ملف كامل لشهر رمضان

Page 1

‫في استقبال رمضان‬ ‫كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟‬ ‫الحمد ل رب العالمين وأشهد أن ل إله إل ا وحده ل شريك له وأشهد أن‬ ‫محمدا عبده ورسوله صلى ا عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين‬ ‫وبعد‪:‬‬ ‫فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه كانوا‬ ‫يدعون ا أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم كانوا يصومون‬ ‫أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب‬ ‫والغيبة والنميمة والكذب وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلوة القرآن كانوا‬ ‫يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والحسان وإطعام الطعام‬ ‫وتفطير الصوام كانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة ا ويجاهدون أعداء‬ ‫السلم في سبيل ا لتكون كلمة ا هي العليا ويكون الدين كله ل فقد‬ ‫كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في اليوم‬ ‫السابع عشر من رمضان وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان‬ ‫حيث دخل الناس في دين ا أفواجا وأصبحت مكة دار إسلم ‪.‬‬ ‫فليس شهر رمضان شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس ولكنه‬ ‫شهر جهاد وعبادة وعمل لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور‬ ‫والحفاوة والتكرم وكيف ل نكون كذلك في شهر اختاره ا لفريضة الصيام‬ ‫ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس وإخراجهم من‬ ‫الظلمات إلى النور وكيف ل نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه‬ ‫أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات‬ ‫وتغفر الخطايا والسيئات‪.‬‬ ‫ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة ا‬ ‫وحسن عبادته وأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع‬ ‫ا تعالى على التوبة الصادقة في جميع الوقات من جميع الذنوب‬ ‫والسيئات وأن نلتزم بطاعة ا تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب‬ ‫نواهيه لنكون من الفائزين يَْوَم َل يَْنفَُع َماٌل َوَل بَُنوَن إِّل َمْن أَ​َتى ّ‬ ‫ب‬ ‫اَ بِقَْل ٍ‬ ‫سِليٍم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫وصدق ا العظيم إذ يقول َوَمْن يُِطِع ّ‬ ‫سولَهُ فَقَْد َفاَز فَْوًزا َعِظيًما‬ ‫اَ َوَر ُ‬ ‫وأن نحافظ على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات‬ ‫في رمضان وغيره عمل بقول ا تعالى َواْعبُْد َربَّك َحّتى يَأْتِيَ​َك اْليَِقيُن أي‬ ‫ي َوَمَماِتي ِّلِ َرّب‬ ‫صَلِتي َونُ ُ‬ ‫سِكي َوَمْحَيا َ‬ ‫حتى تموت وقوله تعالى قُْل إِّن َ‬ ‫سلِ​ِميَن‪.‬‬ ‫شِريَك لَهُ َوبَِذلَِك أُِمْر ُ‬ ‫اْلَعالَِميَن َل َ‬ ‫ت َوأَ​َنا أَّوُل اْلُم ْ‬ ‫ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه‬ ‫إيمانا واحتسابا ل تقليدا وتبعية للخرين وأن تصوم جوارحنا عن الثام‬ ‫من الكلم المحرم والنظر المحرم والستماع المحرم والكل والشرب‬ ‫المحرم لنفوز بالمغفرة والعتق من النار ينبغي لنا أن نحافظ على آداب‬ ‫الصيام من تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل وتعجيل الفطر إذا تحققنا‬ ‫غروب الشمس والزيادة في أعمال الخير وأن يقول الصائم إذا شتم "إني‬ ‫صائم" فل يسب من سبه ول يقابل السيئة بمثلها بل يقابلها بالكلمة التي‬ ‫هي أحسن ليتم صومه ويقبل عمله يجب علينا الخل ص ل عز وجل في‬ ‫صلتنا وصيامنا وجميع أعمالنا فإن ا تعالى ل يقبل من العمل إل ما كان‬ ‫صالحا وابتغي به وجهه والعمل الصالح هو الخالص ل الموافق لسنة‬ ‫رسوله صلى ا عليه وسلم‪.‬‬ ‫ينبغي للمسلم أن يحافظ على صلة التراويح وهي قيام رمضان اقتداء‬ ‫بالنبي صلى ا عليه وسلم وأصحابه وخلفائه الراشدين واحتسابا للجر‬ ‫والثواب المرتب عليها قال صلى ا عليه وسلم من قام رمضان إيمانا‬ ‫واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه‪.‬‬ ‫وأن يقوم المصلي مع المام حتى ينتهي ليكتب له قيام ليلة لحديث أبي ذر‬ ‫الذي رواه أحمد والترمذي وصححه ‪.‬‬ ‫وأن يحيي ليالي العشر الواخر من رمضان بالصلة وقراءة القرآن والذكر‬ ‫والدعاء والستغفار اتباعا للسنة وطلبا لليلة القدر التي هي خير من ألف‬ ‫شهر ثل ث وثمانين سنة وأربعة أشهر وهي الليلة المباركة التي شرفها ا‬ ‫بإنزال القرآن فيها وتنزل الملئكة والروح فيها وهي الليلة التي من قامها‬ ‫إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وهي محصورة في العشر الواخر‬ ‫من رمضان فينبغي للمسلم أن يجتهد في كل ليلة منها بالصلة والتوبة‬ ‫والذكر والدعاء والستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار لعل ا أن‬ ‫يتقبل منا ويتوب علينا ويدخلنا الجنة وينجينا من النار ووالدينا والمسلمين‬ ‫‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫وقد كان النبي صلى ا عليه وسلم إذا دخل العشر الواخر من رمضان‬ ‫أحيا ليله وشد مئزره وأيقظ أهله ولنا في رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫أسوة حسنة وشد المئزر فسر باعتزال النساء وفسر بالتشمير في العبادة‪.‬‬ ‫وكان النبي صلى ا عليه وسلم يعتكف في العشر الواخر من رمضان‬ ‫والمعتكف ممنوع من قرب النساء‪.‬‬ ‫وينبغي للمسلم الصائم أن يحافظ على تلوة القرآن الكريم في رمضان‬ ‫وغيره بتدبر وتفكر ليكون حجة له عند ربه وشفيعا له يوم القيامة وقد‬ ‫تكفل ا لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن ل يضل في الدنيا ول يشقى في‬ ‫شَقى‪.‬‬ ‫ضّل َوَل يَ ْ‬ ‫الخرة بقوله تعالى فَ​َمِن اتّبَ​َع ُهَدا َ‬ ‫ي فَ​َل يَ ِ‬ ‫وينبغي أن يتدارس القرآن مع غيره ليفوزوا بالكرامات الربع التي أخبر‬ ‫بها رسول ا صلى ا عليه وسلم بقوله وما اجتمع قوم في بيت من بيوت‬ ‫ا يتلون كتاب ا ويتدارسونه بينهم إل نزلت عليهم السكينة وغشيتهم‬ ‫الرحمة وحفتهم الملئكة وذكرهم ا في من عنده رواه مسلم‪.‬‬ ‫وينبغي للمسلم أن يلح على ا بالدعاء والستغفار بالليل والنهار في حال‬ ‫صيامه وعند سحوره فقد ثبت في الحديث الصحيح أن ا تعالى ينزل إلى‬ ‫السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الخر فيقول "من يدعوني‬ ‫فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له" حتى يطلع‬ ‫الفجر رواه مسلم في صحيحه‪.‬‬ ‫وورد الحث على الدعاء في حال الصيام وعند الفطار وأن من الدعوات‬ ‫المستجابة دعاء الصائم حتى يفطر أو حين يفطر وقد أمر ا بالدعاء‬ ‫ستَِجْب لَُكْم ]سورة غافر ‪:‬آية ‪. [60‬‬ ‫وتكفل بالجابة َوَقاَل َرّبُكُم اْدُعوِني أَ ْ‬ ‫وينبغي للمسلم أن يحفظ أوقات حياته القصيرة المحدودة فما ينفعه من‬ ‫عبادة ربه المتنوعة القاصرة والمتعدية ويصونها عما يضره في دينه‬ ‫ودنياه وآخرته وخصوصا أوقات شهر رمضان الشريفة الفاضلة التي ل‬ ‫تعوض ول تقدر بثمن وهي شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على‬ ‫العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلتهم‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫وينبغي تنظيم الوقت بدقة لئل يضيع منه شيء بدون عمل وفائدة فإنك‬ ‫مسئول عن أوقاتك ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها‪.‬‬

‫تنظيم الوقت‬ ‫ويسرني أن أتحف القارئ الكريم برسم خطة مختصرة لتنظيم أوقات هذا‬ ‫الشهر الكريم ولعلها أن يقاس عليها ما سواها من شهور الحياة القصيرة‬ ‫فينبغي للمسلم إذا صلى الفجر أن يجلس في المسجد يقرأ القرآن الكريم‬ ‫وأذكار الصباح ويذكر ا تعالى حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها بحوالي‬ ‫ربع ساعة أي بعد خروج وقت النهي يصلي ركعتين أو ما شاء ا ليفوز‬ ‫بأجر حجة وعمرة تامة كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه‪.‬‬ ‫ولنا في رسول ا صلى ا عليه وسلم وأصحابه الكرام أسوة حسنة فقد‬ ‫كانوا إذا صلوا الفجر جلسوا في المسجد يذكرون ا تعالى حتى تطلع‬ ‫الشمس ويلحظ أن المسلم إذا جلس في مصله ل يزال في صلة وعبادة‬ ‫كما وردت السنة بذلك وبعد ذلك ينام إلى وقت العمل ثم يذهب إلى عمله ول‬ ‫ينسى مراقبة ا تعالى وذكره في جميع أوقاته وأن يحافظ على الصلوات‬ ‫الخمس في أوقاتها مع الجماعة والذي ليس عنده عمل من الفضل له أن‬ ‫ينام بعد الظهر ليرتاح وليستعين به على قيام الليل فيكون نومه عبادة‪.‬‬ ‫وبعد صلة العصر يقرأ أذكار المساء وما تيسر من القرآن الكريم وبعد‬ ‫المغرب وقت للعشاء والراحة وبعد ذلك يصلي العشاء والتراويح وبعد‬ ‫صلة التراويح يقضي حوائجه الضرورية لحياته اليومية المنوطة به لمدة‬ ‫ساعتين تقريبا ثم ينام إلى أن يحين وقت السحور فيقوم ويذكر ا ويتوضأ‬ ‫ويصلي ما كتب له ثم يشغل نقسه فبل السحور وبعده بذكر ا والدعاء‬ ‫والستغفار والتوبة إلى أن يحين وقت صلة الفجر‪.‬‬ ‫والخلصة أنه ينبغي للمسلم الراجي رحمة ربه الخائف من عذابه أن‬ ‫يراقب ا تعالى في جميع أوقاته في سره وعلنيته وأن يلهج بذكر ا‬ ‫تعالى قائما وقاعدا وعلى جنبه كما وصف ا المؤمنين بذلك ومن علمات‬ ‫القبول لزوم تقوى ا عز وجل لقوله تعالى إِنَّما يَتَقَبُّل ّ‬ ‫اُ ِمَن اْلُمتِّقيَن‬ ‫وصلى ا على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا‪.‬‬

‫كيف نستقبل رمضان؟‬ ‫‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫أيها الناس‪ :‬أظلكم شهر كريم وضيف عظيم‪.‬‬ ‫لنعش هذه اللحظات مع رسول ا صلى ا عليه وسلم وكيف استقبل‬ ‫الشهر العظيم وكيف احتفى بالضيف الكريم فإنه المعصوم بأبي هو وأمي‬ ‫الذي على أقواله تقاس القوال وعلى أعماله توزن العمال وعلى أحواله‬ ‫تصحح الحوال‪.‬‬ ‫سنَةٌ لَِمْن َكاَن يَْرُجو ّ‬ ‫سوِل ّ‬ ‫اَ َواْليَْوَم اْلِخَر‬ ‫اِ أ ُ ْ‬ ‫)لَقَْد َكاَن لَُكْم ِفي َر ُ‬ ‫سَوةٌ َح َ‬ ‫َوَذَكَر ّ‬ ‫اَ َكِثيرًا ( )الحزاب‪( 21:‬‬ ‫فلاله إل ا ماأربح من اتبعه واقتدى بسنته واهتدى بسيرته ‪..‬‬ ‫ول أله إل ا ماأعظم خسارة من تلفظ أقواله ولم يتبعه على منواله‪..‬‬ ‫ولم يقتد بأحواله عليه الصلة والسلم ‪.‬‬ ‫في الحديث أن الرسول صلى ا عليه وسلم كان إذا رأى هلل رمضن قال‪:‬‬ ‫اللهم أهله علينا باليمن واليمان والسلمة والسلم هلل خير ورشدد ربي‬ ‫وربك ا ( حديث صحيح‪.‬‬ ‫وماأحسن نبضات التوحيد وماأحسن لمسات العقيدة في استقبال الشهر يوم‬ ‫يقول للهلل في السماء )ربي وربك ا ( وكان المشركون يعبدونه من دون‬ ‫ا كأنه يقول له ‪:‬ياهلل أنت مخلوق كما أنا مخلوق وربي وربك ا‬ ‫ياهلل فأنت لتملك ضرا ول نفعا ول موتا ول حياة ول نشورا ول رزقا‬ ‫ولتدبيرا ولقد اخطأ خطأ عظيما ‪..‬‬ ‫وغلط غلطا بيناً من عبدك من دون ا فربي وربك ا ثم يستهل الشهر‪.‬‬ ‫ورمضان فرصة ثمينة ل تعوض ولحظة من اللحظات الذهبية في حياة‬ ‫المسلم يعتق ا كل ليلة مائة ألف ممن استوجبوا النار فإذا كان آخر ليلة‬ ‫أعتق ا بقدر ماأعتق في تلك الليالي جميعا‪.‬‬

‫فهل بعد هذا الفضل من فضل؟‬ ‫إن الملوك إذا شابت عبيدهم *** في رقهم عتقوهم عتق أبرار‬ ‫وأنت ياخالقي أولى بذا كرما *** قد شيت في الرق فاعتقني من النار‬ ‫يقول ابن عباس رضي ا عنهما‪ :‬كان رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫أجود الناس وكان اجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه‬ ‫القرآن ‪..‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫ولقد كان رسول ا صلى ا عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة‪.‬‬ ‫والريح المرسلة التي تهب معطاءة وكريمة ورخوا فكان المصطفى عليه‬ ‫الصلة والسلم أجود الناس في رمضان‪.‬‬ ‫ماسئل سؤال فقال‪ :‬ل‪.‬‬ ‫وفي رمضان ُيخصص هذا الشهر لقراءة القرآن ‪..‬‬ ‫وقد فهم هذا علماء المة فعطلوا الفتيا وحلقات العلم والتدريس‬ ‫والتصالت الخارجية بالناس وأخذوا المصحف يتدارسونه يضعون دواءه‬ ‫على الجراحات ويأخذون بلسمه على الرض والسقام فيشفيهم رب‬ ‫الرض والسماء لن هذا القرآن شفاء ونزل في الليل وأتى في رمضان‬ ‫ليحيى المة الميتة التي ماعرفت الحياة وينير بصيرة المة التي ماعرفت‬ ‫البصيرة ويرفع رأس المة التي كانت في التراب‪.‬‬ ‫لما أتى عليه الصلة والسلم قال لمته في أول رمضان ماقاله ا تبارك‬ ‫وتعالى‪ :‬كل عمل ابن آدم له إل الصيام فإنه لي وأنا أجزئ به ( لنه سر‬ ‫بينك وبين ا ليطلع على صيامك إل ا ول يعلم أنك صائم إل ا بإمكانك‬ ‫أن تأكل وراء الجدران وأن تشرب وراء الحيطان ولكن من الذي يعلم السر‬ ‫وأخفى إل ا ‪.‬‬ ‫من الذي يعلم أنك أكلت أو شربت أو تمتعت ؟‬ ‫إل ا ‪ ..‬هو رب الظلم ورب الضياء‪.‬‬ ‫فالصلة ُتصلى بمجمع من الناس والزكاة تزكى بمجمع من الناس والحج‬ ‫ُيحج بمجمع من الناس أما الصيام فيا سبحان ا ‪ :‬قد تختفي في الظلم‬ ‫وتأكل وتشرب ويظن الناس أنك صائم ولكن ا يدري أنك لست بصائم هو‬ ‫سر بينك وبين ا‪.‬‬ ‫ثم أنظر للتلطف في لفظ الحديث القدسي يوم يقول ا تعالى‪ :‬يدع طعامه‬ ‫وشرابه وشهوته من أجلي يقول ا ‪ :‬ولخلوف فم الصائم أطيب عند ا‬ ‫من ريح المسك ( حديث صحيح‪.‬‬ ‫يوم تهب رائحة الصوم ويتأذى منها الناس تنبعث شذا وعبيرا فتسبح عبر‬ ‫الثير إلى الحي القيوم فتكون كالمسك الخالص‪.‬‬ ‫كل عمل ابن آدم له الحسنة بمثلها أو بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى‬ ‫أضعاف كثيرة إل الصيام فل يعلم ثوابه إل ا ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫وخصص ا للصائمين بابا في الجنة بابا واسعا يدخل منه الصوام يوم‬ ‫القيامة يناديهم ا بصوته إذا دخلوا ‪ :‬كلوا يامن لم يأكلوا واشربوا يامن لم‬ ‫يشربوا وتمتعوا يامن لم يتمتعوا‪.‬‬ ‫وفي الحديث‪) :‬إن في الجنة بابا يسمى الريان يدخل منه الصائمون ليدخل‬ ‫منه غيرهم فإذا دخلوا أغلق الباب فل يدخل منه غيرهم (‬ ‫وقال‪ ) :‬من صام يوما في سبيل ا باعد ا وجهه عن النار سبعين‬ ‫خريفا ( ‪.‬‬

‫فيا أيها المسلمون‪:‬‬ ‫يامن ولدتم على ل إله إل ا ويامن شببتم على ل إله إل ا جاءكم شهر‬ ‫رمضان وأصبح منكم قاب قوسين أو أدنى فال ا ليخرج رمضان منكم‬ ‫وقد خاب الكثير لتعوض فإنه التوبة وإنه القبول من ا أكثروا فيه من‬ ‫الذكر بآيات ا البينات واهجروا الغاني الماجنات الخليعات السافلت‬ ‫السخيفات التي أغوت القلوب عن ربها سبحانه ‪.‬‬ ‫فاغتنموه أن تعتق رقابكم من النار وان تبيض وجوهكم يوم تعرضون على‬ ‫الواحد القهار طوبى لبطون جاعت في سبيل ا هنيئا لكباد ظمئت لمرضاة‬ ‫ا هنيئا لكم يوم أدرككم الشهر تصومونه إيمانا واحتسابا ويباهي بكم‬ ‫الملئكة من فوق سبع سماوات فياأيتها المة الخالدة ياأيتها المة التي‬ ‫رضي ا عنها بمحسنها‪.‬‬ ‫كفروا عن سيائتكم في هذا الشهر وجددوا توبتكم مع ا ‪.‬‬ ‫فحياك ا يارمضان لتحط عنها بفضل ا كل خطيئة وخسران ولوردنا‬ ‫الحوض المورود نشرب منه بإذن ا شربة لنظمأ بعدها أبدا‪.‬‬ ‫بتصرف من ك ‪ /‬دورس المسجد في رمضان ‪ ..‬للشيخ عائض القرني‪ .‬صـ‬ ‫‪90‬‬

‫من أخطاء الصائمين والقائمين‬ ‫‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫الحمد ل والصلة والسلم على رسول ا وعلى آله وأصحابه أجمعين‬ ‫وبعد‪:‬‬ ‫فإن شهر رمضان المبارك موسم عبادات متنوعة من صيام وقيام وتلوة‬ ‫قرآن وصدقة وإحسان وذكر ودعاء واستغفار وسؤال الجنة والنجاة من‬ ‫النار ‪.‬‬ ‫فالموفق من حفظ أوقاته في ليله ونهاره وشغلها فيما يسعده ويقربه إلى‬ ‫ربه على الوجه المشروع بل زيادة ول نقصان ومن المعلوم لدى كل مسلم‬ ‫أنه يشترط لقبول العمل الخل ص ل المعبود والمتابعة للرسول صلى ا‬ ‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫لذا يتعين على المسلم أن يتعلم أحكام الصيام على من يجب وشروط وجوبه‬ ‫وشروط صحته ومن يباح له الفطر في رمضان ومن ل يباح له وما هي‬ ‫آداب الصائم وما الذي يستحب له ‪.‬‬ ‫وما هي الشياء التي تفسد الصيام ويفطر بها الصائم وما هي أحكام‬ ‫القيام!!!‬ ‫وكثير من الناس مقصر في معرفة هذه الحكام لذا تراهم يقعون في أخطاء‬ ‫كثيرة منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬عدم معرفة أحكام الصيام وعدم السؤال عنها وقد قال ا تعالى‬ ‫سأ َُلوا أَْهَل الّذْكِر إِْن ُكْنتُْم َل تَْعلَُموَن وقال عليه الصلة والسلم من يرد‬ ‫َفا ْ‬ ‫ا به خيرا يفقهه في الدين متفق عليه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬استقبال هذا الشهر الكريم باللهو واللعب بدل من ذكر ا وشكره أن‬ ‫بلغهم هذا الشهر العظيم وبدل من أن يستقبلوه بالتوبة الصادقة والنابة‬ ‫إلى ا ومحاسبة النفس في كل صغيره وكبيرة قبل أن تحاسب وتجزى‬ ‫على ما عملت من خير وشر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬يلحظ أن بعض الناس إذا جاء رمضان تابوا وصلوا وصاموا فإذا‬ ‫انقضى عادوا إلى ترك الصلة وفعل المعاصي ‪.‬‬ ‫فهؤلء بئس القوم ‪.‬‬ ‫لنهم ل يعرفون ا إل في رمضان ‪.‬‬ ‫ألم يعلموا أن رب الشهور واحد وأن المعاصي حرام في كل وقت وأن ا‬ ‫مطلع عليهم في كل زمان ومكان فليتوبوا إلى ا تعالى توبة نصوحا بترك‬

‫‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫المعاصي والندم على ما كان منها والعزم على عدم العودة إليها في‬ ‫المستقبل حتى تقبل توبتهم وتغفر ذنوبهم وتمحى سيئاتهم‪.‬‬ ‫‪ - 4‬اعتقاد البعض من الناس أن شهر رمضان فرصة للنوم والكسل في‬ ‫النهار والسهر في الليل وفي الغالب يكون هذا السهر على ما يغضب ا‬ ‫عز وجل من اللهو واللعب والغفلة والقيل والقال والغيبة والنميمة وهذا‬ ‫فيه خطر عظيم وخسارة جسيمة عليهم ‪.‬‬ ‫وهذه اليام المعدودات شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على العاصين‬ ‫والغافلين بمعاصيهم وغفلتهم‪.‬‬ ‫‪ - 5‬يلحظ أن بعض الناس يستاء من دخول شهر رمضان ويفرح بخروجه‬ ‫لنهم يرون فيه حرمانا لهم من ممارسة شهواتهم فيصومون مجاراة‬ ‫للناس وتقليدا وتبعية لهم ويفضلون عليه غيره من الشهور مع أنه شهر‬ ‫بركة ومغفرة ورحمة وعتق من النار للمسلم الذي يؤدي الواجبات ويترك‬ ‫المحرمات ويمتثل الوامر ويترك النواهي‪.‬‬ ‫‪ - 6‬أن بعض الناس يسهرون في ليالي رمضان غالبا فيما ل تحمد عقباه‬ ‫من الملهي والملعب والتجول في الشوارع والجلوس على الرصفة ثم‬ ‫يتسحرون بعد نصف الليل وينامون عن أداء صلة الفجر في وقتها مع‬ ‫الجماعة وفي ذلك عدة مخالفات‪:‬‬ ‫أ ( السهر فيما ل يجدي وقد كان النبي صلى ا عليه وسلم يكره النوم قبل‬ ‫العشاء والحديث بعدها إل في خير وفي الحديث الذي رواه أحمد ل سمر‬ ‫إل لمصل أو مسافر ورمز السيوطي لحسنه‪.‬‬ ‫ب ( ضياع أوقاتهم الثمينة في رمضان بدون أن يستفيدوا منها شيئا‬ ‫وسوف يتحرز النسان على كل وقت يمر به ل يذكر ا فيه‪.‬‬ ‫جـ ( تقديم السحور قبل وقته المشروع آخر الليل قبيل طلوع الفجر‪.‬‬ ‫د ( والمصيبة العظمى النوم عن أداء صلة الفجر في وقتها مع الجماعة‬ ‫التي تعدل قيام الليل أو نصفه كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه‬ ‫عن عثمان بن عفان رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫قال‪ :‬من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى‬ ‫الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله وبذلك يتصفون بصفات‬ ‫المنافقين الذين ل يأتون الصلة إل وهم كسالى ويؤخرونها عن أوقاتها‬ ‫ويتخلفون عن جماعتها ويحرمون أنفسهم الفضل العظيم والثواب الجسيم‬ ‫المرتب عليها‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫‪ - 7‬التحرز من المفطرات الحسية كالكل والشرب والجماع وعدم التحرز‬ ‫من المفطرات المعنوية كالغيبة والنميمة والكذب واللعن والسباب وإطلق‬ ‫النظر إلى النساء في الشوارع والمحلت التجارية فيجب على كل مسلم أن‬ ‫يهتم بصيامه وأن يبتعد عن هذه المحرمات والمفطرات فرب صائم ليس له‬ ‫من صيامه إل الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إل السهر‬ ‫والتعب قال النبي صلى ا عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به‬ ‫فليس ل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪ - 8‬ترك صلة التراويح التي وعد من قامها إيمانا واحتسابا بمغفرة ما‬ ‫مضى من ذنوبه وفي تركها استهانة بهذا الثواب العظيم والجر الجسيم‬ ‫فالكثير من المسلمين ل يؤديها وربما صلى قليل منها ثم انصرف وحجته‬ ‫في ذلك أنها سنة‪.‬‬ ‫ونقول نعم هي سنة مؤكدة صلها رسول ا صلى ا عليه وسلم وخلفاؤه‬ ‫الراشدون والتابعون لهم بإحسان وهي تقرب العبد إلى ربه ‪.‬‬ ‫ومن أسباب مغفرة ا لعبده ومحبته له ‪.‬‬ ‫وتركها يعتبر من الحرمان العظيم نعوذ بال من ذلك وربما وافق المصلي‬ ‫ليلة القدر ففاز بعظيم المغفرة والجر والسنن شرعت لجبر نقص الفرائض‬ ‫وهي من أسباب محبة ا لعبده وإجابة دعائه ومن أسباب تكفير السيئات‬ ‫ومضاعفة الحسنات ورفع الدرجات‪.‬‬ ‫ول ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلة التراويح لينال ثوابها وأجرها ول‬ ‫ينصرف منها حتى ينتهي المام منها ومن الوتر ليحصل له أجر قيام الليل‬ ‫كله لقوله صلى ا عليه وسلم من قام مع المام حتى ينصرف كتب له‬ ‫قيام ليلة رواه أهل السنن بسند صحيح‪.‬‬ ‫‪ - 9‬يلحظ أن بعض الناس قد يصوم ول يصلي أو يصلي في رمضان فقط ‪.‬‬

‫فمثل هذا ل يفيده صوم ول صدقة لن الصلة عماد الدين السلمي الذي‬ ‫يقوم عليه‪.‬‬ ‫‪ - 10‬اللجوء إلى السفر إلى الخارج في رمضان بدون حاجة وضرورة بل‬ ‫من أجل التحيل على الفطر ‪.‬‬ ‫بحجة أنه مسافر ومثل هذا السفر ل يجور ول يحل له أن يفطر فيه وا ل‬ ‫تخفى عليه حيل المحتالين وغالب من يفعل ذلك متعاطي المسكرات‬ ‫والمخدرات عافانا ا والمسلمين منها‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫‪ - 11‬الفطر على بعض المحرمات لوصفها كالمسكرات والمخدرات ومنها‬ ‫شرب الدخان والشيشة " النارجيلة " أو لكسبها كالمال المكتسب من‬ ‫حرام كالرشوة وشهادة الزور والكذب واليمان الكاذبة والمعاملت الربوية‬ ‫والذي يأكل الحرام أو يشربه ل يقبل منه عمل ول يستجاب له دعاء ‪.‬‬ ‫إن تصدق منه لم تقبل صدقته وإن حج منه لم يقبل حجه‪.‬‬ ‫‪ - 12‬يلحظ على بعض الئمة في صلة التراويح أنهم يسرعون فيها‬ ‫سرعة تخل بالمقصود من الصلة يسرعون في التلوة للقرآن الكريم‬ ‫والمطلوب فيها الترتيل ول يطمئنون في ركوعها ول سجودها ‪.‬‬ ‫ول يطمئنون في القيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين وهذا أمر ل‬ ‫يجوز ول تتم به الصلة ‪ .‬والواجب الطمأنينة في القيام والقعود والركوع‬ ‫والسجود وفي القيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين ‪ .‬وقد قال رسول‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم للذي لم يطمئن في صلته ارجع فصل فإنك لم‬ ‫تصل متفق عليه‪ .‬وأسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلته فل يتم‬ ‫ركوعها ول سجودها ول القراءة فيها ‪.‬‬ ‫والصلة مكيال فمن وفى وفي له ومن طفف فويل للمطففين ‪.‬‬ ‫‪ - 13‬تطويل دعاء القنوت والتيان فيه بأدعية غير مأثورة مما يسبب‬ ‫السآمة والملل لدى المأمومين والوارد عن النبي صلى ا عليه وسلم في‬ ‫دعاء قنوت الوتر كلمات يسيرة وهي عن الحسن بن علي رصي ا عنهما‬ ‫قال علمني رسول ا صلى ا عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر‬ ‫اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت ‪ .‬وتولني فيمن توليت ‪.‬‬ ‫وبارك لي فيما أعطيت ‪ .‬وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ول يقضى عليك‬ ‫إنه ل يذل من واليت ول يعز من عاديت ‪ .‬تباركت ربنا وتعاليت قال‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن ول يعرف عن النبي صلى ا عليه وسلم في‬ ‫القنوت شيء أحسن من هذا‪.‬‬ ‫وعن علي بن أبي طالب رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم كان يقول في آخر وتره اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك‬ ‫وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك ل أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت‬ ‫على نفسك رواه أحمد وأهل السنن‪ .‬والناس يقولون هدا الدعاء في أثناء‬ ‫قنوت الوتر ثم يأتون بأدعية طويلة ومملة ‪ .‬وقد كان النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫كما في الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم وصححه ‪ .‬فينبغي القتصار‬ ‫في دعاء القنوت على الدعية المأثورة الجامعة لخير الدنيا والخرة وهي‬ ‫موجودة في كتب الذكار ‪.‬‬ ‫اقتداء بالنبي صلى ا عليه وسلم ولئل يشق على المأمومين‪.‬‬ ‫‪ - 14‬السنة أن يقال بعد السلم من الوتر )سبحان الملك القدوس ( ثل ث‬ ‫مرات للحديث الذي رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح والناس ل‬ ‫يقولونها وعلى أئمة المساجد تذكير الناس بها‪.‬‬ ‫‪ - 15‬يلحظ على كثير من المأمومين في صلة التراويح وغيرها من‬ ‫الصلوات مسابقة المام في الركوع والسجود والقيام والقعود والخفض‬ ‫والرفع خداعا من الشيطان واستخفافا منهم بالصلة ‪.‬‬ ‫وحالت المأموم مع إمامه في صلة الجماعة أربع حالت واحدة منها‬ ‫مشروعة وثل ث ممنوعة وهي المسابقة والمخالفة والموافقة ‪.‬‬ ‫والمشروع في حق المأموم هو المتابعة بأن يأتي بأفعال الصلة بعد إمامه‬ ‫مباشرة فل يسبقه بها ول يوافقه ول يتخلف عنه والمسابقة مبطلة للصلة‬ ‫لقوله صلى ا عليه وسلم أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل المام أن‬ ‫يجعل ا رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار متفق عليه‪.‬‬ ‫وذلك لساءته في صلته لنه ل صلة له ‪.‬‬ ‫ولو كانت له صلة لرجاله الثواب ولم يخف عليه العقاب أن يحول ا‬ ‫رأسه رأس حمار‪.‬‬ ‫‪ - 16‬يلحظ على بعض المأمومين أنهم يحملون المصاحف في قيام‬ ‫رمضان ويتابعون بها قراءة المام وهذا العمل غير مشروع ول مأثور عن‬ ‫السلف ول ينبغي إل لمن يرد على المام إذا غلط والمأموم مأمور‬ ‫ئ اْلقُْرآُن‬ ‫بالستماع والنصات لقراءة المام لقول ا تعالى َوإَِذا قُِر َ‬ ‫صُتوا لَ​َعلُّكْم تُْرَحُموَن سورة العراف‪ ،‬آية‪. 204 :‬‬ ‫َفا ْ‬ ‫ستَِمُعوا لَهُ َوأَْن ِ‬ ‫قال المام أحمد‪ :‬أجمع الناس على أن هذه الية في الصلة ‪.‬‬ ‫وقد نبه على هذه المسألة الشيخ عبد ا بن عبد الرحمن الجبرين في‬ ‫التنبيهات على المخالفات في الصلة وقال أن هذا العمل يشغل المصلي عن‬ ‫الخشوع والتدبر ويعتبر عبثا‪.‬‬ ‫‪ - 17‬أن بعض أئمة المساجد يرفع صوته بدعاء القنوت أكثر من اللزم‬ ‫ول ينبغي رفع الصوت إل بقدر ما يسمع المأموم وقد قال تعالى‪ :‬اْدُعوا‬ ‫ضّرًعا َوُخْفيَةً إِنّهُ َل يُِحّب اْلُمْعتَِديَن ولما رفع الصحابة رضي ا‬ ‫َربُّكْم تَ َ‬ ‫‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫عنهم أصواتهم بالتكبير نهاهم النبي صلى ا عليه وسلم عن ذلك وقال‬ ‫أربعوا على أنفسكم إنكم ل تدعون أصما ول غائبا رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪ - 18‬يلحظ على كثير من الئمة في الصلوات التي يشرع تطويل القراءة‬ ‫فيها كقيام رمضان وصلة الكسوف أنهم يخففون الركوع والسجود والقيام‬ ‫بعد الركوع والجلوس بين السجدتين والمشروع أن تكون الصلة متناسبة‬ ‫اقتداء بالنبي صلى ا عليه وسلم فقد كان مقدار ركوعه وسجوده قريبا‬ ‫من قيامه وكان إذ ارفع رأسه من الركوع مكث قائما حتى يقول القائل قد‬ ‫نسي وإذا رفع رأسه من السجود مكث جالسا حتى يقول القائل قد نسي‪.‬‬ ‫وقال البراء بن عازب رضي ا عنه‪ :‬رمقت الصلة مع النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم فوجدت قيامه فركعته فقيامه بعد الركوع فسجدته فجلوسه بين‬ ‫السجدتين قريبا من السواء وفي رواية ما خل القيام والقعود قريبا من‬ ‫السواء والمراد أنه إذا أطال القيام أطال الركوع والسجود وما بينهما وإذا‬ ‫خفف القيام خفف الركوع والسجود وما بينهما‪.‬‬ ‫وينصح أئمة المساجد أن يقرءوا صفة صلة رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم في زاد المعاد وفي كتاب الصلة لبن القيم رحمه ا فقد أجاد في‬ ‫وصفها وأفاد رحمه ا وغفر لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين‪ .‬وصلى‬ ‫ا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫نصائح رمضانية‬ ‫‪ - 1‬احر ص على أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة وتقوم‬ ‫لعمالك ومراجعة وتصحيح لحياتك‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪ - 2‬احر ص على المحافظة على صلة التراويح جماعة فقد قال صلى ا‬ ‫عليه وسلم من صلى مع المام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة‬ ‫‪ -3‬احذر من السراف في المال وغيره فالسراف محرم ويقلل من حظك‬ ‫في الصدقات التي تؤجر عليها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬اعقد العزم على الستمرار بعد رمضان على ما اعتدت عليه فيه‪.‬‬ ‫‪ - 5‬اعتبر بمضي الزمان وتتابع الحوال على انقضاء العمر‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إن هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل وليس نوم وكسل ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬عود لسانك على دوام الذكر ول تكن من الذين ل يذكرون ا إل قليل‪.‬‬ ‫‪ - 8‬عند شعورك بالجوع تذكر أنك ضعيف ول تستغني عن الطعام وغيره‬ ‫من نعم ا‪.‬‬ ‫‪ - 9‬انتهز فرصة هذا الشهر للمتناع الدائم عن تعاطي مال ينفعك بل‬ ‫يضرك‪.‬‬ ‫‪ - 10‬اعلم أن العمل أمانة فحاسب نفسك هل أداءه كما ينبغي‪.‬‬ ‫‪ - 11‬سارع إلى طلب العفو ممن ظلمته قبل أن يأخذ من حسناتك‪.‬‬ ‫‪ - 12‬احر ص على أن تفطر صائما فيصير لك مثل أجره‪.‬‬ ‫‪ - 13‬اعلم أن ا أكرم الكرمين وأرحم الراحمين ويقبل التوبة من التائبين‬ ‫وهو سبحانه شديد العقاب يمهل ول يهمل‪.‬‬ ‫‪ - 14‬إذا فعلت معصية وسترك ا سبحانه وتعالى فأعلم أنه إنذار لك‬ ‫لتتوب فسارع للتوبة واعقد العزم على عدم العودة لتلك المعصية‪.‬‬ ‫‪ - 15‬اعلم أن ا سبحانه تعالى أباح لنا الترويح عن النفس بغير الحرام‬ ‫ولكن التمادي وجعل الوقت كله ترويحا يفوت فرصة الستزادة من الخير ‪.‬‬ ‫‪ - 16‬احر ص على الستزادة من معرفة تفسير القرآن وأحاديث الرسول‬ ‫صلى ا عليه وسلم والسيرة العطرة وعلوم الدين ‪ .‬فطلب العلم عبادة‪.‬‬ ‫‪ - 17‬ابتعد عن جلساء السوء واحر ص على مصاحبة الخيار الصالحين‪.‬‬ ‫‪ - 18‬إن العتياد على التبكير إلى المساجد يدل على عظيم الشوق والنس‬ ‫بالعبادة ومناجاة الخالق‪.‬‬ ‫‪ - 19‬احر ص على توجيه من تحت إدارتك إلى ما ينفعهم في دينهم فإنهم‬ ‫يقبلون منك أكثر من غيرك‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪ - 20‬ل تكثر من أصناف الطعام في وجبة الفطار فهذا يشغل أهل البيت‬ ‫عن الستفادة من نهار رمضان في قراءة القرآن وغيره من العبادات‪.‬‬ ‫‪ - 21‬قلل من الذهاب إلى السواق في ليالي رمضان وخصوصا في آخر‬ ‫الشهر لئل تضيع عليك تلك الوقات الثمينة‪.‬‬ ‫‪ - 22‬اعلم أن هذا الشهر المبارك ضيف راحل فأحسن ضيافته فما أسرع‬ ‫ما تذكره إذا ولى‪.‬‬ ‫‪ - 23‬احر ص على قيام ليالي العشر الواخر فهي ليالي فاضلة وفيها ليلة‬ ‫القدر التي هي خير من ألف شهر‪.‬‬ ‫‪ - 24‬اعلم أن يوم العيد يوم شكر للرب فل تجعله يوم انطلق مما حبست‬ ‫عنه نفسك في هذا الشهر‪.‬‬ ‫‪ - 25‬تذكر وأنت فرح مسرور بيوم العيد إخوانك اليتامى والثكالى‬ ‫والمعدمين واعلم أن من فضلك عليهم قادر على أن يبدل هذا الحال فسارع‬ ‫إلى شكر النعم ومواساتهم‪.‬‬ ‫‪ - 26‬احذر من الفطر دون عذر فإن من أفطر يوما من رمضان لم يقضه‬ ‫صوم الدهر كله ولو صامه‪.‬‬ ‫‪ - 27‬اجعل لنفسك نصيبا ولو يسيرا من العتكاف‪.‬‬ ‫‪ - 28‬يحسن الجهر بالتكبير ليلة العيد ويومه إلى أداء الصلة‪.‬‬ ‫‪ - 29‬اجعل لنفسك نصيبا من صوم التطوع ول يكن عهدك بالصيام في‬ ‫رمضان فقط‪.‬‬ ‫‪ - 30‬حاسب نفسك في جميع أمورك ومنها ‪:‬‬ ‫المحافظة على الصلة جماعة ‪ -‬الزكاة ‪ -‬صلة الرحام ‪ -‬بر الو الدين ‪ -‬تفقد‬ ‫الجيران ‪ -‬الصفح عمن بينك وبينه شحناء ‪ -‬عدم السراف ‪ -‬تربية من‬ ‫تحت يديك ‪ -‬الهتمام بأمور إخوانك المسلمين ‪ -‬عدم صرف شيء مما‬ ‫وليت عليه لفائدة نفسك ‪ -‬استجابتك وفرحك بالنصح ‪ -‬الحذر من الرياء ‪-‬‬ ‫حبك لخيك ما تحب لنفسك ‪ -‬سعيك بالصلح ‪ -‬عدم غيبة إخوانك ‪ -‬تلوة‬ ‫القرآن وتدبر معانيه ‪ -‬الخشوع عند سماعه‪.‬‬ ‫هذا وصلى ا وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫فلنجعل من رمضان هذه السنة شيئا مختلفا‬ ‫اصحاب الدرب الخضر درب الخير بداية تهنئة قلبية مني لكم و ) كل‬ ‫رمضان وأنتم إلى ا أقرب ( يأتي رمضان كل عام وينتظره المسلمون بكل‬ ‫لهفة وشوق عارم وبهجة رمضان شهر تربوي حيوي تفاعلي تلحمي‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫رمضان هو شهر انتصار النسان بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى‬ ‫انتصار على الشيطان انتصار على الشهوات انتصار على السيئات انتصار‬ ‫نفخة الروح على طينة الرض‪.‬‬ ‫رمضان فرصة لتغيير شخصياتنا إلى الفضل لتحويلها إلى شخصية ودودة‬ ‫أكثر اجتماعية وأكثر تدينا وأكثر تلحما وترابطا مع أفراد السرة بل‬ ‫والمجتمع والمة بأسرها‪.‬‬ ‫رمضان شهر الجود وطيب النفس ليس شهر الخمول والتكاسل وضيق‬ ‫الصدر والتضجر من كل شيء‪!..‬‬ ‫إذن عزيزي مادمت معي في كل ما سبق هات يدك لنخرج التواكلية‬ ‫والتكاسلية من أذهاننا وأفعالنا ولنستقبل رمضانا كما ينبغي له أن يستقبل‪.‬‬ ‫إذن السؤال المطروح الن هو‪ :‬هل فكرت عزيزي الشاب أن تجعل رمضان‬ ‫هذه السنة شيئا مختلفًا‪..‬؟!‬ ‫واليك حزمة خضراء من الفكار الجرئية المجربة والتي أثبتت فعاليتها‪..‬‬ ‫‪ .1‬اصحب أسرتك إلى البَْر ‪ :‬لتعد شقيقاتك الشاي والقهوة لنزهة أسرية‬ ‫برية ولتنطلق مخلفا ضجيج وأضواء المدينة وراءك اتخذ مكانا مناسبا‬ ‫مع أسرتك وحبذا لو كان مرتفعا وجولوا بأبصاركم السماء بحثا عن‬ ‫) هلل رمضان ( عزيزي حتى لو أعلن في وسائل العلن عن رؤية‬ ‫الهلل جّرب الفكرة حتما ستكون ممتعة مرحة ولها طعم فريد خا ص‪.‬‬ ‫‪ .2‬جلسة ودية وتعريف بالضيف إشاعة الفرح بمقدمه تتناول فيها مع‬ ‫أسرتك شيئا مما ورد في فضل شهر رمضان المبارك ‪.‬‬ ‫‪ .3‬أرسل بطاقة تهنئة‪ :‬بريديا أو عن طريق البريد اللكتروني لقاربك‬ ‫وأصدقائك بمناسبة قدوم شهر رمضان‪.‬‬ ‫‪ .4‬جرب أن تضع على باب غرفة شقيقتك بطاقة تهنئة مع هدية كتيب‬ ‫أذكارحقا منذ متى لم تفا جيء أختك بهدية‪..‬؟‬ ‫‪ . 5‬وللصغار نصيب‪ :‬عزيزي يفرح الصغار بالفكار غير التقليدية من‬ ‫بوسترات وبطاقات ملونة و دفاتر تلوين وهذه التي سبق ذكرها كثيرة‬ ‫تمتليء بها المكتبات أن لم تجدها بالمكتبة فزر مواقع البطاقات في‬ ‫النترنت واطبع منها وقدمها هدية لخوانك الصغار‪.‬‬ ‫‪ .6‬علق في غرفة أخوتك الصغار بعض العبارات والحاديث الشريفة على‬ ‫‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫سبيل المثال‪ ) :‬من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (‬

‫) تسحروا فان في السحور بركة ( ) للصائم فرحتان (وهكذا على أن تخرج‬ ‫بإخراج جذاب وتستطيع أن تعدها ببرامج الفوتوشوب أو زر مواقع‬ ‫البطاقات في النترنت ففيها الكثير‪.‬‬ ‫‪ .7‬هل جربت أن تستضيف طالب علم أو إمام المسجد ليلقي شيئا مختصرا‬ ‫على مسامع السرة عن أحكام شهر رمضان وتسمعه النساء من وراء‬ ‫حجاب على أن ل تطول الجلسة تكفي ‪ 35‬دقيقة ثم يودع الضيف بمثل ما‬ ‫استقبل به من حفاوة وتكريم نستفيد عدة أمور منها‪:‬‬ ‫تعليم وتدريب أطفالنا توقير العلم وأهله يشيع في البيت ذكر ا‪.‬‬ ‫‪ .8‬الوالدة العمة الجدة كبيرات السن من المحارم أليس لهن نصيب من‬ ‫تعليم مراجعة قصار السور معهن تحفيظهن آية الكرسي خواتيم سورة‬ ‫البقرة والكهف المعوذات وبعض قصار السورمراجعة معهن صفة الصلة‬ ‫والوضوء ‪.‬‬ ‫‪ .9‬وللخدم نصيب‪ :‬إهداء الخدم أو السائق هدية من الممكن أن‬ ‫تكون‪:‬سجادة صلة جديدة مصحف بترجمة بلغته والسماح للسائق بالذهاب‬ ‫ولو يوماً في السبوع لبرامج دعوة الجاليات وكذلك للخادمة والسماح‬ ‫للخادمة بمرافقة والدتك للتراويح ولو يومين من كل أسبوع‪.‬‬ ‫‪ .10‬اقنع والدتك أو أخواتك بعقد حلقة تعليم قصيرة للخادمة لتعليمها بعض‬ ‫أصول الدين والقراءة الصحيحة لم؟؟‬ ‫أل يستحقون شيئا من الهتمام‪..‬؟!‬ ‫‪ .11‬الصلة بأهل بيتك‪ :‬هل جربت أن تعود من المسجد بعد صلة العشاء‬ ‫وتصلي بأهل بيتك التراويح جرب هذه السنة ‪..‬‬ ‫‪ .12‬كن قدوة لغيرك من أشقائك وأسرتك في اغتنام شهر رمضان وذلك‬ ‫بالحر ص على اغتنامه وطرح الفكار الجديدة لغتنامه دوريا مثل توفير‬ ‫حاملت المصاحف في المنزل وتوزيع جدول متابعة القراءة بالقران الكريم‬ ‫مثل هذه الفكار تحمس الخرين على قراءة القران الكريم ‪.‬‬ ‫‪ .13‬اقرأ تفسيرا كامل ‪ :‬فكرة رائدة نفذها كثير من الشباب العالي الهمة‬ ‫حيث حددوا تفسير الكريم المنان للشيخ السعدي رحمه ا تعالى والذي‬ ‫يتكون من مجلد واحد ومن ثم صمموا على ختم المصحف تلوة وتفسيرا‬ ‫جّرب الفكرة حتما سيكن لها شعور خا ص ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫‪ .14‬سهرة تاريخية‪ :‬رمضان فرصة لمطالعة السيرة و التاريخ السلمي‬ ‫وهو أيضا فرصة لمطالعة بعض كتب وصف الجنة ونعيمها ماذا لو‬ ‫خصصت جلسة أسبوعية لذلك تعرض على أسرتك بعض التفاصيل المثيرة‬ ‫في غزوة بدر أو معركة عين جالوت أو معركة حطين فكلها معارك‬ ‫رمضانية شهيرة كن مرنا في الطرح جذابا في أسلوبك احضر خريطة‬ ‫للموقعة أو اعد عرض بوربوينت أو فلشي لذلك قف على مواطن العبر‬ ‫والدروس وافتح المجال للجميع للمشاركة والحوار ولتكن سهرة تاريخية‬ ‫رمضانية‪.‬‬ ‫‪ .15‬في ِظلل آية‪ :‬جلسة قصيرة لمدة ‪ 10‬دقائق أسرية قبل التراويح يتلو‬ ‫أحد الصغار بالمنزل اوتتلو البنت اليات قراءة مجودة ثم عقب على اليات‬ ‫اربطها بالحياة تخير اليات التي ترى أنها مناسبة لتفسيرها على السرة‬ ‫تفاعل‪.‬يبات إيمانية تفاعل ل تخجل قد تدمع عيناك دعهاها دعها تسيل‬ ‫دعها أواخر سورة الحشر‪/‬أواخر سورة البقرة‪/‬أواخر سورة الزمر‪..‬لكن‬ ‫أرجوك ل تطيل جمال الجلسة وحيويتها أنها قصيرة وفريدة من نوعها‪..‬‬ ‫‪ .16‬كنت مولعا بقصص الخيالية وأنا في البتدائية فاجأني أخي ذات يوم‬ ‫بمجموعة رائعة لعبدا لرحمن رأفت الباشا رحمه اهو ‪ ,‬وهي صور من حياة‬ ‫الصحابة في رمضان أهداني إياها وأخبرني لو انتهيت منها فلي مكافأة‬ ‫واجبرني على القراءة صدقوني سير أولئك الرجال لم تبرح ذاكرتي إلى‬ ‫الن اهدي أشقاءك الصغار بعض القصص الجذاب مثلمل مسابقة لهم‬ ‫وليكن لها اسم جذاب مثل )فارس الحرف ( من ينتهي منها قبل الخر‬ ‫وكافئهم بعدها بوجبة عشاء في مطعم وجبات سريعة وا لن تنس ولن‬ ‫ينسوا هم تلك الليلة لدار الوطن والقاسم مجموعة طيبة من تلك القصص‪..‬‬ ‫‪ .17‬ما لذ وطاب ‪ :‬تحضر الوالدة والخوات في المطبخ ما لذ وطاب من‬ ‫المأكولت اجلب لهن أشرطة يسمعهنا في المطبخ سلسل لمشايخ مختلفين‬ ‫يسمعها أهل بيتك اقترح‪:‬نساء خالدات للدكتور السويدان السيرة النبوية له‬ ‫أيضا‪.. .‬‬ ‫ملحظة‪:‬تجنب أشرطة الوعظ فسوف نقتل نكهته وتأثيره لو استمعناه‬ ‫ونحن نطبخ أو نقود السيارة في ضجيج الطرقات يبقى الوعظ يسمع في‬ ‫حالت صفاء ليؤدي عمله‪.‬‬ ‫‪ .18‬سيارة الوالد‪ :‬منذ متى لم تهدي والدك أشرطة يضعها بسيارته الن‬ ‫‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫حان الوقت لكن انتق له ما يناسبه وتظن أنه يحتاج إليه بكى الب أمام‬ ‫طفله ذات يوم قال الطفل بابا تبكي قال الب‪:‬نعم هذه الية أبكتني‪!!..‬‬ ‫موقف لن يبرح عقلية الطفل ماحيي كن ذكيا في انتقاء الشرطة‪.‬‬ ‫اسأل والدك‪ :‬من القاري الذي تحب أن تسمع تلوته ؟ إذا أجابك فاجئه‬ ‫بوضع شريط قران لذلك القاريء‪.‬‬ ‫اقترح شريط‪ :‬العزة للدكتور السويدان وشريط رمضان فرصة للتغييرهو ‪,‬‬ ‫للدكتور صلح الراشد‪...‬‬ ‫‪ .19‬فلنسبق الريح المرسلة‪ :‬ماذا لو ذهبت إلى لجنة خيرية أو جمعية بر‬ ‫وأخذت منهم )أبواك تفطير الصائمين ( ووزعتها على أبنائك أو إخوانك‬ ‫الصغار وأخواتك وذهبتم في زيارة إلى القارب الجد والجدة العمام‬ ‫الخوال وقام الطفال والفتيان والفتيات بجمع تبرع لتفطير صائم‪.‬‬ ‫أو جمع تبرع لهذا الغرض ثم إيداعه في إحدى اللجان الخيرية دع الطفال‬ ‫يشاركون علمهم كيف يقنعوا يحمسوا غيرهم للخيروالتجربة أفضل دربة‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫هناك مثل يقول‪:‬الفعال أعلى صوتا من القوال لم ننتهي بعد اطلب من‬ ‫مدير اللجنة الخيرية استضافة صغار السرة و لو على كوب عصيرأو أن‬ ‫يكتب رسالة شكر للسرة ومن ثم صور تلك الرسالة وابعثها مع كرت‬ ‫تشجيع لجميع من ساهم دع السرة يروا صور برامج تفطير الصائمين‬ ‫أتمنى أن تجربواما ينقش في الصغر ليبرح القلب صدقوني‪.‬‬ ‫‪ .20‬طبق الخير‪ :‬اقنع والداك وشقيقاتك بالمشاركة في تفطير الصائمين‬ ‫بالمسجد فالفتيات وألم يعدون الفطار والفتيان يحملوه للمسجدثم ليتحد ث‬ ‫الفتيان عن ما حد ث بالمسجد‪.‬‬ ‫‪ .21‬حب المساكين ‪ :‬ماذا لو استضافت السرة بعض المساكين الضعفاء‬ ‫بالبيت وفطرتهم لينكسر في النفوس الكبر ولنتعلم الشعور بالجسد الواحد‬ ‫أو استضافة بعض المسلمين الجدد وتفطيرهم بالمنزل نسق مع مكتب‬ ‫دعوة الجاليات في مدينتك أو حيك بخصو ص هذا المر وبعد الفطار دع‬ ‫إخوتك الصغار يقوموا ببرنامج ترحيبي بالضيوف يحوي آيات عن فضل‬ ‫الهداية وأحاديث عن قيمة وفضل السلم فكر اطل لعقلك العنان وستجد‬ ‫أفكارا ربما مشوقة أكثر ‪.‬‬ ‫‪ .22‬نظم حملة تبرعات عينية‪ :‬لتتبرع الفتاة هذا العيد بعض ما لديها من‬

‫‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫ملبس العيد الذي مضى أو حتى من ملبس هذا العيد‪.‬لخواتها‪:‬زهراء‬ ‫فاطمة اللتي ل يجدن ما يكسوهن سوى مزق أكياس الطحين‪.‬‬ ‫في أفريقيا كثيرات اقنع شقيقاتك بذلك بالحديث عن مآسي المسلمين والفقر‬ ‫الذي يعانون منه أرهم صور الجفاف والفقروقد تساعدك مجلت ومطويات‬ ‫اللجان الخيرية كالحرمين والمنتدى السلمي والندوة العالمية للشباب‬ ‫السلمي بذلك وسع الفكرة لتشمل كل أفراد القارب وليشترك فيها الطفال‬ ‫البنات الصغار ) جند كل من عندك لهذا الهدف ( واجعلها حملة تبرعات‬ ‫لدرء برد الشتاء‪..‬‬ ‫‪ .23‬وللجار نصيب ‪ :‬ابعث لجيرانك بهدية أسبوعية فمرة مطوية وأخرى‬ ‫شريط وبعدها كتيبا ‪..‬‬ ‫‪ .24‬صمم لوحة حائطية في العمارة التي تقيم بها‪ .‬ولتكن في بهو العمارة‬ ‫عند المدخل ضع بها زاوية خذ نسختك لتوزيع بعض المطويات المفيدة أو‬ ‫أشرطة رمضانية هناك الكثير من الكراسات المطبوعة لهذا الشأن كالللي‬ ‫الحسان لمحمد المسند استفد منها في تصميم اللوحة وهناك مكاتب الدعوة‬ ‫والرشاد ستزودك بالمطويات والشرطة فقط تحرك ففي الحركة بركة‪.‬‬ ‫‪ .25‬كن حمامة سلم‪ :‬نعم ما المانع أن تكون حمامة سلم ورائد إصلح‬ ‫بالصلح بين الخرين ومحاولة إنهاء أي خلف يقوم بين من تعرف من‬ ‫الصدقاء والقارب والزملء حيث أن كثيرا من الناس يتحجج بالصوم‬ ‫لحدا ث أي مشكلة‪.‬‬ ‫‪ .26‬ل للشباح ‪ :‬عزيزي اشغل إخوتك الصغار بأنشطة مسلية حتى‬ ‫لنشغل وقتهم التلفاز مثل تلوين بعض اللوحات المرسوم عليها إسلمية‬ ‫معبرة هلل رمضان مسجد بعض المسابقات الرمضانية لهم‪.‬‬ ‫اصحبهم معك للتراويح اجلب أشرطة الفيديو النافعة والهادفة لهم‬ ‫اشتركوا جميعا بنشاط رمضاني في احد المراكز أو ساهموا جميعا ببرامج‬ ‫المسجد والحلقات أرجوك ل تجعل الشبح يقضي على حلوة رمضان‬ ‫بفوازيره وبرامجه الكوميدية‪.‬‬ ‫‪ .27‬اهتم بمكافأة من يصوم من إخوتك الصغار ومن يقرأ القرآن ومن‬ ‫يحفظ سورة معينة خلل الشهر فطريقة المكافأة تحفزهم على ممارسة هذه‬ ‫الشياء‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫‪ .28‬المشاركة الفعالة في برامج إذاعة القرآن الكريم سواء في مسابقاتها‬ ‫أو برامجها الحوارية المفتوحة الحية ‪.‬‬ ‫‪ .29‬تبنى توزيع وإيصال زكاة الفطر إلى مستحقيها نيابة عن أفراد أسرتك‬ ‫كّون فريق عمل من صغار العائلة وفتيانها جّمعوا الزكوات اعمل قائمة‬ ‫بالمستحقين وزع الفريق إلى مجموعات ثم لينطلق كل فريق على بركة‬ ‫ا‪.‬‬ ‫‪ .30‬هدية العيد ‪ :‬اصحب بعض أصدقائك إلى زيارة بعض السر المحتاجة‬ ‫ُزر تلك السر جالس فتيانها ولتنسهم من هدية بسيطة معبرة ‪.‬‬ ‫فلنتخذ من رمضان )معسكًرا ( إيمان ًّيا لتجنيد الطاقات وتعبئة الرادات‬ ‫وتقوية العزائم وشحذ الهمم وإذكاء البواعث للسعي الدؤوب لتحقيق المال‬ ‫الكبار وتحويل الحلم إلى حقائق والمثاليات المرتجاة إلى واقع معيش‪.‬‬ ‫ورحم ا أديب العربية والسلم مصطفى صادق الرافعي الذي قال‪ :‬لو‬ ‫أنصفك الناس يا رمضان لسّموك )مدرسة الثلثين يوًما (!‪.‬‬ ‫وختاما ً دعاء من القلب ‪ :‬تقبل ا صيامكم وقيامكم وجعلكم من عتقائه‬ ‫في هذا الشهر ‪..‬‬

‫في فضائل رمضان رسالة شهر رمضان‬ ‫الحمد ل وحده وصلى ا وسلم على محمد وآله وصحبه وبعد‬ ‫أخي المسلم‪ ..‬أختي المسلمة‪ :‬سلم ا عليكم ورحمة ا وبركاته‪ ..‬وبعد‪:‬‬ ‫أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالشواق والتحيات العطرة أزفها إليكم من‬ ‫قلب أحبكم في ا نسأل ا أن يجمعنا بكم في دار كرامته وبمناسبة قدوم‬ ‫شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة‪.‬‬ ‫وما أتيت فيها بجديد ولكن هي موعظة وذكرى والذكرى تنفع المؤمنين‪.‬‬ ‫أرجو أن تقبلوها بصدر رحب وتبادلوني النصح والدعاء حفظكم ا‬ ‫ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم‪.‬‬ ‫أوًل‪ :‬لقد خص ا رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص‬ ‫والفضائل منها‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫‪ -1‬خلوف فم الصائم أطيب عند ا من ريح المسك‪.‬‬ ‫‪ -2‬تستغفر الملئكة للصائمين حتى يفطروا‪.‬‬ ‫‪ -3‬يزين ا في كل يوم جنته ويقول‪ " :‬يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا‬ ‫عنهم المئونة والذى ثم يصيروا إليك "‬ ‫‪ -4‬تصفد فيه الشياطين‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار‪.‬‬ ‫‪ -6‬فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير‬ ‫كله‪.‬‬ ‫‪ -7‬يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان‪.‬‬ ‫‪ -8‬ل عتقاء من النار وذلك كل ليلة في رمضان‪.‬‬ ‫فيا أخي الكريم ويا أختي الكريمة ‪:‬‬ ‫شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شئ نستقبله ؟‬ ‫بالنشغال واللهو وطول السهرأو نتضجر من قدومه ويثقل علينا نعوذ‬ ‫بال من ذلك كله‪.‬‬ ‫ولكن العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح والعزيمة الصادقة سائلين ا‬ ‫العانة على حسن عبادته‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬العمال الصالحة التي تجب أو تتأكد في رمضان‪:‬‬ ‫الصوم‪:‬‬ ‫قال رسول ا صلى ا عليه وسّلم‪ ":‬كل عمل آدم له الحسنة بعشر أمثالها‬ ‫إلى سبعمائة ضعف يقول ا عز وجل‪ :‬إل الصيام فإنه لي وأنا أجزي به‬ ‫ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي‪.‬‬ ‫للصائم فرحتان‪ :‬فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم‬ ‫الصائم أطيب عند ا من ريح المسك " ) أخرجه البخاري ومسلم (‬ ‫ل شك أن هذا الثواب الجزيل ل يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط‪،‬‬ ‫وإنما كما قال النبي صلى ا عليه وسّلم‪ ":‬من لم يدع قول الزور والعمل‬ ‫به والجهل فليس ل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " ) أخرجه البخاري‬ ‫ (‬ ‫‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫وقال صلى ا عليه وسّلم‪ ":‬الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فل‬ ‫يرفث ول يفسق ول يجهل فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم " ) أخرجه‬ ‫البخاري ومسلم (‬ ‫فإذا صمت يا عبد ا فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك ول‬ ‫يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء كما روى ذلك عن جابر‪.‬‬ ‫القيام‪:‬‬ ‫قال صلى ا عليه وسّلم‪ ":‬من قام رمضان إيمانا ً واحتسابا ً غفر له ما تقدم‬ ‫من ذنبه " )رواه البخاري ومسلم (‬ ‫وهذا تنبيه نهم ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع المام حتى‬ ‫تكتب في القائمين فقد قال صلى ا عليه وسّلم‪ ":‬من قام مع إمامه حتى‬ ‫ينصرف كتب له قيام ليلة ")رواه أهل السنن (‬ ‫الصدقة‪:‬‬ ‫كان رسول ا صلى ا عليه وسّلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في‬ ‫رمضان كان أجود بالخير من الريح المرسلة وقد قال صلى ا عليه وسّلم‬ ‫" أفضل الصدقة صدقة في رمضان " ) أخرجه الترمذي (‬ ‫ولها أبواب وصور كثيرة منها‪:‬‬ ‫أ ـ إطعام الطعام‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ ) :‬ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ً ويتيما ً وأسيرا * إنما‬ ‫نطعمكم لوجه ا ل نريد منكم جزاًء ول شكورا * إنا نخاف من يومنا يوما ً‬ ‫عبوساً قمطريرا * فوقاهم ا شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا *‬ ‫وجزاهم بما صبروا جنةً وحريرا ( ) النسان‪( 12-8:‬‬ ‫فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير‬ ‫من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح فل يشترط في‬ ‫المطعم الفقر‪ .‬فلقد قال رسول ا صلى ا عليه وسّلم‪ ":‬أيما مؤمن أطعم‬ ‫مؤمناً على جوع أطعمه ا من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا ً على ظمأ‬ ‫سقاه ا من الرحيق المختوم " ) الترمذي بسند حسن (‬ ‫وكان من السلف من يطعم إخوانه وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم‬ ‫منهم الحسن وابن مبارك‪.‬‬ ‫قال أبو السوار العدوي‪ :‬كان رجا لمن بني عدي يصلون في هذا المسجد ما‬ ‫أفطر أحد منهم على طعام قط وحده إن وجد من يأكل معه أكل وإل أخرج‬ ‫طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫وعبادة إطعام الطعام ينشأ عنها عبادات كثيرة منها‪ :‬التودد والتحبب إلى‬ ‫إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة‪ ":‬ل تدخلوا الجنة‬ ‫حتى تؤمنوا ول تؤمنوا حتى تحابوا " ) رواه مسلم ( كما ينشأ عنها‬ ‫مجالسة الصالحين واحتساب الجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا‬ ‫عليها بطعامك‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬تفطير الصائمين‪:‬‬

