تقدير استراتيجي
بقلم
صادر عن
كتب جدعون ساعر ورون تيرا دراسة تحت عنوان "خطوط املخطط الهيكلي السياس ي والعسكري ملواجهة مستقبلية مع حزب هللا" ،تصف حالة التوتر بين طبقتين من التحليل :املعطيات الساسية السياسية والعسكرية والحالة املتفردة التي يمكنها إحداث التصعيد. املعطيات الساسية تظهر أن النجازات االستراتيجية الحقيقية التي يمكن للطرفين تحقيقها في املواجهة هي نتائج ضئيلة ،وأنه في مواجهة واسعة سيدفع الطرفان ثمنا باهظا؛ وهذه اعتبارات هامة تمنع اندالع املواجهة ،وإذا اندلعت فإنها ستدفع نحو مخطط مواجهة محدود. في السياق الحالي تتطور تهديدات شاذة مثل :إنتاج صواريخ دقيقة في لبنان ،وتمركز مستقبلي لوسائل قتالية نوعية إيرانية في سوريا. في السياق الفريد املتعلق بمنع هذه التهديدات ،يجب على إسرائيل تحديد خطوط حمراء ،فاالمتناع عن املخاطرة بمواجهة في الوقت الحالي يمكن أن يكلف إسرائيل ثمنا ال يمكنها تحمله في املستقبل. مخطط املواجهة في الوقت الحالي يجب أن يشمل الساحة السورية ،وأن يأخذ روسيا في الحسبان.
مقدمة هذا الدراسة ستناقش ضمن أمور أخرى النقاط التالية؛ ً أول :األهمية الكبيرة التي يجب اعطاءها للسياق المتميز الذي من داخله ستندلع المواجهة ،خالفا لالستناد إلى تفاهمات شاملة وإلى تفعيل اوتوماتيكي لمخططات معدة مسبقا. ثانيًا :سؤال هل يجب وضع أهداف لها صبغة سياسية للمواجهة و"ايجابية" (أي محاولة تشكيل الواقع السياسي من خالل مواجهة عسكرية) أو لعتبارات واقعية وقيود القوة، والكتفاء بأهداف لها صبغة عسكرية و"سلبية" (مثل تقييد قوة وانتشار حزب هللا). ثالث ًا :ثالثة عناصر جديدة تشكل إلى حد كبير الساحة الحالية (تعزيز قوة حزب هللا بسالح دقيق ،تعميق وجود إيران وحزب هللا العسكري في سوريا ،وإزالة الحدود بين لبنان وسوريا وإيران ودخول روسيا إلى سوريا). رابعًا :الساحة الحالية تتميز بارتفاع درجة تحدي إيران وحزب هللا إلسرائيل ،وضمن أمور أخرى بواسطة عملية تعاظم القوة العسكرية إليران في األراضي السورية وإنشاء بنية تحتية إلنتاج سالح دقيق في األراضي اللبنانية .يمكن تفسير الصورة على أنها جهد إليران وحزب هللا من أجل الوصول إلى توازن استراتيجي أمام إسرائيل في مواضيع محددة ،وربما حتى الوصول إلى القدرة على توجيه ضربة تمس بصورة شديدة بأنظمة حيوية (عسكرية ومدنية) في إسرائيل .هذه النشاطات تزيد من معقولية الدخول إلى دائرة التصعيد ،التي في نهايتها يمكن أن تندلع الحرب .إسرائيل ضعيفة بدرجة كبيرة مقابل السالح الدقيق ألنها من جهة هي دولة غربية متقدمة ،ومن جهة أخرى هي دولة صغيرة مع بنى تحتية مركزة .من النقاط السابقة يتبين أن إسرائيل يجب عليها وضع خطوط حمراء منها تزايد قوة حزب هللا من خالل تزوده بالسالح الدقيق ،وخاصة إنتاج صواريخ دقيقة على األراضي اللبنانية .وكذلك انتشار مستقبلي في سوريا لمنظومات سالح إيرانية نوعية (صواريخ أرض -جو متقدمة ،صواريخ ساحل -بحر وصواريخ أرض -أرض) ،وأن تكون مستعدة للتقدم تدريجيا في عملية التصعيد -كلما كانت حاجة إلى ذلك -من اجل منع تعاظم القوة هذا. سا :في النظرية القتالية وفي بناء القوة الحالية إلسرائيل وحزب هللا ،هناك عالقة خام ً قوية بين شدة ضربة حزب هللا وبين الثمن الذي ستدفعه إسرائيل بسبب تلك الضربة. في الحقيقة هناك نوع من المعادلة المتناظرة بين عمق الصابة لدى الطرفين في حالة اعتبارا مه ًما في تفضيل مواجهة "محدودة" (تحقيق المواجهة .هذه العالقة تشكل ً أهداف محددة بتكلفة محدودة) على مواجهة شاملة ،لكن هذا األمر يقتضي من جيش الدفاع اإلسرائيلي تطوير قدرات تمكنه من اضعاف العالقة بين شدة الضرار بحزب هللا وبين الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل هذا الضرر في مجالت مثل النظرية العملياتية وبناء القوة والستخبارات.
