Mn al3awda ela athat ela almofaker almas2ool

Page 1

‫جامعة القاهرة‬ ‫كلية القتصاد والعلوم السياسية‬ ‫قسم العلوم السياسية‬

‫بحث تخرج في‬

‫علي شريعتي‪ :‬من العودة إلى الذات إلي المفكر‬ ‫المسئول‬ ‫) قراءة في تحليل النص(‬ ‫مقدم إلى‬ ‫أ‪ .‬د‪ /‬سيف الدين عبد الفتاح إسماعيل‬ ‫مقدم من الطالب‬ ‫محمد محمود عبد العال حسن‬ ‫الفرقة‪ :‬الرابعة‬ ‫الشعبة‪ :‬عربي‬ ‫التخصص الفرعي‪ :‬إدارة عامة‬ ‫‪- 2005 -‬‬

‫‪1‬‬


‫المقدمة‪-:‬‬ ‫ل ريب أن الثورة السلمية في إيران تعد – بحق – أهم أحداث القرن الرابع عشر الهجري قاطبة إن لللم تكللن أهللم‬ ‫الحداث في تاريخنا المعاصر‪ .‬فالثورة التي غيرت معالم الحياة في إيران لم تتأت من فللراغ بللل كللانت نتللاج تفاعللل‬ ‫مجموعة من العناصر المتباينة والتي آن لها آنذاك أن تتغيللر أو بللالحرى ان تنفجللر‪ .‬فالوضللع السياسللي السللتبدادي‬ ‫المتردي والقتصادي المتهالك والديني المنافق أو المهادن والجتماعي الصامت المغيللب والثقللافي المفللرغ مللن أي‬ ‫وعي حقيقي‪ . .‬أدى إلى بروز جيل من المثقفين الحرار الذين شجبوا ورفضوا بل وتحركللوا والتحمللوا مللع صللفوف‬ ‫الجماهير )‪.(1‬‬ ‫كان على رأس أولئك الحرار الشهيد د‪ .‬على شريعتي )‪ (2‬الذي سيظل نموذجا للمثقللف السلللمي المطلللوب اليللوم‬ ‫وغدا الجامع بين استيعاب التراث وتمثل الفكر المعاصر والتشبع بالروح النقدية وبالفضيلة العلمية والخلقيللة‪ .‬ويبقللى‬ ‫التعريف بهذا الرجل المسلم النموذج الذي يكاد ل يعرفه الناس عندنا – لسباب معروفه – والذين يعرفون عنه شلليئا‬ ‫تغيب عنهم أشياء يبقى التعريف بسيرته وفكره خطوة ضرورية هي وحدها القادرة على أن تعطي لحياتنا الثقافيللة‬ ‫ما هي في حاجة إليه من القدرة الذاتية على التصحيح والتجديد‪.‬‬ ‫فيلسوف الثورة اليرانية الول )‪ (3‬ولد عام ‪1933‬م لب من كبلار رجلال الللدين المفكريلن وتخلرج فلي كليلة الداب‬ ‫جامعة مشهد بدرجة المتياز ثم أوفد في بعثة إلى فرنسا حيث نال الدكتواره في العلوم الجتماعيلة وعملل مدرسلا‬ ‫في جامعة مشهد لكن السلطة اعتبرت محاضراته خطرا عليها فطرد من الجامعة لكنه لم يشأ أن يبتعللد عللن إيللران‬ ‫فقد كان يرى أن رسالته الولى داخل بلده وانتقل إلى طهران حيث زاول نشاطه الفكري الذي يدعو إلى تجديد في‬ ‫الفكر والتشيع وثورة على الطغيان وظل يلقي المحاضللرات والللدروس ويؤلللف الكتللب فللي حسللينية الرشللاد الللتي‬ ‫افتتحت كي تكون مركزا اشعاع اسلمي ولشخد الهمم والتعبئة الفكرية والسياسية فللي أوسللاط الشللباب ومؤسسللا‬ ‫لخمس لجان للشراف على النشاطات المتعددة والتف حول حسينية الرشاد جيل كامل مللن الشللباب واسللتطاع أن‬ ‫يحول المجتمع كله الى جامعة يلقي فيها دروسه ومحاضراته ‪ ،‬وتعرض للضطهاد من قبللل السللطة ورجلال اللدين‬ ‫المتحجرين معا وغادر إيران الى لندن )‪ (1977‬حيث توفى بعلد قليلل ميتله مشلكوكا فيهلا ورفضلت حكوملة الشلاه‬ ‫السماح بدفن جسده في موطنه ‪ ،‬فدفن في الحرم الزينبي في دمشق وبالرغم من قصر عمره فإن شريعتي تللرك‬ ‫ما يقرب من )‪ (120‬مؤلفا ما بين الفلسفي والدبي والروائي والتحريضي تتخذ كلها من السلم القبس الللذي يضللئ‬ ‫الطريق أمام المسلم المعاصر‪.‬‬ ‫وإذا كان لنا أن نوجز مقومات شخصية شريعتي في كلمات فيجب القول إنه جمع بين العلم والفضيلة فكللان يجسللد‬ ‫الفكرة التي قال بها سقراط وهي أن المعرفة أساس الفضيلة )الفضيلة علللم والرذيلللة جهلل( فالعللالم ل يكللون إل‬ ‫فاضل في تصور سقراط واذا كان هذا التصور ل يجد له تطبيقات كافية في التاريخ فإن شريعتي كللان مللن القلئللل‬ ‫الذين اقترن لديهم العلم بالفضيلة والنضال ليكون حكمه ويكون صاحبه حكيما‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫ويتميز شهيدنا عن غيره من المفكرين سواء في عصره أو العصور السلمية السالفة أنه جمع بيللن ثلث خصللائص‬ ‫ندر أن تتوافر في أي منهم فهو‪ :‬كان فقيها وعالما أول ثم كان فيلسوفا ومحلل للظاهرة السياسية والجتماعية ثانيا‬ ‫وكان رجل حركة دينية وسياسية ثالثا وبذلك فإنه لم يكتف بالتحليل منعزل في برج الفلسللفة والنظريللة العللاجي بللل‬ ‫أبى إل أن يحتك ويمارس ويدفع ثمنا لذلك أغلى ما يملك فجاءت آراؤه السياسية نتاج الفكر ملتحمللا بالحركللة فكللان‬ ‫أكثر واقعية ومصداقية وكان الحاضر الغائب في ساحة الصدام ذلك أنه كان قد استشللهد قبللل انفجللار الثللورة بعللدة‬ ‫شهور‪.‬‬ ‫* موضوع البحث‪:‬‬ ‫دراسة متواضعة لمفكر غاية في الهمية كانت لديه منظومة متكاملة ومتناسقة في فهم السياسة والدين والمجتمع‬ ‫بل وتحليل اللحظة التاريخية )‪ (4‬والحضارية التي كان يعايشها – آنذاك – قدمها في كتابات متباينللة وعللبر محاضللرات‬ ‫ساخنة‪ .‬وستحاول هذه الدراسة إبراز المفكر وأفكللاره علللى السللواء فللي بعللض جللوانب منهللا وعرضللها وتنظيمهللا‬ ‫وتصنيفها وترتيبها وتنسيقها وهذا كله سيأتي في إطار ما يسمى بدراسات الفكرة ومن خلل تحليل النصوص‪.‬‬ ‫* المشكلة البحثية‪:‬‬ ‫تتجسد المشكلة البحثية في أننا نعيش حالة من الحالت التي تطرح فيها قضايا العولمة والعالمية والنسانية وتنميط‬ ‫البشر وفقدان الهوية )‪ ،(5‬بل وأوهام الهوية ونود طرح واحد من الذين أصلوا نظريا ومارسوا واقعيا لموضوع يتعلق‬ ‫بالهوية وضرورة العودة الى الذات لكنها ذات مميللزة هللذه المللرة وليسللت شللكل تقليللديا مكللررا وهللذا هللو العمللاد‬ ‫والساس الذي سيخرج أي مجتمع من عناصر التقليد والتبعية والجمود وهذه أملور ملقلاه عللى علاتق المفكلر فلي‬ ‫بيئته‪ .‬ومن هذه النقطة الخيرة بدأ مفكرنللا يتحللدث عللن دور المفكللر ومسللئوليته عللن مجتمعلله وهللويته وحضللارته‬ ‫وشعبه وإمكاناته في تكريس هدفه للعودة الى الذات والنسل خ من التبعية والتقليد والللى شللئ آخللر يللؤدي لمسللخ‬ ‫المجتمع وتقليده لمجتمعات أخرى‪.‬‬ ‫* الهدف من الدراسة‪:‬‬ ‫يسير العالم العربي خاصة والسلمي عامة في طريق من الفوضى والدوران الفكللري فمللرة يسللير البعللض يمينللا‬ ‫والخر يسارا والثالث يظل ثابتا في مكانه ل يعرف إلى أين يتجه؟! فيعيش فلي ماضليه التليلد )‪ .(6‬هلذا فضلل علن‬ ‫التخلف المحلي الواسع في شتى المجالت بالضافة لحالة النظام الللدولي الللذي تهيمللن عليلله قللوة وحيللدة تحللاول‬ ‫فرض إرادتها وأفكارها بل وحتى طريقة أكلها وشربها ولهوها وبالتالي فنحن في أمس الحاجة لثورة فكرية شللاملة‬ ‫تقتلع الغث من جذوره وتبقي على الثمين بل وتنمية كما أننا في حاجللة إلللى مفكريللن ومثقفيللن أحللرار يحللاكون د‪.‬‬ ‫شريعتي ول أقول يكررونه بل يلتمسون روحه ومبادئه وأفكاره مستفيدين من تجربته الخلقة مع إنشاء جيل ثللوري‬ ‫غاضب على الواقع ومسلح بعلوم العصر وعالما دقيقا بماضيه المشرق مع أخذه في العتبار ما حدث من سللقطات‬

‫‪3‬‬


‫أو سهوات حتى ل تتكرر في الحاضر أو المستقبل هذا الجيل هو مللن سللنعول عليلله فللي الصلللح والنهضللة والبنللاء‬ ‫والتشييد‪.‬‬ ‫أهمية الدراسة‪:‬‬ ‫غني عن الذكر أن فكر شريعتي ليس فكرا محليا بل هو فكر يهم كل العالم الثالث ويتناول قضايا تهلم كلل مفكللري‬ ‫العالم السلمي في هذا الجزء من العالم والعصر من الزمان فضل عن أن الثورة السلمية واكبتها وسبقتها ثللورة‬ ‫فكرية )‪ (7‬كانت على أيدي عدد من المفكرين وعلى رأسهم مفكرنا في نشر الفكللر الثللوري وتحويللل المبللادئ إلللى‬ ‫تيارات حية في قلب المة ل يقل تأثيرا إن لم يزد عن دور أولئك الذين بذلوا الرواح في الميادين‪.‬‬ ‫الهمية البحثية‪:‬‬ ‫عند قراءة كتابات شريعتي تثور جملة من السئلة يمكن إجمالها في‪:‬‬ ‫ إلى أي وسط ينتمي شريعتي؟؟! وهل كان هو نشاذا عن جيله أم امتدادا لهم؟!‬‫ ماذ تعني العودة إلى الذات؟؟ وما هو السلم المطروح )‪(8‬؟!‬‫ ما مراحل العودة إلى الذات التي تقع في مخيلة مفكرنا؟؟ وكيفية القيام ببناء الذات الثورية هذه؟؟‬‫ ما هي مسئولية المفكر في المجتمع وما هي مواصفات المفكر المستنير؟‬‫ ما الفرق بين الحضارات المقلدة والحضارات الصلية؟!‬‫ وماذا يعني شريعتي بالبروتستانتية السلمية )‪(9‬؟! والى ماذا ترمي؟!‬‫ثم لنتسائل‪:‬‬ ‫ماذا لو لم ينشأ شريعتي في هذه البيئة التي ترعرع فيها هل كان للله أن يصللل إلللى مللا وصللل اليلله؟ وهللل أفكللاره‬ ‫قاصرة على الفكر الشيعي الذي ظل أنصاره )صابرون ‪ ،‬صامدون ‪ ،‬ملحقون ‪ ،‬مضطهدون( منللذ قللدم الخلف بيللن‬ ‫أنصار المام على وأنصار معاوية بن أبي سفيان؟!‬ ‫لماذا لم يخرج أمثال د‪ .‬شريعتي في بلدنا العربية السلمية التي تسير عليالمذهب السللني والمتبنللي لفكللرة الصللبر‬ ‫والمهادنة والتلطف مع الحكام؟!‬ ‫هل يعني ذلك أن الفكر الشيعي بسبب اضطهاده وتعذيب اتباعه على مللر العصللور السلللمية بشللكل أو بللآخر أنتللج‬ ‫فكرا مستنيرا ثوريا رافضا كل الموروث الهادئ المنتظلر للملام المعصلوم والمخللص )‪ (10‬والفكلر السلني الحلاكم‬ ‫الرسمي لم ينتج سوى حواش وشروح وتعليقات؟‬

‫‪4‬‬


‫هل لفكرة السلم الثوري )‪ (11‬جذور في الفكر السني أم أنها بدعة جديدة في التشيع واستمرار لما أحدثه المللام‬ ‫الشهيد الحسين بن على ومن بعده زيد بن على ومن سار على دربهم؟!‬ ‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫‪ -1‬كتاب "الثورة اليرانية الجذور اليديولوجية" لمؤلفه د‪ .‬إبراهيم الدسوقي شتا‬ ‫في هذا الكتاب يبحللث الكللاتب فللي أصللول الثللورة وإرهاصللاتها بللدايه مللن أفكللار وآراء عللدد مللن الفقهللاء ومللرورا‬ ‫بالحتجاجات والعتصامات وانتهاء بقيام الثورة فعل )‪ (12‬والعنوان مناسب جدا لمحتوي الكتللاب حيللث يبللدأ الكللاتب‬ ‫صفحات كتابه بآيات من القرآن الكريم التي تتحدث عن الظلم والظالمين والمستضعفين والمجاهدين ويثنللي علللي‬ ‫الثورة اليرانية ويصفها بالنصر وينعت من يعادونها بالعمالة والجهلاله وللي أعنلاق النصلوص ويتحلدث علن الجلذور‬ ‫الدينية لتاريخ التشيع الثني عشري الصافي الذي يؤصل ويفسر الثورة السلمية ثم يتنللاول التقلبللات السياسللية فللي‬ ‫إيران قبل الثورة ويأتي علي أفكار شريعتي فيعرضها ويترجمها ترجمة دقيقة ناصعة منظبطه ويضيف عليهللا بعللض‬ ‫التوضيحات لسماء شخصيات إيرانية فقط ول يعلق أو ينتقد أو يرد أفكار شريعتي بل ينقلها كما هي بالحرف ويبللدو‬ ‫المترجم متعاطفا بشكل كبير وحماسي مع أفكللار د‪ .‬علللي شللريعتي ويعيللب د‪ .‬شللتا وضللع بحللث د‪ .‬شللريعتي عللن‬ ‫"المفكر ومسؤليته في المجتمع" في مجلة اليسار السلمي التي وصف عنوانهللا بالخللاطيء والمخللادع بللل وبللدون‬ ‫إذن المترجم أو ذكر لسمه في كتاب علي فاضل رسول "هكذا تحدث شريعتي"نشرت هذه المقالة‪ .‬والكتاب عباره‬ ‫عن سرد نصي لما قاله د‪ .‬شريعتي إضافة إلى مقولت روح الثورة آيه ا الخميني وفي النهايه قدم الكللاتب الفكللر‬ ‫القتصادي للثورة السلمية‪ .‬ويتضح تحيز وميول الكاتب للثورة ورموزها والتي وصفها بأن السلم يولد من جديد‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب " إيران بين التاج والعمامة" لحمد مهابه‬ ‫في أحد فصول هذا الكتاب وتحت عنوان حول ولية الفقيه يذكر لنا الكاتب المفكر السلمي شريعتي وفتنه الشباب‬ ‫اليراني بأفكاره ثم يعطي لمحه سريعة عن حياه شريعتي ومراحل دراسته وتللأثره ببعللض الشخصلليات ومللا أهللم‬ ‫أفكار شريعتي يعرضها بشكل سريع ودون أي تعليق وهو ينقل من كتاب د‪ .‬شتا أغلب ما كتب ولم يضللف أي جديللد‬ ‫عن شريعتي وربما يعود ذلك لن الكاتب ليس في معرض تناول أفكار الرجل لكنلله يضلليفها فللي سللياق الخلفللات‬ ‫الفقهية حول شكل السلطة ودور رجال الدين في الحكم )‪ (13‬وضرورة إسكات الخلفات المذهبيللة ومراحللل بنللاء‬ ‫المجتمع المسلم وبالطبع ذكر مراحل العودة إلى الذات بشكل مقتضب‪ .‬وبذلك لم يضف الكاتب أي جديد يذكر حول‬ ‫أفكار شريعتي سوى أنه وضع هذه الفكار في سياق عرضه لختلفات الفقهاء آنذاك‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب "العوده إلى الذات" ترجمة د‪ .‬إبراهيم الدسوقي شتا‬ ‫ربما يكون هذا الكتاب هو الكثر تفصيل لفكار شريعتي حيث إن موضوع الكتاب كله مللن بللدايته حلتى منتهللاه يللدور‬ ‫حول عنوان الكتاب الذي هو موضوع الكتاب أيضا‪ .‬فيبتدأ المترجم بتعريف مبسط للدكتور شللريعتي ثللم يعللرج علللي‬ ‫الفكرة الرئيسية وهي العودة إلى الذات والي أي ذات تتم العودة وبعد ذلك يعرض الكاتب في سللياق حللديثه عللن‬ ‫‪5‬‬


‫نوعية الذات الموعوده للعودة إليها الرد علللي اليسلاريين والماركسليين خصوصلا وتفنيللد حجللج السلتعمار الثقللافي‬ ‫والفكري ووسط ذلك يعرض لمسئولية المفكر في بلده ومجتمعة وكما أسلفنا الذكر فإن المترجم لم يزد علي ذكر‬ ‫الراء والفكار سردا مع بعض التوضيحات في الهوامش والتي تسللاعد القلاري علللي فهللم ومعرفللة الشخصلليات أو‬ ‫السماء المذكورة‪ . . . . .‬ول يعني ذلك أننا نبخس المترجم حقه بل هذا عمل جليل وجهد مبذول يقدم المترجم لنللا‬ ‫المادة الخام من أفكار المصلح الجتماعي وهو هنا قد انتهت مهمته فليست مهمة المترجم التحليللل والنقللد والربللط‬ ‫بين الفكار هذه مهمة المتخصصين والباحثين‪.‬‬ ‫علي كل حال فإننا نشكو من ضمور المصادر التي تتناول أفكار د‪ .‬شريعتي لدرجة تكاد تكون معدومة أو مسللتبعده‬ ‫كما أن القلم التي كتبت عن الثورة اليرانية تذكر هذه الفكار بشللكل سللريع وعرضللي ول تقللف عنللدها بالمراقبللة‬ ‫والتحليل والتدبر والنقد أو التسائل‪.‬‬ ‫المنهج المستخدم في هذه الدراسة‬ ‫المنهج المقترح هو )منهج تحليل النص(‪.‬‬ ‫تقسيم الدراسة‪:‬‬ ‫سوف تقسم الدراسة إلى فصلين مع مقدمة وخاتمة‪ .‬في الفصللل الول يتنللاول فكللرة العللودة إلللى الللذات معناهللا‬ ‫ومغزاها‪ .‬ثم الفصل الثاني مختص بالمفكر ومسئوليته في المجتمع والمفكللر والعلمويللة وكيللف يللأتي المفكللر ومللا‬ ‫معنى الحضار والفارق بين الحضارات الصيلة والمقلدة والمفكر الصيل والمفكر المقلد والمفكر المستنير‪.‬‬ ‫وتأتي الخاتمة بسؤال ماذا تبقى من شريعتي الن‪ .‬وأما المقدمة فتعرض لسيرته وحياته بنبذة بسلليطة لتقللف علللى‬ ‫أهم المراحل في حياته منذ ميلده حتى استشهاده‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫الفصل الول‪ :‬أول‪ -:‬فكرة "العودة الى الذات"‬ ‫سوف نعرض لبعض المفاهيم التي استخدمها وهل عرفهلا أول وكيلف تلم التعريلف ثلم نعلرض للحجلج وأنواعهلا‬ ‫وأهم المقولت المرجعية‪.‬‬

‫أ‪ -‬المفاهيم المستخدمة‪-:‬‬ ‫‪ -1‬العودة الى الذات‪:‬‬ ‫يعد هذا المفهوم من المفاهيم التأسيسية في كتابات د‪ .‬على شريعتي إن للم يكلن أبرزهلا وأهمهلا وأشلملها عللى‬ ‫الطلق فمن هذا المفهوم تنبع مفاهيم فرعية أخرى‪ . . .‬وقد عرض شللريعتي هللذا المفهللوم بقللوله "العللودة الللى‬ ‫الثقافة السلمية واليديولوجية السلللمية والللى السلللم ل كتقليللد أو وراثللة أو نظللام عقيللدة موجللود بالفعللل فللي‬ ‫المجتمع بل الى السلم كأيديولوجية وإيمان بفترة الوعي وأحدث المعجزة في هذه المجتمعات ‪ ،‬هذه الللذات ذات‬ ‫قديمة وعتيقة ذات سجلت في التايخ ذات قطع أمد طويل من القرون علقتنا بها تلك اللذات موجلودة فلي التاريلخ ‪،‬‬ ‫وهذه العودة ل تعني العودة الى عراقة الحمار بل هي العودة الى الذات الموجودة بالفعل والموجودة فللي قلللب‬ ‫المجتمع وفي وجدانه تصير مثل مادة ومنبع من منابع الطاقة تفتت عللى يلد مفكلر وتسلتخرج وتحيلا وتتحلرك هلي‬ ‫الذات الحية ليست تلك الذات العتيقة القائمة على عظام نخرة هي القائمة على أساس الحسللاس العميللق بللالقيم‬ ‫الروحية والنسانية عندنا والقائمة على أرواحنا واستعداداتنا والموجودة في نظرتنللا الللى المللور لكللن الللذي صللرفنا‬ ‫عنها هو الجهل والنقطاع عن النفس وجعلها الجذب الى ذوات أخرى مجهولة لكنها على كل حال ل تزال حيللة ذات‬ ‫حياة وحركة وليست كلسيكية ميته تتبع علم الثار‪ .‬هي الروح واليمان والحياة الوحيدة في المجتمع )‪.(14‬‬ ‫وينبع من هذا المفهوم عدة مفاهيم كمفهوم الذات الممسوخة وإخلء الذات والذات العتيقة والذات الحية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الذات الممسوخة‪:‬‬ ‫هذا المفهوم هو يعد من مفاهيم الساق إذا اعتبرنا أن مفهوم العودة للذات هو مفهوم تأسيسي وبمثابة البذرة وقد‬ ‫عرف شريعتي الذات الممسوخة تعريفا قصيرا جدا بقوله هو عبادة للتقاليد وعبادة للقللديم ورجعيللة ليللس جديللدا )‬ ‫‪.(15‬‬ ‫‪ -3‬إخلء الذات‪:‬‬ ‫هو من المفاهيم المعاونة لمفهوم العودة للذات وقد اقتبس شريعتي هذا المفلوم ملن المفكلر هايلدجر "إن لكلل‬ ‫إنسان وجودين أحدهما الل"أنا" كموجود في المجتمع حي وبهذا الوجود يحسب من بين المجتمع وكل البشلر سلواء‬ ‫في هذا الوجود كل منهم له قدر من الستهلك والوزن والقوام والذوق وهللذا هللو الوجللود المجللازي للنسللان أمللا‬ ‫الوجود الخر فهو الوجود الصلي أو الحقيقي وجود تصنعه الثقافة وتخلقه عبر التاريخ وهو من صنع النسان نفسه‬ ‫‪7‬‬


