!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!3،ةة ؟ك م
++-+3بذ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!5
د د در د
-5ث
-
!-
،؟
--
د
- -41 د -
ط -
ا-
د! -
!
ل! !!!!!!!!!!!!+!!!!!!!!!!!!!!!!3
-
م
رس
!كس!كهفه!كسكسكه!رس!فه!كهرسس!!!!!
- -ك
كا
أ-
-
+كسرهرط!كسفس!رهرطكهه!!فسكهرسفسرس!كسكسكهكهكط ك
-ا
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!5
-ر ،:إ-أ"ر .ك رهس!كهكه!كسكسكهس!!!!!!كه!كهفهكه!
كهف ! دذ
ك ذد
د د!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!3
(-
لح
د لى
ذد دد
لا
ا ك فسكه!ره!فس!!فسكهكسفهفطكطه!!!!!
د ك !! !!!!!
،ك دول !!ل! لآدل! !!!!ل! ل!
!!!!ل!
د لث
لح
ث
در
*
ك در
إ!
---.
أ
!
د-
ك
أ
31
لى-
-
-
.
كد
(ط
ا-
.
كك
،س
ول
! !!
د 3د 3ل! ل!
فص
د
ل!
ول
!!!!!!!!!!!ول
!! !! ! ! ول ل!
3
+-.س
!3
دكا
كك
+ط ر:
--.
-
!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!5ق
--
ا
دا
!! !! ! !
!!!!!!
!!!!!!!!
لا
لى
! ك +ك
-".
!!!!!!!!
!! ! ! ! ! ! ! !! ! !! !! ! ! ! !
ك تأ! ذ! ء
ةة !! كه! كط !! كس! كه! !+ كس! !! !!
-
-..
!! دا
!5
+
".
د3
!+
!!!ول
هـذ +كد
ك د ك
-
!!
-.ط
--
-
!! أ-
ك
أ-
! ! ربم
دا
7
ثهث!نمامحير
ئكتص* أ
الصاعمه
ا
ول !ص
.-
محر!جبدلننع
!& !!ر ا(-ف(- !!!!+ !!!!-
،لصممصلصفلى !ض
بدئهاط
!صمم!محو عفنس** الر!ة المحالمص بق! مصر!يبىك! ع!سب! زرب لدجصرعى ا
ا!ة المسادسة 02ء
لأهـ 999 -امص
جقوفا!بئلمجفوظة
تطل!ثجمئعكتبنالكصت دازا الد
لق!-
ارا
د
صثتق
لشأمية -بيزوت
صب
:
ضرسا 3302 :
-
ت
:
-
ت
ت
7
17933؟
ءه 653666 / 6536
ت 113!1065
كةءجميركبنافثلسمورءص!طرصر" دازالمجشيز -جدة ت
ت !- 31261ست
:ء 6657631 / 098066
598 :؟
!مببنمحير ا
لص
عة ا لمى لمحا
هط الرجل ا
"انظروا
هذا
إلى
يغذوانه بأطيب بمائتي درهم
نور
الذي
الطعام والشراب
،فدعاه حب
،ولقد وحب
الله
! لقد
ادله قلبه
رأيت
رسوله محمد
"هاجرنا
الله
جمع رسول
،فمنا من
مات
ثمرته فهو يهدبها، كانوا إذا غطوا ،
رأسه
الإذخر"
فقال
!م!،
الله
يأكل
ولم وإن
به رأسه رسول
مصعب خرجت
الله
!سح :
من
عليه حلة
رسول
وجه
أجره
الله
الله
مات
،
غطوا
رأسه
أينعت
له
ولم يترك إلا ثوبأ، به رجلاه على
واجعلوا
خرج رجليه
.
"كان مصعب
وكان
أجرنا
على
فوقع
رجلاه ،وإذا غطي ،
وعلبه ثوب
خلق
ومنا من
خباب
قتل
!ك!رو ،وتال مذا
مصعبا
شيئا،
بن عمير
اشتراها
إلى ما ترون "-
الكلام وقد رأى
نبتغي
رأيته بين أبوين
رحمه رفيقي
بن عمير
ادله
من
بأحد،
لي خدنا وصاحبا،
خرج
معنا إلى
بن الأرت
منذ يوم أسلم
الهجرتين
بين القوم ،فلم أر رجلا
الصحاك!
قط
بأرض
كان
أحسن
إلى أن
الحبشة، خلقا،
ولا أقل خلافا منه". مر بن ربيعة الصحاكي
ال!!داء
لقد فتحت عيني على وتعارك
كوخ
الجبال ،وتذوق
الحياة لأراك تنقمث! مرارة
الحياة ،لكي
على الصخر،
تشعل
في
ضوءا
مظلم. لقد
بهز علبك
بعناد أن
تقهر
الفقر ،لكي
أن
الجهل ،
تنيلني مع
تنال ما وتخرق
طمحت قلب هذا
إخوتي
إليه ،فقصدت الصعاب
،
النور الذي
وتصارع عليك
عز
مناله.
أبي،
أنت
إليك
المتواضع ،علك الصخر
قلب
لاخلاصك، ابنك
.
يرحمك
أن تجد
،وسقيتها
إليك وأنت
أقدم هذه
في
فيه شيئا من
:دما،
صبرك
ودمعا،
وجلدك
ووفاء لوفائك ، الله
الباكورة ، زهورك
هذا
العمل
التي أنبتها
في
وعردا.
،أقدم هذا الكتاب إكبارا
وكلمة
عرفان
لأبوتك،
. .
!ر!بمبرفيئ
من
! ، !ؤ كبز
الحمد
والآخر
لله
،
من
ظني
في
الفتره الوجيزة
هذا
إلى
ولا
وأنا أدفع أول وأجد
،
لله
على
القلوب
بد ان
لم أقصد
في
فضله
،
أعيد
طبمه
هنا ما قلته في
موة
ثانية ،
هذه
عن
جوهر
كله ،
ويتحول
وأردت المسلم بعقيدته ،
في
ويتلقى
إلى
منذ
سنة
الأ+حداث
وقاثع
-
الأولى ،وهو!
عنه.
يستنبت العقيدة في
وأحداث
فيظفر
أنني
تاريخية ماضية ،أو سرد
قلبه
ا"مها-
ونفسه
.
أنموذجا
ليروا مثلا من
الحياة ،
البأ.ى،
قبالة الحياة -تتفاعل
حياة !صعب
مكان ؟ من
الله
والرياح
الطبمة
أحداث
الانسان حين
تكون
كل
تسحيل
الطيبة فواحة
الغيوم
مقدمة
بن عمير رشي
وضع
أن
الكلمة
كانت ،طبيعة
هذا الكتاب
أردت
وتكشف وكيانه
لاعادة
،إذ ستبقى
مهما
سيرة لحياة مصعب بل
كتاب
حا،جة
إلى الطباعة أنه سينظلى في
التاريخ.
فالحمد
نافذة
والمنة والفضل
ايول
وبعد:
لم يكن هذه
العالمين ،له الشكر
في
ا
ض!!تص ا!إفا
رب
يخض
حيا
خلال
بالرضوان
لانتمباب
واضحا محتمع،
والشهادة
يعيش .
وأملي أن يكون الكتاب قدوفى غرس
من
العقيدة الصحيحة
بشيء من الغرض ،وساهم
خلال
الوقائع والأحداث
في
والمثال
الحي.
ولا الكتاب تزال
-
الحمد
15
أنسى في في
في
هنا أن سلسلتها
نشر
أشكر
دار
القلم ،
القيمة "أعلام
الكلمة
الطيبة .
أسأل
بنشر
التي قامت
المسلمين " وساهمت الله الهدى
والرشاد،
الأول والآخر.
جمادي
الأولى 5913
الموافق 25/5/7591
.
مصررسيبرفبئ
15
هذا ولاوله
ك!!ضفيا
كلمات خطوات
لا بد منها قبل الدخول القارىء
التي قصدتها
من
دراسة
هذه
الكريم
في
لشخصية
مصعب
البحث ،كي
في
الكريم ،وتعينني -أيضا -على
بالمعنى المعروف يكون
لأ
ول
الدراسة ، باب
فالبحث
اكراجم
بن عمير
الاسلامي ،وخطوات
رضي
الدعوة
توضيح
ليس
الصوره شخصية
ترجمة
والسير ،وإنما أردت
إسلاميا معروفة ،وهي الله
-غميء
عنه ،من
الاسلامية
شخصية
خلال
،ضمن
!!
أن
الص*!ابي
رؤشنا
الصعاب
للم!
،نتمع
واله
!داب
وعناء الطريق.
وروية
نموه
المجتمع
وكفاحه
الاسلامي
وتكامل
لحياة الداعية ةكفرد، فردا ضمن أن
أنسى
الدعاة
مجموع ملامح
بنائه
ومن
،
مجتمع
،ضروري ذلك
لايضاح
الربانية
الجوانب
كله أبتغي رؤلة مصعب
،وداعية ضمن الشخصية
العقيدة
مجتمع
،ولبنة في
وميزاتها التي تفرده
ا) في
عن
ا(كثيرة بن
عمير
بناء ،دون مخيرهـمن
-
بالاضافة
لذلك
لا بد
من
11
رصد
طريق
الدعوة ،
وحركة
العقيده ،وهي المنكرين
تشق
الداعية وسط
الداعية في
في
حركة
العلاقات
كانوا
المنهج
في
فالبحث
كان صوره عقيدة ،
مرضيا،
نماذج
الاجتماعية ،
حتى
المجتمع،
لا يظن
بين
دليلا على
لي!
مجموع
صدق
أحد ،
أن
فلا يوبه
الطريق
ذاتية كما
ترجمة
الداعية المسلم الذي حمل
وعذابا،
خلال
الداعية في
وبهذا يخرج
حكايا
الصورة
عن
الرد العملي
السرد يأن!
يواجهون
مبتورة ،ونشازا
اثر صوت
من
التي تواجه
طريق
تبيان دور
وصحة
وجهادا.
الحق
على
وانتهى
كل
وإنما
قلت،
أعباء الدعوه : راضيا
بالشهادة
المغريات والمخوفات
العسير-
وعرضت
طريقة
هذه
وسلوكا،
عبر الدرب
كله
الفرد
بناء الانسان والمجتمع.
واضحة
حين
ذلك
الجاهلية
الفرد بالمجموع ،وبينت صفات
لهذه النماذج ،ولا يقيم وجودها وأثره في
وسط
المسلم ،وهم
قد وصلت شبكة
الدعاة
ولا أنسى
المجموع
فاأكون بذلك
هولاء
طريقها
الحاقدين ،
الصعب
بحار
،وأعداد
هذا
لجند
الطريق ،تاركا سيره
الايمان على
البحث
التاريخي بسماعها
هذه الدراسة إلى انواع المحن
عن
مصعب
تشرح
المحن.
كونه يورخ لهذه الشخصية
وتنسيق
سفار
هذه
الكثيره
الحوادث
،
عن
التي كثيرا ما تظل
الليل وطالبو الراحة بعد العناء.
-2-
ولمد كان
اختياري لشخصية
مصعب
12
رصي
الله
عنه بالذات ،
لكونه
الصحابي وفي
الغد،
الثساب ،الذي فورة
جسده
الايمان
والصدق
،
جاهليته
وبرى ء
منها براءة
واجتاز فكان
اخطر بذلك
وشهرته
محنها،
المال
رفض
بين
شابأ قوي
البصيرة -وتحمل وعانى
الطريق
،
ورحيله
،ولكن
برضوان
،
تامة
،
ورعاية
يديه ،
شغاف
الله
قلبه ، من
تثنه في
أبويه
وكثرة
في ذلك
الله
بوس
عقيدته
الخطا،
عشيرته في
في
قسوة
راسخة
عليه،
حياته
-
فوز -وانخرط
ثابت
مادله
براثنها،
مكانته بين قومه
وقساوة
-وما أجله من
فانسلخ
عن
ثابتة واضحة،
هذا
والرفاه
سبحانه
بيعه
أصعب
بل
في
الجنان ،متفتح
الحياة ،وخشونة
ما بعدها
ظلت
له ،
التنعم
الايمان ،واضح
قسوة
بايع
وتخلص
قويأ -ولم
هذا كله لي!وز برضوان
دعوته
وفاز
الايمان
ذلك
في
لإيمان واستقامة ،وبخطى
ثابتا صابرا
في
ووفرة
ولامس
جاهليته
ما زال
الشباب ،ومع
يحمل
نفسه
تطلعات
العيش ،وعذاب ومشربه
قوية ،حتى
ومقامه
،
نال الشهادة ،
الله-
- 3هذه الصورة التي حرصت والتاريخ ،الذي إلى جانب تجذبهم
صور
مواقع
من
فتسري
الشك
إلى
وتتسرب
منهم مسرى
قصورهم
الحق ،
،ويبرروا
نفوسهم
لمغريات
فتأخذهم
غامز،
يتساقطون
الدم في
دائرة الايمان الحق
بعيدة عن
يدافعوا عن
ولا يغمز
كثيرة لأمحزنة ،لرجال
الماده والجاه ،
والانحراف يخرجون
لا يداخله
على إيضاحها على ضوء صحته
على خبائث
أضعها ،
الدرب
الشيطان
العروق ،وبهذا
صغيرة
،ويصلون
العزة بالاثم -اخيانا-
انحرافهم ،ويغدو
13
الواقع
وجودهم
إلى حتى عالة
دعاة الحق
على
الاسلام .
وحملة
-4-
ولقد حاولت جهدي في
البحث
يفيدني
ولقد رأيت
صوره
أن أبحث في كل مصدر أو مرجع موثوق منه ما يساعدني
،أستقي
واضحة
مصعب
رسم
على
الصورة
في أكثر المصادر،
.
لا تناقض
في أخباره ،مما يجعل
سيرته موثوقة بأخبارها ،تزيدنا اطمئنانا إلى
من
في
كل
حوله
ما ورد
هذه
نهاية الكتاب
أخبار في
المصادر
هذه
المصادر-
والمراجع
ولقد
ذكرت
عليها في
التي اعتمدت
النقول والأخبار-
الكريم
وأخص
لا
،
،في
الدعوة
:
ولتكون
إعطاء عقيدة
ليسعدني ملاحظة
أنموذج ،
مبتغاي
-والحمد
،
لله رب
رحمه
عن
أن يكون
منه القبول
نتأسى
للسالكين
عملي
خالصا
به
الذي هدفت الذين عاشوا في
الطريق،
الدائمين.
حول
الذين يرون
عامة،
الله. الغرض
أن يكتب
إرشادات
الله
لكي
الطويل
ما يمكن
الدعاة
الدعاة المسلمين
وسلوكا،
الدرب
أن أسمع
راجيا
منها
سيد فطب
حي
ومنهجا
انني بلغت
،وأسأل
يتعلق
بصفات
هذه الدراسة قد حققت
معلما على
ولا ادعي
غاية
سيما
بالذكر منها دراسات
وأملي أن تكون إليه
ما
المعاصرة عن
،وإنه
الموضوع
نقصا أو يبدون لوجهه
الكريم
وهذا
.
رالعالمين.
*جملا-جم!
14
ا
واستفدت والقران
أيضا من
الدراسات
الدعوة والسيرة
لمولف
و-وص مجكع!اهاية قبل أن ندخل في مصعب
فيه
والحالة
التي
طبيعة
هذه
المجتمع ثم
،لا بد من كان
،والدوافع
التي حققها
الذي
والإنساني
المسلمون
والمؤثرات
الفرد في لهذا
قبل
تحرك
إطار
هذه
المجتمع
الدين الجديد
المجتمع
التي
التي كانت
الإسلام
أحدثه
إلمامة كافية عن
يعيشها
البيئة ،
نتبين مكانة
دراسة المجتمع الإسلامي
في
-عامة -وللحياة كلها
الجاهلي،
إسلامهم
كانت
لنتبين
،
تفعل
بهذا
الفرد والمجتمع
،ومن
البيئة
،
وللفرد
ونرى
فيه
المجتمع بشكل
لنرى دور
سعة
النقلة
،وضخامة
الأثر
العربي -خاصة-
أعم.
الحياة الجاهلية:
لقد قامت القبائل ،
القبائل
الحياة
وبالتالي
الأخرى
فإن
،
قبيلته الواحدة ،
وللبطن ومن
الأسباب ،يدفعهم الدوافع
المختلفة
الجاهلية الفرد
حب
على
لا يعطي
الذي
هنا قامت الثأر
التي تجعلهم
أساس ولاءه
ينتسب
يقتتلون
إلا لقبيلته
إليه مق
المنازعات
أو حب
العصبية
بين
من
بين
بين بين
بطون
القبائل لأتفه
التسلط أو غيرهما من طويلا،
ويريقون
دماء
بريمة ، لقبيلة
ويزهقون أو
إلى
لأخرى
هذا
نوعا من وراء
تسعى
من خير
الحياة المرتبطة
له ضمن
كثير من
في
على
إذا ما
حادثة
بين أثناء
حساب
تغلب القتال
،ويخسر
الذي
يقرر
إن غوت
غزينة أرسد
بكر
الناس
مسلاة
أخينا إلا أخان
نجد
وإراقة الدماء ،التي كثيرا ما تثيرها
وائل ) تدوم من
صارت
نهم
قال قائلهم:
لا قيمة له ،أو أنفة
(ابني
الكثيرون
أوباطل ،وفي
قال قائلهم:
القبلي ،حتى
لم
الحرب
أو سبب
وبكر
في
والغزو طبعا ملازما نهم ،ألهمتهم إياه
المرات ،وحتى
تافهة ،
كل
التي
هذا واحد
القبيلة وزعيمها
غزئة
البدوية وولاوهم
عليهم
على
،والتي
مواشيها
في حق
وإن ترشد
الحرب
وأحيانا
فهانت
المجموع
الأحيان ،لذلك
أنا إلا من
وأصبحت
بعض
بوجود
أو إزاء إرادة رئيس
غويت
معيشتهم
الكلأ والمرعى
المياه والنبات ،حفاظا
،لا رأي
في
وهل
البيئة الطبيعية القاسية قد فرضت
الرئيسي لحياتها .والرجل
أو شر،
مصيرها
فقد كانت
مواطن
تعتبر المصدر القبيلة
لا شأن
غير
.
جانب
عليهم
أرواحا
لها ولا ذنب،
انتسابها
الجانبين
رعناء
أربعين ،
وتراق
.
فهذه
سنة ،ويسقط الدماء
البريئة
أموالا وأمتعة كثيرة ،وما كل
16
الحرب
ذاك
فيها بلا
إلا
لأن كليبا -رئيسى فاختلط
دمها
-لهذا-
جساسبن
بكر
وتغلب
المهلهل ويضم
معذ-
بلبنها،
فرسبدر-
لذلك
الغطرسة
تجر
كليب
حرب
قيس
بدافع
أن
:-
الأولاد ،دموع
وكذلك
ضرع
وسيلة فني
"قد
داحس
كمن
فتية مق
قيس،
فأقدم
،
الحرب حتى
بين
قال فيها الأمهات
الحيان ،وثكلت
،
لا تدفن ".
والغبراء التي كان سببها أن داحسا سابقة للغبراء
أسد
ليعيقوا قيسا إن جاء سابقا ،حتى
تنصران
والجبروت
للخمود،
لا ترقأ ،وأجساد
بن زهير -كانت
أثار حفيظة
بنت
مرة وقتل كليبا ،واشتعلت
دون
-أخو
رمى
ناقة البسوس
منقذ،
وجرى
أبناءهما ،فنشب
-فرس
بإيعاز مق
حذيمة بن
سبقه حذيفة
حينها قتال ، قتال كبير ،أزهقت
حذيفة بن بدر،
بن بدر ،مما
وقامت
القبيلتان
فيه أرواح وسالت
دماء. وكانت
وتسلب
القبائل كثيرا
أموالها ،وتسبي
خفارة ساهرة المدائن
حتى
يبذرقها حتى
وحرأسة تدفع
تخرج
تميم ،
وتجعل
وتسلم
إلى عمال
(ا!
البذوقة :
لهم
ما تنهب
نساءها،
قوية
إلى
مق
حتى
،فكانت
النعمان بن
أرض
جعالة ،
كسرى
القوافل
باليمن.
الحراسة
17
أصبحت
عير كسرى
تحتاج
إلى
تبذرق( )1مق
المنذر بالحيرة ،والنعمان
بني
فتسير
،
فتقتل
رجالها
حنيفة ،
بها إلى
ان
ثم
تدفع
تبلغ
إلى
اليمن،
ومن
خلال
بعصبية
جاهلية
منهم
بما ينتج من
تنتسب
هذه وعنجهية موضع أخوة
يكن
،
ذلك
-وهم
قرابة
وانتهاك
لنا في
لفضيحة
وطرفة
بن
الجاهلية
روية
والعدوان القبائل
اكتراث
،وما ينشأ
العربية
التي
الشباب لا مكان
.
أما
،
والتعدي
أن نجد
فى
فيها لتدبر أو تفكحر،
ولا
أو مصلحة
أو
عندها
المشاغل
الجاهلية :طيش
لحكمة الاخرى
على
المعلقات
فهى
:
العفة ،
اللهو
وإن
لم
للشعراء المشهورين فيها مفاحشهم
انذاك -يذكرون
اللذة الحيوانية الحرام ؟
-وه!
معلقته قصة
القصص
الحي ،ويفضح
شباب
سلم
فما معنى
وراء
أفحش
يكترث
مشاغل
الحرمات
فامرؤ القيس
من
واحدة
أو
لمشاركة
.
يمثلون ذروة المجتمع
وركضهم
يحكي
أواصر
الصلات
بين
لروية أو تعقل ،ولا مجال أو
الحرام
من
مقيتة ،
أو
حرب
الشباب
جديده ،دون
الضحايا
من
وعصبية
واعية ،
تبصر
والظلم
أرومة
واحدة
ودون
أو في إشعال
عنها
تقطيع
إلى
الحروب
غير
في حربها،
القبيلة
عنها
هذه
والمعارك كان
يندفعون
من
مشاهير
جرت
له مع
الجاهلية-
شعراء
حية،
عذارى
تعتبر
،وفيها يظهر كيف
أنه كان يهين كرامة
على
النساء ،ولا
الحرائر ،ويتعدى
حرمات
قريبة أو بعيدة .
العبد نجده
في
واهتمامهم
في
معلقته يحدد الحياه ،
هدف
لا سيما
كثير من
وطرفة
شاعو
لم
يتجاوز
مرحلة
نداماي
الشباب
بيض
يوم خطفته
كالنجصم،
تروخ علينا إذا نحن قلنا: على
المنية:
وقين!
برد ومجس!()1
بين
أسمعينا،
رسلها،
انبرت
مطروقة
،لم تشدد()3
ولولا ثلاث هن من عيشه وجد! فمنهن
لم أحفل
:سبق
( )1الندامى :جمع .
الشراب
وهو
بالجساد
وتشرق
بالزعفران
()2
في
نغمتها رواية
ولم
أخرى
:
.يقول
ومغنية
مشبع
بالماء :وهو
النديم
المغنية
بشربة
الذي
.الفجسد:
:نداماي
تأتينا رواحا
تزبد()4 يجلس
،
أحرار
كرام
لابسة
بردا،
تتلألأ
تتشدد
لنا نغنينا متئدة في
ثلاث
(فلولا
وجدك
خصال
هن
يقول
ثرب أزبدت
شربة
من
،يريد أن
زيارة
).
المريض
:
قسثم
.يقول :
.
عودي
من لذة الفتى الكريم لم ابال متى قام عودي
:
غنائها على
.
عاثد:
إحدى
ألوانهم،
أو ثوبا مصبوغا
من
تلك
المصبوغ
الصبغ.
الغناء ،عرضت
حياتي ،أي
معه على
الثوب
العيادة وهي
آيسين من ()4
أو
ثوبا
يقول :إذا سألناها
ضعف ()3
الزعفران
وجوههم
،
الجارية
،
متى قام عودي ()3
تعل
الندمان وهو
القينة :
الفتى
العاذلات
كميت ،متى ما
لنا
:
فلولا حبي
جمع
ثلاث
من عندي
لم ابال متى مت.
الخلال
الخمر، يباكر شرب
اني
أسبق
كميت الخمر
91
العواذل
اللون ،متى قبل
-
صب
الذين
يلومون
-
عليها الماء
انتباه العواذل .
و!ي
إذا نادى المضاف كسيد
و!ير
محئبا
الغضا ذي السورة المتوزد()1
يوم الدجن ،والدجن معجب
!نة
الطراف المعمد()2
خت
وكان طرفة يرسم إطارا له ولصحبه ويفلسف
هذه
الندامى
الحياة
بشرب معهن
والقصف أهداف
شرب
بما يناسبه
فيها،
إنها تزجية
والتمتع
بالقيان ،
والتلذذ
بسماعهن
والفحش
الحياة للشبال!
الخمر
بهن ،
بخصال
حتى
(
)1
ثلاث
أيضا
الشاعر
مع
يحدد
:
مع
الندمان
،واللهو والقصف
.والقتال
مع النساء لملء
الأيام الغائمة.
العطف
ا!ر:
يده
انحناء.
الماء
للشرب
الثانية
:عطفي
وهو
يريد
قصرت البهكنة
المضاف
السيد: وفي
:
الذئب رواية
والمذعور
.الغضا: أخرى
-إذا ناداني
في
الخائف
:
الخائف
عدوه إسراع ذئب
.
شجر.
(نئهته
من
المحنب
الذي
الورود والتورد:
المتورد)
عدوه
يسكن
:
يقول
-إياي
:
فرسا
في
إتيان
والخصلة
في
يده
فيما بين الغضا إذا نبهته
الماء. الشيء:
:
بالعمد.
المرأة
جعل
اليوم لأن معجب
.
.
انحناء يسرع
()2
ونجد
الثمالة
بشجاعة ،والثبات يوم الحرب فراغ
من شباب
فراغ
الخمر ،
الجاهلية،
جعلته الحسنة
الخصلة
أوقات
:أي
يعجب
اللهو
قصيرا
.الدجن
:إلباس
الخلق
السمينة
الناعمة
الثالثة استمتاعه والطرب
الإنسان .
02
أقصر
الغيم افاق السماء. .
المعمد:
بخليلاته، الأوقات .
وسرط وقوله
المرفوع
تقصير والدجن
هي
هذه
الأهداف
الفقيرة في
لهذه
مواردها،
التي لا يحكمها
والعصبية ،ولا تضبط وتمتص المجتمع
لذلك
المجتمع ،تأصلت
مسرف
شرب عق
ذلك
لغة
العرب
يرفرف
الطريق
هناك
ورسخت
وكانت
،
يسمى
السوي
الهوى أفرادها،
الذي يفيد
كثيرة
من
نفوس
في
القوم
مبلغا كبيرا ،حتى
رأينا -وكثرت
حوانيت
غير
ضمائر
أمراض
وتمكنت
للخمر بلغ عندهم
عليها علم
وكان
كانت
الشعرأء -كما
أن أصبحت
في
كل
نظام
أمورها عقيدة تحكم
طاقاتهم ،لتوجههم كله،
البيئة الخالية من
شاغل،
هذا :من
تحدث
أسماؤها
وصفاتها في
مفتوحة
ليلا نهارا،
الخماريق
شيوع
(غاية) وكان من
تجارة الخمر
كلمة الخمر مرادفة لكلمة التجارة .
الممار أيضا
وكان
الرجل
سليبا
لنظر
في إلى
من
أمراض
الجاهلية ماله فى
الحياة الجاهلية .قال قتادة :
يقامر على يد
أهله وماله ،فيقعد
حزينا
بينهم
عداوة
أورثت
غيره ،حتى
وبغضا-
وكانوا ي!عاطون والقسوة ،حتى
وأزيد في والأمور
الربا ولجحفون
صار
مالك"
الغريم
وهذا
التي تحكمت
يقول
ينقلنا
فيه إلى
للحديث
بها آنذاك
حد
لغريمه " :زدني
عن
الغلو في
حياتهم
الأصل
المعيشية
.
البيئة الاقتصادية:
حياة
العرب
-قبل
كل
شيء-
21
حياة
البداوة التي تألف
الصحراء
الفسيحة ،
القاسية
لذلك
الساحقة من الأخرى كانت
مكة
الدعوة
العرب ،ولكن
أشهر
عليها حياتهم
ونفوذهم
ورخيص
ولشهره السابقة
في
جوع
التالية
< :
وامنهم من خوف
التفاوت الكبير في
ايات لإيلاف هذا
الرعي أو في
ومن
والحج
حراسة
هنا نشأ
والعصبية وحب
البيوتاتة الكبيرة ،
هؤلاء
بعض العرب
،
كما
صادقا،
القرآن تبين قريش
هذه
النعمة
.إيلافهم
الحياة
رحلة
أطعمهم
من
مجتمع
أمر الحل
على
والعقد
على
الأعمال .
يقوم
المادة وإعلاء القيم الهابطة على
22
من
كانت تحتم
وغير ذلك ،وطبقة فقيرة تعيش
( )1سورة فريق.
أنه
المادة .
مكة ،وبيدها
الربا في
أمام
القيم الحقيقية
البيت .الذي
القوافل وغير ذلك
نظام
،حيث
بين طبقة ثرية غنية مسيطرة
التجارة ،ولها نفوذها الكبير في
في شؤون
التجارة
على
>( )1ولكن هذه
المجتمع
الأعمال
الدعوة مؤمنا مضحيا
العقيدة لا من
.فليعبدوا رب
الحرب
تألفت
وسلطانهم
بالتجارة نزلت
الايات
الشتاء والصيف
وفيها
مثل
للأكثرية
بعض
،ليدلوا بفعلهم على
الحياة التي تنبع من
مكة
المشتركة
هذا لا يمنع وجود
الاخر إلى جانب
غال
المهنة
البيئة
رجالها بالتجارة ووقف
بجبروتهم
بعضهم
هو
مراكزها،
كثير من
يبذل كل في
كان
والعيش
الرعي
التي اعتمدت
واشتهر
وقف
الجافية ،
في
المنسرحة
على
الهوى
قيم الإنسان
وكرامته ، وشذوذ
مجتمع
الناس
ونشأ عانت
وصورهما كرامة
خال
فظام
الرق ،
وأطف!ء
وسلب
في
وما زالت
ولم يكن
نور
الجأهلية ما
عند صاحبه
وقال مجاهد: الدين ،
،
البيع إلى أجل
قضاء
أشكانهما
من
فسحقت أخلاقه
بقايا
الربا التي كانت
قتادة
مسمى
" :إن
ربا
،فإذا حل
أهل الأجل
زاده وأخر عنه"(.)9
"كانوا في فيقول :
صور
عنه
والرق -
والغرب ،
ومزقت
.ومن
حدث
-الربا
تعاني
الشرق
روحه
ماله وعرضه
الجاهلية :يبيع الرجل
الرجل
النظامان
الحديثة المتمدنة في
،
سائدة
وهذان
الإنسانية كثيرا،
الإنسان
ومشاعره
عقيدة
انحرافات
-
أيضا
منهما
من
تقوم
الفطرة
لك
الجاهلية يكون
للرجل
على
وتؤخر
،
فيؤخر
وكذا
كذا
عني
عنه"(.)1
وقال كان الأجل
أبو بكر
قرضا ،
مؤجلا فأبطله
النسيئة الذي النسيمة هو كان
الجصاص
يدفع
( )1انظر ظلال
" :إنه معلوم
بزيادة مشروطة الله تعالى
قإل عنه
الذي
كان
م!ثمهورا في أجل
فكانت
هذا
الإمام الرازي
ماله لغيره إلى
القرآن
" .
إن
،
في
23
ربا الجاهلية الزيادة بدلا
النوع
من
تفسيره
الربا
أيضا:
الجاهلية ،لأن
،على
تفسير الآية ()927
ان
أن
إنما
يأخذ
وما بعدها من
سورة
هو
من ربا
"إن ربا
الواحد
منهم
منه كل
شهر
البقرة .
قدرا
ورأس
معينا،
ماله ،فإن تعذر
المال
عليه
باق
هذه صورة عن جانب .الذي
الجاهلي
إنسان
على
الغني
الفاحش
والجور.
يستغل
حساب
وتزداد
القوت
،والفقير المعدم
وكدلك
والمادة -
طبقة
الإنسان ،ويعلي تميزه ،
وإنما
وعشيرته
،أو لثروة تحدرت
وكان الذين
في
ليس
الإسلام
لطرف
على مق
لهم
ليحرر
الحقة -إلى جانب منابع الرق ان يقضي
أخرى
-عدد
الرق
ما عمل على
أو لسلطة
كبير من
في
ذويه ،لا لميزة من
ورثها
بشرتهء
الجاهليين القيم
-واستطاع
هذا المرض
أبيه
العبيد والموالي
ودقرر
الحياة
عن
بكرامة
سابقيه ،أو للون
الأغنياء والسادة
المظلوميق
بحثا
يستهين
وفردا على
-
بين
فقره ،ويزداد الظلم
والمنازعات
نظام
إليه من
إلأ طاعة هؤلاء
والخلافال!
ويثري
ويزداد التفاوت
من
الظروفط،
مكة -خاصة
الفرد الآخر،
محتاجين ،
كان
"(.)1
العلاقات في المجتمع
فيه الفرد حاجة
العداوات
طالبه
الحنط والأجل
من جوانب
أناس
بغناه
بحاله ،
الأداء زاده في
فإذا حل
برأس
،وجاء
الإنسانية
بعد تجفيف
الإنساني الخطير-
المرأة الجاهلية: لقد كانت المرأة نظرة
)1المصدر
جميع احتقار
الأمم -فضلا
عن
وازدراء بالغين ،حتى
السابق.
24
العرب -تنظر إلى كان
للروماني
-قبل
النصرانية -وغيرهـالحق قتل
وكان
عبيده ،
تستحق
غمر
المرأة ،
فمنهم
ذلك
*نفى
يمتبرها
قال
من
.بينصا نجد
فبعضهم ونظر
في
ال!منة ،ثم
مجد
في
ويعدون!ا
أدإة لثمو وبلاء،
عند
بشر أحدهم
مق في
القو! مق
المرأة ،
يختلفون
ولادة وهؤلاء
في
سره
لكن
الأنثى ، وصف!م
عند
ومنهم
قليلا عن
مرموقة ،
مق
غيرهم. وعلنه،
الأغلبية كانوا
وشطئرون تعالى
اللا
بالأنثى ظل سوء
ما بشر
وجهه
منها، في
كتابه
به
الايتان الكريمتان
لعد ولا!تهن وكندة
والفضيحة
،وعلى تمد
العرب
بعض ،
على
الأنثى بشكل
بناتها خوفا
،بل! إن
قبائل
كره
تدلان
مق
أن
العلماء ذه!
وأنه :
"يستعمله
ولقد ذكروا أن رجلا واحدا هو قيس
()1
الآيشان
()2
بلوغ
58
و 95
من
سورة
النحل.
الأرب ،وأيم!د الغابة.
25
مسودا وهو كظيم.
،أيمسكه
التوال!؟ ألا سماء ما يحكمون
وهاتان
عامة
العرب
وجود في
الروخ
لا
بقوله:
<!اذا
ربيعة
الروح
منزلة
يشعرون
يدسه
الشرور
له الحق
وأنها مخلوقة
الجاهلية ،وناجاها
بخيبة
يتوإرى
مصدر
بوجود
المرأة في
أم!
يقتل زوجته
اختلفو! حول
أن
إليها فوضممعها
الكريم
أن
،كما
في
على
،أم
هون
>(.)1 عادة وأد البنات
شيوع
عام ،ولقد كانت يجرهن إلى
قبالل
الفقر إلى أن
واحد
بن عاصم
الوأد كان
ويتركه
العار في
عشرة"()3
المنقري ،وأد
بضع للنبي
عشرة
من
:
"إني
لمجن!
فقال
النبي
له
وأدت
كل
صورة
ولذلك
يختارها
لنفسه
الرجل وتمتع النكاح إلا ما وشاع
قد
-
صور
الخطاب
للنساء
:
تمتع
يرى
"أنا أحق
بامرأته
ويستولي
أبوه من
من
()1أسد
( )2ما عدا ()3
الآية 22
سعمى
إنه كان
فاحشة
زواج
المظالم حرمانها من الله عنه
حتى
-
أنزل
:
في ترجمة
قيس.
سورة
النساء.
26
فإما أن
وإذا
سبحانه
الدة
آباؤكم وساء
كبيرآ قبل
الإرث
"وادله إنا كنا
ادله فيهن
إليه ،
بعد
مات
متاعه -زوجاشه جميعا(،)2
ومقتا
أمه. من
على
صديقه
ههرها.
،فقال < :لا
المتعة شيوعا
الجاهلية بشعة
" ويضمها
قبل -وقد
قسم".
الغابة
أنه أحق
تنكحوا
-رضي
أمرا،
عشره
بزوجة
ما نكح
سلف،
أيضا-
ومن
صور
أو يزوجها
كما
المقت
بنتا أو
امتهان المرأه في
ولده -فيما يرث
بهن
عشرة
ثلاث
بنتا"
نسمة "(.)1
بعضهم
يقول
ورث
اثنتي
واحدة
من
شنيعة ،فقد كان موته ،
الجاهلية .
أسلم
ع!يم:
"اعتق عن
وهناك
بناته في
فلما
قال
يوما
ما أنزل ،
النساء
سبيلا>(-)3
الإسلام -
حتى في
من
هذا
قال عمر بن
الجاهلية
وقسم
ما نعد
لهن
ما
إن هذا كرامة
الوضع
الشاذ عن
الإنسان ،
ويعطينا صورة الشرور
يدل
والمظالىم
لينصف
المرأة
يعلي
الدي
! مع
من
فنكتفي
كرامة
الإنسان
أنصف
-ويصنع
وشماويها
صحيح "إن
تكوين السيده
وليته
أو
والنكاح طمثها:
في
عائشة
أرسلي
ونكاح
ثم
كان
إلى
أصابها زوجها الولدإ!
الناس
فئصدقها
الآخر
فكان
المجتمع
كثير
في
الجديد
من
لتكولنها
الأسرة التي هي -رضي
الجاهلية ،كان
منها نكاح بنته ،
جاء
له،
الأمور، العضوي
نواة المجتع،
الله عنها-
في
تصوير
في الجاهلية كما جاء في
:
النكاح
فنكاح
الإسلام
مكانها المناسب
المناسبة
أنواع النكاح والاتصال بين الجنسين البخاري
-ولهذا
في
بالرجل
الأخرى
هذا
.
طريقة
بما روته
في
المجتع،
الاختلال والهبوط ،وازدياد
قيمتها ،ويضعها
والج!هسدي
أما عن
عن
التصور
مذى
من
بالأمور
والنفسي
الإنسان ،البعيد عن
فساد
وضياع
فيعطيها حقها، ويخصصها
على
واضحة ،
فطرة
احترام
إذا أحب، هذا
اخر:
الرجل
إلى
الرجل
ينكحها.
يقول
لامرأته إذا طهرت
فاستبضعي
وإنما يفعل
النكاح
يجتمع
على
اليوم :يخطب
الرجل
فلان
أربعة أنحاء":
نكاح
الرهط
27
منه،
ذلك
الاستبضاع
ما دون
فإذا تبين
رغبة في
من حملها
نجابة
-
العشرة
فيدخلون
على
المرأة ،كلهم
بعد أن تضع
يصيبها،
حملها،
أن يمتنع ،حتى من
كان أحبت
فإذا حملت
أرسلت
يجتمعوا
أمركم ،وقد باسمه
منهم
ووضعت
إليهم ،فلم يستطع
عندها،
ولدت
فيلحق
،ومر
تقول ابنك
،فهو به ولدها،
عليها ليال
منهم
رجل
الذي
لهم :قد عرفتم يا فلان ،فتسمي
ولا يستطيع
من
أن يمتنع منه
الوجل!
الوايع :
والنكاح
الناس
يجتمع
المرأة لا تمتنع ممن
جاءها-
أبواب!ن رايات تكون
علما،
حملت
إحداهن
القافة ،ثم
يمتنع من
فأي
ألحقوا
ىامة
وأية أسرة
وأي
،بل يجد
!رأة
بالذي
جمعوا
يرون
عليهن ،فإذا
لها ،ودعوا لها
-فالتاطه -ودعي
إذا كانت
هذه
الصورة الهابطة؟
هذه
الأسرة التي ستكون
الذي
ستكون
ابنه لا
نذكر
انذاك :أن
الصورة الوحيدة في
علاقات
نفسية هذا الطفل
هذه
قبل
ختام
الصورة
العلاقة بين الوجل
مبنية على
ينتج من
نفسه سبة عار ممزق
لكننا لا بد أن المجتمع
أرادهن دخل
حملها،
بعد ذلك
هذا الجيل
الصلة ؟ وكيف أبوه
ولدها
فمن
البغايا -كن
ينصبن
على
ذلك".
والمرأة على
جيل
ووضعت
الكثير،
وهن
فيدخلون
على
الذي
بين عشرة
الحديث
عن
هذه البغاء
العلاقة؟
وحيوانية
لا يدري رجال ؟!!
المرأة وحالة
التي رأيناها ،لم
تكن
المجتمع ،بل كان هناك من يحافظ
28
من
هي
على
كرامة النساء ،ولشعل شرف
.نجد التي
الصور جعل
صورا
عنه
ذكرناها، ينطبع
بهذا
الصحائف
شريعة
الظلم
وتستشري
وكان
،
بين
التنازع ،كثير
في
المتطرفة
المادي
عقالد
الجاهلية:
الرغم ووجود
بادثه وعبادة
ولقد أوضح ا -لقد
الحسي
بعض
،دون
الجاهليون السماوات
يرون والأرض
بين
العصبية،
كثير من
نسائه
إلى
المرأة إلأ المظهر
الجزيرة
أطراف
إلأ أن
العام والعقيدة
معتقدات أن
شديد
حياتهم بهذه المادية
يروا من
العرب
92
الخطيرة ،
ولا يوجد
اليهودية فيها،
القرآن الكريم كثيرا من
الأكوان ،ومذبر
رأي ،
طبعت
المسيحية
دين
تسيه
الطالش،
الرذيلة وثورات
أن
المراكز
الأوثان كان
كان
الحيواني
على
،حتى
دخول
رأينا صورة
مجتمعا
الشهرة والجاه ،وضاع
والرذيلة
من
،الذي
وكثرتها
متدابرا متعاديا،
شبابه مهاوي
غطرسة
الهابطة ،
المجتمع
الهوى
العادات
االحروب
الحسي.
المقيت
إلى جانب
الخبيثة والمفاسد
لا يجتمع
وغزلهم
العربية ،
فيه
أو حسب
المجتمع
الصور
وغدا
متباغضا
الفحش
على
الطابع
متحاسدا
شيوخه
حمأة
تعاظم
ويتحكم
غاية .أ"!لكت
وأنهكت
النوع في
السابقة ،
أوصاله
متفككا
أطرافه
من
دفاعا عن
هذا لكن
المجتمع في
الحرب
عرض
أو
الشرك
السائدة ،
الجاهليين-
ادله إته أعظم
،بيده ملكوت
كل
،
خالق شيء:
<ولئن
سألتهم
من خلق الله
<ولئن
من
السموات
بل
،
الخوف
عنهم
عزا(->)4
من
الله
من
من
دون
تتبيب>(.)6
الله
من
:
آلهة
أغنت
يدعون
.
87
من
( )2الآية 61
من
سورة
العنكبوت
.
( )3الآية 63
من
سورة
العنكبوت
.
( )4الآية 81
من
سورة
مريم.
الآية 74
من
سورة يس.
من سورة هود.
03
من
دون
ينصرون
عنهم
أمر ربك دون
الله، ولدفع
ليكونوا
يسألوها،
خلق
الخاصة
والشدائد،
الله
لما جاء
سورة
( )6الاية 101
الهة من
النوائب
<فما
الزخرف
الاية
في
الهة لكي
شيء
<والذين
شؤونهم
الله الهة لعلهم
كانوا يتخذون
دون
وتعالى ،الذي
وغيرها
دون
دون
وجل
(->)3
كله يتدخل
في
والقمر ،ليقولن
السماء ماء ،فأحيا به
سبحانه
الأصنام
<واتخذوا
الله عز
الله
<ولئن
الشمس
نزل من
ليقولن
أولياء وحماة
-3وكذلك
غير
من
والكون
<واتخذوا
من
وسخر
لم يؤمنوا بأن
اتخذوا
ليكونوا
يدعون
موتها،
والأرض
لهم
بها من
سألتهم
بعد
- 2ولكنهم
والعامة
خلقهم
السموات والأرض
(.>)2
الأرض
من
،ليقولن :
الله
(.>)1
سألتهم
لهم
( )>.
ويسغيثوا الهتهم
التي
،وما زادوهم الله لا يخلقون
شيئا وهم
<ولا
يخلقوذ.)1(>،
مع
تدع
آخر
إلها
الده
لا إله إلا
هو>(-)2
- 4وكذلك الله تقربهم
كانوا يؤمنون إلى
الإله الأعلى ،
إليه < :أ أتخذ
عني
من
شفاعتهم ما
أولياء:
نعبدصم
السموات
ولا رب
والأرض
الخلق
على
إلى
شامل
لناس
بضر
اتخذوا من دونه
الده زلفى
عن
،وأنه الرب
وحده
لا تغن
،
إن
الده يحكم
>(-)4
الذي
وله الدين
الألوهية ،بمعنى الخالق نباتا
يستحق من
أنه الإله
المهيمن
أو جمادا،
على
وأنه لا إلى
العبادة ،وهو
دون
كل
وحده
له
الخلق.
- 6ولذا فإن االعرب في
الجاهلية ،كانت
أما أولئك
ترفعوا
الأصنام ،
دون
،
الده
شوادا
) الآية
،
من
سمورة
()2
الآية
88
من
سورة
القصص.
()3
الآية
23
من
سورة يس.
()4
الاية
3من
.
2
بيز،
الناس
الذين
النحل.
(
الرحمن
للوصول
غالبيتهم تعبد الأوثان
فكانوا
1
يردن
:إنسانا أوحيوانا أو
سواه ،وهو
الحاكمية
من
إلا
لهم تصور
ا
شيء
ليقربونا
فيه يختلفون
- 5ولم يكن
من
فهي
دونه آلهة ،إن
واسطة
شيئا ولا ينقذون >(< )3والذين
بينهم فيما هم
في
بأن الالهة التي يعبدونها من وطريق
دون
سورة
امنوا
وقد
الزمر.
31
عن
بوحدانية
عبادة
الله عز
وجل،
وأقروا
عبد
بيوم البعث
والحساب
القيس ،وأسعد
الإيادي ،
وزيد
النبي ولم
بن ،
يسلم
أبو كرب
عمروبن وورقة
أني
وعبيدادله الحبشة
وقد أدرك
بن جحش
ومات
- 7ومنهم
أهل
قول
إلحادهم
العرب
من
يعبدونها
لهم
عنهم
لشتهون(>)3
مال إلى
لهم
يهلكنا
من
الملائكة عند
الله
<ويجعلون
وقوله
تعالى
علم
اليهودية
بالرسل
وعداس
مولى
صرمة
والبعث
الذين حكى
بن
إن
هم
:
( )2الآية 24
من
سورة
57
من
سورة
النحل.
،وهم
<أفرأيتم
32
تعالى عن
ما هي >.
إلأ حياتنا عليهم
ورد
إلأ يظنون (.>)3
والنصرانية ،وقد كان جماعة
ويزعمون
47
،ومال إلى
ادله
إلا الدهر.
أنها بنات الذين
دثه البنات
الجاثية.
()3
وأدرك
الراهب (.)1
( )1مروج الذهب للمسعودي ص
الاية
الصل! ،
بقوله < :وقالوا:
وما
بذلك
من
:
ساعدة
وأسلم ،وأبو عامر الأوسي،
هم
كفرهم
يعبدون
بقوله
النبي ع!
ونحيا
لتشفع
أسلم
بن
وقتل يوم بدر ،وأبو قيس
وهؤلاء
عن
- 8ومنهم
،وقس
وأمية بن
وقد
من أفر بالخالق ،وكذب
نموت
الشني
الأسدي وقد أسلم ثم عاد عن إسلامه في
الدهر،
بقوله < :وما
نوفل
هناك ،وبحيرا
وخبر
الدنيا،
الحميري نفيل ،
بن
عتبة بن ربيعة وقد أسلم أنس
ومنهم
:رئاب
وكان
من
وما
أخبر
ادله
الله عز
سبحانه اللات
بعدها.
،قكانوا
والعزى
ولهم .
وجل ما ومناة
الثالثة الأخرى ضيزى
ألكم
.
وأما عبادتهم إلى
ظاعن
الذكر
فكما
للأصنام
إبراهيم
وإسماعيل
سلخ
بهـ! إلى
،
عليه
بدين
واستبدلوا
الأوثان وصاروا وذكر
إلى
الكلبي
من
مكة
صنم
كان
آخر
ما يصمنع
أول
كان بعث
دارهم
في
في
ما يصنع
يعنون
الأصنام
-9ومنهم
على
منزله
ما كانوا فعبدوا
،
قبلهم- كل
لأهل
دار
فإذا اراد أحدهم
السفر،
،وإذا قدم
سفره
به
أن يتمسح
الله وعبادته
إن
به أيضا" .فلما
وحده
هذا
من
لشيء
لا شريك
له،
عجاب
>)31
.
من
( )1الآيات 22- 91
()2
وغيره
أنه " :كان
يعبدونه ،
بتوحيد
ونسوا
الأمم من
الأصنام
الآلهة إلها واحدا،
يقدر عليه ولا على
الاية
عليه
إذا دخل
ويعتمرون
وإسماعيل
منزله أن يتمسح
الله نبيه وأتاهم
قالوا" :أجعل
الحرم تعظيما وصبابة
ما استحبوا،
إبراهيم
كتاب
من
مكة
السلام .
عبدوا
ما كانت
في
:أنه كان
أن
الذي
دعا
لا يظعن
وطافوا ،يحجون
عليهما أن
الكلبي
من حجارة
بمكه ،فحيثما حلوا وضعوه
لم
روى
عبادة الأوثان والحجارة
إلا احتملى معه حجرا
إرث
الأنثى ؟.
أذن
إأ.>)1
إ
العرب
وله
تلك
قسمة
اتخذ بيتا ،ومنهم من بناء
من
5من سورة ص
بيت،
سورة
نصب
النجم.
.
33
اتخذ صممأ،
حجرا
ومن لم
أمام الحرم وأمام
مما
غيره
استحسن
،
وكان
الرجل
الأنصاب
.
أحجار،
فنظر
إلى
روى
فإذا لم فحلبنا
بفضل
،
عليه
-15وإلى والجن
فيتخذونهم
عند
وتأثيرهم
قال
،
()1
فعل
ذلك.
مثل
ويعتمرون
العطابىدي
أخير
جثوة
قال :
تراب
من
إليها.
"كنا نعبد
منه القيناه واخذنا ،ثم
على
جئنا
الآخر، بالشماة
به".
الأصنام كانوا يعبدون
فكانوا
لهم
يعتقدون
عند
كذلك
الكلبي :كانت
الله
من
،
أن
الملائكة
وعبدونهم
الجن
بنو مليح
كانت
وتميم الدبران ،ولخم
طبقات
منزلأ اخر
ثلاثا أثافي
،
شركاء،
الملائكة الله،
بنات
بهم
ويتوسلون
وامنوا بقدرتهم
وعبدوهمه
وقال صاعد:
الشعرى
هو
هذه
،
واتخذوا
رجاء
جمعنا
طفنا
شفعاء
ربا،
أخذ
وجعل
أربعة
لها ويتقربون إليها ،وهم
أبي
حجرا
جانب
والكواكب
الله
عن
حجرا، ثم
فنزل
فاتخذه
منزلا
الكعبة عليها ،يحجونها
فإذا وجدنا نجد
إذا سافر
ويذبحون
البخاري
الحجر،
به كطوافة
لركه ،فإذا نزل
وكانوا ينحرون ذلك
ثم
أحسنها
لقدره ،وإذا ارتحل
عارفون
طاف
بالبيت ،
وسموها
العبور ،وأسد
الأمم لصاعد
حمير
من
خزاعة
يعبدون
تعبد الشمس المشتري
وجذام
الجن.
،وكناتة القمر،
وطي
سهيلا،
عطاردا(.)1
الأندلسي
.وهذه
!3
كلها
أسماء
للكواكب.
وقيس
ومما
يتبع
المعتقدات
عقائدهم
هذه مثل
الخرافية
العادات البحيرة
:
التي
،
تعتمد
والسائبة
على
،
هذه
والوصيلة،
والحامي.
!! .
هذه هي المستوى
ملامح
ويزدري حرية
البهائم ،
للقتل
والسلبط
عشيرته
هذا يؤمن
غرابة
الإنسانية ، ولا يحفظ
،النهب
نجد
حريته
وتفكيره
إلأ ما كان
ماله أو دمه،
هو
بل
، من
معرض
حائرا بين هواه وهوى
لم من
يحكمه
العبث وعابد
الصنم
أجل
ناقة
منهج
رباني ،
والاقتتال والضلال وعابد
الشجر
أو فرس
ولم ،فلا
النجوم
،أو غير ذلك
،
من
التافهة-
على
وموالت!يهم،
ذهاب
عليه
تحميه
عابد
ولا غرابة أن
يخاف
ولا تصان
لأ(ط المجتمع بعقيدة
أن
الأسباب
على
يزدري
،وغالبا ما يكون
يثيرون حروبا ءسارية من
يحفظ!
الذي
عقله
هذا
وقومه.
كل يكن
الجاهلية وعقائدها ،تبدو في
الهابما .بالإنسان ، بكرامته
!
الحرمات
نجد
الهاس
أعراضهم الفاحشة
فيرتكب
،ويفسد
عقابأ ولا يخشى عقله
من
-لمولا
يتمسح ،
ولا يأمنه الناس
،
سمعة
بالحجر
جيئة وذهابا ،لا
ويغير
عالى
الآخرين
عدابا ،وشارب
ولا حراما،
هـ3
والحياة
،لأن
على
الحي عابد
بيوتهم ويعتدي
،
الصنم
لا
الخمرة لا يعقل بعد القائمة على
الهوى
والعصبية
لا تعرف
تتحكم يرى
فيه شهوات ذمة
عن
متفرقون تلاقوا
وحقا
صفة
مصالحهم
أو
ومصالحه
للغير،
المجتمع
،إذا اجتمعوا فلثأر
حقا
الإنسان
للآخرين
يكونون
،
عدوان
المادية لا يمكن
وهكذا
كان
الواحد
فلمصلحة
العرب
المتماسك
اإنية
وبعدها
والمجتمع
ان
،أبعد
،
بل
ما
قوم
أو عصبية
طاغية ،وإن
شتيت
بين
فهم
ممزق
وأهواء زعمائهم.
مجتمع
يسوده
الاعتقاد،
كل
للناس
ولا واجبا،
الذي
الجهل
ويسوده
والخرافة
الجهل
والزيف
بالحياة وتكاد
والضلال عليه
تطغى
في
الأمية في
شيء.
ولكن فضائل
ألا يحق
؟
لنا أن نتساءل
ولماذا اختار
:ألم
الله العرب
بين
من
لهذا
يكن الناس
المجتمع
لينزل عليهم
رسإلته؟
لا شك أو
كانوا
وحب
أن العرب من
أسبق
الحرية ،
سبيل وقوة
والأنفة ،
ما يؤمنون الذاكرة
والأمانة (.)1
()1عن الندوي
كتاب
قد امتازوا بمواهب غيرهم
،
لكن
به
،
وحبهم
هذه
"ماذا خسر
وأخلاق
تفردوا بها،
فيها:
كالفصاحة،
وقوة
والفروسية
والشجاعة
والحماسة
والصراحة للمساواة
الأخلاق
في ،
6ص!
وقوة
والصفات
العالم بانحطاط
.
القول ،
وجوده الإرادة ،
كانت
البيان
،
في
الحفظ، والوفاء
متفاوتة بين
المسلمين " لأبي الحسن
الأفراد
دون
والقبائل
أن تكون
،
وهي
صفات
فمثلا حبهم لكن تعصب
،وحقوق
القبيلة
حين
تستنقذ
مما
رأينا كيف
ران
الأميون
وهم
يمثلون
حكمة
والاقتصادية وليتبين فيهم
بها منهج آخر فيهم خط وبكل
كله -أين أيا
من
ليعرف
ما عرفت
تجد
وبكل المنهج
موقفها في
درجاته .أم كانت
ولترى
يأخذ
سفحه
* ( )1انظر الظلال (مقدمة سورة
الذي
!
*
النساء).
37
تعطي
ينزل
أن
الحالة
وعاداتها
الرسالة على
،حين
بكل
كان
مقوماتها
والأخلاقية والاجتماعية المنهج
أثر
القراآني،
التي لا يملك
من
أن يأتي
مناهج ،وليرتسم
السفح البشرية -
بيدها إلى
المرتقى الصاعد.
وفي
ثمرتها إلا
الجاهلية ،
مراحله -من
الذي
في
أن
الأرض
تجاربه ،
كل
الكاملة
الخارقة
شيء.
من
المرأة أو الفرد في
وهذه
فيهم
تتم المعجزة
هذا المنهج بكل
ظواهره
كان
ادله تعالى
والعقلية والفكرية
في كل
،
من
الجاهلية
والسياسية ، كيف
على
ركام
بهذه الصفات
الاعتقادية والتصورية
الفردي ،
الجماعية ،بما تحوي
لا يمكن
عليها
سفح
المستوى
تعامل
الصفات
"وربما كانت
الناس
يظهر على
عليه بصورته
هذه
،
ميزات
متماسكا.
الزعامة التي تقدم
لذا فإن
الخبيثة
هؤلاء
تطبع مجتمعا
الماضية
،
لا
للمساواة كان
العصبية طغت
الصفحات
فردية
جماعية
فهي
أفراد
إلى القمة- في
عمرها
القمة السامقة،
سواء كانت
في
درجة
التقط منه الأميين "(.)1
7
-
-
كا
-
حياد مضحعب
ومكانة
نسبه
مص!ب ،
مناف
الدار،
وهذا
نسبه
يعني
قصي
أربعة
نفر
العزى
،وعبد
حبثية بن يقول :
الدار،
يتصل
وكاق
بداري
محمير -رضي
بن عبد
الأصل
بن كلاب
سلول لى
،وواحدا
وكان قصي
وبنى
قصي
فيها ،فيتحدثون الإالوية،
بن قصي
أنه كان
قصي
هـلزوجون
من
من
،
فروعها
أسرة
:
عبد
كمب
أربعة
بن كلاب
مناف
،
عمره
فسميت
.
المهمة :
وقريش
وبره ،وأمهم
بن
فهو
لها مكانتها في
زعيما لمكة
،وتخمر
بن
عنه -ابن هاشم ،بن عبد
الله
بفرع
وابنتان وهم
ولد
ا
أيمعرته:
بن
،
في لمجاهلية
قرشي بني
الجاهلية.
،ولقد ولد له
وعبد
الدار،
حئي
بنت
بإلهي ،
وعبد
حليل
الخزاعي ،وكان
ابنين منهم
عبد
بن
قصي وواحدا
بي.
