خطوط المواجهة مع حزب الله

Page 1

‫تقدير استراتيجي‬

‫بقلم‬

‫صادر عن‬


‫كتب جدعون ساعر ورون تيرا دراسة تحت عنوان "خطوط‬ ‫املخطط الهيكلي السياس ي والعسكري ملواجهة مستقبلية مع حزب‬ ‫هللا"‪ ،‬تصف حالة التوتر بين طبقتين من التحليل‪ :‬املعطيات‬ ‫الساسية السياسية والعسكرية والحالة املتفردة التي يمكنها‬ ‫إحداث التصعيد‪.‬‬ ‫املعطيات الساسية تظهر أن النجازات االستراتيجية الحقيقية التي‬ ‫يمكن للطرفين تحقيقها في املواجهة هي نتائج ضئيلة‪ ،‬وأنه في‬ ‫مواجهة واسعة سيدفع الطرفان ثمنا باهظا؛ وهذه اعتبارات هامة‬ ‫تمنع اندالع املواجهة‪ ،‬وإذا اندلعت فإنها ستدفع نحو مخطط‬ ‫مواجهة محدود‪.‬‬ ‫في السياق الحالي تتطور تهديدات شاذة مثل‪ :‬إنتاج صواريخ دقيقة‬ ‫في لبنان‪ ،‬وتمركز مستقبلي لوسائل قتالية نوعية إيرانية في سوريا‪.‬‬ ‫في السياق الفريد املتعلق بمنع هذه التهديدات‪ ،‬يجب على إسرائيل‬ ‫تحديد خطوط حمراء‪ ،‬فاالمتناع عن املخاطرة بمواجهة في الوقت‬ ‫الحالي يمكن أن يكلف إسرائيل ثمنا ال يمكنها تحمله في املستقبل‪.‬‬ ‫مخطط املواجهة في الوقت الحالي يجب أن يشمل الساحة‬ ‫السورية‪ ،‬وأن يأخذ روسيا في الحسبان‪.‬‬


‫مقدمة‬ ‫هذا الدراسة ستناقش ضمن أمور أخرى النقاط التالية؛ ً‬ ‫أول‪ :‬األهمية الكبيرة التي يجب‬ ‫اعطاءها للسياق المتميز الذي من داخله ستندلع المواجهة‪ ،‬خالفا لالستناد إلى تفاهمات‬ ‫شاملة وإلى تفعيل اوتوماتيكي لمخططات معدة مسبقا‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬سؤال هل يجب وضع أهداف لها صبغة سياسية للمواجهة و"ايجابية" (أي محاولة‬ ‫تشكيل الواقع السياسي من خالل مواجهة عسكرية) أو لعتبارات واقعية وقيود القوة‪،‬‬ ‫والكتفاء بأهداف لها صبغة عسكرية و"سلبية" (مثل تقييد قوة وانتشار حزب هللا)‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬ثالثة عناصر جديدة تشكل إلى حد كبير الساحة الحالية (تعزيز قوة حزب هللا‬ ‫بسالح دقيق‪ ،‬تعميق وجود إيران وحزب هللا العسكري في سوريا‪ ،‬وإزالة الحدود بين‬ ‫لبنان وسوريا وإيران ودخول روسيا إلى سوريا)‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬الساحة الحالية تتميز بارتفاع درجة تحدي إيران وحزب هللا إلسرائيل‪ ،‬وضمن‬ ‫أمور أخرى بواسطة عملية تعاظم القوة العسكرية إليران في األراضي السورية وإنشاء‬ ‫بنية تحتية إلنتاج سالح دقيق في األراضي اللبنانية‪ .‬يمكن تفسير الصورة على أنها‬ ‫جهد إليران وحزب هللا من أجل الوصول إلى توازن استراتيجي أمام إسرائيل في‬ ‫مواضيع محددة‪ ،‬وربما حتى الوصول إلى القدرة على توجيه ضربة تمس بصورة‬ ‫شديدة بأنظمة حيوية (عسكرية ومدنية) في إسرائيل‪ .‬هذه النشاطات تزيد من معقولية‬ ‫الدخول إلى دائرة التصعيد‪ ،‬التي في نهايتها يمكن أن تندلع الحرب‪ .‬إسرائيل ضعيفة‬ ‫بدرجة كبيرة مقابل السالح الدقيق ألنها من جهة هي دولة غربية متقدمة‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى هي دولة صغيرة مع بنى تحتية مركزة‪ .‬من النقاط السابقة يتبين أن إسرائيل‬ ‫يجب عليها وضع خطوط حمراء منها تزايد قوة حزب هللا من خالل تزوده بالسالح‬ ‫الدقيق‪ ،‬وخاصة إنتاج صواريخ دقيقة على األراضي اللبنانية‪ .‬وكذلك انتشار مستقبلي‬ ‫في سوريا لمنظومات سالح إيرانية نوعية (صواريخ أرض ‪ -‬جو متقدمة‪ ،‬صواريخ‬ ‫ساحل ‪ -‬بحر وصواريخ أرض ‪ -‬أرض)‪ ،‬وأن تكون مستعدة للتقدم تدريجيا في عملية‬ ‫التصعيد ‪ -‬كلما كانت حاجة إلى ذلك ‪ -‬من اجل منع تعاظم القوة هذا‪.‬‬ ‫سا‪ :‬في النظرية القتالية وفي بناء القوة الحالية إلسرائيل وحزب هللا‪ ،‬هناك عالقة‬ ‫خام ً‬ ‫قوية بين شدة ضربة حزب هللا وبين الثمن الذي ستدفعه إسرائيل بسبب تلك الضربة‪.‬‬ ‫في الحقيقة هناك نوع من المعادلة المتناظرة بين عمق الصابة لدى الطرفين في حالة‬ ‫اعتبارا مه ًما في تفضيل مواجهة "محدودة" (تحقيق‬ ‫المواجهة‪ .‬هذه العالقة تشكل‬ ‫ً‬ ‫أهداف محددة بتكلفة محدودة) على مواجهة شاملة‪ ،‬لكن هذا األمر يقتضي من جيش‬ ‫الدفاع اإلسرائيلي تطوير قدرات تمكنه من اضعاف العالقة بين شدة الضرار بحزب‬ ‫هللا وبين الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل هذا الضرر في مجالت مثل النظرية‬ ‫العملياتية وبناء القوة والستخبارات‪.‬‬