‫وعن طريق العوامل التاريخية والثقافية لذاته التي يربي نفسه على أساسها هذا الوجود الصلي هو الذي تبلور فللي‬ ‫طول التاريخ وتكوين الثقافة وإبداع الفن وصناعة الحضارة ذلك الشئ الللذي عنللدما أضلعه أملام الثقافلات الخللرى‬ ‫أمام الغرب أو الشرق فيعطينا هوية ثقافية )‪.(16‬‬ ‫‪ -4‬بناء الذات‪:‬‬ ‫يعد من المفاهيم النابعة من مفهوم العودة للذات ويعرفه شللريعتي بقللوله "إعللداد الللذات ثوريللا فللي صللورة أصللل‬ ‫وأصالة وهدف أي أن يوهب الجوهر الوجودي للذات تكامله وذلك التكامل يستتبع الشتراك في القدر الشعبي الذي‬ ‫يستوجبه تكاملنا وإنسانيتنا" وللقيام ببناء الذات يضع شريعتي عددا من الصول التي ينبغي العتراف بهللا تللأتي فللي‬ ‫مقدمتها العتقاد بوعي النسان وإرادته واعتبارهما علة في مسيرة التاريخ الجبرية والتطورات الجتماعية فالنسان‬ ‫صاحب دور في مسيرته التاريخية وفي تغيير نظامه الجتماعي ‪ ،‬ثانيا ل بد من توافر النسان الثوري لنلله وقبللل كلل‬ ‫شئ هذا النسان جوهر أعيدت صياغة ذاته وجعل ذاته التي بنيللت أيللديولوجيا خلفيللة لللذاته الموروثللة عللن التقاليللد‬ ‫والغريزة وأخيرا النسان يستطيع أن يكون من صنع نفسه أي أن يكون شريكا في بنية ذاته‪.‬‬ ‫د‪ .‬شريعتي يسوق هذه المفاهيم السابقة والتي تشكل نسقا مترابطا ينبع من مفهومه الرئيس وهو "العودة للذات"‬ ‫كي يدلل على أنه يمكن للمجتمعات العربية والسلمية أن تتغير‪ :‬عن طريللق معرفتهللا بللأنه ممسللوخة ومقلللدة ثللم‬ ‫تمارس عملية التخلية من هذا الفساد وتغيرها كما تريد وتعيد بناء نفسها عن طريق عودتها لذاتها الناصللعة ووعيهللا‬ ‫المستقل‪.‬‬ ‫‪ -5‬الوعي المستقل )‪:(17‬‬ ‫لم يعرف الكاتب هذا المفهوم بشكل مباشر وإنما قدم مؤشرات عليله فقلال "إنلله اللوعي لجماعلة ملن الجماعلات‬ ‫تصل اليه فجأة على أساس من تاريخها وتناقضاتها ومشكلتها وبالتأثير على عوامل النحطاط في مجتمعهللا ‪ ،‬هللذا‬ ‫الوعي يطلق شرارة في كل مجتمعها بحيث يصير كل فرد فيها )برومثيوس( الذي كان يقبس النار اللهية ويللأتي بهللا‬ ‫إلى أرضه ويوصلها إلى قومه فيهتك أسللتار الظلمللة ويبللدد بللرودة الشللتاء وتنتشللر هللذه الشللرارة ثللم تجللذب أنظللار‬ ‫المواهب والبطال والتاريخ برودة وجهودهم اليها هذه الشرارة هي الوعي المقللترن بالعشللق واليمللان هللذا هللو‬ ‫نوع الوعي الذي يحدث فيخلص المجتمع الذي كان قد توقف عدة مئات من السنين بل عدة آلف من السللنين ذلللك‬ ‫الوعي يحدث فيه قوة معنوية تفعل فعل سحر مثير للدهشة فتقضي على كل الشياء التي كان قللد اشللتد رسللوخها‬ ‫في علقاته الجتماعية عبر آلف السنين وصارت جزءا مللن نظللامه الحللاكم المللوروث ومعتقللداته الدينيللة الموروثللة‬ ‫والتقليدية فراح في سبات عميق حبيس هذه القوالب القديمة فإذا به ينتقل به من الموت إلى الحياة ومن السللكون‬ ‫إلى الحركة‪ .‬ويقوم المجتمع فجأة فيصبح ذو جسد واحد وحركة واحدة على أساس وعي مقترن بالعشق والقوة‪.‬‬ ‫‪ -6‬الستحمار )‪:(18‬‬

‫‪8‬‬


‫من أهم المفاهيم التي استخدمها شريعتي في تأصيل كتاباته فمفهللوم السللتحمار مللن المفللاهيم التأسيسللية لللديه‬ ‫وهو يعطي تعريفا جامعا مانعا تقريبا – لكلملة السلتحمار فيقلول السلتحمار "دافلع لنحلراف أو طلسلمة اللذهن‬ ‫وإلهائه عن الدراية النسانية والدراية الجتماعية واشغاله بكللل حللق أو باطللل مقللدس أو غيللر مقللدس‪ . . .‬ويفللرق‬ ‫شريعتي في كتاباته بين ما يطلق عليه الستحمار المباشر والسللتحمار غيللر المباشللر وكللذا بيللن السللتحمار القللديم‬ ‫والستحمار الجديد وكل هذ المفاهيم تعد فرعية من مفهوم الستحمار الصلي‪.‬‬ ‫‪ -7‬الستحمار المباشر )‪:(19‬‬ ‫هو عبارة عن تحريك الذهان إلى الجهل والغفلة أو سوق الذهان إلى الضلل والنحراف‪.‬‬ ‫‪ -8‬الستحمار غير المباشر )‪:(20‬‬ ‫عبارة عن إلهاء الذهان بالحقوق الجزئية البسيطة اللفورية لتنشغل عن المطالبللة أو التفكيللر بللالحقوق الساسللية‬ ‫والحياتية الكبيرة الفورية‪.‬‬ ‫‪ -9‬الستحمار الجديد )‪:(21‬‬ ‫لم يقدم شريعتي تعريفا مباشرا له وإنما ذكر دوافع هذا الستحمار الجديد بقوله هلو كلل تشلاجر وتحلارب إيهلامي‬ ‫كذب ‪ ،‬أما أسماء الوسائل والدوات التي تستخدم في هذا المجلال فهلي‪ :‬التخصلص ‪ ،‬التحقيلق ‪ ،‬العللم ‪ ،‬القلدرة ‪،‬‬ ‫التقدم ‪ ،‬الحرية الفردية ‪ ،‬الحرية الجنيسة ‪ ،‬حرية المرأة ‪ ،‬التقليد والتباع‪.‬‬ ‫‪ -10‬الستحمار القديم )‪:(22‬‬ ‫حيث كان الدين دافع قوي للستحمار القديم وهو تابع لنبوغ المستحمرين وتجاربهم وفي هذا النوع من السللتحمار‬ ‫يستفاد من‪ :‬الزهد ‪ ،‬الشعر والتصوف والخلق ‪ ،‬تعظيم وتجليل الماضي ‪ ،‬الفلسللفة ‪ ،‬الشللكر ‪ ،‬الثللواب ‪ ،‬الشللفاعة ‪،‬‬ ‫الوصول الفردي إلى الجنة ودخولها‪.‬‬ ‫‪ -11‬النباهة‪:‬‬ ‫وهذا المفهوم هو عكس السلتحمار بلأنواعه الربعلة وهلو ملن المفلاهيم اللتي تعلد مفلاهيم جلذور فلي كتابلات‬ ‫شريعتي خاصة عندما يتحدث عن العودة للذات فيقول عن النباهة إن الشئ اللذي يلدعوني دائملا ملن خلارج هلذه‬ ‫المشاغل التي تجعلني ضحية لها ويدفعني إلى نفسي هلو ) النباهلة الفرديلة( أو) النباهلة النفسلية( تلدفعني أملام‬ ‫المرآة كل يوم لرى نفسي أجل ل يوجد أحد يرى صلورته الحقيقيلة نصلب عينيله حلتى أولئلك اللذين يقفلون أملام‬ ‫المرآه كل يوم ‪ ،‬المعرفة النفسية أو الدراية أو النباهة الموجودة عند الفرد بالنسللبة إلللى نفسلله هللي فللوق معرفللة‬ ‫الفلسفة والعلم والصنعة لن الخيرة معرفة وليست معرفة نفسية أي ليست الشئ الذي يريني نفسللي يسللتخرجني‬ ‫فيعرفني ذاتي الشئ الذي يلفت انتباهي إلى قدري وقيمتي فقيمة كل أحد بقدر إيمانه بنفسه‪ .‬فعدوي أنللا كإنسللان‬

‫‪9‬‬


‫وعدونا نحن كمجتمع إنساني أو عقائدي أو شللعبي أو كطبقللة ل فللرق كللان العللدو شخصللا أم أداه فهللو يسلللب منلا‬ ‫الوعاية الولى والوعاية الثانية وإنا لم يبدلنا بهما جهل أو فقرا أو ذل بل حتى لو أبدلنا بهمللا معرفللة ‪ ،‬علللى كللل فهللو‬ ‫عدو هذا العدو حتى إذا أعطانا معرفة فلسفية أو فنية أو علمية واستلب منللا عوضللا عنهللا "النباهللة النفسللية" وأيضللا‬ ‫"النباهة الجتماعية" تلك النباهة التي اختص بها النبياء في التاريلخ أو عملل علللى تضلعيفها فنيللا فهللو علدونا نحلن‬ ‫وعدوي أنا هذا هو الساس المركزي في وجودنا التاريخي إن قبلنللاه فسللائر القضللايا تكللون واضللحة وسلليفيد فللي‬ ‫تخمين ومقايسة كل المور التي تحيط بنا‪.‬‬ ‫‪ -12‬النضال الجتماعي )‪:(23‬‬ ‫يعد بعدا رئيسيا لسلوب التربية المتناسقة مع العبادة والعمل والتي وضعها د‪ .‬شريعتي لبناء النفللس وتربيتهللا‪ .‬ولللم‬ ‫يعط الكاتب تعريفا مباشرا حول مفهوم النضال الجتماعي وإنما اختلف في البداية مللع تعريللف افلطللون للنسللان‬ ‫بأنه حيوان سياسي أو بالحرى اختلللف مللع ملن ترجللم لفلطللون تعريفلله للنسللان بقللولهم أنلله حيللوان اجتمللاعي‬ ‫ويرفض د‪ .‬شريعتي هذه الترجمة ويؤكد على أن النسان من خاصيته السياسية ومن ثم فيتحدث عن أن المقصللود‬ ‫بصفة السياسية الرؤية والميل الذي يربط الفرد بمصير المجتمع الذي يعيش فيه وهذه الصلللة هللي موضللوع تجلللي‬ ‫الرادة والوعي والختيار عند النسان بحيث يحس أن وضعه الجتماعي مثل وضعه الطبعي أي أن يحللس بمللوقعه‬ ‫في الطبيعة أو المجتمع ويعيه ويتدخل فيه مؤيدا أو معارضا أو مغيرا لبنيته ومن ثم فالنسان غير السياسللي إنسللان‬ ‫في الحقيقة أبطل وعطل أعلى وأسمى تجل لستعداده النساني ومن أسف أن رجال السلطة الذين سيطروا على‬ ‫مصير المجتمعات هلعوا دائما من اهتمام الجماهير بالسياسة ‪ ،‬ثم يقوم شريعتي بما يمكن أن نسميه مرادفللة بيللن‬ ‫النضال الجتماعي كمصطلح وبين النضال السياسي فيعللده مللن أعظللم العواملل الللتي تكللون الللوعي الللذاتي عنللد‬ ‫المفكر وهو الذي يجعل أي مفكر عارفا بنصوص الناس ورغبللاتهم واحتياجللاتهم ومثلهللم وجللوانب القللوة وجللوانب‬ ‫الضعف فيهم ويصحح وعيه اليديولوجي ويهبه الفاعلية‪.‬‬ ‫‪ -13‬العمل )‪:(24‬‬ ‫هو أحد البعاد الثلثة في التربية وقد عرف شريعتي العمل بقوله هو كل عمل صالح – اقتصاديا كللان أوسياسلليا أو‬ ‫صحيا أو في سبيل الناس يفسر كنوع من العبادة الدينية حتى نوم النسان ‪ ،‬والعمل رياضة في بناء اللذات ‪ ،‬العملل‬ ‫يعني إلغاء دور الطبيعة على يد النسان وهو بطولة النسان في مواجهة الطبيعة فالنسان بعمله يغيللر مجتمعلله ‪،‬‬ ‫العمل عبارة عن تجلي التحقيق العيني للرادة والرغبة والقيم الخاصة بالنسللان يولللد ويصللنع فللي العمللل وتتبللدل‬ ‫أفكاره الذهنية إلى واقعية عينية وفي نفس الوقت يصقل جوهره الوجودي الحقيقي‪.‬‬ ‫‪ -14‬العبادة )‪:(25‬‬ ‫تعد البعد الثالث من أبعاد التربية وقد عرفها بقوله "التصال الوجودي المستمر بين النسلان وال اللله ‪ ،‬اللذي هلو‬ ‫منبع الروح والجمال والهدف واليمان وكل قيمنا النسانية وبدونه يغوص كل شللئ فللي مسللتنقع العبللث واللمعنللى‬ ‫والبتذال ‪ ،‬العبادة هي التي تستطيع أن تحمي الفللرد فللي مثللل هللذا النظللام المرعللب مللن مسللخ وجللوده وابتللذال‬ ‫‪10‬‬


‫إنسانيته ونسيان كل القيم النسانية ويقيلم لنلا علقللة ملع أصلل الوجلود وتحفظنلا فلي علالم تهجللم عليلله الميكنلة‬ ‫والرأسمالية هجوما عنيفا ومدمرا وتهبنا ملذا عظيما )‪.(26‬‬ ‫‪ -15‬البروتستانتية السلمية‪:‬‬ ‫حدد شريعتي تعريفا لهذا المفهوم بقوله"البروتستانتية السلمية ذات عوامل متراكمة مللن العناصللر المليئللة بللالتنوير‬ ‫والثورة وصنع المسؤلية والعالمية وأكثر تقاليد ثقافته أصالة تقليد الستشهاد والكفاح والنضال النسللاني ولهللا تاريللخ‬ ‫مليء بالنضال بين العدل والظلم والمفاهيم التي تقوم بالتنوير وتصنع المسؤلية وتدافع عن حريللة النسللان وبنيتهللا‬ ‫مليئة بهذه العناصر "ثم يستطرد قائل‪:‬إن نقطة انطلق المفكر ومسؤليته فلي إحيلاء مجتمعله ومنحله الحركلة هلي‬ ‫بروتستانتية إسلمية حلتى ‪-1:‬يقللوم المفكللر_ وهللو المهنللدس الثقللافي فللي المجتمللع_ باسللتخراج الكنللوز الثقافيللة‬ ‫العظيمة لمجتمعنا وتنقيتهاوتبديل هذه المواد التي سببت النحطاط والجمودإلي طاقة وحركللة‪-2 .‬ينقللل التناقضللات‬ ‫الجتماعية والطبقية من باطن مجتمعه إلى ضمير هذا المجتمع ووعيه بالقدرة المتاحه له عن طريق الفن والكتابة‬ ‫والمحاضرات وغيرها من المكانات ويلقي وعيه الجتماعي وعلمه النبوي الباعث للحياه فللي ليللل النللاس وشللتائهم‬ ‫هذه هي نفس النار اللهية التي يهبها برومثيوس للنسان‪-3 .‬يعقد جسرا من القرابه واللفة والتفللاهم والمشللاركة‬ ‫اللغوية بين جزيرة "أهل الفكر"و "شاطيءالناس"اللذين ابتعدا كل عن الخر ويزداد ابتعادهما بمرور الللوقت وذلللك‬ ‫ليجعل الدين الذي نزل في الصل للحياه والحركة في خدمة الحيللاه‪-4 .‬ينللزع سلللح الللدين مللن أيللدي القللوي الللتي‬ ‫سلحت زورا بهذا السلح حتى تمارس سلطانها وتدافع عن سيطرتها وبهذه الوسلليلة يجللرد معارضلليه مللن أسلللحتهم‬ ‫وتكون القوة اللزملة لتحريلك النلاس فلي يلده‪-5 .‬يشلل قلوي الرجعيلة_وهلي القلوي اللتي ل يلزال المفكريقلوم‬ ‫بتعضيدها‪-‬عن طريق القيام ببعث ونهضة دينية أي عودة إلى دين الحياه والحركة والقوة والعدالة ويقللوم بتخليللص‬ ‫الناس من السباب التي أدت إلى تخديرهم وتوقفهم وانحرافهم وخداعهم ويجعل نفس هذه العناصر وسيلة إحياء‬ ‫وتوعية وحركة ونضال ضد الخرافات واستنادا علي ثقافته الصللية يقلوم بتجديللد مولللده وإحيللاء شخصلليته الثقافيلة‬ ‫ويحدد هويته النسانية وبطاقته التاريخية والجتماعية فللي مواجهللة الهجللوم الثقللافي للغللرب"‪-6 .‬وبتأسلليس حركللة‬ ‫"بروتستانتية إسلمية"وبخاصة شيعية‪-‬فالتشيع هو مذهب العللتراض وأسسلله هللي ‪:‬الصللالة والمسللاواه والرشللاد‬ ‫وتاريخه ‪:‬الجهاد والستشهاد المستمران_تبدل الروح التقليدية الستسلمية للدين الفعلي الموجود عند الجماهير إلى‬ ‫روح اجتهادية واندفاعية واعتراضية ونقدية ويستخرج هذه الطاقة العظيمة المتراكمة في أعماق مجتمعلله وتللاريخه‬ ‫ويقوم بتصفيتها ويهب المجتمع منها موادة للحركة وعناصر باعثة للحرارة فينور عصره ويوقظ جيله‪.‬‬ ‫ويعول شريعتي علي المفكر في هذا المللر فهللو فللي تصللوره مللن سلليقوم بهللذه الحركللة حللتى يسللتطيع أن يمنللح‬ ‫مجتمعه فورة من الفكر الجديد والحركللة الجديللدة مثلمللا فعلللت البروتسللتانتية المسلليحية الللتي فجللرت أوروبللا فللي‬ ‫العصور الوسطي وقمعت كل قوي النحطاط التي أصابت فكر المجتمع بالجمود والركود باسم الدين )‪.(27‬‬ ‫مما سبق يتضح أن هناك عددا من المفاهيم التي تنتمي إلى أسرة واحللدة أو إلللى منظومللة معينللة‪ .‬فمثل نسللتطيع‬ ‫وضع مفاهيم مثل )العودة إلى الذات مع إخلء الذات مع الذات الممسوخة مع الذات العتيقة والحية( فللي منظومللة‬ ‫واحدة فكلها مفاهيم فرعية ولدت من مفهوم أم رئيس أو أنهار فرعية تصب في النهاية في بحيرة جامعة‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫أيضا يتناسق مفهوم )الوعي المستقل( مع مفهوم )النباهة( ويأتي عكسها مفاهيم )السللتحمار( وعللائلته فيشللكلون‬ ‫منظومة واحدة‪.‬‬ ‫مفهوم )النضال الجتماعي( و )العبادة( و) العمل( واللذين يشللكلون مثللث التربيللة المتناسلقة كملا يراهللا شللريعتي‬ ‫ينتمون إلللى أسللرة مفاهيميللة واحللدة‪ .‬أيضللا مفهمللوم البروتسللتانتية السلللمية ودوره فللي عمليللة الحركللة‪ .‬وهللذه‬ ‫المفاهيم هي جزء من مرحلة بناء الذات الثورية بناء الفرد من أجل العودة إلى الذات السلمية‪.‬‬

