ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻗﺴـﻢ ﺍﻟﻠـﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ
ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴـﻡ ﺒـﻥ ﻫ ﺭﻤـﺔ ﺩﺭﺍﺴـﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﺸـﻌﺭﻩ رﺳﺎﻟﺔ أﻋﺪت ﻟﻨﻴﻞ درﺟﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﺁداب اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ:
إﺷﺮاف اﻟﺪآﺘﻮر: ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﻗﺭﻴﻨﺎﺕ
ﻫﺎﺸﻡ ﻋﻠﻲ ﻁﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ
دﻳﺴﻤﺒﺮ 2006م
ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﲪﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ
َﻌﺠﻞ ْ ْﺤﻖ وﻻ ﺗ ُ اﻟ ِﻚ ْﻤﻠ ﱠﻪ اﻟ َﻰ اﻟﻠ َﻌﺎﻟ َﺘ )ﻓ ُﻞ َ وﺣﻴﻪ وﻗ َﻴﻚ ِﻟ ْﻀﻰ إ َن ﻳﻘ ِ أ َﺒﻞ ِﻦ ﻗ ِ ﻣ ُﺮﺁن ْﻘ ِﺎﻟ ﺑ ً ( ْﻤﺎ ِﻠ ِﻲ ﻋ ِدﻧ رب ز
ﻃﻪ
أ
اﻵﻳﺔ
)
114
(
اﻹهــــــــﺪاء ل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻋﻴﺵ ﻓﻲ ﻤﺤﺭﺍﺏ ﺤﺒﻬﻡ ... ﺇﻟﻰ ﻜ ّ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭﺓ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ل ﻲ ﺩﻭﻥ ﹶﻜ ْ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺭﻏﺕ ﺼﺒﺭ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻋﻠ ﺇﻟﻲ ﺭﻤﺯ ﺍﻷﻤل ﺍﻟﺒﺎﺴﻡ ﻓﻲ ﺩﻨﻴﺎﻱ ﺯﻭﺠﻲ ﻭﺍﺒﻨﺘﺎﻱ ﻋﻬﺩ ﻭﺸﻬﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺸﻘﺎﺌﻲ ﻭﺸﻘﻴﻘﺎﺘﻲ ﺃﻫﺩﻱ ﺜﻤﺭﺓ ﺠﻬﺩﻱ ﻫﺫﺍ ...
ب
ﺷﻜــﺮ وﻋـــﺮﻓﺎن ﻻ وﺁﺧﺮًا ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ،اﻟﺬي هﺪاﻧﻲ ﻟﻬﺬا وﻣﺎ آﻨﺎ ﻟﻨﻬﺘ ﺪي ﻟ ﻮﻻ أن اﻟﺸﻜﺮ أو ً هﺪاﻧﺎ اﷲ. وأﺗﻘ ﺪم ﺑﺨ ﺎﻟﺺ اﻟ ﺸﻜﺮ وﻋﻈ ﻴﻢ اﻟﺜﻨ ﺎء إﻟ ﻰ اﻷﺳ ﺘﺎذ اﻟ ﺪآﺘﻮر /أﺣﻤ ﺪ ﺣ ﺴﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻗﺮﻳﻨﺎت اﻟﺬي ﺗﻔﻀﻞ ﻣﺸﻜﻮرًا ﺑﺎﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺒﺤﺚ ،وآﺎن ﻟﻪ اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ رﻋﺎﻳﺘﻪ ﻲ ﻣﻨ ﺬ ﻧ ﺸﺄﺗﻪ إﻟ ﻰ ﻣﻨﺘﻬ ﺎﻩ ،وﻟ ﻢ ﻳﺒﺨ ﻞ ﺑﺂراﺋ ﻪ اﻟ ﺴﺪﻳﺪة وﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗ ﻪ اﻟﻘﻴّﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻣﻬ ﺪت ﻟ ّ ﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺑﻌﻮن اﷲ إﺧﺮاج ه ﺬا اﻟﺒﺤ ﺚ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴﺎﻟﻚ اﻟﻮﻋﺮة وأﺿﺎءت ﻟ ّ اﻟﺼﻮرة ﻓﺠﺰاﻩ اﷲ ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻢ وأهﻠﻪ ﺧﻴﺮ اﻟﺠﺰاء. واﻟﺸﻜﺮ آﺬﻟﻚ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺷ ّﺪ أزري ﺑﻨﻘﺪ أو ﺛﻨﺎء أو ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮي ﻟﻤﺮﺟﻊ أو ﻣﺪﻧﻲ ﺑ ﻪ ﺺ ﺑﻪ اﻟﻌ ﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﻤﻜﺘﺒ ﺔ ﺟﺎﻣﻌ ﺔ اﻟﺨﺮﻃ ﻮم ،واﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ،واﻹﻣ ﺎم اﻟﻤﻬ ﺪي وﻣﺮآ ﺰ وأﺧ ّ ﺺ ﺑﺎﻟ ﺸﻜﺮ اﻟ ﺰﻣﻼء ﻓﻄﺎﻟﻤ ﺎ ﻲ ﻣ ﻦ ﻋ ﻮن وﻣ ﺴﺎﻋﺪة ،وأﺧ ّ اﻟﺤﺎﺳﺐ اﻵﻟﻲ ؛ ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮﻩ ﻟ ّ ﺷ ﺪّوا ﻣ ﻦ أزري وﺷ ﺠﻌﻮﻧﻲ ،وﻋﻠ ﻰ رأﺳ ﻬﻢ اﻷخ اﻟﺰﻣﻴ ﻞ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻳ ﻮﻧﺲ 0واﻟ ﺸﻜﺮ ﻣﻮﺻﻮل ﻷﺳﺎﺗﺬﺗﻲ اﻷﻓﺎﺿﻞ اﻟﺬﻳﻦ واﻓﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ . واﻟﺸﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ج
اﻟـ ُﻤـﻘَــ ﱢﺪﻣـــــﺔ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ رﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻧﻌﻤﺖ وأﻋﻄﻴﺖ ،وﻟﻚ اﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳ ﺴﺮت وه ﺪﻳﺖ وﻧﻌﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ أهﻮاء اﻟﻨﻔﻮس وﺷ ﺮورهﺎ ،وﺳ ﻮء اﻟﻘ ﺼﺪ واﻟﻤ ﺂل ،واﻟ ﺼﻼة واﻟ ﺴّﻼم ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ،رﺣﻤﺔ اﷲ اﻟﻤﻬﺪاة ،وﻧﻌﻤﺘﻪ اﻟﻤﺴﺪاة ،وﺳ ﺮاﺟﻪ اﻟﻤﻨﻴ ﺮ وﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ وﺳﻠﻢ ﺗﺴﻴﻤ ًﺎ آﺜﻴﺮا.؛ وﺑﻌــــﺪ : هﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻔﻨﻴّﺔ ﻟﺸﻌﺮ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﺑ ﻦ َه ـ ْﺮ َﻣ َﺔ ،واﻟﺘﻮﺛﻴ ﻖ ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ وﺗﻘﺼّﻲ أﻏﺮاﺿﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﱠﺔ ،وﻣﻌﺎﻧﻴﻪ اﻟﺘ ﻲ دارت ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ ،وﺻ ﻮرﻩ اﻟﻔﻨ ﱠﻴ ﺔ وﻟﻐﺔ ﺷﻌﺮﻩ أهﻲ ﺟﺰﻟﺔ اﻷﻟﻔﺎظ أم ﺳﻬﻠﺔ ،وأﺳﻠﻮﺑﻪ ،أهـﻮ ﺟﺰل أم ﻣﻮﻟــّــﺪ . ن اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺰﺧ ﺮ وﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺘﻨﻲ إﻟﻰ اﺧﺘﻴﺎر هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع إ ﱠ ﻲ ﻏ ـﺰﻳﺮ اﻟﻤ ﺎدة ،وأﺷ ﻜﺎل ﺷ ﻌﺮﻳﱠﺔ ﻟﻔﺘ ﺖ اﻧﺘﺒ ﺎﻩ اﻟﻨﻘ ﺎد اﻟ ﺬﻳﻦ ﺷ ﺠﻌﻮا ﻋﻠ ﻰ ﺑﺘ ﺮاث أدﺑ ّ دراﺳﺘﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ وﻗﻊ اﺧﺘﻴﺎري ﻹﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ أﺣ ﺪ ﺷ ﻌﺮاء اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﻟﻬﺠ ﺮي، وذﻟﻚ ﻟﻼﺗﻲ : /1اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ اﻟﻐﻤﻮض ،واﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻟﻪ. /2ﻳﻤﺜﻞ ﺣﻘﺒﺔ زﻣﻨﻴﺔ أﺛﺮت ﻓﻲ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻋﺎش ﻓﻴﻪ آ ﺎن ﻣ ﺴﺮﺣًﺎ ﻷﺣ ﺪاث ﺳﻴﺎﺳ ﻴّﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋ ّﻴ ﺔ ؛ آ ﺎن ﻟﻬ ﺎ أآﺒ ﺮ اﻷﺛ ﺮ ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﺗ ﺎرﻳﺦ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ،ﻓﻘﺪ اﻣﺘﺪت ﺣﻴﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﻟﻘﺮن ﻣﻦ اﻟ ﺰﻣﻦ اﺣﺘ ﻮت اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻷﻣﻮ ّﻳ ﺔ وﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴّﺔ ،وﻗﺪ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﺎﻟﺘﺸﻴﻊ واﻧﻘﻄﺎﻋﻪ ﻟﻠﻄﺎﻟـﺒـﻴ ـﻴﻦ واﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻷﻣﻮﻳﻴﻦ واﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ وﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺑﻄﺶ اﻟﺴﻔﺎح واﻟﻤﻨﺼﻮر . /3ﻳﻌﺪﱠﻩ اﻟﻨﻘﺎد ﺁﺧﺮ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺤ ﺘﺞ ﺑ ﺸﻌﺮهﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮﻟـ ـّﺪﻳﻦ ،وأول ﻣﻦ ﻓﺘﻖ أآﻤﺎم اﻟﺒﺪﻳﻊ . /4اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ أﺛ ﺮ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻌﺮﻩ وﺣﻴﺎﺗ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ،ﻓﻘ ﺪ ﻋ ﺎش ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﺠ ّﺪ واﻟﻠﻬﻮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﺒﺔ وﺗﺮدد ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺪﻳﺔ وﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻐﻨﺎء.
1
ﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ آﺘﺎب اﻟﺪآﺘﻮرة رﺟ ﺎء اﻟ ﺴﻴﺪ اﻟﺠ ﻮهﺮي وآ ﺎن وﻟﻌ ّ ﺗﺤ ﺖ ﻋﻨ ﻮان ) ﻓﻨ ﺎن اﻟﺒ ﺪﻳﻊ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﺮﺷ ﻲ ( ﻧ ﺸﺮ ﻓ ﻲ ﻣﻨ ﺸﺄة اﻟﻤﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ 1988م وﻟ ﻪ أهﻤﻴﺘ ﻪ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﺠ ﺎل ،ﻓﻘ ﺪ ﺗﺤ ﺪﺛﺖ اﻟ ﺪآﺘﻮرة ﻻ إﻧﱠﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺷﻌﺮة اﻟﻔﻨﻴّﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﺪﻳﻊ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ إ ّ أﻣﺎ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻘﺪ اﻋﺘﻤﺪت اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺘﺒﻊ اﻷﺟ ﺰاء اﻟﺘﺎرﻳﺨ ّﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺚ ،أﻣ ﺎ ﺑﻘﻴ ﺔ اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻓﻘ ﺪ اﻋﺘﻤ ﺪت ﻓﻴ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻨﻬﺞ اﻟﻮﺻﻔﻲ و اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ إذ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﺼﻮص وﻗﺮاءﺗﻬﺎ ،ﺑ ﺪأت ﺑﻤﻘﺪﻣ ﺔ وأرﺑﻌﺔ ﻓﺼﻮل هﻲ : اﻟﻔ ﺼﻞ اﻷول ﺧ ﺼﺺ ﻟﺤﻴ ﺎة اﻟ ﺸﺎﻋﺮ وﻋ ﺼﺮﻩ ،واﺷ ﺘﻤﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺒﺤﺜ ﻴﻦ ﺗﻨ ﺎوﻻ ﻋ ﺼﺮ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ وﺑﻴﺌﺘ ﻪ ،وﺣﻴﺎﺗ ﻪ وأﺧﺒ ﺎرﻩ ،واﺳ ﻤﻪ ،وﻧ ﺴﺒﻪ ،وﻣ ﻴﻼدﻩ ،وﻣﻴﻮﻟ ﻪ وﺗﺸﻴﻌﻪ ،ووﻓﺎﺗﻪ . أ ّﻣ ﺎ اﻟﻔ ﺼﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻓﻜ ﺎن ﻷﻏﺮاﺿ ﻪ وﻣﻌﺎﻧﻴ ﻪ اﻟ ﺸﻌﺮﻳﱠﺔ ،وﻓﻴ ﻪ ﻣﺒﺤﺜ ﺎن ،ﺣﻴ ﺚ ﺳﻌﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول إﻟ ﻰ دراﺳ ﺔ اﻷﻏ ﺮاض اﻟﺘ ﻲ ﻧﻈ ﻢ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻌﺮﻩ ،أﻣ ﺎ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺧﺼﺺ ﻟﻠﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻐﻨ ﻰ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ ،ﻣ ﻦ ﻓ ﻀﺎﺋﻞ ﻣﻌﻨﻮ ّﻳ ﺔ وﺣﺴﻴّﺔ . أﻣّﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓـﻘـﺪ ﺧ ﺼﺺ ﻟﻠﺒﻨ ﺎء اﻟﻔﻨ ﻲ ،ودار ﻓ ﻲ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻣﺒﺎﺣ ﺚ ﺣﺎوﻟ ﺖ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺒﺤ ﺚ اﻷول اﻟﻮﻗ ﻮف ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺒﻨ ﺎء اﻟﻔﻨ ﻲ ﻟﻠﻘ ﺼﻴﺪة ﻋﻨ ﺪﻩ ،وﻓ ﻲ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎ واﻷوزان ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ،وﻓﻲ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮر اﻟﻔﻨﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻔﻞ ﺑﻬﺎ ﺷﻌﺮﻩ ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻴﻬﺎت وآﻨﺎﻳﺎت واﺳﺘﻌﺎرات . أﻣّﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻠﻐﻮي ﺣﻴ ﺚ ﺗﻨﺎوﻟ ﺖ ﻟﻐ ﺔ ﺷ ﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ،وأﺳﻠﻮﺑﻪ ،وﻗﻀﻴّﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑ ﺸﻌﺮﻩ ،وﺁراء اﻟﻨﻘ ﺎد ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ وﺧﺘﻤ ﺖ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﺑﺨﺎﺗﻤ ﺔ ﺳ ﺠﻠﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ أﺑ ﺮز ﻣ ﺎ ﺧﺮﺟ ﺖ ﺑ ﻪ اﻟﺪراﺳ ﺔ ،وﺛﺒ ﺖ ﻟﻠﻤ ﺼﺎدر واﻟﻤـﺮاﺟــﻊ.
2
اﺗﻜﺄت اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر ﻋﺪﻳﺪة وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ أﺳﺎﺳﻬﺎ دﻳ ﻮان اﻟ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤ ﺴﻤﻰ ) دﻳﻮان إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ هﺮﻣﺔ ( و آﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،آﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻻﺑﻦ اﻷﺛﻴ ﺮ ،وﻣ ﺮوج اﻟ ﺬهﺐ ﻟﻠﻤ ﺴﻌﻮدي ،وﺗ ﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻌﻘ ﻮﺑﻲ ،وآ ﺬﻟﻚ آﺘ ﺐ اﻟﺘ ﺮاﺟﻢ ،وﻃﺒﻘ ﺎت اﻟ ﺸﻌﺮاء ،واﻟ ﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻷدب ،واﻟﻨﻘﺪ ،واﻟﺒﻼﻏ ﺔ ،ودواوﻳ ﻦ اﻟ ﺸﻌﺮ ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ آﺘﺐ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ اﻟﺘﻲ أﺷﺎرت ﻻﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ أو ﻗﺮﻳﺐ . هﺬا وﻗﺪ وﺟﺪت ﻋﻨﺎء آﺒﻴﺮًا ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺮاﺟ ﻊ ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﻢ إﺧﺮاج هﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ أرﺟﻮ أن ﺗﻨﺎل اﻟﺮﺿﺎ واﻟﻘﺒﻮل . وه ﺬا ﺑﺈﻳﺠ ﺎز ﻋﻨﺎﺻ ﺮ ﻣﻘﺪﻣ ﺔ اﻟﺒﺤ ﺚ اﻟ ﺬي ﻻ ﻧ ﺪﻋﻲ ﻓﻴ ﻪ اﻟ ﺴﺒﻖ وﻻ اﻻﺑﺘﻜ ﺎر ، وإﻧـّﻤﺎ ﻧﺴﺄل اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰ وﺟﻞ أن ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻴ ﺰان ﺣ ﺴﻨﺎﺗﻨﺎ إن أﺻ ﺒﻨﺎ ،وﻧﻌﺘ ﺬر ﻋ ﻦ آﻞ زﻟﺔ أو هﻔﻮة أو ﺗﻘﺼﻴﺮ وﺟﺪ ﻓﻴﻪ .
3
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻋﺼﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ وأﺧﺒﺎرﻩ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول :ﻋﺼﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ وﺑﻴﺌﺘﻪ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺣــﻴﺎﺗﻪ وأﺧــــــــﺒﺎرﻩ
4
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ﻋﺼﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ وﺑﻴﺌﺘﻪ ﻋﺼﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ: دراﺳﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻣ ﺔ ﻣﻬ ﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟ ﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋ ّﻴ ﺔ ؛ ﻟﻔﻬ ﻢ ﺁداﺑﻬ ﺎ ، ودراﺳ ﺔ ﺁداﺑﻬ ﺎ ﺿ ﺮورﻳﺔ ﻟﺘ ﺼﺪﻳﻖ ﺗﺎرﻳﺨﻬ ﺎ ،ﻓ ﺎﻷدب ﺻ ﻮرة اﻟﻌ ﺼﺮ ﺑﻤ ﺎ ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﺟﻤﺎل وﻗﺒﺢ ،ﻓﻤﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻣﻦ اﻷﻟﻔﺎظ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺁﺧﺮ؛ وذﻟﻚ ﻷن اﻟﻠﻐﺔ اآﺘﺴﺎﺑﻴﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ ؛ وﻟﺬﻟﻚ آﺎن ﻟﺰاﻣًﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ دراﺳﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻋ ﺎش ﻓﻴﻪ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻨﺎ ﻓﻬﻢ أﺳﻠﻮﺑﻪ وﻟﻐﺘﻪ اﻟﺘﻲ آﺘﺐ ﺑﻬﺎ ﺷﻌﺮﻩ . ﻓﻘﺪ ﻋﺎش اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻬﺠﺮي إ ّﺑ ﺎن اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻷﻣﻮ ّﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺁل إﻟﻴﻬﺎ اﻷﻣﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ،وﺗﻨ ﺎزل اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ،ﺣﻴ ﺚ ﺑُﻮﻳﻊ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ أﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺑﺒﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس ﺳ ﻨﺔ ) 40هـ ـ( وآ ﺎن ُﻳ ﺪﻋﻰ ﺑﺎﻷﻣ ـﻴﺮ ﻓ ﻲ ﻲ ﺑ ﺄﻣﻴﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ،وآ ﺎن ﺳ ﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻳﺘﺠﻬ ﺰ ﻋ َ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم ،وﻟﻤّﺎ ﻗـُﺘﻞ ﺳ ﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠ ﻲ ُد ِ ﻟﻘﺘ ﺎل ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ وﻟﻜﻨ ﻪ ﻗﺘ ﻞ ﻓﺒ ﺎﻳﻊ اﻟﻨ ﺎس اﺑﻨ ﻪ اﻟﺤ ﺴﻦ ،وﺧ ﺮج اﻟﺤ ﺴﻦ إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺪاﺋﻦ ، وﺟﻌﻞ ﻗﻴﺲ اﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻓﻲ اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ أﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺠﻴﺶ ،وﻟﻤ ﺎ ﻧ ﺰل ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪاﺋﻦ ﻧﺎدى ﻣﻨﺎ ٍد إ ﱠ ن ﻗﻴﺴًﺎ ﻗﺘﻞ ﻓﻨﻔﺮوا ﺑﺴﺮداق اﻟﺤﺴﻦ ﻓﻨﻬﺒﻮﻩ ،وﻟﻤّﺎ رأى اﻟﺤﺴﻦ ﺗﻔﺮق اﻷﻣﺮ ﻋﻨﻪ آﺘﺐ إﻟﻰ ﻣﻌﺎوﻳﺔ وذآﺮ ﺷﺮوﻃًﺎ وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ":إن أﻋﻄﻴﺘﻨ ﻲ ه ﺬا ﻓﺄﻧ ﺎ ﺳ ﺎﻣ ٌﻊ ﻣﻄﻴ ٌﻊ وﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻔﻲ ﻟﻲ ﺑﻪ "
)(1
وﺑﻬﺬا اﻟﺼﻠﺢ دان اﻷﻣﺮ ﻟﻤﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن وآﺎن ذﻟﻚ
ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﺔ )41ه ـ ( ،ﻓﺄﺧ ﺬ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ﻳﺒﻌ ﺚ اﻷﻣ ﺮاء إﻟ ﻰ اﻷﻣ ﺼﺎر ﻓﺠﻌ ﻞ ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌﺎص ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺼﺮ ،واﺑﻨ ﻪ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻜﻮﻓ ﺔ ﺛ ﻢ ﻋﺰﻟ ﻪ ووﻟ ﻲ اﻟﻤﻐﻴ ﺮة ﺑ ﻦ ﺷ ﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮﻓ ﺔ ،وﺟﻌ ﻞ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋ ﺎﻣﺮ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺒ ﺼﺮة ) ،(2ووﻟ ﻲ ﻣ ﺮوان ﺑ ﻦ اﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ووﻟﻲ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﺑﻦ هﺸﺎم ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ﺳ ﻨﻪ )42ه ـ( ) ، (3وﻗ ﺪ أﻟﺤ ﻖ (1اﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ " اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ " دار ﺻﺎدر ﺑﻴﺮوت ،دون ط 1399هـ 1979 ،م ج،3ص 405 (2اﻟﻜﺎﻣﻞ ص 416 (3ﻧﻔﺴﻪ ص 420 5
ﻣﻌﺎوﻳﺔ زﻳﺎد ﺑﻦ أﺑﻴﻪ ﺑﻨﺴﺒﺘﻪ إﻟﻰ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن وذﻟﻚ ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﺔ )44ه ـ( وﺷ ﻬﺪ ﻋﻨ ﺪﻩ زﻳ ﺎد ﺑﻦ أﺳﻤﺎء اﻟﺤﺮﻣﺎزي ،وﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ اﻟﺴﻠﻮﻟﻲ ،واﻟﻤﻨ ﺬر ﺑ ﻦ اﻟﺰﺑﻴ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻮام أن أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن أﺧﺒﺮ اﻟﻨﺎس أﻧﱠﻪ اﺑﻨﻪ ،ﺛﻢ زاد ﻳﻘﻴﻨﻨﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺷﻬﺎدة أﺑﻲ ﻣ ﺮﻳﻢ اﻟ ﺴﻠﻮﻟﻲ ،وﻗ ﺪ اﺧﺒﺮ اﻟﻨﺎس أﻧﱠﻪ ﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن وﺳﻤّﻴﺔ أم ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴّﺔ ﻋﻠﻰ زﻧﺎ ) (1وﻓ ﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أم اﻟﺤﻜﻢ
)(2
:
أﻻ أﺑﻠﻎ ﻣﻌـــﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﺣـَـــﺮْب
ﻣـُﻐـَﻠــْﻐـَﻠـَـ ًﺔ ﻋـَﻦ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ
ﻒ ك ﻋَـ ٌ أﺗﻐـﻀﺐ أن ﻳﻘــﺎل :أﺑُﻮ َ
ك زاﻧﻲ وﺗﺮﺿﻰ أن ﻳﻘـﺎل :أﺑـُﻮ َ
ﻓﺄﺷﻬــﺪ أن ِرﺣْـﻤَـﻚ ﻣـﻦ زﻳﺎد
آـَـ ِﺮﺣْـﻢ اﻟـﻔـﻴﻞ ﻣﻦ وﻟــﺪ اﻷﺗﺎن
ﺛﻢ وﻻﻩ اﻟﺒﺼﺮة ،وﻟ ّﻤ ﺎ هﻠ ﻚ اﻟﻤﻐﻴ ﺮة ﺿ ﻢ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ اﻟﻜﻮﻓ ﺔ إﻟ ﻰ زﻳ ﺎد ،ﻓﻜ ﺎن أول ﻣ ﻦ ﺟﻤﻊ ﻟﻪ وﻻﻳﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻦ اﻟﺒﺼﺮة واﻟﻜﻮﻓﺔ ). (3 وﺑﺎﻳﻊ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻻﺑﻨﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻮﻻﻳﺔ اﻟﻌﻬﺪ ،وﻟﻢ ﻳﺘﺨﻠ ﻒ ﻋ ﻦ اﻟﺒﻴﻌ ﺔ إﻻ أرﺑﻌ ﺔ ﻧﻔ ﺮ هﻢ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ،وﻋـﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋـﻤﺮ ،وﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ،وﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴ ﺮ
)(4
ﻦ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ اﻟﺘ ﺮﺣﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺜﻤ ﺎن و ﻟﻌ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻨ ﺎﺑﺮ ،وﺗﺒﻌ ﻪ وﻗ ﺪ ﺳ ّ
ﺣﻜﺎم ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟ ﻚ ،ﻓﻘ ﺪ ﺟﻤ ﻊ زﻳ ﺎد اﻟﻨ ﺎس ﺑﺎﻟﻜﻮﻓ ﺔ ﺑﺒ ﺎب ﻗ ﺼﺮﻩ ﺣﺮﺿ ﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻟﻌﻦ ﻋﻠﻲ ،ﻓﻤﻦ أﺑﻰ ﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﺴﻴﻒ ). (5 وآﺎن ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ذا ﺣﻠ ﻢ وده ﺎء ،وﺟ ﻮد ﺑﺎﻟﻤ ﺎل ،وﻗ ﺎل ﺳ ﻌﻴﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص ﺳ ﻤﻌﺖ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻳﻮﻣًﺎ ﻳﻘﻮل " :ﻻ أﺿﻊ ﺳﻴﻔﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻳﻜﻔﻴﻨ ﻲ ﺳ ﻮﻃﻲ ،وﻻ أﺿ ﻊ ﺳ ﻮﻃﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ﻟﺴﺎﻧﻲ وﻟﻮ أن ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﺷ ﻌﺮة ﻣ ﺎ اﻧﻘﻄﻌ ﺖ ،إذا ﻣ ﺪوهﺎ ﺧﻠﻴﺘﻬ ﺎ ،وإذا ﺧﻠﻮهﺎ ﻣﺪدﺗﻬﺎ "). (6
(1أﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤ ﺴﻴﻦ اﻟﻤ ﺴﻌﻮدي " ﻣ ﺮوج اﻟ ﺬهﺐ وﻣﻌ ﺎدن اﻟﺠ ﻮاهﺮ " ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣﺤ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ دار اﻟﻔﻜﺮ ﺑﻴﺮوت دون ط ج 3ص 15 (2اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 17 (3اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 34 (4أﺣﻤﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻳﻌﻘﻮب " ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ " دار اﻟﻔﻜﺮ ﺑﻴﺮوت دون ط 1367هـ 1956 ،م ج 2ص 165 (5ﻣﺮوج اﻟـﺬهﺐ 35/3 (6ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ 172/2 6
آﺎن إذا ﺑﻠﻐﻪ ﻋﻦ رﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﻗﻄﻊ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺑﺎﻹﻋﻄﺎء ،ورﺑﻤﺎ أﺣﺘﺎل ﻋﻠﻴﻪ وﺑﻌﺜﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺤﺮب وآﺎن أآﺜﺮ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻤﻜﺮ واﻟﺤﻴﻠﺔ . وﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺗﻮﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ اﻟ ﺴﻠﻄﺔ ﺳ ﻨﺔ )60ه ـ( ،وﺑ ﺬﻟﻚ أﻧﺘﻘ ﻞ اﻟﺤﻜ ﻢ ﻣ ﻦ ﻧﻈ ﺎم اﻟﺸﻮرى إﻟﻰ ﻧﻈﺎم اﻟﻤـﻠـﻚ ،وآﺎﻧ ﺖ ﻣ ﺪة ﺣﻜﻤ ﻪ ﺛﻼﺛ ﺔ ﺳ ﻨﻴﻦ وﺛﻤﺎﻧﻴ ﺔ أﺷ ﻬﺮ إﻻ ﺛﻤ ﺎﻧﻲ ﻟﻴﺎ ٍ ل ) (1وﻟﻤﺎ ﺁل اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ،ﺑﻌﺚ إﻟﻰ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن وه ﻮ ﻋﺎﻣ ﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ " إذا أﺗ ﺎك آﺘ ﺎﺑﻲ ه ﺬا ﻓﺄﺣ ﻀﺮ اﻟﺤ ﺴﻴﻦ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ،وﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﺰﺑﻴ ﺮ ، ﻲ ﺑﺮأﺳﻴﻬﻤﺎ ،وﺧﺬ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺒﻴﻌ ﺔ ﻓﻤ ﻦ وﺧﺬهﻤﺎ ﻓﺈن اﻣﺘﻨﻌﺎ ﻓﺄﺿﺮب ﻋﻨﻘﻴﻬﻤﺎ وأﺑﻌﺚ إﻟ ّ أﻣﺘﻨﻊ ﻓﺄﻧﻔﺬ ﻓﻴﻪ اﻟﺤﻜﻢ وﻓﻲ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ وﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ،واﻟﺴﻼم " ) (2وآ ﺎن ﻳﺰﻳﺪ ﺻﺎﺣﺐ ﻃﺮب وﺷﺮاب ،وﺟﻠﺲ ذات ﻳﻮم ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﺮاب وﻋ ﻦ ﻳﻤﻴﻨ ﻪ اﺑ ﻦ زﻳ ﺎد ، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻗﺘﻞ اﻟﺤﺴﻴﻦ ،ﻓﺄﻗـﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﻗﻴﻪ ﻓـﻘـﺎل
)(3
:
ﺷﻲ ﺷ ْﺮ َﺑ ًﺔ ُﺗ َﺮوﱢي ُﻣﺸَﺎ ِ اﺳْـﻘِـﻨِﻲ َ
ﻞ ﻓﺎﺳﻖ ﻣﺜﻠﻬﺎ اﺑﻦ زﻳﺎد ﺛﻢ ِﻣ ْ
ﻋ ْﻨﺪِي ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴ ّﺮ واﻷﻣﺎﻧﺔ ِ
وﻟـﺘﺴـﺪﻳﺪ ﻣﻐﻨﻤﻲ وﺟـﻬـﺎدي
وأﺗ ﺴﻢ ﺣﻜ ﻢ ﻳﺰﻳ ﺪ ﺑ ﺎﻟﻈﻠﻢ واﻟﺠ ﻮر ،ﻓﻘ ﺪ ﺑﻠ ﻎ ﺟ ﻮرﻩ أ ﱠﻧ ﻪ ﺑﻌ ﺪ ﻗﺘ ﻞ اﻟﺤ ﺴﻴﻦ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ، )(4
وﺣُﻤﻞ رأﺳﻪ إﻟﻴﻪ ،ووﺿﻊ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻨﻜﺖ ﺑﻘﻀﻴﺐ ﻓﻲ ﻓﻴ ﻪ
وﻋ ّﻢ ﻇﻠﻤ ﻪ
وﺷﻤﻞ اﻟﻨﺎس ،ﻓﻘﺪ أﺧﺎف أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﺑ ﺎﻳﻌﻮﻩ ﻋﻠ ﻰ إﻧﻬ ﻢ ﻋﺒﻴ ﺪ ،وﺳ ﻤّﺎهﺎ ﻧﺘﻨ ﺔ ،وﻗ ﺪ ﺳﻤّﺎهﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﻃﻴﺒﺔ ،وهﺪّم اﻟﻜﻌﺒﺔ وأﺣﺮﻗﻬﺎ ،وﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء)0 (5 وﻣﻠﻚ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻌﺪ أﺑﻴﻪ ،وآﺎﻧ ﺖ أﻳﺎﻣ ﻪ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﻳﻮﻣ ﺎ إﻟ ﻰ أن ﻣ ﺎت وﻗﻴ ﻞ ﺷ ﻬﺮﻳﻦ ،وآ ﺎن ﻳﻜﻨ ﻰ ﺑ ﺄﺑﻲ ﻳﺰﻳ ﺪ) ، (6وﺑﻮﻳ ﻊ ﻣ ﺮوان ﺑ ﻦ اﻟﺤﻜ ﻢ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ اﻟﻌﺎص ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ،وآﺎن ذﻟﻚ ﺑﺎﻷردن وآﺎن أول ﻣﻦ ﺑﺎﻳﻌﻪ أهﻠﻬﺎ وﺗﻤ ﺖ ﺑﻴﻌﺘ ﻪ ،وآ ﺎن
(1ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 63 /2 (2اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ 175/2 (3ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 77/3 (4اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ 177 /2؛ ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 70 / 3 (5أﻧﻈﺮ اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ 181 /2؛ وﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 81/ 3 (6ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 82/3 7
ﻣﺮوان أول ﻣﻦ أﺧﺬهﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ آﺮه ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻴ ﻞ ) ، (1وﻗ ﺎم روح ﺑ ﻦ زﻧﺒ ﺎع ﻓﺨﻄ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺎس ﻓﻘ ﺎل " :ﻳ ﺎ أه ﻞ اﻟ ﺸﺎم ه ﺬا ﻣ ﺮوان ﺑ ﻦ اﻟﺤﻜ ﻢ ﺷ ﻴﺦ ﻗ ﺮﻳﺶ واﻟﻄﺎﻟ ﺐ ﺑ ﺪم ﻋﺜﻤ ﺎن ،واﻟﻤﻘﺎﺗ ﻞ ﻟﻌﻠ ﻲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻳ ﻮم اﻟﺠﻤ ﻞ ،وﻳ ﻮم ﺻ ﻔﻴﻦ ؛ ﻓﺒ ﺎﻳﻌﻮا اﻟﻜﺒﻴ ﺮ واﺳ ﺘﻨﻴﺒﻮا اﻟ ﺼﻐﻴﺮ ﺛ ﻢ ﻟﻌﻤ ﺮو ﺑ ﻦ ﺳ ﻌﻴﺪ " ﻓﺒ ﺎﻳﻌﻮا ﻟﻤ ﺮوان ﺛ ﻢ ﻟﺨﺎﻟ ﺪ ﺑ ﻦ ﻳﺰﻳ ﺪ ﺛ ﻢ ﻟﻌﻤ ﺮوﺑﻦ ﺳ ﻌﻴﺪ ) (2وﺑ ﺬﻟﻚ اﻧﺘﻘ ـﻠﺖ اﻟ ﺴﻠﻄﺔ ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﺖ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ إﻟ ﻰ ﺑﻴ ﺖ ﻣ ﺮوان ﺑ ﻦ اﻟﺤﻜــﻢ ،وﺑﻌﺪﻩ ﺁل اﻷﻣﺮ إﻟﻰ اﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮوان ،وﺧﻠﻊ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠ ﻚ أﺧ ﺎﻩ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺛﻢ ﻋﻬﺪ ﺑﻮﻻﻳﺔ اﻟﻌﻬﺪ ﻻﺑﻨﻪ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺛﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ . وﻣﻦ أﺑﺮز ﺳﻤﺎت اﻟﺤﻜﻢ اﻷﻣﻮي ﻧﻈﺎم اﻟﺒﻴﻌﺔ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻮﻩ ﺣﻜﺮًا ﻷوﻻدهﻢ ،ﻓﻘ ﺪ ﻞ ﻣ ﻦ ﺗ ﻮﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﻣﺮوان ﺑﻦ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺒﻴﻌﺔ ﻻﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﻴﻪ ؛ وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻻﻧﺘﻘﺎم ﻓﻜ ّ ﻧﻜّﻞ ﺑﺎﻵﺧﺮ ،آﻤﺎ إﻧـﱠﻪ ﺣﺼﺮ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﻣﻮي ،وأﺛﺎر ﺳﺨﻂ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺳ ﺨﻂ ﻼ ﻟﻘﻴﺎدة هﺬﻩ اﻷﻣﺔ 0 ﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﺮون أﻧﻔﺴﻬﻢ أه ً ﻣ ﻦ ﺳ ﻤﺎﺗﻪ أﻳ ﻀﺎ اﻟﺜ ﻮرات واﻟﻔ ﺘﻦ اﻟﺪاﺧﻠ ّﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻮارج وﺷ ﻴﻌﺔ وزﺑﻴ ﺮﻳﻴﻦ ، ﻓﺎﻟﺨﻮارج ﺑﺪأت ﺑﻌﺪ رﻓﻊ أﺻﺤﺎب ﻣﻌﺎوﻳﺔ اﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﻋﻠﻰ أﺳ ﻨﺔ اﻟﺮﻣ ﺎح ،ﻓﻘ ﺪ ﺧ ﺮج ﻻ ﺑ ﺸﻬﺮ زور ﻓ ﻲ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﻮارج ، ﻓﺮوة ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﺳﻨﻪ )40ه ـ( ،وآ ﺎن ﻣﻌﺘ ﺰ ً وﻟﻤﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﻠﻲ وﻏﻠﺒﺔ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ،ﻗﺪم اﻟﻨﺨﻴﻠﺔ ﻓ ﻲ أﻟ ﻒ وﺧﻤ ﺴﻤﺎﺋﺔ ،ﻓﺄﺧ ﺬ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ أهﻞ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺨﺮوج إﻟﻴﻬﻢ
)( 3
ﺣﺮآﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ وهﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺸﻴﻌﻮا ﻟﻌﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ،ﻓﻘ ﺪ ﺑ ﺪأت ﻓ ﻲ ﺻ ﻮرة اﻋﺘ ﺮاض ﻏﻴ ﺮ ذي أﺛ ﺮ ﺑﻌ ﺪ ﺗ ﻮﻟﻲ اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ اﻷول أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ اﻟ ﺼﺪﻳﻖ ،ورﺑﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺟﺬوﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺪور ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ،وﺑﺪأ أواره ﺎ ﻓ ﻲ اﻻﺷ ﺘﻌﺎل ﺑﻌ ﺪ اﺧﺘﻴ ﺎر اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن ،وأﺷ ﺘﺪ ﻧ ﺸﺎﻃﻬﺎ ﺑﻌ ﺪ وﻓ ﺎة اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ، وﺑﺎﻳﻌﻮا اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ،وآﺘﺐ إﻟﻴﻪ أه ﻞ اﻟﻜﻮﻓ ﺔ ﻳﺪﻋﻮﻧ ﻪ ﺑ ﺎﻟﺨﺮوج إﻟ ﻴﻬﻢ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻘﺘ ﻞ
(1ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 94 /3 (2ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ 4 /3 (3ﻧﻔﺴﻪ 157 /2 8
ﻣﻌﺎوﻳﺔ " أﻧﺎ ﻗﺪ ﺣﺒﺴﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻴﻌﺘ ﻚ ،وﻧﺤ ﻦ ﻧﻤ ﻮت ﻣ ﻦ دوﻧ ﻚ ،وﻟ ﺴﻨﺎ ﻧﺤ ﻀﺮ ﺟﻤﻌﺔ وﻻ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﺴﺒﺒﻚ " ). (1 ﺣﺮآﺔ اﻟﺰﺑﻴﺮﻳﻦ ﺑﻘﻴ ﺎدة ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﺰﺑﻴ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻮّام ،وأﻣ ﻪ أﺳ ﻤﺎء ﺑﻨ ﺖ أﺑ ﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ،وﺳ ﻤﻲ ﻧﻔ ﺴﻪ ﺑ ﺄﻣﻴﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ وﺳ ﻴﻄﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻜ ﺔ ،وأﻗ ﺎم ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﺧﺎﻟﻌ ًﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑ ﻦ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ،ودﻋ ﺎ إﻟ ﻰ ﻧﻔ ﺴﻪ ،وأﺧ ﺮج ﻋﺎﻣ ﻞ ﻳﺰﻳ ـﺪ ،وﺑﻌ ﺚ إﻟﻴ ﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻀﺎة اﻷﺷﻌﺮي ،وآﺘﺐ إﻟﻴﻪ أن ﻳﻌﻄﻴ ﻪ اﻷﻣ ﺎن وآ ﺎن اﺑ ﻦ اﻟﺰﺑﻴ ﺮ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﻌ ﺰة ﻓﺠ ﺎوب ﻋ ﻀﺎة ﺟﻮاﺑ ًﺎ ﻏﻠﻴﻈ ًﺎ ) ، (2وﻗﺘ ﻞ أﻳ ﺎم ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻠ ﻚ ﺑ ﻦ ﻣ ﺮوان ﺑ ﺎﻟﺤﺮم ﺳ ﻨﺔ )73هـ( ،وأﻣﺮ ﺑﻪ اﻟﺤﺠﺎج ﻓﺼﻠﺐ ﺑﻤﻜﺔ )0 (3 ه ﺬا وﺑﻴﻨﻤ ﺎ آ ﺎن اﻷﻣﻮﻳ ﻮن ﻳ ﺼﺎرﻋﻮن اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ اﻟ ﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻃ ﻮال اﻟﻘﺮن اﻷول وﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻐ ﺎﻟﺒﻮن اﻷﺣ ﺰاب اﻟ ﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪاء واﻟﻜﻴﺪ ﻟﻸﻣﻮﻳﻴﻦ ،وﻓ ﻲ آﺜﺮت آﺜﺮة هﺎﺋﻠﺔ واﺧﺘﻠﻔﺖ ﻧﺰﻋﺎﺗﻬﺎ وﻣﺬاهﺒﻬﺎ إ ّ ه ﺬﻩ اﻷﺛﻨ ﺎء آﺎﻧ ﺖ اﻟ ﺪﻋﻮة اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﺔ ﺗﺄﺧ ﺬ ﺳ ﺒﻴﻠﻬﺎ ﻓ ﻲ دﻋ ﺔ وﻳ ﺴﺮ) ، (4ﺗﻨ ﺴﺐ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺒﺎس ﻋ ّﻢ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳ ﻠﻢ ،-وﻣﺆﺳ ﺲ دوﻟ ﺔ ﺑﻨ ﻲ اﻟﻌﺒ ﺎس هﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺴّﻔﺎح ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﻌﺒ ﺎس ،وﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﻗﻴﺎﻣﻬ ﺎ اﻧﺘ ﺼﺎرًا ﻟﻠﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻧﺎدى ﺑﻬﺎ ﻳﻨ ﻮ هﺎﺷ ﻢ ﻋﻘ ﺐ وﻓ ﺎة اﻟﺮﺳ ﻮل -ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ -ﺑﺈﺳ ﻨﺎد اﻟﺨﻼﻓ ﺔ إﻟ ﻰ أه ﻞ اﻟﺮﺳ ﻮل وذوﻳ ﻪ ،وﻗ ﺪ هﺰﻣ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻔﻜ ﺮة ﻓ ﻲ ﻣﻄﻠ ﻊ اﻹﺳ ﻼم ، ن اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺣ ﻖ ﻟﻠﻤ ﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻮﻟ ﻮن ﻋﻠ ﻰ أﻧﻔ ﺴﻬﻢ وأﻧﺘﺼﺮ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ؛ إ ﱠ ﻣ ﻦ ﻳ ﺸﺎءون ) ، (5وﺗ ﻮﻟﻰ أﺑ ﻮ اﻟﻌﺒ ﺎس اﻟ ﺴﻔﺎح اﻟﺤﻜ ﻢ ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﺔ )132ه ـ ( ،وآﺎﻧ ﺖ ﺧﻼﻓﺘﻪ أرﺑﻊ ﺳﻨﻴﻦ وﺗﺴﻌﺔ أﺷﻬﺮ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎ ،وﻣﺎت ﺑﺎﻷﻧﺒﺎر ﺳﻨﺔ )136هـ(
)(6
(1ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 64/3 (2ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ 178/2 (3ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 122 / 3 (4اﻟﻜﺎﻣﻞ اﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ ص 362-356 (5د اﺣﻤﺪ ﺷﻠﺒﻲ "ﻣﻮﺳﻌﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ واﻟﺤ ﻀﺎرة اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ "ﻣﻜﺘﺒ ﺔ اﻟﻨﻬ ﻀﺔ اﻟﻤ ﺼﺮﻳﺔ ،اﻟﻘ ﺎهﺮ ،ط ، 8 دون ت ،ج3ص 89 (6ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 266 /3 9
وﺗﻮﻟﻰ ﺑﻌﺪﻩ أﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﻤﻨﺼﻮر ،وآﺎﻧﺖ وﻻﻳﺘﻪ اﺛﻨﻴﻦ وﻋ ﺸﺮﻳﻦ ﺳ ﻨﺔ إﻻ ﺗ ﺴﻌﺔ أﻳ ﺎم ،وﺗ ﻮﻓﻲ ﺳ ﻨﺔ )158ه ـ( ) ، (1ﺛ ﻢ ﺗ ﻮﻟﻰ اﻟﻤﻬ ﺪي وآﺎﻧ ﺖ وﻻﻳﺘ ﻪ ﻋ ﺸﺮ ﺳ ﻨﻴﻦ ، وﺷﻬﺮا وﺧﻤ ﺴﺔ ﻋ ﺸﺮ ﻳﻮﻣ ﺎ ) ، (2وﺗ ﻮﻟﻰ ﺑﻌ ﺪﻩ اﻟﻬ ﺎدي ،وآ ﺎن ﻗﺎﺳ ﻲ اﻟﻘﻠ ﺐ ،ﺷ ﺮس اﻷﺧ ﻼق ﺻ ﻌﺐ اﻟﻤ ﺮام آﺜﻴ ﺮ اﻷدب ﻣﺤﺒ ًﺎ ﻟ ﻪ ،وآ ﺎن ﺷ ﺪﻳﺪًا ﺷ ﺠﺎﻋًﺎ ﺟ ﻮادًا ﺳ ﺨﻴﺎ ، وآﺎﻧ ﺖ ﻣ ﺪة ﺧﻼﻓﺘ ﻪ ﺳ ﻨﺔ وﺛﻼﺛ ﺔ أﺷ ﻬﺮ ) ، (3وﺗ ﻮﻟﻰ ﺑﻌ ﺪﻩ هــ ـﺎرون اﻟ ـﺮﺷﻴﺪ ﺳ ﻨﺔ )170ه ـ( ،وآﺎﻧ ﺖ وﻻﻳﺘ ﻪ ﺛﻼﺛ ﺎ وﻋـ ﺸﺮﻳﻦ ﺳ ﻨﺔ وﺳ ﺘﺔ أﺷﻬـــ ـﺮ ) (4وﻗ ﺪ ﻋ ﺎش اﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي أوﺿﺤﻨﺎﻩ .
ﺑﻴﺌﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ: ن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺒﻠﻲ آﺎن أﺳﺎس اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وآﺎﻧﺖ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋ ّﻴﺔ ﻓ ﻲ إﱠ ﻏﺎﻳ ﺔ ااﻟ ﺴﻬﻮﻟﺔ ،ﻓﻠ ﻢ ﻳﻜ ﻦ هﻨ ﺎك ﻓ ﺮق ﺑ ﻴﻦ اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ واﻟﺮﻋ ّﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺂآ ﻞ واﻟﻤ ﺸﺮب واﻟﻤﻠﺒﺲ ،وﻗﺪ ﺑﺪأ هﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻗﻲ اﻻﻧﺪﺛﺎر ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻷﻣﻮﻳّﺔ ،ﻓﻘﺪ أﻗﺎم ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ اﻟﺤﺮس واﻟﺸﺮط واﻟﺒﻮاﺑﻴﻦ ،وأرﺧﻰ اﻟﺴﺘﻮر واﺳﺘﻜﺘﺐ اﻟﻨﺼﺎرى ،وﻣﺸﻰ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮاب ،وأﺧﺬ اﻟﺰآ ﺎة ﻣ ﻦ اﻷﻋﻄﻴ ﺔ ،وﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺴﺮﻳﺮ واﻟﻨ ﺎس ﺗﺤﺘ ﻪ ،وﺑﻨ ﻰ وﺷﻴﺪ اﻟﺒﻨﺎء وﺳﺨّﺮ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺋﻪ ). (5 ودﺧﻞ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﺎ آﺒ ﺮ ودق ،ﻓﻘ ﺎل ﻋﻤ ﺮو: ﻲ ﻓ ﻴﻬﻦ ،و أ ّﻣ ﺎ بﻟ ّ " ﻳﺎ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻠﺬﻩ ؟ ﻓﻘﺎل :أﻣّﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻼ أر َ اﻟﺜﻴﺎب ﻓﻘﺪ ﻟﺒﺴﺖ ﻣﻦ ﻟﻴﻨﻬﺎ وﺟﻴّﺪهﺎ ﺣﺘﻰ وهﻲ ﺑﻬ ﺎ ﺟﻠ ﺪي ﻓﻤ ﺎ أدري أﻳﻬ ﺎ أﻟ ﻴﻦ ،و أ ّﻣ ﺎ اﻟﻄﻌﺎم ﻓﻘﺪ أآﻠﺖ ﻣﻦ ﻟﻴﻨﻪ وﻃﻴﺒ ﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎ أدري أﻳﻬ ﺎ أﻟ ﺬ وأﻃﻴ ﺐ ،و أ ّﻣ ﺎ اﻟﻄﱢﻴ ﺐ ﻓﻘ ﺪ دﺧﻞ ﺧﻴﺎﺷﻴﻤﻲ ﻣﻨﻪ ﺣﺘّﻰ ﻣﺎ أدري أﻳﻬﺎ ﻃﻴﺐ ،ﻓﻤ ﺎ ﺷ ﻲء أﻟ ﺬ ﻋﻨ ﺪي ﻣ ﻦ ﺷ ﺮاب ﺑ ﺎرد ﻓﻲ ﻳﻮم ﺻﺎﺋﻒ " ). (6 (1ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 294 /3 (2ﻧﻔﺴﻪ 319/3 (3ﻧﻔﺴﻪ 334 /3 (4ﻧﻔﺴﻪ 347/3 (5ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ 168 /2 (6ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 31/3 10
إﺷ ﺘﻬﺮ ﺣﻜ ﺎم ﺑﻨ ﻲ أﻣﻴ ﺔ ﺑﺤ ﺒﻬﻢ ﻟﻠﻬ ﻮ اﻧﻐﻤﺎﺳ ﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻠ ﺬات ،ﻓ ـﻴﺰﻳﺪ آ ﺎن ﺻ ﺎﺣﺐ ﻣﻨﺎدﻣﺔ وﻟﻬﻮ ،وﻓﻲ ﻋﻬ ﺪﻩ ﻇﻬ ﺮ اﻟﻐﻨ ﺎء ﺑﻤﻜ ﺔ واﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،وﺷ ﺎﻋﺖ اﻟﻤﻼه ﻲ ،وأﻇﻬ ﺮ اﻟﻨﺎس اﻟﺸّﺮاب ،وﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻋﺒﺜﻪ واﺳﺘﻬﺘﺎرﻩ إﻧﱠﻪ آﺎن ﻟ ﻪ ﻗ ﺮد ﻳﻜﻨ ﻰ ﺑ ﺄﺑﻲ ﻗ ﻴﺲ ﻳﺤ ﻀﺮﻩ ﻣﺠﻠ ﺲ ﻣﻨﺎدﻣﺘ ﻪ ،ﻳﻠﺒ ﺴﻪ اﻟﺤﺮﻳ ﺮ اﻷﺣﻤ ﺮ واﻷﺻ ﻔﺮ ،وﻳ ﻀﻊ ﻋﻠ ﻰ رأﺳ ﻪ ﻗﻠﻨ ﺴﻮة ﻣ ﻦ اﻟﺤﺮﻳﺮ ذات أﻟﻮان ﺑﺸﻘﺎﺋﻖ ،وﻳُﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ أﺗﺎن وﺣﺸﻴﺔ وﻳﺴﺎﺑﻖ ﺑﻬﺎ اﻟﺨﻴﻞ ﻳﻮم اﻟﺤﻠﺒﺔ ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺮج ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺮ اﻷﺣﻤﺮ ﻣﻨﻘﻮش ﻣﻠﻤﻊ ﺑﺄﻧﻮاع ﻣﻦ اﻷﻟﻮان ). (1 وﻓﻲ ﻋﻬ ﺪ ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ أﺑﻄ ﻞ آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟ ﺴﻨﻦ اﻟﺘ ﻲ دأب ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻳﻨ ﻮ ن ﺣ ﺴَﺎ ِ ل واﻹ ْ ن اﷲ َ َﻳ ﺄ ُﻣ ُﺮ ﺑﺎﻟ َﻌ ْﺪ ِ ﺐ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨ ﺎﺑﺮ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ":إ ﱠ أﻣﻴّـﺔ) (2ﻓﺄﺑﺪل ﺳ ّ ﻲ َﻳﻌِﻈـُﻜُـ ـ ْﻢ َﻟﻌَﻠـﱠـﻜ ـُﻢ ﺤ ﺸَﺎ ِء وَاﻟﻤُﻨ َﻜ ِﺮ واﻟ َﺒ ْﻐ ِ ﻦ اﻟ َﻔ ْ ﻋ ِ وَإﻳ َﺘ ﺂى ذِي اﻟ ُﻘ ـْﺮﺑَﻰ َو َﻳ ْﻨ َﻬ ﻰ َ ﺗَـﺬَآﱠـﺮُو َ ن") ، (3ﺛﻢ أﻋﻘـﺒﻪ ﻋﻬﺪ آﺎﻟﺢ اﻟﺴﻮاد ،ﻓﻴﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ أﺷﺘﻬﺮ ﺑﺤ ّﺒ ﻪ ﻟﻠﺨﻤ ﺮ ﺲ آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﺴﻬﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺑ ﻦ واﻟﻨ ﺴﺎء وآ ﺎن ﻟ ﻪ ﺟﺎرﻳ ﺔ ﻳﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ ﺳ ﻼﻣﺔ اﻟﻘ ﱢ ﻋﻮف اﻟﺰهﺮي ،ﻓﺎﺷﺘﺮاهﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﻟﻒ دﻳﻨ ﺎر ،وﻏﻠﺒ ﺖ ﻋﻠ ﻰ أﻣ ﺮﻩ ،وﻓﻴﻬ ﺎ ﻳﻘ ﻮل اﻟﺸﺎﻋـــــــﺮ : ﻼ َﻣ ُﺔ اﻟﻘﺴﺎ ﺳﱠ ﻟـَﻘَـ ْﺪ ﻓـَﺘﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ َو َ
ﺲ ﻋﻘﻼ وﻻ ﻧَﻔ ْـﺴَﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺮآﺎ ﻟﻠﻘ ﱢ
ﻓﺎﺣﺘﺎﻟﺖ ﺟﺪﺗﻪ أم ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧ ّﻴ ﺔ ﺑ ﺸﺮاء ﺟﺎرﻳ ﺔ ﻳﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ ﺣﺒﺎﺑ ﺔ ،وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ،ﻓﻐﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ووهﺐ ﺳﻼﻣﺔ ﻻم ﺳﻌﻴﺪ )0 (4 وﺗﻼﻩ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ،وﻗﺪ ﻓﺎق أﺑ ﺎﻩ ﻣﺠﻮﻧ ًﺎ وﺧﻼﻋ ﺔ ،وآ ﺎن ﺻ ﺎﺣﺐ ﺷ ﺮاب ، وﻟﻬﻮ،وﻃﺮب ،وﻣﻦ ﻣﺠﻮﻧﻪ أﻧﱠﻪ أﺣﻀﺮ اﻟﻤﻐﻨ ﻴﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺒﻠ ﺪان إﻟﻴ ﻪ ،وﺟ ﺎﻟﺲ اﻟﻤﻠﻬ ﻴﻦ ، وأﻇﻬﺮ اﻟﺸّﺮاب واﻟﻤﻼهﻲ ،واﻟﻌﺰف ،وﻓﻲ أﻳﺎﻣﻪ آﺎن اﺑﻦ ﺳ ﺮﻳﺞ اﻟﻤﻐﻨ ﻲ ،وﻣﻌﺒ ﺪ ، واﻟﻘ ﺮﻳﺾ ،واﺑ ﻦ ﻋﺎﺋ ﺸﺔ ،واﺑ ﻦ ﻣﺤ ﺮز ،وﻃ ﻮﻳﺲ ،ودﺣﻤ ﺎن ،وﻗ ﺪ ورث اﻟﻮﻟﻴ ﺪ
(1ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 77 /3 (2ﻧﻔﺴﻪ 193 /3 (3ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ اﻵﻳﺔ 90 (4ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 207/3 11
اﻟﺨﻼﻋﺔ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ ﻳﺰﻳﺪ وآﺎن ﻳﺪﻋﻲ ﺧﻠﻴﻊ ﺑﻨﻲ ﻣﺮوان ) ، (1وﺷﻠـّﺖ ﻳﺪﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗ ﺮأ ذات ﺟﻬَﻨ ﱠـ ُﻢ َو ُﻳ ﺴْﻘـَﻰ ﺟﺒﱠﺎ ٍر ﻋَـﻨِﻴـ ٍﺪ *ﻣِﻦ َورَاﺋ ِﻪ َ ب آُـﻞﱡ َ ﻳﻮم ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :واﺳْﺘَـَـﻔْـ َﺘﺤُﻮا َوﺧَﺎ َ ﺻﺪِﻳـ ٍﺪ " ﻣـِﻦ ﻣﱠﺎ ٍء َ
)(2
ﻓﻨﺼﺐ اﻟﻤﺼﺤﻒ ﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﻨﺸﺎب وأﻗﺒﻞ ﻳﻘﻮل): (3
ﻞ ﺟــﺒﺎر ﻋـَﻨﻴـ ٍﺪ أﺗُـﻮﻋِـ ُﺪ آـ ﱠ
ﻓـﻬﺎ أﻧَﺎ ذاك ﺟـَـﺒﱠـﺎر ﻋـﻨـﻴـﺪ
ﺸ ٍﺮ ﺣْ ﺖ رﺑﻚ ﻳﻮم َ إذا ﻣﺎ ﺟِﺌ ْـ َ
ﻞ ﻳﺎ رب ﺧَـﺮﱠﻗَـﻨِﻲ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻓـَﻘـُـ ْ
وﻓ ﻲ أﺧ ﺮ ﺑﻨ ﻲ أﻣﻴ ﺔ ﺗ ﻮﻟﻰ ﺧﻠﻔ ﺎء ﻳ ﺪﻣﻨﻮن اﻟ ﺸﺮب ،وﺳ ﻤﺎع اﻟﻐﻨ ﺎء ،وﻣﻌﺎﺷ ﺮة اﻟﻨﺴﺎء ،وﻋﺎش اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﻴﺎة ﺑﺬخ وﺗﺮف وآﺎﻧﺖ أﺛﺎرﻩ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﺒﺴﻬﻢ و ﻣﺄآﻠﻬﻢ وﻣﺸﺮﺑﻬﻢ ،وﻗﺪ ﻋﺎش ﺷ ﺎﻋﺮﻧﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ وه ﺬﻩ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ ،و ا ﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺷ ﺎﻋﺮ ﻲ وﻟ ﺪ ﻓ ﻲ ﻗﺮﻳ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻳﻔ ﺼﻠﻬﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﺟ ﺒﻼ ﻋ ـﺒﻮد وﺻ ﻔﺮ ي ﻣ ﺪﻧ ّ ﺣﺠ ﺎز ّ ﺗﺴﻤﻰ"اﻟﺴﻴّـﺎﻟﺔ ") ، (4وهﻲ أول ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻷهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ إذا أرادوا ﻣﻜﺔ 0 وﺑﻴﺌ ﺔ اﻟﺤﺠ ﺎز ﺑﻴﺌ ﺔ ﺟﺒﻠﻴ ﺔ ،وﻣ ﻦ ﺟﺒ ﺎل اﻟﺤﺠ ﺎز اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﻣﻨﻄﻘ ﺔ اﻟﻄ ﺎﺋﻒ ﻼ واﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ وﻣﻜ ﺔ وﺗﻬﺎﻣ ﺔ ﺟﺒ ﻞ " ﺗ ﻀﺎرع " و "رﺿ ﻮى " اﻟ ﺬي أﺗﺨ ﺬﻩ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻣ ﺜ ً ﻟـﻠﻌﺰة واﻟﺮﺳﻮخ واﺻﻔًﺎ رﺟﺎﺣﺔ ﻋـﻘـﻮل ﻗـﻮﻣﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ﺾ ﺣُـﻠُـ ِﻮ ِﻣﻬْـﻢ ﺖ رﺿﻮى ﺑِـ َﺒ ْﻌ ِ َوَﻟ ْﻮ ُو ِز َﻧ ْ
)(5
ع ﻋَـﻠﻴْـ ِﻪ ُﺗﻀَﺎ ِر ُ ت َ ﺖ َوَﻟَـ ْﻮ ِز ْﻳـ َﺪ ْ ﻟَـﺸَــﺎﻟَـ ْ
وﻓ ﻲ اﻟﺤﺠ ﺎز ﺟﺒ ﺎل وأودﻳ ﺔ آﺜﻴ ﺮة ﻣﺜ ﻞ وادي اﻟﻌﻘﻴ ﻖ،و ﻣﻠﺤ ﺎء ،و ﻣ ـﺜﻌﺮ ،وﺟﺒ ﻞ رﺿﻮى وﺟﺒﻞ ﻋـﺒﻮد وﺟﺒﻞ ﻋﺎﻗﻞ وﺟﺒﻞ ﺻﻔﺮ ﺟﻤﻴﻊ هﺬﻩ اﻷﻣ ﺎآﻦ ذآﺮه ﺎ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ،وﺳﻨﺘﻄﺮق إﻟﻴﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ 0 وﻟ ّﻤﺎ آﺎن اﻟﺤﺠﺎز هﻮ اﻟﻤﻮﻃﻦ اﻷول ﻟﻠﺪﻋﻮة اﻹﺳ ﻼﻣ ّﻴﺔ ﻓﻘ ﺪ ﺗﺤ ﻮل ﻣ ﻦ ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﻋﺮﺑ ّﻴﺔ إﻟﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ إﺳﻼﻣ ّﻴﺔ ﻣﺤـﺘـﻔ ـﻈ ًﺎ ﺑﺎﺳ ﺘﻘﻼﻟﻪ اﻟﺘ ﺎم و أﺻ ﺎﻟﺘﻪ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴ ﺔ ،وآ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻟﺤﺮص اﻟﻌﺮب ﻋﻠ ﻲ اﺳ ﺘﻘﻼل اﻷﻣ ﺎآﻦ اﻟﻤـﻘ ـﺪﺳﺔ ﻋـﻨﺪه ـﻢ ،ﻓـﻘ ـﻮﻳﺖ اﻟﺤﺮآ ﺔ اﻟﻔ ـﻨ ّﻴﺔ (1ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 228/3 (2ﺳﻮرة إﺑﺮاهﻴﻢ اﻵﻳﺘﻴﻦ 15و16 (3ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 229/3 ن ﺗﺒ ﻊ ﺑﻌ ﺪ رﺟﻮﻋ ﻪ ﻣ ﻦ ﻗﺘ ﺎل أه ﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻣ ﺮ ﺑﻬ ﺎ ووادﻳﻬ ﺎ ﻳ ﺴﻴﻞ (4وﻳﺬآﺮ ﻳ ﺎﻗﻮت إن ﺳ ﺒﺐ ﺗ ﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟ ﺴﻴﺎﻟﺔ أ ّ ﻓﺴﻤﺎهﺎ اﻟﺴ ّﻴﺎﻟﺔ 0ﻳﺎﻗﻮت اﻟﺤﻤﻮي "ﻣﻌﺠﻢ اﻟﺒﻠﺪان" ،ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻴﺮوت ،ﺑﺪون ﺗﺎرﻳﺦ ،ج ،3ص84 (5رﺿﻮى:ﺟﺒﻞ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺗﻀﺎرع:ﺑﻀﻢ اﻟﺮاء ﺟﺒﻞ ﺑﺘﻬﺎﻣﺔ ﻟﺒﻨﻲ آﻨﺎﻧﺔ ) ،ﻳﺎﻗﻮت ( 12
ﻻ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺤﺮﻳﺔ ،وهﺬا ﻳﻔﺴﺮ ﺗﺒﺮم اﻟﺤﺠﺎزﻳﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻷﻣ ﻮي ، اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰدهﺮ إ ّ ﻓـﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺎز ﺳ ﻠﻄﺎن اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻷآﺒ ﺮ ،ﻓـﻘ ـﺪ ﺛ ﺄر اﺑ ﻦ اﻟﺰﺑﻴ ﺮ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻘﺘ ﻞ اﻟﺤ ﺴﻴﻦ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ وﺑُﻮﻳ ﻊ ﺳ ﻨﺔ ) 65ه ـ( واﻣﺘ ﺪ ﺳ ﻠﻄﺎﻧﻪ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻜ ﺔ زﻣﻨ ًﺎ ﻳﻘ ﺎرب اﻟﺜﻼﺛ ﺔ ﻼ ﺑﻪ ﻓﻲ أﻏـﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن)0(1 ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ وﻗـﺪﺣﻜﻢ اﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ اﻟﺤﺠﺎز ﻣﺴﺘﻘ ً وآﺎﻧﺖ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺼﺮاع اﻟ ﺪوﻟﻲ ﻣ ﻦ ﻓ ﺮس وروم ،وآﺎﻧ ﺖ ﺻ ﻠﺘﻬﺎ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺪول ﻻ ﺗﺘﻌﺪى اﻟﻨﻄﺎق اﻟﺘﺠ ﺎري ،وذﻟ ﻚ ﺳ ﺎﻋﺪهﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻻﺣﺘﻔ ﺎظ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬ ﺎ وﻟﻐﺘﻬ ﺎ ، ﻞ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺤﺠﺎز اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﺑﻤﺄﻣﻦ ﻣ ﻦ أن ﻳﻨﺎﻟ ﻪ اﻻﺿ ﻄﺮاب اﻟ ﺬي ﺗﻌﺮّﺿ ﺖ وﻟﻌ ّ ﻟﻪ اﻷﻃ ﺮاف اﻟﻤﺠ ﺎورة ﻟﻠـﻔ ـﺮس واﻟ ﺮوم ،وﻇ ﻞ ﺑﻌﻴ ﺪًا ﻋ ـﻦ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻷﺟﻨﺒ ﻲ وﺗﻘـ ـﻠﺐ اﻟﺴﻠﻄﺎن ،وﻟﻢ ﻳﻨﻠ ﻪ ﻣ ﺎ ﻧ ﺎل اﻟ ﻴﻤﻦ واﻟﻌ ﺮاق واﻟ ﺸﺎم ﻣ ﻦ ﺳ ﻄﻮة اﻟﻔ ﺮس ) ،(2ﻓﺎﺣﺘﻔﻈ ﺖ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼل ﻋﺘﻴ ﺪ وﻗ ﺪ ﺟﻌﻠ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺠ ﺎز ﻣﻠﺠ ﺄ ﻟﻜ ﻞ ﻣ ﻀﻄﻬﺪ ، وﻟﺠﺄ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻴﻬﻮد ﺑﻌﺪ أن آﺎد أن ﻳﻌﺼﻒ ﺑﻬﻢ ﺟﺒ ﺮوت اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴ ﺔ وﻟﺠ ﺄت إﻟﻴﻬ ﺎ أﺟﻨ ﺎس أﺧ ﺮي ،ﻓﻜ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﺤﺠ ﺎز اﻟﻔﺎرﺳ ﻲ واﻟﺮوﻣ ﻲ واﻟﺤﺒ ﺸﻲ ،وﻏﻴﺮه ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﺟﻨﺎس اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻨﺰل اﻟﺤﺠﺎز ﻓﺎرة ﻣ ﻦ ﻇﻠ ﻢ أو ﻃﺎﻟﺒ ﺔ ﻟﻤﻐ ﻨﻢ أو ﺣﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻲ ﺑﻴ ﺖ اﷲ اﻟﻤﻘـﺪس ) ، (3آﻞ هﺬا ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺔ اﻟﺤﺠﺎز ﺑﻴﺌﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻨﻬﻀﺔ أدﺑﻴﺔ ﺟﺪﻳ ﺪة ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻣﻜﺔ واﻟﻄﺎﺋﻒ أﺛﺮت ﻓﻲ اﻟﻔﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ آﻠﻪ ﺷﻌﺮا وﻣﻮﺳﻴﻘﺎ وﻏـﻨﺎء . أ ﱠﻣ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻷدﺑﻴ ﺔ ﻓﻘ ﺪ ازده ﺮ اﻟ ﺸﻌﺮ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌ ﺼﺮ ﺑ ﺴﺒﺐ ﺗ ﺸﺠﻴﻊ اﻟﺨﻠﻔ ﺎء ،واهﺘﻤ ﺎﻣﻬﻢ ﺑ ﻪ ،وﺗ ﺸﺠﻴﻊ اﻟ ﺸﻌﺮاء ﺑ ﺎﻟﺠﻮاﺋﺰ واﻟ ﺼﻼت ،وﺟﻌﻠ ﻮا اﻟ ﺸﻌﺮ وﺳ ﻴﻠﺔ ﻹذاﻋ ﺔ ﻣﺤﺎﻣ ﺪهﻢ وﺗﺄﻳ ﺪ ﺳ ﻠﻄﺎﻧﻬﻢ ،وﺗ ﺄﺛﺮت ﻟﻐ ﺔ اﻟ ﺸﻌﺮ ﺑ ﺎﻟﻘﺮﺁن واﻟﺤ ﺪﻳﺚ ، وأﺗﺼﻞ اﻟﺸﻌﺮاء ﺑﺎﻟﻤﺪن اﻷﺧﺮى ،وﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب ﻣﻤﺎ آﺎن ﻟﻪ اﻷﺛ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻟﻐ ﺔ
(1أﻧﻈﺮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ 178/2 (2ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻬﺒﻴﺘﻲ "ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜﺎﻟ ﺚ اﻟﻬﺠ ﺮي" ،ﻃﺒﻌ ﺔ اﻟﺨ ﺎﻧﺠﻲ اﻟﻘ ﺎهﺮة ، 1967م دون ط ،ص380 (3اﻟﺒﻬﺒﻴﺘﻲ ،ص119 13
اﻟﺸﻌﺮ ،واﺣﻴﻮا ﻧﺎر اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ واﺣﻴ ﻮا اﻟﺘﻬ ﺎﺟﻲ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋ ﻞ ،وﺻ ﺎرت اﻟﻘﺒﻴﻠ ﺔ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟﻰ ﺷﺎﻋﺮ ﻟﻴﺬود ﻋﻨﻬﺎ )0(1 ﻞ ورع ،وه ﻮ ﻓ ﺮض ﻋﻄ ّﻴ ﺔ ﻟﻠ ﺸﻌﺮاء ﻦ ﺣﻜﺎم ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ ﺳﻨﺔ ﻋﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ آ ّ وﺳ ّ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﺎل ﺣﺘﻰ أﺑﻄﻠﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ،وﻗﺪ أﺻﺎب اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ه ﺬا اﻟﻌ ﺼﺮ ﺑﻌ ﺾ ﻣﻈ ﺎهﺮ اﻟﺘﺠﺪﻳ ﺪ ﺗﻤﺜﻠ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟ ﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟ ﺬي ﺗﻨ ﺎول ﺟ ﻮر اﻟﺤﻜ ﺎم واﻏﺘﺼﺎﺑﻬﻢ اﻟﺨﻼﻓﺔ
)(2
.
وآ ﺬﻟﻚ أﻣﺘ ﺎز أه ﻞ اﻟﺤﺠ ﺎز ﺑ ﺎﻟﻈﺮف واﻟﻤﻼﺣ ﺔ ،وآﺘ ﺎب اﻷﻏ ﺎﻧﻲ ﻳﻌ ﺞ ﺑﺈﺧﺒ ﺎر أوﻟﺌﻚ اﻟﻤـﺘﻈـﺮﻓـﻴﻦ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺪﻧﻴﺎ ،وهﺬا ﺻﺎﺣﺐ زهﺮ اﻵداب ﺑﻴﺪي رأﻳﻪ ﻓ ﻲ أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﺋﻼ " :وأهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﻇﺮﻓﺎ ،وأآﺜﺮهﻢ ﻃﻴﺒﺎ وأﺣﻼهﻢ ﻣﺰاﺣﺎ وأﺷﺪهﻢ اهﺘﺰازا ﻟﻠﺴﻤﺎع وﺣﺴﻦ أدب ﻋﻨﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع" ).(3 وﻓﻲ اﻷﻏﺎﻧﻲ ﻧﺠﺪ أﺑﺎ اﻟﻔﺮج اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﺗﺮﺟﻢ ﻟﻜﺜﺮة ﻏـﺎﻣﺮة ﻣﻦ ﺷ ﻌﺮاء اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻌ ﺼﺮ ،وﻣ ﻦ ﺷ ﻌﺮاء ﻗ ﺮﻳﺶ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺗ ﺮﺟﻢ ﻟﻬ ﻢ أﺑ ﻮ اﻟﻔ ﺮج ﺷ ﺎﻋﺮﻧﺎ إﺑ ﺮاهﻴﻢ اﺑ ﻦ ﻲ ،ﻋﺎش ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻬ ﻮ ي ﻣﺪﻧ ّ هﺮﻣﺔ ﻓﻬﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﺣﺠﺎز ّ واﻟﺠ ّﺪ وﺑﻌﺪ ﺳﻨﻌﺮض ﺳﺮدا ﻟﺤﻴﺎة هﺬا اﻟﺸﺎﻋﺮ.
(1ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ 245 /3 (2أﺑﻮ اﻟﻔﺮج اﻻﺻﻔﻬﺎﻧﻲ "اﻷﻏﺎﻧﻲ " دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ 1959 ،م ج 16ص 3 (3أﺑﻮ إﺳﺤﺎق اﻟﺤﺼﺮي "زهﺮ اﻵداب وﺛﻤﺮ اﻷﻟﺒ ﺎب " ﺗﺤﻘﻴ ﻖ زآ ﻲ ﻣﺒ ﺎرك ،ﻃﺒﻌ ﺔ اﻟﺮﺣﻤﺎﻧﻴ ﺔ ،ﺑ ﺪون ط ،ت ج 1ص 150 14
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ وأﺧﺒﺎرﻩ اﺳـﻤـﻪ وﻧـﺴـﺒﻪ : ﻳﺘﺮدد اﻟﺨﻼف ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻧﺴﺐ اﺑﻦ َه ْﺮﻣَﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﺘﻘـﺪﻣﺔ واﻟﻤﺘ ﺄﺧﺮة، وﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻣ ﺎ ﻳﻜ ﻮن ه ﺬا اﻟﺨ ﻼف ﺑ ﺴﻘﻮط اﺳ ﻢ أو زﻳ ﺎدة اﺳ ﻢ ،وه ﺬﻩ ﺳﻠ ﺴﻠﺔ ﻧ ﺴﺒﻪ آﻤ ﺎ ذآﺮﺗﻬ ﺎ اﻟﻤ ﺼﺎدر ه ﻮ أﺑ ﻮ إﺳ ﺤﺎق إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ ﺳ ﻠﻤﺔ ) (1ﺑ ﻦ ﻋ ﺎﻣﺮ) (2ﺑ ﻦ َه ْﺮ َﻣﺔ) (3ﺑﻦ هﺬﻳﻞ ﺑﻦ رﺑﻴﻊ ) (4اﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﺒﺢ ) (5ﺑﻦ آﻨﺎﻧﺔ ) (6ﺑ ﻦ ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ ﻗ ﻴﺲ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث اﺑﻦ ﻓﻬﺮ ،وﻓﻬﺮ أﺻﻞ ﻗﺮﻳﺶ ؛ وﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ وﻟﺪﻩ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ، وﻗ ﺪ اﺧﺘﻠ ﻒ اﻟ ﺮواة ﻓ ﻲ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﻧ ﺴﺒﻪ ،إذ اﻟﺘ ﺒﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨﺎﺳ ﺒﻴﻦ اﺳ ﻢ ﻗ ﻴﺲ ﺑ ﻦ ﺨُﻠ ﺞ ﻣ ﻦ ﻗ ﻴﺲ ﺨﻠُﺞ؛ واﻟ ُ اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ ﻓﻬﺮ ،ﻓﺬآﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ إن ﺑﻨﻲ ﻗﻴﺲ ه ﺬا ﻳﻌﺮﻓ ﻮن ﺑ ﺎﻟ ُ ﻋﺪوان ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﻮا إﻟﻰ ﺑﻨﻲ اﻟﻨﻀﺮ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﺑﻜ ﺮ ﺑ ﻦ ه ﻮا زن؛ وﻟ ﺬﻟﻚ أﻧﻜ ﺮ ﻋﻤ ﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻧﺴﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺶ وأﺑﻰ أن ﻳﻔﺮض ﻟﻬ ﻢ ﻋ ـﻄﺎ ًء ،ﻓﻠﻤ ﺎ اﺳ ﺘُﺨﻠﻒ ﻋﺜﻤ ﺎن ﺑ ﻦ ﻋﻔ ﺎن أﺗ ﻮﻩ ﻓ ﺄﺛﺒﺘﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻨ ﻲ اﻟﺤ ﺎرث ﺑ ﻦ ﻓﻬ ﺮ وﺟﻌ ﻞ ﻟﻬ ﻢ ﻣﻌﻬ ﻢ دﻳﻮاﻧ ﺎً ،وﺳ ﻤﻮا اﻟﺨﻠﺞ؛ﻷﻧﻬ ﻢ ﻧﺰﻟ ﻮا اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ـﻠﺞ ) وأﺣ ﺪهﺎ ﺧﻠ ﻴﺞ ( ﻓـ ﺴﻤﻮا ﺑ ﺬﻟﻚ ) ،(7أﻣ ﺎ اﺑ ﻦ درﻳﺪ) (8ﻓﻴ ﺸﻚ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﺨﻠ ﺞ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓﻴﻘ ﻮل ":واﻟﺨﻠ ﺞ ﺑﻄ ﻦ ﻳﺰﻋﻤ ﻮن أﻧﻬ ﻢ ﻣ ﻦ ﻗﺮﻳﺶ ،وﻓــﻴـﻬـﻢ اﺑﻦ هــﺮﻣﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ " ،أﻣﺎ اﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻓـﻴﻨﻔﺮد ﺑﻘــﻮﻟﻪ ) : (9ه ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻠ ﺞ واﻟﺤﻠ ﺞ ﻣ ﻦ ﻗ ﻴﺲ ﻏ ـﻴﻼن ،وﻳﻘ ﺎل إﻧﻬ ﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ،ﻓـ ﺴﻤﻮا اﻟﺨﻠ ﺞ ؛ﻷﻧﻬ ﻢ (1ﻳﺰﻳﺪ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ "ﺷﻮاهﺪ اﻟﻤﻐﻨﻲ " ،ص 682واﻟﺰﺑﻴﺪي ﻓﻲ" ﺗﺎج اﻟﻌﺮوس ﻣﺎدة ﺳﺒﺎ" ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻌﺪ ﺳﻠﻤﺔ (2وﻳﺴﻘﻂ اﺑﻦ اﻟﺴﻜﻴﺖ ﻋﺎﻣﺮا ﻣﻦ ﻧﺴﺒﻪ ﻓﻲ اﻷﻏﺎﻧﻲ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﻴﺮوت1992م ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺳﻤﻴﺮ ﺟﺎﺑﺮج 4ص361 (3ﻳﺬآﺮ اﻟﻤﺮﺻﻔﻲ ﻓﻲ رﻏﺒﺔ اﻵﻣﻞ ج 1ص 139إن هﺮﻣﺔ أﻣﻪ (4ﻳﺴﻤﻴﻪ اﻟﺰﺑﻴﺪي ﻓﻲ اﻟﺘﺎج هﺮم :رﺑﻴﻌﺔ (5وﻳﺴﻤﻴﻪ اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ﺻﺒﻴﺤ ًﺎ 361/4وﻳﺴﻘﻄﻪ اﻟﺰﺑﻴﺪي ﻣﻦ ﻧﺴﺒﻪ ﻼ ﻋﻦ هﺸﺎم اﻟﻜﻠﺒﻲ (6إﻧﻔﺮد ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﻏﺎﻧﻲ ﻧﻘ ً (7أﻧﻈﺮ اﻷﻏﺎﻧﻲ 361/4 (8اﺑ ﻦ درﻳ ﺪ "اﻻﺷ ﺘﻘﺎق " ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ،ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺴﻼم ه ﺎرون ،اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ،دار اﻟﺠﻴ ﻞ ،ﺑﻴ ﺮوت 1991 ،م ص410 (9اﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ " اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء" اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺑﻴﺮوت ،ج ،2ص639
15
اﺧﺘﻠﺠ ﻮا ﻣ ﻨﻬﻢ ،أﻣ ﺎ اﺑ ﻦ ﺣ ﺰم ﻓـﻴﻘ ـﻮل ) " : (1إن ﺑﻨ ﻲ اﻟﺤ ﺎرث ﺑ ﻦ ﻓــﻬ ـﺮ ودﻳﻌ ﺔ ، ﻈـﺮب ،وﺿﺒﺎب ،وﻗﻴﺲ ،وﺑﻨﻮﻩ ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺴﻤﻮن اﻟﺨﻠﺞ ،وﻳﻘﺎل إﻧﻬﻢ ﻣﻦ وﺿﺒﺔ ،واﻟـ ّ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻌﻤﺎﻟﻴﻖ ؛ ادﻋﻮا إﻟﻲ اﻟـﻈـﱠﺮب ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ﺑ ﻦ ﻓﻬ ﺮ؛ وﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ اﻟﺨﻠ ﺞ ، وهﻮ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ ﻓﻬﺮ :إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ ﺳ ﻠﻤﺔ ﺑ ﻦ ﻋ ﺎﻣﺮ ﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺑ ﻦ اﻟﻬـﺬﻳﻞ ﺑﻦ اﻟـﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﺒﺢ ﺑﻦ ﻋﺪي ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ،وهﻮ اﻟﺨﻠﺞ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ﺑ ﻦ ﻓـﻬـﺮ وهﻮ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ " وﻳﺒﺪو إن ﻗﻴﺲ وﺑﻨﻴﻪ ) اﻟﺨﻠ ﺞ ( ﻋــ ـﺮب أدﻋ ـﻴﺎء ﻓ ﻲ ﻗﺮﻳﺶ وﻣﻨﻬﻢ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻧﻔﻮا أن ﻳﻜﻮن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻘﻮل : ﻄ ِﺮﺣُﻮ َﻧﻨِﻲ ﻒ َﺗ ﱠ ﻦ ِﻓ ْﻬ ٍﺮ َآ ْﻴ َ أﺣَﺎ ِر ﺑ َ
ﻏ ْﻴ ِﺮ ُآ ْﻢ َﺗ ْﺒﺘَﻐﻲ َﻧﺼْﺮي َوﺟَﺎ َء اﻟﻌِﺪَا ﻣِﻦ َ
) (2
" ﻓﺼﺎر ﻣﻦ وﻟﺪ ﻓــﻬـﺮ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻪ ") (3وﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ إﻧﻪ دﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﺞ أدﻋﻴﺎء ﻗﺮﻳﺶ وﻗﺪ ﺻﺮح اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼ " :أﻧ ﺎ اﻷم اﻟﻌ ﺮب ؛ دﻋ ﻲ أدﻋﻴ ﺎء هﺮﻣ ﺔ دﻋ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻠ ﺞ ،واﻟﺨﻠ ﺞ أدﻋﻴ ﺎء ﻗ ﺮﻳﺶ " ) (4واﻟﻌ ﺮب آﺜﻴ ﺮا ﻣ ﺎ ﻳ ﻀﻴﻘﻮن ذرﻋ ًﺎ ﺑﺎﻷدﻋﻴ ﺎء ؛ وﻳﺤﻘﺮوﻧﻬﻢ ،ﺑﺎﻟـﺮﻏـﻢ ﻣﻦ إﺟﻼﻟﻬﻢ ﻟﻘﺮﻳﺶ وﺗﻘﺪﻳﺮهﻢ ﻟﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ آﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ذﻟـﻴﻼ - ﻟﻢ ﻳﺮﻓﻌﻪ إﻻ ﻗـﻮل اﻟﺸﻌﺮ -واﻟـﺪﻟـﻴـﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ اﻷﺳﻠﻤﻲ ) ، (5وﻗﺪ رواهﺎ اﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺑﻨﻔ ﺴﻪ ﻟﻌﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺣ ﺴﻦ إﺛﻨ ﺎء وﺟ ﻮد اﻻﺳ ﻠﻤﻲ ﺑﻤﺠﻠ ﺴﻪ ﻓﻘ ﺎل " :ﺧﺮﺟ ﺖ – أﺻﻠﺤﻚ اﷲ -أﺑﻐﻲ ذودًا ﻟﻲ ﻓﺄوﺣﺸﺖ ﻓـﻀﻔـﺖ هﺬا ا اﻷﺳﻠﻤﻲ ؛ ﻓﺬﺑﺢ ﻟﻲ ﺷﺎة ،وﺧﺒ ﺰ ﻟﻲ ﺧﺒﺰًا وأآﺮﻣﻨﻲ ،ﺛﻢ ﻏﺪوت ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪﻩ ﻓﺄﻗﻤ ﺖ ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ ،ﺛ ﻢ ﺧﺮﺟ ﺖ أﻳ ﻀﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻐﺎء ذو ٍد ﻟﻲ ،ﻓﺄوﺣﺸﺖ ﻓﻀﻔﺘﻪ؛ ﻓﻘـﺮاﻧﻲ ﺑﻠﺒﻦ وﺗﻤﺮ ،ﺛﻢ ﻏﺪوت ﻣﻦ ﻋﻨ ﺪﻩ ﻓﺄﻗﻤ ﺖ ﻣ ﺎ ﺷﺎء اﷲ ،ﺛ ﻢ ﺧﺮﺟ ﺖ ﻓﻘﻠ ﺖ :ﻟ ﻮ ﺿ ﻔﺖ اﻷﺳ ﻠﻤﻲ ! ﻓ ﺎﻟﻠﺒﻦ واﻟﺘﻤ ﺮ ﺧﻴ ٌﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﻮى ﻓـﻀﻔـﺘﻪ؛ ﻓﺠﺎءﻧﻲ ﺑﻠﺒﻦ ﺣ ﺎﻣﺾ ،وه ـﻨﺎ ﻃﻠ ﺐ اﻻﺳ ﻠﻤﻲ ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ أن ﻳﺴﺘﺄذن ﻟﻪ اﺑﻦ هـﺮﻣﺔ ؛ ﻟـﻴﺨﺒﺮهﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ،ﻓﻠﻤﺎ أذن ﻟﻪ ﻗــﺎل اﻷﺳﻠﻤﻲ :ﺿﺎﻓـ ـﻨﻲ (1اﺑ ﻦ ﺣ ﺰم اﻷﻧﺪﻟ ﺴﻲ "ﺟﻤﻬ ﺮة اﻧ ﺴﺎب اﻟﻌ ﺮب " ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺴﻼم ه ﺎرون ،ﻃﺒﻌ ﺔ دار اﻟﻤﻌ ﺎرف ،ﻣ ﺼﺮ ، ط3،1971م ،ص176 (2ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺒﺎر اﻟﻤﻌﻴﺒﺪ "دﻳﻮان اﺑﻦ هﺮﻣﺔ " ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷدب ﻓﻲ اﻟﻨﺠﻒ اﻷﺷﺮ ف 1969 ،م ص126 (3اﻷﻏﺎﻧﻲ ج 4ص362 (4ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺼﺪر 362/4 (5اﻻﺳﻠﻤﻲ :رﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﺳﻠﻢ 16
أﺻﻠﺤﻚ اﷲ -ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻣﻦ هﻮ؟ ﻓـﻘـﺎل :رﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ؛ ﻓﺬﺑﺤﺖ ﻟﻪ اﻟ ﺸﺎة اﻟﺘ ﻲ ذآ ﺮ،واﷲ ﻟﻮ آﺎن ﻋﻨﺪي ﻏﻴﺮهﺎ ﻟﺬﺑﺤﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﺣﻴﻦ ذآ ﺮ إﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ،ﺛ ﻢ ﻏ ﺪ ا ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪي ﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ؛ ﻓﻘ ﺎﻟﻮا ﻻ وﻏ ﺪا ﻋﻠ ﻲ اﻟﺤ ﻲ ﻓﻘ ﺎﻟﻮا :ﻣ ﻦ ﺿ ﻴﻔﻚ اﻟﺒﺎرﺣ ﺔ ؟ ﻗﻠ ﺖ :رﺟ ٌ واﷲ ﻣ ﺎ ه ـﻮ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﻳﺶ ،وﻟﻜﻨ ﻪ دﻋ ﻲ ﻓﻴﻬ ﺎ ،ﺛ ﻢ ﺿ ﺎﻓﻨﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻲ إﻧ ﻪ دﻋ ﻲ ﻓ ﻲ ﻗﺮﻳﺶ؛ ﻓﺠﺌﺘ ﻪ ﺑﻠ ﺒﻦ وﺗﻤ ﺮ وﻗﻠ ﺖ :دﻋ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺧﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮﻩ ،ﺛ ﻢ ﻏ ﺪا ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪي وﻏﺪا ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻲ ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻣﻦ آﺎن ﺿـﻴـﻔـﻚ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ؟ ﻗـﻠﺖ :اﻟﺮﺟﻞ اﻟ ﺬي زﻋﻤ ﺘﻢ إﻧ ﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ،ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻻ واﷲ ﻣﺎ هـﻮ ﺑﺪﻋﻲ ﻓﻲ ﻗـﺮﻳﺶ ؛ وﻟﻜﻨ ﻪ دﻋ ﻲ أدﻋﻴ ﺎء ﻗ ﺮﻳﺶ ،ﺛ ﻢ ﺟﺎءﻧﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ؛ ﻓـﻘ ـﺮﻳﺘﻪ ﻟـﺒ ـﻨًﺎ ﺣﺎﻣ ﻀﺎ ،واﷲ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻋﻨ ﺪي ﺷ ﺮّﻣﻨﻪ ﻟـﻘـ ـﺮﻳﺘﻪ إﻳ ـﺎﻩ ؛ )(1
ﻓﺄﻧﺨ ﺬل اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ "
وﻳﺒ ﺪو إن ه ﺬﻩ اﻟ ﺒﻄﻦ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﺘ ﺴﺐ إﻟﻴﻬ ﺎ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ آﺎﻧ ﺖ
ﺿﻌﻴﻔﺔ اﻟﺸﺄن ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب هﻴﻨﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋ ﻞ ،وﻟﻌ ﻞ ه ﺬا ه ﻮ اﻟ ﺪاﻓﻊ اﻟ ﺬي أﻏ ﺮى اﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﺎﻷدﻋ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺨﻠ ﺞ ،وﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن اﺳ ﻢ هﺮﻣ ﺔ ه ﺬا ﻟﻘﺒ ًﺎ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟ ﺒﻄﻦ اﻟﻮﺿ ﻴﻌﺔ ، وﻟﻌ ﻞ اﻷﺻ ﻞ اﻟﻠﻐ ﻮي ﻟﻜﻠﻤ ﺔ ) هﺮﻣ ﺔ ( ﻳﻮﺿ ﺢ ﻟﻨ ﺎ ﻓﻬ ﻢ اﻟﻮﺿ ﻊ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻘـــﺒـﻴ ـﻠﺔ ؛ ﻓ ﺬآﺮ اﻟﺰﻣﺨ ﺸﺮى) (2ﻓ ﻲ ﻣ ﺎدة ) ه ﺮم ( وأذل ﻣ ﻦ اﻟﻬﺮﻣ ﺔ واﺣ ﺪة اﻟﻬ ﺮم وهﻮ ﻳﺒﺲ اﻟﺸﺒﺮق ،وأذل اﻟﺤﻤﺾ وأﺷﺪﻩ اﺳﻠﻨﻄﺎﺣًﺎ ،ﻗﺎل زهﻴﺮ : ووﻃﺌﺘﻨﺎ وﻃﺄة ﻋﻠﻲ ﺣﻨﻖ
وطء اﻟﻤﻘﻴﺪ ﻳﺎﺑﺲ اﻟﻬﺮم
)(3
واﻟﻰ ذﻟﻚ ذهﺐ اﺑﻦ ﻣﻨﻈ ﻮر ﻗ ﺎﺋﻼ " :واﻟ َﻬ ْﺮ ُم ﺿ ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺤﻤ ﺾ ﻓ ـﻴﻪ ﻣﻠﻮﺣ ﺔ ﺷ ﺪﻩ اﻧﺒ ﺴﺎﻃﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻷرض واﺳ ﺘﺒﻄﺎﺣﺎ 000وﻓ ﻲ اﻟﻤﺜ ﻞ :أذل ﻣ ﻦ وه ﻮ أذﻟ ﻪ وأ ّ ن اﺑﻦ َه ْﺮ َﻣﺔ آﺎن ﻣﻦ أﺻﻞ ذﻟﻴﻞ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ أﻃﻠﻖ هﺬا اﻻﺳﻢ ﻋﻠﻲ َه ْﺮ َﻣﺔ") (4وﻳﺒﺪو إ ّ ﻞ ﻓ ﺈن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﺟﺪﻩ آﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﺬل واﻟﻤﻬﺎﻧﺔ ؛ ﺛﻢ أﺻﺒﺢ آﻨﻴﺔ ﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻪ ،وﻋﻠﻰ آ ٍ أﺻﻞ ﻋﺮﺑﻲ آﻤﺎ ﻳـﺒـﺪو ﻣﻦ أﺧﺒﺎرﻩ .
(1اﻷﻏﺎﻧﻲ ج 4ص363 (2ﺟﺎر اﷲ اﻟﺰﻣﺨﺸﺮى "أﺳﺎس اﻟﺒﻼﻏﺔ " ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،دار اﻟﻜﺘﺐ ﻣﺼﺮ 1973م ،ﻣﺎدة هﺮﻣﺔ ص543 (3دﻳﻮان زهﻴﺮ ص 150ﺷﺮح اﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ اﻟﻘﺎهﺮﻩ 1944م ( 4اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر" ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب " ،ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻤﻌﺎرف ،ﻣﺎدة هﺮم ج،6ص4657 17
ﻣـــﻮﻟــــﺪﻩ : اﺧﺘﻠﻒ اﻟﺮواة ﻓﻲ ﺗﺤـﺪﻳﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻴﻼدﻩ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺬهـﺐ إﻟﻰ إﻧــﻪ وﻟـــــــــــــﺪ ﺳﻨﺔ )70هـ( ) (1وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮي إﻧ ﻪ وﻟ ﺪ ﺳ ﻨﺔ )90ه ـ( ) ، (2وأﺻ ﺤﺎب اﻟ ﺮأي اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻳﺴﺘﻨﺪون إﻟﻰ ﻗﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﻩ ﻣﺪح ﺑﻬﺎ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﺳﻨﺔ )140هـ( : ﻼدِي ف اﻟﺨَـﻤـﺴِﻴﻦ ِﻣ ْﻴ َ ﻦ َﻣﻘْـﻠِـ َﻴ ًﺔ ﻟَـﻤَﺎ َر َﻣﻲ هـَـﺪ َ ﺿَ ن اﻟـَﻐـَﻮاﻧَﻲ ﻗـَـ ْﺪ أﻋْـ َﺮ ْ إﱠ
)(3
ن ﻓﻲ اﻷﻏﺎﻧﻲ أﺧﺒ ﺎرًا وﻧ ﺼﻮﺻﺎ ﺗ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻲ إن ﻣﻮﻟ ﺪﻩ وﻳﺬآﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺒﺎر اﻟﻤﻌﺒﻴﺪ ) (4إ ّ آﺎن ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ)60هـ( ﻣﻨﻬﺎ : ﻣ ـﺪﺣﻪ ﻟﻌﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺟﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ اﻟ ﺬي ﺗ ﻮﻓﻲ ﺳ ﻨﺔ)80ه ـ( وﺗﻌﺮﺿ ﻪ ﻟﻠﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ وﻗﺪ ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ) 90ه ـ( ،وه ﺬا ﺑﻌﻴ ﺪ ورﺑﻤ ﺎ أراد إﻧﻪ ﻣﺪح ﻋـﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺟﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ،اﻟ ﺬي ﺧ ﺮج ﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ﺑﺎﻟﻜﻮﻓ ﺔ ﺳ ﻨﺔ ) 127ه ـ( وﻗﺘ ﻞ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ وﻟﻌ ّ اﻻﺳﻢ ورد ﻓﻲ اﻷﻏﺎﻧﻲ ﻣﺨﺘ ﺼﺮا ،وآ ﺬاﻟﻚ ﺗﻌﺮﺿ ﻪ ﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ واﻟ ﺼﺤﻴﺢ أﻧ ﻪ ﺗﻌ ﺮض ﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ اﻟـﺤ ﺴـﻦ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟﺐ ،وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻷﻏﺎﻧﻲ إن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ آﺎن ﻋﻠﻲ ﺻﻠﺔ ﺑﺄﺑﻨ ﺎء اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ اﻷرﺑﻌﺔ وهﻢ ﻋﺒﺪ اﷲ ،واﻟﺤﺴﻦ ،وإﺑﺮاهﻴﻢ ،وﻋﺒ ﺎس ،وﻟ ﻢ ﻳ ﺬآﺮ ﺻ ﻠﺘﻪ ﺑ ﺄﺑﻴﻬﻢ ،ﺛ ﻢ )(5
ﺗﻮﻃﺪت ،ﺻﻠﺘﻪ ﺑﺄﺣﻔﺎد اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﻣ ﻦ وﻟ ﺪﻩ ﻋﺒ ﺪ اﷲ وهﻤ ﺎ إﺑ ﺮاهﻴﻢ وﻣﺤﻤ ﺪ
وﺑﺮي ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺒﺎر اﻟﻤﻌﻴﺒﺪ ) ﻣﺤﻘﻖ اﻟﺪﻳﻮان ( إﻧﻪ وﻟﺪ ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﺔ) 80ه ـ( وﻳ ﺴﺘﺪل ﻋﻠ ﻲ ذﻟﻚ ﺑﺎﻻﺗﻲ :
(1ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺒﻐﺪادي " ﺧﺰاﻧﺔ اﻷدب وﻟﺐ ﻟﺒﺎب ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب " ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺴﻼم ه ﺎرون ،اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ، اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب 1979 ،م ج، 1ص425 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ج ، 4ص 389ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﻟﺒﻼذري (3اﻟﺪﻳﻮان ص 107 (4دﻳﻮان اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺒﺎر اﻟﻤﻌﻴﺒﺪ ،ص14 (5أﻧﻈﺮ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻓﻲ اﻷﻏ ﺎﻧﻲ ج / 368/4اﺑ ﻦ اﻟﻤﻌﺘ ﺰ "ﻃﺒﻔ ﺎت اﻟ ﺸﻌﺮاء" ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺴﺘﺎر ﻓ ﺮج ،ط 4دار اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻘﺎهﺮة 1956،م ص20 18
إﻧ ﻪ أﻧ ﺸﺪ ﺟــﺮﻳ ـﺮًا ﺷ ﻴﺌﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﻌﺮﻩ ﺣـﻴ ـﻦ ﻗ ﺪم اﻟـﻤــ ـﺪﻳﻨﺔ ،وﺟـﺮﻳ ـﺮ ﺗ ﻮﻓﻲ ﺳ ﻨﺔ )110ه ـ(
)(1
وﻻ ﻳﻈ ﻦ إن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ وﺻ ﻞ درﺟ ﺔ رﻓﻴﻌ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﻌﺮ وه ﻮ دون
اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗﺠﻌﻞ ﺟﺮﻳﺮًا ﻳﻌﺠﺐ ﺑﺸﻌﺮﻩ 0 وهﻨﺎك ﻗــﺼﻴﺪة ﻳﻌﺮض ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﻌﺎوﻳﺔ ﺑ ﻦ ﻋ ـﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺟـﻌـﻔ ـﺮ ،وﻗـــ ـﺪ ﺗ ﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ ) 110هـ ( ،وآﻼم اﻟﻤﺤﻘﻖ هﺬا ﻓﻴ ﻪ ﻧﻈ ﺮ ،إذ إن ذﻟ ﻚ ﻟ ﻴﺲ آﺎﻓﻴ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺸﻜﻴﻚ ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﺔ وﻻدﺗ ﻪ ،ﻟﻤ ﺎذا ﻳ ﺴﺘﺒﻌﺪ اﻟﻤﺤـﻘ ـﻖ إﺟ ﺎدة اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ اﻟ ﺸﻌــــﺮ وهـ ـﻮ دون اﻟﻌـ ﺸﺮﻳﻦ " ﻣ ﺎدام هـ ـﻮ ﺷﺎﻋـ ـﺮًا ﻣـﻔـﻠـﻘ ـًﺎ ﻓـ ﺼﻴﺢ ﻣ ﺬهﺒًﺎ ﻣﺠﻴ ﺪًا ﺣ ﺴﻦ اﻟﻘ ﻮل ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﺸﻌﺮ" ) (2آﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ آـﻢ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء ﻗﺎﻟﻮا اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮة )(3؛ ﻓﻬ ﺬﻩ ﻋﺒﻘﺮﻳ ﺔ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺮﻓﺾ آﻼم ﻋﻠﻤﺎء ﺛﻘﺎت آﺎﻟﺒﻼذري ﻟﻤﺠﺮد اﻓﺘﺮاض أو ﺗ ّﻮه ـﻢ ،وﻳﺒ ﺪو ﻟ ﻲ إﻧﻪ وﻟﺪ ﺳ ﻨﺔ )90ه ـ( اﺳ ﺘﻨﺎدًا ﻋﻠ ﻲ ﺑﻴ ﺖ اﻟ ﺸﺎﻋـــــــــــﺮ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪح اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ،ورأي اﻟﺒﻼذري 0
ﻧـﺸـــﺄﺗﻪ : ﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ اﻟ ﺴﻬﻞ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ ﻧ ﺸﺄة اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ اﻷوﻟ ﻲ وﻋ ﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘ ﻪ ؛ ﻷن اﻟﻤ ﺼﺎدر ﺳ ﻜﺘﺖ ﻋﻨﻬ ﺎ وﻃ ﻮت اﻟ ﺼﻔﺤﺎت اﻷوﻟ ﻲ ﻣ ﻦ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ﻋ ﺎﺑﺮة إﻟ ﻲ أﻳ ﺎم ﺷ ﺒﺎﺑﻪ وﻧﻀﺠﻪ ،ﻓﻘﺪ أﺷﺎر ﺛﻌﻠﺐ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻪ ) (4إﻟ ﻰ إﻧ ﻪ " رﺑ ﻲ ﻓ ﻲ ﺑﻨ ﻲ ﺗﻤ ﻴﻢ " وﻗ ﺪ أﺧ ﺬ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻐﺔ اﻟﻌـﻨﻌـﻨﺔ وهﻲ إﺑﺪال اﻟﻬـﻤﺰة ﻋﻴﻨﺎ ﻓﻘﺎل : ﻋَﻠَﻲ ﺳَﺎق ُﻣﻄّﻮ َﻗ ٌﺔ أﻋَﻦ َﺗ َﻐﻨّﺖ َ
ﻼ ﻓَﻮق أﻋْﻮا ِد َو ْرﻗَﺎ ُء ﺗَﺪﻋُﻮ َه ِﺪ ْﻳ ً
)(5
(1ﺟﺮﻳ ﺮ ﺗ ﻮﻓﻲ ﻓ ﻲ اﻷﻏﻠ ﺐ ﺳ ﻨﺔ )114ﻩ( ﺑﻌ ﺪ وﻓ ﺎة اﻟﻔ ﺮزدق ﺑﻨﺤ ﻮ ) (40ﻳ ﻮم دﻳ ﻮان اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻃﺒﻌ ﺔ دار اﻟﺠﻴ ﻞ ﺑﻴﺮوت دون ﺗﺎرﻳﺦ ،وآﺬﻟﻚ ﻃﺒﻌﺔ دار ﺻﺎدر ﺑﻴﺮوت (2اﻟﺨﻄﻴﺐ اﻟﺒﻐﺪادي " ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد " ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣ ﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻘ ﺎدر ﻋﻄ ﺎ ،دار اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ ﺑﻴ ﺮوت ،اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻷوﻟﻰ 1997م ،ج ، 6ص126 (3ﻣﻨﻬﻢ ﻃﺮﻓﺔ ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺪ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ،واﻟﺘﻴﺠﺎﻧﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺸﻴﺮ ،وأﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺸﺎﺑﻲ ﺣﺪﻳﺜًﺎ (4أﺣﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻳﺤ ﻲ ﺛﻌﻠ ﺐ "ﻣﺠ ﺎﻟﺲ ﺛﻌﻠ ﺐ " ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺴﻼم ﻣﺤﻤ ﺪ ه ﺎرون ،ط 2دار اﻟﻤﻌ ﺎرف ﻣ ﺼﺮ، 1948م اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ص81 (5أﺗﺸﺪ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ أﻣﺎم هﺎرون اﻟﺮﺷﻴﺪ وهﻮ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ أﺑﻴﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ /اﻋ ﻦ :أأن ﺑﺈﺑ ﺪال اﻟﻬﻤﺰة ﻋﻴﻨﺎ اﻟﺪﻳﻮان ص107 19
وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺪاﻓﻊ وراء ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﻓﻲ دﻳﺎر ﺗﻤﻴﻢ ؛ أﺧﺬ اﻟﻠﻐﺔ ﻋﻨﻬﻢ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣ ﻨﻬﻢ ؛ وﻗ ﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ أو اﻟﺮﻋﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺴﺐ ﻗﻮﺗﻪ ؛ وأﻣﺎ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻧﺠ ﺪﻩ ﻳ ﺴﻜﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،وﻗ ﺪ أﺷﺎر إﻟﻲ ذﻟﻚ اﺑﻦ اﻟﻤﻌﺘﺰ ﻓﻘﺎل ) " : (1اﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﻟﻘﺮﺷﻲ أﺣ ﺪ ﺑﻨ ﻲ ﻗ ﻴﺲ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺎرث اﺑ ﻦ ﻓﻬ ﺮ ،وﻳﻘ ﺎل ﻟﻬ ﻢ :اﻟﺨﻠ ﺞ ،ﺣﺠ ﺎزي ﺳ ﻜﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ وﻳﻜﻨ ﻰ أﺑ ﺎ إﺳ ﺤﺎق " وه ﺬﻩ اﻹﺷﺎرة ﺗﺪل دﻻﻟﺔ واﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻨ ﺸﺄ ﻓ ـﻴﻬﺎ إﻧﻤ ﺎ ﺳ ﻜﻨﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ أﺧ ﺮى ﻣ ﻦ ﻣﺮاﺣ ﻞ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ،وﻗ ـﺪ ﺗﻜ ﻮن ﻗﺒ ﻞ زواﺟ ﻪ أو ﺑﻌ ﺪﻩ ؛ ﻷن اﻟﻤ ﺼﺎدر ﺣﺘﻰ هـﺬﻩ اﻟـﻔــﺘـﺮة ﻟﻢ ﺗﺘﻄﺮق إﻟﻲ ذآﺮ ﺷﻲء ﻋﻦ أﺳﺮﺗﻪ ،وآ ﻞ ﻣ ﺎ ﻧﻌﺮﻓ ﻪ إﻧ ﻪ ﺗ ﺰوج وأﻧﺠﺐ ،أﻣﺎ ﻋﻼﻗ ـﺘﻪ ﺑ ﻮﻻة اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻗ ﺪ اﺗ ﺼﻞ ﺑ ـ)ﻋﺒ ﺪ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﺑ ﻦ ﺳ ﻠﻴﻤﺎن ( وﻣﺪﺣ ﻪ واﺗﺼﻞ ﺑﻜﺒﺎر اﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ وأﺷﺮاﻓـﻬـﻢ وﻓــﺪ أﺗ ﺼﻞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﻦ وﻣ ﻦ أﺷﻬﺮهـ ـﻢ إﺑ ﺮاهﻴﻢ اﻹﻣﺎم وأﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﻤﻨﺼﻮر وﻗـﺪ ﻣﺪﺣﻬﻢ 0
ﺻـﻔــﺎﺗــﻪ : وﺻ ﻒ اﻷﺻ ﻔﻬﺎﻧﻲ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻗ ﺎﺋﻼ " :آ ﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻗ ﺼﻴﺮًا ،دﻣﻴﻤ ًﺎ ، ًَُأر ْﻳﻤ ْ ﺺ * ،وآ ﺎن اﺑ ﻦ رﺑ ﻴﺢ ) ) (2راوﻳﺘ ﻪ ( ﻃ ﻮﻳﻼً ،ﺟ ﺴﻴﻤ ًﺎ ،ﻧﻘ ﻲ اﻟﺜﻴ ﺎب "
)(3
ن ﺻﻮرة اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗ ﺴﺮ اﻟﻨ ﺎﻇﺮﻳﻦ ،وﻳﺒ ﺪو وﻳﺒﺪو ﻣﻦ هﺬا اﻟﻮﺻﻒ اﻟﻤﻮﺟﺰ إ ّ إن ذﻟﻚ آﺎن ﺳﺒﺒﺎ ﻻﺻ ﻄﺤﺎب راوﻳ ﺔ ﻣﻌ ﻪ ﻳﺮاﻓـﻘ ـﻪ وﻳ ﺮوي أﺷ ﻌﺎرﻩ أﻣ ﺎم اﻟﺨـﻠـﻔ ـﺎء ، واﻟ ﻮﻻة ،واﻷﻣ ﺮاء ﻣ ﻊ وﺟ ﻮد اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺒﺘﻪ ،وﻳ ﺬآﺮ أﺑ ﻮ اﻟـﻔ ـﺮج إن ﻋـ ـﻴﻦ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ آﺎﻧ ﺖ داﺋﻤ ﺔ اﻹﻓـ ـﺮاز ﺣﺘ ﻰ أﺻ ﺒﺢ ذﻟ ﻚ ﺻﻔ ـﺔ ﻣﻼزﻣ ﺔ ﻟ ﻪ ﻓـﻘ ـﻴﻞ ﻋـ ـﻨﻪ ﺺ ( أﺿ ﻒ إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟ ـﺪﻣﺎﻣﺔ واﻟﻘ ﺼﺮ ؛ وﻻﺷ ﻚ أن ﺗ ﺄﺛﻴﺮ اﻟ ﺸﻌﺮ ﻋ ـﻠﻰ )ُأ َر ِْﻳﻤ ْ اﻟ ﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﻳﺘﻮﻗ ـﻒ ﻋ ـﻠﻰ ﺣ ﺴﻦ اﻷداء وﺣ ﺴﻦ اﻟﻤﻈﻬ ﺮ ﻣﻌ ﺎ ،وﻟﻤ ﺎ آ ﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ
(1ﻃﺒﻘﺎت اﺑﻦ اﻟﻤﻌﺘﺰ ص20 ﺺ :ﺗﺼﻐﻴﺮ ارﻣﺺ وهﻮ ﺗﺠﻤﻊ وﺳﺦ اﺑﻴﺾ ﺟﺎﻣﺪ ﻓﻲ ﻣﻮق ﻋﻴﻨﻪ " اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة رﻣﺺ " *( ُا ِرﻳﻤ ْ (2راوﻳﺔ ﺷﻌﺮﻩ اﺳﻤﻪ اﺑﻦ زﻧﺒﺞ ؛ هﻜﺬا ورد اﻻﺳﻢ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎﻟﺲ ﺛﻌﻠ ﺐ ص 21وﺗ ﺎج اﻟﻌ ﺮوس ﻣ ﺎدة زﻧ ﺒﺞ وذآ ﺮﻩ آﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻘﻄﻊ ) (41ص ، 77وﻗﺪ ﺗﺼﺤﻒ اﻻﺳﻢ إﻟﻲ اﺑﻦ رﺑﻴﺢ ﻓﻲ اﻷﻏﺎﻧﻲ (3اﻷﻏﺎﻧﻲ ج 4ص376 20
ﻳﺘﻜﺴﺐ ﺑ ﺸﻌﺮﻩ ﻓ ﻼ ﻣﻨ ﺎص ﻣ ﻦ أن ﻳﺤﺘ ﺎط ﻟﻬ ﺬا اﻷﻣ ﺮ ،وﻳﺘﺨ ﺬ راوﻳ ﺔ ﺟﻤﻴ ﻞ اﻟﻤﻨﻈ ﺮ ﺣﺴﻦ اﻟﻬﻴﺌﺔ ،آﺎﺑﻦ رﺑﻴﺢ ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺪوح ﻋـﻨﺪ اﻹﻧﺸﺎد .
أﺧـــــﻼﻗـــﻪ : اﺗﻔﻖ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﺟـﻤﻮا ﻻﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﺄﻧﻪ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﺤﺒﻪ ﻟﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ؛ وإدﻣﺎﻧﻪ ﺷﺮﺑﻪ ،وﺣﻴﻨﻤﺎ ،ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺷﺮاﺋﻬﺎ ﻓ ـﻴﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻤ ﺪ وﺣﻴ ﻪ ،وأﺻ ﺪﻗﺎﺋﻪ ،ﺻ ﺮاﺣﺔ أو ﺿﻤﻨﺎ ،وﻗـﺪ ﺑﻠﻎ ﺑﻪ اﻻﺳ ﺘﻬﺘﺎر إﻧ ﻪ ﻃﻠ ﺐ ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ ﻓﺎﺿ ﻞ ﺗﻤ ﺮًا ﺟ ﺎءﻩ ﻣ ﻦ ﺻ ﺪﻗﺔ ﻋﻤﺮ ﻟـﻴﻌـﻤـﻞ ﻣﻨﻪ ﻧﺒﻴﺬًا ﻓﺄﻋـﻄﺎﻩ اﻟﺮﺟــﻞ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻟ ﺴﺎﻧﻪ ،ﻓـﻠﻘ ـﻴﻪ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻓـﻘ ـﺎل " : ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ أﺟـﻮد ﻣﻦ ﻧـﺒﻴﺬ ﻳﺠﻲء ﻣﻦ ﺻﺪﻗﺔ ﻋـﻤﺮ ﻓﺄﺧﺠﻠﻪ " ). (1 وﺑﻠﻎ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺒ ﻪ ﻟﻠﺨﻤ ﺮ ﺣ ﺪاً ،وﺑﻠﻐ ﺖ ﺑ ﻪ اﻟﺠ ﺮأة وه ﻮ ﺑ ﻴﻦ ﻳ ﺪي اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﻳﺴﺄﻟﻪ أن ﻳﺒ ﻴﺢ ﻟ ﻪ ﺷ ﺮاب اﻟﺨﻤ ﺮ ﺑﻌ ﺪ أن ﻣﺪﺣ ﻪ واﺳﺘﺤ ﺴﻦ اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ ﻣﺪﺣ ﻪ ، ووﺻ ﻠﻪ ﺑﻌ ﺸﺮة اﻷﻟ ﻒ دره ﻢ ،وﻳﻘ ﻮل ﻟﻠﺨﻠﻴﻔ ﺔ " :إن أردت أن ﺗﻬﻨﺌﻨ ﻲ ،ﻓ ﺄﺑﺢ ﻟ ﻲ اﻟﺸﺮاب ﻓﺈﻧﱢﻲ ﻣﻐﺮم ﺑﻪ ،واﺳﺘﻨﻜﺮ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ هﺬا ﻣﻨﻪ ،وﻟﻜﻦ اﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻗ ﺎل :اﺣﺘ ﻞ ﻟ ﻲ ﻳ ﺎ أﻣﻴ ﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ،ﻓﻜﺘ ﺐ إﻟ ﻲ ﻋﺎﻣﻠ ﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ" :ﻣ ﻦ أﺗ ﺎك ﺑ ﺎن هﺮﻣ ﺔ وه ﻮ ﺳ ﻜﺮان ﻓـﺄﺟـﻠـﺪﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻠ ﺪة وأﺟﻠ ﺪ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺛﻤ ﺎﻧﻴﻦ ؛ ﻓﻜ ﺎن اﻟﻌ ﻮن * ﻳﻤ ﺮ ﺑ ﻪ وه ﻮ ﺳ ﻜﺮان ﻓـﻴـﻘ ـﻮل :ﻣ ﻦ ﻳ ﺸﺘﺮي ﺛﻤ ﺎﻧﻴﻦ ﺑﻤﺎﺋ ﺔ " ) (2وﻟﻘ ﺪ آﺜ ﺮت اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮﺿ ﺢ ﺣﺒ ﻪ ﻟﻠﺨـﻤـﺮ 0 وﻟﻢ ﻳﺸﺘﻬﺮ اﺑﻦ هـ ـﺮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠ ـﻮن ﻓـﻘ ـﻂ ،إﻧﻤ ﺎ وﺻ ﻔﻪ اﻟﺠ ﺎﺣﻆ ﺑﺎﻟ ﺸﺢ واﻟﺒﺨ ﻞ ﻗﺎﺋﻼ 000" (3) :وأﻣﻨﻊ ﻣﻦ آﺜﻴﺮ ،وأﺷﺢ ﻣﻦ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ؟ 000وﻣﻦ آﺎن أآﺜﺮ ﻧﺤـﺮًا ﻟﺠﺎزرة -أي ﻧﺎﻗﺔ -ﻟﻢ ﺗﺨﻠﻖ ﻣﻦ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ " وﻳﺒ ﺪو إن ﺑﻨﺎﺗ ﻪ ﻗ ﺪ ﺗﻄ ﺒﻌﻦ ﺑﻄﺒﺎﻋ ﻪ ﻓ ﻲ ﻲ رﺟﻞ ﻣﻦ أهﻞ اﻟ ﺸﺎم ،ﻗ ﺪﻣﺖ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ أدﻋﺎء اﻟﻔـﻘـﺮ ،ﻓـﻌﻦ اﻷﺻﻤﻌﻲ ،ﻗﺎل :ﻗﺎل :ﻟ ّ ﻓـﻘـﺼﺪت ﻣﻨﺰل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﺈذا ﺑﻨﻴﺔ ﻟﻪ ﺻﻐـﻴﺮة ،ﻓـﻘـﻠﺖ ﻟﻬﺎ :ﻣﺎ ﻓﻌﻞ أﺑ ﻮك ؟ ﻗﺎﻟ ﺖ : (1اﻷﻏﺎﻧﻲ 385 /4 *( اﻟﻌﻮن :اﻟﺸﺮﻃﻲ (2اﻷﻏﺎﻧﻲ 361/4؛ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء ج /2ص640 (3اﻟﺠﺎﺣﻆ " اﻟﺒﺨﻼء" ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻃﻪ اﻟﺤﺎﺟﺮي ،ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻤﻌﺎرف ﻣﺼﺮ ﺑﺪون ط 1963،م ،ص181 21
وﻓــﺪ إﻟﻲ ﺑﻌـﺾ اﻷﺟـﻮاد ،ﻓـﻤﺎ ﻟـﻨـﺎ ﺑﻪ ﻋـﻠﻢ ﻣﻨﺬ ﻣﺪة ،ﻓـﻘـﻠـﺖ :اﻧﺤﺮي ﻟﻲ ﻧﺎﻗ ﺔ ﻓﺈﻧ ﺎ أﺿ ﻴﺎﻓﻚ ،ﻗﺎﻟ ﺖ :واﷲ ﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ ،ﻓـﻘـﻠ ـﺖ :ﻓـ ﺸﺎة ،ﻗﺎﻟ ﺖ :واﷲ ﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ ﻗ ـﻠﺖ : ﻓـ ـﺪﺟﺎﺟﺔ ،ﻗـ ـﺎﻟﺖ :واﷲ ﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ ﻗﻠ ﺖ :ﻓﺄﻋﻄﻴﻨ ﺎ ﺑﻴ ﻀﺔ ﻗﺎﻟ ﺖ :واﷲ ﻣ ﺎ ﻋــﻨ ـﺪﻧﺎ ، ﻓــﻘـــﻠﺖ :ﻓـﺒﺎﻃﻞ ﻣﺎ ﻗـﺎل أﺑﻮك : ت ﻣَـــﻨ ْـﺤَـﺮهَﺎ آَـ ْﻢ ﻧَﺎ َﻗ ٍﺔ ﻗَــﺪ َوﺟَــﺄ ُ
ﻞ ب أ ْو ﺟــَﻤـَـ ِ ﻞ اﻟﺸﱡــﺆﺑُﻮ ِ ﺑ ُﻤﺴْـﺘَـ َﻬ ﱢ
)(1
ﻓ ـﻘﺎﻟﺖ :ذاك اﻟﻔﻌ ﻞ ﻣ ﻦ أﺑ ﻲ ؛ ه ﻮ اﻟ ﺬي أﺻ ﺎرﻧﺎ إﻟ ﻰ أن ﻟ ﻴﺲ ﻋـﻨ ـﺪﻧﺎ ﺷ ﻲء !!