بين التحليل القاعدي والعالقة الفريدة (غير المعروفة للمواجهة المستقبلية) كل مواجهة عسكرية باإلمكان تحليلها بمستويين :األول ،الطبقة "القاعدية" -المعطيات األساسية لألنظمة ذات العالقة ،والتي تواتر تغييرها بطيء .المستوى الثاني ،السياق الخاص الذي تندلع المواجهة فيه (مثل من بدأ المواجهة ،ماذا يحاول أن يحقق ،وما هي الظروف) ،حيث أن السياقات هنا ديناميكية ومتغيرة .ان السياق الذي تندلع فيه المواجهة المستقبلية مع حزب هللا ليس معروفا اليوم ،ولهذا فان التحليل محدود بطبيعته. مع ذلك يمكن اليوم مناقشة المعطيات األساسية ،سواء في السياقات الممكنة للمواجهة المستقبلية او بإمكانية فحص السياق الخاص لدى اندلع المواجهة .باإلمكان الدعاء بانه حتى اتضاح السياق ليس هنالك فائدة من تحليل "شامل" للطبقة التأسيسية ولكنه مهم ألنه من خالله يمكن تحقيق فهم وخلق معرفة ولغة مشتركة سواء بين المستويات العسكرية وكذلك بين المستوى السياسي والعسكري .في شرح مبسط ألقوال أيزنهاور، المخطط المرتكز فقط على الطبقة التأسيسية ل يكفي ،ولكن عملية التخطيط توفر فهما مشتركا بالغ القيمة. ان الختالفات ما بين عملية "عمود السحاب" و"الجرف الصامد" تمثل أهمية تشخيص السياق لكل واحدة من المواجهتين واللتان جريتا ضد نفس العدو في نفس الساحة وبفترة زمنية ل تزيد عن سنتين .يمكن ان نشير على سبيل المثال على حقيقة انه في وقت "عمود السحاب" كانت مصر تقاد من قبل الخوان المسلمين .وفي أثناء عملية "الجرف الصامد" كان تقاد من قبل نظام السيسي .عملية "عمود السحاب" تركزت حول تشكيل قواعد اللعبة للفترة التي تليها وحول مواضيع اقتصادية ثانوية نسبيا (مثل صيد األسماك أو العمليات الزراعية التي تجري بمحاذاة الحدود) .وبالرغم من ذلك فان "الجرف الصامد" تميز بعزل قاسي لحماس وتركز حول مسألة صمودها القتصادي .ان أهمية العزلة والضائقة القتصادية لمنظمة حماس اتضحت تدريجيا في مستهل ربيع -صيف ، 2014وربما أن التحليل الذي اجري قبل ذلك بكثير كان يصعب عليه كشف السياق المميز الذي ستندلع فيه حرب "الجرف الصامد" .من هنا تأتي األهمية الكبيرة الواجب إعطائها للسياقات المتغيرة ،وللحاجة لمعرفة السياق الخاص قبل اتخاذ قرارات حول تشكيل المواجهة. ليس باإلمكان معرفة ماذا سيكون السياق الخاص للمواجهة القادمة مع حزب هللا .ولكن النظر إلى الفترة األخيرة يظهر تغييرات سريعة في السياقات التي تنتج تصعيدا ممكنا: من زيادة قوة حزب هللا بواسطة خطوط التزويد التي تمر في األراضي السورية، مرورا بتعاظم قوة حزب هللا في األراضي اللبنانية (بما في ذلك إنتاج سالح نوعي في أراضيها) وحتى الجهود التي يبذلونها في انتشار حزب هللا وإيران في سوريا .السياقات
تتراوح ما بين لمبالة روسيا وبين التحفظ من العمليات المنسوبة إلسرائيل وبين الالمبالة للقتال من جانب النظام السوري تجاه التقارير عن خرق سيادة سوريا من قبل إسرائيل .السياق المتغير يؤثر على درجة الثقة الذاتية والجرأة ألعضاء "المحور" (إيران ،حزب هللا وحلفاؤهم) وعلى المستوى الذي يغرق فيه المحور في جبهات أخرى ويصعب عليه ان يطلب او بالعكس -ان يطلب فتح جبهة أخرى مع إسرائيل .كما أنه يتأثر من التغيير في الشرعية الدولية بالنسبة للنظام العلوي ،ولحزب هللا وإيران كنتيجة لتطورات احداث الحرب الهلية في سوريا والتطورات في الموضوع النووي اإليراني .حزب هللا هو تنظيم ذو هوية مركبة ،في جزء منه هو فرع إيراني وفي جزء آخر ممثل أصيل للشيعة اللبنانيين وذو إرادة مستقلة .في جزء من السياقات يجب أن نرى فيه كذراع إليران ،وفي جزء آخر كـ "شريك" مركزي في دولة لبنان .السياق ضا من مستوى األمن أو تحدي حزب هللا داخل النظام السياسي الخاص يتم تحديده أي ً اللبناني -الداخلي .من الممكن ان تندلع مواجهة في سياق خطأ في الحسابات ،فشل في التصالت الستراتيجية أو من دائرة تصعيد خرج عن السيطرة .وكما هو مفهوم من الممكن ان تحدث مواجهة مستقبلية في سياق خاص آخر ليس باإلمكان الن توقعه، ولكن يكون من الضروري فهمه في وقت حدوثه. في كل سياق خاص يسعى الطرفان لتحقيق أهداف ونهايات -تشكل بدرجة كبيرة من هذا السياق .من هنا فان تشكيل السياسات وتشكيل الستراتيجية والمعركة العسكرية تقتضي تالؤما وتكيفا مع السياق (وليس فقط اخذ قرارات حسب تحليل شامل للطبقة التأسيسية أو لتشغيل اوتوماتيكي لبرنامج عسكري معد مسبقا.
