1
ليــني
التشتراكية والحرب
تعريب إواصدار
دار ابن الوليد مقدمة الطبعة الولى "النجنبية" إن الحرب مستمرة منذ سنة .ولقد حدد حزبنا موقفه منها منذ بدايتها في بيان للجنة المركزية
صيغ في أيلول 1914ونتشر )بعد توزيعه على أعضاء اللجنة المركزية وعلى ممثلي حزبنا
المسؤولين في روسيا وبعد أخذ موافقتهم( في أول تتشرين الثاني 1914في العدد 33من جريدة التشتراكي الديموقراطي الناطقة بلسان حزبنا . 1وبعد ذلك نتشرت ق اررات مؤتمر بون 2في العدد
الربعين منها ) 29آذار ،(1915وكانت هذه الق اررات عرضًا أكثر دقة لمبادئنا ولتكتيكنا.3
وفي الوقت الحاضر يزداد تشيئًا فتشيئًا ظهور الروح الثورية لدى الجماهير في روسيا .وتبدو
مظاهر هذا الحادث في كل مكان من البلد الخرى ،رغم أن ميول البروليتاريا الثورية قد أخمدتها
أكثرية الحزاب التشتراكية الديموقراطية العلنية التي وقفت إلى جانب حكوماتها وبورجوازياتها .أن 1
.لينين ،المؤلفات الكاملة ،الطبعة الرابعة ،ج ،21:ص 18-9:من الطبعة الروسية مؤتمر فروع حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي في البل د النجنبية الذي انعقد من 27تشباط إلى 4آذار 1915في برن )سويسرا(.وكان انعقا ده بمبا درة من لينين وقام بدور مؤتمر عام للحزب البلشفي ،لنه كان من المستحيل أثناء الحرب عقد مؤتمر لعموم روسيا .وقد حضر هذا المؤتمر ممثلون للفروع البلشفية في باريس وزوريخ ونجنيف وبرن ولوزان ولكتلة ).بونجي .وكان لينين فيه ممثل للجنة المركزية وللجريدة الرئيسية وهي":الحرب ومهمات الحزب"،وتبنى المؤتمر المقررات التي صاغها لينين)المرنجع السابق ص142-137: 3 ).التاكتيك :أسلوب التطبيق العملي )المعرب 2
2
هذا الوضع قد جعل من الضروري ،ضرورة ملحة ،نتشر كراس يعرض تاكتيك الحزب التشتراكي الديموقراطي فيما يتعلق بموقفه تجاه الحرب.
ونحن فيما يلي نعيد نتشر وثائق الحزب كاملة مضيفين إليها بعض التشروح الموجزة،
وسنحرص على أن نعرض لجميع البراهين المهمة التي أتت في صالح التاكتيك البورجوازي أو في
صالح التاكتيك البروليتاري ،تلك البراهين التي ظهرت في منتشورات الحزب أو في اجتماعاته. مقدمة الطبعة الثانية
كتب هذا الكراس في صيف عام 1915قبيل انعقاد المجلس العام في زيمير فالد .وقد ظهر باللمانية وبالفرنسية ،4ثم أعيد طبعه كامل في جريدة التشبيبة التشتراكية الديموقراطية النرويجية.
وقد دخلت الطبعة اللمانية س ًار إلى ألمانياـ إلى برلين ول يبزيغ وغيرها من المدن ـ ووزعت بصورة سرية أيضًا بواسطة أنصار اليسار الزيميرفالدي 5وجماعة كارل ليبكنيخ .وطبعت النتشرة الفرنسية
بصورة سرية في باريس ووزعت من قبل الزيميزفالديين الفرنسيين .أما الطبعة الروسية فلم تتسرب إلى روسيا إل بأعداد محددة جدًا وقام بعض العمال بنسخها باليد في موسكو.
ونحن نقدم الن النص الكامل لهذا الكراس كوثيقة .وعلى القارئ أن يتذكر دائمًا أن هذا
الكراس كتب في آب ،1915لسيما عند قراءته المقاطع المتعلقة بروسيا :روسيا التي كانت في
ذلك الحين ما تزال قيصرية ،روسيا آل رومانوف...
1918
الشتراكية والحرب الفصل الول
4
.نشر كراس التشتراكية والحرب في أيلول 1915باللمانية ووزع على أعضاء المؤتمر التشتراكي في زيميرفالد؛ وظهر بالفرنسية عام 1916 5إن اليسار الزيميرفالدي الذي أسسه لينين في مؤتمر الممين التشتراكي الول قد انعقد في مطلع تشهر أيلول 1915في زيميرفالد )سويسرا(.وقد وصف لينين هذا المؤتمر بأنه "الخطوة الولى" التي خطاها تطور الحركة الممية ضد الحرب.وقد اتخذ البلشفيك ،وعلى رأسهم لينين موقفا ً صحيحاً حتى النهاية هو الموقف الصحيح الوحيد.وكانت كتلة اليسار الزيميرفالدي هذه تضم أمميين خاطئين مبدئيا أيض ًا .رانجع من أنجل نقد أخطائهم مقالت لينين عن "كراس نجونيوس" و"حصيلة النقاش حول حرية تقرير المصير") ،لينين:المؤلفات الكاملة ،الطبعة الرابعة ،ج: ،22ص 305-291:و (344-306ورسالة ستالين"حول بعض مسائل تاريخ البلشفية") ،ي.ستالين المسائل اللينينية ،ج ،2:ص ،60:المنشورات النجتماعية .(1947
3
مبادئ التشتراكية وحرب 1915 – 1914 موقف التشتراكيين من الحروب ان التشتراكيين قد تشجبوا دائمًا الحرب بين التشعوب باعتبارها عمل من أعمال البرابرة والقساة.
ومع ذلك فأن موقفنا الخاص ،تجاه الحرب ،يختلف اختلفًا أساسيًا عن موقف المسالمين
البرجوازيين )أنصار السلم ودعاته( والفوضويين .فنحن نتميز عن الولين بأننا نفهم الروابط
الوثيقة التي تربط الحروب بنضال الطبقات في داخل كل بلد ،ونحن نعرف أن من المستحيل
القضاء على الحروب دون القضاء على الطبقات ودون أقامة التشتراكية؛ ونتميز عنهم أيضًا بأننا
نعترف اعترافًا تامًا بمتشروعية الحروب الهلية وبطابعها التقدمي وبضرورتها ،وأعني بذلك الحروب التي تعلنها الطبقة المضطهدة على الطبقة التي تضطهدها ،ويعلنها العبيد على
المستعبدين ،والفلحون القنان على ملك الراضي والعمال المأجورون على البرجوازية .ونحن الماركسيين نتميز عن المسالمين والفوضويين بأننا نعترف بضرورة دراسة كل حرب على حدة
دراسة تاريخية )من وجهة نظر ماركس المادية التاريخية( .فقد عرف التاريخ كثي ًار من الحروب
التي كانت حروبًا تقدمية ،رغم جميع الهوال والتشدائد والتشرور واللم التي تنتجها حتمًا كل حرب مهما كانت ،وهذا يعني أن تلك الحروب كانت نافعة لتطور البتشرية وساعدت على تدمير النظم
ل( وعلى تدمير أكثر نظم التي كانت مضرة ورجعية بنوع خاص )الحكم المطلق أو القنانة مث ً الستبداد بربرية في أوروبا )التركية والروسية( .فمن الواجب علينا إذًا أن ندرس بدقة خواص
الحرب الحالية التاريخية.
نماذج حروب العصر الحديث التاريخية كانت الثورة الفرنسية الكبرى بداية عصر جديد في تاريخ النسانية فمنذ حدوثها حتى كومون باريس ،أي من عام 1789إلى عام ،1871كانت حروب التحرر الوطني ،ذات الطابع
البورجوازي التقدمي ،تؤلف أحد نماذج الحرب .وبمعنى آخر ،كان محتوى هذه الحروب الرئيسي وأهميتها التاريخية يقومان على قلب نظام الحكم المطلق والقطاعية وهدمهما وزعزعة النير
الجنبي .لذلك كانت هذه الحروب حروبًا تقدمية؛ وعلى هذا فأن جميع الديموقراطيين التشرفاء
والثوريين وجميع التشتراكيين أيضًا قد أظهروا رغبتهم ،خلل الحروب التي من هذا النوع ،في 4
نجاح البلد )أي نجاح البورجوازية( التي كانت تهدف إلى قلب اتشد قواعد النظام القطاعي والحكم المطلق واضطهاد التشعوب الجنبية خط ًار إوالى تهديمها .لقد كان في حروب فرنسا الثورية
عنصر من النهب والستيلء على أراضي الغير من قبل الفرنسيين ،ولكن هذا المر ل يغير تشيئًا
من الهمية الساسية لهذا الحروب التي كانت تقوض أركان القطاعية والحكم المطلق في أوروبا
القديمة ،أوروبا القنانة ،وتزعزعها .وفي الحروب الفرنسية اللمانية قامت ألمانيا بنهب فرنسا ،ولكن ذلك ل يغير تشيئًا من الهمية التاريخية الساسية لهذه الحروب التي حررت عتشرات مليين
اللمان من التجزئة القطاعية ومن الضطهاد الواقع عليهم من قبل طاغيين هما قيصر روسيا
ونابليون الثالث. الحرب العدوانية والحرب الدفاعية تركت الحقبة الواقعة بين عامي 1871 – 1789آثا ًار عميقة وانطباعات ثورية .فقبل القضاء
على القطاعية والحكم المطلق والنير الجنبي ل يمكن أن تقوم متشكلة تطور نضال البروليتاريا من أجل التشتراكية .إواذا أردنا الكلم عن طابع المتشروعية في الحرب "الدفاعية" بالنسبة إلى
حروب مثل تلك الحقبة ،فأن هدف التشتراكيين كان دائمًا وعلى التحديد ثورة ضد نظام القرون
الوسطى والقنانة.
ان التشتراكيين يعنون بالحرب "الدفاعية" دائمًا الحرب "العادلة" وبهذا المعنى )وقد أخذ بذلك
ليبكنيخ يومًا( ،بهذا المعنى وحده يفهم التشتراكيون ،ويثابرون على فهمهم ،الطابع التشرعي
والتقدمي والعادل " للدفاع عن الوطن" أو للحرب "الدفاعية" .مثل ذلك :لو أعلنت مراكش غدًا الحرب على فرنسا ،أو الهند على بريطانيا ،أو إيران أو الصين على روسيا فأن هذه الحروب
ستكون حروبًا "عادلة"" ،دفاعية" أيًا كان المعتدي الول ،وأن كل اتشتراكي سوف يتمنى ظفر الدول
المضطهدة وغير المستقلة والتي ل تتمتع بكامل حقوقها على الدول "العظمى" المضطهدة والمستعبدة والناهبة.
ولكن تصوروا مالكًا لمائة عبد يعلن حربًا على مالك آخر عنده مائتان من أجل قسمة للعبيد
ل" .فمن الواضح أن تطبيق فكرة الحرب "العادلة" أو "الدفاع عن الوطن" على مثل هذه أكثر "عد ً ل لعامة التشعب والبرجوازية الصغيرة والناس الجهلء من قبل الحالة يكون تزوي ًار للتاريخ وتضلي ً
مستعبدين ماهرين .وبهذه الطريقة ذاتها تخدع برجوازية عصرنا الستعمارية التشعوب بواسطة 5
مباديء "وطنية" وبواسطة فكرة الدفاع عن الوطن ،في الحرب الحالية القائمة بين المستعبدين بغية تقوية العبودية والتمكين لها. الحرب الحالية حرب استعمارية يعترف الجميع تقريبًا بأن الحرب الحالية هي حرب استعمارية ولكنهم في أغلب الحيان
يتشوهون هذه الفكرة ،فهم يطبقونها على جانب واحد أو يوحون بأن من الممكن أن يكون لهذه الحرب قيمة تقدمية برجوازية هي التحرر الوطني .ان الستعمار هو أعلى درجة في تطور
الرأسمالية ،وقد وصلت الرأسمالية إلى هذه الدرجة في القرن العتشرين فقط .وهي تتشعر منذ الن
أنها في ضيق في دول أوروبا القديمة التي لم يكن في وسع الرأسمالية القضاء على القطاعية
بدون ظهورها .وقد طورت الرأسمالية التمركز إلى درجة أن صناعات بكاملها قد سيطرت عليها الحتكارات والتروستات واتحادات الرأسماليين أصحاب المليارات ،إوالى درجة ان الكرة الرضية
بكاملها تقريبًا قد قسمت بين هذه "القوى الرأسمالية" على تشكل مستعمرات أو عن طريق ربط بلد
أجنبية بالوف من روابط الستثمار المالي .فاحتل مكان حرية التجارة والمزاحمة ميول إلى الحصر
إوالى احتلل الراضي لستثمار رؤوس الموال فيها وتناول المواد الولية منها..الخ فانقلبت
الرأسمالية من محرر للتشعوب ،كما كانت في نضالها ضد القطاعية ،إلى مضطهد قوي للمم.
كما انقلبت من تقدمية إلى رجعية؛ فقد طورت قوى النتاج إلى درجة أنه لم يعد في وسع النسانية أل النتقال إلى التشتراكية أو متشاهدة النزاع المسلح بين الدول "العظمى" خلل سنين عديدة ،بل عتشرات السنين ،من أجل الحفاظ المصطنع على الرأسمالية بواسطة المستعمرات والحتكارات
والمتيازات واضطهاد التشعوب بأتشكال عديدة. الحرب بين أكبر مالكي العبيد من أجل الحفاظ على العبودية وتقويتها ليضاح دور الستعمار سنثبت فيما يلي إحصاء دقيقًا عن اقتسام العالم من قبل ما يسمى
بالدول "العظمى" )أي الدول الناجحة في أكبر عمليات النهب(. اقتسام العالم من قبل الدول "العظمى" المستعبدة الدول
البلد الستعماري
المستعمرات 6
المجموع
1876
"العظمى"
كيلومتر
1914
السكان
مربع
كيلومتر
1914 كيلومتر
السكان
مربع بالمليون
السكان
مربع بالمليون
كيلومتر مربع
بالمليون
إنكلت ار
22.5
روسيا
17
15.4
فرنسا
0.9
6
10.6
ألمانيا
ـ
ـ
2.9
12.3
اليابان
ـ
ـ
0.3
19.2
السكان
بالمليون
251.9
33.5
393.5
0.3
46.5
33.8
440
17.4
33.2
5.4
136.2
22.8
169.4
55.5
0.5
39.6
11.1
95.1
0.5
3.4
77.2
0.4
0.7
72.2
64.9 53
الوليات المتحدة الميركية
ـ
ـ
0.3
9.7
9.4
97
9.7
106.7
التشمالية 6دول "عظمى"
40.4
273.8
65
523.4
16.5
437.2
81.5
960.6
مستعمرات ل تخص الدول العظمى )بل تخص بلجيكا وهولندا ودول أخرى(
9.9
45.3
9.9
45.3
ثلثة بلد "نصف مستعمرة" )تركيا ،الصين ،إيران(
14,5
361,2
المجموع
105.9
1367.1
بلد ودول أخرى
28
289.9
الكرة الرضية بكاملها )ما عدا المنطقة القطبية(
133.9
1657
يظهر من هذا أن التشعوب التي كانت بين عامي 1871 – 1789تناضل في أغلب الوقات على رأس التشعوب الخرى من أجل الحرية قد تحولت الن ،منذ عام ،1876على أساس من
الرأسمالية العالية التطور "والناضجة كثي ًرا" إلى تشعوب مضطهدة وناهبة لغلبية سكان الرض
وأممها .فمن عام 1876إلى عام 1914استولت ست دول "عظمى" على 25مليون كيلومتر
مربع من الراضي ،أي على مساحة تزيد على مساحة أوروبا كلها بمرتين ونصف .وأخضعت
ست دول ما يزيد على نصف مليار ) 523مليون( من سكان المستعمرات .فلكل أربعة من سكان
الدول "العظمى" خمسة فيما "لها" من مستعمرات .أن كل إنسان يعرف أن المستعمرات قد أخذت 7
بالحديد والنار ،وأنه تفرض على سكانها معاملة وحتشية ،وأنهم يستثمرون بألف طريقة )بتصدير رؤوس الموال وبالمتيازات ...الخ وبغتشهم في مواصفات البضائع التي يبيعونهم أياها
وباستخدامهم من قبل سلطات المة "المسيطرة" وهكذا إلى ما ل نهاية له من الطرق( .أن
البورجوازية النكلو – فرنسية تخدع التشعب عندما تدعي أنها تخوض الحرب من أجل حرية
التشعوب وحرية بلجيكا ،أنها في الحقيقة تخوض الحرب من أجل المحافظة على مستعمراتها التي ل فيما لو اختطفتها بتشكل مخز .ولعل الستعماريين اللمان كانوا يجلون عن بلجيكا وغيرها حا ً قاسمهم النكليز مستعمراتهم "بتشرف" .فالحالة تتصف بهذا التشيء الصيل وهو أنه في هذه
الحرب يتقرر مصير المستعمرات بواسطة الحرب في البر الوروبي .فمن وجهة نظر العدالة
البرجوازية والحرية الوطنية )أو حق المم في الوجود( قد تكون ألمانيا محقة في نزاعها مع إنكلت ار وفرنسا لنها "محرومة" من المستعمرات؛ وأن أعداءها يبالغون في اضطهاد التشعوب أكثر منها
هي نفسها ،وعند حليفتها النمسا يتمتع السلف المضطهدون ،بل جدال ،بحرية أكثر من الحرية التي يتمتع بها السلف في روسيا القيصرية التي هي في الحقيقة "سجن التشعوب" .ومع ذلك فأن ألمانيا نفسها تخوض الحرب ل لتحرر التشعوب بل لتضطهدها وليس من واجب التشتراكيين
مساعدة قاطع طريق أقوى وأكثر تشبابًا )ألمانيا( في سلب قاطع طريق مسن متخوم .أن على
التشتراكيين أن يستفيدوا من الحرب التي يتشنها قاطع الطرق على بعضهم بعضًا للقضاء عليهم
جميعًا .فيجب على التشتراكيين من أجل هذا ،وقبل كل تشيء ،أن يقولوا الحقيقة للتشعب ،حقيقة أن
ل ،حرب هذه الحرب هي ،من ثلث جهات ،حرب بين المستعبدين من أجل دعم العبودية .فهي أو ً
ل" يليه استثمار أكثر "تنسيقًا" من أجل دعم استعباد المستعمرات عن طريق أجراء قسمة أكثر "عد ً
لهذه المستعمرات؛ وهي ،ثانيًا ،حرب من أجل زيادة اضطهاد المم الجنبية في داخل الدول "العظمى" ذاتها لن النمسا وروسيا )وروسيا أقسى وأسوأ من النمسا( ل تتماسكان أل بهذا
الضطهاد الذي تزيدانه بالحرب؛ وهي ثالثًا ،حرب من أجل دعم عبودية العمل المأجور ومد
أجلها ،لن البروليتاريا تظل منقسمة ومنهوكة القوى بينما يستفيد الرأسماليون فيثرون من الحرب
ويثيرون النعرات القومية ويتشدون من أزر الرجعية التي رفعت رأسها في جميع البلد حتى في البلد الجمهورية التي هي أكثر حرية من غيرها.