‫قال صلى ا عليه وسلم‪ ":‬من ف ّ‬ ‫طر صائماً كان له مثل أجره غير أنه ل ينقص من‬ ‫أجر الصائم شيء ") أخرجه أحمد والنسائي وصححه اللباني (‬

‫الجتهاد في قراءة القرآن‪:‬‬ ‫* احر ص أخري في ا على قراءة القرآن بتدبر وخشوع فقد كان السلف‬ ‫رحمهم ا يتأثرون بكلم ا عز وجل‪.‬‬ ‫أخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي ا عنه قال‪ :‬لما نزلت )أفمن هذا‬ ‫الحديث تعجبون * وتضحكون ول تبكون ( بكى أهل الصفة حتى جرحت‬ ‫دموعهم على خدودهم‪ ،‬فلما سمع رسول ا صلى ا عليه وسلم حسهم‬ ‫بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول ا صلى ا عليه وسلم‪ ":‬ل يلج النار‬ ‫من بكى من خشية ا " ) رواه الترمذي والنسائي (‬ ‫الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس‪:‬‬ ‫كان النبي صلى ا عليه وسلم إذا صلى الغداة ) الفجر ( جلس في مصله‬ ‫حتى تطلع الشمس ) أخرجه مسلم (‪ .‬وأخرج الترمذي عن أنس رضي ا‬ ‫عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قال‪ ":‬من صلى ركعتين كانت له‬ ‫كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة " ) صححه اللباني ( هذا في كل يوم‬ ‫فكيف بأيام رمضان ؟‬ ‫العتكاف‪:‬‬ ‫كان النبي صلى ا عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان‬ ‫العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما ً ) أخرجه البخاري (‬ ‫العمرة في رمضان‪:‬‬ ‫ثبت عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قال‪ ":‬عمرة في رمضان تعدل‬ ‫حجة " ) أخرجه البخاري ومسلم (‬ ‫تحري ليلة القدر‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ ):‬إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة‬ ‫القدر خير من ألف شهر ( ) القدر‪ ( 3-1:‬قال صلى ا عليه وسلم‪ ":‬من‬ ‫‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫قام ليلة القدر إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري‬ ‫ومسلم ( وكان النبي صلى ا عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه‬ ‫بتحريها وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر وهي‬ ‫في العشر الواخر من رمضان وهي في الوتر من لياليه أحرى وفي‬ ‫الصحيح عن عائشة قالت‪ " :‬يا رسول ا أن وافقت ليلة القدر ماذا أقول ؟‬ ‫قال‪ :‬قولي " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"‬ ‫الكثار من الذكر والدعاء والستغفار‪:‬‬ ‫أخي الكريم … أخي المبارك‬ ‫أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالكثار من الذكر والدعاء‬ ‫وخاصة في أوقات الجابة ومنها‪:‬‬ ‫عند الفطار فللصائم عند إفطاره دعوة ل ترد‪.‬‬ ‫ثلث الليل الخير‪ :‬حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول " هل من سائل‬ ‫فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ " ) البخاري ومسلم (‪.‬‬ ‫الستغفار بالسحار قال تعالى‪ ):‬وبالسحار هم يستغفرون ( ) الذاريات‪:‬‬ ‫‪.( 18‬‬ ‫تحري ساعة الجابة يوم الجمعة وأحراها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة‪.‬‬ ‫ملحظات ومخالفات يجب تجنبها‪:‬‬ ‫جعل الليل نهاراً والنهار لي ً‬ ‫ل‪ .‬النوم عن بعض الصلوات المكتوبة‪.‬‬ ‫السراف في المأكل والمشرب‪ .‬التلثم والعصبية الزائدة أثناء القيادة‪.‬‬ ‫إضاعة الوقات‪ .‬تبكير السحور والنوم عن صلة الفجر‪.‬‬ ‫قيادة السيارة بسرعة جنونية قبيل موعد الفطار‪.‬‬ ‫عدم تأدية صلة التراويح كاملة‪.‬‬ ‫افتراش الرصفة واجتماع الشباب على معصية ا‪.‬‬ ‫الجتماع مع زملء العمل وقت الدوام وتجريح الصيام بالغيبة والنميمة‪.‬‬ ‫انشغال المرأة غالب وقتها بالمطبخ والسواق‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫أخيرًا‪ ..‬أخي‪:‬‬ ‫أظن أني قد أطلت عليك وأنا أحثك على اغتنام الوقت ولكن أتأذن لي أن‬ ‫نعرج سوياً على أمر مهم بل هو مهم جداً ؟‬ ‫أتدري ما هو ؟‬ ‫إنه الخل ص‪ .‬نعم الخل ص‪.‬‬ ‫فكم من صائم ليس له من صيامه إل الجوع والعطش وكم من قائم ليس له‬ ‫من قيامه إل السهر والتعب ! أعاذنا ا وإياك من ذلك ولذلك نجد النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم يؤكد على هذه القضية بقوله‪ " :‬إيمانا ً واحتسابا ً "‪.‬‬ ‫فنسأل ا لنا ولكم الخل ص في القول والعمل وفي السر والعلن‪.‬‬ ‫فيا راعي الخير أقبل ويا راعي الشر أقصر‬ ‫فاغتنم أخي فرصة العمر فالعمر محدوداً أما تفكرت أين الذين صاموا معنا‬ ‫رمضان الماضي ؟‬ ‫منهم من اختطفه ملك الموت ومنهم من مرض فلم يقو على الصيام‬ ‫والقيام فاحمد ا أخي في ا وتزود ما دمت في زمن المهال وخير الزاد‬ ‫التقوى‪.‬‬ ‫اللهم وفقنا لصيام رمضان وقيامه واجعلنا فيه من المقبولين واجعلنا فيه‬ ‫من عتقائك من النار آمين‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الدعية والذكار‪:‬‬

‫يسأل كثير من الناس عن الدعية التي تقال في صلة التهجد والقيام وذلك‬ ‫لطالة الركوع والسجود فيها فوجدت رسالة قيمة للخ الشيخ‪ :‬رياض‬ ‫الحقيل رأيت أن أوردها كما ذكر جزاه ا خيراً وقد تضمنت بعض الدعية‬ ‫النبوية التي تقال في الركوع والسجود والجلسة بين السجدتين وغيرها‬ ‫ليسهل على المصلين حفظها وترديد بعضها في صلة القيام والتهجد‪.‬‬ ‫وخاصة في ليالي العشر الواخر التي يطيل فيها المصلون الركوع‬ ‫والسجود بين يدي رب العالمين نسأل ا القبول‪.‬‬ ‫وقد يكون البعض ل يعرف هذه الذكار أو يصعب عليه جمعها أو يدعو بما‬ ‫لم يثبت والولى القتصار على ما ثبت ليحصل لك أجر المتابعة والقتداء‪.‬‬ ‫أوًل‪ :‬أذكار الركوع‪:‬‬ ‫قال رسول ا صلى ا عليه وسّلم‪ ":‬أما الركوع فعظموا فيه الرب "‬ ‫) رواه مسلم (‪ :‬فنقول " سبحان ربي العظيم ) ثلثا ً أو أكثر من ذلك (" أو‬ ‫سبحان ربي العظيم وبحمده ) ثلثًا (‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫ثم تتخير من هذه الذكار ما شئت وتنوع فهذه تارة وتلك تارة‪:‬‬ ‫" سبحانك اللهم بينا وبحمدك اللهم اغفر لي "‬ ‫" اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربي خشع لك سمعي‬ ‫وبصري ومخي وعظمي ) وعظامي ( وعصبي وما استقلت به قدمي ل‬ ‫رب العالمين "‪.‬‬ ‫وفي رواية " وعليك توكلت أنت ربي خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي‬ ‫وعظمي وعصبي ل رب العالمين "‬ ‫" سبوح قدوس رب الملئكة والروح "‬ ‫" سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة "‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬بعد الرفع من الركوع‪:‬‬ ‫فنقول‪ ":‬ربنا ولك الحمد‪ .‬وتارة‪ :‬لك الحمد وتارة‪ :‬اللهم ربنا لك الحمد أو‬ ‫اللهم ربنا ولك الحمد "‪.‬‬ ‫ثم تتخير من هذه الدعية ما شئت‪:‬‬ ‫" وبنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيبا ً مباركا ً فيه ) أو مباركا ً عليه ( كما يحب‬ ‫ربنا ويرضى "‬ ‫أو تزيد‪ ":‬ملء السموات وملء الرض وما بينهما وملء ما شئت من‬ ‫شيء بعده أهل الثناء والمجد‪ ،‬أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد‪ ،‬اللهم ل‬ ‫مانع لما أعطيت ول معطي لما منعت ول ينفع ذا الجد منك " أو " لربي‬ ‫الحمد لربي المجد " تكررها كثيرًا‪.‬‬ ‫أو تزيد‪ ":‬اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من‬ ‫الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب البيض من الدنس "‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬أذكار السجود‪:‬‬ ‫قال عليه الصلة والسلم‪ " :‬وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أي‬ ‫ي وجدير أن يستجاب لكم " ) رواه مسلم (‬ ‫حر ُ‬ ‫وقال صلى ا عليه وسّلم‪ " :‬أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد‬ ‫فأكثروا الدعاء فيه ") رواه مسلم (‬ ‫فنقول‪ :‬سبحان ربي العلى ) ثلثا ً ( أو تكررها كثيراً أو‪ :‬سبحان ربي‬ ‫العلى وبحمده ) ثلثًا (‪.‬‬ ‫سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي‪.‬‬ ‫سبوح قدوس رب الملئكة والروح‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫اللهم لك سجدت‪ ،‬وبك آمنت ولك أسلمت وأنت ربي سجد وجهي للذي خلقه‬ ‫وصوره فأحسن صوره وشق سمعه وبصره فتبارك ا أحسن الخالقين‪.‬‬ ‫اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلنيته وسره‪.‬‬ ‫سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي أبوء بنعمتك علّي هذي يدي وما‬ ‫جنيت على نفسي‪.‬‬ ‫سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة‬ ‫سبحانك اللهم وبحمدك ل إله إل أنت‪.‬‬ ‫اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت‪.‬‬ ‫اللهم اجعل في قلبي نوراً واجعل من تحتي نوراً واجعل من فوقي نوراً‬ ‫وعن يميني نوراً وعن يساري نوراً واجعل أمامي نوراً وعظم لي نورًا‪.‬‬ ‫اللهم إني أعوذ بك برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ‬ ‫بك منك ل أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك‪.‬‬ ‫اللهم اغفر ما أسررت وما أعلنت‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬أذكار الجلسة بين السجدتين‪:‬‬ ‫رب اغفر لي‪ .‬رب أغفر لي‪ .‬رب أغفر لي‪.‬‬ ‫أو تزيد كما في رواية أخرى يقويها الشيخ اللباني‪ :‬اللهم رب اغفر لي‬ ‫وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬أذكار سجود التلوة‪:‬‬ ‫سبحان ربي العلى سجد وجهي للذي خلقني وشق سمعه وبصره بحوله‬ ‫وقوته‪.‬‬ ‫اللهم اكتب لي بها عندك أجراً وضع عني بها وزراً واجعلها لي عندك ذخراً‬ ‫وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬إذا انتهيت من صلة الوتر فيستحب أن تقول‪:‬‬

‫سبحان الملك القدوس )ثلثا ً ( وترفع بها صوتك‪..‬‬ ‫ثم أوصيك أخي الحبيب‪ ..‬أختي المسلمة‪:‬‬ ‫بالكثار من الستغفار والتسبيح والتهليل والدعاء والبتهال والتضرع إلى‬ ‫ا جل وعل بأن ينصر السلم والمسلمين وأن يجمع كلمتهم على الحق‬ ‫كما تدعو لنفسك وأهلك وللمسلمين بخيري الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫كما أوصيك أن تكثر من قول " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني "‬ ‫وخاصة في ليالي الوتر من العشر الواخر كما علم النبي صلى ا عليه‬ ‫وسّلم عائشة رضي ا عنها أن تدعو بهذا في ليلة القدر‪.‬‬ ‫وختاماً أخي الحبيب‪ ..‬أختي المسلمة‪:‬‬ ‫* ل بد من استحضار معاني هذه الدعية والذكار والتدبر لها عند ذكرها‬ ‫فـ " إن ا ل يستجيب دعاء من قلب غافل له " ) السلسلة الصحيحة‬ ‫لللباني (‪.‬‬ ‫* وكذا عليك استحضار النية والخشوع عند ذكرها‪.‬‬ ‫لعل ا أن ينفعنا ويرفعنا بذكره ودعائه‪.‬‬ ‫* وقبل الوداع أطلب منك أخي الحبيب‪ .‬أختي المسلمة‪ .‬أل تنسوا من أعد‬ ‫هذه الرسالة ومن كتبها ونقلها لكم بدعوة خالصة من القلب تقبل ا منا‬ ‫ومنكم وإلى لقاء والسلم عليكم ورحمة ا وبركاته‪.‬‬ ‫ملحظة‪:‬‬ ‫جميع الحاديث التي أوردناها ثابتة إن شاء ا‪ ..‬صححها الشيخ اللباني‬ ‫أو حسنها أو صححها الرناؤوط حفظهم ا‪.‬‬ ‫* المراجع‪) :‬الذكار للنووي صفة صلة النبي صلى ا عليه وسّلم صحيح‬ ‫الكلم الطيب صحيح الترمذي صحيح ابن ماجة أبي داود جامع الصول لبن‬ ‫الثير بتحقيق الرناؤوط ج ‪ 4‬وصحيح الوابل الصيب من الكلم الطيب لبن‬ ‫القيم والهللي وغيرها (‪.‬‬ ‫* تنبيه‪ :‬الذكار والدعية التي ذكرناها ليست جميعها خاصة بصلة القيام‬ ‫في رمضان بل هي لكل صلة فلينتبه لهذا !!‬

‫فضل قيام الليل‬ ‫سنة مؤكدة وقربة معظمة في سائر العام فقد تواترت النصو ص‬ ‫قيام الليل ُ‬ ‫من الكتاب والسنة بالحث عليه والتوجيه إليه والترغيب فيه ببيان عظم‬ ‫شأنه وجزالة الثواب عليه وأنه شأن أولياء ا وخاصة من عباده الذين‬ ‫قال ا في مدحهم والثناء عليهم ‪ :‬أَ​َل إِّن أَْولَِياَء ّ‬ ‫ف َعلَْيِهْم َوَل ُهْم‬ ‫اِ َل َخْو ٌ‬ ‫شَرى ِفي اْلَحَياِة الّدْنَيا َوِفي‬ ‫يَْحَزُنوَن الِّذيَن آَمُنوا َوَكاُنوا يَتُّقوَن لَُهُم اْلبُ ْ‬ ‫ت ّ‬ ‫اِ َذلَِك ُهَو اْلفَْوُز اْلَعِظيُم ]يونس الية‪[64 :‬‬ ‫اْلِخَرِة َل تَْبِديَل لَِكلَِما ِ‬ ‫فقد مدح ا أهل اليمان والتقوى بجميل الخصال وجليل العمال ومن‬ ‫أخص ذلك قيام الليل قال تعالى ‪ :‬إِنَّما يُْؤِمُن ِبآَياتَِنا الِّذيَن إَِذا ُذّكُروا بَِها‬ ‫ستَْكبُِروَن تَتَ​َجاَفى ُجُنوبُ​ُهْم َعِن‬ ‫سبُّحوا بَِحْمِد َربِّهْم َوُهْم َل يَ ْ‬ ‫َخّروا ُ‬ ‫سّجًدا َو َ‬ ‫ضاِجِع يَْدُعوَن َربُّهْم َخْوًفا َو َ‬ ‫س َما‬ ‫طَمًعا َوِمّما َرَزْقَناُهْم يُْنفُِقوَن فَ​َل تَْعلَُم نَْف ٌ‬ ‫اْلَم َ‬ ‫‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫أُْخفَِي لَُهْم ِمْن قُّرِة أَْعيٍُن َجَزاًء بَِما َكاُنوا يَْعَمُلوَن ]السجدة اليات‪[17-15 :‬‬ ‫سّجًدا َوقَِياًما‬ ‫ووصفهم في موضع آخر بقوله ‪َ :‬والِّذيَن يَِبيُتوَن لَِربِّهْم ُ‬ ‫ب َجَهنَّم إِّن َعَذابَ​َها َكاَن َغَراًما إلى أن‬ ‫صِر ْ‬ ‫َوالِّذيَن يَُقوُلوَن َربَّنا ا ْ‬ ‫ف َعّنا َعَذا َ‬ ‫سَلًما َخالِ​ِديَن‬ ‫صبَُروا َويُلَقّْوَن ِفيَها تَِحيّةً َو َ‬ ‫قال ‪ُ :‬أولَئَِك يُْجَزْوَن اْلُغْرفَةَ بَِما َ‬ ‫ستَقَ ًّرا َوُمَقاًما ]الفرقان اليات‪[75-64 :‬‬ ‫سنَْت ُم ْ‬ ‫ِفيَها َح ُ‬ ‫وفي ذلك من التنبيه على فضل قيام الليل وكريم عائدته ما ل يخفى وأنه‬ ‫من أسباب صرف عذاب جهنم والفوز بالجنة وما فيها من النعيم المقيم‬ ‫وجوار الرب الكريم جعلنا ا ممن فاز بذلك ‪.‬‬ ‫ق ِعْنَد َمِليٍك ُمْقتَِدٍر‬ ‫قال تعالى ‪ :‬إِّن اْلُمتِّقيَن ِفي َجّنا ٍ‬ ‫ت َونَ​َهٍر ِفي َمْقَعِد ِ‬ ‫صْد ٍ‬ ‫]القمر اليتان‪[55 ،54 :‬‬ ‫وقد وصف المتقين في سورة الذاريات هو ‪ ,‬بجملة صفات ‪ -‬منها قيام الليل ‪ -‬هو ‪,‬‬ ‫ت َوُعُيوٍن‬ ‫فازوا بها بفسيح الجنات هو ‪ ,‬فقال سبحانه ‪ :‬إِّن اْلُمتِّقيَن ِفي َجّنا ٍ‬ ‫سِنيَن َكاُنوا قَِليًل ِمَن اللّْيِل َما‬ ‫آِخِذيَن َما آَتاُهْم َرّبُهْم إِنُّهْم َكاُنوا قَْبَل َذلَِك ُمْح ِ‬ ‫يَْهَجُعوَن ]الذاريات اليات‪[17-15 :‬‬ ‫فصلة الليل لها شأن عظيم في تثبيت اليمان والعانة على جليل العمال‬ ‫وما فيه صلح الحوال والمآل قال تعالى ‪َ :‬يا أَّيَها اْلُمّزّمُل قُِم اللّْيَل إِّل قَِليًل‬ ‫شّد َوْطًئا َوأَْقَوُم‬ ‫شئَةَ اللّْيِل ِهَي أَ َ‬ ‫إلى قوله ‪ :‬إِّنا َ‬ ‫سنُْلِقي َعلَْيَك قَْوًل ثَِقيًل إِّن َنا ِ‬ ‫ِقيًل ]المزمل اليات‪[6-1 :‬‬ ‫وثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬أفضل‬ ‫الصلة بعد المكتوبة يعني الفريضة صلة الليل وفي حديث عمرو بن‬ ‫عبسة قال صلى ا عليه وسلم ‪ :‬أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف‬ ‫الليل الخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر ا في تلك الساعة فكن‬ ‫ولبي داود عنه رضي ا عنه قال ‪ :‬أي الليل أسمع يعني أحرى بإجابة‬ ‫الدعاء قال صلى ا عليه وسلم ‪ :‬جوف الليل الخر فصل ما شئت فإن‬ ‫الصلة فيه مشهودة مكتوبة وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي ا‬ ‫عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬ينزل ربنا تبارك وتعالى كل‬ ‫ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الخر ‪.‬‬ ‫فيقول ‪ :‬من يدعوني فأستجيب له ؟‬ ‫من يسألني فأعطيه ؟‬ ‫من يستغفرني فأغفر له ؟ !‬

‫‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫وفي صحيح مسلم عن جابر رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم قال ‪ :‬من الليل ساعة ل يوافقها عبد مسلم يسأل ا خيرا إل أعطاه‬ ‫إياه وهي كل ليلة وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي ا‬ ‫عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬من تعار من الليل يعني استيقظ‬ ‫يلهج بذكر ا فقال ‪ :‬ل إله إل ا وحده ل شريك له له الملك وله الحمد‬ ‫وهو على كل شيء قدير ‪.‬‬ ‫الحمد ل وسبحان ا ول إله إل ا وا أكبر ول حول ول قوة إل بال‬ ‫ثم قال ‪ :‬اللهم ! اغفر لي هو ‪ ,‬أو دعا استجيب له ‪ .‬فإن توضأ وصلى قبلت‬ ‫صلته‪.‬‬ ‫وأخرج المام أحمد وغيره عن أبي مالك الشعري رضي ا عنه قال ‪ :‬قال‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ :‬إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من‬ ‫باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها ا لمن ألن الكلم وأطعم الطعام وتابع‬ ‫الصيام وصلى بالليل والناس نيام‪.‬‬ ‫وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي ا عنه قال ‪ :‬قال رسول ا هو ‪ ,‬صلى‬ ‫ا عليه وسلم ‪ :‬قال ا عز وجل ‪ :‬أعددت لعبادي الصالحين ما ل عين‬ ‫رأت ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر قال أبو هريرة اقرءوا إن‬ ‫س َما أُْخفَِي لَُهْم ِمْن قُّرِة أَْعيٍُن َجَزاًء بَِما َكاُنوا يَْعَمُلوَن‬ ‫شئتم ‪ :‬فَ​َل تَْعلَُم نَْف ٌ‬ ‫]السجدة الية‪[17 :‬‬ ‫وجاء في السنة الصحيحة ما يفيد أن قيام الليل من أسباب النجاة من الفتن‬ ‫والسلمة من دخول النار‪.‬‬ ‫ففي البخاري وغيره عن أم سلمة رضي ا عنها أن النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم استيقظ ليلة فقال ‪ :‬سبحان ا ماذا ُأنزل الليلة من الفتنة ؟‬ ‫ماذا أنزل الليلة من الخزائن ؟‬ ‫من يوقظ صواحب الحجرات ؟‬ ‫وفي ذلك تنبيه على أثر الصلة بالليل في الوقاية من الفتن ‪.‬‬ ‫وفي قصة رؤيا ابن عمر قال ‪" :‬فرأيت كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى‬ ‫النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان يعني كقرني البئر وإذا فيها‬ ‫أناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بال من النار قال ‪ :‬فلقينا ملك آخر ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫فقال ‪ :‬لم ترع " فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على النبي صلى‬ ‫ا عليه وسلم فقال ‪ :‬نعم الرجل عبد ا لو كان يصلي من الليل فكان عبد‬ ‫ا ل ينام من الليل إل قليل‪.‬‬ ‫وأخرج الحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن أبي أمامة الباهلي رضي ا‬ ‫عنه عن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬عليكم بقيام الليل فإنه دأب‬ ‫الصالحين قبلكم وقربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الثم‪.‬‬ ‫فتلخص مما سبق أن قيام الليل‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬من أسباب ولية ا ومحبته ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ومن أسباب ذهاب الخوف والحزن وتوالي البشارات بألوان التكريم‬ ‫والجر العظيم ‪.‬‬ ‫جـ ‪ -‬وأنه من سمات الصالحين في كل زمان ومكان ‪.‬‬ ‫د ‪ -‬وهو من أعظم المور المعينة على مصالح الدنيا والخرة ومن أسباب‬ ‫تحصيلها والفوز بأعلى مطالبها ‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬وأن صلة الليل أفضل الصلة بعد الفريضة وقربة إلى الرب ومكفرة‬ ‫للسيئات ‪.‬‬ ‫و ‪ -‬وأنه من أسباب إجابة الدعاء والفوز بالمطلوب المحبوب والسلمة من‬ ‫المكروه المرهوب ومغفرة سائر الذنوب ‪.‬‬ ‫ز‪ -‬وأنه نجاة من الفتن هو ‪ ,‬وعصمة من الهلكة ومنهاة عن الثم ‪.‬‬ ‫حـ ‪ -‬وأنه من موجبات النجاة من النار والفوز بأعالي الجنان‪.‬‬

‫نداء رمضان‪..‬ياباغي الخير أقبل‬ ‫إن أبواب الجر في السلم كثيرة وإن أسباب اكتساب الحسنات متعددة‬ ‫وفي شهر رمضان تتضاعف أجور العمال الصالحة فضل من ا عز وجل‬ ‫على عباده وينادي مناٍد في أول ليلة من رمضان فيقول‪) :‬ياباغي الخير‬ ‫أقِبل وياباغي الشر أقصر ( رواه الترمذي والنسائي وحسنة اللباني‪.‬‬ ‫ومن هنا قال النبي صلى ا عليه وسلم‪ ) :‬رغم أنف رجل دخل عليه‬ ‫رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له (رواه الترمذي وصححه اللباني‪.‬‬ ‫ومن أبـواب الجر التي يمكن اغتنامها في رمضان ‪:‬‬ ‫‪ /1‬الصوم‪:‬‬ ‫* قال النبي صلى ا عليه وسلم )من صام رمضان إيمانا واحتسابا ُغفر‬ ‫له ماتقدم من ذنبه (متفق عليه‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫•وقال صلى ا عليه وسلم ) إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت‬ ‫أبواب النار وصفدت الشياطين ( متفق عليه‪.‬‬ ‫•وقال) كل عمل ابن آدم له ‪:‬الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف‪،‬قال‬ ‫ا ‪ :‬إل الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪ /2‬القيام‪:‬‬ ‫•قال صلى ا عليه وسلم) من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم‬ ‫من ذنبه ( متفق عليه‪.‬‬ ‫•وقال) من قام مع المام حتى ينصرف ُكتب له قيام ليله ( رواه أهل السنن‬ ‫وحسنه الترمذي‪.‬‬ ‫وللمرأة ان تصلي التراويح في المسجد بشرط أن تخرج محتشمة غير‬ ‫متبرجة بزينة ول متطيبة‪.‬‬ ‫‪ /3‬تلوة القرآن ‪:‬‬ ‫•قال صلى ا عليه وسلم) الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول‬ ‫الصيام‪ :‬أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن‪ :‬منعته‬ ‫النوم بالليل فشفعني فيه ‪.‬قال‪ :‬فُيشفعان (رواه احمد والطبراني وصححه‬ ‫اللباني‪.‬‬ ‫‪ /4‬كثرة الصدقة‪:‬‬ ‫) فقد كان رسول ا صلى ا عليه وسلم أجود الناس وكان اجود مايكون‬ ‫في رمضان حين يلقاه جبريل يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن فرسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة‪( .‬‬ ‫متفق عليه‬ ‫‪ /5‬تفطير الصائمين‪:‬‬ ‫قال النبي صلى ا عليه وسلم‪ :‬من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه‬ ‫لينقص من أجر الصائم شئ ( أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وصححه‬ ‫اللباني‪.‬‬ ‫‪ /6‬الدعاء عند الفطار‪:‬‬ ‫قال صلى ا عليه وسلم‪) :‬إن ل تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعني في‬ ‫رمضان وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوةً مستجابة ( رواه البزار وقال‬ ‫اللباني‪:‬صحيح لغيره‪.‬‬ ‫•وقال ) ثل ث دعوات مستجابات ‪ :‬دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة المسافر (‬ ‫رواه البيهقي وصححه اللباني‪.‬‬ ‫‪ /7‬العتكاف‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫) كان النبي صلى ا عليه وسلم يعتكف العشر الواخر من رمضان حتى توفاه ا (‬ ‫‪..‬متفق عليه‬ ‫فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما ‪.‬‬ ‫ويجوز للمرأة العتكاف إذا أذن لها زوجها ويسن استتارها بخباء في مكان بعيد عن‬ ‫الرجال‪.‬‬ ‫‪ /8‬العمرة في رمضان‪:‬‬ ‫) قال النبي صلى اله عليه وسلم‪ :‬عمرة في رمضان تعدل حجة او قال‪ :‬حجة معي (‬ ‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪ /9‬السحور‪:‬‬ ‫قال النبي صلى ا عليه وسلم‪ :‬السحور أكلة بركة فل تدعوه ولو أن يجرع أحدكم‬ ‫جرعة من ماء فإن اله وملئكته يصلون على المتسحرين ( رواه أحمد وحسنه‬ ‫اللباني‪.‬‬ ‫‪ /10‬تعجيل الفطور‪:‬‬ ‫قال النبي صلى ا عليه وسلم‪ :‬ليزال الناس بخير ماعجلوا الفطر ( رواه البخاري‬ ‫‪ /11‬التسامح والعراض عن الجاهلين‪:‬‬ ‫قال النبي صلى ا عليه وسلم‪ :‬من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس ل‬ ‫في ان يدع طعامه وشرابه ( رواه البخاري ‪.‬‬ ‫‪ /12‬تحري ليلة القدر‪:‬‬ ‫قال ا تعالى‪) :‬إِّنا أَْنَزْلَناهُ ِفي لَْيلَِة اْلقَْدِر َوَما أَْدَراَك َما لَْيلَةُ اْلقَْدِر لَْيلَةُ اْلقَْدِر َخْيٌر ِمْن‬ ‫سلٌم ِهَي َحّتى َمْطلَِع‬ ‫ف َ‬ ‫شْهٍر تَنَّزُل اْلَملئَِكةُ َوالّروُح ِفيَها بِإ ِْذِن َربِّهْم ِمْن ُكّل أَْمٍر َ‬ ‫أَْل ِ‬ ‫اْلفَْجِر ( سورة القدر‬ ‫‪ /13‬الجتهاد في العشر الواخر‪:‬‬ ‫فقد كان النبي صلى ا عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وأيقظ أهله‪.‬‬

‫فضل قيام ليالي رمضان‬ ‫عن أبي هريرة رضي ا عنه قال ‪ ) :‬كان رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫ُيرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول ‪ " :‬من قام‬ ‫رمضان إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " فتوفي رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم والمر على ذلك ) أي على ترك الجماعة في التراويح ( ثم‬ ‫كان المر على ذلك في خلفة أبي بكر رضي ا عنه وصدٍر من خلفة‬ ‫عمر رضي ا عنه ‪.‬‬ ‫وعن عمرو بن مرة الجهني قال ‪ :‬جاء رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫رجل من قضاعة فقال ‪ :‬يا رسول ا ! أرأيت إن شهدت أن ل إله إل ا‬ ‫وأنك محمد رسول ا وصليت الصلوات الخمس وصمت الشهر وقمت‬ ‫رمضان وآتيت الزكاة ؟‬ ‫‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫فقال النبي صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬من مات على هذا كان من الصديقين‬ ‫والشهداء "‬ ‫ليلة القدر وتحديدها ‪:‬‬ ‫‪ -2‬وأفضل لياليه ليلة القدر لقوله صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬من قام ليلة‬ ‫القدر } ثم ُوّفقت له { إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "‬ ‫‪ -3‬وهي ليلة سابع وعشرين من رمضان على الرجح وعليه أكثر‬ ‫الحاديث منها حديث زر بن حبيش قال ‪ :‬سمعت أبي ابن كعب يقول وقيل‬ ‫له ‪ :‬إن عبد ا بن مسعود يقول ‪ :‬من قام السنة اصاب ليلة القدر فقال ُأبّي‬ ‫رضي ا عنه ‪ :‬رحمه ا أراد أن ل يتكل الناس والذي ل إله إل هو إنها‬ ‫لفي رمضان يحلف ما يستثني ووا إني لعلم أي ليلة هي ؟‬ ‫هي الليلة التي أمرنا رسول ا صلى ا عليه وسلم بقيامها هي ليلة‬ ‫صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء‬ ‫ل شعاع لها ‪.‬‬ ‫ورفع ذلك في رواية إلى النبي صلى ا عليه وسلم ‪ .‬أخرجه مسلم وغيره‬ ‫مشروعية الجماعة في القيام ‪:‬‬ ‫‪ -4‬وتشرع الجماعة في قيام رمضان بل هي أفضل من النفراد لقامة‬ ‫النبي صلى ا عليه وسلم لها بنفسه وبيانه لفضلها بقوله كما في حديث‬ ‫أبي ذر رضي ا عنه قال ‪ " :‬صمنا مع رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫رمضان فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث‬ ‫الليل فلما كانت السادسة لم يقم بنا فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب‬ ‫شطر الليل فقلت ‪ :‬يا رسول ا ! لو نّفلتنا قيام هذه الليلة‪.‬‬ ‫فقال ‪ " :‬إن الرجل إذا صلى مع المام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة "‬ ‫فلما كانت الرابعة لم يقم فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام‬ ‫بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلح قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وما الفلح ؟‬ ‫قال ‪ :‬السحور ثم لم يقم بنا بقية الشهر ( حديث صحيح أخرجه أصحاب‬ ‫السنن ‪.‬‬ ‫السبب في عدم استمرار النبي صلى ا عليه وسلم بالجماعة فيه ‪:‬‬ ‫‪ -5‬وإنما لم يقم بهم عليه الصلة والسلم بقية الشهر خشية أن ُتفرض‬ ‫عليهم صلة الليل في رمضان فيعجزوا عنها كما جاء في حديث عائشة في‬ ‫الصحيحين وغيرهما وقد زالت هذه الخشية بوفاته صلى ا عليه وسلم‬ ‫بعد أن أكمل ا الشريعة وبذلك زال المعلول وهو ترك الجماعة في قيام‬

‫‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫رمضان وبقي الحكم السابق وهو مشروعية الجماعة ولذلك أحياها عمر‬ ‫رضي ا عنه كما في صحيح البخاري وغيره ‪.‬‬ ‫مشروعية الجماعة للنساء ‪:‬‬ ‫‪ -6‬ويشرع للنساء حضورها كما في حديث أبي ذر السابق بل يجوز أن‬ ‫ُيجعل لهن إمام خا ص بهن غير إمام الرجال فقد ثبت أن عمر رضي ا‬ ‫عنه لما جمع الناس على القيام جعل على الرجال أبّي بن كعب وعلى‬ ‫النساء سليمان بن أبي حثمة فعن عرفجة الثقفي قال ‪ ) :‬كان علي بن أبي‬ ‫طالب رضي ا عنه يأمر الناس بقيام شهر رمضان ويجعل للرجال إماما ً‬ ‫وللنساء إماماً قال ‪ :‬فكنت أنا إمام النساء "‬ ‫قلت ‪ :‬وهذا محله عندي إذا كان المسجد واسعا ً لئل يشوش أحدهما على‬ ‫الخر ‪.‬‬ ‫عدد ركعات القيام ‪:‬‬ ‫‪ -7‬وركعاتها إحدى عشرة ركعة ونختار أن ل يزيد عليها اتباعا ً لرسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم فإنه لم يزد عليها حتى فارق الدنيا فقد سئلت عائشة‬ ‫رضي ا عنها عن صلته في رمضان ؟‬ ‫فقالت ‪ " :‬ما كان رسول ا يزيد في رمضان ول في غيره على إحدى‬ ‫عشرة ركعة يصلي أربعاً فل تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا ُ فل‬ ‫تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلثاً " أخرجه الشيخان وغيرهما‪.‬‬ ‫‪ -8‬وله أن ينقص منها حتى لو اقتصر على ركعة الوتر فقط بدليل فعله‬ ‫صلى ا عليه وسلم وقوله ‪.‬‬ ‫أما الفعل فقد سئلت عائشة رضي ا عنها ‪ :‬بكم كان رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم يوتر ؟‬ ‫قالت ‪ " :‬كان يوتر بأربع وثل ث وست وثل ث وعشر وثل ث ولم يكن يوتر‬ ‫بأنقص من سبع ول بأكثر من ثل ث عشرة " رواه ابو داود وأحمد‬ ‫وغيرهما ‪.‬‬ ‫وأما قوله صلى ا عليه وسلم فهو ‪ " :‬الوتر حق فمن شاء فليوتر‬ ‫بخمس ومن شاء فليوتر بثل ث ومن شاء فليوتر بواحدة " ‪.‬‬ ‫القراءة في القيام ‪:‬‬ ‫‪ -9‬وأما القراءة في صلة الليل في قيام رمضان أو غيره فلم يُحد فيها‬ ‫النبي صلى ا عليه وسلم حدًا ل يتعداه بزيادة أو نقص بل كانت قراءته‬ ‫‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫فيها تختلف قصراً وطوًل فكان تارة يقرأ في كل ركعة قدر ) يا أيها المزمل‬ ‫ ( وهي عشرون آية وتارة قدر خمسين آية ‪ ،‬وكان يقول ‪ " :‬من صلى في‬ ‫ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين " وفي حديث آخر ‪ .. " :‬بمائتي آية‬ ‫فإنه ُيكتب من القانتين المخلصين " ‪.‬‬ ‫وقرأ صلى ا عليه وسلم في ليلة وهو مريض السبع الطوال ‪ ،‬وهي‬ ‫سورة ) البقرة ( و ) آل عمران ( و ) النساء ( و ) المائدة ( و ) النعام (‬ ‫و ) العراف ( و ) التوبة ( ‪.‬‬ ‫وفي قصة صلة حذيفة بن اليمان وراء النبي صلى ا عليه وسلم أنه‬ ‫صلى ا عليه وسلم قرأ في ركعة واحدة ) البقرة ( ثم ) النساء ( ثم ) آل‬ ‫عمران ( وكان يقرؤها مترسل متمه ً‬ ‫ل‪.‬‬ ‫وثبت بأصح إسناد أن عمر رضي ا عنه لما أمر أبّي بن كعب أن يصلي‬ ‫للناس بإحدى عشرة ركعة في رمضان كان أبّي رضي ا عنه يقرأ بالمئين‬ ‫حتى كان الذين خلفه يعتمدون على العصي من طول القيام وما كانوا‬ ‫ينصرفون إل في أوائل الفجر ‪.‬‬ ‫وصح عن عمر أيضاً أنه دعا القراء في رمضان فأمر أسرعهم قراءة أن‬ ‫يقرأ ثلثين آية والوسط خمساً وعشرين آية والبطيء عشرين آية ‪.‬‬ ‫وعلى ذلك فإن صلى القائم لنفسه فليطّول ما شاء وكذلك إذا كان معه من‬ ‫يوافقه وكلما أطال فهو أفضل إل أنه ل يبالغ في الطالة حتى يحيي الليل‬ ‫كله إل نادراً اتباعاً للنبي صلى ا عليه وسلم القائل ‪ " :‬وخير الهدي هدي‬ ‫محمد " وأما إذا صلى إماماً فعليه أن يطيل بما ل يشق على من وراءه‬ ‫لقوله صلى ا عليه وسلم ‪ ) :‬إذا قام أحدكم للناس فليخفف الصلة فإن‬ ‫فيهم الصغير والكبير وفيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة وإذا قام وحده‬ ‫فلُيطل صلته ما شاء (‪.‬‬ ‫وقت القيام ‪:‬‬ ‫‪ -10‬ووقت صلة الليل من بعد صلة العشاء إلى الفجر لقوله صلى ا‬ ‫عليه وسلم ‪ ) :‬إن ا زادكم صلة وهي الوتر فصلوها بين صلة العشاء‬ ‫إلى صلة الفجر "‬ ‫‪ -11‬والصلة في آخر الليل أفضل لمن تيسر له ذلك لقوله صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪ " :‬من خاف أن ل يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن‬ ‫يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل "‬ ‫‪ -12‬وإذا دار المر بين الصلة أول الليل مع الجماعة وبين الصلة آخر‬ ‫الليل منفردًا فالصلة مع الجماعة أفضل لنه يحسب له قيام ليلة تامة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫وعلى ذلك جرى عمل الصحابة في عهد عمر رضي ا عنه فقال عبد‬ ‫الرحمن بن عبد القاري ‪ " :‬خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان‬ ‫إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل‬ ‫فيصلي بصلته الّرهط فقال ‪ :‬وا إني لرى لو جمعت هؤلء على قارئ‬ ‫واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبّي بن كعب قال ‪ :‬ثم خرجت معه‬ ‫ليلة أخرى والناس يصلون بصلة قارئهم فقال ‪ :‬عمر نعمت البدعة هذه‬ ‫والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس‬ ‫يقومون أوله "‬ ‫وقال زيد بن وهب ‪ ) :‬كان عبد ا يصلي بنا في شهر رمضان فينصرف‬ ‫بليل (‪.‬‬ ‫‪ -13‬لما كان النبي صلى ا عليه وسلم قد نهى عن اليتار بثل ث ‪ ،‬وعلل‬ ‫ذلك بقوله ‪ " :‬ول تشبهوا بصلة المغرب " فحينئذ لبد لمن صلى الوتر‬ ‫ثلثاً من الخروج من هذه المشابهة وذلك يكون بوجهين ‪:‬‬ ‫أحدهما ‪ :‬التسليم بين الشفع والوتر وهو القوى والفضل ‪.‬‬ ‫والخر ‪ :‬أن ل يقعد بين الشفع والوتر وا تعالى أعلم ‪.‬‬ ‫القراءة في ثل ث الوتر ‪:‬‬ ‫‪ -14‬ومن السنة أن يقرأ في الركعة الولى من ثل ث الوتر ‪ ) :‬سبح اسم‬ ‫ربك العلى ( وفي الثانية ‪ ) :‬قل يا أيها الكافرون ( وفي الثالثة ‪ ) :‬قل هو‬ ‫ا أحد ( ويضيف إليها أحياناُ ‪ ) :‬قل أعوذ برب الفلق ( و ) قل أعوذ برب‬ ‫الناس ( ‪.‬‬ ‫وقد صح عنه صلى ا عليه وسلم أنه قرأ مرة في ركعة الوتر بمائة آية‬ ‫من سورة ) النساء (‬ ‫دعاء القنوت ‪:‬‬ ‫‪ -15‬و يقنت بالدعاء الذي علمه النبي صلى ا عليه وسلم سبطه الحسن‬ ‫بن علي رضي ا عنهما وهو ‪ ) :‬اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن‬ ‫عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت‬ ‫فإنك تقضي ول يقضى عليك وإنه ل يذل من واليت ول يعز من عاديت‬ ‫تباركت ربنا وتعاليت ل منجا منك إل إليك ( ويصلي على النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم أحياناً لما يأتي بعده ‪ ) .‬ول بأس أن يزيد عليه من الدعاء‬ ‫المشروع والطّيب الصحيح ( ‪.‬‬ ‫‪ -16‬ول بأس من جعل القنوت بعد الركوع ومن الزيادة عليه بلعن الكفرة‬ ‫والصلة على النبي صلى ا عليه وسلم والدعاء للمسلمين في النصف‬ ‫‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫الثاني من رمضان لثبوت ذلك عن الئمة في عهد عمر رضي ا عنه فقد‬ ‫جاء في آخر حديث عبد الرحمن بن عبيد القاري المتقدم ‪ " :‬وكانوا يلعنون الكفرة‬ ‫في النصف ‪ :‬اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ول‬ ‫يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك‬ ‫وعذابك إله الحق ( ثم يصلي على النبي صلى ا عليه وسلم ويدعو للمسلمين بما‬ ‫استطاع من خير ثم يستغفر للمؤمنين ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلته على النبي واستغفاره‬ ‫للمؤمنين والمؤمنات ومسألته ‪ ) :‬اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك‬ ‫نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد إن عذابك لمن‬ ‫عاديت ملحق " ثم يكبر ويهوي ساجداً (‪.‬‬ ‫ما يقول في آخر الوتر ‪:‬‬ ‫‪ -17‬ومن السنة أن يقول في آخر وتره ) قبل السلم أو بعده ( ‪:‬‬ ‫" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك‬ ‫منك ل أحصي ثناء عليك أنت كما اثنيت على نفسك "‬ ‫‪ -18‬وإذا سلم من الوتر قال ‪ :‬سبحان الملك القدوس سبحان الملك القدوس سبحان‬ ‫الملك القدوس ) ثلثاً ( ويمد بها صوته ويرفع في الثالثة ‪.‬‬

‫الركعتان بعده ‪:‬‬ ‫‪ -19‬وله أن يصلي ركعتين ) بعد الوتر إن شاء ( لثبوتهما عن النبي صلى‬ ‫ا عليه وسلم فعلً بل ‪.‬‬ ‫قال ‪ " :‬إن هذا السفر جهد وثقل فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين فإن‬ ‫استيقظ وإل كانتا له " ‪.‬‬ ‫‪ -20‬والسنة أن يقرأ فيهما ‪ ) :‬إذا زلزلت الرض ( و ) قل يا أيها الكافرون‬ ‫ ( ‪ .‬من كتاب قيام رمضان لللباني ‪ .‬متابعة المام حتى ينصرف‬ ‫إذا كان الرجح في عدد ركعات التراويح هو أحد عشر ركعة وصليت في‬ ‫مسجد تقام فيه التراويح بإحدى وعشرين ركعة فهل لي أن أغادر المسجد‬ ‫بعد الركعة العاشرة أم من الحسن إكمال الحدى وعشرين ركعة معهم ؟‬ ‫الفضل إتمام الصلة مع المام حتى ينصرف ولو زاد على إحدى عشرة‬ ‫ركعة لّن الزيادة جائزة لعموم قوله صلى ا عليه وسلم ‪َ .. " :‬مْن َقاَم َمَع‬ ‫ب ّ‬ ‫اُ لَهُ قَِياَم لَْيلٍَة ‪ " .‬رواه النسائي وغيره ‪ :‬سنن‬ ‫صِر َ‬ ‫ف َكتَ َ‬ ‫اِلَماِم َحّتى يَْن َ‬ ‫النسائي ‪ :‬باب قيام شهر رمضان ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫شي َ‬ ‫ولقوله صلى ا عليه وسلم ‪َ " :‬‬ ‫صلةُ اللّْيِل َمْثَنى َمْثَنى فَإَِذا َخ ِ‬ ‫صْبَح فَأ َْوتِْر بَِواِحَدٍة " ‪ .‬رواه السبعة وهذا لفظ النسائي ‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫ول شّك أّن التقّيد بسنة النبي صلى ا عليه وسلم هو الولى والفضل‬ ‫والكثر أجرا مع إطالتها وتحسينها ولكن إذا دار المر بين مفارقة المام‬ ‫لجل العدد وبين موافقته إذا زاد فالفضل أن يوافقه المصلي للحاديث‬ ‫المتقّدمة هذا مع مناصحة المام بالحر ص على السّنة ‪.‬‬ ‫إذا زاد ركعة على وتر المام ليكمل بعد ذلك‬ ‫بعض الناس إذا صلى مع المام الوتر وسلم المام قام وأتى بركعة ليكون‬ ‫وتره آخر الليل فما حكم هذا العمل ؟ وهل يعتبر انصراف مع المام ؟ ‪.‬‬ ‫الحمد ل ‪:‬‬ ‫ل نعلم في هذا بأساً نص عليه العلماء ول حرج فيه حتى يكون وتره في‬ ‫آخر الليل ‪.‬‬ ‫ويصدق عليه أنه قام مع المام حتى ينصرف لنه قام معه حتى انصراف‬ ‫المام وزاد ركعة لمصلحة شرعية حتى يكون وتره آخر الليل فل بأس بهذا‬ ‫ول يخرج به عن كونه ما قام مع المام بل هو قام مع المام حتى انصرف‬ ‫لكنه لم ينصرف معه بل تأخر قليلً ‪.‬‬ ‫من كتاب الجواب الصحيح من أحكام صلة الليل والتراويح للشيخ عبد‬ ‫العزيز بن باز ص ‪. 41‬‬

‫خصائص شهر رمضان‬ ‫لما كان للصوم تلك الفضائل العظيمة والعواقب الكريمة التي سبقت الشارة‬ ‫إلى طرف منها فرضه ا على عباده شهرا في السنة وكتبه عليهم كما‬ ‫ب‬ ‫كتبه على الذين من قبلهم كما قال سبحانه ‪َ :‬يا أَّيَها الِّذيَن آَمُنوا ُكتِ َ‬ ‫ب َعَلى الِّذيَن ِمْن قَْبلُِكْم لَ​َعلُّكْم تَتُّقوَن ]البقرة الية‪:‬‬ ‫َعلَْيُكُم ال ّ‬ ‫صَياُم َكَما ُكتِ َ‬ ‫‪ [183‬فجعل سبحانه صيام رمضان فريضة على كل مسلم ومسلمة‬ ‫بشروطه المعتبرة التي جاء بها الكتاب والسنة ‪.‬‬ ‫فدل على أنه عبادة ل غنى للخلق عن التعبد بها لما يترتب على أدائها من‬ ‫جليل المنافع وطيب العواقب وما يحدثه من خير في النفوس وقوة في‬ ‫الحق وهجر للمنكر وإعراض عن الباطل ‪.‬‬ ‫ومما اختص ا به شهر رمضان هو ‪ ,‬ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم قال‪ :‬إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة رواه البخاري ‪.‬‬ ‫وفيه أيضا عن أبي هريرة رضي ا عنه قال ‪ :‬قال رسول ا صلى ا‬ ‫‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫عليه وسلم ‪ :‬إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب‬ ‫جهنم وسلسلت الشياطين‬ ‫ول يخفى ما في ذلك من تبشير المؤمنين بكثرة العمال الصالحة الموصلة‬ ‫إلى الجنة وما يتيسر لهم من أسباب العانة عليها والمضاعفة لها وما‬ ‫جعله ا في رمضان في دواعي الزهد في المعاصي والعراض عنها‬ ‫وضعف كيد الشياطين وعدم تمكنهم مما يريدون‪.‬‬ ‫ومن فضائل صوم رمضان ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة‬ ‫رضي ا عنه أن النبي صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬من صام رمضان‬ ‫إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فمن صام الشهر مؤمنا بفرضيته‬ ‫محتسبا لثوابه وأجره عند ربه مجتهدا في تحري سنة نبيه صلى ا عليه‬ ‫وسلم فيه فليبشر بالمغفرة‪.‬‬ ‫وإذا كان ثواب الصيام يضاعف بل اعتياد عدد معين بل يؤتى الصائم أجره‬ ‫بغير حساب فإن نفس عمل الصائم يضاعف في رمضان كما في حديث‬ ‫سلمان المرفوع وفيه ‪ :‬من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن‬ ‫أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة‬ ‫فيما سواه فيجتمع للعبد في رمضان مضاعفة العمل ومضاعفة الجزاء‬ ‫ضًل ِمْن َربَّك َذلَِك ُهَو اْلفَْوُز اْلَعِظيُم ]الدخان الية‪[57 :‬‬ ‫عليه ‪ .‬فَ ْ‬ ‫ومن فضائل رمضان أن الملئكة تطلب من ا للصائمين ستر الذنوب‬ ‫ومحوها كما في الحديث عن النبي صلى ا عليه وسلم قال في الصوام‪:‬‬ ‫وتستغفر لهم الملئكة حتى يفطروا رواه المام أحمد عن أبي هريرة‬ ‫والملئكة خلق أطهار كرام ‪.‬‬ ‫جديرون بأن يقبل ا دعاءهم ويغفر لمن استغفروا له والعباد خطاءون‬ ‫محتاجون إلى التوبة والمغفرة كما في الحديث القدسي الصحيح يقول ا‬ ‫تعالى ‪ :‬يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا‬ ‫فاستغفروني أغفر لكم فإذا اجتمع للمؤمن استغفاره لنفسه واستغفار‬ ‫الملئكة له فما أحراه بالفوز بأعلى المطالب وأكرم الغايات ‪.‬‬ ‫وهو شهر المواساة والحسان وا يحب المحسنين وقد وعدهم بالمغفرة‬ ‫والجنة والفلح والحسان أعلى مراتب اليمان فل تسأل عن منزلة من‬ ‫اتصف به في الجنة وما يلقاه من النعيم وألوان التكريم ‪.‬‬ ‫سِنيَن ]الذاريات الية‪[16 :‬‬ ‫آِخِذيَن َما آَتاُهْم َرّبُهْم إِنُّهْم َكاُنوا قَْبَل َذلَِك ُمْح ِ‬

‫‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫ويتيسر في هذا الشهر المبارك إطعام الطعام وتفطير الصوام وذلك من‬ ‫أسباب مغفرة الذنوب وعتق الرقاب من النار ومضاعفة الجور وورود‬ ‫حوض النبي صلى ا عليه وسلم الذي ‪ :‬من شرب منه شربة لم يظمأ‬ ‫بعدها أبدا نسأل ا بمنه وجوده أن يوردنا إياه ‪ .‬وإطعام الطعام من‬ ‫أسباب دخول الجنة دار السلم ورمضان شهر تتوفر فيه للمسلمين أسباب‬ ‫الرحمة وموجبات المغفرة ومقتضيات العتق من النار فما أجزل العطايا من‬ ‫المولى الكريم الغفار ‪.‬‬ ‫وهو شهر الذكر والدعاء وقد قال تعالى ‪َ :‬واْذُكُروا ّ‬ ‫اَ َكِثيًرا لَ​َعلُّكْم تُْفلُِحوَن‬ ‫]الجمعة الية‪ [10 :‬وقال سبحانه ‪َ :‬والّذاِكِريَن ّ‬ ‫ت أَ​َعّد‬ ‫اَ َكِثيًرا َوالّذاِكَرا ِ‬ ‫ّ‬ ‫اُ لَُهْم َمْغفَِرةً َوأَْجًرا َعِظيًما ]الحزاب الية‪ [35 :‬وقال سبحانه‪:‬‬ ‫َواْدُعوهُ َخْوًفا َوطَ​َمًعا إِّن َرْحَمةَ ّ‬ ‫سِنيَن ]العراف الية‪:‬‬ ‫اِ قَِري ٌ‬ ‫ب ِمَن اْلُمْح ِ‬ ‫سأ َلَ​َك ِعَباِدي َعّني فَإِّني‬ ‫‪ [56‬وقد قال تعالى في ثنايا آيات الصيام ‪َ :‬وإَِذا َ‬ ‫ع إَِذا َدَعاِن ]البقرة الية‪ [186 :‬مما يدل على‬ ‫قَِري ٌ‬ ‫ب أُِجي ُ‬ ‫ب َدْعَوةَ الّدا ِ‬ ‫الرتباط بين الصيام والدعاء‪.‬‬ ‫وفي شهر رمضان ليلة القدر التي قال ا في شأنها ‪ :‬لَْيلَةُ اْلقَْدِر َخْيٌر ِمْن‬ ‫شْهٍر ]القدر الية‪ [3 :‬قال أهل العلم معنى ذلك ‪ :‬أن العمل فيها خير‬ ‫ف َ‬ ‫أَْل ِ‬ ‫وأفضل من العمل في ألف شهر وهي ما يقارب ثلثا وثمانين سنة خالية‬ ‫منها وكفى بذلك تنويها بفضلها وشرفها وِع َ‬ ‫ظم شأن العمل فيها لمن وفق‬ ‫لقيامها نسأل ا تعالى أن يوفقنا على الدوام لذلك بمنه وجوده وجاء في‬ ‫الصحيح عن النبي صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬من قام ليلة القدر إيمانا‬ ‫واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وهذا من فضائل قيامها وكفى به ربحا‬ ‫وفوزا‪.‬‬ ‫ومن خصائصه فضل الصدقة فيه عنها في غيره ففي الترمذي عن النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم هو ‪ ,‬سئل أي الصدقة أفضل ؟ قال صدقة في رمضان‬ ‫وثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي ا عنهما قال ‪ :‬كان رسول‬ ‫ا صلى ا عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين‬ ‫يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ‪.‬‬ ‫وكان جبرائيل يلقاه كل ليلة من شهر رمضان فيدارسه القرآن فلرسول ا‬ ‫أجود بالخير من الريح المرسلة ورواه أحمد ‪.‬‬ ‫وزاد ول يسأل شيئا إل أعطاه والجود ‪ :‬هو سعة العطاء بالصدقة‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫وفي زيادة جوده صلى ا عليه وسلم في رمضان اغتنام لشرف الزمان‬ ‫ومضاعفة العمل فيه والجر عليه فقد روي عنه صلى ا عليه وسلم كما‬ ‫في حديث سلمان أنه قال في رمضان ‪ :‬من تقرب فيه بخصلة من خصال‬ ‫الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى‬ ‫سبعين فريضة فيما سواه ولن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في‬ ‫تكفير الخطايا والوقاية من النار ففي الحديث الصحيح الصوم جنة أي‬ ‫وقاية من النار وفي الصحيح أيضا قال صلى ا عليه وسلم اتقوا النار‬ ‫ولو بشق تمرة ‪.‬‬ ‫ومن خصائص رمضان أن العمرة فيه تعدل حجة فقد ثبت في الصحيحين‬ ‫عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قال ‪ :‬عمرة في رمضان تعدل حجة‬ ‫وفي رواية‪ :‬حجة معي ‪.‬‬ ‫ضاَن الِّذي أُْنِزَل ِفيِه اْلقُْرآُن ُهًدى‬ ‫ومن خصائصه أنه شهر القرآن َ‬ ‫شْهُر َرَم َ‬ ‫ت ِمَن اْلُهَدى َواْلفُْرَقاِن ]البقرة الية‪ [185 :‬فللقرآن فيه شأن‬ ‫س َوبَيَّنا ٍ‬ ‫ِللّنا ِ‬ ‫في إصلح القلوب والهداية للتي هي أقوم لمن تله وتدبره وسأل ا به‬ ‫وكم جاء عن النبي صلى ا عليه وسلم هو ‪ ,‬من بيان لفضل تلوة القرآن ؟‬ ‫بقوله صلى ا عليه وسلم‪ :‬الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة‬ ‫والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران وقوله صلى ا‬ ‫عليه وسلم ‪ :‬اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لهله يوم القيامة وقوله‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ :‬إن ا يرفع بهذا الكتاب أقواما وقوله صلى ا‬ ‫عليه وسلم ‪ :‬خيركم من تعّلم القرآن وعلمه وكلها أحاديث صحيحة‬ ‫متضمنة لعظم البشارات لتالي القرآن عن تفكر وتدبر فكيف إذا كان في‬ ‫رمضان ؟‬ ‫جعلنا ا من أهل القرآن الذين هم أهل ا وخاصته‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫لمن أدرك رمضان‬ ‫اغتنام الوقات بالعمال الصالحات قبل الندم عليها‬ ‫عن ابن عمر رضي ا عنهما قال ‪ :‬أخذ رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫بمنكبي فقال‪ ) :‬كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (‪.‬‬ ‫وكان ابن عمر رضي ا عنهما يقول ‪ :‬إذا أمسيت فل تنتظر الصباح وإذا‬ ‫أصبحت فل تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك‪.‬‬ ‫هذا الحديث أصل في قصر المل في الدنيا وأن المؤمن ل ينبغي له أن يتخذ‬ ‫الدنيا وطنا ً ومسكناً فيطمئن فيها ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح‬ ‫سفر‪ :‬يهيء جهازه للرحيل‪ :‬قال تعالى ‪ ) :‬يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا‬ ‫متاع وإن الخرة هي دار القرار ( ‪.‬‬ ‫وكان النبي صلى ا عليه وسلم يقول‪ )):‬مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل‬ ‫الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها ( ‪.‬‬ ‫ومن وصايا المسيح عليه السلم لصحابه أنه قال لهم ‪ :‬من ذا الذي يبني‬ ‫على موج البحر داراً تلكم الدنيا فل تتخذوها قراراً ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫وكان علي بن أبي طالب رضي ا عنه يقول ‪ :‬إن الدنيا قد أرتحلت مدبرة‬ ‫وإن الخرة قد أرتحلت مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الخرة ول‬ ‫تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ول حساب وغداً حساب ول عمل ‪.‬‬ ‫قال بعض الحكماء‪ :‬عجب ممن الدنيا مولية عنه والخرة مقبلة إليه يشتغل‬ ‫بالمدبرة ويعرض عن المقبلة‪.‬‬ ‫وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته‪ :‬إن الدنيا ليست بدار قراركم كتب ا‬ ‫عليها الفناء وكتب على آهلها منها الظعن فاحسنوا رحمكم ا منها الرحلة‬ ‫بأحسن ما بحضراتكم من المقلة وتزودوا فإن خير الزاد التقوى‪.‬‬ ‫حال المؤمن في الدنيا‬ ‫وإذا لم تكن الدنيا للمؤمن دار إقامة ول وطناً فينبغي للمؤمن أن يكون حاله‬ ‫فيها على أحد حالين ‪ :‬إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة همه‬ ‫التزود للرجوع إلى وطنه أو يكون كأنه مسافر غير مقيم البتة بل هو ليله‬ ‫ونهاره يسير إلى بلد القامة فلهذا وصى النبي صلى ا عليه وسلم ابن‬ ‫عمر أن يكون في الدنيا عبى أحد هذين الحالين ‪:‬‬ ‫فأحدهما‪ :‬أن ينزل المؤمن نفسه كأنه غريب في الدنيا يتخيل القامة لكن‬ ‫في بلد غربة فهو غير متعلق القلب ببلد الغربة لب قلبه متعلق بوطنه‬ ‫الذي يرجع إليه ‪ :‬قال الحسن‪ :‬المؤمن في الدنيا كالغريب لنه لما خلق آدم‬ ‫أسكن هو وزوجته الجنة ثم أهبطا منها ووعدا الرجوع إليها وصالح‬ ‫ذريتهما فالمؤمن أبداً يحن إلى وطنه الول‪.‬‬ ‫فحي على جنات عدن فإنها ** منازلك الولى وفيها المخيم‬ ‫ولكننا سبي العدو فهل ترى ** نعود إلى أوطاننا ونسلم‬ ‫وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ** وشطت به أوطانه فهو مغرم‬ ‫وأي اغتراب فوق غربتها التي ** لها أضحت العداء فينا تحكم‬ ‫كان عطاء السلمي يقول في دعائه ‪ :‬اللهم ارحم في الدنيا غربتي وارحم‬ ‫في القبر وحشتي وارحم موقفي غداً بين يديك ‪.‬‬ ‫وما أحسن قول يحي بن معاذ الرازي ‪ :‬الدنيا خمر الشيطان من سكر منها‬ ‫لم يفق إل في عسكر الموتى نادما ً مع الخاسرين‪.‬‬ ‫الحال الثاني ‪ :‬أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا كأنه مسافر غير مقيم البتة‬ ‫وإنما هو سائر في قطع منازل السفر حتى ينتهي به السفر إلى آخر ه وهو‬ ‫الموت ومن كانت هذه حاله في الدنيا فهمته تحصيل الزاد للسفر وليس له‬