‫بين التحليل القاعدي والعالقة الفريدة (غير المعروفة‬ ‫للمواجهة المستقبلية)‬ ‫كل مواجهة عسكرية باإلمكان تحليلها بمستويين‪ :‬األول‪ ،‬الطبقة "القاعدية" ‪ -‬المعطيات‬ ‫األساسية لألنظمة ذات العالقة‪ ،‬والتي تواتر تغييرها بطيء‪ .‬المستوى الثاني‪ ،‬السياق‬ ‫الخاص الذي تندلع المواجهة فيه (مثل من بدأ المواجهة‪ ،‬ماذا يحاول أن يحقق‪ ،‬وما هي‬ ‫الظروف)‪ ،‬حيث أن السياقات هنا ديناميكية ومتغيرة‪ .‬ان السياق الذي تندلع فيه‬ ‫المواجهة المستقبلية مع حزب هللا ليس معروفا اليوم‪ ،‬ولهذا فان التحليل محدود بطبيعته‪.‬‬ ‫مع ذلك يمكن اليوم مناقشة المعطيات األساسية‪ ،‬سواء في السياقات الممكنة للمواجهة‬ ‫المستقبلية او بإمكانية فحص السياق الخاص لدى اندلع المواجهة‪ .‬باإلمكان الدعاء‬ ‫بانه حتى اتضاح السياق ليس هنالك فائدة من تحليل "شامل" للطبقة التأسيسية ولكنه‬ ‫مهم ألنه من خالله يمكن تحقيق فهم وخلق معرفة ولغة مشتركة سواء بين المستويات‬ ‫العسكرية وكذلك بين المستوى السياسي والعسكري‪ .‬في شرح مبسط ألقوال أيزنهاور‪،‬‬ ‫المخطط المرتكز فقط على الطبقة التأسيسية ل يكفي‪ ،‬ولكن عملية التخطيط توفر فهما‬ ‫مشتركا بالغ القيمة‪.‬‬ ‫ان الختالفات ما بين عملية "عمود السحاب" و"الجرف الصامد" تمثل أهمية تشخيص‬ ‫السياق لكل واحدة من المواجهتين واللتان جريتا ضد نفس العدو في نفس الساحة وبفترة‬ ‫زمنية ل تزيد عن سنتين‪ .‬يمكن ان نشير على سبيل المثال على حقيقة انه في وقت‬ ‫"عمود السحاب" كانت مصر تقاد من قبل الخوان المسلمين‪ .‬وفي أثناء عملية "الجرف‬ ‫الصامد" كان تقاد من قبل نظام السيسي‪ .‬عملية "عمود السحاب" تركزت حول تشكيل‬ ‫قواعد اللعبة للفترة التي تليها وحول مواضيع اقتصادية ثانوية نسبيا (مثل صيد األسماك‬ ‫أو العمليات الزراعية التي تجري بمحاذاة الحدود)‪ .‬وبالرغم من ذلك فان "الجرف‬ ‫الصامد" تميز بعزل قاسي لحماس وتركز حول مسألة صمودها القتصادي‪ .‬ان أهمية‬ ‫العزلة والضائقة القتصادية لمنظمة حماس اتضحت تدريجيا في مستهل ربيع ‪ -‬صيف‬ ‫‪ ، 2014‬وربما أن التحليل الذي اجري قبل ذلك بكثير كان يصعب عليه كشف السياق‬ ‫المميز الذي ستندلع فيه حرب "الجرف الصامد"‪ .‬من هنا تأتي األهمية الكبيرة الواجب‬ ‫إعطائها للسياقات المتغيرة‪ ،‬وللحاجة لمعرفة السياق الخاص قبل اتخاذ قرارات حول‬ ‫تشكيل المواجهة‪.‬‬ ‫ليس باإلمكان معرفة ماذا سيكون السياق الخاص للمواجهة القادمة مع حزب هللا‪ .‬ولكن‬ ‫النظر إلى الفترة األخيرة يظهر تغييرات سريعة في السياقات التي تنتج تصعيدا ممكنا‪:‬‬ ‫من زيادة قوة حزب هللا بواسطة خطوط التزويد التي تمر في األراضي السورية‪،‬‬ ‫مرورا بتعاظم قوة حزب هللا في األراضي اللبنانية (بما في ذلك إنتاج سالح نوعي في‬ ‫أراضيها) وحتى الجهود التي يبذلونها في انتشار حزب هللا وإيران في سوريا‪ .‬السياقات‬


‫تتراوح ما بين لمبالة روسيا وبين التحفظ من العمليات المنسوبة إلسرائيل وبين‬ ‫الالمبالة للقتال من جانب النظام السوري تجاه التقارير عن خرق سيادة سوريا من قبل‬ ‫إسرائيل‪ .‬السياق المتغير يؤثر على درجة الثقة الذاتية والجرأة ألعضاء "المحور"‬ ‫(إيران‪ ،‬حزب هللا وحلفاؤهم) وعلى المستوى الذي يغرق فيه المحور في جبهات أخرى‬ ‫ويصعب عليه ان يطلب او بالعكس ‪ -‬ان يطلب فتح جبهة أخرى مع إسرائيل‪ .‬كما أنه‬ ‫يتأثر من التغيير في الشرعية الدولية بالنسبة للنظام العلوي‪ ،‬ولحزب هللا وإيران كنتيجة‬ ‫لتطورات احداث الحرب الهلية في سوريا والتطورات في الموضوع النووي‬ ‫اإليراني‪ .‬حزب هللا هو تنظيم ذو هوية مركبة‪ ،‬في جزء منه هو فرع إيراني وفي جزء‬ ‫آخر ممثل أصيل للشيعة اللبنانيين وذو إرادة مستقلة‪ .‬في جزء من السياقات يجب أن‬ ‫نرى فيه كذراع إليران ‪ ،‬وفي جزء آخر كـ "شريك" مركزي في دولة لبنان‪ .‬السياق‬ ‫ضا من مستوى األمن أو تحدي حزب هللا داخل النظام السياسي‬ ‫الخاص يتم تحديده أي ً‬ ‫اللبناني ‪ -‬الداخلي‪ .‬من الممكن ان تندلع مواجهة في سياق خطأ في الحسابات‪ ،‬فشل في‬ ‫التصالت الستراتيجية أو من دائرة تصعيد خرج عن السيطرة‪ .‬وكما هو مفهوم من‬ ‫الممكن ان تحدث مواجهة مستقبلية في سياق خاص آخر ليس باإلمكان الن توقعه‪،‬‬ ‫ولكن يكون من الضروري فهمه في وقت حدوثه‪.‬‬ ‫في كل سياق خاص يسعى الطرفان لتحقيق أهداف ونهايات ‪ -‬تشكل بدرجة كبيرة من‬ ‫هذا السياق‪ .‬من هنا فان تشكيل السياسات وتشكيل الستراتيجية والمعركة العسكرية‬ ‫تقتضي تالؤما وتكيفا مع السياق (وليس فقط اخذ قرارات حسب تحليل شامل للطبقة‬ ‫التأسيسية أو لتشغيل اوتوماتيكي لبرنامج عسكري معد مسبقا‪.‬‬