)(2
وﻗﺪ ﻳﻀﻄﺮﻩ ﺣﺮﺻﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤ ﺎل إﻟ ﻲ اﻟﻜ ﺬب ﻟﻴﺤﻈ ﻰ ﺑﻤ ﺎ ﻳﺮﻳ ﺪ ،وﻳ ﺮوي أﺑ ﻮ اﻟﻔ ﺮج " ،إﻧـ ـﻪ آ ﺎن ﻟـﻠﺤـﻜ ـﻢ ﺑ ﻦ ﻋ ـﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ﺷ ﺎة ﻳﻘ ﺎل ﻟﻬ ﺎ )ﻏ ﺮاء( وآ ﺎن اﻟﺤﻜ ﻢ ﻣﻌﺠﺒ ًﺎ ﺑﻬ ﺎ وآﺎﻧ ﺖ ﻓ ﻲ دارﻩ ﺳﺒﻌ ـﻮن ﺷ ﺎة ﺗﺤـﻠ ـﺐ ،وآ ﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻊ ﻗ ﻮم ﻋﻠ ﻰ ﺷﺮاب ﻓـﺨـﺮج وﻓﻲ رأﺳﻪ ﻣ ﺎ ﻓ ـﻴﻪ ،ﻓ ﺪق اﻟﺒ ﺎب ﻓﺨ ﺮج إﻟﻴ ﻪ ﻏ ﻼم اﻟﺤﻜ ﻢ ،ﻓﻘ ﺎل اﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ :أﻋﻠﻢ أﺑﺎ ﻣﺮوان ﺑﻤﻜﺎﻧﻲ ،وآﺎن اﻟﺤﻜ ﻢ ﻗ ﺪ أﻣ ﺮ أﻻ ﻳﺤﺠ ﺐ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻋﻨ ﻪ ، ﻓﺄﻋـﻠﻤﻪ ﺑﻪ ﻓﺨﺮج إﻟﻴﻪ ﻣﺘﺸﺤ ًﺎ ﻓﻘﺎل :أﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻳﺎ أﺑﺎ إﺳﺤﺎق ! ﻓﻘ ﺎل :ﻧﻌ ﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﻓ ﺪاك ،وﻟ ﺪ ﻷخ ٍ ﻟ ﻲ ﻣﻮﻟ ﻮد وﻟ ﻢ ﺗ ﺪر ﻋﻠﻴ ﻪ أﻣ ﻪ ،ﻓﻄﻠﺒ ﻮا ﻟ ﻪ ﺷ ﺎة ﺣﻠ ﻮب ،ﻓﻠ ﻢ ﻳﺠﺪوهﺎ ،ﻓﺬآﺮوا ﻟﻪ ﺷﺎة ﻋﻨﺪك ﻳﻘﺎل ﻟﻬ ﺎ )ﻏ ﺮاء( ؛ ﻓ ﺴﺄﻟﻨﻲ أن اﺳ ﻠﻜﻬﺎ ﻓﻘ ﺎل :أﺗﺠ ﻲء ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟ ﺴﺎﻋﺔ ﺛ ﻢ ﺗﻨ ﺼﺮف ﺑ ﺸﺎة واﺣ ﺪة ! واﷲ ﻻ ﺗﺒﻘ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪار ﺷ ﺎة إﻻ اﻧﺼﺮﻓﺖ ﺑﻬﺎ ﺳﻘﻬﻦ ﻣﻌﻪ ﻳﺎ ﻏﻼم ؛ ﻓـﺴﺎﻗﻬﻦ ،ﻓﺨﺮج ﺑﻬﻦ إﻟﻲ اﻟﻘﻮم ،ﻓﻘ ﺎﻟﻮا :وﻳﺤ ﻚ ! أي ﺷ ﻲء ﺻ ﻨﻌﺖ ؟! ﻓـﻘ ـﺺ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﻘـ ﺼﺔ " ) ،(3واﻟ ﺒﻌﺾ ﻳ ﺮي أن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣﻌ ﺮوف ﺑﺎﻟ ـﻜﺮم واﻟﺠ ﻮد ﻣﺜ ﻞ :ﻋ ـﺒﻴﺪ اﻟﺒﻜ ﺮي ) ، (4وإﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ ذه ﺐ اﺑ ﻦ ﻋ ﺴﺎآﺮ أﻳﻀﺎ ذاآﺮا ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﺮاﻋﻲ اﻟ ﺬي ﺟ ﺎء ﻳ ﺴﺄﻟﻪ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺒﻴ ﻊ ﻣ ﻦ ﻏـﻨ ـﻤﻪ ،ﻓـﺬّآ ـﺮﻩ أﺣ ﺪ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻣﻌﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 183 (2ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد ،ج 6ص126 (3اﻷﻏﺎﻧﻲ 388 /4 (4ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺒﻜﺮي " ﺳ ﻤﻂ اﻵﻟ ﺊ " ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﻤﻴﻤﻨ ﻲ ،ﻃﺒﻌ ﺔ ﻟﺠﻨ ﺔ اﻟﺘ ﺄﻟﻴﻒ واﻟﺘﺮﺟﻤ ﺔ واﻟﻨﺸﺮ 1936،م ،ج ، 1ص52 22
ﻻ ﻻ أﻣـْﺘِـ ُﻊ اﻟـﻌُـ ْﻮ َذ ﺑﺎﻟـﻔِـﺼَﺎل ِ َو َ َ
ﻻ َ ﻗـَـﺮِﻳـْﺒـَﺔ َ اﻷﺟـَــــــﻞ ِ ع إّ أﺑـْﺘـَﺎ ُ
)(1
ﻓــﻘـﺎل ﻟﻪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ :ﻣﺎﻟﻚ ؟ أﺧﺰاك اﷲ ،ﻣﻦ أﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻓﻬ ﻮ ﻟ ﻪ :وﻣ ﺎ إن ﺳ ﻤﻊ ﻖ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﺒﻮهﺎ ﻓﻠﻢ ُﻳ ْﺒ ِ
)(2
واﻟ ﺒﻌﺾ ﻳ ﺪﻟﻞ ﻋﻠ ﻲ آ ﺮم اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ
ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎت وﺗﺮك أﺑﻨﺎءﻩ ﻓـﻘـﺮاء ﻣﻌﺪﻣﻴﻦ ) (3وﻳﺴﺘﺒﻌﺪون ﺑﺨﻞ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻋ ـﻠﻰ اﻟﺮﻏـ ـﻢ ﻣﻤﺎ روي ﻋــﻨﻪ0
ﺛـﻘــﺎﻓـــﺘـﻪ : ن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ آﺎن ﻣﺜﻘﻔ ًﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻘﺪ آﺎن ﻋـﺼﺮﻩ ﻋـ ﺼﺮ اﻟـﺜﻘ ـﺎﻓﺎت ﻳﺒﺪو إ ّ اﻟﻤﺨـﺘﻠـﻔﺔ ،وﻗﺪ ﻏـﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﺨﺎﻟ ﺼﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠ ﺔ ﻓ ﻲ أﺷ ﻌﺎر اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻦ و اﻹﺳ ﻼﻣﻴﻴﻦ ،وﻗ ﺪ اﺗ ﺼﻞ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺑﻔﺤ ﻮل اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮﻳﻦ ﻣﺜ ﻞ :ﺟﺮﻳ ﺮ؛ ﻟـﺘـﺜـﻘــﻴـﻒ ﻧـﻔـﺴﻪ ،وﺗﻘـﻮﻳﻢ ﺷﻌﺮﻩ ،وﻻ ﺷﻚ إﻧﻪ ﻋﺮف أﺻﻞ اﻟﻠﻐﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺮﺑ ﺎﻩ اﻷول ﻓ ﻲ دﻳ ﺎر ﺗﻤ ﻴﻢ ،وﻻﺑ ﺪ إﻧ ﻪ اﺳﺘﻔ ـﺎد ﻣ ﻦ زﻳﺎرﺗ ﻪ ﻟــﻠـﺤـ ـﻮاﺿﺮ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ؛ واﻟـﺘ ـﻘﻰ ﺑـﺸـﻌـــﺮاء وﻋـﻠـﻤﺎء 0
ﻣــﻜــﺎﻧﺘﻪ : ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺧﺒﺎر اﻟﺘﻲ ذآﺮﺗﻬﺎ اﻟﻤﺼﺎدر ﻳﺒﺪو ﻟﻨﺎ إن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ آﺎن ذا ﺣﻈﻮة وﺷﺄن ﻋﻨ ﺪ آﺜﻴ ٍﺮ ﻣ ﻦ أآ ﺎﺑﺮ اﻟﻘ ﻮم ،ﻳﻐـ ﺸﺎهﻢ ﻓ ﻲ أي وﻗ ﺖ ﻓ ﻼ ﻳﺤﺠ ﺐ ﻋ ﻨﻬﻢ وﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ أراد وﻻ ﻳﺮد ﻣﻄﻠﺒﻪ ﻓ ﺎﻟﺤﻜﻢ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ﻳﺄﺗﻴ ﻪ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻟ ﻴﻼ ﻟﻴﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻪ ﺷﺎﻩ ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺷﺎﻩ ،وهﺬا واﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ) اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ زﻳﺪ( ﻳﺤ ّﺬر اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﺮاب ،وﻳﻬ ﺪدﻩ ﻟ ﺌﻦ ﺟ ﺊ ﺑ ﻪ ﺳ ﻜﺮان ﻟﻴ ﻀﺮﺑﻪ ﺣ ّﺪا ﻟﻠﺨﻤ ﺮ وﺣ ّﺪا ﻟﻠ ﺴﻜﺮ وﻳ ﺰدﻩ ﻟﻤﻮﺿ ﻊ ﺣﺮﻣﺘ ﻪ ﺑ ﻪ ) ، (4ﻓ ﺄي ﺣﺮﻣ ﻪ ه ﺬﻩ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻌﻨﻴﻬ ﺎ اﻟ ﻮاﻟﻲ ﻟ ﺪﻋﻲ أﺷ ُﺘ ِﻬ ـﺮ ﺑ ﺸﺮﺑﻪ اﻟﺨﻤﺮ ،ﺑﻞ آﻴﻒ ﺗﺠﺮا أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ إﻣﺎم ﻣﻦ أﺋﻤﺔ اﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ ﻧﺒﻴﺬا ﻟﺸﺮﺑﻪ ،ﻓﺈذا رﻓ ﺾ (5اﻟﺪﻳﻮان ص 183 (1أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ اﺑ ﻦ ﻋ ﺴﺎآﺮ " ﺗﻬ ﺬﻳﺐ اﺑ ﻦ ﻋ ﺴﺎآﺮ"ﺗ ﺼﺤﻴﺢ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻘ ﺎدر ﺑ ﺪران ،ﻃﺒﻌ ﺔ روﺿ ﺔ اﻟﺸﺎم 1330هـ ،ج 2ص 269؛ واﻷﻏﺎﻧﻲ ،ج 5ص270 (2أﺑﻮ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺎﻟﻲ "ذﻳﻞ اﻷﻣﺎﻟﻲ واﻟﻨﻮادر" ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎهﺮة ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ 1926 ،م ص110 (3أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس اﻟﻤﺒﺮد" اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب " ،ﻃﺒﻌﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻤﻌﺎرف ،ﺑﻴﺮوت دون ط ،ت ،ج 1ص142 23
هﺠﺎﻩ ،واﻷﻋﺠﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ إﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻮرع ﻓﻴﻄﻠﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ﻧﻔ ﺴﻪ أن ﻳﺒ ﻴﺢ ﻟﻪ اﻟﺸﺮاب ؛ﻷﻧﻪ ﻣﻐﺮم ﺑﻪ ،وﻳﺠﻴﺐ اﻟﻤﻨﺼﻮر وﻳﺤﺘﺎل ﻟﻪ ﻓـﻴﻪ ﺑﺄن ﻳ ﺄﻣﺮ ﺑـﻌـﻘ ـﺎب ﻣ ﻦ ﻞ ذﻟ ﻚ راﺟ ﻊ ﻟﻘ ﻮة ﺷ ﻌﺮﻩ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺳ ﻜﺮان أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻋﻘ ﺎب اﻟﺨﻤ ﺮ ،وﻟﻌ ّ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ،وإﻟﻰ ﺧﻮف اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻻ ﺣﺒًﺎ ﻓﻴﻪ ،واﻟـﺪﻟـﻴـﻞ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﻋـﺪم ﺧﺮوج اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺟﻨﺎزﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﻜﺎن ﻳﺸﻌﺮ هـﻮ ﻧﻔـﺴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻜﺎن ﻳﻘﻮل ﻻﻣﺮأﺗﻪ : ن ﻳَﺎ ُأمﱠ ﻋَـ ْﻤــﺮٍو ﻦ اﻟـﺰﱠﻣـَﺎ َ ﻣَﺎ أﻇُـ َ
ﺖ ﻣـَﻦ ﻳـَﺒﻜــِﻴــﻨﻲ ن هـَﻠـَﻜ ْـ َ ﺗـَﺎرآ ًﺎ إ ْ
)(1
ﻓﻜﺎن آﺬﻟﻚ ﻟﻘﺪ ﻣﺎت ﻓﺄﺧـﺒﺮ ﻣﻦ رأي ﺟـﻨﺎزﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠـــ ـﻬﺎ إﻻ أرﺑﻌ ﺔ ﻧﻔ ـﺮ ﺣﺘ ﻰ دﻓ ﻦ ﺑﺎﻟــﺒﻘــﻴﻊ
)(2
ﻣـﻴﻮﻟـﻪ وﺗـﺸـﻴـﻌـﻪ : ﻋﺎش اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﻋ ﺼﺮ آﺜ ﺮت ﻓﻴ ﻪ اﻻﺿ ﻄﺮاﺑﺎت ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺬاهﺐ واﻟﻔ ﺮق ﻞ أول ﻣ ﺎ ﻳﻮاﺟ ﻪ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ه ﻮ ﻗ ﻀﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﺤ ﻴﻂ ﺑﻬ ﺎ ﺣ ﺼﺮ وﻻ ﻋ ﺪد وﻟﻌ ّ ﺗﺸﻴﻌﻪ اﻟﺬي أﻟﻤﺢ إﻟﻴﻪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻘ ﺪﻣﺎء ،وأآ ﺪﻩ اﻟ ﺒﻌﺾ اﻵﺧ ﺮ ﻣ ﻨﻬﻢ ،ﻓﻘ ﺎل :ﻋﻨ ﻪ اﺑ ﻦ ن ﻟﻪ ﻣﺪاﺋﺢ ﻓﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴـﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ،وﻓ ﻲ ﺣ ﺴﻦ ﺑ ﻦ اﻟﻤﻌﺘﺰ) " : (3إ ﱠ زﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم ،وآ ﺎن ﻣﻨﻘﻄﻌ ﺎ إﻟـﻴﻬ ـﻤﺎ ، " 000أﻣ ﺎ اﻟﺨﻄﻴ ﺐ اﻟﺒﻐ ﺪادي) (4ﻓ ﺬآﺮ إﻧـﱠﻪ " ﻣﻤﻦ أﺷﺘﻬﺮ ﺑﺎﻻﻧﻘﻄﺎع ﻟﻠﻄﺎﻟﺒﻴﻦ " 0 وﻗﺪ ﻣ ﺪح اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ آﺒ ﺎر اﻟﻌﻠ ﻮﻳﻴﻦ ،آﻤ ﺎ ﻣ ﺪح وﻻة ﺑﻨ ﻲ أﻣ ّﻴ ﺔ ،وآﺬﻟ ـﻚ ﻣ ﺪح ﺧﻠﻔﺎء اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ ﻣﺜ ﻞ :اﻟ ﺴـﻔﺎح واﻟﻤـﻨ ﺼﻮر ،ﻓﻜ ـﻴﻒ اﺳ ﺘﻄﺎع اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻊ ﺻ ﻠﺘﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ أن ﻳﺘﻘ ﺮب ﻟﻸﻣ ﻮﻳﻴﻦ وﻳﻨ ﺎل ﻋـﻄ ـﺎﻳﺎهﻢ ،وﻳﻨﺠ ﻮ ﻣ ﻦ ﺑﻄ ﺶ اﻟ ﺴﻔﺎح واﻟﻤﻨﺼﻮر ؟ 0 ﻣ ـﻦ ﺧ ﻼل أﺧﺒ ﺎرﻩ ﻣ ﻊ آ ﻞ ﻣ ﻦ اﺗ ﺼﻞ ﺑﻬ ﻢ ﻧ ﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧ ﺸﻬﺪ ﻟ ﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﻄ ﺔ، واﻟﺤﺬر ،واﻟﺘﻘﻴّﺔ ،واﻟﺬآﺎء ،واﻟ ﺪهﺎء ؛ ﻷ ﱠﻧ ﻪ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳﻨ ﺄى ﺑﻤﺬهﺒ ﻪ اﻟ ﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟ ﺬي (1اﻟﺪﻳﻮان ص 234 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ 389/4 (3ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺸﻌﺮاء ص21 (4ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد 128 /6 24
ن أﺧﺒﺎرﻩ ﻟﻢ ﺗﻮﺿﺢ إ ّﻧﻪ اﺷ ﺘﺮك ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﺘﻦ ، أﺧﺘﺎرﻩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﻋﻤﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺳﻔﻚ دﻣﻪ ،وإ ّ واﻟﺜﻮرات اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻷﺣﺰاب اﻟﻤﻨﺎهـﻀﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺎآﻤﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻔـﺼﺢ ﻋ ﻦ ﻣﺬهﺒﻪ وﻣﻴﻮﻟﻪ ،إﻧﱠﻤﺎ آﺎن ﻣﺤﺒًﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎة ،واﻟﻠﻬﻮ ،ﻣـُﻜـِﺒًﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻠﺬات ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ ﻟﻠﻤ ﺎل ، وآﺎﻧﺖ ﻣﺪاﺋﺤﻪ وﺳ ﻴﻠﺘﻪ اﻟﻮﺣﻴ ﺪة ﻟﻠﺘﻜ ﺴﺐ ،وﺟﻤ ﻊ اﻟﻤ ﺎل ﺣﺘ ﻰ ﻳﺠﺎﺑ ﻪ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ اﻟﻼهﻴ ﺔ ؛ وﻟ ﺬﻟﻚ ﺣ ﺮص ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﻜ ﻮن ﺻ ﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﻜ ﺎم واﻟ ﻮﻻة ﻃﻴﺒ ﺔ ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﻀﻤﻦ اﺳ ﺘﻤﺮار ﻋﻄﺎﻳﺎهﻢ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮك ﻓﻲ أي ﻣﻦ اﻟﺜﻮرات ﺣﺘﻰ ﻳﺄﻣﻦ ﻋـﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻬﻼك 0 إن ﻣﻌﻈ ﻢ اﻟﻤ ﺼﺎدر اﻟﺘ ﻲ ﺗﺮﺟﻤ ـﺖ ﻻﺑ ﻦ ه ـﺮﻣﺔ ﻟ ﻢ ﺗ ﺬآﺮ اﻟﻔﺮﻗ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﺘﻤ ﻲ إﻟﻴﻬ ﺎ ،ﺑ ﻞ اآﺘﻔ ﺖ ﺑﺎﻹﺷ ﺎرة إﻟ ﻲ اﻧﻘﻄﺎﻋ ﻪ ﻟﻠﻄ ﺎﻟﺒﻴﻦ ،وﺳ ﻨﺤﺎول اﻟﻜ ﺸﻒ ﻋ ﻦ اﻟﻔﺮﻗ ﺔ ن ﻓ ﺮق اﻟ ﺸﻴﻌﺔ اﻟﺘ ﻲ ذآﺮه ﺎ اﻟ ﺸﻬﺮﺳﺘﺎﻧﻲ اﻟ ﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﺘﻤ ﻲ إﻟﻴﻬ ﺎ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ،إ ﱠ ﺧـﻤــﺲ هﻲ :اﻟﻜﻴﺴﺎﻧﻴﺔ ،واﻟﺰﺑﺪﻳﺔ ،واﻷﻣﺎﻣﻴ ﺔ ،واﻟﻐ ﻼة ،و اﻹﺳ ﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ) (1وآﻠﻬ ﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ زﻣﻦ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ،وﻗﺪ اﻧﻘﺴﻤﺖ هﺬﻩ اﻟﻔﺮق ﻓﻲ ﻋﺼﻮر ﻣﺘﺄﺧﺮة إﻟ ﻰ ﻓﺮق آﺜﻴﺮة ،ﺗﻔـﻮق اﻟﺤﺼﺮ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ أﻧـﺪﺛـﺮ وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ إﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ هـــﺬا ،واﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺼﻔﻮن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﺎﻟﺘﺸﻴﻊ ﻳﺮوون ﻟﻪ هﺬﻩ اﻷﺑﻴﺎت :
)(2
ﻋــﻠﻰ ﺣُـــﺒﱠــﻬ ْﻢ ﻻ َم َ َو َﻣـ ْﻬــ َﻤـﺎ ُأ َ
ﺐ ﺑَـ ِﻨــﻲ َﻓــﺎﻃِــﻤَـ ْﺔ ﻓـَﺈ ﱢﻧﻲ أﺣِــ ﱡ
ﺤ َﻜـَـ َﻤـﺎ ﺟﺎ َء ﺑﺎﻟ ُﻤ ُ ﺖ َﻣﻦ َ َﺑﻨﻲ ﺑـِﻨ ْـ ِ
ت َوﺑﺎﻟــ ﱢﺪ ْﻳﻦ ِ َواﻟﺴﱡــ ﱠﻨ ِﺔ اﻟﻘَـﺎ ِﺋ َﻤ ْﺔ ِ
ﺤـﺒﱢـﻲ ﻟـَـﻬُــﻢ ﺖ ُأ َﺑﺎﻟﻲ ﺑ ُ ﺴـ ُ ﻓَــﻠَـ ْ
ﺴﺎ ِﺋﻤَــ ْﺔ ﻦ اﻟـﻨَـﻌَـﻢ ِ اﻟ َ ﺳِـ َﻮاهُـﻢ ﻣِـ َ
ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ه ﺬﻩ اﻷﺑﻴ ﺎت ﻳﺒ ﺪو إن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻳﻨﺘﻤ ﻲ إﻟ ﻲ ﻓﺮﻗ ﺔ اﻟﺰﻳﺪﻳ ﺔ ،ﻷن اﻟﺰﺑﺪﻳﺔ ﻳﻨﺎدون ﺑﺄن ﻳﻜﻮن اﻹﻣﺎم ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺴﻴﺪة ﻓﺎﻃﻤﺔ ،وﻻ ﻳﺠﻮز ﺛﺒﻮت اﻹﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻏﻴ ﺮهﻢ ) (3وﻣﻌﻨ ﻰ ه ﺬا إﻧﻬ ﻢ ﻳﺨ ﺎﻟﻔﻮن اﻟﻜﻴ ﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺆﻣﻦ ﺑﺈﻣﺎﻣ ﺔ أﺑ ﻦ اﻟﺤﻨﻔﻴ ﺔ ، وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻠﻤﺢ ﺟﺮأة اﻟﺰﻳﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ،ﻓﻬ ﻮ ﻻ ﻳﺤ ﺐ ﻏﻴ ﺮ ﺑﻨ ﻲ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ وﻻ ﻳﺒ ﺎﻟﻲ ﻀـﻠﻮن اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻻ وﺟﻪ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮهﻢ ﺑﺤﺐ أﺣﺪ ﺳﻮاهﻢ ؛ﻷﻧﻬﻢ َﻳ ْﻔـ ُ
(1اﻟﺸﻬﺮ ﺳﻨﺎﻧﻲ " اﻟﻤﻠﻞ واﻟﻨﺤﻞ " ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻮآﻴﻞ ،دار اﻟﻔﻜﺮ ﺑﻴﺮوت ،ﺑﺪون ط،ت ص147 (2أﻧﻈﺮ اﻟﻘﻄﻌﺔ ) (227ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮان ص203 (3اﻟﻤﻠﻞ واﻟﻨﺤﻞ ،ص154 25
ﻞ هﺬﻩ اﻟﺠ ﺮأة آﺎﻧ ﺖ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺪون ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺴﺎﺋﻤﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻬﻴﻢ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻬﺎ ،وﻟﻌ ّ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻤﻤﻴﺰ ﻟﻠﺰﻳﺪﻳﺔ ﻓﻼ ﺗـﻘـ ـﻴﺔ ﻋﻨﺪه ـﻢ ،وه ﻢ ﺑﻬ ﺬا ﻳﺨـﺘـﻠﻔ ـﻮن ﻋ ﻦ اﻷﻣﺎﻣﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ اﺗﺨﺬت ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻴﺔ ﻣﺒﺪأ أﺳﺎﺳﻴًﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ؛ ودرﻋًﺎ واﻗـﻴًﺎ ﻋـﻨﺪ اﻟﺨﻄﺮ. وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ دﻳﻮان اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻧﺠﺪ أﺳﻤﺎء ﺑﻌ ﺾ اﻟﻄ ﺎﻟﺒﻴﻦ ﻣﺜ ﻞ " :ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ﺑ ﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ،و وأﺑﻨﺎء اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ،وﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ، واﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ زﻳ ﺪ ،وﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ " وﻳ ﺮي ﻣﺤﻘ ﻖ اﻟ ﺪﻳﻮان ) ﻣﺤﻤ ﺪ ﺟﺒ ﺎر ن ه ﺆﻻء اﻟﻄ ﺎﻟﺒﻴﻦ ﻟﻴ ﺴﻮا ذوى ﻣﻜﺎﻧ ﺔ آﺒﻴ ﺮة ،وﻳ ﺴﺄل ﻋ ﻦ ﻣﺪاﺋﺤ ﻪ ﻻﺋﻤ ﺔ اﻟﻤﻌﻴﺒ ﺪ ( إ ّ اﻟﺸﻴﻌﺔ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻋﺎﺻ ﺮهﻢ آﺎﻹﻣ ﺎم اﻟﺒ ﺎﻗﺮ ،واﻟ ﺼﺎدق ،وﻣﻮﺳ ﻰ ﺑ ﻦ ﺟﻌﻔ ﺮ ،وﻣ ﺎذا آ ﺎن ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺛﻮرة زﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ
)(1
ن هﺆﻻء اﻟﻌﻠﻮﺑﻴﻦ ﻟﻴﺴﻮا ذوى ﻣﻜﺎﻧﺔ آﺒﻴﺮة ﻓﻴ ﻪ ﻧﻈ ﺮ ؛ ﻷن وآﻼم اﻟﻤﺤﻘﻖ هﺬا ﺑﺄ ّ أﺑﻨﺎء اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ آﺎﻧﻮا ﻣﻦ أﻋﻴﺎن اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،وآ ﺎﻧﻮا ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻠﺔ وﻃﻴ ﺪة ﺑﺎﻟ ﺴﻔﺎح واﻟﻤﻨﺼﻮر وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﺘﻤ ﺮد اﺑﻨ ﺎﻩ ﻣﺤﻤ ﺪ وإﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ ) (2وآﺎن ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳﻜﻨﻰ أﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ وهﻮ ﺗﺎﺑﻌﻲ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،أﻣ ﺎ اﻟﺤ ﺴﻦ اﺑ ﻦ زﻳ ﺪ ﻓ ـﻜﺎن واﻟ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻷﺑ ﻲ ﺟﻌـﻔ ـﺮ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ﺳ ﻨﺔ )150ه ـ( ،ﺳ ﺨﻂ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﻤﻨﺼﻮر وﺳﺠﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﺎت ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ،وآﺎن ﻣﻦ ذوي اﻟﻐﻨﻰ واﻟﺜ ﺮاء ) ، (3أﻣ ﺎ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻓﻜ ﺎن ﻣ ﻦ ﺷ ﺠﻌﺎن اﻟﻄ ﺎﻟﺒﻴﻦ وأﺟﻮده ـﻢ ،ﻃﻠ ﺐ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ﺑﻨ ﻲ أﻣﻴﺔ وﺑﺎﻳﻌﻪ ﺑﻌﺾ أهﻞ اﻟﻜﻮﻓﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰﱠآﻴﱠﺔ ﻓﻜﺎن إﻣﺎﻣﺎ ﻹﺣﺪى ﻓﺮق اﻟﺸﻴﻌﺔ 0 أﻣﺎ ﺗ ﺴﺎؤل اﻟﻤﺤﻘ ﻖ ﻋ ﻦ ﻣﻮﻗ ﻒ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻦ أﺋﻤ ﺔ اﻟ ﺸﻴﻌﺔ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻋﺎﺻ ﺮهﻢ آﺎﻹﻣ ﺎم اﻟﺒ ﺎﻗﺮ ،واﻟ ﺼﺎدق ،وﻣﻮﺳ ﻲ اﻟﻜ ﺎﻇﻢ ،إن ه ﺆﻻء اﻷﺋﻤ ﺔ ﻣ ﻦ أﺋﻤ ﺔ اﻟ ﺸﻴﻌﺔ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ،وﻗﺪ آﺎن ﻣﻘﺮهـﻢ اﻟﻜﻮﻓ ﺔ ،وان اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ إﻻ ﻧ ﺎدرا
(1أﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻘﻄﻊ ) ( 00 ،250 ، 168 ،117 (2اﺑﻦ ﻋﺒﺪ رﺑﻪ " اﻟﻌﻘﺪ اﻟـﻔﺮﻳﺪ" أﺣﻤﺪ أﻣﻴﻦ وﺁﺧﺮون ،ﻃﺒﻌﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤ ﺔ واﻟﻨ ﺸﺮ ،اﻟﻘ ﺎهﺮة ،ﺑ ﺪون ط 1953م ،ج /5ص 74 (3ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺛﻌﻠﺐ ،ص 21 26
آﻮﻓﻮدﻩ ﻋﻠﻲ اﻷﻣ ﻮﻳﻴﻦ ﺑﺪﻣ ﺸﻖ ،وﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﻴﻦ ﺑﺒﻐ ﺪاد ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻣ ﺪح اﻟﻤﻨ ﺼﻮر)، (1 وﻟﻢ ﺗﺬآﺮ اﻟﻤﺼﺎدر إﻧﻪ وﻓــﺪ إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻓﺔ 0 وﻧﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻮﻗﻔًﺎ ﻏﺮﻳﺒ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴﱠﺔ ) ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ ( اﻟ ﺬي ن اﻟﺴﻔﺎح واﻟﻤﻨ ﺼﻮر آﺎﻧ ﺎ ﻣ ﻦ دﻋﺎﺗ ﻪ ، ﺑﺪأ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﺜﻮرة ﺿﺪ اﻷﻣﻮﻳﻴﻦ ﺳﺮا ،وﻳﻘﺎل إ ّ وﻟﻤﺎ ﺟﺎء اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻮن ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺗﺨﻠ ﻒ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴ ﺔ وأﺧ ﻮﻩ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻋ ﻦ ﺑﻴﻌ ﺔ اﻟ ﺴﻔﺎح ، وأﻋﻠﻨﺎ ﺛﻮرﺗﻬﻤﺎ ﻋـﻠﻲ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻰ أﺑﻴﻬـﻤﺎ اﻟﺬي ﻣ ﺎت ﻓ ﻲ ﺳ ﺠﻨﻪ ،وﻗ ﺪ اﺳﺘﻮﻟﻰ هﻮ وأﺧﻮﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ واﻟﺒ ﺼﺮة ،وﻣﻜ ﺔ وﻓ ﺎرس ،وﻟﻜ ﻦ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ﺗﻤﻜ ﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺛﻮرﺗﻬﻤﺎ ﺑﺠﻴﺶ أرﺳﻠﻪ ﺑﻘﻴ ﺎدة ﻋﻴ ﺴﻲ ﺑ ﻦ ﻣﻮﺳ ﻰ * وآ ﻞ هـ ـﺬا واﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮآﺰ اﻟﺜ ﻮرة ،ﻓﻤ ﺎذا آ ﺎن ﻣﻮﻗﻔ ﻪ ؟ ﻳ ﺮوي اﻟﺰﺟ ﺎﺟﻲ )" (2ﻋ ﻦ رﺟ ﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﻣﺨﺰوم ،ﻗﺎل :ﻟـﻘــﻴﺖ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﻨﺼﺮﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻲ :ﻗ ﺪ ﺧ ﺮج هﺬا اﻟﺮﺟﻞ – ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴﱠﺔ – وﻗﻠﺖ :أﺑﻴﺎت ﻓﺎﻋﺮﻓﻬﺎ واﺣﻔﻈﻬﺎ " وروى ﻟﻪ : ل ﻞ ﻓَﻼ ﺗَـ َﺰ ْ س ﻓﻲ أ ْﻣـﺮ ٍ ﺳَﺤـﻴـ ٍ أرى اﻟـﻨـﱠﺎ َ
ﻋـَﻠﻲ ﺣَـﺬَر ٍ ﺣَﺘﻰ ﺗـَﺮي اﻷﻣ َﺮ ﻣُـﺒ ْـ َﺮﻣَﺎ
ف اﻟـﻜــَـﻼم ِ ﻓـَــﺈﻧــﱠــ ُﻪ ﻚ ﺑﺄﻃـْـﺮَا ِ وَأﻣْـﺴِـ ْ
ﺖ أﻣـﺮًا ﻣُـﺠَـﻤْـﺠـَﻤـَﺎ ﻚ ﻣِﻤـﱠﺎ ﺧـِﻔـ ْـ َ ﻧَـﺠَﺎ ُﺗ َ
ﺴـﺘـَﻄـﻴ ُﻊ َر ْد اﻟــــﺬي َﻣــﻀﻰ ﻚ ﻻ ﺗَـ ْ ﻓﺈﻧـﱠـ َ
ق اﻟـﻔـَـﻤَـﺎ ل ﻋـَــﻦ َزﻻﱠﺗِـ ِﻪ ﻓﺎ َر َ إ َذ ا اﻟـﻘَـ ْﻮ ُ
ﻦ وَا ِﻓﺮ اﻟ ِﻌﺮْض ِﺻَﺎﻣِـﺘًﺎ وَآـَﺎﺋـِﻦ ﺗـَﺮى ِﻣ ْ
ن ﺗـَﻜــَـﻠــَـ َﻤــﺎ وﺁﺧَــ َﺮ أرْدى ﻧـَﻔ ْـﺴَــ ُﻪ أ ْ
)(3
ن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺧ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ إ ّﺑ ﺎن ﺛ ﻮرة اﻟ ﻨﻔﺲ اﻟﺰآ ﱠﻴ ﺔ وأﺑﻴﺎﺗ ﻪ ه ﺬﻩ وه ﺬا ﻳﻌﻨ ﻲ إ ّ ﺗﻮﺿﺢ ﺗﺮددﻩ ﻓﻲ ﺗﺄﻳﺪ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴﱠﺔ ،ﻓﻬﻮ ﺧ ﺎﺋﻒ ﻻ ﻳﻌ ﺮف اﻟﻤﻨﺘ ﺼﺮ ،وﻳﺮﺟ ﻰ رأﻳ ﻪ إﻟﻰ أن ﻳﻨﻀﺢ اﻟﻤﻮﻗﻒ أﻣﺎﻣﻪ ،وﻟﻌّﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﺮوﺟ ﻪ ه ﺬا آ ﺎن ذاهﺒ ﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺔ؛ ﻷﻧﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻠﻨﻔﺲ اﻟﺰآـﻴﱠﺔ ﺑﻌﺪ ،وﺑﻌﺪ أن ﺗﻮﺳﻌﺖ رﻗﻌﺔ اﻧﺘﺼﺎرات اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآ ّﻴﺔ
(1ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد 128 /6 *( ﻋﻴﺴﻲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻲ :ﻗﺎﺋﺪ ﻋﺒﺎﺳﻲ ،وهﻮ اﺑﻦ أﺧﻲ اﻟﺴﻔﺎح آﺎن وﻟﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﻤﻨﺼﻮر ،ﻋﺰﻟ ﻪ وأرﺿ ﺎﻩ ﺑﻤ ﺎل وﻓﻴ ﺮ ﺗﻮﻓﻲ ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ )167هـ ( أﻧﻈﺮ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻓﻲ " اﻷﻋﻼم" ،ﺧﻴﺮ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺰر آﻠﻲ ،دار اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﻼﻳﻴﻦ ﺑﻴﺮوت اﻟﻄﺒﻌ ﺔ 2002 ،15م (2أﻣﺎﻟﻰ اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ،ص5 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 202 27
واﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺑﻌﺾ ﻣﺪن اﻟﻌ ﺮاق وﻓ ﺎرس ؛ ﻓﺤﻴﻨﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺘ ﺮدد اﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻳﻴﺪﻩ واﻟﻮﻗﻮف ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ،وﻳﺮوي ﻟﻪ اﻟﺼﻮﻟﻲ أﺑﻴﺎﺗ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪح اﻟ ﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴ ﺔ ﺗﺆآﺪ ذﻟﻚ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ :
)(1
ت ﺠـﻤَــﺎ ُ ﻞ و اﻟﻤُﻠ َ ﺣــ ُ ﻚ اﻟﺮﱠوا ِ أ َﺗ ْﺘ َ
ﻦ ﻣُﻮﺳﻲ ﻓَﻼ َﺗ ْﻌﺠَـﻞ ِ ﺑﻌﻴﺴَﻲ ﺑ ٍ
ﺤــﻴـَﺎ َء ن اﻟ َ سإﱠ ل ﻟﻲ اﻟﻨــــﱠﺎ ُ َوﻗَﺎ َ
ﻚ اﻟﻤُﻘـْـــﺒـﻞ ِ ك َﻣ َﻊ اﻟﻤَـــــــﻠ ِ أﺗَﺎ َ
ﺞ َﻓﺪُوﻧ َﻜﻬَﺎ ﻳَﺎ اﺑﻦ ﺳَﺎﻗﻲ اﻟﺤَﺠـﻴ ِ
ﻚ ﻟـَـ ْﻢ أﺑﺨَــــــﻞ ِ ﻓﺈﱢﻧﻰ ﺑﻬَـــﺎ ﻋـــﻨ َ
ﺖ ﺁﺑـﻨـُــــ ُﻪ ﻲ وأﻧ َ ﺻﱢ ل اﻟ َﻮ ِ ﻟــ َﻘَـﻮ ِ
) (2
ﻞ ﻲ اﻟﻬُـــﺪى اﻟﻤﺮﺳَــ ِ ﻲ ﻧَﺒ ﱢ وَﺻ ﱢ
وﺗﻨﺘﻬﻲ ﺛﻮرة اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآ ّﻴﺔ ﺑﻘﺘﻠﻪ وﻳﺘﻬﻢ اﻟﻤﻨﺼﻮر اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﻤﻨﺎﺻ ﺮﺗﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻳ ﻀﻄﺮ إﻟ ﻲ إﻧﻜ ﺎر ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻟﺰآ ّﻴ ﺔ ﺧﻮﻓ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ﻓﻴﻘ ﻮل أﻧ ﻲ أﻧ ﺎ اﻟﻘﺎﺋ ﻞ وﻗ ﺪ دﻋﻮﻧﻲ إﻟﻲ اﻟﺨﺮوج ﻣﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ
)(3
ﺲ َرأ َﻳــ ٌﻪ ﺖ ﻹ ْﺑـﻠـ ْﻴـ َ ﺷﺎﻟَـ ْ ﻋ ْﻮﻧﻲ َوﻗَـ ْﺪ َ َد َ
ﺐ ﺤــ َﺒﺎﺣــِـ ِ ﻦ َﻧﺎ ُر اﻟ َ َوُأ ْوﻗــِـ َﺪ ﻟِـﻠ َﻐــﺎوﻳ ْـ َ
ﺤﻤﻲ ﻋَـ ِﺮﻳ َﻨ ُﻪ ن َﻳ ْ ﺚ ﺗـَﻐ ْـﺘَـ ُﺮو َ أ ﺑِـﺎﻟـﻠـﱢـ ْﻴ ِ
ﺐ ﺳــــ َﺪ ُﻩ ﺑﺎﻟـﺜﱠـﻌـﺎﻟـِـ ِ ﻼ ُأ ْ ﺟﻬ ْـ ً ن َ َوﺗَـﻠـ ْـﻘَـﻮ َ
ب ﺠــﺎ ِر ِ ت اﻟﺘﱠـ َ ﺻﺎ ِدﻗَـﺎ ِ ﻻ أﺣﻜَـﻤَـﺘ ْـﻨﻲ َ ن ﻟـَـ ْﻢ ﻳَـ ُﺆ َزآ ْﻢ َو َ ﻦإ ْ ﺴـ ُ ﻼ َﻧﻔَـﻌَـﺘ ْـﻨﻲ اﻟـ ﱢ ﻓَـ َ
)(4
ﻒ ﺑﻬ ﺬا ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﻄﻌﺔ ﻳﻌﺮض اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآ ّﻴﺔ و ﻳﻨﻜﺮ ﻣﻨﺎﺻﺮﺗﻪ ﻟﻪ وﻟﻢ ﻳﻜﺘ ِ اﻹﻧﻜﺎر ﺑﻞ ﻳﺘﻤﻠﻖ إﻟﻲ اﻟﻤﻨﺼﻮر وﻳﻤﺪﺣﻪ ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ : ﻦ ﺗَـﻤَـﻨـَﻰ ﺖ ﻋَﻠﻰ اﻟﺨـَﻼﻓَـ ِﺔ ﻣَـ ْ ﻏـَﻠـﺒْـ َ
ل ﻞ ﺑـِــﻬَـــــﺎ اﻟﻀَﻠــُــﻮ ُ وَﻣـَﻨـﱠـﺎ ُﻩ اﻟﻤُـﻀِــ َ
ﻓـَﺄهـْﻠــَﻚ َﻧـَﻔـﺴَـ ُﻪ ﺳـَﻔـَﻬـًﺎ َوﺟُـﺒـْﻨــًﺎ
وَﻟـَـ ْﻢ ﻳـَﻘـْـﺴـَﻢ ﻟــَـ ُﻪ ﻣـــﻨــﻬـَـﺎ ﻗـَــﺘِـــﻴـــْـﻞ
َووَا َز َر ُﻩ َذوُو ﻃـَﻤـَﻊ ٍ ﻓــَـﻜــَــﺎﻧــُﻮا
ل ﻏـُـﺜــَﺎ َء اﻟـﺴﱠـﻴـْـﻞ ﻳَﺠـِـﻤَﻌـُـ ُﻪ اﻟﺴّــﻴـُـــﻮ ُ
ﺲ إ َذ آـﺬﺑـُﻮا وَﺟـَﺎرُوا دَﻋـَـﻮْا إﺑـﻠـﻴ ْـ َ
ل ﻓــَﻠﻢ ﻳُـﺼْﺮ ِﺧـْـﻬُـ ُﻢ اﻟـﻤُـﻐـﻮ ِي اﻟﺨَـﺬُو ُ
ﻞ ﻃـَﺎﻋــﺘِـ ِﻪ ﻓـَـﻮَﻟــﱠﻰ وَآـَﺎﻧـُﻮا أهـْــــ َ
ﻞ وَﺳـَــﺎ َر َورَا َء ُﻩ ﻣـــﻨـﻬـُــــﻢ ﻗــَـﺒـِـﻴـْــ ُ
وﻳﻘﻮل ﻓﻲ أﺧﺮهﺎ : (1أﺷﻌﺎر أوﻻد اﻟﺨﻠﻔﺎء ص312 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 186 (3اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻔﺮﻳﺪ ج /5ص 89 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 63 28
ث ﻣُـﺤَــــﻤّـــ ِﺪ ﻟـــﻜـُـ ُﻢ وَآـُـﻨْـﺘُـ ْﻢ ُﺗﺮَا ُ
ل ﺻـﻮ ُ ﻷ ُ ﻖ ِإ ْذ ﻧُـﻔِﻲ ا ُ ل اﻟـﺤَـــ ﱢ ُأﺻُﻮ َ
)(1
هﺬا ﻣﺠﻤﻞ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻟﺰآ ّﻴ ﺔ ﻣ ﻦ وﻳﺒ ﺪو اﻧ ﻪ ﻻز ﺑﻤﺒ ﺪأ اﻟﺘﻘﻴ ﻪ ﻋﻨ ﺪ اﻟ ﺸﻴﻌﺔ ﻓﻬ ﻮ ﻳﺘﺒﻊ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ وﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻬ ﺰم وﻳﻤ ﺪح وﻳﻬﺠ ﻮ ﻷﺟ ﻞ اﻟﻤ ﺎل وﻳ ﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻗﻮﻟ ﻪ ﻟﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻏﻀﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﺪﺣﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﺖ ﺟَﻨـَﺎﺣـًﺎ ﺟ ْﺪﻧَﺎ ﻏـَـﺎﻟﺒًﺎ ﺧُـﻠـِﻘـَـ ْ َو َ
ك ﻗـَﺎدِﻣـَــ َﺔ اﻟـﺠـَـﻨــَﺎح ِ ن أﺑـُـﻮ َ وَآـَـﺎ َ
)(2
ﻗ ﺎل ﺟﻌﻠﻨ ﻲ اﷲ ﻓ ﺪاك إ ﱢﻧ ﻲ ﻗﻠ ﺖ ﻗ ﻮﻻ اﺧﺪﻋ ﻪ ﺑ ﻪ ﻃﻠﺒ ﺎ ﻟ ﺪﻧﻴﺎﻩ ) ، (3وﻳ ﺮوي اﻟﺨﻄﻴ ﺐ اﻟﺒﻐﺪادي
)(4
ن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻟﻤﺎ رﺟﻊ إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺪح اﻟﻤﻨﺼﻮر وﺗ ّﻮﻋﺪﻩ ﻟﻪ ﺑﻘﺘﻠ ﻪ إّ
إذا ﺑﻠﻐ ﻪ ﻋﻨ ﻪ أﻣ ُﺮ ﻳﻜ ﺮﻩ ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ :ﻓﺄﺗﻴ ﺖ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻓﺄﺗ ﺎﻧﻲ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﺎﻟﺒﻴﻴﻦ ﻲ ،ﻓﻘﻠﺖ :ﺗﻨﺢ ﻋﻨﻲ ﻻ ﺗﺸﻴﻂ ﺑﺪﻣﻲ ،آﻤﺎ أﻧﻜ ﺮ ﺣﺘ ﻰ أﺑﻴﺎﺗ ﻪ اﻟﻤ ﺸﻬﻮرة اﻟﺘ ﻲ ﻓﺴﻠّـﻢ ﻋﻠ ﱠ ﻳﻘﻮل ﻓـــﻴﻬـــﺎ : ﻋــﻠﻰ ﺣُـــﺒﱠــﻬــ ْﻢ ﻻ َم َ َو َﻣـ ْﻬــ َﻤـــﺎ ُأ َ
ﺐ ﺑَـ ِﻨــﻲ َﻓــﺎﻃِـــﻤـَــ ْﺔ ﻓـَﺈ ﱢﻧﻲ أﺣِــ ﱡ
)(5
اﻟﺘ ﻲ ﻗﺎﻟﻬ ﺎ أﻳ ﺎم ﺑﻨ ﻲ أﻣﻴ ﺔ ﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﺿ ﻴﻖ اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﻮن اﻟﺨﻨ ﺎق ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻠ ﻮﻳﻴﻦ ،ﻗ ﺎل اﻟﺒﻐﺪادي) : (6ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﺑﻨ ﻲ اﻟﻌﺒ ﺎس :أﻟ ﺴﺖ اﻟﻘﺎﺋ ﻞ آ ﺬا -واﻧ ﺸﺪﻩ اﻷﺑﻴ ﺎت -؟ ﻗﺎل :أﻋﺾ اﷲ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﺑﻬﻦ أﻣﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻣﻦ ﻳﺜﻖ ﺑﻪ :اﻟﺴﺖ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ؟ ﻗﺎل :ﺑﻠﻲ وﻟﻜﻦ أﻋ ﺾ ﺑﻬ ﻦ أﻣ ﻲ ﺧﻴ ﺮ ﻣ ﻦ أن اﻗﺘ ﻞ أﻣ ﺎ ﻣ ﺎ ذآ ﺮﻩ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻷﻏ ﺎﻧﻲ ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﻳﺚ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ واﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻣ ﻦ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ أن ﻳﺮوﻳ ﻪ ﺷ ﻌﺮﻩ ، ن اﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ آ ﺎن ﺷ ﺎﻋﺮًا ذآ ﱠﻴ ﺎ ﻳﻘﻮل ) :ﻓﺮواﻧﻲ ﻋﺒﺎﺳﻴﺎﺗﻪ ﺗﻠﻚ ( ) (7وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل إ ّ ﻞ اﻷﺟﻮاء وﻟ ﻢ ﻣﺤ ﱠﺒﺎ ﻟﻠﻤﺎل ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﺮك ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻜﺴﺐ إﻻ اﻏﺘﻨﻤﻬﺎ ،وأﺧﺬ ﻳﺴﺎﻳﺮ آ ّ ﻞ ذﻟﻚ أﺗﺎح ﻟﻪ ﻓﺮﺻ ﺔ اﻻﺗ ﺼﺎل ﺑ ﺎﻷﻣﻮﻳﻴﻦ ﻳﺮد أن ﻳﻘﺤﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺄزق ﺳﻴﺎﺳﻲ ،وﻟﻌ ّ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 173 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 87 (3اﻷﻏﺎﻧﻲ 106 /6 (4ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد 129 /6؛ وأﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺸﻌﺮاء ص 20؛ واﻷﻏﺎﻧﻲ 388 -378 /4 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 302 (6ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد 129 /6 (7ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ اﻟﺘﻲ ﺧﺼﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪح ﺑﻨﻲ اﻟﻌﺒﺎس /اﻷﻏﺎﻧﻲ 374 /4 29
وﺧ ﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌ ﺪ أن أﻧﻜ ﺮ أﺑﻴﺎﺗ ﻪ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻲ ﺣﺒ ﻪ ﻷﺑﻨ ﺎء اﻟ ﺴﻴﺪة ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ،وﻣﻴﻠ ﻪ ﻟﻠﺰﻳﺪﻳﻴﻦ 0 ن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ آ ﺎن ﻳﻤﻴ ﻞ ﻓﻘ ﻂ وﻗﺪ ﻻﺣ ﻆ اﻟ ﺪآﺘﻮر ه ﺪارة ،ذﻟ ﻚ ﺣﻴ ﺚ ﻗ ﺎل " :وﻳﺒ ﺪو إ ّ ن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻳﻴﻦ دون أن ﻳﺘﺨﺬ ﻣﺬهﺒﻬﻢ ﻋـﻘـﻴﺪة ﺻ ﺤﻴﺤﺔ ﻟ ﻪ " ) (1وﻳﻘ ﻮل أﻳ ﻀﺎ إ ّ "ﻻ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﺬهﺒﻲ ؛ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻮر ﻟﻨ ﺎ ﻋﻘﻴ ﺪة ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ،وﻻ ﻳﺮﺳ ﻲ أﺻ ﻮل ﻣ ﺬهﺐ ﻳﻌﺘﻨﻘ ﻪ ،ﺷ ﺎن اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻟﻤ ﺬهﺒﻴﻴﻦ 000وﻻ ﻳﺤ ﺘﺞ ﻋﻠ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺪم وﺻ ﻮل ﺷﻌﺮﻩ إﻟﻴﻨﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن وﻗﻒ ﺷ ﻌﺮﻩ أو أآﺜ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻤﺬهﺒﻴ ﺔ ؛ ﻟﻮﺻ ﻠﻨﺎ آﻤ ﺎ وﺻﻞ ﺷﻌﺮ اﻟﻜﻤﻴﺖ ،وﻏﻴﺮﻩ " ) (2هﻜﺬا ﻗﺪ ﺗﺒ ﻴﻦ ﻣﻮﻗ ﻒ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﻓ ﺮق اﻟ ﺸﻴﻌﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻋﻠﻲ ﺿﻮء ﻣﺎ ذآﺮ ﻣﻦ أﺧﺒﺎرﻩ وأﺷﻌﺎرﻩ 0
وﻓــــﺎﺗـﻪ : ي إن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ أﻧﺸﺪ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ﺳ ﻨﺔ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﻼ ُذر ّ ﻳﻘـﻮل اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ﻧﻘﻼ ﻋـﻦ اﻟ َﺒ َ وﻣﺎﺋﺔ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : ﻦ ﻣـَﻘـَﻠـﻴﺔ ن اﻟﻐـَﻮاﻧﻲ ﻗَـ ْﺪ اﻋـﺮﺿ َ إﱠ ﻗﺎل :ﺛﻢ ﻋ ّﻤﺮ ﺑﻌﺪهﺎ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ
ف اﻟﺨـَﻤـﺴِﻴﻦ ﻣِﻴ ْـﻼَدي ﻟـﻤّﺎ َرﻣَﻰ هَـ َﺪ َ
)(3
)(4
وﻓﻲ إﺧﺒﺎرﻩ إﻧﻪ ﻣﺪح هﺎرون اﻟﺮﺷﻴﺪ ﺑﻘﺼﻴﺪة داﻟﻴﺔ ) (5ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : ﻋَﻠَﻲ ﺳَﺎق ُﻣﻄّﻮ َﻗ ٌﺔ أﻋَﻦ َﺗ َﻐﻨّﺖ َ وإﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ ذه ﺐ اﻟ ﺴﻴﻮﻃﻲ
)(7
ﻼ ﻓَﻮق أﻋْﻮا ِد َو ْرﻗَﺎ ُء ﺗَﺪﻋُﻮ َه ِﺪ ْﻳ ً
)(6
وﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﺗ ﻮﻓﻲ ﻓ ﻲ ﺧﻼﻓ ﺔ اﻟﺮﺷ ﻴﺪ ﺑﻌ ﺪ اﻟ ـﻤﺎﺋﺔ
ﺺ ﻋﻠ ﻲ واﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،واﻟ ﺮاﺟﺢ أﻧ ﻪ ﺗ ﻮﻓﻲ ﺳ ﻨﺔ ﻣﺎﺋ ﺔ وﺳ ﺖ وﺳ ﺒﻌﻴﻦ ﻟﻠﻬﺠ ﺮة ﻧ ّ
(1هﺪارة " إﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ" دار اﻟﻤﻌﺎرف 1963 ،م ،ص 352 (2اﻟﻤﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ ص 353 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 107 (4اﻷﻏﺎﻧﻲ 389/4 (5ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺛﻌﻠﺐ 81/1 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 107 (7ﺟ ﻼل اﻟ ﺪﻳﻦ اﻟ ﺴﻴﻮﻃﻲ " ،ﺷ ﻮاهﺪ اﻟﻤﻐﻨ ﻲ " ﻧ ﺸﺮ ﻟﺠﻨ ﺔ اﻟﺘ ﺮاث اﻟﻌﺮﺑ ﻲ ،دﻣ ﺸﻖ 1966م ﺑ ﺪون ط -ج، 2 ص 682؛ أﻧﻈﺮ ﺧﺰاﻧﺔ اﻷدب اﻟﺒﻐﺪادي ج 1ص204 30
ﺼﺎ ﺻﺮﻳﺤﺎ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ) (1ذاآـﺮًا ﻣﺼﺪرﻩ وه ﻮ اﺑ ﻦ اﻟﺠ ﻮزي ،وآ ﺬﻟﻚ ذآ ﺮ اﺑ ﻦ ذﻟﻚ ﻧ ّ ﺗﻐ ﺮي ﻳ ﺮدي ﻓ ﻲ ﺣ ﻮادث ﺳ ﻨﺔ ) 176ه ـ( ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘ ﻮل " :وﻓﻴﻬ ﺎ ﺗ ﻮﻓﻲ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﺑ ﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﻪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ هﺮﻣﺔ أﺑﻮ إﺳﺤﺎق اﻟﻔـﻬـﺮي اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺸﻬﻮر " )0 (2
(1اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺑﻦ آﺜﻴﺮ " اﻟﺒﺪاﻳﺔ واﻟﻨﻬﺎﻳﺔ " ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻤﻌﺎرف ،ﺑﻴﺮوت 1988م ج 10 ،ص170 (2ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺗﻐﺮي ﺑﺮدى اﻻﺗﺎﺑﻜﻲ " اﻟﻨﺠﻮم اﻟﺰاهﺮة ﻓﻲ ﻣﻠﻮك ﻣﺼﺮ واﻟﻘ ﺎهﺮة" ،ﻧ ﺴﺨﺔ ﻣ ﺼﻮرة ﻣ ﻦ دار2اﻟﻜﺘﺐ ،ج ، 2ص84 31
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻀﻤﻮن ﺷﻌـــــــﺮﻩ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول :ﺑﻨﺎء اﻷﻏﺮاض اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺑﻨﺎء اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ
32
ﺗﻤﻬﻴﺪ ﻆ واﻓ ٌﺮ ﻣ ﻦ اﻻهﺘﻤ ﺎم واﻟﻌﻨﺎﻳ ﺔ ،ﺣﻴ ﺚ اه ّﺘﻢ اﻟﻘ ﺪﻣﺎء آ ﺎن ﻟ ﺸﻌﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺣ ٌ ﺑﺘ ﺴﺠﻴﻞ ﺷ ﻌﺮﻩ وأﺧﺒ ﺎرﻩ ،وﻗ ﺎم ﺑ ﺬﻟﻚ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻋ ﺎﻟﻢ ،وآ ﺎن ﻣ ﻨﻬﺠﻬﻢ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ إﻣ ﺎ ﺼﺎ ﺺ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ اﺑﻦ اﻟﻨ ﺪﻳﻢ ﻧ ّ ﺑﺘﺠﺮﻳﺪ ﺷﻌﺮﻩ ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر أو ﺑﺎﻟﻤﺰاوﺟﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،وﻗـﺪ ﻧ ّ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﻗﺎﺋﻼ) " : (1وﺷﻌﺮﻩ ﻣﺠﺮد ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺋﺘﻲ ورﻗ ﺔ ﻓ ﻲ ﺻ ﻨﻌﺔ أﺑ ﻲ ﺳ ﻌﻴﺪ اﻟ ﺴﻜﺮي أول ﺟﺎﻣﻊ ﻟﺪﻳﻮان ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ورﻗﺔ ﻓﻲ آ ﻞ ورﻗ ﺔ ﻋ ﺸﺮﻳﻦ ﺳ ﻄﺮا أي ﻓﻲ ﺣﺪود ﻋﺸﺮﻳﻦ أﻟ ﻒ ﺑﻴ ﺖ " وه ﻮ ﻋ ﺪد آﺒﻴ ﺮ إذا ﻣ ﺎ ﻗ ﻮرن ﺑﺎﻟ ﺸﻌﺮ اﻟ ﺬي ﺑﻴ ـﻦ أﻳﺪﻳﻨﺎ 0 وﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﻘﺪﻣﺎء ﻋﻠﻲ ﺟﻤﻊ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑ ﻞ أﻟﻔ ـﻮا آﺘﺒ ًﺎ ﻋﺪﻳ ﺪة ﻓ ﻲ أﺧﺒﺎرﻩ إذ وﺿﻊ إﺳ ﺤﺎق اﻟﻤﻮﺻ ﻠﻲ آﺘ ﺎب " أﺧﺒ ﺎر اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ") (2وأﻟ ﻒ اﻟﺰﺑﻴ ﺮ ﺑ ﻦ ﺑﻜﺎر آﺘﺎب ﻳﺤﻤﻞ اﻻﺳﻢ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻳﺘﻠﻮﻩ آﺘﺎب" أﺧﺒﺎر اﺑﻦ هﺮﻣﺔ " ﻟﻠﺼﻮﻟﻲ ) (3وﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺐ اﻧﺪﺛﺮت ﻓﻠﻢ ﻳﺼﻠﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء 0 وﺻﺪر ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم 1969م دﻳﻮان ﺷﻌﺮ ﺟﻤﻊ وﺗﺤﻘـﻴﻖ ) ﻣﺤـﻤـﺪ ﺟﺒﺎر اﻟﻤﻌﻴﺒ ﺪ ( وﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻋﻠﻲ ﻃﺒﻌﻪ ﻓﻲ اﻵداب ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﻒ اﻷﺷ ﺮ ف ، وﻗﺪ ﺟﻤﻊ اﻟﻤﺤﻘــﻖ ﻧﺤﻮ ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ وﺧﻤﺴﺔ ﻋـﺸﺮ ﺑﻴﺘ ًﺎ وأرﺑﻌﺔ أﻧﺼﺎف أﺑﻴﺎت ،وﺳ ﺒﻌﻴﻦ ﺑﻴﺘًﺎ ﻧﺴﺒﺖ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ وﻟﻐﻴﺮﻩ 0
أ /ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻤﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺪﻳﻮان : ﻗﻀﻰ اﻟﻤﺤﻘﻖ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ اﻟﺪﻳﻮان ،وﻗﺪ ﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻲ هﺬا اﻟﺘﺮاث اﻟﻀﺨﻢ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻷدب واﻟﻠﻐﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ودﻗﻖ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻮﻳﻼ ،ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ
(1اﺑﻦ اﻟﻨﺪﻳﻢ " اﻟﻔﻬﺮﺳﺖ " ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺧﻴﺎط ﺑﻴﺮوت 1964 ،م ،ﺑﺪون ط ،ص 159 (2اﻟﻤﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ ص 111 (3ﻧﻔﺴﻪ ص 142 33
وﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ؛ ﻟﻴﺴﺘﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ذآﺮﺗﻪ هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ وﻣﻘﻄﻮﻋﺎﺗ ﻪ وأﺑﻴﺎﺗﻪ اﻟﻤﻔﺮدة 0 وآﺎن ﻣﻨﻬﺠﻪ آﺎﻷﺗﻲ : /1ﺗﺨﺮﻳﺞ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﺎهﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺨﺮﻳﺠًﺎ ﺟﻴﺪًا 0 /2رﺗﺐ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي ﺗﺠﻤﻊ ﻟﺪﻳﻪ ﺣﺴﺐ ﻗﻮاﻓﻴﻪ 0 /3ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺪﻳﻮان هﺎﻣﺸﻴﻦ : اﻷول :ﻻﺧ ﺘﻼف اﻟﺮواﻳ ﺎت ﺑﺎﻟﻨ ﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﻮاﺣ ﺪة ،ورﺟ ﺢ ﻓ ﻲ أآﺜ ﺮ اﻷﺣﻴ ﺎن ﻟﻠﻤﺼﺪر اﻷﻗﺪم 0 اﻟﺜ ﺎﻧﻲ :ﻟ ﺸﺮح اﻟﻐ ﺎﻣﺾ ﻣ ﻦ أﻟﻔ ﺎظ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ وﻋﺒﺎرﺗ ﻪ ،واﻋﺘﻤ ﺪ ﻓ ﻲ ﺷ ﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘﻮاﻣﻴﺲ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ وﻋﻠﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺪﻣﺎء ﻟﻠﻘﺼﺎﺋﺪ 0 /4أﻋﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻋﻠﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺒﻌ ﺔ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻟﻜﺘ ﺐ ﻓ ﻲ ﺗﺜﺒﻴ ﺖ اﻟﺒﻴ ﺖ ، آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻌﺠ ﻢ اﻟﺒﻠ ﺪان ) ﻃﺒﻌ ﺔ أورﺑ ﺎ و ﻃﺒﻌ ﺔ ﺑﻴ ﺮوت ( وذﻟ ﻚ ﻟﻴﺘﻔ ﺎدى اﻷﻏ ﻼط اﻟﻤﻄﺒﻌﻴﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻌﺘﻴﻦ 0 /5ﺟﻌﻞ اﻟﺪﻳﻮان ﻋﻠﻲ ﻗﺴﻤﻴﻦ : اﻟﻘﺴﻢ اﻷول :ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟ ﺬي ﺻ ﺤﺔ ﻧ ﺴﺒﺘﻪ ﻟﻠ ﺸﺎﻋﺮ وﻋ ﺪد أﺑﻴﺎﺗ ﻪ ﺧﻤ ﺴﺔ ﻋ ﺸﺮ ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋ ﺔ اﻟﻘ ﺴﻢ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ :ﻟﻠ ﺸﻌﺮ اﻟﻤﻨ ﺴﻮب ﻟﻠ ﺸﺎﻋﺮ وﻟﻐﻴ ﺮﻩ ،ﻣﺤ ﺎوﻻ ﺗ ﺮﺟﻴﺢ ﻧ ﺴﺒﺔ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻘﻄﻊ ﻻﺑﻦ هﺮﻣﺔ أو ﻟﻐﻴﺮﻩ 0 ﺑﻌﺪ أن ﺟﻤﻊ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺪﻳﻮان ﻗﺎم ﺑﺎﻻﺗﻲ : أ /آﺘﺐ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺗﺤﺪث ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ أﺧﺒﺎر اﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ وﺷ ﻌﺮﻩ ،ﺛ ﻢ ﺗﺮﺟﻢ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺪﻳﻮان ،وﺑﻴﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﻬﺠﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻊ واﻟﺘﺤﻘﻴﻖ 0 ب /ﺟﻌﻞ ﻟﻠﻘﺼﺎﺋﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺪﻳﻮان ،ورﺗﺒﻬﺎ ﺣﺴﺐ اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ 0 ج /ذﻳﻞ اﻟﺪﻳﻮان ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﻤﺼﺎدر و اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻊ واﻟﺘﺤﻘﻴﻖ0
34
ب /ﺳﻠﺒﻴﺎت اﻟﻄﺒﻌﺔ : ن اﻟﻤﺤﻘ ﻖ رﺗ ﺐ اﻟﻘ ﺼﺎﺋﺪ ﺣ ﺴﺐ ﻗﻮاﻓﻴﻬ ﺎ ،وﻋﻨ ﺪﻣﺎ /1ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺣﻆ ﻓﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻄﺒﻌ ﺔ إ ّ ﺗﺄﺗﻲ أﺑﻴﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة واﺣﺪة ﻟ ﻢ ﻳ ﺪﻣﺠﻬﺎ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﻀﻬﺎ ﻣ ﻊ أﺗﺤﺎده ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺮ ﻼ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮان واﻟﺘﻲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ : واﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺜ ً ن ﻳﺮ َز ُؤهَﺎ ﺖ ﺑﺸَﻲء ٍ ﻣَﺎ آﺎ َ ﺿ ّﻨ ْ َ ﷲ ﻳَﻜﻠـَـ ُﺆ َهﺎ ن ﺳُـﻠــَﻴﻤَﻲ وَا ُ إﱠ
)(1
ﻗﺪ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻤﺤﻘﻖ ﺗﺤﺖ ﺳﺒﻌﺔ أرﻗﺎم ﻟﺴﺒﻊ ﻗ ﺼﺎﺋﺪ :ﻓﻘ ﺼﻴﺪة رﻗ ﻢ ) (1ﺗ ﺴﻌﺔ أﺑﻴ ﺎت ، وﻗﺼﻴﺪة رﻗﻢ ) (2أرﺑﻌﺔ أﺑﻴﺎت ،وﻗﺼﻴﺪة رﻗﻢ ) (3ﺑﻴﺘﺎن ورﻗﻢ ) (4و) (5و) (6و)(7 آﻠﻬﺎ ﺑﻴﺖ واﺣـﺪ ﻓـﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺮﺗﺐ اﻟﻤﺤﻘﻖ ه ﺬﻩ اﻷﺑﻴ ﺎت ﻣﺎداﻣ ﺖ ﻣ ﻦ ﻗ ﺼﻴﺪة واﺣـ ـﺪة ؟ ﻣﺘﺤﺮﻳًﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺪﻗـﺔ واﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ،وﻟﻮ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻜﺎن أﻓﻀﻞ 0 /2إن اﻟﻨﺺ رﻗﻢ ) (95وهﻲ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘ ﺬر ﻓﻴﻬ ﺎ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻹﺑ ﺮاهﻴﻢ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ و اﻟﺘﻲ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ : ﻦ اﻟﻔــﻮاﻃــﻢ ِﺧﻴ ِﺮ اﻟﻨﺎس ِآـﻠﻬ ُﻢ ﻋـﻨ َﺪ اﻟـﻔﺨﺎ ِر وأوﻻهﻢ ﺑﺘﻄﻬﻴ ِﺮ ﺑﺎﺑ َ
)(2
آﺮرهﺎ اﻟﻤﺤﻘﻖ ﺗﺤﺖ رﻗﻢ ) (115دون أن ﻳﻔﻄﻦ ﻟﺬﻟﻚ 0 /4اﻟﻬﻮاﻣﺶ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﻣـﻘـﺘﻀﺒﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء 0 /5ﻗﺼﻴﺪة اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺪح ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : ﻟـﻤُـﻌـﺘـ ﱢﺮ ﻓـِـﻬـ ْـ ٍﺮ و ﻣﺤـﺘﺎﺟــِﻬﺎ
ﻦ ُﻳﺮَﺗﺠﻰ ﻦ ﺧــﻴ ُﺮ ﻣَــ ْ إذا ﻗـﻴﻞ ﻣَــ ْ
ﻞ إﺳـﺮاﺟـﻬــﺎ ﻞ ﻳﻮ َم اﻟـﻮﻏﻰ ﺑﺈﻟـﺠﺎﻣـﻬﺎ ﻗـَـﺒ ْـ َ َوﻣَﻦ ﻳُﻌـْﺠـِﻞ اﻟﺨــﻴ َ ﻞ أزواﺟـﻬــﺎ )(3 ﻚ ﺑﻪ ﻗــَــﺒ ْــ َ إﻟــﻴـ َ
أﺷـــﺎرة ﻧﺴــــــﺎ ُء ﺑﻨﻲ ﻏــﺎﻟـــﺐ
ﻟﻢ ﻳﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﺪﻳﻮان ﻣﻊ ﺻﺤﺔ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ إﻟﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﻓﻲ اﻷﻏﺎﻧﻲ وﺗﻬ ﺬﻳﺐ اﺑ ﻦ ﻋ ﺴﺎآﺮ، هﺬا ﺑﺈﻳﺠﺎز اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻌﺎم ﻟﺸﻌﺮ ﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﻟﻤــﺴﻤﻰ "دﻳﻮان إﺑﺮاهـــﻴﻢ ﺑﻦ هﺮﻣﺔ "
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 48 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 119 (3اﻧﻈﺮ ﺗﻬﺬﻳﺐ اﺑﻦ ﻋﺴﺎآﺮج 2ص 234؛ اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /6ص119 35
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ﺑﻨﺎء اﻷﻏﺮاض أﻏﺮاض ﺷﻌﺮﻩ : اﻟ ﺸﻌﺮ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻌ ﺮب ﺑﺤ ﺮ ﻟﺠ ﺐ ﺧﻔ ﻲ ﻟﻤ ﺴﺎﻟﻚ ،آﺜﻴ ﺮ اﻷﻏ ﺮاض ،اﺳ ﺘﻮدع اﻟ ﺸﻌﺮاء ﻓﻴ ﻪ ﻣﻜﻨﻮﻧ ﺎت أﻓﺌ ﺪﺗﻬﻢ وﻋﻘ ﻮﻟﻬﻢ ،وﻓ ﻴﺾ ﺧ ﻮاﻃﺮهﻢ ،وأﺷ ﻮاق ﻣﻬﺠ ﺎﺗﻬﻢ ، وﺗﻔﺼﻴﻞ ﺑﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ،وﺣﺮآﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻬﻢ ؛ ﻟﺬﻟﻚ آﺜﺮت أﻏﺮاض اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ ، وﺗﻌﺪدت أﻧﻮاﻋﻬﺎ وﺗﺸﻌﺒﺖ واﺗﺴﻌﺖ ،وآ ﺎن اﻟﻤ ﺪﻳﺢ أﻋﻼه ﺎ ﺷ ﺄﻧًﺎ وﻋﻤ ﺪﺗﻬﺎ ،ﺛ ﻢ ﻳ ﺄﺗﻲ واﻟﻔﺨﺮ ،واﻟﺮﺛﺎء ،واﻟﻐﺰل،و اﻟﻬﺠﺎء واﻟﻮﺻﻒ "
)(1
وﻳﻌ ّﺪهﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ أرﺑﻌﺔ " اﻟﻤـــﺪح ،اﻟﻬﺠــﺎء ،اﻟﻨﺴـــﻴﺐ ،اﻟــﺮﺛﺎء " )0 (2 وﺟﻌﻠﻬ ﺎ ﺑﻌ ﻀﻬﻢ ﺧﻤ ﺴﺔ وه ﻲ " اﻟﻨ ﺴﻴﺐ ،اﻟﻤ ﺪح ،اﻟﻬ ـﺠﺎء ،اﻟﻔﺨ ﺮ ، اﻟﻮﺻ ﻒ 000وﻳﺮاه ﺎ أﺣ ﺮون ﻧ ﻮﻋﻴﻦ ﻣ ﺪح وهﺠ ﺎء ﻓ ﺎرﺟﻌﻮا اﻟﺮﺛ ﺎء واﻻﻓﺘﺨ ﺎر واﻟﻨﺴﻴﺐ واﻟﻮﺻﻒ إﻟﻲ اﻟﻤﺪح ؛ وﻗﺎﻟﻮا اﻟﻬﺠﺎء ﺿﺪ ذﻟﻚ آﻠﻪ "
)(3
اﻟــﻤــــﺪح : ﻧ ﺸﺄ اﻟﻤ ﺪح إﻋ ﻼ ًء ﻟﻠ ُﻤﺜ ﻞ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ اﻟﺘ ﻲ دأب اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻮن ﻋﻠ ﻲ ﺗﻘﺪﻳ ﺴﻬﺎ ،وإﺷ ﺎدة ﻋﺮِف اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺪح ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺠﺎهﻠﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻣ ﺪح ﺑﻤﺤﺎﺳﻦ اﻟﻤﻤﺪوح ،وﻗـﺪ َ اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻟﻤﻠ ﻮك واﻷﻣ ﺮاء ،وذوي اﻟﻤﻜﺎﻧ ﺔ واﻟ ﺸﺮف ،ﺗﻘ ﺪﻳﺮا ﻟﺠﻤﻴ ﻞ ﺻﻔــــﺎﺗﻬــ ـﻢ ن اﻟﻤﺪح ﻗﺪ ﻟﻌﺐ دورًا ﻣﻬﻤًﺎ ،إذ ﺳ ّ وﺷﻤﺎﺋﻠﻬﻢ ،وﻻﺷﻚ إ ّ ﺠـﻞ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﻤﻠﻮك وﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻮزراء ،وﺷﺠﺎﻋﺔ اﻟﻘﻮاد ،وأﺿﺎف ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻗ ﺎﺋﻊ واﻟﻤ ﺸﺎهﺪ ، آﻤﺎ إﻧﻪ رﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧ ﺔ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻘ ﻮم ؛ ﻓﺠﻌﻠﻬ ﻢ أﻋﻼﻣ ًﺎ ﻳ ﺸﺎر إﻟ ﻴﻬﻢ ؛ ﺑﻤ ﺎ أﺣ ﺎﻃﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ ورﻋﺎﻳﺔ وأﺣﻂ أﺧﺮﻳﻦ 0 (1أﺑﻮ هﻼل اﻟﻌﺴﻜﺮي " اﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﺸﻌﺮ" ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻴﺠﺎوي وﻣﺤﻤﺪ أﺑﻲ اﻟﻔﻀﻞ إﺑﺮاهﻴﻢ ، اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻋﻴﺴﻲ أﻟﺒﺎﺑﻲ اﻟﺤﻠﺒﻲ 1952م ،ص131 (2اﺑﻦ رﺷﻴﻖ اﻟﻘﻴﺮواﻧﻲ " اﻟﻌﻤﺪة ﻗﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺸﻌﺮ وﻧﻘﺪﻩ " ،ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺒﻮي ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺷﻌﻼن ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ، ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺨﺎﻧﺠﻲ اﻟﻘﺎهﺮة 2000م ج /1ص193 (3اﻟﻌﻤﺪة ص 195 -194 36
واﻟﻤﺪح آﻤﺎ ﻋ ﱠﺮﻓﻪ ﺑﻌ ﻀﻬﻢ ،ه ﻮ" ﺗﻌ ﺪاد ﻟﺠﻤﻴ ﻞ اﻟﻤﺰاﻳ ﺎ ،ووﺻ ﻒ اﻟ ﺸﻤﺎﺋﻞ اﻟﻜﺮﻳﻤ ﺔ وإﻇﻬﺎر ﻟﻠﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﻜﻨﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﻤﻦ ﺗ ﻮاﻓﺮت ﻓ ﻴﻬﻢ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﺰاﻳ ﺎ ،وﻋﺮﻓ ﻮا ﺑـﻤﺜﻞ هﺎﺗﻴﻚ اﻟﺸﻤﺎﺋﻞ ")0 (1 واﺑﻦ رﺷ ﻴﻖ وﺿ ﻊ ﻟﻠ ﺸﺎﻋﺮ ﺑﻌـ ـﺾ اﻷﺳ ﺲ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳﺘﺮﺳـ ـﻢ ﺧﻄ ـﺎهﺎ ﻓ ـﻘﺎل " :وﺳ ﺒﻴﻞ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ إذا ﻣ ﺪح ﻣﻠﻜ ًﺎ أن ﻳ ﺴﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘ ﺔ اﻹﻳ ﻀﺎح واﻹﺷ ﺎدة ﺑ ﺬآﺮ اﻟﻤﻤﺪوح ،وأن ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﺟﺰﻟ ﺔ ،وأﻟﻔﺎﻇ ﻪ ﻧﻘ ﱠﻴ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺒﺘﺬﻟ ﺔ ﺳ ﻮﻗ ﱠﻴﺔ ،وﻳﺠﺘﻨ ﺐ – ﻣﻊ ذﻟﻚ -اﻟﺘﻘﺼﻴﺮ واﻟﺘﺠ ﺎوز واﻟﺘﻄﻮﻳ ﻞ ،ﻓ ﺈن ﻟﻠﻤﻠ ﻚ ﺳ ﺄم وﺿ ﺠﺮ ،رﺑﻤ ﺎ ﻋ ﺎب ﻣ ﻦ أﺟﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ُﻳﻌﺎب وﺣﺮم ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ " )(2ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎد إن " :ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﻌﺮاء ﻣﻦ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻤﺪح ،ﻓـﻴﻜﻮن ،ذﻟﻚ وﺟﻬًﺎ ﺣﺴﻨًﺎ ﻟﺒﻠﻮﻏﻪ اﻹرادة ﻣﻊ ﺧﻠﻮﻩ ﻣـﻦ اﻹﻃـﺎﻟـﺔ ، وﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ اﻹآﺜﺎر ،ودﺧﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﺼﺎر" )0 (3 ﺴﺒﺖ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺢ وﻇﻬﺮ ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺠﺎهﻠﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻋـﺮﻓﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ واﻟﻌﺮب ﺗﻜ ﱠ اﻟﺸﻌﺮاء؛ وﻳﻘﺎل إن أول ﺷﺎﻋﺮ ﻋﺮﺑﻲ ﺟﻌﻞ اﻟﺸﻌﺮ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﺴﺐ :اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ اﻟ ﺬﺑﻴﺎﻧﻲ ، ﺴـﺐ ﺑﺎﻟ ﺸﻌﺮ 000ﺣﺘ ﻰ ﻧ ﺸﺄ اﻟﻨﺎﺑﻐ ـﺔ ﻓﻘ ﺪ ﺟ ﺎء ﻗ ﻲ اﻟﻌﻤ ﺪة " :آﺎﻧ ﺖ اﻟﻌ ﺮب ﻻ ﺗﺘﻜـ ﱠ اﻟﺬﺑﻴﺎﻧﻲ ،ﻓـﻤﺪح اﻟﻤـﻠﻮك ،و َﻗـﺒِـﻞ اﻟﺼﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺮ ،وﺧ ﻀﻊ ﻟـﻠـﻨﻌ ـﻤﺎن ﺑ ﻦ اﻟﻤﻨ ﺬر ﺴﺒﺖ ﺑﺎﻟ ﺸﻌﺮ ،وﻳﻘ ﻮل :إن ﻣ ﺎ (4) "000واﺑ ﻦ رﺷ ﻴﻖ ﻳﻨ ـﻔﻲ أن ﺗﻜ ﻮن اﻟﻌ ﺮب ﺗﻜ ﱠ ﻳﺼﻨﻌﻪ اﻟﺸﻌﺮاء ،ه ﻮ ﻣﻜﺎﻓ ﺄة ﻋ ﻦ ﻳ ـ ٍﺪ ﻻ ﻳ ﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أداء ﺣـﻘ ـﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟ ﺸﻜﺮ إﻋﻈﺎﻣ ًﺎ )(5
ﻟــﻬـﺎ
اﻟﻤﺪح ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﻳﺘ ﺼﺪر اﻟﻤ ﺪﻳﺢ اﻷﻏ ﺮاض اﻟ ﺸﻌﺮﻳﱠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻧﻈ ﻢ ﻓﻴﻬ ﺎ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺷ ﻌﺮ ،وآﺎﻧ ﺖ ﻣﻌﺎﺻﺮﺗﻪ ﻟﻠﻌﺼﺮﻳﻦ اﻷﻣﻮي واﻟﻌﺒﺎﺳﻲ اﻷول ﻗﺪ رﻓﺪت ﻣﺪاﺋﺤﻪ ﺑﺎﻟﺠ ﺪة واﻟﺘﻔ ﺮد ،ﻓﻘ ﺪ (1أﺣﻤﺪ أﺑﻮ ﺣﺎﻗﺔ " ﻓـﻦ اﻟﻤﺪﻳﺢ وﺗﻄﻮرﻩ ﻓﻲ اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ " ،ﻣﻨ ﺸﻮرات دار اﻟ ﺸﺮق اﻟﺠﺪﻳ ﺪ ،ﺑﻴ ﺮوت اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﺎرس 1962م ص5 (2اﻟﻌﻤﺪة ج/2ص128 (3اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ج /2ص 137 (4ﻧﻔﺴﻪ 40/1 (5ﻧﻔﺴﻪ 80/1 37
اﺗﺼﻞ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺮؤوﺳﺎء واﻷﻣﺮاء واﻟﻜﺒﺎر ﻣ ﻦ ﻗ ﺎدة اﻷﺣ ﺰاب اﻟ ﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻤ ﺬاهﺐ اﻟﻔﻜﺮﻳ ﺔ ،وﺑﻌ ﺾ ذوي اﻟﻴ ﺴﺎر وﺳ ﻨﺘﻌﺮض ﻟﻤ ﺪﺣﻬﻢ ﺑ ﺸﻲء ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔ ﺼﻴﻞ وﺳ ﻨﺮﺗﺒﻬﻢ ﺣﺴﺐ أزﻣﺎﻧﻬﻢ ،وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ،وﻋﺼﺮهﻢ 0
ﻣﺪح اﻷﻣﻮﻳﻴﻦ : اﺗﺼﻞ ﺑﺎﻷﻣﻮﻳﻴﻦ وﻣﺪﺣﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ﻧ ﺴﺐ إﻟﻴ ﻪ
)(1
ﺑﻔ ﻀﺎﺋﻞ ﻋﺪﻳ ﺪة ،ﻻ ﺗﻈﻬ ﺮ
ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺻﺮاﺣﺔ وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨ ﻪ ﻓﻬ ﻢ ﺣﻜ ﺎم ﻣﻄ ﺎﻋﻮن ﻻ آﻠﻤ ﺔ ﺗﻌﻠ ﻮ ﻋﻠ ﻰ آﻠﻤ ﺘﻬﻢ ،ﻳﻔ ﺴﺤﻮن ﻣﺠﺎﻟ ﺴﻬﻢ ﻟﻠﻨ ﺎس ،آﺜﻴ ﺮو اﻟﻌ ﺪد ،ﺧ ﺼﻬﻢ اﷲ ﺑﻘ ﻀﺎء ﺣﻮاﺋﺞ اﻟﻨﺎس ،وأﻧﻬﻢ أهﻞ ﺛﺮاء وﻧﻌﻤﺔ ﺣﻴﺚ ﻗــــﺎل : ن ﺣـَـﻮﻟﻲ ﺑﻨـُﻮ أُﻣ ﱠﻴ َﺔ ﻟــَــ ْﻢ ﻟـَـﻮ آَﺎ َ
ل إذَا هُـ ُﻢ ﻧﻄـَﻘــُــــــﻮا ﻖ رﺟَﺎ ٌ ﻳَﻨﻄ ْ
ﺴﻬُـﻢ ﻖ ﻣﺠَﺎﻟ ُ ن ﺟَﻠَـﺴُﻮا ﻟَـ ْﻢ ﺗَﻀ ْ إْ
ﻖ ق ﻋـَﻨﻬـُــ ُﻢ اﻷﻓـُــ ُ أو رَآَـﺒُﻮا ﺿَﺎ َ
َآـَﻢ ﻓـﻴﻬـُـﻢ ﻣـِﻦ أخ ٍ وَذي ﺛِﻘـَـــ ٍﺔ
ق ﺺ ﻣﻨﺨـَــــﺮ ُ ﻋـَــﻦ ﻣَﻨﻜَـ َﺒ َْﻴ ِﻪ اﻟﻘـَﻤﻴ ُ
ﺗُﺤـﺒﱡﻬـُــــ ُﻢ ﻋـُــﻮﱠ ُذ اﻟـﻨﱢـﺴـَــﺎ ِء إذَا
ق ﺤ َﺪ ُ ﺖ اﻟﻘـَـﻮا ﻧـِﺲ ِاﻟ َ ﻣـَﺎ أﺣ َﻤ ﱠﺮ ﺗﺤ َ
ق ﻂ ور ُ ﻚ وَﻓـَـﻴﻬــــــــــﻢ ﻟﺨَـﺎﺑ ٍ ﺴِ ك َأ ْﻧﺪَى ﻣِﻦ اﻟـــــــــــــﻤِـ ْ ﻓَﺮﻳﺤ ُﻬ ُﻢ ﻋﻨ َﺪ ذَا َ
) (2
ﺺ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻮﻟ ـﻴﺪ ﺑ ﻦ ﻳـﺰﻳ ـﺪ* ﺑﺎﻟﻤ ﺪح ﻓــﻮﺻﻔﻬﻢ ﺑﻄﻴﺐ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ﻓﻲ آﻞ ﺣﺎل ،وﻗﺪ ﺧـ ّ إﻻ أ ّ ن ﻣﺪاﺋﺤﻪ ﻓـﻴﻪ ﻗﺪ ﺿﺎﻋــﺖ ) ، (3وﻳﺮوي أﺑﻮ اﻟﻔﺮج ﻗـﺼﺔ ﻳﺮوﻳﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ ﻲ ﻗﺎل :ﺷﺮب اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﺴﻜﺮ ﻓﻨ ﺎم ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﺣ ﻀﺮت اﻟ ﺼﻼة أﻳﻮب اﻟـﻠـﱠﻴـْﺜ ّ ن ﺗﺤـﺮّك أو ﺣﺮآـّــﺘُﻪ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ وهﻮ ﻳﺘﻮﺿﺄ :ﻣﺎ آﺎن ﺣ ﺪﻳﺜﻜﻢ اﻟﻴ ﻮم ؟ ﻗﻠ ﺖ ﻳﺰﻋﻤ ﻮن أ ّ ﻲ وﻗﺎل : اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻗﺘﻞ ﻓـﺮﻓﻊ رأﺳﻪ إﻟ ّ َوآَﺎﻧَﺖ ُأﻣُﻮ ُر اﻟــﻨﱠﺎس ِ ﻣـُﻨـْﺒَـ َﺘ َﺔ اﻟﻘَـﻮى
ﻦ ﻗَـﺎ َم ِﻧﻈَﺎﻣـَــﻬَﺎ ﺸــ ﱠﺪ اﻟﻮَﻟـﻴ ُﺪ ﺣـــﻴ َ َﻓـ َ
(1ﻳﻨﺴﺐ هﺬا اﻟﺸﻌﺮ إﻟﻲ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ اﻟﺮﻗﻴﺎت ،اﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻮان ص 271 (2اﻟﻌﻮذ :ﺟﻤﻊ ﻋﺎﺋﺬة ،وهﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻰ ﻏﻴﺮهﺎ ﺗﻌﺘﺼﻢ ﺑﻪ /اﻟﺤﺪق :اﻟﻌﻴﻮن ) اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﺣﺪق ( *( اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮوان آﺎن ﻣﻦ ﻓﺘﻴ ﺎن ﺑﻨ ﻲ أﻣﻴ ﺔ وﻇﺮﻓ ﺎﺋﻬﻢ وﺷ ﺠﻌﺎﻧﻬﻢ وﻳﻌ ﺎب ﻋﻠﻴ ﻪ اﻧﻬﻤﺎآ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻬﻮ ﺳﻤﺎع اﻟﻐﻨﺎء ،وآﺎن ﻣﺸﻬﻮرًا ﺑﺎﻹﻟﺤﺎد ﻣﺘﻈﺎهﺮًا ﺑﺎﻟﻌﻨﺎد ،ﺗﻮﻟﻰ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ﻋﻤ ﻪ ه ﺸﺎم )125ه ـ( وﻗﺘ ﻞ ﺳﻨﺔ )126هـ( وﺣﻤﻞ رأﺳﻪ إﻟﻲ دﻣﺸﻖ وﻧﺼﺐ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻊ ،وﻟﻢ ﻳﺰل دﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪران ﺣﺘﻰ أﻣﺮ اﻟﻤ ﺄﻣﻮن ﺑﺤﻜ ﻪ اﻧﻈﺮ " اﻷﻋﻼم" ،ج /8ص 123 (3ﺗﻬﺬﻳﺐ اﺑﻦ ﻋﺴﺎآﺮ /2ص 234 38
ﻦ ﺣـﺘﱠﻰ أﻗَﺎﻣَﻬـَﺎ ﻦ ﻗـَـﻨَﺎ ِة اﻟــﺪﱢﻳ ِ ﻋْ ﻖ ﻻ َﺧـَﻠﻴْﻔَـ ُﺔ ﺑَﺎﻃـِـــــﻞ ٍ َرﻣَﻰ َ ﺧَــﻠﻴْـ َﻔ ُﺔ ﺣَـــ ﱢ ﺛﻢ ﻗﺎل إﻳّﺎك أن ﺗﺬآﺮ ﻣﻦ هـﺬا ﺷﻴﺌًﺎ ؛ ﻓﺈﻧﱢﻲ ﻻ أدري ﻣﺎ ﻳﻜﻮن
)(2
)(1
،وﻟﺴﺖ أدري أﻣ ﺪح
اﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻷﺑﻴ ﺎت ﻋﻔ ﻮًا آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ رواﻳ ﺔ أﺑ ﻲ اﻟﻔ ﺮج أم أﻧ ﺸﺪهﺎ أﻣﺎﻣ ﻪ ﻓ ﻲ ن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻗ ﺪ ﺳ ﺎﻓﺮ إﻟ ﻰ دﻣ ﺸﻖ دﻣﺸﻖ؟ ،ﻓﺄﺧﺒﺎرﻩ اﻟﻤﺒﺜﻮﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت ﻟﻢ ﺗ ﺬآﺮ إ ّ ﻟﻤﺪح اﻟﻮﻟﻴﺪ ،وﻣﻬﻤﺎ آﺎن اﻷﻣﺮ ﻓﺎﻷﺑﻴﺎت ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺎﺻ ﺮة ﺟﻠـﻴ ّـﺔ ﻟﻠﻮﻟﻴ ﺪ ،وﺗﺄﻳ ﺪ ﻻ ﻳﺨﻠ ﻮ ﻣﻦ اﻹﻋﺠﺎب واﻟﺤﺐ 0 وﻣﻦ اﻷﻣﻮﻳﻴﻦ اﻟﻜﺒﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺪﺣﻬﻢ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن * ،وآ ﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﻌﺠﺐ ﺑﻪ أﻳﱠـﻤﺎ إﻋـﺠﺎب ﻓﻘـﺪ أورد ﺻﺎﺣﺐ اﻷﻏ ﺎﻧﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻟ ﺴﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ ) " : (3أول ﻣﻦ رﻓﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠ ﻚ ﻓﺄﺧ ﺬ ﻲ أﻻ أﻣ ﺪح أﺣ ﺪًا ﻏﻴ ﺮﻩ ،وآ ﺎن واﻟﻴ ًﺎ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨ ﺔ وآ ﺎن ﻻ ﻳ ﺪع ﺑ ﺮ وﺻ ﻠﺘﻲ واﻟﻘﻴ ﺎم ﻋﻠ ّ ﺑﻤﺆﻧﺘﻲ ،ﻓـﻠﻢ ﻳﻨﺸﺐ أن ﻋُـﺰل و ُوﻟـﱠـﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻜﺎﻧﻪ وآﺎن ﻣﻦ ﺑﻨﻲ اﻟﺤﺎرث ﺑ ﻦ آﻌ ﺐ ، ﻲ ،ﻓﻤﺪﺣﺘ ﻪ ﻲ آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻋﺒ ﺪ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻳﻬ ﺐ ﻟ ﱢ ﻓﺪﻋﺘﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ إﻟﻰ ﻣﺪﺣﻪ ﻃﻤﻌًﺎ أن ﻳﻬﺐ ﻟ ﱢ ﻓﻠﻢ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻲ ﻣﺎ ﻇﻨﻨﺖ " وﻓـﻴﻪ ﻳﻘـــــﻮل : ى ﺧﻴْﺮ ﻣَﻦ ُﻳﺠُـﺘَﺪ َ ﻞ ﻣَﻦ َ إذا ﻗـِﻴ َ
ﻟﻤﻌُﺘ ِﺮ ﻓِــﻬْـــ ٍﺮ و ﻣﺤﺘَﺎﺟَـﻬَـــﺎ
ﻏﻰ ﻞ ﻳﻮ َم اﻟﻮ َ وﻣَﻦ ﻳُﻌﺠﻞ اﻟﺨﻴ َ
ﻞ إﺳــﺮَاﺟﻬَـــﺎ ﺑﺈﻟﺠﺎﻣﻬﺎ ﻗــَﺒ ْـ َ
ﺐ أﺷﺎرت ﻧﺴﺎ ُء ﺑﻨِﻲ ﻏَﺎﻟــِـــ ِ
ﻞ أزواﺟـَــﻬــﺎ إﻟﻴﻚ ﺑﻪ ﻗَـــﺒـْـ َ
وﻣﻦ أﺑﺪع ﻣﺪاﺋﺤﻪ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺤﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺻ ﻔﻬﺎ اﻷﺻ ﻔﻬﺎﻧﻲ ﺑﺄ ﱠﻧﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻓ ﺎﺧﺮ اﻟ ﺸﻌﺮ وﻧ ﺎدر اﻟﻜ ﻼم ،وﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺪ ﺷ ﻌﺮﻩ ﺧﺎﺻ ﺔ
)(4
وه ﻲ ﻗ ﺼﻴﺪة ﻃﻮﻳﻠ ﺔ ﺧﻠ ﻂ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻤ ﺪح
ﺑﺎﻻﻋﺘﺬار ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻏﺰﻟﻴﺔ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : ﺣﺐﱢ ﺳَﻠــْﻤﻰ ﻼ ﻣﻦ ُ ﺣﺒَﺎﺋ ً ﺖ َ ﺻ َﺮ ْﻣ َ َ
ﺴ َﺘﺮَاح ِ ﻟـِﻬــِـ ْﻨ ٍﺪ ﻣـَﺎ ﻋَــ َﻤﺪْت ﻟِــﻤُـ ْ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 212 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ج / 4ص 388 *( ﻋﺒ ﺪ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﺑ ﻦ ﺳ ﻠﻴﻤﺎن ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻠ ﻚ ﺑ ﻦ ﻣ ﺮوان ،أﻣﻴ ﺮ ﻣﺮواﻧ ﻲ أﻣ ﻮي ﺗ ﻮﻟﻲ إﻣ ﺮة ﻣﻜ ﺔ واﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﺳ ﻨﺔ )129هـ( ﻟـﻤﺮوان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺘﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ اﻧﻈﺮ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻓﻲ "اﻷﻋﻼم " ج ، 4ص 175 (3اﻷﻏﺎﻧﻲ ج ، 6ص 105 (4اﻷﻏﺎﻧﻲ 106 /6 39
وﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : )(1
ﺤــﻤُــﻮ َد إﻧــﱢﻲ ﻋ ْﺒ َﺪ اﻟــﻮَاﺣِــ ِﺪ اﻟـ َﻤ ْ أَ
ﻚ ﺑﺎﻟﻘَـﺮَاح ِ ﻄَ ﺨِ ﺳْ ﺺ ﺣ َﺬا َر ُ أﻏَـ ﱡ
ل ﻣُﻬــْﺮي ﺣﺘَﺎي َوﺟَﺎ َ ﺖ را َ ﺸـﻠـﱠـ ْ ﻓَـ ُ
ﺸﺘَﺠــَـ ِﺮ اﻟﺮﱢﻣـَــــﺎح ِ ﻓَﺄﻟـْـﻘَـﺎﻧﻲ ﺑﻤُـ ْ
)(2
وﻳﻘﻮل ﻓــﻴﻬﺎ : ت ُأﺧْﺮى ﺟ ٍﺔ َو َوﻋَﺪ َ ﺖ ﻟﺤﺎ َ ﺸ َ هـَﺸـَـ ْ
ﻞ ﺑـﻨَﺎﺟِــﺰَة ِ اﻟﺴﱠــــﺮَاح ِ ﺨـ ْ وَﻟَـ ْﻢ َﺗ ْﺒ َ
ت ﻗـَﻠـْﺒﻲ ك ﻓﻲ َﻣ َﻨﻌَﺎ ِ ﺖ ﺣﻤَﺎ َ ﺣــ َﻤـ ْﻴـ ُ َ
ﻋـ ْﻨﺪِي ﺑِﺎﻟﻤُـﺒــَـــــﺎح ِ ك ِ ﺣﻤَﺎ َ ﺲ ِ ﻓَـَﻠ ْﻴ َ
ﺟـﻨَـﺎﺣـًﺎ ﺖ َ ﺟــ ْﺪﻧَﺎ ﻏـَـﺎﻟﺒ ًﺎ ﺧُـﻠـِﻘـَـ ْ َو َ
ك ﻗـَﺎدِﻣـَــ َﺔ اﻟـﺠـَـﻨــَﺎح ِ ن أﺑـُـﻮ َ وَآـَـﺎ َ
ﻦ ﺗُﺮﻣﻰ ﻞ ﺣ ْﻴ َ ﺖ ﻣــﻦ اﻟﻐَـﻮاﺋـِـ ِ وَأ ْﻧ َ
)(3
ل ﺑﻤـُـﻨـْﺘَـﺰَاح ِ وَﻣـِـﻦ َذ ﱢم اﻟــﺮﱢﺟــَﺎ ِ
وﻳﻤﺪﺣ ﻪ ﺑﻘ ﺼﻴﺪة أﺧ ﺮى ،أﻃ ﺎل ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻨ ﺴﻴﺐ ،وﻟ ﻢ ﻳﻔ ﺮد ﻟﻠﻤ ﺪح إﻻ أﺑﻴ ﺎت ﻗﻠ ﻴﻼت اﺳﺘﻬﻠﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ : أﺟَﺎرَﺗـَﻨـَﺎ ﺑﺬِي ﻧـَﻔـَـ ٍﺮ أﻗـِـﻴْـﻤِﻲ
ﻓَـﻤَﺎ أَﺑﻜﻲ ﻋـَﻠﻰ اﻟـﺪﱠه ْـ ِﺮ اﻟـﺬﱠﻣﻴـﻢ ِ ِ)ِ (4
وﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ : )(5
ﻟﻌَﺒ ِﺪ اﻟﻮاﺣـ ِﺪ اﻟﻔـَـﻠـْﺞ ِ اﻟﻤُﻌـَﻠـﱠﻰ
ﻖ اﻟﻨﱠﻔـُﻮر ِة وَاﻟـﺨـُـﺼُـﻮم ِ ﻋَــَﻼ ﺧـُﻠ َ
ت ﻓَـﻨَﺎوَﻟـَـ ْﺘ ُﻪ دَﻋـــَـﺘْﻪ اﻟﻤَﻜ ْـﺮُﻣـَﺎ ُ
ﻦ اﻟﻔَـﻄﻴْـــﻢ ِ ﺳﱠ ﺠـ ِﺪ ﻓﻲ ِ ﺧِـﻄـَﺎ َم اﻟﻤَـ ْ
)(6
ﻣﺪح اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻦ : اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻮن هﻢ أﺑﻨﺎء اﻟﻌﺒ ﺎس ﻋ ّﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ -ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ -ﺁل إﻟ ﻴﻬﻢ أﻣ ﺮ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌ ﺪ ﺗ ﺎرﻳﺦ ﻃﻮﻳ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺪﻋ ـﻮة اﻟ ﺴﺮﻳﺔ وﺳ ﻂ اﻟﻤ ـﻮاﻟﻲ ﻓ ﻲ ﺑ ﻼد ﻣ ﺎ وراء ل أﺷ ﺪاء ﻣ ﻦ أﻣﺜ ﺎل أﺑ ﻮ ﺳ ﻠﻤﺔ اﻟﺨ ﻼل ،وأﺑ ﻮ اﻟﻨﻬـﺮ و ﺧـﺮاﺳﺎن واﻟﻜﻮﻓ ﺔ ﻗﺎده ﺎ رﺟ ﺎ ٌ ﻣ ﺴﻠﻢ اﻟﺨﺮاﺳ ﺎﻧﻲ وﻏـﻴﺮهـ ـﻢ ،واﺗ ﺼﻞ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺑ ـ) إﺑﺮاه ـﻴﻢ ﺑ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺺ ،ﻗﺮح ( (1أﻏﺺ :أﺷﺮق ،اﻟﻘﺮاح :اﻟﻤﺎء اﻟﺼﺎﻓﻲ ) اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﻏ ﱠ (2ﻣﺸﺘﺠﺮ اﻟﺮﻣﺎح :ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﻌﺮآﺔ اﻟﺴﺎن )ﺷﺠﺮ( (3ﺑﻤﻨﺘﺰاح :ﺑﺒﻌﻴﺪ ﻣﻨﻪ ) اﻟﺼﺤﺎح /ﻧﺰح ( ؛ اﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻮان ص 87 (4ذي ﻧـﻔـﺮ :ﻣﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﻟﺔ ) ﻳﺎﻗﻮت ( (5اﻟﻔﻠﺞ :اﻟﻈﻔﺮ واﻟﻐﻠﺒﺔ /ﻧﻔﻮرة اﻟﺮﺟﻞ :أﺳﺮﺗﻪ وﻓﺼﻴﻠﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻀﺐ ﻟﻐﻀﺒﻪ "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﻧﻔﺮ" (6اﻟﺪﻳﻮان ص 222
40
اﻹﻣﺎم *( اﻟﺬي آﺎﻧﺖ ﺗﺆﺧﺬ ﻟﻪ اﻟﺒﻴﻌﺔ ﺳﺮًا ،وآﺎن ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘـﻮى واﻟﻮرع واﻟﺠﺎﻩ ، وﻣﺪﺣﻪ ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻧﻮﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻔﻀﻠﻪ ،وﺟﻮدﻩ ،وآﺮم أﺻﻠﻪ ،وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻮت وﻓــﻴﻬﺎ ﻳﻘــــــﻮل : ل ﺖ اﻣﺮ ٌؤ ﺣـُــﻠ ْـ ُﻮ اﻟﻤـُـﺆاﺧَﺎة ِﺑـَﺎ ِذ ُ َوأ ْﻧ َ
ﻄ ِﻨ ْﻊ ﻳــَــﺪَا ﺼَ ﻞ اﻟﻘـَﻮم ِﻟَـ ْﻢ َﻳ ْ إذَا ﻣَﺎ ﺑَﺨﻴ ُ
ﻞ ﻣِـﻦ هـَـﻨﱠﺎ وَهَـﻨﱠﺎ وَراﺛــَـ ًﺔ ﻀُ َﻟَـﻚ اﻟ َﻔ ْ
ﻚ ﻓـﻌـْــــ َﺪدَا ﺲ ﺗِﻠ ْـ َ ب َﻟ ْﻢ ﻳﺨ َﺘِﻠ ْ أﺑًﺎ ﻋـَﻦ َأ ٍ
ﺠ ِﺪ ﻏَﺎﻳَـ ًﺔ س ( ﻣـَﻦ اﻟ َﻤ ْ ﻚ )ﻋَـﺒﱠﺎ ٌ َﺑﻨﻰ ﻟَـ َ
ﺠ ِﺪ أﺻْﻴـَـﺪَا ِإﻟﻰ ﻋِـ ﱢﺰ ﻗـُـ ْﺪﻣُـﻮس ٍﻣِﻦ اﻟ َﻤ ْ
ﷲ ( إ ْذ آﺎَن َﻣـِﺜﻠـــﻬَـﺎ َوﺷَــﻴﱠـ َﺪ ) ﻋَﺒ ُﺪ ا ِ
ﻼ ﻓَـﺘَـﺸـَـــ ﱠﻴﺪَا ب اﻟﻌـُـــ َ وَﺷـَــ ﱠﺪ ﺑـﺈِﻃـْـﻨَﺎ ِ
ﻲ ( ﻓﻲ َﻳﺪَﻳـْـ ِﻪ ﺑﻌــُــﺮو ٍة وَﺷـَـ ﱠﺪ )ﻋـَﻠـ ﱞ
ﻦ ﻣـِـﻦ ﻣـَـﺠ ْـ ٍﺪ أَﻏـَــ ﱠﺮ َﻓَﺄﺣْـﺼَـﺪَا وَﺣَـﺒْﻠـَﻴ ِ
ﻋــﻠـًـﻰ ﻗَـ ْﺪ َورِﺛ ْـ َﺘ َﻬﺎ َو َآ ْﻢ ﻣِﻦ ﻋَﻼ ٍء أو ُ
ك ) ﻣُﺤـَـﻤـﱠـــﺪَا ( ث َأﺑَﺎ َ ﻦ ﻣِﻴﺮا ٍ ﺴَ ﺑﺄﺣْـ َ
)(1
ن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ آ ﺎن ﻣﻄﱠـ ـﻠﻌًﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺧﻔﺎﻳ ﺎ اﻷﻣ ﻮر اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻼ ﻋﻠﻲ إ ﱠ وهﻲ ﻻ ﺗﻨﻬﺾ دﻟﻴ ً إﺑﺮاهﻴﻢ اﻹﻣﺎم ﻳﺤﻴﻜﻬﺎ ﻣ ﻊ دﻋﺎﺗ ﻪ ،وﻧﻼﺣ ﻆ – آ ﺬﻟﻚ -إن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻻ ﻳﺨ ﺸﻰ ﺑ ﺄس اﻷﻣﻮﻳﻴﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ذآﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺎس ﺟﺪ إﺑﺮاهﻴﻢ اﻹﻣﺎم اﻟﺬي ﺳ ﺠﻨﻪ ه ﺸﺎم اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ وﻣﺎت ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ،وﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗ ّﻢ اﻷﻣﺮ ﻟﻠﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ ،ﺳ ﺎرع اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻟﺘﺄﻳﻴ ﺪهﻢ وﻣﺪﺣﻬﻢ ،وﻓﻲ ﻣﺪﺣﻪ ﻟﻠﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﻘـﺒﺔ ﻧﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﻣﺪﻳﺢ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺣﻴ ﺚ ﻳﻬﺠ ﻮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ وﻳ ﺸﺒﻬﻬﻢ ﺑﻌ ﺎد ،وﻳﺜﺒ ﺖ -آ ﺬﻟﻚ – ﺣ ﻖ اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ،وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ أﺧﺒ ﺎر اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﺎ ﻳﻮﺿ ﺢ أﻧ ﻪ اﺗ ﺼﻞ ﺑ ـﺄﺑﻲ اﻟﻌﺒ ﺎس اﻟ ﺴﻔﺎح * وإن آ ﺎن ﻗ ﺪ ﻣﺪﺣ ﻪ ﻼ: ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺪح ورﺛﺎء إﺑﺮاهﻴﻢ اﻹﻣﺎم ﻗﺎﺋ ً ﻰ ﻟـِـﻌَـﺒ ِﺪ اﷲ ِ ﺑﺎﻟـَﻌـﻬـْـﺪ ِ َﺑـ ْﻌـــ َﺪ ُﻩ ﺻَ َوَأ َو ْ
ﻲ ﺿَﻠــﱠــﺖ ِ ﻻ أﻣَــــﺎ ِﻧ ﱠ ﺧـِــﻼﻓَـﺔ ﺣـَـﻖ ٍ َ
*( إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﻌﺒ ﺎس ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ،زﻋ ﻴﻢ اﻟ ﺪﻋﻮة اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﺔ ﻗﺒ ﻞ ﻇﻬﻮره ﺎ ، أوﺻﻰ ﻟﻪ أﺑﻮﻩ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ وﻟﺪ ﺳﻨـﺔ ) 82هـ ( آﺎﻧﺖ ﺷﻴﻌﺘﻬﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ إﻟﻴﻪ وﻳﻜﺎﺗﺒﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺧﺮاﺳﺎن ،ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮوان اﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺁﺧﺮ ﺧﻠﻔﺎء ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ وﺳﺠﻨﻪ وﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﺳﻨﺔ )131هـ( وآ ﺎن راﺟ ﺢ اﻟﻌﻘ ﻞ ،ﻓ ﺼﻴﺢ اﻟﻠ ﺴﺎن ﻳ ﺮوى اﻟﺤﺪﻳﺚ واﻷدب اﻧﻈﺮ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ " اﻷﻋﻼم " ج 1ص 95 (1اﻟﺪﻳﻮان ص 92 *( اﻟﺴﻔﺎح :هﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ اﺑ ﻦ اﻟﻌﺒ ﺎس ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ أﺑ ﻮ اﻟﻌﺒ ﺎس ،أول ﺧﻠﻔ ﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ،واﺣ ﺪ اﻟﺠﺒ ﺎرﻳﻦ اﻟ ﺪهﺎء ،وآ ﺎن ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺔ ،ﻋﻈ ﻴﻢ اﻻﻧﺘﻘ ﺎم ،ﺗﺘﺒ ﻊ اﻷﻣ ﻮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺘ ﻞ واﻟ ﺼﻠﺐ واﻹﺣﺮاق ،ﻟﻘﺐ ﺑﺎﻟﺴﻔﺎح ﻟﻜﺜﺮة ﻣﺎ ﺳﻔﺢ ﻣﻦ دﻣﺎﺋﻬﻢ ،ﻣﺎت ﺳﻨﺔ )136هـ( اﻧﻈﺮ " اﻷﻋﻼم" 116/4
41
ت ﻓَـﺸَـﻤـﱠـ َﺮ ﻋـَــﺒ ُﺪ اﷲ ِ ﻟـَـ ﱠﻤـﺎ ﺗـَﺠـَــﺮﱠد ْ
ل ﻓـﺠَـﻠـﱠــﺖ ِ ﺣـ ْﻮ ٌ ب َو ُ ﺢ ﻣـِﻦ ﺣَـﺮ ٍ ﻟـَـﻮَاﻗِـ ُ
ﻦ ﻓَـﺄَﻧ ْــﻬـَـــﻠـُــﻮا ﻓَـﻘـَﺎ َد إﻟــﻴْﻬـَـﺎ اﻟﺤَﺎﻟـِﺒـﻴـ َ
ت إﻟﻲ اﻟﺮي ﻋـَﻠــﱠـﺖ ِ ﻇـِﻤـَﺎ ًء إذَا ﺻَﺎ َر ْ
ﻦ ب وَﻟَـ ْﻢ َﺗ ُﻜــ ْ ﺣِـﻼَﺑًﺎ َﻧﺤَـﻠﱠــﺘـ ْـﻬَﺎ اﻟﺤُـﺮُو ُ
ﺖ ﻓـَـﺘَﺤـَـــﻠـﱠـﺖ ِ ح ﺣـُـﻠـِــ َﺒ ْ ب ﻟـِـﻘــَﺎ ٍ ﺣـَﻼ َ
ﻓَــﻘَﺎ َم اﺑ ُ ﻦ ﻋَـﺒﱠﺎس ٍ ﻣَـﻘـَﺎ َم اﺑﻦ ِﺣـُــــ ﱠﺮ ٍة
ﺼﻮَار ُم ﺳُـﻠـﱠـﺖ ِ ﺾ اﻟ ﱠ ن إذَا اﻟﺒـِﻴ ُ ﺣـِﺼَﺎ ٌ
ﻀﻮَاﺣـِﻲ ﻣـِﻦ ﻣَﻌـَـ ٍﺪ وَﻏـَــﻴ ِﺮ َهﺎ َأ َﺗ َﺘ ُﻪ اﻟ َ
ﺐ ﻇِـﻼ ًﻓَـﻮْﻗـَﻬـَﺎ ﻓـَﺎﺳْـﺘَﻈـَﻠـﱠـﺖ ِ ﻓـَﻄَـ ﱠﻨ َ
)(1
وﻗﺪ ﻣﺪﺣﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : ﺐ أﺑﻠﻰ اﻟﺨَﻠﻴ َﻔ ُﺔ ﻓـﻴﻬَﺎ وَهــ َﻮ ﻣـُﺤﺘَـﺴِـ ٍَِ س آُـﻠـﱢﻬـُــــ ُﻢ َوﺟَﺎ َء ﺧَﻴ ْــ ُﺮ ﺑَﻨﻲ اﻟﻌَـﺒﱠﺎ َ
ﻦ ﻟَـ ْﻢ ﻳَﺮ ْد ِﻟّﻠ ِﻪ إدْهــَـــﺎﻧـَﺎ ﺑَـــﻼ َء ﻣـَــــ ْ ل أﻋْـﻠﻰ ُأﻣُـﻮ ِر اﻟﻨّﺎس ِﺳُﻠــْـﻄـَـﺎﻧـَﺎ ﻓـَﻨَﺎ َ
)(2
وﻗﺪ اﺗﺼﻞ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﻮر * اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻲ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻓﻘ ﺪ ﺟﻌ ﻞ اﻟﺒﻐ ﺪادي ﻟﻘ ﺎءﻩ ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﻮر ﺳ ﻨﺔ )145ه ـ( ﻓ ﻲ ﺑﻐ ﺪاد ﺣﻴ ﺚ وﻓ ﺪ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻊ وﻓ ﺪ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،ﻓﺄﻧ ﺸﺪﻩ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻘـــــﻮل ﻓـﻴﻬــﺎ : ﻞ ﺑﻨـَﺎ ﺑِـﻴْـ َﺪ أَﺟ ْـﻮَا ِز اﻟﻔـَﻼة ِ اﻟ َﺮوَاﺣِــ ُ
ت ﻦ َﺗﺠَـــــﺎ َو َز ْ ﻚ أَﻣــﻴ َﺮ اﻟ ُﻤﺆْﻣـﻨــﻴـ َ إﻟﻴ َ َﻳ ُﺰ ْر َ ﺢ اﻟﻘﻮ َُم أَﻣـــ َﺮ ُﻩ ﻻ ﻳُﺼﻠ ُ ن اﻣﺮًأ َ
ل ﻦ ﻓــﻴﻤَﺎ ﻳُﺤـَـﺎو ُ ﻻ ﻳَﻨﺘَﺠﻲ اﻷدﻧﻴﻴ َ َ
إذَا َﻣﺎ أﺑﻰ ﺷَﻴﺌــًﺎ ﻣـَﻀﻰ آﺎﻟـﱠـﺬي َأﺑﻰ ﺿﺎ ﺟ ٌﻪ ﻟـَﺪى اﻟﺮ َ آَـ ِﺮﻳْــ ٌﻢ ﻟﻪ وَﺟﻬَﺎن ِ َو ْ
) (3
ﻞ ﻞ ﻓﻬــ َﻮ ﻓـَﺎﻋـِـ ُ ل إِﻧـﱢﻲ ﻓﺎﻋـِـ ٌ ن ﻗـَﺎ َ وَإ ْ ﻞ ﻞ َو َوﺟْـ ٌﻪ ﻓﻲ اﻟﻜـَﺮﻳﻬَـ ِﺔ ﺑَﺎﺳــِـ ُ أَﺳ ْﻴ ٌ
) (4
وﻗﺪ ﻣﺪﺣﻪ ﺑﻘﺼﻴﺪة أﺧﺮى ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴﺔ ،وﺑﺒﺪو أن اﻟﻤﻨ ﺼﻮر آ ﺎن ﻳﺘﺤﻴﻦ اﻟﻔﺮص ﻟﻼﻧﺘﻘﺎم ﻣﻦ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ وﻳﺘﻬﻤﻪ ﺑﻨﺼﺮة اﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ ؛ ﻓﺄﻧﻜﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ذﻟﻚ ﻼ: وﻣــﺪﺣــﻪ ﻗـــــــﺎﺋ ً ل ﻀﻞﱡ ﺑﻬَﺎ اﻟﻀَﻠــُﻮ ُ وَﻣـَـﻨﱠﺎ ُﻩ اﻟﻤُـ ِ
ﻦ َﺗ َﻤ ّﻨﻰ ﺖ ﻋـَﻠﻰ اﻟﺨَﻼﻓَـ ِﺔ ﻣَـ ْ ﻏـَﻠـَـ ْﺒ َ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 72 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 228 *( اﻟﻤﻨﺼﻮر :هﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻌﺒ ﺎس ،أﺑ ﻮ ﺟﻌﻔ ﺮ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ﺛ ﺎﻧﻲ ﺧﻠﻔ ﺎء ﺑﻨ ﻲ اﻟﻌﺒ ﺎس ،ﺗ ﻮﻟﻰ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﺴﻔﺎح ،وﺑﻨﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻐﺪاد ﺳﻨﺔ )145هـ( ،وآ ﺎن ﻋﺎرﻓ ًﺎ ﺑﺎﻟﻔﻘ ﻪ واﻷدب 0ﺗ ﻮﻓﻰ ﺳ ﻨﺔ )158ه ـ( "اﻷﻋﻼم "119/4 (3ﻳﻨﺘﺠﻲ أﻧﺘﺠﺎﻩ ،إذا أﻓﻀﻰ إﻟﻴﻪ ﺳﺮﻩ وﺧﺼﻪ ﺑﻪ (4اﻟﺪﻳﻮان ص 167 42
ﻞ وَﻟـَـ ْﻢ ﻳـﻘـْﺴـَﻢ ﻟـَـ ُﻪ ﻣِـﻨْﻬــَﺎ ﻓـَﺘـِﻴ ْــ ُ
ﻚ ﻧـَﻔــﺴَـ ُﻪ ﺳَﻔـَﻬًﺎ وَﺟُـــﺒْـﻨـًﺎ ﻓَـﺄَهـْﻠَـ َ وﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : ﻦ ك َﺑﻬَﺎ وَﻟﻜِـ ْ س اﺣ ْـﺘَـ َﺒ ْﻮ َ َوﻣَﺎ اﻟـﻨﱠـﺎ ُ
ﻞ ﻚ اﻟﺠَﻠـﻴــ ُ ﻚ اﻟﻤــَﻠِـ ُ ك ﺑـﺬﻟِـ َ ﺣَـﺒَﺎ َ
ث ﻣُـﺤَــــﻤّـ ِﺪ ﻟـﻜـُـ ُﻢ وَآـُـﻨْـﺘُـ ْﻢ ُﺗﺮَا ُ
ل ﻷﺻُﻮ ُ ﻖ ِإ ْذ ﻧُـﻔِﻲ ا ُ ل اﻟﺤَـ ﱢ ُأﺻُﻮ َ
)(1
ﻓﻬﻮ هﻨﺎ ﻳﺸﻴﺪ ﺑﺎﻷﺳﺮة اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ وﻳﺆآﺪ ﺣﻘﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﻓﻬ ﻢ أﺑﻨ ﺎء ﻋ ّﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل وه ﻢ أوﻟﻰ ﺑﺈﻣﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ 0 وﻣــﻦ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻣــﺪﺣـﻬـ ـﻢ داود ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ * ﻓﻘ ﺪ ﺗﻮﺟ ﻪ داود إﻟ ﻲ اﻟـﻤ ـﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﺔ )132ه ـ( ﻓ ﺎﺟﺘﻤﻊ ﻋﻨ ﺪﻩ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﻌﺮاء ﻣ ﻦ ﺿ ﻤﻨﻬﻢ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ وﻗ ﺪ ﻣﺪﺣ ﻪ ﻼ: ﺑﻘﺼﻴﺪة وﺻﻔﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻗﺎﺋ ً ﻞ ﻟـﺪاود ﻣـﻨﻚ ﻣـــﻤــﺪﺣــــﺔ وَﻗــ ْ
ﻞ ﻦ ﺧـﻠـﻔـﻬﺎ ﻧـﻐــ ُ ﻟـﻬـﺎزهــﺎ ﻣــ ْ
أروع ﻻ ﻳﺨـﻠـﻒ اﻟﻌــــﺪات وﻻ
ﻞ ﺗـﻤـﻨﻊ ﻣــﻦ ﺳـــﺆاﻟـﻪ اﻟﻌـــﻠــ ُ
ﻟــﻜـﻨﻪ ﺳــــﺎﺑﻎ ﻋــــﻄـــﻴـﺘــﻪ
ﻳــﺪرك ﻣـﻨﻪ اﻟﺴـﺆال ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻮا
ب ﻣـــﺮوءﺗﻪ ﻻ ﻋــﺎﺟ ٌﺰ ﻋــﺎز ٌ
ﻞ ﻒ ﻓﻲ رأﻳــﻪ زﻟــ ُ وﻻ ﺿﻌــﻴـ ٌ
)(2
وﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﺣﻪ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮل : ب ﻣﻐﻠــﻘـــ ًﺔ ﺖ ﻟـﻚ اﻷﺑــﻮا َ ﻓـﻘـﺪ ﻓـﺘﺤــ ُ ﺶ ﻓﻲ ﻏﻤ ِﺮ ﻣﺠـِﺪهـﻢ دار اﻟﻤﻠﻮك ﺗﻌـ ْ داود داود ﻻ ﺗـﻔـــﻠــﺖ ﺣـﺒﺎﺋـﻠـــــﻪ
ﻞ ذي ﺗﺎﺟﻴﻦ ِ ﻣﻔـﻀﺎل ِ ﻞ ﻋﻠﻰ آ ﱢ ﻓﺎدﺧ ْ وارﻓـﻊ رﺟﺎءك ﻋـــﻦ ﻋـ ﱢﻢ وﻋـﻦ ﺧﺎل ِ )(3
واﺷـــﺪد ﻳﺪﻳﻚ ﺑﺒﺎﻗﻲ اﻟــﻮ ّد وﺻـﱢﺎل ِ
ﻣﺪح اﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ : ﻳﻄﻠ ﻖ اﺳ ﻢ اﻟﻌﻠ ﻮﻳﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ أﺑﻨ ﺎء اﻹﻣ ﺎم ﻋﻠ ﻲ -آ ﺮم اﷲ وﺟﻬ ﻪ -ﻣ ﻦ اﻟ ﺴﻴﺪة ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨ ﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ -ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ -وأﺑﻨ ﺎﺋﻬﻢ وأﺣﻔ ﺎدهﻢ وﻗ ﺪ آ ﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ (1اﻟﺪﻳﻮان ص 173 *( داود ﺑﻦ ﻋﻠﻲ :هﻮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ،أﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎن أﻣﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ ،وهﻮ ﻋﻢ اﻟ ﺴﻔﺎح واﻟﻤﻨﺼﻮر ،وﻻﻩ اﻟﺴﻔﺎح إﻣﺎرة اﻟﻜﻮﻓﺔ ﺛﻢ إﻣﺎرة اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻣﻜﺔ واﻟﻴﻤﻦ واﻟﻄ ﺎﺋﻒ ،وه ﻮ أول ﻣ ﻦ أﻗ ﺎم اﻟﺤ ﺞ ﻟﻠﻨ ﺎس ﻓﻲ وﻻﻳﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ ) 133هـ( اﻧﻈﺮ "اﻷﻋﻼم" ج /2ص 333 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 171 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 178 43
ﺼﻬﻢ ﺑﻘ ﺼﺎﺋﺪ ﻋﺪﻳ ﺪة ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺼﺮﻳﻦ ﻣﺘﺸﻴﻌًﺎ ﻟﻬﻢ ﻳﻤﻸ ﺣﺒﻬﻢ واﺣﺘ ﺮاﻣﻬﻢ ﻗﻠﺒ ﻪ ،وﻗ ﺪ ﺧ ّ ﻲ ،أﻣﺎ هﺠﺎؤﻩ ﻟﻬﻢ ؛ ﻓﻠﻌّﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﻘ ّﻴﺔ ﻓﻘﺪ آﺎن اﻟﻤﻨﺼﻮر ﻣﺘﺮﺑ ﺼًﺎ ي واﻟﻌﺒﺎﺳ ّ اﻷﻣﻮ ّ ﺑ ﻪ ﺗﻮّاﻗ ًﺎ ﻟ ﺴﻔﻚ دﻣ ﻪ ﻓﻘ ﺪ أورد اﻟﺒﻐ ﺪادي ) (1ﺧﺒ ﺮًا ﻳﻤﺜ ﻞ ﺧ ﻮف اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﻓ ـﺘﻚ ﻋ ـﺪﻩ ﻟ ﻪ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﻗـﺎﺋﻼ ً " :إن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ رﺟﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌ ﺪ ﻣﺪﺣ ﻪ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر وﺗﻮ ّ ﺑﺎﻟﻘـﺘﻞ إذا ﺑﻠﻐﻪ ﻋﻨ ﻪ أﻣ ﺮ ﻳﻜﺮه ﻪ ،ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ :ﻓﺄﺗﻴ ﺖ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻓﺄﺗ ﺎﻧﻲ رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﻲ ،ﻓﻘﻠﺖ :ﺗﻨﺢ ﻋﻨ ّ اﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﻓﺴﻠّـﻢ ﻋﻠ ﱠ ﻲ ﻻ ﺗﺸﻴﻂ ﺑﺪﻣﻲ " ،وﻣﻦ اﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺪﺣﻬﻢ إ ّﺑﺎن اﻟﻌﻬﺪ اﻷﻣﻮي ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ﺑ ﻦ ﺟﻌﻔ ﺮ * ﻓﻘ ﺪ ﻣﺪﺣ ﻪ ﺑﻘ ﺼﻴﺪة ﺑ ﺪأهﺎ ﺑﻤﻘﺪﻣ ﺔ ﻼ: ﻏـﺰﻟﻴﺔ ،ووﺻﻔﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺮم ورﺟﺎﺣﺔ اﻟﻌﻘﻞ وﺗﻐﻨﻰ ﺑﻜﺮم أﺻﻠﻪ ﻗﺎﺋ ً ب ﺷـَﺪﻳ ُﺪ اﻟـﺘـﱠـﺄﻧـّﻲ ﻓﻲ اﻷﻣـُﻮر ِ ﻣـُﺠَـ ﱢﺮ ٌ
ﻖ ﻣَﺘﻰ ﻳَﻌـ ُﺮ أﻣـ ُﺮ اﻟﻘـَـﻮْم ِ ﻳـَﻔــْﺮ ِ َوﻳَﺨـﻠـُـ ُ
آَـﺮَﻳ ٌﻢ إذَا ﻣـــَﺎ ﺷـَﺎ َء ﻋـَـ ﱠﺪ ﻟـَـ ُﻪ أَﺑـــــــ ًﺎ
ِ)(2
ك اﻟــ ُﻤﺤَــﻠـﱢﻖ ِ ق اﻟــﺴﱢـﻤَــﺎ ِ ﺐ ﻓــَــ ْﻮ َ ﻟَـ ُﻪ ﻧَـﺴَـ ٌ
ﻞ ﺣُـــــﺮﱠة ٍ ﻞ ﻋـَﻠﻲ آـُـ ﱠ ﻀٌ َوُأﻣّـًﺎ ﻟـﻬَــﺎ ﻓَـ ْ
ﻖ ﺑﺎﺑﻨِـﻬَﺎ اﻟﻘَـ ْﻮ َم ﺗَﺴــﺒـــِﻖ ِ ﻣـَﺘﻰ ﻣَﺎ ُﺗﺴَـﺎ ِﺑ ْ
ﺐ ﻣـِﻦ ﺁ ل ِهَﺎﺷِــﻢ ٍ ﻞ اﻟـﻘَـﻠ ْـ ِ ﺤﱠ ﺖ َﻣ َ ﺣـَﻠـَﻠ ْـ َ
ﻚ ﻣَﺄوى ﺑﻴﻀِﻬـَﺎ اﻟﻤُـﺘَـﻔَــــﻠــِـﻖ ِ ﻓَـﻌُـﺸـﱠـ َ ﻲ اﻟــﻤُـﺮَهـﱠــــﻖ ﻚ اﻷرﻳَﺤـ ﱠ ﻞ أَﺑ ْﻴ َ وَﻣﺜْـ ُ
ﻞ ﺟَﻌﻔـَــــﺮ ٍ ﻞ ﻋـَﺒ ِﺪ اﷲ ِ أ ْو ﻣـَﺜ َ ﻦ ﻣﺜ ُ ﻓـَـﻤَـ ْ
ِ)(3
وﻟﻪ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى ﻓﻲ ﻣﺪﺣﻪ اﺳﺘﻬﻠﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ: ﺲ وَاﻟﻔـُـﺆَا َد اﻟﻐـَـ ِﻮﻳﱠﺎ ﺐ اﻟـﻨﱠﻔـ َ ﻋَﺎ ِﺗ ِ ﺐ َﻣﺪْﺣــًﺎ َأﺑَﺎ ُﻣﻌَﺎوﻳﺔ َ اﻟﻤـَــــﺎ ﺣ ُ ُأ ْ ح ﻟﻠﻤَﺠ ْـ ِﺪ ﺑَﺴـﱠـــﺎ ﻞ آَـ ِﺮﻳْﻤًﺎ ﻳَﺮﺗَﺎ ُ َﺑ ْ
ﺖ ﺻـﺒَـﻴـﱠﺎ ﺴ َ ﻓﻲ ﻃِﻼب ِ اﻟـﺼّﺒـَﺎ ﻓـَﻠَـ ْ ﻻ ﺗﻠﻘَـ ُﻪ ﺣَــﺼُﻮرًا ﻋـَــــﻴـِـﻴـﱠـﺎ ﺟــــ َﺪ َ ل ﺣَـ ِﻴـﻴـﱠـﺎ ﻣ ًﺎ إ َذ ا هــــــَـ ﱠﺰ ُﻩ اﻟــﺴُـﺆَا ُ
ِ)(4
)(5
(1ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد 130-129/6؛ وأﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ ﻃﺒﻘﺎت اﺑﻦ اﻟﻤﻌﺘﺰ ص20 *( هﻮ :ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺷﺠﻌﺎن اﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ وأﺟﻮدهﻢ وﺷﻌﺮاﺋﻬﻢ ،ﻳ ﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻧﺪﻗﺔ 0وآﺎن ﻓﺘﺎآﺎ ﺳﻲء اﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ،ﻃﻠﺐ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ أواﺧﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ ﺳﻨﺔ )127ه ـ( ﺑﺎﻟﻜﻮﻓ ﺔ وﺑ ﺎﻳﻊ ﻟ ﻪ أهﻠﻬ ﺎ ، وﺧﻠﻌﻮا ﻃﺎﻋﺔ ﺑﻨﻲ ﻣﺮوان وﻗﺼﺪﻩ ﺑﻨﻮ هﺎﺷﻢ آﻠﻬﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻨﺼﻮر ،واﺳﺘﻔﺤﻞ أﻣﺮﻩ وﺟﺒ ﻲ ﻟ ﻪ ﺧ ﺮاج ﻓ ﺎرس وﻗﺘ ﻞ ﺳﻨﺔ )131هـ( ﺑﺄﻣﺮ أﺑﻲ ﻣﺴﻠﻢ اﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ " اﻷﻋﻼم " ج 4ص139 (2ﻳﻔﺮي :ﻳﺸﻖ وﻳﻘﻄﻊ "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﻓﺮا" (3اﻟﻤﺮهﻖ :اﻟﺠﻮاد اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺬي ﻳﻐﺸﺎﻩ اﻟﻨﺎس /اﻟﺪﻳﻮان ص 160 (4اﻟﺤﺼﻮر :اﻟﻤﻤﺴﻚ اﻟﺒﺨﻴﻞ ،واﻟﻀﻴﻖ اﻟﺼﺪر "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﺣﺼﺮ" (5اﻟﺪﻳﻮان ص244 44
ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻼﺣﻆ إن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳ ﺴﻮغ ﻟﺤ ّﺒ ﻪ واﺗ ﺼﺎﻟﻪ ﺑﻤﻤﺪوﺣ ﻪ اﻟ ﺬي ﺟﻤ ﻊ ﺧ ﺼﺎل اﻟﺨﻴ ﺮ وﻧﻌﻮت اﻟﺠﻼل 0 وﻓــﺪ أوﺿﺤﺖ أﺧﺒﺎرﻩ أﻧﻪ آﺎن ﻋﻠﻲ ﺻﻠﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺄﺑﻨﺎء اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟﺐ -آﺮم اﷲ وﺟﻬﻪ -وه ﻢ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ،وﺣ ﺴﻦ ،وإﺑ ﺮاهﻴﻢ ،وﻋﺒ ﺎس ،آﻤ ﺎ اﺗ ﺼﻞ ﺑﺎﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ زﻳ ﺪ ،وﻗ ـﺪ ﺣ ﺎول اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﻮن ﻓ ﻲ ﺑ ﺎدي اﻷﻣ ﺮ اﺳﺘﺮﺿ ﺎء أﺑﻨ ﺎء ﻋﻠ ﻲ ؛ ﻟﻴ ﺼﺮﻓـﻮهـﻢ ﻋ ﻦ اﻟﺤﻜ ﻢ ،ﻓﺎﻗ ـﺘﻄﻌﻮا ﻟﻬ ﻢ اﻹﻣ ﺎرات وأﻏـﺪﻗ ـﻮا ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻷﻣ ﻮال ورأى اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ أﻻ ﻳﻜ ﻮن ﺑﻤﻨ ﺄى ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟﺨﻴ ﺮ اﻟﻌﻈ ﻴﻢ ،وأﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﺘ ﺼﻞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻦ ﻟﻌﻼﻗـﺘﻪ ﺑﺎﻷﻣﻮﻳﻴﻦ ،اآﺘﻔﻲ ﺑﺄن ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺄﺑﻨﺎء اﻟﺤ ﺴﻦ ﻓﻘ ﺎل :ﻳﻤ ﺪح اﻟﻌﺒ ﺎس اﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ * ﺖ ﺠ َ ﺖ ﻟﻠﺤَﺎﺟَﺎت ِ وَاﻋـﺘـَﻠَـ َ ﺿ ُ ﻟَـﻤﱠﺎ ﺗَﻌﺮﱠ ْ
ﺳﻮَاﺳَﺎ ﺿﻤِـﻴ ُﺮ اﻟﻘـَﻠـْﺐ ِ َو ْ ﻋِـﻨْﺪي َوﻋَﺎ َد َ
ﺼﺪَرهـَــﺎ ﺤــﺎﺟَﺎت ٍ َو َﻣ ْ ﺖ أَﺑﻐﻲ ﻟ َ ﺳ َﻌ ْﻴ ُ َ
ﺠ ِﺪ ﻟـَﺒـﱠﺎﺳـَـــﺎ ﺑــّﺮًا آـَﺮﻳﻤًﺎ ﻟـِـﺜَـﻮْب ِ اﻟﻤَـ ْ
ﺤﺴْﻨﻰ َووَﻓـﱠـﻘــ ِﻨﻲ ﷲ ﻟــﻠ ُ ﻲ ا ُ هـَـــﺪَاﻧ َ ح ﻣـﻦ أَﺑﻲ ﺣَـﺴَـﻦ ٍ ﻲ وَﻗِـ ْﺪ ٌ ح اﻟﻨﱠﺒ ﱢ ﻗِـ ْﺪ ُ
ﺷﺒَﺎب ِ اﻟﻨﱠﺎس ِﻋـﺒﱠـﺎﺳَﺎ ﺖ ﺧﻴ َﺮ َ ﻓـَﺎﻋـْﺘَـ ْﻤ ُ ﺟﺮَى ﻟَـ ْﻢ ﻳَﺤـﺮ ﺣَـﻨﱠﺎﺳـــَﺎ ﺴﻴْﻦ ٍ َ ﺣَ وَﻣﻦ ُ
)(1 )(2
وﻗﺎل ﻣﺨﺎﻃﺒًﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﻤﻌﺮوف ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴﺔ * : ت ﻞ اﻟﻤُـﻠﺠَـﻤَـــﺎ ُ ﻚ اﻟﺮﱠواﺣـِــ ُ َأ َﺗ ْﺘ َ
ﺑﻌﻴﺴَﻲ ﺑﻦ ِﻣُﻮﺳﻲ ﻓَﻼ َﺗ ْﻌﺠَﻞ ِ
ن اﻟـﺤَــﻴـَــﺎ َء سإﱠ ﻲ اﻟــﻨﱠﺎ ُ لﻟ ﱠ َوﻗَﺎ َ
ك ﻣـَـ َﻊ اﻟـﻤَــﻠﻚ ِ اﻟـﻤُـﻘـْـﺒـِـﻞ ِ أَﺗــَـﺎ َ
ﻦ ﺳَﺎﻗﻲ اﻟﺤَﺠﻴﺞ ِ ﻓَـﺪُوﻧﻜـَﻬـَﺎ ﻳَﺎ اﺑ َ
ﻚ ﻟَـ ْﻢ أَﺑـﺨـَـــــﻞ ِ ﻓـَﺈﻧـﱢﻲ ﺑﻬَﺎ ﻋــﻨـ َ
ﺖ اﺑـﻨـُــ ُﻪ ﻲ َوأَﻧ َ ﺻﱢ ﻟﻘـَﻮل ِاﻟـَﻮ ِ
ﻲ اﻟــﻬـُـﺪى اﻟــﻤــﺮﺳـَﻞ ﻲ ﻧـَﺒ ﱢ وَﺻ ﱢ
)(3
(1اﻋﺘﻤﺖ :ﻗﺼﺪت *( هﻮ اﻟﻌﺒﺎس ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ،اﺣ ﺪ ﻓﺘﻴ ﺎن ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ،ﻗ ﺒﺾ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻼ ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻮن ﻓﺴﺠﻨﻮﻩ ،وﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﺳﻨﺔ )145هــ( ﻧﻘ ً (2اﻟﻘﺪح :اﻟﺴﻬﻢ /اﻟﺤﻨﺲ :اﻟﻮرع واﻟﺘﻘﻰ /اﻟﺪﻳﻮان ص 133 *( اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴ ﺔ :ه ﻮ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ،أﺑ ﻮ ﻋﺒ ﺪ اﷲ اﻟﻤﻠﻘ ﺐ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴﺔ اﺣﺪ اﻷﻣﺮاء اﻹﺷﺮاف ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ،ﺑﺎﻳﻌ ﻪ رﺟ ﺎل ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ،وآ ﺎن اﻟ ﺴﻔﺎح واﻟﻤﻨ ﺼﻮر ﻣ ﻦ دﻋﺎﺗﻪ ،ﺗﺨﻠﻒ هﻮ وأﺧﻮﻩ ﻋﻦ ﺑﻴﻌﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﻓﻘﺘﻠﻪ ﻣﻮس ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻲ ﺳﻨﺔ )145هـ( "اﻷﻋﻼم "ج/6ص 220 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 186 45
آﺎن ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ُﻳﺠْﺮي ﻋﻠﻲ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ رزﻗ ًﺎ ﻓﻘﻄﻌﻪ ﻋﻨﻪ وﻏﻀﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻌﺮض ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺣﻪ ﻟﻠﺤﺴﻦ ﺑﻦ زﺑﺪ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻣﻌﺘﺬرا و أﻧﻜﺮ أﻧﻪ ﺗﻌﺮض ﻟﻬﻢ وإﻧﻤ ﺎ أراد ﻓﺮﻋﻮن وهﺎﻣﺎن وﻗﺎرون ) ، (1وﻗﺎل هﺬﻩ اﻷﺑﻴﺎت ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ : ﺑﺎﺑﻦ اﻟﻔﻮاﻃﻢ ِ ﺧﻴﺮ ِ اﻟﻨﺎس آﻠﻬﻢ
ﺑﻴﺘًﺎ وأوﻻه ُﻢ ﺑﺎﻟﻔﻮز ِﻻ اﻟــﻐَـﺒـﻦ ِ
ن آﻨﺖ ﻧﺤﻮي ﻓﺎن اﷲ َﺟـﺎﺑ ُﺮﻧﺎ إْ
وﻻ اﺟﺘﺒﺎ َر ﻟﻨﺎ إن أﻧﺖ ﻟــﻢ ﺗﻜـــﻦ ِ
وَأﻧﺖ ﻣــﻦ هﺎﺷﻢ ٍ ﻓﻲ ﺳ ﱢﺮ ﻧﺒﻌﺘﻬﺎ
ق هُــﺠﻨ َﺔ اﻟــﻄـﱢـﻴـَﻦ ِ وﻃﻴﻨﺔٌ ﻟﻢ ﺗﻔﺎر ْ
ﻟﻮ راهﻨﺖ هﺎﺷ ٌﻢ ﻋـﻦ ﺧﻴﺮهﺎ رﺟﻼ
آﺎن أﺑﻮك اﻟﺬي ُﻳﺨْـﺘَـﺺﱡ ﺑﺎﻟﺮهـﻦ ِ
وَاﷲ ﻟﻮﻻ أﺑﻮك اﻟﺨﻴ ُﺮ ﻗــﺪ ﻧﺰﻟــﺖ
)(2
ﻞ اﻟﻠﺆم واﻟﻮهــــﻦ ِ ف ﺑﺄهـ َ ﻣﻨﻲ ﻗـَـﻮا ٍ
آﻤ ﺎ ﻣ ﺪح اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ زﻳ ﺪ * ﺑﻘ ﺼﻴﺪة ﻃﻮﻳﻠ ﺔ ﺗﻐﻨ ﻰ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺑﻜﺮﻣ ﻪ وﺷ ﺮف ﻧ ﺴﺒﻪ ، وﻋ ﱠﺮض ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ وﺑﺎﺑﻨﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ وإﺑﺮاهﻴﻢ ،وﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮل : أوﺻﺎف زﻳﺪ ٍ ﺑﺄﻋـﻠﻰ اﻷﻣـــﺮ ﻣﻨـﺰﻟ ٍﺔ
ﺢ اﻷﻣـﺮ ِﺑﺎﻟﺤـﺴﻦ ِ ت ﻗــﺒـﻴ َ ﻓــﻤﺎ أﺧــﺬ َ
ﺖ ﺑِـﻬﺎ ق ﺧـُﺼﺼ َ ت ﺻﺪق ٍ وأﺧـﻼ ٌ ﻼ ُ ﺧَ
ﻦ ﺑﺎﻟـ َﺪرَن ِ ﻦ وﻟﻢ ﻳُﺨــﻠﻄ ْـ َ ﻓــﻠﻢ ﻳﻀﻌـْــ َ
ﻦ ﻣـﻦ ﻻﻗـﺎك ﺳﺎﻧﺤــــﺔ ﺗـﻠـﻘــﻰ اﻷﻳﺎﻣـــ َ
ِ)(3
ﻖ وﻋـﻮ ٌد ﻏــﻴــﺮ ذي أﺑَﻦ وﺟــ ٌﻪ ﻃﻠﻴ ٌ
ﺖ ﻣـِﻦ هـﺎﺷـﻢ ٍﺣـﻘـ ًﺎ إذا اﻧـﺘـﺴـــﺒـﻮا وَأﻧ َ
ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻜﺐ اﻟﻠﻴﻦ ِﻻ ﻓﻲ اﻟـﻤـﻨﻜﺐ اﻟﺨـﺸﻦ ِ
ﺖ ﻟــﻬـﻢ ك ﺧــﻴ ُﺮ ﺑﻨـﻴـﻬـــﻢ إن ﺣـﻠـﻔـ َ ﺑﻨﻮ َ
)(4
ﻼ ﻣـــــﻦ ﻋــﻄـﻴــﺘـﻪ ِ ك ﻓــﻀ ً واﷲ ﺁﺗﺎ َ
وأﻧـﺖ ﺧـﻴﺮهــ ُﻢ ﻓﻲ اﻟﻴـﺴـﺮ واﻟــﻠــﺰن ِ
) (5
ﻋــﻠﻲ هـﻦ ٍ وهـﻦ ٍ ﻓـﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ وهـﻦ ِ
ﻣﺪح أوﻟﻲ اﻟﻔﻀﻞ واﻟﻴﺴﺎر : ﻲ ﻣﻤ ﻦ آﺎﻧ ﺖ اﺗﺼﻞ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﺒﻌﺾ ﻓ ﻀﻼء اﻟﻌ ﺼﺮﻳﻦ اﻷﻣ ﻮي واﻟﻌﺒﺎﺳ ّ ﻟﻬﻢ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس ،ﻓﻘﺪ ﻣﺪح أﺑﻨﺎء ﻣﻄﻴ ﻊ إﺑ ﺮاهﻴﻢ وﻋﻤ ﺮان ،واﻟ ﺴﱠﺮي (1اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص371 -370 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 236 *( هﻮ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ زﻳﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ،أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ أﻣﻴ ﺮ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ وواﻟ ﺪ اﻟ ﺴﻴﺪة ﻧﻔﻴ ﺴﺔ ،آ ﺎن ﻣ ﻦ اﻷﺷﺮاف اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ،ﺷﻴﺦ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻪ اﺳﺘﻌﻤﻠﻪ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺛ ﻢ ﻋﺰﻟ ﻪ وﺧﺎﻓ ﻪ وﺣﺒ ﺴﻪ ﻓ ﻲ ﺑﻐ ﺪاد 0ﺗﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ 168ﻩ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎز " اﻷﻋﻼم " ج/2ص191 (3اﻷﻳﺎﻣﻦ :اﻟﻴﻤﻴﻦ /اﻷﺑﻦ :اﻟﻌﻴﺐ "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة "أﺑﻦ" (4اﻟﻠﺰن :اﻟﻀﻴﻖ "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﻟﺰن" (5هـﻦ :آﻠﻤﺔ ﻳﻜﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ اﺳﻢ إﻧﺴﺎن /اﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻮان ص 232 46
اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮان واﻟﻤﻄﻠﺐ واﺑﻨﻪ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄّـﻠﺐ اﻟﻤﺨﺰوﻣ ﻲ ، وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺰهﺮي وﺳﻨﺘﻨﺎول ذﻟﻚ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ 0 وﻣﻦ ﻣﻤﺪ وﺣﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻣﻮي إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻄﻴﻊ وأﺧﻮﻩ ﻋﻤ ﺮان اﻟﻠ ﺬان أﺳ ﺒﻐﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﺮه ـﻤﺎ وأﻓﺎﺿ ﺎ ﻋـﻠﻴـ ـﻪ ﻣ ﻦ ﻧ ﻮا ﻟﻬ ـﻤﺎ اﻟﻜﺜﻴ ﺮ ،وﻗ ﺪ أورد ﺻ ﺎﺣﺐ ﻼ: اﻷﻏﺎﻧﻲ ﻗﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺣﻪ ﻹﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻄﻴﻊ * ﻗ ﺎﺋ ً ﻗﺎل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ " :ﻣﺎ رأﻳﺖ أﺣﺪا ﻗﻂ أﺳ ﺨﻰ وﻻ أآ ﺮم ﻣ ﻦ رﺟﻠ ﻴﻦ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻄﻴﻊ ،وإﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻌﻤﺮ 000ﻓﺄﻣﺎ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻓﺄﺗﻴﺘ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻨﺰﻟ ﻪ ﺑﻤ ﺸﺎش ) (1ﻋﻠ ﻰ ﺑﺌ ﺮ اﺑ ﻦ اﻟﻮﻟﻴ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﺜﻤ ﺎن ﺑ ﻦ ﻋﻔ ﺎن ، ﻲ ،ﺛ ّﻢ ﻗﺎل :ﻻ ﺻ ﱠﺮ ٍة ﻣﻦ دراهﻢ وﺣُﻠ ّ ﻲ ﺑﺮزﻣﺔ ﻣﻦ ﺛﻴﺎب و ُ ﻓﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺛﻢ ﺧﺮج إﻟ ّ واﷲ ﻣﺎ ﺑﻘـﱠـﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﺛﻮﺑ ًﺎ إﻻ ﺛﻮﺑًﺎ ﻧـُـﻮارِي ﺑ ﻪ اﻣ ﺮأ ًة ،وﻻ ﺣَـﻠ ْـ ـﻴًﺎ وﻻ دﻳﻨ ﺎرًا وﻻ درهـﻤًﺎ " ) (2وﻗﺎل ﻳﻤـﺪﺣﻪ : أرﱠﻗـﺘـﻨِﻲ ﺗـَﻠــُﻮﻣُﻨﻲ ُأمﱡ ﺑـــﻜـْـــﺮ ٍ
ﺑَﻌـ َﺪ هَـﺪ ٍء و اﻟـﻠـﱠﻮ ُم ﻗـَـﺪ ُﻳـﺆذِﻳﻨـﻲ
ﺖ ﺖ ﻗـَﺎﻟـَـ ْ ن ُﺛﻤﱠـ َ ﺣَـ ﱠﺬ َرﺗْﻨﻲ اﻟـ ﱠﺰﻣَﺎ َ
ن ﺑﺎﻟـ َﻤﺄﻣُــﻮن ِ ﺲ هَـﺬَا اﻟـ ﱠﺰﻣَــﺎ ُ ﻟـَﻴـ َ
ﺖ ﻟﻤﱠﺎ هـَﺒـﱠﺖ ﺗـُﺤَـ ﱢﺬرُﻧﻲ اﻟﺪﱠه ْـــ ﻗـُﻠ ُ
ﻚ وَاﺳـﺘَـﺒـ ِﻘﻴﻨﻲ َر دَﻋـﻲ اﻟﻠـﱠﻮ َم ﻋَـﻨ ِ
ن ذَا اﻟﺠـُﻮد ِ وَاﻟﻤـَﻜـَﺎ ِرم ِ إِﺑــﺮَا إﱠ ﻗـَـ ْﺪ ﺧَـﺒَـﺮْﻧـَﺎ ُﻩ ﻓﻲ اﻟﻘـَـﺪ ِﻳْﻢ ِ ﻓﺄﻟﻔـﻴ ْـ
ﻞ ﻣَﺎ ﻳـَﻌــﻨِـﻴﻨﻲ هﻴ َﻢ ﻳـَﻌﻨـﻴـ ِﻪ آـُـ ﱠ ﻦ ﻧﺎ َﻣﻮاﻋـِﻴـ َﺪ ُﻩ آـَﻌـَﻴـْﻦ ِاﻟـﻴَـﻘـِــﻴْـ ِ
)(3
) (4
واﻵﺑﻴ ﺎت ﺑﻴﻨ ﺔ اﻻﺳ ﺘﺠﺪاء ؛ ﺣﻴ ﺚ ﻳﺠﻬ ﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺑﺎﻟ ﺴﺆال وﻳﻠ ﺢ ﻓﻴ ﻪ ﺣ ﻴﻦ ﺟﻌ ﻞ اﻟﻤﻤﺪوح هﻮ اﻟﻜﺮم ،واﻟﺠﻮد ،وﺣﻴﻨﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﺑﺮًا ﺣﻔﻴًﺎ ﺻﺎدق اﻟﻮﻗﺖ 0
*( هﻮ :إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻄﻴﻊ ﺑﻦ اﻷﺳﻮد ،ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻋـﺪي ﺑﻦ آﻌﺐ ﻻ ﻳﺬآﺮ ﻋﻨﻪ ﺳﻮى إن أﺑﺎﻩ ﻗﺘﻞ ﻣ ﻊ اﺑ ﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ وان أوﻻدﻩ ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴﺔ " ﺟﻤﻬﺮة اﺑﻦ ﺣﺰم " (1اﻟﻤﺸﺎش :ﻣﻮﺿﻊ ﺑﻴﻦ دﻳﺎر ﺑﻨﻲ ﺳﻠﻴﻢ وﺑﻴﻦ ﻣﻜ ﺔ :ﻳﺘ ﺼﻞ ﺑﺠﺒ ﺎل ﻋﺮﻓ ﺎت ﺟﺒ ﺎل اﻟﻄ ﺎﺋﻒ وﻓﻴﻬ ﺎ ﻣﻴ ﺎﻩ آﺜﻴ ﺮة ، وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﺸﺎش وهﻮ اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﺑﻌﺮﻓﺎت وﻳﺘﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ " ﻳﺎﻗﻮت ج /5ص"131 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ج/4ص 374 (3ذا اﻟﺠﻮد :ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺠﻮد (4اﻟﺪﻳﻮان ص 238
47
وﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻳـﻤـﺪح ﺑﻬﺎ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﻋـﺒﺪ اﷲ * وﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ إﻇﻬ ﺎر آﺮم اﻟﻤﻤﺪوح ،وﻳﺘﺒﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘ ﻲ اﺗﺒﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻊ أﺧ ﻮﻩ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ،واﺳ ﺘﻬﻠﻬﺎ ﻼ: ﻗــــﺎﺋـ ً ف ﻣـُﻔـﻴْـﺪ ِ ﺼﺮْف ِﻣـﺘـَﻼ ٍ ﻚ ﺑـ َ ﻋـَﻠـَـﻴْـ َ
ﺖ ن َأﻟـﻤﱠــ ْ ﺞ إْ ﺤــﻮا ِﺋ ُ ﻚ اﻟ َ ﺳَـﺘـَﻜـْﻔــﻴــ َ
ِ)(1
ﻞ اﻷﺛـﻘــَﺎ َ ل ﻣـَـﺎض ٍ ﻓـَﺘـًﻲ ﻳَﺘَـﺤَـــﻤّــَـ ُ
ل اﻷﺳــِــﻴــــْﺪ ﻣـُﻄــﻴـْـ ٌﻊ ﺟـَـﺪﱠ ُﻩ ﺁ ُ
ﻚ ﻓﻲ ﻣَــﻌـَـ ٍﺪ ﺖ ﻷﻣْــﺪَﺣــــَﻨﱠـ َ ﺣـَﻠـَﻔـ ْـ ُ
َوذِي ﻳَﻤـَﻦ ٍﻋـَﻠﻰ رَﻏ ْـ َﻢ اﻟﺤـَــــﺴُـــﻮد ِ
ﻦ ل ]و[ ﻓـــﻴ ِﻪ ﺣُــﺴــ ْـ ٌ ﻻ َﻳﺰَا ُ ﺑـِﻘـَـﻮْل ٍ َ
ﺑﺄﻓـْـﻮَاﻩ ِ اﻟـ ﱡﺮوَاة ِ ﻋـَﻠﻰ اﻟـﻨـَــﺸِــــﻴْـﺪ ِ
ل ﺣـــَﻘــَـًﺎ ﻷرْﺟـَــ َﻊ َراﺿﻴـًﺎ وَأﻗـــُـ ْﻮ َ
)(2
ﻲ اﻷﺑـــَـ َﺪ اﻻﺑـﻴـْـﺪ ِ وَﻳـَﻐـْـﺒـِـ ُﺮ ﺑَﺎﻗـِـ َ
ي ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ * ،ﻓﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﺑﻴﻨ ﻪ وﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻣـﻤﺪو ﺣـﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻌ ﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻲ اﻟ ﺴﱠﺮ ّ وﺑﻴﻦ اﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺻ ﻠﺔ ﻃﻴﺒ ﺔ ،وﺟﻤﻌ ﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ ﻣ ﻮدة ﺻ ﺎدﻗﺔ ،ﺣﺘ ﻰ إن اﻟ ﺴﺮي آ ﺎن ﻳﺘﺸﻮق إﻟﻲ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ وﻳﺤﺐ أن ﻳﻔـﺪ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻟﻤﺎ ﺗﻮﻟﻲ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ آﺮﻩ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﻟﻮﻓ ﻮد إﻟﻴﻪ إﻻ ﺑﻜﺘﺎب ﻣﻨﻪ ،ﺛﻢ ﺷ ﺨﺺ إﻟﻴ ﻪ 000ﻓ ﺴ ّﺮ ذﻟ ﻚ وﺟﻠ ﺲ ﻟﻠﻨ ﺎس ﻣﺠﻠ ﺴﺎ ﻋﺎﻣ ﺎ ،ﺛ ﻢ إذن ﻻﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ وﻣﻌﻪ راوﻳﺘﻪ اﺑﻦ رﺑﻴﺢ ﻓﺠﻠﺴﻮا وأﻧﺸﺪ اﺑﻦ رﺑﻴﺢ ﻗ ﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ أوﻟﻬﺎ :
)(3
ﻋَـ ْﻮﺟَﺎ ﻋـــَﻠﻰ َرﺑْﻊ ِ ﻟَـﻴْـﻠﻲ ُأمﱢ ﻣَـﺤْﻤـُﻮد ِ آـَـ ْﻴﻤَـﺎ ﻧُـﺴَﺎﺋـِﻠـﻪ ﻣــِﻦ ُدوْن ِ ﻋَــــﺒـﱠـــﻮْد ِ وﻓﻴﻬﺎ ﻳﻤﺘﺪﺣﻪ ﻗﺎﺋﻼ : ي اﻟـــﺬي ﻟـَـﻮْﻻ َ ﺗَـﺪَﻓــُﻘُـ ُﻪ ك اﻟﺴﱠـﺮ ﱡ ذَا َ
ف ﻣَﺎت ﺣـَﻠـﻴـﻒ اﻟ َﻤﺠْـﺪ ِ و!ﻟﺠُﻮد ِ ﺑﺎﻟـﻌُـ ْﺮ ِ
ﺐ ﻋَـﺮْﻓـِﻚ َ َﻳﻌْـﻤَـ ْﺪ ﺧَـﺒْـ َﺮ ﻣـَﻌـْﻤُـﻮد ِ ﺠﺘَـ ِﺪ َﻳ ًﺎ ﻟِـﺴَـﻴ ْـ ِ ﷲ ُﻣ ْ ﻦ ﻋَـﺒــ ِﺪ ا ِ ك َ اﺑ َ ﻦ َﻳﻌْـﺘـَﻤِـ ْﺪ َ َﻣ ْ ﻦ ُذرَى اﻟﻜُـﻮْم ِ اﻟـﻤـَﻘـَﺎﺣـِﻴﺪ ِ ث ﺑﻬِـ ْﻢ وَاﻟﻤُـﻄـْﻌِـﻤْـﻴ َ ﻦ اﻷَﺳـَﺎ ِة اﻟﺸﱡـﻔـَﺎ ِة اﻟﻤُـﺴْﺘـَﻐـَﺎ ِ ﻳَﺎﺑ َ
)(4
)(1
* ( ﻋﻤﺮان :هﻮ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻄﻴﻊ ﺑﻦ اﻷﺳﻮد اﺧﻮ إﺑﺮاهﻴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ ذآﺮﻩ (1اﻷﺳﻴﺪ :هﻮ اﻷﺳﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﺷﻤﺲ اﻟﺠﺎهﻠﻲ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ ،آﺜﻴﺮ اﻟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻮان ص 100 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 100 *( اﻟﺴّﺮي ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ،آﺎن ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻤﻬﺪي ﻓﻲ ﺧﺮاﺳ ﺎن ،ﺛ ﻢ ﺻ ﺎر واﻟﻴ ﺎ ﻟﻤﻜﺔ ﺳﻨﺔ 143هـ ،وﻋﺰل ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻨﺔ 146هـ ،وﻋﻴﻦ واﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ (3اﻷﻏﺎﻧﻲ ص 376 (4ﻣﺠﺘﺪﻳﺎ :ﺳﺎﺋﻼ ،اﻟﺴﻴﺐ :اﻟﻌﻄﺎء ،ﻳﻌﻤﺪ :ﻳﻘﺼﺪ ،ﻳﻌﻤﺪ ﺧﻴﺮ ﻣﻌﻤﻮد :ﻳﻘﺼﺪ ﺧﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮد 48
ﻰ ﻏـَﺎﻳَﺎﺗـِﻬـَﺎ اﻟﻘـُـﻮْد ِ ﻖ اﻟﺠـِـﻴَﺎد ِ إﻟ َ ﺳَـﺒْــ َ
ت ﻗَـﻮْﻣـَﻬـُـــ ُﻢ ﻰ اﻟﺨـَﻴ ْـﺮَا ِ ﻦ إﻟ َ وَاﻟﺴَﺎﺑـِﻘـْﻴـ َ
)(2
ﺺ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ اﻟ ﺴﱠﺮي ﺑﻘ ﺼﺎﺋﺪ ﻋ ـﺪﻳﺪة ﻃ ﺮب ﻟﻬ ﺎ اﻟ ﺴﱠـﺮي ﻓﺄﻧ ﺸﺪﻩ ﻗ ﺼﻴﺪﺗﻪ وﻗ ـﺪ ﺧ ّ اﻟﺒﺎﺋ ّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : ﻞ ﻣُـﺤَـ ﱠﺒ َﺮ ًة ﻚ ﺳَﻠـْﻤـَﻰ وَﻗـُـ ْ ع ﻋَـﻨْـ َ َد ْ
ﻟِـﻤَﺎﺟـِﺪ ِ اﻟﺠَـ ﱢﺪ ﻃـَﻴـﱢﺐ ِ اﻟــﻨـﱠـﺴَــﺐ ِ
ﺤﻤَـ ُﺪ ُﻩ َﻣﺤْﺾ ٍ ُﻣﺼَـﻔــﱠﻰ اﻟ ُﻌﺮُوق ِ َﻳ ْ
ﻓﻲ اﻟ ُﻌﺴْﺮ ِوَاﻟ ُﻴﺴْـﺮ ِآَـ ﱡ ﻞ ﻣُـ ْﺮ َﺗﻐِـﺐ ِ
)(3
اﻟـﻮَاهـِﺐ ِ اﻟﺨـَﻴـْﻞ ِ ﻓﻲ أﻋَـــﻨــﱠﺘــِﻬــﺎ وَاﻟ َﻮ ﺻَﻔـَﺎء ِ اﻟﺤـِﺴـَﺎن ِ آـَﺎﻟـ ﱠﺬهِـﺐ ِ ﺧ ْﺒ ُﺮ ﻣﻜﺘَـﺴَﺐ ِ ﺤﻤْـ ُﺪ ﻓﻲ اﻟـﻨـﱢﺎس َ َﻣﺠْـــﺪًا َوﺣَـﻤْــﺪًا ﻳـُـﻔِــﻴْـ َﺪ ُﻩ آـَــﺮَﻣــًﺎ وَاﻟ َ
) (4
ي ﺑﺎﺑﻦ هﺮﻣﺔ ،وﺳﺄﻟﻪ ﺣﺎﺟﺘ ﻪ ﻓﻴﻘ ﻮل اﺑ ﻦ ﺴﺮ ﱠ ﺣﺐ اﻟ ّ وﻟﻤﺎ ﻓﺮغ اﺑﻦ رﺑﻴﺢ ﻣﻦ اﻹﻧﺸﺎد ر ّ ي :ﺑﻞ " ﺣﺮًا آﺮﻳﻤًﺎ واﺑﻦ ﻋ ّﻢ " ،ﻓﻤ ﺎ ذاك ؟ ﺴﺮ ﱠ هﺮﻣﺔ " :ﺟﺌﺘﻚ ﻋﺒﺪًا ﻣﻤﻠﻮآًﺎ " ﻗﺎل اﻟ ّ ﻻ رهﻨﺘﻪ وﻻ ﺻﺪﻳﻘًﺎ إ ّ ﻻإ ّ وأﺟﺎﺑﻪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ :ﻣﺎ ﺗﺮآﺖ ﻟﻲ ﻣﺎ ً ي ﺴﺮ ﱠ ﻻ آﻠّـﻔﺘﻪ ،وﺳﺄﻟﻪ اﻟ ّ ﻞ ﻋﻨ ﻚ ) (5وأﻗ ﺎم اﺑ ﻦ ﻋ ﻦ دﻳﻨ ﻪ ﻓﻘ ﺎل :ﺳ ﺒﻌﻤﺎﺋﺔ دﻳﻨ ﺎر ،ﻓـﻘ ـﺎل :ﻗ ﻀﺎهﺎ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ّ ي أ ّﻳﺎﻣ ًﺎ وﻋﻨﺪﻣﺎ أراد اﻟﺮﺣﻴﻞ ﻗﺎل ﺷﻌﺮًا ﺗ ﺸﻮق ﻓﺒ ﻪ إﻟ ﻰ أهﻠ ﻪ وأﺣﺒﺎﺑ ﻪ ﺴﺮ ﱠ هﺮﻣﺔ ﻋﻨﺪ اﻟ ّ ﻼ: اﺳﺘﻬﻠﻪ ﻗﺎﺋ ً ﺻﺒَﺎﺑَﺔ ُﻋـَﺎﻧﻲ اﻟﻘــَﻠـْﺐ ِﻣُـﻬـــْﺘـَﺎج ِ ﺖ َ ﺟ ْ ﻦ هـَـــ ﱠﺪ اج ِ َهـﺎ َ أأﻟﺤﻤَﺎﻣَﺔ ُ ﻓﻲ ﻧـــَﺨـــَﻞ ِاﺑـ َ ﺖ ﺚ ﻗَـ ْﺪ َوﺿَﻌ ْ ن اﻟﻐَـ ْﻴ َ أ ْم اﻟـﻤُـﺨَـﺒـﱢـ ُﺮ إ ْ
ﻣِـﻨ ْـ ُﻪ اﻟﻌِـﺸَﺎ ُر ﺗـَﻤــَﺎﻣـًﺎ ﻏــَﻴــ ِﺮ إﺧِــــــﺪَاج ِ
)(6
وﻓﻴﻬﺎ ﻳﻤﺘﺪﺣﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ف أﻣـَـﺪَﺣـُـــــ ُﻪ ﺳ ْﻮ َ ي ﻓَﺈﻧـﱢﻲ َ ﺴـﺮ ﱡ أ ﱠﻣﺎ اﻟ ﱠ
ن آـَﺎﻟـﻬـَﺎﺟﻲ ﺣﺴَﺎ َ ح اﻟـﺬﱢاآِـ ُﺮ اﻹ ْ َوﻣَﺎ اﻟﻤَﺎ ِد ُ
ﷲ أﻧـﻘـــَـﺬَﻧــﻲ ذَاك َ اﻟـﱠـﺬِي هـُﻮ َﺑـَﻌـ َﺪ ا ِ
ﺖ أﻧْـﺴـَﺎ ُﻩ إﻧـْـﻘــَﺎذِي وَإﺧـْــﺮَاﺟــﻲ ﻓـَﻠـَـﺴْـ ُ
ع ﺚ ﺑَﺤﺠْـﺮ إذَا ﻣَﺎ هـَـــﺎﺟَــ ُﻪ ﻓــَـ َﺰ ٌ ﻟـَﻴ ْـ ٌ
ج إﻟـــﻴـْـﻪ ﺑـﺈِﻟــْــﺠـَـــﺎم ٍ َوِإﺳـْــــﺮَاج ِ هَــــﺎ َ
(1اﻟﺬرى :ﺟﻤﻊ ذروة وهﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻨﺎم ،اﻟﻜﻮم :اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء ،وﻏﻠﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺴﻨﺎم ،اﻟﻤﻘﺎﺣﻴ ﺪ :اﻟﻨﺎﻗ ﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺴﻨﺎم (2اﻟﻘـﻮد :ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻞ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﻌﻨﻖ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﻗﻮد ،اﻟﺪﻳﻮان ص 102اﻟﻘﻄﻌﺔ رﻗﻢ 65 (3اﻟﻤﺤﺒﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ :اﻟﺠﻴﺪة اﻟﺤﺴﻨﺔ "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﺣﺒﺮة" (4اﻟﺪﻳﻮان ص 68 (5اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص379 (6اﻟﻌﺸﺎر :ﺟﻤﻊ ﻋﺸﺮاء وهﻲ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﺸﺮة أﺷﻬﺮ ،ﺧﺪﺟﺖ :أﻟﻘﺖ وﻟﺪهﺎ ﻗﺒﻞ ﺗﻤﺎم أﻳﺎﻣﻪ 49
ﻷﺣْــﺒُــﻮَﻧــﱠـﻚ َﻣِـﻤـَﺎ أﺻْﻄـَﻔـِﻲ ﻣِــﺪَﺣـًﺎ
ﻣُــﺼَﺎﺣِــــﺒـَﺎت ِ ﻟـِﻌـُﻤـﱠــﺎر ٍ وَﺣـُــﺠـﱠـــﺎج ِ
أﺳْﺪى اﻟﺼﱠـﻨـﻴ َﻌ َﺔ ﻣِﻦ ﺑِـ ﱟﺮ َوﻣِﻦ ﻟـَﻄـَﻒ ٍ
ﻰ ﻗــَـﺮُوع ٍ ﻟـِـﺒـَﺎب ِ اﻟــﻤُـــﻠـْـﻚ ِ َوﻻّج ِ إﻟ َ
ﺖ آَـ ْﻢ ﻳَـ ٍﺪ ﻟــَﻚ َ ﻓﻲ اﻷﻗـْﻮام ِﻗـْـ َﺪ ﺳَﻠـَﻔـَـ َ
)(1
ﻲ أ ْو ﻋِـ ْﻨ َﺪ ُﻣﺤْﺘـَﺎج ِ ﻋِـﻨ ْـ َﺪ اﻣْﺮئ ٍ ذِي ِﻏـﻨ ً
ي ﺑﺴﺒﻌﻤﺎﺋﺔ دﻳﻨﺎر ﻟﻘﻀﺎء دﻳﻨﻪ ،و ﻣﺎﺋﺔ دﻳﻨﺎر ﻳﺘﺠﻬﺰ ﺑﻬﺎ ،وﻣﺎﺋﺔ دﻳﻨ ﺎر ﺴﺮ ﱠ ﻓﺄﻣﺮ ﻟﻪ اﻟ ّ ﻳﻌﺮض ﺑﻬﺎ أهﻠﻪ ،وﻣﺎﺋﺔ إذا ﻗ ﺪم ﻋﻠ ﻰ أهﻠ ﻪ ) ،(2واﻟﻤﻼﺣ ﻆ أن ﻣﺪﺣ ﻪ ﺑﻌﻴ ﺪا آ ﻞ اﻟﺒﻌ ﺪ ﻞ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ اﻧ ﺼﺮف ﻋ ﻦ اﻟ ﺴﻴﺎﺳﺔ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻜ ﻮن أﺳ ﺒﺎب ﻋ ﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﺤﺰﺑﻴ ﺔ وﻟﻌ ّ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ 0 وﻣﻤﻦ اﺗﺼﻞ ﺑﻬﻢ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮان * وﻗﺎل ﻓﻴﻪ ﻣﺎدﺣًﺎ : ﺺ ﺻِﺪﻓـُـــ ُﻪ ل ﻳَﺨـْـﻠـ ُ ن اﻟﻘَـ َﻮ َ اﻟَـ ْﻢ ﺗـَـ ْﺮ إ ﱠ
وَﺗـَﺄﺑﻰ ﻓَـﻤَﺎ ﺗَـﺰْآـُـﻮ ﻟـﺒَﺎغ ٍ ﺑَـﻮاﻃـِﻠُـ ْﻪ
ذَﻣَـ ْﻤ ُ ﺿ ُﻪ ﺖ اﻣ َﺮأ ًﻟـَﻢ ﻳَﻄـْﺒـﻊ ِاﻟـ ﱠﺬ ﱡم ﻋــَﺮ َ
ﻦ َﻳﺸَﺎآـﻠـُــ ْﻪ ﻼ ﻟـَﺪى ﺗـَﺤﺼﻴـِﻠ ِﻪ َﻣ ْ ﻗـَـﻠـﻴ ً
ﻰ ذي إﻣـَـﺎرَة ٍ ﻓـَـﻤَـﺎ ﺑﺎﻟـﺤِـﺠَـﺎز ِﻣِـﻦ ﻓـَﺘـ ً
ن ﻓـَﺎﺿﻠـُـ ْﻪ ﻦ ﻋﻤﺮا َ ﻻ اﺑ ُ ف إﱠ ﻻ ﺷَـ َﺮ ٍ َو َ
ﻞ اﻟـﺘـﱠــﻤَﺎم ِﻋَـﻮَاذِﻟــُـ ْﻪ ﻻ ﻳـَﻄـُـﻮ ُر اﻟــﺬ ﱡم ﺳـَﺎﺣَـﺔ َﺑـَـﻴْـﺘِـــﻪ ِ وَﺗــَﺸـْﻘﻰ ﺑﻪ ﻟـَـﻴـْـ َ ﻰ َ ﻓـَﺘ ً
)(3
)(4
وﻣﺪح آﺬﻟﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﻤﺨﺰوﻣﻲ * ﺖ اﻟـﺤَﺎدِﺛـَﺎت ِآـَﻨـَﻔـْـﻨَـ ِﻨﻲ ﻟـَـﻤﱠﺎ رَأﻳْـ ُ
ت أﺑَﺎ اﻟﺤَﻜَـ ْﻢ وَأ ْورَﺛـْـﻨَـﻨِﻲ ﺑـُـ ْﺆﺳَﻲ ذَآَـ ْﺮ ُ
ن ﺑﺎﻟﻜَـ َﺮ ْم ن وَاﻟ ُﻤﺼَﻔـﱠـﻮ َ ﺳﺒْﻌَـ ٍﺔ ﻗـَـ ْﺪ ﺗـَﺘـَﺎﺑَﻌــُﻮا هـُﻢ اﻟﻤُـﺼْﻄــَﻔَـ ْﻮ َ ك َ ﻞ ﻣَﻠـُﻮ ٍ ﺳِﻠ ْﻴ َ َ
)(5
ﻓﻼﻣﻪ ﻗﻮم وﻗﺎﻟﻮا :أﺗﻤﺪح ﻏﻼﻣًﺎ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺴﻦ ﺑﻤﺜﻞ هﺬا! ﻗﺎل ﻧﻌﻢ ! وآﺎﻧﺖ ﻟﻪ اﺑﻨﺔ ﻳﻠﻘﺒﻬﺎ ) ﻋﻴﻴﻨﺔ(
)(6
وﻗـــــــﺎل :
ﺤـﻜـَـﻢ ﻼ َهــﺎ أﺑُﻮ اﻟ َ ﺤَ ﻦ اﻟـﺠَـﻮَاري ﻓَـ َ ﻲ ﻋَﺎﻃِــﻠـَﺔٌ ﺑَـ ْﻴ َ ﺖ )ﻋُـﻴـَﻴـْﻨَـ ُﺔ( ﻓــَﻴﻨـَﺎ وَه َ آـَﺎﻧَـ ْ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 78 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ج/4ص 380 *( هﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ،وﻳﻜﻨﻰ أﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎن ،ﻣﺎت ﺳﻨﺔ ) 154هـ( (3ﻟﻢ ﻳﻄﻊ اﻟﺬم ﻋﺮﺿﻪ :أي ﻟﻢ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﻌﻴﺐ أو اﻟﺸﻴّﻦ ،ﻳﺸﺎآﻠﻪ :ﻳﺸﺒﻬﻪ (4ﻻ ﻳﻄﻮر :ﻻ ﻳﻘﺮب ،ﻟﻴﻞ اﻟﺘﻤﺎم :ﻟﻴﻞ اﻟﺸﺘﺎء اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﻤﻤﻞ /اﻟﺪﻳﻮان ص 176 *( اﻟﻤﻄﻠﺐ :هﻮ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻤﺨﺰوﻣﻲ ،ﻣﻦ آﺒﺎر اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ وﻣﻦ رواة اﻟﺤﺪﻳﺚ "ﺟﻤﻬﺮة اﻧﺴﺎب اﻟﻌﺮب " ص142 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 200 (1اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص 386 50
ﻦ ﻟـ َـ ْﻢ ﻧـُﻠ ِـ ِﻢ ﺤـ ُ ن اﻟــﻤـَﻠ ـﻴ َﻢ وَآـَﻨﱠـ ـﺎ ﻧَـ ْ ﺣ ﺴـْﻦ ِ اﻟـﻤَﻘ ـَﺎل ِ ﻟـ َـ ُﻪ آ ـَﺎ َ ﻦ ﻟـَـﺤَﺎﻧـَﺎ ﻋ ـَﻠﻰ ُ ﻓَـ َﻤ ْ
)(1
ﻓ ﺄﺛﻨﻰ ﻋﻠ ﻰ أﻳ ﺎدي أﺑ ﺎ اﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ ،وﻋﺎﺗ ﺐ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻠﻤﻮﻧ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪح ه ﺬا اﻟﻜ ﺮﻳﻢ اﻟﻌﻄﻮف 0 ﻼ: واﺗﺼﻞ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ آﺬﻟﻚ ﺑﺎﺑﻨﻪ اﻟﺤﻜﻢ * ﻣﻦ ﺳﺎدات ﻗﺮﻳﺶ وﻋﻠﻴﺘﻬﺎ وﻣﺪﺣﻪ ﻗﺎﺋ ً ن ﻣَـﻌـﺸ ٌﺮ ﺑﺨــﻠـﻮا واﻟـﺘـــﻮوا ﻓـﺎ ْ
ﺐ ﻋـَـﻠﻲ ذِي ﻗــﺮاﺑـﺘـﻬـــﻢ ﻟـَـ ْﻢ ﻳـَـﺼِـ ْ
ن اﻹﻟـــ َﻪ آـَـﻔـــﺎﻧـﻲ اﻟـــﺘـﻲ ﻓـﺎ ﱢ
ﺐ ﺑــﻬــﻢ و ﺑـﺴـﻴـﺐ ِ ﺑـﻨﻲ اﻟـﻤـﻄـﱠـﻠـ ْ
وَآـَـﻨـﺖ إذا ﺟــﺌﺘـُﻬـﻢ راﻏـــﺒــ ًﺎ
ﺐ ﻣـﺠﻲ َء اﻟـﻤـﺼﺎب ِ إﻟﻲ اﻟﻤﺤﺘﺴـ ْ
ﻒ ﺣَـﺎﺟــــﺘﻲ أﻗــﺮّوا ﺑـﻼ ﺧــﻠــ ٍ
ﻞ ﺳﺎﺋـﻠـﻬـﻢ ﻟــَـ ْﻢ ﻳَـﺨِـــ ْ أﻻ ﻣــﺜـ ُ ﺐ )(2
وﻣﺪح اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻘﺼﻴﺪة أﺧﺮى ﻗـــــــﺎﺋﻼ : ﻦ اﻟـﻤَﺠ ِﺪ وَاﻟـﻌـُـﻼء ﻓـﺄﺿﺤَـﻮا ﻧـﻴـﺎﻣــﺄ وهـــ َﻮ ﻟـﻢ ﻳـَﺘـﺼﺒّـﺢ ِ ﺢ أﻗـﻮا ٌم ﻋَـ ْ ﺗـَﺼ ّﺒ َ ض ﻗـَﻮم ٍ ﺑﻠ ْﺆﻣِـﻬـﻢ ﺖ أﻋـﺮا ُ إذَا آـﺪَﺣ ْ
ﻧـَـﺠَـﺎ ﺳﺎﻟـــﻤـًﺎ ﻣــﻦ ﻟـﺆﻣِـﻬــ ْﻢ ﻟـﻢ ﻳـُﻜـــﺪﱠح ِ
ﻖ رﺣـﻠـَﻪ ن اﻟـﻤـﺠـ َﺪ أﻃـﻠـ َ ﻟـﺪـﻴﻨـﻚ َ إ ﱠ
ﻟـﺪﻳﻚ َﻋـﻠﻰ ﺧﺼ ٍ ﺐ ﺧﺼﻴﺐ ٍ َوﻣَـﺴْـﺮح ِ )(3
آﻤ ﺎ ﻣ ﺪح اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮان اﻟﻄﻠﺤ ﻲ وﺑﻌ ﺚ إﻟﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﻤ ﺪح ﻣ ﻊ راوﻳﺘ ﻪ ، وﻣﺪح -آﺬﻟﻚ -ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ * ﺷﺎآﻴًﺎ إﻟﻴﻪ ﺳﻮء ﺣﺎﻟﻪ ﻓـﻘـــــــــــﺎل : ﻀﺎﻋَـﻔـﻨﻲ ﺷـَـﺪﻳـ ُﺪ اﻟﻤُـﺸْﺘـَﻜـَﻰ ض ﺗَـ َ ﺖ َو ﺷــَـ َﻔـﻨﻲ ﻣـ َﺮ ٌ ﺟــﻔــﻴْـ ُ ﻚ إ ْذ ُ ِإ ﱢﻧﻰ دَﻋَـــﻮْﺗَـــ َ
)(4
ﺞ ﻓﻲ وُﻋــُﻮر ِاﻟــﻤُــﺮْﺗــَﻘَـﻲ ﺖ دُوﻧﻲ اﻟﺤَـﻮا ِﺋ ُ ﻦ ﻃَـﻠَـﺐ اﻟ َﻤﻌـِﻴﺸَـ ِﺔ وَا ْرﺗـَﻘـَـ ْ ﺖ ﻋَـ ْ ﺴ ُ َوﺣُﺒِـ ْ ﺧـﺎء ِ َوﻳَﺎ آـَﺮ ِﻳ ْـ َﻢ اﻟـﻤـُـــﺮْﺗـَﺠـَﻰ ﺼﻮْﺗِـ ِﻪ ﻳـَﺎ ذَا اﻹ َ ف ﺑِـ َ ك ﻓـَـﻘــَـ ْﺪ أﻧــَﺎ َ ﺐ أﺧَــﺎ َ ﻓـَﺄﺟِـ ْ )(5
ﺐ ﻋَـ َﻜ َﺔ ﺑـَﻴـْـ ِﺘـﺘَـﺎ ﺖ ﺻَﺒـَﻴ ْـ َ وَﻟــَﻘـَـ ْﺪ ﺣـُﻔـِﻴ ْـ َ
ﻚ اﻟـﻘـَـ َﺬى ت ﺑـﺼَﻔ ْـ ِﻮة ِﻋـَـ ْﻨ َ َذوْﺑـ ًﺎ َو ِﻣ ْﺰ ُ
ﻓـَﺨُــ ِﺬ اﻟـﻐـَﻨـِـﻴـْﻤـَﺔ َ َو اﻏـْـﺘَـﻨِـﻤـْﻨـِﻲ إﻧـﱠـﻨـِﻲ
ﻚ وَاﻟـﻤُــ َﻜﺎ ِر ُم ﺗـُﺸـْﺘَـﺮَى ﻏـُـﻨ ْـــ ٌﻢ ﻟــﻤِــﺜــْﻠِـ َ
ت ﻣﺎ ﻧﻼم ﻋﻠﻴﻪ /اﻟﺪﻳﻮان ص 217 (2ﻟﺤﺎﻧﺎ :ﻻﻣﻨﺎ وﻋﺬﻟﻨﺎ ،ﻟﻢ ﻧﻠﻢ :ﻟﻢ ﻧﺎ ِ *( هﻮ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﻤﺨﺰوﻣﻲ ،ﻣﻦ ﺳﺎدات ﻗﺮﻳﺶ ،واﻟﻤﻤﺪوﺣﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ (3اﻟﺪﻳﻮان ص 55 *( هﻮ :ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف اﻟﺰهﺮي ،ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﻤﻨﺼﻮر (4اﻟﺪﻳﻮان ص 84 (5ﺗﻀﺎﻋﻒ :ﺻﺎر ﺿﻌﻒ ﻣﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ أي إن اﻟﻤﺮض ﺗﻀﺎﻋﻒ واﺷﺘﺪ "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﺿﻌﻒ" (1ﺣﻔﻴﺖ :أﻋﻄﻴﺖ /اﻟﻌﻜﺔ :زق ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻦ واﻟﻌﺴﻞ /0اﻟﺬوب اﻟﻌﺴﻞ ) اﻧﻈﺮ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب( 51
) (1
ﻦ َر َﻣﻰ ﻲ ﻣَـ ْ ب آَـﻤَﺎ َرﻣَﻰ ﺑ ْ ﺠﺎ ِ ﺤَ ح اﻟـ ِ ﺿ ْﺮ َ َ
ﻦ ِﺑﺤـَﺎﺟـَـﺘِـﻲ َو ﻗَــﻀَﺎ ِﺋــﻬـَـﺎ ﻻ ﺗَـﺮْﻣـِﻴَـ ﱠ َ
وﻓﺪ ﻇﻞ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻳﺘﻜ ﺴﺐ ﺑﺎﻟ ﺸﻌﺮ ﺣﺘ ﻰ أﻗﻌ ﺪﻩ اﻟﻤ ﺮض ﻋ ﻦ ﻃﻠ ﺐ اﻟ ﺮزق إﻟ ﻰ أن ﺗ ﻮﻓﻲ ،وﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻒ ﺷ ﻌﺮﻩ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻤ ﺪح ﺑ ﻞ ﻟ ﻪ ﻗ ﺼﺎﺋﺪ و أﺑﻴ ﺎت راﺋﻌ ﺔ ﻓ ﻲ ﻓﻨ ﻮن اﻟ ﺸﻌﺮ اﻷﺧﺮى ،ﺳﻨﺬآﺮهﺎ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ0
اﻟـﻬـــﺠــــــــــﺎء : اﻟﻬﺠﺎء أدب ﻏﻨﺎﺋﻲ ﻳﺼ ّﻮر ﻋﺎﻃﻔﺔ اﻟﻐﻀﺐ ﺳﻮاء أآﺎن ﻣﻮﺿ ﻮع ه ﺬﻩ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﺔ اﻟﻔﺮد أو اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،أو اﻷﺧﻼق أو اﻟﻤﺬاهﺐ ،وﻳﺮى اﺑﻦ رﺷﻴﻖ " :اﻟﺘﻌ ﺮﻳﺾ أهﺠ ﻰ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﺼﺮﻳﺢ وذﻟ ﻚ ﻷﺗ ﺴﺎع اﻟﻈ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻌ ﺮﻳﺾ ،وﺷـ ـﺪة ﺗﻌـ ـﻠﻖ اﻟﻨﻔ ـﺲ ﺑ ﻪ ، واﻟﺒــﺤـﺚ ﻋــــﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ " )0(2 وﻳﻘ ﻮل اﻟﻘﺎﺿ ﻲ اﻟﺠﺮﺟ ﺎﻧﻲ
)(3
ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺨ ﺼﻮص " :ﻓﺄﻣ ﺎ اﻟﻬﺠ ﻮ ﻓﺄﺑﻠﻐ ﻪ ﻣ ﺎ
ﺟﺮى ﻣﺠﺮى اﻟﺘﻬﺎﻓﺖ ،وﻣﺎ اﻋﺘﺮض ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ واﻟﺘﻌ ﺮﻳﺾ ،وﻣ ﺎ ﻗﺮﺑ ﺖ ﻣﻌﺎﻧﻴ ﻪ وﺳﻬﻞ ﺣﻔﻈﻪ وأﺳﺮع ﻋﻠﻮﻗﻪ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ وﻟﺼﻮﻗﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻘ ﺬف واﻹﻓﺤ ﺎش ﻓ ﺴﺒﺎب ﻣﺤﺾ وﻟﻴﺲ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻓﻴﻪ إﻻ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻮزن وﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻨﻈﻢ " 0 وﻗ ﺪ ﺣ ﺎول إﻳﻠﻴ ﺎ ﺣ ﺎوي ) (4ﺗﻌﺮﻳ ﻒ اﻟﻬﺠ ﺎء ﻓﻘ ﺎل " :اﻟﻬﺠ ﺎء ﻧﻘ ﻴﺾ اﻟﻔﺨ ﺮ أو ﺑﺎﻻﺣﺮى وﺟﻪ ﺳﻠﺒﻲ ﻟﻪ ؛ ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺪ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺘﻌﺪاد ﻣﺂﺛﺮهﺎ وﻟﻜﻨ ﻪ أﻳ ﻀﺎ ﻳﻔﺘﺨ ﺮ ﺑﺈﻇﻬﺎر ﻧﻘﻤﺘﻬﺎ 000ﻣﻦ اﻟﺮذاﺋﻞ واﻟﺒﺸﺎﻋﺔ ،أآﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺮد أو اﻟﻤﺠﻤﻮع " وﻟﻤﺎ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم ﻧﺒﺬﻩ وﺣ ﱠﺮم ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺨﻮض ﻓﻴﻪ وﻗﺪ ﻗ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ " :ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺷ ﻌﺮًا ﻣﻘ ﺬﻋ ًﺎ ﻓﻠ ﺴﺎﻧﻪ هَـ ـﺪَر" ) (1وﻳ ﺮوى ﻋ ﻦ
(2اﻟﻀﺮح :أن ﻳﺆﺧﺬ ﺷﻲء وﻳﺮﻣﻰ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ /اﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻮان ص 54 (1اﻟﻌﻤﺪة ج /2ص 172 (2ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ "اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺘﻨﻲ وﺧﺼﻮﻣﻪ " ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ اﻟﻔ ﻀﻞ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ،ﻣﻄﺒﻌ ﺔ ﻋﻴ ﺴﻰ اﻟﺤﻠﺒﻲ ،ط ،3دون ﺗﺎرﻳﺦ ،ص 24 (3إﻳﻠﻴﺎ ﺣﺎوي "ﻓﻦ اﻟﻬﺠﺎء وﺗﻄﻮرﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب" دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻴﺮوت ،دون ط ،ت ص7 52
ﺳ ﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب إﻧ ﻪ ﺣ ﺒﺲ اﻟﺤﻄﻴﺌ ﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ هﺠ ﺎء اﻟﺰﺑﺮﻗ ﺎن ﺑ ﻦ ﺑ ﺪر ،وﻟﻤ ﺎ أﻃﻠﻖ ﺳﺮاﺣﻪ ﻗﺎل ﻟﻪ " :إﻳﺎك واﻟﻬﺠﺎء اﻟﻤﻘﺬع ﻗﺎل وﻣﺎ اﻟﻤﻘ ﺬع ﻳ ﺎ أﻣﻴ ﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﻗ ﺎل أن ﺗﻘ ﻮل ه ﺆﻻء أﻓ ﻀﻞ ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء وأﺷ ﺮف وﺗﺒﻨ ﻲ ﺷ ﻌﺮًا ﻋﻠ ﻰ ﻣ ـﺪح ﻗ ﻮم وذم ﻣ ﻦ ﺗﻌﺎدﻳﻬﻢ") ، (2أﻣﺎ اﻟﻬﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻣﻮي أﺷﻬﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻘ ﺎﺋﺾ اﻟﺘ ﻲ دارت ﺑ ﻴﻦ ﺟﺮﻳﺮ واﻟﻔ ﺮزدق واﻷﺧﻄ ﻞ -ﺑﻐ ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﻗﻴﻤﺘﻬ ﺎ اﻟﻠﻐﻮ ّﻳ ﺔ واﻟﺘﺄرﻳﺨ ّﻴ ﺔ -آﺎﻧ ﺖ ﻣﻠﻴﺌ ﺔ ﺑﺎﻷﻟﻔ ﺎظ اﻟﻨﺎﺑﺌ ﺔ ،واﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﻔﺎﺣ ﺸﺔ ،وإذا ﺣﺎوﻟﻨ ﺎ أن ﻧ ﻮازن ﺑ ﻴﻦ اﻟﻬﺠ ﺎء اﻟﺠ ﺎهﻠﻲ واﻟﻬﺠ ﺎء اﻷﻣ ﻮي ﻟﻌ ﺪدﻧﺎ اﻷول ﻣﺠ ﺮد ﻋﺘ ﺎب رﻗﻴ ﻖ ) ، (3وﻗ ﺪ أﺧ ﺬت ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﺎﺋﺾ ﻓﻲ اﻻﺿﻤﺤﻼل ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ وآ ﺎدت أن ﺗﺨﺘﻔ ﻲ إﻻ ﻣ ﻦ ﺑﻘﺎﻳ ﺎ دارت ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺨﻀﺮي واﺑﻦ ﻣﻴ ﺎدة ﻣ ﻦ هﺠ ﺎء
)(4
ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ اﻟﻬﺠ ﺎء وﺟﻬ ﺎت ﻧﻈ ﺮ ﺟﺪﻳ ﺪة
ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻟـﺘﺤﻀﺮ اﻟﺬي ﺑﻠﻐﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،إذ ﺗﻄ ﱠﻮر اﻟﻬﺠﺎء ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴ ﻪ وأﺳ ﻠﻮﺑﻪ وأﻟﻔﺎﻇ ﻪ ، وﻗـﺪ آﺜﺮ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌ ﺼﺮ اﻻﺗﻬ ﺎم ﺑﺎﻟﻔ ﺴﻮق ،واﻟﺰﻧﺪﻗ ﺔ ،واﻟ ﺸﺬوذ ،واﻟﻔﺠ ﻮر ،وآ ﺎن اﻟﺨﻠﻔﺎء ﻳﻌﺎﻗـﺒﻮن ﻣﻦ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺰﻧﺪﻗ ﺔ ﺑﺎﻟﻘ ـﺘﻞ ،رﺑﻤ ﺎ آ ﺎن اﻟ ﺴﺒﺐ ﻓ ﻲ اﻧﺘ ﺸﺎر ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻬﺠ ﺎء آﺜ ﺮة اﻟﻤﻨﺤ ﺮﻓﻴﻦ دﻳﻨﻴ ًﺎ وﺧﻠﻘﻴ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﺁﻧ ﺬاك
)(5
وﻗ ـﺪ اﺗﺠ ﻪ
ﺷﻌﺮ اﻟﻬــﺠـــﺎء -أﻳ ﻀﺎ -إﻟ ﻰ اﻟ ﺴﺨﺮﻳﺔ ﺑﺎﻷدﻋﻴ ﺎء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘ ﺴﺒﻮن إﻟ ﻰ أﺻ ﻞ ﻋﺮﺑ ﻲ وهﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﺑﻌﺮب ،وﻳﺒﺪو أن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻬﺠ ﺎء ؛ ﻷﻧ ﻪ ﻣﻦ اﻷدﻋـــﻴﺎء اﻟﺬﻳﻦ اﻧﺘﺴﺒﻮا إﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔآﺒﻴﺮﻩ ﻟﻴﺮﻓﻌﻮا ﻣﻦ ﻗﺪرهﻢ.