‫ب‪ -‬المقولت المرجعية في فكرة العودة إلى الذات‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن النسان يستطيع أن يكون من صنع نفسه أي أن يكون شريكا في بنية ذاته‪) .‬مقولة إجمالية(‬ ‫‪ -2‬إن النسان بالفعل وليد الطبيعة وربيب تاريخه ومجتمعه وطبقته لكن النسللان التكلاملي الحيللوي السللاعي نحللو‬ ‫الحرية يسبق كل هذه العوامل الجبرية والعلمية والمادية‪) .‬مقولة تفسيرية(‬ ‫‪ -3‬ليس من الممكن نيل الحرية والحساس العرفاني والخلص الخلقي قبل أن يكون نظام الحياة نظامللا يحللرر‬ ‫النسان من قيد المادية ومن أسس القتصاد ومن الصراع‪) .‬مقولة تفسيرية(‬ ‫‪ -4‬إن النسان الذي يفكر في الحرية – الحرية الحقيقية ل الحرية التجارية – إنسان يعيش في مجتمع تخلص سلللفا‬ ‫من أسر النظام الرأسمالي ولم يجعل نظام الطبقات النسان ذا قطبين وشقين‪) .‬مقولة تفسيرية(‬ ‫‪ -5‬إن أعظم مآسي النسان في العصر الحديث هي اعتناقه للبعد الواحد‪) .‬مقولة إجمالية(‬ ‫‪ -6‬النسان عندما يصل الى سن التكليف يأمر على الفور بمسئولياته الفردية التي تحتوي على بناء الذات في نفللس‬ ‫الوقت مع مسئولياته الجماعية التي تشكل رسالته الجتماعية والسياسية‪) .‬مقولة تفسيرية(‬ ‫‪ -7‬إن الطبقة المتوسطة التي يعيش فيها النسان تتيح الفرصة أكثر للنسان كي يبقى إنسانا وتتيح له فرصة النضللج‬ ‫‪ ،‬وذلك بالنسبة للطبقتين العليا والدنيا ففي حين ترديه الولى في الخواء فإن الثانيللة تنللزل بلله الللى مرتبللة العبوديللة‬ ‫الفكرية والسقوط الخلقي‪) .‬مقولة تصنيفية(‬ ‫‪ -8‬النضال السياسي يعلم المفكر ربيب الكتاب والدراسة لغة العوام‪) .‬مقولة إجمالية(‬ ‫‪ -9‬ما لم تصل المة الى مستوى النتاج المعنوي والفكري والثقافي فإنها لن تستطيع أن تصل الللى مسللتوى النتللاج‬ ‫القتصادي واذا وصلت اليه ففي مستوى ما يفرضه الغرب وفي صورة خادعة أي في صورة استعمار جديد‪) .‬مقولة‬ ‫إجمالية(‬ ‫‪ -10‬يستشهد بمقولة المام على عن تمازج العمل مع الفكر بقوله "من اليمان يستدل بالعمل ومن العملل يسلتدل‬ ‫باليمان"‪) .‬مقولة إجمالية(‬ ‫‪ -11‬المجتمع المنتج هو المجتمع الذي يفكر بنفسه ويخلق بنفسلله مثللله وذهنلله وقيملله وفنللونه ومعتقللداته وإيمللانه‬ ‫ووعيه الديني وآراءه التاريخية والجتماعية ونظامه الطبقي واتجاهاته الجماعية‪) .‬مقولة تفسيرية(‬ ‫‪ -12‬عندما يفهم الشرقي أنه من جنس أدنى في الدرجة الثانية ويعتقد أن الغربي مللن جنللس أعلللى وفللي الدرجللة‬ ‫الولي وصانع للثقافة فإن علقته به سوف تشبه علقة الطفل بأمه‪) .‬مقوله تفسيرية تصنيفية(‬

‫‪12‬‬


‫‪ -13‬علقتهم بنا ل تعدو علقة المستعمر بالمستعمر علقة من يمتص بمن يمتص بين من يقوم بالنتاج وبيللن مللن‬ ‫ينبغي عليه أن يستهلك ‪ ،‬بين من ينبغي أن يتحدث ومن ينبغي أن يسمع ‪ ،‬بين من عليه أن يتحرك ومن عليه أن يتبللع‬ ‫ويقلد‪) .‬مقولة تفسيرية تصنيفية(‬ ‫‪ -14‬هذا الدين الموجود ل يستطيع أن يواجه الناس بحساسياتهم ومشكلتهم‪) .‬جوامع الكلم(‪.‬‬ ‫‪ -15‬ينبغي أن يطرح السلم بعيدا عن صورته المكررة وتقاليده اللواعية العفوية وهي أكبر عوامل النحطللاط بللل‬ ‫ينبغي أن يطرح في صورة إسلم باعث للوعي تقدمي ومعترض وكأيديولوجية باعثة للوعي وقائمة بالتنوير‪) .‬مقولة‬ ‫تفسيرية(‬ ‫‪ -16‬ينبغي أن يتحول السلم من صورة تقليد اجتماعي الى صورة ايديولوجية ومن صورة مجموعة مللن المعللارف‬ ‫العلمية تدرس الى إيمان واع ‪ ،‬ومن صورة مجموعة من الشعائر والطقوس والعمال التي تؤدي لنيل ثواب الخرة‬ ‫الى أعظم قوة تهب النسان قبل الموت المسئولية والحركة والميل الى التضحية‪) .‬مقولة تقسيرية(‬ ‫‪ -17‬يعمل الستعمار القديم على إشغال الشعوب وإلهائها عن النباهة النسانية والنباهللة الجتماعيللة لنشللاء جيللل‬ ‫مطابق لمقاييسه وحساباته‪) .‬مقولة إجمالية(‬ ‫‪ -18‬إن أي قضية فردية أو اجتماعية ‪ ،‬أدبية كانت أم أخلقية أم فلسفية دينية أو غير دينية تفرض علينا وهللي بعيللدة‬ ‫عن النباهة النسانية والنباهة الجتماعية ومنحرفة عنها هي استحمار‪ ) .‬مقولة اجمالية ‪ ،‬تفسيرية(‬ ‫‪ -19‬يستشهد يآيتين من القرآن ليدلل على أن النسان ظللاهرة ماديللة ترابيللة بيولوجيللة‪ .‬كمللا يستشللهد بآيللات أخللرى‬ ‫ليقول عبرها أن النسان هو صانع نفسه‪.‬‬ ‫‪ -20‬يستشهد بمقولة ابن الرومي حول النفس ومن قبلها آية النفس في القرآن‪.‬‬ ‫‪ -21‬يذكر مقولة المام على بن أبي طالب عن العدل وسعته‪.‬‬ ‫‪ -22‬عند حديثه عن الصلة يذكر مقولة هيجو عن تفسير معنى الصلة‪.‬‬ ‫‪ -23‬يتناول مفهوم الوجود المجازي والوجود الحقيقي عند هايدجر ليدلل على إمكانية بناء الوجود النساني‪.‬‬ ‫‪ -24‬يستشهد بقول الرسول عندما سئل عن السلم فقال هو العمل‪.‬‬ ‫‪ -25‬يذكر مقولة المام على عن العمل وعلقته باليمللان وكللذلك مقولللة المللام علللى أو خطللابه لواليللة فللي مصللر‬ ‫وحديثه عن الرحمة والنسانية‪.‬‬ ‫‪ -26‬عند حديثه عن النضال المجتمعي اشتق تعريف افلطون للنسان‪.‬‬ ‫‪ -27‬يستشهد بأسماء كوكبة من مفكري الشرق والغرب وكيف أسسوا البنية الفكرية والثقافية لحضارتهم‪.‬‬ ‫‪ -28‬يذكر مقولة فرانز فانون عن استقللية كل مجتمع‪.‬‬ ‫‪ -29‬يستشهد بذكر عدد من المفكرين غير السلميين مللن الفارقللة وأمريكللا اللتينيللة الللذين رفعللوا شللعار العللودة‬ ‫للذات‪.‬‬ ‫‪ -30‬يذكر مقولت لسارتر وبراتراند راسل عن الستعمار‪.‬‬ ‫‪ -31‬يستشهد بما فعله المفكر "برومثيوس" في تغير مجتمعه‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫هناك عدد كبير من العبارات في نص العودة الى الذات وما تبعها من مفاهيم وأفكار وثيقة الصلة تعد بحق عبارات‬ ‫مرجعية لكنها تتراوح بين الجمالية والتفسيرية والتصنيفية والجامعة‪ .‬فحين يتحدث عن الحرية والنسللان والمجتمللع‬ ‫والسلم نراه يستخدم عبارات تفسيرية وعند تناوله موضوع الستعمار نراه يسللتخدم عبللارات تصللنيفية ونجللد أيضللا‬ ‫بعض المقولت التي تعد من جوامع الكلم لكنها ليست بالكثيرة‪.‬‬ ‫أما عن شبكة السنادات المرجعية التي يستخدمها د‪ .‬شريعتي فهو يستند في مصادرة ومراجعة التي يعود اليها الى‬ ‫جملة من المعارف والعلوم والداب فنراه يسلتخدم الفلسلفة عنلد إثبلات الوجللود المجللازي والحقيقللي وتللارة نللراه‬ ‫يستشهد بأحداث من التاريخ السلمي أو التاريخ العالمي وأحيانا أخرى تجده متحللدثا عللن الحللوادث العظمللى فللي‬ ‫تاريخ البشرية كالثورات والنتفاضات ومرات يتناول المجتمللع بالتحليللل والنقلد والمراجعلة وكيفيلة تطلوره ونمللوه أو‬ ‫هبوطه وانحداره‪ .‬وغيرها من المراجع التي يعتمد عليها شريعتي في كتاباته فنصه هو خليط بين )الفلسللفة والدب‬ ‫والتاريخ وعلم الجتماع والدين والسياسة والمذاهب المختلفة والحوادث العظام هذا فضللل عللن إبللداعاته الخاصللة‬ ‫به(‪.‬‬

‫ج‪ -‬الحجج وأنواعها في فكرة‪ :‬العودة إلى الذات‬ ‫يستخدم د‪ .‬شريعتي تنويعة من الحجج فنراه يتنقل بين المنطقية إلى التاريخية إلللى الواقعيللة إلللى اللغويللة للللبرهنه‬ ‫على آراءه‪.‬‬ ‫‪ -1‬الحجج الواقعية‪:‬‬ ‫ عند حديثه عن الستعمار الذي يعتبر العالم مزرعللة للله يضللرب مثللال بدولللة كوبللا الللتي كللانت تنتللج قصللب السللكر‬‫والشعب المسلم في شمال أفريقيا الذي يزرع الكروم فقط ويستغله المستعمر‪.‬‬ ‫ عندما يتناول قضية الهزيمة النفسية للمسلمين والتي أججهللا المسللتعمرون بتأكيللدهم علللى أنهللم الجنللس العلللى‬‫والدرجة الولى فيذكر كيف أن أغلب المستشرقين التابعين للستعمار وجهوا كل اهتماماتهم لتحقيللق المخطوطللات‬ ‫الصوفية عشرات المرات في حين أن هناك مخطوطات علمية تتحلل في المكتبات ل يعلم عنها شئ‪.‬‬ ‫ عند حديثه عن مسخ الغرب أو المسللتعمرون لماضللي العللالم السلللمي وتشللويهه فللي صللورة منحطللة ومقللززة‬‫وقبيحة‪.‬‬ ‫ يذكر حادثة شخصية وقعت له عندما كان راكبا في طللائرة ووجللد مللن بجللواره ل يعللرف التحللدث بلغللة بلده لنلله‬‫قضي ثلث سنوات في أوروبا وكأنه نسى لغته الصلية وهو يدلل بهذه الواقعة على التهللرب مللن ماضللينا وبكللل مللا‬ ‫يذكرنا بانحطاطنا وقبحه حتى لو كانت اللغة‪.‬‬ ‫ يضرب مثال حول فهم الناس للدين أو للخطاب الديني السائد ‪-‬الن ‪-‬حيللث أنهللم منشللغلون بقضللايا فرعيللة ثانويللة‬‫أخروية غيبية ويجعلونها أم المشكلت‪.‬‬ ‫‪ -‬عند حديثه عن الرأسمالية والديمقراطية وأنهما ل يجتمعان وكيف أن الحرية المزعومة هي حرية التجارة‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫ عند حديثه عن أدوات اللهو التي تسهو الناس عن نضالهم الجتماعي كالترويج للفنون الهابطللة وعبللادة السللتهلك‬‫و‪ . . .‬الخ‪.‬‬ ‫ عندما يستنهض همم المفكرين والمثقفين كي يشاركو في النضال السياسي يقول بأن المشاركة الفعلية العمليللة‬‫في هذا النضال أكثر تأثيرا وفعالية من مئات الكتب وآلف المؤتمرات‪.‬‬ ‫ عندما يستشهد بأن أوروبا عادت الى عصرها الذهبي العصر اليوناني وانطلقت منه لبناء حضارتها‪.‬‬‫‪ -2‬الحجج المنطقية‪:‬‬ ‫ عند سعيه للستشهاد بأن فكرة العودة للذات ليسللت مقصللورة علللى المتللدينين فقللط بللل تتجللاوز المتللدينين الللى‬‫العلمانيين أيضا لنها مسئولية اجتماعية قبل كل شئ‪.‬‬ ‫ يذكر الشعار الذي رفعه المتدينون وغير المتدينين من المتعلميللن والمثقفيللن فلي اسليا وأمريكلا اللتينيلة والعلالم‬‫السلمي وهو العودة للذات فهو حق لكل مجتمع أن يرتكز على تاريخه وثقافته‪.‬‬ ‫ يدلل على عنصرية الغرب وازدواجيته فيقول بأن الغرب يخاطبنا قائل‪:‬إن على كل من يريد أن يصير متحضللرا عليله‬‫أن يستهلك الحضارة التي نصنعها واذا أراد أن يرفضها فليظل وحشيا وبدائيا‪.‬‬ ‫ عندما يتحدث عن فكرة إخلء الذات المستقاه من المفكر الوجودي هايدجر‪.‬‬‫ يتسائل د‪ .‬شريعتي عن إنفاق المفكرين أعمارهم في قضايا تافهة وهزلية وهللم بعيللدون كللل البعللد عللن مصللير‬‫مجتمعهم ورسالتهم المناط بهم فيقومون بأعمال الترجمة لمواضيع ل تضر ول تنفع‪.‬‬ ‫ عند حديثه عن الستعمار وأن علقتنا به ل تعدوا أن تكون علقة الطفل بأمه وعلقة من يتحرك بمن يتبع ويقلد‪.‬‬‫ عندما يتحدث عن السجون الللتي تضللغط بجللدرانها علللى النسللان )سللجن النفللس ‪ ،‬التاريللخ والنظللام الجتمللاعي‬‫والطبقي ‪ ،‬الطبيعة والجغرافيا(‪.‬‬ ‫ عند تفسيره للوجود واستدلله بمقولت هايدجر على ضرورة الستقلل وبناء الذات من جديد‪.‬‬‫ عندما يضع خطة للمعرفة الصحيحة بالغرب وللمسئولية الذاتية فيذكر عددا من المور التي ل بد منها للتعرف علللى‬‫ثقافة الغرب والستفادة منه‪.‬‬ ‫ عندما يدعو لتأسيس البروتسللتانيتة السلللمية – كمللا يسللميها – يسللوق الحجللج المنطقيللة علللى عكللس الحضللارة‬‫الغربية‪.‬‬ ‫ عندما يتحدث عن انفصال العمل مع الفكر مثل أولئك الذين يعيشون كالخليفة الثالث عثمان لكنهم يغازلون أبللا ذر‬‫وأولئك الذين وضعوا أيديهم في يد معاوية ولكنهم يبكون على المام الحسين‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحجج التاريخية‪:‬‬ ‫يكثر الكاتب من استخدام الحجج التاريخية والستشهاد بالوقائع التاريخية وهذا أمر معتاد خاصة وأن معمل التجارب‬ ‫لرباب العلوم الجتماعية تكون التاريخ‪.‬‬ ‫ عند حديثه عن الوعي المستقل وأنها بمثابة الشرارة في المجتمع يستشهد بل "بروميثوس" وهو شخصية تاريخية‪.‬‬‫‪15‬‬


‫ يذكر ما قاله موريس تورز رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي عللن الللدول الخاضللعة للسللتعمار وأنهللا ل تللزال فللي‬‫مراحل التكوين وفي أحضان المبريالية الم القاسية‪.‬‬ ‫ يذكر ما حدث في فرنسا من مصادرة مجلة ثوريللة أفريقيللة وتنللاقض ذلللك مللع مللا ترفعلله بللاريس مللن حريللة رأي‬‫وليبرالية وديمقراطية‪.‬‬ ‫ يذكر فضل الحضارة العربية السلمية على الحضارة الغربية ويستشهد بأن مؤسس علم الجتماع كان ينتمي لهذه‬‫الحضارة وكيف أن المكان الوحيد الذي كان متحضرا في أوربا هللو أسللبانيا بينمللا كلانت تغللوص أوروبللا فللي وحللول‬ ‫الجهل والخرافة‪.‬‬ ‫ قيام الستعمار بمسخ ماضي الحضارة العربية السلمية وتشويهها في حين أنه أنكللر علللى الفريقللي أي حضلارة‬‫ماضية وبهذا المنهج تظل البلد مستعمرة حتى يتسنى لها التحضر‪.‬‬ ‫ يعطي نماذج ثلثة للمفكرين الوروبيين الذين أثروا بشكل نوعي في تطور النسان وفللي الحركللة الكليللة للتاريللخ‬‫وهم سارتر ‪ ،‬ماركس ‪ ،‬باسكال ‪ ،‬أما النماذج الثلثة الخاصة بالحضارة العربية السلمية فهي‪ :‬الحلج ومزدك وعلى‬ ‫بن أبي طالب‪.‬‬ ‫ يستشهد بما فعله المام على عندما وجد صديقه )ميثم التمار( يفصللل بيلن التمللر الجيللد والللردئ فلي كلومين فلي‬‫الطبق فقام بخلطهما وأمر ببيعهما بثمن متوسط وهذا يعطينا قيمة التساوي في الستهلك‪ .‬ويستشهد أيضا بمقولللة‬ ‫المام على عن العدل وبغضه – عليه السلم – عندما آذا أعللداؤه امللرأه يهوديللة فقللام خطيبللا علللى المنللبر‪ . .‬بهللذه‬ ‫المواقف الثلثة يستدل شريعتي على أن المام على كان أكللثر حساسللية مللن مللزدك وثوريللة مللن مللاركس وعللاش‬ ‫متعاطفا مع المحرومين‪.‬‬ ‫ يستشهد أيضا بخطاب المام على لعامله على مصر وأمره إياه بالرأفة والرحمللة والنسللانية مللع العبللاد جميعللا بل‬‫فرق‪.‬‬ ‫ يستشهد بالحرية الفكرية والثقافية التي كانت موجودة حتى في ظل نظام بني العباس حيث كان هناك ‪ ،‬إبن أبللي‬‫العوجاء وابن الكواء وكانوا ملحدة ويقومللون بالسللخرية مللن الحللج علللى الرغللم مللن أنلله يعللد ركنللا مقدسللا عنللد‬ ‫المسلمين إل أنهم لم يصبهم أذى ولم يتعرضوا للتعذيب أو النتهاكات‪.‬‬ ‫ يذكر كيف أن المام على بن ابي طالب لم يفصل بين الفكر والعمل وكان يعمل بيللديه فللي حفلر البللار والقنللوات‬‫بالمدينة ويغرس البساتين والنخيل ومع ذلك فهو مفكر ومتعبد وفاهم للقرآن‪.‬‬ ‫ يستشهد بما فعله الرسول صلى ا عليه وسلم حينما قبل يد رجل كان يعمل بمهنللة تجعللل اليللد خشللنة الململلس‬‫ليدلل بها على العمل‪.‬‬ ‫ يذكر حادثة الهجرة النبوية وكيف أن المسلمين قاموا بمزاولة أشق العمال البدنية بل ويبقى بعضللهم بل أسللرة أو‬‫مسكن وبالتالي فل عيب من العمل مع اليمان ول استحقار لدنى وظيفة كانت‪.‬‬ ‫ عند حديثه عن النضال الجتماعي الضلع المهم في بناء مثلث النفس يستشهد بما حللدث فللي عهللد بنللي أميللة مللن‬‫الثورات التي تطالب بالحقوق وكان السياسي أو الحس السياسي عاليا بينما في عصر بني العباس تم نزع التسيس‬ ‫ووقع الناس في جدال نظري أو أدبي أو فلسفي أو ديني ألهاهم عن السياسة‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫ يذكر حادثة المحاسبة التي تلقاها الخليفة الثاني حينما شكا المسلمون من طول ثيابه واعتقدوا أنلله قللد أخللذ حقللا‬‫فوق نصيبه ويدلل بهذه الواقعة التاريخية على نضال الناس سياسا آنذاك‪.‬‬ ‫ يذكر أن هناك عددا من المفكريلن الن يشلغل نفسله ليلل نهلار بالنضلال فلي مسلائل كلميلة وفلسلفية ولفظيلة‬‫ويعتبرون غاية في الرقي لكنهم حقيقة يشغلون أنفسهم ومجتمعهم‪.‬‬ ‫ يضرب المثلة على عدم النفصال بين مفكري المة ومثقفيها إبان الحضارة السلمية وبين جماهير وعوام الناس‬‫وبالتالي فقد أفتقدنا هذا الحس الن‪.‬‬ ‫ يستشهد بأبو ذر الصحابي الذي يمكن أن نصنفه بالعامي كيف أنه لم يمتنع عن المشللاركة برأيلله ويناضللل سياسلليا‬‫في زمانه مقارنة بسليمان أو سلمان الفارسي الذي يعد وجهة علمية فكرية مرموقة لكنه لم يترك أثرا كما ترك أبللو‬ ‫ذر الغفاري‪.‬‬ ‫ يستشهد ببعض الداب الفرنسية والداب الثورية التي ظهرت إبان تلك الحقبلة وآداب الثلورة العربيلة اللتي انلدلعت‬‫في فلسطين وآداب الثورة في أمريكا اللتينية عسى كلها أن تكون أسس حيوية من أجل تجديلد ميلد النلاس طبقلا‬ ‫للرؤية السلمية‪.‬‬ ‫ يتحدث شريعتي عن كيف أن أوروبا كانت مستعمرة ثقافية للشرق السلللمي وبعللد أن اسللتوعبت ثقافتنللا تعلمللت‬‫كيف تقف وتصمد في مواجهتها وتعرفت على ذواتها وعادت الى عصور اليونان القديمة‪.‬‬ ‫ويلحظ مما سبق كيف أن هناك امتزاج وتداخل كبير بين الحجج وبعضها البعض فالتاريخي يمتزج مللع المنطقللي أو‬ ‫اللغوي والواقعي قد يتداخل مع التاريخي وهكذا‪.‬‬ ‫‪ -4‬حجة لغوية‪:‬‬ ‫عندما يتحدث شريعتي عن الستعمار يجد تشابها طريفا بين كلمة ‪ Culture‬الفرنسية والللتي تعنللي المزرعللة وتعنللي‬ ‫أيضا الثقافة ويلتقط شريعتي الخيط من هنا ويقول بأن الستعمار يقوم بتوحيد المحاصلليل فللي البلد المستضللعفة‬ ‫بحيث تموت جوعا إن لم تبع محصولها للغرب فمن ناحية الزراعة المعنوية أي الثقافية ينبغي أن تمحللى كللل مللزارع‬ ‫العالم الثقافية وتأتي جرارات الستعمار الثقافية فتحصد كل حضللارات آسلليا وأفريقيللا والمجتمعللات السلللمية مللن‬ ‫أجل أن تزرع فيها الثقافة الغربية فحسب‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬ثانيا‪ :‬فكرة " المفكر المسؤل"‬ ‫أ‪ -‬المفاهيم المستخدمة‪:‬‬ ‫‪ -1‬المفكر )‪:(28‬‬ ‫يعد هذا المفهوم من أهم المفاهيم الرئيسية التي تنبع منها مفاهيم أخرى فرعية مكملة‪ .‬فلالمفكر فلي نظلر كاتبنللا‬ ‫هو عبارة عن فرد من طبقة تقوم بعمل عقلي أو فكري وهو من كانت القيم النسانية عنده في درجة تمكنلله مللن‬ ‫التفكير في مصائر الخرين ويكون على درجة من الوعي تمكنه مللن أن يحللس بملا يجللب أن يفعللله ومللا يمكلن أن‬ ‫يفعله‪.‬‬ ‫ثللم يحللدد شللريعتي الطبقللة الللتي ينتمللي لهللا هللذا المفكللر بقللوله "ل يمكللن أن يكللون إل مللن طبقللة ل الرفاهيللة‬ ‫والرستقراطية بلغتا بها حد العبث والتفاهة والفساد ول حرمها الفقر من التفكير ومن النضج الجتماعي والخلقي‬ ‫بل في حاجة إلى طبقة لها من المكانات ما يجعلها تفكر وتدرس وعندها من الفراغ ما يمكنها من توسعة مللداركها‬ ‫ومعنوياتها واكتساب القيم الخلقية والثروات الفكرية والمعنوية للتاريخ والكنوز التي وصلللت إلللى جيللله علللى مللدى‬ ‫عمر مجتمعه يقوم ببسط نطاق وجوده المعنوي وفي نفلس اللوقت ل تلقلي بله آفلات السلتغلل والرفاهيلة فلي‬ ‫مستنقع التفاهة والعبث والعلقات الدنسة ومن هنا فالمفكرون يظهرون في الطبقة الوسطى تلقائيا‪.‬‬ ‫وهذا نتاج أن الطبقة الوسطى التي يعيش فيها النسان تتيح الفرصة أكثر للنسان كي يبقى إنسانا وتتيح للله فرصللة‬ ‫النضج وذلك بالنسبة للطبقة العليا والدنيا في حين ترديه الولى في الخواء فإن الثانية تنزل به إلللى مرتبللة العبوديللة‬ ‫الفكرية والسقوط الخلقي‪.‬‬ ‫يصنف المجتمع اعتبارا من نوع العمل إلذي تقوم به كل طبقة ونوع النشاط الذي تقللدمه إلللى المجتمللع ومللن هللذه‬ ‫الناحية قسم شريعتي المجتمع إلى طبقتين‪ :‬طبقة تقللوم بأعمللال يدويللة أو بدنيللة وطبقللة تقللوم بأعمللال فكريللة أو‬ ‫عقلية‪ .‬فالذين يزاولون أعمال بدنية كالعمال والفلحين يشتغلون بأيديهم وبأبدانهم أما أولئك الذين يقومون بأعمال‬ ‫فكرية من الكتاب والشعراء فهم يعملون بعقولهم وهؤلء الذين نلقبهم بأهل الفكللر أو المثقفيللن ول شللك فللي أن‬ ‫أولئك الذين يعملون بعقولهم ل بد لهم من مزاولة بعض العمال البدنية المحللدودة وكللذلك ايضللا مللن يللزاول عمل‬ ‫بدنيا محضا ل بد له من مزاولة عمل عقلي‪.‬‬ ‫فالمقياس هنا هو )العلة( أو السبب فالذين يعد العقل أداة عملهم الساسللية نسللميهم أهللل الفكللر والللذين تعتمللد‬ ‫أعمالهم على سواعدهم نسميهم عمال يدويين وبالتالي فالمفكرين هم عبارة علن طوائللف مختلفللة ملن المجتمللع‬ ‫تقللوم بأعمللال عقليللة ومللن بينهللا المعلمللون والمحللامون والسياسلليون والقضللاه وقللادة الحللزاب والصللحفيون‬ ‫والمترجمون والكتاب والشعراء والرسامون والمثالون والفنانون والمهندسون والطبللاء والمتخصصللون فللي فللروع‬ ‫العلم المختلفة ورجال الدين وعلماؤه والفلسفة والمؤرخون هؤلء جميعللاهم المفكللرون الللذين يشللكلون طبقللة‬ ‫أهل الفكر )‪.(29‬‬ ‫‪18‬‬