‫السياق الحالي‬ ‫السياق الخاص يتغير باستمرار‪ ،‬ليس بالمكان معرفة ماذا سيكون السياق الخاص في‬ ‫المواجهة القادمة‪ .‬ومعرفته ربما ستكون المهمة األكثر أهمية للتنفيذ مع اندلع‬ ‫المواجهة‪ .‬في وقت كتابة هذه السطور هناك ثالثة أمور تشكل ديناميكية الساحة‪ ،‬ولكن‬ ‫من المفهوم أنه ليس بالضرورة أن هذه المواضيع هي التي ستحدد السياق الخاص عند‬ ‫اندلع المواجهة‪.‬‬ ‫األمر الول هو عملية تعاظم قوة حزب هللا من خالل تزوده بالسالح المتطور في دقته‪.‬‬ ‫في مقابلة مع نائب قائد الحرس الثوري اإليراني مع الصحيفة الكويتية تم العالن ان‬ ‫إيران انشأت مصانع إلنتاج سالح نوعي على األراضي اللبنانية‪ .‬ورئيس الستخبارات‬ ‫العسكرية أكد ان إيران اقامت بنية تحتية إلنتاج سالح دقيق في لبنان‪ .‬ان السالح الدقيق‬ ‫يضع درجة جديدة للتهديد النوعي بسبب قدرته على تشويش وحتى شل أنظمة مدنية‬ ‫وعسكرية معينة في فترات زمنية طويلة‪ ،‬وان يحدث ضررا يقدر بمليارات الدولرات‪.‬‬


‫انه ليس "شيء من نفس الشيء"‪ .‬بالنسبة للسالح الثابت‪ ،‬يمكنه الوصول إلى درجة‬ ‫التهديد غير المحتمل من قبل إسرائيل‪ .‬إسرائيل تقوم بتطوير رد هجومي ودفاعي على‬ ‫تهديد السالح الدقيق‪ .‬ولكن رد كهذا ليس ردا كامال‪ ،‬ونسبة معينة من الصواريخ الدقيقة‬ ‫ستخترق عن طريقه‪.‬‬ ‫يجب أن يوضح انه بمعان معينة فان إسرائيل شاذة في شدة اصابتها بهذا السالح‪ ،‬ألنها‬ ‫من جهة دولة غربية لديها بنية أساسية حيوية متطورة‪ ،‬ومن جهة أخرى صغيرة وذات‬ ‫بنى حيوية مركزة‪ .‬إذا فحصنا توليد الكهرباء في إسرائيل كمثال سنكتشف أنه من بين‬ ‫قدرتها على إنتاج ‪ 17.6‬ألف ميغاواط فان ‪ 28‬في المئة يتم إنتاجها فقط (التي تعمل‬ ‫فيها ‪ 10‬وحدات إنتاج ‪ -‬توربينات وما أشبه)‪ .‬في أكبر ستة مواقع إلنتاج الكهرباء (بما‬ ‫فيها الخاصة) يتم إنتاج ‪ 51‬في المئة من قدرة اإلنتاج الوطني (بواسطة ‪ 26‬وحدة إنتاج‬ ‫فقط)‪ .‬لهذا فان الهجوم الذي يمثل عدد قليل من الصواريخ الدقيقة التي ستخترق البالد‬ ‫مع كل هذا أنظمة الدفاع اإلسرائيلية وستصيب أنظمة حيوية مثل إنتاج الكهرباء‪ ،‬يجب‬ ‫ضا في أنظمة حيوية أخرى مثل أنظمة ادارة‬ ‫أن يكون غير مسبوق‪ .‬الصورة مشابهة أي ً‬ ‫الكهرباء القطرية‪ ،‬استقبالها‪ ،‬جلبها إلى الشاطئ ونقل الغاز الطبيعي‪ ،‬تحلية مياه البحر‬ ‫(خمسة مواقع فقط توفر حوالي نصف مياه الشرب في إسرائيل) وامثلة أخرى كثيرة‪،‬‬ ‫سواء في المجال المدني أو المجال العسكري (الذي لن يفصل هنا)‪.‬‬ ‫حسب منشورات أجنبية‪ ،‬نجحت إسرائيل في أن تقلص بصورة كبيرة عمليات نقل‬ ‫السالح الدقيق إلى حزب هللا عبر سوريا‪ ،‬ولوضع العراقيل امام الجهات التي تنفذه‪.‬‬ ‫ولكن في قواعد اللعبة الحالية إسرائيل امتنعت عن الهجوم في لبنان‪ ،‬ومهاجمة منشآت‬ ‫إنتاج سالح نوعي على األرض اللبنانية تعارض ذلك‪ ،‬كما يبدو‪ .‬ان إنتاج سالح دقيق‬ ‫على األراضي اللبنانية يشكل بالنسبة إلسرائيل تحول حادا وخطيرا في قواعد اللعب‪.‬‬ ‫لهذا يجب على إسرائيل ان تحدد خط احمر لزيادة قوة حزب هللا وتسلحه بالسالح‬ ‫الدقيق‪ ،‬مع التركيز على إنتاجه في لبنان‪ ،‬وان تكون مستعدة للتقدم في عملية التصعيد‬ ‫ إذا اقتضى األمر ‪ -‬من أجل منع زيادة هذه القوة‪ .‬نظرا للمعطيات األساسية للبيئة‬‫السياسية والعسكرية يمكن ان يقبل حزب هللا وإيران الخط الحمر اإلسرائيلي الجديد‬ ‫في اعقاب تصعيد السياسات أو تصعيد عسكري متبادل‪ ،‬ولكن قبل ان تصل إلى شفا‬ ‫الحرب الواسعة‪ .‬ولكن نظرا لخصوصية تهديد السالح الدقيق‪ ،‬من الممكن أن تحتاج‬ ‫إسرائيل إلى ان تكون مستعدة للتصعيد حتى إلى درجة الحرب الكاملة من اجل احباط‬ ‫زيادة القوة هذه‪ .‬يجب نشر معنى هذا التهديد في الساحة الجماهيرية وفي اللقاءات مع‬ ‫الحكومات ذات العالقة‪ ،‬وبناء شرعية للجهود الرادعة‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك القدرات الحالية لحزب هللا في مجال السالح فائق الدقة تضع درجة‬ ‫تهديد جديدة‪ ،‬وإلى جانب قدرته المعروفة على الستنزاف فانه يقوم بتطوير قدرته على‬ ‫تنفيذ ضربة نوعية‪ .‬ان مواجهة النيران النوعية لحزب هللا من شأنها ان تتحول إلى‬ ‫الطابع األساسي للمواجهة القادمة بثالثة خصائص ‪ -‬استباقية (كذريعة للحرب) خالل‬