‫‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫همة في الستكثار من متاع الدنيا ولهذا أوصى النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫جماعة من أصحابه أن يكون بلغهم من الدنيا كزاد الراكب‪.‬‬ ‫قيل لمحمد بن واسع ‪ :‬كيف أصبحت‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ما ظنك برجل يرتحل كل يوم ورحله إلى الخرة ؟‬ ‫الحث على اغتنام أوقات العمر‬ ‫وقال الحسن‪ :‬إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك‪.‬‬ ‫وقال ابن آدم إنما أنت بين مطيتين يوضعانك يوضعك النهار إلى الليل‬ ‫والليل إلى النهار وحتى يسلمانك إلى الخرة ‪.‬‬ ‫قال داود الطائي ‪ :‬إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة‬ ‫ينتهي ذلك بهم إلى آخر سسفرهم فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا‬ ‫لما بين يديها فافعل فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو والمر أعجل من‬ ‫ذلك فتزود لسفرك واقض ما أنت قاض من أمرك فكأنك بالمر قد بغتك‪.‬‬ ‫وكتب بعض السلف إلى أخ ‪ :‬يا أخي يخيل لك أنك مقيم بل أنت دائب السير‬ ‫تساق مع ذلك سوقا ً حثيثاً الموت موجه إليك والدنيا تطوى من ورائك وما‬ ‫مضى من عمرك فليس بكار عليك‪.‬‬ ‫سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ** ول بد للنسان من حمل عدة‬ ‫ول سيما إن خاف صولة قاهر‬ ‫قال بعض الحكماء ‪ :‬كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره وشهره يهدم‬ ‫سنته وسنته تهدم عمره وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله وتقوده‬ ‫حياته إلى موته ‪.‬‬ ‫وقال الفضيل بن عياض لرجل ‪ :‬كم أتت عليك ؟‬ ‫قال ‪ :‬ستون سنة‬ ‫قال‪ :‬فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ‪.‬‬ ‫فقال الرجل ‪ :‬فما الحيلة ؟‬ ‫قال يسيرة‪ ،‬قال‪ :‬ما هي؟‬ ‫قال ‪ :‬تحسن فيما بقي غفر لك ما مضى فإنك إن أسأت أخذت بما مضى‬ ‫وبما بقي‪.‬‬ ‫قال بعض الحكماء‪ :‬من كانت الليالي واليام مطاياه سارت به وإن لم يسر‬ ‫وفي هذا قال بعضهم ‪:‬‬ ‫وما هذه اليام إل مراحل ** يحث بها داع إلى الموت قاصد‬ ‫وأعجب شيء لو تأملت ـ أنها ** منازل تطوى والمسافر قاعد‬ ‫‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫قال الحسن‪ :‬لم يزل الليل والنهار سريعين في نقص العمار وتقريب‬ ‫الجال ‪.‬‬ ‫وكتب الوزاعي إلى أخ له‪ :‬أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب وأعلم أنه‬ ‫يسار بك قي كل يوم وليلة فأحذر ا والمقام بين يديه ولن يكون آخر‬ ‫عهدك به والسلم‪.‬‬ ‫نسير إلى الجال في كل لحظة‬ ‫وأيامنا تطوى وهن مواحل ** ولم أر مثل الموت حقا ً كأنه‬ ‫إذا ما تخطفه الماني باطل ** وما أقبح التقريط الصبا‬ ‫فكيف به والشيب للرأس شامل ** ترحل من الدنيا بزاد من التقى‬ ‫فعمرك أيام وهن قلئل ** ذم طول المل والحث على تقصيره‬ ‫وأما وصية ابن عمر وضي ا عنهما فهي مأخوذة من هذا الحديث الذي‬ ‫رواه وهي متضمنة لنهاية قصر المل وأن النسان إذا أمسى لم ينتظر‬ ‫الصباح وإذا أصبح لم ينتظر المساء بل يظن أن أجله يدركه قبل ذلك قال‬ ‫ي شيء الزهد في الدنيا ؟‬ ‫المروزي ‪ :‬قلت لبي عبد ا يعني أحمد أ ّ‬ ‫قال ‪ :‬قصر المل من إذا أصبح‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ل أمسي‪.‬‬ ‫وكان محمد بن واسع إذا أراد أن ينام قال لهله‪ :‬أستودعكم ا فلعلها أن‬ ‫تكون منيتي التي ل أقوم منها فكان هذا دأبه إذا أراد النوم وقال بكر‬ ‫المزني‪ :‬إن استطاع أحدكم أن ل يبيت إل وعهده عند رأسه مكتوب فليفعل‬ ‫فإنه ل يدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا ويصبح في أهل الخرة ‪.‬‬ ‫وقال عون بن عبد ا ‪ :‬ما أنزل الموت كنه منزلته من عّد غداً من أجله‬ ‫وقال بكر المزني‪ :‬إذا أردت أن تنفعك صلتك فقل‪ :‬لعلي ل أصلي غيرها‬ ‫وهذا مأخوذ مما روي عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قال‪ ) :‬صل صلة‬ ‫مودع ( روى عن أبي الدرداء والحسن أنهما قال ‪ :‬ابن آدم إنك لم تزل في‬ ‫هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك ‪.‬‬ ‫ومما أنشد بعض السلف ‪.‬‬ ‫إنا لنفرح باليام نقطعها ** وكل يوم يدني من الجل‬ ‫فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً ** فإنما الربح والخسران في العمل‪.‬‬ ‫الحث على استغلل أيام العمر في العمال الصالحة‬ ‫قوله ‪ ) :‬وخذ من صحتك لسقمك ومن حياتك لموتك ( ‪ ،‬يعني‪ :‬اغتنم‬ ‫العمال الصالحة في الصحة قبل أن يحول بينك وبينها الموت‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫وقد روي معنى هذه الوصية عن النبي صلى ا عليه وسلم ‪ ) :‬نعمتان‬ ‫مغبون فيهما كثيرمن الناس ‪ :‬الصحة والفراغ ( وعن ابن عباس أن‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه ‪ ) :‬اغتنم خمسا ً قبل‬ ‫خمس ‪ :‬شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك‬ ‫قبل شغلك وحياتك قبل موتك ( ‪.‬‬ ‫وقال غنيم بن قيس ‪ :‬كنا نتوسط في أول السلم ‪ :‬ابن آدم اعمل في‬ ‫فراغك قبل شغلك وفي شبابك لكبرك وفي صحتك لمرضك وفي دنياك‬ ‫لخرتك وفي حياتك لموتك‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة عن النبي صلى ا عليه وسلم ‪ ) :‬بادروا بالعمال ستا ً ‪:‬‬ ‫طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة وخاصة أحدكم أو‬ ‫أمر العامة ( ‪.‬‬ ‫وبعض هذه المور العامة ل ينفع بعدها عمل كما قال تعالى ‪) :‬يوم يأتي‬ ‫بعص آيات ربك ل ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في‬ ‫إيمانها خيراً ( ‪.‬‬ ‫وفي الصحيحين عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى ا عليه وسلم قال ‪ ) :‬ل‬ ‫تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا‬ ‫أجمعون فذلك حين ل ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في‬ ‫إيمانها خيراً ( ‪.‬‬ ‫عنه صلى ا عليه وسلم قال ‪ ) :‬ثل ث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم‬ ‫تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيماها خيراً ‪ :‬طلوع الشمس من مغربها‬ ‫والدجال ودابة الرض (‪.‬‬ ‫فالواجب على المؤمن المبادرة بالعمال الصالحة قبل ل يقدر عليها ويحال‬ ‫بينه وبينها ‪ ،‬إما بمرض أو موت أو بأن يدركه بعض هذه اليات التي ل‬ ‫يقبل معها عمل‪.‬‬ ‫قال أبو حازم ‪ :‬إن بضاعة الخرة كاسدة ويوشك أن تنفق فل يوصل منها‬ ‫إلى قليل ول كثير‪.‬‬ ‫ومتى حيل بين النسان والعمل لم يبق له إل الحسرة والسف عليها يتمنى‬ ‫الرجوع إلى حالة يتمكن فيها من العمل ‪ ،‬فل تنفعه المنية‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪ ) :‬وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم ل‬ ‫تنصرون *واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من قبل أن يأتيكم العذاب تغتة وأنتم‬ ‫ل تشعرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب ا وإن كنت‬ ‫‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫لمن الساخرين أو تقول لو أن ا هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين‬ ‫ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ( ‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪ ) :‬حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعما‬ ‫صالحاً فيما تركت كل إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم‬ ‫يبعثون ( ‪.‬‬ ‫اغتنم في الفراغ فضل ركوع ** فعسى أن يكون موتك بغتة‬ ‫كم صحيح رأيت من غير سقم ** ذهبت نفسه الصحيحة فلته‬

‫من أساليب النبي صلى ا عليه وسلم التربوية‬ ‫‪ - 1‬التربية بالقصة‪:‬‬ ‫إن القصة أمر محبب للناس وتترك أثرها في النفوس ومن هنا جاءت‬ ‫القصة كثيرًا في القرآن وأخبر تبارك وتعالى عن شأن كتابه فقال‪}:‬نحن‬ ‫نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن{ }لقد كان في‬ ‫قصصهم عبرة لولي اللباب ما كان حديثا ً يفترى{ وأمر نبيه صلى ا‬ ‫عليه وسلم بذلك فقال ‪ } :‬واقصص القصص لعلهم يتفكرون { ولهذا فقد‬ ‫سلك النبي صلى ا عليه وسلم هذا المنهج واستخدم هذا السلوب ‪.‬‬ ‫شاب من أصحاب النبي صلى ا عليه وسلم وهو خباب بن الرت رضي‬ ‫ا عنه يبلغ به الذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫شاكياً له ما أصابه فيقول رضي ا عنه ‪:‬أتيت النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة ‪ -‬فقلت‬ ‫‪:‬أل تدعو ا؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال‪ » :‬لقد كان كان من قبلكم‬ ‫ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أوعصب‪ ،‬مايصرفه ذلك عن‬ ‫دينه‪ ،‬ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن‬ ‫دينه وليتمن ا هذا المر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما‬ ‫يخاف إل ا « ]رواه البخاري )‪[3852‬‬ ‫وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي فيها النبي صلى‬ ‫ا عليه وسلم قصة من القصص فمن ذلك‪ :‬قصة الثلثة الذين آواهم‬ ‫المبيت إلى الغار وقصة الذي قتل مائة نفس وقصة العمى والبر ص‬ ‫والقرع وقصة أصحاب الخدود‪ .‬وغيرها كثير‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التربية بالموعظة‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫للموعظة أثرها البالغ في النفوس لذا فلم يكن المربي الول صاحب‬ ‫الرسالة صلى ا عليه وسلم يغيب عنه هذا المر أو يهمله فقد كان كما‬ ‫وصفه أحد أصحابه وهو ابن مسعود رضي ا عنه‪»:‬كان رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في اليام كراهة السآمة علينا« ]رواه‬ ‫البخاري ) ‪[ 68‬‬ ‫ويحكي أحد أصحابه وهو العرباض بن سارية رضي ا عنه عن موعظة‬ ‫وعظها إياهم النبي صلى ا عليه وسلم فيقول ‪ :‬وعظنا رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم يوما بعد صلة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون‬ ‫ووجلت منها القلوب‪.‬‬ ‫فقال رجل‪ :‬إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول ا؟‬ ‫قال‪» :‬أوصيكم بتقوى ا والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش‬ ‫منكم يرى اختلفا كثيرا وإياكم ومحدثات المور فإنها ضللة فمن أدرك‬ ‫ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها‬ ‫بالنواجذ « ]رواه الترمذي )‪ ( 2676‬وابن ماجه )‪ [( 42‬وحتى تترك‬ ‫الموعظة أثرها ينبغي أن تكون تخوًل وأل تكون بصفة دائمة ‪.‬‬ ‫عن أبي وائل قال كان عبدا يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا‬ ‫عبدالرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره‬ ‫أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫يتخولنا بها مخافة السآمة علينا ]رواه البخاري )‪ ( 70‬ومسلم )‪[ ( 2821‬‬ ‫‪ - 3‬الجمع بين الترغيب والترهيب‪:‬‬ ‫النفس البشرية فيها إقبال وإدبار وفيها شّرة وفترة ومن ثم كان المنهج‬ ‫التربوي السلمي يتعامل مع هذه النفس بكل هذه العتبارات ومن ذلك‬ ‫الجمع بين الترغيب والترهيب والرجاء والخوف‪.‬‬ ‫عن أنس رضي ا عنه قال خطب رسول ا صلى ا عليه وسلم خطبة ما‬ ‫سمعت مثلها قط‪»:‬قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلً ولبكيتم كثيرًا«‬ ‫قال‪ :‬فغطى أصحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم وجوههم لهم خنين‬ ‫]رواه البخاري )‪ ( 4621‬ومسلم [‪.‬‬ ‫ومن أحاديث الرجاء والترغيب ما حد ث به أبو ذر ‪-‬رضي ا عنه قال أتيت‬ ‫النبي صلى ا عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد‬ ‫استيقظ فقال‪»:‬ما من عبد قال ل إله إل ا ثم مات على ذلك إل دخل‬ ‫الجنة«‬ ‫قلت‪ :‬وإن زنى وإن سرق؟‬ ‫‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫قال‪»:‬وإن زنى وإن سرق«‬ ‫قلت‪ :‬وإن زنى وإن سرق؟‬ ‫قال‪»:‬وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر«‬ ‫وكان أبو ذر إذا حد ث بهذا قال‪ :‬وإن رغم أنف أبي ذر ]رواه البخاري )‬ ‫‪ ( 5827‬ومسلم )‪.[ ( 94‬‬ ‫وعن هريرة رضي ا عنه قال كنا قعودا حول رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول ا صلى ا عليه وسلم من‬ ‫بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا فكنت أول‬ ‫من فزع فخرجت أبتغي رسول ا صلى ا عليه وسلم حتى أتيت حائطا ً‬ ‫للنصار لبني النجار فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد فإذا ربيع يدخل في‬ ‫جوف حائط من بئر خارجة والربيع الجدول فاحتفزت كما يحتفز الثعلب‬ ‫فدخلت على رسول ا صلى ا عليه وسلم فقال‪»:‬أبو هريرة؟«‬ ‫فقلت‪ :‬نعم يارسول ا‪.‬‬ ‫قال‪»:‬ما شأنك؟«‬ ‫قلت‪ :‬كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقتطع دوننا ففزعنا‬ ‫فكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلء‬ ‫الناس ورائي‬ ‫فقال‪»:‬يا أبا هريرة« وأعطاني نعليه‬ ‫قال‪»:‬اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن ل إله‬ ‫إل ا مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة«الحديث‪] .‬رواه مسلم )‪[ ( 31‬‬ ‫والمتأمل في الواقع يلحظ أننا كثيرًا ما نعتني بالترهيب ونركز عليه وهو‬ ‫أمر مطلوب والنفوس تحتاج إليه لكن لبد أن يضاف لذلك الترغيب من‬ ‫خلل الترغيب في نعيم الجنة وثوابها وسعادة الدنيا لمن استقام على طاعة‬ ‫ا وذكر محاسن السلم وأثر تطبيقه على الناس وقد استخدم القرآن‬ ‫الكريم هذا المسلك فقال تعالى‪ }:‬ولو أن أهل القرى { }ولو أنهم أقاموا‬ ‫التوراة { ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬القناع العقلي‪:‬‬ ‫عن أبي أمامة رضي ا عنه قال‪ :‬إن فتى شابا أتى النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول ا ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه قالوا‪:‬‬ ‫مه مه‬ ‫فقال‪» :‬ادنه« فدنا منه قريبا ً‬ ‫قال‪ :‬فجلس قال ‪ » :‬أتحبه لمك ؟ «‬ ‫‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫قال‪ :‬ل وا جعلني ا فداءك‬ ‫قال‪ » :‬ول الناس يحبونه لمهاتهم«‬ ‫قال‪» :‬أفتحبه لبنتك؟«‬ ‫قال‪ :‬ل وا يا رسول ا جعلني ا فداءك‬ ‫قال‪» :‬ول الناس يحبونه لبناتهم«‬ ‫قال‪» :‬أفتحبه لختك؟«‬ ‫قال‪ :‬ل وا جعلني ا فداءك‪ ،‬قال‪» :‬ول الناس يحبونه لخواتهم«‬ ‫قال‪»:‬أفتحبه لعمتك؟«‬ ‫قال‪ :‬ل وا جعلني ا فداءك‬ ‫قال‪» :‬ول الناس يحبونه لعماتهم«‬ ‫قال‪» :‬أفتحبه لخالتك؟«‬ ‫قال‪ :‬ل وا جعلني ا فداءك‬ ‫قال‪» :‬ول الناس يحبونه لخالتهم«‬ ‫قال‪ :‬فوضع يده عليه وقال‪» :‬اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه«‬ ‫فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ]رواه أحمد [ ‪.‬‬ ‫إن هذا الشاب قد جاء والغريزة تتوقد في نفسه مما يدفعه إلى أن يكسر‬ ‫حاجز الحياء ويخاطب النبي صلى ا عليه وسلم علناً أمام أصحابه وأدرك‬ ‫النبي صلى ا عليه وسلم المربي المعلم لديه جانباً لم يدركه فيه أصحابه‬ ‫فما هو؟‬ ‫لقد جاء هذا الشاب يستأذن النبي صلى ا عليه وسلم ولو كان قليل الورع‬ ‫عديم الديانة لم ير أنه بحاجة للستئذان بل كان يمارس ما يريد سراً فأدرك‬ ‫صلى ا عليه وسلم هذا الجانب الخير فيه فما ذا كانت النتيجة ‪» :‬فلم يكن‬ ‫بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء«‬ ‫‪ - 5‬استخدام الحوار والنقاش‪:‬‬ ‫وخير مثال على ذلك موقفه صلى ا عليه وسلم مع النصار في غزوة‬ ‫حنين بعد قسمته للغنائم فقد أعطى صلى ا عليه وسلم المؤلفة قلوبهم‬ ‫وترك النصار فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم فدعاهم صلى ا عليه وسلم وكان‬ ‫بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدا بن زيد رضي ا عنه فيقول‪ :‬لما أفاء‬ ‫ا على رسوله صلى ا عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم‬ ‫ولم يعط النصار شيئا فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال‪:‬‬

‫«يا معشر النصار ألم أجدكم ضلل فهداكم ا بي؟‬ ‫وكنتم متفرقين فألفكم ا بي؟ وعالة فأغناكم ا بي؟» كلما قال شيئا ً‬ ‫قالوا‪ :‬ا ورسوله أمن‬ ‫‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫قال‪« :‬ما يمنعكم أن تجيبوا رسول ا صلى ا عليه وسلم ؟‬ ‫» قال كلما قال شيئا قالوا‪ :‬ا ورسوله أمن‪«:‬‬ ‫قال لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون‬ ‫بالنبي صلى ا عليه وسلم إلى رحالكم؟‬

‫لول الهجرة لكنت امرأ من النصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت‬ ‫وادي النصار وشعبها النصار شعار والناس دثار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا‬ ‫حتى تلقوني على الحوض» ]رواه البخاري )‪ ( 4330‬ومسلم )‪ [ ( 1061‬ففي هذا‬ ‫الموقف استخدم النبي صلى ا عليه وسلم الحوار معهم فوجه لهم سؤالً وانتظر‬ ‫منهم الجابة بل حين لم يجيبوا لقنهم الجابة قائلً ‪) :‬ولو شئتم لقلتم ولصدقتم‬ ‫صدقتم ( ‪.‬‬ ‫و ُ‬

‫‪ - 6‬الغلظ والعقوبة‪:‬‬ ‫وقد ُيغلظ صلى ا عليه وسلم على من وقع في خطأ أو يعاقبه‪:‬‬ ‫فعن أبي مسعود النصاري قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسول ا ل أكاد أدرك‬ ‫الصلة مما يطول بنا فلن‪ ،‬فما رأيت النبي صلى ا عليه وسلم في‬ ‫موعظة أشد غضباً من يومئذ فقال‪ «:‬أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى‬ ‫بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة» ]رواه البخاري‬ ‫)‪ ( 90‬ومسلم )‪.[ ( 466‬‬ ‫وعن زيد بن خالد الجهني ‪-‬رضي ا عنه‪ -‬أن النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫سأله رجل عن اللقطة فقال‪«:‬اعرف وكاءها أو قال‪ :‬وعاءها وعفاصها ثم‬ ‫عرفها سنة ثم استمتع بها فإن جاء ربها فأدها إليه» قال‪ :‬فضالة البل؟‬ ‫فغضب حتى احمرت وجنتاه أو قال احمر وجهه فقال‪ «:‬وما لك ولها معها‬ ‫سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها» قال‪:‬‬ ‫فضالة الغنم؟ قال‪ «:‬لك أو لخيك أو للذئب» ]رواه البخاري )‪ ( 90‬ومسلم )‬ ‫‪.[ ( 1722‬‬ ‫وقد بوب البخاري رحمه ا في صحيحه على هذين الحديثين « باب‬ ‫الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى مايكره»‪.‬‬ ‫وعن عبد ا بن عباس رضي ا عنهما أن رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال‪«:‬يعمد أحدكم‬ ‫إلى جمرة من نار فيجعلها في يده» فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ :‬خذ خاتمك انتفع به‬ ‫قال‪ :‬ل وا ل آخذه أبداً وقد طرحه رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫]رواه مسلم )‪[ ( 2090‬‬ ‫عن سلمة بن الكوع رضي ا عنه أن رجل أكل عند رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال ل أستطيع قال ل استطعت ما منعه‬ ‫‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫إل الكبر قال فما رفعها إلى فيه ]رواه مسلم )‪[( 2021‬‬ ‫إل أن ذلك لم يكن هديه الراتب صلى ا عليه وسلم فقد كان الرفق هو‬ ‫الهدي الراتب له صلى ا عليه وسلم لكن حين يقتضي المقام الغلظ يغلظ‬ ‫صلى ا عليه وسلم ومن الدلة على ذلك‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن ا سبحانه وتعالى وصفه بالرفق واللين أو بما يؤدي إلى ذلك قال‬ ‫تعالى }فبما رحمة من ا لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من‬ ‫حولك{ فوصفه باللين وقال تعالى ‪} :‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز‬ ‫عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم{ ول أدل على وصفه‬ ‫عليه الصلة والسلم من وصف ا له فهو العليم به سبحانه ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وصف أصحابه له ‪:‬‬ ‫فقد وصفه معاوية بن الحكم رضي ا عنه بقوله ‪:‬فبأبي هو وأمي ما رأيت‬ ‫معلما قبله ول بعده أحسن تعليما منه فوا ما كهرني ول ضربني ول‬ ‫شتمني ]رواه مسلم )‪.[ ( 537‬‬ ‫‪ -3‬أمره صلى ا عليه وسلم لصحابه بالرفق فهو القدوة في ذلك وهو‬ ‫الذي نزل عليه }لم تقولون مالتفعلون{ فهو أقرب الناس الى تطبيقه‬ ‫وامتثاله وحينما أرسل معاذاً وأبا موسى إلى اليمن قال لهما ‪« :‬يسرا‬ ‫ولتعسرا وبشرا ولتنفرا» ]رواه البخاري )‪ ( 3038‬ومسلم )‪. [ ( 1733‬‬ ‫‪ -4‬ثناؤه صلى ا عليه وسلم على الرفق ومن ذلك في قوله‪«:‬ماكان‬ ‫الرفق في شيئ إل زانه ولنزع من شيئ إل شانه» وقوله صلى ا عليه‬ ‫وسلم لعائشة ‪«:‬إن ا رفيق يحب الرفق في المر كله» رواه البخاري )‬ ‫‪ ( 6024‬ومسلم )‪ [ ( 2165‬وفي رواية‪«:‬إن ا رفيق يحب الرفق ويعطي‬ ‫على الرفق ما ل يعطي على العنف وما ل يعطي على ما سواه» ]رواه‬ ‫مسلم )‪.[ ( 2593‬‬ ‫وفي حديث جريررضي ا عنه «من يحرم الرفق يحرم الخير» ]رواه‬ ‫مسلم )‪ [ ( 2592‬ويعطي على الرفق ماليعطي على العنف ( ‪.‬‬ ‫‪ -5‬سيرته العملية في التعامل مع أصحابه فقد كان متمثلً الرفق في كل‬ ‫شيئ ومن ذلك ‪:‬‬ ‫أ ( قصة العرابي الذي بال في المسجد والقصة مشهورة‪.‬‬ ‫ب ( قصة عباد بن شرحبيل رضي ا عنه يرويها فيقول‪ :‬أصابنا عام‬ ‫مخمصة فأتيت المدينة فأتيت حائطا من حيطانها فأخذت سنبل ففركته‬ ‫وأكلته وجعلته في كسائي فجاء صاحب الحائط فضربني وأخذ ثوبي فأتيت‬ ‫النبي صلى ا عليه وسلم فأخبرته فقال للرجل‪ «:‬ما أطعمته إذ كان جائعا‬ ‫أو ساغبا ول علمته إذ كان جاهل» فأمره النبي صلى ا عليه وسلم فرد‬ ‫‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫إليه ثوبه وأمر له بوسق من طعام أو نصف وسق ]رواه أحمد )‪( 16067‬‬ ‫وأبو داود )‪ ( 2620‬وابن ماجه )‪.[( 2298‬‬ ‫ج (قصة سلمة بن صخر النصاري رضي ا عنه قال‪ :‬كنت رجل قد أوتيت‬ ‫من جماع النساء ما لم يؤت غيري فلما دخل رمضان تظاهرت من امرأتي‬ ‫حتى ينسلخ رمضان فرقا من أن أصيب منها في ليلتي فأتتابع في ذلك إلى‬ ‫أن يدركني النهار وأنا ل أقدر أن أنزع فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ‬ ‫تكشف لي منها شيء فوثبت عليها فلما أصبحت غدوت على قومي‬ ‫فأخبرتهم خبري فقلت انطلقوا معي إلى رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫فأخبره بأمري فقالوا‪ :‬ل وا ل نفعل نتخوف أن ينزل فينا قرآن أو يقول‬ ‫فينا رسول ا صلى ا عليه وسلم مقالة يبقى علينا عارها ولكن اذهب‬ ‫أنت فاصنع ما بدا لك‬ ‫قال‪ :‬فخرجت فأتيت رسول ا صلى ا عليه وسلم فأخبرته خبري‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬أنت بذاك؟‬ ‫قلت‪ :‬أنا بذاك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أنت بذاك؟‬ ‫قلت‪ :‬أنا بذاك‪.‬‬ ‫قال‪ «:‬أنت بذاك؟‬ ‫قلت‪ :‬أنا بذاك وها أنا ذا فأمض في حكم ا فإني صابر لذلك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أعتق رقبة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فضربت صفحة عنقي بيدي فقلت‪ :‬ل والذي بعثك بالحق ل أملك‬ ‫غيرها‪:‬‬ ‫قال صم شهرين‬ ‫قلت‪ :‬يا رسول ا وهل أصابني ما أصابني إل في الصيام؟‬ ‫قال‪ :‬فأطعم ستين مسكينا‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا عشاء‪.‬‬ ‫قال‪ :‬اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك فأطعم عنك‬ ‫منها وسقا ستين مسكينا ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك‪.‬‬ ‫قال فرجعت إلى قومي فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت‬ ‫عند رسول ا صلى ا عليه وسلم السعة والبركة أمر لي بصدقتكم‬ ‫فادفعوها إلي فدفعوها إلي ]رواه أحمد )‪ ( 23188‬وأبو داود )‪( 2213‬‬ ‫والترمذي وابن ماجه )‪.[2062‬‬

‫‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫‪ - 7‬الهجر‪:‬‬ ‫واستعمل النبي صلى ا عليه وسلم أسلوب الهجر في موقف مشهور في‬ ‫السيرة حين تخلف كعب بن مالك رضي ا عنه وأصحابه عن غزوة تبوك‬ ‫فهجرهم صلى ا عليه وسلم وأصحابه ليكلمهم أحد أكثر من شهر حتى‬ ‫تاب ا تبارك وتعالى عليهم‪.‬‬ ‫إل أن استخدام هذا السلوب لم يكن هديا ً دائما ً له صلى ا عليه وسلم فقد‬ ‫ثبت أن رج ً‬ ‫ل كان يشرب الخمر وكان يضحك النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫والمناط في ذلك هو تحقيقه للمصلحة فمتى كان الهجر مصلحة وردع‬ ‫للمهجور شرع ذلك وإن كان فيه مفسدة وصد له حرم هجره ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬استخدام التوجيه غير المباشر‪:‬‬ ‫ويتمثل التوجيه غير المباشر في أمور منها‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬كونه صلى ا عليه وسلم يقول مابال أقوام دون أن يخصص أحداً‬ ‫بعينه ومن ذلك قوله في قصة بريرة فعن عائشة رضي ا عنها فقالت‬ ‫أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولء‬ ‫لي فلما جاء رسول ا صلى اللهم عليه وسلم ذكرته ذلك قال النبي صلى‬ ‫اللهم عليه وسلم ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولء لمن أعتق ثم قام رسول ا‬ ‫صلى اللهم عليه وسلم على المنبر فقال ما بال أقوام يشترطون شروطا‬ ‫ليست في كتاب ا من اشترط شرطا ليس في كتاب ا فليس له وإن‬ ‫اشترط مائة شرط ]رواه البخاري )‪ ( 2735‬ومسلم [‬ ‫وحديث أنس رضي ا عنه أن نفرا من أصحاب النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫سألوا أزواج النبي صلى ا عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم ل‬ ‫أتزوج النساء وقال بعضهم ل آكل اللحم وقال بعضهم ل أنام على فراش‬ ‫فحمد ا وأثنى عليه فقال ‪»:‬ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام‬ ‫وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني« ]رواه‬ ‫البخاري )‪.[( 1401‬‬ ‫ب ‪ -‬وأحياناً يثني على صفة في الشخص ويحثه على عمل بطريقة غير‬ ‫مباشرة ومن ذلك مارواه عن عبدا بن عمر رضي ا عنهما قال‪ :‬كان‬ ‫الرجل في حياة النبي صلى ا عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم وكنت غلماً أعزب وكنت أنام في المسجد على عهد النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى‬ ‫النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫أعوذ بال من النار أعوذ بال من النار أعوذ بال من النار فلقيهما ملك‬ ‫آخر فقال لي‪ :‬لن تراع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم فقال‪»:‬نعم الرجل عبدا لو كان يصلي بالليل« قال‬ ‫سالم‪ :‬فكان عبدا ل ينام من الليل إل قليلً ]رواه البخاري )‪-3738‬‬ ‫‪.[3739‬‬ ‫ج ‪ -‬وأحياناً يأمر أصحابه بما يريد قوله للرجل عن أنس بن مالك أن رجل‬ ‫دخل على رسول ا صلى ا عليه وسلم وعليه أثر صفرة وكان النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم قلما يواجه رجل في وجهه بشيء يكرهه فلما خرج‬ ‫قال‪ «:‬لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه» ]رواه أبو داود )‪[( 4182‬‬ ‫د ‪ -‬وأحياناً يخاطب غيره وهو يسمع عن سليمان بن صرد قال استب‬ ‫رجلن عند النبي صلى ا عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب‬ ‫صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى ا عليه وسلم ‪ »:‬إني‬ ‫لعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال‪ :‬أعوذ بال من الشيطان‬ ‫الرجيم« فقالوا للرجل‪ :‬أل تسمع ما يقول النبي صلى ا عليه وسلم ؟ قال‪:‬‬ ‫إني لست بمجنون ]رواه البخاري )‪ ( 6115‬ومسلم )‪[( 2610‬‬ ‫‪ - 9‬استثمار المواقف والفر ص‪:‬‬ ‫عن أنس رضي ا عنه أن النبي صلى ا عليه وسلم كان مع أصحابه‬ ‫يوماً وإذا بامرأة من السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته ضمته فقال صلى‬ ‫ا عليه وسلم ‪»:‬أترون هذه طارحة ولدها في النار«‬ ‫قالوا‪ :‬ل‬ ‫قال‪»:‬وا ليلقي حبيبه في النار؟« ]رواه البخاري ) ‪ ( 5999‬ومسلم )‬ ‫‪.[.( 2754‬‬ ‫فل يستوي أثر المعاني حين تربط بصور محسوسة مع عرضها في صورة‬ ‫مجردة جافة‪.‬‬ ‫إن المواقف تستثير مشاعر جياشة في النفس فحين يستثمر هذا الموقف‬ ‫يقع التعليم موقعه المناسب ويبقى الحد ث وما صاحبه من توجيه وتعليم‬ ‫صورة منقوشة في الذاكرة تستعصي على النسيان‪.‬‬ ‫والمواقف متنوعة فقد يكون الموقف موقف حزن وخوف فيستخدم في‬ ‫الوعظ‪ ،‬كما في وعظه صلى ا عليه وسلم أصحابه عند القبر‪.‬‬ ‫عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول ا صلى ا عليه وسلم في‬ ‫جنازة رجل من النصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول ا‬ ‫‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫صلى اللهم عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده‬ ‫عود ينكت به في الرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بال من عذاب القبر‬ ‫مرتين أو ثلثا ثم ذكر الحديث الطويل في وصف عذاب القبر وقتنته‪] .‬رواه‬ ‫ابو داوود )‪[( 4753‬‬ ‫ب ـ وقد يكون وقد يكون موقف مصيبة إذا أمر حل بالنسان فيستثمر ذلك‬ ‫في ربطه بال تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫عن زيد بن أرقم قال أصابني رمد فعادني النبي صلى ا عليه وسلم قال‬ ‫فلما برأت خرجت قال فقال لي رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ »:‬أرأيت لو‬ ‫كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعًا؟«‬ ‫قال‪ :‬قلت‪ :‬لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت قال‪»:‬لو كانت عيناك‬ ‫لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت ا عز وجل ول ذنب لك« ]رواه‬ ‫أحمد[‬ ‫بل إن النبي صلى ا عليه وسلم استخدم مثل هذا الموقف لتقرير قضية‬ ‫مهمة لها شأنها وأثرها كما فعل حين دعائه للمريض بهذا الدعاء عن عبد‬ ‫ا بن عمرو بن العا ص رضي ا عنهما أن رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم قال‪»:‬إذا جاء الرجل يعود مريضا قال‪ :‬اللهم اشف عبدك ينكأ لك‬ ‫عدوا ويمشي لك إلى الصلة« ]رواه أحمد )‪[( 6564‬‬ ‫إنه يوصي المسلم بعظم مهمته وشأنه وعلو دوره في الحياة‪ ،‬فهو بين أن‬ ‫يتقدم بعبادة خالصة ل أو يساهم في نصرة دين ا والذب عنه ‪.‬‬ ‫ج ـ وقد يكون الموقف ظاهرة كونية مجردة لكنه صلى ا عليه وسلم‬ ‫يستثمره ليربطه بهذا المعنى عن جرير بن عبدا رضي ا عنه قال كنا‬ ‫عند النبي صلى ا عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال‪»:‬إنكم‬ ‫سترون ربكم كما ترون هذا القمر ل تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن ل‬ ‫تغلبوا على صلة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا« ثم قرأ }وسبح‬ ‫بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب{ ]رواه البخاري )‪( 554‬‬ ‫ومسلم[‬ ‫دـ وقد يكون الموقف مثيرًا‪ ،‬يستثير العاطفة والمشاعر كما في حديث أنس‬ ‫السابق في قصة المرأة‬ ‫‪ - 10‬التشجيع والثناء‪:‬‬ ‫سأله أبو هريرة رضي ا عنه يوماً ‪:‬من أسعد الناس بشفاعتك ؟‬ ‫فقال صلى ا عليه وسلم »لقد ظننت أن ليسألني أحد عن هذا الحديث‬ ‫أول منك لما علمت من حرصك على الحديث« ]رواه البخاري ) ‪.[ ( 99‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫فتخيل معي أخي القاريء موقف أبي هريرة وهو يسمع هذا الثناء وهذه‬ ‫الشهادة من أستاذ الساتذة وشيخ المشايخ صلى ا عليه وسلم بحرصه‬ ‫على العلم بل وتفوقه على الكثير من أقرانه وتصور كيف يكون أثر هذا‬ ‫الشعور دافعاً لمزيد من الحر ص والجتهاد والعناية‪.‬‬ ‫وحين سأل أبَي بن كعب‪» :‬أبا المنذر أي آية في كتاب ا أعظم؟«‬ ‫فقال أبي‪:‬آية الكرسي‪ .‬قال له صلى ا عليه وسلم »ليهنك العلم أبا‬ ‫المنذر« ]رواه مسلم ) ‪ ( 810‬وأحمد ) ‪." [( 5/142‬‬ ‫إن المر قد ليعدو كلمة ثناء أو عبارة تشجيع تنقل الطالب مواقع ومراتب‬ ‫في سلم الحر ص والجتهاد‪ .‬والنفس أياً كان شأنها تميل إلى الرغبة في‬ ‫الشعور بالنجاز‪.‬‬ ‫ويدفعها ثناء الناس المنضبط خطوات أكثر‪.‬‬ ‫والتشجيع والثناء حث للخرين ودعوة غير مباشرة لهم لن يسلكوا هذا‬ ‫الرجل الذي توجه الثناء له‪.‬‬ ‫تحية رمضان أيها الناس‪:‬‬ ‫لقد جاءكم شهر رمضان محيا بتحايا تضفي إليه من الجلل جللً ومن‬ ‫البهاء بهاًء أتاكم رمضان يحمل الجوع والعطش ترى الطعام أمامك‬ ‫وتشتهية نفسك وتصل إليه يدك ولكنك لتستطيع أن تأكله ويلهب الظمأ‬ ‫جوفك والماء من حولك لتقدرعلى الرتواء منه‪.‬‬ ‫ويأخذ النعاس بلبك ويداعب النوم جفنيك ‪.‬‬ ‫ويأتي رمضان ليوقظك لسحورك ‪.‬‬ ‫إنها ترادف حلقات الصبر والمصابرة‪.‬‬ ‫ولقد صدق رسول ا صلى ا عليه وسلم إذ يقول‪ :‬الصوم نصف‬ ‫الصبر‪..‬رواه الترمذي وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫فياسعد الصائم كيف ينال الجر في ظمئة وجوعه عند من ليظلم مثقال ذرة‬ ‫سِبيِل ّ‬ ‫اِ َول‬ ‫ص ٌ‬ ‫صةٌ ِفي َ‬ ‫ب َول َمْخَم َ‬ ‫صيبُ​ُهْم ظَ​َمأ ٌ َول نَ َ‬ ‫‪َ ) :‬ذلَِك بِأ َنُّهْم ل يُ ِ‬ ‫ب لَُهْم بِ​ِه َعَمٌل‬ ‫يَطَُأوَن َمْوِطئا ً يُِغيظُ اْلُكّفاَر َول يَ​َناُلوَن ِمْن َعُدّو نَْيلً إِّل ُكتِ َ‬ ‫صالٌِح إِّن ّ‬ ‫سِنيَن ()التوبة‪ :‬من الية ‪( 120‬‬ ‫َ‬ ‫ضيُع أَْجَر اْلُمْح ِ‬ ‫اَ ل ي ُ ِ‬ ‫لقد جاء رمضان لينيب الناس فيه إلى ربهم ويؤموا بيوته ليعمروها‬ ‫بالتراويح والذكر تمتلئ بهم المساجد متعبدين أو متعلمين والمساجد في‬ ‫القطار حفل بالعباد صفا واحدا متراصة أقدامهم وجباههم على الرض‬ ‫سواء الغني والفقير والوضيع والغطريف الصعلوك والوزير والمير‬

‫‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫يذلون ل فيعطيهم ا بهذه الذلة عزة على الناس كلهم إن حسن القصد‬ ‫واستصوب العمل‬ ‫ول غرو أيها المسلمون إذ من ذل ل أعزه ا ومن كان ل عبدا مطيعا‬ ‫جعله ا بين الناس سيدا ومن كان مع ا باتباع شرعه والوقوف عند‬ ‫أمره ونهيه كان ا معه بالنصرة والتوفيق والغرفان‬ ‫وبذلك عباد ا ساد أجدادنا الناس وحازوا المجد من اطرافه وأقاموا دولة‬ ‫ماعرف التاريخ أنبل منها ول أفضل ولأكرم ولأعدل فماذا بعد الحق إل‬ ‫الضلل نعم لم يكونوا خواء بل إنهم ُيذكرون إذا ذكر رمضان وُيذكر‬ ‫رمضان إن ذكروا فيه نزل القرآن على سيد البشر صلى ا عليه وسلم‬ ‫وهو لعمر ا حياة الناس عند الموت ونورهم عند الظلمة‪.‬‬ ‫وفي رمضان نصر ا المؤمنين ببدر وهو أذلة وسماه يوم الفرقان يوم‬ ‫التقى الجمعان وفي رمضان ُفتحت مكة لنبينا صلى ا عليه وسلم فطهرها‬ ‫من وساوس الوثنية وأزاح منها كل قوى التقهقر والشرك وفي رمضان‬ ‫يفتح ا على خالد بن الوليد في اليرموك وعلى سعد في القادسية وعلى‬ ‫طارق بن زياد في الندلس عند نهر لكة وعلى المللك قطز والظاهر بيبرس‬ ‫ضد جحافل التتار فُقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد ل رب العالمين‬ ‫وكذا حطين وجلولء ورمضان فيه وفيه وفيه هذا هو رمضان الذي يجمع‬ ‫للصائم صحة الجسم وعلو الروح وعظمة النفس ورضاء ا قبل كل شئ‬ ‫وبعده‪.‬‬ ‫رمضان أيها الناس شهر الحب والوئام فكونوا أوسع صدراً وأندى لسانا ً‬ ‫وأبعد عن المخاصمة والشروإذا رأيتم من أهليكم زلة فيه فاحتملوها وإن‬ ‫وجدتم ُفرجة فسدوها واصبروا عليها وإن بادأكم أحد بالخصام فل تقابلوه‬ ‫بمثله بل ليقل أحدكم‪ :‬إني صائم ‪.‬‬ ‫وإل فكيف يرجو من يمقت ذلك أن يكون له ثواب الصائمين وهو قد صام‬ ‫عن الطعام الحلل وأفطر على ماسواه من الحرام قال رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم‪ :‬من لم يدع قول الزور والعمل به فليس ل حاجة في ان يدع‬ ‫طعامه وشرابه ( رواه البخاري‪.‬‬ ‫وإن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى ا عليه وسلم فكادتا أن تموتا من‬ ‫العطش فذكر ذلك للنبي صلى ا عليه وسلم فاعرض ثم ُذكرتا له فدعاهما‬ ‫فامرهما أن يتقيا فقاءتا ملء قدح قيحا وصديدا ولحما عبيطا فقال النبي‬ ‫‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫صلى ا عليه وسلم‪ :‬إن هاتين صامتا عما أحل ا لهما وأفطرتا على‬ ‫ماحرم ا عليهما جلست إحداهما إلى الخرى فجعلتا تأكلن لحوم الناس (‬ ‫رواه المام احمد‪.‬‬ ‫فلأله إل ا ماأعظم هذا الجرم ولأله إل ا ماأعظمه من انتهاك لحرمة‬ ‫الشهر أعاذنا ا وإياكم من ذلك‪.‬‬

‫فضل قيام رمضان‬ ‫فإذا تبين ما في القيام من خصال الخير وعظيم الجر وجزيل الجر وأنه من خصال‬ ‫التقوى التي فرض ا سبحانه الصيام لتحقيقها وتكميلها وتحصيل عواقبها الطيبة‬ ‫وآثارها المباركة ظهر لك أن الصيام والقيام في رمضان متلزمان عند أهل اليمان‬ ‫فإن القيام في رمضان من الشعائر العظيمة التي سنها رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم بقوله وفعله ورغب فيها ‪.‬‬ ‫ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي ا عنه قال ‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪ :‬من قام رمضان إيمانا هو ‪ ,‬واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه‬ ‫وثبت في الصحيح عن عائشة رضي ا عنها أن النبي صلى ا عليه وسلم صلى‬ ‫في المسجد من جوف الليل فصلى بصلته ناس من أصحابه ثل ث ليال ‪.‬‬ ‫فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله أي امتل من الناس فلم يخرج إليهم‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من‬ ‫الخروج إليكم إل أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان ‪.‬‬ ‫وفي هذا الحديث شفقة النبي صلى ا عليه وسلم على أمته ‪.‬‬ ‫وفيه حر ص الصحابة رضي ا عنهم على السنة ورغبتهم في قيام الليل‪.‬‬ ‫وفي الصحيحين أيضا عن النبي صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬من قام ليلة القدر‬ ‫إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وهذا من أدلة فضل قيام رمضان وخاصة‬ ‫العشر الواخر منه فقد كانت سنة النبي صلى ا عليه وسلم إحياؤها تحريا لليلة‬ ‫القدر طلبا لما فيها من عظيم الجر ‪.‬‬ ‫وقيام رمضان شامل للصلة في أوله وآخره والتراويح من قيام رمضان ففي السنن‬ ‫وغيرها عن أبي ذر رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قال ‪ :‬إنه‬ ‫من قام مع المام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة فينبغي الحر ص عليها والعتناء‬

‫‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫بها رغبة في الخير وطلبا للجر فيصلي المرء مع المام حتى ينصرف ليحصل له‬ ‫أجر قيام ليلة ‪.‬‬ ‫وإن أحب أن يصلي من آخر الليل ما كتب له ‪ -‬فله ذلك ليفوز بفضائل صلة جوف‬ ‫الليل فإنها كما سبق مشهودة مكتوبة يسمع فيها الدعاء ويستجاب وتقضى المسألة‬ ‫ويغفر الذنب إلى غير ذلك مما جاء في فضله ‪.‬‬ ‫فقد صح عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قال ‪ :‬صلة الليل مثنى مثنى فلم يقيد‬ ‫الصلة بعدد فيصلي ما شاء ا غير أنه ل يوتر إن كان أوتر مع المام أول الليل‬ ‫لقوله صلى ا عليه وسلم ‪ :‬ل وتران في ليلة‬ ‫والمقصود أن أوقات شهر رمضان أوقات شريفة مباركة ينبغي للموفق أن يغتنمها‬ ‫في جليل القرب واللحاح على ا بالطلب لخيري الدنيا والخرة والتوفيق من ا‬ ‫فإنه هو الرحمن المستعان وعليه التكلن ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم فهو‬ ‫حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬

‫فقه الصيام سبعون مسألة في الصيام‬ ‫الحمد ل نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات‬ ‫أعمالنا من يهده ا فل مضّل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله‬ ‫إل ا وحده لشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ‪:‬‬ ‫فإن ا قد امتن على عباده بمواسم الخيرات فيها تضاعف الحسنات‬ ‫وُتمحى السيئات وُترفع الدرجات تتوجه فيها نفوس المؤمنين إلى مولها‬ ‫فقد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ‪.‬‬ ‫وإنما خلق ا الخلق لعبادته فقال ‪ ) :‬وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون‬ ‫ ( ومن أعظم العبادات الصيام الذي فرضه ا على العباد‬ ‫فقال ‪ ) :‬كتب عليكم الصيام كما ُكتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (‬ ‫ورغبهم فيه‬ ‫فقال ‪ ) :‬وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ( وأرشدهم إلى شكره‬ ‫على فرضه بقوله ‪ ) :‬ولتكبروا ا على ما هداكم ولعلكم تشكرون ( وحبّبه‬ ‫إليهم وخّففه عليهم لئل تستثقل النفوس ترك العادات وهجر المألوفات‬ ‫فقال عّز وجّل‪ ) :‬أياما معدودات ( ورحمهم ونأى بهم عن الحرج والضرر‬ ‫فقال سبحانه ‪ ) :‬فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر (‬ ‫فل عجب أن ُتقبل قلوب المؤمنين في هذا الشهر على ربهم الرحيم‬ ‫يخافونه من فوقهم ويرجون ثوابه والفوز العظيم ‪.‬‬ ‫ولما كان قدر هذه العبادة عظيما كان لبّد من تعّلم الحكام المتعلقة بشهر‬ ‫الصيام ليعرف المسلم ما هو واجب فيفعله وما هو حرام فيجتنبه وما هو‬ ‫مباح فل يضّيق على نفسه بالمتناع عنه ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫وهذه الرسالة تتضمن خلصات في أحكام الصيام وآدابه وسننه كتبتها‬ ‫باختصار عسى ا أن ينفعني بها وإخواني المسلمين والحمد ل رب‬ ‫العالمين‪.‬‬ ‫تعريف الصيام‬ ‫‪ -1‬الصوم لغة ‪ :‬المساك وشرعا المساك عن المف ّ‬ ‫طرات من طلوع‬ ‫الفجر الثاني إلى غروب الشمس بالنية ‪.‬‬

‫‪ -2‬حكم الصيام‬ ‫‪ -2‬أجمعت المة على أن صوم شهر رمضان فرض والدليل من الكتاب‬ ‫قول ا تعالى ‪ ) :‬يا أيها الذين آمنوا ُكِتب عليكم الصيام كما كتب على‬ ‫الذين من قبلكم لعلكم تتقون ( و من السنة قول الرسول صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪ُ :‬بني السلم على خمس ‪ :‬وذكر منها صوم رمضان رواه البخاري‬ ‫فتح ‪ 1/49‬ومن أفطر شيئا من رمضان بغير عذر فقد أتى كبيرة عظيمة‬ ‫قال النبي صلى ا عليه وسلم في الرؤيا التي رآها ‪ " :‬حتى إذا كنت في‬ ‫سواء الجبل إذا بأصوات شديدة قلت ‪ :‬ما هذه الصوات ؟‬ ‫قالوا ‪ :‬هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم‬ ‫مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال ‪ :‬قلت ‪ :‬من هؤلء ؟‬ ‫قال ‪ :‬الذين ُيفطرون قبل تحّلة صومهم " أي قبل وقت الفطار صحيح‬ ‫الترغيب ‪.1/420‬‬ ‫قال الحافظ الذهبي رحمه ا تعالى ‪ :‬وعند المؤمنين مقرر أن من ترك‬ ‫صوم رمضان من غير عذر أنه شّر من الزاني ومدمن الخمر بل يشّكون‬ ‫في إسلمه ويظّنون به الزندقة والنحلل ‪.‬‬ ‫وقال شيخ السلم رحمه ا ‪ :‬إذا أفطر في رمضان مستحل لذلك وهو‬ ‫عالم بتحريمه استحلل له وجب قتله وإن كان فاسقا عوقب عن فطره في‬ ‫رمضان ‪ .‬مجموع الفتاوى ‪25/265‬‬