8
"الحرب هي امتداد للسياسة بطرق أخرى" )عنيفة( أن هذه الحكمة التشهيرة هي لكلوزوتيز أحد متشاهير الكتاب في المسائل الحربية .والماركسيون يقومون دائمًا هذه الفكرة،لسباب وجيهة ،على أنها الساس النظري لمفهومهم عن دور كل حرب
من الحروب .وكان ماركس وأنجلز ينظران دائمًا إلى مختلف الحروب من وجهة النظر هذه تمامًا. إذا طبقنا وجهة النظر هذه على الحروب الحالية ،فسنرى خلل عتشرات السنين ،خلل نصف
قرن تقريبًا ،أن الحكومات والطبقات المسيطرة في إنكلت ار وفرنسا وألمانيا وايطاليا والنمسا وروسيا
تتبع سياسة نهب المستعمرات واضطهاد المم الخرى وسحق الحركة العمالية .فهذه السياسة ،هذه
السياسة وحدها ،هي السياسة المتبعة في الحرب الحالية .ففي النمسا وروسيا على وجه الخصوص
تقوم سياسة أيام السلم ،مثل سياسة أيام الحرب ،على إخضاع التشعوب وليس على تحريرها .وعلى
عكس هذا نتشهد خلل عتشرات السنين الخيرة في الصين إوايران والهند والبلد المستعمرة الخرى
سياسة استيقاظ عتشرات مليين البتشر ومئاتها على الحياة الوطنية ،سياسة تنحو نحو تحريرهم من
نير الدول “العظمى" الرجعية .أن الحرب في هذا الميدان التاريخي يمكن أن تكون ،حتى في هذه اليام ،حربًا بورجوازية تقدمية ،حربًا للتحرر الوطني.
ويكفينا أن ننظر إلى الحرب الحالية على أنها امتداد لسياسة الدول "العظمى" والطبقات
ل ما في الرأي الذي يمكنهم بواسطته الرئيسية المتشتركة فيها ،خلل هذه الحرب حتى نلحظ حا ً
تبرير فكرة "الدفاع عن الوطن" في الحرب الحالية من طابع الخداع والرياء والمعاكسة الصارخة للتاريخ. مثال بلجيكا أن اتشتراكيي الحلف الثلثي )أصبح اليوم رباعيًا( العنصريين) 6في روسيا :بليخانوف
وتشركاؤه( يحبون بصورة خاصة التيان بمثال البلجيك .ولكن هذا المثال ينهض ضدهم فقد خرق الستعماريون اللمان ،بدون حياء ،حياد بلجيكا مثلما تفعل دائمًا ،وفي كل مكان ،الدول المتحاربة
التي تطأ بقدمها عند الحاجة جميع المعاهدات والتفاقات .لنقبل الفكرة القائلة بأن جميع الدول
التي لها مصلحة في احترام المعاهدات الدولية قد تعلن الحرب على ألمانيا طالبة منها النسحاب
من بلجيكا والتعويض عليها .ففي مثل هذه الحالة تكون عاطفة التشتراكيين ،كما هو منتظر ،إلى 6التشتراكيون العنصريون : Les social – chauvinsهم التشتراكيون أصحاب الميول القومية والوطنية المتعصبة الذين يبيحون اضطها د قوميتهم للقوميات الخرى سواء في داخل بل دهم أو في المستعمرات )المعرب(
9
جانب أعداء ألمانيا .ولكن الواقع هو على الضبط أن الحرب قد خاضها "الحلف الثلثي )الرباعي(" ليس من أجل بلجيكا :وهذا تشيء معروف تمامًا ول يخفيه إل المراءون .أن إنكلت ار
تنهب مستعمرات ألمانيا وتركيا ،وتفعل روسيا التشيء نفسه في غاليسيا وتركيا؛ وتحاول فرنسا
الحصول على اللزاس واللورين بل على ضفة نهر الرين اليسرى أيضًا ،وعقدت مع ايطاليا معاهدة لقتسام الغنيمة .ففي مجال الحرب الحالية يتعذر على الحكومات القائمة مساعدة بلجيكا عن
طريق غير طريق المساعدة على خنق النمسا أو تركيا ...الخ! فأي مكان "للدفاع عن الوطن"
هنا؟ هذا هو تمامًا طابع الحرب الستعمارية الخاص ،إنها حرب تنتشب بين الحكومات البرجوازية
الرجعية ،التي أنهت دورها التاريخي بغية اضطهاد المم الخرى .فكل من يبرر التشتراك في هذه الحرب يمد في أجل اضطهاد المم الستعماري وكل من يريد استغلل مصاعب الحكومات
الحالية في سبيل الثورة التشتراكية يدافع حقيقة عن حرية جميع المم الحقيقية ،تلك الحرية التي ل
يمكن أن تتحقق إل في ظل النظام التشتراكي.
لماذا تخوض روسيا الحرب؟ أن الستعمار الرأسمالي ،الذي هو من نوع جديد في روسيا ،يتبدى بوضوح في سياسة القيصرية تجاه إيران ومنتشوريا ومنغوليا؛ ولكن الذي يسود روسيا ،بصورة عامة ،هو الستعمار العسكري والقطاعي .فل يوجد مكان في العالم يضطهد فيه سكان البلد مثل اضطهادهم في روسيا :فالروس الكبار 7ل يؤلفون أل
% 43من مجموع السكان ،أي أقل من النصف ،بينما الخرون جميعًا محرومون من الحقوق
لنهم من جنس آخر .فبين المائة والسبعين مليونًا الذي يقطنون روسيا يوجد ما يقرب من مائة
مليون من المضطهدين والمحرومين من الحقوق .أن القيصرية تدخل الحرب لحتلل غاليسيا والقضاء نهائيًا على حرية الوكرانيين والستيلء على أرمينيا والقسطنطينية..الخ .فالقيصرية
ترى في الحرب أداة لتحويل النقمة المتزايدة في البلد عنها ،ولسحق الحركة الثورية الصاعدة. ونعد اليوم مقابل كل أثنين من الروس الكبار في روسيا أثنين أو ثلثة من "الجناس الخرى" محرومين من الحقوق :فعن طريق الحرب تسعى القيصرية إلى أن تزيد من عدد المم
المضطهدة من قبل روسيا إوالى أن تدعم هذا الضطهاد وتقضي على نضال الروس الكبار
أنفسهم في سبيل الحرية .أن أمكانية اضطهاد التشعوب الخرى ونهبها تمد في أجل الضعف
7
أي سكان المنطقة المعروفة باسم روسيا ،وهم الروس الصليون )المعرب(.
10
القتصادي إذ يستعاض عن تطوير قوى النتاج في أغلب الحيان بالستغلل نصف القطاعي "للجناس الخرى" كمورد للدخل .وهكذا تتميز الحرب ،بالنسبة إلى روسيا ،برجعية متنمرة
وبطابع الكره لحركة التحرر.
ما هي التشتراكية العنصرية؟ أن التشتراكية العنصرية تتبنى " الدفاع عن الوطن" في الحرب الحالية .وينتج عن هذه الفكرة بالتالي ترك النضال الطبقي أثناء الحرب ،والتصويت إلى جانب العتمادات الحربية ..الخ.
والحقيقة هي أن التشتراكيين العنصريين يمارسون ٍسياسة معادية للبروليتاريا ،سياسة بورجوازية، لنهم في الحقيقة ل يقرون "الدفاع عن الوطن" على أنه نضال ضد النير الجنبي ،بل يقرون
"حق" هذه أو تلك من الدول "العظمى" في نهب المستعمرات وفي اضطهاد التشعوب الخرى .أن
التشتراكيين العنصريين يتبنون تضليل البورجوازية للتشعب بادعائهم أن الحرب قد أعلنت للدفاع
عن الحرية وعن كيان المم ،وهم على هذه الصورة يقفون إلى جانب البورجوازية ضد البروليتاريا. وأن أمثال كاوتسكي الذين يعترفون لتشتراكيي جميع الدول المتحاربة على السواء بحق "الدفاع
عن الوطن" هم اتشتراكيون عنصريون مثل أولئك الذين يدافعون عن الحكومات البورجوازية في أحد طرفي الدول المتحاربة .وأن التشتراكية العنصرية التي تجيز ،في الحقيقة ،الدفاع عن
مصالح بورجوازيتها الستعمارية الخاصة )أو أية بورجوازية غيرها بصورة عامة( وعن إمتيازاتها
ونهبها وقسوتها ،أن هذه التشتراكية عبارة عن خيانة تامة لجميع المعتقدات التشتراكية ولقرار المؤتمر التشتراكي الممي في بال.8
بيان بال أن البيان عن الحرب الذي صوت عليه بالجماع عام 1912في بال كان يعني تمامًا الحرب
التي نتشبت في عام 1914بين انكلت ار وألمانيا مع حلفائهما الحاليين .وقد صرح البيان بوضوح بأن أية مصلحة للتشعب ل تبرر مثل هذه الحرب التي أتشعلت من أجل "فائدة الرأسماليين
وامتيازات السر الحاكمة" على أساس سياسة استعمارية جتشعة تمارسها الدول العظمى .وقد
أعلن البيان بوضوح أن الحرب تتشكل خط ًار "على الحكومات" )جميعها بدون استثناء( ،وأتشار 8مؤتمر بال للممية الثانية عقد من 24إلى 25تشرين الثاني عام .1912وقد دعي إليه على أنه مؤتمر فوق العا دة لبحث الحرب البلقانية وخطر نشوب الحرب الوربية .وقد تبنى المؤتمر بياني ًا أتشار فيه إلى الجوهر الستعماري في الحرب العالمية المقبلة ،و دعا اتشتراكيي نجميع البل د إلى النضال الفعال ضد الحرب )رانجع بشأن بيان بال ما كتبه لينين أيضا ً بعنوان":إخفاق الممية الثانية" ،المؤلفات الكاملة ،الطبعة الرابعة ،ج ،21:ص .193 - 184:ونص البيان منشور كملحق لكتاب الستعمار أعلى مراحل الرأسمالية ،المنشورات النجتماعية عام .(1952
11
إلى ما تتشعر به هذه الحكومات من خوف أمام "الثورة البروليتارية" .وأعاد إلى الذاكرة بوضوح تام مثال كومون عام 1871وكومون تتشرين أول – كانون أول عام ،1905أي مثال الثورة والحرب الهلية .وهكذا وضع بيان بال ،من أجل الحرب الحالية على التحديد ،تكتيك نضال العمال
الثوري ضد حكوماتهم على الصعيد العالمي ،أي تكتيك الثورة البروليتارية.
وقد استعار بيان بال تعابير قرار ستوتغارت حيث يقول :على التشتراكيين ،في حال نتشوب الحرب أن يستفيدوا من "الزمة القتصادية والسياسية" الناجمة عن الحرب لكي "يزيدوا من سرعة
انهيار الرأسمالية" ،أي عليهم أن يستفيدوا من المصاعب ،التي تضعها الحرب أمام الحكومات، ومن غضب الجماهير لصالح الثورة التشتراكية.
أن سياسة التشتراكيين العنصريين ،وهي السياسة التي تميل إلى تبرير الحرب من وجهة نظر
التحرر البورجوازي ،إوالى قبول فكرة "الدفاع عن الوطن ،إوالى التصويت إلى جانب العتمادات،
إوالى التشتراك في الو ازرات..الخ ،أن هذه السياسة هي خيانة سافرة للتشتراكية ول يمكن تفسيرها، كما سنرى فيما بعد ،أل بظفر النتهازية والسياسة العمالية الحرة – الوطنية في داخل أكثرية الحزاب الوروبية.
إساءة الستتشهاد بأقوال ماركس وأنجلز يستتشهد التشتراكيون العنصريون الروس )وعلى رأسهم بليخانوف( بتكتيك ماركس في حرب .1870ويستتشهد التشتراكيون العنصريون اللمان )أمثال لنش ودافيد واضرابهما( بتصريحات
أنجلز عام 1891عن الضرورة الملحة في قيام التشتراكيين اللمان بالدفاع عن الوطن في حال نتشوب الحرب بين ألمانيا وبين روسيا وفرنسا مجتمعتين .ويستتشهد التشتراكيون العنصريون ،أمثال كاوتسكي ،الراغبون في إجازة العنصرية على نطاق عالمي وتبريرها ،بأن ماركس وأنجلز كانا،
رغم تشجبهما الحروب يقفان بثبات ،من 1854إلى ،1855ومن 1870إلى ، 1871ومن ، 1877 - 1876إلى جانب هذه أو تلك من الدول المتحاربة منذ أن تنتشب الحرب.
أن جميع هذه الستتشهادات ليست إل تتشويهًا مخربًا لمفاهيم ماركس وأنجلز يقصد به خدمة
البورجوازية والنتهازيين وهي في ذلك مثل تتشويه كتابات الفوضويين )الغليوميين وتشركائهم(
لمفاهيم ماركس وأنجلز بقصد تبرير الفوضوية .لقد كانت حرب ،1871-1870بالنسبة إلى
ألمانيا ،حربًا تقدمية تاريخيًا حتى هزيمة نابليون الثالث الذي اضطهد ألمانيا مدة طويلة بالتشتراك
ل تجزؤها القطاعي .ومنذ أن تحولت الحرب إلى نهب لفرنسا )الحاق اللزاس مع القيصر مستغ ً 12
واللورين بألمانيا( أدان ماركس وأنجلز اللمان بقوة .وأخي ًرا ،فمنذ بداية تلك الحرب أيد ماركس وأنجلز رفض بيبل وليبكنيخ التصويت إلى جانب العتمادات الحربية ،ونصحا التشتراكية
الديموقراطية بعدم النضمام إلى البرجوازية وبالنضال لحماية مصالح البروليتاريا الطبقية .أن التيان بتقويم ماركس وأنجلز لتلك الحرب التقدمية البرجوازية ،حرب التحرر الوطني ،في مجال
حرب هذه اليام الستعمارية هو سخر بالحقيقة .وأن المر لكذلك ،وبصورة أوضح ،بالنسبة إلى حرب ،1855 – 1854وبالنسبة إلى جميع حروب القرن التاسع عتشر حيث لم يكن هناك ل
الستعمار الحالي ول التشروط الموضوعية التي أصبحت متوفرة لوجود التشتراكية ول الحزاب التشتراكية الجماهيرية في جميع البلد المتحاربة ،أي أنه لم تكن هناك التشروط التي استخلص
منها بيان بال تكتيك "الثورة البروليتارية" فيما يتعلق بالحرب بين الدول العظمى.
ان الستناد ،في هذه اليام ،إلى موقف ماركس تجاه حروب البورجوازية التقدمية ،ونسيان قول
ماركس" :بأن العمال ل وطن لهم" قول يناسب على وجه الدقة عصر البورجوازية الرجعية التي فات زمانها ،أي عصر الثورة التشتراكية ،أن ذلك الستناد وذلك النسيان هما تتشويه وضيع
لماركس ،واستبدال لوجهة النظر التشتراكية بوجهة النظر البورجوازية.
أخفاق الممية الثانية أعلن اتشتراكيو العالم أجمع بصراحة عام 1912في بال أنهم يعتبرون الحرب الوروبية المقبلة
ل ينبغي أن يزيد من سرعة ل "إجراميًا" وفي منتهى الرجعية بالنسبة إلى جميع الحكومات؛ عم ً عم ً سير الرأسمالية نحو الهاوية لنه سوف يؤدي حتمًا إلى الثورة عليها .لقد نتشبت الحرب وحلت الزمة .ولكن أكثرية الحزاب التشتراكية الديموقراطية تبنت تكتيكًا رجعيًا ووقفت إلى جانب
حكوماتها وبورجوازياتها عوضًا عن تبنيها التكتيك الثوري .وينبغي علينا ،أمام هذه الخيانة التي
تتشير إلى إخفاق الممية الثانية ) (1914 – 1889أن نتبين سبب هذا الخفاق ،وما هو الباعث على ظهور التشتراكية العنصرية وما هو مصدر قوتها. التشتراكية العنصرية هي منتهى النتهازية أثناء قيام الممية الثانية أستمر النضال داخل الحزاب التشتراكية الديموقراطية في كل مكان
بين الجناح الثوري والجناح النتهازي .ففي كثير من البلد كانت هذه النقطة سبب النتشقاق )في 13
انكلت ار إوايطاليا وهولندا وبلغاريا( .ولم يكن أي ماركسي يتشك في أن النتهازية تعبر عن السياسة البرجوازية داخل الحركة العمالية ،وفي أنها تعبر عن مصالح البرجوازية الصغيرة وعن تحالف
أقلية صغيرة من العمال المتبرجزين ...Embourgeoisesمع "بورجوازيتهم" ضد مصالح جماهير التشغيلة ،جماهير المضطهدين.
أن ظروف نهاية القرن التاسع عتشر الموضوعية كانت تقوي النتهازية بصورة خاصة .أنها
كانت تحول الستفادة من المتشروعية البورجوازية إلى عبودية للبورجوازية ،وتخلق فئة بيروقراطية وأرستقراطية قليلة بين صفوف الطبقة العاملة ،وتجذب إلى صفوف الحزاب التشتراكية
الديموقراطية عددًا من "رفاق الطريق" البورجوازيين الصغار.