شديد
الحب
لعبد الدار لأنه كان مضعوفا.
داره ،فسميت
دار الندوة ،لأنهم كانوا ينتدون
ويتشاورون
ويعقدون
من
أراد
في
حروبهم
التزريلج
9ص!
.
وأمورهم لأ
وكان قصي تعظيمهم
له حتى
بعد
إنشاء
لحبه
لعبد
وا
مطاعا في
دار
بعد
قريش
مماته ،
الندوة التي
الدار فقد
،لا يخالفونه في أمر ،وبقي
جعل
ولقد
كانت
وزع
مقرا
الوظائف للحياة
بين أبنائه
العامة ،
له دار الندوة ،والحجابة
ونظرا
،واللواء،
الرفادة والسقاية.
؟ما دار الندوة ،فلقد
عامر بن هاشم سفيان
ثم
،
باعها عكرمة
بن
بن عبد مناف بن عبد الدار إلى معاوية بن
أني
فكانت
له
إلى
عبد
فجعلها
صارت
دارا
العزى
بن
عبد
العزى -ثم
رسول عليه
مكة
الله
< :إن
إلى
صفر
ولما
فقال !
()1
الآية
عبد
بن
أن
تؤدوا
بن
عثمان
عبد
طلحة ،
فلما
فتح
الله
تعالى
العباس إلى
أهلها>()1
بن أني طلحة
الدار،
عبدالله بن
،فأنزل
الأمانات
وكان
ثم
-واسمه
أبي
يوم بدر مع طلحة
الحجابة
الدار،
طلحة
ثمان .وأما اللواء فإنه لم يزل
بن
مصعب
وأما
المفتاح لعمه
بن طلحة
كان لواء المشركين العزى
.
ابنه أبي
طلحة
أراد دفع
الله يأمركم
بمكة
عثمان بن
،ثم إلى
المفتاح إلى عثمان سنة
بقيت
للامارة
بعده إلى عثمان
له ولولده حتى
في
،وكان
.فدفع
قد أسلم
بئي عبد
الدار حتى
بن أبي طلحة لواء رسول
في
الده
بن عبد يك!م مع
بن عمير. بنو
أسلم
عبد
الدار
قالوا:
يا نبي
الله
،
اللواء
" :الإسلام أوسع من ذلك" فبطل اللواء.
58
من
صوره
النساء.
04
إلينا،
فبنو عبد الحرام ، زعماء
الدار من
وهم
القائمون
الريش ،
وكبارا-
وهم
ولهم
بينما لم
أصحاب
محلى
الحروب جعلتهم
يعدون
ومصعب
مقدمة
بن
في
عمير
ذلك
من
ذروة نسب
شباب
هذا
بعناد
-يمس
وتعصب
الجاهلية إلى جانب
شخصيته
الجميلة في
وأما والده غير أنه ثري
خناس
فهو محب
بنت مالك
الجيوش
مناف
عبد
قريش
طارق
،ومن مذين
أو خطر
كغيره من
؟ في
الوظائف
ومن أصحاب
بني
الرأي
.
نسبها،
المقدمين فيهم- للحفاظ
محلى هذه
داهم ،وينبغي ان زعماء
أمام أي جديد-
هذه
العشيرة
مع
كما حدث
أو يسلبهم تلك
المكرمات
غني
بيوتات
فقد نشأ في
واكتنفته النعمة والترف من
الثرية
الأربعين-
الأرومة الماجدة في
هذه السلطات ذلك
صغارا
لهم عددا من
الحي -وهو
نشاته وولاوه وعصبيته
الذين يقفون
اللواء
فيها
في الحروب
ومحلى رأس
غير
هذه
التي
إلا لابن
أبناءهم ليكونوا شجعانا،
المكارم المتوارثة أمام أي
مكة
لغيرهم
الصفوف
يجتمع
مثل دخولها
الميزة التي جمعت
ول!هذا فقد كان في
الاسلام
الندوة
الخاصة
بدخولها
،ولا يدانيهم
تكون
دار
ميزاتهم
يسمح
في
،وهذه
كنيره من
بطون
لأنهم حجاب
الرأي في دار الندو ،ولهم
مما يجعلهم
والحزم
أهم
قريش
البيت
بيت كل
من
مكان ،إلى جانب
الخلق والخلق.
عمير
بن
هاشم
لولده ،مدلل
،ولا ندري له أقصى
المطرث بن وهب
شيئا من
أمره
غاية الدلال .وأمه
بن عمروبن
حجير.
وهي
المراة التي عرفت
على
أولادها ،وبقسوتها وشدة
ذلك
تحب
ويشتهيه
مصعبا
في
حياته
حبا شديدا،
مصعب
وعنايتهما وكلفهما أهل
مكة،
واشتهر
ويؤكد
تنطق
بن
ولقد
ما روي
النبي
بين
حلة
عليه
( )1النعل المنسوب
مكة
،
()3
الإهاب
:الجلد.
()4
تنطق
به
:
اتخذه
مكة ،
له،
بأنه أعطر
والرقيق
من
لث
بها
وجمالا
الله
وسبيبا(.)2
-ع!ير -أنه نظر إلى
إسلامه -وعليه إهاب جم!و :
أبوين
"انظروا
يغذوانه
شراها
وهو
إلى
بأطيب
بمائتي
من
الناصية والخصلة
كالازار.
2
ع
()2
الشديد
في النعال
مليئة،
الثياب وأرقه.
وحبهما
من
4
الشعر.
هذا
كبش()3 الذي
الطعام
درهم
الوقت. السبيب
ما يهواه
وأنها كانت من
يعرف
رسول
إلى حضرموت
:شعر
أسرتها.
مع
الطعام .
عن
بعد
فقال
رأيته
رأيت
الحضرمي
( )1من
عمير-
به (-)4
قلبه ،
به ،حتى
كان
بأنه فتى
ذلك
لقد
برعاية
الفاخر من
مصعب
ما يكون
الأبوين
يلبس
الثياب ،ويأكل
مصعب
ابنها أحسن
وهي
وتنعم عليه بكل
الشابة المنعمة ،خاصة
كثيره المال ،تكسو
وأحيط
بقوة إرادتها وصلابة تأثيرها في
رأيها ،وبهيمنتها
،
أحسن
فدعاه
قد الله
نؤر
والشراب
حب
النعال في
،
3
الله
ذلك
ورسوله
إلى
وقال
أحسن
ما ترون
رسول
!(.")1
ا
الله ىلمجرو
لمة ( )3ولا أرق
عنه
أيضا:
رأيت
"ما
بمكة
حلة ،ولا أنعم نعمة من
أحدا
بن
مصعب
عمير".
هذا كله تتوضح
من
جاهليته ، مذلاة،
جميل
وهو
لا يلبس من
الحضرمي
صورة
الطلعة ،
إلأ جديد
النعال ،وبين
تكتنفه ثروة أبويه ورعايتهم
وشبابه الجميل البشرة
"وقيق
وهل رسول
الله
شات
بأنه
وسهرات
()1
على
!ك!يرو
مصعب
بعض
حياة
الثياب
من
والديه ذو لمة
وأرقها،
بغير
يديه مال
جمال في
الرحى
،
ولا
ينتعل
ولا
وفير ينثره كيفما
يشاء،
وحنانهم.
نضرة رائعة فهو
بالقصيرا.
أن
طلعته
من
أحد"،
فصاحوا:
في أنديه قريش
المشركين قتل
حسبوه
محمد!
،ومجمع
ولا
شبابها،
وسمرهم.
بمصعب
الخير ،وكان يكنى بأبي عبدالله،
المصادر تذكر بأن كنيته أبو محمد،
الصحابة
( )2اللمة من
محبوب
وحبهم
بالطويل
يوم قتل
كان قطب
المرفه مصعب
يطلعته وخلقه أعطاه صورة
رجالها ولهوهم
لقب ولكن
،
أدل
ليس
الشاب
في
وربما كان
.)952 - 2( :
الشعر دون
الجمة ،سميت
ص!4
بذلك
لأنهأ
ألمت
بالمنكبين.
يعرف
بهاتين الكنيتين على
يشهرون أخوته
ذدزت
وزوجته:
الأخبار أن لمصعب
عزيز بن عمير واسمه وأبي عزيز خناس بدر،
حامل
من
رومية ، أرض
لم يكن
،وروى
فهو
في
بدر،
وهب(.)1 ،
المرة
قديما
في
اليوم
له صحبة
في
وتوفي
إلى
وليس
واحدة
وهذه هي
أبي وأمه
وهاجر
اليرموك .وله أخت
بنت مالك
عن
عمير،
مكة،
أحدا،
وسماعا
حدث
الروم بن
،وهو
له هي
أم شيبة بن
.
أما زوجته
فهي
وأمها أميمة بنت أخث
أبو
،وشهد
الثانية
هند بنت عمير وأمها خناس عثمان
حتى
الأحاديث ،وممن
أسلم
،وقيل :إنه استشهد
ذلك
ويقال :إن
والثاني
لأبيه
في
بني لؤي .وكان أبو عزيز من
قد أسلم
عنه بعض
أخوه
الحبشة
عقب
بنت مالك من
حيث
نبيه بن
بن عمير أخوين ،أولهما :أبو
زرارة بن عمير بن هاشم ،وأم مصعب
لواء المشركين النبي
عزيز
الرجال
بأكثر من كنية. وأولاده
أسرى
عادة كثير من
الذين
زلنب
( )1تذكر بعض بدر كافرا.
بنت
حمنة
عبد المطلب
بنت جحش
بن هاشم
-زوج
الروايات -أنساب وهذا
خطأ
كما
جحنز
رسول
بن
رئاب بن
بن عبد مناف ،وهي الله
ع!م -
الأشراف وغيره -أن
قال
ابن كثير والذي
44
يعمر،
قتل
لأبيها
أبا
وأمها-
عزيز قتل يوم
هو
أبو عزة -
رضي
الثه
مصعب
،
فولدت
له مصعبا
الرحمن
عنهما -وقد ولدت عبدالله
تزوجها
ومحمدا،
بن الحارث
وكانت
بن
مصعب
وكانت خرجت
عبدالله بن
هشام بن
مصعب
ادده
محبة
في احد تسقي
جاءت
عنهم
العطشى
حمنة
بينهن خالك
حمزة
وإنا إليه راجعون
احتسبي راجعون
أخاك ،
زوجك
طلحة
بن
مصعب "إن
زوج
تزوجها السخاد،
وننتهي
من
المترفين ،بل
ثم
قالت ثم
وعمران بن طلحة
واحدهم
كان
قال :
قالى :
:
المعلم
لها:
رضي
" :إنا دثه
"إنا دثه وإنا إليه ،
احتسبي
حرباهإ!
ادثه
واحدا
"يا
"يا حمنة،
"يا حمنة
:يا
في
أنها
.ولما انتهت
" ،فقالت
عبيدادله فولدت
هذا :أن مصعبا
عليها بعده
فقال
المرأة منها لبمكان"
طلحة
كان
!سك،
له"،
قالت
بن
منها عند
وأولادهن وأبنالهن،
المطلب
جحش"
عمير".
عبد
حفصا،
وفية له ،روي
الله
عبد
له" ،
بن
له
،فخلف
أزواجهن
ادثه وغفر
ادده وغفر
،فولدت
مصعب
رسول
عبدادده بن
رحمه
النبي !: مصعب
،
رحمه
قريبة عمر
،وتداوي الجرحى
بن
بن
زواجه
له
المغيرة ،
جميعا-
لزوجها
تسأل
،احتسبي
أمية
-قبل
المعركه وجاء النساء يسألن عن حمنة
المغيرة
الزهري ولم تلد
الخير ،رضي
حمنة
بن
ابنة
وقريبة ،وتزوج
حمنة -زوجة
عبد الرحمن بن عوف
لمصعب
اسمها زينب نجت
من
وبعد له
فقال استشهاد محمدبن
عنهم.
أبرز شباب
ترفه وجماله
مكة
ونعمائه،
لا تشغله
بكل
أمور
لن
يكون
المنعم
مثله ،
،ومال
فهو
،
العذارى
لهوا وطربا
ولا يخشى أن
ويكون
يفخر
وشخصية
،
محببة
قطب
،
والعطور
يكون
هذا
وشربا،
،ولا يحسب
الثمين
الحياة
يحضر
العابثة
*
!
!6
*
واللمة
،
نوادي
،
مكة
النساء،
فيقضي
وقته
،لا يخاف
فقر .ويستطيع سدنة
،فلاغرو أن يتصدر وفي كل
جاه
الجديد،
الغالية
المعجبين
عشيرته ،فهم
نواديها ،ويوم حجيجها،
ذلك
مع
إليها بالبنان .
المنعشة
حساب
بنسبه ومكانة
في
همه
بين شبابها ،تحبه
نظرات في
وفتيان مكة
-وكل
يمده
يشار
الوفير.
الرحى
ويغرق
الندوة
المدلل
اللباس
الرقيقة والمال
،
اللواء ،وأصحاب
الغني
صاحب
وتحيطه
أذاة
الجاهلية
واللهو والنساء،
الفاخرة
والحلة
وملاهيها، وتهواه
الدنيا ،فكيف
شباب
المرفه ،
الجميل
الحضرمية
عن
الخمر
وفير،
الفتى
والنعال
الحسنة
من
إلأ صورة
وهو
الفتيان من عريض
أطايب
ذات
في جاهليته إذن؟
-لاسيما
في
،فلا يشكو
ما تشتهيه نفسه
الشاب
كله
العيش
ضيق
اليد ،بل يحظى
مع ذلك
البيت
مجالس
رقيبا
وحملة
قريش
مواقفها الخطيرة .
لديى
ا
بد
لمجاو
ا
الدعوة الاسلامية: كانت بدأت يد
مكة
لاهية عابثة في
إرهاصات
الدين الجديد تبدو في
الله الرحيمة حتى
فالقة، تصرفاته
وتصوراته
()1عن الله
تصنع
بن
مرتين من
"ما هممت
الله
بشيء
لي
من
الفتيان ،قال :نعم ،فخرجت
سمعت
فلان تزو! غلبتني
غناء وصوت فلانة
عيمي ، فقال
:
-لرجل
فنمت ما
هن
فاخبوده
!7
ولا تدخل
به أهل
عز وجل
في
فريش
هذه
أسمر
،فلما جئت
رسول
الجاهلية
منهـما -أي
بأعلى مكة
إلا مس! ،
ئم
فعلمط
إلا
من
في
غنم
الليلة بمكة
كما
دار من
دور
أدنى
ومزامير ،فقلت :ما هذا؟
الريش ! فلهوت
فما أيقظمي
فعلمف؟
يهم
الفه
حتى
ددوف
وتكلؤه
عنه -قال :سمعت
مها
ليلة لفتى كان معي غنمي
غاشمية،
برعاية
(.)1
طالب -رضي
لأهله يرعاها :أبصر
صاحبي
الجاهلية
الدهر ،كلتاهما محصمني
فعلهما -قلت
مكة
من
الأفق البعيد ،وكانت
نبيها المنتظر،
منها أية صغيرة
أبي
كلي! يقول :
يسمر
للبشرية
لا تغشاه
علي
أنديتها وأسواقها وبيوتها حين
بذلك
الشصس اللحلة
قالوا:
الصوت ،
حتى
فرجعت الأخرى
إلى ،
مثل=
شيء
كل تحفل
كان مظلما:
بحرام أو حلال ،ولا تكترث
الشرعة
:
شرعة
التعصب
فليس
لهه! في
المساكين حيلة
العلاقات الاجتماعية التي لم تعد
بل
لهم
ليس
والأقوياء ويتاجرون
:
بالحرام
حرمات
والعنجهية
،
ضعيف
والقوة .
المجتمع
أما
صوت
الضعفاء
ولا
ولا رأي
والأنين.
أموال
يأكلون
ويسفكون
،ولا يألون
الله
هذا
إلا الطاعة
سادرون
بحق
أو مظلوم .
جهدا
الناس
دم في
بالباطل،
الأبرياء،
تثبيت
ويستحلون وسيطرتهم
زعاماتهم
الباغية.
واليهود في
مع
هؤلاء
ويتفرجون
يثرب
على من
الأقرباء والأخوة إليهم
طالبين
المكان الناس استغلال
=
ذلك
ويحرنسون
أولئك ، بعيد كيف والأبعدون
الناس
المشورة
،ويتنازع
أو النصرة
وأوصالهم
،
على
أموال
هؤلاء،
والأحقاد، أمورهم
والعون ،وهكذا
لسمومهم
ويأخذون
حولهم
أولئك
تثور الصغائن
المرموق ،ويحققون
،فيلجأون يكون
أن لسري
الناس ،
ويقتتل
في
لهم
عقائد
ويستغلونها
أيما
!
،فقال
الجاهلية هشام
:يتلاعبون
بمصير
من
،يتآمرون
حتى
رسول
الله
كرمني
يط
:ما هممت
الله عز
وجل
.
48
بعدما بنبوته .عن
بسرء
مما يعمله
السيرة
النبوية
أهل لابن
كل
ذلك
المجتمع
كان مظهرأ
وأي
الأصنام : وبيت
بيته
الهة
للأصنام
الباطلة من
دون
من
في
سادت
وأحكام
الذي
هنا وهناك
والارض
العظيم ،وعليهم
أن
الارض
مكان
وأمنا -أصبح
وأصبح
كل
يوم يعصى
للعبادات الله
في
أقيم لطاعته.
لؤمن
باطلة
فاسدة ،
والارض
لم
،ويحكم
بأن البشر محكومون
يستمدوا
عصبية
بهدي
وتقاليد وعادات
،
-أبدا -منه معالم
وإلى يوم الدين.
إذن -حالةالاهتداء
كل
مهوى
معتقدات
،ولم
ترفض
تنظيمات
في
-وفي
الحرم
في
مثابة للناس ،
تعد
الطويل في
لقد
القوم
الله
قائمة
إتها وربا يقوم بأمر السموات
السماء
طريقهم
جعله
الله
-عز وجل
الناس
بالده
بإرادة الخالق
.
العرب
حرماته
ومعتقدات تعد
المزعومة ،
والاوثان والخرافات
،وتنتهك
تؤمن
للعقيدة التي كانت
عقيدة هذه؟!
الده الحرام -الذي
مقرا
تسود هذا
الله
جاهلية ،وأصبحت ،
تخالف
بل
ما
تكالب
أنزل
نفوس
الناس
الله من
على
نظام
.
وأضحت يعبدون
ويبطشون
الجاهلية الاوثان،
ببعضهم
وسيادتها ،وتقف المصالح
وتلك
ليلا يلف
ويمارسون
العرب
ألواتا من
،
وتحرص
كل
في
طريق
الحق
السيادة الزائفة
والعالم ، السلوك
فالعرب
المنحرف
قبيلة على
والعدل من
،ولم يعد هناك شيء
،
مصالحها
أجل
هذه
يحتمل-
فضلا
عن
إيضاح
الجهل
الطريق
والتأخر والفوضى
الصحيح
وضع
وكان لا بد من
الناس ،ولا تخطى
درب
على
معالم جديدة
ء فضله
دعوة
وكانت
أسس!
الوجود ،وتحل
هذا
وجات
محل
معجزة
أعطى
المنشط وكان حسب
لطريق
فيه
لا يضل
مقتضيات
وليكون
أشد
وخاصة
المؤمنين ،
القران
جديد،
على
،
القدوة
،قدوة في
كل
على
الجديدة
وليعطي
حتى
ولمسيرة
الدعوة
،
نظريات
خيالية
باردة ،
صفة
لا لكون
شيء
ولا
05
الده
والتعب كل
وفي شؤون
رسول ،ليعالج
قضايا
أثرا في
بعيدة
عن
-غ!ي!-
والصبر
موقف
!يخمم -حية
نفوس
الواقعية الحركية وثائق
بدأ
،في
الحياه العامة،
الله
تعاليمه
مثالية
الكريم
بالجهد
وقعا وأكثر واقعية وأعمق
-الذي
يد رسول
شأنه وفي
يتنزل
الدعوة
،تخاطب
بينة
الكينونة
.
منهج
الكريم
لدن
العقل القاصر المحدود لهذا
الجديد-
نفسه
من
حكيم
البشر الضالة ،التصور الرباني
والمكره ،في خاص
القران
واضحة
تفسيرات
الدين
من
والمحن
الدين
المتزن
يربي أمة كاملة على
والجراح
طويل
جمعاء.
البشر الأسوياء الذين يسيرون
تصورات
التام الكامل
الذي
فطرة
وللبشرية
الإسلام :دينا قيما جديدا
الإنسانية كلها ،وترفض
الشامل
الناس ،
كان
الله.
وجاءت خبير،
لهؤلاء
-لذلك
لا بد من
ميتة
الواقع ،
منجما واقعية، الناس ،
لمنهجه، منسية
إنما
،
ولا
كانت
تتحول
حركة
المؤمنين أثره ،
وعملا
لها(،)1 تبلى
ولا
نزولها ،وأوامر للتنفيذ فور تلقي
عقب
وأضحى جدته
بعد ولا
،
ذلك
نبعا ثرا فريدا حرارته
تفتقد
لا ينضب
وواقعيته
يوم
إلى
الدين.
القضية
"وكانت
الكريم ،واستمر عاما هي
شأن
يوضحها
قضية
الصحيح
واحدة
،لأن سلوك
،تنبعث
من
الأول للإسلام
كما
تراكمت
على
لا تتغير:
الناس وحياتهم
جاء
من
وتنقيتها
في
ومعتقداتهم
في
الرئيسية
به في :
ولم
مذى
الألوهية
يشغل :جنسية
هذه
القرآن
كل
والشرك
تعدو
أنها
نتائج
واحد
من
الحياة ،بل كانت
التي تتشعب
انظر
للعقيدة
منها كل
ولا
،
بينهما
( )2المصدر السابق
من
الهدف
تعد
قضية
علاقة
اهـ
الله
أخرى
جانبية
العقيدة هي
القضية
لذلك
ص
قاعدته
-بألهيات
أو مطامح
القضايا الأخرى ،
.25
في
وكل
"(.)2
يفعل
إلأ تطلعات
رحمه
قضية
والأوهام التي
ممثلا
لده أن
اجتماعية ،
معالم في الطريق لسيد قطب
ص
وفي
كان
أي
هذا التصور،
الطويلة
-وحاشا
أو مادية أو
زمن
،ولهذا
الشوائب
وما
الكريم
مذى
القرآن الكريم توضيح
الأعوام
والعبودية
ثلاثة عشر
قاشصية العقيدة والتصور
عليها ،وكان يبين أيضا مقتضيات
ما يتعلق
()1
التي حرص
للمسلمين
تصوراتهم
العقيدة وشرحها،
صغيرة
الأساسية
عليها القرآن
ظل
لا
لمجال
الرئيسية
يربي
13وما بعدها.
الناس
حتى
عليها،
ذلك
أحدث
ذلك
الأثر العظيم وربى
الجيل الفريد.
فتعريف الحاكم
الناس
بإتههم
المهيمن
العظيم وحده
الواحد،
اللطيف
دون
الخبير،
إشراك
أو ضلال
والإسلام كان يستهدف
العباد ،وإخراجهم -إلى
وأشكالها والأرباب وتصوراتهم شأن
من
والناس
لذلك
أجمعين
لإيقاظهم الهدى
حياتهم
،
الإسلام صرخة من
الله عز
وسلطان
لله
،والمنهج
عليهم ،هي
في
رقود الضلال
عبيدا
وجل
وهذا
ما دعا
تلك
طائعين
يحكم
الذي
السلطة
وحاكميته
وتدبير غير هذا،
وشريعته
العباد
سلطان
وتقاليدهم في
وحده
إليه محمد!-م!د-
إليه الرسل
وجه
عليهم
كل قومه
السلام ،
الجاهلية والجاهليين، والعودة
إلى
جادة
لتكون
الحاكمية
التي
أمورهم
،والسلطة
التي تهيمن
الكون
سلطة
المهيمنة على
ومنهجه
صورها
وقيمهم
والانحراف .
العباد لرب
كل
من
وشرائعهم
ما دعا
لهذا
إسلام
،وإخراجهم
الحياة .وهذا ،
ذلك
وحاكميته
الده
الإله
هو هذه القضية الواحدة -
أجل
حاكميتهم
سلطان
شمؤون
كان
وحده
،
تعبيدهم
عبادة العباد -في
الله
الزائفة :في ،إلى
من
من
عبادة
وربهم ثم
الحق
وخالقهم
وربوبيته ،
ولا يحتكمون
كله،
فلا يشذون
إلى منهج
تنظم
بمنهج
غير منهج
الله.
إن
الله فطرهم
مسلمين
،
فينبغي
52
أن
يثوبوا إلى
الإسلام -
أيضا- وتتناسق الكون
بعقولهم
وإرادتهم ،
فيضعوا
شريعة
حياتهم
جانبها
الفطري
والإرادي ،
المستسلم
وشعر حين
في
الجاهليون
بشرهم
المؤمن
رسول
خطرا
الشتم
الده
الفانية
المتوفرة
القتل والحرب تعلم
أن
وتحرير
ضخم
والأوضاع
أيضا.
وأخذت
الدعاية
والتعذيب
،
ذلك
الحاكمية
المكبل
الجاهلية
من
بحركة
المنحرفة ،
()1
الأعلى
،
الدين
الجديد
السخرية
المطاردة
معناه
يدها،
الفطرة
،
بكل
التسفيه،
والمؤامرات
زوال
،
طاعوتها
وانتهاء استغلالها.
البشرية
التصورات وشعرت
طويلا تحت
(رحمه
الله
53
الضمائر
سلطان
الفصل
).
التي
ران
عليها
الباطلة والعقائد الزائفة
بحركة
الإسلام ) وخاصة
المودودي
قريش
-ممثلة
لأنها-كجاهلية -كانت
الجائر وقهر الجاهلية لها ،وشعرت
انظر (مبادىء
النفر القليل
بين يديها.
فساد
المعذبة التي رزحت
من
سلطانهم
سلطانها المهدد وخوفا
العقيدة الجديدة
وانتزاع
ورأوأ في
تقاوم
العصست،
وتتناسق
وعلى
فبدأت
خوفا على
والتدمير ،كل
الانسان
وشعرت
،
الضرب
انتصار
وسلطانها،
ركام
:
وألايذاء،
الجديد،
وجودهم
مع
وقوانينه وهداه (.)1
الداهم عليهم
بالدين
مكة -تتحرك
مصالحها
الأسلحة
وجل
بالخطر
على
للجاهلية في على
دثه عز
بناموسه
الده منهاجهم،
الانسانية
الطاغوت الأرضي
باندفاع الموجة ألاسلامية
الأول
للأستاذ
الداعية أبي
المؤمنة لتكون والسلطان الأوضاع
الذي
دوي
يغتصب
"لا
"محمد
التصورات من ركدة
ولا أمذ
جديدة
جاءتكم
المنهج في
تنمو
وترقى
من
في
كوثر
في سبيل
والفكر إلى عالم
()1
والجزيرة
الله ورسوله، الدوي
هذا
أولا وفي
الإنسانية من
ولا مكان وتتطور
ربكم
ولا نوع،
وتمتد-
وشفاء
<يا
لما في
57
من
إثر واحد-
الإسلام ،ويصفو الده
الجاهلية ،وبكل
الآية
كان
هذه
العالم
نحو
أشواق
وبدأت
أبد بذلك
أيها الناس
الصدور
قد
وهدى
للمؤمنين >(.)1
الجاهلية
كل
من
كل
أمر إلى
الجديد.
مكة
الدعوة
،
للتحرر
وشقها
القوة المهيمنة الحقيقية التي لا يحدها
وبدأ المؤمنون -واحدا
التعذيب
هذه
كل
ما في النفس
ولا زمان
موعظة
ورحمة
،والعودة
ويحرك
شعار
في
كل
.
الدة" الداعي
النبي
الآفاق العليا ،نحو
حياة
إلا
الده
"
،وعلى
الألوهية
الاغتصاب
الحياة الآسنة
بعد حين،
ولا أزل
هذا
رسول
هذا
المعتقدات
أولى خصائص
إله
والأوضاع
والتلقي يزلزل
وثورة على
القائمة على
وكان
الآخر
مذا
هذه
والأوضاع
،حيث ما
يخلعون
يتطهرون
من
إيمانهم ،ويتعمق على
عتبات
رج في
! نار
الإسلام الأولى
تعني هذه الكلمة الممتدة من عالم الضمير
المادة ،وشععروا أنهم عرجوا
سورة يونس.
54
إلى سماوات
رحبة
فسيحة
لا
،
يحدها
الإرادة المحدودة
ورحمة
بانس على
الله
،
بتناسق
إسلامهم
فغدوا
!< :اذ
بحمدك
ونقدس
عرضنا
الأمانة على
يحملنها
ما في
ندي
طاهر،
وانسجام
يفسد
لك؟
وأشفقن
،
من
وكان
وأصدقاء إني
قال :إني السموات
منها،
أعلم
،
فطرهم
وبين
يحملون
دعوة
الأرض
خليفة،
ما لاتعلمون>()1 والجبال ،
الإنسان ،
هذا
وضغينة
الدماء ونحن
والأرض
وحملها
الله
وصراع
في
فيها وشمفك
أشياء فشعروا
بينهم
له
جاعل
الكليل ،
لأن
-انقطاع وجفاء
للملائكة
فيها من
ولا
الكون
أمناء وخلفاء
قال ربك
قالوا :أتجعل
إلى
ورضوان
الكون
-قبل
وتخاصم
،ونظروا
وحب
فطرة
الكون
الأفق
القاصر،
النظر
ولا
نسبح <إنا
فأبين
إنه كان
أ
ن
ظلوما
جهولا>(.)3
موقف
الجاهلية من
لم تقبل
وعصبيتها قال
فعل
قريش
الدعوة
وجبروتها وكل
ابن هشام
في
ذلك -أي
وأجمعوا
الدين الجديد:
خلافه
الجديدة
،بل
أسلحتها
قامت
تحارب
الدعوة الجديدة ،
سيرة
النبي -عليه
ذكر
الهتهم وعابها -أعظموه،
وعداوته
،
()1
الآية 03
من
سورة
البقرة .
()3
الآية 73
من
سورة
الأحزال!.
إلا من
55
الصلاة
الجاهلية
عصم
بعنفها
والسلام
" : -فلما
وناكروه،
الله تعالى
منهم
بالإسلام ،وهم
وبدأت
مستخفون".
قليل
الجاهلية تجمع
قواها ،وتجند أساليبها لتنقض
الإسلام والمسلمين ،ولتخنق
مكمن
الخطر عليها ،ولم يثنهم شيء
الفئة المؤمنة من
عشيرة
لتفعل
إدثه
إلأ تمدير
جم!يم
،
مهدها وتقضي
عن
القتل
الله عز
التي حمته
وجل
ولم
على
والحرب ،
تسلمه
ضد
ثم
خوفهم
إلى
قريش
به ما تشاء.
وبرسول
المحنة
تنزلى بالمسلمين
الده جم!ير الذي
:
هشام
أصابهم
-في
سفهاءهم
،
والجنون
"ثم
كان
إن
عداوة فكذبوه
،
القدوة
قريشا
رسول
الصابرين الحقيقي
اشتد اللة
وادوه ،
مج!بيه
للمؤمنين
أمرهم ومن
ورموه
الصادقين،
-
أسلم
بالشعر
.
للشقاء
قال
الذي
معه ،فأغروا والسحر
به
والكهانة
.
ورسول
الله غ!ميه مظهر
بما يكرهون على
الصغيرة ،
رسول
وابتدأت
ابن
الدعوة في
على
كفرهم
من
عيب
" هذا
لأمر
اللة لا
دينهم ،واعتزال بعد
أن
سموه
يستخفي
مباد
به،
لهم
أوثانهم ،وفراقه إياهم
الامين
وأكبروا
من
صدقه
ووفائه وأخلاقه
ووصل
بهم
أحدهم
بمجمع
الصديق
-رضي
الأمر إلى ردائه ،
أن
وأحاط
الده عنه -دونه
56
"وثبوا إليه في البقية به، وهو
يبكي
الكعبة
حتى ويقول
وأخذ
قام أبو بكر :أتقتلون
رجلا بكر
ان يقول ربي مما جبذوه
أحد
كل
المسلمين
موضحا
ثبات
أن أترك
وظنت
زعماوهم ربيعة ،
في
يظهره
الحارث
بن
والعاص
خلف،
بن
قومك
أشراف
ثم
قد
ونبيه بعثوا
وهو
بداء ،وكان عليهم حريصا حتى
لنكلمك
جلس
،
فقالوا
،وإنا والده ما نعلم
مثل ما أدخلت
هشام
على
على
نوع
لذلك
وفيهم عتبة بن
حرب
والنضر
،
والأسودبن
إلى
ابنا
رسول
لك أن
يحب له :
رجلا
المطلب،
رشدهم يا
أمية،
له :
إن
فجاءهم
فيما كفمهم
به
،ويعز عليه عنتهم-
محمد
من
وقالوا
فأتهم ،
قدى بدا لهم
بن
السهميان،
ءلمجييه
ليكلموك
قومك ،لقد شتمت
57
الحجاج
الله
من
اجتمع
المغيرة ،وعبدالله بن أني ومنئه
يظن
،
"والده
الدعوة
الشمس بن
يا
،ما تركته ".
فيه
هذه
:
لعمه
يساري
المادية ،
وأبو سفيان
اجتمعوا
الله سريعا،
إليهم
حياتهم
بن
في
أو أهلك
الده
والوليد بن
وائل ،
كل
يائسة -أن
في
البختري
الأسود، بن
حالة
ربيعة ،
ثبات
يميني ،والقمر
الكعبة بعد غروب
وشيبة بن ،
رسول
ولا تراجعا من
!سييه يقول
الده
الده ثباتا دونه
يعرفونها
وأبو
كان
إلى
-قريمث! في
عند ظهر
رسول
،
الأمر حتى
المطامح
وأمية
بل
الشمس
التي
وزمعة
عنفهم -لم يجدوا ضعفا
الدعاة
عم ،لو وضعوا هذا
رأس
بلحيته ".
ولكنهم -رغم من
؟ وقيل إنهم صدعوا
الله
فرق
أبي
العرب
إنا قد
بعثنا
أدخل
على
الآباء
وعبت
إليك
قومه
الدين،
وشتمت
الآلهة وسفهت
الأحلام ،وفرقت
جئته
،
إلأ قد
أمر قبيح
بهذا الحديث أكثرنا
به مالا جمعنا لك
مالا ،وإن كنت
علينا، الذي
تطلب
فيما بيننا وبينك
وإن يأتيك
لك ذلك،
كنت
إنما تطلب
تريد
رئيا تراه قد بذلنا
لك
عليك
إنما جئت
حتى
أموالنا
فنحن
فينا
علينا،
-أي
في طلب
أموالنا
فإن كنت
به الشرف
به ملكا غلب
الجماعة
من
ملكناك
،فما بقي
وإن
الجن
تكون نسيك هذا
كان
-فربما كان
نبرئك
الطب لك حتى
منه أو نعذر فيك".
فقال
لهم
جئتكم عليكم
وأمرني ونصحت
رسول
الله
به أطلب ،
ولكن
أن
أموالكم الله بعثني
أكون
لكم،
بشيرا
بيني وبينكم ".
ولا
رسولا،
إليكم
ونذيرا،
"قالوا :يا محمد:
أضيق الذي
بعثك
بما بعثك
علينا،
فيكم ، وأنزل
عليئ
فبلغتكم
مالا،
ولا أشد
به،
فليسير
وليبسط
الشام والعراق ،وليبعث
لنا منهم قصي
فنسألهم عما تقول أحق
لنا بلادنا، لنا من
بن كلاب
لأمر
الله
مضى
،
رسالات
حتى
من
ربي في
يحكم
الله
الناس أحد
منا ،فسل
وليجر
الجبال
لنا
ربك
التي
قد
فيها أنهارا كأنها آبائنا ،وليكن
فإنه كان
شيخ
هو أم باطل ؟ فإن صدقوك
58
كتابا،
غير قابل منا شيئا
عنا هذه
من
الملك
به فهو حظكم
أنه ليس عيشا
ما جئت
ولا
فإن كنت
عليكم ،فإنك قد علمت
بلدا،
يبعث
الشرف
تردوه عليئ أصبر
ولا أقل
ضيقت
"ما
فإن تقبلوا مني ما جئتكم
الدنيا والآخرة ،وإن
مما عرضناه
جم!ييه
:
بي
ما تقولون
،
بما
فيمن
صدق، وصنعت
ما
سألناك كما
صدقناك
تقول ".
فقال
وأعاد عليهم
لهم
الكثيرة
رجل
في
ولكن
ذلك
القلة
السماوأت
لم لأن
،
والأرض
مال أو جاه ان
نماذج
من
الإسلام
بفضل على
إليكم ".
يسألونه
الإتيان كلامه
بأنه يأخذ
هذه في
خيار
غير ذلك
من
للمؤمن طبقا
والإيمان
الذي
في
ملك
بيده
تركها.
لمقاييسهم لكن
-
،إنها منهج للانسانية
المعذبة
وكان
سعيا
رسول
جديد
العقيدة ثمارها في الشخصية
الإنسانية
وراء
الله
ع!ميد
للحياة يصل من
أغلال
ورفعتها من
لا يحفل
الانسان
،فيشعر
المجتمع ،وحققت
،
حيث
حضيض
بغير اللدب
أنه اتصل
أنقذتها
الهاوية إلى
ومنزلته في
الإسلام ينظر إلى أفق بعيد، الأرض
الده
أو نقصا،
وتحرير
وهداه ،وكرامة
الذي
أمانة
الثبات
ومعه
العقيدة :
الجاهلية ،
فالغلام
بعثت
هم
واتهموه
الله غير
،أو مرضا،
حملة
انقلابا شاملا أوضار
،
الدعوة -
الدعوة
لقد أعطت
الله
ولا
الدنيا والآخرة ،
الطاغوت
وسخرية
الدعوة
،
أو ملك
.
قبل ،ومضوا
يزد رسول
الجاهليون
بين
" :ما بهذا
الله
من
عنادا
يتصورون
بئن
رسول
الده وأنه بعثك
اليمامة.
المؤمنة
لهم
به منزلتك
ما قاله لهم
بالمعجزات
من
وعرفنا
من
رسولا
هذه
من نور .
الأرض
واللهو والأحلام ،غدا
ويضع
جبهته مع
بالقوة الكبرى
رسول
،وعلا
فوق
الأرض ،وترفع عن العظيم ، وأمام
وأضحى
الناس
كل
هذا
سفاسف
الغلام معتزا
أجمعين
الكون
يقف
ليلتقي بالخالق
أمام والده ،
بإيمانه ،
قويا
صلبا
وأمام
قومه
واعيا
واثقا
مطمئنا.
والمرأة
التي
وسخافات
تتخلى ذلك
لا يهزها
الأرض
بطواعية رفيعة وبسجية
تحت
تصرف
الدعوة الجديدة في وكسبا لرضاه ،وهي
تضرب
عقلها،
وعمق
أنموذجا
للمرأة إلى
الربانية
زوجها
محمد
والتفكير
فوالذي
التي
وها
نفس
بصدقها،
رفيع
من
هي
،
كل
المرأة
هذه
ما تملك ،وتضع
رضي
الغار ،وعلى له :
بيده ،
بهذه
تشهد الله
وجهه
"أبشر
إني
ولمرة إيمانها،
الإيمان لم
لأرجو
العقيدة
مثله
عنها-
البشرية
تسمع
علامات
يا ابن
أن
الله،
إيمانها ،ورجاحة
وعيها،
النساء، -
لإعلاء كلمة
وعمق
شرارة
خديجة
فتقول
خديجة
وتفتح
حولتها
ما راه في
والحيرة
وزينة
نادرة عن
الحياة ،
الدين الجديد،
بصيرتها،
طراز
اليوم .
والمشاعر
الدعوة لتكون زاد الداعية الأول ،وبيت مال سبيل
حتى
غير
الدنيا وبهارج
الأحلام
والمظاهر،
عم
الخوف
،
تكون
من
واثبت،
نبي
هذه
الأمة "-
وظفت
والصبر،
"لا يسمع ذلك
إلى
وتصدقه
جانبه
،
تثبته ،
وتؤازره
شيئا مما يكرهه
،إلا فرج
في
من
وتطمثنه،
أمره ،
فخفف
وتدعوه
ال! بذلك
رد عليه وتكذيب
ال! عنه بها إذا رجع
للثبات
عنه:
له ،فيحزنه
إليها ،تثبته وتخفف
عليه
وتهون
وتصدقه
،
وتعالى
نبيه عليه
ان أبشر خديجة
أمر
عليه الصلاة
يضع
ماله في
بالجنة
فيه
بفضل
،ويعطي
الده
كل
كشيء
"أمرت
:
ولا نصب".
وراء المال من
،وينظر إلى المال والكسب
العقيدة
الربح
أجل
العقيدة إلى رجل أجل
حياته من
في
تافه رخيص
.
والعبد المظلوم الإنسانية
يشرى
الذي
الكريمة ،
لا يعرف
ولا
المجتمع
يأبه به أحد
ويباع كالمتاع الرخيص
إنسانا حرا
كريما
صابرا
محتسبا
وهكذا جديدا
لا يبغي
بدأ المجتمع
في
،
أضحى
وجه
في
غير رضوان
الجديد:
إيمانه ومعتقده ،جديدا
عاداته
من
وتقاليده ،
جديدا
في
الحياة
له حقا
في
زعماء
الجاهلية،
بالعقيدة الجديدة
وبطلا وقائدا وسيدا،
الجاهلية وطغيانها ،ويقف
في
لا صخب
يركض
سبيل
أمر
يبشرها
والغنيمة بأي طريق ،تحول
كل
الحياة
أن
ببيت من قصب
والتاجر الغني الذي والكسب
الناس .
والسلام
لذلك
الله سبحانه
جبروت
يتحدى
وتعذيبها،
عتوها وظلمها الله.
جديدا في
في خلقه
عقيدته
وتصوره
وسلوكه
اماله وتطلعاته ،
،
،جديدأ جديدا
في
مودته وخصومته.
ومن
أجل
ذلك
كانت
الجاهلية بمجتمعها وتصوراتها
وتطلعاتها وعلائقها ،تهتز وتتخلخل العظيم لطلائع الإيمان هذه
الضربات 61
تحت
ضربات
الموجعة
الصبر
النافذة التي
تحز
كانت
الفاسدة
قلبها ،وتقطع
في
بلال -كمثال
وثباته أفتك الضرب
بقلوب
والقتل
لا يرى
ذلك
قريش
دنيويا أو فوزا ماديا،
-في
وعقائدها
إيمانه ،
وأشد
أصبح
عذابا
صبره
من
لها
والرماح .
وثباته
فيها أملا غير
والأرض
على
بالسياط
لقد كان صبره
درب
في
رضوان
الدعوة أمام ظروف
الله
وإنما يطمع
،ولا يبغي جنة
في
من
قاسية،
ذلك
عرضها
نصرا
السموات
.
"لقد عدت أصحابه ،
قريش
فوثبت
مكة
وبرمضاء
دينهم ، من
ومنهم
لبعض
فتوضع
العظيمة ، تموت
،
ذلك
الحر،
من لهم
جمح
الظهيرة فيطرحه
أسلم
قبيلة على
إذا اشتد
يصلب
من
واتبع رسول فيها من
من
ويعذبونهم بالضرب
فمنهم
بني
على
كل
فجعلوا يحبسونهم
حتى
أوصانها،
بقايا
التي تغذيها.
وهذا
عن
وتستنزف
الدماء
يفتتن
على
أو تكفر
بمحمد
وهو يقول
" :والله لو علمت
منهم ،يفتنونهم
البلاء الذي
الله منهم ،وكان
يخرجه
خلف
يصيبه،
بلال
مولى
إذا حميت
ظهره في بطحاء مكة ،ثم يأمر بالصخرة صدره
في
شدة
أمية بن
المسلمين،
والجوع والعطش
استضعفوا
من
ويعصمه
وكان على
من
الله
ع!ه من
،
ثم وتعبد
البلاء" :أحد، كلمة
يقول
أحد". أغيظ
62
لهم
له
اللات
وكان
:
لا تزال
والعزى
رضي
منها لقلتها".
هكذا
.فيقول الله
عنه
وهكذا يكون
نواة من
تكونت
الايمان ،صادقة
أفضل
ما يعهد الصبر ،تخلت سبيل
الدعاة المسلمين
عن كل شيء
عقيدتها ،وانتزعت
جنات
،وعرفت
العقيدة
لسان
على
واحدا جاء
"ما الذي شاء
من
إلى
سعتها،
رسوله
بكم؟
عبادة
بدينه إلى ،
جور
الفرس
الجواب عبادة
خلقه
،
ومن
أبى
،والمغيرة بن القادسية ،وهو
في
المعركة:
:الله ابتعثنا لنخرج
الله وحده
الاديان إلى فمن
الله
وفي
-جميعا -كما جاء
ثلاثة أيام متوالية قبل
فيكون
العباد إلى
ومن
وتركناه وأرضه
قائد جيش
واحد
أطول
أتون الجاهلية لتخلد في
وحذيفة بن محصن
في
أعمق
،صابرة
من أجل رضاء
نفسها من
ربيع بن عامر،
بعد
الصدق
مسؤوليتها في الارض
شعبة جميعا أمام رستم يسألهم
ما يعرف
:مؤمنة
ما
،ومن
عدل
الدنيا
الإسلام ،فأرسل
قبله منا قبلنا منه،
قاتلناه حتى
ضيق
من
نفضي
ورجعنا إلى
عنه أو
الجنة
الظفر". وافطلقت
صلبة
ثابتة
هذه
،
لا تزعزعها
هدفها ظروف وتعذيمها
والغاية هي وعلى الجاهلية والإغراء،
الفئة المؤمنة
داعية
محن
أو مغريات
أو أحوال ،ولم تستظع تؤثر
أن
عليها،
رضاوه قدر
هذا
الشرسة والتهديد
وحده
إلى
لانها عرفت
،
الله
،
وسائل أن
نواة حركة
قوية
ولا تحرفها
عن
الجاهلية وعنفها المصير
بيد
ادله،
.
الثبات التي
كان
التعذيب
،
وكانت
هجمة
تنوعت
:
التسفيه ،
والسخرية،
والتعذيب
،
،
والمطاردة
ط!6
والسجن
،
والحصار
والقطيعة
الأوائل بهذه الذين
والقتل ..
المحنة
برهنوا على
أصبحوا
إلخ .
الضعفاء
إيمانهم
عندهم
إيمانهم
أعمق
كان
أعماق
أبو جهل
بربهم
بالصبر
،
الفاسق
يغري
حلمك
( ،)1ولنفيلن رأيك ( ،)3ولنضعن
مالك " دإن
عن
قال
المشركون
جبير
يبلغون من
يعذرون
به
ليضربون
أحدهم
يستوي سألوه دون
()1نسفه ()3لنفيلن
ترك
في
أبيك
دين
"والده
ضربه
وأغرى
قال :
قلت
أصحاب .
،
حتى
:
؟
حلمك رأيك
يقولوا
إن
حتى
:نهزأبعقلك. :أي
لفرز
العقيدة
لنقبحنه ونخطئه.
64
من
منك
رجال
،لعسفهن
" رإن كان هذا
تجارتك
ولنهلكن
،
به.
الله يك!رو
نعم
ويعطشونه،
له
خير
شرفك
قال :
جالسا من
نعم ،
وهو
رسول
دينهم
ويجيعونه
فيقول :
المحنة
أسلم
لعبدالده بن
شدة
الفتنة
والجهاد،
لا تبلغ
من
لنكسدن
الضر الذي
من
الده
له :
ضعيفا
سعيدبن
هذه
الذي
بكل
قريش
كان
طريق
الحياة .
،ويقول
المسلم
الإيمان ،
والمصابرة
لا بد من
المتخاذلين
له " :تركت
تاجرا
جميع
العظيمة ،والثابتون على
الدعاة الحقيقيين ،وكان في
ومر
المسلمين
نزل اللات الجعل
عباس
من
به
العذاب
والده ،
حتى
إن
ما
،حتى
ما
كانوا
يقدر أن يعطيهم
والعزى ليمر
:
أكان
بهم
إلهك
ما من
فيقولون
هذا
له :
منهم
إلهك
الجعل
مما يبلغون
وعلى واحدا أبي
الرغم من
إثر واحد، الأرقم
تنزل
حين في
الناس
يبلغوا
وجهه وعيه ، وأقسم
أن
وذهبوا
به خفية
الرسول
عاد
إلى
غ!ي! وأكب
فقال :بأبي أنت الفاسق
وجهي
من
فعسى
أن
ودعاها
إلى
()1عن
كتاب
عتبة بن
ينقذها الإسلام
منهج
،
وحمل وتكلم
ولا شراب!
يا رسول
الله بك
ضوء
رضي إلى
الده
الده
من
،
حتى
يتكىء
الله
أمي
سأل
عليه ما بي
برة
أنفه من
رسول
بولدها
النار ،فدعا
فارق الله الله،
أمه ،فرق
المسلمون من
وقام
رسول
يرى على
عنه-
ورسوله،
البيت وقد عن
ما
الدين
المسجد
إلى
إلى
عليه يقبله ،وأكب
وهذه
،
على
،فدعا
دار الأرقم وهو
وأمي
وليسمعوا
وأدمي ،وغدا لا يعرف
إليه الوعي
لا يذوق
رجلا-
يتزايدون
دار الأرقم بن
الجديدة
أبو بكر-
جالس
الموت ،
طعاما
في
بأمور حياتهم
الده
شديدا،
سرا
العقيدة
وثلالين
ورسول
على
وحين
مبادندء
بدأ المسلمون
الله
الدعوة وخرج
ضربا
وأشرف
المحن
برسول
إلاثمانية
خطيبا
ضرب
هذه
وليتفقهوا
وأظهروا
لم
حتى
كل
منه
ايإت،
الجديد-
جهده
!
:
،
.
ويلتقون
ليتلقوا
من
من
من
دون
الله
فيقول
نعم
افتداء
بأس
له
كذلك، إلا ما نال
فادع
الده لها،
لها رسول
الله
فأسلصت(-)1
الترنية
في
القران لمحمد
ربيعة.
65
شديد.
وأراد بالفاسق
هذه
المحن
عزائمهم
وجعلت
قلوبهم
لأن
الضعف
القاسية صقلت منهم
آمنت
إيمان المسلمين ،وامتحنت
دعاة
حق
حقيقيين
يقولون
،
الإيمان وتطهرت صفت
والنفاق ،ونفوسهم
ما يفعلون
بنار العذاب
دده وحده
،
من
بعد أن دخلت
تجربة المحن.
وكانوا سبحانه
أن
يعلمون
هذه
وتعالى < :قل
عليكم
هداكم
أن
للإيمان >()1
المستوى المستوى
الرفيع الذي
استعداد
كان
قومية ،
ولم
وسوريا،
مصر
ثبتت قدميها على شيء"()2 يشهده
العالم ،ولن
يشهده
()1
الآية
( )2عن
كتاب
سورة
محمد
رسول
الله
66
ذلك
الجاهلية ،وهذا قال
السير
النبي على ،
ملموسة
أو
نهضة
تشعر
الوثنية العميقة التي
هذه
*
. لجو"ت
يمن
التنصير الوافدة عليها من
إلا بفضل
الحجرات
بين
صماء
لا يؤثر فيها
فيما بعد إلى مستوى
*
ادده
بعيدة
سياسي
أية بادرة
العربي هو
*
17
واتحاد
محاولات
فقد وصلوا
،بل
ظهور
ممر القرون ،وصمدت
ومع ذلك
من
قبل
هناك
أساس
في
منة
الإسلام ،وكما
دينية ،
تكن
باستعدادها لتقبل شنى وكان
عليه
العرب
بلاد العرب
هداية
إسلامكم
لأنها نقلة
بلغوه بفضل
"لم تكن
لتقبل
حيوبة
الذي
أية
وهذا
لا تمنوا علي
الهابط
وليم مور:
العقيدة
الدين
من
ادده
السحار.
الدعوة .
رفيع لم
إ
في
ومخمله
شلام مضحب
هذا الجو الممتلىء بالمحن
دعوة رسول اضطرابا
مج! ،وفي
الله
عظيما
كان
مصعب
من
الحوار
والعذاب
الذي
طريقه يدور
رسول
إلى
وتتفتح بصيرته شيئا فشيئا حين
يرى
عن عن
رؤية الحق ،رغم
نبوته ، له
بينهم
أتاهم
وبين
عيانا،
ولجوا
تسمعوا
لهذا
من
كان
والحيرة ،ويقاومون الحق
()1
،
عن
السرة
فعتوا
على
،
بات
عليه
يرى
دلائل
من
زعماء
الحق
أكثرهم
النبوية لابن
المنطق
هشام
عنجهية
.
67
في
قريش،
الجاهلي
ويرى
"وحال
الكفر،
نماذج
زعماء
رسول
وغيبية
وأبنائها،
يشهد
قريش
:
القران والغوا فيه لعلكم
ثم بعد ذلك
ولقد
وتصديقه
هم
عجز
تضطرب
الدعوة
ع!ي! وبين
سخافات
عقلية
قريش
.وكان
أنهم تبينوا صدق
أدلة
أتباعه
فيما
يسمع
من
الده
بين رسول
مقارعة الحق ،وحين
والدعايات حول
المرحلة التي كانت
الله
بما
ا
وتتهيأ للانتقام القاسي
يأخذ
لمحن
عنادها
الله
وموقع
الحسد
الده
،
فقال
منهم أمره
وتركوا
قائلهم :
لا
تغلبون "(.)1
يمزقهم
قريش نفوسهم وعنادا
حين
وعداء
الشك يفجأهم
لدعوة
الده
يستخفي
عن
عنادهم
العيون ليستمع
لآمنوا واهتدوا.
وأشاحوا وجوههم "روى هشام رسول
الله
منهم
مجلسا
يستمعون
غ!ي! وهو
،حتى
سفهائكم
وقال
حتى
إذا طلع مثل رجل
نبرح
رأيك سمعت
يصلي
من
ذات
الليل في لا يعلم
بمكان
الفجر
لبعص
وأبا جهل
تفرقوا،
،فأخذ
كل
صاحبه
فجمعهم
:لا تعودوا،
منهم
عرفت
حلفت
به كذلك
فباتوا يستمعون
ألا نعود،
في
بيته ،
من
أعرفها ولا
ما
،
فقال
فتعاهدوا
فقال
محمد، وأعرف يراد
فباتواالطريق،
إذا
فباتوا
فقال
الليلة
الثالثة
له حتى بعضهم
على
له،
أخذ
إذا طلع لبعض
ذلك
أخبرني
كانت
بعضهم
ثم
لا
:
تفرقوا.
أخذ عصاه ثم خرج
له :
رجل
يستمعون
الطريق ،
الطريق ،
بن
فلو رااكم بعض
إذا كانت
الأخنس بن شريق
فيما سمعت
معناها
،
فجمعهم
أبا سفيان
أشياء
مرة ،حتى
مجلسه
نتعاهد
إلى مجلسه
تفرقوا فجمعهم
ما قالوا أول
تفرقوا، حتى
رجل
الفجر
منهم
،
ليلة ليستمعوا من بيته
فيه -وكل
بعضهم
فلما أصبح أتى
أن أبا سفيان بن حرب
إذا طلع
عاد كل
الليلة
الفجر
ولكنهم
الشيطان
لأوقعتم في نفسه شيئا ،ثم انصرفوا ،حتى
الثانية
كل
اثروا صحبة
شريق ،خرجوا
يستمع
له
فتلاوموا،
بن
إلى
الكريم ،
الحق.
ابن إسحاق
والأخنس
لبعض
عن
.
القران
ولولا
حتى عن
يا أبا حنظلة
فقال :يا أبا ثعلبة والله لقد ما يراد بها،
بها،
.قال :ثم خرج
68
قال
من
وسمعت
الأخنس
عنده
حتى
:
أشياء وأتا
أتى
والذي
أبا جهل
ما
عليه
فدخل
من محمد؟ الشرف حتى
بيته
،فقال
فقال :ماذا سمعت
:أطعموا
فأطعمنا،
إذا تحاذينا على
يأتيه الوحي به أبدا،
من
ولا نصدقه
والعناد
الأخرق عقائد
تافهة :
وتيه .
والإنسان
السلطان
يتحكم
أصنام
،
لا
المجتمع
المعتقدات
رهان
مثل
كل
والجاهلية
حوله
له
المال .
وليس
وأية قيمة
لا تنطق
ولا
والتعصب
والله لا نؤمن
وتركه "(.)1
يوم
كرامة
فأعطينا،
قالوا :منا نبي
هذه؟
الأخنس
ومعبودات
قيمة
أو
؟
ندرك
ويسمع
وبنو عبد مناف
فحملنا ،وأعطوا
وكنا كفرسي
فمتى
الظالم ،
والجاه
في
وحملوا
،فقام عندها
يرى
،ما رأيك
؟! تنازعنا نحن
الركب
السماء،
وكان مصعب
هذه
:يا أبا الحكم
فيما سمعت
مثل هذا بكل ولا
إلا
الطيش
ما
تتحرك
ما
بقدر
والطيش
فيها من ،
وتخبط
يملك
هو
من
الذي
العقل أو التفكير ،فأية قيمة لكل لهذه
العقيدة التي تغير فيها وتبدل
المعبودات
حسب
؟
وأية قيمة
ما يحلو
لك
لهذه
وطبف
لرغباتك؟
لهذه
وأية قيمة
تتغير وتتبدل حسب
كل
هذه
العادات
أهواء السادة والزعماء؟
الأمور كانت
تحفر في نفس
والأعراف
تثير في
الفتى الشاب
()1
السيرة النبوية لابن
هشام
ذهنه تساؤلات
كبيرة ،وكانت
المنعم أخاديد عميقة من
والتعبير- عن
في
المجتمع
ما دامت
.
96
التفكير
ولم يعاني
يجد
مهربأ
صراعا
نعمة
وحسب
وبين كلمات
عن
ذاته ،
لاهبا بين
وجاه ،
ولم
من
محمد
يشعر
وصل
موروثاته
ونسب
عن
لقد
،
الجاهلية
ونفوذ
يشعر
لم
هذه التساؤلات ،ها هو يرى
بها تجمع الطيش
التعقل
لا
،
،
وتضيع
وتلعب
،
توافقا مع
للدعوة مصلحته
،
القوافل
يثير في
يجد
ورفاه وتنعم،
قبل
يجيب
أن
عشيرته ويغمرها
السادة ؟
التفكير.
وتثور
المظالم ،
لأن
فيها هذا
في
فمة الأهرامات الجاهلية من
.
بعيد فلم
ولم
يجد
أطاع مظلوما
واحدا الحق
من
الذي
لا تسنده
المعاندين
هؤلاء
تبينه ،إذا
عشيرته
نافض قوية
أو جماعة
إلى حقه.
