جامعة القاهرة كلية القتصاد والعلوم السياسية قسم العلوم السياسية
بحث تخرج في
علي شريعتي :من العودة إلى الذات إلي المفكر المسئول ) قراءة في تحليل النص( مقدم إلى أ .د /سيف الدين عبد الفتاح إسماعيل مقدم من الطالب محمد محمود عبد العال حسن الفرقة :الرابعة الشعبة :عربي التخصص الفرعي :إدارة عامة - 2005 -
1
المقدمة-: ل ريب أن الثورة السلمية في إيران تعد – بحق – أهم أحداث القرن الرابع عشر الهجري قاطبة إن لللم تكللن أهللم الحداث في تاريخنا المعاصر .فالثورة التي غيرت معالم الحياة في إيران لم تتأت من فللراغ بللل كللانت نتللاج تفاعللل مجموعة من العناصر المتباينة والتي آن لها آنذاك أن تتغيللر أو بللالحرى ان تنفجللر .فالوضللع السياسللي السللتبدادي المتردي والقتصادي المتهالك والديني المنافق أو المهادن والجتماعي الصامت المغيللب والثقللافي المفللرغ مللن أي وعي حقيقي . .أدى إلى بروز جيل من المثقفين الحرار الذين شجبوا ورفضوا بل وتحركللوا والتحمللوا مللع صللفوف الجماهير ).(1 كان على رأس أولئك الحرار الشهيد د .على شريعتي ) (2الذي سيظل نموذجا للمثقللف السلللمي المطلللوب اليللوم وغدا الجامع بين استيعاب التراث وتمثل الفكر المعاصر والتشبع بالروح النقدية وبالفضيلة العلمية والخلقيللة .ويبقللى التعريف بهذا الرجل المسلم النموذج الذي يكاد ل يعرفه الناس عندنا – لسباب معروفه – والذين يعرفون عنه شلليئا تغيب عنهم أشياء يبقى التعريف بسيرته وفكره خطوة ضرورية هي وحدها القادرة على أن تعطي لحياتنا الثقافيللة ما هي في حاجة إليه من القدرة الذاتية على التصحيح والتجديد. فيلسوف الثورة اليرانية الول ) (3ولد عام 1933م لب من كبلار رجلال الللدين المفكريلن وتخلرج فلي كليلة الداب جامعة مشهد بدرجة المتياز ثم أوفد في بعثة إلى فرنسا حيث نال الدكتواره في العلوم الجتماعيلة وعملل مدرسلا في جامعة مشهد لكن السلطة اعتبرت محاضراته خطرا عليها فطرد من الجامعة لكنه لم يشأ أن يبتعللد عللن إيللران فقد كان يرى أن رسالته الولى داخل بلده وانتقل إلى طهران حيث زاول نشاطه الفكري الذي يدعو إلى تجديد في الفكر والتشيع وثورة على الطغيان وظل يلقي المحاضللرات والللدروس ويؤلللف الكتللب فللي حسللينية الرشللاد الللتي افتتحت كي تكون مركزا اشعاع اسلمي ولشخد الهمم والتعبئة الفكرية والسياسية فللي أوسللاط الشللباب ومؤسسللا لخمس لجان للشراف على النشاطات المتعددة والتف حول حسينية الرشاد جيل كامل مللن الشللباب واسللتطاع أن يحول المجتمع كله الى جامعة يلقي فيها دروسه ومحاضراته ،وتعرض للضطهاد من قبللل السللطة ورجلال اللدين المتحجرين معا وغادر إيران الى لندن ) (1977حيث توفى بعلد قليلل ميتله مشلكوكا فيهلا ورفضلت حكوملة الشلاه السماح بدفن جسده في موطنه ،فدفن في الحرم الزينبي في دمشق وبالرغم من قصر عمره فإن شريعتي تللرك ما يقرب من ) (120مؤلفا ما بين الفلسفي والدبي والروائي والتحريضي تتخذ كلها من السلم القبس الللذي يضللئ الطريق أمام المسلم المعاصر. وإذا كان لنا أن نوجز مقومات شخصية شريعتي في كلمات فيجب القول إنه جمع بين العلم والفضيلة فكللان يجسللد الفكرة التي قال بها سقراط وهي أن المعرفة أساس الفضيلة )الفضيلة علللم والرذيلللة جهلل( فالعللالم ل يكللون إل فاضل في تصور سقراط واذا كان هذا التصور ل يجد له تطبيقات كافية في التاريخ فإن شريعتي كللان مللن القلئللل الذين اقترن لديهم العلم بالفضيلة والنضال ليكون حكمه ويكون صاحبه حكيما.
2
ويتميز شهيدنا عن غيره من المفكرين سواء في عصره أو العصور السلمية السالفة أنه جمع بيللن ثلث خصللائص ندر أن تتوافر في أي منهم فهو :كان فقيها وعالما أول ثم كان فيلسوفا ومحلل للظاهرة السياسية والجتماعية ثانيا وكان رجل حركة دينية وسياسية ثالثا وبذلك فإنه لم يكتف بالتحليل منعزل في برج الفلسللفة والنظريللة العللاجي بللل أبى إل أن يحتك ويمارس ويدفع ثمنا لذلك أغلى ما يملك فجاءت آراؤه السياسية نتاج الفكر ملتحمللا بالحركللة فكللان أكثر واقعية ومصداقية وكان الحاضر الغائب في ساحة الصدام ذلك أنه كان قد استشللهد قبللل انفجللار الثللورة بعللدة شهور. * موضوع البحث: دراسة متواضعة لمفكر غاية في الهمية كانت لديه منظومة متكاملة ومتناسقة في فهم السياسة والدين والمجتمع بل وتحليل اللحظة التاريخية ) (4والحضارية التي كان يعايشها – آنذاك – قدمها في كتابات متباينللة وعللبر محاضللرات ساخنة .وستحاول هذه الدراسة إبراز المفكر وأفكللاره علللى السللواء فللي بعللض جللوانب منهللا وعرضللها وتنظيمهللا وتصنيفها وترتيبها وتنسيقها وهذا كله سيأتي في إطار ما يسمى بدراسات الفكرة ومن خلل تحليل النصوص. * المشكلة البحثية: تتجسد المشكلة البحثية في أننا نعيش حالة من الحالت التي تطرح فيها قضايا العولمة والعالمية والنسانية وتنميط البشر وفقدان الهوية ) ،(5بل وأوهام الهوية ونود طرح واحد من الذين أصلوا نظريا ومارسوا واقعيا لموضوع يتعلق بالهوية وضرورة العودة الى الذات لكنها ذات مميللزة هللذه المللرة وليسللت شللكل تقليللديا مكللررا وهللذا هللو العمللاد والساس الذي سيخرج أي مجتمع من عناصر التقليد والتبعية والجمود وهذه أملور ملقلاه عللى علاتق المفكلر فلي بيئته .ومن هذه النقطة الخيرة بدأ مفكرنللا يتحللدث عللن دور المفكللر ومسللئوليته عللن مجتمعلله وهللويته وحضللارته وشعبه وإمكاناته في تكريس هدفه للعودة الى الذات والنسل خ من التبعية والتقليد والللى شللئ آخللر يللؤدي لمسللخ المجتمع وتقليده لمجتمعات أخرى. * الهدف من الدراسة: يسير العالم العربي خاصة والسلمي عامة في طريق من الفوضى والدوران الفكللري فمللرة يسللير البعللض يمينللا والخر يسارا والثالث يظل ثابتا في مكانه ل يعرف إلى أين يتجه؟! فيعيش فلي ماضليه التليلد ) .(6هلذا فضلل علن التخلف المحلي الواسع في شتى المجالت بالضافة لحالة النظام الللدولي الللذي تهيمللن عليلله قللوة وحيللدة تحللاول فرض إرادتها وأفكارها بل وحتى طريقة أكلها وشربها ولهوها وبالتالي فنحن في أمس الحاجة لثورة فكرية شللاملة تقتلع الغث من جذوره وتبقي على الثمين بل وتنمية كما أننا في حاجللة إلللى مفكريللن ومثقفيللن أحللرار يحللاكون د. شريعتي ول أقول يكررونه بل يلتمسون روحه ومبادئه وأفكاره مستفيدين من تجربته الخلقة مع إنشاء جيل ثللوري غاضب على الواقع ومسلح بعلوم العصر وعالما دقيقا بماضيه المشرق مع أخذه في العتبار ما حدث من سللقطات
3
أو سهوات حتى ل تتكرر في الحاضر أو المستقبل هذا الجيل هو مللن سللنعول عليلله فللي الصلللح والنهضللة والبنللاء والتشييد. أهمية الدراسة: غني عن الذكر أن فكر شريعتي ليس فكرا محليا بل هو فكر يهم كل العالم الثالث ويتناول قضايا تهلم كلل مفكللري العالم السلمي في هذا الجزء من العالم والعصر من الزمان فضل عن أن الثورة السلمية واكبتها وسبقتها ثللورة فكرية ) (7كانت على أيدي عدد من المفكرين وعلى رأسهم مفكرنا في نشر الفكللر الثللوري وتحويللل المبللادئ إلللى تيارات حية في قلب المة ل يقل تأثيرا إن لم يزد عن دور أولئك الذين بذلوا الرواح في الميادين. الهمية البحثية: عند قراءة كتابات شريعتي تثور جملة من السئلة يمكن إجمالها في: إلى أي وسط ينتمي شريعتي؟؟! وهل كان هو نشاذا عن جيله أم امتدادا لهم؟! ماذ تعني العودة إلى الذات؟؟ وما هو السلم المطروح )(8؟! ما مراحل العودة إلى الذات التي تقع في مخيلة مفكرنا؟؟ وكيفية القيام ببناء الذات الثورية هذه؟؟ ما هي مسئولية المفكر في المجتمع وما هي مواصفات المفكر المستنير؟ ما الفرق بين الحضارات المقلدة والحضارات الصلية؟! وماذا يعني شريعتي بالبروتستانتية السلمية )(9؟! والى ماذا ترمي؟!ثم لنتسائل: ماذا لو لم ينشأ شريعتي في هذه البيئة التي ترعرع فيها هل كان للله أن يصللل إلللى مللا وصللل اليلله؟ وهللل أفكللاره قاصرة على الفكر الشيعي الذي ظل أنصاره )صابرون ،صامدون ،ملحقون ،مضطهدون( منللذ قللدم الخلف بيللن أنصار المام على وأنصار معاوية بن أبي سفيان؟! لماذا لم يخرج أمثال د .شريعتي في بلدنا العربية السلمية التي تسير عليالمذهب السللني والمتبنللي لفكللرة الصللبر والمهادنة والتلطف مع الحكام؟! هل يعني ذلك أن الفكر الشيعي بسبب اضطهاده وتعذيب اتباعه على مللر العصللور السلللمية بشللكل أو بللآخر أنتللج فكرا مستنيرا ثوريا رافضا كل الموروث الهادئ المنتظلر للملام المعصلوم والمخللص ) (10والفكلر السلني الحلاكم الرسمي لم ينتج سوى حواش وشروح وتعليقات؟
4
هل لفكرة السلم الثوري ) (11جذور في الفكر السني أم أنها بدعة جديدة في التشيع واستمرار لما أحدثه المللام الشهيد الحسين بن على ومن بعده زيد بن على ومن سار على دربهم؟! الدراسات السابقة: -1كتاب "الثورة اليرانية الجذور اليديولوجية" لمؤلفه د .إبراهيم الدسوقي شتا في هذا الكتاب يبحللث الكللاتب فللي أصللول الثللورة وإرهاصللاتها بللدايه مللن أفكللار وآراء عللدد مللن الفقهللاء ومللرورا بالحتجاجات والعتصامات وانتهاء بقيام الثورة فعل ) (12والعنوان مناسب جدا لمحتوي الكتللاب حيللث يبللدأ الكللاتب صفحات كتابه بآيات من القرآن الكريم التي تتحدث عن الظلم والظالمين والمستضعفين والمجاهدين ويثنللي علللي الثورة اليرانية ويصفها بالنصر وينعت من يعادونها بالعمالة والجهلاله وللي أعنلاق النصلوص ويتحلدث علن الجلذور الدينية لتاريخ التشيع الثني عشري الصافي الذي يؤصل ويفسر الثورة السلمية ثم يتنللاول التقلبللات السياسللية فللي إيران قبل الثورة ويأتي علي أفكار شريعتي فيعرضها ويترجمها ترجمة دقيقة ناصعة منظبطه ويضيف عليهللا بعللض التوضيحات لسماء شخصيات إيرانية فقط ول يعلق أو ينتقد أو يرد أفكار شريعتي بل ينقلها كما هي بالحرف ويبللدو المترجم متعاطفا بشكل كبير وحماسي مع أفكللار د .علللي شللريعتي ويعيللب د .شللتا وضللع بحللث د .شللريعتي عللن "المفكر ومسؤليته في المجتمع" في مجلة اليسار السلمي التي وصف عنوانهللا بالخللاطيء والمخللادع بللل وبللدون إذن المترجم أو ذكر لسمه في كتاب علي فاضل رسول "هكذا تحدث شريعتي"نشرت هذه المقالة .والكتاب عباره عن سرد نصي لما قاله د .شريعتي إضافة إلى مقولت روح الثورة آيه ا الخميني وفي النهايه قدم الكللاتب الفكللر القتصادي للثورة السلمية .ويتضح تحيز وميول الكاتب للثورة ورموزها والتي وصفها بأن السلم يولد من جديد. -2كتاب " إيران بين التاج والعمامة" لحمد مهابه في أحد فصول هذا الكتاب وتحت عنوان حول ولية الفقيه يذكر لنا الكاتب المفكر السلمي شريعتي وفتنه الشباب اليراني بأفكاره ثم يعطي لمحه سريعة عن حياه شريعتي ومراحل دراسته وتللأثره ببعللض الشخصلليات ومللا أهللم أفكار شريعتي يعرضها بشكل سريع ودون أي تعليق وهو ينقل من كتاب د .شتا أغلب ما كتب ولم يضللف أي جديللد عن شريعتي وربما يعود ذلك لن الكاتب ليس في معرض تناول أفكار الرجل لكنلله يضلليفها فللي سللياق الخلفللات الفقهية حول شكل السلطة ودور رجال الدين في الحكم ) (13وضرورة إسكات الخلفات المذهبيللة ومراحللل بنللاء المجتمع المسلم وبالطبع ذكر مراحل العودة إلى الذات بشكل مقتضب .وبذلك لم يضف الكاتب أي جديد يذكر حول أفكار شريعتي سوى أنه وضع هذه الفكار في سياق عرضه لختلفات الفقهاء آنذاك. -3كتاب "العوده إلى الذات" ترجمة د .إبراهيم الدسوقي شتا ربما يكون هذا الكتاب هو الكثر تفصيل لفكار شريعتي حيث إن موضوع الكتاب كله مللن بللدايته حلتى منتهللاه يللدور حول عنوان الكتاب الذي هو موضوع الكتاب أيضا .فيبتدأ المترجم بتعريف مبسط للدكتور شللريعتي ثللم يعللرج علللي الفكرة الرئيسية وهي العودة إلى الذات والي أي ذات تتم العودة وبعد ذلك يعرض الكاتب في سللياق حللديثه عللن 5
نوعية الذات الموعوده للعودة إليها الرد علللي اليسلاريين والماركسليين خصوصلا وتفنيللد حجللج السلتعمار الثقللافي والفكري ووسط ذلك يعرض لمسئولية المفكر في بلده ومجتمعة وكما أسلفنا الذكر فإن المترجم لم يزد علي ذكر الراء والفكار سردا مع بعض التوضيحات في الهوامش والتي تسللاعد القلاري علللي فهللم ومعرفللة الشخصلليات أو السماء المذكورة . . . . .ول يعني ذلك أننا نبخس المترجم حقه بل هذا عمل جليل وجهد مبذول يقدم المترجم لنللا المادة الخام من أفكار المصلح الجتماعي وهو هنا قد انتهت مهمته فليست مهمة المترجم التحليللل والنقللد والربللط بين الفكار هذه مهمة المتخصصين والباحثين. علي كل حال فإننا نشكو من ضمور المصادر التي تتناول أفكار د .شريعتي لدرجة تكاد تكون معدومة أو مسللتبعده كما أن القلم التي كتبت عن الثورة اليرانية تذكر هذه الفكار بشللكل سللريع وعرضللي ول تقللف عنللدها بالمراقبللة والتحليل والتدبر والنقد أو التسائل. المنهج المستخدم في هذه الدراسة المنهج المقترح هو )منهج تحليل النص(. تقسيم الدراسة: سوف تقسم الدراسة إلى فصلين مع مقدمة وخاتمة .في الفصللل الول يتنللاول فكللرة العللودة إلللى الللذات معناهللا ومغزاها .ثم الفصل الثاني مختص بالمفكر ومسئوليته في المجتمع والمفكللر والعلمويللة وكيللف يللأتي المفكللر ومللا معنى الحضار والفارق بين الحضارات الصيلة والمقلدة والمفكر الصيل والمفكر المقلد والمفكر المستنير. وتأتي الخاتمة بسؤال ماذا تبقى من شريعتي الن .وأما المقدمة فتعرض لسيرته وحياته بنبذة بسلليطة لتقللف علللى أهم المراحل في حياته منذ ميلده حتى استشهاده.
6
الفصل الول :أول -:فكرة "العودة الى الذات" سوف نعرض لبعض المفاهيم التي استخدمها وهل عرفهلا أول وكيلف تلم التعريلف ثلم نعلرض للحجلج وأنواعهلا وأهم المقولت المرجعية.