لقد حثت الحرب التطور وحولت النتهازية إلى اتشتراكية عنصرية ،أي أنها حولت التحالف
السري بين النتهازية والبورجوازية إلى تحالف مكتشوف .وبالضافة إلى ذلك فأن السلطات
العسكرية قد أعلنت في كل مكان الحكام العرفية والكبت بحق جماهير العمال الذين أنحاز قادتهم القدماء بالجملة تقريبًا إلى جانب البورجوازية(.
أن أساس النتهازية القتصادي هو أساس التشتراكية العنصرية القتصادي نفسه :مصالح
الفئة الصغيرة من العمال المتميزين ،9ومصالح البورجوازيين الصغار الذين يدافعون عن وضعهم الممتاز وعن "حقوقهم" في فتات الرباح الناتجة عن نهب المم الخرى من قبل بورجوازية بلدهم ،وفي الفوائد الناجمة عن كون هذه البورجوازية دولة عظمى...الخ.
إن مضمون النتهازية السياسي والفكري هو مضمون التشتراكية العنصرية نفسه :تحالف
ل من تناحرها ،وهجر وسائل النضال الثورية ،ومساعدة "حكوماتهم" عند التشدة عوضًا الطبقات بد ً
عن الستفادة من مصاعبها لصالح الثورة .إواذا نظرنا إلى البلد الوروبية بمجموعها ولم ندخل في حسابنا بعض التشخصيات )مهما عظم تأثيرها( نلحظ أن التيار النتهازي كان حصن
التشتراكية العنصرية الرئيسي ،وأنه كان يرتفع من معسكر الثوريين في كل مكان احتجاج ،يختلف
مدى استم ارره ،ضد هذا التيار .إواذا درسنا تكتل الميول في المؤتمر التشتراكي الممي في
- 9أي العمال الذين يتمتعون بأوضاع ممتازة )المعرب(.
14
10 ل ،نلحظ أن الماركسية الممية كانت ضد الستعمار ،وأن النتهازية ستوتغارت عام 1907مث ً
الممية كانت تدعمه في الوقت ذاته.
التحاد مع النتهازية هو تحالف العمال مع بورجوازيتهم القومية وانتشقاق الطبقة العمالية الثورية الممية على الرغم من أن النتهازية كانت في الحقبة السابقة للحرب تعتبر في الغالب كفئة "على حدة" و "طرفًا" ،فأنه لم يمكن ينظر إليها على أنها ليست جزءًا متممًا للحزاب التشتراكية الديموقراطية. ولكن الحرب برهنت على أن هذه الحالة أصبحت مستحيلة الدوام منذ ذلك الحين .فقد بلغت
النتهازية غايتها وسارت إلى آخر التشوط في دورها كسفير للبورجوازية في الحركة العمالية. ل له في الحزب التشتراكي فأصبحت الوحدة مع النتهازيين نسيجًا من الرياء الذي نرى مثا ً
الديموقراطي اللماني .ففي المناسبات الكبرى )أثناء تصويت الرابع من آب
11
ل( يقدم مث ً
النتهازيون إنذارهم النهائي ويضعونه موضع التنفيذ مستخدمين في ذلك علقاتهم العديدة بالبورجوازية ،وأكثريتهم في إدارات النقابات ..الخ .والوحدة مع النتهازيين تعني اليوم ،من الناحية
العملية ،خضوع الطبقة العاملة لبورجوازيتها القومية "الخاصة" ،وارتباطها بها بغية اضطهاد المم الخرى ،والصراع من أجل المتيازات الستعمارية عدا عن أنها تمزيق للبروليتاريا الثورية في
جميع البلد.
ومهما كان النضال ،في بعض الحالت ،قاسيًا ضد النتهازيين الذين هم أصحاب السيطرة في
ل في بعض البلد، بعض المنظمات ،ومهما كان سير عملية تطهير الحزاب العمالية منهم أصي ً فأن هذا السير تشيء منتج ل بد منه .أن التشتراكية الصلحية تحتضر ،والتشتراكية الناهضة " سوف تكون ثورية ل تقبل التسويات وانتفاضية" حسب تعبير التشتراكي الفرنسي الصائب بول
غولي.
- 10انعقد مؤتمر ستوتغارت للممية الثانية من 18إلى 24آب عام .1907وقد مثسل حسزب العمسال التشستراكي السديموقراطي الروسسي 37منسدوبًا .وحضسره عسن الجسانب البولشسفيكي لينيسن ولوناتشارسكي وليتفينوف وآخرون. ان أعمال المؤتمر الساسية قد استمر في اللجان ،حيث وضعت مشاريع قرارات لتصوت عليهسا الهيئسة العامسة .وقسد اتشسترك لينيسن فسي أعمسال اللجنسة الستي كلفست بتهيئسة مشسروع قسرار حسول الحكومات العسكرية والنزاعات العالمية .وأ دخل لينين بالتشتراك مع روزا لوكسمبورغ تعديلً تاريخي اً على مشروع القرار المقدم من بيبل .ويقضي هسسذا التعسسديل بسسأن مسسن وانجسسب التشسستراكيين الستفا دة من الزمة النانجمة عن الحرب لثارة الجماهير وقلب الرأسمالية .فتبنى المؤتمر التعسديل).رانجسع عسن المسؤتمر مقالسة لينيسن الستي بعنسوان" :مسؤتمر سستوتغارت التشستراكي الممسي"، المؤلفات الكاملة ،الطبعة الرابعة ،ج ،13:ص 65 – 59:و .( 77 -66 11
في الرابع من آب عام 1914صوتت الكتلة التشتراكية الديموقراطية في الرايخستاغ إلى جانب العتمادات الحربية لحكومة غليوم الثاني من أجل دعم الحرب الستعمارية .وقد عمد زعماء
التشتراكية الديموقراطية اللمانية ،بخيانتهم للطبقة العمالية ،إلى اتخاذ موقف التشتراكية العنصرية والدفاع عن بورجوازيتهم الستعمارية.
15
"الكاوتسكية" ل نموذجيًا فذًا عن الطريقة التي يؤدي إليها يعطينا كاوتسكي ،أكبر متنفذ في الممية الثانية ،مثا ً
ل ل فهم الماركسية الحرفي حيث يحولها هذا الفهم إلى "ستروفية "12أو "برينتانية ."13ونجد مثا ً فع ً
آخر لذلك في بليخانوف .فبالستعانة بسفسطائية خالصة جرد هؤلء الماركسية من روحها الحية،
من الثورية .فهم يقبلون كل تشيء في الماركسية ما عدا الطريقة الثورية في النضال ،إوان دعايتهم
وأعمالهم وتربيتهم للجماهير هي في هذا التجاه تمامًا .وباحتقار لجميع المبادىء "وفق" كاوتسكي
بين الفكرة التشتراكية العنصرية الساسية ،وهي تبني الدفاع عن الوطن في الحرب الحالية ،وبين ما تنازل به سياسيًا ومعنويًا لصالح اليساريين من مثل المتناع عن التصويت إلى جانب
العتمادات الحربية والعتراف لفظًا بوجود روح المعارضة لديه ..الخ .أن كاوتسكي الذي وضع
ل عن دنو عهد الثورات وعن الروابط التي تربط الحرب بالثورة ،كاوتسكي عام 1909كتابًا كام ً
الذي وقع عام 1912بيان بال عن الستفادة ثوريًا من الحرب المقبلة ،أن كاوتسكي هذا يحاول
اليوم تبرير التشتراكية العنصرية وتمويهها بتشتى الوسائل .وقد انضم ،مثل بليخانوف ،إلى البورجوازية ليه أز بكل فكرة ثورية وبكل العمال الرامية إلى نضال ثوري مباتشر.
ول تستطيع الطبقة العاملة القيام بدورها الثوري العالمي إذا لم تناضل بدون هوادة ضد هذا
التنكر وهذا التخاذل وهذا التساهل الدنيء حيال النتهازية التي هي تتشويه نظري كبير للماركسية. وليست الكاوتسكية ابنة الصدفة ،أنها نتاج اجتماعي لتناقضات الممية الثانية وللمانة الحرفية للماركسية ممزوجًا بالخضوع الفعلي للنتهازية.
وفي مختلف البلد ظهر هذا الكذب "الكاوتسكي" الساسي تحت أتشكال مختلفة .ففي هولندا
رفض "رولند-هوست" فكرة الدفاع عن الوطن ودافع عن قضية الوحدة مع حزب النتهازيين وفي روسيا ،رفض "تروتسكي" تلك الفكرة ودافع أيضًا عن قضية الوحدة مع فريق ناتشا ازريا 14النتهازي والعنصري .وفي رومانيا أعلن "راكوفسكي" الحرب على النتهازية التي كانت السبب في أخفاق
الممية ،وكان على استعداد في الوقت نفسه للعتراف بمتشروعية الدفاع عن الوطن .هذه هي مظاهر العلة التي أطلق عليها الماركسيون الهولنديون )غورتر وبانيكوك( أسم" :الراديكالية
12رانجع الفصل الرابع من هذا الكتاب. 13البرينتانية :مذهب بورنجوازي إصلحي "يعترف بالمدرسة الرأسمالية ولكنه يرفض مدرسة النضال الطبقي الثوري" )لينين(.و ل .برينتانو :اقتصا دي بورنجوازي ألماني من أنصار ما يسمى "باتشتراكية الدولة" .حاول البرهنة على ان المساواة النجتماعية ممكنة التحقيق ضمن إطار الرأسمالية عن طريق الصلحات وبالتوفيق بين مصالح الرأسماليين والعمال .وقد أرا د برينتانو وأنصاره ،تحت ثوب من الكلم الماركسي الفارغ ،ان يربط الحركة العمالية بمصالح البورنجوازية) .المعرب( 1414ناتشازاريا ) nacha zariaفجرنا( :مجلة تشهرية مرخصة للمنشفيك – المصفين .ظهرت بين عامي 1910و 1914في بطرسبورغ .وحول ناتشازاريا التف ،في روسيا ،وسط المصفين.
16
السلبية" والتي كانت تهدف إلى أن تستبدل الماركسية الثورية بالنتقائية في القضايا النظرية، وبالخنوع والعجز أمام النتهازية في القضايا العملية. تشعار الماركسيون هو تشعار التشتراكية الديموقراطية الثورية لقد أتت الحرب ،بل خلف ،بالزمة التشديدة ودفعت بؤس الجماهير إلى غايته .وأن طابع هذه
الحرب الرجعي وكذب بورجوازية جميع البلد الوقح ،الذي يخفي أهدافها في اللصوصية تحت ل ثورية لدى ستار من الفكار "القومية" ،يخلقان بالضرورة ،وفي حالة ثورية موضوعية ،ميو ً
الجماهير .وواجبنا هو المساعدة على فهم هذه الميول وتعميقها وتجسيدها .أن تشعار تحويل
الحرب الستعمارية إلى حرب أهلية هو وحده الذي يعبر بصورة صحيحة عن هذه المهمة ،وأن كل نضال طبقي صحيح أثناء الحرب ،أو كل تكتيك لعمل الجماهير يطبق بصورة جدية ،يؤدي إلى
ذلك حتمًا .إواننا ل ندري ما إذا كانت الحركة الثورية ستنتشب اثر الحرب الستعمارية الولى بين
الدول العظمى أو أثر الحرب الثانية ،أثناء هذه الحرب أو بعدها ،وعلى كل حال فأن واجبنا الول هو العمل بصورة منظمة ومستمرة في هذا السبيل بالذات.
أن بيان بال يذكرنا مباتشرة بمثال كومون باريس ،أي بتحويل الحرب بين الحكومات إلى حرب
أهلية .فمنذ نصف قرن كانت البروليتاريا ضعيفة جدًا ولم تكن تشروط التشتراكية الموضوعية قد
وصلت إلى حد النضج؛ فلم يكن من الممكن التوفيق ول التعاون بين الحركات الثورية في جميع البلد المتحاربة .وكان ولع قسم من العمال الباريسيين "بالفكار القومية" )نموذج عام (1792
نقطة ضعفهم ذات الطابع البورجوازي الصغير التي أتشار إليها ماركس في الوقت المناسب ،كما كان ذلك سببًا من أسباب سقوط الكومون .وبعد نصف قرن من الزمان اختفت التشروط التي كانت
تضعف ثورة ذلك الوقت ،وأصبح من غير المقبول لدى التشتراكي في الوقت الحاضر هجر نتشاطه بدافع من عقلية كومون باريس فقط. مثال على التآخي في الخنادق ذكرت الصحف البورجوازية في جميع البلد المتحاربة أمثلة على التآخي بين جنود المم
المتحاربة حتى في الخنادق .وأن المراسيم التشديدة التي نتشرتها السلطات العسكرية )في ألمانيا وانكلترا( ضد هذا التآخي قد برهنت على أن الحكومات والبورجوازية قد علقت على هذا المر
أهمية جدية .إواذا أمكن حدوث أمثلة على التآخي في ظل سيطرة النتهازية على قيادات الحزاب 17
التشتراكية الديموقراطية في أوروبا الغربية سيطرة تامة ورغم دعم الصحافة التشتراكية الديموقراطية بكاملها ونفوذ الممية الثانية للتشتراكية العنصرية ،فأن ذلك يرينا إلى أي حد كان في المكان
تحويل الحرب الحالية الجرامية الرجعية الستعمارية وتنظيم الحركة الممية الثورية حيث لم يكن ذلك يتطلب أل تشرطًا واحدًا هو قيام اتشتراكيي اليسار في جميع البلد المتحاربة بعمل منظم في هذا التجاه.
دور التنظيم السري إن كثير من الفوضويين في مختلف بلد العالم ،مثل كثير من النتهازيين ،قد جلبوا العار لنفسهم بسبب اتشتراكيتهم العنصرية )المماثلة لتشتراكية بليخانوف وكاوتسكي( في هذه الحرب.
ول تشك في أن أحد نتائج هذا المر ستكون قضاء هذه الحرب على النتهازية مثل قضائها على الفوضوية.
ومع أن الحزاب التشتراكية ،في أية حال ولي سبب ،ل ترفض الستفادة من أية ،إمكانية
متشروعة ،مهما قل تشأنها ،في تنظيم الجماهير ونتشر التشتراكية ،فأن عليها أن تكف عن التقيد
بالمتشروعية .لقد كتب أنجلز متشي ًار إلى الحرب الهلية إوالى حاجتنا الملحة إلى خرق المتشروعية
بعد خرق البورجوازية لها فقال" :ابدأوا في أطلق النار أيها السادة البورجوازيون" .وقد برهنت الزمة على أن البورجوازية خرقت المتشروعية في جميع البلد في أكثرها حرية وعلى أن من المستحيل قيادة الجماهير إلى الثورة بدون تتشكيل منظمة سرية تقدس وسائل النضال الثورية وتناقتشها وتقدرها وتهيئها .فكل ما يعمله التشتراكيون من أعمال صالحة في ألمانيا مثل هو
نضالهم السري ضد النتهازية الحقيرة و "الكاوتسكية" المرائية .وفي انكلت ار يرسل إلى السجن من
يقوم بطبع نداء يدعو إلى رفض الخدمة العسكرية.
أن اعتبار رفض الطرق غير متشروعة في الدعاية تشيئًا ل يتعارض مع النتساب إلى الحزاب
التشتراكية الديموقراطية ،وأن السخر بتلك الطرق في الصحف العلنية هما خيانة للتشتراكية. عن هزيمة "حكومته" في الحرب الستعمارية
أن أنصار ظفر حكوماتهم في الحرب الحالية ،مثل أنصار "لظفر ول هزيمة" يدخلون تحت أسم واحد في ميدان التشتراكية العنصرية .ففي الحرب الرجعية ل تستطيع الطبقة الثورية أل تتمنى 18
هزيمة حكوماتها .ويجب أل تغيب عن ناظر تلك الطبقة الصلة بين هزائم حكوماتهم الحربية وبين سهولة قلب تلك الحكومات .أن البورجوازي الذي يظن أن الحرب الناتشبة بين الحكومات سوف
تنتهي بالضرورة كحرب بين الحكومات ويبدي رغبته في ذلك هو وحده الذي يرى في الفكرة القائلة بأن اتشتراكيي جميع البلد المتحاربة يؤكدون رغبتهم في هزيمة جميع "حكوماتهم" تشيئًا "مضحكًا"
أو "غامضًا" .وعلى العكس من ذلك فان التصريح بمثل هذه الرغبة يتلءم مع الفكار العزيزة على كل عامل واع والداخلة في إطار نتشاطنا الذي يهدف إلى تحويل الحرب الستعمارية إلى حرب
أهلية.
ومما ل تشك فيه أبدًا قيام قسم من التشتراكيين اللمان والروس والنكليز بعمل جدي ضد الحرب
ل حسنًا من قبل التشتراكيين. "كان يضعف القدرة العسكرية" لدى حكومة كل منهم ،ويعتبر عم ً فعلى هؤلء الخرين أن يوضحوا للجماهير أنه ل سلم لها إل عن طريق السقاط الثوري
"لحكوماتها" ،وأن من الواجب الستفادة من الصعوبات التي تواجهها هذه الحكومات في الحرب
الحالية في سبيل هذه الهدف بالذات. المسالمة وتشعار السلم أن ميل حالة الجماهير النفسية إلى السلم يعبر في الغالب عن بداية الحتجاج والغليان والوعي
الناتشئة عن طبيعة الحرب الرجعية والستفادة من هذه الحالة هي واجب جميع التشتراكيين
الديموقراطيين .فهم سيتشتركون بقوة في كل حركة وكل مظاهرة في هذا الميدان ،ولكنهم سوف ل
يخدعون التشعب بأن يدعوه يظن أن من الممكن الوصول إلى السلم بدون حركة ثورية وباحتلل
البلد الخرى واضطهاد المم ونهبها وبذر بذور حروب جديدة بين الطبقات المسيطرة والحكومات الحالية .أن خداع التشعب على هذه الصورة هو ،بكل تأكيد وبساطة ،تنفيذ لما تريده الدبلوماسية
السرية في الحكومات المتحاربة ولخططها المعادية للثورة .وعلى كل من يرغب في سلم ديموقراطي وطيد أن يكون نصير الحرب الهلية ضد الحكومات والبورجوازية. في حق المم في تقرير مصيرها أن تضليل التشعب ،الذي تقوم به البورجوازية على أوسع نطاق في هذه الحرب ،هو إخفاء أهدافها في السلب تحت ستار من فكرة "التحرر الوطني" .فالنكليز يعدون البلجيك بالحرية ،ويعد 19
اللمان بولونيا بعيدة بها..الخ .أما الحقيقة ،كما رأينا ،فهي أن هذه الحرب ليست إل حربًا بين
مضطهدي أكثرية أمم العالم من أجل دعم هذا الضطهاد وتوسيعه.