‫ثم يضيف د‪ .‬شريعتي في كتابات أخرى إلى أن المفكر هو إنسان يفكر بطريقة جديدة إن لم يكن متعلما فل كللان ‪،‬‬ ‫وإن لم يعرف الفلسفة فل عرفها وليس فقيها ل يهم وليس عالم طبيعة أو كيميائيللا أو مؤرخللا أو أديبللا ل يهللم لكنلله‬ ‫يحس عصره ويفهم الناس كيف يفكر الن ويفهم كيف ينبغي له أن يحس بالمسئولية وعلى أساس هذه المسئولية‬ ‫يكون مستعدا للتضحية‪.‬‬ ‫"ويؤكد شريعتي أن المفكرين" ليسوا جماعة متميزة ذات قاعدة اجتماعية مميزة ‪ ،‬فهللم مللن الوجهللة الجتماعيللة ل‬ ‫يقفون في مقابل الجماهير أو الشعب أو عوام الناس أو بإزائهم فالمفكر صفة معنوية بارزة فللي النسللان وليسللت‬ ‫شكل اجتماعيا متميزا وليس من اللزم أن يكون المفكرون متعلمين وعلماء "ثم يحدد الكاتب رسللالة هللذا المفكللر‬ ‫فيقول" ورسالة المفكر هي حركة الحياة وهداية المجتمع وتغيير النسان وانضاجه أو تحسن حاله فهو الخذ بزمام‬ ‫القافلة والمهمة الملقاه على عاتقه هي معرفة الطريق والمخاطر وتعبئة النللاس والتناسللق المعنللوي فللي القافلللة‬ ‫فعلي المفكر أن يجعل المجتمع على وعي ذاتي والسللمة البللارزة للمفكللر هللي معرفللة مجتمعلله معرفللة حقيقيللة‬ ‫ومباشرة والتفاهم مع قومه ومعرفة عصره والحساس بآلم العصر وحاجاته ومثله وهو من ينبغي عليه أن يحللدد‬ ‫في أي مرحلة من التاريخ يعيش مجتمعه أو بعبارة أخرى ما هو زمانه الجتماعي؟؟!‬ ‫المفكر هو الذي يحس بطبقة الجتماعية ولديه معرفة عينية ومباشرة وتجريبية بها لم يقرأ عن الحرب الطبقية فللي‬ ‫الكتب الشتراكية والمصللادر المعتمللدة فللي علللم الجتمللاع بللل يجللدها فللي داخللله يحللس بهللا فللوق بشللرته وفللي‬ ‫لحمه‪ . . . .‬هو من يحس ويعرف هذه الحقائق من سحن الناس الذين يراهم ويعرفهم ومصللدره العلمللي الحللارة‬ ‫والسوق والمصنع والمزرعة والريف والحداث والعادات والتقاليد واللغة ووضللع الحيللاة الخاصللة بالنللاس ومعرفتلله‬ ‫بالتايخ ليس واحدة مع معرفة المؤر خ فالتاريخ بالنسبة للمفكر حاضر حي وجار يحسه فللي قلللب مجتمعلله وسلللوك‬ ‫قومه وأفكارهم وأقوالهم وعواطفهم وحساسياتهم وكل عاداتهم وتقاليدهم ويحسه في أعماق روحه ليس التايللخ‬ ‫بالنسبة له ذهنية ما أو تذكارا لوقائع ذهبت ودفنت في القرون الخالية بللل ذو عينيللة وفعللل وحقيقللة حيللة ومتحركللة‬ ‫وهو نفسه مثل قلب مجتمعه البكر تجسم عيني للتاريخ ليس التاريخ بالنسبة له أحداثا وتسلسل مراحل زمنية بل هو‬ ‫نهر ينبع من عمق فطرته وماهية عرقه وقوميته ودينه ومعنوياته ويمر بتوالي الجيال ويجري في داخله وفي داخل‬ ‫مجتمعه‪ . .‬المفكر بسبب وعيه يختار لنفسه ولنه يعرف شخصلليته والعناصللر الللتي تصللنع شخصلليته ل يسللتوعب ول‬ ‫يتقولب بقالب ما عن غير وعي ولنه يعرف العصر وضرورياته ووضعه ل يبقى في الطر المتحجرة التقليدية‪.‬‬ ‫المفكر ل يقلد ول يقتبس وهو عندما يعود إلى قواعده التقليدية القديمة يعود عن وعي ولبلوغ هدف ما فللي حيللن‬ ‫أن العصري قد عجز في إدارك هذه القواعد بسبب عدم وعيه‪ .‬المفكلر هلو ملن يمللك رؤيللة نقديلة‪ .‬بإختصلار هلو‬ ‫عبارة عن عصا التوكؤ في مجتمعه‪.‬‬ ‫‪ -2‬المفكر المسئول )‪: (30‬‬

‫‪19‬‬


‫هذا مفهوم فرعي نابع مللن المفهللوم الرئيسللي السللابق – يبللدأ حللديثه عللن المفكللر المسللئول بقللوله "إن مسللئولية‬ ‫المفكرين اليوم ودورهم في العالم يشبه أساسا الدور الذي كللان يلعبلله الئمللة وقللادة التعللبير والتبللديل أي النبيللاء‬ ‫والرسل وأئمة المذاهب في المجتمعات القديمة‪ .‬فالمفكر المسئول هو نظير الرسل وهؤلء المفكرون المسللؤلون‬ ‫ليسوا من طائفة العلماء أو مللن العللوام المنحطيللن فاقللدي الللوعي لكللن المفكللر واع ومسللئول أعظللم مسللئولياته‬ ‫وأهدافه منح بني البشر الوديعة اللهية الكللبرى أي المعرفللة والللوعي وذلللك أن الللوعي هللو الللذي يبللدل الجمللاهير‬ ‫المنحطة الراكدة إلى مرجل بناء في حالة فوران ولنه الوعي هو الخلق للعبقريات العظيمللة والقفللزات الواسللعة‬ ‫وبعد أن تستيقظ الحضارات والثقافات والبطال العظام من قلب الوجدان ينهض المجتمع‪.‬‬ ‫إن مسئولية المفكرفي زمانه هلي القيلام بلالنبوة فلي مجتمعله حيلث ل يكللون نبيلا ونقللل الرسلالة إللى الجمللاهير‬ ‫ومواصلة النداء نداء الوعي والخلص والنقاذ في آذان الجماهير الصماء التي أصيبت بالوقر وبيان التجاه والسللبب‬ ‫وقيادة الحركة في المجتمع المتوقف وإضرام نار جديدة في مجتمعلله الراكللد وهللذا عمللل ل يقللوم بلله العملء لن‬ ‫هناك مسئولية على عاتق العلماء محددة تماما وهي منح الحياة أكبر قللدر ممكلن ملن المكانللات ومعرفلة الوضلع‬ ‫الراهن وكشف قوي الطبيعة والنسللان واسللتغللها‪ .‬إن العلمللاء والفنييللن والفنللانين يمنحللون المجتمللع البشللري أو‬ ‫مجتمعهم قوة علمية بوجودهم لكن المفكرين يعلمون المجتمع كيفية السير ويمنحونه الهدف كما يقللدمون رسللالة‬ ‫التحول واستجابة التحول إلى نسق بعينه ويضيئون الطريق للحركة‪.‬‬ ‫المفكر هو الذي يهدي إلى الحقائق ويرشد إلى الطريق ويدعو إلى السفر ويدل على بداية الطريق هو نفسلله رائللد‬ ‫القبيلة وهادي القافلة وهو الماحي للظلم والظلم‪ .‬ليس المفكر هو النسان الذي يقول عن نفسه‪ :‬أنا مفكر لننللي‬ ‫ذهبت إلى أوروبا وقرأت عن مدارس كذا الفكرية وقرأت كذا من الدروس ونجحت في المتحانات ونلت الشهادات )‬ ‫‪.(31‬‬ ‫على سبيل المثال يمكن أن يقال إن فلنا مفكر فللي أفريقيللا السللوداء لكنلله ل يصلللح لشللئ إذا جلاء إلللى المجتمللع‬ ‫السلمي فهو يصبح غريبا ومشلول وليس مفكرا بحال من الحوال فهو مفكر حقيقي ونابغللة وذو أثللر بنللاء وفعللال‬ ‫في مجتمعه لكننا إذا أخذنا نفس هذا الشخص إلللى الهنللد فلللن يعللود مفكللرا ولللن يسللتطيع أن يكللون صللاحب دور‬ ‫كمفكر في هذا المجتمع‪.‬‬ ‫وأعظم مسئوليات المفكر في مجتمعه هي أن يجد السبب الساسي والحقيقي لنحطاط المجتمع ويكتشف السبب‬ ‫الساسي للركود والتأخر والمأساة بالنسبة لمواطنه وجنسه وبيئته ثم يقوم بعد ذلك بتنلبيه مجتمعله الغافلل الغلائب‬ ‫عن الوعي إلى السبب الساسي لمصيره وقدره التاريخي المشئوم ويبدي لمجتمعه الحل والهللدف وأسلللوب السللير‬ ‫الصحيح الذي يلزمه من أجل أن يتحرك ويتخلص من هذا الوضع‪.‬‬ ‫ويحصل على الحلول اللزمة لشعبه على أساس إمكاناته واحتياجاته وآلمه وعلى أسللاس الللثروات الموجللودة فللي‬ ‫مجتمعه‪ .‬كما يقوم بكل هذا على أساس تخطيط مدروس قلائم عللى أسلاس اسلتخدام صلحيح لللثروات ومعرفلة‬ ‫دقيقة لللم باكتشاف الروابط الحقيقية القائمة والسباب والنتائج بين أنواع النحطاط والنحرافات والمللراض بيللن‬ ‫‪20‬‬


‫العوامل والظواهر الموجودة في الداخل والخللارج ويقللوم المفكللر بنقلل المسللئولية الللتي يحسللها هللو ملن طائفلة‬ ‫المفكرين المحدودة إلى السواد العظم لمجتمعه ويجعل التناقضات الجتماعية الموجودة في قلب مجتمعه داخل‬ ‫وعي الناس وأحاسيسهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬المفكر الصيل )‪: (32‬‬ ‫لم يضع د‪ .‬شريعتي تعريفا واضحا ومحددا لمصطلحه لكنه أشللار إلللى المفكللر الوروبللي باعتبللاره نموذجلا للمفكللر‬ ‫الصيل الذي كان انعكاسا لواقعة ومجتمعه وملبيا لحتياجات وطنه وزمنه وكان يسعى لتخليص أوروبا ومنح شللعبه‬ ‫القوة والمنعة ورفع مستوى الحياه عند مواطنيه فالمفكر في أوروبا إبان القرن السابع عشر والثامن عشر استجاب‬ ‫لمجتمعه مباشرة وكانت ردود فعله مللن أجللل تغيللر هللذا الواقللع وترشلليده وكللان مجتمعلله فللي حاجللة لكللل هللذه‬ ‫الخصائص والسمات من أجل رقيه وتقدمه وتحرره‪ .‬وبالتالي نستطيع القول بأن المفكللر الصلليل هللو الللذي يكللون‬ ‫نتاجا لواقعه ومجتمعه وزمانه ومكانه ويلبي متطلبات عصره ول يكون مقلدا لغيره فيراعي الستقلل والخصوصللية‬ ‫الثقافية والفكرية ونسبية المقولت الجتماعية‪ .‬ويأتي بالطبع عكس المفكر الصيل مفهوم المفكر المقلد‪.‬‬ ‫‪ -4‬المفكر المقلد )‪: (33‬‬ ‫تعد طبقة المفكرين في المجتمعات غير الوروبية من أفريقية وآسلليوية وأمريكيللة لتينيلة نسللخة مقللدة تماملا ملن‬ ‫طبقة المفكرين في أوروبا وبل زيادة أو نقصان‪ .‬أما الشرق في آسيا وإفريقيا فلدينا جيل منللذ القللرن التاسللع عشللر‬ ‫يشبه تماما مفكري الغرب الذين كونوا طبقللة منللذ القللرن السللابع عشلر تسلليطر عللى كلل منلاحي العلالم الفكريلة‬ ‫والفلسفية والعقائدية وكل ما يتعلق بوجهات النظر فيه‪ .‬ظهرت طائفة من بين أنفسنا تطلابق تماملا – وحلذر النعلل‬ ‫بالنعل – أصلها الوروبي نسخة هي مصورة طبق الصللل مللن طبقللة المفكريللن الوروبيللن تحمللل ململلح النسللخة‬ ‫الصلية التي نقلت عنها أي طبقة أهل الفكر في أوروبا‪.‬‬ ‫فالمفكر الشرقي والسلمي المقلد أخذ الخصائص من المفكر الوروبي عن طريللق الحتكللاك والترجمللة والتقليللد‬ ‫بالرغم من بعد الشقة وكونه غريبا عن الظروف الجتماعية التي كان يحيا فيها المفكر الغربي وبعدها عللن عصللره‬ ‫وتاريخه وغربتها تماما عن ثقافته ومعنوياته وسمات بيئته الجتماعية‪.‬‬ ‫هللؤلء المفكللرون المقلللدون ليللس لهللم سللند مللن عصللرهم أو مجتمعللاتهم أو ثقللافتهم ودون معرفللة بللالظروف‬ ‫الجتماعية والعصر التاريخي وأوضاع شعوبهم وأحوالهم أخللذوا خصيصللة واحللدة ملن خصائصلهم واحللدة فحسلب‬ ‫وعملو بها فأدت إلى نتيجة عكسية في كل مكان وذلك لن القضايا الجتماعية والقضايا العينية محلية ليست كلية‪.‬‬ ‫‪ -5‬المفكر المستنير‪:‬‬ ‫هو مفهوم فرعي أيضا نللابع مللن مفهللوم المفكللر الرئيسللي‪ . .‬يقللول د‪ .‬شللريعتي أن هللذا المفكللر المسللتنير ل هللو‬ ‫بالفيلسوف ول هو بالعالم ول بالكاتب ول بالفنان وهو متعصب ذو عي ذاتي يحس بروح عصره وحاجيات مجتمعلله‬ ‫‪21‬‬