‫المواجهة (كخاصية عملية) وبعدها (الهدف الستراتيجي وكموضوع للتسوية في نهاية‬ ‫المواجهة) ‪ -‬وتعزيز الرغبة الموجودة من تلقاء ذاتها لتقصير أمد المواجهة بقدر ما‬ ‫يكون األمر عمليا‪.‬‬ ‫الموضوع الثاني الذي يميز السياق الحالي هو دخول عناصر عسكرية إيرانية لسوريا‪.‬‬ ‫ان نشر أنظمة عسكرية مع وجود كوادر إيرانية تشغلها على األراضي السورية‬ ‫(باألساس تعاظم قوة ممكن في المستقبل في األنظمة فائقة القدرة مثل أنظمة دفاع جوي‬ ‫متطورة (اس ‪ 300 -‬وما شابه)‪ ،‬صواريخ شاطئ ‪ -‬بحر‪ /‬شاطئ وصواريخ دقيقة) من‬ ‫شأنها أن تضع درجة جديدة من التهديد النوعي‪ ،‬وزيادة حدة قلة التناظر في القدرة على‬ ‫التنفيذ المتبادل بين إيران وبين إسرائيل‪ .‬لهذا على إسرائيل أن تفحص فيما إذا كان‬ ‫عليها تحديد خط أحمر لزيادة قوة إيران في سوريا‪ .‬وإذا تم تحديده ‪ -‬أن تكون مستعدة‬ ‫للتقدم بعملية تصعيد مهما تطلب األمر من أجل منع تعاظم قوة كهذه‪.‬‬ ‫ان تعاظم قوة إيران في سوريا من شأنها ان تجبر إسرائيل على التعامل مع ساحات‬ ‫سوريا ولبنان كساحة واحدة‪ .‬كما أن إسرائيل ستجبر على دراسة هل عليها مواصلة‬ ‫الرد على العملية اإليرانية بواسطة مبعوثين وقوات سرية في عملية باألساس موجهة‬ ‫ضد الفروع أو العمل أمام إيران بصورة مباشرة‪.‬‬ ‫عمليتان من عمليات تعاظم القوة هذه إليران وحزب هللا ‪ -‬في سوريا وفي إنتاج سالح‬ ‫نوعي في لبنان ‪ -‬من شأنهما ان يدلال على الدخول إلى عهد جديد في مستوى تحدي‬ ‫"المحور" إلسرائيل‪ .‬بإمكانهما أن يتبديا كمحاولة من قبل إيران وحزب هللا لخلق‬ ‫معادلة سياسية متناظرة امام إسرائيل‪ ،‬ان لم يكن اعلى من ذلك ‪ -‬الوصول إلى قدرة‬ ‫نارية تمس بصورة جوهرية بأنظمة حيوية عسكرية ومدنية في إسرائيل‪ .‬وهكذا من‬ ‫الممكن ان التأجيل المؤقت والجزئي للبرنامج النووي اإليراني وفر المحفز لما يبدو‬ ‫وكأنه محاولة للوصول إلى توازن استراتيجي امام إسرائيل في سياقات أخرى (بدرجة‬ ‫ما كتعويض عن تأجيل البرنامج النووي)‪ ،‬وهكذا تم خلق ديناميكا مصعدة‪.‬‬ ‫هذان هما التطوران لزيادة القوة واللذان يضعان األنظمة اإلقليمية في مفرق طرق‬ ‫ويرفعان من احتمالية الحرب‪.‬‬ ‫إذا امتنعت إسرائيل عن إحباط عمليات زيادة القوة المذكورة وتواجه في المواجهة‬ ‫المستقبلية سالحا نوعيا إيرانيا على أراضي سوريا وسالحا دقيقا بأيدي حزب هللا‪ ،‬فان‬ ‫الحديث يصبح عن تطور في المعطيات األساسية وبتغير في الفتراضات األساسية‬ ‫لمخطط المواجهة‪.‬‬ ‫الموضوع الثالث الذي من شأنه ان يؤثر على السياق الخاص هو التورط العسكري‬ ‫لروسيا في سوريا‪ ،‬وعالقاتها المركبة مع النظام العلوي ومع إيران ومع حزب هللا‪.‬‬ ‫هذا التدخل هو أمر جوهري نظرا لن المواجهة في الجبهة الشمالية من شأنه ان يضم‬


‫ساحة سوريا او ان ينحرف اليها للعديد من األسباب‪ .‬إيران وحزب هللا يضعان قوات‬ ‫عسكرية في سوريا وهذه من شأنها ان تعمل ضد إسرائيل في حالة حدوث مواجهة في‬ ‫لبنان‪ .‬إسرائيل نفسها يمكن أن تبادر بعملية ضد القوات اإليرانية او حزب هللا في‬ ‫سوريا‪ ،‬وذلك في سياق تشكيل قواعد لعبة تقيد وضع قوات كهذه (مثال منع وجود‬ ‫إيراني في هضبة الجولن السورية‪ ،‬او منع وضع أسلحة نوعية إيرانية مثل صواريخ‬ ‫أرض ‪ -‬جو اس ‪ 300‬في سوريا‪ .‬وكلما تعزز التعاون العملي للمحور وكلما زادت‬ ‫ضا في سوريا هكذا ترتفع احتمالية انه في هذا السياق الخاص للمواجهة‬ ‫قوته العملية أي ً‬ ‫المستقبلية سيعتبر المحور كله كعدو (وليس فقط حزب هللا) وستكون المواجهة متعددة‬ ‫ضا سوريا فمن المحتمل أن تخرج‬ ‫الساحات‪ .‬في مواجهة متعدد الساحات تشمل أي ً‬ ‫إسرائيل من معادلة التناظر في عمق الضرر في كال الجانبين‪ ،‬والموجودة في المواجهة‬ ‫المحدودة للبنان فقط‪ .‬إسرائيل ما زالت ستدفع ثمنا مشابها بسبب المواجهة ولكن‬ ‫ضا بمفاهيم‬ ‫ضررها في الجانب الخر ل يقاس فقط بمفاهيم تحصيل ثمن منه بل أي ً‬ ‫تغيير الواقع الستراتيجي (والذي على ما يبدو هو أمر عملي بدرجة أقل في لبنان)‪.‬‬ ‫خالفا للحالة اللبنانية‪ ،‬فان إلسرائيل قدرة على المس بصورة جوهرية بالقوات المدافعة‬ ‫ضا‬ ‫عن النظام العلوي‪ ،‬وتهديده‪ .‬ان امتداد الحرب إلى سوريا‪ ،‬وفي حالت محددة أي ً‬ ‫حرب موسعة في لبنان تؤثر إلى داخل سوريا‪ ،‬من شأنها ان تشوش محاولت التسوية‬ ‫الروسية في سوريا‪.‬‬ ‫لهذا فمن جانب‪ ،‬يمكن أن تحاول روسيا ان تقيد حرية النشاط السياسي‪ ،‬الستراتيجي‬ ‫وحتى العملي إلسرائيل ‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬روسيا هي عنصر جديد يؤثر على سلوك كل‬ ‫األطراف وعلى كبحهم وانتشارهم‪ ،‬وعلى خصائص التسوية الممكنة في سوريا وعلى‬ ‫أجهزة اإلنهاء الممكنة للمواجهة‪ .‬الوظيفة الجديدة لروسيا في الساحة من شأنها أن تجبر‬ ‫ضا بواسطة‬ ‫إسرائيل وكذلك ان تمكنها من تحقيق إنجازات سياسية واستراتيجية أي ً‬ ‫استخدام لمدة قصيرة‪ ،‬وبصورة محدودة ومتصاعدة تدريجيا‪ ،‬والذي يتداخل بمحادثات‬ ‫سياسية معروفة والوليات المتحدة ‪ -‬وربما انه في سياقات محددة فان مخططا كهذا‬ ‫يجب أن يكون الفكرة المخطط لها في نظرية المواجهة اإلسرائيلية للمعركة الشمالية‪.‬‬ ‫في الست معارك السابقة التي ادارتها إسرائيل من (حملة الحساب وحتى "الجرف‬ ‫الصامد") فقد عملت بصورة مشابهة إلى هذه الدرجة أو تلك‪ ،‬بدرجة متغيرة من‬ ‫ضا عندما أخطأت إسرائيل فان ثمن الخطأ كان محتمال بمفاهيم استراتيجية‪.‬‬ ‫النجاح‪ .‬أي ً‬ ‫ولكن دخول السالح فائق الدقة ودخول روسيا من شأنها ان تغير من األساس خصائص‬ ‫المواجهة القادمة‪ .‬ولن يكون "السابع في الترتيب"‪ .‬ربما أل تستطيع إسرائيل ان تسمح‬ ‫لنفسها النتظار في اتخاذ القرارات كما في الماضي‪ ،‬وثمن األخطاء سيكون اعلى‬ ‫بدرجات‪.‬‬


