Ar lenin sosyalizm ve sava‏

Page 1

1


‫ليــني‬

‫التشتراكية والحرب‬

‫تعريب إواصدار‬

‫دار ابن الوليد‬ ‫مقدمة الطبعة الولى "النجنبية"‬ ‫إن الحرب مستمرة منذ سنة‪ .‬ولقد حدد حزبنا موقفه منها منذ بدايتها في بيان للجنة المركزية‬

‫صيغ في أيلول ‪ 1914‬ونتشر )بعد توزيعه على أعضاء اللجنة المركزية وعلى ممثلي حزبنا‬

‫المسؤولين في روسيا وبعد أخذ موافقتهم( في أول تتشرين الثاني ‪ 1914‬في العدد ‪ 33‬من جريدة‬ ‫التشتراكي الديموقراطي الناطقة بلسان حزبنا‪ . 1‬وبعد ذلك نتشرت ق اررات مؤتمر بون‪ 2‬في العدد‬

‫الربعين منها )‪ 29‬آذار ‪ ،(1915‬وكانت هذه الق اررات عرضًا أكثر دقة لمبادئنا ولتكتيكنا‪.3‬‬

‫وفي الوقت الحاضر يزداد تشيئًا فتشيئًا ظهور الروح الثورية لدى الجماهير في روسيا‪ .‬وتبدو‬

‫مظاهر هذا الحادث في كل مكان من البلد الخرى‪ ،‬رغم أن ميول البروليتاريا الثورية قد أخمدتها‬

‫أكثرية الحزاب التشتراكية الديموقراطية العلنية التي وقفت إلى جانب حكوماتها وبورجوازياتها‪ .‬أن‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬لينين‪ ،‬المؤلفات الكاملة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ج‪ ،21:‬ص‪ 18-9:‬من الطبعة الروسية‬ ‫مؤتمر فروع حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي في البل د النجنبية الذي انعقد من ‪ 27‬تشباط إلى ‪ 4‬آذار ‪ 1915‬في برن )سويسرا(‪.‬وكان انعقا ده بمبا درة من لينين وقام بدور‬ ‫مؤتمر عام للحزب البلشفي‪ ،‬لنه كان من المستحيل أثناء الحرب عقد مؤتمر لعموم روسيا‪ .‬وقد حضر هذا المؤتمر ممثلون للفروع البلشفية في باريس وزوريخ ونجنيف وبرن ولوزان ولكتلة‬ ‫‪ ).‬بونجي‪ .‬وكان لينين فيه ممثل للجنة المركزية وللجريدة الرئيسية وهي‪":‬الحرب ومهمات الحزب"‪،‬وتبنى المؤتمر المقررات التي صاغها لينين)المرنجع السابق ص‪142-137:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪).‬التاكتيك‪ :‬أسلوب التطبيق العملي )المعرب‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬


‫هذا الوضع قد جعل من الضروري‪ ،‬ضرورة ملحة‪ ،‬نتشر كراس يعرض تاكتيك الحزب التشتراكي‬ ‫الديموقراطي فيما يتعلق بموقفه تجاه الحرب‪.‬‬

‫ونحن فيما يلي نعيد نتشر وثائق الحزب كاملة مضيفين إليها بعض التشروح الموجزة‪،‬‬

‫وسنحرص على أن نعرض لجميع البراهين المهمة التي أتت في صالح التاكتيك البورجوازي أو في‬

‫صالح التاكتيك البروليتاري‪ ،‬تلك البراهين التي ظهرت في منتشورات الحزب أو في اجتماعاته‪.‬‬ ‫مقدمة الطبعة الثانية‬

‫كتب هذا الكراس في صيف عام ‪ 1915‬قبيل انعقاد المجلس العام في زيمير فالد‪ .‬وقد ظهر‬ ‫باللمانية وبالفرنسية‪ ،4‬ثم أعيد طبعه كامل في جريدة التشبيبة التشتراكية الديموقراطية النرويجية‪.‬‬

‫وقد دخلت الطبعة اللمانية س ًار إلى ألمانياـ إلى برلين ول يبزيغ وغيرها من المدن ـ ووزعت بصورة‬ ‫سرية أيضًا بواسطة أنصار اليسار الزيميرفالدي‪ 5‬وجماعة كارل ليبكنيخ‪ .‬وطبعت النتشرة الفرنسية‬

‫بصورة سرية في باريس ووزعت من قبل الزيميزفالديين الفرنسيين‪ .‬أما الطبعة الروسية فلم تتسرب‬ ‫إلى روسيا إل بأعداد محددة جدًا وقام بعض العمال بنسخها باليد في موسكو‪.‬‬

‫ونحن نقدم الن النص الكامل لهذا الكراس كوثيقة‪ .‬وعلى القارئ أن يتذكر دائمًا أن هذا‬

‫الكراس كتب في آب ‪ ،1915‬لسيما عند قراءته المقاطع المتعلقة بروسيا‪ :‬روسيا التي كانت في‬

‫ذلك الحين ما تزال قيصرية‪ ،‬روسيا آل رومانوف‪...‬‬

‫‪1918‬‬

‫الشتراكية والحرب‬ ‫الفصل الول‬

‫‪4‬‬

‫‪.‬نشر كراس التشتراكية والحرب في أيلول ‪ 1915‬باللمانية ووزع على أعضاء المؤتمر التشتراكي في زيميرفالد؛ وظهر بالفرنسية عام ‪1916‬‬ ‫‪ 5‬إن اليسار الزيميرفالدي الذي أسسه لينين في مؤتمر الممين التشتراكي الول قد انعقد في مطلع تشهر أيلول ‪ 1915‬في زيميرفالد )سويسرا(‪.‬وقد وصف لينين هذا المؤتمر بأنه "الخطوة‬ ‫الولى" التي خطاها تطور الحركة الممية ضد الحرب‪.‬وقد اتخذ البلشفيك‪ ،‬وعلى رأسهم لينين موقفا ً صحيحاً حتى النهاية هو الموقف الصحيح الوحيد‪.‬وكانت كتلة اليسار الزيميرفالدي هذه‬ ‫تضم أمميين خاطئين مبدئيا أيض ًا‪ .‬رانجع من أنجل نقد أخطائهم مقالت لينين عن "كراس نجونيوس" و"حصيلة النقاش حول حرية تقرير المصير"‪) ،‬لينين‪:‬المؤلفات الكاملة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ج‪:‬‬ ‫‪ ،22‬ص‪ 305-291:‬و ‪ (344-306‬ورسالة ستالين"حول بعض مسائل تاريخ البلشفية"‪) ،‬ي‪.‬ستالين المسائل اللينينية‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪ ،60:‬المنشورات النجتماعية ‪.(1947‬‬

‫‪3‬‬


‫مبادئ التشتراكية وحرب ‪1915 – 1914‬‬ ‫موقف التشتراكيين من الحروب‬ ‫ان التشتراكيين قد تشجبوا دائمًا الحرب بين التشعوب باعتبارها عمل من أعمال البرابرة والقساة‪.‬‬

‫ومع ذلك فأن موقفنا الخاص‪ ،‬تجاه الحرب‪ ،‬يختلف اختلفًا أساسيًا عن موقف المسالمين‬

‫البرجوازيين )أنصار السلم ودعاته( والفوضويين‪ .‬فنحن نتميز عن الولين بأننا نفهم الروابط‬

‫الوثيقة التي تربط الحروب بنضال الطبقات في داخل كل بلد‪ ،‬ونحن نعرف أن من المستحيل‬

‫القضاء على الحروب دون القضاء على الطبقات ودون أقامة التشتراكية؛ ونتميز عنهم أيضًا بأننا‬

‫نعترف اعترافًا تامًا بمتشروعية الحروب الهلية وبطابعها التقدمي وبضرورتها‪ ،‬وأعني بذلك‬ ‫الحروب التي تعلنها الطبقة المضطهدة على الطبقة التي تضطهدها‪ ،‬ويعلنها العبيد على‬

‫المستعبدين‪ ،‬والفلحون القنان على ملك الراضي والعمال المأجورون على البرجوازية‪ .‬ونحن‬ ‫الماركسيين نتميز عن المسالمين والفوضويين بأننا نعترف بضرورة دراسة كل حرب على حدة‬

‫دراسة تاريخية )من وجهة نظر ماركس المادية التاريخية(‪ .‬فقد عرف التاريخ كثي ًار من الحروب‬

‫التي كانت حروبًا تقدمية‪ ،‬رغم جميع الهوال والتشدائد والتشرور واللم التي تنتجها حتمًا كل حرب‬ ‫مهما كانت‪ ،‬وهذا يعني أن تلك الحروب كانت نافعة لتطور البتشرية وساعدت على تدمير النظم‬

‫ل( وعلى تدمير أكثر نظم‬ ‫التي كانت مضرة ورجعية بنوع خاص )الحكم المطلق أو القنانة مث ً‬ ‫الستبداد بربرية في أوروبا )التركية والروسية(‪ .‬فمن الواجب علينا إذًا أن ندرس بدقة خواص‬

‫الحرب الحالية التاريخية‪.‬‬

‫نماذج حروب العصر الحديث التاريخية‬ ‫كانت الثورة الفرنسية الكبرى بداية عصر جديد في تاريخ النسانية فمنذ حدوثها حتى كومون‬ ‫باريس‪ ،‬أي من عام ‪ 1789‬إلى عام ‪ ،1871‬كانت حروب التحرر الوطني‪ ،‬ذات الطابع‬

‫البورجوازي التقدمي‪ ،‬تؤلف أحد نماذج الحرب‪ .‬وبمعنى آخر‪ ،‬كان محتوى هذه الحروب الرئيسي‬ ‫وأهميتها التاريخية يقومان على قلب نظام الحكم المطلق والقطاعية وهدمهما وزعزعة النير‬

‫الجنبي‪ .‬لذلك كانت هذه الحروب حروبًا تقدمية؛ وعلى هذا فأن جميع الديموقراطيين التشرفاء‬

‫والثوريين وجميع التشتراكيين أيضًا قد أظهروا رغبتهم‪ ،‬خلل الحروب التي من هذا النوع‪ ،‬في‬ ‫‪4‬‬


‫نجاح البلد )أي نجاح البورجوازية( التي كانت تهدف إلى قلب اتشد قواعد النظام القطاعي‬ ‫والحكم المطلق واضطهاد التشعوب الجنبية خط ًار إوالى تهديمها‪ .‬لقد كان في حروب فرنسا الثورية‬

‫عنصر من النهب والستيلء على أراضي الغير من قبل الفرنسيين‪ ،‬ولكن هذا المر ل يغير تشيئًا‬

‫من الهمية الساسية لهذا الحروب التي كانت تقوض أركان القطاعية والحكم المطلق في أوروبا‬

‫القديمة‪ ،‬أوروبا القنانة‪ ،‬وتزعزعها‪ .‬وفي الحروب الفرنسية اللمانية قامت ألمانيا بنهب فرنسا‪ ،‬ولكن‬ ‫ذلك ل يغير تشيئًا من الهمية التاريخية الساسية لهذه الحروب التي حررت عتشرات مليين‬

‫اللمان من التجزئة القطاعية ومن الضطهاد الواقع عليهم من قبل طاغيين هما قيصر روسيا‬

‫ونابليون الثالث‪.‬‬ ‫الحرب العدوانية والحرب الدفاعية‬ ‫تركت الحقبة الواقعة بين عامي ‪ 1871 – 1789‬آثا ًار عميقة وانطباعات ثورية‪ .‬فقبل القضاء‬

‫على القطاعية والحكم المطلق والنير الجنبي ل يمكن أن تقوم متشكلة تطور نضال البروليتاريا‬ ‫من أجل التشتراكية‪ .‬إواذا أردنا الكلم عن طابع المتشروعية في الحرب "الدفاعية" بالنسبة إلى‬

‫حروب مثل تلك الحقبة‪ ،‬فأن هدف التشتراكيين كان دائمًا وعلى التحديد ثورة ضد نظام القرون‬

‫الوسطى والقنانة‪.‬‬

‫ان التشتراكيين يعنون بالحرب "الدفاعية" دائمًا الحرب "العادلة" وبهذا المعنى )وقد أخذ بذلك‬

‫ليبكنيخ يومًا(‪ ،‬بهذا المعنى وحده يفهم التشتراكيون‪ ،‬ويثابرون على فهمهم‪ ،‬الطابع التشرعي‬

‫والتقدمي والعادل " للدفاع عن الوطن" أو للحرب "الدفاعية"‪ .‬مثل ذلك‪ :‬لو أعلنت مراكش غدًا‬ ‫الحرب على فرنسا‪ ،‬أو الهند على بريطانيا‪ ،‬أو إيران أو الصين على روسيا فأن هذه الحروب‬

‫ستكون حروبًا "عادلة"‪" ،‬دفاعية" أيًا كان المعتدي الول‪ ،‬وأن كل اتشتراكي سوف يتمنى ظفر الدول‬

‫المضطهدة وغير المستقلة والتي ل تتمتع بكامل حقوقها على الدول "العظمى" المضطهدة‬ ‫والمستعبدة والناهبة‪.‬‬

‫ولكن تصوروا مالكًا لمائة عبد يعلن حربًا على مالك آخر عنده مائتان من أجل قسمة للعبيد‬

‫ل"‪ .‬فمن الواضح أن تطبيق فكرة الحرب "العادلة" أو "الدفاع عن الوطن" على مثل هذه‬ ‫أكثر "عد ً‬ ‫ل لعامة التشعب والبرجوازية الصغيرة والناس الجهلء من قبل‬ ‫الحالة يكون تزوي ًار للتاريخ وتضلي ً‬

‫مستعبدين ماهرين‪ .‬وبهذه الطريقة ذاتها تخدع برجوازية عصرنا الستعمارية التشعوب بواسطة‬ ‫‪5‬‬


‫مباديء "وطنية" وبواسطة فكرة الدفاع عن الوطن‪ ،‬في الحرب الحالية القائمة بين المستعبدين بغية‬ ‫تقوية العبودية والتمكين لها‪.‬‬ ‫الحرب الحالية حرب استعمارية‬ ‫يعترف الجميع تقريبًا بأن الحرب الحالية هي حرب استعمارية ولكنهم في أغلب الحيان‬

‫يتشوهون هذه الفكرة‪ ،‬فهم يطبقونها على جانب واحد أو يوحون بأن من الممكن أن يكون لهذه‬ ‫الحرب قيمة تقدمية برجوازية هي التحرر الوطني‪ .‬ان الستعمار هو أعلى درجة في تطور‬

‫الرأسمالية‪ ،‬وقد وصلت الرأسمالية إلى هذه الدرجة في القرن العتشرين فقط‪ .‬وهي تتشعر منذ الن‬

‫أنها في ضيق في دول أوروبا القديمة التي لم يكن في وسع الرأسمالية القضاء على القطاعية‬

‫بدون ظهورها‪ .‬وقد طورت الرأسمالية التمركز إلى درجة أن صناعات بكاملها قد سيطرت عليها‬ ‫الحتكارات والتروستات واتحادات الرأسماليين أصحاب المليارات‪ ،‬إوالى درجة ان الكرة الرضية‬

‫بكاملها تقريبًا قد قسمت بين هذه "القوى الرأسمالية" على تشكل مستعمرات أو عن طريق ربط بلد‬

‫أجنبية بالوف من روابط الستثمار المالي‪ .‬فاحتل مكان حرية التجارة والمزاحمة ميول إلى الحصر‬

‫إوالى احتلل الراضي لستثمار رؤوس الموال فيها وتناول المواد الولية منها‪..‬الخ فانقلبت‬

‫الرأسمالية من محرر للتشعوب‪ ،‬كما كانت في نضالها ضد القطاعية‪ ،‬إلى مضطهد قوي للمم‪.‬‬

‫كما انقلبت من تقدمية إلى رجعية؛ فقد طورت قوى النتاج إلى درجة أنه لم يعد في وسع النسانية‬ ‫أل النتقال إلى التشتراكية أو متشاهدة النزاع المسلح بين الدول "العظمى" خلل سنين عديدة‪ ،‬بل‬ ‫عتشرات السنين‪ ،‬من أجل الحفاظ المصطنع على الرأسمالية بواسطة المستعمرات والحتكارات‬

‫والمتيازات واضطهاد التشعوب بأتشكال عديدة‪.‬‬ ‫الحرب بين أكبر مالكي العبيد من أجل الحفاظ‬ ‫على العبودية وتقويتها‬ ‫ليضاح دور الستعمار سنثبت فيما يلي إحصاء دقيقًا عن اقتسام العالم من قبل ما يسمى‬

‫بالدول "العظمى" )أي الدول الناجحة في أكبر عمليات النهب(‪.‬‬ ‫اقتسام العالم من قبل الدول "العظمى" المستعبدة‬ ‫الدول‬

‫البلد الستعماري‬

‫المستعمرات‬ ‫‪6‬‬

‫المجموع‬


‫‪1876‬‬

‫"العظمى"‬

‫كيلومتر‬

‫‪1914‬‬

‫السكان‬

‫مربع‬

‫كيلومتر‬

‫‪1914‬‬ ‫كيلومتر‬

‫السكان‬

‫مربع‬ ‫بالمليون‬

‫السكان‬

‫مربع‬ ‫بالمليون‬

‫كيلومتر‬ ‫مربع‬

‫بالمليون‬

‫إنكلت ار‬

‫‪22.5‬‬

‫روسيا‬

‫‪17‬‬

‫‪15.4‬‬

‫فرنسا‬

‫‪0.9‬‬

‫‪6‬‬

‫‪10.6‬‬

‫ألمانيا‬

‫ـ‬

‫ـ‬

‫‪2.9‬‬

‫‪12.3‬‬

‫اليابان‬

‫ـ‬

‫ـ‬

‫‪0.3‬‬

‫‪19.2‬‬

‫السكان‬

‫بالمليون‬

‫‪251.9‬‬

‫‪33.5‬‬

‫‪393.5‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪46.5‬‬

‫‪33.8‬‬

‫‪440‬‬

‫‪17.4‬‬

‫‪33.2‬‬

‫‪5.4‬‬

‫‪136.2‬‬

‫‪22.8‬‬

‫‪169.4‬‬

‫‪55.5‬‬

‫‪0.5‬‬

‫‪39.6‬‬

‫‪11.1‬‬

‫‪95.1‬‬

‫‪0.5‬‬

‫‪3.4‬‬

‫‪77.2‬‬

‫‪0.4‬‬

‫‪0.7‬‬

‫‪72.2‬‬

‫‪64.9‬‬ ‫‪53‬‬

‫الوليات‬ ‫المتحدة‬ ‫الميركية‬

‫ـ‬

‫ـ‬

‫‪0.3‬‬

‫‪9.7‬‬

‫‪9.4‬‬

‫‪97‬‬

‫‪9.7‬‬

‫‪106.7‬‬

‫التشمالية‬ ‫‪ 6‬دول‬ ‫"عظمى"‬

‫‪40.4‬‬

‫‪273.8‬‬

‫‪65‬‬

‫‪523.4‬‬

‫‪16.5‬‬

‫‪437.2‬‬

‫‪81.5‬‬

‫‪960.6‬‬

‫مستعمرات ل تخص الدول العظمى )بل‬ ‫تخص بلجيكا وهولندا ودول أخرى(‬

‫‪9.9‬‬

‫‪45.3‬‬

‫‪9.9‬‬

‫‪45.3‬‬

‫ثلثة بلد "نصف مستعمرة" )تركيا‪ ،‬الصين‪ ،‬إيران(‬

‫‪14,5‬‬

‫‪361,2‬‬

‫المجموع‬

‫‪105.9‬‬

‫‪1367.1‬‬

‫بلد ودول أخرى‬

‫‪28‬‬

‫‪289.9‬‬

‫الكرة الرضية بكاملها )ما عدا المنطقة القطبية(‬

‫‪133.9‬‬

‫‪1657‬‬

‫يظهر من هذا أن التشعوب التي كانت بين عامي ‪ 1871 – 1789‬تناضل في أغلب الوقات‬ ‫على رأس التشعوب الخرى من أجل الحرية قد تحولت الن‪ ،‬منذ عام ‪ ،1876‬على أساس من‬

‫الرأسمالية العالية التطور "والناضجة كثي ًرا" إلى تشعوب مضطهدة وناهبة لغلبية سكان الرض‬

‫وأممها‪ .‬فمن عام ‪ 1876‬إلى عام ‪ 1914‬استولت ست دول "عظمى" على ‪ 25‬مليون كيلومتر‬

‫مربع من الراضي‪ ،‬أي على مساحة تزيد على مساحة أوروبا كلها بمرتين ونصف‪ .‬وأخضعت‬

‫ست دول ما يزيد على نصف مليار )‪ 523‬مليون( من سكان المستعمرات‪ .‬فلكل أربعة من سكان‬

‫الدول "العظمى" خمسة فيما "لها" من مستعمرات‪ .‬أن كل إنسان يعرف أن المستعمرات قد أخذت‬ ‫‪7‬‬


‫بالحديد والنار‪ ،‬وأنه تفرض على سكانها معاملة وحتشية‪ ،‬وأنهم يستثمرون بألف طريقة )بتصدير‬ ‫رؤوس الموال وبالمتيازات‪ ...‬الخ وبغتشهم في مواصفات البضائع التي يبيعونهم أياها‬

‫وباستخدامهم من قبل سلطات المة "المسيطرة" وهكذا إلى ما ل نهاية له من الطرق(‪ .‬أن‬

‫البورجوازية النكلو – فرنسية تخدع التشعب عندما تدعي أنها تخوض الحرب من أجل حرية‬

‫التشعوب وحرية بلجيكا‪ ،‬أنها في الحقيقة تخوض الحرب من أجل المحافظة على مستعمراتها التي‬ ‫ل فيما لو‬ ‫اختطفتها بتشكل مخز‪ .‬ولعل الستعماريين اللمان كانوا يجلون عن بلجيكا وغيرها حا ً‬ ‫قاسمهم النكليز مستعمراتهم "بتشرف"‪ .‬فالحالة تتصف بهذا التشيء الصيل وهو أنه في هذه‬

‫الحرب يتقرر مصير المستعمرات بواسطة الحرب في البر الوروبي‪ .‬فمن وجهة نظر العدالة‬

‫البرجوازية والحرية الوطنية )أو حق المم في الوجود( قد تكون ألمانيا محقة في نزاعها مع إنكلت ار‬ ‫وفرنسا لنها "محرومة" من المستعمرات؛ وأن أعداءها يبالغون في اضطهاد التشعوب أكثر منها‬