اﻟﻬﺠﺎء ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : أﻣﺎ اﻟﻬﺠﺎء ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓ ـﻠﻪ وﺟﻬ ﺎن اﻷول :ﻳ ﺮد ﻓ ﻲ ﺛﻨﺎﻳ ﺎ ﻗ ﺼﺎﺋﺪ اﻟﻤ ﺪح أو اﻟﺮﺛﺎء ،واﻟﺜﺎﻧﻲ :أﻓﺮد ﻟﻪ ﻗﺼﺎﺋﺪ آﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ هﺠﺎه ـﻢ ﻓـﻘ ـﺪ ﺗﺒﺎﻳﻨ ﺖ ﻣ ﺬاهﺒﻬﻢ (4أﺑﻮ ﺑﻜﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ "ﺷﻌﺐ اﻹﻳﻤﺎن " دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ط1410 ، 1هـ ج، 4ص ،276ﺣ ﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) (5088 (5اﻟﻌﻤﺪة ج / 2ص 170 (1اﻧﻈﺮ هﺪارة " اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ "ص 418وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /2ص 298وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ (3اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ص 426 *( ﻣﺮوان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺮوان ﺑﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﺁﺧﺮ ﺧﻠﻔﺎء ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ ،ﺑﻤﻮﺗﻪ اﻧﺘﻬﻰ ﺣﻜﻢ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ 53
وأﻗـﺪارهﻢ وﻋ ﺼﻮرهـﻢ ،ﻓـﻘ ـﺪ هﺠ ﺎ ﺑﻨ ﻲ أﻣﻴ ﺔ ،و ﻣ ﺮوان ﺑ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ ،وهﺠ ﺎ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻟﺰآ ﱠﻴﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻣﺪح اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ،وﻗ ﺪ اﺧﺘﻠﻔ ﺖ دواﻓ ﻊ اﻟﻬﺠ ﺎء ﻋﻨ ﺪﻩ ﻓ ـﺘﺎرة ﻳﻬﺠ ﻮ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﻌﻄ ﺎء ،وﺗ ﺎرة ﻳﻬﺠ ﻮ ﺑ ﺪاﻓﻊ اﻟﺮهﺒ ﺔ واﻟﺨ ﻮف آﻬﺠﺎﺋ ﻪ ﻟﻠ ﻨﻔﺲ اﻟﺰآ ﱠﻴ ﺔ ،وﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻔﺼﻴﻠﻬﺎ آﺎﻷﺗﻲ :
هﺠﺎء ﻷﺳﺒﺎب ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ : أﺗﺨﺬ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،وﻧﻈﻢ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻋﺪﻳﺪة ﺗﻘﺮّب ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﻴﻦ ،ﻓــﻘــﺪ هﺠﺎ ﻣﺮوان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ * ﻗﺎﺋﻼ : )(1
ﻦ ل ﺁﻣـﻴْـ َ ﻦ ﻗــَﺎ َ ﻦ ﻋـَــﻔـَـﺎ اﷲ ُﻋـَﻤ ْ ن ﻣَﻈـْﻠــَـﻤـَﺔ ً ﻟــَﻜـِــ ْ ﻦ ﻣَـ ْﺮوَا َ ﻓـَﻼ َﻋـَﻔـَﺎ اﷲ ُﻋَـ ْ وﻗﻮﻟﻪ : ج اﷲ ُ ﻣَـ ْﺮوَاﻧـًﺎ ﺑﻘـُـ ﱠﻮﺗِـ ِﻪ ﻓـَﺎﺳـْﺘَـ ْﺪ َر َ
) (2
ي ﺳُـ ْﺒﺤَـﺎﻧـَﺎ ﺠﻌْـﺪ ُ ن ﻣُﺴـْﺘـَﺪرج ِ اﻟ َ ﻓـَـﺴـْﺒﺤَﺎ َ
وﻳﺘﻌﺪى ﻏـﻀﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮوان إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ ،وﻳ ﺼﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﻈـﻠ ـﻢ واﻟﺠﺒ ﺮوت ،و إن اﷲ أهـــﻠـﻜـﻬـﻢ آ ـﻤﺎ أهـــ ـﻠﻚ ﻗـ ـﻮم ﻋ ـﺎد ﺟ ﺰا ًء ﻟـﻬ ـﻢ ،وﻳﺆآ ﺪ ذﻟ ﻚ إن ﺑﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ﺗﻮاﻓـﻘـﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻴﻘﻮل : ﺲ اﻟـﻤَـﺠــﻠـِــﺲ اﻟﻨـﱠﺎدي ن ﻣـَﻈـْـﻠـُـﻤَــﺔ ً وَﻻ َ أُﻣـﻴـﱠﺔ َ ﺑـﺌـ َ ﻦ ﻣَـ ْﺮوَا َ ﻓـَﻼ َﻋـَﻔـَﺎ اﷲ ُﻋَـ ْ آـَﺎﻧـُﻮا آـَﻌـَﺎ ٍد ﻓـَﺄﻣْـﺴَﻰ اﷲ ُ أهـَﻠــَﻜـَﻬـُـ ْﻢ ﻓـَﻠـَﻦ ﻳـَﻜّـﺬِﺑـُﻨﻲ ﻣِــﻦ هـَـﺎﺷِــــﻢ ٍ أﺣَـــ ٌﺪ
ﻦ ﻣِـﻦ ﻋـَﺎ ِد ﺑـِﻤـﺜـْـﻞ ِ ﻣَﺎ اهـْﻠــَﻚ َاﻟﻐـَﺎوﻳ َ ت َﺗﻌـﺪّادي ل وﻟـَـ ْﻮ أآـْﺜــَﺮ ُ ﻓـﻴـَﻤﺎ أﻗــَﻮ ُ
)(3
)(4
آﻤﺎ هﺠﺎ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰآ ّﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﺪح ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻨﺼﻮر : ﻦ ﺗَـﻤَـﻨـَﻰ ﺖ ﻋَﻠﻰ اﻟﺨـَﻼﻓَـ ِﺔ ﻣَـ ْ ﻏـَﻠـﺒْـ َ
ل ﻞ ﺑـِــﻬَـــــﺎ اﻟﻀَﻠــُــﻮ ُ وَﻣـَﻨـﱠـﺎ ُﻩ اﻟﻤُـﻀِــ َ
ﻓـَﺄهـْﻠــَﻚ َﻧـَﻔـﺴَـ ُﻪ ﺳـَﻔـَﻬـ ًﺎ َوﺟُـﺒـْﻨــًﺎ
وَﻟـَـ ْﻢ ﻳـَﻘـْـﺴـَﻢ ﻟــَـ ُﻪ ﻣـــﻨــﻬـَـﺎ ﻗـَــﺘِـــﻴـــْـﻞ
َووَا َز َر ُﻩ َذوُو ﻃـَﻤـَﻊ ٍ ﻓــَـﻜــَــﺎﻧــُﻮا
ل ﻏـُـﺜــَﺎ َء اﻟـﺴـﱠﻴـْـﻞ ﻳَﺠـِـﻤَﻌـُـ ُﻪ اﻟﺴّــﻴـُـــﻮ ُ
ﺲ إ َذ آـﺬﺑـُﻮا وَﺟـَﺎرُوا دَﻋـَـﻮْا إﺑـﻠـﻴ ْـ َ
ل ﻓــَﻠﻢ ﻳُـﺼْﺮ ِﺧـْـﻬُـ ُﻢ اﻟـﻤُـﻐـﻮ ِي اﻟﺨَـﺬُو ُ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 238 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 227 (3ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺮان أن ﻗﻮم ﻋﺎد أهﻠﻜﻮا ﺑﺮﻳﺢ ﺻﺮ ﺻﺮ ﻋﺎﺗﻴﺔ ﺳﻮر اﻟﺤﺎﻗﺔ اﻵﻳﺔ 6 (4اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 106 54
ﻞ ﻃـَﺎﻋــﺘِـ ِﻪ ﻓـَـﻮَﻟـﱠـﻰ وَآـَﺎﻧـُﻮا أهـْــــ َ
ﻞ وَﺳـَــﺎ َر َورَا َء ُﻩ ﻣـــﻨـﻬـُــــﻢ ﻗــَـﺒـِـﻴـْــ ُ
)(1
هﺠﺎء ﻷﺳﺒﺎب ﺷﺨﺼﻴﺔ : آﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣ ّﺮ اﻟﻠﺴﺎن هﺠﺎ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﻷﺳﺒﺎب ﺷﺨ ﺼﻴﺔ ﻣ ﻨﻬﻢ ؛ ﺧـﻴـﺜ ـﻢ ﺑ ﻦ ﻋ ﺮاك *؛ ﻷﻧ ﻪ ﺟﻠ ﺪﻩ ﺣ ﺪ اﻟﺨﻤ ﺮ ،ﻓ ﺬآﺮ اﺑ ﻦ ﻗﺘﻴﺒ ﺔ)" : (2آ ﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ـﻮﻟﻌًﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮاب ،وأﺧﺬﻩ ﺧﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻋﺮاك ﺻﺎﺣﺐ ﺷـﺮط اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓـﺠـﻠـﺪﻩ ﺣﺪ اﻟﺨﻤﺮ " 0 ﻓﻘﺎل ﻓﻴﻪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﺐ وَﻳـُﺴـْـــﺮ ٍ ك ذَا ﻧـَﺸَـ ٍ ﺖ أﺑَﺎ َ ﻋـَﻘـَـﻘـ ْـ َ
ﻓـَــﻠـَـﻤﱠـﺎ أﻓــْﻨـَـﺖ ِاﻟــﺪﱡﻧـُـﻴـَـﺎ أﺑـَﺎآـَــــﺎ
)(3
ﺖ ﻋَـﺪَاوَﺗﻲ هـَﺬي ﻟــَﻌَـﻤْـﺮي ﻋـَﻠـِﻘـْـ َ
ب اﻟﺸـّـ ﱢﺮ ﺗـُـﻠـْـﺒـِـﺴُـﻬــَﺎ ﻋِـﺮَاآـَﺎ ﺛـِﻴـَﺎ ُ
)(4
ﻓﻘ ﺪ ﺟﻌﻠ ﻪ ﻋﺎﻗ ﺎ ﻟﻮاﻟ ﺪﻩ وﻋ ﺪوا ﻟﻠ ﺸﺎﻋﺮ ،وﻗ ﺪ آ ﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣﻌﺘ ﺰًا ﺑﻔ ـﻨﻪ وﻓﺨ ﻮرًا ﺑ ﺸﻌﺮﻩ وﻟ ﻢ ﻳﺘ ﻮاﻧﻰ ﻟﺤﻈ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻓﺎع ﻋ ﻦ ﺷ ﻌﺮﻩ واﻟ ﺮد ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﻳﻌﻴﺒ ﻪ ،وﻗ ﺪ هﺠ ﺎ اﻟﻤ ﺴ ّﻮر ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻠ ﻚ * وﻗ ﺎل أﺑ ﻮ اﻟﻔ ﺮج) ": (5آ ﺎن اﻟﻤ ﺴ ّﻮر ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻠ ﻚ اﻟﻤﺨﺰوﻣﻲ ﻳﻌﻴﺐ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ " ﻓـــﻘـــــــــﺎل ﻓــــﻴﻪ : ﻞ ذَا ﻟـَـﻮْﻧـَﻴـْﻦ ِ ﻳـَﺄآـُـﻠــُﻨﻲ ﻞ ﻟـِﻠـﱠـﺬي ﻇـَـ ْ ﻗُـ ْ ﻦ ﻟــَﺠـَﻤـﻲ ﻦ ﻟﺤـﻴـَﻴـْﻚ َ ﻣِـ ْ ﻻ أُﻟﺰَﻣَـ ْ ك َ إﻳﱠـﺎ َ ﻚ أ ْو ﺗـَﻨـْﻘـَــــﺎ ُد ﻣـُﺘــﱠﺒـﻌـــــ ًﺎ ق ﻟــَﺤﻴـَﻴ َ ﻳَﺪ ﱡ
ت ﺑــِﻠَـﺤْﻢ ٍﻋـَﺎدِم ِ اﻟﺒـَﺸـــَﻢ ِ ﻟــَﻘَـ ْﺪ ﺧـَﻠـَـ ْﻮ َ ﻞ ﻗَـﺮﱠاﺻًﺎ ﻣِـﻦ اﻟـﻠــﱡﺠـَــــﻢ ِ ﻼ ﻳـَﻨﻜـﱢـ ُ ﻧﻜ ْـ ً
)(6 )(7
ﻣـَﺸ ﱠ ﻲ اﻟـﻤـُﻘــﻴﱠـ ِﺪ ذِي اﻟﻘـﺮدَان ِ وَاﻟـﺤـﻠــَﻢ ِ )(8
ﺖ ﻧـَﻌـَﺎﻣــَﺘـُــ ُﻪ إﻧﱢﻲ إ َذ ﻣَﺎ اﻣﺮو ٌء ﺧـَﻔــﱠــ ْ
ﻲ وَاﺳﺘـُﺤ ْـﺼَﺪت ﻣـﻨﻪ ﻗــَﻮى اﻟــَﻮذَم ِ إﻟ ﱠ
ت ﻓﻲ ﻣـُﻠـــْﺘــَﻘﻰ أوداج ِ ﻟــُـﺒﱠـﺘِـ ِﻪ ﻋـَـﻘـَـ ْﺪ ُ
ق اﻟﺤَـﻤَـﺎﻣَــ ِﺔ ﻻ ﻳﺒﻠﻰ ﻋـَﻠﻰ اﻟـﻘــِـﺪم ﻃَـ ْﻮ َ
)(9
(5اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 173 *( ﺧﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻋﺮاك ﺻﺎﺣﺐ ﺷﺮط اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﺰﻳﺎد ﺑ ﻦ ﻋﺒﻴ ﺪ اﷲ اﻟﺤ ﺎرﺛﻲ ﻓ ﻲ وﻻﻳ ﺔ أﺑ ﻲ اﻟﻌﺒ ﺎس ،اﻟ ﺸﻌﺮ واﻟ ﺸﻌﺮاء ج /2ص 639 (6اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء 639 /2 (1ذا ﻧﺸﺐ :ذا ﻣﺎل (2اﻟﺪﻳﻮان ص 163 *( اﻟﻤﺴﻮر ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻤﺨﺰوﻣﻲ ،آﺎن ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ واﻟﻨﺴﺐ 0اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص373 (3اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص 373 (4اﻟﻠﺠﻢ :ﺟﻤﻊ ﻟﺠﺎم /اﻟﻨﻜﻞ :اﻟﻠﺠﺎم أﻳﻀﺎ " اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﻟﺠﻢ " (5اﻟﻘﺮدان :ﺟﻤﻊ ﻗﺮادة ،وهﻲ دوﻳﺒﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﺘﻄﻔﻠﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ اﻟﺪواب (6اﻟﻨﻌﺎﻣﺔ :هﻨﺎ اﻟﻘﺪم ،وﻳﻜﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﺮﻋﺔ /اﻟﻮذم :اﻟﺴﻴﻮر ،واﺳﺘﺤﺼﺪ ﻗﻮاهﺎ :اﺣﻜﻢ ﻓﺘﻠﻬﺎ"اﻟﻠﺴﺎن وذم" (7اﻟﻠﺒﺔ :ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻘﻼدة ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻖ 55
ﻲ ﺗـَﻌ ْـﻤَﻠُـ ُﻪ ﻻ أﺻﻮغ ُ اﻟﺤﻠ َ إﻧﱠﻲ اﻣﺮو ٌء َ
ﻦ ﻟِـﺴَـﺎﻧﻲ ﺻَﺎﺋِﻎ اﻟــﻜَـﻠـِـﻢ ِ ي ﻟــَﻜـ ْ آـَﻔــﱠﺎ َ
)(1
وﻳﺒﺪو إن هﺠﺎء اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎء ،وﻗ ﺪ ﻳﺠ ﱠﺮﻩ ﺑﺨ ﻞ ﻣﻤ ﺪ وﺣﻴ ﻪ إﻟ ﻰ هﺠ ﺎﺋﻬﻢ وهﻮ ﺣﻴﻦ ﻳﻬﺠﻮ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺬﻋﺎ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺻﻮرة هﺠﺎﺋﻪ ﻣﺆﻟﻤ ﺔ ،آﻬﺠﺎﺋ ﻪ ﻟﺮﺟ ﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﻣﺪﺣﻪ وﻟﻢ ﻳﻌﻄﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻴﻘﻮل : ﻞ اﻟﻘَـ ِﺮ ْﻳ ُﻊ ﻞ اﻟـﺮﱠﺟُـ ُ ت ﻋـَﻦ اﻟـﻤَﻌـَﺎﻟﻲ وَﻋَـﻤﱠـﺎ ﻳـَﻔــْﻌـَـ ُ ﻼ إ ْذ ﻋـَﺠَـ ْﺰ َ ﻓَـ َﻬ ﱠ ﻦ ذَآﱠـﻲ ت ﺑﺮأي ﻋَـ ْﻤ ٍﺮو ﺣـِﻴ ْـ َ أﺧـَـ ْﺬ َ
)(2
ف اﻟـﺮﱠﻓـ ْﻴ ُﻊ ﺐ ﻟـِـﻨَـﺎ ِر ِﻩ اﻟﺸﱠـــ َﺮ ُ وَﺷَـ ﱠ
ﻄ ْﻊ ﺷَﻴـْﺌـًﺎ ﻓَـﺪَﻋـْــ ُﻪ وَﺟـَﺎ ِو ْز ُﻩ إﻟﻰ ﻣَــﺎ ﺗـَﺴــْﺘَـﻄِـﻴ ْـ ُﻊ إ َذ ا ﻟـَـ ْﻢ ﺗـَﺴـْﺘَـ ِ
)(3
وﻗﺎل ﻳﻌ ّﺮض ﺑﺎﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ * ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﺪح ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ : ﻖ ب اﻟﻤَـﺪْح ِ وَاﻟـﺸـﱠـﻔـَـ ُ ﺐ ﺑـَﻤـ ِﺪﻳْﺢ اﻟــﺸـﱢﻌـْﺮ ِﻳـَﻤـْــﻨـَﻌـُــ ُﻪ ﻣـﻦ اﻟــﻤـَﺪﻳﺢ ِ ﺛــَﻮا ُ َو ُﻣﻌْﺠَـ ٍ ﻲ اﻟﻤَـﺪْح ِﻣـِـــﻦ ﻗـَـــﻮْل ٍ ﻳـَﺤـَﺒـﱢـ ُﺮ ُﻩ ﻳَﺎ ﺁﺑ ّ
ﻖ ذُو ﻧـِﻴـﻘـَـ ٍﺔ ﻓﻲ ﺣَـﻮَاﺷﻲ ﺷِـــﻌْـــﺮ ِ ِﻩ أﻧَـ ُ
ح آـَﺎﻟﻌَـ ْﺬرَاء ِﻳـَﻌـــﺠــِﺒـُﻬـَﺎ إﻧﱠـ َ ﻚ وَاﻟـﻤَـ ْﺪ َ
ق ﺲ اﻟـﺮﺟَﺎل ِ وَﻳـَﺜـِﻨﻲ ﻗــَﻠـﺒـَﻬـَﺎ اﻟﻔـَـ َﺮ ُ ﻣَـ ﱡ
ق ﺤﻴﱠـ ِﺔ اﻟـﻔـَـــ ِﺮ ُ ﺲ اﻟـ َ ب ﻣَـــﺴـِﻴ ْـ َ ك ﺳُـﺮُورًا وَهﻲ ﻣُـﺸـﻔـﻘــَﺔٌ آَـﻤَﺎ َﻳﻬَﺎ ُ ﺗـُﺒﺪي ﺑـَﺬا َ
)(4
ﻓﺮﺳﻢ ﺻﻮرة ﻟﺒﺨﻴﻞ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺪﻳﺢ وﻳﺘﻤﻨﺎﻩ وﺧﺼﻮﺻﺎ إذا آﺎن ﻣﻦ ﺷﺎﻋﺮ ﻗﺪﻳﺮ آﺎﺑﻦ هﺮﻣﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﺎف ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﺪﻳﺢ ؛ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﻘﺒﻪ ﻣﻦ ﺻﻠﺔ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ 0 وﻗ ﺎل ﻳﻬﺠ ﻮ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮان وﻗ ﺪ ﻧ ﺰل ﺿ ﻴﻔﺎ ﻋـﻠ ـﻴﻪ ،وﻗ ﺼﺔ هﺠﺎﺋ ﻪ ﻃﻮﻳﻠ ﺔ ذآﺮهﺎ أﺑﻮ اﻟﻔﺮج ﻓﻲ أﻏﺎﻧﻴﻪ ) ، (5ﻓﻘﺎل ﻓﻴﻪ ﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﻒ اﻟـَـ ﱠﻢ ﺑـﻨـَـﺎ ﻳَﺎ ﻣــَﻦ ُﻳﻌِــﻴــﻦ ﻋـَﻠﻲ ﺿَﻴ ْـ ٍ
ﺲ ﺑــﺬي آــَـﺮَم ٍ ﻳـُــﺮﺟــﻰ وَﻻ د ِﻳـْﻦ ِ ﻟـَﻴ ْـ َ
ﺖ ﻣﻨﻬَـﺎ ﻋـَـﻠﻰ اﻷﻗ َﺬا ِء وَاﻟﻬـُـﻮن أﻗـَــﺎ َم ﻋـِـﻨــﺪي ﺛــَﻼﺛـًﺎ ﺳُـﻨﱠـ ًﺔ ﺳـَﻠــَﻔــَـﺖ أﻏـْﻀﻴ ْـ ُ
)(6
(8اﻟﺪﻳﻮان ص 214 (9اﻟﻘﺮﻳﻊ :اﻟﺴﻴﺪ واﻟﺮﺋﻴﺲ (1اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻀﻤﻦ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻣﻌﺪ ﻳﻜﺮب اﻟﺰﺑﻴﺪي /اﻟﺪﻳﻮان ص 147 *( اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﻗﺎﺋﺪ أﻣﻮي ﺷﺎرك ﻓﻲ ﻗﺘﺎل ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﻬﻠﺐ ،واﻓﺘﺘﺢ ﺣﺼﻮن ﻓ ﻲ ﺑ ﻼد اﻟ ﺮوم ، ﺳﺠﻨﻪ ﻣﺮوان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ وﻣﺎت ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ (2اﻟﺪﻳﻮان ص 156 (3أﻧﻈﺮ اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص 383 -382 (4ﻣﻦ ﻋﺎدات اﻟﻌﺮب أن ﻳﻨﺰل اﻟﻀﻴﻒ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻋﻨﺪ ﻣﻀﻴﻔﻪ ﻓﻴﻄﻌﻤﻪ وﻳﺸﺮﺑﻪ دون أن ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺣﺎﺟﺘ ﻪ /0اﻟﻬ ﻮن : ﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺬل واﻟﻀﻴﻢ وﻟﻢ أﺷﻜﻮ 0 اﻟﺸﺪة ،اﻟﺨﺰي 0أﻏﻀﻴﺖ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺬاء واﻟﻬﻮن :ﺳﻜ ُ 56
ﺖ ﺗـَﺄﺗـﻴـ ِﻪ ﻓﻲ ﺷَــﻬـْـﺮ ٍ وَﻋــﺸ ْــﺮﻳــﻦ ِ ﻣَـﺴَـﺎﻓَـ ُﺔ اﻟـﺒـﻴـﺖ ِﻋَـﺸْـ ٌﺮ ﻏـَﻴ ُﺮ ﻣُـﺸْـﻜﻠـَـ ٍﺔ وَأﻧ َ ﻦ ﺣـِـﺮﻗـﻴـﻦ ِ ﺖ اﺑـ َ ت اﻟـﻜـَﻼل ِ وَأﺳـﻤـَﻨـ َ ﺖ ذَا َ ﺞ إن ﻧـَﺼﺒ ْ ت اﻟـﺤَـ ﱢ ﺖ ﺗـُﺒـَﺎﻟﻲ ﻓَـﻮَا َ ﻟــَﺴ ْـ َ ك ﻟـﻀﻴـﻔـَﺎن ِ اﻟـﻤَـﺴَـﺎآــ ْﻴــﻦ ِ ت ذَا َ ﻚ ﻣـِﻦ آـَـﺮَم ٍ هـَﻴـْﻬـَﺎ َ س ﻋـَﻤـﱠــﺎ ﻓـِﻴ َ ث اﻟـﻨـﱠـﺎ ُ ﺗـَﺤَـ ﱠﺪ َ ن ﻣﺎ ﺗَﺤ ْـﻮِي وﺗﺠـﻤَـﻌُـﻪ ﺖ ﺗَﺨ ْـ ُﺰ ُ أﺻﺒﺤ َ
ن ﻣــﻦ أﺷﻼء ﻗــﺎرون ِ أﺑـَﺎ ﺳـُـﻠــَﻴﻤــﺎ َ
)(1
)(2
ﻞ ذَوي اﻹﺣـﺴﺎن ِﺑﺎﻟـﺪﱡون ِ ن ﻓـﻌ َ ن ﺁﺑـَـﺎ ٌء ﻟــَﻪ ﺳـَﻠــَﻔُــﻮا ﻳـَﺠﺰو َ ﻞ اﺑـﻦ ِﻋـﻤـﺮا َ ﻣـَﺜـ ُ
وهﺠﺎ آﺬﻟﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ اﻟﻤﻄﻠﺐ * ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺑﻌﺚ إﻟﻴﻪ ﺑﻜﺘﺎب ﻳﺸﻜﻮ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ ؛ ﻓﺒﻌ ﺚ إﻟﻴﻪ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ دﻳﻨﺎرًا ،ﻓـﻤﻜﺚ ﺷﻬﺮا ﺛ ﻢ ﺑﻌ ﺚ ﻳﻄﻠ ﺐ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﺁﺧ ﺮ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ؛ ﻓﻘ ﺎل : أﻧـﱠﺎ واﷲ ﻣﺎ ﻧﻘﻮى ﻋﻠﻲ ﻣﺎ آﺎن ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ اﻟﻤﻄﻠﺐ 0 وآﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪ ﺧﻄﺐ إﻟﻰ اﻣﺮأة ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻓﺰوﺟﻮﻩ ) ، (3ﻓﻘﺎل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﺐ إﻟﻰ ﺟِـﺬْم ِﻋَـﺎﻣـِﺮ ِ ﻦ آـَﻌ ْـ ٍ ﺖ ﻣِـ ْ ك ﺻَﺎﻏـِﺮًا ﻓـَﺤَـﻮﱠﻟـ ْـ َ ﺐ ﻓَـَﺮدﱡو َ ﺖ إﻟﻰ آَـﻌْـ ٍ ﺧَﻄـَﺒ ْـ َ
)(4
)(5
ﻞ اﻟﻤَـﻘـَﺎﺑـِﺮ ِ ل أه ْـ َ ك ﻓــﻴـﻬـِـ ْﻢ هـَـ ْﺰ ُ وَﻓﻲ ﻋـَــﺎﻣــِـ ٍﺮ ﻋــِـ ﱞﺰ ﻗــَــﺪﻳـ ٌﻢ وَإﻧـﱠـﻤــﺎ أﺟَـﺎز َ وﻗـــﺎل ﻓـﺒﻪ أﻳﻀﺎ : ﺖ ﺐ ﻣَﺎ ﻗـَـﺪﱠﻣـَــ ْ أﺑـِﺎ ْﻟـﺒـُﺨـْﻞ ِ ﺗـَﻄــَﻠـُـ ُ
ت ﺑِــﺄﻣْـــﻮَاﻟـِــﻬـَــﺎ ﻦ ﺟــَﺎ َد ْ ﻋـَـﺮاﻧـﻴ ْـ َ
ﻞ اﻟـﻜِـﺮَام ِ ﺖ ﻓـِﻌ َ ت ﺧـَﺎﻟــَﻔـْـ َ ﻓـَﻬـَﻴـْﻬـَﺎ َ
ف اﻟـﺠـِـﻤـَــﺎل ِ ﺑِﺄﺑـْﻮاﻟـِــﻬـَــــــﺎ ﺧِـﻼ َ
)(6
وهﺠﺎ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ * وﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻧﺒﻴﺬًا ،وﻟﻢ ﻳﺠﺒﻪ ﻓﻘﺎل : ﻚ أﺳْﺘـَﻬـﺪي ﻧـَﺒـِـﻴـْـﺬا ﺖ إﻟـﻴ َ آـَﺘـَﺒ ْـ ُ ك ﻏـَـﺪْرًأ ت اﻷﻣـﻴـ َﺮ ﺑﺬ َا َ ﻓـَﺨـَﺒﱠـ ْﺮ َ
َوُأدْﻟﻰ ﺑﺎﻟــﺠـِــــ َﻮار ِ وَاﻟــﺤـُﻘـُــــﻮق ِ ﺤ ٍﺔ َوﻣُــــــﻮق ﺿَ ﺖ أﺧـَﺎ ﻣـُﻔـَﺎ َ وَآـُﻨ ْـ َ
ِ)(1
(5اﻷﺷ ﻼء :اﻟﺒﻘﺎﻳ ﺎ 0وﻗ ﺎرون وزﻳ ﺮ ﻓﺮﻋ ﻮن ،ﻇ ﺎﻟﻢ ﻣﺘﻜﺒ ﺮ ﻣﻔ ﺎﺧﺮ ﺑﺄﺣﻮاﻟ ﻪ وأﻣﻮاﻟ ﻪ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﻌ ﺪ وﻻ ﺗﺤ ﺼﻰ اﺑﺘﻠﻌﺘﻪ اﻷرض ،وﻗﺪ ﺟﺎء ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺮان (6اﻟﺪﻳﻮان ص 240 *( ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ،وﻟﻰ ﻗﻀﺎء ﻣﻜﺔ و اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﻤﻨ ﺼﻮر واﻟﻬ ﺎدي أﻧﻈ ﺮ" ﺟﻤﻬ ﺮة ا ﺑ ﻦ ﺣﺰم " ص 145 (1اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص386 (2ﺟﺬم اﻟﺸﻲء :أﺻﻠﻪ "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﺟﺬم" (3اﻟﺪﻳﻮان ص 128 (4اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 199 *( إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ وﻟﺪ ﺳﻨﺔ ) 97هـ( ،وهﻮ أﺣﺪ اﻷﻣﺮاء اﻷﺷﺮاف اﻟ ﺸﺠﻌﺎن ﺧﺮج ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺼﻮر اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮة ،وﺑﺎﻳﻌﺔ أرﺑﻌﺔ اﻷﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ ،وﺧﺎﻓﻪ اﻟﻤﻨﺼﻮر وﺗﺤﻮل إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻓﺔ وآﺜ ﺮة ﺷﻴﻌﺘﻪ ،وﻗﺘﻞ )145هـ( أﻧﻈﺮ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻓﻲ " اﻷﻋﻼم " 48/1 57
وﻣﻤﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻬﺠﺎء ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ اﻟﻌﺘﺎب ،وﻏﺎﻟ ـﺒﺎ ﻣ ﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺑ ﻴﻦ اﻷه ﻞ ،واﻷﻗـ ـﺎرب واﻷﺻﺪﻗﺎء ،ﻻﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع أﺑﻴﺎت ﻋﺎﺗﺐ ﺑﻬ ﺎ ﻗﻮﻣ ﻪ ﺑﻨ ﻲ اﻟﺤ ﺎرث ﺑ ﻦ ﻓﻬ ﺮ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻔﻮﻩ ﻓﻘﺎل : ﻒ ﺗـَﻄﱠـﺮِﺣـُﻮﻧَـﻨِﻲ وﺟَﺎ َء اﻟ ِﻌﺪَا ِﻣﻦ ﻏَـ ْﻴﺮِآُـ ْﻢ ﺗـَﺒـْﺘـَﻐﻲ ﻧَـﺼْﺮي ﻦ ﻓَـ ْﻬﺮ آَـ ْﻴ َ ﺣﺎ ِر ﺑ َ أَ ﺻﺪُورُآُـ ْﻢ ﺖ ﻣَﺮاﺿًﺎ ُ ن آـَﺎ َﻧ َ وَاﻧﱢﻲ َوإ ْ
ﺻﺪْري ﺲ اﻟـﺒـُﻘـْـ َﻴﺎ ﺳﻠـ ْﻴـ ٌﻢ ﻟـَﻜَـ ْﻢ َ ﻟَـﻤـُﻠ ْـﺘـَﻤِـ ُ ) (2
ﺤﻤﻲ ﻏـَﻴـْﺒَـ ُﻪ وَهـﻮَﻻ َﻳَــ ْﺪ ري ﺢ َﻳ ْ ﺻ َﺒ َ ﻦ ﻋَـ ﱢﻢ اﻟـ َﻤ ْﺮ ِء ﻣـَﻦ ﺷَـ ﱠﺪ أ ْز َر ُﻩ وَأ ْ ن اﺑ َ وإ ْ وﻳﻌﻠﻖ أﺑﻮ اﻟﻔﺮج ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﻗﺎﺋﻼ ":ﻓﺼﺎر ﻣﻦ وﻟﺪ ﻓﻬﺮ ﻟﺴﺎﻋـﺘﻪ" )0 (3 وﻗﺪ ﻋﺎﺗﺐ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ * ﻗـــﺎﺋﻼ
ﺿ ْﻮ َء اﻟﻘـَـﻤَـ ْﺮ ﺢ َ ﺐ ﻳـَﻨ ْـ َﺒ ُ ﻚ ﻏـَﻴ ْـ َﺮ اﻟﻤُـﺼﻴــْــــــــــــــــﺐ ِ آـَﺎﻟـﻜـَﻠ ْـ ِ ﺣَ ﻓَـﺎﻧّﻲ َوﻣَـ ْﺪ َ ) (4
ﺤﺠَـ ْﺮ ﺐ اﻟـ َ ﺖ آَـﻌَﺎﺻِﺮ ِﺟَـﻨ ْـ ِ ﻓـَﻜـُﻨ ْـ ُ
ب ﻚ اﻟـﺜﱠـﻮَا َ ﻚ أرْﺟـُﻮ ﻟَـﺪَﻳ ْـ َ َﻣﺪَﺣـْﺘـُـ َ
وﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺨﻠﺺ ﺑﻌﺪ هﺬا اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ إﻟﻰ اﻷﺗﻲ : ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ هﺠ ﺎء اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓﺤ ﺶ أو آ ﻼم ﻣﺒﺘ ﺬل ؛ ﻣﻤ ﺎ ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣﺤﺘﺮﻓًﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻔ ﻦ ،وﻳﺒ ﺪو اﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻠﺠ ﺄ إﻟﻴ ﻪ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ،وﻋﻨ ﺪ إﺣ ﺴﺎﺳﻪ ﺑﻮﺟ ﻮب اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ0 ﻳﺤﺘ ﻞ اﻟﻬﺠ ﺎء اﻟﻤﺮﺗﺒ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤ ﺪﻳﺢ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ ،وإﻧ ﻪ ﻧﻈ ﻢ ﻓﻴ ﻪ ﻗ ﺼﺎﺋﺪ آﺎﻣﻠﺔ ،آﻤﺎ إﻧﻪ ورد ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ،وهﺠﺎؤﻩ ﻟﻴﺲ ﻧﻤﻄًﺎ واﺣﺪًا
(5اﻟﺪﻳﻮان ص 161 (1اﻟﺪﻳﻮان ص 126 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص 362 *( ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ اﺣ ﺪ اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻟﻄ ﺎﻟﺒﻴﻦ اﻟﻤﻘﻠ ﻴﻦ وﻟ ﺪ ﺳ ﻨﺔ 45ﻩ وﻓﺎﺗ ﻪ ﺳ ﻨﺔ 110ه ـ أﻧﻈﺮ اﻷﻋﻼم ج / 8ص 173 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 109 58
اﻻﻋﺘﺬار: ﺟﻌﻞ اﺑﻦ رﺷﻴﻖ اﻻﻋﺘﺬار أﻣ ﺮا ﻣﻜﺮوه ﺎ ﻳﻘــﻠ ـﻞ ﻣ ﻦ ﻗ ـﺪر اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ،ﻓـﺤ ـﺬر ﻣـﻨﻪ ﻗ ـﺎﺋﻼ " :وﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻟﻠ ﺸﺎﻋﺮ أن ﻻ ﻳﻘ ﻮل ﺷ ﻴﺌﺎ ﻳﺤﺘ ﺎج أن ﻳﻌﺘ ﺬر ﻣﻨ ﻪ ﻓ ﺈن اﺿ ﻄﺮﻩ اﻟﻤﻘﺪار إﻟﻰ ذﻟﻚ وأوﻗﻌﻪ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﻀﺎء ،ﻓﻠﻴﺬهﺐ ﻣﺬهﺒًﺎ ﻟﻄﻴﻔًﺎ ،وﻟﻴﻘﺼﺪ ﻣﻘـﺼﺪًا ﻋﺠـــﻴﺒﺎ ،وﻳﻌ ﺮف آﻴ ﻒ ﻳﺄﺧ ﺬ ﺑﻘﻠ ﺐ اﻟﻤﻌﺘ ﺬر إﻟﻴ ﻪ ،وآﻴ ﻒ ﻳﻤ ﺴﺢ أﻋﻄﺎﻓ ﻪ وﻳ ﺴﺘﺠﻠﺐ رﺿ ﺎﻩ "...
)(1
واﻻﻋﺘﺬار ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺷ ﺎﻋﺮ إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ آ ﻞ ﺣ ﺴﺐ ﻇﺮوﻓ ﻪ ،وﻟﻘ ﺪ اﻋﺘ ﺬر اﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻋﺪّهﺎ أﺑﻮ اﻟﻔﺮج اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ﻣ ﻦ ﻓ ﺎﺧﺮ ﺷ ﻌﺮﻩ ، وﺟ ّﻴﺪ آﻼﻣﻪ ،وآﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻗ ﺪ اﺷ ﺘﺮط ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻻ ﻳﻤ ﺪح أﺣ ﺪًا ﻏ ـﻴﺮﻩ ،وأﺟ ﺮى ﻋﺰل ﻋﻦ اﻹﻣﺎرة ﻧﺴﻲ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ذﻟﻚ ،وﻣ ﺪح ﻏﺒ ﺮﻩ ، ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻄﺎء ﻣﺎدام ﺣﻴﺎ ) (2وﻟ ّﻤﺎ ُ ﻼ: وﻟ ّﻤﺎ أﻋﻴﺪ إﻟﻰ وﻻ ﻳﺘﻪ ﺟﻔﺎﻩ وﻃﺮدﻩ ،وأﺧﺬ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﺘﺸﻔﻊ ﻋﻨﺪﻩ ،واﻋﺘﺬر ﻗﺎﺋ ً أﻋَــﺒْــ َﺪ اﻟــﻮَاﺣِــ ِﺪ اﻟـﻤَـﺤْــﻤُــﻮ َد إﻧــﱢﻲ
ﻚ ﺑﺎﻟــﻘـَــــﺮَاح ﺨﻄِــ َ ﺳْ ﺺ ﺣـﺬَا َر ُ أﻏَـ ﱡ
ِ)(3
ل ﻣُــﻬــْــﺮي ﺣﺘَﺎي َوﺟَﺎ َ ﺖ را َ ﺸـﻠـﱠـ ْ ﻓَـ َ
ﺸﺘَﺠــَـ ِﺮ اﻟـــﺮﱢﻣـَــــــﺎح ِ ﻓَﺄﻟـْـﻘَـﺎﻧﻲ ﺑﻤُـ ْ
)(4
ﺖ ﺻِﻔــْﺮًا ن ﻓـَـﺒـِـ ﱡ وَأﻗـْﻌَـﺪَﻧﻲ اﻟـﺰﱠﻣـَﺎ ُ
ﻣِﻦ اﻟـﻤَﺎل ِ اﻟﻤـُﻌـَـﺰﱠب ِ و اﻟـــﻤـُــﺮاح ِ
)(5
ﺖ ﻏــَﻴـْﺮك َ ﻓﻲ ﺛــَﻨــَﺎﺋـﻲ إذَا ﻓـَﺨـﱠﻤ ْـ ُ
وَﻧُـﺼْﺤﻲ ﻓﻲ اﻟـــﻤـَـﻐـِـﻴـْﺒَـ ِﺔ وَاﻣــِﺘَـﺪَاﺣﻲ
ﻚ ﻓـَﺎﺻْﻄــَﻨـِﻌ ْـﻨِﻲ ن ﻗَـﺼَﺎﺋـِﺪي ﻟـَـ َ آـَﺄ ﱠ
ﻦ اﻟـــﻨـﱢـﻜــَـﺎح ِ ﻦ ﻋـَــ ْ آـَـﺮَاﺋِـ ُﻢ ﻗَـ ْﺪ ﻋُـﻀِﻠـ َ
ت إﻟﻰ أﻣِــــﻴـْـﺮ ٍ ك ﻗـَـــ ْﺪ هـَـﻔَــ ْﻮ ُ نأ ُ ﻓﺄ ْ
ع وَاﻟـﺴﱠـــﻤَـﺎح ِ ﻦ ﻏــَﻴـْﺮ ِاﻟـﺘـﱠـﻄـَـ ُﻮ ُ ﻓـَـﻌـَــ ْ
ﺖ ﻋـَﻠـَﻴـْﻨـَـﺎ ﻦ ﺳـَﻘـْـﻄــَﺔٌ ﻋـِﻴـْﺒَـ ْ وَﻟﻜـ ْ
ﺐ ﻓﻲ اﻟـﺮﱠﻳــَــﺎح ِ ﺾ اﻟﻘـَـﻮل ﻳَـﺬْهـَـ ُ وَﺑـَﻌ ْـ َ
ي ﻟــَﻌَـﻤُـﺮْك َ إﻧـﱠـﻨـِﻲ وَﺑـَﻨـِﻲ ﻋــَـــ ِﺪ ﱟ
ى رَﺷـَـﺎدي أ ْو ﺻَﻼﺣﻲ وﻣـَـــ ْ ﻦ ﻳـَﻬـْـﻮ َ
ض ﻋـَﻨـﱢﻲ أ ْو ﺗَـﺼِﻠـْﻨِـﻲ و إ َذ ﻟـَـ ْﻢ ﺗَـ ْﺮ َ
ﻟــَـﻔِـﻲ ﺣــَﻴـْﻦ ٍأﻋـَﺎﻟـِﺠـُـ ُﻪ ﻣـُــﺘــَــﺎح ِ
(1اﻟﻌﻤﺪة ج /2ص176 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /2ص 108 ،1040 ﺺ (3أﻏﺺ :أﺷﺮق ،اﻟﻘﺮاح :اﻟﻤﺎء اﻟﺼﺎﻓﻲ اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﻏ ّ (4ﻣﺸﺘﺠﺮ اﻟﺮﻣﺎح :ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﻌﺮآﺔ (5اﻟﻤﻌﺰب :أي اﻟﺒﻌﻴﺪ وﻳﺮاد ﺑﻪ اﻹﺑﻞ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻌﺪ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﻴﻪ وأهﻠﻪ /اﻟﻤﺮاح :اﻟﻨﺸﺎط 59
) (1
وﻟﻪ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى ﻳﺴﺘﻌﻄﻒ ﺑﻬﺎ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ * اﺳ ﺘﻬﻠﻬﺎ ﻗــــــﺎﺋﻼ : ﻦ اﻟﻔـَـﻮاﻃﻢ ﺧَـﻴْـ ِﺮ اﻟﻨﺎس ِآــَﻠـﻬــﻢ ﻋـَﻨ ْـ َﺪ اﻟـﻔــﺨـﺎر وأوﻻهــﻢ ﺑﺘﻄﻬـﻴﺮ ِ ﻳﺎ ﺑ َ ﻞ ﻋــﺬري ﺛﻢ ﻧﺎﺷــــ ُﺮﻩ وﻟـﻴـﺲ ﻳـﻨـﻔـ ُﻊ ﻋـﺬ ٌر ﻏـﻴﺮ ﺗﺸـﻮﻳﺮ ِ أﻧـﻲ ﻟﺤـﺎﻣــ ُ
)(2
وﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : ك اﻟـﻌـﺪا ﻋــﻨـﱢﻲ ﺑـﻔـَـﺎﺣــﺸــ ٍﺔ ﻟـﻘـَـﺪ أﺗـﺎ َ
ف وﺗﻜـــﺜـﻴـﺮ ِ ﻣـَﻨـْﻬـُـ ُﻢ ﻓـﺮوهﺎ ﺑﺄﺳــﻴـﺎ ٍ
ﻦ ﺑـﻨـﺎ إﻓــﻜـــًﺎ وﻻ آــﺬﺑـًﺎ ﻻ ﺗـﺴـﻤـﻌــ ﱠ
ﻳﺎ ذَا اﻟﺤـﻔـﺎظ وذي اﻟـﻨﻌﻤﺎء ِواﻟـﺨـِﻴـﺮ ِ
ق ﻳــﺪي ن إن ﺗﺮﺿﻰ ﻓــﺮا َ ﷲ ﻟﻮ آﺎ َ وا ِ
ﻓﺎرﻗـﺘـُﻬـﺎ ﺑـَﻌـﺘـﻴـﻖ ِ اﻟـﺤـ ﱢﺪ ﻣــﻄـﺮو ر ِ
أو ﺑﻘـ َﺮ ﺑﻄـﻨﻲ ﺟﻬـﺎرًا ﻗــﻤـﺖ أﺑـﻘــﺮُﻩ
ﺞ ﻣـﻨﻲ ﺑـﻄـ ُ ﺣـﺘﻰ ﻳـُﻌـﺎﻟَـ َ ﻦ ﻣــَﺒــﻘــــﻮر ِ
ﻞ اﻟـﻤُـﻐـﺘـ ﱡﺮ ﻗـﺎﻃﻌﻪ أ ْو ﻗـُﻄـﱢـ َﻊ اﻷآـْﺤـَـ ُ
)(3
ت ﻓـﻴـﻪ وﻟـﻢ أﺣــﻔـﻞ ﻟـﺘـﻐـﺮﻳـ ِﺮ أﻋـَـﺬر ُ
آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻣ ﺪح اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ وهﺠ ﺎؤﻩ ﻣﺮﺗﺒﻄ ًﺎ ﺑﺎﻟﻌﻄ ﺎء آ ﺬﻟﻚ آ ﺎن اﻋﺘ ﺬارًا وﻓﻘ ﺪ رأﻳﻨ ﺎ آﻴﻒ آﺎن ﻋﺒ ﺪ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻳﺠ ﺮي ﻋﻠﻴ ﻪ رزﻗ ﺎ وﻗﻄﻌ ﻪ ﻟﻤﺪﺣ ﻪ ﻏﻴ ﺮﻩ ،ﻓﺄﺳ ﺮع اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺑﺎﻻﻋﺘﺬار ﻹﻋﺎدة اﻟ ﺼﻠﺔ ،وآ ﺬﻟﻚ ﻓﻌ ﻞ ﻣ ﻊ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ) اﻟ ﻨﻔﺲ اﻟﺰآﻴ ﺔ ( إذ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺼﻠﺔ واﻟﻮد اﻟﺬي آﺎن ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎل : ﺖ ﻣـﻨﻪ رﺣـﻤـﺔٌ ﻧﺰﻟــﺖ ﻻ وَاﻟـﺬي أﻧ َ َ
ﻧﺮﺟـﻮ ﻋــﻮاﻗـِـﺒـَﻬـﺎ ﻓﻲ ﺁﺧـ ِﺮ اﻟـﺰﻣـــﻦ ِ
ت ﻟـــﻪ ﻟﻘــﺪ أﺗـﻴـﺖ ﺑﺄﻣــﺮ ٍﻣـﺎ ﺷـﻬــﺪ ُ
وﻻ ﺗـﻌــﻤـّــﺪ ُﻩ ﻗـَـﺼﺪي و ﻻ ﺳـــﻨـﻦ ِ
ﻻ ﻣــﻘــﺎﻟـﺔ أﻗــــﻮام ٍ ذوي إﺣـــــﻦ إّ
)(4
وﻣـﺎ ﻣــﻘـﺎ ُ ل ذوي اﻟﺸـﺤــﻨﺎء ِواﻹﺣـﻦ ِ
ن إﻟﻰ اﻟــﻄــَﺒـَﻦ ﺣﺴَﺐ ٍ وﻓـﻴﻬﻢ اﻟﻌـﺬ ُر ﻣـﻘــﺮو ٌ ﻦ إ ْذ ﻇﻨﻮا ﺑﺬي َ ﻟـﻢ ﻳﺤﺴﻨﻮا اﻟﻈ ﱠ
ِ)(5
ﻦ ﺖ ﺻﺤـﻴﺢ اﻟـﻌــﻮد ﺑﺎﻻﺑـَـ ِ وآـﻴﻒ اﻣﺸﻲ ﻣﻊ اﻷﻗــﻮام ِ ﻣـﻌـﺘﺪﻻ ً وﻗـﺪ رﻣـﻴـ ُ
)(6
اﻟﻨﺴﻴﺐ وذآﺮ اﻷﺣﺒﺔ : (1ﻟﺪﻳﻮان ص 86 (2ﺷﻮرت اﻟﺮﺟﻞ :ﺧﺠﻠﺘﻪ اﻟﺴﺎن ﻣﺎدة )ﺷﻮر( (3اﻟﺪﻳﻮان ص 120 (4اﻟﺸﺤﻨﺎء :اﻟﻌﺪاوة واﻟﺤﻘﺪ اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة )ﺷﺤﻦ( (5اﻟﻄﺒﻦ :اﻟﻔﻄﻨﺔ اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة )ﻃﺒﻦ( (6اﻻﺑﻦ :اﻟﻌﻴﺐ ،وﻓﻲ اﻷﺻﻞ اﻟﻌﻘﺪة ﺗﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﻮد ﻓﺘﻔﺴﺪﻩ /اﻟﺪﻳﻮان ص 234 60
ﻳﻌ ّﺪ اﻟﻐ ﺰل ﻣ ﻦ أﺷ ﻬﺮ اﻟﻔﻨ ﻮن اﻷدﺑﻴ ﺔ ،و أآﺜﺮه ﺎ رواﺟ ﺎ و إﻣﺘﺎﻋ ﺎ ،وه ﻮ ن اﻟﻤ ﺮأة ﻧ ﺼﻒ اﻟ ـﺮﺟﻞ وﻣ ـﻈﻬﺮ أﻟ ﺼﻖ ﻣ ﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺑﺤﻴ ﺎة اﻟ ـﺮﺟﻞ و اﻟﻤ ﺮأة ؛ ﻷ ّ اﻟـﺠﻤـﺎل اﻟـﺤﻲ ﻓﻲ دﻧﻴﺎﻩ ،وﻗﺪ ﺷﻐﻠﺖ اﻟﻤﺮأة اﻷدﺑﺎء واﻟﻘﺮاء واﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻴﻦ )0 (1 وآﺜﺮ اﻟﻐﺰل واﻟﺘﺸﺒﻴﺐ ﻓﻲ أﺷﻌﺎر اﻟﻌﺮب ؛ﻷن " اﻟﺘ ﺸﺒﻴﺐ ﻗﺮﻳ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻨﻔ ﻮس ﻻﺋﻂٌ ﺑﺎﻟـﻘــﻠﻮب ،ﻟﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﷲ ﻓﻲ ﺗﺮآﻴ ﺐ اﻟﻌﺒ ﺎد ﻣ ﻦ ﻣﺤﺒ ﺔ اﻟﻐ ﺰل ،وإﻟ ﻒ اﻟﻨ ﺴﺎء ، ﻓـﻠـﻴـﺲ ﻳﻜﺎد أﺣﺪ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﻣﻨﻪ ﺑ ﺴﺒﺐ أو ﺿ ﺎرﺑﺎ ﻓ ـﻴﻪ ﺑ ﺴﻬـﻢ ﻣﻨ ﻪ ﻓ ﻲ ﺣـــﻼل أو ﺣـــــــــﺮام " )0 (2 واﺷﺘﺮط ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﻴﺐ " :أن ﻳﻜ ﻮن ﺣﻠ ﻮ اﻷﻟﻔ ﺎظ رﺳ ﻠﻬﺎ ﻗﺮﻳ ﺐ اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ ﺳﻬﻠﻬﺎ ﻻ ،ﻏــﻴﺮ آـﺰ و ﻻ ﻏﺎﻣﺾ وأن ﻳﺨﺘﺎر ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻇﺎهـ ـﺮ اﻟﻤﻌﻨ ﻲ ﻟ ﻴﻦ اﻹﻳﺜ ﺎر رﻃ ﺐ اﻟﻤﻜ ﺴﺮ ،ﺷ ﻔﺎف اﻟﺠﻮهـــ ـﺮ ﻳﻄ ﺮب اﻟﺤ ﺰﻳﻦ وﻳ ﺴﺘﺨﻒ اﻟــﺮﺻـﻴﻦ")0 (3 وﻳﺤ ﺪ ﻗﺪاﻣ ﺔ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ " :إن اﻟﻨ ﺴﻴﺐ ذآ ﺮ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠ ﻖ اﻟﻨ ﺴﺎء وأﺧﻼﻗﻬ ﻦ ، وﺗﺼّﺮف أﺣﻮال اﻟﻬﻮى ﺑﻪ ﻣﻌﻬﻦ "
)(4
وﻳﺤﺘﻞ اﻟﻐﺰل ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ،ﻓﻘ ﺪ اﻓ ﺮد ﻟ ﻪ ﻗﺼﺎﺋﺪ آﺎﻣﻠﺔ ،آﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺎت اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ،وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻨ ﺴﻴﺐ اﻟﺘ ﺸﻮق واﻟﺘ ﺬآﺮ ﻟﻤﻌﺎهﺪ اﻷﺣﺒﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎح اﻟﻬﺎﺑﺔ ،واﻟﺒﺮوق اﻟﻼﻣﻌﺔ واﻟﺤﻤﺎﺋﻢ اﻟﻬﺎﺗﻔﺔ ،واﻟﺨﻴﺎﻻت اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ، وأﺛ ﺎر اﻟ ﺪﻳﺎر اﻟﻌﺎﻓﻴ ﺔ ،وأﺷ ﺨﺎص اﻷﻃ ﻼل اﻟ ﺪاﺛﺮة ) (5وﻻﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ذآ ﺮ دﻳ ﺎر اﻷﺣﺒﺔ ﻗﻮﻟﻪ :
(1اﻧﻈ ﺮ ":اﻟﻐ ﺰل ﻣﻨ ﺬ ﻧ ﺸﺄﺗﻪ ﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺪور اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﺔ" ،وﺿ ﻊ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻟﺠﻨ ﺔ ﻣ ﻦ أدﺑ ﺎء اﻷﻗﻄ ﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،در اﻟﻤﻌﺎرف ﻣﺼﺮ 1964م ص 5 (2اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء ص 20 (3اﻟﻌﻤﺪة ج /2ص 116 (4ﻗﺪاﻣﺔ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ " ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ" ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ ﺧﻔﺎﺟﻲ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ 1997م ،ص 140 (5ﻧﻔﺴﻪ ص 134 61
ﺐ رَووا ﺗـَﻴـْﻦ ِإﻟﻰ ﻷى ﻀ ِ ﺐ هَـ ْ ﻀ ِ ﻀﻰ ﻓـَﺎﻟﻬَـ ْ ﻲ اﻟـﺪﱢﻳـَﺎ َر ﺑﻤـُﻨـْﺸـ ٍﺪ ﻓـَﺎﻟـﻤـُﻨ ْـ َﺘ َ ﺣﱢ َ ن ﺑـَﻬـَﺎ ﻓــَﻐـَﻴـّﺮ َرَﺳ َﻤ َﻬﺎ ﺐ اﻟـﺰﱠﻣـَﺎ ُ ﻟــَﻌــ َ
)(1
ل ﻣـﻦ ﻗَـﺒـْـﻞ ِاﻟـﺼﱢﺒـَﺎ وَﺧـــَﺮﻳـْﻘـَﻪ ﻳُﻐــْﺘـَﺎ ُ
ﺖ ُوﺟُـﻮُﻩ ﻋـِـﺮاﺻِﻬَـﺎ ﻓـَﻜـَﺄﻧـّﻤـَﺎ ﺑـُﻠـﻴَـ ْ
)(2
ﻒ اﻟـﺒـِﻠَـﻰ ﺖ ﻣِﻦ ﺟَـﺰَع ٍ ﻟـﻤﺎ آـَﺸَـ َ ﻓـَﺒﻜـَﻴ ْـ ُ
وﻗﻮﻟﻪ : )(3
ﻦ ﻳَـﻴْـﻦ ٍ ﻓـَـﻤـُﺜـْﻌـَـﺮ ٍ أدَا َر ﺳَﻠَـ ْﻴﻤَﻰ ﺑـﻴـ َ
ﻻ ﻟـَﺘَـﺨِـﺒـﺮي تإ ﱠ أﺑـﻴـﻨـِﻲ ﻓَـﻤَﺎ اﺳـْـﺘـُﺨـْﺒـِﺮ ِ
ت ِﺑ َﻮ ْﺑﻠِـﻬَـﺎ ﻚ اﻟـﺒـَﺎر ِﻗـَﺎ ُ أﺑﻴـﻨـِﻲ ﺣـَﺒـَﺘ ْـ ِ
ﻟــَﻨـَﺎ ﻣـَﻨـْﺴـَﻤًﺎ ﻋـَـﻦ ﺁل ِ ﺳـَـﻠ ْـﻤَﻰ وَﺷـَﻐـْﻔـَـﺮ ِ
ﺖ ﺑﺎآﻴًﺎ ن آﻨ ُ ﺖ ﻋَـﻴْـﻨَـﺎك ِإ ْ ﻟـَﻘـَﺪ ﺳـُﻘـِﻴَـ ْ
ﻞ ﻣَـﺒـْﺪى ﻣﻦ ﺳـَﻠﻴﻢ ٍ َو َﻣﺤْـﻀَﺮ ِ ﻋـَﻠﻰ آَـ ﱢ
)(4
وﻗﻮﻟﻪ : ﺐ آِــﺘـَﺎﻧـَـ َﺔ ﻀ ُ ﻋـَﻔـَﺎ ﺳَﺎ ِﺋ ٌﺮ ﻣﻨْـﻬـَﺎ ﻓـَﻬـَـ ْ
ﻓـَــﺪَا ٌر ﺑﺄﻋـﻠﻰ ﻋـَـﺎﻗـِـﻞ ٍأو ﻣُـﺤَـﺴـﱠﺮ ِ
ﺐ دِﻣـْﻨـَــﺔٌ ﻣَﻌـَﻄـﱠـﻠــَﺔٌ ﺁﻳـَﺎﺗُـﻬَـﺎ ﻟـَـ ْﻢ ﺗـَﺘـَﻐـَﻴـﱠـﺮ ِ ﻲ اﻟـﻤـَـﺬَاهـِـ ِ وَﻣﻨـْﻬـَﺎ ﺑـَﺸـَﺮﻗ ﱠ ت اﻟ َﻤﻌَـﺎﻃِﻒ ِﺿُﻤـﱠﺮ ِ ﻗَـﺼَﺮﻧـَﺎ ﺑﻬـَﺎ ﻟـَـﻤﱠـﺎ ﻋَـﺮﻓـْﻨـَﺎ رُﺳـُﻮﻣَـﻬَﺎ أزِﻣـﱠﺔ ﺳَـﻤْـﺠـَﺎ ِ
)(5
وﻗﻮﻟﻪ : ل آـَﺎﻟـﺤـﻠـَـﻞ ِ ﻞ َردّ ُﻩ اﻷﺣْــﻮَا ُ س اﻟـﻄـﱠـﻠــَﻞ ِ ﻣُﻌـَﻄـﱠـ ٌ ﻞ دَا ِر ُ أرَﺳ ْـ ُﻢ ﺳَـ ْﻮ َد َة ﻣـَﺤـْــ ٌ ﻟَـﻤﱠـﺎ رَأى أهـﻠـَـﻬَﺎ ﺳـَـﺪﱡوا ﻣـَﻄـَﺎﻟـِﻌَـ َﻬـﺎ رَا َم اﻟـﺼﱡــﺪُو َد وَﻋـَﺎ َد اﻟـَﻮ ﱡد آـَﺎﻟﻤَـﻬَـﻞ ِ
)(6
وﻗﻮﻟﻪ : ﺖ ﻣـِﻦ دِﻣـْﻨَـ ٍﺔ وَﻣﻦ ﻃـَﻠــَﻞ ِ ﻦ ﻣَــﻠــَـﻞ ِ ﺣـُﻴــﱢﻴـ ِ ﺠَــﺰْع ِﻣــ ْ ﻳَﺎ دَا َر ﺳُﻌـﺪَى ﺑﺎﻟ ِ
)(7
وﻗﻮﻟﻪ : ﻂ َو ﺧـَﻼﺋِﻞ ﺣٍ ﻦ ﺷَـﻮَا ِ ﻦ ﺑـَﻴ ْـ َ أﻗ ْـﻮَﻳ ْـ َ
ل ﻞ ُو َرﺳْــﻢ ِ ﻣــَﻨـَﺎ ِز ِ ﺲ ﻋـَﻠﻰ ﻃـَﻠـَـ ٍ إﺣﺒِـ ْ
ِ)(8
(1ﻣﻨﺸﺪ :ﻣﻮﺿﻊ ﺑﻴﻦ ر ﺿﻮى وﺑﻴﻦ اﻟﺴﺎﺣﻞ ﺟﺒﻞ ﻣﻦ ﺣﻤ ﺮاء اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ /اﻟﻤﻨﺘ ﻀﻰ ،ورواوة :أودﻳ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮع واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺛﻨﻰ رواوة ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻮزن /ﻷى ﻣﻦ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ) ﻳﺎﻗﻮت ( (2اﻟﺪﻳﻮان ص 53 (3ﻳﻴﻦ :ﻣﻮﺿﻊ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،وهﻲ ﻣﻨﺎزل اﺳﻠﻢ ﺑﻦ ﺧﺰاﻋﺔ /ﻣﺜﻌﺮ ﻣﺎء ﻟﺠﻬﻴﻨﺔ ) ﻳﺎﻗﻮت ( (4اﻟﺪﻳﻮان ص 121 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 122 (6اﻟﻤﻬﻞ ﻣﺎ ذاب ﻣﻦ ﺻﻔﺮ وﺣﺪﻳﺪ ) اﻟﻠﺴﺎن ( /اﻟﺪﻳﻮان ص 179 (7اﻟﺪﻳﻮان ص 182 (8اﻟﺪﻳﻮان ص 193 62
ﻦ إﻟﻴﻬﺎ ،وﻳﻌﻠ ﻢ أن اﻟﺒﻌ ﺪ وﻳﻤ ّﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺄﻃﻼل ﻣﻨﺰل ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ ؛ ﻓﻴﺘﺬآﺮهﺎ وﻳﺒﻜﻲ وﻳﺤ ّ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻴﻪ ذآﺮ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ اﻟﺘﻲ إن ﺗﺒﺪت ﻓﻬﻲ اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻨﺪ ﻃﻠﻮﻋﻬﺎ ،ﻓ ﺈذا ﻋ ﺎد إﻟ ﻰ ﺻ ﻮاﺑﻪ ورﺟﻌﺖ إﻟﻴﻪ روﺣﻪ ﻗﺎل ﻟﺮﻓـﻴﻖ ﺳﻔﺮﻩ ﻣﺎ أﻇﻦ هﻨﺎ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ ،وﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻜ ﺎن ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ ﻓﻴﻘـــﻮل : ) (1
ن ﻳَﻄـُﻮ َ ل ﺑـﻬَـﺎ ﺣَـﺒـْﺴﻲ ِ ﻼأ ْ ﻗـِﻔـَﺎ ﻓـَﻬﺮﻳﻘـَﺎ اﻟ ﱠﺪ ْﻣ َﻊ ﺑﺎﻟﻤَـﻨ ْـﺰِل ِاﻟ ﱠﺪرْس ِ وَﻻ ﺗـَﺴـْﺘَـ ِﻤ ﱠ ﺖ ﺑﻬﺎ وَﻟــَﻮ أﻃ ْـﻤَﻌـَﺘـْﻨـَﺎ اﻟﺪﱠا ُر أ ْو ﺳَﺎﻋـَﻔَـ ْ
ﺲِ ﺺ وَاﻟﻌَـﻨَـﻖ ِاﻟﻤَﻠ ْـ ِ ت اﻟـﻨّـ ﱢ ﺼﻨَﺎ َذ َوا ِ ﺼ ْ َﻧ َ
)(2
إﻟﻰ ﻗــــﻮﻟﻪ : ﻲ اﻟﺤﻠ ْـ ِﺪ ﻋـَﻦ أﺛـَﺮ اﻟ َﻮرْس ِ ﺲ ﻋـَﻨ َﺪ ﻃـُﻠــُﻮﻋِـﻬَﺎ ﺑـَﻠـَـﻮْن ِﻏَـ ِﻨ ﱢ ﺖ اﻟﺸَـﻤ ْـ ُ ت ﻓـَﻘـُﻠ ُ ﺗـَﺒَـ ﱠﺪ ْ
)(3
وﻗﻮﻟﻪ : ﻚ أﺳْﺠـﻤَﺎ ﺖ ﺷُـﺆُوﻧَـ َ ﺣﻤَﺎﻣَﺔٌ ﺣَـﻠـَـﺒَـ ْ أَ ﺿ ﱠﺮ ﺑـِــ ِﻪ اﻟﺒــِﻠﻰ ﻖأ َ ل ﺧـَﻠـَـ ٌ أ ْم ﻣَـﻨـﺰ ِ ٌ
ع ك ﺳُﺠــﻮ ُ ﻞ ﺑﺬي اﻷرا ِ ﺗَـﺪْﻋـُﻮ اﻟﻬَـﺪْﻳ َ ﺢ و اﻷﻧ ْـﻮَا ُء وَاﻟــﺘّـَـ ْﻮ ِدﻳْـــ ُﻊ وَاﻟــ ِﺮﻳْــ ُ
)(4
وﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻳﻤﺪح ﺑﻬﺎ اﻟﺴﺮي : ﻞ ﺁهـِـﻠـُـ ْﻪ ﻞ ﻗـَﻔــْــﺮ ٍ ﺗـَﺤـــﻤﱠــ َ أﻓﻲ ﻃـَﻠـَـ ٍ ت ﻦ ﺳَﻠـْﻤﻰ ﺳَﻔـَﺎهًﺎ وَﻗـَﺪ ﻧـَﺄ ْ ﻞ ﻋَـ ْ ﺗُـﺴَـﺎﺋِـ ُ
ﻞ هـَﺎ ﻣِــﻠـُـ ْﻪ ﺖ وَﻣﺎ ُء اﻟـﻌـَﻴـْﻦ ِﻳـَﻨ ْـﻬَـ ﱡ وَﻗـَﻔ ْـ َ ﻒ ﺗُـﺴَﺎﺋِـﻠُـ ْﻪ ﻂ ﻓـَﻜـَﻴ ْـ َ ﺑَـﺴَـﻠـْﻤﻰ ﻧَـﻮّى ﺷَـﺤْـ ٌ
)(5
وﻗﺪ ﻳﺒﻜﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺪﻳﺎر وﻳﻘـﺮن ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﺎﺑﻪ اﻟﺬي ﻣﻀﻰ ﻓﻴﻘﻮل : ﺖ ﺑﻨَـﺎ اﻷﻋـْـﺪَا َء ﻣِﻦ ﻏـَﻴـِﺮ ِﻣَﺎ دَﺧـْﻞ ِ ﺿ ْ ﻞ وَأ ْر َ ت ﻗـُﻮى اﻟﺤَـ ْﺒ ِ ن ﺳَـﻠـْﻤﻰ اﻟﻴ ْﻮ َم ﺟَـ ﱠﺬ ْ أﻻ إ ﱠ ﻞ ﺤﻤَـﻴْـﺮَاء ِذي اﻟـﻨـَﺨ ْـ ِ ﻒ اﻟ ُ ف ﻣـَﺜـْﻌَـﺮ ٍ وَأﺧْـ َﺮ َم أ ْو ﺧـﻴ ِ ن ﻟـَـ ْﻢ ﺗـُﺠـَﺎ ِورْﻧـَﺎ ﺑﺄآــْﻨـَﺎ ِ آـَﺄ ْ ﻚ ﺑـَﻌـَـﻮْﻟـَـ ٍﺔ ن ﻧَـ ْﺒﻜِـﻬَـﺎ ﻳـَﻮﻣـًﺎ ﻧـَﺒـْـ ِ ﻓَـﺈ ْ
ﻒ ﻓﻲ ﺟَـﻨـَﺐ ِ َ ﻋـَﻠﻰ ﻟـُﻄُـ ٍ ل ﻻ ﺑَــ ْﺬ ِ ﺳـﻠــْﻤﻰ َو َ
ﺾ واﺿِﺤ ًﺎ ﺐ اﺑﻴ َ ﻦ اﻟﺸﱠﻴ ْـ َ ن رَأ ْﻳ َ ﺳَﻮى أ ْ
)(6
ﻞ أﺣـَﺪًا ﻗـَـﺒـْﻠـِﻲ ن اﻟــﱠﺬي ﺑﻲ ﻟـَـ ْﻢ ﻳـَﻨَـ ْ آـَﺄ ﱠ
ﻞ وهﻮ أن ﺗﻤﻞ ﺷﻴﺌ ًﺎ وﺗﻌﺮض ﻋﻨﻪ ) اﻟﻠﺴﺎن ( (1ﺗﺴﺘﻤﻼ :ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣ ّ ﺺ :اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪ ،ذوات اﻟﻨﺺ :اﻟﻨﻮق ) اﻟﻠﺴﺎن ( (2اﻟﻨ ّ (3اﻟﺪﻳﻮان ص 133 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 144 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 174 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 188 63
وﻗﻮﻟﻪ ﻣﺘﺤﺴﺮا ﻋﻠﻰ ﺷﺒﺎﺑﻪ : ﺖ ﻋـَﻠﻴـﻨـَﺎ َ روَاﺋِـﻌُـ ُﻪ ﺑـﺤـُـﺠـﱠــ ِﺔ ﻣـُـﺴْــﺘــَﻘــــﻴـﻢ ِ ﺐ ﻗَـ ْﺪ ﻧَـﺰَﻟـَـ ْ ﺖ اﻟـﺸـﱠﻴ ْـ َ رأﻳـ ُ ﺧــُـﺼُـﻮْﻣـَﺔ َ ﻻ أﻟـَـ ﱠﺪ وَﻻ ﻇـَـﻠـُــــﻮم ِ
ت ﻣـﻨــْـ ُﻪ إ َذ ا ﻧــَﺎآــَﺮﺗـَـ ُﻪ ﻧـَـﺎآــَﺮ َ
ﺼﻐـﻴ ْـ ِﺮ ﻣِـﻦ اﻟﻌــَﻈـﻴْـﻢ ِ ت ﻣـﻨ ُﻪ آَـﺮَاض ٍﺑﺎﻟ ﱠ ب ﻓـَﺼﺮ ُ وَودﱠﻋـَﻨﻲ اﻟـﺸـﱠﺒـَﺎ ُ
)(1
وآﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻞ اﻟﺮﻳﺎح واﻷﻣﻄﺎر ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﺎر آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﺐ ﺲ َﺑﻬَـــﺎ ﻋـَـ ِﺮﻳ ْـ ُ ﺐ إﻟﻰ ﻣَـﻠــْﺤـَﺎء ﻟـَﻴـ َ ﻋَـﻔـَﺎ رَﺳـُـ ُﻢ اﻟـﻘـُـﺮِﻳﱠـ ِﺔ ﻓـَﺎﻟـﻜـَﺜـِﻴ ْـ ُ ﺗـَﺄﺑـﱠـ َﺪ َرﺳْـﻤـُﻬـَﺎ وَﺟَـﺮَى ﻋـَﻠــَﻴـْﻬـَﺎ
)(2
ب اﻟــﻐــَﺮﻳ ْـ ُ ﻲ اﻟـﺮﱢﻳـْﺢ ِ وَاﻟـﺘﱡـ ْﺮ ُ ﺳـَﻔـ ﱡ ﺐ )(3
وﻗـــــــــﻮﻟﻪ : ف ﻣـﻠـِــ ٌ ﺿ ﱠﺮ ﺑـِـ ِﻪ ﺳَــــﺎ ٍ ﻚ َرﺑْــ ٌﻊ ﺑﺎﻟــﺒـَﻠـِﻴﱠـﻴْـﻦ ِ دَاﺛـِـــ ُﺮ أ َ أهـَﺎﺟَـ َ ﺚ وﻣَـﺎﻃِـــ ُﺮ )(4 وﻗﺪ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺪﻳﺎر ﻣﻦ اﻟﺨﺮاب ﻓـﻴﻘـﻮل : َوﺟَـﻮاﺛـِﻢ ٍ ﺳـَﻔـْﻊ ِاﻟﺨُـﺪُو ِد َروَاآِـ ِﺪ)(5
ﻧَـﺒْـﻜِـﻲ ﻋـَﻠــَﻰ ِدﻣَـﻦ ٍ وَﻧُـﺆْي ٍ هـَـﺎﻣـِـــ ٍﺪ ﺐ اﻟﻘـُـﺪُور ِ وَأهـﻠـِﻬـَﺎ ﻦ ﻣـِﻦ ﻋـﻘـ ِ ﻋُـﺮﱢﻳ َ
ب ﻻَﺑــ ِﺪ ﻦ ﺑـَﻌـْــﺪهـُـ ُﻢ ﺑــِﻬـَﺎ ٍ ﻓـَﻌـَﻜـَﻔـ ْـ َ
ﺚ اﻟــﺼَﺒـَﺎ ﻓـَــﻜـَـﺄﻧــﱠــ ُﻪ ﻓـَـﻮﻗـَـﻴـْﻨـَﻪ ﻋـَﺒَـ َ
ن اﻟـﺪﱠﻣ ْـ َﻊ ﺑـﻴـ َ ﻒ ﻳـَﺮ ﱡ دَﻧِـ ٌ ﻦ ﻋَـﻮَاﺋـِـ ِﺪ )(6
ﺑ ﻞ إن اﻟﺮﻳ ﺎح واﻷﻣﻄ ﺎر ﻻ ﺗﺒﻘ ﻲ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟ ﺪﻳﺎر إﻻ أﻃ ﻼل آـﺄﻧـ ـﱠﻬﺎ اﻟﺒ ﺮد اﻟﺒﺎﻟﻴ ﺔ ، ﻓـﻴﻘـﻮل ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ : ع ﺑـَﺎﻟـﻮﻗـَـﻔَـ ْﺔ ﺾ اﻟﺪﻣُـﻮ َ ﻋُـ ْﻮﺟَـﺎ ﻧـﻘَـ ﱢ
ﻋـَﻠﻰ رﺳُـﻮم ٍ آـَﺎﻟﺒـُﺮ ِد ﻣـُﻨـْﺘـَﺴـَﻔَـ ْﻪ )(7
ﻖ ﺑَــﻴ ْـ َ ل ﺧـَـﻠـَـ ٌ ت آـَــﻤَـﺎ ﺑـَﺎ َد ﻣــَـﻨــﺰ ٌ ﺑـَﺎ َد ْ ﻦ رُﺑﻰ أرْﻳـَـ َﻢ ﻓـَـﺬي اﻟـﺤـَﻠــَﻔَــ ْﻪ )(8 أو آﺄﻧﻬﺎ ﺳﻄﻮر ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﻞ اﻟـﻘَـﻔ ْـ ِﺮ أﺗﻤﻀﻲ وﻟ ْﻢ ﺗُـﻠـ ْـ ِﻤ ْﻢ ﻋَﻠﻰ اﻟﻄَـﻠَـ ِ
ﺴﻠ ْـﻤﻰ َو َرﺳْﻢ ٍﺑـﺎﻟـﻐـَـﺮﻳﱠـ ْـﻴﻦ ِآـَﺎﻟــﺴﱠـﻄِـﺮ ﻟِـ َ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 221 (2اﻟﻜﺜﻴﺐ :ﻗﺮﻳﺔ ﻟﺒﻨﻲ ﻣﺤﺎرب ﺑﻦ ﻋـﻤﺮو ﺑﻦ ودﻳﻌﺔ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮﻳﻦ /ﻣﻠﺤﺎء :وأدي ﻣﻦ أﻋﻈﻢ أودﻳﺔ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ /ﻋﺮﻳﺐ :أﺣﺪ
(3اﻟﺪﻳﻮان ص 58 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 166 (5ﺳﻔﻊ :ﺟﻤﻊ اﺳﻔﻊ ،وهﻮ اﻷﺳﻮد اﻟﻠﻮن اﻟﻤﺎﺋﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﻤﺮة (6اﻟﺪﻳﻮان ص 104 (7ﻣﻨﺘﺴﻔﻪ :ﻣﻘﺘﻠﻌﺔ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻬﺎ أﺛﺮ (8اﻟﺪﻳﻮان ص 151 64
ﺐ ﻟﻠﺼﱠﺒﻰ ﺾ اﻟــﻤَـﻌَـﺎ ِرﻳ ْـ ِ هِـ ْﺪ َﻧﺎ ﺑـﻪ اﻟـﺒـﻴ ْـ َ
ب اﻟﺬي ﻳَـ ْﻘـﺮي ﺸـ َﺒﺎ ِ ض اﻟـ ﱠ ﺣﻮَا ِ طأ ْ َوﻓَﺎ ِر َ
) (1
وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟـﻨـﺴـﻴـﺐ ﻋـﻨـﺪﻩ ذآـﺮ ﻇـﻌ ـﻦ أﺣﺒﺘ ﻪ ورﺣﻴـﻠـﻬ ـﻢ وﺗﺮآـﻬ ـﻢ اﻟ ـﺪﻳﺎر ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘــــﻮل : ﺖ ﺣُـﻤُﻮﻟــُﻬُـ ُﻢ ﻲ إ ْذ وَﻟـﱠـ ْ ن ﻋـَﻴـْﻨَـ ﱠ آـَﺄ ﱠ ﺲ ﻓﻲ ﻋـِﻘ ْـ ِﺪ ﺟَﺎ ِر َﻳ ٍﺔ أ ْو ﻟـُـﺆْﻟــُـ ٌﺆ ﺳـَﻠـ ٌ
ﻣـِﻨـّﻲ ﺟـَﻨـَﺎﺣَﺎ ﺣَـﻤَـﺎم ٍ ﺻَﺎدَﻓـَﺎ ﻣـَﻄـَﺮا ن ﻓـَﺎﻧـْﺘـَﺸَـﺮَا َورْهـَﺎ ﻧـَﺎزَﻋـَﻬَـﺎ اﻟﻮِﻟـْـ َﺪ ا ُ
)(2
وﻗﻮﻟﻪ : اﷲ ُ ﻳــَﻌـــﻠــَـ ُﻢ أﻧـﱠﺎ ﻓﻲ ﺗــَﻠــَﻔـّــُـﺘـِـﻨـَﺎ ﺸﺮِي اﻟ َﻬﻮَى َﺑﺼَﺮي وأﻧـﱠـﻨِﻲ ﺣـَﻮﺛُـﻤَﺎ ﻳَـ ْ
ﻳــَﻮ َم اﻟــﻔــِـﺮَاق ِ إﻟﻰ أﺣـْﺒـَﺎﺑـِﻨﺎ ﺻُــ ْﻮ ُر ﻣِـﻦ ﺣـَﻴﺜـُﻤﺎ ﺳَﻠـَﻜـُﻮا ادﻧـُﻮا ﻓﺄﻧﻈـُـﻮ ُر
) (3
وﻳﺬآﺮ اﻇﻌﺎن ﻣﺤﺒﻮ ﺑﺘﻪ وﻳﺸﺒﻬﻪ ﺑﺎﻟﻨﺨﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓـﻴﻘـﻮل : ن ﺳـَـ ْﻮ َد َة آــَﺎﻹﺷَﺎء ِﻏـــَـﻮَا ِد ﻳًﺎ أﻇـْﻌـَﺎ َ
ﻦ أﻳَـﺎرق ٍ وَﺧــَﻤـَﺎﺋـِﻞ ﻦ ﺑـَﻴـ َ ﻳــَﺴـْﻠـُﻜ ْـ َ
ِ)(4
وﻗﻮﻟﻪ : ﻚ اﻟﻤـُﺘـَﻘـَﺴـﱢﻢ ِ ﻦ اﻟﺨـَﻠـﻴـْﻂ ُ ﺑـﻠــُﺒﱢـ َ ﻇـَﻌَـ َ ن ﺣُـ ُﻤﻮَﻟﻬـُﻢ ﺳَﻠــَﻜـُﻮا ﻋـَﻠﻰ ﺻَﻔـَﺮ ٍ آـَﺄ ﱠ
َورَﻣـَﻮك َﻋَـﻦ ﻗـَـﻮْس ِ اﻟﺠـﺒَﺎل ِﺑﺄﺳْﻬـُﻢ ِ ) (5
ﺿﻤَﺘـَﻴـْﻦ ِ ُذرَي ﺳـَﻔـِـﻴـْـﻦ ٍﻋـُـﻮﱠم ِ ﺑﺎﻟ ﱠﺮ ْ
وﻗﺪ ﻳﺒﻜﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ وﺗﻨﻬﻞ دﻣﻮﻋﻪ ﻣﻦ أﺛﺮ اﻟﻔﺮاق ﻗﺎﺋﻼ : ﺖ َﻣﻮَاﻗِـﻲ ﻋـَـﻴـْﻨِـ ِﻪ ﻓـَﻜـﺄﻧﱠـﻤَﺎ اﺷـْـﺘـَﻤـَﻠـَـ ْ
ﻳـَﻮ َم اﻟـﻔِـﺮَاق ِﻋـَﻠﻰ ﻳـَﺒـِـﻴـْﺲ ِاﻟﺨَـﻤْﺨـَﻢ ِ
)(6
وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻨﺴﻴﺐ ﻋﻨﺪﻩ ذآﺮﻩ اﻟﻄﻴﻒ و اﻟﺨﻴﺎل ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﻧﺮى ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﺖ ﻋـُـﻠـَـﻴـﱠـ ُﺔ ﺻُﺤـْـﺒَـﺘِﻲ َورِآـَـﺎﺑﻲ ﻃَـﺮَﻗَـ ْ
ﻒ ﻋـُـﻠــَﻴـﱠﺔ َ اﻟﻤـُﻨـْـﺘـَـﺎب ِ ﻼ ﺑــِﻄـَﻴ ْـ ِ أه ْـ ً
ﻖ اﻟـﻌـَﺘـُﻮ ُم رِﺣـَﺎﻟـَﻨـَﺎ ﺖ وَﻗـَــ ْﺪ ﺧـَﻔَـ َ ﻃَـﺮَﻗَـ ْ
ﺑـﺘـَـﻨُـﻮْﻓـَـ ٍﺔ ﻳـَـﻬـْﻤـَﺎ َء ذَات ِ ﺧــَــــﺮَاب ِ
ﻖ ﻃـَﻠـﱠـ ٍﺔ ﻣﻌـْﺸـَﺎب ِ ﺖ ﺑــِـ َﺮﻳـﱠـﺎ َر ْوﺿَـــﺔ ٍ ﻣـَﻦ َروْض ِﻋَـﻮْهَـ َ ﻓـَﻜﺎﻧـﱠـﻤَـﺎ ﻃــﺮَﻗـَـ ْ (1اﻟﺪﻳﻮان ص 125 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 112 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 117 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 197 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 213 (6اﻟﺪﻳﻮان ص / 219اﻟﺨﻤﺨﻢ :ﻧﺒﺖ ﻟﻪ ﺷﻮك دﻗﻴﻖ ﻟﺼﺎق ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ 65
)(1
وﻗـﺪ ﻳﺴﻌﺪ ﺑﺮؤﻳﺔ ﻃﻴﻒ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ إذ ﻳﺰورﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎم ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ل ﺳـَـﻠــْﻤـَﻰ إذ َا ﻧــﻤْــــﻨـَﺎ أﻟــَﻢ ﱠ ﺑـﻨــَﺎ ﻓـَــــﺰَارَا ن ﺧـَﻴـَﺎ َ ﻞ إﱠ ﺐ اﻟـﻠــﱠﻴـْـ َ أﺣِـ ﱡ
)(2
وﻗﺪ ﻳﺘﺬآﺮ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ وﻳﻈﻞ ﻃﻮل اﻟﻠﻴﻞ ﺳﺎهﺮا ،ﻳﻘﻮل : ب ﻋـَﻨـﱢﻲ ﻣَﻦ ﻳـَﻠــُﻮ ُم ﺖ وَﻏـَﺎ َ أرِﻗـْـ ُ
ﻦ ﻟـَـ ْﻢ أﻧـَـ ْﻢ أﻧـَﺎ ﻟــﻠـﻬـُﻤــُــــﻮم ِ وَﻟــَﻜـ ْ
ﺖ وَﺷـَﻔـﱠـﻨﻲ َوﺟَـ ٌﻊ ﺑـَﻘــَﻠــْﺒﻲ أرﻗــ ُ
ﺐ أ ْو أُﻣـﻴـﻤَـﺔ َ أ ْو رَﻋـُـﻮم ِ ﻟِـﺰَﻳـْﻨَـ َ
ُأﻗَـﺎﺳﻲ ﻟـﻴـَﻠـَـ ًﺔ َآـَﺎﻟـﺤَــﻮَل ِ ﺣـَﺘﱠـﻰ
ﺢ ﻣُﻨـﻘـَﻄ َﻊ اﻟـﺒـﺮﻳــﻢ ِ ﺗـَﺒَـﺪّى اﻟـﺼﺒ ُ
)(3
ﺿﺮْب اﻟﺸـﱠﻜـﻴـْﻢ ِ ﺐ وَﻳَـﺘـﱠﻘـِﻲ َ ﻖ ﻓﻲ ﺣــﺠـُـﻮل ﻳَـﺸِـ ﱡ ﺢ أﺑـﻠـَـ ُ ن اﻟـﺼﺒـ َ آـَﺄ ﱠ
) (4
وﻗﺪ ﻳﺘﺬآﺮ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻧﺄت ﻋﻨﻪ وﻓﺎرﻗﻬﺎ ،ﻓـﻴﺤﻦ وﻳﺘﺸﻮق إﻟﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ : ﻚ ﻋـَﻨـﱢﻲ زَا َد ﻗـَﻠـﺒﻲ ﺑﻜـُـ ْﻢ وَﺟـْـﺪَا ي ﻳُـﺴْـﻠـِﻲ َذوِي اﻟــﻬـَـﻮى وَﻧـَﺄﻳُـ ِ ن اﻟـﻨـﱠﺄ َ ﻃ َﻢ إ ﱠ أﻓـَﺎ ِ ﺖ ﻣـِﻦ ُودﱢ ﻏـَﻴ ِﺮآـُـ ْﻢ أري ﺣَـﺮﺟًﺎ ﻣَﺎ ﻧـِﻠـ ْـ ُ َوﻣَﺎ ﻧـَﻠـْﺘـَﻘـِﻲ ﻣِـﻦ ﺑَـﻌْـ ِﺪ ﻧَـ ْﺄي ٍ وَﻓـُـﺮْﻗَـ ٍﺔ
ﺖ ﻣِـﻦ ُودﱢ آـُـ ْﻢ رُﺷ ْـﺪَا وَﻧـَﺎﻓـِﻠـَـ ًﺔ ﻣـَﺎ ﻧـِﻠ ْـ ُ ت ﻟـَـﻬَﺎ ﺑـَـ ْﺮدَا ﻻ وَﺟَـ ْﺪ ُ ﻂ ﻧـَﻮي إ ﱠ وَﺷـَﺤ ْـ ِ
)(5
ﺗﻐﺰل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﻔﺎﻃﻤﺔ ،وﻋﻠﻴﺔ ،وﺳﻠﻤﻰ ،وﺗﺮدد اﺳﻢ ﺳﻠﻤﻰ آﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ وﻳﺒ ﺪو إن ﺳﻠﻤﻰ هﺬﻩ آﺎﻧ ﺖ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ واﻗﻌ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﻴ ﺎة اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻓﻐﺰﻟ ﻪ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﻮع اﻟﻌﻔﻴ ﻒ ، ﺻﺎدق اﻹﺣﺴﺎس ،راﺋﻊ اﻟﺼﻮر ،ورﺑﻤﺎ أﺣﺒﻬﺎ ﺣﺒ ًﺎ ﻃ ﺎهﺮًا ؛ ﻟ ﺬﻟﻚ ﺣ ﺮص أن ﻳﻜ ﻮن ﻏﺰﻟﻪ ﻋـﻔـﻴﻔـ ًﺎ آﺤﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻘﻮل : ت ﺳـَﻠ ْـﻤَﻰ وَاﻟـﻨـﱠﻮى ﺗـَﺴـْﺘـَﺒـِـﻴﻌُـﻬﺎ ﺗَـﺬَآـﱠﺮ ُ
َوﺳَﻠـْﻤﻰ اﻟـﻤُـﻨﻲ ﻟــَﻮ أﻧـﱠﻨـَﺎ ﻧَـﺴْﺘـَﻄﻴﻌُـﻬَـﺎ
ﻞ ف ﻣـُـﻔــْﺤــ ٍ ﺖ ﺑﺄآـْﻨـَﺎ ِ ﻒ إذَا ﺣـَﻠـﱠـ ْ ﻓـَـﻜـَﻴـﱠـ َ
)(6
ﻒ ﺗـَﺒـﻴْﻌـُﻬـَـﺎ ﻞ ﺑ َﻮﻋْـﺴَﺎء ِاﻟـﺤُـﻠـَﻴ ْـ ِ وَﺣَـ ﱠ
وﻗﻮﻟﻪ : ﺚ ﺟـَﻤـﱠﺔ ً أرَي اﻟـﺪﱠه ْـ َﺮ ﻳـُﻨـْﺴـِﻴﻨﻲ أﺣَﺎدِﻳ ْـ َ
ﺖ ﻣِـﻦ ﺻَﺪﻳﻖ ٍ أ ْو ﻋـَـﺪُو ﻳـُﺸـﻴ ْـﻌـُﻬـَﺎ أﺗَـ ْ
ﻻ َوذِآ ْـ ُﺮهَـﺎ وَﻟَـ ْﻢ ﻳُﻨـْﺴـﻨـِﻴـﻬَﺎ اﻟـــﺪﱠه ْـ ُﺮ إ ﱠ
ن ﻧَﻔـْﺴﻲ ﺿُﻠــُﻮﻋـُﻬـَﺎ ﺖ دُو َ ﺚ ﺗـَﺤـَﻨﱠـ ْ ﺑﺤـَﻴ ُ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 66 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 109 (3اﻟﺒﺮﻳﻢ :ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺳﻮاد اﻟﻠﻴﻞ (4اﻟﺪﻳﻮان ص 221 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 95 (6ﻣﻔﺤﻞ ﻣﻦ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ /وﻋﺴﺎء :اﻟﺮﻣﻞ وﻣﺎ أﻧﺪك ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ /اﻟﺤﻠﻴﻒ ﻣﻮﺿﻊ ﺑﻨﺠﺪ) ﻳﺎﻗﻮت ( 66
)(1
ﻦ ﻣِـﻨ َﻬـَﺎ ﻟـﻨـَﺎ ﻏـَﻴ ُﺮ ذ َآ ْـ َﺮ ٍة ن ﻟـَـ ْﻢ ﻳﻜُـ ْ وَإ ْ
ﻞ اﻟـﺪﱠه ْـ َﺮ ﻳـَﻮﻣًﺎ ﻳُـﺮِﻳـْﻌـُـﻬـَﺎ وَﻗَـﻮْل ِ ﻟَـﻌَـ ﱠ
ت ﻣـﻨــﱢﻲ ﻓـُـﺆَادًا َﻣُـﺘـَـﻴــﱠﻤــ ًﺎ ﻓـَﻘـَﺪ أﺣ َﺮ َز ْ
ﻒ دُﻣـُﻮﻋـُـﻬـــَـﺎ ﻻ ﺗَﺠ ﱡ وَﻋـــَﻴـْﻨــًﺎ ﻋـَﻠــَﻴﻬـَﺎ َ
ﻚ اﻟـﱠـﺘـِﻲ ﻦ أﻳــﱠـﺎﻣﻲ وَأﻳـﱠــﺎﻣَـ ِ أﺗــَﻨـْـﺴِـﻴ ْـ َ
)(2
ت ﺗـُﺬﻳـْﻌُـ َﻬﺎ ﺲ آـَﺎ َد ْ إذ َا ذَآـَﺮﺗ ْـﻬَﺎ اﻟـﻨـﱠـﻔ ْـ ُ
وﻗــــــﻮﻟﻪ : أ ﺗـَﻌ ُﺬ ُر ﺳـَﻠـ ْـ َﻤﻰ ﺑﺎﻟﻨــﱠﻮى أ ْم ﺗـَـﻠــُﻮﻣـُـﻬَﺎ ﺖ ﻣـَﻌـﻴﻨًﺎ ﺑـﻌـَـﻴ ْـ َﻨَـ ِﻪ َوﺳَﻠ ْـﻤَﻰ اﻟــﱠﺘﻲ أﺑﻬَـ ْ
َوﺳَﻠ ْـﻤَﻰ ﻗَـﺬَى اﻟﻌَـﻴـْﻦ ِاﻟــﱠﺘﻲ ﻻ ﺑَـﺮِﻳ ْـﻤُـﻬَﺎ ﺖ ﺳﺠُﻮﻣـُﻬَـﺎ ﻻ هـَﻮى ﺳَﻠ ْـﻤﻰ ﻟـَﻘـَﻠـﱠـ ْ وَﻟـَﻮ َ
)(3
)(4
ت ﻓـَﻨـَﻈـِﻴـْﻤـُﻬَـﺎ ﺖ ﺳُـﻮَﻳـْﻘــَﺔ ُﻣﻨـْﻬـَﺎ أﻗـْﻔـَـ َﺮ ْ ﺤ ْ ﺖ دَارُهـَﺎ ﺑﺎﻟـﺮﱠﻗ ْـﻤَـﺘـَﻴـْﻦ ِﻓـَﺄﺻ َﺒ َ ﻋـَﻔَـ ْ وﻓﻲ ﻏﺰﻟﻪ أﻳﻀﺎ ﻳﻌﺮض ﻟﻨﺎ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ ﻓﻴﻘﻮل : أﺟَﺎرَﺗَـﻨَﺎ ﺑــﺬِي ﻧـَﻔـَــﺮ ٍ أﻗـِــﻴْـﻤِـﻲ
ﻓَـﻤَﺎ أﺑﻜﻲ ﻋَـﻠﻰ اﻟـﺪﱠه ْـ َﺮ اﻟـﺬﱠﻣــﻴــﻢ ِ
ﻚ ﺛُـﻢﱠ ﺳِـﻴ ْـﺮي ﺟ َﻪ ﻋَﺎﻣ ِ أﻗــَﻴ ْـﻤِﻲ َو ْ
ﻼ واهﻲ اﻟﺠِـﻮَار ِ وَﻻ ﻣـُــﻠــﻴـــﻢ ِ َﺑ َ
ﻦ اﻷﻗـَـﺎرِع ِ ﻓـَﺎﻟﻤـُﻨـَـﻘـﱠﻰ ﻓـَﻜَـ ْﻢ ﺑـَﻴ ْـ َ
ف رَﻳـْــــﻢ ِ إﻟﻰ أُﺣـُـ ٍﺪ إﻟﻰ أآـْـﻨـَـﺎ ِ
ﻰ اﻟـﺠـَﻤـﱠﺎء َ ﻣـِﻦ ﺧـَـ ٍﺪ أﺳـﻴـْـﻞ ٍ إﻟ َ
ﺲ ﺑـﺬِي آـُـﻠـﻮم ِ ﻲ اﻟـﻠــﱠﻮن ِ ﻟــَﻴ ْـ َ ﻧـَﻘـ ﱠ
ﻦ ﻋـَﻴـْﻦ ٍ ﻣـُﻜـَﺤـﱠــﻠـَـ ِﺔ اﻷﻣَﺎﻗـِﻲ َوﻣِـ ْ
ﻞ وَﻣـِﻦ آـَﺸـْﺢ ٍهـَـﻀِﻴـﻢ ِ ﺑـِﻼ آـﺤ ْـ ٍ
)(5
(1ﻳﺮﻳﻌﻬﺎ :ﻳﺮﺟﻌﻬﺎ واﻟﺮﻳﻊ اﻟﺮﺟﻮع ) اﻟﻠﺴﺎن (278/6 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 143 (3أﺑﻬﺖ :ﺗﺮآﺖ /اﻟﺴﺠﻮم :ﻗﻄﺮات اﻟﺪﻣﻊ (4اﻟﺮﻗﻤﺘﺎن :ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺮب اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ /وﺳﻮﻳﻘﺔ :ﺟﺒﻞ /اﻟﻨﻈﻴﻢ :ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺮب اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ اﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻮان ص 209 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 221 67
اﻟﻮﺻﻒ : ﻳﻘﻮل اﺑﻦ رﺷﻴﻖ) " : (1إن اﻟﻮﺻﻒ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺘﺸﺒﻴﻪ ،وﻣ ﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ ،واﻟﻔ ﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ؛ إن اﻟﻮﺻﻒ إﺧﺒﺎر ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺸﻲء ،وان اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ ﻣﺠ ﺎز وﺗﻤﺜﻴ ﻞ ،وأﺣ ﺴﻦ اﻟﻮﺻﻒ ﻣﺎ ﻧﻌﺖ ﺑﻪ اﻟﺸﻲء ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺎد ﻳﻤﺜﻠﻪ ﻋﻴﺎﻧًﺎ ﻟﻠﺴﺎﻣﻊ" 0 وﻋﺮﻓﻪ ﻗـﺪاﻣﺔ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ) (2ﺑﺄﻧﻪ " :ذآﺮ اﻟﺸﻲء ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﺣﻮال واﻟﻬﻴﺌﺎت "0 وﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎد إ ّ ن اﻟﺸﻌﺮ ،إﻻ أﻗــﻠﻪ ،راﺟﻊ إﻟﻰ ﺑﺎب اﻟﻮﺻﻒ ) ،(3ﻓﺎﻟﻬﺠﺎء وﺻﻒ ﻟﻠﻤﺜﺎﻟﺐ ،واﻟﻤﺪﻳﺢ وﺻﻒ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺐ ،واﻟﻐﺰل وﺻﻒ ﻟﻤﺤﺎﺳﻦ اﻟﻨ ﺴﺎء ؛ وﻟﻜﻨﻨ ﺎ ﺣﻴﻦ ﻧﺬآﺮ اﻟﻮﺻﻒ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ ،أﻧﻤ ﺎ ﻧﺮﻳ ﺪ وﺻ ﻒ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ ،اﻟﻤﺘﺤﺮآ ﺔ و ﻞ ﺷ ﻲء ﻓ ﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘ ﻪ اﻟ ﺼﺎﻣﺘﺔ واﻟﻤﺘﺤﺮآ ﺔ ،وآ ﻞ ﻣ ﺎ اﻟﺴﺎآﻨﺔ ،ﻓﻘـﺪ وﺻﻒ اﻟﻌﺮﺑﻲ آ ّ ﺷ ﺎهﺪﻩ ،وآ ﻞ ﻣ ﺎ أﺣ ﺎط ﺑ ﻪ ،ﻓﻮﺻ ﻒ اﻟ ﺼﺤﺮاء ،واﻟﺮﺣـ ـﻠﺔ ،واﻟﺒﻘ ﺮ اﻟﻮﺣ ﺸﻲ ، واﻹﺑﻞ ،واﻟﺨﻴﻞ ،واﻟﻮﺣﻮش ،واﻟﻄﻴﻮر ،واﻟﻠﻴﻞ ،واﻟﻨﺠﻮم ،واﻟﺮﻳ ﺎض ،واﻟﺠﺒ ﺎل ، واﻟﻮدﻳﺎن ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ وﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﺑﺼﺮﻩ 0 ﺴﻬﺎ ،واهﺘﺰت ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤ ﺸﺎهﺪهﺎ ، وﻗﺪ آﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﺑﻦ ﺑﻴﺌﺘﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺷﻬﺎ وأﺣ ّ واﻧﻄﻠ ﻖ ﻟ ﺴﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟ ﺸﻌﺮ واﺻ ﻔ ًﺎ ﻣ ﺎ ﻳﺤ ﻴﻂ ﺑ ﻪ ﻓﻮﺻ ﻒ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ اﻟ ﺴﺎآﻨﺔ آﻤ ﺎ وﺻ ﻒ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﻤﺘﺤﺮآ ﺔ ،وآﺎﻧ ﺖ اﻹﺑ ﻞ أول ﻣ ﺎ ﻳﻠﻔ ﺖ اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ وﺻ ﻔﻪ ،وﻗ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻪ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ؛ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرهﺎ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﺴﻔﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﻤﺪوح ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ : ﻲ اﻟـﻨـﱠﺠﻴ ْـﺒَـ ِﺔ ﺑـَﻠ ْـ َﻪ اﻟﺠِـﻠﱠـ َﺔ اﻟﻨــﱡﺠـُﺒَـﺎ ﺸَ ف إذا ﻏـَﻨـﱠﻰ اﻟﺤُـﺪَأ ُة ﺑِـ َﻬﺎ ﻣَـ ْ َﺗﻤْـﺸﻲ اﻟـﻘـَﻄـُﻮ ُ
)(4
وﻗﻮﻟﻪ واﺻﻔﺎ ﻧﺎﻗﺘﻪ اﻟﺒﻴﻀﺎء : ﺖ ﺤ ْ ﺲ ﻓـَﺄﺻْﺒَـ َ ﻲ ﻋـﻴْـ ٌ ﺑَـﺪَأﻧـَﺎ ﻋـَﻠـَﻴ ْـﻬَﺎ وَه َ
ت اﻟﻐَـﻮَار ِب ِ ﺟﻮْﻧـًﺎ دَاﻣِـﻴَـﺎ ِ ﻦ اﻟﺴَﻴ ْـ ِﺮ ُ ِﻣ َ
)(5
وﻗـــــﻮﻟﻪ : (1اﻟﻌﻤﺪة ج /2ص 226 (2ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ ،ص 134 (3اﻟﻌﻤﺪة 226/2 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 57 ﺟ ﻮن وه ﻮ اﻷﺳ ﻮد /اﻟﻐ ﻮارب : (5اﻟﻌﻴﺲ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻳﺨﺎﻟﻂ ﺑﻴﺎﺿﻬﺎ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﻘﺮة /اﻟﺠ ﻮن :ﺟﻤ ﻊ َ أﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪم اﻟﺴﻨﺎم /اﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻮان ص 66 68
ﺠ ْﻬ ِﺪ ﺑﺎﻟ َﻤ ْﻮﻣَﺎة ِ ﺳَﻴـْﺮًا ﻣُﻄَـﺤْﻄَـﺤَﺎ ﺖ ﻋـَﻠﻰ اﻟ َ ﺖ َﻣﺴَﺎﻣِﻴ ْـ ُﺮ اﻟ ﱢﺮﺣَﺎل ِ وَآـُﻠــﱢﻔَـ ْ ﺣ ْ َوﺻَﺎ َ ) (1
ن آَـﺮْﻣًﺎ ﺑﺎﻟﺴــﱠﺮاة ِﻣـُﻤَـﺰﱠﺣـَـﺎ ﺗَـﻮَاﻋـَـ ْﺪ َ
ﺻﻴْﻔَـ ٍﺔ ب ﻣِﻦ ﻋَـﺼَﺎﻓـِﻴـْﺮ َ ﺳ ْﺮ ٌ ح ِ آَـﻤَﺎ ﺻَﺎ َ وﻗﻮﻟﻪ :
ﻚ ﺧَﺎﺿَﺖ ﺑﻨَﺎ اﻟـﻈـﱠﻠ ْـﻤَﺎ َء ﻣـُﺴ ْـﺪِﻓـَﺔ ً وَاﻟـﺒـَﻴ ْـ َﺪ ﺗـَﻘـْﻄَـ ُﻊ ﻓـِﻨـ ْـ َﺪًا ﺑَﻌ ْـ َﺪ أﻓـْﻨـَﺎ ِد إﻟـﻴْـ َ
)(2
وﻗﺎل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﺪح ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻨﺼﻮر : ﻞ ﺟﻮَاز ِ اﻟـﻔـَﻼة ِ اﻟـ َﺮوَاﺣـِـ ُ ﺑـَﻨـَﺎ ﺑــِﻴ ْـ َﺪ أ ْ
ت ﻦ ﺗـَﺠـَﺎ َو َز ْ ﻚ أﻣـﻴـ َﺮ اﻟـﻤُـﺆْﻣـﻨـﻴـ َ إﻟـﻴ ْـ َ
)(3
وﻗﺪ ﻳﺘﺨﺬ اﻟﻨﺎﻗﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﻓﻘﻮل : ﺖ أوﺗـَﺎدي ﻞ اﻟـﺜـﱠﻮا ُء إ َذ ا ﻧَـﺰﱠﻋ ْـ ُ ﻗَـ ﱠ
ﻼ أﻳـﱡﻬـَﺎ اﻟﺤَـﺎدي أرْﺑِـ ْﻊ ﻋـَﻠـﻴـﻨـَﺎ ﻗـَﻠﻴ ْـ ً
)(4
وﻗ ﺪ وﺻ ﻒ ﻧﺎﻗﺘ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺴﺮﻋﺔ واﻟﻨ ﺸﺎط ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻏ ـﻴﺮهﺎ ﻣ ﻦ اﻹﺑ ﻞ ﻗ ﺪ ﺗﻌﺒ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟـﻤـﺴﻴﺮ ﻓﻬﻲ ﻧﺸﻴﻄﺔ ﻣﻨﺒﺴﻄﺔ وﻗﺪ ﺷﺒﻪ اﺿﻄﺮاب ﻇﻠﱢﻬﺎ ﻋـﻨﺪ ﺟﺮﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮأل ﻗـﺎﺋﻼ : ﺐ ﺐ ﺟـَـــﻨـِﻴ ْـ ُ ل ﻳَـﺨــ ﱡ إﻟﻰ دَﻓـﱢﻬـَـﺎ َر ْأ ٌ
ى ﻇــﻠـﱠﻬـَﺎ ﻋـِﻨ ْـ َﺪ اﻟـــ ﱠﺮوَاح ِ آـَﺄﻧـﱠ ُﻪ ﺗـَﺮ َ
)(5
وﺻﻒ آﺬﻟﻚ اﻟﺪﻣﻦ واﻷﺛﺎﻓﻲ اﻟﺘﻲ ﺟﺎر ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﺠﺎهﻠﻴﻴﻦ ،وﺑ ّﻴﻦ ﻟﻨ ﺎ ﺟﺰﻋﻪ ﻟﻤﺎ ﺣﺪث ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺪﻳﺎر ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﻲ اﻟـﺪﱢﻳـَﺎ َر ﺑﻤـُﻨـْﺸـ ٍﺪ ﻓـَﺎﻟــــﻤـُﻨ ْـ َﺘﻀَﻰ ﺣﱢ َ
ﻓـَﺎﻟﻬَـﻀْﺐ ِ هَـﻀْﺐ ِرَووا ﺗـَﻴـْﻦ ِإﻟﻰ ﻷى
ن ﺑـَﻬـَﺎ ﻓــَﻐـَﻴّـﺮ َرَﺳ َﻤﻬَﺎ ﺐ اﻟـﺰﱠﻣـَﺎ ُ ﻟــَﻌ َ
ل ﻣــﻦ ﻗــَـﺒـْـﻞ ِ اﻟـﺼﱢﺒـَﺎ وَﺧـَﺮﻳـْﻘـَﻪ ﻳُﻐــْﺘـَﺎ ُ
ﺖ ُوﺟُـﻮُﻩ ﻋـِـﺮاﺻِﻬـَﺎ ﻓـَﻜـَﺄﻧـّﻤـَﺎ ﺑـُﻠـﻴَـ ْ
ﻒ اﻟـﺒـِﻠـَﻰ ﺖ ﻣـِﻦ ﺟَـﺰَع ٍ ﻟـﻤﺎ آـَﺸَـ َ ﻓـَﺒﻜـَﻴ ْـ ُ
وﻗﻮﻟﻪ : َوﺟَـﻮاﺛـِﻢ ٍ ﺳـَﻔـْﻊ ِاﻟﺨُـﺪُو ِد َروَاآِـ ِﺪ
ﻧَـﺒْـﻜِـﻲ ﻋـَﻠــَﻰ ِدﻣَـﻦ ٍ وَﻧُـﺆْي ٍ هـَـﺎﻣـِـــ ٍﺪ ﺐ اﻟﻘـُـﺪُور ِ وَأهـﻠـِﻬـَﺎ ﻦ ﻣـِﻦ ﻋـﻘـ ِ ﻋُـﺮﱢﻳ َ
ب ﻻَﺑــ ِﺪ ﻦ ﺑـَﻌـْــﺪهـُـ ُﻢ ﺑــِﻬـَﺎ ٍ ﻓـَﻌـَﻜـَﻔـ ْـ َ
ﺚ اﻟــﺼَﺒـَﺎ ﻓـَــﻜـَـﺄﻧــﱠــ ُﻪ ﻓـَـﻮﻗـَـﻴـْﻨـَﻪ ﻋـَﺒَـ َ
)(1
ﻦ ﻋَـﻮَاﺋـِـ ِﺪ ن اﻟـﺪﱠﻣ ْـ َﻊ ﺑـﻴـ َ ﻒ ﻳـَﺮ ﱡ دَﻧِـ ٌ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 78 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 107 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 167 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 105 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 60 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 53 69
)(6
وﻗﻮﻟﻪ : ي اﻟـﻐَـﻤْـﺮ ِ ب أ ْو وَا ِد َ ك ﺑﻨﻲ اﻟـﻜَـﺬﱠا ِ ﻞ أهــﻠـُـ ُﻪ ﺷِـﺒـَﺎ َ ﺻﺒَﺢ َرﺳْــ ُﻢ اﻟــﱠﺪار ِﻗـَـ ْﺪ ﺣَـ ﱠ أ ْ
)(2
ﻓــَﺒَـ ﱠﺪﻟَــَﻬــُﻢ ﻣـِﻦ دَارِهـ ْﻢ ﺑَﻌ ْـ َﺪ ﻏــﺒـﻄـَـﺔ
)(3
ب اﻟـﱠﺮوَاﻳَﺎ وَاﻟﺒـَﻘـَﺎﻳَﺎ ﻣﻦ اﻟـﻘـَﻄـْﺮ ِ ﻧُـﺼَﻮ ُ
وﻧﻼﺣ ﻆ أن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ اه ﺘﻢ ﺑﻮﺻ ﻒ اﻟﺒﺎدﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻋ ﺼﺮ ازده ﺮت ﻓﻴ ﻪ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ،وأﺻ ﺒﺢ وﺻ ﻒ اﻟﻤ ﺪن واﻟﻘ ﺼﻮر واﻟﺒ ﺴﺎﺗﻴﻦ ﺷ ﺎﺋﻌﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺖ ، وأﺻﺒﺢ آﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺼﺤﺮاء ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻴﺎة وﻳﻘﻮل اﺑﻦ رﺷﻴﻖ ) " : (4وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﺤﺪث ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ أوﺻﺎف اﻹﺑ ﻞ وﻧﻌ ـﻮﺗﻬﺎ واﻟﻘــﻔ ـﺎر وﻣﻴﺎهﻬ ﺎ وﻣﻤ ﺮ اﻟ ﻮﺣﺶ واﻟﺒﻘﺮ و اﻟـﻈـﻠﻤﺎت واﻟﻮﻋـﻮل ،وﻣﺎ ﺑﺎﻷﻋـﺮاب وأهــﻞ اﻟ ـﺒﺎدﻳﺔ ﻟــﺮﻏـ ـﺒﺔ اﻟ ـﻨﺎس ﻓ ﻲ ﻼ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ هﺬا اﻟـﻮﻗـﺖ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻔﺎت " ،وﻟ ﻢ ﻧﺠ ﺪ أﺛ ﺮًا ﻟﺘﻠ ﻚ اﻟﺤ ﻀﺎرة إﻻ ﻗﻠ ﻴ ً ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ : ﻦ هـَـــ ﱠﺪ أج ِ أأﻟﺤﻤَﺎﻣَﺔ ُ ﻓﻲ ﻧـــَﺨـــَﻞ ِاﺑـ َ
ﺖ َ ﺟ ْ هَـﺎ َ ﺻﺒَﺎﺑَﺔ ُﻋـَﺎﻧﻲ اﻟﻘــَﻠـْﺐ ِﻣُـﻬـــْﺘـَﺎج ِ
ﺖ ﺚ ﻗَـ ْﺪ َوﺿَﻌ ْ ن اﻟﻐَـ ْﻴ َ أ ْم اﻟـﻤُـﺨَـﺒـﱢـ ُﺮ إ ْ
ﻣِـﻨ ْـ ُﻪ اﻟﻌِـﺸَﺎ ُر ﺗـَﻤــَﺎﻣـ ًﺎ ﻏــَﻴــ ِﺮ إﺧِــــــﺪَاج ِ
ف ﻣـِﻦ ﺣــَـﺰْن ٍ وَاو ِﻻَج ِ ﺳﻮَاﺋـِﻔُـﻬَﺎ ﺑﺎﻟﻔَـﺮْش ِ ﻣِﻦ ﻣـَﻠــَﻞ ِ إﻟﻰ اﻷﻋــَﺎر ِ ِ ﺖ َ ﺷـَﻘــﱠـ ْ ﺐ َودِﻳـْﺒـَﺎج ِ ﺼ ٍ ن ُوﺟُـﻮ َﻩ اﻷرَض ِ ﻣـُﻠــْﺒَـﺴَﺔٌ ﻃَـﺮَاﺋـِﻔـًﺎ ﻣﻦ ﺳَــﺪَى ﻋـَـ ْ ﺣَﺘـﱠﻰ آـَﺄ ﱠ
)(5
)(6
ﻓﻘﺪ وﺻﻒ ﻟﻨ ﺎ اﺛ ﺮ اﻟﻤﻄ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ؛ ﺣﻴ ﺚ اآﺘ ﺴﺖ اﻷرض ﺑﺎﻟﺨ ﻀﺮة واﻟﻨﺒ ﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻷﻟﻮان وﻗﺪ ﺷﺒﻬﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬي ﻳﻠﺒﺲ ﺛﻴﺎب ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻣﻦ دﻳﺒﺎج 0 وآﺬﻟﻚ وﺻﻒ ﻟﻨ ﺎ اﻟ ﺴﺤﺎب اﻟ ﺪاآﻦ ،واﻟﺒ ﺮق اﻟﻼﻣ ﻊ ،و اﻟﻤﻄ ﺮ اﻟﻤﻨﻬﻤ ﺮ اﻟ ﺬي ﻳ ﺸﺒﻪ اﻟﺒﻌﻴﺮ اﻟﻤﺘﻌﺐ اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻪ اﻟﻜﻼل واﻹﻋﻴﺎء ﻗﺎﺋﻼ : ﻀﻮْء ِ اﻟـﺒــَــ ْﺮ ق ﻟـِـ َ أﻟـَـ ْﻢ ﺗــَﺄ َر ْ
ق ِ ﻓﻲ أﺳـْــﺤَــــ َﻢ ﻟــَـﻤــﱠــﺎح ِ
ﺖ ﺑـَﺄ ْوﺿَـﺎح ِ آــَﺄﻋـْـﻨـَﺎق ِ ﻧـِﺴـَﺎء ِ اﻟـﻬِــِﻨــْـــــــــــ ِﺪ ﻗـَــ ْﺪ ﺷـِـﻴـْﺒَـ ْ (7اﻟﺪﻳﻮان ص 104 (1اﻟﺸﺒﺎك ﺑﻨﻲ اﻟﻜﺬاب :ﻣﻮﺿﻊ ﺑﻨﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ /اﻟﻐﻤﺮ :اﻟﻤﺎء اﻟﻜﺜﻴﺮ ) ﻳﺎﻗﻮت ( (2اﻟﺪﻳﻮان ص 125 (3اﻟﻌﻤﺪة ج /2ص227 (4ﺷﻘﺖ :أﻧﺒﺘﺖ /ﻣﻠﻞ :ﻣﻮﺿﻊ /اﻻﻋﺎرف :ﺟﺒﻞ ﺑﺎﻟﻴﻤﺎﻣﺔ /اﻟﺤﺰن :ﻣﺎ ﻏﻠﻆ ﻣﻦ اﻷرض /واﻟﻮ ﻻج :وادي (5اﻟﺪﻳﻮان ص 67 70
ﻒ أﻃـْﻼح ِ ﻒ ﻳُـﺰْﺟـَﻲ ﺧـَﻠـ ْـ َ ﺣـِـ ِ
ﺗـُﻮءَام ِ اﻟــ َﻮدْق ِ آــَﺎﻟـــــــﺰﱠا
ت أﻧـــَــﻮاح ِ ﻲ أ ْو أﺻْـــﻮَا َ ف اﻟــﺠــِــﻨــّــــــــــــ ﱠ ن اﻟـﻌـَــﺎ ِز ِ آــَﺄ ﱠ ﺗـَـﻬـَــﺪﱢﻳـﻬــَﺎ ﺑــِـﻤـِــﺼْـﺒــــَﺎح ِ
ﻋــَﻠﻰ أرﺟـــﺎﺋﻬﺎ اﻟــﻐـُــــــﺮ
)(1
وﻳﺒﺪو إن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻋﻠﻰ دراﻳﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ ،وأﺳ ﻤﺎء اﻟﻨﺠ ﻮم ،ﻓﻘ ﺪ ذآ ﺮ آﺜﻴ ﺮ ﻣﻨﻬﺎ وﺻﻮرهﺎ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ وﺻﻒ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﻮاآﺐ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : )(2
ن آـَﺄﻧـﱠﻬــَﺎ ت ﻧَـﻌـْـﺶ ٍ ﻳـَـﺴـْﺘَـ ِﺪ ْر َ وَﺑـَﻨـَﺎ ُ
ﻦ ﺟَــﺂ ِذ ُر ت َرﻣْــﻞ ﺧــَـﻠـْـﻔـَــﻬـُـ ﱠ ﺑـَﻘَـﺮَا ُ
َواﻟﻔَـﺮْﻗَـﺪَان ِآَـﺼَﺎﺣـِﺒـَﻴـْﻦ ِ ﺗـَﻌـَﺎﻗـَـــﺪَا
ح أ ْو ﺗَـﺰُول ﻋــَــﺘـــَﺎ ﻳـــ ُﺮ ﷲ ﺗـَﺒ ْـ َﺮ ُ ﺗَﺎ ِ
)(3
ن ﻟَـ ُﻪ ي آـَﺎﻟـﺮﺟـُﻞ ِاﻟــﱠﺬي ﻣَﺎ إ ْ ﺠ ْﺪ ُ وَاﻟ َ
ﻒ ﻧــَﺎﺻـ ُﺮ ﺲ ﻟـَـ ُﻪ ﺣــﻠـﻴـ ٌ ﻋــَﻀـ ٌﺪ وَﻟــَﻴ ْـ َ
)(4
ق ﻋــَـﻦ ﻣـَﺠـَـﺪَاﺗِـ ِﻪ وَﺗﺰَاوَر اﻟـﻌــَﻴـّﻮ ُ
ف اﻟـﺒـَﺎﻗـِـ ُﺮ ﻦ ﻋـَﺎ َ ب ﺣﻴ َ آـَﺎﻟـﺜـﱠﻮ ِر ﻳـُﻀـْﺮ ُ
) (5
ﻂ وَﺗَـﺮَﻓﱠـ َﻊ اﻟـﻨـِﺴـﺮان ِهـَـﺬَا ﺑَـﺎﺳِـــ ٌ
ﻳَﻬ ْـﻮِي ﻟـﺴـﻘــﻄــَﺘِـ ِﻪ وهـَـ َﺬ ا آــَﺎﺳِــــ ُﺮ
)(6
ﻦ آـَﺄﻧـﱠ ُﻪ وَاﻟـَﻨــﱠﻄ ْـ ُﻊ ﻳـَﻠ ْـ َﻤ ُﻊ وَاﻟﺒﻄـَﻴ ُ
ﻒ ﺗــَﺎﺋِـــ ُﺮ ﺶ ﻳـَﻄـَـ ﱠﺮ ُد ُﻩ ﻟـﺤــَـﺘــ ْـ ٍ آـَﺒ ْـ ٌ
)(7
ﻞ ﺳَــﺒﺢ ٍ ﻣَـﺎهــِـــــ ُﺮ ﺤ ِﻪ ﻓﻲ اﻟـﻤَـﺎء ِوهـ َﻮ ﺑـِﻜـُـ ﱢ ﺴ ْﺒ ِ ﺢ ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻤﺎ ِء آـ ِ ت ﻳَـﺴْﺒ ُ وَاﻟﺤَﻮ ُ
)(8
ﺲ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻴﻘﻮل : و ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ وﺻﻒ ﻟﻠﺸﻴﺐ ﻧﺬﻳﺮ اﻟﻤﻮت ورﺳﻮل اﻟﻬﻼك ،وﻳﺤ ﱡ ﺐ زﺟ ٌﺮ ﻟﻪ ﻟﻮ آﺎن ﻳﻨﺰ ﺟ ُﺮ وﻓﻲ اﻟﺸﻴ ِ
َوﺑـَﺎﻟـ ٌﻎ ﻣـِﻨﻪ ﻟـﻮﻻ أﻧــّﻪ ﺣـﺠــــــ ُﺮ
ﺾ وأﺣﻤ ّﺮ ﻣـِﻦ ﻓﻮدﻳﻪ وارﺗﺠﻌﺖ أﺑﻴ ّ
ﺟـﻠﻴـّ ُﺔ اﻟﺼﺒﺢ ﻣﺎ ﻗـﺪ أﻏـﻔـﻞ اﻟﺴﺤ ُﺮ
ﺐ واﺳـﻌـــﺔٌ وَﻟـﻠﻔـﺘﻲ ﻣﻬﻠﺔٌ ﻓﻲ اﻟﺤـ ّ
ﺖ ﻓﻲ ﻧﻮاﺣﻲ رأﺳِﻪ اﻟﺸﻌ ُﺮ ﻣَﺎ ﻟـَـ ْﻢ ﻳﻤ ْ ُ)(9
ﺐ ﻟﻴﺲ ﻳـﻐـﺘـﻔـﺮ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺸﻴﺐ وﻋﺸﻖ رﺣﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ وَذاك ﻓﻲ ذاك ذﻧ ٌ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 88 (2ﺑﻨ ﺎت ﻧﻌ ﺶ :ﺳ ﺒﻌﺔ آﻮاآ ﺐ ،أرﺑﻌ ﺔ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻧﻌ ﺶ وﺛﻼﺛ ﺔ ﺑﻨ ﺎت ﻧﻌ ﺶ /ﺟ ﺂذر :ﺟﻤ ﻊ ﺟ ﺆزر وه ﻮ وﻟ ﺪ اﻟﺒﻘ ﺮ اﻟﻮﺣﺸﻲ (3اﻟﻔﺮﻗﺪان :ﻧﺠﻤﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻗﺮﻳﺒﺎن ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺐ ﻻ ﻳﻐﺮﺑﺎن ﻳﻬﺘﺪي ﺑﻬﻤﺎ /ﻋﺘ ﺎ ﻳ ﺮ :ﺟﻤ ﻊ ﻋﺘ ﺮة وﻋﺘ ﺮة اﻟﺮﺟ ﻞ أهﻠﻪ وأﻗﺮﺑﺎؤﻩ (4اﻟﺠﺪي :ﻧﺠﻢ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻘﻄﺐ ﺗﻌﺮف ﺑﻪ اﻟـﻘـﺒﻠﺔ (5اﻟﻌﻴﻮق :آﻮآﺐ اﺣﻤﺮ ﻣﻀﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﺜﺮﻳﺎ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺸﻤﺎل (6اﻟﻨﺴﺮان :آﻮآﺒﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻳﻘﺎل ﻻﺣﺪهﻤﺎ اﻟﻮاﻗﻊ و اﻷﺧﺮ اﻟﻄﺎﺋﺮ (7اﻟﻨﻄﻊ واﻟﺒﻄﻴﻦ :ﻣﻦ ﻣﻨﺎزل اﻟﻘﻤﺮ /اﻟﺘﺎﺋﺮ :اﻟﺴﺮﻳﻊ اﻟﺠﺮي (8اﻟﺤﻮت ﺑﺮج ﻣﻦ أﺑﺮاج اﻟﺴﻤﺎء /اﻟﺪﻳﻮان ن ص 114 (9اﻟﺪﻳﻮان ص 118 71
وﻳﻘﻮل أﻳﻀﺎ : ﺖ ﻋـَﻠـﻴﻨـَﺎ ﺐ ﻗَـ ْﺪ ﻧَـﺰَﻟـَـ ْ ﺖ اﻟـﺸـﱠﻴ ْـ َ رأﻳـ ُ
َروَاﺋِـﻌُـ ُﻪ ﺑـﺤـُـﺠـﱠــ ِﺔ ﻣـُـﺴْــﺘــَﻘـــﻴـﻢ ِ
ت ﻣـــﻨــْـ ُﻪ إ َذ ا ﻧــَﺎآــَﺮﺗـَـ ُﻪ ﻧــَـﺎآــَﺮ َ
ﺼﻮْﻣـَﺔ َ ﻻ أﻟـَـ ﱠﺪ وَﻻ ﻇـَـﻠــُـﻮم ِ ﺧُـ ُ
ت ﻣـﻨ ُﻪ ب ﻓـَﺼﺮ ُ وَودﱠﻋـَﻨـﻲ اﻟـﺸـﱠﺒـَﺎ ُ
آَـﺮَاض ٍ ﺑﺎﻟﺼﱠـﻐـﻴـْﺮ ِ ﻣِـﻦ اﻟﻌـَﻈﻴْـﻢ ِ
)(1
وﻳﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﺸﻴﺐ أﻳﻀﺎ : ﺖ ﺑـَﺪﻳــﱠﺎ ﻞ رَأﻳ ْـ ِ ك اﷲ هـَـ ْ ﻋَـﻤْـ َﺮ ِ
ﺐ ﻋـَﻼﻧِﻲ ﺖ ﺟـَﺎرَﺗـِﻲ ﻟـِﺸـَﻴ ْـ ٍ ﻋـَﺠـَﺒ ْ
ن ﻋـِﺘـِﻴـﱠﺎ ش ﻓﻲ اﻟ ﱠﺰﻣـَﺎ َ إﻧﱠـﻤَﺎ ﻳُﻌ ْـ َﺬ ُر اﻟـﻮَﻟــِﻴـْـ ُﺪ وَﻻ ﻳــﻌــــــــ َﺬ ُر ﻣـَـﻦ ﻋـَﺎ َ
)(2
وﻗ ﺪ ﻳ ﻀﻴﻖ زرﻋ ﺎ ﺑﺎﻟ ﺸﻴﺐ ﻷﻧ ﻪ ،ﻳ ﻀﻄﺮﻩ إﻟ ﻰ إن ﻳﻜ ﻒ ﻋ ﻦ ﺟﻬﻠ ﻪ وﻳﺘﺤﻠ ﻰ ﺑ ﺎﻟﺤﻠﻢ ﻓـﻴﻘـﻮل : ﺐ ﺑــِﺎﻟـﻔـَـﻮدَﻳـْﻦ َﻣﻨــْﻘـُـﻮ ُد ع ﻣـِﻦ اﻟـﺸـﱢﻴ ْـ ِ ﻰ َوﺣَـﻠــﱠـ َﻤـ ِﻨﻲ َز ْر ٌ ﻲ اﻷ ْد َﻧ َ ﻦ ﺟ َْﻬﻠ َ ﻋْ ت َ ﺼ ْﺮ ُ أ ْﻗـ َ ن اﻟـﻐِـﻴـْـ ُﺪ ي ﻳـَﻮ َم ﺳــَﻔَـﺎ وَﻗـَــ ْﺪ ﻳَـ ِﺰﻳـ ُﺪ ﺻَﺒـَﺎﺋﻲ اﻟـﺒُـﺪﱠ ُ ﺖ اﺑﻨَـ َﺔ اﻟـﺴّـﻌـْﺪ ّ ﺣـَﺘـﱠﻰ ﻟَـﻘــَﻴـ ُ
)(3
وﻗ ﺪ ﻇﻬ ﺮ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌ ﺼﺮ ﻧﻮﻋ ًﺎ ﺟﺪﻳ ﺪًا ﻣ ﻦ اﻟﻮﺻ ﻒ ﻳ ﺴﻤﻴﻪ ه ﺪارة ) (4ﺑﺎﻟﻮﺻ ﻒ اﻟﺴﺎﺧﺮ آﻮﺻﻒ ﺑ ﺸﺎر ﻟﻨﻌﺠ ﺔ هﺰﻳﻠ ﺔ ووﺻ ﻒ إﺳ ﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺎر ﻟﺠﺎرﻳ ﺔ ﻗﺒﻴﺤ ﺔ، وآﺬﻟﻚ ﺷﺎع ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﻤﺎﺟﻦ ؛ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﻤﺆﺑﻘﺎت ﻓﻴ ﻪ ،وﺗﺤﻠ ﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻳﺒﺪو إن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻳﺮ ﺷﻌﺮاء ﻋﺼﺮﻩ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻒ0 وﻗ ﺪ ﺷ ﺎع أﻳ ﻀﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌ ﺼﺮ وﺻ ﻒ اﻟ ﺼﻔﺎت اﻟﻤﺤﻤ ﻮدة واﻟﻤﺬﻣﻮﻣ ﺔ آ ﺎﻟﻜﺮم اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﻐﺶ واﻟﺤﻘﺪ ،وﻗﺪ وﺻﻒ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺣﻘـﺪ اﻟﻨﺎس وﺷﺮهﻢ ﻓﻘﺎل : ﻦ ﻧـَﺮى أﺣَـﺪَا ﻻ ﻧـَﺮى ﻣـِﻤﱠـ ْ ﺖ ُﻣﺠَﺎ ِورَة وَإﻧﱠـﻨَﺎ َ ع ﻟــَﻨَـﺎ آـَﺎﻧَـ ْ ﺖ اﻟﺴـﱢـﺒـَﺎ َ ﻟـَﻴ ْـ َ ﺲ ﺑـِﻬـَﺎ ِد ﺷَـﺮﱡهُـ ْﻢ أﺑَـﺪَا س ﻟـَـﻴْـ َ ع ﻟــَﺘـَﻬ ْـﺪَا ﻋـَـﻦ ﻓـَـﺮَاﺋِـﺴِﻬَـﺎ وَاﻟـﻨــﱠﺎ ُ ن اﻟﺴﱢـﺒـَﺎ َ إﱠ وﻳﻘﻮل ﻓﻲ وﺻﻒ أﺣﻤﻖ :
(2اﻟﺪﻳﻮان ص 221 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 246 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 98 (5اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺸﻌﺮ ص 480 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 96 72
)(5
ﻦ ﺑـَﻨـﻴـﻬَـﺎ آـَـﺴَـﺎﻋــِـﻴَــ ٍﺔ إﻟﻰ أوْﻻ ِد أُﺧ ْــﺮى ﻟــِﺘَـﺤْـﻀِﻨـَﻬُـ ْﻢ َوﺗَﻌـْﺠَـ ُﺰ ﻋَـ ْ
)(1
وﻣﺠﻤﻞ اﻟﻘﻮل ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺸﻌﺮ ﻩ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻒ : إن اﻟﺸﺎﻋﺮ آﺎن ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﻓﻲ وﺻﻔﻪ ﻓﻘﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ وﺻﻒ اﻹﺑﻞ واﻷﻃ ﻼل ﻋﻠ ﻰ ﻞ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ إن اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ر ّﺑ ﻲ ﻓ ﻲ دﻳ ﺎر ﺗﻤ ﻴﻢ، ﻏﺮار اﻟﺠﺎهﻠﻴﻴﻦ وﻟﻌ ّ ﻓﺘﺄﺛﺮ ﺑﺤﻴﺎة اﻟﺒﺪاوة ،وإﻧﻪ آﺬﻟﻚ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﺎدح اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺸﻌﺮ ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ؛ ﻟ ﺬﻟﻚ ﺗﻔﺮغ ﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ﻣﺪاﺋﺤﻪ. ﻣ ﺎل ﻗﻠ ﻴﻼ ﻟﻠﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻘﺼ ﺼﻴﺔ ،وﻳﻈﻬ ﺮ ذﻟ ﻚ ﺑﻮﺿ ﻮح ﻓ ﻲ وﺻ ﻔﻪ ﻟﻠﻜﻮاآ ﺐ واﻟﺴﺤﺎب . ﻼ. ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﺻﺪى ﻟﻠﺤﻀﺎرة ﻓﻲ وﺻﻔﻪ إﻻ ﻗﻠﻴ ً
ا
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 247 73
ﻟـــــــﺮﺛـﺎء: اﻟﺮﺛﺎء ﻓﻦ ﻣ ﻦ ﻓﻨ ﻮن اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻃﺮﻗﻬ ﺎ اﻟ ﺸﻌﺮاء ؛ ﻓﻘ ﺪ ه ﺰهﻢ ﺷ ﺒﺢ ﻞ ﺷ ﺎﻋ ٍﺮ ﻣﺬهﺒ ﻪ اﻟﻤﻮت ،وﺣ ّﺮك ﻋﻮاﻃﻔﻬﻢ ﻓﺒﻜ ﻮا اﻷﺣﺒ ﺎب اﻟ ﺬﻳﻦ رﺣﻠ ﻮا ﻋ ﻨﻬﻢ ،وﻟﻜ ﱢ ﻓﻲ اﻟﺮﺛﺎء واﻟﻨﻮاح ،وﻳﻘﻮل ﻗﺪاﻣﺔ ) " : (1إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺮﺛ ّﻴ ﺔ واﻟﻤﺪﺣ ﺔ ﻓ ﺼﻞ إﻻ إن ﻳﺬآﺮ ﻓﻲ اﻟﻠﻔﻆ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠ ﻰ إﻧ ﻪ ﻟﻬﺎﻟ ﻚ ﻣﺜ ﻞ :آ ﺎن ،وﺗ ﻮﻟﻰ وﻗ ﻀﻰ ﻧﺤ ـﺒﻪ وﻣ ﺎ أﺷ ﺒﻪ ذﻟﻚ ،ﻷن ﺗﺄﺑﻴﻦ اﻟﻤﻴﺖ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ آﺎن ﻳﻤﺪح ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﻗﺪ ﻳﻔﻌ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺄﺑﻴﻦ ﺷ ﻲء ﻲ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﺑﻪ ﻟﻔﻈﻪ ﻋﻦ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﻤﺪح ﺑﻐﻴﺮ آﺎن وﻣﺎ ﺟﺮى ﻣﺠﺮاهﺎ ،وهﻮ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﺤ ّ ﻗـﺪ وﺻﻒ ﺑﺎﻟﺠﻮد ﻣﺜﻼ ،ﻓﻼ ﻳﻘﺎل آﺎن ﺟﻮادا ،وﻟﻜﻦ ﻳﻘﺎل ذهﺐ اﻟﺠﻮد أو ﻓﻤﻦ ﻟﻠﺠ ﻮد ﺑﻌﺪﻩ ،وﻣﺜﻞ ﺗﻮﻟﻰ اﻟﺠﻮد وﻣﺎ أﺷﺒﻪ هﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء " 0 وﻳﺮى اﺑﻦ رﺷﻴﻖ) " : (2ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺮﺛﺎء أن ﻳﻜﻮن ﻇﺎهﺮ اﻟـﺘـﻔﺠﻊ ،ﺑـﻴــﱠﻦ اﻟﺤﺴﺮة ، ﻣﺨﻠﻮﻃًﺎ ﺑﺎﻟﺘﻠﻬﻒ واﻷﺳﻒ واﻻﺳﺘﻌﻈﺎم " 0 وﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ أﺣﺪ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺮآﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ اﻟ ﺸﺠﻮن واﻷﺣ ﺰان ،ﺑﻌ ﺪ أن هﺰﺗﻪ رهﺒﺔ اﻟﻤﻮت ،ﻓﺼﺎغ ذﻟﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺗﻘﻄﺮ أﺳﻰ وﻟﻮﻋﺔ ،وﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﺗﻠ ﻚ اﻟﺘ ﻲ ﻗﺎﻟﻬ ﺎ ﻓ ﻲ إﺑ ﺮاهﻴﻢ اﻹﻣ ﺎم وﺗﻌ ﺪ ﻣ ﻦ أﻗ ﻮى ﻣﺮاﺛﻴ ﻪ ،وﻳﻌ ﺪد ﻣ ﺂﺛﺮﻩ و ﺑﺼﻔﻪ ﺑﺎﻟﻜﺮم وإﻋﺎﻧﺔ اﻟﻨﺎس وﻳﺪﻋــﻮ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺴـﻘـﻴﺎ وﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮل : ق ﻣـَﺜـْﻌـَﺮ ٍ أﺗـَﺎﻧﻲ وَأهـْﻠـِﻲ ﺑَﺎﻟﻠــّﻮى ﻓﻮ َ
ﺠ َﻮ َم ﻓَـﻮَﻟــﱠﺖ ِ ﻞ اﻟـ ﱠﻨ ْ ﺟ َﺮ اﻟﻠــﱠـﻴْـ ُ وَﻗَـ ْﺪ َز َ
ﻲ ﻣُـﺤـَﻤــﱠـــ ٍﺪ وَﻓـَﺎ ُة اﺑﻦ ِﻋـَﺒـﱠﺎس ٍ وَﺻ ﱢ
ﺖ ﻓـِﺮاﺷﻲ ﺣـَﺴ ْـﺮَةٌﻣَﺎ َﺗﺠَﻠــﱠﺖ ِ ﻓَـﺄُﺑ ْـ ُ
ث اﻟﻤـَﻨـَﺎﻳـَﺎ اﺧـْﺘـَﺮ ﻣـَﻨ ْـ ُﻪ ﺣﺪَا ُ ﻚأ ْ ن ﺗَـ ُ ﻓَﺈ ْ
ﺖ ر ْز ًأ ﺑِـ ِﻪ وَأﺟـَﻠــﱠﺖ ِ ﻓـَﻘَـ ْﺪ أﻋـْﻈَـ َﻤ ْ
واﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ : ﷲ إﺑ ْـﺮَاهـﻴ ْـ َﻢ ﺧَـﻴْـ َﺮ ﺟَـﺰَاﺋِـ ِﻪ ﺟَـﺰَى ا ُ
ت وَﻇـَﻠــﱠﺖ ِ ت ﻋـَﻠَـ ْﻴ ِﻪ اﻟـﺒَﺎر ِﻗـَﺎ ُ َوﺟَـﺎ َد ْ
ﻦ ﻋَـﻠـَﻰ اﻟﺠُـﻠــﱠﻲ ﻗُـﺮَﻳـْﺸ ًﺎ ﺑِـﻤَﺎﻟِـ ِﻪ ﻳُﻌـِﻴ ْـ ُ
ﻦ هُـﻼﱠآـِﻬـَﺎ ﻣَـﺎ أآــَﻠـــﱠـﺖ ِ ﻞ ﻋَـ ْ وَﻳَـﺤْﻤ ُ
(1ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ ص 112-111 (2اﻟﻌﻤﺪة ج /2ص147 74
وَآَـ ْﻢ ﻣـِﻦ آَـﺴِﻴـْﺮ ِاﻟﺴﱠﺎق ِ ﻻ َء َم ﺳَﺎﻗَـ ُﻪ
ت وَاﺳْﺘَـ َﻤﺮﱠت ِ َﺑﻤَﻌ ْـﺮُوﻓِـ ِﻪ ﺣـَﺘـﱠﻰ اﺳْﺘَـ َﻮ ْ
)(1
وﻳﺮﺛﻴﻪ ﺑﻘﺼﻴﺪة أﺧﺮى وﻳﺼﻔﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻹﻣ ﺎم وﻋ ﺼﻤﺔ اﻟ ﺪﻳﻦ ،وﻳﻈﻬ ﺮ ﺟﺰﻋ ﻪ وﺧﻮﻓ ﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﻀﻌَـ ِﻨﻲ ﺖ أﺣﺴﺒـُﻨـِﻲ ﺟَﻠﺪًا ﻓَـﻀَﻌ ْـ َ ﻗَـ ْﺪ آـﻨ ْـ ُ
ن ﻓـﻴ ِﻪ ﻋـَﺼ َﻤ ُﺔ اﻟــ ﱢﺪﻳـْﻦ ِ ﻗـَﺒ ْـ ٌﺮ ﺑِﺤَـﺮﱠا َ
ﻓـﻴ ِﻪ اﻹﻣَﺎ ُم وَﺧـَﻴ ْـ ُﺮ اﻟـﻨـّـﺎس ِ آـُـﻠــﱢﻬـُـــ ُﻢ
ﻦ اﻟﺼﱠﻔﺎﺋِﺢ ِ واﻷﺣﺠـَﺎر ِوَاﻟـﻄـَﻴﻦ ِ ﺑـﻴ َ ﺖ آُـﻞﱠ ذي ﻣَﺎل ٍ وَﻣـﺴﻜـﻴـﻦ ِ وَﻋـَﻴـﱠﻠـَـ ْ
ﺖ ﻣُـﺼِﻴـْﺒــَﺘـُـ ُﻪ ﻓـﻴ ِﻪ اﻹﻣَﺎ ُم اﻟــّﺬي ﻋَـ ﱠﻤ ْ
ب ﻣـَﺠــْﻨــُﻮن ِ ن اﻹﻣَـﺎ َم اﻟــّﺬي وَﻟــﱠﻰ وَﻏــَﺎ َد َر ِﻧـﻲ آـَﺄﻧــﱠﻨﻲ ﺑـَﻌـْــ َﺪ ُﻩ ﻓﻲ ﺛَـ ْﻮ ِ إﱠ إﻟﻰ ﻓﻮﻟﻪ : ﻚ ﻣِﻦ ﻣُﻘـْـﻌـَﺺ ٍﻇـُﻠـْﻤﺎ وَﻣﺴﺠُﻮن ﷲ أﻧ ْـﻮَاﻋـ ًﺎ ﻣـُـﻀَﺎﻋـَـﻔــَﺔ ً ﻋَـﻠﻴ َ ﻓَـ َﺮﺣْــﻤَـ ُﺔ ا ِ
ِ)(2
وﻓ ﻲ ﻗ ﺼﻴﺪة أﺧ ﺮى ﻃﻮﻳﻠ ﺔ ﺟﻤ ﻊ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺛ ﺎء وﻣ ﺪح اﻟ ﺴﻔﺎح ،و ﺗﻌ ﺮض ﻓﻴﻬ ﺎ ﻟﻤ ﺮوان اﻟ ﺬي ﻗﺘ ﻞ إﺑ ﺮاهﻴﻢ اﻹﻣ ﺎم ،واﻇﻬ ﺮ ﺟﺰﻋ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ﺧﺒ ﺮ ﻣﻘﺘ ﻞ اﻹﻣ ﺎم ، ووﺻﻔﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺨﻴﺮ اﻟﻨﺎس آﻠﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﻟَـﻤَﺎ أﺗـَﺎﻧﻲ وأهـْــﻠِﻲ ﻣــﻦ ﻃِـﻴَﺎﺗـِﻬـُـــ ُﻢ
ت َو ﻃـَﺎﺑَـﺎﻧَـﺎ ﻦ آـُﺒـَﺎﺛَﺎ ٍ ﺑﺎﻟــﺠـَـﺰْع ِ ﺑـَﻴ ْـ َ
ﺖ ﻟـَـ ُﻪ ﻲ إﺑﺮَاهـــﻴ َﻢ ﻗـُــﻠـ ْـ ُ ﻧَﺎع ٍ ﻧَـﻌَﻰ ِﻟ َ
ﺖ اﻟﺪﱠه َﺮ ﻋُـﺮْﻳـَﺎﻧـَﺎ ك وﻋﺸ َ ﺖ ﻳَـﺪَا َ ﺷـُﻠـﱠـ ْ
ﺖ ﻳَﻮﻣًﺎ َﻣﻀَﺎﺟِﻌـُﻬـُﻢ س ﻓـَﺪ ﺛـَﻘـُﻠَـ ْ واﻟـﻨﱠﺎ ُ
ﻞ ﻳَﻘـﻈـَﺎﻧـَﺎ ﻦ هـَـﺮْﻣَـ َﺔ أﺣ ْـﻴَﺎ اﻟﻠــﱠﻴ َ إﻻ اﺑ َ
ﻻ وَﻟــــــ ٍﺪ ﺖ إﻟﻰ ﻣَــﺎل ٍ َو َ وَﻻ َرﺟَـﻌـ ْـ َ
ﺖ إﻧـْﺴـَﺎﻧـَﺎ ﺖ ﺣـَﻴـﺎ َوﻣَﺎ ﺳُﻤـّﻴـ َ ﻣَﺎ آــُـﻨْـ ُ
َﺗﻨْﻌﻰ اﻹﻣَﺎ َم وَﺧـَﻴ ْـ َﺮ اﻟـﻨـَﺎس ِآـُـﻠــﱢﻬـُــ ُﻢ
ي ﻣَـﺮَواﻧـَﺎ ﺖ ﻋـَﻠ ْﻴ ِﻪ ﻳَـ ُﺪ اﻟـﺠَـﻌْـﺪ ّ أﺧـْﻨَـ ْ
)(3
وﻗﺪ رﺛﻲ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻗـﻮﻣﻪ ﺑﺄﺑﻴﺎت ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﻴ ﻞ إﻟﻴ ﻪ أﻧ ﻪ ﻟ ﻦ ﻳﺠ ﺪ ﻣ ﻦ ﻳﺒﻜﻴ ﻪ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻮﺗﻪ ،ﻓﺎﻟﻤﻮت ﻗﺪ أﺧﺪ أﺧﺎﻩ وﻋﻤﻪ وﺧﺎﻟﻪ واﺑﻦ ﻋﻤﻪ ،وآﻠﻬﻢ ﻗﺪ ﺟﻠﺘﻬﻢ اﻟﻤﻨﺎﻳﺎ وﺻﺎروا ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻮر ،ﺣﻴﺚ ﺑـﻘـــﻮل : ن َﻳﺎ ُأ ﱠم ﻋــَﻤ ْـﺮٍو ﻣَﺎ أﻇُـﻦﱡ اﻟـﺰﱠﻣـَﺎ َ
ﺖ ﻣـَﻦ ﻳـَﺒﻜــِﻴـﻨﻲ ن هـَـﻠـَﻜــْـ ُ ﺗـَﺎرآًﺎ إ ْ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 69 (2اﻟﺪﻳﻮان ص237 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 226 75
آَـ ْﻢ أخ ٍ ﺻَﺎﻟِـﺢ ٍ وﻋـَــ ﱢﻢ َوﺧَـــﺎل ٍ
ﻦ ﻋـَــ ﱢﻢ آـَﺎﻟﺼﱠـﺎرِم ِ اﻟـﻤَـﺴْـﻨــُﻮن ِ وَاﺑ َ
ﻗَـ ْﺪ ﺟـَﻠـَﺘ ْـ ُﻪ ﻋـَﻨـﱠﺎ اﻟـﻤَـﻨَﺎﻳَﺎ ﻓـﺄﻣـْﺴﻰ
ت وَﻃــﻴــْـﻦ ِ ﺖ ﻣـﻠﺤــﺪَا ٍ أﻋـﻈـُﻤًﺎ ﺗَـﺤْــ َ
ﺖ اﻟـﻤـَـﺪْﻓــُــــﻮن ﻦ رَﻣـْﺲ ٍ ﺑـِﺒـُﻬ ْـ َﺮ َة أ ْو ﺣَـﺰِﻳـْﺰ ٍ ﻳـَﺎ ﻟــَﻘَـﻮْم ٍ ﻟـﻠـﻤـﻴّـ ِ رَه ْـ َ وﻟﻪ أﺑﻴﺎت
)(3
)(1
ِ)(2
ﻓﻲ رﺛﺎء اﻟﺤـﻜـﻢ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ﻓـﻘ ـﺪ ذآ ﺮ ﻓ ـﻴﻬﺎ ﻣﻨﺎﻗ ـﺒﻪ ﻓﻬ ﻮ آ ﺮﻳﻢ
ﺟ ﻮاد ،وﺣﻴ ﺎة اﻟﺠ ﻮد واﻟﻤﻌ ﺮوف ﻣﺮهﻮﻧ ﺔ ﺑﺤﻴﺎﺗ ﻪ ،وﻗ ﺪ ذه ﺐ اﻟﺤﻜ ﻢ وذه ﺐ اﻟﺠ ﻮد واﻟﻤﻌﺮوف ﻣﻌﻪ ،ﻓﻴﻘﻮل : ﻦ ُه َﻤﺎ ف أﻳ َ ﻋﻦ اﻟﺠُﻮ ِد وَاﻟ َﻤ ْﻌﺮُو ِ ﺳﺄﻻ َ َ ﻣَﺎﺗَﺎ ﻣَﻊ َاﻟﺮﱠﺟُــﻞ اﻟـﻤـُﻮﻓﻲ ﺑِـ ِﺬﻣﱠـﺘِـ ِﻪ
ﺖ :إﻧـﱠ ُﻬﻤَﺎ َﻣﺎﺗَﺎ َﻣ َﻊ اﻟﺤَﻜـَﻢ ِ ﻓـَﻘـُﻠ ُ ف ﺑﺎﻟـ ﱢﺬﻣَـﻢ ِ ظ إذَا ﻟَـ ْﻢ ﻳُـ ْﻮ َ ﻳَﻮ َم اﻟﺤـِﻔـَﺎ ِ )(4
ف واﻟﻜَـﺮَم ِ ﺶ ﻣَـﻘَـﺎﺑـُﺮهـَﺎ ﻣﻦ اﻟـﺘـﱠﻬَـﺪﱡم ِ ِﺑﺎﻟﻤَﻌ ْـﺮُو ِ ﺞ ﻟـَﻮ ﺗـُﻨـْﺒَـ ْ ﻣَﺎذَا ﺑﻤَـﻨـْﺒِـ َ وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﺮﺛﻲ اﻟﺠﻮد واﻟﻜﺮم اﻟﺬي اﻓـﺘـﻘـﺪﻩ ﺑﻤﻮت اﻟﺤﻜﻢ 0
وﻣﻦ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﺮﺛﺎء ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌ ﺼﺮ رﺛ ﺎء اﻟﻤﻐﻨﻴ ﻴﻦ وأه ﻞ اﻟﻠﻬ ﻮ ،وﻳﺒ ﺪو إن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳ ﺸﺎرك ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﺮﺛ ﺎء ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤ ﺎ ﻋ ﺮف ﻋﻨ ﻪ ﻣ ﻦ ﺣﺒ ﻪ ﻟﻠﺸﺮاب وﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻠﻬ ﻮ ،وﻗ ﺪ ﺗﻔ ﻨﻦ ﺷ ﻌﺮاء ﻋـ ﺼﺮﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺮﺛ ﺎء ،وأﺧﺮﺟ ﻮﻩ ﻣﺨ ﺮج اﻟﻔـﻜﺎهﺔ واﻟﻬﺰل وﻳﻌ ّﺪ هﺬا ﺷﻴﺌﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻓﻲ هﺬا اﻟﻌﺼﺮ)0 (5 ﺑﻞ ذهـﺒﻮا إﻟﻰ اﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ،وﺧﺮﺟ ﻮا ﺑ ﻪ إﻟ ﻰ ﺁﻓ ﺎق أوﺳ ﻊ ﻓ ـﻤﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ رﺛ ﺎ ﺷ ﺒﺎﺑﻪ وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ رﺛ ﺎ ﺣﻴﻮاﻧ ﺎ اﻓﺘﻘ ﺪﻩ آﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ أﺑ ﻮ ﻧ ﻮاس ﻓ ﻲ رﺛ ﺎء آﻠﺒ ﻪ ) (6وﺑ ﺬﻟﻚ ﺧﺮﺟﻮﻩ ﺑﻪ ﻣﻦ داﺋﺮة اﻷﺷﺨﺎص إﻟﻰ ﺁﻓﺎق ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ وﺣﺴﻴﺔ 0 وﻓﻲ هﺬﻩ اﻟـﻔـﺘـﺮة أﻳﻀﺎ ﻇﻬﺮ رﺛﺎء اﻟﻤﺪن اﻟﺘﻲ ﺟﺎر ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺰﻣﻦ واﻟﺴﻨﻴﻦ )0(7
(1اﻟﻤﻠﺤﺪات :ﺣﺠﺎرة ﻳﺒﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﺒﺮ (2اﻟﺪﻳﻮان ص 242 (3ﺗﻨﺴﺐ هﺬﻩ اﻷﺑﻴﺎت :ﻟﻠﺮاﺗﺠﻲ ) ﻋﺒﺎدة ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ( واﻷرﺟﺢ إﻧﻬﺎ ﻻﺑﻦ هﺮﻣﺔ (4اﻟﺪﻳﻮان ص 281 (5اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /13ص 233 (6اﻧﻈﺮ دﻳﻮان أﺑﻮ ﺗﻮاس ص 190 (7ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺒﺮي ج /10ص 175 76
وأﻳﻀﺎ ﺻﺎر اﻟﺮﺛ ﺎء وﺳ ﻴﻠﺔ ﻳﺘﺨ ﺬهﺎ اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻟﺰه ﺎد ﻟﺘ ﺬآﻴﺮ اﻟﻐ ﺎﻓﻠﻴﻦ ﺑ ﺎﻟﻤﻮت واﻟﻴ ﻮم اﻵﺧﺮ آﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ أﺑ ﻮ اﻟﻌﺘﺎهﻴ ﺔ ) ، (1وﻳﺒ ﺪو إن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳ ﺴﺎﻳﺮ ه ﺬا اﻟﺘﻄ ﻮر اﻟ ﺬي ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺛﺎء ،ﺑﻞ ﻟﻢ ﻳـﺸﺎرك ﻓــﻴﻪ 0 وﻣﺠﻤﻞ اﻟﻘﻮل ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺸﻌﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺮﺛﺎء : ﻧﺠ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﺮاﺛﻴ ﻪ اﻟ ﺼﻮرة اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻤﺠ ﺪ اﻟﻤﻴ ﺖ ،ﻟﻜﻮﻧ ﻪ ﺷﺨ ﺼﺎ ﺟ ﻮادا ﺷﺮﻳﻔ ًﺎ آﺮﻳﻢ اﻷﺻﻞ. ﻣﺮاﺛﻴ ﻪ ﺗ ﺸﻌﺮ ﺑﻌﺎﻃﻔ ﺔ ﻣﺘﺄﺟﺠ ﺔ وﺣ ﺰن ﻋﻤﻴ ﻖ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻟﻤ ﺼﺎب اﻟﺠﻠﻞ ،وﻗﺪ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ذآﺮ اﻟﻤﻮت0 ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻳﺮ اﻟﺘﻄ ﻮر اﻟﺤﺘﻤ ﻲ اﻟ ﺬي ﻃ ﺮأ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻌﺮ اﻟﺮﺛ ﺎء وأﺛ ﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ ،وﻗ ﺪ آ ﻒ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻴﻪ 0 ﻞ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓ ﻲ دﻳﻮاﻧ ﻪ ﻼ ﻓﻲ اﻟﺮﺛﺎء ﻓﺎﻷﺑﻴﺎت اﻟﺘﻲ ذآﺮت هﻲ آ ّ ﻳﻌ ّﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﻘ ً ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺮﺛﺎء 0
(1اﻧﻈﺮ دﻳﻮان أﺑﻮ اﻟﻌﺘﺎهﻴﺔ ،دار ﺻﺎدر ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ﺑﻴﺮوت 1964م دون ط ص 68 77
اﻟﻔـﺨــــــــﺮ: ﻳ ّﻌ ﺪ اﻟﻔﺨ ﺮ ﻟﻮﻧ ًﺎ ﻣ ﻦ أﻟ ﻮان اﻟﻤ ﺪح ،إﻻ إن اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻳﺨ ﺺ ﺑ ﻪ ﻧﻔ ﺴﻪ وﻗﻮﻣ ﻪ ، ﺺ ﺑ ﻪ ﻧﻔ ﺴﻪ ن اﻟ ﺸﺎﻋــﺮ ﻳﺨ ّ ﻻإّ وﻳﻘ ﻮل اﺑ ﻦ رﺷ ﻴﻖ) " : (1اﻟﻔﺨ ﺮ ه ﻮ اﻟﻤ ﺪح ﻧﻔ ﺴﻪ إ ّ ﻞ ﻣ ﺎ ﻗ ﺒﺢ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪح ﻗ ﺒﺢ ﺣﺴﻦ ﻓﻲ اﻻﻓـﺘﺨﺎر ،وآ ّ ﺣﺴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح ُ ﻞ ﻣﺎ ُ وﻗـﻮﻣﻪ ،وآ ّ ﻲ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﺂﺑﺎﺋ ﻪ وﺷ ﺮف ﻧ ﺴﺒﻪ ،وﺑ ﺎب اﻟﻔﺨ ﺮ ﻓ ﻲ ﻓﻲ اﻻﻓـﺘﺨﺎر " ،و ﻗﺪﻳﻤﺎ آﺎن اﻟﻌﺮﺑ ّ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ اﺗ ﺴﻊ ﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت اﻟﻔﺮوﺳ ّﻴﺔ ،واﻟ ﺴﻴﺎدة ،واﻟﻜ ﺮم ،واﻷﺧ ﻼق ،واﻷه ﻞ ، واﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ،واﻟﻮﻟﺪ ،و اﻟﻤﺒﺎهﺔ ،واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،و اﻹﻗﺪام ) ، (2وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺷ ﻌﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ ﻧﺠ ﺪ ﻟ ﻪ أﺑﻴ ﺎت ﻳـﻔ ـﺘﺨﺮ ﻓ ـﻴﻬﺎ ﺑﻜﺮﻣ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻏ ﺮار اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻴﻦ ﻓﻤ ﻦ ﻋ ﺎدة اﻟﻌ ﺮب ﻗﺪﻳﻤﺎ أن ﺗﻨﺤﺮ اﻹﺑﻞ إآﺮاﻣﺎ ﻟﻠﻀﻴﻒ ﻓﻴﻘﻮل : ﻞ ﺁﻣَـﻨـَﻬــَﺎ إﻧﱢﻲ إذَا ﻣَﺎ اﻟـﺒَﺨــِﻴـ ْـ ُ
ﺿﻤُﻮزًا ﻣـِﻨـﱢﻲ ﻋـَﻠﻰ وَﺟـَﻞ ِ ﺖ َ ﺑَﺎ َﺗ ْ
ﻻ ﻻ أﻣـْﺘِـ ُﻊ اﻟـﻌُـ ْﻮ َذ ﺑﺎﻟـﻔِـﺼَﺎل ِ َو َ َ
ﻻ َ ﻗـَـﺮ ِﻳـْﺒـَﺔ َ اﻷﺟـَــــــﻞ ِ ع إّ أﺑـْﺘـَﺎ ُ
ﻻ ﻏـَﻨـَﻤـِﻲ ﻓﻲ اﻟﺤـَﻴـَﺎة ِﻣُـﺪﱠ ﻟـَﻬـَﺎ َ
إﻻ ِدرَاك اﻟــﻘــِـــــﺮى َو َ ﻻ إﺑـِـﻠﻲ
ت ﻣـَﻨ ْـﺤَـﺮهـَﺎ َآ ْﻢ ﻧـَﺎﻗَـ ٍﺔ ﻗَـ ْﺪ وَﺟـَﺄ ُ
ﻞ اﻟـﺸﱡـﺆْﺑـُﻮب ِ أ ْو ﺟـَﻤـَﻞ ِ ﺑﻤُـﺴْـﺘـَﻬَـ ﱢ
)(3
ﻟﻘ ﻲ اﺑ ﻦ ﻣﻴ ﺎدة اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ،ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ :واﷲ ﻟﻘ ﺪ آﻨ ﺖ اﺣ ﺐ أن أﻟﻘ ﺎك ،ﻻﺑ ّﺪ ﻣ ﻦ أن ﻧﺘﻬ ﺎﺟﻰ ،وﻗ ﺪ ﻓﻌ ﻞ اﻟﻨ ﺎس ذﻟ ﻚ ﻗﺒﻠﻨ ﺎ ،ﻓﻘ ﻞ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ :ﻳ ﺌﺲ واﷲ ﻣ ﺎ دﻋ ﻮت إﻟﻴ ﻪ وأﺣﺒﺒﺘﻪ ،وهﻮ ﻳﻈﻨﻪ ﺟﺎد ) (4ﺛﻢ ﻗﺎل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ن ﺟـِـﻮَارًا وإﻧـﱠﻨـِﻲ إﻧﱢﻲ ﻟَـﻤَـﻴ ْـﻤُـﻮ ٌ
إ َذ ا َزﺟَـــ َﺮ اﻟﻄــﱠﻴ ْـ َﺮ اﻟﻌِـﺪَا ﻟـَـ َﻤﺸُـﻮ ُم )(5
ﻞ ن اﻟـﻌِـﻨَﺎن ِﻣُـﻨـَﺎﻗِـ ٌ وَإﻧﱢﻲ ﻟَـﻤَـﻶ ُ
ﻒ ﺳَـــﺌــُـﻮ ُم إ َذ ا ﻣَﺎ وَﻧﻲ ﻳـَﻮﻣًﺎ أﻟـَـ ﱡ
ﺖ ن أُﻣـﱢﻲ ﺗـَﻘـَﻨـﱠﻌـَـ ْ لأﱠ ﻓَـ َﻮ ﱠد رﺟَﺎ ٌ
ﻲ ﻋـَﻘـِـﻴ ْـ ُﻢ س وَه َ ﺐ ﻳﻐـَﺸﻲ اﻟﺮﱠأ َ ﺑﺸـَﻴ ْـ ٍ
وﻳﻘﻮل أﻳﻀﺎ ﻣﻔـﺘﺨﺮا ﺑﻜﺮﻣﻪ : (1اﻟﻌﻤﺪة ج/2ص 143 (2اﻧﺘﻈﺮ أدﺑﺎء اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ وﺻﺪر اﻹﺳﻼم ج /1ص 46 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 183 (4اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص364 (5ﻣﻸ ﻓﻼن ﻋﻨﺎن ﺟﻮادﻩ :إذا أﻋـﺪﻩ وﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪ /اﻟﻤﻨﺎﻗﻞ :اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻧﻘﻞ اﻟﻘﻮاﺋﻢ (6اﻟﺪﻳﻮان ص 204 78
)(6
ﻒ ﺧ َﺮ ﺗـَﻬـْﺘِـ ُ ﻞ ﺳَﻨـَﺎ ﻧـَﺎري ﺑﺂ َ ﺣﺮﱢﻗــَﺎ ﻟـَـ َﻌ ّ ﻲ ارﻓَﻌـَﺎهَﺎ َو َ ﺖ ﻟـِﻘــَﻴـْﻨَـ ﱠ ﻓـَﻘـُﻠ ُ
)(1
وﻗﻮﻟﻪ : ﻒ ﻲ اﻟﻤَﻐـَﺎﺑـِﻦ ِأﺧـْﺸَـ ُ ب ﻃـَﺎهـِـﻴـﻨـَﺎ ﺑـَﻠــُﻮﻋًﺎ آـَﺄﻧـﱠﻬـَﺎ ﻟَـﺪى اﻟﻜَـﺴْﺮ ِﻣـَﻄـْﻠِـ ﱡ وَﻗَـ ﱠﺮ َ
)(2
وﻳﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﻓﺨﺮﻩ ذآﺮ اﻟﻜﻼب وﺑﻴﺎن ﻓﻀﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﺪﻻل اﻟﻀﻴﻒ ﺑﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ب ﺖ ﻟــَﻪ :ﻓـَﻘُـ ْﻢ ﻓﻲ اﻟﻴـَﻔَـﺎع ِ ﻓَـﺠَﺎ ِو ِ ﺼﻮْﺗـِـ ِﻪ وَﻗـُﻠـ ُ ﺖ آـَﻠـﺒﻲ ﻟـِـ َ وَﻣُـﺴْـﺘـَﻨـْﺒـِﺢ ﻧـَﺒـﱠﻬـ ْـ ُ ت ﻗَـ ْﺪ ﻣَـﺴﱠ ُﻪ اﻟـﻀَﻮى ﻲ اﻟﺼَﻮ ِ َﻓﺠَﺎ َء ﺧَـ ِﻔ ﱠ
ﻀﺮْﺑَـ ِﺔ ﻣَـﺴْﻨـُﻮن ِاﻟﻐـَﺮارَﻳـْﻦ ِﻗـَﺎﺿِﺐ ِ ﺑِـ َ
ﻞ ﺁﺋـِﺐ ِ ﻚ اﻟـﺘﻲ أﻟــْﻘـَﻰ ﺑَـﻬـَﺎ َآـُــ ﱠ ت ﺣـَﺘـﱠﻰ ﺑَـﺴَﻄـْﺘَـ ُﻪ وَﺗــِﻠـْـ َ ﺖ وَاﺳﺘـَﺒ ْـﺸَﺮ ُ ﻓَـﺮَﺣـﱠﺒ ْـ ُ