‫وعنده رؤية ذات اتجاه محدد ولديه أيضا قيادة فكرية وهذا الوعي والرؤية وعي ورؤية خاصان يتحققان وينضللجان‬ ‫في مسيرة التجربة الجتماعية والعمل الثوري أفضل من تحققهما عن طريق الفكللار المجللردة الذهنيللة والدراسللة‬ ‫والطلع على المدارس الفلسفية والتخصصات العلمية لن حركة الفكر المستنير هي مواصلللة لحركللة النبيللاء فللي‬ ‫التاريخ أي أن المفكرين هم )هداة المة( وغالبا كانوا أميين في حين أن المثقفين هم النملاذج المواصلللة للحكمللاء‬ ‫والعلماء والدباء في التاريخ نماذج نضجبت ويمكن أن نرى بوضوح الشبه بين الرسالة والتجاه عند قللادة الحركللات‬ ‫التحررية الثورية المضادة للرجعية والستبداد والنهب والستعباد والتفرقة بين المم في العصر الخير وبين الرسللالة‬ ‫التاريخية لشخصيات مثل‪ :‬إبراهيم وموسى ومحمد ويمكن أن نرى التطابق الللبين بيللن أعمللال رجللال مثللل‪ :‬هيجللل‬ ‫وديكارت وكانت وهايدجر وقيمتهم الحقيقية والفكرية كممثلين للنتلجنزيا المعاصرية وبين النمط الفكري لشخاص‬ ‫من قبيل أرسطو وأفلطلون والكنلدي والغزاللي هلذا اللوعي والشلعور بالقيلادة هملا ميلزة المفكلر ليسلا بمعنلى‬ ‫)الزعامة والحكم( بل بمعنى منح الحركة والتجاه للمجتمع الذي يحمل المفكر تجللاهه مسللئولية فرديللة‪ :‬كلكللم راع‬ ‫وكلكم مسئول عن رعيته‪.‬‬ ‫‪ -6‬الحضارة الصلية )‪: (34‬‬ ‫لم يعط د‪ .‬شريعتي تعريفا لهذا المفهوم وإنما ضرب مثال واضحا على مفهومه وهي الحضارة الرومانية والحضللارة‬ ‫الساسانية وهما حضارتان نابعتان من أصل المجتمع فالرومان كانوا أصحاب تاريخ وثقافة متقدمة وأصيلة وحقيقية‬ ‫ونتيجة لهذا التقدم فقد كان العرب الغساسنة في الشام يقلدون الحضارة الرومانية ‪ ،‬وكان عرب الحيرة في العراق‬ ‫يقلدون أنماط الحياة الساسانية المتحضرة لكن بدخول السلم إلى قرية يثرب التي اعتبرها شريعتي منبع حضللارة‬ ‫بل وفي حالة فوران لنها استقلت فكريا وثقافيا ودينيا واعتمدت على ذاتها في صنع حضارتها الخاصة بها ذات اللون‬ ‫والطعم والمذاق الخاص بها وحدها وبالتالي نبغت وتفوقت على كل الحضارات التي كانت آنذاك لنها كللانت أصلليلة‬ ‫وذاتية وحقيقية‪.‬‬ ‫‪ -7‬الحضارة المقلدة )‪:(35‬‬ ‫على نفس النسق لم يقدم شريعتي تعريفا لهذا المصللطلح لكنلله فللي خضللم حللديثه عللن الحضللارة الصلليلة تنللاول‬ ‫عكسها الحضارة المقلدة وذكر بأنها النموذج الذي يستورد الحضللارة ملن الخللارج ثلم يقلوم بتجميعهلا وتركيبهللا دون‬ ‫جذور ودون استعداد ودون تغيير للتفكير والفكر وبدون إرساء هذه الحضارة على أسس وقواعد ثابته مللن أعمللاق‬ ‫ترابها الثقافي والتاريخي والقومي فهي ل تصير ذات حضارة وإنما تفرط في فرصة أن تكون يوما ما ذات حضارة‪.‬‬ ‫ويعطي مثال واضحا لذلك بنوعين من المجتمعات اللذين كانا يتوسطان الحضارة الساسانية والرومانية وهم العرب‬ ‫الغساسنة في الشام وعرب الحيرة في العراق فقد كانا يحسان بمركب النقص وبالتالي رد الفعل الطبيعي عندهم‬ ‫أن يعوضوا هذا النقص بالتقليد بل وبالفراط في التقليد حتى يطمئنوا إلى أنهم بلغو مستواهم‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫ثم يضرب مثل من تجربته الشخصية حول التقليد حتى في الملبس وفي مباهج ومفاخر الحضارة من دون استيعاب‬ ‫أو صناعة فيقول بأن إحدى زميلته اللتلي تعلملن فلي أمريكلا وجلدت أن النسلاء الوربيلات أكلثر أناقلةمن النسلاء‬ ‫المريكيات وعنللدما ذهبلت لطهللران وجللدت أن النسللاء الطهرانيللات أكللثر أنقللاة ملن الوربيللات وعنللدما ذهبللت إلللى‬ ‫محافظتها وجدت نساء محافظتها أكثر أناقة من الطهرانيات في العاصمة ورد عليها شريعتي بأنها لو ذهبت وتللوغلت‬ ‫أكثر إلى القرى والنجوع والكفور لرأت أن أولء اللتي أتين إلى طهران لعدة أيام واشتغلن خادمات أو طاهيات أكثر‬ ‫عصرية من المريكيات‪.‬‬ ‫‪ -8‬النمط الثقافي‪:‬‬ ‫وجد هذا المفهوم تعريفا عن شريعتي حيث قال "النمط الثقافي )‪ (36‬المقصود بهللا الللروح الغالبللة علللى مجموعللة‬ ‫معارف مجتمع ما وخصائصه وإحساساته وتقاليده ونظراته ومثله لنها كلها تحتوي على روح مشتركة يؤلف بينها كلها‬ ‫شكل يسمى الثقافة وكل إنسان يتنفس ويتغذى وينمو في هذا الجو الثقافي ومن هنا فإن معرفة ثقافة مجتمع مللا‬ ‫هي بمثابة معرفة حقيقية لبواطن ذلك المجتمع ونقاطه الحساسة وعواطفه‪ .‬فالنمط اليوناني لليونان نمط فلسفي‬ ‫والنمط الثقافي للرومان نمط فني وعسكري والنمط الثقافي للصين نمط صوفي "المقصود هنا الثقافة التاريخيللة"‬ ‫والهند ذات نمط ثقافي ديني أما النمط الثقافي عندنا فهو النمط الديني السلمي )‪.(37‬‬ ‫‪ -9‬الصالة‪:‬‬ ‫تعني بمفاهيم شريعتي "أن ذواتنا هي ذواتنا" ونحن من نختار ذواتنا ولنللا أذواقنللا الخاصللة بنللا ونحللن الللذين نقللوم‬ ‫بصناعة ملبسنا ونبني منازلنا ونحن من نختار ألواننا وزيناتنا والنماط الخاصة بنللا ونحللن مللن ننظللم الشللعر ونكتللب‬ ‫ونحن مؤمنين بأن كل هذه الشياء لنا ومن صنعنا‪.‬‬ ‫‪ -10‬الطبقة )‪: (38‬‬ ‫أعطى شريعتي تعريفا لهذا المفهوم فذكر بأن "الطبقة تكون ذات عمل خاص في المجتمع وتكون ذات لغة خاصة‬ ‫وملمح خاصة وروح خاصة وذوق خاص وآداب وفنون خاصة ومظهر حياة ونمط من التفكير خاصين بهللا‪ .‬ويضلليف‬ ‫الكاتب بقوله" عند دخول أية مدينة أو منطقة في بلد ما أنه في مكان خاص أو ناحية من المدينة جماعة أحيانلا ذات‬ ‫زي خاص ولغة خاصة ومرح خاص ومعبد وعلقات اجتماعية خاصة واحتفالت ووسائل لهو خاصة قد شكلت طبقة‬ ‫‪ ،‬والطبقة تتشكل على أسس قوانين معروفة في علللم الجتمللاع فهللي ل تتشللكل نتيجللة لدراسللة الكتللب ول نتيجللة‬ ‫للدعاية أو الذاعة أو الصحف أو الترجمة أو الخطابة والمحاضرات إذن كيف تتشكل؟ نتيجللة لظللروف عينيللة واقعيللة‬ ‫واحتياجات حقيقية موجودة وقائمة في المجتمع الذي تتشكل فيه"‪.‬‬ ‫هذه المفاهيم السابقة تشكل منظومة مترابطة ومتناسقة مع بعضها البعض بداية من المفهوم الرئيسللي والجللذري‬ ‫)المفكر( والمفاهيم النابعة منه كالمفكر الصيل وعكسه المقلد والمفكر المستنير ومفهوم الصللالة وهللي مفللاهيم‬ ‫ساقية تنتج عنها مفاهيم فرعية كالحضارة الصيلة وعكسها المقلدة ثم يأتي مفهللوم النمللط الثقللافي وهللو مشللتبك‬ ‫‪23‬‬


‫ومتداخل مع مفاهيم الطبقة والمفكر الصيل والمستنير والمسئول فمن كلان مفكللروه أصلللء ومسللتنيرون وأحللرار‬ ‫كانت حضارتهم حرة وأصيلة ومستقلة والعكس بالعكس‪.‬‬ ‫‪ -11‬جغرافية الكلمة)‪: (39‬‬ ‫هو مللن المفللاهيم الصلللية فللي كتابللات شللريعتي ويوضللح الكللاتب هللذا المفهللوم فيقللول "ينبغللي فصللل الكلمللات‬ ‫المطروحة في الميادين الفلسفية والعلميلة تماملا عملا يطلرح فلي الميلادين الجتماعيلة والسياسلية‪ .‬ففلي ميلدان‬ ‫الفلسفة والعمل تطرح حقيقة كلمة ما فيتلقونها بعينها ويزينوها بمعايير علمية ومنطقية وتجريبية ويطلقللون الحكللم‬ ‫بشأنها‪ :‬حق أو باطل أو منطقية أو غير منطقية ذات قيمة أو غير ذات قيمة‪.‬‬ ‫لكن في المجتمع والسياسة ‪ ،‬ينبغي أن تتدخل جغرافيتها أيضا في البحث والحكم تدخل مباشرا وإغفال هللذا المللر‬ ‫يؤدي إلى عواقب وخيمة ل تعالج وهناك أحكام علمية أفدح وأشللد ضللررا مللن الجهللل المطبللق والحكللام الجاهلللة‬ ‫وهذا بسبب أننا في طرح قضية فكرية في المجتمع نبحث فحسب في أسلوبها العلمي الصرف بينمللا ننسللي قرينتهللا‬ ‫الجغرافية أو الزمنية‪.‬‬ ‫وكثير من القضايا الجتماعية والدينية التي نطرحها اليوم نعجز عن إدراك مفهومها الواقعي لننا ننتزعها من جسدها‬ ‫الحي أي بيئتها الجتماعية وجوها الزماني وضمير المرحلة الللتي ظهللرت فيهللا وروحهللا وكلهللا جللزء ل ينفصللل منهللا‪.‬‬ ‫ويوضح د‪ .‬شريعتي مفهومه أكثر فيقول" اقصد بجغرافية الكلمة أنه يمكن معرفة صحة قضللية فلسللفية أوعلميللة أو‬ ‫أدبية أو بطلنها بمعايير المنطق والستدلل والتجربة"‪.‬‬ ‫لكن بالنسبة للقضية الجتماعية ينبغي أن تكون لدينا معلومات عن زمانها ومكانها ثم نقر في شأنها لنه في العلللوم‬ ‫تكون القضايا إما صحيحة أو غير صحيحة لكن في المجتمع والسياسة ليلس الملر بهلذه البسلاطة لن كلل القضلايا‬ ‫الجتماعية ذات ارتباط وثيق ورابطة علية متقابلة وتأثر مقترنان ل يتجنبلان وكلل هلذه المعلايير الخارجيلة والقضلايا‬ ‫اللتزامية ينبغي أن تتدخل مباشرة في الحكم عليها لنه أحيانللا تكللون قضللية مللا صللحيحة فللي حللد ذاتهللا ومنطقيللة‬ ‫ومعقولة وذات قيمة ويكون طرحها في أرضية معينة وفي زمان معين مرضا وانحرافا وتصير فسادا وكارثللة وعلللى‬ ‫العكس تكون قضية ما خرافة في حد ذاتها ول منطق لها وغير صحيحة من وجهة نظر الواقع الفلسفي والعلمي أو‬ ‫الفني والدبي بل وتكون قبيحة ومبتذلة قد تكون في أرضية معينة وفي زمللن معيللن عللامل أيجابيللا‪ .‬بنللاء وتركيللزي‬ ‫على هذا الموضوع اكثر بسبب أنه يمكن فهم كل القضايا الفكرية والجتماعية والسياسية والتاريخية وما هو مطروح‬ ‫في الشرق والغرب بالنتباه إلى هذا الموضوع ليس هذا فحسب بللل وفهللم الرسللالة الجتماعيللة للمفكريللن الللذين‬ ‫يطرحون قضايا في مجتمعللاتهم وينطلقللون منهللا أو يواجهللون القضللايا الللتي تطللرح ويطرحهللا غيرهللم وعليهللم أن‬ ‫يعرفونها جيدا يتخذون منها موقفا صحيحا فمن ناحية من الضللروري معرفللة هللذه النقطللة لن غفلتنللا عمللا أسللمية‬ ‫جغرافية الكلمة ترك ميدان المجتمع خاليا ودون عقبات أمام الستعمار المحتال الخللبير فللي الغللرب لكللي يسللتطيع‬ ‫بطرح ما هو قابل للرد من الناحية الفلسفية والعلمية والدبية والفنية أن يحول دون ما ينبغي طرحه بالفعل )‪.(40‬‬

‫‪24‬‬


‫وفي هذه العبة وبسبب اننا فقط لم نكلن واعيللن بالقضلية القائلللة لكلل مقلام مقلال ولكلل موضلوع مقلام "يؤكلد‬ ‫شريعتي على" أنه ل ينبغي أن تخدعنا الكلمات واللفاظ الحرية ‪ ،‬الشعب ‪ ،‬حكم الجماهير ‪ ،‬أصوات كل أفراد المللة‬ ‫‪ ،‬النتخاب الديمقراطي وكلمات من هذا القبيل ينبغي فقط أن تعطى معاني فللي ظرفهللا الزمللاني والمكللاني لنهللا‬ ‫تأخذ معاني في هذه الظروف وهذه الكلمات بشكل مطلق ومجرد ل يمكن أن تعطللي أي معنللى وهللذه الكلمللات‬ ‫تأخذ الشكل والحساس والتجاه في المجتمع وفي الظروف العينية والواقعيللة للمجتمللع وهللي فللي كللل جغرافيللا‬ ‫سياسية واجتماعية ذات معاني خاصة وتأثير خاص أنهللا غيللر مفللاهيم مللن قبيللل كرويللة الرض ومركزيللة الشللمس‬ ‫والدورة الدموية وهذا القبيل من المصطلحات العلمية التي هي في كللل مكللان وفللي كللل وقللت ذات معللاني ثابتللة‬ ‫ومحدودة‪ .‬ومن هنا فإن ما يثمر نتائج عظيمة جدا وراقية في مجتمع ما ل يحمل في ثناياه بالنسبة لمجتمللع آخلر إل‬ ‫الخراب والضعف وتكون نتيجته شؤما وضررا على هذا المجتمع )‪.(41‬‬ ‫‪ -12‬العلموية‪:‬‬ ‫عرف شريعتي المفهوم بقوله "تعني المدرسة الفكرية التي تعتقد أن كل ما يقللوله العلللم هللو الصللحيح والحقيقللي‬ ‫وكل معرفة تتأتى عن طريق العلم ليست من العلوم البحتة الدقيقة وغير جديرة بالثفة‪ .‬ومن ثم فحين نقول العلللم‬ ‫أي المعرفة فإنما نعني المعرفة الخاصة التي تتأتي عن طريلق خلاص والمعرفللة الللتي تعتملد علللى عللالم الملادة‬ ‫والمحسوسات‪ .‬العلم في هذا العالم هو علم المادة المحسوس سواء تناول الطبيعة" علللم الفيزيللاء ‪ ،‬أو الحيللوان‬ ‫والنبات " علم وظائف العضاء وعلم الحياء أو النفس وظواهرها التي يمكن تحليلها وإجللراء التجللارب عليهللا علللم‬ ‫النفس وعلم التحليل النفسي – ل علم النفس القديم الذي كان يتناول الروح وعدم تجردها أوبقائها وزوالها"‪.‬‬ ‫ومن هنا فإن مجال هذا العلم مجال مادي وعيني والمعلومات التي تتأتى عن طريقه معلومات تعد مللن العلللم أمللا‬ ‫العلوم التي تتأتي عن طريق الحاسيس مثل العلوم الفنية والعمل الدبية وما يتأتى عن طريللق الشللراق واللهللام‬ ‫مثل الدين والعلوم العرفانية والصوفية اللهامية والشراقية فهي ليست من العلم في شئ لنها ل يمكن أن تخضللع‬ ‫للتحليل الدقيق والدراك الحسي والمشاهدة العينية ولنها غير قابلة للتحليل الدقيق المعملللي‪ .‬وفللي نظللر العلللم ل‬ ‫يمكن الطمئنان إليها والعتماد عليها ومن ثم تعني العلموية تقديس العلم بمعناه الخللاص فمللا يتللأتى عللن طريللق‬ ‫جدير بالثقة وما ل يتأتى عن طريقه مردود أو على القل معرض للشك قضللايا مللا وراء الطبيعللة والللدين والغيبيللات‬ ‫والقضايا الخلقية والنسانية ل يمكن قبول شئ منها اللهللم إل ذلللك القللدر الللذي يمكللن تحليللله عللن طريللق العلللم‬ ‫ووضعه موضع الفحص العلمي والمنطقي والعقلي والمشاهدة والتجرية والستدلل والستقراء‪.‬‬ ‫‪ -13‬العلموية المنحرفة )‪:(42‬‬ ‫لم يحدد شريعتي تعريفا لهذا المفهوم لكنه أشار من بعيد فللذكر "أنلله فللي ذات الللوقت نللرى أن الماديللة والعلمويللة‬ ‫هاتين وأن معاداة الدين وحصر الحياة البشرية في إطار النفع القتصادي وذلك المبدأ الذي يجعلنا نضع العلللم فللي‬ ‫خدمة الحياة المادية أي النتاج والستهلك فحسب"‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫فالعلم صار أسيركهنوت القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين أي الصناعة والرأسمالية كما كللان سابقاأسلليرا‬ ‫في خدمة الكنيسة والكهنوت الكاثوليكي كللل هللذه المللور تعتللبر انحرافللا لكللن لهللم الحللق فيمللا يفعلللون فمنشللأه‬ ‫عصرهم وهو طبيعي عندهم‪.‬‬ ‫نلحظ أن مفهوم العلمويللة ملن المفلاهيم الساسللية والرئيسللية ويتفللرع منلله مفهللوم العلمويللة المنحرفللة وهللذان‬ ‫المفهومان مرتبطان بمفهوم المفكر الصيل لنه في البيئة الوروبية كانت العلموية نتاجا للمفكللر الوروبللي الصلليل‬ ‫بالضافة إلى ارتباط المفهوم بمفهوم جغرافية الكلمة فمفهوم العلمويللة ربمللا يعللد صللالحا فللي أوروبللا لكنلله ضللار‬ ‫بالنسبة للعالم السلمي الذي يمتزج فيه المادة بالروح والنقل بالعقل ونجد التلحم والترابط بين المفاهيم السابقة‬ ‫بشكل أو بآخر‪.‬‬ ‫‪ -14‬الحضارة )‪: (43‬‬ ‫هي مرحلة سامية من النضج الثقافي والمعنوي في المجتمع وتربية الروح الفردية النسانية وتهذيبها والتسامي بهللا‪.‬‬ ‫ومن أجل تحويل نصف بدائي إلى عصري تماما يكفي عدة ساعات أما من أجل تحويله إلى متحضر فهذا يحتاج إلى‬ ‫أيديولوجية وخطط ومشروعات وعمل وتضحية وتحمل وصبر وألم ورياضة وتغير في الصول والمبادئ الجتماعيللة‬ ‫وثورة فكرية وعقائدية وتغيير للقيم والمبادئ والوصول إلى رؤية كونية متفتحة ومتطورة أو في كلمة واحدة تحتللاج‬ ‫إلى‪ :‬ثورة أيديولوجية‪ .‬الحضارة ليمكن أن توجد في الستهلك والمظهر والكماليات بل توجللد فللي الرؤيللة والفكللر‬ ‫والرؤية الكونية ودرجة التهذيب وعمق الساس والعلقات النسانية والخلقية ونظام القيم وقللوة الثقافللة وغناهللا‬ ‫والدين والفن والستعداد للخلق والتحليل والختيار والقتباس‪.‬‬ ‫الحضارة نوع من الفوران والتحرر من التقليد والوصول إلى حدود الخلقية والتمييز المستقل‪ .‬الحضارة تعني حراثة‬ ‫الرض وتسميدها ومدها بالمياه ثم بذر البذور ورعايتها وتطعيم النبات ومقاومة الفات‪ .‬ثم يللأتي النمللو لجللدال أن‬ ‫الشجرة التي تنمو على هذا المنوال تستغرق ثلث سنوات أو أربع وتحتاج إلللى كللدح وعمللل متواصللل وصللبر وإرادة‬ ‫وذكاء واستعداد لكن السبيل الوحيد هو هذا‪ .‬إن الحضارة المستوردة الستهلكية ليست حضارة لكنها سوق‪.‬‬

‫ب‪ -‬العبارات المرجعية في فكرة "المفكر ومسئوليته في المجتمع"‬ ‫‪ -1‬من الممكن أن يكون أحد ما يفكر بانطلق وسعة أفق بينما يزاول في المجتمللع عمل بللدنيا أو يللدويا ومللع ذلللك‬ ‫يحسن الفهم وعلى العكس تماما من ذلك الذي يزاول عمل عقليا أساسه فكري فهو بمقتضى ذلك من طبقة أهللل‬ ‫الفكر لكنه ليس مفكرا‪) .‬مقولة تصنيفية تفسيرية(‬ ‫‪ -2‬من السف أنه في بعض طوائفنا تكتسب آراء المتدينين غير المتخصصين والجهال قوة أكللثر ممللا لراء العلمللاء‬ ‫الكبار والمجتهدين‪) .‬مقولة اجمالية(‬ ‫‪ -3‬في علم الجتماع نلتقي بقضية فحواها أن حقيقة ما قد تكون صادقة ومنطقية تماملا ‪ ،‬لكنهللا قللد تكللون مضللرة‬ ‫تماما وكارثة وقبيحة وباطلة في ظل ظروف اجتماعية أخرى‪) .‬مقولة اجمالية(‬

‫‪26‬‬


‫‪ -4‬مقاومة الدين في المجتمعات السلمية وحتى غير السلمية كانت أولي ثماره وأسرعها وأفللدحها هللي تحطيللم‬ ‫السد الذي كان يقف حائل في وجه النفوذ المبريالي ونفوذ الستعمار القتصادي ونفوذ فلسللفة السللتهلك وغلبتهللا‬ ‫والنحطاط الفكري والنحراف وما اليه من أنواع الغزو الذي بليت به المجتمعات الشرقية‪) .‬مقولة تفسيرية(‬ ‫‪ -5‬يستشهد بمقولة المام محمد عبده عن نسبية الحقائق الجتماعية ونبذ الدين في أوروبا ونتائجه ونبذ الللدين فللي‬ ‫عالمنا السلمي ونتائجه‪.‬‬ ‫‪ -6‬هناك كلم يصح في مكان ما لكنه يكون باطل في مكان آخر ‪ ،‬وهناك عامل ما ومدرسللة فكريللة مللا أثمللرا فللي‬ ‫مكان ما حرية ووحدة ‪ ،‬لكنها في مكان آخر يطرحان ملن أجللل القضللاء عللى الحريلة ومللن أجللل الفنلاء‪) .‬مقولللة‬ ‫إجمالية جوامع الكلم(‬ ‫‪ -7‬يستشهد بمقولة كلودبرنار عن شدة تقديسه العلم وايمانه بالمحسوسات فقط‪.‬‬ ‫‪ -8‬إن الحضارة والثقافة بضاعة ل تصدر ول تستورد‪ .‬ليست الحضارة والثقافة هي الراديو والتلفزيون والثلجة تنقل‬ ‫من هناك إلى هنا ثم توصل بالكهرباء فتعمل‪ .‬الحضارة والثقافة توجدان بإعداد الرض والعمل فيها بصبر ودراسللة‬ ‫ووعي ومعرفة‪ .‬بتغيير النسان وتغيير الفكر مع معرفة أرضية المكان الذي نعيش فيه وجوه‪) .‬مقولة تفسيرية(‬ ‫‪ -9‬إن المجتمعات التي تستورد الحضارة من الخارج ثم تقلوم بتجميعهلا وتركيبهلا دون جلذور ودون اسلتعداد ودون‬ ‫تغير للتفكير والفكر وبدون إرساء هذه الحضارة على أسس وقواعد ثابتللة مللن أعمللاق ترابهللا الثقللافي والتللاريخي‬ ‫والقومي ‪ ،‬ل تصير ذات حضارة ليس هذا فحسب لكنها تفرط في فرصللة أن تكللون يومللا مللا ذات حضللارة‪) .‬مقولللة‬ ‫تفسيرية(‬ ‫‪ -10‬ل يمكن أن يوجد المفكر أبدا عن طريق الترجمة والنسخ والتقليد يمكن أن يظهللر متعلللم أو طللبيب أو مهنللدس‬ ‫معمار لكن ل يوجد مفكر‪) .‬مقولة جوامع الكلم(‬ ‫‪ -11‬يستشهد بقطعة من كتاب سارتر عن المنبوذين في الرض وكيفية صناعة المفكر الشرقي في الغرب‪.‬‬ ‫‪ -12‬يستشهد بتحليل سورديل عن نظرية الصراع وكيف تم فقد الذات وتفريغها من قبل الوروبييللن وبالتلالي شللعور‬ ‫بالنقص والحاجة‪.‬‬ ‫‪ -13‬إن مسئولية المفكر في زمانه هي القيام بالنبوة في مجتمعه حين ل يكون نبيللا ونقللل الرسللالة إلللى الجمللاهير‬ ‫ومواصلة النداء نداء الوعي والخلص والنقاذ فللي آذان الجمللاهير الصللماء الللتي أصلليبت بللالوقر‪) .‬مقولللة اجماليللة‬ ‫تفسيرية(‬ ‫‪ -14‬أعظم مسئوليات المفكر في مجتمعه هي أن يجد السبب الساسللي والحقيقللي لنحطللاط المجتمللع ويكتشللف‬ ‫السبب الساسي للركود والتأخر والمأساه بالنسبة لمواطنه وجنسه وبيئته‪) .‬مقولة تفسيرية(‬ ‫‪ -15‬إن وجود الفقر ل يسبب الحركة لكن الحساس بالفقر هو الذي يسببها‪) .‬مقولة إجمالية تفسيرية(‬ ‫‪ -16‬ينبغي للمفكر أن يكون ذا حضور في عمق ضمير السواد العظم من مجتمعه‪) .‬إجمالية(‬ ‫‪ -17‬الجماهير في حاجة إلى الوعي ‪ ،‬أما المفكر عندنا فهو في حاجة إلى اليمان‪) .‬مقولة إجمالية(‬ ‫‪ -18‬إن المفكر هو من يملك رؤية نقدية‪) .‬مقولة إجمالية( )جوامع الكلم(‬ ‫‪ -19‬ما الذي ينبغي عمله في مجتمع أعمللى ومشلللول ومتحجللر فللي قللوالب روحيللة واجتماعيللة منحطللة؟! )مقولللة‬ ‫إجمالية(‬ ‫‪27‬‬