السياق الحالي السياق الخاص يتغير باستمرار ،ليس بالمكان معرفة ماذا سيكون السياق الخاص في المواجهة القادمة .ومعرفته ربما ستكون المهمة األكثر أهمية للتنفيذ مع اندلع المواجهة .في وقت كتابة هذه السطور هناك ثالثة أمور تشكل ديناميكية الساحة ،ولكن من المفهوم أنه ليس بالضرورة أن هذه المواضيع هي التي ستحدد السياق الخاص عند اندلع المواجهة. األمر الول هو عملية تعاظم قوة حزب هللا من خالل تزوده بالسالح المتطور في دقته. في مقابلة مع نائب قائد الحرس الثوري اإليراني مع الصحيفة الكويتية تم العالن ان إيران انشأت مصانع إلنتاج سالح نوعي على األراضي اللبنانية .ورئيس الستخبارات العسكرية أكد ان إيران اقامت بنية تحتية إلنتاج سالح دقيق في لبنان .ان السالح الدقيق يضع درجة جديدة للتهديد النوعي بسبب قدرته على تشويش وحتى شل أنظمة مدنية وعسكرية معينة في فترات زمنية طويلة ،وان يحدث ضررا يقدر بمليارات الدولرات.
انه ليس "شيء من نفس الشيء" .بالنسبة للسالح الثابت ،يمكنه الوصول إلى درجة التهديد غير المحتمل من قبل إسرائيل .إسرائيل تقوم بتطوير رد هجومي ودفاعي على تهديد السالح الدقيق .ولكن رد كهذا ليس ردا كامال ،ونسبة معينة من الصواريخ الدقيقة ستخترق عن طريقه. يجب أن يوضح انه بمعان معينة فان إسرائيل شاذة في شدة اصابتها بهذا السالح ،ألنها من جهة دولة غربية لديها بنية أساسية حيوية متطورة ،ومن جهة أخرى صغيرة وذات بنى حيوية مركزة .إذا فحصنا توليد الكهرباء في إسرائيل كمثال سنكتشف أنه من بين قدرتها على إنتاج 17.6ألف ميغاواط فان 28في المئة يتم إنتاجها فقط (التي تعمل فيها 10وحدات إنتاج -توربينات وما أشبه) .في أكبر ستة مواقع إلنتاج الكهرباء (بما فيها الخاصة) يتم إنتاج 51في المئة من قدرة اإلنتاج الوطني (بواسطة 26وحدة إنتاج فقط) .لهذا فان الهجوم الذي يمثل عدد قليل من الصواريخ الدقيقة التي ستخترق البالد مع كل هذا أنظمة الدفاع اإلسرائيلية وستصيب أنظمة حيوية مثل إنتاج الكهرباء ،يجب ضا في أنظمة حيوية أخرى مثل أنظمة ادارة أن يكون غير مسبوق .الصورة مشابهة أي ً الكهرباء القطرية ،استقبالها ،جلبها إلى الشاطئ ونقل الغاز الطبيعي ،تحلية مياه البحر (خمسة مواقع فقط توفر حوالي نصف مياه الشرب في إسرائيل) وامثلة أخرى كثيرة، سواء في المجال المدني أو المجال العسكري (الذي لن يفصل هنا). حسب منشورات أجنبية ،نجحت إسرائيل في أن تقلص بصورة كبيرة عمليات نقل السالح الدقيق إلى حزب هللا عبر سوريا ،ولوضع العراقيل امام الجهات التي تنفذه. ولكن في قواعد اللعبة الحالية إسرائيل امتنعت عن الهجوم في لبنان ،ومهاجمة منشآت إنتاج سالح نوعي على األرض اللبنانية تعارض ذلك ،كما يبدو .ان إنتاج سالح دقيق على األراضي اللبنانية يشكل بالنسبة إلسرائيل تحول حادا وخطيرا في قواعد اللعب. لهذا يجب على إسرائيل ان تحدد خط احمر لزيادة قوة حزب هللا وتسلحه بالسالح الدقيق ،مع التركيز على إنتاجه في لبنان ،وان تكون مستعدة للتقدم في عملية التصعيد إذا اقتضى األمر -من أجل منع زيادة هذه القوة .نظرا للمعطيات األساسية للبيئةالسياسية والعسكرية يمكن ان يقبل حزب هللا وإيران الخط الحمر اإلسرائيلي الجديد في اعقاب تصعيد السياسات أو تصعيد عسكري متبادل ،ولكن قبل ان تصل إلى شفا الحرب الواسعة .ولكن نظرا لخصوصية تهديد السالح الدقيق ،من الممكن أن تحتاج إسرائيل إلى ان تكون مستعدة للتصعيد حتى إلى درجة الحرب الكاملة من اجل احباط زيادة القوة هذه .يجب نشر معنى هذا التهديد في الساحة الجماهيرية وفي اللقاءات مع الحكومات ذات العالقة ،وبناء شرعية للجهود الرادعة. عالوة على ذلك القدرات الحالية لحزب هللا في مجال السالح فائق الدقة تضع درجة تهديد جديدة ،وإلى جانب قدرته المعروفة على الستنزاف فانه يقوم بتطوير قدرته على تنفيذ ضربة نوعية .ان مواجهة النيران النوعية لحزب هللا من شأنها ان تتحول إلى الطابع األساسي للمواجهة القادمة بثالثة خصائص -استباقية (كذريعة للحرب) خالل
المواجهة (كخاصية عملية) وبعدها (الهدف الستراتيجي وكموضوع للتسوية في نهاية المواجهة) -وتعزيز الرغبة الموجودة من تلقاء ذاتها لتقصير أمد المواجهة بقدر ما يكون األمر عمليا. الموضوع الثاني الذي يميز السياق الحالي هو دخول عناصر عسكرية إيرانية لسوريا. ان نشر أنظمة عسكرية مع وجود كوادر إيرانية تشغلها على األراضي السورية (باألساس تعاظم قوة ممكن في المستقبل في األنظمة فائقة القدرة مثل أنظمة دفاع جوي متطورة (اس 300 -وما شابه) ،صواريخ شاطئ -بحر /شاطئ وصواريخ دقيقة) من شأنها أن تضع درجة جديدة من التهديد النوعي ،وزيادة حدة قلة التناظر في القدرة على التنفيذ المتبادل بين إيران وبين إسرائيل .