الجاهلية هراء وظلم
إنها فاقدة سماوات
والبطون
الجديدة
قد توصل
كل
الحقوق
قد
،
فيها أهواء
وتقرر
رغبة المتربعين على
ورجع
وسلطان
ما فيها من
الندوة التي أوكلت
والتعصب
المنازعات
إلى
بكل
باستقرار
لا
،
القبائل والعشائر
إليه
وها
دينه الجديد!!
بالطمأنينة ،
المتناقضات
الأمر
،
هو
الروح
والقيم ،
تتلألأ بمصابيح والسارين
نفسه
في
الشوق
وضياع ،إنه بناء هش فاقدة
فتنة للناظرين .
ليالي
الصحراء
إلى تلك
إلى بعيد ،ويتعق في حبال
الضمير
والإحساس والقمر
الطويلة ،
.
الذي نعم
السماء ،يثير في
الغيب إلى قوة مبصرة
07
مهلهل، هذه يساير
كل
ذاك
فكوه النظر خارقة.
ويلتاه
ذرة
زال
! فما
إ
تائهة
زال
وإنما -بسخفها- أحجار
ابن
تافهة
الصحراء
لا تنظر
تبحت
تجعلها
تائها وضائعا
إلى
في
السماء،
الوطيء
أربابا تعبد-
أندية مكة وبيوتها ،وؤادت عن
لا تنظر
هذه
الأعلى
الأرض
،عن
التي تساوي
بالهمسات
الهمسات
الرمال
إلى
الوطيء من
فأية مذارك
ركائز القدر والإله المعبود؟ وسمع
بين
،
بين
المندهشة
وأصبحت
ما
أحاديث
في يومية
الأمين المبشر المنذر بدين جديد.
لقد كان مصعب قريش
وجهاء وأخلاقه
الشاب
الهاشمي
حول
ضجرة محمد-
إنها أودعته
حكمها
يعرف
وفتيانها يثنون عليه وعلى
ورجاحة
همسات
محمدا من قبل ،كما كان يسمع
عقله ،
من
وكم
قبل.
،وأحاديث
رنا إلى
صدقه أن
وأمانته وعفته
يكون
لكنه اليوم يسمع
يملؤها الغيظ والحقد،
مثيلا لهذا
شيئا
آخر:
وكلها تدور
الأمين -الذي أثنت عليه مكة كلها -بالأمس- كل
أماناتها
يوم تنازعت
واختارته -بطواعية
في وضع
الحجر
واستبشار-
الأسود وكادت
ليكون
أن تهرق
دماءها.
وتوالت
من
أنباء الدعوه
موقفها العنيد ضدها،
وتعدبهم
لتفتنهم
عن
تزداد كل
وكانت
تعادي
دينهم ،فكيف
محمدا
يوم ،
وقريش
تزيد
ودينه وتمنع النا!
به يستطيع
أن
يعلم
أمر
محمدإ؟
ووقف
محمد
رسول
الله
! 71
يوما على
الصفا ،فهتف:
يا صباحاه
يا بني
!
عبد
فاجتمعوا
،
المطلب
إليه ،
فقال
:
يا بني
عبد
مناف
أرأيتكم لو أخبرتكم مصدقي
أن
،
نعم
قال :فإني فقال
ما جربنا
عليك
نذير لكم
أبو لهب
نزلت
كيف
سورة
يتركون الهتهم ! كيف
عاداتهم
القديمة
يسمعوا
لليتيم
الفقير محمد،
لو كان
من
وزاد صخب
وأصغى
أجل
قريش
للصوت
لأصنام
وهناك ،تتسرب
الكامل في
في
!(.)1
الأمر الجديد،
ومتكبر ومصدق
لن يتنازلوا عن
ومتحير.
ولن
سلطانهم الهتهم
يتركوا
لأحد،
عن لن
وعاداتهم
إ.
ومن
ورالها قبائل أخرى
الليل وتسري
التاريخ لابن الأثيو.
72
.
قيادها للشيطان والهوى ولم
ولا تنفع ،وعل! هدوء
إلأ لهذا إ.
يتركون حياتهم وينسلخون
قلة لم تسلم
لا تضر
شديد!!
وتعجبوا من
متعجب
؟ لا ،لا،
( )1عن
اللهب
الناس هاجوا وماجوا،
ادله
عذاب
أما جمعتنا
وازداد اللغط بينهم ،بين
تركن
الجبل
أكنتم
كذبا.
بين يدي
:تبا لك،
قام .حتى
ولكن
حتى
تخرج
فاجتمعوا
بسفح
إليه ،
فقال
:
إ؟
قالوا :
ثم
خيلا
يا بني
،
فلان
،
يا بني
فلان
،
ايات مع
القران تتلى
انبثاق الفجر.
هنا
وأكلت الذي
الحيرة أكباد الآخرين
يتلى ،
الجاهليين
وترق
في
باليقظة ودفع
على
قلوبهم ،
نفوس
عن
وأعطوا
فأعطينا،
حتى
رهان ،
قالوا :منا نبي
سباق الجاه ،
سمع الرأي
إنه يسمع
الطاغوت
مناف
هذه؟
ويزداد خوف
ووراء ذلك
قريش
على
أبا جهل
الوليد بن
يأتيه الوحي
وهو
فأطعمنا،
الموسم
قومه
مصالح
على ،
ويقول
هؤلاء
فحملنا،
،وكنا كفرسي
السماء،
فمتى
ندرك
!إ".
الزعامة وتكالب
هكذا
يرى
على
أبو جهلإ!
وحكيمها،
لهم :يا معشر
وإن وفود العرب 73
وحملوا
الركب
من
به ولا نصدقه
فانية
والشيب
يقول ة تنازعنا نحن
المغيرة -كبير قريش
يخاطب
هذا
كل
إذا تحاذينا على
بمصالح
ويفكر في
الحياة
الفانية.
الدنيا ،وحرص
وتشبث
قد حضر
السليمة
ما يردده أكثر الجاهليين:
،أطعموا
والله لا نؤمن
فيها-
الفطر
الزعماء والدهماء
تشبثهم بقيم الأرض
الشرف
مثل
أحاديث
محمد،
زعيم
وبنو عبد
عقيدة
بين الأوثان والتقاليد ،وها هو-
الآلهة إتها واحدا"
ويسمع
القوم ،
وتنهار
وتبدأ
الثقيل عنها،
فيها هو وصحبه
الناس وكل
عيونهم
يفكر في أمر الدين الجديد،
مرة أخرى -يشهد
"أجمعل
يصغون
أكثر وأكثر.
ومرة أخرى التي يعيش
وتدمع
من
الركام الأسود
مصالحها
والشباب
كثير
فجاؤوا
إلى
هذا
ستقدم
ثم
وصاحب قريش
،إنه
عليكم
فيه،
وقد
بأمر صاحبكم
سمعوا
تختلفوا فيكذب
قالوا :فأنت قال
:
قالوا
بل
:
قال :
بزمزمة
:
قال :
()3
هذه
لقد
،
رأينا
،
الكهان
هو
فما
!
!
،
رأينا
لقد
الجنون
،
وعرفناه
فما
هو
()3؟
شاعر!!
لقد
بشاعر،
عرفنا
،ومبسوطه()3
فنقول
ساحر!
الكاهن
:كلام
خفي
الشعر
فما هو
:رجزه
كله
وهزجه،
،
بالشعر.
لا يفهم ،وسجعه
الكلام ينتهي
هو جعل
كالشعر. :
الأعضاء
في
هو
!
بنهايات ()2الخنق
بكاهن
ولا وسوسته
،ومقبوضه
()1زمزمة
!
بمجنون
فنقول
قالوا :
ما
،فقل
لنا رأيا نقل
به.
وأسمع.
مجنون
هو
قال :ما هو
!
شمس
وأقم
بعضا!!
ولا سجعه(.)1
ولا تخالجه
قالوا :
وقريضه
كاهن
فنقول
ما
فقولوا
والله
الكاهن
قالوا
بخنقه
أنتم
فيه رأيا واحدا،
بعضا ويرد قولكم بعضه
يا أبا عبد
نقول
لا
هذا،
بعضكم
فأجمعوا
ولا
نفس
الاختناق وتحركها
الذي بصورة
يصيب غير
المجنون إرادية
الإنسان .
الأسماء
لأنواع من
الشعر.
74
.
الوسوسة
.
التخالج :
ما
:
اختلاج
يلقيه
الشيطان
قال :ما هو
بنفثهم
بساحر،
قال
والله إن
:
لجناه(،)1
وزوجته
وبين
الحق
قريش
،
في
والغدق
:
قتل دم
المرء
فتفرقوا
عنه
بعد
الدين
النبوية
<ذرني
الروايات ):
الجناة
لابن
ومن
:
فيه
هشام
.
خلقت
.ومهدت
سارهقه
.
.
.ثم
إنه
قدر -ثم نظر .ثم عيس
إن هذا إلا سحو
وقد
وحيدا.
له تمهيدا
صعودا
ئمر
فكر
بمول وبين
هو
المرء
"(.)2
إنه العناد رغم الهدى
ملامح
التي لا يشوبها
زيف
والتفكير؟ هل
أجل
، أو
وقفت
مصالحها،
الكثير الشعب
والأطراف .
يجنى.
أنزل
الله تعالى
وجعلت يطمع
أن
وقدر.
وبسر.
يؤثر> (المدئر .)24- 11
75
،
بذلك
رؤية
ودينه إلأ من
إحدى الماء.
وأخيه
فرعه
أنه باطل
جاء
وتهافته ،
الضلال
محمد
لغدق
ساحر،
.فأين العقل والحق
كئير
لاياتنا عنيدا
هو
وسخفه
علامات
أصله
،وإن
شيئا إلا عرف
وبين
،
بتناقضه
(حسب
شهودا
هذا
تقولوا:
وعشيرته
رغم
وجه
السيرة
الايات : وبنين
،
وأبيه ،
وانتكاس
والغي
( )1الغدق :
()2
المرء
أو غموض
عن
المرء
الجاهلية
والتعصب
وهم
لقوله
به بين
منطق ابتلاج
لحلاوة
وإن
القول! فيه لأن
يفرق ،
يا أبا عبد
شمس؟!!
وما أنتم بقائلين من
أقرب
سحر
رأينا السحار
فما
ولا عقدهم.
قالوا :فما نقول
وإن
لقد
وسحرهم
هو
في
الوليد
له مالا ممدودا. أزيد
فقتل
.كلا
كيف
:إنه كاكأ
قدر.
ثم
ثم أدبر واستكبر .فقال :
وعنجهيتها؟ والسلطة
فأبو جهل
والمادة على
كبرياوه حتى
يغدو
والوليد بن بقول
الكهان
بشعر الضلال
،
الارتكاس القراار
وأقاويل
ولا وجود ونواديها، الحياة
بقول
،ثم
،فيضل
جبارا في
السحرة
كي
وأثقله
حمأة
،
ويشقى
الأرض
به محمد بوسوسة
ولا
جرف
شفا
حوله ،وركام من
لا ينطلق
القراار ليس الجنون
في
هار، الضلال
الضلال ،ويبحث
ظنه -فيقول :إنه سحر،
،
ويدفعه الذي
بين العناد
أثبته في
فيعود
أقرب
ولا
برزخ
قيودها،
عن
،ويعميه
.
من
البلغاء ،ويقف
يعود إلى
الجاهلية
-حسب
قتل كيف
والهدى
طاغيا
أو فصاحة
والجاه ،وضغط
في
حاقدا
ولا
والهدى
،
الحق
انتزاع الزعامة ،ويؤثر
المغيرة يقر بأن ما جاء
الشعراء،
الأرض
يخاف
الوجاهة
إلى
النعوت إلى قدر ،ثم
فقتل كيف
قدرإ!
وأقاويل
،
لا أثر فيها
فيها لحكمة وهذه حججها
للتفكير
أو حق، ضد
كل
محمد
أو
العقل
هذا
رسول
أو المنطق،
حديت الحق ،
قريش ودينه
دين
! .
أما
يكذبها
فى
الجانب
إلا ظالم
هذا النبي صلوات
ماض
الآخر،
الدلائل
فهناك
أو باغ أو مكابر، الده
عليه وصدق
والتي
تشهد
على
صدق
دعوته.
ناصع ،ونشأة طاهرة تصنع
76
الباهرة
التي
لا
على
عين
الله
الحفيظ
العليم ، يشهد
وحاضر
مشهود
أنه صادق
وكلام فيه
لم
قوة
ينطق
به بشر،
العقل ،
الإنسان ،وتحرك
والمؤمنون
حمأة
وانسلخوا يصبرون
على
والسخرية
دون
يصبرون
الذي
في
كل
وتجلد الدين ،
جعلهم
سمحاء.
آمنوا
الجديد،
بالدين
الظالم ،
الأذى والضرب
هذا
هؤلاء والهزء
أو متاع !! ومن
أجل
الأذى ؟ إنهم يترفعون عن
شمر ،وينأون عن أرفع
أعماق
الفحش
الأمثلة عن
والطيش
الإنسان ،الإنسان
رفعة في
المحن
وثبات
،
فوق
معاملة
الخلق ،سمو
الدنس على
،
وصبر
الحق
الناس
في على
وطمأنينة
،
أجمعين
،
فما
النفس، الأذى ، بهذا الذي
كذلك؟
وأي زعماء
رحبة
جاه أو سلطة
الحياة ،
ومعاملة
وتستجيش
الجاهلي
على
وإباء عن
عند
،فيه روح ،
جديدة
،
مجال إ!
إنهم كرام كرماء، وعزة
الطيش
كل
للناس
نفقده في كل
في
الصفوة
الذين
على
ويضربون
الروح
إلى
التعذيب ،
السيئات ،ويتجنبون والفساد،
ولن
سماوات
هذا
مطمع
يستطيع
وتمس
أشواقه
هؤلاء
من
أي
نصاعة
الماضي
.
تبهر
مطمع
لا يقل
عن
،
كله
فرق قريش
وظلت
بين هؤلاء وبين أبي جهل
والوليد بن المغيرة من
؟ .
اللهفة تتأجج
في
صدر 77
مصعب
،ووميض
الحق
يشتعل
في
وتتوالى هي
نفسه وفكره ،وصيحة
الأيام فتزيده يقينا بأن هذا
دعوة
والزيف
الحياة ،
دعوة
،
ولا
والضلال
وضغوطها
وروابطها
وعاد لغة
ليسمع
عرنية
فصيحة
،
خاصة والقوة
،إنها ذات ،
وجسده محلى <اقرأ
باسم
وربك
الأكرم
كلا
إن .
الرجعى
محلى
الهدى
يعلم
بأن
كاذبة
واسجد
()1سورة
ورؤى
أو
الده يرى
خاطئة
.
واقترب
وأن
يتحرر
يسمع
لم
ساحرة
من
دونه
الباطل
قيود
حوله
إلى
خلق
الجاهلية
علم
ليطغى
إن
!!
الذي
ينهى
أمر
بالتقوى
.
فليدع
كلا
.
لئن
ناديه
.
-
عبدا
.
لم
العلق.
78
وروحه
متحركة من
الإنسان
استغنى
-
إذا صلى
أرأيت
-
كذب
ينته لنسفعا
سندعو
>(.)1
يخاطبه
إن
أحاسيسه
،ويفتح
الإنسان
رآه
نكهة
وعقله
شاخصة
علم
ذات
أعمق
وضميره
-خلق
البشر،
هادرة بالحياة والحركة
عالم
كلها
بالقلم
مثلها،
تحاكي
مشاعره
وايات ،
الذي
أرأيت
.
كل
الذي
الإنسان
ما
هذه
القران الكريم ،إنه غير كلام
وروح
الكون
ربك
،
له أن
الفها لكنه
توقظ
.
بد
الحق
رنين وعذوبة
طرقات
مشاهد
من
جديد،
،وتحيل
الده
هو
،وأن
الدعوه
المادية الفانية.
ايات
،ومذاق
الدفينة
الإيمان تصرخ الحق
به وتصيح،
الزبانية
باهرة :
علق ما
إن
.
لم
إلى
أرأيت
بالناصية
كلا
اقرأ
يعلم.
ربك
إن
وتولى
.
عينيه
كان
.
ألم
.
ناصية
لا
تطعه
وتراءت يتحداهم مرة
له صورة
،ويتراجع
أخرى
النجم
مم
:
والترائب
<والسماء
الصدع
وأكيد
إنه الحق
ضاحكة
في
،
النبأ
سيعلمون مهادا؟
.
سباتا؟.
فوقكم
(
1
) هو
()2
.
فمهل
فالحق
وما
أمهلهم
السماء
بين الصلب
السرائر.
والأرض
.
إنهم
.
فما
له
ذات يكيدون
رويدا>(-)2
تتفتح
عن
نجوم
وأضواء
ماض
والجبال
وجعلنا
الليل
شدادا؟.
ولغطها وعنادها ،لا بأس
في
الطريق : هم
الذي سيعلمون .
وخلقناكم
لباسا؟
فيه !!.
وجعلنا
.
97
سراجا
يتساءلون .
<عم مختلفون
.كلا
ألم تجعل
الأرض
أزواجا؟
وجعلنا
أبو جهل.
سورة
هو
ضجيجها
ثم كلا
الطارق
تبلى
بالهزل
الطارق
.فلينظر الإنسان
من
الرجع
الكافرين
في
أوتادا؟
سبعا
! .
يوم
ما
؟.
يؤنسني-
العظيم ؟.
إ!.
أدراك
يخرج
ذات
،إنها الحياة ،إن
شيء
.
لقادرإ
فصل -
وما
يريد قتله ،ويسمع
لما عليها حافظ
والسماء
مكة ما زالت
ذلك
عن
كيدا
؟ كل
لكن
نفس
رجعه
لقول
يسجد
الماكر( )1الذي
ماء دافق !!.
تاصر.
إنه
الده
والطارق
من
إنه على
ولا .
.
خلق .
قوه
كيدا
الضال
الثاقب .إن كل
خلق؟
من
رسول
وهو
أمام المشركين
.
وجعلنا
النهار معاشا؟.
وهاجا؟
نومكم
وبنينا
وأنزلنا من
المعصرات إن
ماء ثجاجا؟
يوم الفصل
وفتحت
السماء ! .إن
سرابا! أحقابا.
جزاء
كان
لا
وكل
جهنم
كانت
يذوقون
فيها
الكون
والجبال
الحياة
الآسنة ؟
لا.
إنني
وأحقق
وجودي
الأرقم بن
وكانت
أبي
كثيرا، تجمع
وعبادة
(11
سورة
بردا
الجبال
للطاغين
ولا
شرابا.
لا يرجون
فكانت
مابا! .لابثين إلأ
حسابا
حميصا
فيها
وغساقا.
.وكذى بوا باياتنا كذابا.
نداء: كله
يسير،
،
أين
أأقطع
قادم ،
إنني
والجبال ،
يضطرب
أنا يا
ما
،وأجب
والسماء
الله
بيني عن
،
؟
أريد
حقيقة
ما
1أبقى
وبين
الحق
ضائعا
الأرض كي
الحياة ،
إنسانيتي ..
السماء مستنقع
في
والسماء
أتلظى أريد
كلها
أحلى
نداء
وهي
بنار الضلال أن
أجد
ومشى
؟
نفسي
نحو
دار
الأرقم.
دار الأرقم تقوم بجانب
وغدت
دروس
مرصادا!
وتناديني ؟ 1أتعامى
لا.
الصور
أبوابا .وسيرت
الأرض
الكون والأرض
تؤنسني
كانوا
في
فتأتون أفواجا.
أحصيناه كتابا>(.)1
كله
للإيمان ،
به حبا ونباتا وجنات
ميقاتا يوم ينفخ
فكانت
وفاقا .إنهم
شيء
.لنخرج
ألفافأ؟.
بيت
الإسلام
للمسلمين
الإيمان ،
ومنهج
الصفا،
الأول ،
الأوائل . الحركة
النبأ ا .28-
08
ولا تبعد عن
ومنطلق
يجتمعون الإسلامية
الكعبة
دعوته ، فيها، الأول
ومركز
ولتلقون على
يد
!رر،
رسول
الله
عصبية
رعناء،ولا
من مصالح
وفيها غنيمة
،
ابتسامة
صفوة
مشتهاة ،
ولا مصلحة
الأرض ،فيهم أبو بكر وعلي
وياسر والزبير وطلحة أجمعين
يجتمع
مؤمنون
وعلى
الحياة
مسحة وفي
والأمل ،
من
لم
قريبة أو بعيدة
وعثمان وبلال وعمار
وأبو عبيدة وصهيب
وجوههم
،
تجمعهم
،رضي
الله
النور ،وفي
نفوسهم
عنهم
طمأنينة
محياهم الرضوان
والحق.
ودخل
مصعب في
ومجاهدا
ليكون
سبيل
الده
السابقون بفتى قريش روت
لما
لنا أخبار
بلغه أن
الأرقم بق
إسلامه
فكتم
واستبشر
الرسول
!ي!
مصعب
الله
الأوائل :
!رر يدعو
الأرقم ،دخل من
خوفا
والصحابة
بق عمير.
المسلمين
رسول
أبي
،
واحدا
منهم ،
جنديا
وداعيا،
"أدت مصعب
إلى
عليه فأسلم
أمه وقومه ،
بق
الإسلام في
،وصدق
وكان
عمير
يختلف
به
دار
،وخرج
إلى
رسول
الله سرا(.)1
وكان من
السابقين للدخول
إلى الحبشة في النبوة
،
( )1عن ( )2عن
وهي
في
الهجرة الأولى التي كانت
السنة
الثانية من
إظهار
الطبقات الكبرى لابن سعد. الكامل في
الإسلام ،خاصة
التاريخ.
81
وأف هاجمر
في سنة خمس
الدعوة (.)2
والأرجح
من أ
ن
إسلامه كان في رسول
السنوات
الله بالدعوة
وأخفى انذاك ، الده
تصنعه
قريش
لكنه
على
إسلامه عن
انسجاما
في
الزمن ،
.
مصعب
منهج
لم
منهج
مع
حركتها،
في
الدعوة
بواكيرها،
وطإعة
كل
وأنه كان يشهد-
لأمر
يوم -ما
بالمسلمين.
أن
يستطع
يخفي
وفي
نوادي مكة ومن
أن
سلوكه
فها هو ينسحب
لياليها
الشباب
حياته كلهإ ،وتحاول
سيماء
يمنع
حياة العبث ومن
وحياء، من
إسلامه
إلأ لفترة قصيرة الإيمان
من
من يظهر
أن
وحياته.
من
منه إغضاء
ولعجب
أهله كما كان يفعل المسلمون
خاصة
لأنه لا يستطيع
وجهه
لرى
الثلاث الأولى للدعوة قبل أن يصدع
والمجون ،ويختفي
بين شبابها ،وأضحت وإعراضا
مظاهر
لم يكن
الجد
أمه أن تصل
من
فتيات مكة
لديه من
والوقار الذي
قبل،
بدأ يكسو
إلى ما يدور في
ابنها
نفس
فلا تتمكن.
ومصعب عميق الجميل
لقد
مضت
وجد
يزيد في جد
لم يلئم فيه من
،وطمأنينة
كانت
الحياة إمعانا ،وتلمح
غريبة
قبل،
حولت
ألامه السوالف
عبثه إلى
حلما
ولم يعد بينه وبينها صلة،
82
وعزم
أمه آثار
صارم تعقل
وغاب
وجهه
ووقار.
رهيبا وأشباحا
عن
يكسو
تفكير
رعناء،
شباب
مكة
وقد
من
صحبه قلب
وعن أمه الصارمة تلك الروح الجديدة التي سرت مصعب
غير تلك الأبد
،لقد أضحى التي تعودها
فليس
-
منهم
عبثه إلى جد، وأقلع عن
مجتمع
أبي
أول
الأرقم ،
ولينهي
ليكون
والوديان ، خليفة
نعمة
في
وبين
على
جديدة
الجاهلية
ومن
أجل
جاهلية ،كل
ذلك
وحكمة، ،
وسمر
بالشجر
قصة
،
وجه
الصراع ورأت
فيه روحها
دخل
لقد
في وأملها
المتناقضة النور في
السماء الضاحك وبالأرض
بالإنسان
دار
المحتدم
الصاخبة
والنجوم ، والطير،
قلبه
لأولوالسماء، كرمه
الذي
الله
.
ورضى
شامل
،وألذ من
خلع
الإسلام يوم دخل
للحق
عن
حقة ،وحياة كريمة طافحة المحرمة
في
المجتمع
بالقمر
الأرض
،
غرابة
إلى
إذا انقلب
الصخب
الجاهلية
فأضاء له الظلمات ،وكشف يأنس
ودعهم
إلى تعقل
وسهرات
خطوة
التي تفتحت
التي تخيم
بالجبال
فلا
حياة
.
وطمأنينتها،
مرة -وصار
وأنديتهم ،ولقد منه !! .
الجاهلية ،
الخلان
نفسه ،بين فطرته
الهابطة
بيوتهم
اليوم -وليسوا
إنه أسلم إ! وخطا
ومصيرها
في
عالم غير عالمهم ،وفي
وهزله إلى وقار ،وطيشه
الأهل ،ولعب
الأرقم بن
في
في
،
ورحمة
بالخير ،كل تعيم
ذلك
الضلالة
-إلى الأبد -على
جاهلية !!
83
واسعة
،
أطيب
وإنسانية
من فاكهة
الظالمة.
عتبة الإسلام كل
مرحلة الإعداد والمحن أسلم مصعب الصعاب
وتواجه
واضحة
لديه
حياته
المترفة
تعاني
حين كانت الدعوة في
من
عناد المشركين
يوم
أسلم
لكنه أحس
والعداء
قيود
وتفكيره لكي بين
وتربط
الإنسان -على
الأنس
وهو
من
الأرض
كله ،وتفتح
وأكوان،
-أيضا-
ليأنس
.
التصورات
هي
التي تحرر
مواهب
الإنسان
وتفتح
،
-وبين
وبصيرة
القوة المبدعة
ما بين الإنسان بها ويجد
يرى
أنه كان
انقضاض
القلة المؤمنة
والمطاردة في
هذه
إلا المؤمنون
وت!للق
الكون
التي
وما يحيط
بينه وبينها
به صلة
والمحبة.
ولا شك
على
الكون
مخلوقات
الدعوة وحدها
أرجاء
فضلا
عنها ركام
بأنس
عن
المضطهدة
ما لا يحتمله
،
تعاني
أبعاد الصورة
ما فيها-
الجديدة
المادة والأرض
يجوب
المهيمنة على من
بكل
بفطرته التي نفضت
الجاهلية الباطلة أن الإنسان
والدعوة
هذه
مرحلتها الأولى
وأذاهم .وكانت
الجاهلية
المرفهة -
الكيد والصد
من
:
والصبر
والتعذيب
هذا
الطريق
لذلك
كان
الرجال
يعلم
تكاليف
الجاهلية -بعصبيتها وجبروتها وحقدها- الصابرة ، ،ورغم
تكيل هذا
لها أنواع
فقد علم
،لأنها الحياة أو العذاب
إسلامه
والنساء،
إسلامه
،لا سيما
إسلاما الذين
واعيا،
84
الأذى
أن لا خيار ،الحق
إسلام
باعوا أنفسهم
والتسفيه للإنسان
أو الباطل.
الصفوة دثه عز
المختارة وجل
يوم
كانت
الدنيا في
هؤلاء
القلة نظرة
كاملة ،
جاهلية الحقد
ويوم
والكيد
سلطانها،
خارجون
مجتمعهم
ويوم كان
الجاهليون
فيها
القلة
ليطفئوا
المؤمنة
نور
الله بأفواههم
الذي أرسل ولوكره
بالمكاره ،
يأتي
لن
يرى
إلا في
الثه
،
عن
وسيلة يجتثون
الجديدة
نوره
:
ولوكره
<يريدون
الكافرون
ليظهره على
.هو
الدين كله
دعاة
مشقات
ظرف- .
الأب
الأرض
الذي
لثه
هداه
أمامه
والأخوة
( )1انظر تفسير الآيتين 8و 9من
85
وفق
من
،
من
الأقارب
دوما -بالخطر من
هداية
الناس
الصف
قضاء
،مشقات
.وتأتي
الثه له .
سورة
وعد
المشقة
-في
الله به
إلأ ادثه".
واضحة
والأم
محفوف
الغيب ،
الجاهلية التي تشعر-
الي نفسه -كداعية وإظهار
الذي
مع
لا يعلمه
الدعوة -
شاق،
النصر
الخفي
الطريق
من
طريق
وأن
غيب
أية بقعة من
الحق
عليه " -يعلم ان طريق
موعده
،وهو
ومن كل في
الله
بالصعاب
والعشيرة ،
والأصدقاء،
الملحة
والله متم
وفي كل
مملوء
"وكان
وجود
نور
-رضوان
الله وقدرهـوحكمته
الأهل
الدعوة
عن
منهج
المشركون >(.)1
هذا الظرف
عباده
شاذون
يبحثون
رسوله بالهدى ودين الحق
وكان مصعب
في
إرادة قومهم ،
ويطفئون
خارجون
عن
والأذى ،وأنهم
عن
،
كانت
الدنيا تنظر
إلى
هذه
في
من ونشر
الرغبة
ظلال
الرغبة دين
التي
القران
.
لا
تستطيع
أن
والجحود
تجد
الأمر ميسورا،
والإنكار،
"ولكنه -إلى مطمئنا
كل
إلى
جانب
رضوان
ضر،
ويزداد
ذلك -كان
يفعلوا
الله لم جحودهم
ران
ذلك
على
الحق ،وعميت تذوق
عن
الصبر،
عن
حدود
مستقيم >()2
كفورا>(.)3
()1
في
()2انظر
ظلال في
تفسير ()3
ولكن
الآية 3
القرآن
ظلال
سورة من
الداعية
ويبالغ
الحق
وإنما ،
والشيطان
أسماعهم
ذكر كان
بعد
عن
أن
سماع قلوبهم
كالأنعام بل هم أضل
سبيلا>(.)1
اتباع
إلا
الده على
في ،
استجابتهم
الله
يضله
والضلال ،ومن
وتعالى
-
المشاق
أو صدودهم
<إنا هديناه السبيل الله سبحانه
الحق
الطريق ،وتحمل
وطاقته .فالهدى يشأ
،
في
عن
رؤية الخير ،وأقفلت
،فهذا
تابعان لسنة
يشأ يجعله
إما شاكرا
لا يعفي
.
على
وإما
الداعية ولا
. القرآن وما كتبه مؤلفه
الانعام. سورة
يعرفوا
بايع
أو ضلالهم
الله التي لا تتبدل < :من
صراط
عن
وقد
واجبه
إلى
بالموت ،
وسكرت
التبليغ والمضي
الناس
عقيدته،
نعيم .وينسى
واتباعا للهوى
الضلال ،
عليه -
ودوام
أما هدى
لم
الإيمان ،وأضحوا
ولهذا
خارج
لأنهم
أبصارهم
فما
كل
والمحنة ".
لا سيما وأن الذين يصدون
عنادأ وإصرارا،
قلوبهم
يفوق
مطمئنا
الأذى وششهين
اليقين والثبات والصبر،
الصدود
البلاء وتزداد المشقة
الده الذي
فيستعذب
وتلاقي
والمكاره
الانسان .
86
رحمه
الله عن
هذه
الآية في
يعذره إدا قعد الخوف
عن
دعوته
أو اليأس من
وبهذا رسول
الوضوح
والجاهليين
يخطو
صدود
كان
.فكان
فيها خطوة
<إن
الته اشترى
الجنة
حقا
،
من
يقاتلون
في
نفسه
موقفه نقطة
في
حياته ،نقطة
مهمة
ربه عز وجل
رابحة مع
وماله ودنياه ابتغاء رضوانه
وجنته:
وأموالهم
أنفسهم
الله فيقتلون
والإنجيل
من
الجاهلية،
،صفقة
المؤمنين سبيل
دار
،
الأرقم
ويبايع
ما في هذه الكلمة من معنى (.)1
صفقة
في
التوراة
بذلك
الحياة بكل
يبيع فيها لثه سبحانه
يدخل
بذلك
إسلامه
وكان إسلامه -أيضا-
في
الناس وعنادهم وأذاهم.
مصعب
غ!ي! ،ويحدد
الثه
وتقاعس
تبليغها ،أو داخله
ويقتلون
والقران ،ومن
فاستبشروا ببيعكم الذي
أوفى
بايعتم به،
،
بأن وعدا
بعهده
وذلك
لهم عليه
من
هو
الثه؟
الفوز
العظيم >(.)3 وعرف وشعائره الخالق المسؤو!
-
من هذه وسلوكه سبحانه
إلى
إذا دعاكم ()2
وكل -
،ليستطيع
الأمر بالمعروف
()1انظر
البيعة
الآية 111
حياته ،
وفاء
سورة
منهج عز،
الاية :
لما يحييكم من
بالبيع ،
تحقيق
والنهي
تفسير
أنه ينبغي عليه صياغة
>
<يا
في
لتكون
ظلال
التوبة.
87
للتعامل
مؤهلة
وقياما بمقتضى الله في
المنكر،
أيها
نفسه ومشاعره
الذين
الأرض
وإقامة
امنوا
هذا ،عن حدود
استجيبوا
القرآن تفسير
سورة
مع
العهد طريق الثه في
لله وللرسول
الأنفال .
الأرض
على
الحامذيون
هدى
،
بالمعروف وبشر
السائحون
على
ونهاره
وأقلع
وكل
أعماله
التي لا تحصى سبيل
الله
يرضوا تصوراته
()1
الآية
على
يعلم
،في
يبتغى
عليه
دعوته ،
نشر فوق الله
في
فيها الدعوة
حدود
الله
به مؤمنا.
فقد
112
من
سورة
وتبرأ من
حامذ
والهدى
ليله لنعمه
،سائح
بقلب
خاشع
امر بالمعلوف مع
وناه
اعتبار مقتضيات يرسمه
الذي
أمر ،فحقت
رسول
له البشرى
من
كل أب
من
وجهته لا يروق
التوية.
88
عن
وجهتهم
لهم ،ومن
بقي
وأم
بالعقيدة ،لا سيما
اختلفت شكل
ما بينه وبين قربى ،
له مساس
إلى
كل
،
.
كانوا
كل
وترحاله والسبيل
في
أولي
شأن
راكع
وهي
دثه في
،
ساجد
الده،
المؤمن،
الله
عابد
رضوانه
أثقال! الطين ، حله
لحدود
إلى
وهو
غير
،
دعوته
بالحياة والإيمان
أن إسلامه
ومعتقداته
القائم بحق
بها
سيقطع
ولو
صفات
الآمرون
الداعية
.فلقد تاب
له الطمأنينة والرضوان
دنيا الكفر، وغيرهم
،
داع إلى
التي
،محافظ
وكان
لا
ويسمو
تمر
،
الله
وقضله
ربه
المنكر،
وحقت
المنكر،
والحافظون
هي
الساجدون
اثامها وشرورها،
الله ييغي
إلى
المرحلة
الراكعون
بها مصعب
عن
< :التائبون ، ،
وهذه
رضوان
التي تحلى
الجاهلية ،
عن
،
المؤمنين >(.)1
الصفات
يعرج
من
والناهون عن
الحريص
في
الده وبصيرة
العابدون ،
وأخوة
وأنهم ،
ثم
في
لن
وتبدلت اختلفت
ومصيره
طريقه
عن
الجنة ،باعوا من من
شيء مع
في
إن
والنسب ربه ،
لا تنشىء فقال
أحكم
رث
صالح
تكون
فلما
إن قال
يا نوح
:
الله
البيعة
الجحيم،
.
تقول
أهلي
له :
لك
"إن
الدم
قربى
الدلن ( :ونادى
وإن
إنه ليس
ما ليس
كل
يعقدوا
أصحاب
العقيدة ووشائج
! فلا تسالن
من
<وما
.
،فهم
آخرة
ابني من
عز وجل
يؤمنوا بالته ولم
الجديدة
رابطة
الحاكمين
غير
دنيا ولا في
وعقيدته
:
أجل لم
رضوان
آثام الكفر والشرك
ولا لقاء بينهما في
تصوره
.فالذين امنوا هم
أجلها ومن
دنياهم ،أما الذلن
وظلوا
الله
مصائرهم
أصحاب
وعدك من
الحق
أهلك
نوخ وأنت
! إنه عمل
به علم ،إني
أعظك
أ
ن
الجاهلين )(.)1
كان
تبين
استغفار له أنه
إبراهيم لأبيه إلا عن عدو
منه،
دله تبرأ
موعدة إن
وعدها إبراهيم
إياه
،
لأواه
حليم >(.)2
"إن
وعلى وكل ويعصم
ولاء المسلم
هذا
أساس وشيجة ، من
( )1الآيتان 46- 45 ( )2الآية 114
الولاء الموحد
وهذا
كل
من
ينبغي
أن
يتمحص
من سورة
للمسلمين
البيان للمسلمين
ضلالة ،وحسب
سورة
هود.
التوبة.
!9
دله الذي
يحسم
باعه نفسه،
تقوم كل كل
رابطة شبهة،
المؤمنين وليا ونصيرا رب
العالمين ،فهو مالك هداهم الثه
حتى
يبين لهم
له ملك
دون مرحلة
ولي
جديدة
وإمكانياته رسول المؤمنين
.
ع!ح،
ولمجتمعه
وانخلع
رسول
عشيرته
وأصدقائه
يعلم
ومصيره أن
الجاهلية
وإن خفيت تخفى
والزعماء،
الده
لمحمد
التجمع
ويحاول
هذا
سحق
القرآن
116-
إلا
إته
الله
الإسلام ،
-غ!ي! -
قائدا،
دون
الناشىء
الذي
المجتمع
سورة
.
09
التوبة
كيانه
لأنه كان حتى
النار.
كل
القادة
قام بقيادته حين
الذاتي خطر
اللقاء في
الوليد في
من
المنافقين فلن
الدرك
يدفع
،
أبدا،
الأسفل
وجوده
محمدا
بكل
من
عليه ( ،قبل
من
انسحب
قيادة
إخوانه
وأسرته
لا يجتمعان
عن
في
الثه وأن
أعين الناس في قلوب في
من
طاقاته
في
إخوته
في
ضدان
الصغير
الخارج
()1الآيتان 115 ظلال
رسول
الجاهلي
الجديد
الممثل
من
ليدخل
والإسلام
وللمجتمع
المجتمع
وأبيه ،
الجاهلية
،وصاحبها
،وما لكم
الممثلة
قبيلته وبلده .لقد
الجاهلية عن
على
فولاوه
وقف
من
لا
إ
ن
كان إسلام مصعب
ولدعوته
أن
لأمه
،من
لذلك
الإسلامي
شهادة
الولاء
شيء
ويميت
عليم .
نهائيا ،وولاء كاملا بكل
وتعالى ،
بعد
بكل
الثه
،يحيي
ولا نصير>".)1
واستسلاما
الله من
وحياته
والأرض
دثه سبحانه
الله
< :وما
ما يتقون ،إن
السماوات
من
الثه
الملك
كان
ليضل
الثه
قوما بعد إذ
معركة
حربية )،
نشأته ،
.وانظر ما كتب
هذا
ولكن
عنهما في
المجتمع رسول
الجديد كان أقوى
الده بين
متكامل والدم
أفراد
صلب، ويقوم
،
ضربات
المسلمين
تقوم الولاء
من
رابطة
وتحولوا
العقيدة
لقيادته
الجاهلية ،فقد اخى بذلنب
فيه مقام مقام
الربانية
مجتمع
إلى رابطة
الولاء
النسب من
للزعماء
الجاهلية.
ظلال
"في
القران " ما يلي:
"كانت الشدة ، بالخطر
ولادة الحركة تكد
فلم
الحقيقي
رسول
الده
يستمد
من سلطان
الأرض
رسول بالطاعة
يتهددها
" وما تمثله
الله
الله !د، لرسول
الله
"لم
قريث!
تكد
الخطر
الجديدة
وعلى
أرصدت
في
من
من
ثورة
دعوه على
الله
تحسس
"لا إله إلا كل
بالخطر
الده
سلطان
كل
طاغوت
الجدي
المجتمع ،
الذي
ويتمرد
والأوضاع
ويخرج
من
وذاك ؟
المجتمع
لها كل
-منذ
على
لا
في
المجتمع
قيادة
اليوم الأول -
القيادة الجاهلية
السائدة .
الجاهلية -ممثلة حتى
يدين
محمد
أرضي
،ومن تمرد نهائي على ،ثم
على
قريث!-
محك
الجديد الذي أنشأته هذه الدعوة تحت هذا
الممثلة في
وحتى
الذي
العضوي
الإسلامية
مكة
الجاهلية -ممثلة في
والفرار منه إلى
الحركي
بهذا
رحمه
عن
لمجتمع
ا
يقول الشهيد سيد قطب
ا
لله
هذ
ا
في كتابه الفذ
في
شنتها الجديد
ما في
قريث! حربا وعلى
أول شعواء
على
الدعوة
القيادة الجديدة
جعبتها من أذى
19
الأمر-
تحس
ومن
،
كيد ومن
حيلة .لقد انتفض
فتنة ومن الخطر
الذي
خطر
يتهدد
الموت عن
وهذا دعوة
هو
إلى
أساس
في تجمع التجمع
الشأن الطبيعي
جديد
في
الجاهلي
تعرض
كل
والفتنة بكل
فرد في
لم
يكن الده
يقدم
،
في
ابشع الصور
"وبذلك عودا
في
الضغوط .
أخرى
مكشوفا إلى
في
تكونت
وكان
من
الإسلام ،
بعض
الأحيان ".
النوع
هذا
فلم يكن
وقطع
فقد
لقدم على
الطريق
الشائك
29
أن
من
من
الجديد كثير من
لا إله إلا الثه الإسلامي
نذر نفسه
والغربة والعذاب
أصلب
كان
إلى
العناصر هذه
الجاهلية مرة
الأمر كله
الانتقال من الخطر
دثه،
والموت
التي لم تحتمل
دينها ،وارتدت قلملا،
الإسلامي
التجمع
،إلا كل
العربي ،فأما العناصر
فتن!
قبل،
إلى
والفتنة
الجديدة
للنقيض ".
شهادة
والانضمام
على
جديدة ،ويواجه
إهدار الدم في
والجوع
عن
يقوم
الدعوة
قيادة
للإسلام قاعدة صلبة
المجتمع
فقد
تمثلت
التجمع
على
الوليد ،والدينونة للقيادية الجديدة الأذى
جاهلي
النقيض
صنوفها إلى حد
رسول
وتهيأ لاحتمال
به الكائن
مجتمع
يتبع في تحركه
القديم مواجهة
الأحيان ،ويومئذ وان
الذي
الثه للعالمين
حركي
محمدا
العضوي
لا مفر منه ،كلما قامت
ربونية العباد للعباد ،وكلما
"وعندئذ للأذى
وجوده
ما يدفع
ليدفع
نفسه.
ربونية
من
التجمع بكل
الجاهلي
عن
نفسه
معروفا
الجاهلية
المرهوب
إلا
العناصر
الممتازة
الده السابقين
المختارة
من
والنادرة ،ليكونوا هم ليكونوا هم من
والفريدة
المهاجرين القاعدة الصلبة
القاعدة
التكوين ،
من
تلك
الصلبة
لهذا
لهذا
الدين
وهكذا
العناصر الدين
بعد
الفريدة
في
ذلك
اختار
مكة ،ثم
في
المدينة
الأنصار"(-)1
وكان مصعب أدركت
طبيعة
واحدا من
المعركة ،وعرفت
النقلة الخطرة والمشاق
التي
والآلام
واضحا
أمامه :
أقدم
حتى
معنى
عليها،
وتحمل
وجه
ربه -
وكان
المعذبين
من
بيد الغلمان في
وبحرمون
الإسلام ،وفهمت في
لقي
صور
بالنار ،ويجرون بالسياط ،
هذه
القاعدة الصلبة الواعية التي
الماء
سبيلها طريق
المضطهدين
دروب
والطعام
أبعاد
والنوم ،
الإيمان
،
مكة،
العبء
يحرقون
ويضربون
ويلقون
أشد
الأذى (.)3
مصعب
وكتم
أمره اكتشف الخارجين يطغي
عن
إسلامه
بعد حين .لأن قريشا كانت سلطانها،
المد الإسلامي
()1
انظر تفسير
سورة
()2
اقرأ ما جاء
عن
لمحمد
إذعانا لأمر رسول
الله
شديد،
لكي ويكتسح
الأنفال في تعذيب
كتاب
المسلمين
وفي كتاب
الشدائد ،وغيرهما من
تعيدهم
39
تترصد
أولئك
إلى حظيرتها،
قبل أن
جبروتها وطغيانها ،فها هو
ظلال في
كتاب
حياة الصحابة
الكتب.
آنذاك ،و!كن
القرآن
منهج
. القرآن في
التربية
الجزء الأول باب تحمل
مصعب
إلى دار الأرقم بين الحين والآخر ،ويؤدي
يذهب
عبادته ويتابع دعوته ،وبينما كان ،
العبدري
مرحلة
فأشاع
روى
من
الإسلام
ابن الأثير -في
فضلاء أسلم
،
خوفا
من
فبصر
به عثمان
فأخذوه بعد
بن
طلحة
بذلك
دار
يختلف
إلى
رسول
العبدري
يصلي
الأرقم بن الدعوة ،وكان
الأعلام
والاستيعاب
إلى
لقول " :إنه ظل
بحن
الروايات
-
الله
هاجر
محبوسا
إسلامه
سرا،
!ح
أهله وأمه، إلى
إلى
الأرقم في
،
وتهذيب
زمن
في
إسلامه
أوائل الذين أسلموا، تلك
يقوم بما عليه من
للزركلي
وكتم
إلى
المدينة
أن
هرب
الحبشة "(.)1
أنه كان من أبي
محبوسا
السابقين
،فأعلم أن
فقال :
".
خلافا
على
،
إسلامه
ومن
الأرقم
يزل
بقية الروايات
إلى أرض
أسد
الله غ!ي! في
،فلم
الأولى
ولا نجد
()1
الصحابة ورسول
فحبسوه
ولكن
تجمع
وابتدأت
الغابة -خبر
وخيارهم
أمه وقومه ،وكان
العقبة
وهاجر
بين
وأهله
،
بن
المحنة.
ولقد "كان
نبأ إسلامه
يصلي قومه
راه عثمان
طلحة
والإصابة
الأسماء
،
والطبقات
49
وأنه دخل
دار
الفترة السرية
عبادة وفروض
واللغات
.حيث
إنها
الكبرى
.
وأمور
،
وصفة
من
حياة
الدعوة ،
الصفوة
،
حتى
به عثمان بن طلحة
بصر
هاجر
إلى
وعذاب
،
من
أن
ذاق
وبعد
فكيف مصعب
الحبشة
مع
كانت رضي
عقب،
ولقد يرى
وقصفها التعرض
الجاهلية
وقد يعود وتشهق
وكانت
ودع
خطوة
ذلك
،
إلى إلى
لقد
له حياة جديدة
وعبودية وقيد -وملأ حب الدنيا وحب
الناس
حياته رأسا على الجديدة
،
فقد
ولم
فلم
يعد
من
يعد
من
يحضر
أندية
تجد
الإعجاب
يوم إسلامه مجونها
عنده القبول في
والغرام ،
ولم
تعد
امال قومه ومطامحهم.
وفساد
واحدة
وتتلظى
تماما،
تقوم على
والتقاليد ،إنها كفر
مصعب
-وغيره
والعقيدة
ولم تعد نساء قريش
تتوافق مع
كل
قلب
وكيف
واجهها
سلوكه.
ومبادلتها نظرات
جاهلية
نعرفه عن
إسلامه
بعد سجن
القاسية.
وما مداها؟
الجديد
اللاهين ،
وفسادها،
آماله ومطامحه
إنها
وتبدل
شبابها
لها،
-أن
للتصور
رأيناه يودع
بين
ويلات
المحنة
الأوائل
لأنه طبقا
تبدلت
المحنة
عنه؟ إن الذي
الله
مقاييسه
المسلمين
هذه
المسلمين
.وأكثر الروايات تتفق على الذين هاجروا
أنه
الشرك
وضياع
بالثه
الزعماء
وعبادة
.
،ولن
يملك
بعد
غير رجعة
الوراء لأنه يشعر
بأن
جهنم
العقيدة
ملأت
بعد موت، ادده
قلبه
ورسوله ، 59
قلبه
وروحا كيانه
وكانت
وفكره
طلقة
اليوم
تزمجر وحياته،
بعد سجن
،فنزع بذلك
هذه
أ
ن
حب
الاثار العميقة
الشاملة كافية لأن تظهره يخنق
أن
مشاعره
يستطيع
هل
نحو
جديدا
رجلا
النور الجديد
وهج
أن يخفي
بين قومه ؟ فهل ملأ قلبه
الذي
النور الذي
يستطيع
ودنياه
من
يشع
؟!
وجهه
المشرق ؟! يستطيع
هل
أن يخفي
والأونان والمعبودات
عزوفه ؟! هل
المزيفة
التام عن يملك
تقديس
أن يعود إلى مجون
الجاهلية وضلالها ومباذلها وفسادها مع صحبه
هل
يملك ترك
الذي
هل
يطيق
بل
والأهل
من
برسول
لم يكن
الده والعصبة
مستطاعا
سنة
الآخرة
أمام رضوان
أما من
الله
وامن
فأي
به حق
والمؤمنين ؟!
الذي
بايع
رضوانه وجنته ،بعد
عابرة بالنسبة للآخرة ،وأن
نعد.
وحسابها؟
الجاهليين،
عند المؤمن الشاب
قيمة
من
المؤمنة ؟!
باعه نفسه
من أجل
ابنها
؟!
ترهات
إيمانه ولقائه برسول
الدنيا لحظات مما
الغنية فيما تريد
زعماء قريش
أمام ربه الذي عن
؟!
العقيدة الصحيحة
بذل نفسه وماله وروحه
كألف
نعيم
يتراجع
ذلك
يقينه بأن الله
أن يسمع
يجرو
الإيمان أن
الله
الباطلة إلى
ومكرهم
هل
على
يطيع
عقيدتها
وأباطيلهم
كل
ان
أمه المتجبرة
الأصنام
يوما عند
للحياة الدنيا ولنعيمها أمام
وأية قيمة لاطايب
الدنيا ورضاء
الناس
الده ورحمته؟
الناحية الأخرى
،فقد كان
69
إسلامه
نقطة
تحول
أيضا
وانتقالا من ترى
حال
دعوة
الكامن حربا
وعلى
إلى
حال
الله تزداد
في
الدعوة
شعواء
على
،يوم كانت
برجالها
المؤمنين ،
عليها والذي الدعوة
يزداد مع
الجديدة
القيادة الجديدة ،كما
زمان ،واستعملت والفتن
ضد ،
والتعذيب
الجاهلية وهي
،
تعرف
في
التجمع
كل
وتعرض
والفتن والتعذيب ،حتى
أفراد الدعوة
عند
وصل
شنتها
الجديد،
مكان
العصبة المؤمنة الأولى كل جميع
الخطر
الزمن ،لذلك
وعلى
تفعل
لا تطيق
أن
وفي
كل
أنواع الكيد لهذه
بعضهم
المحنة
إلى حد
الموت (.)1
ولا بد لمصعب أيضا، أنواع
ويجتاز من
في
المحن
ويزداد يقينه على يتركوا
أن
قبلهم
فليعلمن
وحين
مصعب وكان
لكي
صدق
وقومه
()2
إيمانه ،
ويصدق
.
يفتنون
وليعلمن
بإسلامه
ولقد
روية
إسلامه،
الناس أن
فتنا
الذين
من
الكاذبين >(.)2
ابتدأت
المحنة ،
وتهيأ
وثبات ويقين للصبر عليها والثبات أمامها، المؤمن
( )1انظر كتاب حياة الصحابة الآيتان ا 2-
لا
صدقوا
الداعية الصادق
من
ولا
بد
له من
الشدة والمحنة < :أحسب
امنا وهم
أمه
أن يواجه هذه
العسير،
يصقل
الله الذين
علمت
رمز
الشاق
محك
يقولوا:
بكل
انتقاله
الطريق ،
هذا من
المحنة
سورة
الذي
الجزء الأول
العنكبوت
79
.
ص
لم ينكث
385
وما
ببيعته ،ولم
بعدها.
يرجمن إلى
إغراء أو يلتفت
الطراز الذي يسمو ومغرياتها،
أنواع ولنعد بمصعب
إلى
كانت
لديهم من
مصعب الفوارق
الضخمة
فتى
من
المحنة
-عز وجل
لنعرف
وينتصر
وسائل
لنرى
بين حياته في
في
النعال ،
لمة،
أحسن
الذي
التي
ولا ارق
حلة،
بن عمير
الشعح أحسن
ويقول
ما رأيت
ولا أنعم نعمة من
أبواه
ما يكون
الحضرمي
:
من
الإسلام .
وكان
مكة ،يلبس
عليها
لقيها
وحياته في
الطبقات الكبرى " :كان مصعب
الله
مهما
التي كان
المحنة
-ىلمجيم -يذكره
،
أجل
والتعذيب.
الصورة
وسبيبا (جمال
من
الحق
أمه مليئة كثيرة المال ،تكسوه
رسول
التي نزلت
يمتحن
أعداء
الجاهلية
الثياب وأمتنه؟ وكا+ن اعطر أهل وكان
المحنة
والرعب
قساوة
ومخاوفها
وقساوتها
على
استحضار
من
-وهو الفوز العظيم.
أبعاد
التخويف
شبابأ وجمالا
يحبانه ،وكانت
أوهاق الارض
للداعية المسلم
إسلامه ،
قال ابن سعد
.بل كان
وأبعادها
لا بد من
قبل
مكة
الله
التاريخ
فيجتاز
وقبل ذلك
فوق كل
المحن
،كنموذج
عقيدته ،
إلى
رضوان
فنالوا
خوف
واحدا
ذلك
مصعب
من بمكة
بن
عمير). وقال قطعة
عليه
الصلاة
نمرة قد وصلها
والسلام بإهاب
يوم
رأى
قد ردنه ثم
89
مصعبا وصله
لادما وعليه
إليها ،فلما راه
أصحاب من
النبي !ي! نكسوا
الثياب
عليه
ما يقدمونه
الثناء وقال
:
ورسوله
فسلم
له ،
"الحمددثه
هذا (يعني مصعبا)
من
فرد
ليقلب
وما بمكة
،ثم أخرجه
نعيما منه
رووسهم
رحمة
له
عليه
النبي
الدنيا
فتى من
الرغبة في
ذلك
،ليس
!ك!يرو ،وأحسن
بأهلها،
قريش
عندهم
لقد
رأيت
أنعم عند أبويه الله
الخير في حب
"(.)1
وجاء في
الروض
إسلامه من الكلف
ا؟نف
أنعم قريش يبيت
به .وكان
عن
للسهيلي
عيشا،
وأعطرهم
وقعب
الحيس()2
" :كان قبل
مصعب .وكانت عند
أمه شديدة
رأسه ،يستيقظ
فيأكل ".
في
وجاء النبي إلى نور
حلية
مصعب
لقد
،فدعاه
فدعاه حب
رأيته
حب
كنز العمال " :ولقد الله
الأولياء
الأسماء
()1طبقات
رأي!
عليه حلة
هذا
الرجل
يغذوانه
إلى
قال: الذي
بأطيب
قد
الطعام
ما ترون " وزاد كتاب
اشتريت
له بمائتي درهم،
ورسوله إلى ما ترون ".
" :وكان
ابن سعد
( )2القعب :قدح
بين
إلى
أبوين
الله ورسوله
وأعطانا النووي صورة واللغات
عمربن
،فقال " :انظروا
الله قلبه !!
والشراب
عن
الخطاب
نظر
أكثر وضوحا قبل إسلامه
في ترجمة
من خثب
عنه فقال في أنعم
فتى
تهذيب
بمكة ،وأجوده
مصعب.
مقعر.
99
الحبس
:تمر يخلط
بسمق
وأقط.
وأكمله
حلة،
شبابا وجمالا
كثيرا ،وكانت وكان كان
أعطر عليه
أمه تكسوه
أحسن
مكة ،ثم
انتهى
أهل
بردة مرقوعة
صورة
واضحة
.فمصعب
قومه . أعطاه
كل من
الله
الصقات
ذلك
،وكريم
ذروة
شباب
حتى
في
في
وهذا بعيد
وشبابه
صورة والنعمة
الإسلام
وسعة
الذروة ،
ذات
في
ويبالغان
في
والإسراف
أ
مكة في
إلى
الشباب
على
الذي
أعجبت
تمثل
أبلغ ما وصلت
.
يتبدل
فكيف
ما
،وجميل النسب.
أنه كان
في
خاصة
وأن
وغيرها،
تدليله وتنعيمه
ورعايته،
حين
يستيقظ،
ليأكله
به مكة، يفوح
بين
جانب
اليد ،ورفعة
عند رأسه
ولباسه ،والعطر
فريدة
ن
والتنعم والجاه
اللباس الجيد الفريد الناعم الجميل الفتى
إلى
والرعاية والإعجاب
الروايات السالفة جميعا
ويكرمانه ،
ليلبسه
جماله
حيث
الطلعة ،وروعة
كان الطعام الجيد يوضع هو
في
الثياب بمكة،
الرفاه
الذروة
الجاهلية جميعا
أبويه يحبانه
من
به الحال
من
السجايا،
لقد أجمعت
ما يكون
والعطف
كان
جمال
وكان
بفروة ".
والمال والنعيم الدنيوي في
وجودا،
أبواه يحبانه
حبا
يشرى
وليكون كل
منه في
فريدا
في
حين.
إليه الجاهلية هذا
له من
الحال
في
إلى
الرفاه الحال
الآخر؟!
ها نحن تنقلب
نرى أن هذه النعم التي كانت
نقما من
فيه قد تحول
الجاهليين
ضده
تحيطه
.والرعاية والرفاه الذي
إلى محنة عصيبة ،وفقر شديد،
001
في جاهليته
وظلم
تقفب
مجحف.
ولكنه
محل
مع
كل
ذلك
هذا الذي
وكان حين
فقد
يحس
يضع
وعقيدته
الخاوي
مع
،ويمتلىء
روى
مصعب
مصعب رسول
الله
رسول
يا
الأمس
زخارف
وثباتا.
الجديدة
علي
إسلامه،
بعد
بن أبي طالب
رسول
الله
كان ع!م!م
منه من
:كيف
حلة ،ووضعت
رضي
!ك!ي!؟ إذ
بفرو.
النعمة والذي إذا غدا
بكم
الله
طلع
علينا
فلما راه هو
اليوم
أحدكم
بين يديه صحفة،
الده
المؤونة
:
،
نحن
فقال
يومئذ
رسول
يومئذ"(.)1
( )1سنن
الأخرى
في
ورفعت
بيوتكم كما تستر الكعبة؟
رسول
ونكفي
الكفة
،
ما عليه إلا بردة له مرقوعة
الله
في
بكثير من
صورته
مع
!شيط بكى
،وسترت
للعبادة
ومحنه
وطمأنينة
سننه عن
للذي
وراح
قالوا
منكم
عمير،
قال
في
كفه
الميزان ،
قساوة المحنة التي واجهها.