أ -المفاهيم المستخدمة-: -1العودة الى الذات: يعد هذا المفهوم من المفاهيم التأسيسية في كتابات د .على شريعتي إن للم يكلن أبرزهلا وأهمهلا وأشلملها عللى الطلق فمن هذا المفهوم تنبع مفاهيم فرعية أخرى . . .وقد عرض شللريعتي هللذا المفهللوم بقللوله "العللودة الللى الثقافة السلمية واليديولوجية السلللمية والللى السلللم ل كتقليللد أو وراثللة أو نظللام عقيللدة موجللود بالفعللل فللي المجتمع بل الى السلم كأيديولوجية وإيمان بفترة الوعي وأحدث المعجزة في هذه المجتمعات ،هذه الللذات ذات قديمة وعتيقة ذات سجلت في التايخ ذات قطع أمد طويل من القرون علقتنا بها تلك اللذات موجلودة فلي التاريلخ ، وهذه العودة ل تعني العودة الى عراقة الحمار بل هي العودة الى الذات الموجودة بالفعل والموجودة فللي قلللب المجتمع وفي وجدانه تصير مثل مادة ومنبع من منابع الطاقة تفتت عللى يلد مفكلر وتسلتخرج وتحيلا وتتحلرك هلي الذات الحية ليست تلك الذات العتيقة القائمة على عظام نخرة هي القائمة على أساس الحسللاس العميللق بللالقيم الروحية والنسانية عندنا والقائمة على أرواحنا واستعداداتنا والموجودة في نظرتنللا الللى المللور لكللن الللذي صللرفنا عنها هو الجهل والنقطاع عن النفس وجعلها الجذب الى ذوات أخرى مجهولة لكنها على كل حال ل تزال حيللة ذات حياة وحركة وليست كلسيكية ميته تتبع علم الثار .هي الروح واليمان والحياة الوحيدة في المجتمع ).(14 وينبع من هذا المفهوم عدة مفاهيم كمفهوم الذات الممسوخة وإخلء الذات والذات العتيقة والذات الحية. -2الذات الممسوخة: هذا المفهوم هو يعد من مفاهيم الساق إذا اعتبرنا أن مفهوم العودة للذات هو مفهوم تأسيسي وبمثابة البذرة وقد عرف شريعتي الذات الممسوخة تعريفا قصيرا جدا بقوله هو عبادة للتقاليد وعبادة للقللديم ورجعيللة ليللس جديللدا ) .(15 -3إخلء الذات: هو من المفاهيم المعاونة لمفهوم العودة للذات وقد اقتبس شريعتي هذا المفلوم ملن المفكلر هايلدجر "إن لكلل إنسان وجودين أحدهما الل"أنا" كموجود في المجتمع حي وبهذا الوجود يحسب من بين المجتمع وكل البشلر سلواء في هذا الوجود كل منهم له قدر من الستهلك والوزن والقوام والذوق وهللذا هللو الوجللود المجللازي للنسللان أمللا الوجود الخر فهو الوجود الصلي أو الحقيقي وجود تصنعه الثقافة وتخلقه عبر التاريخ وهو من صنع النسان نفسه 7
وعن طريق العوامل التاريخية والثقافية لذاته التي يربي نفسه على أساسها هذا الوجود الصلي هو الذي تبلور فللي طول التاريخ وتكوين الثقافة وإبداع الفن وصناعة الحضارة ذلك الشئ الللذي عنللدما أضلعه أملام الثقافلات الخللرى أمام الغرب أو الشرق فيعطينا هوية ثقافية ).(16 -4بناء الذات: يعد من المفاهيم النابعة من مفهوم العودة للذات ويعرفه شللريعتي بقللوله "إعللداد الللذات ثوريللا فللي صللورة أصللل وأصالة وهدف أي أن يوهب الجوهر الوجودي للذات تكامله وذلك التكامل يستتبع الشتراك في القدر الشعبي الذي يستوجبه تكاملنا وإنسانيتنا" وللقيام ببناء الذات يضع شريعتي عددا من الصول التي ينبغي العتراف بهللا تللأتي فللي مقدمتها العتقاد بوعي النسان وإرادته واعتبارهما علة في مسيرة التاريخ الجبرية والتطورات الجتماعية فالنسان صاحب دور في مسيرته التاريخية وفي تغيير نظامه الجتماعي ،ثانيا ل بد من توافر النسان الثوري لنلله وقبللل كلل شئ هذا النسان جوهر أعيدت صياغة ذاته وجعل ذاته التي بنيللت أيللديولوجيا خلفيللة لللذاته الموروثللة عللن التقاليللد والغريزة وأخيرا النسان يستطيع أن يكون من صنع نفسه أي أن يكون شريكا في بنية ذاته. د .شريعتي يسوق هذه المفاهيم السابقة والتي تشكل نسقا مترابطا ينبع من مفهومه الرئيس وهو "العودة للذات" كي يدلل على أنه يمكن للمجتمعات العربية والسلمية أن تتغير :عن طريللق معرفتهللا بللأنه ممسللوخة ومقلللدة ثللم تمارس عملية التخلية من هذا الفساد وتغيرها كما تريد وتعيد بناء نفسها عن طريق عودتها لذاتها الناصللعة ووعيهللا المستقل. -5الوعي المستقل ):(17 لم يعرف الكاتب هذا المفهوم بشكل مباشر وإنما قدم مؤشرات عليله فقلال "إنلله اللوعي لجماعلة ملن الجماعلات تصل اليه فجأة على أساس من تاريخها وتناقضاتها ومشكلتها وبالتأثير على عوامل النحطاط في مجتمعهللا ،هللذا الوعي يطلق شرارة في كل مجتمعها بحيث يصير كل فرد فيها )برومثيوس( الذي كان يقبس النار اللهية ويللأتي بهللا إلى أرضه ويوصلها إلى قومه فيهتك أسللتار الظلمللة ويبللدد بللرودة الشللتاء وتنتشللر هللذه الشللرارة ثللم تجللذب أنظللار المواهب والبطال والتاريخ برودة وجهودهم اليها هذه الشرارة هي الوعي المقللترن بالعشللق واليمللان هللذا هللو نوع الوعي الذي يحدث فيخلص المجتمع الذي كان قد توقف عدة مئات من السنين بل عدة آلف من السللنين ذلللك الوعي يحدث فيه قوة معنوية تفعل فعل سحر مثير للدهشة فتقضي على كل الشياء التي كان قللد اشللتد رسللوخها في علقاته الجتماعية عبر آلف السنين وصارت جزءا مللن نظللامه الحللاكم المللوروث ومعتقللداته الدينيللة الموروثللة والتقليدية فراح في سبات عميق حبيس هذه القوالب القديمة فإذا به ينتقل به من الموت إلى الحياة ومن السللكون إلى الحركة .ويقوم المجتمع فجأة فيصبح ذو جسد واحد وحركة واحدة على أساس وعي مقترن بالعشق والقوة. -6الستحمار ):(18
8
من أهم المفاهيم التي استخدمها شريعتي في تأصيل كتاباته فمفهللوم السللتحمار مللن المفللاهيم التأسيسللية لللديه وهو يعطي تعريفا جامعا مانعا تقريبا – لكلملة السلتحمار فيقلول السلتحمار "دافلع لنحلراف أو طلسلمة اللذهن وإلهائه عن الدراية النسانية والدراية الجتماعية واشغاله بكللل حللق أو باطللل مقللدس أو غيللر مقللدس . . .ويفللرق شريعتي في كتاباته بين ما يطلق عليه الستحمار المباشر والسللتحمار غيللر المباشللر وكللذا بيللن السللتحمار القللديم والستحمار الجديد وكل هذ المفاهيم تعد فرعية من مفهوم الستحمار الصلي. -7الستحمار المباشر ):(19 هو عبارة عن تحريك الذهان إلى الجهل والغفلة أو سوق الذهان إلى الضلل والنحراف. -8الستحمار غير المباشر ):(20 عبارة عن إلهاء الذهان بالحقوق الجزئية البسيطة اللفورية لتنشغل عن المطالبللة أو التفكيللر بللالحقوق الساسللية والحياتية الكبيرة الفورية. -9الستحمار الجديد ):(21 لم يقدم شريعتي تعريفا مباشرا له وإنما ذكر دوافع هذا الستحمار الجديد بقوله هلو كلل تشلاجر وتحلارب إيهلامي كذب ،أما أسماء الوسائل والدوات التي تستخدم في هذا المجلال فهلي :التخصلص ،التحقيلق ،العللم ،القلدرة ، التقدم ،الحرية الفردية ،الحرية الجنيسة ،حرية المرأة ،التقليد والتباع. -10الستحمار القديم ):(22 حيث كان الدين دافع قوي للستحمار القديم وهو تابع لنبوغ المستحمرين وتجاربهم وفي هذا النوع من السللتحمار يستفاد من :الزهد ،الشعر والتصوف والخلق ،تعظيم وتجليل الماضي ،الفلسللفة ،الشللكر ،الثللواب ،الشللفاعة ، الوصول الفردي إلى الجنة ودخولها. -11النباهة: وهذا المفهوم هو عكس السلتحمار بلأنواعه الربعلة وهلو ملن المفلاهيم اللتي تعلد مفلاهيم جلذور فلي كتابلات شريعتي خاصة عندما يتحدث عن العودة للذات فيقول عن النباهة إن الشئ اللذي يلدعوني دائملا ملن خلارج هلذه المشاغل التي تجعلني ضحية لها ويدفعني إلى نفسي هلو ) النباهلة الفرديلة( أو) النباهلة النفسلية( تلدفعني أملام المرآة كل يوم لرى نفسي أجل ل يوجد أحد يرى صلورته الحقيقيلة نصلب عينيله حلتى أولئلك اللذين يقفلون أملام المرآه كل يوم ،المعرفة النفسية أو الدراية أو النباهة الموجودة عند الفرد بالنسللبة إلللى نفسلله هللي فللوق معرفللة الفلسفة والعلم والصنعة لن الخيرة معرفة وليست معرفة نفسية أي ليست الشئ الذي يريني نفسللي يسللتخرجني فيعرفني ذاتي الشئ الذي يلفت انتباهي إلى قدري وقيمتي فقيمة كل أحد بقدر إيمانه بنفسه .فعدوي أنللا كإنسللان
9
وعدونا نحن كمجتمع إنساني أو عقائدي أو شللعبي أو كطبقللة ل فللرق كللان العللدو شخصللا أم أداه فهللو يسلللب منلا الوعاية الولى والوعاية الثانية وإنا لم يبدلنا بهما جهل أو فقرا أو ذل بل حتى لو أبدلنا بهمللا معرفللة ،علللى كللل فهللو عدو هذا العدو حتى إذا أعطانا معرفة فلسفية أو فنية أو علمية واستلب منللا عوضللا عنهللا "النباهللة النفسللية" وأيضللا "النباهة الجتماعية" تلك النباهة التي اختص بها النبياء في التاريلخ أو عملل علللى تضلعيفها فنيللا فهللو علدونا نحلن وعدوي أنا هذا هو الساس المركزي في وجودنا التاريخي إن قبلنللاه فسللائر القضللايا تكللون واضللحة وسلليفيد فللي تخمين ومقايسة كل المور التي تحيط بنا. -12النضال الجتماعي ):(23 يعد بعدا رئيسيا لسلوب التربية المتناسقة مع العبادة والعمل والتي وضعها د .شريعتي لبناء النفللس وتربيتهللا .ولللم يعط الكاتب تعريفا مباشرا حول مفهوم النضال الجتماعي وإنما اختلف في البداية مللع تعريللف افلطللون للنسللان بأنه حيوان سياسي أو بالحرى اختلللف مللع ملن ترجللم لفلطللون تعريفلله للنسللان بقللولهم أنلله حيللوان اجتمللاعي ويرفض د .شريعتي هذه الترجمة ويؤكد على أن النسان من خاصيته السياسية ومن ثم فيتحدث عن أن المقصللود بصفة السياسية الرؤية والميل الذي يربط الفرد بمصير المجتمع الذي يعيش فيه وهذه الصلللة هللي موضللوع تجلللي الرادة والوعي والختيار عند النسان بحيث يحس أن وضعه الجتماعي مثل وضعه الطبعي أي أن يحللس بمللوقعه في الطبيعة أو المجتمع ويعيه ويتدخل فيه مؤيدا أو معارضا أو مغيرا لبنيته ومن ثم فالنسان غير السياسللي إنسللان في الحقيقة أبطل وعطل أعلى وأسمى تجل لستعداده النساني ومن أسف أن رجال السلطة الذين سيطروا على مصير المجتمعات هلعوا دائما من اهتمام الجماهير بالسياسة ،ثم يقوم شريعتي بما يمكن أن نسميه مرادفللة بيللن النضال الجتماعي كمصطلح وبين النضال السياسي فيعللده مللن أعظللم العواملل الللتي تكللون الللوعي الللذاتي عنللد المفكر وهو الذي يجعل أي مفكر عارفا بنصوص الناس ورغبللاتهم واحتياجللاتهم ومثلهللم وجللوانب القللوة وجللوانب الضعف فيهم ويصحح وعيه اليديولوجي ويهبه الفاعلية. -13العمل ):(24 هو أحد البعاد الثلثة في التربية وقد عرف شريعتي العمل بقوله هو كل عمل صالح – اقتصاديا كللان أوسياسلليا أو صحيا أو في سبيل الناس يفسر كنوع من العبادة الدينية حتى نوم النسان ،والعمل رياضة في بناء اللذات ،العملل يعني إلغاء دور الطبيعة على يد النسان وهو بطولة النسان في مواجهة الطبيعة فالنسان بعمله يغيللر مجتمعلله ، العمل عبارة عن تجلي التحقيق العيني للرادة والرغبة والقيم الخاصة بالنسللان يولللد ويصللنع فللي العمللل وتتبللدل أفكاره الذهنية إلى واقعية عينية وفي نفس الوقت يصقل جوهره الوجودي الحقيقي. -14العبادة ):(25 تعد البعد الثالث من أبعاد التربية وقد عرفها بقوله "التصال الوجودي المستمر بين النسلان وال اللله ،اللذي هلو منبع الروح والجمال والهدف واليمان وكل قيمنا النسانية وبدونه يغوص كل شللئ فللي مسللتنقع العبللث واللمعنللى والبتذال ،العبادة هي التي تستطيع أن تحمي الفللرد فللي مثللل هللذا النظللام المرعللب مللن مسللخ وجللوده وابتللذال 10
إنسانيته ونسيان كل القيم النسانية ويقيلم لنلا علقللة ملع أصلل الوجلود وتحفظنلا فلي علالم تهجللم عليلله الميكنلة والرأسمالية هجوما عنيفا ومدمرا وتهبنا ملذا عظيما ).(26 -15البروتستانتية السلمية: حدد شريعتي تعريفا لهذا المفهوم بقوله"البروتستانتية السلمية ذات عوامل متراكمة مللن العناصللر المليئللة بللالتنوير والثورة وصنع المسؤلية والعالمية وأكثر تقاليد ثقافته أصالة تقليد الستشهاد والكفاح والنضال النسللاني ولهللا تاريللخ مليء بالنضال بين العدل والظلم والمفاهيم التي تقوم بالتنوير وتصنع المسؤلية وتدافع عن حريللة النسللان وبنيتهللا مليئة بهذه العناصر "ثم يستطرد قائل:إن نقطة انطلق المفكر ومسؤليته فلي إحيلاء مجتمعله ومنحله الحركلة هلي بروتستانتية إسلمية حلتى -1:يقللوم المفكللر_ وهللو المهنللدس الثقللافي فللي المجتمللع_ باسللتخراج الكنللوز الثقافيللة العظيمة لمجتمعنا وتنقيتهاوتبديل هذه المواد التي سببت النحطاط والجمودإلي طاقة وحركللة-2 .ينقللل التناقضللات الجتماعية والطبقية من باطن مجتمعه إلى ضمير هذا المجتمع ووعيه بالقدرة المتاحه له عن طريق الفن والكتابة والمحاضرات وغيرها من المكانات ويلقي وعيه الجتماعي وعلمه النبوي الباعث للحياه فللي ليللل النللاس وشللتائهم هذه هي نفس النار اللهية التي يهبها برومثيوس للنسان-3 .يعقد جسرا من القرابه واللفة والتفللاهم والمشللاركة اللغوية بين جزيرة "أهل الفكر"و "شاطيءالناس"اللذين ابتعدا كل عن الخر ويزداد ابتعادهما بمرور الللوقت وذلللك ليجعل الدين الذي نزل في الصل للحياه والحركة في خدمة الحيللاه-4 .ينللزع سلللح الللدين مللن أيللدي القللوي الللتي سلحت زورا بهذا السلح حتى تمارس سلطانها وتدافع عن سيطرتها وبهذه الوسلليلة يجللرد معارضلليه مللن أسلللحتهم وتكون القوة اللزملة لتحريلك النلاس فلي يلده-5 .يشلل قلوي الرجعيلة_وهلي القلوي اللتي ل يلزال المفكريقلوم بتعضيدها-عن طريق القيام ببعث ونهضة دينية أي عودة إلى دين الحياه والحركة والقوة والعدالة ويقللوم بتخليللص الناس من السباب التي أدت إلى تخديرهم وتوقفهم وانحرافهم وخداعهم ويجعل نفس هذه العناصر وسيلة إحياء وتوعية وحركة ونضال ضد الخرافات واستنادا علي ثقافته الصللية يقلوم بتجديللد مولللده وإحيللاء شخصلليته الثقافيلة ويحدد هويته النسانية وبطاقته التاريخية والجتماعية فللي مواجهللة الهجللوم الثقللافي للغللرب"-6 .وبتأسلليس حركللة "بروتستانتية إسلمية"وبخاصة شيعية-فالتشيع هو مذهب العللتراض وأسسلله هللي :الصللالة والمسللاواه والرشللاد وتاريخه :الجهاد والستشهاد المستمران_تبدل الروح التقليدية الستسلمية للدين الفعلي الموجود عند الجماهير إلى روح اجتهادية واندفاعية واعتراضية ونقدية ويستخرج هذه الطاقة العظيمة المتراكمة في أعماق مجتمعلله وتللاريخه ويقوم بتصفيتها ويهب المجتمع منها موادة للحركة وعناصر باعثة للحرارة فينور عصره ويوقظ جيله. ويعول شريعتي علي المفكر في هذا المللر فهللو فللي تصللوره مللن سلليقوم بهللذه الحركللة حللتى يسللتطيع أن يمنللح مجتمعه فورة من الفكر الجديد والحركللة الجديللدة مثلمللا فعلللت البروتسللتانتية المسلليحية الللتي فجللرت أوروبللا فللي العصور الوسطي وقمعت كل قوي النحطاط التي أصابت فكر المجتمع بالجمود والركود باسم الدين ).(27 مما سبق يتضح أن هناك عددا من المفاهيم التي تنتمي إلى أسرة واحللدة أو إلللى منظومللة معينللة .فمثل نسللتطيع وضع مفاهيم مثل )العودة إلى الذات مع إخلء الذات مع الذات الممسوخة مع الذات العتيقة والحية( فللي منظومللة واحدة فكلها مفاهيم فرعية ولدت من مفهوم أم رئيس أو أنهار فرعية تصب في النهاية في بحيرة جامعة. 11
أيضا يتناسق مفهوم )الوعي المستقل( مع مفهوم )النباهة( ويأتي عكسها مفاهيم )السللتحمار( وعللائلته فيشللكلون منظومة واحدة. مفهوم )النضال الجتماعي( و )العبادة( و) العمل( واللذين يشللكلون مثللث التربيللة المتناسلقة كملا يراهللا شللريعتي ينتمون إلللى أسللرة مفاهيميللة واحللدة .أيضللا مفهمللوم البروتسللتانتية السلللمية ودوره فللي عمليللة الحركللة .وهللذه المفاهيم هي جزء من مرحلة بناء الذات الثورية بناء الفرد من أجل العودة إلى الذات السلمية.
