بحياتك

Page 1

‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫كتابْ‪:‬‬

‫ْسـتـمـتـعْ‬ ‫ا‬ ‫بـحـيـاتـكْ‬ ‫مهاراتْوفنونْالتعاملْمعْالناسْفيْظلْ‬ ‫السيرةْالنبويةْ‬ ‫حصيلةْبحوثْودوراتْوذكرياتْأكثرْمنْعشرينْ‬ ‫سنةْ‬

‫‪ ‬لَ​َقد َكا َن لَ ُكم فِي َر ُس ِول اللَّ ِه أُس َوة َح َسنَةْ‪ْ‬‬

‫ْحمنْ‬ ‫بقلمْ‪ْ/‬د‪.‬محمدْبنْعبدْالر‬ ‫العريفيْ‬ ‫أستاذ جامعي ‪ ،‬خطيب جامع البواردي بالرياض‬

‫محاضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس‬ ‫عضو الهيئة العليا لإلعالم اإلسالمي‬

‫مدير عام مركز ناصح للدراسات واالستشارات االجتماعية‬ ‫‪2427/2/6‬هـ الموافق ‪2006/3/6‬م‬ ‫‪www.saqafa.com‬‬

‫‪1‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫لمـا كنــي فــي السادســة عشــرة مـن عمــري و ــع فــي يــدي ‪-‬‬

‫ألكون للطهه اكراً ‪ ..‬وبظهر النيب له داعياً ‪..‬‬

‫كان كتاباً رائعاً رأته عدة مرات ‪..‬‬ ‫كــان كاتبــه ا ت ــرد أن يعيــد الشــهر را تــه كــل ــهر ‪..‬‬

‫خالصة لوجهه الكريم ‪..‬‬

‫أس ــأل ا أن ينه ــع به ــذ الور ــات ‪ ..‬وأن ي علهـ ــا‬

‫كتاب " فن التعامل مع النـاس " لمللهـه " دايـل كـارني ي "‬

‫كتبه الداعي لع بالهير‪/‬‬

‫د‪.‬محمد بن عبد الرحمن العريهي‬

‫فهعلــي ذل ــع ‪ ..‬جعلــي أهب ــق واع ــد عنــد تع ــاملي م ــع‬

‫الناس فرأيي لذلع نتائج ع يبة ‪..‬‬

‫بداية ‪..‬‬

‫كــان كــارني ي يســوع القاعــدة ويــذكر تحتهــا أم لــة وو ــائع‬

‫ليسي الناية أن تقرأ كتاباً ‪ ..‬بل الناية أن تستهيد‬

‫لرجال تميزوا من ومه ‪ ..‬روزفلي ‪ ..‬لنكولن ‪ ..‬جـوز ‪..‬‬

‫منه ‪..‬‬

‫مايع ‪ ..‬فبح ي في تاريهنا فرأيي أن في سـيرة رسـول ا‬

‫‪ ‬وأصحابه وموا ف المتميزين من رجـال أمتنـا مـا يننينـا ‪..‬‬

‫‪.2‬‬

‫فبدأت من ذلع الحين أؤلف هذا الكتاب في فـن التعامـل‬

‫هلال لن يستهيدوا ‪..‬‬

‫أذكــر أن رســالة جــا تني علــى هــاتهي المحمــول ‪..‬‬

‫مع الناس ‪..‬‬

‫نصها ‪ :‬فضيلة الشيخ ‪ ..‬ما حكم االنتحار ؟‬

‫فهذا الكتاب الذي بين يديع ليس وليد هر أو سنة ‪..‬‬

‫فاتصلي بالسائل فأجـاب ـاب فـي عمـر الزهـور ‪..‬‬

‫بل هو نتي ة دراسات مي بها لمدة عشرين عاماً ‪..‬‬

‫ومع أن ا تعالى د َّ‬ ‫علي بتأليف رابة العشـرين عنوانـاً‬ ‫من َّ‬ ‫إلــى ا ن ‪ ..‬إال أنــي أجــد أن أحــب كتبــي إلـ َّـي وأ الهــا إلــى‬ ‫لبــي ‪ ..‬وأك ره ــا فائــدة عملي ــة ‪ -‬فيمــا أ ــن – هــو ه ــذا‬

‫لي له ‪ :‬عهواً لم أفهم سلالع ‪ ..‬أعد السلال !‬

‫فأجــاب بكــل تض ـ ر ‪ :‬السـلال واضــح ‪ ..‬مــا حكــم‬ ‫االنتحار ‪..‬‬

‫فـ ــأردت أن أفاجئـ ــه ب ـ ـواب ال يتو عـ ــه فضـ ــحكي‬

‫الكتاب ‪..‬‬

‫و لي ‪ :‬مستحب ‪..‬‬

‫كتبــي كلماتــه بمــداد خلطتــه بـدمي ‪ ..‬ســكبي روحــي بــين‬

‫صرخ ‪ :‬ماذا ؟!‬

‫أسطر ‪ ..‬عصرت ذكرياتي فيه ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬أ ول لع ‪ :‬حكم االنتحار أنه مستحب ‪..‬‬

‫جعلتها كلمات من القلب إلى القلب ‪..‬‬

‫لكــن م ـا رأيــع أن نتعــاون فــي تحديــد الطريقــة التــي‬

‫وأ ســم أنهــا خرجــي مــن لبــي مشــتا ة أن يكــون مســتقرها‬

‫تنتحر بها ‪ ..‬؟‬

‫لبع ‪ ..‬فرحماك بها ‪..‬‬

‫سكي الشاب ‪..‬‬

‫ما أعظم سروري لو علمي أن ارئاً أو ارئة لهـذ الور ـات‬ ‫هبـ ــق مـ ــا فيـ ــه ‪ ..‬فشـ ــعر و ـ ــعر يـ ــر بتطـ ــور مهاراتـ ــه ‪..‬‬

‫فقلي ‪ :‬هيب ‪ ..‬لماذا تريد أن تنتحر ؟‬ ‫ال ‪ :‬ألني ما وجدت و يهة ‪ ..‬والنـاس مـا يحبـونني‬

‫وازدادت متعته في حياته ‪..‬‬

‫‪ ..‬وأصالً أنا إنسان فا ل ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫فســطر بيمينــه الطــاهرة – مشــكوراً ‪ -‬رســالة عبــر فيهــا عــن‬

‫وانطلــق ي ــروي ل ــي ص ــة مطولــة تحك ــي فش ــله ف ــي‬

‫رأيـه ‪ ..‬وصـور مشــاعر بصـدع وصـراحة ‪ ..‬رــم أرسـلها عبــر‬

‫تط ـوير ذاتــه ‪ ..‬وعــدم اســتعداد لالســتهادة بمــا هــو‬

‫بريــد أو رس ــالة ج ـوال ‪ sms‬إل ــى كاتــب ه ــذ الس ــطور ‪..‬‬

‫متاد بين يديه من درات ‪..‬‬

‫‪2‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ناجحاً م ل ابن باز ؟‬

‫وهذ آفة عند الك يرين ‪..‬‬

‫ما دام أنع عرفي الطريق لماذا لم تواصل ‪..‬؟‬

‫لماذا ينظر أحدنا إلى نهسه نظرة دونية ؟‬

‫لمــاذا يلحــص ببصــر إلــى ال ـوا هين علــى مــة ال بــل ويــر‬

‫لم ـ ــاذا يم ـ ــوت اب ـ ــن ب ـ ــاز فتبك ـ ــي علي ـ ــه المن ـ ــابر ‪..‬‬

‫نهسـه أ ــل مــن أن يصــل إلـى القمــة كمــا وصــلوا ‪ ..‬أو علــى‬

‫والمحاريب ‪ ..‬والمكتبات ‪ ..‬وتئن أ وام لهقد ‪..‬‬

‫ومن يتهيب صعود ال بال *** يعش أبد الدهر بين الحهر‬

‫عليع أحد ‪ ..‬إال م املة ‪ ..‬أو عادة ‪!!..‬‬

‫وأنــي ســتموت يوم ـاً م ــن الــدهر ‪ ..‬ولعلــه ال يبك ــي‬

‫األ ل أن يصعد ال بل كما صعدوا ‪..‬‬

‫تدري من الذي لـن يسـتهيد مـن هـذا الكتـاب ‪ ،‬وال مـن أي‬

‫كلن ــا ــد نق ــول يومـ ـاً م ــن األي ــام ‪ ..‬عرفن ــا فالنـ ـاً ‪..‬‬

‫إن ــه الشـ ــهر المسـ ــكين ال ــذي استسـ ــلم ألخطائـ ــه و نـ ــع‬

‫وليس هذا هو الههر ‪ ..‬إنمـا الههـر أن تشـمخ فـوع‬

‫عليــه ‪ ،‬وال يمكــن أن أ يــر هريقتــي ‪ ..‬والنــاس تعــودوا علــي‬

‫فكـن بطـالً واعــزم مـن ا ن أن تطبـق مــا تقتنـع بنهعــه‬

‫أمــا أن أكــون م ــل خالــد فــي هريقــة إلقائــه ‪ ..‬أو أحمــد فــي‬

‫ا ل ـ ــب عبوس ـ ــع ابتس ـ ــامة ‪ ..‬وك بت ـ ــع بشا ـ ـ ــة ‪..‬‬

‫بشا ته ‪ ..‬أو زياد في محبة الناس له ‪..‬‬

‫وبهلع كرماً ‪ ..‬و ضبع حلماً ‪..‬‬

‫جلســي يوم ـاً مــع ــيخ كبيــر بلــً مــن الكبــر عتي ـاً ‪ ..‬فــي‬ ‫م لس عام ‪ ،‬كل من فيه عوام متواضعو القدرات ‪..‬‬

‫اسـ ــتمتع بحياتـ ــع‪..‬فالحيـ ــاة صـ ــيرة ال و ـ ــي فيهـ ــا‬

‫للنم‪..‬‬

‫لم يكن يم ل بالنسبة لمن في الم لس إال واحداً مـنهم لـه‬

‫كن معي وسنصل إلى الناية بنذن ا ‪..‬‬

‫وزاملنا فالناً ‪ ..‬وجالسنا فالناً !!‬

‫كتاب آخر من كتب المهارات ؟!‬

‫القمة كما مخ ‪..‬‬

‫بقدراته ‪ ،‬و ال ‪ :‬هذا هبعي الذي نشأت عليـه ‪ ..‬وتعـودت‬

‫من درات ‪ ..‬كن ناجحاً ‪..‬‬

‫بهذا الطبع ‪..‬‬

‫اجعل المصائب أفراحاً ‪ ..‬واإليمان سالحاً ‪..‬‬

‫فهذا محال ‪..‬‬

‫أما كيف تهعل ذلع ‪..‬فهذا ما ألهي الكتاب ألجله‬

‫وكان الشيخ يت اذب أحاديث عامة مع من ب انبه ‪..‬‬

‫حق االحترام لكبر سنه ‪ ..‬فقط ‪..‬‬

‫بقي معنا ‪..‬‬

‫ألقيي كلمة يسيرة ‪ ..‬ذكرت خاللهـا فتـو للشـيخ العالمـة‬

‫البطل الذي لديه العزيمة واإلصرار على أن يطور‬

‫عبد العزيز بن باز ‪..‬‬

‫مهاراته ‪ ..‬ويستهيد من دراته ‪..‬‬

‫فلمـا انتهيــي ‪ ..‬ــال لــي الشـيخ مهتهـراً ‪ :‬أنــا والشــيخ ابــن‬

‫بــاز كنــا زمــال نــدرس فــي المسـ د عنــد الشــيخ محمــد بــن‬

‫‪.2‬‬

‫إبراهيم ‪ ..‬بل أربعين سنة ‪..‬‬

‫ماذا سنتعلم ؟‬

‫يشترك الناس الباً في أسباب الحزن والهرد ‪..‬‬

‫التهــي أنظ ــر إليــه ‪ ..‬فــنذا هــو ــد انبل ــي أســارير لهــذ‬

‫المعلومة ‪ ..‬كان فرحاً جـداً ألنـه صـاحب رجـالً ناجحـاً يومـاً‬ ‫من الدهر ‪..‬‬ ‫بينما جعلي أردد في نهسي ‪ :‬ولماذا يـا مسـكين مـا صـرت‬

‫فهم جميعاً يهرحون إذا ك رت أموالهم ‪..‬‬

‫ويهرحون إذا تر وا في أعمالهم ‪..‬‬

‫ويهرحون إذا هوا من أمراضهم ‪..‬‬ ‫ويهرحــون إذا ابتســمي الــدنيا لهــم ‪ ..‬فتحققــي لهــم‬

‫‪3‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫لمـاذا ذاك األب يحبـه أوالد ويهرحــون بمرافقتـه فــي‬

‫مراداتهم ‪..‬‬

‫وف ــي الو ــي نهس ــه ‪ ..‬ه ــم جميعـ ـاً يحزن ــون إذا افتق ــروا ‪..‬‬

‫كــل ذه ـاب وم ــي ‪ ..‬وآخــر ال ي ـزال يلــتمس مــن‬

‫فما دام ذلع كذلع ‪ ..‬فتعـال نبحـث عـن هـرع نـديم فيهـا‬

‫لماذا ؟! أليس كالهما أب ؟!!‬

‫ٍ‬ ‫ومـرةٍ ‪ ..‬أنــا‬ ‫نعـم ‪ ..‬سـنة الحيـاة أن يتقلـب المـر بـين ُحلـوة ُ‬

‫سنتعلم هنا كيهية االستمتاع بالحياة ‪..‬‬

‫ولكــن لمــاذا نعطــي المصــائب واألح ـزان فــي أحيــان ك ي ــرة‬

‫تحمل أخطائهم ‪..‬‬

‫أوالد مرافقت ــه وه ــم يعت ــذرون بص ــنو األع ــذار ‪..‬‬

‫ويحزنون إذا مرضوا ‪ ..‬ويحزنون إذا أُهينوا ‪..‬‬

‫ولماذا ‪ ..‬ولماذا ‪..‬‬

‫أفراحنا ‪ ..‬ونتنلب بها على أتراحنا ‪..‬‬

‫أساليب جذب الناس ‪ ..‬والتأرير فيهم ‪..‬‬

‫معع في هذا ‪..‬‬

‫التعامل مع أصحاب األخال يات الملذية ‪..‬‬

‫أكبــر مــن ح مهــا ‪ ..‬فننــتم أيام ـاً ‪ ..‬مــع إمكاننــا أن ن عــل‬

‫إلى ير ذلع ‪ ..‬فمرحباً بع ‪..‬‬

‫منــا ســاعة ‪ ..‬ونحــزن ســاعات علــى مــا ال يســتحق الحــزن‬

‫‪ ..‬لماذا ‪..‬؟!‬

‫أعلـم أن الحــزن والنـم يه مــان علـى القلــب ويدخالنـه مــن‬

‫كلمة ‪..‬‬

‫ي ــر اس ــتئذان ‪ ..‬ولكــن ك ــل بــاب ه ــم يهــتح فهن ــاك أل ــف‬

‫ليس الن اد أن تكتشف ما يحب ا خرون ‪ ..‬إنما‬

‫هريقة إل ال ه ‪ ..‬هذا مما سنتعلمه ‪..‬‬

‫الن اد أن تمارس مهارات تكسب بها محبتهم ‪..‬‬

‫تعال إلى ي آخر ‪..‬‬

‫كــم ن ــر مــن النــاس المحب ـوبين ‪ ..‬الــذين يهــرد ا خ ــرون‬

‫‪.3‬‬

‫لماذا نبحث عن المهارات؟‬

‫بلقــائهم ‪ ..‬ويأنســون بم الســتهم ‪ ..‬أفلــم تهكــر أن تكــون‬

‫زرت إحد المناهق الهقيرة إللقا محاضرة ‪..‬‬

‫لم ــاذا ترض ــى أن تبق ــى دائمـ ـاً مع َ ـ ــباً و به ــتح ال ــيم وال‬ ‫تسعى ألن تكون مع ِ ـباً و بكسرها !!‬

‫المنطقة ‪..‬‬

‫ال لـي ‪ :‬نـود أن تسـاعدنا فـي كهالـة بعـط الطـالب‬

‫لمــاذا إذا تكلــم ابــن عمــع فــي الم لــس أنصــي لــه النــاس‬

‫ل ـ ــي ‪ :‬ع بـ ـ ـاً !! أليس ـ ــي الم ـ ــدارس حكومي ـ ــة ‪..‬‬

‫وإذا تكلمــي أنــي انصــرفوا عنــع ‪ ..‬وتنــازعتهم األحاديــث‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪ ..‬لكننا نكهلهم للدراسة ال امعية ‪..‬‬

‫واحداً منهم ‪..‬؟‬

‫جــا ني بعــدها أحــد المدرســين القــادمين مــن خــار‬

‫هنا سنتعلم كيف تصبح كذلع ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫وملع أسماعهم ‪ ..‬وأع بوا بأسلوب كالمه ‪..‬‬

‫م انية ؟!‬

‫ال انبية ؟!‬

‫لــي ‪ :‬كــذلع ال امعــة ‪ ..‬أليســي حكوميــة ‪ ..‬بــل‬

‫مــع أن معلوماتــع ــد تكــون أك ــر ‪ ..‬و ــهادتع أعلــى ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬سأ رد لع القصة ‪..‬‬ ‫لي ‪ِ :‬‬ ‫هات ‪..‬‬

‫لماذا ؟‬

‫تصر للطالب مكاف ت ‪..‬‬

‫ومنصبع أرفع ‪..‬‬

‫لماذا إذن استطاع ملع أسماعهم وع زت أني ؟!!‬

‫ــال ‪ :‬يته ــر م ــن ال انوي ــة عن ــدنا ه ــالب نس ــبتهم‬

‫‪4‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫المئويــة ال تقــل عــن ‪ .. %99‬يملــع مــن الــذكا والههــم‬

‫أو اجتماعياً ‪ ..‬كالناجح مع جيرانه وزمالئه ‪..‬‬

‫فنذا تهر وعـزم أن يسـافر خـار ريتـه ليـدرس فـي الطـب‬

‫ا خرين ‪!!..‬‬

‫أو الهندســة ‪ ..‬أو الشـريعة ‪ ..‬أو الكمبيـوتر ‪ ..‬أو يرهــا ‪..‬‬

‫أتح ــد أن ت ــد أح ــداً م ــن ه ــلال بل ــً مرتب ــة ف ــي‬

‫الننم ‪..‬‬

‫لم يشعر ‪ -‬استطاع بها أن يصل إلى الن اد ‪..‬‬

‫أعني الناجحين ‪ ..‬وال أعني الصاعدين علـى أكتـا‬

‫دراً لو ُوزِّع على أمة لكهاهم ‪..‬‬

‫الن اد ‪ ..‬إال وهو يمارس مهارات معينـة – ـعر أو‬

‫منعه أبو و ال ‪ :‬يكهي ما تعلمي ‪ ..‬فاجلس عنـدي لرعـي‬

‫صرخي من ير عور ‪ :‬رعي نم !!‬

‫ــد يمــارس بعــط النــاس مهــارات ناجحــة بطبيعتــه ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪ ..‬رعي نم ‪..‬‬

‫و د يتعلم آخرون مهـارات فيمارسـونها ‪ ..‬فين حـون‬

‫وفع ـالً ي لــس المســكين عنــد أبيــه يرعــى النــنم ‪ ..‬وتمــوت‬ ‫هــذ القــدرات والمهــارات ‪ ..‬وتمض ــي عليــه الســنين وه ــو‬

‫‪..‬‬

‫نحــن هنــا نبحــث عــن هــلال النــاجحين ‪ ..‬ونــدرس‬

‫راعي نم ‪..‬‬

‫حياتهم ‪ ..‬ونرا ب هـريقتهم ‪ ..‬لنعـر كيـف ن حـوا‬

‫بــل ــد يتــزو ‪ ..‬ويــرزع بــأوالد ‪ ..‬ويمــارس معهــم أســلوب‬

‫؟ وهل يمكن أن نسلع الطريق نهسه فنن ح م لهم‬

‫لي ‪ :‬والحل؟!‬

‫استمعي بل فتـرة إلـى مقابلـة مـع أحـد أرريـا العـالم‬

‫‪..‬؟‬

‫أبيه ‪ ..‬فيرعون الننم !!‬

‫ال ‪ :‬الحل أننا نقنـع األب باسـتهدام راعـي ـنم ‪ ..‬ببضـع‬

‫الش ــيخ س ــليمان ب ــن عب ــد ا الراجح ــي ‪ ..‬فوجدت ــه‬

‫يســت مر مواهبــه و دراتــه ‪ ..‬ونتكهــل بمصــاريف الولــد أيض ـاً‬ ‫حتى يتهر ‪..‬‬

‫رج ــل يمل ــع الملي ــارات ‪ ..‬آال العق ــارات ‪ ..‬بن ــى‬

‫مئات المساجد ‪ ..‬كهل آال األيتام ‪..‬‬

‫المواهـ ـ ــب والقـ ـ ــدرات فـ ـ ــي صـ ـ ــدور أصـ ـ ــحابها ‪ ..‬وه ـ ـ ــم‬

‫تكلم عن بداياته بل خمسين سنة ‪ ..‬كان من عامـة‬

‫مئــات مــن الريــاالت ‪ ..‬نــدفعها نحــن لــه ‪ ..‬وولــد النابنــة‬

‫رــم خهــط هــذ المــدرس رأســه ‪ ..‬و ــال ‪ :‬ح ـرام أن تمــوت‬

‫يتحسرون عليها ‪..‬‬

‫جبالً في خلقه وفكر ‪..‬‬

‫رجل في مة الن اد ‪..‬‬

‫الن ــاس ‪ ..‬ال يك ــاد يمل ــع إال ــوت يوم ــه وربم ــا ال‬

‫تهكرت فـي كالمـه بعـدها ‪ ..‬فرأيـي أننـا ال يمكـن أن نصـل‬

‫ي د أحياناً !‪..‬‬

‫نعم ‪..‬‬

‫‪ ..‬وربم ــا واصـ ــل ليلـ ــه بنه ــار عـ ــامالً فـ ــي دكـ ــان أو‬

‫ذكر أنه ربما نظف بيوت بعط النـاس ليكسـب رز ـه‬

‫إلى القمة إال بممارسة مهارات ‪ ..‬أو اكتساب مهارات ‪..‬‬

‫مصر ‪..‬‬

‫أتحـد أن ت ــد أحـداً مــن النــاجحين ‪ ..‬سـوا فــي علــم ‪..‬‬

‫أو دعـ ـ ــوة ‪ ..‬أو خطاب ـ ـ ــة ‪ ..‬أو ت ـ ـ ــارة ‪ ..‬أو ه ـ ـ ــب ‪ ..‬أو‬

‫تكل ــم كي ــف ك ــان ف ــي س ــهح ال ب ــل ‪ ..‬رـ ــم ال زال‬

‫هندسة ‪ ..‬أو كسب محبة الناس ‪..‬‬

‫يصعد حتى وصل القمة ‪..‬‬

‫جعلــي أتأمــل مهاراتــه و دراتــه ‪ ..‬فوجــدت أن ك ي ـراً‬ ‫من ــا يمك ــن أن يك ــون م ل ــه بتوفي ــق ا ‪ ..‬ل ــو تعل ــم‬

‫أو النــاجحين أس ـرياً ‪ ..‬كــأب نــاجح مــع أوالد ‪ ..‬أو زوجــة‬ ‫ناجحة مع زوجها ‪..‬‬

‫‪5‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫مهارات وتدرب عليها ‪ ..‬ورابر وربي ‪..‬‬

‫ت د كل يوم متطوراً عن اليـوم الـذي بلـه ‪ ..‬بـل مـا‬

‫أمر آخر يدعونا إلى البحث عن المهارات ‪..‬‬

‫إذا أردت أن تعـر أنـواع النـاس فــي ذلـع ‪ ..‬فتعــال‬

‫هو أن بعضنا يكون عنـد ـدرات علـى اإلبـداع لكنـه افـل‬

‫نتأمل في أحوالهم واهتماماتهم ‪..‬‬

‫كقـدرة علــى اإللقـا ‪ ..‬أو فكـر ت ــاري ‪ ..‬أو ذكــا معرفــي‬

‫م ــن الن ــاس م ــن يت ــابع م ــا ينم ــي فك ــر المعرف ــي ‪..‬‬

‫ـ ــد يكتشـ ــف هـ ــذ الق ـ ــدرات بنهسـ ــه ‪ ..‬أو يـ ــذكي ه ـ ــذ‬

‫خ ـالل متابع ــة الحـ ـوارات الهادفــة ‪ ..‬يكتس ــب منه ــا‬

‫تمر ساعة إال ارتهع بها ديناً أو دنيا ‪..‬‬

‫نعم ‪..‬‬

‫القنوات الهضائية م الً ‪..‬‬

‫عنها ‪ ..‬أو لم يساعد أحد على إذكائها ‪..‬‬

‫ويطــور ذكــا ‪ ..‬ويســتهيد مــن خبـرات ا خـرين مــن‬

‫‪..‬‬

‫المهارات مدرس ‪ ..‬أو مسئول و يهي ‪ ..‬أو أخ ناصح ‪..‬‬

‫مهــارات رائع ــة ف ــي النقــا‪ .. .‬واللن ــة ‪ ..‬والهه ــم ‪..‬‬

‫و د تبقى هذ المهارات حبيسـة الـنهس حتـى ينلبهـا الطبـع‬

‫وأساليب اإل ناع ‪..‬‬

‫ونهق ــد عن ــدها ائ ــداً أو خطيبـ ـاً أو عالمـ ـاً ‪ ..‬أو ربم ــا زوجـ ـاً‬ ‫ناجحاً أو أباً ناصحاً ‪..‬‬

‫حـ ــب فا ـ ــلة ‪ ..‬أو مس ـ ــرحية عاههي ـ ــة ‪ ..‬أو ف ـ ــيلم‬

‫خيــالي مرعــب ‪ ..‬أو أفــالم لقص ـر افتراضــية تافهــة‬

‫عندك ‪ ..‬وندربع عليها إن كني فا داً لها ‪..‬‬

‫تعــال بــا عليــع ‪ ..‬وانظــر إلــى حــال األول وحــال‬

‫وس ـ ـ ــرعة البديه ـ ـ ــة ‪ ..‬والق ـ ـ ــدرة عل ـ ـ ــى المن ـ ـ ــا رة ‪..‬‬

‫وما أ لهم ‪..‬‬

‫السائر بين الناس ‪ ..‬وتموت في مهدها ‪..‬‬

‫نح ــن هن ــا س ــنذكر مه ــارات متمي ــزة ن ــذكرك به ــا إن كان ــي‬

‫فهلم ‪..‬‬

‫‪ ..‬ال حقيقة لها ‪..‬‬

‫ال اني بعد خمس سنوات ‪ ..‬أو عشر ‪..‬‬

‫أيهمــا ســيكون أك ــر تطــوراً فــي مهاراتــه ؟ فــي القــدرة‬

‫علــى االس ــتيعاب ؟ ف ــي س ــعة ال قاف ــة ؟ ف ــي الق ــدرة‬

‫فكرة ‪..‬‬

‫على اإل ناع ؟ في أسلوب التعامل مع األحداث ؟‬

‫إذا صعدت ال بل فانظر إلى القمة ‪ ..‬وال تلتهي‬

‫ال ع أنه األول ‪..‬‬

‫للصهور المتناررة حولع ‪..‬‬

‫بـ ــل ت ـ ــد أسـ ــلوب األول مهتله ـ ـاً ‪ ..‬فاستشـ ــهاداته‬

‫اصعد بهطوات وارقة ‪ ..‬وال تقهز فتزل دمع ‪..‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ومن الناس من ال يكـاد يهوتـه مسلسـل يحكـي صـة‬

‫بنصوص رعية ‪ ..‬أو أر ام وحقائق ‪..‬‬

‫أما ال ـاني فاسشـهاداته بـأ وال المم لـين ‪ ..‬والمننـين‬

‫هور نهسع ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ت لــس مــع بعــط النــاس وعمــر عشــرون ســنة ‪ ..‬فتــر لــه‬

‫حتــى ــال أحــدهم يومــاً فــي معــرض كالمــه ‪ ..‬وا‬ ‫يقول ‪ :‬اِس َع يا عبدي وأنا أسعى معاك !!‬ ‫فنبهن ــا إل ــى أن ه ــذ ليس ــي آي ــة ‪ ..‬فتنيـــر وجه ــه‬

‫أسلوباً ومنطقاً وفكراً معيناً ‪..‬‬

‫رم ت لس معه وعمر رالرون ‪ ..‬فنذا دراته هـي ه َـي ‪ ..‬لـم‬ ‫يتطور فيه ي ‪..‬‬

‫وسكي ‪..‬‬

‫بينما ت لس مع آخرين فت دهم يستهيدون مـن حيـاتهم ‪..‬‬

‫‪6‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فصرخ الرجل ‪ :‬أنا حمار ‪ !!..‬رم انتزع عسيباً من‬

‫رم تأملي العبارة ‪ ..‬فنذا الذي ذكر هو م ل مصري انطبـع‬

‫النهلة ونزل ليهلق به رأسه !!‬

‫في ذهنه من إحد المسلسالت !!‬

‫طى عبد ا وجهه بطر‬

‫نعم ‪ ..‬كل إنا بما فيه ينضح ‪..‬‬ ‫بل تعال إلى جانب آخر ‪..‬‬

‫ترته لئال يعرفه ‪..‬‬

‫وانطلق يعدو إلى المس د ‪..‬‬

‫فــي ـرا ة الصــحف والم ــالت ‪ ..‬كــم هــم أولئــع الــذين‬

‫نزل الرجل من النهلة اضباً ‪ ..‬ومضى إلى بيته‬ ‫وصلى وارتاد ليالً ‪ ..‬رم خر إلى نهلته ليكمل‬

‫المعار ‪..‬‬

‫دخل و ي العصر وخر عبد ا إلى المس د ‪..‬‬

‫يهتمــون بق ـرا ة األخبــار المهيــدة والمعلومــات النافعــة التــي‬

‫عمله ‪..‬‬

‫تســاعد علــى تط ـوير الــذات ‪ ..‬وتنميــة المهــارات ‪ ..‬وزيــادة‬

‫مر بالنهلة فنذا الرجل فو ها ‪..‬‬

‫بينمــا كــم الــذين ال يكــادون يلتهتــون إلــى ي ــر الصــهحات‬

‫فقال ‪ :‬السالم عليكم ‪ ..‬كيف الحال ‪..‬‬

‫الرياضية والهنية ؟!‬

‫حت ـ ــى ص ـ ــارت ال رائ ـ ــد تتن ـ ــافس ف ـ ــي تك ي ـ ــر الص ـ ــهحات‬

‫ال ‪ :‬الحمد‬

‫بهير ‪..‬‬

‫ـل م ــل ذلـع فــي م السـنا التــي ن لسـها ‪ ..‬وأو اتنــا التــي‬

‫ال ‪ :‬الحمد‬

‫‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بشر !! كيف ال مر هذ السنة ‪..‬‬

‫الرياضية والهنية ‪ ..‬على حساب يرها ‪..‬‬

‫ال عبد ا ‪ :‬ا يوفقع ويرز ع ‪ ..‬ويوسع عليع‬

‫نصرفها ‪..‬‬

‫فأن ــي إذا أردت أن تك ــون رأسـ ـاً ال ذيـ ـالً ‪ ..‬اح ــرص عل ــى‬

‫‪ ..‬وال يحرمع أجر عملع وكدك ألوالدك ‪..‬‬

‫كان عبد ا رجالً متحمساً ‪ ..‬لكنه تنقصه بعط‬ ‫المهارات ‪ ..‬خر يوماً من بيته إلى المس د ليصلي‬

‫و كر ‪..‬‬

‫ابتهج الرجل لهذا الدعا ‪ ..‬فأمن على الدعا‬

‫درب نهسع عليها ‪..‬‬ ‫تتبع المهارات أينما كاني ‪ِّ ..‬‬

‫فقال عبد ا ‪ :‬لكن يبدو أنع لشدة انشنالع لم‬

‫الظهر ‪ ..‬يسو ه الحرص على الصالة ويدفعه تعظيمه‬

‫تنتبه إلى أذان العصر !! د أذن العصر ‪ ..‬واإل امة‬

‫كان يحث خطا خوفاً من أن تقام الصالة بل وصوله‬ ‫على المس د ‪..‬‬

‫الصالة أكمل عملع ‪ ..‬ا يحهص عليع صحتع‬

‫ريبة ‪ ..‬فلعلع تنزل لترتاد وتدرك الصالة ‪ ..‬وبعد‬

‫للدين ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫مر أرنا الطريق بنهلة في أعالها رجل بلباس مهنته يشتنل‬

‫فقال الرجل ‪ :‬إن ا ا ‪ ..‬إن ا ا ‪..‬‬

‫بنصالد التمر ‪..‬‬

‫وبدأ ينزل برفق ‪ ..‬رم أ بل على عبد ا وصافحه‬

‫ع ب عبد ا من هذا الذي ما اهتم بالصالة ‪ ..‬وكأنه ما‬

‫بحرارة ‪ ..‬و ال ‪ :‬أ كرك على هذ األخالع‬

‫فصاد به اضباً ‪ :‬انزل للصالة ‪..‬‬

‫ألعلمه من الحمار !!‬

‫الرائعة ‪ ..‬أما الذي مر بي الظهر فيا ليتني أرا‬

‫سمع إذاناً وال ينتظر إ امة ‪!!..‬‬

‫فقال الرجل بكل برود ‪ :‬هيب ‪ ..‬هيب ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ع ل ‪ ..‬صل يا حمار !!‬

‫نتي ة‬

‫‪7‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ال ‪ :‬بيضا ‪ ..‬اذهب عني ‪..‬‬

‫مهاراتع في التعامل مع ا خرين ‪ ..‬على أساسها تتحدد‬

‫ومضــى المســكين يكلــم نهســه ‪ ..‬وينظــر بــين الهينــة‬

‫هريقة تعامل الناس معع ‪..‬‬ ‫‪.5‬‬

‫واألخــر إلــى هــر عمامتــه المتــدلي علــى كتهــه ‪..‬‬

‫ال تبع على اللبن المسكوب ‪..‬‬

‫ليتأك ــد أنه ــا بيض ــا ‪ ..‬وص ــل إل ــى دكان ــه ‪ ..‬وح ــرك‬

‫بعط الناس يعتبر هبعه الذي نشأ عليـه ‪ ..‬وعرفـه النـاس بـه‬

‫القه ــل ليهتح ــه ‪ ..‬فأ ب ــل إلي ــه ال ال ــث ‪ :‬و ــال ‪ :‬ي ــا‬

‫‪ ..‬يعتبــر ــيئاً الزم ـاً لــه ال يمكــن تنييــر ‪ ..‬فيستســلم لــه‬

‫ال ميل ‪ ..‬وزادت جمالع هذ العمامة الزر ا ‪..‬‬

‫‪ ..‬وتكونـي فــي أذهـانهم الصــورة الذهنيـة عنــه علـى أساســه‬

‫فــالن ‪ ..‬مــا أجمــل هــذا الصــباد ‪ ..‬خاصــة لباســع‬

‫ويقنـع ‪ ..‬كمـا يستسـلم لشـكل جسـمه أو لـون بشـرته ‪ ..‬إذ‬

‫نظر التاجر إلى عمامتـه ليتأكـد مـن لونهـا ‪ ..‬رـم فـرك‬

‫مــع أن الــذكي يــر أن تنييــر الطبــاع لعلــه أســهل مــن تنييــر‬

‫ال ‪ :‬بل زر ـا ‪ ..‬لكنهـا عمومـاً جميلـة ‪ ..‬ال تحـزن‬

‫فطباعنــا ليســي كــاللبن المســكوب الــذي ال يمكــن تداركــه‬

‫بيضا ‪ ..‬وينظر إليها ‪ ..‬ويقلب أهرافها ‪..‬‬

‫بــل نس ــتطيع بأس ــاليب معين ــة أن نني ــر هب ــاع الن ــاس ‪ ..‬ب ــل‬

‫عن هر عمامته ‪..‬‬

‫ذكر ابن حزم في كتابه هوع الحمامة ‪:‬‬

‫ا !! من أين ا تريي هذ العمامة الحمرا ؟!‬

‫ال يمكنه تنيير ذلع ‪..‬‬

‫عينيه ‪ ..‬و ال ‪ :‬يا أخي عمامتي بيضاااااا ‪..‬‬

‫المالبس !!‬

‫‪ ..‬رــم مضــى ‪ ..‬ف عــل التــاجر يصــيح بــه ‪ ..‬العمامــة‬

‫أو جمعه ‪ ..‬بل هي بين أيدينا ‪..‬‬

‫جلس في دكانه ليالً ‪ ..‬وهو ال يكاد يصر بصـر‬

‫عقولهم – ربما ‪!! -‬‬

‫دخل عليه الرابع ‪ ..‬و ال ‪ :‬أهالً يا فالن ‪ ..‬مـا ـا‬

‫أنه كان في األنـدلس تـاجر مشـهور ‪ ..‬و ـع بينـه وبـين أربعـة‬

‫فصاد التاجر ‪ :‬عمامتي زر ا ‪..‬‬

‫من الت ـار تنـافس ‪ ..‬فأبنضـو ‪ ..‬وعزمـوا علـى أن يزع ـو‬

‫‪ ..‬فهر ذات صباد من بيتـه مت هـاً إلـى مت ـر ‪ ..‬البسـاً‬ ‫ميصاً أبيط وعمامة بيضا ‪..‬‬

‫لقيــه أولهــم فحيــا رــم نظــر إلــى عمامتــه و ــال ‪ :‬مــا أجمــل‬

‫ال ‪ :‬بل حمرا ‪..‬‬

‫ــال التــاجر ‪ :‬بــل خض ـرا ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬بــل بيضــا‬

‫‪ ..‬ال ‪ ..‬زر ا ‪ ..‬سودا ‪..‬‬

‫رم ضحع ‪ ..‬رم صرخ ‪ ..‬رم بكى ‪ ..‬و ام يقهز !!‬

‫هذ العمامة الصهرا ‪..‬‬

‫ــال ابــن حــزم ‪ :‬فلقــد كنــي أرا بعــدها فــي ــوارع‬

‫بصرك ؟!! هذ عمامة بيضا ‪..‬‬ ‫أعمي ُ‬ ‫فقال التاجر ‪َ :‬‬

‫األندلس م نوناً يحذفه الصبيان بالحصى !!‬

‫تركه التاجر ومضى ‪..‬‬

‫بل يروا عقله ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬بل صهرا ‪ ..‬صهرا لكنها جميلة ‪..‬‬

‫و‪2‬‬

‫فنذا كان هـلال بمهـارات بدائيـة يـروا هبـع رجـل ‪..‬‬

‫فلمــا مش ــى خطـ ـوات لقي ــه ا خ ــر ‪ ..‬فحي ــا ر ــم نظ ــر إل ــى‬

‫فمـ ــا بالـ ــع بمهـ ــارات مدروسـ ــة ‪ ..‬منـ ــورة بنصـ ــوص‬

‫عمامتـه و ـال ‪ :‬مـا أجملـع اليـوم ‪ ..‬ومـا أحسـن لباســع ‪..‬‬

‫الوحيين ‪ ..‬يمارسها المر تعبداً‬ ‫فطبق ما تقف عليه من مهارات حسنة لتسعد ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بل خضرا ‪..‬‬

‫) ‪ ( 1‬القصة على ذمة ابن حزم ‪ ..‬رمحه اهلل ‪.‬‬

‫تعالى بها ‪..‬‬

‫خاصة هذ العمامة الهضرا ‪..‬‬

‫فقال التاجر ‪ :‬يا رجل العمامة بيضا ‪..‬‬

‫‪8‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ف ــال هالـــب يقتـــرب مبته ـ ـاً مصـــافحاً ‪ ..‬أو ـــاكياً‬ ‫مستشيراً ‪ ..‬ولو فـتح مكتبـه مـن هلـوع الشـمس إلـى‬

‫وإن لي لي ‪ :‬ال أستطيع ‪ !..‬لي ‪ :‬حاول ‪..‬‬

‫وإن لي ‪ :‬ال أعر ‪ !! ..‬لي ‪ :‬تعلم ‪..‬‬

‫روبها ‪ ..‬وآنا الليـل وأهـرا النهـار ‪ ..‬لمـا ا تـرب‬

‫ال ‪ : ‬إنما العلم بالتعلم ‪ ،‬وإنما الحلم بالتحلم ‪..‬‬

‫منه أحد أو ر ب في م السته ‪ ..‬لماذا ؟!!‬

‫إنها مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫لماذا إذا دخل هر إلى م لـس عـام هـش النـاس‬

‫البطل يت اوز القدرة على تطوير مهاراته ‪ ..‬إلى القدرة‬

‫في وجهه وبشوا ‪ ..‬وفرحـوا بلقائـه ‪ ..‬وود كـل واحـد‬

‫على تطوير مهارات الناس ‪ ..‬وربما تنييرها !!‬ ‫‪.6‬‬

‫لو ي لس ب انبه ‪..‬‬

‫كن متميزاً ‪..‬‬

‫بينمــا يــدخل آخــر ‪ ..‬فيصــافحونه مصــافحة بــاردة ‪-‬‬

‫لمـاذا يتحــاور ارنــان فــي م لــس فينتهــي حوارهمــا بهصــومة‬

‫عـادة أو م املـة – رـم يتلهـي يبحـث لـه عـن مكــان‬

‫‪ ..‬بينما يتحاور آخران وينتهي الحوار بأنس ورضا ‪..‬‬

‫فــال يك ــاد أح ــد يوس ــع ل ــه أو ي ــدعو لل ل ــوس إل ــى‬

‫لماذا يهطب ارنان الهطبة نهسها بألها ها نهسـها ‪ ..‬فتـر‬

‫إنها مهارات جذب القلوب والتأرير في الناس ‪..‬‬

‫إنها مهارات الحوار ‪..‬‬

‫جانبه ‪ ..‬لماذا ؟!!‬

‫الحاض ـرين عنــد األول مــا بــين مت ائــب ونــائم ‪ ..‬أو عابــث‬

‫لمـ ــاذا ي ـ ــدخل أب إل ـ ــى بيتـ ــه ف ـ ــيهش أوالد ل ـ ــه ‪..‬‬

‫بينما الحاضرون عند ال ـاني منشـدون متهـاعلون ‪ ..‬ال تكـاد‬

‫بينمــا يــدخل ال ــاني علــى أوالد ‪ ..‬فــال يلتهتــون إليــه‬

‫بس اد المس د ‪ ..‬أو منير ل لسته مراراً ‪..‬‬

‫ويقبلون إليه فرحين ‪..‬‬

‫ترمش لهم عين أو ينهل لهم لب ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫إنها مهارات اإللقا ‪..‬‬

‫إنها مهارات التعامل مع األبنا ‪..‬‬

‫لمـاذا إذا تحــدث فـالن فــي الم لـس أنصــي لـه الســامعون‬

‫ــل م ــل ذل ــع ف ــي المسـ ـ د ‪ ..‬وف ــي األعـ ـراس ‪..‬‬

‫بينم ـ ــا إذا تح ـ ــدث آخ ـ ــر انش ـ ــنل ال الس ـ ــون باألحادي ـ ــث‬

‫يهتلــف النــاس بقــدراتهم ومهــاراتهم فــي التعامــل مــع‬

‫إنها مهارات الكالم ‪..‬‬

‫االحتها بهم أو معاملتهم ‪..‬‬

‫‪ ..‬ورموا إليه أبصارهم ‪..‬‬

‫و يرها ‪..‬‬

‫ال انبية ‪ ..‬أو را ة الرسائل من هواتههم المحمولة ‪..‬‬

‫ا خـ ـرين ‪ ..‬وبالت ــالي يهتل ــف ا خ ــرون ف ــي هريق ــة‬

‫لمـاذا إذا مشـى مـدرس فـي ممـرات مدرســته رأيـي الطــالب‬

‫والتـ ــأرير فـ ــي النـ ــاس وكسـ ــب محبـ ــتهم أسـ ــهل ممـ ــا‬

‫عليــه مشــكلة ‪ ..‬ول ــو جلــس فــي مكتب ــه وســمح للط ــالب‬

‫ال أبــالً فــي ذلــع فقــد جربتــه م ـراراً ‪ ..‬فوجــدت أن‬

‫م السته ‪..‬‬

‫سـ ــهلة ‪ ..‬بشـ ــرق أن نصـ ــدع فيهـ ــا ونتـ ــدرب عليهـ ــا‬

‫حولـه ‪ ..‬هـذا يصــافحه ‪ ..‬وذاك يستشـير ‪ ..‬ورالـث يعــرض‬

‫تتصور ‪!..‬‬

‫بال ــدخول الم ــت ت رفت ــه ف ــي لحظ ــات ‪ ..‬الك ــل يح ــب‬

‫لــوب أك ــر النــاس يمكــن صــيدها بطــرع ومهــارات‬

‫بينمــا مــدرس آخ ــر ‪ ..‬أو مدرس ــون ‪ ..‬يمشــي أحــدهم ف ــي‬

‫فنتقنها ‪..‬‬

‫مدرســته وحــد ‪ ..‬ويهــر مــن مس ـ د المدرســة وحــد ‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫والناس يتأررون بطريقة تعاملنا ‪ ..‬وإن لم نشعر ‪..‬‬

‫واالحته ــا إل ــى درج ــة أنه ــا تش ــعر أن ه ــذا التعام ــل‬

‫أتــولى منــذ رــالث عشــرة ســنة اإلمامــة والهطابــة فــي جــامع‬

‫الرا ي لم يلقه أحد منع بلها ‪..‬‬

‫كــان هريقــي إلــى المس ـ د يمــر ببوابــة يقــف عنــدها حــارس‬

‫‪ ..‬أوالدك ‪ ..‬زمالئع ‪..‬‬

‫كني أحرص إذا مـررت بـه أن أمـارس معـه مهـارة االبتسـامة‬

‫‪ ..‬كبائع في دكان ‪ ..‬أو عامل في محطة و ود ‪..‬‬

‫الصالة أركب سيارتي راجعاً للبيي ‪..‬‬

‫أحــب النــاس إلــيهم إذا أ ــعرتهم أنهــم أحــب النــاس‬

‫الكلية األمنية ‪..‬‬

‫أمن يتولى فتحها وإ ال ها ‪..‬‬

‫‪ ..‬فأ ــير بيــدي مســلماً مبتس ـماً ابتســامة واضــحة ‪ ..‬وبعــد‬ ‫وفـ ــي النالـ ــب يكـ ــون هـ ــاتهي المحمـ ــول مليئ ـ ـاً باتصـ ــاالت‬

‫و ل م ل ذلع عند تعاملع مع أبيع ‪ ..‬مع زوجتع‬

‫بل ل م له عند تعاملع مع مـن تلقـاهم مـرة واحـدة‬ ‫كـل هـلال تسـتطيع أن ت علهــم ي معـون علـى أنــع‬

‫إليع ‪..‬‬

‫ورس ــائل مكتوب ــة وردت أرنـــا الص ــالة ‪ ..‬فـــأكون مشـــنوالً‬ ‫بقرا ة الرسائل فيهتح الحارس البوابة وأ هل عن التبسم ‪..‬‬

‫إذ أن مـ ــن تتبـ ــع سـ ــيرته ‪ ..‬وجـ ــد أنـ ــه كـ ــان يتعامـ ــل‬

‫‪ !..‬أني زعالن مني ؟!‬

‫بمهارات من احتها وتهاعل وبشا ـة ‪ ..‬حتـى يشـعر‬

‫حتـى تهاجـأت بــه يومـاً يــو هني وأنـا خـار ويقــول ‪ :‬يـا ــيخ‬ ‫لي ‪ :‬لماذا ؟‬

‫و د كان ‪ ‬دوة في ذلع ‪..‬‬ ‫بمهــارات أخال يــة را ي ـة ‪ ..‬فيعامــل كــل أحــد يلقــا‬

‫ذل ــع الش ــهر أن ــه أح ــب الن ــاس إلي ــه ‪ ..‬وبالت ــالي‬

‫ــال ‪ :‬ألنــع وأنــي داخــل تبتســم وتســلم وأنــي فرحــان ‪..‬‬

‫يكـ ــون هـ ــو أيض ـ ـاً ‪ ‬أحـ ــب النـ ــاس إلـ ــيهم ‪ ..‬ألنـ ــه‬

‫وكـان رجـالً بسـيطاً ‪ ..‬فبــدأ المسـكين يقســم لـي أنــه يحبنــي‬

‫كان عمـرو بـن العـاص ‪ ‬داهيـة مـن دهـاة العـرب ‪..‬‬

‫فاعتذرت منه وبيني له سبب انشنالي ‪..‬‬

‫عمرو واحد منهم ‪..‬‬

‫أما وأني خار فتكون ير مبتسم وال فرحان !!‬ ‫ويهرد برؤيتي ‪..‬‬

‫رــم انتبهــي فع ـالً إلــى أن هــذ المهــارات مــع تعودنــا عليهــا‬ ‫تصبح من هبعنا ‪ ..‬يالحظها الناس إذا هلنا عنها ‪..‬‬

‫حكمـــة وفطنـ ــة وذكـ ــا ً ‪ ..‬فـ ــأدهى العـ ــرب أربعـ ــة ‪..‬‬

‫أسلم عمرو وكان رأساً في ومه ‪..‬‬ ‫فكـ ــان إذا لقـ ــي النبـ ــي ‪ ‬فـ ــي هريـ ــق رأ البشا ـ ــة‬ ‫والبشر والملانسة ‪..‬‬

‫إضا ة ‪..‬‬

‫وإذا دخــ ــل م لسـ ـ ـاً في ـ ــه النب ـ ــي ‪ ‬رأ االحتهـ ـ ــا‬

‫ال تكسب المال وتهقد الناس ‪ ..‬فنن كسب‬

‫والسعادة بمقدمه ‪..‬‬

‫الناس هريق لكسب المال ‪..‬‬ ‫‪.7‬‬

‫أ عرهم بمحبته ‪..‬‬

‫وإذا دعا النبي ‪ .. ‬نادا بأحب األسما إليه ‪..‬‬

‫أي الناس أحب إليع ؟‬

‫تكون أ و الناس درة على استعمال مهـارات التعامـل مـع‬

‫ا خ ـرين عنــدما تتعامــل مــع كــل أحــد تعــامالً رائع ـاً ي علــه‬

‫يشعر أنه أحب الناس إليع ‪..‬‬

‫فتتعام ــل م ــع أم ــع تع ــامالً رائعـ ـاً مش ــبعاً بالتهاع ــل واألن ــس‬

‫‪11‬‬

‫ــعر عمــرو بهــذا التعامــل الرا ــي ‪ ..‬ودوام االهتمــام‬ ‫والتبسـم أنــه أحــب النـاس إلــى رســول ا ‪‬‬

‫‪..‬‬

‫فــأراد أن يقطــع الش ــع بــاليقين ‪ ..‬فأ ب ــل يومــاً إل ــى‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫كان المقصود صد كيد وم عدي عن المسلمين ‪..‬‬

‫النبي ‪ ‬وجلس إليه ‪ ..‬رم ال ‪:‬‬

‫وإ هار وة المسلمين لهم ‪..‬‬

‫يا رسول ا ‪ ..‬أي الناس أحب إليع ؟‬

‫أسر المسلمون بعط وم عدي ‪ ..‬وكان من بينهم‬

‫فقال ‪ : ‬عائشة ‪..‬‬

‫ال عمرو ‪ :‬ال ‪ ..‬من الرجال يا رسول ا ؟ لسي أسـألع‬

‫أخي لعدي بن حاتم ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬أبوها ‪..‬‬

‫‪ ..‬وأخبروا النبي ‪ ‬بهرار عدي إلى الشام ‪..‬‬

‫عن أهلع ‪..‬‬

‫مضوا باألسر إلى المدينة ‪ ..‬حيث رسول ا ‪‬‬

‫ال عمرو ‪ :‬رم من ؟‬

‫فع ب ‪ ‬من فرار !! كيف يهر من الدين ؟ كيف‬

‫ال ‪ :‬رم عمر بن الهطاب ‪..‬‬

‫يترك ومه ؟‬

‫ــال ‪ :‬رــم أي ‪ ..‬ف عــل النب ــي ‪ ‬يعــدد رجــاالً ‪ ..‬يق ــول ‪:‬‬

‫ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل ‪..‬‬

‫بحسب سبقهم إلى اإلسالم ‪ ..‬وتضحيتهم من أجله ‪..‬‬

‫للرج ــوع ل ــديار الع ــرب ‪ ..‬ر ــم ل ــم ي ــد ب ــداً م ــن أن‬

‫فالن ‪ ..‬رم فالن ‪..‬‬

‫ال عمرو ‪ :‬فسكي مهافة أن ي علني في آخرهم ‪..‬‬

‫لــم يطــب المقــام لعــدي فــي ديــار الــروم ‪ ..‬فاضــطر‬

‫يـذهب إلــى المدينــة للقـا النبــي ‪ ‬ومصــالحته ‪ ..‬أو‬ ‫و‪2‬‬

‫فــانظر كيــف اســتطاع ‪ ‬أن يمل ــع لــب عم ــرو بمه ــارات‬

‫التهاهم على ي يرضيهما ‪..‬‬

‫أخال ية مارسها معه ‪..‬‬

‫يقول عدي وهو يحكي صة ذهابه إلى المدينة ‪:‬‬

‫بل كان عليه الصالة والسالم ينزل الناس منازلهم ‪..‬‬

‫مــا رجــل مــن العــرب كــان أ ــد كراهــة لرســول ا ‪‬‬

‫و ـ ــد يتـ ــرك أ ـ ــناله ألجلهـ ــم ‪ ..‬إل ـ ــعارهم بمحبتـ ــه لهـ ــم‬

‫مني ‪..‬‬

‫و درهم عند ‪..‬‬

‫وكني على دين النصرانية ‪..‬‬

‫لما توسع ‪ ‬بالهتوحات وبدأ ينتشر اإلسالم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫جعل ‪ ‬يرسل الدعاة من عند لدعوة القبائـل إلـى اإلسـالم‬

‫وكني ملكاً في ومي لما كان يصنع بي ‪.‬‬ ‫فلما سمعي برسول ا ‪ ‬كرهته كراهية ديدة ‪..‬‬

‫وكان عدي بن حاتم الطائي ‪ ..‬ملكاً ابن ملع ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فكرهي مكاني ذلع ‪..‬‬

‫‪ ..‬وربما احتا األمر أن يرسل جيشاً ‪..‬‬

‫فهرجي حتى دمي الروم على يصر ‪..‬‬

‫فو ــع بــين بيلتــه " هــي " وبــين المســلمين حــرب ‪ ..‬وكــان‬

‫فقلي ‪ :‬وا لو أتيي هذا الرجل ‪ ..‬فـنن كـان كاذبـاً‬ ‫لم يضرني ‪ ..‬وإن كان صاد اً علمي ‪..‬‬

‫وصل جيش المسلمين إلى ديار هي ‪..‬‬

‫يقولون ‪ :‬هذا عدي بن حاتم ‪ ..‬هذا عدي بـن حـاتم‬

‫عدي د هرب من الحرب فلم يشهدها ‪ ..‬واحتمـى بـالروم‬

‫فقـدمي فأتيتـه ‪ ..‬فلمـا دخلــي المدينـة جعـل النــاس‬

‫في الشام ‪..‬‬

‫كاني هزيمة هي سهلة ‪ ..‬فال ملع يقود ‪ ..‬وال جيش‬

‫‪..‬‬

‫مرتب ‪..‬‬

‫فمشــيي حتــى أتيــي فــدخلي علــى رســول ا ‪‬‬

‫وكان المسلمون في حروبهم ‪ ..‬يحسنون إلى الناس ‪..‬‬ ‫ويعطهون وهم في تال ‪..‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫وقيل إن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫في المس د فقال لي ‪ :‬عدي بن حاتم ؟‬

‫فمـاذا ــال الرجـل ؟ هــل ـال ‪ :‬يــا رسـول ا عنــدي‬

‫فـ ــرد النبـ ــي ‪ ‬بمقدمـ ــه ‪ ..‬واحتهـ ــى بـ ــه ‪ ..‬مـ ــع أن عـ ــدياً‬ ‫محــارب للمســلمين وفــار مــن الحــرب ‪ ..‬ومــبنط لإلســالم‬

‫حصدت أرضي وزاد عنـدي ال مـر ‪ ..‬فمـاذا أفعـل بـه‬ ‫؟‬

‫والبشر ‪ ..‬وأخذ بيد يسو ه معه إلى بيته ‪..‬‬

‫يشعر بننى المسلمين وك رة أموالهم ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬عدي بن حاتم ‪..‬‬

‫‪ ..‬والجــإ إلــى النصــار ‪ ..‬وم ــع ذلــع لقيــه ‪ ‬بالبشا ــة‬ ‫عـ ــدي وهـ ــو يمشـ ــي ب انـ ــب النبـ ــي ‪ ‬يـ ــر أن الرأسـ ــين‬ ‫متساويان ‪!!..‬‬

‫أم ـ ـوال زائـ ــدة أبحـ ــث لهـ ــا عـ ــن فقيـ ــر ؟! أم ـ ــال ‪:‬‬

‫يــا ليتــه ــال ــيئاً مــن ذلــع ‪ ..‬لعــل عــدياً إذا ســمعه‬ ‫ــال الرجــل ‪ :‬يــا رس ــول ا ‪ ..‬أ ــكو إليــع الها ــة‬

‫والهقر ‪..‬‬

‫فمحمــد و ‪ ‬ملــع علــى المدينــة ومــا حولهــا ‪ ..‬وعــدي‬

‫م ــا يك ــاد ه ــذا الرج ــل ي ــد هعامـ ـاً يس ــد ب ــه جوع ــة‬

‫ومحمــد و ‪ ‬علــى ديــن ســماوي " اإلســالم " ‪ ..‬وعــدي‬

‫الكها ليس عندهم ما يساعدونه به ‪..‬‬

‫ومحم ــد و ‪ ‬عن ــد كت ــاب من ــزل " الق ــرآن " ‪ ..‬وع ــدي‬

‫النبي ‪ ‬بكلمات ومضى ‪..‬‬

‫عند كتاب منزل " اإلن يل " ‪..‬‬

‫فلما مشـيا خطـوات ‪ ..‬أ بـل رجـل آخـر ‪ ..‬ـال ‪ :‬يـا‬

‫ملع على جبال هي وما حولها ‪..‬‬

‫على دين سماوي " النصرانية " ‪..‬‬

‫أوالد ‪ ..‬ومــن حولــه مــن المســلمين يعيشــون علــى‬ ‫ـال الرجــل هـذ الكلمــات وعـدي يســمع ‪ ..‬فأجابــه‬

‫كان عدي يشـعر أنـه ال فـرع بينهمـا إال فـي القـوة وال ـيش‬

‫رسول ا أ كو إليع طع الطريق !!‬

‫في أرنا الطريق و عي رالرة موا ف ‪:‬‬

‫أن نهـر عــن بنيـان المدينــة لك ـرة مــن يعترضـنا مــن‬

‫‪..‬‬

‫يعنــي أننــا يــا رســول ا لك ــرة أعــدائنا حولنــا ال نــأمن‬

‫بينمــا همــا يمشــيان إذا بــامرأة ــد و هــي فــي وســط الطريــق‬

‫كهار أو لصوص ‪..‬‬

‫فــانتزع النبــي ‪ ‬يــد مــن يــد عــدي ومضــى إليهــا ‪ ..‬وجعــل‬

‫جعــل عــدي يقلــب األمــر فــي نهســه ‪ ..‬هــو فــي عــز‬

‫يستمع إلى حاجتها ‪..‬‬

‫و ر في ومه ‪ ..‬وليس له أعدا يتربصون به ‪..‬‬

‫ف علي تصيح ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬لي إليع حاجة ‪..‬‬