‫الهدف السياسي ‪ -‬االستراتيجي للمواجهة‬ ‫القاعدة للتأطير السياسي ‪ -‬الستراتيجي للمواجهة هو ان القرار متعلق بالسياق ‪ -‬ما هو‬ ‫العدو وماذا تريد إسرائيل ان تحقق منه في هذه المواجهة‪ .‬العدو المفهوم ضمنا هو‬ ‫ضا كدولة لبنان‪،‬‬ ‫حزب هللا‪ ،‬كما هو مفهوم‪ ،‬ولكن إسرائيل تستطيع ان تحدد العدو أي ً‬ ‫والمبرر لذلك يزداد ويتعاظم كلما تحول حزب هللا لـ "شريك" مركزي في لبنان‪.‬‬ ‫ضا النظام العلوي كعدو ‪ -‬والمبرر لذلك‬ ‫باإلمكان تحديد محور إيران حزب هللا وربما أي ً‬ ‫يزداد ويتعاظم كلما وسع المحور الشيعي طموحات تمركزه في سوريا ومن أجل‬ ‫الخروج من معادلة الضرر المتبادل في مواجهة مقتصرة على لبنان فقط‪.‬‬ ‫في ظروف محدودة باإلمكان تحديد "المستهدف" لمواجهة ل يوجد فيها عدو‪ ،‬باألساس‬ ‫ضا على تطورات دولية مثل التسوية في‬ ‫عندما تستهدف المواجهة العسكرية التأثير أي ً‬ ‫سوريا أو إعادة تأهيل لبنان فيما بعد المواجهة‪" .‬مستهدف" كهذا من الممكن ان يكون‬ ‫دولة عظمى أو أوساط في المجتمع الدولي يؤثرون على تشكيل الساحة‪ .‬أحد المجاهيل‬ ‫في هذه المعادلة‪ ،‬على األقل في السياق الحالي هو عدم الوضوح بخصوص مواقف‬ ‫إدارة ترامب في حالة مواجهة في هذه المنطقة‪ ،‬وبقدر تبلور مواقف كهذه درجت القدرة‬ ‫إللغاء او لقضم القيود التي تحاول روسيا وضعها بواسطة التنسيق مع الوليات المتحدة‪.‬‬ ‫إلى جانب النفتاح على السياق المستقبلي غير المعروف‪ ،‬فإن تحليال شامال للطبقة‬ ‫األساسية يظهر قيود تحدد التأطير السياسي الستراتيجي الممكن بما في ذلك تحديد‬ ‫العدو وأهداف المعركة‪.‬‬ ‫يجب العتراف بأن لبنان يجد صعوبة في التأثير على تصرفات حزب هللا‪ .‬أساس‬ ‫المنطق في هجومه ينبع من تحوله إلى ذخر لحزب هللا‪ ،‬والحاجة اليه من اجل تحريك‬ ‫أجهزة إنهاء المعارك‪ ،‬من اجل محاولة التأثير على عمليات إعادة تأهيله بعد المواجهة‬ ‫وليس محاولة أن يقوم لبنان بلجم حزب هللا‪ .‬هناك سبب ألن توضع امام لبنان مطالب‬ ‫في إطار الدبلوماسية المعلنة وخاصة كلما زاد حزب هللا تدخله في الجيش اللبناني‪ ،‬من‬ ‫اجل الحصول على الشرعية الدولية لضرب لبنان‪.‬‬ ‫إن فهم الطبقة األساسية والعتراف بقيود القوة وقيود الحتمالت تبين ان هناك عدد‬ ‫محدود فقط من الرغبات (اليجابية) القابلة للتحقق‪ ،‬التي يمكن إلسرائيل العالن عنها‬ ‫من لبنان‪ .‬معروف أن هدف الحرب هو دائما هدف سياسي‪ ،‬لكن في سياقات كثيرة‬ ‫ضا بثمن معقول‪.‬‬ ‫يصعب تحديد هدف سياسي بحيث يكون أساسي وقابل للتحقق أي ً‬ ‫وبالتالي‪ ،‬عدم التأكد األساسي لمواجهة عسكرية كهذه‪ .‬إن أساس المطالب الحقيقية أنها‬ ‫مطالب سلبية وعسكرية ‪ -‬مثل ابطاء وتقليص تزايد القوة‪ ،‬تقليص انتشار ومنع نشاطات‬ ‫عدائية للطرف الثاني‪ ،‬التي هي غير محتملة في العادة (أي تشكيل قواعد اللعب)‪.‬‬