ول يستطيع التشتراكيون الوصول إلى هدفهم الكبر بدون النضال ضد كل اضطهاد للمم.
فيجب عليهم أن يطلبوا بحزم من الحزاب التشتراكية الديموقراطية في البلد التي تضطهد )أي في
الدول العظمى بصورة خاصة( أن تعترف بحق المم المضطَهدة في تقرير مصيرها وتدافع عن
هذا الحق بمعنى الكلمة السياسي تمامًا ،أي الحق في النفصال السياسي .وكل اتشتراكي في أية
أمة استعمارية ،أو تملك مستعمرات ،ل يدافع عن هذا الحق هو عنصري.
إن الدفاع عن هذا الحق ل يساعد على تتشكيل دول صغيرة ،بل هو على العكس من ذلك
يؤدي ،بصورة أكثر حرية وبدون أي خوف وبطريقة أكبر وأوسع في النتيجة ،إلى تتشكيل دول كبرى ومحالفات بين الدول هي أجدي للجماهير وتتلءم مع تطور القتصادي بصورة أفضل.
وعلى اتشتراكيي المم المضطَهدة بدورهم أن يناضلوا من أجل الوحدة الكاملة )بما فيها الوحدة
ل التنظيمية( بين عمال المم المضطِه دـة والمضطهدة .وأن فكرة انفصال أمة عن أخرى أنفصا ً
حقوقيًا )وهو ما يسمونه "الستقلل الثقافي الذاتي" الذي يقول به بووير Bauerورينر (Renner
هي فكرة رجعية.
إن الستعمار مرحلة لضطهاد المم المتزايد في العالم أجمع من قبل حفنة من الدول "العظمى"، وعلى هذا فأن النضال من أجل الثورة التشتراكية العالمية ضد الستعمار مستحيل بدون العتراف بحق المم في تقرير مصيرها" .فالتشعب الذي يضطهد تشعوبًا أخرى ل يمكن أن يكون ح ًرا"
)ماركس وأنجلز( .ول تستطيع البروليتاريا ،التي تتشترك ولو في أصغر عمل من أعمال العدوان
التي ترتكبها أمتها ضد المم الخرى ،أن تكون اتشتراكية.
الفصل الثاني الطبقات والحزاب في روسيا
البورجوازية والحرب 20
أن الحكومة الروسية لم تقصر عن زميلتها الوروبيات في أمر واحد :فهي مثلهم قد عرفت ل واسعًا .فقد أقيم جهاز واسع هائل للدعاية الكاذبة والمناورات في كيف تضلل "تشعبها" تضلي ً
روسيا أيضًا من أجل نقل عدوى العنصرية إلى الجماهير ،إواقناعها بأن حكومة القيصر تخوض حربًا "عادلة" وتدافع دون غرض عن "أخوانها السلف" ..الخ.
وقد أيدت طبقة كبار مالكي الراضي والفئات العليا من البورجوازية الصناعية والتجارية بحماس
سياسة حكومة القيصر الحربية .وكان هؤلء ينتظرون ،لسباب معقولة ،فوائد مادية وامتيازات
كبيرة تعود عليهم من قسمة الميراث التركي والنمساوي .فكانت كثيرة مؤتمراتهم التي يسيل لعابها للرباح التي ستمل جيوبهم في حال ظفر الجيش القيصري .وعدا عن ذلك فأن الرجعيين يعرفون جيدًا أنه إذا كان هناك تشيء يمكن أن يؤخر سقوط ملكية آل رومانوف ونتشرب ثورة جديدة في
روسيا ،فهذا تشيء ل يمكن أن يكون سوي حرب خارجية ينتصر فيها القيصر.
أما الفئات الواسعة من بورجوازية المدن "المتوسطة" ومن المثقفين البورجوازيين وأصحاب المهن
الحرة ..الخ فقد أصيبوا -في بداية الحرب على القل – بعدوى العنصرية أيضًا .وقد دعم حزب
البورجوازية الحرة في روسيا – الكاديت – حكومة القيصر كل الدعم وبدون تحفظ .ففي تشؤون السياسة الخارجية كان الكاديت منذ أمد طويل حزبًا حكوميًا.
أن مبدأ وحدة جميع السلف ،الذي ارتكبت السياسة القيصرية بواسطته أكثر من مرة أكبر حيلها
السياسية ،قد أصبح المبدأ الفكري الرسمي للكاديت .وقد تحول المبدأ الحر الروسي إلى مبدأ حر
– قومي .وأخذ يتنافس في "القومية"مع المائة السود ،ويصوت دائمًا ،عن طيب خاطر ،إلى جانب العتمادات العسكرية واعتمادات البحرية الحربية ..الخ .ونتشاهد في المعسكر الحر )الليبرالي(
الروسي الحادث الذي جرى بين عامي 1870و 1880في ألمانيا نفسه تقريبًا عندما تفسخ
المذهب الحر "المفكر الحر" وتولد منه الحزب القومي الحر .أن البورجوازية الروسية الحرة قد
سلكت نهائيًا طريق مناهضة الثورة .إوان وجهة نظر حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي في هذه المسألة قد ثبتت بصورة نهائيه .أما مفهوم انتهازيينا ،الذي يري أن المذهب الحر الروسي
ل يزال القوة المحركة للثورة في روسيا ،فقد أظهرت الحياة بطلنه.
ونجحت الفئة المسيطرة ،بمساعدة الصحافة البورجوازية والكليروس ..الخ ،في بعث الميول
العنصرية عند الفلحين أيضًا .ولكن بمقدار ما كانت تتزايد عودة الجنود من ساحات المذابح،
كانت الحالة الفكرية في الريف تتغير بتشكل واضح في غير صالح الملكية القيصرية .ولم تستطع 21
الحزاب الديموقراطية البورجوازية التي كانت على صلة وثيقة بالفلحين ،أن تقاوم موجة العنصرية .نعم ،لقد رفض حزب الترودوفيك في دوما الدولة أن يصوت إلى جانب العتمادات العسكرية .ولكن هذا الحزب أعطى بلسان رئيسه كيرينسكي تصريحًا "وطنيًا" أيد فيه الملكية
واتبعت صحافة "التشعبيين" المرخصة كلها خطى الحرار بكاملها .وحتى الجناح اليساري من
الديموقراطية البورجوازية ،وهو الحزب المسمى بالحزب التشتراكي الثوري ،المتشترك في المكتب التشتراكي الممي ،15اندفع في التيار نفسه .وقد برهن ممثل هذا الحزب في المكتب التشتراكي
الممي ،وهو م .روبانوفيتش ،على أنه اتشتراكي عنصري حقيقي .وأن نصف مندوبي هذا الحزب في مؤتمر اتشتراكيي "الحلف" 16في لندرة قد صوتوا إلى جانب القرار العنصري )وامتنع النصف
الخر عن التصويت( .وكان للعنصريين السيطرة على الصحافة التشتراكية الثورية السرية )جريدة نوفوستي ..الخ( 17وقد تعرض ثوريو "الوسط البورجوازي" ،أي الثوريون الذين ل صلة لهم بالطبقة
العاملة ،لخفاق ذريع في هذه الحرب .فأن مصير كروبوتكين وروبانوفيتش المحزن لذو دللة بالغة. الطبقة العاملة والحرب
البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة التي لم يستطع أحد أن ينقل إليها العدوى بجرثومة العنصرية في
ل. روسيا .ولم تستطع بعض الموبقات في بداية الحرب أن تمس غير أكثر طبقات العمال جه ً
فاتشتراك العمال في اضطرابات موسكو ضد اللمان كان مبالغًا فيه كثي ًرا .وأن طبقة العمال في
روسيا ،بصورة عامة ،وجدت نفسها في عصمة من العنصرية.
ويفسر هذا المر بالحالة الثورية في البلد ،وبظروف الحياة البروليتاريا العامة في روسيا.
لقد سجلت أعوام 1914 – 1912بداية نهوض ثوري عظيم جديد في روسيا .فها نحن نتشهد
من جديد حركة إضراب واسطة ل سابق لها في العالم .أن إضراب الجماهير الثوري قد ضم عام
1913مليونًا ونصف مليون مضرب على أقل تقدير .وفي عام 1914كان عدد المضربين أكثر
15
المكتب التشتراكي ألممي :منظمة تنفيذية للممية الثانية ،أسس بناء على قرار مؤتمر باريس )عام .(1900وقد اتشترك فيه لينين منذ عام 1905كممثل لحزب العمال التشتراكي
الديموقراطي الروسي. 16
مؤتمر لندرة لتشتراكي بل د "الحلف الثلثي" انعقد في 14تشباط 1915وحضره ممثلون عن التشتراكيين العنصريين وعن الجماعات المسالمة في الحزاب التشتراكية في إنكلترا وفرنسا وبلجيكا ،وحضره عن الجانب الروسي المنشفيك والتشتراكيون الثوريون .وعلى الرغم من أن البولشفيك لم يدعوا إلى حضوره ،فأن ليتفينوف )ماكسيموفيتش( الذي انتدبه لينين ،تقدم إلى المؤتمر ليقرأ أمامه تصريح ًا لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي يقوم على أساس مشروع وضعه لينين .وكان هذا التصريح يتطلب تخلي التشتراكيين عن التشتراك في الحكومات البورنجوازية وأنجراء القطيعة التامة مع الستعماريين ،والمتناع عن التعاون معهم ،والنضال العنيد ضد الحكومات الستعمارية ،وتشجب التصويت إلى نجانب العتما دات الحربية .وأثناء قراءة التصريح قوطع ليتفينوف ومنع من الكلم .وعند ذلك ،وبعد أن وضع ليتفينوف نص التصريح على المنصة ،غا در الصالة) .رانجع مقالت لينين "عن مؤتمر لندرة" و "بمناسبة مؤتمر لندرة" ،المؤلفات الكاملة ،الطبعة الرابعة ،ج ، 21 :ص(157 – 155 ، 114 – 112 : 17نوفوستي )الخبار( :جريدة يومية للحزب التشتراكي الثوري صدرت في باريس من تشهر آب عام 1914حتى تشهر ماريس عام .1915
22
من مليونين واقترب هذا العدد من مستوى عام .1905وقبيل الحرب أدت الحداث في بطرسبورغ إلى أول معارك الستحكامات في التشوارع.
ل وقد قام حزب العمال التشتراكي الديموقراطي في روسيا ،وهو حزب غير مرخص ،بواجبه كام ً
تجاه الممية ورفع لواءها بحزم .وقد قطع حزبنا ،في ميدان التنظيم ،دابر جماعات النتهازيين وعناصرهم منذ أمد طويل .فلم يجر حزبنا وراءه أبدًا أثقال النتهازية و "المتشروعية بأي ثمن".
ل كما جرى للرفاق اليطاليين أثر القطيعة بينهم وبين وهذا ما مكنه من القيام بواجبه الثوري كام ً حزب بيسولتي النتهازي.
إن الحالة العامة في بلدنا ل تلئم ازدهار النتهازية "التشتراكية" بين جماهير العمال .ونحن
نجد في روسيا الوانًا من التجاهات النتهازية والصلحية بين المثقفين والبورجوازية الصغيرة..
الخ .ولكن هذه النتهازية لم تستحوذ أل على أقلية ضئيلة من فئات العمال النتشيطين سياسيًا .كما
أن فئة العمال والمستخدمين المتميزين عندنا ضعيفة جدًا .وأن تقديس المتشروعية لم يستطع رؤية الحياة بيننا .أما المصفون )أحزاب النتهازية التي يوجهها اكسيلرود وبوتريسوف وتتشيريفانين
وماسلوف وغيرهم( فلم يمكن لهم أي سند ذي قيمة لدى جماهير العمال .وفي دوما الدولة الرابعة
كان نواب العمال الستة جميعهم خصومًا لتيار التصفية .وأن مقدار ما تطبعه الصحف العمالية
المرخصة في بتروغراد وموسكو ومجموع التشتراكات المجباة قد برهنا بل جدال على أن أربعة أخماس العمال الواعين قد وقفوا بثبات ضد النتهازية وضد تيار التصفية.
ومنذ بداية الحرب أوقفت الحكومة القيصرية ونفت الوفًا مؤلفة من العمال البارزين من أعضاء
حزبنا ،حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي السري .وكان من جراء ذلك ومن جراء
إعلن الحكام العرفية في البلد ومنع صحفنا ..الخ أن تأخرت الحركة .ولكن حزبنا لم ينقص نتشاطه الثوري السري .ففي بتروغراد أصدرت لجنة حزبنا جريدة سرية باسم بروليتارسكي
غولوس.18
18
بروليتارسكي غولوس )الصوت البروليتاري( :جريدة سرية للجنة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي في بطرسبورغ .صدرت من تشباط 1915حتى كانون أول 1916وظهر منها
أربعة أعداد .وقد نتشر في العدد الول بيان اللجنة المركزية لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي الذي عنوانه" :الحرب والتشتراكية الديموقراطية الروسية".
23
أن مقالت جريدة التشتراكي الديموقراطي ،19وهي الجريدة الناطقة بلسان الحزب وتصدر في الخارج ،قد أعيد طبعها في بتروغراد وأرسلت إلى النواحي .وقد أصدرت مناتشير سرية كانت توزع
حتى في الثكنات العسكرية .وكانت تعقد اجتماعات عمالية سرية في أقصى الماكن خارج
المدينة .وفي اليام الخيرة تشاهدنا في بيتروغراد اضرابات واسعة النطاق قام بها عمال المعادن.
وتأييدًا لهذه الضرابات وجهت لجنة حزبنا في بيتروغراد نداءات كثيرة إلى العمال. انتشقاق حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي في دوما الدولة ،والحرب.
في عام 1913حدث انتشقاق بين النواب التشتراكيين الديموقراطيين في دوما الدولة .فكان في
جهة سبعة من أنصار النتهازية يتزعمهم سكيدزي وهم نواب سبع مناطق غير بروليتارية وتعد
214000عامل .وكان في جهة أخرى ستة نواب جميعهم من المنطقة العمالية وهم يمثلون أكثر
المناطق صناعة في روسيا إذ تعد 1,008,000عامل.
كان موضوع الخلف يدور حول أتباع أي من التاكتيكيين :التاكتيك الماركسي الثوري أو
التاكتيك الصلحي النتهازي .ومن الناحية العملية ظهر الخلف بصورة خاصة حول العمل بين الجماهير خارج البرلمان ،وهو عمل كان من اللزم القيام به بصورة سرية في روسيا فيما إذا كان
القائمون به يريدون أن يظلوا ثوريين .وقد بقيت كتلة تشكيدزي حليفًا مخلصًا للمصفين الذين كانوا
يرفضون العمل السري .وكانت تدافع عنهم في جميع المحادثات الجارية مع العمال وفي جميع الجتماعات .ومن هنا كان النتشقاق .وكان يؤلف كتلة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي
الروسي ستة نواب .وأن سنة من العمل قد برهنت بصورة قاطعة على أن أكثرية العمال الروس
الواسعة قد التفتت حول هذه الكتلة.
19
التشتراكي الديموقراطي :جريدة سرية ،وهي الجريدة الناطقة بلسان حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي ،ظهرت بين تشباط 1908وكانون ثاني .1917ظهر منها 58عددًا كان
ل ثم إلى جنيف .وقد تشكلت لجنة تحرير هذه الجريدة وفق قرار اللجنة لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي من أولها في روسيا .ثم نقل النتشر بعد ذلك إلى البلد الجنبية ،إلى باريس أو ً البولتشفيك والمنتشفيك ومن الحزب التشتراكي الديموقراطي البولوني.
ل وتعليقًا للينين ،فمن خلل تحرير الجريدة كان لينين يناضل من أجل تجاه بولتشفيكي صحيح .ولكن فريقًا من هيئة التحرير أن جريدة التشتراكي الديموقراطي قد نتشرت أكثر من ثمانين مقا ً
)كامينيف وزينوفييف( كان يظهر ميل إلى التفاهم مع المصفين ويصر على منع تطبيق اتجاه لينين .أما المنتشفيكيان مارتوف ودان ،عضوا هيئة التحرير ،فانهما بالضافة إلى تخريبهما هذه
الجريدة الرئيسية ،قد دافعا بصراحة عن تيار التصفية في جريدة فرعهم :غولوس سيوسيال ديموقراط )صوت التشتراكي الديموقراطي(.
أن نضال لينين الحازم ضد المصفين قد أدى إلى ترك مارتوف ودان )حزيران (1911هيئة تحرير التشتراكي الديموقراطي .ومنذ كانون الثاني 1911كانت التشتراكي الديموقراطي تحرر من قبل
لينين.
وقد نتشرت الجريدة سلسلة من المقالت لستالين" :رسائل من القفقاس" و "رسالة عمال بطرسبورغ إلى وفدهم العمالي" و "انتخابات بطرسبورغ" وغيرها) .راجع جوزيف ستالين ،المؤلفات الكاملة،
ج 2 :سنة ،1946ص 196 – 174 :و 252 – 250و .(284 – 271
24
ظهر الخلف واضحًا جدًا في أول الحرب .فقد اقتصرت كتلة تشيكدزي على العمل البرلماني،
فلم تصوت إلى جانب العتمادات .وهي لو فعلت غير ذلك لثارت على نفسها عاصفة من النقمة
لدى العمال) .وقد تمكنا من ملحظة أن الترودوفيكيين البورجوازيين الصغار إنهم في روسيا لم
يصوتوا إلى جانب العتمادات( .ولكن تلك الكتلة لم تقم بأي عمل ضد التشتراكيين العنصريين. أما كتلة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي التي كانت تعبر عن اتجاه حزبنا
السياسي فقد تصرفت في ذلك تصرفًا آخر .فقد حملت لواء الحتجاج ضد الحرب إلى أعماق
الطبقة العاملة وقامت بدعاية الستعمار بين جماهير البروليتاريين الروسيين الواسعة.