‫أجابه النبي ‪ ‬بكلمات ومضى ‪..‬‬

‫عــدي بــن حــاتم ‪ ..‬الــذي ــد عــر الملــوك والــوزرا جعــل‬

‫فلمــاذا ي ــدخل هــذا ال ــدين ال ــذي أهلــه ف ــي ض ــعف‬

‫بتعامل من رآهم من بل من الرؤسا والسادة ‪..‬‬

‫وصــال إلــى بيــي النبــي ‪ .. ‬فــدخال ‪ ..‬فــنذا وســادة‬

‫ينظر إلى هذا المشهد ‪ ..‬ويقارن تعامـل النبـي ‪ ‬مـع النـاس‬

‫ومسكنة ‪ ..‬وفقر وحاجة ‪..‬‬

‫فتأمــل ه ـويالً رــم ــال ‪ :‬وا مــا هــذ بــأخالع الملــوك ‪..‬‬ ‫هذ أخالع األنبياااااا ‪..‬‬

‫واحدة فدفعها النبي ‪ ‬إلى عدي إكراماً له ‪ ..‬و ـال‬

‫‪ :‬خذ هذ فاجلس عليها ‪ ..‬فدفعها عـدي إليـه ـال‬

‫وانتهـي المـرأة مــن حاجتهـا ‪ ..‬فعـاد النبــي ‪ ‬إلـى عــدي ‪..‬‬

‫‪ :‬بــل اجلــس عليهــا أنــي ‪ ..‬فقــال ‪ : ‬بــل أنــي ‪..‬‬

‫على النبي ‪.. ‬‬

‫عنــدها ‪ ..‬بــدأ النبــي ‪ ‬يحطــم الح ـواجز بــين عــدي‬

‫ومضــيا يمشــيان ‪ ..‬فبينمــا همــا كــذلع ‪ ..‬فــنذا برجــل يقبــل‬

‫‪12‬‬

‫حتى استقرت عند عدي ف لس عليها ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫يا عدي ‪ ..‬أتعر الحيرة ؟‬

‫واإلسالم ‪..‬‬

‫و‪4‬‬

‫يا عدي أسلم ‪ ..‬تسلم ‪ ..‬أسلم تسلم ‪ ..‬أسلم تسلم ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬لم أرها و د سمعي بها ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬أنا أعلم بدينع منع ‪..‬‬

‫تهــر الظعينــة مــن الحيــرة حتــى تطــو بالبيــي فــي‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ألسي من الركوسية ‪..‬‬

‫أي ســيقو اإلســالم إلــى درجــة أن الم ـرأة المســلمة‬

‫ال ‪ :‬فوالذي نهسي بيد ليتمن ا هذا األمر حتـى‬

‫ال عدي ‪ :‬إني على دين ‪..‬‬

‫ير جوار أحد ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أني تعلم بديني مني ؟‬

‫والركوســية ديانــة نص ـرانية مشــربة بشــي مــن الم وســية ‪..‬‬

‫الحاجة تهر من الحيرة حتى تصـل إلـى مكـة لـيس‬

‫فمــن مهارتــه ‪ ‬فــي اإل نــاع أنــه لــم يقــل ألســي نص ـرانياً ‪..‬‬

‫معهــا إال محــرم ‪ ..‬مــن ي ــر أحــد يحميهــا ‪ ..‬وتم ــر‬

‫بمذهبه في النصرانية تحديداً ‪..‬‬

‫أو يســلبها ماله ــا ‪ ..‬ألن المســلمين ص ــار لهــم ــوة‬

‫وإنمــا ت ــاوز هــذ المعلومــة إلــى معلومــة أدع منهــا فــأخبر‬

‫كمــا لــو لقيــع ــهر فــي أحــد بــالد أوروبــا و ــال لــع ‪:‬‬

‫لماذا ال تتنصر ؟ فقلي ‪ :‬إني على دين ‪..‬‬

‫على مئـات القبائـل فـال ي ـرؤ أحـد أن يعتـدي عليهـا‬ ‫وهيبـة ‪ ..‬إلـى درجـة أن أحـداً ال ي ـرؤ علـى التعـرض‬ ‫لمسلم خوفاً من انتصار المسلمين له ‪..‬‬

‫فلـم يقــل لــع ‪ :‬ألســي مســلماً ‪ ..‬ولــم يقــل ‪ :‬ألســي سـنُـياً‬ ‫‪ ..‬وإنما ال ‪ :‬ألسي افعياً ‪ ..‬أو حنبلياً ‪..‬‬

‫ذهنه ‪ ..‬امرأة تهر من العراع حتى تصل إلى مكـة‬

‫فه ــذا ال ــذي فعل ــه المعل ــم األول ‪ ‬م ــع ع ــدي ‪ ..‬ــال ‪:‬‬

‫ستمر ب بال هي ‪ ..‬ديار ومه ‪..‬‬

‫ألسي من الركوسية ‪..‬‬

‫فتع ــب عــدي و ــال فــي نهســه ‪ :‬فــأين عنهــا ذُعــار‬

‫فقال ‪ : ‬فننـع إذا ـزوت مـع ومـع تأكـل فـيهم المربـاع‬

‫رم ال ‪ : ‬وليهتحن كنوز كسر بن هرمز ‪..‬‬

‫عندها ستدرك أنه يعر كل ي عن دينع ‪..‬‬

‫فقال عدي ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫؟‬

‫و‪3‬‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫فلمـا ســمع عــدي ذلــع ‪ ..‬جعـل يتصــور المنظــر فــي‬

‫‪ ..‬معنــى ذلــع أنهــا ســتمر بشــمال ال زيــرة ‪ ..‬يعنــي‬

‫هي الذين سعروا البالد !!‬ ‫ال ‪ :‬كنوز ابن هرمز ؟‬

‫ـال ‪ :‬نعــم كسـر بــن هرمــز ‪ ..‬ولتـنهقن أموالــه فــي‬

‫فقال ‪ : ‬فنن هذا ال يحل لع في دينع ‪..‬‬

‫سبيل ا ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬أما إني أعلم الذي يمنعع من اإلسالم ‪..‬‬

‫بمل كهه من ذهب أوفضة يطلب من يقبله منه فال‬

‫ال ‪ : ‬ولئن هالـي بـع حيـاة لتـرين الرجـل يهـر‬

‫فتضعضع لها عدي ‪ ..‬و ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫ي د أحدا يقبله منه ‪..‬‬

‫أنع تقول ‪ :‬إنما اتبعه ضعهة الناس ومن ال وة لهم ‪..‬‬

‫يعني من ك رة المال يهر الننـي يطـو بصـد ته ال‬

‫و د رمتهم العرب ‪..‬‬

‫ي د فقيراً يعطيه إياها ‪..‬‬ ‫) ‪ ( 3‬املرباع ‪ :‬إذا غزت القبيلة قسم رئيسها الغنيمة أربعة أقسام‬ ‫فأخذ الربع له وحده ‪ ،‬وهذا حرام يف دين النصرانية ‪ ،‬جائز عند العرب‬ ‫‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫رم بدأ ‪ ‬يعص عدياً ويذكر با خرة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( احلرية ‪ :‬مدينة بالعراق‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وليلقــين ا َ أحــ ُدكم يــوم يلقــا لــيس بينــه وبينــه ترجمــان ‪،‬‬

‫وصــنيرهم ‪ ،‬نــيهم وفقيــرهم ‪ ،‬ـريبهم وبعي ــدهم ‪..‬‬

‫فينظر عن يمينه فال ير إال جهنم ‪ ،‬وينظر عـن ـماله فـال‬

‫كلهم ‪ ..‬مارس معهم هذ المهارات ‪..‬‬

‫سكي عدي متهكراً ‪..‬‬

‫أو لكسب محبتهم ‪..‬‬

‫ير إال جهنم " ‪..‬‬

‫إما التقا أذاهم ‪..‬‬

‫فهاجأ ‪ ‬ائالً ‪ :‬يـا عـدي ‪ ..‬فمـا يهـرك أن تقـول ال إلـه إال‬

‫أو إلصالحهم ‪ ..‬نعم إصالحهم ‪..‬‬

‫ال عدي ‪ :‬فـنني حنيـف مسـلم ‪ ..‬أ ـهد أن ال إلـه إال ا‬

‫أعرابي ـاً جلهـ ـاً ال يع ــر م ــن الحيــاة إال م ــا يـ ـرا ف ــي‬

‫فتهلل وجه النبي ‪ ‬فرحاً مستبشراً ‪..‬‬

‫وكــان المتوكــل خليهــة متمكن ـاً ‪ ..‬يُنــد عليــه وي ـراد‬ ‫بما يشتهي ‪..‬‬

‫فهــذ الظعينــة تهــر مــن الحيــرة تطــو بالبيــي فــي يــر‬

‫دخل علـي بـن ال هـم بنـداد يومـاً فقيـل لـه ‪ :‬إن مـن‬

‫والــذي نهس ــي بي ــد لتك ـونن ال ال ــة ألن رس ــول ا ‪ ‬ــد‬

‫فاستبشر علي ويمم جهة صر الهالفة ‪..‬‬

‫الها " ‪..‬‬

‫دخـ ــل علـ ــى المتوكـ ــل ‪ ..‬ف ـ ـرأ الشـ ــعرا ينشـ ــدون‬

‫ا ؟‪ ..‬أو تعلم من إله أعظم من ا ؟!‬

‫‪ ..‬وأ هد أن محمداً عبد ورسوله ‪..‬‬

‫كــان علــي بــن ال هــم ــاعراً فصــيحاً ‪ ..‬لكنــه كــان‬

‫الصحرا ‪..‬‬

‫ال عدي بن حاتم ‪:‬‬

‫جوار ‪..‬ولقد كني فيمن فتح كنوز كسر ‪..‬‬ ‫و‪5‬‬

‫مدد الهليهة حظي عند ولقي منه األعطيات ‪..‬‬

‫فتأمـ ــل كيـ ــف كـ ــان هـ ــذا األنـ ــس منـ ــه ‪ ‬لعـ ــدي ‪ ..‬وهـ ــذا‬

‫ويربحون ‪..‬‬

‫كيف كان كل ذلع جاذباً لعدي للدخول في اإلسالم ‪..‬‬

‫فانطلق مادحاً الهليهة بقصيدة مطلعها ‪:‬‬

‫االحتهــا الــذي ابلــه بــه ‪ ..‬حتــى ــعر بــه عــدي ‪ ..‬تأمــل‬

‫فلو مارسنا هذا الحـب مـع النـاس ‪ ..‬مهمـا كـانوا ‪ ..‬لملكنـا‬ ‫لوبهم ‪..‬‬

‫والمتوكل هو المتوكل ‪ ..‬سطوة وهيبة وجبروت ‪..‬‬

‫يا أيها الهليهة ‪..‬‬

‫أنــي كالكلــب ف ــي حها ــع لل ــود ‪ ..‬وكــالتيس ف ــي‬ ‫راع الهطوب‬

‫أني كالدلو ال عدمتع دلواً ‪ ..‬مـن كبـار الـدال ك يـر‬ ‫الذنوب‬

‫فكرة ‪..‬‬ ‫بالرفق واستعمال مهارات التعامل واإل ناع ‪ ..‬نستطيع أن‬

‫ومضى يضرب للهليهة األم لـة بـالتيس والعنـز والبئـر‬

‫نحقق ما نريد ‪..‬‬ ‫‪.8‬‬

‫والتراب ‪..‬‬

‫ف ار الهليهة ‪ ..‬وانتهط الحراس ‪ ..‬واسـتل السـيا‬

‫استمتع بالمهارات ‪..‬‬

‫المهارات متعة حسـية ‪ ،‬ال أعنـي بهـا األجـر األخـروي فقـط‬ ‫‪ ،‬ال وإنما هي متعة وفرد تشعر به حقيقة ‪..‬‬

‫فاس ـ ــتمتع به ـ ــا ‪ ،‬ومارس ـ ــها م ـ ــع جمي ـ ــع الن ـ ــاس ‪ ،‬كبي ـ ــرهم‬

‫) ‪ ( 5‬رواه مسلم وأمحد ‪..‬‬

‫‪14‬‬

‫سيهه ‪ ..‬وفر‪ .‬النطع ‪ ..‬وت هز للقتل ‪..‬‬

‫فـأدرك الهليهــة أن علــي بــن ال هــم ــد لبــي عليــه‬

‫هبيعته ‪ ..‬فأراد أن ينيرها ‪..‬‬

‫فــأمر بــه فأســكنو فــي صــر منيــف ‪ ..‬تنــدو عليــه‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ذاع عل ــي ب ــن ال ه ــم النعم ــة ‪ ..‬واتك ــأ عل ــى األرائـــع ‪..‬‬

‫يحتســب ابتســامته رب ــة ‪ ..‬ورف َقــه عبــادة ‪ ..‬وعه ـ َـو‬ ‫ولينَه حسنات ‪..‬‬

‫أجمل ال واري وترود يما يلذ ويطيب ‪..‬‬

‫ومكث على هذا الحال سبعة أ هر ‪..‬‬

‫جميع أحوالـه ‪ ..‬فـي سـلمه وحربـه ‪ ..‬وجوعـه و ـبعه‬

‫وجالس أرع الشعرا ‪ ..‬وأ زل األدبا ‪..‬‬

‫إن مـن اعتبــر حسـن الهلــق عبـادة ‪ ..‬تحلــى بهـا فــي‬

‫رــم جلــس الهليهــة م لــس ســمر ليلــة ‪ ..‬فتــذكر علــي بــن‬

‫‪ ..‬وصحته ومرضه ‪ ..‬بل وفرحه وحزنه ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أنشدني يا علي بن ال هم ‪..‬‬

‫وسعة صدر ‪ ..‬وابتسامته وكرمه ‪..‬‬

‫ال هم ‪ ..‬فسأل عنه ‪ ،‬فدعو له ‪ ..‬فلمـا م ـل بـين يديـه ‪..‬‬ ‫فانطلق منشداً صيدة مطلعها ‪:‬‬ ‫عيــون الم ه ــا ب ــين الرص ــافة وال س ــر ‪ ..‬جل ــبن اله ــو م ــن‬ ‫حيث أدري وال أدري‬

‫أعــدن لــي الشــوع القــديم ولــم أكــن ‪ ..‬ســلوت ولكــن زدن‬

‫جمراً على جمر‬

‫نعم ‪ ..‬كم من الزوجات تسمع عـن أخـالع زوجهـا‪..‬‬

‫ولكنها لم تر من ذلع يئاً ‪..‬‬

‫ـابس‬ ‫سيإ الهلـق ‪ ..‬ض َ‬ ‫فهو في بيته َ‬ ‫ـيق الصـدر ‪ ..‬ع َ‬ ‫الوجه ‪ ..‬صهاباً لعاناً ‪ ..‬بهيالً ومناناً ‪..‬‬ ‫خيركم ألهلـه‪،‬‬ ‫أما هو ‪ ‬فهو الذي ال ‪ :‬و خيركم ُ‬ ‫وأنا خيركم ألهلي‬

‫و‪6‬‬

‫‪..‬‬

‫ومضـى يحـرك المشـاعر بــأرع الكلمـات ‪ ..‬رـم ـرع يصــف‬

‫وانظر كيف كان يتعامل مع أهله ‪..‬‬

‫الهليهة بالشمس والن م والسيف ‪..‬‬

‫ــال األســود بــن يزيــد ‪ :‬ســألي عائشــة ‪ : ‬مــا كــان‬

‫فانظر كيف استطاع الهليهة أن ينير هباع ابن ال هم ‪..‬‬

‫رسول ا ‪ ‬يصنع في بيته ؟‬

‫ونحـ ــن كـ ــم ضـ ــايقتنا هبـ ــاع ألوالدنـ ــا أو أصـ ــد ائنا فسـ ــعينا‬

‫فقال ــي ‪ :‬يك ــون ف ــي مهن ــة أهل ــه ‪ ..‬ف ــنذا حضـ ــرت‬

‫لتنييرها ‪ ..‬فنيرناها ‪..‬‬

‫الصالة يتوضأ ويهر للصالة ‪..‬‬

‫فمن باب أولى أن تقدر أني على تنيير هباعع ‪ ..‬فتقلـب‬

‫و ــل م ــل ذل ــع م ــع الوالــدين ‪ ..‬فك ــم ه ــم أولئ ــع‬

‫ليس صعباً ‪ ..‬لكنه يحتا إلى عزيمة ومراس ‪ ..‬فكـن بطـالً‬ ‫‪..‬‬

‫وكـرمهم وتبسـمهم ‪ ..‬وجميـل معا ـرتهم لنخـرين ‪..‬‬

‫العبوس تبسماً ‪ ..‬والنضب حلمـاً ‪ ..‬والبهـل كرمـاً ‪ ..‬وهـذا‬

‫ومــن نظــر فــي ســيرة محمــد ‪ ‬وجــد أنــه كــان يتعامــل مــع‬

‫الناس بقدرات أخال ية ‪ ،‬ملع بها لوبهم ‪..‬‬

‫الذين نسمع عن حسن أخال هم ‪..‬‬

‫أمــا مــع أ ــرب النــاس إلــيهم ‪ ..‬وأعظــم النــاس حقـ ـاً‬ ‫عليهم ‪ ..‬مع الوالدين ف ها وه ر ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬خيـركم خيـركم ألهلـه ‪ ..‬لوالديـه ‪ ..‬لزوجـه ‪..‬‬

‫ولم يكن ‪ ‬يتصنع هذ األخالع أمام النـاس ‪ ..‬فـنذا خـال‬

‫لهدمه ‪ ..‬بل وألههاله ‪..‬‬

‫ال ‪ ..‬ما كان بساماً مع الناس عبوساً مع أهل بيته ‪..‬‬

‫رسول ا ‪ .. ‬فيأتي الحسن أو الحسين يمشي‬

‫بأهل بيته ‪ ..‬انقلب حلمه ضباً ‪ ..‬ولينه لظاً ‪..‬‬ ‫وال كريماً مع الهلق إال مع ولد وزوجه ‪..‬‬

‫ال ‪ ..‬بل كاني أخال ه س ية ‪ ..‬يتعبد‬ ‫يتعبد بصالة الضحى و يام الليل ‪..‬‬

‫تعالى بهـا ‪ ..‬كمـا‬

‫في يوم ملي بالمشاعر ‪ ..‬ي لس أبو ليلى ‪ ‬عند‬

‫إلى النبي ‪ .. ‬فيأخذ ‪ .. ‬فيقعد على بطنه ‪..‬‬

‫فبال الصنير على بطن رسول ا ‪ .. ‬ال أبو‬

‫)‪(6‬‬

‫‪15‬‬

‫رواه ابن ماجة‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ليلى ‪ :‬حتى رأيي بوله على بطن رسول ا‬

‫‪ ‬أساريع ‪..‬‬

‫‪ ‬مضى إلى السوع يبحث عنه ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فوربنا إليه ‪ ..‬فقال ‪ : ‬دعوا ابني ‪ ..‬ال تهزعوا ابني‬

‫فأتا فـنذا هـو يبيـع متاعـه ‪ ..‬والعـرع يتصـبب منـه ‪..‬‬

‫فلما فرغ الصنير من بوله ‪ ..‬دعا ‪ ‬بما فصبه عليه ‪..‬‬

‫فاحتضـ ــنه ‪ ‬مـ ــن ورائـ ــه ‪ ،‬وزاهـ ــر ال يُبصـ ــر ‪ ..‬وال‬

‫فللــه در كيــف تروضــي نهســه علــى هــذ األخــالع ‪ ..‬فــال‬

‫فهزع زاهر و ال ‪ :‬أرسلني ‪ ..‬من هذا ؟ ‪..‬‬

‫‪..‬‬ ‫و‪7‬‬

‫ع ب إذن أن يملع لوب الصنار والكبار ‪..‬‬

‫يدري من أمسكه ‪..‬‬

‫فسكي النبي عليه الصالة والسالم ‪..‬‬

‫فحاول زاهر أن يتهلر من القبضة ‪..‬‬

‫رأي ‪..‬‬

‫وجعل يلتهـي ورا ‪ ..‬فـرأ النبـي ‪ .. ‬فاهمأنـي‬

‫بدل أن تسب الظالم ‪ ..‬حاول إصالد المصباد ‪..‬‬ ‫‪.9‬‬

‫وريابه رياب أهل البادية بشكلها ورائحتها ‪..‬‬

‫مع الهقرا ‪..‬‬

‫عـدد مـن النـاس اليـوم أخال هــم ت اريـة ‪ ..‬فـالنني فقـط هــو‬

‫الـ ــذي تكـ ــون نكتـ ــه هري هـ ــة فيضـ ــحكون عنـ ــد سـ ــماعها ‪..‬‬ ‫وأخطاؤ صنيرة ‪ ..‬فيتناضون عنها ‪..‬‬

‫أمــا الهق ـرا فنكــتهم رقيلــة ‪ ..‬يســهر بهــم عنــد ســماعها ‪..‬‬

‫وأخطاؤهم جسيمة ‪ ..‬يصرخ بهم عند و وعها ‪..‬‬

‫نهسه ‪ ..‬وسكن فزعه ‪..‬‬ ‫وصار يُ ٍ‬ ‫لر ٍ​ٍ ٍ​ٍ ٍ​ٍ ٍ​ٍ ٍ​ٍ ٍ​ٍ ٍ​ٍ ٍ​ٍ ٍ​ٍع هـر بصـدر النبـي ‪‬‬

‫‪ ..‬حين عرفه ‪..‬‬

‫ف ع ــل النبـ ــي ‪ ‬يم ــازد زاه ـ ـراً ‪ ..‬ويص ــيح بالنـ ــاس‬ ‫يقول ‪:‬من يشتري العبد ؟ ‪ ..‬من يشتري العبد ؟ ‪..‬‬

‫فنظــر زاهــر فــي حالــه ‪ ..‬فــنذا هــو فقيــر كســير ‪ ..‬ال‬

‫مال ‪ ..‬وال جمال ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬إذاً وا ت دني كاسداً يا رسول ا ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : ‬لكن عنـد ا لسـي بكاسـد ‪ ..‬أنـي عنـد‬

‫أما رسول ا ‪ ‬فكان عطهه على النني والهقير سوا ‪..‬‬ ‫ال أنس ‪: ‬‬

‫ا‬

‫كان رجل من أهل البادية اسمه زاهر بن حرام ‪..‬‬

‫وكــان ربمــا جــا المدينــة فــي حاجــة فيهــدي للنبــي ‪ ‬مــن‬

‫البادية يئاً من إ ط أو سمن ‪..‬‬

‫ال ‪..‬‬

‫فـ ــال ع ـ ــب أن تتعلـ ــق لـ ــوب الهق ـ ـرا بـ ــه ‪ ‬وهـ ــو‬

‫يملكهم بهذ األخالع ‪..‬‬

‫ك يـ ــر م ــن الهقـ ـرا ‪ ..‬ــد ال يعي ــب عل ــى األ نيـ ــا‬

‫فيُ هــز رســول ا ‪ ‬إذا أراد أن يهــر إلــى أهلــه بشــي‬ ‫من تمر ونحو ‪..‬‬

‫البهــل عليــه بالمــال والطع ــام ‪ ..‬لكنــه ي ــد عل ــيهم‬

‫وكان النبـي ‪ ‬يحبـه ‪ ..‬وكـان يقـول ‪ :‬و إن زاهـراً باديتنـا ‪..‬‬ ‫ونحن حاضرو ‪ ..‬وكان زاهراً دميماً ‪..‬‬

‫خـر زاهــر ‪ ‬يومـاً مــن باديتــه ‪ ..‬فــأتى بيــي رســول ا ‪‬‬ ‫‪ ..‬فلم ي د ‪..‬‬

‫وكان معه متاع فذهب به إلى السوع ‪ ..‬فلما علـم بـه النبـي‬

‫) ‪ ( 7‬رواه أمحد والطرباين ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫بهلهم باللطف وحسن المعا رة ‪..‬‬

‫وكم من فقيـر تبسـمي فـي وجهـه ‪ ..‬وأ ـعرته بقيمتـه‬

‫واحترام ــه ‪ ..‬فرف ــع فـ ـي لم ــة اللي ــل ي ــداً داعي ــة ‪..‬‬

‫يستنزل بها لع الرحمات من السما ‪..‬‬

‫ورب أ ــعث أ بــر ذي هم ـرين مــدفوع بــاألبواب ال‬

‫يلبه له ‪ ..‬لو أ سم على ا ألبر ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ب ــل أوص ــى ‪ ‬بـــالمرأة زوجه ــا ‪ ..‬وذم م ــن اضـــب‬

‫فكن دائم البشر مع هلال الضعها ‪..‬‬

‫زوجته أو أسا إليها ‪..‬‬

‫وانظر إليه ‪ ‬و د ام في ح ة الوداع ‪ ..‬فـنذا بـين‬

‫إ ارة ‪..‬‬

‫يديه مائةُ ألف حا ‪..‬‬

‫لعل ابتسامة في وجه فقير ‪ ..‬ترفعع عند ا درجات ‪..‬‬

‫ف ـ ــيهم األس ـ ــود واألب ـ ــيط ‪ ..‬والكبي ـ ــر والص ـ ــنير ‪..‬‬

‫والنني والهقير ‪..‬‬

‫‪ .20‬النسا ‪..‬‬

‫كــان جــدي يستشــهد بم ــل ــديم ‪ " :‬مــن ــاب عــن عنــز‬

‫جابي تيس " ‪..‬‬

‫بمعنى أن من لم ت د عند زوجته ‪ ..‬مـا يشـبع عاههتهـا ‪..‬‬ ‫ويــروي نهســها ‪ ..‬فقــد تحــدرها نهســها باالســت ابة لنيــر ‪..‬‬

‫ممن يملع معسول الكالم ‪..‬‬

‫ولـيس مقصـودهم بهـذا الم ـل تشـبيه الرجـل والمـرأة بــالتيس‬

‫والعنز ‪ ..‬معاذ ا ‪..‬‬

‫الم ـ رأة ــقيقة الرج ــل ‪ ..‬ول ــئن ك ــان ا‬

‫ــد وه ــب الرج ــل‬

‫صاد ‪ ‬بهلال جميعاً و ال لهم ‪:‬‬

‫أال واستوص ـ ـ ــوا بالنسـ ـ ـ ــا خي ـ ـ ـ ـراً ‪ ..‬أال واستوصـ ـ ـ ــوا‬

‫بالنسا خيراً ‪..‬‬

‫و‪20‬‬

‫وفي يوم من األيام أها بـأزوا رسـول ا ‪ ‬نسـا‬ ‫ك ير يشـتكين أزواجهـن ‪..‬فلمـا علـم النبـي ‪ ‬بـذلع‬

‫‪ ..‬ام ‪ ..‬و ال للناس ‪:‬‬

‫لقـ ــد هـ ــا ب ـ ـ ل محمـ ــد ‪ ‬نسـ ــا ك يـ ــر يشـ ــتكين‬

‫أزواجهن ‪ ..‬ليس أوالئع بهياركم ‪..‬‬

‫و‪22‬‬

‫و ال ‪: ‬‬

‫جسماً وياً ‪ ..‬فقد وهبها عاههة وية ‪..‬‬ ‫وكــم رأينــا ســالهين الرجــال و ـ عانهم تهــور ـواهم عنــد‬

‫خيركم ألهله وأنا خيركم ألهلي ‪..‬‬ ‫خيركم ُ‬ ‫و ُ‬

‫ومــن مهــارات التعامــل مــع الم ـرأة أن تعــر المهتــاد الــذي‬

‫تقـ ــوم الحـ ــروب ‪ ..‬وتسـ ــحق ال مـ ــاجم ‪ ..‬وتتطـ ــاير‬

‫وة عاههة امرأة ‪..‬‬

‫تلرر من خالله فيها ‪ ..‬العاههة ‪ ..‬تقاتلها بسالحها ‪..‬‬

‫ك ــان النب ــي ‪ ‬يوص ــيع باإلحس ــان إل ــى المـ ـرأة ‪ ..‬واحتـ ـرام‬

‫عاههتها ‪ ..‬ألجل أن تسعد معها ‪..‬‬

‫وأوصــى األب باإلحســان إلــى بناتــه ‪ ..‬فقــال ‪ :‬و مــن عــال‬ ‫ج ــاريتين حت ــى تبلن ــا ‪ ..‬ج ــا ي ــوم القيام ــة أن ــا وه ــو وض ــم‬

‫أصابعه ‪..‬‬

‫و‪8‬‬

‫وأوصـى بهــا أوالدهـا فقــال فننــه لمـا ســأله رجـل فقــال ‪ :‬مــن‬

‫أحق الناس بحسن صحابتي ؟‬

‫ال ‪ :‬أمع ‪ ..‬رم أمع ‪ ..‬رم أمع ‪ ..‬رم أبوك ‪..‬‬

‫بل ‪ ..‬د بلً مـن إكـرام الـدين للمـرأة ‪ ..‬أنهـا كانـي‬

‫الرؤوس ‪ ..‬ألجل عرض امرأة واحدة ‪..‬‬

‫كان اليهود يساكنون المسلمين في المدينة ‪..‬‬

‫وتستر‬ ‫نزول األمر بالح اب ‪..‬‬ ‫وكان ينيظهم ُ‬ ‫ُ‬ ‫المسلمات ‪ ..‬ويحاولون أن يزرعوا الهساد‬ ‫والتكشف في صهو المسلمات ‪ ..‬فما استطاعوا‬

‫‪..‬‬

‫وفي أحد األيام جا ت امرأة مسلمة إلى سـوع يهـود‬

‫بني ينقاع ‪..‬‬

‫و‪9‬‬

‫) ‪( 10‬‬ ‫) ‪ ( 8‬رواه مسلم‬ ‫) ‪ ( 9‬متفق عليه‬

‫) ‪( 11‬‬ ‫) ‪( 12‬‬

‫‪17‬‬

‫و‪22‬‬

‫رواه الرتمذي ومسلم‬ ‫رواه أبو داود‬ ‫رواه ابن ماجة والرتمذي‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وكانــي عهيهــة متســترة ‪ ..‬ف لســي إلــى صــائً هنــاك مــنهم‬

‫إذ كيف يطلب العهو عن أ وام يريدون أن تشيع‬

‫فا تــاا اليهــود مــن تســترها وعهتهــا ‪ ..‬وودوا لــو يتلــذذون‬ ‫بــالنظر إلــى وجههــا ‪ ..‬أو ِ‬ ‫لمســها والعبـ ِ‬ ‫ـث بهــا ‪ ..‬كمــا كــانوا‬

‫فقام المنافق مرة أخر ‪ ..‬و ال ‪ :‬يا محمد أحسن‬

‫إليهم ‪..‬‬

‫على كشف وجهها ‪ ..‬وينرونها لتنزع ح ابها ‪..‬‬

‫‪ ..‬و يرة على العهيهات ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫يهعلــون ذلــع بــل إكرامهــا باإلســالم ‪ ..‬ف عل ـوا يريــدونها‬

‫فأبي ‪ ..‬وتمنعي ‪..‬‬

‫الهاحشة في الذين آمنوا !!‬

‫فأعرض عنه النبي ‪ .. ‬صيانة لعرض المسلمات‬ ‫فنضب ذلع المنافق ‪ ..‬وأدخل يد في جيب درع‬

‫فنافله ــا الص ــائً وه ــي جالس ــة ‪ ..‬وأخ ــذ ه ــر روبه ــا م ــن‬

‫وجر وهو يردد ‪:‬‬ ‫النبي ‪َّ .. ‬‬ ‫أحسن إلى موالي ‪ ..‬أحسن إلى موالي ‪..‬‬

‫فلم ـ ــا ام ـ ــي ‪ ..‬ارته ـ ــع روبه ـ ــا م ـ ــن ورائه ـ ــا ‪ ..‬وتكش ـ ــهي‬

‫أرسلني ‪..‬‬

‫فص ـ ــاحي المس ـ ــلمة العهيه ـ ــة ‪ ..‬وودت ل ـ ــو تلوه ـ ــا ول ـ ــم‬

‫تلهم ‪..‬‬

‫يكشهوا عورتها ‪..‬‬

‫فالتهي إليه النبي ‪ ‬و ال ‪ :‬هم لع ‪..‬‬

‫األسـهل ‪ ..‬وربطــه إلـى هــر خمارهــا المتـدلي علــى هرهــا‬

‫‪..‬‬

‫أعضاؤها ‪ ..‬فضحع اليهود منها‪..‬‬

‫فنضب النبي ‪ ‬والتهي إليه وصاد به و ال ‪:‬‬ ‫فأبى المنافق ‪ ..‬وأخذ ينا د النبي ‪ ‬العدول عن‬

‫فلما رأ ذلع رجل من المسلمين ‪ ..‬سـلَّ سـيهه ‪ ..‬وورـب‬

‫رم عدل عن تلهم ‪ ..‬لكنه ‪ ‬أخرجهم من المدينة‬

‫فلما علم النبي ‪ ‬بذلع ‪ ..‬وأن اليهود د نقضوا العـهد‬

‫نعم المرأة العهيهة تستحق أك ر من ذلع ‪..‬‬

‫على حكمه ‪..‬‬

‫الصالحات ‪..‬‬

‫على الصائً فقتله ‪..‬فشد اليهود على المسلم فقتلو ‪..‬‬

‫وتعرضوا للمسلمات ‪ ..‬حاصرهم ‪ ..‬حتى استسلموا ونزلوا‬

‫وهردهم من ديارهم ‪..‬‬ ‫‪َّ ..‬‬

‫كانـ ـ ــي خولـ ـ ــة بنـ ـ ــي رعلبـ ـ ــة ‪ ‬مـ ـ ــن الصـ ـ ــحابيات‬

‫فلما أراد النبي ‪ ‬أن ينكل بهم ‪ ..‬وي أر لعرض المسلمة‬

‫وكــان زوجهــا أوس بــن الصــامي ــيهاً كبي ـراً يســرع‬

‫ام إليه جندي من جند الشيطان ‪..‬‬

‫دخل عليها يوماً راجعاً من م لـس ومـه ‪ ..‬فكلمهـا‬

‫إليه النضب ‪..‬‬

‫العهيهة ‪..‬‬

‫الذين ال يهمهم عرض المسلمات ‪ ..‬وال صيانة‬ ‫المكرمات ‪..‬‬

‫في ي فردت عليه ‪ ..‬فتهاصما ‪ ..‬فنضـب فقـال‬

‫‪ :‬أني علي كظهر أمي ‪ ..‬وخر‬

‫وإنما هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ‪..‬‬

‫اضباً ‪..‬‬

‫كانــي هــذ الكلمــة فــي ال اهليــة إذا الهــا الرجــل‬

‫ام رأس المنافقين ‪ ..‬عبد ا بن أُبي ابن سلول ‪..‬‬

‫لزوجتــه صــارت هال ـاً ‪ ..‬أمــا فــي اإلســالم فــال تعلــم‬

‫فقال ‪ :‬يا محمد أحسن في موالي اليهود وكانوا أنصار‬

‫خولة حكمها ‪..‬‬

‫فأعرض عنه النبي ‪ .. ‬وأبـَى ‪..‬‬

‫و الي له ‪ :‬والذي نهـس خويلـة بيـد ال تهلـر إلـي‬

‫في ال اهلية ‪..‬‬

‫‪18‬‬

‫رجع أوس إلى بيته ‪ ..‬فنذا امرأته تتباعد عنه ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫و د لي ما لي ‪ ..‬حتى يحكـم ا ورسـوله فينـا بحكمـه‬

‫مشاكلهم الشهصية ‪ ..‬يتهاعل معهم ‪..‬‬

‫رم خرجي خولة إلى رسـول ا ‪ ‬فـذكرت لـه مـا تلقـى مـن‬

‫العاههي ــة مـ ــع البنـ ــي والزوج ــة ‪ ..‬و بـ ــل ذلـ ــع األم‬

‫زوجها ‪ ..‬وجعلي تشكو إليه ما سو خلقه معها ‪..‬‬

‫واألخي ‪ ..‬فوجدت لهـا مـن التـأرير الكبيـر ‪ ..‬مـا ال‬

‫‪..‬‬

‫ف عل رسـول ا ‪ ‬يصـبرها ويقـول ‪ :‬يـا خويلـة ابـن عمـع‬

‫‪ ..‬يخ كبير ‪ ..‬فاتقي ا فيه ‪..‬‬

‫وهــي تــدافع عبراتهــا وتقــول ‪ :‬يــا رســول ا ‪ ..‬أكــل ــبابي‬

‫و ــد جرب ــي بنهس ــي ‪ ..‬التعام ــل ب ــاللين والمه ــارات‬

‫يتصور إال من مارسه ‪..‬‬

‫فالمرأة ال يكرمها إال كريم ‪ ..‬وال يهينها إال لئيم ‪..‬‬

‫‪ ..‬ون ــرت ل ــه بطن ــي ‪ ..‬حت ــى إذا كب ــرت س ــني ‪ ..‬وانقط ــع‬

‫و هة ‪..‬‬

‫وهو ‪ ‬ينتظر أن ينزل ا تعالى فيهما حكماً من عند ‪..‬‬

‫وانشناله ‪ ..‬لكنها ل أن تصبر على سو خلقه ‪..‬‬

‫ولدي ‪ ..‬اهر مني ‪ ..‬اللهم إني أ كو إليع ‪..‬‬

‫فبينما خولة عند رسـول ا ‪ ‬إذ هـبط جبريـل مـن السـما‬

‫د تصبر المرأة على ‪ ..‬فقر زوجها ‪ ..‬و بحه ‪..‬‬

‫على رسول ا ‪.. ‬‬

‫‪ .22‬الصنار ‪..‬‬

‫بقرآن فيه حكمها وحكم زوجها ‪..‬‬

‫كم هي الموا ف التي و عي لنا في صنرنا وال تـزال‬

‫فالتهــي ‪ ‬إليهــا و ــال ‪ :‬يــا خويلــة ‪ ..‬ــد أنــزل فيــع وفــي‬

‫مطبوعة في أذهاننا إلـى اليـوم ‪ ..‬سـوا كانـي مهرحـة‬

‫فــي زوجهــا وتشــتكي إلــى ا وا يســمع تحاوركمــا إن ا‬

‫ُعـد بـذاكرتع إلـى أيـام ههولتـع ‪ ..‬سـتذكر ال محالــة‬

‫صاحبع رآناً ‪ ..‬رم رأ " د سمع ا‬

‫ـول التـي ت ادلـع‬

‫أو محزنة ‪..‬‬

‫سميع بصير " إلى آخر ا يات من أول سورة الم ادلة ‪..‬‬

‫ج ــائزة كرمـ ــي به ــا فـ ــي مدرس ــتع ‪ ..‬أو رنـ ــا أرنـ ــا‬

‫فقالي ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬ما عند ما يعتق ‪..‬‬

‫صورتها في الذاكرة ‪ ..‬فال تكاد تنسى ‪..‬‬

‫الي ‪ :‬وا إنه لشيخ كبير ما له من صيام ‪..‬‬

‫‪ ..‬و ع ــي لن ــا ف ــي ههولتن ــا ‪ ..‬م ــدرس ضـ ـربنا ‪ ..‬أو‬

‫رم ال لها ‪ُ ‬مريه فليعتق ر بة ‪..‬‬

‫عليـع أحــد فـي م لــس عــام ‪ ..‬فهـي موا ــف تحهــر‬

‫ال ‪ :‬فليصم هرين متتابعين ‪..‬‬

‫وإلــى جانــب ذلــع ‪ ..‬ال نـزال نتــذكر موا ــف محزنــة‬

‫ال ‪ :‬فليطعم ستين مسكيناً وسقاً من تمر ‪..‬‬

‫خصـ ــومة مـ ــع زمـ ــال فـ ــي المدرسـ ــة ‪ ..‬أو موا ـ ــف‬

‫فقال ‪ : ‬فننا سنعينه بعرع من تمر ‪..‬‬

‫أحدنا من زوجة أبيه ‪ ..‬أو نحو ذلع ‪..‬‬

‫الي ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬ما ذاك عند ‪..‬‬

‫تعرض ــنا فيه ــا لإلهان ــة م ــن أسـ ـرتنا ‪ ..‬أو تع ــرض له ــا‬

‫الي ‪ :‬وا يا رسول ا ‪ ..‬أنا سأعينه بعرع آخر ‪..‬‬

‫وكــم صــار اإلحســان إلــى الصــنار هريق ـاً إلــى التــأرير‬

‫فقال ‪ : ‬د أصبي وأحسني ‪ ..‬فاذهبي فتصد ي به عنه‬

‫ل ــيس فـ ــيهم فقـ ــط ‪ ..‬بـ ــل فـ ــي آبـ ــائهم وأهلـ ــيهم ‪..‬‬

‫فسبحان من وهبه اللين والتحمـل مـع ال ميـع ‪ ..‬حتـى فـي‬

‫يتكـرر ك يـراً لمـدرس المرحلــة االبتدائيـة أن يتصـل بــه‬

‫‪ ..‬رم استوصي بابن عمع خيراً ‪..‬‬

‫و‪23‬‬

‫وكسب محبتهم جميعاً ‪..‬‬

‫أحد أبوي هالب صنير وي ني عليه وأنه أحبـه لمحبـة‬

‫) ‪ ( 13‬رواه أمحد وأبو داود ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ول ــد ل ــه وك ـ ــرة ذكـ ــر ب ــالهير ‪ ..‬و ــد يعبـ ــرون ع ــن ه ــذ‬

‫و د يقع م ل هذا المو ف في وليمـة كبيـرة أو عـرس‬

‫إذن ال تحتقــر االبتســامة فــي وجــه الصــنير ‪ ..‬وكســب لبــه‬

‫وال أكتمــع أننــي أبــالً فــي إك ـرام الصــنار والحهــاوة‬

‫‪ ..‬وممارسة مهارات التعامل الرائع معه ‪..‬‬

‫بهــم بعــط الشــي ‪ ..‬بــل واالســتماع إلــى أحــادي هم‬

‫المشاعر في لقا عابر ‪ ..‬أو هدية أو رسالة ‪..‬‬

‫‪ ..‬يك ر فيه المدعوون ‪..‬‬

‫ألقيي يوماً محاضرة عن الصالة لطـالب صـنار فـي مدرسـة‬

‫العذبة – وإن كاني في أك ـر األحيـان يـر مهمـة –‬

‫فسـ ــألتهم عـ ــن حـ ــديث حـ ــول أهميـ ــة الصـ ــالة ‪ ..‬فأجـ ــاب‬

‫وكسباً لمحبته ‪..‬‬

‫الصالة ‪..‬‬

‫‪ ..‬فكني أحتهي بالصنير وأالههه ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫بـ ــل أزيـ ــد الحهـ ــاوة ببعضـ ــهم أحيان ـ ـاً إكرام ـ ـاً لوالـ ــد‬

‫أحـدهم ‪ :‬ــال ‪ : ‬بـين الرجــل وبــين الكهـر أو الشــرك تــرك‬

‫أحــد األصــد ا كنــي ألقــا أحيانـاً مــع ولــد الصــنير‬

‫أع بنــي جوابــه ‪ ..‬ومــن ــدة الحمــاس نزعــي ســاعة يــدي‬

‫لقينــي صــديقي هــذا يوم ـاً فــي محهــل كبيــر ‪ ..‬فأ بــل‬

‫وكاني – عموماً – ساعة عاديـة كسـاعات الطبقـة الكادحـة‬

‫بولدي ! يسألهم مدرسهم بل أيام عـن أمنيـاتهم فـي‬

‫كــان هــذا المو ــف مش ـ عاً لــذلع النــالم ‪ ..‬أحــب العلــم‬

‫وا خر ال ‪ :‬أكون مهندساً ‪ ..‬وولدي ال ‪ :‬أكـون‬

‫مض ــي األي ــام ‪ ..‬ب ــل الس ــنين ‪ ..‬ر ــم ف ــي أح ــد المس ــاجد‬

‫ويمكنــع أن تالحــص أنـ ـواع النــاس ف ــي التعامــل م ــع‬

‫تهاج ــأت أن اإلم ــام ه ــو ذل ــع الن ــالم ‪ ..‬و ــد ص ــار ــاباً‬ ‫متهرج ـاً م ــن كلي ــة الشـ ـريعة ‪ ..‬ويعمــل ف ــي س ــلع القض ــا‬

‫الص ــنار ‪ ..‬عن ــدما ي ــدخل رج ــل إل ــى م ل ــس عـ ــام‬

‫ويطــو بالحاضـ ـرين مص ــافحاً ‪ ..‬وولــد م ــن خله ــه‬

‫فــانظر كيــف انطبعــي فــي ذهنــه المحبــة والتقــدير بمو ــف‬

‫‪ ..‬ومنهم من يصافحه بطر يد ‪ ..‬ومنهم مـن يهـز‬

‫عا ه بل سنين ‪..‬‬

‫يد مبتسماً مردداً ‪ :‬أهالً يـا بطـل ‪ ..‬كيـف حالـع يـا‬

‫وأعطيته إياها ‪..‬‬

‫‪!..‬‬

‫أك ر ‪ ..‬وتوجه لحهص القرآن ‪ ..‬و عر بقيمته ‪..‬‬

‫بأحد المحاكم ‪ ..‬لم أذكر وإنما تذكرني هو ‪..‬‬

‫إل ـ َّـي بول ــد يس ــلم عل ــي ‪ ..‬ر ــم ــال ‪ :‬م ــاذا فعل ــي‬ ‫المسـ ــتقبل ‪ ..‬فمـ ــنهم مـ ــن ـ ــال ‪ :‬أكـ ــون هبيبــ ـاً ‪..‬‬ ‫محمد العريهي !!‬

‫يهعـل كهعلــه ‪ ..‬فمـن النــاس مــن يتنافـل عــن الصــنير‬

‫وأذك ــر أن ــي دعي ــي ليل ــة إلح ــد ال ــوالئم ‪ ..‬ف ــنذا ــاب‬

‫اهر ‪ ..‬فهذا الذي تنطبع محبته فـي لـب الصـنير‬

‫لطيــف و ــع لــه معــي فــي محاضــرة ألقيتهــا فــي مدرســته لمــا‬

‫كان المربـي األول ‪ ‬لـه أحسـن التعامـل مـع الصـنار‬

‫وكم تر من الناس الذين يحسنون التعامل مع الصـنار مـن‬

‫كان ألنس بن مالـع أخ صـنير ‪ ..‬وكـان ‪ ‬يمازحـه‬

‫يهــر مــن المسـ د ‪ ..‬فتــر أب ـاً ي ــر ولــد الصــنير بيــد‬ ‫ليصـل إلـى هـذا الرجــل فيسـلم عليـه ويبلنــه بمحبـة ولـد لــه‬

‫ويكني ــه ب ــأبي عميـ ــر ‪ ..‬وك ــان للص ــنير هيـــر صـ ــنير‬

‫مش ــرع الوج ــه يس ــلم عل ــي بحـ ـرارة ب ــي وي ــذكرني بمو ــف‬

‫كان الماً صنيراً ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫‪21‬‬

‫‪ ..‬بل و لب أبيه وأمه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫يلعب به ‪ ..‬فمات الطير ‪..‬‬

‫فكان ‪ ‬يمازحه إذا لقيـه ‪ ..‬ويقـول ‪ :‬يـا أبـا عميـر ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وكان يعطف على الصنار ويالعبهم ‪ ..‬ويالعب زينـب بنـي‬

‫ســأعطيع بعيـراً كبيـراً ‪ ..‬لكنــه ‪ -‬طعـاً ‪ -‬ــد ولدتــه‬ ‫نا ة ‪..‬‬

‫ما فعل الننير ؟ يعني الطائر الصنير ‪..‬‬

‫وكان إذا مر بصبيان يلعبون سلم عليهم ‪..‬‬

‫وأ بلـي إليــه امـرأة يومـاً تشــتكي زوجهـا ‪ ..‬فقــال لهــا‬

‫أم سلمة ويقول ‪ :‬و يا زوينب ‪ ..‬يا زوينب ‪.. ..‬‬

‫وكـ ــان يـ ــزور األنصـ ــار ويُسـ ــلم علـ ــى صـ ــبيانهم ‪ ..‬ويمسـ ــح‬

‫رؤوسهم ‪..‬‬

‫و ال ‪ ‬يوماً ألنس ممازحاً ‪ :‬و يا ذا األذنين ‪..‬‬

‫‪ : ‬زوجع الذي في عينه بياض ؟‬

‫فهزعي المرأة و ني أنـه زوجهـا عمـي بصـر ‪ ..‬كمـا‬

‫وعند رجوعه ‪ ‬من المعركة كان يسـتقبله األههـال فيـركبهم‬

‫ـال ا عــن يعقــوب عليــه الســالم " وابيضــي عينــا‬

‫معه ‪..‬‬

‫من الحزن " أي ‪ :‬عمي ‪..‬‬

‫فرجعي فزعة إلى زوجها وجعلي تنظـر فـي عينيـه ‪..‬‬

‫فعند عودة المسلمين من ملتة ‪..‬‬

‫وتد ق ‪..‬‬

‫أ بل ال يش إلى المدينة راجعاً ‪..‬‬

‫فتلقاهم النبي عليه الصالة والسالم ‪ ..‬والمسلمون ‪..‬‬

‫فسألها عن خبرها ؟!‬

‫فلمــا رأ ‪ ‬الصــبيان ‪ ..‬ــال ‪ :‬خــذوا الصــبيان فــاحملوهم‬

‫‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فقــال لهــا ‪ :‬يــا ام ـرأة ‪ ..‬أمــا أخبــرك أن بياضــها أك ــر‬

‫ولقيهم الصبيان يشتدون ‪..‬‬

‫وأعطوني ابن جعهر ‪..‬‬

‫فقالـي ‪ :‬ــد ـال رســول ا ‪ ‬إن فـي عينــع بيــاض‬

‫من سوادها ‪..‬‬

‫فأُتي بعبد ا بن جعهر فأخذ فحمله بين يديه ‪..‬‬

‫أي أن كل أحد في عينه بياض وسواد ‪..‬‬

‫وكــان ‪ ‬يتوض ــأ يومـ ـاً مــن م ــا ‪ ..‬فأ ب ــل إليــه محم ــود ب ــن‬

‫وك ــان ‪ ‬إذا مازحـ ــه أحـ ــد تهاعـ ــل معـ ــه ‪ ..‬وضـ ــحع‬

‫الربيع ههل عمر خمس سنوات ‪ ..‬ف عـل ‪ ‬فـي فمـه مـا‬

‫رم م ه في وجهه يمازحه ‪..‬‬

‫و‪24‬‬

‫‪..‬‬

‫وعمومـ ـاً ‪ ..‬ك ــان ‪ ‬ض ــحوكاً مزوحـ ـاً م ــع الن ــاس ‪ ..‬ي ــدخل‬

‫السرور إلى لوبهم ‪ ..‬خهيهاً على النهوس ال يمل أحـد مـن‬ ‫م السته ‪..‬‬

‫أ بل إليه رجل يوماً يريد دابة ليسافر عليها أو ينزو ‪..‬‬

‫فقال ‪ ‬ممازحاً له ‪ :‬و إني حاملع على ولد نا ة ‪..‬‬

‫فع ــب الرج ــل ‪ ..‬كي ــف يرك ــب عل ــى جم ــل ص ــنير ‪ ..‬ال‬

‫يســتطيع حمل ــه ‪ ..‬فق ــال ‪ :‬ي ــا رســول ا وم ــا أص ــنع بول ــد‬ ‫النا ة ؟‬

‫فقـ ـ ــال ‪ : ‬و وهـ ـ ــل تلـ ـ ــد اإلبـ ـ ــل إال النـ ـ ــوع ‪ ..‬يعنـ ـ ــي‬

‫( ‪ ) 14‬رواه البخاري ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫وتبسم ‪..‬‬

‫دخل عليـه عمـر وهـو ‪ ‬ضـبان علـى نسـائه ‪ ..‬لمـا‬

‫ـول‬ ‫أك رن عليه مطالبته بالنهقة ‪ ..‬فقال عمر ‪ :‬يَـا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ش َـر ُـ َـري ٍ‬ ‫اللَّهِ ‪ ..‬لَو َرأَيـتَنا َوُكنَّا َمع َ‬ ‫ِّسـا َ‬ ‫ش ‪ ..‬نَـنل ُ‬ ‫ـب الن َ‬

‫‪ ..‬فكنا إذا سألي أح َدنا امرأتُه نهقـةً ـام إليهـا فوجـأ‬ ‫عنقها ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـاؤ ُهم ‪..‬‬ ‫سـ ـ ُ‬ ‫فَـلَ َّم ــا َ ــدمنَا ال َمدينَـ ـةَ إذَا َـ ــوم تَـنلـ ـبُـ ُهم ن َ‬ ‫فطهق نساؤنا يتعلمن من نسائهم ‪..‬‬

‫يعني فقويي علينا نساؤنا ‪..‬‬ ‫سـ َـم النَّبِــي ‪ .. ‬ر ــم زاد عم ــر الكــالم ‪ ..‬ف ــازداد‬ ‫فَـتَبَ َّ‬ ‫تبسم النبي ‪ .. ‬تلطهاً مع عمر ‪.. ‬‬ ‫وتقرأ في أحاديث أنه تبسم حتى بدت نواجذ ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫إذن كان لطيف المعشر ‪ ..‬أنيس الم لس ‪..‬‬

‫فل ــو وهن ــا أنهس ــنا عل ــى م ــل ه ــذا التعام ــل م ــع الن ــاس ‪..‬‬

‫لشعرنا بطعم الحياة فعالً ‪..‬‬

‫إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا على ‪..‬‬ ‫ويصيحون به ‪..‬‬

‫حتى اجتمع عليه الناس وأل ئو إلى حائط لعتبـة بـن‬

‫الطهل هينة لينة نشكلها بحسب تعاملنا معه ‪..‬‬

‫ربيعة ‪ ..‬و يبة بن ربيعة ‪ ..‬وهما فيه ‪..‬‬

‫ورجع عنه من سهها رقيف ممن كان يتبعه ‪..‬‬

‫العبيد والمماليع ‪..‬‬

‫فعمد ‪ ‬إلى ل حبلة من عنب ف لس فيه ‪..‬‬

‫كان ‪ ‬يحسن الدخول إلى لوبهم بما يناسب ‪..‬‬

‫لما توفي عم النبي ‪ .. ‬ا تد أذ‬

‫في ترئون عليه أك ر ‪ ..‬فقال لهم ‪:‬‬

‫فلم يهعلوا ‪ ..‬وأ ـروا بـه سـهها هم وعبيـدهم يسـبونه‬

‫فكرة ‪..‬‬

‫‪.22‬‬

‫لكن ـ ــه خ ـ ــا أن تعل ـ ــم ـ ـ ـريش بهب ـ ــر رقي ـ ــف مع ـ ــه‬

‫وابنــا ربيعــة ينظ ـران إليــه ويريــان مــا يلقــى مــن ســهها‬

‫ريش عليه ‪.. ‬‬

‫فهر ‪ ‬إلى الطائف ‪ ..‬يلتمس من رقيف النصرة والمنعـة‬ ‫بهم من ومـه ‪ ..‬ورجـا أن يقبلـوا منـه مـا جـا هم بـه مـن ا‬

‫أهل الطائف ‪..‬‬

‫فلمـا رآ ابنـا ربيعــة عتبـة و ـيبة ومــا لقـي تحركـي لــه‬

‫رحمهما ‪..‬‬

‫تعالى ‪..‬‬

‫فدعوا الماً لهما نصرانياً يقال له عـداس ‪ ..‬و ـاال ‪:‬‬

‫خر إليهم وحد ‪..‬‬

‫وصل إلى الطـائف ‪ ..‬وعمـد إلـى نهـر رالرـة مـن رقيـف وهـم‬ ‫ســادة رقيــف وأ ـرافهم وهــم إخــوة رالرــة ‪ ..‬عبــد يــا ليــل ‪..‬‬

‫ومسعود ‪ ..‬وحبيب ‪ ..‬بنو عمرو بن عمير ‪..‬‬

‫ف لــس إلــيهم ‪ .. ‬فــدعاهم إلــى ا وكلمهــم لمــا جــا هم‬ ‫له من نصرته على اإلسالم والقيام معه علـى مـن خالهـه مـن‬ ‫ومه ‪..‬‬

‫فقال أحدهم ‪ :‬هو يمرق ريـاب الكعبـة إن كـان ا أرسـلع‬ ‫‪..‬‬

‫له خذ طهاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ‪..‬‬ ‫رم اذهب به إلى ذلع الرجل فقل له يأكل منه ‪..‬‬

‫فهعــل عــداس ‪ ..‬وجــا بالعنــب ‪ ..‬حتــى وضــعه بــين‬

‫يدي رسول ا ‪ ‬رم ال له ‪ :‬كل ‪..‬‬

‫فمـد رسـول ا ‪ ‬يـد إليـه و ـال ‪ " :‬بسـم ا " رــم‬

‫أكل ‪..‬‬

‫نظر عداس إليه و ال ‪:‬‬

‫وا إن هذا الكالم ما يقوله أهل هذ البالد ‪..‬‬

‫فقال له ‪ " : ‬ومـن أهـل أي بـالد أنـي يـا عـداس ؟‬

‫و ال ا خر ‪ :‬أما وجد ا أحداً أرسله يرك ؟‬

‫وما دينع ؟ " ‪..‬‬

‫أما ال الث فقال – متهلسهاً ‪: -‬‬

‫وا ال أكلمـع أبــداً ! لــئن كنــي رســوالً مــن ا كمــا تقــول‬

‫ألني أعظم خطـراً مـن أن أرد عليـع الكـالم ‪ ..‬ولـئن كنـي‬ ‫تكذب على ا ما ينبني لي أن أكلمع ‪..‬‬

‫فلما سـمع ‪ ‬مـنهم هـذا الـرد القبـيح ‪ ..‬ـام مـن عنـدهم ‪..‬‬ ‫و د يئس من خير رقيف ‪..‬‬

‫‪22‬‬

‫ال ‪ :‬نصراني ‪ ..‬وأنا رجل من أهل نينو ‪..‬‬

‫فقال ‪ " : ‬من ريـة الرجـل الصـالح يـونس بـن متـى‬ ‫؟ " ‪..‬‬

‫فقال عداس ‪ :‬وما يدريع ما يونس بن متى ؟‬

‫فقال ‪ " : ‬ذلع أخي ‪ ..‬كان نبياً ‪ ..‬وأنا نبي " ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فأكب عداس على رسول ا ‪ ‬يقبل رأسـه ويديـه و دميـه‬

‫فقال ‪ : ‬وعليكم ‪..‬‬

‫وابنــا ربيعــة ينظ ـران إليهمــا ‪ ..‬فقــال أحــدهما لصــاحبه ‪ :‬أمــا‬

‫عليكم ‪ ..‬ولعنكم ا و ضب عليكم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫المع فقد أفسد عليع ‪..‬‬

‫فلــم تصــبر عائشــة لمــا ســنعتهم ‪ ..‬فقالــي ‪ :‬الســام‬

‫فقال ‪ : ‬مهالً يـا عائشـة ‪ ..‬عليـع بـالرفق ‪ ..‬وإيـاك‬

‫فلم ــا رج ــع ع ــداس لس ــيد ‪ ..‬و ــد ب ــدا علي ــه الت ــأرر برؤي ــة‬

‫والعنف والهحش ‪..‬‬

‫ــال لــه ســيد ‪ :‬ويلــع يــا عــداس ! مــا لــع تقبــل رأس هــذا‬

‫فق ــال ‪ :‬أو ل ــم تس ــمعي م ــا ل ــي ؟! رددت عل ــيهم‬

‫رسول ا ‪ ‬وسماع كالمه ‪..‬‬ ‫الرجل ويديه و دميه ؟‬

‫فقالي ‪ :‬أو لم تسمع ما الوا ؟‬

‫فيست اب لي ‪ ..‬وال يست اب لهم في ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬يـا سـيدي مـا فـي األرض ـإ خيـر مـن هـذا ‪ ..‬لقـد‬