‫هي نفسها‪ ،‬وعند حليفتها النمسا يتمتع السلف المضطهدون‪ ،‬بل جدال‪ ،‬بحرية أكثر من الحرية‬ ‫التي يتمتع بها السلف في روسيا القيصرية التي هي في الحقيقة "سجن التشعوب"‪ .‬ومع ذلك فأن‬ ‫ألمانيا نفسها تخوض الحرب ل لتحرر التشعوب بل لتضطهدها وليس من واجب التشتراكيين‬

‫مساعدة قاطع طريق أقوى وأكثر تشبابًا )ألمانيا( في سلب قاطع طريق مسن متخوم‪ .‬أن على‬

‫التشتراكيين أن يستفيدوا من الحرب التي يتشنها قاطع الطرق على بعضهم بعضًا للقضاء عليهم‬

‫جميعًا‪ .‬فيجب على التشتراكيين من أجل هذا‪ ،‬وقبل كل تشيء‪ ،‬أن يقولوا الحقيقة للتشعب‪ ،‬حقيقة أن‬

‫ل‪ ،‬حرب‬ ‫هذه الحرب هي‪ ،‬من ثلث جهات‪ ،‬حرب بين المستعبدين من أجل دعم العبودية‪ .‬فهي أو ً‬

‫ل" يليه استثمار أكثر "تنسيقًا"‬ ‫من أجل دعم استعباد المستعمرات عن طريق أجراء قسمة أكثر "عد ً‬

‫لهذه المستعمرات؛ وهي‪ ،‬ثانيًا‪ ،‬حرب من أجل زيادة اضطهاد المم الجنبية في داخل الدول‬ ‫"العظمى" ذاتها لن النمسا وروسيا )وروسيا أقسى وأسوأ من النمسا( ل تتماسكان أل بهذا‬

‫الضطهاد الذي تزيدانه بالحرب؛ وهي ثالثًا‪ ،‬حرب من أجل دعم عبودية العمل المأجور ومد‬

‫أجلها‪ ،‬لن البروليتاريا تظل منقسمة ومنهوكة القوى بينما يستفيد الرأسماليون فيثرون من الحرب‬

‫ويثيرون النعرات القومية ويتشدون من أزر الرجعية التي رفعت رأسها في جميع البلد حتى في‬ ‫البلد الجمهورية التي هي أكثر حرية من غيرها‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫"الحرب هي امتداد للسياسة بطرق أخرى"‬ ‫)عنيفة(‬ ‫أن هذه الحكمة التشهيرة هي لكلوزوتيز أحد متشاهير الكتاب في المسائل الحربية‪ .‬والماركسيون‬ ‫يقومون دائمًا هذه الفكرة‪،‬لسباب وجيهة‪ ،‬على أنها الساس النظري لمفهومهم عن دور كل حرب‬

‫من الحروب‪ .‬وكان ماركس وأنجلز ينظران دائمًا إلى مختلف الحروب من وجهة النظر هذه تمامًا‪.‬‬ ‫إذا طبقنا وجهة النظر هذه على الحروب الحالية‪ ،‬فسنرى خلل عتشرات السنين‪ ،‬خلل نصف‬

‫قرن تقريبًا‪ ،‬أن الحكومات والطبقات المسيطرة في إنكلت ار وفرنسا وألمانيا وايطاليا والنمسا وروسيا‬

‫تتبع سياسة نهب المستعمرات واضطهاد المم الخرى وسحق الحركة العمالية‪ .‬فهذه السياسة‪ ،‬هذه‬

‫السياسة وحدها‪ ،‬هي السياسة المتبعة في الحرب الحالية‪ .‬ففي النمسا وروسيا على وجه الخصوص‬

‫تقوم سياسة أيام السلم‪ ،‬مثل سياسة أيام الحرب‪ ،‬على إخضاع التشعوب وليس على تحريرها‪ .‬وعلى‬

‫عكس هذا نتشهد خلل عتشرات السنين الخيرة في الصين إوايران والهند والبلد المستعمرة الخرى‬

‫سياسة استيقاظ عتشرات مليين البتشر ومئاتها على الحياة الوطنية‪ ،‬سياسة تنحو نحو تحريرهم من‬

‫نير الدول “العظمى" الرجعية‪ .‬أن الحرب في هذا الميدان التاريخي يمكن أن تكون‪ ،‬حتى في هذه‬ ‫اليام‪ ،‬حربًا بورجوازية تقدمية‪ ،‬حربًا للتحرر الوطني‪.‬‬

‫ويكفينا أن ننظر إلى الحرب الحالية على أنها امتداد لسياسة الدول "العظمى" والطبقات‬

‫ل ما في الرأي الذي يمكنهم بواسطته‬ ‫الرئيسية المتشتركة فيها‪ ،‬خلل هذه الحرب حتى نلحظ حا ً‬

‫تبرير فكرة "الدفاع عن الوطن" في الحرب الحالية من طابع الخداع والرياء والمعاكسة الصارخة‬ ‫للتاريخ‪.‬‬ ‫مثال بلجيكا‬ ‫أن اتشتراكيي الحلف الثلثي )أصبح اليوم رباعيًا( العنصريين‪) 6‬في روسيا‪ :‬بليخانوف‬

‫وتشركاؤه( يحبون بصورة خاصة التيان بمثال البلجيك‪ .‬ولكن هذا المثال ينهض ضدهم فقد خرق‬ ‫الستعماريون اللمان‪ ،‬بدون حياء‪ ،‬حياد بلجيكا مثلما تفعل دائمًا‪ ،‬وفي كل مكان‪ ،‬الدول المتحاربة‬

‫التي تطأ بقدمها عند الحاجة جميع المعاهدات والتفاقات‪ .‬لنقبل الفكرة القائلة بأن جميع الدول‬

‫التي لها مصلحة في احترام المعاهدات الدولية قد تعلن الحرب على ألمانيا طالبة منها النسحاب‬

‫من بلجيكا والتعويض عليها‪ .‬ففي مثل هذه الحالة تكون عاطفة التشتراكيين‪ ،‬كما هو منتظر‪ ،‬إلى‬ ‫‪6‬التشتراكيون العنصريون ‪ : Les social – chauvins‬هم التشتراكيون أصحاب الميول القومية والوطنية المتعصبة الذين يبيحون اضطها د قوميتهم للقوميات الخرى سواء في داخل بل دهم‬ ‫أو في المستعمرات )المعرب(‬

‫‪9‬‬


‫جانب أعداء ألمانيا‪ .‬ولكن الواقع هو على الضبط أن الحرب قد خاضها "الحلف الثلثي‬ ‫)الرباعي(" ليس من أجل بلجيكا‪ :‬وهذا تشيء معروف تمامًا ول يخفيه إل المراءون‪ .‬أن إنكلت ار‬

‫تنهب مستعمرات ألمانيا وتركيا‪ ،‬وتفعل روسيا التشيء نفسه في غاليسيا وتركيا؛ وتحاول فرنسا‬

‫الحصول على اللزاس واللورين بل على ضفة نهر الرين اليسرى أيضًا‪ ،‬وعقدت مع ايطاليا معاهدة‬ ‫لقتسام الغنيمة‪ .‬ففي مجال الحرب الحالية يتعذر على الحكومات القائمة مساعدة بلجيكا عن‬

‫طريق غير طريق المساعدة على خنق النمسا أو تركيا‪ ...‬الخ! فأي مكان "للدفاع عن الوطن"‬

‫هنا؟ هذا هو تمامًا طابع الحرب الستعمارية الخاص‪ ،‬إنها حرب تنتشب بين الحكومات البرجوازية‬

‫الرجعية‪ ،‬التي أنهت دورها التاريخي بغية اضطهاد المم الخرى‪ .‬فكل من يبرر التشتراك في هذه‬ ‫الحرب يمد في أجل اضطهاد المم الستعماري وكل من يريد استغلل مصاعب الحكومات‬

‫الحالية في سبيل الثورة التشتراكية يدافع حقيقة عن حرية جميع المم الحقيقية‪ ،‬تلك الحرية التي ل‬

‫يمكن أن تتحقق إل في ظل النظام التشتراكي‪.‬‬

‫لماذا تخوض روسيا الحرب؟‬ ‫أن الستعمار الرأسمالي‪ ،‬الذي هو من نوع جديد في روسيا‪ ،‬يتبدى بوضوح في سياسة‬ ‫القيصرية تجاه إيران ومنتشوريا ومنغوليا؛ ولكن الذي يسود روسيا‪ ،‬بصورة عامة‪ ،‬هو الستعمار‬ ‫العسكري والقطاعي‪ .‬فل يوجد مكان في العالم يضطهد فيه سكان البلد مثل اضطهادهم في‬ ‫روسيا‪ :‬فالروس الكبار‪ 7‬ل يؤلفون أل‬

‫‪ % 43‬من مجموع السكان‪ ،‬أي أقل من النصف‪ ،‬بينما الخرون جميعًا محرومون من الحقوق‬

‫لنهم من جنس آخر‪ .‬فبين المائة والسبعين مليونًا الذي يقطنون روسيا يوجد ما يقرب من مائة‬

‫مليون من المضطهدين والمحرومين من الحقوق‪ .‬أن القيصرية تدخل الحرب لحتلل غاليسيا‬ ‫والقضاء نهائيًا على حرية الوكرانيين والستيلء على أرمينيا والقسطنطينية‪..‬الخ‪ .‬فالقيصرية‬

‫ترى في الحرب أداة لتحويل النقمة المتزايدة في البلد عنها‪ ،‬ولسحق الحركة الثورية الصاعدة‪.‬‬ ‫ونعد اليوم مقابل كل أثنين من الروس الكبار في روسيا أثنين أو ثلثة من "الجناس الخرى"‬ ‫محرومين من الحقوق‪ :‬فعن طريق الحرب تسعى القيصرية إلى أن تزيد من عدد المم‬

‫المضطهدة من قبل روسيا إوالى أن تدعم هذا الضطهاد وتقضي على نضال الروس الكبار‬

‫أنفسهم في سبيل الحرية‪ .‬أن أمكانية اضطهاد التشعوب الخرى ونهبها تمد في أجل الضعف‬

‫‪7‬‬

‫أي سكان المنطقة المعروفة باسم روسيا‪ ،‬وهم الروس الصليون )المعرب(‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫القتصادي إذ يستعاض عن تطوير قوى النتاج في أغلب الحيان بالستغلل نصف القطاعي‬ ‫"للجناس الخرى" كمورد للدخل‪ .‬وهكذا تتميز الحرب‪ ،‬بالنسبة إلى روسيا‪ ،‬برجعية متنمرة‬

‫وبطابع الكره لحركة التحرر‪.‬‬

‫ما هي التشتراكية العنصرية؟‬ ‫أن التشتراكية العنصرية تتبنى " الدفاع عن الوطن" في الحرب الحالية‪ .‬وينتج عن هذه الفكرة‬ ‫بالتالي ترك النضال الطبقي أثناء الحرب‪ ،‬والتصويت إلى جانب العتمادات الحربية‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫والحقيقة هي أن التشتراكيين العنصريين يمارسون ٍسياسة معادية للبروليتاريا‪ ،‬سياسة بورجوازية‪،‬‬ ‫لنهم في الحقيقة ل يقرون "الدفاع عن الوطن" على أنه نضال ضد النير الجنبي‪ ،‬بل يقرون‬

‫"حق" هذه أو تلك من الدول "العظمى" في نهب المستعمرات وفي اضطهاد التشعوب الخرى‪ .‬أن‬

‫التشتراكيين العنصريين يتبنون تضليل البورجوازية للتشعب بادعائهم أن الحرب قد أعلنت للدفاع‬

‫عن الحرية وعن كيان المم‪ ،‬وهم على هذه الصورة يقفون إلى جانب البورجوازية ضد البروليتاريا‪.‬‬ ‫وأن أمثال كاوتسكي الذين يعترفون لتشتراكيي جميع الدول المتحاربة على السواء بحق "الدفاع‬

‫عن الوطن" هم اتشتراكيون عنصريون مثل أولئك الذين يدافعون عن الحكومات البورجوازية في‬ ‫أحد طرفي الدول المتحاربة‪ .‬وأن التشتراكية العنصرية التي تجيز‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬الدفاع عن‬

‫مصالح بورجوازيتها الستعمارية الخاصة )أو أية بورجوازية غيرها بصورة عامة( وعن إمتيازاتها‬

‫ونهبها وقسوتها‪ ،‬أن هذه التشتراكية عبارة عن خيانة تامة لجميع المعتقدات التشتراكية ولقرار‬ ‫المؤتمر التشتراكي الممي في بال‪.8‬‬

‫بيان بال‬ ‫أن البيان عن الحرب الذي صوت عليه بالجماع عام ‪ 1912‬في بال كان يعني تمامًا الحرب‬

‫التي نتشبت في عام ‪ 1914‬بين انكلت ار وألمانيا مع حلفائهما الحاليين‪ .‬وقد صرح البيان بوضوح‬ ‫بأن أية مصلحة للتشعب ل تبرر مثل هذه الحرب التي أتشعلت من أجل "فائدة الرأسماليين‬

‫وامتيازات السر الحاكمة" على أساس سياسة استعمارية جتشعة تمارسها الدول العظمى‪ .‬وقد‬

‫أعلن البيان بوضوح أن الحرب تتشكل خط ًار "على الحكومات" )جميعها بدون استثناء(‪ ،‬وأتشار‬ ‫‪ 8‬مؤتمر بال للممية الثانية عقد من ‪ 24‬إلى ‪ 25‬تشرين الثاني عام ‪ .1912‬وقد دعي إليه على أنه مؤتمر فوق العا دة لبحث الحرب البلقانية وخطر نشوب الحرب الوربية‪ .‬وقد تبنى المؤتمر‬ ‫بياني ًا أتشار فيه إلى الجوهر الستعماري في الحرب العالمية المقبلة‪ ،‬و دعا اتشتراكيي نجميع البل د إلى النضال الفعال ضد الحرب )رانجع بشأن بيان بال ما كتبه لينين أيضا ً بعنوان‪":‬إخفاق‬ ‫الممية الثانية"‪ ،‬المؤلفات الكاملة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ج‪ ،21:‬ص‪ .193 - 184:‬ونص البيان منشور كملحق لكتاب الستعمار أعلى مراحل الرأسمالية‪ ،‬المنشورات النجتماعية عام ‪.(1952‬‬

‫‪11‬‬


‫إلى ما تتشعر به هذه الحكومات من خوف أمام "الثورة البروليتارية"‪ .‬وأعاد إلى الذاكرة بوضوح تام‬ ‫مثال كومون عام ‪ 1871‬وكومون تتشرين أول – كانون أول عام ‪ ،1905‬أي مثال الثورة والحرب‬ ‫الهلية‪ .‬وهكذا وضع بيان بال‪ ،‬من أجل الحرب الحالية على التحديد‪ ،‬تكتيك نضال العمال‬

‫الثوري ضد حكوماتهم على الصعيد العالمي‪ ،‬أي تكتيك الثورة البروليتارية‪.‬‬

‫وقد استعار بيان بال تعابير قرار ستوتغارت حيث يقول‪ :‬على التشتراكيين‪ ،‬في حال نتشوب‬ ‫الحرب أن يستفيدوا من "الزمة القتصادية والسياسية" الناجمة عن الحرب لكي "يزيدوا من سرعة‬

‫انهيار الرأسمالية"‪ ،‬أي عليهم أن يستفيدوا من المصاعب‪ ،‬التي تضعها الحرب أمام الحكومات‪،‬‬ ‫ومن غضب الجماهير لصالح الثورة التشتراكية‪.‬‬

‫أن سياسة التشتراكيين العنصريين‪ ،‬وهي السياسة التي تميل إلى تبرير الحرب من وجهة نظر‬

‫التحرر البورجوازي‪ ،‬إوالى قبول فكرة "الدفاع عن الوطن‪ ،‬إوالى التصويت إلى جانب العتمادات‪،‬‬

‫إوالى التشتراك في الو ازرات‪..‬الخ‪ ،‬أن هذه السياسة هي خيانة سافرة للتشتراكية ول يمكن تفسيرها‪،‬‬ ‫كما سنرى فيما بعد‪ ،‬أل بظفر النتهازية والسياسة العمالية الحرة – الوطنية في داخل أكثرية‬ ‫الحزاب الوروبية‪.‬‬

‫إساءة الستتشهاد بأقوال ماركس وأنجلز‬ ‫يستتشهد التشتراكيون العنصريون الروس )وعلى رأسهم بليخانوف( بتكتيك ماركس في حرب‬ ‫‪ .1870‬ويستتشهد التشتراكيون العنصريون اللمان )أمثال لنش ودافيد واضرابهما( بتصريحات‬

‫أنجلز عام ‪ 1891‬عن الضرورة الملحة في قيام التشتراكيين اللمان بالدفاع عن الوطن في حال‬ ‫نتشوب الحرب بين ألمانيا وبين روسيا وفرنسا مجتمعتين‪ .‬ويستتشهد التشتراكيون العنصريون‪ ،‬أمثال‬ ‫كاوتسكي‪ ،‬الراغبون في إجازة العنصرية على نطاق عالمي وتبريرها‪ ،‬بأن ماركس وأنجلز كانا‪،‬‬

‫رغم تشجبهما الحروب يقفان بثبات‪ ،‬من ‪ 1854‬إلى ‪ ،1855‬ومن ‪ 1870‬إلى ‪ ، 1871‬ومن‬ ‫‪ ، 1877 - 1876‬إلى جانب هذه أو تلك من الدول المتحاربة منذ أن تنتشب الحرب‪.‬‬

‫أن جميع هذه الستتشهادات ليست إل تتشويهًا مخربًا لمفاهيم ماركس وأنجلز يقصد به خدمة‬

‫البورجوازية والنتهازيين وهي في ذلك مثل تتشويه كتابات الفوضويين )الغليوميين وتشركائهم(‬

‫لمفاهيم ماركس وأنجلز بقصد تبرير الفوضوية‪ .‬لقد كانت حرب ‪ ،1871-1870‬بالنسبة إلى‬

‫ألمانيا‪ ،‬حربًا تقدمية تاريخيًا حتى هزيمة نابليون الثالث الذي اضطهد ألمانيا مدة طويلة بالتشتراك‬

‫ل تجزؤها القطاعي‪ .‬ومنذ أن تحولت الحرب إلى نهب لفرنسا )الحاق اللزاس‬ ‫مع القيصر مستغ ً‬ ‫‪12‬‬


‫واللورين بألمانيا( أدان ماركس وأنجلز اللمان بقوة‪ .‬وأخي ًرا‪ ،‬فمنذ بداية تلك الحرب أيد ماركس‬ ‫وأنجلز رفض بيبل وليبكنيخ التصويت إلى جانب العتمادات الحربية‪ ،‬ونصحا التشتراكية‬

‫الديموقراطية بعدم النضمام إلى البرجوازية وبالنضال لحماية مصالح البروليتاريا الطبقية‪ .‬أن‬ ‫التيان بتقويم ماركس وأنجلز لتلك الحرب التقدمية البرجوازية‪ ،‬حرب التحرر الوطني‪ ،‬في مجال‬

‫حرب هذه اليام الستعمارية هو سخر بالحقيقة‪ .‬وأن المر لكذلك‪ ،‬وبصورة أوضح‪ ،‬بالنسبة إلى‬ ‫حرب ‪ ،1855 – 1854‬وبالنسبة إلى جميع حروب القرن التاسع عتشر حيث لم يكن هناك ل‬

‫الستعمار الحالي ول التشروط الموضوعية التي أصبحت متوفرة لوجود التشتراكية ول الحزاب‬ ‫التشتراكية الجماهيرية في جميع البلد المتحاربة‪ ،‬أي أنه لم تكن هناك التشروط التي استخلص‬

‫منها بيان بال تكتيك "الثورة البروليتارية" فيما يتعلق بالحرب بين الدول العظمى‪.‬‬

‫ان الستناد‪ ،‬في هذه اليام‪ ،‬إلى موقف ماركس تجاه حروب البورجوازية التقدمية‪ ،‬ونسيان قول‬

‫ماركس‪" :‬بأن العمال ل وطن لهم" قول يناسب على وجه الدقة عصر البورجوازية الرجعية التي‬ ‫فات زمانها‪ ،‬أي عصر الثورة التشتراكية‪ ،‬أن ذلك الستناد وذلك النسيان هما تتشويه وضيع‬

‫لماركس‪ ،‬واستبدال لوجهة النظر التشتراكية بوجهة النظر البورجوازية‪.‬‬

‫أخفاق الممية الثانية‬ ‫أعلن اتشتراكيو العالم أجمع بصراحة عام ‪ 1912‬في بال أنهم يعتبرون الحرب الوروبية المقبلة‬

‫ل ينبغي أن يزيد من سرعة‬ ‫ل "إجراميًا" وفي منتهى الرجعية بالنسبة إلى جميع الحكومات؛ عم ً‬ ‫عم ً‬ ‫سير الرأسمالية نحو الهاوية لنه سوف يؤدي حتمًا إلى الثورة عليها‪ .‬لقد نتشبت الحرب وحلت‬ ‫الزمة‪ .‬ولكن أكثرية الحزاب التشتراكية الديموقراطية تبنت تكتيكًا رجعيًا ووقفت إلى جانب‬

‫حكوماتها وبورجوازياتها عوضًا عن تبنيها التكتيك الثوري‪ .‬وينبغي علينا‪ ،‬أمام هذه الخيانة التي‬

‫تتشير إلى إخفاق الممية الثانية )‪ (1914 – 1889‬أن نتبين سبب هذا الخفاق‪ ،‬وما هو الباعث‬ ‫على ظهور التشتراكية العنصرية وما هو مصدر قوتها‪.‬‬ ‫التشتراكية العنصرية هي منتهى النتهازية‬ ‫أثناء قيام الممية الثانية أستمر النضال داخل الحزاب التشتراكية الديموقراطية في كل مكان‬

‫بين الجناح الثوري والجناح النتهازي‪ .‬ففي كثير من البلد كانت هذه النقطة سبب النتشقاق )في‬ ‫‪13‬‬


‫انكلت ار إوايطاليا وهولندا وبلغاريا(‪ .‬ولم يكن أي ماركسي يتشك في أن النتهازية تعبر عن السياسة‬ ‫البرجوازية داخل الحركة العمالية‪ ،‬وفي أنها تعبر عن مصالح البرجوازية الصغيرة وعن تحالف‬