ب -المقولت المرجعية في فكرة العودة إلى الذات: -1إن النسان يستطيع أن يكون من صنع نفسه أي أن يكون شريكا في بنية ذاته) .مقولة إجمالية( -2إن النسان بالفعل وليد الطبيعة وربيب تاريخه ومجتمعه وطبقته لكن النسللان التكلاملي الحيللوي السللاعي نحللو الحرية يسبق كل هذه العوامل الجبرية والعلمية والمادية) .مقولة تفسيرية( -3ليس من الممكن نيل الحرية والحساس العرفاني والخلص الخلقي قبل أن يكون نظام الحياة نظامللا يحللرر النسان من قيد المادية ومن أسس القتصاد ومن الصراع) .مقولة تفسيرية( -4إن النسان الذي يفكر في الحرية – الحرية الحقيقية ل الحرية التجارية – إنسان يعيش في مجتمع تخلص سلللفا من أسر النظام الرأسمالي ولم يجعل نظام الطبقات النسان ذا قطبين وشقين) .مقولة تفسيرية( -5إن أعظم مآسي النسان في العصر الحديث هي اعتناقه للبعد الواحد) .مقولة إجمالية( -6النسان عندما يصل الى سن التكليف يأمر على الفور بمسئولياته الفردية التي تحتوي على بناء الذات في نفللس الوقت مع مسئولياته الجماعية التي تشكل رسالته الجتماعية والسياسية) .مقولة تفسيرية( -7إن الطبقة المتوسطة التي يعيش فيها النسان تتيح الفرصة أكثر للنسان كي يبقى إنسانا وتتيح له فرصة النضللج ،وذلك بالنسبة للطبقتين العليا والدنيا ففي حين ترديه الولى في الخواء فإن الثانيللة تنللزل بلله الللى مرتبللة العبوديللة الفكرية والسقوط الخلقي) .مقولة تصنيفية( -8النضال السياسي يعلم المفكر ربيب الكتاب والدراسة لغة العوام) .مقولة إجمالية( -9ما لم تصل المة الى مستوى النتاج المعنوي والفكري والثقافي فإنها لن تستطيع أن تصل الللى مسللتوى النتللاج القتصادي واذا وصلت اليه ففي مستوى ما يفرضه الغرب وفي صورة خادعة أي في صورة استعمار جديد) .مقولة إجمالية( -10يستشهد بمقولة المام على عن تمازج العمل مع الفكر بقوله "من اليمان يستدل بالعمل ومن العملل يسلتدل باليمان") .مقولة إجمالية( -11المجتمع المنتج هو المجتمع الذي يفكر بنفسه ويخلق بنفسلله مثللله وذهنلله وقيملله وفنللونه ومعتقللداته وإيمللانه ووعيه الديني وآراءه التاريخية والجتماعية ونظامه الطبقي واتجاهاته الجماعية) .مقولة تفسيرية( -12عندما يفهم الشرقي أنه من جنس أدنى في الدرجة الثانية ويعتقد أن الغربي مللن جنللس أعلللى وفللي الدرجللة الولي وصانع للثقافة فإن علقته به سوف تشبه علقة الطفل بأمه) .مقوله تفسيرية تصنيفية(
12
-13علقتهم بنا ل تعدو علقة المستعمر بالمستعمر علقة من يمتص بمن يمتص بين من يقوم بالنتاج وبيللن مللن ينبغي عليه أن يستهلك ،بين من ينبغي أن يتحدث ومن ينبغي أن يسمع ،بين من عليه أن يتحرك ومن عليه أن يتبللع ويقلد) .مقولة تفسيرية تصنيفية( -14هذا الدين الموجود ل يستطيع أن يواجه الناس بحساسياتهم ومشكلتهم) .جوامع الكلم(. -15ينبغي أن يطرح السلم بعيدا عن صورته المكررة وتقاليده اللواعية العفوية وهي أكبر عوامل النحطللاط بللل ينبغي أن يطرح في صورة إسلم باعث للوعي تقدمي ومعترض وكأيديولوجية باعثة للوعي وقائمة بالتنوير) .مقولة تفسيرية( -16ينبغي أن يتحول السلم من صورة تقليد اجتماعي الى صورة ايديولوجية ومن صورة مجموعة مللن المعللارف العلمية تدرس الى إيمان واع ،ومن صورة مجموعة من الشعائر والطقوس والعمال التي تؤدي لنيل ثواب الخرة الى أعظم قوة تهب النسان قبل الموت المسئولية والحركة والميل الى التضحية) .مقولة تقسيرية( -17يعمل الستعمار القديم على إشغال الشعوب وإلهائها عن النباهة النسانية والنباهللة الجتماعيللة لنشللاء جيللل مطابق لمقاييسه وحساباته) .مقولة إجمالية( -18إن أي قضية فردية أو اجتماعية ،أدبية كانت أم أخلقية أم فلسفية دينية أو غير دينية تفرض علينا وهللي بعيللدة عن النباهة النسانية والنباهة الجتماعية ومنحرفة عنها هي استحمار ) .مقولة اجمالية ،تفسيرية( -19يستشهد يآيتين من القرآن ليدلل على أن النسان ظللاهرة ماديللة ترابيللة بيولوجيللة .كمللا يستشللهد بآيللات أخللرى ليقول عبرها أن النسان هو صانع نفسه. -20يستشهد بمقولة ابن الرومي حول النفس ومن قبلها آية النفس في القرآن. -21يذكر مقولة المام على بن أبي طالب عن العدل وسعته. -22عند حديثه عن الصلة يذكر مقولة هيجو عن تفسير معنى الصلة. -23يتناول مفهوم الوجود المجازي والوجود الحقيقي عند هايدجر ليدلل على إمكانية بناء الوجود النساني. -24يستشهد بقول الرسول عندما سئل عن السلم فقال هو العمل. -25يذكر مقولة المام على عن العمل وعلقته باليمللان وكللذلك مقولللة المللام علللى أو خطللابه لواليللة فللي مصللر وحديثه عن الرحمة والنسانية. -26عند حديثه عن النضال المجتمعي اشتق تعريف افلطون للنسان. -27يستشهد بأسماء كوكبة من مفكري الشرق والغرب وكيف أسسوا البنية الفكرية والثقافية لحضارتهم. -28يذكر مقولة فرانز فانون عن استقللية كل مجتمع. -29يستشهد بذكر عدد من المفكرين غير السلميين مللن الفارقللة وأمريكللا اللتينيللة الللذين رفعللوا شللعار العللودة للذات. -30يذكر مقولت لسارتر وبراتراند راسل عن الستعمار. -31يستشهد بما فعله المفكر "برومثيوس" في تغير مجتمعه.
13
هناك عدد كبير من العبارات في نص العودة الى الذات وما تبعها من مفاهيم وأفكار وثيقة الصلة تعد بحق عبارات مرجعية لكنها تتراوح بين الجمالية والتفسيرية والتصنيفية والجامعة .فحين يتحدث عن الحرية والنسللان والمجتمللع والسلم نراه يستخدم عبارات تفسيرية وعند تناوله موضوع الستعمار نراه يسللتخدم عبللارات تصللنيفية ونجللد أيضللا بعض المقولت التي تعد من جوامع الكلم لكنها ليست بالكثيرة. أما عن شبكة السنادات المرجعية التي يستخدمها د .شريعتي فهو يستند في مصادرة ومراجعة التي يعود اليها الى جملة من المعارف والعلوم والداب فنراه يسلتخدم الفلسلفة عنلد إثبلات الوجللود المجللازي والحقيقللي وتللارة نللراه يستشهد بأحداث من التاريخ السلمي أو التاريخ العالمي وأحيانا أخرى تجده متحللدثا عللن الحللوادث العظمللى فللي تاريخ البشرية كالثورات والنتفاضات ومرات يتناول المجتمللع بالتحليللل والنقلد والمراجعلة وكيفيلة تطلوره ونمللوه أو هبوطه وانحداره .وغيرها من المراجع التي يعتمد عليها شريعتي في كتاباته فنصه هو خليط بين )الفلسللفة والدب والتاريخ وعلم الجتماع والدين والسياسة والمذاهب المختلفة والحوادث العظام هذا فضللل عللن إبللداعاته الخاصللة به(.
ج -الحجج وأنواعها في فكرة :العودة إلى الذات يستخدم د .شريعتي تنويعة من الحجج فنراه يتنقل بين المنطقية إلى التاريخية إلللى الواقعيللة إلللى اللغويللة للللبرهنه على آراءه. -1الحجج الواقعية: عند حديثه عن الستعمار الذي يعتبر العالم مزرعللة للله يضللرب مثللال بدولللة كوبللا الللتي كللانت تنتللج قصللب السللكروالشعب المسلم في شمال أفريقيا الذي يزرع الكروم فقط ويستغله المستعمر. عندما يتناول قضية الهزيمة النفسية للمسلمين والتي أججهللا المسللتعمرون بتأكيللدهم علللى أنهللم الجنللس العلللىوالدرجة الولى فيذكر كيف أن أغلب المستشرقين التابعين للستعمار وجهوا كل اهتماماتهم لتحقيللق المخطوطللات الصوفية عشرات المرات في حين أن هناك مخطوطات علمية تتحلل في المكتبات ل يعلم عنها شئ. عند حديثه عن مسخ الغرب أو المسللتعمرون لماضللي العللالم السلللمي وتشللويهه فللي صللورة منحطللة ومقللززةوقبيحة. يذكر حادثة شخصية وقعت له عندما كان راكبا في طللائرة ووجللد مللن بجللواره ل يعللرف التحللدث بلغللة بلده لنللهقضي ثلث سنوات في أوروبا وكأنه نسى لغته الصلية وهو يدلل بهذه الواقعة على التهللرب مللن ماضللينا وبكللل مللا يذكرنا بانحطاطنا وقبحه حتى لو كانت اللغة. يضرب مثال حول فهم الناس للدين أو للخطاب الديني السائد -الن -حيللث أنهللم منشللغلون بقضللايا فرعيللة ثانويللةأخروية غيبية ويجعلونها أم المشكلت. -عند حديثه عن الرأسمالية والديمقراطية وأنهما ل يجتمعان وكيف أن الحرية المزعومة هي حرية التجارة.
14
عند حديثه عن أدوات اللهو التي تسهو الناس عن نضالهم الجتماعي كالترويج للفنون الهابطللة وعبللادة السللتهلكو . . .الخ. عندما يستنهض همم المفكرين والمثقفين كي يشاركو في النضال السياسي يقول بأن المشاركة الفعلية العمليللةفي هذا النضال أكثر تأثيرا وفعالية من مئات الكتب وآلف المؤتمرات. عندما يستشهد بأن أوروبا عادت الى عصرها الذهبي العصر اليوناني وانطلقت منه لبناء حضارتها. -2الحجج المنطقية: عند سعيه للستشهاد بأن فكرة العودة للذات ليسللت مقصللورة علللى المتللدينين فقللط بللل تتجللاوز المتللدينين الللىالعلمانيين أيضا لنها مسئولية اجتماعية قبل كل شئ. يذكر الشعار الذي رفعه المتدينون وغير المتدينين من المتعلميللن والمثقفيللن فلي اسليا وأمريكلا اللتينيلة والعلالمالسلمي وهو العودة للذات فهو حق لكل مجتمع أن يرتكز على تاريخه وثقافته. يدلل على عنصرية الغرب وازدواجيته فيقول بأن الغرب يخاطبنا قائل:إن على كل من يريد أن يصير متحضللرا عليلهأن يستهلك الحضارة التي نصنعها واذا أراد أن يرفضها فليظل وحشيا وبدائيا. عندما يتحدث عن فكرة إخلء الذات المستقاه من المفكر الوجودي هايدجر. يتسائل د .شريعتي عن إنفاق المفكرين أعمارهم في قضايا تافهة وهزلية وهللم بعيللدون كللل البعللد عللن مصلليرمجتمعهم ورسالتهم المناط بهم فيقومون بأعمال الترجمة لمواضيع ل تضر ول تنفع. عند حديثه عن الستعمار وأن علقتنا به ل تعدوا أن تكون علقة الطفل بأمه وعلقة من يتحرك بمن يتبع ويقلد. عندما يتحدث عن السجون الللتي تضللغط بجللدرانها علللى النسللان )سللجن النفللس ،التاريللخ والنظللام الجتمللاعيوالطبقي ،الطبيعة والجغرافيا(. عند تفسيره للوجود واستدلله بمقولت هايدجر على ضرورة الستقلل وبناء الذات من جديد. عندما يضع خطة للمعرفة الصحيحة بالغرب وللمسئولية الذاتية فيذكر عددا من المور التي ل بد منها للتعرف علللىثقافة الغرب والستفادة منه. عندما يدعو لتأسيس البروتسللتانيتة السلللمية – كمللا يسللميها – يسللوق الحجللج المنطقيللة علللى عكللس الحضللارةالغربية. عندما يتحدث عن انفصال العمل مع الفكر مثل أولئك الذين يعيشون كالخليفة الثالث عثمان لكنهم يغازلون أبللا ذروأولئك الذين وضعوا أيديهم في يد معاوية ولكنهم يبكون على المام الحسين. -3الحجج التاريخية: يكثر الكاتب من استخدام الحجج التاريخية والستشهاد بالوقائع التاريخية وهذا أمر معتاد خاصة وأن معمل التجارب لرباب العلوم الجتماعية تكون التاريخ. عند حديثه عن الوعي المستقل وأنها بمثابة الشرارة في المجتمع يستشهد بل "بروميثوس" وهو شخصية تاريخية.15
يذكر ما قاله موريس تورز رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي عللن الللدول الخاضللعة للسللتعمار وأنهللا ل تللزال فلليمراحل التكوين وفي أحضان المبريالية الم القاسية. يذكر ما حدث في فرنسا من مصادرة مجلة ثوريللة أفريقيللة وتنللاقض ذلللك مللع مللا ترفعلله بللاريس مللن حريللة رأيوليبرالية وديمقراطية. يذكر فضل الحضارة العربية السلمية على الحضارة الغربية ويستشهد بأن مؤسس علم الجتماع كان ينتمي لهذهالحضارة وكيف أن المكان الوحيد الذي كان متحضرا في أوربا هللو أسللبانيا بينمللا كلانت تغللوص أوروبللا فللي وحللول الجهل والخرافة. قيام الستعمار بمسخ ماضي الحضارة العربية السلمية وتشويهها في حين أنه أنكللر علللى الفريقللي أي حضلارةماضية وبهذا المنهج تظل البلد مستعمرة حتى يتسنى لها التحضر. يعطي نماذج ثلثة للمفكرين الوروبيين الذين أثروا بشكل نوعي في تطور النسان وفللي الحركللة الكليللة للتاريللخوهم سارتر ،ماركس ،باسكال ،أما النماذج الثلثة الخاصة بالحضارة العربية السلمية فهي :الحلج ومزدك وعلى بن أبي طالب. يستشهد بما فعله المام على عندما وجد صديقه )ميثم التمار( يفصللل بيلن التمللر الجيللد والللردئ فلي كلومين فليالطبق فقام بخلطهما وأمر ببيعهما بثمن متوسط وهذا يعطينا قيمة التساوي في الستهلك .ويستشهد أيضا بمقولللة المام على عن العدل وبغضه – عليه السلم – عندما آذا أعللداؤه امللرأه يهوديللة فقللام خطيبللا علللى المنللبر . .بهللذه المواقف الثلثة يستدل شريعتي على أن المام على كان أكللثر حساسللية مللن مللزدك وثوريللة مللن مللاركس وعللاش متعاطفا مع المحرومين. يستشهد أيضا بخطاب المام على لعامله على مصر وأمره إياه بالرأفة والرحمللة والنسللانية مللع العبللاد جميعللا بلفرق. يستشهد بالحرية الفكرية والثقافية التي كانت موجودة حتى في ظل نظام بني العباس حيث كان هناك ،إبن أبلليالعوجاء وابن الكواء وكانوا ملحدة ويقومللون بالسللخرية مللن الحللج علللى الرغللم مللن أنلله يعللد ركنللا مقدسللا عنللد المسلمين إل أنهم لم يصبهم أذى ولم يتعرضوا للتعذيب أو النتهاكات. يذكر كيف أن المام على بن ابي طالب لم يفصل بين الفكر والعمل وكان يعمل بيللديه فللي حفلر البللار والقنللواتبالمدينة ويغرس البساتين والنخيل ومع ذلك فهو مفكر ومتعبد وفاهم للقرآن. يستشهد بما فعله الرسول صلى ا عليه وسلم حينما قبل يد رجل كان يعمل بمهنللة تجعللل اليللد خشللنة الململلسليدلل بها على العمل. يذكر حادثة الهجرة النبوية وكيف أن المسلمين قاموا بمزاولة أشق العمال البدنية بل ويبقى بعضللهم بل أسللرة أومسكن وبالتالي فل عيب من العمل مع اليمان ول استحقار لدنى وظيفة كانت. عند حديثه عن النضال الجتماعي الضلع المهم في بناء مثلث النفس يستشهد بما حللدث فللي عهللد بنللي أميللة مللنالثورات التي تطالب بالحقوق وكان السياسي أو الحس السياسي عاليا بينما في عصر بني العباس تم نزع التسيس ووقع الناس في جدال نظري أو أدبي أو فلسفي أو ديني ألهاهم عن السياسة.
16
يذكر حادثة المحاسبة التي تلقاها الخليفة الثاني حينما شكا المسلمون من طول ثيابه واعتقدوا أنلله قللد أخللذ حقللافوق نصيبه ويدلل بهذه الواقعة التاريخية على نضال الناس سياسا آنذاك. يذكر أن هناك عددا من المفكريلن الن يشلغل نفسله ليلل نهلار بالنضلال فلي مسلائل كلميلة وفلسلفية ولفظيلةويعتبرون غاية في الرقي لكنهم حقيقة يشغلون أنفسهم ومجتمعهم. يضرب المثلة على عدم النفصال بين مفكري المة ومثقفيها إبان الحضارة السلمية وبين جماهير وعوام الناسوبالتالي فقد أفتقدنا هذا الحس الن. يستشهد بأبو ذر الصحابي الذي يمكن أن نصنفه بالعامي كيف أنه لم يمتنع عن المشللاركة برأيلله ويناضللل سياسلليافي زمانه مقارنة بسليمان أو سلمان الفارسي الذي يعد وجهة علمية فكرية مرموقة لكنه لم يترك أثرا كما ترك أبللو ذر الغفاري. يستشهد ببعض الداب الفرنسية والداب الثورية التي ظهرت إبان تلك الحقبلة وآداب الثلورة العربيلة اللتي انلدلعتفي فلسطين وآداب الثورة في أمريكا اللتينية عسى كلها أن تكون أسس حيوية من أجل تجديلد ميلد النلاس طبقلا للرؤية السلمية. يتحدث شريعتي عن كيف أن أوروبا كانت مستعمرة ثقافية للشرق السلللمي وبعللد أن اسللتوعبت ثقافتنللا تعلمللتكيف تقف وتصمد في مواجهتها وتعرفت على ذواتها وعادت الى عصور اليونان القديمة. ويلحظ مما سبق كيف أن هناك امتزاج وتداخل كبير بين الحجج وبعضها البعض فالتاريخي يمتزج مللع المنطقللي أو اللغوي والواقعي قد يتداخل مع التاريخي وهكذا. -4حجة لغوية: عندما يتحدث شريعتي عن الستعمار يجد تشابها طريفا بين كلمة Cultureالفرنسية والللتي تعنللي المزرعللة وتعنللي أيضا الثقافة ويلتقط شريعتي الخيط من هنا ويقول بأن الستعمار يقوم بتوحيد المحاصلليل فللي البلد المستضللعفة بحيث تموت جوعا إن لم تبع محصولها للغرب فمن ناحية الزراعة المعنوية أي الثقافية ينبغي أن تمحللى كللل مللزارع العالم الثقافية وتأتي جرارات الستعمار الثقافية فتحصد كل حضللارات آسلليا وأفريقيللا والمجتمعللات السلللمية مللن أجل أن تزرع فيها الثقافة الغربية فحسب.