"إنا لجلوس
بن
أخرى
الصادق
وفطرته السليمة،
الجاهلية في
وفقره
إلى
الترمذي في
قال:
حلة،
له في
سرورأ
لنتصور بعد ذلك
فيه ،ثم
الإسلامي
بؤسه
عاليأ،
الجاهلية.
ان حاله الجديدة أفضل
ولنعد مع
عنه
افتقده من
ما كان
الجديدة
كان يحس
ارتفع
بشعوره
كل
بإيمانه السامق
ليحل
الترمذي -باب
المناقب.
151
خير
الله
ع!ميم
منا
اليوم !
" :لأنتم
فنفرغ
اليوم
خير
وفي صحيح فكان
ثوبا،
إذا غطوا
رجليه خرج شيئا من
البخاري عن
خباب
به رأسه
خرجت
رأسه ،فقال رسول
عن
الحاكم
بردة ما تكاد تواريه ،ونكسط فردوا
عليه
رأيت
هذا
قريش
مثله ،
فقال
،
عند
الله
لا يأتي والروم ،
فيغدو
بقصعة
أو ذلك
النبي
خرج
-س!م خيرا
أحدكم وئراح
اليوم
وكذا في
بقصعة
؟ قال
لو تعلمون
يكرمانه
من
:
حتى
حلة ،
الده
رووسهم)
وأثنى
ابتغاء مرضاة
إلأ كذا
رسولط
الله
بن عمير رضي القوآ (أي
أبويه بمكة
ثم
عليكم
أما
عن:
الزبير قال :كان
بقباء ومعه نفر ،فقام مصعب
خير
رجلاه ،وإذا غطوا
"اجعلوا على
به
رجليه
الإذخر"(.)1
وعند
عليكم
أن مصعبا لم يترك إلأ
عليه
،
ادله ونصرة
ويروح
ثم
"بل أنتم اليوم خير
الدنيا ما أعلم
رسوله
عليه
فسلم،
قال
وما
"لقد
:
فتى
من
.أما إنه
ادله عليكم
فارس
حلة ،
ويغدى
في
" .قالوا يا رسول
عنه،
فجاء
وينغمانه،
يفتح
لمج! جالسأ
الله
:
منكم
نحن
ذلك
لاستراحت
اليوم
اليوم ،
أنفسكم
منها"(.)3 وروى
عمر-رضي
إهإب()3
( )1عن
كبش،
كتاب
( )2نقلا عن ()3
()4
الإهاب
عن
قد
الله عنه -أن تنطق
به من
مصعبا
أجل
حياة الصحابة (.)035 - 2 حياة الصحابة (-2
.)053
:الجلد.
سير أعلام
النبلاء
للذهبي -ترجمة مصعب.
201
كان
يلبس
إسلامه ( .)4وروى
سعدبن
أبي وقاص
مكة في حصار
وإن
بن
فلما أصابه
جلده
المحنة التي أصابت
الشعب ،فقال عن مصعب:
"فأما مصعب أبويه .
عن
فإنه كان
عمير
ما أصابنا
ليتطاير تطاير جلد
ان
يستطيع
المسلمين في
،
يمشي
لم
غلام
أشرف
ذلك،
يقو على
الحية ،ولقد
له
فنعرض
بمكة فلقد
رأيته ينقطع
ثم
القسي
بين رأيته
به فما
نحمله
على
عواتقنا"(-)1 وروي صائما-
أن عبد الرحمن يبكي
فجعل
إلا ثوبا واحدا.
الدنيا ،ثم
أخذ
ويحدثنا
بن عوف
،وقال :قتل حمزة
وقتل
إلا ثوبا واحدا.
مصعب
بن
لقد خشيت يبكي
ان
عن
إليه وعليه
وحلفت
تستظل تسقط
،ونهكت
فروة
جسمه
أصابه ،حتى
قد
رقعها،
أمه -حين
أسلم
وهاجر-
غجلت
من
الشدة
كان
رسول
لما كان
لن! طيباتنا
يعرف
يرجع إليها .فكانت تقف
السابق.
301
من
حاله قبل
ما غير الله
لونه،
ع!ي! ينظر
من
نعمته.
الأ تأكل ولا تشرب
مغشيا عليها .وكان بنوها يحشون
( )3 - 1المرجع
يوجد
ما نكفنه
به
بعدما ذكر
فيبكي
بظل حتى
يكون
مصعب
الإسلام ،فيقول " :فلما أسلم وأذهب
عمير
فلم فلم
نجد
ما نكفنه
به
(.)2
السهيلي
لحمه
اتي بطعام ليفطر -وكان
ولا
للشمس
حتى
فاها بشجار-
عود-
فيصبون
فيه الخشاء
وقيد في
الأصفاد بعد أن كان حرا سيدا "فأخذه أهله وقومه،
وحبسوه
فلم يزل محبوسا
وتجمع المحنة المسلمين
لسعة
ولكننا نرى المسلم القاسية
دورة
،
قاسيا،
إنما وتعذيبا
وجراحا
الشهادة .
ضرورية وليمتحن
صبره
يكون
وإلى
سماع
الخطب
كانت
الدروس
مستمرا،
لكي ويقينه
كل
هذا؟
الذي
في
هذه
بين
حاله.
يمثل
وكانت
يفهم
أصابته
الفارقة
والإسلام
أما دروس
،ولم
الداعية
هذه
الأيام
الدورة
فإنه
بطون
أبعادها في
والمواعظ ،أو رواية المشاهد واقعا
وفقرا
الأمور
بن
الإعداد-
إليه .
الدرس
ومناسبات
جانب
( )1الإصابة
مقاعد
هذه
لمصعب
طقوسا
بالنسبة
دائمة ،وأذى
كل
الجاهلية
اليوم -بمرحلة
على
أو من
بين
وكان
عمير
كالعلامة
الروايات أن مصعبا
تدريبية
لا يستلهمها
الممثلة .
هذه
يمر-
أن مصعب
إسملامه،
الفرق
من
كان
مبرحة
بعد
ثم صب
إلى أن هاجر إلى الحبشة "(.)1
الروايات كلها ع!ى
القاسية
الكتب
لئلا تموت ".
عليه العذاب ،
عمليا،
موحشا،
شديدا، كانت
يشحذ فلا يكون
وغربة
حتى
كانت مرة .
انتهى
ضرورية
وجوعا
به الأمر إلى
للدعاة ،
إيمانه فلا يكون نفاقا،
الاما
وليبتلي
وكانت
تجارة ،
إسلامه
فلا
-
لا بد أن
في تمييز الصحابة -ترجمة
401
نشير إلى
مصعب.
الفم
ق
الكبير بين
مصعب كان
وغيره أيضا ،لأن شدة ذاته ومحنة
عذابا بحد
لا تستهان
آنذاك كان يمثل نموذجا وتكوينه تلك
الفكري
الجماعة
للعالم
والنفسي
الحق
قواعد
تربية الإسلام الغنية
للمترفين
المرفهة
بأشخاصهم
،
،
كل
ولا
جحيم راحة
وكان
في
كل
ودعوات قواعد
الخادع
.لا،
طاقة ،ثم
التي
يتعلق
فتكون
للحياة
يجيء
عن
نموذجا
للمعجبين
،
مظاهر
وراء
قويا لا يضعف وشهواته
ماضيه
ولا
فيسقط
بكل
في
ما فيه من
الدين
وبايع تلك
درب
المحنة ،
لكي
ادده في
الدعوات
،لا بد من
في
،حتى النصر
بها الناس -
الدعوات
يوم دعي الحق
الكروب
والجاه
نفسه
هذا
سنة
من
بنوا
أبناء الطبقات
الساعين
إنه ودع
المرور
يعطينا
إسلامه
تقهره
يقينه "وهذه
ولا بد من
ولا بقية من
رخيصا،
،
ولا
أن
،
بعد
الفئة تمثل
الإنسانية ،الذين
والمال
تأنقهم
،وقف
لا بد له من
الشدائد،
في
هذه
،للمنعمين
القصور
وهناءة ،يوم دخل
إيمانه ويتعمق
الظاهرة
ذلك
يتخاذل
النعيم ولذة
الشباب
بأن كل
.ومجموع
يريد
صحابي
فطرته وشخصيته
الرفيع من
فمصعب
المبالغين
الحياة .رغم يتكاسل
والخلقي
لأبناء
.علما
فريدا حسب
الفريدة والطراز .
الفرق بين جاهليته وإسلامه
هزلا،
لا تبقى بعد
ذلك
اليأس كي
فلو كان
البيعة.
يصقل
بقية من من
كل
جهد أسبابه
لا يكون
النصر رخيصا
النصر
لقام
بدعوة لا تكلفه شيئا ،أو تكلفه القليل.
لا يجوز البشرية
أن
ومناهج
تكون ،
عبثا ولا لعبا،
ينبغي
صيانتها
فإنما هي
وحراستها
من
الأدعياء،
"إن
تربح
والأدعياء لا يحتملون
الدعوة
ربحا
إلى
معينا محدودا
عنها أصحابها والذي
الجاهلية
والاتباع في كل أنه لا يقوم إنما ينبغي
له أن
والأبيض أصحاب
الشهوات
التكاليف ،
ومع
إلى
ويجب وأن
ان
الله
طواغيت
يملكون
حتى
ترى
وجه
الأسود
الجماهير ذاتها
حرمانها
الدعوة
القوة
إلى
وتهديدها
من
هذه
الله كثيرة
المقاومة
الجاهلية
أيضا"(.)1
التكاليف تشعر
قلوب
والرضى
والاستبشار:
"فهي
والأنس
بجواره ،والأمن
في
جانبه وفي
( )1انظر ظلال
نفسه على
باستثارة شهواتها،
تطمئن
الوحدة
الله بالطاعة
مادية قريبة الأجل،
تأليب هذه
إليها في
يتخلى
الجاهلية-
ان يوطن
الله يريدون
يستيقنوا
الانضمام
هذه
وحيرة
لغير
بتجارة
أن
:
أن
ربحا وأيسر حصيلة.
الجماهير،
،
إما
وإما أن
المجتمعات
أنه يواجه
ويملكون
الدعوة إلى
كثيرة التكاليف
كل
أسود،
،
التي تدين
استخفاف
الدعوة
بأن أصحاب
أقرب
ولا يقوم
يستيقن
الأجل
الأرض
الله في
هي
مريحة
ويملكون
.
هذه
قصيرة
زمان أو مكان ، -يجب
برحلة
على
في
بالدعوة إلى
والمجتمعات
أبيض
تجارة
إلى تجارة أخرى
ينهض
والمال ،
تكاليف
الله ليست
الدعوة ".
الطريق
المؤمنين بالاطمئنان
بإحساسها حماه
بإدراك الحكمة
القرآن -آخر تفسير سورة يوسف
601
في
بالصلة بالته
،تطمئن
الخلق
من
قلق
والمبدأ
عليه السلام .
وتطمئن
والمصير.
كل
بالشعور بالحماية من
شر
ضرر
ومن
إلا بما يشاء،
على
البلاء .وتطمئن
برحمته
الدنيا والآخرة < .ألا
مصعب
وكان ومخاوف ورغم
،
ورغم
من
أجل
ما
من
"إنها محنة من
مظاهر
تدفعه
البؤس
والسلطان
النعمة
وحملة
العقيدة يعانون الشقاء والعذاب
القلوب
يأتي
ولكن ،ويطرد
يغرنك
تقلب
جهنم
وبئس
الشيطان
كفروا
المهاد>(.)2 الذين
اتقوا
في
( )2الآيتان (691
)791-
من
رائحة
،وتفوح
701
ال عمران .
أيدي
يشفي
غلة
الجنة < :لا
المتاع تجري
في
الحق
قليل ،ثم
هذا
الرعد.
سورة
أصحاب
مطمئنا،
ربهم لهم جنات
السابق -تفسير سورة
الكفرة
والتمكيل على
البلاد .متاع
وفي
منها
ليغدو المؤمن في
بينما
مقابل
ما حوله
،فيحرم
هؤلاء
نداء الله قويا واضحا
وسوسة
الذين
الذاهب <:لكن
( )1المصدر
مع
والعذاب
،
العيش ،ويقاسي
يعيش
والمال
أولئك ؟
والراحة
يرى
شظف
.
جبروت
المؤمن
والشهوات
التساؤل :كيف
من
والفقر
والمطاردة ،حتى
كفرهم
والستر في
والرفاه .
-عندما
،ويعاني بعد ذلك
إلى
بالابتلاء
ما حوله
النعم والراحة
والجهد
والصبر
القلوب >(.)1
رغم
به من
النعمة والمكانة
الحرمان والعذاب حيرة
نزل
الرضى
تطمئن
الده
كبيرة -لا شك
العقيدة
قد
في
اعتداء ومن
الهداية والرزق
مطمئنا راضيا،
ما فقده
مظاهر
بذكر
مع
كل
كل
مأواهم
القليل
من تحتها
خالدين
الأنهار،
فيها،
للأبرار>( )1وكان مستيقن
من
-دون
سلطان
وبعده
الراحة . الطريق
في
،
للثمرات
لأنه طريق
كثيرة :
الصبر
وجهلهم ،وسوء
على
والتوالهم
حافل
على
شهوات
ونقصها،
شهوات
تصورهم
"زاد
والإيذاء
وضعفها
والصبر
وغرورهم
شاق،
والأشلاء
ومطامحها،
قريب ،
إلا بالصبر
طويل
بالدماء
أشياء
وأثرتهم
على
وغلبة
قلة الناصر الشيطان
()1
ذلك
النعمة ،وهو
الناس
وانحراف واستعجالهم
" .
"والصبر
في
الباطل
تغنج
الشهوة ،وتصعير
وضعف
المعين ،
ساعات
الكرب
لهذا كله ،وما تثيره في
الألم والغيظ
الآية
يصل
قليل وزائل،
الله فهو
إلى
مفروش
على
وضعفهم
طباعهم
من
أما رضوان
الدعوة ، ،
كلها،
وهو
والدنيا بما فيها
ولذة ومتاع إنما هو
ولا
وملالتها من
ونقصهم
الجهاد
هذه
كل
،
عند
أنواع المحن
-بأن الجاهلية
المهاد.
الخلد،
الصبر
يواجه
ورغائبها وأطماعها
وعجلتها
الشر،
أدنى
والأشواك
والابتلاء.
النفس
شلب
وبئ!ص
وهو
من
مصعب
ونعيم ومال
جهنم
بالعقبات
نزلا
عند
الله
وما
ادله خير
891
من
والحنق
سورة
والضيق
ال عمران
801
،
ووقاحة
الغرور
الطغيان
والخيلاء،
وطول
،وضعف
والصبر
على
الطريق ،ووساوس
والضيق ، النفس
،
وانتعاش
من
والصبر
على
انفعالات
مرارة
متنوعة.
الثقة -أحيانا -في
وانظر تفسيرها في
الظلال .
الخير،
وقلة
والسأم
واليأس في
النفس
في
القدرة
وشكر،
على
طمأنينة
"والصبر على في
هذا
فالكلمات
لا تنقل
"ولا بد أيضا
في
ويمضي وأعظم
المدلول
عانى
لقدره ،ورد
أن يضعف
لا تصوره
الحقيقي
مشقات
دوام
من
من
ولا يدرك مشاق
هذا
الأمر كله
إليه
حقيقة
لهذه
السالك
الكلمات
،
المعاناة ،إنما يدرك
الطريق وتذوقها:
فإذا كان
الصبر،
الطريق ،فما أجدر المضي
اليقظ في
،ويحرسه
هنا ومن
السراء
مثله -مما يصادف
في
الحق
انفعالات ،
الباطل
أن يكون
يصر
ويصبر
أشد
إصرارا
الطريق ".
"والتقوى لا بد أن تصاحب فهي
اندفاع إلى
الانتقام
،
" .
صبرا على
الحارس
واستقبال
الرجاء
"-
الطويل ،
ومرارات
كله -على
ضبط
الاعتداء ،والبقاء في
بإدله واستسلام
هذا المدلول من وتجارب
والغلبة ،
هذا كله -وعلى
الطريق
،
إلى
وثقة وخشوع
ذلك
خيلاء وبدون
الحق
صلة
-بعد
والانتصار
وبدون
القصاص
والضراء
-أحيانا-
-أحيانا -والصبر
ساعة
في تواضع وتجاوز
الرجاء
في
الفطرة
البشرية ،
والملل
المصابرة والجهد
الضمير،
أن يعتدي
يحرسه ويحرسه
والجهاد،
أن يغفل ،ويحرسه الطريق
أن يحيد عن
هنا". الحاجة الطريق
،
إلى هذا ولعالج
الحارس
الانفعالات
901
اليقظ إلا من المتناقضة
يعاني
المتكاثرة
المتواكبة في
وكان
شتى
وأوفاه ،وكان وكان
الحالات
مصعب
وشتى
مجهدا
يقظا تقيا في
داعيا أحسن
ولقد واجهته محن
في
وبذخا
رأينا كيف
المال
كثيرة هذه
يفعل حالة
الفقر
الخشن
()1
،
،
على
سلوكه
المحن
كان
النفقة ،ورعاية
من
الأبوين
وها
هو
،بل
بعد
إسلامه
عمدت
لكي
يعلم أن إسلامه والحرمان ومن
ومع
،
اللباس
ذلك
:غنى ،
يغدو
ورفاهية
وثروة
لا مال
تتيح
يعود
سيكلفه ومن
فقد
انظر الظلال -اخر تفسير سورة
آل عمران
011
.
ذلك
إلى
اللباس
هذا
لكنه
لم
الغنى إلى
والنعم ،
كل
ينفق
،إلى حزمانه
إلى
الرقيق
تنازل عن
له أن
جاهليته ،
الانتقال من
الرفاه
الجميل
إلى
وتنعمإ،
له ولا متاع ،ولا
أمه القوية المتعجرفة
والثروة والمتاع
،وكان
والخشونة
الداعية،
أهمها:
في
ولا لباس
من
المجاهد
تقواه حارسا
جاهليته
يشاء-
بيت
أمثل
الفقر:
في
كيف
كان
الصبر
أحد.
نماذج من
فلقد
صابرا
ما يكون
كافة أموره ،وظل
وتصرفاته إلى أن استشهد
ا-محنة
اللحظات
مثالا لهذا كله .فقد
"(.)1
الشظف المرقع
المتاع راضيا
مطمئنا،
تفتنه
ولم
والرفاه ،
الثروة
تجذبه
ولم
مظاهر
كل
الحياة الناعمة-
وليت
يفتنهبم المال
الذين
وتغريهم
العصور ،يأخذون درسا من مصعب للغنى
ورضى
على
بالفقر،
المادة ،
الجاهلية ،
المال ،
فيغرقون
ويركنون إلى طيباتها ،ويرضون عقيدتهم
وينسون طريق من
الدعوة
إلى
الإسلام ،
والراحة .إنهم طريق
المحنة ،
صورة
النفاق
ودعوتهم الله
،
وصور حين
ويرتكسون
ويستسلم ويسير
لأحلامها فيها مع
وكم ذلك مشاق
من
سقط
في
ويخدعون
عن
وتخفى
هذه
إلى حمأة
درب
الشيطانية ،
لإخوانهم بمظاهر
في
ممسوخة بالمال
ويأنسون
في
الحياة يسقطون
الجاهلية ،ولقتربون
من
الرشاد.
ربما كانت ،
الدنيا،
ما عدا ذلك،
ظهورهم
الدعوة ،
تغريهم
الحياة
كل
أنفسهم
عن
في
إن النعمة والمال محنة والفاقة ،
بهرج
.ويديرون
شوهاء
،ويضيعون
فكيف
مع
،
العقيدة
بالذين
بأطايبها عن
يستسلمون
لأنها تخدع
،حيث
في
كان إسلامه هجرا
وإيثارا للفاقة والحرمان
النعم والرفاه مع ويفتنهم
المادة
شتى
حتى ويخدع
محنة
أقسى
من
يركن
إليها المسلم،
بمظاهرها
الفقر
الناعمة،
هواه .
في
هذه
المحنة أناس ،وكم
رجال ،طالما ادعوا الإيمان والوعي
الطريق. 111
فثل والصبر
بسبب على
الجاه والمكانة:
- 2محنة
وواجهت النصوص في
الرفيعة في ذلك
بصورة
جاهليته ، الجاهلية .
فهم
من
أمه
بنا ،نرى لا
مظاهر
-خاصة
ومكانة
محنة
التي مرت
يحتلها
وغير
مصعبا
الجاه والمكانة ،
سيما
السلطة
القوية الثرية .ومع
أن
سيدا
والإهانة
كريما بعد
والسخرية
والاحترام
من
العطف
في
بلده وبيته وفي
الرداء الخادع لا يعادل
الذي
الإسلام
مقياس سلطانها
بينه وبين
ويجمع
كان
أن
مكان
المسلمين
على
أساس
طاقات
المطاع
التعذيب
من
وحرم
العشيرة ،وطورد
يتردد في
،
هذا
خلع
الشرك
وأصبح
هذا
والباطل هو
مقياسه الجاهلية
أو
فارغ .
التي تخلى الصابرين
المجاهدين
أفراد هذا
عن
لا يأبه بدعاوى
عنها قد
العقيدة
كل
به أنواع
لم
بعوضة
الذي
بني
عبد
الدار،
الامر الناهي ،
أساس
الله جناح
ولا
ننس
سجينا مقيدا بعد
ونبذ من
-ولكنه
يقوم على
والإيمان ،
الروابط
ونزلت
الندوة ، مكانته
تخلى
تردد ،وأصبح
قومه ،
أو باطلها لأنه طاغوت
إن هذه
يقوم
عند
ذلك
والمعونة ،
كل
الذي
وشباب فقد
لها مكانتها
وأصحاب
الجاهلية ،
-بين شباب
عند
عشيرة
اللواء،
مكة
ومن
المكانة الرفيعة التي كان
وأنه من
حملة
الجاه الباطل بعد إسلامه دون كان
تلك
مراجعة
الربانية
المجتمع
112
،
استبدلها ،هذا
فيحفظ
المتآخي
برباط الرباط
كرامة
من
الأخوة الذي
الإنسان ،
أجل
الحق
للحياة
والخير والعشيرة
وكم عمرو يؤمن
يضيع بن
رجال
في
هشام ( )1الذي
رفض
يسقط
الجاه
يوضحها
كما
عنادا وحبا في
الجاه والمكانة
وجهلا
الخطير
هذا
في
بالقيمة
ضاع
السلطة
والسلطان
ان
.
المنزلق الخطير
رغبة
الحياة
التي
في
الحقيقة
التصور الإسلامي.
الذي
بيعته إذا لم
وسلوكه
هذا
المنعطف
-اليوم -أناس
الزائل ،
والداعية
حينما
الأرضي.
هذا
،لأنه سيخسر
وكم في
الإنسانية عامة ،
والقبيلة والسلطان
ورفض
للمال
العبودية
والجاه
يتخل
يبايع
الله
عن
لن
بيعته الصادقة
وفيا في
يكون
وشائج
الجاهلية واثارها وضغوطها
تتعارض
مع
العقيدة ،إن
تصوره
يمتص
من
دم إيمانه ومن
بقاء الار الجاهلية
سلامة تصوره
في
على
ويقضي
إسلامه بعد حين. الأهل
-3محئة
ولقد علمنا من تبذل
له كل
أبواه يحبانه الثياب
(
1
) هو
. .
ما من
والأقارب
النصوص
السابقة -أيضا -كيف
شأنه ان يدخل
ويغذوانه
ويحضران
والعشيرة
له
:
أطيب أجود
أبو جهل.
113
السرور إلى قلبه "وكان
الطعام ، ما
كانت
أمه
تعرفه
ويلبسانه العرب
من
أجمل النعال "
وظفر
بمحبة
حتى
كان
يستيقظ
لم يظفر
الطعام يوضع
.ولهذا
وبدافع
حبها
الذي خلع
إسلامه
كان
الأعمى
-كما زعصت
ترك
بمثلها إلا القليل من
،
راحتعن
له عند صدمة
وبدافع
تصب
رأسه
من
نقمتها
من
في
والوقوف
حر
ولصب
فيه الطعام لتأكل وتقوبد على
وثروتها،
أسلم ،لأنها كانت
تتعارض الجاهليين
أهله ،
الله
،ونزع
فالنسب
غيرقانون
ترى
جديد،
حياته
المجتمع سلطان
حدا
على
أساس
جديدة
قائمة على
الأرض
وبرز
وأرباب
سيجعله
ذلك
114
بين حين
بينه وبين
يفترق
الإسلامية ،
تصرفه
عن
وينظر
الإيمان وطاعة
وطاغوت
الجاهلية ،وقانون
في
عندما
-
العقيدة
الشرك
وقوة
الدم والنسب
وأبناء عشيرة
إسلامه
هذه
المسلم
فاصلا
إلى
الشجار،
لمكانته!
يتحول
يعلم
نظرة
فمها
-
خاف
ابنها مصعبا
أن
اليوم غير نسب
الأمس ،
،وأنه يضع
ة
،حتى
الجاهلية ،
يوم -كيف
قربى
العاق
البقاء .إن خناس
لا يأبه بروابط
وإسلامه
مصعب
في
ولدها
بها الأمر
في
أنها فقدت
-كل
ولو كانوا أولي
ويصوغ
إلى صلات
الجانب
شعرت
إنسان عقيدته
وكان
عقوق
الشمس
الهلاك .فكانوا يضعون
المرأة العنيفة المرهوبة
مع
على
حين
إنسان.
جام غضبها على ولدها -
أولادها
يوم واخر
حتى
عنيفة لأمه قبل كل
عليها
إلى
يأكل
كاهله محبتها لجاهليتها ،ووصل
الطعام والشراب
شخصيتها
أمه وأبيه وعشيرته،
الناس .
القرابة والوشالج
حتى
بدأ يطمع
بهداية أمه ،
وطلب
بخطواته
إلى
ومعصية
الده
وعلى
منها أن
تخطو
إلى
الجاهلية ،لأن
طاعة
قرابته تعني
ولقاء
،
أساس
ذلك، جاء
بل من
العقبة
في
المدينة من
بقدومه
رسول ،
أمه ،
بعد؟!
قال
رضي
الده لنفسه الحبشة
فأرادت
فاشهدي
قالت
، لي
مصعب ان
:
ومرة
:
"يا
.
.
لا إته إلا
والثواقب،
وحين
.
فقال
أنت
فاذهب
إني
الده .
.
حول
وأن
لا أدخل
115
ما
شكرت
:
أفر
بديني
حبستني
لك
في
من
.
أن
وجعلت
دينك
الذي
على تبكي
ورسوله
فيزرى
مرة
تفتنوني.
،وعليك عبده
الصبأة
رثيتك!
لأحرضن
ناصح
محمدا
المدينة،
الإسلام
ما
لا
ع!ي!".
الله
عليه
أمه
أنا فيه
مهمته في
وهو
مكة،
تعلم
بلدا
رسول
ما أنت
لشأنك
وهنا
أتقدم
الده ع!بط ،
:
الله بيعة
بلده الحبيب
قبل
لعلى
قالت
بيثرب
:يا أمه
عاق
الده
رسول
فقال :لئن قالت
:
تفهم
توا إلى منزل رسول
المدينة
لأبدأ بأحد
دين
:
تستطع
أمه
أن
من ابنها مصعب
فى
:إنك
ولرسوله .
حبسه
يتعرض
فقال
وتقول
:أنا على
إلا في
صرح
الإسلام
الناس في
انتهى من إخبار رسول
إلى
بأرض
عمله
فقالت
طاعة
الجاهلية
معهم -ذهب
فقال :ما كنت
وحين ذهب
إليه
الإسلام .لا أن
الأنصار ليبايعوا رسول
أحدا من
الده بما
فترسل
تبدأ بي؟!
أن تجن
-وكان مصعب
الثانية
وأخبر
الإسلام .ولم
كادت
غ!ح قبل أن يرى
الله
من
القرابة لن
عقيدة
يكون
يعرد
قتل إ
! .
شفيق، ! .
برأيي ،
ويضعف
أدعك
عقلي ،ولكني
عليه .وأقيم على
وما أنت
ديني (.)1
وهذه الحادثة تدل بوضوح على
الداعية المسلم
أو بعيد في الفاصل كان
جانب
الاخر، أبناءهم
أو
،
فهناك هذه
إخوانهم
وهناك
فلا
،
طريق
إليه
السبل ،
،
إذا وشيجة
الوشيجة
يؤدي
من
وأن
< :
فتفرق
النظام الإسلامي
صلة
وهناك
شريعة
يصل
(!2
الآية 22
أحسن هي
( )3الآية 153 ()4
الآية
05
من من
سورة سورة
الناس
من
في
الده
الله
الده
ترجمة مصعب.
المائدة .
116
بالته واليوم أباءهم
أو
فإ،ذا انبتت
،
،
وكل
طريق
فاتبعوه ،
وهناك
نظام
فهو جاهلية
حكما
اخر
لا
ولا تتبعوا واحد
< :
هو
أفحكم
لقوم يوقنون >
شريعة الله وما عداها
.
وأنه
.
النظم
المجادلة. الأنعام
،
من
ذلك
،لا سيما
ولو كانوا:
مستقيما
من
( )1الطبقات الكبرى لابن سعد، من
وأي
قوما يؤمنون
سبيله >(.)3
وما عداه
سورة
إلى
صراطي
عن
واحدة
مودة
مصعب
قريب
"(.)2
تربط
ولا
هذا
الجاهلية يبغون ؟ ومن
تجد
عشيرتهم
واحدة
بكم
كما
فعل
الده ورسوله
أو
واحد
أمه وأباه وعشيرته
<لا
حاد
الذي تفرضه
والجاهلية ،فلا بد حينها
بينه وبينهم
قوله تعالى :
يوادون
يرى
الطغيان
الحاسم
يسمع
،حين
على
التغير
العقيدة
فهو هوى
ا
) :
< ثم جعلناك
على
الذين لا يعلمون الضلال
فهو
تصرفون
شرعة
< :فماذا
الذين
للمسلم
كان
وشائج
الحق
لا يتعدد، إلا الضلال
فأنى
؟
عقيدته
رفع
قرابة
ولا صهر:
>(؟). وخلصه
له الهدى
،
الله
جنسية
ولا وزوجه
له
وعشيرته
الخالق ،فتتصل فالمؤمنون
من
الروابط بين المسلم
أباه وأمه
العقيدة
في
اللحم والدم -وهي
قامت في
في
من
كلهم
ثم
إلا ،
ما
بالرحم،
أخوة ،
< إنما المؤمنون إخوة >
ولو
لم
وهكذا
القصر والتوكيد(.)4
( )1الآلة 18
من
سورة
المائدة .
()2
الآية 32
من
سورة
يون!.
()3
الآية 72
من
سورة
الأنفال .
()4
انظر إلى
قصص
أبيه
بعضهم
سبيل
أولياء بعض
الإنسان ،وبين
المسلم
الأولى
آصرة
نسب
بأسلوب
أولئك
الارتباط
الاصرة
يجمعهم
بأموالهم
وأنفسهم
والطين ،ووشائج
أساس
انعقدت
أي
دار غير
دار
والطين -ولذلك
وليست
لم تنعقد
الإسلام < :
إن
وجاهدوا
قد
الأرض
على ،
دار الإسلام وما عداها دار حرب
،
اووا ونصروا،
الأرض
وغيره
مع
بعد
بينه وبين
الإسلام
وشائج
وإذا
هي
امنوا وهاجروا
،والذين
من
واحد
وما عد 51
>(.)2
ولا ولاء
لذلك
من
>( )1وهناك حق
وهناك دار واحدة
الله
الأمر ،فاتبعها ،ولا تتبع أهواء
،وقومه
الأنبياء
،ووطنه
في
،ولوط
القرآن وخاصة مع
117
امرأته
قصة
،وأصحاب
نوح
مع
الكهف
ابنه
،وإبراهيم
مع
عشيرتهم-
لا بد أن المرء يعاني من
ولكن كما عانى وعند
مصعب
كل
خطوة ،
والإرهاب المدينة ،
فحب
ولكن
ورسوله
والقوم والوطن والقرابة ،
وعلاقة
والأرض
والحدود
وبين
الدين
الجديد
الجنس
وتعالى
على
أن أصبح
والألوان
الحيوانية السخيفة
وقومهم
العصبية
قاتل
ووطنهم
لهب.
اصرة
الطريق
فصل
عصبية
،
صبت
مع
.وليس
(جنسية
بلا في
.وامرأة فرعون
فإنها
جميعا
الدين
العقيدة وحدها،
مجتمعا
واللغات
منتنة
من
النسب
مم
دون
أواصر
الإنسان
الصفات
.لي!
منا من
منا من
مات
المسلم
عقيدته ).
!11
في
المشتركة بينه المنهج
مفتوحا لجميع
الأجناس
هذه
العوائق
عائق
زوجها،
أقاربهم
يقيم
الأرضية القريبة،
من
بوتقة المجتمع
في
في
أن
النتائج الواقعية الباهرة ل!ذا
المسلم
.وأن
صلة
،وأراد إبراز خصائص
من
والمسلمين
" :دعوها
على
أراد
العقيدة .
والأخوة والأقارب
هذا
وتنميتها وإعلالها دون
المجتمع
والأقوام
علائق من
وبالقسوة العودة إلى
الأرض
والبنين واللغة والمصالح
الحيوان .وكان
مرة،
العقيدة أقوى من
منعطف،
ينبع من
الأم والأب
أمتن
الإقليمية السخيفة
المجتمع
ابي
حب
كل
أن تمنعه من
موقفا حاسما
"وصلة
والده سبحانه
المجتمع
هذا
عنده
تحاول
وقف
فوق
له فى
باللين والإغراء
،وهي
مصعبا
هذه
أمه تجلس
تأخذه
مرة أخرى
الده
نظره ،
.فها هي
المفاصلة رهقا وشدة
وسيدنا
بدر. دعا
على
محمد
وقول
إلى
الإسلامي
عصبية
مع
!ر
رسول
الله عن
.ولي!
عصبية " وانظر
عمه
منا من
معالم
في
خصائص
الأجناس البشرية وكفاياتها ،وانصهرت
البوتقة ،
نسبيا
وأنشأت
وتمازجت
وصنعت
قصيره،
المتناسقة حضارة
مركبا
هذه
الاتصال " (في واحدا من الإنسان
المتمثلة
ولم
يعد
ممكنا
على
والمحنة
،والصبر
وكسب
لم يدع سلوكه
،بل
مع
الماضي
القاسي
له أن وأخوة
رضاه
يستجيب
هذه
على
الرفض
المكاره
( )1انظر معالم في
خصائص
موقفه
العاطفة
وقرابة
الوشالج
العشيرة
القديمة ،
.
وهي
المنهج الجديد أمه وعشيرته
من
ورغم
والقطيعة ،وقبول
والشدائد،
أساس
لنداءات
والدم
طرق
مصعب
على
الغني المرفه الذي عإشه
لأن
في
الضغط التعذيب
ذلك
طاعة
وهو حسبه.
لعاطفته أو مشاعر نزع
بأنه
قد عرف
الجديدة
دمه ،وكان
عإتاه -موقف
الطاقات
هذا فقد كان
النسب
يقبل
المتجانسة
خلاصة
وجاهليتها ،لأنها تخالف
نور قلبه واختلط
الذي
،
له أن
شركها
وقومه -رغم
الله
وأقام الوشالج ممكنا
فترة تعد
بعد المسافات ،وبطء
المكان )( )1وعلى
بالأبوة والأمومة
يعد
تحرص الذي
أبناء
فلم
،
على
تحوي
هذا المجتمع ،يشعر
الحقيقية ،
،
العقيدة
ذلك
فائقا في
الكتلة العجيبة
رائعة ضخمة
البشرية في زمانها ،مجتمعة
عضويا
في
هذه
من
قلبه هذه
الطريق -لصل
الحب المشاعر،
جنسية
911
المسلم
الأبوي أن فلم
يعد
عقيدته-
تؤثر على
ينظر إلى أمه
بغير
المنظار
جاهداك تطعهما
الذي
على >()1
- 4محنة
وبغير
السجن
كان
الصعوبة والشراب
المنعش من
ليأكله
قرابته
فلا
(.)3
،
صعبة
على
الذي
تعود
،والخدمة
المسلم
،
له الطعام
حياة
إلى
،فإنها أبلغ في
على
الفائقة .فكيف
يوضع
يستيقظ ،
الجسدي
والإيذاء
.
المحنة
مرفهة
أهله وقومه إذ حبسوه ،
والتعذيب
والاتهام
مصعب
حياة
عندما
الطريقة
الجوع
هذه
عند
لن
به علم
يقابل أمه أو
قسوة كبيرة من
والتسفيه
وإذا كانت
بي ما ليس
لك
قوله :
والتعذيب:
لقد عانى
الحال
هذه
الجوع
بالسخرية
الله عز
أن تشرك
مصعب
ومع
رسمه
وجل
في
<وإن
الطعام به وقد
المشتهى
التجويع
اللذيذ به
انقلب عند
رأسه
والسجن
مع
التعذيب.
وكيف
بهذا الجسم وقد
العيش ، سيضعف
بدأ ئضرب
والقوى
ستنهار،
الإيمان المتوهجة ،
( )1الآية 15 ( )2سيمر
من
سورة
معن! موقفه من
عودته من
الذي
دفعت
تعود ابراحة ونعومة الحياة ورقة
ضربا
مبرحا
ويقيد؟
والعزيمة تتلاشى ، بمصعب
إن
الجسم
ولكن
شحنة
لاقتحام هذه
الصعاب
لقمان . اخيه ابي عزيز عند أسره ،وراجع
المدينة.
012
موقفه من
امه بعد
أمام الج!وع
والصمود
والسجن
والفقر والضرب
والقهر
،
والتعذيب. "وإذا كان الظالمون يملكون وتجويعها أن
وسجنها
وتعذيبها
ئع!ئدوا الناس
نجاته!م من وأقوى كل
من
محنة
،
الدنيا وشرابها
ويعينه
صادق
المشي
،
حتى ولترك
رزقه
على
أقوى
ويقويه
من
إلى ،
ومن
عذاب
وينظر
أجل
الجوع ،
على
ربه
نفسه وأشهى
الدنيا
الكريم إلى
على
من
الذي الله
رضوان
طعام
قلبه من
وهو
أو التعذيب قهر المؤمن
يرى
من
العذاب
الجوع
والعطش
جلده
()784 - 1
باب
(-1
)385
حدا تطاير
قصة
الشداثد
الطريق أيضأ.
121
جعله جلد
لتنال من
لا يقدر على الحية ،
وسجنه
والأذى
النعيم
؟.
ما كانت
خباب
وما بعدها،
الده من
المشركين
والعذاب
يتطاير عنه
تحمل
ما أعد
للضالين
ولو بلغ به الجوع
.وراجع
حجاة الصحابة
أو العطش
الإيمان ،
( )1انظر حياة الصحابة الله
بعين
الجوع
،وما أعد
ألا إن محنة مصعب ط،
الحياة ،
لهم
وطيباتها"(.)1
وكيلف يستطيع
للصابرين
اليوم -وإذا كان
لقمة
إيمانه
ويباركه
زادا ونعمة وبركة أحلى
إن
أجل
الشعوب
القهر والتعذيب ،وهو أصبر
لأنه ينظر
ويسقيه
كان
كمامن
نرى
التعذيب ،فإن المسلم
إنمسان،
يطعمه
إياهم
أن يخضعوا
بإفقارها
فيضطر
وطعامه
الذي
والعطش
من
والجوع
وانظر كتاب
معالم في
لحمله
المسلمون
جسمه
ويتضاءل
على
عواتقهم
ويبدو عليه أثر الجوع
إن هذه المحنة أهون نعمة
الحياة في
يستجيب
هذا
العذاب
- 5محنة
بعيد،
وعقل
لا
()1
يألفه
كل
ترك ولا
الله
يهون
عنده مثل
الوطن:
بيته وبلده يعرفه
يأنس
فيه .
ان يتخلص
أقوى
من
حتى
مغريات
يشد
فما أصعب
والهجرة إن
من
منذ طفولته إلى بلوغه سن
هذه الذكريات
وأحاسيس
غيرها،
ووطنه
ولا
ولا يستطيع
المسلم
لا ينظر
يعتبر أن وطنه
موطن
سبيل
عند
،وبذلك
ويمتنع
عن
منه إلى الإنسان
أحاسيسه
الشيخوخة،
أبناءه
إليه بروابط
المادة في
كثير من
.
ولكن بل
إلى
ومشاعر،
والوطن يجمع
الأحيان
الجوع
الإتهية ،والمسلم
،ويصوم
الغربة وترك الوطن عن
التي حملها
ومشاعر
محنة أمام نعمة الإيمان
.
الإنسان
ومشاعره
ذلك
على
على
والعذاب .
والرحمة
الغربة والابتعاد عن
أن يضطر
روح
الرضوان
يحتسب
ولا تقل محنة
مكان
ظل
عليه من كل
لده طواعية ،فيصبر
اللذائذ؟ كي
بعد وضعه
القسي (،)1
عقيدته
انظر الصحيفة
هو
إلى
لا بد له أن يتخلى
30
ا من
هذا
الوطن
عقيدته عن
الكتاب .
122
بهذا
وان
الأرض
مشاعره
المنظار كلها وعواطفه
المادي لثه
،
.وفي
،بل
لا
بد له أن
يسوق
هذه
،
وأكثر
تعلقا
بالإيمان
تصبح حط
العواطف
عقيدة المسلم الرحال ،
به
وموطق
وذووه
هي
يضطر
لينجو
أكثر
موطن
المنبت
،
بدينه
الله ورضوانه
سعادة
مرتين أن
وأقاربه وأصدقاوه
-فقط-
برحمة
أكثر إحساسأ
وطنه أينما كان
ويغدو
العقيده من
ومصعب
وشغفا
لتكون
يودع
وعقيدته
وبذلك
،
التراب وأينما
وطمأنينة
وتراب
ومواطن
هذا
ويقظة
بدار
الإسلام
الولادة .
بلده مكة،
ذكرياته ،
وليحمي
وفيها أهله
وملاعب
نفسه
صباه ،
الفتنة
من
والارتكاس.
هذه
إن كل
أثيرة عنده ، حين
أصبحت
إلى
كنفه ،
من
الحفاظ
المدفونة
المدينة
خطرا واتخاذ
على
يهدد
عقيدته
السبيل
إلى
التراب
هذا
مق
مواصلة
كانت
سبيل
الدنيا
في
عليه ،لصيقة تركها
والتخلي
عنها،
الله
واللجوء
وإيمانه .وطاعة ،
مرضاته
والمشاعر
ولزوما
أكثر ضرورة
السالفة ،والأحاسيس
كا
في
ومتاع
ذلك
غدت
يستطيع
.
وعلى
حبا
الأشياء التي كانت هينة بسيطة
عزيزة
بقلبه،
الله
وزينة
المال
أجل
هجرته ،
وابتغاء
الحياة
ولا رغبة
للحبشة
،
في
الدعوة .
مرضاته
مؤثرا
الفقر
تاركا
والجوع
الثراء ولا حرصا
العقيدة وطاعة فكيف
مرتين،
دثه ورسوله
بأولئك 123
-
وهجرته وراءه
المال
والغربة
على
إلى
،
لا
الدنيا ،كل
وتصميما
الذين يتركون
على
ديارهم
وأوطانهم ، ،
العقيدة
فيبنون
ويتخلون للثراء
طلبا
القصور،
الأسى
والرفاه ،
كانت
ورسوله
،
يصيبها
أو امرأة ينكحها،
وكيف حياة
رسول
الصحابة
في
وقوتها ،في
الله
؟
وحرصا
كيف
نحن
في
الدعوة ،
عن
على
عمل
يتفق ذلك
صحيح
للك
مع
إيماننا
المحن
هجرته كانت
ما هاجر
إلى
الله
هجرته
إليه
لدنيا
"(.)1
إسلامنا
واقعيا في
منشطها
؟
اليوم
إ
ن
الدعوة ،وحياة
واقعية حية
متحركة
ومكرهها،
في
نهجر
أمامنا
ضعفها
العمل إلى الراحة؟
الفتنة والتعذيب
فى
؟
طلبا
والأمر
الدنيا وتكالبا على
حياة
وقائع دعوتنا بالأم!؟
نماذج
الخير
ويودعون
المسلمين
لنا منهجا
ونخاف
الدنيا،
التنعم والتلذذ بالدنيا،
ومن
إلى
واقعنا وعن
الده عليهم
عن
فلننظر إلى
( )1حديث
-
من وطيجمات
،
كانت
بؤسها ونعيمها .فكيف
القعود وننأى
:
نفهم
تمثل
ويسرها،
"فمن
فهجرته
عيوننا عن الله غ!ميو
عسرها
ونؤثر
إلى
رضوان
حياتهم
الده ورسوله
-والله -كيف
نغمض
في
مظاهر
الخبيثة
فهجرته
وحبا
الجاه
-ليستقبلوا حياة
بمظاهرها
عجبا
دعوتهم ،
ويبدلون
-كيفما
والتقلب
عن
ويهربون
معركة
بالمعروف
سبيل للجاه
المادة !!
وكيف
!! ولنعد
رواه الشيخان .
124
سنواجه
إلى
سيرة
غدا ربنا؟-
أسلافنا،
لنرى
كيف
واجهوا كل
كثرة الحرص
والحذر
التبرير والتبجح
ومصعب
-رضي
،
والمكانة
والنعيم
ولذائذها، إلى
:
ليؤكد
معنى
برضوان
الفردوس
والوجاهة
،
العيش
تبعات
والفقر
بكى
الإيمان
النموذج
والأهل
ووفرة
،
حتى
إيمان
غرفات
أفضل
ولا يستقيم
وأن محنة .وأن
الذي
والوطن
الثروة ،
صادقا
،
،
رسول مع
وطيبات
والتعب
الله
المال الحياة
والرعاية، والسجن،
!ي! .كل
الله
في
!
!
فر من
والراحة
والعطش
لحاله
كل
إيمان
الذي
رسالة
بأن رضوان
الجنة أحلى لذائذ
الدنيا
لا يوقن
نعمله
ادله يا مصعب
حملوا
مع
من
لا يوقن
الحياة مهما كانت
رحمك
وكانوا
الله
عنه -هدا
والدعوة ،ولم يهربوا إلى
ذلك
بيعته ،وليحظى
الله وطمأنينته.
الدنيا ،وأن
الذين
والتظاهر
إيمانه ،وليكون
ولا يستقيم
ادله
على
والجوع
والطرد،
العمل
فرارا من
وسعة
التعذيب
والغربة
الفتن ،وقاسوا أنواع العذاب ،ولم يؤثروا
الله
قصور
بأن غضب
الله
قاسية صغيرة
ورحم
فأدوا
الله ورسوله.
125
الدنيا ،ولذاثذ
إ! .
محاسبون
، ،
من
الده
أشهى
من
طيبات
لا يدانيه عذاب
صغيرة
أمام عذاب
عليه.
الله الأسلاف
الأمانة
،
وبلغوا
المؤمنين، كلمة
الحق،
،
نتالج موقف ما هي
الصورة
ا -إذا عدنا
معه من المحن
إلى
أحداث
ومحن
،
تعذيب
التي
المرة
،
الرضى
!ى
اضطر
مطمئنا
المرقع الطعام أهلته
الثياب
اللذيذ، للمهمة
الله ع!ذه فيما
العملي
ينفد، حياة
مما
المسيرة ،
الاطمئنان ،
-3ورغم
-سبحانه
جعله
-مهمة
.
توهن
بل
بتلك
الغربة
راضيا
كل
الثبات
وتعالى -ومفضلا الخبز
من
نفسه
كان
ثابتا أقوى
وكسرة
يحظى
نتائج هذه الطويلة ، والادعاء
بالقول
ما !،ام يتعلق الأرض
مرات
،
،ولم يخش
والمادية
،ولم
لنداءات
حين
الثوب على
والصوم
المنزلة الرفيعة ، التي كلفه
الداعية -
التي
بها رسول
بعد.
من
لا
يكترث
الأم ،
والمشركين
الناعمة
العظيمة
-2وكان خلال
نرى أن مصعبا
إليها ثلاث أعمق
حياته ،وما جرى
لم يزد مع هذه
المعنوية
إلى ربه مؤثرا رضاه على
أن نأخذها من موقفه ؟.
وطمأنينة .فلم
والأقارب
وهو يواجه هذه
التي صورت
فإننا
أمام ضغوطها
العشيرة
عند مصعب
التي يمكن
الروايات
إلا ثباتا ورضى
ولم يضعف
مصعب
التي نتجت
النتائج
المحن ؟ وما هي
من المحن
بهدف
الضغوط
تعلمه
-أيضا-
دروسا
والنظريات
سام ،
في .
الواقع
هذا
ويسعى
تعلم
الصبر
إلى
الصبر
والتطبيق الذي
غاية أبعد
لا
من
.
كل
الضغوط
وأنواع
126
التعذيب
والمطاردة ،
فإنه
صابرأ محتسبا،
ظل
إيمانه ،أو النيل من الدعاة أي
إلى
الله الذين
زمان ،
المدينة ، الجديدة
حتى
صبره
ولقد حتى
أثمر
هذه
وثباته ،وهذا
يواجهون
أمذه الصبر
(المدينة
-4ومن
فشلت
الصبر
ما ينبغي
الجاهلية
هدى
الدائمة على
الدعوة وفي
طريقها،
"أن
الله سبحانه
وتعالى
التي
هذه
انقضت
وتعذيبا،
الثمرات
بذراع ،وحركة عليه
وقتلا،
المسلمين ،
وعلى
الإسلام في دروب
المشاق
ما في
بالثه
الدامية دون
ويبكي الحية
في
،
طاقته حتى حاله
،دون ضجر
في داره
،لأن
من
تثمر
جديدة
-أيضا-
هي
اجتياز هذه
شراسة
المسلمين غير
للدعوة
.بل كانت
سخرية،
:
جديدة
بعدجما ثبت
يثابر
على
أو يتطلع إلى ثقته
يتغير رسول
لونه
؟ ويذهب
تعطيه
الله ع!ي!
،
جلده
من هذه المشقات ودون ضعف 127
دعاة
طريق النتائج التصور
يبذل كل
لحمه ،وينهك ويتطاير
من
".
الطريق
بالثه
خطوة
الجاهلية
أفواج
التي جعلته
أن يستبق الخطا، الطريق
،
أوليائه ودعاته ،
بحركة
لم
بالثه
والمثابرة
لطبيعة الدعوة ولمراحلها وواقعيتها ،بحيث
لتبدل
وفي
للأنصار
تعفم من
المحن وعلى صعاب
الدانية التي تأتي في
الصحيح
كل
للإسلام
الثقة
مع
إخوانه
وتشريدا،
وانتصارات
- 5إن ثقته
مكان
به
المنورة ).
حيث
بخطوة
في
أن يتحلى
دعوته
وذخرا
أيضا
،وذراعا
في
بزاد كبير في
زيادة
المحن
الضغوط
زلزلة
جسده
،
تطاير جلد
من بعد
الشقة وطول العمل وأن
السفر،
المتواصل
الايمان
ومنحة
بل
لا يكتمل
من
نعمه .
والإثم كل
رضاء
حوله
الله
،
النصر
فهو
أمام المحن
قدر
مواصلة
ومحبته، الله،
من
الطريق،
أو ترك الدعوة .
هذه النتائج التي نلمحها من خلال
هذه المرحلة،
-كان يتمتع بوعي
كامل لما يدور
مجتمع
المشركون
من
أو إرهاب
قومه ،
طريق
الحقيقي
والفوز برحمته
كداعية
الضعف
أن الداعية المسلم -مصعبا في
أن
بغير المحنة ،وأن
أما واجبه
الإثم في
- 6ومن
كان
لكسب
يؤمن
النصر
هو
الجاهلية ،
تعذيبه لأن
ووعي
وامتحانه ، ذلك
في
كامل
لذلك تركا
لم
لما يسعى يقبل
إليه
مساومة
للعقيدة ،
أمه،
وانحرافا
عن
الله.
وعيه يتجلى
وكان
ولما تتطلبه في
تبدل
هذه
فهمه
في
العقيدة منه ومن
الصحيح كل
علاقاته الاجتماعية ،ونظرته
للعقيدة الجديدة ،
مسلم إلى
الحياة :من
في
وسلوكه
الأمور،
في
المجتمع
ونهذا وجدنا مصعبا يتمسك فهو
يأخذ
ويطبقها،
رسول
من
ويحولها
( )1انظر الفصول (جيل
بحث
قراني
جولة
التالية
فريد،
مع
الله
سلوكا
في طبيعة
الرعيل
بأوامر
الله
عز وجل من
!مم ما ينزل
يوميا ،وأوامر عملية
كتاب
معالم في
المنهج
الطريق
القراني ،
الأول م!
كتاب
شديد.
128
نثأة
منهج
تمسكا
آيات في
لسيد
الترنية في
لينفذها الحياة (.)1
قطب
المجتمع
تاما،
رحمه
المسلم
الله:
) وانظر
القران لمحمد
وظهرهذا الجديد، يمكن
الوعي
حيث
تبلغ متعاون
،
وفي
،
بمجرد
ويعملون
كان
ويبني
وهدى
مستقل
على
كيانه ضد
متحركا
وينشىء،
من
متناسق عملا
عضوي!
وتعميقه وتوسيعه، وجوده وكيانه.
قيادة المجتمع
للمجتمع فعالا مؤثرا
ويدعو
الجاهلي
إلى
المنعم ،
. .
هذا،
الإسلامي هذا
في
ادله بوعي
ولاء كاملا،
المجتمع
كامل
،ينفذ بصيرة
وعلى
ادده.
لا بد من
والإعجاب
إن
أعضاؤه
وجوده
قيادة مستقلة عن
صاحب
لا بد
وتعريض
الإنسان
*
وقفة قصيرة
ليس
من
*
أمام الدافع
المال
والندوة واللواء والحجابة
كل
،يعمل
أفراد مهما
عضوي
العوامل التي تهاجم
ولاء مصعب
عضوا
والان
الشاب
قلوب
مجتمع
تأصيل
*
ع
الإسلامي
الجديد لا
!ازالته.
ولقد كان كما
ذاتي
هذا تحت
ومقاومته
بأن المجتمع
يتمثلوا في
الكائن الحي
الدفاع عن
الذي
به في
القاعدة النظرية في
إذا لم
له وجود
كأعضاء
في
كان يؤمن
ان يتحقق كثرتهم
دوره
قام
المجتمع
،
والجاه
والتعطر
وقفة
أمام
حيوانا
لا
الذي
يهمه
غير
،
والشرف
والرعاية والحب
الحياة القاسية
والشهوة الجنسية ،وتإريخ الإنسان ليس 912
والمكانة
والجمال الدافع
نفسه إلى هذه
الذي
دفع
مصعبا،
دفعه
إلى
ترك
؟.
الطعام
والمسكن
هو تإريخ البحث
عن
الإنسان
الطعام -بل بالعقيدة إلى
وحين
البشر القاصرين
فطرته تصورات
في
وراء ،
والسلطان
طواغيت
كل
عانت
وهذا ما شعر المظاهر إلى
وحده
به مصعب
المادية وتخلى
حظيرة
هو
يستحق
الإسلام ،
الذي
عنها حظيرة
جعله
العناء والجهد
يشعر والبذل
والإسلام -وحده
كرامة الحياة في وإعلائها
في
في
بناء المجتمع
آلة
الإنسان بلهاء
تعانى
وكما
. من يد
في
عن
جاهليات
وأقاويلها.
بطمأنينة
،
ورضى
الحياة والإنسانية بإنسانيته
والمشقات
-بمنهجه
،
ترك كل
هذه
وانتقل
بثبات
الحقة ،
وهذا
إلى
ويسعى
هدف
.
الرباني هو
خصائص
الذي
حفظ
الإنسان وتنميتها
الإنساني ،الإسلام
135
كراصه
والقلق والبحث
جاهليته ؟ لذلك
إبراز أخص
تتراكم
والفساد.
،ولحرم
ويغدو
الأممس
ادعاءاتها وتبجحها
،حينذاك
والصراع
بنيران الصراع
جاهليات
الجاهلية،
المال والجاه والمتاع
الآخرين الحياة ،
الأرض
.
ضالة ،وتسحق
والفقر
حساب
،ويضقلب
،كما
اليوم رغم
والجور
الإنسانية في
الأرض
الطمأنينة
على
وأوضاع
في
الأرض
الجاهلين
الذاتية من
الظلم
إلخ ،وتعيمث! طبقة أدنى
خاطئة
الأهداف
ويقع
حقوقه
الكريم
ليجعله
،
خليفة
بهذا الإنسان قوانين
به مناهج
سعيه
المخلوق
المستوى
تتحكم
وتتحكم
فوو
هذا
ذلك
المكرم
الذي
رفعه
الده
وحده
هو
الذي
استجاب
لنداءات
الأرض أنط
وقوانينها" .أما الذين يعدلون
منهج
الجنس فهم ان
آخر
يقوم
أو الأرض أعداء
يتفرد في
هذا
كما
فطره
أجناسه يقول
أن
الله
سبحانه
صنعا
فحبطت
جزاوهم
جهنما
عن إسلام
أولئكفلا
علاقاته بالناس
والمجتمع
601 -
الده
الده
بخصائصه
وتناسق
هل
،ولا العليا
كفايات الذين
،وهم
ننبثكم بالأخسرين،
كفروا يوم
بايات القيامة
يحسبون ولقائه،
ربهم
ذلك
وزنا.
هزوا >
ا).
أسلم ،ووجد
إنسانيته يوم تخلى
وبذلك
عن
الله
،الذي
رسول
حياته وشخصيته
( )1الآيات 301
فطره
الحياة الدنيا وهم
لهم
لنداء
الداعية المسلم
الده وأن
قل
الذين
نفسه حن
ليستجيب
محمدا
في
نقيم
لهذا الإنسان
بما كفروا واتخذوا اياتي ورسلي
فقد وجد
جاهليته
أن
القوم
ينتفع بأقصى
امتزاج
أمثالهم <" :
الذين ضمل
هذا
أو
النتن السخيف،
الكون
لمجتمعه
سعيهم
،
لا يريدون
هذا
في
الإسلام إلى من
العليا كما
لتفرد في
في
أعمالهم
لذلك
الذين
وتجاربها
منهج
أخرى
اخر
بخصائصه
.ولا يريدون
يحسنون
إلى
وهم
الكون
وخصائصها
أعمالا؟ أنهم
حقا.
لمجتمعه الله
على
عن
أية قاعدة
أو الطبقة
الإنسان
يريدودط
من
الإنسانية المعذبة الضائعة في
يد طواغيت
.
يفهم ،
معنى
ويعرف
والدنيا على
وسلوكه
وهدفه
من سورة الكهف.
131
كان شهادة
حدود أساس
نمونجا أن ذلك،
لا إته إلا فيقيم
العقيدة ،ويبدل
طبقا لقاعدة
التصور
التي
الرباني
القيمة
تصنع
للإنسان
الحقيقية
وبذلك
...
-وحده -كان داعية ومجاهدا.