‫أقلية صغيرة من العمال المتبرجزين ‪ ...Embourgeoises‬مع "بورجوازيتهم" ضد مصالح‬ ‫جماهير التشغيلة‪ ،‬جماهير المضطهدين‪.‬‬

‫أن ظروف نهاية القرن التاسع عتشر الموضوعية كانت تقوي النتهازية بصورة خاصة‪ .‬أنها‬

‫كانت تحول الستفادة من المتشروعية البورجوازية إلى عبودية للبورجوازية‪ ،‬وتخلق فئة بيروقراطية‬ ‫وأرستقراطية قليلة بين صفوف الطبقة العاملة‪ ،‬وتجذب إلى صفوف الحزاب التشتراكية‬

‫الديموقراطية عددًا من "رفاق الطريق" البورجوازيين الصغار‪.‬‬

‫لقد حثت الحرب التطور وحولت النتهازية إلى اتشتراكية عنصرية‪ ،‬أي أنها حولت التحالف‬

‫السري بين النتهازية والبورجوازية إلى تحالف مكتشوف‪ .‬وبالضافة إلى ذلك فأن السلطات‬

‫العسكرية قد أعلنت في كل مكان الحكام العرفية والكبت بحق جماهير العمال الذين أنحاز قادتهم‬ ‫القدماء بالجملة تقريبًا إلى جانب البورجوازية‪(.‬‬

‫أن أساس النتهازية القتصادي هو أساس التشتراكية العنصرية القتصادي نفسه‪ :‬مصالح‬

‫الفئة الصغيرة من العمال المتميزين‪ ،9‬ومصالح البورجوازيين الصغار الذين يدافعون عن وضعهم‬ ‫الممتاز وعن "حقوقهم" في فتات الرباح الناتجة عن نهب المم الخرى من قبل بورجوازية‬ ‫بلدهم‪ ،‬وفي الفوائد الناجمة عن كون هذه البورجوازية دولة عظمى‪...‬الخ‪.‬‬

‫إن مضمون النتهازية السياسي والفكري هو مضمون التشتراكية العنصرية نفسه‪ :‬تحالف‬

‫ل من تناحرها‪ ،‬وهجر وسائل النضال الثورية‪ ،‬ومساعدة "حكوماتهم" عند التشدة عوضًا‬ ‫الطبقات بد ً‬

‫عن الستفادة من مصاعبها لصالح الثورة‪ .‬إواذا نظرنا إلى البلد الوروبية بمجموعها ولم ندخل‬ ‫في حسابنا بعض التشخصيات )مهما عظم تأثيرها( نلحظ أن التيار النتهازي كان حصن‬

‫التشتراكية العنصرية الرئيسي‪ ،‬وأنه كان يرتفع من معسكر الثوريين في كل مكان احتجاج‪ ،‬يختلف‬

‫مدى استم ارره‪ ،‬ضد هذا التيار‪ .‬إواذا درسنا تكتل الميول في المؤتمر التشتراكي الممي في‬

‫‪ - 9‬أي العمال الذين يتمتعون بأوضاع ممتازة )المعرب(‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪10‬‬ ‫ل‪ ،‬نلحظ أن الماركسية الممية كانت ضد الستعمار‪ ،‬وأن النتهازية‬ ‫ستوتغارت عام ‪ 1907‬مث ً‬

‫الممية كانت تدعمه في الوقت ذاته‪.‬‬

‫التحاد مع النتهازية هو تحالف العمال مع بورجوازيتهم القومية‬ ‫وانتشقاق الطبقة العمالية الثورية الممية‬ ‫على الرغم من أن النتهازية كانت في الحقبة السابقة للحرب تعتبر في الغالب كفئة "على حدة"‬ ‫و "طرفًا"‪ ،‬فأنه لم يمكن ينظر إليها على أنها ليست جزءًا متممًا للحزاب التشتراكية الديموقراطية‪.‬‬ ‫ولكن الحرب برهنت على أن هذه الحالة أصبحت مستحيلة الدوام منذ ذلك الحين‪ .‬فقد بلغت‬

‫النتهازية غايتها وسارت إلى آخر التشوط في دورها كسفير للبورجوازية في الحركة العمالية‪.‬‬ ‫ل له في الحزب التشتراكي‬ ‫فأصبحت الوحدة مع النتهازيين نسيجًا من الرياء الذي نرى مثا ً‬

‫الديموقراطي اللماني‪ .‬ففي المناسبات الكبرى )أثناء تصويت الرابع من آب‬

‫‪11‬‬

‫ل( يقدم‬ ‫مث ً‬

‫النتهازيون إنذارهم النهائي ويضعونه موضع التنفيذ مستخدمين في ذلك علقاتهم العديدة‬ ‫بالبورجوازية‪ ،‬وأكثريتهم في إدارات النقابات ‪ ..‬الخ‪ .‬والوحدة مع النتهازيين تعني اليوم‪ ،‬من الناحية‬

‫العملية‪ ،‬خضوع الطبقة العاملة لبورجوازيتها القومية "الخاصة"‪ ،‬وارتباطها بها بغية اضطهاد المم‬ ‫الخرى‪ ،‬والصراع من أجل المتيازات الستعمارية عدا عن أنها تمزيق للبروليتاريا الثورية في‬

‫جميع البلد‪.‬‬

‫ومهما كان النضال‪ ،‬في بعض الحالت‪ ،‬قاسيًا ضد النتهازيين الذين هم أصحاب السيطرة في‬

‫ل في بعض البلد‪،‬‬ ‫بعض المنظمات‪ ،‬ومهما كان سير عملية تطهير الحزاب العمالية منهم أصي ً‬ ‫فأن هذا السير تشيء منتج ل بد منه‪ .‬أن التشتراكية الصلحية تحتضر‪ ،‬والتشتراكية الناهضة "‬ ‫سوف تكون ثورية ل تقبل التسويات وانتفاضية" حسب تعبير التشتراكي الفرنسي الصائب بول‬

‫غولي‪.‬‬

‫‪ - 10‬انعقد مؤتمر ستوتغارت للممية الثانية من ‪ 18‬إلى ‪ 24‬آب عام ‪ .1907‬وقد مثسل حسزب العمسال التشستراكي السديموقراطي الروسسي ‪ 37‬منسدوبًا‪ .‬وحضسره عسن الجسانب البولشسفيكي لينيسن‬ ‫ولوناتشارسكي وليتفينوف وآخرون‪.‬‬ ‫ان أعمال المؤتمر الساسية قد استمر في اللجان‪ ،‬حيث وضعت مشاريع قرارات لتصوت عليهسا الهيئسة العامسة‪ .‬وقسد اتشسترك لينيسن فسي أعمسال اللجنسة الستي كلفست بتهيئسة مشسروع قسرار حسول‬ ‫الحكومات العسكرية والنزاعات العالمية‪ .‬وأ دخل لينين بالتشتراك مع روزا لوكسمبورغ تعديلً تاريخي اً على مشروع القرار المقدم من بيبل‪ .‬ويقضي هسسذا التعسسديل بسسأن مسسن وانجسسب التشسستراكيين‬ ‫الستفا دة من الزمة النانجمة عن الحرب لثارة الجماهير وقلب الرأسمالية‪ .‬فتبنى المؤتمر التعسديل‪).‬رانجسع عسن المسؤتمر مقالسة لينيسن الستي بعنسوان‪" :‬مسؤتمر سستوتغارت التشستراكي الممسي"‪،‬‬ ‫المؤلفات الكاملة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ج‪ ،13:‬ص‪ 65 – 59:‬و ‪.( 77 -66‬‬ ‫‪11‬‬

‫في الرابع من آب عام ‪ 1914‬صوتت الكتلة التشتراكية الديموقراطية في الرايخستاغ إلى جانب العتمادات الحربية لحكومة غليوم الثاني من أجل دعم الحرب الستعمارية‪ .‬وقد عمد زعماء‬

‫التشتراكية الديموقراطية اللمانية‪ ،‬بخيانتهم للطبقة العمالية‪ ،‬إلى اتخاذ موقف التشتراكية العنصرية والدفاع عن بورجوازيتهم الستعمارية‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫"الكاوتسكية"‬ ‫ل نموذجيًا فذًا عن الطريقة التي يؤدي إليها‬ ‫يعطينا كاوتسكي‪ ،‬أكبر متنفذ في الممية الثانية‪ ،‬مثا ً‬

‫ل‬ ‫ل فهم الماركسية الحرفي حيث يحولها هذا الفهم إلى "ستروفية‪ "12‬أو "برينتانية‪ ."13‬ونجد مثا ً‬ ‫فع ً‬

‫آخر لذلك في بليخانوف‪ .‬فبالستعانة بسفسطائية خالصة جرد هؤلء الماركسية من روحها الحية‪،‬‬

‫من الثورية‪ .‬فهم يقبلون كل تشيء في الماركسية ما عدا الطريقة الثورية في النضال‪ ،‬إوان دعايتهم‬

‫وأعمالهم وتربيتهم للجماهير هي في هذا التجاه تمامًا‪ .‬وباحتقار لجميع المبادىء "وفق" كاوتسكي‬

‫بين الفكرة التشتراكية العنصرية الساسية‪ ،‬وهي تبني الدفاع عن الوطن في الحرب الحالية‪ ،‬وبين‬ ‫ما تنازل به سياسيًا ومعنويًا لصالح اليساريين من مثل المتناع عن التصويت إلى جانب‬

‫العتمادات الحربية والعتراف لفظًا بوجود روح المعارضة لديه‪ ..‬الخ‪ .‬أن كاوتسكي الذي وضع‬

‫ل عن دنو عهد الثورات وعن الروابط التي تربط الحرب بالثورة‪ ،‬كاوتسكي‬ ‫عام ‪ 1909‬كتابًا كام ً‬

‫الذي وقع عام ‪ 1912‬بيان بال عن الستفادة ثوريًا من الحرب المقبلة‪ ،‬أن كاوتسكي هذا يحاول‬

‫اليوم تبرير التشتراكية العنصرية وتمويهها بتشتى الوسائل‪ .‬وقد انضم‪ ،‬مثل بليخانوف‪ ،‬إلى‬ ‫البورجوازية ليه أز بكل فكرة ثورية وبكل العمال الرامية إلى نضال ثوري مباتشر‪.‬‬

‫ول تستطيع الطبقة العاملة القيام بدورها الثوري العالمي إذا لم تناضل بدون هوادة ضد هذا‬

‫التنكر وهذا التخاذل وهذا التساهل الدنيء حيال النتهازية التي هي تتشويه نظري كبير للماركسية‪.‬‬ ‫وليست الكاوتسكية ابنة الصدفة‪ ،‬أنها نتاج اجتماعي لتناقضات الممية الثانية وللمانة الحرفية‬ ‫للماركسية ممزوجًا بالخضوع الفعلي للنتهازية‪.‬‬

‫وفي مختلف البلد ظهر هذا الكذب "الكاوتسكي" الساسي تحت أتشكال مختلفة‪ .‬ففي هولندا‬

‫رفض "رولند‪-‬هوست" فكرة الدفاع عن الوطن ودافع عن قضية الوحدة مع حزب النتهازيين وفي‬ ‫روسيا‪ ،‬رفض "تروتسكي" تلك الفكرة ودافع أيضًا عن قضية الوحدة مع فريق ناتشا ازريا‪ 14‬النتهازي‬ ‫والعنصري‪ .‬وفي رومانيا أعلن "راكوفسكي" الحرب على النتهازية التي كانت السبب في أخفاق‬

‫الممية‪ ،‬وكان على استعداد في الوقت نفسه للعتراف بمتشروعية الدفاع عن الوطن‪ .‬هذه هي‬ ‫مظاهر العلة التي أطلق عليها الماركسيون الهولنديون )غورتر وبانيكوك( أسم‪" :‬الراديكالية‬

‫‪ 12‬رانجع الفصل الرابع من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 13‬البرينتانية‪ :‬مذهب بورنجوازي إصلحي "يعترف بالمدرسة الرأسمالية ولكنه يرفض مدرسة النضال الطبقي الثوري" )لينين(‪.‬و ل‪ .‬برينتانو‪ :‬اقتصا دي بورنجوازي ألماني من أنصار ما‬ ‫يسمى "باتشتراكية الدولة"‪ .‬حاول البرهنة على ان المساواة النجتماعية ممكنة التحقيق ضمن إطار الرأسمالية عن طريق الصلحات وبالتوفيق بين مصالح الرأسماليين والعمال‪ .‬وقد أرا د‬ ‫برينتانو وأنصاره‪ ،‬تحت ثوب من الكلم الماركسي الفارغ‪ ،‬ان يربط الحركة العمالية بمصالح البورنجوازية‪) .‬المعرب(‬ ‫‪ 1414‬ناتشازاريا ‪) nacha zaria‬فجرنا(‪ :‬مجلة تشهرية مرخصة للمنشفيك – المصفين‪ .‬ظهرت بين عامي ‪ 1910‬و ‪ 1914‬في بطرسبورغ‪ .‬وحول ناتشازاريا التف‪ ،‬في روسيا‪ ،‬وسط‬ ‫المصفين‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫السلبية" والتي كانت تهدف إلى أن تستبدل الماركسية الثورية بالنتقائية في القضايا النظرية‪،‬‬ ‫وبالخنوع والعجز أمام النتهازية في القضايا العملية‪.‬‬ ‫تشعار الماركسيون هو تشعار التشتراكية الديموقراطية الثورية‬ ‫لقد أتت الحرب‪ ،‬بل خلف‪ ،‬بالزمة التشديدة ودفعت بؤس الجماهير إلى غايته‪ .‬وأن طابع هذه‬

‫الحرب الرجعي وكذب بورجوازية جميع البلد الوقح‪ ،‬الذي يخفي أهدافها في اللصوصية تحت‬ ‫ل ثورية لدى‬ ‫ستار من الفكار "القومية"‪ ،‬يخلقان بالضرورة‪ ،‬وفي حالة ثورية موضوعية‪ ،‬ميو ً‬

‫الجماهير‪ .‬وواجبنا هو المساعدة على فهم هذه الميول وتعميقها وتجسيدها‪ .‬أن تشعار تحويل‬

‫الحرب الستعمارية إلى حرب أهلية هو وحده الذي يعبر بصورة صحيحة عن هذه المهمة‪ ،‬وأن كل‬ ‫نضال طبقي صحيح أثناء الحرب‪ ،‬أو كل تكتيك لعمل الجماهير يطبق بصورة جدية‪ ،‬يؤدي إلى‬

‫ذلك حتمًا‪ .‬إواننا ل ندري ما إذا كانت الحركة الثورية ستنتشب اثر الحرب الستعمارية الولى بين‬

‫الدول العظمى أو أثر الحرب الثانية‪ ،‬أثناء هذه الحرب أو بعدها‪ ،‬وعلى كل حال فأن واجبنا الول‬ ‫هو العمل بصورة منظمة ومستمرة في هذا السبيل بالذات‪.‬‬

‫أن بيان بال يذكرنا مباتشرة بمثال كومون باريس‪ ،‬أي بتحويل الحرب بين الحكومات إلى حرب‬

‫أهلية‪ .‬فمنذ نصف قرن كانت البروليتاريا ضعيفة جدًا ولم تكن تشروط التشتراكية الموضوعية قد‬

‫وصلت إلى حد النضج؛ فلم يكن من الممكن التوفيق ول التعاون بين الحركات الثورية في جميع‬ ‫البلد المتحاربة‪ .‬وكان ولع قسم من العمال الباريسيين "بالفكار القومية" )نموذج عام ‪(1792‬‬

‫نقطة ضعفهم ذات الطابع البورجوازي الصغير التي أتشار إليها ماركس في الوقت المناسب‪ ،‬كما‬ ‫كان ذلك سببًا من أسباب سقوط الكومون‪ .‬وبعد نصف قرن من الزمان اختفت التشروط التي كانت‬

‫تضعف ثورة ذلك الوقت‪ ،‬وأصبح من غير المقبول لدى التشتراكي في الوقت الحاضر هجر‬ ‫نتشاطه بدافع من عقلية كومون باريس فقط‪.‬‬ ‫مثال على التآخي في الخنادق‬ ‫ذكرت الصحف البورجوازية في جميع البلد المتحاربة أمثلة على التآخي بين جنود المم‬

‫المتحاربة حتى في الخنادق‪ .‬وأن المراسيم التشديدة التي نتشرتها السلطات العسكرية )في ألمانيا‬ ‫وانكلترا( ضد هذا التآخي قد برهنت على أن الحكومات والبورجوازية قد علقت على هذا المر‬

‫أهمية جدية‪ .‬إواذا أمكن حدوث أمثلة على التآخي في ظل سيطرة النتهازية على قيادات الحزاب‬ ‫‪17‬‬


‫التشتراكية الديموقراطية في أوروبا الغربية سيطرة تامة ورغم دعم الصحافة التشتراكية الديموقراطية‬ ‫بكاملها ونفوذ الممية الثانية للتشتراكية العنصرية‪ ،‬فأن ذلك يرينا إلى أي حد كان في المكان‬

‫تحويل الحرب الحالية الجرامية الرجعية الستعمارية وتنظيم الحركة الممية الثورية حيث لم يكن‬ ‫ذلك يتطلب أل تشرطًا واحدًا هو قيام اتشتراكيي اليسار في جميع البلد المتحاربة بعمل منظم في‬ ‫هذا التجاه‪.‬‬

‫دور التنظيم السري‬ ‫إن كثير من الفوضويين في مختلف بلد العالم‪ ،‬مثل كثير من النتهازيين‪ ،‬قد جلبوا العار‬ ‫لنفسهم بسبب اتشتراكيتهم العنصرية )المماثلة لتشتراكية بليخانوف وكاوتسكي( في هذه الحرب‪.‬‬

‫ول تشك في أن أحد نتائج هذا المر ستكون قضاء هذه الحرب على النتهازية مثل قضائها على‬ ‫الفوضوية‪.‬‬

‫ومع أن الحزاب التشتراكية‪ ،‬في أية حال ولي سبب‪ ،‬ل ترفض الستفادة من أية‪ ،‬إمكانية‬

‫متشروعة‪ ،‬مهما قل تشأنها‪ ،‬في تنظيم الجماهير ونتشر التشتراكية‪ ،‬فأن عليها أن تكف عن التقيد‬

‫بالمتشروعية‪ .‬لقد كتب أنجلز متشي ًار إلى الحرب الهلية إوالى حاجتنا الملحة إلى خرق المتشروعية‬

‫بعد خرق البورجوازية لها فقال‪" :‬ابدأوا في أطلق النار أيها السادة البورجوازيون"‪ .‬وقد برهنت‬ ‫الزمة على أن البورجوازية خرقت المتشروعية في جميع البلد في أكثرها حرية وعلى أن من‬ ‫المستحيل قيادة الجماهير إلى الثورة بدون تتشكيل منظمة سرية تقدس وسائل النضال الثورية‬ ‫وتناقتشها وتقدرها وتهيئها‪ .‬فكل ما يعمله التشتراكيون من أعمال صالحة في ألمانيا مثل هو‬

‫نضالهم السري ضد النتهازية الحقيرة و "الكاوتسكية" المرائية‪ .‬وفي انكلت ار يرسل إلى السجن من‬

‫يقوم بطبع نداء يدعو إلى رفض الخدمة العسكرية‪.‬‬

‫أن اعتبار رفض الطرق غير متشروعة في الدعاية تشيئًا ل يتعارض مع النتساب إلى الحزاب‬

‫التشتراكية الديموقراطية‪ ،‬وأن السخر بتلك الطرق في الصحف العلنية هما خيانة للتشتراكية‪.‬‬ ‫عن هزيمة "حكومته" في الحرب الستعمارية‬

‫أن أنصار ظفر حكوماتهم في الحرب الحالية‪ ،‬مثل أنصار "لظفر ول هزيمة" يدخلون تحت أسم‬ ‫واحد في ميدان التشتراكية العنصرية‪ .‬ففي الحرب الرجعية ل تستطيع الطبقة الثورية أل تتمنى‬ ‫‪18‬‬


‫هزيمة حكوماتها‪ .‬ويجب أل تغيب عن ناظر تلك الطبقة الصلة بين هزائم حكوماتهم الحربية وبين‬ ‫سهولة قلب تلك الحكومات‪ .‬أن البورجوازي الذي يظن أن الحرب الناتشبة بين الحكومات سوف‬

‫تنتهي بالضرورة كحرب بين الحكومات ويبدي رغبته في ذلك هو وحده الذي يرى في الفكرة القائلة‬ ‫بأن اتشتراكيي جميع البلد المتحاربة يؤكدون رغبتهم في هزيمة جميع "حكوماتهم" تشيئًا "مضحكًا"‬

‫أو "غامضًا"‪ .‬وعلى العكس من ذلك فان التصريح بمثل هذه الرغبة يتلءم مع الفكار العزيزة على‬ ‫كل عامل واع والداخلة في إطار نتشاطنا الذي يهدف إلى تحويل الحرب الستعمارية إلى حرب‬

‫أهلية‪.‬‬

‫ومما ل تشك فيه أبدًا قيام قسم من التشتراكيين اللمان والروس والنكليز بعمل جدي ضد الحرب‬

‫ل حسنًا من قبل التشتراكيين‪.‬‬ ‫"كان يضعف القدرة العسكرية" لدى حكومة كل منهم‪ ،‬ويعتبر عم ً‬ ‫فعلى هؤلء الخرين أن يوضحوا للجماهير أنه ل سلم لها إل عن طريق السقاط الثوري‬

‫"لحكوماتها"‪ ،‬وأن من الواجب الستفادة من الصعوبات التي تواجهها هذه الحكومات في الحرب‬

‫الحالية في سبيل هذه الهدف بالذات‪.‬‬ ‫المسالمة وتشعار السلم‬ ‫أن ميل حالة الجماهير النفسية إلى السلم يعبر في الغالب عن بداية الحتجاج والغليان والوعي‬

‫الناتشئة عن طبيعة الحرب الرجعية والستفادة من هذه الحالة هي واجب جميع التشتراكيين‬

‫الديموقراطيين‪ .‬فهم سيتشتركون بقوة في كل حركة وكل مظاهرة في هذا الميدان‪ ،‬ولكنهم سوف ل‬

‫يخدعون التشعب بأن يدعوه يظن أن من الممكن الوصول إلى السلم بدون حركة ثورية وباحتلل‬