) (3
وﻗﻮﻟ ﻪ ﻳﻔ ـﺘﺨﺮ ﺑﻜﺮﻣ ﻪ اﻟ ﺬي ورﺛ ﻪ ﻋ ﻦ أﺑﻴ ﻪ ،وﻳ ﺸﻬﺪ اﻟﺠ ﺎر واﻟﻔﻘﻴ ﺮ و اﻟ ﻀﻴﻒ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ف وَهــْﻨـًﺎ إذَا ﺗـَﺤـَﻴﱠـﻮْا ﻟـَـﺪَﻳــﱠﺎ ﺐ وَاﻷﺿْـــــــــــــﻴـَﺎ َ ﺼ َ ﻞ اﻟﺠَﺎ َر واﻟﻤـُﻌَـ ﱢ ﺳْ َو َ ﺴﻮر ِﻧَـﺒْﺤًﺎ ﺧَـﻔـِﻴـﱠﺎ ﺐ َورَا َء اﻟـﻜُـ ُ ﺢ اﻟــﻜــَﻠــْــــــــــ ُ ﻒ ﻳـَﻠـﻘَـﻮْﻧَـﻨِﻲ إذَا ﻧـَﺒَـ َ آـَﻴ ْـ َ ﻲ رﻳـﱠﺎ ﺤﱠ ب ِﻓـَﻠَـ ْﻢ ﻳﻘـْﺮ ِأﺻْﻔَـ َﺮ اﻟ َ
ﺲ إﻟﻰ اﻟـﻨـﱠﺎ ﺐ اﻟﻤُﺒِـ ﱡ َوﻣَﺸﻲ اﻟﺤَﺎﻟِـ ُ
ك ﻋـَﻠـﻴـﱠـﺎ ﺖ ذَا َ ﻞ وَرﺛ ْـ ُ ث َﺑ ْ ﺣَﺎ ِد ٍ
ث ﻦ ﺧَﺎرِﺟـﻴـﱠﺔ ًﻣـِﻦ ﺗـُـﺮَا ٍ ﻟـَـ ْﻢ ﺗـَﻜُـ ْ
) (4
وﻳﻘﻮل ﻣﻔﺘﺨﺮا ﺑﺸﺠﺎﻋﺘﻪ وﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻟﻠﺠﺎرﻩ : ﻆ َﻣﺤَﺎرﻣُـ ُﻪ إﻧّﻲ إذَا اﻟﺠَﺎ ُر ﻟـَـ ْﻢ ُﺗﺤْـﻔَـ ْ
ﻻ هـَـــﺎد ِ ﻞ ُدوْﻧـَﻪ هــَﻴـْـ ِﺪ َو َ وﻟـَـ ْﻢ ﻳـُﻘَـ ْ
ﻦ أﻋ ْـﻮَاد ِ ﺲ ﺟَﺎري آـَﻌـُﺶ ٍ ﺑـَﻴ ْـ َ ﻞ أﺣﻤﻲ ﻣـَﺒـَﺎءَﺗَـ ُﻪ وَﻟـﻴ ْـ َ ل اﻟﺠَﺎ َر ﺑَـ ْ ﻻ أﺧ ْـ ُﺬ ُ َ
)(5
وﻗﺪ اﻓﺘﺨﺮ ﺑﻘﻮﻣﻪ وآﺮﻣﻬـــــــــﻢ ﻗﺎﺋﻼ : ن إذَا ﻏــُﺸــِﻴــْﻨــَﺎ ﻦ اﻷآـ ْـﺮَﻣـُﻮ َ ﻧـَـﺤـْــ ُ
ﻋــِﻴـَﺎذًا ﻓﻲ اﻟـﺒَـﻮَازِم ِ وَاﻏـْـﺘــَﺮارَا
)(6
وآﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﻔﺘﺨ ﺮ ﺑﻔ ـﻨﻪ وﺻﻴﺎﻏـ ـﺘﻪ وﻗـ ـﺪرﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮل اﻟﺠ ّﻴ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﻌﺮ ﻓ ﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل : (1اﻟﺪﻳﻮان ص 153 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 153 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 64 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 246 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 105 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 111 79
ﻦ ﻟِـﺴَـﺎﻧﻲ ﺻَﺎﺋِﻎ اﻟــﻜـَـﻠـِـﻢ ِ ي ﻟــَﻜـ ْ ﻲ ﺗـَﻌ ْـﻤَﻠُـ ُﻪ آـَﻔــﱠﺎ َ ﻻ أﺻﻮغ ُ اﻟﺤﻠ َ إﻧﱠﻲ اﻣﺮو ٌء َ
)(1
وﻳﻘﻮل إﻧــﻪ ﻟﻢ ﻳـﻨـﺘـﺤـﻞ ﺷﻌﺮ ﻏــﺒﺮﻩ وﻳﻨﺴﺒﻪ ﻟـﻨـﻔـﺴﻪ : وَﻟـَـ ْﻢ أﻧــَﺘــَﺤـﱢــﻞ ِاﻷﺷْــﻌـَـﺎ َر ﻓـــﻴـْﻬـَﺎ
ح اﻟـﺠـِـﻴـَﺎ ُد ﻲ اﻟـﻤـِـ َﺪ ُ وَﻟـَـ ْﻢ ﺗـُﻌـْﺠِـﺰْﻧِـ َ
) (2
وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﺪح ﺑﻬﺎ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻄﻴﻊ وأﻓﺘﺨﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺸﻌﺮﻩ : ﻚ ﻓﻲ ﻣَــﻌـَـ ٍﺪ ﺖ ﻷﻣْــﺪَﺣــــَﻨﱠـ َ ﺣـَﻠـَﻔـ ْـ ُ
َوذِي ﻳَﻤـَﻦ ٍﻋـَﻠﻰ رَﻏ ْـ َﻢ اﻟﺤـَــــﺴُـــﻮد ِ
ﻦ ﺑﺄﻓـْـﻮَاﻩ ِ اﻟـ ﱡﺮوَاة ِ ﻋـَﻠﻰ اﻟـﻨـَــﺸِــــﻴْـ ِﺪ ل ]و[ ﻓـــﻴ ِﻪ ﺣُــﺴــــ ْـ ٌ ﻻ َﻳﺰَا ُ ﺑـِﻘـَـﻮْل ٍ َ
)(3
وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﺪح ﺑﻬﺎ اﻟﺴّﺮي ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ : ت ﻟـِـﻌــُـﻤــﱠﺎ ٍر وَﺣـُــﺠـﱠـﺎج ﻷﺣْــﺒُـﻮَﻧــﱠـﻚ َ ِﻣـﻤـَﺎ أﺻْـﻄـَﻔـِﻲ ﻣِـﺪَﺣـ ًﺎ ﻣُــﺼَﺎﺣِــﺒـَﺎ ِ
ِ)(4
ﻓـﻘ ـﺪ اﻋ ـﺘﺮف اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﺑﺠ ﻮدة ﺷ ﻌﺮﻩ واﺳﺘﺤ ﺴﻨﻮﻩ ،واﻟﻤﻼﺣ ﻆ ﻓ ﻲ ﻓﺨ ﺮﻩ ،أﻧ ﻪ ﻓﺨ ﺮ ﻓﺮدي ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻟﺤﺰﺑ ّﻴﺔ واﻟﻘﺒﻠ ّﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺴﺐ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﻢ ﻧﺠ ﺪ ﻟﻬﺎ أي إﺷﺎرة ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ،وهﺬا أﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ؛ ﻷﻧﻪ دﻋﻲ أدﻋﻴﺎء وآﺬﻟﻚ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ اﻟﺘ ﻲ رﺑﻲ ﻓـﻴﻬﺎ 0
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 214 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 98 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 100 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 78 80
اﻟﺨﻤﺮﻳﺎت : آ ﺎن اﻟﻌ ﺮب ﻗ ـﺪﻳﻤ ًﺎ ﻳ ﺸﺮﺑﻮن اﻟﺨﻤ ﺮ دون ﺗﺤ ّﺮج ،آﻤ ﺎ آ ﺎﻧﻮا ﻳ ﺼﻔـﻮﻧﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺷﻌﺮهﻢ آﺠﺰء ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،وﻣﻈﻬ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻈ ﺎهﺮ اﻟﻜ ﺮم واﻟﺜ ﺮاء ،وﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎء اﻹﺳﻼم ﺣ ّﺮم اﻟﺨﻤﺮ وﺣﺮم ﺷﺮﺑﻬﺎ ،ﻏـﻴﺮ إن اﻟ ﺒﻌﺾ ﻟ ﻢ ﻳﻨﻘﻄ ﻊ ﻋﻨﻬ ﺎ ،ﺑ ﻞ ﻟﺠ ﺄ إﻟ ﻰ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ﺧﻔﻴﺔ اﺗﻘﺎء ﺣﺪهﺎ اﻟ ّ ي ﻧﺠ ﺪ ﻣﻌﻈ ﻢ ﺧﻠﻔ ﺎء ﺑﻨ ﻲ أﻣﻴ ﺔ ﻲ ،وﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻣﻮ ّ ﺸﺮﻋ ّ ﻗﺪ اﻗﺒﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮاب ،وآﺎن ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﺸﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺴﻪ وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻰ )0 (1 ﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﺟﻢ ﻟﻪ ذآﺮ ﺣ ّﺒﻪ ﻟﻠﺸﺮاب ،وﻗﺪ وآﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﻤﻦ ﻳﺪﻣﻨﻮن اﻟﺸﺮاب ﻓﻜ ّ ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺣ ّﺒﻪ ﻟﻠﺨﻤﺮ ﺣﺪًا ﺣﻴﺚ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮر أن ﻳﺒﻴﺢ ﻟﻪ اﻟ ّ ﺸﺮاب )0 (2 وﻻﻣﺘﻪ اﻣﺮأﺗ ﻪ ﻳﻮﻣ ًﺎ وﻋﺰﻟﺘ ﻪ وﻗﺎﻟ ﺖ ﻟ ﻪ " :ﻗ ﺪ اﻓ ﺴﺪ ﻋﻠﻴ ﻚ ه ﺬا اﻟﻨﺒﻴ ﺬ دﻳﻨ ﻚ ودﻧﻴﺎك ﻓﻠﻮ ﺗﻌﻠﻠﺖ ﻋﻨﻪ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﻟﺒﺎن"
)(3
ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ : ﻒ اﻟﻤـﻌ ْـﺼَﺎر ِ ﺐ َوﻧَﺎﻃِـ ُ ﻣَﺎ َء اﻟـﺰﱠﺑﻴ ْـ ِ
ﻦ اﻟـﺒَﻌـِﻴـْﺮ ِوَﻋـِﻨ ْـﺪَﻧـَﺎ ﻻ ﺗَـﺒـْﺘــَﻐﻲ ﻟــَﺒَـ َ
)(4
وﻗﺪ آﺎن ﻣﻐﺮﻣ ًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺒﻴﺬ ،ﺣﺘﻰ إن ﺟﻴﺮاﻧﻪ دﺧﻠﻮا ﻋﻠﻴ ﻪ ذات ﻣ ﺮة وﻋ ﺎﺗﺒﻮﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ اﻟﺘﻲ رأوﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ؛ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ :أﻧﺎ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻨﺬ دهﺮ أﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﻗﻮﻟﻲ : ﻞ ﻣﻮﺗﻲ ل اﷲ َ ﺳَﻜ ْـ َﺮ ًة ﻗـَﺒـ َ اﺳﺄ ُ
ن ح اﻟﺼﺒﻴﺎن ِ :ﻳَﺎ ﺳﻜﺮا ُ وﺻﻴﺎ َ
)(5
)(6
وﻗﺪ ﻧﻬ ﺎﻩ اﻟﺤ ﺴﻦ ﺑ ﻦ زﻳ ﺪ واﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻋ ﻦ ﺷ ﺮب اﻟﺨﻤ ﺮ وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ ":ﻟ ﺌﻦ أﺗﻴ ﺖ ﺑ ﻚ ن ﻟﻤﻮﺿﻊ ﺣﺮﻣﺘﻚ ﺑﻲ" ﺳﻜﺮان ﻷﺿﺮﺑﻚ ﺣﺪﻳﻦ ﺣ ّﺪًا ﻟﻠﺨـﻤﺮ وﺣ ّﺪا ﻟﻠﺴﻜﺮ ،وﻷزﻳﺪ ّ ﻓــﻘﺎل اﺑﻦ هــــﺮﻣﺔ : ﻋﻦ اﻟـ ُﻤـﺪَام ِ ﻦ اﻟـ ﱠﺮﺳُـﻮل ِ َ ﻧَـﻬَﺎﻧﻲ اﺑ ُ
وأدﱠﺑـَﻨﻲ ﺑﺂدَاب ِ اﻟـﻜــِـــﺮَام ِ
ف اﻷﻧــَﺎم ِ ﻻ ﺧَـ ْﻮ ِ ﷲ َ فا ِ ﺨ ْﻮ ِ ﻋﻬَـﺎ ﻟ َ ﻲ :اﺻْﻄـَﺒِـ ْﺮ ﻋﻨﻬَﺎ و َد ْ لﻟ ّ وَﻗـَﺎ َ (1هﺪارة – اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻐﺮﺑﻲ ص 479 (2اﻧﻈﺮ :اﻷﻏﺎﻧﻲ / 368 /4اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء ص 640 (3اﻷﻏﺎﻧﻲ ج/4ص 367 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 130 (5اﻷﻏﺎﻧﻲ ج389 /4 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 229 (7اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺒﺮد ج /1ص 242 81
)(7
ﺣﺒـّﻲ ﻒ ﺗَـﺼْﺒﱡـ ِﺮي ﻋـﻨﻬَﺎ و ُ وَآَـ ْﻴ َ
ﻦ ﻓﻲ ﻋـﻈَـﺎﻣﻲ ﺐ ﺗَـﻤَﻜﱠـ َ ﺣ ﱞ ﻟَـ َﻬﺎ ُ
ﺚ اﻟﺤَﺮام ِ ﺐ اﻟـﻨـﱠﻔـْﺲ ِﻓﻲ ﺧـُﺒ ْـ ِ ﻲ ﺧـُﺒـْﺜـًﺎ َوﻃِﻴـ ِ ﺐ اﻟﺤَﻼل ِﻋَﻠ ﱠ أرَى ﻃـِﻴـ َ
)(1
وﻗﺪ ﻳ ﺸﺒﻪ ﻓ ﺎﻩ اﻟﻤﺤﺒﻮﺑ ﺔ ورﺿ ﺎﺑﻬﺎ ﺑﻜ ﺎس اﻟﺨﻤ ﺮ اﻟﻤﻌﺘ ّـﻘﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻣﺰﺟ ﺖ ﺑﻤ ﺎء اﻟﻤﻄ ﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺎدة اﻟﻘﺪﻣﺎء ﻓﻴـﻘــــــــﻮل : ﻦ ﺗـُـﺆَﻧــﱢـﺴُــ ُﻪ ن ﻓـَﺎهـَﺎ ﻟـِـﻤَـ ْ آــَﺄ ﱠ س ﻓـِﻠـﺴـْﻄـِﻴــﱠـﺔٌﻣــُﻌـَـﺘـﱠـﻘــَﺔٌ آــَﺄ ٌ
ب اﻟــﺮُﻗــَﺎ ِد وَاﻟـﻌـِﻠــَﻞ ِ ﺑَﻌـ َﺪ ﻏـُـﺒُﻮ ِ ﺖ ﺑﻤَﺎ ٍء ﻣِـﻦ ﻣُـﺰْﻧـَـ ِﺔ اﻟـﺴـﺒـَﻞ ِ ﺷِـﻴـْﺒَـ َ
)(2
وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻌﻨﻲ ﻳﻘـــــﻮل : ﻚ ﺑَﻌـْﺪ رﻗـﺪَﺗـِﻬـَﺎ ﺧ ْﻮ ٌد ﺗُـﻌَﺎﻃﻴ َ َ
ن ﻣـَﻬ َﺪؤُهـَﺎ إ َذ ا ﻳُﻼﻗﻲ اﻟﻌـُﻴﻮ َ
)(3
ﺻﻬَﺒﺎ َء ﻣُﻌـﺮِﻗـَﺔ ً ﺑَﻐﻠــُﻮ ﺑﺄﻳﺪي اﻟـﺘﱢـﺠَﺎر ﻣَﺴـﺒـَﺆهـَﺎ آﺄﺳًﺎ ﺑـﻔـﻴﻬَﺎ َ
)(4
وﻳﺒﺪو إن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﺪﻣﻦ ﺳﻜﻴﺮ ُﻳﺠﺎهﺮ ﺑﺤ ّﺒﻪ ﻟﻠﺨﻤﺮ ،أآﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺷﺎﻋﺮًا ﻳﺒﺘﻜﺮ ﺻ ﻮرًا ﺼﻮر ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻼه ّﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ آ ﺎن ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻔﻦ ،ﻓﺎﻷﺑﻴﺎت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ذآﺮﻧﺎهﺎ ﻻ ﺗ ّ ﺸﺮب وﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻐﻨﺎء 0 ﻳﻘﻀﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟ ّ ورﺑﻤﺎ آﺎن إﻗﻼﻟﻪ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﻨﻘﻄﻌ ﺎ ﻟﻠﻄ ﺎﻟﺒﻴﻦ ،وآ ﺎﻧﻮا ﻳﻨﻬﻮﻧﻪ ﻋﻦ ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ ،ورﺑﻤﺎ ﺿﺎع أآﺜﺮ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﻘﻔﺪان دﻳﻮاﻧﻪ0
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 225 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 187 (3هﺪء اﻟﻌﻴﻮن :ﻣﻨﺎﻣﻬﺎ وﺳﻜﻮﻧﻬﺎ (4اﻟﺪﻳﻮان ص 49 82
اﻟﺤﻜﻤﺔ : ﺷﻌﺮ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ اﻷﻏﺮاض اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻋﺮﻓﻬ ﺎ اﻟ ﺸﻌﺮاء ،وآ ﺎن اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻳﺰﻳ ﻞ ﺑﻬ ﺎ ﻗ ﺼﺎﺋﺪﻩ ،ﻓﻘ ﺪ ﺗﺄﻣ ﻞ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﺠ ﺎهﻠﻲ ﻓ ﻲ ﻗ ﻀﺎﻳﺎ اﻟﺤﻴ ﺎة واﻟﻨ ﺎس ،وﻧﻈ ﺮ وﺟ ﺮب واﺳ ﺘﻤﻊ إﻟ ﻰ ﺗ ﺎرﻳﺦ اﻟ ﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ،ﻓ ﺄﻟﺘﻤﺲ اﻟﻌﺒ ﺮ واﻟﻌﻈ ﺎت ،وﻓـﻜـ ـﺮ ﻓ ﻲ أﻣ ﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﺄﺛﻤﺮ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺻﺎﻏﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺒﺎرة ﻧﺜﺮﻳﺔ أو ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ أﻧﻴﻖ )0 (1 ﻞ ﺣﻈ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ّﻳﺔ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﻳﻤﺠ ﺪون وﻗ ﺪ اﻋﺘﺒ ﺮ اﻟﻨﻘ ﺎد ﺷ ﻌﺮاء اﻟﺤﻜﻤ ﺔ أﻗ ّ ﺷ ﻌﺮاء اﻟﻐ ﺰل واﻟﻮﺻ ﻒ ؛ ﻷﻧﻬ ﻢ ﻳﺨ ﺎﻃﺒﻮن اﻟﻌﺎﻃﻔ ﺔ واﻟﻮﺟ ﺪان ،أﻣ ﺎ ﺷ ﻌﺮ اﻟﺤﻜﻤ ﺔ ﻓﻴﺠ ﻨﺢ ﻟﻠﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻌﻘﻠ ّﻴ ﺔ ،ﻓﻘ ﺪ ﺻ ﺪق اﺑ ﻦ رﺷ ﻴﻖ) (2ﺣ ﻴﻦ ﻗ ﺎل " :ﻓ ﻼ ﻳﺠ ﺐ ﻟﻠ ﺸﻌﺮ أن ﻼ آﻠﻪ وﺣﻜﻤﺔ آﺸﻌﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس ﻓﻘ ﺪ ﻗﻌ ﺪ ﺑ ﻪ ﻋ ﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ وه ﻮ ﻳﻜﻮن ﻣﺜ ً ﻳﻘﺪﻣﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻹآﺜﺎرﻩ ﻣﻦ ذﻟﻚ" 0 وآﺎن ﺷﻌﺮ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﺗﺠ ﺎرب إﻧ ﺴﺎﻧ ّﻴﺔ ﻣ ّﺮ ﺑﻬ ﺎ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ واﺳ ﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬ ﺎ ؛ وﻋ ّﺮض ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﺛﻨﺎﻳ ﺎ ﻗ ﺼﺎﺋﺪﻩ ،وﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﺗ ﺴﻌﺖ داﺋ ﺮة اﻟﻌﻠ ﻮم اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ وﺷ ﻤﻠﺖ ﻣﻌ ﺎرف أﺟﻨﺒﻴ ﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ وﺗ ُـﺮﺟﻤﺖ آﺘ ﺐ اﻷﻣ ﻢ اﻷﺧ ﺮى وأﺻﺒﺢ ﺷﻌﺮ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﺘﺨﺬ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻓﻠﺴﻔ ّﻴـًﺎ 0وﻗﺪ آﺎن ﻻﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻧ ﺼﻴﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻜﻤ ﺔ ﻼ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ : وإن آﺎن ﻗﻠﻴ ً ل ﻞ ﻓَﻼ ﺗَـ َﺰ ْ س ﻓﻲ أﻣْـﺮ ٍ ﺳَﺤﻴ ٍ أرى اﻟـﻨـﱠﺎ َ
ﻋـَﻠﻲ ﺣَـﺬَر ٍ ﺣَﺘﻰ ﺗـَﺮي اﻷﻣ َﺮ ﻣُـﺒ ْـ َﺮﻣَﺎ
ف اﻟـﻜــَـﻼم ِ ﻓـَــﺈﻧــﱠــ ُﻪ ﻚ ﺑﺄﻃـْـﺮَا ِ وَأﻣْـﺴِـ ْ
ﺖ أﻣـﺮًا ﻣُـﺠَـﻤْـﺠـَﻤـَﺎ ﻚ ﻣِﻤـﱠﺎ ﺧـِﻔـ ْـ َ ﻧَـﺠَﺎُﺗ َ
ﻓﺈﻧـﱠـ َ ﻚ ﻻ ﺗَـﺴْـﺘـَﻄ ُﻊ َر ْد اﻟــــﺬي َﻣـﻀﻰ
ق اﻟـﻔـَـﻤَـﺎ ل ﻋـَــﻦ َزﻻﱠﺗِـ ِﻪ ﻓﺎ َر َ إ َذ ا اﻟـﻘَـ ْﻮ ُ
ن ﺗـَﻜــَـﻠـَـﻤَﺎ ﻦ وَاﻗـِﺮ اﻟ ِﻌﺮْض ِﺻَﺎﻣِـﺘًﺎ وﺁﺧَــ َﺮ أرْدى ﻧـَﻔ ْـﺴَــ ُﻪ أ ْ وَآـَﺎﺋـِﻦ ﺗـَﺮى ِﻣ ْ
)(3
وﻗﺪ ﺗﻌﺪدت أﻧﻮاع اﻟﻄﻌﺎم ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ،واهﺘﻢ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺎ ؛ ﺣﺘﻰ إن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺪ أﺻ ﺎﺑﺘﻪ اﻟﻌﻠـﻞ ﻣﻦ اﻹآﺜﺎر ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : (1د ﺳﻌﺪ ﺷﻠﺒﻲ "اﻷﺻﻮل اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺠﺎهﻠﻲ " ،ﺣﺪاﺋﻖ اﻟﻘﺒﺔ 1977،م ،دون ط ،ص 380 (2اﻟﻌﻤﺪة ج /1ص193 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 202 83
ﺖ أﺧـَﺎهـَﺎ ﺖ أآـْـﻠـَـ ٍﺔ ﻣَﻨـَﻌَـ ْ َورَﺑﱠـ َ
ت دَهــْــﺮ ِ ﻼ ِ ﺑـِﻠـَـﺬﱠة ِ ﺳَـﺎﻋـَـ ٍﺔ أآـَـ َ
ن ﻳـَــﺪْري ﺴﻌَﻰ ﻷﻣـْﺮ ٍ وَﻓـﻴ ِﻪ هَـﻼَآُـ ُﻪ ﻟــَﻮ آــَﺎ َ ﺐ ﻳَـ ْ وَآَـ ْﻢ ﻣـِﻦ ﻃـَﺎﻟِـ ٍ
) (1
واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺮي إن إدراك اﻟ ﺸﺮف ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻪ ﻋﻼﻗ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻐﻨﻰ ﻓـﻘ ـﺪ ﻳﻜ ﻮن اﻹﻧ ﺴﺎن ﻓـﻘ ـﻴﺮًا ﺑﺎﻟﻰ اﻟﺜّـﻴﺎب؛ وﻟﻜ ﻦ ﻳﻜ ﻮن ﺷ ﺮﻳﻒ ،وﻳﻨ ﺎل ﺣﺎﺟﺘ ﻪ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺴﻤﻮ إﻟﻴﻬ ﺎ ،ﺑﺤ ﺴﻦ ﺳ ﻴﺮﺗﻪ وﺧﻠﻘﻪ اﻟﻄ ّﻴﺐ وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل أﺑﻴﺎت ﻋ ّﺪهﺎ اﺑ ﻦ ﻗﺘﻴﺒ ﺔ ﻣ ﻦ ﺟ ّﻴ ﺪ ﺷ ﻌﺮﻩ ) ،(2واﺳﺘﺤ ﺴﻨﻬﺎ اﺑﻦ اﻟﻤﻌﺘﺰ أﺑﻀ ًﺎ وذآﺮهﺎ ﻟﻪ
)(3
:
ع ﺼ ِﻪ َﻣﺮْﻗـُـﻮ ُ ﺐ ﻗـَﻤـﻴ ِ ﻖ وَﺟـَﻴ ْـ ُ ف اﻟﻔـَﺘﻲ َو ِردَا ُؤ ُﻩ ﺧَﻠـَـ ٌ ﺸ َﺮ َ ك اﻟ ﱠ ﻗَـ ْﺪ ﻳُـ ْﺪ ِر ُ ﻞ وَﺗ ْـ َﺮ اﻟﻤَﺮء ِوَه ْـ َﻮ وﺿﻴ ْـ ُﻊ ل ﺣَﺎﺟـَﺘِـ ِﻪ اﻟــﱠﺘﻲ ﻳَـﺴْـﻤـُﻮ ﻟـَـ َﻬﺎ وَﻳﻄِـ ﱡ وَﻳَـﻨَﺎ ُ ﻻ أﻣﱠـﺎ ﺗـَﺮﻳـْﻨﻲ ﺷَـﺎﺣــِﺒـًﺎ ﻣـُـﺘــَـﺒـَـ ﱢﺬ ً
ﻀ ْﻴ ُﻊ ﻖ ﻏـِﻤ ْـ ُﺪ ُﻩ ﻓـَﻴَـ ِ ﻒ ﻳـَﺨـﻠ ُ وَاﻟﺴـﱠﻴ ْـ ُ
)(4
وﻟﻪ رأى ﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻴﺄس إذ ﻳﻘﻮل : ﻚ اﻷﺻَﺎ ِﺑ ُﻊ ﺖ ﻟـَـ ْﻢ ﺗـَﺄﺧُـ ْﺬ ﻣِـﻦ اﻟـﻴـﺄس ِﻋــﺼْـﻤَـﺔ ً ﺗـُـﺸـَـ ﱡﺪ ﺑَﻬـَﺎ ﻓﻲ راﺣـَﺘـَﻴـ َ إذ أﻧ ْـ َ ﻚ اﻟﻤَـﻄـَﺎ ِﻣ ُﻊ ﺚ وﺟـَـﺪَﺗـ ُﻪ ﻋـَﻠﻰ آـَـ َﺪ ٍر وَاﺳْـﺘَﻌـْﺒــَﺪﺗ ْـ َ ﺖ ﺑـﻄـَـﺮْق ِ اﻟـﻤـَﺎ ِء ﺣـَﻴـ ُ ﺷﺮِﺑ ْـ َ َ ﺳ ُﻊ ب وَا ِ ب واﻟـﺜـﱠﻮ ُ ﺲ اﻟـﺜﱠـ ْﻮ ِ ك ﻟﺒ َ ب ﺿَـﻴـﱠـﻘــًﺎ وَأﺗـَﺮ ُ ﺲ اﻟــﺜـﱠــ ْﻮ َ وَإﻧـﱠﻲ ﻟِـ َﻤـﻤﱠـﺎ اﻟــْﺒَـ ُ )(5
ف ﻋـَﻦ ﺑَﻌـﺾ ِ اﻟـﻤﻴﺎﻩ ِﻣَـ ِ وَأﺻﺮ ُ ع ﺾ اﻟﺮﺟَﺎل اﻟ َﻤﺸَﺎر ُ ﻄﻴﱠـ ِﺘﻲ إذا أﻋـَﺠـَﺒـَﺖ ﺑﻌ َ
وَﻓﻲ اﻟـﻴَﺄس ِﻋـَﻦ ﺑَﻌﺾ ِاﻟﻤَﻄﺎﻣِﻊ ِرَاﺣَﺔٌ وَﻳﺎ ُربﱠ ﺧـَﻴـْﺮ ٍ أ ْدرَآــَﺘ ْـ ُﻪ اﻟـﻤـَﻄـﺎﻣِـ ُﻊ
)(6
ﻓـﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻻ ﻳﻜﻮن ﻋــﺒﺪًا ﻟﻤﻄﺎﻣﻌﻪ وأهـﻮاﺋﻪ ،وأن ﻳﻘـﻨﻊ ﺑﻤﺎ ﻗـُﺴﻢ ﻟﻪ0 وهﻜ ﺬا ﻧ ﺮى إن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻗ ﺪ ﻧﻈ ﻢ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ أﻏ ﺮاض اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻤﻌﺮوﻓ ﺔ ﻓ ﻲ ﻋﺼﺮﻩ ،وﻗﺪ أآﺜﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ واﻗ ّ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻌﺾ اﻵﺧ ﺮ ،ﺷ ﺄﻧﻪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺷ ﺄن ﻣﻌﻈ ﻢ أﺑﻨﺎء ﻋﺼﺮﻩ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 128 (2اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء 640 /2 (3ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺸﻌﺮاء ص 20 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 145 (5اﻟﻤﺸﺎرع :ﺟﻤﻊ ﻣﺸﺮع وهﻮ ﻣﻮرد اﻟﺸﺎرب (6اﻟﺪﻳﻮان ص 140 84
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ : ﻳﻘﻮل ﻗﺪاﻣﺔ " :اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ آُﻠـﱠﻬﺎ ﻣﻌﺮوﺿ ﺔ ﻟﻠ ﺸﺎﻋﺮ وﻟ ﻪ أن ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﺎ أﺣ ﺐ وﺁﺛ ﺮ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أن ﻳﺤﻈ ﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣﻌﻨ ﻰ ﻳ ﺮوم اﻟﻜ ﻼم ﻓﻴ ﻪ ،وإذ آﺎﻧ ﺖ اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ ﻟﻠ ﺸﻌﺮ ﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ أﻧّﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،واﻟﺸﻌﺮ ﻓﻴﻬﺎ آﺎﻟﺼﻮرة آﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ آ ﱢ ﻻﺑ ّﺪ ﻓـﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻣﻮﺿﻮع ﻳـﻘـﺒﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺼﻮرة ﻗـﻴﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺨ ﺸﺐ ﻟﻠﻨﺠ ﺎرة واﻟﻔ ﻀﺔ ﻟﻠﺼﻴﺎﻏﺔ " )0 (1 وﻟﻤﱠﺎ آﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺻ ﺎﻧﻌ ًﺎ ﻣ ﺎهﺮًا وﺷ ﺎﻋﺮًا ﺣﺎذﻗـ ـ ًﺎ ﻓﻘ ﺪ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳ ﻨﻈﻢ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻏﺮاض اﻟﺸﻌﺮﻳﱠﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ،وﻗﺪ ﺣ ﻮت ه ﺬﻩ اﻷﻏ ﺮاض ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ وﻣﻌﺎﻧﻲ ﻋﺪﻳﺪة ،ذآﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﱠﺔ واﻟﺤﺴﻴﱠﺔ ، وﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ :
/1اﻟـﻜـــــــﺮم : ﻲ ،وه ﻮ ﻓ ﻀﻴﻠﺔ اﻟﻔ ﻀﺎﺋﻞ آﻠ ـﱠﻬﺎ وه ﻮ " ﻣ ﻦ اﻟﻤﺜ ﻞ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟﻌﺮﺑ ّ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘﺪّﺳ ﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ " ) ، (2واﻟﻜ ﺮم ﻣ ﻦ أآﺜ ﺮ اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻐﻨ ﻰ ﺑﻬ ﺎ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ واﺣﺘﻠﺖ ﺣﻴـّﺰًا آﺒﻴﺮًا ﻓﻲ ﻣﺪاﺋﺤﻪ ،وﻓﺨﺮﻩ ،وﻗ ﺪ اﺷ ﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻋ ـﻨﺎﺻﺮ آﺜﻴ ﺮة ﻣﺜ ﻞ: آﺜ ﺮة اﻟﺠﻔ ﺎن ،وإﻃﻌ ﺎم اﻟﺠ ﻮﻋﻰ ﻓ ﻲ اﻟ ﺰﻣﻦ اﻟﺠ ﺪب ،وﻗ ﺮي اﻟ ﻀﻴﻒ ،وآ ﺴﻮة اﻟﻔـﻘـﻴﺮ ،وإﻳﻘﺎد اﻟﻨـﱠﺎر؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻬﺘﺪي ﺑﻬﺎ اﻟﺴﺎري ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﺒﺮد ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﺎدﺣ ًﺎ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻜﺜﺮة ﺟﻔﺎﻧﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻌ ّﺪ ﻹﻃﻌﺎم اﻟﺠﻴﺎع ،وآﺴﻮﺗﻪ ﻟﻠﻌﺎري ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل ﺢ أﺷﻬﺒﺎ ﻲ أﺻﺒ َ ث ﻧﻌـﺪّهـﺎ إذا ﻣﺎ ﺟﻨﺎب اﻟﺤ ّ وآﺎﻧﺖ ﻟـﻌـﺒﺎس ٍ ﺛﻼ ٌ ﻓﺴﻠﺴﻠﺔٌﺗﻨﻬﻰ اﻟﻈﻠﻮ َم وﺟﻔـﻨﺔٌ
ح ﻓﻴﻜﺴﻮهﺎ اﻟﺴـﻨﺎ َم اﻟـﻤﺰﻏــﺒﺎ ﺗﺒﺎ ُ
ﻚ ﺛـﻮﺑُـ ُﻪ ﻗـﺪ ﺗﻬــﺒـﺒـﺎ ﺐ ﻣﺎ ﺗﺰال ﻣـﻌـﺪّة ً ﻟـﻌﺎ ٍر ﺿﺮﻳ ٍ ﺼ ٍ وَﺣﻠﺔٌﻋـ ْ
)(3
(1ﻗﺪاﻣﺔ "،ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ" ص 13 (2أﺣﻤﺪ أﺑﻮ ﺣﺎﻗﺔ" ﻓﻦ اﻟﻤﺪﻳﺢ وﺗﻄﻮرﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ" ،دار اﻟﺸﺮق اﻟﺠﺪﻳﺪ ط 1962 ،1م ،ص 53 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 56 85
:
وﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻤﺪﺣﻪ : ل وإرهـَـﺎﺟـﻬـﺎ وﻳﻮ َم اﻟﺸـﻤﺎ ِ
َر َآـُﻮ ِد اﻟﺠـِﻔـﺎن ﻏــَﺪا َة اﻟــﺼﱠﺒﺎ
)(1
ي ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ : وﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺴّﺮ ّ ﷲ ُﻣﺠْﺘَـ ِﺪ َﻳ ًﺎ ﻦ ﻋَـﺒــ ِﺪ ا ِ ك َ اﺑ َ ﻦ َﻳﻌْـﺘـَﻤِـ ْﺪ َ َﻣ ْ
ﻟِـﺴَـﻴـْﺐ ِﻋَـﺮْﻓـِﻚ َ َﻳﻌْـﻤَـ ْﺪ ﺧَـﺒْـ َﺮ ﻣـَﻌـْﻤُـﻮد ِ
ث ﺑﻬِـ ْﻢ ﻦ اﻷَﺳـَﺎ ِة اﻟﺸﱡـﻔـَﺎ ِة اﻟﻤُـﺴْﺘـَﻐـَﺎ ِ ﻳَﺎﺑ َ
)(2
ﻦ ُذرَى اﻟﻜُـﻮْم ِ اﻟـﻤـَﻘـَﺎﺣـِﻴ ِﺪ وَاﻟﻤُـﻄـْﻌِـﻤْـﻴ َ
وﻗﺎل ﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ زﻳﺪ ﺑﺎﻟﻜﺮم : ن ﻣـِﻦ ﻗـــ ﱠﺮ ٍة وﻣــِﻦ وﺳـﻦ ِ ﻃﻠﻖ ِاﻟﻴﺪﻳـْﻦ ِإذا ﻣﺎ اﺿﻴﺎﻓـُﻪ ﻃﺮﻗـﻮا ﻳـﺸـﻜـﻮ َ ﻳﺄﺗﻮا ﻳﻌـﺪّون ﻧﺠـﻢ اﻟـﻠـﻴـﻞ ِ ﺑـﻴـﻨـﻬــﻢ ﺛﻢ اﻏـﺘـﺪوا وهـﻢ دﺳـﻢ ٍ ﺷـﻮارُﺑـﻬــﻢ
ﻓﻲ ﻣـﺴﺘﺤﻴـﺮ ِاﻟﻨﻮاﺣﻲ راهـﻖ اﻟﺴﻤﻦ ِ ﺿﻴْﺢ ٍ ﻣـِﻦ اﻟـﻠـﺒـﻦ ِ وَﻟـ ْﻢ ﻳﺒﻴﺘﻮا ﻋـﻠﻰ َ
)(3
وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻜﺮم ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ أﻳ ﻀﺎ ﻗﻮﻟ ﻪ ﻣﻔ ـﺘﺨﺮا ﺑﻜﺮﻣ ﻪ ،وذﺑﺤ ﻪ ﻟﻺﺑ ﻞ إآﺮاﻣ ﺎ ﻟﻀﻴﻔﻪ ؛ وﺧﺼﻮﺻﺎ إن اﻟﻌﺮب ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮق ،وﻻﺳﻴﱠﻤﺎ أﻣﻬﺎت اﻟﻔﺼﺎل ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘـــــــﻮل : ﻞ ﺁﻣَـﻨـَﻬــَﺎ إﻧﱢﻲ إذَا ﻣَﺎ اﻟـﺒَﺨــِﻴـ ْـ ُ
ﺿﻤُﻮزًا ﻣـِﻨـﱢﻲ ﻋـَﻠﻰ وَﺟـَﻞ ِ ﺖ َ ﺑَﺎ َﺗ ْ
)(4
)(5
ﻻ ﻻ أﻣـْﺘِـ ُﻊ اﻟـﻌُـ ْﻮ َذ ﺑﺎﻟـﻔِـﺼَﺎل ِ َو َ َ
ﻻ َ ﻗـَـﺮ ِﻳـْﺒـَﺔ َ اﻷﺟـَــﻞ ِ ع إّ أﺑـْﺘـَﺎ ُ
ﻻ ﻏـَﻨـَﻤـِﻲ ﻓﻲ اﻟﺤـَﻴـَﺎة ِﻣُـﺪﱠ ﻟـَﻬـَﺎ َ
ﻻ إﺑــِﻠﻲ إﻻ ِدرَاك اﻟــﻘــِــﺮى َو َ
ت ﻣـَﻨ ْـﺤَـﺮهـَﺎ َآ ْﻢ ﻧـَﺎﻗَـ ٍﺔ ﻗَـ ْﺪ وَﺟـَﺄ ُ
ﺟﻤـَﻞ ِ ﻞ اﻟـﺸﱡـﺆْﺑـُﻮب ِأ ْو َ ﺑﻤُـﺴْـﺘـَﻬَـ ﱢ
)(6
وﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ﻳـﻘـﻮل : ﻦ ﺿﻴـﻔﻲ إ ذَا ﺗـَﺄ ﱠو ﺑـﻨﻲ ﻳـُﻜ ﱡ
أوﺳـ ُﻊ أﺑـﻴـﺎﺗـِﻨـﺎ و أدﻓـَـﺆُهـﺎ
ﻋﻨــﺪي ﻟـﻬـَـﺬا اﻟـﺰﱠﻣﺎن ِ ﺁﻧـﻴـﺔٌ
)(7
أﻣـﻠـﺆُهﺎ ﻣــﺮّة ً وأآــﻔـَـﺆُهـﺎ
(1ﺗﻬﺬﻳﺐ اﺑﻦ ﻋﺴﺎآﺮج 2ص / 234اﻷﻏﺎﻧﻲ ج 6ص 120 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 102 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 232 (4اﻟﻀﻤﻮز :اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﻤﻤ ﺴﻜﺔ ﻋ ﻦ اﻻﺟﺘ ﺮار ،ﻳﻘ ﻮل :ه ﺬﻩ اﻟﻨﺎﻗ ﺔ ﻣ ﻦ ﺷ ﺪة ﺧﻮﻓﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻧﻔ ﺴﻬﺎ ﻣﻤ ﺎ رأت ﻣ ﻦ ﻧﺤ ﺮ ﻧﻈﺎﺋﺮهﺎ ﻗﺪ اﻣﺘﻨﻌﺖ ﻣﻦ ﺟﺮﺗﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺿﺎﻣﺰة "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﺿﻤﺰ" (5اﻟﻌﻮذ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ :اﻟﺘﻲ ﻧﺘﺠﺖ ،واﺣﺪهﺎ ﻋﺎﺋﺬة ،وﻳﻘﻮل :اﻧﺤﺮهﺎ وأوﻻدهﺎ ﻟﻸﺿﻴﺎف ﻓﻼ أﻣﺘﻌﻬﺎ " ﻣﺎدة ﻋﻮذ" (6اﻟﺪﻳﻮان ص 183 ﻼ "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة اوب" (7ﺗﺄو ﺑﻨﻲ :ﻃﺮﻗـﻨﻲ ﻟﻴ ً 86
ن آﻤَﺎ ﺧـﻴـ ُﺮ ﺗﻼع ِ اﻟﺒﻼ ِد أوﻃـﺆُهـﺎ ﺧﻴ ُﺮ اﻟﺮﺟﺎل ِاﻟـﻤﺮهـﱠـﻘـﻮ َ
)(1
وﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻜﺮم ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ﻗﺪﻳﻤًﺎ إﺷﻌﺎل اﻟﻨﱠﺎر؛ ﺣﺘ ﻰ ﻳﻬﺘ ﺪي ﺑﺄﻟ ﺴﻨﺘﻬﺎ اﻷﺿ ﻴﺎف واﻟﻤﺎرة
)(2
وهﻨﺎ ﻳﺄﻣﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﺎدﻣﻴﻪ ﺑﺄن ﻳﺸﻌﻼ اﻟﻨّﺎر وﻳﺮﻓﻌﺎهﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻬﺘﺪي
ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺮاهﺎ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل : ﻒ ﺧ َﺮ ﺗـَﻬـْﺘِـ ُ ﻞ ﺳَﻨـَﺎ ﻧـَﺎري ﺑﺂ َ ﺣﺮﱢﻗـَﺎ ﻟَـ َﻌ ّ ﻲ ارﻓﻌـَﺎهَﺎ َو َ ﺖ ﻟـِﻘــَﻴـْﻨَـ ﱠ ﻓـَﻘـُﻠ ُ
)(3
وﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ﻳﻘﻮل : ﻞ ﻋَـﻨْﻬـُﻢ ﺿَﻴـْﻔـُﻬُـ ْﻢ رَﻓـَﻌـُﻮا ﻟَـ ُﻪ ﻣِﻦ اﻟﻨـﱠﺎ ِر ﻓﻲ اﻟـﱠـَﻈـْﻠﻤَﺎ ِء أﻟ ْـﻮِﻳـَﺔ ًﺣُـﻤْﺮا ﺿﱠ إذَا َ
)(4
وﻣ ﻦ ﻋ ﺎدة اﻟﻌ ﺮب ﻗ ﺪﻳﻤ ًﺎ ﺗﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﻜ ﻼب؛ ﻟﺘ ﺪل اﻟ ﻀﻴﻒ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﻲ ﺑﻨﺒﺎﺣﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ﻳﻘــــﻮل : ﺼﻮْﺗِـ ِﻪ ﺖ آـَﻠـﺒﻲ ﻟِـ َ وَﻣُـﺴْـﺘـَﻨـْﺒـِﺢ ﻧـَﺒـﱠﻬ ْـ ُ
ب ﺖ ﻟـَﻪ :ﻓـَﻘُـ ْﻢ ﻓﻲ اﻟﻴَـ َﻔﺎع ِ ﻓَـﺠَﺎ ِو ِ وَﻗـُﻠـ ُ
ت ﻗَـ ْﺪ ﻣَـﺴﱠ ُﻪ اﻟـﻀَﻮى ﺼﻮ ِ ﻲ اﻟ ﱠ َﻓﺠَﺎ َء ﺧَـ ِﻔ ﱠ
ﺐ ﺿ ِ ﻀ ْﺮ َﺑ ِﺔ َﻣﺴْﻨـُﻮن ِاﻟﻐـَﺮارَﻳـْﻦ ِﻗـَﺎ ِ ﺑِـ َ
ت ﺣـَﺘـﱠﻰ ﺑَـﺴَﻄـْﺘَـ ُﻪ ﺖ وَاﺳﺘـَﺒ ْـﺸَﺮ ُ ﻓَـﺮَﺣـﱠﺒ ْـ ُ
ﺐ ﻞ ﺁﺋِـ ِ وَﺗـِﻠـْـ َ ﻚ اﻟـﺘﻲ أﻟـْﻘـَﻰ ﺑَـ َﻬﺎ َآـُـ ﱠ
)(5
وﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ﻳﻘﻮل أﻳﻀﺎ : ﺢ ﺛَـﻮْﺑَـ ُﻪ وَﻣَـﺴْﺘـَﻨـْﺒـِﺢ ٍ ﺗَـﺴْﺘـَﻜـْﺸـِﻄُـ اﻟـّﺮ ْﻳ ُ
ﺼ ُﻢ ب ﻣُﻌ ِ ﻂ ﻋَـ ْﻨ ُﻪ وَه َﻮ ﺑﺎﻟﺜـﱠﻮ ِ ﻟـﻴـَﺴـْﻘُـ َ
ﺳﻮَا ِد اﻟﻠـﱠﻴـﻞ ِﺑﻌـ َﺪ اﻋـﺘـِﺴـَﺎﻓِـ ِﻪ ﻋـَﻮى ﻓﻲ َ
ع ﻧُـﻮﱠم ُ ﺐ أ ْو ﻟـِﻴـَﻔـْـ َﺰ َ ﺢ آــَﻠـ ْـ ُ ﻟــﻴَـﻨـْﺒ َ
ﻦ ﻣَﻄـْﻌـَـــ ُﻢ ت ﻟـﻠـْﻘـِــﺮي ﻟـَـ ُﻪ َﻣ َﻊ إﺗ ْـﻴَﺎن ِ اﻟﻤُﻬـﺒـﱢـﻴ ْـ َ ﺼ ْﻮ ِ ﻓـَﺠـَﺎوَﺑ ُﻪ ﻣـﺴـْﺘـَﺴ ِﻤ ُﻊ اﻟ ﱠ
)(6
وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻜﺮم أﻳﻀﺎ إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺴﺎﺋﻞ ،وإﻋﻄﺎء اﻟﻨﺎﺋﻞ آﻘﻮﻟﻪ : أروع ﻻ ﻳﺨﻠﻒ اﻟﻌــــﺪات وﻻ
ﻞ ﺗﻤـﻨﻊ ﻣــﻦ ﺳـــﺆاﻟـﻪ اﻟﻌـــﻠــ ُ
ﻟــﻜـﻨﻪ ﺳــﺎﺑﻎ ﻋــــﻄــﻴـﺘــﻪ
ﻳــﺪرك ﻣـﻨﻪ اﻟﺴ ّﺆال ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻮا
) (7
(1اﻟﻤﺮهﻖ :اﻟﺬي ﻳﺮهﻘﻪ اﻟﻀﻴﻮف "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة رهﻖ" /اﻟﺪﻳﻮان ص 50 (2اﻟﻘﻠﻘﺸﻨﺪى " ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷرب ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻧ ﺴﺎب اﻟﻌ ﺮب " ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ إﺑ ﺮاهﻴﻢ اﻻﺑﻴ ﺎري اﻟﻘ ﺎهﺮة 1363ه ـ 1944 -م ص 463 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 153 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 113 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 64 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 208 (7اﻟﺪﻳﻮان ص 171 87
وﻗـــــــــﻮﻟﻪ : ﻞ ﻚ ﺁﺟـِـ ُ ق ﺧـَـﻴـْﺮًا ﻋَـﺎﺟـِﻼ ﻣـﻨـ ْـ َ ﻚ ﻋــﻠــﱠﺔٌ وَﻻ َﻋـَﺎ َ ﺟ ٍﺔ ﻋـَﻨ ْـ َ ﺖ ذَا ﺣَﺎ َ ﻻ رَﺟـﱠﻌَـ ْ َو َ ﻞ ﺧُ ﻚ اﻟﻤـَﺒـَﺎ ِ ﺖ ﻓﻲ اﻟﺠُﻮ ِد ﻣﻨ ْـ َ ﻻ أﺣْﺘـَﻜـَﻤَـ ْ ل اﻟﻮَﺟـْﻪ ﻧـَﻔـْﺴـَﻪ ُ َو َ ﻚ اﻟﺒـَﺎ ِذ ُ ﻻ َم ﻓـﻴ َ ﻻ َ َو َ
)(1
وﻗــﻮﻟﻪ : ﻚ َوﻻّج ِ ب اﻟــﻤــُــﻠــْــ ِ ﻒ إﻟﻰ ﻗــَـﺮُوع ٍ ﻟــِﺒَـﺎ ِ أﺳْــﺪَى اﻟـﺼﱠﻨﻴﻌَـ َﺔ ﻣـِﻦ ﺑـِـ ﱢﺮ وَﻣـِﻦ ﻟــَﻄ ْـ ٍ ﻰ أ ْو ﻋـِﻨ ْـ َﺪ ُﻣﺤْـﺘـَﺎج ِ ﻚ ﻓﻲ اﻷﻗـْﻮام ِ ﻗَـ ْﺪ ﺳَﻠـَﻒ ﻋـِﻨ ْـ َﺪ اﻣﺮئ ٍ ذِي ﻏـِﻨ ً آَـ ْﻢ ﻣـِﻦ ﻳَـ ٍﺪ ﻟَـ َ
)(2
وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻜﺮم اﻻرﺗﻴﺎح ﻟﻠﻤﻌﺮوف آﻘﻮﻟﻪ : ﺴــــﺮَاح ِ ﻞ ﺑـﻨَﺎﺟِــﺰَة ِ اﻟ ﱠ ﺨْ ﺧـﺮى وَﻟَـ ْﻢ َﺗ ْﺒ َ ت ُأ ْ ﺟ ٍﺔ َو َوﻋَﺪ َ ﺖ ﻟﺤﺎ َ ﺸ َ ﺸْ هَـ َ
)(3
وﻗﻮﻟﻪ : ﻚ ﺳَﻴـﱢﺪًا ﻓـَﻠـَـ ْﻢ أ َر ﻓﻲ اﻷﻗ ْـﻮَام ِ ﻣـِﺜـْﻠـَـ َ
ق َﻣﻮْﻋِـﺪَا ﺻ َﺪ َ ف وأ ْ ﺶ ﺑﻤﻌ ْـﺮُو ٍ أهَـ ﱠ
س ﻣَﺮﻓَـﺪَا ﺾ ﺑﺎﻟﻌَـ ْﺰ ِم اﻟﺜـﱠﻘـﻴـْﻞ ِاﺣْـﺘِـﻤـَﺎﻟ ُﻪ وَأﻋﻈَـ َﻢ إ ْذ ﻻ ﻳـُﻮﻗـ ُﺪ اﻟﻨﺎ ُ وَأﻧـْﻬَـ َ
)(4
وﻗﻮﻟﻪ : ح ﻟﻠـ َﻤﺠ ْـ ِﺪ ﺑَﺴـﱠـﺎ ﻞ آَـ ِﺮﻳْﻤًﺎ ﻳَﺮﺗَﺎ ُ َﺑ ْ
ل ﺣَـﻴِـﻴﱠـﺎ ﻣًﺎ إ َذ ا هــَـ ﱠﺰ ُﻩ اﻟـﺴـُـﺆَا ُ
)(5
/2اﻟﺸﺠـﺎﻋـــﺔ : ﻲ ﺷ ﺠﺎﻋﺘﻪ ،ﻳﻠﺒ ﺴﻬﺎ وﺗﻠﺒ ﺴﻪ ﺳ ﻮاء ه ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﻴﻢ اﻟﺮﻓ ـﻴﻌﺔ " وﻣﻔﺨ ﺮة اﻟﻌﺮﺑ ّ أآ ﺎن ﻏ ـﻨﻴًﺎ أم ﻓـﻘ ـﻴﺮًا ،ذا ﻗﺒﻴﻠ ﺔ أم وﺣﻴ ﺪًا" ) ، (6وﻣ ﻦ ﻋ ـﻨﺎﺻﺮ اﻟ ﺸﺠﺎﻋﺔ ،اﻟﺤ ـﻤﺎﻳﺔ واﻟﺪﻓﺎع ،واﻟﻨﻜﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ﺪو ،وﻗﺘ ﻞ اﻷﻗ ﺮان ،واﻟ ﺴﻴﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻘﻔ ﺮ اﻟﻤﻮﺣ ﺸﺔ ") ،(7وﻗ ﺪ ﻞ ﺷﺠﺎع ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻼﻣﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺮوب ، ﺗﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺣﻪ ،ﻓﻤﻤﺪوﺣﻪ رﺟ ٌ ﻓﻬﻮ ﻓﺎرس ﻣﻐﻮار ﻳﺠﻴﺪ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﺮﱡﻣﺢ واﻟﻀﺮب ﺑﺎﻟﺴﱠﻴﻒ ﻓﻴﻘﻮل : (1اﻟﺪﻳﻮان ص 169 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 78 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 87 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 94 (5اﻟﺪﻳﻮان ص244 (6أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﻮﻓﻲ " اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺠﺎهﻠﻲ "دار اﻟﻘﻠﻢ ﺑﻴﺮوت ،ﺑﺪون ط،ت ،ص3 (7ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ ص 71 88
ﻻ ﺗـَﺨـْﻔﻰ ﻋَﻼﻣَﺘُـ ُﻪ ﻻ ﻳـَﺴـْﺘـَﻘـِﺮ و َ َ
ق ل ﻓﻲ إﻃ ْـﺮَاﻓﻬَﺎ اﻟﺤ َﺮ ُ إذَا اﻟﻘَـﻨَﺎ ﺷَﺎ َ
ق ﺢ و اﻟﺪﱠ َر ُ ن و َإﻻ اﻟﺮﻣ ُ ﻻ اﻟﺴـّﻨـَﺎ ُ ل ﻋـِﻨـْﺪ اﻟﻤَﺮ ِء ﻳـَﻨ َﻔ ُﻌ ُﻪ إ ﱠ ﻻ ﻣَﺎ َ ﻓﻲ ﻳَﻮ َم َ )(1
ﻖ ﻒ ﺛـ ﱠﻢ ﻳـُﺪاﻧﻴﻬـﻢ ﻓَـ َﻴﻌْـﺘَـﻨِـ ُ ﻦ ﺑﺎﻟﺮّﻣﺢ ِأﺣـﻴـَﺎﻧًﺎ وَﻳﻀﺮُﺑﻬُـﻢ ﺑِﺎﻟـﺴـﱠﻴ ْـ ِ ﻳـَﻄﻌ ُ
وﻳﺜﻨ ﻲ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﺠﺎﻋﺔ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر وﻳ ﺼﻒ ﺣﻨﻜﺘ ﻪ اﻟﺤﺮﺑ ّﻴ ﺔ ،وﻗ ﻮة ﺑﻄ ﺸﻪ ﺑﺎﻷﻋـﺪاء ،واﻋﺘﻤﺎد اﻟﻨﱠﺎس ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﻘــــﻮل : ن ﻲ ﺗـَﻌـْﻠــَﻤـُــﻮ َ ي ﻓـَﺘ ً ﻞأ ﱡ إذَا ﻗـِـﻴ ْـ َ
ﻀﺮْب ِ ﺑﺎﻟــﺬﱠاﺑــِﻞ ِ ﺶ إﻟﻲ اﻟ َ أهـ ﱠ
ب ﻟـِﻠـْﻘــِﺮن ِ ﻳَﻮ َم اﻟﻮَﻏﻰ ﺿ َﺮ َ وَأ ْ
وَأﻃـْﻌَـ َﻢ ﻓﻲ اﻟـﺰﱠﻣـَﻦ ِاﻟﻤَﺎﺣـِـــﻞ ِ
ﻚ أآُـﻒﱡ اﻷﻧــَﺎم ِ أ َ ﺷـﺎرَت إﻟـﻴ ْــ َ
)(2
إﺷَﺎرَة َﻏَـﺮْﻗﻲ إﻟﻲ ﺳَﺎﺣـِـــﻞ ِ
وﻗﺪ ﻳﺼﻒ ﻣﻤﺪوﺣﻪ ﺑﺨﻮﺿﻪ ﻟﻐﻤﺎر اﻟﺤﺮب ،ﻓـﻴﻘـﻮل : ب ﻳَﻮ َم ﺷَـ ﱟﺮ ﻳُـﻔَﺎﻟِﻄُـ ْﻪ ض آُـﻞﱢ آَـ ِﺮ ْﻳ َﻬ ٍﺔ َوﻣَﺮي ﺣُﺮو ٍ ن اﻣﺮًأ ﺧَـﻮﱠا َ وَآـَﺎ َ
)(3
وﻗﻮﻟﻪ : ت راهﻂ ض اﻟﻮﻏﻰ إ ْذ ﺳَﺎل ﺑﺎﻟﻤﻮ ِ ﻚ اﻟﻌُـﻠﻰ وﺧﺎ َ أﺑﻮك ﻏﺪاة َاﻟﻤﺮج ِأورﺛَـ َ
)(4
وﻳﻮﺿﺢ ﻣﻘـﺪرة ﻣﻤﺪوﺣﻪ ﻋﻠﻲ ﻗـﻴﺎدة اﻟﺠﻴﻮش ،آﺄﻧﻪ أﺳﺪ ﻳﺬود ﻋﻦ ﻋﺮﻳﻨﻪ ﻓــﻴﻘﻮل: ج إﻟﻴـْﻪ ﺑﺈِﻟـْﺠَـﺎم ٍ َوإِﺳ ْـﺮَاج ِ ع َهﺎ َ ﺟ ُﻪ ﻓَـ َﺰ ٌ ﺚ ﺑَﺤﺠْـﺮ إذَا ﻣَﺎ هَـﺎ َ ﻟـَﻴ ْـ ٌ
)(5
وﻣ ﻦ ﺻ ﻮر اﻟ ﺸﺠﺎﻋﺔ ﺣﻤﺎﻳ ﺔ اﻟﻤﺤ ﺎرم ،واﻟ ﺪﻓﺎع ﻋ ﻦ اﻟﻌ ﺮض ،وﻣﻤﺪوﺣ ﻪ ﻓ ﺎرس ن اﻟﻨﺴﺎء ﺗ ﺸﻬﺪ ﻟ ﻪ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻳ ﺔ ﻗﺒ ﻞ إن ﺗ ﺸﻬﺪ ﻻ وﻧﺴﺎء ،وإ ﱠ ﻣﻐﻮار ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻣﻪ رﺟﺎ ً ﻦ وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘــﻮل : ﻷزواﺟﻬ ﱠ ﻟـﻤُـﻌـﺘـ ﱢﺮ ﻓـِـﻬـ ْـ ٍﺮ و ﻣﺤـﺘﺎﺟــِﻬﺎ
ﻦ ُﻳﺮَﺗﺠﻰ ﻦ ﺧــﻴ ُﺮ ﻣَــ ْ إذا ﻗـﻴﻞ ﻣَــ ْ
ﻞ إﺳـﺮاﺟـﻬــﺎ ﻞ ﻳﻮ َم اﻟـﻮﻏﻰ ﺑﺈﻟـﺠﺎﻣـﻬﺎ ﻗـَـﺒ ْـ َ َوﻣَﻦ ﻳُﻌـْﺠـِﻞ اﻟﺨــﻴ َ ﻞ أزواﺟـﻬــﺎ ﻚ ﺑﻪ ﻗــَــﺒـْـ َ إﻟــﻴـ َ
أﺷـــﺎرة ﻧﺴــــــﺎ ُء ﺑﻨﻲ ﻏــﺎﻟـــﺐ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 158 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 195 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 139 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 138 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 78 (6ﺗﻬﺬﻳﺐ اﺑﻦ ﻋﺴﺎآﺮج 2ص / 234اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /6ص119 89
)(6
وﻣﻦ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ أﻳﻀﺎ ﻣﺮاﻋﺎة ﺣﻘﻮق اﻟﺠﺎر وﺣﻤﺎﻳﺘﻪ : ﻻ َهﺎد ِ ﻞ ُدوْﻧـَﻪ هَـ ْﻴـ ِﺪ َو َ ﻆ َﻣﺤَﺎر ُﻣ ُﻪ وﻟَـ ْﻢ ﻳـُﻘَـ ْ إﻧّﻲ إذَا اﻟﺠَﺎ ُر ﻟَـ ْﻢ ُﺗﺤْـﻔَـ ْ ﻋﻮَاد ِ ﻦأ ْ ﺲ ﺟَﺎري َآﻌـُﺶ ٍ َﺑ ْﻴ َ ﻞ أﺣﻤﻲ َﻣ َﺒﺎءَﺗَـ ُﻪ وَﻟـ ْﻴ َ ل اﻟﺠَﺎ َر ﺑَـ ْ ﻻ أﺧ ْـ ُﺬ ُ َ
)(1
وﻗـ ـﺪ ﻳﺘﻐﻨ ﻰ ﺑﺎﻟ ﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﻔـﺘﺨـ ـﺮًا ﺑﻔ ـﺮوﺳﻴﺘﻪ ﻓﻬ ﻮ ﻳﺤﻤ ﻞ ﺟ ﻮادﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﻄ ﺮ اﻟ ﺸﺪﻳﺪ ﻓـﻴﻘــﻮل : ن ﺟـِـﻮَارًا وإﻧـﱠﻨـِﻲ إﻧﱢﻲ ﻟَـﻤَـﻴ ْـﻤُـﻮ ٌ
إ َذ ا َزﺟَـــ َﺮ اﻟﻄــﱠﻴ ْـ َﺮ اﻟﻌِـﺪَا ﻟـَـ َﻤﺸُـﻮ ُم
ﻞ ن اﻟـﻌِـﻨَﺎن ِﻣُـﻨـَﺎﻗِـ ٌ وَإﻧﱢﻲ ﻟَـﻤَـﻶ ُ
ﻒ ﺳَــﺌــُـﻮ ُم إ َذ ا ﻣَﺎ وَﻧﻲ ﻳـَﻮﻣًﺎ أﻟـَـ ﱡ
ﺖ ن أُﻣـﱢﻲ ﺗـَﻘـَﻨـﱠﻌـَـ ْ لأﱠ ﻓَـ َﻮ ﱠد رﺟَﺎ ٌ
س وَه َ ﺐ ﻳﻐـَﺸﻲ اﻟﺮﱠأ َ ﺑﺸـَﻴ ْـ ٍ ﻲ ﻋـَﻘِـﻴ ْـ ُﻢ
)(2
/3اﻟــﻌــﺪل : هﻮ إﺣﺪى اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﱠﻋﺖ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻔ ﻀﺎﺋﻞ واﻟﺘ ﻲ ذآﺮه ﺎ ﻗﺪاﻣ ﺔ ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘ ﻮل " :ﻟ ﱠﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﻓـ ﻀﺎﺋﻞ اﻟ ـﻨﺎس ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ ه ﻢ ﻧ ﺎس ﻻ ﻣ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﻣ ﺎ ه ﻢ ﻣﺸﺘﺮآﻮن ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ،ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ أهﻞ اﻷﻟﺒ ﺎب ﻣ ﻦ اﻷﺗﻔ ﺎق إﻧﱠﻤ ﺎ ه ﻲ اﻟﻌﻘ ﻞ واﻟ ﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﻌ ﺪل واﻟﻌﻔ ﺔ ،وآ ﺎن اﻟﻘﺎﺻ ﺪ إﻟ ﻰ ﻣ ﺪح اﻟﺮﺟ ﺎل ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟ ﺼﻔﺎت ﻣﺼﻴﺒ ًﺎ واﻟﻤﺎدح ﺑﻐ ـﻴﺮهﺎ ﻣﺨﻄﺌ ًﺎ " ) ، (3وﻳ ﺸﺘﻤﻞ اﻟﻌ ﺪل ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺴﻤﺎﺣﺔ ،وﻧﻔ ﻲ اﻟﻈﻠ ﻢ وإﺷﺎﻋﺔ اﻟﻌﺪل ،واﻟﺠﻮد وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮي هﺬا اﻟﻤﺠﺮى ،آﻘﻮل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﻞ ﻏُ ﻋ ْﻨ ُﻪ اﻟﺸَﻮا ِ ﻚ َ ﺸﻐـِﻠ ْـ َ ﺳﻮَا ُﻩ وَﻟَـ ْﻢ َﺗ ْ ﻖ َﻣ ْﻌﺪِﻻ ً ِ ﺤﱢ رَاﻳﺘُﻚ ﻟَـ ْﻢ ﺗَﻌـْﺪل ﻋَﻦ اﻟ َ
)(4
وﻗــﻮﻟﻪ : ﺻﻴَﺎﻗِﻠُـ ْﻪ ﺼ ْﺘ ُﻪ َ ﺐ أﺧﻠَـ َ ﻀ ٌ ﻋ ْ ت َﻳﻬْـ َﺘ ﱡﺰ ﻟﻠﻨـﱠﺪى آﻤﺎ اهﺘَـ ﱠﺰ َ ﻼ ِ ﺟﻮَا ٌد ﻋَﻠﻰ اﻟ ِﻌ ﱠ َ
)(5
ح اﻟﻈـﱡﻠ ُﻢ ﻋَﻨ ُﻬ ْﻢ وﺑَﺎﻃِﻠُـ ْﻪ ﻧَﻔﻰ اﻟﻈـﱡﻠ ْـ َﻢ ﻋَﻦ أهـْﻞ ِاﻟ َﻴﻤَﺎ َﻣ ِﺔ ﻋﺪﻟـُﻪ َﻓﻌَﺎﺷُﻮا َوزَا َ ف و َﺷـِـ ﱠﺪ ٍة وَﻧـَﺎﻣُﻮا ﺑﺄﻣْﻦ ٍ ﺑَﻌ ْـ َﺪ ﺧ ْﻮ ٍ
ف ﻏَﻮاﺋـِﻠُـ ْﻪ ﺑـﺴِﻴ ْـﺮَة ِﻋَـﺪْل ٍﻣَﺎ ﺗُـﺨَﺎ ُ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 105 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 204 (3ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ ص 69 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 169 (5اﻟﻌﻀﺐ :اﻟﺴﻴﻒ ،اﻟﺼﻴﺎﻗﻞ :ﺟﻤﻊ ﺻﻴﻘﻞ وهﻮ ﻣﺎ آﺎﻧﺖ ﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ﺻﻘﻞ اﻟﺴﻴﻮف "اﻟﻠﺴﺎن ﻣﺎدة ﻋﻀﺐ" 90
ف إﻧﱠـﻚ َﺧِـﺪْﻧُـ ُﻪ ﻗَـ ْﺪ ﻋَﻠِـ ْﻢ اﻟـﻤـَﻌـﺮُو ُ
) (1
ﻚ ﻗـَﺎﺗـِﻠُـ ْﻪ ع أﻧﱠـ َ ﺠ ْﻮ ُ َوﻳَﻌـﻠَـ ُﻢ هـَﺬا اﻟ ُ
وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻌﺪل ﻗـﻀﺎء ﺣﻮاﺋﺞ اﻟﻨﺎس آﻘﻮﻟﻪ : )(2
ﻦ َرﻣَﻰ ﻲ َﻣ ْ ب َآﻤَﺎ َر َﻣﻰ ﺑ ْ ﺤﺠَﺎ ِ ح اﻟ ِ ﺿ ْﺮ َ َ ﺟ ِﺘﻲ وَﻗَـﻀَﺎ ِﺋ َﻬﺎ ﺤﺎ َ ﻦ ِﺑ َ ﻻ ﺗَـ ْﺮ ِﻣﻴَـ ﱠ َ وﻗــــــــﻮﻟﻪ : ﻒ ﺣَﺎﺟـﺘﻲ أﻗــﺮّوا ﺑـﻼ ﺧـﻠـ ٍ
ﺐ ﻞ ﺳﺎﺋـﻠﻬـﻢ ﻟـَـ ْﻢ ﻳَـﺨِــ ْ أﻻ ﻣـﺜـ ُ
) (3
/4اﻟﻌــﻘـﻞ : وهـﻮ إﺣﺪى اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻋ ﱠﺪهﺎ ﻗـﺪاﻣﺔ ،وﻣﻦ أﻗﺴﺎم اﻟﻌـﻘـﻞ ":ﺛﻘﺎﺑ ﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ،واﻟﺤﻴ ﺎء ،واﻟ ﺼﺪع ﺑﺎﻟﺤﺠ ﺔ ،واﻟﺒ ّﻴ ﺎن ،واﻟ ﺴﻴﺎﺳﺔ ،واﻟﻌﻠ ﻢ ،واﻟﺤﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﺳﻔﺎهﺔ اﻟﺠﻬﻠﺔ ") ،(4وﻗﺪ ﺗﻐﻨﻰ اﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟ ﺼﻔﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺪﺣ ﻪ ،ﻓـﻤـﻤ ـﺪوﺣﻪ رﺟ ﻞ ﻣﺠـﺮﱠب ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻣﻪ إذا ﻣﺎ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻣﺮ ،وﻋﺠﺰوا ﻋﻦ ﺣﺴﻤﻪ ﻳﺘﺮآﻮﻧﻪ ﻟ ﻪ؛ ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺑﺎﻟﺮأي اﻟﺼﺎﺋﺐ وﻳﻘﺪﱠر اﻟﺤﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻓﻴــﻘــــﻮل : ) (5
ﻖ ب ﻣَﺘﻰ ﻳَﻌ ُﺮ أﻣ ُﺮ اﻟ َﻘﻮْم ِ ﻳَـ ْﻔ ِﺮ َوﻳَﺨﻠُـ ُ ﺠ ﱢﺮ ٌ ﺷَﺪﻳ ُﺪ اﻟـﺘـﱠﺄﻧـّﻲ ﻓﻲ اﻷﻣُﻮ ِر ُﻣ َ وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ب ﻣﺮوءﺗﻪ ﻻ ﻋﺎﺟ ٌﺰ ﻋـﺎز ٌ
ﻞ ﻒ ﻓﻲ رأﻳـﻪ زﻟ ُ وﻻ ﺿﻌﻴ ٌ
)(6
وﻗـــــــــــــﻮﻟﻪ : ل ﺤﺎو ُ ﻦ ﻓـﻴﻤَﺎ ُﻳ َ ﻻ َﻳﻨﺘَﺠﻲ اﻷدﻧﻴﻴ َ ﺢ اﻟﻘـَﻮ َم أَﻣـ ُﺮ ُﻩ َو َ ﻻ ﻳُﺼﻠ ُ ن اﻣﺮٌأ َ ﻳَـ ُﺰ ْر َ
) (7
ﻞ ﻋُ ﻞ ﻓﻬـ َﻮ ﻓَـﺎ ِ ﻋٌ ل إِﻧـﱢﻲ ﻓﺎ ِ ن ﻗـَﺎ َ وَإ ْ
)(8
إذَا ﻣَﺎ أﺑﻰ ﺷَﻴﺌًﺎ َﻣﻀﻰ آﺎﻟﱠـﺬي أَﺑﻰ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 175 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 54 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 55 (4ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ ص 71 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 159 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 171 (7ﻳﻨﺘﺠﻲ أﻧﺘﺠﺎﻩ ،إذا أﻓﻀﻰ إﻟﻴﻪ ﺳﺮﻩ وﺧﺼﻪ ﺑﻪ (8اﻟﺪﻳﻮان ص 167 91
وﻗــﺪ وﺻﻒ ﻣﻤﺪوﺣﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﻘﻞ واﻟﻀﻤﻴﺮ اﻟﺼﺎﺣﻲ ،واﻟﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳ ﺮ اﻷﻣ ﻮر ،دون إن ﻳﺸﺮك أﺣﺪًا ﻓﻲ ﺳﺮﻩ أو ﻳﻄﻠﻌﻪ ﻋ ـﻠﻴﻪ ﻣﻬﻤ ﺎ اﺧﺘﻠ ﻒ اﻟﻨ ﺎس واﺿ ﻄﺮﺑﺖ ﺑﻬ ﻢ اﻵراء ﻓﻴﻘــــــــــــﻮل : ﺿﻤِﻴ ْـ َﺮ ُﻩ إذَا ﻣَﺎ أرَا َد اﻷ ْﻣ َﺮ ﻧَﺎﺟﻰ َ
ﻒ اﻟﻌـَﻘـْﻞ ﻓَـﻨَﺎﺟﻰ ﺿَﻤـِﻴـْﺮًا ﻏـﻴ َﺮ ﻣُﺨـْﺘـﻠِـ ِ
ﻦ ﻗَـﻮَى اﻟﺤَﺒـْﻞ ﺖ ﺑﺎﻷﺿﻌـﻔـِﻴ َ ﻦ ﻓﻲ ﺟُـﻞﱢ أ ْﻣ ِﺮ ِﻩ إذا اﺧـﺘـَﻠـَﻔَـ ْ ك اﻷدﻧﻴـ َ وَﻟَـ ْﻢ ﻳـُﺸ ِﺮ ِ
ِ)(1
وﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﻤﺪح ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺮأي اﻟﺼﺎرم ﻓﻴـﻘـــــــﻮﻟﻪ : ) (2
ﺼﺮوم ِ ﺐ اﻟـ ﱠﺮأي ِ اﻟ ﱠ ﺻﺎﺣ ِ ﺣ ِﺔ َ ﺼﻠـَـ ْﻴ ِﻪ ﺑَـﻤﺪ َ ﻖ ﻣِـﻔ ْـ َ ﻻ ﺗُـﻄَـ ْﺒ ُ ﻞ ﻗـﻮ ً َوﻗُـ ْ
وﻗﺪ ﻳﺼﻒ ﻣﻤﺪوﺣﻪ ﺑﺄﻧـﱠﻪ رﺟﻞ ﻧﺎﻓـﺬ اﻟﺒﺼﻴﺮة ذآﻲ ﻓﻄﻦ راﺟﺢ اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻴﻘـﻮل : ) (3
إذا ﺧﻠﻮت ﺑﻪ ﻧﺎﺟﻴﺖ ذا ﻃـَﺒـَﻦ ٍ ﻳﺄوي إﻟﻰ ﻋـﻘـﻞ ِ ﺻﺎﻓﻲ اﻟﻌﻘـﻞ ﻣﺆﺗﻤﻦ ِ وﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﺮﺟﺎﺣﺔ ﻋـﻘـﻮل ﻗﻮﻣﻪ وﺣﻠﻤﻪ ،وﻳﺸﺒﻬﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﺒﺎل ﻓـﻴﻘـﻮل :
ع ﻋَـﻠ ْﻴ ِﻪ ُﺗﻀَﺎ ِر ُ ت َ ﺖ َوَﻟَـ ْﻮ ِز ْﻳ َﺪ ْ ﺾ ﺣُﻠُـ ِﻮ ِﻣ ْﻬﻢ ﻟَـﺸَﺎَﻟ ْ ﺖ رﺿﻮى ِﺑ َﺒ ْﻌ ِ َوَﻟ ْﻮ ُو ِز َﻧ ْ
)(4
وﻳﺼﻒ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ واﻟﻌـﻔـﻮ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻘﺪرة ﻓﻬﻮ ﻓﻴﻘﻮل : ﻞ ﺲ ﺑﻤﻌﻄﻲ اﻟﻌﻔﻮ ﻋَﻦ ﻏـﻴ ِﺮ ﻗُـ ْﺪ َر ٍة وَﻳﻌﻔُﻮ إذَا ﻣَﺎ أﻣﻜَـ َﻨﺘْﻪ اﻟﻤَﻘـَﺎﺗِـ ُ وَﻟَـ ْﻴ َ
)(5
وﻣﻦ أﻗﺴﺎم اﻟﻌﻘـﻞ اﻟﺤﻴﺎء وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ذﻟﻚ : ﺷﻬ ْـ ٌﻢ ،إ َذا ﺗـِـﻴ ْـ َﺮ َﻣﺎ ِﻧ ُﻊ ﻦ اﻟـﻘَـ ْﻮل َوا ِدعٌ إذا ﻟَـ ْﻢ ﻳُـﻨَـﺮَ ، ﺳﺎآ ُ ﻲ َ ﻲ ﺗَـﻘِـ ﱞ ﺣـَﻴِـ ﱞ
)(6
/5اﻟـﻌــﻔـﺔ : ﻣﻦ اﻟﻔ ﻀﺎﺋﻞ اﻟﺘ ﻲ ذآﺮه ﺎ ﻗﺪاﻣ ﺔ وﻣ ﻦ أﻗ ﺴﺎﻣﻬﺎ " إﻧﻜ ﺎر اﻟﻔ ﻮاﺣﺶ ،واﻟﺘﻨ ﺰﻩ ، واﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ،وﻗﻠﺔ اﻟﺸﺮﻩ ،وﻃﻬﺎرة اﻹزار وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮي هﺬا اﻟﻤﺠﺮى " ) (7وﻳﺘﻐﻨﻰ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 189 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 222 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 231 (4رﺿﻮى :ﺟﺒﻞ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺗﻀﺎرع:ﺑﻀﻢ اﻟﺮاء ﺟﺒﻞ ﺑﺘﻬﺎﻣﺔ ﻟﺒﻨﻲ آﻨﺎﻧﺔ ) ،ﻳﺎﻗﻮت ( (5اﻟﺪﻳﻮان ص 167 (6إذا ﺗﻴﺮ :إذا أﻏﻀﺐ ؛ اﻟﺪﻳﻮان ص 141 (7ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ ص 71 92
ﺑﻘﻨﺎﻋﺘ ﻪ وإآ ﺮام ﻧﻔ ﺴﻪ وإﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ ذﻟ ﻚ ﻳ ﺸﺮب اﻟﻜ ﺪر ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎء ،وﻳﻈﻬ ﺮ ذﻟ ﻚ واﺿﺤﺎ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ اﻟﺤﻜﻤﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻘـﻮل : ﻖ ﻖ اﻟﺨَﻠـ ُ ب وه َﻮ اﻟﻀﱠﻴـﱠ ُ ﺲ اﻟـﺜـﱠﻮ َ ﺳﻌَـ ٍﺔ وَأﻟـﺒَـ ُ ب ﻳﻮﻣًﺎ وَه َﻮ ذُو َ ك اﻟﺜـﱠﻮ َ وَأﺗﺮ ُ ﻻ ﻳُـﻮَاﻓـِﻘــُﻨـِﻲ إآﺮا ُم ﻧﻔﺴﻲ وَإﻧﱢﻲ َ
ﻖ ب اﻟﺮَﻧ ُ ﺸ َﺮ ُ ﺖ اﻟﻤ ْ ﺤ ْﻤ ُ ﺖ ﻓَـ ُ وَﻟـَﻮ ﻇَـﻤِﺌ ُ
)(1
وﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﻘﻮل ﺳ ُﻊ ب وَا ِ ب واﻟـﺜﱠـﻮ ُ ﺲ اﻟﺜﱠـ ْﻮ ِ ك ﻟﺒ َ ب ﺿَـﻴـﱠـﻘًﺎ وَأﺗـَﺮ ُ ﺲ اﻟﺜﱠـ ْﻮ َ وَإﻧـﱠﻲ ِﻟ َﻤﻤﱠﺎ اﻟـْﺒَـ ُ ﺸﺎرع ُ ﺟﺎل اﻟ َﻤ َ ﺾ اﻟﺮ َ ﻋﻦ ﺑَﻌـﺾ ِاﻟﻤﻴﺎﻩ ِﻣَـﻄِﻴﱠـﺘِﻲ إذا أﻋـَﺠـَﺒـَﺖ ﺑﻌ َ ف َ وَأﺻﺮ ُ
)(2
وﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻏﺰﻟﻪ ،وﻳﺼﻒ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﻔﺔ ،وأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﱠﻦ ،وإﻧﱠﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ آﺮﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻢ اﻟﻨﺴﺐ ﻓﻴﻘﻮل : وَﺗَـ ْﺰدَهـﻴﻨﻲ ﻣـﻦ ﻏـَـﻴـ ِﺮ ﻓـَﺎﺣـﺸَـ ٍﺔ
ﺐ أﻧـﺒـﺆُهـَـﺎ أﺷـﻴـَﺎ ُء ﻋـَﻨﻬـَﺎ ﺑﺎﻟﻐـَﻴ ِ
ت ﻦ ﻣَﺎ وَﻋـَــ َﺪ ْ ﻟــَﻮ ﺗـُﻬﻨﱢﻲ اﻟﻌَﺎﺷﻘـِﻴـ َ
ن ﺧـَﻴـ َﺮ اﻟـﻌِـﺪَا ِة أهـﻨـﺆُهــَــﺎ ﻟــَﻜـﺎ َ
ف ﻳـﺘـﺒـﻌـُﻬـَﺎ ﺐ اﻟﻌـَﻔـَﺎ ُ ﺖ وَﺷَـ ﱠ ﺷَﺒـﱠـ ْ
ﻓـﻠــَﻢ ﻳـُﻌـَﺐ ﺧـِﺪﻧـُﻬﺎ وﻣـَﻨـَﺸَـﺆُهــﺎ
ت ﻓﻲ ﺻَـﻤـﻴـﻢ ﻣَﻌﺸَــﺮهــــﺎ َو َﺑﻮﱠا ْ
ﻓــَﻨـَـ ﱠﻢ ﻓﻲ ﻗـَـﻮْﻣـِـﻬـَﺎ ﻣـُﺒَـ ﱠﻮءُهــَــﺎ
)(3
/6اﻟـﻮﻓــﺎء : هﻮ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ،وﻣﻦ أﻗﺴﺎﻣﻪ :اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻻ ﻳﻌ ﺎد ، واﻟﺒﺮ ،وﻣﺮاﻋﺎة اﻟﺼﻠﺔ ،واﻹﺧﺎء ،وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮي هﺬا اﻟﻤﺠﺮى): (4 ﻞ اﻟﻘَـﻮْم ِ ﻟـَﻢ ﻳَـﺼْﻄَـ ِﻨ ْﻊ َﻳﺪَا ﺖ اﻣﺮؤٌ ﺣـُﻠ ْـ ُﻮ اﻟ ُﻤﺆَاﺧَﺎ ِة ﺑـَﺎذِلٌ إذَا ﻣَﺎ ﺑَﺨﻴ ُ وأﻧ ْـ َ ﺣﻤَﺎﻟـَﺔ ً وَأآ ْـ َﺮﻣَﻬـَﺎ ﻓـﻴﻬـَﺎ ﻣَـﻘـَﺎﻣًﺎ وﻣَـﻘـْﻌَـﺪَا وأﻧـْﺖ اﻣﺮؤٌ أوْﻓﻰ ﻗُـﺮَﻳـﺶ ٍ َ وﻗـــﻮﻟﻪ : ل وَﻓــِﻴـﱠﺎ ﻻ ﻳـَـﺰَا ُ ت وَأوﺻَﺎهـُـــ أﺑــُﻮ ُﻩ أ ﱠ ذُو وَﻓـَﺎ ٍء ﻋﻨ َﺪ اﻟﻌِـﺪَا ِ (1اﻟﺪﻳﻮان ص 158 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 140 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 49 (4ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ ص 72 (5اﻟﺤﻤﺎﻟﺔ :اﻟﺪﻳﺔ واﻟﻐﺮاﻣﺔ /اﻟﺪﻳﻮان ص 92 93
)(5
ﻓَـﺮَﻋﻰ ﻋـُﻘ ْـ َﺪ َة اﻟ َﻮﺻَﺎ ِة ﻓﺄآ ْـ ِﺮ ْم ﺑﻬِـﻤَﺎ ﻣُﻮﺻﻴًﺎ وهـَﺬا وﺻﻴـﱠﺎ
)(1
وﻗــــﻮﻟﻪ: ق ن ﻓﺎﻃ ْـ ُﺮ ِ ﺖ ﻟـِﻸدﻧـﻴـﻦ ِﻟﻤَﺎ ﻣَـ َﺪﺣْـﺘُـ ُﻪ هـَﻠـُﻤـﱡﻮا َوﺳَﺎري اﻟﻠـﱠﻴـْﻞ ِم ِاﻵ َ خ ﻗـﻠـ ُ أٌ
)(2
وﻗﻮﻟﻪ : ﺼ ْﻮ ِﺗ ِﻪ ف ﺑِـ َ ك ﻓَـ َﻘ ْﺪ أ َﻧﺎ َ ﺧﺎ َ ﺐأ َ ﻓَـﺄﺟِـ ْ
ﺠﻰ ﻳَﺎ ذَا اﻹﺧَﺎ ِء َوﻳَﺎ آَـ ِﺮﻳ ْـ َﻢ اﻟـ ُﻤﺮْﺗَـ َ
)(3
وﻳﺼﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء وﻣﺮاﻋﺎة اﻟﺤﻘﻮق ،واﻟﺤﺮﻣﺎت : ت أﻧﻜﺮﻧﻲ ﺖ ﻟﻪ ﻣﻨﻲ اﻟﺬﻣﺎ َم وﻣﻦ أﻧﻜﺮ ُ إﻧﱢﻲ اﻣﺮؤ ﻣﻦ رﻋﻰ ﻋﻴﻨﻲ رﻋﻴ ُ
)(4
وﻗـــــــــﻮﻟﻪ : ك ﻋـِﻨ ْـﺪِي ﺑـِﺎﻟﻤُﺒـَﺎح ِ ﺣﻤَﺎ َ ﺲ ِ ت ﻗـَﻠـْﺒﻲ ﻓـَﻠـَﻴ ْـ َ ك ﻓﻲ َﻣﻨَﻌﺎ ِ ﺖ ﺣﻤَﺎ َ ﺣـَﻤـَﻴ ْـ َ
)(5
وﻳﺼﻒ ﻣﻤﺪوﺣﻪ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء ،وﺻﺪﻗﻪ ﻓﻲ وﻋـﻮدﻩ ﻓﻴﻘﻮل : ﻞ ﻣَﺎ ﻗـﺎل أوﻓـــﺖ ﺑﻪ ﻣـﻘـﺎﻟــﺘـﻪ ﻋـﻔـﻮًا وﻟﻢ ﺗـﻌـﺘﺮض ﻟـﻪ اﻟـﻌـﻠـ ُ ﻞ ﻞ واﻧﺘﻬﻰ اﻟﺠﺒ ُ ﺳﺎﻟﺖ ﺑﻪ ﺷﻌـﺒﺔ اﻟـﻮﻓـﺎء إﻟﻰ ﺣﻴﺚ اﻧﺘﻬﻰ اﻟﺴﻬ ُ
)(6
/7اﻟﻌﻈﻤﺔ واﻟﺴﺆدد : ﻣ ﺪح اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ آﺒ ﺎر رﺟ ﺎل اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻣ ﻦ أﻣ ﺮاء ،ووﻻة ،وأﺷ ﺮاف وﺗﻐﻨ ﻰ ﺑﻤﺠﺪهﻢ وﻋﻈﻤﺘﻬﻢ وهﻴﺒﺘﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ وﺻﻒ ﻋﻈﻤﺔ وهﻴﺒﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮر : ﻞ ﻞ ﻓﻬــ َﻮ ﻓـَﺎﻋـِـ ُ ل إِﻧـﱢﻲ ﻓﺎﻋـِـ ٌ ن ﻗـَﺎ َ وَإ ْ
إذَا ﻣَﺎ أﺑﻰ ﺷَﻴﺌــ ًﺎ ﻣـَﻀﻰ آﺎﻟـﱠـﺬي أَﺑﻰ وﻗــــــــﻮﻟﻪ : ت ﻋـَﻦ ﺣـَﻔـَﺎﻓﻲ ﺳَﺮﻳ ِﺮ ِﻩ ﻟَـ ُﻪ ﻟَـﺤَﻈـَﺎ ٌ ﺖ ﺁﻣـِﻨَـ ُﺔ اﻟـ ﱠﺮدَى ﻓـَﺄ ّم اﻟـﺬي ﺁﻣـَﻨ ْـ َ
ﻞ ب وَﻧﺎﺋِـ ُ إذا آَـﺮﱠهـَﺎ ﻓـﻴﻬـَﺎ ﻋـِﻘـَﺎ ٌ ﻞ ﺖ ﺑﺎﻟﺜـﱡﻜـْﻞ ِﺛـَﺎ ِآ ُ وَأ ﱡم اﻟــّﺬي ﺣَﺎوَﻟ ْـ َ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 245 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 159 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 54 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 229 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 87 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 172 (7اﻟﺪﻳﻮان ص 168 94
)(7
ﻓﺎﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ رﺟ ﻞ ﻓ ﺎﺣﺺ اﻟﻨﻈ ﺮ ﺗ ﻨﻢ ﻧﻈﺮاﺗ ﻪ ﻋ ﱠﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺴﻪ ﻣ ﻦ ﻋﻘ ﺎب أو ﺛ ﻮاب ،ﻓ ﺈذا وهﺐ أﺣﺪا اﻷﻣﺎن ﻓﻬﻮ ﺁﻣ ﻦ ،وإن ﺳ ﺨﻂ ﻋﻠ ﻰ أﺣ ﺪ ﻓﻬ ﻮ هﺎﻟ ﻚ ﻻﻣﺤ ﺎل ،وه ﺬﻩ ﺻ ﻔﺔ ﺗﻜﻮن ﻟﻠﻤﻠﻮك وأﺻﺤﺎب اﻷﻣﺮ واﻟﻨﻬﻲ 0 وﻳﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﺤﻜـﻢ : ﺳﺒْﻌَـ ٍﺔ ﻗـَـ ْﺪ ﺗـَﺘـَﺎﺑَﻌــُﻮا هـُﻢ اﻟﻤُـﺼْﻄـَﻔَـ ْﻮ َ ك َ ﻞ ﻣَﻠـُﻮ ٍ ﺳِﻠ ْﻴ َ َ ن ﺑﺎﻟﻜَـ َﺮ ْم ن وَاﻟ ُﻤﺼَﻔﱠـﻮ َ
)(1
وﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ اﻟﺬي ورﺛﻪ ﻣﻤﺪوﺣﻪ : ﻚ ﻓـﻌـْــــ َﺪدَا ﺲ ﺗِﻠ ْـ َ ب َﻟ ْﻢ ﻳﺨ َﺘِﻠ ْ ﻞ ﻣِـﻦ هـَـﻨﱠﺎ وَهَـﻨﱠﺎ وَراﺛــَـ ًﺔ أﺑًﺎ ﻋـَﻦ َأ ٍ ﻀُ َﻟَﻚ اﻟ َﻔ ْ ﺠ ِﺪ ﻏَﺎﻳَـ ًﺔ س ( ﻣـَﻦ اﻟ َﻤ ْ ﻚ )ﻋَـﺒﱠﺎ ٌ ﺑَﻨﻲ ﻟَـ َ ﷲ ( إ ْذ آﺎَن َﻣـِﺜﻠـــﻬَـﺎ َوﺷَــﻴﱠـ َﺪ ) ﻋَﺒ ُﺪ ا ِ
ﺠ ِﺪ أﺻْﻴـَـﺪَا إِﻟﻲ ﻋِـ ﱢﺰ ﻗـُـ ْﺪﻣُـﻮس ٍﻣِﻦ اﻟ َﻤ ْ ﻼ ﻓَـﺘَـﺸـَـــ ﱠﻴﺪَا ب اﻟﻌـُــ َ وَﺷـَــ ﱠﺪ ﺑـﺈِﻃـْـﻨَﺎ ِ
)(2
وﻗﻮﻟﻪ : ﻦ ﻣـُﺴـْﻠـﻨـْﻄـَﺢ ِاﻟﺒـَﻄ ْـﺤَﺎ ِء ﻣَـﻨـْﺒـَﺘـُﻜُـ ْﻢ ﺖ اﺑ ُ أﻧ ْـ َ ﻟــَﻜـُـ ْﻢ ﺳِـﻘــَﺎﻳـَﺘـُﻬـَﺎ ﻗِـﺪْﻣَـًﺎ وَﻧــَـ ْﺪوَﺗـُـﻬَـﺎ
س اﻟﻘَـﺮَا ِد ﻳ ْـ ِﺪ ﻻ رُو َ ﺑـَﻄ ْـﺤَﺎ ُء ﻣﻜَـ َﺔ َ ﻗـَـ ْﺪ ﺣـَﺎزَهــَﺎ واﻟِـ ٌﺪ ﻣـﻨـْﻜﻢ ﻟـِـﻤَﻮﻟـُـ ْﻮ ِد
)(3
وﻗﻮﻟﻪ : ن ﻓـَﺎﺿﻠُـ ْﻪ ﻦ ﻋﻤﺮا َ ﻻ اﺑ ُ ف إﱠ ﺷ َﺮ ٍ ﻻ َ ﻰ ذي إ َﻣﺎرَة ٍ َو َ ﺤﺠَـﺎ ِز ِﻣﻦ ﻓـَﺘـ ً ﻓَـﻤَﺎ ﺑﺎﻟ ِ ﺳﺎﺣَﺔ َ َﺑـﻴْـﺘِـ ِﻪ ﻻ ﻳَﻄـُﻮ ُر اﻟﺬ ﱡم َ ﻰ َ ﻓـَﺘ ً
ﻞ اﻟـﺘﱠـﻤَﺎم ِﻋَـﻮَاذِﻟُـ ْﻪ وَﺗَـﺸـْﻘﻰ ﺑﻪ ﻟـَﻴ ْـ َ
)(4
وﻗﺪ ﻳﺼﻒ ﻣﻤﺪوﺣﻪ ﺑﺎﻟﻬﻴﺒﺔ ﻓﻴﻘﻮل : ف إﺟﻼل ف ﻓﺤﺶ ٍ وﻟﻜﻦ ﺧﻮ َ ﻻ ﺧَﻮ َ ف ﺧﺸﻴﺘَـ ُﻪ َ ﻻ ﻳﺮﻓﻌﻮن إﻟﻴﻪ اﻟﻄﺮ َ
)(5
وﻳﺸﻴﺪ اﺑﻦ هــﺮﻣﺔ ﺑﻜﺮم أﺻﻞ ﻣـﻤـﺪوﺣـﻴﻪ ،وﻻﺳﻴﱠﻤﺎ ﻋ ـﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤ ﺪح ﺑﻨ ﻲ ه ـﺎﺷﻢ ،ﻓﻬ ﻢ أﺷ ﺮف اﻟﻨ ﺎس ﻣﻨﺒﺘ ًﺎ وأذآﺎه ـﻢ ﺣ ﺴﺒًﺎ ،وأﻃﻬ ﺮهﻢ ﻧ ﺴﺒًﺎ آﻴ ﻒ ﻻ وه ـﻢ ره ﻂ اﻟﻨﺒ ﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ – ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﺪح إﺑﺮاهﻴﻢ اﻹﻣﺎم :
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 200 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 92 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 102 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 176 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 179 95
ﺳ َﻮدَا ﺟ َﻪ أ ْ ﺐ اﻟ َﻮ ْ ﻻ ﻳﻘـﻠ ُ إذَا ﺷَﺎ َء ﻳَﻮﻣًﺎ ﻋُـﺪﱠ ﻣِـﻦ ﺁل ِ هـَﺎﺷِﻢ ٍ أﺑًﺎ ذآ ْـ ُﺮ ُﻩ َ
)(1
وﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ : آَـﺮَﻳ ٌﻢ إذَا ﻣـَﺎ ﺷـَﺎ َء ﻋَــ ﱠﺪ ﻟـَـ ُﻪ أَﺑـًﺎ
ﺤﻠـﱢﻖ ِ ك اﻟ ُﻤ َ ق اﻟـﺴﱢـﻤَﺎ ِ ﺐ ﻓَـ ْﻮ َ ﻟَـ ُﻪ ﻧَـﺴَـ ٌ
ﻞ ﻋـَﻠﻲ آُـﻞﱠ ﺣُـﺮﱠة ٍ ﻀٌ َوُأﻣّـ ًﺎ ﻟ َﻬﺎ ﻓَـ ْ
ﻖ ﺑﺎﺑﻨِـﻬَﺎ اﻟﻘَـ ْﻮ َم ﺗَﺴﺒـِﻖ ِ ﻣـَﺘﻰ ﻣَﺎ ُﺗﺴَـﺎ ِﺑ ْ
ﺐ ﻣِﻦ ﺁ ِ ﻞ اﻟـﻘَـﻠ ْـ ِ ﺤﱠ ﺖ َﻣ َ ﺣﻠـَﻠ ْـ َ َ ل هَﺎﺷِﻢ ٍ
ﻀ َﻬﺎ اﻟﻤُﺘَـﻔَـِﻠـﻖ ِ ﻚ ﻣَﺄوى ﺑﻴ ِ ﻓَـﻌُـﺸـﱠـ َ )(2
ﻲ اﻟ ُﻤﺮَهﱠــﻖ ِ ﻚ اﻷرﻳَﺤ ﱠ ﻞ أَﺑ ْﻴ َ ﻞ ﺟَﻌﻔَـ ٍﺮ وَﻣﺜْـ ُ ﻞ ﻋـَﺒ ِﺪ اﷲ ِأوْﻣـَﺜ َ ﻦ ﻣﺜ ُ ﻓَـ َﻤ ْ وﻗــــــﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺼﻮر :
)(3
ﻞ ب اﻟﻘَـﺒَﺎ ِﺋ ُ ﺳ َﻮ ﱠد ﻣِﻦ ﻟُـﺆْم ِاﻟﺘُـﺮَا ِ ﻟَـﻬُﻢ ﻃﻴ ْـﻨَﺔٌﺑـَﻴ ْـﻀَﺎ ُء ﻣِﻦ ﺁل ِهـَﺎﺷِﻢ ٍ إذَا ا ْ وﻗــــﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰﱠآﻴﱠﺔ : َوأﻧﺖ ﻣﻦ هﺎﺷﻢ ٍ ﻓﻲ ﺳ ﱢﺮ ﻧﺒﻌﺘﻬﺎ
ق هُــﺠﻨ َﺔ اﻟــﻄـﱢـﻴـَﻦ ِ وﻃﻴﻨﺔٌ ﻟﻢ ﺗﻔﺎر ْ
ﻟﻮ راهﻨﺖ هﺎﺷ ٌﻢ ﻋـﻦ ﺧﻴﺮهﺎ رﺟﻼ آﺎن أﺑﻮك اﻟﺬي ُﻳﺨْـﺘَـﺺﱡ ﺑﺎﻟﺮهـﻦ ِ وَاﷲ ﻟﻮﻻ أﺑﻮك اﻟﺨﻴ ُﺮ ﻗــﺪ ﻧﺰﻟــﺖ
)(4
ﻞ اﻟﻠﺆم واﻟﻮهــــﻦ ِ ف ﺑﺄهـ َ ﻣﻨﻲ ﻗـَـﻮا ٍ
/8اﻟﺒﺨﻞ : ن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻻ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎ ت اﻟﺬﻣﻴﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻈﻬ ﺮ ﺑﻮﺿ ﻮح ﻓ ﻲ هﺠﺎﺋ ﻪ ،وأ ﱠ ﻳﺤﺐ اﻟﺒﺨﻞ واﻟﺒﺨﻼء ،وﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ أن اﺗّﺼﻞ ﺑﻬﻢ ؛إذ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﺗﺮﺟﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻜ ﱢﺪ واﻟﺘﻌ ﺐ ،وﻗ ﺪ أﻟﻤ ﺢ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﻣﺪاﺋﺤ ﻪ0وداﺋﻤ ﺎ ﻳﻘ ﺼﺪ اﻟﺮﺟ ﻞ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ،ﻓ ـﻮﺻﻒ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﺎﻟﺒﺨﻞ ؛ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺣﻪ ﻟﻪ ﻓﻘﺎل : ﻖ ح وَاﻟـﺸـﱠﻔَـ ُ ب اﻟ َﻤ ْﺪ ِ ﺐ ﺑـَﻤ ِﺪﻳْﺢ اﻟـﺸﱢـﻌ ْـ ِﺮ ﻳـَﻤـْﻨـَﻌُـ ُﻪ ﻣـﻦ اﻟـ َﻤﺪﻳﺢ ِ ﺛــَﻮا ُ َو ُﻣﻌْﺠَـ ٍ ﻲ اﻟﻤَـﺪْح ِﻣِـﻦ ﻗَـﻮْل ٍ ﻳـَﺤـَﺒـﱢـ ُﺮ ُﻩ ﻳَﺎ ﺁﺑ ّ
ﻖ ذُو ﻧـِﻴـﻘـَـ ٍﺔ ﻓﻲ ﺣَـﻮَاﺷﻲ ﺷِـ ْﻌـ ِﺮ ِﻩ أﻧَـ ُ
وﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ أﻳﻀﺎ (1اﻟﺪﻳﻮان ص 94 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 160 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 169 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 236 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 156 96
)(5
ت ﺑـِـﺄﻣْـــﻮَاﻟـِــﻬـَــﺎ ﻦ ﺟــَﺎ َد ْ ﺖ ﻋـَـﺮاﻧـﻴ ْـ َ ﺐ ﻣَﺎ ﻗـَـﺪﱠﻣـَــ ْ أﺑـِﺎ ْﻟـﺒـُﺨـْﻞ ِ ﺗـَﻄــَﻠـُـ ُ ف اﻟـﺠـِـﻤـَــﺎل ِ ﺑِﺄﺑـْﻮاﻟـِــﻬـَــــﺎ ﻞ اﻟـﻜِـﺮَام ِ ﺧِـﻼ َ ﺖ ﻓـِﻌ َ ت ﺧـَﺎﻟــَﻔـْـ َ ﻓـَﻬـَﻴـْﻬـَﺎ َ
)(1
وﻗ ﺪ ﺻ ﻮﱠر اﻟﺒﺨﻴ ﻞ اﻟ ﺬي ﻳﺘﺠﺎه ﻞ ﺳ ﺎﺋﻠﻪ ،ﺑﻨ ﺎﻇﻢ اﻟﺨ ﺮز اﻟ ﺬي ﻳﻨﻬﻤ ﻚ ﻓ ﻲ ﻋﻤﻠ ﻪ وﻻ ﻳﺪري ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﺖ ﺳــَــــﺎﺋِـﻠـَـﻪ ﺲ ﻟَـ ﱠﻤﺎ أﺗَـﻴ ْـ ُ ﻧَـﻜﱠـ َ
)(2
ﺲ ﻧَـﺎﻇِـﻢ ِ اﻟﺨَـ َﺮ ِز ﻞ ﺗَـﻨ ْـﻜِـﻴ ْـ َ َواﻋـﺘَـ ﱠ
وﻗــــــــﻮﻟﻪ : ﺿ ْﻮ َء اﻟﻘـَـﻤَـ ْﺮ ﺢ َ ﺐ ﻳـَﻨ ْـ َﺒ ُ ﻚ ﻏـَﻴ ْـ َﺮ اﻟﻤـُﺼﻴــْــــــــﺐ ِ آـَﺎﻟـﻜـَﻠ ْـ ِ ﺣَ ﻓَـﺎﻧّﻲ َوﻣَـ ْﺪ َ ﺤﺠَـ ْﺮ ﺐ اﻟـ َ ﺻ ِﺮ ﺟَـﻨ ْـ ِ ﺖ آَـﻌَﺎ ِ ﻓـَﻜـُﻨ ْـ ُ
ب ﻚ اﻟـﺜﱠـﻮَا َ ﻚ أرْﺟـُﻮ ﻟَـﺪَﻳ ْـ َ َﻣﺪَﺣـْﺘـُـ َ
)(3
ﻻ ﻓﻲ ﺳﻠﻤﻰ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺨﻞ : وﻗـــــﻮﻟﻪ ﻣﺘﻐﺰ ً ن ﻳﺮ َز ُؤهَﺎ ﺖ ﺑﺸَﻲء ٍ ﻣَﺎ آﺎ َ ﺿ ّﻨ ْ َ
ﷲ ﻳَﻜﻠـَـ ُﺆ َهــﺎ ن ﺳُـﻠــَﻴﻤَﻲ وَا ُ إﱠ
)(4
/9اﻟﺤﻤﻖ : وﻗﺪ وﺻﻒ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﻳﻬﺠﻮهـﻢ ﺑﺎﻟﺤﻤﻖ ﻓﻴﻘﻮل : ﻋـﻴَـ ٍﺔ إﻟﻰ أوْﻻ ِد أُﺧـْﺮى آَـﺴَـﺎ ِ
ﻦ ﺑـَﻨﻴ َﻬﺎ ﻋْ ﻟـِﺘَـﺤْـﻀِﻨـَﻬُـ ْﻢ َوﺗَﻌـْﺠَـ ُﺰ َ
)(5
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﻚ أﺳْﺘـَﻬـﺪي ﻧـَﺒِـ ْﻴـﺬا ﺖ إﻟـﻴ َ آـَﺘَـﺒ ْـ ُ
َوُأدْﻟﻰ ﺑﺎﻟﺠِـ َﻮا ِر وَاﻟﺤـُـﻘُــﻮق ِ
ك ﻏَـﺪْرًا ت اﻷﻣـﻴـ َﺮ ﺑﺬَا َ ﻓـَﺨـَﺒﱠـ ْﺮ َ
ﺤ ٍﺔ َو ُﻣﻮق ِ ﺿَ ﺖ أﺧـَﺎ ﻣُـﻔَﺎ َ وَآـُﻨ ْـ َ
)(6
وﻗﺪ هﺠﺎ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺑﻤﻌ ﺎﻧﻲ أﺧ ﺮى ،ﻣﺜ ﻞ ﻋﻘ ﻮق اﻟﻮاﻟ ﺪﻳﻦ ،اﻟﻨﻔ ﺎق ،وه ﻮان اﻟ ﺸﺄن آــﻘــــﻮﻟﻪ : ﺐ وَﻳـُﺴـْـــﺮ ٍ ك ذَا ﻧـَﺸَـ ٍ ﺖ أﺑَﺎ َ ﻋـَﻘـَـﻘـ ْـ َ
ﻓـَــﻠـَـﻤﱠـﺎ أﻓــْﻨـَـﺖ ِاﻟــﺪﱡﻧـُـﻴـَـﺎ أﺑـَﺎآـَــــﺎ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 199 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 109 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 132 (4ﺿﻨﺖ :ﺑﺨﻠﺖ ،ﻳﺮزؤهﺎ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ) اﻟﻠﺴﺎن ( / ،اﻟﺪﻳﻮان ص 48 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 247 (6اﻟﻤﻮق :اﻟﺤﻤﻖ /اﻟﺪﻳﻮان ص 161 97
ﺖ ﻋَـﺪَاوَﺗﻲ هـَﺬي ﻟــَﻌَـﻤْـﺮي ﻋـَﻠـِﻘـْـ َ
ب اﻟﺸـّـ ﱢﺮ ﺗـُـﻠـْـﺒـِـﺴُـﻬــَﺎ ﻋِـﺮَاآـَﺎ ﺛـِﻴـَﺎ ُ
)(1
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﻦ َﻳﺄآـُﻠـُﻨﻲ ﻞ ذَا ﻟَـﻮْﻧـَﻴ ْـ ِ ﻞ ﻟـِﻠـﱠﺬي ﻇَـ ْ ﻗُـ ْ
ﺸ ِﻢ ت ﺑـِﻠَـﺤْﻢ ٍﻋَﺎدِم ِاﻟﺒَـ َ ﻟـَﻘَـ ْﺪ ﺧـَﻠَـ ْﻮ َ
)(2
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﻋﺎ ِﻣﺮ ﺐ إﻟﻰ ﺟِـﺬْم ِ َ ﻦ آَـﻌ ْـ ٍ ﺖ ِﻣ ْ ﺤﻮﱠﻟ ْـ َ ﺻﺎﻏـِﺮًا ﻓَـ َ ك َ ﺐ ﻓَـَﺮدﱡو َ ﺖ إﻟﻰ آَـ ْﻌـ ٍ ﺧَﻄـَﺒ ْـ َ ﻋــ ﱞﺰ ﻗــَﺪﻳـ ٌﻢ وَإﻧـﱠـﻤــﺎ وَﻓﻲ ﻋـَﺎﻣِـ ٍﺮ ِ
ﻞ اﻟﻤَـﻘـَﺎﺑـِﺮ ِ ل أه ْـ َ ك ﻓـﻴـﻬِـ ْﻢ هَـ ْﺰ ُ أﺟَـﺎز َ
)(3
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ت ﻋَﻦ اﻟـﻤَﻌﺎﻟﻲ ﻼ إ ْذ ﻋَﺠَـ ْﺰ َ َﻓ َﻬ ﱠ
ﻞ اﻟﻘَـ ِﺮ ْﻳ ُﻊ ﻞ اﻟﺮﱠﺟُـ ُ وَﻋَـﻤﱠـﺎ ﻳَﻔـْﻌَـ ُ
ﻦ ذَآـﱠﻲ ﺣﻴ ْـ َ ت ﺑﺮأي ﻋَـ ْﻤﺮٍو ِ ﺧ ْﺬ َ أَ
)(4
ف اﻟﺮﱠﻓـ ْﻴ ُﻊ ﺐ ﻟِـﻨـَﺎ ِر ِﻩ اﻟﺸـﱠ َﺮ ُ وَﺷَـ ﱠ
ﻄ ْﻊ ﺷَﻴـْﺌـًﺎ ﻓَـﺪَﻋـْـ ُﻪ وَﺟـَﺎو ِ ْز ُﻩ إﻟﻰ ﻣَـﺎ ﺗَـﺴــْﺘَـﻄِـﻴ ْـ ُﻊ إ َذ ا ﻟـَـ ْﻢ ﺗـَﺴ ْـﺘَـ ِ
)(5
وﻻ ﻳﻘﻒ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺑ ﻞ ،ﻳﺘﻌ ﺪاهﺎ إﻟ ﻰ ﻗ ﻴﻢ أﺧ ﺮى ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﻔﺎت اﻟﺤﺴﻴﱠﺔ ﻣﺜﻞ :
/10اﻟﺠـﻤــــﺎل : ﻧﻌﺖ اﻟﻤﻤﺪوح ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺳﺎر ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺸﻌﺮاء ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘ ﺎد ﻋـﺪﱠﻩ ﻏـﻴﺮ ذي ﺑﺎل * وﻗﺪ وﻗﻒ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻋﻨﺪ هﺬﻩ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ،وﺗﻐﻨﻲ ﺑﺠﻤﺎل ﻣﻤﺪوﺣ ﻪ وﺣﺴﻨﻪ ،وﻧﻌﺘﻪ ﺑﺄﻧـﱠﻪ ﻃﻠﻴﻖ اﻟﻮﺟﻪ ،ﺳﻤﺢ اﻟﻤﺤﻴﱠﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﺿﺎ أَﺳ ْﻴ ٌ ﺟ ٌﻪ ﻟـَﺪى اﻟﺮ َ آَـ ِﺮ ْﻳ ٌﻢ ﻟﻪ وَﺟﻬَﺎن ِ َو ْ ﻞ ﺳـ ُ ﻞ َو َوﺟْـ ٌﻪ ﻓﻲ اﻟﻜَـﺮﻳ َﻬ ِﺔ ﺑَﺎ ِ
)(6
وﻗـــــــﻮﻟﻪ : (1اﻟﺪﻳﻮان ص 163 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 214 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 128 (4اﻟﻘﺮﻳﻊ :اﻟﺴﻴﺪ واﻟﺮﺋﻴﺲ (5اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻀﻤﻦ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻣﻌﺪ ﻳﻜﺮب اﻟﺰﺑﻴﺪي /اﻟﺪﻳﻮان ص 147 *( ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺘﻤﺪح ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل ﻧﺎﻗﺸﻬﺎ اﺑﻦ رﺷﻴﻖ راﻓﻀًﺎ رأي ﻗﺪاﻣﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺤ ﺪث ﻋ ﻦ اﻟﻘ ﻴﻢ اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪح ،ﻓ ﺈن أﺿﻴﻒ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻋﺮﺿ ّﻴﺔ أو ﺣ ﺴ ّﻴﺔ آﺎﻟﺠﻤ ﺎل واﻷﺑﻬ ﺔ وﺑ ﺴﻄﺔ اﻟﺨﻠ ﻖ وﺳ ﻌﺔ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ وآﺜﺮﺗﻬ ﺎ آ ﺎن ذﻟ ﻚ ﺟ ﱠﻴ ﺪًا، اﻧﻈﺮ اﻟﻌﻤﺪة ج /2ص125 (6وﺟﻪ أﺳﻴﻞ :ﻓﻴﻪ ﻟﻴﻦ واﺳﺘﻮاء /اﻟﺪﻳﻮان ص 167 98
ﻼ إذا ﻏﻠﻆ اﻟﻮﺟﻮﻩ ﻃﻠﻴﻘﺎ ﺳ ْﻬ ً ﻲ ﻣﺎﻟﻚ َ ﻚ ﺑﺎﺑﻦ ﻓَـﺮْﻋَـ ْ ن وَﺟﻬ َ َﻳﺠِﺪو َ
)(1
وﻣﻤﺪوﺣﻪ أﻏ ﱠﺮ اﻟﻮﺟﻪ أﺑﻴﺾ ﻣﺜﻞ ﺿﻮء اﻟﺼﺒﺢ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل : ) (2
ش ﻣـُﺮﺗَﺎﺣًﺎ إذَا هُـ َﻮ أﻧـﻔَـﺪَا ﻄ ُﺮ اﻟﻨـﱠﺪى َو َﻳﻬْـﺘَﺎ ُ أﻏَـ ﱡﺮ آـَﻀﻮ ِء اﻟﺼﱡﺒـْﺢ ﻳـَﺴﺘَﻤ ِ
وﻳﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ زﻳﺪ ،واﺻﻔﺎ إﻳﱠﺎﻩ ﺑﺎﻷﺧﻼق اﻟﺤﻤﻴﺪة ،واﻟﻮﺟ ﻪ اﻟﻄﻠﻴ ﻖ واﻷﺻ ﻞ اﻟﻄﻴﱠﺐ ﻓﻴﻘـﻮل : ﺢ اﻷﻣـ ِﺮ ﺑﺎﻟﺤـﺴﻦ ِ ت ﻗــﺒـﻴ َ أوﺻﺎف زﻳـ ٍﺪ ﺑﺄﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ ﻣـﻨﺰﻟﺔ ٍ ﻓـﻤﺎ أﺧﺬ َ ﻦ ﺑﺎﻟ َﺪرَن ِ ﻦ وﻟﻢ ﻳُﺨـﻠﻄ ْـ َ ﺖ ِﺑﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻀﻌ ْـ َ ق ﺧـُﺼﺼ َ ت ﺻﺪق ٍوأﺧﻼ ٌ ﻼ ُ ﺧَ ﺗـﻠﻘـﻰ اﻷﻳﺎﻣ َ ﻦ ﻣـﻦ ﻻﻗـﺎك ﺳﺎﻧﺤﺔ
ﻖ وﻋـﻮ ٌد ﻏﻴﺮ ذي أﺑَﻦ ِ وﺟـ ٌﻪ ﻃﻠﻴ ٌ
)(3
ﻳﺘﻐﻨﻰ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﺠﻤ ﺎل اﻟﻤ ﺮأة ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ ،وﺗ ﺼﺎدﻓﻨﺎ اﻟﺤ ﺴﻴﱠﺔ ﻓ ﻲ ﻏﺰﻟ ﻪ ،ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﺑﻌﻀﻪ ﻣﺎدﻳﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﱠﺎ ﺗﺤﺪث ﻓﻴﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻼﻣ ﺢ اﻟﻤ ﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﻳﺤﺒﱡﻬ ﺎ ،ﻓﻬ ﻲ أﺳ ﻴﻠﺔ اﻟﺨ ﺪﻳﻦ ، ﻧﻘﻴﱠﺔ اﻟﻠﻮن ،ﻣﻜﺤﻠﺔ اﻷﻣﺎﻗﻲ ،هﻀﻴﻤﺔ اﻟﻜﺸﺢ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ِ)(4
ﻦ اﻷﻗـَـﺎرِع ِ ﻓـَﺎﻟﻤـُﻨـَـﻘـﱠﻰ ﻓـَﻜَـ ْﻢ ﺑـَﻴ ْـ َ
ف رَﻳـْــــﻢ ِ إﻟﻰ أُﺣـُـ ٍﺪ إﻟﻰ أآـْـﻨـَـﺎ ِ
ﻰ اﻟـﺠـَﻤـﱠﺎء َ ﻣـِﻦ ﺧـَـ ٍﺪ أﺳـﻴـْـﻞ ٍ إﻟ َ
ﻲ اﻟـﻠــﱠﻮن ِ ﻟــَﻴ ْـ َ ﻧـَﻘـ ﱠ ﺲ ﺑـﺬِي آـُـﻠـﻮم ِ
ﻦ ﻋـَﻴـْﻦ ٍ ﻣـُﻜـَﺤـﱠـﻠـَـ ِﺔ اﻷﻣَﺎﻗـِﻲ َوﻣِـ ْ
ِ)(5
ﻞ وَﻣـِﻦ آـَﺸـْﺢ ٍهـَـﻀِﻴـﻢ ﺑـِﻼ آﺤ ْـ ٍ
ِ) (6
وهﻲ ﻃﻴﺒﺔ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : إذَا ﻧـﻤْـﻨـَﺎ أﻟـَـ ﱠﻢ ﺑـِﻨـَﺎ ﻓــَـﺰَارَا
ل ﺳَﻠ ْـﻤَﻰ ن ﺧَـﻴـَﺎ َ ﻞإﱠ ﺐ اﻟـﻠـﱠﻴ ْـ َ ﺣ ﱡ أِ
ﻲ ﻗَـﻤَﺎرَا ل أ ْو ﺑـِﻘـَﺎرِﻋَـ َﺘ ْ ﺐ إ ْذ ﻃـَﺮﻗـَﺘـْﻚ ﺑَﺎﺗـُﻮا ِﺑﻤَﻨ ْـ ِﺪ َ ن اﻟﺮﱠآ ْـ َ َآَـ َﺄ ﱠ
)(7
وهﻲ دﻗﻴﻘﺔ اﻟﺨﺼﺮ ﻋﻈﻴﻤﺔ اﻟﻌﺠﺰ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل :
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 155 (2هﺸﺸﺖ ﻟﻠﻤﻌﺮوف :إذ ارﺗﺤﺖ ﻟﻪ واﺷﺘﻬﻴﺘﻪ /اﻟﺪﻳﻮان ص 91 (3اﻷﻳﺎﻣﻦ :اﻟﻴﻤﻴﻦ ،اﻷﺑﻦ :اﻟﻌﻴﺐ (4اﻻﻗﺎرع :ﺟﻤﻊ اﻗﺮع وهﻮ ﺟﺒﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ /اﻟﻤﻨﻘﻲ :ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ أﺣ ﺪ واﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ /أﺣ ﺪ ﺣﺒ ﻞ /رﻳ ﻢ :واد ﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ﻗﺮب اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ )ﻳﺎﻗﻮت( (5اﻟﺠﻤﱠﺎء :ﺣﺒﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻣﻴﺎل ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻘﻴﻖ إﻟﻰ اﻟﺠﺮف ) ﻳﺎﻗﻮت ( (6اﻟﻜﺸﺞ :وهﻮ ﻣﻦ ﻟﺪن اﻟﺴﺮة إﻟﻰ اﻟﻤﺘﻦ /اﻟﻬﻀﻴﻢ :اﻟﻠﻄﻴﻒ ) اﻟﻠﺴﺎن ( / ،اﻟﺪﻳﻮان ص 221 (7ﻣﻨﺪل :ﻣﻮﺿﻊ ﺑﺎﻟﻬﻨﺪ /ﻗﻤﺎر :ﻣﻮﺿﻊ ﺑﺎﻟﻬﻨﺪ ﻳﻨﺴﺐ اﻟﻴﻪ اﻟﻌﻮد /اﻟﺪﻳﻮان ص 110 99
ﺣﻮْﻟَـﻬَﺎ أﺗ ْـﺮَاﺑُـﻬـَﺎ َوﻋْـﺜـَﺔ َاﻷ ْردَاف ﻏَـ ْﺮﺛـَﻲ اﻟﻤُﻠـْﺘَـ َﺰ ْم ﺖ َ ﺛـُـ ﱠﻢ ﻗَـﺎ َﻣ ْ
)(1
وهﻲ ﻋـﺬﺑﺔ اﻟﺮﻳﻖ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﻖ ﻲ ﻧـَﺨـْﻞ ٍ دُوﻧَـ ُﻪ اﻟـﻤَﻠَـ ُ ﺖ ﻣِﻦ ﻣَﺎء َﻣﻮْهِـ َﺒ ٍﺔ ﻋَﻠﻰ ﺷَﺒـَﺎﺑ ﱢ ﻀ ْ ﻀ َﻤ َ آـَﺄﻧﱠـﻤَﺎ َﻣ ْ
) (2 ) (3
ﻖ ت ﻓﻲ َﻧ ْﻮ ِﻣﻬَﺎ اﻟﺮﱢﻳَـ ُ ﻦ ﻏـَﻴـْﺮ ﻣَﺎ ﻋَﻬِـ َﺪ ْ ﻋْ ﺖ َ إذَا اﻟﻜـَﺮى ﻏـَﻴـﱠﺮ اﻷﻓـْﻮا َﻩ واﻧـﻘـَﻠَـ َﺒ ْ وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ب اﻟــﺮُﻗــَﺎ ِد وَاﻟـﻌـِﻠــَﻞ ِ ﺑَﻌـ َﺪ ﻏـُـﺒُﻮ ِ
ﻦ ﺗـُـﺆَﻧــﱢـﺴُــ ُﻪ ن ﻓـَﺎهـَﺎ ﻟـِـ َﻤـ ْ آــَﺄ ﱠ
ﺖ ﺑﻤَﺎ ٍء ﻣِـﻦ ﻣُـﺰْﻧـَـ ِﺔ اﻟـﺴـﺒـَﻞ ﺷِـﻴـْﺒَـ َ
س ﻓـِﻠـﺴـْﻄـِﻴـﱠــﺔٌﻣــُﻌـَـﺘـﱠـﻘــَﺔٌ آــَﺄ ٌ
ِ)(4
وﻗﻮﻟﻪ : ن ﻣـَﻬ َﺪؤُهـَﺎ إ َذ ا ﻳُﻼﻗﻲ اﻟﻌـُﻴﻮ َ
ﻚ ﺑَﻌـْﺪ رﻗـﺪَﺗـِﻬـَﺎ ﺧ ْﻮ ٌد ﺗُـﻌَﺎﻃﻴ َ َ
)(5
ﺻﻬَﺒﺎ َء ﻣُﻌـﺮِﻗـَﺔ ً ﺑَﻐﻠــُﻮ ﺑﺄﻳﺪي اﻟـﺘﱢـﺠَﺎر ﻣَﺴـﺒـَﺆهـَﺎ آﺄﺳًﺎ ﺑـﻔـﻴﻬَﺎ َ
)(6
وﻳﺸﺒﻬﻬﺎ ﺑﺎﻟﻈﺒﺎء واﻟﺒﻘﺮ ،ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻌﺠﺐ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮن اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ،اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺒﻴ ﺎض واﻟﺴﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﻋﻴﻮن اﻟﻤﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : وَﺧُـﺮﱠ ٌد آـَﺎﻟ َﻤﻬَﺎ ﺣُﻮ ٌر ﻣَـﺪَا ِﻣﻌُﻬـَﺎ
ﻦ آﺜ ْـﺒَﺎن ِ اﻟـﻨـﱠـﻘـَﺎ ﺑـَﻘـَـ ُﺮ آـَﺄﻧﱠـﻬَﺎ ﺑﻴ َ
)(7
وﻳﻘﻮل : ب ﻟـَـ ﱠﺬ ِة ﻟــَﻴـْـﻠـَـ ٍﺔ ﻗـَـــ ْﺪ ﻧـِﻠــْـﺘـَﻬـَﺎ ﻓـَﻠَـ ُﺮ ﱠ ﺑﺄوَاﻧـِﺲ ﺣـُـ ْﻮ ِر اﻟﻌـُـﻴـُﻮن ِآــَﺄﻧــﱠـﻬــَـﺎ ﺻَﻴ ْـ ُﺪ اﻟﺤـَﺒـَﺎﺋـِﻞ ِ ﺗـَﺴـْﺘـَﺒـﻴـﻦ ﻗـُـﻠﻮﺑـَﻨـَﺎ
ع ﺣﺮَاﻣُـﻬـَﺎ ﺑﺤـَﻼﻟـِﻬـَﺎ ﻣَـﺪْﻓــُـﻮ ُ َو َ ﻦ رَﺑـِـﻴـ ْـ ُﻊ ﺁرَا ُم وَﺟـْـــ َﺮ َة ﺟـَﺎدَهـُـ ﱠ
)(8
ع ﻖ ﻣَـﻤـْـﻨــُﻮ ُ ﻦ ﻣُـﺨـَـﻠـﱠـ ٌ َو َدﻻَﻟــَﻬـُـــ ﱠ
)(9
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 201 (2ﺷﺒﺎب :ﻣﻮﺿﻊ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﻳﻨﺴﺐ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺨﻞ /ﻣﻮهﺒﺔ :ﺣﺼﻦ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﻴﻤﻦ /اﻟﻤﻠﻖ :اﻷﻣﻠﺲ ) اﻟﻠﺴﺎن ( (3اﻟﺪﻳﻮان ص 155 (4ﺷﻴﺒﺖ وﺷﺠﺖ :ﺧﻠﻄﺖ وﻣﺰﺟﺖ ) اﻟﻠﺴﺎن ( /اﻟﺪﻳﻮان ص 187 (5هﺪء اﻟﻌﻴﻮن :ﻣﻨﺎﻣﻬﺎ وﺳﻜﻮﻧﻬﺎ (6ﻣﻌﺮﻗ ﺔ :ﻗﻠﻴﻠ ﺔ اﻟﻤ ﺰج /ﺳ ﺒﺄت اﻟﺨﻤ ﺮ :اﺷ ﺘﺮﻳﺘﻬﺎ ﻟﺘ ﺸﺮﺑﻬﺎ ،ﻳﺮﻳ ﺪ ﻣ ﻦ ﺟﻮدﺗﻬ ﺎ ﻳﻐﻠ ﻮ اﺷ ﺘﺮاؤهﺎ ) اﻟﻠ ﺴﺎن (؛ اﻟﺪﻳﻮان ص 49 (7اﻟﺨﺮد :اﻟﻠﺆﻟﺆة ﻟﻢ ﺗﺜﻘﺐ ،وﻳﺮﻳﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺘﺎة اﻟﺒﻜﺮ /اﻟﺪﻳﻮان ص 119 (8وﺟ ﺮة :ﻣﻮﺿ ﻊ ﺑ ﻴﻦ ﻣﻜ ﺔ واﻟﺒ ﺼﺮة ،وﺑﻴﻨﻬ ﺎ وﺑ ﻴﻦ اﻟﺒ ﺼﺮة ﻧﺤ ﻮ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﻣ ﻴﻼ ،ﻟ ﻴﺲ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣﻨ ﺰل ؛ ﻓﻬ ﻲ ﻣﺮب3ﻟﻠﻮﺣﺶ (1ﻣﺨﻠﻖ :ﻣﻄﺒﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺠﻴﺔ ) اﻟﻠﺴﺎن ﺧﻠﻖ ( / ،اﻟﺪﻳﻮان ص 146 10 0
ﻓﻲ وﺻﻒ ﻣﺠﻠﺲ ﺁﺧﺮ ﻳﻘﻮل : ب ﻦ ﻗـُـﺪﱠا َم رَﺑ ْـ َﺮ ِ ﻀ ْﻴ َ ن اﻟ َﻤﻬَﺎ أﻧ ْـ َ ن ﻋـُﻴـُﻮﻧـَﻬـَﺎ ﻋـُﻴـُﻮ ُ َوﻣَﺠـْﻠﺲ ِأﺑـْﻜـَﺎ ٍر آـَﺄ ﱠ
)(1
ﺐ ﻣ ﻊ اﻟﻔ ﻀﺎﺋﻞ هﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻹﺳﻼﻣﻴﱠﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎرت ﺟﻨﺒًﺎ إﻟ ﻰ ﺟﻨ ٍ ﻞ اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ ﻳﺘﻐﻨﻮن ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻤ ﺪح ﺑﺎﻟﺘ ﺪﻳﻦ واﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ واﻟﺘﻲ ﻇ ﱠ ﻋﻠﻰ رﻓﻌﺔ ﺷﺄن اﻟﺪﻳﻦ وأﻋﻼ آﻠﻤﺘﻪ ،وهﺬا ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﺪﺣﻪ ﻵل اﻟﺒﻴﺖ ،وذﻟﻚ آﻘﻮل اﺑ ﻦ هــــﺮﻣﺔ : َوآَﺎﻧَﺖ ُأﻣُﻮ ُر اﻟـﻨﱠﺎس ِﻣـُﻨـْﺒَـ َﺘ َﺔ اﻟﻘـَﻮى ﻖ ﻻ َﺧـَﻠﻴْﻔَـ ُﺔ ﺑَﺎﻃِـــﻞ ٍ ﺣـ ﱢ ﺧـﻠﻴْـ َﻔ ُﺔ َ َ
ﻦ ﻗَﺎ َم ِﻧﻈَﺎﻣَـﻬَﺎ ﺸ ﱠﺪ اﻟﻮَﻟﻴ ُﺪ ﺣـﻴ َ َﻓ َ
ﻦ ﺣﺘﱠﻰ أﻗَﺎ َﻣ َﻬﺎ ﻦ ﻗـَـﻨَﺎ ِة اﻟﺪﱢﻳ ِ ﻋْ َرﻣَﻰ َ
)(2
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﻀ ْﻴ ٌﻊ ﻧَـﺼِﻴـْﺒَـ ُﻪ ﻼ هُـ َﻮ ﻗﻲ اﻟـﺪﱡﻧـْﻴـَﺎ ُﻣ ِ ﻓَـ َ
ﻦ اﻟﺪﱢﻳـْﻦ ِﺷَﺎﻏـِﻠُـ ْﻪ ﻋْ ض اﻟـﱡﺪﻧ ْـﻴَﺎ َ ﻋ َﺮ ُ وَﻻ َ
)(3
وﻓﻲ ﻣﺪح ﺁل اﻟﺒﻴﺖ : ﺤﺴْﻨﻰ َووَﻓـﱠـﻘــﻨِﻲ ﷲ ﻟــﻠ ُ ﻲ ا ُ هـَـــﺪَاﻧ َ ح ﻣـﻦ أَﺑﻲ ﺣَـﺴَـﻦ ٍ ﻲ وَﻗِـ ْﺪ ٌ ح اﻟﻨﱠﺒ ﱢ ﻗِـ ْﺪ ُ
ﺷﺒَﺎب ِ اﻟﻨﱠﺎس ِﻋـﺒﱠـﺎﺳَﺎ ﺖ ﺧﻴ َﺮ َ ﻓـَﺎﻋـْﺘَـ ْﻤ ُ ﺟﺮَى ﻟَـ ْﻢ ﻳَﺤـﺮ ﺣَـﻨﱠﺎﺳـــَﺎ ﺴﻴْﻦ ٍ َ ﺣَ وَﻣﻦ ُ
)(4
واﻟﺴﻤﺎﺣﺔ ،وﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻤﻞ ،وذﻟﻚ آﻘﻮﻟﻪ : ﻚ اﷲ ُ أﻋْﻠﻰ آُـﻞﱢ ﻣَﻜ ْـﺮُﻣَـ ٍﺔ أﺣَﻠـﱠـ َ ﺢ ﻣَـﻮَاﻋـِـ ُﺪ ُﻩ ﻞ ﻣَـﻮَا ِر ُد ُﻩ ﺳَـﻤ ْـ ٌ ﺳَﻬ ْـ ٌ
ﺢ اﻟﻌَـﻤَﻞ ِ ك أﻋْﻠﻰ ﺻَﺎﻟ ِ وَاﷲ ُ أﻋـْﻄـَﺎ َ ﻣـُﺴـَــ ﱠﻮ ٌد ﻟـِﻜِـﺮَام ِ ﺳـَﺎ َد ٍة ﺣـُـﻤـُــﻞ ِ
)(5
وﻟﻌﻠ ﻪ ﺗ ﺄﺛﺮ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺑﻘ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻜ ﺮﻳﻢ " رﺣ ﻢ اﷲ اﻣ ﺮًأ ﺳ ﻤﺤﺎ ً إذا ﺑ ﺎع وإذا اﺷ ﺘﺮى وإذا اﻗﺘ ﻀﻰ ") ،(6وﻣ ﻦ ﻣﺪاﺋﺤ ﻪ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﻀﻤﻨﺖ ﻣﻌ ﺎﻧﻲ إﺳ ﻼﻣﻴﱠﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﻋﻘﺐ اﻧﺘﺼﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰﱠآﻴﱠﺔ :
(2اﻧﻀﻴﻦ :ﺧﺮﺟﻦ /رﺑﺮب :اﻟﻘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺑﻘﺮ اﻟﻮﺣﺶ ،وﻗﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻈﺒﺎء) اﻟﻠﺴﺎن ( /اﻟﺪﻳﻮان ص 69 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 212 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 177 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 123 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 181 (1ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺒﺨﺎري "ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري" ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺒﻘﺎ،دار اﺑﻦ آﺜﻴﺮ،ﺑﻴﺮوت ط1407 ،3هـ 1997-م ج، 2ص ،730ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ 1970 10 1
ﻦ ﺗَـﻤَـﻨـَﻰ ﺖ ﻋَﻠﻰ اﻟﺨـَﻼﻓَـ ِﺔ ﻣَـ ْ ﻏـَﻠـﺒْـ َ
ل ﻞ ﺑـِــﻬَـــﺎ اﻟﻀَﻠـُـﻮ ُ وَﻣـَﻨـﱠـﺎ ُﻩ اﻟﻤُـﻀِــ َ
ﻓـَﺄهـْﻠــَﻚ َﻧـَﻔـﺴَـ ُﻪ ﺳـَﻔـَﻬـًﺎ َوﺟُـﺒـْﻨــًﺎ
وَﻟـَـ ْﻢ ﻳـَﻘـْـﺴـَﻢ ﻟـَــ ُﻪ ﻣـــﻨــﻬـَـﺎ ﻗـَــﺘِــﻴ ْــﻞ
َووَا َز َر ُﻩ َذوُو ﻃـَﻤـَﻊ ٍ ﻓــَـﻜــَــﺎﻧــُﻮا
ل ﻏـُـﺜــَﺎ َء اﻟـﺴـﱠﻴـْـﻞ ﻳَﺠـِـﻤَﻌـُـ ُﻪ اﻟﺴّــﻴـُــﻮ ُ
ﺲ إ َذ آـﺬﺑـُﻮا وَﺟـَﺎرُوا دَﻋـَـﻮْا إﺑـﻠـﻴ ْـ َ
ل ﺼ ِﺮﺧـْـﻬُـ ُﻢ اﻟـﻤُـﻐـﻮ ِي اﻟﺨَـﺬُو ُ ﻓــَﻠﻢ ﻳُـ ْ
ﻞ ﻃـَﺎﻋــﺘِـ ِﻪ ﻓـَـ َﻮﻟــﱠﻰ وَآـَﺎﻧـُﻮا أهـْــــ َ
)(1
ﻞ وَﺳـَــﺎ َر َورَا َء ُﻩ ﻣـﻨـﻬـُـﻢ ﻗــَـﺒـِـﻴـْـ ُ
ﻓﺎﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻳﺒ ﻴﻦ إن اﻟﺜ ﺎﺋﺮ أﻏ ﺮاﻩ إﺑﻠ ﻴﺲ اﻟﻤ ﻀﻞ اﻟ ﻀﻠﻮل ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨ ﺮوج ﻋ ﻦ ﻃﺎﻋﺔ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺛﻢ ﺧﺬﻟﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻮرّط ﻓﻲ اﻷﻣ ﺮ ،واﺳ ﺘﺠﺎب ﻟﻮﺳﻮﺳ ﺘﻪ ،وه ﺬﻩ ﻣﻌ ﺎﻧﻲ ن إﺑﻠ ﻴﺲ ﺑﻌ ﺪ ﺣﻤ ﻞ اﻹﻧ ﺴﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﻄ ﺄ ﻳﻌ ﻮد و إﺳ ﻼﻣﻴّﺔ ،ﻓﺎﻹﺳ ﻼم ﻳﺒ ﱠﻴﻦ ﻟﻺﻧ ﺴﺎن إ ﱠ ن ا ْآ ُﻔ ْﺮ ﻺﻧﺴَﺎ ِ ل ِﻟ ِ ن ِإ ْذ ﻗَﺎ َ ﺸ ْﻴﻄَﺎ ِ ﻞ اﻟ ﱠ ﻳﻨﺪﻣﻪ آﻤﺎ ﻳﺒﻴﻦ ذﻟﻚ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ " َآ َﻤ َﺜ ِ ﻦ" ب ا ْﻟﻌَﺎَﻟﻤِﻴ َ ف اﻟﱠﻠ َﻪ َر ﱠ ﻚ ِإﻧﱢﻲ َأﺧَﺎ ُ ل ِإﻧﱢﻲ َﺑﺮِي ٌء ﻣﱢﻨ َ َﻓَﻠﻤﱠﺎ َآ َﻔ َﺮ ﻗَﺎ َ
(2اﻟﺪﻳﻮان ص 173 (3اﻵﻳﺔ 16ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺤﺸﺮ
10 2
)(2
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟـﺒـﻨـﺎء اﻟـﻔــــﻨﻲ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول :ﺑﻨﺎء اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎ واﻷوزان اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﺼﻮرة اﻟﻔﻨﻴﺔ
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ﺑﻨﺎء اﻟﻘﺼﻴﺪة:
10 3
اﻟﻤﻘ ﺼﻮد ﺑ ﻪ ﺷ ﻜﻞ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة واﻹﻃ ﺎر اﻟﻌ ﺎم ﻟﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ وﺣ ﺪة اﻟﻤﻮﺿ ﻮع اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ،واﻟ ﺘﺨﻠﺺ ،واﻟﺨﺎﺗﻤ ﺔ وﻗ ﺪ وﻗ ـﻒ اﻟﻨﻘ ﺎد ﻃ ﻮﻳﻼ ﻋﻨ ﺪ ﻣﻄﻠ ﻊ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ،وﻋﻨ ﺪ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻓﺎﺗﺤﺘﻬﺎ إﻟﻲ اﻟﻐﺮض ﻣﻨﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻋﻨﺪ ﺧﺎﺗﻤﺘﻬﺎ ،آﻤﺎ وﻗﻔ ﻮا ﻋﻨ ﺪ اﻻﻧﺘﻘ ﺎل ﻣ ﻦ ﺑﻴﺖ إﻟﻲ ﺑﻴﺖ وﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺷﻄﺮ إﻟﻲ اﻟﺸﻄﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺑﻞ ﻋﻨ ﺪ اﻻﻧﺘﻘ ﺎل ﻣ ﻦ آﻠﻤ ﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ إﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎورهﺎ
)(1
ﻄﻠﻊ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ آﺘ ﺐ اﻟﻨﻘ ـﺪ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ﻳﺠ ﺪ ﻣ ﺎ ﻳ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻲ إدراك اﻟﻨﻘ ﺎد ﻞ ﻣﻦ ﻳ ﱠ وﻟﻌ ﱠ ﻟﻤﻌﻨﻲ وﺣﺪة اﻟﻤﻮﺿﻮع ،ﻓﺎﺑﻦ ﻃﺒﺎ ﻃﺒﺎ ﻳﺮى إ ﱠﻧﻪ ﺳﻤـﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت اﻟﺠﻮدة ﻓﻲ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة إذ ﻳﻘـــﻮل) " : (2وأﺣﺴﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﻘـﻮل اﻧﺘﻈﺎﻣﺎ ،ﻳﺘﺴﻖ ﺑﻪ أوﻟﻪ ﻣﻊ أﺧ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻳﻨ ﺴﻘﻪ ﻗ ـﺎﺋﻠﻪ ،ﺑ ﻞ ﻳﺠ ﺐ أن ﺗﻜ ﻮن اﻟﻘ ﺼﻴﺪة آﻠ ﱠـﻬﺎ واﺣ ﺪة ﻓ ﻲ اﺷ ﺘﺒﺎﻩ أوﻟﻬ ﺎ ﺑﺂﺧﺮه ﺎ ﻧ ﺴﺠﺎ وﺣ ﺴﻨﺎ وﻓـ ﺼﺎﺣﺔ وﺟﺰاﻟ ﺔ أﻟﻔ ﺎظ ورﻗ ﺔ ﻣﻌ ﺎن ٍ ،وﺻ ﻮاب ﺗ ﺄﻟﻴﻒ ، وﻳﻜﻮن ﺧﺮوج اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ آ ﱢ ﻞ ﻣﻌﻨﻲ ﻳ ﺼﻨﻌﻪ ﺧﺮوﺟ ًﺎ ﻟﻄﻴﻔ ًﺎ ،ﺣ ﱠﺘ ﻰ ﺗﺨ ﺮج اﻟﻘ ﺼﻴﺪة آﺄﻧ ﱠـﻬﺎ ﻣﻔﺮﻏ ﻪ أﻓﺮاﻏ ًﺎ ،ﻻ ﺗﻨ ﺎﻗﺾ ﻓ ﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬ ﺎ وﻻ وه ﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬ ﺎ وﻻ ﺗﻜﻠﻔ ﺎ ﻓ ﻲ ﻧﺴﺠﻬﺎ " ،ﻓ ـﻈﺎهﺮ آ ﻼم اﺑ ﻦ ﻃﺒ ﺎ ﻃﺒ ﺎ ﻳﺠﻌ ﻞ اﻟـﻤـﻘ ـﺪﻣﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻳﺠ ﺊ ﺑﻬ ﺎ اﻟ ﺸﻌﺮاء، ﺳﻮاء أآﺎﻧﺖ ﻃﻮﻳﻠﺔ أم ﻗ ﺼﻴﺮة ﺟ ﺰءًا أﺳﺎﺳ ﻴﺎ ﻣ ﻦ أﺟ ﺰاء اﻟﻘـ ﺼﻴﺪة ،وﻟﻴ ﺴﺖ ﻏﺮﺿ ًﺎ ﻗﺎﺋﻤ ﺎ ﺑﺬاﺗ ﻪ ،وﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺸﻌﺮاء إﻻ ﻣﺮاﻋ ﺎة اﻟ ﺼﻠﺔ ﺑ ﻴﻦ أﺟ ﺰاء اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎراﺗﻬ ﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ 0 وﻗـﺪ آﺎن اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﺟﺎهـﻠـﻴـﺘـﻬـﻢ ﻳﻄﻴﻠﻮن ﻗﺼﺎﺋﺪهﻢ ،وﻳ ﻀﻤﻨﻮهﺎ اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ ﺴﻤﺔ إﻟ ﻲ أﻗ ﺴﺎم ، ن اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ﻋﻨ ﺪ ﺷ ﻌﺮاء اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﻣﻘ ﱠ اﻷﻏﺮاض ،وﻗﺪ ﻻﺣ ﻆ اﻟﻨﻘ ﺎد إ ّ وﻗﺪ أوﺿﺢ اﺑ ﻦ ﻗﺘﻴﺒ ﺔ ه ﺬا اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺘﻘﻠﻴ ﺪي ﻟﻠﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ،ﻓﻬ ﻲ ﺗﺒ ﺪأ ﺑ ﺬآﺮ اﻟ ﺪﻳﺎر واﻟﺪﻣﻦ واﻵﺛﺎر ،وﻳﺸﻜﻮ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ،وﻳﺒﻜ ﻲ ،وﻳﺨﺎﻃ ﺐ اﻟﺮﺑ ﻊ ،وﻳ ﺴﺘﻮﻗﻒ اﻟﺮﻓﻴ ﻖ؛ ﻟﻴﺠﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺳ ﺒﺒ ًﺎ ﻟ ﺬآﺮ أهﻠﻬ ﺎ اﻟﻈ ﺎﻋﻨﻴﻦ ﻋﻨﻬ ﺎ ،إذا آﺎﻧ ﺖ ﻧﺎزﻟ ﺔ اﻟﻌﻤ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻠ ﻮل
(1أﺣﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﺪوي" أﺳﺲ اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب" ،ﻧﻬﻀﺔ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ،ﺑﺪون ﺗﺎرﻳﺦ ،ص216 (2ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺒﺎ ﻃﺒﺎ اﻟﻌﻠﻮي "ﻋﻴﺎر اﻟﺸﻌﺮ" ﺷﺮح وﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺎﺗﺮ ،ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻧﻌﻴﻢ زر زور ،دار اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻴﺮوت ط1982 ،1م ،ص131 10 4
واﻟﻈﻌﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﻼف ﻣ ﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻧﺎزﻟ ﺔ اﻟﻤ ﺪر ﻻﻧﺘﻘ ﺎﻟﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء إﻟ ﻲ ﻣ ﺎء ،واﻧﺘﺠ ﺎﻋﻬﻢ اﻟﻜﻸ وﺗﺘﺒﻌﻬﻢ ﻣﺴﺎﻗﻂ اﻟﻐﻴﺚ ﺣﻴ ﺚ آ ﺎن ﺛ ﻢ وﺻ ﻞ ذﻟ ﻚ اﻟﻨ ﺴﻴﺐ ،ﻓﻴ ﺸﻜﻮ ﺷ ﺪة اﻟ ﺸﻮق وأﻟ ﻢ اﻟﻔ ﺮاق ،وﻓ ﺮط اﻟ ﺼﺒﺎﺑﺔ ؛ ﻟـﻴﻤ ـﻴﻞ ﻧﺤ ﻮﻩ اﻟـﻘ ـﻠﻮب وﻳ ﺼﺮف إﻟﻴ ﻪ اﻟﻮﺟ ﻮد ، وﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺑﻪ إﺻﻐﺎء اﻷﺳﻤﺎع إﻟﻴﻪ ؛ ﻷ ﱠ ن اﻟﺘﺸﺒﻴﺐ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻮس ﻻﺋﻂٌ ﺑﺎﻟﻘـﻠﻮب ، ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ اﷲ ﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺐ اﻟﻌﺒﺎد ﻣﻦ ﻣﺤ ﱠﺒﺔ اﻟﻐﺰل ،وإﻟﻒ اﻟﻨﺴﺎء ،ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻘ ﻞ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ إﻟﻲ ﻣ ﺎ ﻳ ﺴﺘﻮﺟﺐ ﺑ ﻪ اﻟﺤﻘ ﻮق ،ﻓﻴ ﺼﻒ رﺣﻠﺘ ﻪ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ ،وﻳ ﺸﻜﻮ اﻟﻨ ﺼﺐ واﻟ ﺴﻬﺮ وﺳﺮى اﻟﻠﻴﻞ ،وهﺰال اﻟﺮاﺣﻠﺔ واﻟﺒﻌﻴﺮ وﺣﺮ اﻟﻬﺠﻴﺮ ،ﻓ ﺈذا ﻋﻠ ﻢ إ ﱠﻧ ﻪ ﻗ ﺪ أوﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻲ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺣﻖ اﻟﺮﺟﺎء ،وذﻣﺎﻣﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻞ ،وﻗﺮر ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻧﺎﻟ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻜ ﺎرﻩ ﻓ ﻲ اﻟﻤـ ﺴﻴﺮ ﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺒﺎﻩ ﺑـﺪأ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﺢ ،ﻓﺒﻌﺜﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻜﺎﻓﺄة ،وه ﱠﺰﻩ ﻟﻠﺴﻤﺎح وﻓ ﱠ
)0 (1
ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺠﻴﺪ ﻋﻨﺪهﻢ ،ﻣﻦ ﻳﻌﺪل ﺑﻴﻦ هﺬﻩ اﻷﻗﺴﺎم ﻣﻦ ﻏﻴﺮ إﻃﺎﻟﺔ ﺗﺒﻌﺚ اﻟﻤﻠ ﻞ إﻟﻲ اﻟﺴﺎﻣﻊ ،أو ﺗﻘﺼﻴﺮ ﺗﻮد اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻌﻪ أن ﻳﻄﻴﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮ) ،(2هﺬا ه ﻮ ﻣ ﻨﻬﺞ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ﻟﻤﻦ أراد ﻟﺸﻌﺮﻩ اﻟﺬﻳﻮع وﺳﻂ اﻟﻨﻘﺎد واﻟﺮواة اﻟﻘﺪﻣﺎء 0 وأﻣ ﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ أرادوا اﻟﺘﺠﺪﻳ ﺪ واﻟﺨ ﺮوج ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻷﻗ ﺴﺎم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ﺔ ﻓﻘ ﺪ ﻗﻮﺑﻠ ﻮا ﺑﻤﻌﺎرﺿ ﺔ ﺷ ﺪﻳﺪة ﻣ ﻦ ﺟﺎﻧ ﺐ اﻟﻨﻘ ﺎد واﻟ ﺮواة اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳ ﺴﻤﺤﻮا ﻟﻬ ﻢ ﺣﺘ ﻰ ﺑﺈﺗﺒ ﺎع ه ﺬﻩ ي ،ﻓﺎﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻳﻘ ﻮل " :وﻟ ﻴﺲ ﻟﻤﺘ ﺄﺧﺮ اﻷﻗﺴﺎم إﺗﺒﺎﻋ ًﺎ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻳﻔﺮﺿﻪ اﻟﺘﻄ ﱠﻮر اﻟﺤﻀﺎر ّ اﻟﺸﻌﺮاء أن ﻳﺨﺮج ﻋﻦ ﻣﺬهﺐ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﻗ ﺴﺎم ﻓﻴﻘ ﻒ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻨ ﺰل ﻋ ﺎﻣﺮ أو ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﺸﻴﺪ اﻟﺒﻨﻴﺎن؛ﻷن اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ وﻗﻔﻮا ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻨﺰل اﻟﺪاﺛﺮ ،واﻟﺮﺳ ﻢ اﻟﻌ ﺎﻓﻲ ،أو ﻳﺮﺣﻞ ﻋﻠﻲ ﺣﻤﺎر أو ﺑﻐﻞ وﻳ ﺼﻔﻬﻤﺎ ؛ﻷن اﻟﻤﺘﻘ ﺪﻣﻴﻦ رﺣﻠ ﻮا ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﺎﻗ ﺔ واﻟﺒﻌﻴ ﺮ ،أو ﻳﺮد ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻌ ﺬاب اﻟﺠ ﻮاري؛ ﻷن اﻟﻤﺘﻘ ﺪﻣﻴﻦ وردوا ﻋﻠ ﻲ اﻷرض اﻟﻄ ﻮﻣﻲ ،أو ﻳﻘﻄ ﻊ إﻟ ﻲ اﻟﻤﻤ ﺪوح ﻣﻨﺎﺑ ﺖ اﻟﻨ ﺮﺟﺲ واﻵﺳ ﻲ واﻟ ﻮرد؛ﻷن اﻟﻤﺘﻘ ﺪﻣﻴﻦ ﺟ ﺮوا ﻋﻠ ﻲ ﺤ ْﻨ َﻮة واﻟﻌﺮارة "000 ﻗﻄﻊ ﻣﻨﺎﺑﺖ اﻟﺸﻴﺢ واﻟ َ
(1اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء ج ،1ص 21-20 (2اﻟﻤﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ ص 21 (1اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء ص 22 10 5
)(3
وﻳﺒ ﺪو أن ه ﺆﻻء اﻟ ﺮواة واﻟﻨﻘ ﺎد ﻗ ﺪ أﺳﺮﻓ ـﻮا ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﺸﻌﺮاء ؛ﻷ ﱠﻧﻬ ﻢ ﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﺿﻤﻨﻮا ﺷﻌﺮهﻢ ﺗﻠﻚ اﻹﻏﺮاض اﻟﺘﻲ أوﺿ ﺤﻬﺎ اﺑ ﻦ ﻗﺘﻴﺒ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﺼﺪوا اﻟﻘﺼﻴﺪ و ﱠ ﻗ ﱠ ﻳﻘﺼﺪون رﺳ ﻢ ﻣ ﻨﻬﺞ ﻣﻌ ﻴﻦ ﻟﻠﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ﻟﻴ ﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﺸﻌﺮاء إﻟ ﻰ اﻷﺑ ﺪ ،وإﻧﻤ ﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﺼﺪون هﺬﻩ اﻷﻏﺮاض ﻟﺬاﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن أﻣﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻄﺮﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻓﻄﺮوا ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻀﻠﻮا اﻟ ﺸﻌﺮ وﻗﺪ آﺎن اﻟﻨﻘﺎد ﻣﺘﻌﺼﺒﻴﻦ ﻟﻠﻘﺪﻳﻢ ﺣﻨﻲ ﺑﻠﻎ ﺑﻬﻢ هﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ إﻟﻰ أ ﱠﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔ ﱠ اﻟﺠﺎهﻠﻲ ﻷﺳﺒﺎب ﻓﻨ ﱠﻴﻪ ﻣﻦ ﺻﺪق اﻹﺣﺴﺎس واﻟﺠﻮدة ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎرة أو ﺣﺴﻦ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ إ ﱠﻧﻤ ﺎ ﻣﺠ ﺮد ﺳﺒﻘ ـﻪ ﻓﻴﻘ ﻮل أﺑ ﻮ ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻼء) ": (1ﻟﻘ ﺪ آﺜ ﺮ ه ﺬا اﻟﻤﺤ ﺪث ﺣﻨ ﻲ هﻤﻤ ﺖ ﺑﺮواﻳﺘﻪ" ،وآﺎن اﺑﻦ اﻹﻋﺮاﺑﻲ ﻳﻘﻮل :ﻋﻦ ﺷﻌﺮ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ " إن آﺎن هﺬا ﺷﻌﺮًا ﻓﻤ ﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻃﻞ " ) ،(2وهﺬا ﻣﻨﺘﻬﻲ اﻟﺘﻌﺴﻒ ﺣﺘ ﻰ إن ﻧﺎﻗ ﺪًا آ ﺎﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒ ﺔ أﺧ ﺬ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ذﻟ ﻚ ووﻗ ﻒ ﺿ ﺪ ه ﻢ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ ﺑ ﺮﻏﻢ ﻣﻴﻠ ﻪ ﻟﻠﻘ ﺪﻳﻢ ،ﻓﻘ ﺪ ﺛ ﺎر ﻋﻠ ﻲ اﺳﺘﺤ ﺴﺎﻧﻬﻢ ﻟﻠﻘﺪﻳﻢ ﻟﻘﺪﻣﻪ واﺳﺘﻬﺠﺎﻧﻬﻢ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻟﺤﺪاﺛﺘﻪ ،وآﺎن ﻳﻘﻮل " :ﻟﻢ أﺳﻠﻚ ﻓﻴﻤ ﺎ ذآﺮﺗ ﻪ ﻣ ﻦ ﺷﻌﺮ آﻞ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﺨﺘﺎر ﻟﻪ ﺳﺒﻴﻞ ﻣ ﻦ ﻗﱠﻠ ﺪ أو اﺳﺘﺤ ﺴﻦ ﺑﺎﺳﺘﺤ ﺴﺎن ﻏﻴ ﺮﻩ ،وﻻ ﻧﻈ ﺮت إﻟﻰ اﻟﻤﺘﻘﺪم ﻣﻨﻪ ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺠﻼﻟﺔ ﻟﺘﻘﺪﻣﻪ وإﻟﻰ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮ ﺑﻌ ﻴﻦ اﻻﺣﺘﻘ ﺎر ﻟﺘ ﺄﺧﺮﻩ ﺑ ﻞ ﻧﻈ ﺮت ﺑﻌﻴﻦ اﻟﻌﺪل ،ﻋﻠﻲ اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ وأﻋﻄﻴﺖ آﻼ ﺣﻈﻪ ووﻓﺮت ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘ ﻪ ،ﻓ ﺈ ﱢﻧﻲ رأﻳ ﺖ ﻣ ﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺠﻴﺪ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺴﺨﻴﻒ ﻟﺘﻘﺪم ﻗﺎﺋﻠ ﻪ وﻳ ﻀﻌﻪ ﻓ ﻲ ﻣﺘﺨﻴ ﺮﻩ ،و ُﻳ ﺮ ِذل اﻟ ﺸﻌﺮ ﻻ أ ﱠﻧﻪ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻪ ،أو أﻧﻪ رأى ﻗﺎﺋﻠﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻘ ﺼﺮ اﷲ اﻟﺮﺻﻴﻦ وﻻ ﻋﻴﺐ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻩ إ ّ ﺺ ﺑﻪ ﻗﻮم دون ﻗﻮم ﺑ ﻞ ﺟﻌ ﻞ اﷲ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺸﻌﺮ واﻟﺒﻼﻏﺔ ﻋﻠﻲ زﻣﻦ دون زﻣﻦ وﻻ ﺧ ﱠ ذﻟﻚ ﻣﺸﺘﺮآًﺎ ﻣﻘ ﺴﻮﻣًﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻋﺒ ﺎدﻩ ﻓ ﻲ آ ﱢ ﻞ ﻗ ﺪﻳﻤﺎ ﺣ ﺪﻳﺜًﺎ ﻓ ﻲ ﻋ ﺼﺮﻩ ﻞ ده ﺮ ،وﺟﻌ ﻞ آ ﱢ ﻲ ﻓ ﻲ أوﻟ ﻪ ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﺟﺮﻳ ﺮ واﻟﻔ ﺮزدق واﻷﺧﻄ ﻞ وأﻣﺜ ﺎﻟﻬﻢ ﻳﻌ ﱠﺪون ف ﺧﺎرﺟ ٍ وآﻞ ﺷﺮ ٍ ﻞ ﻣ ﻦ أﺗ ﻲ ﺑﺤ ﺴﻦ ﻣﺤﺪﺛﻴﻦ 000ﺛﻢ ﺻﺎر هﺆﻻء ﻗﺪﻣﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻬﺪ ﻣﻨﻬﻢ 000ﻓﻜ ﱡ