‫فضل الصيام‬ ‫فضل الصيام عظيم ومما ورد في ذلك من الحاديث الصحيحة ‪ :‬أن الصيام‬ ‫قد اختصه ا لنفسه وأنه يجزي به فيضاعف أجر صاحبه بل حساب‬ ‫لحديث ‪ " :‬إل الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " البخاري فتح رقم ‪1904‬‬ ‫صحيح الترغيب ‪ ، 1/407‬وأن الصوم ل ِعدل له النسائي ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫‪ 4/165‬وهو في صحيح الترغيب ‪ 1/413‬وأن دعوة الصائم ل ُترّد رواه‬ ‫البيهقي ‪ 3/345‬وهو في السلسلة الصحيحة ‪ 1797‬وأن للصائم فرحتين‬ ‫إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي رّبه فرح بصومه رواه مسلم ‪ ، 2/807‬وأن‬ ‫الصيام يشفع " للعبد يوم القيامة يقول ‪ :‬أي رّب منعته الطعام والشهوات‬ ‫سن الهيثمي إسناده ‪:‬‬ ‫بالنهار فشفعني فيه " رواه أحمد ‪ 2/174‬وح ّ‬ ‫المجمع ‪ 3/181‬وهو في صحيح الترغيب ‪ ، 1/411‬وأن " خلوف فم‬ ‫الصائم أطيب عند ا من ريح المسك " مسلم ‪ 2/807‬وأن " الصوم ُجّنة‬ ‫وحصن حصين من النار " رواه أحمد ‪ 2/402‬وهو في صحيح الترغيب‬ ‫‪ 1/411‬وصحيح الجامع ‪ ، 3880‬وأّن " من صام يوما في سبيل ا باعد‬ ‫ا بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا " رواه مسلم ‪ ، 2/808‬وأّن‬ ‫" من صام يوما ابتغاء وجه ا ُختم له به دخل الجّنة " رواه أحمد‬ ‫‪ 5/391‬وهو في صحيح الترغيب ‪. 1/412‬‬ ‫وأّن في الجنة بابا " ُيقال له الريان يدخل منه الصائمون ل يدخل منه أحد‬ ‫غيرهم فإذا دخلوا ُأغلق فلم يدخل منه أحد " البخاري فتح رقم ‪. 1797‬‬ ‫وأما رمضان فإنه ركن السلم وقد ُأنزل فيه القرآن وفيه ليلة خير من ألف‬ ‫ب َجَهنَّم‬ ‫ب اْلَجنِّة َوُغلّقَْت أَْبَوا ُ‬ ‫ضاُن فُتَّحْت أَْبَوا ُ‬ ‫شهر و " إَِذا َدَخَل َرَم َ‬ ‫شَياِطيُن " رواه البخاري الفتح رقم ‪ 3277‬وصيامه يعدل صيام‬ ‫ت ال ّ‬ ‫َو ُ‬ ‫سلَ ِ‬ ‫سْل ِ‬ ‫عشرة أشهر أنظر مسند أحمد ‪ 5/280‬وصحيح الترغيب ‪ 1/421‬و " من‬ ‫صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري‬ ‫فتح رقم ‪ 37‬و "ل عّز وجّل عند كّل فطر عتقاء " رواه أحمد ‪5/256‬‬ ‫وهو في صحيح الترغيب ‪. 1/419‬‬ ‫من فوائد الصيام‬ ‫‪ -4‬في الصيام حكم وفوائد كثيرة مدارها على التقوى التي ذكرها ا عز‬ ‫وجل في قوله ‪ " :‬لعلكم تتقون " وبيان ذلك ‪ :‬أن النفس إذا امتنعت عن‬ ‫الحلل طمعا في مرضاة ا تعالى وخوفا من عقابه فأولى أن تنقاد‬ ‫للمتناع عن الحرام ‪.‬‬ ‫وأن النسان إذا جاع بطنه اندفع جوع كثير من حواسه فإذا شبع بطنه‬ ‫جاع لسانه وعينه ويده وفرجه فالصيام يؤدي إلى قهر الشيطان وكسر‬ ‫الشهوة وحفظ الجوارح ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫وأن الصائم إذا ذاق ألم الجوع أحس بحال الفقراء فرحمهم وأعطاهم ما‬ ‫يسّد جوعتهم إذ ليس الخبر كالمعاينة ول يعلم الراكب مشقة الراجل إل‬ ‫إذا ترّجل ‪.‬‬ ‫وأن الصيام يربي الرادة على اجتناب الهوى والبعد عن المعاصي إذ فيه‬ ‫قهر للطبع وفطم للنفس عن مألوفاتها ‪.‬‬ ‫وفيه كذلك اعتياد النظام ودقة المواعيد مما يعالج فوضى الكثيرين لو‬ ‫عقلوا ‪.‬‬ ‫وفي الصيام إعلن لمبدأ وحدة المسلمين فتصوم المة وُتفطر في شهر‬ ‫واحد ‪.‬‬ ‫وفيه فرصة عظيمة للدعاة إلى ا سبحانه فهذه أفئدة الناس تهوي إلى‬ ‫المساجد ومنهم من يدخله لول مرة ومنهم من لم يدخله منذ زمن بعيد‬ ‫وهم في حال رّقة نادرة فل بّد من انتهاز الفرصة بالمواعظ المرّققة‬ ‫والدروس المناسبة والكلمات النافعة مع التعاون على البّر والتقوى ‪.‬‬ ‫وعلى الداعية أن ل ينشغل بالخرين كلّيا وينسى نفسه فيكون كالفتيلة‬ ‫تضيء للناس وُتحرق نفسها ‪.‬‬ ‫‪ -5‬آداب الصيام وسننه‬ ‫ومنها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب فمن ذلك ‪:‬‬ ‫الحر ص على السحور وتأخيره قال النبي صلى ا عليه وسلم ‪" :‬‬ ‫تسحروا فإن في السحور بركة " رواه البخاري فتح ‪ 4/139‬فهو الغداء‬ ‫المبارك وفيه مخالفة لهل الكتاب و " ِنعَم سحور المؤمن التمر " رواه‬ ‫أبو داود رقم ‪ 2345‬وهو في صحيح الترغيب ‪1/448‬‬ ‫تعجيل الفطر لقوله صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬ل يزال الناس بخير ما عّجلوا‬ ‫الفطر رواه البخاري فتح ‪ ، 4/198‬وأن يفطر على ما ورد في حديث أنس‬ ‫رضي ا عنه قال ‪ " :‬كان النبي صلى ا عليه وسلم ُيفطر قبل أن يصلي‬ ‫على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات حسا حسوات‬ ‫من ماء ‪ ".‬رواه الترمذي ‪ 3/79‬وغيره وقال حديث حسن غريب وصححه‬ ‫في الرواء برقم ‪ 922‬ويقول بعد إفطاره ما جاء في حديث ابن عمر رضي‬ ‫ا عنهما أن النبي صلى ا عليه وسلم كان إذا أفطر قال ‪ :‬ذهب الظمأ‬ ‫وابتلت العروق وثبت الجر إن شاء ا " رواه أبو داود ‪ 2/765‬وحسن‬ ‫الدار قطني إسناده ‪ 2/185‬البعد عن الرفث لقوله صلى ا عليه وسلم " ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫إذا كان يوم صوم أحدكم فل يرُفث ‪ " ..‬رواه البخاري الفتح رقم ‪1904‬‬ ‫والرفث هو الوقوع في المعاصي وقال النبي صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬من‬ ‫لم يدع قول الزور والعمل به فليس ل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ‪.‬‬ ‫" البخاري الفتح رقم ‪ 1903‬وينبغي أن يجتنب الصائم جميع المحرمات‬ ‫كالغيبة والفحش والكذب فربما ذهبت بأجر صيامه كله وقد قال النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ُ " :‬رّب صائم ليس له من صيامه إل الجوع ‪ " .‬رواه‬ ‫ابن ماجه ‪ 1/539‬وهو في صحيح الترغيب ‪1/453‬‬ ‫ومما أذهب الحسنات وجلب السيئات النشغال بالفوازير والمسلسلت‬ ‫والفلم والمباريات والجلسات الفارغات والتسكع في الطرقات مع الشرار‬ ‫ومضيعي الوقات وكثرة اللهو بالسيارات وازدحام الرصفة والطرقات‬ ‫حتى صار شهر التهجد والذكر والعبادة عند كثير من الناس شهر نوم‬ ‫بالنهار لئل يحصل الحساس بالجوع ويضيع من جّراء ذلك ما يضيع من‬ ‫الصلوات ويفوت ما يفوت من الجماعات ثم لهو بالليل وانغماس في‬ ‫الشهوات وبعضهم يستقبل الشهر بالضجر لما سيفوته من الملذات‬ ‫وبعضهم يسافر في رمضان إلى بلد الكفار للتمتع بالجازات ! وحتى‬ ‫المساجد لم تخل من المنكرات من خروج النساء متبرجات متعطرات وحتى‬ ‫بيت ا الحرام لم يسلم من كثير من هذه الفات ‪ ،‬وبعضهم يجعل الشهر‬ ‫موسما للتسول وهو غير محتاج وبعضهم يلهو فيه بما يضّر كاللعاب‬ ‫النارية والمفرقعات وبعضهم ينشغل بالصفق في السواق والتطواف على‬ ‫المحلت وبعضهن بالخياطة وتتبع الموضات وتنزل البضائع الجديدة‬ ‫والزياء الحديثة في العشر الواخر الفاضلت لتشغل الناس عن تحصيل‬ ‫الجور والحسنات ‪.‬‬ ‫* أن ل يصخب لقوله صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬وإن امرؤ قاتله أو شاتمه‬ ‫فليقل إني صائم إني صائم " رواه البخاري وغيره الفتح رقم ‪1894‬‬ ‫فواحدة تذكيرا لنفسه والخرى تذكيرا لخصمه ‪.‬‬ ‫والناظر في أخلق عدد من الصائمين يجد خلف هذا الُخلق الكريم فيجب‬ ‫ضبط النفس وكذلك استعمال السكينة وهذا ما ترى عكسه في سرعات‬ ‫السائقين الجنونية عند أذان المغرب‪.‬‬ ‫* عدم الكثار من الطعام لحديث " ما مل ابن آدم وعاء شرا من بطٍن ‪..‬‬ ‫" رواه الترمذي رقم ‪ 2380‬وقال هذا حديث حسن صحيح والعاقل إنما‬ ‫يريد أن يأكل ليحيا ل أن يحيا ليأكل وإن خير المطاعم ما استخدمت وشرها‬ ‫ما ُخدمت ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫وقد انغمس الناس في صنع أنواع الطعام وتفننوا في الطباق حتى ذهب‬ ‫ذلك بوقت ربات البيوت والخادمات وأشغلهن عن العبادة وصار ما ينفق‬ ‫من الموال في ثمن الطعمة أضعاف ما ُينفق في العادة وأصبح الشهر‬ ‫شهر التخمة والسمنة وأمراض المعدة ‪.‬‬ ‫يأكلون أكل المنهومين ويشربون شرب الهيم فإذا قاموا إلى صلة التراويح‬ ‫قاموا كسالى وبعضهم يخرج بعد أول ركعتين ‪.‬‬ ‫* الجود بالعلم والمال والجاه والبدن والُخُلق وفي الصحيحين عن ابن‬ ‫عباس رضي ا عنهما قال ‪ " :‬كان رسول ا صلى ا عليه وسلم أجود‬ ‫الناس } بالخير { وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان‬ ‫يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " ‪ .‬رواه البخاري الفتح رقم ‪6‬‬ ‫فكيف بأناس استبدلوا الجود بالبخل والنشاط في الطاعات بالكسل والخمول‬ ‫فل يتقنون العمال ول يحسنون المعاملة متذرعين بالصيام ‪.‬‬ ‫والجمع بين الصيام والطعام من أسباب دخول الجنة كما قال صلى ا‬ ‫عليه وسلم ‪ " :‬إن في الجنة غرفا ُيرى ظاهرها من باطنها وباطنها من‬ ‫ظاهرها أعدها ا تعالى لمن أطعم الطعام وألن الكلم وتابع الصيام وصلى‬ ‫بالليل والناس نيام " رواه أحمد ‪ 5/343‬وابن خزيمة رقم ‪ 2137‬وقال‬ ‫اللباني في تعليقه ‪ :‬إسناده حسن لغيره وقال النبي صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫" من فّطر صائما كان له مثل أجره غير أنه ل ينقص من أجر الصائم‬ ‫شيء ‪ " .‬رواه الترمذي ‪ 3/171‬وهو في صحيح الترغيب ‪ 1/451‬قال‬ ‫شيخ السلم رحمه ا ‪ :‬والمراد بتفطيره أن ُيشبعه ‪ .‬الختيارات الفقهية‬ ‫ ص ‪109 :‬‬ ‫وقد آثر عدد من السلف رحمهم ا الفقراَء على أنفسهم بطعام إفطارهم‬ ‫منهم ‪ :‬عبد ا بن عمر ومالك بن دينار وأحمد بن حنبل وغيرهم ‪.‬‬ ‫وكان عبد ا بن عمر ل يفطر إل مع اليتامى والمساكين ‪.‬‬ ‫ومما ينبغي فعله في الشهر العظيم‬ ‫* تهيئة الجواء والنفوس للعبادة والسراع إلى التوبة والنابة والفرح‬ ‫بدخول الشهر وإتقان الصيام والخشوع في التراويح وعدم الفتور في‬ ‫العشر الواسط وتحري ليلة القدر ومواصلة ختمة بعد ختمة مع التباكي‬ ‫والتدبر وعمرة في رمضان تعدل حجة والصدقة في الزمان الفاضل‬ ‫مضاعفة والعتكاف في رمضان مؤكد ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫شر‬ ‫* ل بأس بالتهنئة بدخول الشهر وقد كان النبي صلى ا عليه وسلم يب ّ‬ ‫أصحابه بقدوم شهر رمضان ويحّثهم على العتناء به فعن أبي هريرة‬ ‫رضي ا عنه قال قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬أتاكم رمضان‬ ‫شهر مبارك فرض ا عز وجّل عليكم صيامه ُتفتح فيه أبواب السماء‬ ‫وُتغّلق فيه أبواب الجحيم وتغّل فيه مردة الشياطين فيه ليلة هي خير من‬ ‫ألف شهر من ُحرم خيرها فقد ُحرم " رواه النسائي ‪ 4/129‬وهو في‬ ‫صحيح الترغيب ‪1/490‬‬ ‫من أحكام الصيام‬ ‫‪ -6‬من الصيام ما يجب التتابع فيه كصوم رمضان‬ ‫والصوم في كفارة القتل الخطأ وصوم كفارة الظهار وصوم كفارة الجماع‬ ‫في نهار رمضان وكذلك من نذر صوما متتابعا لزمه ‪.‬‬ ‫ومن الصيام ما ليلزم فيه التتابع كقضاء رمضان وصيام عشرة أيام لمن‬ ‫لم يجد الهدي والصوم في كفارة اليمين) عند الجمهور ( وصوم الفدية في‬ ‫محظورات الحرام) على الراجح ( وكذلك صوم النذر المطلق لمن لم ينو‬ ‫التتابع ‪.‬‬ ‫‪ -7‬صيام التطوع يجبر نقص صيام الفريضة‬ ‫ومن أمثلته عاشوراء وعرفة وأيام البيض والثنين والخميس وست من‬ ‫شوال والكثار من الصيام في محرم وشعبان ‪.‬‬ ‫‪ -8‬جاء النهي عن إفراد الجمعة‬ ‫بالصوم البخاري فتح الباري برقم ‪ 1985‬وعن صيام السبت في غير‬ ‫الفريضة رواه الترمذي ‪ 3/111‬وحسنه والمقصود إفراده دون سبب وعن‬ ‫صوم الدهر وعن الوصال في الصوم وهو أن يواصل يومين أو أكثر دون‬ ‫إفطار بينهما ‪.‬‬ ‫ويحرم صيام يومي العيد وأيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر‬ ‫والثالث عشر من ذي الحجة لنها أيام أكل وشرب وذكر ل ويجوز لمن لم‬ ‫يجد الهدي أن يصومها بمنى ‪.‬‬ ‫ثبوت دخول الشهر‬ ‫‪ -9‬يثبت دخول شهر رمضان‬ ‫برؤية هلله أو بإتمام شعبان ثلثين يوما ويجب على من رأى الهلل أو‬ ‫بلغه الخبر من ثقة أن يصوم ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫وأما العمل بالحسابات في دخول الشهر فبدعة لن حديث النبي صلى ا‬ ‫ص في المسألة ‪ " :‬صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " فإذا‬ ‫عليه وسلم ن ّ‬ ‫أخبر المسلم البالغ العاقل الموثوق بخبره لمانته وبصره أنه رأى الهلل‬ ‫بعينه ُعمل بخبره ‪.‬‬ ‫على من يجب الصوم‬ ‫‪ -10‬ويجب الصيام على كل مسلم‬ ‫بالغ عاقل مقيم قادر سالم من الموانع كالحيض والنفاس ‪.‬‬ ‫و يحصل البلوغ بواحد من أمور ثلثة ‪ :‬إنزال المني باحتلم أو غيره نبات‬ ‫شعر العانة الخشن حول القُ​ُبل إتمام خمس عشرة سنة ‪.‬‬ ‫وتزيد النثى أمرا رابعا وهو الحيض فيجب عليها الصيام ولو حاضت قبل‬ ‫سّن العاشرة ‪.‬‬ ‫‪ -11‬يؤمر الصبي بالصيام لسبع‬ ‫إن أطاقه "وذكر بعض أهل العلم أنه " ُيضرب على تركه لعشر كالصلة‬ ‫انظر المغني ‪ . 3/90‬وأجر الصيام للصبي‪ ،‬ولوالديه أجر التربية والدللة‬ ‫على الخير ‪ ،‬عن الُربّيع بنت معّوذ رضي ا عنها قالت في صيام‬ ‫عاشوراء لما ُفرض ‪ :‬كنا نصّوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا‬ ‫بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الفطار ‪ .‬البخاري فتح‬ ‫رقم ‪ 1960‬وبعض الناس يتساهل في أمر أبنائه وبناته بالصيام ‪ ،‬بل ربما‬ ‫صام الولد متحّمسا وهو ُيطيق فأمره أبوه أو أمه بالفطار شفقة عليه‬ ‫بزعمهما ‪ ،‬وما علموا أّن الشفقة الحقيقية بتعاهده بالصيام ‪ ،‬قال ا تعالى‬ ‫) يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة‬ ‫عليها ملئكة غلظ ِشداد ل يعصون ا ما أمرهم ويفعلون ما ُيؤمرون ( ‪.‬‬ ‫وينبغي العتناء بصيام البنت في أول بلوغها ‪ ،‬فربما تصوم إذا جاءها الدم‬ ‫خجل ثم ل تقضي ‪.‬‬ ‫‪ -12‬إذا أسلم الكافر أو بلغ الصبي أو‬ ‫أفاق المجنون أثناء النهار لزمهم المساك بقية اليوم لنهم صاروا من أهل‬ ‫الوجوب ‪ ،‬ول يلزمهم قضاء ما فات من الشهر ‪ ،‬لنهم لم يكونوا من أهل‬ ‫الوجوب في ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫‪ -13‬المجنون مرفوع عنه القلم‬ ‫‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫فإن كان يجّن أحيانا وُيفيق أحيانا لزمه الصيام في حال إفاقته دون حال‬ ‫جنونه ‪ .‬وإن جّن في أثناء النهار لم يبطل صومه كما لو أغمي عليه‬ ‫بمرض أو غيره لنه نوى الصيام وهو عاقل ‪ .‬مجالس شهر رمضان ابن‬ ‫عثيمين ص ‪ 28 :‬ومثله في الحكم المصروع ‪.‬‬ ‫‪ -14‬من مات أثناء الشهر فليس عليه ول على أوليائه شيء فيما تبقى من‬ ‫الشهر ‪.‬‬ ‫‪ -15‬من جهل فرض الصوم في رمضان أو جهل تحريم الطعام أو الوطء‬ ‫فجمهور العلماء على عذره إن كان ُيعذر مثله ‪ ،‬كحديث العهد بالسلم‬ ‫والمسلم في دار الحرب ومن نشأ بين الكفار ‪ .‬أما من كان بين المسلمين‬ ‫ويمكنه السؤال والتعلم فليس بمعذور ‪.‬‬ ‫المسافر‬ ‫‪ُ -16‬يشترط للفطر في السفر‬ ‫أن يكون سفرا مسافة أو عرفا ) على الخلف المعروف بين أهل العلم ( ‪،‬‬ ‫وأن ُيجاوز البلد وما اتصل به من بناء وقد منع الجمهور من الفطار قبل‬ ‫مغادرة البلد وقالوا إن السفر لم يتحقق بعد بل هو مقيم وشاهد وقد قال‬ ‫تعالى ) فمن شهد منكم الشهر فليصمه ( ول يوصف بكونه مسافرا حتى‬ ‫يخرج من البلد ‪ .‬أما إذا كان في البلد فله أحكام الحاضرين ولذلك ل يقصر‬ ‫الصلة ‪ ، .‬وأن ل يكون سفره سفر معصية ) عند الجمهور ( ‪ ،‬وأن ل يكون‬ ‫قصد بسفره التحّيل على الفطر ‪.‬‬ ‫‪ -17‬يجوز الفطر للمسافر باتفاق المة‬ ‫ق‬ ‫ق عليه الصوم أم لم يش ّ‬ ‫سواء كان قادرا على الصيام أم عاجزا وسواء ش ّ‬ ‫‪ ،‬بحيث لو كان مسافرا في الظّل والماء ومعه من يخدمه جاز له الفطر‬ ‫والقصر مجموع الفتاوى ‪.25/210‬‬ ‫‪ -18‬من عزم على السفر في رمضان‬ ‫فإنه ل ينوي الفطر حتى يسافر لنه قد يعرض له ما يمنعه من سفره‬ ‫تفسير القرطبي ‪2/278‬‬ ‫ول ُيفطر المسافر إل بعد خروجه ومفارقة بيوت قريته العامرة_) المأهولة‬ ‫ ( ‪ ،‬فإذا انفصل عن بنيان البلد أفطر ‪ ،‬وكذا إذا أقلعت به الطائرة وفارقت‬ ‫‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫البنيان ‪ ،‬وإذا كان المطار خارج بلدته أفطر فيه ‪ ،‬أما إذا كان المطار في‬ ‫البلد أو ملصقا لها فإنه ل ُيفطر فيه لنه ل يزال في البلد‪.‬‬ ‫‪ -19‬إذا غربت الشمس فأفطر على الرض‬ ‫ثم أقلعت به الطائرة فرأى الشمس لم يلزمه المساك لنه أتّم صيام يومه‬ ‫كامل فل سبيل إلى إعادته للعبادة بعد فراغه منها ‪ .‬وإذا أقلعت به الطائرة‬ ‫قبل غروب الشمس وأراد إتمام صيام ذلك اليوم في السفر فل ُيفطر إل إذا‬ ‫غربت الشمس في المكان الذي هو فيه من الجّو ‪ ،‬ول يجوز للطيار أن‬ ‫يهبط إلى مستوى ل ُترى فيه الشمس لجل الفطار لنه تحايل لكن إن نزل‬ ‫لمصلحة الطيران فاختفى قر ص الشمس أفطر ‪ .‬من فتاوى الشيخ ابن باز‬ ‫مشافهة‪.‬‬ ‫‪ -20‬من وصل إلى بلد ونوى القامة‬ ‫فيها أكثر من أربعة أيام وجب عليه الصيام عند جمهور أهل العلم فالذي‬ ‫يسافر للدراسة في الخارج أشهرا أو سنوات فالجمهور ومنهم الئمة‬ ‫الربعة أنه في حكم المقيم يلزمه الصوم والتمام ‪.‬‬ ‫وإذا مّر المسافر ببلد غير بلده فليس عليه أن يمسك إل إذا كانت إقامته‬ ‫فيها أكثر من أربعة أيام فإنه يصوم لنه في حكم المقيمين أنظر فتاوى‬ ‫الدعوة ابن باز ‪.977‬‬ ‫‪ -21‬من ابتدأ الصيام وهو مقيم ثم سافر أثناء النهار جاز له الفطر لن ا‬ ‫جعل مطلق السفر سببا للرخصة بقوله تعالى ‪ ) :‬ومن كان مريضا أو على‬ ‫سفر فعدة من أيام ُأخر ( ‪.‬‬ ‫‪ -22‬ويجوز أن ُيفطر َمن عادته السفر‬ ‫إذا كان له بلد يأوي إليه كالبريد الذي ُيسافر في مصالح المسلمين‬ ‫) وأصحاب سيارات الجرة والطيارين والموظفين ولو كان سفرهم يوميا‬ ‫وعليهم القضاء ( وكذلك الم ّ‬ ‫لح الذي له مكان في البّر يسكنه فأما من كان‬ ‫معه في السفينة امرأته وجميع مصالحه ول يزال مسافرا فهذا ل يقصر ول‬ ‫يفطر ‪ .‬والبدو الرّحل إذا كانوا في حال ظعنهم من المشتى إلى المصيف‬ ‫ومن المصيف إلى المشتى جاز لهم الفطر والقصر وأما إذا نزلوا بمشتاهم‬ ‫ومصيفهم لم ُيفطروا ولم يقصروا وإن كانوا يتتبعون المراعي أنظر‬ ‫مجموع فتاوى ابن تيمية ‪.25/213‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫‪ -23‬إذا قدم المسافر في أثناء النهار‬ ‫ففي وجوب المساك عليه نزاع مشهور بين العلماء مجموع الفتاوى‬ ‫‪ 25/212‬والحوط له أن يمسك مراعاة لحرمة الشهر ‪ ،‬لكن عليه القضاء‬ ‫أمسك أو لم يمسك ‪.‬‬ ‫‪ -24‬إذا ابتدأ الصيام في بلد ثم سافر إلى بلد‬ ‫صاموا قبلهم أو بعدهم فإن حكمه حكم من سافر إليهم فل يفطر إل‬ ‫بإفطارهم ولو زاد عن ثلثين يوما لقوله صلى ا عليه وسلم " الصوم‬ ‫يوم تصومون والفطار يوم ُتفطرون " ‪ ،‬وإن نقص صومه عن تسعة‬ ‫وعشرين يوما فعليه إكماله بعد العيد إلى تسعة وعشرين يوما لن الشهر‬ ‫الهجري ل ينقص عن تسعة وعشرين يوما ‪ .‬من فتاوى الشيخ عبدالعزيز‬ ‫بن باز ‪ :‬فتاوى الصيام ‪:‬دار الوطن ص‪16-15 :‬‬ ‫المريض‬ ‫‪ -25‬كل مرض خرج به النسان عن حّد الصحة يجوز‬ ‫أن ُيفطر به ‪ ،‬والصل في ذلك قول ا تعالى ) ومن كان مريضا أو على‬ ‫سفر فعدة من أيام أخر ( ‪ .‬أما الشيء الخفيف كالسعال والصداع فل يجوز‬ ‫الفطر بسببه ‪.‬‬ ‫وإذا ثبت بالطب أو علم الشخص من عادته وتجربته أو غلب على ظّنه أن‬ ‫الصيام يجلب له المرض أو يزيده أو يؤخر البرء يجوز له أن ُيفطر بل‬ ‫ُيكره له الصيام ‪ .‬وإذا كان المرض مطبقا فل يجب على المريض أن ينوي‬ ‫الصوم بالليل ولو كان ُيحتمل أن ُيصبح صحيحا لن العبرة بالحال‬ ‫الحاضرة‪.‬‬ ‫‪ -26‬إن كان الصوم يسبب له الغماء أفطر‬ ‫وقضى الفتاوى ‪ ، 25/217‬وإذا أغمي عليه أثناء النهار ثم أفاق قبل‬ ‫الغروب أو بعده فصيامه صحيح ما دام أصبح صائما ‪ ،‬وإذا طرأ عليه‬ ‫الغماء من الفجر إلى المغرب فالجمهور على عدم صحة صومه ‪ .‬أما‬ ‫قضاء المغمى عليه فهو واجب عند جمهور العلماء مهما طالت مدة‬ ‫الغماء المغني مع الشرح الكبير ‪ ، 3/32 ،1/412‬والموسوعة الفقهية‬ ‫الكويتية ‪ ، 5/268‬وأفتى بعض أهل العلم بأن من أغمي عليه أو وضعوا له‬ ‫منّوما أو مخدرا لمصلحته فغاب عن الوعي فإن كان ثلثة أيام فأقّل يقضي‬ ‫‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫قياسا على النائم وإن كان أكثر ل يقضي قياسا على المجنون من فتاوى‬ ‫الشيخ عبد العزيز بن باز مشافهة‪.‬‬ ‫‪ -27‬ومن أرهقه جوع مفرط أو عطش شديد فخاف على نفسه الهلك‬ ‫س بغلبة الظن ل الوهم أفطر وقضى لن حفظ النفس‬ ‫أو ذهاب بعض الحوا ّ‬ ‫واجب ‪ ،‬ول يجوز الفطر لمجرد الشدة المحتملة أو التعب أو خوف المرض‬ ‫متوهما ‪ ،‬وأصحاب المهن الشاقة ل يجوز لهم الفطر وعليهم نية الصيام‬ ‫بالليل ‪ ،‬فإن كان يضرهم ترك الصنعة وخشوا على أنفسهم التلف أثناء‬ ‫النهار ‪ ،‬أو لحق بهم مشقة عظيمة اضطرتهم إلى الفطار فإنهم ُيفطرون‬ ‫بما يدفع المشقة ثّم ُيمسكون إلى الغروب ويقضون بعد ذلك ‪ ،‬وعلى العامل‬ ‫شاقة كأفران صهر المعادن وغيرها إذا كان ل يستطيع تحّمل‬ ‫في المهن ال ّ‬ ‫الصيام أن يحاول جعل عمله بالليل أو يأخذ إجازة أثناء شهر رمضان ولو‬ ‫سر ذلك بحث عن عمل آخر ُيمكنه فيه الجمع بين‬ ‫بدون مرّتب فإن لم يتي ّ‬ ‫الواجبين الديني والدنيوي ومن يتق ا يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث‬ ‫ل يحتسب ‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪ . 10/233،235‬وليست امتحانات‬ ‫الطلب عذرا يبيح الفطر في رمضان ‪ ،‬ول تجوز طاعة الوالدين في‬ ‫الفطار لجل المتحان لنه ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق ‪ :‬فتاوى‬ ‫اللجنة الدائمة ‪.10/241‬‬ ‫‪ -28‬المريض الذي ُيرجى ُبرؤه ينتظر الشفاء ثم يقضي‬ ‫ول ُيجزئه الطعام ‪ ،‬والمريض مرضا مزمنا ل ُيرجى برؤه وكذا الكبير‬ ‫العاجز ُيطعم عن كل يوم مسكينا نصف صاع من قوت البلد ) وذلك يعادل‬ ‫كيلو ونصف تقريبا من الرز ( ‪ ،‬ويجوز أن يجمع الفدية فيطعم المساكين‬ ‫في آخر الشهر ويجوز أن يطعم مسكينا كّل يوم ‪ ،‬ويجب إخراجها طعاما‬ ‫ص الية ول ُيجزئ إعطاؤها إلى المسكين نقودا فتاوى اللجنة الدائمة‬ ‫لن ّ‬ ‫‪ ، 10/198‬وُيمكن أن يوّكل ثقة أو جهة خيرية موثوقة لشراء الطعام‬ ‫وتوزيعه نيابة عنه ‪.‬‬ ‫والمريض الذي أفطر من رمضان وينتظر الشفاء ليقضي ثم علم أن مرضه‬ ‫مزمن فالواجب عليه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره من فتاوى الشيخ‬ ‫ابن عثيمين ومن كان ينتظر الشفاء من مرض ُيرجى برؤه فمات فليس‬ ‫عليه ول على أوليائه شيء ‪ .‬ومن كان مرضه ُيعتبر مزمنا فأفطر وأطعم‬

‫‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫ب ُوجد له علج فاستعمله وشفي ل يلزمه شيء عما مضى‬ ‫ثم مع تقّدم الط ّ‬ ‫لّنه فعل ما وجب عليه في حينه ‪ .‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪.10/195‬‬ ‫‪ -29‬من مرض ثّم شفي وتمكن من القضاء فلم يقض‬ ‫حتى مات ُأخرج من ماله طعام مسكين عن كل يوم ‪ .‬وإن رغب أحد أقاربه‬ ‫أن يصوم عنه فيصّح ذلك ‪ ،‬لما ثبت في الصحيحين أن رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم قال ‪ " :‬من مات وعليه صيام صام عنه ولّيه " ‪.‬من فتاوى‬ ‫اللجنة الدائمة مجلة الدعوة ‪.806‬‬ ‫الكبير والعاجز والهرم‬ ‫‪ -30‬العجوز والشيخ الفاني الذي فنيت قوته‬ ‫وأصبح كل يوم في نقص إلى أن يموت ل يلزمهما الصوم ولهما أن يفطرا‬ ‫مادام الصيام ُيجهدهما ويشق عليهما ‪ ،‬وكان ابن عباس رضي ا عنهما‬ ‫يقول في قوله تعالى ‪ ) :‬وعلى الذين ُيطيقونه فدية طعام مسكين ( ‪ :‬ليست‬ ‫بمنسوخة ‪ ،‬هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة ل يستطيعان أن يصوما‬ ‫فيطعمان مكان كل يوم مسكينا ‪ .‬البخاري كتاب التفسير باب أياما‬ ‫معدودات ‪..‬‬ ‫وأما من سقط تمييزه وبلغ حّد الَخَرف فل يجب عليه ول على أهله شيء‬ ‫لسقوط التكليف ‪ ،‬فإن كان يميز أحيانا ويهذي أحيانا وجب عليه الصوم‬ ‫حال تمييزه ولم يجب حال هذيانه أنظر مجالس شهر رمضان ‪:‬ابن‬ ‫عثيمين ‪ :‬ص ‪28‬‬ ‫‪ -31‬من قاتل عدوا أو أحاط العدو ببلده والصوم ُيضعفه‬ ‫عن القتال ساغ له الفطر ولو بدون سفر ‪ ،‬وكذلك لو احتاج للفطر قبل‬ ‫القتال أفطر وقد قال النبي صلى ا عليه وسلم لصحابه قبل القتال ‪" :‬‬ ‫إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فأفِطروا " رواه مسلم ‪1120‬ط‪.‬‬ ‫عبد الباقي وهو اختيار شيخ السلم ابن تيمية وأفتى به أهل الشام وهم‬ ‫في البلد لما نزل بهم التتار‪.‬‬ ‫‪ -32‬من كان سبب فطره ظاهرا كالمريض‬ ‫فل بأس أن يفطر ظاهرا ‪ ،‬ومن كان سبب فطره خفيا كالحائض فالولى أن‬ ‫ُيفطر خفية خشية التهمة ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫النية في الصيام‬ ‫‪ُ -33‬تشترط النية في صوم الفرض‬ ‫وكذا كّل صوم واجب كالقضاء والكفارة لحديث ‪ " :‬ل صيام لمن لم يبيت‬ ‫الصيام من الليل " رواه أبو داود رقم ‪ 2454‬ورجح عدد من الئمة وقفه‬ ‫كالبخاري والنسائي والترمذي وغيرهم ‪ :‬تلخيص الحبير ‪2/188‬‬ ‫ويجوز أن تكون في أي جزء من الليل ولو قبل الفجر بلحظة ‪ .‬والنية عزم‬ ‫القلب على الفعل ‪ ،‬والتلفظ بها بدعة وكل من علم أن غدا من رمضان وهو‬ ‫يريد صومه فقد نوى مجموع فتاوى شيخ السلم ‪ . 25/215‬ومن نوى‬ ‫الفطار أثناء النهار ولم ُيفطر فالراجح أن صيامه لم يفسد وهو بمثابة من‬ ‫أراد الكلم في الصلة ولم يتكلم ‪ ،‬وذهب بعض أهل العلم إلى أنه ُيفطر‬ ‫بمجرد قطع نيته ‪ ،‬فالحوط له أن يقضي ‪ .‬أما الرّدة فإنها ُتبطل النية بل‬ ‫خلف ‪.‬‬ ‫وصائم رمضان ل يحتاج إلى تجديد النية في كّل ليلة من ليالي رمضان بل‬ ‫تكفيه نية الصيام عند دخول الشهر فإن قطع النية للفطار في سفر أو‬ ‫مرض ـ مثل ـ لزمه تجديد النية للصوم إذا زال عذره ‪.‬‬ ‫‪ -34‬النفل المطلق ل ُتشترط له النية من الليل‬ ‫لحديث عائشة رضي ا عنها قالت ‪ :‬دخل علي رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم ذات يوم فقال هل عندكم شيء فقلنا ‪ :‬ل فقال فإني إذا صائم ‪ .‬رواه‬ ‫مسلم ‪ 809 /2‬عبد الباقي وأما النفل المعّين كعرفة وعاشوراء فالحوط أن‬ ‫ينوي له من الليل ‪.‬‬ ‫‪ -35‬من شرع في صوم واجب ـ كالقضاء والنذر والكفارة‬ ‫فل بّد أن يتّمه ‪ ،‬ول يجوز أن ُيفطر فيه بغير عذر ‪ .‬وأما صوم النافلة فإن‬ ‫" الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر " رواه أحمد‬ ‫‪ 6/342‬ولو بغير عذر ‪ ،‬وقد أصبح النبي صلى ا عليه وسلم مرة صائما‬ ‫ثم أكل كما جاء في صحيح مسلم في قصة الحيس الذي أهدي إليه عند‬ ‫عائشة رقم ‪ 1154‬عبد الباقي ‪ ،‬ولكن هل ُيثاب من أفطر بغير عذر على ما‬ ‫مضى من صومه ؟ قال بعض أهل العلم بأنه ل ُيثاب الموسوعة الفقهية‬ ‫‪ ، 28/13‬والفضل للصائم المتطوع أن ُيتّم صومه ما لم توجد مصلحة‬ ‫شرعية راجحة في قطعه ‪.‬‬ ‫‪ -36‬من لم يعلم بدخول شهر رمضان‬ ‫‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫إل بعد طلوع الفجر فعليه أن يمسك بقية يومه وعليه القضاء عند جمهور‬ ‫العلماء لقوله صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬ل صيام لمن لم يبيت الصيام من‬ ‫الليل " ‪ .‬رواه أبو داود ‪2454‬‬ ‫‪ -37‬السجين والمحبوس إن علم بدخول الشهر بمشاهدة‬ ‫أو إخبار من ثقة وجب عليه الصيام وإل فإنه يجتهد لنفسه ويعمل بما غلب‬ ‫على ظّنه فإن تبين له بعد ذلك أن صومه وافق رمضان أجزأه ذلك عند‬ ‫الجمهور وإذا وافق صومه بعد رمضان أجزأه عند جماهير الفقهاء وإذا‬ ‫وافق صومه قبل دخول الشهر فل ُيجزيه وعليه القضاء ‪ ،‬وإذا وافق صوم‬ ‫المحبوس بعض رمضان دون بعض أجزأه ما وافقه وما بعده دون ما‬ ‫قبله ‪ .‬فإن استمّر الشكال ولم ينكشف له فهذا يجزئه صومه لنه بذل‬ ‫وسعه ول يكلف ا نفسا إل وسعها ‪ .‬الموسوعة الفقهية ‪28/84‬‬ ‫الفطار والمساك‬ ‫‪ -38‬إذا غاب جميع قر ص الشمس أفطر الصائم‬ ‫ول عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الفق لقوله صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫" إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر‬ ‫الصائم " رواه البخاري ‪ :‬الفتح رقم ‪ 1954‬والمسألة في مجموع الفتاوى‬ ‫‪25/216‬‬ ‫والسّنة أن يعّجل الفطار وكان النبي صلى ا عليه وسلم ل يصلي‬ ‫المغرب حتى ُيفطر ولو على شربة من الماء رواه الحاكم ‪ 1/432‬السلسلة‬ ‫الصحيحة ‪ 2110‬فإن لم يجد الصائم شيئا ُيفطر عليه نوى الفطر بقلبه ول‬ ‫ص أصبعه كما يفعل بعض العواّم ‪.‬‬ ‫يم ّ‬ ‫وليحذر من الفطار قبل الوقت فإن النبي صلى ا عليه وسلم رأى أقواما‬ ‫معلقين من عراقيبهم تسيل أشداقهم دما فلما سأل عنهم ُأخبر أنهم الذين‬ ‫ُيفطرون قبل تحّلة صومهم ‪.‬‬ ‫الحديث في صحيح ابن خزيمة برقم ‪ 1986‬وفي صحيح الترغيب ‪1/420‬‬ ‫ومن تحقق أو غلب على ظنه أو شّك أّن فطره حصل قبل المغرب فعليه‬ ‫القضاء لّن الصل بقاء النهار ‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪ 10/287‬وينبغي‬ ‫صغار والمصادر غير الموثوقة ‪.‬‬ ‫الحذر من العتماد على خبر الطفال ال ّ‬ ‫وكذلك ينبغي النتباه لفارق التوقيت بين المدن والقرى عند سماع الذان‬ ‫في الذاعة ونحوها ‪.‬‬ ‫‪ -39‬إذا طلع الفجر وهو البياض المعترض المنتشر في الفق‬ ‫من جهة المشرق وجب على الصائم المساك حال سواء سمع الذان أم ل ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫وإذا كان يعلم أّن المؤذن يؤذن عند طلوع الفجر فيجب عليه المساك حال‬ ‫سماع أذانه وأما إذا كان المؤذن يؤذن قبل الفجر فل يجب المساك عن‬ ‫الكل والشرب ‪ .‬وإن كان ل يعلم حال المؤذن أو اختلف المؤذنون ول‬ ‫يستطيع أن يتبين الفجر بنفسه كما في المدن غالبا بسبب النارة والمباني‬ ‫فإن عليه أن يحتاط بالعمل بالتقويمات المطبوعة المبنية على الحسابات‬ ‫والتقديرات مالم يتبين خطؤها ‪.‬‬ ‫وأما الحتياط بالمساك قبل الفجر بوقت كعشر دقائق ونحوها فهو بدعة‬ ‫من البدع وما يلحظ في بعض التقاويم من وجود خانة للمساك وأخرى‬ ‫للفجر فهو أمر مصادم للشريعة ‪.‬‬ ‫‪ -40‬البلد الذي فيه ليل ونهار في الربع والعشرين ساعة على المسلمين‬ ‫فيه الصيام ولو طال النهار مادام يمكن تمييز ليلهم من نهارهم وفي بعض‬ ‫البلدان التي ل يمكن فيها تمييز ذلك يصومون بحسب أقرب البلدان إليهم‬ ‫مما فيه ليل أو نهار متميز ‪.‬‬

‫المفطرات‬ ‫‪ -41‬المفّطرات ماعدا الحيض والنفاس ل يفطر بها الصائم إل بشروط‬ ‫ثلثة ‪ :‬أن يكون عالما غير جاهل ذاكرا غير ناس مختارا غير مضطر‬ ‫ولُمْكَره‬ ‫ومن المفّطرات ما يكون من نوع الستفراغ كالجماع والستقاءة والحيض‬ ‫والحتجام ومنه ما يكون من نوع المتلء كالكل والشرب ‪ .‬مجموع‬ ‫الفتاوى ‪25/248‬‬ ‫‪ -42‬من المفطرات ما يكون في معنى‬ ‫الكل والشرب كالدوية والحبوب عن طريق الفم والبر المغذية وكذلك‬ ‫حقن الدم ونقله ‪.‬‬ ‫وأما البر التي ل ُيستعاض بها عن الكل والشرب ولكنها للمعالجة‬ ‫كالبنسلين والنسولين أو تنشيط الجسم أو إبر التطعيم فل تضّر الصيام‬ ‫سواء عن طريق العضلت أو الوريد فتاوى ابن إبراهيم ‪ 4/189‬والحوط‬ ‫أن تكون كل هذه البر بالليل وغسيل الكلى الذي يتطلب خروج الدم لتنقيته‬ ‫ثم رجوعه مرة أخرى مع إضافة مواد كيماوية وغذائية كالسكريات‬ ‫والملح وغيرها إلى الدم يعتبر مف ّ‬ ‫طرا فتاوى اللجنة الدائمة ‪10/190‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫والراجح أن الحقنة الشرجية وقطرة العين والذن وقلع السّن ومداواة‬ ‫الجراح كل ذلك ل يفطر مجموع فتاوى شيخ السلم ‪25/245 ، 25/233‬‬ ‫وبخاخ الربو ل يف ّ‬ ‫طر لنه غاز مضغوط يذهب إلى الرئة وليس بطعام وهو‬ ‫محتاج إليه دائما في رمضان وغيره ‪.‬‬ ‫وسحب الدم للتحليل ل ُيفسد الصوم بل ُيعفى عنه لنه مما تدعو إليه‬ ‫الحاجة فتاوى الدعوة ‪ :‬ابن باز عدد ‪ 979‬ودواء الغرغرة ل يبطل الصوم‬ ‫إن لم يبتلعه ومن حشا سّنه بحشوة طبية فوجد طعمها في حلقه فل يضر‬ ‫ذلك صيامه من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز مشافهة‬ ‫وسائر المور التالية ليست من المف ّ‬ ‫طرات ‪:‬‬ ‫ غسول الذن أو قطرة النف أو بخاخ النف إذا اجتنب ابتلع ما نفذ إلى‬‫الحلق ‪.‬‬ ‫القرا ص العلجية التي توضع تحت اللسان لعلج الذبحة الصدرية وغيرها‬ ‫إذا اجتنب ابتلع ما نفذ إلى الحلق ‪.‬‬ ‫ما يدخل المهبل من تحاميل ) لبوس ( أو غسول أو منظار مهبلي أو إصبع‬ ‫للفحص الطبي ‪.‬‬ ‫إدخال المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم ‪.‬‬ ‫ما يدخل الحليل أي مجرى البول الظاهر للذكر أو النثى من قثطرة‬ ‫) أنبوب دقيق ( أو منظار أو مادة ظليلة على الشعة أو دواء أو محلول‬ ‫لغسل المثانة ‪.‬‬ ‫حفر السن أو قلع الضرس أو تنظيف السنان أو السواك وفرشاة السنان‬ ‫إذا اجتنب ابتلع ما نفذ إلى الحلق ‪.‬‬ ‫المضمضة والغرغرة وبخاخ العلج الموضعي للفم إذا اجتنب ابتلع ما نفذ‬ ‫إلى الحلق ‪.‬‬ ‫الحقن العلجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية باستثناء السوائل والحقن‬ ‫المغذية ‪.‬‬ ‫غاز الكسجين ‪.‬‬ ‫غازات التخدير ) البنج ( ما لم يعط المريض سوائل ) محاليل ( مغذية ‪.‬‬ ‫ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات والمراهم واللصقات‬ ‫العلجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية ‪.‬‬ ‫إدخال قثطرة ) أنبوب دقيق ( في الشرايين لتصوير أو علج أوعية القلب‬ ‫أو غيره من العضاء ‪.‬‬ ‫إدخال منظار من خلل جدار البطن لفحص الحشاء أو إجراء عملية‬ ‫جراحية عليها ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪78‬‬


‫أخذ عينات ) خزعات ( من الكبد أو غيره من العضاء ما لم تكن مصحوبة‬ ‫بإعطاء محاليل ‪.‬‬ ‫منظار المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل ) محاليل ( أو مواد أخرى ‪.‬‬ ‫دخول أي أداة أو مواد علجية إلى الدماغ أو النخاع الشوكي ‪.‬‬ ‫‪ -43‬من أكل أو شرب عامدا في نهار رمضان‬ ‫دون عذر فقد أتى كبيرة عظيمة من الكبائر وعليه التوبة والقضاء وإن‬ ‫كان إفطاره بمحرم كمسكر ازداد فعله شناعة وقبحا والواجب بكل حال‬ ‫التوبة العظيمة والكثار من النوافل من صيام وغيره ليجبر نقص الفريضة‬ ‫ولعل ا أن يتوب عليه ‪.‬‬ ‫‪ -44‬و" إذا نسي فأكل و شرب فليتم صومه‬ ‫فإنما أطعمه ا وسقاه" رواه البخاري فتح رقم ‪ 1933‬وفي رواية ‪ " :‬فل‬ ‫قضاء عليه ول كفارة ‪" .‬‬ ‫وإذا رأى من يأكل ناسيا فإن عليه أن يذّكره لعموم قول ا تعالى وتعاونوا‬ ‫على البّر والتقوى ولعموم قول الرسول صلى ا عليه وسلم ‪":‬فإذا نسيت‬ ‫فذّكروني " ولن الصل أن هذا منكر يجب تغييره ‪ .‬مجالس شهر‬ ‫رمضان ‪ :‬ابن عثيمين ص‪70 :‬‬ ‫‪ -45‬من احتاج إلى الفطار‬ ‫لنقاذ معصوم من مهلكة فإنه ُيفطر ويقضي كما قد يحد ث في إنقاذ الغرقى‬ ‫وإطفاء الحرائق ‪.‬‬ ‫‪ -46‬من وجب عليه الصيام فجامع في نهار رمضان عامدا مختارا بأن‬ ‫يلتقي الختانان وتغيب الحشفة في أحد السبيلين فقد أفسد صومه أنزل أو‬ ‫لم ُينزل وعليه التوبة وإتمام ذلك اليوم والقضاء والكفارة المغلظة لما جاء‬ ‫في حديث أبي هريرة رضي ا عنه بينما نحن جلوس عند النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول ا هلكت قال ‪ :‬مالك؟‬ ‫قال ‪ :‬وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫هل تجد رقبة تعتقها ؟‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال ‪ :‬ل ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪.‬‬ ‫الحديث رواه البخاري فتح ‪4‬رقم ‪ 1936‬هذا والحكم واحد في الزنا‬ ‫واللواط وإتيان البهيمة ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪79‬‬


‫ومن جامع في أيام من رمضان نهارا فعليه كفارات بعدد اليام التي جامع‬ ‫فيها مع قضاء تلك اليام ول ُيعذر بجهله بوجوب الكّفارة ‪ :‬فتاوى اللجنة‬ ‫الدائمة ‪10/321‬‬ ‫‪ -47‬لو أراد جماع زوجته فأفطر بالكل‬ ‫أّول فمعصيته أشّد وقد هتك حرمة الشهر مرتين بأكله وجماعه والكفارة‬ ‫المغلظة عليه أوكد وحيلته وباٌل عليه وتجب عليه التوبة النصوح ‪ .‬أنظر‬ ‫مجموع الفتاوى ‪25/262‬‬ ‫‪ -48‬والتقبيل والمباشرة والمعانقة واللمس وتكرار النظر من الصائم‬ ‫لزوجته أو أمته إن كان يملك نفسه جائز لما في الصحيحين عن عائشة‬ ‫رضي ا عنها أن النبي صلى ا عليه وسلم كان يقّبل وهو صائم ويباشر‬ ‫وهو صائم ولكنه كان أملككم لَ​َربه " أما حديث ‪ " :‬يدع زوجته من أجلي‬ ‫" فالمقصود به جماعها ولكن إن كان الشخص سريع الشهوة ل يملك‬ ‫نفسه فل يجوز له ذلك لنه يؤدي إلى إفساد صومه ول يأمن من وقوع‬ ‫مفسد من النزال أو الجماع قال ا تعالى في الحديث القدسي ‪ " :‬ويدع‬ ‫شهوته من أجلي " ‪ .‬والقاعدة الشرعية ‪ :‬كل ما كان وسيلة إلى محرم‬ ‫فهو محرم ‪.‬‬ ‫‪ -49‬وإذا جامع فطلع الفجر وجب عليه أن ينزع وصومه صحيح ولو أمنى‬ ‫بعد النزع ولو استدام الجماع إلى ما بعد طلوع الفجر أفطر وعليه التوبة‬ ‫والقضاء والكفارة المغّلظة ‪.‬‬ ‫‪ -50‬إذا أصبح وهو ُجُنب فل يضّر صومه و يجوز تأخير غسل الجنابة‬ ‫والحيض والنفاس إلى ما بعد طلوع الفجر وعليه المبادرة لجل الصلة ‪.‬‬ ‫‪ -51‬إذا نام الصائم فاحتلم فإنه ل يفسد صومه إجماعا بل يتّمه وتأخير‬ ‫الغسل ل يضّر الصيام ولكن عليه أن يبادر به لجل الصلة ولتقربه‬ ‫الملئكة ‪.‬‬ ‫‪ -52‬من استمنى في نهار رمضان بشيء ُيمكن التحرز منه كاللمس‬ ‫وتكرار النظر وجب عليه أن يتوب إلى ا وأن ُيمسك بقية يومه وأن‬ ‫ف و لم ُينزل فعليه التوبة‬ ‫يقضيه بعد ذلك وإن شرع في الستمناء ثّم ك ّ‬ ‫وليس عليه قضاء لعدم النزال وينبغي أن يبتعد الصائم عن كّل ما هو مثير‬

‫‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫للشهوة وأن يطرد الخواطر الرديئة ‪ .‬وأما خروج المذي فالراجح أنه ل‬ ‫ُيف ّ‬ ‫طر ‪.‬‬ ‫وخروج الودي وهو السائل الغليظ اللزج بعد البول بدون لذة ل ُيفسد‬ ‫الصيام ول يوجب الغسل وإنما الواجب منه الستنجاء والوضوء فتاوى‬ ‫اللجنة الدائمة ‪10/279‬‬ ‫‪ -53‬و" من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض "‬ ‫حديث صحيح رواه الترمذي ‪ 3/89‬ومن تقيأ عمدا بوضع أصبعه أو عصر‬ ‫بطنه أو تعمد شّم رائحة كريهة أو داوم النظر إلى ما يتقيأ منه فعليه‬ ‫القضاء ‪ ،‬ولو غلبه القيء فعاد بنفسه ل ُيفطر لنه بدون إرادته ولو أعاده‬ ‫هو أفطر ‪ .‬وإذا راجت معدته لم يلزمه منع القيء لن ذلك يضره مجالس‬ ‫شهر رمضان ‪ :‬ابن عثيمين ‪ ، 67‬وإذا ابتلع ما علق بين أسنانه بغير قصد‬ ‫أو كان قليل يعجز عن تمييزه ومّجه فهو تبع للريق ول يف ّ‬ ‫طر ‪ ،‬وإن كان‬ ‫كثيرا يمكنه لفظه فإن لفظه فل شيء عليه وإن ابتلعه عامدا فسد صومه ‪،‬‬ ‫المغني ‪ 4/47‬وأما العلك فإن كان يتحلل منه أجزاء أو له طعم مضاف أو‬ ‫حلوة حرم مضغه وإن وصل إلى الحلق شيء من ذلك فإنه يف ّ‬ ‫طر‪ ،‬وإذا‬ ‫أخرج الماء بعد المضمضة فل يضّره ما بقي من البلل والرطوبة لنه ل‬ ‫يمكنه التحرز منه ومن أصابه رعاف فصيامه صحيح وهو أمر ناشئ بغير‬ ‫اختياره فتاوى اللجنة الدائمة ‪ 10/264‬وإذا كان في لثته قروح أو دميت‬ ‫بالسواك فل يجوز ابتلع الدم وعليه إخراجه فإن دخل حلقه بغير اختياره‬ ‫ول قصده فل شيء عليه ‪ ،‬وكذلك القيء إذا رجع إلى جوفه بغير اختياره‬ ‫فصيامه صحيح ‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة‬ ‫‪ . 10/254‬أما النخامة وهي المخاط النازل من الرأس والنخاعة وهي‬ ‫البلغم الصاعد من الباطن بالسعال والتنحنح فإن ابتلعها قبل وصولها إلى‬ ‫فيه فل يفسد صومه لعموم البلوى بها فإذا ابتلعها عند وصولها إلى فيه‬ ‫فإنه ُيفطر عند ذلك فإذا دخلت بغير قصده واختياره فل تف ّ‬ ‫طر ‪.‬‬ ‫واستنشاق بخار الماء في مثل حال العاملين في محطات تحلية المياه ل‬ ‫يضّر صومهم ‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪ 10/276‬وُيكره ذوق الطعام بل‬ ‫حاجة لما فيه من تعريض الصوم للفساد ومن الحاجة مضغ الطعام للولد‬ ‫إذا لم تجد الم منه بّد وأن تتذوق الطعام لتنظر اعتداله وكذلك إذا احتاج‬ ‫لتذّوق شيء عند شرائه عن ابن عباس قال ل بأس أن يذوق الخّل‬ ‫والشيء يريد شراءه حسنه في إرواء الغليل ‪ . 4/86‬وانظر الفتح شرح‬ ‫باب اغتسال الصائم كتاب الصيام‬

‫‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫‪ -54‬والسواك سّنة للصائم في جميع النهار وإن كان رطبا وإذا استاك وهو‬ ‫صائم فوجد حرارة أو غيرها من َ‬ ‫طْعِمه فبلعه أو أخرجه من فمه وعليه‬ ‫ريق ثم أعاده وبلعه فل يضره الفتاوى السعدية ‪ 245‬ويجتنب ما له مادة‬ ‫تتحلل كالسواك الخضر وما أضيف إليه طعم خارج عنه كالليمون والنعناع‬ ‫و ُيخرج ما تفتت منه داخل الفم ول يجوز تعمد ابتلعه فإن ابتلعه بغير‬ ‫قصده فل شيء عليه ‪.‬‬ ‫‪ -55‬وما يعرض للصائم من جرح أو رعاف أو ذهاب للماء أو البنزين إلى‬ ‫حلقه بغير اختياره ل ُيفسد الصوم وكذلك إذا دخل إلى جوفه غبار أو دخان‬ ‫أو ذباب بل تعمد فل ُيفطر وما ل ُيمكن التحرز منه كابتلع الريق ل يف ّ‬ ‫طره‬ ‫ومثله غبار الطريق وغربلة الدقيق وإن جمع ريقه في فمه ثم ابتلعه قصدا‬ ‫لم يف ّ‬ ‫طره على الصح المغني لبن قدامة ‪ 3/106‬وكذلك ليضره نزول‬ ‫الدمع إلى حلقه أو أن يدهن رأسه أو شاربه أو يختضب بالحناء فيجد‬ ‫طعمه في حلقه ول يف ّ‬ ‫طر وضع الحّناء والكحل والّدهن أنظر مجموع‬ ‫الفتاوى ‪ 25/245 ، 25/233‬وكذلك المراهم المر ّ‬ ‫طبة والملّينة للبشرة ‪.‬‬ ‫ول بأس بشّم الطيب واستعمال العطور ودهن العود والورد ونحوها‬ ‫والبخور ل حرج فيه للصائم إذا لم يتسّعط به ‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة‬ ‫‪.10/314‬‬ ‫والحسن أن ل يستخدم معجون السنان بالنهار ويجعله بالليل لن له‬ ‫نفوذا قويا المجالس ابن عثيمين ص ‪72‬‬ ‫‪ -56‬والحوط للصائم أن ل يحتجم والخلف شديد في المسألة واختار شيخ‬ ‫السلم إفطار المفصود دون الفاصد ‪.‬‬ ‫‪ -57‬التدخين من المف ّ‬ ‫طرات وليس عذرا في ترك الصيام إذ كيف ُيعذر‬ ‫بمعصية ؟!‬ ‫‪ -58‬والنغماس في ماء أو التلفف بثوب مبتّل للتبرد لبأس به للصائم ول‬ ‫بأس أن يصّب على رأسه الماء من الحر والعطش المغني ‪ 3/44‬وُيكره له‬ ‫السباحة لما فيها من تعريض الصوم للفساد ‪.‬‬ ‫ومن كان عمله في الغو ص أو وظيفته تتطّلب الغطس فإن كان يأمن من‬ ‫دخول الماء إلى جوفه فل بأس بذلك ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫‪ -59‬لو أكل أو شرب أو جامع ظانا بقاء الليل‬ ‫ثم تبين له أن الفجر قد طلع فل شيء عليه لن الية قد دّلت على الباحة‬ ‫إلى أن يحصل التبين وقد روى عبد الرزاق بإسناد صحيح إلى ابن عباس‬ ‫رضي ا عنهما قال ‪ :‬أحّل ا لك الكل والشرب ما شككت فتح الباري‬ ‫‪ 4/135‬وهذا اختيار شيخ السلم ابن تيمية مجموع الفتاوى ‪263 /29‬‬ ‫‪ -60‬إذا أفطر يظن الشمس قد غربت وهي لم تغرب فعليه القضاء ) عند‬ ‫جمهور العلماء ( لن الصل بقاء النهار واليقين ل يزول بالشك ‪ ) .‬وذهب‬ ‫شيخ السلم إلى أنه ل قضاء عليه (‬ ‫‪ -61‬وإذا طلع الفجر وفي فيه طعام أو شراب فقد اتفق الفقهاء على أنه‬ ‫يلفظه ويصح صومه وكذلك الحكم فيمن أكل أو شرب ناسيا ثم تذّكر وفي‬ ‫فيه طعام أو شراب صّح صومه إن بادر إلى لفظه ‪.‬‬ ‫من أحكام الصيام للمرأة‬ ‫‪ -62‬التي بلغت فخجلت وكانت ُتفطر عليها التوبة العظيمة وقضاء ما فات‬ ‫مع إطعام مسكين عن كل يوم كفارة للتأخير إذا أتى عليها رمضان الذي‬ ‫يليه ولم تقض ومثلها في الحكم التي كانت تصوم أيام عادتها خجل ولم‬ ‫تقض ‪.‬‬ ‫فإن لم تعلم عدد اليام التي تركتها على وجه التحديد صامت حتى يغلب‬ ‫على ظنها أنها قضت اليام التي حاضت فيها ولم تقضها من الرمضانات‬ ‫السابقة مع إخراج كفارة التأخير عن كل يوم مجتمعة أو متفّرقة حسب‬ ‫استطاعتها ‪.‬‬ ‫‪ -63‬ول تصوم الزوجة ) غير رمضان ( وزوجها حاضر إل بإذنه فإذا‬ ‫سافر فل حرج ‪.‬‬ ‫صة البيضاء‬ ‫‪ -64‬الحائض إذا رأت الق ّ‬ ‫وهو سائل أبيض يدفعه الّرحم بعد انتهاء الحيض التي تعرف بها المرأة‬ ‫أنها قد طهرت تنوي الصيام من الليل وتصوم وإن لم يكن لها طهر تعرفه‬ ‫احتشت بقطن ونحوه فإن خرج نظيفا صامت فإذا رجع دم الحيض أفطرت‬ ‫ولو كان دما يسيرا أو كدرة فإنه يقطع الصيام ما دام قد خرج في وقت‬ ‫‪.‬‬

‫‪83‬‬


‫العادة فتاوى اللجنة الدائمة ‪ 10/154‬وإذا استمر انقطاع الدم إلى المغرب‬ ‫وكانت قد صامت بنية من الليل صّح صومها والمرأة التي أحست بانتقال‬ ‫دم الحيض ولكنه لم يخرج إل بعد غروب الشمس صح صومها وأجزأها‬ ‫يومها ‪.‬‬ ‫والحائض أو النفساء إذا انقطع دمها ليل فَنَ​َوت الصيام ثم طلع الفجر قبل‬ ‫اغتسالها فمذهب العلماء كافة صحة صومها الفتح ‪4/148‬‬ ‫‪ -65‬المرأة التي تعرف أن عادتها تأتيها غدا تستمر على نيتها وصيامها‬ ‫ول ُتفطر حتى ترى الدم ‪.‬‬ ‫‪ -66‬الفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها‬ ‫وترضى بما كتب ا عليها ول تتعاطى ما تمنع به الدم وتقبل ما قَِبل ا‬ ‫منها من الفطر في الحيض والقضاء بعد ذلك وهكذا كانت أمهات المؤمنين‬ ‫ونساء السلف فتاوى اللجنة الدائمة ‪ 10/151‬بالضافة إلى أنه قد ثبت‬ ‫بالط ّب ضرر كثير من هذه الموانع وابتليت كثير من النساء باضطراب‬ ‫الدورة بسبب ذلك فإن فعلت المرأة وتعاطت ما تقطع به الدم فارتفع‬ ‫وصارت نظيفة وصامت أجزأها ذلك ‪.‬‬ ‫‪ -67‬دم الستحاضة ل يؤثر في صحة الصيام ‪.‬‬ ‫‪ -68‬إذا أسقطت الحامل جنينا متخّلقا‬ ‫أو ظهر فيه تخطيط لعضو كرأس أو يد فدمها دم نفاس وإذا كان ما سقط‬ ‫علقة أو مضغة لحم ل يتبّين فيه شيء من َخْلق النسان فدمها دم‬ ‫استحاضة وعليها الصيام إن استطاعت و إل أفطرت وقضت فتاوى اللجنة‬ ‫الدائمة ‪ . 10/224‬وكذلك إن صارت نظيفة بعد عملية التنظيف صامت ‪.‬‬ ‫وقد ذكر العلماء أن التخّلق يبدأ بعد ثمانين يوما من الحمل‪.‬‬ ‫النفساء إذا طهرت قبل الربعين صامت واغتسلت للصلة المغني مع‬ ‫الشرح الكبير ‪ 1/360‬فإن رجع إليها الدم في الربعين أمسكت عن الصيام‬ ‫لنه نفاس وإن استمر بها الدم بعد الربعين نوت الصيام واغتسلت ) عند‬ ‫جمهور أهل العلم ( وتعتبر ما استمر استحاضة إل إن وافق وقت حيضها‬ ‫المعتاد فهو حيض ‪.‬‬ ‫والمرضع إذا صامت بالنهار ورأت في الليل نقطا من الدم وكانت طاهرا‬ ‫بالنهار فصيامها صحيح ‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪10/150‬‬

‫‪.‬‬

‫‪84‬‬


‫‪ -69‬الراجح قياس الحامل والمرضع على المريض فيجوز لهما الفطار‬ ‫وليس عليهما إل القضاء سواء خافتا على نفسيهما أو ولديهما وقد قال‬ ‫النبي صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬إن ا وضع عن المسافر الصوم وشطر‬ ‫الصلة وعن الحامل والمرضع الصوم " ‪ .‬رواه الترمذي ‪ 3/85‬وقال ‪:‬‬ ‫حديث حسن والحامل إذا صامت ومعها نزيف‬ ‫فصيامها صحيح ول يؤّثر ذلك على صحة صيامها فتاوى اللجنة الدائمة‬ ‫‪10/225‬‬ ‫‪ -70‬المرأة التي وجب عليها الصوم إذا جامعها زوجها في نهار رمضان‬ ‫برضاها فحكمها حكمه وأما إن كانت مكرهة فعليها الجتهاد في دفعه ول‬ ‫كفارة عليها قال ابن عقيل رحمه ا فيمن جامع زوجته في نهار رمضان‬ ‫وهي نائمة ‪ :‬ل كفارة عليها ‪ .‬والحوط لها أن تقضي ذلك اليوم ‪.‬‬ ‫وقد ذهب شيخ السلم رحمه ا إلى عدم فساد صومها وأنه صحيح‬ ‫وينبغي على المرأة التي تعلم أن زوجها ل يملك نفسه أن تتباعد عنه‬ ‫وتترك التزين في نهار رمضان ويجب على المرأة قضاء ما أفطرته من‬ ‫رمضان ولو بدون علم زوجها ول ُيشترط للصيام الواجب على المرأة إذن‬ ‫الزوج وإذا شرعت المرأة في قضاء الصيام الواجب فل يحّل لها الفطار‬ ‫إل من عذر شرعي ول يحّل لزوج المرأة أن يأمرها بالفطار وهي تقضي‬ ‫وليس له أن ُيجامعها وليس لها أن تطيعه في ذلك ‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة‬ ‫‪ 10/353‬أّما صيام النافلة فل يجوز لها أن تشرع فيه وزوجها حاضر إل‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سلَّم ‪" :‬‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫بإذنه لحديث أبي هريرة رضي ا عنه َعْن النّبِّي َ‬ ‫شاِهٌد ِإل بِإِْذنِ​ِه ‪ ".‬رواه البخاري ‪4793‬‬ ‫صوُم اْلَمْرأَةُ َوبَْعلَُها َ‬ ‫ل تَ ُ‬ ‫سر ذكره من مسائل الصيام أسأل ا تعالى أن ُيعيننا‬ ‫وفي الختام هذا ما تي ّ‬ ‫على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يختم لنا شهر رمضان بالغفران‬ ‫والعتق من النيران ‪.‬‬ ‫وصلى ا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‬

‫‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫صيام المرأة وصلتها وقت الحيض‬ ‫س ‪ :‬الخت التي رمزت لسمها بـ ‪ :‬ع ‪ .‬ب ‪ .‬خ من وهران في الجزائر‬ ‫تقول في رسالتها ‪ :‬نرجو منكم يا سماحة الشيخ تزويدي بمزيد من القوال‬ ‫الصحيحة عن صيام المرأة وصلتها وقت الحيض ‪ ،‬جزاكم ا خيرا ‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬إذا حاضت المرأة تركت الصلة والصيام فإذا طهرت قضت ما أفطرته‬ ‫من أيام رمضان ول تقضي ما تركت من الصلوات لما رواه البخاري‬ ‫وغيره في بيان النبي صلى ا عليه وسلم لنقصان دين المرأة من قوله‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ :‬أليست إحداكن إذا حاضت ل تصوم ول تصلي !؟‬ ‫ولما رواه البخاري ومسلم عن معاذة أنها سألت عائشة رضي ا عنها ‪:‬‬ ‫ما بال الحائض تقضي الصوم ول تقضي الصلة؟‬ ‫فقالت عائشة رضي ا عنها أحرورية أنت؟‬ ‫قالت لست بحرورية ولكني أسأل فقالت كنا نحيض على عهد رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة‬ ‫رواه البخاري ومسلم وغيرهما ‪.‬‬ ‫وهذا من رحمة ا سبحانه بالمرأة ولطفه بها لما كانت الصلة تتكرر كل‬ ‫يوم وليلة خمس مرات ويتكرر الحيض كل شهر غالبا أسقط ا عنها‬ ‫‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫وجوب الصلة وقضاءها لما في قضائها من المشقة العظيمة أما الصوم‬ ‫فلما كان ل يتكرر إل في السنة مرة واحدة أسقط ا عنها الصوم في حال‬ ‫الحيض رحمة بها وأمرها بقضائه بعد ذلك تحقيقا للمصلحة الشرعية في‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫وا ولي التوفيق ‪.‬‬ ‫عن موقع سماحة الشيخ عبد العزيز باز رحمه ا‬

‫زكاة الفطر تعريفها ‪:‬‬ ‫زكاة الفطر هي صدقة تجب بالفطر في رمضان وأضيفت الزكاة إلى الفطر‬ ‫لنها سبب وجوبها ‪.‬‬ ‫حكمتها ومشروعيتها ‪:‬‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سوُل ّ‬ ‫سلَّم َزَكاةَ اْلفِْطِر‬ ‫ض َر ُ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اِ َ‬ ‫س َقاَل فَ​َر َ‬ ‫َعْن اْبِن َعّبا ٍ‬ ‫صلِة‬ ‫ساِكيِن َمْن أَّداَها قَْبَل ال ّ‬ ‫طُْهَرةً ِلل ّ‬ ‫ث َوطُْعَمةً لِْلَم َ‬ ‫صائِ​ِم ِمْن اللّْغِو َوالّرفَ ِ‬ ‫ت ‪ " .‬رواه‬ ‫صَدقَةٌ ِمْن ال ّ‬ ‫فَِهَي َزَكاةٌ َمْقُبولَةٌ َوَمْن أَّداَها بَْعَد ال ّ‬ ‫صلِة فَِهَي َ‬ ‫صَدَقا ِ‬ ‫سَناٍد‬ ‫س بِإِ ْ‬ ‫أبو داود ‪ 1371‬قال النووي ‪َ :‬رَواهُ أَُبو َداُود ِمْن ِرَوايَِة اْبِن َعّبا ٍ‬ ‫سٍن ‪.‬‬ ‫َح َ‬ ‫قوله ‪ ) :‬طهرة ( ‪ :‬أي تطهيرا لنفس من صام رمضان وقوله ) والرفث (‬ ‫قال ابن الثير ‪ :‬الرفث هنا هو الفحش من كلم قوله ) وطعمة ( ‪ :‬بضم‬ ‫الطاء وهو الطعام الذي يؤكل ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ) :‬من أداها قبل الصلة ( ‪ :‬أي قبل صلة العيد قوله ) فهي زكاة‬ ‫مقبولة ( ‪ :‬المراد بالزكاة صدقة الفطر قوله ) صدقة من الصدقات ( ‪:‬‬ ‫يعني التي يتصدق بها في سائر الوقات ‪.‬‬ ‫عون المعبود شرح أبي داود وقيل هي المقصودة بقوله تعالى في سورة‬ ‫ي َعْن ُعَمَر ْبِن‬ ‫الْعَلى ‪ } :‬قَْد أَْفلَ​َح َمْن تَ​َزّكى َوَذَكَر ا ْ‬ ‫صّلى { ُرِو َ‬ ‫سَم َربِّه فَ َ‬