‫البلد الخرى واضطهاد المم ونهبها وبذر بذور حروب جديدة بين الطبقات المسيطرة والحكومات‬ ‫الحالية‪ .‬أن خداع التشعب على هذه الصورة هو‪ ،‬بكل تأكيد وبساطة‪ ،‬تنفيذ لما تريده الدبلوماسية‬

‫السرية في الحكومات المتحاربة ولخططها المعادية للثورة‪ .‬وعلى كل من يرغب في سلم‬ ‫ديموقراطي وطيد أن يكون نصير الحرب الهلية ضد الحكومات والبورجوازية‪.‬‬ ‫في حق المم في تقرير مصيرها‬ ‫أن تضليل التشعب‪ ،‬الذي تقوم به البورجوازية على أوسع نطاق في هذه الحرب‪ ،‬هو إخفاء‬ ‫أهدافها في السلب تحت ستار من فكرة "التحرر الوطني"‪ .‬فالنكليز يعدون البلجيك بالحرية‪ ،‬ويعد‬ ‫‪19‬‬


‫اللمان بولونيا بعيدة بها‪..‬الخ‪ .‬أما الحقيقة‪ ،‬كما رأينا‪ ،‬فهي أن هذه الحرب ليست إل حربًا بين‬

‫مضطهدي أكثرية أمم العالم من أجل دعم هذا الضطهاد وتوسيعه‪.‬‬

‫ول يستطيع التشتراكيون الوصول إلى هدفهم الكبر بدون النضال ضد كل اضطهاد للمم‪.‬‬

‫فيجب عليهم أن يطلبوا بحزم من الحزاب التشتراكية الديموقراطية في البلد التي تضطهد )أي في‬

‫الدول العظمى بصورة خاصة( أن تعترف بحق المم المضطَهدة في تقرير مصيرها وتدافع عن‬

‫هذا الحق بمعنى الكلمة السياسي تمامًا‪ ،‬أي الحق في النفصال السياسي‪ .‬وكل اتشتراكي في أية‬

‫أمة استعمارية‪ ،‬أو تملك مستعمرات‪ ،‬ل يدافع عن هذا الحق هو عنصري‪.‬‬

‫إن الدفاع عن هذا الحق ل يساعد على تتشكيل دول صغيرة‪ ،‬بل هو على العكس من ذلك‬

‫يؤدي‪ ،‬بصورة أكثر حرية وبدون أي خوف وبطريقة أكبر وأوسع في النتيجة‪ ،‬إلى تتشكيل دول كبرى‬ ‫ومحالفات بين الدول هي أجدي للجماهير وتتلءم مع تطور القتصادي بصورة أفضل‪.‬‬

‫وعلى اتشتراكيي المم المضطَهدة بدورهم أن يناضلوا من أجل الوحدة الكاملة )بما فيها الوحدة‬

‫ل‬ ‫التنظيمية( بين عمال المم المضطِه دـة والمضطهدة‪ .‬وأن فكرة انفصال أمة عن أخرى أنفصا ً‬

‫حقوقيًا )وهو ما يسمونه "الستقلل الثقافي الذاتي" الذي يقول به بووير ‪ Bauer‬ورينر ‪(Renner‬‬

‫هي فكرة رجعية‪.‬‬

‫إن الستعمار مرحلة لضطهاد المم المتزايد في العالم أجمع من قبل حفنة من الدول "العظمى"‪،‬‬ ‫وعلى هذا فأن النضال من أجل الثورة التشتراكية العالمية ضد الستعمار مستحيل بدون العتراف‬ ‫بحق المم في تقرير مصيرها‪" .‬فالتشعب الذي يضطهد تشعوبًا أخرى ل يمكن أن يكون ح ًرا"‬

‫)ماركس وأنجلز(‪ .‬ول تستطيع البروليتاريا‪ ،‬التي تتشترك ولو في أصغر عمل من أعمال العدوان‬

‫التي ترتكبها أمتها ضد المم الخرى‪ ،‬أن تكون اتشتراكية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬ ‫الطبقات والحزاب في روسيا‬

‫البورجوازية والحرب‬ ‫‪20‬‬


‫أن الحكومة الروسية لم تقصر عن زميلتها الوروبيات في أمر واحد‪ :‬فهي مثلهم قد عرفت‬ ‫ل واسعًا‪ .‬فقد أقيم جهاز واسع هائل للدعاية الكاذبة والمناورات في‬ ‫كيف تضلل "تشعبها" تضلي ً‬

‫روسيا أيضًا من أجل نقل عدوى العنصرية إلى الجماهير‪ ،‬إواقناعها بأن حكومة القيصر تخوض‬ ‫حربًا "عادلة" وتدافع دون غرض عن "أخوانها السلف"‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫وقد أيدت طبقة كبار مالكي الراضي والفئات العليا من البورجوازية الصناعية والتجارية بحماس‬

‫سياسة حكومة القيصر الحربية‪ .‬وكان هؤلء ينتظرون‪ ،‬لسباب معقولة‪ ،‬فوائد مادية وامتيازات‬

‫كبيرة تعود عليهم من قسمة الميراث التركي والنمساوي‪ .‬فكانت كثيرة مؤتمراتهم التي يسيل لعابها‬ ‫للرباح التي ستمل جيوبهم في حال ظفر الجيش القيصري‪ .‬وعدا عن ذلك فأن الرجعيين يعرفون‬ ‫جيدًا أنه إذا كان هناك تشيء يمكن أن يؤخر سقوط ملكية آل رومانوف ونتشرب ثورة جديدة في‬

‫روسيا‪ ،‬فهذا تشيء ل يمكن أن يكون سوي حرب خارجية ينتصر فيها القيصر‪.‬‬

‫أما الفئات الواسعة من بورجوازية المدن "المتوسطة" ومن المثقفين البورجوازيين وأصحاب المهن‬

‫الحرة‪ ..‬الخ فقد أصيبوا ‪ -‬في بداية الحرب على القل – بعدوى العنصرية أيضًا‪ .‬وقد دعم حزب‬

‫البورجوازية الحرة في روسيا – الكاديت – حكومة القيصر كل الدعم وبدون تحفظ‪ .‬ففي تشؤون‬ ‫السياسة الخارجية كان الكاديت منذ أمد طويل حزبًا حكوميًا‪.‬‬

‫أن مبدأ وحدة جميع السلف‪ ،‬الذي ارتكبت السياسة القيصرية بواسطته أكثر من مرة أكبر حيلها‬

‫السياسية‪ ،‬قد أصبح المبدأ الفكري الرسمي للكاديت‪ .‬وقد تحول المبدأ الحر الروسي إلى مبدأ حر‬

‫– قومي‪ .‬وأخذ يتنافس في "القومية"مع المائة السود‪ ،‬ويصوت دائمًا‪ ،‬عن طيب خاطر‪ ،‬إلى جانب‬ ‫العتمادات العسكرية واعتمادات البحرية الحربية‪ ..‬الخ‪ .‬ونتشاهد في المعسكر الحر )الليبرالي(‬

‫الروسي الحادث الذي جرى بين عامي ‪ 1870‬و ‪ 1880‬في ألمانيا نفسه تقريبًا عندما تفسخ‬

‫المذهب الحر "المفكر الحر" وتولد منه الحزب القومي الحر‪ .‬أن البورجوازية الروسية الحرة قد‬

‫سلكت نهائيًا طريق مناهضة الثورة‪ .‬إوان وجهة نظر حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي‬ ‫في هذه المسألة قد ثبتت بصورة نهائيه‪ .‬أما مفهوم انتهازيينا‪ ،‬الذي يري أن المذهب الحر الروسي‬

‫ل يزال القوة المحركة للثورة في روسيا‪ ،‬فقد أظهرت الحياة بطلنه‪.‬‬

‫ونجحت الفئة المسيطرة‪ ،‬بمساعدة الصحافة البورجوازية والكليروس‪ ..‬الخ‪ ،‬في بعث الميول‬

‫العنصرية عند الفلحين أيضًا‪ .‬ولكن بمقدار ما كانت تتزايد عودة الجنود من ساحات المذابح‪،‬‬

‫كانت الحالة الفكرية في الريف تتغير بتشكل واضح في غير صالح الملكية القيصرية‪ .‬ولم تستطع‬ ‫‪21‬‬


‫الحزاب الديموقراطية البورجوازية التي كانت على صلة وثيقة بالفلحين‪ ،‬أن تقاوم موجة‬ ‫العنصرية‪ .‬نعم‪ ،‬لقد رفض حزب الترودوفيك في دوما الدولة أن يصوت إلى جانب العتمادات‬ ‫العسكرية‪ .‬ولكن هذا الحزب أعطى بلسان رئيسه كيرينسكي تصريحًا "وطنيًا" أيد فيه الملكية‬

‫واتبعت صحافة "التشعبيين" المرخصة كلها خطى الحرار بكاملها‪ .‬وحتى الجناح اليساري من‬

‫الديموقراطية البورجوازية‪ ،‬وهو الحزب المسمى بالحزب التشتراكي الثوري‪ ،‬المتشترك في المكتب‬ ‫التشتراكي الممي‪ ،15‬اندفع في التيار نفسه‪ .‬وقد برهن ممثل هذا الحزب في المكتب التشتراكي‬

‫الممي‪ ،‬وهو م‪ .‬روبانوفيتش‪ ،‬على أنه اتشتراكي عنصري حقيقي‪ .‬وأن نصف مندوبي هذا الحزب‬ ‫في مؤتمر اتشتراكيي "الحلف"‪ 16‬في لندرة قد صوتوا إلى جانب القرار العنصري )وامتنع النصف‬

‫الخر عن التصويت(‪ .‬وكان للعنصريين السيطرة على الصحافة التشتراكية الثورية السرية )جريدة‬ ‫نوفوستي‪ ..‬الخ(‪ 17‬وقد تعرض ثوريو "الوسط البورجوازي"‪ ،‬أي الثوريون الذين ل صلة لهم بالطبقة‬

‫العاملة‪ ،‬لخفاق ذريع في هذه الحرب‪ .‬فأن مصير كروبوتكين وروبانوفيتش المحزن لذو دللة‬ ‫بالغة‪.‬‬ ‫الطبقة العاملة والحرب‬

‫البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة التي لم يستطع أحد أن ينقل إليها العدوى بجرثومة العنصرية في‬

‫ل‪.‬‬ ‫روسيا‪ .‬ولم تستطع بعض الموبقات في بداية الحرب أن تمس غير أكثر طبقات العمال جه ً‬

‫فاتشتراك العمال في اضطرابات موسكو ضد اللمان كان مبالغًا فيه كثي ًرا‪ .‬وأن طبقة العمال في‬

‫روسيا‪ ،‬بصورة عامة‪ ،‬وجدت نفسها في عصمة من العنصرية‪.‬‬

‫ويفسر هذا المر بالحالة الثورية في البلد‪ ،‬وبظروف الحياة البروليتاريا العامة في روسيا‪.‬‬

‫لقد سجلت أعوام ‪ 1914 – 1912‬بداية نهوض ثوري عظيم جديد في روسيا‪ .‬فها نحن نتشهد‬

‫من جديد حركة إضراب واسطة ل سابق لها في العالم‪ .‬أن إضراب الجماهير الثوري قد ضم عام‬

‫‪ 1913‬مليونًا ونصف مليون مضرب على أقل تقدير‪ .‬وفي عام ‪ 1914‬كان عدد المضربين أكثر‬

‫‪15‬‬

‫المكتب التشتراكي ألممي‪ :‬منظمة تنفيذية للممية الثانية‪ ،‬أسس بناء على قرار مؤتمر باريس )عام ‪ .(1900‬وقد اتشترك فيه لينين منذ عام ‪ 1905‬كممثل لحزب العمال التشتراكي‬

‫الديموقراطي الروسي‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫مؤتمر لندرة لتشتراكي بل د "الحلف الثلثي" انعقد في ‪ 14‬تشباط ‪ 1915‬وحضره ممثلون عن التشتراكيين العنصريين وعن الجماعات المسالمة في الحزاب التشتراكية في إنكلترا‬ ‫وفرنسا وبلجيكا‪ ،‬وحضره عن الجانب الروسي المنشفيك والتشتراكيون الثوريون‪ .‬وعلى الرغم من أن البولشفيك لم يدعوا إلى حضوره‪ ،‬فأن ليتفينوف )ماكسيموفيتش( الذي انتدبه لينين‪ ،‬تقدم‬ ‫إلى المؤتمر ليقرأ أمامه تصريح ًا لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي يقوم على أساس مشروع وضعه لينين‪ .‬وكان هذا التصريح يتطلب تخلي التشتراكيين عن التشتراك في‬ ‫الحكومات البورنجوازية وأنجراء القطيعة التامة مع الستعماريين‪ ،‬والمتناع عن التعاون معهم‪ ،‬والنضال العنيد ضد الحكومات الستعمارية‪ ،‬وتشجب التصويت إلى نجانب‬ ‫العتما دات الحربية‪ .‬وأثناء قراءة التصريح قوطع ليتفينوف ومنع من الكلم‪ .‬وعند ذلك‪ ،‬وبعد أن وضع ليتفينوف نص التصريح على المنصة‪ ،‬غا در الصالة‪) .‬رانجع مقالت لينين‬ ‫"عن مؤتمر لندرة" و "بمناسبة مؤتمر لندرة"‪ ،‬المؤلفات الكاملة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ج‪ ، 21 :‬ص‪(157 – 155 ، 114 – 112 :‬‬ ‫‪ 17‬نوفوستي )الخبار(‪ :‬جريدة يومية للحزب التشتراكي الثوري صدرت في باريس من تشهر آب عام ‪ 1914‬حتى تشهر ماريس عام ‪.1915‬‬

‫‪22‬‬


‫من مليونين واقترب هذا العدد من مستوى عام ‪ .1905‬وقبيل الحرب أدت الحداث في بطرسبورغ‬ ‫إلى أول معارك الستحكامات في التشوارع‪.‬‬

‫ل‬ ‫وقد قام حزب العمال التشتراكي الديموقراطي في روسيا‪ ،‬وهو حزب غير مرخص‪ ،‬بواجبه كام ً‬

‫تجاه الممية ورفع لواءها بحزم‪ .‬وقد قطع حزبنا‪ ،‬في ميدان التنظيم‪ ،‬دابر جماعات النتهازيين‬ ‫وعناصرهم منذ أمد طويل‪ .‬فلم يجر حزبنا وراءه أبدًا أثقال النتهازية و "المتشروعية بأي ثمن"‪.‬‬

‫ل كما جرى للرفاق اليطاليين أثر القطيعة بينهم وبين‬ ‫وهذا ما مكنه من القيام بواجبه الثوري كام ً‬ ‫حزب بيسولتي النتهازي‪.‬‬

‫إن الحالة العامة في بلدنا ل تلئم ازدهار النتهازية "التشتراكية" بين جماهير العمال‪ .‬ونحن‬

‫نجد في روسيا الوانًا من التجاهات النتهازية والصلحية بين المثقفين والبورجوازية الصغيرة‪..‬‬

‫الخ‪ .‬ولكن هذه النتهازية لم تستحوذ أل على أقلية ضئيلة من فئات العمال النتشيطين سياسيًا‪ .‬كما‬

‫أن فئة العمال والمستخدمين المتميزين عندنا ضعيفة جدًا‪ .‬وأن تقديس المتشروعية لم يستطع رؤية‬ ‫الحياة بيننا‪ .‬أما المصفون )أحزاب النتهازية التي يوجهها اكسيلرود وبوتريسوف وتتشيريفانين‬

‫وماسلوف وغيرهم( فلم يمكن لهم أي سند ذي قيمة لدى جماهير العمال‪ .‬وفي دوما الدولة الرابعة‬

‫كان نواب العمال الستة جميعهم خصومًا لتيار التصفية‪ .‬وأن مقدار ما تطبعه الصحف العمالية‬

‫المرخصة في بتروغراد وموسكو ومجموع التشتراكات المجباة قد برهنا بل جدال على أن أربعة‬ ‫أخماس العمال الواعين قد وقفوا بثبات ضد النتهازية وضد تيار التصفية‪.‬‬

‫ومنذ بداية الحرب أوقفت الحكومة القيصرية ونفت الوفًا مؤلفة من العمال البارزين من أعضاء‬

‫حزبنا‪ ،‬حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي السري‪ .‬وكان من جراء ذلك ومن جراء‬

‫إعلن الحكام العرفية في البلد ومنع صحفنا‪ ..‬الخ أن تأخرت الحركة‪ .‬ولكن حزبنا لم ينقص‬ ‫نتشاطه الثوري السري‪ .‬ففي بتروغراد أصدرت لجنة حزبنا جريدة سرية باسم بروليتارسكي‬

‫غولوس‪.18‬‬

‫‪18‬‬

‫بروليتارسكي غولوس )الصوت البروليتاري(‪ :‬جريدة سرية للجنة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي في بطرسبورغ‪ .‬صدرت من تشباط ‪ 1915‬حتى كانون أول ‪ 1916‬وظهر منها‬

‫أربعة أعداد‪ .‬وقد نتشر في العدد الول بيان اللجنة المركزية لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي الذي عنوانه‪" :‬الحرب والتشتراكية الديموقراطية الروسية"‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫أن مقالت جريدة التشتراكي الديموقراطي‪ ،19‬وهي الجريدة الناطقة بلسان الحزب وتصدر في‬ ‫الخارج‪ ،‬قد أعيد طبعها في بتروغراد وأرسلت إلى النواحي‪ .‬وقد أصدرت مناتشير سرية كانت توزع‬

‫حتى في الثكنات العسكرية‪ .‬وكانت تعقد اجتماعات عمالية سرية في أقصى الماكن خارج‬

‫المدينة‪ .‬وفي اليام الخيرة تشاهدنا في بيتروغراد اضرابات واسعة النطاق قام بها عمال المعادن‪.‬‬

‫وتأييدًا لهذه الضرابات وجهت لجنة حزبنا في بيتروغراد نداءات كثيرة إلى العمال‪.‬‬ ‫انتشقاق حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي‬ ‫في دوما الدولة‪ ،‬والحرب‪.‬‬

‫في عام ‪ 1913‬حدث انتشقاق بين النواب التشتراكيين الديموقراطيين في دوما الدولة‪ .‬فكان في‬

‫جهة سبعة من أنصار النتهازية يتزعمهم سكيدزي وهم نواب سبع مناطق غير بروليتارية وتعد‬

‫‪ 214000‬عامل‪ .‬وكان في جهة أخرى ستة نواب جميعهم من المنطقة العمالية وهم يمثلون أكثر‬

‫المناطق صناعة في روسيا إذ تعد ‪1,008,000‬عامل‪.‬‬

‫كان موضوع الخلف يدور حول أتباع أي من التاكتيكيين‪ :‬التاكتيك الماركسي الثوري أو‬

‫التاكتيك الصلحي النتهازي‪ .‬ومن الناحية العملية ظهر الخلف بصورة خاصة حول العمل بين‬ ‫الجماهير خارج البرلمان‪ ،‬وهو عمل كان من اللزم القيام به بصورة سرية في روسيا فيما إذا كان‬

‫القائمون به يريدون أن يظلوا ثوريين‪ .‬وقد بقيت كتلة تشكيدزي حليفًا مخلصًا للمصفين الذين كانوا‬

‫يرفضون العمل السري‪ .‬وكانت تدافع عنهم في جميع المحادثات الجارية مع العمال وفي جميع‬ ‫الجتماعات‪ .‬ومن هنا كان النتشقاق‪ .‬وكان يؤلف كتلة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي‬

‫الروسي ستة نواب‪ .‬وأن سنة من العمل قد برهنت بصورة قاطعة على أن أكثرية العمال الروس‬

‫الواسعة قد التفتت حول هذه الكتلة‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫التشتراكي الديموقراطي‪ :‬جريدة سرية‪ ،‬وهي الجريدة الناطقة بلسان حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي‪ ،‬ظهرت بين تشباط ‪ 1908‬وكانون ثاني ‪ .1917‬ظهر منها ‪ 58‬عددًا كان‬

‫ل ثم إلى جنيف‪ .‬وقد تشكلت لجنة تحرير هذه الجريدة وفق قرار اللجنة لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي من‬ ‫أولها في روسيا‪ .‬ثم نقل النتشر بعد ذلك إلى البلد الجنبية‪ ،‬إلى باريس أو ً‬ ‫البولتشفيك والمنتشفيك ومن الحزب التشتراكي الديموقراطي البولوني‪.‬‬

‫ل وتعليقًا للينين‪ ،‬فمن خلل تحرير الجريدة كان لينين يناضل من أجل تجاه بولتشفيكي صحيح‪ .‬ولكن فريقًا من هيئة التحرير‬ ‫أن جريدة التشتراكي الديموقراطي قد نتشرت أكثر من ثمانين مقا ً‬

‫)كامينيف وزينوفييف( كان يظهر ميل إلى التفاهم مع المصفين ويصر على منع تطبيق اتجاه لينين‪ .‬أما المنتشفيكيان مارتوف ودان‪ ،‬عضوا هيئة التحرير‪ ،‬فانهما بالضافة إلى تخريبهما هذه‬

‫الجريدة الرئيسية‪ ،‬قد دافعا بصراحة عن تيار التصفية في جريدة فرعهم‪ :‬غولوس سيوسيال ديموقراط )صوت التشتراكي الديموقراطي(‪.‬‬

‫أن نضال لينين الحازم ضد المصفين قد أدى إلى ترك مارتوف ودان )حزيران ‪ (1911‬هيئة تحرير التشتراكي الديموقراطي‪ .‬ومنذ كانون الثاني ‪ 1911‬كانت التشتراكي الديموقراطي تحرر من قبل‬

‫لينين‪.‬‬

‫وقد نتشرت الجريدة سلسلة من المقالت لستالين‪" :‬رسائل من القفقاس" و "رسالة عمال بطرسبورغ إلى وفدهم العمالي" و "انتخابات بطرسبورغ" وغيرها‪) .‬راجع جوزيف ستالين‪ ،‬المؤلفات الكاملة‪،‬‬

‫ج‪ 2 :‬سنة ‪ ،1946‬ص‪ 196 – 174 :‬و ‪ 252 – 250‬و ‪.(284 – 271‬‬

‫‪24‬‬


‫ظهر الخلف واضحًا جدًا في أول الحرب‪ .‬فقد اقتصرت كتلة تشيكدزي على العمل البرلماني‪،‬‬

‫فلم تصوت إلى جانب العتمادات‪ .‬وهي لو فعلت غير ذلك لثارت على نفسها عاصفة من النقمة‬