لهذا على إسرائيل أن تفحص فيما إذا كان عليها تحديد خط أحمر لزيادة قوة إيران في سوريا .وإذا تم تحديده -أن تكون مستعدة للتقدم بعملية تصعيد مهما تطلب األمر من أجل منع تعاظم قوة كهذه. ان تعاظم قوة إيران في سوريا من شأنها ان تجبر إسرائيل على التعامل مع ساحات سوريا ولبنان كساحة واحدة .كما أن إسرائيل ستجبر على دراسة هل عليها مواصلة الرد على العملية اإليرانية بواسطة مبعوثين وقوات سرية في عملية باألساس موجهة ضد الفروع أو العمل أمام إيران بصورة مباشرة. عمليتان من عمليات تعاظم القوة هذه إليران وحزب هللا -في سوريا وفي إنتاج سالح نوعي في لبنان -من شأنهما ان يدلال على الدخول إلى عهد جديد في مستوى تحدي "المحور" إلسرائيل .بإمكانهما أن يتبديا كمحاولة من قبل إيران وحزب هللا لخلق معادلة سياسية متناظرة امام إسرائيل ،ان لم يكن اعلى من ذلك -الوصول إلى قدرة نارية تمس بصورة جوهرية بأنظمة حيوية عسكرية ومدنية في إسرائيل .وهكذا من الممكن ان التأجيل المؤقت والجزئي للبرنامج النووي اإليراني وفر المحفز لما يبدو وكأنه محاولة للوصول إلى توازن استراتيجي امام إسرائيل في سياقات أخرى (بدرجة ما كتعويض عن تأجيل البرنامج النووي) ،وهكذا تم خلق ديناميكا مصعدة. هذان هما التطوران لزيادة القوة واللذان يضعان األنظمة اإلقليمية في مفرق طرق ويرفعان من احتمالية الحرب. إذا امتنعت إسرائيل عن إحباط عمليات زيادة القوة المذكورة وتواجه في المواجهة المستقبلية سالحا نوعيا إيرانيا على أراضي سوريا وسالحا دقيقا بأيدي حزب هللا ،فان الحديث يصبح عن تطور في المعطيات األساسية وبتغير في الفتراضات األساسية لمخطط المواجهة. الموضوع الثالث الذي من شأنه ان يؤثر على السياق الخاص هو التورط العسكري لروسيا في سوريا ،وعالقاتها المركبة مع النظام العلوي ومع إيران ومع حزب هللا. هذا التدخل هو أمر جوهري نظرا لن المواجهة في الجبهة الشمالية من شأنه ان يضم
ساحة سوريا او ان ينحرف اليها للعديد من األسباب .إيران وحزب هللا يضعان قوات عسكرية في سوريا وهذه من شأنها ان تعمل ضد إسرائيل في حالة حدوث مواجهة في لبنان .إسرائيل نفسها يمكن أن تبادر بعملية ضد القوات اإليرانية او حزب هللا في سوريا ،وذلك في سياق تشكيل قواعد لعبة تقيد وضع قوات كهذه (مثال منع وجود إيراني في هضبة الجولن السورية ،او منع وضع أسلحة نوعية إيرانية مثل صواريخ أرض -جو اس 300في سوريا .وكلما تعزز التعاون العملي للمحور وكلما زادت ضا في سوريا هكذا ترتفع احتمالية انه في هذا السياق الخاص للمواجهة قوته العملية أي ً المستقبلية سيعتبر المحور كله كعدو (وليس فقط حزب هللا) وستكون المواجهة متعددة ضا سوريا فمن المحتمل أن تخرج الساحات .في مواجهة متعدد الساحات تشمل أي ً إسرائيل من معادلة التناظر في عمق الضرر في كال الجانبين ،والموجودة في المواجهة المحدودة للبنان فقط .إسرائيل ما زالت ستدفع ثمنا مشابها بسبب المواجهة ولكن ضا بمفاهيم ضررها في الجانب الخر ل يقاس فقط بمفاهيم تحصيل ثمن منه بل أي ً تغيير الواقع الستراتيجي (والذي على ما يبدو هو أمر عملي بدرجة أقل في لبنان). خالفا للحالة اللبنانية ،فان إلسرائيل قدرة على المس بصورة جوهرية بالقوات المدافعة ضا عن النظام العلوي ،وتهديده .ان امتداد الحرب إلى سوريا ،وفي حالت محددة أي ً حرب موسعة في لبنان تؤثر إلى داخل سوريا ،من شأنها ان تشوش محاولت التسوية الروسية في سوريا. لهذا فمن جانب ،يمكن أن تحاول روسيا ان تقيد حرية النشاط السياسي ،الستراتيجي وحتى العملي إلسرائيل .وبالمقابل ،روسيا هي عنصر جديد يؤثر على سلوك كل األطراف وعلى كبحهم وانتشارهم ،وعلى خصائص التسوية الممكنة في سوريا وعلى أجهزة اإلنهاء الممكنة للمواجهة .الوظيفة الجديدة لروسيا في الساحة من شأنها أن تجبر ضا بواسطة إسرائيل وكذلك ان تمكنها من تحقيق إنجازات سياسية واستراتيجية أي ً استخدام لمدة قصيرة ،وبصورة محدودة ومتصاعدة تدريجيا ،والذي يتداخل بمحادثات سياسية معروفة والوليات المتحدة -وربما انه في سياقات محددة فان مخططا كهذا يجب أن يكون الفكرة المخطط لها في نظرية المواجهة اإلسرائيلية للمعركة الشمالية. في الست معارك السابقة التي ادارتها إسرائيل من (حملة الحساب وحتى "الجرف الصامد") فقد عملت بصورة مشابهة إلى هذه الدرجة أو تلك ،بدرجة متغيرة من ضا عندما أخطأت إسرائيل فان ثمن الخطأ كان محتمال بمفاهيم استراتيجية. النجاح .أي ً ولكن دخول السالح فائق الدقة ودخول روسيا من شأنها ان تغير من األساس خصائص المواجهة القادمة .ولن يكون "السابع في الترتيب" .ربما أل تستطيع إسرائيل ان تسمح لنفسها النتظار في اتخاذ القرارات كما في الماضي ،وثمن األخطاء سيكون اعلى بدرجات.