‫‪ -20‬إن العصرية عن طريق التقليد تتحقق بسرعة لكن الحضللارة علللى عكسللها تمامللا نللوع مللن الفللوران الللداخلي‬ ‫والتحرر من التقليد والوصول على حدود الخلقية والتميز المستقل‪) .‬مقولة تفسيرية(‬ ‫‪ -21‬في العلم ينبغي النظر إلى القول ل إلى القائل لكن في السياسة ينبغي النظر أول إلى القائل ثم إلى القول‪.‬‬ ‫‪ -22‬إن كل المذاهب في التاريخ تخضع أساسا للفعال وردود الفعال‪.‬‬ ‫يحشد د‪ .‬شريعتي عبارات متنوعة ومختلفة فحين يتحدث عن المفكر ومسئولياته نراه يسللتخدم العبللارات التفسلليرية‬ ‫والتصنيفية والجامعة وعندما يتناول قضية نسبية الحقائق الجتماعية يستخدم العبارات التفسيرية والجمالية‪.‬‬ ‫يستند كاتبنا في مصادره ومراجعه التي تمثل شبكة إسناداته المرجعيلة مختللف العللوم والمعلارف فملرة يستشلهد‬ ‫بمقولت فلسفية أو فكرية وأخرى يسرد كلما من كاتب أو مفكر غربي وثالثة يتحدث بلسان عالم الجتماع ثم يعلود‬ ‫للتاريخ فيتخذه كشاهد على الواقع أو كحادثة ينبغي التعاظ منها وهكذا نرى التنوع والختلف والتمللايز فللي شللبكة‬ ‫إسنادات مفكرنا مما يدل على غزارة علمه ومعرفته‪.‬‬

‫ج‪ -‬أنواع الحجج في فكرة "المفكر ومسئوليته في المجتمع"‬ ‫يتراوح استخدام كاتبنا للحجج من منطقية إلى لغوية إلى تاريخية إلى واقعية ومرة نجد التداخل واضحا بين التاريخية‬ ‫والواقعية أو بين النمطقية والواقعية والتاريخية بشكل يصعب معه نوعا ما فصل الحجج عن بعضها البعض‪.‬‬ ‫‪ -1‬الحجج المنطقية‪:‬‬ ‫ في بداية حديثه عن المفكر ومسئوليته في المجتمع يستخدم الكاتب جمل منطقية ليشير إلى أن أي مفكر عليه أن‬‫يعلم أية خصائص تميزه وأية ظروف تاريخية واجتماعية نشأ؟ وما الطريق الذي ينبغي له أن يسلكه‪.‬‬ ‫ عندما يتحدث عن خصائص المفكرين في القرن السابع عشللر الوروبللي ومنهللا خصيصللة اللدينيللة فيسللرد حجتلله‬‫المبينة على أن أوروبا نحت الدين جانبا فأصبحت هناك فئة مللن المفكريللن تسللمى اللدينيللن ظهللروا نتيجللة للتشللدد‬ ‫والتردي والفساد والقهر والقمع الذي كانت تمارسه الكنيسة آنذاك وانطلقت أوروبا اليازدهارها ونمائها بعد التخلص‬ ‫من سيطرت الكنيسة‪.‬‬ ‫ ما فعله المفكرون السلميون أو الشرقيون الذين بهروا بالحضارة الغربية وشاهدوا ثمارها فقاموا هم بمحاولت‬‫تنحية الدين جانبا لكنهم لم يحققوا التقدم الللذي تحقللق فلي أوروبلا بلل العكلس تماملا كلانت الثملار زيلادة للنفلوذ‬ ‫الستعمار وللستهلك والنحطاط الفكري والنحراف والضعف الذي منيت به البلد السلمية‪.‬‬ ‫ يفسر ما حدث في أوروبا والمادية الشديدة التي طغت هناك نتيجللة لنلله عنللد الفللراط فللي الروحانيللات يظهللر رد‬‫الفعل المادي ويحدث التوجه من الروحانيات إلى الماديات ويغرقون فيها‪.‬‬ ‫ عند حديثه عن المفكر الصيل والمقلد يذكر كيف أن المفكرين الوروبييللن ظهللرت خصائصللهم بنللاء علللى أسللاس‬‫ملمح مجتمعاتهم وتاريخها وأحوال المجتمع الذي كانوا يعيشون فيلله وهللذه السللمات ظهلرت بشللكل طلبيعي فللي‬ ‫مجتمعها هناك لكن مفكرينا الشرقيين تجاوزوا كللل ذلللك وأصللبحوا نسللخة هللي مصللورة طبللق الصللل مللن طبقللة‬ ‫المفكرين الوروبيين‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫ يضرب مثال منطقيا حول بستاني )والمعنى المقصودبالطبع المفكر( ل يفهم في نوع الشجار أو احتياجللات النبللات‬‫أو ظروف المنا خ والطقس وينظر لحديقة جاره ويراهللا مثمللرة عللامرة فيللذهب لجللاره ويشللتري أشللجاره المثمللرة‬ ‫ويغرسها في أرضه ويرى أرضه وقد أضحت شبه حديقة فمن المستقيد من هذا البيع والشراء؟!‬ ‫ يضرب مثل حول انتزاع قضية اجتماعية أو دينية من جسدها الحي أي بيئتها وجوها الزماني وضمير المرحلللة الللتي‬‫ظهرت فيها وروحها فيتحللدث عللن ظللاهرة اطلق اللحللي فللإذا جللردت مللن جوهللا الجتمللاعي مللاذا سللتعطي مللن‬ ‫معاني؟! فمثل إطلق اللحي في جونللا الجتمللاعي التقليللدي السلللمي يجللد مفهومللا دينيللا ومقدسللا وفللي أمريكللا‬ ‫اللتينية يجد معنى ثوريا وفي أمريكا الشمالية وأوروبا يعبر عن معنى فلسفي وتمرد وعصلليان لكللن إذا جردنللا هللذ‬ ‫الظاهرة من جوها الجتماعي وسياقها الزماني فسوف نخرج باستدللت متشابهة وضللرب مثل حللول اللحللي الللتي‬ ‫يربيها أنصار كاسترو فهي تحمل معاني سياسية وطبقيللة وأيديولوجيللة واتجللاه معللاد للمبرياليللة ولمريكللا ويسللارية‬ ‫وثورية ومعارضة للحرب في فيتنام‪ .‬لكن هل هي نفس اللحي التي يظهر بها القساوسة المعللاديين لكاسللترو هللل‬ ‫لها نفس المدلول؟!‬ ‫‪ -2‬الحجج التاريخية‪:‬‬ ‫ أعطى شريعتي سردا تاريخيا عندما تناول تشكيل طبقة أهل الفكر في أوروبا وكيف تكونت وتركبت والفللرق بيللن‬‫العلماء غير الدينين والعلماء الدينين وكيف تبلور كل المفهومين‪.‬‬ ‫ عدم نيته عن تشكل طبقة المفكرين في مواجهة علماء الدين في القرون الوسطى ولماذا حدث هللذا النشللطار‪:‬‬‫علماء دين وعلماء ل دينين‪.‬‬ ‫ عندما يتناول قضية الحضارات الصيلة والحضارات المقلدة يذكر الحضللارة الساسللانية والكمينيللة والشللكانية فللي‬‫إيران والحضارة الرومانية المسيحية في الناضول وكيف كانت تقع وسط هاتين الحضارتين حضارة أخرى مقلدة أو‬ ‫شبه حضارة هم العرب الغساسنة الذين كانوا يقلدون الرومان وغرب أهل الحيللرة المقلللدين للحضللارة الساسللانية‬ ‫في إيران‪.‬‬ ‫ يعطي نموذج واضح للحضارة الصيلة كيف نبعت وكيف ازدهرت وهي الحضارة التي كانت في بداية تشللكلها فللي‬‫يثرب واستطاعتهم غزو الحضارات المجاورة واستيعابها‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحجج الواقعية‪:‬‬ ‫ عند حديثه عن الفعل ورد الفعل وحياة الماديات ثم حياة الروحانيللات كللرد فعلل للغللراض فلي الماديلات ثلم رد‬‫الفعل فجأة والفراط في الروحانيات يذكر المثل الصيني الذي كان غارقا في الماديات والفخامة والترف ثم تحللول‬ ‫إلى مجتمع ينبذ المادة ويكره الطبيعة ويزدري المجتمع وهذا على يد حركة )التاوية(‪ . . .‬وما حدث في أوروبا عندما‬ ‫كانت الحضارة الرومانية القديمة غارقة في تقديس القوة والوحشية والرغبة في النتقام والتلذذ بقتل البشر جللاءت‬ ‫المسيحية لتنادي بالمحبة والبساطة والتسامح والعفو وبالتالي كانت كرد فعل للمادية في العصر الروماني‪.‬‬ ‫ يذكر كيف أن ملوك الغساسنة كانوا يتشبهون بالرستقراطية الرومانية ويشربون مثلهم ويجلسون للحتفالت مثلهم‬‫وكان أمير الحيرة أيضا يقلد قصور الملك الساساني‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫ يتحدث عن حادثة وقعت له عندما غادرت إحدى زميلته أمريكا واتجهت لوروبا فوجدت أن النساء في أوروبا أكللثر‬‫أناقة من المريكيات ثم عندما توجهت إلى طهران العاصمة وجللدت أن النسللاء الطهرانيللات اكللثر أناقللة مللن النسللاء‬ ‫الوروبيات وعند ذهابها إلى محافظتها رأت أقلية عصرية من نساء تلك المحافظة أشد أناقلة ملن الطهرانيلات فقلال‬ ‫لها د‪ .‬شريعتي إنك لو ذهبت أكثر إلى القرى لوجدت أولء الفتيات القرويات الئي يعملن كخادمات أو طاهيللات فللي‬ ‫طهران هن أكثر أناقة من المريكيات‪ . . .‬وهوبهذا المثل يدلل على أن النسان المتحضر والنسان العصللري المقلللد‬ ‫المستهلك الخاوي ذهنيا وقيميا والمفرغ من ذاته والذي يشعر بنقص نفسي وهللاجس بالتللأخر فيضللطر للتقليللد بللل‬ ‫والفراط في التقليد‪.‬‬ ‫ عندما يستشهد بكتاب جان بول سارتر )المنبوذون في الرض( وكيف يصللنع المفكللر الشللرقي فللي الغللرب ويللردد‬‫الكلمات والمفاهيم الغربية دون وعي أو فهم‪.‬‬ ‫‪ -4‬الحجج اللغوية‪:‬‬ ‫ عند حديثه في البداية عن معنى كلمة المفكر وكيف مسخ المفهوم وقلب ولم يتم تعريفه بشللكل دقيللق‪ .‬ويعطللي‬‫شريعتي تعريفا للمفكر بمعناه الصللطلحي والمفكللر بمعنللاه اللفظللي ويصللحح بعللض الترجمللة الللتي نقلللت إلللى‬ ‫الفارسية من النجليزية ويعطيها معاني مختلفة‪.‬‬ ‫ عندما يتحدث عن مفهوم العلموية المنحرفة وكيف صار العلللم أسللير كهنللوت القللرن الثللامن عشللر والتاسللع عشللر‬‫والعشرين أي الصناعة الرأسمالية وأطلق عليها لفظ )السكولسية الجديدة(‪.‬‬ ‫يمكن إجمال المسكوت عنه في الفكرتين اللتين طرحتا سابقا وهي العودة إلى الذات والمفكر المسئول في ثلثللة‬ ‫أمور‪:‬‬ ‫‪ -1‬الموقف من التراث‪ -2 .‬الموقف من الغرب‪-3 .‬الموقف من الواقع‪.‬‬ ‫‪ -1‬الموقف من التراث )‪:(44‬‬ ‫هو الموقف النقدي الذي يريد إزالة ما ران على دين السلم من تشوهات وانحرافات والتذكير بللأن مللا هللو موجللود‬ ‫في بطون الكتب التي تدرس باسم السلم شئ وما في كتاب السلللم "القللرآن" شللئ آخللر ‪ ،‬وكللان يللرى ضللرورة‬ ‫إعادة النظر في جميع الموائد المسمومة التي يطعمونها لنا باسم الدين والثفافة والتاريخ )‪ (45‬لكللن هللذا الموقللف‬ ‫ليس هو هدم الدين وأصول فالصلح الديني في السلم ل يعني أبدا إعادة النظر في أصل الدين بل يعني العودة‬ ‫إلى السلم الصيل ومعرفة حقيقية لروح السلم الثوري )‪ (46‬الواقعي الول‪.‬‬ ‫‪ -2‬الموقف من الغرب)‪: (47‬‬ ‫اتخذ شريعتي اتجاها مستقل ومتميزا من الحضارة الغربية فهو لم ينبهر بها ويعجب لدرجة الدعوة إلى احتذائها ولم‬ ‫يكفرها أو يغمض عينيه عن ايجابياتها )‪ (48‬فنراه يهاجم الرأسمالية والمادية والستعمار وفي ذات الللوقت حريللص‬ ‫على الخصوصية الحضارية والثقافية والجتماعية لكنهللا خصوصللية متفاعلللة وليسللت خصوصللية منغلقللة علللى ذاتهللا‬ ‫‪30‬‬


‫بالضافة إلى إحساسه وتنظيراته عن التميز الجغرافي والثقافي والجتماعي والديني والتاريخي ومن هنا فقد كللان‬ ‫هدفه تحقيق الستقلل الحضاري وخلع التبعية‪.‬‬ ‫‪ -3‬الموقف من الواقع)‪: (49‬‬ ‫وجه شريعتي سهام النقد إلى واقعة بشده انتقد ما أسماه الدين الممسو خ والسلم الذي حول إلى دكان للرتللزاق‬ ‫ووسيلة للحتراف كما أدخل فقه الواقع كمنهج صارم في محاكمة الفكار والرؤى وصوابها أو خطأها ومنلله انطلللق‬ ‫في تقييم دور الدين الحالي ودعا إلى إدراك المرحلة الزمنية واللحظة التاريخية والجغرافية‪.‬‬

‫د‪ -‬القراءة الفاعلة‪:‬‬ ‫ل يستطيع قاريء علي شريعتي المفكلر اليرانلي الصللحي أن يحلدد بوضللوح ملوقعه الفكللري عللي الرغللم ملن‬ ‫إسهاماته العميقة في تجديد النظرة إلى الدين وهو كأي مفكر إشكالي لديه رؤي متعارضة وثنائيللات صلعبة فرضللها‬ ‫المشهد السياسي والثقافي في لحظة تاريخية هي حقبة الخمسينات والستينات من القللرن العشللرين الللتي تعللددت‬ ‫فيها اليديولوجيات والتيارات الحزبيلة وانتعشلت التيلارات اليسللارية والشليوعية وحركلات التحلرر اللوطني فلي آسليا‬ ‫وأفريقيا وظهرت إزائها محاولت لسترداد الهويات القومية والوطنية من جهللة والهويللة السلللمية مللن جهللة أخللري‪.‬‬ ‫وبعد أكثر من ربع قرن من غيابه تلحقت التطورات والخفاقات والرتكاسات الفكريللة وانقلبللت التيللارات والحللزاب‬ ‫علي نفسها وانحسرت موجات التحرر الوطني وارتفع صوت الوحدة وصوت المغاله علي صوت العتللدال وأضللحت‬ ‫الصورة أكثر تداخل وقتامة‪ .‬وبهذا ازدادت مقاربة أفكار شريعتي صعوبة لكنها اغتنت مع ذلك بللدللت جديللدة وعللبر‬ ‫مفيدة )‪.(50‬‬ ‫من مفارقات هذا الرجل أن الثورة اليرانية التي عبدت مؤلفاته طريقها باعتراف قللادة الثللورة انفسللهم مللالبتث بعللد‬ ‫انتصارها وتسلمها زمام الدولة ومقاليد السلطة أن أدارت له ظهرها أو قللدمته إلللى أجيللال مابعللد الثللورة بكللثير مللن‬ ‫التردد والتوجس لن قراءته ثانية ستكشف ل محاله عن اختللت في إيقاعللات الثللورة أو الدولللة‪ .‬ويمثللل شللريعتي‬ ‫الذي كان يواظب علي محاضراته في حسينية الرشاد آلف الطلبللة الجللامعيين اليرانييللن بإشللكالياته الفكريللة الللتي‬ ‫أثارت حفيظة الطبقة الدينية التقليدية وغضب السلطةالشاهنشاهية‪ .‬مظهرا مللن مظللاهر أزمللة المصللالحة العسلليرة‬ ‫بين العناصر المتنافرة في المجتمع اليراني الذي كانت تجليات النماط السلوكية التغريبية والفكار التحديثية متزامنه‬ ‫مع ذيوع المقولت اليسارية والشيوعية ذات المنحي الكفاحي اليديولوجي من جهة ومن جهة أخللري عمللق الهويللة‬ ‫الشيعية اليرانية في نفوس العامة وفي أركان المؤسسة الدينية التقليدية‪.‬‬ ‫في ضوء هذا المسعي التصالحي حث شريعتي علي ضرورة اقتباس التجارب الغربية وتوظيف الوسللائل العلميللة‬ ‫كالتلفزيون والمسرح والسينما في شون الحياة الجتماعيللة والقتصللادية والعلميللة دون المسللاس أو التعللارض مللع‬ ‫الدين بل لقد رأي أن هذه الوسائل تخدم الدين وتسللاعد علللي نشللر الفكللار والعقائللد والثقافللة السلللمية ويصللف‬

‫‪31‬‬


‫شريعتي هذه المصالحة بأنها حضارية راقية تعبرعن التقليد بشكله اليجابي الواعي أما التقليد الذي يستحق الدانلله‬ ‫والشجب في نظره فهو التقليد العمي‪.‬‬ ‫لتزال تعيش معنا بعض الفكار التي خلفها شريعتي المختصة بقضايا الهوية والخصوصللية الثقافيللة والفكريللة )‪(51‬‬ ‫ومفاهيم جغرافية الكلمة ونيل الستقلل الحضاري )‪ (52‬لمتنا العربية والسلمية‪ .‬فلقد بات واضحا أننا أصبحنا مللع‬ ‫مختلف شعوب الرض في دائرة تأثير العولمة حيث تتراجع الخصوصيات الثقافية وتتهللدد الهويللات الحضللارية بسللبب‬ ‫التشابه في النهج القتصادي)اقتصاد السوق(والتماثل في تكنولوجيا النتاج كما وبسبب الميلل الواضللح للتشلابه فلي‬ ‫أنماط العيللش والسللتهلك والنللزوع المتزايللد إلللى تنميللط الذواق والمعللايير والللرؤي الجمللاليه ونشللرها وتعميمهلا‬ ‫لمصلحة القيم الثقافية الغربية والمريكية منها بشكل خاص )‪.(53‬‬ ‫إن الهوية يمكن أن تكون مركبه ومفتوحة ومرنة وقابلة لعادة التشكل وهي مرهونة بقللدرة المجتمللع عللي تللامين‬ ‫الشباع الضروري للحاجات الثقافية والجمالية والروحية لفراده وإعاده صياغتها بما يتوافق مللع المهللام المطروحللة‬ ‫ويستجيب للحاجات المتجدده‪.‬‬ ‫إن المشروع الثقافي الغربي في عصر العولمة قد أصبح في عهد المبراطوريات السمعية البصرية بمللا تملكلله مللن‬ ‫نفوذ وإمكانيات وسلطه تمكنها من تقديم مادتها العلمية للمتلقي في قالب مشوق يجذب النتباه فمواجهة العولمة‬ ‫الثقافية ل تقتصرعلي مؤسسات الدولة الرسمية فقط بل إن نجاعتها تشترط امتللدادها لتطللال المثقفيللن والمهتميللن‬ ‫بالشأن العام ومنظمات المجتمع المللدني المعنيلة بشلؤن الثقافللة والمجتملع‪ .‬وكللي تكللون مواجهلة الثللار الثقافيلة‬ ‫للعولمة اعتمادا علي الخصوصية الثقافية مجدية وفعالة فقد ميز شريعتي بين نوعين مللن الخصوصللية‪ :‬الخصوصللية‬ ‫الثقافية المغلقة التي تتمركز حول أصللول ثقافيللة نقيللة وتتشللبث بأنسللاب فكريللة قللارة لرفللض الخللر ظنللا منهللا أن‬ ‫الخصوصية الثقافية ذات جوهر خالص غير قابل للتغيير فيترسخ التعصب العمي فللي ابعللاده العرقيللة أو الدينيللة أو‬ ‫القومية لتكريس عقيدة أحادية مكتفيه بذاتها ونافيه لمكانيات وجود عقائللد مخالفللة ومعلنللة بشللكل مسللبق عللن ل‬ ‫شرعيتها وعن ضرورة نقضها وإقصائها إن وجدت‪ .‬والخري هي الخصوصية الثقافيللة النقديللة )‪ (54‬المنللاوئه لنزعللة‬ ‫التمركز الغربي وكل أشكال التمركز التي تلغي الخر وهذه الخصوصية الثقافية التي دافع عناها شريعتي ول تللزال‬ ‫حية هي مجموعة الخصائص والسمات التي تشكلت نتيجه تفاعل عوامل مركبة عديدة مع الواقع مللن طللرف ومللع‬ ‫الخر الخارج من طرف ثان ول تعتبر الهوية الثقافية جوهوا ثابتا ول معطي جاهزا بقدر ماينظر إليها بوصفها حصيلة‬ ‫تفاعل مع متغيرات العصر ومعطيات الواقع المتحولة في إطار الزمن فنحن في حاجة إلى فهم جديد للهوية يتجاوز‬ ‫مقولت الثبات والتطابق والنقاء واليقين الجازم ويمكننا من مواجهة الرؤي المتحجرة وكسر النرجسية الثقافيللة عللبر‬ ‫العلء من قيم العقل التواصلي والقيم التبادلية التي تؤكللد تنللوع وغنللي ثقافللات العللالم بللدل مللن نمللذجتها قسللريا‬ ‫وإدخالها في نموذج وحيد يفقرها ويختزلها حتى لو كان هو النموذج الغربي الذي يدعي بأنه الصلح في حين تفصح‬ ‫ممارساته عللن ازدواجيللة فللي المعللايير ونفللاق مفضللوح عنللدما يتصللل المللر بالقضللايا السللاخنه كالصللراع العربللي‬ ‫السرائيلي وحقوق النسان في الرض العربية المحتلة‪ .‬وهذا ما نلحظه من كتابللات شللريعتي الشللكاليه التوفيقيللة‬ ‫الصلحية معا فهو ل يمانع القتباس من الفلسفة والمفكريين الغربيين من دون خضوع ليدلل علي فكرته‪.‬‬ ‫‪32‬‬