‫نعــم ‪ ..‬مــا الــداعي إلــى مقابلــة الســباب بالســباب !‬

‫فقـال ســيد ‪ :‬ويحــع يــا عــداس ال يصــرفنع عــن دينــع ‪..‬‬

‫وفي يوم ‪ ..‬خر ‪ ‬مع أصحابه في زوة ‪..‬‬

‫فهل نستطيع نحن اليوم أن ن عل تعاملنا را يـاً مـع ال ميـع‬

‫الش ر ‪..‬‬

‫أخبرني بأمر ما يعلمه إال نبي ‪..‬‬ ‫فنن دينع خير من دينه ‪..‬‬

‫‪ ..‬مهما كاني هبقاتهم ؟‬

‫أليس ا‬

‫فلمــا كــانوا فــي هريــق عــودتهم ‪ ..‬نزلـوا فــي واد ك يــر‬

‫فتهــرع الصــحابة تحــي الش ـ ر ونــاموا ‪ ..‬وأ بــل ‪‬‬

‫إلى‬

‫لمحة ‪..‬‬

‫د ال له ‪ :‬و وأعرض عن ال اهلين ‪..‬‬

‫رة فعلق سيهه بنصن من أ صانها ‪ ..‬وفـر‪.‬‬

‫ردا ونام ‪..‬‬

‫عامل البشر على أنهم بشر ‪ ..‬ال على أ كالهم ‪ ..‬أو‬

‫في هذ األرنا كان رجل من المشركين يتبعهم ‪..‬‬

‫أموالهم ‪ ..‬أو و ائههم ‪..‬‬

‫فلمـا رأ رســول ا ‪ ‬خاليـاً ‪ ..‬أ بـل يمشــي بهــدو‬

‫‪ ..‬حتــى الــتقط الســيف مــن علــى النصــن ‪ ..‬وصــاد‬

‫‪ .23‬مع المهالهين ‪..‬‬

‫الكهار ‪ ..‬كان ‪ ‬يعاملهم بالعدل ‪ ..‬ويسـتميي فـي سـبيل‬ ‫دعوتهم وإصالحهم ‪ ..‬ويتحمل أذاهم ‪..‬‬

‫ويتناض ـ ى عــن س ـوئهم ‪ ..‬كيــف ال ‪ ..‬و ــد ــال لــه ربــه ‪ :‬و‬ ‫ومــا أرســلناك إال رحم ــة ‪ ..‬لمــن ؟! للم ــلمنين ؟! ال ‪ ..‬و‬

‫إال رحمة للعالمين ‪..‬‬

‫وتأم ــل ح ــال اليه ــود‪ ..‬يذمون ــه ويبت ــدئون بالع ــداوة ‪ ..‬وم ــع‬

‫ذلع يرفق بهم ‪..‬‬

‫وعن عائشة الـي ‪ :‬إن اليهـود مـروا ببيـي النبـي ‪ ‬فقـالوا‬

‫‪:‬‬

‫بأعلى صوته ‪:‬‬

‫يا محمد ‪ ..‬من يمنعع مني ؟‬ ‫فاستيقص رسول ا ‪ .. ‬والرجل ائم علـى رأسـه ‪..‬‬ ‫والسيف صلتاً في يد ‪ ..‬يلتمع منه الموت ‪..‬‬

‫الرســول ‪ ‬وحيــداً ‪ ..‬لــيس عليــه إال إزار ‪ ..‬أصــحابه‬ ‫متهر ون عنه ‪ ..‬نائمون ‪..‬‬

‫والرجل يعيش نشوة القوة واالنتصـار ‪ ..‬ويـردد ‪ :‬مـن‬

‫يمنعع مني ؟ من يمنعع مني ؟‬

‫فقال ‪ ‬بكل رقة ‪ :‬ا ‪..‬‬

‫السام عليكم و أي ‪ :‬الموت عليع ‪..‬‬

‫‪23‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫عبد ا ؟!‬

‫فانتهط الرجل وسقط السيف ‪..‬‬

‫فقام ‪ ‬والتقط السيف و ال ‪ :‬من يمنعع مني ؟‬

‫فسكي رسول ا ‪ .. ‬تأدباً مع أبيه عبد ا ‪..‬‬

‫فتني ــر الرجــل ‪ ..‬واض ــطرب ‪ ..‬وأخــذ يســترحم النب ــي ‪.. ‬‬

‫فقال ‪ :‬أني خير أم عبد المطلب ؟‬

‫ويقول ‪ :‬ال أحد ‪ ..‬كن خير آخذ ‪..‬‬

‫فسكي ‪ .. ‬تأدباً مع جد عبد المطلب ‪..‬‬

‫فقال عتبة ‪ :‬فنن كني تزعم أن هلال خير منع‬ ‫ي ‪ ..‬وإن كني تزعم أنع‬ ‫فقد عبدوا ا لهة التي ِعب َ‬

‫فقال له ‪ : ‬تسلم ؟‬

‫ال ‪ :‬ال ‪ ..‬ولكن ال أكون في وم هم حرب لع ‪..‬‬

‫خير منهم ‪ ..‬فتكلم حتى نسمع ولع ‪..‬‬

‫فعها عنه ‪ .. ‬وأحسن إليه !!‬

‫وكان الرجل ملكاً في ومه ‪ ..‬فانصر إلـيهم فـدعاهم إلـى‬ ‫اإلسالم ‪ ..‬فأسلموا ‪..‬‬

‫إنا وا ما رأينا سهلة ط أ أم على ومه منع‬

‫بــل حتــى مــع األعــدا األلــدا كــان ‪ ‬لــه خلــق عظــيم ‪..‬‬

‫‪ ..‬وفضحتنا في العرب ‪ ..‬حتى لقد هار فيهم أن‬

‫نعم ‪ ..‬أحسن إلى الناس تستعبد لوبهم ‪..‬‬ ‫كســب بــه نهوســهم ‪ ..‬وهــد‬

‫‪..‬‬

‫لـوبهم ‪ ..‬ودحــر بــه كهــرهم‬

‫لما هر ‪ ‬بدعوته بين الناس ‪ ..‬جعلي ريش تحاول‬ ‫حربه بكل سبيل ‪..‬‬

‫وكان مما ب ذلته أن تشاور كبارها في التعامل مع دعوته ‪‬‬ ‫‪ ..‬وتسارع الناس لإليمان به ‪..‬‬

‫و بل أن ي يب النبي ‪ ‬بكلمة ‪ ..‬رار عتبة و ال ‪:‬‬

‫!!‪ ..‬فر ي جماعتنا ‪ ..‬و تي أمرنا ‪ ..‬وعبي ديننا‬ ‫في ريش ساحراً ‪ ..‬وأن في ريش كاهناً ‪ ..‬وا ما‬

‫ننتظر إال م ل صيحة الحبلى ‪ ..‬أن يقوم بعضنا إلى‬

‫بعط بالسيو حتى نتهانى ‪..‬‬

‫كان عتبة متنيراً ضباناً ‪ ..‬والنبي ‪ ‬ساكي يستمع‬ ‫بكل أدب ‪..‬‬ ‫وبدأ عتبة يقدم إ را ات ليتهلى النبي ‪ ‬عن‬

‫فقالوا ‪ :‬أنظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت‬

‫الدعوة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫ديننا ‪ ..‬فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه ‪..‬‬

‫المال ‪ ..‬جمعنا لع حتى تكون أ نى ريش رجالً‬ ‫‪..‬‬

‫هذا الرجل الذي فرع جماعتنا ‪ ..‬و تي أمرنا ‪ ..‬وعاب‬

‫فقالوا ‪ :‬ما نعلم أحدا ير عتبة بن ربيعة ‪..‬‬

‫فقالوا ‪ :‬أني يا أبا الوليد ‪..‬‬

‫أيها الرجل إن كني جئي بالذي جئي به ألجل‬

‫وان كني إنما بع حب الرئاسة ‪ ..‬عقدنا ألويتنا‬

‫وكان عتبة سيداً حليماً ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬يا معشر ريش ‪ ..‬أترون أن أ وم إلى هذا فأكلمه‬

‫‪ ..‬فأعرض عليه أموراً لعله أن يقبل منها بعضها ‪..‬‬ ‫الوا ‪ :‬نعم يا أبا الوليد ‪..‬‬

‫فقام عتبة وتوجه إلى رسول ا ‪.. ‬‬

‫لع فكني رأساً ما بقيي ‪..‬‬

‫وإن كان إنما بع البا والر بة في النسا ‪ ..‬فاختر‬

‫أي نسا ريش ئي فلنزوجع عشراً ‪!!..‬‬ ‫َّ‬ ‫وان كان هذا الذي يأتيع رئياً من ال ن ترا ‪ ..‬ال‬

‫تستطيع رد عن نهسع ‪ ..‬هلبنا لع الطب ‪..‬‬

‫دخل عليه ‪ ..‬فنذا ‪ ‬جالس بكل سكينة ‪..‬‬

‫فلما و ف عتبة بين يديه ‪ ..‬ال ‪ :‬يا محمد ! أني خير أم‬

‫‪24‬‬

‫وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئع منه ‪ ..‬فننه ربما لب‬

‫التابع على الرجل حتى يتداو منه ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ومضى عتبة يتكلم بهذا األسلوب السي مع رسول ا ‪‬‬

‫رم رفع رأسه من س ود ‪ ..‬ونظر إلى عتبة و ال ‪:‬‬

‫‪ ..‬ويعرض عليه عروضاً وينريه ‪ ..‬والنبي عليه الصالة‬ ‫والسالم ينصي إليه بكل هدو ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫وانتهي العروض ‪ ..‬ملع ‪ ..‬مال ‪ ..‬نسا ‪ ..‬عال من‬

‫ال ‪ :‬فأني وذاك ‪..‬‬

‫سكي عتبة ‪ ..‬وهدأ ‪ ..‬ينتظر ال واب ‪..‬‬

‫متشو ين ‪..‬‬

‫جنون !!‬

‫سمعي يا أبا الوليد ؟‬

‫فقام عتبة يمشي إلى أصحابه ‪ ..‬وهم ينتظرونه‬

‫فرفع النبي عليه الصالة والسالم بصر إليه و ال بكل‬

‫فلما أ بل عليهم ‪ ..‬ال بعضهم لبعط ‪ :‬نحلف‬

‫هدوووو ‪:‬‬

‫با لقد جا كم أبو الوليد بنير الوجه الذي ذهب‬

‫أفر ي يا أبا الوليد ؟‬

‫به ‪..‬‬

‫لم يستنرب عتبة هذا األدب من الصادع األمين ‪ ..‬بل‬

‫فلما جلس إليهم ‪ ..‬الوا ‪ :‬ما ورا ك يا أبا الوليد ؟‬

‫ال باختصار ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬ورائي أني وا سمعي والً ما سمعي م له‬

‫فقال ‪ : ‬فاسمع مني ‪..‬‬

‫ط ‪ ..‬وا ما هو بالشعر ‪ ..‬وال السحر ‪ ..‬وال‬

‫فقـال ‪ : ‬بسـم ا الـرحمن الـرحيم " حـم * تَن ِزيـل ِّم َـن‬ ‫ال َّـرح َم ِن ال َّـرِح ِ‬ ‫صـلَي آيَاتُـهُ ُـرآنًـا َع َربِيًّـا‬ ‫يم * كِتَـاب فُ ِّ‬ ‫ِّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ض أَك َـ ُـرُهم فَـ ُهـم‬ ‫ـيرا َونَ ِـذ ًيرا فَـأَع َر َ‬ ‫ل َقوم يَـعلَ ُمـو َن * بَش ً‬

‫يا معشر ريش ‪ :‬أهيعوني واجعلوها بي ‪ ..‬خلوا‬

‫الكهانة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أفعل ‪..‬‬

‫بين هذا الرجل وبين ما هو فيه ‪ ..‬فوا ليكونن‬

‫لقوله الذي سمعي منه نبأ عظيم ‪..‬‬

‫َال يَس َم ُعو َن ‪.. ..‬‬ ‫ومضى النبي عليه الصالة والسالم ‪ ..‬يتلوا ا يات وعتبة‬

‫يستمع ‪..‬‬

‫يا وم !! رأ بسم ا الرحمن الرحيم " حم * تنزيل‬ ‫من الرحمن الرحيم " حتى بلً ‪ " :‬فقل أنذرتكم‬

‫صاعقة م ل صاعقة عاد ورمود " فأمسكته بهيه ‪..‬‬

‫وف أة جلس عتبة على األرض ‪ ..‬رم اهتز جسمه ‪..‬‬

‫ونا دته الرحم أن يكف ‪ ..‬و د علمتم أن محمداً‬ ‫إذا ال يئاً لم يكذب ‪ ..‬فههي أن ينزل بكم‬

‫حتى بلً وله تعالى ‪..‬‬ ‫ضـوا فَـ ُقـل أَنـ َذرتُ ُكم صـا ِع َقةً ِّم ـل ص ِ‬ ‫ـاع َقةِ َع ٍ‬ ‫ـاد‬ ‫و فَـِنن أَع َر ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َورَ ُمــو َد ‪ ..‬فــانتهط عتبــة لمــا ســمع التهديــد بالعــذاب ‪..‬‬ ‫و هـز ووضـع يديـه علـى فـم رسـول ا ‪ .. ‬ليو ـف القـرا ة‬

‫رم سكي أبو الوليد ليالً متهكراً ‪ ..‬و ومه واجمون‬

‫‪ ..‬وإن أعال لم مر ‪ ..‬وإن أسهله لمندع ‪ ..‬وإنه‬

‫‪..‬‬

‫ليعلو وما يعلى عليه ‪ ..‬وإنه ليحطم ما تحته ‪ ..‬وما‬

‫فألقى يديه خلف هر ‪ ..‬واتكأ عليهما ‪..‬‬

‫وهو يستمع ‪ ..‬ويستمع ‪ ..‬والنبي يتلو ‪ ..‬ويتلو ‪..‬‬

‫فاستمر ‪ ‬يتلو ا يات ‪ ..‬حتى انتهى إلى ا ية التي فيها‬ ‫س دة التالوة ‪ ..‬فس د ‪..‬‬

‫‪25‬‬

‫العذاب ‪..‬‬

‫يحدون النظر إليه ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬وا إن لقوله لحالوة ‪ ..‬وإن عليه لطالوة‬

‫يقول هذا بشر ‪ ..‬وما يقول هذا بشر ‪..‬‬ ‫الوا ‪ :‬هذا عر يا أبا الوليد ‪ ..‬عر ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فقال ‪ :‬وا ما رجل أعلم باأل عار مني ‪ ..‬وال أعلم برجز‬

‫وال بقصيد مني ‪ ..‬وال بأ عار ال ن ‪ ..‬وا ما يشبه هذا‬

‫الذي يقول يئاً من هذا ‪..‬‬

‫ومضى عتبة ينا ش ومه في أمر رسول ا ‪ .. ‬صحيح‬

‫رــم ــال ‪ :‬يــا رســول ا ‪ ..‬علمنــي الكلمتــين اللتــين‬

‫وعدتني ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬ل ‪ :‬اللهم ألهمني ر دي ‪ ..‬وأعذني مـن‬ ‫ر نهسي ‪..‬‬

‫أن عتبة لم يدخل في اإلسالم ‪ ..‬لكن نهسه الني للدين‬

‫آآآ ما أروع هـذا التعامـل الرا ـي ! و ـدة تـأرير فـي‬

‫فتأمـ ــل كيـ ــف أرـ ــر هـ ــذا الهلـ ــق الرفيـ ــع ‪ ..‬ومهـ ــارة حسـ ــن‬

‫وه ــذا التعام ــل اإلس ــالمي ال ــدعوي يهي ــد ف ــي دع ــوة‬

‫االستماع في عتبة مع أنه من أ د األعدا ‪..‬‬

‫الكهار وجذبهم إلى الهير ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫وفي يوم آخر ‪..‬‬

‫ت تمـع ـريش ‪ ..‬فينتــدبون حصــين بــن المنــذر الهزاعــي ‪..‬‬

‫وهو أبو الصحابي ال ليل عمران بن حصين ‪..‬‬

‫الناس عند مهالطتهم ‪..‬‬

‫سـافر أحــد الشـباب للدراســة فــي ألمانيـا فســكن فــي‬ ‫ــقة ‪ ..‬وك ــان يس ــكن أمام ــه ــاب ألم ــاني ‪ ،‬ل ــيس‬

‫بينهما عال ة ‪ ،‬لكنه جار ‪..‬‬

‫ينتبونـه لنقـا‪ .‬النبـي عليـه الصـالة والسـالم ورد عـن دعوتـه‬

‫ســافر األلمــاني ف ــأة ‪ ..‬وكــان مــوزع ال رائــد يضــع‬

‫يــدخل أبــو عم ـران علــى النبــي ‪ ‬وحولــه أصــحابه ‪ ..‬فيــردد‬

‫ال رائد ‪ ..‬سأل عن جار ‪ ..‬فعلم أنه مسافر ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫عليــه مــا تــردد ـريش دوم ـاً ‪ ..‬فر ــي جماعتنــا ‪ ..‬ــتي‬ ‫ملنا ‪ ..‬والنبي ‪ ‬ينصي بلطف ‪..‬‬

‫ال ريدة كـل يـوم عنـد بابـه ‪ ..‬انتبـه صـاحبنا إلـى ك ـرة‬ ‫لَــ ـ َّـم ال رائـ ــد ووضـ ــعها فـ ــي در خـ ــاص ‪ ..‬وص ـ ــار‬

‫ي معها كل يوم ويرتبها ‪..‬‬

‫حتى إذا انتهى ‪ ..‬ال له ‪ ‬بكل أدب ‪..‬‬

‫لمـا رجـع صـاحبه بعـد ـهرين أو رالرـة ‪ ..‬سـلم عليـه‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫‪ :‬خشـ ــيي أنـ ــع متـ ــابع لمقـ ــال ‪ ..‬أو مشـ ــترك فـ ــي‬

‫وهنأ بسالمة الرجوع ‪ ..‬رم ناوله ال رائد ‪..‬و ـال لـه‬

‫أفر ي يا أبا عمران ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فأجبني عما أسألع عنه ‪..‬‬

‫مسابقة ‪ ..‬فأردت أن ال يهوتع ذلع ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ل ‪ ..‬أسمع ‪..‬‬

‫نظـر ال ـار إليـه متع بـاً مـن هـذا الحـرص ‪ ..‬فقــال ‪:‬‬ ‫هل تريد أجراً أو مكافأة على هذا ؟‬

‫فقال ‪ : ‬يا أبا عمران ‪ ..‬كم إلهاً تعبد اليوم ؟‬

‫ال صاحبنا ‪ :‬ال ‪ ..‬لكن ديننا يأمرنا باإلحسان إلى‬

‫ــال ‪ :‬ســبعة ‪ !!..‬ســتة فــي األرض ‪ ..‬وواحــداً فــي الســما‬

‫ال ار ‪ ..‬وأني جار فال بد من‬

‫‪!!..‬‬

‫اإلحسان إليع‬

‫ال ‪ :‬فأيهم تعد لر بتع ورهبتع ؟‬

‫ال ‪ :‬الذي في السما ‪..‬‬

‫رـم مـا زال صـاحبنا محسـناً إلـى ذلـع ال ـار ‪ ..‬حتـى‬

‫فق ــال ‪ ‬بك ــل لط ــف ‪ :‬ي ــا حص ــين أم ــا إن ــع ل ــو أس ــلمي‬

‫دخل في اإلسالم ‪..‬‬

‫فما كان من حصين إال أن أسلم في مكانه فوراً ‪..‬‬

‫أنـع ر ــم علــى اليمــين ‪ ..‬تتعبـد‬

‫علمتع كلمتين ينهعانع ‪..‬‬

‫‪26‬‬

‫هــذ وا هــي المتعــة الحقيقيــة بالحيــاة ‪ ..‬أن تشــعر‬ ‫بكــل ــي حتــى‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫بأخال ع ‪..‬‬ ‫وكم َّ‬ ‫صد أعداداً كبيرة من الكهار عن الـدخول فـي اإلسـالم‬

‫تعــامالت فريــق مــن المســلمين معهــم ‪ ..‬فيظلم ـونهم عمــاالً‬ ‫‪ ..‬وينشونهم متسو ين ‪ ..‬ويلذونهم جيراناً ‪..‬‬ ‫فهلم نبدأ من جديد معهم ‪..‬‬ ‫َّ‬

‫فنض ـ ــب ‪ ‬لم ـ ــا رآ ‪ ..‬و ـ ــال ‪ :‬أتري ـ ــد أن تميته ـ ــا‬ ‫موتتين ؟ هال حددت هرتع بل أن تض عها ؟‬

‫ومـر يومـاً بــرجلين يتحــدران ‪ ..‬و ــد ركــب كــل منهمــا‬

‫على بعير ‪..‬‬

‫فلما رآهما رحم البعيرين ‪ ..‬ونهـى أن تتهـذ الـدواب‬

‫كراســي ‪ ..‬يعنــي ال تركــب البعيــر إال و ــي الحاجــة‬ ‫فقط ‪ ..‬فنذا انتهي حاجتع فانزل ودعه يرتاد ‪..‬‬

‫إضا ة ‪..‬‬

‫ونهى ‪ ‬عن وسم الدابة في الوجه ‪..‬‬

‫خير الداعين من يدعو بأفعاله بل أ واله ‪..‬‬

‫ومن أهر ما ذكر ‪..‬‬

‫‪ .24‬الحيوانات !!‬

‫مــن صــارت المهــارات الحســنة ديدنــه ‪ ..‬تحولــي إلــى هبــع‬ ‫يهالط دمه وعقله ‪ ..‬ال ينهع عنه أبداً ‪..‬‬

‫فت د دائماً ليناً هيناً رفيقاً متحمالً عطوفـاً ‪ ..‬مـع كـل أحـد‬

‫‪ ..‬حتى مع الحيوانات ‪ ..‬وال مادات ‪..‬‬

‫أنه كان للنبي ‪ ‬نا ة تسمى العضبا ‪..‬‬ ‫رم إن نهراً من المشركين أ اروا على إب ٍـل للمسـلمين‬ ‫‪ ..‬كاني ترعى في أهرا المدينة ‪..‬‬

‫فذهبوا بها ‪ ..‬وكاني العضبا فيها ‪..‬‬ ‫وأسروا امرأة من المسلمين ‪ ..‬واستا وها معهم ‪..‬‬

‫وهرب المشركون ‪ ..‬بالمرأة واإلبل ‪..‬‬

‫كان رسول ا ‪ ‬في سهر ‪ ..‬فانطلق ليقضي حاجته ‪..‬‬

‫فـرأ بعــط الصـحابة ُحمــرة معهـا فرخــان ‪ ..‬فأخـذ بعضــهم‬ ‫فرخيها ‪ ..‬ف ا ت الحمرة ‪..‬‬

‫وكــانوا إذا نزل ـوا أرنــا الطريــق ‪ ..‬أهلق ـوا اإلبــل ترعــى‬

‫حولهم ‪..‬‬

‫فنزل ـوا منــزالً فنــاموا ‪ ..‬فقامــي الم ـرأة بالليــل لتهــرب‬

‫ف علي تحوم حولهم وترفر ب ناحيها ‪..‬‬

‫منهم ‪..‬‬

‫فلما جا النبي ‪ ‬ورآها ‪ ..‬التهي إلى أصحابه و ال ‪:‬‬

‫فأ بلـي إلـى اإلبــل لتركـب إحــداها ‪ ..‬ف علـي كلمــا‬

‫من ف ع هذ بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ‪..‬‬

‫أتي على بعير ر ا بـأعلى صـوته ‪ ..‬فتتركـه خوفـاً مـن‬

‫وفي يوم آخر ‪ ..‬رأ ‪ ‬رية نمل د أحر ي ‪..‬‬

‫استيقا هم ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬من أحرع هذ ؟‬

‫وجعلي تمر على اإلبل واحداً واحداً ‪..‬‬

‫ال بعط أصحابه ‪ :‬أنا ‪..‬‬

‫حتى أتي على العضبا ‪ ..‬فحركتهـا فـنذا نا ـة ذلـول‬

‫فنضب و ال ‪ :‬ال ينبني أن يُعذب بالنار إال رب النار ‪..‬‬

‫م رس ـ ــة ‪ ..‬فركبته ـ ــا المـ ـ ـرأة ‪ ..‬ر ـ ــم وجهته ـ ــا نح ـ ــو‬

‫وكان ‪ ‬من رأفته ‪ ..‬أنه إذا توضأ وأ بلي إليه هرة ‪..‬‬

‫المدين ـ ــة ‪ ..‬فانطلق ـ ــي العض ـ ــبا مس ـ ــرعة ‪ ..‬فلم ـ ــا‬

‫أصنى لها اإلنا ‪ ..‬فتشرب ‪ ..‬رم يتوضأ بهضلها ‪..‬‬

‫ومــر ‪ ‬يومــاً علــى رجــل ملقي ـاً ــاة علــى األرض ‪ ..‬و ــد‬ ‫وضــع رجلــه علــى صــهحة عنقهــا ممســكاً لهــا ليــذبحها ‪..‬‬ ‫وهو يحد هرته ‪ ..‬وهي تلحص إليه ببصرها ‪..‬‬

‫‪27‬‬

‫عرت المرأة بالن اة ‪ ..‬ا تد فرحها ‪ ..‬فقالي ‪:‬‬

‫الله ــم إن ل ــع عل ـ َّـي ن ــذراً ‪ ..‬إن أن يتن ــي عليه ــا أن‬

‫أنحرها ‪!!..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وصلي المرأة إلى المدينة ‪ ..‬فعر الناس نا ة النبي ‪.. ‬‬

‫الضطهاد بقية المهلو ات ‪..‬‬

‫نزلي لمرأة في بيتها ومضوا بالنا ة إلى النبي ‪.. ‬‬

‫‪ 200 .25‬هريقة لكسب لوب الناس‬

‫ف ا ت المرأة تطلب النا ة لتنحرها !!‬

‫فق ــال ‪ : ‬ب ــئس م ــا جزيتيه ــا ‪ ..‬أو ب ــئس م ــا جزته ــا ‪ ..‬إن‬

‫أن اها ا عليها لتنحرنها !!‬

‫رــم ــال ‪ " : ‬ال وفــا لنــذر فــي معصــية ا وال فيمــا ال‬ ‫يملع ابن آدم " ‪.‬‬

‫فلماذا ال تحول مهاراتع في التعامل – كالرفق والبشر‬

‫والكرم – إلى س ية تالزمع على جميع أحوالع ‪ ..‬مع‬ ‫كل ي تتعامل معه ‪ ..‬حتى ال مادات واأل‬

‫ار ‪!!..‬‬

‫كـان النبـي ‪ ‬يقـوم يـوم ال معــة ‪ ..‬فيسـند هـر إلـى جــذع‬ ‫منصوب في المسـ د فيهطـب النـاس ‪ ..‬فقالـي امـرأة مـن‬

‫األنصار ‪:‬‬

‫يـا رسـول ا ‪ ..‬أال أجعــل لـع ــيئاً تقعـد عليــه ‪ ..‬فـنن لــي‬ ‫الماً ن اراً ‪..‬‬

‫كل صاحب هم يتهنن في صيد ما يريد ‪..‬‬

‫عا ــق المــال يتهــنن فــي جمعــه وتنميتــه ‪ ..‬ويحــرص‬ ‫على تعلم مهارات الت ارة والربح ‪..‬‬

‫القن ـوات الهضــائية تتهــنن فــي اصــطياد النــاس بتنويــع‬

‫البـ ـرامج واختي ــار األس ــاليب المت ــددة ‪ ..‬وت ــدريب‬ ‫مق ـ ــدمي الب ـ ـ ـرامج علـ ـ ــى مه ـ ــارات ت ـ ـ ــذب النـ ـ ــاس‬

‫لمتابعتها ‪..‬‬

‫و ــل م ــل ذل ــع ف ــي وس ــائل اإلع ــالم المقـــرو ة ‪..‬‬

‫والمسموعة ‪..‬‬

‫وم لـه مروجــو البضـائع المهتلهــة سـوا كانــي حــالالً‬ ‫أم حراماً ‪..‬‬ ‫كلهــم يحرصــون علــى إتقــان المهــارات التــي تهيــدهم‬

‫في م الهم الذي يحبونه ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬إن ئي ‪..‬‬

‫وكسب القلوب فن من الهنون له هر ه وأساليبه ‪..‬‬

‫فعملي له المنبر ‪..‬‬

‫فلما كـان يـوم ال معـة ‪ ..‬صـعد النبـي ‪ ‬علـى المنبـر الـذي‬

‫صنع له ‪..‬‬

‫فلما عد ‪ ‬على ذلـع المنبـر ‪ ..‬خـار ال ـذع كهـوار ال ـور‬ ‫‪ ..‬وص ــاحي النهل ــة ‪ ..‬حت ــى ك ــادت أن تنش ــق ‪ ..‬وارت ــج‬

‫المس د ‪..‬‬

‫فنــزل النبــي ‪ ‬فضــم ال ــذع إليــه ‪ ..‬ف علــي النهلــة تــئن‬

‫أنين الصبي الذي يُسكي حتى استقرت ‪..‬‬

‫رــم ــال ‪ : ‬و أمــا و الــذي نهــس محمــد بيــد ‪ ..‬لــو لــم‬ ‫ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة ‪.. ..‬‬

‫هـ ــب أنـ ــع دخلـ ــي م لس ـ ـاً فيـ ــه أربعـ ــون رج ـ ـالً ‪..‬‬

‫فمررت بالناس تصافحهم ‪..‬‬

‫فـاألول مـددت يــدك إليـه مسـلماً فناولــع هـر يــد‬

‫‪ ..‬و ال ببرود ‪ :‬أهالً ‪ ..‬أهالً ‪..‬‬

‫وال ــاني ك ــان مشـ ــنوالً بحـــديث جـــانبي ‪ ..‬فهاجأتـ ــه‬

‫بالسالم ‪ ..‬فرد ببرود أيضـاً وصـافحع دون أن ينظـر‬

‫إليع ‪..‬‬

‫وال الث كان يتحـدث بهاتهـه ‪ ..‬فمـد يـد إليـع دون‬

‫أن يتلهص بكلمة ترحيب ‪ ..‬أو يبدي لع أي اهتمـام‬

‫‪..‬‬

‫أما الرابع ‪ ..‬فلما رآك مقبالً ام مسـتعداً للسـالم ‪..‬‬ ‫فلم ــا التق ــي عين ــع بعين ــه ابتس ــم وأ ه ــر البشا ــة‬

‫إ ارة ‪..‬‬

‫ا كرم اإلنسان ‪ ..‬لكن ذلع ال يهتح الم ال له‬

‫بلقياك ‪..‬‬

‫‪28‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وصــافحع بح ـرارة ‪ ..‬واحتهــى بقــدومع ‪ ..‬وأنــي ال تعرفــه‬

‫أدركي عنـدها أن الرجـل لـم يكسـب النـاس بأخال ـه‬

‫رم أكملي سالمع على الناس ‪ ..‬وجلسي ‪..‬‬

‫ووجاهته وسعة عال اته ‪..‬‬

‫بـ ــا عليـ ــع ! أال تشـ ــعر أن لبـ ــع ين ـ ــذب نحـ ــو ذلـ ــع‬

‫فلما زال المنصب زالي معه المحبة ‪..‬‬

‫بلــى ‪ ..‬ين ــذب إليــه ‪ ..‬وأنــي ال تعرفــه ‪ ..‬وال تــدري عــن‬

‫بمه ــارات ت عله ــم يحبونـ ــع لشهص ــع ‪ ..‬يحبـ ــون‬

‫أن يسـلب لبـع ‪ ..‬ال بمالـه ‪ ..‬وال بمنصـبه ‪ ..‬وال بحســبه‬

‫يحبون تناضيع عن أخطائهم ‪ ..‬وو وفع معهم فـي‬

‫إذن القلـوب ال تكسـب بــالقوة وال بالمـال وال بال مــال وال‬

‫ال ت عل لوبهم معلقة بكرسيع وجيبع !!‬

‫بالو يهــة ‪ ..‬وإنمــا تكســب بأ ــل مــن ذلــع وأســهل ‪ ..‬ومــع‬

‫الذي يوفر ألوالد وزوجتـه المـال والطعـام والشـراب‬

‫أذكــر أن أحــد هالبــي فــي الكليــة أصــيب بمــرض نهســي ‪..‬‬

‫والذي يندع على أهله األموال ‪ ..‬مـع سـو التعامـل‬

‫كان نوعاً صعباً من االكتئاب ‪..‬‬

‫‪ ..‬لم يكسب لوبهم ‪ ..‬إنما كسب جيوبهم ‪..‬‬

‫وال يعرفع !!‬

‫الشهر ؟‬

‫اسـمه ‪ ..‬وال تعلـم و يهتــه وال مركـز ‪ ..‬ومــع ذلـع اســتطاع‬ ‫ونسبه ‪ ..‬وإنما بمهارات تعامله ‪..‬‬

‫ذلع فقليل من يستطيع كسبها ‪..‬‬

‫ولطهـ ــه وحسـ ــن تعاملـ ــه ‪ ..‬وإنمـ ــا كسـ ــبهم بمنصـ ــبه‬

‫فهـ ــذ مـ ــن صـ ــاحبنا درســ ـاً ‪ ..‬وتعامـ ــل مـ ــع الن ـ ــاس‬

‫أحادي ــع وابتس ــامتع ورفق ــع وحس ــن معشـ ــرك ‪..‬‬

‫مصائبهم ‪..‬‬

‫لم يكسب لوبهم ‪ ..‬وإنما كسب بطونهم ‪..‬‬

‫كــان والــد ضــابطاً يشــنل منصــباً عالي ـاً ‪ ..‬جــا م ـراراً إلــى‬

‫لـذلع ال تســتنرب إذا وجــدت ـاباً تقــع لــه مشــكلة‬

‫كنــي أذهــب إلــى بيــتهم أحيان ـاً فــأرا ص ـراً منيه ـاً ‪ ..‬وأر‬

‫ويت ــرك أب ــا ‪ ..‬ألن األب ل ــم يكس ــب لب ــه ‪ ..‬ول ــم‬

‫الكلية و ابلني وتعاونا على عال ابنه ‪..‬‬

‫م لــس األب مليئ ـاً بالضــيو ‪ ..‬ال تكــاد ت ــد فيــه مكان ـاً‬ ‫فار اً ‪..‬‬ ‫كنـي أع ــب مــن محبـة النــاس لهــذا الرجـل وإ بــالهم عليــه‬

‫‪..‬‬

‫مضي سنوات وتقاعد األب من منصبه ‪..‬‬

‫ف ــذهبي إلي ــه زائـ ـراً ‪ ..‬دخل ــي القص ــر ‪ ..‬ر ــم دله ــي إل ــى‬

‫الم ل ــس وفي ــه أك ــر م ــن خمس ــين كرس ــياً ‪ ..‬فل ــم أر ف ــي‬

‫الم لــس إال الرجــل يتــابع برنام ـاً فــي التلهــاز ‪ ..‬وخادمــاً‬ ‫يهدمه بالقهوة والشاي ‪ ..‬جلسي معه ليالً ‪..‬‬ ‫فلمــا خرجــي جعلــي أتــذكر حالــه لمــا كــان فــي و يهتــه ‪..‬‬

‫وحاله ا ن ‪ ..‬ما الذي كان ي مع الناس فيما مضى ؟‬

‫ما الذي كان ي علهم يلتمون عليه ملانسين متحببين ؟!‬

‫فيشــكوها إلــى صــديق أو إمــام مسـ د أو مــدرس ‪..‬‬

‫يحطــم األس ـوار بينهمــا ‪ ..‬بينمــا كســب هــذا القلــب‬

‫مدرس أو صديق ‪ ..‬وربما كسبه عدو حا د !!‬

‫وأمر آخر مهم ‪..‬‬

‫أال تالحــص معــي أن بعــط النــاس إذا دخــل م لس ـاً‬ ‫مزدحم ـاً ‪ ..‬وجعــل يتلهــي باح ـاً عــن مكــان ي لــس‬ ‫فيــه ‪ ..‬رأيــي ال الســين يتســابقون عليــه كــل يناديــه‬

‫لي لس ب انبه !‪ ..‬لماذا؟‬

‫هل دعيـي يومـاً إلـى عشـا ‪ ..‬وكـان بنظـام و البوفيـه‬

‫المهتود ‪ ..‬بحيث إن كل هر يأخذ هعامه فـي‬ ‫هبق وي لس علـى إحـد الطـاوالت الدائريـة ‪ ..‬ألـم‬ ‫ت ــر بع ــط الن ــاس م ــا إن يمـ ـ هبق ــه بالطع ــام حت ــى‬

‫يت هافــي عــدد مــن النــاس يشــيرون إليــه بوجــود مكــان‬

‫‪29‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فارغ ‪ ..‬لي لس معهم ‪..‬‬

‫بأحس ــن المه ــارات م ــع النن ــي والهقيـــر ‪ ..‬والم ــدير‬

‫بينما آخر يم هبقه بالطعام ‪ ..‬ويتلهي وال أحـد يناديـه أو‬

‫والهرا‪.. .‬‬

‫لماذا حرص الناس على األول دون ال اني ‪..‬‬

‫يــد إليــع ؟ ودخلــي يوم ـاً آخــر علــى مســئول كبيــر‬

‫يقبل عليه ‪ ..‬حتى تسو ه دما إلى إحد الطاوالت ‪..‬‬

‫لو مررت يوماً بعامل مسكين يكنس الشـارع ‪ ..‬ومـد‬

‫أال تشـعر أن بعـط النــاس تقبـل عليـه القلــوب أينمـا كــان ‪..‬‬

‫فمد يد ‪ ..‬هل هما متسـاويان ؟ فـي احتهائـع بهمـا‬

‫ع باً ! كيف استطاع هلال جميعا كسب الناس ؟!‬

‫ال أدري !!‬

‫وكأن في يد منناهيس ي ذبها به جذباً !!‬

‫إنها هرع ذكية يستطيع بها الشهر أن يصيد بهـا القلـوب‬

‫‪..‬‬

‫‪ ..‬وتبسمع وبشا تع ؟‬

‫أما رسول ا ‪ ‬فكانا عنـد متسـاويين فـي االحتهـا‬ ‫والنصح والشهقة ‪..‬‬

‫ومـا يـدريع لعـل مـن تزدريــه وتتكبـر عليـه يكـون عنــد‬

‫ا خيـ ـراً م ــن م ــل األرض م ــن م ــل ال ــذي تكرم ــه‬

‫رار ‪..‬‬

‫وتقبل عليه ‪..‬‬

‫درتنا على أسر لوب ا خرين ‪ ..‬وكسب محبتهم‬

‫ــال ‪ ‬و إن مــن أحــبكم إلــي وأ ـربكم منــي م لس ـاً‬ ‫يوم القيامة أحاسنكم أخال اً (‪.. )15‬‬

‫الصاد ة ‪ ..‬تمنحنا جانباً كبيراً من المتعة بالحياة ‪..‬‬

‫و ــال ل‬

‫‪ .26‬أحسن النية‪ ..‬لوجه ا ‪..‬‬ ‫جعلـي أتأمــل أســاليب تعامـل بعــط األ ــهاص ‪ ..‬وعشــي‬ ‫معهم سنين ‪ ..‬ال أذكر أنـي رأيـي مـنهم ابتسـامة ‪ ..‬بـل وال‬

‫حتى م املة بضحع على هرفة ‪ ..‬أو تهاعـل مـع متحـدث‬ ‫‪ ..‬كني أ ن أنهم نشئوا هكذا وال يستطيعون ير ‪..‬‬

‫رم تهاجأت بـرؤيتهم فـي مـواهن معينـة ‪ ..‬ومـع بعـط النـاس‬ ‫– مـ ــن األ نيـ ــا وأصـ ــحاب النهـ ــوذ تحديـ ــداً – يحسـ ــنون‬

‫الضحع والتلطف ‪..‬‬

‫فأدركــي أنهــم مــا يهعلــون ذلــع إال لمصــلحة ‪ ..‬فيهـ ـوتهم‬

‫بذلع أجر عظيم ‪..‬‬ ‫إذن الملمن يتعبد‬

‫تعالى بأخال ه ومهارات تعاملـه ‪ ..‬مـع‬

‫جميـع النــاس ‪ ..‬ال ألجــل منصـب أو مــال ‪ ..‬وال ألجــل أن‬

‫يمدح ــه الن ــاس ‪ ..‬وال ألج ــل أن ي ــزو أو يس ــلف م ــاالً ‪..‬‬ ‫وإنما ليحبه ا ويحببه إلى خلقه ‪..‬‬

‫نع ــم ‪ ..‬م ــن اعتب ــر حس ــن الهل ــق عب ــادة ‪ ..‬ص ــار يتعام ــل‬

‫يحبهما ا ورسوله ‪..‬‬

‫فما هما الهصلتان ‪ :‬يام الليل ! صيام النهار ؟ ‪..‬‬

‫استبشر األ ج ‪ .. ‬و ال ‪ :‬ما هما يا رسـول ا ؟‬ ‫فقال عليه الصالة والسالم و الحلم ‪ ..‬واألنـاة‬

‫( ‪)16‬‬

‫‪..‬‬

‫وسئل ‪ ‬عن البـر ؟‪ ..‬فقـال ‪ :‬و البـر حسـن الهلـق‬ ‫‪..‬‬

‫( ‪)17‬‬

‫وســئل عــن أك ــر مــا يــدخل النــاس ال نــة فقــال ‪ :‬و‬ ‫( ‪)18‬‬

‫تقو ا وحسن الهلق ‪..‬‬

‫و ال ‪ : ‬و أكمل المـلمنين إيمانـاً أحاسـنهم أخال ـاً‬ ‫الموه ــلون أكنافـ ـاً ال ــذين ي ــألهون ويلله ــون وال خي ــر‬ ‫) ‪( 15‬‬ ‫)‬ ‫)‬

‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬

‫(‬ ‫(‬

‫) ‪( 18‬‬

‫‪31‬‬

‫ــج بــن عبــد ــيس ‪ :‬و إن فيــع لهصــلتين‬

‫رواه الترمذي‬ ‫رواه أحمد‬ ‫رواه مسلم‬ ‫رواه الترمذي‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فيمن ال يألف وال يللف ‪..‬‬

‫( ‪)19‬‬

‫تلذي جيرانها بلسانها ‪..‬و يعني سيئة الهلق ‪..‬‬

‫و ال ‪ : ‬و ما ـي أرقـل فـي الميـزان مـن حسـن الهلـق‬

‫فقال ‪ : ‬و هي في النار ‪..‬‬

‫و ــال ‪ : ‬و إن الرج ــل ليبل ــً بحس ــن خلق ــه درج ــة ــائم‬

‫ـرم النــ ــاس ‪..‬‬ ‫ف ـ ــي كــ ــل خل ـ ــق حمي ـ ــد ‪ ..‬كــ ــان أك ـ ـ َ‬

‫( ‪)20‬‬

‫و د كان النبي ‪ ‬األسوة الحسنة ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫( ‪)21‬‬

‫الليل وصائم النهار ‪..‬‬

‫ومن حسن خلقه ربح في الـدارين ‪ ..‬وإن ـئي فـانظر إلـى‬

‫أم سلمة ‪.. ‬‬

‫أحلمهم ‪..‬‬ ‫وأ َعهم ‪ ..‬و َ‬ ‫كان أ َّد حيا ً من العذرا في خدرها ‪..‬‬

‫كــان أمين ـاً صــاد اً ‪ ..‬يشــهد لــه الكهــار بــذلع بــل‬

‫و ــد جلســي مــع رس ــول ا ‪ .. ‬فتــذكرت ا خ ـرة وم ــا‬ ‫فقالي ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬المرأة يكون لها زوجـان فـي الـدنيا‬

‫الملمنين ‪ ..‬والهسا ُع بل الصالحين ‪..‬‬ ‫حتــى الــي خدي ــة ‪ ‬أول مــا نــزل عليــه الــوحي ‪..‬‬ ‫لما رأت تنير حاله ‪ ..‬الي ‪:‬‬

‫‪ ..‬فنذا ماتي ‪ ..‬وماتا ‪..‬‬

‫وا ال يهزيع ا أبداً ‪ ..‬و لم ــاذا ؟؟ ‪..‬‬

‫أعد ا فيها ‪..‬‬

‫فنذا ماتـي وماتـا ودخلـوا جميعـاً إلـى ال نـة ‪ ..‬فلمـن تكـون‬

‫إنع لتصل الرحم ‪..‬‬

‫فماذا ال ؟ تكون ألهولهمـا يامـاً ؟ أم ألك رهمـا صـياماً ؟‬

‫وتكسب المعدوم ‪..‬‬

‫وإنما ال ‪ :‬تكون ألحسنهما خلقاً ‪..‬‬

‫وتعين على نوائب الحق ‪..‬‬

‫؟‬

‫أم ألوسعهما علماً ؟ كال ‪..‬‬

‫وتحمل الكل ‪..‬‬

‫وتقري الضيف ‪..‬‬

‫فع بــي أم ســلمة ‪ ..‬فلمــا رأ دهشــتها ــال عليــه الصــالة‬

‫وتصدع الحديث ‪..‬‬

‫ياااا أم سلمة ‪ ..‬ذهب حسن الهلق بهيري الـدنيا وا خـرة‬

‫بل أرنى ا عليه رنا نتلو إلـى يـوم القيامـة ‪ ..‬فقـال‬

‫نعم ذهب بهيري الدنيا وا خرة ‪..‬‬

‫وكان ‪ ‬خل َقه القرآن ‪..‬‬

‫والسالم ‪:‬‬ ‫‪..‬‬

‫وتلدي األمانة ‪..‬‬

‫‪ :‬و وإنع لعلى خلق عظيم ‪..‬‬

‫أما خير الدنيا فهو ما يكون له من محبة فـي لـوب الهلـق‬

‫نع ــم خلق ــه الق ــرآن ‪ ..‬ف ــنذا ـ ـرأ و وأحس ــنوا إن ا‬

‫ومهمـا أك ـر اإلنسـان مـن األعمـال الصـالحات ‪ ..‬فننهـا ـد‬

‫الكبي ــر والص ــنير ‪ ..‬والنن ــي والهقي ــر ‪ ..‬إل ــى ــرفا‬

‫حال امرأة ‪..‬‬ ‫ذُكر للنبي ‪ُ ‬‬

‫وإذا ســمع ــول ا ‪ :‬و فَــاع ُهوا َواص ـ َه ُحوا ‪ ..‬عهــا‬ ‫وصهح ‪..‬‬

‫‪ ..‬وأما خير ا خرة فهو ما يكون له من األجر العظيم ‪..‬‬ ‫تهسد عليه إذا كان سي الهلق ‪..‬‬

‫وذك ــر ل ــه أنه ــا تص ــلي وتص ــوم وتتص ــدع وتهع ــل ‪ ..‬لكنه ــا‬

‫) ‪( 19‬‬

‫رواه الترمذي‬

‫) ‪( 21‬‬

‫رواه البخاري في األدب المفرد‬

‫) ‪( 21‬‬

‫رواه الترمذي‬

‫‪31‬‬

‫يحــب المحســنين ‪ ..‬أحســن ‪ ..‬نعــم أحســن إل ــى‬ ‫الناس ووضعائهم ‪ ..‬وكبارهم وصنارهم ‪..‬‬

‫وإذا تال ‪ :‬و و ولوا للنـاس حسـناً ‪ ..‬تكلـم بأحسـن‬ ‫الكالم ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فمادام أنه ‪ ‬دوتنا ‪ ..‬ومنه ه منه ُ نا ‪..‬‬

‫تأمل حياته ‪ .. ‬كيف كان يتعامل مع الناس ‪ ..‬كيف كان‬ ‫يعالج أخطا هم ‪ ..‬ويتحمل أذاهم ‪..‬‬

‫كيف كان يتعب لراحتهم ‪ ..‬وينصب لدعوتهم ‪..‬‬

‫‪ .27‬استعمل الطعم المناسب !!‬

‫النــاس بطبيع ــتهم يتهقــون ف ــي أ ــيا كله ــم يحبونه ــا‬ ‫ويهرحون بها ‪..‬‬

‫فيومـ ـاً ت ـ ـرا يســـعى فـ ــي حاجـ ــة مســـكين ‪ ..‬ويوم ـ ـاً يهصـ ــل‬

‫ويتهقون في أ يا أخر كلهم يكرهونها ‪..‬‬

‫ويوماً يدعو الكافرين ‪..‬‬

‫من يست قلها ‪..‬‬

‫خصومة بين الملمنين ‪..‬‬

‫ويهتلهــون فــي أ ــيا مــنهم مــن يهــرد بهــا ‪ ..‬ومــنهم‬

‫حتــى كبــرت ســنه ‪ ..‬ورع عظمــه ‪ ..‬ووصــهي عائشــة حالــه‬

‫فكـ ـ ــل النـ ـ ــاس يحبـ ـ ــون التبسـ ـ ــم فـ ـ ــي وجـ ـ ــوههم ‪..‬‬

‫كان أك ُر صالة النبـي ‪ ‬بعـدما كبـر جالسـاً و لمـ ــاذا ؟؟‬

‫لكــنهم إلــى جانــب ذلــع ‪ ..‬مــنهم مــن يحــب المــرد‬

‫فقالي ‪:‬‬ ‫‪..‬‬

‫والمزاد ‪ ..‬ومنهم من يست قله ‪..‬‬

‫بعدما حطمه الناس ‪ ..‬نعم ‪ ..‬حطمه الناس ‪..‬‬

‫مــنهم مــن يحــب أن يــزور النــاس ويدعونــه ‪ ..‬ومــنهم‬

‫*** تعبي في مرادها‬

‫وإذا كاني النهوس كباراً‬ ‫األجسام‬

‫االنطوائي ‪..‬‬

‫بــل بلــً مــن حرصــه ‪ ‬علــى الهلــق الحســن ‪ ..‬أنــه كــان‬

‫يــدعو ا فيقــول – و اللهــم كمــا أحســني َخلقــي فأحســن‬

‫ُخلقي‬

‫و‪22‬‬

‫‪..‬‬

‫وكــان يقــول ‪ :‬و اللهــم أهــدني ألحســن األخــالع ال يهــدي‬

‫ألحســنها إال أنــي‪ ،‬وأص ــر عنــي س ــيئها ال يص ــر عن ــي‬

‫سيئها إال أني‬

‫ويكرهون العبوس والك بة ‪..‬‬

‫و‪23‬‬

‫ومنهم من يحـب األحاديـث وك ـرة الكـالم ‪ ..‬ومـنهم‬

‫من يبنط ذلع ‪..‬‬

‫وكــل واحــد فــي النالــب يرتــاد لمــن وافــق هباعــه ‪..‬‬ ‫فلمــاذا ال توافــق هبــاع ال ميــع عنــد م الســتهم ‪..‬‬

‫وتعامل كل واحد بما يصلح له ليرتاد إليع ؟‬

‫ذكــروا أن رجــالً رأ صــقراً يطيــر ب انــب ـراب !!‬ ‫فع ــب ‪ ..‬كيــف يطيــر ملــع الطيــور مــع ـراب !!‬

‫فنحن نحتا إلى أن نقتدي به ‪ ‬في أخال ه ‪..‬‬

‫ف زم أن بينهما يئاً مشتركاً جعلهما يتوافقان ‪..‬‬

‫بل ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة اإلسالم ‪..‬‬

‫فحطا على األرض فنذا كلهما أعر !!‬

‫ف ع ــل يتبعهم ــا ببصـ ــر ‪ ..‬حت ــى تعب ــا م ــن الطيـ ـران‬

‫مع المسلمين لكسبهم ودعوتهم ‪..‬‬

‫فــنذا عل ــم الول ــد أن أبــا يـ ـلرر الس ــكوت وال يح ــب‬ ‫ك ــرة الك ــالم ‪ ..‬فليتعام ــل مع ــه بم ــل ذل ــع ليحب ــه‬

‫إ ارة ‪..‬‬

‫أحسن النية ‪ ..‬لتكون مهارات تعاملع مع ا خرين عبادة‬ ‫تتقرب بها إلى ا ‪..‬‬ ‫) ‪( 22‬‬

‫رواه أحمد‬

‫) ‪( 23‬‬

‫رواه مسلم‬

‫ويأنس بقربه ‪..‬‬

‫وإذا علمـ ــي الزوجـ ــة أن زوجهـ ــا يحـ ــب المـ ـ ـزاد ‪..‬‬

‫فلتمازحه ‪ ..‬فنن علمي أنه ضد ذلع فلتت نب ‪..‬‬

‫و ــل م ــل ذلــع عنــد تعامــل الشــهر مــع زمالئــه ‪..‬‬

‫‪32‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫نع ــم أن ــي إذا عرف ــي هبيع ــة م ــن أمام ــع ‪ ..‬وم ــاذا‬

‫أو جيرانه ‪ ..‬أو إخوانه ‪..‬‬

‫يحب وماذا يكر ‪ ..‬استطعي أن تأسر لبه ‪..‬‬

‫ال تحسب الناس هبعاً واحداً فلهم‬

‫ومن تأمل في تعامـل النبـي ‪ .. ‬مـع النـاس وجـد أنـه‬

‫هبائع لسي تحصيهن ألوان‬

‫أذك ــر أن ع ــوزاً صـــالحة – وه ــي أم ألح ــد األص ــد ا –‬

‫كان يعامـل مـع كـل ـهر بمـا يتناسـب مـع هبيعتـه‬

‫تحــدث معهــا ‪ ..‬مــع أن بقيــة أوالدهــا يبــرون بهــا ويحســنون‬

‫فـ ــي تعاملـ ــه مـ ــع زوجاتـ ــه كـ ــان يعامـ ــل كـ ــل واحـ ــدة‬

‫كنــي أبحــث عــن الســر ‪ ..‬حتــى جلســي معــه مــرة فســألته‬

‫عائشــة كان ــي هص ــيتها انهتاحيــة ‪ ..‬فك ــان يم ــزد‬

‫كان ــي تم ــدد أح ــد أوالده ــا ك يـ ـراً ‪ ..‬وترت ــاد إذا زاره ــا أو‬

‫إليها ‪ ..‬لكن لبها مقبل على ذاك الولد ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫باألسلوب الذي يصلح لها ‪..‬‬

‫عــن ذلــع ‪ ..‬فقــال ل ــي ‪ :‬المشــكلة أن إخ ـواني ال يعرفــون‬

‫معها ‪ ..‬ويالههها ‪..‬‬

‫فقلي له مداعباً ‪ :‬وهل اكتشف معاليكم هبيعتها ‪!!..‬‬

‫وا تربوا من المدينة ‪ ..‬ال ‪ ‬للناس ‪:‬‬

‫أمي كبقية الع ـائز ‪ ..‬تحـب الحـديث حـول النسـا وأخبـار‬

‫فتقدم الناس عنه ‪ ..‬حتى بقي مع عائشة ‪..‬‬

‫مــن تزوجــي وهلق ــي ‪ ..‬وكــم عــدد أبن ــا فالنــة ‪ ..‬وأيه ــم‬

‫وكاني جارية حدي ة السن ‪ ..‬نشيطة البدن ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فسابقته ‪ ..‬وركضي وركضي ‪ ..‬حتى سبقته ‪..‬‬

‫هبيعة أمي ‪ ..‬فنذا جلسوا معها صاروا عليها رقال ‪..‬‬

‫ضحع صاحبي و ال ‪ :‬نعم ‪ ..‬سأخبرك بالسر ‪..‬‬

‫أكبــر ‪ ..‬ومتــى تــزو فــالن فالنــة ؟ ومــا اســم أول أوالدهمــا‬

‫ذهبــي مع ــه م ــرة ف ــي ســهر ‪ ..‬فلم ــا هلـ ـوا راجع ــين‬

‫تقدموا عنا ‪..‬‬

‫فالته ــي إليهـــا ر ــم ـــال ‪ :‬تع ــالي حتـــى أسـ ــابقع ‪..‬‬

‫إلى ير ذلع من األحاديث التي أعتبرها أنـا يـر مهيـدة ‪..‬‬

‫وبعدها بزمان ‪ ..‬خرجي معه ‪ ‬في سهر ‪..‬‬

‫المعلومـات التــي تـذكرها ‪ ..‬ألننــا لـن نقرأهــا فـي كتــاب ولــن‬

‫فقال ‪ ‬للناس ‪ :‬تقدموا ‪ ..‬فتقدموا ‪..‬‬

‫لكنه ـ ــا ت ـ ــد سـ ـ ــعادتها ف ـ ــي تكرارهـ ـ ــا ‪ ..‬وتش ـ ــعر بقيمـ ـ ــة‬

‫نســمعها فــي ـريط ‪ ..‬وال ت ــدها – طعــاً – فــي ــبكة‬

‫اإلنترني !!‬

‫بعدما كبرت وسمني ‪ ..‬وحملي اللحم وبدني ‪..‬‬

‫رم ال لعائشة ‪ :‬تعالي حتـى أسـابقع ‪ ..‬فسـابقته ‪..‬‬ ‫فسبقها ‪..‬‬

‫فتشــعر أمــي وأنــا أســألها عنهــا أنهــا تــأتي بمــا لــم يــأت بــه‬

‫فلما رأ ذلع ‪..‬‬

‫هـذ المواضــيع فابته ـي ‪ ..‬ومضــى الو ـي وهــي تتحــدث‬

‫بتلع ‪ ..‬هذ بتلع ‪..‬‬

‫وإخـ ـواني ال يتحمل ــون س ــماع ه ــذ األخب ــار ‪ ..‬فيش ــنلونها‬

‫كاني تكبر في السن بهمس عشرة سنة ‪..‬‬

‫بأخبــار ال تهمهــا ‪ ..‬وبالتــالي تســت قل م لســهم ‪ ..‬وته ــرد‬

‫حتى مع أصحابه ‪ ..‬كـان يراعـي ذلـع ‪ ..‬فلـم يلـبس‬

‫هذا كل ما هنالع ‪..‬‬

‫يعامل هلحة ‪..‬‬

‫األولــون ‪ ..‬فتهــرد وتنبســط ‪ ..‬فــنذا جالســتها حركــي فيهــا‬ ‫‪..‬‬

‫بي !!‬

‫‪33‬‬

‫جعل يضحع ويضـرب بـين كتهيهـا ‪ ..‬ويقـول ‪ :‬هـذ‬

‫بينمــا كــان يتعامــل مــع خدي ــة تعــامالً آخــر ‪ ..‬فقــد‬

‫أبــا هريــرة عبــا ة خالــد ‪ ..‬ولــم يعامــل أبــا بك ــر كمــا‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وكان يتعامل مع عمر تعامالً خاصاً ‪ ..‬ويسند إليه أ يا ال‬

‫‪:‬‬

‫انظر إليه ‪ ‬و د خر مع أصحابه إلى بدر ‪..‬‬

‫؟!‬

‫فلما سمع بهرو ريش ‪ ..‬عر أن رجاالً من ريش‬ ‫سيحضرون إلى ساحة المعركة كرهاً ‪ ..‬ولن يقع منهم تال‬

‫ال عمر ‪ :‬وا إنه ألول يوم كناني فيه رسول ا‬

‫‪ ‬بأبي حهر ‪..‬‬

‫فقام ‪ ‬في أصحابه و ال ‪ :‬إني د عرفي رجاالً من بني‬

‫ساحة تال ال م ال فيها للتساهل في التعامل مع‬

‫يسندها إلى ير ‪..‬‬

‫على المسلمين ‪..‬‬

‫ها م و يرهم د أخرجوا كرهاً ‪ ..‬ال حاجة لهم بقتالنا ‪..‬‬

‫فمن لقي منكم أحداً من بني ها م فال يقتله ‪..‬‬

‫يا أبا حهر ‪ ..‬أيضرب وجه عم رسول ا بالسيف‬

‫وكان عمر رهن إ ارة النبي ‪ .. ‬ويعلم أنهم في‬ ‫من يهالف أمر القائد ‪ ..‬أو يعترض أمام ال يش ‪..‬‬