17
الفصل الثاني :ثانيا :فكرة " المفكر المسؤل" أ -المفاهيم المستخدمة: -1المفكر ):(28 يعد هذا المفهوم من أهم المفاهيم الرئيسية التي تنبع منها مفاهيم أخرى فرعية مكملة .فلالمفكر فلي نظلر كاتبنللا هو عبارة عن فرد من طبقة تقوم بعمل عقلي أو فكري وهو من كانت القيم النسانية عنده في درجة تمكنلله مللن التفكير في مصائر الخرين ويكون على درجة من الوعي تمكنه مللن أن يحللس بملا يجللب أن يفعللله ومللا يمكلن أن يفعله. ثللم يحللدد شللريعتي الطبقللة الللتي ينتمللي لهللا هللذا المفكللر بقللوله "ل يمكللن أن يكللون إل مللن طبقللة ل الرفاهيللة والرستقراطية بلغتا بها حد العبث والتفاهة والفساد ول حرمها الفقر من التفكير ومن النضج الجتماعي والخلقي بل في حاجة إلى طبقة لها من المكانات ما يجعلها تفكر وتدرس وعندها من الفراغ ما يمكنها من توسعة مللداركها ومعنوياتها واكتساب القيم الخلقية والثروات الفكرية والمعنوية للتاريخ والكنوز التي وصلللت إلللى جيللله علللى مللدى عمر مجتمعه يقوم ببسط نطاق وجوده المعنوي وفي نفلس اللوقت ل تلقلي بله آفلات السلتغلل والرفاهيلة فلي مستنقع التفاهة والعبث والعلقات الدنسة ومن هنا فالمفكرون يظهرون في الطبقة الوسطى تلقائيا. وهذا نتاج أن الطبقة الوسطى التي يعيش فيها النسان تتيح الفرصة أكثر للنسان كي يبقى إنسانا وتتيح للله فرصللة النضج وذلك بالنسبة للطبقة العليا والدنيا في حين ترديه الولى في الخواء فإن الثانية تنزل به إلللى مرتبللة العبوديللة الفكرية والسقوط الخلقي. يصنف المجتمع اعتبارا من نوع العمل إلذي تقوم به كل طبقة ونوع النشاط الذي تقللدمه إلللى المجتمللع ومللن هللذه الناحية قسم شريعتي المجتمع إلى طبقتين :طبقة تقللوم بأعمللال يدويللة أو بدنيللة وطبقللة تقللوم بأعمللال فكريللة أو عقلية .فالذين يزاولون أعمال بدنية كالعمال والفلحين يشتغلون بأيديهم وبأبدانهم أما أولئك الذين يقومون بأعمال فكرية من الكتاب والشعراء فهم يعملون بعقولهم وهؤلء الذين نلقبهم بأهل الفكللر أو المثقفيللن ول شللك فللي أن أولئك الذين يعملون بعقولهم ل بد لهم من مزاولة بعض العمال البدنية المحللدودة وكللذلك ايضللا مللن يللزاول عمل بدنيا محضا ل بد له من مزاولة عمل عقلي. فالمقياس هنا هو )العلة( أو السبب فالذين يعد العقل أداة عملهم الساسللية نسللميهم أهللل الفكللر والللذين تعتمللد أعمالهم على سواعدهم نسميهم عمال يدويين وبالتالي فالمفكرين هم عبارة علن طوائللف مختلفللة ملن المجتمللع تقللوم بأعمللال عقليللة ومللن بينهللا المعلمللون والمحللامون والسياسلليون والقضللاه وقللادة الحللزاب والصللحفيون والمترجمون والكتاب والشعراء والرسامون والمثالون والفنانون والمهندسون والطبللاء والمتخصصللون فللي فللروع العلم المختلفة ورجال الدين وعلماؤه والفلسفة والمؤرخون هؤلء جميعللاهم المفكللرون الللذين يشللكلون طبقللة أهل الفكر ).(29 18
ثم يضيف د .شريعتي في كتابات أخرى إلى أن المفكر هو إنسان يفكر بطريقة جديدة إن لم يكن متعلما فل كللان ، وإن لم يعرف الفلسفة فل عرفها وليس فقيها ل يهم وليس عالم طبيعة أو كيميائيللا أو مؤرخللا أو أديبللا ل يهللم لكنلله يحس عصره ويفهم الناس كيف يفكر الن ويفهم كيف ينبغي له أن يحس بالمسئولية وعلى أساس هذه المسئولية يكون مستعدا للتضحية. "ويؤكد شريعتي أن المفكرين" ليسوا جماعة متميزة ذات قاعدة اجتماعية مميزة ،فهللم مللن الوجهللة الجتماعيللة ل يقفون في مقابل الجماهير أو الشعب أو عوام الناس أو بإزائهم فالمفكر صفة معنوية بارزة فللي النسللان وليسللت شكل اجتماعيا متميزا وليس من اللزم أن يكون المفكرون متعلمين وعلماء "ثم يحدد الكاتب رسللالة هللذا المفكللر فيقول" ورسالة المفكر هي حركة الحياة وهداية المجتمع وتغيير النسان وانضاجه أو تحسن حاله فهو الخذ بزمام القافلة والمهمة الملقاه على عاتقه هي معرفة الطريق والمخاطر وتعبئة النللاس والتناسللق المعنللوي فللي القافلللة فعلي المفكر أن يجعل المجتمع على وعي ذاتي والسللمة البللارزة للمفكللر هللي معرفللة مجتمعلله معرفللة حقيقيللة ومباشرة والتفاهم مع قومه ومعرفة عصره والحساس بآلم العصر وحاجاته ومثله وهو من ينبغي عليه أن يحللدد في أي مرحلة من التاريخ يعيش مجتمعه أو بعبارة أخرى ما هو زمانه الجتماعي؟؟! المفكر هو الذي يحس بطبقة الجتماعية ولديه معرفة عينية ومباشرة وتجريبية بها لم يقرأ عن الحرب الطبقية فللي الكتب الشتراكية والمصللادر المعتمللدة فللي علللم الجتمللاع بللل يجللدها فللي داخللله يحللس بهللا فللوق بشللرته وفللي لحمه . . . .هو من يحس ويعرف هذه الحقائق من سحن الناس الذين يراهم ويعرفهم ومصللدره العلمللي الحللارة والسوق والمصنع والمزرعة والريف والحداث والعادات والتقاليد واللغة ووضللع الحيللاة الخاصللة بالنللاس ومعرفتلله بالتايخ ليس واحدة مع معرفة المؤر خ فالتاريخ بالنسبة للمفكر حاضر حي وجار يحسه فللي قلللب مجتمعلله وسلللوك قومه وأفكارهم وأقوالهم وعواطفهم وحساسياتهم وكل عاداتهم وتقاليدهم ويحسه في أعماق روحه ليس التايللخ بالنسبة له ذهنية ما أو تذكارا لوقائع ذهبت ودفنت في القرون الخالية بللل ذو عينيللة وفعللل وحقيقللة حيللة ومتحركللة وهو نفسه مثل قلب مجتمعه البكر تجسم عيني للتاريخ ليس التاريخ بالنسبة له أحداثا وتسلسل مراحل زمنية بل هو نهر ينبع من عمق فطرته وماهية عرقه وقوميته ودينه ومعنوياته ويمر بتوالي الجيال ويجري في داخله وفي داخل مجتمعه . .المفكر بسبب وعيه يختار لنفسه ولنه يعرف شخصلليته والعناصللر الللتي تصللنع شخصلليته ل يسللتوعب ول يتقولب بقالب ما عن غير وعي ولنه يعرف العصر وضرورياته ووضعه ل يبقى في الطر المتحجرة التقليدية. المفكر ل يقلد ول يقتبس وهو عندما يعود إلى قواعده التقليدية القديمة يعود عن وعي ولبلوغ هدف ما فللي حيللن أن العصري قد عجز في إدارك هذه القواعد بسبب عدم وعيه .المفكلر هلو ملن يمللك رؤيللة نقديلة .بإختصلار هلو عبارة عن عصا التوكؤ في مجتمعه. -2المفكر المسئول ): (30
19
هذا مفهوم فرعي نابع مللن المفهللوم الرئيسللي السللابق – يبللدأ حللديثه عللن المفكللر المسللئول بقللوله "إن مسللئولية المفكرين اليوم ودورهم في العالم يشبه أساسا الدور الذي كللان يلعبلله الئمللة وقللادة التعللبير والتبللديل أي النبيللاء والرسل وأئمة المذاهب في المجتمعات القديمة .فالمفكر المسئول هو نظير الرسل وهؤلء المفكرون المسللؤلون ليسوا من طائفة العلماء أو مللن العللوام المنحطيللن فاقللدي الللوعي لكللن المفكللر واع ومسللئول أعظللم مسللئولياته وأهدافه منح بني البشر الوديعة اللهية الكللبرى أي المعرفللة والللوعي وذلللك أن الللوعي هللو الللذي يبللدل الجمللاهير المنحطة الراكدة إلى مرجل بناء في حالة فوران ولنه الوعي هو الخلق للعبقريات العظيمللة والقفللزات الواسللعة وبعد أن تستيقظ الحضارات والثقافات والبطال العظام من قلب الوجدان ينهض المجتمع. إن مسئولية المفكرفي زمانه هلي القيلام بلالنبوة فلي مجتمعله حيلث ل يكللون نبيلا ونقللل الرسلالة إللى الجمللاهير ومواصلة النداء نداء الوعي والخلص والنقاذ في آذان الجماهير الصماء التي أصيبت بالوقر وبيان التجاه والسللبب وقيادة الحركة في المجتمع المتوقف وإضرام نار جديدة في مجتمعلله الراكللد وهللذا عمللل ل يقللوم بلله العملء لن هناك مسئولية على عاتق العلماء محددة تماما وهي منح الحياة أكبر قللدر ممكلن ملن المكانللات ومعرفلة الوضلع الراهن وكشف قوي الطبيعة والنسللان واسللتغللها .إن العلمللاء والفنييللن والفنللانين يمنحللون المجتمللع البشللري أو مجتمعهم قوة علمية بوجودهم لكن المفكرين يعلمون المجتمع كيفية السير ويمنحونه الهدف كما يقللدمون رسللالة التحول واستجابة التحول إلى نسق بعينه ويضيئون الطريق للحركة. المفكر هو الذي يهدي إلى الحقائق ويرشد إلى الطريق ويدعو إلى السفر ويدل على بداية الطريق هو نفسلله رائللد القبيلة وهادي القافلة وهو الماحي للظلم والظلم .ليس المفكر هو النسان الذي يقول عن نفسه :أنا مفكر لننللي ذهبت إلى أوروبا وقرأت عن مدارس كذا الفكرية وقرأت كذا من الدروس ونجحت في المتحانات ونلت الشهادات ) .(31 على سبيل المثال يمكن أن يقال إن فلنا مفكر فللي أفريقيللا السللوداء لكنلله ل يصلللح لشللئ إذا جلاء إلللى المجتمللع السلمي فهو يصبح غريبا ومشلول وليس مفكرا بحال من الحوال فهو مفكر حقيقي ونابغللة وذو أثللر بنللاء وفعللال في مجتمعه لكننا إذا أخذنا نفس هذا الشخص إلللى الهنللد فلللن يعللود مفكللرا ولللن يسللتطيع أن يكللون صللاحب دور كمفكر في هذا المجتمع. وأعظم مسئوليات المفكر في مجتمعه هي أن يجد السبب الساسي والحقيقي لنحطاط المجتمع ويكتشف السبب الساسي للركود والتأخر والمأساة بالنسبة لمواطنه وجنسه وبيئته ثم يقوم بعد ذلك بتنلبيه مجتمعله الغافلل الغلائب عن الوعي إلى السبب الساسي لمصيره وقدره التاريخي المشئوم ويبدي لمجتمعه الحل والهللدف وأسلللوب السللير الصحيح الذي يلزمه من أجل أن يتحرك ويتخلص من هذا الوضع. ويحصل على الحلول اللزمة لشعبه على أساس إمكاناته واحتياجاته وآلمه وعلى أسللاس الللثروات الموجللودة فللي مجتمعه .كما يقوم بكل هذا على أساس تخطيط مدروس قلائم عللى أسلاس اسلتخدام صلحيح لللثروات ومعرفلة دقيقة لللم باكتشاف الروابط الحقيقية القائمة والسباب والنتائج بين أنواع النحطاط والنحرافات والمللراض بيللن 20
العوامل والظواهر الموجودة في الداخل والخللارج ويقللوم المفكللر بنقلل المسللئولية الللتي يحسللها هللو ملن طائفلة المفكرين المحدودة إلى السواد العظم لمجتمعه ويجعل التناقضات الجتماعية الموجودة في قلب مجتمعه داخل وعي الناس وأحاسيسهم. -3المفكر الصيل ): (32 لم يضع د .شريعتي تعريفا واضحا ومحددا لمصطلحه لكنه أشللار إلللى المفكللر الوروبللي باعتبللاره نموذجلا للمفكللر الصيل الذي كان انعكاسا لواقعة ومجتمعه وملبيا لحتياجات وطنه وزمنه وكان يسعى لتخليص أوروبا ومنح شللعبه القوة والمنعة ورفع مستوى الحياه عند مواطنيه فالمفكر في أوروبا إبان القرن السابع عشر والثامن عشر استجاب لمجتمعه مباشرة وكانت ردود فعله مللن أجللل تغيللر هللذا الواقللع وترشلليده وكللان مجتمعلله فللي حاجللة لكللل هللذه الخصائص والسمات من أجل رقيه وتقدمه وتحرره .وبالتالي نستطيع القول بأن المفكللر الصلليل هللو الللذي يكللون نتاجا لواقعه ومجتمعه وزمانه ومكانه ويلبي متطلبات عصره ول يكون مقلدا لغيره فيراعي الستقلل والخصوصللية الثقافية والفكرية ونسبية المقولت الجتماعية .ويأتي بالطبع عكس المفكر الصيل مفهوم المفكر المقلد. -4المفكر المقلد ): (33 تعد طبقة المفكرين في المجتمعات غير الوروبية من أفريقية وآسلليوية وأمريكيللة لتينيلة نسللخة مقللدة تماملا ملن طبقة المفكرين في أوروبا وبل زيادة أو نقصان .أما الشرق في آسيا وإفريقيا فلدينا جيل منللذ القللرن التاسللع عشللر يشبه تماما مفكري الغرب الذين كونوا طبقللة منللذ القللرن السللابع عشلر تسلليطر عللى كلل منلاحي العلالم الفكريلة والفلسفية والعقائدية وكل ما يتعلق بوجهات النظر فيه .ظهرت طائفة من بين أنفسنا تطلابق تماملا – وحلذر النعلل بالنعل – أصلها الوروبي نسخة هي مصورة طبق الصللل مللن طبقللة المفكريللن الوروبيللن تحمللل ململلح النسللخة الصلية التي نقلت عنها أي طبقة أهل الفكر في أوروبا. فالمفكر الشرقي والسلمي المقلد أخذ الخصائص من المفكر الوروبي عن طريللق الحتكللاك والترجمللة والتقليللد بالرغم من بعد الشقة وكونه غريبا عن الظروف الجتماعية التي كان يحيا فيها المفكر الغربي وبعدها عللن عصللره وتاريخه وغربتها تماما عن ثقافته ومعنوياته وسمات بيئته الجتماعية. هللؤلء المفكللرون المقلللدون ليللس لهللم سللند مللن عصللرهم أو مجتمعللاتهم أو ثقللافتهم ودون معرفللة بللالظروف الجتماعية والعصر التاريخي وأوضاع شعوبهم وأحوالهم أخللذوا خصيصللة واحللدة ملن خصائصلهم واحللدة فحسلب وعملو بها فأدت إلى نتيجة عكسية في كل مكان وذلك لن القضايا الجتماعية والقضايا العينية محلية ليست كلية. -5المفكر المستنير: هو مفهوم فرعي أيضا نللابع مللن مفهللوم المفكللر الرئيسللي . .يقللول د .شللريعتي أن هللذا المفكللر المسللتنير ل هللو بالفيلسوف ول هو بالعالم ول بالكاتب ول بالفنان وهو متعصب ذو عي ذاتي يحس بروح عصره وحاجيات مجتمعلله 21
وعنده رؤية ذات اتجاه محدد ولديه أيضا قيادة فكرية وهذا الوعي والرؤية وعي ورؤية خاصان يتحققان وينضللجان في مسيرة التجربة الجتماعية والعمل الثوري أفضل من تحققهما عن طريق الفكللار المجللردة الذهنيللة والدراسللة والطلع على المدارس الفلسفية والتخصصات العلمية لن حركة الفكر المستنير هي مواصلللة لحركللة النبيللاء فللي التاريخ أي أن المفكرين هم )هداة المة( وغالبا كانوا أميين في حين أن المثقفين هم النملاذج المواصلللة للحكمللاء والعلماء والدباء في التاريخ نماذج نضجبت ويمكن أن نرى بوضوح الشبه بين الرسالة والتجاه عند قللادة الحركللات التحررية الثورية المضادة للرجعية والستبداد والنهب والستعباد والتفرقة بين المم في العصر الخير وبين الرسللالة التاريخية لشخصيات مثل :إبراهيم وموسى ومحمد ويمكن أن نرى التطابق الللبين بيللن أعمللال رجللال مثللل :هيجللل وديكارت وكانت وهايدجر وقيمتهم الحقيقية والفكرية كممثلين للنتلجنزيا المعاصرية وبين النمط الفكري لشخاص من قبيل أرسطو وأفلطلون والكنلدي والغزاللي هلذا اللوعي والشلعور بالقيلادة هملا ميلزة المفكلر ليسلا بمعنلى )الزعامة والحكم( بل بمعنى منح الحركة والتجاه للمجتمع الذي يحمل المفكر تجللاهه مسللئولية فرديللة :كلكللم راع وكلكم مسئول عن رعيته. -6الحضارة الصلية ): (34 لم يعط د .شريعتي تعريفا لهذا المفهوم وإنما ضرب مثال واضحا على مفهومه وهي الحضارة الرومانية والحضللارة الساسانية وهما حضارتان نابعتان من أصل المجتمع فالرومان كانوا أصحاب تاريخ وثقافة متقدمة وأصيلة وحقيقية ونتيجة لهذا التقدم فقد كان العرب الغساسنة في الشام يقلدون الحضارة الرومانية ،وكان عرب الحيرة في العراق يقلدون أنماط الحياة الساسانية المتحضرة لكن بدخول السلم إلى قرية يثرب التي اعتبرها شريعتي منبع حضللارة بل وفي حالة فوران لنها استقلت فكريا وثقافيا ودينيا واعتمدت على ذاتها في صنع حضارتها الخاصة بها ذات اللون والطعم والمذاق الخاص بها وحدها وبالتالي نبغت وتفوقت على كل الحضارات التي كانت آنذاك لنها كللانت أصلليلة وذاتية وحقيقية. -7الحضارة المقلدة ):(35 على نفس النسق لم يقدم شريعتي تعريفا لهذا المصللطلح لكنلله فللي خضللم حللديثه عللن الحضللارة الصلليلة تنللاول عكسها الحضارة المقلدة وذكر بأنها النموذج الذي يستورد الحضللارة ملن الخللارج ثلم يقلوم بتجميعهلا وتركيبهللا دون جذور ودون استعداد ودون تغيير للتفكير والفكر وبدون إرساء هذه الحضارة على أسس وقواعد ثابته مللن أعمللاق ترابها الثقافي والتاريخي والقومي فهي ل تصير ذات حضارة وإنما تفرط في فرصة أن تكون يوما ما ذات حضارة. ويعطي مثال واضحا لذلك بنوعين من المجتمعات اللذين كانا يتوسطان الحضارة الساسانية والرومانية وهم العرب الغساسنة في الشام وعرب الحيرة في العراق فقد كانا يحسان بمركب النقص وبالتالي رد الفعل الطبيعي عندهم أن يعوضوا هذا النقص بالتقليد بل وبالفراط في التقليد حتى يطمئنوا إلى أنهم بلغو مستواهم.