هجرة لقد واجه التي كانت والتعذيب منهم
مصعب
وصحبه
المسلمون
تحيط
الأوائل حربا
بهم من
كل
والتسفيه والسجن
حتى
شكوا
وطريقا يسلكونه يرسخون
إلى
تخلصا
الله
من ،
جانب
من
ضروسا
،وتنقض
والمطاردة
رسول
فيها أقدامهم
إلى الحبشة الجاهلية
عليهم بالإيذاء
.واشتد
كثير
الأمر على
!سرو ما يلفون ،وأرادوا منفذا
هذا
العذاب ،وبحثا عن منها لتحقيق
وينطلقون
قاعدة
رسالتهم
في
العالم.
روى
ابن هشام المطلبي
إسحاق أصحابه ومن
من
عمه
فيه من
عن قال :
زياد بن عبدالده البكائي عن (فلما
البلاء ،وما هو طالب
أبي
البلاء ،قال
الله
أصحاب وفرارا
رأى
فيه من
،وأنه لا يقدر
وهي
فرجا مما أنتم فيه" .فخرج رسول إلى
الله بم!م!م
الله بدينهم
إلى .
أرض فكانت
الإسلام )(.)1
( )1عن
العافية ،
لمكانه
أن
يمنعهم
على
لهم " :لو خرجتم
بها ملكا لا يظلم عنده أحد، لكم
رسول
السيرة النبوية لابن هشام
.
132
محمد
الله مج!ي!
إلى
أرض
أرض
صدق
عند ذلك الحبشة أول
،
هجرة
بن
ما يصيب الله،
من مما
الحبشة
،حتى
كانت
فإن
يجعل
المسلمون مخافة
هم
من
الفتنة، في
وخرج وأربع
المسلمون متسللين سرا،
نسوة .حتى
وكان مخرجهم رسول
في رجب
غ!يو "وهي
الله
الله المسلمين
إلى أرض حتى
على
بنت
المهاجرون
رسول
الله غ!يم
امرأته سهلة ومصعب عبد
بن
الأسد
بنت
ومعه
بني عدي سبرة
بن
أبي
من
عثمان
بن
رهم
أول
وتخرج الأهل
والمال
والمتاع ،
عفان
ومعه
عتبة بن
زوجه
أبي
رقية
ربيعة ،
والزبير بن
بن عوف بنت
ومعه
العوام ،
،وأبو سلمة أمية بن
بن ،
المغيرة
،وعامر بن ربيعة العنزي حليف امرأته ليلى بنت العزى
حليف
كانت قاصدة
133
أبي حثمة ،وأبو
العامري ،
وحاطب
بن
بيضاء من بني الحارث بن بني زهرة .
قافلة تهاجر
من
بن
عمرو،
،وسهيل بن
بلدها -التي
خير أحد
بن
الرحمن
عبد
فهر ،وعبدالده بن مسعود هذه
أذى
الجمحي
عمرو بن عبد شمس
وكانت
أو شيء
يكرهونه.
الحبشة
وأبو حذيفة
بن
قريش
في
وعبد
بن كعب
في آثارهم
جار
:
ومعه
للتجارة حملتهم
ثم خرج!
امرأته أم سلمة
وعثمان بن مظعون
الدعوة ".
سفينتين
ووفق
لهم ،أمنهم
سهيل
عمير،
إظهار
نبىء
ركب
دون
هم ،
الراكب
المسلمون ،فلم يدركوا منهم
المسلمون الده
فوجدوا
دينار،
البحر حيث
دينهم ،فعبدوا
وكان
الثانية من
جاؤوا،
الحبشة بنصف
ووجد
الشعيبة منهم
والماشي.
من السنة الخامسة من حين
السنة
ساعة
جاووا
أحدا،
انتهوا إلى
أحد عشر
وكانوا
رجلا،
في
سبيل
أمنا للناس أرض
الده عز وسلاما-
الدة لكي
تأمن
وجل، تاركة على
دينها،
وتحفظ
شعائر
دون
الثه
وكان
عقيدتها
مصعب
التي رضيت لنصرة
ضغط
وإيمانها،
أو إرهاب
بن
عمير
ان تعذب
عقيدتها،
ذلك
يكن
ليستطيع الدعوة
هؤلاء بحرية
وإقامة شعائر
عذاب
والدعوة ،
من
في
هذه ظل
بينما تعذر
لهم عليهم
سبيل
الثه،
وتعالى-
مكة ،فلم
ترك
أمام الطغاة ،وإنما كان
الثه دون
قيد
مناخ
منع،
ولتبليغ
لنشر
الدعوة ،
العادل .لا سيما
أبدا-بين
أو
يصلح
ملكها
الفرق
يميح
وتهاجر في
،وضعفا
الهجرة
.لكن
الاغتراب
هذه
.
القافلة المؤمنة،
لثه سبحانه
والبعد لا يقل
والسجن
طغاة الأرض
بقية المهاجرين
شعائر
الدين
الاغتراب
والضرب
عذاب
فدار
هذا
مع
العذاب
إقامة
.
واحدا
دعوتها
وإذا قرر مصعب من
من
يقيم أبناء هذه
وتطرد وتغترب
ومواصلة
خوفا
ولكي
القافلة
عن
هذا
محنة
العذاب
القيام بواجبهم في
ذلك
مكة
وأن
التعذيب وذاك ،أن
من
العبادة
من
السجن
والمراقبة والتعذيب.
وإذا عدنا الروايات -نلمح ا -لقد والفتنة
رأى
إلى سبب
الهجرة -كما
ورد في
الأمور التالية: الله غ!ي! ما لنزل
رسول
من
بأصحابه
وأنواع الأذى والبلاء ،وهو معافى من ذلك
الله سبحانه
وتعالى ،
يمنعهم
مما هم
الحبشة
تخلصا
جميع
ومن
فيه من من
هذا
عمه
أبي
طالب
البلاء والعذاب
!13
-لمكانه من
-وأنه
البلاء ،فأشار عليهم .وهذا
التعذيب
لا يقدر
بالخروج
أن
إلى
أبلغ ما نجده
من
اهتمام
كاهتمامه
القائد بجنده
بشؤونه
-2ونلمع الهرب
على
أيضا
من
أهمية :
"وقدمنا
قريمثى
إيجاد
رسول
الله
المهاجرين
"ومع جميع
الاضطهادات
تجمدت وتحالفهم
موقف
الرسول سفيان في
()1
الأمينة
عن
الحبشة
الله
أفراد في ،
بشتى
فإن
هذا
في
.
135
من
تعتبر قد
قريمثى منها، بقية العرب
ارتقاب
المعركة
بين
وعمرو
بن هشام
وأبو
أبو لهب
القرابة عندها
الأمر:-
الرغم
كانت
بموقف
لاحقت
النجاشي
على
الدعوة
رسول .
إغراء
تعالى -حول
وغيرهم ،وما كان
السيرة النبوية لابن هشام
كتاب
الوسائل ،مما جعل
رأسهم
من
إقامة
أكثر أمانا ،عندما
الإسلام ،
أمنا
نكرهه
الإسلام
وحاولت
التحرز والانتظار،
بن حرب
إلى
وأكثر
"()1
التي تمكنهم
مكة -وما حولها،
حربها
وقبيلته وعلى
نسمع
فيه
،
لم
جار،
ما
الأمر توضيحا
قاعدة
والتدبيرات
بيئة قبلية لعلاقات
عن
،
تكن
غاية أبعد
بها خير
ولا
يدعوه
رحمه
دخول
فعلا -في على
الذي
يفتش
قطب
استمرار
نؤذي
القاعدة
،
إلى
سيد
،
الهجرة ،
إلى
فجاورنا
ومما يرل!د هذا
النجاشي
بهم .يقول
تقف
الله لا
الجديد.
وظلى
بلى هناك
من
ما يشير
الحبشة
وعبدنا
الله ع!يم إلى
الغاية الأولى
أرض
الغاية هي
مجتمعهم
.
ومساواتهم
واهتمامه
به.
أن
العذاب
ديننا،
ولكق
الخاصة
بنفسه ،
بهم
هنالك وزن
ما يشجع
كبير،
على
العرب الدخول
عقيدة
في
رجل
تقف
هي
التي
قبيلته هذه الناحية
الدينية
ومن مكة ،
لها فيها أن مكة
حيث
الاضطهاد والأهم
تقوم
الجزيرة
ثم كان قاعدة
.
في
منه قبيلته هذا
بحث
تحمي
هذه
من
تطفر والفتنة .
وهذا
في
ولقد الجديدة
عدة
اتجاهات
.
إلب!ا كثير من
كان من
المسلمين ،
ويتاح
التي انتهت
إليه في
المعتنقين
لها من
كان
هو
غير أن
من
الأذى ،ويحميهم
هاشم ومنهم
الزبير بن
،
الاتجاه
السبب
الأوائل
لا يستند
الأول
:
الفتنة
جعفر
إلى
على
الذين كان
عصبيتهم
،وكان بن
الذين كانوا يحمون
أني
136
بأنهم
قرائن
الضد
ينصب
حيث هاجروا
قوية ،
من
هذا،
عليهم معطم
-إنما هاجر
عدد
القرشيين
طالب
الرحمن
-وأبوه
الله
فلو
وقوة ومنعة
ذوو
رجال
بيئة قبلية -ما يعصمهم
رسول
العوام ،وعبد
إلى
للدعوة
الحبشة
الناس جاها
الأمر كان
-في
قاعدة
.والقول
والفتنة لم يهاجروا
من
منهم
هم
سبقها
لتكون
لهاجر -إذن -أقل
والتعذيب ،لهم
المهاجرين
غير
لها الحرية ،
وبحماية
يثرب
بأنفسهم
فالموالي المستضعفون
،
قاعدة أخرى
وتكفل
تقديري
المؤمنين
النجاة
الأمر كذلك
عصبيات
التي
.
سبق
الاضطهاد
-عن
التجميد
الدعوة
الاتجاه
إلب!ا لمجرد
!ييه
هذا
إلى
هاجر
الكعبة ،
العقيدة ،
بحرية
وهي
تمثل
.
الرسول
تخلص
للهجرة
بسدانة
الموقف ،وبخاصة
أ
ن
يؤلف
من غالبية
وفتيان
بني
!رو من أذى قريش-
بن
عوف
،وأبو سلمة
المخزومي
نساء
،
وعثمان
من
كذلك
بن
عفان
أشرف
الأموي
مكة
بيوتات
وغيرهم
. .
-وما كان
وهاجرت
-
الأذى
لينالهم
أبدا.
وربما أوساط
كان
وراء هذه
البيوتات
يهاجرون وشالج
الهجرة
الكبيرة في
بعقيدتهم القربى ،
فرارا من
في
لحرب
الجاهلية ،
أبي
حين
سفيان
زعيم
احتمال
المتكررة في الجديدة
.
أن تكون عن
البحث
وبخاصة
إسلام نجاشي
صحيحة
(.)1
العودة من
لم تمض للحبشة -حيث
( )1عن
ظلال
نضيف
إلا
الحبشة
أشهر
هذا
مثل هذه الأسباب لا
الحبشة
أحد
هذا
الاتجاهات الأقل للدعوة
الاستنتاج
ما ورد
الإسلام الذي لم يمنعه من عليه
كما
على
ورد
في
روايات
الثانية
هجرة مصعب
وصحبه
وشعبان ورمضان -حتى توالت
تفسير سورة
137
على
كل
بين المهاجرين مثل
والهجرة
قليلة
مر شهر رجب
القران .مقدمة
ولكن
إلى
البطارقة
وراءهم
الهجرة
قاعدة حرة أو آمنة على
الحبشة ،ذلك
إشهاره
من
المكرمون
الجاهلية وأكبر المتصدين
الهجرة إلى
حين
نهائيا إلا ثورة
تاركين
هذه
يكون
العقيدة الجديدة وصاحبها،
ينفي
عن
،وأبناوها الكرام
بيئة قبلية تهزها
النحو هزا عنيفا ،وبخاصة أم حبيبة بنت
أسباب
قريش
أخرى
:فإثارة هزة
في
البقرة
.
إليهم
الأخبار
بأن
وأن
الإيذاء
أحرارا،
عادوا،
إن
والأمان
برح
وقد
المشركين
هادنوا
القديم
،
بهم
انقطع
الشوق
الإسلام
أنه
فرأوا
،وأمضتهم
،
وتركوا
لا
بأس
أهله
عليهم
العدل
الغربة رغم
.
هذه
وتركت العودة إلى
الإشاعة
بلدهم
أثرها
مكة ،حتى
الحقيقة الخصام
دته ولرسوله
وللمؤمنين
لم
أي
ينقطع
بجوار، العاص
فدخل بن
عثمان بن
عثمان
الحارث
بن
أخيه ،
ودخل
كلدة ،
،
ما يكونون
من
عنادهم
واحد
منهم
وعدوانهم!
لم
إلا متخفيا
أو
بجوار أبي أحيحة عتبه بجوار
بن
الوليدبن المغيرة ،ثم
ودخل
مصعب
وقيل
إنه دخل
كثير من
مكة ،تبينت
لهم
أشد
وأن
أبو حذيفة
بجوار
الجوار فيما بعد،
المشركين
بن عفان
أمية ،ودخل
مظعون
أن
يدخل
في
المؤمنين ،
إذا اقتربوا من
المحزنة
-
،
ولذلك
وعرفوا
قلوب
بن
عمير
بجوار
غيرهم
المسلمين
سعيد
أبيه
عزيز
بجوار
بن
،ودخل
رفض
بجوار
أبي
فقرروا
هذا
النضر بن عمير
بن
رجال
من
قريش.
وكان قدوم المسلمين إلى مكة في شوال سنة خصص النبوة
.ثم هاجروا
كثيرا،
وبعد
عليهم
قومهم
الحبشة
،ورأوا في
قريثر منعهم
أن
للمرة الثانية بعد أن لقوا من زاد
،فأذن
من
التنكيل لهم
رسول
خروجهم
ذلك،
بهم ، الله
هذا
ولكن
138
وسجن
من
المشركين بعضهم
،
أذى واشتد
ع!ح مرة ثانية بالهجرة
مشقة
المسلمين
إلى
وألما كبيرا .وأرادت
بدأوا يتسللون
نحو
دار
الهجرة
يارسول
الأولى . ،
الله
ولست
معنا؟.
وإلي
لكم
.
رسول!
الله
وكان
فقال
هاتان
الأولى
رسول
عدة
النجاشي
الهجرنان
من
كل
هاجر
ومن
حرية
أ!ت من
وتحركت
،
جميعا".
في
الاخرة
"أنتم
قال
إلى
النجاشي
مهاجرون
:
عثمان
إخوة يذكر
ماله وأهله
إلى
الله
"فحسبنا
يا
كل
لهب
إنا
تنجي المغلغلة
جوار،
وأتاح
وبغيهم.
دار من
يرجو
من عباد
بلاد
الأمن
ونحو
يذكرهم
والطمأنينة دون
المشركين
عني
ببطن مكة وجدنا
أحسن
لهم
العذاب ،فقال شعرا
وعشيرته
بلغن
من كان
عشرة
امرأة قرشية وسبع
المسلمين هناك نحو مكة،
الحبشة
وذويه
الرجال
ثلاثة
عبادتهم وحياتهم ،فكانوا
المشركين
ويصف
امرىء
في
وطمأنينة في
عدوان
يا راكبا
هذه
هناك
مشاعر أحد
العقيدة ،
المرة من
النساء إحدى
إخوانه الذين ظلوا تحت
()1
وهذه
الله ع!م! :
.وأقام المهاجرون
عنده في
بن
رضي
" .
وثمانين رجلا، غرائب
قال
فهجرتنا
عثمان
عفان
الله عنه:
.قال :
مغلغلة بلاغ الده
والدين ()1
الله
فضطهد
مقهور
ومفتون
الده واسعة
من الذل والمخزاة والهون
:الرسإلة التي ترسل
من
913
أن
بلد لآخر.
فلا تقيموا ي
على ذل الحياة وخز
في الممات وعيب رسول
إنا تبعنا قول فاجعل
ولكن إلى
عذابك
وعائذ
بك
قريشا لم يرق
بلد من ،
الأرض ويعودوا ويدكوا
وإن
"هذا
تنقض
لها أن يخرج
في
عدد
ما،
بقعة
الده
الأساليب الممكنة لسحق
في
وفي
أمثال وإخلاصهم
(
1
()2
()3
)
عا
لوا :
الشعر
في
،
خا
ثم إلى
أية بقعة من
وحقد
الدعوة
بالغين ،
في
يتكاثروا، الهاوية،
بإيمانهم ،
الحارث
نقلا
عن
القرآن .
14-
سيرة
وجدت
،لذلك
فهي
وتستعمل
كل
كبير .ولا سيما أنهم وثباتهم ،
عثمان
ابن
زمن
-
"( .)3وإن في خروج
والدعاة
وفيهم :
أي
بن
نوا .
لعبدالله
ظلال
عمير
ونشاطهم
بن
ويتمكنوا
الأرض
هؤلاء الرجال الثمانين إلى الحبشة خطر مصعب
رجال
ومن
والطغيان
الدعوة
والجاهلية.
الدعاه بوحشمة
بن
من
يتقووا،
الجاهلية -أينما كان!
يؤذيها أن تقوم دعوة
على
أن يعفوا فيطغوني()2
ليلقوا بالأصنام
الكفر
في الموازين ()1
القوم الذين بغوا
مجتمعهم
مكة
معاقل
الله
البلدان الامنة حتى
ويقيموا إلى
واطرحوا
النبي وعالوا في
غير مأمون
هشام
.
وصبرهم،
عفان
،
وأبو
عبيدة
بن
وجعفر
عوف
الجراح أبي
بن
رضي
طالب
الله
لذلك
،وعثمان
فما كان من قريش
،
أكثر مما وفدا
!هاء
وهما :عبدالله بن
ليردوا المهاجرين
هدية
فاخرة
بلدك
منا غلمان
في
وقد
دينك
،
وعشائرهم
ولكن
( )1ضوى
العنف
بن
أبي
له :
،
من
من
بدين
وجاؤوا
فيهم
فارقوا
رجالهم بن
يحمل
.
،
وأكثرهم
العاص
،وذلك
الهدايا للبطارقة
قابلوا النجاشي ،
دين
إنه
قد
قومهم
ابتدعوه .لا نعرفه
فهم
لذلك
أرسلوا
جديد.
الملك
أشراف
عليهم
وعاتبوهم
ثم
"أيها
سفهاء،
النجاشي
خيرة
نتائج هذه
المكر والدهاء
والرعونة .
ربيعة ،وعمرو
النجاشي
لتردهم
عابوا عليهم
الرحمن
من
فيه من
ليقابل النجاشي
وقالوا
بعثنا إليك
سلاح
،ولينكلوا بهم
قصر ،
مسعود،
اخر،
فيه رجلان
وفد قريش في
وعبد
-التي خشيت
فيه من
إلى
وذهب
،
عنهم.
النجاشي
والأعوان
بن
،وعبدالله بن
الخطوة -إلا استخدام والمكيدة
مظعون
والمقداد
بن
عمرو،
قومهم
من
أعلى
بهم
وقدموا
ضوى()1
، نحن
ولم
له إلى
يدخلوا
ولا أنت،
آبائهم وأعمامهم عينا،
وأعلم
بما
فيه".
العادل ،أبى
:اوى ولجا.
141
أن يسلمهم
أو يصدق
أقوال
الرسولين
قبل
وصاحبه
وحاول ،
جدوى
أن يسمع
لهم
إليهما ولا يكاد
من
أمرهم
،
جوارهم
رسوله
سبيل
،
الله
النجاشي
:
في
تدخلوا
(
)1
ثم
على
أيها
الميتة ،
ونأتي
الله
الله
:
لا
أسلمهم
،واختاروني
يقول
إليهما،
منعتهم
على
هذان
في
ورددتهم
إلى
منهما،
،
وأحسنت
راضين
الذي
دين
كنا
طالب
قومأ
من
ليكون
أهل
،
نعرف
والله.
142
فيه
هذه
ونقطع
نسبه
.
المتكلم
قومكم
،
فكنا
،
ولم
الملل ؟.
نعبد
الأرحام
وصدقه
في
النجاشمي:
جاهلية
منا الضعيف
منا،
بكل
إياه
ما يصيبهم
فارقتم
أحد
،فلما جاءهم
يقولوا ما علمهم
التالية بينه وبين
الفواحش
القوي
أن
أبي
الدين
،
غ!ي! فدعاهم
على
جعفربن
هذا
إلينا رسولا
الله
الله
المحاورة
ويأكل
ذلك
أجمعوا
الملك
الجوار،
غير
ديني ،ولا في
جعفر:
ونأكل
يقولون
أصحاب
ما
أسلمتهم
رسول
واختاروا
فيهم ،ثم
فأسألهم
إذا
لا
دون
".
متوكليق
جرت
لاها
أدعوهم ،
عما
اجتمعوا،
الإسلام ،
ها
الده
(،)1
قوم جاوروني
ما جاوروني
وأرسل
:
كانوا على
إلى
"لا
ما كرهه
إقناع النجالصي
ونزلوا بلادي
.فإن كانوا كما
قومهم
بعث
بغضب
حتى
وإن
المسلمين
البطارقة المتآمرون
وقال
سواي
كلام
،وهذا
عمرو
على
الأصنام
،
ذلك
ونسيء
حتى
وأمانته وعفافه،
،
فدعانا
من
الله لنوحده
إلى
دونه من ،
الامانة
وصلة
والدماء-
به شيئا،
فعبدنا
ديننا،
ما أحل ليردوتا
نستحل
واخترناك
على
عندك
عبادة
وحالوا من
نعم :
"بسم
جعفر: ربك
ربي
شقيا
واتبعناه
الاوثان
من
ادله
الخبائث
بيننا وبيق
ديننا، في
،ورغبنا
أمور
به من
ما حرم
فعذبونا،
وفتنوتا عن
قهرونا
خرجنا
جوارك
،
الله، علينا،
ادده تعالى
فلما
مال
لا نشرك
-وعدد
ما جاء
عبادة
،
وأكل
وحدة
وحرمنا
علينا قومنا،
المحارم
وأن
،
وظلمونا،
إلى
بلادك
ورجونا
أن
لا
أيها الملك.
النجاشي :هل
إني وهن
على
،وأداء
عن
الزور،
نعبد
به شيئا،
من
سواك
معك
رحمة
،
لنا .فعدا إلى
علينا
به
الحديث
والزكاة والصيام
نشرك
ما كنا نستحل
وضيقوا
نظلم
وامنا فلم
،
نحن
والكف
وقول
،وأمرنا أن
بالصلاة
الله وحده
الجوار،
الفواحش
المحصنات
-فصدقناه
وأحللنا
،وحسن
ونهانا عن
وأمرنا
ونخلع
،وأمرتا بصدق
والأوثان
الرحم
اليتيم ،وقذف
الإسلام
ونعبده
الحجارة
،
ما كنا
نعبد
واباونا
عبده
مما جاء به عن
الله الرحمن !ذ نادى
زكريا.
العظم مني واشتعل .
حتى
اخضلت
حين
سمعوا
.
" وقرأ
ايات
أخر
لحيته ،وبكى
ادله
من
شيء؟.
الرحيم ،كهيعص ربه
نداء خفيا،
قال :
الرأس! شيبا ،ولم أكن من
سورة
مريم
أساقفته حتى
ما تلا عليهم.
143
.فبكى
أخضلوا
.ذكر ر
ب
بدعائك النجاشي
مصاحفهم
النجاشي :إن هذا والذي جاء به عيسى واحدة
انطلقا
،
ولكن
فلا
رسولي فعادا
الظفر،
قريث! إلى
يقولون في
عيسى
يقولون
فيه.
عما
فأرسل
إليهم
"نقول
وروحه
فيه
،
فكرا
بن مريم
وسألهم
،
عن
جاء
به
ألقاها
إلى
النجاشي
وقال " :والله ما عدا
بيده عيسى
اذهبوا فأنتم شيوم( )2بأرضي أن لي
غرم ،ما أحب
إليكما،
في
النجاشي
الذي
وكلمته
فضرب
والله لا أسلمهم
أمرهما
وقالا
له :
قولا عظيما
ذلك
نبينا غ!يم ،
مريم
بن
هو
الأرض
،من
دبرا( )4من
،
مليا،
ولم
أيها
الملك
،
ورسوله،
البتول "-
فأخذ هذا
غرم(،)3
ذهب،
،
إنهم
إليهم فسلهم
عبدالله
ما قلت
سبكم
ييأسا من
له جعفر:
العذراء
مريم
جكادون.
فأرسل
،فقال
على
ليخرج ولا
من مشكاة
منها
عودا،
العود(،)1
من
وأني آذيت
سبكم رجلا
منكم ".
وهكذا الحبشة
( )1اي ()2
شيوم
()3
غرم
()4
الدبر
يمر
مصعب
وصحبه
بمحنة جديدة ،حيت
ما جاوز : :
امنون
هذا
العود اي
يطاردهم
قدر هذا
.
عوقب. :
-رضوان
الجبل.
!!ا
العود.
الله عليهم -في
المشركون
إلى هناك ،
ولكن
إيمانهم ،ووضوح
صدق
وأقوالهم ،
وسمو
وعونه -من
هذه
لقد مصيبة
نعمة
فتلك
من
هذا طالب واضحة
عن
يتنازعوا
لأن الحق للخلاف نظام
عقيدتهم
هي
،
وإن
الده
في
الأمر،
رائدهم
والفرقة بين
واضحا، ولم
دون
يجتهدوا
فليس المحن.
تقديم جعفر ،
بن أبي
يعطينا
صورة
،وبثقة وطمأنينة
وقوة ،فلم
للكلام
واحد
،
ولم
ولذلك
الصادقين
فلا مجال ،لأن
الدعوة
عيسى
بن مريم عليه الصلاة
جاء
به القران الكريم درسا
بأن يتبع ،فلقد قالوا الحق
التبريرات
في
الرأي
؟
وجاه .
الذي
ممالأة أو خوف
وصبر
يختلفوا
لا يتعدد،
ومطمع
الصحيح
عن
الذي يتحرك
إجابتهم عن
لإيجاد
،
ذلك
-معا -لمواجهة
الدعاة الحقيقيين
،لا غنيمة
وإننا لنأخذ من
على
من
الصغير المنطم ،ويعطينا صورة
يتسابقوا
،
المصائب
ليتكلم باسمهم
بخطى
وهو
والصدق
أية
-فإذا نجوا
الإيمان . .طريق
اتفاق المسلمين
ولم
-بفضل
بالته أقوى
والخير بهم
طريق
ثإبتة موحدة
جديرا
لأن
المطارد والممتحن
والسلام الجواب
ثقتهم
نزلت
هذا المجتمع
وتضحية
عميقا
هو
ينجون
الله
-
الحق
الله عنه-
هذا التجمع الجاهلية
في
الدعوة ،بل
-رضي
الجديدة
قولهم ؟
من
وإن
قهم،
المحنة
صدقوا ،ولأن
بدعا
أخلا
العقيدة في جعلهم
أذهانهم ونفوسهم
الذي
جاء
،أو تعثر أو تحريف والصور
به الإسلام
أو تحوير،
المنحرفة ،كما
يحدث
المهزومين .ولم
عند كثير من
من عقيدتهم ،رغم إن لم يعجب عطة
من
إدراكهم لخطر
النجاشي
فيتاجرون
،
ويشوهون
،
ويدوسون
تعاليم
القران
أعتاب
السلاطين
أحكامهم
إن
ويحرفون
كرامة
عقيدة
واضحة
أصلها
ثابت
ربها،
وهي
قوية ،
قوية
بواقعيتها -+ولكنها
في
،إلى
.
ويطأطىء
مستجدين
،
،
ويريقون
متخاذلين
،أو يتطاهرون
وحينها
نحو
وأحسن
الهجرة
محنة
إلى
وتجمع
في
بأصولها، الحية
الذين ،إلى
على
بموافقة
ثباتهم
طريق
الصادقون
الدعوة ،
146
بمصدرها،
نصوصها
إلى
ودولة ،إلى
أمل
الجبارون
ولقد
الزمان ،وما زال
جن
بإذن
القوية ،
يحولون مجتمع
كلمة
طيبة
إلى
لتعاليمها الرالعة
الفريد أفواجا.
إذا حمله
في
تؤتي أكلها كل
النفوس
أمام
رووسهم
فم
الفطرة ،فهي
بذاتها،
يتصاغر
عالمها
شهية
،تلائم
إيمانهم ،
دعوة
المتكابرون
ما زالت أفضل
،
التدين،
ويبررون
والمسلمين
رضاهم
السماء،
تحتاج
الصادقين
وحركة
الناس
،
صفة
البليغ
وأعمالهم.
وفرعها
ومستقبل
هذا الدرس
ويخدعون
يقفون
أو يبتغون
في
واقع
الذي قد ينزل بهم
في
الإسلام
الكريم ،حين
الإسلام
الرجال
-مهما
لأولئك الذين يحترفون
،
،
الخطب
جوابهم .وكم
وتنبيه وتحذير ويمالئون
عن
يتنازلوا
شيء
صغر-
أعطى في
النيرة
،وبسير
الإسلام
مقدوره
المؤمنون
هجرة
الطغاة
،
أن
ثمارا يعطي
العاملون .
في
سبيل
الله
،لا
من أجل
المال
والمنصب
والجاه ،
الممتحنة
.
وإنما
والإنطلاق
نحو
لا فرارا من هجرة
كان مصعب
كيد
،
ولم
قطعها
عر
في
يرهبه
.
عن
ومحافل
المزبدة
وفي
يؤذن أن
مواطنها
ووطنه
يعود
تقتله المسافات
.إنه ما زال
ليقارع
الداعين
قويا
لعقيدته عقائد
ينتظر
انتصارات المشركين
المجاهدين.
الحبشة ،قد خففت
مصعب
عن
والتسفيه ،فإنها محنة
البعد نيران تشتعل ومواطن
في
قلب
الغريب
ذكرياته ،ومذارج
بحد البعيد
طفوله،
وشبابه.
حين
الممتدة القاسية على
والنهار،
من
الجاهلية وطغيانها ،إن في
والتعذيب
وإخوانه ،
ولم
لها ليحقق
الغربة قاسية ،وخاصة
الصحراء الليل
المحنة
-لأن
صباه
وإن
في
السفر،
الجهاد ضد
الهجرة إلى
شيئا من
أهله
بعد
؟ لينال ثواب
فإذا كانت
ذاتها -أيضا
المجتمع
مكة
الجديد،
خلقا "معاشرة ،لم يخف
الأمواج
إنه يتمنى
والسيف
وإخوانه
دعائم
الملتهبة والدعوة
العصور.
قلبه ثورة ملتهبة تمنتظر أن
بالحجة
المعركة
الجاهلية ،
الحق ،وأحسنهم
أن يعود ليشارك
وانتصارات
لا من أجل
واحدا ،من هؤلاء ،كان من أكثرهم إيمانا،
المشركين
النائية التي
جو
لتثبيت
معاقل
الأخرى على مذى
وأثبتهم على
والكسب
والدتيا
والقصور،
السلطة
ومن
ثئم تتقاذفه
147
يضطر
الغريب
الأقدام في الأمواج
إلى قطع
الحر والبرد وفي ،
لتلقي
به
على
شواطىء الوطن
البلاد البعيدة في
،
مجاهل
اللسان ،
غريب لا يعرف
المخاوف
ولذيذة .
هذه
نعم
وأي
حوف
من
تحيط
عز وجل
تغدو هينة وسهلة
طيبة ،
على
الدنيا وزينتها
لأطايب
اخرة أرحب كل
يوقن
من
لذلك الطريق
به
عذب
وشراب
الدعوة والجهاد،
في
نظر
المؤمن ؟
كألف
.إن يوما عند ربك
وأي
سنة
،وباطلة .وإنه ضلال
فيها.
المؤمن
يخاف
الده
ثمرات
دنياتا!! إنها تافهة وصغيرة
وهنالك أعظم
والصعوبات
إلى
عذابها وصعابها؟.
سنوات
أن نغرق
غريب
ويظفر بجنته-
قيمة
من
من
الذي
العقيدة ،
في
جانب-
المحن
بايع
،
نفسه
ولا يتبين فيها طريقا،
كل
إنها تتحول
المؤمن
لينال رضاه
غريب
شيئا،
والأخطار من
ولكن كل
عند
عنها
الحبشة ، القلب
فيجد
غريب
،
رضوان
بأن
لا تطولها أطايب
أطايب
الده أنعم
وأطيب
،فما دام
وأشهى
،
فلن
الدنيا.
تحولت
صعاب
ومكائد
المشركين
يجنيها مصعب
وكان
وأجمل
نعمة .وهناك
وأحلى ،هناك نعمة الرضوان
كل
وصحبه
شيء
البعد ،
والفراق والغربة ،
تحول
،ويكتنزونها
من
هذه 148
كل
ذلك
إلى
وعناء ثمرات
ليومهم الموعود عند الده-
الشدائد عذبا
في
مقايس
الم!اجرين
تساوي
،
عند
لأنه
الله
الطريق
جناح
بفضلهما
الوحيد
بعوضة.
ونهذا فقد كان مصعب وثوابهما عند
الله
في
()1
الهجرتين إلى الحبشة ،وظفر
(.)1 !-
انظر حياة الصحابة
إلى
الدعوة
،
في
دنيا
لا
()528 - 1
!-
!-
وما بعدها.
914
لأ
ء
مصخععث
لد اعية
ا
ا -اشتداد المحن: لا نعلم بالضبط كم أمضى إليها،
لكننا نعلم
وإذا كانت مصعب ذلك
مكة
بيعة العقبة الأولى.
في
فترة الدعوة في
مكة
قبل
سنة(.)1
ثلال! عشرة
وان
بن عمير كان في مكة قبل بيعة العقبة الأولى ،فمعنى أنه جاء في
بقي كثير من وخلال في
أنه كان
مصعب
في الحبشة بعد هجرته
معركة
كان مع
الحبشة حتى
التي مرت
رسول
الله
المشركين
على
!يرو وبقية ،
على
فتح خيبر. المهاجرين المسلمين
ويتحملون
أنواعا
الأوائل
يخوضون من
الأذى
والبلاء.
وخلال
أوفق
،
السنوات
العقيدة
والعذاب
( )1هناك
المسلمين
هذه
الحبشة
الحادية عشرة في
من
البعثة
أكثر حد،
بينما
هذه
روايات هذه
المرحلة
مختلفة
حول
توفيت
زوجة
رسول
المدة التي مكثها رسول
الروايات التي ذكرت
أن فترة الدعوة بمكة
151
الله
الله
!كل!ي!
ثلاث
!يأ
م
بمكة .ولكن عشرة
سنة.
المؤمنين خديجة أزره ،وكانت ،
المشقات
والتشجيع جبينه قبل
رضي
له نعم
رسالته
الخصوم
آثار الوحي وشمائله
تأمله
وآلام الحصار
حيا كاملا للزوجة الدعوة ،وهي
وكان
فيه
توفيت
ليضع
كل
رسول
معالم
نسمة
ولتحمل
ومتاعب
معه
عم
فزاد
الطريق
سمي
غني! ظل
على
ثباته
لأبناء الدعوة
قرن
الرسالة
نموذجا في
قريش
العام بعام الحزن
وحملة
سبيل
العام الذي
وازدادت
،رغم
كيد
وداعية.
غ!ي! في
الله
رطبت
معه ،تحترم
زوجها
مسلمة
البلاء عليه ،
،حتى
الله
كل
ذلك
وبر،
بعد
مع
رسول
بالمال
( ،)1فكانت
الدعوة
من
وتمده
سلام ربع
المؤمنة ،التي تقف
خديجة
إيذائها لرسول
ولكن
.
أبو طالب
الله
المر،
،وبقيت
حرية بأن تحتذى
قد توفي
المؤازر،
الجهاد
مصيبة .فهي
من
تتحطر
معه
والمعين
مغارم
كل
المتصبب
الله
المؤنس
وتشاركه
عند
عنها،
التي واسته وشدت
من
اشتداد ،
العقيدة
فى .
المحن، انئذ وفي
حين.
وكان ونثر على
على التراب
المشركون رأسه
،
( )1انظر كتاب
تجرأوا
التراب ،
رأسه ،فبكت فقال
قد
لها:
فقه
السيرة
ودخل
إحدى "لا
عليه ، رسول
بناته
وهي
تبكي
يا بنية ،
للغزالي ص
.128
152
فاعترضه الله
تغسل فإن
أحد
-لمجك!ه
السفهاء
بيته والتراب
رأسه
الده مانع
لتزيل عنه أباك ".
ثم
مني
قال " :ما نالت
طالب "( .)1واستمر البقاء في
عليه
عن
وقبل ذلك تعاهد
في
عهدا
بذلك الرسول
مع
هاشم
وصحيفة
الصلاة
استهـحال يبحث
والسلام
يأوي إليه وينشر دعوته فيه.
من
غيرهم -الذين
،وعلقوها
،حيث
فريدة
القبائل على
يحمون في
أن يعيشوا في
كافرهم
مات
حتى
المسلمون غمار تجربة
والمسلمون
بنو المطلب
النبي عليه
بلد آخر،
خاض
وبني
أكرهه
الإيذاء بالاشتداد والعنف
المشركون
المسلمين
قريش
مكة ،وراح
قاعدة جديدة
شيئا
حتى
أبو
رسول
جوف
شعب
الله
مقاطعة -وكتبوا
الكعبة ،واضطر بني هاشم
ومؤمنهم -ما عدا أبا لهب
ومعهمانتهت
-حتى
المقاطعة.
وفي
أثناء المقاطعة ضاق
الناس ،لا يبيعونهم وبلغ
منهم
ونحلت وضربوا
قال أحدهم لهب
( )1عن
الجهد
أجسادهم أروع
ولا يشترون أقصاه ،
،
الأمر بالمسلمين ،حيث
ويبست
منهم ،حتى أطفالهم
وكاد معدهم
الآمثلة بالثبات والصبر
الصحابة
السهيلي
:كان
السوق
ليشتري
شيئا من
فيقول :
يا معشر
التجار
السيرة النبوية لابن هثام.
153
،
تضوروا يموتون
ولكنهم
قاطعهم جوعا، جوعا،
لبتوا وصمدوا
والإيمان .
إذا قدمت الطعام
عير
إلى
مكة
يأتي
قوتا لعياله ،فيقوم أبو
غالوا على
أصحاب
محمد،
حتى
لا يدركوا لكم
ضامن
منكم
أن
يتضاغون ويغدو
شيئا،
لا خسار
عليكم
حتى
يرجع
قيمتها أضعافا، من
وقد
علمتم ،
التجار على
حتى
الطعام واللباس ،
فيزيدون
أحدهم
الجوع -وليس أبي
مالي
في
لهب،
عليهم
السلعة
إلى أطفاله -وهم
يديه شيء
فيربحهم
خهد
ووفاء ذمتي في
،فأنا
المسلمون
به،
يطعمهم
فيما اشتروا معهم
ومن
من
جوعا
وعريا(.)1
ويروى هذه
عن
لنا سعد الشدة
بمكة
مع
لذلك
ومرنا عليه
بمكة ،
تحت
رسول
خرجت
فأخذتها،
فغسلتها،
استفها ،وشربت
وكان مصعب حتى
وشدته
وصبرنا
له
ثم
هذا
يقوى
على
()1عن
الروض
( )2عن
حياة الصحابة
تغير لونه ، الجوع
.
فوضعتها
وإن
والمشقة وأصابه
جلده
الأنف للسهيلي. ( 462 - 1
وما بعدها).
154
العيش اعترفنا
البلاء، رسول
الله
بقعقعة
من
جلد
بين
حجرين
بم!ي!
شيء
بعير، ثم
،
عليها ثلاثا"(.)2
يعاني هذه
الجهد
مع
ظلف
وإذا أنا أسمع
الماء ،فقويت
بين المسلمين
"حيث
رأيتني
فإذا بقطعة
أحرقتها،
عليها من
فلما أصابنا
ولقد
بيدى،
بلغ به وبالمسلمين
مبلغا كبيرا:
،
،
الليل أبول ،
فلمسته
الله
فيقول " :كنا قوما يصيبنا
الله بم!م!
من
بولي ،
بن أبي وقاص
أيضا،
-رضي
عنه -صورة
المحنة الجديدة ، والجوع
الجوع
والضعف
حتى
ليتطاير عنه
لم
تطاير
يعد جلد
الحية ،ووصل
من
شدة
به التعب
البلاء والضعف
وحملوه
هو
الإيمان
،
وعذاب
ومطاردة ،وتسفيه
والمؤمن
ضلعا دعوته
وعقيدته ،
المساومة ذلك
بيقينها المؤمن
ينقضي بل
()1
عن
عليه ألف
يتراجع
الأرض
جوهر
نفسه
كإنسان
،ولأن
تتحول
عنده
ادده سبحانه
البشر وبجهود
وممكنا
في
به المسلمون
التي
سير اعلام
كل
لاهو طريق يبذل
النبلاء،
لهذا
كل دون
مشقات
الجهد
أصحابها
الجزء الأول .
155
أو
بها،
عن يقبل
اليقين .لأن الفكرة
في
التي تتملك
الدين
أن
ولأجل ومحن
البشري
،
سبيلها
أمر
يبقى طريق
النبي -عصر
في
يقوم
وزمان ،وليكون
وقت،
عصر
أضلاعه
الحياة ذاتها.
مكان
في
انتهاء
حد
وقهر
أن يتخلى
امن
الناس ،حتى
والخوارق
الدين بعد
قيمة
وتعالى
وغربة ،
،من
فكرته
إلى
وابتلاء،
مرة ،أن تخلع
التي
الطريق
المستمرة
أو
المعجزات
،
،
محنة
وتعذيب
بلغت
أيدي
أجل
كان
،أهون
الدعوة :
عنده
أراد
يأخذ
يقم على
وسخرية
وإيذاء.
له المسلمون
القسي
عن
الدين واضحا منهجا
وجوع
يعد
قضية
تنازلا عن
دعوته على
وطريق
وأن يأكل تراب
على
"ولقد
عرض
وعطش
الداعية
ضلعا،
أنه لم
،حتى
على
وهذا
ومشقة
إلى
عواتقهم "(.)1
طريق
حد
يستطيع
المسير
هذا ذلك
هذا لم
،وحتى
لا
المعجزات
-
والدعوة المال
الصابرة والدموع
والدرم
والأرواح
طريق
انتصار جهد
على
المنهزمين
جهد
ويقاسون
،
أمر
الدعوة
وانتشارها
أبنائها،
عذر
ولا
والمتخاذلين
،
وكان إخلاص
أو
العذاب
.
وإحيائها
وعلى
-في
للقاعدين
المدعين
وثبات وصبر،
هذا
أي
أصبح
مرة -يقوم
المتواكلين ،
والمنافقين
كلما كانت
،
فكلما
أو
كان
دعوة وانتصار
وأمل "(.)1
وهكذا والمحنة
فقد وصلت
،وكادت
بتعذيبها
حول
القبائل في في
الله
مواسم
الحج
- 2البحث
وإزاء
أماكنهم
الموطن
من
لم
مكة ،واشتدت تام أن
يقين
مميتا لهم ،لذلك
الحصار،
وجود
راحوا
وينشرون
قريش هذه
يضربون
الأكاذيب بين
ويؤلبون عليه العرب ،ويشهرون
جديد
لجنود
يبق
هذا الحصار لسياط
راضخين
المسلمون
المهيأ لاحتضان
( )1انظر فصل رحمه
موطن
كله ،
ولقد وجد
في
إلى ذروة
كل
الدعوه.
عن
هذا
وهو الخروج في
خطرا
وصحبه
وجه
نهائيا !ي
لأنها كانت
سيكودط
رسول
سلاح
أن
وطغيانها،
الفثة وبقاءها
الدعوه في تتجمد
جهادها
الأزمة
:منهج
في
للدعوة :
الدعوة
إلى موطن الجلادين
أرض
الله.
156
جديد،
،وتعذيب
الحبشة
الدعوة ،وإن
للبشر في كتاب
غير
(هذا
وعدم
البقاء
الطغاة .
أنها ليست
أعطاهم
الدين
طريق
واحد،
هذا
أمانا لفترة من
) للشهيد سيد
قطب
الزمن .
لفك
لذلك
خرج
الحصار
للدعوة ،
ولكن
عن
وفي
الله يدعو
وهواني
،
وأنت
يتجهمني؟ غضب
الذي
وجهك
والآخرة ،من
وعاد وأنكى
رسول
إليك
،وليلقى
ولكن له
ترضى
أشكو
من
عافيتك
ولم يكن يعرض يدعوهم
(
1
) العتبى
دعوته إلى
:
من
ضعف
تكلني
أوسع
،
غضبك
،أو يحل
،ولا حول
مكة
قوتي ،وقلة
؟
،أنت
إلى
ليجد
الله ويخبرهم
الرضى.
157
عليئ
بك
بنور الدنيا
عليه
علي
سخطك.
نبي
قريش
أشد
إيذاء
ما كان
يلقى،
جديد.
المواسم أنه
بعيد
أمر
أضعاف
معه غير المسلمين
جديد
رب
ولا قوة إلا بك".
والشماتة
في
الذي
لي -أعوذ
وصلح
ولكنه لم يكل في البحث عن مخرج في
الدعاء
الراحمين
هي
الظلمات
الاستهزاء
مكة
جماعتها
منها بهذا
يا أرحم
الله !سيرر إلى من
الفتية،
ملكته أمري ؟ إن لم يكن
أن تنزلى بي
العتبى( )1حتى
عودته
ربي .إلى
أشرقت
رفدا جديدا
الجاهلية.
بعد
الناس ،
أم إلى عدو
فلا أبالي ،
مكة
" :اللهم
على
في
في
ثقيف
آمنا لاحتضان
موقف
له الأوصال
المستضعفين
لك
مكانا
وقفت
رسول
ترتجف حيلتي
الدعوة ،عله يجد
بلدهم
الطائف
ووقف
رسول
ع!ي! إلى
الله
الطائف
محاولة
المستضعفين على
مرسل
،وبدأ
قبائل العرب ، ،
وش!ألهم
أن
ويمنعوه ،
يصدقوه
يبين
حتى
الله ما
عن
المشركين
كانوا يلاحقونه
في
ويحذرون
القبائل منه ومن
دعوته ،وكان
لهب
الذي
رسول
يذهب
الده كلمها،
وتعلقهم
للقبائل ،
إليكم
الله
رسول واحدة
إثر
واحدة
يأمركم
أن
بي ،
هذا هو طريق القعود،
هو
دعوة
الطريق
الله
وقسوة
فلان
،
دونه من حتى
ولا مبرر يعفيه من
ويسر،
عسر
هؤلاء
عمه
التي
يعلم
أن
وعنجهيتهم
عن
المهزومون
المشاق
أو ملل ،ويقول
،
إني
وان
هذه
الأنداد، عن
،
والمحن.
158
الله ما بعثني
له عند
ما يكره وما يحب،
والله
المؤمن
على
ونيته.
هاوية الخذلان المتعذرون
وأن
تؤمنوا
دعوته ،فردا كان
دعوته ،ولا يحاسب
في
الده
به شيئا،
وقت ،لا عذر
استمرار
وجهده
رسول
لا تشركوا
أبين
في
عمله
فإن الساقطين ،
الده وحده
من
الكفيل بنصر
هم
"يا
وتمنعوني
النتيجة ،وإنما يسأل
ولذلك
:
بني
يأس
المؤمن وديدنه في كل
أو مع جماعة ،في سبحانه
أشد
رأيه، أبو
ويستببير عنادهم
الدعوة دون
تعبدوا
ما تعبدون
وتصدقوا
الدة في
،
يسفهون
القبائل والعشائر
فيضللهم،
يواصل
تخلعوا
بي ،
كل
بعثه
بأصنامهم.
وظل
وان
كان
إلى
موطن
به،
ولكن
،
ببعد
والانتكاس النصر
وصعوبة
من
العقبة الأولى:
-3بيعة
نفر من
قبل
بعد
الإسلام ،
الأنصار -رضي سمعوا
أن
ما تلاه عليهم
القران ،وعلموا أنهم سيقفون كلها،
العرب
وأن
ذلك
رضوا
روى
عبادة بن
البيعة ،
أن
قبل
فقال
على
نقتل
ولا
أن
فلكم وجل
في
ولا
معروف
شاء
فكانت والعبادة
يجعلهم
البيعة
دته
،
ببهتان
الثانية تلزمهم الجاهلية ،
تحت
نفتريه
.
وقال
غشيتم
من
ذلك
شاء
وإن
وعدم عن
منهج بعدم
كالإغاره،
ومع
.ولقد
-نصوص
بيعة
هذه وذلك
النساء،
نسرق
من
ولا
،
بين
رسول
نزني
أيدينا
الده غ!ي! :
فأمركم
شيئا،
،
ولا
وأرجلنا،
فإن
إلى
وفيتم
الله عز
عذب".
الإسلام بمعنى
الشرك
نوع
-أي
الخضوع من
والتسليم
الشرك
-وهذا
بخاهليتهم ( :أوثانهم ،وعصبيتهم،
ومنازعاتهم وولائهم ). كامل
ولا
لهم
دخولا في
يتخلون
للحياة :
الله غ!ع
،
واضحة
البيعة
على
الجاهلية
وجههم
نصوص
رجال
بالته شيئا،
نأتي
غفر
في
من
:
نشرك
الجنة ،وإن ،إن
الده
بايعنا رسول
لا
صف
الده لمج!ه
الدعوة ضد
على
-أحد
الحرب
أولادنا،
نعصية
جميعا
الصامت
يفترض
في
الدخول
رسول
سيقفون
بمبايعة رسول
:
الله عنهم -
في
وتشير نصوص
عملي
حركي
السرقة ( :كل والسلب
يد المغير أو زعيم
القبيلة
البيعة إلى أنها منهج واقعي
أنواع والنهب
من
،
فقد
السرقات وتحليل
المسالب)
كانت
الفقرة
التي تبيحها كل
ما يقع
لذلك
كان من
نتيجة
بالثه وعدم
الإيمان
وتقاليدها وقوانينها
سبحانه
وترك
وهي
الزنى ،
تخل
هذه
بين
وكل الغارق ضلالات يدرك الله
المؤمن
بالده
خصائص
عدا في
،
ذلك الدنيا
الجاهلية
والفرد .وإذا أعطى
والهدفين
ولم
الله
بالدولة
الغاية والهدف صغير
والمادة
،
سنة عن حق
كاهله الإيمان
الكينونة الإنسانية والحقيقة
يعدهم
أو بالمال
.
الده،
وإن
الإنسان
على
فطرته
هذا
الإنسان
النعمة (الرضوان
أنه سيقف
أمام ربه يحتقر عناءها
هو
إن
كل
ما
أخرى
رضوان
تراكمت
الحياة ،ولا يدرك وحين
المنتصرة
وباطل والذي
!سير لم
الله
زائل
قيمة هذه
يتصور
البيعة،
المؤمن كل
أية دعوة
والجزاء
الإنسان
أو
وجنته-
-فرسول
يعدهم
فهو
لهذه
أي
الإيمان معناه الواقعي
وتصوراتها
،وينزع بربه
بالتطبيق العملي
الباطلة ،
ألف
البهتان ،
الدعوة الإسلامية عن
وإنما
والجنة ).
طيبات
وجل
الشرك
أخص
واقتراف
البيعة فله رضوان
الطريقين
،
حقيقة
خمسون
نوعا من
الجاهلية ،وإعطاء
خط
والمناصب
ما
الده
الأمور تتعلق
هذه
وهنا يفترق
أو السلطان
عز
الأولاد،
الحياة والمجتمع
منه في
-وشتان
وقتل
كامل عن
في مجال
بالنصر
الحياة ،التي تمثل
منهج
الحاكمية.
،وكل
يطلب
الشرك
وتعالى ،وسلبا لحق
الألوهية وهي
معصية
في
به ترك
الجاهلية
في
ما في
لا من
يوم مقداره
الدنيا من
الثقيل الزائف .أما المسلم
فإنه يدرك
حقيقة
الإلهية ،ويستطيع
الحياة
وحقيقة
يدرك
الفرق
أن
الشاسع
بين
الحقيقة
المهيمنة
،
والمكان
والجهل
وبين
بقدره الصحيح
الكينونة
،
نعمة
الده وجنته
سيمرون
الالام
التي
وأعظم
منحة يطمح
بعد
سبيل
الله في
ينتظر
المرحلة
وش!اهم
بدوره
مصعب المحن
وكان فيستبشر
بفضل
بابأ جديدا عقيدتهم
لكل
أكبر
دنياه
نعمة
واخرته.
وتحمل
له
يتاح
البلاء والأذى
بمكة ؟ فيها
تبليغها
يظهر في
ولكنه يبدأ
أن
ونشرها
في
اليوم بدأ بالدعوة
والجهاد
،
في
تلك
اللحظات
التي سينطلق
الجديد
أن
تجربة
بعد
خاض
بنجاح فريد.
هذه
الأحداث
الله الجديد
يأمنون ونشرها
،
في
فيها ،ليقوم بدوره
يشهد
ونتيجة
إنها
في
الجنة
المؤمنون
المجال الحركي
البيعة حانت
والصعاب
هؤلاء
البيعة .
الأولى
التي
الحقيقي
هذه
ونعمة
للبيعة ،
البشري
في
الدعوة
الجديدة
سبيلها ،وفي
هذه
والثبات والصدق مرحلة
يرضى
الإنساني
المدينة:
لقد كان إيمان مصعب صورة
الإلهي
جزاء
إليها المخلوق
داعية أهل
الصبر
يقدر
الحياة ،فلا غرابة ان
بها
قيمة العمل
الرضوان
،
بحدود
الزمان
المحدودة
وحينها
ويدرك
برضوان
- 4مصعب
الأزلية
الإنسانية
والقصور،
بالنسبة لمقياس المصدقون
الإتهية
الأبدية ،
المطلقة
القإدرة
في
بين
على
ولوجه ،
التي تجري
في
المسلمين
،بعد
أن
ويجدون
فيه
طريقا
الناس .أما مكة
فما زال!
في
الخفاء، فتح
لهم
لتثبيص طغيانها
الأحداث ،وتزيد من
ترقب
سرأ وجهرا ولكن
وبكل
عنف
وسيلة لكي
تمنع كلمة
قريشا -الجاهلية -نسيت
أمام قدر
الذي
الله
تمثل
الإيذاء والضرب
في
الله
أن مكرها
عمل
من
،وتعمل أن تنتشر،
ومكيدتها ضعيفة وصدق
الدعاة المسلمين
إيمانهم. وبعد بلدهم
البيعة بدأ -يثرب
الإسلام ، المنهاج الدعوة
-وكان
ويتدارس
وأهل
لقد أدركوا -من حياتهم
وعلى
في
إن تحفظ في
الذي
ويتعاون
نور
معهم ؟
قلوبهم
في
تطبيق في
للمثابرة
بلدهم.
اللحظة البيعة ،
مستقبل
بالمسؤولية الدعوة
هذه
معلم
إلى
أمور
داعية يرشدهم
القرآن ،
للإيمان
قومهم
-الجدد-
لا بد من معهم
العملي بين
الأنصار
يتهيأون
للعودة
إلى
الأولى -مذى
ومذى
التغير الذي في
التحول
بلدهم ومستقبلهم هم على
الكبيرة التي ألقيت
اآفاقهم
شمل البعيدة
أيضا،
وشعروا
عواتقهم
إزاء هذه
.
إيمانهم ،ومن
الحياة ،
لم ثم
بل
يترسخ
يتجمد تحرك
من مظاهرهم
كل
مظهر
من
أقوانهم ،وكل
موافقا لبيعتهم
أمل
وكأنه شيء ويبقى على
ساكنا مستوى
،وكل
ومتوافقا مع
خامذا ذواتهم
حركة
وغاية في
من
الأشياء الأثرية التي
كلها،
فعرفوا
من حركاتهم ،وكل
مستقبلهم
إيمانهم .وإيمان
162
لا قيمة له ولا أثر
،لا بد وأن المسلم
أن
كلمة يكون
لا يكون
وواقعيا وكاملا ،إلا إذا انسحب
صحيحا وكينونته ، إنسانا واثقا
قبدل
اخرا،
شجاعا،
الإنسانية
.
العظيم
العليم
ويتعلق
بالحساب
وعلى
،
فقد
مع
واعيا،
صابرا،
فللإيمان
هذا
النبي جمرر
نفسه
إنسانا مؤمنا
،
بالثه
من
وخلقه
تبعاته
الخبير
كان
تقيا، ومسؤولياته
الأنصار واحدا من
وتفهم
نفوسهم
بين قومهم وفي
واختار رسول
!ر
له في الأول
من
الصفات
يتعلق
الذي
بالخهالق
نعود-
إليه
ولا ينسى
بعد
ذرة.
البيعة أن
يرسل
الكرام -رضوان
الذي يعينهم على في
الدعوة
طريق
بن عمير رضي
للأنصار،
الروايات في
البيعة أم أنه ذهب رسول
الله
فابن هشام ع!
مصعب
متأملا،
وداعية
في
الله
الله تقويم
الطوالل،
عنه ممثلا
البلد الإسلامي
.
وتختلف بعد
الله
،ومعلما
المدينة
لهم
الإسلام ،والسير
بلدهم.
لأنه
صحابته
،
بأجمل
صغيرة
الطبيعي
عليهم -ليكون المعلم المرشد
متصفا ،
فصاغه
عمليا،
البصير،
لا يخطىء من
وتصرفاته
متحركا،
السميع
الذي
على
وسلوكه
حياة الإنسان
أن
يقرئهم
-لجي!م
بعد
كون
بعد
ذلك
عودتهم
يقول :إن مصعبا القران ،
مصعب
،عندما
163
الأنصار
طلب
هذا
للمدينة ؟.
ذهب
ويعلمهم
الدين.
قد ذهب
مع
الأنصار
معهم الإسلام
،وأمره رسول ،
ويفقههم
الده في
بينما نجد الأنصار
إلى
القابل
؟
رجل!
من
أرسلته
بن
يتبع
،
،فبعث
إلى
يفقهنا في
في
عفراء، الناس
كتاب
أن
الموسم إلينا
ابعث
؟ فإنه أدنى
الله
فنزل في
عليهم
جمليبعث
إلى
بني عنم
القران .
لهم
الكتاب الذي وهو:
معلما،
الدين ،ويقرئنا القران "(.)1
أن
بن مالك
بكتاب
إليهم رسول
:
في
الحيدر أبادي نص
الحلية
ورافع
للرسول
ويقص
الده
الله
،وواعدوه
بن عمير،
زرارة ،يحدثهم
أبو نعيم
فليدع
لم
المصادر:
قوله :وأيقنوا واطمأنت
به
بعثوا
إليهم مصعب
إلينا رجلا
بن
وامنوا
الناس
الأنصار لرسول
معاذ
قبلك
قومهم
!ي!