كانت هذه الكتلة موضع عطف العمال الصادق ،فأدى ذلك إلى اخافة الحكومة وحملها على
خرق قوانينها الخاصة بصورة ظاهرة وتوقيف رفاقنا النواب والحكم عليهم بالنفي المؤبد إلى سيبيريا. وقد نتشرت الحكومة القيصرية آنئذ أول بلغ رسمي لها يتعلق بتوقيف رفاقنا قالت فيه ما يلي: "إن بعض أعضاء جمعيات التشتراكيين الديموقراطيين ،الذين جعلوا هدفهم زعزعة القوة
العسكرية في روسيا فاثاروا الضطراب ضد الحرب بواسطة المنتشورات السرية والدعاية الخطابية،
أن هؤلء العضاء يعتبرون والحالة هذه في وضع خاص تمامًا".
ل بلجنته المركزية ،هو الذي أجاب بالسلب على نداء فاندرفيلد المعروف أن حزبنا وحده ،ممث ً
من أجل إيقاف النضال ضد القيصرية "موقتًا" – وكما يفهم الن من تشهادات المير كوداتشيف
الذي أرسله القيصر إلى بلجيكا ،فأن فاندرفيلد لم يضع هذا النداء بمفرده بل بالتشتراك مع رسول
القيصر المذكور .-وبالتفاق مع فاندرفيلد أعلنت قيادة المصفين التوجيهية ،عن طريق الصحافة، "أنها في نتشاطها لتقاوم الحرب".
وقد ابتدأت الحكومة القيصرية بأن اتهمت رفاقنا النواب بأنهم ينتشرون الدعاية بين العمال
بالجابة سلبًا على نداء فاندرفيلد.
ل التشتراكيين اللمان وأثناء المحاكمة ،20ضرب النائب العام القيصري نينارو كوموف لرفاقنا مث ً
والفرنسيين فقال" :أن التشتراكيين الديموقراطيين اللمان قد صوتوا إلى جانب العتمادات الحربية 20
أن محاكمة القيصرية للكتلة البلتشفية في دوما الدولة الرابع قد جرت من 23إلى 26تشباط .1915ففي المؤتمر المنعقد في أوزيركي ،في نواحي يتروغراد ،من 15إلى 17تتشرين
الثاني 1914لمناقتشة الموقف تجاه الحرب ،حضر أعضاء الكتلة التشتراكية الديموقراطية في الدوما ومندوبو المنظمات التشتراكية الديموقراطية في بطرسبورغ وفي أيفانوفو– فوزنيسانك وريغا وخاركوف ..الخ .وقد أوقف النواب البولتشفيك "أ .باداييف" و "ج .يبروفسكي" و "م .مورانوف" و ف .سامويلوف" و "ن .تشاغوف" في 18تتشرين الثاني واتهموا من قبل الحكومة
القيصرية "بالخيانة العظمى" .وحين أوقف هؤلء النواب صودرت منهم مقالت لينين" :مهمات التشتراكية الديموقراطية الثورية في الحرب الوروبية" وبيان اللجنة المركزية لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي الذي بعنوان" :الحرب والتشتراكية الديموقراطية الروسية" الذي نتشر في جريدة التشتراكية الديموقراطية ،العدد 33الصادر في أول تتشرين الثاني 1914
فاتخذت كأدلة ضدهم )راجع لينين ،المؤلفات الكاملة ،الطبعة الرابعة ،ج ،21 :ص 4 – 1 :و (18 – 9
وعندما مثل كامينيف )روسانغيلد( أمام المحكمة في قضية كتلة الدوما تصرف تصرف الخائن بتنكره لسياسة الحزب البولتشفيكي اللينينية فقد صرح بأنه على خلف مع البولتشفيك
في مسألة الحرب ،وطلب دعوة المنتشفيكي يوردانسكي بصفة تشاهد لثبات ذلك.
25
وأبدوا صداقتهم للحكومة .هكذا يتصرف التشتراكيون الديموقراطيون اللمان بينما اعتزم فرسان التشتراكية الديموقراطية الروسية التشقياء أم ًار آخر ..وكرجل واحد نسي جميع اتشتراكيي فرنسا
وبلجيكا خلفاتهم مع الطبقات الخرى ،ونسوا الخلفات الحزبية وساروا بدون تردد وراء أعلمهم" بينما يتصرف أعضاء كتلة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي تصرفًا آخر بتوجيه من
لجنة الحزب المركزية...
أن هذه المحاكمة تعرض في أطار أخاذ عمل حزبنا التحريضي السري الواسع ضد الحرب بين
جماهير البروليتاريا .ولم تنجح المحكمة القيصرية أبدًا في "الكتشف" عن نتشاط رفاقنا كله في هذا
الميدان .ولكن ما كتشف منه يرينا مقدار الجهد الواسع الذي بذل في فترة قصيرة من الزمن هي
بضعة أتشهر.
وفي أثناء المحاكمة تليت عدة نداءات صادرة عن فريقنا ولجاننا ضد الحرب ومن أجل تاكتيك
أممي .وكانت هناك تشبكات تربط العمال الواعين في روسيا كلها بأعضاء كتلة حزب العمال
التشتراكي الديموقراطي الروسي التي كانت تبذل جهدها ،حسب وسائلها ،لمساعدتهم في فهم
الحرب من وجهة النظر الماركسية.
قال الرفيق مورانوف نائب العمال في منطقة خاركوف وهو في قفص التهام:
"لقتناعي بأن التشعب لم يرسلني إلى دوما الدولة لجلس فيه على كرسي النيابة ،فحسب كنت أذهب إلى المقاطعات لعرف حالة الطبقة العاملة النفسية" .وأعترف أمام المحكمة أيضًا بأنه ساهم في أعمال حزبنا التحريضية السرية وبأنه نظم في الورال لجنة عمالية لمعمل فيركني-
ايسيتسكويي ولغيره من المعامل .وقد أظهرت المحاكمة أن أعضاء كتلة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي قد تجولوا منذ بداية الحرب في جميع أنحاء روسيا تقريبًا بغية الدعاية ،وأن مورانوف وبيتروفسكي وباداييف وغيرهم قد نظموا كثي ًار من الجتماعات التي اتخذت خللها ق اررات ضد الحرب ..الخ.
لقد هددت الحكومة القيصرية المتهمين بعقوبة العدام مما أدى أثناء المحاكمة إلى أن أحدًا
منهم لم يبد تشجاعًا مثلما بدا الرفيق مورانوف ،فقد بذلوا جهدهم لمنع القضاة من لفظ حكمهم .وهذا ما استغله بدناءة التشتراكيون العنصريون الروس في تتشويه جوهر القضية وهو :البرلمانية التي تحتاج إليها الطبقة العاملة.
26
لقد عرفنا البرلمانية عن طريق كل من "سوديكوم" و "هين" و "سامبات" و "فايان" و بيسولتي" و "موسوليني" و"تشكيدزي" و "بليخانوف" كما عرفناها أيضًا عن طريق رفاقنا أعضاء كتلة حزب
العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي والرفاق البلغاريين واليطاليين الذين قاطعوا العنصريين. ولكن هناك برلمانية وبرلمانية .فبعض الناس يستغل منبر النيابة ليظهر نفسه أمام حكومته أو أنه، بتعبير أوضح ،يتهرب من المسؤولية مثل كتلة تشكيدزي .ويستغل بعضهم الخر البرلمانية ليظل
ثوريًا حتى النهاية وليقوم بواجبه كاتشتراكي وأممي مهما قست الظروف .والنتشاط البرلماني يوصل بعض الناس إلى كراسي الو ازرة ،بينما يؤدي بآخرين إلى السجن والمنفى والمعتقل .أن بعضهم يخدم البورجوازية ،ويخدم بعضهم الخر البروليتاريا ،أن بعضهم اتشتراكي -استعماري ،بينما الخرون ماركسيون – ثوريون.
الفصل الثالث إعادة تتشكيل الممية كيف نعيد تتشكيل الممية؟ ولكن علينا قبل تشيء أن نقول بضع كلمات حول معرفة كيف ل
ينبغي أن نعيد تتشكيل الممية.
طريقة التشتراكيين العنصريين و "الوسط" يا للتشتراكيين العنصريين في جميع البلد من "أمميين" كبار! فمنذ بداية الحرب أثقل كاهلهم
اهتمامهم بالممية .فهم من جهة يؤكدون أن الضجة التي أثيرت حول أخفاق الممية "مبالغ فيها". والحقيقة أنه لم يحدث تشيء غير عادي .أسمعوا ما قاله كاو تسكي :إن الممية ،بكل بساطة ،هي "أداة لزمن السلم" ،فمن الطبيعي أن ل ترتفع هذه الداة في زمن الحرب أبدًا إلى مستوى الحداث.
ومن جهة أخرى ،فأن التشتراكيين العنصريين في جميع البلد قد وجدوا طريقة بسيطة جدًا –
أممية على الخصوص – للخروج من الوضع .وهذه الطريقة ليست معقدة :يجب انتظار نهاية الحرب فقط؛ فحتى نهاية الحرب يسمح لتشتراكيي كل بلد أن يدافعوا عن "وطنهم" وأن يدعموا "حكومتهم" .فاثر انتهاء الحرب "يصفحون" عن بعضهم بعضًا ويعترف للجميع بأنهم كانوا
ل ببعض الق اررات، مصيبين ونعيش في زمن السلم كاخوان ،على حين أننا في زمن الحرب ،وعم ً كنا ندعو العمال اللمان إلى قتل إخوانهم الفرنسيين وبالعكس. 27
وحول هذه النقطة التقى كل من كاوتسكي وبليخانوف وفيكتور آدلر وهين .فقد كتب فيكتور آدلر يقول" :عندما تنتهي هذه الحقبة القاسية ،فأن أول ما يجب علينا هو أل نتبادل المماحكات" .وأكد
كاوتسكي أنه "حتى الن لم نسمع أصوات اتشتراكيين حقيقيين من أية جهة كانت تنذر بالخوف"
على مصير الممية .وقال بلخيانوف إنه "من غير المقبول مصافحة )التشتراكيين الديموقراطيين
ل .فقد كتب يقول: اللمان( المضرجة أيديهم بدماء المقتولين من البرياء" .ولكنه قدم "الصفح" حا ً
"لقد حان وقت اخضاع القلب للدراك السليم .وعلى الممية ،باسم عملها العظيم ،أن تحسب حساب الندم اللحق" .وقد وصف هين في مجلة سوزيا ليستش موناتتشيف
21
سلوك فاندرفيلد
ل أمام اليساريين اللمان. بالسلوك "التشجاع البي" وأتخذه مثا ً
وبكلمة مختصرة نقول :عندما تنتهي الحرب عّينوا مجلسًا من كاوتسكي وبليخانوف وفاندرفيلد
ل قرار تمليه روح الصفح المتبادل .وأن الجدل سيخف لحسن الحظ. وآدلر وسُيتخذ "بالجماع" حا ً فعوضًا عن مساعدة العمال على رؤية ماجرى بوضوح فانهم سيخدعونهم بواسطة "وحدة" خادعة
على الورق .وسيطلق على وحدة التشتراكيين العنصريين والمرائين في جميع البلد أسم إعادة تتشكيل الممية.
نحن ل يسعنا أخفاء المر عن أنفسنا وهو :أن خطر مثل "إعادة التتشكيل" هذه كبير جدًا ،وفيه
مصلحة للتشتراكيين العنصريين في جميع البلد .فليس هناك واحد منهم يحب أن ترى جماهير
بلده العمالية المتشكلة بوضوح وهي :اتشتراكية أو وطنية؟ ولكل واحد منهم مصلحة في أخفاء جرائمة عن الخر .ول يستطيع أي واحد منهم أن يعرض غير مايعرضه كاوتسكي الماهر في
الرياء "الممي".
ومع ذلك فأنه ل يهتم أحد بهذا الخطر .ولقد رأينا ،خلل سني الحرب ،محاولت كثيرة لتجديد
الروابط الممية .ونحن لن نتكلم عن مؤتمرات لندن ،وفيينا ،22حيث اجتمع عنصريون معروفون لمساعدة هيئات أركان "أوطانهم" العامة وبورجوازيتها .إوانما نريد أن نتكلم عن مؤتمري لوغانو
21
مجلة سوزياليستيش موناتتشيف )الدفاتر التشتراكية التشهرية( :هي المجلد الناطقة بلسان النتهازيين من التشتراكيين الديموقراطيين اللمان إواحدى صحف النتهازية الممية .وقد وقفت موقف
التشتراكية العنصرية أثناء الحرب الستعمارية العالمية ) ،(1918 – 1914ظهرت في برلين من عام 1897إلى عام .1933 22 23
23
مؤتمر فيينا للتشتراكيين اللمان والنمساويين :انعقد في نيسان .1915وكان القرار الذي تبناه المؤتمر يوافق على موقف التشتراكيين العنصريين اللمان والنمساويين. المقصود هو المؤتمر اليطالي السويسري للتشتراكيين الذي انعقد في 27أيلول 1914في لوغانو.
28
وكوبنهاغن 24وعن مؤتمر النساء الممي 25ومؤتمر التشبيبة الممية .26وقد تجلت في هذه المؤتمرات نيات طيبة .ولكنها لم تتشر أبدًا إلى الخطار الملحوظة .ولم توقف سير المعارك بين
المميين ولم تظهر أمام أعين البروليتاريا الخطر الذي يتهددها من جراء الطريقة التشتراكية
العنصرية في "إعادة تتشكيل" الممية .وكل ما هنالك إنها اقتصرت على تبني الق اررات القديمة
دون أن تنبه العمال إلى أنه بدون النضال ضد التشتراكية العنصرية فأن قضية التشتراكية تكون
ميئوسًا منها ،أي إنها راوحت في مكانها. الحالة في صف المعارضة ل تشك في أن الحالة في صف المعارضة التشتراكية الديموقراطية اللمانية تهم جميع المميين
أكبر اهتمام .فالحزب التشتراكي الديموقراطي اللماني العلني ،الذي كان أقوى حزب ،كما كان
حزبًا موِج هـًا في الممية الثانية ،قد وجه ضربة قوية إلى جميع منظمات العمال الممية .ومع ذلك
فأن المعارضة بدت أقوى ما تكون في التشتراكية الديموقراطية اللمانية .ففي التشتراكية
الديموقراطية اللمانية ،من بين جميع الحزاب الوروبية الكبيرة كان الرفاق ،الذين ظلوا مخلصين للراية التشتراكية ،هم أول من أبدى احتجاجًا قويًا .فقد قرأنا بسرور مجلتي ليخترالين
27
وداي
انترناسيونال .28وعلمنا بسرور أكبر أيضًا بانتتشار التشعارات الثورية السرية في ألمانيا من مثل:
"أن العدو الرئيسي يوجد في بلدكم ذاتها" .وهذا يبرهن على أن الروح التشتراكية حية بين العمال اللمان وعلى أنه ل يزال يوجد في ألمانيا رجال قادرون على الدفاع عن الماركسية الثورية.
ففي التشتراكية الديموقراطية اللمانية برز النتشقاق في التشتراكية الحديثة على أتشد أتشكاله
تناف ًرا .فقد رأينا هناك ظهور ثلثة ميول بتشكل بارز :النتهازية العنصرية التي لم تصل في أي
مكان غير ألمانيا إلى مثل هذه الدرجة من السفالة والتنكر؛ و"الوسط" الكاوتسكي الذي ظهر هناك
24
مؤتمر كوبنهاغن لتشتراكيي البلد المحايدة )السويد والنروج والدانيمارك وهولندا( :انعقد من 17إلى 18كانون الول 1915لعادة تتشكيل الممية الثانية .وقد قرر هذا المؤتمر أن يوجه
إلى حكومات المؤتمرين ،عن طريق الممثلين البرلمانيين للحزاب التشتراكية في البلد المحايدة ،عرضًا بالتدخل بصفة وسيط بين الدول المتحاربة ليقاف القتال.
25
مؤتمر النساء التشتراكي ألممي حول الموقف من الحزب :انعقد من 26إلى 28آذار 1915في برن .وقد انعقد بمبادرة من المنظمات النسائية القريبة من لجنة حزب العمال التشتراكي
الديموقراطي الروسي المركزية ،بمساعدة زعيمة حركة النساء الممية "كل ار زيتكين" .وقد حضرته ممثلت لنكلت ار وألمانيا وفرنساـ وهولندا وسويس ار وايطاليا وروسيا وبولونيا بلغ عددهن 25مندوبة.
وكان من مندوبات روسيا "ن .كروبسكايا" و "إينيس آرماند" .وقد نتشرت نتيجة أعمال المؤتمر في ملحق العدد 42من جريدة التشتراكي-الديموقراطي الصادر في الول من تموز .1915 26
المؤتمر التشتراكي ألممي للتشبيبة حول الموقف من الحرب :انعقد من 4إلى 6نيسان 1915في برن .وقد حضره ممثلو منظمات التشبيبة في عتشرة بلد هي :روسيا والنروج وهولندا
وسويس ار وبلغاريا وألمانيا وبولونيا وايطاليا والدانيمارك والسويد .وقد قرر المؤتمر تنظيم يوم عالمي للتشبيبة في السنة ،وانتخب مكتبًا أمميًا للتشبيبة التشتراكية بدأ أعماله ،حسب قرار المؤتمر، بإصدار مجلة جانجيد -انترناسيونال )أممية التشبيبة( ساهم في تحريرها "لينين" و "كارل ليبكنيخ".
27
ليخترالين )أتشعة النور( :مجلة تشهرية ،وهي مجلة كتلة التشتراكيين الديموقراطيين من اليسار اللماني )التشتراكيون المميون اللمان( .ظهرت بإدارة "ج .بروكارد" في فترات متقطعة بين
1921 – 1913في برلين. 28
داي انترناسيونال :مجلة اسستها "رو از لوكسمبورغ" و "فرانز ميهرنج" ،لم يظهر منها إل عدد واحد في نيسان 1915في برلين وقد أعيد طبعه في مونيخ عام 1922في دار نتشر "فوتوروس".
29
عاج ًاز تمامًا عن القيام بدور غير دور الخادم المطيع للنتهازيين؛ واليسار الذي يمثل وحده التشتراكيين الديموقراطيين في ألمانيا.