‫يمكن اقتراح هدف تصفية حزب هللا وتغيير الخارطة السياسية الداخلية في لبنان‪ .‬لكن‬ ‫من المشكوك فيه إذا كان هذا األمر حقيقيا‪ ،‬وبالتأكيد ليس بأثمان محتملة‪ .‬وحتى في‬ ‫حالة انتهاء صراع كثيف وطويل ستبقى الطائفة الشيعية عامال هاما في لبنان‪ ،‬يمثلها‬ ‫حزب هللا؛ حزب هللا سيظل منظمة مسلحة ومشاكسة؛ إيران ستعيد تأهيل القوات‬ ‫العسكرية لحزب هللا‪ ،‬على األقل بمعنى معين‪ ،‬قدراته القتالية بعد إعادة التأهيل لن تقل‬ ‫عن قدراته عشية المواجهة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يمكن أن هناك "هدفان ايجابيان" قابلين للتحقق‪.‬‬ ‫الول‪ ،‬على األقل تشويش العالقة الجغرافية ‪ -‬الطبيعية بين الفضاء العلوي في سوريا‬ ‫والشيعي في لبنان‪ .‬ونتيجة ذلك صعوبة الوصول وحرية الحركة للمحور‪ .‬ثانيا‪ ،‬يمكن‬ ‫التأثير من خالل وسائل سياسية على شخصية الجسم الذي سيعيد تأهيل الدولة اللبنانية‪.‬‬ ‫ولكن مصلحة إسرائيل في إعادة تأهيل لبنان من قبل لعبين مثل السعودية‪ ،‬ل تبرر‬ ‫شن الحرب‪ ،‬وهي فقط منتج ثانوي مرغوب لمواجهة ستندلع في سياق آخر‪.‬‬ ‫معظم الرغبات والمطالب السياسية الحقيقية لحزب هللا من إسرائيل هي "سلبية"‪ :‬منع‬ ‫تدخل إسرائيل في جهود زيادة قوته وانتشاره (بالنسبة إليران منع محاولة إسرائيليين‬ ‫عرقلة الدخول إلى الساحة‪ ،‬وكما هو معروف‪ ،‬ردع إسرائيل عن العمل ضد إيران‪،‬‬ ‫مثال في المشروع النووي اإليراني)‪ .‬حزب هللا يسعى كما يبدو إلى تدمير إسرائيل‪ ،‬أو‬ ‫على األقل‪ ،‬الحصول على مزارع شبعا‪ ،‬لكن هذه طلبات غير قابلة للتحقق‪ .‬في طبقات‬ ‫أكثر عمقا‪ ،‬احيانا يوجد للمحور الشيعي مصلحة لرسم خط مواجهة اسالمي إسرائيلي‪.‬‬ ‫ضا هذه‬ ‫وقيادة "المعارضة"‪ ،‬وهكذا إلزالة آثار المواجهة الشيعية السنية‪ .‬ولكن أي ً‬ ‫المصلحة تصل إلى درجة الرغبة في مواجهة مكثفة وفورية فقط في حالت التطرف‪.‬‬ ‫إذا كان األمر بهذا الشكل‪ ،‬فان للطرفين رغبة "ايجابية"‪ ،‬حيوية وقابلة للتحقق ومقلصة‬ ‫(مثال‪ ،‬ليس هناك ذخر ثمين يرغب فيه الطرفان مثلما كانت سيناء وقناة السويس بالنسبة‬ ‫إلسرائيل ومصر في ‪ .)1973‬لذلك يوجد للطرفين عالمات تساؤل كبيرة بشأن معقولية‬ ‫الثمن المتوقع في حالة المواجهة بدرجة كبيرة‪ .‬هذا عنصر يتسبب بالستقرار ويكبح‪.‬‬ ‫أهداف إسرائيل في مواجهة مستقبلية يتم تحديدها في األساس مما ستحاول تحقيقه في‬ ‫السياق الخاص الذي فيه ستندلع المواجهة (مثال على ذلك منع تعزز قوة حزب هللا‬ ‫بتسلحه بسالح متطور‪ ،‬أو منع نشر منظومات سالح إيرانية نوعية في سوريا)‪ .‬ولكن‬ ‫نظرة على المعطيات األساسية تظهر عدد من األهداف الشاملة التي يمكن ان تكون‬ ‫ذات عالقة بمعظم السياقات‪ :‬تأجيل المواجهة القادمة‪ ،‬تشكيل قواعد لعب لفترة ما بعد‬ ‫المواجهة‪ ،‬تعميق الردع‪ ،‬سواء تجاه حزب هللا أو تجاه طرف ثالث‪ ،‬المس بجاذبية‬ ‫نظرية الحرب لحزب هللا (حرب قذائف وصواريخ مخبأة في اوساط السكان المدنيين)‪،‬‬ ‫تقليص التداعيات السياسية السلبية للمواجهة‪ ،‬إقليميا ودوليا‪ ،‬خلق شروط لتحديد تدخل‬ ‫إيران في إعادة تأهيل لبنان‪ ،‬ووضع قيود جديدة قابلة للتطبيق على قضية حرية‬ ‫الوصول البري في محور إيران ‪ -‬العلويين ‪ -‬حزب هللا‪.‬‬


‫تحديات لخطة عسكرية‬ ‫الستراتيجية العسكرية‪ ،‬وبعد ذلك الخطة القتالية‪ ،‬يتم وضعها‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬في‬ ‫السياق الخاص الذي ستندلع فيه المواجهة‪ ،‬من تحديد العدو واإلنجازات التي تريد‬ ‫إسرائيل تحقيقها من المواجهة وتحديد جهاز اإلنهاء والتعامل مع الجهود السياسية‬ ‫المخطط لها‪.‬‬ ‫الفتراض "غير المؤكد" أن المواجهة القادمة في الجبهة الشمالية ستدار باألساس امام‬ ‫حزب هللا وعلى األرض اللبنانية‪ ،‬فان التحليل الشامل للطبقة األساسية يوفر مفهوما‬ ‫عمليا في عدة سياقات‪ .‬هكذا فان فحص تركيبة القوى ونظرية العمل للطرفين يظهر‬ ‫انه في هذا الوقت توجد عالقة وثيقة بين شدة الضرار بحزب هللا وبين الثمن العسكري‬ ‫والمدني الذي ستدفعه إسرائيل بسبب هذا الضرر‪ .‬وهناك تشابه معين في الثمن‬ ‫والضرر في الطرفين اثناء المواجهة بينهما‪ .‬وفي مواجهة شاملة فان الضرر المتبادل‬ ‫سيكون كبيرا‪.‬‬ ‫في الوثائق النظرية تؤكد إسرائيل على الحاجة إلى استخدام تفوقها العسكري من اجل‬ ‫هزيمة العدو‪ .‬الهزيمة هي إلغاء قدرة أو رغبة العدو في القتال ضدنا‪ ،‬حسب البرنامج‬ ‫المخطط من قبله‪ .‬حزب هللا أقيم بشكل متعمد على نموذج تشكيلة نيران شديدة إلى‬ ‫جانب تشكيلة دفاعية أرضية‪ ،‬بحيث تكون هذه التشكيالت منتشرة ومبنية من "خاليا‬ ‫قتالية" مستقلة ذاتيا ومختفية‪ ،‬في األساس داخل أماكن مأهولة‪ ،‬ومنتشرة في داخل‬ ‫لبنان‪ .‬هذا النموذج تم إعداده للتصعيب على هزيمة المنظمة‪ .‬مشكوك فيه إذا كانت قد‬ ‫نضجت القدرة على تنفيذ عملية "سريعة ومهذبة"‪ ،‬تنزع من حزب هللا القدرة أو الرغبة‬ ‫في القتال‪ .‬لهذا فان هزيمته متعلقة بتدمير عناصر قتالية كثيرة وفي مناطق واسعة‬ ‫(التي في معظمها أماكن مأهولة)‪ .‬إن تدمير كهذا ممكن‪ ،‬لكنه يحتاج إلى وقت كبير‬ ‫للقتال‪ ،‬وثمنه العسكري والسياسي والمدني سيكون باهظا‪ ،‬وأخطاره كبيرة‪.‬‬ ‫يستنتج من هذا أنه يجب توجيه الجهد األساسي للجيش إلى مجال الستخبارات وبناء‬ ‫القوة والتخطيط العملياتي إلضعاف العالقة بين شدة الضرر الذي سيلحق بحزب هللا‬ ‫وبين الثمن المدني والعسكري الذي ستدفعه إسرائيل بسبب هذا الضرر‪ .‬الجهد‬ ‫العسكري يجب أن يكون موجها لتطوير القدرة على زيادة شدة الضرار بحزب هللا‬ ‫من خالل تقليص الخسائر اإلسرائيلية إلى مستوى محتمل موجود ضمن المدى المتوقع‬ ‫لمتخذي القرارات في إسرائيل‪ .‬وكل ذلك في فترة زمنية محددة وقصيرة‪ .‬تحدي آخر‬ ‫للجهد العسكري هو مواجهة القدرة النوعية التي بناها حزب هللا منذ ‪ ،2006‬بد ًءا من‬ ‫الختراق البري عن طريق الطائرات بدون طيار وصواريخ شاطئ ‪ -‬بحر‪ /‬وصواريخ‬ ‫أرض ‪ -‬جو وحتى مجال السايبر‪.‬‬