‫لتزال أفكاره عن التحرر من التبعية ومن النبهار بل الستلب لثقافلة الغللرب واللذي ل يمكلن أن يتللم إل عللبر وملع‬ ‫التحرر من هيمنة التراث والتحرر من التراث ل يعني النغلق دونها إن التحرر من الغرب معناه التعامللل معلله نقللديا‬ ‫أي االدخول مع ثقافته التي تزداد عالمية في حوار نقدي وذلك بقرائتها في تاريخها وفهم مقولتهللا ومفاهيمهللا فللي‬ ‫نسبيتها وأيضا التعرف علي اسس تقدمها والعمل علي استنباتها في تربتنللا الثقافيللة وهللي بصللفة خاصللة العقلنيللة‬ ‫والروح النقدية ذلك لنه إذا كنا نعاني اليوم ملن كلثير ملن المظللاهر السللتلب إزاء الغللرب فلننلا نأخللذ منله النتائللج‬ ‫والثمرات ونعرض عن المباديء والسس نستورد منه لنستهلك وليس لنغرس ونستنبت ومن دون شك فللإن النجللاح‬ ‫في عمليه الغرس والنبات يتوقف علي إعداد التربة الصالحة والتربة الصالحة ل تستورد‪.‬‬ ‫كما أن مصطلح المفكر المسؤل عند شريعتي أو كما يطلق عليه )غرامشي(المثقف العضللوي الللذي يرتبللط ارتباطللا‬ ‫وثيقا بالمجتمع ويتبني مشكلته دون أن يمنعه ذلك من الهتمام والنشغال بالمجتمع وهمومه‪ .‬إن مفهوم المثقللف‬ ‫العضوي يفترض المشاركه الفعلية في كل جوانب الحياه وعدم الكتفاء بالوقوف منها موقف المتفرج الملتزم‪ .‬كمللا‬ ‫أن اشتغال المثقفين في غير مجالت الثقافة وشغل المناصب الدارية قد ينطوي علي شبهة النحللراف عللن رسللالة‬ ‫المثقف في المجتمع وابتعاده عن التأثير في الراي العام وهو ماقللد يعنللي نوعللا مللن )النتحللار الثقللافي( لن ذلللك‬ ‫يحرمهم من نعمة حرية التعبير والمكاشفة لنهم أصبحوا من "مثقفي السلطة" الذين يعملون علي تبرير الحللداث )‬ ‫‪.(55‬‬ ‫وليس من شك أن الحوال في العالم العربي والسلمي في مسيس الحاجة إلى تفعيل أفكار هذا الرجل ‪-‬خاصللة‬ ‫مايتصل بقضايا الستعمار والستحمار والسللتغلل والقهللر ودور الللدين فللي التغيللر المجتمعللي ‪-‬عللن طريللق عقللد‬ ‫الندوات والمؤتمرات وإجراء الدراسات الجادة والدقيللة عللن مشللروع د‪ .‬علللي شللريعتي للنهضللة والتطللوير والتللوجه‬ ‫بالخطاب للنخبة المثقفة ليقوموا بواجبهم الحقيقي نحلو شلعوبهم وأوطلانهم‪ . . . .‬فلالحوار ملع أفكلاره ورؤاه هلو‬ ‫التكريم الحقيقي لهذا الشهيد )‪.(56‬‬

‫‪33‬‬


‫الخاتمة‬ ‫ل بد أن نقول بأنه بعد قرون رزحت فيها إيللران تحللت حكلم السللللتين الصلفوية والقاجاريللة اللللتين كرسللتا التخلللف‬ ‫والستبداد والتبعية ‪ ،‬تبلور الكفاح التحرري المناهض للسيطرة الجنبية في أواخر القرن التاسع عشر وبرزت الحركلة‬ ‫السلمية كأحد أهم التيارات في الثورة اليرانية المعاصرة‪.‬‬ ‫وفي فترة الستينات )التي شهدت بروز دور شريعتي( شهدت تحولت هامة في الوضع السياسي بإيران وفي مسيرة‬ ‫الحركة الوطنية اليرانية‪ .‬ففي أوائل الستينات بدأ الشاه عهد النفتاح السياسي الذي رأي منظروه بأنه ضرورة حيوية‬ ‫لمزيد من النفتاح علللى الغللرب ‪ ،‬إن مجموعللة السياسللات الصلللحية الللتي اتبعهللا فللي مجللال القتصللاد والمجتمللع‬ ‫استهدفت تعميق تبعية إيران وتعريب اقتصادها وحياتها الجتماعية أكثر فاكثر لذلك ايضا رأي منظرو الشاه بأن هذه‬ ‫السياسة تحتاج إلى مزيد من الليبرالية في الحياة السياسية‪.‬‬ ‫لقد كانت تلك الفترة فترة رسملة الريف وانتشار الشركات الزراعية الكبرى وتوسيع الستثمارات الجنبيللة فللي إيللران‬ ‫وإعطاء حقوق الحصانة للرعاية المريكان وتضخيم مؤسسة الجيش وجعلها أكثر ارتباطا بالوليات المتحدة ورافللق‬ ‫ذلك أيضا إجراءات اجتماعية شكلت بمجملها تغييرات هامة فللي البنيللة الجتماعيللة والقتصللادية للمجتمللع اليرانللي‪.‬‬ ‫أصبح النضال ضد التبعية وضد التغريب محور النضال الوطني آنذاك بعد أن بدأ الوعي العام لخطورة تلللك السياسللة‬ ‫يزداد تبلورا‪.‬‬ ‫بدأ شريعتي حياته السياسية بالسهام في النهوض الشعبي الللذي قللاده مصللدق ثللم كعضللو فللي "حركللة المقاومللة‬ ‫الوطنية ‪ 1954‬ثم كعضو في حركة تحرر ايران ‪" 1961‬ومؤسس لفرعها في أوروبا‪ .‬لكن دوره الساسي كللان فللي‬ ‫مجال الفكرة والواقع‪ .‬فقد انتبه إلى أهمية هذه الناحية في فترة مبكرة ‪ ،‬عندما كان يساهم فللي نشللاطات "مركللز‬ ‫نشر الحقائق السلمية"الذي أسسه والللده ‪ ،‬وقللد نظللم د‪ .‬علللى شللريعتي بنفسلله حلقللات للدراسللة والنقللاش فللي‬ ‫المدرسة الثانوية التي كان يدرس فيها ثم في الجامعة‪.‬‬ ‫تعتبر فترة دراسته في الخارج ومعايشته لظروف النتكاسة والتشتت بعد العللام ‪ 1963‬فللترة تبلللور أفكللاره وتحديللد‬ ‫أسلوب عمله ورغم أنه بدأ حياته السياسية ضمن تيار بازر كللان – الطالقللاني إل أن أطروحللاته الفكريللة فيمللا بعللد ‪،‬‬ ‫تجاوزت هذا التيار وآفاقه‪ .‬فبعد أن درس في فرنسا الفلسللفة وعلللم الجتمللاع وتاريللخ الديللان واحتللك بالمللدارس‬ ‫الفلسفية الوروبية وبحركات التحرر العالمية )وخصوصا الجزائرية( كون منظومة فكرية متكاملة ووجهة نظر شللاملة‬ ‫حول الدين والسياسة وتاريخ الشيعة وضع لنفسه رسالة مؤداها تنقية الدين السلمي من شوائب عهود النحطللاط‬ ‫والتخلف وجعله كما كان في الصل ثورة اجتماعيةوقد سعى إلى أن يجعل مفهومه للسلم إطارا للثورة اليرانية‪.‬‬ ‫كان شريعتي يريد من خلل العودة إلى أصالة السلم بناء منظومة ايديولوجية وفكرية كاملة تشللق طريقهللا كخللط‬ ‫ثالث بين اليديولوجية الماركسية والبرجوازية لكنه كان يائسا بشللكل مطلللق مللن المؤسسللة الدينيللة القائمللة‪ .‬لللذلك‬ ‫استهدف بناء شيء جديد تماما ينهض من وسط الشعب وبأيدي جيل الشباب أنفسهم‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫لذا كانت مهمته في غاية الصعوبة وقد اصطدمت قبل كل شئ آخر بتعنت ومعارضة كبار رجال الدين الذين رأوا في‬ ‫أطروحاته نوعا من البدع واتهموه مرة بالبهائية والوهابية وبالزندقة ومرة بالتغرب وأخرى بالعمالة للصهيونية‪ .‬عندما‬ ‫قرر شريعتي العودة إلى إيران في منتصف الستينات والشروع بمجهوده الضخم لم يحاول أبدا بنلاء حلزب سياسلي‬ ‫ول الدخول في إطارات منظمة‪ .‬فقد كان واعيا لظروف المرحلة ومعتقدا بأن نقطة البدء هي في العللداد الفكللري‬ ‫واليديولوجي الذي يجب أن يسبق عملية البناء التنظيمي والممارسة الثورية )‪.(57‬‬ ‫إن استناد شريعتي إلى السلم يتجاوز حدود اللتزام بالدين كإيمان وكمراسم عبادة ويتجاوز أيضا كونه يمثل هويللة‬ ‫النسان المسلم وانتماءه‪ .‬بل إنه حاول أن ينظر ليديولوجيا إسلمية كمنظور شامل واثقا بأن نظللرة معينللة للعللالم‬ ‫تقود إلى مواقف فكرية وسياسللية معينللة‪ .‬أيضللا فللي معللرض تحليلللة لسلليرورة الفلسللفة المثاليللة والماديللة والبنللى‬ ‫السياسية والجتماعية المبنية على كل واحد منهما يصل إلى اعتماد النظرية التوحيدية التي تهدي النسان إلى نظللرة‬ ‫صحيحة للعالم فهي إضافة إلى انعكاساتها الجتماعيلة تضللمن طريقلا مسللتقل عللن الشلرق والغلرب وتهيلئ ايضلا‬ ‫الساس الفكري والنظري لنهوض العالم السلمي لكن هذه العملية لم تكن ممكنة دون التصدي لعملية مراجعللة‬ ‫شاملة للتاريخ السلمي وللكثير من المفاهيم والفكار السائدة في السلم التقليدي وهو ما بدأ به شللريعتي عمللله‬ ‫وما يميزه أيضا عن بقية رواد الحركة السلمية وقادتها‪ .‬فمنذ بداية تبلور الحركللة السلللمية ونهوضللها أوائللل القللرن‬ ‫الحالي ‪ ،‬كانت جهود المفكرين والقادة السلميين تدور إما في إطار المؤسسة الدينية وضمن مفاهيمها أو خارجهللا‬ ‫وباقامة نوع من التفاهم معها‪ .‬لكن شريعتي لم يأت ببديل خارجي ولم يناطح الدين بللل انتقللد مفهومللا معينللا مللن‬ ‫الدين مناضل من أجل اعادته إلى أصوله الحقيقية فصاح وروحه مضطربة باكية‪" :‬يا محمد يللا نللبي النهضللة والحريللة‬ ‫والقدرة ‪ ،‬لقد شب في بيتك – السلم – حريق وهجم على أرضك من الغرب سيل عرم فلقد طالما غفت أمتك في‬ ‫فراش أسود ذليل" وكان يدعو الناس بقوة اليمان ويبشر بالسلم‪.‬‬ ‫دخل شريعتي هذا المضمار وهو متحصن بثلث "بوصلت" أعدهن لنفسه "اليمان في روحله والتضلحية فلي بلدنه‬ ‫ومن ثم المنهج في فكره" ذلك المنهج توضحه أدعيته على طوال هللذا الطريللق فللي عمللره المريللر‪" :‬الهللي ‪ :‬صللن‬ ‫عقيدتي من عقدتي ‪ ،‬الهي مكني من احتمال العقيدة المخالفة ‪ ،‬الهي فللكن بصيرا ذكيا كي ل أقضي فللي أحللد أو‬ ‫في مسألة قبلل أن أعلرف الصلحيح ملن الخطلأ ‪ ،‬إلهلي حررنلي ملن سلجون النسلان الربعلة‪ :‬الطبيعلة والتاريلخ‬ ‫والمجتمع والذات كيما أكون كما خلقتني خالق لنفسي ل حيوانا يلئم بينه وبين البيئللة" إن المرحللوم شللريعتي تميللز‬ ‫بروح مستقصية شكاكه منذ بداية شبابه وأوائل عهده بالدارسة والتحصيل العلمي‪.‬‬ ‫كان يشك بكل شئ حتى بدينه فقد كان يشك بالدين السائد بين النللاس أي بللذلك السلللم الممسللو خ ذلللك السلللم‬ ‫الذي حول إلى دكان للرتزاق ووسيلة للحتراف وتربية )المريدين( كان ل بد لشاب واع مثل شريعتي أن يبدأ بالشك‬ ‫لكنه لم يبق أسير الشك فنراه يدعو "الهي أجج نار الشك المقدسة فللي حللتى إذا أتللت علللى كللل )يقيللن( نقشللوه –‬ ‫المتكلمون باسم الدين – في أشرقت البسمة الحنون مرتسمة على شفتي فجر اليقين الللذي ل ذرة غبللار عليلله" ثللم‬ ‫يسترسل في دعائه قائل "إلهي ل تحوجني إلى الترجمة والتقليد فأنا أريد أن أحطم قوالب الوراثة لثبت أمام قوالب‬

‫‪35‬‬


‫الغرب وليخرس هؤلء وهؤلء – المتحجرون والمتغربون – فأنا وحدي أريد أن أتكلم" ثم نجد هذه المفللردات ذات‬ ‫البعد الفلسفي وأثرها في صناعة الشخصية المعرفية الثورية "إلهي زدني إرادة وعلما وتمردا وغنى وحيرة ووحللدة‬ ‫وفداء ولطافة روح"‪.‬‬ ‫وقد استهدفت محاولته‪ :‬إخراج الدين من صومعة النعزال وجعله من جديللد ديللن الحيللاة والكفللاح الجتمللاعي ثللم‬ ‫التركيز على الممارسة والدور الجتماعي السياسي للدين بدل التركيز على الجانب الروحي ومراسللم العبللادة كللذلك‬ ‫محاربة الجهود الرامية إلللى التوفيللق بيللن السلللم وسلللطة اللعللدل واللمسللاواه والللدعوة إلللى الثللورة السياسللية‬ ‫والجتماعية كأفضل تعبير عن اليمان واللتزام بمبادئ السلم وأخيرا تصفية السلم من الخرافات والبدع وصيانته‬ ‫في الوقت نفسه من التغرب والخضوع للهيمنة على مختلف الصللعدة السياسللية والقتصللادية والثقافيللة والخلقيللة‬ ‫لهذا كله كان يصعب على المؤسسة الدينية النيل من شريعتي وإضعاف موقعه بين الجماهير )‪.(58‬‬ ‫إن العديد من مفكري وقادة الثورة السلمية ثمنوا عاليا الدور الكبير لشريعتي في إعداد جيل بأكمله للثللورة‪ .‬فلقللد‬ ‫قال السيد مهدي بازر كان‪":‬إنه لول جهود شريعتي لما كانت الثورة السلمية تقوم في تلك الفترة وتلك الصورة "ثم‬ ‫يتحدث عن مرونته الفكرية بقوله "كان دائما يسللتمع للخريللن ويفكللر فللي القللول ليتبللع أحسللنه كللان يأخللذ مللا هللو‬ ‫الحسن من كل مدرسة وفكر‪ . .‬كان يتحدث ويكتب ثم يقول للخرين‪ :‬ناقشللوني وقومللوني فلربمللا كنللت أنللا علللى‬ ‫خطأ‪." . . .‬‬ ‫ويعود الفضل إليه في تكوين جيل كامل من الشباب جيل واع ضد الستعمار والسللتغلل مللن جهللة وضللد التجهيللل‬ ‫الديني من جهة أخرى لقد ابتكر في الدب السياسي كلمات الستضعاف والستحمار وكافح من أجل طرح السلللم‬ ‫بحيث يعني تطبيقه بناء مجتمع توحيدي خال من الطبقات والستغلل لقد طرح السلم ليس فقللط بأسلللوب جديللد‬ ‫وإنما بروح جديدة متجاوزا في ذلك رجال الدين‪.‬‬ ‫يجدر بنا قبل أن نختتم تقييم مكانة شريعتي ودوره أن نشير إلى أنه لم يكن الوحيد في هذا المجال رغللم أنلله كللان‬ ‫الكثر تأثيرا لنه قام بالجزء الساسي من عمله في داخللل إيللران وفللي وسللط الشللعب نفسلله ولللذلك نللراه يقللول‪:‬‬ ‫"اعتبرت نفسي ملتزما بخدمة الشعب وكأنني طالب بعثة على حساب الشعب هكذا تركت حلمي فللي مواصلللة نللوع‬ ‫معين من الدراسة – لقد ضحى من أجل الناس – واعتكفت على دراسة شئ يفيد ولي نعمللتي )الشللعب( واعتللبرت‬ ‫دراسة ما يفيد الناس مهمة ورسالة نذرت لها نفسي‪ . . .‬إنني اعتقد بأنه حتى الذي يعتمدون على مال يستلمونه من‬ ‫آبائهم يجب أن يعتبروه من )مال الناس( ودينا من الناس في أعناقهم" لكنه رغللم كللل هللذه المتللاعب والصللعاب ل‬ ‫يتزحزح عن موقفه أو عن وظيفته فنسمعه يردد "أحمد ا لنني عانيت كل هذه التجارب والنكسللات المتعاقبللة ول‬ ‫يزال عودي صلبا فالمهم هو أداؤنا لرسالة ا وقيامنا بواجبنا تحت كل الظروف وفي مواجهة كللل الحتمللالت فللإذا‬ ‫انتصرنا نرجو من ا أن يقينا شر الغرور ونزعة الظلم واضطهاد الخرين وإذا هزمنا نرجو من ا أن يقينا من الذل‬ ‫والهوان والخشوع‪" " . . .‬إن الكفاح من أجلل الحقيقلة والحريلة وملن أجلل فلح النسلان هلو أعظلم سلعادة وإن‬

‫‪36‬‬


‫إخلصي لهذا الكفاح وتكريس حياتي من أجل الشعب يخفف من شعوري بالتقصير من نواح أخرى حيث لم استطع‬ ‫أن أكون زوجا جيدا ول أبا جيدا"‪.‬‬ ‫لقد نجح شريعتي إلى حد كبير في أداء دوره ‪ ،‬أي في تعبئة جيللش مللن المناضلللين مللن أجللل السللتقلل والعدالللة‬ ‫الجتماعية والحرية‪ .‬جيش مقاتل ومؤمن بالثورة ل جيشا مسللالما مللن المللؤمنين الصللالحين يللتركون شللؤون الللدنيا‬ ‫لصحابها ويتفرغون لضمان الخرة‪.‬‬ ‫وأخيرا عسى أن تكون بعض هذه الفكار والسيرة المقتضبة جدا عن كاتبنا والللتي قصللدنا منهللا التعريللف بلله فكللرا‬ ‫وسلوكا حافزا لمثقفينا وكتابنا ومفكرينا في العالم العربي من جميع التجاهات والمشارب على معانقة فكر الرجل‬ ‫من خلل مؤلفاته الصيلة التي كانت تتخاطفها أيادي الشباب اليراني ويندر وجودها لكثرة القبال عليها‪.‬‬ ‫"فأقم وجهك للدين حنيفا‪ . . .‬إن ما نقوم به ونحن نمتلئ بحرارة اليمان والعاطفة يحتاج إلللى نفللس طويلل وطبللع‬ ‫صبور على الشدائد كما يحتاج إلى إيمان وتعصب شديدين‪ . . .‬اللهم امنحنا ذلك ووفق خطانا‪."(59) . . . .‬‬