الهدف السياسي -االستراتيجي للمواجهة القاعدة للتأطير السياسي -الستراتيجي للمواجهة هو ان القرار متعلق بالسياق -ما هو العدو وماذا تريد إسرائيل ان تحقق منه في هذه المواجهة .العدو المفهوم ضمنا هو ضا كدولة لبنان، حزب هللا ،كما هو مفهوم ،ولكن إسرائيل تستطيع ان تحدد العدو أي ً والمبرر لذلك يزداد ويتعاظم كلما تحول حزب هللا لـ "شريك" مركزي في لبنان. ضا النظام العلوي كعدو -والمبرر لذلك باإلمكان تحديد محور إيران حزب هللا وربما أي ً يزداد ويتعاظم كلما وسع المحور الشيعي طموحات تمركزه في سوريا ومن أجل الخروج من معادلة الضرر المتبادل في مواجهة مقتصرة على لبنان فقط. في ظروف محدودة باإلمكان تحديد "المستهدف" لمواجهة ل يوجد فيها عدو ،باألساس ضا على تطورات دولية مثل التسوية في عندما تستهدف المواجهة العسكرية التأثير أي ً سوريا أو إعادة تأهيل لبنان فيما بعد المواجهة" .مستهدف" كهذا من الممكن ان يكون دولة عظمى أو أوساط في المجتمع الدولي يؤثرون على تشكيل الساحة .أحد المجاهيل في هذه المعادلة ،على األقل في السياق الحالي هو عدم الوضوح بخصوص مواقف إدارة ترامب في حالة مواجهة في هذه المنطقة ،وبقدر تبلور مواقف كهذه درجت القدرة إللغاء او لقضم القيود التي تحاول روسيا وضعها بواسطة التنسيق مع الوليات المتحدة. إلى جانب النفتاح على السياق المستقبلي غير المعروف ،فإن تحليال شامال للطبقة األساسية يظهر قيود تحدد التأطير السياسي الستراتيجي الممكن بما في ذلك تحديد العدو وأهداف المعركة. يجب العتراف بأن لبنان يجد صعوبة في التأثير على تصرفات حزب هللا .أساس المنطق في هجومه ينبع من تحوله إلى ذخر لحزب هللا ،والحاجة اليه من اجل تحريك أجهزة إنهاء المعارك ،من اجل محاولة التأثير على عمليات إعادة تأهيله بعد المواجهة وليس محاولة أن يقوم لبنان بلجم حزب هللا .هناك سبب ألن توضع امام لبنان مطالب في إطار الدبلوماسية المعلنة وخاصة كلما زاد حزب هللا تدخله في الجيش اللبناني ،من اجل الحصول على الشرعية الدولية لضرب لبنان. إن فهم الطبقة األساسية والعتراف بقيود القوة وقيود الحتمالت تبين ان هناك عدد محدود فقط من الرغبات (اليجابية) القابلة للتحقق ،التي يمكن إلسرائيل العالن عنها من لبنان .معروف أن هدف الحرب هو دائما هدف سياسي ،لكن في سياقات كثيرة ضا بثمن معقول. يصعب تحديد هدف سياسي بحيث يكون أساسي وقابل للتحقق أي ً وبالتالي ،عدم التأكد األساسي لمواجهة عسكرية كهذه .إن أساس المطالب الحقيقية أنها مطالب سلبية وعسكرية -مثل ابطاء وتقليص تزايد القوة ،تقليص انتشار ومنع نشاطات عدائية للطرف الثاني ،التي هي غير محتملة في العادة (أي تشكيل قواعد اللعب).