وأن ما يهمنا بصورة طبيعية أكثر من غيره هو الحالة في قلب اليسار اللماني .فنحن نجد فيه
رفاقًا هم أمل جميع العناصر الثورية. فما هي هذه الحالة؟
أن مجلة داي انترناسيونال كانت على حق تمامًا عندما أكدت أن كل تشيء في اليسار اللماني
في حالة تحول ،وأنه ستحدث في داخله تكتلت كبيرة ،وأن في داخله عناصر أكثر تصميمًا
وعناصر أخرى أقل منها تشأنًا في ذلك.
ومن البديهي أننا ل ندعي أبدًا ،نحن الميين الروس ،بأن لنا الحق في التدخل في تشؤون رفاقنا
أعضاء اليسار اللماني الداخلية .فنحن نعرف أنهم هم وحدهم أصحاب الصلحية في تحديد
طريقتهم في النضال ضد النتهازية مع أخذ الظروف الزمانية والمكانية بعين العتبار .ولكننا نرى
أن من حقنا وواجبنا إبداء رأينا في الحالة فقط.
نحن مقتنعون بأن محرر مجلة داي انترناسيونال وناتشرها كان على حق عندما أكد أن "الوسط"
الكاوتسكي كان أكثر ضر ًار للماركسية من التشتراكية العنصرية الصريحة .فأن إخفاء الخلفات
الن وتلقين العمال ما تلقنه الكاوتسكية في صبغة ماركسية هما تخدير للعمال ،كما أنهما أتشد ضر ًار من أتباع سوديكوم وهين الذين يضعون القضية أمام العمال ويضطرونهم إلى الرؤية بوضوح.
أن الكفاح ضد "القادة" ،الذي يسمح به كاوتسكي وهاز لنفسيهما منذ حين ،يجب أل يخدع أحدًا.
فأن الخلفات بينهما وبين اتباع تشيدمان ليست خلفات على المبدأ .أن بعضهم يعتبر أن هندبرغ وماكنسن قد قه ار منذ حين ،وأن من الممكن الن التمتع بالحتجاج ضد اللحاق .أما بعضهم الخر فيعتبر أن هندبرغ وماكنسن لم يقه ار بعد ،وأن من الواجب "المتابعة حتى النهاية".
ل ظاهريًا بقصد إخفاء الخلفات المبدئية بعد الحرب لم تناضل الكاوتكسية ضد "القادة" إل نضا ً
عن أعين العمال وتمويه القضية بالقرار الواحد بعد اللف من الق اررات المتتشدقة باليسارية الغامضة التي يتقنها دبلوماسيو الممية الثانية.
نحن نعرف جيدًا أن على المعارضة اللمانية ،في نضالها القاسي ضد "القادة" ،أن تستفيد من
هذا الكفاح الكاوتسكي الذي ل يقوم على مبدأ .ويجب أن يبقى الموقف السلبي تجاه الكاوتسكية 30
الجديدة المحك الدائم لكل أممي .فالممي الحقيقي هو الذي يحارب الكاوتكسية ويعرف أن "الوسط" ،حتى بعد تحول زعمائه المزعوم ،ل يزال من وجهة نظر المبادىء حليف النتهازية
العنصرية.
إن موقفنا تجاه العناصر المترددة في قلب الممية له ،بصورة عامة ،أممية كبيرة .فهذه
العناصرـ وبصورة خاصة التشتراكيون ذوو الصبغة المسالمة ـ توجد في البلد المحايدة مثلما توجد في بعض البلد المتحاربة )مثل حزب العمال المستقل 29في انكلترا( .ويمكن أن تكون هذه
العناصر رفيقة طريق لنا .وأن التقارب بيننا وبينها ضد التشتراكيين العنصريين تشيء ل بد منه. ولكن يجب أل ننسى أنها رفيقة طريق فحسب ،وأنها في الساس وقبل كل تشيء لن تكون معنا بعد إعادة تتشكيل الممية بل ضدنا ،وأنها ستقتفي آثار كاوتسكي وتشيدمان وفاندرفيلد وسامبات .وفي
الق اررات الممية ل نستطيع إخضاع برنامجنا لما هو مقبول لدى هذه العناصر .وأن لم نفعل ذلك
نكن نحن أنفسنا أسرى المسالمين المترددين .وهكذا كان المر مثل في مؤتمر النساء الممي في
برن .فان الوفد اللماني الذي تشارك الرفيقة كل ارزيتكن وجهة نظرها قد مثل عمليًا في هذا المؤتمر
دور "الوسط" .فلم يقرر المؤتمر النسائي إل ما هو مقبول لدى مندوبات حزب ترويلست ار الهولندي النتهازي ومندوبات حزب العمال المستقل الذي صوت في مؤتمر عنصريي "بلد الحلفاء" في
لندرة إلى جانب قرار فاندرفيلد -وعلينا أل ننسى ذلك .-إننا نبدي لحزب العمال المستقل أجل الحترام لنضاله البطولي ضد الحكومة النكليزية أثناء الحرب ،ولكننا نعرف أن هذا الحزب لم
يأخذ ،ول يأخذ الن ،بالماركسية .ولذلك فنحن نعتبر أن المهمة الرئيسية الملقاة على عاتق
المعارضة التشتراكية الديموقراطية في الوقت الحاضر هي رفع علم الماركسية الثورية وتشرح وجه نظرنا عن الحروب الستعمارية للعمال بحزم ودقة ،ووضع تشعار عمل الجماهير الثوري ،أي
النتقال من عهد الحروب الستعمارية إلى تدتشين عهد الحروب الهلية.
إن العناصر التشتراكية الديموقراطية الثورية موجودة ،رغم كل تشيء ،في بلد عديدة .إنها
موجودة في ألمانيا وفي روسيا وفي سكاندينافيا )أتجاه قوي يمثله الرفيق هوجلند( وفي بلد البلقان
29حزب العمال المستقل النكليزي :أسس عام 1893وكان يونجد على رأسه "نجيمس كير– هار دي" و "رامزي ماكدونالد" وغيرهما .وبما أن حزب العمال المستقل كان يدعى الستقلل السياسي بالنسبة إلى الحزاب البورنجوازية فأنه كان في الحقيقة "مستقل عن التشتراكية وتابعا ً للمذهب الحر" )لينين( .وأثناء الحرب الستعمارية العالمية ) (1918 – 1914بدأ حزب العمال المستقل بأن أصدر بيانا ً ضد الحرب ) 13آب .( 1914وبعد ذلك في تشباط ،( 1915وفي مؤتمر اتشتراكيي بل د الحلفاء في لندرة انضم المستقلون إلى القرار التشتراكي العنصري الذي تبناه المؤتمر .ومنذ ذلك الحين أخد المستقلون يتسترون وراء عبارات مسالمة ويتخذون موقفا ً اتشتراكيا ً عنصريًا .وبعد تأسيس الممية الشيوعية عام 1919وتحت ضغط نجماهير الحزب التي كانت تتجه نحو اليسار ،عزم قا دة حزب العمال المستقل على الخروج من الممية الثانية .وفي عام 1921أنضم المستقلون إلى الممية "الثانية والنصف" ،كما تسمى .وبعد انحلل هذه الممية انضموا من نجديد إلى الممية الثانية.
31
)حزب "التيسنياكيين "30البلغار( وفي ايطاليا وفي انكلت ار )جناح من الحزب التشتراكي البريطاني (31وفي فرنسا )اعترف فايان نفسه في الومانيتيه 32بأنه تلقى رسائل احتجاج من
المميين دون أن ينتشر ،مع ذلك ،واحدة منها بصورة تامة( وفي هولندا )التريبونيون ..33الخ .إن جميع هذه العناصر الماركسية ـ مهما كانت قليلة في بداية المرـ والتذكير ،باسمها ،بالقوال التي
تنساها الن التشتراكية المتشروعة ودعوة العمال في جميع البلد إلى مقاطعة العنصريين إوالى النضواء تحت راية الماركسية القديمة ،أن هذه التشياء هي :مهمة اليوم .لقد كانت المناقتشات والبرامج "العملية" المزعومة مقتصرة حتى الن ،بدرجات متفاوتة ،على إعلن برنامج مسالم
بسيط .أن الماركسية ليست هي مذهب المسالمة .فالنضال من أجل إيقاف الحرب بأسرع ما يمكن
تشيء ل بد منه .فعندما ندعو إلى النضال الثوري فقط يأخذ مطلب "السلم" معنى بروليتاريًا.
وبدون سلسة من الثورات ل يكون السلم الديموقراطي المزعوم وهمًا من أوهام البورجوازية الصغيرة.
أن البرنامج الماركسي هو برنامج العمل الحقيقي لنه يقدم للجماهير جوابًا تامًا واضحًا على مسألة معرفة ما جرى ،جوابًا يتشرح ما هو الستعمار وكيف يجب محاربته ،ويعلن بصراحة أن أخفاق
الممية الثانية كان بفعل النتهازية ويدعو بصراحة إلى تأسيس أممية ماركسية خالية من
النتهازيين وضدهم .إوان البرنامج الذي يعبر عن أننا واثقون بأنفسنا وبالماركسية وعن أننا
ل، ل أو آج ً سنخوض نضال أبادة ضد النتهازيين ،هو البرنامج الوحيد الذي يكسبنا ،أن عاج ً
عطف الجماهير البروليتارية الحقيقية.
30
التيسنياكيون :أتباع حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الثوري في بلغاريا أسس عام 1903بعد انتشقاق الحزب التشتراكي الديموقراطي .وكان "د .بلغويبف" رئيس حزب "التيسنياك"
ومؤسسه ،ثم أصبح قادته تلمذة "بلغوييف" وهم" :ج .ديميتروف" و "ف .كولروف" وغيرهما .وفي 1918 – 1914ثار التيسنياكيون ضد الحرب الستعمارية .وفي 1919انضموا إلى الممية التشيوعية وأسسوا الحزب التشيوعي البلغاري الذي تحول بعد ذلك إلى حزب العمال )التشيوعي( البلغاري. 31
الحزب التشتراكي البريطاني :أسس عام 1911في ما نتشستر وكانت نواته التحاد التشتراكي الديموقراطي الذي ظهر في ) 1884كان على رأسه "هندمان" و "هاري كيلش" و " توماس
ل عن مان" ..الخ ( والذي سمي بعد ذلك باسم الحزب التشتراكي الديموقراطي .وكان نتشاط الحزب التشتراكي البريطاني ودعايته يقومان على أساس الماركسية .وكان حزبًا "غير انتهازي ومستق ً
الحرار" )لينين( .أن قلة أعضاء هذا الحزب وبعده عن الجماهير قد أضفيا عليه طابع الفرقة .وأثناء الحرب الستعمارية العالمية ) (1918 – 1914ظهر فيه تياران :أحدهما اتشتراكي عنصري
بصورة علنية وعلى رأسه "هندمان" ،والخر أممي وعلى رأسه "أ .آنكبين" و "ف .روتستين" وغيرهما .وفي نيسان 1916حدث انتشقاق في الحزب إذ وجد هندمان وأنصاره أنفسهم أقلية فتركوا
الحزب .ومنذ ذلك الحين تسلمت رئاسة الحزب التشتراكي البريطاني عناصر أممية ناضلت ضد الحرب الستعمارية .وقد أخذ الحزب التشتراكي البريطاني المبادرة في تأسيس الحزب التشيوعي
النكليزي عام 1920الذي أنضم إليه أكثرية منظمات ذلك الحزب. 32
الومانيتيه :جريدة يومية أسسها جان جوريس عام 1904فكانت الناطق الرسمي بلسان الحزب التشتراكي الفرنسي .وأثناء الحرب الستعمارية العالمية) ( 1918 -1914كانت الجريدة إلى
جانب جناح أقصى اليمين من الحزب التشتراكي الفرنسي واتخذت موقفًا اتشتراكيًا عنصريًا وذلك حتى تولى مارسيل كاتشان أدارتها .وبعيد انتشقاق الحزب التشتراكي في مؤتمر تور )كانون الول ( 1920وتتشكيل الحزب التشيوعي الفرنسي أصبحت الجريدة هي الناطقة بلسان هذا الحزب.
33
التريبونيون :فريق اليسار من حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الهولندي الذي كان ينتشر منذ عام 1907جريدة التريبون .وفي )عام 1909طرد التريبونيون من حزب العمال التشتراكي
الديموقراطي في هولندا .ولم يكن التريبونيون يعتبرون حزبًا ثوريًا حقيقيًا ولكنهم كانوا يمثلون الجناح اليساري من الحركة العمالية في هولندا .وفي عام 1918أسسوا الحزب التشيوعي الهولندي.
ومنذ 1909كانت التريبون الجريدة الناطقة بلسان الحزب التشتراكي الديموقراطي في هولندا .وفي 1918أصبحت الناطق بلسان الحزب التشيوعي وقد ظهرت هذه الجريدة بين 1930و 1940
تحت أسم فولكسداغ بلد )جريدة التشعب(.
32
حزب العمال التشتراكي الديموقراطي في روسيا والممية الثالثة إن حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي قد تخلص من انتهازييه منذ زمن طويل.
وأصبح النتهازيون الروس الن غير العنصريين .ولم يؤد هذا المر إل إلى تمسكنا بالرأي القائل بأن ذلك التخلص كان ضروريًا لمصلحة التشتراكية ونحن مقتنعون بأن الخلفات الحالية بين
التشتراكيين الديموقراطيين والتشتراكيين العنصريين ليست أبدًا أقل من الخلفات التي كانت قائمة
بين التشتراكيين والفوضويين عندما انفصل التشتراكيون الديموقراطيون عن الخيرين .قال
النتهازي مونيتور في مجلة بروسيش جاربوتشر 34وهو مصيب في قوله ،أن الوحدة الحالية مفيدة
للنتهازيين وللبورجوازية لنها تجبر اليسار على الخضوع للعنصريين وتمنع العمال من الرؤية
بوضوح خلل المناقتشات ومن أيجاد حزب عمالي حقيقي واتشتراكي حقيقي .ونحن مقتنعون أقوى اقتناع بأن الخلص من النتهازيين والعنصريين في الظروف الحالية هو أول واجبات الثوري،
مثلما كان الخلص من الصفر واللساميين والتحادات العمالية الحرة ..الخ ضروريًا جدًا للسراع في تثقيف العمال المتأخرين وضمهم إلى صفوف الحزب التشتراكي الديموقراطي.
أن الممية الثالثة ،في رأينا ،يجب أن تقوم على هذا الساس الثوري تمامًا .وليست المسألة
بالنسبة إلى حزبنا هي فائدة الخلص من التشتراكيين العنصريين .فأن هذه القضية قد حلت
بالنسبة إليه بصورة نهائية ،أنما المسألة القائمة لديه هي معرفة ما إذا كان في المكان تحقيق هذا المر في وقت قريب على النطاق العالمي.
ومن المعروف تمامًا أن تأسيس منظمة ماركسية عالمية يتطلب إرادة راسخة لتأسيس أحزاب
ماركسية مستقلة في مختلف البلد .فألمانيا ،بلد أقدم حركة عمالية وأقواها ،لها أهمية حاسمة.
وأن المستقبل القريب سيرينا ما إذا كانت الظروف قد تهيأت لتأسيس أممية ماركسية جديدة .إواذا كان المر كذلك فأن حزبنا سينضم بسرور إلى هذه الممية الثالثة وهو مطهر من النتهازية ومن العنصرية .وأن لم يكن المر كذلك فهذا يعني أن ذلك التطهير يحتاج إلى عمل قد يطول أو
يقصر .وعلى هذا فأن حزبنا سيؤلف المعارضة المطلقة في داخل الممية الحالية إلى أن تتكون
في مختلف البلد قاعدة لتحاد عمالي يأخذ بالماركسية الثورية.
نحن ل نعرف ،ول نستطيع أن نعرف ،كيف سيتم التطور ،على النطاق العالمي ،في السنين
القليلة المقبلة .ولكن الذي نعرفه بصورة أكيدة ونقتنع به بقوة هو أن حزبنا في بلدنا وفي قلب
34
بروسيش جاربوتشر )الحوليات البروسية( :مجلة تشهرية محافظة تنطق بلسان الرأسمالية وكبار ملكي الراضي .ظهرت في برلين من 1858إلى .1935
33
طبقتنا البروليتارية سيعمل بل كلل في هذا التجاه وسيؤلف ،بكل نتشاطه اليومي ،قسمًا روسيًا من
الممية الماركسية.
إن في روسيا أيضًا اتشتراكيين عنصريين حقيقيين وكتل "وسط" .وأن هؤلء سيحاربون إنتشاء
أممية ماركسية .فنحن نعرف أن بليخانوف يتبنى مبادىء سوديكوم نفسها وأنه سيمد له يده منذ
الن .ونعرف أن ما يسمى "بلجنة التنظيم "35التي يرأسها أكسيلرود تعلم الكاوتكسية على الرض الروسية .فتحت ستار وحدة الطبقة العاملة يدعو هؤلء الناس إلى الوحدة مع النتهازيين ومع
البورجوازية عن طريقهم .ولكن كل ما نعرفه عن الحركة العمالية المعاصرة يؤكد لنا أن البروليتاريا الواعية في روسيا ستبقى ،كما كانت في الماضي ،مع حزبنا. الفصل الرابع تاريخ النتشقاق وحالة التشتراكية الديموقراطية الروسية في الوقت الحاضر إن تاكتيك حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي فيما يتعلق بالحرب ،والذي عرضناه
آنفًا ،كان نتيجة حتمية لثلثين سنة من تطور التشتراكية الديموقراطية الروسية .ومن الصعب فهم
هذا التاكتيك بصور صحيحة ،وكذلك فهم حالة التشتراكية الديموقراطية في بلدنا في الوقت
الحاضر ،دون استعراض تاريخ حزبنا .وهكذا فأن واجبنا أن نذكر القارىء بحوادث هذا التاريخ الساسية.
إن التشتراكية الديموقراطية ،كاتجاه فكري ،قد ظهرت إلى الوجود عام ،1883وذلك عندما
عرضت لول مرة وبصورة مذهبية في الخارج ،من قبل فريق "تحرير العمل ،"36المفاهيم التشتراكية
الديموقراطية مطبقة على روسيا .وحتى حوالي عام 1890ظلت التشتراكية الديموقراطية تيا ًار
فكريًا ل صلة له بالحركة العمالية الجماهيرية في روسيا .وبعد عام 1890جعل التقدم الجتماعي واضطرابات العمال وحركة اضرابهم من التشتراكية الديموقراطية قوة سياسية فعالة ترتبط ارتباطًا
وثيقًا بنضال الطبقة العاملة )القتصادي والسياسي( .ومنذ ذلك الحين بدأ انقسام التشتراكية الديموقراطية إلى "اقتصاديين" إوالى "جماعة اليسكرا".