(2ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺼﺪر ص 11 (3اﻟﻤﻮﺷﺢ ص304 10 6
ﻣﻦ ﻗﻮل أو ﻓﻌﻞ ذآﺮﻧﺎﻩ ﻟﻪ واﺛﻨﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻠﻤﺘﻘﺪم أو اﻟ ﺸﺮﻳﻒ ﻟ ﻢ ﻳﺮﻓﻌ ﻪ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ ﺷ ﺮف ﺻﺎﺣﺒﻪ وﻻ ﺗﻘﺪﻣﻪ " )0 (1 وﺑﻌﺪ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻗ ﺪ ﺗﻄ ﻮل أو ﺗﻘ ﺼﺮ ﻳﻨﺘﻘ ﻞ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ إﻟ ﻲ اﻟﻐ ﺮض اﻟ ﺬي ﻣﻦ أﺟﻠﻪ أﻧﺸﺄ اﻟﻘﺼﻴﺪة وﻳﺴﻤﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎد ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺨﺮوج وهﻮ إن ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻨ ﺴﻴﺐ إﻟﻲ اﻟﻤﺪح أو ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻠﻄﻒ ) ، (2وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳ ّﻤﺎﻩ ﺗﺨﻠﺼ ًﺎ ﻓﺎﺑﻦ ﺧﻔﺎﺟ ﺔ ﻳﻘ ﻮل) " : (3ﻣ ﻦ ﺻﺤﺔ اﻟﻨﺴﻖ واﻟﻨﺼﺐ أن ﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻲ واﺣﺪ ﻓﺈذا أراد أن ﻳ ﺴﺘﺄﻧﻒ ﻣﻌﻨ ﻲ ﺁﺧ ﺮ أﺣ ﺴﻦ اﻟ ﺘﺨﻠﺺ إﻟﻴ ﻪ ﺣﺘ ﻰ ﻳﻜ ﻮن ﻣﺘﻌﻠﻘ ًﺎ ﺑ ﺎﻷول وﻏﻴ ﺮ ﻣﻨﻘ ـﻄ ٍﻊ ﻋﻨ ﻪ " وﻗ ﺪ اﺳﺘﺤﺴﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ ؛ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻧﻘﻄﺎع اﻟﻜﻼم اﻟﻤﺴﺘﺮﺳﻞ ،وهﻮ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ وﺣﺪة اﻟﻘﺼﻴﺪة 0 ﻼ ﻋ ﱠﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ،ﺑﻞ اﻧﺘﻘ ﻞ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻌﻨ ﻲ إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ وإذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﺘﺼ ً ﻞ ﻣﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺗﻌﻠ ﻖ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺳ ﱠﻤﻲ اﻗﺘ ﻀﺎﺑ ًﺎ ،وﻃﻔ ـﺮًا ،واﻧﻘ ـﻄﺎﻋُﺎ ،إذ آ ﺄن اﻟ ﺸﺎﻋﺮ اﺳ ﺘﻬ ﱠ آﻼﻣًﺎ ﺁﺧﺮ ) (4وﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﺎ ﺳ ﱡﻤﻮﻩ ﺑﺎﻻﺳﺘﻄﺮاد ،وهﻮ أن ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻲ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤ ّﺮ ﻓﻴﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﻨﻲ ﺁﺧﺮ) (5ﻣﺜﻞ ﻗﻮل ﺣﺴﺎن : ث ﺑﻦ هﺸﺎ ِم ﺠﻲ اﻟﺤﺎر ِ ت َﻣ ْﻨ َ ﺠ ْﻮ ِ ﺣ ّﺪﺛ ْـ ِﻨﻲ ﻓَـ َﻨ َ ﺖ َآﺎ ِذ َﺑ َﺔ اﻟﺬي َ ن ُآ ْﻨ ِ إْ ﺠــــــــﺎ ِم ﻃﻤ ﱠﺮ ِة وﻟ َ ﻞ دَوﻧَﻬﻢ َو َﻧﺠﺎ ﺑﺮأس ِ ن ُﻳ َﻘﺎ ِﺗ َ ﺣ ﱠﺒﺔ أ ْ ك اﻷ ِ َﺗ َﺮ َ
)(6
ن اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ هﺸﺎم ﻓ ﱠﺮ ﻳﻮم ﺑﺪر ﻋﻦ أﺧﻴﻪ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ0 وذﻟﻚ إ ّ وﻻﺑﺪ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﺧﺎﺗﻤﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺷﻜﻠﻬﺎ ،وهﻲ ﻻ ﺗﻘﻞ أهﻤﻴ ﻪ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ، وﻳﺴ ﱠﻤﻲ اﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻨﻲ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺠﻴ ﻞ ﺗ ﺸﺒﻴﻬﺎ ﻟﻬ ﺎ ﺑﺘﺤﺠﻴ ﻞ اﻟﻔ ﺮس ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘ ﻮل " :إذا ذﻳﻠﺖ أواﺧـﺮ اﻟﻔﺼﻮل ﺑﺎﻷﺑﻴ ﺎت اﻟﺤﻜﻤ ﱠﻴ ﺔ واﻻﺳ ﺘﺪﻻﻟ ﱠﻴﺔ اﺗ ﻀﺤﺖ ﺷ ﻴﺎت اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ ﻋﻠﻲ أﻋﻘﺎﺑﻬ ﺎ ،ﻓﻜ ﺎن ذﻟ ﻚ ﺑﻤﻨﺰﻟ ﻪ اﻟﺘﺤﺠﻴ ﻞ ،وزادت اﻟﻔ ﺼﻮل ﺑ ﺬﻟﻚ ﺣ ﺴﻨًﺎ (1اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء ،ص 11 ،10 (2اﻟﻌﻤﺪة ج 1ص372 (3اﺑﻦ ﺳﻨﺎن اﻟﺨﻔﺎﺟﻲ "ﺳﺮ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ"ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ هﺠﻮ وأوﻻدﻩ اﻟﻘﺎهﺮة1996 ،م ﺑﺪون ط ،ص 259 (4اﻟﻌﻤﺪة ص157؛ ﺧﺰاﻧﺔ اﻷدب ص 186 (5اﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ ص382 (6اﻟﻄﻤﺮة :اﻟﻔﺮس اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﻌﺪو /اﻷﻏﺎﻧﻲ 174 /4 10 7
ووﻗﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس أﺣﺴﻦ ﻣﻮﻗﻊ " ) (1وﻟ ﺬا ﻳﺴﺘﺤ ﺴﻦ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻜ ﻼم ﺑﺄﺣ ﺴﻦ ﺧﺎﺗﻤ ﻪ وﻳﻘﻮل اﺑﻦ أﺑﻲ اﻹﺻﺒﻊ) " : (2ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ واﻟﻨ ﺎﺛﺮ أن ﻳﺨﺘﻤ ﺎ آﻼﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﺄﺣ ﺴﻦ ﺧﺎﺗﻤﻪ ﻓﺈ ﱠﻧﻬﺎ أﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﺒﻘﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﻤﺎع وﻷ ﱠﻧﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﺣﻔﻈ ﺖ ﻣ ﻦ دون ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﻜ ﻼم ﻓ ﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻷﺣﻮال ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ رﺷﺎﻗﺘﻬﺎ ،وﻧﻀﺠﻬﺎ ،وﺣﻼوﺗﻬﺎ ،وﺟﺰاﻟﺘﻬﺎ "
0
واﻟﺒﻠﻐﺎء ﻳﻌﻨﻮن ﺑ ﺄن ﻳﻨﺘﻬ ﻲ آﻼﻣﻬ ﻢ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﻨﻲ اﻟﺒ ﺪﻳﻊ واﻟﻠﻔ ﻆ اﻟﺤ ﺴﻦ اﻟﺮﺷ ﻴﻖ
)(3
وﻟﺬﻟﻚ ﻗﻴ ﻞ أﻧ ﻪ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳﻜ ﻮن أﺧ ﺮ ﺑﻴ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة أﺟ ﻮد ﺑﻴ ﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ ،وأدﺧ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌﻨﻲ اﻟﺬي ﻗﺼﺪ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ ) ،(4وﻻ ﻳﺨﺘﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗ ﺼﻴﺪﺗﻪ ﻣﻘﻄﻮﻋ ﺔ ﺗﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﻬ ﺎ اﻟ ﻨﻔﺲ وﺗﻜ ﻮن راﻏﺒ ﺔ ﻓﻴﻬ ﺎ ،وﺗﻨﺘﻈ ﺮ أن ﻳﻜ ﻮن ﻟﻠﻜ ﻼم ﺑﻘﻴ ﺔ ،وﻟ ﻪ ﺻ ﻠﺔ وﻣ ﻦ أﻣﺜﻠ ﺔ اﻟﻤﻘﺎﻃﻊ اﻟﺠﻴﺪة ﻗﻮل اﺑﻦ اﻟﺰﺑﻌﺮى :ﻳﻌﺘﺬر ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻓﺨﺬ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻋﻦ ذﻧﻮب ﻗﺪ ﺧﻠﺖ
ﻒ ﺗﺎﺋﺐ واﻗﺒﻞ ﺗﻀﺮع ﻣﺴﺘﻀﻴ ٍ
ﻓﺠﻌ ﻞ ﻧﻔ ﺴﻪ ﻣﺴﺘ ﻀﻴﻔﺎ وﻣ ﻦ ﺣ ﻖ اﻟﻤﺴﺘ ﻀﻴﻒ أن ﻳ ﻀﺎف وإن أﺿ ﻴﻒ ﻓﻤ ﻦ ﺣﻘ ﻪ أن ﻳﺼﺎن ،وذآﺮ ﺗﻀﺮﻋﻪ ،وﺗﻮﺑﺘﻪ ﻣﻤ ﺎ ﺳ ﻠﻒ ،ﻓﺠﻌ ﻞ اﻟﻌﻔ ﻮ ﻣ ﻊ ه ﺬﻩ اﻷﺣ ﻮال ﻓ ﻀﻴﻠﺔ ، ﻓﺠﻤﻊ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻔﻮ
)(5
وﺑﻌﺪ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻋ ﻦ اﻟ ﺸﻜﻞ اﻟﻌ ﺎم ﻟﻠﻘ ﺼﻴﺪة ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ ،واﻟ ﺘﺨﻠﺺ، واﻟﺨﺎﺗﻤ ﺔ،وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟ ﻲ ﺷ ﻌﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﻪ ﻳﺒ ﺪو أ ﱠﻧ ﻪ ﺳ ﺎر ﻋﻠ ﻲ ﻧﻬ ﺞ اﻷﻗ ﺪﻣﻴﻦ ﺣﻴﻨ ًﺎ وﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﺣﻴﻨًﺎ ﺁﺧﺮ ،ﻓﻘ ﺪ ﺛ ﺎر ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﺸﻌﺮاء وﻻﺳ ﱠﻴﻤﺎ اﻟﻤﻮﻟ ﱠـﺪﻳﻦ أﻣﺜ ﺎل :أﺑ ﻮ ﻧ ﻮاس ، وﺳ ﻠﻢ اﻟﺨﺎﺳ ﺮ ،وأﺷ ﺠﻊ اﻟ ﺴﻠﻤﻲ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻨﻬﺞ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﺘﻘﻠﻴ ﺪي ؛ وﻣ ﻦ ﻣﻈ ﺎهﺮ ه ﺬﻩ اﻟﺜﻮرة ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﻠﻄﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﻬ ﺎ اﻟ ﺸﻌﺮاء واﻟﻤﻐﻨ ﻮن واﻟﻤﻐﻨﻴ ﺎت ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ
(1ﺣﺎزم اﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻨﻲ"ﻣﻨﻬﺎج اﻟﺒﻠﻐﺎء وﺳﺮاج اﻷدﺑﺎء " ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،ط ،3دار اﻟﻌﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻴﺮوت 1986م ،ص 300 (2أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ زآﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ اﺑﻦ ﻇﺎﻓﺮ اﻟﻤﻌﺮوف ﺑﺄﺑﻲ اﻹﺻﺒﻊ" ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺘﺤﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﻨﺜﺮ وإﻋﺠﺎز اﻟﻘﺮﺁن" ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻨﻔﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺮف ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺸﺌﻮن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،اﻟﻘﺎهﺮة ﺑﺪون ﺗﺎرﻳﺦ ج ،2ص616 (3اﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ ص427 (4ﻧﻔﺴﻪ 429 (5ﻧﻔﺴﻪ 429 10 8
ﻆ ﻻ ﺑ ﺎس ﺑ ﻪ إذ اﻟﻌﺼﺮ وﻗﺪ أورد أﺑﻮ اﻟﻔﺮج اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ أﻏﺎﻧﻴﻪ ،وﻻﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺣ ﱞ ذآﺮ ﻟﻪ أﺑﻮ اﻟﻔﺮج ﺑﻌﺾ اﻷﺻﻮات 0 أ ﱠﻣ ﺎ اﻟﻤﻈﻬ ﺮ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻓﻬ ﻮ اﻟﺜ ﻮرة ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘ ﺪﻣﺎت اﻟﻘ ﺼﺎﺋﺪ ﺑ ﺴﺒﺐ ﻃﻮﻟﻬ ﺎ واﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻘـﺼﻴﺮهﺎ وﻟﻘﺪ ﻟﻘﻴﺖ هﺬﻩ اﻟﺜﻮرة ﺗﺸﺠﻴﻌ ًﺎ آﺒﻴﺮًا ﺣﺘﻰ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻠﻔ ﺎء أﻧﻔ ﺴﻬﻢ ، ووﺟﺪت ﻣﻴﻼ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء أﻳﻀﺎ ،وﻟﻘﺪ اﺳﺘﺠﺎب اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻨﺪاء ﺧ ﺼﻮﺻﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻊ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮر ﺣﻴﻨﻤ ﺎ وﻓ ﺪ إﻟﻴ ﻪ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻣ ﻊ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﻌﺮاء ،ووﻗ ﻒ اﻟﺠﻤﻴ ﻊ ﺑﺒ ﺎب اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ ﻓﺨ ﺮج إﻟ ﻴﻬﻢ اﻟﺮﺑﻴ ﻊ ﺣﺎﺟ ﺐ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ﻓﻘ ﺎل ﻟﻬ ﻢ إ ّ ن اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ ﻳﻘ ﻮل ":ﻣ ﻦ ﻣ ﺪﺣﻨﺎ ﻓﺎﻗﺘ ﺼﺮ أﺟﺰﻧ ﺎﻩ وﻣ ﻦ أﻓ ـﺮط ﻻ ن اﻟﺠﺎﺋﺰة أﻟﻒ واﻟﻌﻘﻮﺑﺔ أﻟﻒ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﺸﻌﺮاء ذﻟﻚ اﻧﺼﺮﻓﻮا إ ّ وﺗﺠﺎوز ﻋﺎﻗﺒﻨﺎﻩ وأ ّ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﺈ ﱠﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺮح ودﺧﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ وأﻧﺸﺪﻩ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻗﺪم ﻟﻬﺎ ﺑﺒﻴﺘﻴﻦ ﻓﻘ ﻂ ﻗـــــــــــــﺎﺋـﻼ: ﻞ ﺨﺄﻳ ُ ﺼﺒَﺎ اﻟـﻤُـ َﺘ َ ﻚ اﻟ ﱢ ى ﺛَـﻮْﺑَـ ُﻪ ﻋـَﻨ َ ﺳَﺮ َ
ﻞ ﻂ اﻟـﻤُـﺰَا ﻳــ ُ ع ﻟـﻠـﺒـَﻴـْﻦ ِ اﻟﺨـَﻠـﻴ ْـ ُ َو َو ﱠد َ
ﻞ ﺐ اﻟﻤُـﻨـْﺘـَﻀﻲ َﻓﺎﻟـﺴﱠﻼ ِﺋ ُ ﻀ ُ ﻒ َروَاوَة ٍ ﻓَـﺮِﻳ ٌﻢ ﻓـَﻬَـ ْ ﺳﻤَﺎ َء ﻧَﻌ ْـ ُ ﻒ ﻣِﻦ أ ْ ﻋَـﻔَﺎ اﻟـﻨـﱠﻌ ْـ ُ
)(1
ﺛﻢ اﺳﺘﺄﻧﻒ اﻟﻤﺪح ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺠﺎوز أﺑﻴﺎﺗﻪ أرﺑﻌﻪ ﻋﺸﺮ ﺑﻴﺘًﺎ ،وﻟ ﺬﻟﻚ أﺟ ﺎزﻩ اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ وأﻣ ﺮ ﻟ ﻪ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة أﻃ ﻮل ﻗ ﺼﺎﺋﺪﻩ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ،ﻓﻤﻌﻈ ﻢ ﺑﻌ ﺸﺮﻩ أﻻف دره ﻢ ) ، (2وﻟﻌ ﱠ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ اﻷﺧﺮى ﻟﻢ ﻳﻘ ّﺪم ﻟﻬﺎ أو ﻟﻢ ﻳﻄﻞ ﻓﻴﻬﺎ آﻘﻮﻟﻪ : ﻀﺮْب ِ ﺑﺎﻟــﺬﱠاﺑــِﻞ ِ ﺶ إﻟﻲ اﻟ َ ن أهـ ﱠ ﻲ ﺗـَﻌـْﻠــَﻤـُــﻮ َ ي ﻓـَﺘ ً ﻞأ ﱡ إذَا ﻗـِـﻴ ْـ َ ب ﻟـِﻠـْﻘــِﺮن ِ ﻳَﻮ َم اﻟﻮَﻏﻰ ﺿ َﺮ َ وَأ ْ ﻚ أآُـﻒﱡ اﻷﻧــَﺎم ِ أ ﺷَﺎرَت إﻟـﻴـْـ َ
وَأﻃـْﻌَـ َﻢ ﻓﻲ اﻟـﺰﱠﻣـَﻦ ِاﻟﻤَﺎﺣـِـــﻞ ِ ) (3
إﺷَﺎرَة َﻏَـ ْﺮﻗﻲ إﻟﻲ ﺳَﺎﺣـِـــﻞ ِ
أ ﱠﻣﺎ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ اﻷﻣﻮ ﱠﻳﺔ ﻓﻬﻲ ﻃﻮﻳﻠﺔ إﻟﻲ ﺣﺪ ﻣﺎ وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻬﺎ اﻟﻤﻌﻠﻘﺎت ،وﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺗﺒﺪأ ﺑﻤﻘﺪﻣﺎت ﻏﺰﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺪح ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻘﺪ ﻗﺪم ﻟﻬﺎ ﻳﻘﻮل:
(1آﻞ اﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ذآﺮهﺎ ﻣﻦ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ /اﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻮان ص 169 (2ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد ج 6ص127 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 195 10 9
ﺳﻠ ْـﻤﻰ ﺐ َ ﻼ ﻣﻦ ﺣُـ ﱢ ﺖ ﺣَـ َﺒﺎﺋ ً ﺻ َﺮ ْﻣ َ َ
ﻟـِـﻬــِـﻨ ْـ ٍﺪ َﻣﺎ ﻋَـﻤـَـــــ ْﺪت ﻟِـﻤُـﺴ ْـﺘـَـ َﺮاح ِ
ﻖ هِـﻨــ ْـــــﺪًا ﻻ ﺗَـﻠـ ْـ َ ﻚ إن ﺗَـﻘِـ ْﻢ َ ﻓـَﺈﻧــﱠـ َ
ﺻﺎﺣﻲ ﻚ ﻏَـﻴ ُﺮ َ ﻞ ﻓَـﻘَـﻠـ ْـﺒُـ َ ن ﺗَـ ْﺮﺣَـ ْ وإ ْ )(1
ﺼـﺒـَــﺎح ﺣـــﺘﱠـﻰ اﻟــ ﱠ ق ﻟــﻴـﻠـَـﻪ َ َو َﻳﺄر ُ
ﻞ ﻧَـﻬَـﺎ َر ُﻩ َﻳـﻬـْـ ِﺬى ﺑـِـﻬِـــــــﻨــْـ ٍﺪ ﻳَـﻈَـ ﱡ
ﺛﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﺪح وﺗﺒﻠﻎ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﺑﻴﺘًﺎ 0 وﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى ﻳﻤﺪح ﺑﻬﺎ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﻄﻴﻊ ﺑ ﺪأهﺎ ﺑﻤﻘﺪﻣ ﻪ ﻟﻄﻴﻔ ﻪ ﻻ ﺗﻌﺪو اﻟﺜﻼﺛﺔ أﺑﻴﺎت ﻓﻴﻘﻮل : أرﱠﻗـﺘـ ِﻨﻲ ﺗـَﻠــُﻮﻣُﻨﻲ ُأمﱡ ﺑـــﻜـْــﺮ ٍ
ﺑَﻌـ َﺪ هَـﺪء ٍ و اﻟـﻠـﱠﻮ ُم ﻗـَـﺪ ﻳــُـﺆذِﻳﻨـﻲ
ﺖ ﺖ ﻗـَﺎﻟَـ ْ ن ُﺛﻤﱠـ َ ﺣَـ ﱠﺬ َرﺗْﻨﻲ اﻟـ ﱠﺰﻣَﺎ َ
ﻟـَﻴـ َ ن ﺑﺎﻟــﻤـَـﺄﻣـُـﻮن ِ ﺲ هَـﺬَا اﻟـ ﱠﺰﻣَــﺎ ُ
ﺖ ﻟﻤﱠﺎ هـَﺒـﱠﺖ ﺗـُﺤَـ ﱢﺬرُﻧﻲ اﻟﺪﱠهـْـ ﻗـُﻠ ُ
َر دَﻋـﻲ اﻟﻠـﱠﻮ َم ﻋـَـﻨﻚ ِ وَاﺳـ َﺘـﺒـ ِﻘﻴـﻨﻲ
ن ذَا اﻟﺠـُﻮد ِ وَاﻟﻤـَﻜـَﺎر ِم ِ إِﺑﺮَا إﱠ
ﻞ ﻣـَـﺎ ﻳـَﻌـﻨـِـﻴــﻨﻲ هﻴ َﻢ ﻳـَﻌــﻨـﻴـﻪ ِآـُـ ﱠ
) (2
وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح إﻟﻲ أن ﺗﺒﻠﻎ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺑﺎﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺑﻴﺎت 0 وﻣﻦ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻟﻬﺎ أآﺒﺮ اﻷﺛﺮ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻘ ﺪﻣﺎء واﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ،وهﺬا اﻟﻤﻈﻬ ﺮ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﻤﻮﺿ ﻮع ه ﺬﻩ اﻟﻤﻘ ﺪﻣﺎت ،ﻓـﻘ ـﺪ اﻋﺘ ﺮض ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻋﻠﻲ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺑﺬآﺮ اﻷﻃﻼل ووﺻ ﻔﻬﺎ واﻟﺒﻜ ﺎء ﻋﻠﻴﻬ ﺎ آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻳﻔﻌ ﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺷﻌﺮاء اﻟﺠﺎهﻠ ﱠﻴﺔ ،وﻳﻮﺿﺢ اﻟﺪآﺘﻮر ه ﱠﺪارة أﺛﺮ هﺆﻻء اﻟﻤﻮﻟﱠـﺪﻳﻦ ﻓﻲ إﺷﻌﺎل هﺬﻩ اﻟﺜﻮرة إذ إﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﻤﺜﻠﻮن اﻟﻐﺎﻟﺒﻴ ﺔ اﻟﻌﻈﻤ ﻲ ﻟ ﺸﻌﺮاء ه ﺬا اﻟﻌ ﺼﺮ وآ ﺎن ﻣﻌﻈﻤﻬ ﻢ ﻻ ﺗﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أي رواﺑﻂ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ
)(3
ﻓﺎﻧﺼﺮف ﺟﻤﺎﻋ ﻪ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻳﻨ ﺪدون ﺑﻬ ﺬﻩ
اﻟﻤﻘﺪﻣﺎت ﻟﻴﺼﻮﻏﻮا ﻣﺤﻠﱠـﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺠﺪﻳﺪ ووﺟﺪت هﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮة هﻮى ﻓﻲ ﻧﻔ ﻮس اﻟ ﺸﻌﺮاء ﻓﺄﺧ ﺬوا ﻳﻔﺘﺘﺤ ﻮن ﻗ ﺼﺎﺋﺪهﻢ ﺑ ﺎﻟﻐﺰل أو وﺻ ﻒ اﻟﺨﻤ ﺮ أو اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮ ﻋ ﻦ ﻣ ﺸﺎﻋﺮهﻢ ﺑﺎﻟ ﺼﻮرة اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌﺠ ﺒﻬﻢ وﻇﻬ ﺮ ه ﺬا اﻟﺘﺠﺪﻳ ﺪ واﺿ ﺤﺎ ﻋﻨ ﺪ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﺷﻌﺮاء هﺬا اﻟﻌﺼﺮ 0
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 85 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 238 (3اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺸﻌﺮ ،ص 148وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ 11 0
وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺗﺠﺪﻩ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺪﻳﺒﺎﺟﻪ ﻣﻌﻴﻨﻪ ﻳﺒﺪأ ﺑﻬﺎ ﻗـ ﺼـﺎﺋﺪﻩ ،وآ ﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺑﻜﺎء اﻷﻃﻼل ﻣـﻨـﻘـﺎدًا ﻣﻊ ﺗﻴﺎر اﻟﻤﺠﺪدﻳﻦ ،وإ ﱠﻧﻤﺎ ﺑﺪأ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻤﻘﺪﻣﺎت ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ وأﺣﺎﺳﻴﺲ آ ﺎن ﻳﻌﺎﻧﻴﻬ ﺎ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ آﻤ ﺎ ﺑ ﺪأ ﺑﻌ ﻀﻬﺎ ﺗﻘﻠﻴ ﺪﻳًﺎ ،وﻟﻜﻨ ﻪ آﺎن ﻳﺨﺘﺼﺮ اﻟﻤﻘﺪﻣﺎت ﺗﻤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ روح اﻟﻌﺼﺮ ،وﻣﺤﺎﺑﺎة ﻟﻠﻨﻘﺎد 0 أﻣﺎ ﻣﻘﺪﻣﺎت ﻣﺪاﺋﺤﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻣﻮي ﻧﺠ ﺪﻩ ﻳﻔﺘﺘﺤﻬ ﺎ ﺑﻮﺻ ﻒ اﻷﻃ ﻼل ﻋﻠ ﻲ ﻋﺎدة اﻟﻘﺪﻣﺎء ﻣﺜﻞ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : ﺖ ﻣـِﻦ ِد ْﻣﻨَـ ٍﺔ وَﻣﻦ ﻃـَﻠــَﻞ ِ ﻦ ﻣَــﻠـَـﻞ ِ ﺣـُﻴـﱢﻴـ ِ ﺠَــﺰْع ِﻣــ ْ ﻳَﺎ دَا َر ﺳُﻌـﺪَى ﺑﺎﻟ ِ
)(1
وﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : س اﻟـﻄـﱠـﻠــَﻞ ِ ﻞ دَا ِر ُ أرَﺳ ْـ ُﻢ ﺳَـ ْﻮ َد َة َﻣﺤ ْـ ٌ
)(2
ل آـَﺎﻟﺤﻠــَﻞ ِ ﺣﻮَا ُ ﻞ َردّ ُﻩ اﻷ ْ ﻣُﻌـَﻄـﱠـ ٌ
وآﺬاﻟﻚ ﻗـــــﻮﻟﻪ : ﻖ ﺴﻮﻗَـ َﺔ أه ْـﻮى أ ْو ﺑﻴُـ ْﺮﻗـَـ ِﺔ ﻋَـــ ْﻮهـَـ ِ ﺳ َﻢ ﻳَـﻨ ْـﻄﻖ ِ ﺑ ُ ﺳﺘَـﻨ ْـﻄِـﻘـَﺎ اﻟ ﱠﺮ ْ ﻋ ًﺔ وا ْ ﺳﺎ َ ﻗـِﻔـَﺎ َ ﺣ َﺘﻰ آَـﺄﻧـﱠــ ُﻪ ﺢ َ ﺖ ﻋَـﻠَـﻴ ْـ ِﻪ اﻟ ﱢﺮﻳ ْـ ُ ﺷ ْ َﺗ َﻤﺎ َ
ﺼﺎﺋِـ ُ ﻋَـ َ ﻖ ﺨﻠِـ ِ ﺐ ُﻣ ْ ﺼ ِ ﻦ اﻟ َﻌ ْ س َﻣ َ ﺐ َﻣﻠﺒُـﻮ ٍ
)(3
هﻨﺎ ﻳﺴﺘﻮﻗﻒ اﻟﺮﻓﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻋ ﺎدة اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻦ ؛ ﻟﻴ ﺴﺘﻨﻄﻖ اﻟﺮﺳ ﻢ اﻟ ﺬي أﺑﻠﺘ ﻪ اﻟ ﺮﻳﺢ ﺣﺘ ﻰ اﻧﺪﺛﺮ ،ﺗﻢ ﻳﺘﻄﺮق ﻟﺬآﺮ ﺳﻠﻤﻰ ﻓﻴﻘﻮل : ﺤ ْﻮض ِ اﻟَﻠـﱠـ ْﻬــ ِﻮ ﻏَـﻴ ِﺮ اﻟ ُﻤ َﺮ ﻧﱠــﻖ ِ ﺷ ِﺮﺑ ْـﻨَـﺎ ﺑ َ ﺳﻠـ ْـ َﻤﻰ ﻓَـ ُﺮﺑﱠـﻤَـــــﺎ َ ت اﻟﻴﻮ َم َ ﻻ ﺗُـﻮا ِ ﻓﺈ ﱠ ﺸــﺮق ِ ب َوﻣَـ ْ ﺷـﺄو ﻏـَـ ْﺮ ِ ﺖ ﻓِـﻴ َﻬﺎ َ ت ﻓﻲ ِذآ ِﺮ َوﺻِﻠ َﻬﺎ َوأﺟ َﺮﻳ ْـ َ ﻋـﻬﺎ َﻓـﻘَـﺪ أﻋ َﺬ ْر َ َﻓَـﺪ ْ ن ﻗﻠﺒ ﻪ ﻟ ﻦ ﻳﻌ ﺮف اﻟﻠﻬ ﻮ اﻟ ﺼﺎﻓﻲ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻘﻮل إذا ﻟﻢ ﻳﺴﻌﺪﻩ اﻟﺤﻆ ﺑﺮؤﻳ ﺔ ﺳ ﻠﻤﻰ ﻓ ﺄ ﱠ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻣﻨﻬﺎ وﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﺨﺮج ﻣﻦ هﺬا اﻟﻐﺰل وﻳﻌﺘﺬر ﻋﻦ ذآﺮهﺎ وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻤ ﺪح ﻓﻴﻘـــــــﻮل : ﻖ ﺑِـ َﻤـ ْﺪﺣَـ ٍﺔ ﻄ ْ ﷲ ﻓـﺎﻧ ْـ ِ ﻦ ﻟِـ َﻌﺒ ِﺪ ا ِ َوﻟَـﻜ ْ
ن اﻟ ُﻤﻄَـﺒﱠـﻖ ِ ك ِﻣﻦ ﻋُـﺴ ِﺮ اﻟ ﱠﺰﻣَﺎ ِ ﺗُـﺠـﻴ ُﺮ َ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 182 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 179 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 155 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 159 11 1
)(4
وﻳﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﻤﺪح وﺗﺒﻠ ﻎ اﻟﻤﺪﺣ ﺔ ﻋ ﺸﺮة أﺑﻴ ﺎت ،ﺛ ﻢ ﻳﺨ ﺘﻢ ﻗ ﺼﻴﺪﺗﻪ ﻳ ﺬّآﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻤﻤ ﺪوح وأﺑـﺎﺋﻪ ﻗـــﺎﺋﻼ ً: ﻲ اﻟـﻤُـﺮَهــﱠـﻖ ِ ﻚ اﻷرﻳَﺤ ﱠ ﻞ أَﺑ ْﻴ َ وَﻣﺜْـ ُ
ﻞ ﺟَﻌﻔَــﺮ ٍ ﻞ ﻋـَﺒ ِﺪ اﷲ ِ أ ْو ﻣَﺜ َ ﻦ ﻣﺜ ُ ﻓَـ َﻤ ْ
) (1
وأﺣﻴﺎﻧ ﺎ ﻳﺨ ﺮج ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟﻘﻴ ﺪ اﻟ ﺬي ﻓﺮﺿ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﻤﺘﻌ ﺼﺒﻮن ﻟﻠﻘ ﺪﻳﻢ ،وﻳﺒ ﺪأ ﻣﺪﺣﺘ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋ ﱠﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﺞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻓﻴﻘﻮل : ﺖ ﺻـﺒَـﻴـﱠﺎ ﺴ َ ﺲ وَاﻟﻔـُـﺆَا َد اﻟﻐـَـ ِﻮﻳﱠﺎ ﻓﻲ ﻃِﻼب ِ اﻟـﺼّﺒـَﺎ ﻓـَﻠَـ ْ ﺐ اﻟـﻨﱠﻔـ َ ﻋَﺎ ِﺗ ِ ﻳﺘﺠﻪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻤ ﱠﻴﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﻬﻮ وﻓﺆادﻩ اﻟ ﱠﺘﻮاق إﻟ ﻰ اﻟﻐ ﻮا ﻳ ﺎ ﺑﻌ ﺪ أن وﻟﻰ ﻋﻬﺪ اﻟﺼﺒﺎ ووﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻨﺰﺟﺮ ،وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﺪﺣﺔ ﻗﺎﺋﻼ : ﺐ َﻣﺪْﺣًﺎ َأﺑَﺎ ُﻣﻌَﺎوﻳﺔ َ اﻟﻤـَــﺎ ﺣ ُ ُأ ْ ح ﻟﻠﻤَﺠ ْـ ِﺪ ﺑَﺴـﱠـﺎ ﻞ آَـ ِﺮ ْﻳﻤًﺎ ﻳَﺮﺗَﺎ ُ َﺑ ْ
ﺣــﺼُﻮرًا ﻋَــﻴـِـﻴـﱠـﺎ ﻻ ﺗﻠﻘَـ ُﻪ َ ﺟــــ َﺪ َ )(2
ل ﺣَـﻴِـﻴـﱠـﺎ ﻣًﺎ إ َذ ا هـَـﺰﱠ ُﻩ اﻟــﺴُـﺆَا ُ
وﻳﺼﻞ ﻣﺪﺣﻪ إﻟﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮة ﺑﻴﺘًﺎ 0 إﻣﺎ ﻣﺪاﺋﺤﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻓﻘﺪ آﺎﻧﺖ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﱠﻳﺔ ﺑﺪأهﺎ ﺑﺎﻟﻨ ﺴﻴﺐ ،وآ ﺎن أﺣﻴﺎﻧ ﺎ ﻳﻄﻴﻞ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻟﻐﺰﻟﻴﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗـــــــﻮﻟﻪ : أﺟَﺎرَﺗَـﻨَﺎ ﺑــﺬِي ﻧـَﻔَـ ٍﺮ أﻗـِــﻴْـﻤِـﻲ
ﻓَـﻤَﺎ أﺑﻜﻲ ﻋَـﻠﻰ اﻟـﺪﱠه ْـ َﺮ اﻟـﺬﱠﻣﻴﻢ ِ
ﺟ َﻪ ﻋَﺎﻣ ِ أﻗــَﻴ ْـﻤِﻲ َو ْ ﻼ واهﻲ اﻟﺠِـﻮَا ِر وَﻻ ﻣـُـﻠﻴـﻢ ِ ﻚ ﺛُـﻢﱠ ﺳِـﻴـْﺮي َﺑ َ ﻦ اﻷﻗَـﺎرِع ِ ﻓـَﺎﻟﻤـُﻨـَـﻘـﱠﻰ ﻓـَﻜَـ ْﻢ ﺑـَﻴ ْـ َ
ف رَﻳـْـﻢ ِ ﺣـ ٍﺪ إﻟﻰ أآـْـﻨـَﺎ ِ إﻟﻰ ُأ ُ
ﺲ ﺑﺬِي آـُﻠﻮم ِ ﻲ اﻟـﻠــﱠﻮن ِ ﻟـَﻴ ْـ َ ﻰ اﻟـﺠَـﻤﱠﺎء َ ﻣـِﻦ ﺧـَـ ٍﺪ أﺳـ ْﻴﻞ ٍ ﻧـَﻘـ ﱠ إﻟ َ ﻦ ﻋَﻴـْﻦ ٍ ُﻣﻜـَﺤـﱠﻠَـ ِﺔ اﻷﻣَـﺎﻗـِﻲ َو ِﻣ ْ
)(3
ﻀﻴﻢ ِ ﻞ َوﻣِﻦ آـَﺸـْﺢ ٍ َهـ ِ ﺤٍ ﺑِﻼ آ ْ
ﻓﻬﻮ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺟﺎرﺗﻪ أن ﺗﻘﻴﻢ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﻮﺿ ﻊ اﻟ ﺬي ذآ ﺮﻩ ﺛ ﻢ ﺗﺮﺣ ﻞ ﻣ ﱠﻌ ﺰزﻩ ﻣﻜﺮﻣﻪ ،ﺛﻢ ﻳﺘﺬآﺮ ﺟﻤﺎل ﻧﺴﺎء هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ذآﺮهﺎ ،ﻓﻜﻢ آﺎن ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺪ أﺳ ﻴﻞ ﻧﺎﻋﻢ وﻟﻮن ﻧﻘﻲ ،وﻋﻴﻮن ﻣﻜﺤﻠﻪ دون آﺤﻞ وﺧﺼﺮ دﻗﻴﻖ ،وآ ﱠ ﻞ ه ﺬا اﻟﻨ ﺴﻴﺐ ﻗ ﺪ أرق
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 160 (2اﻟﺪﻳﻮان ص244 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 221 11 2
اﻟﺸﺎﻋﺮ وﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﻓﻲ ﻏﺰﻟﻪ أﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﺑﻴﺘﺎ ،ﺛﻢ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺰﻓﺮات ﺣﺎرة ن ﻋﻤ ﺮﻩ ﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪ اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻄ ﻲ رأﺳ ﻪ ﻣﺒﻜ ﺮًا ،ودﻟﻴﻠﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ذﻟ ﻚ إ ّ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺷ ﻴﺒﻪ اﻟ ﺬي ﻏ ﱠ اﻷﻣﻮ ﱠﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز اﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣًﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻘـــﻮل : ﺖ َ ﺐ ﻗَـ ْﺪ ﻧَـﺰَﻟَـ ْ ﺖ اﻟـﺸﱠﻴ ْـ َ رأﻳ ُ ﻋﻠﻴﻨَﺎ َروَاﺋِـﻌُــ ُﻪ ﺑـﺤـُﺠـﱠــ ِﺔ ُﻣﺴْـﺘـَﻘـﻴـﻢ ِ ت ﻣـﻨ ْــ ُﻪ إ َذ ا ﻧـَﺎآـَﺮﺗَـ ُﻪ ﻧَـﺎآــَـﺮ َ
ﺼ ْﻮﻣـَﺔ َﻻ أﻟـَـ ﱠﺪ وَﻻ ﻇــَـﻠُــﻮم ِ ﺧُـ ُ
ت ﻣﻨ ُﻪ آَـﺮَاض ٍ ﺑﺎﻟﺼﱠﻐـ ْﻴ ِﺮ ﻣِﻦ اﻟﻌَﻈ ْﻴﻢ ب ﻓـَﺼﺮ ُ وَو ﱠدﻋَﻨـﻲ اﻟـﺸﱠـﺒَﺎ ُ ﻞ اﻟﺸﻴﺐ ﺑﺮأﺳﻪ وهﺬا ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻟﻼﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻓﺎن اﻟﺸﻴﺐ ﻳﻨﺬر ﺑﻘﺮب اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ و ﱠدع ﻓﻘﺪ ﺣ ﱠ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﺒﺎب ﻓﺄﺻ ﺒﺢ راﺿ ﻴًٍﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴ ﻞ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ،ﺛ ﻢ ﻳ ﺘﺨﻠﺺ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ إﻟﻲ اﻟﻤﺪح ﻓﻴﻘﻮل : ﺷﻴ ْـﺌًﺎ ﻚ َ ﻋـﻠَـﻴ ْـ َ ﻻ َﻳ ُﺮ ﱡد َ ع َﻣﺎ َ ﻓَـﺪ ْ
ﺳـﻮم ِ ﻦ اﻟ ّﺮ ُ ت أ ْو د َﻣــ ِ ﺠﺎ َرا ِ ِﻣﻦ اﻟ َ
ﻻ ُﺗﻄَـﺒّـ ُ ﻞ ﻗَـﻮ ً َوﻗُـ ْ ﺼﻠـَـ ْﻴ ِﻪ ﻖ ﻣِـﻔ ْـ َ
ﺼﺮوم ِ ﺐ اﻟ ﱠﺮأي اﻟ ﱠ ﺻﺎﺣ ِ ﺣ ِﻪ َ َﺑﻤﺪ َ
ﺼﻮم ِ ﻖ اﻟﻨﱠﻔـُﻮر ِة وَاﻟـﺨُـ ُ ﻟﻌَﺒ ِﺪ اﻟﻮاﺣـ ِﺪ اﻟﻔـَـﻠـْﺞ ِ اﻟﻤُﻌـَﻠـﱠﻰ ﻋَـَـﻼ ﺧـُﻠ َ ت ﻓَـﻨَﺎوَﻟـَـ ْﺘ ُﻪ دَﻋَـﺘْﻪ اﻟﻤَﻜ ْـﺮُﻣـَﺎ ُ
ﻦ اﻟﻔَـﻄﻴْـﻢ ِ ﺳﱠ ﺠ ِﺪ ﻓﻲ ِ ﺧِـﻄـَﺎ َم اﻟ َﻤ ْ
) (1
ﻻ ﻓﻴﺘﺮك اﻟﺪﻣﻦ واﻟﺠﺎرات اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻔ ﻊ ﺑﻌ ﺪ آﺒ ﺮ ﺳ ﻨﻪ ،ﻳﻠﺘﻔ ﺖ إﻟ ﻲ اﻟﻤ ﺪﻳﺢ وﻳﻘ ﻮل ﻗ ﻮ ً ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺠ ﱠﻴﺪة ،وﻳﻤﺪح ﺻﺎﺣﺐ اﻟ ﺮأي اﻟ ﺴﺪﻳﺪ وﻳ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪح وﻳﻘﺘ ﺼﺪ ﻓﻴﻪ ،وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى : أﺟﺎرﺗَـﻨﺎ َر ﱢوﺣﻲ ﻧَـﻐــْـﻤﺔ ً
ﻋﻠﻲ هﺎﺋﻢ اﻟﻨﻔﺲ ُﻣﻬﺘﺎﺟِـﻬﺎ
ﻻ ﺣﺎﺟ ٍﻪ دون إﻧﻀﺎﺟﻬﺎ ﻻ ﺧﻴ َﺮ ﻓﻲ ُو ﱢد ﻣُـﺴ ْـﺘَـﻜـ ِﺮ ِﻩ َو َ وَ ﻓﺈ ﱠﻧﻪ ﺑﺪأهﺎ ﺑﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﺟﺎرﺗﻪ وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗ ﱠﺮوح ﻋﻨﻪ ﺑﻨﻐﻤﻪ ﺣﻠﻮﻩ ﺣﺘ ﻰ ﻳﻨ ﺴﻲ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﺐ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤ ﱠﺒﻪ ،وﻳﺒﺪو إ ّ ﻞ ﻣﻦ ﺣ ﱢ ﺐ ؛ ﻷ ﱠﻧﻪ ﻣ ﱠ ﻓـﻴﻪ ﻣﻦ ﻟﻮا ﻋﺞ اﻟﻌﺸﻖ واﻟﺤ ﱡ ن اﻟﻮﻗ ﺖ ﻟ ﻢ ﺐ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘ ﻪ ،ﺛ ﻢ ﻳﺘ ﺮك ذﻟ ﻚ ﻟﻴ ﺼﻒ ﻧﺎﻗﺘ ﻪ ﻓ ﻲ ﻳﺤ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﻹﻧ ﻀﺎج ه ﺬا اﻟﺤ ﱠ رﺣﻠﺘﻬﺎ إﻟﻲ اﻟﻤﻤﺪوح ﻓﻴﻘﻮل :
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 222 11 3
) (1
ف اﻟﻌـَﺸـِﻴـّﺎت هـَﺪاﺟِﻬﺎ ﺐ زَﻓـُﻮ ِ آــﺄن ﻗـِــﺘﻮدي ﻋـَﻠﻰ ﺧـﺎﺿ ٍ
رﻣـﻴـﺖ ﺑﻬــﺎ ﺟـﺪ إزﻋـﺎﺟـﻬﺎ
ق وﺧـﺬهﺎ وﻧـــــــــــﺎﺟﻴ ٍﺔ ﺻﺎد ٍ
)(2
ﺼﻮى ﺑـﺘـﻬـﺠـﻴـﺮهﺎ ﺛـﻢ ادﻻﻟـﺠــﻬـــﺎ وآـﻠـﻔـﺘﻬـﺎ ﻃﺎﻣـﺴــﺎت اﻟ ﱠ
ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﻤﺪح ﺑﻌﺪ أن أﻇﻬﺮ ﻟﻤﻤﺪوﺣ ﺔ ﻣ ﺎ أﺻ ﺎﺑﻬﺎ ﻣ ﻦ ﺗﻌ ﺐ ﻓ ﻲ رﺣﻠﺘﻬ ﺎ وﺳ ﻴﺮهﺎ ﻼ وﻧﻬﺎرًا ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻪ ؛ ﻟﻴﻨﺎل ﻋﻄﺎءﻩ ﻋﺎدة ﺷﻌﺮاء اﻟﻤﺪﻳﺢ0 ﻟﻴ ً )(3
وﻳﻘــﻮل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺣﺐﱢ ﺳَﻠـْﻤﻰ ﻼ ﻣﻦ ُ ﺣﺒَﺎﺋ ً ﺖ َ ﺻ َﺮ ْﻣ َ َ
: )(4
ﺴ َﺘﺮَاح ِ ﻟـِﻬِـ ْﻨ ٍﺪ َﻣﺎ ﻋَــ َﻤﺪْت ﻟِــﻤُـ ْ
ﺣﻴﺚ ﻗ ﱠﺪم ﻟﻬﺎ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﺑﻴﺎت ،ﺛﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﺪح ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ﻓﻴﻄﻴ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﱠﺮة ن ن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻗ ﺪ أﻃ ﺎل اﻟﻤﺪﺣ ﺔ ﻷ ﱠ إﻟ ﻰ أن ﻳ ﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤ ﺪح ﺳ ﺘﺔ ﻋ ﺸﺮ ﺑﻴﺘ ًﺎ ،وﻳﺒ ﺪو أ ﱠ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻳﺘﻄﻠ ﺐ ذﻟ ﻚ ،ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﻋﺒ ﺪ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻏﺎﺿ ﺒًﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ؛ ﻻﻧﻘﻄ ﺎع ﻣﺪﺣ ﻪ ﻋﻨ ﻪ ﻣ ﺪة ﻋﺰﻟﻪ ﻋﻦ اﻹﻣﺎرة ،وهﻨﺎ ﻳﺤﺎول اﺳﺘﺮﺿﺎء اﻷﻣﻴﺮ ﺑﻌﺪ أن أﻋ ﱠﻴﺪ إﻟﻲ وﻻﻳﺘﻪ ؛ وﻳﻜ ﺴﺐ و ﱠدﻩ وﻗ ﺪ ﺿ ﻤﻦ اﻟﻤﺪﺣ ﺔ اﻋﺘ ﺬارًا ﻟ ﻪ وﻓﺨ ﺮًا ﺑ ﺸﻌﺮﻩ ،وﻳﻘ ﻮل :أﺑ ﻮ اﻟﻔ ﺮج ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻘﺼﻴﺪة إﻧـﱠﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺎﺧﺮ ﺷﻌﺮﻩ )0 (5 ن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺪاﺋﺤﻪ اﻷﻣﻮ ﱠﻳﺔ ﺑﺬآﺮ اﻷﻃﻼل ﺗﻘﻠﻴﺪا ً ﻟﻠﻨﻘﺎد ، وﻳﺒﺪو إ ﱠ وﺑﺎﻟﻐﺰل اﺳﺘﺮﺿﺎ ًء ﻟﻠﺬوق اﻟﻌﺎم ،واﻓﺘﺘﺢ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑ ﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺲ ﻋ ﻦ ﻧﻔ ﺴﻪ وﻣ ﺸﺎﻋﺮﻩ ، واﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﻏﺰﻟ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻔﺤ ﺶ وﻟ ﻢ ﻳﺒ ﺪأ ﺑ ﺎﻟﻐﺰل ﺑﺎﻟﻤ ﺬآﺮ آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻳﻔﻌ ﻞ ﺷ ﻌﺮاء ﻋﺼﺮﻩ وﻟﻢ ﻳﺒﺪأ ﺑﻮﺻﻒ ﻣﺎﺟﻦ ﻟﻠﺨﻤﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻋﺮف ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺣ ﱢﺒﻪ ﻟﻠﺨـﻤــــﺮ0 أ ﱠﻣ ﺎ ﻣﺪاﺋﺤ ﻪ اﻟﻌﺒﺎﺳ ﱠﻴﺔ ﻧﺠ ﺪﻩ ﻳﺒ ﺪأ ﺑ ﺬآﺮ اﻷﻃ ﻼل ﻋﻠ ﻲ ﻧﻬ ﺞ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ، وﻟﻌﻠﱠـﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ آﺎن ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻄﻠ ﺐ ﻣﻤﺪوﺣﻴ ﻪ ؛ ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻲ ﻓ ﺮﻳﻘﻴﻦ ،ﻓﺮﻳ ﻖ ﺳﺎﻳﺮ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪهﻢ وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮن إﻟﻴﻪ ،وﻓﺮﻳﻖ ﺳﺎﻳﺮ اﻟﻨﻘﺎد واﻟﺮواة (1اﻟﻘﺘﻮد :ﺧﺸﺐ اﻟﺮﺣﻞ ،وﻗﻴﻞ ﻣﻦ أدوات اﻟﺮﺣ ﻞ /اﻟﺨﺎﺿ ﺐ :ذآ ﺮ اﻟﻨﻌ ﺎم /اﻟﺰﻓ ﻮف :ﺳ ﺮﻋﺔ اﻟﻤ ﺸﻲ ،وﻗﻴ ﻞ هﻮ أول ﻋﺪو اﻟﻨﻌﺎم ) اﻟﻠﺴﺎن / ( 136/9اﻟﻬﺪاج :اﻟﺬي ﻓﻲ ﻣﺸﻴﻪ أو ﺳﻌﻴﻪ ارﺗﻌﺎش (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ج/ 6ص 119 (3ص 108ﻣﻦ هﺬا اﻟﺒﺤﺚ (4اﻟﺪﻳﻮان ص 85 (5اﻷﻏﺎﻧﻲ ج 2ص104 11 4
ي ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ آ ﺎن ﻣ ﻦ أﻧ ﺼﺎر اﻟﻔﺮﻳ ﻖ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ،ﻓﻤﺪاﺋﺤ ﻪ ﺴﺮ ّ ن اﻟ ﱠ ﻓﻲ ﻣﺬهﺒﻬﻢ ،وﻳﺒﺪو أ ّ ﻓﻴﻪ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﻧﻬﺞ اﻟﺠﺎهﻠﻴﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ : ﺤﻤُﻮد ِ ﻋﻠﻰ َرﺑْﻊ ِ ﻟَـﻴْـﻠﻲ ُأمﱢ َﻣ ْ ﻋَـ ْﻮﺟَﺎ َ
آَـ ْﻴ َﻤﺎ ﻧُـﺴَﺎﺋِـﻠﻪ ﻣِﻦ ُدوْن ِ ﻋَـﺒﱠـﻮْد ِ
)(1
ﺸـﻔِـﻲ َدا َء ﻣـَـﻌـ ْـ ُﻤـﻮ ِد ﻚﻳ ْ ﻞ َذﻟِـ َ ﻂ اﻟ َﻤ َﺰا ُر َﺑﻬَـﺎ ﻟَـﻌَـ ﱠ ﺷﱠ ﺤـ ُﻤ ْﻮد إ ْذ َ ﻦ أ ﱢم َﻣ ْ ﻋَـ ْ
)(2
ﺖ ﺟﺎ َﺑﻌـ َﺪ ﺗَـﻐ ْـ َﻮﻳ ٍﺮ َوﻗَـ ْﺪ َوﻗَـﻔَـ ْ ﻓَـﻌَـ ﱠﺮ َ
)(3
ل َﻣ ْﻨـ ِﺰﻟَـ ٍﺔ ﺖ أﻃﻼ ُ ﺟ َﻌ ْ ﺷﻴﺌ ًﺎ َﻓ َﻤﺎ َر َ
ﻞ ﺑﺎﻟ ُﻌـﻮ ِد ﻈـ ﱡ ﻻ َذ اﻟ ﱢ ﺲ اﻟـﻨﱠـ َﻬﺎ ِر َو َ ﺷَـﻤ ْـ ُ ﺠ َﻮى ُﻣﻮ ِدي ن اﻟ َ ﺤ ُﺰو ِ ﺟ َﻮاﺑًﺎ ﻟ َﻤ ْ َﻗﻔ ْـ ٍﺮ َ
)(4
ﺛﻢ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﺢ ﻓﻴﻘﻮل : ي اﻟﺬي ﻟَـﻮْﻻ َ ﺗَـﺪَﻓــُﻘُـ ُﻪ ك اﻟﺴﱠـﺮ ﱡ ذَا َ ﷲ ُﻣﺠْﺘَـ ِﺪ َﻳًﺎ ﻦ ﻋَـﺒــ ِﺪ ا ِ ك َ اﺑ َ ﻦ َﻳﻌْـﺘـَﻤِـ ْﺪ َ َﻣ ْ
ف ﻣَﺎت ﺣـَﻠـﻴـﻒ اﻟ َﻤﺠْـﺪ ِ و!ﻟﺠُﻮد ِ ﺑﺎﻟﻌُـ ْﺮ ِ ﻋﺮْﻓـِﻚ َ َﻳﻌْـ َﻤ ْﺪ ﺧَـﺒْـ َﺮ ﻣَﻌ ْـﻤُﻮ ِد ﺐ َ ﻟِـﺴَـ ْﻴ ِ
)(5
ﻼ: وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺑﻴﺎت ﺛﻢ ﻳﺨﺘﻢ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻗﺎﺋ ً ﺼﻮى ﺑِـﻴ ْـ ِﺪ ﺟ َﻮا َز َﻣ ْﻬ َﻤ َﻬ ٍﺔ ﻗَـﻔ ْـ ِﺮ اﻟ َ ﺺ أَ ﻒ ﺑ َﻨﺎ ﻗــﻠُـ ٌ ﺴ ْ ك ﻟـَـ ْﻢ ﺗَـﻌ ِ ﺟﺎ ُؤ َ ﻻ َر َ ﻟَـ ْﻮ َ ﺾﻻ َ ﻋﺎ ِﻧﻲ َوﻣﻴ ْـ ٌ ﻦدَ ﻟَـ ِﻜ ْ ح ُﻣ ْﻌﺘًـ ِﺮﺿ ًﺎ
ﺿﻴ ْـ ِﺪ ﻚ ﻓﻲ ُده ْـ ٍﻢ َﻣ َﻨﺎ ِ ﺿَ ﺤ ِﻮ أ ْر ِ ِﻣﻦ َﻧ ْ
)(6
وﻗﺪ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻨﺎء اﻟﺴﻔﺮ ﻟﻠﻤﻤﺪوح ،وﻗﻄﻊ اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﻘﻔﺮ ﺣﻨ ﻰ ﻳ ﺼﻞ إﻟﻴ ﻪ وﻗ ﺪ دﻋ ﺎﻩ إﻟ ﻰ ذﻟﻚ أﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻄﺎﺋﻪ 0 ي ﻳﻘـــــﻮل ﻓﻴﻬﺎ : ﺴﺮ ّ وﻓﻲ ﻣﺪﺣﻪ أﺧﺮى ﻟﻠ ﱠ ﻞ ﺁهـِـﻠُـ ْﻪ ﺤﻤﱠــ َ ﻞ ﻗـَﻔ ْـ ٍﺮ ﺗَـ َ أﻓﻲ ﻃـَﻠـَـ ٍ
ﻞ َهﺎ ﻣِﻠُـ ْﻪ ﺖ وَﻣﺎ ُء اﻟﻌـَﻴـْﻦ ِﻳـَﻨـْﻬَـ ﱡ وَﻗـَﻔ ْـ َ
)(7
ﻒ ﺗُـﺴَﺎﺋِﻠُـ ْﻪ ﻂ ﻓَـﻜَﻴ ْـ َ ﺤٌ ﺷْ ﺴﻠـْﻤﻰ َﻧﻮّى َ ت ﺑَـ َ ﺳﻔَﺎه ًﺎ وَﻗـَﺪ ﻧَﺄ ْ ﻦ ﺳَﻠـْﻤﻰ َ ﻋْ ﻞ َ ﺗـُﺴﺎﺋِـ ُ ﺲ ﺑﻨَﺎﻃﻖ ٍ ﻖ وَﻟـَﻴ ْـ َ ﻄ ْ وﺗَـﺮْﺟـُﻮ وَﻟـَـ ْﻢ َﻳ ْﻨ ِ
ﺤﻤﱠﻞ ﺁهِـﻠـُـ ْﻪ ﻞ ﻗﺪ َﺗ َ ﺟَـﻮَاﺑًﺎ ُﻣﺤِـﻴـ ﱠ
(1ﻋﺒﻮد ﺟﺒﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺪﻳﻦ واﻟﺴﻴﱠﺎﻟﺔ ) ﻳﺎﻗﻮت ( ﻂ :ﺑﻌﺪ ،اﻟﻤﻌﻤﻮد :ﺳﻘﻴﻢ اﻟﻬﻮى واﻟﻌﺸﻖ (2ﺷ ّ (3ﺗﻐﻮﻳﺮ :ﻳﻘﺎل ﻏﻮري اﻟﺸﻤﺲ أي ﻏﺮﺑﺖ وﻏﻮر اﻟﻨﻬﺎر :زاﻟﺖ ﺷﻤﺴﻪ (4اﻟﻤﻮدي :اﻟﻬﺎﻟﻚ (5اﻟﺪﻳﻮان ص 102-101 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 103 (7هﺎﻣﻠﻪ :ﻓﻴﻀﻪ ،ﺑﻘﺎل :هﻤﻠﺖ اﻟﻌﻴﻦ :ﺳﺎﻟﺖ وﻓﺎﺿﺖ (8اﻟﻤﺤﻴﻞ :اﻟﺬي أﺗﺖ ﻋﻠﻴﻪ أﺣﻮال ﻓﻐﻴﺮﺗﻪ 11 5
)(8
ل ُﺗ َﺬاﻳﻠُـ ْﻪ ﺷ َﻤﺎ ٍ ل ِﻣﻦ َ ﻋـَﻔَـ ْﺘ ُﻪ ُذ ُﻳﻮ ٌ
ن َﺗﺒﻴ ْـ ُﻨﻪ ن َﻣﺎ إ ْ ﺨﻂ ﱢ اﻟﻨﱡـﻮ ِ ي َآ َ وﻧَـ ْﺆ ٌ
)(1
ﻓﻘ ﺪ وﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻄﻠ ﻞ اﻟﺒ ﺎﻟﻲ ﻳﺒﻜﻴ ﻪ ﺑﻌ ﺪ أن رﺣ ﻞ ﻋﻨ ﻪ ﺳ ﺎآﻨﻮﻩ ،وﻗ ﻒ ﻳ ﺰرف اﻟ ﺪﻣﻊ ن اﻷﻃ ﻼل اﻟﺘ ﻲ رﺣ ﻞ ﻋﻨﻬ ﺎ وﻳ ﺴﺄل ﻋ ﻦ ﺳ ﻠﻤﻲ ﺳ ﻔﺎه ًﺎ ﺑﻌ ﺪ أن ﺑﻌ ﺪت ،وه ﻮ ﻳﻌﻠ ﻢ إ ّ ﺳﺎآﻨﻮهﺎ ،وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ أﺛﺎرهﺎ ﻏﻴﺮ ﻧﺆي آﺨﻂ اﻟﻨﻮن ﻋﻔﺘﻪ اﻟﺮﻳﺎح وذهﺒﺖ ﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻴﻦ، وهﻮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻳﺼﻒ اﻷﻃﻼل ﻋﻠﻲ ﻋﺎدة اﻷﻗﺪﻣﻴﻦ ﻳﻠﺘﺰم ﺑ ﻨﻬﺠﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﻮف ﻋﻠﻴﻬﺎ واﺳﺘﻨﻄﺎﻗﻬﺎ وﺑﻜﺎﺋﻬﺎ واﻟﺸﻜﻮى إﻟﻴﻬﺎ 0 أ ﱠﻣﺎ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺪح اﻟﻤﻨﺼﻮر ﻓﻘﺪ ﺑﺪأهﺎ ﺑﻮﺻﻒ اﻷﻃﻼل ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻄ ﻞ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺑﻞ اﻗﺘﺼﺮ إﻟﻲ ﺣﺪ آﺒﻴﺮ ﻓﻘﺪ ﺑﺪأهﺎ ﺑﻬﺬﻳﻦ اﻟﺒﻴﺘﻴﻦ: ﻞ ﺼﺒَﺎ اﻟـﻤُـ َﺘﺨَـﺄﻳ ُ ﻚ اﻟ ﱢ ى ﺛَـﻮْﺑَـ ُﻪ ﻋـَﻨ َ ﺳَﺮ َ
َو َو ﱠد َ ﻞ ﻂ اﻟــﻤُـﺰَا ﻳــــ ُ ع ﻟـﻠـﺒـَﻴـْﻦ ِ اﻟـﺨـَﻠـﻴ ْـ ُ
ﻞ ﺐ اﻟﻤُـﻨـْﺘـَﻀﻲ ﻓـَﺎﻟـﺴﱠﻼ ِﺋ ُ ﻀ ُ ﻒ َروَاوَة ٍ ﻓَـﺮِﻳ ٌﻢ ﻓـَﻬَـ ْ ﺳﻤَﺎ َء ﻧَﻌ ْـ ُ ﻒ ﻣِﻦ أ ْ ﻋَـﻔَﺎ اﻟـﻨـﱠﻌ ْـ ُ
)(2
واﻟﻘﺼﺮ هﻨﺎ أﻧ ﺴﺐ ﻻﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻷ ﱠﻧ ﻪ ﻋﻼﻗﺘ ﻪ ﺑﺎﻟﻤﻨ ﺼﻮر ﻟ ﻢ ﺗﻮﻃ ﺪت ﺑﻌﺪ،وﻟﻌﻠ ﱠـﻪ ﻟ ﻮ أﻃﺎل ﻟﺠﻌﻞ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﻓﻴﻌﺮض ﻋﻦ اﻟﻤﺪح0 وﻣﺪﺣﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﻩ أﺧﺮى اﺳﺘﻬﻠﻬﺎ : ﻞ ﺧِ ﻋﺪَا َء ﻣِﻦ ﻏَـ ِﻴ ِﺮ ﻣَﺎ َد ْ ﺖ ﺑﻨَﺎ اﻷ ْ ﺿ ْ ﺤﺒْﻞ ِ وَأ ْر َ ت ﻗـُﻮى اﻟ َ ﺟ ﱠﺬ ْ ن ﺳَﻠ ْـﻤﻰ اﻟﻴ ْﻮ َم َ أﻻ إ ﱠ آـَﺄ ْ ﺨﻞ ِ ﺤ َﻤﻴْـﺮَا ِء ذي اﻟـ َﻨ ْ ﻒ اﻟ ُ ف ﻣـَﺜـْﻌـَـ ٍﺮ وَأﺧْـ َﺮ َم أ ْو ﺧـﻴ ِ ن ﻟـَـ ْﻢ ﺗـُﺠـَﺎ ِورْﻧَـﺎ ﺑﺄآـْﻨـَﺎ ِ ﻻ َﺑ ْﺬ ل ِ ﺐ ﺳَـﻠـْﻤﻰ َو َ ﻒ ﻓﻲ ﺟَـﻨَـ ِ ﻚ ﺑـَﻌـَـﻮْﻟـَـ ٍﺔ ﻋـَﻠﻰ ﻟـُﻄُـ ٍ ن ﻧَـ ْﺒﻜِـﻬَـﺎ ﻳـَﻮﻣـًﺎ ﻧـَﺒـْـ ِ ﻓَـﺈ ْ وﻗﺪ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻪ اﻟﺴﻦ واﺷﺘﻌﻞ رأﺳﻪ ﺷﻴﺒﺎ ﻓﻴﺬآﺮ ذﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼ: ﺾ واﺿِﺤ ًﺎ ﺐ أﺑﻴ َ ﻦ اﻟﺸﱠﻴ ْـ َ ن رَأ ْﻳ َ ﺳَﻮى أ ْ
ﻞأَ ن اﻟـﱠﺬي ﺑﻲ ﻟَـ ْﻢ َﻳ َﻨ ْ آـَﺄ ﱠ ﺣﺪًا ﻗـَﺒـْﻠـِﻲ
)(3
وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح ،وﻟﻢ ﻳﻄﻞ اﻟﻤﺪح هﺬﻩ اﻟﻤﺮة 0 ن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻳﺮ ﺷﻌﺮاء ﻋﺼﺮﻩ ﻓﻲ ﻧﺒﺬ اﻷﻃﻼل ،وإﻧﻤﺎ اﺳﺘﺠﺎب ﻟ ﺪﻋﻮة وﺑﺒﺪو إ ّ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ وﻣﺴﺎﻳﺮة روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺘﻲ أﺛﻴﺮت0 (1ﻧﺆي :ﻣﺠﺮى ﻳﺤﻔﺮ ﺣﻮل اﻟﺨﻴﻤﺔ أو اﻟﺨﺒﺎء ﻳﻘﻴﻬﺎ اﻟﺴﻴﻞ ،اﻟﺬﻳﻮل :ﺟﻤﻊ ذﻳﻞ وهﻮ ﻣﺎ ﺗﺘﺮآﻪ اﻟﺮﻳﺢ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ آﺄﺛﺮ ذﻳﻞ ﻣﺠﺮور ،ﺗﺬاﻳﻠﻪ :ﺗﺠﺮ ﻋﻠﻴﺔ ذﻳﻮﻟﻬﺎ وﺗﺨﻔﻲ أﺛﺮﻩ ) اﻟﻠﺴﺎن ( /اﻟﺪﻳﻮان ص 174 (2آﻞ اﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ذآﺮهﺎ ﻣﻦ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ /اﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻮان ص 169 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 188 11 6
آﻤﺎ ﺛﺎر اﻟﻤﺤﺪﺛﻮن ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﻘ ﺪﻣﺎت آ ﺬﻟﻚ ﺛ ﺎروا ﻋﻠ ﻲ ﻃﺮﻳﻘ ﻪ اﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ ﻲ ﺑﻪ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮون دون اﻟﻌﺮب وﻣﻦ اﻟﻤﻘﺪﻣﺎت إﻟﻲ اﻟﻤﺪح ،وﺣﺴﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ هﺬا ﻣﻤﺎ ﻋﻨ ّ ﺟﺮى ﻣﺠﺮاهﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻀﺮﻣﻴﻦ ،وآﺎﻧﺖ اﻟﻌ ﺮب ﺗﻘ ﻮل ﻋﻨ ﺪ ﻓﺮاﻏﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻧﻌ ﺖ اﻹﺑ ﻞ وذآﺮ اﻟﻘﻔﺎر وﻣﺎ هﻢ ﺑﺴﺒﻴﻠﻪ " دع ذا وﻋﺪ ﻋﻦ ذا " وﻳﺄﺧﺬون ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻳ ﺪون ،أو ﻳ ﺄﺗﻮن ﺑﺄ ﱠ ن ﻣﺸﺪدﻩ اﺑﺘﺪاء ﻟﻠﻜ ﻼم اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﺼﺪون) (1وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻢ ﻳﻔ ﺘﻬﻢ ﺣ ﺴﻦ اﻟ ﺘﺨﻠﺺ وذﻟ ﻚ آﻘـــــــﻮل زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ : ن اﻟﺒﺨﻴﻞ ﻣﻠﻮم ﺣﻴﺚ آﺎن إﱠ
وﻟﻜﻦ اﻟﻜﺮﻳﻢ -ﻋﻠﻲ ﻋﻼﺗﻪ -هﺮم
)(2
ن وﻗﺪ اﺳﺘﻘﺒﺢ اﻟﻤﺤ ﺪﺛﻮن ه ﺬا اﻟﺨ ﺮوج واﻟ ﺬي ﻳ ﺴ ﱠﻤﻴﻪ اﻵﻣ ﺪى) (3ﺑ ﺎﻟﺨﺮوج اﻟﻤﻨﻘﻄ ﻊ ﻷ ﱠ ﻀﻞ اﻟﻤﺤ ﺪﺛﻮن اﻻﻧﺘﻘ ﺎل ﺑ ﺪون اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻴﺪﻟﻒ إﻟﻲ اﻟﻤﺪح ،وﻓ ﱠ اى راﺑﻂ واﻩ ﻣﺜﻞ دع ذا ،وﻋﺪ ﻋﻦ ذا0 وإذا ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ ﻣﺪاﺋﺢ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ وﺟﺪﻧﺎ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺤ ﺪﺛﻴﻦ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺨ ﺮوج ﻓﻤ ﺜﻼ ﻳ ﺼﻞ اﻟﻨ ﺴﻴﺐ ﺑﺎﻟﻤ ﺪح ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ وﺻ ﻒ اﻟﻨﺎﻗﺘ ﻪ ،وﻓ ﻲ إﺣ ﺪى ﻣﺪاﺋﺤﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻘﻮل : وآـﻠـﻔـﺘﻬﺎ ﻃﺎﻣﺴﺎت اﻟـﻬــﻮى
ﺑﺘﻬـﺠـﻴـﺮهـــﺎ ﺛـﻢ ادﻻﺟــــﻬــﺎ
إﻟﻲ َﻣـﻠـﻚ ٍ ﻻ إﻟﻲ ﺳـُـﻮﻗـــﻪ
آــ َ ﺴــﺘ ْـﻪ اﻟﻤـﻠـﻮك ُذ َرا ﺗـﺎﺟﻬـﺎ
ﻞ اﻟــﻮﻓــــﻮد ﺑـﺄﺑـﻮاﺑـﻪ ﺗـَﺤـُــ ّ
ﻓـَﺘـَﻠــْﻘﻰ اﻟﻐـِﻨﻰ ﻗـَﺒـْﻞ إرﺗﺠﺎﺟﻬﺎ
ﻻﺟــــــــﻬﺎ ك ﻋـﻨ َﺪ اﻟـﺘﺤـﻴﺔ َو َ ﺑﻘـَـ ّﺮاع أﺑﻮاب دور اﻟﻤـــﻠـﻮ ِ
) (4
وﻳﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﻤﺪح ،وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﻩ أﺧﺮى : ﻞ ﺼﺒَﺎ اﻟ ُﻤ َﺘﺨَـﺄﻳ ُ ﻚ اﻟ ﱢ ى ﺛَـ ْﻮ َﺑ ُﻪ ﻋـَﻨ َ ﺳَﺮ َ
ﻞ ﻂ اﻟﻤُـﺰَا ﻳ ُ ع ﻟـﻠـﺒـَﻴـْﻦ ِاﻟﺨـَﻠـﻴ ْـ ُ َو َو ﱠد َ
(1اﻟﻌﻤﺪة 159 :1 (2أﺳﺲ اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ص 309دﻳﻮان زهﻴﺮ ص (3اﻟﻤﻮازﻧﺔ ج 2ص (4اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /6ص12 0 11 7
ﻞ ﺐ اﻟ ُﻤ ْﻨﺘـَﻀﻲ ﻓـَﺎﻟـﺴﱠﻼ ِﺋ ُ ﻀ ُ ﻒ َروَاوَة ٍ ﻓَـﺮِﻳ ٌﻢ ﻓـَﻬَـ ْ ﺳﻤَﺎ َء ﻧَﻌ ْـ ُ ﻒ ﻣِﻦ أ ْ ﻋَـﻔَﺎ اﻟـﻨـﱠﻌ ْـ ُ ﻞ ﺑـﻨـَﺎ ﺑِـﻴْـ َﺪ أَﺟ ْـﻮَا ِز اﻟﻔـَﻼة ِ اﻟ َﺮوَاﺣِــ ُ
ت ﻦ َﺗﺠَـــــﺎ َو َز ْ ﻚ أَﻣــﻴ َﺮ اﻟ ُﻤﺆْﻣـﻨــﻴـ َ إﻟﻴ َ
)(1
)(2
ﻀﻞ اﻟﺨ ﺮوج وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح ،وهﺬا اﻟﺨﺮوج ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻗﻠﻴﻞ ﺟﺪُا ﻷ ﱠﻧﻪ آﺎن ﻳﻔ ﱠ اﻟﻤﻨﻘﻄﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﺎدة اﻟﺠﺎهﻠﻴﻴﻦ و اﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻓﻴﻘﻮل ﻓﻲ ﻗ ﺼﻴﺪﻩ ﻳﻤ ﺪح ﺑﻬ ﺎ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ : ﺳﻠـ ْـ َﻤﻰ ﻓَـ ُﺮﺑﱠـﻤَـــــﺎ ت اﻟﻴﻮ َم َ ﻻ ﺗُـﻮا ِ ﻓﺈ ﱠ
ﺷ ِﺮﺑ ْـﻨَـﺎ ﺑ َ َ ﺤ ْﻮض ِ اﻟَﻠـﱠـ ْﻬــ ِﻮ ﻏَـﻴ ِﺮ اﻟ ُﻤ َﺮ ﻧﱠــﻖ ِ
ت ﻓﻲ ِذآ ِﺮ َوﺻِﻠ َﻬﺎ ﻋـﻬﺎ َﻓـﻘَـﺪ أﻋ َﺬ ْر َ َﻓَـﺪ ْ ﷲ ﻓـﺎﻧ ْـﻄِـ ْ ﻦ ﻟِـ َﻌﺒ ِﺪ ا ِ َوﻟَـﻜ ْ ﻖ ﺑِـ َﻤـ ْﺪﺣـَـ ٍﺔ
ﺸــﺮق ِ ب َوﻣَـ ْ ﺷـﺄو ﻏـَـ ْﺮ ِ ﺖ ﻓِـﻴ َﻬﺎ َ َوأﺟ َﺮﻳ ْـ َ ن اﻟ ُﻤﻄَـﺒﱠـﻖ ِ ك ﻣِـﻦ ﻋُـﺴ ِﺮ اﻟ ﱠﺰﻣَﺎ ِ ﺗـُـﺠـﻴ ُﺮ َ
) (3
وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻳﻤﺪح ﺑﻬﺎ اﻟﺴّﺮي : *ﻋﻮﺟﺎ ﺗﺤﻲ اﻟﻄﻠﻮل ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺐ * ﺐ ﺐ اﻟــﻨـﱠـﺴَــ ِ ﻟِـﻤَﺎﺟِـ ِﺪ اﻟﺠَـ ﱢﺪ ﻃـَﻴﱢـ ِ
ﻞ ﻣُـﺤَـ ﱠﺒ َﺮ ًة ﻚ ﺳَﻠـْﻤـَﻰ وَﻗـُـ ْ ع ﻋَـﻨْـ َ َد ْ
)(4
وﻳﻤﺪﺣﻪ ﺑﻘﺼﻴﺪﻩ أﺧﺮي ﻗﺎﺋﻼ : ل َﻣ ْﻨـ ِﺰﻟَـ ٍﺔ ﺖ أﻃﻼ ُ ﺟ َﻌ ْ ﺷﻴﺌ ًﺎ َﻓ َﻤﺎ َر َ ي اﻟﺬي ﻟَـﻮْﻻ َﺗَـﺪَﻓــُﻘُـ ُﻪ ك اﻟﺴﱠـﺮ ﱡ ذَا َ
ﺠ َﻮى ُﻣﻮ ِدي ن اﻟ َ ﺤ ُﺰو ِ ﺟ َﻮاﺑًﺎ ﻟ َﻤ ْ َﻗﻔ ْـ ٍﺮ َ ف َﻣﺎت ﺣَﻠﻴﻒ اﻟ َﻤﺠْـ ِﺪ واﻟﺠُﻮ ِد ﺑﺎﻟﻌُـ ْﺮ ِ
)(5
وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح ﺑﻌﺪ ﺗﺬآﺮ ﻟﻴﻠﻲ ورﺑﻌﻬﺎ 0 وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻳﻤﺪح ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻏﺰﻟﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺷﻴ ْـﺌًﺎ ﻚ َ ﻋـﻠَـﻴ ْـ َ ﻻ َﻳ ُﺮ ﱡد َ ع َﻣﺎ َ ﻓَـﺪ ْ ﻞ ﻗَـﻮ ً َوﻗُـ ْ ﺼﻠـَـ ْﻴ ِﻪ ﻖ ﻣِـﻔ ْـ َ ﻻ ُﺗﻄَـﺒّـ ُ
ﺳـﻮم ِ ﻦ اﻟ ّﺮ ُ ت أ ْو د َﻣــ ِ ﺠﺎ َرا ِ ِﻣﻦ اﻟ َ ﺼﺮوم )ِ(6 ﺐ اﻟ ﱠﺮأي اﻟ ﱠ ﺻﺎﺣ ِ ﺣ ِﻪ َ َﺑﻤﺪ َ
(1آﻞ اﻟﻤﻮاﺿﻊ اﻟﺘﻲ ذآﺮهﺎ ﻣﻦ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ (2اﻟﺪﻳﻮان ص169 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 159 (4اﻟﺪﻳﻮان ص68 (5اﻟﺪﻳﻮان ص101 (6ﺗﻄﺒ ﻖ ﻣﻔ ﺼﻠﻴﻪ :ﺗ ﺼﻴﺐ ﻓﻴ ﻪ اﻟﺤﺠ ﺔ ،واﺻ ﻠﻪ إﺻ ﺎﺑﺔ اﻟﻤﻔ ﺼﻞ وه ﻮ ﻃﺒ ﻖ اﻟﻌﻈﻤﺘ ﻴﻦ أي ﻣﻠﺘﻘﺎهﻤ ﺎ ﻓﻴﻔ ﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬــﻤﺎ /اﻟﺼﺮوم :اﻟﻘﺎﻃﻊ 11 8
وﻳﺨﺘﻢ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ت ﻓَـﻨَﺎوَﻟـَـ ْﺘ ُﻪ دَﻋَـﺘْﻪ اﻟﻤَﻜ ْـﺮُﻣـَﺎ ُ
ﻦ اﻟﻔَـﻄﻴْـــﻢ ِ ﺳﱠ ﺠ ِﺪ ﻓﻲ ِ ﺧِـﻄـَﺎ َم اﻟﻤَـ ْ
)(1
ﻓﻬﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻳﻮﺣﻲ ﻟﻠﺴﺎﻣﻊ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎء اﻟﻜﻼم وهﻮ ﻣﻦ ﺟ ﱠﻴﺪ اﻟﺨﻮاﺗﻢ ﻋﻨﺪﻩ0 ﻞ ه ﺬا ﻣ ﺎ دﻓ ﻊ اﻟ ﺮواة وهﻜﺬا ﻓﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ ﻣﺪاﺋﺤ ﻪ ﺗ ﺸﺒﻬﺎ ﺑ ﺸﻌﺮاء اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ،وﻟﻌ ﱠ ﻟﻼﺣﺘﺠ ﺎج ﺑ ﺸﻌﺮﻩ ﻣ ﻊ إ ﱠﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻘ ﺔ اﻟﻤﺤ ﺪﺛﻴﻦ ﻓ ﺎﺑﻦ اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ آ ﺎن ﻳﻌﻴ ﺐ ﺷ ﻌﺮ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻓﻴﻘﻮل " :إن آﺎن هﺬا ﺷﻌﺮا ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻃﻞ"
)(2
وهﻜﺬا رأﻳﻨﺎ ﻣﺪي ﻣ ﺴﺎﻳﺮة اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻟﺤﺮآ ﺔ اﻟﺘﺠﺪﻳ ﺪ ﻓ ﻲ ﺑﻨ ﺎء اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ورأﻳﻨ ﺎ آﻴﻒ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ وﻟﻜ ﻦ ه ﻞ آ ﺎن ه ﺬا اﻟﺒﻨ ﺎء ﻣﺤﻜﻤ ًﺎ ؟ و أآﺎﻧ ﺖ أﺟﺰاء اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻮاﺣﺪة وأﻏﺮاﺿﻬﺎ اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺘﻼﺑﻴ ﺐ ﺑﻌ ﺾ أم ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﻔﻜﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﺪم وﺟﻮد اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ؟0 وهﻞ ﺗﻮﻓﺮت ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻋﻮاﻣﻞ اﻻﻟﺘﺤﺎم اﻟﻤﻜﻮﻧ ﺔ ﻟﻠﻮﺣ ﺪة اﻟﻌ ﻀﻮﻳﱠـﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﻐﻨﻰ أﻳﱠـﺎ آﺎن ﻧﻮﻋﻪ ؟ ﻧﺎﻗﺶ ﻧﻘﺎد اﻟﻌﺮب إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وﺟﻮد هﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪة ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺧ ﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌ ﺪ أن ﺷﺎع اﻟﻘﻮل " :ﺑﺄن أﻗﺒﺢ ﻋﻴﺐ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺆﺧﺬ ﺑﻪ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑ ﱠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ﺧﺎﺻﺔ هـﻮ إ ﱠﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻠﺘﺌﻤﺔ اﻷﺟﺰاء وإﻧﱠـﻤﺎ ﺗﺄﺗﻴﻬﺎ اﻟﻮﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ وﻣﻦ اﻟﻮزن"
)(3
وﻗ ﺪ ﻋ ﱠﺰ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺒﻌﺾ أن ﺗﺒﻠ ﻎ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑ ﱠﻴ ﺔ ه ﺬا اﻟﻤ ﺴﺘﻮي اﻟﺮﻓﻴ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﱠﺔ واﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﻔﻨ ﱠﻴﺔ ﺛﻢ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﻀﻮ ﱠﻳﺔ 0ﻓﺎﻟﺪآﺘﻮر ﻃﻪ ن ﺗﻔﻜ ﻚ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ن اﻟﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑ ﱠﻴ ﺔ ﺣﻘﻘ ﺖ وﺣ ﺪة ﻋ ﻀﻮ ﱠﻳﺔ آﺎﻣﻠ ﺔ ،وإ ﱠ ﺣﺴﻴﻦ ﻳﺮى إ ّ اﻟﻌﺮﺑ ﱠﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎر وﺣﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻮزن واﻟﻘﺎﻓﻴ ﺔ دون اﻟﻤﻌﻨ ﻰ أﺳ ﻄﻮرة ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺎﻃﻴﺮ اﻟﺘ ﻲ أﻧ ﺸﺄهﺎ اﻻﻓﺘﺘ ﺎن ﺑ ﺎﻷدب اﻷورﺑ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ واﻟﻘ ﺼﻮر ﻋ ﻦ ﺗ ﺬوق اﻷدب اﻟﻌﺮﺑ ﻲ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ واﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻨﻜ ﺮون اﻟﻮﺣ ﺪة اﻟﻌ ﻀﻮ ﱠﻳﺔ ﻟﻠﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑ ﱠﻴ ﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ إ ﱠﻧﻤ ﺎ ﻳ ﺪﻓﻌﻬﻢ ذﻟ ﻚ (1اﻟﺪﻳﻮان ص 222 (2أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﻤﺮزﺑﺎﻧﻲ" اﻟﻤﻮﺷّﺢ ﻓ ﻲ ﻣﺂﺧ ﺬ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺸﻌﺮاء" ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻴﺠﺎوي ،دار ﻧﻬﻀﺔ ﻣﺼﺮ 1965،م ،ص 304 (3ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ "ﺣﺪﻳﺚ اﻷرﺑﻌﺎء" ،دار اﻟﻤﻌﺎرف ﻣﺼﺮ دون ط 1958 ،م ،ج ،1ص 30وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ 11 9
ﻲ آﻤ ﺎ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ...إ ﱠﻧﻤ ﺎ ﻳﺪرﺳ ﻮن درس ﻟﻠﺴﺒﺒﻴﻦ :اﻷول :إﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺪرﺳ ﻮن اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑ ّ ﺼﺪﻗﻮن ﻣﺎ ﻳﻘﺎل ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺤﻘﻴﻖ وﻻ اﺳﺘﻘﺼﺎء وهﻢ ﻳﺤﻔﻈ ﻮن ﺗﻘﻠﻴﺪي وﻳ ﱠ اﻟﺒﻴﺖ أو اﻷﺑﻴﺎت وﻗﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺤﻔﻆ اﻟﻘﺼﻴﺪة وﻳﺪرﺳﻬﺎ آﺎﻣﻠﺔ0 اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻳ ﺄﺗﻲ ﻣ ﻦ إ ﱠﻧﻬ ﻢ ﻳﻘﺒﻠ ﻮن ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻪ اﻟ ﺮواة ﻓ ﻲ ﻏﻴ ﺮ ﺗﺤﻔ ﻆ وﻻ اﺣﺘﻴ ﺎط وﻻ ن آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ﻟ ﻢ ﻳﻨﻘ ﻞ إﻟ ﻲ اﻷﺟﻴ ﺎل ﻣﻜﺘﻮﺑ ًﺎ وإ ﱠﻧﻤ ﺎ ﻧﻘﻠﺘ ﻪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ،وﻳﻨﺴﻮن إ ّ اﻟﺬاآﺮة ﻓﺄﺿﺎﻋﺖ ﻣﻨ ﻪ ،وﺧﻠﻄ ﺖ ﻓﻴ ﻪ ،وﻟ ﻢ ﺗﺤ ﺴﻦ اﻟﺮوا ﱠﻳ ﺔ ،ﻓﻜﺜ ﺮ اﻻﺿ ﻄﺮاب ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺸﻌﺮ 000ﺛ ﻢ ﻳﻤ ﻀﻲ اﻟﻨﺎﻗ ﺪ ﻋﺎرﺿ ًﺎ ﻗ ﺼﻴﺪة ﻟﺒﻴ ﺪ ﻣﺒﻴﻨ ﺎ ﻣ ﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ـﻦ وﺣ ـﺪة واﺗﺴـــﺎق
)(1
وﻗ ﺪ ﺗﺤ ﺪث اﺑ ﻦ ﻗﺘﻴﺒ ﺔ ) (2أﻳ ﻀﺎ ﻋ ﻦ وﺣ ﺪة اﻟﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑ ﱠﻴ ﺔ ﻓﺮﺳ ﻢ ﻟﻨ ﺎ ﻣ ﻨﻬﺞ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑ ﱠّﻴﺔ " اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﺑﺬآﺮ اﻟ ﱠﺪﻳﺎر واﻟﺪﻣﻦ ،وﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﺮﺑﻊ واﺳﺘﻴﻘﺎف اﻟﺮﻓﻴﻖ، وذآﺮ أهﻠﻬﺎ اﻟﻈﺎﻋﻨﻴﻦ ﻋﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﻳ ﺬآﺮ ﺷ ﱠﺪة اﻟ ﺸﻮق وأﻟ ﻢ اﻟﻮﺟ ﺪ 000ﺛ ﻢ ﻳ ﺼﻒ رﺣﻠﺘ ﻪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ وﻣﺎ ﻧﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎرة اﻟﻤﺴﻴﺮ ﺛﻢ ﻳﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﺢ ، " 000ﻓﻬﺬا اﻟﻘ ﻮل ﻣ ﻦ اﺑ ﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﻳﻨﻘﺾ هﺬا اﻻﺗﻬﺎم ؛ﻷ ﱠﻧﻪ ﻳﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ : ن اﻟﺸﺎﻋﺮ آﺎن ﻳﺘﺼﻮر ﻋﻤﻠﻪ وﺣﺪة ﻣﺘﱠـﺼﻠﺔ اﻷﺟ ﺰاء ﻳ ﺴﻠﱠـﻢ اﻟﻮاﺣ ﺪ أو ًﻻ :ﻋﻠﻰ إ ﱠ ن ذﻟﻚ هﻮ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻌﺘﻘ ﺪ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ وﺗﻘﺪم ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀ ًﺎ؛ ﻷ ﱠ ن ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ أﺧﻼط ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻻ اﻧﺴﺠﺎم ﻓﻴﻬﺎ 0 إّ ن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻠﻘ ﻲ اﻟﻘ ﻮل ﻋﻠ ﻰ ﺛﺎﻧﻴﺎ :آﺬﻟﻚ أدرك دارﺳﻮ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ إ ّ ن إدﺧ ﺎل اﻟ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﻜﻤ ﺔ ﻋﻮاهﻨﻪ ،أو ﻳﻜ ﻮن ﻗﺮﻳ ﻀﻪ ﻣ ﻦ أﺟ ﺰاء ﻻ ﺻ ﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ 0وإ ﱠ واﻟﻮﺻﻒ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ أﺷ ﺘﺎﺗﺎ ﻣﺘﻔﺮﻗ ﺔ؛ ﻷ ﱠ ﻻ إذا ن اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻻ ﻳ ﺄﺗﻲ ﺑﻬ ﺎ إ ّ آﺎﻧﺖ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗ ﺴﺘﺪﻋﻲ وﺟﻮده ﺎ اﺳﺘ ﺸﻬﺎدًا ﻋﻠ ﻰ ﻏ ﺮض ﻳﺮﻳ ﺪﻩ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ أو اﺳﺘﺨﻼﺻ ًﺎ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة ﻋﺮﺿﻬﺎ وآﺬﻟﻚ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻮﺻﻒ أﻳﻀﺎ 0
(1ﺣﺪﻳﺚ اﻷرﺑﻌﺎء ص 32 (2اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء ص 20 (3أﺳﺲ اﻟﻨﻘﺪ ص 320 12 0
)(3
ن أﺟ ﻮد وﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎد اﻟﻘﺪﻣﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺪﺛﻮا ﻋﻦ وﺣﺪة اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺠﺎﺣﻆ اﻟﺬي ﻳﻘ ﻮل) ":(1إ ّ اﻟﺸﻌﺮ ﻣﺎ راﻳﺘﻪ ﻣﺘﻼﺣﻢ اﻷﺟﺰاء ،ﺳﻬﻞ اﻟﻤﺨﺎرج ﻓﺘﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ أ ﱠﻧ ﻪ أﻓ ﺮغ إﻓﺮاﻏ ﺎ واﺣ ﺪا وﺳﺒﻚ ﺳﺒﻜًﺎ واﺣﺪًا "وﻣﻌﻨﻰ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻣﺨﺎرﺟﻪ ﺣﺴﻦ اﻧﺘﻘﺎﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﻌﻨ ﻰ إﻟ ﻰ ﻣﻌﻨ ﻰ وﻣ ﻦ ﻏﺮض إﻟﻰ ﻏﺮض ،ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺸﻌﺮ وﺣﺪة ﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ 0 ن اﻟﻜ ﻼم إذا اﻧﻘﻄﻌ ﺖ أﺟ ﺰاؤﻩ ،وﻟ ﻢ ﺗﺘ ﺼﻞ أﻣ ﺎ أﺑ ﻮ ه ﻼل اﻟﻌ ﺴﻜﺮ ّ ي ﻓﻴ ﺮى إ ﱠ ﻓﺼﻮﻟﻪ ذهﺐ روﻧﻘﻪ وﻏﺎض ﻣﺎؤﻩ ) ، (2وﻣ ﻦ أﻗ ﻮي اﻟﻨ ﺼﻮص اﻟﺘ ﻲ وردت ﻋ ﻦ ﻧﻘ ﺎد ن اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ﻣﺜﻠﻬ ﺎ اﻟﻌﺮب ﻓ ﻲ وﺣ ﺪة اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ه ﻮ ﻣ ﺎ رواﻩ اﺑ ﻦ رﺷ ﻴﻖ إذ ﻳﻘ ﻮل) " : (3إ ﱠ ﻣﺜ ﻞ ﺧﻠ ﻖ اﻹﻧ ﺴﺎن ﻓ ﻲ اﺗ ﺼﺎل ﺑﻌ ﺾ أﻋ ﻀﺎﺋﻪ ﺑ ﺒﻌﺾ ،ﻓﻤﺘ ﻲ أﻧﻔ ﺼﻞ وأﺣ ﺪ ﻋ ﻦ ﺤﺔ اﻟﺘﺮآﻴﺐ ﻏﺎدر ﺑﺎﻟﺠ ﺴﻢ ﻋﺎه ﺔ ﺗﺘﺨ ﻮن ﻣﺤﺎﺳ ﻨﻪ وﺗﻌﻔ ﻲ ﻣﻌ ﺎﻟﻢ اﻷﺧﺮ ،وﺑﺎﻳﻨﻪ ﻓﻲ ﺻ ﱠ ﺟﻤﺎﻟﻪ ووﺟﺪت ﺣ ﺬاق اﻟ ﺸﻌﺮاء وأرﺑ ﺎب اﻟ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺤ ﺪﺛﻴﻦ ﻳﺤﺘﺮﺳ ﻮن ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ هـﺬﻩ اﻟﺤﺎل اﺣـﺘﺮاﺳًﺎ ﻳﺤﻤﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻮاﺋﺐ اﻟﻨﻘﺼﺎن،وﻳﻘﻒ ﺑﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺠﺔ اﻹﺣـﺴﺎن"، ن اﻟﻘ ﺼﻴﺪة وإن ﻓﻘﺪ ﺷﺒﻪ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺑﺠﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن ،وهﺬا ﺗﺸﺒﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻴ ﺚ دﻻﻟﺘ ﻪ ﻋﻠ ﻰ إ ﱠ اﺧﺘﻠﻔﺖ أﺟﺰاؤهﺎ ﺗﻜﻮن وﺣﺪة ﻣﺘﺮاﺑﻄ ﺔ ﻣﻨ ﺴﺠﻤﺔ آﺎﻣﻠ ﺔ اﻻﺗ ﺼﺎل ﻣﺜﻠﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣﺜ ﻞ ﺟﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن 0 وﻳ ﺮي اﻟ ﺪآﺘﻮر ﻣﺤﻤ ﺪ زآ ﻲ اﻟﻌ ﺸﻤﺎوي إ ﱠ ن هﻨ ﺎك ﻧﻮﻋ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺣ ﺪة ﻗ ﺪ ﺗﺤﻘ ﻖ ﻓﻌ ﻼ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑ ﱠﻴ ﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ وه ﺬﻩ اﻟﻮﺣ ﺪة آﺎﻧ ﺖ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻃﺒﻴﻌ ﱠﻴ ﺔ ﻟﻮﺣ ﺪة اﻟﻔﻜ ﺮ ن اﻟﻔﺮق آﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ وﺣ ﺪة اﻟﻔﻜ ﺮ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﺒﻌ ﺚ ﺼﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧ ﱠﻴﺔ وﻳﻘﻮل :إ ﱠ واﻟﺼﺮاع واﻟﺸﺨ ﱠ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺎة ذات إﺑﻌ ﺎد ﺧﺎﺻ ﺔ وﺑ ﻴﻦ وﺣ ﺪة اﻟﻘ ﺼﻴﺪة اﻟﺘ ﻲ ه ﻲ ﺗﺠ ﺴ ﱠﻴﺪ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺷ ﻌﻮر ﱠﻳﺔ ﻼ ﻋﻠ ﻰ ن ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻟﺒﻴﺪ اﻟﺘﻲ أﺗﺨﺬهﺎ اﻟﺪآﺘﻮر ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ دﻟ ﻴ ً وﻣﻮﻗﻒ ﻧﻔﺴﻲ واﺣﺪ ،وﻳﺒﻴﻦ إ ﱠ ﻼ أن ﺗﺤﻘ ﻖ ه ﺬﻩ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻟﻮﺣ ﺪة اﻟﻌ ﻀﻮ ﱠﻳﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﺠ ﺎهﻠﻲ ،وﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻄﺎﻋﺖ ﻓﻌ ً اﻟﻮﺣﺪة ﺑﺮﻏﻢ ﻃﻮل اﻟﻘ ﺼﻴﺪة وﺗﻌ ﺪد أﻗ ﺴﺎﻣﻬﺎ واﻧﺘﻘﺎﻟﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻏ ﺮض إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ،ﻻ ﻋ ﻦ
(1اﻟﺒﻴﺎن واﻟﺘﺒﻴﻴﻦ ج150 / 1 (2اﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ ص 42 (3اﻟﻌﻤﺪة 14/2 12 1
ﻃﺮﻳ ﻖ ﺣ ﺴﻦ اﻟ ﺘﺨﻠﺺ واﻟﺘﺮﺗﻴ ﺐ اﻟﻤﻨﻄﻘ ﻲ ﺑ ﻴﻦ أﺟﺰاﺋﻬ ﺎ ﻓﺤ ﺴﺐ ،وإ ﱠﻧﻤ ﺎ اﻟ ﺬي ﺳ ﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ هﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪة أﻳﻀﺎ ﻗﺪرة ﻟﺒﻴ ﺪ ﻋﻠ ﻲ ﻧﻘ ﻞ إﺣ ﺴﺎس واﺣ ﺪ ﻣﻬ ﻴﻤﻦ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﺻﻮرهﺎ وآﻠﻤﺎﺗﻬﺎ وﺧﺼﺎﺋﺺ أﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ،وﻟﻜ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻮﺣ ﺪة ﻏﻴ ﺮ ﻣﻮﺟ ﻮدة ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻣﻘﻄﻮﻋﺎﺗﻪ ).(1 ن ﻧﻘ ﺎد اﻟﻌ ﺮب ﻣﻨ ﺬ اﻟﻘ ﺪم ،وﻣﻨ ﺬ أن ﺗﺤ ﺪﺛﻮا ﻋ ﻦ وﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻌ ﺮض ﻳﺒ ﺪو إ ﱠ ﻲ ،ﺑﺤﺜﻮا أﻣﺮ وﺣﺪة اﻟﻘﺼﻴﺪة وﺗﻠﻤﺴﻮا هﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪة ،وأوﺟﺒﻮا ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑ ّ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻨﻈﻢ اﻟﻘﺼﻴﺪة أن ﻳﺮﻋﻰ هﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪة وﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ اﻧﺘﻈﺎﻣﻬﺎ ). (2 وواﻗ ﻊ اﻷﻣ ﺮ إن اﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠ ﱠﻴ ﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘ ﺔ ﻟﻬ ﺬا اﻟ ﺸﻌﺮ ﺗﻜ ﺸﻒ ﻋ ﻦ أﻣﻜ ﺎن وﺟ ﻮد وﺣ ﺪة ﺑﻤﻌﻨﺎه ﺎ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ ﻗ ﺼﺎﺋﺪﻩ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﺤﻘ ﻖ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣﻮﻗ ﻒ ﺷ ﻌﻮري واﺣ ﺪ ﻳ ﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ أﺟﺰاﺋﻬ ﺎ وأﻏﺮاﺿ ﻬﺎ ﻣ ﻦ دون ﺧ ﻼف ﻟﻠﺠ ﻮ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ ﺧ ﻼل أﻏﺮاض اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﺘﻌ ﺪدة اﻟﺘ ﻲ ﺗﺠﻌﻠﻬ ﺎ ﻣﻬ ﺎرة اﻟ ﺸﺎﻋﺮ وﺳ ﻴﻠﺔ ﺗﻮﺻ ﻞ إﻟﻴﻨ ﺎ اﻟﻤﻮﻗ ﻒ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﻤﺮاد ﺗﺼﻮﻳﺮﻩ 0 وإذا ﻧﻈﺮ إﻟﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻧﺠ ﺪ اﻟﻮﺣ ﺪة اﻟﻌ ﻀﻮ ﱠﻳﺔ ﻣﺤﻘ ـﻘﺔ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﻀﻬﺎ وﺧﺼﻮﺻًﺎ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ذات اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻮاﺣ ﺪ إذ ﺗﺮﺳ ﻢ ﻟﻨ ﺎ ﺻ ﻮرة اﻧﻔﻌﺎﻟ ﱠﻴ ﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ﱠﺮ ﺑﻬ ﺎ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ وﺳ ﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ إﺣ ﺴﺎس وأﺣ ﺪ ﻣﻬ ﻴﻤﻦ ﻇﻬ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻴﻘﺎ ﺷ ﻌﺮﻩ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ وﺻ ﻮرﻩ وآﻠﻤﺎﺗ ﻪ وأﺳ ﻠﻮﺑﻪ اﻟ ﺸﻌﺮي آﻤﺪﺣ ﻪ ﻟﻠﻤﻨ ﺼﻮر ﻓﻘ ﺪ اﺳ ﺘﺠﻤﻊ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻗﻮﺗ ﻪ ﻼ ﻓﻨﻴ ﺎ ﻣﺘﻨﺎﺳ ﻘًﺎ واﺳﺘﺤﻀﺮ ﻓﻄﻨﺘﻪ ،وأﺻﺎب ﻓﻴﻬ ﺎ ﻓﻮاﺻ ﻞ اﻟﻜﻠ ﻢ ،وﻧ ﺘﺞ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻋﻤ ً رﺿﻲ ﻋﻨ ﻪ اﻟﻤﻨ ﺼﻮر ﻓﺄﺛﺎﺑ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ إذ ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﺨﻠﻴﻔ ﺔ " :ﻗ ﺪ أﻣ ﺮت ﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺸﺮﻩ أﻻف دره ﻢ وأﻟﺤﻘﺘ ﻚ ﺑﻨﻈﺮاﺋ ﻚ ﻣ ﻦ ﻃ ـﺮﻳﺢ ﺑ ﻦ إﺳ ﻤﺎﻋﻴﻞ ،ورؤﻳ ﺔ ﺑ ﻦ اﻟﻌ ـﺠﺎج " )،(3أ ﱠﻣ ﺎ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪدت أﻏﺮاﺿﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ هﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪة ،وﺧ ﺼﻮﺻ ًﺎ اﻟﺘ ﻲ
(1ﻣﺤﻤﺪ زآﻲ اﻟﻌﺸﻤﺎوي " ﻗﻀﺎ ﻳﺎ اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺤﺪﻳﺚ " ،دار اﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﻴﺮوت ،دون ط 1984 ،م، ص 121وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ (2أﺳﺲ اﻟﻨﻘﺪ ص 324 (3ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد 128 /6 12 2
ﺳﻠﻤﺖ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺤﺎل واﻻﺿﻄﺮاب ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻧﻌ ﺪﻣﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻮﺣ ﺪة ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺾ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ اﻟﺘﻲ وﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﺿﻄﺮاب وﺿﺎع اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ 0 وﺑﻌﺮﺿﻨﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺸﻜﻞ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻲ اﻟﻮﺣ ﺪة اﻟﻌ ﻀﻮ ﱠﻳﺔ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ ﺣﻴ ﺚ إ ﱠﻧ ـﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﻬ ﺎ ﻣﺘﻌﺎوﻧ ﺔ ﻓ ﻲ أﻇﻬ ﺎر ه ﺬﻩ اﻟﻮﺣ ﺪة وﺳ ﻮف ﻧ ﺮى ذﻟ ﻚ ﻞ ه ﺬﻩ واﺿﺤﺎ ﻣﻦ ﺧ ﻼل ﻣﻮﺳ ﻴﻘﺎ ﺷ ﻌﺮﻩ وأﺳ ﻠﻮﺑﻪ اﻟ ﺸﻌﺮي وأﻟﻔﺎﻇ ﻪ وﺻ ﻮرﻩ ،ﻷن آ ﱠ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪة اﻟﻌﻀﻮ ﱠﻳﺔ0
12 3
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ أوﻻ :اﻷوزان واﻟﺒﺤﻮر ﺗﻤﻬﻴﺪ : ن " اﻻﻧ ﺴﺠﺎم اﻟﻤﻮﺳ ﻴﻘﻲ ﻓ ﻲ ﺗ ﻮاﻟﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳ ﻴﻘﺎ ﺻ ﻠﺔ وﺛﻴﻘ ﺔ ﺑﺎﻟ ﺸﻌﺮ ؛ وذﻟ ﻚ ﻷ ﱠ ﻣﻘ ﺎﻃﻊ اﻟﻜ ﻼم ،وﺧ ﻀﻮﻋﻪ إﻟ ﻰ ﺗﺮآﻴ ﺐ ﺧ ﺎص ﻣ ﻀﺎﻓًﺎ إﻟ ﻰ ه ﺬا ﺗ ﺮدد اﻟﻘ ﻮاﻓﻲ وﺗﻜﺮارهﺎ ،أهﻢ ﺧﺎﺻ ﱠﻴﺔ ﺗﻤﻴﺰ اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺜﺮ "
)(1
واﻟ ﻨﻈﻢ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ -آﻤ ﺎ ه ﻮ ﻣﻌ ﺮوف -ﻳﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻲ ﻋﻤ ﺎدﻳﻦ رﺋﻴ ﺴﻴﻦ هﻤ ﺎ اﻟﺒﺤ ﺮ واﻟﻘﺎﻓﻴ ﺔ ،وﻗ ﺪ ﺣ ﺼﺮ اﻟﺨﻠﻴ ﻞ ﺑ ﻦ أﺣﻤ ﺪ ﺑﺤ ﻮر اﻟ ﺸﻌﺮ ﻓ ﻲ ﺧﻤ ﺴﺔ ﻋ ﺸﺮ ﺑﺤ ﺮًا ، اﺳﺘﺨﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺨﻤﺲ اﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﻌ ﺮوض ،ﺛ ﻢ اﺳ ﺘﺪرك اﻷﺧﻔ ﺶ اﻷوﺳﻂ ) ﺳﻌﻴﺪ ﺑ ﻦ ﻣ ﺴﻌﺪة 215ه ـ ( ﻋﻠ ﻲ اﻟﺨﻠﻴ ﻞ اﻟ ﻮزن اﻟ ﺴﺎدس ﻋ ﺸﺮ ،وﻟ ﻢ ﻳ ﺰد اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﻌﺪ اﻷﺧﻔﺶ ﺷﻴﺌًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ،وﻗﺪ ﺑﺬل اﻟﺸﻌﺮاء ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓ ﻲ آﻠﻤ ﺔ رزﻳ ﻦ اﻟﻌﺮوﺿﻲ
)(2
ﻗﺮﺑﻮا ﺟﻤﺎﻟﻬﻢ ﻟﻠﺮﺣــﻴـﻞ
ﻏﺪوة أﺣﺒﺘﻚ اﻷﻗــﺮﺑﻮك
ن " ه ﺬﻩ اﻟﺒﺤ ﻮر ﺗﻤﺜ ﻞ ﺗﻨﻮﻋ ﺎ ﻞ اﻟ ﺴﺒﺐ ﻳﺮﺟ ﻊ إﻟ ﻰ إ ّ وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺘﺒﻌ ﻪ أﺣ ﺪ ،ﻟﻌ ﱠ ﻞ ﻋﻮاﻃﻔﻬﻢ وﺧﻮاﻃﺮهـ ـﻢ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴ ًﺎ واﺳﻊ اﻟﻤﺪى ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﺸﻌﺮاء أن ﻳﻨﻈﻤﻮا ﻓﻲ داﺋﺮﺗﻪ آ ﱠ ن أوزان اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎ واﻟﻌﺮوض ﺗﻌﻮد إﻟ ﻰ وأﻓﻜﺎرهـــﻢ " )(3اﻟﺸﻌﺮ وﻳﺮي أﺣﻤﺪ اﻟﺸﺎﻳﺐ إ ّ أﺻﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻜﻢ واﻟﻜﻴ ﻒ ،ﻋﻠ ﻲ ﺗﻔ ﺎوت ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ ،ﻓﺘﻌﻘﻴ ﺪ وآﺜ ﺮة ﻓ ﻲ اﻷوﻟ ﻰ ﻟﻜﺜ ﺮة أﻟﺤﺎﻧﻬ ﺎ ،وﺑ ﺴﺎﻃﺔ وﻗﻠ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﻟﻘﻴﺎﻣﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ذات اﻟﺤﺮآ ﺎت اﻟﻮاﺿ ﺤﺔ اﻟﻤﺘﻤﻴ ﺰة" ) "، (4ﻓﻤ ﻦ أه ﻢ أرآ ﺎن ﻋﻠ ﻢ اﻟﻌ ﺮوض أوزﻧ ﻪ وﺗﻔﺎﻋﻴﻠ ﻪ وه ﻲ (1إﺑﺮاهﻴﻢ أﻧﻴﺲ "ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺸﻌﺮ" ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻟﺠﻨﺔ ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ 1965م ،ص 21 (2ﻣﻌﺠﻢ اﻷدﺑﺎء" إرﺷﺎد اﻷرﻳﺐ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷدﻳﺐ " ﺗﺤﻘﻴﻖ أﺣﻤﺪ ﻓﺮﻳﺪ رﻓﺎﻋﻲ ،ﻣﺼﺮ ج 15ص 256 (3هﺪارة " اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ " ص 535 (4أﺣﻤﺪ اﻟﺸﺎﻳﺐ " أﺻﻮل اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ " دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ط 1946 ،2م ،ص 320 12 4
ﻣﺘﺤﺮآﺎت وﺳﻜﻨﺎت ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﻣﻌﺮوف ﻳﻮازن ﺑﻬﺎ أي ﺑﺤ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺒﺤ ﻮر"
)(1
ﻞ اﻷﻣـ ـﻢ ﻣﻮزوﻧ ًﺎ "ﻓﺎﻟﺸﻌﺮ ﺟﺎءﻧﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﻘ ﺪم ﻣﻮزوﻧ ًﺎ ﻣﻘﻔ ﻰ ،واﻟ ﺸﻌﺮ ﻻ ﻳ ﺰال ﻓ ﻲ ﺟ ﱠ ﻣﻘﻔ ﻰ ،ﻧ ﺮى ﻣﻮﺳ ﻴﻘﺎﻩ ﻓ ﻲ أﺷ ﻌﺎر اﻟﺒ ﺪاﺋﻴﻴﻦ ،وأه ﻞ اﻟﺤ ﻀﺎرة ﻳ ﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑ ﻪ هـ ـﺆﻻء ﻻ آﻼﻣ ًﺎ وه ﺆﻻء ،وﻳﺤ ﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴ ﻪ ه ﺆﻻء وه ﺆﻻء 000وﻟ ﻴﺲ اﻟ ﺸﻌﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ إ ّ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴ ًﺎ ،ﺗﻨﻔﻌﻞ ﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎﻩ اﻟﻨﻔﻮس و ﺗﺘﺄﺛﺮ اﻟﻘﻠ ﻮب "
)(2
ن اﻟﺘﻄ ﻮر وﻣﻤ ﺎ ﻻﺷ ﻚ ﻓﻴ ﻪ إ ّ
اﻟﺤﺘﻤ ﻲ اﻟ ﺬي ﻓﺮﺿ ﺘﻪ اﻟﺤ ﻀﺎرة ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﱢﺮ اﻟﻌ ﺼﻮر ﻗ ﺪ أﺛ ﱠـﺮ ﻋﻠ ﻰ أوزان اﻟ ﺸﻌﺮ وﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻩ ﺗ ﺄﺛﻴﺮًا واﺿ ﺤ ًﺎ ﺧﺎﺻ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ﺷ ﻴﻮع اﻟﻐﻨ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﻟﻬﺠ ﺮي ﺣﻴ ﺚ اﻧ ﺼﺮف اﻟ ﺸﻌﺮاء ﻋ ﻦ اﻷوزان اﻟﻄﻮﻳﻠ ﺔ اﻟﻤﻌﻘ ﺪة ،واﻗﺒﻠ ﻮا ﻋﻠ ﻰ اﻷوزان اﻟﺮﺷ ﻴﻘﺔ اﻟﺨﻔ ـﻴﻔﺔ ﻣﺜ ﻞ :اﻟ ﻮاﻓﺮ ،واﻟﺨﻔﻴ ﻒ ،واﻟﺮﻣ ﻞ ،واﻟﻬ ﺰج ،واﻟﻤﺘﻘ ﺎرب ،وأﺧ ﺬوا ﻳﺠﺰﺋ ﻮن اﻷوزان اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﻤﻌﻘﺪة آﻤﺎ ﻳﺠﺰﺋﻮن ﻟﻠﻤﻐﻨﻴﻦ اﻷوزان اﻟﺴﻬﻠﺔ اﻟﺒ ﺴﻴﻄﺔ ) ، (3وه ﺬا ﻻ ن ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟ ﺸﻌﺮاء اﺗﺠﻬ ﻮا إﻟ ﻰ ه ﺬا اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ،إ ﱠﻧﻤ ﺎ هﻨ ﺎك ﺷ ﻌﺮاء ﻣﺤ ﺎﻓﻈﻮن ، ﻳﻌﻨ ﻲ إ ﱠ اﺳﺘﻤﺮوا ﻓﻲ ﻧﻈﻢ أﺷﻌﺎرهﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤ ﻮر اﻟﻄﻮﻳﻠ ﺔ إﻗﺘ ﺪا ًء ﺑﺎﻟﻘ ﺪﻣﺎء وﺗﻤ ﺴﻜًﺎ ﺑﻬ ﻢ ،ﻓﻬ ﻞ آﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﻨﻬﻢ أم ﺳﺎﻳﺮ ﺷﻌﺮاء ﻋﺼﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﻤﺮدهﻢ ﻋﻠﻲ اﻷوزان اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ؟0 ن ﻣﻦ ﻳﻤﻌﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﺠﺪﻩ ﻗﺪ ﻧﻈﻢ ﺷﻌﺮﻩ ﻓﻲ ﻗﻮاﻟﺐ اﻟﺒﺤ ﻮر إﱠ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :اﻟﺒﺴﻴﻂ ،واﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﺛﻢ اﻟﻮاﻓﺮ ،ﻓﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،وﺣﺘﻰ اﻟﺒﺤ ﻮر اﻟﺨﻔﻴﻔ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﻠﺠ ﺄ إﻟﻴﻬ ﺎ آﺜﻴﺮا ﻣﺜﻞ :اﻟﻬﺰج ،واﻟﺮﻣﻞ ،واﻟﺮﺟﺰ ،إ ﱠﻣﺎ اﻟﺒﺤﻮر اﻟﻤﺠﺰوءة ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻬ ﺎ آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﻊ ﺷ ﻴﻮﻋﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻋ ﺼﺮﻩ ﻣﺜ ﻞ ﻣﺠ ﺰوء اﻟﻜﺎﻣ ﻞ ،وﻣﺠ ﺰوء اﻟﺮﺟ ﺰ ،وﻣﺠ ﺰوء اﻟﺮﻣ ﻞ، ن ه ﺬا ﻟ ﻴﺲ وﻣﺠﺰوء اﻟﻤﻨ ﺴﺮح ،وﻣﺠ ﺰوء اﻟﻤﻘﺘ ﻀﺐ ،وﻣﺠ ﺰوء اﻟﻤﺘﻘ ﺎرب ،وﻳﺒ ﺪو إ ﱠ ﻋﻴﺒ ﺎ ﻓﻴ ﻪ أو ﻗ ﺼﻮرا ﻓ ﻲ ﻧﻈﻤ ﻪ ،وﻳﺒ ﺪو أ ﱠﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺘﺒ ﻊ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﺒﺪو ﱠﻳ ﺔ اﻟﺠﺰﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ن ﻣﻌﻈﻢ ﺷﻌﺮﻩ ﻓﻲ ﻣﺪح اﻟﺨﻠﻔﺎء واﻷﻣ ﺮاء ﻏﺮار اﻟﺠﺎهﻠﻴﻦ واﻟﻔﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء آﻤﺎ إ ﱠ واﻟﻘﻮاد ؛ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺪح ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻲ اﻷوزان اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗ ﻀﻔﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ﺟ ّﻮًا (1ﺳﻴﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ " ﻣﻴﺰان اﻟﺬهﺐ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺷﻌﺮ اﻟﻌﺮب " 1399هـ 1979-م ص 5 (2ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﻌﺮ ص 17 (3ﺷﻮﻗﻲ ﺿﻴﻒ " اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻐﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻷﻣﺼﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ") اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ( ،دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﻘﺎهﺮ 1949م ﺑﺪون ط ،ص 161 12 5
ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ،واﻟﺠﺪﻳﱠـﺔ ،واﻟﺠﺰاﻟﺔ ،وﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﻠ ﻲ ﺳﻨ ﺴﺘﻌﺮض ﺟﺎﻧﺒ ﺎ ﻣ ﻦ هـــ ـﺬﻩ اﻟﺒﺤ ﻮر اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺎرهﺎ ﻟﺘﻜﻮن ﻗﺎﻟﺒًﺎ ﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ :
/1ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ : ه ﻮ أﺧ ﻮ اﻟﻄﻮﻳ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻼﻟ ﺔ واﻟﺮوﻋ ﺔ ،وإن آ ﺎن ﻻ ﻳﺘ ﺴﻊ ﻣﺜﻠ ﻪ ﻻﺳ ﺘﻴﻌﺎب اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ وﻻ ﻳﻠﻴﻦ ﻟﻴﻨﻪ ﻟﻠﺘﺼﺮف ﺑﺎﻟﺘﺮاآﻴﺐ ؛ وﻟﻜﻦ ﻳﻔﻮﻗﻪ رﻗـﺔ وﺟﺰاﻟﺔ
)(1
واﻷﻏﺮاض اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻴﻪ دارت ﺣﻮل اﻟﻤ ﺪح ،واﻟﻤ ﺪح ﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﻔﻌ ﻞ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻨﻔ ﻮس وﺗ ﻀﻄﺮب ﻟﻬ ﺎ اﻟﻘﻠ ﻮب وأﺟ ﺪر ﺑ ﻪ أن ﻳﻜ ﻮن ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻃﻮﻳﻠﺔ وﺑﺤﻮرﻩ آﺜﻴﺮة اﻟﻤﻘﺎﻃﻊ آﺎﻟﻄﻮﻳﻞ واﻟﺒ ﺴﻴﻂ واﻟﻜﺎﻣ ﻞ ) ، (2وﻳﻐﻠ ﺐ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺪاﺋﺢ اﻟﺒ ﺴﻴﻂ إذا آ ﺎن اﻟﻤ ﺪح ﺧﺎﻟ ﺼًﺎ ﻻ ﻳ ﺮاد ﺑ ﻪ اﻋﺘ ﺬار أو ﺷ ﻲ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﻔﺨﺎﻣ ﺔ ﻼ: ي ﻗــــﺎﺋ ً ﺴﺮ ّ وﻋﻨﺼﺮ اﻟﻘﻮة ) (3ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﻧﺮى ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺪح ﺑﻬﺎ اﻟ ﱠ ن آﺎﻟ َﻬﺎﺟﻲ ﺣﺴَﺎ َ ح اﻟﺬﱢا ِآ ُﺮ اﻹ ْ ف أ َﻣﺪَﺣُـ ُﻪ َو َﻣﺎ اﻟﻤَﺎ ِد ُ ﺳ ْﻮ َ ي ﻓَﺈﻧـﱢﻲ َ ﺴﺮ ﱡ أﻣﱠﺎ اﻟ ﱠ ﷲ أﻧـﻘَـﺬَﻧﻲ ك اﻟﱠـﺬِي هُﻮ َﺑَﻌـ َﺪ ا ِ ذَا َ
ﺖ أﻧْـﺴَﺎ ُﻩ إﻧْـﻘـَـﺎ ِذي وَإﺧ ْـﺮَاﺟﻲ ﻓـَﻠـَـﺴْـ ُ
ع ﺟ ُﻪ ﻓَـ َﺰ ٌ ﺚ ﺑَﺤﺠْﺮ إذَا ﻣَﺎ هـَﺎ َ ﻟَـ ْﻴ ٌ
هَـﺎ َ ج إﻟـﻴـْـﻪ ﺑـﺈِﻟــْـﺠـَـــﺎم ٍ َوإِﺳـْــﺮَاج ِ
ﻷﺣْـ ُﺒﻮَﻧَﱠـﻚ َ ِﻣ َﻤﺎ أﺻْﻄـَﻔـِﻲ ِﻣـﺪَﺣ ًﺎ
ﺣـﺒـَﺎت ِ ِﻟﻌـُﻤـﱠـﺎ ٍر وَﺣُـﺠﱠــﺎج ُﻣﺼَﺎ ِ
) (4
وهﻨﺎ ﺗﻌﻠﻮ اﻹﻳﻘﺎﻋﺎت وﺗﻘﻮى أﺷﻌﺎرﻩ ﺑﻌﻈﻤﺔ اﻟﻤﻤﺪوح "،وﻹﺣ ﺴﺎس اﻟ ﺸﻌﺮاء ﺑﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻣﻦ ﻣﻼﺋﻤﺔ اﻟﻌﻨﻒ وﺑﻤﺎ ﺑﻤﺠﺮاﻩ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم اﻟﺼﺎرخ اﻟﺠﻬﻴ ﺮ ،ﻧﺠ ﺪهﻢ ﻗ ﺪ أآﺜﺮوا ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻌﺮﻳﺾ،واﻟﻌﺘ ﺎب ،واﻟﻬﺠ ﺎء اﻟﻤﻘ ﺬع " ) (5آﻤ ﺎ ﻧ ﺮى ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻬﺠﻮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴ ﱠﻮر اﻟﻤﺨﺰوﻣﻲ اﻟﺬي ﻋﺎب ﺷﻌﺮﻩ ﻓﻴﻘﻮل : ﻞ ذَا ﻟَـﻮْﻧـَﻴـْﻦ ِ ﻳَﺄآـُﻠـُﻨﻲ ﻞ ﻟـِﻠـﱠـﺬي ﻇَـ ﱠ ﻗُـ ْ
ﻋﺎدِم ِ اﻟﺒـَﺸَـﻢ ِ ت ﺑـِﻠَـﺤْﻢ ٍ َ ﻟـَﻘَـ ْﺪ ﺧـَﻠَـ ْﻮ َ
ﺠـﻤﻲ ﻦ ﻟَـ َ ﻦ ﻟﺤـﻴـَﻴـْﻚ َ ِﻣ ْ ﻻ أُﻟ َﺰ َﻣ ْ ك َ إﻳﱠـﺎ َ
ﻞ ﻗَـﺮﱠاﺻًﺎ ِﻣﻦ اﻟـﻠــﱡﺠـَﻢ ِ ﻼ ﻳَـﻨﻜـﱢـ ُ ﻧﻜ ْـ ً
(1ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﻄﻴﺐ " اﻟﻤﺮﺷﺪ إﻟﻰ ﻓﻬﻢ أﺷﻌﺎر اﻟﻌﺮب وﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ "ط ،4ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺨﺮﻃﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ 1991م ، ج،1ص 507؛ أﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ أﺻﻮل اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ص 322 (2ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﻌﺮ ص 178 (3اﻟﻤﺮﺷﺪ ج /1ص526 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 78 (5اﻟﻤﺮﺷﺪ ج/1ص 527 12 6
ﻚ أ ْو ﺗـَﻨـْﻘـَـﺎ ُد ﻣـُﺘــﱠﺒـﻌــًﺎ ق ﻟــَﺤﻴـَﻴ َ ﻳَﺪ ﱡ
ﻲ اﻟـﻤُﻘـﻴﱠـ ِﺪ ذِي اﻟﻘـﺮدَان ِ وَاﻟﺤﻠـَﻢ ِ ﻣـَﺸ ﱠ
ﺖ ﻧـَﻌـَﺎﻣَـﺘُـ ُﻪ إﻧﱢﻲ إ َذ ﻣَﺎ اﻣــﺮو ٌء ﺧـَﻔـﱠـ ْ
ﻲ وَاﺳﺘـُﺤ ْـﺼَﺪت ﻣﻨﻪ ﻗـَﻮى اﻟَـﻮذَم ِ إﻟ ﱠ
ت ﻓﻲ ﻣـُﻠـْﺘــَﻘﻰ أوداج ِ ﻟُـﺒﱠـﺘِـ ِﻪ ﻋـَـﻘَـ ْﺪ ُ
ﺤ َﻤﺎ َﻣ ِﺔ ﻻ ﻳﺒﻠﻰ ﻋـَﻠﻰ اﻟـﻘِـﺪم ِ ق اﻟ َ ﻃَـ ْﻮ َ
ﻻ أﺻﻮغ ُ اﻟﺤﻠ َ إﻧﱠﻲ اﻣﺮو ٌء َ ﺴﺎﻧﻲ ﺻَﺎﺋِﻎ اﻟﻜَـﻠِـﻢ ﻦ ﻟِـ َ ي ﻟـَﻜـ ْ ﻲ ﺗـَﻌ ْـﻤَﻠُـ ُﻪ آـَﻔــﱠﺎ َ
ِ)(1
وإذا رﺛﻰ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻟﻪ ﻧﻐﻤﺎ ﺣﺰﻳﻨﺎ وأﻧﺎت ﻣﻜﺒﻮﺗﺔ ﺗﻌﻠﻮ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ ﻋ ﻮﻳﻼ وﻧ ﺪﺑﺎ آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ رﺛﺎﺋﻪ ﻹﺑﺮاهﻴﻢ اﻹﻣﺎم ﻗﺎﺋﻼ : ن ﻓﻴ ِﻪ ﻋﺼ َﻤ ُﺔ اﻟـ ﱢﺪﻳْــﻦ ِ ﺤﺮﱠا َ َﻗ ْﺒ ٌﺮ ِﺑ َ
ﻀ َﻌﺘِﻲ ﻀ ْﻌ َ ﺖ أﺣﺴ ُﺒﻨِﻲ ﺟَﻠﺪًا َﻓ َ َﻗ ْﺪ آ ْﻨ ُ ﻓـﻴ ِﻪ اﻹﻣَﺎ ُم وَﺧَـﻴ ْـ ُﺮ اﻟﻨـّـﺎس ِآـُـﻠـﱢﻬُـ ُﻢ
ﻦ اﻟﺼﱠﻔﺎﺋِﺢ ِ واﻷﺣﺠَﺎ ِر وَاﻟـﻄـَﻴﻦ ِ ﺑـﻴ َ
ﺼ ْﻴﺒـَﺘــ ُﻪ ﺖ ﻣُـ ِ ﻋ ﱠﻤ ْ ﻓـﻴ ِﻪ اﻹﻣَﺎ ُم اﻟــّﺬي َ
ﺖ آُـﻞﱠ ذي ﻣَﺎل ٍ وَﻣﺴﻜﻴﻦ ِ وَﻋـَﻴـﱠﻠَـ ْ
ب َﻣﺠْﻨُـﻮن ﻏﺎ َد َرﻧِـﻲ آـَﺄﻧــﱠﻨﻲ ﺑـَﻌ ْـ َﺪ ُﻩ ﻓﻲ ﺛَـ ْﻮ ِ ن اﻹﻣَـﺎ َم اﻟــّﺬي وَﻟــﱠﻰ َو َ إﱠ
ِ)(2
/2ﺑﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ : ﺛ ﺎﻧﻲ أآﺜ ﺮ اﻟﺒﺤ ﻮر اﻟﺘ ﻲ ﻧﻈ ﻢ ﻓﻴﻬ ﺎ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺷ ﻌﺮﻩ " وﻟ ﻴﺲ ﺑ ﻴﻦ ﺑﺤ ﻮر اﻟ ﺸﻌﺮ ﻣ ﺎ ﻳ ﻀﺎرع اﻟﺒﺤ ﺮ اﻟﻄﻮﻳ ﻞ ﻓ ﻲ ﻧ ﺴﺒﺔ ﺷ ﻴﻮﻋﻪ ،ﻓﻘ ﺪ ﺟ ﺎء ﻣ ﺎ ﻳﻘ ﺎرب ﻣ ﻦ ﺛﻠ ﺚ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟ ﻮزن "
)(3
وه ﻮ اﻟﺒﺤ ﺮ اﻟﻤﻌﺘ ﺪل ،وﻧﻐﻤ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻠﻄ ﻒ ﺑﺤﻴ ﺚ
ﻳﺨﻠ ﺺ إﻟﻴ ﻚ وأﻧ ﺖ ﻻ ﺗﻜ ﺎد ﺗ ﺸﻌﺮ ﺑ ﻪ ودﻧﺪﻧﺘ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻜ ﻼم اﻟﻤ ﺼﻮغ ﺑﻤﻨﺰﻟ ﺔ اﻹﻃ ﺎر اﻟﺠﻤﻴ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﻮرة ؛ ﺗﺰﻳﻨﻬ ﺎ وﻻ ﻳ ﺸﻐﻞ اﻟﻨ ﺎﻇﺮ ﻋ ﻦ ﺣ ﺴﻨﻬﺎ وه ﻮ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺒﺤﻮر)0 (4 واﻷﻏﺮاض اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﻮﻳﻞ آﺎن اﻏﻠﺒﻬﺎ ﻳﺪور ﺣﻮل اﻟﻤ ﺪح، واﻟﻐﺰل ،واﻟﺮﺛﺎء ،وﻟﻨﺒﺪأ ﺑﺈﺣﺪى ﻃﻮﻳﻠﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺪح اﻟﻤﻨﺼﻮر ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ت ﺠــﺎ َو َز ْ ﻦ َﺗ َ ﻚ أَﻣــﻴ َﺮ اﻟ ُﻤﺆْﻣـﻨــﻴـ َ إﻟﻴ َ
ﻞ ﺣُ ﺑﻨـَﺎ ﺑِـﻴْـ َﺪ أَﺟ ْـﻮَا ِز اﻟﻔـَﻼة ِ اﻟ َﺮوَا ِ
ﺢ اﻟﻘـَـﻮ َم أَﻣـــ ُﺮ ُﻩ ﻻ ﻳُﺼﻠ ُ ن اﻣﺮًأ َ َﻳ ُﺰ ْر َ
ل ﻦ ﻓــﻴﻤَﺎ ﻳُﺤـَـﺎو ُ ﻻ ﻳَﻨﺘَﺠﻲ اﻷدﻧﻴﻴ َ َ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 214 (2اﻟﺪﻳﻮان ص237 (3ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﻌﺮ ص 59 (4اﻟﻤﺮﺷﺪ 444 ، 443 /1 12 7
ﻞ ﻋُ ﻞ ﻓﻬـ َﻮ ﻓـَﺎ ِ ل إِﻧـﱢﻲ ﻓﺎﻋِـ ٌ ن ﻗـَﺎ َ وَإ ْ
إذَا َﻣﺎ أﺑﻰ ﺷَﻴﺌًﺎ ﻣـَﻀﻰ آﺎﻟﱠـﺬي َأﺑﻰ
ﻞ ﻞ َو َوﺟْـ ٌﻪ ﻓﻲ اﻟﻜـَﺮﻳ َﻬ ِﺔ ﺑَﺎﺳِـ ُ ﺿﺎ أَﺳ ْﻴ ٌ ﺟ ٌﻪ ﻟـَﺪى اﻟﺮ َ آَـ ِﺮﻳْـ ٌﻢ ﻟﻪ وَﺟﻬَﺎن ِ َو ْ
)(1
وﻓﺪ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺸﺎﻋﺮ أن ﻳﺨﺘﺎر هﺬا اﻟﻮزن ﻓﻲ أﻋﺮاض أﺧﺮى ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺪح ﺳﻮى أآﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻷﻏﺮاض ﺿﻤﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﻤﺪح أو ﻣﺴﺘﻐﻠﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ؛ وهﺬا اﻟﺒﺤﺮ ﻳﺼﻠﺢ ﻓﻴﻪ اﻟﻐﺰل إذا ﺧﺎﻟﻄﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺠ ﱢﺪ واﻟﻌﻤﻖ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ذآﺮ اﻷﻃﻼل : ﻞ ﺁهـِـﻠُـ ْﻪ أﻓﻲ ﻃـَﻠـَـ ٍ ﻞ ﻗـَﻔ ْــﺮ ٍ ﺗـَﺤﻤﱠــ َ
ﻞ هـَﺎ ِﻣﻠـُـ ْﻪ ﺖ وَﻣﺎ ُء اﻟﻌـَﻴـْﻦ ِﻳَـﻨـْﻬَـ ﱡ وَﻗـَﻔ ْـ َ )(2
ﻒ ﺗُـﺴَﺎﺋِـﻠُـ ْﻪ ﻂ ﻓـَﻜَـ ْﻴ َ ﺷﺤْـ ٌ ﺴـﻠـْﻤﻰ َﻧﻮّى َ ت َﺑ َ ﺳ َﻔﺎهًﺎ وَﻗـَﺪ َﻧﺄ ْ ﻦ ﺳَﻠـْﻤﻰ َ ﻋْ ﻞ َ ﺴﺎﺋِـ ُ ﺗُـ َ
اﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﻟﻸﺑﻴﺎت ﻳﺠﺪ إن أﻟﻔﺎظ اﻟﻐﺰل ﻗﺪ اﻣﺘﺰﺟﺖ ﺑﺎﻟﺠ ﱢﺪ واﻟﻌﻤﻖ وﻟﻢ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻲ دﻧﺪﻧﺔ اﻟﻨﻐﻢ وﺟﻠﺒﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻴﻞ ،ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﺒﺤ ﺮ ﻣ ﺴﺮﺣﺎ ﻟﺘﺄﻣﻼﺗ ﻪ وذآﺮﻳﺎﺗ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻲ اﻷﻃﻼل وﻟﻪ ﻓﻲ إﺣﻴﺎء اﻟﺬآﺮﻳﺎت ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﺤﺮ رواﺋﻊ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل: ﻟـﻴَـﻌ ْـﻠـَـ َﻢ أ ﱠ ﻞ وﻗَـﺪ ُﻳﻨﺴﻲ ي اﻟﻄَـﻮﻳ ُ ﻞ اﻟﻨﺄ ُ ن اﻟـ ُﺒﻌ ْـ َﺪ ﻟﻢ ُﻳﻨ ْـﺲ ِذآ َﺮهَـﺎ َوﻗَـ ْﺪ ُﻳﺬهِـ ُ ﺠﻠ ْـﺲ ِ ﻦ إﻟﻰ اﻟ َ ﺣﱠ ﺲ َ ﺠﻠ ْـ ِ ﺻ َﺒﺎ َﺑﺔ ً إﻟﻰ اﻟ َﻐ ْﻮ ِر أ ْو ﺑﺎﻟ َ ﻦ َ ﺣــ ﱠ ﺖ ﺑﺎﻟﻐَـ ْﻮ ِر َ ﺳﻜَـﻨَـ ْ ن َ ﻓَـﺎ ْ ﻋ َﻬﺎ ﺲ ﻋﻨ َﺪ ﻃُـﻠُـﻮ ِ ﺸﻤ ْـ ُ ﺖ:اﻟ ﱠ ت ﻓَـﻘُـﻠ ُ َﺗ َﺒ ﱠﺪ ْ
س ﻋـﻦ أﺛَـﺮ اﻟ َﻮ ْر ِ ﻲ اﻟﺤﻠ ْـ ِﺪ َ ن ﻏَـ ِﻨ ﱢ َﺑﻠَـ ْﻮ ِ
ﺲ ﺸ ْﻤ ِ ﺖ ﻟﺼﺎﺣﺒﻲ ﻋَـﻠﻲ ِﻣ ْﺮﻳَـ ٍﺔ َﻣﺎ َهﺎهُـ َﻨﺎ ﻣَﻄ ْـﻠَـ ُﻊ اﻟ ﱠ ح ﻗُـﻠ ُ ﺖ اﻟﺮو َ ﺠ ْﻌ ُ ﻓَـﻠَـ ﱠﻤﺎ ار َﺗ َ
)(3
ﻧﻠﻤﺢ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﺑﻴﺎت اﻟ ﺼﻮرة اﻟﺘ ﻲ ﻳﺮﻳ ﺪ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ أن ﻳﻨﻘﻠﻬ ﺎ إﻟﻴﻨ ﺎ وه ﻲ اﻟﻤﻜ ﻮث ﻋﻨ ﺪ ﻼ0 أﺛﺎر اﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ وﻗﺘًﺎ ﻃﻮﻳ ً وإذا ﺗﻐﺰل ﺑﺴﻠﻤﻲ ﻧﺠﺪ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻩ ﺗﺘﺴﺮب إﻟﻲ اﻟﻨﻔﻮس ﺗﺴﺮﺑًﺎ ﺧﺎﻓﺘًﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل: ﺳﻠ ْـﻤَﻰ وَاﻟـﻨـﱠﻮى ﺗَـﺴْﺘَـﺒِﻴ ُﻌﻬﺎ ت َ ﺗَـﺬَآـﱠﺮ ُ