الده
،
الدكتور حميد
ويذكر الله
رسول
،فيدعو
،فبعث
ويروي
"ابعث
إلى
قبلك
أسعد
من
الأولياء وغيره
دعوته ،فصدقوه
رجعوا
يتبع
على
في
لما سمعوا
نفوسهم
أن
حلية
من
أن
الله
الأنصار :ان
،
ابعث
رجلا
إلينا
فإنه قمين
!يط مصعب
الله
بعثوا إلى
رسول
-حقيق
من أن
-
الله
بن عمير رضي
عنه(.)2 ومهما
مصعب
يكن،
بن عمير،
المسلمين
هناك
ولا شك
المحن
فإن
لهذا
الجسيمة
( )1عن كتاب مجموعة ( )2نقلا عن
المسلم
ذلك
القرآن ،ويدعو
أن
كتاب
اختيار
ليكون
رسول
الله ع!ب! قد
الناس
التي نزلت
الوثائق
السياسية للعهد
حياة الصحابة
(.)916 - 1
164
يعلم
الده.
الاختيار دلالته ،خاصة
بمصعب
،لكي
الداعية
إلى
وقع
على
،وظل النبوي ص
إذا تذكرنا ثابتا
. 01
تلك
أقوى
ما
يكون
الثبات ،
يكون كل
الإيمان المحن
كان في
.
صابرا وكان
يكون
أن
واسع
سعيدا المشرق
مهمة
تلك
المدينة كلها
شرك
الهجرة ،وأي
ولا
بد
من
ودواعي
الصعاب
الصغيرة
،
مصعب
أن
والعقبات
الجديد
ووصل
وهؤلاء يأخذ
الده
مكتوم
يتطلع
فهو
إلى
أهل
المدينة
دعوته
فما
.
الغد
كلهم، هذه
هي
إليها؟.
،إنها يهود مهما
وقبائل متنافرة ، أسباب
توفرت
(أحد
بيد
النجاح
في
هؤلاء
وبهذا
ثم
في
كان
رسول
عمار
الذين
هذه
المجموعة
امنوا وبايعوا، الده في
ليننثروا دعوة
وعلى بيت
كل
قلب.
المبايعين
مبلغا عن ،
المدينة يبدأ من
المدينة ونزل في
الدعوة ، ،
،
النفر القليل
وليدخلوها إلى كل
في
ويؤيد
التي يسعى وجاهلية
القدوة في
الأمل.
إن المجتمع
زرارة
الإسلام
فيه قلوب
دينه ،
ذلك،
-لكنه اليوم كان
الثالثة
هذه
وينصر
على
في
أحاديثه.
الهجرة ،
رسوله
بالإيمان
المدينة ليكون
مكة مهاجرا -للمرة
يملأ
الله بهم
في
أعمق
،وصبره
الابتلاء والثبات
يدعو في
المرشد
الأمل في
الذي
الصبر،
المطمئنة
النعم إلى
هذا كله خير من
وغادر مصعب
إن
حياته
،وتبدله من
تعليمه ،قبل
فيعز
أوفى في
ما يعرف
ومؤمنا
ما
بن
الله
بيت
الصحابي
الجليل أسعد
العقبة الأولى ). مهاجر
أول !ير.
ياسر،
وتبعه وسعدبن
165
إلى بعد
وهناك المدينة ذلك
أبي
بدأ عمله سبيل
في
عمرو وقاص
بن
بن ،
أم
وابن
مسعود،
ثم عمر بن الخطاب
بانهجرة (رضي هذه
وبعد
عنهم ) فكان
الله
انهجرة ،وكان
وصول
إلى
مصعب
السلبية ضد
الإيجابية
في
الجديد،
بالاسلوب
تبليغ
بعد أن تحرر أذى
من
من
الدعوة
في
إشعاعات
المسلم
المسؤولية
دين
إلى
شريعة
الله للناس
لتنزيل ما علق وعن
البالغة ،
الرسول وصفات
العامة التي
في
حد
ما -من
-إلى
ضخمة
فيه الصفات
،وبكل
السماء،
الرسول
وتوحيد
وإعطاء
الله
فيها كل
بالصفات الناس .بل
166
الحقيقية
وحلفاوها
به. ع!فه في ،وإعلان لهذا
زائفة عن من
النظرية
يحقق
محمد
،ونبذ الشرك
دعاوى
شخصية
لكي
المنوط
الجديد
الصورة
أذهان الناس من
الداعية ليست
بالدور
مالها من
يمثل
المطلوبة ،
عاتقه ،ويقوم
مما أشاعته فريثن
يشترك
والخلق
الرفيع،
،ولا بدد له أن
أنه سيمثل
جميعا،
معالم
هو دور الداعية إلى الإسلام ،بكل
،وتتمثل
ومكانته هنا أيضا الدعوة
ونشرها
والحجة
وشرح
الدين
المدينة.
مصعب
الملقاة على
مرحلة
الجاهلية ،إلى دور المجاهدة
هذه الكلمة من مسؤوليات نفس
جديدة ،
والاحتمال والتعذيب
قيود الجاهلية ،واطمأن
ودوره الجديد -هنا-
الداعية
المدينة بدأت
شراسة
قريثن والسثمركين في
ما تحمل
في
منزلة السبق
في
المدينة.
دور الصبر
السائغ
بعد إذن رسول
لمصعب
الداعية الاول
انتقل منها مصعب والمجاهدة
.وكان ذلك
الله
،
الدين
الدين
المشركين. أو الصفات
إنها صفات
المسلم
بمعناه
ممن
الحركي
وهي
،
لا تتوفو إلا في
أعدوا بالتد!ريب والمحن المنزلة
بهذه المسلم
الكريمة ،
ونموذجا
الدعاة ،فما هو
إن كل لكي
الروايات
يقوم
يقرىء
- 3ولتعليمهم -3وليصلي
الذي
التي
أمور
الرجال ،وفي
قام به مصعب
إلى أن مصعبا
أرسل
طريقة
عن إعداد
المدينة ؟.
المدينة
إلى
القرآن ويفهمهم
دينهم.
إلى
تساهم
في
الاسلامي ننظر
الديق
الجديد.
إلى
بناء الفرد
الجديد،
المدينة التي ستك!ن
وعندما
تعاليمه-
مهمته كداعية تقوم على
الاسلامي
المجتمع
صورة
في
الأنصار
الناس
وكأنما كانت
في
في
حتى
بهم.
- 4وليدعو
المجتمع
سيما
وأنه
سيكون
فازوا
بالأمور التالية:
ا -لكي
المهمة
لا
تمنمير
من
والمصابرة والجهد،
لأثر الإسلام الدور
نوع
المسلمين،
وتساهم
-هي
تحقيق
المسلم
في
هده
كلبنة
اولى
بناء القاعدة
والمهاجرون
الأمور في
الصلبة
-فيما بعد
والدولة الاسلامية. هذه
الأمور نجد
أنها تنقسم
قسمين
إلى
رئيسيين: ا - أمور
البناء
الداخلي
الاسلام ،
- 3نشر
المتمثل في تعليم الأنصار القران ،وتفقيههم
وإقامة
الدعوة
شعائر
بين الآخريق
!16
الله سبحانه
،وتوسيع
ساحة
والصلاة
هذا
بهم.
المجتمع
الفتي ،وضم
إلى
الصالحين
أما الناحية الأولى
مصعب
-فعلا-
أ-فمن
في
مهامه أن يقرىء
يفتتح القران
في
من
-كما
أن يجعل !!
المدينة
معلمه
هو
دروسه فلا
أحداثا
لا.
الأول
له أن
بد
وأعمالا يجعل
إن
رسول
وأساسيا الوحيد،
والنبع الفريد الذي
-حينذاك
مبادىء
منهم أن يستقي رغم
وجود
وكان
أمر الله ورسوله
مصدر
العقيدة
والتصور
العقيدة
واضحة
لهم
ومنهج
الصحيح لا تشوبها
والنفوس -فلسفات
وتطبيقا يوميا حيا،
الكريم
منه مصعب
أي
.
والمسلمون
ولم
أمر من
نبعهم
الحياة ؟
وحيدا
لأنه المصدر
يحاول
أمور
ولهذا
ولا
وأضاليل كما يحدث
اليوم
الحياة
في
تكوين
كانت
أمور
-في
.
أحد
،
المختلفة،
الوحيد
يحرفها
168
مصدرا
الكثيرة للشعوب
يكون
شائبة
ع!ر،
وفهم
عقيدته
فهمه للقران الكريم.
حياتهم
اخر في
في
مصعبا
تلقى
للأنصار،
استقى
أن
اليوم
-ولم
دروس
الله
القران
الثقافات والمدنيات
المعتاد
ومحنا
الإسلامي
دينهم
من
وصبرا
من
لشرح
-
الدين
في
من القرآن الكريم نصوصا
الحياة ومنهج دينه الجديد من خلال
وكانت ولذا
الكريم
في
المدينة،
أو الداعية المسلم -أن يقتصر
رخيم
من ذلك
بها دروسه
على
عدة ،وقد
القران للمسلمين
مصعب
تلاوة القران بصوت
يفهم مصعب
أمور
قام بها
المدينة:
ولا يعني هذا -بمفهوم على
القاعدة
فإنها تقوم
الصلبة.
الأذهان
ولهذا كان تعلمها
اقي
يستكثر
في
واجبات
مصعب
من
يقرىء
رسول
الله
الجلسة
ستلقى
الأنصار القرآن على ،ايات
!ك!يرو
الواحدة ،
عليه من
آيات
لأنه يعلم
كل
وقراءة .لذلك
فقد كان
المسلم
أو ثلاث ،حتى
يحفظها
ولعمل
بها.
مصعب
فكان ويفهمهم
يقرأ أمامهم ودلائله
معانيه
والنفسية والاجتماعية تكليفا
يوميا حركيا طبقا
وأمورهم
لأوامره
أما الأنصار حياتهم
من
جديد،
وأمورهم أعمال
هادفة . ،
لحياتهم الأعلى ،
،
ويفتح
في
المسلم
بعد كل
جلسة
ايات أو خمس
ويعلمهم ومذلولاته
إلى عمل
هذا
ورأوها
ونفوسهم
وبصورة
ودستورا
يتحول
على
ولا
قراءته، الحركية
وواقع ويغدو وتغيير حياتهم
به،
.
فقد
تستقيم
في
القران ،
تنفيذه والتكيف
وجدوا
اكتشفوا
أن
بعشر
الحياة ،
،لكي ينبغي
لا يكثر منها،
اية ،وتكاليف يكتفي
الطريقة
عيونهم
تتبدل ،ورأوا افاقهم تتسع
تتغير،
أخرى
واضحا
متعة
فقد
لسلوكهم وشائج
على
ولذة
بالغتين ،حيث
وأعمالهم غدا ،
القرآن وطريقا
تتحول
إلى
منهجا
كاملا
يصلهم
دمتينة بينهم
وبين
بالملأ الكون
كله.
واقتضى ذلك وتصوراتهم
بذلك
منهم خلع كل
وتقاليدهم
أمرهم ،ووقف
،
جاهليتهم ونزعاتهم
لأنها لا تستقيم
الخزرجي 916
والأوسي
مع
إي!مانهم ،
جنبا إلى جنب
فتبدل
في
البيعة ونصرة
وبناء
الدين
المجتمع
الدمإء والثارات ،والحروب
الجاهلية هوة
هذه
والمشركون
في
وإيمانهم وبين مإضيهم من
اثار الدروس بيعتهم
تكون
هو
القران
العقيدة
المكي
،
وأمورها
الضلالات
الجاهلي
الذي
القراآر
الذي
معتقدات
أنزل
قد
واهتم
ورسم
واعية ،
،
وأذهان
ويرون
مشرقة
في
القران واكب كان
واقعهم أحداث
فهمهم
تكيفوا مع
أشخاصهم
،
ثم
صورة
يفهمون
صورة
عن
مفتوحة إشارة
كل
للقران
القران ،
لهذا
وترجموا
اليوم
ذلك
أصول
أنواع
الذي
منحه
الطريق.
هذه الأيات، وفطر
يسمعون
صادقة، الصحيح،
،لأن نزول
أكثر أثرا وواقعية ،ولهذا الواقع العملي
فهمهم
وتصوراتهم وفي أسرهم ومجتمعهم 017
كي
صادقا.
بيان
فيها الفهم
الذي
الدعوة ،فكان مطابقا
في
له منهج
فكان الأنصار يسمعون
كل
،
بتوضيح
الخالق
من معلمهم مصعب
ويتلقونها
إلى
أثرا
الجاهلية السخيفة ،وفتح
أثر قدرة
وبصائر
ذلك
بالثه إيمانا
أكثر ما اهتم
أمام الإنسان ،ليبصر
بقلوب
بين عقيدتهم
إياها مصعب
وإيممانهم
عنها،
الهدى
فيها المنافقون
عزلة شعورية
كان
اهتم
وزيف
النعم والحياة ،وأعطاه
فقد
صادقة
بيمهم وبين
المندثر ،وكان كل
،
وما ينشأ
والشرك
آفاقا جديدة
،وأضحت
القرانية التي علمهم
أن
وانتهت
ونيران يتردى
أنفسهم
دثه ولرسوله
ولا ننسى
والغزوات
سحيقة
،وقامت
الجديد،
قصة
له
،ومن
ثم
واقعا في
كله.
وتمت من
هذه المهمة على
واجب
تجاه
رسول
دثه
أعطى
من
من
دعوته ،
،وكان نفسه
في
القسم الآخر من
المدينة ،
للحركة
وأن
الإسلامية
أمور
الإسلام
كانت
لقاءات
والأحاديث
أكبر في
وتربى
كما
التجربة
مؤدب
القراار وتطبيقه ،وبلغ
بالمؤمنيق
والصدق
لكي
الدعوة
للقران
فهمهم
المدرسة
يد
على
من
أبعاد إسلامهم
ع!ر مليئة بالشروح
الكريم ،
وتعطيهم
ما
للإسلام
هناك دروس زال
في
171
الله
الحياة ،
،
التجربة،
ع!ي! في
الأمور الشاقة
يشعر
بعدا
المرحلة.
رسول
وعيا كاملا
على
يوم ،ولهذا
الذيق مارسوا هذه
عانى
التي
في
كل
في
الواقعية
أفراد الدعوة
الثه
تلك
إلى
وتفقيههم
غنية بالتجربة
الأوائل برسول
العملية ما أكسبه
يعرفوا
للأنصار،
الأول ،وتربى
واحدا من
وحيويتها،
ما جعلهم
كانت
تواجهها
وقد
يكونون
المدينة.
الإسلام
الحركة الإسلامية في
مكة،
وخير
الذي أرسل من أجله مصعب
عهدها
كانت
الموكلة
مرب
إلى المدينة بدأ يلقن المسلمين وحركتها
المهمة
له من
وداعية،
الفترة المكية
المسلمين
هذه
الأرقم في
خير
أمور
في
وكان مصعب في
هذه
السمو
الثاني
التي تغني
فهم
وجه ،وأدى مصعب
القاعدة الصلبة في
تفهيم
الديق ،خاصة
ذلك
من
أما الشيءفهو
ونفذ
القدوة لفهم
الأنصار درجة
ب
أكمل
ما عليه
ولقي
وعندما
دار من ذهب
الإسلام بواقعيتها بضرباتها
والواجب
الساخنة، الذي
يقع
على أمور
عاتقهم
العبادة والأخلاق
موضوعات تعلم
عاشها
بعد بيعتهم لرسول
لدروسه القران
من
في
وأمور
التي يوضحها رسول
مصعب
والخزرج
الله
يصلي كانا
مصعب
بعضهم
يؤم
عباداته وجميع
بعضا
على
العصبية
المسلمين حتى
التي
الجاهلية ،
النواة الصلبة
وتعاهدت
الإسلام ،وظل المدينة فأصبح
حمد
ذلك
أيضا أن الإسلام في
ولهذا
من
كان
شرور
المتكامل القوي الذي عبادة تساهم
في
ترنية
واحد وغاية واحدة ووجهة
الله
وشكره ،وطلب
إليه سبحانه
ولقفون
صفا
مصعب ،فهي
على
يؤمهم
قبل
للأنصار جعلتهم يتوحدون في صف
ويتوجهون
الموحدة
الإسلام .
بدء
إقامة المجتمع
وتلتقي قلوبهم على وهداه ،
المدينة ولا ننسى أن
إلى تنقية المجتمع
يكون لهم هدف
ونظام تامين .وكان
توحدت
ووقائع
ضوء
التجربة
ما
الإسلام ،
والفرقة -والصلاة
واحده ،وإمامة مصعب
عصبياتهم
في
شعائره يهدف
الجاهلية ،ويعمل
ورحمته
العقيدة ،
متنازعين متحاربين
يؤمهم في عباداتهم ،ويدل
واحد،
يك!ييم
بهم في
وكرهوا
يشفى
كانت
للمسلمين ،على
ان
من
.ولا شك
مكة.
ج -وكان الأوس
الله
والمعاملة
وحديث
في
العقبة
أن
في
حتى
واحدا
صلاته
المجموعة
نصرة
وتعالى
هاجر
172
بانسجام
يبتغي تكوين
الإسلامية
عبدالده بن
إماما لهم لكثرة حفظه
متنازلين عن
متراصا
الحق ،ونزعت
عفوه
كل
هذه
الأولى التي
شيء
غير
أم مكتوم إلى
للقران الكريم.
د-وأما الظروف
دور مصعب التي
كانت
المحنة
التي
وخاصة
بعد موت
كان
عنها -وكان على المدينة كلهم المؤمنون وقاعدة
،
تمر يمر
مصعب ذلك
مع
الإسلام
قد
تحميه
الذي
،ويرنو إلى
فيه المؤمنون الأرض
في
ينتج
ينتظر
،
في
الله لكي
الله
يتكاثر
يأوي
إليه،
ويكسب
المستقبل.
نتيجة
مكة
بعيد بأمل وهو الله
ودين
مكة،
أن يدعو أهل
فيه بدعوته
في
نصر
ننسى
-رضي
ووطن
النجاح في
الله -غ!يم -
المدينة
قامت
قوه
دعوة
ولا
-
والسيدة خديجة
للإسلام من
يرى
-انذاك
الدين ،ويبلغهم
وبالقدر
رسول
اليوم الذي
المسلمون
للإسلام
لها الأنصار؟ يكتب
الإسلامية ،
بالإضافة إلى ما سبق
هذا
عليها.
أهل
بها
مصعب
وتصبح
كان
بها
أني طالب
إلى
يعتمد
ولقد
كداعية ،فهو دور ضخم الدعوة
بالنظر إلى
يتطلع
قد تحقق
الله يدخل
عمل إلى
،ودولة
فيه الناس
أفواجا.
مصعب
وأدرك له كان
عن
قصد
الدعوة
في
المدينة
الإسلام
الشاق
إنه كان يطبق أن
وخبرة
وثقة .ولهذا
كان
يهتم
بأمر
،
فيها عن
وينوب
عليه
رسول
أن
درب
الله في
.
يعرف
الله سبحانه اذوه وطردوه
مهمته
هذه ،
وأدرك
أن
اختيار الرسول
!شي!
كيف وتعالى وسخروا
أن
"خفقه
الأخشبين منه
173
القرآن
على
وأدموا
" وكيف أهل
قدميه .
رفض
الطائف وقد
سمع
أن ،
بعد من
رسول عند
الله
أيضا أن اهتداء رجل
من
الثه
الدنيا وما فيها،
أمر المسلمين سبحانه
الثه
يعلم
بالدعوة والجهاد كي
وتعالى ،
مسقاعس
على
وكان
يدى
ولا
أو منهزم
عذر
ومتخاذل
كل
وكفيلا بتحقيق
هنا
وكان
هذه
المسلم سبحانه
الثه
يحظى
لقاعد ،
أن
أفضمل له وتعالى
المسلم
في
مصعب
المهام وحمل
برضوانه
هذه
المرحلة
أهلا
لثقة رسول
عبء
أو
الدعوة في
المدينة.
بد
ولا ويدعوهم
من
خلع
يحتاج
للداعية للإيمان
كل
الذي
سيجابه
بمبادىء
عزيز على
إلى صفات
الناس
وأهداف
نفوسهم
تجعله
لم
لثد
قادرا على
بعقيدة
يسمعوا
ما
جديدة
بها من
ألفوه
تأدية ذلك
،إن
،
قبل،
الداعيه
وتمثيل دعوله
ت!ثيلا صحيحا-
ومصعب
دعوته
كان نموذجا حيا للداعية المسلم
على
خصائصها؟ ،
العظيم
وفهم لغير
أكمل
امن
أن إيمانه هو
لكل وجاهد
سبحانه
معاني مصعب
وسعادتها
ويمثلها بأجلى معانيها وأدق
ولهذا كان يتمتع بالصفات فلقد
الله
وجه،
بالثه سبحانه
وتعالى ،وطاعة
على
وعنادها إلى
كل
ذلك
التي تؤهله لهذا الدور
وتعالى
بيعة دله سبحانه
الألوهية عن
الذي
يقوم بأمر
إيمانا
وتعالى ،ونزع دثه بكل
مخلوق
أمر في
174
لكل
عبودية
حياته ،ونزع
أو بيئة أو مجتمع.
نفسه ؟ حتى
الخشونة
واعيا
عميقا،
والتقشف
غيرها
من
والفقر
نعيمها والغربة
والجوع الله
والعذاب ،
ع!:
"المجاهد
بإيمانه ليهجر كل إلى
المعاصي
ربك"
شيء
من
في
ويجد
،
نفسه في
سبيل
ليبحث لنشر
صالحا
"ان
دعوة
الده
حملها،
فلقد كان
وسلوكه
في
مثالا للداعية الصادو.
عنه قال " :كان مصعب وصاحبا
القوم ،
بين
فلم
منه"( .)1وجاء فضلاء
في
الصحابة
المجتمع
وخيارهم
لها؟
ممثلا
على
الدعوة من
قط
وإلا كان
صورة
أبنائها المدعين
يسلمون
بالفكر
( )1محن الطبقات
لابن سعد.
175
مصعب
السابقين
بمثل
ويكفرون
-باحد،
الده
خلقا
هذه
ولا
خرج
رفيقي أقل
من
الإسلام .
رسول
عقيدته في
الصفات
منفرة منها،
من
خلافا
:أنه كان
إلى
ليكون
الله
عنه -لي خدنا
الده
أحسن
يتصدى
في
إيمانه ووعيه
الحبشة ،وكان
،ومن
يتحلى
.وكان
كل
عامر بن ربيعة رضي
الغابة عن
حين
لا بد له أن
حقيقيا
الذين
رجلا
أسد
والداعية المسلم
بأرض
يأمن فيه على
وشدة
إلى أن قتل -رحمه
الهجرتين جميعا أر
عن
ما كره
لهذه المبادىء التي
بن عمير -رضي
منذ يوم أسلم
معنا إلى
وخلقه
:هجرة
تهجر
موطن
نموذجا حيا للدعوة ومظهرا مجسدا سيرته
الله
" ثم ارتفع
عز وجل
الده
الهجرة
عن
لحديث
طاعة
مرضاة
وأفضل
وطنه
مناخا
ذلك
جاهد
الطاعات
وهجرته
عقيدته ،
ذلك
وكان من
في
محققا
رسول
التي تجعله وليس
أخطر
والمنافقين والمتخاذلين، بالسلوك
والعمل
،
فيعطودق
نموذجا
قبيحا
الحاقدون ولذلك
لأن
في
قال
رسول
في
في
الله
واقعه
وفكره
الآخرين
بأنه كامل
بدأ
لأنه مسلم
الإسلام
البارد الميت
رجاله
الذين
صورا
متحركة
ثم
وهكذا
ويخالطه أوصاه
في
كان مصعب
معلمه
الده في
السر
والقصد
في
ايأول
الصدود
رسول
والعلانية
البديهية بأن -الإسلام
هذا
والإسلام يتمثل في
على
كان
الأرض
الصحابة
،
ويتمثل الله
رضوان
بن عمير.
المسلم ،
منه
نفسه
والحياة .
يسير
،وهكذا
رأينا -كان
للداعية ويلقى
قران
التأثير
ينظر فيه إلى
إسلامه
المجتمع
سلوك
ذلك
المقدمات أن
إلى
الواقعي
بين
وخسارة
ودعوة وجهاد،
إلى
المجتمع
إنه -كما
الضرورية
وعمل
يتحولون
على
الله"
ينطرون
المشؤوم
بدأ المسلم
بدأ ينسى
-لا قيمة له في
ذكر
بالرجال ،الإسلام
بالانحسار،
معتمدا
؟ حينذاك
إن الإسلام حركة
عليهم
وقع
الناس
الفصام
اليوم الذي ،
يجعل
المتمثل
الإسلام
الإسلام وتنفيرهم منه.
المؤمنين " :إذا رووا
الذي
وحين
.وفي
كامل
هو
أنه الإسلام ،
على
عن
الحي
النموذج -
المسلم
ع!
الحقيقي
في
هذا
الناس
دعاياتهم وطعنهم
المؤمن
الإسلام
يحسبه
-خطأ-
ويستغله
بكل
يتصف الذي والأذى
الده
يك!ي!م
،وكلمة
:
176
مع
المجتمع
،
كما
والصعاب
"أهرني
العدل
الفقر والغنى ،وأن اصل
الصفات
يتعامل
في
الفردية
ربي
الغضب
فكان
بتسع
:خشية
والرضى،
من قطعني ،وأعطي
من
وأعفو
حرمني
،
ونطقي
ذكرا،
ظلمني ،
عمن
عبرة ،
ونظري
وأن
وأن
يكون
صمتي
امر بالمعروف
فكرا، عن
وأنهى
المنكر".
وكان يتصف برسول
ذلك
على
الله
بالصبر الذي هو من
لوازم
قدوة
الدعاة
،
كان
الذي
أنواع الأذى والمحن
واتصف في
والمستقبل صورة
والروح
ذلك
في
واتصف
الحق
محنه
أيضا
إلى حد
غاية واحدة
الكثيرة
بالحماسة
في
عاهد
الغاية تملأ
جميعا
شيء
في
والعقيدة
بالمال
الحق
صبره
الذي
على
والجاه
يؤمن
ما
والراحة
به،
ورأينا
. القلبية والتعلق
لا يأسف من
الده عليها
إيثار الحق
والتضحية
أجل
كبير ،جعله
فقده ،ولا يطمع
هذه
،
الدنيا وطيباتها،
من
الدعاة
والشدائد.
بالإيثار والتضحية
هذه
،متأسيا في
من
قلبه وضميره
على
بغايته في
من
شيء
الدنيا سيفوته .بل يوم من
أول
ووجدانه
الدنيا
كانت
إسلامه
وتشغل
سبيل
قد
غايته
،وكانت
كل
وقته
وحياته.
وكان مرضاته عمله
،
قلبه متصلا ولا ينسى وأن
المستقيم
لحظة
ثوابه هو
وباطل .وهو في في
بالده سبحانه
كل
دعوته
أن
الده
الباقي ،
وتعالى
سبحانه وأن
،
وتعالى كل
شيء
عمله ودعوته رمز الجندي ،
الملتزم
بعقيدته
يبتغي
لا
غير
سيحاسبه
على
سواه
زائل
المطيع لقائده
وجماعته
.
وكان
عمله كل
منسجمأ
في
وخطواته
كلها في
هذه
الصفات
الله عنه جعلته المدينة ،
وليعيش
سبيل
التي اتصف أهلا لأن يكون
رسولا
هناك
ظلال
في
إلى عوالم الأرض
مذى
الهابط
النملة التي
خطوها العدم
ببيعتهم ،
"لأن منهج
إلى
لرسول
والخلود
لده وللرسول
بعد
منهج
تنمو
الحياة في
سفاهة
كانت
الله
.
<
فيه
صورها
ينقلهم
السائدة
وحينها
والخطوة
يا أيها
ع!ذط،
ليردوا البشرية
،
الذين
،
يدركون
الكبيرة التي
نحو
الحياة امنوا
بعد
استجيبوا
>(.)1
حياة كاملة ،لا مجرد ظله،
الله
المعتقدات
إنها خطوة
لما يحييكم
الحياة في
كل
ويلقن
واقعية -وهو
الجاهلية
.
مسلمي
معلمه رسول
إياها الإسلام ،
الموت
إذا دعاكم
الإسلام
واقعي
نقلهم
النبي ع!ي! إلى
ويرفعهم إلى عل
وليعرفوا الذي
من
القراار -حياة
والسماء،
الهائمة ،
والمستوى
المعلم
بن عمير رضي
المقرىء،
الإيمان كما تلقاه من
معهم
الضالة
الدعوة .
بها مصعب
ليكون
المدينة دروس
الانسجام مع هذه
الدعوة الإسلامية،
عقيدة
وتترقى ،ومن
وأشكالها،
وفي
مستسرة،
ثم
كل
هو
دعوة
مجالاتها
ومذلولائها.
وفي
()1
الآية
دخول
المسلم
في
الاسلام يكون
24من سورة الأتفال.
178
قد دخل
إلى حظيرة
وإلى
الحياة ،
القوة
دار
والاستعلاء،
والعزة
والثقة بربه ودينه ،والانطلاق ،
بجملته
وإخراجه
وتحقيق
من
إنسانيته
في
عبودية
العليا
بالعقيدة
الأرض
كلها لتحرير
العباد إلى وهبها
التي
والمنهج
عبودية
له
الإنسان
الله وحده
الله فاستلبها
، منه،
الظعاة "(.)9
ومن
قوي
هذا
أجل
عزيز،
فإن
ولأنه تخلص
قويا ثابتا يصرخ كيدون
فلا
يتولى
تنظرون
بها،
يساوي
.
ولصي
لأنه لا يرتكن
ادعوا
الله الذي
>"( )2فالداعية
رأينا كيف
ولا يلتجىء امسعود
يقول
لغيره فى
غير
وقد
القران
كان
وعبدالله بن
.جوار أحد
لغير
يتجرد الله
شركاءكم
نزل
من أي
ولأن
ثم
الكتاب
إسناد سند
في
منهم
رسول
كل
ظروفه ،وكذلك
مظعون
جوار
الله
الله ع!ير لا يع!مد
.
عندما
،
ناديهم - حينذاك
الآيتان 591
القران
691 -
في
وهو
الأرض
غير
لا
الله
تفسير من
الكعبة : يعرف
الآية السابقة. سورة
مسعود
إلا على
الده
أبو بكر وابن
وضوبوا رضي
ورفضوا الده عنه
بالأذى الشديد -لأنه أسمعهم
جوار
" لأنه كان
فعل
عذبوا
فعبدالله بن
تناوله المشركون
!ا) انظر ظلال ()2
إن
:
<قل:
والضلال ،بل يظل
شيئا.
ولقد
عليئ
من
الده لا يخشى
عالم الموت
بالمشركين
الصالحين
ويستهين
الداعية إلى
أحدا،
لأنه
الأعراف .
917
أنهم
"والله ما كانوا أهون يحادون
ادله
سبحانه
وتعالى ،
الده
،
وكان
فينبغي
يستيقن
أن
الذي
يحاد
يكون
مهينا
عند
أولياء
أن
وكان مصعب رمز
الله
المؤمن
منهج
ويتطلع
والمسلمين
في
إلى
مستقبل
وثبات
هذه
،وأسلوب
للإسلام
،
وعليه
ومصابرة
روى
هاجر
المدينة
قريب
يرى
أن
يبفغ
على
فنزل
دورهم
فيسلم
الرجل
أساس تحتاج
وإيمان وصبر؟ الدعوة
بهذه
ويقوم
في
طبقاته
أسعد
فيدعوهم
والرجلان
بن
إلى دعوة جادة لكي
دارا
تصبح
بصبر
المسؤولية
مصعبط
ان
زرارة ،وكان
يأتي
الأنصار
في
إلى
حتى
الإسلام ،وفشا
دور
من
هذا أن مصعب
المدينة
عمير
الإسلام ،ويقرأ عليهم
ووائل وواقف
،حيث
قدم
القران ،
،وكان مصعب
وصل
انتصر،
العقيدة الإتهية.
بن
ظهر
الأنصار كلها والعوالي إلا دورا من
إلى
مسؤولية ضخمة،
.
وقبائلهم
ونرى
بدأ يدعو إلى
فيه الإسلام وقد
المدينة الجديدة حسن،
ابن سعد
المدينة ،
وحين
وهو يحمل
وقد أقاموا دولتهم على
يعلم أن
مخلصة
الده-
المدينة:
مصعب إلى
بالده
هين
الداعية.
دعوته
وصل
وكان
في
ثقته
حين
الده مغلوب
على
أوس
الده
وهي
في
خطمة
يقرئهم القران ويعلمهم.
بن عمير كان يسعى
018
بدأ في
الدعوة حالما
إلى الناس ،لأنه يحس
بمسؤوليته كمسلم الدعوة لكل إلا حين من
وشريعة من
أمين على
الناس ،ولا يمكن
يسعى
ركام
الجاهلية
للمسلم
وضلالاتها،
بوضوح
الله
ان يؤدي
إلى الناس ،ليزيل عن
فطرهم
ويبين
وبساطة
استهزاء وسخرية
أجل
دعوته أمام
عز وجل
الده
هذا الواجب
ما تراكم عليها
لهم
وإخلاص
في تبليغ
عقيدة
ويصبر
التوحيد
على كل
،وتسفيه وعناد وصدود.
أذاهم: من
ذلك
الدعوة .
وكان ومهيأ
لهذه
الأنصار
بيت لكل
مصعب الدعوة
وقبائلهم ،
إلى بيت، رجل
بالحكمة
يأبه س بالسخرية
،
ولا
يهدى
عليه الشمس
الإسلامية
الده بك
أو غربت
ونلحظ
ويقرأ
الحسنة
،
لا
أيضا إلا على
عليهم
يكن
القرآن
الإسلام وفشا
في
دور
القران ويعلمهم
".
إذن
فهو
من
يطوف
الله
الأذى
يطمع
بغير
أخبر
واحدا
عشيرة ولا ذلك
خير
يخاف الجزاء
عنه رسول لك
وقبيلة
الدة
مما
ع!يم
طلعت
).
أنه لم
القرآن ،
بدأ يأتي
لكل
يخشى
الذي
رجلا
لهذا
دور
أو مناسبة لتبليغ دعوة الده
منهج
الجزاء
المشاق
الإسلام ،
لحظة
ويشرح
يناله الدعاة .ذلك
بقوله " :لئن
إلى
كل
قلب،
والموعظة ولا
كانت
مشاقها،
فيدعوهم
ويستغل
ولكل
الصدود،
الذي
متمرسا مهما
في
الصبر على
والمحن،
يعتمد
الكريم ،
فيسلم
في
فيدعوهم
الرجل
والرجلان
الأنصار كلها "وكان كان
يقرأ عليهم
181
توضيح إلى ،
العقيدة الإسلام ، حتى
مصعب
القرآن ويقرئهم
ظهر
يقرئهم إياه
،
ويعلمهم وهذه
ما في
هي
القران
عقيدة
ولا نظريات
من
معالم
الإسلام ،فهي
تبتدعها
الطريق
ليست
الأفهام وليست
الأذهان والتخيلات ،بل هي
ومناحي
فلسفة
العقيدة .
تتأولها العقول ، وأحلاما
خيالات
عقيدة واضحة
تطير
بها
لها منبع واحد
هو
القران الكريم. حديث
رسول
وليس القران
الكريم ،
ولهذا
وتتفتح
نوافد كينونته وفطرته هذه
يطممن
وفي تجعل
الفطرة
وحدة
يؤمن
الأمور كما ممزوجأ
،
يراه
لفهم
هذه
خطورة منهح
على
يترك
تماما
لفطرته
يبلغ
المحاولات
محاولين
يحاول
عقله
وحين
تلتبس
فهم
عليه
إسلامه
الثقافات
والآراء
ليفسر
ما
فقط
وكينونته كلها
كل
أن
تتفتح
.
لدينه هذا
المسلم
التي يحرص
الإسلام وبين مصطلحات بذلك
فلا
بين ركام
ومشاعره
ما
وطمأنينة،
عقيدته ،
منه ،
اليوم ،الذي
على
التام
فيه كل
ووضوح
بحدود
ما تتطلبه
،ويعتمد
العقيدة الجديدة
فهم
معرفة
وفلسفاته ،
،
والمشاعر.
العقيدة صفاء
مسلم
العصر
والتفسيرات
دون
وحين
يعلم
بالوضوح
للقراار الكريم ،ويجد
أكثر يقينا وأكثر
تلتبس
أن
المسلم
وتفصيل
يشعر
والكينونة والآمال
العقيدة
بمفاهيم
والأضاليل
كان
المنبع لفهم
المسلم بهذه
الده
!ك!ي!
غير شرح
لما في
الفهم
عليها أتاس ،فيخلطون العصر
بين
ومفاهيمه ومناهجه،
التوفيق بين الاسلام ومناهح
182
الواضح
يدرك
العصر.
وكأن أمر
في
العقيدة وبذلك
من
يد
يقضون
العصرية يؤمن
البشر، على
،وغيرها
إلا من
بالثه الواحد نقطة
صاحب
الإسلام هذه
العليم
الشعور الحق
متناسين
تميز
خصائصها
وتفرده .
المحاولات
البصير،
بالهزيمة
،
أهئم
لأنه يحمل
ولي!ست
.إن
لا ينطلق
والنقص
،
رسإلة
(الربانية)،
الده
،
المسلم
في
بل
إدعاءات الذي
فهم
يعلم
إسلامه
ويؤمن
وهو
بأنه وهو
القوي
العزيز.
ولا يمكن ؟
الصافي
للمسلم
إلا حين
الكريم ،ويكنس وتفاهات
والشيء
عن
الجليل أسعد الده عليهما؟
ليتخذ
وترجمة
ما يملك
كالحماية
إلى
والمسلم لمعنى
مما
نلحظه بيته
منه مقرا مثلا في
التضحية
لرسول
سبق
لمصعب
للدعوه ،
لبيعته
الله
لا يمكن
وغير في
مهمته
أن يكون
إسلامه ؟ ما لم يعط
أن
بن عمير رضوان
،وصورة وبهذا
إليه ويأكل
عملية يكون
لصدق قد
قدم
ما قدمه من إمكانيات
ذلك
لمصعب
،
لمواصلة
المدينة.
مسلما
إسلامه
183
الصحابي
وبيتا يأوي
الله غ!يم .
والإرشإد
وتسهيل
كلها
مفاهيم وأفكار وفلسفات
من إمكانيات مادية إلى جانب
معنوية ، الدعوة
ومشاعره
للقرآن
والعقيدة .
زرارة قد فتح
يضرب
وفكره
ما في ذهنه من
الثالث الذي
منه ،وبذلك
قلبه
الإسلام
بن
إيمانه ،
أن
يفتح
كل
مسبقة
يفهم
عقيدته
ب!نمكلها الواضح
صادقا في كل
ما يملك
إيمانه وفيا من
مال
ووقت
وإمكانيات
خبيء
الأذهان غير
اخر فهمه
الاسنة ،أو قبيع الذي
ذلك
مسلمو
كان
.أما الإسلام
أسعد
إيمانه وصدق
لإخلاصهما ومن
ودخل أن
عمير
بيت،
بلغت
دعوة
فيه من
هداه
،
لصدق
والداعية أسعد
ومن
في
سبيل
عشيرة
الله إلى الله
وغير
الذي
بيعته وصدق
الدعوة ،ونتيجة لهذا الجهد من
وطوافهما !اعيين
بيت
لقبيلة ،
زرارة مثالا -أيضا-
بن
إلى
القلوب
المشتتة ،
فهو
إسلام
بيعة العقبة.
عطائه في سبيل
الداعية مصعب
الساكن
الميت
أراده الله لعباده الصادقين
المدينة من
بن
،
الذي
يبقى
،وبقي
الله
إلى
جميع
بن
زرارة ،
من دار إلى دار،
أخرى
الناس ،
على
ونتيجة
ومن
،
وفشا
جاهليته
قبيلة
الإسلام ،
من
يرد الله
لم
يهديه.
والداعية -في بقعة
من
يسمع في
الأرض
كلمة قعوده
بأسلوب للإنسان
أي
الله
عن
لم
لظى
يبلغهم
يتعرف
وطريقة كل
مئلى،
مكان ،وليخش مشاق
الده
هناك
،ومادام
،وحين
منكم
له في
ترك
مواجهة
لتبليغ كلمة الله
أولئك
إلى
لم
لمسلم المجتمع
الله ومنهجه الذين رضوا
يقعد المسلمون
أمة يدعون
184
إنسان
الإسلام ،ولا عذر
الطريق ،فهناك نار أشد
نيران الأرض
الإثم " :ولتكن
الله
منهج
الدعوة ،ولا مبرر
بالقعود خوفا من من كل
تبلغها دعوة
،ولم
حسن في
مجتمع
-مسؤول
أمام
مادام هناك
مشقة عن
الخير،
وأحر الدعوة
ويأمرون
بالمعروف ،وينهون عن
أسلوب
الدعوة
:
الدعوه
في
سرق!
قاعدة
تتكون
على
والثبات
المدينة ،ودخلت
الإسلام الدعوة
ومصعب
المنكر"(.)1
هناك ،
تؤتي
القائم على
وبدأت
الأنصار،
ثمار
والعمل
الصبر
أكلها.
يعطينا نموذجا الموعظة
بيوت
وبدأت
للداعية ،
الحسنة
المسلم
وقد
،ولأسلوب
اتبعه في
الدعوة فنجح
دعوته ،
أيما نجاخ.
ابن
روى
زرارة خرج ودار بني
فدخل
بمصعب
ظفر،،
حضير
وكان
مشرك
على
لأسيدبن اللذين يأتيا
سعد
بن
معاذ
بني ظفر،
ممن
أسلم
قومهما
من
بني
دارينا ،فإنه لولا أسعد
مق
سورة
البستان
.
ال عمران
.
185
بن زرارة ،
في الحائط،
،
الأشهل
به قال سعد
ضعفاءنا،
الأشهل
بن معاذ وأسيد بن
عبد
انطلق
بن
أسعد
فجلسا
.وسعد
لا أبا لك!
قد أتيا دارينا ليسفها
:
ابن خالة
قومه فلما سمعا
حضير:
( )1الآية 401 الحائط
سيدا
دين
أسعد
بن عمير يريد به دار بني عبد
إليهما رجال يومئذ
()2
هشام
به حائطا( )3من حوائط
واجتمع
أن
في
كتابه "السيرة
النبوية
" أن
بن
إلى
زرارة مني
بن
هذين
فازجرهما حيث
وكلاهما
معاذ
الرجلين
وانههما
عن
قد علمت
كفيتك
ذلك بن
أسيد
زرارة ،
،
هو
حضير قال
فاصدق
ابن
لمصعب
متشتما
اعتزلانا إن
فقال
بن
قبلته ،
قال
وقال
كانت
لكما
له مصعب كرهته
دف
ركز حربته وجلس القران
قبل
.
أن
الكلام هذا
فقالا
يتكلم
شهادة شهادة رجلا
الحق
ثم
الحق إن
إليكما
كيف
النادي
فتسمع
، ؟
لم بن
،ثم
في
،ثم
الإسلام
وجهه
قال :ما أحسن
وتطهر
أن
وطهر
ركعتين
،ثم
قال
أحد
من
هذا
تدخلوا
ثوبيك
فقام
،
في
ثم
تشهد
ثوبيه
وشهد
إن
لهما: قومه ،
ورائي
وسأرسله
معاذ.
وانصرف
بغير الوجه
رضيت
بالإسلام وقرأ عليه
فاغتسل
عنه
أمرا
قال :أنصفت
!ذا أردتم
فتالهر
يتخلف
فوقف
ضعفاءنا؟
فإن
والده لعرفنا
وتسهله
.
جاءلن
أكلمه .
إلينا تسفهان
ما تكرهه
تغتسل
قد
بن
حاجة.
تصنعون
قام فركع
حربته
قال
سيد
راه أسعد
قومه
يجلس
بكما
عنهما:
تصلي
الآن ،سعد
أسيد
إن
أوتجلس
إلى سعد
ناديهم ،فلما نظر إليه سعد
جاءكم على
جاء
عنك
له :
اتبعكما
ثم أخذ في
ثم
:
إشراقه
وما أجمله ؟
الدين
هذا
بأنفسكما
يذكر
به في
؟
إليهما،
مقدما.
فلما
إليهما ،فكلمه مصعب
فيما
قالا
ما
ولا أجد
عمير:
مصعب
:
:
وإن
ثم
أقبل
حربته
الله فيه.
عليهما
خالتي
،
عليه
فأخذ
بن معاذ،
الذند ذهب
له سعد:
ما فعلت
186
وقومه وهم
جلوس
قال :أحلف
بالده
به من ؟
عندكم
، لقد
،فلما وقف
قال :كلمت
الرجلين
فوالله ما
بهما
رأيت
بأسا،
أحببت ،وقد حدثت
فأخذ
الحربة
خرج
أنهم
مغضبا من
لم
يده ،
زرارة
هذا
سعد
مني!!
سيد
اثنان ،
أمرا
:
قال
سعد:
وقرأ عليه يتكلم
فقام
ثم
ركعتين
ثم
في
تشهد
واغتسل ،
مصعب
و(ن
وتسهله
أخذ
لم
قال
لأسعد
بن
وبينك
من
:
أو
كرهته
فتسمع
هذا
ثوبيه حربته ،
الحق
،
ثم
وتشهد فأقبل
شهادة عالدا
إلى
ما
قال
والده سنهم
رضيت
قال
تكره ؟
عليه الإسلام ، الإسلام تصنعون
الدين ؟ قالا :تغتسل تصلي
فإن
ما
فعرض وجهه
عنك ؟
عنك
وقد
جاءك
لا يتخلف
عزلنا
القرابة
نكره ؟
مصعب
،ثم قال لهما :كيتف
شهادة
وطهر
أن
بن عمير :أي
تقعد
شيئا!
أسيدا
دارينا بما
القرآن قالا :فعرفنا والله في
ودخلتم
ثوبيك،
ما
ثم ركز الحربة وجلس
لإشراقه
أسلمتم
له
قبلته ،
أنصفت
في
بيني
لم
إنما
متشتما
قومه ،إن يتبعك
فقال
ورغبت
فوقف
أتغشانا
وراءه من
مطمئنين
بني حارثة
أغنيت
،عرف
بن
ليحقروك.
ذكر له من
والده ما أراك
والله لولا
أسعد بن زرارة لمصعب من
قال
منهما،
يا أبا أمامة ،أما
:
رمت
يسمع
:
نفعل
إلى أسعد
قد عرفوا أنه ابن خالتك
مبادرا تخوفا للذي
إليهما ،فلما راهما
أراد منه أن
نهيتهما
أن بني حارثة قد خرجوا
زرارة ليقتلوه ؟ وذلك
فقام سعد
وقد
فقالا:
ما
قبل
أ
ن
إذا أنتم
فتطهر وتطهر ركعتين
.
قال :
،
ثم
ركع
قومه
ومعه
الحق نادي
أسيد بن حضير. فلما
راه قومه
مقبلا،
قالوا نحلف
187
بالته لقد
رجع
إليكم
سعد
بغير الوجه الذي ذهب
قال :يا بني سيدنا
عبد
وأفضلنا
ونسائكم
رأيا،
عليئ
قالا:
حرام
بن
لم تبق
والقصة
حتى
في
دار
بني
واضحة إبلاغ
الدعوة
ليدعو
عبد
الأشهل
،
الجديدة
وحوله
رجال
الدعوة ؟ يتلقاهما مصعب
وأسعد
وكلام جميل +،ولم يكن
موقف
سعد
مصعب
،فلقد رأى صبر
ولذلك إسلامهما، بالثه
،
الدقل
صادق
على وكان
هو أشد
الجأش
الإيمان ،رحب
والمشاعر
مبادىء
،
الصدر،
واءلفطرة والضمير،
188
وحين
تأخذ
سيدا قومهما- تبليغ
،وخلق
وأسيد جديدا
على
وعنادا من
وتهديدهما
هادىء
العقيدة
زرارة -من رحب
خي
رفيع،
عصبية
إيذاء الرجلين ، رابط
البستان في
-وهما
بصدر
من
،فهو يأتي دور
لهم
وأسعدبن
3مسلمون.
الداعية ،وعن
امنوا بالدين الجديد.
الرجلين -مصعبا
إلى منزل
ونساء
في
بن معاذ وأسيد بن حضير
فيريدان منع
إلى
ولا
الإسلام ،حتى
للناس
ويشرح
رجل
ومصعب
مصعب
إلى الإسلام ،يجلس الناس
رجالكم
الأشهل
إلا وفيها رجال
عن
المؤثر في
فإن
عبد
يدعو
الأنصار
فيكم ؟ كلام
قالوا:
ورسوله.
الناس
تعطينا صوره
العصبية سعد
قال
بالثه
:
أو مسلمة ،ورجع
دور
الحسن
تعلمون
تؤمنوا
أمري
أسعد
الأنصار ويدعوهم بني
وأيمننا
عندكم ،فلما وقف
نقيبة ،
زرارة ،فأقام عنده
دار من
أسلوبه
،كيف
فوالثه ما أمسى
امرأة إلا مسلما أسعد
الأشهل
به من
عليهم
النفس
طمعا ،عميق
متدبرا للأمر،
بأسلوب
قريش؟
صادق
في الثقة
يخاطب
مؤثر
/بنبرات كلامه العذب
ويستجيش رأينا أسعد كيف
زرارة
بن
يخاطبهما
كل
واجب
بما يتناسب
مسلم
ورغم
والضرب مجبرين لهما
ومعرفة
من
على
السماع
الاستجابة
أن يقدم
على
مصعب
:
كرهت
كف
عنك
فيها،
يناسب
هذا
لصدق
الرجل
فتسمع
السؤال
،
وصحيح
لحديثه
العذب
إنها كلمة
،
رضيت
وفي
،
الرجل
لأنه لم الحصيف
ليكونا
المعقول
،
أجمل
من
قول
هذا
وإن
واحد مبدئي
اطمئنافي
أولي
لسان مصعب.
لسماع
العاقل
كلام
وعصبيته ،
مصعب
فيه طيشا
918
هذا
أمرا قبلته ،
،ولتعقله ،واستسلام
على
يجد
وكان
كلاهما غير جواب
طيشه وتهديده
نوافذ فطرته
لا بد
اللطيف في
-إذن -أن كلام مصعب
فتنازل عن
جانبا ،وفتح
فإن
الصحيح
لهذا النداء الإتهي المفحم
ورأى سعد
مكانتهما،
الطلب
"أنصفت"
،ولمنطقه
موقف
بهما وبقومهما.
المؤثر
ما تكره " ولم يجد :
في
ولا نجد
الاحترام للعقل والمكانة مع "أو تجلس
كل
من
ونيتهما الإيذاء والشتم
الأسلوب
أهلا للمكانة التي هما
والطاعة والمسؤولية
وجوابه الجميل المؤثر ،جعلهما
حفاظا
لهذا
وبما يؤثر فيهما وهذا
الالتزام
وغضبهما
مصعب ؟
الرجلين ،ليعرف
إيمافهما طمعا
أسيد وسعد
فإن أسلوب على
مع
مكانة
مكانتهما
ما ينبغي
وكانا حريصين عصبية
على
تجاه دعوته في
والتبليغ ،والنصح
المواقف
كل
ينبه مصعبا
الكيان الإنساني ،ولقد
الخلوق
،
مقعول
وترك
وأصغى
أو سفاهة
ذلك بكليته
أو تهورا،
الكريم ،
الذي
لا
غير الحق
يبغي
الموعظة القوي
،حين
وجل
والعدل .ويتبع مصعب
الحسنة ،أسلوب يعتمد
بما فيه من وحجة
أخاذ،
والقران قلوب
الكريم
من
ايات
الضلال
كل
والأسلوب الدعوة ؟
النبوة عن < :
الزخرف
إنا جعلناه
لدينا
الإيمان في
قلب
ايات
الله
لأنه يملأ
عز
مصعبا
في
بسم قرانأ
لعلكم
تعقلون
> . .
أسيد وسعد في
القلب
معجمه
قرأ عليهما
ادله الرحمن عربيا
إلى
ويقنع العقول
الرحيم
وضربت
الله
،الطريق
الطبراني
عروة :أن
حكيئم
المؤثر
والعناد.
المشاعر،
بهديه .روى
لعليئ
ومشاعرهما
ورأى
دلائل
الكتاب
ودخل
الطريق
البليغ في
وتتمسك
المبين
أم
ينهار أمامها الباطل
هو
ذ
وتصوير مؤثر ،وأسلوب
الضمائر ،ويستجيش
سورة
والكتاب
لفي
ما زال
بدعوته ،
وأبو نعيم
-أولا -على
والأسلوب
في
القران الكريم ،كلام
ايات بينات معجزات
والفكر ،ويبعث فترضى
الإسلام المقنع الحصيف
بالغة ،وحقائق
الناس
أسلوب
الداعية
ي
.حم. .
وإنه
.
بعد أن هزت
أعماق
كيانهما
فطرتيهما لتجتث
والزيف
والجاهلية ،وفتح كل
منهما بصيرته ليعقل،
الجالسون
علامات
الايمان ،ولم يستطع
منهما
واستجاب
إلا وأن كل
في
وجهيهما
يعترف
منهما
" :ما أحسن
هذا
لنداء الفطرة ،ودخل
الكلام ،وأجمله"
في
دين
ادله
بلا تعثر
أو تباطؤ.
هكذا
كان
أسلوب
الداعية الذي
091
يعي
قرآنه فهما وحفظأ
وتطبيقا؟
تتحرك إلى
فتتحول
على الناس
لدعاة
مهما
ضعيف
هذا
ونحن
نفسه
صغيرا،
لأسيد بوقت
ومهما
مجتمع
تبادر إلى
فيهم
،
القران
الأذهان
الجاهلية
بن حضير
قليل عمل
ناله هو،
بفطرتها
سعد،
مؤمنا،
أما الشيء لإيمان
هؤلاء
بأسلوب
قوي
أنه
وامتدادها
وهذا
لكي أن
أنقذه
الاخر الأنصار ،
وأسلم
يفصل
الذىي
الله
نلاحظه
،
مما دفع
ومستقبله
قال :يا بني
عبد
وأفضلنا
رأيا،
نقيبة .
191
إلى
قال
والكفر.
الحرارة
القوية
مخاطبة
والإسلام
بن حضير،
كيف
وأيمننا
تلك
واماله لهذا
تعلمون
السبيل
في
،ويعود بعد قليل
سعدا
الجاهلية
يثمر
في
الجاهلية ،وكانت
الجاهلية
فهو
لكي
ينال
بدأ
أوجد
إلى مصعب
فيه بين
الأشهل
ركام
الرواية
:إنه
سعد
إيمانه
ولذلئا
من
الجدد
قلبه وحياته
أن
فطرته
ومكنوناتها،
تقول
إرسال
يعني
يذهب
بعد
الذي
على
أتى إلى نادي قومه ومعه أسيد
سيدنا،
الوحيد
القرآن وفي
الأولى ،لأنه أزال عن
احتياله على
بالحق
في
المثمر
فيه وله ،ويتحول
العدد إزاء طغيان
نعجب
صافية
مستبشرا
موكب
يثمر في تبليغ الدعوة
وأساليبها.
الذي
اللحظات
ومازال
المجتمع
بعد أن أسلم الخير
هو
ورجال
الأسلوب
يتمثلونه ويعيشون
تتحرك
أو قليل
وأسلحتها
،
عندما
إلى رجالات
وحقائق
،كان هذا الأسلوب
وهدايتهم
الإسلام
كان
اياته إلى
الأرض
وقائع
،
وصور
،
الحق
إنه أيقن ،لذلك
فلما وقف أمري :
فإن
عليهم
فيكم ؟ كلام
قومه
قالوا:
رجالكم
ونسائكم أمسى
علي في
حرام
حتى
تؤمنوا
بني
عبد
الأشهل
دار
ورسوله
بالثه
رجل
،قالوا :فوالثه ما امرأة إلا مسلما
ولا
ومسلمة.
لقد فهم سعد حياة
وعبودية
أن الإسلام حركة
كاملة
دثه،
قومه -أنه لا بد وأن
يكون
الذين
أطاعوه
يدعهم
إلى
في الثه
للمسلم
المؤمن
ويبتغي
رضوانه.
عز وجل الفاهم
أمام
هو
لأبعاد إيمانه
الوجهاء والزعماء،
أو أمته أو جماعة
من
وكلكم
مسؤول
عن
وواجب
نحو
ربه،
حتى
سبحانه
الذي
وأعطوه
،وهذا
رعيته
الثه
هؤلاء
ثقتهم
وقيادهم
الشعور
الصحيح
الذي
وكل
الناس ،
له عن
المكانة
يخشى
مطاع
أمام
الثه
إن
لم
الحي
قومه أو
"كلكم
" وها هو يقوم بما عليه من يكون
النالس
لقاء الثه
في :
في
راع
مسؤولية
بريئا يوم القيامة أمام
الثه
وتعالى.
وهكذا
المفاصلة
كانت
القاطع
بين إسلامه
رجالكم
ونسائكم
وأسلموا
يبق
ولم
إيمانه وصدق
أسلوب
مسؤولا
جاهليتهم
إنها مسؤولية شعبه
وشعر
وعمل
-وهو
وتطبيق ،وأنه منهج
وبين
علي رجل
عمله
دعوته ،
نرى
بين سعد
وبين
جاهليته ،حين
حرام
حتى
قومه ،وكان قال
وأنتح
أنه استعمل
291
لهم " :فإن كلام
تؤمنوا بالثه ورسوله"
أو امرأة إلا مسلما تأثيره في
الحاجز
أو مسلمة
القوم .ولدى
كل
المؤثرات
،
وأثمر
النظر في
المادية
والمعنوية خدمة التي به
عرفتها
للإسلام ،واستفاد من كل :
الجاهلية
،ومؤازرته ،ووجهه
للجمع
الذي
وأيمننا
نقيبة
الداعية أن وششخدمها
في
إلى
خير
نحو
دون
غش
هذا
درسا
حوله
من
مناسبا
وأفضلنا
بليغا وهو
الإمكانيات
على
-أيضا-
رأيا، على
أن
المعنوية والمادية، المجتمع
في
وجلبهم
درسا
يختص
امنوا
به
،
لاخرته، ويدلونهم
أو تضليل .ويعكس كل
والمسؤولين هنا ضخامة
المسؤولية
إذا ساروا
بهم
الشعارات
الكاذبة ، الفحشاء
وبعد كالأنعام
وراء
أمة وفي
في
التي
طريق وسلكوا
تقع
على
بهم
زعامات
مذى
وخدعوهم السبل
المخدوع
المستقيم
تأثير الزعماء
، !
فكيف
بهم
ورفعوا
لهم
الضالة ، في
قومهم
تابعيهم ،وتبدو
عواتقهم
وقادة فاسدين
391
ويقدمون
الصراط
زمان على على
الضلال
الجمع ضالة
ضخما،
لنا أيضا كل
الدعوة حين
حينما يوجهون
والرذيلة ،وألقوا بهم
سينادي
في
الإسلام عطاء
ما يقدم مسلم
الذي
ذلك
به الزعماء والوجهاء
المجتمع ،والذين ينخرطون
في
على
كل
الأسلوب
عنه " :سيدنا،
ذلك
العمل ،فيعطون
الحق
فعل
ولقول
وكان
،
،
والثقة
الإيمان .