‫إن فحص المعطيات األساسية يكشف أنه حتى المواجهة الواسعة لن تحقق إنجازا‬ ‫"ايجابيا" ثمينا أو يغير بصورة دراماتيكية الواقع‪ ،‬سواء إلسرائيل أو حزب هللا‪ ،‬إل إذا‬ ‫كان السياق الخاص بالمواجهة يملي غير ذلك‪ .‬لهذا من المحتمل أن تكون للطرفين‬ ‫ضا أنه تقريبا في كل‬ ‫مصلحة مشتركة في خفض ثمن المواجهة‪ .‬ويمكن الفتراض أي ً‬ ‫مخطط‪ ،‬أنه بعد مرور وقت كاف‪ ،‬ستقوم إيران بإعادة تأهيل حزب هللا‪ ،‬األمر الذي‬ ‫سيحافظ على مكانته السياسية‪ ،‬وعلى األقل جزء من قدرته على القتال‪.‬‬ ‫يمكن أن السياق الخاص الذي ستندلع فيه المواجهة يبرر عملية عسكرية واسعة من‬ ‫اجل هزيمة حزب هللا‪ ،‬لكن على األقل من التحليل الشامل يمكننا تعلم بعض األمور‪:‬‬ ‫هناك مستوى من التناظر في الضرر المتبادل في حالة حدوث مواجهة؛ هزيمة حزب‬ ‫هللا متعلقة بالتدمير الواسع للعناصر المقاتلة‪ ،‬والثمن المتعلق بدرجة التدمير هذه؛ هناك‬ ‫صعوبة في تشخيص إنجاز سياسي "ايجابي" وثمين يمكن تحقيقه بشكل جدي عن‬ ‫طريق مواجهة عسكرية كهذه‪ ،‬خاصة عندما يمكن الفتراض أنه بعد مرور فترة زمنية‬ ‫كافية على المواجهة ستقوم إيران بنفسها بإعادة تأهيل‪ ،‬على األقل جزء من قدرات‬ ‫حزب هللا‪ .‬الستنتاج هو أن هناك مبرر ضعيف لتنفيذ مخطط مواجهة واسعة‪ ،‬واألصح‬ ‫هو الكتفاء بمخطط محدود‪ .‬أي بذل الجهود لتحقيق إنجازات محدودة‪ ،‬يمكن تحقيقها‬ ‫وبأخطار محدودة‪ .‬طالما أن األمر عملي وتحت السيطرة‪ ،‬هناك سبب لفحص وتفضيل‬ ‫مخطط مواجهة محدودة قبل اتخاذ قرار مواجهة واسعة‪ .‬مخطط المواجهة الواسعة‬ ‫وثمنه يجب أن يكون مثاليا لعالقته مع الهدف والسياق الخاص‪ .‬وليس بالضرورة أن‬ ‫يكون كبيرا‪.‬‬ ‫لقد وجد الجيش اإلسرائيلي صعوبة في فرض نهاية سريعة في عدد من المعارك‬ ‫األخيرة (عملية "الجرف الصامد" هي المثال األكثر بروزا)‪ ،‬وعلى المستوى السياسي‬ ‫أن يطلب من المستوى العسكري ‪ -‬في مرحلة النقاش الذي يسبق المواجهة ‪ -‬تبرير‬ ‫كيف سيخلق تنفيذ المخطط الظروف إلنهاء المواجهة‪ .‬خاصة أنه يجب على المخطط‬ ‫العسكري أن يبرر لماذا يعتقد أن تنفيذ إطالق نار أو هجوم بري كما هو مقرر‪ ،‬سيوجد‬ ‫الشروط لفرض نهاية للمواجهة‪ .‬في الوضاع التي يريد فيها حزب هللا استمرار‬ ‫المواجهة (السؤال األقل أهمية هو عندما يكون الطرفان معنيان بنهاية سريعة)‪.‬‬ ‫نقطة انطالق التحليل هي أنه يمكن الفتراض أن إسرائيل تعظم إنجاز الضربة النارية‬ ‫في فترة زمنية قصيرة في بداية المواجهة‪ ،‬الموجودة عندها في الفجوة بين استخدامها‬ ‫للنيران واإلنجاز المضاد لحزب هللا باستخدام النيران (حتى لو ان نقطة العمل هذه‬ ‫يمكن أن تتغير طالما أن حزب هللا لديه قدرة إطالق دقيقة‪ ،‬ويمكنه أن يحقق في المستقبل‬ ‫تناظر أكبر في نوعية اإلطالق)‪ .‬خالفا لإلطالق‪ ،‬فان الهجوم البري يحتاج إلى زمن‬ ‫كبير‪ .‬في حالت كثيرة فان الهجوم البري بحجم مقلص ل يساعد في تحقيق أهداف‬ ‫المواجهة‪ ،‬في حين أن الهجوم البري الواسع يحتاج إلى زمن وموارد وأثمان وأخطار‬ ‫هامة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬في سياقات محددة مثل منع تمركز حزب هللا وإيران في هضبة‬


‫الجولن‪ ،‬تحريك أنظمة إنهاء أو تأثير على استخدام المحور في المعابر بين لبنان‬ ‫ضا للهجوم البري بحجم مقلص‪.‬‬ ‫وسوريا ‪ -‬ربما أن هناك أهمية أي ً‬ ‫نقطة انطالق أخرى للتحليل هي أنه يمكن افتراض وجود صلة مباشرة بين مدة‬ ‫المواجهة وبين الثمن المدني والعسكري الذي ستدفعه إسرائيل‪ .‬إن استمرار الحرب أو‬ ‫اضافة هجوم بري لضربة النيران من شأنه أن يؤدي إلى تقليص الفجوة في ميزان‬ ‫اإلنجازات للطرفين‪ .‬لهذا في الوقت الذي يتم فيه فحص إمكانية اضافة مراحل هجمات‬ ‫برية واسعة أو زمن للمخطط العسكري‪ ،‬على المخطط العسكري الثبات أن الضافة‬ ‫الزمنية والجهود مبررة بمفاهيم التكلفة ‪ -‬الفائدة‪ ،‬السياق الخاص وتحقيق الهدف‬ ‫الستراتيجي‪.‬‬ ‫في حرب لبنان الثانية استطاعت إسرائيل أن ترفع جزء كبير من التهديد عن نفسها‪،‬‬ ‫الذي وجد في معظمه من الصواريخ قصيرة المدى‪ ،‬بواسطة عملية برية منظمة في‬ ‫جنوب لبنان‪ .‬وهذا األمر لم يحدث في ‪ .2006‬وفي إطار تطبيق العبر تم التأكيد على‬ ‫الحاجة إلى العملية البرية وقوة المكانيات ذات الصلة‪ .‬ولكن من العام ‪ 2006‬تغير‬ ‫طابع التهديد‪ ،‬والهجوم البري الذي كان مناسبا في ذلك الحين من شأنه اآلن أل يعطي‬ ‫نفس النتيجة ‪ -‬على األقل بمفاهيم ومصطلحات ازالة التهديد‪ .‬بناء على ذلك يجب تحديد‬ ‫ما هو بالضبط هدف الهجوم البري على خلفية تغير المعطيات األساسية في العام‬ ‫‪ ،2006‬مع الخذ في العتبار السياق الخاص الذي ستجري فيه المواجهة القادمة‪.‬‬ ‫الخطة العسكرية يجب أن تشمل عدد من نقاط التوقف الممكن‪ ،‬التي يجب فيها فحص‬ ‫إذا كان يمكن إنهاء المواجهة من خالل تحقيق اإلنجاز المطلوب دون الحاجة إلى التقدم‬ ‫نحو المراحل القادمة للخطة‪ .‬من المهم فحص إذا كانت هناك مصلحة متبادلة إلسرائيل‬ ‫وحزب هللا في تحديد قوة المواجهة وعدم الوصول إلى حرب كاملة‪ .‬ولهذا يجب أن‬ ‫نكون منتبهين لسلوك وتصرفات حزب هللا‪ ،‬ومخططه التنفيذي وتصريحاته‪ .‬الخطة‬ ‫ضا بديال للمواجهة مع تحديد متبادل في الزمن والقوة‪،‬‬ ‫العسكرية يجب أن تشمل أي ً‬ ‫تحديد منافذ زمن واصغاء لفحص هذه اإلمكانية‪.‬‬