35
هي المركز القيادي للمنتشفيك ،أسست عام 1912في مؤتمر آب للمنتشفيك المصفين ولجميع الجماعات ذات الميول المعادي لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي ،وظلت تمارس
36
أول فريق ماركسي أسسه "ج .بليخانوف" في جنيف عام .1883وقد عمل هذا الفريق كثي ًار لنتشر الماركسية في روسيا .راجع عن نتشاط هذا الفريق وعن دوره التاريخي الفصل الول من
عملها حتى انتخاب اللجنة المركزية لحزب المنتشفيك في آب عام .1917 تاريخ الحزب التشيوعي )البولتشفيك( في التحاد السوفياتي.
34
"القتصاديون" و "اليسكرا" القديمة )(1903 – 1894 كانت "القتصادية" تيا ًار انتهازيًا في التشتراكية الروسية .وأن سبب وجودها السياسي يعود إلى
برنامج" :للعمال النضال القتصادي ،وللحرار النضال السياسي" .وكان مستندها النظري
الساسي هو ما كان يسمى "بالماركسية المتشروعة" أو "الستروفية" التي "تعترف" بنوع من
"الماركسية" المجردة تمامًا من كل روح ثورية ومتلئمة مع حاجات البورجوازية الحرة .فبالستناد
إلى حالة التأخر السائدة لدى جماهير العمال الروس ،وللرغبة "في السير مع الجماهير" قصر
"القتصاديون" مهمتهم كما قصروا عمل الحركة العمالية الواسع على النضال القتصادي وعلى
الدعم السياسي للمذهب الحر دون أن يعينوا لنفسهم مهمات سياسي مستقلة ول أية مهمة ثورية. ل مظف ًار ضد القتصاديين" باسم أما اليسك ار 37القديم ) (1903 – 1900فقد خاضت نضا ً
مبادىء التشتراكية الديموقراطية الثورية .وقد انضم إلى صف اليسك ار كل النخبة من البروليتاريا الواعية .وقبل الثورة بعدة سنوات وضعت التشتراكية الديموقراطية أصح برنامج وأكثره بعدًا عن
المساومة .وقد أيد هذا البرنامج نضال الطبقات وعمل الجماهير خلل ثورة عام .1905وسار "القتصاديون" خلف الجماهير .وكانت اليسك ار بمثابة طليعة عمالية قادرة على قيادة الجماهير
إلى المام .إوان حجج التشتراكية العنصرية في الوقت الحاضر)عن ضرورة العتماد مع الجماهير على طابع الستعمار التقدمي ،وعلى "أوهام" الثوريين...الخ( قد وضعت كلها من قبل
القتصاديين سابقًا .إوان التشتراكية الديموقراطية الروسية قد عرفت منذ عتشرين سنة التحريف
النتهازي للماركسية ،ذلك التحريف الذي تبنته "الستروفية".
المنتشفية والبلتشفية )(1908 – 1903 أن عصر الثورة الديموقراطية البورجوازية قد أدى إلى نضال جديد بين التجاهات في قلب التشتراكية الديموقراطية ،وكان هذا النضال امتدادًا مباتش ًار للنضال الول .فقد انقلب "المذهب
القتصادي" إلى "المنتشفية" .أما دفاع اليسك ار القديمة عن التاكتيك الثوري فقد أدى إلى ظهور "البلتشفية".
37
أول جريدة ماركسية سرية لعموم روسيا ،أصدرها لينين عام .1900وبعد مؤتمر حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي الثاني أصبحت الجريدة الناطقة بلسان الحزب .ويقصد لينين
باليسك ار القديمة إعداد اليسك ار من الول حتى الواحد والخمسين ،ومنذ العدد 51أصبحت اليسك ار جريدة الفرع المنتشفيكي.
35
وفي الحقبة العاصفة الممتدة ما بين 1905و 1907بدت المنتشفية تيا ًار انتهازيًا تدعمه
البورجوازية الحرة ويعمل على إدخال الميول البورجوازية الحرة إلى الحركة العمالية .إوان جوهر
المنتشفية هو جعل نضال الطبقة العاملة متلئمًا مع المذهب الحر .أما البلتشفية فأنها ،على عكس ذلك ،وضعت أمام العمال التشتراكيين الديموقراطيين مهمة دفع حركة الفلحين الديموقراطية إلى
النضال الثوري رغم تردد أنصار المذهب الحر وخيانتهم .وأن جماهير العمال ،كما عرف ذلك
المنتشفيك أنفسهم أكثر من مرة ،قد سارت أثناء الثورة وراء البلتشفيك في جميع الحركات المهمة.
لقد برهنت ثورة 1905على صحة التاكتيك التشتراكي الديموقراطي الثوري الحازم في روسيا
ودعمته وعمقته وقوته .وأن عمل الطبقات والحزاب المكتشوف قد أظهر عدة مرات صلة النتهازية التشتراكية الديموقراطية )المنتشفية( بجماعة المذهب الحر. الماركسية وتيار التصفية )(1914 – 1908 أن فترة مناهضة الثورة قد وضعت على بساط البحث ،في تشكل جديد تمامًا ،مسألة إتباع أي
التاكتيكين :التاكتيك النتهازي أو تاكتيك التشتراكية الديموقراطية الثوري .وقد أدى تيار المنتشفية الرئيسي ،رغم احتجاج عدد من أفضل ممثليه ،إلى ظهور تيار التصفية ،أي اعتزال النضال من
أجل ثورة جديدة في روسيا وترك التنظيم والعمل السريين والسخر القاسي بالعمل السري وتشعار
الجمهورية .وتتشكلت ضمن الفريق الدبي العلني لمجلة ناتشا ازريا )بوتريسوف وتتشيريفانين ..الخ(
نواة الحزب التشتراكي الديموقراطي القديم المستقلة ،وهي النواة التي كانت تدعمها البورجوازية
الحرة في روسيا بألف طريقة وتطريها وتداريها رغبة منها في إبعاد العمال عن النضال الثوري. لقد طرد هذا الفريق النتهازي من الحزب في مؤتمر كانون ثاني 381912لحزب العمال
التشتراكي الديموقراطي الروسي الذي أعاد تتشكيل الحزب رغم المعارضة الجنونية من قبل
مجموعة من الفرق والكتل العاملة في الخارج .وخلل أكثر من عامين )من بداية 1912حتى نهاية (1914ظل النضال محتدمًا بين الحزبين التشتراكيين الديموقراطيين :اللجنة المركزية
المنتخبة في كانون ثاني ،1912و "لجنة التنظيم" التي لم تكن تعترف بمؤتمر كانون الثاني وتريد إعادة تتشكيل الحزب بطريقة مغايرة ،هي الحفاظ على الوحدة مع فريق ناتشا ازريا .وقد نتشبت معركة 38
المقصود هو المؤتمر الوطني السادس للحزب الذي انعقد في براغ من 18إلى 30كانون الثاني .1912فقد ضم هذا المؤتمر المنظمات البلتشفية وحقق استقلل الحزب البلتشفي .وقد طرد
المنتشفيك من الحزب بقرار من هذا المؤتمر ووضع حد نهائي لوحدة البولتشفيك السمية في حزب واحد مع المنتشفيك .أن مؤتمر براغ قد سجل بداية حياة حزب من نوع جديد) .تاريخ الحزب
التشيوعي "البولتشفي" في التحاد السوفياتي ،ص 159 – 151 :من الطبعة الفرنسية(.
36
حامية بين الجريدتين العماليتين اليوميتين )البرافدا 39ولوتش 40وتفرعاتهما وبين الكتلتين التشتراكيتين الديموقراطيتين في دوما الدولة الرابع )"كتلة حزب العمال التشتراكي الديموقراطي
الروسي" من البرافديين أو الماركسيين ،و "كتلة التشتراكيين الديموقراطيين" من المصفين وعلى
رأسهم تشكيدزي(.
وبما أن "البرافديين" كانوا يدافعون عن الخلص لمبادئ الحزب الثورية ويدعمون انبعاث
الحركة الثورية )بعد ربيع 1912بصورة خاصة( ،وبما أنهم جمعوا التنظيم السري والعلني
والصحافة وعمل التحريض ،فقد كانت تلتف حولهم أكثرية طبقة العمال الواعين الساحقة ،على
حين أن المصفين ،الذين لم يكونوا يتصرفون كحركة سياسية أل بأعتباهم فريق ناتشا ازريا ،فقد كانوا
يعتمدون كل العتماد على العناصر البورجوازية الحرة.
إن حصيلة التشتراكات التي كانت تؤديها فرق العمال علنًا لجرائد حزبيهما ،باعتبارها طريقة
التشتراك الملئمة للظروف الروسية في ذلك العهد )وهي الطريقة الوحيدة التي كان مسموحًا بها
ويراقبها الجميع بحرية( ،وهي الطريقة التي كانت تمارسها التشتراكية الديموقراطية ،أن تلك
الحصيلة قد أكدت بوضوح المصدر البروليتاري لقوة البرافديين "الماركسيين" ونفوذهم ،ذلك المصدر الذي كان بورجوازيًا ح ًار عند المصفين )وعند لجنتهم التنظيمة( .وهذه بعض
الحصاءات الوجيزة عن هذه التشتراكات التي نتشرت في كتاب "الماركسية وتيار التصفية"41
ووردت مختصرة في الجريدة التشتراكية الديموقراطية اللمانية ليبزيجر فولكزايتونغ.42
وفيما يلي عدد التشتراكات والمبالغ المدفوعة إلى جرائد بطرسبورغ اليومية الخاصة بالماركسيين
)البرافديين( وبالمصفين منذ أول كانون ثاني إلى 13مايس :1914 البرافديون 39
المصفون
البرافدا )الحقيقة( :جريدة نهارية بلتشفية مرخصة كانت تصدر في بطرسبورغ وأسست بناء على اقتراح من لينين وبمبادرة من ستالين في نيسان .1912
قال ستالين" :أن برافدا 1912قد وضعت أسس ظفر البلتشفية في عام 1917ومنذ صدور أول عدد منها ) 15مايس ،(1912وخلل ماينوف على العامين بقليل ،منعت الحكومة القيصرية
"البرافدا" ثماني مرات ،ولكنها كانت تستمر في الظهور تحت أسماء أخرى .وعطلت الجريدة قبيل الحرب الستعمارية وذلك في 21تموز .1914
وقد أعيد إصدار "البرافدا" بعد ثورة تشباط في 18آذار ،1917فكانت الناطق بلسان الحزب البلتشفي .وفي جلسة موسعة لمكتب اللجنة المركزية لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي عقدت في 28آذار ،انتخب ستالين لتحرير "البرافدا" ..وعندما عاد لينين إلى روسيا في نيسان 1917أخذ على عاتقه رئاسة تحريرها .وفي 18تموز 1917نهب الجونكر والقوزاق دار تحرير البرافدا .وبعد أيام تموز انتقل لينين إلى العمل السري وأصبح ستالين رئيسًا لتحرير الجريدة.
وفي الفترة بين تموز – تتشرين الول ،1917حيث أخذت الحكومة النتقالية في ملحقة "البرافدا" ،كان على هذه الخيرة أن تغير أسمها عدة مرات .فظهرت عندئذ تحت أسم "ليستوك برافدي" )صحيفة الحقيقة( وأسم "بروليتاري رابوتتشي" )العامل( وأسم " رابوتتشي بوت" )طريق العامل( .ومنذ 9تتشرين الثاني عادت الجريدة إلى أسمها القديم" :البرافدا".
40 41
لوتش )التشعاع( :جريدة يومية مرخصة للمنتشفيك المصفين ظهرت في بطرسبورغ من أيلول 1912إلى تموز .1913وكانت تصدر على نفقة "أصدقاء أغنياء من أصل بورجوازي" )لينين(.
الماركسية وتيار التصفية ،مجموعة من المقالت حول مسائل حركة العمال الحالية الساسية ،الجزء الثاني" :نتشر في تموز 1914من قبل هيئة منتشورات الحزب "بريبوي" ويوجد بينها مقالت
عديدة للينين كتبها ضد المصفين .إواتشارة لينين إلى هذا الكتاب يقصد منها التشارة إلى مقالتيه" :الطبقة العاملة والصحافةـ العمالية" و "جواب العمال على مسألة تتشكيل الكتلة العمالية التشتراكية الديموقراطية الروسية في دوما الدولة") .راجع لينين ،المؤلفات الكاملة ،الطبعة الرابعة ،ج ،20 :ص 348 – 338 :و .(519 – 503
42
ل يبزيجر فولكزايتونغ )جريدة ليبزيغ التشعبية( :جريدة يومية للجناح اليساري من التشتراكية الديموقراطية اللمانية ،وظهرت من 1894إلى .1933وظل "فرانز ميهرنغ" و "رو از لوكسمبورغ"
ل في هيئة تحريرها .ومن 1917إلى 1922كانت هذه الجريدة هي الناطقة بلسان "المستقلين" اللمان .وبعد 1922أصبحت جريدة التشتراكيين الديموقراطيين اليمينيين. زمنًا طوي ً
37
من فرق العمال
عدد التشتراكات
أتشخاص آخرون
غير العمال
713
المبالغ بالروبلت
2873
عدد التشتراكات
18944 2650
المبالغ بالروبلت
671 453
5296 6760
وهكذا فقد كان حزبنا يجمع عام 1914أربعة أخماس عمال روسيا الواعين حول التاكتيك
التشتراكي الديموقراطي الثوري .وخلل عام 1913بكامله ارتفع عدد التشتراكات التي تدفع ثمنها فرق العمال إلى 2181عند البرافديين إوالى 661عند المصفين .ومن أول كانون الثاني 1913
إلى 13مايس 1914كان مجموع التشتراكات التي تدفع قيمتها فرق العمال 5054عند "البرافديين" )أي في حزبنا( و ،1332أي ،% 820.عند المصفين. الماركسية والتشتراكية العنصرية )(1915 – 1914
مكنت الحرب الوروبية العظمى عام 1915 – 1914جميع التشتراكيين الديموقراطيين الوروبيين ،والروسيين أيضًا ،من التأكد من صحة تاكتيكهم على أساس أزمة ذات أهمية عالمية.
وأن طابع الحرب الرجعي واللصي والستعبادي كان أوضح كثي ًار بالنسبة إلى القيصرية منه إلى الحكومات الخرى .ومع ذلك فأن أهم فريق من المصفين )وهو الوحيد ،عدا حزبنا ،الذي كان
يتمتع من جراء علقاته مع الحرار بنفوذ مهم في روسيا( قد اتجه نحو التشتراكية العنصرية! ل باحتكار العلنية أخذ أمام الجماهير في تبني اتجاه "عدم ولحتفاظ فريق ناتشا ازريا هذا طوي ً
مقاومة الحرب" والرغبة في ظفر الحلف الثلثي )الرباعي اليوم( متهمًا الستعمارية اللمانية
بجميع "مساوىء الميزانيات الستثنائية" ..الخ وأن بليخانوف ،الذي قدم أمثلة كثيرة على نقص
مواهبه السياسية المطلق وعلى انتقاله إلى جانب النتهازيين ،قد اتخذ منذ 1903ذلك الموقف نفسه بصورة واضحة ،وهو الموقف الذي أطرته الصحف البورجوازية كلها .ولقد تمادى بليخانوف
ل في صحف إيطاليا الرسمية إلى درجة التصريح بأن حرب القيصرية هي حرب عادلة ونتشر مقا ً لجر هذه الخيرة إلى الحرب.
وهكذا ثبتت صحة وجهة نظرنا حول تيار التصفية وطرد فريق المصفين الرئيسي من حزبنا
بصورة تامة .فأن البرنامج الحقيقي للمصفين وغاية انحرافهم الحقيقية ل يقومان اليوم على
النتهازية ،بصورة عامة ،فقط ،بل على دفاعهم عن امتيازات ملكي الراضي والبورجوازيين 38
الروس الكبار ومصالحهم الستعمارية .أنه انحراف السياسة العمالية الليبرالية الوطنية .إنه وحدة حزب البورجوازيين الصغار الراديكاليين وقسم صغير من العمال المتميزين مع "بورجوازيتهم"
الوطنية ضد جماهير البروليتاريا.
الحالة الحاضرة في التشتراكية الديموقراطية الروسية وكما قلنا سابقًا فأنه ل المصفون ول أية مجموعة من الفرق في البلد الجنبية )بليخانوف،
اليكسينسكي ،تروتسكي وغيرهم( ول التشتراكيون الديموقراطيون المسمون "بالوطنيين" )أي غير
الروس الكبار( يعترفون بمؤتمرنا المنعقد في كانون ثاني .1912ومن بين التشتائم التي يرموننا بها تتردد تلك التي تتهمنا "بالحتيال" و "تفريق الكلمة" في أكثر الحيان .أما جوابنا فيقوم على
إيراد أرقام صحيحة تثبت أمام التحقيق الموضوعي ،أرقام تدل على أن حزبنا يضم أربعة أخماس
ل إذا جعلنا في حسابنا جميع صعوبات العمل السري في العمال الواعين في روسيا .وهذا ليس قلي ً
عهد مناهض للثورة.
إواذا كانت "الوحدة" ممكنة التحقيق في روسيا على أساس التاكتيك التشتراكي الديموقراطي،
دون طرد فريق ناتشا ازريا ،فلماذا ل يفعل ذلك خصومنا العديدون ولو بين بعضهم بعضًا؟ فمنذ كانون ثاني 1912حتى الن مرت ثلث سنوات طوال ونصف السنة ،وخلل هذه الحقبة لم
يستطع خصومنا ،رغم كل رغبتهم ،أن يوجدوا حزبًا اتشتراكيًا ديموقراطيًا ضدنا .أن هذه الواقعة
هي أفضل دفاع عن حزبنا.