ﺴﺘـَﻄﻴﻌُـ َﻬﺎ َوﺳَﻠـْﻤﻰ اﻟﻤُﻨﻲ ﻟـَﻮ أﻧﱠـ َﻨﺎ َﻧ ْ
ﻞ ف ُﻣـﻔـْﺤ ٍ ﺖ ﺑﺄآـْﻨـَﺎ ِ ﻒ إذَا ﺣَـﻠﱠـ ْ ﻓـَﻜـَﻴﱠـ َ
ﻒ ﺗـَﺒ ْﻴ ُﻌ َﻬﺎ ﻋـﺴَﺎء ِاﻟﺤُـﻠَـ ْﻴ ِ ﻞ ﺑ َﻮ ْ ﺣﱠ َو َ
ﺚ ﺟَﻤـﱠﺔ ً أرى اﻟﺪﱠه ْـ َﺮ ﻳـُﻨـْﺴـِﻴﻨﻲ أﺣَﺎ ِد ْﻳ َ
ﻋﺪُو ﻳـُﺸ ْﻴ ُﻌﻬَﺎ ﻖ أ ْو َ ﺖ ﻣِﻦ ﺻَﺪﻳ ٍ أﺗَـ ْ
ﻻ َوذِآ ْـ ُﺮهَـﺎ وَﻟَـ ْﻢ ﻳُﻨـْﺴﻨِﻴﻬَﺎ اﻟـﺪﱠه ْـ ُﺮ إ ﱠ
ﻋ َﻬﺎ ن ﻧَﻔـْﺴﻲ ﺿُﻠـُﻮ ُ ﺖ دُو َ ﺚ َﺗﺤَﻨﱠـ ْ ﺤﻴ ُ ﺑَ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 167 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 174 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 133 12 8
ﻦ ﻣِﻨﻬَﺎ ﻟ َﻨﺎ ﻏـَﻴ ُﺮ ذ َآ ْـ َﺮ ٍة ن ﻟـَـ ْﻢ ﻳﻜُـ ْ وَإ ْ
) (1
ﻞ اﻟـﺪﱠه ْـ َﺮ ﻳـَﻮﻣ ًﺎ ُﻳ ِﺮ ْﻳ ُﻌ َﻬﺎ ل ﻟَـﻌَـ ﱠ وَﻗَـ ْﻮ ِ
وإذا رﺛﻰ ،ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻟﻪ ﻧﻐﻤﺎ ﺣﺰﻳﻦ ﻳﻨ ﱠﻢ ﻋﻦ ﺣﺰن ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻴﻘﻮل: ق ﻣـَﺜـْﻌـَﺮ ٍ أﺗـَﺎﻧﻲ وَأهـْﻠـِﻲ ﺑَﺎﻟﻠــّﻮى ﻓﻮ َ
ﺠ َﻮ َم ﻓَـﻮَﻟــﱠﺖ ِ ﻞ اﻟـ ﱠﻨ ْ ﺟ َﺮ اﻟﻠــﱠـﻴْـ ُ وَﻗَـ ْﺪ َز َ
ﻲ ﻣُـﺤـَﻤــﱠـــ ٍﺪ وَﻓـَﺎ ُة اﺑﻦ ِﻋـَﺒـﱠﺎس ٍ وَﺻ ﱢ
ﺖ ﻓـِﺮاﺷﻲ ﺣـَﺴ ْـﺮَةٌﻣَﺎ َﺗﺠَﻠــﱠﺖ ِ ﻓَـﺄُﺑ ْـ ُ
ث اﻟﻤـَﻨـَﺎﻳـَﺎ اﺧـْﺘـَﺮ ﻣـَﻨ ْـ ُﻪ ﺣﺪَا ُ ﻚأ ْ ن ﺗَـ ُ ﻓَﺈ ْ
ﺖ ر ْزًأ ﺑِـ ِﻪ وَأﺟـَﻠــﱠﺖ ِ ﻓـَﻘَـ ْﺪ أﻋـْﻈَـ َﻤ ْ
) (2
ﻻ أن ﻳﻈﻬ ﺮ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺗﺄﻣﻼﺗ ﻪ وه ﻮ ﻳﺤ ﺎول أن ﻳﺨﻔ ﻲ ﻟﻮﻋﺘ ﻪ وﺣﺰﻧ ﻪ وﻳ ﺄﺑﻰ ذﻟ ﻚ إ ّ ﺲ ﻟﻮزﻧﻬﺎ إﻻ اﻧﺴﺠﺎﻣﻪ ﻣ ﻊ اﻟﻠﻔ ﻆ واﻟﻤﻌﻨ ﻲ ﻓ ﻲ ﻟﻄ ﻒ وﺧﻔ ﺎء وه ﻮ اﻟﺒﻌﻴﺪة وﻻ ﻧﻜﺎد ﻧﺤ ّ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﺴﺐ اﻷداء ﺟﻼﻟﺔ وﺗﺆدة ﺗﻼﺋﻢ ﻣﻘﺎم اﻷﺳﻒ ﻋﻠﻲ اﻟﻔﻘﻴﺪ )0 (3 وﻟﻤﺎ آ ﺎن اﻟﻄﻮﻳ ﻞ رﺣﻴ ﺐ اﻟ ﺼﺪر ،ﻃﻮﻳ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ ،ﻓ ﺄن اﻟﻌ ﺮب ﻗ ﺪ وﺟ ﺪت ﻓﻴ ﻪ ﻻ واﺳ ﻌ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔ ﺼﻴﻞ ،وﻟﻬ ﺬا ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن أﺻ ﻠﺢ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮﻩ ﻟﺘ ﺴﺠﻴﻞ اﻷﺧﺒ ﺎر ﻣﺠ ﺎ ً ﻀﻠﻪ اﻟ ﺸﻌﺮاء واﻷﺳ ﺎﻃﻴﺮ ؛ ﻓﻬ ﻮ ﻣﻴ ﺪان اﻟﻮﺻ ﻒ واﻟﺘﺄﻣ ﻞ واﻟﺒﻼﻏ ﺔ اﻟﺤ ﱠﺮة وﻗ ﺪ ﻓ ﱠ اﻷوﻟﻮن ﻋﻠﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻘﺼﺺ ﻓﺤ ﱠ ﻈﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ هﻮ اﻷوﻓﺮ )0(4 /3ﺑﺤﺮ اﻟﻮاﻓﺮ: اﻟﻮاﻓﺮ " أﻟﻴﻦ اﻟﺒﺤﻮر ،ﻳﺸﺘﺪ إذا ﺷ ﺪدﺗﻪ وﻳ ﺮق إذا رﻗﻘﺘ ﻪ ،وأآﺜ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳﺠ ﻮد ﺑ ﻪ اﻟﻨﻈﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺨ ﺮ" ) (5وإﻏ ﺮاض اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻮاﻓﺮ ﺗﻤﺜﻠ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪح ﻓﻘ ﺪ ﻣ ﺪح ﻋﺒ ﺪ ﻼ: اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻘﺼﻴﺪﻩ ﻗﺎﺋ ً ﻞ ﺑـﻨَﺎﺟِــﺰَة ِ اﻟﺴﱠــــﺮَاح ِ ﺨْ ت ُأﺧْﺮى وَﻟَـ ْﻢ َﺗ ْﺒ َ ﺟ ٍﺔ َو َوﻋَﺪ َ ﺖ ﻟﺤﺎ َ ﺸ َ ﺸْ هَـ َ ت ﻗـَﻠـْﺒﻲ ك ﻓﻲ َﻣ َﻨﻌَﺎ ِ ﺖ ﺣﻤَﺎ َ ﺣ َﻤ ْﻴ ُ َ
ﻋ ْﻨﺪِي ﺑِﺎﻟﻤُﺒــَـــﺎح ِ ك ِ ﺣﻤَﺎ َ ﺲ ِ ﻓَـَﻠ ْﻴ َ
ﺖ ﺟَﻨـَﺎﺣـًﺎ ﺟ ْﺪﻧَﺎ ﻏـَـﺎﻟﺒًﺎ ﺧُـﻠـِﻘـَـ ْ َو َ
ك ﻗـَﺎدِﻣـَـ َﺔ اﻟـﺠـَﻨَـﺎح ِ ن أﺑـُـﻮ َ وَآـَـﺎ َ
ﻦ ﺗُﺮﻣﻰ وَأ ْﻧ َ ﻞ ﺣ ْﻴ َ ﺖ ﻣِﻦ اﻟﻐَـﻮاﺋِـ ِ
ل ﺑﻤـُـﻨـْﺘَـ َﺰاح َو ِﻣﻦ َذ ﱢم اﻟـﺮﱢﺟَـﺎ ِ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 143 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 69 (3اﻟﻤﺮﺷﺪ 447 /1 (4اﻟﻤﺮﺷﺪ ج /1ص 460 ، 452 ، 450 (5أﺣﻤﺪ اﻟﺸﺎﻳﺐ ،أﺻﻮل اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ص 323 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 87 12 9
ِ)(6
آﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ هﺬا اﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺨﺮ واﻟﺘﻔﺨﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض اﻟﻤﺪح) (1آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: ﺷﻴ ْـﺌًﺎ ﻚ َ ﻋـﻠَـﻴ ْـ َ ﻻ َﻳ ُﺮ ﱡد َ ع َﻣﺎ َ ﻓَـﺪ ْ
ﺳـﻮم ِ ﻦ اﻟ ّﺮ ُ ت أ ْو د َﻣــ ِ ﺠﺎ َرا ِ ِﻣﻦ اﻟ َ
ﺼﻠَـ ْﻴ ِﻪ ﻖ ﻣِـﻔ ْـ َ ﻻ ُﺗﻄَـﺒّـ ُ ﻞ ﻗَـﻮ ً َوﻗُـ ْ
ﺼﺮوم ﺐ اﻟ ﱠﺮأي اﻟ ﱠ ﺻﺎﺣ ِ ﺣ ِﻪ َ َﺑﻤﺪ َ
ﻟﻌَﺒ ِﺪ اﻟﻮاﺣـ ِﺪ اﻟﻔـَـﻠـْﺞ ِ اﻟﻤُﻌـَﻠـﱠﻰ
ﺼﻮم ِ ﻖ اﻟﻨﱠﻔـُﻮر ِة وَاﻟـﺨُـ ُ ﻋَـﻼ ﺧـُﻠ َ
ت ﻓَـﻨَﺎوَﻟـَـ ْﺘ ُﻪ دَﻋَـﺘْﻪ اﻟﻤَﻜ ْـﺮُﻣـَﺎ ُ
ﻦ اﻟﻔَـﻄﻴْـ ِﻢ ﺳﱠ ﺠ ِﺪ ﻓﻲ ِ ﺧِـﻄَـﺎ َم اﻟﻤَـ ْ
)(2
واﻟﻮاﻓﺮ ﻳﻌ ﱠﺪ ﻣﻦ أﺻﻠﺢ اﻟﺒﺤﻮر ﻟﻠﻘﻄﻊ ؛ﻷن اﻟﻘﻄﻊ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ أن ﻳﺤ ﺼﺮ ﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺑﻼﻏﺔ وﺣﺬق ﻓﻲ أداﺋﻬﺎ ) (3وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻏﺮض واﺣﺪ وأن ﻳﻨﻔﻖ آ ﱠ ﻗــــــــﻮﻟﻪ : ب ﺧ َﺮى ﻓﻲ َﻣ َﻮ ﱠد ِﺗ َﻬﺎ ُﻧﻜﻮ ُ ﺳ ْﻌ َﺪى ﻷ ْ ﻞ ُ ﺻَ ﻚ َو ْ ﺣَ ﻚ واﻃﱠـﺮا َ ﻓﺈ ﱠﻧ َ ﺴـــــ َﺘ َﻌﺎ ِر ﻲ ُﻣـ ْ َآ َﺜﺎ ِﻗ َﺒ ٍﺔ ﻟِـﺤِـﻠ ْــــ ٍ ﺣﻠ ْـ َ ت َ ﻓَـ َﺮ ﱠد ْ ﺟﺎ َر ِﺗ َﻬﺎ إﻟَـ ْﻴﻬَـﺎ ﻲ َ
ب ﺸﺎ َﻧ ُﻬ َﻤﺎ اﻟﺜُـﻘُــــﻮ ُ ﺑُﺄ ْذﻧَـ ْﻴ َﻬﺎ َﻓ َ ب ﺖ ﺑﺄ ْذ َﻧ ْﻴ َﻬﺎ ﻧُـ ُﺪو ُ َوﻗَـ ْﺪ َﺑ ِﻘﻴَـ ْ
)(4
وه ﺬﻩ اﻷﺑﻴ ﺎت ﺗﺠ ﺮي ﻣﺠ ﺮى اﻷﻣﺜ ﺎل ؛ ﻟﺨﻔﺘﻬ ﺎ وﺣﻼوﺗﻬ ﺎ وﻗ ﺪ ﻏﻨﺎه ﺎ إﺳ ﺤﺎق ﺑ ﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻟﻤﺎ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﻔﺔ اﻟﻮزن وﺣﻼوة اﻹﻳﻘﺎع 0 وﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺎء أﻳﻀ ًﺎ : ﻞ اﻟ َﻘ ِﺮﻳْـــ ُﻊ ﻞ اﻟ ﱠﺮﺟُـــــ ُ ﻋﻤﱠﺎ َﻳ ْﻔ َﻌ ُ ت ﻋـَـﻦ اﻟ َﻤﻌَــﺎﻟﻲ َو َ ﺠ ْﺰ َ ﻋَ ﻼ إ ْذ َ َﻓ َﻬ ﱠ ف اﻟﺮﱠﻓﻴ ْـ ُﻊ ﺐ ﻟـِـﻨَﺎ ِر ِﻩ اﻟﺸﱠ َﺮ ُ ﺷ ﱠ ﻦ ذَآـﱠﻰ َو َ ﺣ ْﻴ َ ﻋ ْﻤﺮٍو ِ ي َ ت ﺑﺮأ ْ ﺧ ْﺬ َ أَ ﺴﺘَﻄـِـ ْﻊ َ إذَا ﻟَـ ْﻢ َﺗ ْ ﺷﻴْﺌ ًﺎ ﻓَـﺪَﻋـْـ ُﻪ
ﺴ َﺘﻄِـﻴْـ ُﻊ َوﺟَـﺎ ِو ْز ُﻩ إﻟﻰ ﻣَﺎ َﺗ ْ
)(5
ﻻ أن ﺧﻔﺘﻬ ﺎ ورﺷ ﺎﻗﺘﻬﺎ أﻏ ﺮت اﻟﻤﻐﻨ ﻲ ن ه ﺬﻩ اﻷﺑﻴ ﺎت ﻓ ﻲ اﻟﻬﺠ ﺎء واﻟﺘﻌ ﺮﻳﺾ إ ّ ﻣﻊ إ ّ ﻣﻐﺮﻣًﺎ ﺑﺘﻠﺤﻴﻨﻬﺎ وﻏﻨﺎﺋﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤ ﺄﻣﻮن واﺷ ﺘﻬﺮت آ ﺼﻮت ذآ ﺮﻩ أﺑ ﻮ اﻟﻔ ﺮج ﻓﻲ أﻏﺎﻧﻴﻪ ) (6ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ واﻓﺮات اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻗ ﺔ ﻣ ﺎ دﻋ ﺎ ﺗﻬﺎﻓ ﺖ اﻟﻤﻐﻨ ﻮن ﻋﻠﻴﻬ ﺎ (1اﻟﻤﺮﺷﺪ ج /1ص 407 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 222 (3اﻟﻤﺮﺷﺪ 407/1 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 59 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 147 (6اﻷﻏﺎﻧﻲ 388/4 13 0
وإﻋﺠﺎب اﻟﺨﻠﻔﺎء ﺑﻬﺎ ،ﻳﻘﻮل أﺑﻮ اﻟﻔﺮج :وﻏﻨﻰ إﺳﺤﺎق ﺑﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ أﻣ ﺎم اﻟﻮاﺛ ﻖ ﻗ ﻮل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﺐ ﻋـَﻔـَﺎ رَﺳـُـ ُﻢ اﻟـﻘـُـ ِﺮﻳﱠـ ِﺔ ﻓـَﺎﻟـﻜـَﺜـِﻴ ْـ ُ ﺗـَﺄﺑـﱠـ َﺪ َرﺳْـ ُﻤﻬَـﺎ وَﺟَـﺮَى ﻋـَﻠـَﻴـْﻬـَﺎ
ﺐ ﺲ َﺑﻬَـــﺎ ﻋـَـﺮ ِﻳ ْـ ُ إﻟﻰ ﻣَـﻠــْﺤـَﺎء ﻟـَﻴـ َ ﺐ ب اﻟﻐــَﺮﻳ ْـ ُ ﻲ اﻟـﺮﱢﻳـْﺢ ِ وَاﻟـﺘﱡـ ْﺮ ُ ﺳـَﻔـ ﱡ
)(1
ي ﺷﻲء أﺣﺴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻗﺎل: ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻗﺪ أﺣﺴﻦ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺘﻴﻦ ﻓﺄ ﱢ ﻗﻮﻟ ﻪ " :اﻟﺘ ﺮب اﻟﻐﺮﻳ ﺐ " ﻳﺮﻳ ﺪ أن اﻟ ﺮﻳﺢ ﺟ ﺎء إﻟ ﻰ اﻷرض ﺑﺘ ﺮاب ﻟ ﻴﺲ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻓﻬ ﻮ ﻏﺮﻳ ﺐ ﺟ ﺎءت ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺑﻌﻴ ﺪ ﻓﻘ ﺎل ﺻ ﺪﻗﺖ وأﺣ ﺴﻨﺖ وأﻣ ﺮ ﻟ ﻪ ﺑﺨﻤ ﺴﻴﻦ أﻟ ﻒ درهﻢ) (2وﻳﻜﻤﻦ ﺳ ﺮ ﺟﻤ ﺎل ه ﺬﻩ اﻷﺑﻴ ﺎت ﻓ ﻲ اﻷﻟﻔ ﺎظ اﻟﺮﻗﻴﻘ ﺔ ،واﻟ ﻮزن اﻟﺮﺷ ﻴﻖ اﻟ ﺬي اﺧﺘﺎرﻩ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ،وهﻜﺬا آﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﺮق ﺣﻴﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن رﻗﻴﻘ ًﺎ وﻳﻐﻠ ﻆ ﺣ ﻴﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻏﻠﻴﻈًﺎ ﻓﺄﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻳﻬﺠﻮ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻧﺰارﻳﱠﺔ ت ﺑـﻔـﺮﻗَـﺘِـ َﻬﺎ ِﻧﺰا َرا ﺿ ﱠﺮ ْ َوﻻ َ
ت ِﻟ ِﺬي َﻳ َﻤﻦ ٍ ُرؤُوﺳًﺎ ﻋﺎ َد ْ َﻓ َﻤﺎ َ
)(3
ﺸ َﻔﺎ َرا ﺤ ﱡﺪ ﻟَـ َﻬﺎ اﻟ ﱢ ﻼ َهﺎ َوﺗَـ ْﺮأ ُم َﻣﻦ َﻳ َ ﺧَ ﺢ َﻣﻦ َ َآ َﻌﻨ ِﺰ اﻟﺴﻮ ِء ﺗَـ ْﻨﻄَـ ُ
/4ﺑﺤﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ : اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ اﻷوزان اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ اﻟﺼﺪارة ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ " ،ﻓﺎﻟﻜﺎﻣﻞ أﺗﻢ اﻟﺒﺤ ﻮر اﻟ ﺴﺒﺎﻋﻴﺔ ﻳ ﺼﻠﺢ ﻷآﺜ ﺮ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت ،وه ﻮ ﻓ ﻲ اﻟﺨﺒ ﺮ أﺟ ﻮد ﻣﻨ ﻪ ﻓ ﻲ ﻻ ﻣ ﻦ ﺷ ﺎﻋﺮ ﺣﺎذق؛ﻷﻧﻬﻤ ﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟ ﺎن اﻹﻧﺸﺎء" ) ، (4وإﻧﱠﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺤﻜﻤ ﺔ واﻟﺘﺄﻣ ﻞ إ ّ إﻟﻰ اﻟﻬﺪوء
)(5
ﺗﺄﻣﻞ ﻗـــــﻮﻟﻪ :
ع ﺼ ِﻪ َﻣﺮْﻗُـﻮ ُ ﺐ ﻗـَﻤﻴ ِ ﻖ وَﺟـَﻴ ْـ ُ ف اﻟﻔـَﺘﻲ وَر ِدَا ُؤ ُﻩ ﺧَﻠَـ ٌ ﺸ َﺮ َ ك اﻟ ﱠ ﻗَـ ْﺪ ﻳُـ ْﺪ ِر ُ ل ﺣَﺎﺟـَﺘِـ ِﻪ اﻟــﱠﺘﻲ ﻳَـﺴْـﻤـُﻮ ﻟَـﻬَﺎ وَﻳَـﻨَﺎ ُ ﻻ أﻣﱠـﺎ ﺗـَﺮﻳـْﻨﻲ ﺷَـﺎﺣـِـﺒـًﺎ ﻣـُـﺘَــﺒـَـ ﱢﺬ ً
ﻞ وَﺗ ْـ َﺮ اﻟ َﻤﺮ ِء وَه ْـ َﻮ وﺿﻴ ْـ ُﻊ وَﻳﻄِـ ﱡ ﻀ ْﻴ ُﻊ ﻖ ﻏِـ ْﻤ ُﺪ ُﻩ ﻓـَﻴَـ ِ ﻒ ﻳَﺨـﻠ ُ وَاﻟﺴـﱠﻴ ْـ ُ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 58 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ 388 /4 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 111 (4أﺻﻮل اﻟﻨﻘﺪ ص 232 (5اﻟﻤﺮﺷﺪ 303/1 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 145 13 1
)(6
وهﻲ ﺗﺄﻣﻞ وﻓﻜ ﺮ ﻻ ﻏﻨ ﺎء ﻋﻨ ﻪ ،وﻗ ﺪ ﻻ ﻳﻨﺎﺳ ﺐ ﻣﻮﺳ ﻴﻘﺎ ه ﺬا اﻟﺒﺤ ﺮ ،ﻟﻜ ﻦ ﺣ ﺬق اﺑ ﻦ ﺸﺮف ﻻ ﻳﻘﺘ ﺼﺮ ﻋﻠ ﻰ ن اﻟ ﱠ هﺮﻣﺔ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺸﻐﻞ اﻷذن ﻋﻦ اﻟﺼﺨﺐ ،ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ إ ﱠ اﻷﻏﻨﻴﺎء واﻟﻌﻈﻤﺎء وإ ﱠﻧﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺪرك اﻟﻤﺮء اﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﺸﺮف اﻟﺮﻓﻴﻊ 0 وإذا ﺗﺮآﺖ ذﻟ ﻚ إﻟ ﻰ ﻏﺰﻟﻴﺎﺗ ﻪ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺒﺤ ﺮ ﺗ ﺴﻤﻊ ﻟ ﻪ ﺗﺮﻧﻴﻤ ﺎ ﻳﻔ ﻴﺾ ﻋﺬوﺑ ﺔ ﻼ ﻣ ﻊ ﻋﻨ ﺼﺮ ﺗﺮﻧﻤ ﻲ ﻇ ﺎهﺮ ﻳﺠﻌﻠ ﻪ ورﻗﺔ " ،ﻓﺎﻟﻜﺎﻣﻞ إن أرﻳﺪ ﺑﻪ اﻟﺠ ﱠﺪ آﺎن ﻓﺨﻤًﺎ ﺟﻠ ﻴ ً إن أرﻳﺪ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻐﺰل وﺑﻤﺎ ﻳﻤﺠﺮاﻩ ﻣ ﻦ أﺑ ﻮاب اﻟﻠ ﻴﻦ واﻟﺮﻗ ﺔ ،ﻣ ﻊ ﺻﻠ ﺼﺔ آﺼﻠ ﺼﺔ اﻷﺟ ﺮاس وﻧ ﻮ ٍ ع اﻷﺑﻬ ﺔ ﻳﻤﻨﻌ ﻪ ﻣ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻧﺰﻗ ًﺎ أو ﺧﻔﻴﻔ ًﺎ ﺷ ﻬﻮاﻧﻴًﺎ " ) (1آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﺖ ﻋـُﻠَـﻴﱠـ ُﺔ ﺻُﺤ ْـ َﺒﺘِﻲ َورِآـَﺎﺑﻲ ﻃَـﺮَﻗَـ ْ
ب ﻒ ﻋـُﻠـَﻴـﱠﺔ َ اﻟﻤُﻨ ْـﺘـَﺎ ِ ﻼ ﺑِـﻄـَﻴ ْـ ِ أه ْـ ً
ﻖ اﻟﻌَـﺘُﻮ ُم ِرﺣَﺎﻟَـ َﻨﺎ ﺖ وَﻗَـ ْﺪ ﺧَﻔَـ َ ﻃَـﺮَﻗَـ ْ
ب ت ﺧــَـﺮَا ِ ﻳـﺘَـ ُﻨﻮْﻓَـ ٍﺔ َﻳ ْﻬﻤَﺎ َء ذَا ِ
ﺖ ﺑِـﺮَﺑـﱠـﺎ َر ْوﺿَﺔ ٍ ﻓـَﻜﺎﻧﱠـﻤَﺎ ﻃﺮَﻗَـ ْ
ب ﻋﺸَﺎ ِ ﻖ ﻃـَﻠﱠـ ٍﺔ ْ َﻣﻦ َر ْوض ِﻋَـ ْﻮ َه َ
)(2
ن ﺻ ﻨﻌﺘﻪ اﻟﻔﻨﻴ ﺔ ﺗﺨﺘﻠ ﻒ آﺜﻴ ﺮًا ﻋ ﻦ ﺻ ﻨﻌﺔ ﻏﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﻌﺮاء ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ ﺗﺄﺛﻴﺮه ﺎ إﱠ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻳﺮﺟ ﻊ إﻟ ﻰ اﺗ ﺼﺎل ﻋﻤﻠ ﻪ ﻓﺘﺄﻣ ﻞ وﺻ ﻒ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ وﺧﻔﺘﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﻨﻔﺲ ،وﻟﻌ ﱠ ﻟﻠﻨﺠﻮم : ﻦ ﺟَــﺂ ِذ ُر ت َرﻣْــﻞ ﺧــَـﻠـْـﻔـَـﻬـُـ ﱠ ن آـَﺄﻧـﱠﻬـَﺎ ﺑَـﻘَـﺮَا ُ ت ﻧَـﻌ ْــﺶ ٍ ﻳـَـﺴـْﺘَـ ِﺪ ْر َ وَﺑـَﻨـَﺎ ُ وَاﻟﻔَـﺮْﻗَـﺪَان ِآَـﺼَﺎﺣـِﺒـَﻴـْﻦ ِ ﺗـَﻌـَﺎﻗَـﺪَا
ﷲ ﺗـَﺒ ْـ َﺮ ُ ﺗَﺎ ِ ح أ ْو ﺗَـﺰُول ﻋــَــﺘـــَﺎ ﻳـ ُﺮ
ن ﻟَـ ُﻪ ي آـَﺎﻟﺮﺟـُﻞ ِاﻟـﱠـﺬي ﻣَﺎ إ ْ ﺠ ْﺪ ُ وَاﻟ َ
ﻒ ﻧَـﺎﺻـ ُﺮ ﺲ ﻟـَـ ُﻪ ﺣﻠـﻴـ ٌ ﻋــَﻀـ ٌﺪ وَﻟــَﻴ ْـ َ
ق ﻋـَﻦ ﻣـَﺠـَـﺪَاﺗِـ ِﻪ وَﺗﺰَاوَر اﻟـﻌــَﻴـّﻮ ُ
ف اﻟـ َﺒﺎﻗِـ ُﺮ ﻦ ﻋَﺎ َ ب ﺣﻴ َ آـَﺎﻟـﺜﱠـﻮ ِر ﻳـُﻀـْﺮ ُ
ﻂ وَﺗَـﺮَﻓﱠـ َﻊ اﻟـﻨـِﺴـﺮان ِهـَـﺬَا ﺑَـﺎﺳِـــ ٌ
ﺳــ ُﺮ ﻳَﻬ ْـﻮِي ﻟـﺴـﻘـﻄــَﺘِـ ِﻪ و َهـ َﺬ ا آـَﺎ ِ
ﻦ آـَﺄﻧـﱠ ُﻪ وَاﻟـَﻨــﱠﻄ ْـ ُﻊ ﻳـَﻠ ْـ َﻤ ُﻊ وَاﻟﺒﻄـَﻴ ُ
ﻒ ﺗــَﺎﺋِــ ُﺮ ﺶ ﻳـَﻄـَـﺮﱠ ُد ُﻩ ﻟـﺤــَـﺘــ ْـ ٍ آـَﺒ ْـ ٌ
ﻞ ﺳَـﺒﺢ ٍ ﻣَـﺎ ِهـ ُﺮ ﺤ ِﻪ ﻓﻲ اﻟـﻤَـﺎء ِوهـ َﻮ ﺑـِﻜـُـ ﱢ ﺴ ْﺒ ِ ﺢ ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻤﺎ ِء آـ ِ ت ﻳَـﺴْﺒ ُ وَاﻟﺤَﻮ ُ
(1اﻟﻤﺮﺷﺪ 302 /1 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 66
(3اﻟﺪﻳﻮان ن ص / 114اﻟﺤﻮت ﺑﺮج ﻣﻦ أﺑﺮاج اﻟﺴﻤﺎء 13 2
) (3
ﻧﺠ ﺪ ﺣ ﺴﻦ اﺧﺘﻴ ﺎر ﻷﻟﻔﺎﻇ ﻪ .وﺗﻮﻓﻴﻘ ﻪ ﺑ ﻴﻦ أﺳ ﻤﺎء اﻟﻨﺠ ﻮم ،ﻣ ﻊ ﻟﻠﻜﺎﻣ ﻞ ﻧﻐﻤ ﺎت ﺣﻠ ﻮة ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﺮﻧﻢ ﻓﻘﺪ ﺷﻜﺎ ﺑﻬﺎ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ وﺑﻜﻲ وﺣﻮل أﻧﻐﺎﻣﻪ إﻟﻰ أﻧﺎت ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﺷـﺪﻳ ُﺪ اﻟ ُﻤﺸْﺘـَﻜَـﻰ ﻋﻔَﻨﻲ َ ض ﺗَـﻀَﺎ َ ﺖ َو ﺷَﻔـّـﻨﻲ َﻣ َﺮ ٌ ﻚ إ ْذ ﺟُـﻔﻴْـ ُ ﻋﻮْﺗـَـــ َ أ ﱢﻧﻲ َد َ دُوﻧﻲ اﻟﺤَﻮا ِﺋ ُ ﺞ ﻓﻲ ُوﻋُﻮ ِر اﻟ ُﻤﺮْﺗَـ َﻘﻰ
ﺖ ﺸ ِﺔ وَا ْرﺗَﻘَـ ْ ﻦ ﻃـَﻠـَﺐ اﻟﻤَﻌـِﻴ َ ﻋْ ﺖ َ ﺴ ُ َوﺣُﺒِـ ْ
ﺠﻰ ﺼﻮْﺗِـ ِﻪ ﻳَﺎ ذَا اﻹﺧـَﺎ ِء َوﻳَﺎ آَـ ِﺮﻳ ْـ َﻢ اﻟـ ُﻤﺮْﺗَـ َ ف ﺑِـ َ ك ﻓـَﻘَـ ْﺪ أﻧَـﺎ َ ﺧﺎ َ ﺐأ َ ﺟ ْ ﻓـَﺄ ِ
)(1
/5ﺑﺤﺮ اﻟﻤﻨﺴﺮح : ﻗ ﺎل ﻋﻨ ﻪ ﻋﺒ ﺪ اﷲ اﻟﻄﻴ ﺐ) " : (2ﺑﺤ ﺮ ﻟ ﻴﻦ ذو ﻟ ﻴﻦ ﺟﻨ ﺴﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﺪ ﻳﺨ ﺮج ﻋ ﻦ ﺻﻨﻔﻲ اﻟﺮﺛﺎء اﻟﻨﺎﺋﺢ ،واﻟﻨﻘﺎﺋﺾ اﻟﻬﺠﺎﺋﻴﺔ ،وﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻏ ﺰل أو ﺷ ﺒﻬﻪ " ،وه ـﻮ ﻣ ﺎ ﻳﻠﻲ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﻢ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻧﺠﺪ أن ﻣﺎ وﺻﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﻌﺮﻩ ﻗﻠﻴ ﻞ ،وأﻃ ﻮل ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ اﻟﻤﻬﻤﻮزة اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرت اﻟﺪﻳﻮان وﺳﻨﻮردهﺎ أﻧﻤﻮذﺟًﺎ ﻟﻨﻈﻢ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬا ﻞ ذﻟ ﻚ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎج ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻬ ﺪ ﻹﺗﻘ ﺎن اﻟ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻴ ﻪ وﻟﻌ ﱠ ﻳﺮﺟ ﻊ إﻟ ﻰ ﻃﺒﻴﻌ ﺔ ﺗﻔﻌ ﻴﻼت اﻟﻤﻨ ﺴﺮح اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻜﺜ ﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﺘﻨ ﻮع واﻟﺘﻐ ﱠﻴ ﺮ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻩ ﺛﻘﻴﻠﺔ ن ُ إﱠ ﺳـﻠــ َﻴـ َﻤﻲ – واﷲ ُ َﻳﻜـــﻠــَـ ُﺆ َهـﺎ-
ن َﻳﺮ َز ُؤهـَـﺎ ﺸﻲ ٍء َﻣﺎ آﺎ َ ﺖﺑ َ ﺿﻨَـ ْ َ
وﻋـَــــ ﱠﻮ َدﺗ ْـﻨﻲ ﻓــﺒـﻤَـﺎ ُﺗﻌــَـــــ ﱢﻮ ُدﻧﻲ
ﺖ أﺟ َﺰ ُؤهـــَـﺎ أﻇ ْـﻤﺎ َء و ْر ٍد َﻣﺎ آﻨ ُ
ل ﻇــَــــــﺎﻟِـﻤَـﺔ ً وﻻ أ َراهــَــــﺎ ﺗَـ َﺰا ُ
ُﺗﺤـِــﺪ ُ ث ﻟﻲ ﻧَـﻜـ َﺒـﺔ ً َوﺗَـﻨﻜـ ُﺆهـَـــﺎ
وَﺗَـ ْﺰدَهـﻴﻨﻲ ﻣـﻦ ﻏـَـﻴـ ِﺮ ﻓـَﺎﺣـﺸَـ ٍﺔ
ﺐ أﻧـﺒـﺆُهـَـﺎ أﺷـﻴـَﺎ ُء ﻋـَﻨﻬـَﺎ ﺑﺎﻟﻐـَﻴ ِ
ت ﻦ ﻣَﺎ وَﻋـَــ َﺪ ْ ﻟــَﻮ ﺗـُﻬﻨﱢﻲ اﻟﻌَﺎﺷﻘـِﻴـ َ
ن ﺧـَﻴـ َﺮ اﻟـﻌِـﺪَا ِة أهـﻨـﺆُهــَــﺎ ﻟــَﻜـﺎ َ
ف ﻳـﺘـﺒـﻌـُﻬـَﺎ ﺐ اﻟﻌـَﻔـَﺎ ُ ﺖ وَﺷَـ ﱠ ﺷَﺒـﱠـ ْ
ﻓـﻠــَﻢ ﻳـُﻌـَﺐ ﺧـِﺪﻧـُﻬﺎ وﻣـَﻨـَﺸَـﺆُهــﺎ
ت ﻓﻲ ﺻَـﻤـﻴـﻢ ﻣَﻌﺸَــﺮهــــﺎ َو َﺑﻮﱠا ْ
ﻓــَﻨـَـ ﱠﻢ ﻓﻲ ﻗـَـﻮْﻣـِـﻬـَﺎ ﻣـُﺒَـ ﱠﻮءُهــَــﺎ
ﺧــ ْﻮ ٌد ﺗُـﻌَﺎﻃـﻴ َ َ ﻚ ﺑَﻌ ْـــﺪ رﻗــﺪَﺗـِﻬـَﺎ
ن ﻣـَﻬــ َﺪؤُهَـــــــﺎ إ َذ ا ﻳُﻼﻗﻲ اﻟﻌــُـﻴﻮ َ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص54 (2اﻟﻤﺮﺷﺪ 227 /1 13 3
ﺻﻬَﺒﺎ َء ُﻣـﻌـﺮِﻗـَــﺔ ً ﺑَﻐﻠــُﻮ ﺑﺄﻳﺪي اﻟـﺘﱢـﺠَﺎر ﻣَﺴـﺒـَﺆهـَﺎ آﺄﺳًﺎ ﺑـﻔـﻴﻬَﺎ َ
) (1
ﻓﻬﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ اﺧﺘﻴ ﺎر اﻷﻟﻔ ﺎظ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ ﻟﻤﻌﺎﻧﻴ ﻪ ﻓﻴﺮﻗﻘﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎل اﻟﺮﻗ ﺔ ﺲ هﻨ ﺎ أﺑﻴﺎﺗ ﻪ ﻟﻴﻨ ﺔ ﻓ ﻲ ﻟﻐﺘﻬ ﺎ وﻧﻐﻤﺎﺗﻬ ﺎ وأﺳ ﻠﻮﺑﻬﺎ ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ وﻳﻔﺨﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻘﻮة ﻓﻨﺤ ّ ﻣﻦ أن هﺬا اﻟﺒﺤ ﺮ ﺛﻘﻴ ﻞ اﻟ ﻮزن ﻣﺨﺘﻠ ﻒ اﻟﺘﻔﺎﻋﻴ ﻞ اﻷﻣ ﺮ اﻟ ﺬي ﺟﻌ ﻞ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﺷ ﻌﺮاء اﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻣ ﻮي أﻣﺜ ﺎل :آﺜﻴ ﺮ ،واﻷﺧﻄ ﻞ ،واﻟﻘﻄ ﺎ ﻣ ﻲ ،وﺟﺮﻳ ﺮ ،واﺑ ﻦ ﻻ اﻟﻜﻤﻴ ﺖ اﻟﺮﱠﻗﺎع ،واﻟﻔـﺮزدق ﻳﻘـﻠﱠـﻮن ﻣﻨ ﻪ ،وﻟ ﻢ ﻳﺘﻌﺎﻃ ﻪ ﻃ ﻼب اﻟﺠﺰاﻟ ﺔ ،واﻟﻔﺤ ﻮل إ ﱠ و اﻟﻄﱢـﺮﻣﺎح ) ، (2وﻗﺪ وﺟﺪ ﻓﻴﻪ اﻹﺳﻼﻣﻴﻮن اﻟﺤﺠﺎزﻳﻮن ﺑﺤ ﺮًا ﻳﻼﺋ ﻢ ﻣ ﺬاهﺒﻬﻢ اﻟﻐﻨﺎﺋﻴ ﺔ اﻟﻠﻴﻨﺔ آﻤﺎ وﺟـﺪوا ﻓﻲ اﻟ ﺴﺮﻳﻊ ،وﻻ ﺳ ﱠﻴﻤﺎ اﺑ ﻦ ﻗ ﻴﺲ اﻟﺮاﻗ ﱠﻴ ﺎت واﺑ ﻦ أﺑ ﻲ رﺑﻴـﻌــــــــ ـﺔ )0(3 وﻗﺪ أآﺜﺮت ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻤﻮﻟﺪﻳﻦ اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺴﺮح آﻤﺎ أآﺜﺮوا ﻓﻲ اﻷﺣ ﺬ واﻟﺴﺮﻳﻊ إذا آﺎﻧﻮا ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺎآﺎة ﻋﻤﺮ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ) (4وﻻﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻗﺼﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﺪح داؤد ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻨﺴﺮح ﺣﻴﺚ ﻳﻘــــﻮل: ﻞ ﻦ ﺧـﻠـﻔـﻬﺎ ﻧﻐ ُ ﻟﻬـﺎزهـﺎ ﻣ ْ
ﻞ ﻟـﺪاؤد ﻣـﻨﻚ ﻣـﻤــﺪﺣـﺔ وَﻗـ ْ
ﻞ أروع ﻻ ﻳﺨﻠﻒ اﻟﻌـﺪات وﻻ ﺗﻤـﻨﻊ ﻣﻦ ﺳــﺆاﻟـﻪ اﻟﻌـﻠ ُ ﻟـﻜـﻨﻪ ﺳــﺎﺑﻎ ﻋــﻄـﻴـﺘــﻪ
ﻳﺪرك ﻣﻨﻪ اﻟﺴ ﱠﺆال ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻮا
ﻞ ﻒ ﻓﻲ رأﻳﻪ زﻟـ ُ ب ﻣـﺮوءﺗﻪ وﻻ ﺿﻌﻴ ٌ ﻻ ﻋـﺎﺟ ٌﺰ ﻋـﺎز ٌ ﻞ ﻳﺤﻤﺪﻩ اﻟﺠﺎ ُر واﻟﻤﻌـﻘـّﺐ واﻟـ أرﺣﺎم ﺗﺜﻨﻲ ﺑﺤﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﺼ ُ ) (5
ﻞ ﺚ ﻋﺮﻓﻪ اﻟﻌﺠ ُ ﻦ ﺻﺎﺣـﺒﻪ وﻳﻘﺘـﻞ اﻟﺮﻳ َ ﻳﺴﺒﻖ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻇ ﱠ
هﺬﻩ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻓﺨﻤﺔ ﺟﺎدة ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﺎﺳﺐ هﺬا اﻟﻮزن وﻟﻮ آ ﺎن أﺗ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻄﻮﻳ ﻞ أو اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﻜﺎن أﻓﻀﻞ0
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 49 (2اﻟﻤﺮﺷﺪ 228 /1 (3ﻧﻔﺴﻪ ص127 (4ﻧﻔﺴﻪ ص129 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 171 13 4
/6ﺑﺤﺮ اﻟﺨﻔﻴﻒ : " ه ﻮ ﺑﺤ ﺮ ﻳ ﺼﻠﺢ ﻟﻠﺘﻐﻨ ﻲ ﺑﺎﻷﻟﻔ ﺎظ اﻟﻌﺬﺑ ﺔ ،واﻟﻌﻮاﻃ ﻒ اﻟﺮﻗﻴﻘ ﺔ ،ﻓ ﻲ ﻏﻴ ﺮ ﺗﻌﻤﻖ ،ﻓﺎﻟﻤﻨﻈﻮم ﻓﻴ ﻪ ﻟ ﻴﺲ ﺑﻜﺜﻴ ﺮ وﻻ ﻣ ﺸﻬﻮر"
)(1
ﻓﻤ ﺎ أُﺛ ﺮ ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓﻴ ﻪ ﻗﻠﻴ ﻞ
ﺟﺪاً ،وإن آﺎن ﻓ ﻲ أﻋ ﺮاض ﻣﺘﻌ ﺪدة ،ﻓ ﺎﻟﺨﻔﻴﻒ ﻳﺠ ﻨﺢ ﺻ ﻮب اﻟﻔﺨﺎﻣ ﺔ وه ﺬا ﺑﺎﻟﻘﻴ ﺎس ﺟﻨﺐ اﻟﺴﺮﻳﻊ واﻷﺣﺬ أﻣﺎ إذا وازﻧﺎﻩ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻞ واﻟﺒﺴﻴﻂ ﻓﻬﻮ دوﻧﻬﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ )0 (2 وﻗ ﺪ اﺧﺘﻠﻔ ﺖ أﻏ ﺮاض ه ﺬا اﻟﺒﺤ ﺮ ﺑ ﻴﻦ ﻃﺮﻓ ﻲ اﻟﻐ ﺰل ،واﻟﺤﻤﺎﺳ ﺔ ،واﻟﻤ ﺪﻳﺢ، واﻟﻬﺠ ﺎء واﻟﺮﺛ ﺎء ،واﻟﻔﺨ ﺮ ،وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ذا ﻃ ﺎﺑﻊ واﺣ ﺪ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ ه ﺬا ﻣ ﻦ ﻞ وﺿﻮح اﻟﻨﻐﻢ ،واﻋﺘﺪاﻟﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﺣ ﱠﺪ اﻟﻠﻴﻦ ،وﻻ ﺣ ﱠﺪ اﻟﻌﻨﻒ ،وﻟﻜ ﻦ ﻳﺄﺧ ﺬ ﻣ ﻦ آ ﱢ ﻧﺼﻴﺐ ) ، (3وﻗﺪ ﺗﻨﻮﻋﺖ أﻏ ﺮاض اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺒﺤ ﺮ ﻣ ﻊ ﻗــﻠ ﱠـﺔ ﺷ ﻌﺮﻩ ﻓ ـﻴﻪ ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘـــــــــــــــﻮل راﺛﻴًﺎ : ﺖ ﻣَﻦ ﻳـَﺒ ِﻜﻴـﻨﻲ ن هـَﻠـَﻜ ْـ ُ ن ﻳَﺎ ُأمﱠ ﻋَـ ْﻤ ٍﺮو ﺗـَﺎرآًﺎ إ ْ ﻣَﺎ أﻇُـﻦﱡ اﻟـ ﱠﺰ َﻣﺎ َ آَـ ْﻢ أخ ٍ ﺻَﺎﻟِﺢ ٍوﻋَـ ﱢﻢ َوﺧَـﺎل ٍ ﻗَـ ْﺪ ﺟَﻠـَﺘ ْـ ُﻪ ﻋَﻨـﱠﺎ اﻟ َﻤﻨَﺎﻳَﺎ ﻓﺄﻣْﺴﻰ ﺣ ِﺰﻳْﺰ ٍ ﻦ َرﻣْﺲ ٍ ِﺑ ُﺒﻬ ْـ َﺮ َة أ ْو َ رَه ْـ َ
ﻦ ﻋَـ ﱢﻢ آَـﺎﻟﺼﱠـﺎرِم ِاﻟـ َﻤﺴْـ ُﻨﻮن ِ وَاﺑ َ ت وَﻃﻴ ْـﻦ ﺖ ﻣﻠﺤﺪَا ٍ ﺤ َ أﻋـﻈـُﻤ ًﺎ َﺗ ْ ﺖ اﻟـ َﻤﺪْﻓـُـﻮن ِ َﻳﺎ ﻟـَﻘَـﻮْم ٍ ﻟـﻠـﻤﻴّـ ِ
)(4
" وهﻮ ﺑﺤﺮ وﺳﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺨﺎﻣﺔ واﻟﺮﻗﺔ ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪﻩ ﺻﺎﻟﺤ ًﺎ ﻟﻠﺤﻤﺎﺳﺔ ،واﻟﻔﺨﺮ ،وﻏﻴ ﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺮﻗﺔ واﻟﻠﻴﻦ " ) (5وإذا ﻓﺨﺮ ﺑﻜﺮﻣﻪ ﺗﻠﻤﺢ ﺣﺮآﺔ داﺋﺒﺔ وﺿﻮﺿﺎء ﻟﻠﻮﻟﻴﻤﺔ ﺤﻴﱠـﻮْا ﻟَـﺪَﻳــﱠﺎ ف وَهـْﻨـ ًﺎ إذَا ﺗَـ َ ﺐ َو اﻷﺿْــــــﻴـَﺎ َ ﺼ َ ﻞ اﻟﺠَﺎ َر واﻟﻤُﻌَـ ﱢ ﺳْ َو َ ﺧ ِﻔﻴـﱠﺎ ﺐ َورَا َء اﻟـﻜُـﺴُﻮ ِر ﻧَـﺒْﺤًﺎ َ ﺢ اﻟــﻜـَﻠـْـــ ُ ﻒ ﻳـَﻠـﻘَـﻮْﻧَـﻨِﻲ إذَا ﻧـَﺒَـ َ آـَﻴ ْـ َ ﻲ رﻳـﱠﺎ ﺤﱠ ﺲ إﻟﻰ اﻟﻨـﱠﺎ ب ِﻓـَﻠَـ ْﻢ ﻳﻘ ْـ ِﺮ أﺻْﻔَـ َﺮ اﻟ َ ﺐ اﻟﻤُﺒِـ ﱡ َوﻣَﺸﻰ اﻟﺤَﺎﻟِـ ُ ث ﻦ ﺧَﺎرِﺟﻴـﱠﺔ ًﻣـِﻦ ﺗُـﺮَا ٍ ﻟَـ ْﻢ ﺗـَﻜُـ ْ
ﺣَﺎ ِد ٍ ك ﻋـَﻠ ﱠﻴﺎ ﺖ ذَا َ ﻞ وَرﺛ ْـ ُ ث َﺑ ْ
(1ﺧﺰاﻧﺔ اﻷدب 412/2 (2اﻟﻤﺮﺷﺪ 238/1 (3اﻟﻤﺮﺷﺪ 242/1 (4ﺣﺰﻳﺰ :اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻐﻠﻴﻆ ،وهﻮ ﻣﻮاﺿﻊ آﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻌﺮب )ﻳﺎﻗﻮت ( /اﻟﺪﻳﻮان ص 242 (5أﺻﻮل اﻟﻨﻘﺪ ص 323 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 246 13 5
)(6
وإذا ﻣﺪح ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻟﻪ ﻧﻐﻤًﺎ رزﻳﻨًﺎ ﻓﺨﻤًﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﺲ وَاﻟﻔُـﺆَا َد اﻟﻐَـ ِﻮﻳﱠﺎ ﺐ اﻟﻨﱠﻔـ َ ﻋَﺎ ِﺗ ِ
ﺖ ﺻـ َﺒ ﱠﻴﺎ ﺴ َ ب اﻟـﺼّﺒـَﺎ ﻓـَﻠَـ ْ ﻓﻲ ﻃﻼ ِ
ﺐ َﻣﺪْﺣًﺎ َأ َﺑﺎ ُﻣﻌَﺎوﻳﺔ َ اﻟـﻤَــﺎ أُﺣ ْـ ُ
ﻻ ﺗﻠـﻘـَـ ُﻪ ﺣَـﺼُﻮرًا ﻋـَـﻴِـﻴﱠــﺎ ﺟـ َﺪ َ
ﺠ ِﺪ َﺑـﺴﱠــﺎ ح ﻟﻠ َﻤ ْ ﻞ آَـ ِﺮﻳْﻤًﺎ ﻳَﺮ َﺗﺎ ُ َﺑ ْ
)(1
ل ﺣَـ ِﻴـﻴﱠـﺎ ﻣًﺎ إ َذ ا هـَـﺰﱠ ُﻩ اﻟـﺴُـﺆَا ُ
/7ﺑﺤﺮ اﻟﻤﺘﻘﺎرب : هﻮ" ﺑﺤﺮ ﺑﺴﻴﻂ اﻟﻨﻐﻢ ،ﻣﻀﻄﺮد اﻟﺘﻔﺎﻋﻴﻞ ،ﻣﻨﺴﺎب ﻃﺒﻠﻲ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺗﻌﺪاد ﻟﻠﺼﻔﺎت ،وﺗﻠﺬذ ﺑﺠﺮس اﻷﻟﻔ ﺎظ وﺳ ﺮد ﻟﻺﺣ ﺪاث ﻓ ﻲ ﻧ ﺴﻖ ﻣ ﺴﺘﻤﺮ واﻟﻨﺎﻇﻢ ﻓﻴﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ دﻧﺪﻧﺘﻪ ﻓﻬﻲ أﻇﻬﺮ ﺷﻲء ﻓﻴﻪ"
)(2
وﻗﺪ ﻧﻈﻢ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ن ﻲ ﺗـَﻌـْﻠــَﻤـُــﻮ َ ي ﻓـَﺘ ً ﻞأ ﱡ إذَا ﻗـِـﻴ ْـ َ
ب ﺑﺎﻟــﺬﱠاﺑِـﻞ ِ ﻀ ْﺮ ِ ﺶ إﻟﻲ اﻟ َ أهـ ﱠ
ب ﻟـِﻠـْﻘـِـﺮن ِ ﻳَﻮ َم اﻟﻮَﻏﻰ ﺿ َﺮ َ وَأ ْ
وَأﻃ ْـﻌَـ َﻢ ﻓﻲ اﻟـﺰﱠﻣـَﻦ ِاﻟﻤَﺎﺣِــﻞ ِ
ﻚ أآُـﻒﱡ اﻷﻧــَﺎم ِ أ ﺷَﺎرَت إﻟـﻴـْـ َ
إﺷَﺎرَة َﻏَـﺮْﻗﻲ إﻟﻲ ﺳَﺎﺣـِـــﻞ
ِ)(3
وﻗﺎل أﻳﻀﺎ ﻳﻤﺪح ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣــﺪ : ى ﺧﻴْﺮ ﻣَﻦ ُﻳﺠُـﺘَﺪ َ ﻞ ﻣَﻦ َ إذا ﻗـِﻴ َ
ﻟﻤ ُﻌﺘ ِﺮ ﻓِــﻬْـ ٍﺮ و ﻣﺤﺘَﺎﺟَـﻬَـﺎ
ﻞ ﻳﻮ َم اﻟﻮﻏَﻰ وﻣَﻦ ﻳُﻌﺠﻞ اﻟﺨﻴ َ
ﻞ إﺳــﺮَاﺟ َﻬﺎ ﺑﺈﻟﺠﺎﻣﻬﺎ ﻗـَـﺒ ْـ َ
ﺐ أﺷﺎرت ﻧﺴﺎ ُء ﺑﻨِﻲ ﻏَﺎﻟــِـــ ِ
ﻞ أزواﺟـَـﻬـﺎ إﻟﻴﻚ ﺑﻪ ﻗَـــﺒـْـ َ
وﻗﺪ ﻋﻠﱠـﻖ أﺑﻮ اﻟﻔﺮج ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻗﺎﺋﻼ " :وهﺬﻩ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﻓﺎﺧﺮ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ " ) (4ﻓﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻈﻤﻪ اﻟﻤﻤﺪوح ،وﻋﻠﻮ ﺷ ﺄﻧﻪ ،وذﻟ ﻚ ﺑﺒﺮاﻋﺘﻪ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﻟﻔﺎظ ،هﺬا وﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻧﻈﻢ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺘﻘ ﺎرب ﻳ ﺸﻬﺪ ﻟ ﻪ ﺲ ﻣﺮهﻒ ﺑﺄ ﱠﻧﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﻣﺎهﺮ ذو ﺣ ّ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص244 (2اﻟﻤﺮﺷﺪ 383/1 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 195 (4اﻷﻏﺎﻧﻲ 112 /6 13 6
/8ﺑﺤﺮ اﻟﻬﺰج : ﻓﻠﻢ ﻳﻜﺜﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻴ ﻪ ،وﻳ ﺼﻠﺢ ه ﺬا اﻟ ﻮزن ﻟﻠﻘ ﺼﺺ اﻟﺨﻔﻴ ﻒ اﻟ ﺬي ﻳ ﺮاد ﻣﻨ ﻪ اﻹﻣﺘ ﺎع ،وأﺣ ﺴﻦ أﺳ ﻠﻮب ﻳ ﺮد ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻋﻤ ﺎدﻩ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘﻌﺠ ﺐ وﻻﺳ ﺘﺘﺎرﻩ، واﻟﺘﻜﺮار ،وﺳﺮد اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ اﻟﻮزن واﻟﺠﺮس )0(1 وﻗﺪ ﻧﻈﻢ ﻓﻴﻪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ أﺳﻄﻮرﺗﻪ اﻟﻘﺼﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺻﻒ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺒﺮق واﻟﻤﻄﺮ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘــــــــﻮل : ق ِ ﻓﻲ أﺳـْــﺤَــــ َﻢ ﻟــَـﻤــﱠــﺎح ِ
ﻀﻮْء ِ اﻟـﺒــَــ ْﺮ ق ﻟـِـ َ أﻟـَـ ْﻢ ﺗــَﺄ َر ْ
ﺖ ﺑـَﺄ ْوﺿَـﺎح ِ آــَﺄﻋـْـﻨـَﺎق ِ ﻧـِﺴـَﺎء ِ اﻟـ ِﻬــِﻨــْـــــــــــ ِﺪ ﻗـَــ ْﺪ ﺷـِـﻴـْﺒَـ ْ ﻒ أﻃـْﻼح ِ ﻒ ﻳُـﺰْﺟـَﻲ ﺧـَﻠـ ْـ َ ﺣـِـ ِ
ﺗـُﻮءَام ِ اﻟــ َﻮدْق ِ آــَﺎﻟـــــــﺰﱠا
ت أﻧـــَــﻮاح ِ ﻲ أ ْو أﺻْـــﻮَا َ ف اﻟــﺠــِــﻨــّــــــــــــ ﱠ ن اﻟـﻌـَــﺎ ِز ِ آــَﺄ ﱠ ﺗـَـﻬـَــﺪﱢﻳـﻬــَﺎ ﺑــِـﻤـِــﺼْـﺒــــَﺎح ِ
ﻋــَﻠﻰ أرﺟـــﺎﺋﻬﺎ اﻟــﻐـُــــــﺮ
ﻀـﻔـ ْــــــــــــــ َﺪ ع ِ ﻓﻲ َﺑــﻴ ْــ َﺪاء ﻓـِـــ ْﺮ َواح ِ ﺐ ﻟﻠ ﱢ ل اﻟـــــﻀـﱠـ ﱡ ﻓَــﻘـَـﺎ َ ب َو َﺗﻄـ ْـ َﺮاح ِ َم ﻣِـــﻦ آَــﺮ ٍ
ﻒ ﺗَـﻨ ْـﺠُــﻮ اﻟـﻴــــ ْﻮ ﻞ آـَــﻴ ْـ َ ﺗَـﺄﻣﱠــ ْ ﺢ ﻧـَــــــﺎج ٍ ﻓـﺈﻧﱢﻲ ﺳــــــــﺎﺑ ٌ
ﺴـــﺒﱠــﺎح ِ ﺖ ﺑِــ َ وﻣَــــﺎ أﻧ ْــ َ
)(2
/9ﺑﺤــﺮ اﻟﺮﺟـــﺰ : أ ﱠﻣﺎ اﻟﺮﺟﺰ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻈﻢ ﻓﻴﻪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺳﻮى ﺑﻀﻌﺔ أﺑﻴﺎت ﺖ ﺣِـﻨـﱠﺎ َو َد ْم آﺄ ﱠﻧﻬَﺎ إ ْذ ﺧُـﻀِﺒَـ ْ
ﺼ ْﻢ ض اﻟﻌﻴــﻴـﻦ واﻟﻬَﺮ ُم ﻟﻠ ُﻌ ُ وَاﻟﺤُـﺮ ُ
)(3
ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ﻣﻨﺴﻮب ﻟﻪ ﻣﺜﻞ : ك ﻂ ﻋَـ َﺮ آ ْـ َﺮ ِ ﺿﺎﻏِـ ٍ ﺻـﺒَـ َﺮ ِﻣﻦ ذي َ أ ْ
ك أﻟﻘـَﻰ َﺑﻮا ِﻧﻲ َز ْو ِر ِﻩ ﻟﻠﻤَـﺒ ْـ َﺮ ِ
)(4
ن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﻈﻢ ﻓﻴﻪ وإ ﱠﻧﻤﺎ آﺎن ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﻪ0 وﻳﺒﺪو أ ﱠ
/10ﺑﺤﺮ اﻟﺮﻣﻞ : (1اﻟﻤﺮﺷﺪ 137 /1 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 88 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 199 (4اﻟﻀﺎﻏﻂ :اﻧﻔـﺘﺎق ﻓﻲ إﺑﻂ اﻟﺒﻌﻴﺮ ،اﻟﻌﺮآﺮك :اﻟﺠﻤﻞ اﻟﻐﻠﻴﻆ ،اﻟﻮاﻧﻲ :اﻟﺘﻌﺐ ،وﻳﻀﺮب /اﻟﺪﻳﻮان ص 273 13 7
ﻟﻪ ﻓﻴﻪ أﺑﻴﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪًا ﻣﻨﻬﺎ ﺖ ﺣَـﻮْﻟَـ َﻬـﺎ أﺗـ ْـﺮَاﺑـُـﻬـَـﺎ ﺛـُـﻢﱠ ﻗــَﺎﻣَـ ْ
َوﻋْـﺜَـﺔ َاﻷ ْردَاف ﻏَـ ْﺮﺗَـﻲ اﻟـ ُﻤﻠـْﺘَـ َﺰ ْم
)(1
وﻗــــﻮﻟﻪ : ﻼ أﺳَــ ٌﺪ ﻓﻲ اﻟـﻐِــﻴــْﻞ ِ َﻳﺤْــﻤﻲ أﺷـْﺒـُـ ً ﻦ أﻗـْـﺮَا ِﻧـــﻪ ب ﻋـَــ ْ ق ﻳـَﻜـْـ ِﺬ ُ ُﻣﻄ ْـ ِﺮ ْ
ﻗــَـﻠــﱠـﻤـَﺎ َﻳﻌْــﺘــَﺎ ُد ُﻩ ﻓــﻴـ ِﻪ اﻟــﻘــَــــ َﺮ ْم ﺾ اﻟﻜـﻠـ َﻢ إذَا اﻟـﻜــﻠـ ُﻢ اﻟـﺘـَـﺄ ْم ﻳـَﻨـْﻘـُـ ُ
)(2
هﻜ ﺬا اﺳ ﺘﻄﺎع اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻳﻮﻓ ﻖ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ ﻣ ﺎ ﻧﻈ ﻢ ﻣ ﻦ ﺑﺤ ﻮر آﻤ ﺎ أﺧ ﻀﻊ ﻣﻴﺰاﻧ ﻪ ﺲ ﻣﺮهﻒ ،ﻣﻤ ﺎ ﻟﻸﻏﺮاض اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ؛ ذﻟﻚ ﻷﻧﱠـﻪ آﺎن ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺴﻠﻴﻘﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ،وﺣ ّ ن ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺨﺘﺎر اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻷﻓﻜﺎرﻩ وﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ،أ ﱠﻣﺎ اﻹﻗﻼل ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺤ ﻮر ﻳﺒ ﺪو أ ﱠ ﺳﺒﺒﻪ ﺿﻴﺎع ﻣﻌﻈﻢ ﺷﻌﺮﻩ وأﺧﺒﺎرﻩ
ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ :ﻗﻮاﻓﻲ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﻳﻘــﻮل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤﺪة " :اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﺷﺮﻳﻜﺔ اﻟﻮزن ﻓ ﻲ اﻻﺧﺘ ﺼﺎص ﺑﺎﻟ ﺸﻌﺮ ،وﻻ ﻳﺴﻤﻲ ﺷﻌﺮًا ﺣﺘﻰ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻪ وزن وﻗﺎﻓﻴ ﺔ " ) (3وه ﻲ ﻻ ﺗﻘ ﻞ أهﻤ ﱠﻴ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟ ﻮزن ،وﻣ ﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ رأﻳﻨﺎ أن ﻧﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ أﻧﻮاع اﻟﻘﻮاﻓﻲ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ :
/1اﻟﻘﻮاﻓﻲ اﻟﻤﻘﻴﺪة : وهﻲ اﻟﻘﻮاﻓﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮف اﻟﺮوي ﺳ ﺎآﻨًﺎ) ، (4وﻗ ﺪ ﻧﻈ ﻢ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻓﻲ ﻣﺪح اﻟﺤﻜﻢ ﻗﺎﺋﻼ : ن ﻣَـﻌـﺸ ٌﺮ ﺑﺨــﻠـﻮا واﻟـﺘـــﻮوا ﻓـﺎ ْ
ﺐ ﻋـَـﻠﻲ ذِي ﻗــﺮاﺑـﺘـﻬـﻢ ﻟـَـ ْﻢ ﻳـَـﺼِـ ْ
ن اﻹﻟـــ َﻪ آـَـﻔـــﺎﻧـﻲ اﻟـــﺘـﻲ ﻓـﺎ ﱢ
ﺐ ﺐ ﺑـﻨﻲ اﻟـﻤـﻄـﱠـﻠـ ْ ﺑــﻬـﻢ و ﺑـﺴـﻴـ ِ
وَآـَـﻨـﺖ إذا ﺟــﺌـﺘـُﻬـﻢ راﻏـــﺒــ ًﺎ
ﺐ ب إﻟﻲ اﻟﻤﺤﺘﺴـ ْ ﻣﺠﻲ َء اﻟـﻤـﺼﺎ ِ
ﻒ ﺣَـﺎﺟــﺘﻲ أﻗــﺮّوا ﺑـﻼ ﺧــﻠــ ٍ
ﺐ ﻞ ﺳﺎﺋـﻠﻬـﻢ ﻟـَـ ْﻢ ﻳَـﺨِــ ْ أﻻ ﻣــﺜـ ُ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 201 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 200 (3اﻟﻌﻤﺪة ج /1ص 151 (4اﻟﻤﺮﺷﺪ ج /1ص 53 13 8
)(1
وﻗﻮﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﺎرب أﻳﻀﺎ ﻣﺘﻌﺮﺿﺎ ﻟﻤﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪا ﷲ : ﺿ ْﻮ َء اﻟﻘَـ َﻤ ْﺮ ﺢ َ ﺐ ﻳـَﻨ ْـ َﺒ ُ ﺐ آـَﺎﻟـﻜَـﻠ ْـ ِ ﻚ ﻏَـﻴ ْـ َﺮ اﻟﻤـُﺼﻴــْـــــــ ِ ﺣَ ﻓَـﺎﻧّﻲ َوﻣَـ ْﺪ َ )(2
ﺠ ْﺮ ﺤَ ﺐ اﻟ َ ﺻ ِﺮ ﺟَـﻨ ْـ ِ ﺖ آَـﻌَﺎ ِ ب ﻓـَﻜـُﻨ ْـ ُ ﻚ اﻟـﺜﱠـﻮَا َ ﻚ أرْﺟـُﻮ ﻟَـﺪَﻳ ْـ َ َﻣﺪَﺣـْﺘـُـ َ
وﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻄﻮﻳﻞ ،واﻟﻄﻮﻳﻞ أﺻﻠﺢ اﻷوزان ﻟﻠﺮوي اﻟﻤﻘﻴﺪ ) (3آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﺐ ﻀ ْ ﻚ اﻟﻐَـ َ ﻚ ﺑﺎﻟ ﱢﺮﺿَﺎ َو أﻳﺄﺳْﻨَـﻨِﻲ ﻣِـﻦ َﺑﻌ ِﺪ ذﻟ َ ﻚ إ ْذ أﻃ ْـﻤَﻌـﺘَـ ِﻨﻲ ﻣِـﻨـ َ وَإﻧّـ َ ) (4
ﺐ ﻚ َﻣﺎ ﺣـَﻠَـ ْ َودَاﻓِـﻘَـ ٍﺔ ﻣﻦ ﺑـَﻌـ ِﺪ ذﻟ َ
ﺐ ﻒ ﺣَﺎﻟِـ ٍ ﻋ َﻬﺎ آَـ ﱠ آَـﻤُﻤ ْـ ِﻜ َﻨ ٍﺔ ِﻣﻦ ﺿَﺮ ِ وﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺮﻣﻞ :
ﻗَـﻠـﱠـﻤـَﺎ َﻳﻌْـﺘَـﺎ ُد ُﻩ ﻓـﻴـ ِﻪ اﻟــﻘَـ َﺮ ْم
ﻼ أﺳَـ ٌﺪ ﻓﻲ اﻟﻐِـﻴْﻞ ِ َﻳﺤْﻤﻲ أﺷْﺒُـ ً
ﺾ اﻟﻜﻠ َﻢ إذَا اﻟﻜﻠ ُﻢ اﻟـﺘـَﺄ ْم ﻦ أﻗ ْـﺮَاﻧِﻪ ﻳَـﻨـْﻘُـ ُ ب ﻋَـ ْ ق ﻳـَﻜ ْـ ِﺬ ُ ﻣُﻄ ْـ ِﺮ ْ
)(5
وﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ أﻳﻀﺎ : ت أﺑَﺎ اﻟﺤَﻜَـ ْﻢ وَأ ْورَﺛـْﻨَـﻨِﻲ ﺑُـ ْﺆﺳَﻲ ذَآَـ ْﺮ ُ
ت آـَﻨـَﻔ ْـﻨَـﻨِﻲ ﺖ اﻟﺤَﺎدِﺛَـﺎ ِ ﻟَـﻤﱠﺎ رَأﻳْـ ُ
)(6
ن ﺑﺎﻟﻜَـ َﺮ ْم ن وَاﻟ ُﻤﺼَﻔـﱠﻮ َ ﺳﺒْﻌَـ ٍﺔ ﻗَـ ْﺪ ﺗَـﺘـَﺎﺑَﻌـُﻮا ُهﻢ اﻟﻤُـﺼْﻄـَﻔَـ ْﻮ َ ك َ ﻞ ﻣَﻠـُﻮ ٍ ﺳِﻠ ْﻴ َ َ
وﻗ ﺪ ﺗﺠ ﻲء ﻗﺎﻓﻴ ﺔ اﻟﻄﻮﻳ ﻞ ﻣﻨﺘﻬﻴ ﺔ ﺑﺎﻟﻬ ﺎء اﻟ ﺴﺎآﻨﺔ ﺑﻌ ﺪ ﺣ ﺮف روي ﻣﻠﺘ ﺰم ﻓـﺘﺤ ﺴﻦ ﺟـــــﺪًا
)(7
آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗـــــــــﻮﻟﻪ :
ﻞ ﺁهِـﻠـُـ ْﻪ ﻞ ﻗـَﻔ ْـ ٍﺮ ﺗـَﺤـﻤﱠـ َ أﻓﻲ ﻃـَﻠـَـ ٍ
ﻞ َهﺎ ﻣِﻠُـ ْﻪ ﺖ وَﻣﺎ ُء اﻟﻌـَﻴـْﻦ ِﻳَـ ْﻨ َﻬ ﱡ وَﻗـَﻔ ْـ َ
) (8
وﻗﻮﻟﻪ ﻣﺎدﺣًﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮان : ﺺ ﺻِﺪﻓـُـ ُﻪ ل ﻳَﺨـْـﻠـ ُ ن اﻟﻘَـ َﻮ َ اﻟَـ ْﻢ ﺗـَـ ْﺮ إ ﱠ ﺿ ُﻪ ﺖ اﻣﺮَأ ًﻟـَﻢ ﻳَﻄـْﺒـﻊ ِاﻟـ ﱠﺬ ﱡم ﻋــَﺮ َ ذَﻣَـ ْﻤ ُ
وَﺗـَﺄﺑﻰ ﻓَـﻤَﺎ ﺗَـﺰْآـُـﻮ ﻟـﺒَﺎغ ٍ َﺑﻮاﻃـِﻠُـ ْﻪ ﻦ َﻳﺸَﺎآﻠُـ ْﻪ ﻼ ﻟَـﺪى ﺗـَﺤﺼﻴـِﻠ ِﻪ َﻣ ْ ﻗـَـﻠﻴ ً
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 55 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 109 (3اﻟﻤﺮﺷﺪ 55 /1 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 55 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 200 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 200 (7اﻟﻤﺮﺷﺪ 55 /1 (8اﻟﺪﻳﻮان ص 174 13 9
)(1
وﻟـﻪ ﻓﻲ اﻟـﻤﻨﺴـﺮح : ع ﺑَﺎﻟﻮﻗـَـﻔَـ ْﺔ ﻋـَﻠﻰ رﺳُـﻮم ٍ آـَﺎﻟﺒـُﺮ ِد ُﻣﻨـْﺘـَﺴـَﻔَـ ْﻪ ﺾ اﻟﺪﻣُﻮ َ ﻋُـ ْﻮﺟَـﺎ ﻧـﻘَـ ﱢ ﻦ رُﺑﻰ أرْﻳَـ َﻢ ﻓَـﺬي اﻟـﺤـَﻠــَﻔـَـ ْﻪ ﺑَـﻴ ْـ َ
ﻖ ل ﺧـَـﻠَـ ٌ ت آَـ َﻤﺎ ﺑـَﺎ َد ﻣـَـﻨـﺰ ٌ ﺑـَﺎ َد ْ
)(2
/2اﻟﻘﻮاﻓﻲ اﻟﺬﻟﻞ: وهﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﺘﻬ ﻲ ﺑﺤ ﺮوف ":اﻟﺒ ﺎء ،واﻟﺘ ﺎء ،واﻟ ﺪال،واﻟﻌﻴﻦ ،واﻟﻤ ﻴﻢ ،واﻟﻴ ﺎء اﻟﻤﺘﺒﻮﻋ ﺔ ﺑ ﺄﻟﻒ اﻹﻃ ﻼق ،واﻟﻨ ﻮن ﻓ ﻲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﺘ ﺸﺪﻳﺪ أﺳ ﻬﻠﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻟﻤ ﺎ ﻳﻌﺘﺮﻳﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﺎﻻت اﻹﺳﻨﺎد واﻟﺠﻤﻊ واﻟﺘﺜﻨﻴﺔ و ﻟﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت ﻋﻠﻲ وزن ﻓﻌﻼن واﻟﺠﻤﻮع ﻋﻠﻲ وزن ﻓـِـﻌﻼن وﻓــُﻌﻼن " )0 (3 واﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ دﻳﻮان ﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﺮى أﻧﱠـﻪ أآﺜ ﺮ ﻓ ﻲ ﻧﻈﻤ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺮف اﻟ ﺮاء ﻓﻘ ﺪ ﻧﻈﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻗــــﻮﻟﻪ : ﺐ زﺟ ٌﺮ ﻟﻪ ﻟﻮ آﺎن ﻳﻨﺰﺟ ُﺮ وﻓﻲ اﻟﺸﻴ ِ ﺾ وأﺣﻤ ّﺮ ِﻣﻦ ﻓﻮدﻳﻪ وارﺗﺠﻌﺖ أﺑﻴ ّ
وَﺑـَﺎﻟـ ٌﻎ ﻣـِﻨﻪ ﻟـﻮﻻ أﻧــّﻪ ﺣـﺠـــ ُﺮ ﺟﻠﻴـّ ُﺔ اﻟﺼﺒﺢ ﻣﺎ ﻗـﺪ أﻏـﻔﻞ اﻟﺴﺤ ُﺮ
)(4
وﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻄـــــﻮﻳﻞ : ﻻ ﻟَـﺘَﺨ ِﺒﺮي تإ ﱠ ﺳـ ُﺘﺨْﺒـِﺮ ِ ﻦ ﻳَـﻴْﻦ ٍ ﻓـَﻤـُﺜـْﻌـَﺮ ٍ أﺑﻴ ِﻨﻲ ﻓَـﻤَﺎ ا ْ أدَا َر ﺳَﻠَـ ْﻴﻤَﻰ ﺑﻴ َ ت ِﺑ َﻮ ْﺑِﻠﻬَﺎ ﻚ اﻟ َﺒﺎرِﻗـَﺎ ُ أﺑﻴـ ِﻨﻲ ﺣَﺒـَﺘ ْـ ِ
ل ﺳَﻠ ْـﻤَﻰ َوﺷَﻐ ْـ َﻔـ ِﺮ ﻟَـﻨَﺎ َﻣﻨْﺴﻤ ًﺎ ﻋَﻦ ﺁ ِ
)(5
وﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﺎﻣــــﻞ : ن َآﺄﻧﱠـﻬَﺎ ت ﻧَﻌ ْـﺶ ٍ ﻳَـﺴْﺘَـ ِﺪ ْر َ وَﺑـَﻨـَﺎ ُ ﺣ َﺒﻴْﻦ ِﺗَـ َﻌﺎﻗَــﺪَا وَاﻟ َﻔﺮْﻗَـﺪَان ِآَـﺼَﺎ ِ
ﻦ ﺟَﺂ ِذ ُر ﺧﻠـْـﻔـَﻬُـ ﱠ ت َر ْﻣﻞ َ ﺑـَﻘَـﺮَا ُ )(6
ﻋـﺘـَﺎ ﻳ ُﺮ ح أ ْو ﺗَـﺰُول َ ﷲ ﺗَـ ْﺒ َﺮ ُ ﺗَﺎ ِ
أﻣ ﺎ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺘ ﺼﻞ ﺑﺪاﻟﻴﺎﺗ ﻪ ﻓﻠ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺴﻴﻂ ﻗ ﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌ ّﺪ ﻣ ﻦ ﺟ ﱠﻴ ﺪ ﺷ ﻌﺮﻩ واﻟﺘ ﻲ ﻳﺴﺘﻬﻠﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ : (1اﻟﺪﻳﻮان ص176 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 151 (3اﻟﻤﺮﺷﺪ 58 /12 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 118 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 121 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 114 14 0
ﻋَـ ْﻮﺟَﺎ ﻋـَﻠﻰ َرﺑْﻊ ِ ﻟَـﻴْـﻠﻲ ُأمﱢ َﻣﺤْﻤـُﻮد ِ آَـ ْﻴ َﻤﺎ ﻧُـﺴَﺎﺋِـﻠـﻪ ﻣـِﻦ ُدوْن ِ ﻋَـﺒـﱠـﻮْد ِ ﺸـﻔِـﻲ َدا َء َﻣﻌ ْـ ُﻤﻮ ِد ﻚﻳ ْ ﻞ َذﻟـِـ َ ﻂ اﻟـﻤَـ َﺰا ُر َﺑﻬَـﺎ ﻟَـﻌـَـ ﱠ ﺷﱠ ﺤـ ُﻤـ ْﻮد إ ْذ َ ﻦ أ ﱢم َﻣ ْ ﻋَـ ْ
) (1
وﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻮاﻓــــﺮ: ﺖ ن أَﻟـﻤﱠـ ْ ﺞإ ْ ﻚ اﻟﺤَـﻮا ِﺋ ُ ﺳَـﺘـَﻜـْﻔـﻴـ َ
ف ﻣـُﻔـﻴْـﺪ ِ ﺼﺮْف ِﻣـﺘـَﻼ ٍ ﻚ ﺑـ َ ﻋـَﻠَـﻴْـ َ
ل اﻷﺳــِــﻴــْﺪ ِ ل ﻣـَﺎض ٍ ﻣـُﻄــﻴـْـ ٌﻊ ﺟـَـﺪﱠ ُﻩ ﺁ ُ ﻞ اﻷﺛـﻘــَﺎ َ ﻓـَﺘـًﻲ ﻳَﺘَـﺤَـ ﱠﻤ ُ
)(2
وﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ : ﻧَـﺒْـﻜِﻲ ﻋـَﻠَـﻰ ِدﻣَﻦ ٍ وَﻧُـﺆْي ٍهـَﺎﻣِـ ٍﺪ َوﺟَـﻮاﺛـِﻢ ٍ ﺳـَﻔـْﻊ ِاﻟﺨُـﺪُو ِد َروَاآِـ ِﺪ ب ﻻَﺑ ِﺪ ﻦ َﺑﻌـْﺪهُـ ُﻢ ﺑـِﻬـَﺎ ٍ ﺐ اﻟﻘـُـﺪُو ِر وَأهـﻠـِﻬـَﺎ ﻓَـﻌـَﻜـَﻔ ْـ َ ﻦ ﻣِﻦ ﻋـﻘـ ِ ﻋُـﺮﱢﻳ َ
)(3
وﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺎء ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ : ﺤ َﺒﺘِﻲ َورِآـَﺎﺑﻲ ﺻْ ﺖ ﻋُـﻠـَـﻴـﱠـ ُﺔ ُ ﻃَـﺮَﻗَـ ْ
ب ﻒ ﻋُﻠـَﻴـﱠﺔ َ اﻟﻤـُﻨـْـﺘـَﺎ ِ ﻼ ﺑــِﻄَـ ْﻴ ِ أه ْـ ً
)(4
وﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺴــﺮح : ﻞ ﻣُـﺤَـ ﱠﺒ َﺮ ًة ﻚ ﺳَﻠـْﻤَـﻰ وَﻗـُـ ْ ع ﻋَـﻨْـ َ َد ْ
ﻟِـﻤَﺎﺟـِﺪ ِ اﻟﺠَـ ﱢﺪ ﻃـَﻴـﱢﺐ ِ اﻟــﻨـﱠـﺴَــﺐ ِ
ﺤﻤَـ ُﺪ ُﻩ َﻣﺤْﺾ ٍ ُﻣﺼَـﻔــﱠﻰ اﻟ ُﻌﺮُوق ِ َﻳ ْ
ﻓﻲ اﻟ ُﻌﺴْﺮ ِوَاﻟ ُﻴﺴْـﺮ ِآَـ ﱡ ﻞ ﻣُـ ْﺮ َﺗﻐِـﺐ ِ
اﻟـﻮَاهـِﺐ ِ اﻟﺨـَﻴـْﻞ ِ ﻓﻲ أﻋَـــﻨــﱠﺘــِﻬــﺎ
وَاﻟ َﻮ ﺻَﻔـَﺎء ِ اﻟﺤـِﺴـَﺎن ِ آـَﺎﻟـ ﱠﺬهِـﺐ ِ
َﻣﺠْـــﺪًا َوﺣَـﻤْـﺪًا ﻳـُـﻔِـﻴْـ َﺪ ُﻩ آـَـﺮَﻣــــ ًﺎ
)(5
ﺧ ْﺒ ُﺮ ﻣﻜﺘَـﺴَﺐ ِ ﺤﻤْـ ُﺪ ﻓﻲ اﻟـﻨـﱢﺎس َ وَاﻟ َ
وﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺋﻴﺎت ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻄﻮﻳﻞ : ق ﻣـَﺜـْﻌـَﺮ ٍ أﺗـَﺎﻧﻲ وَأهـْﻠـِﻲ ﺑَﺎﻟﻠـّﻮى ﻓﻮ َ ﻲ ﻣُﺤـَﻤـﱠـ ٍﺪ وَﻓـَﺎ ُة اﺑﻦ ِﻋـَﺒـﱠﺎس ٍ وَﺻ ﱢ
ﺖ ﺠ َﻮ َم ﻓَـﻮَﻟﱠـ ِ ﻞ اﻟـ ﱠﻨ ْ ﺟ َﺮ اﻟﻠـﱠـﻴْـ ُ وَﻗَـ ْﺪ َز َ ﺖ ﺴﺮَةٌﻣَﺎ َﺗﺠَﻠـﱠـ ِ ﺖ ﻓِـﺮاﺷﻲ ﺣَـ ْ ﻓَـﺄُﺑ ْـ ُ
)(6
وﻗﺪ ﺑﻨﻲ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻋﺪدًا ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻓﻲ اﻟﻼم واﻟﻤ ﻴﻢ ﻓﻘ ﺪ ﻧﻈ ﻢ ﺣ ﻮاﻟﻲ ﺳﺘﺔ وأرﺑﻌﻴﻦ ﻗﺼﻴﺪﻩ وﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻼم ،وﺧﻤﺴﻪ وﺛﻼﺛ ﻮن ﻗ ﺼﻴﺪﻩ وﻣﻘﻄﻮﻋ ﺔ ﻓ ﻲ (1اﻟﺪﻳﻮان ص 101 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 100 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 104 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 66 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 68 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 69 14 1
اﻟﻤ ﻴﻢ "واﻟﻤ ﻴﻢ واﻟ ﻼم ﻣ ﻦ أﺣﻠ ﻲ اﻟﻘ ﻮاﻓﻲ ،ﻟ ﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﺨﺎرﺟﻬ ﺎ وآﺜ ﺮة إﺻ ﻮﻟﻬﻤﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻜﻼم ﻣﻦ ﻏﻴﺮ إﺳﺮاف 000واﻟﺒﺎء واﻟ ﺮاء واﻟ ﺪال ﺗﻠﻴﺎﻧﻬﻤ ﺎ " ) (1وﻗ ﺪ ﺟ ﺎء ﻧﻈ ﻢ اﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺮف اﻟﻼم وﺗﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮاء ﺛﻢ اﻟﻤﻴﻢ ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻼم ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ ت ﻦ ﺗـَﺠـَﺎ َو َز ْ ﻚ أﻣـﻴ َﺮ اﻟـ ُﻤـﺆْﻣﻨﻴ َ إﻟـ ْﻴ َ
)(2
ﻞ ﺣُ ﺟﻮَا ِز اﻟـﻔـَﻼة ِ اﻟ َﺮوَا ِ ﺑـَﻨـَﺎ ﺑـِﻴ ْـ َﺪ أ ْ
وﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﺴﻴﻂ : ل آَـﺎﻟـﺤـﻠـَﻞ ِ ﻞ َردّ ُﻩ اﻷﺣْـﻮَا ُ س اﻟـﻄـﱠـﻠَـﻞ ِ ﻣُﻌـَﻄـﱠـ ٌ ﻞ دَا ِر ُ ﺤٌ ﺳ ْﻮ َد َة َﻣ ْ أرَﺳ ْـ ُﻢ َ )(3
ﻞ ﻋﺎ َد اﻟَـﻮ ﱡد آـَﺎﻟﻤَـﻬَـ ِ ﺼﺪُو َد َو َ ﺳﺪﱡوا َﻣﻄـَﺎِﻟ َﻌﻬَـﺎ رَا َم اﻟـ ﱡ ﻟَـﻤﱠـﺎ رَأى أهـﻠَـﻬَﺎ َ وﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺴﺮح : ﻻ َ ﻗـَـﺮِﻳـْﺒـَﺔ َ اﻷﺟَــﻞ ِ ع إّ ﻻ أﺑـْﺘـَﺎ ُ ﻻ أﻣـْﺘِـ ُﻊ اﻟـﻌُـ ْﻮ َذ ﺑﺎﻟـﻔِـﺼَﺎل ِ َو َ َ ﻻ إﺑِـﻠﻲ ﻻ ﻏـَﻨـَﻤـِﻲ ﻓﻲ اﻟﺤـَﻴـَﺎة ِﻣُـﺪﱠ ﻟـَﻬـَﺎ إﻻ ِدرَاك اﻟــﻘــِﺮى َو َ َ ت ﻣـَﻨ ْـﺤَﺮ َهﺎ ﺟﺄ ُ َآ ْﻢ ﻧَـﺎﻗَـ ٍﺔ ﻗَـ ْﺪ َو َ
ﺟﻤَﻞ ِ ب أ ْو َ ﺸ ْﺆﺑُﻮ ِ ﻞ اﻟـ ﱡ ﺴـ َﺘﻬَـ ﱢ ﺑ ُﻤ ْ
)(4
وﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﺎرب : ت ﻞ و اﻟ ُﻤﻠﺠَﻤـَﺎ ُ ﺣُ ﻚ اﻟﺮﱠوا ِ أ َﺗ ْﺘ َ
ﻞ ﺠِ ﻦ ﻣُﻮﺳﻲ ﻓَﻼ َﺗ ْﻌ َ ﺑﻌﻴﺴَﻲ ﺑ ٍ
)(5
وﻟﻪ ﻓﻲ اﻟـﻤـﻴـﻢ : ﻦ ﻳـَﺄآُـﻠُـﻨﻲ ﻞ ذَا ﻟَـ ْﻮ َﻧ ْﻴ ِ ﻞ ﻟـِﻠـﱠـﺬي ﻇَـ ْ ﻗُـ ْ
ﺸﻢ ِ ت ﺑـِﻠَـﺤْﻢ ٍﻋَﺎدِم ِ اﻟﺒَـ َ ﺧﻠَـ ْﻮ َ ﻟـَﻘَـ ْﺪ َ
)(6
وﻧﻈﻢ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﺣﺮف اﻟﻌﻴﻦ ﺑﺮﻏﻢ أن اﻟﻌﻴﻦ " ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻋﺴﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟ ﻰ ﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻟﻞ " ) (7وﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ : ﻚ اﻷﺻَﺎ ِﺑــ ُﻊ ﺣﺘَﻴ َ ﺸـ ﱡﺪ َﺑﻬَﺎ ﻓﻲ را َ ﺼ َﻤﺔ ً ﺗُـ َ ﺧ ْﺬ ﻣِـﻦ اﻟﻴﺄس ِﻋ ْ ﺖ ﻟَـ ْﻢ ﺗـَﺄ ُ إذ أﻧ ْـ َ )(8
ﻚ اﻟﻤَﻄَـﺎ ِﻣ ُﻊ ﺟ َﺪﺗ ُﻪ ﻋَﻠﻰ َآ َﺪ ٍر وَاﺳْـ َﺘ ْﻌﺒَﺪﺗ ْـ َ ﺚوَ ﺣﻴ ُ ﺖ ﺑﻄَـﺮْق ِ اﻟﻤَﺎ ِء َ ﺷ ِﺮ ْﺑ َ َ (1اﻟﻤﺮﺷﺪ 60 /1 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 167 (3اﻟﻤﻬﻞ ﻣﺎ ذاب ﻣﻦ ﺻﻔﺮ وﺣﺪﻳﺪ ) اﻟﻠﺴﺎن ( /اﻟﺪﻳﻮان ص 179 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 183 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 186 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 214 (7اﻟﻤﺮﺷﺪ 60/1 (1اﻟﺪﻳﻮان ص 140 14 2
وﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣــﻞ : ع ﻚ ُرﺑُـﻮ ُ ﺠﺘ ْـ َ ﺷَ ك أ ْم َ ﺼ َﺮ َ ﻋ ْ ت َ أ َذآَـ ْﺮ َ
ع ﻞ اﻟﻔـُــ َﺆا ِد َﻣﻀُــﻮ ُ ﺖ ُﻣـﺘﱠـﺒَـ ُ أ ْم أﻧ ْـ َ
ﻚ أﺳْﺠــﻤَﺎ ﺖ ﺷُـﺆُوﻧَـ َ ﺣﻤَﺎﻣَﺔٌ ﺣَﻠَـﺒَـ ْ أَ
ع ك ﺳُﺠـﻮ ُ ﻞ ﺑﺬي اﻷرا ِ ﻋﻮ اﻟ َﻬﺪْﻳ َ ﺗَـ ْﺪ ُ
ﻖأ َ ل ﺧـَﻠـَـ ٌ ﺿ ﱠﺮ ﺑـِــ ِﻪ اﻟـﺒِـﻠﻰ أ ْم ﻣَـﻨـ ِﺰ ٌ
)(1
ﺢ واﻷﻧ ْـﻮَا ُء وَاﻟـﺘّـَـ ْﻮ ِدﻳْـ ُﻊ وَاﻟـ ِﺮﻳْـ ُ
أﻣﺎ اﻟﻜﺎف إذا ﺟﺎءت ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ أو ﻣﻜﺴﻮرة ﻓﺄﻣﺮهﺎ أﻳﺴﺮ ،ﻹﻣﻜﺎن اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟ ﻀﻤﺎﺋﺮ ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺄآﺜﺮ اﻟﻔﺤﻮل ﻗـﺪ أﻗـﻠـﱠـﻮا ﻣﻨﻬﺎ ) (2وﻗﺪ ﻧﻈﻢ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻮاﻓــﺮ : ﺖ اﻟـﺪﱡﻧـُﻴَـﺎ أﺑَـﺎآَـﺎ ﺐ وَﻳُـﺴْﺮ ٍ ﻓـَﻠَـﻤﱠـﺎ أﻓـْﻨَـ ِ ك ذَا ﻧـَﺸَـ ٍ ﺖ أﺑَﺎ َ ﻋَـﻘـَﻘ ْـ َ ) (3
ﻋﺮَاآـَﺎ ﺴﻬَﺎ ِ ﺸ ﱢﺮ ﺗـُﻠ ْـ ِﺒ ُ ب اﻟ ّ ﻋﺪَاوَﺗﻲ هَﺬي ﻟَـ َﻌﻤْﺮي ِﺛﻴَﺎ ُ ﺖ َ ﻋﻠِﻘ ْـ َ َ
اﻟﻘﺎف ﺣﺮف ﻣﺘﺤﺎﻣﻲ ﻋﻨﻪ وﺟﻴﺎدﻩ ﻟﻴﺴﺖ آﺜﻴﺮة) (4وﻗﺪ اﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ا ﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻓﻲ ﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﻖ ب اﻟ َﻤﺪْح ِ وَاﻟـﺸﱠـﻔَـ ُ ﺐ ﺑَﻤ ِﺪﻳْﺢ اﻟﺸـﱢﻌ ْـ ِﺮ ﻳَـ ْﻤـﻨـَﻌُـ ُﻪ ﻣﻦ اﻟﻤَﺪﻳﺢ ِ ﺛـَﻮا ُ َو ُﻣﻌْﺠَـ ٍ ﻖ ﺷ ْﻌـ ِﺮ ِﻩ أﻧَـ ُ ﺣﻮَاﺷﻲ ِ ﺤﺒـﱢـ ُﺮ ُﻩ ُذوﻧـِﻴـﻘَـ ٍﺔ ﻓﻲ َ ﻲ اﻟﻤَـﺪْح ِﻣـِﻦ ﻗَـ ْﻮل ٍ َﻳ َ َﻳﺎ ﺁﺑ ّ
)(5
وﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻄـــﻮﻳﻞ : ﺤﻠـﱢﻖ ِ ك اﻟــ ُﻤ َ ق اﻟــﺴﱢـﻤَﺎ ِ ﺐ ﻓَـ ْﻮ َ آَـﺮَﻳ ٌﻢ إذَا َﻣﺎ ﺷـَﺎ َء ﻋـَـ ﱠﺪ ﻟـَـ ُﻪ أَﺑــًﺎ ﻟَـ ُﻪ ﻧَـﺴَـ ٌ ﻖ ﺑﺎﺑ ِﻨﻬَﺎ اﻟﻘَـ ْﻮ َم ﺗَﺴﺒـِﻖ ِ ﺴﺎ ِﺑ ْ ﻞ ﺣُـﺮﱠة ٍ ﻣـَﺘﻰ ﻣَﺎ ُﺗ َ ﻞ ﻋَﻠﻰ آُـ ﱠ ﻀٌ َوُأﻣّـًﺎ ﻟﻬَﺎ ﻓَـ ْ
)(6
أﻣﺎ اﻟﻔﺎء ﻓﺼﻌﺒﺔ ﺟﺪًا وﻣﻊ ﻋﺴﺮهﺎ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺟ ﱠﻴﺪ آﺜﻴﺮ)، (7وﻟﻢ ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ،ﻓﻠ ﻪ ﻓﻴﻬﺎ أﺑﻴﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ : ﻒ ﺧ َﺮ ﺗـَﻬـْﺘِـ ُ ﻞ ﺳَﻨـَﺎ َﻧﺎري ﺑﺂ َ ﺣﺮﱢﻗــَﺎ ﻟَـ َﻌ ّ ﻲ ارﻓَﻌـَﺎهَﺎ َو َ ﺖ ﻟـِﻘَـﻴـْﻨَـ ﱠ ﻓـَﻘـُﻠ ُ
(2اﻟﺪﻳﻮان ص 144 (3اﻟﻤﺮﺷﺪ 61 /1 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 163 (5اﻟﻤﺮﺷﺪ 61/1 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 156 (7اﻟﺪﻳﻮان ص 160 (8اﻟﻤﺮﺷﺪ 62/1 (1اﻟﺪﻳﻮان ص 153 14 3
)(8
" اﻟﺠﻴﻢ ﺣﺮف ﺧﺪاع ﻇﺎهﺮﻩ ﻓﻴﻪ اﻟﺮﺣﻤﺔ ،وﺑﺎﻃﻨﻪ ﻣ ﻦ ﻗﺒﻠ ﻪ اﻟﻌ ﺬاب ،واﻟﻤﺘﺨﻴ ﺮات ﻓﻴ ﻪ ﻗﻠﻴﻠ ﺔ ﺟ ﺪا ،وأآﺜ ﺮ ﻣ ﺎ اﺳ ﺘﻌﻤﻠﺖ اﻟﺠ ﻴﻢ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻘ ﺪﻣﺎء ﻓ ﻲ اﻟ ﻮاﻓﺮ ،واﻟﻄﻮﻳ ﻞ ،واﻟﺮﺟ ﺰ، وﺟﺎء ﺷﻲء ﻣﻨﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺴﻴﻂ
)(1
وﻻﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﻴﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﻮاﻓﺮ ﻣﻘﻄﻮﻋﺘ ﻪ اﻟﺘ ﻲ
ﻳﻘـــــﻮل ﻓـــﻴﻬﺎ : ﺟﺎ ﺨﻼ َ ح اﻟ ُ ح واﻃـﱠـ َﺮ َ ﻞ َرا َ ﻏَـ َﺪا َﺑ ْ ت ﻒ ﻟِـﻘـَـﺎ ُؤهَـﺎ ﺑِـﻌُـﻔَـﺎ ِرﻳَـﺎ ٍ آَـﻴ ْـ َ
ﺟﺎ ﺣﺎ َ ﺳ َﻤﺎ َء َ ﻦأ ْ ﺾ ِﻣـ ْ َوﻟـﻤـﱠﺎ َﻳﻘ ْـ ِ ﺟﺎ ﺖ ﻇَـ َﻌﺎ ِﺋ ُﻨ َﻬﺎ اﻟـﻨﱠـ َﺒﺎ َ وﻗَـ ْﺪ ﻗَـﻄَـ َﻌ ْ
) (2
وﻣــــﻦ اﻟﺒﺴــــﻴﻂ ﻟــﻪ : ف أ َﻣﺪَﺣُـ ُﻪ ﺳ ْﻮ َ ي ﻓَﺈﻧـﱢﻲ َ أﻣﱠﺎ اﻟﺴﱠﺮ ﱡ
ن َآﺎﻟ َﻬﺎﺟﻲ ﺣﺴَﺎ َ ح اﻟﺬﱢاآِـ ُﺮ اﻹ ْ َوﻣَﺎ اﻟﻤَﺎ ِد ُ
ﷲ أﻧـﻘَـﺬَﻧﻲ ذَاك َ اﻟﱠــﺬِي هـُﻮ َ َﺑﻌ َﺪ ا ِ
ﺧﺮَاﺟﻲ ﺖ أﻧْـﺴَﺎ ُﻩ إ ْﻧـﻘـَﺎذِي وَإ ْ ﺴ ُ ﻓـَﻠَـ ْ
)(3
واﻟﺤﺎء ﻣﻬﻤﻠﺔ دون اﻟﺠﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺴﺮ وﺟﻴﺎدهﺎ أآﺜ ﺮ ) (4وﻻﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻗ ﺼﻴﺪة ﻣ ﺪح ﺑﻬ ﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻘﻮل ﻓـﻴﻬﺎ : ت ﻗـَﻠـْﺒﻲ ك ﻓﻲ َﻣ َﻨﻌَﺎ ِ ﺖ ﺣﻤَﺎ َ ﺣ َﻤ ْﻴ ُ َ
ﻋ ْﻨﺪِي ﺑِﺎﻟﻤُﺒــَــﺎح ِ ك ِ ﺣﻤَﺎ َ ﺲ ِ ﻓَـَﻠ ْﻴ َ
ك ﻗـَﺎدِﻣـَـ َﺔ اﻟﺠَـ َﻨﺎح ِ ن أﺑـُـﻮ َ ﺖ ﺟَﻨـَﺎﺣـ ًﺎ وَآَـﺎ َ ﺟــ ْﺪﻧَﺎ ﻏـَـﺎﻟﺒ ًﺎ ﺧُـﻠـِﻘَـ ْ َو َ ل ﺑ ُﻤﻨـْﺘَـﺰَاح ﻦ ﺗُﺮﻣﻰ وَﻣـِﻦ َذ ﱢم اﻟـﺮﱢﺟـَﺎ ِ ﻞ ﺣ ْﻴ َ ﺖ ﻣِﻦ اﻟﻐَـﻮا ِﺋـ ِ وَأ ْﻧ َ
ِ)(5
وﻟﻪ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﺣﺎﺋﻴﻪ ﺣﺴﻨﺔ وﺻﻒ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻄﺮ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﻀﻮْء ِ اﻟـﺒــَــ ْﺮ ق ِ ﻓﻲ أﺳـْــﺤَــــ َﻢ ﻟــَـﻤـﱠـﺎح ِ ق ﻟـِـ َ أﻟـَـ ْﻢ ﺗـَـﺄ َر ْ ﺖ ﺑـَﺄ ْوﺿَﺎح ِ آــَﺄﻋـْـﻨـَﺎق ِ ﻧـِﺴـَﺎء ِ اﻟـﻬِــِﻨــْــــــــ ِﺪ ﻗَــ ْﺪ ﺷـِـﻴـْﺒَـ ْ
)(6
ﻞ ﻋ ﺪدا ﻣ ﻦ أﺻ ﻮل اﻟﻔ ﺎء ،واﻟﻘ ﺎف واﻟﺴﻴﻦ ﻗﻠﻴﻠ ﺔ اﻷﺻ ﻮل ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌ ﺎﺟﻢ ،أﺻ ﻮﻟﻬﺎ أﻗ ﱠ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺟ ﱠﻴﺪ آﺜﻴﺮ ،وأآﺜﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺨﻔﻴ ﻒ واﻟﻤﻨ ﺴﺮح واﻟ ﺴﺮﻳﻊ) (1وﻻﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻦ ﻣﻘﻄﻮﻋﺘﻴﻦ اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺴﻴﻂ ،واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ اﻷوﻟﻲ (2اﻟﻤﺮﺷﺪ 64/ 1 (3اﻟﻨﺒﺎﺟﺎ :ﻋﺪد ﻳﺎﻗﻮت ﻋﺪة ﻣﻮاﺿﻊ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻌﺮب /اﻟﺪﻳﻮان ص 75 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 77 (5اﻟﻤﺮﺷﺪ 66/1 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 87 (7اﻟﺪﻳﻮان ص 88 14 4
ﺳﻮَاﺳَﺎ ﺐ َو ْ ﺿﻤِﻴ ُﺮ اﻟﻘـَﻠ ْـ ِ ﻋﺎ َد َ ﻋﻨْﺪي َو َ ﺖ ِ ﺠ َ ت وَاﻋـﺘـَﻠَـ َ ﺤﺎﺟَﺎ ِ ﺖ ﻟﻠ َ ﺿ ُ ﻟَـﻤﱠﺎ ﺗَﻌﺮﱠ ْ
)(2
" ﻓﺎﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎت ﺣﺴﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻦ " ) (3وﻻﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻗﻮﻟﻪ: ل ﺑﻬَﺎ ﺣَـﺒْﺴﻲ ن ﻳَﻄـُﻮ َ ﻼأ ْ ِﻗ َﻔﺎ ﻓـَﻬﺮﻳﻘـَﺎ اﻟ ﱠﺪ ْﻣ َﻊ ﺑﺎﻟﻤَﻨ ْـﺰِل ِاﻟ ﱠﺪرْس ِ وَﻻ ﺗَـﺴـْﺘَـ ِﻤ ﱠ
)(4
اﻟﻬﻤ ﺰة ﻗﺮﻳﺒ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﻮاﻓﻲ اﻟ ـﺬﻟﻞ ﻟﻜﺜ ﺮة ﻣ ﺎ ورد ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ذوات اﻷﻟ ﻒ اﻟﻤﻤ ﺪودة ﻟﻠﺘﺄﻧﻴ ﺚ واﻹﻟﺤ ﺎق وأآﺜ ﺮ ﻣ ﺎ ﺗﺠ ﻲء اﻟﻬﻤ ﺰة ﺳ ﻬﻠﻪ إذا آﺎﻧ ﺖ ﺑﻌ ﺪ أﻟ ﻒ ﻣﻤﺪودة) (5وﻻﺑﻦ هﺮﻣﺔ هﻤﺰﻳﱠﺔ ﻣﻨﺴﺮﺣﺔ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﺑﻠﺴﺎن ﻗﺮﻳﺶ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ : ن َﻳﺮ َز ُؤهـَـﺎ ﺸﻲ ٍء َﻣﺎ آﺎ َ ﺖﺑ َ ﺿﻨَـ ْ َ
ﺳـﻠــ َﻴـ َﻤﻲ – واﷲ ُ َﻳﻜـــﻠــَـ ُﺆ َهـﺎ ن ُ إﱠ
ﺖ أﺟ َﺰ ُؤهـــَـﺎ وﻋـَــــ ﱠﻮ َدﺗ ْـﻨﻲ ﻓــﺒـﻤَـﺎ ُﺗﻌــَـــــ ﱢﻮ ُدﻧﻲ أﻇ ْـﻤﺎ َء و ْر ٍد َﻣﺎ آﻨ ُ ث ﻟﻲ ﻧَـﻜـ َﺒـﺔ ً َوﺗَـﻨﻜـ ُﺆهـَـــﺎ ل ﻇــَــــﺎﻟِـﻤَـﺔ ً ُﺗﺤـِــﺪ ُ وﻻ أ َراهــَــــﺎ ﺗَـ َﺰا ُ وَﺗَـ ْﺰدَهـﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻏـَﻴـ ِﺮ ﻓـَﺎﺣـﺸَـ ٍﺔ
ﺐ أﻧـﺒـﺆُهـَـﺎ أﺷـﻴَﺎ ُء ﻋـَﻨﻬـَﺎ ﺑﺎﻟﻐـَﻴ ِ
)(6
/3اﻟﻘﻮاﻓﻲ اﻟﻨﻔﺮ : هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺤﺮوف ":اﻟﺼﺎد ،اﻟﺰاي ،اﻟﻀﺎد ،اﻟﻄﺎء ،اﻟﻬﺎء اﻷﺻﻠﻴﺔ واﻟﻮاو " أﻣﺎ اﻟﺰاي ﻓﺠﺎءت ﻓﻴﻬﺎ آﻠﻤﺎت ﻧﺎدرة وهﻲ ﻣﻦ ﻏﺮﻳﺐ اﻟﻜﻼم
)(7
وﻻﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻓﻲ أﺑﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﻄﺎء ،وﻟﻪ ﺑﻴ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟ ﺰاي وﺑﻴ ﺖ واﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺼﺎد ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎل : )(8
ﺨ َﺮ ِز ﺲ ﻧَـﺎﻇِـﻢ ِ اﻟ َ ﻞ ﺗَـ ْﻨ ِﻜﻴ ْـ َ ﺖ ﺳــَـــــﺎﺋِـﻠـَـﻪ َواﻋـﺘَـ ﱠ ﺲ ﻟَـ ﱠﻤﺎ أﺗَـﻴ ْـ ُ ﻧَـﻜﱠـ َ وﻗــــــــﻮﻟـﻪ : ﻒ ﺻﻴ ْـ ٍ ﺣ َﺮا ٌء ِﻣﻦ َرﺑِـﻴ ْـﻊ ٍ َو َ َوﺧـِﻴ ْـﻠَـﺖ ِ
ﺼﺎ ﻞ َواﻓـِــﺮًا َوﻣُـﻘَـ ْﺮ ﻧَـ َ َﻧ َﻌﺎ َﻣ َﺔ َر ْﻣ ٍ
)(9
(1اﻟﻤﺮﺷﺪ 69 /1 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 132 (3اﻟﻤﺮﺷﺪ 73 /1 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 133 (5اﻟﻤﺮﺷﺪ 81 ،80/1 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 50 (7اﻟﻤﺮﺷﺪ 75/1 (8اﻟﺪﻳﻮان ص 109 (1ﺣﺮاء :ﺣﺒﻞ ﻣﻦ ﺑﻤﻜﺔ ) ،ﻳﺎﻗﻮت ( ،اﻟ ﻮاﻓﺮ :اﻟﻜﺜﻴ ﺮ اﻟ ﺮﻳﺶ ،اﻟﻤﻘ ﺮﻧﺺ :اﻟ ﺬي ﺳ ﻘﻂ رﻳ ﺸﻪ ﻓ ﺸﺒﻪ ﺣ ﺮاء ﻓ ﻲ اﻟﺮﺑﻴﻊ واﻟﺼﻴﻒ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻨﻌﺎﻣﺔ / ،اﻟﺪﻳﻮان ص 134 14 5
وﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻄﺎء ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ : )(1
ﺸ ِﺮط ِ ﺴﺘَـ ْ ﻖ اﻟﻤُـ ْ ﺁﻳَـﺎﺗـُـﻬـَﺎ آَـ َﻮﺛَـﺎﺋِـ ِ
ﻂ ﻟِـﻤَـﻦ اﻟـ ﱠﺪﻳَـﺎ ُر َﺑﺤـﺎ ِﺋـﻞ ٍ َواﻷﻧـْـﺒـَـ ِ وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻄﻮﻳﻞ : ﻚ اﻟﻌُـﻠﻰ أﺑﻮك ﻏـﺪاة َاﻟﻤﺮج ِ أورﺛَـ َ
ت راهﻂ ض اﻟﻮﻏﻰ إ ْذ ﺳَﺎل ﺑﺎﻟﻤﻮ ِ وﺧﺎ َ
)(2
/4اﻟﻘﻮاﻓﻲ اﻟﺤﻮش : ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺮوف " :اﻟﺜ ﺎء واﻟﺨ ﺎء واﻟ ﺬال واﻟ ﺸﻴﻦ واﻟﻈ ﺎء واﻟﻐ ﻴﻦ وآﻠﱠـﻬﺎ ﻗﺪ رآﺒﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻠﻢ ﻳﺠﻴﺌﻮا إﻻ ﺑﺎﻟﻐﺚ ) (3واﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ دﻳﻮان اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﺮى إﻧﻪ ﺗﻨﻜﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺜﻞ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺸﻌﺮاء 0
ﺛﺎﻟﺜًﺎ /ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ ﺷﻌﺮﻩ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ : ﺗﻬ ﺪف اﻟﻤﻮﺳ ﻴﻘﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ إﻟ ﻲ ﺗﻘﻮ ﱠﻳ ﺔ اﻹﻳﻘ ﺎع وﺟ ﺮس اﻷﻟﻔ ﺎظ ،وإﻟ ﻰ زﻳ ﺎدة اﻟﻨﻐﻢ واﻟﺮﻧﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻴﺪة ،وﻟﻌﻠﱠـﻬﺎ ﻇﺎهـــﺮة واﺿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﺤﻜ ﻲ وﻟﻮع اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎ 0 ﻓ ﺎﻟﻌﺮوض " ﻳﻘ ﻴﺲ اﻟﻤﻮﺳ ﻴﻘﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ ﻟﻠ ﺸﻌﺮ ،أ ﱠﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻮﺳ ﻴﻘﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﻴﻢ ﺻﻮﺗﻴﻪ ﺧﻔﻴﺔ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺿﺒﻄﻬﺎ"
)(4
وﻳﺮى اﻟﺪآﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﻄﻴﺐ أن اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻳﻜﻮن " :ﻣﻦ ﺗﻮازن ﻞ 000 ﻞ اﻟﻮاﺣ ﺪ ،وه ﺬا اﻟﺘ ﻮازن ﻳﻨ ﺸﺄ ﻣ ﻦ أﻣ ﺮﻳﻦ هﻤ ﺎ ﺗﻜ ﺮار وﺣ ﺪة اﻟﻜ ّ أﺟ ﺰاء اﻟﻜ ّ وﺗﻨﻮﻳﻊ هﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪة ،وﻟﻤﺎ آﺎن اﻻﻧﺴﺠﺎم آﻠﱠـﻪ ﻣﺪارﻩ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻨﻮﻳﻊ واﻟﺘﻜﺮار ،ﻓﻤﻈ ﺎهﺮ اﻟﺘﻜﺮار ﻻ ﺗﺘﻌ ﺪى اﻟﺘﻜ ﺮار اﻟﻤﺤ ﺾ ،واﻟﺠﻨ ﺎس ،وﻣﻈ ﺎهﺮ اﻟﺘﻨﻮﻳ ﻊ ﻻ ﺗﺘﻌ ﺪى اﻟﻄﺒ ﺎق،
(2ﺣﺎﺋ ﻞ :ﻣﻮﺿ ﻊ ﺑ ﻴﻦ أراﺿ ﻲ اﻟﻴﻤﺎﻣ ﺔ وﺑ ﻼد ﺑﺄهﻠ ﺔ ،واﻻﻧ ﺒﻂ :ﻣﻮﺿ ﻊ ﻓ ﻲ دﻳ ﺎر آﻠ ﺐ اﺑ ﻦ وﺑ ﺮة ) ﻳ ﺎﻗﻮت ( اﻟﺪﻳﻮان ص 135 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 138 (4اﻟﻤﺮﺷﺪ 79/1 (5ﺷﻮﻗﻲ ﺿﻴﻒ " اﻟﻔﻦ وﻣﺬاهﺒ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ " اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻟ ﺴﺎدﺳﺔ ،دار اﻟﻤﻌ ﺎرف ،ﻣ ﺼﺮ ﺑ ﺪون ﺗ ﺎرﻳﺦ ، ص78 14 6
واﻟﺘﻘ ﺴﻴﻢ ،ﻓــﻬ ـﺬﻩ اﻷﺻ ﻨﺎف اﻷرﺑﻌ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘ ﻮم ﻋﻠﻴﻬ ﺎ رﻧ ﻴﻦ اﻟﺒﻴ ﺖ ﺑﻌ ﺪ اﻟ ﻮزن، واﻟﻘﺎﻓــــــﻴﺔ "
)(1
اﻟﺘﻜــــــــﺮار: ﻣ ﻦ ﻣﻈ ﺎهﺮ اﻟﻤﻮﺳ ﻴﻘﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ اﻟﺘﻜ ﺮار ،وﻳﻜ ﻮن ﺑﺘﻜ ﺮار اﻷﻟﻔ ﺎظ ﺑﻐ ﺮض ﺗﻘﻮﻳ ﺔ اﻟﻨﻐﻢ ،وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺘﻜﺮار ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻗـــــﻮﻟﻪ : ﺖ ﻋـُـﻠـَـﻴـﱠـ ُﺔ ﺻُﺤـْـﺒَـﺘِﻲ َورِآـَـﺎﺑﻲ ﻃَـﺮَﻗَـ ْ
ﻒ ﻋـُـﻠــَﻴـﱠﺔ َ اﻟﻤـُﻨـْـﺘـَـﺎب ِ ﻼ ﺑــِﻄـَﻴ ْـ ِ أه ْـ ً
ﻖ اﻟـﻌـَﺘـُﻮ ُم ِرﺣـَﺎﻟـَﻨـَﺎ ﺖ وَﻗـَــ ْﺪ ﺧـَﻔَـ َ ﻃَـﺮَﻗَـ ْ
ﻳـﺘـَـﻨُـﻮْﻓـَـ ٍﺔ ﻳـَـﻬـْﻤـَﺎ َء ذَات ِ ﺧــَــــﺮَاب ِ
ﺖ ﺑــِـﺮَﺑـﱠـﺎ َر ْوﺿَـﺔ ٍ ﻓـَﻜﺎﻧـﱠـﻤَـﺎ ﻃــﺮَﻗـَـ ْ
ﻣـَﻦ َروْض ِ َ ﻖ ﻃـَﻠـﱠـ ٍﺔ ﻣﻌـْﺸـَﺎب ِ ﻋﻮْهَـ َ
) (2
وﻗـــــــــﻮﻟﻪ : ف ﻳـﺘـﺒـﻌـُﻬـَﺎ ﺐ اﻟﻌـَﻔـَﺎ ُ ﺖ وَﺷَـ ﱠ ﺷَﺒـﱠـ ْ
ﻓـﻠــَﻢ ﻳُـﻌـَﺐ ﺧـِﺪﻧـُﻬﺎ وﻣـَﻨـَﺸَـﺆُهــﺎ
)(3
وﻗـــــــــﻮﻟﻪ : ﻓـﻴ ِﻪ اﻹﻣَﺎ ُم وَﺧَـﻴ ْـ ُﺮ اﻟـﻨـّـﺲ ِ آـُـﻠــﱢﻬُــ ُﻢ
ﻦ اﻟﺼﱠﻔﺎﺋِﺢ ِ واﻷﺣﺠـَﺎر ِوَاﻟـﻄـَﻴﻦ ِ ﺑـﻴ َ
ﺖ آُـﻞﱠ ذي ﻣَﺎل ٍ وَﻣـﺴﻜـﻴـﻦ ِ ﺖ ﻣُـﺼِﻴـْﺒــَﺘـُـ ُﻪ وَﻋـَﻴـﱠﻠـَـ ْ ﻓـﻴ ِﻪ اﻹﻣَﺎ ُم اﻟــّﺬي ﻋَـ ﱠﻤ ْ )(4
ب ﻣـَﺠــْﻨــُﻮن ِ ن اﻹﻣَـﺎ َم اﻟــّﺬي وَﻟــﱠﻰ وَﻏــَﺎ َد َرﻧِـﻲ آـَﺄﻧـﱠﻨﻲ ﺑـَﻌ ْــ َﺪ ُﻩ ﻓﻲ ﺛَـ ْﻮ ِ إﱠ
ﻓﻨﻼﺣﻆ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﺑﻴﺎت إن اﻟﺘﻜﺮار ﻳﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻗﻮة اﻟﺠﺮس وﺗﺄآﻴ ﺪ اﻟﻤﻌﻨ ﻰ ،وﻗ ﺪ آ ﺮر ﻟـﻔ ـﻆ اﻹﻣ ﺎم ،ﻓﺄﻓ ﺎدﻩ ﺗﺄآﻴ ﺪ ﻣﻌﻨ ﻲ اﻟﻔﺠﻴﻌ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻋ ﱠﻤ ﺖ اﻟﻨ ﺎس آﻠ ـﱠﻬﻢ ،وﻟ ﻴﺲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺣـﺪﻩ ،وآﺬﻟﻚ آﺮر ﻟﻔﻆ "اﻟﺠﺎر" ﻓﻲ ﻗـــــــﻮﻟﻪ : ﻆ َﻣﺤَﺎرﻣُـ ُﻪ إﻧّﻲ إذَا اﻟﺠَﺎ ُر ﻟـَـ ْﻢ ُﺗﺤْـﻔَـ ْ ﻞ أﺣﻤﻲ ﻣـَﺒـَﺎءَﺗَـ ُﻪ ل اﻟﺠَﺎ َر ﺑَـ ْ ﻻ أﺧ ْـ ُﺬ ُ َ
ﻻ هـَـــﺎد ِ ﻞ ُدوْﻧـَﻪ هــَﻴـْـ ِﺪ َو َ وﻟـَـ ْﻢ ﻳـُﻘَـ ْ ﻦ أﻋ ْـ َﻮا ِد ﺲ ﺟَﺎري آـَﻌـُﺶ ٍ ﺑـَﻴ ْـ َ وَﻟـﻴ ْـ َ
وأﻳﻀﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺗﻜﺮار" اﻟﻨﺄي" ﻓﻲ ﻗـــــــــﻮﻟﻪ : (1اﻟﻤﺮﺷﺪ ج/2ص 58 -53 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 66 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 49 (4اﻟﺪﻳﻮان ص237 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 105 14 7
)(5
ي ﻳُـﺴْـﻠـِﻲ َذوِي اﻟــﻬـَـﻮى ن اﻟـﻨـﱠﺄ َ ﻃ َﻢ إ ﱠ أﻓـَﺎ ِ
ﻚ ﻋـَﻨـﱢﻲ زَا َد ﻗـَﻠـﺒﻲ ﺑﻜـُـ ْﻢ وَﺟـْـﺪَا وَﻧـَﺄﻳُـ ِ
ﺖ ﻣـِﻦ ُودﱢ ﻏـَﻴﺮِآُــ ْﻢ أري ﺣَـﺮﺟًﺎ ﻣَﺎ ﻧـِﻠـ ْـ ُ
ﺖ ﻣِـﻦ ُودﱢ آُــ ْﻢ رُﺷ ْـﺪَا وَﻧـَﺎﻓـِﻠـَـ ًﺔ ﻣـَﺎ ﻧـِﻠ ْـ ُ
َوﻣَﺎ ﻧـَﻠـْﺘـَﻘـِﻲ ﻣِـﻦ ﺑَـﻌْـ ِﺪ ﻧـَﺄ ْي ٍ وَﻓـُـﺮْﻗَـ ٍﺔ
ت ﻟـَـﻬَﺎ ﺑـَـ ْﺮدَا ﻻ وَﺟَـ ْﺪ ُ ﻂ ﻧـَﻮي إ ﱠ وَﺷـَﺤ ْـ ِ
)(1
ﻓﻬ ﺬا اﻟﺘﻜ ﺮار اﻟ ﺬي أﻟﻔﻴﻨ ﺎﻩ ﻓ ﻲ اﻷﺑﻴ ﺎت اﻟ ﺴﺎﺑﻘﺔ ؛ إﻧﻤ ﺎ أﺣ ﺪث ﻧﻐﻤ ًﺎ وﺗﺮﻧﻴﻤ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ ﻻ أن ﺑﻌ ﺾ ﻋﻠﻤ ﺎء اﻟﺒﻼﻏ ﺔ ﺳ ّﻤﻮا ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع اﻟﻘ ﺼﺎﺋﺪ ،واآ ﺴﺒﻬﺎ ﺣ ﻼوة وﻃ ﻼوة ،إ ّ ﺗﻄﻮﻳﻼ ً ،وﻳﺮى اﻟ ﺪآﺘﻮر ﻋﺒ ﺪ اﻟﻄﻴ ﺐ ) ": (2إﻧ ﱠـﻪ ﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻄﻮﻳ ﻞ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ،ﺑ ﻞ ﺿﺮب ﺣﺴﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻜ ﺮار ﻟﺠﺮﺳ ﻪ وﺗﺄآﻴ ﺪﻩ ﻟﻠﻤﻌﻨ ﻰ " ،وﻣ ﻦ أﻣﺜﻠ ﺔ اﻟﺘﻜ ﺮار ﻋﻨ ﺪ اﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ ﺗﻜﺮارﻩ ﻷﺳﻤﺎء اﻟﺤﺒﺎﺋﺐ آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗـــــــــﻮﻟﻪ : ﺣﺐﱢ ﺳَﻠـْﻤﻰ ﻼ ﻣﻦ ُ ﺣﺒَﺎﺋ ً ﺖ َ ﺻ َﺮ ْﻣ َ َ
ﻟـِﻬـــِﻨ ْـ ٍﺪ ﻣـَﺎ ﻋَــ َﻤﺪْت ﻟِــ ُﻤــﺴْـﺘـَـﺮَاح ِ
ﻖ هـِـﻨـْﺪًا ﻚ إن ﺗـُﻘِـ ْﻢ ﻻ َ ﺗـَﻠـ ْـ َ ﻓﺈﻧﱠـ َ
ﻚ ﻏـَﻴ ُﺮ ﺻَﺎﺣﻲ ﻞ ﻓـَﻘـَﻠـْﺒُـ َ ن ﺗـَﺮﺣَـ ْ وَإ ْ
ﻞ ﻧَـﻬــَـﺎ َر ُﻩ ﻳَﻬـْـﺬِي ﺑـِﻬــِﻨـْـ ٍﺪ ﻳَﻈَـ ﱡ
ح ق ﻟــَﻴـﻠـَـ ُﻪ ﺣـَﺘــﱠﻰ اﻟـﺼـﱠﺒــَﺎ ِ وَﻳـَﺄر ُ
)(3
وﻗـــــــــــﻮﻟﻪ : ﺳﻠ ْـﻤَﻰ وَاﻟـﻨـﱠﻮى َﺗﺴْﺘـَﺒـِﻴﻌُﻬﺎ ت َ ﺗَـ َﺬآﱠﺮ ُ
)(4
ﺴﺘَﻄﻴ ُﻌﻬَﺎ َوﺳَﻠـْﻤﻰ اﻟـ ُﻤﻨﻰ ﻟـَﻮ أﻧـﱠﻨـَﺎ ﻧَـ ْ
وﻗـــــــــــﻮﻟﻪ : أ ﺗـَﻌ ُﺬ ُر ﺳـَﻠ ْـﻤَﻰ ﺑﺎﻟﻨﱠـﻮى أ ْم ﺗـَﻠـُﻮ ُﻣﻬَﺎ ﺖ َﻣﻌـﻴﻨـ ًﺎ ﺑﻌـَﻴـْﻨَـ ِﻪ ﺳﻠ ْـﻤَﻰ اﻟﱠـﺘﻲ أﺑ َﻬ ْ َو َ
َوﺳَﻠ ْـﻤَﻰ ﻗَـﺬَى اﻟﻌَـﻴْﻦ ِاﻟـﱠﺘﻲ ﻻ َﻳ ِﺮ ْﻳ ُﻤﻬَﺎ ﺖ ﺳﺠُﻮ ُﻣﻬَﺎ ﻻ َهﻮى ﺳَﻠـْﻤﻰ ﻟـَﻘـَﻠﱠـ ْ وَﻟـَﻮ َ
وﻗـــــــــــﻮﻟﻪ : ب ﻋـَﻨـﱢﻲ ﻣَﻦ ﻳـَﻠــُﻮ ُم ﺖ وَﻏـَﺎ َ أرِﻗـْـ ُ
ﻦ ﻟـَـ ْﻢ أﻧـَـ ْﻢ أﻧـَﺎ ﻟــﻠـﻬـُﻤــُــﻮم ِ وَﻟــَﻜـ ْ
ﺐ أ ْو ُأﻣـﻴـﻤَﺔ َ أ ْو رَﻋـُـﻮم ِ ﺖ وَﺷـَﻔـﱠـﻨﻲ َوﺟَـ ٌﻊ ﺑـَﻘــَﻠـ ْـﺒﻲ ﻟِـﺰَﻳـْﻨَـ َ أرﻗــ ُ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 95 (2اﻟﻤﺮﺷﺪ إﻟﻰ ﻓﻬﻢ أﺷﻌﺎر اﻟﻌﺮب 139 /2 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 85 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 142 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 209 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 221 14 8
)(6
)(5
ﻧﻠﻤﺢ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﺑﻴ ﺎت ﺟ ّﻮ اﻟﻨ ﺴﻴﺐ ﻣ ﻦ ﺗ ﺬ ّآﺮ ،وﺗﻔ ﱠﻜ ﺮ ،وﺣ ﺰن ،وﺣﻨ ﻴﻦ ،وﻧ ﺰوع إﻟ ﻰ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وهﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺮار؛ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ إﺷﺎﻋﺔ ﻟﻮن ﻋ ﺎﻃﻔﻲ ﻏ ﺎﻣﺾ ﻳﻘ ﻮي اﻟ ﺼﻮرة اﻟﺘ ﻲ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﻨﻴ ﺔ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ،وﻣﺜ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺗﻜ ﺮار اﻟﻤﻮاﺿ ﻊ وﻣ ﺎ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ اﻷﺛ ﺮ اﻟ ﺴﺤﺮي ،ﻓﻘ ﺪ أآﺜ ﺮ اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻮن ﻣ ﻦ ﺗﻌ ﺪاد أﺳ ﻤﺎء اﻟﻤﻴ ﺎﻩ واﻟﻤ ﻀﺎرب واﻟﻤﺮاﻋ ﻲ واﻟﻤﺮاﺣ ﻞ ) (1وأآﺜ ﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ذآ ﺮ اﻟﻤﻮاﺿ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﻏـ ـﺮار اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻦ آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗـــــــــــﻮﻟﻪ : ﻲ اﻟـﺪﱢﻳـَﺎ َر ﺑﻤـُﻨـْﺸـ ٍﺪ ﻓـَﺎﻟـــﻤـُﻨ ْـ َﺘﻀَﻰ ﻓـَﺎﻟﻬَـﻀْﺐ ِ هَـﻀْﺐ ِرَووا ﺗـَﻴـْﻦ ِإﻟﻰ ﻷى ﺣﱢ َ
)(2
ل ﻣــﻦ ﻗــَـﺒـْـﻞ ِ اﻟـﺼﱢﺒـَﺎ ن ﺑَـﻬـَﺎ ﻓــَﻐـَﻴـّﺮ َرَﺳ َﻤﻬَﺎ وَﺧـَﺮﻳـْﻘـَﻪ ﻳُﻐــْﺘـَﺎ ُ ﺐ اﻟـﺰﱠﻣـَﺎ ُ ﻟـَﻌ َ
)(3
وآﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ : ﻻ ﻣِـﻦ ﺗَـﺬآـﱠـﺮ ﻟـَـﻴ ْـﻠـَـ ٍﺔ ﺐإ َ ﻼ اﻟﻘَـﻠـ ْـ ُ ﺳَ َ
ﺐ ﺼ ِ ﺤ ﱠ ﺖ ﺑﺎﻟ ُﻤ َ ﺳ َﻌـ َﻔـ ْ َﻳﺠَـ ْﻤﻊ ٍ َوأﺧ ْـ َﺮى أ ْ
)(4
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ق ﻣـَﺜـْﻌـَﺮ ٍ أﺗـَﺎﻧﻲ وَأهـْﻠـِﻲ ﺑَﺎﻟﻠــّﻮى ﻓﻮ َ
ﺠ َﻮ َم ﻓَـﻮَﻟــﱠﺖ ِ ﻞ اﻟـ ﱠﻨ ْ ﺟ َﺮ اﻟﻠــﱠـﻴْـ ُ وَﻗَـ ْﺪ َز َ
)(5
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﻒ ﺗـَﺒـﻴْﻌُـ َﻬﺎ ﻞ ﺑ َﻮﻋْـﺴَﺎ ِء اﻟﺤُﻠـَﻴ ْـ ِ ﻞ وَﺣَـ ﱠ ف ﻣُـﻔـْﺤـ ٍ ﺖ ﺑﺄآـْﻨـَﺎ ِ ﻒ إذَا ﺣـَﻠـﱠـ ْ ﻓـَﻜـَﻴﱠـ َ
)(6
ﻓﻬﺬا اﻟﺘﻜﺮار ﻳﻬﺪف إﻟﻲ إﺷﺎﻋﺔ ﺟ ّﻮ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﻮ واﻟﺤﻨﻴﻦ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳ ﻴﻘﺎ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ﻟﻮﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﻳﻘﺎع 0
رد اﻷﻋﺠﺎز إﻟﻰ اﻟﺼﺪور : وﻳ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﺑ ﺎب اﻟﺘﻜ ﺮار ﻣ ﺎ اﺳ ﻤﺎﻩ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺒﻼﻏﻴ ﻴﻦ ﺑ ﺮد اﻷﻋﺠ ﺎز إﻟ ﻰ ﺴﻤﻪ أﺑ ﻮ ه ﻼل إﻟ ﻰ اﻟﺼﺪور ،وهﻮ أن ﺗﺮد آﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺻﺪر اﻟﺒﻴﺖ إﻟﻲ ﻋﺠ ﺰﻩ ،وﻗ ﺪ ﻗ ّ (1اﻟﻤﺮﺷﺪ 94 /2 (2ﻣﻨﺸﺪ :ﻣﻮﺿﻊ ﺑﻴﻦ ر ﺿﻮى وﺑﻴﻦ اﻟﺴﺎﺣﻞ ﺟﺒﻞ ﻣﻦ ﺣﻤ ﺮاء اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ /اﻟﻤﻨﺘ ﻀﻰ ،ورواوة :أودﻳ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮع واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺛﻨﻰ رواوة ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻮزن /ﻷى ﻣﻦ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ) ﻳﺎﻗﻮت ( ( 3اﻟﺪﻳﻮان ص 53 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 68 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 69 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 142 14 9
ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم ﻓﻤﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻮاﻓﻖ ﺁﺧﺮ آﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺁﺧﺮ آﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨ ﺼﻒ اﻷول ،وﻣﻨ ﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺣﺸﻮ اﻟﻜﻼم ،وﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺸﻮ اﻟﻨﺼﻔﻴﻦ ) (1وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻗﻮل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ت ﻓﻲ ﺻَﻤـﻴـﻢ ﻣَﻌﺸَﺮهـﺎ َو َﺑﻮﱠا ْ
ﻓــَﻨَـ ﱠﻢ ﻓﻲ ﻗـَـ ْﻮ ِﻣﻬَﺎ ﻣـُﺒَـ ﱠﻮءُهـَﺎ
)(2
ﻓﺮ ﱠد ﻋﺠﺰ اﻟﺒﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺪر اﻟﻤﺼﺮاع اﻷول ) ﺑﺆات 000ﻣﺒﻮءهﺎ ( آﻘﻮﻟﻪ أﻳﻀﺎ : ب ﺸﺄ َﻧﻬُـ َﻤﺎ اﻟـﺜـُـﻘُـﻮ ُ ﺴـﺘـَـﻌَـﺎ ٍر ﺑﺄ َْذﻧَـﻴ ْـﻬَـﺎ ﻓَـ َ آَـﺜَـﺎ ِﻗـﺒَـ ٍﺔ ﻟـِـﺤِـﻠـ ْـﻲ ٍ ﻣُـ ْ
)(3
ﻓﺮ ﱠد آﻠﻤﺔ " اﻟﺜﻘﻮب" ﻋﻠﻰ "ﺛﺎﻗـﺒﺔ " ،وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻳﻀﺎ ﻗﻮﻟﻪ : ت ﻦ ﺳَﻠـْﻤﻰ ﺳَﻔـَﺎه ًﺎ وَﻗـَﺪ ﻧَـﺄ ْ ﻞ ﻋَـ ْ ﺗُـﺴَـﺎﺋِـ ُ
)(4
ﻒ ﺗُـﺴَﺎﺋِـﻠُـ ْﻪ ﻂ ﻓـَﻜـَﻴ ْـ َ ﺤٌ ﺑَـﺴَﻠـْﻤﻰ ﻧَـﻮّى ﺷَـ ْ
ﻓﺮ ﱠد آﻠﻤﺔ "ﻧﺴﺎﺋﻠﻪ" ﻋﻠﻰ " ﻧﺴﺎﺋﻞ" وﻣﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺸﻮ اﻟﻜﻼم ﻗﻮﻟﻪ )(5
ﺞ ﻓﻲ وُﻋـُﻮ ِر اﻟ ُﻤﺮْﺗــَﻘَـﻲ ﺤﻮا ِﺋ ُ ﺖ دُوﻧﻲ اﻟ َ ﻦ ﻃَـﻠَـﺐ اﻟﻤَﻌـِﻴﺸَـ ِﺔ وَارْﺗـَﻘَـ ْ ﺖ ﻋَـ ْ ﺴ ُ َوﺣُﺒِـ ْ وﻗﻮﻟﻪ : ﺟ ًﺔ َو َوﺳ ْﻴَﻠ ًﺔ ﺣﺎ َ ك ُﻧ ْﺰﺟﻲ َ أﺗَـﻴ ْـﻨَـﺎ َ
ﻞ ﺳﺎ ِﺋ ُ ﻚ اﻟ َﻮ َ ﻈﻰ َﻟَـﺪ ْﻳ َ ﺤَ ﻚ َوﻗَـ ْﺪ َﺗ ْ ِإﻟﻴ َ
)(6
ﻓ ﺮ ﱠد "اﻟﻤﺮﺗﻘ ﻲ" ﻋﻠ ﻰ" ارﺗﻘ ﺖ" ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴ ﺖ اﻷول ،و"اﻟﻮﺳ ﺎﺋﻞ "ﻋﻠ ﻰ "وﺳ ﻴﻠﺔ " ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ 0 وﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺸﻮ اﻟﻨﺼﻔﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ : ﷲ ﻣُـﺠﺘَـ ِﺪ َﻳًﺎ ﻦ ﻋَﺒـ ِﺪ ا ِ ك َ اﺑ َ ﻦ َﻳﻌْـﺘـَﻤِـ ْﺪ َ ﻣَـ ْ
ﻟِـﺴَـﻴـْﺐ ِﻋَـﺮْﻓـِﻚ َ َﻳﻌْـﻤَـ ْﺪ ﺧَـ ْﻴـ َﺮ ﻣـَﻌـْﻤـُﻮد
)(7
اﻟﺠﻨـــــــﺎس: ﻣ ﻦ ﻣﻈ ﺎهﺮ اﻟﻤﻮﺳ ﻴﻘﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ اﻟﺠﻨ ﺎس ،وه ﻮ ﺿ ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺘﻜ ﺮار ،وﻟ ﻪ ﻣ ﺎ ﻟﻠﺘﻜﺮار ﻣﻦ ﺗﺄآﻴﺪ اﻟﻨﻈﻢ وزﻧﺘﻪ " ،ﻓـﺘﻜﺮار ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺮوف أو اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻳﻜﺴﺐ اﻟ ﺸﻌﺮ
(1اﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ ص 385 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 49 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 59 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 174 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 54 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 168 (7اﻟﺪﻳﻮان ص 102 15 0
ﻟﻮﻧ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮﺳ ﻴﻘﺎ ﺗ ﺴﺘﺮﻳﺢ إﻟﻴ ﻪ اﻷذن وﺗﻘﺒ ﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ " ) (1وﻣ ﻦ اﻟﺠﻨ ﺎس ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ ﻗـــــــــــﻮﻟﻪ : ﺳ ْﺪﻣ ًﺎ َوﻃﺎ َر ﻟ َﻬﺎ َوﻋـَﺎ َد أ ْﻣـ َﻮا ُهـ َﻬﺎ َ ﺻﺪﱡهُـ ُﻢ ﺻ ﱠﺪ وَﺳﺎَء اﻟﻤَﺮ َء َ ﺻﺪﱡوا َو َ َ
ﺼ ْﺮم ِ َواﻟﻌـِﻠـَـﻞ ِ ﻋﺎ أه ْـﻠـَـ َﻬﺎ ﻟﻠ ّ ﺳ ْﻬــــ ٌﻢ َد َ َ ﻞ ﺣﻮْﻣَـ َﺔ اﻟﻌَﻠـَـ ِ َوﺣَﺎم ﻟـﻠـ ِﻮ ْر ِد رَدهًﺎ َ
)(2
ﻞ" ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺎﻷول ﻞ" ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷول ،و "اﻟ َﻌـﻠَـ ِ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﻧﺲ ﺑﻴﻦ ﻟﻔﻈﻲ" اﻟ ِﻌـﻠَـ ِ ﺑﻜﺴﺮ اﻟﻌﻴﻦ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻔﺘﺤﻬﺎ 0 وﻳﻨﻘ ﺴﻢ اﻟﺠﻨ ﺎس اﻟﻠﻔﻈ ﻲ إﻟ ﻰ ﻧ ﻮﻋﻴﻦ ﺗ ﺎم وﻏﻴ ﺮ ﺗ ﺎم ﻓﺎﻟ ـﺘﺎم ه ﻮ ﻣ ﺎ أﺗﻔ ﻖ ﻓﻴ ﻪ اﻟﻠﻔﻈﺎن اﻟﻤﺘﺠﺎﻧﺴﺎن ﻓﻲ أﻣﻮر أرﺑﻌ ﺔ " ﻧ ﻮع اﻟﺤ ﺮوف ،وﻋ ﺪدهﺎ ،وهﻴﺌﺘﻬ ﺎ اﻟﺤﺎﺻ ﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮآﺎت واﻟﺴﻜﻨﺎت ،و ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ " ﻣﻊ اﺧﺘﻼف اﻟﻤﻌﻨﻲ 0 واﻟﺠﻨ ﺎس اﻟﺘ ﺎم ﻟ ﻴﺲ ﺑ ﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻨ ﺪ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺷ ﺄﻧﻪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺷ ﺄ ن اﻟﻘ ﺪﻣﺎء ﻟ ﻢ ﻳﻜﺜﺮوا ﻣـﻦ اﻟﺠﻨﺎس اﻟﺘﺎم ؛ ﻷﻧﱠـﻪ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﻟﻠﺒﻠﻴﻎ إﻻ ﻧﺪرة وﻗــﻠّـﺔ 0 أ ﱠﻣﺎ اﻟﺠﻨﺎس اﻟﻨﺎﻗﺺ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ اﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ اﻟﻠﻔﻈﺎن اﻟﻤﺘﺠﺎﻧﺴﺎن ﻓﻲ واﺣﺪ أو أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ آﻘﻮل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﺐ ﻋـَﻔـَﺎ رَﺳـُـ ُﻢ اﻟـﻘـُـﺮِﻳﱠـ ِﺔ ﻓـَﺎﻟـﻜـَﺜـِﻴ ْـ ُ ﺗـَﺄﺑـﱠـ َﺪ َرﺳْـ ُﻤﻬـَﺎ وَﺟَـﺮَى ﻋـَﻠــَﻴـْﻬـَﺎ
ﺐ ﺲ َﺑﻬَـــﺎ ﻋـَـﺮ ِﻳ ْـ ُ إﻟﻰ ﻣَـﻠــْﺤـَﺎء ﻟـَﻴـ َ ﺐ ب اﻟﻐــَﺮﻳ ْـ ُ ﻲ اﻟـﺮﱢﻳـْﺢ ِ وَاﻟـﺘﱡـ ْﺮ ُ ﺳـَﻔـ ﱡ
)(3
ﻓﺠﺎﻧﺲ ﺑﻴﻦ آﻠﻤﺘﻲ" ﻋﺮﻳﺐ ،وﻏﺮﻳﺐ " ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ اﻟﺠﻨﺎس اﻟﻨﺎﻗﺺ ﻗﻮﻟﻪ ﺐ زﺟ ٌﺮ ﻟﻪ ﻟﻮ آﺎن ﻳﻨﺰﺟ ُﺮ وﻓﻲ اﻟﺸﻴ ِ
ﺣـﺠـ ُﺮ وَﺑـَﺎﻟـ ٌﻎ ﻣـِﻨﻪ ﻟـﻮﻻ أﺗــّﻪ َ
)(4
ﻓﺠ ﺎﻧﺲ ﺑ ﻴﻦ " زﺟ ﺮ ،وﺣﺠ ﺮ " وه ﻮ ﺟﻨ ﺎس ﻧ ﺎﻗﺺ ﻻﺧ ﺘﻼف اﻟﻠﻔﻈ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺗ ﻮع اﻟﺤﺮوف آﻘﻮﻟﻪ أﻳﻀﺎ ﺻﺪْري ﺲ اﻟـﺒـُﻘـْـﻴـَﺎ ﺳﻠـﻴـْـ ٌﻢ ﻟَـ َﻜ ْﻢ َ ﺻﺪُورُآـُــ ْﻢ ﻟَـﻤُﻠ ْـﺘـَﻤِـ ُ ﺖ ﻣَﺮاﺿًﺎ ُ ن آـَﺎ َﻧ َ َوِإﻧﱢﻲ َوإ ْ
(1ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﻌﺮ ص 49 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 180 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 58 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 118 15 1
ﻦ ﻋـَـ ﱢﻢ اﻟـﻤـَـﺮْء ِ ﻣـَﻦ ﺷَـ ﱠﺪ أ ْز َر ُﻩ ن اﺑ َ وإ ْ
ﺤﻤﻲ ﻏـَﻴـْﺒَـ ُﻪ وَهـ َﻮﻻ َ َﻳ ْﺪ ري ﺢ َﻳ ْ ﺻ َﺒ َ وَأ ْ
)(1
وﺟ ﺎﻧﺲ ﺑ ﻴﻦ " ﺻ ﺪرى ،وﻳ ﺪرى" ،ﻓﺎﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻟﻠﺠﻨ ﺎس ﻳﺠﻌ ﻞ ﻣﻮﺳ ﻴﻘﺎﻩ ﻗﻮﻳﻪ ﺗﺄﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ 0 اﻟـﻤـﻘـﺎﺑـــﻠـــﺔ : وﻣﻦ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ اﻟﻤﻘ ﺎﺑﻼت ،واﻟﻤﻘ ﺼﻮد ﺑﻬ ﺎ أن ﻳ ﺄﺗﻲ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﺑﻠﻔﻆ أو ﺗﺮآﻴ ﺐ ﺛ ﻢ ﻳﻘﺎﺑﻠ ﻪ ﺑﻠﻔ ﻆ ﺁﺧ ﺮ أو ﺗﻌﺒﻴ ﺮ ﻳﻜ ﻮن ﺿ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ اﻟﻤﻌﻨ ﻲ ؛ وذﻟ ﻚ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ اﻟﺠﺮس اﻟﻠﻔﻈﻲ وإﻳﺠﺎد اﻻﻧﺴﺠﺎم ﺑﻴﻦ اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ،واﻟﻤﻘ ﺎﺑﻼت آﺜﻴ ﺮة ﻓ ﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ آـﻘــــﻮﻟﻪ : ﺖ ﺣﻴـَـﺎ إذا َدﻧَـ ْ ﺖ َوأ َ ﺷﻄـﱠـ ْ ت إ َذا َ أ َﻣﻮ ُ
ﺼﺒـَـﺎ َوﻧﺴﻴ ْـ ُﻤﻬَـﺎ ﺚ أﺣ َﺰاﻧﻲ اﻟ ّ وﺗَـ ْﺒ َﻌ ُ
)(2
ﻗﺎﺑﻞ ﺑﻴﻦ ﻟﻔﻈﻲ " أﻣﻮت وﺷﻄﺖ " ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ وﺑ ﻴﻦ " أﺣﻴ ﺎ و دﻧ ﺖ " ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ،وﻣﺜﻠﻪ أﻳﻀﺎ : ﺴﺮًا ن اﻟﻜَـ ِﺮﻳ ْـ َﻢ َﻣﻦ ُﻳﻜ ﱢﺮ ُم ُﻣ ْﻌ ِ وَإ ﱠ
ﺴ ِﺮ ﻻ ُﻳ َﻜ ُﺮ ُم َذا ُﻳ ْ ﻋﻠﻲ َﻣﺎ َاﻋ ْـ َﺘ َﺮا ُﻩ َ َ
)(3
ﻗﺎﺑﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻄﺮﺗﻴﻦ ﻋــﻠﻰ اﻟـﺘﺮﺗﻴﺐ ﻓـﻠـﻔـﻈﺔ " ﻳﻜ ﺮم " ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﻄﺮ اﻷول ﻳﻘﺎﺑﻠﻬ ﺎ " ﻻ ﻳﻜ ﺮم " ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﻄﺮ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ " ﻣﻌ ﺴﺮا " ﻳﻘﺎﺑﻠﻬ ﺎ " ذا ﻳ ﺴﺮ" ﻓﻘ ﺪ ﺟﻤ ﻊ ﻟﻔﻈ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺟﻬ ﺔ وﻗﺎﺑﻠﻬﻤ ﺎ ﺑﻠﻔﻈ ﻴﻦ ﻣﺘ ﻀﺎدﻳﻦ ﻣﻌﻬﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌﻨ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻬ ﺔ اﻷﺧ ﺮى ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘﺮﺗﻴ ﺐ وآﺬاﻟﻚ ﻗــــــﻮﻟﻪ : ﺺ ﺻِﺪﻓُـ ُﻪ ﺨـﻠ ُ ل َﻳ ْ ن اﻟﻘَـ َﻮ َ اﻟَـ ْﻢ ﺗَـ ْﺮ إ ﱠ
وَﺗـَﺄﺑﻰ ﻓَـﻤَﺎ ﺗَـﺰْآُـﻮ ﻟـﺒَﺎغ ٍ ﺑَـﻮاﻃـِﻠُـ ْﻪ
)(4
ﻗﺎﺑﻞ ﺑﻴﻦ " ﻳﺨﻠ ﺺ ﺻ ﺪﻗﻪ" أي ﻳﺒﻘ ﻲ وﺑ ﻴﻦ " ﻣ ﺎ ﺗﺰآ ﻮ ﺑﻮاﻃﻠ ﻪ " أي ﻻ ﺗﺒﻘ ﻲ ،وﻣ ﻦ ﺟ ﱠﻴﺪ ﻣﻘﺎﺑﻼﺗﻪ : ﺿﺎ ﻚ ﺑﺎﻟ ﱢﺮ َ ﻚ إ ْذ أﻃ ْـﻤَﻌـﺘَـﻨِﻲ ﻣِﻨ َ وَإﻧّـ َ
ﺐ ﻀ ْ ﻚ اﻟﻐَـ َ ﺳ َﻨﻨِﻲ ﻣِﻦ ﺑَﻌ ِﺪ ذﻟ َ َو أﻳﺄ ْ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 126 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 211 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 126 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 176 15 2
ﺐ ﻒ ﺣَﺎﻟِـ ٍ ﻋ َﻬﺎ آَـ ﱠ َآ ُﻤ ْﻤﻜِﻨَـ ٍﺔ ﻣِﻦ ﺿَﺮ ِ
ﺐ ﻚ ﻣَﺎ ﺣـَﻠَـ ْ َودَا ِﻓـﻘَـ ٍﺔ ﻣﻦ ﺑَﻌـ ِﺪ ذﻟ َ
)(1
ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺑﻴﻦ " أﻃﻤﻌﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ " و " أﻳﺄﺳﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ" ،ﺣﻴﺚ رﺳﻢ ﻟﻨ ﺎ ﺻ ﻮرة ﻟﻬ ﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺮﺿﺎ واﻟﻐﻀﺐ 0 ﻞ ﻣﺎ ﺳ ﺒﻖ ﻣ ﻦ ﻃﺒ ﺎق وﻣﻘ ﺎﺑﻼت ﺗﻈﻬ ﺮ ﻟﻨ ﺎ ﻗ ﺪرة اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻤﻜﻨ ﻪ ﻣ ﻦ آﱠ اﺳﺘﺨﺪام هﺬا اﻟﻔﻦ اﻟﺒ ﺪﻳﻌﻲ اﺳ ﺘﺨﺪاﻣًﺎ ﻳﻘ ّﺮب اﻟ ﺼﻮرة وﻳﺰﻳ ﺪهﺎ ﺣ ﺴﻨ ًﺎ دون إﺳ ﺮاف أو إﻟﺤﺎح 0
اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ: ﻣ ﻦ ﺳ ﻤﺎت اﻟﻤﻮﺳ ﻴﻘﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ آ ﺬاﻟﻚ اﻟﺘﻘ ﺴﻴﻢ ،وﻗ ﺪ اﺧﺘﻠ ﻒ اﻟﻨ ﺎس ﻓ ﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔ ﻪ ﻓﺎﺑﻦ رﺷﻴﻖ ﻳﻘـﻮل) : (2ه ﻮ " اﺳ ﺘﻴﻔﺎء اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﺟﻤﻴ ﻊ أﻗ ﺴﺎم ﻣ ﺎ اﺑﺘ ﺪأ ﺑ ﻪ " وأﺑ ﻮ ه ـﻼل اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻳﻌﺮﻓﻪ " :اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ إن ﺗﻘﺴﻢ اﻟﻜﻼم ﻗﺴﻤﺔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ أﻧﻮاﻋ ﻪ وﻻ ﻳﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻨﺲ ﻣﻦ أﺟﻨﺎﺳﻪ ،ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ " :ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳ ﺮﻳﻜﻢ اﻟﺒ ﺮق ﺧﻮﻓ ًﺎ وﻃﻤﻌًﺎ " وهﺬا ﻋ ـﻨﺪﻩ أﺣ ﺴﻦ ﺗﻘ ﺴﻴﻢ؛ ﻷن اﻟﻨ ﺎس ﻋﻨ ﺪ رؤﻳ ﺔ اﻟـﺒ ـﺮق ﺑ ﻴﻦ ﺧ ﺎﺋﻒ وﻃﺎﻣﻊ ،وﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﺛﺎﻟﺚ" )0 (3 وﻋ ﱠﺮف اﻟﻤﺤ ﺪﺛﻮن آ ﺬﻟﻚ اﻟﺘﻘ ﺴﻴﻢ ﻓـﻘ ـﺎل ﻋ ـﺒﺪ اﻟ ـﻄﻴﺐ ﻓ ﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔ ﻪ " :ه ﻮ ﺗﺠﺰﺋﺔ اﻟﻮزن إﻟﻲ ﻣﻮاﻗـﻒ ﻳﺴﻜﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻠ ﺴﺎن،أو ﻳ ﺴﺘﺮﻳﺢ أﺛﻨ ﺎء اﻷداء " ) (4واﻟﺘﻘ ﺴﻴﻢ ﺗﺮﺻﻴﻊ ،واﻟﺘﺮﺻﻴﻊ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ ﺣﻠﻮة ،ﻳﺰﻳﺪهﺎ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻋـﺬوﺑﺔ وﻧﻐﻤًﺎ ،واﻟﺘﻘ ﺴﻴﻢ ﺿ ﺮوب وأﻧﻮاع ،وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻘﺘﺼﺮ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ اﻟﺘﻘ ﺴﻴﻢ اﻟ ﺴﺠﻌﻲ اﻟﻤﺮﺻ ﻊ ﻟﻤ ﺎ ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﻮﺳ ﻴﻘﺎ واﺿﺤﺔ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ درس وﻳﺘﺠﻠﻰ اﻟـﺘـﻘــﺴﻴﻢ اﻟـﺴﺠﻌﻲ ﻋـﻨﺪ اﺑ ﻦ هـ ـﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﻗــــــــــﻮﻟﻪ : إذَا ﻣَﺎ أﺑﻰ ﺷَﻴﺌــًﺎ ﻣـَﻀﻰ آﺎﻟﱠــﺬي أَﺑﻰ
ﻞ ﻞ ﻓﻬــ َﻮ ﻓـَﺎﻋـِـ ُ ل إِﻧـﱢﻲ ﻓﺎﻋـِـ ٌ ن ﻗـَﺎ َ وَإ ْ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 55 (2اﻟﻌﻤﺪة 30 /2 (3اﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ ص 341 (4اﻟﻤﺮﺷﺪ 303 /2 15 3
ﺟ ٌﻪ ﻟـَﺪى اﻟﺮﺿَﺎ آَـ ِﺮﻳْــ ٌﻢ ﻟﻪ وَﺟﻬَﺎن ِ َو ْ
ﻞ ﻞ َو َوﺟْـ ٌﻪ ﻓﻲ اﻟﻜـَﺮﻳﻬَـ ِﺔ ﺑَﺎﺳــِـ ُ أَﺳ ْﻴ ٌ
)(1
ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ وﺟﻬﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ أﺣﺪهﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮﺿﺎ واﻷﺧﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺒ ﺄس ﺛ ﻢ أﺿﺎف ﻟﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﻔﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﺎ " ﻓﺎﻟﻄﻼﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺿﺎ واﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب " وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ أﻳﻀﺎ : ت ﻣـﻨﱢـﻲ ﻓـُـﺆَادًا َﻣُـﺘـَﻴـﱠﻤًﺎ ﻓـَﻘـَﺪ أﺣ َﺮ َز ْ
ﻒ دُﻣـُﻮﻋُـﻬَـﺎ ﻻ ﺗَﺠ ﱡ وَﻋـَﻴـْﻨًﺎ ﻋـَﻠَـﻴﻬـَﺎ َ
)(2
ﻓﺄي ﺷﻲء ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺤ ﺮزﻩ اﻟﻤﺤﺒﻮﺑ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺤ ﺐ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻔ ﺆاد اﻟﻤﺘ ﻴﻢ واﻟﻌ ﻴﻦ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺠﻒ دﻣﻮﻋﻬﺎ ﻦ ﺗُﺮﻣﻰ ﻞ ﺣ ْﻴ َ ﺖ ﻣِﻦ اﻟﻐَـﻮاﺋـِـ ِ وَأ ْﻧ َ
ل ﺑ ُﻤـﻨـْﺘَـﺰَاح ِ وَﻣـِﻦ َذ ﱢم اﻟــﺮﱢﺟـَﺎ ِ
)(3
وﻗــــﻮﻟﻪ : ﺳـﻮﻗــــﺔ ﻚ ﻻ إﻟﻲ ُ إﻟﻲ ﻣَـﻠــ ٍ
ﺴﺘ ْـﻪ اﻟﻤــﻠـﻮك ُذ َرا ﺗﺎﺟــﻬــﺎ آـ َ
ﻞ اﻟـﻮﻓــــﻮد ﺑـﺄﺑـﻮاﺑـﻪ ﺗَـﺤـُـ ّ
ﻓـﺘَـﻠ ْـﻘﻰ اﻟﻐِـﻨﻰ ﻗَـﺒ ْـﻞ إرﺗﺠﺎﺟﻬﺎ
) (4
أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺑﺪﻳﻊ ﺗﻘﺴﻴﻤﻪ : ﻞ ب وﻧـَﺎﺋِـ ُ ت ﻋـَﻦ ﺣـَﻔـَﺎﻓﻲ ﺳَﺮﻳﺮِﻩ ِ إذَا آَـ ﱢﺮهَﺎ ﻓـﻴﻬَﺎ ﻋـِﻘـَﺎ ٌ ﻟَـ ُﻪ ﻟَـﺤَﻈـَﺎ ٌ
)(5
ﻓﺠﻌﻞ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﻟﺤﻈﺎت ﺗﻨﺒﻲ ﻋ ﱠﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﺎب وﻧﺎﺋﻞ ﻓﺎﻟﺨﻠﻴﻔﺔ إﻣﺎ أن ﻳﻌﺎﻗﺐ اﻟﻤﺨﻄﺊ إﻣﺎ إن ﻳﻜﺎﻓﺊ اﻟﻤﺤﺴﻦ 0 ﻦ اﻟـﻘـَـ ْﻮل َوا ِدعٌ ﺳﺎآ ُ ﻲ َ ﻲ ﺗَـ ِﻘ ﱞ ﺣَـ ِﻴ ﱞ
إذا ﻟَـ ْﻢ ﻳُـﻨَـﺮ ،ﺷَـﻬـْـ ٌﻢ،إ َذا ﺗِـﻴ ْـ َﺮ َﻣﺎ ِﻧ ُﻊ
)(6
وﺻﻒ ﻣﻤﺪوﺣﻪ ﺑﺄﻧﱠـﻪ ﺷﻬﻢ إذا ﻟﻢ ﻳﻨﺮ ،وﻣﺎﻧﻊ إذا ﺗﻴﺮ ،وﻟﺒﺲ هﻨﺎك ﺣﺎﻟﺔ اﺧﺮي0
اﻟﺘﺼﺮﻳﻊ : وﻣﻦ ﺣﺮﺻ ﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﻮﺳ ﻴﻘﺎ ،وﺣ ﻼوة اﻟ ﻨﻐﻢ ؛ﻋﻤ ﺪ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﻗ ﺼﺎﺋﺪﻩ ﻋﻠ ﻲ أن ﻳ ﺸﺎآﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻜﻠﻤﺘ ﻴﻦ اﻷﺧﻴ ﺮﺗﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴ ﺖ اﻟﻌ ﺮوض واﻟ ﻀﺮب ، (1اﻟﺪﻳﻮان ص 167 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 143 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 87 (4اﻷﻏﺎﻧﻲ 120 /6 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 168 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 141 15 4
آﺄﻧﱠـﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺠﻌ ﻞ ﻟﻠﺒﻴ ﺖ ﻗﺎﻓﻴ ﺔ واﺣ ﺪة داﺧﻠﻴ ﺔ وأﺧ ﺮي ﺧﺎرﺟﻴ ﺔ وﻣ ﻦ أﻣﺜﻠ ﺔ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻗــﻮﻟﻪ : ن ﻳﺮ َز ُؤهَﺎ ﺖ ﺑﺸَﻲء ٍ ﻣَﺎ آﺎ َ ﺿ ّﻨ ْ َ
ﷲ ﻳَﻜــﻠـَـﺆُهــَـﺎ- ن ﺳُـﻠــَﻴﻤَﻲ -وَا ُ إﱠ
) (1
وﻗـــــــــﻮﻟﻪ أﻳﻀﺎ : ﺐ ﺲ َﺑﻬَـﺎ ﻋـَـ ِﺮﻳ ْـ ُ إﻟﻰ ﻣَـﻠـْﺤـَﺎء ﻟـَﻴـ َ
ﺐ ﻋـَﻔـَﺎ رَﺳُــ ُﻢ اﻟـﻘُــﺮِﻳﱠـ ِﺔ ﻓـَﺎﻟـﻜـَﺜـِﻴ ْـ ُ
)(2
وﻗــــــــﻮﻟﻪ : ﻦ أﺳ ْـ َﻤﺎ َء ﺣَـﺎﺟَـﺎ َوﻟﻤـﱠـﺎ ﻳـَﻘ ْـﺾ ِ ﻣِـ ْ
ح َواﻃــﱠـ َﺮح اﻟﺨُـﻼﺟَـﺎ ﻞ َرا َ ﻏَـ َﺪا ﺑَـ ْ
) (3
وﻗـــــــــــﻮﻟﻪ : )(4
ﺐ ﻣُـﻬـــْﺘـَﺎج ِ ﻋﺎﻧﻲ اﻟﻘَﻠ ْـ ِ ﺻﺒَﺎﺑَﺔ ُ َ ﺖ َ ﺟ ْ ﻦ هَـ ﱠﺪ أج ِ هَـﺎ َ أأﻟﺤﻤَﺎﻣَﺔ ُ ﻓﻲ ﻧـَﺨَـﻞ ِاﺑـ َ وﻗـــــــــــﻮﻟﻪ : آَـ ْﻴﻤَﺎ ﻧُـﺴَﺎﺋـِﻠـﻪ ﻣِﻦ ُدوْن ِ ﻋَـﺒـﱠـ ْﻮ ِد