‫فاختار عمر حالً صارماً فقال ‪ :‬يا رسول ا دعني‬ ‫ف ضرب عنقه بالسيف ‪..‬‬

‫ومن لقي أبا البهتري بن هشام فال يقتله ‪..‬‬

‫ومن لقي العباس بن عبد المطلب عم رسول ا ‪ ‬فال‬

‫فمنعه النبي ‪ .. ‬ورأ أن هذا التهديد كا‬

‫و يل إن العباس كان مسلماً يكتم إسالمه ‪ ..‬وينقل أخبار‬

‫كان أبو حذيهة ‪ ‬رجالً صالحاً ‪ ..‬فكان بعدها‬ ‫يقول ‪ :‬ما أنا ب من من تلع الكلمة التي لي‬

‫يقتله ‪ ..‬فننه إنما خر مستكرهاً ‪..‬‬

‫ريش إلى رسول ا ‪ .. ‬فلم يحب النبي ‪ ‬أن يقتله‬

‫المسلمون ‪ ..‬ولم يحب كذلع أن يظهر أمر إسالمه ‪..‬‬

‫كاني هذ المعركة أول معركة تقوم بين الهريقين ‪..‬‬

‫المسلمين وكهار ريش ‪..‬‬

‫تهدئة الوضع ‪..‬‬

‫في‬

‫يومئذ ‪ ..‬وال أزال منها خائهاً إال أن تكهرها عني‬ ‫الشهادة ‪ ..‬فقتل يوم اليمامة هيداً ‪.. ‬‬

‫هذا عمر ‪ ..‬كان ‪ ‬يعلم بنوع األعمال التي يسـندها‬

‫وكاني نهوس المسلمين مشدودة ‪ ..‬فهم لم يستعدوا‬

‫وهذا رسول ا ‪ ‬يمنعهم من تل البعط ‪..‬‬

‫إليــه ‪ ..‬فلــيس األمــر متعلق ـاً ب مــع صــد ات ‪ ..‬وال‬ ‫بنصــالد متهاصــمين ‪ ..‬وال بتعلــيم جاهــل ‪ ..‬وإنمــا‬ ‫ه ــم ف ــي س ــاحة ت ــال فكان ــي الحاج ــة إل ــى الرج ــل‬

‫وكان عتبة بن ربيعة من كبار كهار ريش ‪ ..‬ومن ادة‬

‫الحــازم المهيــب أك ــر منهــا إلــى يــر ‪ ..‬لــذا اختــار‬

‫وكان ابنه أبو حذيهة بن عتبة بن ربيعة ‪ ..‬مع المسلمين ‪..‬‬

‫بالسيف ؟!‬

‫فلم يصبر أبو حذيهة ‪ ..‬بل ال ‪:‬‬

‫وفي مو ف آخر ‪..‬‬

‫لقتال ‪ ..‬وسيقاتلون أ ربا وأبنا وآبا ‪..‬‬

‫الحرب ‪..‬‬

‫عمـ ــر ‪ ..‬واسـ ــت ار ‪ :‬أيضـ ــرب وج ـ ـه عـ ــم رسـ ــول ا‬

‫أنقتل آبا نا وأبنا نا وإخواننا ونترك العباس !! وا لئن‬

‫يقبل النبي ‪ ‬على خيبر ‪ ..‬ويقاتل أهلها تـاالً يسـيراً‬ ‫‪..‬‬

‫فبلني كلمته رسول ا ‪ .. ‬فالتهي النبي عليه الصالة‬

‫رـ ــم يصـ ــالحهم ويـ ــدخلها ‪ ..‬وا ـ ــترق علـ ــيهم أن ال‬

‫فوجه نظر فوراً إلى عمر ‪ ..‬ولم يلتهي إلى ير ‪ ..‬و ال‬

‫يهبئ ــوا ذهبـ ـاً وال فض ــة ‪ ..‬بـــل يظه ــرون ذلـــع كلـــه‬

‫لقيته أللحمنه بالسيف ‪..‬‬

‫والسالم ‪ ..‬فنذا حوله أك ر من رالرمائة بطل ‪..‬‬

‫‪34‬‬

‫يكتمــوا ــيئاً مــن األم ـوال ‪ ..‬وال ينيب ـوا ــيئاً ‪ ..‬وال‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪ ..‬وهــو أبــو زوجــة النبــي ‪ ‬عائشــة ‪ ..‬وهــو ‪ ..‬وكــان‬

‫ويحكم فيه ‪..‬‬

‫وتوعدهم إن كتموا يئاً أن ال ذمة لهم وال عهد ‪..‬‬

‫يحمل في صدر جبالً من حـزن بسـبب مـرض النبـي‬

‫وك ــان حي ــي ب ــن أخط ــب م ــن رؤوس ــهم ‪ ..‬وك ــان ج ــا م ــن‬

‫‪.. ‬‬

‫المدينـة ب لــد تـيس مــدبوغ ومهــيط ووملـو ذهبـاً وحليـاً ‪..‬‬

‫فلمــا أمــر النبــي ‪ ‬أن يبلنـوا أبــا بكــر ليصــلي بالنــاس‬

‫فقال ‪ ‬لعم حيي بـن أخطـب ‪ :‬مـا فعـل مسـع حيـي الـذي‬

‫ــال بع ــط الحاضـ ـرين عن ــد النب ــي ‪ : ‬إن أب ــا بك ــر‬

‫فقال ‪ :‬أذهبته النهقات والحروب ‪..‬‬

‫يس ــتطع أن يص ــلي بالن ــاس ‪ ..‬أي م ــن ــدة التـ ــأرر‬

‫و د مات حيي وترك المال ‪ ..‬فهبئو عن رسول ا ‪.. ‬‬

‫جا به من النضير ؟ أي ال لد المملو ذهباً ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫رجـ ــل أسـ ــيف ‪ ..‬أي ر يـ ــق ‪ ..‬إذا ـ ــام مقامـ ــع لـ ــم‬

‫فتهكــر ‪ ‬فــي ال ـواب ‪ ..‬فــنذا مــوت حيــي ريــب والمــال‬

‫والبكا ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬العهد ريب ‪ ..‬والمال أك ر من ذلع ‪..‬‬

‫ر يق ينلبه البكا ‪ ..‬خاصة في هذا الموهن ‪..‬‬

‫فعلم النبي ‪ ‬أنه يكـذب ‪ ..‬فنظـر ‪ ‬إلـى أصـحابه فـنذا هـم‬

‫بعـد ‪ ..‬يعنــي ‪ :‬إذا أنــا يــر موجـود فــأبو بكــر يتــولى‬

‫ك ير بين يديه ‪ ..‬وكلهم رهن إ ارته ‪..‬‬

‫المسئولية ‪..‬‬

‫ك ير ‪ ..‬ولم تقع حروب ريبة تضطرهم إلى إنها ه ‪..‬‬

‫فقال اليهودي ‪ :‬المال والحلي د ذهب كله ‪..‬‬

‫وكـان النبــي ‪ ‬يعلــم ذلـع عــن أبــي بكـر ‪ ..‬أنــه رجــل‬

‫لكنه ‪ ‬كان يشير إلـى أحقيـة أبـي بكـر بالهالفـة مـن‬

‫سـه بعـذاب‬ ‫فالتهي إلى الزبير بن العوام و ال ‪ :‬يا زبير ‪ُ ..‬م َّ‬

‫فأعــاد ‪ ‬األم ــر ‪ :‬مــروا أب ــا بك ــر فليص ــل بالن ــاس ‪..‬‬

‫فأ بل إليه الزبير متو داً ‪..‬‬

‫ومع ر ة أبي بكر ‪ ..‬إال أنه كان ذا هيبة ‪ ..‬وله حدة‬

‫‪..‬‬

‫فــانتهط اليه ــودي ‪ ..‬وعلــم أن األم ــر جــد ‪ ..‬فق ــال ‪ :‬ــد‬

‫رأيــي ُحيي ـاً يطــو فــي خربــة هــا هنــا ‪ ..‬وأ ــار إلــى بيــي‬ ‫ــديم خ ـراب ‪ ..‬فــذهبوا فطــافوا فوجــدوا المــال مهبئ ـاً فــي‬

‫الهربة ‪..‬‬

‫هذا في حاله ‪ ‬مع الزبير ‪ ..‬يعطي القوس باريها ‪..‬‬

‫حتى صلى أبو بكر ‪..‬‬

‫ضب أحياناً تكسو جالالً ‪..‬‬ ‫وكان رفيق دربه عمر ‪ ‬يراعي ذلع منه ‪..‬‬

‫انظر إليهم جميعاً ‪ .. ‬و د اجتمعوا في سقيهة‬ ‫بني ساعدة ‪ ..‬بعد وفاة النبي ‪ .. ‬ليتهقوا على‬ ‫خليهة ‪..‬‬

‫وكان الصحابة يتعامل بعضهم مع بعـط علـى هـذا األسـاس‬

‫اجتمع المهاجرون واألنصار ‪ ..‬وانطلق عمر إلى‬

‫‪..‬‬

‫أبي بكر واصطحبا إلى السقيهة ‪..‬‬

‫لما مرض رسول ا ‪ ‬مرض الموت ‪ ..‬وا تد عليـه الوجـع‬

‫ال عمر ‪ :‬فأتيناهم في سقيهة بني ساعدة ‪ ..‬فلما‬

‫فقال وهو على فرا ه ‪ :‬مروا أبا بكر فليصل بالناس ‪..‬‬

‫هو له أهل رم ال ‪:‬‬

‫‪ ..‬لم يستطع القيام ليصلي بالناس ‪..‬‬

‫وكان أبو بكر رجالً ر يقاً ‪ ..‬وهو صاحب رسـول ا ‪ ‬فـي‬ ‫حياتــه وبعــد مماتــه ‪ ..‬وهــو صــديقه فــي ال اهليــة واإلســالم‬

‫‪35‬‬

‫جلسنا تشهد خطيب األنصار ‪ ..‬وأرنى على ا بما‬ ‫أما بعد فنحن أنصار ا ‪ ..‬وكتيبة اإلسالم ‪ ..‬وأنتم‬

‫يا معشر المهاجرين رهط منا ‪ ..‬و د دفي دافة من‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ومكم وإذا هم يريدون أن يحتازونا من أصلنا ‪..‬‬

‫يومـاً يقولــون ‪ :‬المــدير ‪ ..‬مهتاحــه فــالن ‪ ..‬إذا أردتــم‬

‫فلما سكي أردت أن أتكلم ‪ ،‬و د زورت في نهسي مقالة‬

‫‪..‬‬

‫د أع بتني ‪ ،‬أريد أن أ دمها بين يدي أبي بكر ‪ ..‬وكني‬ ‫أداري منه بعط ِ‬ ‫الحدة ‪..‬‬

‫فلمــاذا ال ت عــل مهاراتــع مهــاتيح لقلــوب النــاس ‪..‬‬

‫فتكون رأساً ال ذيالً ‪..‬‬

‫فكرهي أن أ ضبه ‪..‬‬

‫وأبيع وزوجتع وولدك ‪..‬‬

‫وينصبونا األمر ‪..‬‬

‫فقال أبو بكر ‪ :‬على رسلع يا عمر ‪..‬‬

‫يئاً فاجعلوا فالناً يطلبه لكـم ‪ ..‬أو يقنـع المـدير بـه‬

‫نعــم كــن متمي ـزاً ‪ ..‬وابحــث عــن مهتــاد لــب أمــع‬

‫فتكلم وهو كان أعلم مني وأو ر ‪ ..‬فوا ما ترك من كلمة‬

‫اعر مهتاد لب مديرك في العمل ‪ ..‬زمالئع ‪..‬‬

‫ي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو أفضل منها حتى َس َك َ‬

‫يتقبلــون النصــح الــذي يصــدر منــا لهــم ‪ ..‬إذا أحســنا‬

‫أع بتني من تزويري إال الها في بديهته ‪ ..‬أو ال م لها‬

‫ومعرفـ ــة هـ ــذ المهـ ــاتيح تهيـ ــدنا حتـ ــى فـ ــي جعلهـ ــم‬

‫ال أبو بكر ‪ :‬أما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل‬

‫تقديم هذا النصح بأسلوب مناسب ‪..‬‬

‫‪ ..‬هم أوسط العرب نسباً وداراً ‪ ..‬و د رضيي لكم أحد‬

‫إنكار الهطأ إذا و ع منهم ‪..‬‬

‫‪ ..‬ولن تعر العرب هذا األمر إال لهذا الحي من ريش‬

‫هذين الرجلين فبايعوا أيهما ئتم ‪..‬‬

‫وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن ال راد وهو جالس بيننا‬

‫‪..‬‬

‫ولم أكر‬

‫يئا مما اله يرها ‪ ..‬كان وا‬

‫أن أ دم‬

‫فهم ليسـوا سـوا فـي هريقـة النصـح ‪ ..‬بـل حتـى فـي‬

‫وانظر إلى رسول ا ‪ ‬و د جلس يومـاً فـي م لسـه‬

‫المبارك يحدث أصحابه ‪..‬‬

‫فبينم ــا ه ــم عل ــى ذل ــع ‪ ..‬ف ــنذا برج ــل ي ــدخل إل ــى‬

‫المس ـ د ‪ ..‬يتلهــي يمين ـاً ويســاراً ‪ ..‬فبــدل أن يــأتي‬

‫فتضرب عنقي ال يقربني ذلع إلى إرم ‪ ..‬أحب إلي من أن‬

‫وي لــس فــي حلقــة النبــي ‪ .. ‬توجــه إلــى زاويــة مــن‬

‫سكي الناس ‪..‬‬

‫ع باً !! ماذا سيهعل ؟!‬

‫أتأمر على وم فيهم أبو بكر ‪..‬‬

‫زوايا المس د ‪ ..‬رم جعل يحرك إزار !!‬

‫فقال ائل من األنصار ‪ :‬أنا جذيلها المحكع ‪ ..‬وعذيقها‬

‫رفع هـر إزار مـن األمـام رـم جلـس بكـل هـدو ‪..‬‬

‫ال عمر ‪ :‬فك ر اللنط وارتهعي األصوات حتى تهوفي‬

‫ع ب الصحابة ‪ ..‬وراروا ‪ ..‬يبول في المس د !!‬

‫االختال ‪..‬‬

‫وجعلـوا يتقــافزون ليتوجهـوا إليــه ‪ ..‬والنبـي ‪ ‬يهــدئهم‬

‫المرجب ‪ ..‬منا أمير ومنكم أمير يا معشر ريش ‪..‬‬

‫يبول ‪!!..‬‬

‫فقلي ‪ :‬ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يد فبايعته ‪ ،‬رم‬

‫‪ ..‬ويس ـ ــكن ض ـ ــبهم ‪ ..‬وي ـ ــردد ‪ :‬ال تزرم ـ ــو ‪ ..‬ال‬

‫نعــم ‪ ..‬كــل واحــد مــن النــاس لــه مهتــاد تســتطيع بــه فــتح‬

‫والصحابة يلتهتون إليه ‪ ..‬وهو لعله لم يدر عـنهم ‪..‬‬

‫وهذا تالحظه في حياة الناس ‪ ..‬أفلـم تسـمع زمـال عملـع‬

‫والنبــي ‪ ‬يــر هــذا المنظــر ‪ ..‬بــول فــي المسـ د ‪..‬‬

‫بايعه المهاجرون ‪ ،‬رم بايعه األنصار ‪..‬‬

‫أبواب لبه ‪ ..‬وكسب محبته والتأرير عليه ‪..‬‬

‫‪36‬‬

‫تع لوا عليه ‪ ..‬ال تقطعوا عليه بوله ‪..‬‬ ‫ال يزال يبول ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫مــن عامــة الصــحابة ‪ ..‬لــم يكــن يســكن المدينــة ‪..‬‬

‫ويهدئ أصحابه !!‬

‫آآآ مااااا أحلمه !!‬

‫ولم يكن م الساً للنبي عليه الصالة والسالم ‪..‬‬

‫حتى إذا انتهى األعرابي من بولـه ‪ ..‬و ـام يشـد علـى وسـطه‬

‫وإنمـا كـان لــه ـنم فــي الصـحرا يتتبــع بهـا الهضـرا‬

‫إزار ‪ ..‬دعا النبي ‪ ‬بكل رفق ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫أ بل يمشي حتى إذا و ف بين يديه ‪ ..‬ال له ‪ ‬بكل رفق‬

‫أ بــل معاويــة يوم ـاً إلــى المدينــة فــدخل المســ د ‪..‬‬

‫إن ه ــذ المس ــاجد لـ ـم ت ــبن له ــذا ‪ ..‬إنم ــا بني ــي للص ــالة‬

‫يــتكلم عــن العطــاس ‪ ..‬وكــان ممــا علــم أصــحابه أن‬

‫و را ة القرآن ‪..‬‬

‫إذا سمع المسلم أخـا عطـس فحمـد ا فننـه يقـول‬

‫‪:‬‬

‫انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬ ‫فَ ِهم الرجل ذلع ومضى ‪..‬‬

‫وجلـ ــس إلـ ــى رسـ ــول ا ‪ ‬وأصـ ــحابه ‪ ..‬فسـ ــمعه‬

‫له ‪ :‬يرحمع ا ‪..‬‬

‫حهظها معاوية ‪ ..‬وذهب بها ‪..‬‬

‫فلما جا و ي الصالة أ بل ذاك األعرابي وصلى معهم ‪..‬‬

‫وبعــد أي ــام ج ــا إل ــى المدينــة ف ــي حاجـ ـة ‪ ..‬ف ــدخل‬

‫كبر النبي ‪ ‬بأصـحابه مصـلياً ‪ ..‬فقـرأ رـم ركـع ‪ ..‬فلمـا رفـع‬

‫المس ـ د فــنذا النبــي عليــه الصــالة والســالم يصــلي‬

‫فقال المأمومون ‪ :‬ربنا ولع الحمد ‪ ..‬إال هـذا الرجـل الهـا‬

‫فبينمـا هــم علـى ذلــع إذ عطــس رجـل مــن المصــلين‬

‫‪ ‬من ركوعه ال ‪ :‬سمع ا لمن حمد ‪..‬‬

‫بأصحابه ‪ ..‬فدخل معهم في الصالة ‪..‬‬

‫وزاد بعــدها ‪ :‬اللهــم ارحمنــي ومحمــداً وال تــرحم معنــا أحــداً‬ ‫!!‬

‫‪..‬‬

‫فما كاد يحمد ا ‪ ..‬حتى تذكر معاويـة أنـه تعلـم أن‬

‫وسـمعه النبـي ‪ .. ‬فلمـا انتهـي الصـالة ‪ ..‬التهـي ‪ ‬إلـيهم‬

‫المس ــلم إذا عط ــس فق ــال الحم ــد‬

‫‪ ..‬ف ــنن أخ ــا‬

‫فنادا النبي ‪ ‬فلما و ف بين يديه فنذا هو األعرابـي نهسـه‬

‫فبـادر معاويــة العـاهس ــائالً بصـوت عـ ٍ‬ ‫ـال ‪ :‬يرحمــع‬

‫الرحمة تصيبهما دون يرهما ‪..‬‬

‫فاضطرب المصلون ‪ ..‬وجعلـوا يلتهتـون إليـه منكـرين‬

‫وسألهم عن القائل ‪ ..‬فأ اروا إليه ‪..‬‬

‫‪ ..‬و ــد تمك ــن ح ــب النب ــي ‪ ‬م ــن لب ــه حت ــى ود ل ــو أن‬

‫يقول له يرحمع ا ‪..‬‬ ‫ا ‪.‬‬

‫فقــال لــه ‪ ‬معلم ـاً ‪ :‬لقــد تح ــرت واســعاً !! أي إن رحمــة‬

‫‪.‬‬

‫وعليع ‪..‬‬

‫أ ُِّميا !!‪ ..‬ما أنكم تنظرون إلي ؟ ‪..‬‬

‫ا تعــالى تســعنا جميعـاً وتســع النــاس ‪ ..‬فــال تضــيقها علــي‬ ‫فــانظر كيــف ملــع عليــه لبــه ‪ ..‬ألنــه عــر كيــف يتصــر‬

‫فلم ــا رأ دهش ــتهم ‪ ..‬اض ــطرب و ــال ‪ :‬واااارك ــل‬

‫ف علوا يضربون بأيديهم على أفهاذهم ليسكي ‪..‬‬

‫معــه ‪ ..‬فهــو أعرابــي أ بــل مــن باديتــه ‪ ..‬لــم يبلــً مــن العلــم‬

‫فلما رآهم يصمتونه صمي ‪..‬‬

‫رتبة أبي بكر وعمر ‪ ..‬وال معاذ وعمار ‪ ..‬فـال يلاخـذ كنيـر‬

‫فلما انتهي الصالة ‪..‬‬

‫وإن ــئي فــانظر أيضـاً إلــى معاويــة بــن الحكــم ‪ .. ‬كــان‬

‫وأص ـ ـواتهم ‪ ..‬وسـ ــمع صـ ــوت مـ ــن تكلـ ــم ‪ ..‬لكنـ ــه‬

‫‪..‬‬

‫‪37‬‬

‫التهـ ـ ــي ‪ ‬إلـ ـ ــى النـ ـ ــاس ‪ ..‬و ـ ـ ــد سـ ـ ــمع جلبـ ـ ــتهم‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫صوت جديد لم يعتد عليه ‪ ..‬فلم يعرفه ‪ ..‬فسألهم ‪:‬‬

‫ا ‪ .. ‬ومن أك رهم حرصاً على هلب العلم ‪..‬‬

‫فدعا النبي عليه الصالة والسالم إليه ‪..‬‬

‫مع أخطا ير ‪..‬‬

‫فأ بـل عليـه معاويــة فزعـاً ال يـدري بمــاذا سيسـتقبله ‪ ..‬وهــو‬

‫كان معاذ يصلي مع رسول ا ‪ ‬العشا ‪ ..‬رم‬

‫ــال معاوي ــة ‪ : ‬فب ــأبي ه ــو وأم ــي ‪ .. ‬وا م ــا رأيـ ــي‬

‫‪ ..‬فتكون الصالة له نافلة ولهم فريضة ‪..‬‬

‫فكان تعامل النبي ‪ ‬مع أخطائه مهتلهاً عن تعامله‬

‫من المتكلم ‪ ..‬فأ اروا إلى معاوية ‪..‬‬

‫الذي أ نلهم في صالتهم ‪ ..‬و طع عليهم خشوعهم ‪..‬‬

‫معلماً بله وال بعد أحسن تعليماً منه ‪ ..‬وا ما كهرنـي ‪..‬‬ ‫وال ضربني ‪ ..‬وال تمني ‪..‬‬

‫يرجع فيصلي بقومه العشا إماماً بهم في مس دهم‬

‫رجع معاذ ذات ليلة لقومه ودخل مس دهم فكبر‬ ‫مصلياً بهم ‪..‬‬

‫وإنمــا ــال ‪ :‬يــا معاويــة ‪ ..‬إن هــذ الصــالة ال يصــلح فيهــا‬

‫أ بل فتى من ومه ودخل معه في الصالة ‪ ..‬فلما‬

‫و را ة القرآن ‪ ..‬انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬

‫" ‪..‬‬

‫رــم ارتاحــي نهســه ‪ ..‬واهمــأن لبــه ‪ ..‬ف عــل يســأل النبــي‬

‫كان الناس في تلع األيام يتعبون في العمل في‬

‫عليه الصالة والسالم عن خواص أمور ‪..‬‬

‫مزارعهم ورعيهم دوابهم هوال النهار ‪ ..‬رم ال‬

‫ــي م ــن كــالم الن ــاس ‪ ..‬إنم ــا هــي التس ــبيح والتكبي ــر ‪..‬‬

‫فههمها معاوية ‪..‬‬

‫أتم معاذ الهاتحة ال " وال الضالين " فقالوا " آمين‬

‫رم افتتح معاذ سورة البقرة !!‬

‫فقـال ‪ :‬يـا رســول ا ‪ ..‬إنـي حـديث عهــد ب اهليـة ‪ ..‬و ــد‬

‫يكادون يصلون العشا حتى يأوون إلى فر هم ‪..‬‬

‫الـذين يـدعون علـم النيـب ‪ ..‬يعنـي فسـألونهم عـن النيـب‬

‫ويقرأ ‪..‬‬

‫فقــال ‪ : ‬فــال تــأتهم ‪ ..‬يعنــي ألنــع مســلم ‪ ..‬والنيــب ال‬

‫‪ ..‬وخر من المس د وانطلق إلى بيته ‪..‬‬

‫جــا ا باإلســالم ‪ ..‬وإن منــا رجــاالً يــأتون الكهــان و وهــم‬ ‫‪..‬‬

‫يعلمه إال ا ‪..‬‬

‫هذا الشاب ‪ ..‬و ف في الصالة ‪ ..‬ومعاذ يقرأ‬

‫فلما هالي الصالة على الهتى ‪ ..‬أتم صالته وحد‬

‫انتهى معاذ من الصالة ‪..‬‬

‫ــال معاويــة ‪ :‬ومنــا رجــال يتطيــرون و أي يتشــا مون بــالنظر‬

‫فقال له بعط القوم ‪ :‬يا معاذ ‪ ..‬فالن دخل معنا‬

‫فقال ‪ : ‬ذاك ي ي دونه في صدورهم ‪ ..‬فال يصـدنهم‬

‫فنضب معاذ و ال ‪ :‬إن هذا به لنهاع ‪ ..‬ألخبرن‬

‫و أي ال يمــنعهم ذلــع عــن وجهــتهم ‪ ..‬فــنن ذلــع ال ي ـلرر‬

‫رسول ا ‪ ‬بالذي صنع ‪..‬‬

‫إلى الطير ‪..‬‬

‫نهعاً وال ضراً ‪..‬‬ ‫هذا تعامله ‪ ‬مع أعرابي بال في المس د ‪ ..‬ورجل تكلم‬ ‫في الصالة ‪ ..‬عاملهم مراعياً أحوالهم ‪ ..‬ألن الهطأ من‬ ‫م لهم ال يستنرب ‪..‬‬

‫أما معاذ بن جبل فقد كان من أ رب الصحابة إلى رسول‬

‫‪38‬‬

‫في الصالة ‪ ..‬رم خر منها لما أهلي ‪..‬‬

‫فأبلنوا ذلع الشاب بكالم معاذ ‪ ..‬فقال الهتى ‪:‬‬

‫وأنا ألخبرن رسول ا ‪ ‬بالذي صنع ‪..‬‬

‫فندوا على رسول ا ‪ ‬فأخبر معاذ بالذي صنع‬

‫الهتى ‪..‬‬

‫فقال الهتى ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬يطيل المكث عندك‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫رم يرجع فيطيل علينا الصالة ‪ ..‬وا يا رسول ا إنا‬

‫كذبي ‪..‬‬ ‫ال معاذ ‪ :‬يا رسول ا ‪ ،‬صدع ا و ُ‬ ‫لقد استشهد ‪..‬‬

‫فنذا بمعاذ يهبر أنه يقرأ بالبقرة ‪ ..‬و ‪ ..‬وجعل يعدد‬

‫وكيف أد إلى اختال تعامل النبي ‪ ‬معهم ‪..‬‬

‫فنضب النبي ‪ ‬لما علم أن الناس يتأخرون عن الصالة‬

‫حبيب رسول ا ‪ .. ‬و د تربى في بيته ‪..‬‬

‫فالتهي إلى معاذ و ال ‪ :‬أفتان أني يا معاذ ‪..‬؟!‬

‫‪..‬‬

‫ا رأ بـ "السما والطارع" ‪" ،‬والسما ذات البرو " ‪،‬‬

‫‪..‬‬

‫"والشمس وضحاها" ‪" ،‬والليل إذا ينشى" ‪..‬‬

‫ابتدأ القتال ‪ ..‬في الصباد ‪..‬‬

‫لنتأخر عن صالة العشا مما يطول بنا معاذ ‪..‬‬

‫فتأم ــل الهـ ــرع ف ــي هب ــائع الرج ــال ‪ ..‬ومقام ــاتهم ‪..‬‬

‫فسأل ا النبي ‪ ‬معاذاً ‪ :‬ماذا تقرأ ؟!‬ ‫السور الطوال ‪..‬‬

‫بسبب اإلهالة ‪ ..‬وكيف صارت الصالة رقيلة عليهم ‪..‬‬

‫يعني تريد أن تهتن الناس وتبنضهم في دينهم ‪..‬‬

‫بل ‪ ..‬انظر إلى تعامله ‪ ‬مـع أسـامة بـن زيـد ‪ ..‬وهـو‬

‫بعث النبي ‪ ‬أصحابه إلى الحر ات من بيلة جهينـة‬ ‫وكان أسامة بن زيـد ‪ ‬مـن ضـمن المقـاتلين بـال يش‬

‫رم التهي ‪ ‬إلى الهتى و ال له متلطهاً ‪ :‬كيف تصنع أني‬

‫انتصر المسلمون وهرب مقاتلو العدو ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أ رأ بهاتحة الكتاب ‪ ..‬وأسأل ا ال نة ‪ ..‬وأعوذ‬

‫أصــحابه منهــزمين ‪ ..‬ألقــى ســالحه وهــرب ‪..‬فلحقــه‬

‫رم تذكر الهتى أنه ير النبي ‪ ‬يدعو ويك ر ‪ ..‬وير معاذاً‬ ‫كذلع ‪..‬‬

‫وركضوا خلهه ‪ ..‬وهو يشتد فزعاً ‪..‬‬ ‫حتى عرضي لهم‬

‫معاذ ‪ ..‬أي دعاؤكما الط ويل ال أعر م له !!‬

‫‪..‬‬

‫يا بن أخي إذا صليي ؟‬

‫به من النار ‪..‬‬

‫فقال في آخر كالمه ‪ :‬وإني ال أدري ما دندنتع ودندنة‬

‫كـان مـن بـين جــيش العـدو رجـل يقاتـل ‪ ..‬فلمــا رأ‬

‫أس ــامة ومعـ ــه رج ــل مـ ــن األنص ــار ‪ ..‬ركـ ــط الرجـ ــل‬ ‫رة فاحتمى الرجل بها ‪..‬‬

‫فأحـاق بــه أسـامة واألنصــاري ‪ ..‬ورفعـا عليــه الســيف‬

‫فقال ‪ : ‬إني ومعاذ حول هاتين ندندن ‪ ..‬يعني دعاؤنا‬

‫فلم ــا رأ الرج ــل الس ــيهين يلتمع ــان ف ــوع رأس ــه ‪..‬‬

‫هو فيما تدعو به ‪ ..‬حول ال نة والنار ‪..‬‬

‫ـس المـوت يه ـم عليـه ‪ ..‬انـتهط وجعـل ي مــع‬ ‫وأح َّ‬

‫فقال الشاب ‪ :‬ولكن سيعلم معاذ إذا دم القوم و د‬

‫ما تبقى من ريقه في فمـه ‪ ..‬ويـردد فزعـاً ‪ :‬أ ـهد أن‬

‫في سبيل ا ‪ ..‬سيتبين لمعاذ إيماني وهو الذي يصهني‬

‫تحير األنصاري وأسامة ‪ ..‬هل أسـلم الرجـل فعـالً ‪..‬‬

‫فما لب وا أياماً ‪ ..‬حتى امي معركة فقاتل فيها الشاب ‪..‬‬

‫ك ـ ــانوا ف ـ ــي س ـ ــاحة ت ـ ــال ‪ ..‬واألم ـ ــور مض ـ ــطربة ‪..‬‬

‫خبروا أن العدو د أتوا ‪ ..‬ما أصنع ‪ ..‬يعني في ال هاد‬ ‫بالنهاع !‬

‫فاستشهد ‪.. ‬‬

‫فلما علم به ‪ .. ‬ال لمعاذ ‪ :‬ما فعل خصمي وخصمع‬ ‫؟ يعني الذي اتهمته يا معاذ بالنهاع ‪..‬‬

‫‪39‬‬

‫ال إله إال ا ‪ ..‬وأ هد أن محمداً عبد ورسوله ‪..‬‬ ‫أم أنها حيلة افتعلها ‪..‬‬

‫يتلهتون حولهم فال يـرون إال أجسـاداً ممز ة‪..‬وأيـدي‬ ‫مقطعة‪ ..‬ـ ـ ــد اخ ـ ـ ــتلط بعض ـ ـ ــها ب ـ ـ ــبعط ‪..‬ال ـ ـ ــدما‬

‫تسيل‪..‬النهوس ترت ف ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الرج ــل ب ــين أي ــديهما ينظ ـ ـران إلي ــه ‪ ..‬ال ب ــد م ــن اإلس ـ ـراع‬

‫باتهــاذ الق ـرار ‪ ..‬فهــي أي لحظــة ــد يــأتي ســهم هــائش أو‬ ‫ير هائش ‪ ..‬فيرديهما تيلين ‪..‬‬

‫يتبـع مــا ســبق أيضـاً هريقـة الكــالم مــع النــاس ونوعيــة‬

‫األحاديث التي ت ار معهم ‪..‬‬

‫فنذا جلسي مع أحد فأرر األحاديث المناسبة له ‪..‬‬

‫لم يكن هناك م ال للتهكير الهادئ ‪..‬‬

‫وهذا من هبيعة البشر ‪ ..‬فاألحاديث التي ت يرها مـع‬

‫وأما أسامة فظن أنها حيلة ‪ ..‬فضربه بالسيف حتى تله ‪..‬‬

‫ومع العالم تهتلف عن ال اهل ‪..‬‬

‫و ف أسـامة بـين يـدي النبـي ‪ .. ‬وحكـى لـه صـة المعركـة‬

‫ال أعن ـي االخــتال التــام ‪ ..‬بحيــث إن القصــة التــي‬

‫كــان صــة المعركــة تحكــي انتصــاراً للمســلمين ‪ ..‬وكــان ‪‬‬

‫التـي تـذكرها للشـاب ال يصـح أن يسـمعها الشـيخ !!‬

‫فأما األنصاري فكف سيهه ‪..‬‬

‫عادوا إلى المدينة تداعب لوبهم نشوة االنتصار ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأخبر بهبر الرجل وما كان منه ‪..‬‬ ‫يستمع مبته اً ‪..‬‬

‫لكن أسامة ال ‪ .. :‬رم تلته ‪..‬‬

‫فتنير النبي ‪ .. ‬و ال ‪ :‬ال ال إله إال ا ‪ ..‬رم تلته ؟!!‬ ‫لي ‪ :‬يا رسـول ا لـم يقلهـا مـن بـل نهسـه ‪ ..‬إنمـا الهـا‬

‫فر ا من السالد ‪..‬‬

‫اب تهتلف عن األحاديث مع الشيخ ‪..‬‬

‫ومع الزوجة تهتلف عن األخي ‪..‬‬ ‫تحكيهــا ل خــي ال يصــح أن تحكيهــا للزوجــة ! أو‬

‫ال ‪..‬‬

‫وإنمـ ــا أعنـ ــي االخـ ــتال اليسـ ــير الـ ــذي يط ـ ـرأ علـ ــى‬

‫أسلوب عرض القصة وربما كيانها كله ‪..‬‬ ‫وبالم ال يتضح المقال ‪..‬‬

‫ل ــو جلس ــي م ــع ض ــيو كب ــار ف ــي الس ــن ج ــاوزت‬

‫فقــال ‪ : ‬ــال ال إلــه إال ا ‪ ..‬رــم تلتــه !! هــال ــققي‬

‫أعمــارهم ال مــانين أ بل ـوا زائ ـرين ل ــدك ‪ ..‬فهــل مــن‬

‫عن لبه حتى تعلم أنه إنما الها فر اً من السالد ‪..‬‬

‫المناســب أن تقــر علــيهم وأنــي ضــاحع مستبشــر‬

‫وجعل ‪ ‬يحد بصر إلـى أسـامة ويكـرر ‪ :‬ـال ال إلـه إال ا‬

‫صــتع لمــا ذهبــي مــع زمالئــع للبــر ؟! وكيــف أن‬

‫رــم تلتــه ‪ !!..‬ــال ال إلــه إال ا رــم تلتــه ‪ !!..‬رــم تلتــه‬

‫فالنـاً س ـ ل هــدفاً أرنــا لعــب الكــرة ‪ ..‬وكيــف ربــي‬ ‫الكــرة برأســه رــم ض ـربها بركبتــه ‪ ..‬ال ــع أنــه ي ــر‬

‫القيامة !!‬

‫مناسب ‪..‬‬

‫‪ !!..‬كي ــف ل ــع ب ــال إل ــه إال ا إذا ج ــا ت تحاج ــع ي ــوم‬ ‫وما زال ‪ ‬يكرر ذلع على أسامة ‪..‬‬

‫ــال أســامة ‪ :‬فمــا زال يكررهــا علــي حتــى وددت أنــي لــم‬

‫أكن أسلمي إال يلمئذ ‪..‬‬

‫وكــذلع لــو تحــدري مــع أههــال صــنار ‪ ..‬مــن ي ــر‬

‫المناسب أن تذكر لهم صصاً تتعلق بتعامـل األزوا‬ ‫مع زوجاتهم ‪..‬‬

‫أ ننا نتهق على ذلع ‪..‬‬

‫رأي ‪..‬‬

‫إذن م ــن أس ــاليب ج ــذب الن ــاس اختي ــار األحادي ــث‬

‫ال تحسب الناس نوعاً واحداً فلهم‬

‫التي يحبونها ‪ ..‬وإرارتها ‪..‬‬

‫هبائع لسي تحصيهن ألوان‬

‫كأب له ولـد متهـوع ‪ ..‬مـن المناسـب أن تسـأله عنـه‬

‫‪ ..‬ألنه بال ع يههر به ويحب أن يذكر دائماً ‪..‬‬

‫‪ .28‬اختر الكالم المناسب ‪..‬‬

‫‪41‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫أو رجل فتح دكاناً وكسب منه أرباحاً ‪ ..‬فمـن المناسـب أن‬

‫جمله نشيطاً سابقاً ‪..‬‬

‫تسـأله عـن دكانـه وإ بــال النـاس عليـه ‪ ..‬ألن هـذا يهرحــه ‪..‬‬

‫التهي ‪ ‬إلى جابر ‪ ..‬وأراد أن يتحدث معه ‪..‬‬

‫و د كان النبي ‪ ‬يراعي ذلع ‪..‬‬

‫جابر ‪..‬‬

‫وبالتالي يحبع ويحب م الستع ‪..‬‬

‫فما هي األحاديث التـي اختارهـا النبـي ‪ ‬لي يرهـا مـع‬

‫فحدي ــه مــع الشــاب يهتلــف عــن حدي ــه مــع الشــيخ ‪ ..‬أو‬

‫جابر كان اباً في أول بابه ‪..‬‬

‫جــابر ب ــن عبــد ا ‪ ‬الص ــحابي ال ليــل ‪ ..‬ت ــل أبــو ف ــي‬

‫وهلب الرزع ‪..‬‬

‫معركـة أحـد ‪ ..‬وخلـف عنـد تســع أخـوات لـيس لهـن عائــل‬

‫ال ‪ : ‬يا جابر ‪ ..‬هل تزوجي ‪..‬؟‬

‫ال يزال في أول بابه ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بكراً ‪ ..‬أم ريباً ‪..‬‬

‫المرأة ‪ ..‬أو الطهل ‪..‬‬

‫ير ‪ ..‬وخلف دينـاً ك يـراً ‪ ..‬علـى هـر هـذا الشـاب الـذي‬

‫هم ــوم الش ــباب ف ــي النال ــب ت ــدور ح ــول ال ــزوا ‪..‬‬

‫ال جابر ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫فكـان جـابر دائمـاً سـاهم الهكـر ‪ ..‬منشـنل البـال بـأمر َدينـه‬

‫ال ‪ :‬بل ريباً ‪..‬‬

‫خــر جــابر مــع النبــي ‪ ‬فــي ــزوة ذات الر ــاع ‪ ..‬وكــان‬

‫‪ ..‬يتزو ريباً ‪..‬‬

‫ي د جـابر مـا يشـتري بـه جمـالً ‪ ..‬فسـبقه النـاس وصـار هـو‬

‫فقـال جــابر ‪ :‬يــا رســول ا ‪ ..‬إن أبــي تــل فــي أحــد‬

‫وأخواته ‪ ..‬والنرما يطالبونه صباحاً ومسا ً ‪..‬‬

‫فع ب النبي ‪ ‬كيف أن اباً بكراً فـي أول زوا لـه‬

‫لشدة فقر على جمل كليـل ضـعيف مـا يكـاد يسـير ‪ ..‬ولـم‬

‫فقال مالههاً ل ابر ‪ :‬هال بكراً تالعبها وتالعبع ‪..‬‬

‫في آخر القافلة ‪..‬‬

‫‪ ..‬وتـ ــرك تسـ ــع أخــ ـوات لـ ــيس لهـ ــن ر ٍاع ي ـ ــري ‪..‬‬ ‫فكرهـ ـ ــي أن أتـ ـ ــزو فتـ ـ ــاة م ـ ـ ـ لهن فتك ـ ـ ــر بيـ ـ ــنهن‬

‫وكــان النب ــي ‪ ‬يســير ف ــي آخــر ال ــيش ‪ ..‬فــأدرك ج ــابراً‬ ‫وجمله يدب به دبيباً ‪ ..‬والناس د سبقو ‪..‬‬

‫الهالفات ‪ ..‬فتزوجي امرأة أكبر مـنهن لتكـون م ـل‬

‫ال ‪ :‬يا رسول ا أبطأ بي جملي هذا ‪..‬‬

‫هذا معنى كالم جابر ‪..‬‬

‫فقال النبي ‪ : ‬أنهه ‪..‬‬

‫رأ النبـي ‪ ‬أن أمامــه ــاب ضـحى بمتعتــه الهاصــة‬

‫فقال النبي ‪ : ‬مالع يا جابر ؟‬

‫فأناخه جابر وأناخ النبي ‪ ‬نا ته ‪..‬‬

‫رــم ــال ‪ :‬أعطنــي العصــا مــن يــدك أو ا طــع لــي عصــا مــن‬ ‫رة ‪..‬فناوله جابر العصا ‪..‬‬

‫َبر َك ال مل على األرض كليالً ضعيهاً ‪..‬‬ ‫فأ بل ‪ ‬إلى ال مل وضربه بالعصا يئاً يسيراً ‪..‬‬ ‫فــنهط ال مــل ي ــري ــد امــت نشــاهاً ‪ ..‬فتعلــق بــه جــابر‬ ‫وركب على هر ‪..‬‬

‫مشى جابر ب انب النبي ‪ .. ‬فرحاً مستبشـراً ‪ ..‬و ـد صـار‬

‫‪41‬‬

‫أمهن ‪..‬‬

‫ألجل أخواته ‪..‬‬

‫فـ ــأراد ‪ ‬أن يمازحـ ــه بكلمـ ــات تصـ ــلح للشـ ــباب ‪..‬‬

‫فقال له ‪:‬‬

‫لعلنــا إذا أ بلنــا إلــى المدينــة أن ننــزل فــي ص ـرار‬

‫و‪24‬‬

‫‪ ..‬فتسمع بنا زوجتع فتهر‪ .‬لع النمارع ‪..‬‬

‫يعنـي وإن كنـي تزوجــي ريبـاً إال أنهــا ال تـزال عروسـاً‬ ‫ته ــرد ب ــع إذا ــدمي وتبس ــط فرا ــها ‪ ..‬وتص ــف‬ ‫) ‪( 24‬‬

‫موضع على بعد ‪5‬كم من املدينة‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فتذكر جابر فقر وفقـر أخواتـه ‪ ..‬فقـال ‪ :‬نمـارع !! وا يـا‬

‫حاله !! ماذا يهعـل بهـذا المـال ؟! أيشـتري بـه جمـالً‬ ‫‪ ..‬أم يبتاع به متاعاً لبيته ‪ ..‬أم ‪..‬‬

‫عليه الوسائد ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬إنه ستكون لكم نمارع إن ا ا ‪..‬‬

‫‪ ..‬خذ ال مل وأعطه جابراً ‪..‬‬

‫فالهي إليه و ال ‪ :‬يا جابر ‪..‬‬

‫به إليه ‪ ..‬تع ب جابر ‪ ..‬هل ألنيي الصهقة ؟!‬

‫رسول ا ما عندنا نمارع ‪..‬‬

‫رم مشيا ‪ ..‬فأراد ‪ ‬أن يهب ل ابر ماالً ‪..‬‬

‫وف أة التهي رسول ا ‪ ‬إلى بالل و ال ‪ :‬يـا بـالل‬ ‫جبذ بالل ال مل ومضى به إلى جابر ‪ ..‬فلما وصـل‬ ‫ال بالل ‪ :‬خذ ال مل يا جابر ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬لبيع يا رسول ا ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬أتبيعني جملع ؟‬

‫ال جابر ‪ :‬ما الهبر !!‪..‬‬

‫تهكــر جــابر فــنذا جملــه هــو رأس مالــه ‪ ..‬هكــذا كــان وهــو‬

‫ـ ــال بـ ــالل ‪ :‬ـ ــد أمرنـ ــي رسـ ــول ا ‪ ‬أن أعطيـ ــع‬

‫لكنه رأ أنه ال م ال لرد هلب رسول ا ‪.. ‬‬

‫فرجــع جــابر إلــى رســول ا ‪ ‬وســأله عــن الهبــر ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬بدرهم !!‬

‫فقال ‪ : ‬أتراني ماكستع خذ جملع ‪..‬‬

‫كليل ضعيف ‪ ..‬فكيف و د صار وياً جلداً !!‬ ‫ال جابر ‪ُ :‬سمه يا رسول ا ‪ ..‬بكم ؟‬

‫ال مل ‪ ..‬والمال ‪..‬‬ ‫أما تريد ال مل !!‬

‫ال جابر ‪ :‬درهم !! تنبنني يا رسول ا ‪..‬‬

‫يعنــي أنــا لــم أكــن أهالبــع بههــط الســعر ألجــل أن‬

‫ال ‪ :‬ال ‪ ..‬تنبنني يا رسول ا ‪..‬‬

‫المال معونة لع على أمورك ‪..‬‬

‫فمــا زاال يتزايــدان حتــى بلنــا بــه أربعــين درهمـاً ‪ ..‬أو يــة مــن‬

‫فما أرفع هذ األخالع ‪ ..‬يهتـار مـا يناسـب الشـاب‬

‫فقال جابر ‪ :‬نعم ‪ ..‬ولكن أ ترق عليع أن أبقى عليه إلـى‬

‫عليه ‪ ..‬لف ذلع باللطف واألدب ‪..‬‬

‫ال ‪ : ‬نعم ‪..‬‬

‫جليبيـب ‪ ..‬مــن خيـار ــباب الصـحابة ‪ ..‬لكنــه كــان‬

‫آخــذ ال مــل وإنمــا ألجــل أن أ ــدر كــم أعطيــع مــن‬

‫فقال ‪ : ‬بدرهمين ‪..‬‬

‫ذهب ‪..‬‬

‫المدينة ‪..‬‬

‫من أحاديث ‪ ..‬رم لما أراد أن يحسـن إليـه ويتصـدع‬

‫وفــي أحــد األيــام ي لــس إلــى النبــي ‪ ‬ــاب اســمه‬

‫فلمــا وصــلوا إلــى المدينــة ‪ ..‬مضــى جــابر إلــى منزلــه وأنــزل‬

‫فقيراً معدماً ‪..‬‬

‫ال مل عند المس د ‪..‬‬

‫جلس يوماً عنـد رسـول ا ‪ .. ‬فمـا هـي األحاديـث‬

‫متاعـه مـن علـى ال مـل ومضـى ليصـلي مـع النبـي ‪ ‬وربـط‬

‫وكان ‪ ‬في وجهه دمامة ‪..‬‬

‫فما خـر النبـي ‪ ‬ـال جـابر ‪ :‬يـا رسـول ا هـذا جملـع‬

‫التــي حــرص النبــي ‪ ‬علــى إرارتهــا معــه ؟ ــاب فــي‬

‫فقال ‪ : ‬يا بالل ‪ ..‬أعط جابراً أربعين درهماً وزد ‪..‬‬ ‫فناول بالل جابراً أربعين درهماً وزاد ‪..‬‬

‫هــل يتحــدث معــه عــن أنســاب العــرب والرفيــع منهــا‬

‫‪..‬‬

‫فحمل جابر المال ومضى به يقلبه بـين يديـه ‪ ..‬متهكـراً فـي‬

‫‪42‬‬

‫ريعان بابه ‪ ..‬أعزب ‪..‬‬

‫والوضيع ؟‬

‫أم يتحدث عن األسواع وأحكام البيوع ؟‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ال ‪ ..‬فهذا اب له نوع خاص مـن األحاديـث يهضـله علـى‬ ‫ير ‪..‬‬

‫أر ــار مع ــه ‪ ‬موض ــوع ال ــزوا والح ــديث حول ــه ‪ ..‬فلطالم ــا‬ ‫هرب الشباب لهذ المواضيع ‪..‬‬

‫رسول ا ‪ .. ‬فننه لن يضيعني ‪..‬‬ ‫فكأنما جلَّي عنهما ‪ ..‬واهمأنا ‪..‬‬

‫فـذهب أبوهـا إلـى النبـي ‪ ‬فقـال ‪ :‬يـا رســول ا ‪..‬‬ ‫فزوجها جليبيباً ‪..‬‬ ‫أنع بها ِّ‬

‫رم عرض عليه رسول ا التزويج ‪..‬‬

‫فزوجها النبي ‪ ‬جليبيباً ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬ير أنع عند ا لسي بكاسد ‪..‬‬

‫وال ت عل عيشهما كداً كداً ‪..‬‬

‫ودعا لها و ـال ‪ :‬اللهـم صـب عليهمـا الهيـر صـباً ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬إذن ت دني كاسداً ‪..‬‬

‫فلم يزل النبي ‪ ‬يتحين الهرص لتزويج جليبيب ‪..‬‬

‫فلـم يمــط علــى زواجــه أيـام ‪ ..‬حتــى خــر النبــي ‪‬‬

‫حتـى جــا رجـل مــن األنصــار يومـاً يعــرض ابنتـه ال يــب علــى‬

‫في زوة ‪ ..‬وخر معه جليبيب ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬نعم يا فالن ‪ ..‬زوجني ابنتع ‪..‬‬

‫بعضاً ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬إني لسي أريدها لنهسي ‪..‬‬

‫نهقد فالناً وفالناً ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ل ليبيب ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬نهقد فالنا وفالنا ‪..‬‬

‫رسول ا ‪ .. ‬ليتزوجها ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ونعمين ‪ ..‬يا رسول ا ‪..‬‬

‫فلم ــا انته ــى القت ــال ‪ ..‬وب ــدأ الن ــاس يتهق ــد بعضـ ــهم‬

‫س ــألهم النب ــي ‪ : ‬ه ــل تهق ــدون م ــن أح ــد ــالوا ‪:‬‬ ‫فسكي ليالً رم ال ‪ :‬هل تهقدون من أحد ؟‬

‫ال ‪ :‬فلمن ؟!‬

‫فسكي رم ال ‪ :‬هل تهقدون من أحد ؟‬

‫ال الرجل متهاجئـاً ‪ :‬جليبيـب !! جليبيـب !! يـا رسـول ا‬

‫الوا ‪ :‬نهقد فالناً وفالناً ‪..‬‬

‫!! حتى استأمر أمها ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ولكني أفقد جليبيباً ‪..‬‬

‫أتى الرجل زوجته فقال ‪ :‬إن رسول ا يهطب ابنتع ‪..‬‬

‫فقــاموا يبح ــون عنــه ‪ ..‬ويطلبونــه فــي القتلــى ‪ ..‬فلــم‬

‫زو رسول ا ‪.. ‬‬ ‫الي ‪ :‬نعم ‪ ..‬ونعمين ‪ِّ ..‬‬ ‫ال ‪ :‬إنه ليس يريدها لنهسه ‪..‬‬

‫ي دو في ساحة القتال ‪..‬‬

‫الي ‪ :‬فلمن ؟‬

‫رم وجدو فـي مكـان ريـب ‪ ..‬إلـى جنـب سـبعة مـن‬

‫ال ‪ :‬يريدها ل ليبيب ‪..‬‬

‫المشركين د تلهم رم تلو ‪..‬‬

‫فتهاجــأت الم ـرأة أن تُــز ابنتهــا إلــى رجــل فقيــر دمــيم ‪..‬‬ ‫فقالــ ــي ‪َ :‬حل َقـ ـ ــى !! ل ليبي ـ ــب ‪..‬؟ ال لعمـ ـ ــر ا ال أزو‬

‫سـبعة رـم تلــو ‪ ..‬تـل ســبعة رـم تلــو ‪ ..‬هـذا منــي‬

‫فا تم أبوها لذلع ‪ ..‬و ام ليأتي رسول ا ‪.. ‬‬

‫رــم حملــه رســول ا ‪ ‬علــى ســاعديه ‪ ..‬وأمــرهم أم‬

‫فصاحي الهتاة من خدرها بأبويها ‪ :‬من خطبني إليكما ؟‬

‫يحهروا له بر ‪..‬‬

‫ال ــي ‪ :‬أت ــردان عل ــى رس ــول ا ‪ ‬أم ــر ؟ ادفع ــاني إل ــى‬

‫سرير ير ساعدي رسول ا ‪.. ‬‬

‫جليبيباً ‪ ..‬و د منعناها فالناً وفالناً ‪..‬‬

‫اال ‪ :‬رسول ا ‪.. ‬‬

‫‪43‬‬

‫فو ــف النبــي ‪ ‬ينظــر إلــى ج تــه ‪ ..‬رــم ــال ‪ :‬تــل‬

‫وأنا منه ‪..‬‬

‫ــال أنــس ‪ :‬فمك نــا نحهــر القب ــر ‪ ..‬وجليبيــب مالــه‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫خنقه وعصر ‪ ..‬حتى يموت بين يديه ‪!!..‬‬

‫حتى حهر له رم وضعه في لحد ‪..‬‬

‫ال أنس ‪ :‬فوا ما كان في األنصار أيم أنهق منها ‪..‬‬

‫أتدري لماذا ؟!‬

‫هكــذا كــان ‪ ‬يهتــار لكــل أحــد مــا يناســبه مــن أحاديــث ‪..‬‬

‫زوجته من أول لقا ‪..‬‬

‫جلس ‪ ‬يوماً مع زوجه عائشة ‪..‬‬

‫معيــداً فــي إحــد الكليــات ‪ ..‬أوصــاني معلــم ــديم‬

‫ألجـل أن يطبــع صــورة الرعــب والهيبـة منــه فــي ذهــن‬

‫أي تسابق الرجال إليها كلهم يهطبها بعد جليبيب ‪..‬‬ ‫حتى ال تمل م السه ‪..‬‬

‫فما األحاديث المناسب إرارتها بين الزوجين ‪..‬؟‬

‫وأذك ــر أن ــي لم ــا تهرج ــي م ــن ال امع ــة ‪ ..‬وتعين ــي‬ ‫ائالً ‪:‬‬

‫هل كلمها عن زو الروم ؟ ونوع األسلحة التي اسـتهدمي‬

‫فــي أول محاضــرة لــع عنــد الطــالب ‪ ُ ..‬ـ َّـد علــيهم‬

‫أم حـ ــدرها عـ ــن فقـ ــر بعـ ــط المسـ ــلمين وحـ ــاجتهم ؟ كـ ــال‬

‫وتهرض وة هصيتع من البداية ‪..‬‬

‫فليسي ع مان !!‬

‫تذكرت هذا ‪ ..‬وأنا أكتب هذا البـاب ‪ ..‬فأيقنـي أن‬

‫في القتال ؟ كال فليسي هي أبو بكر !!‬

‫‪ ..‬وانظــر إلــيهم بعــين حم ـرا !! حتــى يهــافوا منــع‬

‫إنما ال لها بعاههة الزوجية ‪ :‬إني ألعـر إن كانـي راضـية‬

‫م ــن األم ــور المقـ ــررة عن ــد جمي ــع الن ــاس أن اللقـ ــا‬

‫الي ‪ :‬كيف ؟‬

‫الصورة عنع ‪ ..‬وهي ما يسمى بالصورة الذهنية ‪..‬‬

‫عني ‪ ..‬وإذا كني ضبى ‪!! ..‬‬

‫األول فـ ــي النالـ ــب يطب ـ ــع أك ـ ــر مـ ــن ‪ %70‬م ـ ــن‬

‫ــال ‪ :‬إذا كن ــي راض ــية ل ــي ‪ :‬ال ورب محم ــد و ‪.. ‬‬

‫أذكــر أن م موعــة مــن الضــباق ســافروا إلــى أمريكــا‬

‫فقالي ‪ :‬نعم ‪ ..‬وا يا رسول ا ال أه ر إال اسمع ‪..‬‬

‫كاني الدورة في التعامل الو يهي ‪..‬‬

‫وإذا كني ضبى لي ‪ :‬ال ورب إبراهيم و ‪.. ‬‬ ‫فهل نراعي هذا نحن اليوم ؟‬

‫في دورة تدريبية ‪..‬‬

‫في أول يوم ‪ ..‬حضروا إلى القاعة مبكـرين ‪ ..‬جعلـوا‬

‫يتحدرون ‪ ..‬ويتعارفون ‪..‬‬

‫دخل عليهم المدرس ف أة فسكتوا ‪ ..‬فو عـي عـين‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫المدرس على هالب ال يزال متبسماً ‪..‬‬

‫تحدث مع الناس بما يستمتعون هم باستماعه ‪ ..‬ال بما‬

‫فصرخ به ‪ :‬لماذا تضحع ؟‬

‫تستمتع أني بحكايته ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬عذراً ‪ ..‬ما ضحكي ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬بلى تضحع ‪..‬‬

‫‪ .29‬كن لطيهاً عند أول لقا ‪..‬‬

‫انتشــر فــي بعــط أريــا مصــر برهــة مــن الــزمن أن الرجــل‬

‫العروس بيل ليلة عرسه يهبإ في رفته طاً ‪..‬‬

‫فنذا دخل بزوجته إلى مكـان فـرا‪ .‬الزوجيـة ‪ ..‬حـرك كرسـياً‬ ‫ليهــر ذلــع القــط ‪ ..‬فــنذا خــر أ بــل العــروس يســتعرض‬ ‫ـوا أم ــام زوجتــه ‪ ..‬و ــبط عل ــى القــط المس ــكين ‪ ..‬ر ــم‬

‫‪44‬‬

‫رم جعل يلنبـه ‪ :‬أنـي إنسـان يـر جـاد ‪ ..‬المهـروض‬

‫أن تعود ألهلع على أول رحلة هيران ‪ ..‬ال أتشـر‬ ‫بتدريس م لع ‪..‬‬

‫والطالــب المســكين ــد تلــون وجهــه ‪ ..‬وجعــل ينظــر‬

‫إلى مدرسه ‪ ..‬ويلتهي إلـى زمالئـه ‪ ..‬ويحـاول حهـص‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ما تبقى من ما وجهه ‪..‬‬