يمكن اقتراح هدف تصفية حزب هللا وتغيير الخارطة السياسية الداخلية في لبنان .لكن من المشكوك فيه إذا كان هذا األمر حقيقيا ،وبالتأكيد ليس بأثمان محتملة .وحتى في حالة انتهاء صراع كثيف وطويل ستبقى الطائفة الشيعية عامال هاما في لبنان ،يمثلها حزب هللا؛ حزب هللا سيظل منظمة مسلحة ومشاكسة؛ إيران ستعيد تأهيل القوات العسكرية لحزب هللا ،على األقل بمعنى معين ،قدراته القتالية بعد إعادة التأهيل لن تقل عن قدراته عشية المواجهة .مع ذلك ،يمكن أن هناك "هدفان ايجابيان" قابلين للتحقق. الول ،على األقل تشويش العالقة الجغرافية -الطبيعية بين الفضاء العلوي في سوريا والشيعي في لبنان .ونتيجة ذلك صعوبة الوصول وحرية الحركة للمحور .ثانيا ،يمكن التأثير من خالل وسائل سياسية على شخصية الجسم الذي سيعيد تأهيل الدولة اللبنانية. ولكن مصلحة إسرائيل في إعادة تأهيل لبنان من قبل لعبين مثل السعودية ،ل تبرر شن الحرب ،وهي فقط منتج ثانوي مرغوب لمواجهة ستندلع في سياق آخر. معظم الرغبات والمطالب السياسية الحقيقية لحزب هللا من إسرائيل هي "سلبية" :منع تدخل إسرائيل في جهود زيادة قوته وانتشاره (بالنسبة إليران منع محاولة إسرائيليين عرقلة الدخول إلى الساحة ،وكما هو معروف ،ردع إسرائيل عن العمل ضد إيران، مثال في المشروع النووي اإليراني) .حزب هللا يسعى كما يبدو إلى تدمير إسرائيل ،أو على األقل ،الحصول على مزارع شبعا ،لكن هذه طلبات غير قابلة للتحقق .في طبقات أكثر عمقا ،احيانا يوجد للمحور الشيعي مصلحة لرسم خط مواجهة اسالمي إسرائيلي. ضا هذه وقيادة "المعارضة" ،وهكذا إلزالة آثار المواجهة الشيعية السنية .ولكن أي ً المصلحة تصل إلى درجة الرغبة في مواجهة مكثفة وفورية فقط في حالت التطرف. إذا كان األمر بهذا الشكل ،فان للطرفين رغبة "ايجابية" ،حيوية وقابلة للتحقق ومقلصة (مثال ،ليس هناك ذخر ثمين يرغب فيه الطرفان مثلما كانت سيناء وقناة السويس بالنسبة إلسرائيل ومصر في .)1973لذلك يوجد للطرفين عالمات تساؤل كبيرة بشأن معقولية الثمن المتوقع في حالة المواجهة بدرجة كبيرة .هذا عنصر يتسبب بالستقرار ويكبح. أهداف إسرائيل في مواجهة مستقبلية يتم تحديدها في األساس مما ستحاول تحقيقه في السياق الخاص الذي فيه ستندلع المواجهة (مثال على ذلك منع تعزز قوة حزب هللا بتسلحه بسالح متطور ،أو منع نشر منظومات سالح إيرانية نوعية في سوريا) .ولكن نظرة على المعطيات األساسية تظهر عدد من األهداف الشاملة التي يمكن ان تكون ذات عالقة بمعظم السياقات :تأجيل المواجهة القادمة ،تشكيل قواعد لعب لفترة ما بعد المواجهة ،تعميق الردع ،سواء تجاه حزب هللا أو تجاه طرف ثالث ،المس بجاذبية نظرية الحرب لحزب هللا (حرب قذائف وصواريخ مخبأة في اوساط السكان المدنيين)، تقليص التداعيات السياسية السلبية للمواجهة ،إقليميا ودوليا ،خلق شروط لتحديد تدخل إيران في إعادة تأهيل لبنان ،ووضع قيود جديدة قابلة للتطبيق على قضية حرية الوصول البري في محور إيران -العلويين -حزب هللا.
تحديات لخطة عسكرية الستراتيجية العسكرية ،وبعد ذلك الخطة القتالية ،يتم وضعها ،كما هو معروف ،في السياق الخاص الذي ستندلع فيه المواجهة ،من تحديد العدو واإلنجازات التي تريد إسرائيل تحقيقها من المواجهة وتحديد جهاز اإلنهاء والتعامل مع الجهود السياسية المخطط لها. الفتراض "غير المؤكد" أن المواجهة القادمة في الجبهة الشمالية ستدار باألساس امام حزب هللا وعلى األرض اللبنانية ،فان التحليل الشامل للطبقة األساسية يوفر مفهوما عمليا في عدة سياقات .هكذا فان فحص تركيبة القوى ونظرية العمل للطرفين يظهر انه في هذا الوقت توجد عالقة وثيقة بين شدة الضرار بحزب هللا وبين الثمن العسكري والمدني الذي ستدفعه إسرائيل بسبب هذا الضرر .وهناك تشابه معين في الثمن والضرر في الطرفين اثناء المواجهة بينهما .وفي مواجهة شاملة فان الضرر المتبادل سيكون كبيرا. في الوثائق النظرية تؤكد إسرائيل على الحاجة إلى استخدام تفوقها العسكري من اجل هزيمة العدو .الهزيمة هي إلغاء قدرة أو رغبة العدو في القتال ضدنا ،حسب البرنامج المخطط من قبله .حزب هللا أقيم بشكل متعمد على نموذج تشكيلة نيران شديدة إلى جانب تشكيلة دفاعية أرضية ،بحيث تكون هذه التشكيالت منتشرة ومبنية من "خاليا قتالية" مستقلة ذاتيا ومختفية ،في األساس داخل أماكن مأهولة ،ومنتشرة في داخل لبنان .هذا النموذج تم إعداده للتصعيب على هزيمة المنظمة .مشكوك فيه إذا كانت قد نضجت القدرة على تنفيذ عملية "سريعة ومهذبة" ،تنزع من حزب هللا القدرة أو الرغبة في القتال .لهذا فان هزيمته متعلقة بتدمير عناصر قتالية كثيرة وفي مناطق واسعة (التي في معظمها أماكن مأهولة) .إن تدمير كهذا ممكن ،لكنه يحتاج إلى وقت كبير للقتال ،وثمنه العسكري والسياسي والمدني سيكون باهظا ،وأخطاره كبيرة. يستنتج من هذا أنه يجب توجيه الجهد األساسي للجيش إلى مجال الستخبارات وبناء القوة والتخطيط العملياتي إلضعاف العالقة بين شدة الضرر الذي سيلحق بحزب هللا وبين الثمن المدني والعسكري الذي ستدفعه إسرائيل بسبب هذا الضرر .الجهد العسكري يجب أن يكون موجها لتطوير القدرة على زيادة شدة الضرار بحزب هللا من خالل تقليص الخسائر اإلسرائيلية إلى مستوى محتمل موجود ضمن المدى المتوقع لمتخذي القرارات في إسرائيل .وكل ذلك في فترة زمنية محددة وقصيرة .تحدي آخر للجهد العسكري هو مواجهة القدرة النوعية التي بناها حزب هللا منذ ،2006بد ًءا من الختراق البري عن طريق الطائرات بدون طيار وصواريخ شاطئ -بحر /وصواريخ أرض -جو وحتى مجال السايبر.