‫‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫صلِة " أي‬ ‫َعْبِد اْلَعِزيِز َوأَِبي اْلَعالِيَِة َقال ‪ " :‬أَّدى َزَكاةَ اْلفِْطِر ثُّم َخَرَج إَلى ال ّ‬ ‫صلة العيد ‪ .‬أحكام القرآن للجصا ص ج ‪ : 3‬سورة العلى‪.‬‬ ‫سْجَدِتي‬ ‫ح رحمه ا َقاَل ‪َ :‬زَكاةُ اْلفِْطِر لِ َ‬ ‫ضاَن َك َ‬ ‫شْهِر َرَم َ‬ ‫وَعْن َوِكيٍع ْبِن اْلَجّرا ِ‬ ‫صلِة ‪.‬‬ ‫صاَن ال ّ‬ ‫صْوِم َكَما يَْجبُ​ُر ال ّ‬ ‫صاَن ال ّ‬ ‫سْهِو ِلل ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫سُجوُد نُْق َ‬ ‫صلِة تَْجبُ​ُر نُْق َ‬ ‫المجموع للنووي ج ‪.6‬‬ ‫سوُل ّ‬ ‫اِ صلى ا‬ ‫صِحيُح أَنَّها فَْر ٌ‬ ‫حكمها ‪ :‬ال ّ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫ض لِقَْوِل اْبِن ُعَمَر ‪ } :‬فَ​َر َ‬ ‫ض ‪ .‬المغني ج ‪2‬‬ ‫ع اْلُعلَ​َماِء َعَلى أَنَّها فَْر ٌ‬ ‫عليه وسلم َزَكاةَ اْلفِْطِر { ‪َ .‬ولْجَما ِ‬ ‫باب صدقة الفطر‪.‬‬ ‫س ِمْن آِخِر يَْوٍم‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ب فَُهَو َوْق ُ‬ ‫وقت وجوبها ‪ :‬فَأ َّما َوْق ُ‬ ‫ت ُغُرو ِ‬ ‫ت اْلُوُجو ِ‬ ‫شْم ِ‬ ‫ضاَن ‪.‬‬ ‫ب ال ّ‬ ‫س ِمْن آِخِر َ‬ ‫ضاَن فَإِنَّها تَِج ُ‬ ‫شْهِر َرَم َ‬ ‫ِمْن َرَم َ‬ ‫ب بُِغُرو ِ‬ ‫شْم ِ‬ ‫س فَ​َعلَْيِه اْلفِْطَرةُ ‪.‬‬ ‫ب ال ّ‬ ‫فَ​َمْن تَ​َزّوَج أَْو ُولَِد لَهُ َولٌَد أَْو أَ ْ‬ ‫سلَ​َم قَْبَل ُغُرو ِ‬ ‫شْم ِ‬ ‫ب لَْم تَْلَزْمهُ ‪.‬‬ ‫َوإِْن َكاَن بَْعَد اْلُغُرو ِ‬ ‫صَدقَةُ اْلفِْطِر ‪.‬‬ ‫ب ال ّ‬ ‫َوِمْن َما َ‬ ‫س لَْيلَةَ اْلفِْطِر فَ​َعلَْيِه َ‬ ‫ت بَْعَد ُغُرو ِ‬ ‫شْم ِ‬ ‫ص َعلَْيِه أَْحَمُد المغني ج ‪ : 2‬فصل وقت وجوب زكاة الفطر ‪.‬‬ ‫نَ ّ‬ ‫ضَي ّ‬ ‫على من تجب زكاة الفطر تجب على المسلمين ‪َ :‬عْن اْبِن ُعَمَر َر ِ‬ ‫اُ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سوُل ّ‬ ‫صاًعا ِمْن تَْمٍر‬ ‫ض َر ُ‬ ‫سلَّم َزَكاةَ اْلفِْطِر َ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اِ َ‬ ‫َعْنُهَما َقاَل فَ​َر َ‬ ‫صِغيِر َواْلَكِبيِر ِمْن‬ ‫صاًعا ِمْن َ‬ ‫شِعيٍر َعَلى اْلَعْبِد َواْلُحّر َوالّذَكِر َوالْنَثى َوال ّ‬ ‫أَْو َ‬ ‫سلِ​ِميَن ‪ .‬البخاري ‪.1407‬‬ ‫اْلُم ْ‬ ‫سوَل ّ‬ ‫اِ صلى ا‬ ‫ث َنافٍِع َدللَةٌ َعَلى أَّن َر ُ‬ ‫قال الشافعي رحمه ا ‪َ :‬وِفي َحِدي ِ‬ ‫ب ّ‬ ‫اِ َعّز َوَجّل‬ ‫ضَها إل َعَلى اْلُم ْ‬ ‫عليه وسلم لَْم يَْفِر ْ‬ ‫سلِ​ِميَن َوَذلَِك ُمَوافَقَةٌ لِ​ِكَتا ِ‬ ‫سلِ​ِميَن ‪ .‬الم ج‬ ‫سلِ​ِميَن طَُهوًرا َوالطُّهوُر ل يَُكوُن إل لِْلُم ْ‬ ‫فَإِنّهُ َجَعَل الّزَكاةَ لِْلُم ْ‬ ‫‪ 2‬باب زكاة الفطر‪.‬‬ ‫تجب على المستطيع َقاَل ال ّ‬ ‫شافِ​ِعّي ‪َ :‬وُكّل َمْن َدَخَل َعلَْيِه َ‬ ‫شّواٌل َوِعْنَدهُ ُقوتُهُ‬ ‫ت َمْن يَُقوتُهُ يَْوَمهُ َوَما يَُؤّدي بِ​ِه َزَكاةَ اْلفِْطِر َعْنهُ َوَعْنُهْم أَّداَها َعْنُهْم‬ ‫َوُقو ُ‬ ‫ض َوإِْن لَْم‬ ‫َوَعْنهُ َوإِْن لَْم يَُكْن ِعْنَدهُ إل َما يَُؤّدي َعْن بَْع ِ‬ ‫ضِهْم أَّداَها َعْن بَْع ٍ‬ ‫ت‬ ‫س َعلَْيِه َول َعَلى َمْن يَُقو ُ‬ ‫سَوى ُمْؤنَتِ​ِه َوُمْؤنَتِ​ِهْم يَْوَمهُ فَلَْي َ‬ ‫يَُكْن ِعْنَدهُ إل ِ‬ ‫َعْنهُ َزَكاةُ اْلفِْطِر ‪ .‬الم ج ‪ 2‬باب زكاة الفطر‪.‬‬ ‫ف َوالْعتَِباُر‬ ‫سُر ل فِْطَرةَ َعلَْيِه ِبل ِخل ٍ‬ ‫قال النووي رحمه ا ‪ :‬اْلُمْع ِ‬ ‫ت َمْن تَْلَزُمهُ‬ ‫ب فَ​َمْن فَ َ‬ ‫ساِر َواِلْع َ‬ ‫ِباْليَ َ‬ ‫ضَل َعْن ُقوتِ​ِه َوُقو ِ‬ ‫ساِر بَِحاِل اْلُوُجو ِ‬ ‫‪.‬‬

‫‪88‬‬


‫سٌر‬ ‫ضْل َ‬ ‫صا ٌ‬ ‫سٌر َوإِْن لَْم يَْف ُ‬ ‫نَفَقَتُهُ لِلَْيلَِة اْلِعيِد َويَْوِمِه َ‬ ‫شْيٌء فَُهَو ُمْع ِ‬ ‫ع فَُهَو ُمو ِ‬ ‫شْيٌء ِفي اْلَحاِل ‪ .‬المجموع ج ‪. 6‬‬ ‫َول يَْلَزُمهُ َ‬ ‫شروط وجوب صدقة الفطر يخرجها النسان المسلم عن نفسه وعمن‬ ‫ينفق عليهم من الزوجات والقارب إذا لم يستطيعوا إخراجها عن أنفسهم‬ ‫فإن استطاعوا فالولى أن يخرجوها هم لنهم المخاطبون بها أصلً ‪.‬‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سوُل ّ‬ ‫ضَي ّ‬ ‫سلَّم‬ ‫ض َر ُ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اِ َ‬ ‫اُ َعْنُهَما َقاَل فَ​َر َ‬ ‫فَعْن اْبِن ُعَمَر َر ِ‬ ‫شِعيٍر َعَلى اْلَعْبِد َواْلُحّر َوالّذَكِر‬ ‫صاًعا ِمْن َ‬ ‫صاًعا ِمْن تَْمٍر أَْو َ‬ ‫َزَكاةَ اْلفِْطِر َ‬ ‫ج‬ ‫صِغيِر َواْلَكِبيِر ِمْن اْلُم ْ‬ ‫َوالُْنَثى َوال ّ‬ ‫سلِ​ِميَن َوأَ​َمَر بَِها أَْن تَُؤّدى قَْبَل ُخُرو ِ‬ ‫صلِة ‪ .‬صحيح البخاري ‪.1407‬‬ ‫س إَِلى ال ّ‬ ‫الّنا ِ‬ ‫صبِّي َعْنُهَما َزَكاةَ اْلفِْطِر‬ ‫قال الشافعي رحمه ا ‪َ :‬ويَُؤّدي َولِّي اْلَمْعُتوِه َوال ّ‬ ‫سِه وإِْن َكاَن ِفيَمْن يَُمّوُن‬ ‫َوَعّمْن تَْلَزُمُهَما ُمْؤنَتُهُ َكَما يَُؤّدي ال ّ‬ ‫صِحيُح َعْن نَْف ِ‬ ‫) أي يعول ( َكافٌِر لَْم يَْلَزْمهُ َزَكاةُ اْلفِْطِر َعْنهُ لَنّهُ ل يَْطُهْر ِبالّزَكاِة ‪ .‬الم ج ‪2‬‬ ‫باب زكاة الفطر ‪.‬‬ ‫ف رحمه ا تعالى ‪َ ) :‬وَمْن َوَجبَْت َعلَْيِه‬ ‫صن ّ ُ‬ ‫وقال صاحب المهذب ‪َ :‬قاَل اْلُم َ‬ ‫سلِ​ِميَن َوَوَجَد َما يَُؤّدي‬ ‫فِْطَرتُهُ َوَجبَْت َعلَْيِه فِْطَرةُ َمْن تَْلَزُمهُ نَفَقَتُهُ إَذا َكاُنوا ُم ْ‬ ‫ب َوالُّم َوَعَلى أَِبيِهَما َوأُّمِهَما َوإِْن‬ ‫ضل َعْن النّفَقَِة فَيَِج ُ‬ ‫ب َعَلى الَ ِ‬ ‫َعْنُهْم َفا ِ‬ ‫سفَُلوا َوَعَلى اْلَولَِد َوَولَِد اْلَولَِد ) َوإِْن‬ ‫َعلَْوا فِْطَرةُ َولَِدِهَما َوَولَِد َولَِدِهَما َوإِْن َ‬ ‫ب َوالُّم َوأَِبيِهَما َوأُّمِهَما َوإِْن َعلَْوا إَذا َوَجبَْت َعلَْيِهْم‬ ‫َ‬ ‫سفَُلوا ( فِْطَرةُ الَ ِ‬ ‫نَفَقَتُ​ُهْم المجموع ج ‪. 6‬‬ ‫يخرج النسان عن نفسه وزوجته وإن كان لها مال وأولده الفقراء‬ ‫ووالديه الفقيرين والبنت التي لم يدخل بها زوجها ‪.‬‬ ‫فإن كان ولده غنياً لم يجب عليه أن يخرج عنه وُيخرج الزوج عن‬ ‫مطلقته الرجعية ل الناشز ول البائن ول يلزم الولد إخراج فطرة زوجة‬ ‫أبيه الفقير لنه ل تجب عليه نفقتها ‪.‬‬ ‫ويبدأ بالقرب فالقرب بنفسه فزوجته فأولده ثم بقية القرابة أقربهم‬ ‫فأقربهم على حسب قانون الميرا ث ‪.‬‬ ‫ب َعلَْيِه َزَكاةُ اْلفِْطِر فَإَِذا ُولَِد أَْو َكاَن‬ ‫قال الشافعي رحمه ا ‪َ :‬وَمْن قُْلت تَِج ُ‬ ‫ضاَن فَ​َغابَْت‬ ‫شْيٍء ِمْن نَ​َهاِر آِخِر يَْوٍم ِمْن َ‬ ‫ِفي ِمْلِكِه أَْو ِعَيالِ​ِه ِفي َ‬ ‫شْهِر َرَم َ‬ ‫شّواٍل َوَجبَْت َعلَْيِه‬ ‫ال ّ‬ ‫س لَْيلَةَ ِهلِل َ‬ ‫شْم ُ‬ ‫‪.‬‬

‫‪89‬‬


‫َزَكاةُ اْلفِْطِر َعْنهُ الم ‪ :‬باب زكاة الفطر الثاني ‪.‬‬ ‫ول تجب عن الحمل الذي في البطن إل إن يتطوع بها فل بأس ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ت َمْن َوَجبَْت َعلَْيِه اْلفِْطَرةُ قَْبَل أَ​َدائَِها أُْخِرَجْت ِمْن تَِرَكتِ​ِه َولَْو َما َ‬ ‫َوإِْن َما َ‬ ‫سقُْط ‪ .‬المغني ج ‪.2‬‬ ‫ب اْلفِْطَرِة لَْم تَ ْ‬ ‫َمْن يَُمونُهُ بَْعَد ُوُجو ِ‬ ‫والخادم إذا كان له أجرة مقدرة كل يوم أو كل شهر ل ُيخرج عنه الصدقة‬ ‫لنه أجير والجير ل ُينفق عليه ‪ .‬الموسوعة ‪23/339‬‬ ‫صّي‬ ‫ج َزَكاِة اْلفِْطِر َعْن اْليَِتيِم ‪َ :‬قاَل َمالٌِك رحمه ا ‪ :‬يَُؤّدي اْلَو ِ‬ ‫وِفي إْخَرا ِ‬ ‫صَغاًرا ‪ .‬المدونة‬ ‫َزَكاةَ اْلفِْطِر َعْن اْليَ​َتاَمى الِّذيَن ِعْنَدهُ ِمْن أَْمَوالِ​ِهْم َوإِْن َكاُنوا ِ‬ ‫ج‪.1‬‬ ‫ع اْلفَْجِر ِمْن‬ ‫إذا أسلم الكافر يوم الفطر ‪ :‬فقد َقاَل َمالٌِك ‪َ :‬مْن أَ ْ‬ ‫سلَ​َم قَْبَل طُ​ُلو ِ‬ ‫ي َزَكاةَ اْلفِْطِر ‪ .‬المدونة ج ‪. 1‬‬ ‫يَْوِم اْلفِْطِر اُ ْ‬ ‫ستُِح ّ‬ ‫ب لَهُ أَْن يَُؤّد َ‬ ‫مقدار الزكاة ‪ :‬مقدارها صاع من طعام بصاع النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫ضَي ّ‬ ‫اُ َعْنهُ َقاَل ُكّنا نُْعِطيَها ِفي َزَماِن‬ ‫سِعيٍد اْلُخْدِر ّ‬ ‫لما تقدم لحديث أبي َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫صاًعا ِمْن طَ​َعاٍم ‪ " ..‬رواه البخاري ‪1412‬‬ ‫سلَّم َ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫النّبِّي َ‬ ‫والوزن يختلف باختلف ما يمل به الصاع فعند إخراج الوزن لبد من‬ ‫التأكد أنه يعادل ملئ الصاع من النوع المخَرج منه وهو مثل ‪ 3‬كيلو من‬ ‫الرز تقريبا ً ‪.‬‬ ‫الصناف التي تؤدى منها ‪ :‬الجنس الذي ُتخرج منه هو طعام الدميين من‬ ‫تمر أو بر أو رز أو غيرها من طعام بني آدم ‪.‬‬ ‫سوَل ّ‬ ‫ضَي ّ‬ ‫صّلى‬ ‫اُ َعْنُهَما أَّن َر ُ‬ ‫اِ َ‬ ‫ففي الصحيحين من حديث اْبِن ُعَمَر َر ِ‬ ‫ّ‬ ‫شِعيٍر َعَلى‬ ‫صاًعا ِمْن َ‬ ‫صاًعا ِمْن تَْمٍر أَْو َ‬ ‫ض َزَكاةَ اْلفِْطِر َ‬ ‫سلَّم فَ​َر َ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫سلِ​ِميَن ) وكان الشعير يومذاك من‬ ‫ُكّل ُحّر أَْو َعْبٍد َذَكٍر أَْو أُْنَثى ِمْن اْلُم ْ‬ ‫طعامهم ( البخاري ‪. 1408‬‬ ‫سوِل ّ‬ ‫ضَي ّ‬ ‫سِعيٍد اْلُخْدِر ّ‬ ‫اُ َعْنهُ َقاَل ُكّنا نُْخِرُج ِفي َعْهِد َر ُ‬ ‫وَعْن أَِبي َ‬ ‫اِ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سِعيٍد َوَكاَن‬ ‫صاًعا ِمْن طَ​َعاٍم َوَقاَل أَُبو َ‬ ‫سلَّم يَْوَم اْلفِْطِر َ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫َ‬ ‫ب َوالَقِطُ َوالتّْمُر ‪ .‬رواه البخاري ‪. 1414‬‬ ‫طَ​َعاَمَنا ال ّ‬ ‫شِعيُر َوالّزِبي ُ‬ ‫فتخرج من غالب قوت البلد الذي يستعمله الناس وينتفعون به سواء كان‬ ‫قمحا أو رزاً أو تمراً أو عدسا ‪.‬‬ ‫سْلًتا أَْو أُْرًزا أَْو‬ ‫قال الشافعي رحمه ا ‪َ :‬وإِْن اْقَتا َ‬ ‫ت قَْوٌم ُذَرةً أَْو ُدْخًنا أَْو ُ‬ ‫ي َحبٍّة َما َكانَْت ِمّما ِفيِه الّزَكاةُ فَلَُهْم إْخَراُج الّزَكاِة ِمْنَها ‪ .‬الم للشافعي ج ‪2‬‬ ‫أَ ّ‬ ‫باب الرجل يختلف قوته ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫ج ِمْن اْلفِْطَرِة أَْن‬ ‫صَحابَُنا ‪ :‬يُ ْ‬ ‫وقال النووي رحمه ا ‪َ :‬قاَل أَ ْ‬ ‫شتَ​َرطُ ِفي اْلُمْخَر ِ‬ ‫شُر ) أي في زكاة الحبوب والثمار (‬ ‫ب ِفيَها اْلُع ْ‬ ‫ت الِّتي يَِج ُ‬ ‫يَُكوَن ِمْن الَْقَوا ِ‬ ‫شْيٌء ِمْن َغْيِرَها إل الَقِطَ َواْلُجْبُن َواللّبَُن ‪.‬‬ ‫ئ َ‬ ‫َفل يُْجِز ُ‬ ‫سَمَك‬ ‫ض أَْهِل اْلَجَزائِ​ِر أَْو َغْيِرِهْم يَْقَتاُتوَن ال ّ‬ ‫َقاَل اْلَماَوْرِد ّ‬ ‫ي ‪َ :‬وَكَذا لَْو َكاَن بَْع ُ‬ ‫ص َعلَْيِه‬ ‫ب الِّذي نَ ّ‬ ‫ف َوأَّما اللّْحُم َفال ّ‬ ‫صَوا ُ‬ ‫َواْلبَْي َ‬ ‫ض َفل يُْجِزئُ​ُهْم ِبل ِخل ٍ‬ ‫ب ِفي َجِميِع ال ّ‬ ‫ئ‬ ‫ال ّ‬ ‫صن ّ ُ‬ ‫ف َوالَ ْ‬ ‫ق ‪ :‬أَنّهُ ل يُْجِز ُ‬ ‫صَحا ُ‬ ‫شافِ​ِعّي َوقَطَ​َع بِ​ِه اْلُم َ‬ ‫طُر ِ‬ ‫شَر ِفيَها َكالّتيِن َوَغْيِرِه‬ ‫صَحابَُنا ‪َ :‬وَكَذا لَْو اْقَتاُتوا ثَ​َمَرةً ل ُع ْ‬ ‫قَْول َواِحًدا َقاَل أَ ْ‬ ‫ئ قَْطًعا ‪ .‬المجموع ج ‪. 6‬‬ ‫ل يُْجِز ُ‬ ‫الواجب في زكاة الفطر ‪ .‬وقال ابن القيم رحمه ا ‪ :‬فَإِْن ِقيَل ‪ :‬فَأ َْنتُْم‬ ‫سَواٌء َكاَن ُقوًتا لَُهْم أَْو لَْم يَُكْن ‪ِ .‬قيَل ‪َ :‬هَذا‬ ‫صاَع التّْمِر ِفي ُكّل َمَكان َ‬ ‫ُتوِجُبوَن َ‬ ‫ب َذلَِك َوِمْنُهْم َمْن‬ ‫س َمْن ُيوِج ُ‬ ‫ِمْن َم َ‬ ‫ع َوَمَواِرِد الْجتَِهاِد فَِمْن الّنا ِ‬ ‫سائِ​ِل النَّزا ِ‬ ‫صاًعا ِمْن ُقوتِ​ِهْم َونَِظيُر َهَذا تَْعِيينُهُ صلى ا عليه وسلم‬ ‫ُيوِج ُ‬ ‫ب ِفي ُكّل بَلٍَد َ‬ ‫سةَ ِفي َزَكاِة اْلفِْطِر َوأَّن ُكّل بَلٍَد يُْخِرُجوَن ِمْن ُقوتِ​ِهْم ِمْقَداَر‬ ‫صَنا َ‬ ‫الَ ْ‬ ‫ف اْلَخْم َ‬ ‫ف َمْن ُقوتُ​ُهْم‬ ‫ب إَلى قَ​َواِعِد ال ّ‬ ‫ف يَُكلّ ُ‬ ‫ع َوِإل فَ​َكْي َ‬ ‫ال ّ‬ ‫ع َوَهَذا أَْرَجُح َوأَْقَر ُ‬ ‫شْر ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ق إعلم الموقعين ج‬ ‫سَمُك َمَثل أَْو الَُرّز أَْو الّدْخُن إَلى التّْمِر َوبِا َّلِ التّْوِفي ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫‪.2‬‬ ‫القياس ‪ :‬ويجوز إخراجها من المكرونة المصنوعة من القمح ولكن يتأكد‬ ‫أّن الوزن هو وزن صاع القمح ‪.‬‬ ‫شارع فرضها طعاما ل مال وحّدد‬ ‫وأما إخراجها مال فل يجوز مطلقا لّن ال ّ‬ ‫جنسها وهو ال ّ‬ ‫طعام فل يجوز الخراج من غيره ولّنه أرادها ظاهرة ل‬ ‫خفّية ولّن الصحابة أخرجوها طعاما ونحن نّتبع ول نبتدع ثّم إخراج زكاة‬ ‫صاع أّما إخراجها نقودا فل ينضبط فعلى سعر‬ ‫الفطر بالطعام ينضبط بهذا ال ّ‬ ‫أي شيء ُيخرج ؟ وقد تظهر فوائد لخراجها قوتا كما في حالت الحتكار‬ ‫وارتفاع السعار والحروب والغلء ‪.‬‬ ‫ولو قال قائل ‪ :‬النقود أنفع للفقير ويشتري بها ما يشاء وقد يحتاج شيئا‬ ‫آخر غير الطعام ثم قد يبيع الفقير الطعام ويخسر فيه فالجواب عن هذا كله‬ ‫أن هناك مصادر أخرى لسّد احتياجات الفقراء في المسكن والملبس‬ ‫وغيرها وذلك من زكاة المال والصدقات العامة والهبات وغيرها فلنضع‬ ‫شارع وهو قد فرضها صاعا‬ ‫شرعي ونلتزم بما حّدده ال ّ‬ ‫المور في نصابها ال ّ‬ ‫من طعام ‪ُ :‬‬ ‫طعمة للمساكين ونحن لو أعطينا الفقير طعاما من قوت البلد‬ ‫فإنه سيأكل منه ويستفيد عاجل أو آجل لّن هذا مما يستعمله أصل ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫وبناء عليه فل يجوز إعطاؤها مال لسداد دين شخص أو أجرة عملية‬ ‫جراحية لمريض أو تسديد قسط دراسة عن طالب محتاج ونحو ذلك فلهذا‬ ‫مصادر أخرى كما تقدم ‪.‬‬ ‫وقت الخراج ‪ :‬تؤدى قبل صلة العيد كما في الحديث أن النبي صلى ا‬ ‫صلِة ‪ .‬البخاري‬ ‫س إَِلى ال ّ‬ ‫ج الّنا ِ‬ ‫عليه وسلم " أَ​َمَر بَِها أَْن تَُؤّدى قَْبَل ُخُرو ِ‬ ‫‪. 1407‬‬ ‫ووقت الدفع له وقت استحباب ووقت جواز ‪.‬‬ ‫فأما وقت الستحباب فهو صباح يوم العيد للحديث السابق ولهذا يسن‬ ‫تأخير صلة العيد يوم الفطر ليتسع الوقت لمن عليه إخراجها ويفطر قبل‬ ‫الخروج ‪.‬‬ ‫كما يسن تعجيل صلة العيد يوم الضحى ليذهب الناس لذبح أضاحيهم‬ ‫ويأكلوا منها ‪.‬‬ ‫أما وقت الجواز فهو قبل العيد بيوم أو يومين ففي صحيح البخاري عن‬ ‫نافع قال ‪ :‬كان ابن عمر يعطي عن الصغير والكبير حتى أنه كان يعطي عن‬ ‫بنّي وكان يعطيها الذين يقبلونها وكان ُيعطون قبل الفطر بيوم أو بيومين ‪.‬‬ ‫ومعنى قوله ) الذين يقبلونها ( هم الجباة الذين ينصبهم المام لجمع صدقة‬ ‫الفطر ‪.‬‬ ‫وَعْن َنافٍِع ‪ :‬إّن اْبَن ُعَمَر َكاَن يَْبَع ُ‬ ‫ث بَِزَكاِة اْلفِْطِر إَلى الِّذي تُْجَمُع ِعْنَدهُ قَْبَل‬ ‫اْلفِْطِر بِيَْوَمْيِن أَْو بَِثلثٍَة ‪ .‬المدونة ج ‪ 1‬باب تعجيل الزكاة قبل حلولها ‪.‬‬ ‫ويكره تأخيرها بعد صلة العيد وقال بعضهم يحرم وتكون قضاء واستُِدل‬ ‫صلِة فَِهَي َزَكاةٌ َمْقُبولَةٌ َوَمْن أَّداَها بَْعَد‬ ‫لذلك بحديث ‪َ :‬مْن أَّداَها قَْبَل ال ّ‬ ‫ت ‪ " .‬رواه أبو داود ‪. 1371‬‬ ‫صَدقَةٌ ِمْن ال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫صلِة فَِهَي َ‬ ‫صَدَقا ِ‬ ‫قال في عون المعبود شرح أبي داود ‪ :‬والظاهر أن من أخرج الفطرة بعد‬ ‫الصلة كان كمن لم يخرجها باعتبار اشتراكهما في ترك هذه الصدقة‬ ‫الواجبة وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن إخراجها قبل صلة العيد إنما هو‬ ‫مستحب فقط وجزموا بأنها تجزئ إلى آخر يوم الفطر والحديث يرّد‬ ‫عليهم وأما تأخيرها عن يوم العيد فقال ابن رسلن ‪ :‬إنه حرام بالتفاق‬ ‫لنها زكاة فوجب أن يكون في تأخيرها إثم كما في إخراج الصلة عن‬ ‫وقتها‪.‬‬ ‫فيحرم إذن تأخيرها عن وقتها بل عذر لن يفوت به المعنى المقصود وهو‬ ‫إغناء الفقراء عن الطلب يوم السرور فلو أخّرها بل عذر عصى وقضى ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫ويجب أن تصل إلى مستحقها أو من ينوب عنه من المتوكلين في وقتها‬ ‫قبل الصلة فلو أراد دفعها إلى شخص فلم يجده ولم يجد وكيلً له وخاف‬ ‫خروج الوقت فعليه أن يدفعها إلى مستحق آخر ول يؤخرها عن وقتها‬ ‫شخص يحب أن يدفع فطرته لفقير معّين ويخشى أن ل يراه‬ ‫وإذا كان ال ّ‬ ‫وقت إخراجها فليأمره أن يوكل أحداً بقبضها منه أو يوكله هو في قبضها‬ ‫له من نفسه فإذا جاء وقت دفعها فليأخذها له في كيس أو غيره ويبقيها‬ ‫أمانة عنده حتى يلقى صاحبها ‪.‬‬ ‫وإذا وّكل المزّكي شخصا بإخراج الزكاة عنه فل تبرأ الذمة حتى يتأكد أن‬ ‫الوكيل قد أخرجها ودفعها فع ً‬ ‫ل ‪ : .‬مجالس شهر رمضان ‪ :‬أحكام زكاة‬ ‫الفطر للشيخ ابن عثيمين ‪.‬‬

‫لمن تعطى ‪ :‬تصرف زكاة الفطر إلى الصناف الثمانية التي تصرف فيها‬ ‫زكاة المال وهذا هو قول الجمهور ‪.‬‬ ‫وذهب المالكية وهي رواية عن أحمد واختارها ابن تيمية إلى تخصيص‬ ‫صرفها للفقراء والمساكين ‪.‬‬ ‫سُم َعلَْيِه َزَكاةُ اْلَماِل ل‬ ‫) َقاَل ال ّ‬ ‫سُم َزَكاةُ اْلفِْطِر َعَلى َمْن تُْق َ‬ ‫شافِ​ِعّي ( ‪َ :‬وتُْق َ‬ ‫ب َوُهْم‬ ‫يُْجِز ُ‬ ‫سُمَها َعَلى اْلفُقَ​َراِء َواْلَم َ‬ ‫ساِكيِن َوِفي الّرَقا ِ‬ ‫ئ ِفيَها َغْيُر َذلَِك َويَْق ِ‬ ‫سِبيِل ّ‬ ‫سِبيِل ‪ .‬كتاب الم ‪ :‬باب ضيعة‬ ‫اِ َواْبِن ال ّ‬ ‫اْلُمَكاتَُبوَن َواْلَغاِرِميَن َوِفي َ‬ ‫زكاة الفطر قبل قسمها ‪.‬‬ ‫س رضي ا عنهما أَّن‬ ‫وقال النووي رحمه ا ‪ :‬بعدما ساق حديث ابن َعّبا ٍ‬ ‫النّبِّي صلى ا عليه وسلم َقاَل لُِمَعاٍذ رضي ا عنه ‪ } :‬أَْعلِْمُهْم أَّن َعلَْيِهْم‬ ‫صَدقَةً تُْؤَخُذ ِمْن أَْغنَِيائِ​ِهْم َوتَُرّد ِفي فُقَ​َرائِ​ِهْم { ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫سَواٌء َزَكاةُ اْلفِْطِر َوَزَكاةُ‬ ‫قال ‪َ :‬ول يَُجوُز َدْفُع َ‬ ‫ت إَلى َكافٍِر َ‬ ‫شْيٍء ِمْن الّزَكَوا ِ‬ ‫اْلَماِل ‪.‬‬ ‫َوَقاَل َمالٌِك َواللّْي ُ‬ ‫ث َوأَْحَمُد َوأَُبو ثَْوٍر ‪ :‬ل يُْعطَْوَن ) أي الكفار ( ‪.‬‬ ‫والمستحقون لزكاة الفطر من الفقراء ومن عليهم ديون ل يستطيعون‬ ‫وفاءها أو ل تكفيهم رواتبهم إلى آخر الشهر فيكونون مساكين محتاجين‬ ‫فيعطون منها بقدر حاجتهم ‪.‬‬ ‫ول يجوز لدافعها شراؤها ممن دفعها إليه ‪ .‬فتاوى الشيخ ابن عثيمين ‪.‬‬ ‫إخراجها وتفريقها ‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫سَم‬ ‫سمها بنفسه ‪َ ) :‬قاَل ال ّ‬ ‫شافِ​ِعّي ( ‪َ :‬وأَْخَتاُر قَ ْ‬ ‫الفضل أن يتولى النسان ق ْ‬ ‫سي َعَلى َ‬ ‫طْرِحَها ِعْنَد َمْن تُْجَمُع ِعْنَدهُ ‪.‬‬ ‫َزَكاِة اْلفِْطِر بِنَْف ِ‬ ‫سُم َزَكاةُ‬ ‫قال النووي رحمه ا ‪َ :‬قاَل ال ّ‬ ‫صِر " ‪َ :‬وتُقَ ّ‬ ‫شافِ​ِعّي ِفي " اْلُمْختَ َ‬ ‫سُم َعلَْيِه َزَكاةُ اْلَماِل َوأُِحّب َدْفَعَها إَلى َذِوي َرِحِمِه الِّذيَن‬ ‫اْلفِْطِر َعَلى َمْن تُقَ ّ‬ ‫شاءَ‬ ‫ل تَْلَزُمهُ نَفَقَتُ​ُهْم بَِحاٍل َقاَل ‪ :‬فَإِْن طَ​َرَحَها ِعْنَد َمْن تُْجَمُع ِعْنَدهُ أَْجَزأَهُ إْن َ‬ ‫ّ‬ ‫سِه و لَْو َدفَ​َعَها إَلى اِلَماِم أَْو‬ ‫ضَل أَْن يُفَّر َ‬ ‫اُ تَ​َعاَلى والَْف َ‬ ‫ق اْلفِْطَرةَ بِنَْف ِ‬ ‫س َوأَِذَن لَهُ ِفي إْخَراِجَها أَْجَزأَهُ َولَِكّن‬ ‫ال ّ‬ ‫ساِعي أَْو َمْن تُْجَمُع ِعْنَدهُ اْلفِْطَرةُ ِللّنا ِ‬ ‫ضُل ِمْن َهَذا ُكلِّه ‪ .‬المجموع ‪ :‬ج ‪6‬‬ ‫سِه أَْف َ‬ ‫تَْفِريقَهُ بِنَْف ِ‬ ‫ويجوز أن يوّكل ثقة بإيصالها إلى مستحقيها وأما إن كان غير ثقة فل‬ ‫قال َعْبُد ّ‬ ‫سِمْعت اْبَن أَِبي ُملَْيَكةَ َوَرُجٌل يَُقوُل لَهُ ‪ :‬إّن‬ ‫اِ ْبُن اْلُمَؤّمِل َقاَل َ‬ ‫سِجِد فَ​َقاَل اْبُن أَِبي ُملَْيَكةَ ‪:‬‬ ‫) فلنا ( أَ​َمَرِني أَْن أَْطَرَح َزَكاةَ اْلفِْطِر ِفي اْلَم ْ‬ ‫أَْفَتاك اْلِعْلُج بَِغْيِر َرْأيِ​ِه ؟‬ ‫شاٍم ) أي‬ ‫سْمَها ) أي توّل أنت قسمتها بنفسك ( فَإِنَّما يُْعِطيَها اْبُن ِه َ‬ ‫اْق ِ‬ ‫شاَء ‪ ) .‬أي يعطيها لغير‬ ‫سهُ َوَمْن َ‬ ‫الوالي الذي يجمعها في المسجد ( أَْحَرا َ‬ ‫مستحّقيها ( ‪ .‬الم ‪ :‬باب ضيعة زكاة الفطر قبل قسمها ‪.‬‬ ‫صٍع‬ ‫صْر ُ‬ ‫ع إَلى َجَماَعٍة َوآ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ونص المام أحمد رحمه ا على أنه يَُجوُز َ‬ ‫صا ٍ‬ ‫إَلى َواِحٍد ‪.‬‬ ‫سِكيًنا‬ ‫صَدقَةَ اْلفِْطِر َعْنهُ َوَعْن ِعَيالِ​ِه ِم ْ‬ ‫س أَْن يُْعِطَي الّرُجُل َ‬ ‫َوَقاَل َمالٌِك ‪ :‬ل بَأْ َ‬ ‫َواِحًدا ‪ .‬المدونة ج ‪ 1‬باب في قسم زكاة الفطر‬ ‫وإذا أعطى فقيرا أقّل من صاع فلينبهه لّن الفقير قد ُيخرجها عن نفسه ‪.‬‬ ‫ويجوز للفقير إذا أخذ الفطرة من شخص وزادت عن حاجته أن يدفعها هو‬ ‫عن نفسه أو أحد ممن يعولهم إذا علم أنها تامة مجزئة‬ ‫مكان الخراج ‪ :‬قال ابن قدامة رحمه ا ‪ :‬فَأ َّما َزَكاةُ اْلفِْطِر فَإِنّهُ يُفَّرقَُها ِفي‬ ‫ب‬ ‫سبَ ُ‬ ‫سَواٌء َكاَن َمالُهُ ِفيِه أَْو لَْم يَُكْن لَنّهُ َ‬ ‫اْلبَلَِد الِّذي َوَجبَْت َعلَْيِه ِفيِه ‪َ ،‬‬ ‫سبَبَُها ِفيِه ‪ .‬المغني ج ‪ 2‬فصل إذا كان‬ ‫ب الّزَكاِة فَفُّرقَْت ِفي اْلبَلَِد الِّذي َ‬ ‫ُوُجو ِ‬ ‫المزكي في بلد وماله في بلد ‪.‬‬ ‫ت ‪َ :‬ما قَْوُل َمالٍِك ِفيَمْن‬ ‫وورد في المدونة في فقه المام مالك رحمه ا ‪ :‬قُْل ُ‬ ‫صَر يَْوَم اْلفِْطِر أَْيَن يَُؤّدي َزَكاةَ اْلفِْطِر ؟‬ ‫ُهَو ِمْن أَْهِل إْفِريقِيّةَ َوُهَو بِ​ِم ْ‬ ‫َقاَل ‪َ :‬قاَل َمالٌِك ‪َ :‬حْي ُ‬ ‫ث ُهَو َقاَل َمالٌِك ‪َ :‬وإِْن أَّدى َعْنهُ أَْهلُهُ بِإِْفِريقِيّةَ أَْجَزأَهُ‬ ‫) ومصطلحهم في كلمة إفريقية يختلف عما هو عليه الن ( ج ‪ .1‬باب في‬ ‫إخراج المسافر زكاة الفطر ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫نسأل ا أن يتقّبل مّنا أجمعين وأن ُيلحقنا بالصالحين وصلى ا على النبي‬ ‫المين وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬

‫صوم المرأة‬ ‫الحيض من علمات البلوغ للنساء هو ‪ ,‬فمتى ما رأت الفتاة الدم على وجه‬ ‫معتاد )ولو كانت سنها دون الخامسة عشر بل ولو كانت دون عشر سنين (‬ ‫فهو حيض تصبح به الفتاة بالغة فهي امرأة مكلفة يجب عليها الصيام كما‬ ‫تجب عليها الصلة وغيرها من الحكام التي يشترط لها البلوغ قالت‬ ‫عائشة رضي ا عنها ‪" :‬إذا حاضت الجارية فهي امرأة"‪.‬‬ ‫لكن يحرم على المرأة الصيام مدة الحيض ول يصح منها حتى تطهر‬ ‫كالصلة ‪.‬‬ ‫قال صلى ا عليه وسلم في النساء ‪ :‬أليس إذا حاضت لم تصل ولم‬ ‫تصم ‪ .‬الحديث ‪ .‬فيجب على المرأة أن تفطر مدة الحيض فإذا طهرت‬ ‫قضت بعدد اليام التي أفطرتها لقوله تعالى ‪ :‬فَِعّدةٌ ِمْن أَّياٍم أَُخَر ]البقرة‬ ‫سئلت عائشة رضي ا عنها ‪" :‬ما بال الحائض تقضي‬ ‫الية‪ [185 :‬و ُ‬ ‫الصوم ول تقضي الصلة ؟ قالت ‪ :‬كان يصيبنا ذلك تعني الحيض فنؤمر‬ ‫بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة" ‪.‬‬ ‫وإذا حد ث للمرأة الحيض أثناء النهار ولو قبل غروب الشمس بوقت يسير‬ ‫وهي صائمة صوما واجبا بطل صيامها ذلك اليوم أي ل تعتد به وإل‬ ‫فأجرها على ا ولزمها قضاؤه بعد طهرها ‪.‬‬ ‫وإذا طهرت المرأة من الحيض قبل طلوع الفجر ولو بيسير من أيام‬ ‫رمضان وجب عليها الصيام ول بأس بتأخير الغتسال إلى ما بعد طلوع‬ ‫‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫الفجر حتى تتمكن من السحور والنفساء كالحائض في جميع ما تقدم من‬ ‫أحكام‪.‬‬ ‫وإذا كانت المرأة حامل أو مرضعا وخافت على نفسها الضرر من الصيام‬ ‫فإنها تفطر وتقضي ما أفطرته من أيام أخر ‪.‬‬ ‫أما إذا كان فطر المرأة الحامل أو المرضع خوفا على ولدها ل على نفسها‬ ‫فالجمهور على أنها تطعم مع القضاء عن كل يوم مسكينا ‪.‬‬ ‫قال شيخ السلم في الحامل والمرضع تخاف على ولدها الضررمع الصيام‬ ‫"تفطر وتقضي عن كل يوم يوما وتطعم عن كل يوم مسكينا" ‪ .‬وذهب‬ ‫جماعة من أهل العلم أن عليها الصيام أي القضاء فقط دون الكفارة‬ ‫كالمسافر والمريض الذي يرجي برؤه ولعل هذا هو الراجح ول يتسع‬ ‫المقام لبسط أدلة ذلك وهو رأي سماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن باز ‪-‬‬ ‫حفظه ا ‪.-‬‬ ‫أمور ل يفطر بها الصائم‬ ‫الحتلم أثناء الصيام‪ :‬ل يفطر به الصائم لعدم القصد والعمد باتفاق أهل‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫من حصل منه القيء التطريش ‪ :‬دون اختيار منه وهو صائم لم يفطر بذلك‬ ‫بل صومه صحيح لقوله صلى ا عليه وسلم ‪ :‬من ذرعه القيء أغلبه‬ ‫وقهره وسبقه في الخروج فل قضاء عليه‬ ‫وهكذا ما يدخل في الحلق بغير اختيار ‪ :‬من غبار أو ذباب ونحو ذلك مما ل‬ ‫يمكن التحرز منه فإنه ل يفسد الصوم لعدم القصد ‪.‬‬ ‫فإن الذي لم يقصد غافل والغافل غير مكلف لقوله تعالى ‪َ :‬ربَّنا َل تَُؤاِخْذَنا‬ ‫سيَنا أَْو أَْخطَأَْنا ]البقرة الية‪ [286 :‬ولقوله صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫إِْن نَ ِ‬ ‫عفي لمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه‬ ‫خروج الدم من غير قصد‬ ‫كالرعاف والنزيف والجرح ونحو ذلك ل يفطر به الصائم ول يفسد به‬ ‫الصيام لعدم الختيار من أكل أو شرب ناسيا فصيامه صحيح ول قضاء‬ ‫عليه لقوله هو ‪ ,‬صلى ا عليه وسلم ‪ :‬عفي لمتي الخطأ والنسيان وما‬ ‫استكرهوا عليه ولقوله هو ‪ ,‬صلى ا عليه وسلم ‪ :‬من نسي وهو صائم‬ ‫فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه ا وسقاه‬ ‫من أكل شاكا في طلوع الفجر‬ ‫‪.‬‬

‫‪96‬‬


‫صح صومه فل قضاء عليه لن الصل بقاء الليل‪.‬‬ ‫من أصبح جنبا من احتلم أو جماع ‪ :‬وضاق عليه الوقت فإنه يصوم وله‬ ‫أن يؤخر الغسل إلى ما بعد السحور وطلوع الفجر وصومه صحيح ليس‬ ‫عليه قضاؤه لما في الصحيحين أن النبي صلى ا عليه وسلم كان يصبح‬ ‫ُجنبا من جماع ثم يغتسل ويصوم وفي صحيح مسلم قال صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪ :‬وأنا تدركني الصلة وأنا جنب فأصوم والنصو ص في ذلك‬ ‫متوافرة وذكر غير واحد الجماع عليه‪.‬‬ ‫من غلب على ظنه غروب الشمس‬ ‫لغيم ونحوه فأفطر ثم تبين له أنها لم تغرب فليمسك ول قضاء عليه كما هو‬ ‫اختيار جماعة من أهل العلم منهم شيخ السلم ابن تيمية رحمهم ا قال ‪:‬‬ ‫)إذا أكل عند غروبها على غلبة الظن فظهرت ثم أمسك فكالناسي ‪.‬‬ ‫لنه ثبت في الصحيح أنهم أفطروا على عهد النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫ثم طلعت الشمس ‪ .‬الحديث ‪ .‬ولم يذكر في الحديث أنهم ُأمروا بالقضاء‬ ‫ولو أمرهم لشاع ذلك كما نقل فطرهم فلما لم ينقل دل على أنه لم يأمرهم ( ‪.‬‬ ‫وثبت عن عمر رضي ا عنه أنه أفطر ثم تبين النهار فقال ‪ :‬ل نقضي‬ ‫فإنا لم نتجانف لثم‬ ‫قال شيخ السلم ‪ :‬وهذا القول أقوى أثرا ونظرا وأشبه بدللة الكتاب‬ ‫والسنة والقياس‪.‬‬

‫أمور يفطر بها الصائم‬ ‫‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫‪ - 1‬الكل والشرب وما كان بمعناهما من مقوي أو مغذي إذا وصل إلى‬ ‫الجوف من أي طريق كان سواء الفم والنف أو الوريد أو غير ذلك ‪ .‬وكان‬ ‫شَرُبوا َحّتى‬ ‫عن قصد واختيار فإنه يفطر به الصائم لقوله تعالى ‪َ :‬وُكُلوا َوا ْ‬ ‫صَياَم إَِلى‬ ‫ض ِمَن اْلَخْيِط اْلَ ْ‬ ‫سَوِد ِمَن اْلفَْجِر ثُّم أَتِّموا ال ّ‬ ‫يَتَبَيَّن لَُكُم اْلَخْيطُ اْلَْبيَ ُ‬ ‫اللّْيِل ]البقرة الية‪ [187 :‬ولقوله صلى ا عليه وسلم هو ‪ ,‬مخبرا عن ربه‬ ‫أنه قال في الصائم ‪ :‬يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي فالصيام‬ ‫ترك هذه المور من طلوع الفجر إلى غروب الشمس فمن تناول شيئا منها‬ ‫أثناء النهار قاصدا مختارا ! لم يكن صائما‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الجماع ومقدماته‬ ‫فإنه مفسد للصيام بالكتاب والسنة والجماع قال تعالى ‪ :‬أُِحّل لَُكْم لَْيلَةَ‬ ‫صَياِم الّرفَ ُ‬ ‫شَرُبوا َحّتى يَتَبَيَّن لَُكُم‬ ‫سائُِكْم إلى قوله ‪َ :‬وُكُلوا َوا ْ‬ ‫ال ّ‬ ‫ث إَِلى نِ َ‬ ‫صَياَم إَِلى اللّْيِل‬ ‫ض ِمَن اْلَخْيِط اْلَ ْ‬ ‫سَوِد ِمَن اْلفَْجِر ثُّم أَتِّموا ال ّ‬ ‫اْلَخْيطُ اْلَْبيَ ُ‬ ‫]البقرة الية‪ [187 :‬فدلت الية على حل التمتع بهذه المور حتى طلوع‬ ‫الفجر ثم يصام عنها إلى الليل ‪.‬‬ ‫فإذا جامع في نهار الصيام فسد صومه وصار مفطرا بذلك فعليه القضاء‬ ‫لذلك اليوم والكفارة لنتهاكه حرمة الصوم في شهر الصوم‪.‬‬ ‫فقد اتفق العلماء على أن من جامع في نهار رمضان فعليه القضاء‬ ‫والكفارة في الجملة والكفارة مرتبة وهي ‪ :‬عتق رقبة مؤمنة ‪.‬‬ ‫فإن لم يجدها فصيام شهرين متتابعين ‪.‬‬ ‫فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا لكل مسكين مد من طعام وهو ربع‬ ‫الصاع مما يجزئ في الفطرة لما في الصحيح من قصة الرجل الذي جاء‬ ‫إلى النبي صلى ا عليه وسلم فقال ‪ :‬هلكت وأهلكت ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬ما لك ؟‬ ‫قال ‪ :‬وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫هل تجد رقبة تعتقها ؟‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪.‬‬ ‫قال فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟‬ ‫قال ‪ :‬ل الحديث ‪.‬‬ ‫وفي الحديث أن الوطء في نهار رمضان من الصائم كبيرة من كبائر‬ ‫الذنوب وفاحشة من الفواحش المهلكات ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫لن النبي صلى ا عليه وسلم أقر الرجل على قوله " هلكت " ولو لم‬ ‫يكن كذلك لهّون عليه المر‪.‬‬ ‫وإنزال المني في اليقظة بمباشرة أو تقبيل أو بالستمناء وهي التي‬ ‫يسمونها العادة السرية أو جلد عميرة ونحو ذلك يفطر به الصائم وعليه‬ ‫القضاء لنه عن عمد واختيار‪.‬‬ ‫‪-4‬إخراج الدم من الجسد‬ ‫بالحجامة ونحوها فإنه يفطر به الصائم لقوله صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫أفطر الحاجم والمحجوم قال المام أحمد والبخاري وغيرهما عن هذا‬ ‫الحديث ‪" :‬إنه أصح شيء في الباب" ‪ .‬فالحديث نص في الفطر بالحجامة‬ ‫وهو مذهب أكثر فقهاء أهل الحديث كأحمد وإسحاق وابن خزيمة وغيرهم‬ ‫من فقهاء المة وكان فقهاء البصرة يغلقون حوانيت الحجامين‪.‬‬ ‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪" :‬الحاديث الواردة فيه يعني الفطر بالحجامة‬ ‫كثيرة قد بينها الئمة الحفاظ" ‪.‬‬ ‫وفي معنى إخراج الدم بالحجامة وأنه يفطر به الصائم إخراجه بالفصد‬ ‫للتحليل أو لغير ذلك إذا كان الخارج من الدم نحو ما يخرج بالحجامة‬ ‫وكذلك سحب الدم من الوريد للتبرع أو لغير ذلك فمن أراد فعل شيء من‬ ‫ذلك فليجعله ليل ومن اضطر إليه لمرض أو إسعاف مصاب فليفطر ذلك‬ ‫اليوم وهو معذور في ذلك شرعا وليقضي يوما مكانه‪.‬‬ ‫‪ - 5‬من استقاء‬ ‫وهو إخراج ما في المعدة من الطعام والشراب عمدا فعليه القضاء ويفطر‬ ‫بذلك لحديث ‪ :‬من استقاء فعليه القضاء‬ ‫إثبات هلل رمضان في بلد غير إسلمية‬ ‫س‪ :‬هل يجوز للمسلمين الذين يقيمون في بلد ليست بإسلمية أن يشكلوا‬ ‫لجنة تقوم بإثبات هلل رمضان وشوال وذي الحجة أم ل؟‬ ‫ج‪ :‬المسلمون الموجودون في بلد غير إسلمية يجوز لهم أن يشكلوا لجنة‬ ‫من المسلمين تتولى إثبات هلل رمضان وشوال وذي الحجة‪.‬‬ ‫وبال التوفيق وصلى ا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ‪.‬‬ ‫اللجنة الدائمة للبحو ث العلمية والفتاء في المملكة العربية السعودية‬ ‫صفة صوم النبي صلى ا عليه وسلم‬

‫‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على رسول ا وعلى آله وصحبه‬ ‫ومن واله أما بعد‪:‬‬ ‫فهذه نبذة في صفة صوم النبي صلى ا عليه وسلم وما فيها من واجبات‬ ‫وآداب وأدعية وفى حكم الصيام وأقسام الناس فيه والمفطرات وفوائد‬ ‫أخرى على وجه اليجاز ونسأل ا تعالى أن يوفق المسلمين لتطبيق سنة‬ ‫نبيهم صلى ا عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة وا الموفق ‪0‬‬ ‫تعريف الصيام‪ :‬هو التعبد ل تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى‬ ‫غروب الشمس‪.‬‬ ‫صيام رمضان‪ :‬أحد أركان السلم العظيمة لقول النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫"بني السلم على خمس‪ :‬شهادة أن ل إله إل ا‪ ،‬وأن ممداً رسول ا‬ ‫وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج اليت الحرام" ]متفق‬ ‫عليه[ ‪0‬‬ ‫الناس في الصيام‪:‬‬ ‫* الصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم ‪0‬‬ ‫* الكافر ل يصوم ول يجب عليه قضاء الصوم إذا أسلم ‪0‬‬ ‫* الصغير الذي لم يبلغ ل يجب عليه الصوم لكن يؤمر به ليعتاده ‪0‬‬ ‫* المريض مرضا ً طارئاً ينتظر برؤه يفطر إن شق عليه الصوم ويقضى‬ ‫بعد برئه ‪0‬‬ ‫* المجنون ل يجب عليه الصوم ول الطعام عنه وإن كان كبيراً ومثله‬ ‫المعتوه الذي ل تمييز له والكبير المخرف الذي ل تمييز له ‪0‬‬ ‫* العاجز عن الصوم لسبب دائم كالكبير والمريض مرضا ً ل يرجى برؤه‬ ‫يطعم عن كل يوم مسكينا ً ‪0‬‬ ‫* الحامل والمرضع إذا شق عليهما الصوم من أجل الحمل أو الرضاع أو‬ ‫خافتا على ولديهما تفطران وتقضيان الصوم إذا سهل عليهما وزال الخوف‬ ‫‪0‬‬ ‫* الحائض والنفساء ل تصومان حال الحيض والنفاس وتقضيان ما‬ ‫فاتهما ‪0‬‬ ‫* المضطر للفطر لنقاذ معصوم من غرق أو حريق يفطر لينقذه ويقضي ‪0‬‬ ‫* المسافر إن شاء صام وإن شاء أفطر وقضى ما أفطره سواًء كان سفره‬ ‫طارئ اً كسفر العمرة أم دائما كأصحاب سيارات الجرة فيفطرون إن شاءوا‬ ‫ما داموا في غير بلدهم ‪0‬‬

‫أحكام الصيام‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫‪ -1‬النيـــة‪ :‬وجوب تبييت النية في صوم الفريضة قبل طلوع الفجر لقول‬ ‫النبي صلى ا عليه وسلم‪" :‬من لم ُيجِمع الصيام قبل الفجر فل صيام له"‬ ‫]صحيح أبي داود[ ‪0‬‬ ‫وقال صلى ا عليه وسلم‪" :‬من لم يبيت الصيام من الليل فل صيام له"‬ ‫]صحيح النسائي[‪ 0‬والنية محلها القلب والتلفظ بها لم يرد عن النبي صلى‬ ‫ا عليه وسلم ول عن أحد من أصحابه رضي ا عنهم ‪0‬‬ ‫‪ -2‬وقت الصوم‪ :‬قال تعالى‪} :‬وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض‬ ‫من الخيط السود من الفجر{ ]البقرة‪ 0 [187 :‬والفجر فجران‪:‬‬ ‫* الفجر الكاذب‪ :‬وهو ل يُِحُل صلة الصبح ول ُيحِرُم الطعام على الصائم‬ ‫وهو البياض المستطيل الساطع الُمصّعد كذنب السرحان ‪0‬‬ ‫* الفجر الصادق‪ :‬وهو الذي يحرم الطعام على الصائم ويحل صلة الفجر‬ ‫وهو الحمر المستطيل المعترض على رؤوس الشعاب والجبال ‪0‬‬ ‫فإذا أقبل الليل من جهة الشرق وأدبر من جهة الغرب وغربت الشمس‬ ‫فليفطر‬ ‫‪ 0‬قال صلى ا عليه وسلم‪" :‬إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من‬ ‫هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" ]متفق عليه[‪0‬‬ ‫وهذا أمر يتحقق بعد غروب قر ص الشمس مباشرة وإن كان ضوءها‬ ‫ظاهراً‪0‬‬ ‫‪ -3‬السحور‪ :‬قال صلى ا عليه وسلم‪" :‬فصل ما بين صيامنا وصيام أهل‬ ‫الكتاب أكلة السحر" ]رواه مسلم[ وقال صلى ا عليه وسلم‪" :‬البركة في‬ ‫ثلثة‪ :‬الجماعة‪ ،‬والثريد‪ ،‬والسحور" ]صحيح رواه الطبراني في الكبير[‬ ‫وكون السحور بركة ظاهرة ل ينبغي تركه لنه اتباع للسنة ويقوي على‬ ‫الصيام ‪0‬‬ ‫وهو الغذاء المبارك كما سماه الرسول ‪-‬صلى ا عليه وسلم‪" :‬هلّم إلى‬ ‫الغذاء المبارك" ]صحيح أبي داود[ وقال صلى ا عليه وسلم‪" :‬السحور‬ ‫أكلة بركة فل تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن ا وملئكته‬ ‫يصلون على المتسحرين" ]حسن رواه المام أحمد[ ‪0‬‬ ‫وقال صلى ا عليه وسلم‪ " :‬نعم سحور المؤمن التمور" ]صحيح أبي‬ ‫داود[‪ 0‬وكان من هديه تأخير السحور إلى قبيل الفجر ‪0‬‬

‫‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫‪ -4‬ما يجب على الصائم تركه‪ * :‬قول الزور‪ :‬قال صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس ل عز وجل حاجة أن يدع طعامه‬ ‫وشرابه" ]رواه البخاري[ ‪0‬‬ ‫* اللغو والرفث‪ :‬قال ‪ :‬صلى ا عليه وسلم‪" :‬ليس الصيام من الكل‬ ‫والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث فإن ساّبـك أحد أو َجِهل عليك فقل‬ ‫‪ :‬إني صائم" ]صحيح ابن خزيمة[ ‪0‬‬ ‫‪ -5‬ما يباح للصائم‪ * :‬الصائم يصبح جنبًا‪ :‬عن عائشة أن النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم‪" :‬كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم"‬ ‫]متفق عليه[ ‪0‬‬ ‫* السواك للصائم‪ :‬قال صلى ا عليه وسلم‪" :‬لول أن أشق على أمتي‬ ‫لمرتهم بالسواك عند كل وضوء " ]متفق عليه[ ‪0‬‬ ‫فلم يخص الرسول صلى ا عليه وسلم الصائم من غيره ففي هذا دللة‬ ‫على أن السواك للصائم ولغيره عند كل وضوء وكل صلة عام وفي كل‬ ‫الوقات قبل الزوال أو بعده‪.‬‬ ‫* المضمضة والستنشاق‪ :‬كان صلى ا عليه وسلم يتمضمض ويستنشق‬ ‫وهو صائم لكنه منع الصائم من المبالغة فيهما قال صلى ا عليه وسلم‪:‬‬ ‫"وبالغ في الستنشاق إل أن تكون صائمًا" ]صحيح أبي داود[ ‪0‬‬ ‫* المباشرة والقبلة للصائم‪ :‬عن عائشة رضي ا عنها قالت ‪" :‬كان‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم يقّبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه‬ ‫كان أملككم لربه" ]متفق عليه[‪ 0‬ويكره ذلك للشباب دون الشيخ‪ ،‬قال‬ ‫صلى ا عليه وسلم‪ " :‬إن الشيخ يملك نفسه" ]صحيح رواه أحمد[ ‪0‬‬ ‫* تحليل الدم وضرب البر التي ل يقصد بها التغذية‪ :‬فإنها ليست من‬ ‫المفطرات لنها ليست مغذية ول تصل إلى الجوف ‪0‬‬ ‫* قلع السن‪ :‬ل يفطر الصائم ‪0‬‬ ‫* ذوق الطعام‪ :‬وهذا مقيد بعدم دخوله الحلق وكذلك المر بمعجون‬ ‫السنان ‪0‬‬ ‫لما ورد عن ابن عباس رضي ا عنه‪" :‬ل باس أن يذوق الخل أو الشيء‬ ‫ما لم يدخل حلقه وهو صائم" ]رواه البخاري[ ‪0‬‬ ‫* الكحل والقطرة ونحوهما مما يدخل العين‪ :‬هذه المور ل تفطر سواء‬ ‫وجد طعمه في حلقه أم لم يجده وقال المام البخاري في صحيحه‪" :‬ولم‬ ‫ير أنس والحسن وإبراهيم بالكحل للصائم باسا ً " ‪0‬‬

‫‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫‪ -6‬الفطـار ‪ * :‬تعجيل الفطر من سنة النبي صلى ا عليه وسلم وفيه‬ ‫مخالفة اليهود والنصارى فإنهم يؤخرون وتأخيرهم له أمد وهو ظهور‬ ‫النجم ‪0‬‬ ‫قال صلى ا عليه وسلم‪" :‬ل يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" ]متفق‬ ‫عليه[ ‪0‬‬ ‫وقال صلى ا عليه وسلم‪" :‬ل تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها‬ ‫النجوم" ]صحيح ابن حبان[ ‪0‬‬ ‫* الفطر قبل صلة المغرب‪ :‬عن أنس رضي ا عنه قال‪" :‬كان رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي" ]حسن رواه أبو داود[ ‪0‬‬ ‫* على ماذا يفطر؟‬ ‫عن أنس بن مالك رضي ا عنه قال ‪" :‬كان النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن رطبات فتمرات فإن لم يكن‬ ‫تمرات حسا حسوات من ماء" ] صحيح أبي داود [ ‪0‬‬ ‫* ماذا يقول عند الفطار؟‬ ‫قال ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪" :‬للصائم عند فطره دعوة ل ترد" ]صحيح‬ ‫ابن ماجه[ ‪ 0‬وكان يدعو صلى ا عليه وسلم عند إفطاره‪" :‬ذهب الظمأ‬ ‫وابتلت العروق وثبت الجر إن شاء ا" ]صحيح أبي داود[ ‪0‬‬ ‫‪ -7‬مفسدات الصوم ‪ * :‬الكل والشرب متعمداً ‪ :‬سواء كان نافعا ً أم ضاراً‬ ‫كالدخان أما إذا فعل ذلك ناسيا ً أو مخطئا ً أو مكرها ً فل شيء عليه إن شاء‬ ‫ا‪0‬‬ ‫قال صلى ا عليه وسلم‪" :‬إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه فإنما‬ ‫أطعمه ا وسقاه" ]متفق عليه[ ‪0‬‬ ‫* تعمد القيء‪ :‬وهو إخراج ما في المعدة عن طريق الفم لقوله صلى ا‬ ‫عليه وسلم‪" :‬من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض"‬ ‫]صحيح أبي داود[ فإن قاء من غير قصد لم يفطر ‪0‬‬ ‫* الجماع‪ :‬وإذا وقع في نهار رمضان من صائم يجب عليه الصوم فعليه‬ ‫مع القضاء كفارة مغلظة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين‬ ‫متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ً ‪0‬‬ ‫* الحقن الغذائية‪ :‬وهي إيصال بعض المواد الغذائية إلى المعاء أو إلى‬ ‫الدم بقصد تغذية المريض فهذا النوع يفطر الصائم لنه إدخال إلى الجوف‪.‬‬ ‫* الحيض والنفاس‪ :‬خروج دم من المرأة في جزء من النهار سواء وجد‬ ‫في أوله أو آخره أفطرت وقضت ‪0‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪103‬‬