‫لدى العمال‪) .‬وقد تمكنا من ملحظة أن الترودوفيكيين البورجوازيين الصغار إنهم في روسيا لم‬

‫يصوتوا إلى جانب العتمادات(‪ .‬ولكن تلك الكتلة لم تقم بأي عمل ضد التشتراكيين العنصريين‪.‬‬ ‫أما كتلة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي التي كانت تعبر عن اتجاه حزبنا‬

‫السياسي فقد تصرفت في ذلك تصرفًا آخر‪ .‬فقد حملت لواء الحتجاج ضد الحرب إلى أعماق‬

‫الطبقة العاملة وقامت بدعاية الستعمار بين جماهير البروليتاريين الروسيين الواسعة‪.‬‬

‫كانت هذه الكتلة موضع عطف العمال الصادق‪ ،‬فأدى ذلك إلى اخافة الحكومة وحملها على‬

‫خرق قوانينها الخاصة بصورة ظاهرة وتوقيف رفاقنا النواب والحكم عليهم بالنفي المؤبد إلى سيبيريا‪.‬‬ ‫وقد نتشرت الحكومة القيصرية آنئذ أول بلغ رسمي لها يتعلق بتوقيف رفاقنا قالت فيه ما يلي‪:‬‬ ‫"إن بعض أعضاء جمعيات التشتراكيين الديموقراطيين‪ ،‬الذين جعلوا هدفهم زعزعة القوة‬

‫العسكرية في روسيا فاثاروا الضطراب ضد الحرب بواسطة المنتشورات السرية والدعاية الخطابية‪،‬‬

‫أن هؤلء العضاء يعتبرون والحالة هذه في وضع خاص تمامًا"‪.‬‬

‫ل بلجنته المركزية‪ ،‬هو الذي أجاب بالسلب على نداء فاندرفيلد المعروف‬ ‫أن حزبنا وحده‪ ،‬ممث ً‬

‫من أجل إيقاف النضال ضد القيصرية "موقتًا" – وكما يفهم الن من تشهادات المير كوداتشيف‬

‫الذي أرسله القيصر إلى بلجيكا‪ ،‬فأن فاندرفيلد لم يضع هذا النداء بمفرده بل بالتشتراك مع رسول‬

‫القيصر المذكور‪ .-‬وبالتفاق مع فاندرفيلد أعلنت قيادة المصفين التوجيهية‪ ،‬عن طريق الصحافة‪،‬‬ ‫"أنها في نتشاطها لتقاوم الحرب"‪.‬‬

‫وقد ابتدأت الحكومة القيصرية بأن اتهمت رفاقنا النواب بأنهم ينتشرون الدعاية بين العمال‬

‫بالجابة سلبًا على نداء فاندرفيلد‪.‬‬

‫ل التشتراكيين اللمان‬ ‫وأثناء المحاكمة‪ ،20‬ضرب النائب العام القيصري نينارو كوموف لرفاقنا مث ً‬

‫والفرنسيين فقال‪" :‬أن التشتراكيين الديموقراطيين اللمان قد صوتوا إلى جانب العتمادات الحربية‬ ‫‪20‬‬

‫أن محاكمة القيصرية للكتلة البلتشفية في دوما الدولة الرابع قد جرت من ‪ 23‬إلى ‪ 26‬تشباط ‪ .1915‬ففي المؤتمر المنعقد في أوزيركي‪ ،‬في نواحي يتروغراد‪ ،‬من ‪ 15‬إلى ‪ 17‬تتشرين‬

‫الثاني ‪ 1914‬لمناقتشة الموقف تجاه الحرب‪ ،‬حضر أعضاء الكتلة التشتراكية الديموقراطية في الدوما ومندوبو المنظمات التشتراكية الديموقراطية في بطرسبورغ وفي أيفانوفو– فوزنيسانك‬ ‫وريغا وخاركوف‪ ..‬الخ‪ .‬وقد أوقف النواب البولتشفيك "أ‪ .‬باداييف" و "ج‪ .‬يبروفسكي" و "م‪ .‬مورانوف" و ف‪ .‬سامويلوف" و "ن‪ .‬تشاغوف" في ‪ 18‬تتشرين الثاني واتهموا من قبل الحكومة‬

‫القيصرية "بالخيانة العظمى"‪ .‬وحين أوقف هؤلء النواب صودرت منهم مقالت لينين‪" :‬مهمات التشتراكية الديموقراطية الثورية في الحرب الوروبية" وبيان اللجنة المركزية لحزب العمال‬ ‫التشتراكي الديموقراطي الروسي الذي بعنوان‪" :‬الحرب والتشتراكية الديموقراطية الروسية" الذي نتشر في جريدة التشتراكية الديموقراطية‪ ،‬العدد‪ 33‬الصادر في أول تتشرين الثاني ‪1914‬‬

‫فاتخذت كأدلة ضدهم )راجع لينين‪ ،‬المؤلفات الكاملة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ج‪ ،21 :‬ص‪ 4 – 1 :‬و ‪(18 – 9‬‬

‫وعندما مثل كامينيف )روسانغيلد( أمام المحكمة في قضية كتلة الدوما تصرف تصرف الخائن بتنكره لسياسة الحزب البولتشفيكي اللينينية فقد صرح بأنه على خلف مع البولتشفيك‬

‫في مسألة الحرب‪ ،‬وطلب دعوة المنتشفيكي يوردانسكي بصفة تشاهد لثبات ذلك‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫وأبدوا صداقتهم للحكومة‪ .‬هكذا يتصرف التشتراكيون الديموقراطيون اللمان بينما اعتزم فرسان‬ ‫التشتراكية الديموقراطية الروسية التشقياء أم ًار آخر‪ ..‬وكرجل واحد نسي جميع اتشتراكيي فرنسا‬

‫وبلجيكا خلفاتهم مع الطبقات الخرى‪ ،‬ونسوا الخلفات الحزبية وساروا بدون تردد وراء أعلمهم"‬ ‫بينما يتصرف أعضاء كتلة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي تصرفًا آخر بتوجيه من‬

‫لجنة الحزب المركزية‪...‬‬

‫أن هذه المحاكمة تعرض في أطار أخاذ عمل حزبنا التحريضي السري الواسع ضد الحرب بين‬

‫جماهير البروليتاريا‪ .‬ولم تنجح المحكمة القيصرية أبدًا في "الكتشف" عن نتشاط رفاقنا كله في هذا‬

‫الميدان‪ .‬ولكن ما كتشف منه يرينا مقدار الجهد الواسع الذي بذل في فترة قصيرة من الزمن هي‬

‫بضعة أتشهر‪.‬‬

‫وفي أثناء المحاكمة تليت عدة نداءات صادرة عن فريقنا ولجاننا ضد الحرب ومن أجل تاكتيك‬

‫أممي‪ .‬وكانت هناك تشبكات تربط العمال الواعين في روسيا كلها بأعضاء كتلة حزب العمال‬

‫التشتراكي الديموقراطي الروسي التي كانت تبذل جهدها‪ ،‬حسب وسائلها‪ ،‬لمساعدتهم في فهم‬

‫الحرب من وجهة النظر الماركسية‪.‬‬

‫قال الرفيق مورانوف نائب العمال في منطقة خاركوف وهو في قفص التهام‪:‬‬

‫"لقتناعي بأن التشعب لم يرسلني إلى دوما الدولة لجلس فيه على كرسي النيابة‪ ،‬فحسب كنت‬ ‫أذهب إلى المقاطعات لعرف حالة الطبقة العاملة النفسية"‪ .‬وأعترف أمام المحكمة أيضًا بأنه‬ ‫ساهم في أعمال حزبنا التحريضية السرية وبأنه نظم في الورال لجنة عمالية لمعمل فيركني‪-‬‬

‫ايسيتسكويي ولغيره من المعامل‪ .‬وقد أظهرت المحاكمة أن أعضاء كتلة حزب العمال التشتراكي‬ ‫الديموقراطي الروسي قد تجولوا منذ بداية الحرب في جميع أنحاء روسيا تقريبًا بغية الدعاية‪ ،‬وأن‬ ‫مورانوف وبيتروفسكي وباداييف وغيرهم قد نظموا كثي ًار من الجتماعات التي اتخذت خللها‬ ‫ق اررات ضد الحرب‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫لقد هددت الحكومة القيصرية المتهمين بعقوبة العدام مما أدى أثناء المحاكمة إلى أن أحدًا‬

‫منهم لم يبد تشجاعًا مثلما بدا الرفيق مورانوف‪ ،‬فقد بذلوا جهدهم لمنع القضاة من لفظ حكمهم‪ .‬وهذا‬ ‫ما استغله بدناءة التشتراكيون العنصريون الروس في تتشويه جوهر القضية وهو‪ :‬البرلمانية التي‬ ‫تحتاج إليها الطبقة العاملة‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫لقد عرفنا البرلمانية عن طريق كل من "سوديكوم" و "هين" و "سامبات" و "فايان" و بيسولتي" و‬ ‫"موسوليني" و"تشكيدزي" و "بليخانوف" كما عرفناها أيضًا عن طريق رفاقنا أعضاء كتلة حزب‬

‫العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي والرفاق البلغاريين واليطاليين الذين قاطعوا العنصريين‪.‬‬ ‫ولكن هناك برلمانية وبرلمانية‪ .‬فبعض الناس يستغل منبر النيابة ليظهر نفسه أمام حكومته أو أنه‪،‬‬ ‫بتعبير أوضح‪ ،‬يتهرب من المسؤولية مثل كتلة تشكيدزي‪ .‬ويستغل بعضهم الخر البرلمانية ليظل‬

‫ثوريًا حتى النهاية وليقوم بواجبه كاتشتراكي وأممي مهما قست الظروف‪ .‬والنتشاط البرلماني يوصل‬ ‫بعض الناس إلى كراسي الو ازرة‪ ،‬بينما يؤدي بآخرين إلى السجن والمنفى والمعتقل‪ .‬أن بعضهم‬ ‫يخدم البورجوازية‪ ،‬ويخدم بعضهم الخر البروليتاريا‪ ،‬أن بعضهم اتشتراكي ‪ -‬استعماري‪ ،‬بينما‬ ‫الخرون ماركسيون – ثوريون‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫إعادة تتشكيل الممية‬ ‫كيف نعيد تتشكيل الممية؟ ولكن علينا قبل تشيء أن نقول بضع كلمات حول معرفة كيف ل‬

‫ينبغي أن نعيد تتشكيل الممية‪.‬‬

‫طريقة التشتراكيين العنصريين و "الوسط"‬ ‫يا للتشتراكيين العنصريين في جميع البلد من "أمميين" كبار! فمنذ بداية الحرب أثقل كاهلهم‬

‫اهتمامهم بالممية‪ .‬فهم من جهة يؤكدون أن الضجة التي أثيرت حول أخفاق الممية "مبالغ فيها"‪.‬‬ ‫والحقيقة أنه لم يحدث تشيء غير عادي‪ .‬أسمعوا ما قاله كاو تسكي‪ :‬إن الممية‪ ،‬بكل بساطة‪ ،‬هي‬ ‫"أداة لزمن السلم"‪ ،‬فمن الطبيعي أن ل ترتفع هذه الداة في زمن الحرب أبدًا إلى مستوى الحداث‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فأن التشتراكيين العنصريين في جميع البلد قد وجدوا طريقة بسيطة جدًا –‬

‫أممية على الخصوص – للخروج من الوضع‪ .‬وهذه الطريقة ليست معقدة‪ :‬يجب انتظار نهاية‬ ‫الحرب فقط؛ فحتى نهاية الحرب يسمح لتشتراكيي كل بلد أن يدافعوا عن "وطنهم" وأن يدعموا‬ ‫"حكومتهم"‪ .‬فاثر انتهاء الحرب "يصفحون" عن بعضهم بعضًا ويعترف للجميع بأنهم كانوا‬

‫ل ببعض الق اررات‪،‬‬ ‫مصيبين ونعيش في زمن السلم كاخوان‪ ،‬على حين أننا في زمن الحرب‪ ،‬وعم ً‬ ‫كنا ندعو العمال اللمان إلى قتل إخوانهم الفرنسيين وبالعكس‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫وحول هذه النقطة التقى كل من كاوتسكي وبليخانوف وفيكتور آدلر وهين‪ .‬فقد كتب فيكتور آدلر‬ ‫يقول‪" :‬عندما تنتهي هذه الحقبة القاسية‪ ،‬فأن أول ما يجب علينا هو أل نتبادل المماحكات"‪ .‬وأكد‬

‫كاوتسكي أنه "حتى الن لم نسمع أصوات اتشتراكيين حقيقيين من أية جهة كانت تنذر بالخوف"‬

‫على مصير الممية‪ .‬وقال بلخيانوف إنه "من غير المقبول مصافحة )التشتراكيين الديموقراطيين‬

‫ل‪ .‬فقد كتب يقول‪:‬‬ ‫اللمان( المضرجة أيديهم بدماء المقتولين من البرياء"‪ .‬ولكنه قدم "الصفح" حا ً‬

‫"لقد حان وقت اخضاع القلب للدراك السليم‪ .‬وعلى الممية‪ ،‬باسم عملها العظيم‪ ،‬أن تحسب‬ ‫حساب الندم اللحق"‪ .‬وقد وصف هين في مجلة سوزيا ليستش موناتتشيف‬

‫‪21‬‬

‫سلوك فاندرفيلد‬

‫ل أمام اليساريين اللمان‪.‬‬ ‫بالسلوك "التشجاع البي" وأتخذه مثا ً‬

‫وبكلمة مختصرة نقول‪ :‬عندما تنتهي الحرب عّينوا مجلسًا من كاوتسكي وبليخانوف وفاندرفيلد‬

‫ل قرار تمليه روح الصفح المتبادل‪ .‬وأن الجدل سيخف لحسن الحظ‪.‬‬ ‫وآدلر وسُيتخذ "بالجماع" حا ً‬ ‫فعوضًا عن مساعدة العمال على رؤية ماجرى بوضوح فانهم سيخدعونهم بواسطة "وحدة" خادعة‬

‫على الورق‪ .‬وسيطلق على وحدة التشتراكيين العنصريين والمرائين في جميع البلد أسم إعادة‬ ‫تتشكيل الممية‪.‬‬

‫نحن ل يسعنا أخفاء المر عن أنفسنا وهو‪ :‬أن خطر مثل "إعادة التتشكيل" هذه كبير جدًا‪ ،‬وفيه‬

‫مصلحة للتشتراكيين العنصريين في جميع البلد‪ .‬فليس هناك واحد منهم يحب أن ترى جماهير‬

‫بلده العمالية المتشكلة بوضوح وهي‪ :‬اتشتراكية أو وطنية؟ ولكل واحد منهم مصلحة في أخفاء‬ ‫جرائمة عن الخر‪ .‬ول يستطيع أي واحد منهم أن يعرض غير مايعرضه كاوتسكي الماهر في‬

‫الرياء "الممي"‪.‬‬

‫ومع ذلك فأنه ل يهتم أحد بهذا الخطر‪ .‬ولقد رأينا‪ ،‬خلل سني الحرب‪ ،‬محاولت كثيرة لتجديد‬

‫الروابط الممية‪ .‬ونحن لن نتكلم عن مؤتمرات لندن‪ ،‬وفيينا‪ ،22‬حيث اجتمع عنصريون معروفون‬ ‫لمساعدة هيئات أركان "أوطانهم" العامة وبورجوازيتها‪ .‬إوانما نريد أن نتكلم عن مؤتمري لوغانو‬

‫‪21‬‬

‫مجلة سوزياليستيش موناتتشيف )الدفاتر التشتراكية التشهرية(‪ :‬هي المجلد الناطقة بلسان النتهازيين من التشتراكيين الديموقراطيين اللمان إواحدى صحف النتهازية الممية‪ .‬وقد وقفت موقف‬

‫التشتراكية العنصرية أثناء الحرب الستعمارية العالمية )‪ ،(1918 – 1914‬ظهرت في برلين من عام ‪ 1897‬إلى عام ‪.1933‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪23‬‬

‫مؤتمر فيينا للتشتراكيين اللمان والنمساويين‪ :‬انعقد في نيسان ‪ .1915‬وكان القرار الذي تبناه المؤتمر يوافق على موقف التشتراكيين العنصريين اللمان والنمساويين‪.‬‬ ‫المقصود هو المؤتمر اليطالي السويسري للتشتراكيين الذي انعقد في ‪ 27‬أيلول ‪ 1914‬في لوغانو‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫وكوبنهاغن‪ 24‬وعن مؤتمر النساء الممي‪ 25‬ومؤتمر التشبيبة الممية‪ .26‬وقد تجلت في هذه‬ ‫المؤتمرات نيات طيبة‪ .‬ولكنها لم تتشر أبدًا إلى الخطار الملحوظة‪ .‬ولم توقف سير المعارك بين‬

‫المميين ولم تظهر أمام أعين البروليتاريا الخطر الذي يتهددها من جراء الطريقة التشتراكية‬

‫العنصرية في "إعادة تتشكيل" الممية‪ .‬وكل ما هنالك إنها اقتصرت على تبني الق اررات القديمة‬

‫دون أن تنبه العمال إلى أنه بدون النضال ضد التشتراكية العنصرية فأن قضية التشتراكية تكون‬

‫ميئوسًا منها‪ ،‬أي إنها راوحت في مكانها‪.‬‬ ‫الحالة في صف المعارضة‬ ‫ل تشك في أن الحالة في صف المعارضة التشتراكية الديموقراطية اللمانية تهم جميع المميين‬

‫أكبر اهتمام‪ .‬فالحزب التشتراكي الديموقراطي اللماني العلني‪ ،‬الذي كان أقوى حزب‪ ،‬كما كان‬

‫حزبًا موِج هـًا في الممية الثانية‪ ،‬قد وجه ضربة قوية إلى جميع منظمات العمال الممية‪ .‬ومع ذلك‬

‫فأن المعارضة بدت أقوى ما تكون في التشتراكية الديموقراطية اللمانية‪ .‬ففي التشتراكية‬

‫الديموقراطية اللمانية‪ ،‬من بين جميع الحزاب الوروبية الكبيرة كان الرفاق‪ ،‬الذين ظلوا مخلصين‬ ‫للراية التشتراكية‪ ،‬هم أول من أبدى احتجاجًا قويًا‪ .‬فقد قرأنا بسرور مجلتي ليخترالين‬

‫‪27‬‬

‫وداي‬

‫انترناسيونال‪ .28‬وعلمنا بسرور أكبر أيضًا بانتتشار التشعارات الثورية السرية في ألمانيا من مثل‪:‬‬

‫"أن العدو الرئيسي يوجد في بلدكم ذاتها"‪ .‬وهذا يبرهن على أن الروح التشتراكية حية بين العمال‬ ‫اللمان وعلى أنه ل يزال يوجد في ألمانيا رجال قادرون على الدفاع عن الماركسية الثورية‪.‬‬

‫ففي التشتراكية الديموقراطية اللمانية برز النتشقاق في التشتراكية الحديثة على أتشد أتشكاله‬

‫تناف ًرا‪ .‬فقد رأينا هناك ظهور ثلثة ميول بتشكل بارز‪ :‬النتهازية العنصرية التي لم تصل في أي‬

‫مكان غير ألمانيا إلى مثل هذه الدرجة من السفالة والتنكر؛ و"الوسط" الكاوتسكي الذي ظهر هناك‬

‫‪24‬‬

‫مؤتمر كوبنهاغن لتشتراكيي البلد المحايدة )السويد والنروج والدانيمارك وهولندا(‪ :‬انعقد من ‪ 17‬إلى ‪ 18‬كانون الول ‪ 1915‬لعادة تتشكيل الممية الثانية‪ .‬وقد قرر هذا المؤتمر أن يوجه‬

‫إلى حكومات المؤتمرين‪ ،‬عن طريق الممثلين البرلمانيين للحزاب التشتراكية في البلد المحايدة‪ ،‬عرضًا بالتدخل بصفة وسيط بين الدول المتحاربة ليقاف القتال‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫مؤتمر النساء التشتراكي ألممي حول الموقف من الحزب‪ :‬انعقد من ‪ 26‬إلى ‪ 28‬آذار ‪ 1915‬في برن‪ .‬وقد انعقد بمبادرة من المنظمات النسائية القريبة من لجنة حزب العمال التشتراكي‬

‫الديموقراطي الروسي المركزية‪ ،‬بمساعدة زعيمة حركة النساء الممية "كل ار زيتكين"‪ .‬وقد حضرته ممثلت لنكلت ار وألمانيا وفرنساـ وهولندا وسويس ار وايطاليا وروسيا وبولونيا بلغ عددهن ‪ 25‬مندوبة‪.‬‬

‫وكان من مندوبات روسيا "ن‪ .‬كروبسكايا" و "إينيس آرماند"‪ .‬وقد نتشرت نتيجة أعمال المؤتمر في ملحق العدد ‪ 42‬من جريدة التشتراكي‪-‬الديموقراطي الصادر في الول من تموز ‪.1915‬‬ ‫‪26‬‬

‫المؤتمر التشتراكي ألممي للتشبيبة حول الموقف من الحرب‪ :‬انعقد من ‪ 4‬إلى ‪ 6‬نيسان ‪ 1915‬في برن‪ .‬وقد حضره ممثلو منظمات التشبيبة في عتشرة بلد هي‪ :‬روسيا والنروج وهولندا‬

‫وسويس ار وبلغاريا وألمانيا وبولونيا وايطاليا والدانيمارك والسويد‪ .‬وقد قرر المؤتمر تنظيم يوم عالمي للتشبيبة في السنة‪ ،‬وانتخب مكتبًا أمميًا للتشبيبة التشتراكية بدأ أعماله‪ ،‬حسب قرار المؤتمر‪،‬‬ ‫بإصدار مجلة جانجيد ‪ -‬انترناسيونال )أممية التشبيبة( ساهم في تحريرها "لينين" و "كارل ليبكنيخ"‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫ليخترالين )أتشعة النور(‪ :‬مجلة تشهرية‪ ،‬وهي مجلة كتلة التشتراكيين الديموقراطيين من اليسار اللماني )التشتراكيون المميون اللمان(‪ .‬ظهرت بإدارة "ج‪ .‬بروكارد" في فترات متقطعة بين‬