إن فحص المعطيات األساسية يكشف أنه حتى المواجهة الواسعة لن تحقق إنجازا "ايجابيا" ثمينا أو يغير بصورة دراماتيكية الواقع ،سواء إلسرائيل أو حزب هللا ،إل إذا كان السياق الخاص بالمواجهة يملي غير ذلك .لهذا من المحتمل أن تكون للطرفين ضا أنه تقريبا في كل مصلحة مشتركة في خفض ثمن المواجهة .ويمكن الفتراض أي ً مخطط ،أنه بعد مرور وقت كاف ،ستقوم إيران بإعادة تأهيل حزب هللا ،األمر الذي سيحافظ على مكانته السياسية ،وعلى األقل جزء من قدرته على القتال. يمكن أن السياق الخاص الذي ستندلع فيه المواجهة يبرر عملية عسكرية واسعة من اجل هزيمة حزب هللا ،لكن على األقل من التحليل الشامل يمكننا تعلم بعض األمور: هناك مستوى من التناظر في الضرر المتبادل في حالة حدوث مواجهة؛ هزيمة حزب هللا متعلقة بالتدمير الواسع للعناصر المقاتلة ،والثمن المتعلق بدرجة التدمير هذه؛ هناك صعوبة في تشخيص إنجاز سياسي "ايجابي" وثمين يمكن تحقيقه بشكل جدي عن طريق مواجهة عسكرية كهذه ،خاصة عندما يمكن الفتراض أنه بعد مرور فترة زمنية كافية على المواجهة ستقوم إيران بنفسها بإعادة تأهيل ،على األقل جزء من قدرات حزب هللا .الستنتاج هو أن هناك مبرر ضعيف لتنفيذ مخطط مواجهة واسعة ،واألصح هو الكتفاء بمخطط محدود .أي بذل الجهود لتحقيق إنجازات محدودة ،يمكن تحقيقها وبأخطار محدودة .طالما أن األمر عملي وتحت السيطرة ،هناك سبب لفحص وتفضيل مخطط مواجهة محدودة قبل اتخاذ قرار مواجهة واسعة .مخطط المواجهة الواسعة وثمنه يجب أن يكون مثاليا لعالقته مع الهدف والسياق الخاص .وليس بالضرورة أن يكون كبيرا. لقد وجد الجيش اإلسرائيلي صعوبة في فرض نهاية سريعة في عدد من المعارك األخيرة (عملية "الجرف الصامد" هي المثال األكثر بروزا) ،وعلى المستوى السياسي أن يطلب من المستوى العسكري -في مرحلة النقاش الذي يسبق المواجهة -تبرير كيف سيخلق تنفيذ المخطط الظروف إلنهاء المواجهة .خاصة أنه يجب على المخطط العسكري أن يبرر لماذا يعتقد أن تنفيذ إطالق نار أو هجوم بري كما هو مقرر ،سيوجد الشروط لفرض نهاية للمواجهة .في الوضاع التي يريد فيها حزب هللا استمرار المواجهة (السؤال األقل أهمية هو عندما يكون الطرفان معنيان بنهاية سريعة). نقطة انطالق التحليل هي أنه يمكن الفتراض أن إسرائيل تعظم إنجاز الضربة النارية في فترة زمنية قصيرة في بداية المواجهة ،الموجودة عندها في الفجوة بين استخدامها للنيران واإلنجاز المضاد لحزب هللا باستخدام النيران (حتى لو ان نقطة العمل هذه يمكن أن تتغير طالما أن حزب هللا لديه قدرة إطالق دقيقة ،ويمكنه أن يحقق في المستقبل تناظر أكبر في نوعية اإلطالق) .خالفا لإلطالق ،فان الهجوم البري يحتاج إلى زمن كبير .في حالت كثيرة فان الهجوم البري بحجم مقلص ل يساعد في تحقيق أهداف المواجهة ،في حين أن الهجوم البري الواسع يحتاج إلى زمن وموارد وأثمان وأخطار هامة .مع ذلك ،في سياقات محددة مثل منع تمركز حزب هللا وإيران في هضبة
الجولن ،تحريك أنظمة إنهاء أو تأثير على استخدام المحور في المعابر بين لبنان ضا للهجوم البري بحجم مقلص. وسوريا -ربما أن هناك أهمية أي ً نقطة انطالق أخرى للتحليل هي أنه يمكن افتراض وجود صلة مباشرة بين مدة المواجهة وبين الثمن المدني والعسكري الذي ستدفعه إسرائيل .إن استمرار الحرب أو اضافة هجوم بري لضربة النيران من شأنه أن يؤدي إلى تقليص الفجوة في ميزان اإلنجازات للطرفين .لهذا في الوقت الذي يتم فيه فحص إمكانية اضافة مراحل هجمات برية واسعة أو زمن للمخطط العسكري ،على المخطط العسكري الثبات أن الضافة الزمنية والجهود مبررة بمفاهيم التكلفة -الفائدة ،السياق الخاص وتحقيق الهدف الستراتيجي. في حرب لبنان الثانية استطاعت إسرائيل أن ترفع جزء كبير من التهديد عن نفسها، الذي وجد في معظمه من الصواريخ قصيرة المدى ،بواسطة عملية برية منظمة في جنوب لبنان .وهذا األمر لم يحدث في .2006وفي إطار تطبيق العبر تم التأكيد على الحاجة إلى العملية البرية وقوة المكانيات ذات الصلة .ولكن من العام 2006تغير طابع التهديد ،والهجوم البري الذي كان مناسبا في ذلك الحين من شأنه اآلن أل يعطي نفس النتيجة -على األقل بمفاهيم ومصطلحات ازالة التهديد .بناء على ذلك يجب تحديد ما هو بالضبط هدف الهجوم البري على خلفية تغير المعطيات األساسية في العام ،2006مع الخذ في العتبار السياق الخاص الذي ستجري فيه المواجهة القادمة. الخطة العسكرية يجب أن تشمل عدد من نقاط التوقف الممكن ،التي يجب فيها فحص إذا كان يمكن إنهاء المواجهة من خالل تحقيق اإلنجاز المطلوب دون الحاجة إلى التقدم نحو المراحل القادمة للخطة .من المهم فحص إذا كانت هناك مصلحة متبادلة إلسرائيل وحزب هللا في تحديد قوة المواجهة وعدم الوصول إلى حرب كاملة .ولهذا يجب أن نكون منتبهين لسلوك وتصرفات حزب هللا ،ومخططه التنفيذي وتصريحاته .الخطة ضا بديال للمواجهة مع تحديد متبادل في الزمن والقوة، العسكرية يجب أن تشمل أي ً تحديد منافذ زمن واصغاء لفحص هذه اإلمكانية.