‫‪37‬‬


‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ -1‬فهمي هويدي‪ ،‬إيران من الداخل‪ ،‬الهرام للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -2‬علي فاضل رسول‪ ،‬هكذا تكلم علي شريعتي‪ :‬فكره ودوره في نهوض الحركة السلللمية مللع نصللوص مختللارة‬ ‫من كتاباته‪ ،‬دار الكلمة للنشر‪ ،‬بيروت‪.1987 ،‬‬ ‫‪ -3‬إبراهيم الدسوقي شتا ‪ ،‬العودة الي الذات‪ ،‬الزهراء للعلم العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1986 ،‬ص ‪.15‬‬ ‫ إبراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬الثورة اليرانية "الجللذور اليديولوجيللة" ‪ ،‬الزهللراء للعلم العربللي‪ ،‬القللاهرة‪ ،1988 ،‬ص‬‫‪.240‬‬ ‫‪ -4‬لمزيد من الطلع‪ :‬علي شريعتي ‪ ،‬النسان والتاريخ‪ ،‬ترجمة‪ :‬علي خليل ‪ ،‬دار الصحف‪ ،‬طهران‪1414 ،‬هل‪.‬‬ ‫‪ -5‬راجع كتاب‪ ،‬حالت الفوضى‪ :‬الثار الجتماعية للعولمة‪ ،‬المؤسسة العربيللة للدراسللات والنشللر‪ ،‬أزمللة الهويللة‪ ،‬ص‬ ‫‪.22‬‬ ‫‪ -6‬اقرأ المزيد‪ :‬حسن حنفي‪ ،‬التجديد والتراث ‪ :‬موقفنا من التراث القديم‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -7‬اقرأ المزيد‪ :‬محمد عمارة ‪ ،‬الفكر القائد للثورة اليرانية‪ ،‬دار ثابت‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪ -8‬اقرأ المزيد‪ :‬محمد عمارة‪ ،‬تيارات الفكر السلمي‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة‪.1997 ،‬‬ ‫‪ -9‬قارن مع‪ :‬فهمي جدعان‪ ،‬المحنة‪ :‬بحث في جدلية الديني والسياسي في السلم‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪.1989 ،‬‬ ‫‪ -10‬اقرأ المزيد‪ :‬مجيد محمدي‪ ،‬اتجاهات الفكللر الللديني المعاصللر فللي إيللران‪ ،‬المعهللد العللالمي للفكللر السلللمي‪،‬‬ ‫طهران‪.2000 ،‬‬ ‫‪ -11‬اقرأ المزيد‪ :‬محمد عمارة‪ ،‬السلم والثورة‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -12‬قارن مع‪ :‬باكينام رشاد الشرقاوي ‪ ،‬الظاهرة الثورية والثورة اليرانية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية القتصاد والعلللوم‬ ‫السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬القاهرة ‪.1993 ،‬‬ ‫‪ -13‬أقرأ المزيد‪ :‬أميمة حسني أبو السعود‪ ،‬دور المعارضة الدينيللة فللي السياسللة اليرانيللة فللي الفللترة مللن )‪-1924‬‬ ‫‪ (1979‬رسالة دكتوراة‪ ،‬كلية القتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬القاهرة‪.1987 ،‬‬ ‫‪ -14‬إبراهيم الدسوقي شتا ‪ ،‬العودة الي الذات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36-27‬‬ ‫‪ -15‬إبراهيم الدسوقي شتا ‪ ،‬العودة الي الذات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪ -16‬إبراهيم الدسوقي شتا ‪ ،‬العودة الي الذات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40-39‬‬ ‫‪ -17‬قارن مع‪ :‬برهان غليون‪ ،‬الوعي الذاتي ‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪.1992 ،‬‬ ‫‪ -18‬علي شريعتي ‪ ،‬النباهة والستحمار ‪ ،‬الدار العالمية للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪.1984 ،‬‬ ‫‪ -19‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪ -20‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪ -21‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪ -22‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪ -23‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬الثورة اليرانية‪ ،‬الجذور ل اليديولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬ ‫‪38‬‬


‫‪ -24‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬الثورة اليرانية‪ ،‬الجذور ل اليديولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬ ‫‪ -25‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬الثورة اليرانية‪ ،‬الجذور ل اليديولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬ ‫‪ -26‬قارن مع‪ :‬كمال عبد اللطيف ‪ ،‬أسئلة النهضلة العربيللة "التاريلخ لل الحداثللة لل التواصلل"‪ ،‬مركللز دراسلات الوحللدة‬ ‫العربية‪.2003 ،‬‬ ‫‪ -27‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬الثورة اليرانية‪ ،‬الجذور ل اليديولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.236-235‬‬ ‫‪ -28‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬العودة الي الذات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬ ‫‪ -29‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬الثورة اليرانية‪ ،‬الجذور ل اليديولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.186‬‬ ‫‪ -30‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬العودة الي الذات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.282 ،148 ،94‬‬ ‫‪ -31‬خليل أحمد خليل‪ ،‬المثقفون والديمقراطية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪.1998 ،‬‬ ‫‪ -32‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬الثورة اليرانية‪ ،‬الجذور ل اليديولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.186‬‬ ‫‪ -33‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.186‬‬ ‫‪ -34‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬ ‫‪ -35‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬ ‫‪ -36‬اقرأ المزيد‪ :‬محمد عابد الجابري‪ ،‬المسألة الثقافية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.1994 ،‬‬ ‫‪ -37‬إقرأ المزيد‪ :‬أنور الجندي‪ ،‬المعاصرة في إطار الصالة‪ ،‬فصل العودة الي المنابع ل التنللوير‪ ،‬دار الصللحوة للنشللر‬ ‫والتوزيع ‪ ،‬القاهرة‪.1997 ،‬‬ ‫‪ -38‬أنظر‪ :‬نصر محمد عللارف ‪" ،‬نظريللات السياسللة المقارنللة ومنهجيللة دراسللة النظللم السياسللية العربيللة لل مقاربللة‬ ‫إبستمولوجية " فصل‪ :‬المنظور الطبقي والنظريات المقابلة‪ :‬النخبة والجماعة‪ ،‬جامعة العلوم النسانية والجتماعيللة‪،‬‬ ‫‪.1998‬‬ ‫‪ -39‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬العودة الي الذات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.260‬‬ ‫‪ -40‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬الثورة اليرانية‪ ،‬الجذور ل اليديولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬ ‫‪ -41‬قارن مع‪ :‬كتاب الثقافة والعولمة والنظام العالمي‪ ،‬فصل " العالمي والحضري والعالم"‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد يحيللي‪،‬‬ ‫شهرت العالم‪ ،‬هالة فؤاد‪ ،‬المجلس العلى للثقافة‪.2001 ،‬‬ ‫‪ -42‬ابراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬الثورة اليرانية‪ ،‬الجذور ل اليديولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬ ‫‪ -43‬انظر المزيد‪ :‬مالك بن نبي‪ ،‬مشكلت الحضارة‪ :‬ميلد مجتمع الجزء الول‪ ،‬ترجمة ‪ :‬عبد الصبور شللاهين‪ ،‬مكتبللة‬ ‫العروبة‪ ،‬القاهرة‪.1962 ،‬‬ ‫‪ -44‬قارن مع‪ :‬سؤال محمد أركون‪ ،‬مللا هللو الللتراث‪ . . .‬؟ الفكللر السلللمي‪ . .‬نقللد واجتهللاد‪ ،‬دار السللاقي ‪ ،‬بيللروت‪،‬‬ ‫‪.1992‬‬ ‫‪ -45‬محمد الغزالي‪ " ،‬تراثنا الفكري في ميزان العقل والشرع"‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪.1996 ،‬‬ ‫‪ -46‬اقرأ المزيد في‪ :‬محمد عمارة ‪ ،‬السلم والثورة ‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -47‬راجع المزيد في‪ :‬محمد عمارة‪" ،‬البداع الفكري والخصوصية الحضارية"‪ ،‬دار الرشاد‪ ،‬القاهرة‪.1998 ،‬‬ ‫‪ -48‬أنظر في ‪ :‬أحمد كمال أبو المجد‪ ،‬حوار ل مواجهة‪ ،‬مكتبة السرة‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬ ‫‪39‬‬


‫‪ -49‬اقرأ المزيد في ‪ :‬احمد عبد الحليم عطية‪" ،‬جدل النا والخر‪ :‬قراءات نقدية فللي فكللر حسللن حنفللي"‪ ،‬مللدبولي‬ ‫الصغير‪ ،‬القاهرة‪.1997 ،‬‬ ‫‪ -50‬عبد الرزاق الجبران‪ ،‬علي شريعتي وتجديد التفكير الديني بين العودة الي الذات وبناء اليللديولوجيا‪ ،‬دار الميللر‪،‬‬ ‫بيروت‪.2002 ،‬‬ ‫‪ -51‬أنظر المزيد‪ :‬الثقافة والعولمة والنظام العالمي‪ ،‬ترجملة محملد يحيلي‪ ،‬شلهرت العلالم‪ ،‬هاللة فلؤاد‪ ،‬المجللس‬ ‫العلي للثقافة ‪.2001 ،‬‬ ‫‪ -52‬انظر المزيد‪ ،‬محمد عمارة ‪ ،‬ماذا يعني الستقلل الحضاري لمتنا العربية السلمية‪ ،‬دار ثابت‪ ،‬القاهرة‪.1983 ،‬‬ ‫‪ -53‬راجع‪ :‬اسماعيل زقزوق‪ ،‬العولمة إمبريالية الشركاء ‪ ،‬مطابع المستقبل‪ ،‬دمنهور‪.2001 ،‬‬ ‫‪ -54‬راجع‪ :‬أنور الجندي ‪" ،‬المعاصرة في اطار الصالة"‪ ،‬دار الصحوة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪.1987 ،‬‬ ‫‪ -55‬انظر المزيد في كتاب‪ :‬عودة الستعمار من الغزو الثقافي الي حرب الخليج‪ ،‬فصل‪ " :‬الحرب ومأسللاوية علقللة‬ ‫المثقف العربي بالسلطة‪ ،‬سلسلة كتاب الناقد ‪ :‬رياض الريس للكتب والنشر‪ ،‬لندن‪ ،‬قبرص ‪.1991 ،‬‬ ‫‪ -56‬لمزيد من الطلع أنظر‪:‬‬ ‫‪http://www. islamonline. net/arabic/famous/2004/05/article02. SHTL‬‬ ‫‪./http://www. shariati. com‬‬ ‫‪-57‬المزيد مع‪:‬‬ ‫‪http://maaber. 50megs. com/eleventh_issue/booksj1. htm‬‬ ‫‪ -58‬عبد الرزاق الجبران‪" ،‬علي شريعتي وتجديد التفكير الللديني بيللن العللودة الللي الللذات وبنللاء اليللديولوجيا" ‪ ،‬دار‬ ‫المير ‪ ،‬بيروت‪.2002 ،‬‬ ‫‪ -59‬أنظر المزيد علي موقع‪:‬‬ ‫‪/http://www. ehsanshariati. com‬‬

‫‪40‬‬


‫قائمة المراجع‬ ‫أول ‪ :‬المراجع العربية‬ ‫أ‪ -‬الكتب‪-:‬‬ ‫‪-1‬أحمد عبدالحليم عطية ‪ ،‬جدل النا والخر ‪:‬قراءات نقدية في فكللر حسللن حنفللي ‪ ،‬مللدبولي الصللغير ‪ ،‬القللاهرة ‪،‬‬ ‫‪.1997‬‬ ‫‪ -2‬أحمد كمال أبو المجد‪ ،‬حوار ل مواجهة‪ ،‬مكتبة السرة‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬ ‫‪-3‬أحمد مهابه ‪ ،‬إيران بين التاج والعمامة ‪ ،‬دار الحرية للصحافة والطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪.1997 ،‬‬ ‫‪ -4‬أنور الجندي ‪ ،‬المعاصرة في اطار الصالة‪ ،‬دار الصحوة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.1997 ،‬‬ ‫‪ -5‬إبراهيم الدسوقي شتا ‪ ،‬العودة إلى الذات ‪ ،‬الزهراء للعلم العربي ‪ ،‬القاهرة ‪.1986 ،‬‬ ‫‪-6‬إبراهيم الدسوقي شتا ‪ ،‬الثورة اليرانية ‪:‬الجذور اليديولوجية ‪ ،‬الزهراء للعلم العربي ‪ ،‬القاهرة ‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -7‬إبراهيم الدسوقي شتا ‪ ،‬الثورة اليرانية‪:‬الصراع ‪ ،‬الملحمة ‪ ،‬النصر ‪ ،‬الزهراء للعلم العربي ‪ ،‬القاهرة ‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -8‬إبراهيم الدسوقي شتا ‪ ،‬عن التشيع والثورة ‪ ،‬دار المين للنشر والتوزيع ‪.1996 ،‬‬ ‫‪ -9‬اسماعيل زقزوق ‪ ،‬العولمة إمبريالية الشركاء‪ ،‬مطابع المستقبل ‪ ،‬دمنهور‪.2001 ،‬‬ ‫‪-10‬السيد زهرة ‪ ،‬الثورة اليرانية‪:‬البعاد الجتماعية والسياسية ‪ ،‬مركز الدراسات السياسية والستراتيجية بللالهرام ‪،‬‬ ‫القاهرة ‪.1985 ،‬‬ ‫‪ -11‬برهان غليون‪ ،‬الوعي الذاتي‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪.1992 ،‬‬ ‫‪ -12‬حسن حنفي‪ ،‬التجديد والتراث ‪ :‬موقفنا من التراث القديم‪ ،‬مكتبة مدبولي ‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -13‬خليل أحمد خليل‪ ،‬المثقفون والديمقراطية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.1998 ،‬‬ ‫‪ -14‬عبد الرزاق الجبران‪ ،‬علي شريعتي وتجديد التفكير الديني بين العودة الي الذات وبناء اليديولوجيا‪ ،‬دار الميللر ‪،‬‬ ‫بيروت‪.2002 ،‬‬ ‫‪-15‬عبدالمنعم النمر ‪ ،‬الثقافة السلمية بين الغزو والستغزاء ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪.1987 ،‬‬ ‫‪-16‬علي فاضل رسول ‪ ،‬هكذا تكلم علي شريعتي ‪ :‬فكره ودوره في نهوض الحركة السلمية مع نصوص مختللارة‬ ‫من كتاباته ‪ ،‬دار الكلمة للنشر ‪ ،‬بيروت ‪.1987 ،‬‬ ‫‪-17‬علي شريعتي ‪ ،‬النباهة والستحمار ‪ ،‬الدار العالمية للطباعةوالنشر ‪ ،‬بيروت ‪.1984 ،‬‬ ‫‪ -18‬علي شريعتي‪ ،‬النسان والسلم‪ ،‬ترجمة د‪ .‬عباس الترجمان‪ ،‬دار الصحف ‪ ،‬طهران‪1411 ،‬هل‪.‬‬ ‫‪ -19‬علي شريعتي ‪ ،‬المة والمامة ‪ ،‬دار المين‪ ،‬بيروت‪1413 ،‬هل‪.‬‬ ‫‪ -20‬علي شريعتي‪ ،‬النسان والتاريخ‪ ،‬ترجمة‪ :‬علي خليل‪ ،‬دار الصحف‪ ،‬طهران‪1414 ،‬هل‪.‬‬ ‫‪ -21‬علي شريعتي‪ ،‬أبي أمي‪ . . .‬نحن متهمون‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد إبراهيم دسوقي شتا‪ ،‬دار المين‪ ،‬القاهرة‪.1996 ،‬‬ ‫‪ -22‬فهمي جدعان‪ ،‬نظرية التراث ودراسات عربية واسلمية اخري‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪.1985 ،‬‬ ‫‪ -23‬فهمي جدعان‪ ،‬المحنة‪ :‬بحث في جدلية الديني والسياسي في السلم‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪.1989 ،‬‬

‫‪41‬‬


‫‪ -24‬فهمي جدعان‪ ،‬الماضي والحاضر‪ :‬دراسات في تشكلت ومسالك التجربة الفكرية العربيللة‪ ،‬المؤسسللة العربيللة‬ ‫للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪.1997 ،‬‬ ‫‪ -25‬فهمي هويدي‪ ،‬إيران من الداخل‪ ،‬الهرام للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -26‬كمال عبد اللطيف‪ ،‬أسئلة النهضة العربية‪ :‬التاريللخ الحداثللة التواصللل‪ ،‬مركللز دراسللات الوحللدة العربيللة‪ ،‬بيللروت‪،‬‬ ‫‪.2003‬‬ ‫‪ -27‬مجيد محمدي‪ ،‬اتجاهات الفكر الديني المعاصر في ايران‪ ،‬المعهد العالمي للفكر السلمي‪ ،‬طهران‪.2000 ،‬‬ ‫‪ -28‬محمد أركون‪ ،‬ما هو التراث‪ . .‬؟ الفكر السلمي نقد واجتهاد‪ ،‬دار الساقي ‪ ،‬بيروت‪.1992 ،‬‬ ‫‪ -29‬محمد الغزالي‪ ،‬تراثنا الفكري في ميزان العقل والشرع‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة‪.1996 ،‬‬ ‫‪ -30‬مالك بن نبي‪ ،‬مشكلت الحضارة‪ :‬ميلد مجتمع‪ ،‬الجللزء الول‪ ،‬ترجمللة‪ :‬عبللد الصللبور شللاهين‪ ،‬مكتبللة العروبللة‪،‬‬ ‫القاهرة‪.1962 ،‬‬ ‫‪ -31‬محمللد شللريف الزيبللق‪ ،‬علللي محمللد جريشللة‪ ،‬أسللاليب الغللزو الفكللري للعللالم السلللمي‪ ،‬دار النصللر للطباعللة‬ ‫السلمية‪ ،‬القاهرة‪.1978 ،‬‬ ‫‪-32‬محمد عابد الجابري ‪ ،‬المسألة الثقافية ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت ‪.1994 ،‬‬ ‫‪ -33‬محمد عمارة ‪ ،‬ماذا يعني الستقلل الحضاري لمتنا العربية السلمية ‪ ،‬دار ثابت ‪ ،‬القاهرة ‪.1983 ،‬‬ ‫‪ -34‬محمد عمارة ‪ ،‬الدولة السلمية بين العلمانية والسلطة الدينية‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -35‬محمد عمارة‪ ،‬الفكر القائد للثورة اليرانية‪ ،‬دار ثابت ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪ -36‬محمد عمارة‪ ،‬الطريق الي اليقظة السلمية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪.1990 ،‬‬ ‫‪ -37‬محمد عمارة ‪ ،‬معالم المنهج السلمي‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬ ‫‪ -38‬محمد عمارة‪ ،‬تيارات الفكر السلمي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪.1997 ،‬‬ ‫‪ -39‬محمد عمارة‪ ،‬البداع الفكري والخصوصية الحضارية‪ ،‬دار الرشاد ‪ ،‬القاهرة‪.1998،‬‬ ‫ب‪ -‬الرسائل العلمية‪:‬‬ ‫‪ -1‬أميمة حسني أبو السعود‪ ،‬دور المعارضة الدينية في السياسة اليرانية في الفلترة ملن )‪ ،(1979 -1924‬رسلالة‬ ‫دكتوراة‪ ،‬كلية القتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬القاهرة‪.1987،‬‬ ‫‪ -2‬باكينام رشاد الشرقاوي‪ ،‬الظاهرة الثورية والثورة اليرانية‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كليللة القتصللاد والعلللوم السياسللية‪،‬‬ ‫جامعة القاهرة‪ ،‬القاهرة‪.1993 ،‬‬ ‫‪ -3‬محمد نبيل أحمد شكري‪ ،‬التغيير الثوري في دول العالم الثالث‪ :‬دراسلة الحركلة الثوريلة اليرانيلة‪ ،‬كليلة القتصلاد‬ ‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬القاهرة‪.1985 ،‬‬ ‫ج‪ -‬مؤتمرات وندوات‪:‬‬ ‫‪ -1‬مالك بن نبي ‪ ،‬مشكلة الثقافة ‪ ،‬ندوة مالك بن نبي ‪ ،‬بيروت ‪.1979 ،‬‬ ‫‪ -2‬التراث وتحديات العصر في الوطن العربي ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت‬ ‫‪42‬‬


‫‪.1985‬‬ ‫د‪ -‬دراسات ومقالت‪:‬‬ ‫‪ -1‬عودة الستعمار من الغزو الثقافي الي حرب الخليج‪ ،‬سلسلة كتاب الناقد‪ :‬ريللاض الريللس للكتلب والنشللر‪ ،‬لنللدن‪،‬‬ ‫قبرص‪.1991،‬‬ ‫‪ -2‬حالت فوضى الثار الجتماعية للعولمة‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬معهد بحوث المم المتحدة للتنميللة‬ ‫الجتماعية‪.1997 ،‬‬ ‫‪ -3‬العولمة نحو رؤى مغايرة‪ ،‬مركلز الدراسلات السياسلية‪ ،‬إشلراف د‪ / .‬حسلن نافعلة‪ ،‬نيفيلن عبلد المنعلم مسلعد‪،‬‬ ‫القاهرة ‪.2002 ،‬‬ ‫‪ -4‬الثقافة والدولة والنظام العالمي‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد يحيي ‪ ،‬شهرت العلالم‪ ،‬هاللة فلؤاد ‪ ،‬المجللس العللى للثقافلة‪،‬‬ ‫‪.2001‬‬ ‫‪ -5‬نصر محمد عارف‪ ،‬نظريات السياسة المقارنة ومنجية دراسة النظللم السياسللية العربيللة )مقاربللة إبسللتمولوجية(‪،‬‬ ‫جامعة العلوم السلمية والجتماعية‪.1998 ،‬‬ ‫‪ -6‬محمد رضا وصفي‪ ،‬السلم كأيديولوجيللة اجتماعيللة عنللد علللي شللريعتي‪ ،‬مجلللة الللوعي المعاصللر‪ ،‬عللدد )‪،(4/5‬‬ ‫بيروت‪.2001 ،‬‬ ‫‪ -7‬د‪ .‬أحمد أبوزيد‪ ،‬المثقفون والسلطة‪ :‬الهويلة الثقافيلة والمسلئولية السياسلية‪ ،‬مجللة الديمقراطيلة‪ ،‬العلدد )‪(18‬ل ‪،‬‬ ‫القاهرة‪.2005 ،‬‬ ‫هل‪ -‬مواقع النترنت‪:‬‬ ‫‪http://maaber. 50megs. com/eleventh_issue/booksj1. htm -1‬‬ ‫‪http://www. islamonline. net/arabic/famous/2004/05/article02. SHTML -2‬‬ ‫‪/http://www. shariati. com -3‬‬ ‫‪/http://www. ehsanshariati. com -4‬‬

‫‪43‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.