‫‪ 1921 – 1913‬في برلين‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫داي انترناسيونال‪ :‬مجلة اسستها "رو از لوكسمبورغ" و "فرانز ميهرنج"‪ ،‬لم يظهر منها إل عدد واحد في نيسان ‪ 1915‬في برلين وقد أعيد طبعه في مونيخ عام ‪ 1922‬في دار نتشر "فوتوروس"‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫عاج ًاز تمامًا عن القيام بدور غير دور الخادم المطيع للنتهازيين؛ واليسار الذي يمثل وحده‬ ‫التشتراكيين الديموقراطيين في ألمانيا‪.‬‬

‫وأن ما يهمنا بصورة طبيعية أكثر من غيره هو الحالة في قلب اليسار اللماني‪ .‬فنحن نجد فيه‬

‫رفاقًا هم أمل جميع العناصر الثورية‪.‬‬ ‫فما هي هذه الحالة؟‬

‫أن مجلة داي انترناسيونال كانت على حق تمامًا عندما أكدت أن كل تشيء في اليسار اللماني‬

‫في حالة تحول‪ ،‬وأنه ستحدث في داخله تكتلت كبيرة‪ ،‬وأن في داخله عناصر أكثر تصميمًا‬

‫وعناصر أخرى أقل منها تشأنًا في ذلك‪.‬‬

‫ومن البديهي أننا ل ندعي أبدًا‪ ،‬نحن الميين الروس‪ ،‬بأن لنا الحق في التدخل في تشؤون رفاقنا‬

‫أعضاء اليسار اللماني الداخلية‪ .‬فنحن نعرف أنهم هم وحدهم أصحاب الصلحية في تحديد‬

‫طريقتهم في النضال ضد النتهازية مع أخذ الظروف الزمانية والمكانية بعين العتبار‪ .‬ولكننا نرى‬

‫أن من حقنا وواجبنا إبداء رأينا في الحالة فقط‪.‬‬

‫نحن مقتنعون بأن محرر مجلة داي انترناسيونال وناتشرها كان على حق عندما أكد أن "الوسط"‬

‫الكاوتسكي كان أكثر ضر ًار للماركسية من التشتراكية العنصرية الصريحة‪ .‬فأن إخفاء الخلفات‬

‫الن وتلقين العمال ما تلقنه الكاوتسكية في صبغة ماركسية هما تخدير للعمال‪ ،‬كما أنهما أتشد‬ ‫ضر ًار من أتباع سوديكوم وهين الذين يضعون القضية أمام العمال ويضطرونهم إلى الرؤية‬ ‫بوضوح‪.‬‬

‫أن الكفاح ضد "القادة"‪ ،‬الذي يسمح به كاوتسكي وهاز لنفسيهما منذ حين‪ ،‬يجب أل يخدع أحدًا‪.‬‬

‫فأن الخلفات بينهما وبين اتباع تشيدمان ليست خلفات على المبدأ‪ .‬أن بعضهم يعتبر أن هندبرغ‬ ‫وماكنسن قد قه ار منذ حين‪ ،‬وأن من الممكن الن التمتع بالحتجاج ضد اللحاق‪ .‬أما بعضهم‬ ‫الخر فيعتبر أن هندبرغ وماكنسن لم يقه ار بعد‪ ،‬وأن من الواجب "المتابعة حتى النهاية"‪.‬‬

‫ل ظاهريًا بقصد إخفاء الخلفات المبدئية بعد الحرب‬ ‫لم تناضل الكاوتكسية ضد "القادة" إل نضا ً‬

‫عن أعين العمال وتمويه القضية بالقرار الواحد بعد اللف من الق اررات المتتشدقة باليسارية‬ ‫الغامضة التي يتقنها دبلوماسيو الممية الثانية‪.‬‬

‫نحن نعرف جيدًا أن على المعارضة اللمانية‪ ،‬في نضالها القاسي ضد "القادة"‪ ،‬أن تستفيد من‬

‫هذا الكفاح الكاوتسكي الذي ل يقوم على مبدأ‪ .‬ويجب أن يبقى الموقف السلبي تجاه الكاوتسكية‬ ‫‪30‬‬


‫الجديدة المحك الدائم لكل أممي‪ .‬فالممي الحقيقي هو الذي يحارب الكاوتكسية ويعرف أن‬ ‫"الوسط"‪ ،‬حتى بعد تحول زعمائه المزعوم‪ ،‬ل يزال من وجهة نظر المبادىء حليف النتهازية‬

‫العنصرية‪.‬‬

‫إن موقفنا تجاه العناصر المترددة في قلب الممية له‪ ،‬بصورة عامة‪ ،‬أممية كبيرة‪ .‬فهذه‬

‫العناصرـ وبصورة خاصة التشتراكيون ذوو الصبغة المسالمة ـ توجد في البلد المحايدة مثلما توجد‬ ‫في بعض البلد المتحاربة )مثل حزب العمال المستقل‪ 29‬في انكلترا(‪ .‬ويمكن أن تكون هذه‬

‫العناصر رفيقة طريق لنا‪ .‬وأن التقارب بيننا وبينها ضد التشتراكيين العنصريين تشيء ل بد منه‪.‬‬ ‫ولكن يجب أل ننسى أنها رفيقة طريق فحسب‪ ،‬وأنها في الساس وقبل كل تشيء لن تكون معنا بعد‬ ‫إعادة تتشكيل الممية بل ضدنا‪ ،‬وأنها ستقتفي آثار كاوتسكي وتشيدمان وفاندرفيلد وسامبات‪ .‬وفي‬

‫الق اررات الممية ل نستطيع إخضاع برنامجنا لما هو مقبول لدى هذه العناصر‪ .‬وأن لم نفعل ذلك‬

‫نكن نحن أنفسنا أسرى المسالمين المترددين‪ .‬وهكذا كان المر مثل في مؤتمر النساء الممي في‬

‫برن‪ .‬فان الوفد اللماني الذي تشارك الرفيقة كل ارزيتكن وجهة نظرها قد مثل عمليًا في هذا المؤتمر‬

‫دور "الوسط"‪ .‬فلم يقرر المؤتمر النسائي إل ما هو مقبول لدى مندوبات حزب ترويلست ار الهولندي‬ ‫النتهازي ومندوبات حزب العمال المستقل الذي صوت في مؤتمر عنصريي "بلد الحلفاء" في‬

‫لندرة إلى جانب قرار فاندرفيلد ‪ -‬وعلينا أل ننسى ذلك‪ .-‬إننا نبدي لحزب العمال المستقل أجل‬ ‫الحترام لنضاله البطولي ضد الحكومة النكليزية أثناء الحرب‪ ،‬ولكننا نعرف أن هذا الحزب لم‬

‫يأخذ‪ ،‬ول يأخذ الن‪ ،‬بالماركسية‪ .‬ولذلك فنحن نعتبر أن المهمة الرئيسية الملقاة على عاتق‬

‫المعارضة التشتراكية الديموقراطية في الوقت الحاضر هي رفع علم الماركسية الثورية وتشرح وجه‬ ‫نظرنا عن الحروب الستعمارية للعمال بحزم ودقة‪ ،‬ووضع تشعار عمل الجماهير الثوري‪ ،‬أي‬

‫النتقال من عهد الحروب الستعمارية إلى تدتشين عهد الحروب الهلية‪.‬‬

‫إن العناصر التشتراكية الديموقراطية الثورية موجودة‪ ،‬رغم كل تشيء‪ ،‬في بلد عديدة‪ .‬إنها‬

‫موجودة في ألمانيا وفي روسيا وفي سكاندينافيا )أتجاه قوي يمثله الرفيق هوجلند( وفي بلد البلقان‬

‫‪ 29‬حزب العمال المستقل النكليزي‪ :‬أسس عام ‪ 1893‬وكان يونجد على رأسه "نجيمس كير– هار دي" و "رامزي ماكدونالد" وغيرهما‪ .‬وبما أن حزب‬ ‫العمال المستقل كان يدعى الستقلل السياسي بالنسبة إلى الحزاب البورنجوازية فأنه كان في الحقيقة "مستقل عن التشتراكية وتابعا ً للمذهب الحر"‬ ‫)لينين(‪ .‬وأثناء الحرب الستعمارية العالمية )‪ (1918 – 1914‬بدأ حزب العمال المستقل بأن أصدر بيانا ً ضد الحرب )‪ 13‬آب ‪ .( 1914‬وبعد ذلك في‬ ‫تشباط ‪ ،( 1915‬وفي مؤتمر اتشتراكيي بل د الحلفاء في لندرة انضم المستقلون إلى القرار التشتراكي العنصري الذي تبناه المؤتمر‪ .‬ومنذ ذلك الحين أخد‬ ‫المستقلون يتسترون وراء عبارات مسالمة ويتخذون موقفا ً اتشتراكيا ً عنصريًا‪ .‬وبعد تأسيس الممية الشيوعية عام ‪ 1919‬وتحت ضغط نجماهير الحزب‬ ‫التي كانت تتجه نحو اليسار‪ ،‬عزم قا دة حزب العمال المستقل على الخروج من الممية الثانية‪ .‬وفي عام ‪ 1921‬أنضم المستقلون إلى الممية "الثانية‬ ‫والنصف"‪ ،‬كما تسمى‪ .‬وبعد انحلل هذه الممية انضموا من نجديد إلى الممية الثانية‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫)حزب "التيسنياكيين‪ "30‬البلغار( وفي ايطاليا وفي انكلت ار )جناح من الحزب التشتراكي‬ ‫البريطاني‪ (31‬وفي فرنسا )اعترف فايان نفسه في الومانيتيه‪ 32‬بأنه تلقى رسائل احتجاج من‬

‫المميين دون أن ينتشر‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬واحدة منها بصورة تامة( وفي هولندا )التريبونيون‪ ..33‬الخ‪ .‬إن‬ ‫جميع هذه العناصر الماركسية ـ مهما كانت قليلة في بداية المرـ والتذكير‪ ،‬باسمها‪ ،‬بالقوال التي‬

‫تنساها الن التشتراكية المتشروعة ودعوة العمال في جميع البلد إلى مقاطعة العنصريين إوالى‬ ‫النضواء تحت راية الماركسية القديمة‪ ،‬أن هذه التشياء هي‪ :‬مهمة اليوم‪ .‬لقد كانت المناقتشات‬ ‫والبرامج "العملية" المزعومة مقتصرة حتى الن‪ ،‬بدرجات متفاوتة‪ ،‬على إعلن برنامج مسالم‬

‫بسيط‪ .‬أن الماركسية ليست هي مذهب المسالمة‪ .‬فالنضال من أجل إيقاف الحرب بأسرع ما يمكن‬

‫تشيء ل بد منه‪ .‬فعندما ندعو إلى النضال الثوري فقط يأخذ مطلب "السلم" معنى بروليتاريًا‪.‬‬

‫وبدون سلسة من الثورات ل يكون السلم الديموقراطي المزعوم وهمًا من أوهام البورجوازية الصغيرة‪.‬‬

‫أن البرنامج الماركسي هو برنامج العمل الحقيقي لنه يقدم للجماهير جوابًا تامًا واضحًا على مسألة‬ ‫معرفة ما جرى‪ ،‬جوابًا يتشرح ما هو الستعمار وكيف يجب محاربته‪ ،‬ويعلن بصراحة أن أخفاق‬

‫الممية الثانية كان بفعل النتهازية ويدعو بصراحة إلى تأسيس أممية ماركسية خالية من‬

‫النتهازيين وضدهم‪ .‬إوان البرنامج الذي يعبر عن أننا واثقون بأنفسنا وبالماركسية وعن أننا‬

‫ل‪،‬‬ ‫ل أو آج ً‬ ‫سنخوض نضال أبادة ضد النتهازيين‪ ،‬هو البرنامج الوحيد الذي يكسبنا‪ ،‬أن عاج ً‬

‫عطف الجماهير البروليتارية الحقيقية‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫التيسنياكيون‪ :‬أتباع حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الثوري في بلغاريا أسس عام ‪ 1903‬بعد انتشقاق الحزب التشتراكي الديموقراطي‪ .‬وكان "د‪ .‬بلغويبف" رئيس حزب "التيسنياك"‬

‫ومؤسسه‪ ،‬ثم أصبح قادته تلمذة "بلغوييف" وهم‪" :‬ج‪ .‬ديميتروف" و "ف‪ .‬كولروف" وغيرهما‪ .‬وفي ‪ 1918 – 1914‬ثار التيسنياكيون ضد الحرب الستعمارية‪ .‬وفي ‪ 1919‬انضموا إلى‬ ‫الممية التشيوعية وأسسوا الحزب التشيوعي البلغاري الذي تحول بعد ذلك إلى حزب العمال )التشيوعي( البلغاري‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫الحزب التشتراكي البريطاني‪ :‬أسس عام ‪ 1911‬في ما نتشستر وكانت نواته التحاد التشتراكي الديموقراطي الذي ظهر في ‪) 1884‬كان على رأسه "هندمان" و "هاري كيلش" و " توماس‬

‫ل عن‬ ‫مان"‪ ..‬الخ ( والذي سمي بعد ذلك باسم الحزب التشتراكي الديموقراطي‪ .‬وكان نتشاط الحزب التشتراكي البريطاني ودعايته يقومان على أساس الماركسية‪ .‬وكان حزبًا "غير انتهازي ومستق ً‬

‫الحرار" )لينين(‪ .‬أن قلة أعضاء هذا الحزب وبعده عن الجماهير قد أضفيا عليه طابع الفرقة‪ .‬وأثناء الحرب الستعمارية العالمية )‪ (1918 – 1914‬ظهر فيه تياران‪ :‬أحدهما اتشتراكي عنصري‬

‫بصورة علنية وعلى رأسه "هندمان"‪ ،‬والخر أممي وعلى رأسه "أ‪ .‬آنكبين" و "ف‪ .‬روتستين" وغيرهما‪ .‬وفي نيسان ‪ 1916‬حدث انتشقاق في الحزب إذ وجد هندمان وأنصاره أنفسهم أقلية فتركوا‬

‫الحزب‪ .‬ومنذ ذلك الحين تسلمت رئاسة الحزب التشتراكي البريطاني عناصر أممية ناضلت ضد الحرب الستعمارية‪ .‬وقد أخذ الحزب التشتراكي البريطاني المبادرة في تأسيس الحزب التشيوعي‬

‫النكليزي عام ‪ 1920‬الذي أنضم إليه أكثرية منظمات ذلك الحزب‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫الومانيتيه‪ :‬جريدة يومية أسسها جان جوريس عام ‪ 1904‬فكانت الناطق الرسمي بلسان الحزب التشتراكي الفرنسي‪ .‬وأثناء الحرب الستعمارية العالمية)‪ ( 1918 -1914‬كانت الجريدة إلى‬

‫جانب جناح أقصى اليمين من الحزب التشتراكي الفرنسي واتخذت موقفًا اتشتراكيًا عنصريًا وذلك حتى تولى مارسيل كاتشان أدارتها‪ .‬وبعيد انتشقاق الحزب التشتراكي في مؤتمر تور )كانون الول‬ ‫‪ ( 1920‬وتتشكيل الحزب التشيوعي الفرنسي أصبحت الجريدة هي الناطقة بلسان هذا الحزب‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫التريبونيون‪ :‬فريق اليسار من حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الهولندي الذي كان ينتشر منذ عام ‪ 1907‬جريدة التريبون‪ .‬وفي )عام ‪ 1909‬طرد التريبونيون من حزب العمال التشتراكي‬

‫الديموقراطي في هولندا‪ .‬ولم يكن التريبونيون يعتبرون حزبًا ثوريًا حقيقيًا ولكنهم كانوا يمثلون الجناح اليساري من الحركة العمالية في هولندا‪ .‬وفي عام ‪ 1918‬أسسوا الحزب التشيوعي الهولندي‪.‬‬

‫ومنذ ‪ 1909‬كانت التريبون الجريدة الناطقة بلسان الحزب التشتراكي الديموقراطي في هولندا‪ .‬وفي ‪ 1918‬أصبحت الناطق بلسان الحزب التشيوعي وقد ظهرت هذه الجريدة بين ‪1930‬و ‪1940‬‬

‫تحت أسم فولكسداغ بلد )جريدة التشعب(‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫حزب العمال التشتراكي الديموقراطي في روسيا والممية الثالثة‬ ‫إن حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي قد تخلص من انتهازييه منذ زمن طويل‪.‬‬

‫وأصبح النتهازيون الروس الن غير العنصريين‪ .‬ولم يؤد هذا المر إل إلى تمسكنا بالرأي القائل‬ ‫بأن ذلك التخلص كان ضروريًا لمصلحة التشتراكية ونحن مقتنعون بأن الخلفات الحالية بين‬

‫التشتراكيين الديموقراطيين والتشتراكيين العنصريين ليست أبدًا أقل من الخلفات التي كانت قائمة‬

‫بين التشتراكيين والفوضويين عندما انفصل التشتراكيون الديموقراطيون عن الخيرين‪ .‬قال‬

‫النتهازي مونيتور في مجلة بروسيش جاربوتشر‪ 34‬وهو مصيب في قوله‪ ،‬أن الوحدة الحالية مفيدة‬

‫للنتهازيين وللبورجوازية لنها تجبر اليسار على الخضوع للعنصريين وتمنع العمال من الرؤية‬

‫بوضوح خلل المناقتشات ومن أيجاد حزب عمالي حقيقي واتشتراكي حقيقي‪ .‬ونحن مقتنعون أقوى‬ ‫اقتناع بأن الخلص من النتهازيين والعنصريين في الظروف الحالية هو أول واجبات الثوري‪،‬‬

‫مثلما كان الخلص من الصفر واللساميين والتحادات العمالية الحرة‪ ..‬الخ ضروريًا جدًا للسراع‬ ‫في تثقيف العمال المتأخرين وضمهم إلى صفوف الحزب التشتراكي الديموقراطي‪.‬‬

‫أن الممية الثالثة‪ ،‬في رأينا‪ ،‬يجب أن تقوم على هذا الساس الثوري تمامًا‪ .‬وليست المسألة‬

‫بالنسبة إلى حزبنا هي فائدة الخلص من التشتراكيين العنصريين‪ .‬فأن هذه القضية قد حلت‬

‫بالنسبة إليه بصورة نهائية‪ ،‬أنما المسألة القائمة لديه هي معرفة ما إذا كان في المكان تحقيق هذا‬ ‫المر في وقت قريب على النطاق العالمي‪.‬‬

‫ومن المعروف تمامًا أن تأسيس منظمة ماركسية عالمية يتطلب إرادة راسخة لتأسيس أحزاب‬

‫ماركسية مستقلة في مختلف البلد‪ .‬فألمانيا‪ ،‬بلد أقدم حركة عمالية وأقواها‪ ،‬لها أهمية حاسمة‪.‬‬

‫وأن المستقبل القريب سيرينا ما إذا كانت الظروف قد تهيأت لتأسيس أممية ماركسية جديدة‪ .‬إواذا‬ ‫كان المر كذلك فأن حزبنا سينضم بسرور إلى هذه الممية الثالثة وهو مطهر من النتهازية ومن‬ ‫العنصرية‪ .‬وأن لم يكن المر كذلك فهذا يعني أن ذلك التطهير يحتاج إلى عمل قد يطول أو‬

‫يقصر‪ .‬وعلى هذا فأن حزبنا سيؤلف المعارضة المطلقة في داخل الممية الحالية إلى أن تتكون‬

‫في مختلف البلد قاعدة لتحاد عمالي يأخذ بالماركسية الثورية‪.‬‬

‫نحن ل نعرف‪ ،‬ول نستطيع أن نعرف‪ ،‬كيف سيتم التطور‪ ،‬على النطاق العالمي‪ ،‬في السنين‬

‫القليلة المقبلة‪ .‬ولكن الذي نعرفه بصورة أكيدة ونقتنع به بقوة هو أن حزبنا في بلدنا وفي قلب‬

‫‪34‬‬

‫بروسيش جاربوتشر )الحوليات البروسية(‪ :‬مجلة تشهرية محافظة تنطق بلسان الرأسمالية وكبار ملكي الراضي‪ .‬ظهرت في برلين من ‪ 1858‬إلى ‪.1935‬‬

‫‪33‬‬


‫طبقتنا البروليتارية سيعمل بل كلل في هذا التجاه وسيؤلف‪ ،‬بكل نتشاطه اليومي‪ ،‬قسمًا روسيًا من‬

‫الممية الماركسية‪.‬‬

‫إن في روسيا أيضًا اتشتراكيين عنصريين حقيقيين وكتل "وسط"‪ .‬وأن هؤلء سيحاربون إنتشاء‬

‫أممية ماركسية‪ .‬فنحن نعرف أن بليخانوف يتبنى مبادىء سوديكوم نفسها وأنه سيمد له يده منذ‬

‫الن‪ .‬ونعرف أن ما يسمى "بلجنة التنظيم‪ "35‬التي يرأسها أكسيلرود تعلم الكاوتكسية على الرض‬ ‫الروسية‪ .‬فتحت ستار وحدة الطبقة العاملة يدعو هؤلء الناس إلى الوحدة مع النتهازيين ومع‬

‫البورجوازية عن طريقهم‪ .‬ولكن كل ما نعرفه عن الحركة العمالية المعاصرة يؤكد لنا أن البروليتاريا‬ ‫الواعية في روسيا ستبقى‪ ،‬كما كانت في الماضي‪ ،‬مع حزبنا‪.‬‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫تاريخ النتشقاق وحالة التشتراكية‬ ‫الديموقراطية الروسية في الوقت الحاضر‬ ‫إن تاكتيك حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي فيما يتعلق بالحرب‪ ،‬والذي عرضناه‬

‫آنفًا‪ ،‬كان نتيجة حتمية لثلثين سنة من تطور التشتراكية الديموقراطية الروسية‪ .‬ومن الصعب فهم‬

‫هذا التاكتيك بصور صحيحة‪ ،‬وكذلك فهم حالة التشتراكية الديموقراطية في بلدنا في الوقت‬

‫الحاضر‪ ،‬دون استعراض تاريخ حزبنا‪ .‬وهكذا فأن واجبنا أن نذكر القارىء بحوادث هذا التاريخ‬ ‫الساسية‪.‬‬

‫إن التشتراكية الديموقراطية‪ ،‬كاتجاه فكري‪ ،‬قد ظهرت إلى الوجود عام ‪ ،1883‬وذلك عندما‬

‫عرضت لول مرة وبصورة مذهبية في الخارج‪ ،‬من قبل فريق "تحرير العمل‪ ،"36‬المفاهيم التشتراكية‬

‫الديموقراطية مطبقة على روسيا‪ .‬وحتى حوالي عام ‪ 1890‬ظلت التشتراكية الديموقراطية تيا ًار‬