‫* إنزال المني‪ :‬يقظة باستمناء أو مباشرة أو تقبيل أو ضم أو نحو ذلك‬ ‫وأما النزال بالحتلم فل يفطر لنه بغير اختيار الصائم ‪0‬‬ ‫* حقن الدم‪ :‬مثل أن يحصل للصائم نزيف فيحقن به دمه تعويضا ً عما نزف‬ ‫منه ‪0‬‬ ‫‪ -8‬القضــاء‪ * :‬يستحب المبادرة إلى القضاء وعدم التأخير ول يجب‬ ‫التتابع في القضاء أجمع أهل العلم أن من مات وعليه صلوات فاتته فل‬ ‫يقضي عنه وكذلك من عجز عن الصيام ل يصوم عنه أحد في حياته بل‬ ‫يطعم عن كل يوم مسكيناً ولكن من مات وعليه صوم صام عنه وليه‬ ‫لقوله صلى ا عليه وسلم‪" :‬من مات وعليه صوم صام عنه وليه"‬ ‫]متفق عليه[ ‪0‬‬ ‫‪ -9‬الصوم مع تركه الصلة‪ * :‬من صام وترك الصلة فقد ترك الركن الهم‬ ‫من أركان السلم بعد التوحيد ول يفيده صومه شيئا ً ما دام تاركا ً للصلة‬ ‫لن الصلة عماد الدين الذي يقوم عليه وتارك الصلة محكوم بكفره‬ ‫والكافر ل يقبل منه عمل لقوله صلى ا عليه وسلم‪" :‬العهد الذي بيننا‬ ‫وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر" ]صحيح رواه المام أحمد[‪0‬‬ ‫‪ -10‬قيام الليل ) التراويح (‪ * :‬لقد سن الرسول صلى ا عليه وسلم قيام‬ ‫رمضان جماعة ثم تركه مخافة أن يفرض على المة فل تستطيع القيام‬ ‫بهذه الفريضة ‪0‬‬ ‫وعدد ركعاتها ثمان ركعات دون الوتر لحديث عائشة رضي ا عنها‪" :‬ما‬ ‫كان النبي صلى ا عليه وسلم يزيد في رمضان ول في غيره على إحدى‬ ‫عشرة ركعة" ]متفق عليه[‪0‬‬ ‫ولما أحيا عمر بن الخطاب رضي ا عنه هذه السنة جمع إحدى عشرة‬ ‫ركعة وصّلوا في زمانه ثلثة وعشرين وصّلوا بعده تسعا ً وثلثين ركعة‬ ‫والعمل على ثلثة وعشرين كما في صلة الحرمين الشريفين وهو قول‬ ‫الئمة الثلثة وغيرهم ‪0‬‬ ‫ومما ابتلي به المسلمون اليوم في صلة التراويح السرعة في القراءة وفي‬ ‫الركوع والسجود وغير ذلك ‪ 0‬وهذا مخل بالصلة مذهب لخشوعها وقد‬ ‫يبطلها في بعض الحالت وا المستعان ‪00‬‬

‫‪.‬‬

‫‪104‬‬


‫‪ -11‬زكاة الفطر‪:‬‬ ‫*وهى فرض لحديث ابن عمر رضي ا عنه ‪" :‬فرض رسول ا ‪ -‬صلى‬ ‫ا عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس " ]متفق عليه[‪0‬‬ ‫وتجب زكاة الفطر على الصغير والكبير والذكر والنثى والحر والعبد من‬ ‫المسلمين ومقدارها صاع من غالب قوت البلد إذا كان فاضلً عن قوت‬ ‫يومه وليلته وقوت عياله والفضل فيها النفع للفقراء‪.‬‬ ‫ووقت إخراجها‪ :‬يوم العيد قبل الصلة ويجوز قبله بيوم أو يومين ول‬ ‫يجوز تأخيرها عن يوم العيد‪.‬‬ ‫حكم من عجز عن الصوم لكبر أو مرض ل يرجى برؤه‬ ‫‪ -9‬ما رأيكم فيمن يرخص لهم في الفطر‪ :‬كشيخ كبير وعجوز ومريض ل‬ ‫يرجى برؤه‪ .‬هل يلزمهم فدية عن إفطارهم؟‬ ‫الجواب‪ :‬على من عجز عن الصوم لكبر أو مرض ل يرجى برؤه إطعام‬ ‫مسكين عن كل يوم مع القدرة على ذلك كما أفتى بذلك جماعة من الصحابة‬ ‫رضي ا عنهم منهم ابن عباس رضي ا عنهما ‪.‬‬ ‫صوم المريض‬ ‫المريض الذي دخل عليه شهر رمضان وهو مريض أو مرض في أثنائه له‬ ‫حالتان ‪ :‬أحدهما ‪ :‬أن يرجى زوال مرضه فهذا إذا خاف مع الصيام زيادة‬ ‫مرضه أو طول مدته جاز له الفطر إجماعا ‪.‬‬ ‫ضا أَْو َعَلى‬ ‫وجعله بعض أهل العلم مستحبا لقوله تعالى ‪َ :‬وَمْن َكاَن َمِري ً‬ ‫سفٍَر فَِعّدةٌ ِمْن أَّياٍم أَُخَر ]البقرة الية‪ [185 :‬ولما رواه المام أحمد وغيره‬ ‫َ‬ ‫عن النبي صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬إن ا يحب أن تؤتى رخصه كما‬ ‫يكره أن تؤتى معصيته فيكره له الصوم مع المشقة لنه خروج عن‬ ‫رخصة ا وتعذيب من المرء لنفسه ‪.‬‬ ‫أما إن ثبت أن الصوم يضره فإنه يجب عليه الفطر ويحرم عليه الصيام‬ ‫سُكْم إِّن ّ‬ ‫اَ َكاَن بُِكْم َرِحيًما ]النساء الية‪:‬‬ ‫لقوله تعالى ‪َ :‬وَل تَْقتُ​ُلوا أَْنفُ َ‬ ‫‪ [29‬ولما ثبت في الصحيح أن النبي هو ‪ ,‬صلى ا عليه وسلم هو ‪ ,‬قال ‪ :‬إن‬ ‫لنفسك عليك حقا فمن حقها أن ل تضرها مع وجود رخصة ا تعالى ‪.‬‬ ‫وإذا أفطر لمرضه الذي يرجى زواله قضى بعدد اليام التي أفطرها ول‬ ‫كفارة عليه‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪105‬‬


‫الثانية ‪ :‬أن يكون المرض ل يرجى زواله كالسل والسرطان والسكر‬ ‫وغيرهما من المراض نعوذ بال من عضال الداء وشر السقام فإذا كان‬ ‫الصوم يشق عليه فإنه ل يجب عليه لنه ل يستطيعه وقد قال تعالى ‪َ :‬ل‬ ‫ف ّ‬ ‫سَعَها ]البقرة الية‪ [286 :‬بل يفطر ويطعم عن كل‬ ‫يَُكلّ ُ‬ ‫سا إِّل ُو ْ‬ ‫اُ نَْف ً‬ ‫يوم مسكينا هو ‪ ,‬ول قضاء عليه هو ‪ ,‬لنه ليس له حال يصير إليها يتمكن فيها‬ ‫من القضاء وفي هذا وأمثاله يقول تعالى ‪َ :‬وَعَلى الِّذيَن يُِطيُقونَهُ فِْديَةٌ‬ ‫َ‬ ‫سِكيٍن ]البقرة الية‪ [184 :‬قال ابن عباس رضي ا عنهما في‬ ‫طَعاُم ِم ْ‬ ‫هذه الية‪" :‬ليست بمنسوخة هي للكبير الذي ل يستطيع الصوم" ‪ .‬رواه‬ ‫البخاري ‪ .‬والمريض الذي ل يرجى برؤه في حكم الكبير ‪.‬‬ ‫وهذا مذهب الجمهور ‪ .‬قال ابن القيم رحمه ا ‪ :‬ول يصار إلى الفدية إل‬ ‫عند اليأس من القضاء‪.‬‬ ‫صوم الكبير‬ ‫الكبير الذي ل يستطيع الصوم أو ل يستطيع إتمام كل يوم لهرمه وضعفه‬ ‫ولكن معه عقله وتمييزه ولكن يشق عليه الصيام فهذا أفتى ابن عباس‬ ‫وغيره من الصحابة رضي ا عنهم ‪" :‬أنه يفطر ويطعم عن كل يوم‬ ‫مسكينا ول قضاء عليه ‪ .‬إقامة للطعام مقام الصيام رحمة من ا‬ ‫وتخفيفا" ‪.‬‬ ‫قال ابن عباس رضي ا عنهما في قوله تعالى ‪َ :‬وَعَلى الِّذيَن يُِطيُقونَهُ‬ ‫سِكيٍن ]البقرة الية‪" [184 :‬نزلت في الشيخ الكبير والمرأة‬ ‫فِْديَةٌ طَ​َعاُم ِم ْ‬ ‫الكبيرة ل يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينا" أي ول‬ ‫قضاء عليهما وثبت في الصحيح "أن أنس ابن مالك رضي ا عنه لما كبر‬ ‫وضعف عن الصيام أفطر وأطعم ثلثين مسكينا"‪.‬‬ ‫أما إذا كان الكبير قد فقد التمييز وحصل منه التخريف والهذيان فهذا ل‬ ‫يجب عليه صيام ول إطعام لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه وتخريفه‬ ‫فأشبه الصبي قبل التمييز فإن التكليف مرتبط بالعقل فإذا أخذ ما وهب‬ ‫سقط ما وجب‪.‬‬ ‫وأما إذا كان يميز أحيانا ويخرف أحيانا فإنه يجب عليه الصوم أو الطعام‬ ‫في حالة تمييزه دون حال تخريفه والصلة أيضا كذلك‪.‬‬ ‫حقيقة الصيام وحكمه‬ ‫هو المساك عن الطعام والشراب والنكاح وغيرها من المفطرات بنية‬ ‫العبادة فريضة أو نافلة من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس قال‬ ‫‪.‬‬

‫‪106‬‬


‫صَياِم الّرفَ ُ‬ ‫س‬ ‫س لَُكْم َوأَْنتُْم لَِبا ٌ‬ ‫سائُِكْم ُهّن لَِبا ٌ‬ ‫تعالى ‪ :‬أُِحّل لَُكْم لَْيلَةَ ال ّ‬ ‫ث إَِلى نِ َ‬ ‫لَُهّن َعلَِم ّ‬ ‫ب َعلَْيُكْم َوَعَفا َعْنُكْم َفاْلَن‬ ‫سُكْم فَ​َتا َ‬ ‫اُ أَنُّكْم ُكْنتُْم تَْخَتاُنوَن أَْنفُ َ‬ ‫شَرُبوا َحّتى يَتَبَيَّن لَُكُم اْلَخْيطُ‬ ‫ب ّ‬ ‫اُ لَُكْم َوُكُلوا َوا ْ‬ ‫شُروُهّن َواْبتَُغوا َما َكتَ َ‬ ‫َبا ِ‬ ‫صَياَم إَِلى اللّْيِل ]البقرة‬ ‫ض ِمَن اْلَخْيِط اْلَ ْ‬ ‫سَوِد ِمَن اْلفَْجِر ثُّم أَتِّموا ال ّ‬ ‫اْلَْبيَ ُ‬ ‫الية‪[187 :‬‬ ‫فأباح سبحانه التمتع بهذه المور في ليل الصيام إلى الفجر ثم أمر‬ ‫بالمساك عنها من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وقد جاء في السنة‬ ‫الصحيحة عن النبي صلى ا عليه وسلم ذكر أمور أخرى يفطر بها‬ ‫الصائم غير تلك المذكورات في الية تأتي الشارة إليها في موضعها إن‬ ‫شاء ا وألحق أهل العلم بها أمورا من جنسها قياسا عليها لتفاقها معها‬ ‫في العلة‪.‬‬ ‫وصيام رمضان هو الركن الرابع من أركان السلم وكان فرضه في السنة‬ ‫ب‬ ‫الثانية من الهجرة ودليل فرضيته قوله تعالى ‪َ :‬يا أَّيَها الِّذيَن آَمُنوا ُكتِ َ‬ ‫شْهُر‬ ‫ب َعَلى الِّذيَن ِمْن قَْبلُِكْم لَ​َعلُّكْم تَتُّقوَن إلى قوله ‪َ :‬‬ ‫َعلَْيُكُم ال ّ‬ ‫صَياُم َكَما ُكتِ َ‬ ‫ضاَن الِّذي أُْنِزَل ِفيِه اْلقُْرآُن ]البقرة اليات‪[185-183 :‬‬ ‫َرَم َ‬ ‫وفي الصحيحين عن النبي صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬بني السلم على‬ ‫خمس شهادة أن ل إله إل ا وأن محمدا رسول ا وإقام الصلة وإيتاء‬ ‫الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ولمسلم وصوم رمضان وحج البيت‬ ‫وأحاديث كثيرة بمعناه في الصحيحين وغيرهما من دواوين السلم‪.‬‬ ‫وأجمع المسلمون على فرضيته إجماعا قطعيا معلوما بالضرورة من ين‬ ‫السلم فمن أنكر وجوبه فقد كفر ‪ .‬فإن العلم بفرضيته من العلم العام الذي‬ ‫توارثته المة خلفا عن سلف‪.‬‬ ‫ويجب الصوم‪ :‬على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر سالم من الموانع ‪.‬‬ ‫صْمهُ ]البقرة الية‪ [185 :‬وقوله‬ ‫شِهَد ِمْنُكُم ال ّ‬ ‫لقوله تعالى ‪ :‬فَ​َمْن َ‬ ‫شْهَر فَْليَ ُ‬ ‫صلى ا عليه وسلم كما في الصحيحين وغيرهما ‪ :‬صوموا لرؤيته يعني‬ ‫الهلل وأفطروا لرؤيته الحديث‪.‬‬ ‫صوم المسافر‬ ‫المسافر في رمضان يجوز له أن يفطر ويقضي عدد اليام التي أفطرها‬ ‫سواء دخل عليه الشهر وهو في سفره أو سافر في أثنائه لقوله تعالى‪:‬‬ ‫سفٍَر فَِعّدةٌ ِمْن أَّياٍم أَُخَر ]البقرة الية‪[185 :‬‬ ‫ضا أَْو َعَلى َ‬ ‫َوَمْن َكاَن َمِري ً‬ ‫وفي الصحيحين عن أنس رضي ا عنه قال ‪ :‬كنا نسافر مع النبي صلى‬ ‫ا عليه وسلم هو ‪ ,‬فلم يعب الصائم على المفطر ول المفطر على الصائم‬ ‫‪.‬‬

‫‪107‬‬


‫وثبت في السنن أن من الصحابة من كان يفطر إذا فارق عامر قريته ويذكر‬ ‫أن ذلك سنة رسول ا صلى ا عليه وسلم‪.‬‬ ‫فللمسافر أن يفطر ما دام في سفره ما لم يقصد بسفره التحيل على الفطر‬ ‫فإن قصد ذلك فالفطر عليه حرام معاملة له بنقيض قصده والجمهور على‬ ‫أن الشخص إذا قرر القامة في بلد أكثر من أربعة أيام فإنه يصوم لنقطاع‬ ‫أحكام السفر في حقه‪.‬‬ ‫وقال بعض أهل العلم ‪ :‬الفضل للمسافر فعل السهل عليه من الصيام أو‬ ‫الفطر لما في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي ا عنه قال ‪:‬‬ ‫كانوا يعني أصحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم يرون أن من وجد قوة‬ ‫فصام فإن ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسن‬ ‫ولما في سنن أبي داود عن حمزة بن عمرو السلمي أنه قال ‪ :‬يا رسول‬ ‫ا ! إني صاحب ظهر أعالجه أسافر عليه وأكريه وإنه ربما صادفني هذا‬ ‫الشهر يعني رمضان وأنا أجد القوة وأنا شاب فأجد بأن الصوم يا رسول‬ ‫ا أهون علّي من أن أؤخره فيكون دينا علّي أفأصوم يا رسول ا أعظم‬ ‫لجري أم أفطر ؟ قال أي ذلك شئت يا حمزة‬ ‫فإن شق عليه الصوم حرم عليه ولزمه الفطر لما في الصحيح أن النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم لما أفطر في سفر حين شق الصوم على الناس قيل له‬ ‫أن بعض الناس قد صام فقال النبي صلى ا عليه وسلم ‪ :‬أولئك العصاة‬ ‫أولئك العصاة ولما في الصحيحين عن جابر ‪ :‬أن النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم كان في سفر فرأى زحاما ورجل قد ظلل عليه فقال ‪ :‬ما هذا ؟‬ ‫فقالوا ‪ :‬صائم ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬ليس من البر الصيام في السفر‬ ‫وأما إذا تساوى الصوم والفطر بالنسبة له من حيث المشقة وعدمها‬ ‫فالصوم أفضل اغتناما لشرف الزمان ولن صيامه مع الناس أنشط له‬ ‫وأسرع في براءة ذمته ولنه فعل النبي صلى ا عليه وسلم في بعض‬ ‫أسفاره ‪ .‬وذهب المام أحمد وجماعة من أهل العلم رحمهم ا إلى أن‬ ‫الفطر للمسافر أفضل وإن لم يجهده الصوم أخذا بالرخصة ‪ .‬فَ​َمْن َكاَن‬ ‫سفٍَر فَِعّدةٌ ِمْن أَّياٍم أَُخَر ]البقرة الية‪ [185 :‬وفي‬ ‫ضا أَْو َعَلى َ‬ ‫ِمْنُكْم َمِري ً‬ ‫الحديث ‪ :‬إن ا يحب أن تؤتى رخصه ولنه آخر المرين من النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم ولما ثبت أن من الصحابة من يفطر إذا فارق عامر‬ ‫قريته ويذكر أن ذلك سنة رسول ا صلى ا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪108‬‬


‫في العشر الواخر من رمضان رؤية ليلة القدر‬ ‫س ‪ :‬هل ترى ليلة القدر عيانا أي أنها ترى بالعين البشرية المجردة ؟‬ ‫حيث أن بعض الناس يقولون إن النسان إذا استطاع رؤية ليلة القدر يرى‬ ‫نورا في السماء ونحو هذا وكيف رآها رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫والصحابة رضوان ا عليهم أجمعين ؟‬ ‫وكيف يعرف المرء أنه قد رأى ليلة القدر ؟‬ ‫وهل ينال النسان ثوابها وأجرها وإن كانت في تلك الليلة التي لم يستطع‬ ‫أن يراها فيها ؟‬ ‫نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل ‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه ا سبحانه وذلك برؤية أماراتها‬ ‫وكان الصحابة رضي ا عنهم يستدلون عليهما بعلمات ولكن عدم‬ ‫رؤيتها ل يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانا واحتسابا فالمسلم ينبغي له‬ ‫أن يجتهد في تحريها في العشر الواخر من رمضان كما أمر النبي صلى‬ ‫ا عليه وسلم طلبا للجر والثواب فإذا صادف قيامه إيمانا واحتسابا هذه‬ ‫الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها قال صلى ا عليه وسلم ‪ :‬من قام ليلة‬ ‫القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية أخرى من‬ ‫قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‬ ‫وقد ثبت عن النبي صلى ا عليه وسلم ما يدل على أن من علماتها طلوع‬ ‫الشمس صبيحتها ل شعاع لها وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع‬ ‫وعشرين ويستدل بهذه العلمة والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها‬ ‫وأوتارها أحرى وليلة سبع وعشرين آكد الوتار في ذلك ومن اجتهد في‬ ‫العشر كلها في الصلة والقرآن والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير أدرك‬ ‫ليلة القدر بل شك وفاز بما وعد ا به من قامها إذا فعل ذلك إيمانا‬ ‫واحتسابا ‪.‬‬ ‫وا ولي التوفيق وصلى ا وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ‪.‬‬ ‫فضل العشر الواخر من رمضان‬ ‫للعشر الخيرة من رمضان خصائص ليست لغيرها من اليام ‪.‬‬ ‫فمن خصائصها ‪ :‬ان النبي صلى ا عليه وسلم كان يجتهد في العمل فيها‬ ‫أكثر من غيرها ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي ا عنها ‪:‬أن النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم كان يجتهد في العشر الواخر مال يجتهد في غيرها (‬ ‫رواه مسلم‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪109‬‬


‫وفي الصحيح عنها قالت ‪ :‬كان النبي صلى ا عليه وسلم إذا دخل العشر‬ ‫شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله (‬ ‫وفي المسند عنها قالت ‪ :‬كان النبي صلى ا عليه وسلم يخلط العشرين‬ ‫بصلة ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر (‬ ‫فهذه العشر كان يجتهد فيها صلى ا عليه وسلم أكثر مما يجتهد في‬ ‫غيرها من الليالي واليام من انواع العبادة ‪ :‬من صلة وقرآن وذكر‬ ‫وصدقة وغيرها ولن النبي صلى ا عليه وسلم كان يشد مئزره يعني‪:‬‬ ‫يعتزل نساءه ويفرغ للصلة والذكر ولن النبي صلى ا عليه وسلم كان‬ ‫يحيي ليله بالقيام والقراءة والذكر بقلبه ولسانه وجوارحه لشرف هذه‬ ‫الليالي والتي فيها ليلة القدر التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر ا ماتقدم‬ ‫من ذنبه ‪.‬‬ ‫وظاهر هذا الحديث أنه صلى ا عليه وسلم يحيي الليل كله في عبادة ربه‬ ‫من الذكر والقراءة والصلة والستعداد لذلك والسحور وغيرها‪.‬‬ ‫وبهذا يحصل الجمع بينه وبين مافي صحيح مسلم عن عائشة رضي ا‬ ‫عنها قالت‪ :‬ماأعلمه صلى ا عليه وسلم قام ليله حتى الصباح ( لن‬ ‫إحياء الليل الثابت في العشر يكون بالقيام وغيره من أنواع العبادة والذي‬ ‫نفته إحياء الليل بالقيام فقط‪.‬‬ ‫ومما يدل على فضيلة العشر من الحاديث أن النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫ان النبي صلى ا عليه وسلم كان يوقظ أهله فيها للصلة والذكر حرصا‬ ‫على اغتنام هذه الليالي المباركة بما هي جديرة به من العبادة فإنها فرصة‬ ‫العمر وغنيمة لمن وفقه ا عز وجل فل ينبغي للمسلم العاقل أن يفّوت‬ ‫هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله فما هي إل ليال معدودة ربما ُيدرك‬ ‫النسان فيها نفحة من نفحات المولى فتكون ساعادة في الدنيا والخرة ‪.‬‬ ‫العيد آدابه وأحكامه‬ ‫الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫أجمعين وبعد‬ ‫فإن العيد اسم لكل ما ُيعتاد ويعود وتكرر والعياد شعارات توجد لدى كل‬ ‫المم سواء أكانت كتابية أم وثنية أم غير ذلك وذلك لن إقامة العياد‬ ‫ترتبط بغريزة وجبّلة طبع الناس عليها فكل الناس يحبون أن تكون لهم‬ ‫مناسبات يحتفلون فيها ويتجّمعون وُيظهرون الفرح والسرور ‪.‬‬ ‫وأعياد المم الكافرة ترتبط بأمور دنيوية كبداية سنة أو بدء موسم زرع أو‬ ‫اعتدال جو أو قيام دولة أو تنصيب حاكم ونحو ذلك ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪110‬‬


‫وترتبط أيضا بمناسبات دينية ككثير من أعياد اليهود والنصارى الخاصة‬ ‫بهم فمن أعياد النصارى مثل العيد الذي يكون في الخميس الذي يزعمون‬ ‫أن المائدة أنزلت فيه على عيسى عليه الصلة والسلم وعيد رأس السنة‬ ‫الكريسمس وعيد الشكر وعيد العطاء ويحتفلون به الن في جميع البلد‬ ‫الوربية والمريكية وغيرها من البلد التي للنصرانية فيها ظهور وإن لم‬ ‫تكن نصرانية في الصل وقد يشاركهم بعض المنتسبين إلى السلم ممن‬ ‫حولهم عن جهل أو عن نفاق ‪.‬‬ ‫وللمجوس كذلك أعيادهم الخاصة بهم مثل عيد المهرجان وعيد النيروز‬ ‫وغيرهما‪.‬‬ ‫وللباطنية أيضا أعيادهم مثل عيد الغدير الذي يزعمون أن النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم بايع فيه عليا رضي ا عنه بالخلفة وبايع فيه الئمة الثني‬ ‫عشر من بعده ‪.‬‬ ‫تميز المسلمين بأعيادهم ‪:‬‬ ‫لقد دّل قوله صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا " على‬ ‫اختصا ص المسلمين بهذين العيدين ل غير وأنه ل يحل للمسلمين أن‬ ‫يتشبهوا بالكفار والمشركين في شيء مما يختص بأعيادهم ل من طعام ول‬ ‫من لباس ول إيقاد نيران ول عبادة ول يمّكن الصبيان من اللعب في‬ ‫أعيادهم ول إظهار الزينة ول يسمح لصبيان المسلمين بمشاركة الكفار في‬ ‫أعيادهم ‪ .‬وكل العياد الكفرية والبدعية محرمة كعيد رأس السنة وعيد‬ ‫الجلء وعيد الثورة وعيد الشجرة وعيد الجلوس وعيد الميلد وعيد الم‬ ‫وعيد العمال وعيد النيل وعيد شم النسيم وعيد المعلم وعيد العمال وعيد‬ ‫المولد النبوي ‪.‬‬ ‫وأما المسلمون فليس لهم إل عيدان عيد الفطر وعيد الضحى لما جاء َعْن‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سوُل ّ‬ ‫سلَّم اْلَمِدينَةَ َولَُهْم‬ ‫س رضي ا عنه َقاَل قَِدَم َر ُ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اِ َ‬ ‫أَنَ ٍ‬ ‫ب ِفيِهَما ِفي‬ ‫يَْوَماِن يَْلَعُبوَن ِفيِهَما فَ​َقاَل َما َهَذاِن اْليَْوَماِن َقاُلوا ُكّنا نَْلَع ُ‬ ‫سلَّم إِّن ّ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سوُل ّ‬ ‫اَ قَْد أَْبَدلَُكْم بِ​ِهَما َخْيًرا‬ ‫اْلَجاِهلِيِّة فَ​َقاَل َر ُ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اِ َ‬ ‫ضَحى َويَْوَم اْلفِْطِر ‪ " .‬سنن أبي داود ‪1134‬‬ ‫ِمْنُهَما يَْوَم اْلَ ْ‬ ‫وهذان العيدان هما من شعائر ا التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها‬ ‫واستشعار معانيها ‪.‬‬ ‫وفيما يلي نتعرض لطائفة من أحكام العيدين وآدابهما في الشريعة‬ ‫السلمية ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪111‬‬


‫أول ‪ ::‬أحكام العيد صومه ‪:‬‬ ‫ضَي ّ‬ ‫سوَل‬ ‫سِعيٍد اْلُخْدِر ّ‬ ‫اُ َعْنهُ أَّن َر ُ‬ ‫يحرم صوم يومي العيد لحديث أَِبي َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫صَياِم يَْوَمْيِن يَْوِم اْلفِْطِر َويَْوِم النّْحِر ‪" .‬‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اِ َ‬ ‫سلَّم نَ​َهى َعْن ِ‬ ‫رواه مسلم ‪827‬‬ ‫حكم صلة العيدين ‪:‬‬ ‫ذهب بعض العلماء إلى وجوبها وهذا مذهب الحناف واختيار شيخ السلم‬ ‫ابن تيمية رحمه ا وقالوا إن النبي صلى ا عليه وسلم واظب عليها ولم‬ ‫يتركها ول مرة واحدة واحتجوا بقوله تعالى ) فصل لربك وانحر ( أي‬ ‫صلة العيد والنحر بعده وهذا أمر وأن النبي صلى ا عليه وسلم أمر‬ ‫بإخراج النساء من البيوت لشهادتها والتي ليس عندها جلباب تستعير من‬ ‫أختها ‪.‬‬ ‫وذهب بعض العلماء إلى أنها فرض كفاية وهذا مذهب الحنابلة وذهب‬ ‫فريق ثالث إلى أن صلة العيد سنة مؤكدة وهذا مذهب المالكية والشافعية‬ ‫واحتجوا بحديث العرابي في أن ا لم يوجب على العباد إل خمس‬ ‫صلوات ‪.‬‬ ‫فينبغي على المسلم أن يحر ص على حضورها وشهودها خصوصا وأّن‬ ‫القول بوجوبها قول قوي ويكفي ما في شهودها من الخير والبركة والجر‬ ‫العظيم والقتداء بالنبي الكريم ‪.‬‬ ‫شروط الصحة والوجوب والوقت‬ ‫اشترط بعض العلماء ) وهم الحنفية والحنابلة ( لوجوب صلة العيدين‬ ‫القامة والجماعة ‪.‬‬ ‫وقال بعضهم إّن شروطها هي شروط صلة الجمعة ما عدا الخطبة فإّن‬ ‫حضورها ليس بواجب وجمهور العلماء على أن وقت العيدين يبتدئ عند‬ ‫ارتفاع الشمس قدر رمح بحسب الرؤية المجردة ويمتد وقتها إلى ابتداء‬ ‫الزوال ‪.‬‬ ‫صفة صلة العيد‬ ‫قال عمر رضي ا عنه ‪ :‬صلة العيد والضحى ركعتان ركعتان تمام غير‬ ‫قصر على لسان نبيكم وقد خاب من افترى ‪.‬‬ ‫وعن أبي سعيد قال ‪ :‬كان رسول ا صلى ا عليه وسلم يخرج يوم الفطر‬ ‫والضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلة ‪.‬‬ ‫والتكبير سبع في الركعة الولى وخمس في الخرة والقراءة بعدهما‬ ‫كلتيهما ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫وعن عائشة رضي ا عنها ‪ :‬التكبير في الفطر والضحى الولى سبع‬ ‫تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرات الركوع رواه أبو داود‬ ‫صحيح بمجموع طرقه ‪.‬‬ ‫ولو أدرك المأموم إمامه أثناء التكبيرات الزوائد يكبر مع المام ويتابعه ول‬ ‫يلزمه قضاء التكبيرات الزوائد لنها سّنة وليست بواجبة ‪.‬‬ ‫وأما ما ُيقال بين التكبيرات فقد جاء عن حماد بن سلمة عن إبراهيم أن‬ ‫الوليد بن عقبة دخل المسجد وابن مسعود وحذيفة وأبو موسى في المسجد‬ ‫فقال الوليد ‪ :‬إن العيد قد حضر فكيف أصنع فقال ابن مسعود ‪ :‬يقول ا‬ ‫أكبر ويحمد ا ويثني عليه ويصلي على النبي صلى ا عليه وسلم ويدعو‬ ‫ا ثم يكبر ويحمد ا ويثني عليه ويصلي على النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪ .‬الخ رواه الطبراني وهو حديث صحيح مخرج في الرواء وغيره ‪.‬‬ ‫القراءة في صلة العيد‪:‬‬ ‫يستحب أن يقرأ المام في صلة العيد بـ ) ق ( و ) اقتربت الساعة ( كما‬ ‫في صحيح مسلم أَّن ُعَمَر ْبَن اْلَخ ّ‬ ‫سأ َ​َل أَ​َبا َواقٍِد اللّْيثِّي َما َكاَن يَْقَرأُ بِ​ِه‬ ‫ب َ‬ ‫طا ِ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سوُل ّ‬ ‫ضَحى َواْلفِْطِر فَ​َقاَل َكاَن يَْقَرأُ ِفيِهَما‬ ‫سلَّم ِفي الَ ْ‬ ‫َر ُ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اِ َ‬ ‫ق اْلقَ​َمُر ‪ " .‬صحيح مسلم ‪891‬‬ ‫ش ّ‬ ‫ساَعةُ َواْن َ‬ ‫ِبق َواْلقُْرآِن اْلَمِجيِد َواْقتَ​َربَْت ال ّ‬ ‫وأكثر ما ورد أنه صلى ا عليه وسلم كان يقرأ في العيد بسبح والغاشية‬ ‫شيٍر َقاَل َكاَن‬ ‫كما كان يقرأ بهما في الجمعة فقد جاء َعْن النّْعَماِن ْبِن بَ ِ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سوُل ّ‬ ‫سَم‬ ‫حا ْ‬ ‫َر ُ‬ ‫سلَّم يَْقَرأُ ِفي اْلِعيَدْيِن َوِفي اْلُجُمَعِة بِ َ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اِ َ‬ ‫سبّ ِ‬ ‫َربَّك اْلَْعَلى َوَهْل أَ​َتاَك َحِدي ُ‬ ‫شيَِة ‪ " .‬صحيح مسلم ‪878‬‬ ‫ث اْلَغا ِ‬ ‫وقال سمرة رضي ا عنه ‪ :‬كان النبي صلى ا عليه وسلم يقرأ في‬ ‫العيدين ) سبح اسم ربك العلى () وهل أتاك حديث الغاشية ( رواه أحمد‬ ‫وغير وهو صحيح الرواء ‪3/116‬‬ ‫الصلة قبل الخطبة ‪:‬‬ ‫من أحكام العيد أن الصلة قبل الخطبة كما ثبت في مسند أحمد من حديث‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سوِل ّ‬ ‫صّلى قَْبَل اْلُخْطبَِة ِفي‬ ‫س أَ ْ‬ ‫شَهُد َعَلى َر ُ‬ ‫سلَّم َ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اِ َ‬ ‫اْبِن َعّبا ٍ‬ ‫اْلِعيِد ثُّم َخطَ​َب ‪ ".‬مسند أحمد ‪ 1905‬والحديث في الصحيحين‬ ‫ومما يدّل على أن الخطبة بعد الصلة حديث أبي سعيد رضي ا عنه ‪ :‬كان‬ ‫النبي صلى ا عليه وسلم يخرج يوم الفطر والضحى إلى المصلى فأول‬ ‫شيء يبدأ به الصلة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على‬ ‫صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإذا كان يريد أن يقطع بعثا ً قطعه أو‬ ‫يأمر بشيء أمر به قال أبو سعيد ‪ :‬فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت‬ ‫‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلى إذا منبر‬ ‫بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه‬ ‫فجبذني فارتفع فخطب قبل الصلة فقلت له ‪ :‬غيرتم وا ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا أبا سعيد قد ذهب ما تعلم ‪.‬‬ ‫فقلت ‪ :‬ما أعلم وا خير مما ل أعلم ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلة فجعلنها قبل الصلة ‪.‬‬ ‫رواه البخاري ‪956‬‬ ‫الرخصة في النصراف أثناء الخطبة لمن أراد ‪ :‬عن عبد ا بن السائب‬ ‫قال ‪ :‬شهدت العيد مع النبي صلى ا عليه وسلم فلما قضى الصلة قال ‪:‬‬ ‫إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب‬ ‫‪ .‬إرواء الغليل ‪.3/96‬‬ ‫عدم المبالغة في تأخيرها ‪ :‬خرج عبد ا بن ُبشر صاحب النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم مع الناس في يوم الفطر عيد الفطر أو أضحى فأنكر إبطاء‬ ‫المام وقال انا كنا مع النبي صلى ا عليه وسلم قد فرغنا ساعتنا هذه‬ ‫وذلك حين التسبيح ‪ .‬رواه البخاري معلقا مجزوما به‬ ‫النافلة في المصلى‪ :‬ل نافلة قبل صلة العيد ول بعدها كما جاء عن ابن‬ ‫عباس أن النبي صلى ا عليه وسلم خرج يوم العيد فصلى ركعتين لم‬ ‫يصل قبلهما ول بعدهما ‪ " .‬سنن أبي داود ‪ 1159‬وهذا إذا كانت الصلة‬ ‫في المصلى أو في مكان عام وأما إن صلى الناس العيد في المسجد فإنه‬ ‫يصلي تحية المسجد إذا دخله قبل أن يجلس ‪.‬‬ ‫إذا لم يعلموا بالعيد إل من الغد ‪:‬‬ ‫عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من النصار قالوا ‪ُ :‬غّم علينا هلل‬ ‫شوال فأصبحنا صياماً فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم أنهم رأوا الهلل بالمس فأمر الناس أن يفطروا من‬ ‫يومهم وأن يخرجوا لعيدهم من الغد رواه الخمسة صحيح ‪ :‬الرواء‬ ‫‪. 3/102‬‬ ‫ومن فاتته صلة العيد فالراجح أنه يجوز له قضاؤها ركعتين ‪.‬‬ ‫شهود النساء صلة العيد‬ ‫صةَ َقالَْت ُكّنا نَْمنَُع َعَواتِقَ​َنا أَْن يَْخُرْجَن ِفي اْلِعيَدْيِن فَقَِدَمْت اْمَرأَةٌ‬ ‫َعْن َحْف َ‬ ‫ف فَ​َحّدثَْت َعْن أُْختَِها َوَكاَن َزْوُج أُْختَِها َغَزا َمَع النّبِّي‬ ‫فَنَ​َزلَْت قَ ْ‬ ‫صَر بَِني َخلَ ٍ‬ ‫‪.‬‬

‫‪114‬‬


‫صّلى ّ‬ ‫سّت َقالَْت ُكّنا‬ ‫سلَّم ثِْنتَْي َع َ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫َ‬ ‫شَرةَ َغْزَوةً َوَكانَْت أُْخِتي َمَعهُ ِفي ِ‬ ‫ُ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سلَّم‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫سأ َلَْت أْخِتي النّبِّي َ‬ ‫ضى فَ َ‬ ‫نَُداِوي اْلَكْلَمى َونَُقوُم َعَلى اْلَمْر َ‬ ‫صاِحبَتَُها‬ ‫ب أَْن ل تَْخُرَج َقاَل لِتُْلبِ ْ‬ ‫س إَِذا لَْم يَُكْن لَ​َها ِجْلَبا ٌ‬ ‫أَ​َعَلى إِْحَداَنا بَأْ ٌ‬ ‫سَها َ‬ ‫سأ َْلتَُها‬ ‫ِمْن ِجْلَبابَِها َوْلتَ ْ‬ ‫شَهد اْلَخْيَر َوَدْعَوةَ اْلُم ْ‬ ‫سلِ​ِميَن فَلَّما قَِدَمْت أُّم َعِطيّةَ َ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سلَّم َقالَْت بِأ َِبي نَ​َعْم َوَكانَْت ل تَْذُكُرهُ ِإل َقالَْت‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫ت النّبِّي َ‬ ‫أَ َ‬ ‫سِمْع ِ‬ ‫ت اْلُخُدوِر‬ ‫ق َذَوا ُ‬ ‫ق َوَذَوا ُ‬ ‫ت اْلُخُدوِر أَْو اْلَعَواتِ ُ‬ ‫سِمْعتُهُ يَُقوُل يَْخُرُج اْلَعَواتِ ُ‬ ‫بِأ َِبي َ‬ ‫صّلى ‪.‬‬ ‫ض َوْليَ ْ‬ ‫شَهْدَن اْلَخْيَر َوَدْعَوةَ اْلُمْؤِمِنيَن َويَْعتَِزُل اْلُحيّ ُ‬ ‫َواْلُحيّ ُ‬ ‫ض اْلُم َ‬ ‫صحيح البخاري ‪324‬‬ ‫قوله ‪ ) :‬عواتقنا ( العواتق جمع عاتق وهي من بلغت الحلم أو قاربت أو‬ ‫استحقت التزويج أو هي الكريمة على أهلها أو التي عتقت عن المتهان‬ ‫في الخروج للخدمة وكأنهم كانوا يمنعون العواتق من الخروج لما حد ث‬ ‫بعد العصر الول من الفساد ولم تلحظ الصحابة ذلك بل رأت استمرار‬ ‫الحكم على ما كان عليه في زمن النبي صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ) :‬وكانت أختي ( فيه حذف تقديره قالت المرأة وكانت أختي ‪ .‬قوله ‪:‬‬ ‫) قالت ( أي الخت‬ ‫قوله ‪ ) :‬من جلبابها ( ‪ .‬أي تعيرها من ثيابها ما ل تحتاج إليه ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ) :‬وذوات الخدور ( بضم الخاء المعجمة والدال المهملة جمع خدر‬ ‫بكسرها وسكون الدال وهو ستر يكون في ناحية البيت تقعد البكر وراءه‬ ‫) فالحّيض ( ‪ :‬هو بضم الحاء وتشديد الياء المفتوحة جمع حائض أي‬ ‫البالغات من البنات أو المباشرات بالحيض مع أنهم غير طاهرات‬ ‫قوله ‪ ) :‬ويعتزل الحيض المصلى ( قال ابن المنّير ‪ :‬الحكمة في اعتزالهن‬ ‫أن في وقوفهن وهن ل يصلين مع المصليات إظهار استهانة بالحال ‪.‬‬ ‫فاستحب لهن اجتناب ذلك ‪.‬‬ ‫وقيل سبب منع الُحّيض من المصلى ‪.‬‬ ‫الصيانة والحتراز من مقارنة النساء للرجال من غير حاجة ول صلة‬ ‫وقيل ‪ :‬لئل يؤذين غيرهن بدمهن أو ريحهن ‪.‬‬ ‫وفي الحديث الحث على حضور العيد لكل أحد وعلى المواساة والتعاون‬ ‫على البر والتقوى وأن الحائض ل تهجر ذكر ا ول مواطن الخير‬ ‫كمجالس العلم والذكر سوى المساجد وفيه امتناع خروج المرأة بغير‬ ‫جلباب ‪.‬‬ ‫وفي هذا الحديث من الفوائد أن من شأن العواتق والمخدرات عدم البروز‬ ‫إل فيما أذن لهن فيه ‪.‬‬ ‫وفيه استحباب إعداد الجلباب للمرأة ومشروعية عارية الثياب ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪115‬‬


‫واستدل به على وجوب صلة العيد وروى ابن أبي شيبة أيضا عن ابن‬ ‫عمر أنه كان يخرج إلى العيدين من استطاع من أهله ‪.‬‬ ‫وقد صرح في حديث أم عطية بعلة الحكم وهو شهودهن الخير ودعوة‬ ‫المسلمين ورجاء بركة ذلك اليوم وطهرته ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫وقال الترمذي رحمه ا في سننه بعد أن ساق حديث أم عطية ‪َ :‬وقَْد َذَه َ‬ ‫ج إَِلى اْلِعيَدْيِن‬ ‫بَْع ُ‬ ‫ص ِللنّ َ‬ ‫ث َوَرّخ َ‬ ‫ض أَْهِل اْلِعْلِم إَِلى َهَذا اْلَحِدي ِ‬ ‫ساِء ِفي اْلُخُرو ِ‬ ‫ضُهْم َوُرِوي َعْن َعْبِد ّ‬ ‫اِ ْبِن اْلُمَباَرِك أَنّهُ َقاَل أَْكَرهُ اْليَْوَم اْلُخُروَج‬ ‫َوَكِرَههُ بَْع ُ‬ ‫ت اْلَمْرأَةُ ِإل أَْن تَْخُرَج فَْليَأَْذْن لَ​َها َزْوُجَها أَْن تَْخُرَج‬ ‫ِللنّ َ‬ ‫ساِء ِفي اْلِعيَدْيِن فَإِْن أَبَ ِ‬ ‫ج أَْن يَْمنَ​َعَها‬ ‫ِفي أَْطَماِرَها اْلُخْلَقاِن َول تَتَ​َزيّْن فَإِْن أَبَْت أَْن تَْخُرَج َكَذلَِك فَِللّزْو ِ‬ ‫ضَي ّ‬ ‫ا‬ ‫ج َويُْرَوى َعْن َعائِ َ‬ ‫اُ َعْنَها َقالَْت لَْو َرَأى َر ُ‬ ‫سوُل ّ ِ‬ ‫شةَ َر ِ‬ ‫َعْن اْلُخُرو ِ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سلَّم َما أَْحَد َ‬ ‫ساُء بَِني‬ ‫ساُء لَ​َمنَ​َعُهّن اْلَم ْ‬ ‫سِجَد َكَما ُمنَِعْت نِ َ‬ ‫ ث النّ َ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫َ‬ ‫ساِء إَِلى‬ ‫إِ ْ‬ ‫سْفَياَن الثّْوِر ّ‬ ‫سَراِئيَل َويُْرَوى َعْن ُ‬ ‫ي أَنّهُ َكِرهَ اْليَْوَم اْلُخُروَج ِللنّ َ‬ ‫اْلِعيِد الترمذي ‪495‬‬ ‫وقد أفتت بالحديث المتقدم أم عطية رضي ا عنها بعد النبي صلى ا‬ ‫عليه وسلم بمدة كما في هذا الحديث ولم يثبت عن أحد من الصحابة‬ ‫مخالفتها في ذلك وأما قول عائشة " لو رأى النبي صلى ا عليه وسلم ما‬ ‫أحد ث النساء لمنعهن المساجد " فل يعارض ذلك ) ما دامت المرأة تخرج‬ ‫بالشروط الشرعية ( ‪.‬‬ ‫والولى أن يخص السماح بالخروج بمن يؤمن عليها وبها الفتنة ول‬ ‫يترتب على حضورها محذور ول تزاحم الرجال في الطرق ول في المجامع‬ ‫‪.‬‬ ‫ويجب على الرجل تفقد أهله عند خروجهن للصلة ليتأكد من كمال حجاب‬ ‫النساء فهو راع ومسؤول عن رعيته فالنساء يخرجن تفلت غير متبرجات‬ ‫ول متطيبات والحائض ل تدخل المسجد ول المصلى ويمكن أن تنتظر في‬ ‫السيارة مثلً لسماع الخطبة ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ ::‬آداب العيد‪ :‬الغتسال‪ :‬من الداب الغتسال قبل الخروج للصلة‬ ‫فقد صح في الموطأ وغيره أَّن َعْبَد ّ‬ ‫سُل يَْوَم اْلفِْطِر قَْبَل‬ ‫اِ ْبَن ُعَمَر َكاَن يَْغتَ ِ‬ ‫صّلى ‪ .‬الموطأ ‪ 428‬وصح عن سعيد بن جبير أنه قال ‪:‬‬ ‫أَْن يَْغُدَو إَِلى اْلُم َ‬ ‫)سنة العيد ثل ث المشي والغتسال والكل قبل الخروج ( وهذا من كلم‬ ‫سعيد بن جبير ولعله أخذه عن بعض الصحابة‪.‬‬ ‫وذكر النووي رحمه ا اتفاق العلماء على استحباب الغتسال لصلة العيد ‪.‬‬

‫والمعنى الذي يستحب بسببه الغتسال للجمعة وغيرها من الجتماعات‬ ‫العامة موجود في العيد بل لعله في العيد أبرز ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪116‬‬


‫الكل قبل الخروج ‪ :‬من الداب أل يخرج في عيد الفطر إلى الصلة حتى‬ ‫سوُل ّ‬ ‫صّلى‬ ‫س ْبِن َمالٍِك َقاَل َكاَن َر ُ‬ ‫اِ َ‬ ‫يأكل تمرات لما رواه البخاري َعْن أَنَ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ت َويَأُْكلُ​ُهّن ِوْتًرا ‪.‬‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫سلَّم َل يَْغُدو يَْوَم اْلفِْطِر َحّتى يَأُْكَل تَ​َمَرا ٍ‬ ‫البخاري ‪953‬‬ ‫وإنما استحب الكل قبل الخروج مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم‬ ‫وإيذانا بالفطار وانتهاء الصيام ‪ .‬وعلل ابن حجر رحمه ا بأّن في ذلك‬ ‫سدًا لذريعة الزيادة في الصوم وفيه مبادرة لمتثال أمر ا فتح ‪2/446‬‬ ‫ومن لم يجد تمرا فليفطر على أي شيء مباح ‪.‬‬ ‫وأما في عيد الضحى فإن المستحب أل يأكل إل بعد الصلة من أضحيته ‪.‬‬ ‫التكبير يوم العيد ‪ :‬وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى ‪:‬‬ ‫) ولتكملوا العدة ولتكبروا ا على ما هداكم ولعلكم تشكرون ( ‪.‬‬ ‫وعن الوليد بن مسلم قال ‪ :‬سألت الوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار‬ ‫التكبير في العيدين قال ‪ :‬نعم كان عبد ا بن عمر يظهره في يوم الفطر‬ ‫حتى يخرج المام ‪.‬‬ ‫وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال ‪ ) :‬كانوا في الفطر أشد منهم في‬ ‫الضحى ( قال وكيع يعني التكبير إرواء ‪3/122‬‬ ‫وروى الدارقطني وغيره أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الضحى‬ ‫يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى ثم يكبر حتى المام ‪ .‬وروى ابن أبي‬ ‫شيبة بسند صحيح عن الزهري قال ‪ :‬كان الناس يكبرون في العيد حين‬ ‫يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج المام فإذا خرج‬ ‫المام سكتوا فإذا كبر كبروا ‪ .‬إرواء ‪2/121‬‬ ‫ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول المام‬ ‫كان أمرا مشهورا جدا عند السلف وقد نقله جماعة من المصنفين كابن أبي‬ ‫شيبة وعبدالرزاق والفريابي في كتاب ) أحكام العيدين ( عن جماعة من‬ ‫السلف ومن ذلك أن نافع بن جبير كان يكبر ويتعجب من عدم تكبير الناس‬ ‫فيقول‪ ) :‬أل تكبرون ( وكان ابن شهاب الزهري رحمه ا يقول ‪ ) :‬كان‬ ‫الناس يكبرون منذ يخرجون من بيوتهم حتى يدخل المام ( ‪.‬‬ ‫ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل المام لصلة‬ ‫العيد ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪117‬‬


‫صفة التكبير ‪ :‬ورد في مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن مسعود‬ ‫رضي ا عنه ‪ :‬أنه كان يكبر أيام التشريق ‪ :‬ا أكبر ا أكبر ل إله إل ا‬ ‫وا أكبر ا أكبر ول الحمد ‪ .‬ورواه ابن أبي شيبة مرة أخرى بالسند‬ ‫نفسه بتثليث التكبير ‪.‬‬ ‫ورأى المحاملي بسند صحيح أيضاً عن ابن مسعود ‪ :‬ا أكبر كبيراً ا‬ ‫أكبر كبيراً ا أكبر وأجّل ‪ ،‬ا أكبر ول الحمد ‪ .‬الرواء ‪3/126‬‬ ‫التهنئة ‪ :‬ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيا‬ ‫كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض ‪ :‬تقبل ا منا ومنكم أو عيد مبارك وما‬ ‫أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة ‪.‬‬ ‫وعن جبير بن نفير قال ‪ :‬كان النبي صلى ا عليه وسلم إذا التقوا يوم‬ ‫العيد يقول بعضهم لبعض تُقُّبل منا ومنك ‪ .‬ابن حجر إسناده حسن الفتح‬ ‫‪2/446‬‬ ‫فالتهنئة كانت معروفة عند الصحابة ورخص فيها أهل العلم كالمام أحمد‬ ‫وغيره وقد ورد ما يدل عليه من مشروعية التهنئة بالمناسبات وتهنئة‬ ‫الصحابة بعضهم بعضا عند حصول ما يسر مثل أن يتوب ا تعالى على‬ ‫امرئ فيقومون بتهنئته بذلك إلى غير ذلك ‪.‬‬ ‫ول ريب أن هذه التهنئة من مكارم الخلق ومحاسن المظهر الجتماعية‬ ‫بين المسلمين ‪.‬‬ ‫وأقل ما يقال في موضوع التهنئة أن تهنئ من هنأك بالعيد وتسكت إن‬ ‫سكت كما قال المام أحمد رحمه ا ‪ :‬إن هنأني أحد أجبته وإل لم أبتدئه ‪.‬‬

‫التجمل للعيدين ‪ :‬عن عبد ا بن ُعَمَر رضي ا عنه َقاَل أَ​َخَذ ُعَمُر ُجبّةً ِمْن‬ ‫صّلى ّ‬ ‫سوَل ّ‬ ‫سلَّم‬ ‫ق تَُبا ُ‬ ‫إِ ْ‬ ‫ع ِفي ال ّ‬ ‫ق فَأ َ​َخَذَها فَأ َ​َتى بَِها َر ُ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اِ َ‬ ‫ستَْبَر ٍ‬ ‫سو ِ‬ ‫سوَل ّ‬ ‫ا‬ ‫اِ اْبتَْع َهِذِه تَ​َجّمْل بَِها لِْلِعيِد َواْلُوُفوِد فَ​َقاَل لَهُ َر ُ‬ ‫فَ​َقاَل َيا َر ُ‬ ‫سوُل ّ ِ‬ ‫صّلى ّ‬ ‫ق لَهُ ‪ .‬رواه البخاري ‪948‬‬ ‫س َمْن ل َخل َ‬ ‫سلَّم إِنَّما َهِذِه لَِبا ُ‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫َ‬ ‫وقد أقر النبي صلى ا عليه وسلم عمر على التجمل لكنه أنكر عليه شراء‬ ‫هذه الجبة لنها من حرير‪.‬‬ ‫وعن جابر رضي ا عنه قال ‪ :‬كان للنبي صلى ا عليه وسلم جبة يلبسها‬ ‫للعيدين ويوم الجمعة ‪ .‬صحيح ابن خزيمة ‪1765‬‬ ‫وروى البيهقي بسند صحيح أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫فينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عند من الثياب عند الخروج للعيد ‪.‬‬ ‫أما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن لنهن منهيات عن إظهار الزينة‬ ‫للرجال الجانب وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب أو‬ ‫تتعرض للرجال بالفتنة فإنها ما خرجت إل لعبادة وطاعة أفتراه يصح من‬ ‫مؤمنة أن تعصي من خرجت لطاعته وتخالف أمره بلبس الضيق والثوب‬ ‫الملون الجذاب الملفت للنظر أو مس الطيب ونحوه ‪.‬‬ ‫حكم الستماع لخطبة العيد ‪ :‬قال ابن قدامة رحمه ا في كتابه الكافي ص‬ ‫‪. 234‬‬ ‫فإذا سلم خطب خطبتين كخطبة الجمعة لن النبي صلى ا عليه وسلم فعل‬ ‫ذلك ويفارق خطبتي الجمعة في أربعة أشياء ‪ .‬ثم قال ‪:‬‬ ‫الرابع ‪ :‬أنهما سنة ل يجب استماعهما ول النصات لهما لما روى عبد ا‬ ‫بن السائب قال ‪ :‬شهدت مع رسول ا صلى ا عليه وسلم العيد فلما‬ ‫قضى الصلة قال ‪ ) :‬إنا نخطب من أراد أن يجلس للخطبة فليجلس ومن‬ ‫أحب أن يذهب فليذهب ( ‪.‬‬ ‫وقال النووي رحمه ا في كتابه المجموع شرح المهذب ص ‪: 23‬‬ ‫ويستحب للناس استماع الخطبة وليست الخطبة ول استماعها شرطا ً‬ ‫لصحة صلة العيد لكن قال الشافعي ‪ :‬لو ترك استماع خطبة العيد أو‬ ‫الكسوف أو الستسقاء أو خطب الحج أو تكلم فيها أو انصرف وتركها‬ ‫كرهته ول إعادة عليه ‪.‬‬ ‫وفي الشرح الممتع على زاد المستنقع للشيخ ابن عثيمين ‪: 5/192‬‬ ‫قوله تعالى ‪ ) :‬كخطبتي الجمعة ( أي يخطب خطبتين على الخلف الذي‬ ‫أشرنا إليه سابقاً كخطبتي الجمعة في الحكام حتى في تحريم الكلم ل في‬ ‫وجوب الحضور فخطبة الجمعة يجب الحضور إليها لقوله تعالى ‪ ) :‬يا آيها‬ ‫الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ا وذروا‬ ‫البيع ( وخطبتا العيد ل يجب الحضور إليهما بل للنسان أن ينصرف لكن‬ ‫إذا بقي يجب عليه أن ل يكلم أحداً وهذا ما يشير إليه قول المؤلف ‪:‬‬ ‫) كخطبتي الجمعة ( ‪.‬‬ ‫وقال بعض أهل العلم ل يجب النصات لخطبتي العيدين لنه لو وجب‬ ‫النصات لوجوب الحضور ولحرم النصراف ‪ ،‬فكما كان النصراف جائزاً ‪.‬‬ ‫فالستماع ليس بواجب ‪.‬‬ ‫ولكن على هذا القول لو كان يلزم من الكلم التشويش على الحاضرين َحُرم‬ ‫الكلم من أجل التشويش ل من أجل الستماع بناء على هذا لو كان مع‬ ‫‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫النسان كتاب أثناء خطبة المام خطبة العيد فإنه يجوز أن يراجعه لنه ل يشوش‬ ‫على أحد ‪.‬‬ ‫أما على المذهب الذي مشى عليه المؤلف فالستماع واجب ما دام حاضراً ‪.‬‬

‫الذهاب من طريق والعودة من آخر‬ ‫صّلى ّ‬ ‫ضَي ّ‬ ‫َعْن َجابِ​ِر ْبِن َعْبِد ّ‬ ‫سلَّم‬ ‫اُ َعلَْيِه َو َ‬ ‫اُ َعْنُهَما َقاَل َكاَن النّبِّي َ‬ ‫اِ َر ِ‬ ‫ق رواه البخاري ‪986‬‬ ‫ف الطِّري َ‬ ‫إَِذا َكاَن يَْوُم ِعيٍد َخالَ َ‬ ‫وورد عنه صلى ا عليه وسلم أنه كان يخرج ماشياً يصلي بغير أذان ول‬ ‫إقامة ثم يرجع ماشيا ً من طريق آخر ‪.‬‬ ‫قيل ليشهد له الطريقان عند ا يوم القيامة والرض تحّد ث يوم القيامة‬ ‫بما ُعمل عليها من الخير والشّر ‪ .‬وقيل لظهار شعائر السلم في‬ ‫الطريقين ‪.‬‬ ‫وقيل لظهار ذكر ا وقيل لغاظة المنافقين واليهود وليرهبهم بكثرة من‬ ‫معه ‪.‬‬ ‫وقيل ليقضى حوائج الناس من الستفتاء والتعليم والقتداء أو الصدقة‬ ‫على المحاويج أو ليزور أقاربه وليصل رحمه ‪.‬‬ ‫تنبيهات على بعض المنكرات ‪:‬‬ ‫‪ -1‬بعض الناس يعتقدون مشروعية إحياء ليلة العيد ويتناقلون في ذلك‬ ‫حديثا ل يصح وهو أن من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب‬ ‫وهذا الحديث جاء من طريقين أحدهما ضعيف والخر ضعيف جدا فل‬ ‫يشرع تخصيص ليلة العيد بذلك من بين سائر الليالي وأما من كان يقوم‬ ‫سائر الليالي فل حرج أن يقوم في ليلة العيد ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اختلط النساء بالرجال في بعض المصليات والشوارع وغيرها ومن‬ ‫المحزن أن يحد ث هذا في أقدس البقاع في المساجد بل المسجد الحرام فإن‬ ‫كثيرا من النساء هداهن ا يخرجن متجملت متعطرات سافرات متبرجات‬ ‫ويحد ث في المسجد زحام شديد وفي ذلك من الفتنة والخطر العظيم ما ل‬ ‫يخفى ولهذا ل بد للقائمين على ترتيب صلة العيد من تخصيص أبواب‬ ‫ومسارات خاصة للنساء وأن يتأّخر خروج الرجال حتى ينصرف النساء ‪.‬‬ ‫نسأل ا سبحانه وتعالى أن يتقبل منا وأن يتوب علينا وصلى ا على‬ ‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬ ‫وسائل وطرق دعوية في رمضان‬ ‫فلنجعل من رمضان هذه السنة شيئا مختلفا‬ ‫‪.‬‬

‫‪120‬‬


‫صحاب الدرب الخضر درب الخير بداية تهنئة قلبية مني لكم و ) كل‬ ‫رمضان وأنتم إلى ا أقرب ( يأتي رمضان كل عام وينتظره المسلمون بكل‬ ‫لهفة وشوق عارم وبهجة رمضان شهر تربوي حيوي تفاعلي تلحمي‪.‬‬ ‫رمضان هو شهر انتصار النسان بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى‬ ‫انتصار على الشيطان انتصار على الشهوات انتصار على السيئات انتصار‬ ‫نفخة الروح على طينة الرض !‬ ‫رمضان فرصة لتغيير شخصياتنا إلى الفضل لتحويلها إلى شخصية ودودة‬ ‫أكثر اجتماعية وأكثر تدينا وأكثر تلحما وترابطا مع أفراد السرة بل‬ ‫والمجتمع والمة بأسرها‪!..‬‬ ‫رمضان شهر الجود وطيب النفس ليس شهر الخمول والتكاسل وضيق‬ ‫الصدر والتضجر من كل شيء‪!..‬‬ ‫إذن عزيزي مادمت معي في كل ما سبق هات يدك لنخرج التواكلية‬ ‫والتكاسلية من أذهاننا وأفعالنا‪.‬ولنستقبل رمضانا كما ينبغي له أن يستقبل‪.‬‬ ‫إذن السؤال المطروح الن هو‪ :‬هل فكرت عزيزي الشاب أن تجعل رمضان‬ ‫هذه السنة شيئا مختلفًا‪..‬؟!‬ ‫واليك حزمة خضراء من الفكار الجرئية المجربة والتي أثبتت فعاليتها‬ ‫‪ .1‬اصحب أسرتك إلى البَْر لتعد شقيقاتك الشاي والقهوة لنزهة أسرية برية‬ ‫ولتنطلق مخلفا ضجيج وأضواء المدينة وراءك اتخذ مكانا مناسبا مع‬ ‫أسرتك وحبذا لو كان مرتفعا وجولوا بأبصاركم السماء بحثا عن ) هلل‬ ‫رمضان ( عزيزي حتى لو أعلن في وسائل العلن عن رؤية الهلل جّرب‬ ‫الفكرة حتما ستكون ممتعةهو ‪ ,‬مرحة ولها طعم فريد خا ص‪.‬‬ ‫‪ .2‬جلسة ودية وتعريف بالضيف إشاعة الفرح بمقدمه تتناول فيها مع‬ ‫أسرتك شيئا مما ورد في فضل شهر رمضان المبارك ‪.‬‬ ‫‪ .3‬أرسل بطاقة تهنئة بريديا أو عن طريق البريد اللكتروني لقاربك‬ ‫وأصدقائك بمناسبة قدوم شهر رمضان‪.‬‬ ‫‪ .4‬جرب أن تضع على باب غرفة شقيقتك بطاقة تهنئة مع هدية كتيب‬ ‫أذكار حقا منذ متى لم تفا جيء أختك بهدية‪..‬؟!‬ ‫‪ .5‬وللصغار نصيب عزيزي يفرح الصغار بالفكار غير التقليدية من‬ ‫بوسترات وبطاقات ملونة و دفاتر تلوين وهذه التي سبق ذكرها كثيرة‬ ‫تمتليء بها المكتبات أن لم تجدها بالمكتبة فزر مواقع البطاقات في‬ ‫النترنت واطبع منها وقدمها هدية لخوانك الصغار‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪121‬‬