والمتنفذون في
لآخرتهم
الزعيم
الخير،
من
من
التأثيو
ويعلمنا سعد
يصدقون
نحو
ونستفيد
يستفيد
حظيرة
من
يعتز برئيسه "
احترام
الموروثات وطاعته
القديمة
الجحيم
الضال < :
وساعدوهم ؟إ!.
الذي
وما أضلنا
يسير إلا
المجرمون
.فمالنا من
كرة فنكون الندآ،
ثم
.
بالثه شهيدا تبلو كل وضل
أمام
الده
إن
ما كانوا
وراءهم
<ولو
ترى
إلى
يرجع للذين
استكبروا:
لولا
للذين
استضعفوا
:أنحن
بعض
بل
كنتم
بل
مكر
الليل والنهار،
أعناق
وأثمرت
( )1الآيات
99
لكنا
الذين
كفروا،
الدعوة
2 -
.
1من
هل
وزاد
سورة
الشعراء.
( )2الآيات 28
03 -
من
سورة
31
33 -
من
سورة
()3
491
عند
الهدى
الذين
استكبروا
بعد إذ جاءكم؟ للذين
نكفر
بالثه
،وجعلنا
المسلمين
،
ربهم،
استضعفوا
استكبروا: ونجعل
،
الأغلال
إلا ما كانوا يعملون
عدد
سبا.
قال
بين
الخاسر
الذين
استضعفوا
الندامة لما رأوا العذاب
الحق،
المتحسر
يقول
عن
-
الجدال
موقوفون
إذ تأمروننا أن
يجزون
ينتهي
.
فكفى
لغافلين .هنالك
جدالهم
مؤمنين
صددناكم
نحشرهم
الثه مولاهم
ولا
يظل
فقد فات
إيانا تعبدون
إلى
أوان
أنتم وشركاؤكم،
عبادتكم
الظالمون
يونس.
الآيات
ما
القول ،
أنتم
مجرمين
الذين
إذ
إ! .وقال
وأسروا
كنتم
وردوا
،بل
:
.فلو أن
<ولوم
مكانكم
كنا عن ،
هيهات
الثه
يفترون "(.)2
بعضهم
أندادا،
:
ما أسلفت
والضالين :
أمام
شركاؤهم
بيننا وبينكم
عنهم
ولكن
للذين أشركوا:
وقال
نفس
الزعماء
جميعا
نقول
بينهم
.ولا صديق
المؤمنين >(.)1
وسيحشرون
جميعا، فزئلنا
من
شافعين
حميم
لنا
واستمر
له في
؟ >(-)3
مصعب
في
دعوته
النساء
يخاطب
ويبلغهم
ويتحمل
الرجال
دعوة
الصعاب
المؤمن
،
الحسنة
،طامعا
وكان
الله
بحلقه
الذي
لا في
لمصعب
راضوان
الله.
أيضا فضل
في
مكة ،وعندما ألىطم
تجهر
نساءكم يوم
من
وأبت
أقام مصعب
إلى هذه
الفريضة من
اشهاء مهمة لقد أدى ودخل
من
مصعب مصعب
الإسلام كل
أكبر موطن
لتجمع
( )1عن كتاب مجموعة واللغات
()69 - 2
الله
أهل
الجمعة
-أي
فتقربوا إلى
ال!جمعة
بالموعظة
لأول مرة
!شم! أن يقيم
المدينة كتب
رسول
فانظر اليوم
ظهر
النهار عن
الذي
الجمعة- عند
شطره
الله بركعتين "( )1وهكذا
أمره رسول
بين جميع
الداعية
الجمعة
من
فإذا مال
كما
في
دعوته
عمير" :أما بعد:
اءكم ،
بيوتهم،
الفريد ،خلق
رسول
عدد
الجمهول ،
صلاة
إلى
الله ويبلغ
فيه اليهود بالزبور لسبتهم
فاجمعوا الزوال
مصعب
القوم
إقامة صلاة
لد يستطع
ش
للإسلام ،
الإسلامي
يخشى
في
الله
ويسعى
إلا
الإسلام ،حيث
!شإلى
،
ويدعوهم
ويخاطب
الله
،وكان
السابق
المسلمين.
وبيعة العقبة الثانية: المهمة التي أرسل بيهت من
بيوت
من
أجلها للمدينة،
الأنصار ،وأصبحت
المسلمين ،ولذا لم يكد موسم
الؤنائق
للعهد النبوى ص
وفي هما.
591
المدينة الحج
21وكتاب تهذيب
يأتي
الأسماء
كان عدد من المسلمين هناك يتهيأون للذهاب إلى مكة
حتى
ومبايعة رسول
يقول
ادله
ابن إسحاق
مكة ،وخرج قومهم ادله
من
،
على
" :ثم إن
من خرج أهل
ع!مالعقبة
كرامته
!شم
الإسلام .
والنصر
بن
رجع
من الأنصار من المسلمين مع حجاج
الشرك ،حتى
من
مصعب
عمير
إلى
أواسط لنبيه ،
قدموا مكة،
أيام التشري! وإعزاز
فواعدوا رسول
،حين
الإسلام
أراد
وأهله
ادله
بهم
وإذلال
من
الشرك
وأهله.
قال ابن إسحاق العقبة وبايع :- العقبة من
:وقال كعب
ثم خرجنا
أوسط
الليلة التي واعدتا
-أبو جابر-
سيد
أخذناه فكلمناه
معنا، ،
وقلنا
ءدا،
إيانا العقبة
وأخرج
( )1عن
الحج
الله لها،
من
وكنا نكتم
من
دعوناه فأسلم
إلى وشهد
الإمام أحمد
بك
معنا إنك
معنا
عن
السيرة النبوية لابن هشام
من
سيد
عما أنت
الإسلام
العقبة ،
جابر رضي
691
الحج
أشرافنا،
ساداتنا،
بميعاد وكان
عمروبن
المشركين
من
!ك!م!و
،وكانت
من
فيه أن تكون
وأخذناه
.
رسول
الله
ومعنا عبدادده بن
ساداتنا ،وشريف
له :يا أبا جابر
من أشرافنا ،وإنا نرغب ثم
،وواعدنا
أيام التشريق ،فلما فرغنا من رسول
حرام
إلى
بن مالك
-وكان
ممن
شهد
أمرنا، وشريف
حطبا للنار
رسول
ادده
مج!م!
نقيبا(.)1
ادله
عنه قال :مكث
رسول
الله
،
عكاظ
؟
ينصرني يؤويه
ع!ب! بمكة
ومجنة،
وفي أبلغ
حتى
ولا ينصره
مضر،
عشر
،
فيأتيه قومه
حتى منا
بعثنا فيؤمن
الله
به
المسلمين
ثم
وذوو
رحمه
-ن
ويطرد
رسول
قال
:
القران
في
المنكر،
دور
اليمن
أو من
إلى
غلام
قريش
إليه بالأصابع، ،فيخرج أهله
،
الرجل فيسلمون
الأنصار إلا وفيها رهط
فقلنا :حتى
ا.جل
نبايعانط؟
عاى
من
؟ فرحل
والب
رسول
إليه سبعون
فواعدناه
ورجلين
:
السمع
حتى
والطاعة
وعلى
رجلا(،)1
شعب
العقبة،
توافينا ،فقلنا يا
إذا قدمت
رجلا،
791
في
النشاط
الأمر بالمعروف
الله لا تخافون
ؤبلمنعوني
( )1التحقيق انهم اثنان وسبصون
نترك
الده عصيو
.
سر،
تقولوا ؤب
أن تنصروني
متى
في ،الموسم ،
من
العسر
وأن
فينقلب
فلا يجد
احذر
يشيرون
من أحدا
من
فيقولون :
،
يؤويني ؟
الجنة "
،فاويناه وصدقنإه
مكة ويخاف
"تبايعونني
والنفقة في
"من
ليخرج
وهم
في
الإسلام .
فاجتمعنا عندها الله علام
،
لم تبق دار من
قدموا عليه
وعلى
يثرب
ويقرئه
وله
الرجل
رحالهم
ائتمروا جميعا،
يطوف حتى
رسالة
يقول :
ربي
حتث
يظهرون
يتبع
المواسم
إليه من
بإسلامه ،حتى
سنين
إن
لا يفتنك .ويمضي
،
الناس
منازلهم:
ولكن
العرب
في
والكسل
والنهي عن
الده لومة لائم،
عليكم
مما تمنعون
كثيرا ما يحذفون
الكسر.
منه
أنفسكم
وأخذ
وأزواجكم
بيده أسعد يثرب
يا أهل رسول
الله
خياركم
،
،
،
وأبناءكم ،
ابن زرارة -وهو فإنا لم
وأن
نضرب
إخراجه
وتعضكم
ذلك
فخذوه
خيفة
فذروه ،فبينوا ذلك
قالوا: نسلبها
وشرط
أبط
أبدا.
كعب
الشعب
ننتظر رسول
أن يحضر
أحب متكلم
العباس
إن محمدا على
أنكم
()1وفي
عن
بن
عبد
رواية
إليه ،
رضي
الله
يم!،
البيهقي
حياة الصحابه
من
أنفسكم
الله.
هذه
فبايعناه ،
جاءنا ومعه
عنه وهو يومئذ على
المطلب
إليكم
له بما دعوتموه
:وهو
على
البيعة ولا علينا
وأخذ
عنه قال :فلما اجتمعنا في
حتى
،
قد علمتم
إلا الانحياز
عند
وقتل
الجنة "(.)2
رأينا فيه ،فهو في
وافون
لكم
أمر ابن أخيه ويتوثق
منا حيث
مثل
وإنه أبى
الله
قوم
أنه
تصبرون
فوالله لا ندع
فقمنا
الله
كافة ،
،دهأما أنتم تخافون
فهو أعذر
ذلك
بن مالك
عبد المطلب
الله
جابر:
على
رضي
؟
مناوأة
للعرب
فإما أنتم
يا أسعد،
قال
،ويعطينا
وعن
()2
عنا
)1(-فقال :رويدا
إليه أكباد الإبل إلا ونعلم
السيوف
وأجركم
الجنة "
أصغرهم
اليوم
على
ولكم
فقمنا
إليه،
أصغر
له
دين قومه ،إلا أنه
،فلما جلس
فقال :يا معشر
وقد منعناه من عزة من
واللحاق
(.)361 - 1
891
كان أول الخزرج
قومنا ممن
قومه ومنعة في بكم ،
إليه ومانعوه ممن
السبعين
العباس
الا أنا.
بن
فإن
كنتم
:
هو
بلده
،
ترون
خالفه ؟ فأنتم وما
يعني
جابر
نفسه.
تحملتم
من
الخروج
إليكم ،
وبلده
ذلك ،وإن كنتم ترون أنكم مسلموه
فخذ
الأنصار:
لنفسك
القرآن
،
ودعا
نساءكم
رسول
فتبسم الهدم
من
لازر
:
الرجال
رسول .
بق
مما
معرور
نمنع
أتا
التيهان
حبالا
منكم
مما بيده
مقالة
وأنتم
تمنعون :
وقال
البراء وقال
قال
مني
:
نعم.
:
"بل
أحارب
كابر.
"يا رسول
-يعني
أن ترجع
الله
،
منه
منه أزرتا( )1فبايعنا يا
وإنا قاطعوها
ثم
فتلا
:
ورثناها كابرا عق
لم أظهرك
الله !ي!
،
الله مج!ح
وقال
تمنعون
الله،
اليهود-
إلى قومك
الدم من
الدم
.
حاربتم
سالمتم".
على
ا
يكونون
بق
إن فعلنا ذلك
لم قال رسول
ا
(
من
يا رسول
رسول
الإسلام
مما
البراء
فتكلم
فتكلم
في
لنمنعنك
.
والله أبناء الحروب
بيننا وبين
! -وتدعنا؟
وأسالم
" .
.
ورغب
فأخذ
أبو الهيثم
عسي!
والهدم
أن
قلت
تمنعوني
بالحق
واعترض
فهل
،
الله
،فنحن
ما
ما أحببت
على
يعثك الله
الده إن
قد
إلى
وأبناءكم
فوالذي
سمعنا
ولربك
"أبايعكم
1
فمن
فإنه في
ومنعة
قومه
.
فقال
)
الان دعوه
عزة
وخاذلوه بعد
لنساء
الله
قومهم
وا
بم!بر
" :أخرجوا
بما فيهم ".
لاهل.
991
إلي
منكم
اثني عشر
نقيبا
الأنصار منهم
فأخرج وثلاثة من
وعن
عاصم
علام
ترون
أنكم .
والاخرة ، نهكة
فأجاب
يدك
هذه
هي
الجديدة
.
()3
نقلا عن عن
إن
،
نضلة
بن
الخزرج ، قال :
فعم -
الناس ،فإن
،وأشرافكم
فعلتم -
قتلا الدنيا
خزي
له بما دعوتموه
فخذوه
يا
بذلك
وهي
فهو
إليه،
-والده -خير
الده
مصيبة ؟
قال
الأموال :
الجنة
،
وقتل قالوا:
يده فبايعوه (.)3
الثانية
،بيعة الحرب
وثبت
لم
تكن
طفرة
تفاجأ
بها
الدعاة ،
حياة الصحابة
حياة الصحابة
على
رسول
المدينة قواعده
مفاجأة
مصيبة
وافون
الأشراف
قالوا:
والأسود من
-والده
فإنا نأخذه
بيعة العقبة
الإسلام
يا معشر
الرجل ؟
أنكم
وقتل
:-
أموالكم
ترون
بن
لما
عبادة
اجتمعوا
.
،فبسط
في
()1
كنتم
فمالنا
ابسط
تكن
الان
عوف
الأحمر
فهو
الأنصار
العباس
هذا
إذا انهكت
الأنصار:
الأشراف
ع!ي!م قال
حرب
الأموال
الدنيا والاخرة
بن
تبايعون
فمن
وإن
قتادة :أن
بني سالم بن
تبايعونه على
أسلمتموه
على
عمر
الده
-أحد
تدرون
كنتم
بن
رسول
الأنصاري
إنكم
اثني عشر
من
الأوس "(.)1
لمبايعة
هل
نقيبا :تسعة
الخزرج
ا .363-
(.)366 - 1
502
أركانه ، وصل وإنما
،التي رسخ وبدأ
يؤسس
إليها المسلمون كانت
فيها
نتيجة
دولته ،
ولم
للجهاد
المتواصل
الذي
والمجاهدة
وتحمل
من
زاد على
أبناء الدعوة قوى
ترهبهم ودحملونها
الأرض
عن
ويبحثون
الدعوة نحو
مكان
يدل
وهذه
تكشف
ا -لقد كانت
حتى
بات
جبال
-2وكانت
عاتقهم
وهناك
،
والرجال
،
أمر هذه
في
لنا عن
وتقدموا
لحماية الإسلام
البيعة الأولى ،وهذا
التي وصلت
اللازمة لمرحلة
إليها الدعوة ،
الجهاد
أمور مهمة
والانطلاق
حول
.
الدعوة
بما يلي: الشاق
لبناة الدعوة
هؤلاء الأنصار يشعرون "حتى
متى
نترك
على
واضحة
والنساء والدعاة من بالمسؤولية لحملها
رسول
بتكاليف الله
وحملة
الإيمان
!ك!ي! يطوف
؟".
البيعة دلالة
باتوا يشعرون ،
الجديدة
مكة ويخاف
الإسلامية للشباب حتى
ما في
البيعة ثمرة للعمل
قائلين :
ويطرد في
الدعوة
البيعة الدفاع والحرب
المرحلة
نجملها
ويتساءلون
هنا
قاعدة لانطلاقهم
ع!يم زيادة على
الله
البيعة
العقيدة
عزائمهم
يبلغونها القبائل والأحياء
القاعدة الصلبة
والمسلمين
يعرضون
يتخذونه
هذه
طبيعة
بعد تكوين
وظلوا
أن تخور
أو
العالم أجمع.
رسول
على
،
الدعوة ،ودون
الصعاب
ولقد تضمنت وحماية
سنين ،وكانت
المشاق ومعاناة الكيد ،دون أن يترك واحد
لواء هذه
رغم
عشر
ثمرة للصبر
راضين
102
نجاح
المهاجرين
التربية والأنصار،
التي تلقيها الدعوة لا
يخافون
إلا
الده
على ،
ولا
قوى
يرهبون
من
إيمانهم
الصحيح
-3إن
الجاهلية ،وفهمهم
الأنصار في
المسلمين
الطاغية ، الواضح
الذين
المدينة ،
يدل أيضا على بالمدينة خلال
السنة التي فضاها
-4إن
الإسلامي
للشعور
كل
حيا في
امن
وهو
الداعية مصعب
الذي الصحيح
،
في
والمسلمون
بلده ،
يحارب
هنا وهناك في
ويشغ
سبيل
الذي
يشيرون في
تكاثر
إلى
وهذا
أحيائها،
أداء مهمته
المدينة للبيعة نموذج ينبغي
أن
المسلم
يحمله
العظيمة والمسؤولية الكبيرة
لا يمكن في
يقتلون
الإيمان .
بن عمير في
مسلمي
مطمئن
بارز
هناك .
بالأمانة
عاتقه ،والمسلم
هنا وهناك
يستطيع
دفع
زمن ،ليحس
الملقاة على
لأمور هذا
العقيدة
نجاح
الشعور
وهذا
بايعوا الرسول وسريان
دليل
على
أن يكون
سربه ،
ويشردون
ان
،دون
إنقاذهم وحمل
كامل
معافى
ويعذبون
الإيمان
في ،
بدنه،
والإسلام
لبذل
يدفعه ذلك
الدعوة الصحيحة
ما
للناس
جميعا.
-5إن إلى
أسلوب
تدبير
أميرهم
الشعب أن
الطريقة السرية
أمورهم
به
التي تجفع
،
رسول
الأيمن
الذي
والتخطيط
الله ع!حر
فيها الأنصار
اتبعه رسول لدعوتهم
لهم
إذا انحدروا
،
:
"إذا
من
منى
الله غ!ييه
والمسلمون
وإخفاء
تحركاتهم
هدأت
الرجل
بأسفل
لا ينبهوا نائما ،ولا ينتظروا غائبا" خوفا
202
عند
العقبة تشير
.ومما
أن
العقبة ، من
في
يوافوه
وأمرهم
إثارة الضجة،
وهذا غاية ما يمكن اختيار
بعد
المكان
معتمدين
على
الأنصار
لهذا
لقيتم وايم
أهل
النهج
،ما حيئ
الحرب
من
،
وتشير سيما
بالخبر ،فجاء عدد
من
"يا معشر
الخزرج أن
وواعدتموه أبغض
دون
الروايات بعد
العرب
المسلمون
المدينة الجواب ، المشركين
يحلفون
سلول
ولم
فانبعث
إلى
تفهم
عادوا
إلى
كبار قريمق!
إنه بلغنا أنكم
تبايعوه على
إلينا
تنشب
أن
لهم
بمثل
يجيبوا تاركين
حربنا، وبينه
بيننا
من
باطل ،
هذا
-لعلو
سكت
لمنهج
الدعوة السرية الضروري
التعذيب
ما يمكن
أن
وما كان
كتماتا للسر،
في
،لا سيما
لهم ،
ومناوأة العرب
.ولكن
النهج السري
في مجتمع
وبايعوا على
نجاح
هذا،
الدعوة
302
من
وجعل قومي
وما كان
الجاهلية -بينما وتطبيقا
المرحلة.
خوف
الأنصار قتال
أو
وجزع
كانوا يعلمون
الأبيض
وامتدادها
يتكالب على
أهل
الخزرج
ووفاء بالعهد،
أبدا عن وأن
من
وما علمناه ،
هذه
السرية لم يكن
وال!حنة يقع
هذا
من
مكانته بينهم في
الأنصار
-6لكن
المسلمون
أسلوب
كان
لغيرهم
هناك
بالده ما كان
يقول :هذا
ليفتاتوا علي
خشية
ثم
ان
قائلين :
لا
مضعوا
خوف
منكم ".
وسكت
ابن
والظرف
السري
البارحة ،
،
البصير.
قريش
يثرب
صاحبنا الله
والزمان
الله السميع
قومهم ،إذ علصت وسألوا
اتخاذه من أمور الحيطة والسرية والحذر،
يحتاج
والأحمر، إلى
هذا
المادة والشهوة والمتاع
الزائل ،ويتعامى
الحق
عن
،ويحقد
الدعوة طريقها إلى قلوب
-7وحضور -قبل
أصدقاء
بن
من
خلقا وما
يبيتونه للإسلام
العقيدة أمام هؤلاء
-8وكانت
ولهذا
حسنت
،
معرفة
ولكن
الناس
سميت
تكن مذى
نشر
في
المدينة وبين
المطلب
نيتهم ،
تستطيع
نصوص
إلا بعد تمكن عام
عائق أو تشويه.
لنا بأن دعوة
ذلك
الذين
ولم
يعني
أبد
أهل
على تنص
كانت
تتخذ
فطرهم،
أهل
كثير من
عليه
ادده
تفسد
أمور
الجاهلية
المشركين، عن
تنازل
الإسلام .
طبيعة المرحلة التي على
(ببيعة الحرب
الدعوه مع
الإسلام
يصادقون
الإسلام من
رضوان
أحسن
لا
البيعة تدل
إليها الدعوة ،إذ كانت
والدفاع ،
الإسلام ،لكي
القريبين للإسلام ،ومن
ونقيبة ،وبذلك
وصلت
عبد
-البيعة يوحي
وأعوانا ممن
وتختارهم
الناس دون
العباس
إسلامه
على
تشق
) ولكن
قلوب مصعب
القتال والحرب البيعة لم
هذه
الأنصار ،واختبارهم بن
عمير
في
أحياء
أهلها.
والطاعة في
المنشط
-9والبيعة
والمكره والعسر واليسر ،وهذا يشير إلى ان المسلم
المؤمن
بربه الذي التي
وثق
الصحيح
يرتبط بها،
وتضحياته
في ،
تنص
أيضا
السمع
على
بعقيدته ،لا بد أن وأن
يقدم
إمكانياته
العسر واليسر ،حتى
وتتجاوز
يعطي
العثرات
وهذه
402
ولاءه كاملا
طائعا،
ويبذل
تسير الدعوة في أول
متطلبات
للقياده جهده
طريقها الدعوة
القائمة ءلمى المسلم
التخطيط نفسه
ءتلى
-01ومن سبيلها هو أول
عمل!
أمام
من
ثروته كسبا
الوليدة ،وضمان
11 والنهي
ومنشدن
لوائها !لى والنفيس في
سبيل
ولهذا كان
وإرضاء
12
.-
ولا جاها،
وجزاء لأن
المسلم
نعيم ، نصيب
أادنى رجل
بعد
خط
وإقامة أسس
الدولة
الأنصار
الأمر بالمعروف
مواصلة
الدعوة ،
واعية ،
والتضحية
الدعوة دون
والقبيلة ،
لهذه
علم
والبذل ات
التنه!حية
خوف
حمل
بل
بالغالي
ولا وجل.
أنهم قد قطعوا وشائج أجل
من
الدعوة
الد!م بالحق
تمسكا
العالمين.
،لعلم
الشهادة
معناه
الأنصار يعلمون
رب
ا!ثه
الجديد،
ثابتة منظمة
والعشيرة
البذل
المجتمع.
وهذا
هذه
،وهذا
التي تعتبر ذروة
الأمور التي بايع عليها
أسس
والقربى
الثه
التاخي
هذا
المنكر،
عز
المسلم وجل
مال!
في
الإيمان والوفاء بالعهد .ولهما كان
لبناء المجتمع تراص
يبذل
لرضاء
البيعة عملية
المادية والمعنوية
الذي
العالمين-
الدعوة أن
العملية لصدق بعد
والإخلاص
رب
الده
ضرورات
وبنفق
الترصمة
الواعي
للعهد
قطعه
أن
البيعة كانت الصادق
اليقين في
الجنة ،
والتضحية الجنة
أن
بدافع قد
فتحت
502
الجنة ،ليس
مالا ولا نصرا
بأن نعيم
الجنة لا يعدله
يشعر ملك ولهذا عظيم
الدنيا كلها كان ،
المسلم لأنه يرى
أبوابها له .وهذا
لا
يساوي
يقدم
على
بعينه على يعلمنا أن
الهدف الأسمى للمسلم من وراء كل عمل رضاء
سبحانه
الله
هي
هذه
والدعوه
فقط ،وحسبنا ذلك
البيعة التي
المستمرة
وإحساسه
عمل
وعاطفته
البيعة كان
قد
الإسلامية قد وصل!
من
المهاجرين القاعدة الصلبة
من
الصلبة
لهذا
لهذا
الأنصار،
الهجرة
لطبيعة
إلى
كانت لجهود
القلة
انظر في
بكل
وكانت
.
وبهذه الحركة
المهمة التي تأسس
القاعدة الصلبة المؤلفة من
اختار الده السابقين
الفريدة النادره ،ليكونوا هم
في
ذلك
جهده
مكة ،ثم في
ليكونوا هم
المدينة ،
بيعتهم دليلا
على
مع
القاعدة
السابقين
عنصرهم
من
الأصيل
الدين "(.)1
المدينة:
إلى
المؤمنة
رسول
المهاجرين
المسلمين
()1
بعد
هذا
الهجرة
العقبة أذن أول
الدين
الدين
الجاد
وهناءته،
حاسمة
قائما على
العناصر
عمير
وصحته
خطوة
"حيث
غنية
بن
إلى نقطة التحول
وكانت
المكافىء
خطا
والأنصار، تلك
نهاية سنة
بالعمل
وفكره ،
الجدلد،
المهاجرين
من
جزاء عظيم.
فيها مصعب
ووعيه
الإسلام
بعدها المجتمع
كانت
وبذل وتضحية هو
بقيادة الله غ!ي!ر
،
وتبعه
مع رسول
ظلال
المدينة ثمرة عمل رسول
القران
الله غ!ي!ر في
بيعة
للمسلمين
المسلمون
الله.
(01
منظم
للدعوة ،وتتويجا
.)81 -
602
مكة
بالهجرة ، حتى
لم
يبق
،
وبعد
فكان غير
مصعب قلة من
ثم
أذن
وأعد
الله لرسوله
الرسول
الواعي
حتى
القائم
فشلت
على
،
العقيدة
نعود إلى الممسلمين،
قلوب
العقيدة في ولا نعجب قوة
حينها
الطغاة
وفي
ذلك
والتضحية يمكن
أن
أنصارهم
ومهاجريهم
الوقت
والإخاء
المجتمع
ابتدأت
بالأرواح ،وأضحت يتجاوزها
من
فقامت
.
الذي
حينها
وإقامة الدول
قصيرة
طغيان
كيدها. دولة
-
تضحيات
بسنين
الحركة
والثقه بالثه،
استنبال ،
الأنصار
إذا انطلق
والجبإبرة
الله
الده أروع
تربية الفرد والمجتمع
منهج
والوعي
إدراكه ،وحفظه
الفتية هناك
معظم
على
والتخطيط
المدينة رسول دولة
وحين
في
أن
إعدادا يدل
العمل
قريش
واست!لت الإسلام
بانهجرة
ع!ي! للهجرة
بعد
هاجر
أصحابه،
الفتي
ربط ندرك
بين أثر
والحضارات
يتسع
،
،ودكتسح
-
مرحلة
للعقيدة الجاهلية
الجهاد بالسيف،
حدود
إلا على
في
المكان
أجساد
،لا
المؤمنين
الشهداء.
لقد انصهرت حرارة
الإيمان
العقيدة ،
ورباه
عليه ،وضحى
تأسس الجاهلية
الأعداد المؤمنة في الذي
القرآن، من
المجتمع من
لا يخمد
أجله
ورعته
:
بعد منهجها،
257
،
يد
المؤمنون
الجديد
أعناقهم
ضووه
بوتقة مجتمع المجتمع
رسول
الصادقون
أن
خلع
واحد، الذي
الده صلوات
في
صنعته الله
.
بناته وأبناوه كل
وعقيدتها،
وخلقها،
وتقاليدها، ،
الإيمان
واستسلموا وأقاموا
به شيئا ،ويحكم قويا،
تجمع
رابطة
المجتمع
وكان
لله خائفين
المجتمع
بمنهج
الجديد
الله
بين أفراده الإسلامي
الأنصاري ،
ذلك،
والأنصار ،فتاخى الصحابي
ربانيا يعبد
كلأ متكاملا، أخوة
،
الإيمان
فاخى مصعب
المجاهد
التي
الجهاد طيلة حياته ،حتى ودفن هناك بعد أن أوصى
بأن تدوس
802
،
به ولا
متماسكا كانت
يشرك
صلبا
ولا تزال
المجتمعات
رسول
الله ع!ميم
.
بين
بن عمير مع أبي أيوب
الذي
استشهد
الله
مجتمعا
وميزته الفريدة بين
التااني بعد
المهاجرين
راضين
وامنوا
حق
على
لم يغفل
لحظة
عن
أبواب القسطنطينية، قبره خيل
المسلمين.
مصحع!ب
المرحلة
لقد انتهت
الصبر والصمود، انتشار رسول
الله ع!م!
الصابرة
المطاردة
صبروا بشمم
في كل
سبحانه
لهم
محن
وغدا
أجل
المؤمنون
في
مكة
الطريق
هذا
فاليوم غدا
أرجاء بالضيق
،فأصبحبت بعد
الحاسمة
قوة
والحبشة
،
أن
،
المؤمنون
،
فشعرت
عن
قوى
حذرة
،
غير
وأضحى
ووقف
902
قوى
الفئة
هؤلاء
الكفر،
الذين
وتحملوا
النصر من
الله
عليه من
ولنشر
وأذن الدعوة
الجاهلية بالخطر،
المسلمون
فيها بين
تلك
متكاملا،
العقيدة
إزاء حركة
هجرة
الأولى.
متحدا
السرايا والبعوث
التي يفصل
أخرى
بعد
الدعوة غير ما كان
مجتمعا
للدفاع
بدأت
مختلفة
واقع
في
قريش
يستحقون
دولة الإسلام
معركة
الجاهلية لفتنتهم ومنع
وثبتوا أمام طغيان
أصبح
بالقتال والجهاد
جهات
يد
المسلمون
زعماء
أنواع العذاب ،أضحوا
الأرض
سيما
محاولات
الأمر من
وتعالى ،فقامت
من قبل،
كل
وأفلت ،
،ونجح
السابقة
وفشلت
الدعوة ،
ا لمجاهد
المسلمين تنطلق
ينتظرون الجاهلية
في
وأحست
ودعوتهم من
الله
،لا
المدينة إلى
اللحظات وقوى
الحق،
لترتفع كلمة
الله
وإذا كان والتحمل
فوق
والثبات ،
أيضا،
ويكيلون
فرضه
أجل
-كل
فهم
عليهم
أو من
فقد
هذا حين
وسيلة ،
لجأت
وحذر
للبطش
صلوات
والتعذيب
مواجهة
التي
وصلت
الباطل ،
ومتكافئة
سمات تستطيع
الدعوة مواصلة
()1
بعد
الدين
بالسيف شوب
إلى
هذا
الجهاد
-لم يكن
إلى
عبوديته
أن
عبدا
لله وحده
ودعاهم ،
الله
ذلك
والقتل والتامر على كان
شرع
في
الجهاد
كي
الأصيلة (،)1 سيرها في
قتالا من
فكان
من
بقية
الإنسان ورده
.ومن
إلى أجل
الجديد فإن
بكل
الجاهلية
رسول
الله
متماشيا
مع
تكون
استخدام
الذي
بعيد أو قريب،
للدين ومع
،
إن
الده
تحرير
لغير
لم يبق عذر
وشرح
فقد
والرمح
ما فيه إن تجرد
إليها الدعوة ،
هذا
بكل
المرحلة
،ليكون
وبين
الله عليه .ولهذا
المرحلة
من
الده الناس ، وأنذر،
أن
التي تهدف
الأرض
الله الجهاد
رسول
إزاءها
لا ،فهذا أبخس
وبارئه الحق
شرع
بفغ
هذه
الجاهلية بالصبر
،لكي
القاتلة
-ابتداء من
الإنسان -في
فطرته
اليوم يقفون
غايته الكبرى
السليمة
يواجهون
الطيبة ،وكانوا يعلمون
النصر فقط،
غاياته ،
بالأمس
لها الضربات
لم تنفعها الكلمة الده
مكة
المسلمون
والعالم.
واالعية في
الوسيلة ،
وهي
من
الإذن بالجهاد لكي
المجتمع
الذي وقف
ضدها
وسيلة. انظر
فصل
في
ظلال
المران
الجهاد ،وكتاب
مقدمة
سورة
الانفال ،
(الجهاد) للمودودي.
2 1 0
ومعالم
في
الطريق،
بن عمير -رضوان
ومصعب
محتسبا،
السابقة ،
صابرا
الصعاب
والضغوط
والرمح ،
هنا
وسيكون الدعوة المسلمة تسلم
ثابتا في
ليواصل
بالضرب
واحدة
ثابتا صلبا، في
والمنشط
والمكره
مصعب
ضد
قويا
طبيعتها
بكيانها كله،
الدعوة
الدعوة أيضا،
ثابتا شجاعا،
وحين
واليسر
طريق
والطعن
قويا صلبا
الأولى ،
الله
المادية والمعنوية ،
اليوم ينتظر الجهاد، ويقاتل
عليه -الذي اجتاز المرحلة
أصبح
هذا ليحمل
طغيان كما
في
لأن
وحين
السيف
الجاهلية،
كان
شجاعا،
وتكولنها،
أمام
مواطن
الشخصية دله قإنها
تسلم
تبايع الده فإنها تبايعه على باللسان
،
كل
،
والقلب
العسر
والكلمة
والسيف.
ولن يكون المجاهدين لأنه سمع
نداء
وإن
الله
حق
إلا
ان
اسم
الله
يقولوا
مقدمة الصفوف
تعالى < :
نصرهم
،لهدمت الله
إلا في
،كما كان في
على
ببعض
مصعب
مقدمة
الصفوف
أذن
للذين
المؤمنة في يقاتلون
لقدير ،الذين أخرجوا ربنا
الله
صوامع
،
ولولا
دفع
وبيع وصلوات
،وبين طلائع
من
مكة،
بأنهم ظلموا
ديارهم بغير
الله الناس
ومساجد
بعضهم
يذكر
فيها
كثيرا >(.)1
وها هو مصعب
( )1انظر ظلال المسلمين
يخوض
القرآن مقدمة من
القتال في
سورة
معركة بدر بعد أن انتصر في
الأنفال ،
مكة .وهذه
211
في
الآيات من
سبب
كف
سورة
الحج
الله سبحانه -38
.04
معركة
الجهاد الأولى مع
الدنيا
ومغرياتها ومصالحها،
الإسلام ،وضد الأرض
في
كانت
غزوة
وضد
إلا دافع
كل
شارة غير
العبودية دثه وتحقيق
سفيان
بدر
عقب
واحدة
رسول
سرايا
كثيرة
منها(( ،)1وهذه
سبقتها،
قصة
:
ادله ع!ور بقافلة قادمة
وفيها أموال قريش
ثلاثون رجلا "هذه
من عير
ينفلكموها"
لم
تلك
سلطانه
فيها
يقع
الغزوة في
قريش قريش
الله
وتجارة
من
من
الشام
،
فيها
أموالهم
المسلمون
،وعلم
،
من
أبو سفيان
ولما علم
فاخرجوا
فاستجابوا
هذه
رجب
إليها لعل
المهاجرين
بخروج
إليها
جيش
الده
والأنصار المسلمين،
بجيش
خرجت
تجارتهم.
رسول
استشار أصحابه له
يحرسها
المسلمين
فبعث من يخبر قريشا ،ويستنفر قواها ،حتى كبير ليخلصوا
بقيادة أبي
تجاراتها،
أو أربعون ،فندب
واستجاب
لدعوه رسول
()1
شارة
:
سمع
وقال
دافع
الشيطان وضد
-
قتال إلا في لمحات
كل
نفسه ،ضد
شهوات
الله بخروجهم
في
،وسمع
ملاقاة القوم وشجعهم
على
سرورا
وأملا
منهم
كلاما
السرية التي وقع فيها القتال هي
على رأس
ونجاة قافلة أبي
ملأه
سرية
عبدالله بن جحش
سبعة عثر شهرأ من الهجرة .
212
سفيان
ذلك، بالنصر،
،وكانت
في
حتصط أصبحا
وسار كلا الجيشين
ولقد كان لمصعب الأول في
لئه
المد.ينة ،والمعلم
غ!ي! ليكون
الله
،
وتحمل
مرشدا
والجاه
هنا في
وكان مصعب الهداية في الصفوف
الصابرين
إن صفوة
الإيماذ
وكان
المطمصبن ، برضوان لا
في
سبيل
إنه من
نمونصجا
، .جمل
ولا
تلين
إيمانهم
كان
الده.
وكان
بالأمس
لاختراق
ولا
الرجال ،
ولا
في
مشعل في
في
أول مقدمة
،
موطن
،
من
،
ولا
القتال ، الده
الصامذ
.
ومن "
القوي
الأعداء كي
يفوز
سبيل
الده،
عاليا شامخا تنحني
ركبهم
بوعد
الشجاع
صفوف
الشجعان
تنثني
الواثقين
للمؤمن
اللواء ورفعه له
الإيمان ،
رضوان
أحيائها،
إلا من
قناة ،
من
ورفض
أجل
الرفاه
الجهاد ،كما حمل
الصامذين
شديدي
الله
في
من
،
باع نفسه
الله-
الطمأنينة
الذتي يندفع
الده
يتقهقر
اللواء في
لا يتزعزع
مصعصب
طمعا
المقاتلين ،كما
جرين
،
سبيل
اختاره رسول
! إن
!
والرعاية
المدينة وبين
الذين
أقدامهم
راسخي
والحب
اللواء لن يكون
القوم
فصط
لا وإنه الداعية
الذي
المدينة
طليعة المجاهدين
مقدمة
حامل
تتراجع
والمال
دروب
والمها
في
القاسية
ط يحمل
وفي
المقرىء
للأنصار
كاص ،المشاق
والتنعم ،
سيكودط
في مواجهة بعضهما
دوره الجيد هنا ،كيف
في بدر.
له
في هامة
أمام
قوه
الأعدأء.
وأصبطص
الجعشان
قريبين
من
213
بعضهما،
ص
ولم تبق إلا لحظات
يتلاقيا :جيش
حتى
وجنوده
قادته والغيظ
والحنق
قائده وجنوده
ذاك
فاجر
-وجيش
من
ظالم ،
قليل
وتمتلىء
العدد،
الطواغيت
احتساء
ينتظر من
الخمر،
بالحقد
العدة ،يملأ قلب
والحماسة.
والأصنام النصر والفوز ،حتى
واقتراف
الله الرضى
أكبادهم
ضئيل
الإيمان والثقة والاطمئنان
ينتظر من
يتمكن وهذا
مليء
بغيظ
بالعدة
الوافرة
،كثير عدده ،يغلي
ويطلب
الذنوب إحدى
،وسماع الحسنيين
القيان .. :الشهادة
أو النصر.
وابتدأت
عبد
الأسد
اعاهد
يريد
يبر بقسمه
خرج وابنه
الوليد،
ودعوا
قالوا :
القرشيين
الله
( )1هو حوص
ع!:
ماء
ومعاذ
إلى ابن!
يا محمد،
عبيدة بن
بناه
سيء أو
-رضي
يحبو إلى
:
الحارث أخرج
الحارث
لأهدمنه،
الحوض
بن ،
أو لأموتن
حتى
ربيعة ،
فخرج
،وحمزة
بن
اقتحمه
وأخوه
إليهم
إلينا أكفاءنا
فأطن
الحوض
وعبدالله بن
المسلمون ليشربوا منه.
214
الخلق -فقال :
وقتله على
عتبة
المبارزة
الأسود
الله عنه -فضربه
فاتبعه حمزة
قادة قريش
الأنصار :عوف
رسول
لكنه ظل ،
شرسا
حوضهم()1
لقيه حمزة
(أطارها)،
ثلاثة من
-وكان
من
فلما خرج
أن
بالمناوشات
المخزومي
الله لأشربن
دونه .
قدمه
المعركة
والمبارزة إذ خرج
بن
.ثم شيبة، من
رهط
رواحة .لكن
من
عبد
قومنا،
فأمر
المطلب،
وعلي
بن أبي طالب
أن يجهزوا متابعة
على
عبيدة
منعه من
بجرح
القتال .
وهنا
كان
يحملوا
رسول
على
فانضحوهم يناشد
بالخروج ،واستطاع
الثلاثة الكفر! ،وأصيب
الأبطال المسلمون
القوم
عنكم
رب
الله جم!ير يأمر
حتى
بالنبل
أصحابه
يأمرهم
" وعدل
العا!مين قائلا:
"
بالثبات
"إن
:
الصفوف
،
اكتنفكم
ثم دخل
اللهم إن تهلك
وأن
هذه
لا
القوم
عريشه ()1
العصابة
اليوم
لا تعبد".
والتحم
الجيشان
المؤمنة تجرب الشرك وظل
تريد
المسلمين الأمواج
تنزل
القوي من
بعد
واختلط
إيمانها على أن
البطل
،
محك
تنافح
إلى
الأمواج ،ومصعب
،واندفعت
بيد مصعب
آخر
عن
وبرزت
البطولة
اللواء المرتفع
المؤمن
حوله
الناس ،
الفئة القليلة
،
جموع
لكنه أبى،
المعركة .وكانت
لواء رسول يهدر
الله
به كالأسد
جموع
غ!م ، نحو
وتدفع
الجموع
المشركة.
وكيف الله ع!د! فيقتل
()1
،
العريق للمعركة
يتراجع :
يقول صابرا
:
خيمة
ويصدو
المؤمنون آنذاك ؟! نفسي
"والذي محتسبا
بناها
مقبلا
ها هم
بيده ؟ غير
لرسول
المسلمون
أوامره .
215
لا
مذبر
الله
يقاتلهم
إلا
مجنيه
يسمعون
أدخله
:
ليكون
اليوم
رسول رجل
الله الجنة"
فيها
ويخطط
هم
وها
يشتفون طعم
ويتذوقون
ها هو لواءفوق الله
الرضوان
مصعب
الحق
،وتملأ
القوم كالأسد
يرتفع ،
إنه يشعر
قلوبهم
الثقة
به
لقد مع
كرامة
غير
تبتغى
الموت
،
،فلا خوف
!
شمهادة
إلى
وليركضوا موعود
هذا
أخ ،
الصابر
أمامه ،ولشم
الجنة
من
إلى
الده
الحمام
ما معه
المسلمين
ولا جزع،
-اليوم -نعيم
لا
بعون
بل
الله
إلا
شجاعة
،والقتل
المخلصمون،
في
لمصعب يسمع
،
المحتسب
بأنفه
الدنيا ويقول يقتلني
المعاد
،وليقتحموا الصفوف
فرحين
أو الشهادة .
الصابر الشجاع رسول
زاد
وعمل
حاسرين
النصر
ريحها
إلا أن
يعطافا
يشتهى
الله بغير
إلا التقى
الله
من
،وغدا
وصحبه:
ركضا
،
الضاري به الصفوف
إخوانه
! الموت
والاقمحا+أ
فليهتف مصعب
بن
اخترق
،واللواء
لا تلين أمام أية صعوبة.
الموت
إلى
بأعينهم
.
في
،
الجنة ،
وسط
-ما زال
المشركين
وعزيمة
راثحة
ويرون
نعيمها،
الده يعد المقبل ،فيلقي
:بخ
بخ ثم
هؤلاء؟!
216
حامل
بالجنة
الذي
اللواء ،هو عمير للمقاتل
لا يدبر،
بتمرات
يأكلهن
في فيرى
يأخذ
الجنة
،وهن
!! أفما بيني وبين سيفه
سبيل
كل
أن أدخل
ويقاتل
ويقاتل
يلقى
حتى
شهيدا وهو يهتف:
الثه
إلى
ركفا
الثه بغير
إلا التقى في
والصبر
وعمل
الثه
ؤكل
زاد
على
زاد
المعاد
الجهاد النفاد
عرنسة
غير التقى والبر والرشاد
وأخ اخر لم!عب الله
بم!ميم
فقال العدو
الرسول
حاسرأ"
فانتفض وقاتل
الحق
العقيدة
ويجزعون
وانكشفت حيث
-ضى
" :غمسه
والسلام
،ونؤع
درعا كانت
أكرمه
الثه بالشهادة
.
ومصعب
ءاليا ،شامخا
جنبيه
المسلمون
الصلاة
يا رسول
عليه وقذفها،
التي
،
من
عبده
إدثه؟.
يده في
+
المطركة محتدمة
اللواء خفافا
بين
الرب
القائد عليه
عوف
ولمحاتل
وظلت
علو
هو عوف
يسأله :ما يضحك
بن الحارث ،يأتي إلى رسول!
لا عالية
ويجرون أسمرة
شموخ ،
تنهزم
صرعى
،
الصفوف
الإيمان الذي
يقاتل
الده أكبر،
يمينا
لا يذل ،عاليا
وشمالا،
الثه أكبر،
أو يطأطئون
يحمل
وصرخات
والمشركون
الرؤوس
يفرون
ليقودها
ذليلة.
المطركة عن
قتل منهم
في قلب
وأخذ
سيفه
سبعون
هزيمة
مخزية
لجموع
وأسر سبعون ،وراح 217
الشرك ،
الباقون يفرون
خوفا على هؤلاء
أرواحهم
الطغاة :أبو جهل ،
ربيعة
وشيبة
وكانت
بن
هذه
للانطلاق
إلى
مؤثرة ،
اافاق أخرى
إذ كشف
وضحوا لمرضاة
الله سبحانه
إن كما
صنعوا
وتركوا الدعوة
لنا
أجل
لنا تلك ذكريات
عن
العظيم ،
وشعرا
المثلى ،وكانت
ونقطة تحول
في
كثيرة .
وانتصار
الدعوة ،وكان
ذلك
الذين صبرراعن
جديدة
بينما أعطت
مرارته سنين
وقاتلوا دفاعا
صنعوا
بدرا معلما
الذرا من لا تنسى
،
عزيمة
،
حقيقة
الدعوة
الطراز
في
من
المحن،
الدعوة ،
ابتغاء
وتعالى.
المؤمنين
الطويل
وستبقى
العقيدة ،
لقوى
المسلمين
السثمركين
،وعتبة بن
وغيرهم.
حاسما
الإسلام ،ومنحت
بدر بهزيمة
من
عتبة
انتصارا
الدعاة المؤمنين -أمثال مصعب
هؤلاء
بن
قاسيا بقوا يلعقون
معركة
ذا دلالة
والوليد
دعوتهم
درسا
انتهت
،
هشام
المعركة
في
المشركين
بن
ربيعة
الاسلامية ،ولدعاة
هذا
وأنفسهم ،وقتل فيمن قتل من ،وأمية بن خلف
السثمركين
ولهذا
البطولات
،وخطوا بقيت
في
سجل
-إلى
جانب
في
لنا معالم
بدر
رمزا
البطولة ذلك
في
تاريخ شتى الطريق
للانتصار
الدعوة ؟ الميادين، في
خط
الحاسم
الرائعة والتضحيات
-انعطافا في
تاريخ
العالم،
مسيرة الدعوة الإسلامية.
بدر كنزا من
العبر للمسلمين
218
وللبشرية جمعاء،
ونبعا
فياضا
الإسلام
المعاني
العملية
.
لقد وتريد
من
الواقعية والدروس
لدعاة
رأينا في تنعتق
أن
من
ورأينا صورا الطاقات
بدر
روحا
إسار
من
الدنيا لتحظى
الاخرة .
بنعيم
الإيمان
المتحرك
وحول
العزائم
النائمة
، ،
فجر
الذي
من
وجعل
أبطالا شجعانا(.)1
ورأينا في
بدر كيف
ويقوم الانفصال على الله هي
لنعيم
العجيب
الكامنة ،
المستضعفين
وثإبة تشتاق
الله ورضوانه،
الميزان ،
بدأت أساس
الحياة الراشدة تتجمع ،حيث
العقيدة
موازين
واضمحلت
وتتكون شريعة
أصبحت
العصبية والعشائرية
وغيرها.
إن من
بدرا وضحت
السلاح
يعز
لنا حقيقة
والكثرة ،
العتاد والرجال
والطغيان
؟
العالمين
،
إن
لأن
قوة
بدرا صورة
من
المؤمنين
ولا
الذين
( )1انظر عمل
وأكثر أهمية
،-
الحق أمام
وأن
قوة
الإيمان
العتاد والرجال
أقوى
يستمدان
من
-حين
الطاغوت الده رب
القوة من
الله.
صور
بن مسعود
من
الحق
والإيمان
ترجموا
عبدالله
خالدة
هي
:أن
أقوى
الإيمان الذي
الإيمان
في
إلى
معركة
ابن هثام.
921
حقائق
بدر،
وعمل
تمثل
في
عملية ،
بلال أيضا
هؤلاء فكانت
في
سيرة
عملا
وبطولة ،وتضحية
وحركة
؟ ولهذا
واستشهادا
نصرا
كانت
حاسما.
ولهذا أمور
فقد
الحياة
وتستهدي
وهي
بالثه ،
تسعى
عالية في
بيد
ولا
مكان
أثبت
غير طريق
منهج
الله في
المؤمنون المسلم
أماني
واحد إيجابي
من
الذي
لأن
وفداء،
وليست
إقدام
صورة
الثابت -وصورة وعبدالثه بن
مسعود
غير
وترفع
رضوانه.
كلمة
الده
في
أن
حين
،
سماء
السلأح
لا ينفع
يستطيع لكي
شيء،
أن
مع
يذوق
بدر أول
في
حلاوة
كل
امتحان
الأول .
الإيمان المترسخ
لنا صورة
يتحول
الدنيا ،الذي
وشجاعة
مصعب
بن عمير -حامل
وحمزة
الجاهلية
ينعم بعدها بفيض
،إلى
عمير
ومواجهة
لسعادته ونعيمه ،ولهذا كان
المعركة يوضح
الأعماق الشامخ
،
معركة
والأنصار يرى
فترة الإعداد
وكان سير
إلى
لا حد
المهاجرين
بعد
ولا
تستعين
ترجو
الأرض
المسلم
الشهادة التي تعادل عنده كل من
الثه
،
،
التي
بالده،
.
السلأح،
الرضوان
المؤمنة
تخاف
الدعاة
أمنية من
الفئة
منذ
غير
لتحقيق كل
ولقد الموت
بدا ميزان تصنع
المعارك
بدر يتبدل ،إذ أصبحت
بن بن
ثقة لا حد
الحمام ، عبد
225
إلى بطولات
لها بالثه.
وعوف
المطلب
في
اللواء ،الصامذ بن
الحارث ،
،وبلال
رباح ،
بن
وغيرهم
-رضوان
الإيمان
الحقيقية.
كان كل هو
الله
واحد
من
البغية الأساسية سيأتي
هذا
يركضون
عليهم -إلا نموذجا
في
المسلمين
لهم ،لا هذا
الطريق
،
إليها حاسرين
التقوى ؟ إن
تلك
الذي رسول إلى
يد
الإنسان
الده صلوات جنة
محمد
عرضها بيده
مقبلا غير
السماوات
لا يقاتلهم
مذبر،
من
ونخلص
جاهليتهم العارية
القليلة
المشركين
إن كل وتفهموا
المخاض
،وتكسب
الذين حقيقة
ساروا العقيدة
في
،كما
والأرض
" وفي
فيقتل
صابرا
"قوموا نفس
محتسبا،
الله الجنة ".
أن
نرى إلى
الخالدة
طريق وقاسوا
سبيل
أن
أنشأت
التربية التي
المفاهيم التي عاشت
تنقلب
،
يوضحه
قوله " :والذي
بعدها
في
والأمل البعيد،
وهو
المعارك
،وضحوا
هذا
غير
برحمته
يخاطب
كل
المطاردة
والظفر
الطريق
اليوم رجل،
الفئة المؤمنة ،قد غيرت
من
إ
ن
التي
الدنيا
المؤمنين :
كله :إلى
.فلا عجب
الده
وحده
كلها،
السامقة
والهدف
إلا عن
إلا أدخله
هذا
بغير
المطمح
الده عليه
الأرض
زاد
رضوان
هو
أن الوعد بالنصر ليس
الغاية القصوى
جائعين
الغاية هي
حيا على
ولا امتلاك
ولكن
،
وجنته ومغفرته ،ذلك لا تطوله
يعرف
معاني
الحفنة قوة
في
معهم
الجاهلة
هائلة ؟
الام
ذلك
بكل
شيء،
فلول
بدر.
الدعوة ،وتربوا هذه الطريق
في
الجائعة
تطارد
بدر وغير
،
هذه
وذاقوا
كل
التربية، عذاب
هؤلاء
نظروا
إلى
رضوان
الله
وهؤلاء
هم
الذين
عرفوا
وهؤلاء
هم
وصمدوا
الذين
فارس
في
بلاد الشام ،وتسوروا
فوق
نعم وبدر
،
على
الناس
،
بدر
على
وأداروا
مصعب نعرض اللواء
بدر
والصداقات
بعد النضر
()1
وهو
بن
الإسلام
*
الحارث
الذي
لنا اباءنا،
كان وأوسع
يقول
بدر
باسم
وعملهم،
النصر
كلما
تعود
الإسلام .
لمصعب
بن عمير ،حامل
مواقف
اعتبارات
فأتى
لرسول
لنا في
،
جهادهم
الشاب القرشي
العقيدة عنده فوق أخرى
كان
المقداد
بن
به إلى
رسول
الله
بلدنا،
الولاء العشائري .
المعركة ، (،)1
الله
*
تحولت
الجاهلية ،وأي
أن
وغيرها
وكبروا
في
بدر:
غدت
انتهت
حنين،
المدائن ،وفتحوا
اليرموك
في
الإيمان ،طريق
بدر ،لنرى كيف
بعد إسلامه ،وكيف
وثبتوا في
القدس
بدر
هنا لموقفين عظيمين
في
،
معركة
،وطهروا
* أمام أيسرى
إلى
بدرا،
الصليبيين منها.
القوة ،
طريق
بدر،
وصنعوا
القادسية ،ودخلوا
دمشق
بعد طرد
الشهادة
بأمل
الاحزاب
هنا وهناك ،أعادوا ذكرى
الإيمان
سار
بدرا ووصلوا
والاندلس
صخرتها
وتطلعوا
انتصروا
لفيلة الفرس والهند
،
إلى
ولهفة،
!كلج!
بان
222
:
الله
"إن
كان
قرانك
تسير
هذه
الجبال
عمرو !رو،
من
عند
عنا،
أسر
قد
فأمر عليا
الله
فقد
فأحي
ضيقت-
رضيرسول
ادده
عنه -بضرب
؟
رسول
الله
ورسوله
فقال
عنقه ،فقال المقداد :أسيري الله !حمر " :إنه كان
ما يقول !! ثم
قال :اللهم
وكان النضر قد قال -وقد والله قاتلي ،
لقد
مصعب
بن
إلي ،
وأمسهم
من
كرجل
فقال
قد
بك" ()1
يريد
موقف
( )2عن
شديد
يبقي
،
عليه
أنسا!
هذا
أصحابي
أقرب
:
بيننا
في
ما كان
نظر من
أن
،
إلى ههنا
يجعلني
صادق
الأشراف
في
كذا وكذا!!" ،
قريش
ولست
أهل
المجاهد وأخوة
الأرض
لنا الصفا ذهبا نستغني
اسيرا
،
الله
فسله
أن
لدافعت
مثلك ،
ن
إ
وبينكم "(.)3
أقطار
الإيذاء لرسول
يقول
عتاب
فلو أسرتك
"أنت
الدنيا من
المؤمنين
وكان
كتاب
من
في
الحين
العقيدة ،موقف
علينا ،أو اجعل
ان
فضلك"
،ثم
كذا وكذا وتفعل
ليس
العهود
ما بينه وبين
مكة
الموت
صاحبك
كتاب
جنبه :-محمد
،أنت
يذكر
تقول
مصعب
قطع
هو
بينه وبين
-
كنت
من
فقال
وهذا
فيهما
فكلم
-وهو
يا مصعب
كرجل
الإسلام
بعينين
بي .
المقداد
به أسيرا لرجل
له :يا مصعب
رحما
"إنك
له:
عنك!
وقال
له مصعب
يجعلني
قطع
عمير
إلي
يقول
الله
أصحا!ى(.)1
ورسوله :- فقال
نظر
جيء
أغن
في
يا
الله
يك!ر.
ولا يقتله.
للبلاذري .
223
،
الداعية ،
وعشيرة ولهذا
عن
،
ووصل
فلن
يحيد
الرحلة ،فإن فعلت
الذي ما عن
آمئا
منهج
في
الله وأمر رسوله
المشرك
قتل
مهما
الطاغية ،
كانت
قربإه ومودته.
إن
فوق
الإسلام
كل
ليبطل
أتى
البشر،
وما كان
الجاهلية ،
لمؤمن إلى
أو ينزع
والولاء للدعوة ،ولن غير ما ارتضاه
وموقف وضوحا
حكم
شريعة ،وليكون
الله
آخر
منهجه
هو
صادق
الإيمان
عاطفة
يكون
ورسوله
مهما
كانت
هؤلاء
أخيه مصعب
به ؟
يقبل
حكم
عاطفة
في
الإسلام
أمر من
التضحية
وكان
الأمور
الفداء.
المعركة ،أبلغ أثرا ،وأكثر
أخيه
أبي
عزيز،
رسول
الله الأسرى
بين أصحابه
بهم خيرا" وكان أبو عزيز بن عمير،
من
يحكم
الذي
كان
بين
(- )1
لقد وزع
بين
شريعة
الذي
أن
غير
أن يقبل
في مع
المنهج
أو ولاء،
للمؤمن
يقفه مصعب
ودلالة ،إنه موقفه
الأسرى
الجاهلية ،وليضع
الله
الأسرى
،
فقال
ابو عزيز
حينها :-مر بي أخي
أخو مصعب -يقص
فإن
أمه
هذه وصاتك وسألت
ذات
متاع
بي؟! أمه -بعد
( )1كان أبو عزيز صاحب
لعلها
فقال مصعب ذلك -عن
لواء المشركين
224
منك
فقلت
:إنه أخي أغلى
له مع
بن عمير ،ورجل
للأنصاري ،
لأبيه وأمه
ما جرى
مصعب
الأنصار يأسرني ،فقال مصعب تفديه
وقال " :استوصوا
:شد
يديك
له :يا أخي؟
دونك !!".
فدية دفعت
لأسير من
ببدر بعد النضر بن الحارث
.
قريث!، درهم لك
تخليت مكان
فقالوا لها: ففدته
عن ذلك
لقد
!
وشائج
القربى
وشائج
العقيدة
دون
مصلحة
إيمان
مع
وحامل
أعطيتنا
حيا
الإيمان ،
وأخوة
الإسلام ،
أهواء
مثلا
النفوس كم
وأردت
كما كان في
غمار
موطن
ولم
أن
حين
ولتضع
تؤثر
تعرفنا
أية
أنه
لا
وميولها. !-
انتهت معركة بدر .وكان مصعب
لوائها يخوض
رائعا،
القريبة والدم والنسب ،
!ى
وهكذا
درهم
بأربعة
بها.