‫رم تلطف معهم وضحع ليالً ‪..‬‬

‫رم حدع المدرس فيه النظـر عابسـاً وأ ـار إلـى البـاب و ـال‬ ‫‪ :‬أخر ‪..‬‬

‫رم أخذ م موعة جديدة من االستمارات و ال ‪:‬‬

‫مــا دام أن زمــيلكم فاتــه تعبئــة االســتمارة فمــا رأيكــم‬

‫ام الطالب مضطرباً ‪ ..‬وخر ‪..‬‬

‫أن تعبئوها كلكم من جديد ‪..‬‬

‫نظر المدرس إلى بقية الطالب و ال ‪ :‬أنـا الـدكتور فـالن ‪..‬‬

‫ووزع عليهم األوراع ‪..‬‬

‫ولكـ ــن بـ ــل أن أبـ ــدأ الشـ ــرد ‪ ..‬أريـ ــدكم أن تعبئ ـ ـوا هـ ــذ‬

‫فـ ــأخر االسـ ــتمارات التـ ــي عبئوهـ ــا فـ ــي البدايـ ــة ‪..‬‬

‫االستمارة ‪ ..‬دون كتابة االسم ‪..‬‬

‫وأخر األخيرة وجعل يقارن بينها ‪..‬‬

‫سأدرسكم مادة كذا ‪..‬‬

‫ر ــم وزع عل ــيهم اس ــتمارة تقي ــيم للم ــدرس ‪ ..‬فيه ــا خمس ــة‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫فعبئوها وأعادوها إليه ‪..‬‬

‫فــنذا الهانــة الهاصــة بـ ـ ضــعيف فــي التعبئــة األولــى‬

‫كلها مليئة ‪..‬‬

‫‪ .2‬ما رأيع بأخالع مدرسع ؟‬

‫أما ال انية فليس فيها ضعيف وال مقبول ‪ ..‬أبداً ‪..‬‬

‫‪ .3‬هل يقبل الرأي ا خر ؟‬

‫كان ما رأيتم دليالً عمليـاً علـى تـأرير التعامـل السـي‬

‫فضحع و ال لهم ‪:‬‬

‫‪ .2‬ما رأيع بطريقة رحه ؟‬

‫علــى بيئــة العمــل بــين المــدير ومو هيــه ‪ ..‬ومــا فعلتــه‬

‫‪ .4‬ما مد ر بتع في الدراسة لديه مرة أخر ؟‬ ‫‪ .5‬هل تهرد بمقابلته خار المعهد ؟‬

‫بزميلكم كان تم يالً أردت أن أجريه أمامكم ‪ ..‬لكـن‬

‫كان أمام كـل سـلال منهـا ‪ ..‬اختيـارات ‪ :‬ممتـاز ‪ ..‬جيـد ‪..‬‬

‫المسكين صار ضحية ‪..‬‬

‫مقبول ‪ ..‬ضعيف ‪..‬‬

‫فــانظروا كيــف تنيــرت نظ ـرتكم بم ــرد تنيــر تعــاملي‬

‫عبأ لطالب االستمارة وأعادوها إليه ‪..‬‬

‫معكم ‪..‬‬

‫وضــعها جانب ـاً ‪ ..‬وبــدأ يشــرد تــأرير فــن التعامــل فــي ال ــو‬

‫هــذا مــن هبيعــة اإلنســان ‪ ..‬فــال بــد مــن مراعاتــه ‪..‬‬

‫رم ال ‪ :‬أو !‪ ..‬لماذا نحرم زميلكم من االستهادة ‪..‬‬

‫كــان المعلــم األول ‪ ‬يأســر لــوب النــاس م ــن أول‬

‫الو يهي ‪..‬‬

‫فهر إليه ‪ ..‬وصافحه وابتسم له ‪ ..‬وأدخله القاعة ‪..‬‬

‫خاصة مع من تلتقي بهم لمرة واحدة فقط ‪..‬‬ ‫لقا ‪..‬‬

‫رــم ــال ‪ :‬يبــدو أننــي ضــبي عليــع بــل ليــل مــن ي ــر‬

‫بعد فتح مكة ‪ ..‬تمكن اإلسالم ‪..‬‬

‫سـبب حقيقــي ‪ ..‬لكنـي كنــي أعـاني مــن مشـكلة خاصــة ‪..‬‬

‫وبدأت الوفود تتسابق إلـى رسـول ا ‪ ‬فـي المدينـة‬

‫فأنــي هالــب ح ـرير ‪ ..‬يكهــي فــي الداللــة علــى حرصــع‬

‫دم وفد عبـد القـيس ‪ ..‬علـى رسـول ا ‪ .. ‬فلمـا‬

‫أدت بــي أن أصــب ضــبي عليــع ‪ ..‬فأنــا أعتــذر إليــع ‪..‬‬ ‫تركع ألهلع وولدك وم يلك هنا ‪..‬‬

‫أ ـــكرك ‪ ..‬بـــل أ ــكركم جميعـ ـاً علـــى حرصـــكم ‪ ..‬وم ــن‬ ‫أعظم الشر لي أن أدرس م لكم ‪..‬‬

‫‪45‬‬

‫‪..‬‬

‫رآهــم وهــم علــى رحــالهم بــل أن ينزل ـوا ‪ ..‬بــادرهم‬ ‫ائالً ‪:‬‬

‫مرحباً بالقوم ‪ ..‬ير خزايا ‪ ..‬وال ندامى ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فاستبشروا ‪ ..‬وتواربوا من رحـالهم ‪ ..‬وأ بلـوا إليـه يتسـابقون‬

‫فقال ‪ :‬يا فالن ‪ ..‬ما يمنعع أن تصلي معنا ؟‬

‫رم الوا ‪:‬‬

‫فأمر ‪ ‬أن يتيمم بالصعيد ‪ ..‬رم صلى ‪..‬‬

‫للسالم عليه ‪..‬‬

‫يــا رســول ا ‪ ..‬إن بيننــا وبينــع هــذا الحــي مــن المشــركين‬

‫من مضر ‪..‬‬

‫وإنــا ال نصــل إليــع إال ف ــي الشــهر الح ـرام ‪ ..‬حــين يق ــف‬

‫القتال ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أصابتني جنابة ‪ ..‬وال ما ‪..‬‬

‫رم أمر ‪ ‬أصحابه باالرتحال ‪..‬‬

‫وليس معهم ما ‪ ..‬فعطشوا عطشاً ديداً ‪ ..‬ولم‬ ‫يقهوا على بئر وال ما ‪..‬‬ ‫ال عمران بن حصين ‪:‬‬

‫فحــدرنا ب ميــل مــن األمــر ‪ ..‬إن عملنــا بــه دخلنــا ال نــة ‪..‬‬

‫فبينما نحن نسير فنذا نحن بامرأة على بعير ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬آمركم بأربع ‪ ..‬وأنهاكم عن أربع ‪..‬‬

‫فقلنا لها ‪ :‬أين الما ؟!‬

‫آمركم باإليمان با ‪ ..‬وهل تدرون ما اإليمان با ؟‬

‫الي ‪ :‬إنه ال ما ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬ــهادة أن ال إلــه إال ا ‪ ..‬وإ ــام الصــالة ‪ ..‬وإيتــا‬

‫الي ‪ :‬يوم وليلة ‪..‬‬

‫وندعو به من ورا نا ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬ا ورسوله أعلم ‪..‬‬

‫ومعها مزادتان و ربتان ‪..‬‬

‫فقلنا ‪ :‬كم بين أهلع وبين الما ؟‬

‫الزكاة ‪ ..‬وأن تعطوا الهمس من الننائم ‪..‬‬

‫فقلنا ‪ :‬انطلقي إلى رسول ا ‪.. ‬‬

‫وأنهاكم عن أربـع ‪ :‬عـن نبيـذ فـي الـدبا ‪ ..‬والنقيـر والحنـتم‬

‫الي ‪ :‬وما رسول ا ‪!!..‬‬

‫وفي مو ف آخر ‪..‬‬

‫حتى أ بلنا بها إلى النبي ‪.. ‬‬

‫‪ ..‬والمزفي‬

‫و‪25‬‬

‫‪..‬‬

‫فسقناها معنا همعاً أن تدلنا على الما ‪..‬‬

‫كان ‪ ‬مسافراً مع أصحابه ليلة ‪ ..‬فساروا في ليلهم‬ ‫مسيراً هويالً ‪ ..‬حتى إذا كان آخر الليل ‪ ..‬نزلوا في هر‬

‫‪ ..‬ير أنها كي إليه أنها أم أيتام ‪..‬‬

‫فنلبتهم أعينهم حتى هلعي الشمس وارتهعي ‪..‬‬

‫رم جعل ‪ ‬يهرغ من ربتيها في آنيتنا ‪ ..‬فشربنا‬

‫الطريق ليناموا ‪..‬‬

‫فسألها عن الما ‪ ..‬فحدرته بم ل الذي حدرتنا به‬

‫فتناول ‪ ‬مزادتها ‪ ..‬فسمى ا ‪ ..‬ومسح عليها ‪..‬‬

‫فكان أول من استيقص من منامه أبو بكر ‪ ..‬رم استيقص‬

‫عطا اً أربعين رجالً ‪ ..‬حتى روينا ‪..‬‬

‫فقعد أبو بكر عند رأسه ‪ .. ‬ف عل يكبر ويرفع صوته ‪..‬‬

‫رم تركنا ربتيها ‪ ..‬وهما أك ر ما تكون امتال ً ‪..‬‬

‫فنزل وصلى بهم اله ر ‪..‬‬

‫ف مع لها من كسر الهبز والتمر ‪..‬‬

‫فلما انتهى من صالته التهي فرأ رجالً من القوم لم‬ ‫يصل معهم ‪..‬‬

‫فقال لها ‪ :‬اذهبي بهذا معع لعيالع ‪ ..‬واعلمي أنا‬

‫عمر ‪..‬‬

‫حتى استيقص النبي ‪.. ‬‬

‫) ‪ ( 25‬رواه البخاري‬

‫‪46‬‬

‫وم نا كل ربة معنا ‪..‬‬

‫رم ال ‪ : ‬هاتوا ما عندكم ‪ ..‬أي هعام ‪..‬‬

‫لم نرزأك من مائع يئاً ‪ ..‬ير أن ا سقانا ‪..‬‬

‫رم ركبي المرأة بعيرها ‪ ..‬مستبشرة بما حصلي من‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫هعام ‪..‬‬

‫حتى وصلي أهلها ‪ ..‬فقالي ‪ :‬أتيي أسحر الناس ‪ ..‬أو‬

‫هو نبي كما زعموا ‪..‬‬

‫تراعي حال األرض وهبيعتها ‪..‬‬

‫فطريقـة مشـيع علــى األرض الصـلبة ‪ ..‬تهتلـف عــن‬

‫فع ب ومها من صتها مع رسول ا ‪ .. ‬فلم يمر‬

‫هريقت ــع ف ــي المش ــي عل ــى األرض اللين ــة ‪ ..‬فأن ــي‬ ‫حــذر متـ ِّ‬ ‫ـأن فــي األولــى ‪ ..‬بينمــا أنــي مرتــاد مطمــئن‬

‫نعم ‪ ..‬أع بي بتعامله وكرمه معها من أول لقا ‪..‬‬

‫وهكذا الناس ‪..‬‬

‫عليهم زمن حتى أسلمي وأسلموا ‪..‬‬

‫و‪26‬‬

‫وفــي يــوم أ بــل رجــل إلــى رســول ا ‪ .. ‬فســأله م ــاالً ‪..‬‬

‫فأعطا النبي ‪ ‬طيعاً من نم بين جبلين ‪..‬‬ ‫فرجع الرجل إلى ومه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫ــال أنــس ‪ :‬و ــد كــان الرجــل ي ــي إلــى رســول ا ‪ ‬مــا‬

‫يريد إال الدنيا ‪ ..‬فما يمسي حتى يكـون دينـه أحـب إليـه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫‪ ‬واألبيط‬ ‫‪ ‬واألسود‬

‫‪ ‬وبين ذلع‬ ‫‪ ‬والسهل‬ ‫‪ ‬والحزن‬

‫‪ ‬والهبيث‬

‫ا تراد ‪..‬‬

‫‪ ‬والطيب ‪..‬‬

‫أول لقا يطبع ‪ %70‬من الصورة عنع ‪ ..‬فعامل كل‬

‫و‪28‬‬

‫فعند تعاملع مع الناس انتبـه إلـى هـذا – وانتبهـي ‪-‬‬

‫إنسان على أن هذا هو اللقا األول واألخير بينكما ‪..‬‬

‫سوا تعاملي مع ‪:‬‬

‫ريب كأب وأم وزوجة وولد ‪..‬‬

‫‪ .20‬الناس كمعادن األرض ‪..‬‬

‫لو تأملي في الناس لوجدت أن لهـم هبـائع كطبـائع األرض‬ ‫‪..‬‬

‫فمــنم الرفيــق اللــين ‪ ..‬ومــنهم الصــلب الهشــن ‪ ..‬وم ــنهم‬

‫الكريم كـاألرض المنبتـة الكريمـة ‪ ..‬ومـنهم البهيـل كـاألرض‬

‫ال دبا التي ال تمسع ما ً وال تنبي ك ً ‪..‬‬

‫أو بعيد ك ار وزميل وبائع ‪..‬‬

‫ولعلع تالحص أن هبائع الناس تلرر فـيهم حتـى عنـد‬

‫اتهاذ راراتهم ‪..‬‬

‫وحتى تتيقن ذلع ‪ ..‬اعمل هذ الت ربة ‪:‬‬

‫إذا و عــي بينــع وبــين زوجتــع مشــكلة ‪ ..‬فاستشــر‬ ‫أحد زمالئع ممن تعلم أنه صلب خشن ‪ ..‬ل له ‪:‬‬

‫إذن الناس أنواع ‪..‬‬

‫ولــو تأملــي لوجــدت أنــع عنــد تعاملــع مــع أن ـواع األرض‬

‫) ‪( 26‬‬ ‫) ‪( 27‬‬

‫مــن جميــع األرض ف ــا بنــو آدم علــى ــدر األرض‬ ‫‪ ‬األحمر‬

‫الها ة ‪..‬‬

‫وأعز عليه ‪ ..‬من الدنيا وما فيها‬

‫ــال ‪ ‬و إن ا تعــالى خلــق آدم مــن بضــة بضــها‬

‫ف ا منهم ‪:‬‬

‫يــا ــوم ‪ ..‬أســلموا فــنن محمــداً يعطــي عطــا مــن ال يهــا‬

‫و‪27‬‬

‫في ال انية ‪..‬‬

‫رواه مسلم‬ ‫رواه مسلم‬

‫زوجتي ك يرة المشاكل معي ‪ ..‬ليلة االحتـرام لـي ‪..‬‬

‫علي ‪..‬‬ ‫فأ ر َّ‬ ‫) ‪( 28‬‬

‫‪47‬‬

‫رواه أبو داود والرتمذي وقال حسن صحيح‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ك ــأني بـ ــه سـ ــيقول ‪ :‬الح ـ ـريم م ــا يصـ ــلح معهـ ــن إال العـ ــين‬ ‫الحم ـرا !! َّ‬ ‫دع خشــمها ! خــل هصــيتع ويــة عليهــا !!‬

‫ف عه بقوله ‪ :‬أنا تلي تسـعاً وتسـعين نهسـاً ‪ ..‬فهـل‬

‫وبالتالي د ت ور أني ويهـرب عليـع بيتـع بهـذ الكلمـات‬

‫هــذا العاب ــد ‪ ..‬أ ن ــه لــو ت ــل نمل ــة مــن ي ــر ص ــد‬

‫أكمل الت ربة ‪..‬‬

‫جوابه لرجل تل بيد ‪ 99‬نهساً ‪..‬‬

‫كن رجالً !!‬

‫‪..‬‬

‫دخـل هـذا الرجـل علـى العابـد ‪ ..‬و ـف بـين يديـه رــم‬

‫لي من توبة ؟‬

‫لقضــى بقيــة يومــه باكيـ ـاً متأســهاً ‪ ..‬فكيــف س ــيكون‬

‫اذهب إلى صديق آخر تعـر أنـه هـين لـين لطيـف ‪ ..‬و ـل‬

‫ان ــتهط العاب ــد ‪ ..‬ول ــم يتهي ــل ‪ 99‬ج ــة ب ــين يدي ــه‬

‫له ما لي ل ول ‪..‬‬

‫يم لها هذا الرجل الوا ف أمامه ‪..‬‬

‫ست د حتماً أنه يقول ‪ :‬يـا أخـي هـذ أم عيالـع ‪ ..‬ومـا فيـه‬

‫صاد العابد ‪ :‬ال ‪ ..‬ليس لع توبـة ‪ ..‬لـيس لـع توبـة‬

‫زوا يهلـ ــو مـ ــن مشـ ــاكل ‪ ..‬اصـ ــبر عليهـ ــا ‪ ..‬وحـ ــاول أن‬

‫‪..‬‬

‫تتحملهــا ‪ ..‬وهــذ مهمــا صــار فهــي زوجتــع ‪ ..‬و ـريكتع‬

‫وال تع ــب أن يصــدر هــذا ال ـواب مــن عابــد ليــل‬

‫فانظر كيف صارت هبيعة الشـهر تـلرر فـي آرائـه و راراتـه‬

‫هـ ــذا القاتـ ــل لمـ ــا سـ ــمع ال ـ ـواب ‪ ..‬وهـ ــو الرجـ ــل‬

‫‪..‬‬

‫الص ـ ــلب الهش ـ ــن ‪ ..‬ض ـ ــب واحم ـ ــرت عين ـ ــا ‪..‬‬

‫في الحياة ‪..‬‬

‫العلم ‪ ..‬يحكم في األمور بعاههته ‪..‬‬

‫ل ــذلع نه ــى النب ــي ‪ ‬أن يقض ــي القاض ــي ب ــين ارن ــين وه ــو‬

‫وتناول سكينه رم انهـال هعنـاً فـي جسـد العابـد حتـى‬

‫هـذ األمـور ـد تنيــر نهسـيته ‪ ..‬وبالتـالي ــد تـلرر عليـه فــي‬

‫ومضي األيام ‪ ..‬فحدرته نهسه بالتوبة مرة أخر ‪..‬‬

‫كان في األمم السابقة رجل سهاد !! سـهاد ؟! نعـم سـهاد‬

‫رجل عالم ‪..‬‬

‫تل تسعاً وتسعين نهساً ‪..‬‬

‫بــين يديــه فــنذا بــه يــر رج ـالً رزين ـاً يزينــه و ــار العلــم‬

‫عط ش ــان ! أو جوع ــان ! أو ح ــابس لب ــول أو ـ ــائط ! ألن‬ ‫اتهاذ رار في الحكم ‪..‬‬

‫‪ ..‬لــم يقتــل رج ـالً واحــداً وال ارنــين ‪ ..‬وال عشــرة ‪ ..‬وإنمــا‬

‫مز ه ‪ ..‬رم خر رائراً من الصومعة ‪..‬‬

‫فســأل عــن أعلــم أهــل األرض ‪ ..‬فدلــه النــاس علــى‬

‫مضـى يمشـي حتــى دخـل علـى العــالم ‪ ..‬فلمـا و ــف‬

‫ال أدري كيـ ــف ن ـ ــا مـ ــن النـ ــاس وانتقـ ــامهم ‪ ..‬لعلـ ــه كـ ــان‬

‫والهشية ‪..‬‬

‫‪ ..‬أو أنــه كــان يتههــى فــي الب ـراري والمنــارات ‪ ..‬ال أدري‬

‫نهس !! فهل لي من توبة ؟!‬

‫رــم حدرتــه نهســه بالتوبــة ‪ ..‬فســأل عــن أعلــم أهــل األرض‬

‫بينع وبين التوبة ؟!!‬

‫فدلو على عابـد فـي صـومعته ‪ ..‬ال يكـاد يهـارع مصـال ‪..‬‬

‫جـواب رائــع !! فعـالً مــن يحــول بينــه وبــين التوبــة ؟!‬

‫‪..‬‬

‫ان تح ــول بين ــع وب ــين اإلناب ــة إلي ــه واالنكس ــار ب ــين‬

‫مهيهاً جداً إلى درجة أنـه ال أحـد ي ـرؤ علـى اال تـراب منـه‬

‫بالضبط ‪ ..‬المهم أنه ارتكب ‪ 99‬جريمة تل !!‬

‫يمضي و ته ما بين بكا ودعا ‪ ..‬هين لين عاههتـه جيا ـة‬

‫‪48‬‬

‫فأ بل القاتل إليه سائالً بكل جـرأة ‪ :‬إنـي تلـي مائـة‬ ‫فأجابـه العــالم فـوراً ‪ :‬ســبحاااان ا ‪ !!..‬ومـن يحــول‬

‫فالهــالق فــي الســما ال تســتطيع أي ــوة فــي العــالم‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫يديه ‪..‬‬

‫لم يبق لع إال هلقة واحدة – ال ال ة – فنن أو عتهـا‬

‫رــم ــال العــالم الــذي كــان يتهــذ راراتــه بنــا علــى العلــم‬

‫لــم تح ــل ل ــع مراجعته ــا إال بعــد زواجه ــا م ــن آخ ــر‬

‫عاههته وأحاسيسه ‪..‬‬

‫حت ــى ج ــا ني يومـ ـاً متنيـــر الوجـــه و ـــال ‪ :‬ي ــا ـــيخ‬

‫والشــرع ‪ ..‬ال بنــا علــى هبيعتــه ومشــاعر ‪ ..‬أو ــل علــى‬ ‫ال العالم ‪ :‬لكنع بأرض سو ‪..‬‬

‫ع ب ـاً ! كيــف علــم ؟ عــر ذلــع بنــا علــى كبــر ال ــرائم‬ ‫و ل ــة الـ ـ ُـمدافع ل ــه الـ ـ ُـمنكِر علي ــه ‪ ..‬فعل ــم أن البل ــد أصـ ـالً‬ ‫ينتش ــر فيهــا القت ــل والظلــم إل ــى درجــة أن ــه ال أحــد ينتص ــر‬

‫للمظلوم ‪..‬‬

‫وتطليقه لها ‪ ..‬فاتق ا ‪ ..‬وال تهرب بيتع ‪..‬‬ ‫تهاصمنا وهلقتها ال ال ة !!‬

‫وهذا الكالم منه ليس ريباً ‪ ..‬إنمـا النريـب أنـه ـال‬

‫بعـ ــدها ‪ :‬مـ ــا تعـ ــر لـ ــي ـ ــيهاً حبيب ـ ـاً يهتينـ ــي ا ن‬

‫أراجعها !!‬

‫فع بـي منـه ‪ ..‬رـم تأملـي فـي الحـال فاكتشـهي مـا‬

‫ال ‪ :‬إنـع بـأرض سـو ‪ ..‬فاذهـب إلـى بلـد كـذا وكـذا فـنن‬

‫تقـرر بــل ليـل أن ك يـراً مــن النـاس تهتلــف آراؤهــم‬

‫ذهب الرجل يمشي تائبـاً منيبـاً ‪ ..‬فمـات بـل أن يصـل إلـى‬

‫‪..‬‬

‫نزلي مالئكة الرحمة ومالئكة العذاب ‪..‬‬

‫للمــال ‪ ..‬فــال تع ــب إذا رأيتــه يــذل نهســه ألربــاب‬

‫بها وماً يعبدون ا فاعبد ا معهم ‪..‬‬ ‫البلد المقصود ‪..‬‬

‫فأما مالئكة الرحمة فقالي ‪ :‬أ بل تائباً منيباً ‪..‬‬

‫وأما مالئكة العذاب فقالي ‪ :‬لم يعمل خيراً ط ‪..‬‬ ‫فبعــث ا إلــيهم ملك ـاً فــي صــورة رجــل لــيحكم بيــنهم ‪..‬‬

‫– وربما اختيـاراتهم الهقهيـة – تـأرراً بعاههتـه وهبيعتـه‬ ‫وبعــط الن ــاس تعل ــم م ــن هبيعت ــه أن ــه ــديد الح ــب‬

‫األمـوال ‪ ..‬يهمــل أوالد وبيتــه ألجــل جمعــه ‪ ..‬يقتــر‬ ‫علــى مــن يعــول ‪ ..‬ال تع ــب فهــو همــاع ‪ ..‬بــل إن‬

‫اتهاذ لقراراتـه وتبنيـه لقناعاتـه ينبنـي ك يـراً علـى هـذ‬

‫فكــان الحكــم أن يقيس ـوا مــا بــين البلــدين ‪ ..‬بلــد الطاعــة‬

‫الطبيعة ‪ ..‬فـنذا أردت أن تتعامـل معـه أو تطلـب منـه‬

‫وأوحــى ا تعــالى إلــى بلــد الرحمــة أن تقــاربي ‪ ..‬وإلــى بلــد‬

‫للم ــال ‪ ..‬فح ــاول أن ال تع ــارض ه ــذ الطبيع ــة في ــه‬

‫المعصـ ــية أن تباعـ ــدي ‪ ..‬فكـ ــان أ ـ ــرب إلـ ــى بلـ ــد الطاعـ ــة‬

‫حتى تحصل على ما تريد منه ‪..‬‬

‫حتــى المهتــين فــي المســائل الشــرعية ت ــد مــع األســف أن‬

‫نهرض أنع زرت مستشهى و ابلـي مصـادفة صـديقاً‬ ‫ــديماً كــان زمــيالً لــع أيــام ال امعــة ‪ ..‬فدعوتــه إلــى‬

‫ا تد الهال يوماً فطلقها تطليقه ‪ ..‬رم راجعها ‪..‬‬

‫فــذهبي إلــى الســوع وا ــتريي حاجــات رــم رجعــي‬

‫وبلد المعصية ‪ ..‬فنلى أيتهما كان أ رب ‪.‬ز فننه لها ‪..‬‬

‫فأخذته مالئكة الرحمة ‪..‬‬

‫بعضهم تنلبه عاههته أحياناً ‪..‬‬

‫ــيئاً فضــع فــي نهس ــع بــل أن تــتكلم أنــه مح ــب‬

‫وألن األم لة مهاتيح الههوم ‪ ..‬خذ م االً ‪:‬‬

‫أذكر أن أحد جيراني كان ك ير الهالفات مع زوجته ‪..‬‬

‫وليمة دا في بيتع ‪ ..‬فوافق ‪..‬‬

‫رم ا تد أخر ‪ ..‬فطلقها رانية ‪ ..‬رم راجعها ‪..‬‬

‫إلى البيي لتستعد وجعلي تتصل بعدد من زمالئكـم‬

‫وكني كلما ابلته أحـذر وأوصـيه ‪ ..‬وأذكـر بأبنائـه الصـنار‬

‫‪ ..‬وأهمية اعتبارهم والعناية بهم ‪ ..‬وأكرر عليه ‪:‬‬

‫‪49‬‬

‫السـ ـ ــابقين تـ ـ ــدعوهم لمشـ ـ ــاركتكم الوليمـ ـ ــة ورؤيـ ـ ــة‬

‫صــاحبع ‪ ..‬مــن بــين هــلال صــديق ‪ -‬مــن الــبهال‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ال ــذين اس ــتولى ح ــب الم ــال عل ــى لـ ـوبهم ‪ -‬اتص ــلي ب ــه‬

‫يئاً ‪..‬‬

‫ليتنـي أسـتطيع الحضـور ورؤيـة فـالن ‪ ..‬لكنـي مـرتبط بشـنل‬

‫آمن ‪..‬‬

‫هااام ‪ ..‬فبلنه سالمي ‪ ..‬ولعلي أرا في و ي آخر ‪..‬‬

‫وم ــن أ ل ــق علي ــه باب ــه فه ــو آم ــن ‪ ..‬وم ــن دخـ ــل‬

‫فرحب وحيَّا ‪ ..‬فلما أخبرته عن الوليمة ‪ ..‬ـال ‪ :‬آآ ‪ ..‬يـا‬

‫فقــال ‪ " : ‬نعــم ‪ ..‬مــن دخــل دار أبــي ســهيان فهــو‬

‫فأدركي أني من معرفتع بطبيعته أنـه يهشـى أن ي ـي ‪..‬‬

‫المس د فهو آمن ‪..‬‬

‫تكلهه مبلناً و در ‪ !! ..‬وهو يريد التوفير ‪..‬‬

‫نظر إليه رسول ا ‪.. ‬‬

‫فيضــطر إلــى أن يــدعو الضــيف إلــى بيتــه ويصــنع لــه وليمــة‬

‫فقلي له ‪ :‬عموماً هذا الضيف لن يبقـى فـي البلـد سيسـافر‬

‫فلما ذهب أبو سهيان لينصر إلى مكة ‪..‬‬

‫فنذا هو الذي استنهر ريشاً لحربه في بدر ‪..‬‬

‫بعــد النــدا مبا ــرة ‪ ..‬فقــال ‪ :‬آآآ ‪ ..‬إذن ســأؤجل ــنلي‬

‫واستنهرها لحربه في أحد ‪..‬‬

‫وبعــط مــن تهــالطهم مــن النــاس يكــون اجتماعي ـاً أس ـرياً ‪..‬‬

‫وإذا رجل ائد ‪ ..‬د هحنته الحرب وهحنها ‪..‬‬

‫وآتي لرؤيته !!‬

‫رم استنهرها لحربه في الهندع ‪..‬‬

‫يحــب أس ـرته ‪ ..‬ال يصــبر علــى ف ـرا هم ‪ ..‬اهلــب منــه أي‬

‫وإذا هو حديث عهد بنسالم ‪..‬‬

‫ما ال يطيق ‪..‬‬

‫فقال ‪ " : ‬يا عباس ‪..‬‬

‫ي إال أن يبتعد عن أوالد بسـهر أو نحـو ‪ ..‬فـال تكلهـه‬

‫إلى ير ذلع من هبائع الناس ‪..‬‬

‫فأراد رسول ا ‪ ‬أن يريه وة اإلسالم ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬لبيع يا رسول ا ‪..‬‬

‫يع بن ــي بع ــط الن ــاس ال ــذي يملـــع ف ــن اص ــطياد جمي ــع‬

‫ـال ‪ :‬احـبس أبــا سـهيان بمضـيق الـوادي عنـد خطــم‬

‫القلوب ‪..‬‬

‫ال بل حتى تمر به جنود ا فيراها ‪..‬‬

‫فنذا سافر مع بهال ا تصد حتى ال يحرجهم فأحبو ‪..‬‬

‫أي أو هه على هريق ال يش وهو يدخل مكة ‪..‬‬

‫وإن مشــى مــع فكــاهيي ن م ــرحين ضــحع وم ــزد وجــاملهم‬

‫بمضــيق ال ـوادي ‪ ..‬حيــث تتــدفق الكتائــب كالســيل‬

‫فأحبو ‪..‬‬

‫إلى مكة ‪..‬‬

‫وإن جالس عاههيين زاد من نسبة عاههته فأحبو ‪..‬‬

‫يلبس لكل حالة لبوسها ‪ ..‬إما نعيمها وإما بلسها ‪..‬‬

‫وعـد بــذاكرتع لــيالً معــي ‪ ..‬وانظــر إلــى رســول ا ‪ ‬و ــد‬ ‫ُ‬

‫أ بل بالكتائب لهتح مكة ‪..‬‬

‫فهـ ــر العبـ ــاس بـ ــأبي سـ ــهيان ‪ ..‬حتـ ــى و ـ ــف معـ ــه‬

‫وجعلــي الكتائــب تمــر عليــه براياتهــا ‪ ..‬فلمــا م ــرت‬

‫الكتيبة األولى ال ‪ :‬يا عباس من هلال ؟‬ ‫ال العباس ‪ :‬سليم ‪..‬‬

‫كان أبو سهيان د خر إلى النبي ‪ ‬بـل أن يـدخل مكـة‬

‫ال ‪ :‬مالي ولسليم ‪!!..‬‬

‫في صة هويلـة ‪ ..‬الشـاهد منهـا أنـه لمـا أسـلم ـال العبـاس‬

‫ال ‪ :‬يا عباس من هلال ؟‬

‫يا رسول ا ‪ ..‬إن أبا سهيان رجـل يحـب الههـر فاجعـل لـه‬

‫ال ‪ :‬مالي ولمزينة ‪!!..‬‬

‫‪ ..‬فأسلم ‪..‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪51‬‬

‫رم مرت به ال انية ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬مزينة ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫حتى نهدت الكتائب ‪ ..‬وهو ما تمر كتيبـة إال سـأل العبـاس‬

‫في زوة الحديبية ‪..‬‬

‫فنذا أخبر ‪ ..‬ال ‪ :‬مالي ولبني فالن ‪..‬‬

‫واألنصار ومن لحق به من العرب ‪..‬‬

‫حتـ ــى مـ ــر رسـ ــول ا ‪ ‬فـ ــي كتيبتـ ــه الهض ـ ـرا ‪ ..‬وفيهـ ــا‬

‫كانوا ألهاً وأربعمائة ‪..‬‬ ‫ســا وا معهــم الهــد وأحرم ـوا بــالعمرة لــيعلم النــاس‬

‫فقال ‪ :‬سبحان ا يا عباس ! من هلال ؟‬

‫وسـاع ‪ ‬معــه ســبعين مــن اإلبــل ‪ ..‬هــدياً إلــى البيــي‬

‫عنها ‪..‬‬

‫المهــاجرون واألنصــار ‪ ..‬ــد ط ـوا أجســادهم بالحديــد ‪..‬‬

‫فال ير منهم إال عيونهم ‪..‬‬

‫فقال العبـاس ‪ :‬هـذا رسـول ا ‪ ‬فـي المهـاجرين واألنصـار‬ ‫‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬هذا الموت األحمر ‪ ..‬وا ما ألحد بهلال من بـل‬ ‫وال ها ة ‪..‬‬

‫خـ ــر رسـ ــول ا ‪ .. ‬بمـ ــن مع ــه م ـ ـن المهـ ــاجرين‬

‫أنهم إنما خرجوا زائرين لهذا البيي معظمين له ‪..‬‬

‫الحرام ‪..‬‬

‫وصلوا مكة ‪ ..‬فمنعتهم ريش من دخولها ‪..‬‬

‫عسكر النبي ‪ ‬بأصـحابه فـي موضـع اسـمه الحديبيـة‬ ‫‪..‬‬

‫رــم ــال ‪ :‬وا يــا أبــا الهضــل لقــد أصــبح ملــع ابــن أخيــع‬

‫جعلي ريش ترسل إليه الرجل تلـو الرجـل للتهـاوض‬

‫ال العباس ‪ :‬يا أبا سهيان ‪ ..‬إنها النبوة ‪..‬‬

‫فبع وا إليه أوالً مكرز بن حهر ‪..‬‬

‫فلمــا ت ــاوزتهم الهيــل ‪ ..‬صــاد بــه العبــاس ‪ ..‬الن ــا َ إلــى‬

‫وال مي اع ‪ ..‬بل هو فاجر ادر ‪..‬‬

‫فمضى أبو سهيان سريعاً إلى مكة ‪..‬‬

‫فلمـا رآ رسـول ا ‪ ‬مقـبالً ـال ‪ :‬هـذا رجـل ـادر‬ ‫‪..‬‬

‫يا معشر ريش ‪ ..‬هذا محمد د جـا كم فيمـا ال بـل لكـم‬

‫لم له ‪..‬‬

‫عظيماً !‬

‫معه ‪..‬‬

‫فقال أبو سهيان ‪ :‬فنعم إذن ‪..‬‬ ‫ومع ‪..‬‬

‫وجعل يصرخ بأعلى صوته ‪:‬‬

‫به ‪ ..‬فمن دخل دار أبي سهيان فهو آمن ‪..‬‬

‫كــان مكــرز رجـالً مــن ـريش ‪ ..‬لكنــه ال يلتــزم بعهــد‬

‫فلمــا انتهــى إلــى رســول ا ‪ .. ‬كلمــه بمــا يصــلح‬

‫وأخبر أنه مـا جـا يريـد حربـاً ‪ ..‬إنمـا جـا معتمـراً ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬اتلع ا ! وما تنني عنا دارك ؟‬

‫ــال ‪ :‬وم ــن أ لـ ــق علي ــه باب ــه فهـ ــو آم ــن ‪ ..‬وم ــن دخـ ــل‬

‫المس د فهو آمن ‪..‬‬

‫ولم يكتب معه عهداً ألنه يعلم أنه لـيس أهـالً لـذلع‬

‫‪..‬‬

‫رجع مكرز إلى ريش فأخبرهم ‪..‬‬

‫فتهرع الناس إلى دورهم وإلى المس د ‪..‬‬

‫فبع وا حليس بن علقمة ‪ ..‬سيد األحابيش ‪..‬‬

‫فلله در نبيه ‪ ‬كيف أرر في نهس أبي سهيان بما يصلح لـه‬

‫وكان األحابيش ـوم مـن العـرب سـكنوا مكـة تعظيمـاً‬ ‫للحرم وعناية بالكعبة ‪..‬‬

‫بل أن تتكلم معه ‪ ..‬فنن معرفة هبيعته ‪ ..‬وماذا يناسـبه ‪..‬‬

‫إن هـذا مـن ـوم يتـألهون ‪.‬ز أي يتعبـدون ‪ ..‬فـابع وا‬

‫‪..‬‬

‫وممــا يحســن ههنــا ‪ ..‬أن تعــر هبيعــة الشــهر ونهســيته‬ ‫يهيدك عند التعامل أو الكالم معه ‪..‬‬

‫‪51‬‬

‫فلما رآ رسول ا ‪ ‬ال ‪:‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الهدي في وجهه حتى يرا ‪..‬‬

‫فلمــا رأ الهــدي مــن إبــل و ــنم ‪ ..‬تســيل عليــه مــن عــرض‬

‫بيضتع لتهضها بهم ؟‬

‫إنهــا ـريش ‪ ..‬ــد خرجــي معهــا العــوذ المطافيــل ‪..‬‬

‫الوادي في الئد وحباله مربوهاً مهيئاً ليذبح في الحرم ‪..‬‬ ‫ــد أ كــل أوبــار مــن هــول الحــبس عــن محلــه ‪ ..‬ــد أضــنا‬

‫يعاهــدون ا ال تــدخلها علــيهم عنــوة أبــداً ‪ ..‬وأيــم‬

‫لم ــا رأ س ــيد األح ــابيش ذلـــع ‪ ..‬ان ــتهط ‪ ..‬ول ــم يقاب ــل‬

‫وكان أبو بكر خلف النبي ‪ .. ‬وا هاً ‪..‬‬

‫عن البيي الحرام !!‬

‫ننكشف عنه ؟‬

‫ال وع والعطش ‪..‬‬

‫رســول ا ‪ ‬إعظام ـاً لمــا رأ ‪ ..‬وكيــف يمنــع المعتمــرون‬

‫د لبسوا جلود النمور ‪..‬‬

‫ا لكأني بهلال د انكشهوا عنع داً ‪..‬‬

‫فقـ ــال أبـ ــو بكـ ــر ‪ :‬امصـ ــر بظـ ــر الـ ــالت ! أنحـ ــن‬

‫رجـع إلــى ـريش ‪ ..‬فقــال لهــم ذلــع ‪ ..‬فقــالوا لــه ‪ :‬اجلــس‬

‫تهاجـأ ملــع ومــه بهــذا ال ـواب ‪ ..‬فلــم يتعــود علــى‬

‫فنضب الحليس ‪ ..‬و ال ‪:‬‬

‫كهذ تههط ما في رأسه من كبريا ‪..‬‬

‫فننما أني أعرابي ال علم لع ‪..‬‬

‫م لــه ‪ ..‬لكنــه فــي الحقيقــة كــان يحتــا إلــى جرعــة‬

‫يا معشر ريش ‪ ..‬وا مـا علـى هـذا حالهنـاكم ‪ ..‬وال علـى‬

‫فقال عروة متأرراً ‪ :‬من هذا يا محمد ؟‬

‫أيصد عن بيي ا من جا معظماً له ؟‬

‫ــال ‪ :‬أمــا وا لــوال يــد كانــي لــع عنــدي لكهأتــع‬

‫هذا عاهدناكم ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬هذا ابن أبي حافة ‪..‬‬

‫والـذي نهــس الحلــيس بيـد ‪ ..‬لــتهلن بــين محمـد وبــين مــا‬

‫بها ‪ ..‬ولكن هذ بهذ ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫‪..‬ويلمــس لحيــة النبــي ‪ ..‬والمنيــرة بــن ــعبة ال قهــي‬

‫جا له من العمرة ‪ ..‬أو ألنهرن باألحـايش نهـرة رجـل واحـد‬

‫وجعل عروة يلين العبارات بعدها ‪ ..‬ويكلـم النبـي ‪‬‬

‫الوا ‪َ :‬مه ‪ُ ..‬ك َّ‬ ‫ـف عنـا ‪ ..‬حتـى نأخـذ ألنهسـنا مـا نرضـى بـه‬

‫وا ــف ورا رأس رس ــول ا ‪ .. ‬ــد ط ــى وجه ــه‬

‫رــم أرادوا ‪ ..‬أن يبع ــوا رج ـالً ــريهاً ‪ ..‬فاختــاروا عــروة ب ــن‬ ‫مسعود ال قهي ‪..‬‬

‫فكـان كلمــا ــرب عــروة يـد مــن لحيــة رســول ا ‪‬‬

‫‪..‬‬

‫الحديد ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫فقــال ‪ :‬يــا معشــر ـريش إنــي ــد رأيــي مــا يلقــى مــنكم مــن‬

‫رعها عبة بطر السيف ‪..‬‬

‫‪ ..‬و د عرفتم أنكم والد وأني ولد ‪..‬‬

‫فلمــا مــدها ال ال ــة ‪ ..‬ــال ــعبة ‪ :‬اكهــف يــدك عــن‬

‫بع تمو إلى محمد إذ جـا كم ‪ ..‬مـن التعنيـف وسـو اللهـص‬ ‫الوا ‪ :‬صد ي ما أني عندنا بمتهم ‪..‬‬

‫رم يمدها رانية ‪ ..‬فيقرعها عبة بطر السيف ‪..‬‬ ‫وجــه رســول ا ‪ ‬بــل أال تصــل إليــع يــدك ‪ ..‬أي‬

‫فهـر عــروة ‪ ..‬وكــان ملكـاً فــي ومــه ‪ ..‬لـه ــر ومكانــة‬ ‫‪ ..‬وله ترفع على الناس ‪..‬‬

‫فقال عروة ‪ :‬ويحع ما أفظع وأ لظع ! ومـن هـذا‬

‫يــا محمــد !! أجمعــي أو ــاب النــاس رــم جئــي بهــم إلــى‬

‫فتبسم رسول ا ‪ .. ‬و ال ‪..‬‬

‫فلما أتى رسول ا ‪ ‬جلس بين يديه رم ال ‪:‬‬

‫‪52‬‬

‫أ طعها !!‬

‫يا محمد ؟‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فمــنهم مــن أ مــط عينيــه ف ــأة وكأنــه يــر ال ريمــة‬

‫هذا ابن أخيع المنيرة بن عبة ال قهي ‪..‬‬

‫فقال عروة ‪ :‬أي در وهل سلي سوأتع إال باألمس !‬

‫أمامه ‪..‬‬

‫فاسمع ما ال ‪:‬‬

‫ومنهم من كان يسـتمع دون أدنـى تـأرر وكأنـه ينصـي‬

‫ومنهم من بكى ‪..‬‬

‫رم ام عروة من عند النبي ‪ .. ‬وعاد إلى ريش ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬يــا معشــر ـريش ‪ ..‬وا لقــد رأيــي كســر و يصــر‬

‫والن ا ي ‪ ..‬وا ما رأيي ملكاً يعظمه أصحابه كمـا يعظـم‬

‫أصحاب محمد محمداً ‪..‬‬

‫إلى حكاية ما بل النوم !!‬

‫ــل م ــل ذلــع لــو عرضــي صــة حمــزة ‪ ‬لمــا و ــع‬ ‫هيداً في معركة أحد ‪ ..‬وكيف قوا بطنـه فـأخرجوا‬

‫فو ع في لب ريش من الرهبة ما لم يقع من بل ‪..‬‬

‫كبد ‪ ..‬و طعوا أذنيه ‪ ..‬وجدعوا أنهـه ‪ ..‬وهـو سـيد‬

‫فمضـى يمشــي إلــى رســول ا ‪ .. ‬فلمــا رآ رســول ا ‪‬‬

‫وعموماً ‪..‬‬

‫هـ ــذا جانـ ــب مـ ــن معرفتـ ــه ‪ ‬ألن ـ ـواع النـ ــاس ‪ ..‬واسـ ــتعمال‬

‫بيــنهم لــيص بــي ‪ !!..‬ال يحســن ضــبط عباراتــه ‪..‬‬

‫وهــذ األن ـواع م ــن هبــاع الن ــاس تالحظهــا حت ــى فــي إلق ــا‬

‫أذك ــر أن رجـ ـالً م ــن ه ــذا الص ــنف جل ــس م ــرة فـــي‬

‫ويمكنع أن تشاهد دليل ذلع بنهسع ‪..‬‬

‫البــائعين ‪ ..‬فقــال فــي معــرض حدي ــه ‪ :‬وهــذا البــائع‬

‫حاول أن تلقي صة مبكية أمـام جمـع مـن النـاس ‪ ..‬وانظـر‬

‫ضــهم جــداً كأنــه حمــار ‪ ..‬رــم ــال ‪ :‬يشــبه خالــد !!‬

‫أذكر أني ألقيي يوماً خطبة ضـمنتها صـة مقتـل عمـر ‪.. ‬‬

‫فال أدري كيف صار يشبه خالداً ‪ ..‬وهو كأنـه حمـار‬

‫فأرسلي ريش سهيل بن عمرو ‪..‬‬

‫‪ ..‬ال ‪ :‬سهل أمركم ‪ ..‬رم كتبوا بينهم صلح الحديبية ‪..‬‬ ‫المهتاد المناسب في التعامل مع كل أحد ‪..‬‬ ‫الكلمات أو السواليف معهم ‪..‬‬

‫الشهدا وأسد ا ورسوله ‪..‬‬

‫علمتني الحياة أن الناس ال يهلون من أن يوجـد مـن‬ ‫وال م املة السامعين ‪..‬‬

‫م ل ــس ع ــام ‪ ..‬ف ــذكر ص ــة و ع ــي ل ــه م ــع أح ــد‬

‫إلى أنواع تأررهم ‪..‬‬

‫ولما وصـلي إلـى كيهيـة هعـن أبـي لللـلة الم وسـي لعمـر ‪‬‬ ‫‪ ..‬لي – بصوت ٍ‬ ‫عال ‪: -‬‬

‫وأ ار إلى رجل ب انبه !!‬

‫!!‬

‫و بل الهتام ‪ ..‬هنا سلال كبير ‪..‬‬

‫وف أة خر أبو للللة من المحراب على عمـر ‪ ..‬رـم هعنـه‬

‫هــل يمكنــع تنييــر هباعــع لتتناســب مــع هبــاع مــن‬

‫و عي األولى في صدر‬

‫نعـ ــم ‪ ..‬كـ ــان عمـ ــر ‪ ‬مشـ ــهوراً بـ ــين النـ ــاس بقوتـ ــه‬

‫رم است مع وته وهعن بالهن ر تحي سرته ‪..‬‬

‫وفــي يــوم مــن األيــام ‪ ..‬اختلــف رجــل مــع زوجتــه ‪..‬‬

‫رم جررررر الهن ر حتى خرجي بعط أمعائه ‪..‬‬

‫وجا يسأل عمر كيف يتعامل معها ‪..‬‬

‫رالث هعنات ‪..‬‬

‫وال انية في بطنه ‪..‬‬

‫تهالطه ‪..‬؟‬ ‫وصرامته ‪..‬‬

‫ـي وأنــا أنظــر فــي الوجــو أن النــاس تنوعــوا فــي كيهيــة‬ ‫الحظـ ُ‬

‫تأررهم ‪..‬‬

‫‪53‬‬

‫فلمــا و ــف عنــد بيــي عمــر وكــاد أن يط ــرع البــاب‬

‫سـمع زوجــة عمـر تصــرخ بــه ‪ ..‬وعمـر ســاكي ‪ ..‬لــم‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫يصرخ ‪ ..‬لم يضرب ‪..‬‬

‫وأول م ــا اس ــتقر عل ــى كرس ــيه فاج ــأهم بقول ــه ‪ :‬ك ــل‬

‫فولى الرجل هر للباب وكر راجعاً متع باً ‪..‬‬ ‫أحـس عمــر بصــوت عنــد البــاب فهــر ونــاد الرجــل ‪.. :‬‬

‫واحد يضع كتابه جانباً ويهر ور ة و لماً !!‬ ‫الوا ‪ :‬لماذا يا أستاذ ؟!‬

‫ما خبرك ؟‬

‫ال ‪ :‬اختبار ‪ ..‬اختبار مهاجإ ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬ي ــا أمي ــر الم ــلمنين ‪ ..‬جئ ــي أ ــتكي إلي ــع امرأت ــي‬

‫بــدأ الطــالب بنــوع مــن التــذمر ينهــذون مــا هلــب ‪..‬‬

‫فق ــال عم ــر ‪ :‬ي ــا رجـ ــل إنه ــا امرأت ــي ‪ ..‬حليل ــة فرا ـ ــي ‪..‬‬

‫كان مـن بيـنهم هالـب كبيـر ال سـم صـنير العقـل ‪..‬‬

‫وصــانعة هعــامي ‪ ..‬و اســلة ريــابي ‪ ..‬أفــال أصــبر منهــا علــى‬

‫مش ــاكس ك ي ــر المش ــاكل سـ ـريع النض ــب مته ــور ‪..‬‬

‫وعموماً ‪ :‬بعط الناس ال عال له فال بـد مـن التكيـف معـه‬

‫يا أستاذ ‪ ..‬ال نريد أن نهتبر ‪ ..‬نحـن بالكـاد ن يـب‬

‫فسمعي امرأتع تصرخ بع !!‬

‫بعط السو ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫ويتهامسون باستيا ‪..‬‬

‫صاد بأستاذ ‪:‬‬

‫ونحن مذاكرون ‪ ..‬با كيف إذا كنا ما ذاكرنا ؟!!‬

‫يشتكي إل َّـي بعـط النـاس مـن ـدة ضـب أبيـه ‪ ..‬أو بهـل‬

‫الها الطالب بنبرة حادة ‪..‬‬

‫رض عليــه بعــط هـرع العــال فيهيــدني أنـه جربهــا كلهــا‬ ‫فـأَع ُ‬

‫تهتبــر صــباً عنــع ‪ ..‬فــاهم ؟! إذا مــا هــو عاجبــع‬

‫فمــا الحــل ‪..‬؟! الحــل أن يصــبر علــى أخال هــم ‪ ..‬وينمـ َـر‬ ‫سنِها ‪ ..‬ويتكيـف مـع وا عـه ـدر‬ ‫سي أخال هم في بحر َح َ‬ ‫المستطاع ‪..‬‬

‫رار الطالب ‪ ..‬وصاد ‪ :‬أني اللي تطلع بَـرا ‪..‬‬

‫زوجته ‪ ..‬أو ‪..‬‬ ‫ولم تنهع ‪..‬‬

‫فبعط المشاكل ليس لها حل ‪..‬‬

‫رار المدرس وهـا ‪ ..‬و ـال ‪ :‬مـا هـو علـى كيهـع ‪..‬‬ ‫اهلع بَـرا !!!‬

‫توجــه المــدرس إلــى الطالــب وهــو يصــيح ويــردد ‪ :‬يــا‬ ‫لي ــل األدب ‪ ..‬ي ــا ع ــديم التربي ــة ‪ ..‬ي ــا ‪ ..‬ويقت ــرب‬

‫أك ر وأك ر ‪..‬‬

‫نهط الطالب وا هاً ‪ ..‬رم ‪..‬‬

‫كان ما كان مما لسي أذكر‬

‫نتي ة ‪..‬‬

‫معرفتع بطبيعة الشهر الذي تهالطه ت علع ادراً على‬ ‫كسب محبته ‪..‬‬

‫تسأل عن الهبر!!‬

‫فظن راً ‪ ،‬وال‬

‫وصل األمر إلى إدارة المدرسة ‪ ..‬عو ب الطالب‬ ‫بهصم درجتين وكتابة تعهد بالتزام األدب ‪..‬‬

‫أمـ ــا المـ ــدرس فصـ ــار حـ ــديث القاصـ ــي والـ ــداني ‪..‬‬

‫‪ .22‬أستاذ الرياضيات ‪..‬‬

‫كــان يــدرس مــادة الرياضــيات لطــالب المرحلــة ال انويــة ‪..‬‬

‫الســنة األخي ــرة ‪ ..‬كــان يالحــص علــى عــدد مــنهم اإلهمــال‬

‫وعدم المتابعة ‪ ..‬فأراد أن يلدبهم ‪..‬‬

‫وأصــبح مضــرب األم ــال ‪ ..‬وم ــار أحاديــث الطــالب‬ ‫ف ــي ك ــل المدرس ــة ‪ ..‬يمش ــي ف ــي ممراته ــا ويس ــمع‬

‫التعليق ــات والهمس ــات ‪ ..‬حت ــى انتق ــل بع ــدها إل ــى‬

‫مدرسة أخر ‪..‬‬

‫دخل عليهم يوماً ‪..‬‬

‫‪54‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫بينم ــا م ــدرس آخ ــر و ــع ل ــه المو ــف نهس ــه لكن ــه أحس ــن‬

‫بالنار يزدها رراً واحتداماً ‪..‬‬

‫دخل على هالبه ‪ ..‬وفاجأهم بقوله ‪ :‬أخر ور ـة و لمـاً ‪..‬‬

‫– دائماً – ببرود ‪ ..‬ال تستقيم له األمور ‪..‬‬

‫وكـان مــن بيــنهم هالــب كــذاك الطالــب ‪ ..‬صــاد ‪ :‬يــا أســتاذ‬

‫فقد سئل معاوية ‪ ‬كيف اسـتطعي أن تحكـم النـاس‬

‫كــان الم ــدرس ج ــبالً يح ــس ب قــل الرج ــل الت ــي يح ــاول أن‬

‫سنة ؟‬

‫التصر معه ‪..‬‬

‫اختبار مهاجإ ‪..‬‬

‫!! ما هو على كيهع ‪..‬‬

‫يصعد عليه !!‪ ..‬يههم أن العصبي ال يقابل بعصبية ‪..‬‬

‫وفي ال هة المقابلة ت د أحيانـاً أن مـن يقابـل البـرود‬ ‫فليكن رابطع مع الناس عرة معاوية ‪..‬‬

‫أمي ـراً عشــرين ســنة ‪ ..‬رــم تحكمهــم خليهــة عش ـرين‬ ‫فقــال ‪ :‬جعلــي بينــي وبيــنهم ــعرة ‪ ..‬أحــد هرفيهــا‬

‫ابتسم ونظـر إلـى الطالـب و ـال ‪ :‬يعنـي يـا خالـد مـا تريـد أن‬

‫فــي يــدي وا خــر فــي أيــديهم ‪ ..‬فــنذا ــدوها مــن‬

‫فقال ‪ -‬صارخاً ‪ : -‬ال ‪..‬‬

‫أرخوا من جهتهم ددت من جهتي ‪..‬‬

‫تهتبر ؟‬

‫جهــتهم أرخيــي مــن جهتــي حتــى ال تنقطــع ‪ ..‬وإذا‬

‫فقــال المــدرس بكــل هــدوووو ‪ :‬خــالص ‪ ..‬اللــي مــا يريــد‬

‫صدع رضي ا عنه ‪ ..‬ما أحكمه !!‬ ‫أ ن من المسلَّمات في حياتنـا أنـه ال يمكـن أن يهنـأ‬

‫اكتب ـ ـوا يـ ــا ـ ــباب ‪ :‬الس ـ ـلال األول ‪ :‬أوجـ ــد نتي ـ ــة هـ ــذ‬

‫بــالعيش زوجــان كالهمــا عصــبي ضــوب ‪ ..‬كمــا ال‬

‫يهتبر نتعامل معه بالنظام ‪..‬‬ ‫المعادلـ ـ ـ ــة ‪ :‬س ‪ +‬ص‬

‫األسئلة ‪..‬‬

‫ع ‪ .. 25 +‬ومضـ ـ ـ ــى يسـ ـ ـ ــوع‬

‫يمكن أن تطول عال ة صاحبين كالهما كذلع ‪..‬‬

‫أذكــر أنــي ألقيــي محاضــرة فــي أحــد الس ـ ون ‪..‬‬

‫لــم يصــبر الطالــب المش ــاكس و ــال ‪ :‬أ ولــع مــا أري ــد أن‬

‫وكان ـدري أن تكـون المحاضـرة فـي العنبـر الهـاص‬

‫وه ـ ــل ألزمت ـ ــع أن تهتب ـ ــر ‪ ..‬أن ـ ــي رج ـ ــل ومس ـ ــئول ع ـ ــن‬

‫‪ ..‬تهر وا إلى مهاجعهم وأ بل إلـي أحـدهم ـاكراً ‪..‬‬

‫أختب ــر ‪ ..‬نظ ــر إليــه الم ــدرس وابتســم بهــدووو ‪ ..‬و ــال ‪:‬‬ ‫تصرفاتع ‪..‬‬

‫بمرتكبي جـرائم القتـل ‪ ..‬لمـا انتهيـي مـن محاضـرتي‬ ‫وعرفنــي بنهســه وأنــه المســئول عــن األنشــطة ال قافيــة‬

‫لم ي د الطالب مـا ي يـر ضـبه أك ـر ‪ ..‬فهـدأ وأخـر ور ـة‬

‫في العنبر ‪..‬‬

‫محاسبته على سو أدبه عن هريق إدارة المدرسة ‪..‬‬

‫هلال ‪..‬‬

‫و لماً ‪ ..‬وبدأ يكتب األسئلة مع زمالئـه ‪ ..‬رـم بعـدها تمـي‬

‫ســألته عــن ســبب ارتكــاب جريمــة القتــل عنــد أك ــر‬

‫تذكرت هذ المهار ة في القدرة على التعامـل مـع الموا ـف‬

‫فقـ ــال ‪ :‬النضـ ــب ‪ ..‬النضـ ــب ‪ ..‬وا يـ ــا ـ ــيخ إن‬

‫‪..‬‬

‫عامل في بقالة أو محطة و ود ‪..‬‬

‫وأنا أتأمل في مهـارات النـاس علـى إذكـا النيـران وإخمادهـا‬ ‫فالتعامــل مــع العصــبي بعصــبية يــلدي إلــى ته ــر المو ــف‬

‫واحتدام الهال ‪..‬‬

‫فمــن األمــور المســلمة عنــد العقــال ‪ ..‬أن مــن يال ــي النــار‬

‫‪55‬‬

‫بعضهم تـل ألجـل حهنـة ريـاالت تهاصـم عليهـا مـع‬

‫تـ ــذكرت عنـ ــدها ـ ــول النب ـ ـي ‪ : ‬و لـ ــيس الشـ ــديد‬

‫بالصـ َـرعَة ‪ ..‬إنمــا الشــديد ال ــذي يملــع نهســه عن ــد‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬ ‫و‪29‬‬

‫النضب‬

‫‪..‬‬

‫نعم لـيس البطـل هـو ـوي البـدن الـذي مـا يصـارع أحـداً إال‬

‫بك ييييـ ــر – ف ـ ـزاد سـ ــرعة سـ ــيارته ‪ ..‬وأخـ ــذ يصـ ــرخ‬ ‫ويزم ــر ‪ ..‬ويشــير لهــم بأض ـوا الســيارة م ـراراً حتــى‬

‫لبه ‪ ..‬ال ‪ ..‬فلو كان هـذا هـو مقيـاس البطولـة ألصـبحي‬

‫تو هـوا ‪ ..‬فـألقى ترتـه جانبـاً ‪ ..‬وتنـاول طعـة حديــد‬

‫إنم ــا البط ــل ه ــو العا ــل ال ــذي يعـ ــر كي ــف يتعام ــل م ــع‬

‫الحاج ــة ‪ .. -‬ون ــزل م ــن الس ــيارة متوجهـ ـاً إل ــيهم ‪..‬‬ ‫والنضب ٍ‬ ‫باد عليه و طعة الحديد في يد ‪..‬‬