أنظمة إنهاء إن الرغبة في تقصير زمن المواجهة على فرض أن تعظيم التفوق في اإلطالق ،تم تحقيقه في األيام الولى للمواجهة (حتى لو كافتراض مؤقت يمكن أن يتغير في المستقبل) ،الفتراض أن المواجهة ستنتهي دون حسم وأن الوقت الضروري لعمل أنظمة اإلنهاء -كل ذلك يقتضي تحريك أنظمة اإلنهاء على الفور ،مع تحقيق الهدف ضا عندما ل الستراتيجي المركزي .هذا األمر يتم تحقيقه احيانا في مرحلة مبكرة ،وأي ً يكون هناك "صورة انتصار" يمكن تقديمها للجمهور في إسرائيل .إمكانية أن المواجهة
ضا سوريا من شأنها أن القادمة في المنطقة الشمالية ستكون متعددة الساحات وتشمل أي ً توجد أنظمة إنهاء جديدة منها تلك التي يمكن تحريكها مسبقا وبشكل سريع. إن تشخيص نظام اإلنهاء المناسب والناجع ضمن السياق الخاص للمواجهة يجب ان يكون موجودا في مركز النقاش بين المستوى السياسي والمستوى العسكري ،قبل حدوث المواجهة .وعلى المدى البعيد ،عند البدء بها .في حالت كثيرة يجب السعي إلى إنهاء ل يتضمن اتفاقا خطيا ،سواء بسبب أن الفترة الزمنية اإلضافية للقتال مطلوبة للتوصل إلى اتفاق خطي ،أو بسبب فائدته الضئيلة في الواقع (مثال قرار مجلس األمن 1701الذي أنهى حرب لبنان الثانية لم يتم تنفيذه فعليا).
التحضير المسبق :رؤيا عسكرية وسياسية وجماهيرية جزء كبير من الشعور بإضاعة الفرصة التي رافقت المعارك األخيرة نبع من التناقض بين الرسائل التي ارسلها المستوى السياسي والعسكري وبين افعالهم ،على األقل في جزء من الحالت افعال صحيحة تم النظر اليها وكأنها غير صحيحة أو غير ناجحة، ألن الرواية التي روتها إسرائيل لم تكن مالئمة ألعمالها ،هكذا مثال من حين إلى آخر طرح أن إسرائيل تنوي تحقيق الحسم ،رغم أنها لم تتبع خطة عملية يمكنها تحقيق الحسم .احيانا ،إسرائيل لم توقف الحرب في نقطة مثالية بسبب غياب الرواية السياسية، أو الجماهيرية وأحيانا العسكرية التي تشرح هذا اإليقاف. إن مواجهة مستقبلية سينظر اليها على أنها ناجحة إذا حققت إسرائيل أهدافها الستراتيجية في السياق المحدد ،كما هو معروف ،كيف يوفر التحليل الشامل لمعطيات أساسية قاعدة للتقدير أن المواجهة ستعتبر ناجحة إذا نجحت إسرائيل في صد عمليات تعاظم قوة معينة لحزب هللا ،ومحاولت اختراق معينة إليران في الساحة ،كما تحدد مسبقا ،وتحقق شرعية دولية لمواصلة منع جهود زيادة القوة حزب هللا بعد المواجهة. وسيعتبر الهجوم ناجحا إذا نجحت إسرائيل في التوصل إلى إنهاء مبكر للمواجهة من خالل ضربة قوية لحزب هللا ومن خالل تقليص اضرار إسرائيل إلى درجة محتملة كما حددت مسبقا .وسيعتبر الهجوم ناجحا إذا لم ينحرف الحتكاك مع روسيا من الفتراضات التي وضعها المستوى المخطط والمصادق .مع ذلك ،يجب الفتراض أن ضا لن تنته بصورة مهذبة ،وأن إسرائيل لن تكون بالضرورة هي المواجهة القادمة أي ً التي تطلق الرصاصة األخيرة .وأن حزب هللا لن يهزم وهو سيواصل الحتفاظ بقدرة إطالق هامة ويقدم رواية تظهر أنه المنتصر. المواجهة ستعتبر ناجحة إذا كانت حرية الحركة والوصول إلى محور إيران -العلويين حزب هللا تقلصت إلى مستوى يتم فيه ابعاد إيران عن إعادة تأهيل لبنان ،وإذا كانالردع اإلسرائيلي قد زاد وأبعد المواجهة القادمة .هذه رواية "المتقدمين" البالغين،
وليست رواية المبتدئين ،ويجب العداد لها مسبقا .ومن أجل خلق شمولية في الجانب اإلسرائيلي خلق رواية مناسبة مسبقا للمستوى السياسي والعسكري والجماهيري.