22
ثم يضرب مثل من تجربته الشخصية حول التقليد حتى في الملبس وفي مباهج ومفاخر الحضارة من دون استيعاب أو صناعة فيقول بأن إحدى زميلته اللتلي تعلملن فلي أمريكلا وجلدت أن النسلاء الوربيلات أكلثر أناقلةمن النسلاء المريكيات وعنللدما ذهبلت لطهللران وجللدت أن النسللاء الطهرانيللات أكللثر أنقللاة ملن الوربيللات وعنللدما ذهبللت إلللى محافظتها وجدت نساء محافظتها أكثر أناقة من الطهرانيات في العاصمة ورد عليها شريعتي بأنها لو ذهبت وتللوغلت أكثر إلى القرى والنجوع والكفور لرأت أن أولء اللتي أتين إلى طهران لعدة أيام واشتغلن خادمات أو طاهيات أكثر عصرية من المريكيات. -8النمط الثقافي: وجد هذا المفهوم تعريفا عن شريعتي حيث قال "النمط الثقافي ) (36المقصود بهللا الللروح الغالبللة علللى مجموعللة معارف مجتمع ما وخصائصه وإحساساته وتقاليده ونظراته ومثله لنها كلها تحتوي على روح مشتركة يؤلف بينها كلها شكل يسمى الثقافة وكل إنسان يتنفس ويتغذى وينمو في هذا الجو الثقافي ومن هنا فإن معرفة ثقافة مجتمع مللا هي بمثابة معرفة حقيقية لبواطن ذلك المجتمع ونقاطه الحساسة وعواطفه .فالنمط اليوناني لليونان نمط فلسفي والنمط الثقافي للرومان نمط فني وعسكري والنمط الثقافي للصين نمط صوفي "المقصود هنا الثقافة التاريخيللة" والهند ذات نمط ثقافي ديني أما النمط الثقافي عندنا فهو النمط الديني السلمي ).(37 -9الصالة: تعني بمفاهيم شريعتي "أن ذواتنا هي ذواتنا" ونحن من نختار ذواتنا ولنللا أذواقنللا الخاصللة بنللا ونحللن الللذين نقللوم بصناعة ملبسنا ونبني منازلنا ونحن من نختار ألواننا وزيناتنا والنماط الخاصة بنللا ونحللن مللن ننظللم الشللعر ونكتللب ونحن مؤمنين بأن كل هذه الشياء لنا ومن صنعنا. -10الطبقة ): (38 أعطى شريعتي تعريفا لهذا المفهوم فذكر بأن "الطبقة تكون ذات عمل خاص في المجتمع وتكون ذات لغة خاصة وملمح خاصة وروح خاصة وذوق خاص وآداب وفنون خاصة ومظهر حياة ونمط من التفكير خاصين بهللا .ويضلليف الكاتب بقوله" عند دخول أية مدينة أو منطقة في بلد ما أنه في مكان خاص أو ناحية من المدينة جماعة أحيانلا ذات زي خاص ولغة خاصة ومرح خاص ومعبد وعلقات اجتماعية خاصة واحتفالت ووسائل لهو خاصة قد شكلت طبقة ،والطبقة تتشكل على أسس قوانين معروفة في علللم الجتمللاع فهللي ل تتشللكل نتيجللة لدراسللة الكتللب ول نتيجللة للدعاية أو الذاعة أو الصحف أو الترجمة أو الخطابة والمحاضرات إذن كيف تتشكل؟ نتيجللة لظللروف عينيللة واقعيللة واحتياجات حقيقية موجودة وقائمة في المجتمع الذي تتشكل فيه". هذه المفاهيم السابقة تشكل منظومة مترابطة ومتناسقة مع بعضها البعض بداية من المفهوم الرئيسللي والجللذري )المفكر( والمفاهيم النابعة منه كالمفكر الصيل وعكسه المقلد والمفكر المستنير ومفهوم الصللالة وهللي مفللاهيم ساقية تنتج عنها مفاهيم فرعية كالحضارة الصيلة وعكسها المقلدة ثم يأتي مفهللوم النمللط الثقللافي وهللو مشللتبك 23
ومتداخل مع مفاهيم الطبقة والمفكر الصيل والمستنير والمسئول فمن كلان مفكللروه أصلللء ومسللتنيرون وأحللرار كانت حضارتهم حرة وأصيلة ومستقلة والعكس بالعكس. -11جغرافية الكلمة): (39 هو مللن المفللاهيم الصلللية فللي كتابللات شللريعتي ويوضللح الكللاتب هللذا المفهللوم فيقللول "ينبغللي فصللل الكلمللات المطروحة في الميادين الفلسفية والعلميلة تماملا عملا يطلرح فلي الميلادين الجتماعيلة والسياسلية .ففلي ميلدان الفلسفة والعمل تطرح حقيقة كلمة ما فيتلقونها بعينها ويزينوها بمعايير علمية ومنطقية وتجريبية ويطلقللون الحكللم بشأنها :حق أو باطل أو منطقية أو غير منطقية ذات قيمة أو غير ذات قيمة. لكن في المجتمع والسياسة ،ينبغي أن تتدخل جغرافيتها أيضا في البحث والحكم تدخل مباشرا وإغفال هللذا المللر يؤدي إلى عواقب وخيمة ل تعالج وهناك أحكام علمية أفدح وأشللد ضللررا مللن الجهللل المطبللق والحكللام الجاهلللة وهذا بسبب أننا في طرح قضية فكرية في المجتمع نبحث فحسب في أسلوبها العلمي الصرف بينمللا ننسللي قرينتهللا الجغرافية أو الزمنية. وكثير من القضايا الجتماعية والدينية التي نطرحها اليوم نعجز عن إدراك مفهومها الواقعي لننا ننتزعها من جسدها الحي أي بيئتها الجتماعية وجوها الزماني وضمير المرحلة الللتي ظهللرت فيهللا وروحهللا وكلهللا جللزء ل ينفصللل منهللا. ويوضح د .شريعتي مفهومه أكثر فيقول" اقصد بجغرافية الكلمة أنه يمكن معرفة صحة قضللية فلسللفية أوعلميللة أو أدبية أو بطلنها بمعايير المنطق والستدلل والتجربة". لكن بالنسبة للقضية الجتماعية ينبغي أن تكون لدينا معلومات عن زمانها ومكانها ثم نقر في شأنها لنه في العلللوم تكون القضايا إما صحيحة أو غير صحيحة لكن في المجتمع والسياسة ليلس الملر بهلذه البسلاطة لن كلل القضلايا الجتماعية ذات ارتباط وثيق ورابطة علية متقابلة وتأثر مقترنان ل يتجنبلان وكلل هلذه المعلايير الخارجيلة والقضلايا اللتزامية ينبغي أن تتدخل مباشرة في الحكم عليها لنه أحيانللا تكللون قضللية مللا صللحيحة فللي حللد ذاتهللا ومنطقيللة ومعقولة وذات قيمة ويكون طرحها في أرضية معينة وفي زمان معين مرضا وانحرافا وتصير فسادا وكارثللة وعلللى العكس تكون قضية ما خرافة في حد ذاتها ول منطق لها وغير صحيحة من وجهة نظر الواقع الفلسفي والعلمي أو الفني والدبي بل وتكون قبيحة ومبتذلة قد تكون في أرضية معينة وفي زمللن معيللن عللامل أيجابيللا .بنللاء وتركيللزي على هذا الموضوع اكثر بسبب أنه يمكن فهم كل القضايا الفكرية والجتماعية والسياسية والتاريخية وما هو مطروح في الشرق والغرب بالنتباه إلى هذا الموضوع ليس هذا فحسب بللل وفهللم الرسللالة الجتماعيللة للمفكريللن الللذين يطرحون قضايا في مجتمعللاتهم وينطلقللون منهللا أو يواجهللون القضللايا الللتي تطللرح ويطرحهللا غيرهللم وعليهللم أن يعرفونها جيدا يتخذون منها موقفا صحيحا فمن ناحية من الضللروري معرفللة هللذه النقطللة لن غفلتنللا عمللا أسللمية جغرافية الكلمة ترك ميدان المجتمع خاليا ودون عقبات أمام الستعمار المحتال الخللبير فللي الغللرب لكللي يسللتطيع بطرح ما هو قابل للرد من الناحية الفلسفية والعلمية والدبية والفنية أن يحول دون ما ينبغي طرحه بالفعل ).(40
24
وفي هذه العبة وبسبب اننا فقط لم نكلن واعيللن بالقضلية القائلللة لكلل مقلام مقلال ولكلل موضلوع مقلام "يؤكلد شريعتي على" أنه ل ينبغي أن تخدعنا الكلمات واللفاظ الحرية ،الشعب ،حكم الجماهير ،أصوات كل أفراد المللة ،النتخاب الديمقراطي وكلمات من هذا القبيل ينبغي فقط أن تعطى معاني فللي ظرفهللا الزمللاني والمكللاني لنهللا تأخذ معاني في هذه الظروف وهذه الكلمات بشكل مطلق ومجرد ل يمكن أن تعطللي أي معنللى وهللذه الكلمللات تأخذ الشكل والحساس والتجاه في المجتمع وفي الظروف العينية والواقعيللة للمجتمللع وهللي فللي كللل جغرافيللا سياسية واجتماعية ذات معاني خاصة وتأثير خاص أنهللا غيللر مفللاهيم مللن قبيللل كرويللة الرض ومركزيللة الشللمس والدورة الدموية وهذا القبيل من المصطلحات العلمية التي هي في كللل مكللان وفللي كللل وقللت ذات معللاني ثابتللة ومحدودة .ومن هنا فإن ما يثمر نتائج عظيمة جدا وراقية في مجتمع ما ل يحمل في ثناياه بالنسبة لمجتمللع آخلر إل الخراب والضعف وتكون نتيجته شؤما وضررا على هذا المجتمع ).(41 -12العلموية: عرف شريعتي المفهوم بقوله "تعني المدرسة الفكرية التي تعتقد أن كل ما يقللوله العلللم هللو الصللحيح والحقيقللي وكل معرفة تتأتى عن طريق العلم ليست من العلوم البحتة الدقيقة وغير جديرة بالثفة .ومن ثم فحين نقول العلللم أي المعرفة فإنما نعني المعرفة الخاصة التي تتأتي عن طريلق خلاص والمعرفللة الللتي تعتملد علللى عللالم الملادة والمحسوسات .العلم في هذا العالم هو علم المادة المحسوس سواء تناول الطبيعة" علللم الفيزيللاء ،أو الحيللوان والنبات " علم وظائف العضاء وعلم الحياء أو النفس وظواهرها التي يمكن تحليلها وإجللراء التجللارب عليهللا علللم النفس وعلم التحليل النفسي – ل علم النفس القديم الذي كان يتناول الروح وعدم تجردها أوبقائها وزوالها". ومن هنا فإن مجال هذا العلم مجال مادي وعيني والمعلومات التي تتأتى عن طريقه معلومات تعد مللن العلللم أمللا العلوم التي تتأتي عن طريق الحاسيس مثل العلوم الفنية والعمل الدبية وما يتأتى عن طريللق الشللراق واللهللام مثل الدين والعلوم العرفانية والصوفية اللهامية والشراقية فهي ليست من العلم في شئ لنها ل يمكن أن تخضللع للتحليل الدقيق والدراك الحسي والمشاهدة العينية ولنها غير قابلة للتحليل الدقيق المعملللي .وفللي نظللر العلللم ل يمكن الطمئنان إليها والعتماد عليها ومن ثم تعني العلموية تقديس العلم بمعناه الخللاص فمللا يتللأتى عللن طريللق جدير بالثقة وما ل يتأتى عن طريقه مردود أو على القل معرض للشك قضللايا مللا وراء الطبيعللة والللدين والغيبيللات والقضايا الخلقية والنسانية ل يمكن قبول شئ منها اللهللم إل ذلللك القللدر الللذي يمكللن تحليللله عللن طريللق العلللم ووضعه موضع الفحص العلمي والمنطقي والعقلي والمشاهدة والتجرية والستدلل والستقراء. -13العلموية المنحرفة ):(42 لم يحدد شريعتي تعريفا لهذا المفهوم لكنه أشار من بعيد فللذكر "أنلله فللي ذات الللوقت نللرى أن الماديللة والعلمويللة هاتين وأن معاداة الدين وحصر الحياة البشرية في إطار النفع القتصادي وذلك المبدأ الذي يجعلنا نضع العلللم فللي خدمة الحياة المادية أي النتاج والستهلك فحسب".
25
فالعلم صار أسيركهنوت القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين أي الصناعة والرأسمالية كما كللان سابقاأسلليرا في خدمة الكنيسة والكهنوت الكاثوليكي كللل هللذه المللور تعتللبر انحرافللا لكللن لهللم الحللق فيمللا يفعلللون فمنشللأه عصرهم وهو طبيعي عندهم. نلحظ أن مفهوم العلمويللة ملن المفلاهيم الساسللية والرئيسللية ويتفللرع منلله مفهللوم العلمويللة المنحرفللة وهللذان المفهومان مرتبطان بمفهوم المفكر الصيل لنه في البيئة الوروبية كانت العلموية نتاجا للمفكللر الوروبللي الصلليل بالضافة إلى ارتباط المفهوم بمفهوم جغرافية الكلمة فمفهوم العلمويللة ربمللا يعللد صللالحا فللي أوروبللا لكنلله ضللار بالنسبة للعالم السلمي الذي يمتزج فيه المادة بالروح والنقل بالعقل ونجد التلحم والترابط بين المفاهيم السابقة بشكل أو بآخر. -14الحضارة ): (43 هي مرحلة سامية من النضج الثقافي والمعنوي في المجتمع وتربية الروح الفردية النسانية وتهذيبها والتسامي بهللا. ومن أجل تحويل نصف بدائي إلى عصري تماما يكفي عدة ساعات أما من أجل تحويله إلى متحضر فهذا يحتاج إلى أيديولوجية وخطط ومشروعات وعمل وتضحية وتحمل وصبر وألم ورياضة وتغير في الصول والمبادئ الجتماعيللة وثورة فكرية وعقائدية وتغيير للقيم والمبادئ والوصول إلى رؤية كونية متفتحة ومتطورة أو في كلمة واحدة تحتللاج إلى :ثورة أيديولوجية .الحضارة ليمكن أن توجد في الستهلك والمظهر والكماليات بل توجللد فللي الرؤيللة والفكللر والرؤية الكونية ودرجة التهذيب وعمق الساس والعلقات النسانية والخلقية ونظام القيم وقللوة الثقافللة وغناهللا والدين والفن والستعداد للخلق والتحليل والختيار والقتباس. الحضارة نوع من الفوران والتحرر من التقليد والوصول إلى حدود الخلقية والتمييز المستقل .الحضارة تعني حراثة الرض وتسميدها ومدها بالمياه ثم بذر البذور ورعايتها وتطعيم النبات ومقاومة الفات .ثم يللأتي النمللو لجللدال أن الشجرة التي تنمو على هذا المنوال تستغرق ثلث سنوات أو أربع وتحتاج إلللى كللدح وعمللل متواصللل وصللبر وإرادة وذكاء واستعداد لكن السبيل الوحيد هو هذا .إن الحضارة المستوردة الستهلكية ليست حضارة لكنها سوق.