‫فكريًا ل صلة له بالحركة العمالية الجماهيرية في روسيا‪ .‬وبعد عام ‪ 1890‬جعل التقدم الجتماعي‬ ‫واضطرابات العمال وحركة اضرابهم من التشتراكية الديموقراطية قوة سياسية فعالة ترتبط ارتباطًا‬

‫وثيقًا بنضال الطبقة العاملة )القتصادي والسياسي(‪ .‬ومنذ ذلك الحين بدأ انقسام التشتراكية‬ ‫الديموقراطية إلى "اقتصاديين" إوالى "جماعة اليسكرا"‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫هي المركز القيادي للمنتشفيك‪ ،‬أسست عام ‪ 1912‬في مؤتمر آب للمنتشفيك المصفين ولجميع الجماعات ذات الميول المعادي لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي‪ ،‬وظلت تمارس‬

‫‪36‬‬

‫أول فريق ماركسي أسسه "ج‪ .‬بليخانوف" في جنيف عام ‪ .1883‬وقد عمل هذا الفريق كثي ًار لنتشر الماركسية في روسيا‪ .‬راجع عن نتشاط هذا الفريق وعن دوره التاريخي الفصل الول من‬

‫عملها حتى انتخاب اللجنة المركزية لحزب المنتشفيك في آب عام ‪.1917‬‬ ‫تاريخ الحزب التشيوعي )البولتشفيك( في التحاد السوفياتي‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫"القتصاديون" و "اليسكرا" القديمة‬ ‫)‪(1903 – 1894‬‬ ‫كانت "القتصادية" تيا ًار انتهازيًا في التشتراكية الروسية‪ .‬وأن سبب وجودها السياسي يعود إلى‬

‫برنامج‪" :‬للعمال النضال القتصادي‪ ،‬وللحرار النضال السياسي"‪ .‬وكان مستندها النظري‬

‫الساسي هو ما كان يسمى "بالماركسية المتشروعة" أو "الستروفية" التي "تعترف" بنوع من‬

‫"الماركسية" المجردة تمامًا من كل روح ثورية ومتلئمة مع حاجات البورجوازية الحرة‪ .‬فبالستناد‬

‫إلى حالة التأخر السائدة لدى جماهير العمال الروس‪ ،‬وللرغبة "في السير مع الجماهير" قصر‬

‫"القتصاديون" مهمتهم كما قصروا عمل الحركة العمالية الواسع على النضال القتصادي وعلى‬

‫الدعم السياسي للمذهب الحر دون أن يعينوا لنفسهم مهمات سياسي مستقلة ول أية مهمة ثورية‪.‬‬ ‫ل مظف ًار ضد القتصاديين" باسم‬ ‫أما اليسك ار‪ 37‬القديم )‪ (1903 – 1900‬فقد خاضت نضا ً‬

‫مبادىء التشتراكية الديموقراطية الثورية‪ .‬وقد انضم إلى صف اليسك ار كل النخبة من البروليتاريا‬ ‫الواعية‪ .‬وقبل الثورة بعدة سنوات وضعت التشتراكية الديموقراطية أصح برنامج وأكثره بعدًا عن‬

‫المساومة‪ .‬وقد أيد هذا البرنامج نضال الطبقات وعمل الجماهير خلل ثورة عام ‪ .1905‬وسار‬ ‫"القتصاديون" خلف الجماهير‪ .‬وكانت اليسك ار بمثابة طليعة عمالية قادرة على قيادة الجماهير‬

‫إلى المام‪ .‬إوان حجج التشتراكية العنصرية في الوقت الحاضر)عن ضرورة العتماد مع الجماهير‬ ‫على طابع الستعمار التقدمي‪ ،‬وعلى "أوهام" الثوريين‪...‬الخ( قد وضعت كلها من قبل‬

‫القتصاديين سابقًا‪ .‬إوان التشتراكية الديموقراطية الروسية قد عرفت منذ عتشرين سنة التحريف‬

‫النتهازي للماركسية‪ ،‬ذلك التحريف الذي تبنته "الستروفية"‪.‬‬

‫المنتشفية والبلتشفية‬ ‫)‪(1908 – 1903‬‬ ‫أن عصر الثورة الديموقراطية البورجوازية قد أدى إلى نضال جديد بين التجاهات في قلب‬ ‫التشتراكية الديموقراطية‪ ،‬وكان هذا النضال امتدادًا مباتش ًار للنضال الول‪ .‬فقد انقلب "المذهب‬

‫القتصادي" إلى "المنتشفية"‪ .‬أما دفاع اليسك ار القديمة عن التاكتيك الثوري فقد أدى إلى ظهور‬ ‫"البلتشفية"‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫أول جريدة ماركسية سرية لعموم روسيا‪ ،‬أصدرها لينين عام ‪ .1900‬وبعد مؤتمر حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي الثاني أصبحت الجريدة الناطقة بلسان الحزب‪ .‬ويقصد لينين‬

‫باليسك ار القديمة إعداد اليسك ار من الول حتى الواحد والخمسين‪ ،‬ومنذ العدد ‪ 51‬أصبحت اليسك ار جريدة الفرع المنتشفيكي‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫وفي الحقبة العاصفة الممتدة ما بين ‪ 1905‬و ‪ 1907‬بدت المنتشفية تيا ًار انتهازيًا تدعمه‬

‫البورجوازية الحرة ويعمل على إدخال الميول البورجوازية الحرة إلى الحركة العمالية‪ .‬إوان جوهر‬

‫المنتشفية هو جعل نضال الطبقة العاملة متلئمًا مع المذهب الحر‪ .‬أما البلتشفية فأنها‪ ،‬على عكس‬ ‫ذلك‪ ،‬وضعت أمام العمال التشتراكيين الديموقراطيين مهمة دفع حركة الفلحين الديموقراطية إلى‬

‫النضال الثوري رغم تردد أنصار المذهب الحر وخيانتهم‪ .‬وأن جماهير العمال‪ ،‬كما عرف ذلك‬

‫المنتشفيك أنفسهم أكثر من مرة‪ ،‬قد سارت أثناء الثورة وراء البلتشفيك في جميع الحركات المهمة‪.‬‬

‫لقد برهنت ثورة ‪ 1905‬على صحة التاكتيك التشتراكي الديموقراطي الثوري الحازم في روسيا‬

‫ودعمته وعمقته وقوته‪ .‬وأن عمل الطبقات والحزاب المكتشوف قد أظهر عدة مرات صلة‬ ‫النتهازية التشتراكية الديموقراطية )المنتشفية( بجماعة المذهب الحر‪.‬‬ ‫الماركسية وتيار التصفية‬ ‫)‪(1914 – 1908‬‬ ‫أن فترة مناهضة الثورة قد وضعت على بساط البحث‪ ،‬في تشكل جديد تمامًا‪ ،‬مسألة إتباع أي‬

‫التاكتيكين‪ :‬التاكتيك النتهازي أو تاكتيك التشتراكية الديموقراطية الثوري‪ .‬وقد أدى تيار المنتشفية‬ ‫الرئيسي‪ ،‬رغم احتجاج عدد من أفضل ممثليه‪ ،‬إلى ظهور تيار التصفية‪ ،‬أي اعتزال النضال من‬

‫أجل ثورة جديدة في روسيا وترك التنظيم والعمل السريين والسخر القاسي بالعمل السري وتشعار‬

‫الجمهورية‪ .‬وتتشكلت ضمن الفريق الدبي العلني لمجلة ناتشا ازريا )بوتريسوف وتتشيريفانين‪ ..‬الخ(‬

‫نواة الحزب التشتراكي الديموقراطي القديم المستقلة‪ ،‬وهي النواة التي كانت تدعمها البورجوازية‬

‫الحرة في روسيا بألف طريقة وتطريها وتداريها رغبة منها في إبعاد العمال عن النضال الثوري‪.‬‬ ‫لقد طرد هذا الفريق النتهازي من الحزب في مؤتمر كانون ثاني ‪ 381912‬لحزب العمال‬

‫التشتراكي الديموقراطي الروسي الذي أعاد تتشكيل الحزب رغم المعارضة الجنونية من قبل‬

‫مجموعة من الفرق والكتل العاملة في الخارج‪ .‬وخلل أكثر من عامين )من بداية ‪ 1912‬حتى‬ ‫نهاية ‪ (1914‬ظل النضال محتدمًا بين الحزبين التشتراكيين الديموقراطيين‪ :‬اللجنة المركزية‬

‫المنتخبة في كانون ثاني ‪ ،1912‬و "لجنة التنظيم" التي لم تكن تعترف بمؤتمر كانون الثاني وتريد‬ ‫إعادة تتشكيل الحزب بطريقة مغايرة‪ ،‬هي الحفاظ على الوحدة مع فريق ناتشا ازريا‪ .‬وقد نتشبت معركة‬ ‫‪38‬‬

‫المقصود هو المؤتمر الوطني السادس للحزب الذي انعقد في براغ من ‪ 18‬إلى ‪ 30‬كانون الثاني ‪ .1912‬فقد ضم هذا المؤتمر المنظمات البلتشفية وحقق استقلل الحزب البلتشفي‪ .‬وقد طرد‬

‫المنتشفيك من الحزب بقرار من هذا المؤتمر ووضع حد نهائي لوحدة البولتشفيك السمية في حزب واحد مع المنتشفيك‪ .‬أن مؤتمر براغ قد سجل بداية حياة حزب من نوع جديد‪) .‬تاريخ الحزب‬

‫التشيوعي "البولتشفي" في التحاد السوفياتي‪ ،‬ص‪ 159 – 151 :‬من الطبعة الفرنسية(‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫حامية بين الجريدتين العماليتين اليوميتين )البرافدا‪ 39‬ولوتش‪ 40‬وتفرعاتهما وبين الكتلتين‬ ‫التشتراكيتين الديموقراطيتين في دوما الدولة الرابع )"كتلة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي‬

‫الروسي" من البرافديين أو الماركسيين‪ ،‬و "كتلة التشتراكيين الديموقراطيين" من المصفين وعلى‬

‫رأسهم تشكيدزي(‪.‬‬

‫وبما أن "البرافديين" كانوا يدافعون عن الخلص لمبادئ الحزب الثورية ويدعمون انبعاث‬

‫الحركة الثورية )بعد ربيع ‪ 1912‬بصورة خاصة(‪ ،‬وبما أنهم جمعوا التنظيم السري والعلني‬

‫والصحافة وعمل التحريض‪ ،‬فقد كانت تلتف حولهم أكثرية طبقة العمال الواعين الساحقة‪ ،‬على‬

‫حين أن المصفين‪ ،‬الذين لم يكونوا يتصرفون كحركة سياسية أل بأعتباهم فريق ناتشا ازريا‪ ،‬فقد كانوا‬

‫يعتمدون كل العتماد على العناصر البورجوازية الحرة‪.‬‬

‫إن حصيلة التشتراكات التي كانت تؤديها فرق العمال علنًا لجرائد حزبيهما‪ ،‬باعتبارها طريقة‬

‫التشتراك الملئمة للظروف الروسية في ذلك العهد )وهي الطريقة الوحيدة التي كان مسموحًا بها‬

‫ويراقبها الجميع بحرية(‪ ،‬وهي الطريقة التي كانت تمارسها التشتراكية الديموقراطية‪ ،‬أن تلك‬

‫الحصيلة قد أكدت بوضوح المصدر البروليتاري لقوة البرافديين "الماركسيين" ونفوذهم‪ ،‬ذلك‬ ‫المصدر الذي كان بورجوازيًا ح ًار عند المصفين )وعند لجنتهم التنظيمة(‪ .‬وهذه بعض‬

‫الحصاءات الوجيزة عن هذه التشتراكات التي نتشرت في كتاب "الماركسية وتيار التصفية‪"41‬‬

‫ووردت مختصرة في الجريدة التشتراكية الديموقراطية اللمانية ليبزيجر فولكزايتونغ‪.42‬‬

‫وفيما يلي عدد التشتراكات والمبالغ المدفوعة إلى جرائد بطرسبورغ اليومية الخاصة بالماركسيين‬

‫)البرافديين( وبالمصفين منذ أول كانون ثاني إلى ‪ 13‬مايس ‪:1914‬‬ ‫البرافديون‬ ‫‪39‬‬

‫المصفون‬

‫البرافدا )الحقيقة(‪ :‬جريدة نهارية بلتشفية مرخصة كانت تصدر في بطرسبورغ وأسست بناء على اقتراح من لينين وبمبادرة من ستالين في نيسان ‪.1912‬‬

‫قال ستالين‪" :‬أن برافدا ‪ 1912‬قد وضعت أسس ظفر البلتشفية في عام ‪ 1917‬ومنذ صدور أول عدد منها )‪ 15‬مايس ‪ ،(1912‬وخلل ماينوف على العامين بقليل‪ ،‬منعت الحكومة القيصرية‬

‫"البرافدا" ثماني مرات‪ ،‬ولكنها كانت تستمر في الظهور تحت أسماء أخرى‪ .‬وعطلت الجريدة قبيل الحرب الستعمارية وذلك في ‪ 21‬تموز ‪.1914‬‬

‫وقد أعيد إصدار "البرافدا" بعد ثورة تشباط في ‪ 18‬آذار ‪ ،1917‬فكانت الناطق بلسان الحزب البلتشفي‪ .‬وفي جلسة موسعة لمكتب اللجنة المركزية لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي‬ ‫عقدت في ‪ 28‬آذار‪ ،‬انتخب ستالين لتحرير "البرافدا"‪ ..‬وعندما عاد لينين إلى روسيا في نيسان ‪ 1917‬أخذ على عاتقه رئاسة تحريرها‪ .‬وفي ‪ 18‬تموز ‪ 1917‬نهب الجونكر والقوزاق دار تحرير‬ ‫البرافدا‪ .‬وبعد أيام تموز انتقل لينين إلى العمل السري وأصبح ستالين رئيسًا لتحرير الجريدة‪.‬‬

‫وفي الفترة بين تموز – تتشرين الول ‪ ،1917‬حيث أخذت الحكومة النتقالية في ملحقة "البرافدا"‪ ،‬كان على هذه الخيرة أن تغير أسمها عدة مرات‪ .‬فظهرت عندئذ تحت أسم "ليستوك برافدي"‬ ‫)صحيفة الحقيقة( وأسم "بروليتاري رابوتتشي" )العامل( وأسم " رابوتتشي بوت" )طريق العامل(‪ .‬ومنذ ‪ 9‬تتشرين الثاني عادت الجريدة إلى أسمها القديم‪" :‬البرافدا"‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬

‫لوتش )التشعاع(‪ :‬جريدة يومية مرخصة للمنتشفيك المصفين ظهرت في بطرسبورغ من أيلول ‪ 1912‬إلى تموز ‪ .1913‬وكانت تصدر على نفقة "أصدقاء أغنياء من أصل بورجوازي" )لينين(‪.‬‬

‫الماركسية وتيار التصفية‪ ،‬مجموعة من المقالت حول مسائل حركة العمال الحالية الساسية‪ ،‬الجزء الثاني"‪ :‬نتشر في تموز ‪ 1914‬من قبل هيئة منتشورات الحزب "بريبوي" ويوجد بينها مقالت‬

‫عديدة للينين كتبها ضد المصفين‪ .‬إواتشارة لينين إلى هذا الكتاب يقصد منها التشارة إلى مقالتيه‪" :‬الطبقة العاملة والصحافةـ العمالية" و "جواب العمال على مسألة تتشكيل الكتلة العمالية التشتراكية‬ ‫الديموقراطية الروسية في دوما الدولة"‪) .‬راجع لينين‪ ،‬المؤلفات الكاملة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ج‪ ،20 :‬ص‪ 348 – 338 :‬و ‪.(519 – 503‬‬

‫‪42‬‬

‫ل يبزيجر فولكزايتونغ )جريدة ليبزيغ التشعبية(‪ :‬جريدة يومية للجناح اليساري من التشتراكية الديموقراطية اللمانية‪ ،‬وظهرت من ‪ 1894‬إلى ‪ .1933‬وظل "فرانز ميهرنغ" و "رو از لوكسمبورغ"‬

‫ل في هيئة تحريرها‪ .‬ومن ‪ 1917‬إلى ‪ 1922‬كانت هذه الجريدة هي الناطقة بلسان "المستقلين" اللمان‪ .‬وبعد ‪ 1922‬أصبحت جريدة التشتراكيين الديموقراطيين اليمينيين‪.‬‬ ‫زمنًا طوي ً‬

‫‪37‬‬


‫من فرق العمال‬

‫عدد التشتراكات‬

‫أتشخاص آخرون‬

‫غير العمال‬

‫‪713‬‬

‫المبالغ بالروبلت‬

‫‪2873‬‬

‫عدد التشتراكات‬

‫‪18944‬‬ ‫‪2650‬‬

‫المبالغ بالروبلت‬

‫‪671‬‬ ‫‪453‬‬

‫‪5296‬‬ ‫‪6760‬‬

‫وهكذا فقد كان حزبنا يجمع عام ‪ 1914‬أربعة أخماس عمال روسيا الواعين حول التاكتيك‬

‫التشتراكي الديموقراطي الثوري‪ .‬وخلل عام ‪ 1913‬بكامله ارتفع عدد التشتراكات التي تدفع ثمنها‬ ‫فرق العمال إلى ‪ 2181‬عند البرافديين إوالى ‪ 661‬عند المصفين‪ .‬ومن أول كانون الثاني ‪1913‬‬

‫إلى ‪ 13‬مايس ‪ 1914‬كان مجموع التشتراكات التي تدفع قيمتها فرق العمال ‪ 5054‬عند‬ ‫"البرافديين" )أي في حزبنا( و ‪ ،1332‬أي ‪ ،% 820.‬عند المصفين‪.‬‬ ‫الماركسية والتشتراكية العنصرية‬ ‫)‪(1915 – 1914‬‬

‫مكنت الحرب الوروبية العظمى عام ‪ 1915 – 1914‬جميع التشتراكيين الديموقراطيين‬ ‫الوروبيين‪ ،‬والروسيين أيضًا‪ ،‬من التأكد من صحة تاكتيكهم على أساس أزمة ذات أهمية عالمية‪.‬‬

‫وأن طابع الحرب الرجعي واللصي والستعبادي كان أوضح كثي ًار بالنسبة إلى القيصرية منه إلى‬ ‫الحكومات الخرى‪ .‬ومع ذلك فأن أهم فريق من المصفين )وهو الوحيد‪ ،‬عدا حزبنا‪ ،‬الذي كان‬

‫يتمتع من جراء علقاته مع الحرار بنفوذ مهم في روسيا( قد اتجه نحو التشتراكية العنصرية!‬ ‫ل باحتكار العلنية أخذ أمام الجماهير في تبني اتجاه "عدم‬ ‫ولحتفاظ فريق ناتشا ازريا هذا طوي ً‬

‫مقاومة الحرب" والرغبة في ظفر الحلف الثلثي )الرباعي اليوم( متهمًا الستعمارية اللمانية‬

‫بجميع "مساوىء الميزانيات الستثنائية"‪ ..‬الخ وأن بليخانوف‪ ،‬الذي قدم أمثلة كثيرة على نقص‬

‫مواهبه السياسية المطلق وعلى انتقاله إلى جانب النتهازيين‪ ،‬قد اتخذ منذ ‪ 1903‬ذلك الموقف‬ ‫نفسه بصورة واضحة‪ ،‬وهو الموقف الذي أطرته الصحف البورجوازية كلها‪ .‬ولقد تمادى بليخانوف‬

‫ل في صحف إيطاليا الرسمية‬ ‫إلى درجة التصريح بأن حرب القيصرية هي حرب عادلة ونتشر مقا ً‬ ‫لجر هذه الخيرة إلى الحرب‪.‬‬

‫وهكذا ثبتت صحة وجهة نظرنا حول تيار التصفية وطرد فريق المصفين الرئيسي من حزبنا‬

‫بصورة تامة‪ .‬فأن البرنامج الحقيقي للمصفين وغاية انحرافهم الحقيقية ل يقومان اليوم على‬

‫النتهازية‪ ،‬بصورة عامة‪ ،‬فقط‪ ،‬بل على دفاعهم عن امتيازات ملكي الراضي والبورجوازيين‬ ‫‪38‬‬


‫الروس الكبار ومصالحهم الستعمارية‪ .‬أنه انحراف السياسة العمالية الليبرالية الوطنية‪ .‬إنه وحدة‬ ‫حزب البورجوازيين الصغار الراديكاليين وقسم صغير من العمال المتميزين مع "بورجوازيتهم"‬

‫الوطنية ضد جماهير البروليتاريا‪.‬‬

‫الحالة الحاضرة في التشتراكية الديموقراطية الروسية‬ ‫وكما قلنا سابقًا فأنه ل المصفون ول أية مجموعة من الفرق في البلد الجنبية )بليخانوف‪،‬‬

‫اليكسينسكي‪ ،‬تروتسكي وغيرهم( ول التشتراكيون الديموقراطيون المسمون "بالوطنيين" )أي غير‬

‫الروس الكبار( يعترفون بمؤتمرنا المنعقد في كانون ثاني ‪ .1912‬ومن بين التشتائم التي يرموننا‬ ‫بها تتردد تلك التي تتهمنا "بالحتيال" و "تفريق الكلمة" في أكثر الحيان‪ .‬أما جوابنا فيقوم على‬

‫إيراد أرقام صحيحة تثبت أمام التحقيق الموضوعي‪ ،‬أرقام تدل على أن حزبنا يضم أربعة أخماس‬

‫ل إذا جعلنا في حسابنا جميع صعوبات العمل السري في‬ ‫العمال الواعين في روسيا‪ .‬وهذا ليس قلي ً‬

‫عهد مناهض للثورة‪.‬‬

‫إواذا كانت "الوحدة" ممكنة التحقيق في روسيا على أساس التاكتيك التشتراكي الديموقراطي‪،‬‬

‫دون طرد فريق ناتشا ازريا‪ ،‬فلماذا ل يفعل ذلك خصومنا العديدون ولو بين بعضهم بعضًا؟ فمنذ‬ ‫كانون ثاني ‪ 1912‬حتى الن مرت ثلث سنوات طوال ونصف السنة‪ ،‬وخلل هذه الحقبة لم‬

‫يستطع خصومنا‪ ،‬رغم كل رغبتهم‪ ،‬أن يوجدوا حزبًا اتشتراكيًا ديموقراطيًا ضدنا‪ .‬أن هذه الواقعة‬