إن تاريخ الفرق التشتراكية الديموقراطية المناهضة لحزبنا بكامله هو تاريخ النحلل
والنحطاط .وفي آذار 1912اتحدت هذه الفرق كلها بدون استثناء للنيل منا .ولكن منذ تشهر
آب ،1912عندما تتشكل ضدنا ما اتفقوا على تسميته باسم "كتلة آب" ،دب الفساد فيما بينهم. فانفصل قسم من الفرق عنهم .فلم يستطيعوا تتشكيل حزب ول لجنة مركزية .إنهم لم يتشكلوا إل
لجنة تنظيم "لقامة الوحدة" .ولكن هذه اللجنة في الحقيقة بدت حصنًا ضعيفًا لفريق المصفين في روسيا .وخلل هذه الفترة كلها من فترات نهضة الحركة العمالية العظيمة في روسيا والضرابات
الجماهيرية ما بين 1914-1912كان فريق ناتشا ازريا هو الفريق الوحيد من فرق كتلة آب الذي قام بعمل بين الجماهير .إذ كانت علقاته الحرة )الليبرالية( قوة له .ومنذ مطلع 1914هجر
"كتلة آب" رسميًا التشتراكيون الديموقراطيون الليتونيون )لم يتشترك التشتراكيون الديموقراطيون
البولونيون فيها( بينما خرج منها تروتسكي ،وهو أحد قادتها ،بصورة غير رسمية ،وألف فريقًا 39
جديدًا على حدة .وفي تموز 1914وأثناء انعقاد مؤتمر بروكسل ،الذي كانت تتشترك فيه لجنة
المكتب التشتراكي الممي التنفيذية ،ألف كاوتسكي وفاندرفيلد ضدنا "كتلة بروكسل "43التي لم
يتشترك فيها الليتونيون والتي انفصل عنها التشتراكيون الديموقراطيون البولونيون ،أي المعارضة.
وبعد نتشوب الحرب انحلت هذه الكتلة .وأصبح فريق ناتشا ازريا وبليخانوف واليكسينسكي وان،44
رئيس التشتراكيين الديموقراطيين القوقازيين ،اتشتراكيين عنصريين علنيين يتمنون هزيمة ألمانيا. وأخذت لجنة التنظيم والبوند في الدفاع عن التشتراكيين العنصريين وعن المبادئ التشتراكية
العنصرية .أما كتلة تشكيدزي ،فعلى الرغم من أنها صوتت ضد العتمادات الحربية )وفي روسيا
صوت ضدها حتى الديموقراطيون البورجوازيون والترودوفيكيون( ،فقد ظلت الحليف المخلص
لفريق ناتشا ازريا .أن التشتراكيين العنصريين الغلة عندنا ،بليخانوف واليكسنسكي وأضرابهما كانوا راضين تمامًا عن كتلة تشكيدزي .وأصدرت في باريس جريدة باسم ناتشي سلوفو )غولوس 45سابقًا( بمساعدة مارتوف وتروتسكي بصورة رئيسية وهما اللذان كانا يرغبان في ربط الدفاع الفلطوني
عن الممية بالرغبة الملحة المطلقة في الوحدة مع الناتشا ازريا ولجنة التنظيم أو كتلة تشكيدزي.
وبعد صدور 250عددًا من هذه الجريدة اضطرت هي أيضًا إلى العتراف بتلتشيها :فأن قسمًا من هيئة تحريرها أنحاز إلى حزبنا؛ وبقي مارتوف مخلصًا للجنة التنظيم التي كانت تلوم الناتشي سلوفو على فوضويتها )مثلما أتهم النتهازيون اللمان ودافيد واضرابه والنترناسيونال
كوريسبونديس 46وليجيان واضرابه والرفيق ليبكنيخ بالفوضوية(؛ لقد أعلن تروتسكي القطيعة مع
لجنة التنظيم ولكنه رغب في السير مع كتلة تشكيدزي .إواليكم برنامج كتلة تشكيدزي وتاكتيكها كما عرضهما أحد زعمائها .ففي العدد الخامس من مجلة سوفريميني مير 47من سنة ،1915وهي
43
كتلة " 3تموز" )كتلة بروكسل( :انعقدت أثناء مؤتمر "التوحيد" المنعقد في بروكسل من 16إلى 18تموز 1914بناء على دعوة من اللجنة التنفيذية للمكتب التشتراكي ألممي بغية تبادل
الراء حول أمكانية أعادة توحيد حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي .وقد مثل في المؤتمر:اللجنة المركزية لحزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي )البلتشفيك( ولجنة التنظيم )المنتشفيك( والمنظمات التية :اللجنة المنطقية القوقازية وفريق "بوربا" )تروتسكي( والكتلة التشتراكية الديموقراطية )المنتشفيك( في الدوما وفريق بليخانوف "إيدينستفو" وفريق "بيريود" والبوند
والتشتراكية الديموقراطية في ليتونيا والتشتراكية الديموقراطية في ليتوانيا ،والتشتراكيون الديموقراطيون البولونيون )اليسار(.
وعلى الرغم من أنه كان على المؤتمر أل يتجاوز تبادل الراء ول يتخذ ق اررات ملزمة ،فقد عرض على التصويت متشروع قرار كاو تسكي عن توحيد حزب العمال التشتراكي الديموقراطي الروسي.
فرفض البولتشفيك والتشتراكيون الديموقراطيون الليتونيون التصويت على هذا المتشروع ،ولكن المتشروع أقر بأكثرية الصوات )وتحت ستار "مصالحة" البلتشفيك مع المصفين ،وستار إعادة "الوئام
إلى الحزب" فقد تطلب الممية الثانية من البلتشفيك أن يضعوا حدًا لنقدهم سياسة النتهازيين في المصالحة .ولكن البلتشفيك الحازمين رفضوا الخضوع لق اررات الممية الثانية النتهازية :ولم يعترفوا
أو يقبلوا بأي تنازل() .تاريخ الحزب التشيوعي )البلتشفي( في التحاد السوفياتي ،ص.(174 : 44
آن )ن .ن .جور دانيا( رئيس المنتشفيك القوقازيين.
45
غولوس )الصوت(:جريدة يومية للمنتشفيك التروتسكيين ،ظهرت في باريس من أيلول 1914إلى كانون الثاني .1915وقد اتخذت هذه الجريدة موقف "الوسط" .ومنذ أول يوم من أيام الحرب
الستعمارية العالمية ) (1918-1914نتشرت غولوس مقالت لمارتوف ضد التشتراكيين العنصريين .وبعد التحول نحو اليمين ،ذلك التحول الذي هيأه مارتوف ،أخذت الجريدة تشيئًا فتشيئًا في تبني
الدفاع عن التشتراكيين العنصريين مفضلة "الوحدة مع التشتراكيين العنصريين على التفاهم مع الرجال الذي يقفون موقفًا حازمًا تجاه التشتراكية العنصرية") .لينين( وابتداء من كانون الثاني 1915حلت محل غولوس جريدة "ناتشي سلوفو" )كلمنا(.
46
أنترناسيونال كوريسبونديس :مجلة أسبوعية ألمانية ذات ميول اتشتراكية عنصرية تعالج قضايا السياسة العالمية والحركة العمالية ،ظهرت من 1917-1914في برلين.
47
سوفر يميني مير )العالم المعاصر( :مجلة تشهرية أدبية علمية سياسية ،ظهـرت فـي بطرسورغ مـن 1906إلـى 1918وكان المنتشـفيك ،ج .بليخـانوف وغيـره ،أقـرب المسـاهمين فيهـا .وقد سـاهم
البلتشفيك فيها ،أيام الكتلة ،مع الفريق البليخانوفي من المنتشفيك -بارتيستي منذ مطلع عام .1914
40
مجلة تأخذ باتجاه بليخانوف واليكسنسكي ،كتب تشكانكيلي يقول :أن القول بأن التشتراكية الديموقراطية اللمانية كانت قادرة على منع أعمال بلدها الحربية ولم تقم بذلك يرجع إلى الرغبة
الخفية في أن تلفظ على المتاريس ليس آخر أنفاسها فحسب ،بل آخر أنفاس وطنها أيضًا ،أو هو
يرجع بالحرى إلى النظر إلى المواضيع الموضوعة على الرف من خلل منظار فوضوي."48
أن هذه السطر القليلة تعبر عن جوهر التشتراكية العنصرية كله وهو :تبرير مبدأ "الدفاع عن
الوطن" في الحرب الحالية والسخر -برضا المراقبة العسكرية – من الدعاية للثورة ومن التهيئة
لها .ليس المهم معرفة ما إذا كانت التشتراكية الديموقراطية اللمانية قادرة على منع الحرب ،ول ما إذا كان الثوريون يستطيعون ،بصورة عامة ،ضمان نجاح الثورة ،ولكن المهم هو معرفة ما إذا كان من الواجب التصرف كاتشتراكيين أو "الموت" فعل بين ذراعي البورجوازية الستعمارية. مهمات حزبنا ظهرت التشتراكية الديموقراطية الروسية إلى الوجود قبيل الثورة الديموقراطية البورجوازية ) (1905في بلدنا ،وثبتت أقدامها أيام الثورة وفي فترة مناهضة الثورة .وأن تأخر روسيا يفسر لنا
كثرة التيارات والنواع النتهازية والبورجوازية الصغيرة كثرة بالغة عندنا ،على حين أن نفوذ
الماركسية في أوروبا وقوة الحزاب التشتراكية الديموقراطية العلنية قبل الحرب جعل من أح اررنا
النموذجيين أتشباه معجبين بالنظرية وبالتشتراكية الديموقراطية "المتزمتة" الوروبية )غير الثورية(، أي "ماركسيين متشروعين" .إن الطبقة العاملة في روسيا لم تستطع تأليف حزبها أل بنضال مرير خلل ثلثين سنة ضد جميع أتشكال النتهازية .وأن تجربة الحرب العالمية ،التي قررت إفلس
النتهازية الوروبية أفلسًا متشينًا وأكدت تحالف أح اررنا-الوطنيين مع تيار التصفية التشتراكي
العنصري ،أن هذه التجربة قد قّو تـمن أيماننا بأن حزبنا سيواصل السير في الطريق الثورية الصحيحة نفسها.
كتب بين تموز وآب عام 1915 ونتشر في خريف عام 1915في كراس من قبل جريدة التشتراكية الديموقراطية في جنيف
ل للينين بعنوان" :وهذا أيضًا تخريب للتشتراكية" )راجع لينين ،المؤلفات الكاملة ،الطبعة الرابعة ،ج ،20 :ص .(188 -167 :وأثناء الحرب وفي آذار 1914نتشرت سوفر يميني مير مقا ً الستعمارية العالمية ) (1918 – 1914أصبحت هذه المجلة لسان حال التشتراكيين العنصريين.
48
"س .م" ،15العدد الخامس ،ص .148 :وقد صرح بليخانوف حديثًا بأنه يعتبر أن مهمته هي رفع تشأن كتلة تشكيدزي في داخل الممية .ومن الثابت أن تشكانكيلي من جهته سوف يأخذ على
عاتقه ،بنفس القوة ،رفع تشأن تروتسكي داخل الممية )لينين(.
41
تذييل بقلم المعرب ورد في الصفحة السابعة من هذا الكتاب قول لينين" :أننا نفهم الروابط الوثيقة التي تربط الحروب بنضال الطبقات في داخل كل بلد ،ونحن نعرف أن من المستحيل القضاء على الحروب
دون القضاء على الطبقات ودون إقامة التشتراكية".
أن هذا المبدأ كان وما يزال صحيحًا وواقعيًا ،وأن رد نتشوب الحروب إلى أسباب طبقية أصبح
من بديهيات العلوم الجتماعية والسياسية .ولكن تطبيق القوانين والمبادىء العلمية بصورة حرفية أو جامدة يؤدي إلى الخطأ .فيجب عند تطبيقها أن يراعى تطور الواقع الحي كما تراعى النتائج التي يؤدي إليها هذا التطور .ول تقدح هذه المراعاة في صحة القانون أو المبدأ بل أنها ،على
العكس ،تدل على مرونته وعلى قابليته للتطبيق في أزمان وأمكنة مختلفة .فالمبدأ اللينيني المتشار
إليه آنفًا يقول باستحالة القضاء على الحروب دون القضاء على الطبقات ودون أقامة التشتراكية في جميع بلد العالم ،أي أنه يقول بحتمية الحروب في ظل النظام الرأسمالي الستعماري القائم،
لن أسباب الحروب في العصر الحديث هي المنازعات الطبقية في الداخل وسعي الحتكارات
الستعمارية إلى فرض السيطرة القتصادية والسياسية على المم الخرى في الخارج .ولكن ظهور
ما يلجم هذا الندفاع وراء المغامرات العسكرية والستعمار وفرض السيطرة يؤدي على قبول فكرة
التعايش السلمي ،على مضض من الرأسماليين الستعماريين ،كما يؤدي بالتالي إلى تقليل احتمال نتشوب الحرب إوالى عدم حتميتها في الوقت الحاضر .وهذا ل يقدح في صحة المبدأ اللينيني
المذكور ،فأن تغير المقدمات يؤدي إلى تغير مقابل في النتائج .أما المبدأ نفسه أو القانون فقد ظل ل للتطبيق في كل حين. سليمًا صحيحًا وقاب ً
لقد تعرض نيكيتا خروتتشيف في تقريره الذي ألقاه في المؤتمر العتشرين للحزب التشيوعي في
التحاد السوفياتي عام 1956لهذا المبدأ بالذات وعرض طريقة تطوير تطبيقه وفق تطور الواقع المحسوس .إوالى القارىء الفقرة المتعلقة بذلك من التقرير المذكور:
42
ملحق في إمكانية تلفي الحروب في زماننا يتساءل مليين الناس في العالم كله :هل بالمكان تلفي حرب جديدة؟ وهل كتب على النسانية ،التي عانت حربين عالميتين داميتين أن تقاسي حربًا ثالثة؟ ينبغي أن يجيب الماركسيون
على هذا السؤال مع النظر بعين العتبار إلى التبدلت العالمية ذات الهمية التاريخية التي حصلت في غضون العتشرات الخيرة من السنين.
معلوم أن هناك فكرة ماركسية ـ لينينية تقول بأن الحروب ل بد منها طالما أن الستعمار العالمي
موجود .أن هذه الفكرة قد ظهرت في مرحلة كان الستعمار فيها نظامًا عالميًا ،نظامًا وحيدًا .هذا
من جهة ،ومن جهة أخرى كانت القوى الجتماعية والسياسية التي ل مصلحة لها في الحرب ضعيفة قليلة التنظيم فكانت ،والحالة هذه ،ل تستطيع أرغام الستعماريين على العدول عن الحرب.
ل ينظر إلى هذه المسألة ،عادة ،إل من جانب واحد هو جانب الساس القتصادي للحروب في
عهد الستعمار العالمي .ولكن هذا ل يكفي .فالحرب ليست ظاهرة اقتصادية وحسب .وفي مسألة معرفة ما إذا كانت الحرب ستحدث أم ل ،تعود أهمية كبيرة إلى نسبة القوى الطبقية والقوى
السياسية والروح التنظيمية ومتشيئة الناس الواعية .بل وأكثر من ذلك :أن نضال القوى الطليعية،
من اجتماعية وسياسية في ظروف معينة ،يمكن أن يلعب دو ًار رئيسيًا في هذا الموضوع .فحتى الن كانت القوى التي ل مصلحة لها في الحرب وتناهض الحرب ضعيفة التنظيم ،ل تملك
الوسائل لقامة متشيئتها في وجه خطط الساعين إلى الحرب .كان المر هكذا قبيل الحرب العالمية الولى ،يوم كانت القوة الرئيسية المناضلة ضد الحرب ـ البروليتاريا العالمية ـ مضعضعة بسبب خيانة قادة الممية الثانية .كان المر كذلك قبيل الحرب العالمية الثانية ،يوم كان التحاد
السوفياتي الدولة الوحيدة ذات السياسة السلمية النتشيطة ،ويوم كانت الدول الكبيرة الخرى تتشجع ـ في الواقع ـ المعتدين ،وكانت الحركة العمالية في البلدان الرأسمالية منقسمة على نفسها من جراء
عمل الزعماء اليمنيين في الحركة التشتراكية الديموقراطية.
ل فالفكرة النفة الذكر كانت صحيحة كل الصحة في تلك المرحلة .أما اليوم فقد تبدل الوضع تبد ً
جوهريًا .لقد ظهر معسكر التشتراكية العالمي وبات قوة خارقة .وقوى السلم ل تجد في هذا
المعسكر الوسائل المعنوية وحسب ،بل الوسائل المادية أيضًا ،من أجل تدارك العدوان .وهناك 43
بالضافة إلى ذلك طوائف عديدة من الدول الخرى يعد سكانها بمئات المليين ،هي دول تناضل بنتشاط ضد الحرب .وأصبحت الحركة العمالية في البلدان الرأسمالية اليوم قوة ل يستهان بها.
ل جبا ًرا. وقامت حركة لنصار السلم وغدت عام ً
من الكيد في هذه الوضاع أن الفكرة اللينينية القائلة بأن الساس القتصادي لتشن الحرب باق
ما بقي الستعمار ،تظل صحيحة في هذه الظروف .ولذلك علينا أن نظل يقظين كل اليقظة ،إذ أنه طالما أن الرأسمالية موجودة ،فأن القوى الرجعية التي تمثل مصالح الحتكارات الرأسمالية
ستواصل محاولت القيام بمغامرات عسكرية واعتداءات ،وربما حاولت أن تتشن الحرب .ولكن الحروب ليست حتمية البتة .إذ أن ثمة الن قوى اجتماعية وسياسية قديرة تحوز وسائل جدية لمنع
الستعماريين من تشن الحرب ،وتستطيع ـ إذا ما أقدم هؤلء على ذلك ـ أن ترد على المعتدين ردًا
صاعقًا ،وأن تحبط خططهم المغامرة .وهذا يستلزم أن تكون جميع القوى المناضلة ضد الحرب
يقظى ومتأهبة ،وأن تؤلف جبهة واحدة ،وأل تضعف جهودها في النضال من أجل صيانة السلم.
وبقدر ما تنتشط التشعوب في الدفاع عن السلم ،تكبر ضمانة عدم وقوع حرب جديدة. تقرير "ن .خروتتشيف" ،ترجمة واصدار مكتب المطبوعات التشعبية في دمتشق وبيروت ،ص.57-55 :
44