ب -العبارات المرجعية في فكرة "المفكر ومسئوليته في المجتمع" -1من الممكن أن يكون أحد ما يفكر بانطلق وسعة أفق بينما يزاول في المجتمللع عمل بللدنيا أو يللدويا ومللع ذلللك يحسن الفهم وعلى العكس تماما من ذلك الذي يزاول عمل عقليا أساسه فكري فهو بمقتضى ذلك من طبقة أهللل الفكر لكنه ليس مفكرا) .مقولة تصنيفية تفسيرية( -2من السف أنه في بعض طوائفنا تكتسب آراء المتدينين غير المتخصصين والجهال قوة أكللثر ممللا لراء العلمللاء الكبار والمجتهدين) .مقولة اجمالية( -3في علم الجتماع نلتقي بقضية فحواها أن حقيقة ما قد تكون صادقة ومنطقية تماملا ،لكنهللا قللد تكللون مضللرة تماما وكارثة وقبيحة وباطلة في ظل ظروف اجتماعية أخرى) .مقولة اجمالية(
26
-4مقاومة الدين في المجتمعات السلمية وحتى غير السلمية كانت أولي ثماره وأسرعها وأفللدحها هللي تحطيللم السد الذي كان يقف حائل في وجه النفوذ المبريالي ونفوذ الستعمار القتصادي ونفوذ فلسللفة السللتهلك وغلبتهللا والنحطاط الفكري والنحراف وما اليه من أنواع الغزو الذي بليت به المجتمعات الشرقية) .مقولة تفسيرية( -5يستشهد بمقولة المام محمد عبده عن نسبية الحقائق الجتماعية ونبذ الدين في أوروبا ونتائجه ونبذ الللدين فللي عالمنا السلمي ونتائجه. -6هناك كلم يصح في مكان ما لكنه يكون باطل في مكان آخر ،وهناك عامل ما ومدرسللة فكريللة مللا أثمللرا فللي مكان ما حرية ووحدة ،لكنها في مكان آخر يطرحان ملن أجللل القضللاء عللى الحريلة ومللن أجللل الفنلاء) .مقولللة إجمالية جوامع الكلم( -7يستشهد بمقولة كلودبرنار عن شدة تقديسه العلم وايمانه بالمحسوسات فقط. -8إن الحضارة والثقافة بضاعة ل تصدر ول تستورد .ليست الحضارة والثقافة هي الراديو والتلفزيون والثلجة تنقل من هناك إلى هنا ثم توصل بالكهرباء فتعمل .الحضارة والثقافة توجدان بإعداد الرض والعمل فيها بصبر ودراسللة ووعي ومعرفة .بتغيير النسان وتغيير الفكر مع معرفة أرضية المكان الذي نعيش فيه وجوه) .مقولة تفسيرية( -9إن المجتمعات التي تستورد الحضارة من الخارج ثم تقلوم بتجميعهلا وتركيبهلا دون جلذور ودون اسلتعداد ودون تغير للتفكير والفكر وبدون إرساء هذه الحضارة على أسس وقواعد ثابتللة مللن أعمللاق ترابهللا الثقللافي والتللاريخي والقومي ،ل تصير ذات حضارة ليس هذا فحسب لكنها تفرط في فرصللة أن تكللون يومللا مللا ذات حضللارة) .مقولللة تفسيرية( -10ل يمكن أن يوجد المفكر أبدا عن طريق الترجمة والنسخ والتقليد يمكن أن يظهللر متعلللم أو طللبيب أو مهنللدس معمار لكن ل يوجد مفكر) .مقولة جوامع الكلم( -11يستشهد بقطعة من كتاب سارتر عن المنبوذين في الرض وكيفية صناعة المفكر الشرقي في الغرب. -12يستشهد بتحليل سورديل عن نظرية الصراع وكيف تم فقد الذات وتفريغها من قبل الوروبييللن وبالتلالي شللعور بالنقص والحاجة. -13إن مسئولية المفكر في زمانه هي القيام بالنبوة في مجتمعه حين ل يكون نبيللا ونقللل الرسللالة إلللى الجمللاهير ومواصلة النداء نداء الوعي والخلص والنقاذ فللي آذان الجمللاهير الصللماء الللتي أصلليبت بللالوقر) .مقولللة اجماليللة تفسيرية( -14أعظم مسئوليات المفكر في مجتمعه هي أن يجد السبب الساسللي والحقيقللي لنحطللاط المجتمللع ويكتشللف السبب الساسي للركود والتأخر والمأساه بالنسبة لمواطنه وجنسه وبيئته) .مقولة تفسيرية( -15إن وجود الفقر ل يسبب الحركة لكن الحساس بالفقر هو الذي يسببها) .مقولة إجمالية تفسيرية( -16ينبغي للمفكر أن يكون ذا حضور في عمق ضمير السواد العظم من مجتمعه) .إجمالية( -17الجماهير في حاجة إلى الوعي ،أما المفكر عندنا فهو في حاجة إلى اليمان) .مقولة إجمالية( -18إن المفكر هو من يملك رؤية نقدية) .مقولة إجمالية( )جوامع الكلم( -19ما الذي ينبغي عمله في مجتمع أعمللى ومشلللول ومتحجللر فللي قللوالب روحيللة واجتماعيللة منحطللة؟! )مقولللة إجمالية( 27
-20إن العصرية عن طريق التقليد تتحقق بسرعة لكن الحضللارة علللى عكسللها تمامللا نللوع مللن الفللوران الللداخلي والتحرر من التقليد والوصول على حدود الخلقية والتميز المستقل) .مقولة تفسيرية( -21في العلم ينبغي النظر إلى القول ل إلى القائل لكن في السياسة ينبغي النظر أول إلى القائل ثم إلى القول. -22إن كل المذاهب في التاريخ تخضع أساسا للفعال وردود الفعال. يحشد د .شريعتي عبارات متنوعة ومختلفة فحين يتحدث عن المفكر ومسئولياته نراه يسللتخدم العبللارات التفسلليرية والتصنيفية والجامعة وعندما يتناول قضية نسبية الحقائق الجتماعية يستخدم العبارات التفسيرية والجمالية. يستند كاتبنا في مصادره ومراجعه التي تمثل شبكة إسناداته المرجعيلة مختللف العللوم والمعلارف فملرة يستشلهد بمقولت فلسفية أو فكرية وأخرى يسرد كلما من كاتب أو مفكر غربي وثالثة يتحدث بلسان عالم الجتماع ثم يعلود للتاريخ فيتخذه كشاهد على الواقع أو كحادثة ينبغي التعاظ منها وهكذا نرى التنوع والختلف والتمللايز فللي شللبكة إسنادات مفكرنا مما يدل على غزارة علمه ومعرفته.
ج -أنواع الحجج في فكرة "المفكر ومسئوليته في المجتمع" يتراوح استخدام كاتبنا للحجج من منطقية إلى لغوية إلى تاريخية إلى واقعية ومرة نجد التداخل واضحا بين التاريخية والواقعية أو بين النمطقية والواقعية والتاريخية بشكل يصعب معه نوعا ما فصل الحجج عن بعضها البعض. -1الحجج المنطقية: في بداية حديثه عن المفكر ومسئوليته في المجتمع يستخدم الكاتب جمل منطقية ليشير إلى أن أي مفكر عليه أنيعلم أية خصائص تميزه وأية ظروف تاريخية واجتماعية نشأ؟ وما الطريق الذي ينبغي له أن يسلكه. عندما يتحدث عن خصائص المفكرين في القرن السابع عشللر الوروبللي ومنهللا خصيصللة اللدينيللة فيسللرد حجتللهالمبينة على أن أوروبا نحت الدين جانبا فأصبحت هناك فئة مللن المفكريللن تسللمى اللدينيللن ظهللروا نتيجللة للتشللدد والتردي والفساد والقهر والقمع الذي كانت تمارسه الكنيسة آنذاك وانطلقت أوروبا اليازدهارها ونمائها بعد التخلص من سيطرت الكنيسة. ما فعله المفكرون السلميون أو الشرقيون الذين بهروا بالحضارة الغربية وشاهدوا ثمارها فقاموا هم بمحاولتتنحية الدين جانبا لكنهم لم يحققوا التقدم الللذي تحقللق فلي أوروبلا بلل العكلس تماملا كلانت الثملار زيلادة للنفلوذ الستعمار وللستهلك والنحطاط الفكري والنحراف والضعف الذي منيت به البلد السلمية. يفسر ما حدث في أوروبا والمادية الشديدة التي طغت هناك نتيجللة لنلله عنللد الفللراط فللي الروحانيللات يظهللر ردالفعل المادي ويحدث التوجه من الروحانيات إلى الماديات ويغرقون فيها. عند حديثه عن المفكر الصيل والمقلد يذكر كيف أن المفكرين الوروبييللن ظهللرت خصائصللهم بنللاء علللى أسللاسملمح مجتمعاتهم وتاريخها وأحوال المجتمع الذي كانوا يعيشون فيلله وهللذه السللمات ظهلرت بشللكل طلبيعي فللي مجتمعها هناك لكن مفكرينا الشرقيين تجاوزوا كللل ذلللك وأصللبحوا نسللخة هللي مصللورة طبللق الصللل مللن طبقللة المفكرين الوروبيين.
28
يضرب مثال منطقيا حول بستاني )والمعنى المقصودبالطبع المفكر( ل يفهم في نوع الشجار أو احتياجللات النبللاتأو ظروف المنا خ والطقس وينظر لحديقة جاره ويراهللا مثمللرة عللامرة فيللذهب لجللاره ويشللتري أشللجاره المثمللرة ويغرسها في أرضه ويرى أرضه وقد أضحت شبه حديقة فمن المستقيد من هذا البيع والشراء؟! يضرب مثل حول انتزاع قضية اجتماعية أو دينية من جسدها الحي أي بيئتها وجوها الزماني وضمير المرحلللة الللتيظهرت فيها وروحها فيتحللدث عللن ظللاهرة اطلق اللحللي فللإذا جللردت مللن جوهللا الجتمللاعي مللاذا سللتعطي مللن معاني؟! فمثل إطلق اللحي في جونللا الجتمللاعي التقليللدي السلللمي يجللد مفهومللا دينيللا ومقدسللا وفللي أمريكللا اللتينية يجد معنى ثوريا وفي أمريكا الشمالية وأوروبا يعبر عن معنى فلسفي وتمرد وعصلليان لكللن إذا جردنللا هللذ الظاهرة من جوها الجتماعي وسياقها الزماني فسوف نخرج باستدللت متشابهة وضللرب مثل حللول اللحللي الللتي يربيها أنصار كاسترو فهي تحمل معاني سياسية وطبقيللة وأيديولوجيللة واتجللاه معللاد للمبرياليللة ولمريكللا ويسللارية وثورية ومعارضة للحرب في فيتنام .لكن هل هي نفس اللحي التي يظهر بها القساوسة المعللاديين لكاسللترو هللل لها نفس المدلول؟! -2الحجج التاريخية: أعطى شريعتي سردا تاريخيا عندما تناول تشكيل طبقة أهل الفكر في أوروبا وكيف تكونت وتركبت والفللرق بيللنالعلماء غير الدينين والعلماء الدينين وكيف تبلور كل المفهومين. عدم نيته عن تشكل طبقة المفكرين في مواجهة علماء الدين في القرون الوسطى ولماذا حدث هللذا النشللطار:علماء دين وعلماء ل دينين. عندما يتناول قضية الحضارات الصيلة والحضارات المقلدة يذكر الحضللارة الساسللانية والكمينيللة والشللكانية فلليإيران والحضارة الرومانية المسيحية في الناضول وكيف كانت تقع وسط هاتين الحضارتين حضارة أخرى مقلدة أو شبه حضارة هم العرب الغساسنة الذين كانوا يقلدون الرومان وغرب أهل الحيللرة المقلللدين للحضللارة الساسللانية في إيران. يعطي نموذج واضح للحضارة الصيلة كيف نبعت وكيف ازدهرت وهي الحضارة التي كانت في بداية تشللكلها فللييثرب واستطاعتهم غزو الحضارات المجاورة واستيعابها. -3الحجج الواقعية: عند حديثه عن الفعل ورد الفعل وحياة الماديات ثم حياة الروحانيللات كللرد فعلل للغللراض فلي الماديلات ثلم ردالفعل فجأة والفراط في الروحانيات يذكر المثل الصيني الذي كان غارقا في الماديات والفخامة والترف ثم تحللول إلى مجتمع ينبذ المادة ويكره الطبيعة ويزدري المجتمع وهذا على يد حركة )التاوية( . . .وما حدث في أوروبا عندما كانت الحضارة الرومانية القديمة غارقة في تقديس القوة والوحشية والرغبة في النتقام والتلذذ بقتل البشر جللاءت المسيحية لتنادي بالمحبة والبساطة والتسامح والعفو وبالتالي كانت كرد فعل للمادية في العصر الروماني. يذكر كيف أن ملوك الغساسنة كانوا يتشبهون بالرستقراطية الرومانية ويشربون مثلهم ويجلسون للحتفالت مثلهموكان أمير الحيرة أيضا يقلد قصور الملك الساساني. 29
يتحدث عن حادثة وقعت له عندما غادرت إحدى زميلته أمريكا واتجهت لوروبا فوجدت أن النساء في أوروبا أكللثرأناقة من المريكيات ثم عندما توجهت إلى طهران العاصمة وجللدت أن النسللاء الطهرانيللات اكللثر أناقللة مللن النسللاء الوروبيات وعند ذهابها إلى محافظتها رأت أقلية عصرية من نساء تلك المحافظة أشد أناقلة ملن الطهرانيلات فقلال لها د .شريعتي إنك لو ذهبت أكثر إلى القرى لوجدت أولء الفتيات القرويات الئي يعملن كخادمات أو طاهيللات فللي طهران هن أكثر أناقة من المريكيات . . .وهوبهذا المثل يدلل على أن النسان المتحضر والنسان العصللري المقلللد المستهلك الخاوي ذهنيا وقيميا والمفرغ من ذاته والذي يشعر بنقص نفسي وهللاجس بالتللأخر فيضللطر للتقليللد بللل والفراط في التقليد. عندما يستشهد بكتاب جان بول سارتر )المنبوذون في الرض( وكيف يصللنع المفكللر الشللرقي فللي الغللرب ويللرددالكلمات والمفاهيم الغربية دون وعي أو فهم. -4الحجج اللغوية: عند حديثه في البداية عن معنى كلمة المفكر وكيف مسخ المفهوم وقلب ولم يتم تعريفه بشللكل دقيللق .ويعطلليشريعتي تعريفا للمفكر بمعناه الصللطلحي والمفكللر بمعنللاه اللفظللي ويصللحح بعللض الترجمللة الللتي نقلللت إلللى الفارسية من النجليزية ويعطيها معاني مختلفة. عندما يتحدث عن مفهوم العلموية المنحرفة وكيف صار العلللم أسللير كهنللوت القللرن الثللامن عشللر والتاسللع عشللروالعشرين أي الصناعة الرأسمالية وأطلق عليها لفظ )السكولسية الجديدة(. يمكن إجمال المسكوت عنه في الفكرتين اللتين طرحتا سابقا وهي العودة إلى الذات والمفكر المسئول في ثلثللة أمور: -1الموقف من التراث -2 .الموقف من الغرب-3 .الموقف من الواقع. -1الموقف من التراث ):(44 هو الموقف النقدي الذي يريد إزالة ما ران على دين السلم من تشوهات وانحرافات والتذكير بللأن مللا هللو موجللود في بطون الكتب التي تدرس باسم السلم شئ وما في كتاب السلللم "القللرآن" شللئ آخللر ،وكللان يللرى ضللرورة إعادة النظر في جميع الموائد المسمومة التي يطعمونها لنا باسم الدين والثفافة والتاريخ ) (45لكللن هللذا الموقللف ليس هو هدم الدين وأصول فالصلح الديني في السلم ل يعني أبدا إعادة النظر في أصل الدين بل يعني العودة إلى السلم الصيل ومعرفة حقيقية لروح السلم الثوري ) (46الواقعي الول. -2الموقف من الغرب): (47 اتخذ شريعتي اتجاها مستقل ومتميزا من الحضارة الغربية فهو لم ينبهر بها ويعجب لدرجة الدعوة إلى احتذائها ولم يكفرها أو يغمض عينيه عن ايجابياتها ) (48فنراه يهاجم الرأسمالية والمادية والستعمار وفي ذات الللوقت حريللص على الخصوصية الحضارية والثقافية والجتماعية لكنهللا خصوصللية متفاعلللة وليسللت خصوصللية منغلقللة علللى ذاتهللا 30
بالضافة إلى إحساسه وتنظيراته عن التميز الجغرافي والثقافي والجتماعي والديني والتاريخي ومن هنا فقد كللان هدفه تحقيق الستقلل الحضاري وخلع التبعية. -3الموقف من الواقع): (49 وجه شريعتي سهام النقد إلى واقعة بشده انتقد ما أسماه الدين الممسو خ والسلم الذي حول إلى دكان للرتللزاق ووسيلة للحتراف كما أدخل فقه الواقع كمنهج صارم في محاكمة الفكار والرؤى وصوابها أو خطأها ومنلله انطلللق في تقييم دور الدين الحالي ودعا إلى إدراك المرحلة الزمنية واللحظة التاريخية والجغرافية.