‫هي أفضل دفاع عن حزبنا‪.‬‬

‫إن تاريخ الفرق التشتراكية الديموقراطية المناهضة لحزبنا بكامله هو تاريخ النحلل‬

‫والنحطاط‪ .‬وفي آذار ‪ 1912‬اتحدت هذه الفرق كلها بدون استثناء للنيل منا‪ .‬ولكن منذ تشهر‬

‫آب ‪ ،1912‬عندما تتشكل ضدنا ما اتفقوا على تسميته باسم "كتلة آب"‪ ،‬دب الفساد فيما بينهم‪.‬‬ ‫فانفصل قسم من الفرق عنهم‪ .‬فلم يستطيعوا تتشكيل حزب ول لجنة مركزية‪ .‬إنهم لم يتشكلوا إل‬

‫لجنة تنظيم "لقامة الوحدة"‪ .‬ولكن هذه اللجنة في الحقيقة بدت حصنًا ضعيفًا لفريق المصفين في‬ ‫روسيا‪ .‬وخلل هذه الفترة كلها من فترات نهضة الحركة العمالية العظيمة في روسيا والضرابات‬

‫الجماهيرية ما بين ‪ 1914-1912‬كان فريق ناتشا ازريا هو الفريق الوحيد من فرق كتلة آب الذي‬ ‫قام بعمل بين الجماهير‪ .‬إذ كانت علقاته الحرة )الليبرالية( قوة له‪ .‬ومنذ مطلع ‪ 1914‬هجر‬

‫"كتلة آب" رسميًا التشتراكيون الديموقراطيون الليتونيون )لم يتشترك التشتراكيون الديموقراطيون‬

‫البولونيون فيها( بينما خرج منها تروتسكي‪ ،‬وهو أحد قادتها‪ ،‬بصورة غير رسمية‪ ،‬وألف فريقًا‬ ‫‪39‬‬


‫جديدًا على حدة‪ .‬وفي تموز ‪ 1914‬وأثناء انعقاد مؤتمر بروكسل‪ ،‬الذي كانت تتشترك فيه لجنة‬

‫المكتب التشتراكي الممي التنفيذية‪ ،‬ألف كاوتسكي وفاندرفيلد ضدنا "كتلة بروكسل‪ "43‬التي لم‬

‫يتشترك فيها الليتونيون والتي انفصل عنها التشتراكيون الديموقراطيون البولونيون‪ ،‬أي المعارضة‪.‬‬

‫وبعد نتشوب الحرب انحلت هذه الكتلة‪ .‬وأصبح فريق ناتشا ازريا وبليخانوف واليكسينسكي وان‪،44‬‬

‫رئيس التشتراكيين الديموقراطيين القوقازيين‪ ،‬اتشتراكيين عنصريين علنيين يتمنون هزيمة ألمانيا‪.‬‬ ‫وأخذت لجنة التنظيم والبوند في الدفاع عن التشتراكيين العنصريين وعن المبادئ التشتراكية‬

‫العنصرية‪ .‬أما كتلة تشكيدزي‪ ،‬فعلى الرغم من أنها صوتت ضد العتمادات الحربية )وفي روسيا‬

‫صوت ضدها حتى الديموقراطيون البورجوازيون والترودوفيكيون(‪ ،‬فقد ظلت الحليف المخلص‬

‫لفريق ناتشا ازريا‪ .‬أن التشتراكيين العنصريين الغلة عندنا‪ ،‬بليخانوف واليكسنسكي وأضرابهما كانوا‬ ‫راضين تمامًا عن كتلة تشكيدزي‪ .‬وأصدرت في باريس جريدة باسم ناتشي سلوفو )غولوس‪ 45‬سابقًا(‬ ‫بمساعدة مارتوف وتروتسكي بصورة رئيسية وهما اللذان كانا يرغبان في ربط الدفاع الفلطوني‬

‫عن الممية بالرغبة الملحة المطلقة في الوحدة مع الناتشا ازريا ولجنة التنظيم أو كتلة تشكيدزي‪.‬‬

‫وبعد صدور ‪ 250‬عددًا من هذه الجريدة اضطرت هي أيضًا إلى العتراف بتلتشيها‪ :‬فأن قسمًا‬ ‫من هيئة تحريرها أنحاز إلى حزبنا؛ وبقي مارتوف مخلصًا للجنة التنظيم التي كانت تلوم الناتشي‬ ‫سلوفو على فوضويتها )مثلما أتهم النتهازيون اللمان ودافيد واضرابه والنترناسيونال‬

‫كوريسبونديس‪ 46‬وليجيان واضرابه والرفيق ليبكنيخ بالفوضوية(؛ لقد أعلن تروتسكي القطيعة مع‬

‫لجنة التنظيم ولكنه رغب في السير مع كتلة تشكيدزي‪ .‬إواليكم برنامج كتلة تشكيدزي وتاكتيكها كما‬ ‫عرضهما أحد زعمائها‪ .‬ففي العدد الخامس من مجلة سوفريميني مير‪ 47‬من سنة ‪ ،1915‬وهي‬

‫‪43‬‬

‫كتلة "‪ 3‬تموز" )كتلة بروكسل(‪ :‬انعقدت أثناء مؤتمر "التوحيد" المنعقد في بروكسل من ‪ 16‬إلى ‪ 18‬تموز ‪ 1914‬بناء على دعوة من اللجنة التنفيذية للمكتب التشتراكي ألممي بغية تبادل‬

‫الراء حول أمكانية أعادة توحيد حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي‪ .‬وقد مثل في المؤتمر‪:‬اللجنة المركزية لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي )البلتشفيك( ولجنة التنظيم‬ ‫)المنتشفيك( والمنظمات التية‪ :‬اللجنة المنطقية القوقازية وفريق "بوربا" )تروتسكي( والكتلة التشتراكية الديموقراطية )المنتشفيك( في الدوما وفريق بليخانوف "إيدينستفو" وفريق "بيريود" والبوند‬

‫والتشتراكية الديموقراطية في ليتونيا والتشتراكية الديموقراطية في ليتوانيا‪ ،‬والتشتراكيون الديموقراطيون البولونيون )اليسار(‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أنه كان على المؤتمر أل يتجاوز تبادل الراء ول يتخذ ق اررات ملزمة‪ ،‬فقد عرض على التصويت متشروع قرار كاو تسكي عن توحيد حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي‪.‬‬

‫فرفض البولتشفيك والتشتراكيون الديموقراطيون الليتونيون التصويت على هذا المتشروع‪ ،‬ولكن المتشروع أقر بأكثرية الصوات )وتحت ستار "مصالحة" البلتشفيك مع المصفين‪ ،‬وستار إعادة "الوئام‬

‫إلى الحزب" فقد تطلب الممية الثانية من البلتشفيك أن يضعوا حدًا لنقدهم سياسة النتهازيين في المصالحة‪ .‬ولكن البلتشفيك الحازمين رفضوا الخضوع لق اررات الممية الثانية النتهازية‪ :‬ولم يعترفوا‬

‫أو يقبلوا بأي تنازل(‪) .‬تاريخ الحزب التشيوعي )البلتشفي( في التحاد السوفياتي‪ ،‬ص‪.(174 :‬‬ ‫‪44‬‬

‫آن )ن‪ .‬ن‪ .‬جور دانيا( رئيس المنتشفيك القوقازيين‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫غولوس )الصوت(‪:‬جريدة يومية للمنتشفيك التروتسكيين‪ ،‬ظهرت في باريس من أيلول ‪ 1914‬إلى كانون الثاني ‪ .1915‬وقد اتخذت هذه الجريدة موقف "الوسط"‪ .‬ومنذ أول يوم من أيام الحرب‬

‫الستعمارية العالمية )‪ (1918-1914‬نتشرت غولوس مقالت لمارتوف ضد التشتراكيين العنصريين‪ .‬وبعد التحول نحو اليمين‪ ،‬ذلك التحول الذي هيأه مارتوف‪ ،‬أخذت الجريدة تشيئًا فتشيئًا في تبني‬

‫الدفاع عن التشتراكيين العنصريين مفضلة "الوحدة مع التشتراكيين العنصريين على التفاهم مع الرجال الذي يقفون موقفًا حازمًا تجاه التشتراكية العنصرية"‪) .‬لينين(‬ ‫وابتداء من كانون الثاني ‪ 1915‬حلت محل غولوس جريدة "ناتشي سلوفو" )كلمنا(‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫أنترناسيونال كوريسبونديس‪ :‬مجلة أسبوعية ألمانية ذات ميول اتشتراكية عنصرية تعالج قضايا السياسة العالمية والحركة العمالية‪ ،‬ظهرت من ‪ 1917-1914‬في برلين‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫سوفر يميني مير )العالم المعاصر(‪ :‬مجلة تشهرية أدبية علمية سياسية‪ ،‬ظهـرت فـي بطرسورغ مـن ‪ 1906‬إلـى ‪ 1918‬وكان المنتشـفيك‪ ،‬ج‪ .‬بليخـانوف وغيـره‪ ،‬أقـرب المسـاهمين فيهـا‪ .‬وقد سـاهم‬

‫البلتشفيك فيها‪ ،‬أيام الكتلة‪ ،‬مع الفريق البليخانوفي من المنتشفيك‪ -‬بارتيستي منذ مطلع عام ‪.1914‬‬

‫‪40‬‬


‫مجلة تأخذ باتجاه بليخانوف واليكسنسكي‪ ،‬كتب تشكانكيلي يقول‪ :‬أن القول بأن التشتراكية‬ ‫الديموقراطية اللمانية كانت قادرة على منع أعمال بلدها الحربية ولم تقم بذلك يرجع إلى الرغبة‬

‫الخفية في أن تلفظ على المتاريس ليس آخر أنفاسها فحسب‪ ،‬بل آخر أنفاس وطنها أيضًا‪ ،‬أو هو‬

‫يرجع بالحرى إلى النظر إلى المواضيع الموضوعة على الرف من خلل منظار فوضوي‪."48‬‬

‫أن هذه السطر القليلة تعبر عن جوهر التشتراكية العنصرية كله وهو‪ :‬تبرير مبدأ "الدفاع عن‬

‫الوطن" في الحرب الحالية والسخر‪ -‬برضا المراقبة العسكرية – من الدعاية للثورة ومن التهيئة‬

‫لها‪ .‬ليس المهم معرفة ما إذا كانت التشتراكية الديموقراطية اللمانية قادرة على منع الحرب‪ ،‬ول‬ ‫ما إذا كان الثوريون يستطيعون‪ ،‬بصورة عامة‪ ،‬ضمان نجاح الثورة‪ ،‬ولكن المهم هو معرفة ما إذا‬ ‫كان من الواجب التصرف كاتشتراكيين أو "الموت" فعل بين ذراعي البورجوازية الستعمارية‪.‬‬ ‫مهمات حزبنا‬ ‫ظهرت التشتراكية الديموقراطية الروسية إلى الوجود قبيل الثورة الديموقراطية البورجوازية )‬ ‫‪ (1905‬في بلدنا‪ ،‬وثبتت أقدامها أيام الثورة وفي فترة مناهضة الثورة‪ .‬وأن تأخر روسيا يفسر لنا‬

‫كثرة التيارات والنواع النتهازية والبورجوازية الصغيرة كثرة بالغة عندنا‪ ،‬على حين أن نفوذ‬

‫الماركسية في أوروبا وقوة الحزاب التشتراكية الديموقراطية العلنية قبل الحرب جعل من أح اررنا‬

‫النموذجيين أتشباه معجبين بالنظرية وبالتشتراكية الديموقراطية "المتزمتة" الوروبية )غير الثورية(‪،‬‬ ‫أي "ماركسيين متشروعين"‪ .‬إن الطبقة العاملة في روسيا لم تستطع تأليف حزبها أل بنضال مرير‬ ‫خلل ثلثين سنة ضد جميع أتشكال النتهازية‪ .‬وأن تجربة الحرب العالمية‪ ،‬التي قررت إفلس‬

‫النتهازية الوروبية أفلسًا متشينًا وأكدت تحالف أح اررنا‪-‬الوطنيين مع تيار التصفية التشتراكي‬

‫العنصري‪ ،‬أن هذه التجربة قد قّو تـمن أيماننا بأن حزبنا سيواصل السير في الطريق الثورية‬ ‫الصحيحة نفسها‪.‬‬

‫كتب بين تموز وآب عام ‪1915‬‬ ‫ونتشر في خريف عام ‪ 1915‬في كراس من قبل جريدة التشتراكية الديموقراطية في جنيف‬

‫ل للينين بعنوان‪" :‬وهذا أيضًا تخريب للتشتراكية" )راجع لينين‪ ،‬المؤلفات الكاملة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ج‪ ،20 :‬ص‪ .(188 -167 :‬وأثناء الحرب‬ ‫وفي آذار ‪ 1914‬نتشرت سوفر يميني مير مقا ً‬ ‫الستعمارية العالمية )‪ (1918 – 1914‬أصبحت هذه المجلة لسان حال التشتراكيين العنصريين‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫"س‪ .‬م" ‪ ،15‬العدد الخامس‪ ،‬ص‪ .148 :‬وقد صرح بليخانوف حديثًا بأنه يعتبر أن مهمته هي رفع تشأن كتلة تشكيدزي في داخل الممية‪ .‬ومن الثابت أن تشكانكيلي من جهته سوف يأخذ على‬

‫عاتقه‪ ،‬بنفس القوة‪ ،‬رفع تشأن تروتسكي داخل الممية )لينين(‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫تذييل‬ ‫بقلم المعرب‬ ‫ورد في الصفحة السابعة من هذا الكتاب قول لينين‪" :‬أننا نفهم الروابط الوثيقة التي تربط‬ ‫الحروب بنضال الطبقات في داخل كل بلد‪ ،‬ونحن نعرف أن من المستحيل القضاء على الحروب‬

‫دون القضاء على الطبقات ودون إقامة التشتراكية"‪.‬‬

‫أن هذا المبدأ كان وما يزال صحيحًا وواقعيًا‪ ،‬وأن رد نتشوب الحروب إلى أسباب طبقية أصبح‬

‫من بديهيات العلوم الجتماعية والسياسية‪ .‬ولكن تطبيق القوانين والمبادىء العلمية بصورة حرفية‬ ‫أو جامدة يؤدي إلى الخطأ‪ .‬فيجب عند تطبيقها أن يراعى تطور الواقع الحي كما تراعى النتائج‬ ‫التي يؤدي إليها هذا التطور‪ .‬ول تقدح هذه المراعاة في صحة القانون أو المبدأ بل أنها‪ ،‬على‬

‫العكس‪ ،‬تدل على مرونته وعلى قابليته للتطبيق في أزمان وأمكنة مختلفة‪ .‬فالمبدأ اللينيني المتشار‬

‫إليه آنفًا يقول باستحالة القضاء على الحروب دون القضاء على الطبقات ودون أقامة التشتراكية‬ ‫في جميع بلد العالم‪ ،‬أي أنه يقول بحتمية الحروب في ظل النظام الرأسمالي الستعماري القائم‪،‬‬

‫لن أسباب الحروب في العصر الحديث هي المنازعات الطبقية في الداخل وسعي الحتكارات‬

‫الستعمارية إلى فرض السيطرة القتصادية والسياسية على المم الخرى في الخارج‪ .‬ولكن ظهور‬

‫ما يلجم هذا الندفاع وراء المغامرات العسكرية والستعمار وفرض السيطرة يؤدي على قبول فكرة‬

‫التعايش السلمي‪ ،‬على مضض من الرأسماليين الستعماريين‪ ،‬كما يؤدي بالتالي إلى تقليل احتمال‬ ‫نتشوب الحرب إوالى عدم حتميتها في الوقت الحاضر‪ .‬وهذا ل يقدح في صحة المبدأ اللينيني‬

‫المذكور‪ ،‬فأن تغير المقدمات يؤدي إلى تغير مقابل في النتائج‪ .‬أما المبدأ نفسه أو القانون فقد ظل‬ ‫ل للتطبيق في كل حين‪.‬‬ ‫سليمًا صحيحًا وقاب ً‬

‫لقد تعرض نيكيتا خروتتشيف في تقريره الذي ألقاه في المؤتمر العتشرين للحزب التشيوعي في‬

‫التحاد السوفياتي عام ‪ 1956‬لهذا المبدأ بالذات وعرض طريقة تطوير تطبيقه وفق تطور الواقع‬ ‫المحسوس‪ .‬إوالى القارىء الفقرة المتعلقة بذلك من التقرير المذكور‪:‬‬

‫‪42‬‬


‫ملحق‬ ‫في إمكانية تلفي الحروب في زماننا‬ ‫يتساءل مليين الناس في العالم كله‪ :‬هل بالمكان تلفي حرب جديدة؟ وهل كتب على‬ ‫النسانية‪ ،‬التي عانت حربين عالميتين داميتين أن تقاسي حربًا ثالثة؟ ينبغي أن يجيب الماركسيون‬

‫على هذا السؤال مع النظر بعين العتبار إلى التبدلت العالمية ذات الهمية التاريخية التي‬ ‫حصلت في غضون العتشرات الخيرة من السنين‪.‬‬

‫معلوم أن هناك فكرة ماركسية ـ لينينية تقول بأن الحروب ل بد منها طالما أن الستعمار العالمي‬

‫موجود‪ .‬أن هذه الفكرة قد ظهرت في مرحلة كان الستعمار فيها نظامًا عالميًا‪ ،‬نظامًا وحيدًا‪ .‬هذا‬

‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى كانت القوى الجتماعية والسياسية التي ل مصلحة لها في الحرب‬ ‫ضعيفة قليلة التنظيم فكانت‪ ،‬والحالة هذه‪ ،‬ل تستطيع أرغام الستعماريين على العدول عن‬ ‫الحرب‪.‬‬

‫ل ينظر إلى هذه المسألة‪ ،‬عادة‪ ،‬إل من جانب واحد هو جانب الساس القتصادي للحروب في‬

‫عهد الستعمار العالمي‪ .‬ولكن هذا ل يكفي‪ .‬فالحرب ليست ظاهرة اقتصادية وحسب‪ .‬وفي مسألة‬ ‫معرفة ما إذا كانت الحرب ستحدث أم ل‪ ،‬تعود أهمية كبيرة إلى نسبة القوى الطبقية والقوى‬

‫السياسية والروح التنظيمية ومتشيئة الناس الواعية‪ .‬بل وأكثر من ذلك‪ :‬أن نضال القوى الطليعية‪،‬‬

‫من اجتماعية وسياسية في ظروف معينة‪ ،‬يمكن أن يلعب دو ًار رئيسيًا في هذا الموضوع‪ .‬فحتى‬ ‫الن كانت القوى التي ل مصلحة لها في الحرب وتناهض الحرب ضعيفة التنظيم‪ ،‬ل تملك‬

‫الوسائل لقامة متشيئتها في وجه خطط الساعين إلى الحرب‪ .‬كان المر هكذا قبيل الحرب العالمية‬ ‫الولى‪ ،‬يوم كانت القوة الرئيسية المناضلة ضد الحرب ـ البروليتاريا العالمية ـ مضعضعة بسبب‬ ‫خيانة قادة الممية الثانية‪ .‬كان المر كذلك قبيل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬يوم كان التحاد‬

‫السوفياتي الدولة الوحيدة ذات السياسة السلمية النتشيطة‪ ،‬ويوم كانت الدول الكبيرة الخرى تتشجع ـ‬ ‫في الواقع ـ المعتدين‪ ،‬وكانت الحركة العمالية في البلدان الرأسمالية منقسمة على نفسها من جراء‬

‫عمل الزعماء اليمنيين في الحركة التشتراكية الديموقراطية‪.‬‬

‫ل‬ ‫فالفكرة النفة الذكر كانت صحيحة كل الصحة في تلك المرحلة‪ .‬أما اليوم فقد تبدل الوضع تبد ً‬

‫جوهريًا‪ .‬لقد ظهر معسكر التشتراكية العالمي وبات قوة خارقة‪ .‬وقوى السلم ل تجد في هذا‬

‫المعسكر الوسائل المعنوية وحسب‪ ،‬بل الوسائل المادية أيضًا‪ ،‬من أجل تدارك العدوان‪ .‬وهناك‬ ‫‪43‬‬


‫بالضافة إلى ذلك طوائف عديدة من الدول الخرى يعد سكانها بمئات المليين‪ ،‬هي دول تناضل‬ ‫بنتشاط ضد الحرب‪ .‬وأصبحت الحركة العمالية في البلدان الرأسمالية اليوم قوة ل يستهان بها‪.‬‬

‫ل جبا ًرا‪.‬‬ ‫وقامت حركة لنصار السلم وغدت عام ً‬

‫من الكيد في هذه الوضاع أن الفكرة اللينينية القائلة بأن الساس القتصادي لتشن الحرب باق‬

‫ما بقي الستعمار‪ ،‬تظل صحيحة في هذه الظروف‪ .‬ولذلك علينا أن نظل يقظين كل اليقظة‪ ،‬إذ‬ ‫أنه طالما أن الرأسمالية موجودة‪ ،‬فأن القوى الرجعية التي تمثل مصالح الحتكارات الرأسمالية‬

‫ستواصل محاولت القيام بمغامرات عسكرية واعتداءات‪ ،‬وربما حاولت أن تتشن الحرب‪ .‬ولكن‬ ‫الحروب ليست حتمية البتة‪ .‬إذ أن ثمة الن قوى اجتماعية وسياسية قديرة تحوز وسائل جدية لمنع‬

‫الستعماريين من تشن الحرب‪ ،‬وتستطيع ـ إذا ما أقدم هؤلء على ذلك ـ أن ترد على المعتدين ردًا‬

‫صاعقًا‪ ،‬وأن تحبط خططهم المغامرة‪ .‬وهذا يستلزم أن تكون جميع القوى المناضلة ضد الحرب‬

‫يقظى ومتأهبة‪ ،‬وأن تؤلف جبهة واحدة‪ ،‬وأل تضعف جهودها في النضال من أجل صيانة السلم‪.‬‬

‫وبقدر ما تنتشط التشعوب في الدفاع عن السلم‪ ،‬تكبر ضمانة عدم وقوع حرب جديدة‪.‬‬ ‫تقرير "ن‪ .‬خروتتشيف"‪ ،‬ترجمة واصدار مكتب المطبوعات‬ ‫التشعبية في دمتشق وبيروت‪ ،‬ص‪.57-55 :‬‬

‫‪44‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.