الده يا مصعب
مصلحة يستقيم
أربعة
آلاف
،
فبعثت
الاف
واحدا من
المعركة بثبات وصبر
الدعوة الأول يخوض
أبطالها
وشجاعة،
غمارها
بصبر
وعزيمة وشجاعة. إنه الداعية والمجاهد، ويدعو
وحده ،حين
ويجاهد
الإسلامي واحد،
بين
كانت
جموع
المتين ،
يقوده
عمر:
"وما
اعملوا
ما شئتم
فقد
قوى
القائد صلوات
من أهل
يدريك
الدعوة تستلزم منه ذاك .
المؤمنين ؟
يوم غدت
الرسول
له وللمجاهدين
يجاهد ظروف
وحده ،
3لعل غفرت
لبنة متراصة
الله اطلع
الله وسلامه
على
لكم إ!"(-)1
هـ
22
مع
الصف
الإيمان ينتظمها جيش
يدر أن يقول عنهم
( )1أخرجه البخاري ومسلم.
ويصبر
وحده ،
رسول أهل
عليه .فحق الله
بدر،
مخاطبا فقال :
و -
أو
ص
يط
!صحعب
انتهت
لقد
المشركون أن
السهحلى
بدر بانتصار كبير للدعوة
بعدها أن جذور
تقتلع
نهائيا من
مصالحهم
مهب
رحمة
في
بالغيظ
والحنق
والحقد،
وعكرمة
بن أبي جهل
ممنسفيان
ومن
يا معشر
عمت
مكة
والثأر وغلتا وقام
وصفوان
قريش
له في ،
إن
عبدالله بن
واجتمعت
الركوب
تلك
قد
حربه
لحرب
القوة الجديدة
قبائل كنانة وأهل
العير من
من
قريش
تهامة ،وقدم
حتى
تكون
قريش
وتركم ،
جيش
227
وبيوتها
أبي
رجال
ربيعة
من
قريش
تجارة ،فقالوا : وقتل
وأحابيش
خياركم،
منه ثأرا ،ففعلوا.
الله غ!ير ومقاومة
الأثرياء
تحت
يوم بدر -فكلموا أبا
،لعلنا ندرك
رسول
أ
الأحزان ،وعلت
بن أميه في
محمدا
المال على
قريش
أيضا
أندية قريش
اآطاوهم وأبناوهم وإخوانهم كانت
فأعينونا بهذا
ودواب
العربية ،
وأحسوا
ن
الريح ،وأن تجارتهم أضحت
تدعو
وتألفت
الجاهلية بدأت
تتحرك
الجزيرة
للاجتماع
اصيب
الإسلامية ،وأحس وتهتز ،قبل
المسلمين .لذلك
الأصوات
كص
مكة،
الدعوة ،
وعدد
من
المال والمتاع والسلاح
كبير يبلغ ثلاثة آلاف
مقاتل
ومعهم
لا يفروا ،ومن
الطعن حتى
بنت
عتبة زوج
جهل
وغيرهن كثير ،وكان على رأس
مئة
أني
النساء اللواتي خرجن
فارس -خالدبن
أبو سفيان
بن حرب
وعلم
رسول
المدينة ،بينما كان المسلمون فيها من الناس
الجنة ،
الأكثرية من
وبلغ تخلى
،
مع
لرسول
لمج! أن
الله
أن يبقى
لأنهم
الأعداء.
الله !سير:
،
يرى
المشركين
يا
فأشار
للقاء العدو خارج
كبار الصحابة
فيقاتلون
رسول
أصحابه
بدرا بالخروج
الله
المسلمين
الجيش
ربما
أكرهوا
ذلك
مخالفة
وأذن
قرر
بقي عدد
بالخروج
الجيش
فاستشار
القتال ما لا يملكه
جيش
،
كله هو
ولكن
نبي
يخرج
يملكون كثيرا من تحرمنا
الله لا
نزولا عند
رغبة
المسلمين.
عن
حتى
رسول
يقولون
وهكذا
وقائد
،
لم يشهد
المدينة
إمكانات كانوا
بن
.
من
في
زوج
أبي
خيل قريش -التي بلغت
الوليد،
الله بخروجهم
أكثرهم وخاصة
لهم
سفيان ،وخرجت
عكرمة
هند
رسول
رسول بالخروج
الله
له :
!: إلى
مع
سبعمائة رجل
الله على
لأمر
الله
من
عبدالله بن ابي
الجيش
وقالوا
ألفا
،
يا رسول
العدو أن
،
لنبي
يرجع
228
،
امكث
من كما
إذا أخد
حتى
المنافقين،
المسلمون
وخافوا
إليه رجال
الله
"ما ينبغي
عدد
وفي
من
،وشعر
الخروج
فجاء
الرجال ،
الطريق
أن
بأنهم
يكون
الذين
في
أشاروا
أمرتنا،
فقال
لأمة الحرب
يقاتل ،وقد
دعوتكم
،
هذا
إلى
والصبر
الحديث عند
فأبيتم إلا إذا لقيتم
البأس
،
الخروج العدو،
فعليكم
وانظروا
بتقوى
ادله
ماذا أمركم
الله
فافعلوا".
وسار أحد،
المسلمين
جيش
وجاءت
قريش
القضاء
على
الإسلام
لقتلاها
في
على
بدر،
القتال ،
طاقاتها وحقدها
والمسلمين
وكانت
على
اللواء وغيرهم
عبد
وراءهن
ينشدن
ويحرضن
،
ويذكين
،
الدار
،وينشدن
قائلات
الثأر
يضربن
محمسات
على
بني عبد
:
الأدبار
إن تقبلوا
نعانق
ونفرش
النمارق
أو تدبروا
نفارق
فراق
بينما
ويها حماة
والحقد
ضربا
ونزل جيش
المشركين مقابل
نزل جيش
رسول
الله
جيش
خلفنا،
إن
قبللش " ئم
جبير: كانت دفع
المدينة
حتى
"انضح
خمسون
لا يأتوا
الخيل
لنا أو علينا، اللواء إلى
على
مصعب
بكل
شفير
الوادي
،
في غدوة
إلى أحد، -أن
بتار
وامق
من أحد،
ظهره وعسكره
ع!ي! الرماة -وعددهم
المسلمين
عبدالله بن
غير
المسلمين في الشعب
الوادي إلى الجبل ،فجعل
عن
،ولكي
هند بنت عتبة مع بقية الجيش
الدفوف ،ويحرضن الدار أصحاب
وغيظها وثأرها تريد تسترد
الرجال
القتال
عند
كرامتها وتثأر
النسوة
ويحمسن
عندهم ،وها هي
ويها بني
حتى
بكل
التقى بالمشركين
جبل
ينضحوا
ثم أمر الخيل
من خلفهم ،وقال لرئيسهم عنا
فاثبت بن
بالنبل مكانان ،
عمير-
يأتونا
من
لا
لا نؤتين
من
ودارت
المعركة شديدة
عقيدتهم ،ويرفعون برضوان
والفوز
قدسوها وحب
كلمة
ادله أو
يقاتلون دفاعا عن
أبلوا
أحسن
ومن
أجل
وحشي
البلاء
هذا
؟ يتقن
واشتف"
النصر
للتشفي
وطواغيت بدر.
من
أعدت
قذف
هند
الحربة
حب .
الله
الشهادة
والمشركون
أطاعوها،
والحقد
يملأ
المسلمين
في بدر ،ولا سيما حمزة
وأباطيل فلوبهم،
وأبطالهم ،الذين
بن عبد المطلب-
بنت
عتبة غلاما حبشيا
يقال له
وقالت
له " :ويها أبا دسمة
! اشف
حرا
بأن يصبح
إ
ن
.
وكان المسلمون وإقبالا على المشركين بالسيوف
على
يوم
أعداء
ووعدته مع سيده جبير بن مطعم
حمزة
على
الشهادة ،
،
أشدهم وبعد
في
والهزيمة
،
وبدأ
تلاحق
القتال انكشف المسلمون
الكفرة ،
أبيه قال " :والله لقد
عتبة وصواحبها
المعركة ؟ تضحية
فترة من
وأيقنوا بالهزيمة
الزبير عن
بنت
ادله
وانتقاما لقتلاهم
يدافعون
عاليا ،يحفزهم
أوثان عبدوها،
الانتقام يدفعهم
قتل
حامية ،
المسلمون
عن
مشمرات
رأيتني
هوارب
حتى أنظر
وثباتا جيش
يلاحقونهم
روى
عبدالله بن
إلى
هند
خدم()1
أخذهن
،ما دون
قليل
ولا كثير".
ولاح
النصر للمسلمين
ولا سيما
:
ا
ا
(
1
)
لخدم
حمزة
لخلخال
وعلي
في وأبي
الأفق بعد حملات دجانة
.
.ص!2
واخرين
أبطالهم،
-رضوان
الله
عليهم -وكان يمعن
في
أبو دجانة قد أخذ
سيف
الكفار قتلا وجرحا،
رسول رأسه
وعلى
الحمراء وهو ينشد بأعلى صوته
وبدأ
الده !بخم!
عصابة
خائضا
الموت
في صفوف
المشركين:
الذي
أنا
خليلي
عاهدني
ونحن بالس!فح أنا لا أقوم الدهر
أضرب
رسول
الله
السيف! أن
ع!
أما مصعب أيضا،
الكيول()1
في
بسيف
ولم يلق واحدا من عتبة ،فحمل
لدى النخيل الله والرسول
المشركين على
إلا قتله
مفرقها
يضرب
ثم
،حتى
عدله
عنها إكراما لسيف
امرأة .
بن عمير فقد أبلى بلاء حسنا حامل
إذ كان
رأى هند بنت
اللواء هنا كما
المؤمنين الأبطال دفاعا عن
كان
عقيدته
في
في
وعن
هذه المعركة
بدر،
فقاتل
لواء الحق
قتال
الذي
يحمله. وكان لصدقه
رسول في
لا سيما
الده صلوات
الإيمان
عندما
العبدري
-وهو
الجاهلية -
فقال
()1
الكيول :آخر
الده عليه
وثباته في
رأى
من عليه
الصفوف
دفع
القتال ،وشجاعته
لواء المشركين
بني عبد الصلاة
وهو
قد
231
الصدام
في
بن
طلحة
الدار أصحاب
والسلام
بثديد
مع
إليه اللواء
الياء
:
"نحن
ولكنها خففت
عثمان
اللواء أحق
في
،
في
بالوفاء"
الشعر.
ودفع
اللواء
المجاهد
ليدل على
المعركة تحولت
رماة
ومطاردة
المسلمين
فجاءة
الجبل
المسلمين
لنداء رئيسهم
لهم،
المشركون
وعندما
الفرصة
خالد
بن
،
لصالح
عندما
فطمعوا
عبدالله بن
رأى
جبير
فتحولت
المعركة لصالح
قريش
المسلمين
رباعية
،
من
حفرة
وجاء أبي بن خلف وهو
يسعى
عمير
نحوه
يقي
استشهاد
روت في
لعنة
انتهز هذه
وقتل
المسلمين،
عدد
وشج
الجبل
كبير من ،
وجهه
ووق!!
في مكة ليقتلن رسول عليه ،فاستقبله مصعب
بنفسه ،
ولكن
ابيا قتل
الله- بن
بيد رسول
الله الأبدية.
مصعب:
أم عمارة
أحد
النهار أنظر
( )1ويقصد
الله
ع!م!م
النزول .
،وصعدوا مؤخرة
،
يستمعوا
المنافق أبو عإمر الراهب.
يريد قتله ،وحمل
رسول
الله ع!ي! واستحق
-وقد حلف
على
الله
الحفر التي صنعها
المشركين
بعدم
الرماة ؟
قريش
فقتلوا بقية الرماة الصامذين،
بعد أن
الغنيمة ولم
من
فرسان
رسول
هزيمة
الله عنه
الجبل
لوليد مع
وكسرت
رأوا
رضي
خلو
المشركين
في
وكروا
في
مصعب
(.)1
ولكن ترك
لمصعب
تكريم
الداعية
طرفا من ما يصنع
بذلك
المؤمنة المجاهدة ذلك
قصة الناس
أن يكون
اليوم
ومعي
حامل
اللواء
232
التي فعلت ،
سقاء
من
الأعإجيب
فقالت :خرجت فيه ماء،
فانتهيت
بني عبد الدار.
أول إلى
رسول
الله
فلما
غ!
انهزم
وأذث
وهو
المسلمون
،ولما ولى
:دلوني
ومصعب هذه
انحزت
الناس محمد،
على
ظلت
جسمه
بالأجساد
ترس! دون
ظهره وهو منحن واستبشارا
بسيفه وجسده الده
الخلف
ثبت على
مع ذلك
خلصت
إليئ
ابن قمئة ،وهو فاعترضت
رسول
الده
ضربات
له أنا
،فضربني
،ولكن
رسول
الده
الده
بين
عدو
رسولفا، ويدفع
المشركون
قواهم بعد نزول -وأصبحت
( )1تشير لضربة أحدثت "نسيبة
انهزموا بعد
الرماة
السيوف
من
وفتكا
وهجوم تنوش
بنت
كعب
233
سماعهم
"
.اللمؤلف).
لقتل
،الذين
الفرسإن والمشركين الأجساد،
عن
،وينافح
بأنفسهم
بالمسلمين
جرحا عميقا في عاتقها. أم عمارة
العقيدة
تدافع
قريش
الذين يقذفون
ضربا
جعل
جديد.
المدججين
الحاقدين
وعن
إن النبل ليقع على
القلة المؤمنة التي ظلت يلقى
قد
يموتون دفاعا عن
الذين من
رسول
الده
أبو دجانة
،حتى
والجنة ،وعاد
،وانهال
انظر كتاب
تدافع عن
والأرواح .وكان
واثروا الشهادة
مصعب
دعوتها وعن
تشتتت
أقبل
إن نجا،
،وتدافع المسلمون
بالشهادة
رسول
وظل
رسول
الده
الصفوة المجاهدة
الإسلام
بمقتل
القوس
رسول
ممن
الده أباشر
حتى
القتال ،
عليه درعان (-)2
وهكذا حمى
رسول
لانجوت
بن عمير وأناس
كانت
من
إلى
عن
الضربة ( )1ولقد ضربته
الده
()2
أصحابه
عنه بالسيف وأرمي عن
الجراح يقول
في
والدولة والريح للمسلمين،
من
والرماح تستل
الأرواح ،والمشركون
بقي
بينما
التكبير،
يتدافعون
نحو
الأبطال المؤمنون
ورأوا جنة
رسول
صامدين
الده الخالدة
على
اللواء باليد القوية عاليا عاليا، وعن
رسول
ويفديه لن
بالروح ،وينافح اللواء ،ولن
ينزل
تنهزم كلمة
وتدافع المشركون مصعب
،فضرب
محمد
إلا رسول حتى
اليسرى فحنا على
قد خلت لا يقع وضمه
محمد
إلا رسول
عليه
الثالثة بالرمح
الأرض
"سويبط بن مصعب دخل
ويا حامل صادقا في الأرض
الده
ادله وكأنه كان ،ما أحلى
ومصعب
فضرب بعضديه من
إلى صدره
حرملة
فقطعها،
وهو يهتف " :وما
الرمح ،ووقع
من
اللعين
مصعب
بني
على
عبد
فلم يزل في
المسلمون
الخير-
الدار
من
تترك ما حرص
234
يده حتى
.
رحمك
الراية
الدفاع عنها ،مضحيأ -ها أنت
اللواء
بيده
وأبو الروم بن عمير -أخو
انصرف
اللواء ،لقد حملت
على
يهتف " :وما
قبله الرسل " ثم حمل
اللواء ،فابتدره رجلان
يا مصعب
يهتف
الشهادة إ!.
اللعين يده اليسرى
فأنفذه ،واندق
به المدينة حين
بقوة وثبات
من قبله الرسل " ثم أخذ
قد خلت
سعدبن
،
وبقي
اللواء ،وأقبل ابن قمئة فشد
"-فأخذه أبو الروم بن عمير،
رحمك
في
الحق
أصوات
خطوات
مصعب
يده اليمنى فقطعها،
اللواء
وسقط
نحو
،
مرمى
يمسكه
عنه
الله للقضاء
وعلت
عليه،
الده
يا داعية
فكنت
أمينا
أجل
الحق
الإسلام
حملها،
على بكل
عليه ادناس
من
ما غلا أجل
الظفر برضوان لهو
في
وأنديتها
إلى
الحبشة
دروب
لقد
أجل
امنت
واستشهدت
عقيدتهم
وتركت
،وحملت
دين
راية الدعوة
أفواجا.
الده
والعبادة والثبات .
على
،تحمل الحق
الراية
وها
أنت
لتعلي كلمة
،وضحيت
أحسن
ودعوت
صادقا، رضي
وقالدهم،
ما
وجاء
ثم تفقد
أن يغسلوا بعد أن صلى ولما أشرف جريح
أكثر هؤلاء
الله
بقية القتلى وحزن
ثم أمر بدفنهم حيث
على
الده
رضي
سقطوا
وهم
يجرح :اللون
لون
الدم ،والريح
ولما مر على
عنه فبكاه وحزن عليهم
قال " :أن! شهيد
في
مصعب
يتفقد القتلى من
أشد
عليه
الحزن
يدافعون ويجاهدون
سبيل
جمعا
المسلمين
!ع
دفاعا عن
،
،دون
عليهم.
الشهداء
للقرآن
صادقا،
عنك.
رسول
فرأى محمه حمزة
شديدا،
جرحه
صادقا،
الده
وجاهدت
المعركة بعد استشهاد عدد من
المسلمين
يدمى
الله
الناس في
الده شهيدا
صادقا،
وانتهت
ما من
دعوة
باليقين والصبر
لقيت
لرضوان
الله
،
مكة
التضحية.
لقد
حزتا
من
ابتغاء
المعارك في مقدمة الصفوف
،حتى
تكون
دار الأرقم بن أبي
الفاجرة
المدينة ليدخل
جاهدت
تدخل الله
الله
الجاهلية
مهاجرا
يوم دخلت
الأرقم ،تاركا
فاجعلوه
على
الله إلا والله يبعثه يوم ريح
المسك
أمام أصحابه
بن محمير الشهيد وقف 235
هؤلاء،
في
أنه
القيامة
.انظروا القبر".
عليه ودعا له
وقرأ: من
"من
قضى
"أشهد
تعقيب
المؤمنين
نحبه ،ومنهم أن
وزوروهم القيامة
هؤلاء
، إلا
والذي ردوا
على
من
عند
نفسي
معركة
والالام وستكون
أحد
أحداث
باقيا لجند
كانت
أحد
النقاب عن
مراتب
الآية
،حيث
وهذه
بدا واضحا
الدروس
لق تكون
بالدماء والجراح
-جميعهم
النصر
الله
على
الوطأة
مخبوئها ،فامتاز النفاق عن
على
مطمع
(.)23
236
ومعالم
الدهر.
امتحانا قاسيا ثقيل
من
في
الحقيقي،
المعركة طريقا واضحا مذى
وإرعاد
-مفاهيمهم
طريق
الإيمان -نفسه -فعرف
بنعالهم فلم يعرجوا
( )1سورة الأحزاب
الطراز من
المؤمنين في
المعركة بين بوارق الموت
يتعرفوا على
فبهذه المعاني ستغدو
بل تميزت
إلى
يوم
لا بد من وقفة
،وإنما ستكون
المسلمون
الحياة والدعوة ولكي
مصعب
العملية
في أحد.
ساحة
يصحح
خالدة ،ودستورا
هذا
الدروس
الدروس
في
،حتى
عن
لنرى موقف
تتلى ،ولا أوراقا تكتب
السرائر ومزق
القيامة ،
عليهم
فأتوهم
أحد:
في الحديث
عند أحد،
فمعركة
الله يوم
الله
عليه ".
أنه كان لا بد من
الخوف
ينتظر،
وما بدلوا تبديلا"( )1ثم قال :
بيده لا يسلم
المعركة ،ولنأخذ بعض
خطبا
صدقوا
ما عاهدوا
شهداء
قبل أن نمضي قصيرة
رجال
عليه ،فمنهم
"محض الإيمان ،
الذين ركلوا الدنيا
مطامعها،
والذين مالوا
إليها بعض
الميل ،
الشرر المستصغر
"والدعوات
تحت
فنشأ
من
مروعة ".
لوائها ،فيختلط المخلص الاختلاط
الكبيرة وإنتاجها ،ومن عنيفة ،تعزل التمحيص عليه ،
خبثها
في حتى
التافهة ما ينشأ
إبان امتدادها وانتصارها
بالدخيل ،وهذا
على
عن
حرائق
أطماعهم
أحد:
يميز
مضر
وقد
الكثير بالانضواء
تغري
بالمغرض، أكبر الضرر
مصلحتها
عنها،
والأصيل بسير الرسالات
الأولى أن تصاب حكمة
اقتضت
"ما كان من
وما كان
الطيب
،
برجات
أن يقع
ادله
ادده ليذر المؤمنين
الخبيث
عن
على
هذا
ما أنتم
الدة ليطلعكم
الغيب "(.)1
فالجبن
والنكوص
فافتضحوا السماء،
هما
أمام أنفسهم
العنصر،
يتمثل
القتال ،
في
ثم
المسلمون
السفوح
إلى في
اللذان كشفا
طوية
وأمام الناس قبل أن تعلن عن
فإذا تجاوزت
المنافقون ،وثبت
عن
المنافقين،
ذرا شامخة مرحلة
مرحلة
عبئه عندما
التي يدب للإيمان
الهجوم
الدفاع
ارتدت
عليها أولئك
البعيد الغور،
المظفر
النبيل
نفاقهم
الذي
الهائل
ابتدأ به
الذي
الكرة للمشركين
النقي
حمل
ورجحت
كفتهم ". "إن زمامه
الذين
الرجال بعزماتهم ،
( )1الآبة 917
من
هم
سورة
يكتبون الذين
ال عمران
التاريخ
صلوا
.
237
هذه
بدمائهم ، الحرب
،
ويوجهون وحفظوا
بها
مصير الإسلام في الأرض "(.)3 سيد
ويقدم
قطب
التي نزلت
بعد
"وغزوة
أحد
المعركة
لم
كانت
معركة
أوسع
الميادين ، من
واحدا
البشرية
في
على
النزال . .
الانتصار
الهائل
الواضحة
الذي
ومشاعرها
" "وكان
الكبير
،
ميدان
القتال
،وبأفعل
.
معركة
-في
العموم ،
وأعمق
والرؤية
وكان
كانت
معركة
فيها لم
دارت
النصر
المستنيرة
للحقائق
واستقرار
المشاعر
على
وتمحيص
النفوس
وتمييز الصفوف
:
التي
،
القيم
،
وتأرجح
المشاعر
المنافقين في الصف وسمات
( )2عن
الصدق
في
إلى حد
ثانيا،
وكان
انتصار
جلاها
القرآن
،
اليقين،
الجماعة
التصور ،وتميع
كبير ،ووضوح
8ص!2
أقرانهم
المعرفة
المسلم ،
القول والفعل وفي
فقه السيرة للأ!تاذ محمد
هذه
وانطلاق
الغزالي (.)028
النفس
استقرار
المسلمة بعد ذلك متحررة من كثير من غبش في
النفس
ودوافعها
يعالج
الحقائق
الصف
ميدان
الهزيمة
والهزيمة
هذه
إلا جانبا
المحاربون
وكانت
وإنما
ميدانها
وشهواتها
ما يعالج
أولا،
،
يكن
فيه . . .
القرآن هناك
وأشمل
بعد
الميدان
وحده
وأطماعها
النصر
فيها
في
الضمير،
لأن
وتصوراتها
ظلال
قائلا:
تكن
-كذلك
ميدانها
وكوابحها بألطف
-رحمه
الله
-في
القرآن للايات
وذلك
سمات
الشعور
بتميز
النفاق والسلوك
تكاليف
ووضوح ومقتضيات من
خطوات
"وكانت المسلمة
من
وراء
من
ذاك -
كذلك
في
والغنيمة لو عاد
وقد
الحصيلة
القرآنية
كانت
الجماعة
الضخمة
كانت
.
الباقي فيها للأمة المسلمة
وأبقى
حصيلة
في
كان
النصر
موضع
الله
ولدينه
المؤمنين
مرة
لهذه
الجماعة
التوجيهات
النصر
والغنيمة .
اتجاه
"-
حصيلة
من
ولدعوته
حصيلة
بالنصر
من
وراء
في
النصر
النصر والغنيمة ،وكان
وقال "ولقد
أحوج
أمر وفي
كل
خطوة
كل
التي استقرت
ومن
من
ما تكون
إليها ألف
الرصيد
الأحداث
الغزوة
،
في
الده وحده
كل
الضخمة
وحده
الله
الأمر إلى
والحياة وفي
،أكبر وأخطر
المسلمون
أحوج
،
الموت
ورد
هذه الحصيلة
الأحداث
-إذ
كله ،والتوكل على
الطريق
والهزيمة وفي
بعد
الإيمان وتكاليف
ذلك
الدعوة إليه والحركة
به
اخر
سبحانه
من
وتعالى
ولمنهجه،
ولا عناء،
والغنيمة
وكان
أو بدونهم ،وتدمر على
كل
في
أهم
جيل
"(.)1
الظلال تعقيبا على قادرا على
منذ
أن يمنح
اللحظة
قادرا أن
المشركين
الأولى ،
ينزل
النصر وبلا
الملائكة
كما دمرت
المعركة:
على
لنبيه
كد
تقاتل
من
معهم
عاد وثمود
وقوم لوط"-
"ولكن
( )1انظر في
المسألة ليست
ظلال
القران
النصر،
هي
تفسير سورة
923
ال عمران
إنما هي
.
ترنية الجماعة
التي
المسلمة
ضعف!ا وانحرافها القيادة .
الحق
تعد
ونقصها،
وبكل
قيادة البشرية
شهواتها
وقيادتها قيادة راشدة وأول
ما
،وصبر
تقتضيه
على
القوة في
النفس
الانحراف
ووسائل
الشدة ،
لتستلم
وصبر
:
تقتضي
،
وخبرة
على
بعد
الخلق
ببواطن
،
على
الرخاء
عاليا من
ولبات
الضعف
بمواطن
العلاج ثم صبر
جاهليتها
استعدادا
في
المعاناة ،ومعرفة
الشدة
والبشرلة
ونزواتها ،وبكل
صلابة
البشرية ،
.
بكل
على
ومواطن ودواعي
الزلل الرفاه
كالصبر
على
وطعمها
يومئذ
لاذع
مرير".
"وهذه حين
الترنية هي
يأذن
العظيم
بتسليمها
الهائل
شاء -سبحانه
الشاق
استخلفه
الجماعة
المسلمة
طريق
،وشتى
النصر
بنفسها في على
هذا
والخيلاء،
الملك
العريض
وتجرب
،
والكرب
والشدة
طريق
الهزيمة
حقيقة
قوتها الذاتية وضعفها
حين
الله في
إعداد
بشتى
الأسباب
يمضي
أحيانا
،فتستبشر
وترفع
ثقتها
لذة النصر وتصبر مغالبة
التزام التواضع والشكر ،
،
وقد
عن
الإلهي ،وتجرب على
الأرض
نصيب
،
للدور
الإنسان الذي
طريقه
المسلمة
التربية
هذه
وقدز
في
مقدرتها
بهذه
بها في
والوقائع
للجماعة
العون
وعلى
ينوطه
للقيادة يمضي
الحاسم
نشوته ،
،
ليعدها
هذا الدور من
الملابسات
ظل
الله بها الجماعة
القيادة
الذي
-أن يجعل
في
والوسائل
التي مقاليد
يأخذ
المسلمة
فتلجأ
تنحرف
البطر والزهو
ويمضي إلى
أحيانا عن الله
،
وتعرف
أدنى انحراف
عن
منهج
،
الله
وتجرب
مرارة
الباطل بما عندها من
الهزيمة ،
الحق
وتستعلي
المجرد،
وتعرف
ومذاخل
شهواتها ومزالق أقدامها ،فتحاول
في
النصر
كله
الجولة
والرصيد،
القادمة ،وتخرج
ويمضي
وقد كان هذا
ويلخص
قدر
الده وفلآ سنة
من رصيد
بعد
ذلك
أساسية للحياة حقيقة
تمخضت
كبيرة في
أهم
البشرية ،وفي
فينشأ عن هذا
هذا
طريقته
،ولكنها
نسيانها أو عدم
الدين في
الإنسانية وفي
إن بعضنا ينتظر من للحياة خارقة
دون
أية مرحلة هدا بجهد
أن
الدين البشر
مراحل
منهج
با(فىاد
ولا يحيد،
الحقائق
عن
التي تمخضت
شيئا منها:
الدين ، في
الذي
العمل
في
كثيرا ما تنسى
وفي
هو
حقيقة
المنهج
حياة
البشر،
ولا تدرك
جسيم
الإلهي
في
وهي
ابتداء،
النظر إلى
واقعه التاريخي ،
حياة
في
هذا الدين -ما دام هو المنهج الإلهي يعمل
في
في
البشر
حياة
البشر وطاقاتهم
نموهم
للحياة
أنفسهم
هذا
واليوم وغدا:
اعتبار لطبيعة من
ومن
من
الهزيمة
لا يتخلف
إدراكها خطأ
حقيقته
دوره أمس
البشرية -
مواضع
أن تصلح
نقصها
المعركة والتعقيب عليها عن
طبيعة
أولية بسيطة
ذلك
معركة احد"-
المعركة بعدة أمور ،نجتزىء
ا-لقد
من
مع
على
،
وفي
البشرية حدود
يتم
بطريقة
ولواقعهم
أية بيئة من
المادي
في
بيئاتهم ،إن
تحقيقه -في
طاقتهم
سحرية
البشرية ،
حياة
البشر
ويبدأ
في
من
العمل مقاليدهم
النقطة التي يكون ويسير
،
بهم
البشرية وطاقاتهم طاقاتهم وجهدهم
كبيرة
نهاية الطرلق
البشرية من
- 2وتمخضت عن
إلى
البشر عندها
حينما
في
ويبلغ بهم
حدود
أقصى
وطبيعة الجهد
جهودهم
تمكنهم
ما
بلوغه.
المعركة والتعقيب عليها عن
طبيعة
يتسلم
النفس
البشرية ،
ومذى
البشري
وطبيعة
ما يمكن
حقيقة أساسية الإنسانية،
الفطرة
أن يبلغه في
تحقيق
المنهج الإلهي. إن
البشرية ليست
النفس
قابلة للنمو
الوقت
ذاته
المقدر
لها في
-3وحقيقة
واقع
مع
والتصور
،وبين
أي
والسلوك
وما تنشئه في
رابعة :فهو
النفوس
من
بالتعقيب على
التعقيب القرآني على
الوثيق
المسلمة ميدان .
أقصى
في
،
منهج
وبين
الارتباط
والتنظيم السياسي
والهزيمة
أساسية فيما يصيبها من
- 4وحقيقة
يأخذهم
الارتباط
في
النصر
تبلغ
الكمال
.
والجماعة
أعدائها
والخلق
والاجتماعي
عوامل
الأرض
المسلمة
كاملة -في
والارتقاء حتى
ثالثة :حقيقة
النفس
تخوضها
هذه
واقعها -ولكنها في
في
نصر
يأخذ
مشاعر الأحداث
غزوة احد،
242
كل
الله بين
كل بين
معركة العقيدة
والاقتصادي
معركة ،فكل
هذه
أو هزيمة-
الجماعة
المسلمة
بالأحداث
وانفعالات واستجابات على وهو
النحو
الذي
التعقيب الذي
،ثم يمثله يتلمس
كل
من
جانب
تأثره
،ويرسب
وهو
لا بدع من
تصورا
يوجه
جوانب
فيه الحقيقة جانبا من
وضح
ويقرر المتين
ولا استجابة
،
دروس
وان
التي
النفس
تقوم
وسيلة
مكان
للتنوير
- 5وحقيقة المنهج
لا يقدم ويزاول
لانشاء
مبادىء
عن
أوسع
عالم
وموازينه !ثابف ،
ويخطئون شيء
وأخيرة
والبشر
ويصيبون
في
من أخطائهم
،حتى
ويكشف
التصور
المستقرة
عن
الإسلامي ،
مما
المسلمة
نطاق
يلهم
في
كل
.
وسائل
الإتهي ،فمن
الواقع مزاولته بالفعل ،فهو
ولا توجيهات
نظرياته وتوجيهاته ،وأظهر
-6وحقيقة
عليها
واقعية المنهج
إزاء الشورى
ولا
والتصورات والقيم،
الإسلامية
على
اثاره في
سادسة
الخواطر،
الاستجابات
التي تقع للجماعة
نظرية ،
الغزوة موقفه
وموازينه
أن
والترنية
خامسة
من
وتسثتريح.
البشرية ومنحنياتها ،ويظهرها
يقوم
الحياة
اتخاذ الأحداث
من
المشاعر
يريد
عليها
لها أن تستقر
عليها الأضواء،
النور ،ويصحح
المبادىء
وجوب
ليس
،
تأثر بالحادثة
،ولا خاطرة
إليها الأنظار ،ويسلط
في
هذه
التي يريد
الجوانب
التصورات
المخبوء فيها في
هذا
النفس
البشرية
،ليصحح
مثل
مجردة على
،
يطبق
ولكنه
واقعية المنهج
في
.
:
يبعدون
إن
منهج
أو يقربون
الله ثابت
من
هذا
،
وقيمه
المنهج،
قواعد التصور وقواعد السلوك ،ولكن محسوبا
الثابتة ".
243
على
المنهج ولا مغيرا لقيمه
وهكا كانت للمسلمين طريق
،
الدعوة
المسلمون والسلوك وجراح
في
في
الحرب
في
مذى
الأجيال
فكانت .
،لما كان
النفوس
الربيع ،
وعظات
،
والسلم
وغيرهم
هذا
من
وفوائد
وعلى
الدروس
والام وشهادة
بن
دروسا
الطويل ،
هذه
ولما أخذت وسعد
معركة أحد
أعطتهم
وما انتهت
إليه
ولو لهذه
الدروس
-رضوان
الطريق.
2!4
بد
لا
يكن
منها
والأمكنة ،
زادا كبيرا لم
العمق
المحنة الكبيرة
في
هناك
في
وفهم
التصور
دماء وقتلى
قيمتها الواقعية،
،وما حمزة الله عليهم
،ومصعب، -إلا منارات
أ!ام الشهتد إن المسلم والجهد
يستطيم أن
لا
والتضحية بهذه
لا ينعم
يبتغون
الذين
،وبرحمة
يبلغ مرتبة الشهادة إلا من
الده
المنزلة إلا على ،
مرضاته
بالرحمة
المنزلة الكريمة < :إن يمسسكم مثله ،
وتلك
ويتخذ الذين
شهداء،
منكم
امنوا ويمحق
فالشهداء المخلصين
والده لا يحب
وليعلم
الظالمين -وليمحص
،ويتخذهم
-7سبحانه
-شهداء
الشهادة
سبيل
واختصاص
هؤلاء
014
الده
من
ولا خسارة
يستشهد،
الله
،
المجاهدين الحق
وليست
إنما هو
مصيبة
وفى أن
اختيار وانتقاء
.
الشهداء -ومن
141 -
آمنوا
>(.)1
على
رزية
لهذه
القوم قرح
الده الذين
مختارون
يستشهد
()1
الناس
فقد م!
يصطفيهم
في
الآيتان
،
عباده ،
ويظنطفيهم
الله من
سبيله ،
إن
قرح
،
من
بين
فليست
وتكريم
بين
الكافرين
أيضا .والده سبحانه
الأخيار الفخلصين
فيكلؤهم
الأيام نداولها
تعالى
بالإخلاص
من
سورة
بينهم مصعب
ال عمران
245
.
بن
عمير-
هم
الذين
اختصهم
إليه في
شهداء
يستشهدهم
الله على
عند
فيؤدون
مطعن
الموت
أحد.
عليه
في
الشهادة ولا
سبيل
الحق
على
جدال
سبيله كل
فلم
شيء،
حوله .
إحقاق
الحق
إلا بهذا
يألوا جهدا
الناس ؟
في
لإقرار هذا
دنيا الناس . وتكون مطمئنة
راضية
وتقريره
اختارهم وأخلص مطمئنا،
الله على
شهادة
مصعب
بن عمير
تقدم
،
وضحى إليها بثبات
لنيل رضوان
ظلال
القران
دنيا الناس .
من
منهج
كله،
والمحال
البذل ،
الده الذي
تفسير سورة
246
وحياة الله في
إلى
الله
"(.)1
بين هؤلاء المؤمنين الذين البيعة ،واستقام
وشجاعة
ولا
فيستشهدون
التي تصعد
الجدال
في
استيقنوا هذا،
حياتهم
وتحقيق هذا
لا تقبل
في
حتى
الذي أرخصوا
الذين
،والأرواح
للشهادة ،لأنه صدق
النية
ولأنه يتقدم
( )1انظر في
.وهي
هم
عالمهم
النازفة
بجهادهم
في
،
فيه،
أن حياة الناس لا تصلح أنهم
في
به للناس
لا شبهة
يؤدونها
الباطل وطرده
الحق
الدماء
كان الده
كفاح
يستشهدهم
شهادتهم
وهكذا
،وعلى
بعث
الذي
هذا الحق
ويؤدونها على الحق
الذي
الحق
ويؤدونها بأرواحهم ودمائهم على
تستقيم
مرتبة الشهادة
جناته.
"وهم
ولا
الله في
ورزقهم
ليقربهم
،
فتقدم
ال عمران
للشهادة
لأنه يعرف
لا تعدله
.
في
نعمة.
العمل، مستيقنا
أنه الحق،
تقدآ
مصعب
مستبشرا الله
لأنها فوز ونعمة ،وتقدم
< :
عند
للشهادة باسما لأنها طريق
ولا تحسبن
ربهم
ويستبشرون
عليهم
يرزقون
.
بالذين
لم
ولا هم
الله لا يضيع
الذين
أيقن
ليسلم
وترك
نعيم الدنيا ورفاهيتها ،ووقف
مطمئنا أمام محنة
العذاب
الطاهرة هنا في
أحد،
بحب
وصلابة
االذي
لا يحيد
للبشرية
يسقط
.
،
روى
أحد صورة
وسقط
لأن
الحق
مصعب
( )1الآيات
خلفهم
لحظة
016
171 -
من
،
أدثه
فضله، ألا خوف
وأن
وفضل
في
دخوله دار الأرقم
طريقه ،
يحمل
يحتضن
الحق
ورمز
الذي
الحق
امن
بين
باقيا إلى
طبقاته
،
يوم
قال :أعطى
،رسول
سورة
الله
ال عمران
247
لم
،
روحه ويمسكه الطريق
اختاره يترك
الله
اللواء
القيامة.
رسول
الله
!ي! يوم
،فأخذه ملك
ع!م يقولى في
.
صلبا ثابتا
ورمز
الذي
ولكنه
عليه.
فاضت
به،
الإيمان والمنهج إخوانه
وثبت
اللواء بقوة
بن عمير اللواء ،فقتل مصعب ،فجعل
الله من
من أهله وقومه ،حتى
لا يزال
في
وسار
وهو
شهيدا
ابن سعد
مصعب
،
لأنه رمز عنه ،
أمواتا ،بل أحياث
بنعمة من
الحق من
بالحق
عند
>(.)1
.
،
من
يستبشرون
شهيد
الله
اتاهم
بهم
الجنة ،
لأنها منزلة كبرى
سبيل
بما
يلحقوا
المؤمنين
وكان مصعب فقد
قتلوا في
فرحين
يحزنون
أجر
شجاعا
وتقدم
في
اخر النهار:
"تقدم يا مصعب فعرف
" فالتفت إليه المذك الله أنه ملك
رسول
الشهداء فرأى مصعب الاية < :من
من "إن
يوم
ادله يشهد
أنكم
القيامة
على
إلا ردوا
صدق
هؤلاء
في
الأبطال على
يزال
منارا
وها
وبنت
خباب
مصعبا
فوجب
:
،
بيده لا يسلم
الله
للحياة
قال :
القيامة ".
زوروهم
وأتوهم
عليهم
إلى
مسلم
".
الده وسلامه
حياته واستشهاده ،وحق رسول
بن
الله
الذي
،فأثمرت
ذلك
خبر هذه
البناء الشامخ
عليه-
أن
لمصعب
الربخال ،وربى ،وأعطت
النبتات
الفذ،
الذي
لا
الأرت
الذي
جاهد
وامتحن
وصبر،
فيثني عليه قائلا: مع
رسول أجرنا
الله -مج!ب! -في على
أجره شيئا ،منهم مصعب
( ) 1سورة
الله عليه ،
ادده يوم
الده -صلوات
منهج
فمنهم
لنا وللعالم.
هو
هاجرنا
"أيها
الناس
السلام
رسول
التكريم من
أكرم
،
من
الشهداء
على
وجهه ،فمرأ هذه
ما عاهدوا
عند
نفسي
عليه
مصعب
عطاء،
يتذكر
الناس
الله جمجبد
ينتظر وما بدلوا تبديلا>()1ثم
فقال
،فوالذي
شهادة
ينال هذا
الله
على
عليهم
فهذه
رجال
نحبه ،ومنهم
أقبل
وسلموا
صدقوا
من
رسول
ثم
ائد به .ومر
بن عمير وهو ملقى على
المؤمنين
قضى
فمار :لست رسول
بمصعب،
الأحزاب
()23
الله
،
فمنا من
بن عمير،
.
248
سبيل قضى
الله
، ولم
قتل يوم أحد،
نبتغي يأكل
و4- من
فلم يوجد
له ما يكفن
،
رجلاه
فيه
نمرة ،
وإذا وضعناها
الله -غ!ي! :- شيئا من
رجل الطعام ،
كفنا
مما
وترمقه
في
والجاه
فكيف
بنا
ضياع
وكيف والجاه
عنده
للداعية
الثياب ،
غير ثوب
نرى
بنا ونحن مع
المجاهد،
من
نرى
كان
أجل
ويأكل
لحسنه قصير
وغناه
لا يكفي
الذي
إسلامه
الحق
صدق
على
الذي
من
يود
في
الغنى
يحمل.
مكاسب
ان
الله
تخمليا عن
يترك دعوته ،وينسى
الثروة ،أو حرصا
أسلامه
الدنيا!
يملك
خوفا
.
!
الرفاه والمكانة
ادعائه العمل !!.
الخلط
العجيب
ويتخلى
فهو
أجمل
يهدبها".
إكبارا وإعجابا
دعوته ،ولهذا
ونحن
إن
صادق
العيون
والرفاه ،من
المأساة
والسلوك
كان
على
رجليه
.
بيعته واستقام
على
يذبس
فقال
رسول
واجعلوا
له ثمرته
المسلمون
إنه الطراز الصادق
والمال
يلي
خرج
رأسه
رأسه ،
رأسه ،
أينعت
الذي
ومكانته ،ثما لا يجد له؟!
رجليه
ومنا من
هذا
إذا وضعناها
على
"اجعلوها
الإذخر،
فأي أطيب
إلا
كنا
على
خرجت
.وفي
الكبيرة التي يعيشها بين
الجاهلية
مرحلة
والإسلام
الإعداد
الإيمان ،ما لم
يكس!
بطواعية عن
مغريات
الجيل
لن من
،
يستطيع تصوره
المعاصر الخلط المسلم كل
التصور
في ان
يكون
اثار الجاهلية،
الدنيا .ويترك ذلك
924
هي
ذلك
الظمأ إلى
المال
والثروة
والجاه
شهد
رسول
لقد
لمصعب
،
فوقف
،
نفسه
ويبيع
الله !سيم بكل
أرض
أمامه في
بنظرته أبعاد المنهج الدى التضحيات
أرق
،
حلة،
بردة !إ"
صلى
ليقول
عليك
الله
وترسم الطريق
الصمحيح
لمه منك،
رسول
يا
وقفتك
رأيتك
بمكة
يستشرف
بكل
هذه
وما !ها أحد
شعث
إنك وإسلامه
تشهد
له بهذه
المحنة
والعذاب الداعية
ذلك
تخط
المجاهد
للدعاة !! أية قيمة
تشهد
الرأس
في
للدنيا، معصية
في
بهذا التحول الهجرة
والتضحية ،
الحق
،
إلى
وليصل
الداعية
مصعب
لنعيمها،
للمال ،
الكريم؟
الرب
الهائل بين جاهليته
الميمونة لتحقمق
لنا هذا
الطريق،
من
حياة
الرفاه إلى
معنى
الإيمان
الحق،
مرتبة
الجهـاد
الصادق
المباركة.
إنها شهادة
ومعلم
لا يستقيم إيمان مع مع
مع
،وأنت
الله
والطعام ،إذا كان
والشهادة
وهو
صحبه
ثم أنت
أمام الشهيد
لمصعب
وليكون
" :لقد
الصادقة
أمر به فقبر.
في
واللباس
التضحيات
المعركة ،
يخطه
لمصعب
ولا أحسن
ثم
دته سبحانه
!ذه
وتعالى.
الحرص
صاحبه حب
على
من
معالم
الحرص
طريقنا،
على
زينة الدنيا ،ولن
وكأنك
تشير
اشا :أنه
الدنيا ،ولن تستقيم دعوة يستقيم جهاد
يملأ قلب
الدنيا.
وعندما غادر رسول
الله
غ!
مكان
025
الشهيد،
قام المسلمون
بدفنه ،ونزل
ابن حرملة وعن
عبد
في
رضي
فلم
بن
نجد
عمير
فلم
يكون
عجلت
عن
زيد
عوف
إبراهيم ،
بطعام ،
سمع
فجعل
أباه يقول :اتي
يبكي
به إلا ثوبا واحدا،
ما يكفن
ربيعة
أجمعين.
بن
ما يكفن
يوجد
أبو الروم وعامر
عنهم
الله
شعبة ،
الرحمن
حمزة
قبره أخوه
بن
فقال :
،
وقتل
فيه إلا ثوبا واحدا،
لقد
الشهيد وها هو -رغم
إنه واحد الله
،
من
على
بالإيمان ،ويخاف
الفتنة وخوفا
من
إيمانه وتقواه
المبشرين
والقالمين
مصعب خشيت
أن
يبكي (.)1
فهذه شهادة المؤمن للمؤمن ،شهادة صحابي -يخاف
بالجنة ،
حدوده والجاه
المال
أن تكون
،
جليل
الدنيا
قد عجلت
في
لمصعب
والدنيا على
لأخيه
وطيباتها.
والمجاهدين
يشهد
قتل بن
في حياتنا الدنيا ،ثم جعل
لنا طيباتنا
وسولبط
سبيل
وحمزة من
نفسه ؟ خوفا
هذه
له الطيبات في
الدنيا.
وخرج ولأنه كان ولا يبغي
من
مصعب داعية من
في
الدنيا لأنه
سبيل
الحياة غير
غير
الجنة ،ولا يكترث
كل
هذا راضيا مطمئنا في
الله
،لا يخشى
مرضاة
بمال
آثر رضوان
الده
أو جاه
،
الله
في
251
إلى
،بل كان
سبيل دعوته ،ويتخلى
( )1سير اعلام النبلاء الجزء الأول .
على
الده لومة لائم،
ولا يسعى
أو سلطان
نعيمها،
عن
مطمع يبذل
دنياه
من
عقيدته ولهذا كان
أجل
استشهاده
.
لقد
كان
استشهاده
يحرصون ويتشبثون
بالعقيدة أكثر من يملؤها
الله يا
نصيبك
من
حملها
نابتا
حرصهم
تشبثهم
الصادقين
على
الذين
،
الروح والحياة ، ،ويسعون
بأعز ما يملكون
نور أبلج.
،
مصعب
الدعوة ،وكنت
في
الله
للمجاهدين
الدعوة أكثر من
الده بقلوب
رحمك
حزن
نموذجا
على
إلى
رسول
!-سيم -كبيرا يوم
داعية
يا
حفيا
مواطنها ،حتى
الإسلام
بها،
لقيت
،
لقد
أمينا عليها،
حملت
صادقا
شهيدا ودخلت
الده
في
جنته
الواسعة.
وها
أنت
وصدقك
ووعيك
واستشهادك بك
ستبقى
،ونسأل
،
،
فرحمة الده
أن
في
مثلا للدعاة ومثلا للمجاهدين الده تكلؤ
روحك
يرزقنا الأسوة
بك
252
منهجك في ،
وتضحيتك
شجاعتك ورحمة
والسير
في
وثباتك الله تحيط
طريقك.
المحا!ة
وبعد :هذا هو مصعب المسلم
والداعية
،
الشهيد، وفهم الدنيا
من
وهجر
المعلم ،
الذي آمن
معنى
الراحة ،
بعد
والتسفيه برضوان
،
ورضي
والجوع
في
وأدرك
اخرته
الطيبات ،
والصابر
فصدق
إسلامه ، أجل
بن عمير رضوان
الشبع
،ووعى
منهجه
بوعد
بالهجرة
بعد
الحب
إيمانا
الله
،
،
والمقاتل
أبعاد دعوته، وحين
ترك
امن
المال
تلو الهجرة ،
ولث!ظف
والتكريم ،
عليه
المجاهد،
إيمانه
حقيقة
الله
،الشاب
العيش بعد
الغنى ،
والفقر
والرفاه
والعذاب بعد
ترك
بعد
الرفاه ، ليحظى
الله ومغفرته.
كان
مصعب
ولكنه حين
شابا
لا يعوزه
أسلم آثر مرضاة
المال
الله
على
أو
الجاه
كل
شيء،
أو
الجمال
،
فبدل حياته
كلها.
لقد
عفمنا
حين
كان
بكل
المحن
معنى
إسلامه
الدعوه،
رفضا
القاسية في
وأبرز
للجاه والمال
سبيل
لنا صورة والرفاه
عقيدته.
253
الشاب والرعاية
الداعية ،ورضاء
كان
مكة
في
وجبروتها، حين
كانت
وجاهد الشاب
المسلم
الغربة في
الذي على
أمر
الذي
النوم والراحة وأسلم
على
نماذج
الدعاة
الدعوة ، الناس أجل
الشباب
في
بذلك بدر-
وكان
غزوة الأمثلة
في
وروحه
المشركين
استحق
من وقفة
الأرض
الظفر
للحبشة ،
كل
ولا
الظفر
رمز
تجزعه ثباته
في
أجمعين.
مسؤولية
ويعلم
بالحكمة
والموعظة
تبليغ الحق
للناس
الداعية ،
،
الناس ،وأعطانا
بدر حامل
فيصبر
الحسنة
،ويجفو
فأثمرت
دعوته، مشرفا
نموذجا
من
اللواء -رمز
الحق -فضرب
كما كان في دعوته ،وبرز كبطل
غزوة أحد حين
،وتقطعت
يصلون
يرى
هجرته
وقاتل
.
القتال وثبت
بجسده
الطاهر،
من
الصبر والثبات ،
حدود
للناس
يديه كثير من
أروع
يكون
وإنما
وثبت
للمدينة رمز الداعية الصابر الحصيف،
أبعاد
الأذى
وكان
،
الده
ويبلغ
سبل
لا تحده
هجرته
يدرك
عقيدته ،بل صبر
بالجهاد .وكان في
،وتبليغ دعوته
في
تحيطه
الدعوة تقتضي
الده
سبيل
الحق
وكان
شيئا في
مرحلة
حين
على
فردا في
ولم يخش
مجتمع
الجاهلية وطغيانها
حامل فر
اللواء أيضا،
الناس ،
أوصاله
دون
ودافع ان
عن
يترك
من أبطال
قاتل أشد
ما
رسول
الده
اللواء أو يدع
إليه.
رسول الشهادة
الده الإكبار، الحق
للداعية
254
فكانت المجاهد
وقفته أمام جسده الشهيد
أمام اظه
وأمام
الناس
بين
.
الشباب
كان
وكان
الذين ضربوا الدعوة
بارزا
بارزا بين
علما
أروع
بسلوكهم
الدعاة
المجاهدين
علما
،لأنه واحد
من
الأمثلة والتضحيات
!ن
أجل
.
فهذا
هو
مرضاة ادده
علما
بين
،
وكان
بارزا
الله
الداعية
الحق
ويهزأ
بصعاب
،
،لأنه يوقن
الدنيا ،ولأن
،
الذي
رضوان
الدنيا ونعيمها
الدنيا وعذابها
بأن يوما عند الده
يهجر
كألف
ادله
من
أعظم
خوفا
سنة
كل
مما
من نعد
نعمة ،ونعيمه
ابتغاء عذاب
في
هذه
فوق
كل
نعيم.
هو
وهذا والإخلاص
الصدق في
ولم يكن مجتمع يحمل
هذا المجموع
في
في
الحياة
حركة
أفراده
يرشدنا
إلى
أنفسنا فنخلط والإسلام من
مخاوف
في
الطريق
صورة
مشوهة
أو مغريات
واحدا
ضمن
-
ومجتمع مصعب
فلا تلهينا دنيا خضرة
عملا حسنا
مجتمع
لحركة مجتمعه ،وعمل
وعسانا نرى في هذه الصورة لمصعب ،
فريد
منتظمة صامدة ،لكي
.وبرز مصعب
فكان عمله صدى لحركة
نموذجا حيا واقعيا.
ذلك ،بل كان واحدا من
كتلة واحدة
مشعل
مجتمعه
في
الحق
صورة
الدعوه،
العمل ،لقد كان مصعب
وحده
يتحرك
في
والثبات في
الظريق،
،ولا نكذب
وآخر سيئا ،ولا نمزج منكرة ،ولا نهتم
.
255
بكل
ما على
بين الجاهلية ما في
الدنيا
عسانا نعلم أن كثيرا من من
خادع
آمالنا سراب
حياتنا ضاذ كثيرا من
،وأن
وأن كثيرا
خاطىء،
مغريات
نوايانا تداخله
الدنيا.
وعسانا
أن نرى
الدنيا والجاه والسلوك
والرفاه ،يخطىء
نكون
نتجنبها ونسلك
فإلى
وعن
الطريق
من
قد
أوضحنا
،
رضاء
يؤثرون
هذه الصورة عن
وينحرف
مجتمعه
واقعية حية ،
لنتأسى
،
حياتنا.
به
الله
التصور
في
،
ونترجم
العثرات ،كي الله-
ويرتضون
دعوة
شهيد،
إليهم
عنه-
الله
فردا فيه ،في
معتقداتنا إلى
ما نقول
،
الله
بن عمير -رضي
داخله وعمل
والله على
هذه
للفوز برضاء
مصعب
الذي
في
شيئا من
السبيلى القويم
تحرك
ودعوة
يهجر
أجل
.
عسانا
سقت
ان من
دينه من
المال ،أو تغريه
سلوك
صوره وعمل دته رب
والحمد
العالمين.
/ 2
5
256
/3
شوا ل /
0
93
ا
هـ
/
.
1 9 7
م
1
1
المحرا!
في
-الاستيعاب
لابن عبد
معرفة الأصحاب
-على
البر
هامش
الإصابة. أسد
الغابة في
بطهران
معرفة
الصحابة
الأثير
.
-الإصابة
في
بالقاهرة
تمييز الصحابة
حجر
لابن
التجارية
-المكتبة
.
-الأصنام
لابن
-الأعلام
للزركلي
-بيروت
-أنساب
الأشراف
للبلاذري
الكلبي
-البداية والنهاية لابن
-تفسير
لابن
-المكتبة
الإسلامية
القران
العظيم
القاهرة .. -القاهرة ،
كثير -بيروت
لابن
كثير
،
دار
مكتبة
-القاهرة ،
.
المعارف المعارف
دار
.
إحياء
الكتب
العربية. -تاريخ
-تهذيب
الطبري
لأبي
الأسماء
الطبري
جعفر
واللغات
-القاهرة ،
للنووي
دار
-القاهرة
،
المنيرية. - 11الجامع 12
-الجامع
الصحيح
للبخاري
الصحيح
لمسلم
القاهرة ،دار الشعب. -القاهرة ،
257
دار
التحرير.
المعارف
المطبعة
.
13
-جاهلية
القرن العشرين
الجهاد في-خصائص
16
قطب
الإسلام للمودودي التصور
الكتب
لمحمد
الإسلامي
-القاهرة ،مكتبة وهبة.
بيروتلسيد
. -القاهرة ،دار إحياء
قطب
العربية.
الأولياء لأبي
-حلية
الأصفهاني
نعيم
بيروت
-
دار
،
الكتاب
العربي.
17
-حياة
لمحمد
الصحابة
الكاندهلوي
يوسف
-دمشق
،
دار
القلم.
18
-دولة
91
-الروض
الفكرة
لفتحي
الأنف
- 02سنن
عثمان
للسهيلي
القاهرة ،
-
-القاهرة ،
الترمذي للترمذي -حمص
21
-سير
22
-السيرة
23
-شهداء
24
-صفة
25
-الطبقات
26
-الكامل
النبلاء للذهبي
أعلام
النبوية لابن
الإسلام
الصفوة
في
في
27
-في
ظلال
28
-فقه
السيرة
92
-مجموعة
التاريخ
لابن
القران لسيد لمحمد
الوثائق
لعلي
-حلب
سعد
دار
قطب
السياسية
دار
النشار -القاهرة .
،دار الوعي
القاهرة ،
-القاهرة ،
.
التحرير.
سامي
-بيروت
للدكتور
عبيد الدعالمى.
المعارف
-القاهرة ،دار
الأثير-
الغزالي
الجمالية.
،نشر عزت
النبوة
لابن الجوزي
الكبرى
مطبعة
-القاهرة ،
عهد
لابن
مكتبة
-القاهرة ،
هشام
وهبة.
العربي.
التحرير.
المنيرية.
المطبعة
،دار العرنية. دار
حميد
الحديثة.
الكتب
ادده -بيروت
،
دار
الإرشاد.
ماذامكتبة
خسر دار
العالم بانحطاط العربية.
258
المسلمين
للندوي
-
القاهرة ،
- 31مبادىء -32المرأة
الإسلام للمودودي بين
-بيروت
الفقه والقانون
.
للدكتور
السباعي-
مصطفى
دمشق. -33المصطلحات القلم
-34معالم -35هذا
القران للمودودي
الأربعة في
-
بيروت ،
الكويتية.
في
الطريق
الدين لسيد
لسيد قطب
قطب
-القاهرة ،مكتبة وهبة.
-القاهرة ،مكتبة وهبة-
925
دار
الف!سى
هد
ا
هذا
لا
الرجل
.
ء
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
-
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
-
.
.
.
-
.
.
-
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
-
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
-
.
.
-
.
.
7
ا
9 مقدمة
الطبعة
الأولى
مقدمة
الطبعة
الثانية
مجتمع
.
الجاهلية
.
93 حياة
مصعب
الجاهلية
في
47 الدين
.
الجديد
.
-
.
.
.
.
67 مصعب
إسلام
مصعب
الداعية
مصعب
المجاهد
مصعب
الشهيد
المحن
وتحمله
.
902
227
أمام
الشهيد
.
خاتمة
.
253
257 المرا
جع
261