د -القراءة الفاعلة: ل يستطيع قاريء علي شريعتي المفكلر اليرانلي الصللحي أن يحلدد بوضللوح ملوقعه الفكللري عللي الرغللم ملن إسهاماته العميقة في تجديد النظرة إلى الدين وهو كأي مفكر إشكالي لديه رؤي متعارضة وثنائيللات صلعبة فرضللها المشهد السياسي والثقافي في لحظة تاريخية هي حقبة الخمسينات والستينات من القللرن العشللرين الللتي تعللددت فيها اليديولوجيات والتيارات الحزبيلة وانتعشلت التيلارات اليسللارية والشليوعية وحركلات التحلرر اللوطني فلي آسليا وأفريقيا وظهرت إزائها محاولت لسترداد الهويات القومية والوطنية من جهللة والهويللة السلللمية مللن جهللة أخللري. وبعد أكثر من ربع قرن من غيابه تلحقت التطورات والخفاقات والرتكاسات الفكريللة وانقلبللت التيللارات والحللزاب علي نفسها وانحسرت موجات التحرر الوطني وارتفع صوت الوحدة وصوت المغاله علي صوت العتللدال وأضللحت الصورة أكثر تداخل وقتامة .وبهذا ازدادت مقاربة أفكار شريعتي صعوبة لكنها اغتنت مع ذلك بللدللت جديللدة وعللبر مفيدة ).(50 من مفارقات هذا الرجل أن الثورة اليرانية التي عبدت مؤلفاته طريقها باعتراف قللادة الثللورة انفسللهم مللالبتث بعللد انتصارها وتسلمها زمام الدولة ومقاليد السلطة أن أدارت له ظهرها أو قللدمته إلللى أجيللال مابعللد الثللورة بكللثير مللن التردد والتوجس لن قراءته ثانية ستكشف ل محاله عن اختللت في إيقاعللات الثللورة أو الدولللة .ويمثللل شللريعتي الذي كان يواظب علي محاضراته في حسينية الرشاد آلف الطلبللة الجللامعيين اليرانييللن بإشللكالياته الفكريللة الللتي أثارت حفيظة الطبقة الدينية التقليدية وغضب السلطةالشاهنشاهية .مظهرا مللن مظللاهر أزمللة المصللالحة العسلليرة بين العناصر المتنافرة في المجتمع اليراني الذي كانت تجليات النماط السلوكية التغريبية والفكار التحديثية متزامنه مع ذيوع المقولت اليسارية والشيوعية ذات المنحي الكفاحي اليديولوجي من جهة ومن جهة أخللري عمللق الهويللة الشيعية اليرانية في نفوس العامة وفي أركان المؤسسة الدينية التقليدية. في ضوء هذا المسعي التصالحي حث شريعتي علي ضرورة اقتباس التجارب الغربية وتوظيف الوسللائل العلميللة كالتلفزيون والمسرح والسينما في شون الحياة الجتماعيللة والقتصللادية والعلميللة دون المسللاس أو التعللارض مللع الدين بل لقد رأي أن هذه الوسائل تخدم الدين وتسللاعد علللي نشللر الفكللار والعقائللد والثقافللة السلللمية ويصللف
31
شريعتي هذه المصالحة بأنها حضارية راقية تعبرعن التقليد بشكله اليجابي الواعي أما التقليد الذي يستحق الدانلله والشجب في نظره فهو التقليد العمي. لتزال تعيش معنا بعض الفكار التي خلفها شريعتي المختصة بقضايا الهوية والخصوصللية الثقافيللة والفكريللة )(51 ومفاهيم جغرافية الكلمة ونيل الستقلل الحضاري ) (52لمتنا العربية والسلمية .فلقد بات واضحا أننا أصبحنا مللع مختلف شعوب الرض في دائرة تأثير العولمة حيث تتراجع الخصوصيات الثقافية وتتهللدد الهويللات الحضللارية بسللبب التشابه في النهج القتصادي)اقتصاد السوق(والتماثل في تكنولوجيا النتاج كما وبسبب الميلل الواضللح للتشلابه فلي أنماط العيللش والسللتهلك والنللزوع المتزايللد إلللى تنميللط الذواق والمعللايير والللرؤي الجمللاليه ونشللرها وتعميمهلا لمصلحة القيم الثقافية الغربية والمريكية منها بشكل خاص ).(53 إن الهوية يمكن أن تكون مركبه ومفتوحة ومرنة وقابلة لعادة التشكل وهي مرهونة بقللدرة المجتمللع عللي تللامين الشباع الضروري للحاجات الثقافية والجمالية والروحية لفراده وإعاده صياغتها بما يتوافق مللع المهللام المطروحللة ويستجيب للحاجات المتجدده. إن المشروع الثقافي الغربي في عصر العولمة قد أصبح في عهد المبراطوريات السمعية البصرية بمللا تملكلله مللن نفوذ وإمكانيات وسلطه تمكنها من تقديم مادتها العلمية للمتلقي في قالب مشوق يجذب النتباه فمواجهة العولمة الثقافية ل تقتصرعلي مؤسسات الدولة الرسمية فقط بل إن نجاعتها تشترط امتللدادها لتطللال المثقفيللن والمهتميللن بالشأن العام ومنظمات المجتمع المللدني المعنيلة بشلؤن الثقافللة والمجتملع .وكللي تكللون مواجهلة الثللار الثقافيلة للعولمة اعتمادا علي الخصوصية الثقافية مجدية وفعالة فقد ميز شريعتي بين نوعين مللن الخصوصللية :الخصوصللية الثقافية المغلقة التي تتمركز حول أصللول ثقافيللة نقيللة وتتشللبث بأنسللاب فكريللة قللارة لرفللض الخللر ظنللا منهللا أن الخصوصية الثقافية ذات جوهر خالص غير قابل للتغيير فيترسخ التعصب العمي فللي ابعللاده العرقيللة أو الدينيللة أو القومية لتكريس عقيدة أحادية مكتفيه بذاتها ونافيه لمكانيات وجود عقائللد مخالفللة ومعلنللة بشللكل مسللبق عللن ل شرعيتها وعن ضرورة نقضها وإقصائها إن وجدت .والخري هي الخصوصية الثقافيللة النقديللة ) (54المنللاوئه لنزعللة التمركز الغربي وكل أشكال التمركز التي تلغي الخر وهذه الخصوصية الثقافية التي دافع عناها شريعتي ول تللزال حية هي مجموعة الخصائص والسمات التي تشكلت نتيجه تفاعل عوامل مركبة عديدة مع الواقع مللن طللرف ومللع الخر الخارج من طرف ثان ول تعتبر الهوية الثقافية جوهوا ثابتا ول معطي جاهزا بقدر ماينظر إليها بوصفها حصيلة تفاعل مع متغيرات العصر ومعطيات الواقع المتحولة في إطار الزمن فنحن في حاجة إلى فهم جديد للهوية يتجاوز مقولت الثبات والتطابق والنقاء واليقين الجازم ويمكننا من مواجهة الرؤي المتحجرة وكسر النرجسية الثقافيللة عللبر العلء من قيم العقل التواصلي والقيم التبادلية التي تؤكللد تنللوع وغنللي ثقافللات العللالم بللدل مللن نمللذجتها قسللريا وإدخالها في نموذج وحيد يفقرها ويختزلها حتى لو كان هو النموذج الغربي الذي يدعي بأنه الصلح في حين تفصح ممارساته عللن ازدواجيللة فللي المعللايير ونفللاق مفضللوح عنللدما يتصللل المللر بالقضللايا السللاخنه كالصللراع العربللي السرائيلي وحقوق النسان في الرض العربية المحتلة .وهذا ما نلحظه من كتابللات شللريعتي الشللكاليه التوفيقيللة الصلحية معا فهو ل يمانع القتباس من الفلسفة والمفكريين الغربيين من دون خضوع ليدلل علي فكرته. 32
لتزال أفكاره عن التحرر من التبعية ومن النبهار بل الستلب لثقافلة الغللرب واللذي ل يمكلن أن يتللم إل عللبر وملع التحرر من هيمنة التراث والتحرر من التراث ل يعني النغلق دونها إن التحرر من الغرب معناه التعامللل معلله نقللديا أي االدخول مع ثقافته التي تزداد عالمية في حوار نقدي وذلك بقرائتها في تاريخها وفهم مقولتهللا ومفاهيمهللا فللي نسبيتها وأيضا التعرف علي اسس تقدمها والعمل علي استنباتها في تربتنللا الثقافيللة وهللي بصللفة خاصللة العقلنيللة والروح النقدية ذلك لنه إذا كنا نعاني اليوم ملن كلثير ملن المظللاهر السللتلب إزاء الغللرب فلننلا نأخللذ منله النتائللج والثمرات ونعرض عن المباديء والسس نستورد منه لنستهلك وليس لنغرس ونستنبت ومن دون شك فللإن النجللاح في عمليه الغرس والنبات يتوقف علي إعداد التربة الصالحة والتربة الصالحة ل تستورد. كما أن مصطلح المفكر المسؤل عند شريعتي أو كما يطلق عليه )غرامشي(المثقف العضللوي الللذي يرتبللط ارتباطللا وثيقا بالمجتمع ويتبني مشكلته دون أن يمنعه ذلك من الهتمام والنشغال بالمجتمع وهمومه .إن مفهوم المثقللف العضوي يفترض المشاركه الفعلية في كل جوانب الحياه وعدم الكتفاء بالوقوف منها موقف المتفرج الملتزم .كمللا أن اشتغال المثقفين في غير مجالت الثقافة وشغل المناصب الدارية قد ينطوي علي شبهة النحللراف عللن رسللالة المثقف في المجتمع وابتعاده عن التأثير في الراي العام وهو ماقللد يعنللي نوعللا مللن )النتحللار الثقللافي( لن ذلللك يحرمهم من نعمة حرية التعبير والمكاشفة لنهم أصبحوا من "مثقفي السلطة" الذين يعملون علي تبرير الحللداث ) .(55 وليس من شك أن الحوال في العالم العربي والسلمي في مسيس الحاجة إلى تفعيل أفكار هذا الرجل -خاصللة مايتصل بقضايا الستعمار والستحمار والسللتغلل والقهللر ودور الللدين فللي التغيللر المجتمعللي -عللن طريللق عقللد الندوات والمؤتمرات وإجراء الدراسات الجادة والدقيللة عللن مشللروع د .علللي شللريعتي للنهضللة والتطللوير والتللوجه بالخطاب للنخبة المثقفة ليقوموا بواجبهم الحقيقي نحلو شلعوبهم وأوطلانهم . . . .فلالحوار ملع أفكلاره ورؤاه هلو التكريم الحقيقي لهذا الشهيد ).(56
33
الخاتمة ل بد أن نقول بأنه بعد قرون رزحت فيها إيللران تحللت حكلم السللللتين الصلفوية والقاجاريللة اللللتين كرسللتا التخلللف والستبداد والتبعية ،تبلور الكفاح التحرري المناهض للسيطرة الجنبية في أواخر القرن التاسع عشر وبرزت الحركلة السلمية كأحد أهم التيارات في الثورة اليرانية المعاصرة. وفي فترة الستينات )التي شهدت بروز دور شريعتي( شهدت تحولت هامة في الوضع السياسي بإيران وفي مسيرة الحركة الوطنية اليرانية .ففي أوائل الستينات بدأ الشاه عهد النفتاح السياسي الذي رأي منظروه بأنه ضرورة حيوية لمزيد من النفتاح علللى الغللرب ،إن مجموعللة السياسللات الصلللحية الللتي اتبعهللا فللي مجللال القتصللاد والمجتمللع استهدفت تعميق تبعية إيران وتعريب اقتصادها وحياتها الجتماعية أكثر فاكثر لذلك ايضا رأي منظرو الشاه بأن هذه السياسة تحتاج إلى مزيد من الليبرالية في الحياة السياسية. لقد كانت تلك الفترة فترة رسملة الريف وانتشار الشركات الزراعية الكبرى وتوسيع الستثمارات الجنبيللة فللي إيللران وإعطاء حقوق الحصانة للرعاية المريكان وتضخيم مؤسسة الجيش وجعلها أكثر ارتباطا بالوليات المتحدة ورافللق ذلك أيضا إجراءات اجتماعية شكلت بمجملها تغييرات هامة فللي البنيللة الجتماعيللة والقتصللادية للمجتمللع اليرانللي. أصبح النضال ضد التبعية وضد التغريب محور النضال الوطني آنذاك بعد أن بدأ الوعي العام لخطورة تلللك السياسللة يزداد تبلورا. بدأ شريعتي حياته السياسية بالسهام في النهوض الشعبي الللذي قللاده مصللدق ثللم كعضللو فللي "حركللة المقاومللة الوطنية 1954ثم كعضو في حركة تحرر ايران " 1961ومؤسس لفرعها في أوروبا .لكن دوره الساسي كللان فللي مجال الفكرة والواقع .فقد انتبه إلى أهمية هذه الناحية في فترة مبكرة ،عندما كان يساهم فللي نشللاطات "مركللز نشر الحقائق السلمية"الذي أسسه والللده ،وقللد نظللم د .علللى شللريعتي بنفسلله حلقللات للدراسللة والنقللاش فللي المدرسة الثانوية التي كان يدرس فيها ثم في الجامعة. تعتبر فترة دراسته في الخارج ومعايشته لظروف النتكاسة والتشتت بعد العللام 1963فللترة تبلللور أفكللاره وتحديللد أسلوب عمله ورغم أنه بدأ حياته السياسية ضمن تيار بازر كللان – الطالقللاني إل أن أطروحللاته الفكريللة فيمللا بعللد ، تجاوزت هذا التيار وآفاقه .فبعد أن درس في فرنسا الفلسللفة وعلللم الجتمللاع وتاريللخ الديللان واحتللك بالمللدارس الفلسفية الوروبية وبحركات التحرر العالمية )وخصوصا الجزائرية( كون منظومة فكرية متكاملة ووجهة نظر شللاملة حول الدين والسياسة وتاريخ الشيعة وضع لنفسه رسالة مؤداها تنقية الدين السلمي من شوائب عهود النحطللاط والتخلف وجعله كما كان في الصل ثورة اجتماعيةوقد سعى إلى أن يجعل مفهومه للسلم إطارا للثورة اليرانية. كان شريعتي يريد من خلل العودة إلى أصالة السلم بناء منظومة ايديولوجية وفكرية كاملة تشللق طريقهللا كخللط ثالث بين اليديولوجية الماركسية والبرجوازية لكنه كان يائسا بشللكل مطلللق مللن المؤسسللة الدينيللة القائمللة .لللذلك استهدف بناء شيء جديد تماما ينهض من وسط الشعب وبأيدي جيل الشباب أنفسهم. 34
لذا كانت مهمته في غاية الصعوبة وقد اصطدمت قبل كل شئ آخر بتعنت ومعارضة كبار رجال الدين الذين رأوا في أطروحاته نوعا من البدع واتهموه مرة بالبهائية والوهابية وبالزندقة ومرة بالتغرب وأخرى بالعمالة للصهيونية .عندما قرر شريعتي العودة إلى إيران في منتصف الستينات والشروع بمجهوده الضخم لم يحاول أبدا بنلاء حلزب سياسلي ول الدخول في إطارات منظمة .فقد كان واعيا لظروف المرحلة ومعتقدا بأن نقطة البدء هي في العللداد الفكللري واليديولوجي الذي يجب أن يسبق عملية البناء التنظيمي والممارسة الثورية ).(57 إن استناد شريعتي إلى السلم يتجاوز حدود اللتزام بالدين كإيمان وكمراسم عبادة ويتجاوز أيضا كونه يمثل هويللة النسان المسلم وانتماءه .بل إنه حاول أن ينظر ليديولوجيا إسلمية كمنظور شامل واثقا بأن نظللرة معينللة للعللالم تقود إلى مواقف فكرية وسياسللية معينللة .أيضللا فللي معللرض تحليلللة لسلليرورة الفلسللفة المثاليللة والماديللة والبنللى السياسية والجتماعية المبنية على كل واحد منهما يصل إلى اعتماد النظرية التوحيدية التي تهدي النسان إلى نظللرة صحيحة للعالم فهي إضافة إلى انعكاساتها الجتماعيلة تضللمن طريقلا مسللتقل عللن الشلرق والغلرب وتهيلئ ايضلا الساس الفكري والنظري لنهوض العالم السلمي لكن هذه العملية لم تكن ممكنة دون التصدي لعملية مراجعللة شاملة للتاريخ السلمي وللكثير من المفاهيم والفكار السائدة في السلم التقليدي وهو ما بدأ به شللريعتي عمللله وما يميزه أيضا عن بقية رواد الحركة السلمية وقادتها .فمنذ بداية تبلور الحركللة السلللمية ونهوضللها أوائللل القللرن الحالي ،كانت جهود المفكرين والقادة السلميين تدور إما في إطار المؤسسة الدينية وضمن مفاهيمها أو خارجهللا وباقامة نوع من التفاهم معها .لكن شريعتي لم يأت ببديل خارجي ولم يناطح الدين بللل انتقللد مفهومللا معينللا مللن الدين مناضل من أجل اعادته إلى أصوله الحقيقية فصاح وروحه مضطربة باكية" :يا محمد يللا نللبي النهضللة والحريللة والقدرة ،لقد شب في بيتك – السلم – حريق وهجم على أرضك من الغرب سيل عرم فلقد طالما غفت أمتك في فراش أسود ذليل" وكان يدعو الناس بقوة اليمان ويبشر بالسلم. دخل شريعتي هذا المضمار وهو متحصن بثلث "بوصلت" أعدهن لنفسه "اليمان في روحله والتضلحية فلي بلدنه ومن ثم المنهج في فكره" ذلك المنهج توضحه أدعيته على طوال هللذا الطريللق فللي عمللره المريللر" :الهللي :صللن عقيدتي من عقدتي ،الهي مكني من احتمال العقيدة المخالفة ،الهي فللكن بصيرا ذكيا كي ل أقضي فللي أحللد أو في مسألة قبلل أن أعلرف الصلحيح ملن الخطلأ ،إلهلي حررنلي ملن سلجون النسلان الربعلة :الطبيعلة والتاريلخ والمجتمع والذات كيما أكون كما خلقتني خالق لنفسي ل حيوانا يلئم بينه وبين البيئللة" إن المرحللوم شللريعتي تميللز بروح مستقصية شكاكه منذ بداية شبابه وأوائل عهده بالدارسة والتحصيل العلمي. كان يشك بكل شئ حتى بدينه فقد كان يشك بالدين السائد بين النللاس أي بللذلك السلللم الممسللو خ ذلللك السلللم الذي حول إلى دكان للرتزاق ووسيلة للحتراف وتربية )المريدين( كان ل بد لشاب واع مثل شريعتي أن يبدأ بالشك لكنه لم يبق أسير الشك فنراه يدعو "الهي أجج نار الشك المقدسة فللي حللتى إذا أتللت علللى كللل )يقيللن( نقشللوه – المتكلمون باسم الدين – في أشرقت البسمة الحنون مرتسمة على شفتي فجر اليقين الللذي ل ذرة غبللار عليلله" ثللم يسترسل في دعائه قائل "إلهي ل تحوجني إلى الترجمة والتقليد فأنا أريد أن أحطم قوالب الوراثة لثبت أمام قوالب
35
الغرب وليخرس هؤلء وهؤلء – المتحجرون والمتغربون – فأنا وحدي أريد أن أتكلم" ثم نجد هذه المفللردات ذات البعد الفلسفي وأثرها في صناعة الشخصية المعرفية الثورية "إلهي زدني إرادة وعلما وتمردا وغنى وحيرة ووحللدة وفداء ولطافة روح". وقد استهدفت محاولته :إخراج الدين من صومعة النعزال وجعله من جديللد ديللن الحيللاة والكفللاح الجتمللاعي ثللم التركيز على الممارسة والدور الجتماعي السياسي للدين بدل التركيز على الجانب الروحي ومراسللم العبللادة كللذلك محاربة الجهود الرامية إلللى التوفيللق بيللن السلللم وسلللطة اللعللدل واللمسللاواه والللدعوة إلللى الثللورة السياسللية والجتماعية كأفضل تعبير عن اليمان واللتزام بمبادئ السلم وأخيرا تصفية السلم من الخرافات والبدع وصيانته في الوقت نفسه من التغرب والخضوع للهيمنة على مختلف الصللعدة السياسللية والقتصللادية والثقافيللة والخلقيللة لهذا كله كان يصعب على المؤسسة الدينية النيل من شريعتي وإضعاف موقعه بين الجماهير ).(58 إن العديد من مفكري وقادة الثورة السلمية ثمنوا عاليا الدور الكبير لشريعتي في إعداد جيل بأكمله للثللورة .فلقللد قال السيد مهدي بازر كان":إنه لول جهود شريعتي لما كانت الثورة السلمية تقوم في تلك الفترة وتلك الصورة "ثم يتحدث عن مرونته الفكرية بقوله "كان دائما يسللتمع للخريللن ويفكللر فللي القللول ليتبللع أحسللنه كللان يأخللذ مللا هللو الحسن من كل مدرسة وفكر . .كان يتحدث ويكتب ثم يقول للخرين :ناقشللوني وقومللوني فلربمللا كنللت أنللا علللى خطأ." . . . ويعود الفضل إليه في تكوين جيل كامل من الشباب جيل واع ضد الستعمار والسللتغلل مللن جهللة وضللد التجهيللل الديني من جهة أخرى لقد ابتكر في الدب السياسي كلمات الستضعاف والستحمار وكافح من أجل طرح السلللم بحيث يعني تطبيقه بناء مجتمع توحيدي خال من الطبقات والستغلل لقد طرح السلم ليس فقللط بأسلللوب جديللد وإنما بروح جديدة متجاوزا في ذلك رجال الدين. يجدر بنا قبل أن نختتم تقييم مكانة شريعتي ودوره أن نشير إلى أنه لم يكن الوحيد في هذا المجال رغللم أنلله كللان الكثر تأثيرا لنه قام بالجزء الساسي من عمله في داخللل إيللران وفللي وسللط الشللعب نفسلله ولللذلك نللراه يقللول: "اعتبرت نفسي ملتزما بخدمة الشعب وكأنني طالب بعثة على حساب الشعب هكذا تركت حلمي فللي مواصلللة نللوع معين من الدراسة – لقد ضحى من أجل الناس – واعتكفت على دراسة شئ يفيد ولي نعمللتي )الشللعب( واعتللبرت دراسة ما يفيد الناس مهمة ورسالة نذرت لها نفسي . . .إنني اعتقد بأنه حتى الذي يعتمدون على مال يستلمونه من آبائهم يجب أن يعتبروه من )مال الناس( ودينا من الناس في أعناقهم" لكنه رغللم كللل هللذه المتللاعب والصللعاب ل يتزحزح عن موقفه أو عن وظيفته فنسمعه يردد "أحمد ا لنني عانيت كل هذه التجارب والنكسللات المتعاقبللة ول يزال عودي صلبا فالمهم هو أداؤنا لرسالة ا وقيامنا بواجبنا تحت كل الظروف وفي مواجهة كللل الحتمللالت فللإذا انتصرنا نرجو من ا أن يقينا شر الغرور ونزعة الظلم واضطهاد الخرين وإذا هزمنا نرجو من ا أن يقينا من الذل والهوان والخشوع" " . . .إن الكفاح من أجلل الحقيقلة والحريلة وملن أجلل فلح النسلان هلو أعظلم سلعادة وإن
36
إخلصي لهذا الكفاح وتكريس حياتي من أجل الشعب يخفف من شعوري بالتقصير من نواح أخرى حيث لم استطع أن أكون زوجا جيدا ول أبا جيدا". لقد نجح شريعتي إلى حد كبير في أداء دوره ،أي في تعبئة جيللش مللن المناضلللين مللن أجللل السللتقلل والعدالللة الجتماعية والحرية .جيش مقاتل ومؤمن بالثورة ل جيشا مسللالما مللن المللؤمنين الصللالحين يللتركون شللؤون الللدنيا لصحابها ويتفرغون لضمان الخرة. وأخيرا عسى أن تكون بعض هذه الفكار والسيرة المقتضبة جدا عن كاتبنا والللتي قصللدنا منهللا التعريللف بلله فكللرا وسلوكا حافزا لمثقفينا وكتابنا ومفكرينا في العالم العربي من جميع التجاهات والمشارب على معانقة فكر الرجل من خلل مؤلفاته الصيلة التي كانت تتخاطفها أيادي الشباب اليراني ويندر وجودها لكثرة القبال عليها. "فأقم وجهك للدين حنيفا . . .إن ما نقوم به ونحن نمتلئ بحرارة اليمان والعاطفة يحتاج إلللى نفللس طويلل وطبللع صبور على الشدائد كما يحتاج إلى إيمان وتعصب شديدين . . .اللهم امنحنا ذلك ووفق خطانا."(59) . . . .