ﻋﻠﻰ َرﺑْﻊ ِ ﻟَـﻴْـﻠﻲ ُأمﱢ َﻣﺤْﻤـُﻮد ِ ﻋَـ ْﻮﺟَﺎ َ
)(5
وﻗـــــــــﻮﻟﻪ : ت ﺳـَﻠ ْـﻤَﻰ وَاﻟـﻨـﱠﻮى ﺗَـﺴْﺘـَﺒـِﻴ ُﻌﻬﺎ َوﺳَﻠـْﻤﻰ اﻟـﻤُـﻨﻰ ﻟَـﻮ أﻧـﱠﻨـَﺎ ﻧَـﺴْﺘـَﻄﻴ ُﻌ َﻬـﺎ ﺗَـﺬَآـﱠﺮ ُ
)(6
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ع ﻚ ُرﺑُـﻮ ُ ﺠﺘ ْـ َ ﺷَ ك أ ْم َ ﺼ َﺮ َ ﻋ ْ ت َ أ َذآَـ ْﺮ َ
ع ﻞ اﻟﻔُـ َﺆا ِد َﻣﻀُـﻮ ُ ﺖ ُﻣـﺘﱠـﺒَـ ُ أ ْم أﻧ ْـ َ
)(7
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﻞ ﺁهـِـﻠـُـ ْﻪ ﻞ ﻗَـ ْﻔ ٍﺮ ﺗـَﺤـﻤﱠــ َ أﻓﻲ ﻃـَﻠـَـ ٍ
ﻞ هـَﺎ ﻣِﻠُـ ْﻪ ﺖ وَﻣﺎ ُء اﻟﻌَـﻴْﻦ ِﻳـَﻨـْﻬَـ ﱡ وَﻗـَﻔ ْـ َ
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ :
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 48 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 58 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 57 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 76 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 101 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 142 (7اﻟﺪﻳﻮان ص 143 (8اﻟﺪﻳﻮان ص174 15 5
)(8
ﻞ ﺨﺎﻳ ُ ﺼﺒَﺎ اﻟ ُﻤ َﺘ َ ﻚ اﻟ ﱢ ى ﺛَـﻮْﺑَـ ُﻪ ﻋَﻨ َ ﺳَﺮ َ
)(1
ﻞ ﻂ اﻟﻤُـﺰَا ﻳ ُ ع ﻟﻠ َﺒﻴْﻦ ِ اﻟﺨَﻠﻴ ْـ ُ َو َو ﱠد َ
ﻻ إﻧ ﱠـﻪ ﻗ ﺪ اﻟﻤﻼﺣﻆ إن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ أﺗﻲ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﻊ ﻓﻲ أواﺋ ﻞ اﻟﻘ ﺼﺎﺋﺪ إ ّ ﻳﺄت ﺑﻪ ﻓﻲ أول اﻟﻘﺼﻴﺪة وﻳﺼ ﱠﺮع ﺧﻼﻟﻬﺎ آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ : أﺟَﺎرَﺗَـﻨَﺎ ﺑــﺬِي ﻧـَﻔَـ ٍﺮ أﻗـِــﻴْـﻤِـﻲ
ﻓَـﻤَﺎ أﺑﻜﻲ ﻋَـﻠﻰ اﻟـﺪﱠه ْـ َﺮ اﻟـﺬﱠﻣــﻴــﻢ ِ
وﺻ ﱠﺮع ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺴﺎدس ﻗﺎﺋﻼ: ب ﻋـَﻨـﱢﻲ ﻣَﻦ ﻳـَﻠــُﻮ ُم ﺖ وَﻏـَﺎ َ أرِﻗـْـ ُ
ﻦ ﻟَـ ْﻢ أﻧـَـ ْﻢ أﻧـَﺎ ﻟــﻠـﻬـُﻤـُــﻮم ِ وَﻟــَﻜـ ْ
)(2
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﺴﻦ ِ ﻣﻮاﻋـﻈـ ًﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻞ ٍ رأ ُﻳ ُﻪ ﺣَـ َ
ﻳﺎ َذا اﻟـﻤﻨ ّﻮ ُﻩ ﺗـﺪﻋﻮﻧﻲ ﻟـﺘُـﺴـﻤـﻌَـﻨﻲ وﺻﺮﱠع ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﺎﺋﻼ : ﻻ ﻣﻘﺎﻟـﺔ أﻗـﻮام ٍ ذوي إﺣـﻦ إّ
ل ذوي اﻟﺸﺤﻨﺎء ِواﻹﺣﻦ ِ وﻣﺎ ﻣﻘﺎ ُ
)(3
وﻗﺪ ﻳﺘﺮك اﻟﺘﺼﺮﻳﻊ ﻓﻲ أول اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ﻟﺒﺠ ﻲء ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ وﺳ ﻄﻬﺎ ،آﺄﻧ ﱠـﻤﺎ ﻳﻔﺘ ﺘﺢ اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺣﻴﺚ ﻳﻘــﻮل : ﺖ ﺟَﻨـَﺎﺣـًﺎ ﺟ ْﺪﻧَﺎ ﻏـَـﺎﻟﺒًﺎ ﺧُـﻠـِﻘـَـ ْ َو َ
ك ﻗـَﺎدِﻣـَــ َﺔ اﻟـﺠـَـﻨــَﺎح ِ ن أﺑـُـﻮ َ وَآـَـﺎ َ
)(4
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﻚ ﺳَـﻴﱠـ َﺪًا ﻓَـﻠَـ ْﻢ أ َر ﻓﻲ اﻷﻗ ْـ َﻮام ِ ﻣِـﺜ ْـﻠَـ َ
ق ﻣَـ ْﻮﻋـِـ َﺪا ﺻ َﺪ َ ف َوأ ْ ﺶ َﺑﻤ ْﻌ ُﺮو ٍ أهَـ ﱠ
)(5
اﻟـﺘﻄــــــــــﺮﻳــﺰ : وﻣﻦ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﻟﺘﻄﺮﻳﺰ ،وهﻮ وﻗـﻮع آﻠﻤﺎت ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ اﻟﻮزن ﻋﻠﻲ ﻣﺪي اﻟﻘﺼﻴﺪة آﻠﱠـﻬﺎ أو ﺑﻌﻀﻬﺎ ،وﻟﻴ ﺴﺖ ﻣﺤ ﺼﻮرة ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺖ واﺣ ﺪ وﻣﺜﻠ ﻪ وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﻦ ﻋَـ ِ ﺿَ ﺲ أﻇ ْـ َﻌﺎﻧـًﺎ ﻋَـﺮ ْ َوﻟ ْﻢ ﻳَـﻨ ْـ َ ﺻ َﺪ ﻋَـ ْﺰ َو َرا ﺷﻲ ﻗَـﻮ ا ِ ﺸﻴﱠـﺔ ً ﻃَـﻮاﻟِـﻊ ﻣﻦ َهـ ْﺮ َ (1اﻧﻈﺮ اﻟﺪﻳﻮان ص 169 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 221 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 235 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 87 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 94 15 6
ﻦ اﻟـ ﱠﻨﻌـ ْﻴـﻢ ِ آَـﺄﻧﱠـﻤَـﺎ ﺣ َﻮا ِﺋـ ُﻢ ﻓﻲ ﻋـَﻴ ِ َ
ﺻ ﱠﻮ َرا ﺶ َ ﺣ ِ ﻦ ﻣﻦ َو ْ ﻦ اﻟ ِﻌـﻴ ْـ َ َرأﻳ ْـﻨَـﺎ ﺑﻬِـ ﱠ
)(1
ﻓﺎﻟﻜﻠﻤ ﺎت " :ﻃﻮاﻟ ﻊ ،و ﻗﻮاﺻ ﺪ ،و ﺣ ﻮاﺋﻢ" ،ﻋﻠ ﻰ وزن واﺣ ﺪ ﻓ ﻲ ﻏﻴ ﺮ ﺑﻴ ﺖ ﻣ ﻦ أﺑﻴﺎت اﻟﻘﺼﻴﺪة وواﺿﺢ ﻣﺎ ﺧﻠﻔﺘﻪ ﻣﻦ أﺛﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻘﺼﻴﺪة وآﺬﻟﻚ ﻗـــــــــﻮﻟﻪ : ن ﻲ ﺗـَﻌـْﻠــَﻤـُــﻮ َ ي ﻓـَﺘ ً ﻞأ ﱡ إذَا ﻗـِـﻴ ْـ َ
ﻀﺮْب ِ ﺑﺎﻟــﺬﱠاﺑــِﻞ ِ ﺶ إﻟﻲ اﻟ َ أهـ ﱠ
ب ﻟِـﻠـْﻘــِﺮن ِ ﻳَﻮ َم اﻟﻮَﻏﻰ ﺿ َﺮ َ وَأ ْ
وَأﻃـْﻌَـ َﻢ ﻓﻲ اﻟـﺰﱠﻣـَﻦ ِاﻟﻤَﺎﺣـِـــﻞ ِ
ﻚ أآُـﻒﱡ اﻷﻧــَﺎم ِ أ ﺷَﺎرَت إﻟـﻴ ْــ َ
ﻞ إﺷَﺎرَة َﻏَـﺮْﻗﻲ إﻟﻲ ﺳَﺎﺣِــــ ِ
)(2
ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺎت " :أهﺶ ،وأﻃﻌﻢ ،وأﺿﺮب " آﻠﱠـﻬﺎ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ اﻟﻮزن ،وﻗﺪ وﻗﻌ ﺖ ﻓ ﻲ ﻏﻴ ﺮ ن أﺻ ﺎب ﺑﻬ ﺎ ﻣﻔﺎﺻ ﻞ ﺑﻴ ﺖ ،ﻓﺎﺧﺘﻴ ﺎر اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻟ ﺼﻔﺔ اﻟﺘﻔ ﻀﻴﻞ ﻟﻤ ﺎ ﺗﺤﻤﻠ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺎ ٍ اﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﻣﻤﺪوﺣﻪ ﻓﻀﻼ ًﻋﻦ ﻏـــﻴﺮﻩ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺼﻔﺎت آﻠﱠـﻬﺎ 0
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 112 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 195 15 7
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺼﻮرة اﻟﻔﻨﻴﺔ : ارﺗﺒﻂ اﻟﻌﺮب ﺑﺒﻴﺌﺘﻬﻢ ارﺗﺒﺎﻃًﺎ وﺛﻴﻘًﺎ ،واﻣﺘﺰﺟﻮا ﺑﻬﺎ ،وأﻟﻔﻮهﺎ ،وأﺣﺴﻮا ﺑﺠﻤ ﺎل ﺳﻤﺎﺋﻬﺎ ،ووهﺞ ﺷﻤﺴﻬﺎ ،وﺗﻸﻟﺆ ﺑ ﺪرهﺎ ،آﻤ ﺎ ﻋﺮﻓ ﻮا ﺣﻴﻮاﻧﻬ ﺎ ،وﻧﺒﺎﺗﻬ ﺎ وآﺜﻴ ﺮا ﻣ ﻦ ﺗﻔﺎﺻ ﻴﻠﻬﺎ ،وه ﺬا اﻻرﺗﺒ ﺎط ﻣ ﻨﺢ أه ﻞ اﻟﺒﺎدﻳ ﺔ ﺻ ﻔﺎء اﻟ ﺬهﻦ وﺗﻮﻗ ﺪ اﻟﻘﺮﻳﺤ ﺔ ،وﻣ ّﻴ ﺰ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮهﻢ ﺑﺎﻟﺪﻗﺔ وﺳﻌﺔ اﻟﺨﻴﺎل ،واﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﻔﻨﻴﺔ ،وﺟﻌﻠﻮهﺎ ﻋﻨ ﺼﺮا أﺳﺎﺳ ﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻻﺳﻴﱠﻤﺎ إذا آﺎﻧﺖ ﺷﻌﺮا ،وﻗﺪ ﺟﺎءت ﺗﺸﺒﻴﻬﺎﺗﻬﻢ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ وﻣﺘﻜﺮرة 0
أ /اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ : ﻞ ذﻟ ﻚ ﻳﺮﺟ ﻊ إﻟ ﻰ أﻧ ـﱠﻪ ﻳﻌ ّﺪ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻋﻨﺼﺮًا ﻣﻬﻤﱠﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘ ﺼﻮﻳﺮ ،وﻟﻌ ﱠ ﻳﺠﺴﺪ اﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺎت وﻳﺼﻮّرهﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮًا ﺣ ﺴﻴًﺎ ،ﺑ ﻞ ه ﻮ وﺳ ﻴﻠﺔ ﻣ ﻦ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹﻳ ﻀﺎح ﺗﻬﺪف إﻟﻲ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ،وﻳﻘﻮل اﺑﻦ رﺷ ﻴﻖ ) " : (1اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ ﺻ ﻔﺔ اﻟ ﺸﻲء ﺑﻤ ﺎ ﻗﺎرﺑ ﻪ وﺷ ﺎآﻠﻪ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ واﺣ ﺪة أو ﺟﻬ ﺎت آﺜﻴ ﺮة ،ﻻ ﻣ ﻦ ﺟﻤﻴ ﻊ ﺟﻴﻬﺎﺗ ﻪ ؛ ﻷﻧ ﻪ ﻟ ﻮ ﻧﺎﺳ ﺒﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ آﻠﻴﺔ ﻟﻜﺎن إﻳﺎﻩ "0 وﻗﺪ ﻋﺮﻓﻪ اﻟﻘﺰوﻳﻨﻲ ﻓﻘﺎل
)(2
" :اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرآﺔ أﻣ ﺮ ﻵﺧ ﺮ ﻓ ﻲ
ﻣﻌﻨ ﻰ 000أﻋﻠ ﻢ إ ﱠﻧ ﻪ ﻣﻤ ﺎ اﺗﻔ ﻖ اﻟﻌﻘ ﻼء ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﺮف ﻗ ﺪرﻩ ،وﻓﺨﺎﻣ ﺔ أﻣ ﺮﻩ ﻓ ﻲ ﻓ ﻦ اﻟﺒﻼﻏﺔ ،وإن ﺗﻌﻘﻴﺐ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺑ ﻪ ﻻﺳ ﻴﱠﻤﺎ ﻗ ﺴﻢ اﻟﺘﻤﺜﻴ ﻞ ﻣﻨ ﻪ أﻗ ﻮاﻩ ﻓ ﻲ ﺗﺤﺮﻳ ﻚ اﻟﻨﻔ ﻮس إﻟ ﻰ اﻟﻤﻘ ﺼﻮر ﺑﻬ ﺎ ،ﻣ ﺪﺣﺎ آﺎﻧ ﺖ أو ذ ﱠﻣ ﺎ أو اﻓﺘﺨ ﺎراً ،أو ﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ " ،وﻳ ﺮي )(3
اﻟﺴـﻜـﺎآﻲ
" :إن اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ ﻳ ﺴﺘﺪﻋﻲ ﻃ ﺮﻓﻴﻦ ﻣ ﺸﺒﻬﺎ وﻣ ﺸﺒﻬﺎ ﺑ ﻪ ،واﺷ ﺘﺮاآﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ
ﻣﻦ وﺟﻪ واﻓـﺘﺮاﻗﺎ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ"
(1اﻟﻌﻤﺪة ج / 1ص468 (2اﻟﻘﺰ وﻳﻨﻲ" اﻹﻳﻀﺎح ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﺒﻼﻏﺔ " ص121 (3اﻟﺴﻜﺎآﻲ "ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻌﻠﻮم " ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ هﻨﺪاوي ،دار اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻴﺮوت ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ2000،م ص 439 15 8
ﺑﻤ ﺎ إن اﻟ ﺼﻮرة اﻟﺒﻼﻏﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﻌﺮ ﺗﻬ ﺪف إﻟ ﻰ آ ﺸﻒ اﻟﻐﻤ ﻮض ،وﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﻟ ﺼﻮرة ﺗﺤﺪﻳ ﺪًا ﺗﺎﻣ ًﺎ ،اﻗﺘ ﻀﻲ ذﻟ ﻚ أن ﻳ ﻀﻊ اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻟ ﺸﻲﱠء اﻟﻤﺠﻬ ﻮل ﻟ ﺪي اﻟﻤﺨﺎﻃ ﺐ ﻓ ﻲ ﻞ أهﻤﻴﺔ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻧﺸﺄت ﻣﻦ هﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ 0 ﺻﻮرة اﻟﺸﻲﱠء اﻟﻤﻌﻠﻮم ﻟﺪﻳﻪ ،وﻟﻌ ﱠ
اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ وﺻﻮرﻩ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﺑﻨﻲ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺻﻮرﻩ اﻟﻔ ـﻨﻴﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﻮازﻧ ﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ﺔ ﻓﻲ اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ واﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪﻳ ﺔ اﻟﻤ ﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﻀﺎرة واﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮة وﻗﺪ اﺳﺘﻤ ﱠﺪ ﺻﻮرﻩ اﻟﺘﺸﺒﻴﻬﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺪوﻳـﱠﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ وﺻﻔﻪ ﻟﻠﻨﺎﻗﺔ : ﺐ ﺐ ﺟَـﻨـِﻴ ْـ ُ ل ﻳَـﺨـ ﱡ ى ﻇﻠﱠـ َﻬﺎ ﻋـِﻨ ْـ َﺪ اﻟـ ﱠﺮ َواح ِآـَﺄﻧـﱠ ُﻪ إﻟﻰ دَﻓـﱢﻬـَﺎ َر ْأ ٌ ﺗـَﺮ َ
)(1
ﻳﺸﺒﻪ اﺿﻄﺮاب ﻇ ﻞ اﻟﻨﺎﻗ ﺔ ﻣ ﻦ ﺷ ﺪّة ﺳ ﺮﻋﺘﻬﺎ ﺑﻮﻟ ﺪ اﻟﻨﻌ ﺎم ،وذﻟ ﻚ ﻋﻨ ﺪ اﻟ ﺮواح ،وه ﻮ وﻗﺖ آﻼل اﻹﺑﻞ ،ﻳﺮﻳﺪ أن ﻧﺎﻗﺘﻪ ﺗﻜﻮن ﻧﺸﻴﻄﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻏﻴﺮه ﺎ ﻣﺘﻌﺒ ﺔ ﻣ ﻦ ﻃ ﻮل اﻟﺴﻴﺮ ،وﻣﻦ ﺻﻮرﻩ اﻟﺤﺴﻴﱠﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎرى ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻗﺪﻣﻴﻦ وﺻﻔﻪ اﻷﻃ ﻼل ،ﺣﻴ ﺚ ﻳ ﺸﺒﻪ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺪارﺳﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮود اﻟﺒﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﱠء ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﻋـَﻠﻰ رﺳُـﻮم ٍ آـَﺎﻟﺒـُﺮ ِد ﻣـُﻨـْﺘـَﺴـَﻔَـ ْﻪ
ع ﺑـَﺎﻟـﻮﻗـَـﻔَـ ْﺔ ﺾ اﻟﺪ ُﻣﻮ َ ﺟﺎ ﻧـﻘَـ ﱢ ﻋ ْﻮ َ ُ
)(2
أو آﺄﻧـﱠﻬﺎ ﺳﻄﻮر ﻓـﻴﻘـﻮل : أﺗﻤﻀﻲ وﻟَـ ْﻢ ﺗـُﻠ ْـ ِﻤ ْﻢ ﻋَﻠﻰ اﻟﻄـَﻠـَﻞ ِاﻟﻘـَﻔ ْـ ِﺮ ﻟِـﺴَﻠـْﻤﻰ َو َرﺳْﻢ ٍ ﺑﺎﻟ َﻐﺮﻳﱠـﻴْﻦ ِ َآﺎﻟـﺴﱠﻄِـ ِﺮ وﻗﻮﻟﻪ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻷﻃﻼل : ﺸ ِﺮط ِ ﺴﺘَـ ْ ﻖ اﻟ ُﻤ ْ ﺁ َﻳﺎﺗُـﻬـَﺎ آَـ َﻮﺛَـﺎﺋِـ ِ
ﻂ ﻟِـ َﻤﻦ اﻟـ ﱠﺪﻳَـﺎ ُر َﺑﺤﺎ ِﺋـﻞ ٍ َواﻷ ْﻧـﺒَـ ِ
) (4
ﻻ: وﻣﻦ ﺻﻮرﻩ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻗـــﻮﻟﻪ ﻣﺘﻐﺰ ً وَﺧُـ ﱠﺮ ٌد آَﺎﻟ َﻤﻬَﺎ ﺣُﻮ ٌر ﻣَـﺪَاﻣِﻌـُﻬـَﺎ
ﻦ آـﺜ ْـﺒَﺎن ِ اﻟـﻨـﱠـﻘـَﺎ ﺑـَﻘَـ ُﺮ آـَﺄﻧﱠـﻬَﺎ ﺑﻴ َ
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : (1اﻟﺪﻳﻮان ص 60 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 151 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 125 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 135 (5اﻟﺨﺮد :اﻟﻠﺆﻟﺆة ﻟﻢ ﺗﺜﻘﺐ ،وﻳﺮﻳﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺘﺎة اﻟﺒﻜﺮ /اﻟﺪﻳﻮان ص 119 15 9
)(5
)(3
ن ﻋُـ ُﻴﻮ َﻧﻬَﺎ َوﻣَﺠـْﻠﺲ ِأﺑـْﻜـَﺎ ٍر آـَﺄ ﱠ
ب ﻦ ﻗُـﺪﱠا َم رَﺑ ْـ َﺮ ِ ﻀ ْﻴ َ ن اﻟ َﻤﻬَﺎ أﻧ ْـ َ ﻋُـﻴُﻮ ُ
)(1
وﻗـــــــﻮﻟﻪ أﻳﻀﺎ : ﺁرَا ُم وَﺟ ْـ َﺮ َة ﺟَﺎدَهُـﻦﱠ رَﺑـِـﻴ ْـ ُﻊ
ﺑﺄوَاﻧـِﺲ ﺣُـ ْﻮ ِر اﻟﻌـُـﻴـُﻮن ِآــَﺄﻧــﱠﻬـَﺎ
) (2
ﻓﻘﺪ ﺷﺒﻪ ﻋﻴﻮن اﻟﻨﺴﺎء ﺑﻌﻴﻮن اﻟﻤﻬﺎ واﻟﻐﺰﻻن ،و ﻳﺸﺒﻪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓ ﺎﻩ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘ ﻪ ورﻳﻘﻬ ﺎ ﺑﻄﻌﻢ اﻟﺨﻤﺮ ﻓــﻴﻘـــﻮل : ﻦ ﺗـُـﺆَﻧــﱢـﺴُـ ُﻪ ن ﻓـَﺎهـَﺎ ﻟـِـﻤَـ ْ آَـﺄ ﱠ س ﻓـِﻠـﺴْﻄـِﻴــﱠﺔٌﻣـُﻌـَـﺘـﱠـﻘَـﺔٌ آـَﺄ ٌ
ب اﻟﺮُﻗــَﺎ ِد وَاﻟـﻌـِﻠــَﻞ ِ ﺑَﻌـ َﺪ ﻏُــﺒُﻮ ِ ﺖ ﺑﻤَﺎ ٍء ﻣِـﻦ ُﻣﺰْﻧـَـ ِﺔ اﻟـﺴـﺒـَﻞ ِ ﺷِـﻴـْﺒَـ َ
)(3
وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗـــﻮﻟﻪ : ﻚ َﺑﻌـْﺪ رﻗـﺪَﺗـِﻬـَﺎ ﺧ ْﻮ ٌد ﺗُـﻌَﺎﻃﻴ َ َ
ن ﻣـَﻬ َﺪؤُهـَﺎ إ َذ ا ﻳُﻼﻗﻲ اﻟﻌـُﻴﻮ َ
ﺻﻬَﺒﺎ َء ﻣُﻌـﺮِﻗـَﺔ ً َﻳﻐﻠـُﻮ ﺑﺄﻳﺪي اﻟـﺘﱢـﺠَﺎر ﻣَﺴـﺒـَﺆهـَﺎ آﺄﺳًﺎ ﺑـﻔﻴ َﻬﺎ َ
)(4 )(5
ﻲ ﺑﻌﻘﻠﻲ آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﺗﻠﻤﺢ هﻨﺎ إن ﻃﺮﻓﻲ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺣـﺴـﻴﻴﻦ ،وﻗﺪ ﻧﺠﺪﻩ ﻳﺸﺒﻪ ﺣﺴ ﱠ ت أﻧـــَــﻮاح ِ ﻲ أ ْو أﺻْـــﻮَا َ ف اﻟــﺠــِــﻨـّـــــــــ ﱠ ن اﻟـﻌَـــﺎ ِز ِ آــَﺄ ﱠ ﺷﺒﻪ أﺻﻮات اﻟﺮﻋﺪ ﺑﻌﺰ ﻳﻒ اﻟﺠﻦ ،وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻣﻌﻘﻮﻻ ﺑﻤﻌﻘﻮل آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﺧ َﺒ ْﺮﻧـَﺎ ُﻩ ﻓﻲ اﻟﻘَـ ِﺪﻳْﻢ ِ ﻓﺄﻟﻔــﻴـْـ ﻧﺎ ﻣَــﻮاﻋـِـﻴـ َﺪ ُﻩ آـَﻌـَﻴـْﻦ ِاﻟـﻴَـﻘِـﻴْـﻦ ِ ﻗـَـ ْﺪ َ
)(6
وآﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻳﻠﺠﺄ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ إﻟﻰ ﺻﻮر اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﻤﺮآﺒﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ : ﻚ ﺑﺎﻟ ﱢﺮﺿَﺎ ﻚ إ ْذ أﻃ ْـ َﻤﻌـﺘَـﻨِﻲ ﻣِـﻨـ َ وَإﻧّـ َ
ﺐ ﻀ ْ ﻚ اﻟﻐَـ َ َو أﻳﺄﺳْﻨَـﻨِﻲ ﻣِـﻦ ﺑَـﻌ ِﺪ ذﻟ َ
ﺐ ﻒ ﺣَﺎﻟِـ ٍ ﻋ َﻬﺎ آَـ ﱠ آَـ ُﻤ ْﻤﻜـِﻨَـ ٍﺔ ﻣِﻦ ﺿَﺮ ِ
ﺐ ﻚ ﻣَـﺎ ﺣـَﻠَـ ْ َودَاﻓـِـﻘَـ ٍﺔ ﻣـﻦ ﺑـَﻌـ ِﺪ ذﻟ َ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 69 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 146 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 187 (4هﺪء اﻟﻌﻴﻮن :ﻣﻨﺎﻣﻬﺎ وﺳﻜﻮﻧﻬﺎ (5اﻟﺪﻳﻮان ص 49 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 238 (7اﻟﺪﻳﻮان ص 55 16 0
) (7
ﻳﺼﻮّر اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺳﺒّﺒﻬﺎ ﻟﻪ اﻟﻤﻤ ﺪوح ﺑﻌ ﺪ أن أﻃﻤﻌ ﻪ ﺑﺎﻟﺮﺿ ﺎ ﺛ ﻢ اﻧﻘﻠ ﺐ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻏﺎﺿ ﺒﺎ وأﺳ ﻠﻤﻪ ﻟﻠﻴ ﺄس ،ﺑ ﺼﻮرة ﻧﺎﻗ ﺔ ﺣﻠ ﻮب ﻣﻜ ـّﻨﺖ اﻟﺤﺎﻟ ﺐ ﻣ ﻦ درّه ﺎ ﺛ ﻢ ﺛ ﺎرت ﻞ ﻣﺎ ﺣﻠﺐ 0 ﻓـﺪﻓـﻘـﺖ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ آ ﱠ وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﻤﺮآﺐ أﻳﻀﺎ ﻗﻮﻟﻪ : ﺣَ ﻓَـﺎﻧّﻲ َوﻣَـ ْﺪ َ ﺿ ْﻮ َء اﻟﻘَـ َﻤ ْﺮ ﺢ َ ﺐ ﻳـَﻨ ْـ َﺒ ُ ﻚ ﻏَـﻴ ْـ َﺮ اﻟﻤـُﺼﻴــْــــــــﺐ ِ آـَﺎﻟـﻜَـﻠ ْـ ِ ﻚ اﻟـﺜﱠـﻮَاب ﺟﻮ ﻟَـﺪَﻳ ْـ َ ﻚ أ ْر ُ َﻣﺪَﺣـْﺘُـ َ
ﺤﺠَـ ْﺮ ﺐ اﻟـ َ ﺟﻨ ْـ ِ ﺻ ِﺮ َ ﺖ آَـﻌَﺎ ِ ﻓـَﻜـُﻨ ْـ ُ
)(1
أراد أن ﻳﻈﻬ ﺮ ﺑﺨ ﻞ ﻣﻤﺪوﺣ ﻪ وﻣﻮﻗﻔ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ،ﻓﺮﺳ ﻢ ﺻ ﻮرﺗﻴﻦ ﻓ ﺼﻮّر ﻧﻔ ﺴﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﺐ اﻟﺬي ﻳﻨﺒﺢ ﺿﻮء اﻟﻘﻤﺮ ﻓﻼ ﻳﺼﻴﺐ ﻣﻨﻪ ﺷ ﻲّء ،واﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﺻ ﻮرة ﻇﻤ ﺂن ﻳﻌ ﺼﺮ ﺟﻨﺐ اﻟﺤﺠ ﺮ ﻟﻴﺤ ﺼﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤ ﺎء وه ﺬا ﻣ ﺴﺘﺤﻴﻞ ،وﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺨﻠﺺ ه ﺬﻩ اﻟ ﺼﻮرة ﻣ ﻦ واﻗ ﻊ اﻟﺤﻴ ﺎة وﺷ ﺒﻪ ﻣﻌﻘ ﻮﻻ ﺑﻤﺤ ﺴﻮس ،وه ﺬا ﺗـ ﺸــﺒـﻴـﻪ ﻣﺮآ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﺮاز اﻟﺮﻓ ـﻴﻊ اﻟﻤﺴﻤﻰ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗــــﻮﻟﻪ أﻳﻀﺎ : ف ﻓـﻴـ ِﻪ ن ﺗَﻸﻟـُﺆ اﻟـﻤَﻌـْﺮو ِ آـﺄ ﱠ
ﺼ ِﻘﻴْﻞ ِ ﻒ اﻟ ﱠ ع اﻟﺸﱠﻤﺲ ِ ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻴ ِ ﺷﻌَﺎ ُ ُ
)(2
ﻻ ﺑﻤﺤﺴﻮس ﻓﺎﻟﻤﻌﺮوف أو اﻟﺨﻴﺮ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻲ وﺟ ﻪ اﻟﻤﻤ ﺪوح ﻓﻴ ﺸﻊ ﻋﻠ ﻲ وﺷﺒﻪ ﻣﻌﻘﻮ ً اﻟﻨﺎس آﻤﺎ ﺗﻨﻌﻜﺲ اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻲ اﻟﺴﻴﻒ اﻟﺼﻘﻴﻞ ﻓﻴﻠﻤﻊ ،وﻣﺜﻠﻪ أﻳﻀﺎ : )(3
ﻖ ﺟ ْﺮ َﻳ ُﺔ رَو َﻧ ِ ﻒ َ ﺴ ْﻴ ِ ت ﻓﻲ اﻟ ﱠ ﺳ ﱠﺮ ِة َوﺟْﻬِـ ِﻪ آَـﻤَﺎ ﻷﻷ ْ ﺨ ْﻴ َﺮ ﻳَﺠﺮي ﻓﻲ أ ِ َﺗﺮَي اﻟ َ
ﺟﻌﻞ اﻟﺨﻴﺮ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻲ وﺟﻪ اﻟﻤﻤﺪوح ﺣﻴﺎة وﺷﺒﺎﺑًﺎ ﺑﺠﺮﻳﺎﻧﻪ ﻓﻲ أﺳﺮة وﺟﻬﻪ ﻓـﺼﻮّرﻩ ﺑﺼﻮرة ﺗﻸﻟﺆ اﻟﺴﻴﻒ ذي اﻟﺮوﻧﻖ واﻟﺠﻤﺎل ،وﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﺳ ﺘﻌﺎرة ﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ":اﻟﺨﻴ ﺮ ﻳﺠﺮي" ،وﻗﺪ ﺟﻤﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ دون ﺗﻌـﻘـﻴﺪ أو ﻣﺠﺎﻓﺎة ﻟﻠﺬوق0 اﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻦ أواﺋ ﻞ ﻣ ﻦ ﻓﺘﺤ ﻮا ﺑ ﺎب اﻟﺘﺠ ﺴﻴﻢ وﺗﻮﺳ ﻊ ﻓ ﻲ إدراك اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻷﺷﻴﺎء ،وﺻﺒﻐﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺒﺪو آﻠﻮﺣﺔ راﺋﻌﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎل : ﺖ ﺣُـﻤُﻮﻟُـﻬُـ ُﻢ ﻲ إ ْذ وَﻟـﱠـ ْ ن ﻋـَﻴـْﻨَـ ﱠ آـَﺄ ﱠ
ﺣﻤَﺎم ٍ ﺻَﺎدَﻓَـﺎ َﻣﻄـَﺮا ﻣـِﻨـّﻲ ﺟَﻨـَﺎﺣَﺎ َ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 109 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 191 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 160 16 1
ﺲ ﻓﻲ ﻋـِﻘ ْـ ِﺪ ﺟَﺎ ِر َﻳ ٍﺔ أ ْو ﻟُـﺆْﻟُـ ٌﺆ ﺳـَﻠـ ٌ
ن ﻓـَﺎﻧـْﺘَـﺮَا ﻋﻬـَﺎ اﻟﻮِﻟـْـ َﺪا ُ َورْهـَﺎ ﻧـَﺎ َز َ
)(1
ﻓﻬﻮ ﻳﺼﻮّر ﻋﺪم ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻋـﻴﻨﻪ ﻟﺜﻘﻞ ﺟـﻔـﻨـﻴﻪ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع اﻟﻤﻨﻬﻤﺮة ﺑﺠﻨﺎﺣﻲ ﺣﻤﺎﻣ ﺔ اﺑﺘﻼ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻮﻳﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻄﻴ ﺮان ،وﻟ ﻢ ﻳﻜﺘ ﻒ ﺑ ﺬﻟﻚ ،ﻓﻌ ﺪل ﻋﻨﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﺗ ﺼﻮﻳﺮ ﺁﺧﺮ ﻓﺼﻮّر دﻣﻮﻋﻪ اﻟﻤﻨﻬﻤﺮة ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻠﺆﻟﺆ ﻣ ﻦ ﻋﻘ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎرﻳ ﺔ -ﺧﺮﻗ ﺎء -ﻧﺎزﻋﻬ ﺎ اﻟﻮﻟﺪان ﻓﺎﻧﺘﺸﺮ ،ﻓﺎﻟﺨﺮﻗﺎء ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﱠﻤ ﺎ ﻣﻌﻬ ﺎ ﻓﺘﺘ ﺮك اﻷوﻻد ﻳﻌﺒﺜ ﻮن ﺑﻬ ﺎ ﺣﺘﻰ آﺎن ﻣﻦ أﻣﺮه ﺎ ﻣ ﺎ آ ﺎن ،وه ﻮ آ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻢ ﻳﻌ ﺪ ﻳ ﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟ ﺘﺤﻜﻢ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﻮرﻩ ﻓﺘ ﺮك اﻷﺷ ﻮاق واﻷﺣ ﺰان ﺗﻌﺒ ﺚ ﺑ ﻪ ،وﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ردًا ﻟﺪﻣﻮﻋ ﻪ اﻟﻤﻨﻬﻤ ﺮة ،وﻗ ﺪ اﺑﺘﻜ ﺮ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻋﻼﺋﻘًﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺒﻪ واﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺼﻮرة اﻟﻤﺮآﺒﺔ 0 وﻳﺼﻮر ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﺑﻌﺪ رﺣﻴﻞ أﺣﺒﺎﺑﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻘﻮل : ﺖ َﻣﻮَا ِﻗﻲ ﻋَـﻴـْﻨِـ ِﻪ ﻓـَﻜﺄﻧﱠـﻤَﺎ اﺷـْـﺘَـﻤَﻠَـ ْ
)(2
ﻳـَﻮ َم اﻟـﻔِـﺮَاق ِﻋـَﻠﻰ ﻳَـ ِﺒـﻴـْﺲ ِاﻟﺨَـﻤْﺨـَﻢ ِ
ﻓﺼﻮﱠر إﺣﻤﺮار ﻋﻴﻨﻴ ﻪ ﻣ ﻦ آﺜ ﺮة اﻟﺒﻜ ﺎء ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ،ﺑ ﺼﻮرة ﻣ ﻦ وﺿ ﻊ ﻓ ﻲ ﻋﻴﻨﻴ ﻪ ﻳ ﺒﺲ اﻟﺨﻤﺨﻢ 0وﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ: ﻚ اﻟﻤُﺘـَﻘَـﺴﱢﻢ ِ ﺨﻠﻴـْﻂ ُ ﺑـﻠـُﺒﱢـ َ ﻦ اﻟ َ ﻇَـﻌَـ َ ﺣ ُﻤﻮَﻟ ُﻬﻢ ن ُ ﻋﻠﻰ ﺻَﻔَـ ٍﺮ آـَﺄ ﱠ ﺳَﻠـَﻜـُﻮا َ
ﻋﻦ ﻗَـﻮْس ِاﻟﺠﺒَﺎل ِﺑﺄﺳْﻬـُﻢ ِ َو َرﻣَﻮك َ َ ﺿﻤَﺘَـﻴْﻦ ِ ُذرَي ﺳـَﻔِـ ْﻴﻦ ٍﻋُـﻮﱠم ِ ﺑﺎﻟ ﱠﺮ ْ
)(3
وﻳﺼﻮّر رﺣﻴﻞ أﺣﺒﺎﺑﻪ ﻋﻨ ﻪ ،وﻳﻘ ﻮل إﻧﻬ ﻢ رﺣﻠ ﻮا ﺑﻌﻘﻠ ﻪ اﻟ ﺬي ﺷ ﺘﺘﻪ اﻟﻬ ﻢ واﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ ﻓ ﻲ ﺲ ﻓ ﺮاﻗﻬﻢ ،ﻓ ﺼﻮّر ﺣﺎﻟ ﻪ وه ﻮ ﻳﺮاﻗ ﺐ رﺣﻠ ﺘﻬﻢ وراء اﻟﺠﺒ ﺎل اﻟﺘ ﻲ آ ﺎﻟﻘﻮس ،وأﺣ ﱠ ﺑﻔ ﺮاﻗﻬﻢ ﻓﻜﺄﻧﱠﻤ ﺎ ﺳ ﻬﻢ اﻧﻄﻠ ﻖ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻘ ﻮس وﺷ ﻜﺎ ﻓ ﺆادﻩ ،ﺛ ﻢ ﺻ ﻮّر ﺣﻤ ﻮﻟﻬﻢ وه ﻢ ﺳﺎﺋﺮون ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺗﻔﻊ وﻣﻨﺨـﻔــﺾ ﺑﺄﺷﺮﻋﺔ اﻟﺴﻔﻦ اﻟﻌﺎﺋﻤﺔ 0 وﻗﺪ ﻳﺸﺒﻪ ﻇﻌﺎﺋﻦ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ ﺑﻴﻦ اﻷﺣﺠﺎر واﻟﺮﻣﻞ ﺑﺼﻐﺎر اﻟﻨﺨﻞ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ﺧ َﻤﺎﺋـِﻞ ِ ﻦ أﻳَﺎرق ٍ َو َ ﻦ ﺑـَﻴ َ ﺴﻠـُﻜ ْـ َ ﺳ ْﻮ َد َة َآﺎﻹﺷَﺎ ِء ﻏَـﻮَا ِد ﻳًﺎ ﻳَـ ْ ن َ أﻇ ْـﻌَـﺎ َ
)(4
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 112 (2اﻟﺪﻳﻮان ص / 219اﻟﺨﻤﺨﻢ :ﻧﺒﺖ ﻟﻪ ﺷﻮك دﻗﻴﻖ ﻟﺼﺎق ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ،وهﻮ ﻧﺒﺎت ﺗﻌﻠ ﻒ اﻹﺑﻞ،ﻳﻮﺿ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻴﻦ ﻓﺘﺤﻤﺮ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﺆﻟﻢ (3اﻟﺪﻳﻮان ص 213 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 197 16 2
وﻣ ﻦ ﺻ ﻮر اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ اﻟﻤﺮآ ﺐ ﻋﻨ ﺪ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ اﻟ ﺬي ﺷ ﺒﱠﻪ ﻓﻴ ﻪ ﻟﻤﻌ ﺎن اﻟﺒ ﺮق ﻓ ﻲ اﻟﻠﻴ ﻞ اﻟﺒﻬﻴﻢ ﺑﺄﻋﻨﺎق ﻧﺴﺎء هﻨﺪﻳﺎت ﻣﺸﻮﺑﺔ ﺑﻮﺿﻮح ،وﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟﻤﻄ ﺮ اﻟﻤﻨﻬﻤ ﺮ اﻟﺜﻘﻴ ﻞ ﺑ ﺎﻟﺒﻌﻴﺮ اﻟﺬي ﻟﺤﻘﻪ اﻟﺘﻌﺐ واﻹﻋﻴﺎء وﺻﻮت اﻟﺮﻋﺪ ﺑﻌﺰ ﻳ ﻒ اﻟﺠ ﻦ أو أﺻ ﻮات ﻧﺎﺋﺤ ﺎت ﻳﻨ ﺪﺑﻦ ﻣﻴﺘﺎ ،ﻓﺮﺳﻢ ﺻﻮرة راﺋﻌﺔ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﺑﻄﺎﺑﻊ اﻟﺒﺪاوة ،ﺗﻮﺿﺢ ﻣﺪى إدراآﻪ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻷﺷﻴﺎء ،ﺣﻴﺚ ﻳـﻘـﻮل : ﻀ ْﻮ ِء اﻟـﺒَــ ْﺮ ق ِ ﻓﻲ أﺳـْــﺤَـــ َﻢ ﻟــَـﻤــﱠــﺎح ِ ق ﻟـِـ َ أﻟـَـ ْﻢ ﺗــَﺄ َر ْ ﺖ ﺑـَﺄ ْوﺿَـﺎح ِ آــَﺄﻋـْـﻨـَﺎق ِ ﻧـِﺴـَﺎء ِ اﻟـﻬِــِﻨــْـــــ ِﺪ ﻗـَــ ْﺪ ﺷـِـﻴـْﺒَـ ْ ﺗـُﻮءَام ِ اﻟــ َﻮدْق ِ آــَﺎﻟــﺰﱠا
ﻒ أﻃـْﻼح ِ ﻒ ﻳُـﺰْﺟـَﻲ ﺧـَﻠـ ْـ َ ﺣـِـ ِ
ت أﻧـــَــﻮاح ِ ﻲ أ ْو أﺻْـــﻮَا َ ف اﻟــﺠــِــﻨــّــــ ﱠ ن اﻟـﻌَـــﺎ ِز ِ آــَﺄ ﱠ ﻋــَـﻠﻰ أرﺟـﺎﺋﻬــﺎ اﻟــﻐـُـــﺮ
ح ﺗـَﻬَــﺪﱢﻳـﻬــَﺎ ﺑـِـﻤـِـﺼْـﺒـــَﺎ ِ
) (1
هﻜﺬا آﺎﻧ ﺖ ﺗ ﺸﺒﻴﻬﺎت اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ زاﺧ ﺮة ﻣﺘﻌ ﺪدة اﻷﻧ ﻮاع وﺧﺮﺟ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻤ ﻮد واﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺑﻤﺎ أﺿﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة وﺣﺮآﺔ ،وﻗ ﺪ ﻏﻠ ﺐ اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ ﻋﻨ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻌﺎرة ن اﻟﻌﺮب ﻣﻨﺬ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ أوﻟﻌ ﻮا ﺑﺎﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ ﻓﻜ ﺎﻧﻮا ﻳﻜﺜ ﺮون ﻣﻨ ﻪ ﻓ ﻲ وهﺬا أﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ؛ ﻷ ﱠ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﻨﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺴﻮاء وآ ﺎﻧﻮا ﻳ ﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻧﻪ ﻓ ﻲ ﺣﻴ ﺎﺗﻬﻢ اﻟﻴﻮﻣﻴ ﺔ ،وﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻳﻘ ﻮل اﻟﻤﺒﺮد ) " : (2واﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺟﺎ ٍر آﺜﻴﺮ ﻓﻲ آﻼم اﻟﻌﺮب ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻗﺎل ﻗﺎﺋﻞ هﻮ أآﺜ ﺮ آﻼﻣﻬ ﻢ ﻟ ﻢ ﻳﺒﻌ ﺪ " ،ﻓﺄ ﱠﻣ ﺎ ﻗﺪاﻣ ﺔ ﻓﻘ ﺪ ﺟﻌﻠ ﻪ ﻏﺮﺿ ﺎ ﻣ ﻦ أﻏ ﺮاض اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﺮﺋﻴ ﺴﻴﺔ آﺎﻟﻤ ﺪﻳﺢ واﻟﻨﺴﻴﺐ ،واﻟﻬﺠﺎء ،واﻟﻤﺮاﺛﻲ ،واﻟﻮﺻﻒ )0 (3 وﻗﺪ اهﺘ ﱠﻢ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﻴﻪ وﺗﺘﺒﻌﻮﻩ ﻓﻲ أﺷﻌﺎر اﻟﻘﺪﻣﺎء ،وﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﻓﺎﺑﻦ رﺷﻴﻖ ﻳﻘﻮل) " : (4وﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ -إذا آﺎن ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ إﻧﱠﻤﺎ هﻲ ﺗﻘﺮﻳ ﺐ اﻟﻤ ﺸﺒﻪ ﻣ ﻦ ﻓﻬ ﻢ اﻟ ﺴﺎﻣﻊ وإﻳ ﻀﺎﺣﻪ ﻟ ﻪ –إن ﺗ ﺸﺒﻴﻪ اﻷدون ﺑ ﺎﻷﻋﻠﻰ إذا أردت ﻣﺪﺣ ﻪ واﻷﻋﻠﻰ ﺑ ﺎﻷدون إذا أردت ذﻣ ﻪ " ﻓﺄﻣ ﺎ ﻗ ـﺪاﻣﺔ ﻓﻘ ﺪ ﺧ ﺎﻟﻒ اﻟﻤﺒ ﺮد ،واﺑ ﻦ رﺷ ﻴﻖ ﻓ ﻲ (1اﻟﺪﻳﻮان ص 88 (2اﻟﻤﺒﺮد – اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب ج /2ص 79 (3ﻗﺪاﻣﺔ – ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ ص 51 (4اﻟﻌﻤﺪة ج /1ص 40 16 3
ﺑﻴﺎن دور اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ،ﻓﻴﺮى إن اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺠﻴﱠﺪ ":هﻮ ﻣﺎ أوﻗﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻴﺌﻴﻦ اﺷﺘﺮاآﻬﻤﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺼﻔﺎت أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻧﻔﺮادهﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﻧﻲ ﺑﻬﻤﺎ إﻟﻰ ﺣﺎل اﻻﺗﺤﺎد " ) ، (1أﻣﺎ اﺑﻦ ﻃﺒﺎ ﻃﺒﺎ ﻓﻴﺮى ) " : (2إن اﻟﻌﺮب ﺿﻤـﱠﻨﺖ أﺷﻌﺎرهﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻣﺎ أدرآﻪ ﻋﻴﺎﻧﻬﺎ وﺣﺴﻬﺎ "
ب /اﻟـﻜـــﻨﺎﻳـﺔ : أﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺒﻴﺎن ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ،وﻗ ـﺪ ﻋﺮﻓﻬ ﺎ اﻟ ﺴﻜﺎآﻲ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ ) ": (3اﻟﻜﻨﺎﻳ ﺔ ه ﻲ ﺗ ﺮك اﻟﺘ ﺼﺮﻳﺢ ﺑ ﺬآﺮ اﻟ ﺸﻲء إﻟ ﻰ ذآ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳﻠﺰﻣ ﻪ ،ﻟـﻴـﻨـﺘـﻘ ـﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺬآﻮر إﻟ ﻰ اﻟﻤﺘﺮوك " وﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎهﺮ اﻟﺠﺮﺟ ﺎﻧﻲ ﻟﻠﻜﻨﺎﻳ ﺔ ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘــ ـﻮل)": (4 اﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﻜﻨﺎﻳﺔ إن ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ إﺛﺒﺎت ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ،ﻓﻼ ﻳﺬآﺮﻩ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺠﺊ إﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﺗﺎﻟﻴﻪ وردﻓﻪ " وهﻲ ﻋﻨﺪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤﺪة
)(5
" إن ﻳﻜﻨﻰ ﻋﻦ اﻟﺸﻲء وﻳﻌﺮض ﺑﻪ وﻻ ﻳﺼﺮح "
أ ﱠﻣ ﺎ اﻟﻘﺰوﻳﻨ ﻲ ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺴﻢ اﻟﻜﻨﺎﻳ ﺔ إﻟ ﻰ ﺛﻼﺛ ﺔ أﻗ ﺴﺎم ﻓﻘ ﺎل " :إن اﻟﻤﻄﻠ ﻮب ﺑﻬ ﺎ إ ّﻣ ﺎ ﻏﻴ ﺮ اﻟﺼﻔﺔ وﻻ اﻟﻨﺴﺒﺔ ،أو اﻟﺼﻔﺔ أو اﻟﻨﺴﺒﺔ " ) (6وهﻲ " إﻧﱠﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺣﺴﻨﺔ إذا ﺟﻤﻌﺖ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻔﺎﺋ ﺪة وﻟﻄ ﻒ اﻹﺷ ﺎرة" ) ، (7وﻗ ﺪ ﻋ ﱠﺒ ﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﻜﻨﺎﻳ ﺔ ﻋ ﻦ ﻣ ﺸﺎﻋﺮﻩ ﻼ: وأﻓﻜﺎرﻩ ،وﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﻟﻌﺰة ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﺋ ً ﺺ ﺛـِﻤـَﺎدِي واﻟﻤَﻴﺎ ُﻩ آَـﺜِـﻴـْﺮ ٌة أﻣ ﱡ
ﺞ ﻣِﻨ ْـﻬَﺎ ﺣَـﻔ ْـﺮَهـَﺎ وَأآـْﺘِـﺪَادَهـَــﺎ أﻋَـﺎﻟ ُ
س َﺛﻤَﺎ َدهَﺎ ن ﺗـَﺮﺿَﻰ اﻟـﻨﱡـﻔُﻮ ُ يأ ْ وَأرﺿَﻰ ﺑﻬَﺎ ﻣِﻦ ﺑَﺤ ِﺮ ﺁﺧَـ َﺮ إﻧﱠـ ُﻪ هُﻮاﻟﺮﱠأ ُ
)(8
ﻓﻜﻨﻰ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺘﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﺰة ﻧﻔﺴﻪ ،وﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ،وﻣﺜﻠﻪ ﻗﻮﻟﻪ : ﺾ اﻟﺮﺟَﺎل اﻟ َﻤﺸَﺎرع ﺠ َﺒﺖ ﺑﻌ َ ﻋَ ﺾ اﻟﻤﻴﺎ ِﻩ ﻣَـﻄِﻴﱠـ ِﺘﻲ إذا أ َ ﻋﻦ َﺑﻌ ِ ف َ وَأﺻﺮ ُ
ُ)(9
(1ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ ص 108 (2اﺑﻦ ﻃﺒﺎ ﻃﺒﺎ " ﻋﻴﺎر اﻟﺸﻌﺮ" ص 11 (3ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻌﻠﻮم ص 512 (4ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎهﺮ اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ" دﻻﺋﻞ اﻹﻋﺠﺎز" ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺻﺒﺢ وأوﻻدﻩ ﺑﺎﻷزهﺮ ،ﺑﺪون ط ،ت ص 57 (5اﻟﻌﻤﺪة ج /1ص 270 (6اﻹﻳﻀﺎح ص 183 (7أﺣﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﻤﺮاﻏﺒﻲ "ﻋﻠﻮم اﻟﺒﻼﻏﺔ " ،دار اﻟـﻘـﻠـﻢ ،ﺑﻴﺮوت ﺑﺪون ط ،ت ص 285 (8اﻟﺪﻳﻮان ص 97 (9اﻟﺪﻳﻮان ص 140 16 4
ﻻ إذا آ ﺎن راﺿ ﻴﺎ ﻋﻨ ﻪ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ ﻓﻬﻨﺎ آﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻋﺰﱠة اﻟﻨﻔﺲ وﻋﺪم ﻗﺒﻮل اﻟ ﺸﻲء إ ﱠ ﻗﻴﻤﺔ ،وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﻘﻮل : ب ﻳﻮﻣ ًﺎ وَهـ َﻮ ذُو ﺳَﻌَـ ٍﺔ ك اﻟـﺜﱠـﻮ َ وَأﺗـﺮ ُ ﻻ ﻳُـ َﻮ اﻓـِﻘـُﻨـِﻲ إآـﺮا ُم ﻧﻔﺴﻲ وَإﻧﱢﻲ َ
ﻖ ﻖ اﻟﺨـَﻠ ُ ب وه َﻮ اﻟﻀﱠﻴـﱠ ُ ﺲ اﻟـﺜـﱠﻮ َ وَأﻟـﺒَـ ُ ﻖ ب اﻟﺮَﻧ ُ ﺸ َﺮ ُ ﺖ اﻟﻤ ْ ﺤﻤْـ ُ ﺖ َﻓ ُ وَﻟـَﻮ ﻇَـﻤِﺌـ ُ
)(1
وﻗﺪ آﺜﺮت اﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ وﺗﻨﻮﻋﺖ ﻓﻤﻨﻬﺎ :ﻣ ﺎ آﻨ ﻰ ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﺻ ﻔﺔ وذﻟ ﻚ ﻣﺜﻞ ﻗــــــــﻮﻟﻪ : ﺖ ﺳــَـــــــﺎﺋِـﻠـَـﻪ ﺲ ﻟَـ ﱠﻤﺎ أﺗَـﻴ ْـ ُ ﻧَـﻜﱠـ َ
)(2
ﺲ ﻧَـﺎﻇِـﻢ ِاﻟﺨَـ َﺮ ِز ﻞ ﺗَـﻨ ْـﻜِـﻴ ْـ َ َواﻋـﺘَـ ﱠ
ﻓﺬآﺮ اﻻﻋﺘﻼل واﻟﺘﻨﻜﻴﺲ وهﻤﺎ دﻟﻴﻼ اﻟﺒﺨﻞ ،ﻓﻘﺪ آﻨﻰ ﻋﻦ ﺑﺨﻞ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﺳﺄﻟﻪ وﻟﻢ ﻳﻌﻄﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ،وﻗﺪ آﻨﻰ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻜﺮم ﻓﻘﺎل : ﺐ ﻣﺎﺟــﺪ إﻟﻰ ذرا ذي ﺣﺴ ٍ
ﺣـﻤﻮل اﻟﻤﻐﺎرم ﻓﺮّاﺟﻬــﺎ
ﻞ اﻟــﻮﻓـﻮ ُد ﺑﺄﺑـﻮاﺑﻪ ﺗﺤـــ ﱡ
ﻓﺘﻠﻘﻰ اﻟﻐـﻨﻰ ﻗﺒﻞ أرﺗﺎﺟﻬــﺎ
ﻓﻘﻮﻟﻪ " :ﺣﻤﻮل اﻟﻤﻐﺎرم ﻓﺮاﺟﻬﺎ " آﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ وهﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻜ ﺮم وﻗ ﺪ آﻨ ﻰ ﻋﻨﻬ ﺎ ﺑﺬآﺮ ﺗﻮاﺑﻌﻬﺎ وروادﻓﻬﺎ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل اﻟﻤﻐﺎرم وﺗﻔﺮﻳﺞ اﻟﻜﺮب ،وﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ إﺛﺒﺎت ﻞ ﺑﺄﺑﻮاﺑ ﻪ ﻓﺘﻠﻘ ﻰ ﺁﺧ ﺮ ﻟ ﺼﻔﺔ اﻟﻜ ﺮم اﻟﻤﺘﺎﺻ ﻠﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﻤ ﺪوح ﻓﻘ ﺪ ﺟﻌ ﻞ اﻟﻮﻓ ﻮد ﺗﺤ ﱠ اﻟﻐﻨﻰ ،ﻓﺎن ﻏﻨﻰ اﻟﻮﻓﻮد ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻜﺮﻣﻪ وﻓﻴﺾ ﺟﻮدﻩ 0 وﻣﺜﻠﻪ ﻗـــــــﻮﻟﻪ : ﻻ ﻻ أﻣـْﺘِـ ُﻊ اﻟـﻌُـ ْﻮ َذ ﺑﺎﻟـﻔِـﺼَﺎل ِ َو َ َ
ع إّ أﺑـْﺘـَﺎ ُ ﻻ َ ﻗـَـﺮ ِﻳـْﺒـَﺔ َ اﻷﺟـَـــﻞ ِ
ﻻ ﻏـَﻨَـ ِﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺤَـﻴـَﺎة ِﻣُـﺪﱠ ﻟـَﻬـَﺎ َ
) (3
ﻻ إﺑــِﻠﻲ إﻻ ِدرَاك اﻟــﻘــِـﺮى َو َ
ﻻ ﻗﺮﻳﺒﺔ اﻷﺟﻞ ،وﻟﻴﺲ ﻟﻐﻨﻤ ﻪ وأﺑﻠ ﻪ ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻻ ﻳﻤﺘﻊ اﻟﻨﻮق ﺑﺼﻐﺎرهﺎ ،وﻻ ﻳﺸﺘﺮى إ ﱠ ﻻ ﻟﻠﻘﺮى ،وهﺬﻩ آﻠﻬﺎ دﻻﺋ ﻞ آﻨ ﻲ ﺑﻬ ﺎ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻋ ﻦ ﺻ ﻔﺔ ﻆ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة وﻻ ﻳﻐﺘﻨﻴﻬﺎ إ ﱠ ﺣّ اﻟﻜﺮم اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﻬﺎ 0
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 158 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 109 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 183 16 5
وﻣﻦ ﻋﺎدة اﻟﻌﺮب اﻟﻤﺤﻤﻮدة رﻓﻊ اﻟﻨﺎر ﻓﻲ رؤوس اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎت ﻟﻴﻬﺘ ﺪي ﺑﻬ ﺎ اﻟ ﺴﺎﺋﺮون ﻼ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﻟﻴ ً ﺣﺮﱢﻗــَﺎ ﻲ ارﻓَﻌـَﺎهَﺎ َو َ ﺖ ﻟـِﻘــَﻴـْﻨَـ ﱠ ﻓـَﻘـُﻠ ُ
ﻒ ﺧ َﺮ ﺗـَﻬـْﺘِـ ُ ﻞ ﺳَﻨـَﺎ ﻧـَﺎري ﺑﺂ َ ﻟـَـ َﻌ ّ
)(1
وﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ﻗﻮﻟﻪ : )(2
ﻋ ْﻨﻬُﻢ ﺿَﻴـْﻔـُﻬُـ ْﻢ رَﻓَـﻌُﻮا ﻟَـ ُﻪ ﻣِﻦ اﻟﻨـﱠﺎ ِر ﻓﻲ اﻟﱠـَﻈـْﻠﻤَﺎ ِء أﻟ ْـﻮِﻳـَﺔ ًﺣـُﻤـْﺮا ﻞ َ ﺿﱠ إذَا َ
وآ ﺬﻟﻚ ﻳﺒ ﻴﻦ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻀﻞ اﻟﻜﻠ ﺐ ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﺪﻻل اﻟ ﻀﻴﻒ اﻟﺘﺎﺋ ﻪ ،وه ﺬا دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺮم ﺣﻴﺚ ﻳﻘـﻮل : ﺼﻮْﺗـِـ ِﻪ ﺖ آـَﻠـﺒﻲ ﻟـِـ َ وَﻣُـﺴْـﺘـَﻨـْﺒـِﺢ ﻧـَﺒـﱠﻬـ ْـ ُ
ﺖ ﻟَـﻪ :ﻓـَﻘُـ ْﻢ ﻓﻲ اﻟﻴـَﻔـَﺎع ِ ﻓَـﺠَﺎ ِوب ِ وَﻗـُﻠـ ُ
ﻀﺮْﺑَـ ِﺔ ﻣَـﺴْﻨـُﻮن ِاﻟﻐـَﺮارَﻳـْﻦ ِﻗـَﺎﺿِﺐ ِ ت ﻗَـ ْﺪ ﻣَـﺴﱠ ُﻪ اﻟـﻀَﻮى ﺑِـ َ ﻲ اﻟﺼَﻮ ِ َﻓﺠَﺎ َء ﺧَـ ِﻔ ﱠ )(3
ﻞ ﺁﺋـِﺐ ِ ﻚ اﻟـﺘﻲ أﻟـْﻘـَﻰ ﺑَﻬـَﺎ َآـُـ ﱠ وَﺗـِﻠ ْـ َ
ت ﺣـَﺘـﱠﻰ ﺑَـﺴَﻄـْﺘَـ ُﻪ ﺸﺮ ُ ﺖ وَاﺳ َﺘ ْﺒ َ ﻓَـﺮَﺣـﱠﺒ ْـ ُ وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﻮﻟﻪ :
ت ﺑــِﻠَـﺤْﻢ ٍﻋـَﺎدِم ِ اﻟﺒَـﺸَـﻢ ِ ﻟــَﻘَـ ْﺪ ﺧـَﻠَـ ْﻮ َ
ﻞ ذَا ﻟـَـﻮْﻧـَﻴـْﻦ ِ ﻳـَﺄآـُـﻠـُﻨﻲ ﻞ ﻟـِﻠـﱠـﺬي ﻇـَـ ْ ﻗُـ ْ وﻗﻮﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ : ﺖ ﻧـَﻌـَﺎﻣـَﺘُـ ُﻪ إﻧﱢﻲ إ َذ ﻣَﺎ اﻣﺮو ٌء ﺧـَﻔـﱠـ ْ
ﻲ وَاﺳﺘـُﺤ ْـﺼَﺪت ﻣـﻨﻪ ﻗـَﻮى اﻟـَﻮذَم ِ إﻟ ﱠ )(4
ﺤ َﻤﺎ َﻣ ِﺔ ﻻ ﻳﺒﻠﻰ ﻋـَﻠﻰ اﻟـﻘـِـﺪم ِ ق اﻟ َ ت ﻓﻲ ﻣـُﻠ ْـﺘــَﻘﻰ أوداج ِ ﻟـُﺒﱠـﺘِـ ِﻪ ﻃَـ ْﻮ َ ﻋـَـﻘَـ ْﺪ ُ
ﻓﻘﻮﻟﻪ " :ذا ﻟﻮﻧﻴﻦ" آﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﺘﻠﻮﻳﻦ واﻟﻨﻔﺎق وﻗﻮﻟﻪ " :ﻟﻘ ﺪ ﺧﻠ ﻮت ﺑﻠﺤ ﻢ ﻋ ﺎدم اﻟﺒﺸﻢ " آﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻗﻮﺗﻪ ،إﻧﱠﻪ ﻻ ﻳﻤّﻜ ﻦ أﻋﺪاﺋ ﻪ ﻣﻨ ﻪ وﻗﻮﻟ ﻪ" :ﺧﻔ ﺖ ﻧﻌﺎﻣﺘ ﻪ "آﻨﺎﻳ ﺔ ﻋ ﻦ ﺳ ﺮﻋﺔ اﻷﺳ ﺎة واﻟﺠﻬ ﻞ ،وﻗﻮﻟ ﻪ " :واﺳﺘﺤ ﺼﺪت ﻗ ﻮى اﻟ ﻮزم" آﻨﺎﻳ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺤﻤ ﻖ واﻟﻐﻀﺐ ،أﻣﺎ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻜﻠـﱠﻪ آﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻗﺪرة اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ هﺰﻳﻤﺔ أﻋﺪاﺋﻪ 0 ﻼ: وﻗﺪ آﻨﻲ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻗﺎﺋ ً ﻻ ﺗَـﺨْﻔﻰ ﻋـَﻼﻣـَـﺘُـ ُﻪ ﻻ ﻳـَﺴـْﺘـَﻘـِﺮ و َ َ
ق ل ﻓﻲ إﻃ ْـﺮَاﻓـﻬَﺎ اﻟﺤ َﺮ ُ إذَا اﻟﻘـَﻨـَﺎ ﺷَﺎ َ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 153 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 113 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 64 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 214 16 6
ل ﻋـِﻨـْﺪ اﻟﻤَﺮ ِء ﻳـَﻨﻔَـﻌُــ ُﻪ ﻻ ﻣَﺎ َ ﻓﻲ ﻳَﻮ َم َ ﻦ ﺑﺎﻟـﺮّﻣﺢ ِأﺣـﻴَﺎﻧ ًﺎ وَﻳﻀﺮُﺑﻬُـﻢ ﻳَﻄﻌ ُ
ق ﺢ و اﻟـﺪﱠ َر ُ ﻻ اﻟﺮﻣ ُ ن َو إ ّ ﻻ اﻟﺴـّﻨـَﺎ ُ إﱠ )(1
ﻖ ﻒ ﺛـ ﱠﻢ ﻳـُﺪاﻧـﻴﻬﻢ ﻓـَـﻴَـﻌْـﺘَـﻨـِـ ُ ﺑِﺎﻟـﺴـﱠﻴ ْـ ِ
وآﻨﻰ ﻋﻦ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﻒ ﺳَـﺌـُـﻮ ُم إ َذ ا َﻣﺎ وَﻧﻲ ﻳـَﻮﻣ ًﺎ أﻟـَـ ﱡ
ﻞ ن اﻟـﻌِـﻨَﺎن ِﻣُـﻨـَﺎﻗِـ ٌ وَإﻧﱢﻲ ﻟَـ َﻤﻶ ُ
)(2
ﻓﻘﻮﻟﻪ " :ﻣﻸن اﻟﻌﻨﺎن" آﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ وﻣﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ0 وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﻜﻨﻰ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻣﻮﺻﻮف ،ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ : ﻞ اﻟﺒـَﻬـِﻴــْـ ُﻢ إذَا ﻣَﺎ أﻇـﻠـَـ َﻢ اﻟﻠـّـﻴـ ُ
آـَﺄﻧّﻲ ﻣـِﻦ ﺗــَﺬآﱡـ ِﺮ ﻣَﺎ أﻻﻗﻲ
َو َودﱠﻋَـ ُﻪ اﻟﻤُـﺪَاوي وَاﻟﺤـَﻤـِﻴـْـ ُﻢ
ﻞ ﻣﻨ ْـ ُﻪ أﻗــﺮَﺑـُﻮ ُﻩ ﺳَﻠـﻴ ٌﻢ ﻣَـ ﱠ
)(3
ﻻ ﺑﺴﻼﻣﺘﻪ ﻓﻜﻠﻤﺔ ) ﺳﻠﻴﻢ ( آﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﺻﻮف وهﻮ ) اﻟﻤﻠﺪوغ ( آﻨﻮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻠﻴﻢ ﺗﻔﺎؤ ً ﻣﻤﺎ هﻮ ﻓﻴﻪ ،وﻣﻦ آﻨﺎﻳﺎت اﻟﻤﻮﺻﻮف ﻗﻮﻟﻪ : ﻟـِﻠـﺴﱢـﻠـْﻢ ِ ﻳَـﺮْﻗﻰ ﺣَﻴـﱠﺘـِﻲ َوﺿِﺒـَﺎﺑﻲ
ك أﺻْﺒـَﺢ َﺟَﺎﻧِﺤ ًﺎ وﻣُﻜـَﺎﺷﺢ ٍ ﻟَـﻮْﻻ َ
)(4
وآﻨﻰ ﻋﻦ اﻧﺘﺸﺎر ﺷﻌﺮﻩ وﺷﻴﻮﻋﻪ ،ﻓﻘﺎل : )(5
ﺣﺠـﱠﺎج ت ِﻟ ُﻌـﻤـﱠﺎ ٍر َو ُ ﻷﺣْـ ُﺒﻮَﻧﱠـﻚ َ ِﻣﻤَﺎ أﺻْـﻄـَﻔـِﻲ ﻣِـﺪَﺣـًﺎ ﻣُــﺼَﺎﺣِـﺒﺎ ِ آﻨﻰ ﻋﻦ اﻧﺘﺸﺎر ﻣﺪاﺋﺤﻪ ﺑﺮواﻳﺔ اﻟﺤﺠﻴﺞ واﻟﻌﻤﺎر ﻟﻬﺎ 0 وﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﻜﻨﻰ ﺑﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺒﺔ وذﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ : ﻦ ُه َﻤﺎ ف أﻳ َ ﻋﻦ اﻟﺠُﻮ ِد َواﻟﻤَﻌ ْـﺮُو ِ ﺳَﺄﻻ َ
ﺖ :إﻧﱠـﻬُـﻤَﺎ َﻣﺎﺗَﺎ َﻣ َﻊ اﻟﺤَـﻜَـﻢ ِ ﻓـَﻘـُﻠـ ُ
)(6
ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﺠﻮد واﻟﻤﻌﺮوف ﻣﻼزﻣﺎن ﻟﻠﻤﻤ ﺪوح ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ وﻣﻤﺎﺗ ﻪ ،وﻗﺮﻳ ﺐ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ي اﻟـﺬي ﻟَـﻮْﻻ ﺗَـﺪَﻓُـﻘُـ ُﻪ ك اﻟﺴﱠـﺮ ﱡ ذَا َ
ﺠ ِﺪ و!ﻟﺠُﻮ ِد ف ﻣَﺎت ﺣَﻠـﻴـﻒ اﻟ َﻤ ْ ﺑﺎﻟﻌُـ ْﺮ ِ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 158 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 204 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 67 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 278 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 78 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 281 (7اﻟﺪﻳﻮان ص 102 16 7
) (7
ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﺴﺮي ﺣﻠﻴﻒ ﻟﻠﻤﺠﺪ واﻟﺠﻮد ،وﻣﻦ آﻨﺎﻳﺎﺗﻪ أﻳﻀﺎ ﻗﻮﻟﻪ : ﻖ رﺣﻠـَﻪ ن اﻟﻤَﺠ َﺪ أﻃﻠ َ ﻚإﱠ ﻟﺪﻳﻨ َ
ح ﺐ َو َﻣﺴْـ َﺮ َ ﺐ ﺧﺼﻴ ٍ ﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﺼ ٍ ﻟـﺪﻳ َ
)(1
وﻗـــــــــﻮﻟﻪ : ف ﻳـﺘـﺒـﻌـُﻬـَﺎ ﺐ اﻟﻌـَﻔـَﺎ ُ ﺖ وَﺷَـ ﱠ ﺷَﺒـﱠـ ْ
ﻓـﻠـَـﻢ ﻳـُﻌـَﺐ ﺧـِﺪﻧـُﻬﺎ وﻣـَﻨـَﺸَـﺆُهــﺎ
)(2
وﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺨﺪم اﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ اﻟﻜﻨﺎﻳ ﺔ اﺳ ﺘﺨﺪاﻣ ًﺎ واﺳ ﻌًﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ أﻏﺮاﺿ ﻪ اﻟ ﺸﻌﺮﻳﺔ ، ﻣﻜﻨﻴ ًﺎ ﻋﻦ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ اﻹﻓﺼﺎح ﻋﻨﻬﺎ 0
ج /اﻻﺳﺘﻌﺎرة : هﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﻌﺒﺎرة ﻣ ﻦ ﻣﻮﺿ ﻊ اﺳ ﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓ ﻲ أﺻ ﻞ اﻟﻠﻐ ﺔ إﻟ ﻰ ﻏﻴ ﺮﻩ ﻟﻐ ﺮض ، وهﺬا اﻟﻐﺮض إﻣﱠﺎ أن ﻳﻜﻮن ﺷﺮﺣًﺎ ﻟﻤﻌﻨﻰ أو اﻹﻧﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ،أو ﺗﺄآﻴﺪﻩ واﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻴﻪ ،أو اﻹﺷﺎرة ﻟﻪ ﺑﻘﻠﻴﻞ اﻟﻠﻔﻆ )0 (3 وﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ هﺬا ﻗﻮل ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎهﺮ اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻋﺮﱠف ﺑﻪ اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻓﻘ ﺎل : ن اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻠﺔ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻠﻔﻆ اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﺿ ﻊ اﻟﻠﻐ ﻮي ﻣﻌﺮوﻓ ﺎ ، " أﻋﻠﻢ إ ﱠ ل اﻟﺸﻮاهﺪ ﻋﻠﻰ إﻧـﱠﻪ أﺧﺘﺺ ﺑﻪ ،ﺣﻴﺚ وﺿﻊ ،ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ أو ﻏﻴﺮ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﺗﺪ ّ ﻼ ﻏﻴ ﺮ ﻻزم ،ﻓﻴﻜ ﻮن هﻨ ﺎك آﺎﻟﻌﺎرﻳ ﺔ " ) ، (4أ ﱠﻣ ﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ اﻷﺻﻞ وﻳﻨﻘﻠ ﻪ إﻟﻴ ﻪ ﻧﻘ ً اﻟﺴﻜﺎآﻲ ﻓﻴﺮى إن اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺣ ﺬف أﺣ ﺪ ﻃﺮﻓﻴ ﻪ ،وﻳﻘ ﻮل ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ " :ه ﻲ أن ﺗـﺬآﺮ أﺣﺪ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ وﺗﺮﻳﺪ ﺑﻪ اﻟﻄﺮف اﻵﺧ ﺮ ،ﻣ ﺪﻋﻴًﺎ دﺧ ﻮل اﻟﻤ ﺸﺒﻪ ﻓ ﻲ ﺟ ﻨﺲ ﺺ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ " ﻻ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺈﺛﺒﺎﺗﻚ ﻟﻠﻤﺸﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﺨ ّ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ ،دا ً
)(5
ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻘﺰوﻳﻨﻲ
وﻳﻘﺮر إن اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺎز اﻟﻠﻐﻮي ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺔ ﻟﻠﻤ ﺸﺒﻪ ﺑ ﻪ ،ﻻ ﻟﻠﻤ ﺸﺒﻪ ﺛ ﻢ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 84 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 49 (3اﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ ص 268 (4ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎهﺮ اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ " أﺳﺮار اﻟﺒﻼﻏﺔ " ﺷﺮح وﺗﻌﻠﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ ﺧﻔﺎﺟﻲ –اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻘﺎهﺮة 1967م ،ص123 (5ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻌﻠﻮم ص 477 16 8
ن اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻴﻬﺎ أﻣﺮ ﻋﻘﻠﻲ ﻻ ﻟﻐﻮي ﻷﻧـﱠﻬﺎ ﻳﻀﻴﻒ ﺑﺄﻧـﱠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺎز اﻟﻌﻘﻠﻲ ؛ وذﻟﻚ ﻷ ﱠ ﻻ ﺑﻌﺪ إدﻋﺎء دﺧﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﻨﺲ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ )0(1 ﻻ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺒﻪ إ ّ إ ﱠﻣ ﺎ ﺻ ﺎﺣﺐ دﻻﺋ ﻞ اﻹﻋﺠ ﺎز ﻓ ـﻴﺮي إن اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ آﻠﻤ ﺎ زاد إﺧﻔ ﺎء ،ازدادت ً اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﺣﺴﻨﺎ ) ، (2ﻓﺈذن اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﺿﺮب ﻣ ﻦ اﻟﻤﺠ ﺎز ﻳﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ ﻧﻘ ﻞ اﻟﻌﺒ ﺎرة ﻣ ﻦ
ﻞ اﻟﺨﻴ ﺎل ﻳﻠﻌ ﺐ دورًا ﻞ اﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ،وﻟﻌ ﱠ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ وﺿﻌﺖ ﻟﻪ إﻟﻰ ﺷﻲّء ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﻄﺎﺑﻘﻪ آ ّ ﻣﻬﻤًﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺎرة ؛ إذ ﻳﺸﻜـﱠﻞ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺒﻪ إﻟﻰ ذﻟﻚ أﺑﻮ هﻼل اﻟﻌ ﺴﻜﺮي ﻓﻘﺎل) " : (3وﻓﻀﻞ هﺬﻩ اﻻﺳﺘﻌﺎرة وﻣﺎ ﺷﺎآﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﱠﻬﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﺎﻣﻊ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ " 0 وذه ﺐ اﺑ ﻦ رﺷ ﻴﻖ )(4إﻟ ﻰ " :إن اﻻﺳ ﺘﻌﺎرة أﻓ ﻀﻞ اﻟﻤﺠ ﺎز ،وأول أﺑ ﻮاب اﻟﺒ ﺪﻳﻊ ،وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﺣﻠ ﻲ اﻟ ﺸﻌﺮ أﻋﺠ ﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ ،وه ﻲ ﻣ ﻦ ﻣﺤﺎﺳ ﻦ اﻟﻜ ﻼم إذا وﻗﻌ ﺖ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ،وﻧﺰﻟﺖ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ "0 وهﻲ ﻣﻦ أآﺜﺮ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ " واﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻳﺠﻤﻊ ﺿﺮوﺑﻬﺎ ،وﺗﻌﺪّد ﻣﺬاهﺒﻬﺎ وﺷﻌﻮﺑﻬﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ ،وأﻗ ﻮى ﻓ ﻲ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐ ﺔ ﻣﻨ ﻪ ،ﻟﻤ ﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺗﻨﺎﺳ ﻲ اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ وإدّﻋ ﺎء اﻹﺗّﺤ ﺎد ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺸﺒّﻪ ،واﻟﻤ ﺸﺒّﻪ ﺑ ﻪ آﺄﻧّﻬﻤ ﺎ ﺷ ﻲء واﺣ ﺪ ﻳﻄﻠ ﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻔﻆ واﺣﺪ " ) (5وﻗﺪ وردت اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ، وﻗ ﺪ وردت ﻣ ﺮة ﺗ ﺼﺮﻳﺤﻴﺔ ،وﻣ ﺮة ﻣﻜﻨﻴ ﺔ ،وﺗﻈﻬ ﺮ إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ اﻻﺳ ﺘﻌﺎرة ﻓ ﻲ ﻗ ﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ واﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ؛ وذﻟﻚ ﻷﻧ ـﱠﻬﺎ ﺗﺨﻠ ﻊ ﻣﻈ ﺎهﺮ اﻟﺤﻴ ﺎة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠﻤ ﺎد ،وﺗﺠ ﺴﻢ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﻮﺟ ﺪ واﻟ ﺸﻮق واﻷﻟ ﻢ ،آﻤ ﺎ ﺗ ﻀﻔﻲ ﺻ ﻔﺔ اﻟﺤﻴ ﺎة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ ﺣﺘ ﻰ آﺄﻧ ـﱠﻬﺎ ﺲ وﺗﺸﻌﺮ ،وﺗﺘﺠﺎوب ﻣﻊ اﻹﻧﺴﺎن ،وﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ : ﺗﺤ ّ ل ﻣﻦ ﻗَـﺒ ْـﻞ ِ اﻟـﺼﱢﺒـَﺎ ن ﺑَـﻬـَﺎ َﻓﻐـَﻴـّﺮ َرَﺳ َﻤﻬَﺎ وَﺧـَﺮﻳـْﻘـَﻪ ﻳُﻐـْﺘـَﺎ ُ ﺐ اﻟـﺰﱠﻣـَﺎ ُ ﻟَـﻌ َ (1اﻹﻳﻀﺎح ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﺒﻼﻏﺔ ص 162 (2دﻻﺋﻞ اﻹﻋﺠﺎز ،ص 61 (3اﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ ،ص 268 (4اﻟﻌﻤﺪة 435 /1 (5أﺣﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﻤﺮاﻏﺒﻲ "ﻋﻠﻮم اﻟﺒﻼﻏﺔ " ﺑﻴﺮوت دار اﻟﻘﻠﻢ ،ﺑﺪون ﺗﺎرﻳﺦ ،ص 260 ( 6اﻟﺪﻳﻮان ص 53 16 9
)(6
ﻓﻘﺪ ﺷﺨّﺺ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺰﻣﻦ وﺟﻌﻠﻪ ﻳﻠﻌﺐ وﻳﻌﺒﺚ ﺑﺪﻳﺎر ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ ،وﻳﻐﻴﺮ هﻴﺌﺘﻬﺎ 0 وﻣـﻦ اﺳﺘﻌﺎراﺗﻪ ﻗـــــــﻮﻟﻪ : أﺑـْﺘُـ ُﺮ أﺧـْﻼﻗَـﻬَﺎ وَأﻟـﺒَـﺆُهـَﺎ
ﺖ هـَﺬى اﻟـﺪﱡهـُﻮ َر أﺷﻄُـ َﺮهَـﺎ ﺣَﻠـَﺒ َ
) (1
ﻓﺎﺳﺘﻌﺎر ﻟﻠﺪهﺮ اﺷﻄﺮ ،وﺣﻠﺒﻬ ﺎ آﻤ ﺎ ﺗﺤﻠ ﺐ اﻟﻨﺎﻗ ﺔ 0وﻗ ﺪ ﺷ ﺨّﺺ اﻟﻤ ﺪح وﺟﻌﻠ ﻪ ﻳ ﺴﻴﺮ ﺣــﻴــﺚ ﻳﻘــــﻮل : ﺖ ﻟﻪ ن ﺳَﻠـِﻤـ ُ ﻦ زﻳ ٍﺪ إ ْ ﻦ اﺑ َ ﻷﻣْـﺪَﺣَـ ﱠ
ﺼَﺒﺎ ﻣﺪﺣًﺎ ﻳﺴﻴ ُﺮ إذا ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻋَـ َ
)(2
ﻓﺎﺳﺘﻌﺎر ﻟﻠﻤﺪح ﺻﻮرة رﺟﻞ ﻳﺴﻴﺮ وﺣ ﺬف اﻟﻤ ﺸﺒﻪ ﺑ ﻪ ورﻣ ﺰ إﻟﻴ ﻪ ﺑ ﺸﻲء ﻣ ﻦ ﻟﻮازﻣ ﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﻤﻜﻨﻴﺔ 0 وﻣﻦ ﺻﻮر اﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﻤﻜﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﻘﻮل : ﺖ ﺚ ﻗَـ ْﺪ َوﺿَﻌ ْ ن اﻟﻐَـ ْﻴ َ أ ْم اﻟـ ُﻤﺨَـﺒﱢـ ُﺮ إ ْ
ﻣِـﻨ ْـ ُﻪ اﻟﻌِـﺸَﺎ ُر ﺗَـﻤَﺎﻣـًﺎ ﻏـَﻴـ ِﺮ إﺧِـﺪَاج ِ
ﺳﻮَاﺋـِﻔُـﻬَﺎ ﺑﺎﻟﻔَـ ْﺮ ِ ﺖ َ ﺷـَﻘﱠـ ْ ف ﻣـِﻦ ﺣــَـ ْﺰن ٍ وَا ِوﻻَج ِ ش ﻣِﻦ ﻣـَﻠَـﻞ ِ إﻟﻰ اﻷﻋَﺎ ِر ِ ض ﻣـُﻠ ْـﺒَـﺴَﺔٌ ن ُوﺟُـﻮ َﻩ اﻷ َر ِ ﺣﺘـﱠﻰ آـَﺄ ﱠ َ
) (3
ﺐ َودِﻳ ْـ َﺒﺎج ِ ﺼ ٍ ﺳﺪَى ﻋَـ ْ ﻃَـﺮَاﺋـِﻔـ ًﺎ ﻣﻦ َ
ﻗ ﺪ ﺷ ﺒﻪ اﻟﻤﻄ ﺮ اﻟﻤﻨﻬﻤ ﺮ ﺑﺎﻟﻨﺎﻗ ﺔ اﻟﻌ ﺸﺮاء وﺣ ﺬف اﻟﻤ ﺸﺒﻪ ﺑ ﻪ وه ﻮ " اﻟﻨﺎﻗ ﺔ " وﻳ ﺄﺗﻲ ﻞ ﻣﺎ ﺑﻪ ن اﻟﻐﻴﺚ ﻣﻦ ﺛﻘﻠﻪ أﻟﻘﻰ ﺑﻜ ﱢ ﺑﺈﺣﺪى ﺻﻔﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋﻠﻴﻪ وهﻮ" وﺿﻌﺖ " أي إ ﱠ آﻤﺎ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﻮﻟﺪهﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﻤﺎﻣﻪ ،ﺛﻢ ﻳﺒﻴﻦ أﺛ ﺮ ه ﺬا اﻟﻐﻴ ﺚ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻓﻘ ﺪ اآﺘ ﺴﺖ ﺑﺄﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت واﻟﺰه ﻮر ﻓﺒ ﺪت آﺄﻧﻬ ﺎ ﺛﻴ ﺎب ﺑﺪﻳﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺼﺐ واﻟ ﺪﻳﺒﺎج ،وﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﺳ ﺘﻌﺎرة ﻣﻜﻨﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ " :وﺟ ﻮﻩ اﻷرض ﻣﻠﺒ ﺴﺔ ﻃﺮاﺋ ﻖ" إذا إ ﱠﻧ ﻪ اﺳ ﺘﻌﺎر ﻟﻸرض ﺑﻌﺾ ﺻﻔﺎت اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﻤﻜﻨﻴﺔ 0 وﻗﺪ ﺗﺘﻌﺎون اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻣﻊ اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ ﻓ ﻲ إﻇﻬ ﺎر اﻟ ﺼﻮرة ﻋﻨ ﺪ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ،ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘــــــــــــﻮل : ن أزو َرهُــ ُﻢ ﻻإ ْ إﻧﱠﻲ ﻷﻃ ْـﻮِي َرﺟَﺎ ً
ق وَﻓــَﻴـﻬُـ ُﻢ ﻋﻜـَـ ُﺮ اﻷﻧﻌَـﺎم ِ وَاﻟﻮَر ُ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 52 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 58 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 67 17 0
ت ﺟ َﺪ ْ ﺖوِ ب اﻟﺘﻲ ﻟـَﻮ آـُﺸـﱢﻔَـ ْ ﻲ اﻟـﺜـﱢﻴﺎ ِ ﻃﱢ َ
ق ﺶ واﻟﺨﺮ ُ ﻓﻴﻬﺎ اﻟ َﻤﻌَﺎ ِو ُز ﻗﻲ اﻟﺘـﱠﻔـْﺘـِﻴ ْـ ِ
)(1
ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟ ﺼﻮرة اﻟﻤﻌ ّﺒ ﺮة ﺟﻤ ﻊ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ ،واﻻﺳ ﺘﻌﺎرة اﻟﻤﻜﻨﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴ ﺖ اﻷول ﺣﻴﺚ ﺷﺒﻪ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﻤﺘﺮوآﻴﻦ اﻟﻤﻬﻤﻠ ﻴﻦ ﺑ ﺎﻟﺜﻮب اﻟﺒ ﺎﻟﻲ ﺛ ﻢ ﺣ ﺬف اﻟﻤ ﺸﺒﻪ ﺑ ﻪ وأﺗ ﻲ ﺑ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﻟﻮازﻣ ﻪ وه ﻮ" اﻟﻄ ﻲ " وﻋ ّﺒ ﺮ ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﺗﺮآ ﻪ ،وإهﻤﺎﻟ ﻪ ﻟﻬ ﻢ ،أﻣ ﺎ ﺗ ﺸﺒﻴﻪ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﻬﻮ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺻﻮرة ﺗﺮآﻪ ﻟﻠﺮﺟﺎل اﻟﻤﻌﻴﺒﻴﻦ ﺑﺼﻮرة اﻟﺜﻴﺎب اﻟﺒﺎﻟﻴﱠﺔ اﻟﻤﻄﻮﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟﻮ آﺸﻔﺖ ﻟﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﺑﺘﺬال ،وﺑﺪت ﻋﻴﻮﺑﻬﺎ وآﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ : ﺳ ﱠﺮ ِة َوﺟْﻬِـ ِﻪ ﺨ ْﻴ َﺮ ﻳَﺠﺮي ﻓﻲ أ ِ َﺗﺮَي اﻟ َ
) (2
ﻖ ﺟ ْﺮ َﻳ ُﺔ رَو َﻧ ِ ﻒ َ ﺴ ْﻴ ِ ت ﻓﻲ اﻟ ﱠ آَـﻤَﺎ ﻷﻷ ْ
ﻓﻘﺪ ﺷﺒّﻪ اﻟﺨﻴﺮ واﻧﻌﻜﺎﺳﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻤﻤﺪوح ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ اﻟﻼﻣﻊ ،ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﺨﻴﺮ ﻳ ﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻤﻤﺪوح ﺣﻴ ﺎة وﺷ ﺒﺎﺑ ًﺎ ،ﻓﻘ ﺪ ﺷ ﺒّﻪ اﻟﻮﺟ ﻪ اﻟ ﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟ ﺴﻴﻒ اﻟﻤﺘﻸﻟ ﻲ ،وﻋﻤ ﺪ إﻟ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻌﺎرة اﻟﻤﻜﻨﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ":ﺗ ﺮي اﻟﺨﻴ ﺮ ﻳﺠ ﺮي " ﻓ ﺸﺒﻪ اﻟﺨﻴ ﺮ ﺑ ﺸﻲء ﻣ ﺎدي وﺣﺬف اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ ورﻣ ﺰ إﻟﻴ ﻪ ﺑ ﺸﻲء ﻣ ﻦ ﻟﻮازﻣ ﻪ وه ﻮ" اﻟﺠ ﺮي" وﺟﻌﻠ ﻪ دﻟ ﻴﻼ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻟﻴﻈﻬﺮ اﻟﻤﻌﻨﻮي ﻓﻲ ﺻﻮرة ﺣﺴﻴّﺔ 0 وﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎراﺗﻪ اﻟﻤﻜﻨﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ : ﻚ اﻷﺻَﺎ ِﺑ ُﻊ ﺼـﻤَـﺔ ً ﺗـُـﺸـَـ ﱡﺪ ﺑَﻬَــﺎ ﻓﻲ راﺣـَـﺘـَﻴـ َ ﺖ ﻟـَـ ْﻢ ﺗـَﺄﺧُـ ْﺬ ﻣِـﻦ اﻟـﻴـﺄس ِﻋـ ْ إذ أﻧ ْـ َ ﻚ اﻟﻤَـﻄـَﺎ ِﻣ ُﻊ ﺚ وﺟـَـﺪَﺗـﻪ ﻋـَﻠﻰ آـَـ َﺪ ٍروَاﺳْـﺘَﻌـْﺒــَﺪﺗ ْـ َ ﺖ ﺑـﻄـَـﺮْق ِ اﻟـﻤَﺎ ِء ﺣَـﻴ ُ ﺷﺮِﺑ ْـ َ َ
) (3
ﻓﻘﺪ ﺷﺒّﻪ اﻟﻌﺼﻤﺔ ﺑﺸﻲء ﻣﺎدي ﺗ ﺸ ّﺪ ﺑ ﻪ اﻷﺻ ﺎﺑﻊ ،وآ ﺬﻟﻚ ﺷ ﺒّﻪ اﻟﻤﻄ ﺎﻣﻊ ﺑﺎﻟ ﺴﻴّﺪ اﻟ ﺬي ﻞ ﻣﻨﻬﻤ ﺎ وأﺟ ﺮاﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻻﺳ ﺘﻌﺎرة ﻳ ﺴﺘﻌﺒﺪ ﻣﺨﺪوﻣﻴ ﻪ ،وﺣ ﺬف اﻟﻤ ﺸﺒﻪ ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ آ ّ ي ﻋﺒ ﺪﻩ اﻟ ﻀﻌﻴﻒ ،وﻣ ﻦ اﻟﻤﻜﻨﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﻄﺎﻣﻊ ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ اﻹﻧ ﺴﺎن آﻤ ﺎ ﻳ ﺴﺘﻌﺒﺪ اﻟ ﺴﻴّﺪ اﻟﻘ ﻮ ّ اﺳﺘﻌﺎرﺗﻪ اﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﻗﻮﻟﻪ : ﺧﺪْﻧـُـ ُﻪ ف إﻧـﱠـﻚ َ ِ َﻗ ْﺪ ﻋَﻠِـ ْﻢ اﻟـﻤـَﻌـﺮُو ُ
ﻚ ﻗـَﺎﺗـِﻠـُـ ْﻪ ع أﻧـﱠـ َ ﺠ ْﻮ ُ وَﻳـﻌـﻠـَـ ُﻢ هـَﺬا اﻟ ُ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 158 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 160 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 140 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 176 17 1
)(4
ن ﻓﻘﺪ ﺷﺨّﺺ اﻟﺠﻮد واﻟﻤﻌﺮف وﺟﻌﻠﻬﻤﺎ رﺟﻠﻴﻦ ﻳﻌﻠﻤﺎن ،وﻳ ﺪرآﺎن ﻓ ﺎﻟﻤﻌﺮوف ﻳﻌﻠ ﻢ إ ﱠ ن اﻟﻤﻤﺪوح ﻗﺎﺗﻠﻪ ،وأﺟﺮى ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻻﺳ ﺘﻌﺎرة اﻟﻤﻤﺪوح ﺧﺪﻧﻪ ،وﻳﻌﻠﻢ اﻟﺠﻮع إ ﱠ اﻟﻤﻜﻨﻴّﺔ ،وﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎرﺗﻪ أﻳﻀﺎ ﻗﻮل : ق ﻣـَﺜـْﻌَـ ٍﺮ أﺗـَﺎﻧﻲ وَأه ْـﻠـِﻲ ﺑَﺎﻟﻠـّﻮى ﻓﻮ َ
)(1
ﺠ َﻮ َم ﻓَـﻮَﻟــﱠﺖ ِ ﻞ اﻟـ ﱠﻨ ْ ﺟ َﺮ اﻟﻠﱠــﻴْـ ُ وَﻗَـ ْﺪ َز َ
ﺣﻴ ﺚ ﺷ ﺨّﺺ اﻟﻠﻴ ﻞ وﺟﻌﻠ ﻪ ﻳﺰﺟ ﺮ اﻟﻨﺠ ﻮم آﻤ ﺎ ﻳﺰﺟ ﺮ اﻟﺤ ﺎدي اﻹﺑ ﻞ ،وﻗ ﺪ ﺷ ﺨّﺺ اﻟﺸﺒﺎب وأدﻋﻰ إﻧـﱠﻪ ودّﻋﻪ ،وأﺻﺒﺢ راﺿﻴًﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل : ت ﻣـﻨ ُﻪ ب ﻓـَﺼﺮ ُ وَودﱠﻋـَﻨـﻲ اﻟـﺸـﱠﺒـَﺎ ُ
)(2
آَـﺮَاض ٍ ﺑﺎﻟﺼﱠـﻐـﻴـْﺮ ِ ﻣِـﻦ اﻟﻌـَﻈﻴْـﻢ ِ
وﻗﺪ ﺟﻤﻊ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﻴﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﻴﺔ ،واﻟﻤﻜﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﻼ وَﻣـﻨﻬَـﺎ ﻋَـﺎﺋِـ ٌﺮ ﻣَـ َﻮﺳُــــﻮ ُم ﺖ ﻓﻴﻬَﺎ ﻋَـﺎﺋِﺮًا ﻏــُﻔـْـ ً وﻋـَﻤـِﻴ ْـﻤَﺔ ﻗـﺪ ﺳُﻘـ ْـ ُ ﺣﺪِﻳ ْـ َﺪ ٍة ﺖ ﻣـِﻔـﺼَﻠَـﻬَﺎ ﺑﻐَـ ْﻴ ِﺮ َ ﻃـَﺒـﱠﻘ ْـ ُ
ﺚ أﻗــُﻮ ُم ﻓَـﺮَأى اﻟﻌَـ ُﺪوﱡ ﻋـَﻨـَﺎي ﺣـَﻴ ْـ ُ
)(3
ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ اﻷول ﻳﺸﺒّﻪ أﺑﻴﺎت ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺑﺎﻟﺴﻬﺎم اﻟﺼﺎﺋﺒﺔ ﻓﻤﻨﻬ ﺎ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻃ ﺎﺋﺶ ﻻ ﻳﻘ ﺼﺪ ﺑ ﻪ ﺷﺨ ﺼًﺎ ﺑﻌﻴﻨ ﻪ ،وﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﺎ ﻣﻌ ﺮوف ﻳﻘ ﺼﺪ ﺑ ﻪ ﺷ ﺨﺺ ﺑﻌﻴﻨ ﻪ ،وﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﺳ ﺘﻌﺎرﺗﺎن ن ﻣﻦ أﺑﻴﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﻳ ﺴﺎق ﻟﻌﺎﻣ ﺔ اﻟﻨ ﺎس ﻣﻤ ﻦ وﻗ ﻊ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺴﻪ ﺗﺼﺮﻳﺤﻴﺘﺎن ؛ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻘﻮل أ ﱠ ﺷﻲء ﻣﻨﻪ وﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﺴﻪ وﻗﻠﺒﻪ وﺗﺄﺛﺮ ﺑﻪ ،آﻤﺎ إن ﻣﻦ أﺑﻴﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ ﻹﻧﺴﺎن ﺑﻌﻴﻨﻪ آﺄن ﻳﻬﺠﻮ أو ﻳﻤ ﺪح أو ﻳﺮﺛ ﻲ ،وه ﻮ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻷﺣ ﻮال ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻰ إﺻ ﺎﺑﺔ ﻣﻔﺎﺻ ﻞ اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ ﺑﻜﻼﻣ ﻪ اﻟ ﺼﺎﺋﺐ ﻓﻴﺒﻬ ﺮ اﻷﻋ ﺪاء ،وﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ":ﻃﺒﻘ ﺖ ﻣﻔ ﺼﻠﻬﺎ " اﺳ ﺘﻌﺎرة ﻣﻜﻨﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺑﺎﻟﺬﺑﻴﺤﺔ وﻳﺸﺒﻪ ﻧﻔ ﺴﻪ ﺑ ﺎﻟﺠﺰار اﻟﻤ ﺎهﺮ اﻟ ﺬي ﻳﻌ ﺮف آﻴ ﻒ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ،وﻟﻮ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺪﻳﺪة 0 وﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎراﺗﻪ اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ : ﻞ ﻋﺪَا َء ﻣِﻦ ﻏـَﻴِـ ِﺮ ﻣَﺎ دَﺧ ْـ ِ ﺖ ﺑﻨَﺎ اﻷ ْ ﺿ ْ ﺤ ْﺒﻞ ِ وَأ ْر َ ت ﻗُﻮى اﻟ َ ﺟ ﱠﺬ ْ ن ﺳَـﻠ ْـﻤﻰ اﻟﻴ ْﻮ َم َ أﻻ إ ﱠ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 69 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 221 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 205 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 188 17 2
)(4
ﻓـﻘ ـﺪ ﺷ ﺒّﻪ اﻟﻤ ﻮﱠدة ﺑﺎﻟﺤﺒ ﻞ وﺣ ﺬف اﻟﻤ ﺸﺒﻪ وﺻ ﺮح ﺑﻠﻔ ﻆ اﻟﻤ ﺸﺒﻪ ﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﻴﺔ 0 وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻳﻀﺎ ﻗــــــــﻮﻟﻪ : ج إﻟـ ْﻴﻪ ﺑـﺈِﻟ ْـﺠَـﺎم ٍ َوإِﺳـْـــﺮَاج ِ ع َهــﺎ َ ﺚ ﺑَﺤﺠْـﺮ إذَا ﻣَﺎ هَـﺎﺟَـ ُﻪ ﻓَـ َﺰ ٌ ﻟـَﻴ ْـ ٌ
)(1
ﻓﻘﺪ ﺷﺒّﻪ اﻟﻤﻤﺪوح ﺑﺎﻷﺳﺪ وﺣﺬف اﻟﻤﺸﺒﻪ وهﻮ " اﻷﺳﺪ " وأﻗﺎم اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑ ﻪ ﻣﻘﺎﻣ ﻪ دﻟ ﻴﻼ ﻋﻠﻴﻪ ،وﺻﺮح ﺑﻪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﻴﺔ 0 وﻗﺎل أﻳﻀﺎ ﻣﺸﺒﻬﺎ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ : ﻲ اﻟﺤﻠ ْـ ِﺪ ﻋـَﻦ أﺛـَﺮ اﻟ َﻮرْس ِ ن ﻏَـ ِﻨ ﱢ ﺲ ﻋـَﻨ َﺪ ﻃـُﻠــُﻮﻋِـﻬَﺎ ﺑـَﻠـَـ ْﻮ ٍ ﺖ اﻟﺸَـﻤ ْـ ُ ت ﻓـَﻘـُﻠ ُ ﺗـَﺒَـ ﱠﺪ ْ
)(2
ﻞ وﺣ ﺬف اﻟﻤ ﺸﺒﻪ ﻓﻘ ﺪ ﺷ ﺒّﻪ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺸﻤﺲ ﺑﺠ ﺎﻣﻊ اﻹﺷ ﺮاق واﻟﻮﺿ ﻮح ﻓ ﻲ آ ّ وﺻﺮح ﺑﻠﻔﻆ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﻴﺔ 0 هﺬا إن آﺎن اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻣﻔﺮدا ،وإن آﺎن ﻣﺮآﺒﺎ آﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﺎﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﻨﺎﺗﺠ ﺔ اﺳﺘﻌﺎرة ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻓﻤﻦ اﺳﺘﻌﺎرات اﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ : ب ﺖ زِﻧـَﺎ َد آـَﺎ ٍ ﻚ ﻣَﺎ ﻗـَـﺪَﺣ ْـ ُ وَﻗـَﺒـْﻠـَـ َ
ي ﺁﺑـﻴَـ ٍﺔ ﺻَﻠـُـ ْﻮ ِد ج َو ْر َ ﻷﺧ ْـ ِﺮ َ
)(3
ﻼ ﺷﺤﻴﺤ ًﺎ ﻟﻴﻨﺘﺰع ﻣﻨﻪ اﻟﻤﻜﺎﻓﺄة اﻧﺘﺰاﻋًﺎ ،آﻤ ﺎ ﻳﻘ ﺪح أراد أن ﻳﻘﻮل إﻧـﱠﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﺪح ﻗﺒﻠﻪ رﺟ ً ﻼ ﻓ ﻲ أن ﻳﺨ ﺮج ﻣﻨ ﻪ ﻧ ﺎرا ،وﻻ ﻧ ﺎر ﺗﺮﺟ ﻰ ﻣ ﻦ ﺁﺑﻴ ﺔ ﺻ ﻠﻮد اﻟﻘ ﺎدح اﻟﺰﻧ ﺎد اﻟﻜ ﺎﺑﻲ أﻣ ً ﻓﺎﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ ﺗﻤﺜﻴ ﻞ ﺣ ﺬف اﻟﻤ ﺸﺒﻪ وه ﻮ "اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ،واﻟﺒﺨﻴ ﻞ اﻟ ﺸﺤﻴﺢ " ،وﺻ ﺮح ﺑﻠﻔ ﻆ اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ وهﻮ اﻟﻘﺎدح ﻣﻊ اﻟﺰﻧﺎد اﻟﻜﺎﺑﻲ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ 0 وﺑﻌ ﺪ ﻧﺨﻠ ﺺ إﻟ ﻰ إن اﻟﺘﺠ ﺴﻴﻢ واﻟﺘ ﺸﺨﻴﺺ ﻳ ﺴﻴﻄﺮان ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﻈ ﻢ ﺻ ﻮر اﺑ ﻦ ﻞ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ،وهﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ هﺮﻣﺔ اﻻﺳﺘﻌﺎرﻳﺔ وإﻧـﱠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻈﻬﺮ ﺟ ّ ﺑﺮاﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﻢ اﻟﻤﻔﺮدات 0
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 78 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 133 (3اﻟﺪﻳﻮان ص100 17 3
اﻟﻤﺠــــــــــــﺎز : وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪم اﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﻟﻤﺠﺎزﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ وﻟﻜﻨﱠﻪ ﺑﻘﻠﺔ ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ : ﺣﺼَﺎ ِء وَاﻟﻌَﺪ ِد ﻒ واﻻ ْ ﺻ ِ ﻦ اﻟ َﻮ ْ ﺖ ﻋَـ ْ ﻚ ﻋــِﻨـْﺪي ﻏَـ ْﻴ ُﺮ وَاﺣ َﺪ ٍة ﺟـَﻠـﱠـ ْ ن أﻳَﺎدِﻳ ْـ َ إﱠ ﺖ ﺑﻬـَﺎ ﻣُـﺴْـﺘـَﻮﺟـِﺐ اﻟﺸﱡـﻜ ْـ ِﺮ ﻣِـﻨّﻲ ﺁﺧـﺮاﻷﺑـَـ ِﺪ ﻻ وأﻧ ْـ َ ﺲ ﻣﻨﻬَﺎ ﻳ ٌﺪ إ ﱠ وَﻟـَـﻴْـ َ
)(1
ن اﻟﻴﺪ ﺳﺒﺐ ﻓ ﻲ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺄﻳﺎدﻳﻚ هﻨﺎ " أﻓﻀﺎﻟﻪ " وهﻲ ﻣﺠﺎز ﻣﺮﺳﻞ ﻋﻼﻗﺘﻪ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ؛ ﻷ ﱠ اﻟﻔ ﻀﻞ ﻓﻬ ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻤ ﺪ اﻟﻌﻄ ﺎء واﻹﺣ ﺴﺎن ،ﻓﺎﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺠ ﺎز " اﻟﻴ ﺪ " واﻟﻤﻌﻨ ﻲ اﻷﺻﻠﻲ" اﻟﻔﻀﻞ" ﻋﻼﻗﺘﻪ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ ،وﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ : ﻀﻌَـﻨِﻲ ﺖ أﺣﺴ ُﺒ ِﻨﻲ ﺟَﻠﺪًا ﻓَـﻀَﻌ ْـ َ ﻗَـ ْﺪ آ ْﻨ ُ
ﻗـَﺒ ْـ ٌﺮ ِﺑ َ ﻦ ن ﻓـﻴ ِﻪ ﻋـَﺼ َﻤ ُﺔ اﻟﺪﱢﻳ ْـ ِ ﺤ ﱠﺮا َ
)(2
ﻓﻘﺪ أﺳﻨﺪ اﻟﻔﻌﻞ" ﺿﻌﻀﻌﻨﻲ" إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺮ وهﻮ ﻣﻜﺎن اﻟﻤﻴﺖ اﻟﺬي ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﻀﻌﻀﻌﺔ، وﻟﻴﺲ " اﻟﻘﺒﺮ" ﻓﻔﻲ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﺠﺎز ﻋﻘﻠﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ " اﻟﻤﻜﺎﻧﻴﺔ " وه ﺬا اﻟﻤﺠ ﺎز ﻃﺮﻳ ﻖ ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﺒﻴﺎن ،وهﻮ ﻣﺎدة اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﻐﻠﻖ 0 ن ﻣﻌﻈ ﻢ ﺻ ﻮرﻩ ﺑﺪو ّﻳ ﺔ وﻣﺠﻤ ﻞ اﻟﻘ ﻮل ﻓ ﻲ اﻟ ﺼﻮرة اﻟﻔﻨﻴ ﺔ ﻋﻨ ﺪ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ إ ﱠ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻳﺮﺟ ﻊ إﻟ ﻰ ﺛﻘﺎﻓ ﺔ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﺧﺎﻟ ﺼﺔ ﻻ ﺗﺒﻌ ﺪ آﺜﻴ ﺮًا ﻋ ﻦ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ،وﻟﻌ ّ اﻟﺒﺪو ّﻳ ﺔ؛ ﻓﻘ ﺪ ﻋﻜ ﻒ ﻋﻠ ﻰ دراﺳ ﺔ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘ ﺪﻣﺎء ﻳ ﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﺎدة ﺷ ﻌﺮﻩ ،ﻓﺤﻔ ﻆ ﺳ ﻢ ﺧﻄ ﺎهﻢ ،ﺑﺎﻧﻴ ًﺎ ﺷ ﻌﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨ ﻮاﻟﻬﻢ ،ﻓﻈﻬ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ أﺷ ﻌﺎر اﻟﻘ ﺪﻣﺎء ﻣﺤ ﺎوﻻ ﺗﺮ ّ ﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺻﻮر اﺑﻦ هﺮﻣﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ آﻤﺎ ﻗﻠﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﺻﻮرﻩ وأﺧﻴﻠﺘﻪ وﻃﺮق ﺗﻌﺒﻴﺮﻩ ،وﻟﻌ ّ ﻗﺒﻞ هﻮ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻼﺋﻖ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺒﻪ واﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ ،وآﺬﻟﻚ اﻋﺘﻤ ﺎدﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻏﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻬﺎت اﻟﻤﻔ ﺮدة ،وﻓ ﺘﺢ ﺑ ﺬﻟﻚ ﺑ ﺎب اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻔﻨﻲ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻤﻦ أﺗﻮا ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻤﻦ اهﺘﻤﻮا ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﻔﻨﻴﺔ آ ﺎﺑﻦ اﻟﻤﻌﺘ ﺰ ،واﺑ ﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ،واﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ،وﻏﻴﺮهﻢ آﺜﻴﺮون 0
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 108 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 237 17 4
اﻟﻔﺼـﻞ اﻟـﺮاﺑﻊ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻠﻐﻮي وﺁراء اﻟﻨﻘﺎد أو ًﻻ :ﻟﻐــــــﺔ ﺷـﻌـــــﺮﻩ ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ :اﻻﺣﺘﺠــﺎج ﺑﺸﻌــﺮﻩ ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ :ﺁراء اﻟﻨﻘﺎد ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ
اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻠﻐﻮي أوﻻ /ﻟﻐﺔ ﺷﻌﺮﻩ : ﺗﻌ ﱠﺪ اﻟﻠﻐ ﺔ رآﻴ ﺰة أﺳﺎﺳ ﻴﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﻌﺮ ،وه ﻲ ﺻ ﻨﻮ اﻟﻤﻌﻨ ﻲ وﺑﻬ ﺎ ﺗـﻨـﺘﻘ ـﻞ اﻷﻓﻜﺎر واﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻌـﻘـﻮل إﻟﻰ اﻟـﻘـﻠـﻮب ،إﻟﻰ اﻟﻤـﺘﻠـﻘـّﻴـﻦ ﻓﺘﻜﺘﻤﻞ داﺋﺮة اﻹﺑﺎﻧ ﺔ واﻹﻓﻬﺎم ،وﻗﺪ أهﺘ ﱠﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻤ ﺎء اﻟﻠّﻐ ﺔ ،وﺟﻌﻠﻬ ﺎ اﻟﺠ ﺎﺣﻆ ﻣ ﺪار اﻟﺘﻤ ﺎﻳﺰ واﻟﺘﻔﺎﺿ ﻞ ﺑ ﻴﻦ
17 5
اﻟﺸﻌﺮاء ) ، (1اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ رﻳﺎﺿﺘﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ آﺴﺎء ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﻢ ،وﺑﺮدهﺎ وﺗﺄﻧـّﻔـﻮا ﻓﻲ اﻧﺘﻘﺎﺋﻬﺎ ،وﺳﻌﻮا ﻓﻲ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻣﻔﺮداﺗﻬ ﺎ ؛ وذﻟ ﻚ ﺑﺘﻮﺷ ﻴﺘﻬﺎ ﺑ ﻀﺮوب ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺪﻳﻊ ، آﺎﻟـﺠ ـﻨﺎس ،واﻟ ﺴـﺠﻊ ،واﻟـﺘﻜ ـﺮار ،وﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﺗﺨﻠ ﻰ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ اﻟـﻔـ ﺼﻴﺢ ﻋ ﻦ هــﻤ ـﻮم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﺳـﺨـﱠﺮ ﻣﻮهـﺒﺘﻪ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ رآﺎب اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ودﺧﻞ ﻓﻲ ﻲ أﺻ ﻨﺎف ﻣ ﻦ اﻟﻌﺠ ﻢ ،واﻟﻤ ﻮاﻟﻲ "اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳ ﺄﻟﻔﻮا ﺟﺰاﻟ ﺔ ﻧ ﺴﻴﺞ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻹﺳ ﻼﻣ ّ اﻟﻔ ﺼﺤﻰ ،وآ ﺎﻧﻮا ﻳﻄﻠﺒ ﻮن ﺷ ﻌﺮًا ﺷ ﻌﺒ ّﻴ َﺎ ﻋﺎﻣ َﺎ ﻳﻘ ﺎرﺑﻬﻢ وﻳﻘﺎرﺑﻮﻧ ﻪ" ) ،(2ﻓﺎﺳ ﺘﺠﺎب ﺑﻌﺾ ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻣﻮي ﻟﻬﺬا اﻟﻄﻠﺐ " وآﺎن هﺬا ﻧﺬﻳﺮًا ﺑﺎﺳﺘﻌﻼء اﻟﺮأي اﻟﻌ ﺎم ، ﻓﻲ إﻣﻼء أﺣﻜﺎﻣﻪ وﻣﻘﺎﻳﺴﻪ ﻟﻠﺸﻌﺮ " )0(3 ﻲ ﻓ ـﺒﺪأت ﻣﺮاﻋ ﺎة اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻟﺠﻤﻬ ﻮرﻩ ،اﻟﺘ ﻲ ﺑﻠﻐ ﺖ ﻏﺎﻳﺘﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳ ّ ﻓﻨﻈﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺮاء ﺷﻌﺮًا ،ﺣﺸﺪوا ﻓﻴﻪ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺴﻬﻠﺔ ،ﺣﺘ ّ ﻰ اﻟﺴﻮﻗﻴّﺔ ) (4وﺟﺪت ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﻤﻬﻢ 0 وﻳﻘﻮل اﺑﻦ ﺧﻠﺪون)" : (5ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻂ اﻟﻌﺠﻢ أآﺜ ﺮ آﺎﻧ ﺖ ﻟﻐﺘ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻠ ﺴﺎن ن اﻟﻤﻠﻜﺔ إﻧـﱠﻤﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠـّﻢ" وﻳﻘﻮل " :وﺻ ﺎر أه ﻞ اﻷﻣ ﺼﺎر آﻠ ـﱠﻬﻢ اﻷﺻﻞ أﺑﻌﺪ ﻷ ﱠ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ أهﻞ ﻟﻐﺔ أﺧﺮى ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻟﻐﺔ ﻣﻀﺮ"0 ﺷ ﻬﺪ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﻟﻬﺠ ﺮي ﺗﻄ ﻮرًا واﺳ ﻊ اﻟﻤ ﺪى ﻓ ﻲ اﻷدب ؛ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﺘﻄ ﻮر اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﻘﻠﻴـﱠﺔ واﻟﺤﻀﺎرﻳﱠﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗـﺖ ،وﻗـﺪ ﻋﺎش اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺼﺮ اﻟ ﺬي أوﺿﺤﻨﺎﻩ ،وﻣﻤﺎ ﻻ ﺷ ﻚ ﻓﻴ ﻪ أ ﱠﻧ ﻪ ﻧﻬ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌ ﻴﻦ ﻧﻔ ﺴﻪ اﻟ ﺬي ﻧﻬ ﻞ ﻣﻨ ﻪ ﻣﻌﺎﺻ ﺮوﻩ ، ﺑﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻋﺮف ﻋﻨﻪ ﻣ ﻦ أﻧ ـﱠﻪ ﺷ ﺎﻋﺮ ﺑ ﺪوي ،رﺑ ﻲ ﻓ ﻲ دﻳ ﺎر ﺑﻨ ﻲ ﺗﻤ ﻴﻢ وﻋ ﺎش ﻓﺘ ﺮة ﺻﺒﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،وﺗ ﺮدد ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﺪﻳﺘﻬﺎ وﺷ ﺎرك ﻓ ﻲ ﻧ ﺪواﺗﻬﺎ ،واﺗ ﺼﻞ ﺑﻜﺒ ﺎر رﺟ ﺎل اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻷﻣﻮ ّﻳ ﺔ واﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴّﺔ ؛ وﻻﺑ ﺪ أن ﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ ﺗﻨ ﺎهﻰ إﻟ ﻰ ﺳ ﻤﻌﻪ ﻣﻼﺣﻈ ﺎت اﻟﻨﻘ ﺎد (1اﻟﺠﺎﺣﻆ :اﻟﺤﻴﻮان ص 40 ،3 (2اﻟﺒﻬﺒﻴﺘﻲ " ﺗﺎرﻳﺦ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ " ص 285 (3اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ص 286 (4ﻗﺎل ﺳﻠﻢ اﻟﺨﺎﺳﺮ ﻷﺑﻲ اﻟﻌﺘﺎهﻴﺔ :ﺑﻌ ﺪ أن اﺳ ﻤﻌﻪ ﺑﻌ ﺾ ﺷ ﻌﺮﻩ ) ﻟﻘ ﺪ ﺟﻮدﺗﻬ ﺎ ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ أﻟﻔﺎﻇﻬ ﺎ ﺳ ﻮﻗﻴﺔ ( ﻓ ﺮد ﻋﻠﻴﻪ أﺑﻮ اﻟﻌﺘﺎهﻴﺔ ) واﷲ ﻣﺎ ﻳﺮﻏﺒﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ اﻟﺬي زهﺪك ﻋﻨﻬﺎ ( ﻓﻲ اﻟﺒﻬﺒﻴﺘﻲ "ﺗﺎرﻳﺦ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ" ص 386 (5اﺑﻦ ﺧﻠﺪون "اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ " دار اﻟﻔﻜﺮ ﺑﻴﺮوت ،ط1996 ، 3م ،ص 771 ،770 17 6
واﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﻼﻏﺔ واﻟﺒﻴﺎن ،وﺑﻌ ﺪ دراﺳ ﺔ ﻟﻐ ﺔ ﺷ ﻌﺮﻩ ،ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻔ ﺼﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺤ ﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ :
/1اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺠﺰﻟﺔ : هﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻸ اﻟﻔ ﻢ ،اﻟﺘ ﻲ " ﺗﻌﺮﻓﻬ ﺎ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ وﻻ ﺗ ﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوراﺗﻬﺎ " ) ،(1واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺛﺮت ﻓﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ ،اﻗﺘ ﺒﺲ ﻋ ﺪدًا ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮان اﻟﻜ ﺮﻳﻢ وﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﺷﻄﺖ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺑﻌﺪت ،و ﻳﻬﻤﺎء ﺑﻤﻌﻨﻲ اﻟﻔ ﻼة اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻣ ﺎء ﻓﻴﻬ ﺎ ،وﻻ ﻳﻬﺘ ﺪي ﻟﻄﺮﻳﻘﻬ ﺎ ،واﻟﻤﻌ ﺎوز ﺑﻤﻌﻨ ﻰ اﻟﺜﻴ ﺎب اﻟﺒﺎﻟﻴ ﺔ ،واﻟﻤﺮه ﻖ ﺑﻤﻌﻨ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﻐ ﺸﺎﻩ اﻟ ﻀﻴﻔﺎن ،اﻟﻌﻄﺒ ﺔ ﺑﻤﻌﻨ ﻲ اﻟﻘﻄﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ـﻄﻦ أو اﻟﺨﺮﻗ ﺔ ﺗﺆﺧ ﺬ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻨ ﺎر ،اﻟﻘ ﺮواح اﻟﻔ ﻀﺎء اﻟﻮاﺳ ﻊ ﻏ ـﻤﺮ اﻟﻌﻄﻴ ﺎت ،آ ﺮﻳﻢ آﺜﻴ ﺮ اﻟﻌﻄ ﺎء ،و اﻟﺜﺠ ﻮج اﻟﻤ ﺎء اﻟﻐﺰﻳ ﺮ ، واﻟﻨﺸﺎح اﻟﻤﺎء اﻟﻘﻠﻴﻞ ،اﻟﻤﺮﻓﺪ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﻄﺎء واﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ،اﻟ ﺸﺤﻂ ﺑﻤﻌﻨ ﻲ اﻟﺒﻌ ﺪ ،ﻗ ـﻤﻦ ﺑﻤﻌﻲ ﺳﺮﻳﻊ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ واﺣﻮر ﺑﻤﻌﻨ ﻲ اﻟﻌﻘ ﻞ اﻟ ﺼﺎﻓﻲ ،وﻏﻴﺮه ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻟﻔ ﺎظ اﻟﺠﺰﻟ ﺔ اﻟﻔﺼﻴﺤﺔ 0 وهﺬﻩ اﻷﻟﻔﺎظ اﻗﺮب إﻟﻰ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻐﺮﻳﺒ ﺔ اﻟﺤﻮﺷ ﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺠﻨﺒﻬ ﺎ ﺷ ﻌﺮاء اﻟﻌ ﺼﺮ اﻷﻣﻮي واﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ،واﺧﺘﺎروا ﻟﻐﺔ اﻟﻤﻮﻟّﺪﻳﻦ اﻟﺴﻬﻠﺔ ،أآﺎن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﺘﻜﻠﻔﻬﺎ ؟ أم أﻧﻬﺎ ﺗ ﺼﺪر ﻋ ﻦ ﺳ ﺠﻴّﺔ وﻣﻠﻜ ﺔ ﻻ ﻳ ﺴﺘﻄﻴﻊ ﻟﻬ ﺎ دﻓﻌ ًﺎ ؟ ،وﻓ ﻲ أﺧﺒ ﺎر اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣ ﺎ ﻳﺆآ ﺪ ن رﺟ ً ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر أﻟﻔﺎﻇﻪ ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺮوى ﻋﻨﻪ إ ّ ﻼ أﻧﺸﺪﻩ ﺑﻴﺘﻪ : ب ﻦ هَـﺮْﻣَـ َﺔ "ﻗﺎﺋﻤًﺎ" ﺑﺎﻟﺒـَﺎ ِ ﻞ ﻟـَـ ُﻪ هـَﺬا اﺑ ْـ ُ ﺖ ﻓـَﻘُـ ْ ن دَﺧـَﻠـ ْـ َ ﻚإ ْ ﷲ رَﺑﱢـ َ ﺑﺎ ِ
)(2
ﻓﻘﺎل ﻟﻠﺮﺟﻞ :ﻣﺎ آـﺬا ﻗـﻠﺖ أﺗﺼﺪق؟ ﻗﺎل :ﻓﻤﺎذا ؟ ﻗﺎل " :واﻗﻔ ًﺎ " ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻪ " :ﻟﻴﺘﻚ ﺲ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ هﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗ ﺪر اﻟﻠﻔ ﻆ واﻟﻤﻌﻨ ﻰ " ) ، (3وه ﺬا اﻟﺨﺒ ﺮ ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻰ دﻗ ﺔ ﺣ ّ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺑﺎﻷﻟﻔ ﺎظ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ دﻻﻟﺘﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ ،ﻓﻘ ﺪ ﺣ ﺮص اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﺧﺘﻴﺎر أﻟﻔﺎظ ﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ ﻣﻘﺼﻮدﻩ ﺑﻜﻼم ﻓﺼﻴﺢ وﺻﻴﺎﻏﺔ ﺑﻠﻴﻐﺔ ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ : (1اﻟﻤﺮﺷﺪ 13 /2 (1اﻟﺪﻳﻮان ص 67 (2اﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ ص 67 17 7
ﻦ أﻋ ْـﻮَا ِد ﺲ ﺟَﺎري آـَﻌـُﺶ ٍ َﺑ ْﻴ َ ﻞ أﺣﻤﻲ َﻣﺒَﺎءَﺗَـ ُﻪ وَﻟـ ْﻴ َ ل اﻟﺠَﺎ َر ﺑَـ ْ ﺧ ُﺬ ُ ﻻأ ْ َ
)(1
ﻓﺎﻟﻤﺒﺎءة آﻠﻤﺔ ﻓﺼﻴﺤﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻤﻨﺰل ﻟﻠﻘﻮم ﻓﻲ آﻞ ﻣﻮﺿﻊ ،وﻗﻮﻟﻪ : ض ﻋـَﻨـﱢﻲ أ ْو ﺗَـﺼِﻠ ْـﻨِﻲ إذَا ﻟَـ ْﻢ ﺗَـ ْﺮ َ
ﻟــَﻔـِﻲ ﺣـَﻴـْﻦ ٍ أﻋـَﺎﻟـِﺠُـ ُﻪ ﻣـُﺘــَﺎح ِ
)(2
اﻟﺤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ آﻠﻤﺔ ﻓـﺼﻴﺤﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻬﻼك ،وأﻋﺎﻟﺠﻪ ﺗﻌﻨﻲ أزاوﻟ ﻪ وأﻣﺎرﺳ ﻪ ،وﻣﺘ ﺎح ﻧﻌﻨﻲ ﻃﻮﻳﻞ و ﻣﻤﺘﺪ ،وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﺧﺼَﺎﺻَﺔٌ ﻚ َ ﻼ ﻋـَﻠَـﻴ ْـ َ ﻚ ُﻣﺨْﺘَـ ً رَأﻳـْﺘُـ َ
ﺖ ﺾ اﻟ َﻤﻨَﺎﺑِـ ِ ﺖ ﺑِـﺒَﻌ ْـ ِ ﻚ ﻟَـ ْﻢ ﺗـَﻨﺒ ْ آـَﺄﻧﱠـ َ
)(3
ﻣﺨﺘﻼ ﻓﻘﻴﺮ ،وﺧﺼﺎﺻﺔ ﻧﻌﻨﻲ اﻟـﻔــﻘ ـﺮ وﺳ ﻮء اﻟﺤ ﺎل وه ﻲ آﻠ ـﻤﺎت ﻓ ﺼﻴﺤﺔ وردت ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وآﺬﻟﻚ ﻗـــﻮﻟﻪ : ﺠ ِﺪ أﺻْﻴـَـﺪَا ﺠ ِﺪ ﻏَﺎﻳَـ ًﺔ إِﻟﻲ ﻋِـ ﱢﺰ ﻗـُـ ْﺪﻣُـﻮس ٍﻣِﻦ اﻟ َﻤ ْ س( ﻣـَﻦ اﻟ َﻤ ْ ﻚ )ﻋَـﺒﱠﺎ ٌ ﺑَﻨﻲ ﻟَـ َ ﷲ( إ ْذ آﺎَن َﻣـِﺜﻠـــﻬَـﺎ َوﺷَــﻴﱠـ َﺪ )ﻋَﺒ ُﺪ ا ِ
ﻼ ﻓَـﺘَـﺸـَـــ ﱠﻴﺪَا ب اﻟﻌـُـــ َ وَﺷـَــ ﱠﺪ ﺑـﺈِﻃـْـﻨَﺎ ِ
)(4
ﻓﻜﻠﻤﺔ " ﻗﺪﻣﻮس " ﺗﻌﻨﻲ ﻗﺪﻳﻢ ،وهﻲ آﻠﻤﺔ ﻓﺼﻴﺤﺔ ،أﻃﻨﺎب هﻲ ﻣﻔ ﺮد ﻃﻨ ﺐ وﺗﻌﻨ ﻲ اﻟﺤﺒﻞ اﻟﺬي ﺗﺸﺪﺑﻪ ﺳﺮدا ق اﻟﺒﻴﺖ 0 وﻗﺪ اﺳﺘﻌﺎن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺸﻌﺮﻩ ﻟﻼﺳﺘﺪﻻل ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮوا ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ،وﻣﻦ ذﻟﻚ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ اﻟﻔﻌﻞ ) ذرا( ﺑﻤﻌﻨﻲ )ﻃﻴّﺮ( ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﻚ اﻟﺒﻴْﺾ ِ َذرْوًا َﻳﺨْﺘـَﻠـِﻲ ﺣ ِﺒ ْﻴ َ ﻳـَﺬ ْرُو َ
ﻃﺮَاق ِاﻟﻌَـ ْﻨ َﺒ ِﺮ ﻒ اﻟﺴﱠﻮاﻋ ِﺪ ﻓﻲ ِ ﻏـُﻠ ْـ َ
) (5
وآﺬﻟﻚ اﺳﺘﺨﺪم آﻠﻤﺔ )اﻟﺴﺤﺎح( ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﻤﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﻂ اﻟﻐـَﺸﻮ ﺼﺮْﺗَـﻨِﻲ ـَﻌ ْـ َﺪ ﺧـَﺒ ْـ ِ َو َﺑ ﱠ
ف وَهﺬي اﻟﺴﺤَﺎﺣَﺎ م هـَﺬي اﻟﻌﺠَﺎ َ
)(6
آﺬﻟﻚ اﺳﺘﺸﻬﺪوا ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻴﻎ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻟﻒ اﻟ ﺼﻴﻎ اﻟﻤﻄ ﺮدة واﻟﻘﻮاﻋ ﺪ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻹﺛﺒﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ "اﻻﺷﺘﻘﺎﻗﺎت "اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ : (3اﻟﺪﻳﻮان ص 105 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 86 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 74 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 92 (1اﻟﺪﻳﻮان ص 123 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 81 17 8
ﺤﻤْﺾ ٍ ُﻣ ْﻮرِس ٍ ﺁﺑَﺎﻃُـﻬَﺎ ﻣـِﻦ ذي ﻗﺮُون ِ أﻳَﺎﻳـِﻞ ِ وَآـَﺄ ﱠﻧﻤَﺎ ﺧُـﻀِﺒـَﺖ ِﺑ َ
) (1
ﻓـﻘ ـﺪ اﺳ ﺘﺨﺪم ﺻ ﻴﻐﺔ ﻣﻔﻌ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻌ ﻞ اﻟﺮﺑ ﺎﻋﻲ اورس واﺑﻘ ﻞ ﻣ ﻊ إن اﻷﺷ ﻬﺮ ﺻ ﻴﻐﺔ ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻴﻬﻤﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘــــﻮل : ﺴﺤَﺎﻟـَـ ِﺔ ﺣُـ ﱠﺮ ًة ﺖ ﺑﺼَﻔ ْـﺮَا ِء اﻟ ﱡ ﻟَـﺮُﻋ ْـ ُ
ﻞ ﻦ اﻟـﻨﱠـﺒـﻴﻄَـﻴْﻦ ِ ﻣُﺒـْﻘِـ ُ ﻟَـﻬَﺎ ﻣَﺮﺗَـ ٌﻊ ﺑﻴ َ
)(2
ﻼ ":ﻗﺎﻟﻮا أﺑﻘﻞ اﻟﺮﻣﺚ :إذا أرﺑﻰ وﻇﻬ ﺮت ﺧ ﻀﺮة وﻗﺪ ﻋﻠﻖ اﻟﺠﻮهﺮي ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻗﺎﺋ ً ورﻗﻪ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻗﻞ وﻟﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮا ﻣﺒﻘﻞ آﻤﺎ أورس ﻓﻬ ﻮ وارس وﻟ ﻢ ﺑﻘﻮﻟ ﻮا ﻣ ﻮرس وه ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎدر " وﻳﻘﻮل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺨﺰاﻧﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ أﻳﻀﺎ " :ﻗﺎل ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﺮواة أﺑﻘ ـﻠﺖ اﻷرض وأﺑﻘﻠﻬ ﺎ اﷲ ،وﺑﻘ ﻞ وﺟ ﻪ اﻟﻐ ﻼم إذا ﺣ ﺰج وﺟﻬ ﻪ ،وﻗ ﺎل ﺑﻌ ﺾ ﻋﻠﻤ ﺎء اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ أﺑﻘ ﻞ اﻟﻤﻜﺎن وﻣﻜﺎن ﺑﺎﻗﻞ وﻻ ﺗﻌﻠﻤﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﻘﻞ اﻟﻤﻜﺎن ﻓﻬﻮ ﻣﺒﻘﻞ وﻗ ﺪ ﺟ ﺎءت ﻋ ﻦ اﻟﻌ ﺮب ﻣﺎ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻗﺎل اﺑﻦ هﺮﻣﺔ :ﻟﺮﻋﺖ ﺑﺼﻔﺮاء ، (3) "000وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗــــــﻮﻟﻪ : ﺐ ﻟﻠﻤﻨـﻴـﱠـ ِﺔ ﺗـَﻌـْﺘـَﺮﻳـْﻬــِﻢ ﺼ ٌ أﻧَـ ْ
)(4
ج اﻟـﺴـّﻴـُﻮل ِ ِرﺟـَﺎﻟﻲ أ ْم هـُـ ُﻢ دَر ُ
اﺳﺘﻌﻤﻞ ) ﻧﺼﺐ ( ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻨﺼﻮب ،واﻟﻤﻌﻨ ﻰ اﻷﺷ ﻬﺮ واﻷﻋ ﻢ ﻟ ﻪ ) اﻟ ﺸﺮ و ﻲ ﺴ ِﻨ َ ب ِإ ْذ َﻧ ﺎدَى َرﺑﱠ ُﻪ َأ ﱢﻧ ﻲ َﻣ ﱠ ﻋ ْﺒ َﺪﻧَﺎ َأ ﱡﻳ ﻮ َ اﻟ ﺒﻼء ( وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " :وَا ْذ ُآ ْﺮ َ ﻋﺬَا ٍ ﺐ َو َ ﺼ ٍ ن ِﺑ ُﻨ ْ ﺸ ْﻴﻄَﺎ ُ اﻟ ﱠ ب " ) (5أي ﻣﺴﻨﻲ ﺑﺸﺮ )0 (6
/2اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺮﺻﻴﻦ : ﻣﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺮاء إﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺗﺮاآﻴﺐ ﻟﻐﻮﻳﱠﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ،وأﺳﺮف اﻟ ﺒﻌﺾ ﻓ ﻲ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ اﻗﺘﺮﺑﺖ ﻟﻐﺔ ﺷﻌﺮهﻢ ﻣﻦ ﻟﻐ ﺔ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴ ﺔ واﻓـﺘـﺘ ـﻦ ﺷ ﻌﺮاء آﺜﻴ ﺮون ﺑﻬ ﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺴﻬـﻞ آﺄﺑﻲ اﻟـﺸﻴّﺺ اﻟﺬي" آﺎن اﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻴﻪ أهــﻮن ﻣﻦ ﺷﺮب اﻟـﻤﺎء ﻋﻠﻰ
(3اﻟﺪﻳﻮان ص 194 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 172 (5اﻟﺨﺰاﻧﺔ ،ج ،1ص 23 (6اﻟﺪﻳﻮان ص 192 (7ﺳﻮرة ص :اﻵﻳﺔ 41 (8اﻟﺨﺰاﻧﺔ ج / 1ص 203 17 9
اﻟﻌـﻄ ﺸﺎن "
)(1
ورﺑﻴﻌ ﺔ اﻟﺮﻗ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳ ﺸﺒّﻪ أﺑ ﻮ اﻟـﻔـ ـﺮج أﺳـﻠ ـﻮﺑﻪ ﺑﺄﺳـﻠ ـﻮب أﺑ ﻲ
اﻟﻌﺘﺎهﻴﺔ اﻟﻤﻔﺮط ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ
)(2
وأﺑﻲ دﻻﻣﺔ وأﺑﻲ اﻟﺸﻤﻘﻤﻖ .