‫‪ .6‬علق في غرفة أخوتك الصغار بعض العبارات والحاديث الشريفة على‬ ‫سبيل المثال‪ ) :‬من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (‬ ‫) تسحروا فان في السحور بركة ( ) للصائم فرحتان (‪.‬وهكذا على أن‬ ‫تخرج بإخراج جذاب وتستطيع أن تعدها ببرامج الفوتوشوب أو زر مواقع‬ ‫البطاقات في النترنت ففيها الكثير‪.‬‬ ‫‪ .7‬هل جربت‬ ‫أن تستضيف طالب علم أو إمام المسجد ليلقي شيئا مختصرا على مسامع‬ ‫السرة عن أحكام شهر رمضان وتسمعه النساء من وراء حجاب على أن‬ ‫ل تطول الجلسة تكفي ‪ 35‬دقيقة ثم يودع الضيف بمثل ما استقبل به من‬ ‫حفاوة وتكريم نستفيد عدة أمور منها‪:‬‬ ‫تعليم وتدريب أطفالنا توقير العلم وأهله‪.‬‬ ‫يشيع في البيت ذكر ا‪.‬‬ ‫‪ .8‬الوالدة العمة الجدة كبيرات السن من المحارم أليس لهن نصيب من‬ ‫تعليم مراجعة قصار السور معهن تحفيظهن آية الكرسي خواتيم سورة‬ ‫البقرة والكهف المعوذات وبعض قصار السور مراجعة معهن صفة الصلة‬ ‫والوضوء ‪.‬‬ ‫‪ .9‬وللخدم نصيب إهداء الخدم أو السائق هدية من الممكن أن تكون‪:‬سجادة‬ ‫صلة جديدة مصحف بترجمة بلغته والسماح للسائق بالذهاب ولو يوما ً في‬ ‫السبوع لبرامج دعوة الجاليات وكذلك للخادمة والسماح للخادمة بمرافقة‬ ‫والدتك للتراويح ولو يومين من كل أسبوع‪.‬‬ ‫‪ .10‬اقنع والدتك أو أخواتك بعقد حلقة تعليم قصيرة للخادمة لتعليمها بعض‬ ‫أصول الدين والقراءة الصحيحة لم؟؟‬ ‫أل يستحقون شيئا من الهتمام‪..‬؟!‬ ‫‪ .11‬الصلة بأهل بيتك هل جربت أن تعود من المسجد بعد صلة العشاء‬ ‫وتصلي بأهل بيتك التراويحجرب هذه السنة ‪.‬‬ ‫‪ .12‬كن قدوة لغيرك من أشقائك وأسرتك في اغتنام شهر رمضان وذلك‬ ‫بالحر ص على اغتنامه وطرح الفكار الجديدة لغتنامه دوريا مثل توفير‬ ‫حاملت المصاحف في المنزل وتوزيع جدول متابعة القراءة بالقران‬ ‫الكريم مثل هذه الفكار تحمس الخرين على قراءة القران الكريم ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪122‬‬


‫‪ .13‬اقرأ تفسيرا كامل فكرة رائدة نفذها كثير من الشباب العالي الهمة‬ ‫حيث حددوا تفسير الكريم المنان للشيخ السعدي وخواطر القران‬ ‫للشعرواي رحمهم ا تعالى والذي يتكون من مجلد واحد ومن ثم صمموا‬ ‫على ختم المصحف تلوة وتفسيرا جّرب الفكرة حتما سيكن لها شعور‬ ‫خا ص ‪.‬‬ ‫‪ .14‬سهرة تاريخية رمضان فرصة لمطالعة السيرة و التاريخ السلمي‬ ‫وهو أيضا فرصة لمطالعة بعض كتب وصف الجنة ونعيمها ماذا لو‬ ‫خصصت جلسة أسبوعية لذلك تعرض على أسرتك بعض التفاصيل المثيرة‬ ‫في غزوة بدر أو معركة عين جالوت أو معركة حطين فكلها معارك‬ ‫رمضانية شهيرة كن مرنا في الطرح جذابا في أسلوبك احضر خريطة‬ ‫للموقعة أو اعد عرض بوربوينت أو فلشي لذلك قف على مواطن العبر‬ ‫والدروس وافتح المجال للجميع للمشاركة والحوارولتكن سهرة تاريخية‬ ‫رمضانية‪.‬‬ ‫‪ .15‬في ِظلل آية جلسة قصيرة لمدة ‪ 10‬دقائق أسرية قبل التراويح يتلو‬ ‫أحد الصغار بالمنزل اوتتلو البنت اليات قراءة مجودة ثم عقب على اليات‬ ‫اربطها بالحياة تخير اليات التي ترى أنها مناسبة لتفسيرها على السرة‬ ‫تفاعل‪.‬يبات إيمانية تفاعل ل تخجل قد تدمع عيناك دعهاها دعها تسيل‬ ‫دعها أواخر سورة الحشر‪/‬أواخر سورة البقرة‪/‬أواخر سورة الزمر لكن‬ ‫أرجوك ل تطيل جمال الجلسة وحيويتها أنها قصيرة وفريدة من نوعها‪.‬‬ ‫‪ .16‬كنت مولعا بقصص الخيالية وأنا في البتدائية فاجأني أخي ذات يوم‬ ‫بمجموعة رائعة لعبدا لرحمن رأفت الباشا رحمه ا وهي صور من حياة‬ ‫الصحابة في رمضان أهداني إياها وأخبرني لو انتهيت منها فلي مكافأة‬ ‫واجبرني على القراءة صدقوني سير أولئك الرجال لم تبرح ذاكرتي إلى‬ ‫الن اهدي أشقاءك الصغار بعض القصص الجذاب مثلمل مسابقة لهم‬ ‫وليكن لها اسم جذاب مثل )فارس الحرف ( من ينتهي منها قبل‬ ‫الخروكافئهم بعدها بوجبة عشاء في مطعم وجبات سريعة وا لن تنس‬ ‫ولن ينسوا هم تلك الليلة لدار الوطن والقاسم مجموعة طيبة من تلك‬ ‫القصص‪.‬‬ ‫‪ .17‬ما لذ وطاب تحضر الوالدة والخوات في المطبخ ما لذ وطاب من‬ ‫المأكولت اجلب لهن أشرطة يسمعهنا في المطبخ سلسل لمشايخ مختلفين‬ ‫يسمعها أهل بيتك اقترح‪:‬نساء خالدات للدكتور السويدان السيرة النبوية له‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪123‬‬


‫ملحظة‪:‬تجنب أشرطة الوعظ فسوف نقتل نكهته وتأثيره لو استمعناه‬ ‫ونحن نطبخ أو نقود السيارة في ضجيج الطرقات يبقى الوعظ يسمع في‬ ‫حالت صفاء ليؤدي عمله‪.‬‬ ‫‪ .18‬سيارة الوالد منذ متى لم تهدي والدك أشرطة يضعها بسيارته الن‬ ‫حان الوقت لكن انتق له ما يناسبه وتظن أنه يحتاج إليه بكى الب أمام‬ ‫طفله ذات يوم قال الطفل بابا تبكي!!!‬ ‫قال الب‪:‬نعم هذه الية أبكتني! موقف لن يبرح عقلية الطفل ماحيي‪.‬‬ ‫كن ذكيا في انتقاء الشرطة اسأل والدك‪ :‬من القاري الذي تحب أن تسمع‬ ‫تلوته ؟‬ ‫إذا أجابك فاجئه بوضع شريط قران لذلك القاريء اقترح شريط‪ :‬العزة‬ ‫للدكتور السويدان وشريط رمضان فرصة للتغيير للدكتور صلح الراشد‪.‬‬ ‫‪ .19‬فلنسبق الريح المرسلة ماذا لو ذهبت إلى لجنة خيرية أو جمعية‬ ‫بروأخذت منهم )أبواك تفطير الصائمين ( ووزعتها على أبنائك أو إخوانك‬ ‫الصغار وأخواتك وذهبتم في زيارة إلى القارب الجد والجدةهو ‪ ,‬العمام‬ ‫الخوال وقام الطفال والفتيان والفتيات بجمع تبرع لتفطير صائم‪.‬‬ ‫أو جمع تبرع لهذا الغرض ثم إيداعه في إحدى اللجان الخيرية دع الطفال‬ ‫يشاركون علمهم كيف يقنعوا يحمسوا غيرهم للخير والتجربة أفضل دربة‬ ‫لهم هناك مثل يقول‪:‬الفعال أعلى صوتا من القوال لم ننتهي بعد اطلب من‬ ‫مدير اللجنة الخيرية استضافة صغار السرة و لو على كوب عصيرأو أن‬ ‫يكتب رسالة شكر للسرة ومن ثم صور تلك الرسالة وابعثها مع كرت‬ ‫تشجيع لجميع من ساهم دع السرة يروا صور برامج تفطير الصائمين‬ ‫أتمنى أن تجربوا ما ينقش في الصغر ليبرح القلب صدقوني‪.‬‬ ‫‪ .20‬طبق الخير اقنع والداك وشقيقاتك بالمشاركة في تفطير الصائمين‬ ‫بالمسجد فالفتيات وألم يعدون الفطار والفتيان يحملوه للمسجد ثم ليتحد ث‬ ‫الفتيان عن ما حد ث بالمسجد‪.‬‬ ‫‪ .21‬حب المساكين ماذا لو استضافت السرة بعض المساكين الضعفاء‬ ‫بالبيت وفطرتهم لينكسر في النفوس الكبر ولنتعلم الشعور بالجسد الواحد‬ ‫أو استضافة بعض المسلمين الجدد وتفطيرهم بالمنزل نسق مع مكتب‬ ‫دعوة الجاليات في مدينتك أو حيك بخصو ص هذا المر وبعد الفطار دع‬ ‫إخوتك الصغار يقوموا ببرنامج ترحيبي بالضيوف يحوي آيات عن فضل‬

‫‪.‬‬

‫‪124‬‬


‫الهداية وأحاديث عن قيمة وفضل السلم فكر اطل لعقلك العنان وستجد‬ ‫أفكارا ربما مشوقة أكثر ‪.‬‬ ‫‪ .22‬نظم حملة تبرعات عينية لتتبرع الفتاة هذا العيد بعض ما لديها من‬ ‫ملبس العيد الذي مضى أو حتى من ملبس هذا العيدلخواتها‪:‬زهراء‬ ‫فاطمة اللتي ل يجدن ما يكسوهن سوى مزق أكياس الطحين في أفريقيا‬ ‫كثيرات اقنع شقيقاتك بذلك بالحديث عن مآسي المسلمين والفقر الذي‬ ‫يعانون منه أرهم صور الجفاف والفقروقد تساعدك مجلت ومطويات‬ ‫اللجان الخيرية كالحرمين والمنتدى السلمي والندوة العالمية للشباب‬ ‫السلمي بذلك وسع الفكرة لتشمل كل أفراد القارب وليشترك فيها‬ ‫الطفالهو ‪ ,‬البنات الصغار ) جند كل من عندك لهذا الهدف (واجعلها حملة‬ ‫تبرعات لدرء برد الشتاء‪.‬‬ ‫‪ .23‬وللجار نصيب ابعث لجيرانك بهدية أسبوعية فمرة مطوية وأخرى‬ ‫شريط وبعدها كتيبا ‪.‬‬ ‫‪ .24‬صمم لوحة حائطية في العمارة التي تقيم بها‬ ‫ولتكن في بهو العمارة عند المدخل ضع بها زاوية خذ نسختك لتوزيع‬ ‫بعض المطويات المفيدة أو أشرطة رمضانية هناك الكثير من الكراسات‬ ‫المطبوعة لهذا الشأنهو ‪ ,‬كالللي الحسان لمحمد المسند استفد منها في‬ ‫تصميم اللوحة وهناك مكاتب الدعوة والرشاد ستزودك بالمطويات‬ ‫والشرطة فقط تحرك ففي الحركة بركة‪.‬‬ ‫‪ .25‬كن حمامة سلم نعم ما المانع أن تكون حمامة سلم ورائد إصلح‬ ‫بالصلح بين الخرين ومحاولة إنهاء أي خلف يقوم بين من تعرف من‬ ‫الصدقاء والقارب والزملء حيث أن كثيرا من الناس يتحجج بالصوم‬ ‫لحدا ث أي مشكلة‪.‬‬ ‫‪ .26‬ل للشباح عزيزي اشغل إخوتك الصغار بأنشطة مسلية حتى لنشغل‬ ‫وقتهم التلفاز مثل تلوين بعض اللوحات المرسوم عليها إسلمية معبرة‬ ‫هلل رمضان مسجد بعض المسابقات الرمضانية لهم اصحبهم معك‬ ‫للتراويح اجلب أشرطة الفيديو النافعة والهادفة لهم اشتركوا جميعا بنشاط‬ ‫رمضاني في احد المراكز أو ساهموا جميعا ببرامج المسجد والحلقات‬ ‫أرجوك ل تجعل الشبح يقضي على حلوة رمضان بفوازيره وبرامجه‬ ‫الكوميدية‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪125‬‬


‫‪ .27‬اهتم بمكافأة من يصوم من إخوتك الصغار ومن يقرأ القرآن ومن‬ ‫يحفظ سورة معينة خلل الشهر فطريقة المكافأة تحفزهم على ممارسة هذه‬ ‫الشياء‪.‬‬ ‫‪ .28‬المشاركة الفعالة في برامج إذاعة القرآن الكريم سواء في مسابقاتها‬ ‫أو برامجها الحوارية المفتوحة الحية ‪.‬‬ ‫‪ .29‬تبنى توزيع وإيصال زكاة الفطر إلى مستحقيها نيابة عن أفراد أسرتك‬ ‫كّون فريق عمل من صغار العائلة وفتيانها جّمعوا الزكوات اعمل قائمة‬ ‫بالمستحقين وزع الفريق إلى مجموعات ثم لينطلق كل فريق على بركة‬ ‫ا‪.‬‬ ‫‪ .30‬هدية العيد اصحب بعض أصدقائك إلى زيارة بعض السر المحتاجة‬ ‫ُزر تلك السر جالس فتيانها ولتنسهم من هدية بسيطة معبرة فلنتخذ من‬ ‫رمضان )معسكًرا ( إيمان ًّيا لتجنيد الطاقات وتعبئة الرادات وتقوية العزائم‬ ‫وشحذ الهمم وإذكاء البواعث للسعي الدؤوب لتحقيق المال الكبار وتحويل‬ ‫الحلم إلى حقائق والمثاليات المرتجاة إلى واقع معيش‪.‬‬ ‫ورحم ا أديب العربية والسلم مصطفى صادق الرافعي الذي قال‪ :‬لو‬ ‫أنصفك الناس يا رمضان لسّموك )مدرسة الثلثين يوًما (!‪.‬‬ ‫وختاما ً دعاء من القلب ‪ :‬تقبل ا صيامكم وقيامكم وجعلكم من عتقائه‬ ‫في هذا الشهر ‪.‬‬ ‫أفكار دعوية لشهر رمضان المبارك‬ ‫مسابقات رمضانية للمساجد‬ ‫تفعيل دور المسابقات الرمضانية في المساجد وإقامة مسابقات حائطية‬ ‫يومية ويتم التجديد والبتكار فيها سواًء في أسلوب عرضها أو إلقائها أو‬ ‫مضمونها مع رصد جوائز عليها ويتم السحب عليها يوميا ً بعد صلة‬ ‫المغرب مث ً‬ ‫ل‪ ،‬عن طريق أحد الطفال كما هو مشاهد ومعروف في كثير من‬ ‫المسابقات‪.‬‬ ‫** توزيع الشرطة و المطويات ) اقتراحات عاجلة (‬ ‫توزيع الشرطة والمطويات في‪-:‬‬ ‫‪ -1‬الندية الرياضية‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫‪ -2‬المنتزهات والمخيمات وأماكن تجمع الشباب عمومًا‪.‬‬ ‫* المطويات مثل‪-:‬‬ ‫‪ -1‬التوبة‪.‬‬ ‫‪ -2‬واقع الشباب‪.‬‬ ‫‪ -3‬قصص مؤثرة‪.‬‬ ‫‪ -4‬كيف أخدم السلم؟‪.‬‬ ‫‪ -5‬نشاط الكفار والنصارى لدينهم الباطل وبيان خطرهم‪.‬‬ ‫‪ -6‬التحد ث عن بعض المنكرات الخلقية والجتماعية التي تخص الشباب‪.‬‬ ‫‪ -7‬برامج عملية لستغلل أوقاتهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬لسائقي حافلت المدارس وسيارات الجرة ) الليموزين (‪ :‬إعطاء‬ ‫سائقي الحافلت أشرطة قرآن ومحاضرات مميزة هادفة‪.‬‬ ‫‪ -4‬في السواق‪ :‬إعطاء أصحاب المحلت كميات من الشرطة والمطويات‬ ‫لتوزيعها كهدية المحل‪.‬‬ ‫توزيع مطويات أو أشرطة على الباعة أنفسهم أياً كانت جنسياتهم لتعريفهم‬ ‫بالسلم أو بيان بعض أحكامه وغيرها‪.‬‬ ‫‪ -5‬في المطارات‪ :‬إعطاء المسافرين مطوية مع بطاقة الطائرة أو السفر‬ ‫وذلك بالتنسيق مع إدارة الصالة وإدارة المطار ) ويتم توفير ذلك من طرف‬ ‫الداعية نفسه (‪.‬‬ ‫المرأة في رمضان عشر وقفات للنساء في رمضان‬ ‫الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على أشرف النبياء والمرسلين‬ ‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد‪:‬‬ ‫فهذه كلمات وجيزة ونداءات غالية نهديها إلى المرأة المسلمة والفتاة‬ ‫المؤمنة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك نسأل ا أن ينفع بها كل من‬ ‫قرأتها من أخواتنا المؤمنات وأن تكون عونا لهن على طاعة‬ ‫ا تعالى والفوز برضوانه ومغفرته في هذا الشهر‬ ‫العظيم‪.‬‬ ‫الوقفة الولى‪ :‬رمضان نعمة يجب أن تشكر‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫‪127‬‬


‫أختاه إن شهر رمضان من أعظم نعم ا تعالى على عباده المؤمنين فهو‬ ‫شهر تتنزل فيه الرحمات وتغفر فيه الذنوب والسيئات وتضاعف فيه‬ ‫الجوروالدرجات ويعتق ا فيه عباده من النيران قال النبي صلى ا‬ ‫عليه وسّلم ‪ )) :‬إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم‬ ‫وسلسلت الشياطين (( ] متفق عليه [ ‪0‬‬ ‫وقال صلى ا عليه وس ّلم ‪ )) :‬من صام رمضان إيمانا‬ ‫واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان‬ ‫إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه(( ] متفق عليه‬ ‫[‪0‬‬ ‫وقال تعالى في الحديث القدسي ‪ )) :‬كل عمل ابن آدم له إل الصيام فإنه لي‬ ‫وأنا أجزي به ( ( ] متفق عليه [ ‪0‬‬ ‫وقال صلى ا عليه وسّلم ‪ )) :‬إن ل في كل يوم ولي لة عتقاء من‬ ‫النار في شهر رمضان وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها‬ ‫فيستجاب له (( ] رواه أحمد بسند صحيح [ وفيه ليلة‬ ‫القدر قال تعالى ‪ )) :‬ليلة القدر خير من ألف شهر ((‬ ‫] القدر ‪0 [3 :‬‬ ‫فيا أختي المسلمة‬ ‫هذه بعض فضائل هذا الشهر الكريم وهي تبين عظم نعمة ا تعالى عليك‬ ‫بأن آثرك على غيرك وهيأك لصيامه وقيامه فكم من الناس صاموا معنا‬ ‫رمضان الغابر وهم الن بين أطباق الثرى مجندلين في قبورهم فاشكري‬ ‫ا أختي المسلمة على هذه النعمة ول تقابليها بالمعاصي و‬ ‫السيئات فتزول وتنمحي ولقد أحسن القائل ‪:‬‬ ‫إذا كنت في نعمـة فارعها فإن المـعاصي تزيل النعم‬ ‫و حطها بطاعة رب العباد فرب الـعباد سريع النقم‬ ‫الوقفة الثانية‪ :‬كيف تستقبلين رمضان؟!‬ ‫‪1‬ـ بالمبادرة إلى التوبة الصادقة كما قال سبحانه ‪ )) :‬وتوبوا إلى ا جميعا ً‬ ‫أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ( ( ] النور ‪0 [ 31 :‬‬ ‫‪2‬ـ بالتخلص من جميع المنكرات من كذب وغيبة ونميمة وفحش وغناء‬ ‫وتبرج واختلط وغير ذلك ‪0‬‬

‫‪.‬‬

‫‪128‬‬


‫‪3‬ـ بعقد العزم الصادق و الهمة العالية عل ى تعمير رمضان‬ ‫بالعمال الصالحة وعدم تضييع أوقاته الشريفة فيما ل‬ ‫يفيد ‪0‬‬ ‫‪4‬ـ بكثرة الذكر والدعاء والستغفار وتلوة القرآن ‪0‬‬ ‫‪5‬ـ بالمحافظ ة على الصلوات الخمس في أوقاتها وتأديتها‬ ‫بتؤدة وطمأنينة وخشوع ‪0‬‬ ‫‪6‬ـ بالمحافظة على النوافل بعد إتيان الفرائض ‪0‬‬ ‫الوقفة الثالثة‪ :‬تعلمي أحكام الصيام‪:‬‬ ‫يجب على المسلمة أن تتعلم أحكام الصيام فرائضه‬ ‫وسننه وآدابه حتى يصح صومها ويكون مقبو ل ً عند ا‬ ‫تعالى وهذه نبذة يسيرة في أحكام صيام المرأة ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ يجب الصيام على كل مسلمة بالغة عاقلة مقيمة ) غير مسافرة ( قادرة‬ ‫) غير مريضة ( سالمة من الموانع كالحيض والنفاس ‪0‬‬ ‫‪2‬ـ إذا بلغت الفتاة أثناء ا لنهار لزمها المساك بقية اليوم لنها‬ ‫صارت من أهل الوجوب ول يلزمها قضاء ما فات من‬ ‫الشهر لنها لم تكن من أهل الوجوب ‪0‬‬ ‫‪3‬ـ تشترط النية في صوم الفرض وكذا كل صوم وواجب‬ ‫ل صيام لمن لم يبيت‬ ‫كالقضاء و الكفارة لحديث ‪)) :‬‬ ‫الصيام من الليل (( ] رواه أبو داود [ فإذا نويت الصيام‬ ‫في أي جزء من أجزاء الليل ولو قبل الفجر بلحظة صح‬ ‫الصيام ‪0‬‬ ‫‪4‬ـ مفسدات الصوم سبعة ‪:‬‬ ‫أ ـ الجماع ‪ 0‬ب ـ إنزال المني بمباشرة أو ضم أو تقبيل ‪0‬‬ ‫جـ ـ الكل والشرب ‪ 0‬د ـ ما كان بمعنى الكل والشرب‬ ‫كالبر المغذية ‪0‬‬ ‫هـ ـ إخراج الدم بالحجامة والفصد ‪ 0‬و ـ التقيؤ عمدا‬ ‫زـ خروج دم الحيض والنفاس ‪0‬‬

‫‪.‬‬

‫‪129‬‬


‫‪5‬ـ الحامل إذا رأت القصة البيضاء وهو سائل أبيض يدفعه‬ ‫الرحم بعد انتهاء الحيض التي تعرف بها المرأة أنها‬ ‫قد طهرت تنوي الصيام من الليل وتصوم وإن لم يكن‬ ‫لها طهر تعرفه احتشت بقطن ونحوه فإن خرج نظيفا‬ ‫صامت وإن رجع دم الحيض أفطرت ‪0‬‬ ‫‪6‬ـ الفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها وترضى بما كتبه ا‬ ‫عليها ول تتعاطى ما تمنع به الحيض فإنه شيء كتبه‬ ‫ا على بنات آدم ‪0‬‬ ‫‪7‬ـ إذا طهرت النفساء قب ل الربعين صامت واغتسلت للصلة‬ ‫وإذا تجاو زت الربعين نوت الصيام واغتسلت وتعتبر ما‬ ‫استمر استحاضة إل إذا وافق وقت حيضها المعتاد فهو‬ ‫حينئذ حيص ‪0‬‬ ‫‪8‬ـ دم الستحاضة ل يؤثر في صحة الصيام ‪0‬‬ ‫‪9‬ـ الراجح قياس الحامل والمرضع على المريض فيجوز لهما‬ ‫الفطار وليس عليهما إل القضاء ؛ لقول النبي صلى ا‬ ‫عليه وس ّلم ‪ )) :‬إن ا وضع عن المسافر الصوم وشطر‬ ‫الصلة وعن الحامل والمرضع الصوم (( ] رواه الترمذي‬ ‫وقال ‪ :‬حسن [ ‪0‬‬ ‫‪10‬ـ ل بأس للصائمة بتذوق الطعام للحاجة ولكن ل تبتلع شيئا منه‬ ‫بل تمجه وتخرجه من فيها ول يفسد بذلك صومها ‪0‬‬ ‫‪11‬ـ يستحب تعجيل الفطر قبل صلة المغرب وتأخير السحور قال‬ ‫صلى ا عليه وس ّلم ‪)) :‬ل يزال الناس بخير ما عجلوا‬ ‫الفطر (( ] متفق عليه [ ‪0‬‬ ‫الوقفة الرابعة‪ :‬رمضان شهر الصيام ل شهر الطعام‪:‬‬ ‫أختي المسلمة فرض ا صيام رمضان ليتعود المسلم على‬ ‫الصبر وقوة التحمل حتى يكون ضابطا لنفسه قامعا‬ ‫لشهوته متقيا لربه قال تعالى ‪ )) :‬يا أيها الذين آمنوا‬

‫‪.‬‬

‫‪130‬‬


‫كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم‬ ‫لعلكم تتقون (( ] البقرة‪. [183 :‬‬ ‫وقد سئل بعض السلف ‪ :‬لم شرع الصيام ؟‬ ‫فقال ‪ :‬ليذوق الغني طعم الجوع فل ينسى الفقير !! ‪0‬‬ ‫وإن مما يبعث على السف ما نراه من إشراف كثير من الناس ف ي‬ ‫الطعام و الشراب في هذا الشهر حيث إن كميات‬ ‫الطعمة التي تستخدمها كل أسرة في رمضان أكثر‬ ‫منها في أي شهر من شهور السنة إل من رحم ا ‪0‬‬ ‫وكذلك فإن المرأة تقضي معظم ساعات النهار داخل‬ ‫المطبخ لعداد ألوان الطعمة وأصناف المشروبات!! ‪0‬‬ ‫فمتى تقرأ هذه القرآن ؟‬ ‫ومتى تذكر ا وتتوجه إليه بالدعاء والستغفار ؟‬ ‫ومتى تتعلم أحكام الصيام وآداب القيام ؟‬ ‫ومتى تتفرغ لطاعة ا عز وجل ؟‬ ‫فتحذري أختاه من تضييع أوقات هذا الشهر في غير طاعة‬ ‫ا وعبادته فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم‬ ‫يغفر له قال النبي صلى ا عليه وس ّلم ‪ )) :‬ما مل ابن‬ ‫آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن‬ ‫صلبه فإن كان ول بد فاع ل ً فثلث لطعامه وثلث لشرابه‬ ‫وثلث لنفسه (( ] رواه أحمد والترمذي وصححه اللباني[‬ ‫‪0‬‬ ‫الوقفة الخامسة‪ :‬رمضان شهر القرآن‪:‬‬ ‫لشهر رمضان خص وصية بالقرآن ليست لباقي الشهور قال‬ ‫ا تعالى ‪ } :‬شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى‬ ‫للناس وبينات من الهدى والفرقان { ] البقرة‪0 [ 185 :‬‬ ‫فرمضان و القرآن متلزمان إذا ذكر رمضان ذكر القرآن وفي‬ ‫الصحيحين عن ابن عباس رضي ا عنهما قال ‪ )) :‬كان‬ ‫النبي صلى ا عليه وس ّلم أجود الناس وكان أجود ما‬ ‫يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه‬

‫‪.‬‬

‫‪131‬‬


‫في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول ا‬ ‫حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة(( ‪0‬‬ ‫في هذا الحديث دليل على استحباب تلوة القرآن ودراسته في‬ ‫رمضان واستحباب ذلك لي ل ً فإن الليل تنقطع فيه‬ ‫الشواغل وتجتمع فيه الهمم ويتواطأ فيه القلب‬ ‫واللسان على التدبر كما قال تعالى ‪ } :‬إن ناشئة الليل‬ ‫هي أشد وطئا وأقوم قيل { ] المزمل ‪. [ 6 :‬‬ ‫وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في ك ل ثلث ليال ‪،‬‬ ‫وبعضهم في كل سبع وبعضهم في كل عشر وكان‬ ‫قتادة يختم في كل سبع دائما وفي رمضان في كل‬ ‫ثلث وفي العشر الواخر كل ليلة ‪0‬‬ ‫وكان الزهري إذا دخل رمض ان قال ‪ :‬فإنما هو تلوة القرآن وإطعام‬ ‫الطعام ‪0‬‬

‫وقال ابن عبد الحم ‪ :‬كان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث‬ ‫ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلوة القرآن من‬ ‫المصحف ‪0‬‬

‫وقال عبد الرازق ‪ :‬كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة‬ ‫وأقبل على تلوة القرآن ‪0‬‬ ‫وأنت أختي المسلمة ينبغي أن يكون لك ورد من تلوة‬ ‫القرآن يحيا به قلبك وتزكو به نفسك وتخشع له‬ ‫جوارحك وبذلك تستحقين شفاعة القرآن يوم القيامة ‪.‬‬ ‫قال النبي صلى ا عليه وس ّلم ‪ )) :‬الصيام والقرآن‬ ‫يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام ‪ :‬أي رب منعته‬ ‫الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن ‪ :‬منعته‬ ‫النوم بالليل فشفعني فيه ‪ .‬قال ‪ :‬فيش ّفعان (( ‪ ] 0‬رواه‬ ‫أحمد والحاكم بسند صحيح [ ‪0‬‬ ‫الوقفة السادسة‪ :‬رمضان شهر الجود والحسان‪:‬‬ ‫أختي المسلمة ‪ :‬حث النبي صلى ا عليه وسّلم النساء على الصدقة فقال‬ ‫عليه الصلة والسلم ‪ )) :‬يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الستغفار فإني‬ ‫رأيتكن أكثر أهل النار ( ( ]رواه مسلم [ وقال صلى ا عليه وسّلم‪:‬‬ ‫)) تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن ‪ ] (( .‬رواه البخاري [ ‪0‬‬

‫‪.‬‬

‫‪132‬‬


‫ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي ا عنها أنها‬ ‫تصدقت في يوم واحد بمائة ألف وكانت صائمة في ذلك‬ ‫اليوم فقالت لها خادمتا ‪ :‬أما استطعت فيما أنفقت أن‬ ‫تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه ؟‬ ‫فقالت ‪ :‬لو ذكرتني لفعلت !! ‪0‬‬ ‫أما الجود في رمضان فإنه أفضل من الجود في غيره ولذلك كان النبي‬ ‫صلى ا عليه وسّلم في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة وكان‬ ‫جوده صلى ا عليه وسّلم شاملً جميع أنواع الجود من بذل العلم والمال‬ ‫وبذل النفس ل تعالى في إظهار دينه وهاية عباده وإيصال النفع إليهم بكل‬ ‫طريق من إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم ‪0‬‬ ‫ومن الجود في رمضان إطعام الصائمين ‪ :‬فاحرصي أختي المسلمة على‬ ‫أن تفطري صائما ً فإن في ذلك الجر العظيم والخير العميم قال النبي صلى‬ ‫ا عليه وسّلم ‪ )) :‬من فطر صائما كان له مثل أجره غير‬ ‫أنه لينقص من أجر الصائم شيئا (( ] رواه أحمد‬ ‫والترمذي وقال حسن صحيح [‬ ‫واحرصي كذلك على الصدقة الجارية فقد قال النبي صلى ا‬ ‫عليه وس ّلم ‪ )) :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل من ثلث‬ ‫‪ :‬صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له((‬ ‫] رواه مسلم [ ‪0‬‬ ‫الوقفة السابعة‪ :‬رمضان شهر القيام‪:‬‬ ‫أختي المسلمة ‪ :‬كان النبي صلى ا عليه وسّلم يقوم من الليل‬ ‫حتى تتفطر قدماه فقالوا له ‪ :‬يارسول ا ! تفعل ذلك‬ ‫غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟‬ ‫وقد ُ‬ ‫فقال ‪ )) :‬أفل أكون عبداً شكورا ( ( ] متفق عليه [ ‪ 0‬وقال النبي صلى ا‬ ‫عليه وسّلم ‪ )) :‬من قام رمضان إيمانا ً واحتسابا ً غفر له ما تقدم من ذنبه‬ ‫ ( ( ] متفق عليه [ ‪0‬‬ ‫وللمرأة أن تذهب إلى المسجد لتؤدي فيه الصلوات ومنها صلة التراويح‬ ‫غير أن صلتها في بيتها أفضل لقول النبي صلى ا عليه وسّلم ‪ )) :‬ل‬ ‫تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن ( ( ] رواه أحمد وأبو داود‬ ‫وصححه اللباني [ ‪0‬‬ ‫قال الحافظ الدمياطي ‪ )) :‬كان النساء في عهد رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسّلم إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلة يخرجن متبذلت متلفعات بالكسية‬ ‫‪.‬‬

‫‪133‬‬


‫ل يعرفن من الغلس أي الظلمة وكان إذا سلم النبي صلى ا عليه وسّلم‬ ‫يقال للرجال ‪ :‬مكانكم حتى ينصرف النساء ومع هذا قال رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسّلم إن صلتهن في بيوتهن أفضل لهن فما ظنك فيمن تخرج‬ ‫متزينة متبخة متبهرجة لبسو أحسن ثيابها وقد قالت عائشة رضي ا‬ ‫عنها‪ :‬لو علم النبي صلى ا عليه وسّلم ما أحد ث النساء بعده لمنعهن‬ ‫الخروج إلى المسجد هذا قولها في حق الصحابيات ونساء الصدر الول فما‬ ‫ظنك لو رأت نساء زماننا هذا ؟! ( ( ا ‪.‬هـ ‪0‬‬ ‫فعلى المرأة الرشيدة إذا أرادت الخروج إلى المسجد أن تخرج على الهيئة‬ ‫التي كانت عليها نساء السلف إذا خرجن إلى المساجد ‪0‬‬ ‫وعليها كذلك استحضار النية الصالحة في ذلك وأنها ذاهبة لداء الصلة‬ ‫وسماع آيات ا عز وجل وهذا يدعوها إلى السكينة والوقار وعدم لفت‬ ‫النظار إليها ‪0‬‬ ‫بعض النساء يذهبن إلى المسجد مع السائق بمفردهن فيكن بذلك مرتكبات‬ ‫لمحرم سعيا ً في طلب نافلة وهذا من أعظم الجهل وأشد الحمق ‪0‬‬ ‫ول يجوز للمرأة أن تتعطر أو تتطيب وهي خارجة من منزلها كما أنه ل‬ ‫يجوز لها أن تتبخر بالمجامر لقوله صلى ا عليه وسّلم ‪ :‬إيما امرأة‬ ‫أصابت بخورا فل تشهد معنا العشاء (( ] رواه مسلم [ ‪0‬‬ ‫وعلى المرأة أل تصطحب معها الطفال الذين ل‬ ‫يصبرون على انشغالها عنهم بالصلة فيؤذون بقية‬ ‫المصلين بالبكاء والصراخ أو بالعبث في المصاحف‬ ‫وأمتعة المسجد وغيرها ‪0‬‬ ‫الوقفة الثامنة‪ :‬صيام الجوارح‪:‬‬ ‫أختي المسلمة‪ :‬اعلمي أن الصائم هو الذي صامت جوارحه عن‬ ‫الثام فصامت عيناه عن النظر إلى المحرمات وصامت‬ ‫أذناه عن سماع المحرمات من كذب وغيبة ونميمة‬ ‫وغناء وكل أنواع الباطل وصامت يداه عن البطش‬ ‫المحرم وصامت رجله عن المشي إلى الحرام وصام‬ ‫لسانه عن الكذب والفحش وقول الزور وبطنه عن‬ ‫الطعام والشراب وفرجه عن الرفث فإن تكلم‬ ‫فبالكلم الطيب الذي لحت فائدته وبانت ثمرته فل‬ ‫يتكلم بالكلم الفاحش البذيء الذي يجرح صيامه أو‬ ‫يفسده ‪0‬‬

‫‪.‬‬

‫‪134‬‬


‫ول يفري كذلك في أعراض المسلمين كذ با وغيبة ونميمة وحقدا‬ ‫وحسدا لنه يعلم أن ذلك من أكبر الكبائر وأعظم‬ ‫المنكرات ولهذا قال النبي صلى ا عليه وس ّلم ‪ )) :‬من‬ ‫لم يدع قول الزور والعمل به و الجهل فليس لله حاجة‬ ‫أن يدع طعامه وشرابه (( ] رواه البخاري [‬ ‫وقال صلى ا عليه وسّلم ‪ )) :‬وإذا كان يوم صوم أحدكم فل يرفث‬ ‫ول يصخب فإن سابه أح ُد أو قاتله فليقل ‪ :‬إني امرؤ صائم ((‬ ‫] متفق عليه [ ‪0‬‬

‫وأما من يصوم عن الطعام والشراب فقط ويفطر على‬ ‫لحوم إخوانه المسلمين وأعراضهم فإنه المعني بقوله‬ ‫صلى ا عليه وس ّلم ‪ )) :‬رب صائم حظه من صيامه‬ ‫الجوع والعطش (( ] رواه أحمد وابن ماجة بسند صحيح‬ ‫[‪0‬‬ ‫الوقفة التاسعة‪ :‬خطوات عملية للمحافظة على الوقات في رمضان‪:‬‬ ‫ينبغي على المرأة أن تستثمر أوقات هذا الشهر العظيم فيما يجلب لها الفوز‬ ‫و السعادة يوم القيامة وأن تغتنم أيامه ولياليه فيما يقربها من الجنة‬ ‫ويباعدها عن النار وذلك بطاعة ا تعالى والبعد عن معاصيه وحتى تكون‬ ‫المرأة صائنة لوقاتها في هذا الشهر الكريم فإن عليها ما يلي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ عدم الخروج من البيت إل لضرورة أو لطاعة ل محققة أو حاجة لبد‬ ‫منها ‪0‬‬ ‫‪2‬ـ تجنب ارتياد السواق وبخاصة في العشر الواخر من رمضان‬ ‫ويمكن شراء ملبس العيد قبل العشر الواخر أو قبل‬ ‫رمضان ‪0‬‬ ‫‪ 3‬ـ تجنب الزيارات التي ليس لها سبب وإن كان لها‬ ‫سبب كزيارة مريض فينبغي عدم الطالة في الجلوس‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬ـ تجنب مجالس السوء وهي مجالس الغيبة والنميمة‬ ‫والكذب و الستهزاء والطعن في الخرين ‪0‬‬ ‫‪ 5‬ـ تجنب تضييع الوقات في المسابقات وحل الفوازير‬ ‫ومشاهدة الفلم و المسلسلت وتتبع القنوات‬ ‫‪.‬‬

‫‪135‬‬


‫الفضائية ‪ 0‬فإذا انشغلت المسلمة بذلك فعلى رمضان‬ ‫السلم !‬ ‫‪6‬ـ تجنب السهر إلى الفجر لنه يؤدي إلى تضييع الصلوات‬ ‫والنوم أغلب النهار ‪0‬‬ ‫‪7‬ـ تجنب صحبة الشرار وبطانة السوء ‪0‬‬ ‫‪8‬ـ الحذر من تضييع أغلب ساعات النهار في النوم فإن بعض الناس‬ ‫ينامون بعد الفجر ول يستيقظون إل قرب المغرب فأي صيام هذا ؟!‬ ‫‪9‬ـ الحذر من تضييع الوقات في إعداد الطعام وتجهيزه وقد سبق التنبيه‬ ‫على ذلك ‪0‬‬ ‫‪10‬ـ الحذر من تضييع الوقات في الزينة والنشغال بالملبس وكثرة‬ ‫الجلوس أمام المرآة ‪0‬‬ ‫‪11‬ـ الحذر من تضييع الوقات في المكالمات الهاتفية فإنها وسيلة ضعفاء‬ ‫اليمان في كسر حدة الجوع والعطش ولو أقبل هؤلء على كتاب ا تلوة‬ ‫ومدارسة لكان خيراً لهم ‪0‬‬ ‫‪12‬ـ الحذر من المشاحنات والخلفات التي ل طائل من ورائها إل إهدار‬ ‫الوقات والوقوع في المحرمات وإذا دعيت أختي المسلمة إلى‬ ‫شيء من ذلك فقولي ‪ :‬إني امرأة صائمة ! ‪0‬‬ ‫الوقفة العاشرة‪ :‬العشر الواخر‪:‬‬ ‫أيها الخوات في ا مضى من الشهر عشرون يوما ً ولم يبق إل هؤلء‬ ‫العشر فالفرصة ما زالت أمامك قائمة والجور ما زالت معدة فإذا كنت قد‬ ‫فرطت فيما مضى من اليام فاحرصي على اغتنام هذه الليالي واليام‬ ‫فإنما العمال بخواتيمها ‪0‬‬ ‫وقد كان النبي صلى ا عليه وس ّلم إذا دخل العشر شد‬ ‫مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ‪ ] .‬متفق عليه [ ‪.‬‬ ‫فهي وا أيام يسيرة ولياٍل معدودة يفوز فيها الفائزون ويخسر فيها‬ ‫الخاسرون ‪0‬‬

‫‪.‬‬

‫‪136‬‬


‫كانت امرأة حبيب أبي محمد تقول له بالليل ‪ :‬قد ذ هب الليل وبين أيدينا‬ ‫طريق بعيد وزادنا قليل وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا‬ ‫وونحن قد بقينا !!‬

‫ومن فضل ا تعالى أن جعل ليلة القدر إحدى ليالي العشر‬ ‫الواخر وهي في أوتار العشر الواخر من رمضان فقد‬ ‫قالت عائشة رضي ا عنها ‪ :‬كان رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وس ّلم يقول ‪ )) :‬تحروا ليلة القدر في الوتر من‬ ‫العشر الواخر من رمضان (( ] متفق عليه[ ‪.‬‬ ‫وليلة القدر ليلة عظيمة وفرصة جليلة العبادة فيها خير من‬ ‫عبادة ألف شهر ولذلك قال النبي صلى ا عليه وس ّلم ‪:‬‬ ‫)) إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف‬ ‫شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ول يحرم خيرها إل‬ ‫محروم (( ] رواه ابن ماجه وصححه اللباني [ ‪0‬‬ ‫فاجتهدوا يأخواتي المسلمين في تحري هذه الليلة العظيمة ول تحرمي‬ ‫نفسك من هذا الجر الكبير واعلمي أنك إذا قمت ليالي العشر كلها‬ ‫وعمرتيها بالعبادة و الطاعة فقد أدركت ليلة القدر ل محالة وفزت إن‬ ‫شاء ا بعظيم الجر وجزيل المثوبة ‪0‬‬ ‫الوقفة الحادية عشرة‪ :‬دعاء ليلة القدر‪:‬‬ ‫قالت عائشة رضي ا عنها للنبي صلى ا عليه وسّلم ‪ :‬أرأيت إن‬ ‫وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال ‪ )) :‬قولي ‪ :‬اللهم‬ ‫إنك عفو تحب العفو فاعف عني (( ] رواه أحمد‬ ‫والترمذي وقال ‪ :‬حسن صحيح [‬ ‫إلى من أدركت رمضان‬ ‫الحمد ل الذي بلغنا هذا الشهر العظيم وأدعوه عز وجل كما بلغنا إياه أن‬ ‫ُيعيننا على ُحسن صيامه وقيامه وأن يتجاوز عن تقصيرنا وزللنا‬ ‫وأصلي وأسلم على أشرف النبياء والمرسلين نبينا‬ ‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ .‬وبعـد ‪.‬‬ ‫فهذه رسالة قصيرة سطرتها لك أختي المسلمة على‬ ‫عجل وضمنتها وقفات متنوعة أدعوه عز وجل أن ُيبارك‬ ‫في قليلها وأن ينفع بها إنه سميع مجيب‪.‬‬ ‫الوقفة الولى‪:‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪137‬‬


‫أذكرك بأصل الخلق وسبب الوجود قال ا عز وجل ‪ ) :‬وما‬ ‫خلقت الجن والنس إل ليعبدون ( قال المام النووي ‪:‬‬ ‫حق عليهم العتناء‬ ‫خلقوا للعبادة ف ُ‬ ‫وهذا تصريح بأنهم ُ‬ ‫خلقوا له والعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة‬ ‫بما ُ‬ ‫فإنها دار نفاد ل محل إخلد ومركب عبور ل منزل‬ ‫حبــور ومشروع انفصام ل موطن دوام‪.‬‬ ‫أختي المسلمة‪:‬‬ ‫تفكري في عظم فضل ا عليِك ) وإن تعدوا نعمة ا ل‬ ‫جل تلك النعم وأعظمها نعمة السلم‬ ‫تحصوها ( وأ ّ‬ ‫حرمت شهادة أن‬ ‫فكم يعيش على هذه الرض من أمم ُ‬ ‫ل إله إل ا وأن محمدا رسول ا وهذا فضل ا يؤتيه‬ ‫من يشاء ‪.‬‬ ‫ثم احمدي ا عز وجل على نعمة الهداية والتوفيق فكم ممن ينتسبن إلى‬ ‫السلم وهّن مخالفات لتعاليمه ظاهراً وباطنا ً مفرطات في الواجبات‬ ‫غارقات في المعاصي والثام فاللهم لك الحمد ‪.‬‬ ‫ت أيتها المسلمة تتقلبين في نعم ا عز وجل من‬ ‫وأن ِ‬ ‫أمن في الوطان وسعة في الرزاق وصحة في‬ ‫البدان عليك واجب الشكر بالقول والفعل وأعظم‬ ‫أنواع الشكر طاعة ا عز وجل واجتناب نواهيه فإن‬ ‫النعم تدوم بالشكر ) لئن شكرتم لزيدنكم( واعلمي أن‬ ‫حقوق ا عز وجل أعظم من أن يقوم بها العباد وأن‬ ‫نعم ا أكثر من أن تحصى ولكن ) أصبحوا تائبين‬ ‫وأمسوا تائبين (‪.‬‬ ‫الوقفة الثانية‪:‬‬ ‫ك ُتدركين هذا الشهر‬ ‫من نعم ا عليِك أن مّد في عمرِك وجعل ِ‬ ‫العظيم فكم غ ّيب الموت من صاحب ووارى الثرى من‬ ‫حبيب فإن طول العمر والبقاء على قيد الحياة فرصة‬ ‫للتزود من الطاعات والتقرب إلى ا عز وجل بالعمل‬ ‫الصالح ‪.‬‬ ‫فرأس مال المسلم هو عمره لذا احرصي على أوقاتك وساعاتِك حتى ل‬ ‫ك العام الماضي‬ ‫ن صامت مع ِ‬ ‫تضيع سدى وتذكري َم ْ‬ ‫وصلت العيد !!‬ ‫‪.‬‬

‫‪138‬‬


‫ثم أين هي الن بعد أن غيبها الموت ؟‬ ‫وتخيلي أنها خرجت إلى الدنيا اليوم فماذا تصنع ؟‬ ‫هل ستسارع إلى النزهة والرحلة ؟‬ ‫أم إلى السوق والفسحة ‪. .‬‬ ‫أم إلى الصاحبات والرفيقات ؟‬ ‫كل ! بل وا ستبحث عن حسنة واحدة فإن الميزان‬ ‫دقيق ومحصي فيه مثقال الذر من العمال ) فمن‬ ‫يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا‬ ‫ك نصيبا من حديث رسول ا صلى ا‬ ‫يره ( واجعلي ل ِ‬ ‫عليه وسلم "‬ ‫اغتنم شبابك قبل هرمك وصحتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك‬ ‫وحياتك قبل موتك "‬ ‫واحرصي أن تكوني من خيار الناس كما أخبر بذلك الرسول صلى‬ ‫ا عليه وسلم فعن أبي بكرة رضي ا عنه أن رج ل ً‬ ‫قال ‪ :‬يا رسول ا أي الناس خير ؟‬ ‫قال صلى ا عليه وسلم " من طال عمره وحسن عمله ‪ " ..‬قال ‪ :‬فأي‬ ‫الناس شر ؟‬ ‫قال صلى ا عليه وسلم " من طال عمره وساء عمله " رواه مسلم ‪.‬‬ ‫الوقفة الثالثة‪:‬‬ ‫يجب الخل ص في النية وصدق التوجه إلى ا عز وجل واحذري‬ ‫وأنت تعملين الطاعات مداخل الرياء والسمعة فإنها‬ ‫داء خطير تحبط العمل واكتمي حسناتك واخفيها كما‬ ‫تكتمين وتخفين سيئاتك وعيوبك واجعلي لك خبيئة من‬ ‫عمل صالح ل يعلم به إل ا عز وجل ‪ . .‬من صلة نافلة‬ ‫أو دمعة في ظلمة الليل أو صدقة سر واعلمي أن ا‬ ‫عز وجل ل يتقبل إل من المتقين فاحرصي على التقوى‬ ‫) إنما يتقبل ا من المتقين ( ‪ .‬ول تكوني ممن يأبون‬ ‫دخول الجنة كما ذكر ذلك الرسول صلى ا عليه وسلم‬ ‫" كل أمتي يدخلون الجنة إل من أبى " قالوا ومن يأبى‬ ‫يا رسول ا ؟‬ ‫قال " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " رواه البخاري‬ ‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪139‬‬


‫الوقفة الرابعة‪:‬‬ ‫عّودي نفسِك على ذكر ا في كل في كل حين وعلى كل حال‬ ‫ك رطبا من ذكر ا عز وجل وحافظي على‬ ‫وليكن لسان ِ‬ ‫الدعية المعروفة والوراد الشرعية ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪ ) :‬يا ايها الذين آمنوا اذكروا ا ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة‬ ‫وأصيل ( وقال تعالى ‪ ) :‬والذاكرين ا كثيرا والذاكرات‬ ‫أعد ا لهم مغفرة وأجرا عظيما ( قالت عائشة رضي‬ ‫ا عنها ‪ ] :‬كان رسول ا صلى ا عليه وسلم يذكر ا‬ ‫في كل أحيانه [ رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وقال رسول ا صلى ا عليه وسلم " سبق المف ّردون " ‪. .‬‬ ‫قالوا وما المفردون يا رسول ا؟‬ ‫قال ‪ " :‬الذاكرون ا كثيراً والذاكرات " رواه مسلم‪.‬‬ ‫قال ابن القيم رحمه ا ‪ :‬وبالجملة فإن العبد إذا أعرض عن ا واشتغل‬ ‫ب إضاعتها يوم‬ ‫بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد َغ ّ‬ ‫يقول ‪ ) :‬يا ليتني قدمت لحياتي (‪..‬‬ ‫ك بعد موت ِ‬ ‫ك‬ ‫واعلمي أختي المسلمة أنه لن يعمل أحد ل ِ‬ ‫من صلة وصيام وغيرها ف ُه ّبي إلى الكثار من ذكر ا‬ ‫عز وجل والتزود من الطاعات وال ُقربات ‪.‬‬ ‫الوقفة الخامسة‪:‬‬ ‫احرصي على قراءة القرآن الكريم كل يوم ولو رتبت‬ ‫ك جدو ل ً تقرأين فيه بعد كل صلة جزءا من‬ ‫لنفس ِ‬ ‫القرآن لتممت في اليوم الواحد خمسة أجزاء وهذا‬ ‫فضل من ا عظيم والبعض يظهر عليه الجد والحماس‬ ‫في أول الشهر ثم يفتر وربما يمر عليه اليوم واليومان‬ ‫بعد ذلك وهو لم يقرأ من القرآن شيئا وقد ورد في‬ ‫فضل القرآن ما تقر به العيون وتهنأ به النفوس فعن‬ ‫ابن مسعود رضي ا عنه قال ‪ :‬قال رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وسلم " من قرأ حرفا من كتاب ا فله حسنة‬ ‫والحسنة بعشر أمثالها ل أقول ألم حرف ولكن أقول‬ ‫ألف حرف ولم حرف وميم حرف " ‪ .‬رواه الترمذي‬ ‫وعن ابن عباس رضي ا عنه قال ‪ :‬قال رسول ا‬ ‫صلى ا عليه سلم " إن الذي ليس في جوفه شئ من‬ ‫القرآن كالبيت الخرب " رواه الترمذي ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪140‬‬


‫وعن أبي أمامة الباهلي قال ‪ :‬سمعت رسول ا صلى ا عليه وسلم يقول‬ ‫" اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لصحابه "‬ ‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ك أختي المباركة بالحرص على قراءة القرآن بل‬ ‫فعلي ِ‬ ‫وحفظ ما تيسر منه ومراجعة ما قد تفلت منك فإن‬ ‫كلم ا فيه العظة والعبرة والتشريع والتوجيه والجر‬ ‫والمثوبة ‪.‬‬ ‫الوقفة السادسة‪:‬‬ ‫رمضان فرصة مواتية للدعوة إلى ا فتقربي إلى ا عز وجل‬ ‫في هذا الشهر العظيم بدعوة أقاربك وجيرانك‬ ‫وأحبابك عبر الكتاب والشريط والنصيحة والتوجيه ول‬ ‫يخلو لك يوم دون أن ُتساهمي في أمر الدعوة فإنها‬ ‫مهمة الرسل والنبياء والدعاة والمصلحين وليكن لك‬ ‫سهم في هذا الشهر العظيم فإن النفوس متعطشة‬ ‫والقلوب مفتوحة والجر عظيم قال صلى ا عليه‬ ‫حمر‬ ‫وسلم " فوا ا لن يهدي ا بك رج ل ً خير لك من ُ‬ ‫النعم " متفق عليه ‪.‬‬ ‫قال الحسن ‪ :‬فمقام الدعوة إلى ا أفضل مقامات‬ ‫العبد ‪.‬‬ ‫الوقفة السابعة‪:‬‬ ‫احذري مجالس الفارغات واحفظي لسانك من الغيبة‬ ‫والنميمة وفاحش القول واحبسيه عن كل ما يغضب ا‬ ‫وألزمي نفسك الكلم الطيب الجميل وليكن رطبا بذكر‬ ‫ا ولختي المسلمة بشارة هذا العام فنحن في عطلة‬ ‫ي فرصة للتزود من الطاعة والتفرغ للعبادة‬ ‫دراسية وه َ‬ ‫وقد ل ُتكرر الفرصة بل وقد تموتين قبل أن تعود‬ ‫الفرص واعلمي أن كل يوم يعيشه المؤمن هو غنيمة ‪.‬‬ ‫عن أبي هريرة رضي ا عنه قال ‪ :‬كان رجلن من بلي‬ ‫قضاعة أسلما على عهد رسول ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫فاستشهد أحدهما و ُأخر الخر سنة فقال طلحة بن عبيد‬ ‫ل الجنة قبل الشهيد فتعجبت‬ ‫خ َ‬ ‫ا ‪ :‬فرأيت المؤخر منهما ُأد ِ‬ ‫لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى ا عليه وسلم أو ُذكر‬

‫‪.‬‬

‫‪141‬‬


‫ذلك للنبي صلى ا عليه وسلم فقال ‪ " :‬أليس قد صام بعده‬ ‫رمضان وصلى ستة آلف ركعة وكذا ركعة صلة سنة " رواه‬ ‫أحمد ‪.‬‬

‫الوقفة الثامنة‪:‬‬ ‫منزلك هو مناط توجيهك الول فاحرصي أولً على أخذ نفسك‬ ‫وتربيتها على الخير ثم احرصي على من حولك من زوج‬ ‫وأخ وأخت وأبناء بتذكيرهم بعظم هذا الشهر وحثهم‬ ‫على المحافظة على الصلة وكثرة قراءة القرآن‬ ‫وكوني آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر في منزلك‬ ‫بالقول الطيب والكلمة الصادقة وأتبعي ذلك كله‬ ‫الدعاء لهم بالهداية ‪.‬‬ ‫وهذا الشهر فرصة لمراجعة ومناصحة المقصرين والمفرطين فلعل ا‬ ‫عز وجل أن يهدي من حولك قال رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وسلم " من دل على خير فله مثل أجر فاعله "‬ ‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫الوقفة التاسعة‪:‬‬ ‫احذري السواق فإنها أماكن الفتن والصد عن ذكر ا ‪ .‬قال رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم " أحب البلد إلى ا مساجدها وأبغض البلد إلى ا‬ ‫أسواقها " رواه مسلم‪.‬‬ ‫ول يكن هذا الشهر وغيره سواء واحذري أن تلحقك‬ ‫الذنوب في هذا الشهر العظيم بسبب رغبة شراء‬ ‫ك وفي شباب‬ ‫فستان أو حذاء فاتقي ا في نفس ِ‬ ‫المسلمين وما يضيرك لو تركت الذهاب إلى السواق‬ ‫في هذا الشهر الكريم وتقربت إلى ا عز وجل بهذا‬ ‫الترك ‪.‬‬ ‫الوقفة العاشرة‪:‬‬ ‫العمرة فضلها عظيم وفضلها في رمضان يتضاعف فعن ابن عباس‬ ‫رضي ا عنهما أن النبي صلى ا عليه وسلم لما رجع‬ ‫من حجة الوداع قال لمرأة من النصار اسمها أم سنان‬ ‫‪ " :‬ما منعك أن تحجي معنا ؟ "‬ ‫قالت ‪ :‬أبو فـــلن ] زوجها [ له ناضحان حج على أحدهما‬ ‫والخر نسقي عليه فقال لهما النبي صلى ا عليه‬ ‫‪.‬‬

‫‪142‬‬


‫وسلم ‪ " :‬فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه‬ ‫تعدل حجة "‬ ‫أول قال " حجة معي " رواه البخاري‪.‬‬ ‫وإلى كل معتمرة باحثة عن الجر وهَي مجانبة الطريق أربأ بها أن يجتمع‬ ‫عليها في بلد ا الحرام حرمة الشهر وحرمة المكان وحرمة الذنب‬ ‫فتكون عمرتها طريق إلى الثم والمعصية من حيث ل تدري وترجع‬ ‫مأزورة غير مأجورة‪.‬‬ ‫ك العمرة فتجنبي مواطن الزلل وعثرات‬ ‫وإن يسر ا ل ِ‬ ‫الطريق واخرجي محتشمة بعيدة عن أعين الرجال‬ ‫غاضة الطرف لبسة الحجاب الشرعي مبتعدة عن لبس‬ ‫النقاب ومس العطور واخرجي لبيت ا الحرام وأنت‬ ‫مستشعرة عظمة هذا البيت وعظمة خالقه عز وجل‬ ‫وتذكري أن الحسنات ُتضاعف فيه كما أن السيئات‬ ‫تضاعف فيه أيضا ‪.‬‬ ‫الوقفة الحادية عشرة‪:‬‬ ‫لقد فتح ا عز وجل لنا أبواب الخيرات وفاضت الرزاق بيد‬ ‫الناس فاحرصي وفقك ا على الصدقة بما تجود به‬ ‫نفسك من مال ومأكل وملبس وقد مدح ا عباده‬ ‫المتقين ووصفهم بعدة صفات فقال تعالى ‪ ) :‬كانوا‬ ‫قلي ل ً من الليل ما يهجعون وبالسحار هم يستغفرون‬ ‫وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ( وفي هذا الشهر‬ ‫تستطيعين أن تجمعي هذه العمال الفاضلة من قيام‬ ‫ل واستغفار وصدقة في كل يوم ‪.‬‬ ‫لي ٍ‬ ‫وقد حث النبي صلى ا عليه وسلم على الصدقة بقوله ‪ " :‬اتقوا النار‬ ‫ولو بشق تمرة " رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي‬ ‫ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال ‪ " :‬سبعة‬ ‫يظلهم ا في ظله يوم ل ظل إل ظله " وذكر منهم "‬ ‫رج ل ً تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما‬ ‫تنفق يمينه " متفق عليه‪.‬‬ ‫وقد أنفق بعض الصحابة أموالهم كاملة في سبيل ا‬ ‫وبعضهم نصف ماله فل ُيبخلنك الشيطان ويصدك عن‬ ‫ك أختي‬ ‫الصدقة بل سارعي إليها وهذا نداء خاص ل ِ‬ ‫المسلمة قال رسول ا صلـى اللـه عليـه وسلــم " يا‬ ‫‪.‬‬

‫‪143‬‬


‫معشر النساء تصدقن وأكثرن الستغفار فإني رأيتكن‬ ‫أكثر أهل النار " رواه مسلم ‪.‬‬ ‫الوقفة الثانية عشرة‪:‬‬ ‫في شهر رمضان فرصة مناسبة لمراجعة النفس ومحاسبتها وملحظة‬ ‫تقصيرها فإن في ذلك خيراً كثيرًا‪ .‬وكان الحسن يقول ‪ :‬رحم ا رجلً لم‬ ‫يغره كثرة ما يرى من الناس ابن آدم ‪ :‬إنك تموت وحدك وتدخل القبر‬ ‫وحدك وتبعث وحدك وتحاسب وحدك‪.‬‬ ‫وقال ابن عون ‪:‬ل تثق بكثرة العمل فإنك ل تدري‬ ‫أيقبل منك أم ل ؟‬ ‫ول تأمن ذنوبك فإنك ل تدري أكفر عنك أم ل ؟‬ ‫إن عملك مغيب عنك كله ‪.‬‬ ‫الوقفة الثالثة عشرة‪:‬‬ ‫أوجب ا عز وجل بر الوالدين وصلتهم وُحسن معاملتهم والرفق‬ ‫بهم وحذر من مجرد التأفف والتضجر فقال تعالى ‪:‬‬ ‫) ول تقل لهما أف ول تنهرهما ( وقال تعالى ‪ ) :‬واخفض‬ ‫لهما جناح الذل من الرحمة ( وقد جاء رجل يستأذن‬ ‫الرسول صلى ا عليه وسلم في الجهاد وهو من‬ ‫أفضل العمال وفيه من المشقة والتعب ما هو معلوم‬ ‫معروف بل ربما ذهبت فيه النفس والروح فقال النبي‬ ‫ي والداك " ‪ . .‬قال ‪ :‬نعم‬ ‫‪ .‬صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬أحي ّ‬ ‫فقال صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬ففيهما فجاهد " رواه البخاري‬ ‫‪.‬‬ ‫ومن صور بر الوالدين رحمتهما والسؤال عن صحتهما وإعانتهما‬ ‫على الطاعة‪ ،‬والتوسعة عليهما بالمال والهدايا وإدخال‬ ‫السرور عليهما والدعاء لهما وبعض النساء تعرض‬ ‫عن بر والديها وتراها تقدم الصديقة والزميلة بالتبسط‬ ‫والحديث والزيارة ول يكون لوالديها نصيب من ذلك‬ ‫وبر الوالدين من أفضل العمال فعن ابن مسعود‬ ‫رضي ا عنه قال ‪ :‬سألت رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪ :‬أي العمال أحب إلى ا ؟‬ ‫" قال ‪ " :‬الصلة على وقتها‬ ‫قلت ‪ :‬ثم أي ؟‬ ‫‪.‬‬