37
الهوامش: -1فهمي هويدي ،إيران من الداخل ،الهرام للنشر والتوزيع ،القاهرة.1988 ، -2علي فاضل رسول ،هكذا تكلم علي شريعتي :فكره ودوره في نهوض الحركة السلللمية مللع نصللوص مختللارة من كتاباته ،دار الكلمة للنشر ،بيروت.1987 ، -3إبراهيم الدسوقي شتا ،العودة الي الذات ،الزهراء للعلم العربي ،القاهرة ،1986 ،ص .15 إبراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية "الجللذور اليديولوجيللة" ،الزهللراء للعلم العربللي ،القللاهرة ،1988 ،ص.240 -4لمزيد من الطلع :علي شريعتي ،النسان والتاريخ ،ترجمة :علي خليل ،دار الصحف ،طهران1414 ،هل. -5راجع كتاب ،حالت الفوضى :الثار الجتماعية للعولمة ،المؤسسة العربيللة للدراسللات والنشللر ،أزمللة الهويللة ،ص .22 -6اقرأ المزيد :حسن حنفي ،التجديد والتراث :موقفنا من التراث القديم ،مكتبة مدبولي ،القاهرة.1988 ، -7اقرأ المزيد :محمد عمارة ،الفكر القائد للثورة اليرانية ،دار ثابت ،القاهرة. -8اقرأ المزيد :محمد عمارة ،تيارات الفكر السلمي ،دار الشروق ،القاهرة.1997 ، -9قارن مع :فهمي جدعان ،المحنة :بحث في جدلية الديني والسياسي في السلم ،دار الشروق ،عمان.1989 ، -10اقرأ المزيد :مجيد محمدي ،اتجاهات الفكللر الللديني المعاصللر فللي إيللران ،المعهللد العللالمي للفكللر السلللمي، طهران.2000 ، -11اقرأ المزيد :محمد عمارة ،السلم والثورة ،دار الشروق ،القاهرة.1988 ، -12قارن مع :باكينام رشاد الشرقاوي ،الظاهرة الثورية والثورة اليرانية ،رسالة ماجستير ،كلية القتصاد والعلللوم السياسية ،جامعة القاهرة ،القاهرة .1993 ، -13أقرأ المزيد :أميمة حسني أبو السعود ،دور المعارضة الدينيللة فللي السياسللة اليرانيللة فللي الفللترة مللن )-1924 (1979رسالة دكتوراة ،كلية القتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،القاهرة.1987 ، -14إبراهيم الدسوقي شتا ،العودة الي الذات ،مرجع سابق ،ص .36-27 -15إبراهيم الدسوقي شتا ،العودة الي الذات ،مرجع سابق ،ص .37 -16إبراهيم الدسوقي شتا ،العودة الي الذات ،مرجع سابق ،ص .40-39 -17قارن مع :برهان غليون ،الوعي الذاتي ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،بيروت.1992 ، -18علي شريعتي ،النباهة والستحمار ،الدار العالمية للطباعة والنشر ،بيروت .1984 ، -19المرجع السابق. -20المرجع السابق. -21المرجع السابق. -22المرجع السابق. -23ابراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية ،الجذور ل اليديولوجية ،مرجع سابق ،ص .174 38
-24ابراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية ،الجذور ل اليديولوجية ،مرجع سابق ،ص .162 -25ابراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية ،الجذور ل اليديولوجية ،مرجع سابق ،ص .159 -26قارن مع :كمال عبد اللطيف ،أسئلة النهضلة العربيللة "التاريلخ لل الحداثللة لل التواصلل" ،مركللز دراسلات الوحللدة العربية.2003 ، -27ابراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية ،الجذور ل اليديولوجية ،مرجع سابق ،ص .236-235 -28ابراهيم الدسوقي شتا ،العودة الي الذات ،مرجع سابق ،ص .155 -29ابراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية ،الجذور ل اليديولوجية ،مرجع سابق ،ص .186 -30ابراهيم الدسوقي شتا ،العودة الي الذات ،مرجع سابق ،ص .282 ،148 ،94 -31خليل أحمد خليل ،المثقفون والديمقراطية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت .1998 ، -32ابراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية ،الجذور ل اليديولوجية ،مرجع سابق ،ص .186 -33المرجع السابق ،ص .186 -34المرجع السابق ،ص .212 -35المرجع السابق ،ص .212 -36اقرأ المزيد :محمد عابد الجابري ،المسألة الثقافية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت.1994 ، -37إقرأ المزيد :أنور الجندي ،المعاصرة في إطار الصالة ،فصل العودة الي المنابع ل التنللوير ،دار الصللحوة للنشللر والتوزيع ،القاهرة.1997 ، -38أنظر :نصر محمد عللارف " ،نظريللات السياسللة المقارنللة ومنهجيللة دراسللة النظللم السياسللية العربيللة لل مقاربللة إبستمولوجية " فصل :المنظور الطبقي والنظريات المقابلة :النخبة والجماعة ،جامعة العلوم النسانية والجتماعيللة، .1998 -39ابراهيم الدسوقي شتا ،العودة الي الذات ،مرجع سابق ،ص .260 -40ابراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية ،الجذور ل اليديولوجية ،مرجع سابق ،ص .202 -41قارن مع :كتاب الثقافة والعولمة والنظام العالمي ،فصل " العالمي والحضري والعالم" ،ترجمة :محمد يحيللي، شهرت العالم ،هالة فؤاد ،المجلس العلى للثقافة.2001 ، -42ابراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية ،الجذور ل اليديولوجية ،مرجع سابق ،ص .208 -43انظر المزيد :مالك بن نبي ،مشكلت الحضارة :ميلد مجتمع الجزء الول ،ترجمة :عبد الصبور شللاهين ،مكتبللة العروبة ،القاهرة.1962 ، -44قارن مع :سؤال محمد أركون ،مللا هللو الللتراث . . .؟ الفكللر السلللمي . .نقللد واجتهللاد ،دار السللاقي ،بيللروت، .1992 -45محمد الغزالي " ،تراثنا الفكري في ميزان العقل والشرع" ،دار الشروق ،القاهرة.1996 ، -46اقرأ المزيد في :محمد عمارة ،السلم والثورة ،دار الشروق ،القاهرة.1988 ، -47راجع المزيد في :محمد عمارة" ،البداع الفكري والخصوصية الحضارية" ،دار الرشاد ،القاهرة.1998 ، -48أنظر في :أحمد كمال أبو المجد ،حوار ل مواجهة ،مكتبة السرة ،القاهرة.2002 ، 39
-49اقرأ المزيد في :احمد عبد الحليم عطية" ،جدل النا والخر :قراءات نقدية فللي فكللر حسللن حنفللي" ،مللدبولي الصغير ،القاهرة.1997 ، -50عبد الرزاق الجبران ،علي شريعتي وتجديد التفكير الديني بين العودة الي الذات وبناء اليللديولوجيا ،دار الميللر، بيروت.2002 ، -51أنظر المزيد :الثقافة والعولمة والنظام العالمي ،ترجملة محملد يحيلي ،شلهرت العلالم ،هاللة فلؤاد ،المجللس العلي للثقافة .2001 ، -52انظر المزيد ،محمد عمارة ،ماذا يعني الستقلل الحضاري لمتنا العربية السلمية ،دار ثابت ،القاهرة.1983 ، -53راجع :اسماعيل زقزوق ،العولمة إمبريالية الشركاء ،مطابع المستقبل ،دمنهور.2001 ، -54راجع :أنور الجندي " ،المعاصرة في اطار الصالة" ،دار الصحوة للنشر والتوزيع ،القاهرة .1987 ، -55انظر المزيد في كتاب :عودة الستعمار من الغزو الثقافي الي حرب الخليج ،فصل " :الحرب ومأسللاوية علقللة المثقف العربي بالسلطة ،سلسلة كتاب الناقد :رياض الريس للكتب والنشر ،لندن ،قبرص .1991 ، -56لمزيد من الطلع أنظر: http://www. islamonline. net/arabic/famous/2004/05/article02. SHTL ./http://www. shariati. com -57المزيد مع: http://maaber. 50megs. com/eleventh_issue/booksj1. htm -58عبد الرزاق الجبران" ،علي شريعتي وتجديد التفكير الللديني بيللن العللودة الللي الللذات وبنللاء اليللديولوجيا" ،دار المير ،بيروت.2002 ، -59أنظر المزيد علي موقع: /http://www. ehsanshariati. com
40
قائمة المراجع أول :المراجع العربية أ -الكتب-: -1أحمد عبدالحليم عطية ،جدل النا والخر :قراءات نقدية في فكللر حسللن حنفللي ،مللدبولي الصللغير ،القللاهرة ، .1997 -2أحمد كمال أبو المجد ،حوار ل مواجهة ،مكتبة السرة ،القاهرة.2002 ، -3أحمد مهابه ،إيران بين التاج والعمامة ،دار الحرية للصحافة والطباعة والنشر ،القاهرة .1997 ، -4أنور الجندي ،المعاصرة في اطار الصالة ،دار الصحوة للنشر والتوزيع ،القاهرة.1997 ، -5إبراهيم الدسوقي شتا ،العودة إلى الذات ،الزهراء للعلم العربي ،القاهرة .1986 ، -6إبراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية :الجذور اليديولوجية ،الزهراء للعلم العربي ،القاهرة .1988 ، -7إبراهيم الدسوقي شتا ،الثورة اليرانية:الصراع ،الملحمة ،النصر ،الزهراء للعلم العربي ،القاهرة .1988 ، -8إبراهيم الدسوقي شتا ،عن التشيع والثورة ،دار المين للنشر والتوزيع .1996 ، -9اسماعيل زقزوق ،العولمة إمبريالية الشركاء ،مطابع المستقبل ،دمنهور.2001 ، -10السيد زهرة ،الثورة اليرانية:البعاد الجتماعية والسياسية ،مركز الدراسات السياسية والستراتيجية بللالهرام ، القاهرة .1985 ، -11برهان غليون ،الوعي الذاتي ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،بيروت.1992 ، -12حسن حنفي ،التجديد والتراث :موقفنا من التراث القديم ،مكتبة مدبولي ،القاهرة.1988 ، -13خليل أحمد خليل ،المثقفون والديمقراطية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت.1998 ، -14عبد الرزاق الجبران ،علي شريعتي وتجديد التفكير الديني بين العودة الي الذات وبناء اليديولوجيا ،دار الميللر ، بيروت.2002 ، -15عبدالمنعم النمر ،الثقافة السلمية بين الغزو والستغزاء ،دار المعارف ،القاهرة .1987 ، -16علي فاضل رسول ،هكذا تكلم علي شريعتي :فكره ودوره في نهوض الحركة السلمية مع نصوص مختللارة من كتاباته ،دار الكلمة للنشر ،بيروت .1987 ، -17علي شريعتي ،النباهة والستحمار ،الدار العالمية للطباعةوالنشر ،بيروت .1984 ، -18علي شريعتي ،النسان والسلم ،ترجمة د .عباس الترجمان ،دار الصحف ،طهران1411 ،هل. -19علي شريعتي ،المة والمامة ،دار المين ،بيروت1413 ،هل. -20علي شريعتي ،النسان والتاريخ ،ترجمة :علي خليل ،دار الصحف ،طهران1414 ،هل. -21علي شريعتي ،أبي أمي . . .نحن متهمون ،ترجمة :محمد إبراهيم دسوقي شتا ،دار المين ،القاهرة.1996 ، -22فهمي جدعان ،نظرية التراث ودراسات عربية واسلمية اخري ،دار الشروق ،عمان.1985 ، -23فهمي جدعان ،المحنة :بحث في جدلية الديني والسياسي في السلم ،دار الشروق ،عمان.1989 ،
41
-24فهمي جدعان ،الماضي والحاضر :دراسات في تشكلت ومسالك التجربة الفكرية العربيللة ،المؤسسللة العربيللة للدراسات والنشر ،بيروت.1997 ، -25فهمي هويدي ،إيران من الداخل ،الهرام للنشر والتوزيع ،القاهرة.1988 ، -26كمال عبد اللطيف ،أسئلة النهضة العربية :التاريللخ الحداثللة التواصللل ،مركللز دراسللات الوحللدة العربيللة ،بيللروت، .2003 -27مجيد محمدي ،اتجاهات الفكر الديني المعاصر في ايران ،المعهد العالمي للفكر السلمي ،طهران.2000 ، -28محمد أركون ،ما هو التراث . .؟ الفكر السلمي نقد واجتهاد ،دار الساقي ،بيروت.1992 ، -29محمد الغزالي ،تراثنا الفكري في ميزان العقل والشرع ،دار الشروق ،القاهرة.1996 ، -30مالك بن نبي ،مشكلت الحضارة :ميلد مجتمع ،الجللزء الول ،ترجمللة :عبللد الصللبور شللاهين ،مكتبللة العروبللة، القاهرة.1962 ، -31محمللد شللريف الزيبللق ،علللي محمللد جريشللة ،أسللاليب الغللزو الفكللري للعللالم السلللمي ،دار النصللر للطباعللة السلمية ،القاهرة.1978 ، -32محمد عابد الجابري ،المسألة الثقافية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت .1994 ، -33محمد عمارة ،ماذا يعني الستقلل الحضاري لمتنا العربية السلمية ،دار ثابت ،القاهرة .1983 ، -34محمد عمارة ،الدولة السلمية بين العلمانية والسلطة الدينية ،دار الشروق ،القاهرة.1988 ، -35محمد عمارة ،الفكر القائد للثورة اليرانية ،دار ثابت ،القاهرة. -36محمد عمارة ،الطريق الي اليقظة السلمية ،دار الشروق ،القاهرة.1990 ، -37محمد عمارة ،معالم المنهج السلمي ،دار الشروق ،القاهرة.1991 ، -38محمد عمارة ،تيارات الفكر السلمي ،دار الشروق ،القاهرة.1997 ، -39محمد عمارة ،البداع الفكري والخصوصية الحضارية ،دار الرشاد ،القاهرة.1998، ب -الرسائل العلمية: -1أميمة حسني أبو السعود ،دور المعارضة الدينية في السياسة اليرانية في الفلترة ملن ) ،(1979 -1924رسلالة دكتوراة ،كلية القتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،القاهرة.1987، -2باكينام رشاد الشرقاوي ،الظاهرة الثورية والثورة اليرانية ،رسالة ماجستير ،كليللة القتصللاد والعلللوم السياسللية، جامعة القاهرة ،القاهرة.1993 ، -3محمد نبيل أحمد شكري ،التغيير الثوري في دول العالم الثالث :دراسلة الحركلة الثوريلة اليرانيلة ،كليلة القتصلاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،القاهرة.1985 ، ج -مؤتمرات وندوات: -1مالك بن نبي ،مشكلة الثقافة ،ندوة مالك بن نبي ،بيروت .1979 ، -2التراث وتحديات العصر في الوطن العربي ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت 42
.1985 د -دراسات ومقالت: -1عودة الستعمار من الغزو الثقافي الي حرب الخليج ،سلسلة كتاب الناقد :ريللاض الريللس للكتلب والنشللر ،لنللدن، قبرص.1991، -2حالت فوضى الثار الجتماعية للعولمة ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،معهد بحوث المم المتحدة للتنميللة الجتماعية.1997 ، -3العولمة نحو رؤى مغايرة ،مركلز الدراسلات السياسلية ،إشلراف د / .حسلن نافعلة ،نيفيلن عبلد المنعلم مسلعد، القاهرة .2002 ، -4الثقافة والدولة والنظام العالمي ،ترجمة :محمد يحيي ،شهرت العلالم ،هاللة فلؤاد ،المجللس العللى للثقافلة، .2001 -5نصر محمد عارف ،نظريات السياسة المقارنة ومنجية دراسة النظللم السياسللية العربيللة )مقاربللة إبسللتمولوجية(، جامعة العلوم السلمية والجتماعية.1998 ، -6محمد رضا وصفي ،السلم كأيديولوجيللة اجتماعيللة عنللد علللي شللريعتي ،مجلللة الللوعي المعاصللر ،عللدد )،(4/5 بيروت.2001 ، -7د .أحمد أبوزيد ،المثقفون والسلطة :الهويلة الثقافيلة والمسلئولية السياسلية ،مجللة الديمقراطيلة ،العلدد )(18ل ، القاهرة.2005 ، هل -مواقع النترنت: http://maaber. 50megs. com/eleventh_issue/booksj1. htm -1 http://www. islamonline. net/arabic/famous/2004/05/article02. SHTML -2 /http://www. shariati. com -3 /http://www. ehsanshariati. com -4
43