‫الحيوانات والوحو‪ .‬أفهر من ا دميين ‪..‬‬

‫الموا ــف بمهــارة ‪ ..‬يتعامــل مــع زوجتــه ‪ ..‬أوالد ‪ ..‬مــدير‬

‫‪ ..‬زمالئه ‪ ..‬دون أن يهقدهم ‪..‬‬

‫وفي الحديث ‪ :‬ال يقضي القاضي وهو ضبان‬

‫و‪30‬‬

‫‪..‬‬

‫‪ -‬هي في األصل مهـع لهـتح برا ـي الع ـالت عنـد‬

‫فــنذا بالســيارة المقابلــة ينــزل منهــا رالرــة ــباب ــد‬

‫ض ــا ي مالبس ــهم بعض ــالتهم ‪ ..‬وتباع ــدت أي ــديهم‬

‫وأم ــر ‪ ‬بتــدريب الــنهس علــى الحلــم فقــال ‪ :‬إنمــا الحل ــم‬

‫عن جنوبهم من عرض أكتافهم ‪..‬‬

‫نعــم بــالتحلم ‪ ..‬يعنــي عنــد كظــم النضــب فــي المــرة األولــى‬

‫تهيأ للقتال !!‬

‫ال ال ــة إذا كظمــي ضــبع ســتتعب ‪ %80‬وهكــذا حتــى‬

‫إليه وإلى ما في يد ‪..‬‬

‫بالتحلم‬

‫و‪32‬‬

‫‪..‬‬

‫ستتعب ‪ %200‬ولكن في ال انية ستتعب ‪ %90‬رـم فـي‬ ‫تتدرب ويصبح الحلم والهدو عندك هبيعة ‪..‬‬

‫أ بلـ ـوا يركض ــون بانهع ــال إل ــى ص ــاحبنا ‪ ..‬و ــد رأو‬ ‫فلمــا رآهــم انــتهط ‪ ..‬و ــر بريقــه ‪ ..‬وهــم ينظــرون‬ ‫فلمــا الحــص أنهــم يحــدون النظــر إلــى طعــة الحديــد‬

‫ومن هرائف صر النضب أنـي ذهبـي يومـاً لمدينـة أملـج‬

‫‪ ..‬رفعها برفق و ال ‪:‬‬

‫كـ ــان م ـ ــن بـ ــين الحاضـ ـ ـرين ـ ــاب س ـ ـريع النض ـ ــب ر ـ ــائر‬

‫منكم ‪!! ..‬‬

‫هـذا الشــاب ســافر مــرة بســيارته ولــم يكــن مســتع الً فكــان‬

‫وهو يشير بيد إليهم مودعاً ‪!!..‬‬

‫و ‪300‬ك جنوب جدة إللقا محاضرة ‪..‬‬ ‫األعصاب جداً ‪..‬‬

‫يمشــي بــبط ‪ ..‬كــان ورا ســيارة مســرعة تريــد أن يهســح‬

‫عه ـ ـواً ‪ ..‬أردت أن أنـ ــبهكم إلـ ــى أن هـ ــذ سـ ــقطي‬ ‫فتناولهــا أحــدهم بانهع ــال ‪ ..‬وول ـوا إلــى س ــيارتهم ‪..‬‬

‫لهـا الطريـق ‪ ..‬وهــو يـزداد بطئـاً ويشـير لهــم بيـد أن خههــوا‬

‫معادلة ‪..‬‬

‫السرعة ‪..‬‬

‫عصبي ‪ +‬عصبي‬

‫ضــاع صــاحب الســيارة األخــر بصــاحبنا ذرع ـاً ‪ ..‬وتعــدا‬

‫بســرعة وانحــر عليــه بســيارته ملدب ـاً ‪ ..‬رــم مضــى ‪ ..‬ولــم‬ ‫يصب أحد منهما بضرر ‪..‬‬

‫رــارت أعصــاب صــاحبنا – وهــي ت ــور علــى أ ــل مــن ذلــع‬

‫انه ار‬

‫‪ .22‬ماذا تستهيد من هذ المهارة ؟‬ ‫ك ــل ب ــاب ل ــه مهت ــاد ‪ ..‬والمهت ــاد المناس ــب له ــتح‬ ‫لوب الناس هو معرفة هبائعهم ‪..‬‬

‫حل مشـاكل النـاس ‪ ..‬اإلصـالد بيـنهم ‪ ..‬االسـتهادة‬

‫) ‪( 29‬‬

‫منهم ‪ ..‬اتقا‬

‫) ‪( 30‬‬ ‫) ‪( 31‬‬

‫كل ذلع تصبح فيه بارعاً إذا عرفي هبائعهم ‪..‬‬

‫‪56‬‬

‫رورهم ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫افـ ــرض أن ـ ــاباً و ـ ــع بينـ ــه وبـ ــين أبيـ ــه خـ ــال ‪ ..‬ا ـ ــتد‬

‫أن تتزو ‪ ..‬من يسدد مهرك ؟‬

‫الهال حتى هرد أبـو مـن البيـي ‪ ..‬حـاول االبـن العـودة‬

‫لو تعطلي سيارتع من يصلحها ؟‬

‫دخل ـ ــي لإلص ـ ــالد بينهم ـ ــا ‪ ..‬ح ـ ــدري األب بالنص ـ ــوص‬

‫إخوانع يستهيدون كما ـا وا ‪ ..‬مصـرو ‪ ..‬هـدايا‬

‫لم يلتهي إليع ‪ ..‬كان مشحوناً اضباً جداً ‪..‬‬ ‫أردت أن تستعمل أساليب أخر لإلصالد ‪..‬‬

‫مــا يضــرك أن تصــلح ذلــع كلــه بقبلــة تطبعهــا عل ـى‬

‫جبين أبيع ‪ ..‬أو كلمة أسف تهمس بها في أذنه ‪..‬‬

‫عرفي من هبيعة هـذا األب أنـه عـاههي جـداً ‪ ..‬جئـي إليـه‬

‫وكــذلع لــو دخلــي لإلصــالد بــين زوجــة وزوجهــا ‪..‬‬

‫يــا فــالن ‪ ..‬أمــا تــرحم ولــدك ‪ ..‬يهتــر‪ .‬األرض ‪ ..‬ويلتحــف‬

‫بالمهتاد المناسب ‪..‬‬

‫السما ‪!!..‬‬

‫وم له لو أردت إجازة من مديرك في العمل ‪..‬‬

‫مراراً لكن األب كان عنيداً مصراً ‪..‬‬

‫الشرعية ‪ ..‬خوفته من إرم القطيعة ‪..‬‬

‫و لي ‪:‬‬

‫لو مرضي ‪ ..‬من سيحاسب المستشهى ؟‬

‫‪ ..‬وأني جالس هكذا ‪..‬‬

‫فعلـي م ـل ذلـع ‪ ..‬وفتحــي بـاب كـل واحـد منهمــا‬

‫أن ــي تأك ــل وتش ــرب ‪ ..‬والمس ــكين يبي ــي هاويـ ـاً ويص ــبح‬

‫وعرفـ ــي أنـ ــه ال يلتهـ ــي إلـ ــى العواهـ ــف وال أألمـ ــور‬

‫أمــا تــذكر إذا رفعــي كســرة الهبــز إلــى فمــع ‪ ..‬أمــا تــذكر‬

‫فقلـي لــه ‪ :‬أحتــا إلــى إجــازة رالرــة أيــام أجــدد فيهــا‬

‫أما تذكر لما كني تحملـه صـنيراً ‪ ..‬وتضـمه إلـى صـدرك ‪..‬‬

‫مــع ضــنط العمــل تنحــدر تــدري ياً ‪ ..‬أعطنــي فرصــة‬

‫أيرضيع أن يست دي الناس وأبو حي!! ‪..‬‬

‫وأ در ‪..‬‬

‫جائعاً ‪..‬‬

‫مشيه في حر الشمس ‪..‬‬

‫وتشمه وتقبله ‪..‬‬

‫االجتماعية ‪ ..‬وإنما عمل و وبس ! ‪..‬‬

‫نش ــاهي ‪ ..‬وأس ــتعيد حيـ ـويتي ‪ ..‬أ ــعر أن إنت ــاجيتي‬ ‫إلراحــة و رأســي فقــط رالرــة أيــام ‪ ..‬ألعــود أنشــط‬

‫ت ــد أن عاههــة األب تهــيج بهــذا لكــالم ‪ ..‬ويقتــرب أك ــر‬

‫وإن كــان اجتماعيـاً ‪ ..‬تلحــص مــن خــالل تعامالتــه ‪..‬‬

‫وإن كان أبو بهيالً محباً للمال ‪ ..‬لي له ‪:‬‬

‫ـدي ‪ ..‬أوالدي ‪ ..‬أ ــعر أنه ــم‬ ‫أري ــد إج ــازة ألر وال ـ َّ‬

‫من نقطة االلتقا ‪..‬‬

‫أنه حرير على األسرة والعائلة ‪ ..‬لي له ‪:‬‬

‫يـا فــالن أنتبــه ال تــورق نهســع ‪ ..‬أرجــع الولــد تحــي نظــرك‬

‫في واد وأنا في واد آخر ‪ ..‬إلى ير ذلع ‪..‬‬

‫المحكمــة بســداد مــا أخــذ ‪ ..‬وإصــالد مــا خــرب ‪ ..‬فأنــي‬

‫ما رأينا أبرع فالناً في القدرة على اإل ناع ‪!!..‬‬

‫وتص ـ ــرفع ‪ ..‬أخش ـ ــى أن يس ـ ــرع أو يعت ـ ــدي ‪ ..‬فتلزم ـ ــع‬

‫أبو على كل حال ‪ ..‬انتبه ‪..‬‬

‫أتقن هذ المهـارة ‪ ..‬وستسـمع النـاس ـداً يقولـون ‪:‬‬ ‫نتي ة ‪..‬‬

‫ت د أن األب البهيل سيبدأ يعيد موازينه من جديد ‪..‬‬

‫وإن كــان كالمــع موجه ـاً إلــى االبــن ‪ ..‬وكــان جشــعاً محب ـاً‬ ‫للمال ‪..‬‬ ‫لي له ‪ :‬يا فـالن ‪ ..‬لـن ينهعـع أال أبـوك ‪ ..‬ـداً سـتحتا‬

‫كل إنسان له مهتاد ‪ ..‬ومعرفة هبيعة اإلنسان‬ ‫تدلع على معرفة مهتاحه المناسب ‪..‬‬ ‫‪ .23‬مراعاة النهسيات ‪..‬‬ ‫تتقلب أمزجة النـاس فـي حيـاتهم بـين حـزن وفـرد ‪..‬‬

‫‪57‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وصحة ومرض ‪ ..‬و نى وفقر ‪ ..‬واستقرار واضطراب ‪..‬‬

‫امرأة فشلي في مشروع الزوا ؟!!‬

‫وبالتــالي يتنــوع تقــبلهم لــبعط األن ـواع مــن التعــامالت ‪ ..‬أو‬

‫هل تظن أن هذا المطلقة ستزداد محبة لهذ ال ـارة‬

‫فقــد يقبــل منــع النكتــة والطرفــة ويتقبــل الم ـزاد فــي و ــي‬

‫لها ؟‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫الااااا ‪..‬‬

‫ردهم لها بحسب حالتهم الشعورية و ي التعامل ‪..‬‬

‫استقرار وراحة باله ‪ ..‬لكنـه ال يتقبـل ذلـع فـي و ـي حزنـه‬

‫؟‪ ..‬ور بــة فــي م الســتها دائم ـاً ؟‪ ..‬وفرح ـاً بزيارتهــا‬

‫نتهــق جميعـاً علــى جــواب واحــد نصــرخ بــه ــائلين ‪:‬‬

‫فمن ير المناسب أن تطلـق ضـحكة مدويـة فـي عـزا ‪!!..‬‬

‫بل سيمتلإ لبها حقداً و هراً ‪..‬‬

‫وهــذا أمــر مقــرر عنــد جميــع العقــال ولــيس هــو المقصــود‬

‫ال ‪ ..‬ولك ــن ت ــتكلم باختص ــار ‪ ..‬ك ــأن تق ــول ‪ :‬وا‬

‫إنمــا المقصـود هــو مراعــاة النهســيات والمشــاعر الشهصــية‬

‫الكالم إلى موضوع آخر تصبرها به على كربتها ‪..‬‬

‫افـرض أن امـرأة هلقهــا زوجهــا ولــيس لهــا أب وال أم ‪ ..‬ــد‬

‫ال انوية ‪ ..‬فن ح أحدهما وتهر بتهوع ‪..‬‬

‫ماتـا ‪ ..‬وجعلــي ت مـع أ راضــها لتعــيش مـع أخيهــا وزوجتــه‬

‫وال ــاني رس ــب ف ــي ع ــدد م ــن المـ ـواد ‪ ..‬أو تهـ ــر‬

‫فبينمــا هــي كــذلع إذ دخل ــي عليهــا جارتهــا فــي الض ــحى‬

‫ال امعات ‪..‬‬

‫زائـ ــرة ‪ ..‬فرحبـ ــي المطلقـ ــة بهـ ــا ‪ ..‬ووضـ ــعي لهـ ــا القهـ ــوة‬

‫فهل تَـ َر من المناسب عندما يزور المتهـو ُع صـاحبه‬ ‫أن يســهب فــي الحــديث حــول ال امعــات التــي تــم‬

‫باألمس رأيتكم خارجين من المنزل ‪..‬‬

‫طعاً جوابنا جميعاً ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫لكنها تحتمل منع في نزهة برية ‪..‬‬ ‫بحدي ي هنا ‪..‬‬

‫عند الحديث مع الناس أو التصر معهم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫والشــاي ‪ ..‬ف علــي الزائــرة تبحــث عــن أحاديــث لتلانســها‬

‫‪ ..‬فسألتها المطلقة ‪:‬‬

‫إذن ما الحل ؟ هل تكذب عليها ؟‬

‫كــان عنــدنا بعــط األ ــنال ضــيناها ‪ ..‬رــم تصــر‬

‫أو اف ـ ــرض ‪ ..‬أن ص ـ ــديقين اختبـ ـ ـرا نهاي ـ ــة المرحل ـ ــة‬

‫بنسـ ــبة ضـ ــعيهة ال تله لـ ــه للقب ـ ــول فـ ــي ـ ــي م ـ ــن‬

‫بوله فيها ‪ ..‬والميزات التي ستمنح له ‪..‬؟‬

‫فقالي ال ارة ‪ :‬إي وا ‪ ..‬أبو فالن أصر علـي أن نتعشـى‬

‫إذن ما الحل ؟‬

‫فســتاناً لعــرس أختــي ‪ ..‬رــم و ــف عنــد محــل ذهــب ون ــزل‬

‫يش ــتكي م ــن ك ــرة الزح ــام ف ــي ال امع ــات ‪ ..‬و ل ــة‬

‫خــار البيــي فــذهبي معــه ‪ ..‬رــم مــر الســوع وا ــتر لــي‬

‫وا تر لي سواراً ألبسه في العرس ‪..‬‬

‫الحل أن يذكر له عموميات يههـف بهـا عنـه ‪ ..‬كـأن‬ ‫القبول ‪ ..‬وخو ك ير من المتقدمين إليهـا مـن عـدم‬

‫ولمـا رجعنـا إلـى البيــي رأ األوالد فـي ملـل فوعـدهم آخــر‬

‫القبـ ــول ‪ ..‬حتـ ــى يهه ـ ــف عـ ــن صـ ــاحبه مص ـ ــابه ‪..‬‬

‫والمطلقــة المســكينة تســتمع إلــى ذلــع وتتهيــل حالهــا بعــد‬

‫ويأنس بقربه ‪ ..‬ويشعر أنه ريب من لبه ‪..‬‬

‫السـلال ‪ :‬هــل يناســب إرــارة هــذا النــوع مــن األحاديــث مــع‬

‫يندع عليه األموال ‪..‬‬

‫األسبوع أن يسافر بهم ‪..‬‬

‫ليل في بيي زوجة أخيها !!‬

‫‪58‬‬

‫فير ــب عن ــد ذل ــع ف ــي م الس ــته أك ــر ‪ ..‬ويحب ــه‬

‫و ــل م ــل ذلــع لــو التقــى ــابان أحــدهما أبــو كـريم‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وا خر أبو بهيل ال يكاد يعطيه ما يكهيه ‪..‬‬

‫فأســرعي بــي إلــى بيتــي ‪ ..‬فــننهم يقولــون مــن دخــل‬

‫فمــن يــر المناســب أن يتحــدث ابــن الك ـريم بن ــداع أبيــه‬

‫دار فهو آمن ‪..‬‬

‫ألن ه ــذا الن ــوع م ــن الك ــالم يض ــيق ب ــه ص ــدر ص ــديقه ‪..‬‬

‫فتلقته خيل المسلمين ‪ ..‬بل أن يصل إلى بيته ‪..‬‬

‫الصديق ويشعر ببعد عنه في همه ‪..‬‬

‫فاحتهى به مرحباً ‪..‬‬

‫عليه ‪ ..‬وك رة المال لديه ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫وي ــذكر بمأس ــاته م ــع أبي ــه ‪ ..‬ويس ــت قل ال ل ــوس م ــع ه ــذا‬

‫لـذلع نبــه النبـي ‪ ‬إلــى مراعــاة مشـاعر ا خـرين ونهســياتهم‬ ‫‪ ..‬فقال ‪ :‬ال تطيلوا النظر إلى الم ـذوم‬

‫و‪32‬‬

‫‪ ..‬والم ـذوم‬

‫هو المصاب بمرض اهر فـي جلـد ـد جعلـه مشـوهاً فـي‬

‫فانحطي الهتاة به مسرعة من ال بل ‪..‬‬

‫فأ بل أبو بكر إليه ‪..‬‬

‫رم أخذ بيد يقود ‪ ..‬حتى أتى بـه رسـول ا ‪ ‬فـي‬

‫المس د ‪..‬‬

‫فلم ــا رآ رس ــول ا ‪ .. ‬ف ــنذا ــيخ كبي ــر ‪ ..‬ــد‬

‫منظــر ‪ ..‬فمــن يــر المناســب أنــه إذا مــر بقــوم أن يطيل ـوا‬

‫ضعف جسمه ‪ ..‬ورع عظمه ‪ ..‬وا تربي منيته ‪..‬‬

‫النظر إلى جلد ‪ ..‬ألن هذا يذكر بمصيبته فيحزن ‪..‬‬

‫وإذا أبو بكـر ‪ .. ‬ينظـر إلـى أبيـه ‪ ..‬و ـد فار ـه منـذ‬

‫وفـي مو ـف ايـة فـي المراعـاة واللطـف يتعامـل ‪ ‬مـع والـد‬

‫أبي بكر ‪.. ‬‬

‫فننه ‪ ‬لما أ بل ب يو‪ .‬المسلمين إلى مكة لهتحها ‪..‬‬

‫سنين ‪ ..‬وانشنل عنه بهدمة هذا الدين ‪..‬‬

‫التهـي إلـى أبـي بكـر ‪ ‬فقـال مطيبـاً لنهسـه ‪ ..‬ومبينـاً‬ ‫در الرفيع عند ‪:‬‬

‫ــال أبــو حافــة أبــو أبــي بكــر ‪ .. ‬وكــان ــيهاً كبي ـراً ‪..‬‬

‫هال تركي الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ؟!‬

‫أي بنيـة ‪ ..‬ا هـري بــي علـى جبــل أبـي بــيس ألنظـر صــدع‬

‫ا ‪ .. ‬وأن و تــه أضــيق ‪ ..‬وأ ــعاله أك ــر مــن أن‬

‫فأ رفي به ابنته فوع ال بـل ‪ ..‬فقـال ‪ :‬أي بنيـة مـاذا تـرين‬

‫فقـال أبــو بكــر ــاكراً‪ :‬يـا رســول ا ‪ ..‬هــو أحــق أن‬

‫الي ‪ :‬أر سواداً م تمعاً مقبالً ‪..‬‬

‫فــأجلس النبــي عليــه الصــالة والســالم ‪ ..‬أبــا حافــة‬

‫الــي ‪ :‬وأر رج ـالً يســعى بــين يــدي ذلــع الس ـواد مقــبالً‬ ‫ومدبراً ‪..‬‬

‫رم مسح على صدر ‪..‬‬

‫أعمى ‪ ..‬ال البنة له من أصنر ولد ‪:‬‬ ‫ما يقولون ‪ ..‬هل جا محمد ؟‪..‬‬ ‫؟‬

‫ال ‪ :‬تلع الهيل ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أي بنيـة ذلـع الـوازع الـذي يـأمر الهيـل ويتقـدم إليهـا‬

‫‪..‬‬

‫رم الي ‪ :‬د وا يا ِ‬ ‫أبي انتشر السواد ‪..‬‬

‫فق ـ ــال ‪ :‬ـ ــد وا إذاً دفع ـ ــي الهي ـ ــل ووص ـ ــلي مك ـ ــة ‪..‬‬

‫) ‪( 32‬‬

‫‪59‬‬

‫كان أبو بكر يعلم أنهم في حـرب ‪ ..‬ائـدهم رسـول‬ ‫يتهرغ للذهاب لبيي يخ يدعو لإلسالم ‪..‬‬ ‫يمشي إليع ‪ ..‬من أن تمشي أني إليه ‪..‬‬

‫بين يديه ‪ ..‬بكل لطف وحنان ‪..‬‬

‫رم ال ‪ :‬أسلم ‪..‬‬

‫فأ ــرع وجــه أبــي حافــة ‪ ..‬و ــال ‪ :‬أ ــهد أن ال إلــه‬

‫إال ا ‪ ..‬وأ هد أن محمداً عبد ورسوله ‪..‬‬ ‫انــتهط أبــو بكــر منتشــياً مســروراً ‪ ..‬لــم تســعه الــدنيا‬ ‫فرحاً ‪..‬‬

‫تأمـ ــل النبـ ــي ‪ ‬فـ ــي وجـ ــه الشـ ــيخ ‪ ..‬فـ ــنذا الشـ ــيب‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫يكســو بياض ـاً ‪ ..‬فقــال ‪ : ‬يــروا هــذا مــن ــعر ‪ ..‬وال‬

‫ورأفة بهم ‪..‬‬

‫نعم كان يراعي النهسيات في تعامله ‪..‬‬

‫وأحــب أال ينضــب س ــعداً بأخــذ الرايـ ـة منــه بع ــد أن‬

‫تقربو سواداً ‪..‬‬

‫بل إنه ‪ ‬لما دخل مكة سم جيشه إلـى كتائـب ‪ ..‬وأعطـى‬ ‫رايـ ـ ة إح ــد الكتائ ــب ‪ ..‬إل ــى الص ــحابي البط ــل س ــعد ب ــن‬

‫عبادة ‪.. ‬‬

‫وأحب أال يهيبها إذ ر بي إليه ‪..‬‬ ‫رفه بها ‪..‬‬

‫ف ــأمر س ــعداً فن ــاول الراي ــة البن ــه ــيس ب ــن س ــعد ‪..‬‬ ‫فدخل بها مكة‪ ..‬وأبو سعد يمشي ب انبه ‪..‬‬

‫كانــي الرايــة مههــرة لمــن يحملهــا ‪ ..‬لــيس لــه فقــط بــل لــه‬

‫فرضـيي المـرأة و ـريش لمـا رأت يـد سـعد خاليـة مــن‬

‫ولقومه ‪..‬‬

‫الراية ‪..‬‬

‫جعــل س ــعد ينظ ــر إلــى مك ــة وس ــكانها ‪ ..‬فــنذا ه ــم ال ــذين‬

‫ولم ينضب سعد ألنه بقي ائداً لكنه أريح مـن عنـا‬

‫‪..‬‬

‫فما أجمل أن نصيد عدة عصافير بح ر واحد ‪..‬‬

‫حاربوا رسـول ا ‪ .. ‬وضـيقوا عليـه ‪ ..‬وصـدوا عنـه النـاس‬ ‫وإذا هم الذين تلوا سـمية وياسـر ‪ ..‬وعـذبوا بـالالًٍُ وخبابـاً‬ ‫‪..‬‬

‫حمل الراية وحملها عنه ابنه ‪..‬‬

‫حـ ــاول أن ال تهقـ ــد أحـ ــداً ‪ ..‬كـ ــن ناجح ـ ـاً واكسـ ــب‬ ‫ال ميع ‪ ..‬وإن تعارضي مطالبهم ‪..‬‬

‫كانوا يستحقون التأديب فعالً ‪..‬‬

‫ه ــز س ــعد الرايي ــة ‪ ..‬وه ــو يق ــول ‪ :‬الي ــوم ي ــوم الملحم ــة **‬

‫اليوم تستحل الحرمة ‪..‬‬

‫ســمعته ـريش فشــق ذلــع علــيهم ‪ ..‬وكبــر فــي أنهســهم ‪..‬‬

‫اتهاع ‪..‬‬ ‫نحن نتعامل مع القلوب ‪ ..‬ال مع األبدان ‪..‬‬

‫وخافوا أن يهنيهم بقتالهم ‪..‬‬

‫‪ .24‬اهتم با خرين ‪..‬‬

‫فعارضــي ام ـرأة رســول ا ‪ ‬وهــو يســير ‪ ..‬فشــكي إليــه‬

‫الناس عموماً يحبون أن يشعروا بقيمتهم ‪..‬‬

‫يا نبي الهد إليع ل ائي ريش والت حين ل ا‬

‫النظر إليهم ‪!..‬‬

‫خوفهم من سعد ‪ ..‬و الي ‪:‬‬

‫لذا ت ـدهم أحيانـاً يقومـون بـبعط التصـرفات ليلهتـوا‬

‫حين ضا ي عليهم سعة األرض وعاداهم إله السما‬

‫و ـــد يهترعـ ــون صصـ ـاً وبطـ ــوالت ألج ــل أن يهـ ــتم‬

‫إن سعداً يريد اسمة الظهـر بأهل الح ون و البطحا‬

‫الناس بهم أو يع بوا بهم أك ر ‪..‬‬

‫فانهينه إنه األسد األسـود والليث والً في الدما‬

‫دخل صالة البيي رأ أوالد األربعة كـل مـنهم علـى‬

‫خزرجي لو يستطيع من النيـص رمانا بالنسر والعوا‬

‫لو رجع رجل إلى بيته ادماً مـن عملـه متعبـاً ‪ ..‬فلمـا‬

‫فلئن أ حم اللوا وناد يا حماة اللوا أهل اللوا‬

‫حال ‪..‬‬

‫لتكونن بالبطاد ريش بقعةَ القاع في أكف اإلما‬

‫إنه مصلي يريد لها القتل صموت كالحية الصما‬

‫فلم ــا س ــمع رس ــول ا ‪ .. ‬ه ــذا الش ــعر ‪ ..‬دخل ــه رحم ــة‬

‫‪61‬‬

‫أكبــرهم عمــر أحــد عشــرة ســنة ‪ ..‬يتــابع برنام ـاً‬ ‫في التلهاز ‪..‬‬ ‫وال اني يأكل هعاماً بين يديه ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫نـ ــزل مـ ــن علـ ــى منبـ ــر الش ـ ـريف ‪ ..‬ودعـ ــا بكرسـ ــي‬

‫وال الث يعبث بألعابه ‪..‬‬

‫ف لــس أمــام الرجــل ‪ ..‬وجعــل يلقنــه ويههمــه أحكــام‬

‫والرابع يكتب في دفاتر ‪..‬‬

‫فسلم األب بصوت مسموع ‪ ..‬السالم عليكم ‪..‬‬

‫الدين ‪ ..‬حتى فهم ‪..‬‬

‫فلـ ــم يلتهـ ــي إليـ ــه أحـ ــد ‪ ..‬ذاك منهمـ ــع مـ ــع برنام ـ ــه ‪..‬‬

‫رم ام مـن عنـد ‪ ..‬ورجـع إلـى منبـر وأكمـل خطبتـه‬

‫إال الرابــع ‪ ..‬فننــه لمــا التهــي ف ـرأ أبــا ‪ ..‬نه ـط يــد مــن‬

‫آآآ ما أعظمه وأحلمه ‪..‬‬

‫إلى دفاتر ‪..‬‬

‫االهتمـام بــا خرين ‪ ..‬واالحتهـا بهــم ‪ ..‬ومشــاركتهم‬

‫وال اني مأخوذ بألعابه ‪ ..‬وال الث مشنول بطعامه ‪..‬‬

‫دفــاتر وأ بــل مرحب ـاً ضــاحكاً ‪ ..‬و بــل يــد أبيــه ‪ ..‬رــم رجــع‬ ‫أي هلال األربعة سيكون أحب إلى األب ؟‬

‫‪..‬‬

‫ترب ـ ــى أ ص ـ ــحابة ف ـ ــي مدرس ـ ــته ‪ ..‬فك ـ ــانوا يظه ـ ــرون‬ ‫أفراحهم وأتراحهم ‪..‬‬

‫ومن ذلع ما فعله هلحة مع كعب ‪.. ‬‬

‫أجزم أن جوابنا سيكون واحداً ‪ :‬أحبهم إليه الرابع ‪..‬‬

‫لـيس ألنــه يهـو هم جمــاالً أو ذكـا ً ‪ ..‬وإنمــا ألنـه أ ــعر أبــا‬

‫كع ــب ب ــن مال ــع ‪ ‬ــيخ كبي ــر ‪ ..‬ن ل ــس إلي ــه ‪..‬‬

‫كلمــا أ هــرت االهتمــام بالنــاس أك ــر ‪ ..‬كلمــا ازدادوا لــع‬

‫وهو يحكـي ذكريـات ـبابه ‪ ..‬فـي تهلهـه عـن ـزوة‬

‫حياً وتقديراً ‪..‬‬

‫تبوك ‪..‬‬

‫بأنه إنسان مهم عند ‪..‬‬

‫كـان ســيد الهلــق ‪ ‬يراعــي ذلــع فــي النــاس ‪ ..‬يشــعر كــل‬ ‫إنسان أن ضيته ضيته ‪ ..‬وهمه همه ‪..‬‬ ‫ام ‪ ‬على منبر يوماً يهطب الناس ‪..‬‬

‫بعدما كبر سنه ‪ ..‬ورع عظمه ‪ ..‬وكف بصر ‪..‬‬

‫وكاني آخر زوة زاها النبي ‪.. ‬‬

‫آذن النبــي ‪ ‬النــاس بالرحيــل وأراد أن يتــأهبوا أهبــة‬ ‫زوهم ‪..‬‬

‫فـدخل رجــل مـن بــاب المسـ د ‪ ..‬ونظـر إلــى رســول ا ‪‬‬

‫وجمــع مــنهم النهقــات لت هيــز ال ــيش ‪ ..‬حتــى بلــً‬

‫يـا رسـول ا ‪ ..‬رجــل يسـأل عــن دينـه ‪ ..‬مـا يــدري مـا دينــه‬

‫وذلع حين هابي الظالل ال مار ‪..‬‬

‫؟!‬

‫في حر ديد ‪ ..‬وسهر بعيد ‪ ..‬وعدو وي عنيد ‪..‬‬

‫رم ال ‪:‬‬

‫عدد ال يش رالرين ألهاً ‪..‬‬

‫فالتهـ ــي ‪ ‬إليـ ــه ‪ ..‬فـ ــنذا رجـ ــل أعرابـ ــي ‪ ..‬ـ ــد ال يكـ ــون‬

‫كــان عــدد المســلمين ك ي ـراً ‪ ..‬ولــم تكــن أســماؤهم‬

‫ليحدرــه عــن دينــه ‪ ..‬و ــد يهــر الرجــل مــن المس ـ د وال‬

‫ال كعب ‪:‬‬

‫و د بلً األمر عند الرجـل أهميـة عاليـة ‪ ..‬لدرجـة أنـه يقطـع‬

‫أ در ي في نهسي على ال هاد ‪..‬‬

‫الهطبة ليسأل عن أحكام الدين !!‬

‫وأنا في ذلع أصني إلى الظالل ‪ ..‬وهيب ال مار ‪..‬‬

‫مستعداً أن ينتظر حتى تنتهي الهطبة ‪ ..‬ويتهرغ له النبـي ‪‬‬

‫يعود إليه ‪..‬‬

‫كان ‪ ‬يهكر من وجهـة نظـر ا خـر ال مـن وجهـة نظـر هـو‬

‫فقط ‪..‬‬

‫‪61‬‬

‫م موعة في كتاب ‪..‬‬

‫وأنــا أيســر مــا كنــي ‪ ..‬ــد جمعــي راحلتــين ‪ ..‬وأنــا‬

‫فل ــم أزل ك ــذلع ‪ ..‬حت ــى ــام رس ــول ا ‪ ‬اديـ ـاً‬ ‫بالنداة ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فقلــي ‪ :‬أنطلــق ــدا إلــى الســوع فأ ــتري جهــازي ‪ ..‬رــم‬

‫ف ـ ـ ــا المهلهـ ـ ــون ‪ ..‬فطهق ـ ـ ـوا يعتـ ـ ــذرون إليـ ـ ــه ‪..‬‬

‫فانطلقي إلى السـوع مـن النـد ‪ ..‬فعسـر علـي بعـط ـأني‬

‫وكانوا بضعة ورمـانين رجـالً ‪ ..‬فقبـل مـنهم رسـول ا‬

‫فقلي ‪ :‬أرجع ـدا إن ـا ا فـألحق بهـم ‪ ..‬فعسـر عل َّـي‬ ‫بعط أني أيضاً ‪..‬‬

‫ا ‪..‬‬

‫وجــا كعــب بــن مالــع ‪ ..‬فلمــا ســلم عليــه ‪ ..‬نظــر‬

‫حتى مضي األيام ‪ ..‬وتهلهي عن رسول ا ‪.. ‬‬

‫أ بل كعب يمشي إليه ‪ .. ‬فلما جلس بين يديه ‪..‬‬

‫ألحق بهم ‪..‬‬

‫‪ ..‬فرجعي ‪..‬‬

‫فقلي ‪ :‬أرجع دا إن ا ا ‪ ..‬فلم أزل كذلع ‪..‬‬

‫ف علي أمشي في األسواع ‪ ..‬وأهو بالمدينة ‪..‬‬

‫فال أر إال رجالً منموصـاً عليـه فـي النهـاع ‪ ..‬أو رجـالً ـد‬ ‫عذر ا ‪..‬‬

‫ويحلهون له ‪..‬‬

‫‪ ‬عالنيتهم ‪ ..‬واسـتنهر لهـم ‪ ..‬ووكـل سـرائرهم إلـى‬

‫تبسم تبسم المنضب ‪..‬‬ ‫إليه النبي ‪ .. ‬رم َّ‬

‫فق ــال ل ــه ‪ : ‬م ــا خله ــع ‪ ..‬أل ــم تك ــن ــد ابتع ــي‬ ‫هرك ؟ يعني ا تريي دابتع ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫نعــم تهلــف كعــب ف ــي المدينــة ‪ ..‬أمــا رســول ا ‪ ‬فق ــد‬

‫ال ‪ :‬فما خلهع ؟!‬

‫حتى إذا وصل تبوك ‪ ..‬نظر في وجـو أصـحابه ‪ ..‬فـنذا هـو‬

‫عنـد يـرك مــن أهـل الــدنيا ‪ ..‬لرأيـي أنــي أخـر مــن‬

‫فيقول ‪ : ‬ما فعل كعب بن مالع ؟!‬

‫ولكن ــي وا لق ــد علم ــي ‪ ..‬أن ــي إن ح ــدرتع الي ــوم‬

‫مضى بأصحابه ال الرين ألهاً ‪..‬‬

‫يهقد رجالً صالحاً ممن هدوا بيعة العقبة ‪..‬‬

‫فقـال كعــب ‪ :‬يــا رســول ا ‪ ..‬إنــي وا لــو جلســي‬ ‫سهطه بعذر ‪ ..‬ولقد أعطيي جدالً ‪..‬‬

‫فقال رجل ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬خلهه بردا والنظر فـي عطهيـه‬

‫ح ــديث ك ــذب ترض ــى ب ــه عل ــي ‪ ..‬ليو ــكن ا أن‬

‫فقال معاذ بـن جبـل ‪ :‬بـئس مـا لـي ‪ ..‬وا يـا نبـي ا مـا‬

‫ولــئن حــدرتع حــديث صــدع ‪ ..‬ت ــد علـ َّـي فيــه ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫علمنا عليه إال خيراً ‪..‬‬

‫فسكي رسول ا ‪.. ‬‬ ‫ال كعب ‪:‬‬

‫فلما ضى النبي ‪ ‬زوة تبوك ‪ ..‬وأ بل راجعاً إلـى المدينـة‬

‫يسهطع علي ‪..‬‬

‫عهو ا عني ‪..‬‬ ‫إني ألرجو فيه َ‬ ‫يا رسول ا ‪ ..‬وا ما كان لي من عذر ‪..‬‬

‫وا م ــا كن ــي ــط أ ــو ‪ ..‬وال أيســـر من ــي ح ــين‬

‫تهلهي عنع ‪..‬‬

‫‪ ..‬جعلي أتذكر ‪ ..‬بماذا أخر به من سـهطه ‪ ..‬وأسـتعين‬

‫رم سكي كعب ‪..‬‬

‫ـي أنـي ال أن ـو إال بالصـدع‬ ‫حتى إذا وصل المدينة ‪ ..‬عرف ُ‬

‫أمـا هــذا ‪ ..‬فقــد صـد كم الحــديث ‪ ..‬فقــم ‪ ..‬حتــى‬

‫على ذلع بكل ذي رأي من أهلي ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ف ــدخل النب ــي ‪ ‬المدين ــة ‪ ..‬فب ــدأ بالمسـ ـ د فص ــلى فيـ ــه‬

‫ركعتين ‪ ..‬رم جلس للناس ‪..‬‬

‫‪62‬‬

‫فالتهي النبي ‪ ‬إلى أصحابه ‪ ..‬و ال ‪:‬‬

‫يقضي ا فيع ‪..‬‬

‫ــام كع ــب ي ــر خطــا ‪ ..‬وخ ــر م ــن المسـ ـ د ‪..‬‬

‫مهموماً مكروباً ‪ ..‬ال يدري ما يقضي ا فيه ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ومـ ــه ذلـ ــع ‪ ..‬تبعـ ــه رجـ ــال مـ ــنهم ‪ ..‬وأخـ ــذوا‬

‫وتنكــرت لنــا األرض ‪ ..‬حتــى مــا هــي بــاألرض التــي‬

‫فلمـ ــا رأ‬

‫وا مــا نعلمــع أذنبــي ذنب ـاً ــط بــل هــذا ‪ ..‬إنــع رجــل‬ ‫ــاعر أع ــزت أال تكــون اعتــذرت إلــى رســول ا ‪ ‬بمــا‬

‫فأمــا صــاحباي ف لســا فــي بيوتهمــا يبكيــان ‪ ..‬جعــال‬

‫يبكي ــان اللي ــل والنه ــار ‪ ..‬وال يطلع ــان رؤوســـهما ‪..‬‬

‫فيه ‪ ..‬رم يستنهر لع ‪ ..‬فينهر ا لع ‪..‬‬

‫ـب الق ــوم وأجلـ ـ َدهم ‪ ..‬فكن ــي‬ ‫وأم ــا أن ــا فكن ــي أ َ ـ َّ‬

‫يلومونه ‪ ..‬ويقولون ‪:‬‬

‫اعتـذر إليــه المهلهـون !‪ ..‬هــال اعتــذرت بعـذر يرضــى عنــع‬ ‫ال كعب ‪:‬‬

‫نعر ‪..‬‬

‫ويتعبدان كأنهما الرهبان ‪..‬‬

‫أخر فأ هد الصالة مـع المسـلمين ‪ ..‬وأهـو فـي‬

‫فل ــم يزالـ ـوا يلنبـ ـونني ‪ ..‬حت ــى همم ــي أن أرج ــع فأك ــذب‬

‫األسواع ‪ ..‬وال يكلمني أحد ‪..‬‬

‫فقلي ‪ :‬هل لقي هذا معي أحد ؟‬

‫وآتي رسول ا ‪ ‬فأسلم عليه ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬رجالن اال م ل ما لـي ‪ ..‬فقيـل لهمـا م ـل‬

‫فأ ول في نهسي ‪ :‬هل حرك هتيه برد السالم علـي‬

‫لــي ‪ :‬مــن همــا ؟ ــالوا ‪ :‬م ـرارة بــن الربيــع ‪ ..‬وهــالل بــن‬

‫رم أصلي ريباً منه ‪ ..‬فأسـار ه النظـر ‪ ..‬فـنذا أ بلـي‬

‫نهسي ‪..‬‬

‫ما يل لع ‪..‬‬ ‫أمية ‪..‬‬

‫وآتي المس د فأدخل ‪..‬‬

‫أم ال ؟‬

‫على صالتي ‪ ..‬أ بل إلي ‪..‬‬

‫فنذا هما رجالن صالحان د هدا بدراً ‪ ..‬لي فيهمـا أسـوة‬

‫وإذا التهي نحو ‪ ..‬أعرض عني ‪..‬‬

‫فقل ــي ‪ :‬وا ال أرج ــع إلي ــه ف ــي ه ــذا أب ــداً ‪ ..‬وال أك ــذب‬

‫ومضي على كعب األيام ‪ ..‬وا الم تلد ا الم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫نهسي ‪..‬‬

‫* * * * * * * * *‬

‫رم مضى كعب ‪ .. ‬يسير حزينـاً ‪ ..‬كسـير الـنهس ‪ ..‬و عـد‬

‫* * * * * * * * *‬

‫وهو الرجل الشريف في ومه ‪..‬‬

‫بل هو من أبلً الشعرا ‪ ..‬عرفه الملوك واألمرا ‪..‬‬

‫وسارت أ عار عند العظما ‪ ..‬حتى تمنوا لقيا ‪..‬‬

‫في بيته ‪..‬‬ ‫فلــم يمـ ِ‬ ‫ـط و ــي ‪ ..‬حتــى نهــى النبــي ‪ ‬النــاس عــن كــالم‬

‫يكلمه ‪ ..‬وال ينظر إليه ‪..‬‬

‫ال كعب ‪:‬‬

‫الكربة ‪ ..‬نزل به امتحان آخر ‪:‬‬

‫كعب وصاحبيه ‪..‬‬

‫رـم هـو اليـوم ‪ ..‬فـي المدينـة ‪ ..‬بـين ومـه ‪ ..‬ال أحـد‬ ‫حتــى ‪ ..‬إذا ا ــتدت عليــه النربــة ‪ ..‬وضــا ي عليــه‬

‫فاجتنبنا الناس ‪ ..‬وتنيروا لنا ‪ ..‬ف علي أخر إلـى السـوع‬

‫فبينما هو يطو في السوع يوماً ‪..‬‬

‫وتنكر لنا الناس ‪ ..‬حتى ما هم بالذين نعر ‪..‬‬

‫فنذا هو يقول ‪ :‬من يدلني على كعب بن مالع ‪ ..‬؟‬

‫‪ ..‬فال يكلمني أحد ‪..‬‬

‫وتنكرت لنا الحيطان ‪ ..‬حتى ما هـي بالحيطـان التـي نعـر‬

‫إذا رجل نصراني جا من الشام ‪..‬‬

‫فطهق الناس يشيرون له إلى كعب ‪ ..‬فأتـا ‪ ..‬فناولـه‬

‫صحيهة من ملع سان ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫‪63‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ع باً !! من ملع سان ‪!!..‬‬

‫يقول له ‪:‬‬

‫إذن ــد وصــل خب ــر إلــى ب ــالد الشــام ‪ ..‬واهــتم بــه مل ــع‬

‫إن رسول ا ‪ ‬يأمرك أن تعتزل امرأتع ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬أ ُ​ٍُهَلِّقها ‪ ..‬أم ماذا ؟‬

‫" أمـا ب عــد ‪ ..‬يــا كعــب بــن مالــع ‪ ..‬إنــه بلننــي أن صــاحبع‬

‫ف ــدخل كع ــب عل ــى امرأت ــه و ــال ‪ :‬الحق ــي بأهل ــع‬

‫فالحق بنا نواسع "‪..‬‬

‫وأرسل النبي ‪ ‬إلى صاحبي كعب بم ل ذلع ‪..‬‬

‫النساسنة ‪ ..‬ع باً !! فماذا يريد الملع ؟!!‬ ‫فتح كعب الرسالة فنذا فيها ‪:‬‬

‫ــد جهــاك وأ صــاك ‪ ..‬ولســي بــدار مضــيعة وال ه ـوان ‪..‬‬

‫فلمـا أتـم ـرا ة الرسـالة ‪ ..‬ـال ‪ : ‬إنـا ‪ ..‬ـد همـع ف َّـي‬ ‫أهل الكهر ‪ !!..‬هذا أيضاً من البال والشر ‪..‬‬

‫رم مضى بالرسالة فوراً إلى التنور ‪ ..‬فأ ـعله رـم أحر هـا فيـه‬

‫‪..‬‬

‫ولم يلتهي كعب إلى إ را الملع ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ال ‪ ..‬ولكن اعتزلها وال تقربها ‪..‬‬

‫فكوني عندهم حتى يقضي ا في هذا األمر ‪..‬‬

‫ف ا ت امرأة هالل بن أمية ‪ ..‬فقالي ‪:‬‬

‫يا رسول ا ‪ ..‬إن هالل بن أمية يخ كبيـر ضـعيف‬

‫‪ ..‬فهل تأذن لي أن أخدمه ‪..‬؟‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ولكن ال يقربنع ‪..‬‬

‫فقالــي المـرأة ‪ :‬يــا نبــي ا ‪ ..‬وا مــا بــه مــن حركــة‬

‫نعم فُـتح لـه بـاب إلـى بـالق الملـوك ‪ ..‬و صـور العظمـا ‪..‬‬

‫لشــي ‪ ..‬مــا زال مكتئب ـاً ‪ ..‬يبكــي الليــل والنهــار ‪..‬‬

‫والمدينة من حوله تت همه ‪ ..‬والوجو تعبس في وجهه ‪..‬‬

‫* * * * * * * * *‬

‫يدعونه إلى الكرامة والصحبة ‪..‬‬ ‫يسلم فال يرد عليه السالم ‪..‬‬

‫منذ كان من أمر ما كان ‪..‬‬

‫ومــرت األيــام رقيلــة علــى كعــب ‪..‬وا ــتدت ال هــوة‬ ‫عليه ‪..‬حتى صار يراجع إيمانه ‪..‬‬

‫ويسأل فال يسمع ال واب ‪..‬‬

‫يكلم المسلمين وال يكلمونه ‪..‬‬

‫ومع ذلع لم يلتهي إلى الكهار ‪..‬‬

‫ويسلم على رسول ا ‪ ‬فال يرد عليه ‪..‬‬

‫ولم يهلح الشيطان في زعزعته ‪ ..‬أو تعبيد لشهوته ‪..‬‬

‫فنلى أين يذهب ‪ !!..‬ومن يستشير !؟‬

‫ألقى الرسالة في النار ‪ ..‬وأحر ها ‪..‬‬

‫* * * * * * * * *‬

‫ال كعب ‪: ‬‬

‫ومض ــي األي ــام تتلوه ــا األي ــام ‪ ..‬وانقض ــى ــهر كام ــل ‪..‬‬

‫فلمــا هــال علـ َّـي الــبال ‪ ..‬ذهبــي إلــى أبــي تــادة ‪..‬‬ ‫وهو ابن عمي ‪ ..‬وأحب النـاس إل َّـي ‪ ..‬فـنذا هـو فـي‬

‫فال الرسول ‪ ‬يُمضي ‪ ..‬وال الوحي بالحكم يقضي ‪..‬‬

‫ودخلي ‪ ..‬فسلمي عليه ‪..‬‬

‫فــنذا رســول مــن النبــي ‪ ‬يــأتي إلــى كعــب ‪ ..‬فيطــرع عليــه‬

‫فقلــي ‪ :‬أنشــدك ا ‪ ..‬يــا أب ــا تــادة ‪ ..‬أتعلــم أن ــي‬

‫فيه ــر كعــب إليــه ‪ ..‬لعلــه جــا بــالهر ‪ ..‬فــنذا الرس ــول‬

‫فسكي ‪..‬‬

‫وكعب على هذا الحال ‪..‬‬

‫حائط بستانه ‪ ..‬فتسورت ال دار عليه ‪..‬‬

‫والحصار يشتد خنا ه ‪ ..‬والضيق يزداد رقله ‪..‬‬

‫فوا ما رد علي السالم ‪..‬‬

‫فلما اكتملي أربعون يوماً ‪..‬‬

‫الباب ‪..‬‬

‫‪64‬‬

‫أحب ا ورسوله ؟‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فقلي ‪ :‬يا أبا تادة ‪ ..‬أتعلم أني أحب ا ورسوله ؟‬

‫ض ــا ي عل ــي نهس ــي ‪ ..‬وض ــا ي عل ـ َّـي األرض بم ــا‬

‫فقلي ‪ :‬أنشدك ا ‪ ..‬يا أبـا تـادة ‪ ..‬أتعلـم أنـي أحـب ا‬

‫وم ــا م ــن ــي أه ــم إل ــي ‪ ..‬م ــن أن أم ــوت ‪ ..‬ف ــال‬

‫ورسوله ؟‬

‫ـول ا ‪ .. ‬أو يم ــوت ‪ ..‬ف ــأكون‬ ‫يص ــلي عل ـ َّـي رس ـ ُ‬

‫رحبي ‪..‬‬

‫فسكي ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬ا ورسوله أعلم ‪..‬‬

‫مــن النــاس بتلــع المنزلــة ‪ ..‬فــال يكلمنــي أحــد مــنهم‬

‫سمع كعب هذا ال واب ‪ ..‬من ابن عمه وأحب الناس إليـه‬

‫علي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وال يصلي َّ‬

‫فلم يستطع أن يت لد لما سمعه ‪ ..‬وفاضي عينـا بالـدموع‬

‫إذ سـمعي صـوت صــارخ ‪ ..‬علـى جبــل ســلع بــأعلى‬

‫رم ا تحم الحائط خارجاً ‪..‬‬

‫ياااااا كعب بن مالع ! ‪ ..‬أبشر ‪..‬‬

‫‪ ..‬ال يدري أهو ملمن أم ال ؟‬ ‫‪..‬‬

‫وذهب إلى منزله ‪ ..‬وجلس فيه ‪..‬‬

‫فبينما أنا على ذلع ‪..‬‬

‫صوته يقول ‪:‬‬

‫فهررت ساجداً ‪ ..‬وعرفي أن د جا فـر مـن ا‬

‫يقلـب هرفـه بــين جدرانـه ‪ ..‬ال زوجــة ت السـه ‪ ..‬وال ريــب‬

‫‪..‬‬

‫و د مضي عليهم خمسون ليلة ‪ ..‬مـن حـين نهـى النبـي ‪‬‬

‫جبل ‪..‬‬

‫يلانسه ‪..‬‬

‫الناس عن كالمهم ‪..‬‬

‫إلي رجل على فرس ‪ ..‬وا خر صاد من فـوع‬ ‫وأ بل َّ‬ ‫وكان الصوت أسرع من الهرس ‪..‬‬

‫* * * * * * * * *‬

‫فلمـا جــا ني الـذي ســمعي صـوته يبشـرني ‪ ..‬نزعــي‬

‫وفــي الليلــة الهمســين ‪ ..‬نزلــي ت ـوبتهم علــى النبــي ‪ ‬فــي‬

‫بي فكس ـوته إياهم ــا ببش ـرا ‪ ..‬وا مــا أمل ــع‬ ‫لــه ر ـو َّ‬

‫وكان ‪ ‬في بيي أم سلمة ‪ ..‬فتال ا يات ‪..‬‬

‫واستعرت روبين ‪ ..‬فلسبتهما ‪..‬‬

‫رلث الليل ‪..‬‬

‫فقالي أم سلمة ‪: ‬‬

‫يا نبي ا ‪ ..‬أال نبشر كعب بن مالع ‪..‬‬

‫يرهما ‪..‬‬

‫وانطلقـي إلــى رســول ا ‪ .. ‬فتلقـاني النــاس فوجـاً‬ ‫‪ ..‬فوجاً ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬إذاً يحطمكم النـاس ‪ ..‬ويمنعـونكم النـوم سـائر الليلـة‬

‫يهنئ ـوني بالتوبــة ‪ ..‬يقولــون ‪ :‬ليهنــع توبــة ا عليــع‬

‫فلمـا صـلى النبــي ‪ ‬اله ـر ‪ ..‬آذن النــاس بتوبـة ا علــيهم‬

‫حتــى دخلــي المسـ د ‪ ..‬فــنذا رســول ا ‪ ‬جــالس‬

‫فانطلق الناس يبشرونهم ‪..‬‬

‫هلحــة بــن عبيــد ا ‪ ..‬ــام فــاعتنقني وهنــأني ‪ ..‬رــم‬

‫ال كعب ‪:‬‬

‫رجع إلى م لسه ‪ ..‬فوا ما أنساها لطلحة ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫وكني د صليي اله ر على سطح بيي من بيوتنا ‪..‬‬

‫فبينــا أنــا جــالس علــى الحــال التــي ذك ــر ا تعــالى ‪ ..‬ــد‬

‫‪65‬‬

‫‪..‬‬

‫بين أصحابه ‪ ..‬فلما رأوني وا ما ام مـنهم إل َّـي إال‬

‫فمش ــيي حت ــى و ــف عل ــى رس ــول ا ‪ ‬فس ــلمي‬

‫عليه ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وهو يبرع وجهه من السـرور ‪ ..‬وكـان إذا ُس َّـر اسـتنار وجهـه‬

‫المحم ـ ــول رس ـ ــالة مكت ـ ــوب فيه ـ ــا ‪ ..‬بشـ ـ ـرني ع ـ ــن‬

‫فلمــا رآنــي ــال ‪ :‬أبشــر بهيــر يــوم مـ َّـر عليــع منــذ ولــدتع‬

‫‪ ،‬صديقع ‪ :‬إبراهيم ‪..‬‬

‫‪ ..‬حتى كأنه طعة مر ‪..‬‬

‫أمع ‪..‬‬

‫امتحاناتــع وا إن بــالي مشــنول عليــع وأدعــو لــع‬

‫أليس ستزداد محبتع لهذا الصديق ؟ بلى ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬أمن عندك يا رسول ا ‪ ..‬أم من عند ا ؟‬

‫ولو كان أبوك مريضـاً فـي المستشـهى ‪ ..‬فبقيـي معـه‬

‫ف لسي بين يديه ‪..‬‬

‫صــديق وس ــألع عن ــه ‪ ..‬و ــال ‪ :‬تحت ــا مس ــاعدة ؟‬

‫فـي رفتـه وأنـي مشـنول البـال عليـه ‪ ..‬واتصـل بــع‬

‫ال ‪ :‬ال ‪ ..‬بل من عند ا ‪ ..‬رم تال ا يات ‪..‬‬

‫فقلــي ‪ :‬يــا رســول ا ! إن مــن تـوبتي أن أنهلــع مــن مــالي‬

‫نحن في خدمتع ‪ ..‬فشكرته ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬أمسع عليع بعط مالع ‪ ..‬فهو خير لع ‪..‬‬

‫أي ـ ـ ــي أ ـ ـ ــتريه لهـ ـ ــم ‪ ..‬فـ ـ ــأخبرني ‪ ..‬فشـ ـ ــكرته‬

‫فقلي ‪ :‬يا رسول ا ! إن ا إنما ن ـاني بالصـدع ‪ ..‬وإن‬

‫ودعوت له ‪..‬‬

‫نعــم ‪ ..‬تــاب ا علــى كعــب وصــاحبيه ‪ ..‬وأنــزل فــي ذلــع‬

‫بينم ــا ل ــو اتص ــل ب ــع آخ ــر و ــال ‪ :‬ف ــالن ‪ ..‬نح ــن‬

‫ر اناً يتلى ‪..‬‬

‫خارجون إلى نزهة في البحر ‪ ..‬ها تذهب معنا ؟‬

‫صد ة إلى ا ‪ ..‬وإلى رسوله ‪..‬‬

‫من توبتي أال أحدث إال صد اً ما بقيي ‪..‬‬

‫فقال عز وجل ‪:‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫ين َواألَن َ‬ ‫‪ ‬لَ​َقــد تَـ َ‬ ‫صــا ِر الــذ َ‬ ‫ـاب اللَّــهُ َعلَــى النَّبِـ ِّـي َوال ُم َه ـاج ِر َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـوب فَ ِري ٍـق‬ ‫اتَّـبَـ ُعوُ في َسا َعة ال ُعس َرة مـن بَـعـد َمـا َكـا َد يَ ِزيـ ًُ ُـلُ ُ‬ ‫ِمـنـ ُهم رُـ َّـم تَــاب َعلَــي ِهم إِنَّــهُ بِ ِهــم رُؤو رِحــيم *و َعلَــى ال َّالرَــةِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ض بِ َمــا َر ُحبَــي‬ ‫ين ُخلِّ ُه ـوا َحتَّــى إِ َذا َ‬ ‫ضــا َي َعلَــي ِه ُم األَر ُ‬ ‫الــذ َ‬ ‫ضا َي َعلَي ِهم أَنـ ُهس ُهم و َنوا أَن ال مل أَ ِمن اللَّـهِ إَِّال إِلَيـهِ‬ ‫َو َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّواب َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ‪.. ‬‬ ‫اب عَلَي ِهم ليَتُوبُوا إِ َّن اللَّهَ ُه َو التـ َّ ُ‬ ‫رُ َّم تَ َ‬ ‫الرح ُ‬

‫رــم فــي المســا اتصــل و ــال ‪ :‬إذا األهــل يحتــاجون‬

‫أال تشعر أن لبع ين ذب إليه أك ر ‪..‬؟‬

‫فقلي ‪ :‬وا والدي مريط وال أستطيع ‪..‬‬

‫فبدل أن يدعو لـه ويعتـذر أن لـم يسـأل عـن حالـه ‪..‬‬ ‫ال لع ‪ :‬أدري أنه مريط لكن هـو فـي المستشـهى‬

‫وعنـد ممرضــون ولــن يســتهيد مــن بقائــع تعــال معنــا‬

‫استمتع واسبح و ‪ ..‬الها وهـو يمازحـع ضـاحكاً ‪..‬‬

‫وكأن مرض والدك ال يعنيـه ‪ ..‬كيـف سـتكون نظرتـع‬

‫إليه ؟‬

‫والشاهد من هذ القصـة ‪ ..‬أن هلحـة ‪ ‬لمـا رأ كعبـاً ـام‬ ‫إليـه واعتن قـه وهنـأ ‪ ..‬فـزادت محبــة كعـب لـه ‪ ..‬حتـى كــان‬

‫بـال ــع أن ـدر فــي لبـع يــنههط ألنـه لــم يهــتم‬

‫بهمومع ‪..‬‬

‫يقول بعد موت هلحة ‪ ..‬وهو يحكي القصـة بعـدها بسـنين‬

‫من أحر ما و ع لي من موا ف ‪..‬‬

‫وماذا فعل هلحة حتى يأسر لب كعب ؟ فعل مهارة رائـدة‬

‫مشنوالً جداً ‪..‬‬

‫‪ :‬فوا ال أنساها لطلحة ‪..‬‬

‫اهتم به ‪ ..‬اركه فرحته ‪ ..‬فصار له عند حظوة ‪..‬‬ ‫‪َّ ..‬‬ ‫االهتمام بالناس ومشاركتهم في مشاعرهم يأسر لوبهم ‪..‬‬

‫لــو كنــي فــي زحمــة االمتحانــات ‪ ..‬ووصــلي إلــى هاتهــع‬

‫‪66‬‬

‫أنـــي كنـــي مســـافراً إل ــى ج ــدة لعـــدة أيـــام ‪ ..‬كنـ ــي‬ ‫وصـلتني رســالة خاللهــا علــى هــاتهي مــن أخــي ســعود‬

‫كتب فيها ‪:‬‬

‫أحس ــن ا عـ ـزا ك ف ــي اب ــن عمن ــا ف ــالن ت ــوفي ف ــي‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ألمانيا ‪..‬‬