ن اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻤﻮﻟ ـّﺪ آ ﺎن ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﻠﺘﻄ ﻮر اﻟ ﺬي ﺣ ﺪث ﻟﻠﻤﺠﺘﻤ ﻊ واﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ إ ﱠ ﻲ ؛ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻹﺷﺎﻋﺔ ﻣﻈ ﺎهﺮ اﻟﺘ ﺮف واﻟﺮﻗ ﺔ ﻓﻴ ﻪ اﻷﻣ ﺮ اﻟ ﺬي أدى إﻟ ﻰ إﺣ ﺴﺎس اﻹﺳﻼﻣ ّ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻷﻟﻔ ﺎظ ﻓﺄﺻ ﺒﺤﻮا ﻳﻤﻴﻠ ﻮن إﻟ ﻰ اﻟﺮﻗﻴ ﻖ ﻣﻨﻬ ﺎ وﻳﺮﻓ ﻀﻮن اﻷﻟﻔ ﺎظ اﻟﻐﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﺠﻬﺎ ذوﻗﻬﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،وﺳﻨﻌﺮض ﺑﻌﺾ ﺳﻤﺎت اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻤﻮﻟ ﺪ ؛ ﻟﻨ ﺮى أ آ ﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣﺔ اﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ أم ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ؟ ﺟﻌﻞ اﻟﻨﻘﺎد أول ﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻤﻮﻟﺪ اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟ ﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟ ﺴﻬﻠﺔ ،وﻣ ﻦ ﺧ ﻼل دراﺳ ﺘﻨﺎ ﻟ ﺸﻌﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻧﺠ ﺪ ﻩ ﻗ ﺪ اﺧﺘ ﺎر ﻟﻠﻐ ﺔ ﺷ ﻌﺮﻩ اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﺠ ﺰل واﻟﺘﺮاآﻴﺐ اﻟﺮﺻﻴﻨﺔ ،وإن آﺎن ﻗــﺪ ﺟ ﻨﺢ إﻟ ﻰ ﻟﻠ ﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺿ ﻊ ﻗﻠﻴﻠ ﺔ ﺟ ﺪًا ,وﻗ ﺪ ﻧﺠﺪ ﻟﻪ ﺑﻴﺘﺎ أو ﺑﻴﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻏـﺰﻟﻴﺔ رﻗﻴﻘﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻹﺳ ﻔﺎف وذﻟ ﻚ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ : ب ﻋـَﻨـﱢﻲ ﻣَﻦ َﻳﻠـُﻮ ُم ﺖ َوﻏَﺎ َ أرِﻗ ْـ ُ
ﻦ ﻟَـ ْﻢ أﻧَـ ْﻢ أﻧـَﺎ ﻟﻠﻬُـ ُﻤﻮم ِ وَﻟـَﻜـ ْ
ﺖ وَﺷـَﻔـﱠﻨﻲ َوﺟَـ ٌﻊ ﺑـَﻘـَﻠ ْـﺒﻲ أرﻗـ ُ
ﻋﻮم ِ ﺐ أ ْو أُﻣﻴﻤَﺔ َ أ ْو َر ُ ﻟِـﺰَﻳ ْـ َﻨ َ
)(3
وه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻳﺠ ﻨﺢ إﻟ ﻰ اﻟ ﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﻻ ﻳ ﺴﺘﻌﻤﻠﻪ إﻻ ﻧ ﺎدرًا ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﻈ ﺮف،وﻣﻦ ﺳ ﻤﺎت اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻤﻮﻟ ـّﺪ أﻳ ﻀﺎ اﻟﺨ ﺮوج ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ اﻟﻠﻐﻮﻳ ﺔ واﻟﻨﺤﻮﻳ ﺔ ،واﺳ ﺘﻌﻤﺎل ﺑﻌ ﺾ اﻻﺷ ﺘﻘﺎﻗﺎت اﻟﺒﻌﻴ ﺪة ﻋـ ـﻦ اﻟﻤ ﺸﺘﻘﺎت اﻟﻤﺄﻟﻮﻓ ﺔ ﻣـﺜ ـﻞ: "ﻣﻮﺗﻨﻨﻲ" واﻟﺼﺤﻴﺢ " أﻣﺎﺗﺘﻨﻲ " ﻣﻤﺎ دﻋ ﺎ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء إﻟ ﻰ اﺳ ﺘﻬﺠﺎﻧﻪ وﻣﺤﺎرﺑﺘ ﻪ ،وآ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ أن ﻻ ﻧﺠ ﺪ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﺨ ﺮوج ﻋﻠ ﻰ ﻗﻮاﻋ ﺪ اﻟﻠﻐ ﺔ واﻟﻨﺤ ﻮ ؛ ﻷ ﱠﻧ ﻪ ﺁﺧ ﺮ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﺘﺞ ﺑ ﺸﻌﺮﻩ ﻓ ﻲ ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﻘ ﺎد ،وﻗ ﺪ اﺳﺘ ﺸﻬﺪ اﺑ ﻦ ﺟﻨ ﻲ ﻓ ﻲ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﺑﺒﻴﺖ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ :
(1اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /15ص104 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /15ص 37 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 221 18 0
ﻦ ﺗُﺮﻣﻰ ﻞ ﺣ ْﻴ َ ﺖ ﻣِﻦ اﻟﻐَـﻮاﺋـِـ ِ وَأ ْﻧ َ
)(1
ل ﺑﻤـُـﻨـْﺘَـﺰَاح ِ وَﻣـِـﻦ َذ ﱢم اﻟــﺮﱢﺟــَﺎ ِ
ﻓ ﻲ ﺑ ﺎب ﻣ ﻀﺎرﻋﺔ اﻟﺤ ﺮوف ﻟﻠﺤﺮآ ﺎت واﻟﺤﺮآ ﺎت ﻟﻠﺤ ﺮوف ﻣﺒﻴﻨ ًﺎ أﻧ ﻪ إذا اﺣﺘ ﺎج اﻟ ﺸﺎﻋﺮ إﻟ ﻰ إﻗﺎﻣ ﺔ اﻟ ﻮزن ﻣﻄ ﻞ اﻟﺤﺮآ ﺔ واﻧ ﺸﺄ ﺣ ﺮف ﻣ ﻦ ﺟﻨ ﺴﻬﺎ آﻘ ﻮل اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ "ﺑﻤﻨﺘﺰاح" ﻳﺮﻳﺪ "ﺑﻤﻨﺘﺰح" وهﻮ ﻣﻔﺘﻌﻞ ﻣﻦ" اﻟﻨﺰح" ) (2وﻣﺜﻞ هﺬا ﻗـــﻮﻟﻪ : ﺻ ْﻮ ُر ﺣ َﺒﺎﺑـِﻨﺎ ُ ﻳـَﻮ َم اﻟـﻔِـﺮَاق ِ إﻟﻰ أ ْ
اﷲ ُ ﻳــَﻌـﻠــَـ ُﻢ أﻧـﱠﺎ ﻓﻲ ﺗــَﻠـَﻔـﱡـﺘـِـﻨـَﺎ
ﺣﻴﺜـُﻤﺎ ﺳَﻠـَﻜـُﻮا ادﻧُﻮا ﻓﺄﻧﻈُـﻮ ُر ﺸﺮِي اﻟ َﻬﻮَى َﺑﺼَﺮي ﻣِﻦ َ وأﻧﱠـﻨِﻲ ﺣَﻮﺛُـﻤَﺎ َﻳ ْ
)(3
ﻗﺎل ":أﻧﻈﻮر" وهﻮ ﻳﺮﻳﺪ" أﻧﻈﺮ" ﻓﺎﺷﺒﻊ ﺿﻤﺔ اﻟﻈﺎء ﻓﻨﺸﺄت ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻮاو وﻣﻦ ﺷﻮاهﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺤﻮ ﻗﻮﻟﻪ : ﺳﺘُﻮ ِدﻋْﺘـَﻬـَﺎ ﻚ اﻟﺘﻲ ا ْ إﺣﻔﻆ ْ وَدﻳﻌَﺘَـ َ
ن ﻟـَـ ْﻢ ﺖ وَإ ْ ن وَﺻﻠ َ بإ ْ َﻳ ْﻮ َم اﻷﻋَﺎز ِ
)(4
ذآ ﺮﻩ اﻟ ﺴﻴﻮﻃﻲ) (5ﻓ ﻲ ﺷ ﺮح ﺷ ﻮاهﺪ اﻟﻤﻐﻨ ﻲ ﻗ ﺎﺋﻼ :ﻳﺴﺘ ﺸﻬـﺪ ﺑﺎﻟﺒﻴ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺬف ﻣﺠﺰوم " ﻟﻢ" ،وﻗﺪّرﻩ أﺑﻮ ﺣﻴﺎن " إن ﻟﻢ ﺗﺼﻞ " ﺑﺎﻟﺒﻨﺎء ﻟﻠﻔﺎﻋﻞ ،وﻗــﺪّرﻩ أﺑﻮ اﻟـﻔـﺘ ـﺢ "إن ﻟﻢ ﻳﻮﺻﻞ" ﺑﺎﻟﺒﻨﺎء ﻟﻠﻤﻔﻌﻮل 0 وﻣ ﻦ ﺳ ﻤﺎت اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻤﻮّﻟ ﺪ أﻳ ﻀﺎ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻷﻟﻔ ﺎظ اﻷﺟﻨﺒﻴ ﺔ آﺎﻟﻔﺎرﺳ ﻴّﺔ، واﻟﻨﺒﻄ ّﻴ ﺔ ،واﻟﺤﺒ ﺸﻴّﺔ ،وﻏﻴﺮه ﺎ ﻣﻤ ﺎ ﺷ ﺎع ﺑ ﻴﻦ اﻟﻌ ﺮب واﺧ ﺘﻠﻂ ﺑﻠﻐ ﺘﻬﻢ اﻟ ﺸﻌﺒﻴﺔ ، واﺳﺘﻌﻤﻠﻪ اﻟﺸﻌﺮاء ﻣﺠﺎراة ﻟﻠﺬوق اﻟﻌﺎم آﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ اﻟﻄ ـّﺮﻣﺎح اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﻮل ﻋﻨ ﻪ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻤﻮﺷﺢ آﺎن ﻳﻜﺘﺐ أﻟﻔﺎظ اﻟﻨﺒﻂ واﻵراﻣﻴﻴﻦ وﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮ ،إذ ﻳﻘ ﻮل " :اﺧﺒ ﺮ أﺑ ﻮ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﻼء أ ﱠﻧ ﻪ رأى اﻟﻄّﺮﻣ ﺎح ﺑ ﺴﻮاد اﻟﻜﻮﻓ ﺔ وه ﻮ ﻳﻜﺘ ﺐ أﻟﻔ ﺎظ اﻟﻨ ﺒﻂ وﻳﺘﻌﻠﻤﻬ ﺎ ﻟﻴ ﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ " ) ،(6وآ ﺎن ﻳ ﺴﺄل اﻟ ـﺒﺪو وﻣ ﻦ ﻧ ﺸﺄوا ﻓ ﻲ اﻟﺒﺎدﻳ ﺔ ﻋـ ـﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻷﻟـﻔﺎظ اﻵﺑـﺪة وﻳﺴﻠﻜﻬـﺎ ﻓﻲ ﻧﻈـﻤﻪ ) (7وآﺎن ﻳﻮﻓﻖ ﺑﻴﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ ،وأﺣﻴﺎﻧ ﺎ ﻻ
(1اﻟﺪﻳﻮان ص 87 (2أﺑﻮ اﻟﻔﺘﺢ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺟﻨﻲ" اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ "ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻨﺠﺎر ،ط ،2دون ﺗﺎرﻳﺦ ج/2ص 316 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 117 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 201 (5اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ – ﺷﺮح ﺷﻮاهﺪ اﻟﻤﻐﻨﻲ ص 682 (1اﻟﻤﺮزﺑﺎﻧﻲ -اﻟﻤﻮﺷﺢ ص 325 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /12ص /36اﻟﻤﻮﺷﺢ ص 326 18 1
ﻳﻮﻓﻖ ،وﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ رﻓﺾ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻻﺣﺘﺠ ﺎج ﺑ ﺸﻌﺮﻩ وآ ﺬﻟﻚ اﻟﻜﻤ ّﻴ ﺖ ) (1؛ إذ آ ﺎن ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ رؤﺑﺔ اﻟﺮاﺟﺰ اﻟﺒ ﺪوي ﻓﻴ ﺴﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ اﻟﻐﺮﻳ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻜﻠ ﻢ ﻓﻴﺨﺒ ﺮﻩ ﺑ ﻪ ﻓﻴﻜﺘﺒ ﻪ ﺛ ﻢ ﻳﻨﻈﻤﻪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ) ، (2آﺬﻟﻚ آﺎن ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺟﺪﺗﻴﻦ ﻟﻪ أدرآﺘ ﺎ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﻓﻜﺎﻧﺘ ﺎ ﺗ ﺼﻔﺎن ﻟﻪ اﻟﺒﺎدﻳﺔ وﺷﺌﻮﻧﻬﺎ وﻳﻨﻘﻞ وﺻﻔﻬﻤﺎ إﻟﻰ أﺷﻌﺎرﻩ
)(3
ﺑﺮﻏﻢ اﻟﺠﻬﺪ اﻟﻤﺒﺬول ﻣﻨﻪ رﻓﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺸﻌﺮ وﻋ ﺪّوﻩ ﻣﻮﻟـ ـّﺪًا أﻳ ﻀﺎ آﺎﻟﻄّﺮﻣﺎح ،ﻣﻊ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮك ﻣﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﻇ ﺎهﺮة ﺗﻌﺮﻳ ﺐ اﻷﻟﻔ ﺎظ اﻟﻨﺒﻄ ّﻴ ﺔ واﺳ ﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ن اﻟﻌﻠﻤ ﺎء رﻓ ﻀﻮا اﻻﺣﺘﺠ ﺎج ﺑ ﺸﻌﺮ ﻣ ﻦ أﺧﻄﺄﺗ ﻪ اﻟﻔﻄ ﺮة ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ ،ﻣﻌﻨ ﻰ ذﻟ ﻚ إ ﱠ اﻟﻠﻐﻮﻳّﺔ ،وﻋﺪّوا اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻤﻘـﻠ ـّﺪ ﻟﻠﺒ ﺪو اﻟﻘ ﺪﻣﺎء ﻣ ﻦ أﺳ ﻠﻮب اﻟﻤﻮﻟ ـﱠﺪﻳﻦ ،وه ﺬﻩ ﺳ ﻤﺔ أﺧﺮى ﻟﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺻﻮّرهﺎ ﻟﻨﺎ ذو اﻟﺮﻣﺔ ﺣﻴﻦ أﻧ ﺸﺪﻩ اﻟﻜﻤ ّﻴ ﺖ ﺑﻌ ﺾ ﻗ ﺼﺎﺋﺪﻩ ﻳ ﺴﺄﻟﻪ ﻻ ﻣ ﺎ ﻳﻘ ﺪر إﻧ ﺴﺎن أن ﻳﻘ ﻮل ﻟ ﻚ ﻓﻴ ﻪ أﺻ ﺒﺖ وﻻ رأﻳﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ " :إﻧ ـﱠﻚ ﻟﺘﻘ ﻮل ﻗ ﻮ ً أﺧﻄﺄت وذك إﻧﱠﻚ ﺗﺼﻒ اﻟﺸﻲء ﻓﻼ ﺗﺠﻲء ﺑﻪ وﻻ ﺗﻘﻊ ﺑﻌﻴﺪًا ﻣﻨﻪ ﺑﻞ ﺗﻘﻊ ﻗﺮﻳﺒًﺎ "0 ن ﻣﺮﺟﻊ ذﻟﻚ أﻧﱠﻪ ﻻ ﻳﺼﻒ ﺷﻴﺌًﺎ رﺁﻩ ﺑﻌﻴﻨ ﻪ وإﻧﱠﻤ ﺎ ﻳ ﺼﻒ وأﻋﺘﺮف ﻟﻪ اﻟﻜﻤﻴّﺖ ﺑﺄ ﱠ ﻼ رﺧﻮًا ﻟﻜ ﻲ ﻳﻌ ّﺪ ﻣ ﻦ أﺳ ﻠﻮب ﺷﻴﺌﺎ وﺻﻒ ﻟﻪ ) ، (4ﻓﻼ ﻳﺸﺘﺮط أن ﻳﻜﻮن اﻷﺳﻠﻮب ﺳﻬ ً ﻻ ﻳﺤ ﺎآﻲ ﻓﻴ ﻪ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻌﺮﺑ ﻲ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ و اﻟﻤﻮﻟـّﺪﻳﻦ ﻓﻜﺜﻴﺮُا ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻗﻮﻳًﺎ ﺟﺰ ً ن ﺻﺎﺣﺒﻪ أﺧﻄﺄﺗﻪ ﻓﻄ ﺮة اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮ اﻟﺒ ﺪوي -آﻤ ﺎ رأﻳﻨ ﺎ- ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﱠﻪ ﻣﻮﻟــﱠﺪ ؛ﻷ ﱠ وﻟﻬﺬا رﻓﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء أﺧ ﺬ اﻟﻠﻐ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺤ ﻀﺮ ﺳ ﻜﺎن اﻟﺒ ﺮاري اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘ ﺎﺧﻤﻮن اﻟﻔ ﺮس واﻟﺮوم ،وﺑﻠﻎ ﺑﻬﻢ اﻟﺘ ﺸﺪد أن رﻓ ﻀﻮا اﻷﺧ ﺬ ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻦ أه ﻞ اﻟﺤﺠ ﺎز ؛ ﻷﻧﻬ ﻢ ﺧ ﺎﻟﻄﻮا اﻷﺟﺎﻧ ﺐ ﻓﻔ ﺴﺪت أﻟ ﺴﻨﺘﻬﻢ ) (5وأ ّﻳ ًﺎ آ ﺎن اﻷﻣ ﺮ ﻓ ﺈن اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻟﻤﺘﺤ ﻀﺮﻳﻦ آﺜ ﺮت ﺟ َﺪ ﺷ ﻌﺮاء ﺁﺧ ﺮون أﻣﺜ ﺎل اﻟﻔ ﺮزدق أﻋ ﺪادهﻢ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌ ﺼﺮ آﺜ ﺮة ﻣﻔﺮﻃ ﺔ ،آﻤ ﺎ َو ِ واﻷﺧﻄﻞ،وذي اﻟﺮﻣﺔ ،وﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻤﻦ ﺻﺪرت أﺷﻌﺎرهﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﻠﻴﻘﺔ ﻋ ـﺮﺑﻴﺔ ﺳ ﻠﻴﻤﺔ ، (3اﻟﻤﻮﺷﺢ ص326 (4اﻷﻏﺎﻧﻲ ج/12ص 36 (5أﻏﺎﻧﻲ ﺳﺎﺳﻲ ج /15ص 120 (6اﻟﻤﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ واﻟﺼﻔﺤﺔ (1ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ " اﻟﻤﺰهﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻠﻐﺔ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ" ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤ ﺪ ﺟ ﺎد اﻟﻤ ﻮﻟﻰ ،وﺁﺧ ﺮون ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺪون ط ،وت ج /1ص212 18 2
وﻓﻄﺮة ﺑﺪوﻳﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،وآﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ أﺣ ﺪ ه ﺆﻻء اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻧ ﺄوا ﺑﺄﺳ ﻠﻮﺑﻬﻢ اﻟﺮﺻﻴﻦ ﻋﻦ أﺛﺎر اﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻷﺳﺒﺎب ﻧﺠﻤﻠﻬﺎ ﻗﻲ اﻷﺗﻲ : /1ارﺗﻘﻰ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻪ ﻋﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ 0 /2ﻟﻢ ﻳﺨﺮج ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﻠﻐﻮي وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻨﺤﻮ واﻟﺼﺮف0 /3ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ أي أﻟﻔﺎظ أﻋﺠﻤﻴﺔ0 /4ﺻﺪر ﺷﻌﺮﻩ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻘﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ،وﻓﻄﺮة ﻟﻐﻮﻳﺔ أﺻﻴﻠﺔ 0 هﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮﻟّﺪﻳﻦ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﺗﻨﻘﻴﺔ ﺷﻌﺮهﻢ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء واﻟﻠﺤﻦ ،واﻟﺘﺰﻣﻮا ﻓﻴﻪ ﻟﻐﺔ رﻗﻴﻘ ﺔ ،ﻳ ﺪﻋﻤﻬﺎ ذوق ﺳ ﻠﻴﻢ ﻳﻌ ﺮف آﻴ ﻒ ﻳ ﺴﺒﻚ اﻟﻌﺒ ﺎرات وﻳﺨﺘ ﺎر اﻷﻟﻔ ﺎظ ،وﻳ ﺼﻮغ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﻓ ﻲ ﺑﺮاﻋ ﺔ ودﻗ ﺔ ،وﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻄﺎع ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻨﺎﺻ ﻊ اﻷﻧﻴ ﻖ أن ﻳﻔ ﺮض ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻠﻐ ﺔ وآ ﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ أﺣ ﺪ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺗ ﺎﺛﺮوا ﺑ ﻪ ،وﺻ ﺎﻏﻮا ﻣﻌ ﺎﻧﻴﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ أﻟﺤﺎﻧﻪ اﻟﻌﺬﺑﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻪ ﻣﺎدﺣًﺎ : ﻞ ﻟـﺪاود ﻣـﻨﻚ ﻣـﻤـﺪﺣـــﺔ وَﻗــ ْ
ﻞ ﻦ ﺧـﻠـﻔﻬﺎ ﻧﻐـ ُ ﻟﻬـﺎزهـﺎ ﻣـ ْ
أروع ﻻ ﻳﺨﻠﻒ اﻟﻌـــﺪات وﻻ
ﻞ ﺗﻤـﻨﻊ ﻣـﻦ ﺳــﺆاﻟـﻪ اﻟﻌــﻠـ ُ
ﻟــﻜـﻨﻪ ﺳــﺎﺑﻎ ﻋـــﻄـﻴـﺘــﻪ ب ﻣــﺮوءﺗﻪ ﻻ ﻋـﺎﺟ ٌﺰ ﻋـﺎز ٌ
ﻳـﺪرك ﻣـﻨﻪ اﻟﺴـ ّﺆال ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻮا )(1
ﻞ ﻒ ﻓﻲ رأﻳــﻪ زﻟـ ُ وﻻ ﺿﻌﻴ ٌ
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : ﺐ زﺟ ٌﺮ ﻟﻪ ﻟﻮ آﺎن ﻳﻨﺰ ﺟ ُﺮ وﻓﻲ اﻟﺸﻴ ِ
وَﺑـَﺎﻟـ ٌﻎ ﻣـِﻨﻪ ﻟـﻮﻻ أﺗــّﻪ ﺣـﺠــ ُﺮ
ﺾ وأﺣﻤ ّﺮ ﻣـِﻦ ﻗﻮدﻳﻪ وارﺗﺠﻌﺖ أﺑﻴ ّ
ﺟـﻠﻴـّ ُﺔ اﻟﺼﺒﺢ ﻣﺎ ﻗﺪ أﻏـﻔﻞ اﻟﺴﺤ ُﺮ
ﺖ ﻓﻲ ﻧﻮاﺣﻲ رأﺳِﻪ اﻟﺸﻌ ُﺮ ﺐ واﺳـﻌـﺔٌ ﻣَﺎ ﻟَـ ْﻢ ﻳﻤ ْ وَﻟﻠﻔـﺘﻲ ﻣﻬﻠﺔٌ ﻓﻲ اﻟﺤـ ّ )(2
ﺐ ﻟﻴﺲ ﻳﻐـﺘـﻔـ ُﺮ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺸﻴﺐ وﻋﺸﻖ رﺣﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ وَذاك ﻓﻲ ذاك ذﻧ ٌ وﻗــــــــــــﻮﻟﻪ : ن اﻟـ ُﺒﻌ ْـ َﺪ ﻟﻢ ُﻳﻨ ْـﺲ ِذآــ َﺮهَـﺎ ﻟـﻴَـﻌ ْـﻠَـ َﻢ أ ﱠ
ﻞ وﻗَـﺪ ُﻳﻨـﺴﻲ ﻄﻮﻳ ُ ي اﻟ َ ﻞ اﻟﻨﺄ ُ َوﻗَـ ْﺪ ُﻳﺬ ِه ُ
(2اﻟﺪﻳﻮان ص 171 (1اﻟﺪﻳﻮان ص 118 18 3
ﺠﻠ ْـﺲ ِ ﻦ إﻟﻰ اﻟ َ ﺲ ﺣَـ ﱠ ﺠﻠ ْـ ِ ﺻ َﺒﺎ َﺑﺔ ً إﻟﻰ اﻟ َﻐ ْﻮ ِرأ ْو ﺑﺎﻟ َ ﻦ َ ﺖ ﺑﺎﻟﻐَـ ْﻮ ِر ﺣـَـ ﱠ ﺳﻜَـﻨَـ ْ ن َ ﻓَـﺎ ْ ﻋ َﻬﺎ ﺲ ﻋﻨ َﺪ ﻃُـﻠُـﻮ ِ ﺸ ْﻤ ُ ﺖ:اﻟ ﱠ ت ﻓَـﻘُـﻠ ُ َﺗ َﺒ ﱠﺪ ْ
س ﻲ اﻟﺤـﻠ ْـ ِﺪ ﻋَـﻦ أﺛَـﺮ اﻟ َﻮ ْر ِ ن ﻏَـ ِﻨ ﱢ َﺑﻠَـ ْﻮ ِ
ﺲ ﺸ ْﻤ ِ ﺼﺎﺣﺒﻲ ﻋَـﻠﻲ ِﻣــ ْﺮﻳَـ ٍﺔ َﻣﺎ َهﺎهُـ َﻨﺎ ﻣَﻄ ْـﻠَـ ُﻊ اﻟ ﱠ ﺖﻟ َ ح ﻗُـﻠ ُ ﺖ اﻟﺮو َ ﺠ ْﻌ ُ ﻓَـﻠَـ ﱠﻤﺎ ار َﺗ َ
)(1
وﻻ ﻳﺨﻔ ﻰ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻣ ﻦ ﺳﻼﺳ ﺔ وﻋﺬوﺑ ﺔ ،وﻟﻜ ﱠﻨ ﻪ ﻣ ﻊ أﻧﺎﻗ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮ، ودﻗﺔ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر اﻷﻟﻔﺎظ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ أﺳﻠﻮب اﻟﻔﺤﻮل اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ،إﻧﻤﺎ هﻮ ﺑﻴﻦ ﺑﻴﻦ ، وﻗﺪ أدرك أﺑﻮ اﻟﻌﺘﺎهﻴﺔ ذﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻓﻘﺎل ":اﻟﺸﻌﺮ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣﺜ ﻞ أﺷﻌﺎر اﻟﻔﺤﻮل اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ أو ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺮ ﺑﺸﺎر واﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ آ ﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟ ﺼﻮاب ﻟﻘﺎﺋﻠﻪ أن ﺗﻜﻮن أﻟﻔﺎﻇﻪ ﻣﻤﺎ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻨﺎس ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺮي" ) (2وﻣﻌﻨ ﻲ ذﻟ ﻚ إن اﻟﺸﻌﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﺷﻌﺮ ﻓﺤﻞ ،وﺷﻌﺮ وﺳﻂ ،وﺷﻌﺮ ﺷﻌﺒﻲ 0 وأﻣﱠﺎ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ أﻗ ﺮب اﻟﻤﺤ ﺪﺛﻴﻦ إﻟ ﻰ اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻟﻔﺤ ﻮل ،ﻣ ﻦ أﻣﺜ ﺎل ﺑ ﺸﺎر ،واﺑ ﻮ ﻧ ﻮاس وﻏﻴ ﺮهﻢ ،ﻓﻠ ﻢ ﻳ ﺴﺮف ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﺨﺪام اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﺠﺪﻳ ﺪ ،ﻓﻜ ﺎن أآﺜ ﺮ اﻟﺘﺰاﻣ ًﺎ ﻟﻸﺳﻠﻮب اﻟﺠﺎهﻠﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﻓﻤﺜﻼ آﺎن اﻟﺠﺎهﻠﻴﻮن ﻋﻨﺪ زﻳﺎرﺗﻬﻢ ﻟﻠﺮﺑ ﻊ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ":ﻗ ﻒ" و" ﻗﻔﺎ " إن آﺎﻧﺖ اﻟﺪار ﻋﻠﻰ ﺳﻨﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ آﺬﻟﻚ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻟﻮن " ﻋﻮﺟ ﺎ " و "ﻋﺮﺟﺎ " و"ﻋﺮﺟﻮا " وهﺬا ﻣﺎﻧﺠﺪﻩ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ،ﺣــﻴﺚ ﻳـﻘــــــــــﻮل : ﺳ َﻢ ﻳَـﻨ ْـﻄﻖ ِ ﺑ ُ ﺳﺘَـﻨ ْـﻄِـﻘـَﺎ اﻟ ﱠﺮ ْ ﻋ ًﺔ وا ْ ﺳﺎ َ ﻗـِﻔـَﺎ َ ﻖ ﺴﻮﻗَـ َﺔ أه ْـﻮى أ ْو ﺑﻴُـ ْﺮﻗـَـ ِﺔ ﻋَـــ ْﻮهـَـ ِ ﻖ ﺨﻠِـ ِ ﺐ ُﻣ ْ ﺼ ِ ﻦ اﻟ َﻌ ْ س َﻣ َ ﺐ َﻣﻠـﺒُـﻮ ٍ ﺼﺎﺋِـ ُ ﺣ َﺘﻰ َآﺄ َﻧﱠـ ُﻪ ﻋَـ َ ﺢ َ ﺖ ﻋَـﻠَـﻴ ْـ ِﻪ اﻟـ ﱢﺮﻳ ْـ ُ ﺷ ْ َﺗ َﻤﺎ َ
)(3
وﻗــــــــﻮﻟﻪ : ل ﺑـﻬَـﺎ ﺣَـﺒـْﺴﻲ ن ﻳَﻄـُﻮ َ ﻼأ ْ ﻗـِﻔـَﺎ ﻓـَﻬﺮﻳﻘـَﺎ اﻟ ﱠﺪ ْﻣ َﻊ ﺑﺎﻟﻤَـﻨ ْـﺰِل ِاﻟ ﱠﺪرْس ِ وَﻻ ﺗـَﺴـْﺘَـ ِﻤ ﱠ ﺺ وَاﻟﻌَـﻨَـﻖ ِاﻟﻤَﻠـْﺲ ت اﻟـﻨّـ ﱢ ﺼﻨَﺎ َذوَا ِ ﺼ ْ ﺖ ﺑﻬﺎ َﻧ َ وَﻟَـﻮ أﻃ ْـﻤَﻌـَﺘ ْـ َﻨﺎ اﻟﺪﱠا ُر أ ْو ﺳَﺎﻋـَﻔَـ ْ
)(4
ﻓﺎﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻓ ﻲ اﻷﺻ ﻞ ﺟ ﺎء إﻟ ﻰ اﻟﺰﻳ ﺎرة واﺳ ﺘﺮﺟﺎع اﻟ ﺬآﺮﻳﺎت ،وﺳ ﻔﺢ اﻟ ﺪﻣﻊ ،وه ﻮ ﻳﻌﻠﻢ إﻧـﱠﻪ ﺳﻴﻄﻮل ﺑﻪ اﻟﻤﻘﺎم ؛ وﻟﺬﻟﻚ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻴﻪ أن ﻻ ﻳﺴﺘﻤﻼ ﻣﻦ ذﻟﻚ 0 (2اﻟﺪﻳﻮان ص 133 (3اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص 74 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 155 (1اﻟﺪﻳﻮان ص 133 18 4
وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗــــﻮﻟﻪ أﻳﻀﺎ : ع ﺑـَﺎﻟﻮﻗـَـ َﻔ ْﺔ ﻋَﻠﻰ رﺳُـﻮم ٍ َآﺎﻟﺒـُﺮ ِد ﻣـُﻨـْﺘـَﺴـَﻔَـ ْﻪ ﺾ اﻟﺪﻣُﻮ َ ﻋُـ ْﻮﺟَـﺎ ﻧـﻘَـ ﱢ ﻦ رُﺑﻰ أ ْر َﻳ َﻢ ﻓـَـﺬي اﻟـﺤَـﻠــَﻔَـ ْﻪ ﺑَﻴ ْـ َ
ﻖ ل ﺧـَﻠَـ ٌ ت آَـﻤَﺎ ﺑـَﺎ َد َﻣﻨــﺰ ٌ ﺑـَﺎ َد ْ
)(1
وﻗــــــــــﻮﻟﻪ : آَـ ْﻴ َﻤﺎ ﻧُـﺴَﺎﺋـِﻠﻪ ﻣـِﻦ ُدوْن ِﻋَـ ﱠﺒﻮْد ِ
ﻋَـ ْﻮﺟَﺎ ﻋَﻠﻰ َرﺑْﻊ ِ ﻟَـﻴْـﻠﻲ ُأمﱢ َﻣﺤْﻤـُﻮد ِ
ﺸـﻔِـﻲ َدا َء ﻣَـﻌـ ْـﻤُـﻮ ِد ﻚﻳ ْ ﻞ َذﻟـِـ َ ﻂ اﻟـﻤَـ َﺰا ُر َﺑ َﻬﺎ ﻟَـﻌـَـ ﱠ ﺷﱠ ﺤـ ُﻤـ ْﻮد إ ْذ َ ﻦ أ ﱢم َﻣ ْ ﻋَـ ْ ﻓَـﻌَـ ﱠﺮ َ ﺖ ﺟﺎ َﺑﻌـ َﺪ ﺗَـﻐ ْـ َﻮﻳ ٍﺮ َوﻗــَـ ْﺪ َوﻗـَـﻔَـ ْ
ﻈﻞ ﺑﺎﻟ ُﻌﻮ ِد ﻻ َذ اﻟ ِ ﺲ اﻟـ ﱠﻨ َﻬﺎ ِر َو َ ﺷ ْﻤ ُ َ
)(2
ﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮآ ﺐ ؛ ﻷﻧ ـﱠﻬﻢ ﻳﻐ ّﻴ ﺮون ﻃ ﺮﻳﻘﻬﻢ إﻟ ﻰ ﻃﺮﻳ ﻖ ن اﻟﺘﻌﺮﻳﺞ أﺷ ﱠ ﻓﺎﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﻌﻠﻢ إ ﱠ اﻟﺮﺑﻊ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ إﺧﻼﺻ ﻪ ﻟ ﺼﺎﺣﺒﺘﻪ ،ﻟ ﺬﻟﻚ ﻗ ﺎل ﻓ ﻲ ﺑﻴﺘ ﻪ اﻟﺜﺎﻟ ﺚ " :ﻓﻌﺮﺟ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ن ذﻟ ﻚ ﻣﺒﺎﻟﻐ ﺔ آﺎذﺑ ﺔ ن اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺮﺑ ﻊ ﻣﺘﻌﻤ ﺪاً؛ ﻷ ﱠﻧ ﻪ ﻳﻌﻠ ﻢ إ ّ ﺗﻐﻮﻳﺮ" ،وإ ﱠ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ؛ ﺗﻨﻜﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺬوﻗﻪ اﻟﺴﻠﻴﻢ 0 وآﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻠﺠﺎ إﻟﻰ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻔﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ آﻘﻮﻟﻪ : ﻦ أﻋﺎﺗﺒ ُﻪ ﻓـﻤﺎ ﺑـﻴـﺜﺮب ﻣﻨﻬـﻢ َﻣ ْ
ﻦ ﺴِ ﺣَ ﻻ ﻋَﻮاﺋﺪ أرﺟﻮهـﻦ ﻣـﻦ َ إّ
)(3
وﻗــــــــﻮﻟﻪ : ﻋﻨْﺪ اﻟﻤَﺮ ِء ﻳـَﻨﻔَـ ُﻌ ُﻪ ل ِ ﻻ ﻣَﺎ َ ﻓﻲ ﻳَﻮ َم َ
ق ﺢ و اﻟﺪﱠ َر ُ ن و َإﻻ اﻟـﺮﱠﻣ ُ ﻻ اﻟﺴّﻨـَﺎ ُ إﱠ
)(4
وأﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻳﻘﺪم ﻣﺎ ﺣﻘﻪ اﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺣﻴﻦ ﻳﻠﺰم اﻷﻣﺮ آﻘﻮل : ﻟـَﻜُـ ْﻢ ﺳِـﻘـَﺎﻳـَﺘـُﻬـَﺎ ﻗِـﺪْﻣَـ ًﺎ وَﻧَـ ْﺪوَﺗُـﻬَﺎ
ﻗَـ ْﺪ ﺣَﺎ َزهَﺎ واﻟِـ ٌﺪ ﻣـﻨـْﻜﻢ ﻟِـﻤَﻮﻟُـ ْﻮ ِد
) (5
ﻓﻘﺪم اﻟﻤﺴﻨﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻨﺪ إﻟﻴ ﻪ ﺑﻘ ﺼﺪ ﻗ ﺼﺮ اﻟﻤ ﺴﻨﺪ إﻟﻴ ﻪ وه ﻮ" اﻟ ﺴﻘﺎﻳﺔ " ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺴﻨﺪ ن اﻟﺴﻘﺎﻳﺔ ﺷﻲء ﻣﻘﺼﻮر ﻋﻠﻴﻬﻢ دون ﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ اﻟﻨ ﺎس ، وهﻮ " ﻟﻜﻢ " ،وﻣﻌﻨﻰ ذﻟﻚ إ ّ
(2اﻟﺪﻳﻮان ص 151 (3اﻟﺪﻳﻮان ص 101 (4اﻟﺪﻳﻮان ص 230 (5اﻟﺪﻳﻮان ص 158 (1اﻟﺪﻳﻮان ص 102 18 5
ن هﺬا اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟ ﺬات وآﺬﻟﻚ ﻗﺪم اﻟﻈﺮف " ﻗــﺪﻣًﺎ " ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻄﻮف "وﻧﺪوﺗﻬﺎ " ﻟﻴﻘﺮرإ ﱠ ﻣﺜﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ،وﺣﺴﺒﻬﻢ ذﻟﻚ ﻓﺨﺮًا 0 وﻗﺪ ﻳﻨّﻮع اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺨﺒﺮي واﻹﻧﺸﺎﺋﻲ وﻓﻖ ﻣﻘﺘﻀﻰ اﻟﺤﺎل ﻷﻏ ﺮاض ﺑﻼﻏﻴﺔ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ وﺿﻮح ﻓﻜﺮﺗﻪ وﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻌﻨﺎﻩ آﻘﻮﻟﻪ : ﺖ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﻌﻮد ﺑﺎﻷﺑَﻦ ِ ﻻ وﻗـَﺪ رﻣﻴ ُ وَآﻴﻒ أﻣﺸﻲ ﻣﻊ اﻷﻗـﻮام ِﻣﻌﺘﺪ ً ﺼﺮة إذا اﻟﻘـﺘﺎم ﺗﻐـﺸﻰ أوﺟ َﻪ اﻟﻬُـﺠـُــﻦ ِ ت وﺟـَـﻬـﻪ أ ﱞم ﻣـﻘـ ّ ﻣﺎ ﻏـﻴـّﺮ ْ
)(1
ﻓﺎﻟﺒﻴﺖ اﻷول إﻧﺸﺎﺋﻲ ﺟﺎء ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﻬﺎم ﻓﻴﻪ ﻟﻐﺮض ﺑﻼﻏﻲ وهﻮ إﺑﺮاز ﺷﺪّﻩ أﺳﻔﻪ وﻧﺪﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑ ﺪر ﻣﻨ ﻪ ،وﻳ ﺴﺘﺒﻌﺪ ﺑﺎﻻﺳ ﺘﻔﻬﺎم ه ﺬا ﻗﺪرﺗ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ اﻟﻨ ﺎس ﺑﻌ ﺪ ﺗﻬﺠﻴﻨ ﻪ اﻟﻤﻤ ﺪوح ،ﺛ ﻢ ﻳﻘ ﺮر ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴ ﺖ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﺳ ﻼﻣﺔ أﺻ ﻞ اﻟﻤﻤ ﺪوح ﻓ ﻲ أﺳ ﻠﻮب ﺧﺒ ﺮي ، ﺗﻌﺎوﻧﺖ ﻓﻴﻪ اﻷﻟﻔﺎظ ﻟﻨﻘﺪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻴﻪ وﺗﺒﺮﺋﺘﻪ ﻣﻤﺎ رﻣﺎﻩ ﺑﻪ 0
ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ /ﻗﻀﻴﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺸﻌﺮﻩ : هﺬا اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ وه ﺬﻩ اﻟ ﺴﻠﻴﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ وه ﺬا اﻹﺣ ﺴﺎس اﻟ ﺪﻗﻴﻖ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺟﻌ ﻞ ﻟ ﺸﻌﺮ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ أهﻤﻴ ﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻋﻨ ﺪ ﺑﺎﻷﻟﻔ ﺎظ وﺗﻮاﻓﻘﻬ ﺎ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ ،آ ّ ﻞ هﺬا اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ اﻟﺬي أﺣﺮزﻩ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﻳﺮﺟ ﻊ إﻟ ﻰ ﻧ ﺸﺄﺗﻪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺒﺼﺮة واﻟﻜﻮﻓﺔ ،وﻟﻌ ّ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﺨﺎﻟ ﺼﺔ ،واﻧﺘ ﺴﺎﺑﻪ ﻟﻘﺒﻴﻠ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ،اﻟﺘ ﻲ ﺷ ﻬﺪ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻌ ﺮب ﺑﺠ ﻮدة اﻟﻠﻐ ﺔ وﻓ ﺼﺎﺣﺔ اﻟﻜﻠﻤ ﺔ ﻓﻬ ﻲ اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻧ ﺰل اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ﺑﻬ ﺎ واﻟﺘ ﻲ اﻣﺘ ﺎزت ﺑﻔ ﺼﺎﺣﺘﻬﺎ وﺳﻼﻣﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﻟﻐﺎت اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻷﺧﺮى وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل اﻟﻔﺎراﺑﻲ) ": (2آﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺶ أﺟﻮد اﻟﻌﺮب اﻧﺘﻘﺎء ﻟﻸﻓﺼﺢ ﻣﻦ اﻷﻟﻔ ﺎظ وأﺳ ﻬﻠﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻠ ﺴﺎن ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﻄ ﻖ وأﺣ ﺴﻨﻬﺎ ﻣﺴﻤﻮﻋًﺎ ،وأﺑﻴﻨﻬﺎ إﺑﺎﻧﺔ ﻋﻤّﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ " ،وآﺎن ﺛﻌﻠ ﺐ ﻳﻘ ﻮل " :ارﺗﻔﻌ ﺖ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻋﻦ ﻋﻨﻌﻨﺔ ﺗﻤﻴﻢ وآﺸﻜﺸﺔ رﺑﻴﻌﺔ وآﺴﻜﺴﺔ هﻮ ازن وﺗﻀﺠﻊ ﻗﻴﺲ وﻋﺠﺮﻓﻴ ﺔ ﺿﺒﺔ وﺗﻠﺘﻠﺔ ﺑﻬﺮاء"
)(3
0
(2اﻟﺪﻳﻮان ص 235 (3اﻟﻤﺰهﺮ ج / 1ص 211 (1اﺑﻦ ﺟﻨﻲ ،اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ج /2ص 11 18 6
ن وﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ وﺛﻖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ واﺳﺘ ﺸﻬﺪوا ﺑ ﺸﻌﺮﻩ ،وﻣﻌ ﺮوف إ ﱠ هﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء اﺷﺘﺮﻃﻮا ﺣﻴﻦ أﺧﺬوا ﻳﺠﻤﻌﻮن اﻟﻠﻐﺔ وﻳ ﻀﻌﻮن أﺻ ﻮﻟﻬﺎ وﻗﻮاﻋ ﺪهﺎ أﻻ ﻻ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋ ﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺄﺧﺬوا ﺷﻮاهﺪهﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻨﺒﻄﻮﻧﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ وﻳﻘﻴﻤﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ إ ّ ﻟ ﻢ ﺗﺨ ﺎﻟﻂ اﻷﻋ ﺎﺟﻢ وﻟ ﻢ ﻳﻔ ﺶ اﻟﻠﺤ ﻦ ﻓ ﻲ أﻟ ﺴﻨﺘﻬﺎ وﻣ ﻦ أﺣ ﻞ ذﻟ ﻚ رﺣﻠ ﻮا إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﻮادي واﺧﺬوا ﻣﺎدﺗﻬﻢ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﺲ وﺗﻤﻴﻢ وأﺳ ﺪ ،وﺑﻌ ﺾ ﻗﺒﺎﺋ ﻞ آﻨﺎﻧ ﺔ وﺑﻌ ﺾ اﻟﻄ ﺎﺋﻴﻴﻦ ﻒ ه ﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﺑﺄﺧ ﺬهﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋ ﻞ ﺣﺮﺻ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻼﻣﺔ اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ،وﻟ ﻢ ﻳﻜﺘ ِ ﻻ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ اﻷﺻ ﻴﻠﺔ ،ﻓﺤ ﺴﺐ ﺑ ﻞ أﺿ ﺎﻓﻮا ﺷ ﺮﻃًﺎ ﺁﺧ ﺮ وه ﻮ أﻻ ﻳﺄﺧ ﺬوا إ ّ اﻟﺠ ﺎهﻠﻲ وﻋ ﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋ ﻞ اﻟﺘ ﻲ ﻋ ﺎش أﺑﻨﺎؤه ﺎ وﺷ ﻌﺮاؤهﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻷول اﻟﻬﺠ ﺮي أو اﻟﻨ ﺼﻒ اﻷول ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﻟﻬﺠ ﺮي ،وآ ﺎن أﺑ ﻮ ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻼء أﻣﻴ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺬهﺐ اﻷول ،وﻟﺬﻟﻚ ﺧﺘﻢ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺬي اﻟﺮﻣ ﺔ ) ، (1وآ ﺎن ﺗﻠﻤﻴ ﺬﻩ اﻷﺻ ﻤﻌﻲ ﻣﻦ أﻧﺼﺎر اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ؛ وﻟﺬﻟﻚ ﺧﺘﻢ اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﺑﻦ هﺮﻣﺔ 0 ن أهﻤﻴﺔ ﺷﻌﺮﻩ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ : وﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ إ ّ اﻷول :إﻧـﱠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻗﺮﻳﺶ اﻟﺜﺎﻧﻲ :إﻧـﱠﻪ ﻣﻤﻦ ﻋﺎش ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺼﻒ اﻷول ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﻟﻬﺠ ﺮي ﻓﺄﺻ ﺒﺢ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻼ ﻻﺳﺘﺸﻬﺎد اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺸﻌﺮﻩ وﺟﻌﻠﻪ ﺁﺧﺮ اﻟﺤﺠﺞ 0 أه ً وﻟﻼﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﺸﻌﺮﻩ ﺟﺎﻧﺒﺎن ﻣﻬﻤﺎن :ﺟﺎﻧﺐ ﻟﻐﻮي ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺄﻟﻔﺎظ اﻟﻠﻐﺔ ودﻻﻟﺘﻬ ﺎ، وﺟﺎﻧﺐ ﻓﻨﻲ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻤﻌﺎﻧﻲ ﺷﻌﺮﻩ وﻣﺒﺎﻧﻴﻪ 0 ﻓﺄﻣﱠﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻠﻐﻮي ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻌﺎن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺸﻌﺮﻩ ﻟﻼﺳﺘﺪﻻل ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮوا ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ،آﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﺳﺒﻘًﺎ0 أ ﱠﻣ ﺎ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﻔ ـﻨﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﻤﻌ ﺎﻧﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ وﻣﺒﺎﻧﻴ ﻪ ،ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﻳ ﺼﻮغ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺠﺎهﻠﻲ – آﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ – ﻓﻘﺪ ﺑﻨﺎهﺎ ﺑﻨﺎء ﺑﺪوﻳًﺎ ﺧﺎﻟﺼًﺎ ﺳ ﻮاء ﻓ ﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬ ﺎ أو ﻓ ﻲ أﺳ ﻠﻮﺑﻬﺎ ،ﻓﻘ ﺪ ﺣ ﺬا ﺣ ﺬو اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺗﻌ ﺪد أﻏ ﺮاض
(2اﻷﻏﺎﻧﻲ ﻃﺒﻌﺔ ﺳﺎﺳﻲ ج /16ص 109 18 7
اﻟﻘﺼﻴﺪة وﻓﻲ وﺻﻒ اﻷﻃﻼل ،واﻟﺨﺮوج إﻟﻰ ﻏﺮﺿ ﻪ اﻟﺮﺋﻴ ﺴﻲ ﺳ ﻮاء أآ ﺎن ﻣ ﺪﺣﺎ أم ﻓﺨ ﺮا أم هﺠ ﺎء ،وآﻤ ﺎ ﺧﻠ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻤﺪوﺣﻴ ﻪ اﻟ ﺼﻔﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺧﻠﻌﻬ ﺎ اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻮن ﻋﻠ ﻰ ﺳﺎداﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﺮاﻣﺔ ،وﺷﺠﺎﻋﺔ ،وﺷ ﻬﺎﻣﺔ ،وﺳ ﻤﺎﺣﺔ ،وﻧﻔ ﺎذ ﺑ ﺼﻴﺮة ،ورأى ﺻ ﺎﺋﺐ، وإﻏﺎﺛ ﺔ اﻟﻤﻠﻬ ﻮف ،وﻧﺠ ﺪة اﻟﻤﺴﺘ ﺼﺮخ ،وﺣﻤﺎﻳ ﺔ اﻟﺠ ﺎر ﻣ ﻊ اﻟﻤﺰاوﺟ ﺔ ﺑ ﻴﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،واﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻣ ﻦ رﻋﺎﻳ ﺔ اﻟ ﻮﻻة واﻟﻘ ﺎدة ﻟ ﺸﺆون اﻷﻣ ﺔ ،واﻟ ﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻤ ﺎ أوﺿ ﺤﻨﺎﻩ ﻓ ﻲ ﺣ ﺪﻳﺜﻨﺎ ﻋ ﻦ اﻷﻏ ﺮاض واﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ ،وﻧﻨﺒ ﻪ ن ن اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﻤﻮروﺛ ﺔ آﺎﻧ ﺖ أﻇﻬ ﺮ وأآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ،ﺣﺘ ﻰ إ ّ إﻟ ﻰ إ ّ اﻷﺻﻤﻌﻲ ﻗﺪّﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻗﺔ اﻟﺸﻌﺮاء ﻟﻘﻮﻟﻪ : )(1
ع إّ ﺼﺎل ِ َو َ ﻻ أ ْﻣ ِﺘ ُﻊ اﻟﻌُـ ْﻮ َذ ﺑﺎﻟـﻔِـ َ َ ﻻ َ ﻗـَـﺮِﻳـْﺒَـﺔ َ اﻷﺟَــﻞ ِ ﻻ أﺑـْﺘـَﺎ ُ ﻓﻘﺪ أﻋﺠﺒﻪ ﻓﺨﺮﻩ ﺑﻜﺮﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻔﺔ اﻟﻘﺪﻣﺎء )0 (2
ﺛﺎﻟﺜﺎ /ﺁراء اﻟﻨﻘﺎد ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ : اﻟﻨﻘﺪ ﻓ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻨ ﻮن اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻋﺮﻓﻬ ﺎ اﻟﻌ ﺮب ،واﻟﺘ ﻲ ارﺗﺒﻄ ﺖ ﺑ ﺎﻷدب ؛ وأﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﻧﻀﺠﻪ ،واﻟﻨﻘﺪ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ اﺻﻄﻼﺣًﺎ ﺗﻨ ﺎول اﻷدب ودراﺳ ﺘﻪ واﻟﻨﻈ ﺮ ﻓﻴ ﻪ وﻣﻨﺎﻗ ﺸﺘﻪ واﺳ ﺘﺨﻼص ﻋﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺠﻤ ﺎل وﺳ ﻤﺎت اﻟﻘ ﺒﺢ ﻓﻴ ﻪ ،وﻣﺤﺎوﻟ ﺔ إﺑﺮازه ﺎ واﻹﺷﺎدة ﺑﺎﻟﻤﺠﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء وذ ّم اﻟﻤﺴﻲء ﻣﻨﻬﻢ ) (3وآﺎن ﻟﻪ دور ﺑـﻨــّﺎء ﻓﻲ " ﺗﻄﻮر اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﺗﺒّﺪﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﻮر إﻟﻰ ﺁﺧ ﺮ ﺣ ّﺘ ﻰ وﺻ ﻠﺖ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ ن ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﺮاﺣ ﻞ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨ ّﺒ ﻪ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟ ﺸﻌﺮاء اﻷوﻟ ﻮن إﻟ ﻰ اﻟﻜﻤ ﺎل اﻟﻔﻨ ﻲ " وﻻ ﺷ ﻚ إ ّ أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ وﺻﺤّﺤﻮا ﺗﻠﻚ اﻷﺧﻄﺎء وﺛﻘّﻔ ﻮا ﺷ ﻌﺮهﻢ ،ﺑﺘﻼﻓ ﻲ أﺳ ﺒﺎب اﻟ ﻨﻘﺺ ،واﻟﺒﺤ ﺚ ﻋﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﻜﻤ ﺎل ،اﻟ ﺬي ﻳﺘﻄﻠﻌ ﻮن إﻟﻴ ﻪ ،وﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻌ ﺪ ﺧﻄ ﻮة ﻣ ﻦ ﺧﻄ ﻮات اﻟﻨﻘ ﺪ اﻷدﺑﻲ ")0 (4 (1اﻟﺪﻳﻮان ص 183 (2اﻷﻏﺎﻧﻲ ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ج /5ص 264 (3ﺑﺪوي ﻃﺒﺎﻧﺔ " دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ" ،ط 4اﻟﻤﻄﺒﻌﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، 1956م ،ص 22،23 (1ﺑﺪوي ﻃﺒﺎﻧﺔ ص 45 18 8
وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻨﻘ ﺪ ﻓ ﻲ ﺑﺪاﻳﺘ ﻪ ﻋﻠﻤ ًﺎ ﻣﺆﺳ ﺴًﺎ ﻳُﺒﻨ ﻰ ﻋﻠ ﻰ أﺻ ﻮل وﻗﻮاﻋ ﺪ وﻧﻈﺮﻳ ﺎت ﻋﻠﻤﻴّﺔ ،ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ وﺟﻮﻩ اﻟﺠ ﻮدة واﻟ ﺮداءة ﻣﻠﺘﺰﻣ ﺔ ﺑﺘﻠ ﻚ اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ ،ﺑ ﻞ آ ﺎن ﺗﻮﺟﻴﻬ ﺎت وإرﺷﺎدات وﻧﺼﺎﺋﺢ وذم ﻓﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺣﻴ ﺎن ﻳﺘﻠﻘ ﺎﻩ اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ﻣ ﻦ أﻓ ﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻴﻬﻢ اﻟﺸﻌﺮاء ،أو ﻳﻠﺘﻘﻮن ﺑﻬﻢ ،آﺄهﻞ ﻳﺜﺮب وﻗﺮﻳﺶ اﻟﺘﻲ اﺳ ﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﻤﻠ ﻰ أﺣﻜﺎﻣﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺸﻌﺮ وﻟﻐﺘﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺸﻌﺮاء ) " (1وآ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻋﻤ ﻼ00اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺗﺮﻗﻴﻖ اﻷﻟﻔﺎظ ،وﺗﺪﻗﻴﻖ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ،وﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪ ") ،(2وا ّﺗ ﺴﻌﺖ ﻓﻜ ﺮة اﻟﺘﻮﺟﻴ ﻪ وإﺳ ﺪاء اﻟﻨﺼﺢ ،ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺪرﺳﺔ ﻳﺘﻠﻘّﻰ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻤﺒﺘ ﺪئ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﻌﺮاء ،أﺳ ﺲ ﺗﺠﻮﻳ ﺪ ﻓ ّﻨ ﻪ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺸﺎﻋﺮ ،واﻟﺘﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻴﻪ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺮواﻳّﺔ "وآﺎﻧﺖ اﻟﺮواﻳ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﻨﺸﺌﺔ أدﺑﻴّﺔ"
)(3
وﻗﺪ أهﺘﻢ اﻟﻨﻘﺎد ﺑﺎﺑﻦ هﺮﻣﺔ وﺷﻌﺮﻩ ،وﺳﻌﻮا ﻟﺒﻴﺎن رﺗﺒﺘﻪ ،وﻗﻴﻤﺔ ﺷﻌﺮﻩ ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻋﻨﻪ : /1ﺟﺮﻳﺮ) ﺗﻮﻓﻲ 114هـ ( " ﻗﺪم ﺟﺮﻳﺮ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺄﺗﺎﻩ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ واﺑ ﻦ أﺑ ﻲ أذﻳﻨ ﺔ ﻓﺄﻧ ﺸﺪاﻩ ،ﻓﻘ ﺎل ﺟﺮﻳ ﺮ: اﻟﻘﺮﺷﻲ أﺷﻌﺮهﻤﺎ )ﻳﻌﻨﻲ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ( ،واﻟﻌﺮﺑﻲ أﻓﺼﺤﻬﻢ "
)(4
/2ﻣﺮوان ﺑﻦ أﺑﻲ ﺣﻔﺼﺔ ) ﺗﻮﻓﻲ 182هـ ( ﻋﻦ ﺣﻤﺎد ﺑﻦ إﺳﺤﺎق اﻟﻤﻮﺻﻠﻲ ﻋﻦ أﺑﻴﻪ ﻗ ﺎل :ﻗﻠ ﺖ ﻟﻤ ﺮوان ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﺣﻔ ﺼﺔ : ﻣﻦ أﺷﻌﺮ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺘﻜﻢ ﻋﻨﺪك ؟ ﻻ أﻋﻨﻴﻚ ،ﻗﺎل :اﻟﺬي ﻳﻘﻮل : ﻻ ﻻ أﻣـْﺘِـ ُﻊ اﻟـﻌُـ ْﻮ َذ ﺑﺎﻟـﻔِـﺼَﺎل ِ َو َ َ
ﻻ َ ﻗَـﺮِﻳـْﺒـَﺔ َ اﻷﺟَــﻞ ع إّ أﺑـْﺘـَﺎ ُ
ِ)(5
/3أﺑﻮ اﻟﻌﺘﺎهﻴﺔ ) ﺗﻮﻓﻲ 211هـ(
(2ﻣﺜﻞ أم ﺟﻨﺪب وﻃﺮﻓﺔ وﺧﺒﺮ أهﻞ ﻳﺜﺮب ،ﻣﻊ اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ وأﺣﻜﺎم ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻘﺎت وﻗﺼﺎﺋﺪ ﻋﻠﻘﻤﺔ اﻟﻔﺤ ﻞ ﻓ ﻲ : ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻣﻴﻦ "ﻃﻼﺋﻊ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ " ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟ ﻰ ،ﺑ ﺪون ﺟﻬ ﺔ 1965م ،اﻟ ﺼﻔﺤﺎت ،13 ،12 ،11 ،10 0 23، 18 (3اﺣﻤﺪ أﻣﻴﻦ " اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ" ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﻨﺸﺮ ،اﻟﻘﺎهﺮة ،اﻟﻄﺒﻌﺔ ﻟﺜﺎﻟﺜﺔ 1963،م ،ص 416 (4ﻃﻼﺋﻊ اﻟﻨﻘﺪ ص40 (5اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص 386 (6اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /5ص264 18 9
" 000اﻟﺸﻌﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺜﻞ أﺷﻌﺎر اﻟﻔﺤﻮل اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ أو ﻣﺜﻞ ﺷ ﻌﺮ ﺑ ﺸﺎر واﺑﻦ هﺮﻣﺔ "000
)(1
/4اﻷﺻﻤﻌﻲ ) ﺗﻮﻓﻲ 216هـ ( )(2
"ﺧﺘﻢ اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﺑﻦ هﺮﻣﺔ ،وهﻮ ﺁﺧﺮ اﻟﺤﺠﺞ "
وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﺑﻦ أﺧﻲ اﻷﺻﻤﻌﻲ ﻋ ﻦ ﻋ ﱠﻤ ﻪ ﻗ ﺎل :اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺨ ﻀﺮي واﺑ ﻦ ﻣﻴ ﺎدة ورؤﺑ ﺔ واﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ وﻃﻔﻴ ﻞ اﻟﻜﻨ ﺎﻧﻲ وﻣﻜ ﻴﻦ اﻟﻌ ﺬري ،آ ﺎﻧﻮا ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺎﻗﺔ اﻟ ﺸﻌﺮاء ، وﺗﻘﺪﻣﻬﻢ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻻ ﻻ أﻣـْﺘِـ ُﻊ اﻟـﻌُـ ْﻮ َذ ﺑﺎﻟـﻔِـﺼَﺎل ِ َو َ َ
ﻻ َ ﻗـَـﺮِﻳـْﺒـَﺔ َ اﻷﺟـَــﻞ ِ ع إّ أﺑـْﺘـَﺎ ُ
ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ :وآﺎن ﻋﻤﻲ ﻣﻌﺠﺒﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻣﺴﺘﺤﺴﻨﺎ ﻟﻪ ،وآﺎن آﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﺎ ﻳﻘ ﻮل أﻣ ﺎ ﺗ ﺮون آﻴ ﻒ ﻗ ﺎل ،واﷲ ﻟ ﻮ ﻗ ﺎل ه ﺬا ﺣ ﺎﺗﻢ ﻟﻤ ﺎ زاد و ﻟﻜ ﺎن آﺜﻴ ﺮاً ،ﺛ ﻢ ﻳﻘ ﻮل :ﻣ ﺎ ﻳﺆﺧﺮﻩ ﻋﻦ اﻟﻔﺤﻮل إﻻ ﻗﺮب ﻋﻬﺪﻩ
)(3
/5اﺑﻦ اﻷﻋﺮاﺑﻲ ) ﺗﻮﻓﻲ 231هـ ( " ﺧـُـﺘــِﻢ اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﺑﻦ هـَـــــــــﺮْﻣـﺔ َ "
)(4
/6اﻟﺠﺎﺣﻆ ) ﺗﻮﻓﻲ 255هـ ( " ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻟـّﺪﻳﻦ أﺻﻮب ﺑﺪﻳﻌًﺎ ﻣﻦ ﺑﺸﺎر واﺑﻦ هﺮﻣﺔ واﻟﻌﺘﺎﺑﻲ "
)(5
/7اﺑﻦ اﻟﺠﺮاح ) ﺗﻮﻓﻲ 296هـ ( " ﻗﺪﻣ ﻪ ) ﻳﻌﻨ ﻲ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ( ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ داود ﺑ ﻦ اﻟﺠ ﺮاح ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﺸﺎر وأﺑ ﻲ ﻧﻮاس وﻏﻴﺮهﻤﺎ "000
)(6
/8اﻟﺨﻄﻴﺐ اﻟﺒﻐﺪادي ) ﺗﻮﻓﻲ 463هـ( (1اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص 74 (2ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد ج /6ص 131 (3اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /5ص264 -263 (4اﻷﻏﺎﻧﻲ ج /4ص 388 (5اﻟﺒﻴﺎن واﻟﺘﺒﻴﻴﻦ ج /1ص 51 (6ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد ج /6ص 127 19 0
" ﺷﺎﻋﺮ ﻣـﻔـِﻠـﻖ ،ﻓـﺼﻴﺢ ﻣـُﺴﻬـِـﺐ ،ﻣﺠﻴﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﻘـﻮل ،ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺸﻌﺮ"
)(1
/9اﻟﺒﻜﺮي ) ﺗﻮﻓﻲ 487هـ ( " واﺑﻦ هــــــــﺮﻣﺔ ﻣﻦ ﻣـﺘـﻘــﺪﻣﻲ اﻟـﺸـﻌـــــــﺮاء "
)(2
/10ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺒﻐﺪادي " إﻧـﱠﻪ ﺷــﺎﻋـــــــﺮ ﻣـﻄــــﺒـﻮع "
)(3
/11ﻣﺼﻄﻔﻰ هﺪارة "أﻣﱠﺎ اﺑﻦ هﺮﻣﺔ وﺻﻨﻌﺘﻪ اﻟ ﺸﻌﺮﻳﺔ ﻓ ﻼ ﻧ ﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺤﻜ ﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺣﻜﻤ ًﺎ ﺻ ﺤﻴﺤًﺎ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻘﻠﻴ ﻞ ﻏﻴ ﺮ أﻧﻨ ﺎ ﻧﻠﻤ ﺢ ﻓﻴ ﻪ اﻟﻨ ﺰوع ﻧﺤ ﻮ ن ﺷﻌﺮﻩ اﻟﺬي وﺻﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻗﻠﻴ ﻞ ﺑ ﻞ أﻗ ّ ﻷﱠ اﻟﺼﻨﻌﺔ واﻟﺘﻔﻨﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮاء أآﺎﻧﺖ ﻟﻔﻈﻴﺔ أو ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ "
)(4
/12ﻃﻪ اﻟﺤﺎﺟﺮي ﻗﺎل ﻋﻦ " :إﻧﱠﻪ ﺷﺎﻋﺮ ﻳﻘﺼﺪ إﻟﻰ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻗﺼﺪا دون اﻟﺘ ﺰام ﻟﻠﺤ ﺪود اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ّﻳ ﺔ ﻞ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻧ ﺸﺄت ﺑﻌ ﺾ اﻟﺨ ﺼﻮﻣﺎت اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن اﻟ ﺸﻌﺮاء ﻳﻘﻔ ﻮن ﻋﻨ ﺪهﺎ ،وﻟﻌ ّ اﻷدﺑ ّﻴ ﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻨﻘ ﺎد اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﺑﻄﺒﻴﻌ ﺘﻬﻢ ﺣﺮﻳ ﺼﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴ ﺪ اﻟﺸﻌﺮﻳّﺔ اﻟﻤﺄﺛﻮرة آﻤﺼﻌﺐ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ واﻟﻤﺴﻮﱠر ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻤﺨﺰوﻣﻲ "
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ (1ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد ج /6ص 126 (2ﺳﻤﻂ اﻟﻶﻟﺊ ص 398 (3ﺧﺰاﻧﺔ اﻷدب ج /1ص 204 (4اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻬﺠﺮي ص 577 (5هﺪارة ص 577ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﺤﺎﺟﺮي اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺔ 19 1
)(5
وﺑﻌﺪ ﻓـﻘـﺪ وﻗـﻌﺖ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻓ ﻲ أرﺑﻌ ﺔ ﻓ ﺼﻮل ﺣﻴ ﺚ ﺧ ﺼﺺ اﻟﻔ ﺼﻞ اﻷول ﻟﺪراﺳ ﺔ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﺎﻋﺮ وﺑﻴﺌﺘﻪ وﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻋﺎش ﻓﻴﻪ وأهــﻢ ﺟـﻮاﻧﺐ ﺣــﻴﺎﺗﻪ 0 أﻣﱠﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﻗﺴﻢ إﻟﻰ ﻣﺒﺤﺜﻴﻦ وﺗﻤﻬﻴﺪ ﺗﻨﺎول دﻳ ﻮان اﻟ ﺸﺎﻋﺮ ودار اﻟﻄﺒ ﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺖ ﻃﺒﺎﻋﺘﻪ ،وﺳﻠﺒﻴﺎت اﻟﻄﺒﻌﺔ ،وﻗﺪ وﻗﻒ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ﻋﻠﻰ ﺑﻨ ﺎء أﻏﺮاﺿ ﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻢ ﻗﻴﻬﺎ ،واﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﻨﺎول ﺑﻨﺎء اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ دارت ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮﻩ ، وﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﻻﺣﻈﺖ : * إﻧﻪ آﺘﺐ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻏﺮاض اﻟﺸﻌﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ، * وإﻧﻪ آﺎن ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺷﻌﺮﻩ أﻣﱠﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺒﻨﺎء اﻟﻔﻨﻲ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎول ﺑﻨﺎء اﻟﻘ ﺼﻴﺪة ﻋﻨ ﺪﻩ ،واﻟﺒﺤ ﻮر اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻌﺮﻩ ،وﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻩ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وﺻﻮرﻩ اﻟﻔﻨﻴﺔ. أﻣﱠﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺒﻨﺎء اﻷﺳ ﻠﻮﺑﻲ وﺗﻨ ﺎول ﻟﻐ ﺔ ﺷ ﻌﺮﻩ اﻟﺘ ﻲ ﻧﻈ ﻢ ﺑﻬ ﺎ ، وﺳﻤﺎت أﺳﻠﻮﺑﻪ ،وﺁراء اﻟﻨﻘﺎد ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ،وﻗﻀﻴﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺸﻌﺮﻩ . وﺧﺮﺟﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺎﻷﺗﻲ : /1آﺎن ﻟﻠﻈﺮوف اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻪ اﻷوﻟ ﻰ اﻟ ﺪور اﻷﺑ ﺮز ﻓ ﻲ ﺗ ﺸﻜﻴﻞ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ،وﻗﺪ أﺳﻬﻤﺖ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ. /2آ ﺸﻔﺖ اﻟﻐﻤ ﻮض اﻟ ﺬي ﻳﺤ ﻴﻂ ﺑﺸﺨ ﺼﻴﺘﻪ ﻓﻬ ﻮ ﻣـﻮﻟـّـ ـﺪ دﻋ ﻲ أدﻋﻴ ﺎء ﻣ ﻦ أﺻ ﻞ ﻋﺮﺑﻲ ،وﺗﺒﺮﻳﺮ اﺗﺼﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ ،وﺗﻘﺮﺑﻪ ﻟﻸﻣﻮﻳﻴﻦ واﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻦ /3ﺑﻴﻨﺖ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ ،واﺗﺠﺎهـﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﻌﺮﻩ . /4أﺗﺨﺬ اﻟﻤﺪح وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻜﺴﺐ اﻟﻤﺎل ؛ ﻟﻤﺠﺎﺑﻬﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻼهﻴﺔ ؛ وﻟﺬﻟﻚ ﻣ ﺪح آﺒﺎررﺟ ﺎل اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﻣﻮﻳّﺔ واﻟﻌﺒﺎﺳﻴّﺔ . /5اﺷﺘﻤﻠﺖ أﻏﺮاﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ وﻣﻌﺎﻧﻲ ﻋﺪﻳﺪ وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﺎﺑﻴﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ واﻟﺤ ﺴﻴّﺔ ،آ ﺎﻟﻜﺮم ،واﻟ ﺸﺠﺎﻋﺔ ،واﻟﻌﻘ ﻞ ،وﺑﻌ ﺾ اﻟﻘ ﻴﻢ دﻳﻨ ّﻴ ﺔ آﺎﻟﻌ ﺪل ،واﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ،وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ،وإﻗﺎﻣﺔ أرآﺎن اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ
19 2
/6ﺗﻤﻴّﺰ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﻌﺪة ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻓﻨﻴّﺔ ،ﻓـﻘـﺪ ﻧﻈﻢ ﻓﻲ ﻋﺪة ﺑﺤﻮر ،وﻗ ﺪ ﺟ ﺎءت ﻗ ﺼﺎﺋﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ ﺑﻨ ﺎﺋﻲ واﺣ ﺪ ﺗﺮآ ﺐ ﻣ ﻦ ) اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ واﻟ ﺘﺨﻠﺺ واﻟﺨﺎﺗﻤ ﺔ ( ،وﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻌﺎن ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﻔﻨﻴّﺔ ﻹﺑ ﺮاز ﻣﻌﺎﻧﻴ ﻪ ﻓﺎﺳ ﺘﺨﺪم اﻟﻤﺠ ﺎز ،و اﻟﺘ ﺸﺒﻴﻪ ،واﻻﺳ ﺘﻌﺎرة ،واﻟﻜﻨﺎﻳ ﺔ ، آﻤ ﺎ ﻗ ﻮّى ﻣﻮﺳ ﻴﻘﺎﻩ اﻟﺪاﺧﻠ ّﻴ ﺔ ﺑﺎﻟﺠﻨ ﺎس ،واﻟﺘﻜ ﺮار ،واﻟﺘﻄﺮﻳ ﺰ ،ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ أﻧ ﻮاع اﻟﺒﺪﻳﻊ اﻷﺧﺮى . ﺠﺔ /7ﺗﻤﻴّﺰ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻟﻸﻟﻔﺎظ اﻟﺠﺰﻟﺔ ،واﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﺮﺻ ﻴﻦ ﺣﺘ ﻰ أﺻ ﺒﺢ ﺣ ّ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻄﻮّر ﺷﻌﺮﻩ . وﻗﺒ ﻞ أن اﺧ ﺘﻢ دراﺳ ﺘﻲ أوﺻ ﻲ دارﺳ ﻲ اﻷدب ﺑﺪراﺳ ﺔ ﺷ ﻌﺮاﺋﻨﺎ اﻟﻤﻐﻤ ﻮرﻳﻦ دراﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،ﺷﻜﻼً ،وﻣﻀﻤﻮﻧﺎً ،وآﺸﻒ اﻟﻐﻤﻮض اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ . وأرﺟﻮ أن أآ ﻮن ﺑﻬ ﺬا اﻟﺒﺤ ﺚ ﻗ ﺪ أﺳ ﻬﻤﺖ ﺑﻨ ﺼﻴﺐ ﻣﺘﻮاﺿ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻜ ﺸﻒ ﻋ ﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﺑﻦ هﺮﻣ ﺔ ،وﺧ ﺼﺎﺋﺺ ﺷ ﻌﺮﻩ اﻟﻔﻨ ّﻴ ﺔ ،وان أآ ﻮن ﻗ ﺪ وﻓﻘ ﺖ ﻓ ﻲ ﺗﻘ ﺪﻳﻢ ﺟﻬ ﺪ أدﺑﻲ ﻳﻨﺎل اﻟﺮﺿﺎ وﻳﺤﻮز اﻟﻘﺒﻮل .
ﻣﻠﺨﺺ اﻟﺒﺤﺚ اهﺘﻤﺖ هﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﺑﺎﻟﻜ ﺸﻒ ﻋ ﻦ ﺷﺨ ﺼ ّﻴﺔ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ،وإﺑ ﺮاز ﺧ ﺼﺎﺋﺺ ﺷﻌﺮﻩ اﻟﻔﻨﻴّﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ ﻓﺼﻠﻬﺎ اﻷول ﻋﺼﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ وﺑﻴﺌﺘﻪ اﻟﺘ ﻲ ﻋ ﺎش
19 3
ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻓﻘﺪ آﺎن ﻟﻠﻈﺮوف اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺪور اﻷآﺒﺮ ﻓﻲ ﺗ ﺸﻜﻴﻞ ﺷﺨ ﺼﻴﺘﻪ ﻓ ﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أﻳﺎﻣﻪ . ﺛﻢ أﻓ ﺮدت اﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﻔ ﺼﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻟﺪراﺳ ﺔ ﺷ ﻌﺮﻩ ،ﻓﺘﻨﺎوﻟ ﺖ اﻷﻏ ﺮاض اﻟﺘ ﻲ ﻧﻈﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻌﺮﻩ ،ﻓﻘ ﺪ آﺘ ﺐ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ اﻷﻏ ﺮاض اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﺳ ﺎﺋﺪة ﻓ ﻲ ﻋ ﺼﺮﻩ ، وﺗﻨﺎوﻟ ﺖ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺒﺤ ﺚ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ واﻟﻤ ﻀﺎﻣﻴﻦ اﻟﺘ ﻲ دارت ﺷ ﻌﺮﻩ ،وﻗ ﺪ ﻻﺣﻈﺖ اﻟﺪراﺳﺔ إﻧـﱠﻪ آﺎن ﺗﻘﻠﻴﺪﻳًﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺷﻌﺮﻩ ،وأﺗﺨ ﺬ اﻟﻤ ﺪح وﺳ ﻴﻠﺔ ﻟﻜ ﺴﺐ اﻟﻤ ﺎل ،وﻣ ﺪح ﺑ ﺒﻌﺾ اﻟﻔ ﻀﺎﺋﻞ اﻟﻤﻌﻨﻮ ّﻳ ﺔ واﻟﺤ ﺴﻴّﺔ ،وﺑﻌ ﺾ اﻟﻘ ﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨ ّﻴ ﺔ آﺤﻤﺎﻳّﺔ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻪ ،وإﻗﺎﻣﺔ أرآﺎن اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ . ﺛ ﻢ ﺗ ﻼﻩ اﻟﻔ ﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟ ﺚ اﻟ ﺬي ﺧ ﺼﺺ ﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻔﻨﻴ ﺔ ﺣﻴ ﺚ أﻓ ﺮد اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ﻟﺒﻨﺎء اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎءت ﻣﻌﻈ ﻢ ﻗ ﺼﺎﺋﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ ﺑﻨ ﺎﺋﻲ واﺣ ﺪ ﺗﺮآ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ ،واﻟ ﺘﺨﻠﺺ ،واﻟﺨﺎﺗﻤ ﺔ ،وﻗ ﺪ وردت ﻓ ﻲ اﻟﻤﺒﺤ ﺚ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺷ ﻌﺮﻩ وأوزاﻧ ﻪ وﻗﻮاﻓﻴ ﻪ ؛ ﺣﻴ ﺚ ﻧﻈ ﻢ اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺒﺤ ﻮر وأﻏﻔ ﻞ ﻋ ﻦ ﺑﻌ ﻀﻬﺎ آﻤ ﺎ ﻗ ﻮى ﻣﻮﺳ ﻴﻘﺎﻩ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ ﺑﺎﻟﺠﻨ ﺎس ،واﻟﺘﻜ ﺮار، ﺟﻌ ﻞ اﻟﻤﺒﺤ ﺚ اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ﻟﻠ ﺼﻮرة واﻟﺘﻄﺮﻳ ﺰ ،وﻏﻴﺮه ﺎ ﻣ ﻦ أﻧ ﻮاع اﻟﺒ ﺪﻳﻊ اﻷﺧ ﺮى ،و ُ اﻟﻔﻨ ّﻴ ﺔ وإﺑ ﺮاز دوره ﺎ ﻓ ﻲ ﺗ ﺸﻜﻴﻞ اﻟ ﺼﻮرة اﻟ ﺸﻌﺮﻳّﺔ ﻋﻨ ﺪﻩ ،ﻓﻘ ﺪ اﺳ ﺘﻌﺎن اﺑ ﻦ هﺮﻣ ﺔ ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ،واﻻﺳﺘﻌﺎرة ،واﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ،واﻟﻤﺠﺎز؛ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ . أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻘﺪ ﺟُﻌﻞ ﻟﻠﺒﻨﺎء اﻟﻠﻐﻮي ،ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎول اﻷﺳﻠﻮب واﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻧﻈ ﻢ ﺑﻬ ﺎ ﺷ ﻌﺮﻩ ﻓﻘ ﺪ ﺗﻤ ّﻴ ﺰ ﺷ ﻌﺮﻩ ﺑﺎﺳ ﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻟﻸﻟﻔ ﺎظ اﻟﺠﺰﻟ ﺔ ،واﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﺮﺻ ﻴﻦ ؛ ﺣﺘ ﻰ أﺻﺒﺢ ﺣﺠّﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺲ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻄﻮر ﺷﻌﺮﻩ.
Abstract
19 4
This study investigates the personality of the poet Ibraheem Ibn Harma and presenting the artistic characteristics of his poetry. The first chapter deals with the age of the poet, and his environment in which he lived . The circumstances that had surrounded him has the greatest role in shaping his personality in the future, for he is a pretender of pretenders from an Arabic origin that has his own tongue and has exploited it for composing verses. The second chapter studies his poetry and its purpos , with concentration on the most distinct characteristics of these purposes. He wrote in all purposes that was prevailed in his age. The second theme discusses the meanings and contents shaping his poetry , for he was a traditional in most of his subjects. He made the commending a means of earning money, So he praised the statesmen of both states the Umawia and Abbasia, also he praised some abstract and concrete virtues and some religious values such as protecting the religion , defending it and establishing the Islamic state . The third chapter is devoted to the artistic aspects of Ibn – Harma’s poetry. The first theme deals with the building of his poem . Most of the poems written in the one – building shape.
19 5
It consists of the introduction , delivering and the conclusion . The second theme represents observations on the music , meters and rhymes . Ibn –Harma’s composed poetry in some metres and left out the others .The third theme covers the artistic image . The poet used the artistic image to represent his meaning through the use of figure of speech , simile and metonymy . The fourth chapter discusses the building of style. It deals with the poet’s style and the language of his poetry . Ibn – Harma’s poetry distinguished by abundant utterances and sedate style , till he become a proof in language , at the same time he managed to illustrate his poetry.
19 6
ﺛﺒﺖ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ (1اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ * إﺑﺮاهﻴﻢ أﻧﻴﺲ (2ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﻌﺮ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ط1965، 3م *اﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ أﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﻜﺮم اﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ (3اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،دار ﺻﺎدر ﺑﻴﺮوت 1399 ،هـ 1979-م * اﻵﻣﺪي –أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻳﺤﻲ)370هـ( (4اﻟﻤﻮازﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﺮ أﺑﻲ ﺗﻤﺎم واﻟﺒﺤﺘﺮي ،ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﻴﺪ أﺣﻤﺪ ﺻ ﻘﺮ ،دار اﻟﻤﻌ ﺎرف ﻣﺼﺮ ط 1960، 4م * أﺣﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﺪوي ) اﻟﺪآﺘﻮر ( (5أﺳﺲ اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ط ﻧﻬﻀﺔ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ وﻟﻨﺸﺮ ،دون ﺗﺎرﻳﺦ * أﺣﻤﺪ أﻣﻴﻦ ) اﻟﺪآﺘﻮر( (6اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ،ط ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ واﻟﻨﺸﺮ ،اﻟﻘﺎهﺮة ط 1963 ،3م * أﺣﻤﺪ أﺑﻮ ﺣﺎﻗﺔ (7ﻓﻦ اﻟﻤﺪﻳﺢ وﺗﻄﻮرﻩ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،دار اﻟﺸﺮق اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ط 1962 ،1م * أﺣﻤﺪ اﻟﺸﺎﻳﺐ (8أﺻﻮل اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ،ط ،2دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،اﻟﻘﺎهﺮة 1367هـ 1946 -م * أﺣﻤﺪ ﺷﻠﺒﻲ ) اﻟﺪآﺘﻮر( (9ﻣﻮﺳ ﻮﻋﺔ اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ واﻟﺤ ﻀﺎرة اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ،دار اﻟﻨﻬ ﻀﺔ اﻟﻤ ﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎهﺮة ،ط ، 8دون ﺗﺎرﻳﺦ * أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﻮﻓﻲ ) اﻟﺪآﺘﻮر( (10اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺠﺎهﻠﻲ ،دار اﻟﻘﻠﻢ ﺑﻴﺮوت ،دون ﺗﺎرﻳﺦ * أﺣﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﻤﺮاﻏﻲ
19 7
(11ﻋﻠﻮم اﻟﺒﻼﻏﺔ ،دار اﻟﻘﻠﻢ ﺑﻴﺮوت دون ط ،ت * اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ – أﺑﻮ اﻟﻔﺮج ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻣﻮي ) 356هـ( (12اﻷﻏﺎﻧﻲ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺳﻤﻴﺮ ﺟﺎﺑﺮ ،ط دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ط1992 2م ، ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ 1959 ،م ج ،16وﻃﺒﻌﺔ ﺳﺎﺳﻲ * إﻳﻠﻴﺎ ﺣﺎوي (13ﻓﻦ اﻟﻬﺠﺎء وﺗﻄﻮرﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ،دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻴﺮوت ،دون ط ،ت * اﻟﺒﺨﺎري – ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺠﻌﻔﻲ (14ﺻ ﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨ ﺎري ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣ ﺼﻄﻔﻰ اﻟﺒﻘ ﺎ ،دار اﺑ ﻦ آﺜﻴ ﺮ ﺑﻴ ﺮوت ،ط، 3 1407هـ 1997 -م * ﺑﺪوي ﻃﺒﺎﻧﺔ (15دراﺳ ﺎت ﻓ ﻲ اﻟﻨﻘ ﺪ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ وﺣﺘ ﻰ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ،اﻟﻤﻄﺒﻌ ﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ط 1956 ،4م * اﻟﺒﻐﺪادي – ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺒﻐﺪادي (16ﺧﺰاﻧﺔ اﻷدب وﻟﺐ ﻟﺒﺎب ﻟ ﺴﺎن اﻟﻌ ﺮب ،ﺷ ﺮح ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺴﻼم ه ﺎرون ،ط اﻟﻬﻴﺌ ﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،ط1979 2م * اﻟﺒﻜﺮي – أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺒﻜﺮي ) 487هـ( (17ﺳﻤﻂ اﻟﻸﻟﻲ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﻴﻤﻨﻲ ،ط ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ واﻟﻨﺸﺮ * اﻟﺒﻬﺒﻴﺘﻲ – ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻬﺒﻴﺘﻲ (18ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺘﻰ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻬﺠﺮي ،ط اﻟﺨﺎﻧﺠﻲ ،اﻟﻘ ﺎهﺮة 1967م * اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ -أﺑﻮ ﺑﻜﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ (19ﺷﻌﺐ اﻹﻳﻤﺎن دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ط1410 ، 1هـ * اﻷﺗﺎﺑﻜﻲ – ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﻐﺮي ﺑﺮدي اﻷﺗﺎﺑﻜﻲ
19 8
(20اﻟﻨﺠﻮم اﻟﺰاهﺮة ﻓﻲ ﻣﻠﻮك ﻣﺼﺮ واﻟﻘﺎهﺮة ،ﻧﺴﺨﺔ ﻣﺼﻮّرة ﻣﻦ ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،ط1930 ، 1م * ﺛﻌﻠﺐ – أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻲ ﺛﻌﻠﺐ ) 200هـ (291 - (21ﻣﺠ ﺎﻟﺲ ﺛﻌﻠ ﺐ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺴﻼم ﻣﺤﻤ ﺪ ه ﺎرون ،ط دار اﻟﻤﻌ ﺎرف ،ﻣ ﺼﺮ ط1956 ،2م * اﻟﺠﺎﺣﻆ – أﺑﻮ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺑﺤﺮ) 255هـ( (22اﻟﺒﺨﻼء ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻃﻪ اﻟﺤﺎﺟﺮي ،دار اﻟﻤﻌﺎرف ،ﻣﺼﺮ دون ط 1963 ،م (23اﻟﺒﻴ ﺎن واﻟﺘﺒﻴ ﻴﻦ ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺴﻼم ﻣﺤﻤ ﺪ ه ﺎرون ط ،دار اﻟﺠﻴ ﻞ ،ﺑﻴ ﺮوت 1367هـ 1946 -م * اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ – اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎهﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ) 471هـ ( (24أﺳ ﺮا اﻟﺒﻼﻏ ﺔ ،ﺷ ﺮح وﺗﻌﻠﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤ ﻨﻌﻢ ﺧﻔ ﺎﺟﻲ ،ط 2ﻣﻜﺘﺒ ﺔ اﻟﻘ ﺎهﺮة 1967م (25دﻻﺋﻞ اﻹﻋﺠﺎز ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺻﺒﺢ وأوﻻدﻩ ﺑﺎﻷزهﺮ ،دون ط ،ت * اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ – اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ) 366هـ( (26اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺘﻨﺒ ﻲ وﺧ ﺼﻮﻣﻪ ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ أﺑ ﻮ اﻟﻔ ﻀﻞ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ،ﻣﻄﺒﻌ ﺔ ﻋﻴﺴﻰ اﻟﺤﻠﺒﻲ ط ، 3دون ﺗﺎرﻳﺦ * ﺟﺮﻳﺮ – ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ) 114هـ ( (27دﻳﻮان ﺟﺮﻳﺮ ،ط دار ﺻﺎدر ﺑﻴﺮوت ،ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﺤﻴﻞ ﺑﻴﺮوت ،دون ﺗﺎرﻳﺦ *اﺑﻦ ﺟﻨﻲ – أﺑﻮ اﻟﻔﺘﺢ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺟﻨﻲ (28اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻨﺠﺎر ،ط 2دار اﻟﻜﺘﺐ ،ﻣﺼﺮ ،دون ﺗﺎرﻳﺦ * اﺑﻦ ﺣﺰم – أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ) 456هـ( ( 29ﺟﻤﻬ ﺮة أﻧ ﺴﺎب اﻟﻌ ﺮب ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺴﻼم ﻣﺤﻤ ﺪ ه ﺎرون ط دار اﻟﻤﻌ ﺎرف ﻣﺼﺮ 1962 ،م
19 9
* اﻟﺤﺼﺮي – أﺑﻮ إﺳﺤﺎق إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﺼﺮي (30زه ﺮ اﻵداب وﺛﻤ ﺮ اﻷﻟﺒ ﺎب ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ زآ ﻲ ﻣﺒ ﺎرك ،ﻃﺒﻌ ﺔ اﻟﺮﺣﻤﺎﻧﻴ ﺔ ،دون ﺗﺎرﻳﺦ * اﻟﺤﻤﻮي – أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳﺎﻗﻮت ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺤﻤﻮي اﻟﺮوﻣﻲ اﻟﺒﻐﺪادي ) 626هـ( (31ﻣﻌﺠﻢ اﻟﺒﻠﺪان ،دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻴﺮوت ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﻌﺎدة ﻣﺼﺮ 1906م * اﻟﺨﻄﻴﺐ اﻟﺒﻐﺪادي – اﻟﺤﺎﻓﻆ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ) 463هـ ( (32ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻐﺪاد ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣ ﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻘ ﺎدر ﻋﻄ ﺎ ،دار اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ ﺑﻴ ﺮوت ط1997 ،1م * اﺑﻦ ﺧﻠﺪون – ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ أﺑﻮ زﻳﺪ ) (808 -732 (33اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ،دار اﻟﻔﻜﺮ ﺑﻴﺮوت ط 1996 ،3م * اﺑﻦ درﻳﺪ -اﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ )321هـ( (34اﻻﺷﺘﻘﺎق ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم هﺎرون ،دار اﻟﺤﻴﻞ ﺑﻴﺮوت ط1991 1م * اﺑﻦ رﺷﻴﻖ – أﺑﻮ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ رﺷﻴﻖ اﻟﻘﻴﺮواﻧﻲ ) 463هـ( (35اﻟﻌﻤﺪة ﻓ ﻲ ﺻ ﻨﺎﻋﺔ اﻟ ﺸﻌﺮ وﻧﻘ ﺪﻩ ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻟﻨﺒ ﻮي ﻋﺒ ﺪ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﺷ ﻌﻼن ،اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺨﺎﻧﺠﻲ اﻟﻘﺎهﺮة 2000م (36اﻟﻌﻤﺪة ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎﺳ ﻦ اﻟ ﺸﻌﺮ وﺁداﺑ ﻪ ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣ ﻲ اﻟ ﺪﻳﻦ ،ﻣﻄﺒﻌ ﺔ ﺣﺠ ﺎزي اﻟﻘﺎهﺮة ط1934 1م * اﻟﺰﺑﻴﺪي -اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺮﺗﻀﻲ )1205هـ( (37ﺗﺎج اﻟﻌﺮوس ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻣﻮس ،ﻋﺸﺮة ﻣﺠﻠﺪات ﻣﺼﺮ 1307هـ * اﻟﺰﺟﺎج -أﺑﻮ اﺳﺤﺎق اﻟﺰﺟﺎج (38اﻻﻣﺎﻟﻲ ،دار اﺣﻴﺎء اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ط ، 1اﻟﻘﺎهﺮة 1954م * اﻟﺰرآﻠﻲ – ﺧﻴﺮ اﻟﺪﻳﻦ
20 0
(39اﻷﻋﻼم ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺷﻬﺮ اﻟﺮﺟ ﺎل واﻟﻨ ﺴﺎء ،دار اﻟﻌﻠ ﻢ ﻟﻠﻤﻼﻳ ﻴﻦ ﺑﻴ ﺮوت اﻟﻄﺒﻌ ﺔ 2002 ،15م * اﻟﺰﻣﺨﺸﺮي – ﺟﺎر اﷲ أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﻮد ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ) 38هـ( (40أﺳﺎس اﻟﺒﻼﻏﺔ ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،اﻟﻘﺎهﺮة ط1973 ،2م * زهﻴﺮ -زهﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ (41دﻳ ﻮان زهﻴ ﺮ ،ﺷ ﺮح اﻹﻣ ﺎم اﻟﻌﺒ ﺎس ﺑ ﻦ أﺣﻤ ﺪ اﻟ ﺸﻴﺒﺎﻧﻲ ،اﻟﻘ ﺎهﺮة 1361ه ـ - 1944م * ﺳﻌﺪ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺷﻠﺒﻲ ) اﻟﺪآﺘﻮر ( (42اﻷﺻﻮل اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﺠﺎهﻠﻲ ،ﺣﺪاﺋﻖ اﻟﻘﺒﺔ دون ط 1977 ،م *اﻟﺴﻜﺎآﻲ – أﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮب ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺴﻜﺎآﻲ (43ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻌﻠﻮم ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ هﻨﺪاوي ،دار اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻴﺮوت ط 2000 ،1م * اﺑﻦ ﺳﻨﺎن اﻟﺨﻔﺎﺟﻲ (44ﺳ ﺮ اﻟﻔ ﺼﺎﺣﺔ ،ﻣﻄﺒﻌ ﺔ ﻋﻠ ﻲ هﺠ ﻮ وأوﻻدﻩ اﻟﻘ ﺎهﺮة ،دون ط 1996 ،م * اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ – ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ) 911هـ( (45ﺷﺮح ﺷﻮاهﺪ اﻟﻤﻐﻨﻲ ،ﻧﺸﺮ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،دﻣﺸﻖ 1966م (46اﻟﻤﺰهﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻠﻐﺔ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ ،ﺻﺤﺤﻪ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺟﺎد اﻟﻤﻮﻟﻰ وﻋﻠ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﺒﻴﺠﺎوي ،وﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ إﺑﺮاهﻴﻢ ،دار اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻴﺮوت 1958م * اﻟﺸﻬﺮﺳﺘﺎﻧﻲ (47اﻟﻤﻠ ﻞ واﻟﻨﺤ ﻞ ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﻮآﻴ ﻞ ،دار اﻟﻔﻜ ﺮ ﺑﻴ ﺮوت دون ﺗﺎرﻳﺦ * ﺷﻮﻗﻲ ﺿﻴﻒ ) اﻟﺪآﺘﻮر( (48اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻐﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻷﻣﺼﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ( دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘ ﺎهﺮة دون ط1949 ،م
20 1
(49اﻟﻔﻦ وﻣﺬاهﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻤﻌﺎرف ﻣﺼﺮ ط 6دون ﺗﺎرﻳﺦ * أﺑﻮ اﻹﺻﺒﻊ – أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ زآﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﻦ ﻇﺎﻓﺮ (50ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺘﺤﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﻨﺜﺮ وإﻋﺠﺎز اﻟﻘ ﺮﺁن ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﺣﻨﻔ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺷﺮف ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺸﺌﻮن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،اﻟﻘﺎهﺮة دون ﺗﺎرﻳﺦ *اﺑﻦ ﻃﺒﺎ ﻃﺒﺎ – ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺒﺎ ﻃﺒﺎ ) 222هـ( (51ﻋﻴﺎر اﻟﺸﻌﺮ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر ،وﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻧﻌ ﻴﻢ زرزور ،دار اﻟﻜﺘ ﺐ ﺑﻴ ﺮوت ط1982 ، 2م * اﻟﻄﺒﺮي -أﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ اﻟﻄﺒﺮي (52ﺗ ﺎرﻳﺦ اﻷﻣ ﻢ واﻟﻤﻠ ﻮك ،دار اﻟﻔﻜ ﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋ ﺔ واﻟﻨ ﺸﺮ ﺑﻴ ﺮوت ﻟﺒﻨ ﺎن واﻟﺘﻮزﻳ ﻊ ط1407 ،1هـ 1987-م * ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ ) اﻟﺪآﺘﻮر ( (53ﺣﺪﻳﺚ اﻷرﺑﻌﺎء ،دار اﻟﻤﻌﺎرف ﻣﺼﺮ 1965م * اﺑﻦ ﻋﺒﺪ رﺑﻪ اﻻﻧﺪﻟﺴﻲ ) 327هـ ( (54اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻔﺮﻳﺪ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ أﺣﻤﺪ أﻣ ﻴﻦ وﺁﺧ ﺮون ط ﻟﺠﻨ ﺔ اﻟﺘ ﺄﻟﻴﻒ واﻟﺘﺮﺟﻤ ﺔ واﻟﻨ ﺸﺮ ، اﻟﻘﺎهﺮة 1953م * ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﻄﻴﺐ اﻟﻤﺠﺬوب) اﻟﺒﺮ وﻓﺴﻮر( (55اﻟﻤﺮﺷ ﺪ إﻟ ﻲ ﻓﻬ ﻢ إﺷ ﻌﺎر اﻟﻌ ﺮب وﺻ ﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ،دار ﺟﺎﻣﻌ ﺔ اﻟﺨﺮﻃ ﻮم ﻟﻠﻨ ﺸﺮ اﻟﺨﺮﻃﻮم ،ط1991 4م * أﺑﻮ اﻟﻌﺘﺎهﻴﺔ – أﺑﻮ إﺳﺤﺎق إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪ )ت 211هـ( (56دﻳﻮان أﺑﻮ اﻟﻌﺘﺎهﻴﺔ ،ﻧﺸﺮ ﻟﻮﻳﺲ ﺷﻴﺨﻮ ،دار ﺻﺎدر ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ 1964م * ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻣﻴﻦ (57ﻃﻼﺋﻊ اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ 1385 ،هـ 1965 -م ،دون ﺟﻬﺔ * اﺑﻦ ﻋﺴﺎآﺮ – أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ) 571هـ(
20 2
(58ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺑﻦ ﻋﺴﺎآﺮ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﺪران ط روﺿﺔ اﻟﺸﺎم 1330هـ * اﻟﻌﺴﻜﺮي – أﺑﻮ هﻼل اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ)395هـ( (59آﺘﺎب اﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﺸﻌﺮ ،ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﺒﻴﺠ ﺎوي ،وﻣﺤﻤ ﺪ أﺑ ﻲ اﻟﻔ ﻀﻞ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻋﻴﺴﻰ اﻟﺤﻠﺒﻲ ط1952 1م * وﺿﻊ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ أدﺑﺎء اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ (60اﻟﻐ ﺰل ﻣﻨ ﺬ ﻧ ﺸﺄﺗﻪ وﺣﺘ ﻰ ﺻ ﺪور اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﺔ ،ط 2دار اﻟﻤﻌ ﺎرف ﻣﺼﺮ 1964م * اﻟﻘﺎﻟﻲ – أﺑﻮ ﻋﻠﻲ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﻘﺎﻟﻲ (61ذﻳﻞ اﻻﻣﺎﻟﻲ واﻟﻨﻮادر ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،ط1926 2م * اﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ – أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ )276هـ( (63اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺸﻌﺮاء ،دار اﻟﻤﻌﺎرف ﺑﻴﺮوت 1964م * ﻗﺪاﻣﺔ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ (64ﻧﻘ ﺪ اﻟ ﺸﻌﺮ ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤ ﻨﻌﻢ ﺧﻔ ﺎﺟﻲ ،ﻧ ﺸﺮ ﻣﻜﺘﺒ ﺔ اﻟﺨ ﺎﻧﺠﻲ ،ط1 1948م * اﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻨﻲ – ﺣﺎزم (65ﻣﻨﻬ ﺎج اﻟﺒﻠﻐ ﺎء وﺳ ﺮاج اﻷدﺑ ﺎء ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﺤﺒﻴ ﺐ ط ،3دار اﻟﻐ ﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻴﺮوت 1986م * اﻟﻘﺰوﻳﻨﻲ – ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ (66اﻹﻳﻀﺎح ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﺒﻼﻏﺔ ،دار اﻟﻔﻜﺮ 1924م * اﻟﻘﻠﻘﺸﻨﺪى – اﻟﺸﻴﺦ أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ) 821هـ( (67ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻷرب ﻓ ﻲ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ اﻧ ﺴﺎب اﻟﻌ ﺮب ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ إﺑ ﺮاهﻴﻢ اﻻﺑﻴ ﺎري ،اﻟﻘ ﺎهﺮة 1363هـ 1944 -م *اﺑﻦ آﺜﻴﺮ – اﻟﺤﺎﻓﻆ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ آﺜﻴﺮ اﻟﻘﺮﺷﻲ ) 774هـ (
20 3
(68اﻟﺒﺪاﻳﺔ واﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ط ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻤﻌﺎرف ﺑﻴﺮوت ،ط1988 7م * اﻟﻤﺒﺮد – أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ (69اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ اﺣﻤﺪ اﻟ ﺪاﻟﻲ ،ﻣﺆﺳ ﺴﺔ اﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ ،ط، 3 1418هـ 1997 -م * ﻣﺤﻤﺪ زآﻲ اﻟﻌﺸﻤﺎوي (70ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺤﺪﻳﺚ ،دار اﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﻴﺮوت دون ط 1984 ،م * اﻟﻤﺮزﺑﺎﻧﻲ – أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮان ) 383هـ( (71اﻟﻤﻮﺷﺢ ﻓ ﻲ ﻣﺂﺧ ﺬ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺸﻌﺮاء ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﺒﻴﺠ ﺎوي ،دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،اﻟﻘﺎهﺮة 1965م * اﻟﻤﺮﺻﻔﻲ – ﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﺻﻔﻲ (72رﻏﺒﺔ اﻵﻣﻞ ﻣﻦ آﺘﺎب اﻟﻜﺎﻣﻞ ،اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،ط 1346 1هـ 1928 -م * اﺑﻦ اﻟﻤﻌﺘﺰ (73ﻃﺒﻘ ﺎت اﻟ ﺸﻌﺮاء ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺴﺘﺎر اﺣﻤ ﺪ ﻓ ﺮاج ،دار اﻟﻤﻌ ﺎرف ﻣ ﺼﺮ ط ،4 1956م * اﻟﻤﺴﻌﻮدي – أﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ ) 364هـ( (74ﻣ ﺮوج اﻟ ﺬهﺐ وﻣﻌ ﺎدن اﻟﺠ ﻮهﺮ ،ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣﺤ ﻲ اﻟ ﺪﻳﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﺤﻤﻴ ﺪ ،دار اﻟﻔﻜﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ﺑﻴﺮوت دون ﺗﺎرﻳﺦ * اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر – أﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻜﺮم )160هـ ( (75ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب دار اﻟﻔﻜ ﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋ ﺔ واﻟﻨ ﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳ ﻊ ،دار ﺻ ﺎدر ،ﺑﻴ ﺮوت ط3 1994م * اﺑﻦ اﻟﻨﺪﻳﻢ – أﺑﻮ اﻟﻔﺮج ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺳﺤﺎق ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮب )385هـ( (76اﻟﻔﻬﺮﺳﺖ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺧﻴﺎط ﺑﻴﺮوت دون ط 1964 ،م * أﺑﻮ ﻧﻮاس – اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ هﺎﻧﻲ
20 4
(77دﻳﻮان أﺑﻮ ﻧﻮاس ،ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ واﻟﻨﺸﺮ ،اﻟﻘﺎهﺮة 1958م * اﻟﻨﻮﻳﺮي – ﺷﻬﺎب اﻟﺪﻳﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮهﺎب )(732-677 (78ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷرب ﻓﻲ ﻓﻨﻮن اﻟﺪب ،ط اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﻨﺸﺮ * اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ –اﻟﺴﻴﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ (79ﻣﻴﺰان اﻟﺬهﺐ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺷﻌﺮ اﻟﻌﺮب 1399هـ 1979 -م * هﺪارة – ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ (80اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﻟﻬﺠ ﺮي ،دار اﻟﻤﻌ ﺎرف ﻣ ﺼﺮ 1963م * اﺑﻦ هﺮﻣﺔ – اﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ هﺮﻣﺔ )176هـ( (81دﻳﻮان إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻦ هﺮﻣﺔ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺒﺎر اﻟﻤﻌﻴﺒﺪ ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻵداب ﻓ ﻲ اﻟﻨﺠ ﻒ اﻷﺷﺮف 1389هـ 1969 -م * اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ – أﺣﻤﺪ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻳﻌﻘﻮب )292هـ( (82ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ ،دار اﻟﻔﻜﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ﺑﻴﺮوت 1315هـ 1956 -م
20 5
ﺛﺒﺖ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت ﻗﺮﺁن آﺮﻳﻢ .....................................................................أ إهﺪاء ..............................................................................ب ﺷﻜﺮ وﻋﺮﻓﺎن ..................................................................ج اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ 1 ......................................................................... اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :ﻋﺼﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ أﺧﺒﺎرﻩ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ﻋﺼﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ وﺑﻴﺌﺘﻪ 4 ....................................... ﻋﺼﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ4 ................................................................... ﺑﻴﺌﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ7 ....................................................................... اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ وأﺧﺒﺎرﻩ 14 ................................................ اﺳﻤﻪ وﻧﺴﺒﻪ 14 ..................................................................... ﻣﻮﻟﺪﻩ 16 ............................................................................. ﻧﺸﺄﺗﻪ 18 ............................................................................ ﺻﻔﺎﺗﻪ .........................................................................
19
أﺧﻼﻗﻪ .........................................................................
20
ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ22 ................................................................... ﻣﻴﻮﻟﻪ وﺗﺸﻴﻌﻪ 23 ................................................................... وﻓﺎﺗﻪ29 ............................................................................. اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﻀﻤﻮن ﺷﻌﺮﻩ ﺗﻤﻬﻴﺪ 30.......................................................................... اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول :ﺑﻨﺎء اﻷﻏﺮاض اﻟﻤﺪح 34 .......................................................................... اﻟﻬﺠﺎء51 ..........................................................................
20 6
اﻻﻋﺘﺬار58 ........................................................................ اﻟﻨﺴﻴﺐ وذآﺮ اﻷﺣﺒﺔ 60....................................................... اﻟﻮﺻﻒ 67....................................................................... اﻟﺮﺛﺎء73........................................................................... اﻟﻔﺨﺮ 77.......................................................................... اﻟﺨﻤﺮﻳﺎت 80.................................................................... اﻟﺤﻜﻤﺔ 82......................................................................... اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺑﻨﺎء اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﺮم 84........................................................................... اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ 87....................................................................... اﻟﻌﺪل 89........................................................................... اﻟﻌﻘﻞ 90............................................................................ اﻟﻌﻔﺔ 91............................................................................ اﻟﻮﻓﺎء 92........................................................................... اﻟﻌﻈﻤﺔ واﻟﺴﺆدد 93............................................................... اﻟﺒﺨﻞ 95............................................................................ اﻟﺤﻤﻖ 96........................................................................... اﻟﺠﻤﺎل 97.......................................................................... اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻔﻨﻲ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول :ﺑﻨﺎء اﻟﻘﺼﻴﺪة 102 ................................................ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ واﻷوزان 122 ........................................ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﺼﻮرة اﻟﻔﻨﻴﺔ 156 ..............................................
20 7
اﻟﻔـﺼﻞ اﻟــﺮاﺑﻊ :اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻠﻐﻮي ﻟﻐﺔ ﺷﻌﺮﻩ 173....................................................................... ﻗﻀﻴﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺸﻌﺮﻩ 182...................................................... ﺁراء اﻟﻨﻘﺎد ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ 185......................................................... اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ189............................................................................ ﻣﻠﺨﺺ اﻟﺒﺤﺚ 191.................................................................. 192 .................................................................Abstract اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ 194............................................................ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت 203....................................................................
20 8