‫‪144‬‬


‫بر الوالدين " قال " ‪:‬‬ ‫قلت ‪ :‬ثم أي ؟‬ ‫الجهاد في سبيل " قال " ‪:‬‬ ‫‪ .‬متفق عليه‬ ‫فاحرصي بارك ا فيك على برهما والدعاء لهما والتصدق عنهما أحياًء‬ ‫‪.‬أو أمواتا ً ‪ .‬غفر ا لهما وجزاِك خيراً‬ ‫واحرصي أيضا على صلة الرحام والتواصل معهم في‬ ‫هذا الشهر الكريم ولكن ل يكون هذا التواصل باب شر‬ ‫ك ُيفتح فيه حديث الغيبة والنميمة والستهزاء‬ ‫علي ِ‬ ‫وضياع الوقات بل تكفي زيارة السؤال والطمئنان‬ ‫ونشر الخير وتعليم الجاهلة وتذكير الغافلة وإبداء‬ ‫المحبة وتفقد الحال ومساعدة المحتاج ولتكن مجالسا‬ ‫معطرة بذكر ا عز وجل فيها فائدة وخير ‪.‬‬ ‫الوقفة الرابعة عشرة‪:‬‬ ‫التوبة ‪ :‬كلمة ُنرددها ونسمعها ولكن قليل من النساء من ُتطبقها حتى أنه‬ ‫والعياذ بال قد استمرأت بعض النفوس المنكر فترى البعض ُيقِدُم على فعل‬ ‫المحرمات المنهي عنها بل مبالة مثل سماع الموسيقى والمعازف وكذلك‬ ‫رؤية الرجال على الشاشات وإضاعة الوقات فيما هو محرم فحري‬ ‫بالمسلمة أن تكون ذات توبة صادقة قارنة القول بالفعل قال ا تعالى حاثا ً‬ ‫على التوبة ولزوم الوبة ) وتوبوا إلى ا جميعا ً أيها المؤمنون لعلكم‬ ‫ُتفلحون ( وقال تعالى ‪ ) :‬إن ا يحب التوابين ويحب المتطهرين ( وقال‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين‬ ‫التوابون" رواه الترمذي والحاكم ‪.‬‬ ‫فسارعي أختي المسلمة إلى التوبة من جميع الذنوب‬ ‫ك وزينيها‬ ‫والمعاصي وافتحي صفحة جديدة في حيات ِ‬ ‫بالطاعة وجمليها بصدق اللتجاء إلى ا عز وجل‬ ‫ك قبل أن ُتحاسبي ) يوم ل ينفع مال ول‬ ‫وحاسبي نفس ِ‬ ‫ك إذا‬ ‫بنون إل من أتى ا بقلب سليم ( وتذكري حال ِ‬ ‫ي كل ما‬ ‫ت بخمسة أثواب ه َ‬ ‫سلت بسدر وحنوط و ُكفن ِ‬ ‫غ ّ‬ ‫ُ‬ ‫تخرجين به من زينة الدنيا ! !‬

‫‪.‬‬

‫‪145‬‬


‫أختي المسلمة‪:‬‬ ‫ك دورة‬ ‫عجالة وإن أفزعت ِ‬ ‫هذ ه وقفات سريعة كتبتها على ُ‬ ‫ك أمر الخرة وأردت أن تعملي فل ُتقصري‬ ‫اليام وأهم ِ‬ ‫فاقصدي باب التوبة وأطرقي جادة العودة وقولي ‪:‬‬ ‫لعله آخر رمضان في حياتي ولعلي ل أعيش سوى هذا‬ ‫ك هذا القصور ‪ .‬فاحزمي أمر ِ‬ ‫ك‬ ‫العام ول تستكثري علي ِ‬ ‫ك في حاجة إلى الحسنة‬ ‫وسيري إلى الخرة فوا إن ِ‬ ‫الواحدة ‪. .‬‬ ‫وا ستحضري عظمة الجبار وهول المطلع ويوما تشيب‬ ‫فيه الولدان وفكري في جنة عرضها السموات والرض‬ ‫أعدت للمتقين ونار ُيقال لها لظى ) نزاعة للشوى تدعو‬ ‫من أدبر وتولى ( وسترين بتذكر كل ذلك بإذن ا عز‬ ‫وجل ما ُيعينك على الستمرار والمحافظة على الطاعة‬ ‫ت بما مضى من عمرك على الدنيا‬ ‫ت قد تصدق ِ‬ ‫وإن كن ِ‬ ‫وهو الكثر فتصدقي بما بقى من عمرك على الخرة‬ ‫وهو القل ‪.‬‬ ‫ول تكوني ممن إذا حل بهم هادم اللذات ومفرق الجماعات قال ) رب‬ ‫ارجعون ( ولماذا العودة والرجوع ) لعلي أعمل صالحا ً فيما تركت (‬ ‫فابدئي الن واحزمي أمرك فإنما هَي جنة أو نار ول منزلة بينهما ‪.‬‬ ‫أدعو ا عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن‬ ‫يعيد هذا الشهر علينا أجمعين في خير وعافية وأن ل‬ ‫يكون هذا آخر رمضان نصومه ‪.‬‬ ‫اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وتجاوز عن تقصيرنا واغفر‬ ‫لنا ما قدمنا وما أخرنا إنك أنت الغفور الرحيم ربنا هب‬ ‫لنا من ذرياتنا وأزواجنا قرة أعين واغفر لنا ولوالدينا‬ ‫ولجميع المسلمين وصلى ا على نبينا محمد وعلى آلة‬ ‫وصحبة أجمعين ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪146‬‬


‫برنامج عملي للمرأة في رمضان‬ ‫أختي المسلمة ها قد أظلنا شهر فضيل لطالما انتظرناه شهر الرحمة‬ ‫والغفران والعتق من النار شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ونحن ها هنا‬ ‫نقدم لك برنامجا ً مقترحاً لتقسيم وقتك في هذا الشهر الفضيل ونتمنى من‬ ‫ا تعالى أن يعيننا وإياك على فعل الخير وأن يعيده علينا جميعا ً بموفور‬ ‫الصحة والعافية وأن نكون من عتقائه‪.‬‬ ‫و حتى ل يذهب وقتك سدًا في هذه اليام الفضيلة فتضيع ساعات السحور‬ ‫والغروب المباركة في إعداد الطعام وما شابه ذلك فإليك عدداً من المور‬ ‫التي يجب أن تتنبهي لها حتى خلل قيامك بأعمالك اليومية المعتادة أيا ً‬ ‫كانت و في هذا الشهر الفضيل بشكل خا ص‪:‬‬ ‫استحضار النية والخل ص في إعداد الفطور والسحور واحتساب التعب‬ ‫والرهاق فى إعدادها عند ا تعالى فعن أنس رضي ا عنه قال‪ " :‬كنا‬ ‫مع النبي صلى ا عليه وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال‪:‬‬ ‫فنزلنا يوما ً منزلنا حاراً وأكثرنا ظ ً‬ ‫ل صاحب الكساء‪ ،‬ومنا من يتقى الشمس‬ ‫بيده قال‪ :‬فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا البنية وسقوا الركاب‬ ‫فقال النبي صلى ا عليه وآله وسلم‪ " :‬ذهب المفطرون اليوم بالجر "‪.‬‬ ‫فبذلك أختي المسلمة تكوني قد أخذت أجر صيامك ناهيك عن أجر القائم‬ ‫على الصائم‪.‬‬ ‫فيمكنك استغلل هذه الساعات في الغنيمة الباردة وهى كثرة الذكر‬ ‫والتسبيح والستغفار والدعاء وأنت تعملين فبدلً من أن يضيع الوقت في‬ ‫رمضان بدون فائدة فإنها تجمع بين الحسنيين‪ :‬استحضار النية وكثرة‬ ‫الذكر والدعاء خلل العمل وذلك فضل ا يؤتيه من يشاء‪.‬‬ ‫‪ .2‬الستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخا ص بالمطبخ‪:‬‬ ‫وأقول الخا ص بالمطبخ لحث الرجال والخوان على الحر ص على توفير‬ ‫جهاز تسجيل خا ص بالمطبخ لماذا؟‬

‫‪.‬‬

‫‪147‬‬


‫لن المرأة تقضى كثيرًا من وقتها في المطبخ فلعلها أن تستغل هذا الوقت‬ ‫في مثل هذه المور تارة باستماع شريط وتارة بالتسبيح والتهليل والتحميد‬ ‫وأيضاً بالحتساب واستحضار النية الخالصة في إطعامها وعملها وتعبها‬ ‫لها ولولدها وزوجها‪.‬‬ ‫‪ .3‬شراء ملبس و حاجيات العيد في رمضان‪ :‬فل بأس من ذلك لستغلل‬ ‫أيام وليالي رمضان وخاصة العشر الواخر أكثر في العبادة فما الذي‬ ‫يحد ث؟‬ ‫يضيع وقت كثير من النساء وكذلك أولياء أمورهن في الذهاب للخياط تارة‬ ‫أو الذهاب للمعارض أو السواق وهكذا تضيع الوقات الثمينة في أمور‬ ‫يمكن قضاؤها والنتهاء منها قبل دخول الشهر أو في أوله حيث تكون‬ ‫السواق شبه فارغة والسعار رخيصة فلماذا ننتظر إلى وقت الزحام‬ ‫وغلء السعار؟!‬ ‫أمر أخر‪ :‬وهو تفريغ الزوج وعدم إشغاله في أعظم الليالي وهى العشرة‬ ‫الواخر ولماذا أفتن ولدي أو زوجي أو غيره بمخالطة النساء المتبرجات‬ ‫في مثل هذه اليام الفاضلة؟!‬ ‫‪ .4‬احرصي على صلة التراويح في المسجد‪ :‬فصلة التراويح من السنن‬ ‫الجماعية ومن الثار النبيلة التي تعطي هذا الشهر الكريم روحانية متميزة‬ ‫فتجد صفوف المسلمين والمصلين متراصة وتسمع التسبيح والبكاء‪ .‬إل أن‬ ‫هذا الخير قد تحرمه بعض نسائنا ل إهماًل منها وإنما انشغال بالولد‬ ‫والجلوس معهم وهى بهذا بين أمرين كلهما ثقيل أوًل‪ :‬إما الذهاب إلى‬ ‫المسجد وأخذ صغارها وقد يؤذون المصلين فتنشغل بهم أو بين الجلوس‬ ‫في البيت وحرمان النفس من المشاركة مع المسلمين وربما حاولت الصلة‬ ‫في بيتها ولكنها تشكو من ضعف النفس وقلة الخشوع وكثرة الفكار‬ ‫والهواجس فماذا تفعل إذن؟‬ ‫أسوق هذا القتراح‪ :‬لم ل تتفق مع بعض أخواتها بالجتماع في أحد‬ ‫البيوت للصلة جماعة مع اهتمام إحداهن بالصغار أو تجلس إحداهن مع‬ ‫الصغار والخريات يذهبن للصلة في المسجد وهكذا إذا اتفقت الخوات‬ ‫على أن تقوم واحدة منهن كل ليلة بالهتمام بالصغار فإنها على القل‬ ‫ستكسب كثيراً من أيام وليالي رمضان مع المسلمين‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬على الزواج والباء الحر ص على حث أزواجهم وأخواتهم‬ ‫وبناتهم على الذهاب معهم إلى المساجد فإلى متى ونحن نترك المرأة أيها‬ ‫الخيار وحدها في البيت ونحرمها من الدروس والتوجيه والروحانية في‬ ‫‪.‬‬

‫‪148‬‬


‫الصلة مع المسلمين وسماع الخير الكثير فإن في ذهابها خيراً كثيراإذا‬ ‫خرجت بصفة شرعية غير متعطرة ول متجملة أو متبرجة كذلك ينبغي‬ ‫عليها أل تخضع بالقول وأل ترفع صوتها في المسجد فتؤذى المصلين‬ ‫وعليها أن تتجنب الحديث في المسجد لغير حاجة خشية أن تقع في المحرم‬ ‫من غيبة أو نميمة وخلصة القول أنه ينبغي أن يعلم أن صلة المرأة في‬ ‫بيتها أفضل وخروجها للمسجد لتحصيل منافع ل يمكن تحصيلها في البيت‬ ‫وإل فبيوتهن خير لهن‪.‬‬ ‫ول ننسى أن في صلح المرأة صلح المجتمع فلذلك نحث الباء والخوة‬ ‫على الحر ص على أخذ أزواجهم وبناتهم إلى المساجد وأل ُيتركن في البيت‬ ‫لنهن إن تركن في البيت بل عون ول توجيه وإرشاد أصبحن عرضة‬ ‫للغفلة " فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية "‪.‬‬ ‫‪ .5‬ضعي جدول غذائي منتظم‬ ‫فإذا نظرنا إلى المأكولت الكثيرة والمشروبات وتنوع‬ ‫أصنافها على سفرة الفطار فإنك تضطر إلى أن تقول‬ ‫لماذا يا أيتها المرأة المسلمة ل تجعلي لك جدو ل ً‬ ‫غذائيا منتظما لتقسيم هذه الصناف على أيام السبوع‬ ‫فهل يشترط أن نرى جميع الطعام في كل يوم ؟‬ ‫ل يشترط هذا وهل يشترط أن نرى جميع أنواع العصير‬ ‫في كل يوم؟‬ ‫أيضا ً ل يشترط ول شك أننا بهذا التنظيم نكسب أمورا كثيرة‬ ‫منها‪:‬‬ ‫أوًل‪ :‬عدم السراف في الطعام والشراب وقد نهينا عن ذلك‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬قلة المصاريف المالية وترشيد الستهلك‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬التجديد في أصناف المأكولت والمشروبات وإبعاد‬ ‫الروتين والملل بوجود هذه الصناف يوميا‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬حفظ وقت المرأة وطلب راحتها واستغلله بما ينفع خاصة في هذا‬ ‫الشهر المبارك فهذا شيء من الثمار ومن الفوائد في‬ ‫تطبيق هذا القتراح فيا ليت أن بعض الخوات يفعلن‬ ‫مثل هذه الجداول ولعلهن أن ينفعن غيرهن من‬ ‫أخواتهن في توزيعه في مدارسهن وأماكن اجتماعهن‬ ‫فإن فعل ذلك كما ذكرنا فيه فوائد جمة‪ .‬ثم أختم‬ ‫القتراح الخاص بالمرأة بتحميلها المسؤولية أمام ا‬ ‫سبحانه وتعالى عن السراف في بيتها فهي المسئولة‬ ‫‪.‬‬

‫‪149‬‬


‫الولى عن السراف في الطعام والشراب وتعدد‬ ‫النواع وقد قال رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم "‬ ‫كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته‪ .‬ثم قال " والمرأة‬ ‫راعية في بيت زوجها وهى مسئولة عن رعيتها " ‪.‬‬ ‫‪ .6‬استغلي وقت الحيض والنفاس في الذكر وأعمال البر فالصلة في‬ ‫أول وقتها من أعظم الوسائل لستغلل رمضان‬ ‫والملحظ خاصة عند المرأة تأخير الصلة عن وقتها‬ ‫وذلك لعدم ارتباطها بالجماعة والتكاسل عنها ثم‬ ‫نقرها كنقر الغراب وذلك بحجة إما العمل في المطبخ‬ ‫أو التعب في الدراسة أو التعب من الصوم أو غيرها‬ ‫من العذار فعلى المرأة أن تحرص على المحافظة‬ ‫على الفرائض الخمس في وقتها بخشوع وخاصة في‬ ‫هذا الشهر المبارك والذي كما ذكرت تتضاعف فيه‬ ‫الحسنات وتتنوع فيه العبادات وأيضا فبعض النساء إذا‬ ‫حاضت أو نفست تركت العمال الصالحة وأصابها‬ ‫الفتور مما يجعلها تحرم نفسها من فضائل هذا الشهر‬ ‫وخيراته فنقول لهذه الخت وإن تركت الصلة والصيام‬ ‫فهناك ولله الحمد عبادات أخرى مثل الدعاء والتسبيح‬ ‫والستغفار والصدقة وهناك أيضا زكاة الفطر فهي‬ ‫فريضة فرضها ا وهى مطهرة للصائم مما عسى أن‬ ‫يكون قد وقع فيه من اللغو والرفث ولتكون عونا‬ ‫للفقراء والمحتاجين وهي حبل وصال بين قلوب‬ ‫المحتاجين والقادرين وتعد بابا من أبواب التعود على‬ ‫البر والتقوى والتكافل الجتماعي‪.‬‬ ‫فتفطير الصائمين وإطعام الطعام وصلة الرحام كل عمل من هذه العمال‬ ‫له ثواب عظيم عند ا والقيام على الصائمين وتفطيرهم‬ ‫وغيرها من العمال الصالحة الكثيرة ثم أبشرك أنه‬ ‫يكتب لك من الجر مثل ما كنت تعملين وأنت صحيحة‬ ‫قوية كيف ذلك؟‬ ‫لحديث رسول صلى ا عليه وآله وسلم ا عليه وآله‬ ‫وسلم الذي قال فيه " إذا مرض العبد أو سافر كتب ا‬ ‫له تعالى من الجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما "‪.‬‬ ‫إذن فلتبشري‪ ،‬المهم استحضار النية الصالحة‬ ‫‪.‬‬

‫‪150‬‬


‫والخالصة والحرص على كثير من الخيرات والعبادات‬ ‫التي تستطيعينها ثم عن قراءة القرآن للحائض‬ ‫والنفساء فيه خلف مشهور بين العلماء لكن شيخ‬ ‫السلم بن تيمية رحمه ا تعالى رأى جواز قراءة‬ ‫القرآن للحائض والنفساء بدون شرط أو قيد ‪.‬‬ ‫‪ .7‬أكثري من الستغفار والصلة على النبي صلى ا عليه و سلم‪ :‬فعن‬ ‫أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال " من قال‬ ‫سبحان ا وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد‬ ‫البحر" ]رواه البخاري[ ولقد قال رسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم " أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟‬ ‫" فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال‪ " :‬يسبح ا‬ ‫مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة "‬ ‫] صحيح مسلم[ و عن أبي هريرة رضي ا عنه أن‬ ‫الرسول صلى ا عليه وسلم قال " أقرب ما يكون‬ ‫العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " ] أخرجه‬ ‫مسلم وأبو داود والنسائي[ وعن أبي أمامة قال ) قيل‬ ‫يا رسول ا أي الدعاء أسمع؟‬ ‫قال صلى ا عليه وسلم " جوف الليل الخر ودبر الص لوات‬ ‫المكتوبات " ] رواه الترمذي[ وقال صلى ا عليه وسلم‬ ‫" من أكثر الستغفار جعل ا له من كل هم فرجا ومن‬ ‫كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث ل يحتسب " ] مستدرك‬ ‫الحاكم [ وعن أبي هريرة رضي ا عنه أن رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم قال " من صلى علي واحدة صلى‬ ‫ا عليه عشرا " ] واه مسلم [‪.‬‬ ‫‪ .8‬ل تنسي فضل القيام‪ :‬فقد قال تعالى" وعباد الرحمن الذين يمشون على‬ ‫الرض َهْونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما ً * والذين يبيتون لربهم‬ ‫سجداً وقياما ً * والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان‬ ‫غ راما " ) سورة الفرقان ‪ ( 65 -63‬وقال صلى ا عليه‬ ‫وسلم " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما‬ ‫تقدم من ذنبه " ] أخرجه البخاري ومسلم[ فلم ل‬ ‫تستغلي الوقت الباقي بعد السحور في القيام‪ ،‬ولعل‬

‫‪.‬‬

‫‪151‬‬


‫ارتيادك للمساجد يعينك على تنظيم وقت القيام‬ ‫بسهولة‪.‬‬ ‫‪ .9‬ضعي جدول لتوزيع الصدقات و اعملي على تنفيذه لكل يوم و‬ ‫أشركي أبنائك وقريباتك وصديقاتك في هذا البرنامج‬ ‫لتوزيع الصدقات اقضي بعضا من الوقت في هذا و لقد‬ ‫كان الرسول عليه الصلة والسلم أجود الناس وكان‬ ‫أجود ما يكون في رمضان فكان أجود بالخير من الريح‬ ‫المرسلة وفي الصحيحين من رواية أبي هريرة رضي‬ ‫ا عنه أن رسول ا صلى ا عليه وسلم قال " من‬ ‫تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ول يصعد إلى ا إل‬ ‫الطيب فإن ا يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما‬ ‫يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل " ]كلمة فلوه تعنى )المهر الصغير‬ ‫ ( [‪.‬‬ ‫‪ .10‬قرري وردا يوميّا ً من القرآن الكريم‬ ‫و ليكن قرا ءة جزء يوميا واجتهدي في قراءته ولم ل‬ ‫تحاولي أن تحفظي سورة النساء أو النور فلو حفظت‬ ‫كل يوم صفحتين لتمكنتي من حفظها قبل العشر‬ ‫الواخر بإذن ا ويمكنك حينها أن تختمي القرآن في‬ ‫العشر الواخر بقراءة ثلثة أجزاء يومي ّا‪.‬‬ ‫ولعلك أختي المسلمة تعرفين حديث الرسول صلى ا عليه و سلم إذ قال‪:‬‬ ‫" خ يركم من تعلم القرآن وعلمه " وذلك في إفراد‬ ‫البخاري عن عثمان بن عفان رضي ا‪ ،‬كما قال صلى‬ ‫ا عليه وسلم‪ " :‬اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة‬ ‫شفيعا لصحابه " ] رواه مسلم [‪.‬‬ ‫‪ .11‬وبالتأكيد تحري ليلة القدر‪ :‬فلقد قال تعالى‬ ‫) إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من‬ ‫ألف شهر * تنزل الملئكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلم‬ ‫ه ي حتى مطلع الفجر ( ] سورة القدر[ وقال صلى ا‬ ‫عليه وسلم‪ " :‬من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر‬ ‫له ما تقدم من ذنبه " أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪152‬‬


‫ونذكرك بصلة الرحم‪ :‬فل بأس من أن تعدي قائمة بأسماء أقاربك وتنظمي‬ ‫جدولً زمنيا ً لللتقاء بهم خلل هذا الشهر الفضيل‪.‬‬ ‫وختاما تذكري أختي المسلمة هذه الفضائل للشهر الكريم‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن خلوف فم الصائم أطيب عند ا من ريح المسك‪.‬‬ ‫‪ -2‬تستغفر الملئكة للصائمين حتى يفطروا‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفتح في رمضان أبواب الجنة وتغلق أبواب النار‪.‬‬ ‫‪ -4‬تصفد فيه الشياطين‪.‬‬ ‫‪ -5‬فيه ليلة القدر ) كما أشرنا ( هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد‬ ‫حرم الخير كله‪.‬‬ ‫‪ -6‬يغفر ا للصائمين في آخر ليلة من رمضان‪.‬‬ ‫‪ -7‬ينظر ا لعباده في أول ليلة من رمضان ومن نظر ا إليه ل يعذبه‬ ‫أبدًا‪.‬‬ ‫‪ -8‬ل عتقاء من النار وذلك كل ليلة من رمضان‪.‬‬ ‫و ا الموفق‬

‫‪ 25‬فتوى للنساء‬ ‫الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على أشرف النبياء والمرسلين‬ ‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ .‬أما بعد‪:‬‬ ‫فبين يديك أختي المسلمة مجموعة من الفتاوى الشرعية تتعلق بالصيام‬ ‫نهديها إليك بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك نسأل ا أن ينفع بها كل‬ ‫من قرأتها من أخواتنا المؤمنات وأن تكون عونا ً لهن على طاعة ا تعالى‬ ‫والفوز برضوانه ومغفرته في هذا الشهر العظيم ‪0‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪153‬‬


‫وجوب الصيام‬ ‫سؤال‪ :‬متى يجب الصيام على الفتاة ؟‬ ‫الجواب‪ :‬يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف ويحصل البلوغ‬ ‫بتمام خمس عشرة سنة أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج أو بإنزال‬ ‫المني المعروف أو بالحيض أو الحمل ‪.‬‬ ‫فمتى حصل بعض هذه الشياء لزمها الصيام ولو كانت بنت عشر سنين‬ ‫فإن الكثير من النا ث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها‬ ‫فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فل يلزمونها بالصيام وهذا خطأ فإن‬ ‫الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها قلم التكليف وا أعلم‬ ‫‪ ]0‬ابن جبرين ـ فتاوى إسلمية [‬ ‫سؤال ‪ :‬فتاة بلغ عمرها اثني عشر أو ثلثة عشر عاما ً ومر عليها شهر‬ ‫رمضان المبارك ولم تصمه فهل عليها شيء أو على أهلها ؟ وهل تصوم؟‬ ‫وإذا ما صامت فهل عليها شيء ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬المرأة تكون مكلفة بشروط ‪ :‬السلم والعقل والبلوغ ويحصل‬ ‫البلوغ بالحيض أو الحتلم أو نبات شعر خشن حول القبل أو بلوغ خمسة‬ ‫عشر عام اً فهذه الفتاة إذا كانت قد توافرت فيها شروط التكليف فالصيام‬ ‫واجب عليها ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها ‪،‬‬ ‫وإذا اختل شرط من الشروط فليست مكلفة ول شيء عليها ‪0‬‬ ‫] اللجنة الدائمة ـ فتاوى إسلمية [‬ ‫سؤال ‪ :‬هل تأثم المرأة إذا صامت حياء من أهلها وعليها الدورة الشهرية ؟‬

‫الجواب ‪ :‬ل شك أن فعلها خطأ ول يجوز الحياء في مثل هذا والحيض أمر‬ ‫كتبه ا على بنات آدم وقد منعت الحائض من الصوم والصلة فهذه التي‬ ‫صامت وهي حائض حياء من أهلها عليها قضاء تلك اليام التي صامتها‬ ‫حال الحيض ول تعود لمثلها وا أعلم ‪.‬‬ ‫] ابن جبرين ـ اللؤلؤ المكين [‬ ‫سؤال ‪ :‬امرأة بلغت ودخل عليها رمضان ولم تصم خجلً وبعد سنة دخل‬ ‫عليها رمضان وهي لم تقض فما الحكم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يلزمها قضاء ذلك الشهر الذي أفطرته بعد بلوغها ولو متفرقا ً‬ ‫وعليها مع القضاء صدقة عن كل يوم مسكين لقوله تعالى ‪ )) :‬وعلى‬ ‫الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ( ( وذلك نحو نصف صاع عن كل يوم‬ ‫‪.‬‬

‫‪154‬‬


‫وذلك لن الواجب أن تصومه في وقته حيث أن البلوغ من علماته الحيض‬ ‫فمتى حاضت الجارية وجب عليها الصيام ولو كانت صغيرة السن ‪ ]0‬ابن‬ ‫جبرين ـ اللؤلؤ المكين[‬ ‫سؤال ‪ :‬أنا فتاة أبلغ من العمر ‪25‬سنة ولكن منذ صغري إلى أن بلغ‬ ‫ي ينصحاني ولكن لم أبال‬ ‫عمري ‪ 21‬سنة لم أصم ولم أصل تكاسلً ووالد ّ‬ ‫فما الذي يجب علي أن أفعله بعد أن هداني ا ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬التوبة تهدم ما قبلها ؛ فعليك بالندم و العزم و الصدق في العبادة‬ ‫والكثار من النوافل من صلة الليل والنهار وصوم تطوع وذكر وقراءة‬ ‫قرآن ودعاء وا يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ‪ ]0‬ابن باز [‬ ‫سؤال ‪ :‬تتعمد بعض النساء أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية‬ ‫الحيض حتى ل تقضي فيما بعد فهل هذا جائز ؟‬ ‫وهل في ذلك قيود حتى تعمل بها هؤلء النساء ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬الذي أراه في هذه المسألة أل تفعله المرأة وتبقى على ما قدره‬ ‫ا عز وجل وكتبه على بنات آدم فإن هذه الدورة الشهرية ل تعالى حكمة‬ ‫في إيجادها هذه الحكمة تناسب طبيعة المرأة فإذا منعت هذه العادة فإنه ل‬ ‫شك يحد ث منها رد فعل ضار على جسم المرأة وقد قال النبي صلى ا‬ ‫عليه وسّلم ‪ )) :‬ل ضرر ول ضرار ( ( هذا بقطع النظر عما تسببه هذه‬ ‫الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الطباء ‪0‬‬ ‫فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء ل يستعملن هذه الحبوب والحمد ل‬ ‫على قدره وعلى حكمته ‪.‬‬ ‫وإذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم و الصلة وإذا طهرت تستأنف الصيام‬ ‫و الصلة وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم ‪0‬‬ ‫] ابن عثيمين ـ فتاوى إسلمية [‬ ‫سؤال ‪ :‬هل يجوز لي أن آخذ حبوب منع العادة الشهرية في أواخر شهر‬ ‫رمضان المبارك لكي أكمل بقية الصوم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يجوز أخذ دواء لمنع الحيض إذا كان القصد هو العمل الصالح‬ ‫فإذا قصدت فعل الصيام في زمنه والصلة مع الجماعة كقيام رمضان‬ ‫والستكثار من قراءة القرآن وقت الفضيلة فل بأس بأخذ الحبوب لهذا‬ ‫القصد وإن كان القصد مجرد الصيام حتى ليبقى دينا ً فل أراه حسنا ً وإن‬ ‫كان مجزئا ً للصوم بكل حال ‪ ]0‬ابن جبرين ـ فتاوى الصيام [‬ ‫صيام الحائض و النفساء‬ ‫‪.‬‬

‫‪155‬‬


‫سؤال ‪ :‬هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان وتصوم أياما ً مكان‬ ‫اليام التي أفطرتها ؟‬ ‫الجواب‪ :‬ليصح صوم الحائض ول يجوز لها فعله فإذا حاضت أفطرت‬ ‫وصامت أياماً مكان اليام التي أفطرتها بعد طهرها ‪ ]0‬اللجنة الدائمة ـ‬ ‫فتاوى إسلمية [‬ ‫سؤال ‪ :‬إذا طهرت المرأة في رمضان قبل آذان الفجر فهل يجب عليها‬ ‫الصوم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا انقطع الدم عن المرأة في آخر الليل من رمضان يصح لها أن‬ ‫تتسحر وتنوي الصيام وذلك لنها في هذه الحال طاهرة ينعقد صومها ول‬ ‫تصح الصلة حتى تغتسل ‪ ،‬ول يصح أيضاً وطؤها حتى تغتسل لقوله تعالى‬ ‫‪ )) :‬فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم ا ( ( ] ابن جبرين ـ فتاوى‬ ‫الصيام [‬ ‫سؤال ‪ :‬إذا طهرت المرأة بعدد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم‬ ‫ويعتبر يوماً لها أم يجب عليها قضاء ذلك اليوم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها‬ ‫وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إل بعد أن أصبح الصبح ‪.‬‬ ‫أما إذا لم ينقطع إل بعد أن تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم ول يجزئها‬ ‫بل تقضيه بعد رمضان وا أعلم ‪ ]0‬ابن جبرين ـ فتاوى الصيام [‬ ‫سؤال ‪ :‬إذا طهرت الحائض في أثناء النهار من الحيض فهل تمسك بقية‬ ‫اليوم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا طهرت المرأة في أثناء النهار من الحيض أو من النفاس‬ ‫تمسك بقية ذلك اليوم وتقضيه فإمساكها لحرمة الزمان وقضاؤها لنها لم‬ ‫تكمل الصيام وفرضها صيام الشهر كله ولن الذي يصوم نصف النهار ل‬ ‫يعد صائمًا‪ ] .‬ابن جبرين ـ فتاوى الصيام [‬ ‫سؤال ‪ :‬عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام وفي بعض‬ ‫الحيان في اليوم السابع ل أرى دماً ول أرى الطهر فما الحكم من حيث‬ ‫الصلة والصيام والجماع ؟‬

‫‪.‬‬

‫‪156‬‬


‫الجواب ‪ :‬ل تعجلي حتى تري القصة البيضاء التي يعرفها النساء وهي‬ ‫علمة الطهر فتوقف الدم ليس هو الطهر وإنما ذلك برؤية علمة الطهر‬ ‫وانقضاء المدة المعتادة ‪ ]0‬ابن باز [‬ ‫سؤال‪ :‬ما حكم الدم الذي يخرج في غير أيام الدورة الشهرية فأنا عادتي‬ ‫في كل شهر من الدورة هي سبعة أيام ولكن في بعض الشهر يأتي دم‬ ‫خارج أيام الدورة وتستمر معي هذه الحالة لمدة يوم أو يومين فهل تجب‬ ‫علي الصلة والصيام أثناء ذلك أم القضاء ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬هذا الدم الزائد عن العادة هو دم عرق ل يحسب من العادة‬ ‫فالمرأة التي تعرف عادتها تبقى زمن العادة ل تصلي ول تصوم ول تمس‬ ‫المصحف ول يأتيها زوجها في الفرج فإذا طهرت وانقطعت أيام عادتها‬ ‫واغتسلت فهي في حم الطاهرات ولو رأت شيئاً من دم أو صفرة أو كدرة‬ ‫فذلك استحاضة ل تردها عن الصلة ونحوها ‪.‬‬ ‫سؤال ‪ :‬إذا وضعت قبل رمضان بأسبوع مثلً وطهرت قبل أن أكمل‬ ‫الربعين فهل يجب علي الصيام ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬نعم متى طهرت النفساء وظهر منها ما تعرفه علمة على‬ ‫الطهر وهي القصة البيضاء أو النقاء الكامل فإنها تصوم وتصلي ولو بعد‬ ‫الولدة بيوم أو أسبوع فإنه ل حد لقل النفاس فمن النساء من ل ترى الدم‬ ‫بعد الولدة أص ً‬ ‫ل وليس بلوغ الربعين شرطاً و إذا زاد الدم على الربعين‬ ‫ولم يتغير فإنه يعتبر دم نفاس تترك لجله الصوم والصلة وا أعلم ‪0‬‬ ‫] ابن جبرين ـ فتاوى الصيام [‬ ‫سؤال ‪ :‬إذا طهرت النفساء قبل الربعين هل تصوم وتصلي أم ل ؟‬ ‫إذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر ؟‬ ‫وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتصلي أم ل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا طهرت النفساء قبل تمام الربعين وجب عليها الغسل والصلة‬ ‫وصوم رمضان وحلت لزوجها فإن عاد إليها الدم في الربعين وجب عليها‬ ‫ترك الصلة والصوم وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء‬ ‫وصارت في حكم النفساء حتى تطهر أو تكمل الربعين فإذا طهرت قبل‬ ‫الربعين أو على رأس الربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها‬ ‫وإن استمر معها الدم بعد الربعين فهو دم فساد ل تدع من أجله الصلة ول‬ ‫الصوم بل تصلي وتصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة وعليها‬ ‫أن تستنتجي وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن أو نحوه وتتوضأ‬

‫‪.‬‬

‫‪157‬‬


‫لوقت كل صلة لن النبي صلى ا عليه وسّلم أمر المستحاضة بذلك إل إذا‬ ‫جاءتها الدورة الشهرية أعني الحيض فإنها تترك الصلة ‪ ]0‬ابن باز [‬ ‫سؤال ‪ :‬امرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر‬ ‫رمضان هل يكون دم حيض أو نفاس وماذا يجب عليها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا كان المر كما ذكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولدة‬ ‫بخمسة أيام فإن لم تر علمة على قرب الوضع كالمخاض وهو الطلق‬ ‫فليس بدم حيض ول نفاس بل دم فساد على الصحيح وعلى ذلك ل تترك‬ ‫العبادات بل تصوم وتصلي ‪.‬‬ ‫وإذا كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق‬ ‫ونحوه فهو دم نفاس تدع من أجله الصلة والصوم ثم إذا طهرت منه بعد‬ ‫الولدة قضت الصوم دون الصلة ‪ ] 0‬اللجنة الدائمة [‬ ‫سؤال ‪ :‬ما حكم خروج الصفار أثناء النفاس وطوال الربعين يوما ً هل‬ ‫أصلي وأصوم؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ما يخرج من المرأة بعد الولدة حكمه كدم النفاس سواء كان دما ً‬ ‫عادياً أو صفرة أو كدرة لنه في وقت العادة حتى تتم الربعين ‪.‬‬ ‫فما بعدها إن كان دما ً عادياً و لم يتخلله انقطاع فهو دم نفاس وإل فهو دم‬ ‫استحاضة أو نحوه ‪]0‬ابن باز[‬ ‫صيام الحامل والمرضع‬ ‫سؤال ‪ :‬ماذا على الحامل أو المرضع إذا أفطرتا في رمضان ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إل للعذر‬ ‫فإن أفطرتا للعذر وجب عليهما قضاء الصوم لقوله تعالى في المريض ‪)) :‬‬ ‫فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ( ( وهما بمعنى‬ ‫المريض ‪0‬‬ ‫وإن كان عذرهما الخوف على المولود فعليهما مع القضاء إطعام مسكين‬ ‫لكل يوم من البر أو الرز أو التمر أو غيرها من قوت الدميين ‪.‬‬ ‫وقال بعض العلماء ‪ :‬ليس عليهما سوى القضاء على كل حال لنه ليس‬ ‫في إيجاب الطعام دليل من الكتاب والسنة والصل براءة الذمة حتى يقوم‬ ‫الدليل على شغلها وهذا مذهب أبي حنيفة وهو قوي ‪0‬‬ ‫] ابن عثيمين ـ فتاوى إسلمية [‬

‫‪.‬‬

‫‪158‬‬


‫سؤال ‪ :‬الحامل أو المرضع إذا خافت على نفسها أو على الولد في شهر‬ ‫رمضان وأفطرت فماذا عليها ؟‬ ‫هل تفطر وتطعم وتقضي أو تفطر وتقضي ول تطعم أو تفطر وتطعم ول‬ ‫تقضي ما الصواب من هذه الثلثة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن خافت الحامل على نفسها أو جنينها من صوم رمضان أفطرت‬ ‫وعليها القضاء فقط شأنها في ذلك شأن الذي ل يقوى على الصوم أو‬ ‫يخشى منه على نفسه مضرة قال ا تعالى ‪ )) :‬فمن كان منكم مريضا ً أو‬ ‫على سفر فعدة من أيام أخر ( ( ‪0‬‬ ‫وكذا المرضع إذا خافت على نفسها إن أرضعت ولدها في رمضان أو خافت‬ ‫على ولدها إن صامت ولم ترضعه أفطرت وعليها القضاء فقط ‪ ،‬وبال‬ ‫التوفيق ‪ ]0‬اللجنة الدائمة ـ فتاوى إسلمية [‬ ‫سؤال ‪ :‬امرأة وضعت في رمضان ولم تقض بعد رمضان لخوفها على‬ ‫رضيعها ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم هل يجوز لها أن توزع نقوداً‬ ‫بدل الصوم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل اليام التي أفطرتها ولو‬ ‫بعد رمضان الثاني لنها إنما تركت القضاء بين الول والثاني للعذر ول‬ ‫أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يوماً بعد يوم وإن كانت‬ ‫ترضع فإن ا يقويها ول يؤثر ذلك عليها ول على لبنها ‪0‬‬ ‫فلتحر ص ما استطاعت على أن تقضي رمضان الذي مضى قبل أن يأتي‬ ‫رمضان الثاني فإن لم يحصل لها فل حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان‬ ‫الثاني ‪ ]0‬ابن عثيمين ـ فتاوى إسلمية [‬ ‫قضاء رمضان‬ ‫سؤال ‪ :‬ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن‬ ‫يقضي قبل رمضان القادم ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل‬ ‫فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع‬ ‫القضاء إطعام مسكين عن كل يوم حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي‬ ‫صلى ا عليه وسّلم ‪ .‬والطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو‬ ‫ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أرز أو غير ذلك ‪ .‬أما إن قضى قبل‬ ‫رمضان القادم فل إطعام عليه ‪ ]0‬ابن باز [‬

‫‪.‬‬

‫‪159‬‬


‫سؤال ‪ :‬أنا فتاة أجبرتني الظروف على إفطار ستة أيام من شهر رمضان‬ ‫عمدًا والسبب ظروف المتحانات لنها بدأت في شهر رمضان والمواد‬ ‫صعبة ولول إفطاري هذه اليام لم أتمكن من دراسة المواد نظراً لصعوبتها‬ ‫فأرجو إفادتي ماذا أفعل كي يغفر ا لي ‪ ،‬جزاكم ا خيراً ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬عليك التوبة من ذلك وقضاء اليام التي أفطرتيها و ا يتوب‬ ‫على من تاب وحقيقة التوبة التي يمحو ا بها الخطايا القلع عن الذنب‬ ‫وتركه تعظيما ً ل سبحانه وخوفاً من عقابه والندم على ما مضى منه‬ ‫والعزم الصادق على أل يعود إليه وإن كانت المعصية ظلما ً للعباد فتمام‬ ‫التوبة تحللهم من حقوقهم قال ا تعالى‪ )) :‬وتوبوا إلى ا جميعا ً أيها‬ ‫المؤمنون لعلكم تفلحون ( ( ] النور ‪0 [ 31 :‬‬ ‫وقال سبحانه ‪ )) :‬يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى ا توبة نصوحا ً ( (‬ ‫] التحريم ‪[8 :‬‬ ‫وقال النبي صلى ا عليه وسّلم ‪ )) :‬التوبة تجب ما قبلها ( ( ‪ 0‬وقال صلى‬ ‫ا عليه وسّلم ‪ )) :‬من كان عنده لخيه مظلمة من عرض أو شيء‬ ‫فليتحلله اليوم قبل أل يكون دينار ول درهم إن كان له عمل صالح أخذ من‬ ‫حسناته بقدر مظلمته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل‬ ‫عليه ( ( ] رواه البخاري في صحيحه [ وا ولي التوفيق ‪ ]0‬ابن باز ـ‬ ‫فتاوى إسلمية [‬ ‫فتاوى عامة‬ ‫سؤال ‪ :‬هل يجوز لطاهي الطعام أن يتذوق طعامه ليتأكد من صلحيته وهو‬ ‫صائم؟‬ ‫الجواب ‪ :‬لبأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه ليعرف‬ ‫حلوته وملوحته وضدها ولكن ل يبتلع منه شيئا ً بل يمجه أو يخرجه من‬ ‫فيه ول يفسد بذلك صومه إن شاء ا تعالى ‪ ]0‬ابن جبرين ـ فتاوى‬ ‫إسلمية[‬ ‫سؤال ‪ :‬تقيأت أختي وهي صائمة وتعمدت الكل فماذا يجب عليها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجوز للصائم تعمد إخراج القيء من جوفه بإدخال يده في فمه‬ ‫او جعل تحت بطنه أو شم شيء مما له رائحة تحرك ما في الجوف من‬ ‫الطعام ونحوه حتى يخرج فمتى فعل الصائم شيئا ً من ذلك فخرج منه‬ ‫القيء لزمه قضاء ذلك اليوم إن كان فرضا ً ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪160‬‬


‫وهذه المرأة أخطأت أوًل في كونها استدعت القيء عمداً وأخطأت ثانيا ً في‬ ‫تعمدها الكل بعد ذلك فإن من فسد صومه بفعل بعض المفطرات عمداً ل‬ ‫يجوز له الكل ونحوه بل يمسك بقية يومه وإن كان ملزما ً بقضائه فلعلها‬ ‫أحست بمرض أو ضعف في البدن ‪ .‬وبكل حال فليس عليها كفارة إن شاء‬ ‫ا وإنما يلزمها قضاء ذلك اليوم فقط وا أعلم ‪ ]0‬ابن جبرين ـ فتاوى‬ ‫إسلمية [‬ ‫سؤال ‪ :‬هل يجوز وضع الحناء للشعر أثناء الصيام والصلة لني سمعت‬ ‫بأن الحنـاء تفطر الصائم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬هذا لصحة له فإن وضع الحناء أثناء الصيام ل يفطر و ل يؤثر‬ ‫على الصائم شيئاً كالكحل وكقطرة الذن وكالقطرة في العين فإن ذلك كله‬ ‫ل يضر الصائم و ليفطره ‪0‬‬ ‫وأما الحناء أثناء الصلة فل أدري كيف يكون هذا السؤال ؟‬ ‫إذ أن المرأة التي تصلي ل يمكن أن تتحنى ولعلها تريد أن الحناء هل‬ ‫يمنع صحة الوضوء إذا تحنت المرأة؟‬ ‫و الجواب ‪ :‬أن ذلك ل يمنع صحة الوضوء لن الحناء ليس له جرم يمنع‬ ‫وصول الماء وإنما هو لون فقط والذي يؤثر على الوضوء هو ما كان له‬ ‫جسم يمنع وصول الماء فإنه ل بد من إزالته حتى يصح الوضوء ‪ ]0‬ابن‬ ‫عثيمين ـ فتاوى إسلمية[‬ ‫سؤال ‪ :‬ما حكم الكحل و العطر ومساحيق المكياج للصائمة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬أما الكحل والقطرة وما يوضع في العين للصائم فهذا قد يتسرب‬ ‫إلى حلقه فيؤثر على صيامه وقد قال الكثير من أهل العلم بمنع الكحل‬ ‫للصائم أو أن يضع شيئاً بعينه كالقطرة وغير ذلك لن العين منفذ‬ ‫ويتسرب منها الشيء إلى الحلق دون أن يستطيع النسان منع ذلك ‪0‬‬ ‫أما قضية المساحيق التي توضع على الوجه والصباغ والطيب الذي‬ ‫يتطيب به النسان من العطورات السائلة فهذا لبأس به إل أنه أن ينبغي‬ ‫أن يعلم أن المرأة ممنوعة من التزين والتعطر عند الخروج من البيت بل‬ ‫يجب عليها أن تخرج متسترة متجنبة للطيب ويحرم عليها التطيب عند‬ ‫الخروج قال تعالى ‪ )) :‬ول تبرجن تبرج الجاهلية الولى ( ( ‪0‬‬ ‫وحتى في خروجها للعبادة إلى المسجد فهي مأمورة بترك الزينة وبترك‬ ‫الطيب قال صلى ا عليه وسّلم ‪ )) :‬ل تمنعوا إماء ا مساجد ا‬

‫‪.‬‬

‫‪161‬‬


‫وليخرجن تفلت ( ( يعني ‪ :‬في غير زينة وفي غير طيب لن الزينة والطيب‬ ‫مما يجلب النظار ويسبب الفتنة ‪0‬‬ ‫وقد ابتليت بعض نساء المسلمين بالتبرج والتزين عند الخروج وعمل‬ ‫الصباغ والمكياج فكأنهن إنما يستعملن الزينة للخروج من البيت وهذا‬ ‫حرام عليها ‪]0‬الفوزان ـ المنتقى [‬

‫للصغار فقط ‪ ..‬في رمضان‬ ‫الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على أشرف النبياء والمرسلين‬ ‫وبعد‪ :‬فهذه مجموعة مختارة من فتاوى العلماء حول صيام الحبة الصغار‪.‬‬ ‫متى يجب أن يصوم الطفل‬ ‫س‪ :‬متى يجب أن يصوم الطفل وما حد السن الذي يجب عليه الصيام؟‬ ‫ج‪ :‬يؤمر الصبي بالصلة إذا بلغ سبعا ً وُيضرب عليها إذا بلغ عشراً وتجب‬ ‫عليه إذا بلغ‪.‬‬ ‫والبلوغ يحصل‪ :‬بإنزال المني عن شهوة وبإنبات الشعر الخشن حول‬ ‫القُ​ُبل والحتلم إذا أنزل المني أو بلوغ خمس عشرة سنة‪.‬‬ ‫والنثى مثله في ذلك وتزيد أمراً رابعا ً وهو‪ :‬الحيض‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪162‬‬


‫والصل في ذلك ما رواه المام أحمد وأبو داود عن عمرو بن شعيب عن‬ ‫أبيه عن جده قال‪ :‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم‪ُ } :‬مُروا أبناءكم بالصلة‬ ‫لسبع واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع {‪.‬‬

‫وما روته عائشة رضي ا عنها عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قال‪} :‬‬ ‫رفع القلم عن ثلثة‪ :‬عن النائم حتى يستيقظ‪ ،‬وعن الصبي حتى يحتلم وعن‬ ‫المجنون حتى يعقل { ] رواه المام أحمد [‪.‬‬ ‫وأخرج مثله من رواية علي رضي ا عنه وأخرجه أبو داود والترمذي‬ ‫وقال‪ :‬حدي ٌ‬ ‫ث حسٌن‪ .‬وبال التوفيق‪.‬‬ ‫]اللجنة الدائمة للفتاء فتوى رقم‪.[1787:‬‬ ‫هل يؤمر الصّبي المميز بالصيام‬ ‫س‪ :‬هل يؤمر الصّبي المميز بالصيام؟‬ ‫وهل يجزئ عنه لو بلغ في أثناء الصيام؟‬ ‫صبيان والَفتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه وعلى‬ ‫ج‪ :‬ال ّ‬ ‫أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلة فإذا بلغوا الحلم‬ ‫وجب عليهم الصوم‪.‬‬ ‫وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم فلو فرض أن الصبي أكمل‬ ‫الخامسة عشرة عند الزوال وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك وكان أول‬ ‫النهار نف ً‬ ‫ل وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ ذلك بإنبات الشعر الخشن حول‬ ‫الفرج وهو المسمى العانة أو بإنزال المني عن شهوة‪.‬‬ ‫وهكذا الفتاة الحكم فيهما سواء إل أن الفتاة تزيد أراً رابعا ً يَْحصل به البُ​ُلوغ‬ ‫وهو الحيض‪.‬‬ ‫]الشيخ عبدالعزيز بن باز‪ ،‬تحفة الخوان ص‪[160:‬‬ ‫صيام الصبي‬ ‫س‪ :‬هل يؤمر الصبيان الذين لم يَْبلغوا دون الخامسة عشرة بالصيام كما‬ ‫في الصلة؟‬ ‫ج‪ :‬نعم ُيؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه كما كان الصحابة‬ ‫رضي ا عنهم يفعلون بصبيانهم‪..‬‬ ‫وقد نص أهل العلم على أن الولّي يأمر من له ولية عليه من الصغار‬ ‫بالصوم من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه وتتطبع أصول السلم في‬ ‫نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم‪.‬‬ ‫ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم ل يلزمون بذلك وإنني أنبه هنا‬ ‫على مسألة يفعلها بعض الباء أو المهات وهي منع صبيانهم من الصيام‬ ‫على خلف ما كان الصحابة رضي ا عنهم يفعلون يدعون أنهم يمنعون‬ ‫‪.‬‬

‫‪163‬‬


‫هؤلء الصبيان رحمة بهم وإشفاقاً عليهم والحقيقة أن رحمة الصبيان‪:‬‬ ‫أمرهم بشرائع السلم وتعويدهم عليها وتأليفهم لها‪.‬‬ ‫فإن هذا بل شك من حسن التربية وتمام الرعاية‪.‬‬ ‫وقد ثبت عن النبي صلى ا عليه وسلم قوله‪ } :‬إن الرجل راع في أهل‬ ‫بيته ومسؤول عن رعّيته { والذي ينبغي على أولياء المور بالنسبة لمن‬ ‫ولهم ا عليهم من الهل والصغار أن يتقوا ا تعالى فيهم وأن يأمروهم‬ ‫بما أمروا أن يأمروهم به من شرائع السلم‪.‬‬ ‫]الشيخ محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬كتاب الدعوة‪[146 ،1/145:‬‬ ‫حكم صيام الصبي الذي لم يبلغ‬ ‫س‪ :‬ما حكم صيام الصبي الذي لم يبلغ؟‬ ‫ج‪ :‬صيام الصبي كما أسلفنا ليس بواجب عليه ولكن على ولي أمره أن‬ ‫يأمره به ليعتاده‪ ،‬وهو أي الصيام في حق الصبي الذي لم يبلغ سّنة‪ .‬له‬ ‫أجر في الصوم وليس عليه وزر إذا تركه‪.‬‬ ‫]الشيخ ابن عثيمين‪ ،‬فقه العبادات ص‪[186:‬‬ ‫صوم الطفال في رمضان‬ ‫س‪ :‬طفلي الصغير يصر على صيام رمضان رغم أن الصيام يضره لصغر‬ ‫سنه واعتلل صحته فهل أستخدم معه القسوة ليفطر؟‬ ‫ج‪ :‬إذا كان صغيرًا لم يبلغ فإنه ل يلزمه الصوم ولكن إذا كان يستطيعه‬ ‫دون مشقة فإنه يؤمر به وكان الصحابة رضي ا عنهم يصومون أولدهم‬ ‫حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها ولكن إذا ثبت أن هذا‬ ‫يضره فإنه يمنع منه وإذا كان ا سبحانه وتعالى منعنا عن إعطاء الصغار‬ ‫أموالهم خوفاً من الفساد بها فإن خوف إضرار البدان من باب أولى أن‬ ‫يمنعهم منه ولكن المنع يكون عن طريق القسوة فإنها ل تنبغي في معاملة‬ ‫الولد عن تربيتهم‪] .‬فتاوى ورسائل الشيه ابن عثيمين‪[1/493:‬‬ ‫متى يجب الصيام على الفتاة‬ ‫س‪ :‬متى يجب الصيام على الفتاة؟‬ ‫ج‪ :‬يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف ويحصل البلوغ بتمام‬ ‫خمسة عشرة سنة أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج أو بإنزال المني‬ ‫المعروف أو الحيض أو الحمل فمتى حصل بعض هذه الشياء لزمها‬ ‫الصيام ولو كانت بنت عشر سنين فإن الكثير من النا ث قد تحيض في‬ ‫العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فل‬ ‫‪.‬‬

‫‪164‬‬


‫يلزمونها بالصيام وهذا خطأ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء‬ ‫وجرى عليها قلم التكليف‪ .‬وا أعلم‪.‬‬ ‫]الشيخ عبدا بن جبرين‪ ،‬فتاوى الصيام ص‪[34 :‬‬ ‫الفتاة إذا بلغت وجب عليها الصوم‬ ‫س‪ :‬كنت في الرابعة عشرة من العمر وأتتني الدورة الشهرية ولم أصم‬ ‫رمضان تلك السنة علماً بان هذا العمل ناتج عن جهلي وجهل أهلي حيث‬ ‫إننا كنا منعزلين عن أهل العلم ول علم لنا بذلك وقد صمت في الخامسة‬ ‫عشر وكذلك سمعت من بعض المفتين أن المرأة إذا أتتها الدورة الشهرية‬ ‫فإنه يلزم عليها الصيام ولو كانت أقل من سن البلوغ نرجوا الفادة؟‬ ‫ج‪ :‬هذه السائلة التي ذكرت عن نفسها أنها أتاها الحيض في الرابعة عشرة‬ ‫من عمرها ولم تعلم أن البلوغ يحصل بذلك ليس عليها إثم حين تركت‬ ‫الصيام في تلك السنة أنها جاهلة والجاهل ل أثم عليه لكن حين علمت أن‬ ‫الصيام واجب عليها فإنه يجب عليها أن تبادر بقضاء صيام الشهر الذي‬ ‫أتاها بعد أن حاضت لن الفتاة إذا بلغت وجب عليها الصوم‪.‬‬ ‫وبلوغ الفتاة يحصل بواحدة من أمور أربعة‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن تتم خمس عشرة سنة‪ -2 .‬أن تنبت عانتها‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن تنزل‪ -4 .‬أن تحيض‪.‬‬ ‫فإذا حصل واحد من هذه الربعة فقد بلغت وُكّلفت ووجبت عليها العبادات‬ ‫كما تجب على الكبيرة‪] .‬المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان‪[3/132:‬‬ ‫هل ألزم ابني بالصيام‬ ‫س‪ :‬لي ابن يبلغ من العمر اثني عشر عاماً هل ألزمه بالصيام أم أن صيامه‬ ‫اختياري وليس واجبا ً عليه؟‬ ‫علماً بأنه قد ل يطيق الشهر كاملً جزاكم ا خيرا‪.‬‬ ‫ج‪ :‬إذا كان البن المذكور لم يبلغ فل يلزمه الصيام ولكن يجب عليكم أمره‬ ‫بالصيام إذا كان يطيقه حتى يتمرن عليه ويعتاده كما يؤمر بالصلة إذا بلغ‬ ‫عشرًا ويضرب عليها‪ .‬وفق ا الجميع‪] .‬الشيخ عبدالعزيز بن باز‪ ،‬تحفة‬ ‫الخوان ص‪[172:‬‬ ‫صيام رمضان يجب بالبلوغ‬ ‫ي بنت تبلغ من العمر الن ‪ 13‬سنة وعندنا اعتقاد بأن البنت ل‬ ‫س‪ :‬لد ّ‬ ‫تصوم حتى تبلغ سن الخامسة عشرة لكن أفاد بعض الناس أن الفتاة إذا‬ ‫جاءها الحيض وجب عليها الصوم وبعد هذا المر سألناها وأفادت بأنه قد‬ ‫‪.‬‬

‫‪165‬‬


‫جاءها قبل ثل ث سنوات أتى وعمرها عشر سنوات ولذا نريد أن نعرف‬ ‫الحقيقة هل تصوم بنت الخامسة عشرة أم من جاءها الحيض؟‬ ‫وإذا كانت تصوم إذا جاءها الحيض ماذا نفعل بالثل ث سنوات التي فاتت‬ ‫هل تصومها؟‬ ‫مع العلم أنا جهال بذلك وليس لدينا خبر من ذلك‪.‬‬ ‫أرجوا التكرم بالجابة مع الشكر؟‬ ‫ج‪ :‬أفيدك بأنه يجب عليها رمضان إذا بلغت والبلوغ يحصل بأحد المور‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬بلوغ خمس عشر سنة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحيض‪.‬‬ ‫‪ -3‬نبات الشعر الخشن حول الفرج‪.‬‬ ‫‪ -4‬إنزال المني عن شهوة يقظة أو مناماً ولو كانت سنها دون الخامسة‬ ‫عشرة‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك فإنه يجب عليها قضاء ما تركت من الصيام بعد ما بدأت‬ ‫تحيض وقضاء اليام التي حاضتها في رمضان كما تجب عليها الكفارة‬ ‫وهي إطعام مسكين عن كل يوم بسبب تأخير القضاء إلى رمضان أخر‬ ‫ومقداره نصف صاع من قوت البلد عن كل يوم إذا كانت تستطيع الطعام‬ ‫فإن كانت فقيرة فل إطعام عليها ويكفي الصوم‪ .‬وفق ا الجميع لما فيه‬ ‫رضاه‪.‬‬ ‫]مجموع فتاوى ومقالت متنوعة للشيخ عبدالعزيز بن باز‪[15/173:‬‬ ‫س‪ :‬ما شروط صحة صيام الصغير؟‬ ‫وهل صحيح أن صيامه لوالديه؟‬ ‫ج‪ :‬يشرع للبوين أن يعودا أولدهما على الصيام في الصغر إذا أطاقوا ذلك‬ ‫ولو دون عشر سنين فإذا بلغ أحدهم أجبروه على الصيام فإن صام قبل‬ ‫البلوغ فعليه ترك كل ما يفسد الصيام كالكبير من الكل ونحوه‪ .‬والجر له‬ ‫ولوالديه أجر على ذلك‪.‬‬ ‫]الشيخ عبد ا بن جبرين‪ ،‬فتاوى الصيام ص‪[33:‬‬ ‫س‪ :‬هل يجب الصيام على الصغير؟‬ ‫ج‪ :‬الصغير الذي لم يبلغ ل يجب عليه الصيام ولكن يدرب عليه بالخص‬ ‫إذا قرب من البلوغ حتى إذا بلغ سهل عليه الصيام بخلف ما إذا ترك حتى‬ ‫يبلغ فإنه يجد منه صعوبة ومشقة‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪166‬‬


‫وقد ثبت أن الصحابة كانوا يأمرون أولدهم بصوم يوم عاشوراء لّما ُأمروا‬ ‫بصيامه قالوا‪ :‬فإذا قال‪ :‬أريد الطعام أعطيناه اللعبة من العهن يتسلى بها‬ ‫حتى تغرب الشمس‪.‬‬ ‫]الشيخ عبد ا بن جبرين‪ ،‬فتاوى الصيام ص‪[33:‬‬ ‫دار القاسم‬

‫آتمنى من كل قلبي القبول آتقـدم بالعتـذاررررر الى الجـميع لم‬ ‫يبقى ال أيام قليلة و يحل علينا شهر الرحمة‬ ‫ارجوكم سامحـوني وأنا أعتذر لكل شخص زعـلته او صدر مني‬ ‫اي ازعاج أو غـلطت بحقه سامحوني ارجوكم فل أعلم‬ ‫هل)) لــــعـــمري بقية أم سأرحل ( (‬ ‫آتمنى هديتي المتواضعه آن تعبر عن حبي لكم‬ ‫لم اجد أجمل من الدعاء لكم بكل خير ويجمعنا ا في جنته ويعنا‬ ‫علي الصيام والقيام والقران ومن ارد بامة محمد الذية اهلكه ا‬ ‫ول تشمت احد فينا يارب يارب يارب‬ ‫كل عام وأنتم بخير بقرب الشهر الفضيل‬ ‫السلم عليكم ورحمة ا وبركاته‬ ‫كل عام وانتم بكل خير‬ ‫‪.‬‬

‫‪167‬‬


‫جميع من في الملف هذا نقلته اليكم من موقع في استقبال رمضان‬ ‫‪http://www.eyelash.ps/ramadan/ramadan_intro.‬‬ ‫‪htm‬‬ ‫ا يكرمكم يارب انا اخدت كوبي لكل موضوع ووضعته فيه مع‬ ‫بعض التعديلت‬ ‫ومع الحترام لكل الشخصيات الي كاتبه في الموضوع جزاهم ا‬ ‫كل خير‬ ‫استودعكم ا الذي ل تضيع ودائعه سوف اتوقف عن ارسال‬ ‫الرسايل في الشهر الكريم ول تحرموني من الدعاء ا يكرمكم‬ ‫يارب انا ل ابغي اي شي من اي كان الشخص‬ ‫ال الحسنة من ا فان اصبت فمن ا وان اخطات فمن نفسي‬ ‫والشيطان وبطلب منكم السماح ياهل السماح والكرم جزاكم ا‬ ‫كل خير ا علي المحبة في ا ا ا ا‬ ‫عبد العزيز‬ ‫‪01223457522‬‬ ‫‪01223236533‬‬ ‫‪01000970177‬‬

‫‪.‬‬

‫‪168‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.