‫فمـ ــن االهتمـ ــام بالنـ ــاس مشـ ــاركتهم فـ ــي مشـ ــاعرهم‬

‫اتصلي بأخي فأخبرني أن ابن عمنا هذا ‪ -‬وهو يخ كبيـر‬

‫وإ ـ ــعارهم أن همهـ ــم هـ ــو همـ ــع ‪ ..‬وأنـ ــع تحـ ــب‬

‫إج ـ ـرا العمليـ ــة ‪ ..‬وأن ج مانـ ــه سيصـ ــل ريب ـ ـاً إلـ ــى مطـ ــار‬

‫ومـ ــن هـ ــذا المنطلـ ــق ت ـ ــد أن الشـ ــركات المتطـ ــورة‬

‫‪..‬‬

‫إرسـ ـ ــال التهـ ـ ــاني والتبريكـ ـ ــات فـ ـ ــي المناسـ ـ ــبات ‪..‬‬

‫‪ -‬ذهـب بـل يـومين لعـال القلــب فـي ألمانيـا وتـوفي أرنــا‬

‫الريــاض ‪ ..‬دعــوت لــه وترحمــي عليــه ‪ ..‬وأنهيــي المكالمــة‬

‫الهير لهم ‪..‬‬

‫يك ـ ــون عن ـ ــدها إدارة للعال ـ ــات العام ـ ــة ‪ ..‬مهمته ـ ــا‬

‫بعدها بيومين انتهي أعمـالي فـي جـدة وذهبـي إلـى المطـار‬

‫وتقديم الهدايا ‪ ..‬ونحو ذلع ‪..‬‬

‫أنتظر و ي إ الع رحلتي للرياض ‪..‬‬

‫الناس كلما أ عرتهم بقيمتهم وأ هرت االهتمـام بهـم‬

‫في هـذ األرنـا كـان يمـر بـي عـدد مـن الشـباب فـنذا رأونـي‬

‫ملكي لوبهم وأحبوك ‪..‬‬

‫المـ ـراهقين له ــم ص ــات ــعر ريب ــة ‪ ..‬وم ــع ذل ــع كن ــي‬

‫لو دخـل ـهر إلـى مكـان ملـي بالنـاس فلـم ي ـد‬

‫عرف ـ ــوني وأ بلـ ـ ـوا مس ـ ــلمين وك ـ ــانوا أحيانـ ـ ـاً م ـ ــن الش ـ ــباب‬ ‫أمازحهم وأهلق التعليقات عليهم تحبباً وتلطهاً ‪..‬‬

‫انشنلي بمكالمة هاتهيـة ‪ ..‬فلمـا أنهيتهـا فـنذا ـاب يلـبس‬

‫مسلماً مصافحاً ‪..‬‬ ‫بنطاالً و ميصاً ‪ ..‬يراني فيقبل َ‬

‫خذ أم لة سريعة من الوا ع ‪:‬‬ ‫مكاناً ي لس فيه ‪ ..‬فتهسحي ليالً ‪ ..‬وأوسعي له‬ ‫مكاناً و لي ‪:‬‬

‫تهض ــل ي ــا ف ــالن ‪ ..‬تع ــال هن ــا ‪ ..‬لش ــعر باهتمام ــع‬

‫رحبــي بــه و ل ــي مازح ـاً ‪ :‬مــا ه ــذ األنا ــة ‪ ..‬أنــي الي ــوم‬

‫وأحبع ‪..‬‬

‫سكي الشاب ليالً رم ال ‪:‬‬ ‫مــا عرفتنــي ‪ ..‬أنــا فــالن ‪ ..‬ا ن وصــلي مــن ألمانيــا معــي‬

‫يتلهـ ــي يبحـ ــث عـ ــن هاولـ ــة فيهـ ــا مكـ ــان فـ ــارغ ‪..‬‬

‫كأنع عريس ‪ ..‬ونحو هذ العبارات ‪..‬‬

‫ج مــان أبــي ‪ ..‬وأنــا متوجــه إلــى الريــاض ا ن علــى أ ــرب‬

‫رحلة ‪..‬‬

‫في الحقيقـة ‪ ..‬كأنمـا صـب علـي برميـل مـا بـارد ‪ ..‬صـرت‬

‫محرجاً جـداً ‪ ..‬أبـو مـات ‪ ..‬وج مانـه معـه فـي الطـائرة وأنـا‬

‫أمازحه وأضحع ‪ ..‬إن هذا لشي ع اب !!‬

‫أو لـو كنـتم فـي حهــل عشـا ‪ ..‬وأ بـل يحمـل هعامــه‬ ‫ف هــزت لــه كرســياً و لــي ‪ :‬حيــاك الــه يــا فــالن ‪..‬‬

‫تهضل هنا ‪ ..‬لشعر باهتمامع أيضاً ‪..‬‬

‫عموماً أ عر الناس بقيمتهم ‪ ..‬يحبوك ‪..‬‬ ‫كان رسول ا ‪ ‬يحرص على ذلع أيما حرص ‪..‬‬ ‫انظر إليه و د ام يهطب على منبر يوم جمعة ‪..‬‬

‫وف ــأة فــنذا بــأعرابي يــدخل إلــى المس ـ د ويتهطــى‬

‫سكي ليالً رم لي ‪ :‬آآآآسف ‪ ..‬وا مـا انتبهـي إليـع‬ ‫‪ ..‬فأنا هنا منذ أيام ‪ ..‬فأحسن ا عزا ك و هر لوالدك ‪..‬‬

‫ــائالً ‪ :‬ي ــا رس ــول ا ‪ ..‬رج ــل ال ي ــدري م ــا دين ــه !‬

‫‪ ..‬فقــد كن ــي ال أ ابلــه إال ل ــيالً ‪ ..‬وأرا ب وبــه و ترت ــه ‪..‬‬

‫فنزل النبي ‪ ‬من منبر ‪ ..‬وتوجـه إلـى الرجـل وهلـب‬

‫كني في الحقيقة معذوراً في عدم انتباهي إلى هصـه‬ ‫وإن ُ‬

‫فلما لبس البنطال وجا ني ف أة في زحمة باب مـن جـدة‬

‫‪ ..‬لم يقع في نهسي أنه فالن ‪..‬‬

‫‪67‬‬

‫الصـ ــهو ‪ ..‬وينظـ ــر إلـ ــى رسـ ــول ا ‪ .. ‬ويصـ ــيح‬ ‫فعلمه دينه ‪..‬‬

‫كرسياً ف لس عليه ‪ ..‬رـم جعـل يتحـدث مـع الرجـل‬

‫ويشـرد لـه الــدين إلـى أن فهــم ‪ ..‬رـم عــاد إلـى منبــر‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫رــم تأخــذ الســكرتيرة الملــف الهــاص بهــذ المريضــة‬

‫‪..‬‬

‫مـة االهتمــام بالنــاس ‪ ..‬ومــن يــدري ربمــا لــو أهملــه لهــر‬

‫‪ ..‬وتناوله للطبيبة ‪ ..‬فتقرأ الطبيبـة معلومـات المـرض‬

‫ولو نظرت في مائله ‪ .. ‬لوجـدت مـن بينهـا أنـه كـان إذا‬

‫الكاملة بما فيها و يهتها وأسما أوالدها ‪..‬‬

‫ذاك يد أوالً ‪..‬‬

‫وسألتها عن مرضها ‪ ..‬وعـن فـالن ولـدها الصـنير ‪..‬‬

‫‪ ..‬وتنظـ ـ ــر إلـ ـ ــى بطا تهـ ـ ــا الهاصـ ـ ــة ‪ ..‬ومعلوماتهـ ـ ــا‬

‫الرجل وبقي جاهالً بدينه إلى أن يموت ‪..‬‬

‫صافحه أحد لم ينزع ‪ ‬يد من يد المصافح ‪ ..‬حتى ينـزع‬

‫وكــان ‪ ‬إذا كلم ــه أح ــد الته ــي إلي ــه جميعـ ـاً ‪ ..‬أي الته ــي‬ ‫بوجهه وجسمه إليه يستمع وينصي ‪..‬‬

‫فـ ــنذا اتصـ ــلي المريضـ ــة ‪ ..‬رحبـ ــي بهـ ــا الطبيبـ ــة ‪..‬‬

‫وأخبار و يهتها ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫فتشـعر المريضــة أن هــذ الطبيبــة تحبهــا جــداً لدرجــة‬

‫أنهــا تحهــص أســما أوالدهــا وتتــذكر مرضــها ‪ ..‬ولــم‬ ‫ت ــنس مك ــان عمله ــا ‪ ..‬فتر ــب ف ــي الم ــي إليه ــا‬

‫ت ربة ‪..‬‬

‫دائماً ‪..‬‬

‫الناس كلما أ عرتهم بقيمتهم وأ هرت االهتمام بهم ‪..‬‬

‫أرأيي أن امتالك القلوب وأسرها سهل جداً ‪..‬‬

‫ملكي لوبهم ‪ ..‬وأحبوك ‪..‬‬

‫وال بأس أن تعبر عن محبتع لنخـرين بكـل صـراحة‬

‫‪ ..‬ســوا كــانوا أب ـاً أو أم ـاً ‪ ..‬أو زوجــة أو أبنــا ‪ ..‬أو‬

‫‪ .25‬أ عرهم أنع تحب الهير لهم ‪..‬‬

‫كلما كان لبع مملو اً بالمحبة والنصح لنخـرين ‪ ..‬كلمـا‬

‫صرت صاد اً في مهاراتع في التعامل معهم ‪..‬‬

‫وكلمــا أحــس النــاس بحبــع لهــم ‪ ..‬ازدادوا هــم أيض ـاً لــع‬

‫محبة و بوالً ‪..‬‬

‫كانـــي إح ــد الطبيبـ ــات تمتلـــإ عيادتهـ ــا الهاص ــة دائم ـ ـاً‬ ‫بالمر ِ‬ ‫اجعات ‪..‬‬ ‫وكانــي المريض ــات ي ــر بن ف ــي الم ــي إليه ــا دائمـ ـاً وك ــل‬ ‫واحدة تشعر أنها صديقة خاصة لهذ الطبيبة ‪..‬‬

‫كانــي ه ــذ الطبيب ــة تم ــارس مهــارات متع ــددة تس ــحر به ــا‬ ‫لوب ا خرين ‪..‬‬

‫مــن ذلــع ‪ ..‬أنهــا اتهقــي مــع الســكرتيرة أنهــا إذا اتصــلي‬

‫إحــد المريضــات تريــد أن تتحــدث مــع الطبيبــة أو تســألها‬

‫عن ي يهر المرض ‪..‬‬

‫فــنن الســكرتيرة تســألها عــن اســمها ‪ ..‬وترحــب بهــا ‪ ..‬رــم‬

‫تطلب منها التكرم باالتصال بعد خمس د ائق ‪..‬‬

‫‪68‬‬

‫زمال وجيران ‪..‬‬

‫ال تكــتم مشــاعرك نح ــوهم ‪ ..‬ــل لم ــن تحبــه ‪ :‬أن ــا‬ ‫أحبع ‪ ..‬أني ٍ‬ ‫ال إلى لبي ‪..‬‬ ‫حتــى لــو كــان عاصــياً ــل لــه ‪ :‬إنــع أحــب إلــي مــن‬ ‫أناس ك يييير ‪..‬‬

‫ولــم تكــذب فهــو أحــب إليــع مــن ماليــين اليهــود ‪..‬‬

‫أليس كذلع ‪ ..‬كن ذكياً ‪..‬‬

‫أذكـر أنــي ذهبــي مــرة ألدا العمــرة ‪ ..‬وكنــي خــالل‬

‫هــوافي وســعيي أدعــو للمســلمين جميع ـاً ‪ ..‬بــالحهص‬

‫والنصــر والتمكــين ‪ ..‬وربمــا لــي ‪ :‬اللهــم ا هــر لــي‬

‫وا هر ألحبابي وأصحابي ‪..‬‬

‫وبعـ ــد انتهـ ــائي مـ ــن ـ ــعائرها ‪ ..‬حمـ ــدت ا علـ ــى‬

‫التيسير ‪..‬‬

‫رم اكتريي فنـد اً ألبيـي فيـه ‪ ..‬فلمـا وضـعي رأسـي‬ ‫على وسادتي كتبي رسالة عبر الهاتف ال ـوال أ ـول‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فيها ‪:‬‬

‫أ بل جمع من الشباب يسلمون ‪..‬‬

‫"ا ن أنهي ــي العمـ ــرة وت ــذكرت أحب ــابي وأن ــي م ــنهم فل ــم‬

‫كــان مــن بيــنهم ــاب لــه صــة ــعر ريبــة ويلــبس‬

‫انتهي الرسالة ‪..‬‬

‫فسـ ــلمي عليـ ــه بح ـ ـرارة ‪ ..‬و ـ ــكرته عل ـ ـى حضـ ــور‬

‫أنسع من الدعا ا يحهظع ويوفقع " ‪..‬‬

‫بنطـ ــال جينـ ــز ضـ ــيق ‪ ..‬أ بـ ــل يصـ ــافح ويش ـ ــكر ‪..‬‬

‫أرسـلتها إلــى األســما المهزنــة فـي ذاكــرة الهــاتف ‪ ..‬كانــي‬

‫وهــززت يــد و لــي ‪ :‬وجهــع وجــه داعيــة ‪ ..‬تبســم‬

‫لــم أكــن أتصــور التــأرير الع يــب لهــذ الرســالة فــي لــوب‬

‫بعــدها بأســبوعين تهاجــأت باتصــال يقــول ‪ :‬هــا مــا‬

‫ا خرين ‪..‬‬

‫عرفتنـي ‪ ..‬يــا ــيخ أنـا الــذي لــي لـي وجهــع وجــه‬

‫خمسمائة اسم ‪..‬‬

‫وانصر ‪..‬‬

‫مـنهم مـن أرسـل إلـي ‪ :‬وا إنــي أبكـي وأنـا أ ـرأ رســالتع ‪..‬‬

‫داعي ــة ‪ ..‬وا ألص ــبحن داعي ــة إن ــا ا ‪ ..‬ر ــم‬

‫وآخ ــر كت ــب ‪ :‬وا ي ــا أب ــا عب ــد ال ــرحمن م ــا أدري ب ــم أرد‬

‫أرأيــي كيــف يتــأرر النــاس بصــدع العبــارة ‪ ..‬والمحبــة‬

‫وال الــث كتــب ‪ :‬أســأل ا أن يســت يب دعــا ك ‪ ..‬ونحــن‬

‫أما رسول ا ‪ ‬فقـد كـان ياسـر لـوب النـاس بروعـة‬

‫وا ال ننساك ‪..‬‬

‫أخال ــه ‪ ..‬و درتــه علــى إ هــار محبتــه الصــاد ة لهــم‬

‫أ كرك أنع ذكرتني بدعائع ‪..‬‬

‫عليع ! ولكن جزاك ا خيراً ‪..‬‬

‫نح ــن ف ــي الحقيق ــة نحت ــا ب ــين الهين ــة واألخ ــر أن نُـ ـ َذكر‬

‫صار يشرد لي مشاعر بعد تلع الكلمات ‪..‬‬ ‫‪!..‬‬

‫‪..‬‬

‫النــاس بأننــا نح ــبهم ‪ ..‬وأن ك ــرة مشــا ل ال ــدنيا لــم تنس ــنا‬

‫كان أبو بكر وعمر ‪ ..‬أجل الصحابة ‪..‬‬

‫إياهم ‪..‬‬

‫وكانا يتنافسان في الهير دوماً ‪..‬‬

‫وال بأس أن يكون ذلع بم ل هذ الرسائل ‪..‬‬

‫وكان أبو بكر يسبق البـاً ‪ ..‬فـنن بكـر عمـر للصـالة‬

‫يمكــن أن تكتــب إلــى أحبابــع ‪ :‬دعــوت لكــم بــين األذان‬

‫وجــد أبــا بكــر ســبقه ‪ ..‬وإن أهعــم مســكيناً وجــد أبــا‬

‫وإذا كاني نيتع صالحة فلـن يكـون فـي هـذا إ هـار للعمـل‬

‫وإن صلى ليلة ‪ ..‬وجد ابا بكر بله ‪..‬‬

‫أذكــر أنــي ألقيــي محاضــرة فــي مهــيم دعــوي صــيهي فــي‬

‫نازلة نزلي بالمسلمين ‪..‬‬

‫مدينة الطايف ‪ ..‬فـي جبـال الشـها وهـي متنـز ي تمـع فيـه‬

‫وافق ذلع الو ي أن عمر عند سعة من المال ‪..‬‬

‫كـان أك ـر الحاضـرين هـم مـن الشـباب الـذين يظهـر علـيهم‬

‫ذهـب عمـر ف ـا بنصـف مالـه ‪ ..‬فدفعـه إلـى رسـول‬

‫الهي ــر والص ــالد ‪ ..‬أم ــا الش ــباب ا خ ــرون فق ــد بقـ ـوا ف ــي‬

‫ا ‪.. ‬‬

‫انتهي المحاضرة ‪..‬‬

‫ه ــل س ــأله ع ــن مق ــدار الم ــال ؟ أم س ــأله ع ــن نوع ــه‬

‫واإل امة ‪ ..‬أو في ساعة ال معة األخيرة ‪..‬‬

‫أو ريا ‪ ..‬وإنما زيادة ألهة ومحبة بين المسلمين ‪..‬‬

‫أعداد كبيرة من الشباب ‪..‬‬

‫أهرا المتنزهات ما بين لهو وهرب ‪..‬‬

‫‪69‬‬

‫بكر سبقه ‪..‬‬

‫وفــي يــوم أمــر النبــي ‪ ‬النــاس بالصــد ة لســد حاجــة‬

‫فقال ‪ :‬اليوم أسبق أبا بكر ‪ ..‬إن سبقته يوماً ‪..‬‬

‫فما أول كلمة الها ‪ ‬لعمر لما رأ المال ؟‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ذهب أم فضة ؟‬

‫بلقياك ‪ ..‬أني ال إلى لبي ‪..‬‬

‫ال ‪ ..‬بل لمـا رأ ‪ ‬ك ـرة المـال ‪ ..‬تكلـم بكلمـات يسـتنتج‬

‫‪ .26‬اِحهص األسما ‪..‬‬

‫منها عمر أنه محبوب عند رسول ا ‪.. ‬‬

‫ال لعمر ‪ :‬و ما أبقيي ألهلع يا عمر ؟ ‪..‬‬

‫وهذا من االهتمام بالناس ‪..‬‬

‫ال عمر ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬أبقيي لهم م له " ‪..‬‬

‫ما أجمل أن تقابـل هصـاً مـا فـي مو ـف عـارض ‪..‬‬

‫وي لـس عمـر عنـد رسـول ا ‪ ‬منتشـياً ‪ ..‬ينتظـر أبـا بكــر‬

‫كلقــا عنــد بنــع ‪ ..‬أو فــي هــائرة ‪ ..‬أو فــي وليمــة‬

‫في ــأتي أب ــو بك ــر ‪ ‬بم ـ ٍ‬ ‫ـال ك ي ــر فيدفع ــه إل ــى رس ــول ا ‪‬‬

‫فتتعــر علــى اســمه ‪ ..‬رــم ت ـرا فــي مو ــف آخــر ‪..‬‬

‫فــنذا بــالنبي ‪ ‬بــل أن يلتهــي إلــى مــا يحتاجــه مــن مــال ‪..‬‬

‫ال ع أن ذلع يطبع في لبه لع محبة وتقديراً‬ ‫‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫وعمر وا ف مكانه ‪ ..‬ير العطا ويسمع الحوار ‪..‬‬

‫يسأل أبا بكر ‪ :‬و يا أبا بكر ‪ ..‬ما أبقيي ألهلع ؟ ‪..‬‬

‫عامة ‪..‬‬

‫فتقبل عليه ائالً ‪ :‬مرحباً يا فالن ‪..‬‬

‫نع ــم فه ــو يح ــب أب ــا بك ــر ‪ ..‬ويح ــب أهل ــه ‪ ..‬وال يرض ــى‬

‫حهظ ـ ــع الس ـ ــم الش ـ ــهر ال ـ ــذي أمام ـ ــع يش ـ ــعر‬

‫ـال أبــو بكـر ‪ :‬يــا رسـول ا ‪ ..‬أبقيــي لهـم ا ورسـوله ‪..‬‬

‫ف ــرع ب ــين الم ــدرس ال ــذي يحه ــص أس ــما هالب ــه ‪..‬‬

‫بالضرر عليه ‪..‬‬

‫أما المال فقد أتيي به جميعاً ‪..‬‬

‫باهتمامع به ‪..‬‬

‫والذي ال يحهص ‪..‬‬

‫لم يأت بنصهه ‪ ..‬وال بربعه ‪ ..‬وإنما أتى به كله ‪..‬‬ ‫فمــا كــان مــن عمــر ‪ ‬إال أن ــال ‪ ":‬ال جـ َـرم ‪ ..‬ال ســابقي‬

‫أبا بكر أبداً " ‪..‬‬

‫ولع للطالب ‪ :‬م يـا فـالن ‪ ..‬أحسـن مـن ‪ :‬ـم يـا‬

‫هالب ‪..‬‬

‫حتى فـي الـرد علـى الهـاتف ‪ ..‬أيهمـا أحـب إليـع ‪..‬‬

‫كـان النــاس يشـعرون أنــه ‪ ‬يحبهم‪..‬فكـانوا يهيمــون بـه حبـاً‬ ‫‪..‬صــلى بهــم ‪ ‬إحــد الصــلوات ‪ ..‬فكأنــه ع ــل بصــالته‬

‫أن ي يبع من تتصل به بقوله ‪ :‬نعم ‪..‬أو ألو ‪..‬‬

‫ليالً حتى بدت أ صر من م يالتها ‪..‬‬

‫أو يقــول محتهي ـاً ‪ :‬مرحب ـاً يــا خالــد ‪ ..‬هــال أبــو عبــد‬

‫فلما انقضي الصالة ‪ ..‬رأ ‪ ‬تع ب أصحابه ‪..‬‬

‫ا ‪..‬‬

‫بــال ــع ان اســتماعع الســمع لــه فــي القلــب رنــة‬

‫الوا ‪ :‬نعم ! ‪..‬‬

‫ج ــرت الع ــادة بع ــد المحاضـ ـرات العام ــة أن يـ ــزدحم‬

‫فقال لهم ‪ :‬لعلكم ع بتم من تههيهي للصالة ؟‬

‫بل األذن ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬إني سمعي بكا صبي فرحمي أمه ‪!!..‬‬

‫علي بعط الشباب يصافحون ويشكرون ‪..‬‬

‫أرأيي كيف يحب ا خرين ‪ ..‬ويظهر لهم هـذ المحبـة مـن‬

‫كنــي أحــرص علــى ترديــد كلمــة ‪ :‬االســم الك ـريم ؟‬

‫لسي وحدك ‪..‬‬

‫علي ــه ألب ــدي ل ــه اهتم ــامي ب ــه ‪ ..‬فك ــان ك ــل واح ــد‬

‫خالل تعامله ‪..‬‬

‫حيــاك ا م ــن األخ ؟ ‪ ..‬أ ولهــا لك ــل واحــد أس ــلم‬ ‫ي يبني مستبشراً ‪ :‬أخوك زياد ‪ ..‬ابنع ياسر ‪..‬‬

‫أ هر عواههع ‪ ..‬كن صريحاً ‪ :‬أنا أحبع ‪ ..‬فرحي‬

‫‪71‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وأذكر يوماً أنـه بعـدما سـلم عـدد كبيـر مـنهم ومضـوا ‪ ..‬عـاد‬

‫اال تناع بأهمية تذكر االسم واستشعارك أنع‬ ‫بسماعع له ستسأل عنه بعد د ائق ‪..‬‬

‫أحدهم ليسأل ‪ ..‬فـأول مـا أ بـل عل َّـي لـي لـه ‪ :‬حيـاك ا‬ ‫يا خالد ‪ ..‬فابتهج و ال ‪ :‬ما ا ا !! تعر اسمي !!‬

‫ومنها ‪ ..‬التركيز على وجه الشهر أرنا االستماع‬

‫الناس عموماً يحبون مناداتهم بأسمائهم ‪..‬‬

‫إلى اسمه ‪..‬‬

‫مــن المع ــرو أن المو ــف العســكري يعلــق لوحــة صــنيرة‬

‫حاول أن تالحص الشهر المقابل وهبيعة حدي ه‬

‫فـأذكر أنــي ألقيــي محاضــرة فـي إحــد المنــاهق العســكرية‬

‫أرنا حدي ع معه ناد باسمه مراراً ‪ ..‬صحيح يا‬

‫كــان أح ــدهم يقت ــرب ويبتع ــد ‪ ..‬وكأنــه يري ــد الس ــالم لكن ــه‬

‫‪..‬؟ وكرر أك ر من مرة ‪..‬‬

‫على صدر فيها اسمه ‪..‬‬

‫‪ ..‬فازدحم أك رهم مسلماً بعد المحاضرة ‪..‬‬ ‫يه ل من مزاحمة ا خرين ‪..‬‬

‫وابتسامته لينطبع في ذاكرتع ‪..‬‬

‫فالن ‪..‬؟ سمعي يا فالن ‪..‬؟ أني معي يا فالن‬

‫الته ــي إليـ ـ ه ولمح ــي لوح ــة اس ــمه ‪ ..‬فم ــددت ي ــدي إلي ــه‬

‫باختصار ‪..‬‬

‫مصافحاً وهو يتبسم ويقول ‪ :‬ها !! كيف عرفي اسمي ؟‬

‫به ‪ ..‬ألحبع ‪..‬‬

‫و لـي ‪ :‬مرحبـاً فـالن !! فتنيــر وجهـه وتع ــب ‪ ..‬ومـد يــد‬

‫أ عرني باهتمامع بي ‪ ..‬بحهظع اسمي ‪ ..‬ونادني‬

‫فقلي ‪ :‬يا أخي الذين نحبهم ‪ ..‬الزم نعر أسما هم ‪..‬‬

‫فكان لهذا تأرير كبير عليه ‪..‬‬

‫‪ .27‬كن لماحاً‬ ‫ســم كبيــر مــن األ ــيا التــي نمارســها فــي الحيــاة ‪..‬‬

‫ك ير من الناس يقتنع بهذا ويتمنى لو اسـتطاع حهـص أسـما‬

‫ا خرين ‪..‬‬

‫نهعلها ألجل الناس ال ألجل أنهسنا ‪..‬‬

‫أما أسباب عدم حهص األسما ‪ ..‬فهي ك يرة ‪..‬‬

‫عنــدما تُــدعى لوليمــة عــرس ‪ ..‬فتلــبس أحســن ريابــع‬

‫منها ‪ ..‬عدم االهتمام باأل هاص أرنا مقابلتهم ‪..‬‬

‫‪ ..‬إنما تهعل ذلـع ألجـل لهـي انتبـا النـاس وجـذب‬

‫استماع االسم ‪..‬‬

‫وتهـرد إذا الحظــي أنهــم أُع بـوا ب مــال هيئتــع ‪..‬‬

‫ومنها ‪ ..‬التشا ل و ي التعار وعدم التركيز أرنا‬

‫إع ابهم ‪ ..‬ال ألجل لهي انتبا نهسع ‪..‬‬

‫ومنها ‪ ..‬مو هع ت ا الشهر المقابل ‪..‬‬

‫أو رونق ريابع ‪..‬‬

‫كاعتقادك بأنع لن تقابله مرة أخـر ‪ ..‬فتقـول فـي نهسـع‬

‫وعن ــدما تلرـ ــث م ل ــس ضـ ــيوفع ‪ ..‬وتتكل ــف فـ ــي‬

‫أو كان إنساناً بسيطاً ال يست ير اهتمامع ‪..‬‬

‫نظــر النــاس ‪ ..‬ال ألجــل نظــر نهســع ‪ ..‬بــدليل أنــع‬

‫‪ :‬ال داعي لحهص االسم ‪..‬‬

‫تزويقــه والعنايــة بــه ‪ ..‬إنمــا تهعــل ذلــع أيض ـاً ألجــل‬

‫أو عندما ال تسمع االسم جيداً وتشعر بحر من هلب‬

‫تعتن ــي بنرف ــة اس ــتقبال الض ــيو أك ــر م ــن عنايت ــع‬

‫فهذ أسباب ت عل الناس ال يحهظون األسما ‪..‬‬

‫عن ــدما ت ــدعو أص ــحابع إل ــى هع ــام ‪ ..‬أال تـ ــر أن‬

‫إعادة اسمه ‪..‬‬

‫بالصالة الداخلية ‪ ..‬أو بحمام أههالع !!‬

‫أما العال لحهص األسما ‪ ..‬فله هرع ‪ ..‬منها ‪:‬‬

‫زوجتـ ــع – وربمـ ــا أنـ ــي ‪ -‬تعتنـ ــي بترتيـ ــب الطعـ ــام‬

‫‪71‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وتنويع ــه أك ـ ــر م ــن الع ــادة ‪ ..‬بل ــى ‪ ..‬وكلم ــا زادت أهمي ــة‬

‫الم لس إال حضورك ‪..‬‬

‫وكـم تكـون ســعادتنا ـامرة عنــدما ي نـي أحــد علـى لباســنا أو‬

‫رأيــي مو هـ ـاً جم ــيالً لول ــد م ــع أبي ــه ‪ ..‬بَّــل يـ ـ َد ‪..‬‬ ‫ب إليه نعليه ‪ ..‬أرن على الولد ‪ ..‬كن لماحاً ‪..‬‬ ‫َّر َ‬

‫" أي عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ‪..‬‬

‫زرت أختـع ‪ ..‬رأيــي عنايتهـا بأوالدهــا ‪ ..‬كـن لماحـاً‬ ‫‪ ..‬أرن عليها ‪..‬‬

‫هلال األصحاب ‪ ..‬زادت العناية بالطعام ‪..‬‬

‫ديكورات بيوتنا ‪ ..‬أو لذة هعامنا ‪..‬‬

‫و د ال ‪ " : ‬وليأت إلى الناس الـذي يحـب أن يـأتوا إليـه‬ ‫كيف ‪..‬؟!‬

‫رأيي على صاحبع روبـاً جمـيالً ‪ ..‬انتبـه لـه ‪ ..‬أرـن عليـه ‪..‬‬

‫جرب افعل ذلع ‪ ..‬فسو يحبع ‪..‬‬

‫لبس روباً جديداً ‪ ..‬أرن عليه ‪ ..‬كن لماحاً ‪..‬‬

‫رأي ــي عناي ــة ص ــاحبع ب ــأوالد ‪ ..‬أو روع ــة ترحيب ــه‬

‫أســمعه كلمــات رنانــة ‪ ..‬مــا ــا ا !! مــا هــذا ال مــال !!‬

‫بضـ ــيوفه ‪ ..‬كـ ــن جريئ ـ ـاً ‪ ..‬لماح ـ ـاً ‪ ..‬أرـ ــن عليـ ــه ‪..‬‬

‫زارك يوم ـاً فشــممي مــن ريابــه عط ـراً فواحــاً جمــيالً ‪ ..‬أرــن‬

‫ركبـ ــي مـ ــع ـ ــهر فـ ــي سـ ــيارته ‪ ..‬أو اسـ ــتأجرت‬

‫اليوم كأنع عريس !!‬

‫عليـه ‪ ..‬تهاعـل معـه ‪ ..‬كـن لماحـاً ‪ ..‬فهـو مـا وضـع الطيـب‬

‫إال ألجلع ‪..‬‬

‫أخر ما في صدرك من اإلع اب به ‪..‬‬

‫سن يادتـه ‪..‬‬ ‫تاكسي ‪ ..‬الحظي نظافة سيارته ‪ُ ..‬ح َ‬ ‫كن لماحاً ‪ ..‬أرن عليه ‪..‬‬

‫ردد عب ــارات جميل ــة ‪ ..:‬مـ ــا ه ــذ الـ ــروائح ‪ ..‬م ــا أحسـ ــن‬

‫د تقول ‪ :‬هـذ أمـور عاديـة ‪ ..‬صـحيح لكنهـا مـلررة‬

‫دعاك هر لطعـام ‪ ..‬أرـن علـى هعامـه ‪ ..‬فننـع تعلـم أن‬

‫لقــد جربــي ذلــع بنهســي ‪ ..‬ومارســي هــذ المهــارة‬

‫أمه أو زوجته أو أختـه و هـي سـاعات فـي المطـبخ ألجلـع‬

‫م ــع أع ــداد م ــن الن ــاس ‪ ..‬كب ــاراً وص ــناراً ‪ ..‬وعم ــاالً‬ ‫بســطا ‪ ..‬ومدرس ــين ‪ ..‬ب ــل مارســتها م ــع أ ــهاص‬

‫الحلويـ ــات ‪ ..‬و ‪ ..‬فأسـ ــمعه كلمـ ــات ت علـ ــه يشـ ــعر أنـ ــع‬

‫‪..‬‬

‫ذو ع ‪..‬‬

‫‪ ..‬أو ألجل المدعويين عموماً ‪ ..‬وأني منهم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫أو أنــه علــى األ ــل تعــب فــي إحضــار مــن المطعــم ومحــل‬

‫يشنلون مناصب عليا ‪ ..‬ورأيي من تأررهم أعاجيـب‬

‫ممتن له بما دم لع ‪ ..‬وأن تعبه لم يذهب ُس َد ‪..‬‬ ‫دخلــي بيـ ـي أح ــد أص ــد ائع – أو دخلت ــي بي ــي إح ــد‬

‫خاصة في األ يا التي ينتظرها الناس منع ‪ ..‬كيـف‬

‫صــديقاتع – فرأيــي أرار ـاً جمــيالً ‪ ..‬فــأرن علــى األرــاث ‪..‬‬

‫؟‬

‫عريس ‪ ..‬رأيته بعد زواجه بأسبوع ‪..‬‬

‫والــذوع الرفيــع ‪ ..‬و لكــن انتبــه ال تبــالً حتــى ال يشــعر أنــه‬

‫رجل حصل على هادة عليا ‪..‬‬

‫حض ــرت ف ــي م ل ــس ع ــام ‪ ..‬فس ــمعي حم ــد ي ــتكلم م ــع‬

‫كلهــم بــال ــع ينتظــرون منــع كلمــات ‪ ..‬كــن كمــا‬

‫الحاض ـ ـرين بـ ــانطالع ‪ ..‬و ـ ــد أحيـ ــا الم لـ ــس ‪ ..‬وأسـ ــعد‬

‫يتو عون ‪..‬‬

‫استهزا‬

‫‪..‬‬

‫الحاضـرين ‪ ..‬أرــن عليـه ‪ ..‬خــذ بيــد إذا مــتم ‪ ..‬ــل لــه ‪:‬‬ ‫م ــا ــا ا ‪ !!..‬م ــا ه ــذ الق ــدرات !! بصـ ـراحة م ــا ملَّ ــح‬

‫‪72‬‬

‫هر سكن بيتاً جديداً ‪..‬‬

‫كان عبـد الم يـد ‪ -‬ابـن عمـي ‪ -‬ـاباً فـي المرحلـة‬

‫ال انوي ــة ‪ ..‬بع ــد تهرج ــه هل ــب من ــي ال ــذهاب مع ــه‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫لل امعـة لتسـ يله فيهـا ‪ ..‬اتصــلي بـه ذات صــباد ومــررت‬

‫دينهم بمكة ‪ ..‬هاجروا إلى المدينة ‪..‬‬

‫كاني المشـاعر تتـزاحم فـي لبـه ‪ ..‬فهـو ينتقـل إلـى مرحلـة‬

‫دم عبد الرحمن بن عـو المدينـة مهـاجراً ‪ ..‬وكـان‬

‫على بيته بسيارتي ليرافقني لل امعة ‪..‬‬

‫جديدة ‪ ..‬ويهكر في الكلية التي ستقبله ‪..‬‬

‫تركوا ديارهم وأموالهم ‪..‬‬

‫أول مـا ركـب سـيارتي ـممي رائحـة عطـر ‪ ..‬كانـي رائحــة‬

‫فــي مكــة تــاجراً ممكنــاً ‪ ..‬لكنــه جــا المدينــة فقيــراً‬ ‫معدماً ‪..‬‬

‫على مالبسه ‪..‬‬

‫المهاجرين واألنصار ‪..‬‬

‫نهارــة جــداً ‪ ..‬ويبــدو أنــه ــد أفــرغ العلبــة كلهــا ذلــع اليــوم‬

‫كح ـ ــل سـ ـ ـريع للمش ـ ــكلة ‪ ..‬آخ ـ ــى النب ـ ــي ‪ ‬ب ـ ــين‬

‫بصـ ـراحة خنقن ــي بالرائحـ ــة ‪ ..‬فتح ــي النواف ــذ ألتـ ــنهس ‪..‬‬

‫آخــى بــين عبــد الــرحمن بــن عــو وبــين ســعد ب ــن‬

‫رم التهي إليه وابتسمي و لي ‪:‬‬

‫كاني نهوسهم سليمة ‪ ..‬و لوبهم صافية ‪..‬‬

‫عرت أن المسكين تكلف في تزويق ريابه ‪ ..‬وتطييبها ‪..‬‬

‫م ــاااا ـ ــااااا ا !!‪ ..‬إيـ ــش هـ ــالروائح الحلـ ــوة !! أخـ ــا‬

‫الربيع األنصاري ‪..‬‬

‫ُخي ‪ ..‬أنـا أك ـر أهـل‬ ‫فقال سعد لعبد الرحمن ‪ :‬أي أ َّ‬

‫عميــد الكليــة أول مــا يشــم هالرائحــة الحلــوة يصــرخ بــأعلى‬

‫المدينة ماالً ‪..‬‬

‫ال تتصــور مــد الســرور الــذي طــى علــى لبــه ‪ ..‬والبشــر‬

‫‪..‬‬

‫التهـي إل َّـي ‪ ..‬و ــال بحمـاس ‪ :‬أ ــكرك يـا أبــا عبـد الــرحمن‬

‫وال ي د زوجة ‪..‬‬

‫صوته يقول ‪ :‬مقبوووووول ‪..‬‬ ‫الذي ههح على وجهه ‪..‬‬

‫فأ سـم مـالي نصـهين ‪ ..‬فهــذ نصـهه وأبـق لـي نصــهه‬

‫رــم خشــي ســعد أن عبــد الــرحمن يريــد أن يتــزو ‪..‬‬

‫‪ ..‬أ كرك ‪ ..‬وا إنه عطـر ـااال ‪ ..‬وأضـعه دائمـاً والنـاس‬

‫فعرض عليه أن يزوجه ‪..‬‬

‫عليع ‪ :‬ذو ي حلو ‪..‬؟!‬

‫‪ُ ..‬دلني على السوع ‪!!..‬‬

‫ما يالحظونه ‪ ..‬رم بدأ يشمه من هر‬

‫ترته ويقـول ‪ :‬بـا‬

‫فقال عبد الرحمن ‪ :‬بارك ا لع فـي أهلـع ومالـع‬

‫آآآ ‪ ..‬مـر علــى هــذا المو ــف أك ــر مــن عشــر ســنوات ‪..‬‬

‫صحيح ‪ ..‬عبد الـرحمن تـرك مالـه فـي مكـة واسـتولى‬

‫فقد تهر عبد الم يد من ال امعـة وتعـين فـي و يهـة منـذ‬

‫عليه الكهار ‪..‬‬

‫ربما ذكرني به مازحاً في بعط اللقا ات ‪..‬‬

‫دله سعد على السوع ‪ ..‬فذهب فا تر وبـاع فـربح‬

‫سـنوات ‪ ..‬إال أن ذلـع المو ـف ال يـزال عالقـاً فـي أذنــه ‪..‬‬

‫لكنه كان ذا عقل راجح ‪ ..‬وخبرة ت ارية واسعة ‪..‬‬

‫نع ــم ‪ ..‬كـ ــن لماحـ ـاً ‪ ..‬الـ ــتحكم بعواهـــف النـ ــاس وكسـ ــب‬

‫‪..‬‬

‫ممارسة مهارات عادية نكسبهم بها ‪..‬‬

‫عند رأس مال تاجر فيه ‪..‬‬

‫محبــتهم ســهل جــداً ‪ ..‬لكننــا فــي أحيــان ك يــرة ننهــل عــن‬

‫يعني ا تر بضاعة با جل رم باعهـا حالـة ‪ ..‬فصـار‬

‫وال تع ــب إن ل ــي إن ص ــاحب الهل ــق العظ ــيم ‪ ‬ك ــان‬

‫وكــان يــتقن فــن البيــع والش ـرا والمماكســة ‪ ..‬حتــى‬

‫فــي أول ســنين اإلســالم ‪ ..‬لمــا ضــيق علــى المســلمين فــي‬

‫رـم جــا إلــى النبــي عليـه الصــالة والســالم ‪ ..‬وعليــه‬

‫يمارس هذ المهارات ‪ ..‬وأحسن منها ‪..‬‬

‫‪73‬‬

‫جمع ماالً فتزو ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ع زعهران ‪ ..‬أي أرر هيب نسا ‪!!..‬‬ ‫ود ُ‬

‫فصــنروا أمرهــا ‪ ..‬وأنهــا مســكينة منمــورة ال تســتحق‬

‫النبــي ‪ ‬هبيــب النهــوس ‪ ..‬كــان لماحــاً ‪ ..‬يتر ــب اله ــرص‬

‫بليل ‪ ..‬فكرهنا أن نو ظع ‪..‬‬

‫ليس ريباً فهو و عريس ‪..‬‬

‫الص ــطياد القل ــوب ‪ ..‬أول م ــا رآ ‪ ..‬انتب ــه له ــذا التني ــر ‪..‬‬

‫وجعل ينظر إلـى أرـر الطيـب ويقـول لعبـد الـرحمن ‪ " :‬مهـيم‬

‫؟ " ‪ ..‬أي ما الهبر ؟‬

‫أن يهبــر عنهــا رســول ا ‪ .. ‬و ــالوا أيضـاً ‪ :‬ماتــي‬ ‫فحرص ‪ ‬علـى أن يصـلي عليهـا ‪ ..‬فعملهـا وإن رآ‬

‫الن ــاس ص ــنيراً فه ــو عن ــد ا كبيـــر ‪ ..‬ولك ــن كي ــف‬ ‫يصلي عليها و د ماتي ودفني ؟!‬

‫اب ــتهج عب ــد ال ــرحمن ‪ ..‬و ــال ‪ :‬ي ــا رس ــول ا ‪ ..‬تزوج ــي‬

‫ال ‪ : ‬دلوني على برها ‪..‬‬

‫امرأة من األنصار ‪..‬‬

‫فمشوا معه حتـى أو هـو علـى برهـا ‪ ..‬دلـو فصـلى‬

‫ع ــب النبــي ‪ .. ‬كيــف اس ــتطاع أن يت ــزو وهــو ح ــديث‬

‫عليها ‪..‬‬

‫فقال ‪ " :‬فما أصد تها ؟"‬

‫أهلهـ ــا ‪ ..‬وإن ا عـ ــز وجـ ــل ينورهـ ــا لهـ ــم بصـ ــالتي‬

‫عهد به رة ‪!!..‬‬

‫فقال ‪ :‬وزن نواة من ذهب ‪..‬‬

‫رــم ــال ‪ : ‬إن هــذ القبــور ‪ ..‬مملــو ة لمــة علــى‬

‫عليهم ‪..‬‬

‫فأراد ‪ ‬أن يزيد من فرحته ‪ ..‬فقال " أولِم ولو بشاة " ‪..‬‬

‫فبــا عليــع ‪ ..‬مــا هــو ــعور مــن رأو ‪ ‬ينتبــه إلــى‬

‫رم دعا له النبي ‪ .. ‬بالبركة في ماله وت ارته ‪..‬‬

‫هـ ــذا العمـ ــل الصـ ــنير مـ ــن ام ـ ـرأة ضـ ــعيهة ‪ ..‬كيـ ــف‬

‫ال عبد الرحمن وهو يصف كسبه وت ارته ‪ :‬فلقـد رأيتنـي‬

‫دعني أهمس في أذنع ‪:‬‬

‫ولو رفعي ح راً لرجوت أن أصيب ذهباً وفضة ‪..‬‬

‫نحن في م تمع ال يقدر أحيانـاً م ـل هـذ المهـارات‬

‫يش ــعرهم بقيم ــتهم ‪ ..‬ي عله ــم يحس ــون أن ــه منتب ــه له ــم ‪..‬‬

‫النالا الذين مهما لمحي ما عندهم من لطـائف ‪..‬‬

‫يقومون بها مهما كاني متواضعة ‪..‬‬

‫يت ــأرروا ‪ ..‬أو ردوا عل ــى تلطه ــع بكلم ــات س ــام ة‬

‫سيكون حماسهم للقيام بم ل فعلها وأعظم ‪..‬‬

‫فحلي البركة عليه ‪..‬‬

‫وكان ‪ ‬لماحاً حتى مع الضعها والمساكين ‪..‬‬

‫وأنهـ ــم مهمـ ــون عنـ ــد ‪ ..‬وأنـ ــه يقـ ــدر لهـ ــم أعمـ ــالهم التـ ــي‬

‫حماســـع فري ــق م ــن الـ ـ قال‬ ‫‪ ..‬فانتب ــه !! ال يطه ــإ‬ ‫َ‬

‫وأرنيـ ــي علـ ــيهم بالكلمـ ــات الر يقـ ــة الرنانـ ــة ‪ ..‬لـ ــم‬

‫ف ــنذا افتقـ ــدهم ‪ ..‬ذَ َك ــرهم بـ ــالهير ‪ ..‬وتلمـــح أعمـ ــالهم ‪..‬‬

‫مم وجة ‪ ..‬ال هعم لها ‪ ..‬بل وال لون وال رائحة !!‬

‫كــان فــي المدينــة ام ـرأة ســودا ‪ ..‬ملمنــة صــالحة ‪ ..‬كانــي‬

‫أن ــاباً – أعرفــه – ُدعــي إلــى وليمــة كبيــرة ‪ ..‬فيهــا‬

‫كان ‪ ‬يراها أحياناً ‪ ..‬فيع ب بحرصها ‪..‬‬

‫ودخ ــل مح ــل عط ــور وأ هـ ــر أن ــه سيش ــتري ف ع ــل‬

‫فتش ع ا خرون أن يهعلوا كهعلهم ‪..‬‬ ‫تكنس المس د ‪..‬‬

‫ومن لطائف هلال ‪..‬‬

‫أ ــهاص مهمــون ‪ ..‬مــر علــى الســوع فــي هريقــه ‪..‬‬

‫مرت أيام ‪ ..‬فهقدها رسول ا ‪ .. ‬فسأل عنها ؟‬

‫المو ف يحتهي به ‪ ..‬ويـر‪ .‬عليـه مـن أنـواع العطـور‬

‫فقال ‪ :‬أفال كنتم آذنتموني ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ما ال رمنه وزكا ريحه ‪ ..‬ليهتار من بينهـا مـا يناسـبه‬

‫فقالوا ‪ :‬ماتي يا رسول ا ‪..‬‬

‫‪74‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فلمــا امــت ت ريــاب صــاحبنا هيب ـاً ‪ ..‬ــال للبــائع بلطــف ‪:‬‬ ‫أ كرك ‪ ..‬وإن أع بني ي منها فقد أعود إليع ‪..‬‬

‫فانتبه من أن تكون من الـ قال الـذي ال يكهـون عـن‬

‫‪..‬‬

‫انتبــه مــن أن يه ــرق لســانع بقــول ‪ :‬لم ــاذا مــا تني ــر‬

‫ذهب سريعاً إلى الوليمة متداركاً رائحة العطـر بـل أن تـزول‬

‫دخلي بيي صاحبع فرأيي الكراسي ديمة ‪..‬‬ ‫تقديم ا تراحات لم تطلب منهم ‪..‬‬

‫جلــس علــى العشــا ب انــب صــديقه خالــد ‪ ..‬لــم يالحــص‬

‫الكراسي ؟!‬

‫فقــال لــه صــاحبنا باســتنراب ‪ :‬مــا تشــم رائحــة عطــر جميلــة‬

‫لماذا ال تشتري رريات جديدة !!‬

‫؟!‬

‫ده ــان ال ــدار ــديييييم ‪ ..‬لم ــاذا م ــا تدهن ــه ب ــألوان‬

‫خالد الرائحة ‪ ..‬ولم يعلق بكلمة ‪..‬‬

‫ال خالد ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫ال ريات نصهها ما يشتنل ‪!!..‬‬

‫جديدة !!‬

‫فقال صحبنا ‪ :‬أكيد أنهع مسدود ‪!!..‬‬

‫يــا أخــي هــو لــم يطلــب منــع ا تراحــات ‪ ..‬ولســي‬

‫فأجـ ــاب خالـ ــد فـ ــوراً ‪ .. :‬لـ ــو كـ ــان أنهـ ــي مسـ ــدوداً ‪ ..‬مـ ــا‬

‫مهن ــدس ديك ــور اته ــق مع ــع عل ــى أن يس ــتهيد م ــن‬

‫ممي رائحة عر ع ‪!!..‬‬

‫لعله ال يستطيع تنييرها ‪..‬‬ ‫لعله يمر بضائقة مالية ‪..‬‬

‫اعترا ‪..‬‬

‫لعله ‪..‬‬

‫مهما بلً الشهر من الن اد ‪ ..‬إال أنه يبقى بشراً‬ ‫يطرب لل نا ‪..‬‬

‫ليس أرقـل علـى النـاس ممـن يحـرجهم بـالنظر إلـى مـا‬

‫يستحون منه ‪ ..‬رم ي ير ويبدأ في التعليق عليه ‪..‬‬

‫وم ــل ذل ــع ‪ ..‬ل ــو ك ــان روب ــه ــديماً ‪ ..‬أو مكي ــف‬

‫‪ .28‬انتبه ‪ :‬كن لمـاحاً ًٍ ًٍ ًٍ لل مال فقط ‪..‬‬

‫بعــط النــاس يــتحمس ك ي ـراً ألن يكــون لماح ـاً ‪ ..‬فــال يكــاد‬ ‫يسكي عن المالحظة وال نا ‪..‬‬

‫لكــنهم ــالوا ــديماً ‪ :‬الشــي إذا زاد عــن حــد ‪ ..‬انقلــب‬

‫إلى ضد ‪..‬‬

‫سيارته متعطل ‪ ..‬ل خيراً أو اصمي ‪..‬‬

‫ذكــروا أن رج ـالً زار صــاحباً لــه فوضــع لــه خب ـزاً وزيت ـاً‬ ‫‪..‬‬ ‫فقال الضيف ‪ :‬لو كان مع هذا الهبز زعتر !!‬

‫فدخل صاحب الدار وهلب من أهله زعتـراً للضـيف‬

‫ومن تع ل الشي بل أوانه ‪ ..‬عو ب بحرمانه ‪..‬‬

‫فك ـ ــن لماحـ ـ ـاً ل‬

‫آرائع ‪ ..‬ابق ساكتاً ‪..‬‬

‫ـ ــيا ال ميل ـ ــة الرائع ـ ــة ‪ ..‬الت ـ ــي يه ـ ــرد‬

‫الش ــهر برؤيـ ــة النـ ــاس لهـ ــا ‪ ..‬وينتظـ ــر رنـ ــا هم عليهـ ــا ‪..‬‬

‫ويطرب لسماع ألهاا اإلع اب بها ‪..‬‬

‫أم ــا األ ــيا الت ــي يس ــتحي م ــن رؤيته ــا ‪ ..‬أو يه ــل م ــن‬

‫مالحظتها فحاول أن تتعامى عنها ‪..‬‬ ‫م الً ‪:‬‬

‫‪75‬‬

‫فلم ي د ‪..‬‬

‫فهر ليشتري ولم يكن معه مال ‪ !..‬فـأبى صـاحب‬

‫الـ ــدكان أن يبيعـ ــه با جـ ــل ‪ ..‬فرجـ ــع وأخـ ــذ وأخـ ــذ‬ ‫مطهرتـه و وهــي اإلنـا الــذي يضــع فيـه المــا ليتوضــأ‬

‫منه فهر بها ودفعها إلى صاحب الدكان – رهنـاً‬ ‫– حتــى إذا لــم يســدد لــه يمــة الزعتــر يبيــع صــاحب‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الدكان المطهرة ويستوفي ال من لنهسه ‪..‬‬

‫رم أخذ الزعتر ورجع به إلى ضيهه ‪ ..‬فأكل ‪..‬‬

‫فلمــا انته ــى الض ــيف م ــن الطعــام ــال ‪ :‬الحم ــد‬

‫فلمـا وصــل بيــي الع ــوز المريضــة نزلــي أمــه وجعــل‬

‫ال ــذي‬

‫أهعمنا وسقانا ‪ ..‬و نعنا بما آتانا ‪..‬‬

‫ينتظرها في سيارته ‪..‬‬

‫دخلي األم علـى المريضـة فـنذا هـي ـد تمكـن منهـا‬ ‫المرض ‪ ..‬فسلمي عليها ودعي لها ‪..‬‬

‫فتأو صاحب الدار تـأو الحـزين و ـال ‪ :‬لـو نـ َعـع ا بمـا‬ ‫َّ‬ ‫آتاك ‪ ..‬لما كاني مطهرتي مرهونة !!‬

‫يبكين في صالة البيي ‪..‬‬

‫أوووو ‪ ..‬وجهع أصـهر ‪ ..‬عينـاك زائنتـان ‪ ..‬جلـدك يـابس‬

‫كلم ـ ــا أردت ‪ ..‬وأمك ـ ــم مريض ـ ــة ويب ـ ــدو ل ـ ــي أنه ـ ــا‬

‫ع باً !! هل أني هبيبه ؟ ل خيراً أو اصمي ‪..‬‬

‫فانتبــه يــا لبيــب ‪ ..‬كــن لماحـاً لمــا يهــرد ويســر ‪ ..‬ال‬

‫وكذلع لو زرت مريضاً فال تردد عليه ‪:‬‬ ‫‪..‬‬

‫ذكــروا أن رجـ ـالً زار مريضــاً ‪ ..‬ف ل ــس عنــد ل ــيالً ‪ ..‬ر ــم‬

‫س ــأله ع ــن علت ــه ‪ ..‬ف ــأخبر المـ ـريط به ــا ‪ ..‬وكان ــي عل ــة‬

‫فلم ــا مش ــي خارج ــة مـ ــرت ببن ــات المريض ــة وهـ ــن‬

‫فقالي بكل برا ة ‪ :‬أنا ال يتيسـر لـي الم ـي ألـيكن‬

‫ستموت ‪ ..‬فأحسن ا عزا كم من ا ن ‪!!..‬‬ ‫لما يحزن ‪..‬‬

‫خطيرة ‪..‬‬

‫مشكلة ‪:‬‬

‫فصرخ الزائر ‪:‬‬

‫آآآآ ‪ ..‬هــذ العلــة أصــابي فالن ـاً صــاحبي فمــات منهــا ‪..‬‬ ‫وأصابي فالنـاً صـديق أخـي وال يـزال مقعـداً منهـا أ ـهراً رـم‬ ‫مات ‪ ..‬وأصابي فالناً جار زو أختي ومات ‪..‬‬

‫إذا اضطررت للمح سي ‪ ..‬كوسخ روبه ‪ ..‬أو‬ ‫رائحة سيئة ‪ ..‬فأحسن التنبيه ‪ ..‬كن لطيهاً ذكياً ‪..‬‬ ‫‪ .29‬ال تتدخل فيما ال يعنيع ‪..‬‬

‫والمريط يستمع إليه ويكاد أن ينه ر ‪..‬‬

‫من حسن إسالم المر تركه ما ال يعنيه ‪..‬‬

‫فلمــا أنهــى الزائــر كالمــه وأراد الهــرو التهــي إلــى الم ـريط‬

‫ما أجمل هذ العبـارة وأنـي تسـمعها مـن الهـم الزكـي‬

‫ـال المـريط ‪ :‬نعـم ‪ ..‬إذا خرجــي فـال ترجــع إلــيَّ ‪ ..‬وإذا‬

‫صحيح ‪ ..‬تركه ما ال يعنيه ‪..‬‬

‫و ال ‪ :‬ها ‪ ..‬توصيني بشي ؟‬

‫زرت مريضاً فال تذكر عند الموتى ‪..‬‬

‫الطاهر ‪ ..‬فم رسول ا ‪.. ‬‬

‫كم هم رقال أولئع الذين يزع ونـع بالتـدخل فيمـا‬

‫وذكـروا كــذلع أن امـرأة ع ــوزاً مرضـي ع ــوز صــديقة لهــا‬

‫ال يعنيهم ‪..‬‬

‫ف علـي هــذ الع ــوز تلــتمس مـن أبنائهــا واحــداً َواحــداً أن‬

‫فتقول ‪ :‬جا تني هديه ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫يشنلع إذا رأ ساعتع ‪ ..‬بكم ا تريتها ‪..‬‬

‫يـذهبوا بهــا لتلـع المريضــة لزيارتهــا وهـم يتعللــون ويعتــذرون‬

‫فيقول ‪ :‬هدية !! ممن ؟‬

‫حتى رضي أحد أبنائها علـى مضـط ‪ ..‬وذهـب بهـا بسـيارته‬

‫فيقــول ‪ :‬صــديقع فــي ال امعــة ‪ ..‬أم فــي الحــارة ‪..‬‬

‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫فت يب ‪ :‬من أحد األصد ا ‪..‬‬ ‫أم أين ؟!‬

‫‪76‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فتقول ‪ :‬وا ‪ ..‬آآآ ‪ ..‬صديقي في ال امعة ‪..‬‬

‫وم لـ ــه لـ ــو زرت مريض ـ ـاً ‪ ..‬فسـ ــألته عـ ــن مرضـ ــه ‪..‬‬

‫فتقول ‪ :‬يعني ‪ ..‬مناسبة أيام ال امعة ‪..‬‬

‫‪ ..‬مــرض صــنير وانتهــى ‪ ..‬أو نحرهــا مــن العبــارات‬

‫فيقول ‪ :‬مناسبة إيش ؟!! ن اد ‪ ..‬أم كنـتم فـي رحلـة ‪ ..‬أو‬

‫التي ال تحمل جواباً صـريحاً ‪ ..‬فـال تحرجـه بالتـد يق‬

‫ويستمر في است وابه لع على ضية تافهة ‪!!..‬‬

‫وضح أك ر ‪ !!..‬ماذا تعني ‪ !!..‬ونحو ذلع ‪..‬‬

‫فأجابع بكلمات عامـة ‪ :‬الحمـد‬

‫فيقول ‪ :‬هيب ‪ ..‬ما المناسبة ؟!‬

‫يمكن ‪ ..‬أأ ‪..‬‬

‫‪ ..‬ـي بسـيط‬

‫علي ــه ‪ :‬عه ــواً ‪ ..‬يعن ــي مـــا هـــو المـــرض بالضـــبط ؟‬

‫ب ـ ــا علي ـ ــع أال تح ـ ــدرع نهس ـ ــع أن تص ـ ــرخ ب ـ ــه ‪ :‬الاااا‬

‫ع بـاً !! مــا الــداعي إلحراجــه ‪..‬؟ مــن حســن إســالم‬

‫و ــد يــزداد األمــر ســو اً لــو أحرجــع بالســلال فــي م لــس‬

‫أنــا مـريط بالبواســير ‪ ..‬أو مصــاب ب ــرد فــي ‪ ..‬أو‬

‫أذكــر أنــي كنــي فــي م لــس مــع عــدد مــن الــزمال ‪ ..‬بعــد‬

‫ما دام أنه أجاب إجابة عامة فال داعي للتطويـل معـه‬

‫رن هاتف أحدهم ‪ ..‬كان جالساً ب انبي ‪..‬‬

‫وال أعني بهذا عدم سلال المريط عن مرضـه ؟ إنمـا‬

‫تتدخل فيما ال يعنيع ‪..‬‬

‫عام فسبب لع إحراجاً ‪..‬‬ ‫المنرب ‪..‬‬

‫أجاب ‪ :‬نعم ؟‬

‫المر تركه ما يعنيه ‪ ..‬يعني ‪ ..‬تنتظر أن يقـول لـع ‪:‬‬

‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫أعني عدم التد يق في األسئلة ‪..‬‬