‫أنظمة إنهاء‬ ‫إن الرغبة في تقصير زمن المواجهة على فرض أن تعظيم التفوق في اإلطالق‪ ،‬تم‬ ‫تحقيقه في األيام الولى للمواجهة (حتى لو كافتراض مؤقت يمكن أن يتغير في‬ ‫المستقبل)‪ ،‬الفتراض أن المواجهة ستنتهي دون حسم وأن الوقت الضروري لعمل‬ ‫أنظمة اإلنهاء ‪ -‬كل ذلك يقتضي تحريك أنظمة اإلنهاء على الفور‪ ،‬مع تحقيق الهدف‬ ‫ضا عندما ل‬ ‫الستراتيجي المركزي‪ .‬هذا األمر يتم تحقيقه احيانا في مرحلة مبكرة‪ ،‬وأي ً‬ ‫يكون هناك "صورة انتصار" يمكن تقديمها للجمهور في إسرائيل‪ .‬إمكانية أن المواجهة‬


‫ضا سوريا من شأنها أن‬ ‫القادمة في المنطقة الشمالية ستكون متعددة الساحات وتشمل أي ً‬ ‫توجد أنظمة إنهاء جديدة منها تلك التي يمكن تحريكها مسبقا وبشكل سريع‪.‬‬ ‫إن تشخيص نظام اإلنهاء المناسب والناجع ضمن السياق الخاص للمواجهة يجب ان‬ ‫يكون موجودا في مركز النقاش بين المستوى السياسي والمستوى العسكري‪ ،‬قبل‬ ‫حدوث المواجهة‪ .‬وعلى المدى البعيد‪ ،‬عند البدء بها‪ .‬في حالت كثيرة يجب السعي إلى‬ ‫إنهاء ل يتضمن اتفاقا خطيا‪ ،‬سواء بسبب أن الفترة الزمنية اإلضافية للقتال مطلوبة‬ ‫للتوصل إلى اتفاق خطي‪ ،‬أو بسبب فائدته الضئيلة في الواقع (مثال قرار مجلس األمن‬ ‫‪ 1701‬الذي أنهى حرب لبنان الثانية لم يتم تنفيذه فعليا)‪.‬‬

‫التحضير المسبق‪ :‬رؤيا عسكرية وسياسية وجماهيرية‬ ‫جزء كبير من الشعور بإضاعة الفرصة التي رافقت المعارك األخيرة نبع من التناقض‬ ‫بين الرسائل التي ارسلها المستوى السياسي والعسكري وبين افعالهم‪ ،‬على األقل في‬ ‫جزء من الحالت افعال صحيحة تم النظر اليها وكأنها غير صحيحة أو غير ناجحة‪،‬‬ ‫ألن الرواية التي روتها إسرائيل لم تكن مالئمة ألعمالها‪ ،‬هكذا مثال من حين إلى آخر‬ ‫طرح أن إسرائيل تنوي تحقيق الحسم‪ ،‬رغم أنها لم تتبع خطة عملية يمكنها تحقيق‬ ‫الحسم‪ .‬احيانا‪ ،‬إسرائيل لم توقف الحرب في نقطة مثالية بسبب غياب الرواية السياسية‪،‬‬ ‫أو الجماهيرية وأحيانا العسكرية التي تشرح هذا اإليقاف‪.‬‬ ‫إن مواجهة مستقبلية سينظر اليها على أنها ناجحة إذا حققت إسرائيل أهدافها‬ ‫الستراتيجية في السياق المحدد‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬كيف يوفر التحليل الشامل لمعطيات‬ ‫أساسية قاعدة للتقدير أن المواجهة ستعتبر ناجحة إذا نجحت إسرائيل في صد عمليات‬ ‫تعاظم قوة معينة لحزب هللا‪ ،‬ومحاولت اختراق معينة إليران في الساحة‪ ،‬كما تحدد‬ ‫مسبقا‪ ،‬وتحقق شرعية دولية لمواصلة منع جهود زيادة القوة حزب هللا بعد المواجهة‪.‬‬ ‫وسيعتبر الهجوم ناجحا إذا نجحت إسرائيل في التوصل إلى إنهاء مبكر للمواجهة من‬ ‫خالل ضربة قوية لحزب هللا ومن خالل تقليص اضرار إسرائيل إلى درجة محتملة‬ ‫كما حددت مسبقا‪ .‬وسيعتبر الهجوم ناجحا إذا لم ينحرف الحتكاك مع روسيا من‬ ‫الفتراضات التي وضعها المستوى المخطط والمصادق‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يجب الفتراض أن‬ ‫ضا لن تنته بصورة مهذبة‪ ،‬وأن إسرائيل لن تكون بالضرورة هي‬ ‫المواجهة القادمة أي ً‬ ‫التي تطلق الرصاصة األخيرة‪ .‬وأن حزب هللا لن يهزم وهو سيواصل الحتفاظ بقدرة‬ ‫إطالق هامة ويقدم رواية تظهر أنه المنتصر‪.‬‬ ‫المواجهة ستعتبر ناجحة إذا كانت حرية الحركة والوصول إلى محور إيران ‪ -‬العلويين‬ ‫ حزب هللا تقلصت إلى مستوى يتم فيه ابعاد إيران عن إعادة تأهيل لبنان‪ ،‬وإذا كان‬‫الردع اإلسرائيلي قد زاد وأبعد المواجهة القادمة‪ .‬هذه رواية "المتقدمين" البالغين‪،‬‬


‫وليست رواية المبتدئين‪ ،‬ويجب العداد لها مسبقا‪ .‬ومن أجل خلق شمولية في الجانب‬ ‫اإلسرائيلي خلق رواية مناسبة مسبقا للمستوى السياسي والعسكري والجماهيري‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.