‫وم لـه ‪ ..‬الـذي ينـادي هالبـاً أمـام النـاس فـي م لــس‬ ‫عام ‪ ..‬ويسأله بصوت ٍ‬ ‫عال ‪:‬‬

‫زوجته ‪ :‬ألو ‪ ..‬وينع يا حمار ؟!‬

‫كان صوتها عالياً لدرجة أني سمعي حوارهما ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬بهير ‪ ..‬ا يسلمع و !!! ‪..‬‬

‫و يبــدو أنــه ك ــان ــد وعــدها أن ي ــذهب بهــا بعــد المن ــرب‬

‫لبيي أهلها وانشنل بنا ‪..‬‬

‫ها يا أحمد ‪ ..‬ن حي ‪..‬‬

‫فيقول ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫فيسأله ‪ :‬كم نسبتع ؟ كم ترتيبع في الهصل ؟‬

‫ضبي الزوجة ‪ :‬ا ال يسـلمع ‪ ..‬أنـي مبسـوق أنـع مـع‬

‫إن كني صاد اً في اهتمامـع بـه فاسـأله علـى انهـراد‬

‫ال ‪ :‬ا يرضى عليع ‪ ..‬أمرك بعد العشا ‪..‬‬

‫ر ــم ال داع ــي للت ــد يق ‪ ..‬ك ــم نس ــبتع ‪ ..‬لم ــاذا ل ــم‬

‫أصحابع وأنا أنتظر ‪ ..‬وا انع رور و !! ‪..‬‬

‫بينع وبينه ‪..‬‬

‫ـي أن كالمــه ال يتوافــق مــع كالمهــا ‪ ..‬فأدركــي أنــه‬ ‫الحظـ ُ‬

‫تــذاكر ‪ ..‬لمــاذا لــم تقبــل فــي ال امعــة ‪ ..‬إن كنــي‬

‫يهعل ذلع لكيال يحر نهسه ‪..‬‬

‫مستعداً إلعانتـه فقـف معـه جانبـاً وحدرـه بمـا تريـد ‪..‬‬

‫انتهــي مكالمتــه ‪ ..‬جعلــي ألتهــي إلــى الحاض ـرين وأتهيــل‬

‫أما نشر سيله أمام الناس ‪ ..‬فال ‪..‬‬

‫مــن كلمــع ؟ ومــاذا يريــد منــع ؟ ولمــاذا تنيــر وجهــع بعــد‬

‫لكن انتبه !! ال تعط الموضوع أكبر من ح مه ‪..‬‬

‫أن واحداً منهم سأله ‪:‬‬

‫المكالمة ‪..‬؟!!‬ ‫لكن ا ِ‬ ‫رح َمه ألن أحداً لم يتدخل فيما ال يعنيه ‪..‬‬

‫ال ‪ : ‬من حسن إسالم المر تركه ما ال يعنيه ‪..‬‬

‫سـ ــافرت إلـ ــى المدينـ ــة النبويـ ــة بـ ــل مـ ــدة ‪ ..‬كنـ ــي‬

‫مشنوالً بعدد من المحاضرات ‪..‬‬

‫‪77‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ا خرين ‪ ..‬متعبة في البداية ‪ ..‬لكنها مريحة في‬

‫فاتهقــي م ــع ــاب فاض ــل أن يأخــذ ول ــدي عب ــد ال ــرحمن‬

‫وأخا بعد العصر إلى حلقة تحهيص أو مركز صـيهي ترفيهـي‬

‫النهاية ‪..‬‬

‫‪ ..‬ويعيدهم بعد العشا ‪..‬‬

‫كــان عبــد ال ــرحمن فــي العا ــرة مــن عم ــر ‪ ..‬خشــيي أن‬

‫‪ .30‬كيف تتعامل مع "المال يف "‬

‫و‪33‬‬

‫؟‬

‫يسـأله ذلــع الشــاب مـن بــاب الهضــول أسـئلة ال داعــي لهــا‬

‫أحيانـاً يتنــاول بعــط النــاس هاتهــع ال ــوال ‪ -‬بــدون‬

‫يعطيع أبوك من المال ؟‬

‫كــان صــاحبي فــي دعــوة عامــة ‪ ..‬وليمــة عشــا عنــد‬

‫‪ ..‬مــا اســم أمــع ؟ أيــن بيــتكم ؟ كــم عــدد إخوانــع ؟ كــم‬

‫استئذان ‪ -‬ويقرأ الرسائل التي فيه ‪..‬‬

‫فنبهي عبـد الـرحمن ـائالً ‪ :‬إذا سـألع سـلاالً يـر مناسـب‬ ‫‪ ..‬فقــل لــه ‪ :‬ــال ‪ : ‬مــن حســن إســالم المــر تركــه مــا ال‬

‫أحد القضاة ‪ ..‬كل من في الم لس مشـايخ فضـال‬

‫‪..‬‬

‫رك ــب عب ــد ال ــرحمن وأخ ــو ‪ ..‬م ــع الش ــاب ‪ ..‬ك ــان عب ــد‬

‫معهم ‪..‬‬

‫يعنيه ‪ ..‬وكررت عليه الحديث حتى حهظه ‪..‬‬

‫الرحمن مشدوداً متهيباً ‪..‬‬

‫جلــس صــاحبي بيــنهم ‪ ..‬يت ــاذب أه ـرا الحــديث‬ ‫ضـ ــايقه وجـ ــود هاتهـ ــه ال ـ ـوال فـ ــي جيبـ ــه فأخرجـ ــه‬

‫ال الشباب متلطهاً ‪ :‬حياك ا يا عبد الرحمن ‪..‬‬

‫ووضعه على الطاولة التي ب انبه ‪..‬‬

‫أراد الشــاب المســكين أن يلطــف ال ــو ‪ ..‬فقــال ‪ :‬الشــيخ‬

‫‪..‬‬

‫ح ــاول الول ــد أن يت ــذكر الح ــديث فل ــم تس ــعهه ذاكرتـ ــه ‪..‬‬

‫إليه ‪ ..‬فلما نظر إلـى الشا ـة تنيـر وجهـه ‪ ..‬وأرجعـه‬

‫فأجابه بحزم ‪ :‬ا يحييع ‪..‬‬

‫عند محاضرة اليوم ؟!‬

‫فصرخ ائالً ‪ :‬ال تتدخل فيما ال يعنيع !!‬

‫كان الشيخ الـذي ب انبـه متهـاعالً فـي الحـديث معـه‬ ‫من باب العـادة أخـذ الشـيخ الهـاتف ال ـوال ‪ ..‬رفـع‬

‫مكانه ‪..‬‬

‫ال الشاب ‪ :‬ال ‪ ..‬أ صد ‪ ..‬بل حتى أحضر وأستهيد ‪..‬‬

‫فظـن عبــد الــرحمن أنــه يتــذاكى عليــه ‪ :‬فأعــاد ال ـواب ‪ :‬ال‬ ‫تتدخل فيما ال يعنيع ‪..‬‬

‫كتم صاحبي ضحكة مدوية ‪..‬‬

‫لما خر ركبي معه فـي سـيارته ‪ ..‬و ـد وضـع هاتهـه‬ ‫ال وال ب انبه ‪ ..‬فرفعتـه إل َّـي ‪ -‬كمـا فعـل الشـيخ –‬

‫ال الشاب ‪ :‬عهواً عبد الرحمن أعني ‪..‬‬

‫فلما نظرت إلى الشا ة ضـحكي ‪ ..‬بـل ر ـي فـي‬

‫فصرخ عبد الرحمن ‪ :‬الاااا تتدخل فيما ال يعنيع !!‬

‫الضحع ‪..‬‬

‫أخبرني عبـد الـرحمن بالقصـة مهتهـراً ‪ ..‬فضـحكي وفهمتـه‬

‫جــرت عــادة بعضــهم أن يكتــب عبــارات علــى ا ــة‬

‫ور ة عمل ‪..‬‬

‫) ‪ ( 33‬مالقيف ‪ :‬لفظة عامية ‪ ،‬مجع " ملقوف " وهو‬ ‫املتدخل فيما ال يعنيه ‪ ..‬ويسميه بعضهم " ٍحشري " متطفل‬

‫ولم يزل هذا حالهما حتى رجعا !!‬

‫األمر مرة أخر ‪..‬‬

‫م اهدة النهس على التحرر من التدخل في ئون‬

‫تدري لماذا ؟‬ ‫الهـ ــاتف ‪ ..‬يكت ـ ــب اسـ ــمه ‪ ..‬أو "اذك ـ ــر ا " ‪ ..‬أو‬

‫‪..‬‬

‫‪78‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫سيقول ‪ :‬ما دخل البترول ‪..‬‬

‫يرها ‪..‬‬

‫أما صاحبي فقد كتب ‪ " :‬أرجع ال هاز يا ملقو " ‪..‬‬

‫فقل ‪ :‬البترول هو الذي يتحكم فنـي األسـعار ‪ ..‬أال‬

‫ك ير من النـاس مـن هـذا النـوع يتـدخلون فـي أمـور ا خـرين‬

‫تالحص أن الحروب تقوم ألجله ‪..‬‬

‫الشهصية ‪..‬‬

‫سيقول ‪ :‬ال ‪ ..‬ليس صحيحاً ‪..‬‬

‫فمـن الطبيعـي أن يركـب معـع فـي سـيارتع رـم يهـتح الـدر‬

‫فالحروب لها أسباب أخر ‪ ..‬والهالمم اليـوم ملـي‬

‫وامرأة تهتح حقيبة امرأة أخر لتأخـذ أحمـر الشـها أو ـل‬

‫وينسى سلاله األول ‪..‬‬

‫العينين ‪..‬‬

‫و ها ‪ ..‬ما رأيع ألم تهر مـن المو ـف بـذكا ؟‬

‫الذي أمامه ‪ ..‬وينظر ما بداخله ‪!!..‬‬

‫بالحروب ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫و د يتصل بـع فيسـألع أيـن أنـي فتقـول " هـالع مشـوار "‬

‫‪..‬‬

‫م موعة من الناس نهالطهم يعاملوننـا بم ـل هـذا األسـلوب‬

‫أو أين ستسافر ‪..‬‬

‫فكيف نتعامل معهم ؟‬

‫سيقول ‪ :‬ال أدري!! أول ي أخبرني ‪..‬‬

‫فيقول ‪ :‬أين ‪..‬؟ من معع ؟‬

‫‪..‬‬

‫أهم ي أن ال تهقد ‪ ..‬حاول أن تت نـب المصـادمة معـه‬

‫‪..‬‬

‫وكذلع لو سألع عن و يهتع ‪..‬‬

‫اسأله ‪ :‬لماذا ‪ ..‬هل ستسافر معي ‪..‬‬

‫ل ‪ :‬لكن إن سافرت معي ‪ ..‬فالتذاكر عليع ‪..‬‬

‫عنـ ـ ــدها سـ ـ ــيدخل فـ ـ ــي موضـ ـ ــوع التـ ـ ــذاكر وينسـ ـ ــى‬

‫حاول أن ال و يزعل منع أحد ‪..‬‬

‫الموضوع األصلي ‪..‬‬

‫ك ــن ذكيـ ـاً ف ــي اله ــرو م ــن المو ــف ‪ ..‬دون أن يح ــدث‬

‫وهكـذا ‪ ..‬نســتطيع الهـرو مــن م ـل هــذ الموا ــف‬

‫بينع وبينه مشكلة ‪..‬‬

‫ال تتســاهل بكســب األعــدا أو فقــدان األصــد ا ‪ ..‬مهمــا‬

‫من ير و وع مشاكل بيننا وبين أ خرين ‪..‬‬

‫كاني األسباب ‪..‬‬

‫ومن أحسن األسـاليب للتعامـل مـع الطهيليـين ‪ ..‬هـو إجابـة‬

‫و هة ‪..‬‬ ‫إذا ابتليي بمتدخل فيما ال يعنيه ‪ ..‬فكن خيراً منه‬

‫الس ــلال بس ــلال ‪ ..‬أو االنتق ــال إل ــى موضـــوع آخ ــر تمامـ ـاً‬ ‫لينسى سلاله األول ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ل له ب لطـف وتبسـم ‪ :‬لمـاذا هـل وجـدت لـي و يهـة منريـة‬

‫‪ .32‬ال تنتقد !!‬

‫‪ ..‬أحسن الهرو من المو ف من ير أن ت رحه‬

‫فلو سألع م الً ‪ :‬كم مرتبع الشهري ؟‬ ‫‪..‬‬

‫ركــب س ــيارة ص ــاحبه ‪ ..‬فكانــي أول كلم ــة اله ــا ‪:‬‬

‫سيقول ‪ :‬ال ‪ ..‬لكن أريد أن أعر ‪..‬‬

‫ــل ‪ :‬المرتب ــات ه ــذ األي ــام مش ــاكل ‪ ..‬ويب ــدو أن ذلـــع‬

‫بسبب ارتهاع أسعار البترول !!‬

‫يااا !! ما أ دم سيارتع !!‬

‫ولما دخل بيتـه ‪ ..‬رأ األرـاث فقـال ‪ :‬أوووو ‪ ..‬مـا‬ ‫يرت أرارع ؟!‬

‫‪79‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ولمــا رأ أوالد ‪ ..‬ــال ‪ :‬مــا ــا ا ‪ ..‬حل ـوين ‪ ..‬لكــن‬

‫يـر مناســبة ‪ ..‬وح ـم الهـط مــا أع بنــي ‪ ..‬ونوعيــة‬

‫ولما دمي لـه زوجتـه هعامـه ‪ ..‬و ـد و هـي المسـكينة فـي‬

‫وأسـأله يومـاً عـن أدا فــالن فـي خطبتــه ‪ ..‬فـال يكــاد‬

‫لماذا ما تلبسهم مالبس أحسن من هذ !!‬

‫الطباعة أيضاً سيئة ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫المطبخ ساعات ‪ ..‬رأ أنواعه فقال ‪ :‬يـاااا ا ‪ ..‬لمـاذا مـا‬

‫يذكر جانباً مشر اً ‪..‬‬

‫النوع !!‬

‫أبداً عن رأيه في ي ألني أعرفه سلهاً ‪..‬‬

‫هبهتــي رز ؟ أووو ‪ ..‬الملــح ليــل ! لــم أكــن أ ــتهي هــذا‬

‫دخــل مح ـالً لبيــع الهاكهــة ‪ ..‬فــنذا المحــل ملــي بأصــنا‬

‫حتى صار أرقل علي مـن ال بـل ‪ ..‬وصـرت ال أسـأله‬ ‫ــل م ــل ذل ــع ف ــيمن يهت ــرض الم الي ــة ف ــي جمي ــع‬

‫الناس ‪..‬‬

‫الهواكه ‪..‬‬

‫فيري ــد م ــن زوجت ــه أن يك ــون بيته ــا نظيهـ ـاً ‪24‬س ــاعة‬

‫فقال ‪ :‬عندك مان و ؟‬

‫ال صاحب المحل ‪ :‬ال ‪ ..‬هذ في الصيف فقط ‪..‬‬

‫‪.. %200‬‬

‫فقال ‪ :‬عندك بطيخ ؟ ال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫ويريدها أيضـاً أن يبقـى أههالهـا نظيهـين متـزينين علـى‬

‫فتنير وجهه و ال ‪ :‬ما عندك ي ‪ ..‬لـيش فـاتح المحـل !‬

‫مد اليوم ‪..‬‬

‫ونسي أن في المحل أك ر من أربعين نوعاً من الهواكه ‪..‬‬

‫وإن جالسها افترض أن تحدره بأجمل األحاديث ‪..‬‬

‫وخر ‪..‬‬ ‫نعم ‪..‬‬

‫بعـط النــاس يزع ــع بك ــرة انتقــاد ‪ ..‬وال يكــاد أن يع بــه‬ ‫ي ‪..‬‬

‫وإن زار ضيو افترض أن تطبخ أحسن الطعام ‪..‬‬

‫وكذلع هـو مـع أوالد ‪ ..‬يريـدهم ‪ %200‬فـي كـل‬ ‫ي ‪..‬‬

‫وم ــع زمالئ ــه ‪ ..‬وم ــع ك ــل م ــن يهالط ــه ف ــي الش ــارع‬

‫فــال يــر فــي الطعــام اللذيــذ إال الشــعرة التــي ســقطي فيــه‬

‫والسوع ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫وال فــي ال ــوب النظيــف إال نقطــة الحبــر التــي ســالي عليــه‬

‫االنتقــاد وكــرر المالحظــات ‪ ..‬حتــى يمــل النــاس منــه‬

‫خطئاً ‪..‬‬

‫‪ ..‬ألنه ال ير في الصهحة البيضا إال األسو َد ‪..‬‬

‫سهواً ‪..‬‬

‫وال في الكتاب المهيد إال خطئاً مطبعياً و ع سهواً ‪..‬‬

‫فــال يكــاد يســلم أحــد مــن انتقــاد ‪ ..‬دائــم المالحظــات ‪..‬‬

‫يد ق على الكبيرة والصنيرة ‪..‬‬

‫أعـ ــر أحـ ــد النـ ــاس ‪ ..‬زاملتـ ــه هـ ــويالً فـ ــي أيـ ــام ال انوي ـ ــة‬

‫وال امعــة ‪ ..‬وال ت ـزال عال تنــا مســتمرة ‪ ..‬إال أنــي ال ذك ــر‬

‫أنه أرنى على ي ‪..‬‬

‫أسأله عن كتاب ألهته و د أرنـى عليـه أنـاس ك يـراً وهبـع منـه‬ ‫مئات ا ال‬

‫فيقول ببـرود ‪ :‬وا جيـد ‪ ..‬ولكـن فيـه صـة‬

‫‪81‬‬

‫وإن صـر أحــد مـن هــلال أكلـه بلســانه وأك ـر عليــه‬

‫م ــن ك ــان ه ــذا حال ــه ع ــذب نهس ــه ف ــي الحقيق ــة ‪..‬‬

‫وكرهه أ رب الناس إليه واست قلوا م السته ‪..‬‬ ‫إذا أني لم تشرب مراراً على القذا‬

‫مئي ‪ ،‬وأي الناس تصهو‬

‫مشاربه؟!‬

‫إذا كـني فـي كل األمور معاتباً‬ ‫رفـيقع لن تلـق الـذي ستعاتبه‬

‫ال ــي أمن ــا عائش ــة ‪ ‬وه ــي تص ــف ح ــال تعامل ــه ‪‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫معهم ‪:‬‬

‫فـي يــوم مــن الــدهر أ بـل رالرــة ــباب متحمســين ‪..‬‬

‫مــا عــاب رســول ا ‪ ‬هعامـاً ــط ‪ ..‬إن ا ــتها أكلــه وإال‬ ‫تركه ‪ ..‬و‪ .. 34‬نعم ما كان يصنع مشكلة من كل ي ‪..‬‬

‫إلى المدينة النبوية ‪..‬‬

‫كانوا يريدون معرفة كيهية عبادة النبي ‪ ‬وصالته ‪..‬‬

‫و ال أنس ‪ : ‬وا لقد خدمي رسول ا ‪ ‬تسـع سـنين‬

‫سألوا أزوا النبي ‪ ‬عن عمله في السر ‪..‬‬

‫‪ ..‬ما علمته ال لشي صنعته ‪ :‬لم فعلـي كـذا وكـذا ؟ وال‬ ‫عاب علي يئاً ط ‪ ..‬ووا ما ال لي أ َّ ط ‪..‬‬

‫أحياناً ‪ ..‬وينام بعضاً من الليل ويصلي بعضه ‪..‬‬

‫وأنــا بــذلع ال أدعــو إلــى تــرك النصــيحة أو الســكوت عــن‬

‫ا له ما تقدم من ذنبه ‪..‬‬

‫في األمور الدنيوية ‪ ..‬تعود أن تمشي األمور ‪..‬‬

‫فقــال أحــدهم ‪ :‬أنــا لــن أتــزو ‪ ..‬أي ســأبقى عزبـاً ‪..‬‬

‫هكذا كان ‪ ..‬وهكذا ينبني أن نكون ‪..‬‬

‫األخطــا ‪ ..‬ولكــن ال تكــن مــد قاً فــي كــل ــي ‪ ..‬خاصــة‬ ‫لــو هــرع بابــع ضــيف فرحبــي بــه وأدخلتــه رفــة الضــيو‬

‫فــأخبرتهم زوجــات النبــي ‪ ‬أنــه يصــوم أحيانـاً ويهطــر‬ ‫فقــال بعضــهم لــبعط ‪ :‬هــذا رســول ا ‪ ‬ــد هــر‬

‫رم اتهذ كل واحد منهم راراً ‪!..‬‬ ‫متهر اً للعبادة ‪..‬‬

‫فلمــا أحض ــرت الش ــاي تن ــاول الهن ــان ‪ ..‬فلم ــا نظ ــر إل ــى‬

‫و ال ا خر ‪ :‬وأنا سأصوم دائماً ‪ ..‬كل يوم ‪..‬‬

‫أزيدك ؟ ال ‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬يكهي ‪..‬‬

‫كله ‪..‬‬

‫الش ــاي بداخل ــه ــال ‪ :‬لـ ـ َـم ل ــم تمـ ـ الهن ــان ؟ فقل ــي ‪:‬‬

‫و ال ال الث ‪ :‬وأنا ال أنام الليـل ‪ ..‬أي سـأ وم الليـل‬

‫فطلب ما فأحضرت له كـأس مـا فشـكرك و ـربه ‪ ..‬فلمـا‬

‫فبلً النبي ‪ ‬ما الو ‪..‬‬

‫رم التهـي إلـى المكيـف و ـال ‪ :‬مكـيهكم ال يبـرد !! وجعـل‬

‫مــا بــال أ ــوام !! و هكــذا مبهم ـاً ‪ ،‬لــم يقــل مــا بــال‬

‫أال تشعر ب قل هذا اإلنسان ‪ ..‬وتتمنى لو يهـر مـن بيتـع‬

‫ما بال أ وام ـالوا ‪ :‬كـذا وكـذا ‪ ..‬لكنـي أصـلي وأنـام‬

‫انتهى ال ‪ :‬ماؤكم حار ‪..‬‬ ‫يشتكى الحر ‪ ..‬رم ‪..‬‬ ‫وال يعود ‪..‬‬

‫إذن الناس يكرهون االنتقاد ‪..‬‬

‫فقام على منبر ‪ ..‬فحمد ا وأرنى عليه رم ال ‪:‬‬

‫فالن وفالن ‪..‬‬

‫‪ ..‬وأصوم وأفطر ‪ ..‬وأتزو النسا ‪..‬‬ ‫فمن ر ب عن سنتي فليس مني‬

‫و‪35‬‬

‫‪.‬‬

‫لك ــن إن احت ـ ــي إليـ ــه فنلهـ ــه بن ــال جميـ ــل رـ ــم دمـ ــه‬

‫وف ــي ي ــوم آخـ ــر ‪ ..‬الح ــص النب ــي ‪ ‬أن رجـــاالً مـــن‬

‫دمــه فــي صــورة ا ت ـراد ‪ ..‬أو بأســلوب ي ــر مبا ــر ‪ ..‬أو‬

‫أرنا صالتهم ‪..‬‬

‫كــان رســول ا ‪ ‬إذا الحــص خطئ ـاً علــى أحــد لــم يواجهــه‬

‫س ود ‪..‬‬

‫لنخرين ‪..‬‬

‫بألهاا عامة ‪..‬‬

‫المصــلين معــه ‪ ..‬يرفعــون أبصــارهم إلــى الســما فــي‬ ‫وهــذا خط ــأ فاألص ــل أن ينظــر أح ــدهم إل ــى موض ــع‬

‫به وإنما يقول ‪ :‬ما بال أ وام يهعلون كذا وكذا ‪..‬‬ ‫يعني ‪ِ :‬‬ ‫إياك أعني واسمعي يا جارة ‪..‬‬

‫السما في صالتهم ‪..‬‬

‫) ‪( 34‬‬

‫) ‪( 35‬‬

‫‪81‬‬

‫فقـ ــال ‪ : ‬مـ ــا بـ ــال أ ـ ـوام يرفعـ ــون أبصـ ــارهم إلـ ــى‬

‫متفق عليه‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فلم ينتهوا عن ذلع واستمروا يهعلونـه ‪ ..‬فلـم يهضـحهم أو‬

‫يسمهم بأسمائهم ‪ ..‬وإنما ال ‪:‬‬

‫لينته َّن عن ذلع ‪ ..‬أو لتهطهن أبصارهم‬ ‫ُ‬

‫و‪36‬‬

‫‪..‬‬

‫على نظافة منزله ‪..‬‬

‫أو تقــول لولــدك المهمــل للصــالة فــي المس ـ د ‪: ..‬‬ ‫أنا أع ب من فـالن ابـن جيراننـا مـا نكـاد نهقـد فـي‬

‫وكانــي بريــرة جاريــة أم ـةً مملوكــة فــي المدينــة ‪ ..‬أرادت أن‬

‫المس د أبداً ‪!!..‬‬

‫تعتــق مــن ال ــرع ‪ ..‬فطلب ــي ذلــع مــن ســيدها ‪ ..‬فا ــترق‬

‫يعني ‪ ..‬إياك أعني واسمعي يا جارة !!‬

‫ف ــا ت بريــرة ‪ ..‬إلــى عائشــة تلــتمس منهــا أن تعينهــا بمــال‬

‫فـ ــأ ول ‪ :‬ألنـ ــه يشـ ــعرهم بـ ــالنقر ‪ ..‬فكـ ــل النـ ــاس‬

‫‪..‬‬

‫يحبون الكمال ‪..‬‬

‫عليها ماالً تدفعه إليه ‪..‬‬

‫ويحق لع أن تسأل ‪ :‬لماذا يكر الناس االنتقاد ؟‬

‫فقالي عائشة ‪ :‬إن ئي أعطيي أهلع رمنـع ‪ ..‬فتعتقـين‬

‫ذكــروا أن رج ـالً بســيطاً أراد أن يكــون لــه ــي مــن‬

‫ف ــأخبرت ال اري ــة أهله ــا ف ــأبوا ذل ــع ‪ ..‬وأرادوا أن يربحـ ـوا‬

‫فعمد إلى ترمسي مـا أحـدهما أخضـر وال ـاني أحمـر‬

‫فســألي عائشــة النبــي ‪ .. ‬فع ــب ‪ ‬مــن حرصــهم علــى‬

‫رم جلس للناس فـي هـريقهم ‪ ..‬وجعـل يصـيح ‪ :‬مـا‬

‫المال ‪ ..‬ومنعهم للمسكينة من الحرية !!‬

‫بارد م اناً ‪..‬‬

‫و‪37‬‬

‫‪ ..‬لكن يكون الوال لي ‪..‬‬

‫األمرين ‪ ..‬رمن عتقها ‪ ..‬ووال ها !!‬

‫التحكم ‪..‬‬

‫‪ ..‬وعبأهما بالما البارد ‪..‬‬

‫فقــال لعائشــة ‪ :‬ابتاعيهــا ‪ ..‬فأعتقيهــا ‪ ..‬فننمــا الــوال لمــن‬

‫فكــان العطشــان يقبــل عليــه ويتنــاول الكــأس ليصــب‬

‫أي الوال لع ما دام أنـع دفعـي المـال ‪ ..‬وال تلتهتـي إلـى‬

‫للترمس األخضر ‪..‬‬

‫رم ام رسول ا ‪ ‬على المنبر فقال ‪:‬‬

‫األحمر ‪..‬‬

‫أعتق ‪..‬‬

‫روههم فهي المة ‪..‬‬

‫لنهس ـ ــه ويش ـ ــرب ‪ ..‬ف ـ ــنذا رآ ص ـ ــاحبنا ـ ــد توج ـ ــه‬ ‫ــال لــه ‪ :‬ال ‪ ..‬ا ــرب مــن األحمــر ‪ ..‬فيشــرب مــن‬

‫مــا بــال أ ــوام و ولــم يقــل آل فــالن ‪ ..‬يشــترهون ــروهاً‬ ‫ليسـي فـي كتـاب ا ‪ ..‬مـن ا ـترق ـرهاً لـيس فـي كتـاب‬

‫ال له ‪ :‬ال ‪ ..‬ا رب من األخضر ‪..‬‬

‫نعم هكذا ‪ ..‬لود بالعصا من بعيد وال تضرب بها ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أنا المسئول عن الما ‪ ..‬يع بـع هـذا النظـام‬

‫فمــا أجمــل أن تقــول لزوجتــع المهملــة فــي نظافــة بيتهــا ‪:‬‬

‫أو دبر لنهسع ما ً ‪..‬‬

‫ا ‪ ..‬فليس له ‪ ..‬وإن ا ترق مائة رق‬

‫و‪38‬‬

‫‪..‬‬

‫البارحــة تعشــينا عنــد صــاحبي فــالن ‪ ..‬وكــان ال ميــع ي نــي‬ ‫) ‪ ( 36‬رواه البخاري‬ ‫) ‪ ( 37‬الوالء ‪ :‬هو إذا أعتق الشخص عبداً مملوكاً صار الوالء‬ ‫للمعتق ‪ ،‬مبعىن أن املعتق يدخل ضمن ورثة هذا العبد اململوك بعد موته‬ ‫‪ ،‬فيشارك أهل العبد يف ورثه ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 38‬رواه البخاري‬

‫‪82‬‬

‫وإذا أ بــل آخــر ‪ ..‬وأراد أن يشــرب مــن األحم ــر ‪..‬‬

‫فنذا اعترض أحدهم ‪ ..‬و ال ‪ :‬ما الهرع ؟!‬

‫إنـ ــه ـ ــعور اإلنسـ ــان الـ ــدائم بالحاجـ ــة إلـ ــى اعتبـ ــار‬

‫واالهتمام به ‪..‬‬

‫نحلة ‪ ..‬وذباب !!‬

‫كن نحلة تقع على الطيب وتت اوز الهبيث ‪ ..‬وال‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫تع كالذباب يتتبع ال رود !!‬

‫لعلها زنى بها رجل أسود فحملي منه !!‬

‫‪ .32‬ال تكن أُستاذياً !!‪..‬‬

‫اضـطرب الرجـل وذهـب إلـى المدينـة النبويـة ‪ ..‬حتــى‬

‫لعل ‪..‬‬

‫ــارن بــين رالرــة آبــا ‪ ..‬رأ كــل واحــد ولــد جالس ـاً عنــد‬

‫التلهاز في أيام االمتحانات ‪..‬‬

‫دخل على رسول ا ‪ ‬وعند أصحابه ‪..‬‬

‫فقـ ــال ‪ :‬يـ ــا رسـ ــول ا ‪ ..‬إن امرأتـ ــي ولـ ــدت علـ ــى‬

‫فرا ـي المـاً أســود !! وإنــا أهــل بيــي لــم يكــن فينــا‬

‫فقال األول لولد ‪ :‬يا محمد ‪ ..‬ذاكر دروسع ‪..‬‬

‫أسود ط !!‬

‫و ـ ــال ال ـ ــاني ‪ :‬ماج ـ ــد ‪ ..‬إذا م ـ ــا ذاك ـ ــرت دروس ـ ــع وا‬

‫ألضربع ‪ ..‬وأحرمع من المصرو ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫أمـا ال الـث فقــال ‪ :‬صـالح ‪ ..‬لـو تــذاكر دروسـع ‪ ..‬أحســن‬

‫لع من التلهاز ‪ ..‬صح ؟!‬

‫نظ ــر النب ــي ‪ ‬إلي ــه ‪ ..‬وك ــان ــادراً عل ــى أن يس ــمعه‬

‫موعظــة حــول حســن الظــن بــا خرين ‪ ..‬وعــدم اتهــام‬

‫امرأته ‪..‬‬

‫لكنه أراد أن يمارس معه في الحل أسلوباً آخر ‪..‬‬

‫أيهم أحسن أسلوباً ‪..‬؟‬

‫أراد أن ي عــل الرجــل يحــل مشــكلته بنهســه ‪ ..‬فبــدأ‬

‫ال ع أنه ال الث ‪ ..‬ألنه دم أمر على كل ا تراد ‪..‬‬

‫وكــذلع ف ــي التعام ــل م ــع زوجتــع ‪ ..‬س ــارة ليت ــع تعمل ــين‬ ‫اي ‪ ..‬هند أتمنى أتند مبكراً اليوم ‪..‬‬

‫وكذلع ‪..‬‬

‫عندما يهطإ إنسـان ‪ ..‬عـالج خطـأ بأسـلوب ي علـه يشـعر‬ ‫أن الهك ــرة فكرت ــه ه ــو ‪ ..‬ول ــدك يني ــب ع ــن الص ــالة ف ــي‬

‫المس د ‪..‬‬

‫ل له – م الً – ‪ :‬سعد ‪ ..‬ما تريد تدخل ال نـة ‪ ..‬بلـى ‪..‬‬

‫إذن حافص على صالتع ‪..‬‬

‫يضرب له م الً يقرب له ال واب ‪..‬‬

‫فمــا الم ــل المناس ــب ل ــه ‪..‬؟ ه ــل يض ــرب ل ــه مـ ـ الً‬ ‫باأل ار ؟ أم بالنهل ؟ أم بال ُهرس والروم ؟‬

‫نظر إليه ‪ ‬فنذا الرجل عليه آرـار الباديـة ‪ ..‬وإذا هـو‬ ‫مضطرب تتزاحم األفكار في رأسه حول امرأته ‪..‬‬

‫فقال له ‪ : ‬هل لع من إبل ؟‬ ‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فما ألوانها ؟‬

‫ال ‪ :‬حمر ‪..‬‬

‫في يوم من األيام ‪ ..‬وفي خيمة أعرابي في الصحرا ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فهل فيها أسود ؟‬

‫جعلي امرأة تتأو تلـد ‪ ..‬وزوجهـا عنـد رأسـها ينتظـر خـرو‬

‫ال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫المولود ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فيها أورع ؟‬

‫ا تد المهاض بالمرأة حتى انتهي دتها وولدت ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫لكنها ولدت الماً أسود !!‬

‫نظر الرجل إلى نهسه ‪ ..‬ونظر إلـى امرأتـه فـنذا همـا أبيضـان‬ ‫ِ‬ ‫ب كيف صار النالم أسود !!‬ ‫‪ ..‬فع َ‬ ‫أو ع الشيطان في نهسه الوساوس ‪..‬‬ ‫لعل هذا الولد من يرك !!‬

‫‪83‬‬

‫ال ‪ :‬فأنى كان ذلع ؟!‬

‫يعني ‪ :‬ما دام أنهـا كلهـا حمـر ذكـوراً وإنارـاً ‪ ..‬ولـيس‬ ‫فيهـا أي لــون آخـر ‪ ..‬فكيــف ولـدت النا ــة الحمـرا‬

‫ول ـ ــداً أورع ‪ ..‬يهتل ـ ــف عــ ــن لونهــ ــا ول ـ ــون األب و‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الهحل ‪..‬‬

‫فكـر الرجـل لـيالً ‪ ..‬رـم ــال ‪ :‬عسـى أن يكـون نزعـه عــرع‬

‫‪ ..‬يعنــي ــد يكــون مــن أجــداد مــن هــو أورع ‪ ..‬فــال زال‬

‫ريش هو سهيل بن عمرو ‪..‬‬

‫اتهق النبي ‪ ‬مع سهيل على روق ‪..‬‬ ‫منها ‪:‬‬

‫الشبه با ياً في الساللة ‪ ..‬فظهر في هذا الولد ‪..‬‬

‫‪ ‬أن يعود المسلمون أدراجهم إلى المدينة‬

‫سمع الرجل هذا ال واب ‪ ..‬فكر ليالً فنذا هـو جوابـه هـو‬

‫‪ ‬وأن من دخل في اإلسالم من أهل مكة‬

‫فقال ‪ : ‬فلعل ابنع هذا نزعه عرع‬

‫و‪39‬‬

‫‪..‬‬

‫‪ ..‬والهكرة فكرته ‪ ..‬فا تنع وأيقن ‪ ..‬ومضى إلى امرأته ‪..‬‬

‫وفي يوم آخر ‪..‬‬

‫جلـس ‪ ‬مــع أصـحابه ‪ ..‬ف عــل يحـدرهم عــن أبـوب الهيــر‬

‫‪..‬‬

‫من ير عمرة ‪..‬‬

‫وأراد أن يهاجر إلى المدينة فنن المسلمين‬

‫في المدينة ال يقبلونه ‪..‬‬

‫‪ ‬أما من ارتد عن إسالمه وأراد الذهاب إلى‬ ‫المشركين في مكة فننه يقبل ‪!!..‬‬

‫وكان مما ذكر ‪ ..‬أن ال ‪ :‬وفي بضع أحدكم صد ة ‪..‬‬

‫إلى ير ذلع من الشروق التي في اهرها أنها‬

‫فع ــب الص ــحابة و ـ ــالوا ‪ :‬ي ــا رسـ ــول ا ‪ ..‬ي ــأتي أحـ ــدنا‬

‫كاني ريش في الوا ع خائهة من هذا العدد الكبير‬

‫أي وق أحدكم امرأته له فيه أجر ‪..‬‬ ‫هوته ‪ ..‬ويكون له أجر ؟!!‬

‫هزيمة للمسلمين وإذالل لهم ‪..‬‬

‫من المسلمين ‪ ..‬وتعلم أن المسلمين لو ا وا‬

‫فأجـابهم ‪ ‬ب ـواب يشــعرون بـه أن الهكــرة فكـرتهم ‪ ..‬فــال‬

‫لهتحوا مكة ‪ ..‬ولهذا كاني ريش تضطر إلى‬

‫فقال ‪ : ‬أرأيتم لو وضعها في حرام ‪ ..‬أكان عليه وزر ‪..‬‬

‫وكأني بهم ‪ ..‬ما كانوا يحلمون أن يظهروا وال بربع‬

‫ال ‪ :‬فكذلع لو وضعها في حالل كان له أجر ‪..‬‬

‫كان أك ر الصحابة متضايقاً من روق العقد ‪..‬‬ ‫لكن أنى لهم أن يعترضوا ‪ ..‬والذي يكتب العقد‬

‫تدر معه عند النصح في األ يا التـي أنتمـا متهقـان عليهـا‬

‫ويمضيه رجل ال ينطق عن الهو ‪..‬‬

‫خر ‪ ‬إلى مكة معتمراً في ألف وأربعمائة من أصحابه ‪..‬‬

‫يستطيع عمل ي ‪..‬‬

‫يحتاجون لنقا‪ .‬إل ناعهم بها ‪..‬‬ ‫الوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫التلطف والمصانعة ‪..‬‬ ‫هذ الشروق ‪..‬‬

‫بل حتى أرنا الحوار مع ا خر ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫فمنعتهم ريش من دخول مكة ‪..‬‬

‫وو عي أحداث صة الحديبية المشهورة ‪..‬‬

‫كان عمر متحهزاً ‪ ..‬ينظر يميناً و ماالً ‪ ..‬يتمنى لو‬

‫فلم يصبر ‪..‬‬

‫ورب عمر فأتى أبا بكر ‪ ..‬وأراد أن ينا شه ‪..‬‬

‫في آخر األمر وبعد مشاورات هويلة بين النبي ‪ ‬و ريش‬

‫فمن حكمته ‪ ..‬لم يبدأ باالعتراض ‪ ..‬وإنما بدأ‬

‫‪ ..‬اتهقوا على صلح ‪..‬‬

‫باأل يا التي هما متهقان عليها ‪..‬‬

‫كان الذي تولى االتهاع على بنود الصلح من جانب‬

‫) ‪( 39‬‬

‫رواه مسلم ‪ ،‬وابن ماجة واللفظ له‬

‫‪84‬‬

‫وجعل يسأل أبا بكر أسئلة جوابها ‪ ..‬بلى ‪ ..‬نعم ‪..‬‬

‫صحيح ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فقال ‪ :‬يا أبا بكر ‪ ..‬أليس برسول ا ‪..‬؟!‬

‫المدينة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أولسنا بالمسلمين ؟!‬

‫رسول ا ‪ ‬فاتحاً مكة ‪ ..‬مطهراً البيي الحرام من‬

‫ال ‪ :‬أوليسوا بالمشركين ؟!‬

‫وأدرك عمر أنه كان في اعتراضه حينذاك على ير‬

‫ال ‪ :‬أولسنا على الحق ؟‬

‫فكان ‪ ‬يقول ‪:‬‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫ما زلي أصوم ‪ ..‬وأتصدع ‪ ..‬وأصلي ‪ ..‬وأعتق ‪..‬‬

‫ومضي األيام ‪ ..‬ونقضي ريش العهد ‪ ..‬وأ بل‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫األصنام ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫السبيل ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أوليسوا على الباهل ؟‬

‫من الذي صنعي يومئذ ‪ ..‬مهافة كالمي الذي‬

‫ال ‪ :‬فعالم نعطي الدنية في ديننا ؟!‬

‫فلله در عمر ‪ ..‬ودر رسول ا ‪ ‬بله ‪..‬‬

‫تكلمته يومئذ ‪ ..‬حتى رجوت أن يكون خيراً ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫كيف نستهيد أك ر من هذ المهارة ؟‬

‫فقال أبو بكر ‪ :‬يا عمر ‪ ..‬أليس هو رسول ا ‪.‬؟‬

‫لـو كــان ولــدك ال يعتنـي بحهــص القــرآن ‪ ..‬وتريــد أن‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬فالزم ِ رز ‪ ..‬فنني أ هد أنه رسول ا ‪..‬‬

‫يزداد حرصاً ‪..‬‬

‫أي كن ورا تابعاً ال تهالهه أبداً ‪ ..‬كما أن رزات الهيط‬

‫ابدأ باأل يا التي أنتما متهقـان عليهـا ‪ ..‬أال تريـد أن‬

‫ال عمر ‪ :‬وأنا أ هد أنه رسول ا ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫في ال وب تكون متتابعة ‪..‬‬

‫يحبــع ا ‪ ..‬أال تريــد أن ترتقــي فــي درجــات ال نــة‬

‫مضى عمر ‪ ..‬حاول أن يصبر ‪ ..‬فلم يستطع ‪..‬‬

‫سي يبع حتماً ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬ألسي برسول ا ؟!‬

‫فلو أنع اركي في حلقة تحهيص القرآن ‪..‬‬ ‫أني ‪ :‬لو ر ِ‬ ‫وكذلع ِ‬ ‫أيي امرأة ال تعتني بح ابها ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫أنا أعلم أنع مسلمة ‪ ..‬وحريصة على الهير ‪..‬‬

‫عنــدها ــدم النصــيحة علــى ــكل ا ت ـراد ‪ : ..‬إذن‬

‫فذهب إلى رسول ا ‪.. ‬‬ ‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫ابدئي معها باأل يا التي أنتما متهقتان عليها ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أولسنا بالمسلمين ‪ ..‬؟‬

‫ال ‪ :‬أوليسوا بالمشركين ‪ ..‬؟!‬

‫ستقول ‪ :‬صحيح ‪ ..‬الحمد‬

‫ال ‪ :‬فعالم نعطي الدنية في ديننا ؟!‬

‫ستقول ‪ :‬إي وا ‪ ..‬الحمد‬

‫فقال ‪ : ‬أنا عبد ا ورسوله ‪ ..‬لن أخالف أمر ‪ ..‬ولن‬

‫عن ــدها ــدمي النص ــيحة عل ــى ــكل ا تـ ـراد ‪ :‬فل ــو‬

‫سكي عمر ‪ ..‬ومضى الكتاب ‪ ..‬ورجع المسلمون إلى‬

‫الستر ‪..‬‬

‫وامرأة عهيهة ‪ ..‬وتحبين ا ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫يضيعني ‪..‬‬

‫‪85‬‬

‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫أنـ ــع اعتنيـ ــي بح ابـ ــع أك ـ ــر ‪ ..‬وحرصـ ــي علـ ــى‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫هكـذا يمكننــا أن نحصـل علــى مــا نريـد مــن النـاس مــن يــر‬

‫أن يشعروا ‪..‬‬

‫أي ‪ :‬يُعرض الناس عن القرآن وتعلمه ‪ ..‬وعن العلـم‬ ‫الشرعي ‪ ..‬فال يحرصون عليه وال يههمونه ‪..‬‬ ‫هتلس منهم ‪ ..‬أي ‪ :‬يرفع عنهم ‪..‬‬ ‫فيُ ُ‬

‫فقــام صــحابي جليــل ‪ ..‬هــو زيــاد بــن لبيــد األنصــاري‬

‫بار ة ‪..‬‬

‫و ال بكل حماس ‪:‬‬

‫تستطيع أن تأكل العسل دون تحطيم الهلية ‪..‬‬

‫ي ــا رس ــول ا ‪ ،‬وكي ــف يه ــتلس من ــا ؟! و ــد رأن ــا‬

‫‪ .33‬أمسع العصا من النصف !!‬

‫القرآن ! فوا لنقرأنه ‪ ،‬ولنقرئنه نسا نا وأبنا نا ‪..‬‬

‫أ ــكرك عل ــى اختي ــارك مهن ــة الت ــدريس ‪ ..‬و ــد آت ــاك ا‬

‫فنظ ــر إلي ــه النب ــي ‪ .. ‬ف ــنذا ــاب يته ــر حماسـ ـاً‬ ‫و ي ـرة علــى الــدين ‪ ..‬فــأراد أن ينبهــه علــى فهمــه ‪..‬‬

‫أن ـ ــي جميل ـ ــة ‪ ..‬والبي ـ ــي مرت ـ ــب ‪ ..‬وال أنك ـ ــر أن األوالد‬

‫ركلتـع أمـع يــا زيـاد ‪ ،‬إنـي كنــي ألعـدك مـن فقهــا‬

‫ولكن ‪ :‬أتمنى أن تهتمي بمالبسهم أك ر ‪..‬‬

‫وهــذا رنــا عل ــى زيــاد ‪ ..‬أن يق ــول لــه رس ــول ا ‪‬‬

‫أسلوباً حسناً ‪ ..‬وهالبع يحبونع ك يراً ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫ولكن ‪ :‬ليتع ما تتأخر على الدوام في الصباد ‪..‬‬

‫متعبون ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫فقال ‪:‬‬

‫أهل المدينة ‪..‬‬

‫هكــذا كــان أســلوب صــالح مــع النــاس ‪ ..‬يــذكر ال وان ــب‬

‫أم ــام الن ــاس إن ــه م ــن فقه ــا المدين ــة ‪ ..‬ه ــذا ذكـ ــر‬

‫عادالً ‪..‬‬

‫رـ ــم ـ ــال ‪ : ‬هـ ــذا التـ ــوراة واإلن يـ ــل عنـ ــد اليهـ ــود‬

‫المشــر ة عنــد المهطــإ رــم ينبهــه علــى أخطائــه ‪ ..‬ليكــون‬

‫ل وانب الصواب والصهحات المشر ة لزياد ‪..‬‬

‫عندما تنتقد حاول أن تـذكر جوانـب الصـواب فـي المهطـإ‬

‫والنصار فماذا ينني عنهم ؟!‬

‫حاول دائماً أن تشـعر الـذي أمامـع أن نظرتـع إليـه مشـر ة‬

‫العبرة بقرا ته ومعرفة معانيه والعمل بأحكامه ‪..‬‬

‫‪ ..‬بل يرها ‪..‬‬

‫و‪40‬‬

‫‪..‬‬

‫أي ليس ــي العب ــرة ي ــا زي ــاد بوج ــود الق ــرآن ‪ ..‬وإنم ــا‬

‫‪ ..‬وأنع عندما تنبهه علـى أخطائـه ال يعنـي ذلـع أنـه سـقط‬

‫هكذا كان تعامله رائعاً ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ي ـ ــدعوهم إل ـ ــى اإلس ـ ــالم ‪ ..‬وك ـ ــان يهت ـ ــار أحس ـ ــن‬

‫مــن عينــع ‪ ..‬أو أنــع نســيي حســناته وال تــذكر إال ســيئاته‬

‫وفـ ــي يـ ــوم آخـ ــر ‪ ..‬يمـ ــر ‪ ‬بـ ــبعط بائـ ــل العـ ــرب‬

‫ال ‪ ..‬بـ ــل أ ـ ــعر أن مالحظاتـ ــع عليـ ــه تنـ ــوص فـ ــي بحـ ــر‬

‫العبـارات ألجـل تـر يبهم فـي االسـت ابة لـه والـدخول‬

‫حسناته ‪..‬‬

‫في اإلسالم ‪..‬‬

‫كان النبي ‪ ‬محبوباً بـين أصـحابه ‪ ..‬وكـان يمـارس أسـاليب‬

‫فمـ ــر بقبيل ـ ــة م ـ ــنهم ‪ ..‬اسـ ــمهم ‪ :‬بن ـ ــو عب ـ ــد ا ‪..‬‬

‫و ــف مــرة بيــنهم ‪ ..‬فشــهر ببصــر إلــى الســما ‪ ..‬كأنــه‬

‫يقول لهم ‪:‬‬

‫رائعة في التعامل معهم ‪..‬‬ ‫يهكر أو يتر ب يئاً ‪..‬‬

‫رــم ــال ‪ :‬هــذا أوا ُن يهــتلس العلــم مــن النــاس ‪ ..‬حتــى ال‬ ‫يقدروا منه على ي ‪..‬‬

‫فــدعاهم إلــى ا ‪ ..‬وعــرض علــيهم نهســه ‪ ..‬وجعــل‬ ‫يا بني عبد ا ‪ ..‬إن ا‬

‫) ‪( 40‬‬

‫‪86‬‬

‫د أحسن اسم أبيكم ‪..‬‬

‫رواه الرتمذي واحلاكم‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫يعني لستم ببني عبد العز ‪ ..‬أو بنـي عبـد الـالت ‪ ..‬وإنمـا‬

‫صالة الهو ‪..‬‬

‫اإلسالم ‪..‬‬

‫وفريق يحرس ‪..‬‬

‫أنـتم بنـو عبــد ا ‪ ..‬فلـيس فـي اســمكم ـرك فـادخلوا فــي‬

‫أي سم أصحابه إلى فريقين ‪ ..‬فريق يصلي معه‬

‫بل كان من براعته ‪ ‬أنه كان يرسل رسائل ير مبا رة إلى‬

‫فو ع ذلع من خالد وأصحابه مو عاً ‪ ..‬و ال في‬ ‫نهسه ‪ :‬الرجل ممنوع عنا ‪ ..‬أي هناك من يحميه‬

‫مما تعمله – ربَّما – الدعوة المبا رة ‪..‬‬

‫رم ارتحل ‪ ‬وأصحابه ‪ ..‬وسلكوا هريقاً ذات‬ ‫اليمين ‪ ..‬لئال يمروا بهالد وأصحابه ‪..‬‬

‫الناس ‪ ..‬يذكر فيها إع ابه بهم ‪ ..‬ومحبته الهير لهم ‪..‬‬ ‫فنذا بلنتهم هذ الرسائل ‪ ..‬عملي فيهم من التأرير أك ر‬

‫كان خالد بن الوليد ‪ ‬بطالً ‪ ..‬ولم يكن بطالً عادياً ‪ ..‬بل‬

‫كان بطالً منواراً ‪ ..‬يضرب له ألف حساب ‪..‬‬

‫ويمنع عنه األذ !!‬

‫وكان النبي ‪ ‬يتشوع إلسالمه ‪ ..‬لكن أنى له ذلع ‪..‬‬

‫وصل ‪ ‬إلى الحديبية ‪ ..‬صالح ريشاً على أن‬ ‫يعتمر في العام القادم ‪ ..‬ورجع إلى المدينة ‪..‬‬

‫وخالد ما ترك حرباً ضد المسلمين إال خاضها ‪ ..‬بل كان‬ ‫هو من أكبر أسباب هزيمة المسلمين في معركة أحد ‪..‬‬

‫رأ خالد أن ريشاً ال يزال أنها ينههط في‬ ‫العرب يوماً بعد يوم ‪..‬‬

‫ال فيه النبي ‪ ‬يوماً ‪ ..‬لو جا نا ألكرمنا ‪ ..‬و دمنا‬ ‫على ير ‪..‬‬

‫إلى الن ا ي ؟ ‪ ..‬ال ‪ ..‬فقد اتبع محمداً وأصحابه‬

‫خذ القصة من أولها ‪..‬‬

‫فأخر إلى هر ل ؟‪ ..‬ال ‪ ..‬أخر من ديني إلى‬

‫فكيف كان تأرير ذلع ؟‬

‫كان خالد من أ دا الكهار و ادتهم ‪..‬‬

‫ال يكاد يهوت فرصة إال حارب فيها رسول ا‬

‫فقال في نهسه ‪ :‬أي ي بقي ؟ أين أذهب ؟‬

‫عند آمنون ‪..‬‬

‫نصرانية ؟‪ ..‬أو يهودية ؟ وأ يم في ع م ؟‪..‬‬

‫‪ ‬أو‬

‫فبنما خالد يهكر في أنه ‪ ..‬ويتردد ‪ ..‬واأليام‬

‫فلما أ بل رسول ا ‪ ‬مع المسلمين إلى الحديبية ‪..‬‬

‫إذ جا موعد عمرة المسلمين ‪ ..‬فأ بلوا إلى‬

‫وأرادوا العمرة ‪..‬‬

‫المدينة ‪..‬‬

‫ترصد له ‪..‬‬

‫والشهور تمضي عليه ‪..‬‬

‫خر خالد في خيل من المشركين ‪ ..‬فلقوا النبي ‪‬‬

‫دخل ‪ ‬مكة معتمراً ‪..‬‬

‫فقام خالد ريباً منهم يتحين الهرصة ليصيب رسول ا ‪‬‬

‫فهر من مكة ‪ ..‬و اب أياماً أربعة وهي األيام‬ ‫التي ضاها النبي ‪ ‬في مكة ‪..‬‬

‫فصلى النبي ‪ ‬بأصحابه صالة الظهر أمامهم ‪ ..‬فهموا أن‬

‫مكة وبيوتها ‪ ..‬ويستعيد الذكريات ‪..‬‬

‫فكأن النبي ‪ ‬علم بهم ‪ ..‬فصلى بأصحابه صالة العصر‬

‫فالتهي إلى الوليد بن الوليد ‪ ..‬وهو أخو خالد ‪..‬‬

‫وأصحابه بموضع يقال له ‪ :‬عسهان ‪..‬‬ ‫برمية سهم أو ضربة سيف ‪..‬‬ ‫جعل يترصد ويتر ب ‪..‬‬

‫فلم يحتمل خالد رؤية المسلمين محرمين ‪..‬‬

‫ضى النبي ‪ ‬عمرته ‪ ..‬وجعل ينظر في هر ات‬

‫يه موا عليهم ‪ ..‬فلم يتيسر لهم ‪..‬‬

‫‪87‬‬

‫تذكر البطل خالد بن الوليد ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وكان الوليد مسلماً د دخل مع النبي ‪ ‬معتمراً ‪..‬‬ ‫وأراد ‪ ‬أن يبعث إلى خالد رسالة ير مبا رة ‪ ..‬ير به‬

‫فلقيي صهوان بن أمية ‪ ..‬فقلي ‪:‬‬

‫ال ‪ ‬للوليد ‪ :‬أين خالد ؟‬

‫كأضراس يطحن بعضها بعضاً ‪..‬‬

‫فيها بالدخول في اإلسالم ‪..‬‬

‫من أصاحب إلى رسول ا ‪ ‬؟!‬

‫يا أبا وهب أما تر ما نحن فيه ؟ إنما نحن‬

‫فوجإ الوليد بالسلال ‪ ..‬و ال ‪ :‬يأتي ا به يا رسول ا‬

‫و د هر محمد على العرب والع م ‪..‬‬

‫فقال ‪ " : ‬م له ي هل اإلسالم !! ولو كان جعل نكايته‬

‫لنا ر ؟‬

‫‪..‬‬

‫َو َح َّد مع المسلمين ‪ ..‬كان خيراً له ‪..‬‬ ‫رم ال ‪ :‬ولو جا نا ألكرمنا ‪ ..‬و دمنا على ير ‪..‬‬

‫فلو دمنا على محمد واتبعنا ‪ ..‬فنن ر محمد‬

‫فأبى أ د اإلبا ‪ ..‬و ال ‪ :‬لو لم يبق يري ما‬

‫اتبعته أبداً ‪..‬‬

‫استبشر الوليد ‪ ..‬وجعل يطلب خالداً ويبحث عنه في‬ ‫مكة ‪ ..‬فلم ي د ‪..‬‬

‫هذا رجل مصاب ‪ ..‬تل أخو وأبو بمعركة بدر ‪..‬‬

‫كتب الوليد كتاباً إلى أخيه ‪:‬‬

‫لي لصهوان بن أمية ‪..‬‬

‫فلما عزموا على الرجوع للمدينة ‪..‬‬

‫فافتر نا ‪ ..‬و لي في نهسي ‪:‬‬ ‫فلقيي عكرمة بن أبي جهل ‪ ..‬فقلي له م ل ما‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم ‪ ..‬أما بعد ‪ ..‬فنني لم أر أع ب‬

‫فقال لي م ل ما ال لي صهوان بن أمية ‪..‬‬

‫اإلسالم ي هله أحد ؟‬

‫ال ‪ :‬ال أذكر ألحد ‪.‬‬

‫من ذهاب رأيع عن اإلسالم ‪ ..‬وعقلع عقلع ! وم ل‬

‫لي ‪ :‬فاكتم علي خروجي إلى محمد ‪..‬‬

‫و د سألني رسول ا ‪ ‬عنع و ال ‪ :‬أين خالد ؟ فقلي‬

‫فهرجي إلى منزلي ‪ ..‬فأمرت براحلتي فهرجي بها‬

‫فقال ‪ " :‬م له جهل اإلسالم !! ولو كان جعل نكايته‬ ‫َو َح َّد مع المسلمين ‪ ..‬كان خيراً له ‪ ..‬ولو جا نا ألكرمنا‬

‫إلى أن لقيي ع مان بن هلحة ‪ ..‬فقلي ‪:‬‬

‫‪ :‬يأتي ا به ‪..‬‬

‫‪ ..‬و دمنا على ير ‪..‬‬

‫فاستدرك يا أخي ما د فاتع من مواهن صالحة ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫إن هذا لي صديق ‪ ..‬فلو ذكرت له ما أرجو ‪..‬‬

‫رم ذكرت من تل من آبائه في حربنا مع المسلمين‬ ‫‪ ..‬فكرهي أن ِّ‬ ‫أذكر ‪..‬‬

‫ال خالد ‪ :‬فلما جا ني كتابه ‪ ..‬نشطي للهرو ‪..‬‬

‫رم لي ‪ :‬وما علي أن أخبر ‪ ..‬وأنا راحل في‬

‫وزادني ر بة في اإلسالم ‪..‬‬

‫ساعتي هذ !‪..‬‬

‫وسرني سلال رسول ا ‪ ‬عني ‪..‬‬

‫وأر في النوم كأني في بالد ضيقة م دبة ‪ ..‬فهرجي‬

‫إلى بالد خضرا واسعة ‪..‬‬

‫فقلي ‪ :‬إن هذ لرؤيا حق ‪..‬‬

‫فذكرت له ما صار أمر ريش إليه ‪ ..‬و لي ‪:‬‬

‫صب عليه‬ ‫إنما نحن بمنزلة رعلب في جحر ‪ ..‬لو ُ‬ ‫ذنوب من ما لهر ‪..‬‬ ‫و لي له نحواً مما لي لصاحبَي ‪ ..‬فأسرع‬ ‫اإلست ابة وعزم على الهرو معي للمدينة !‪..‬‬

‫فلما أجمعي الهرو إلى رسول ا ‪ ‬لي ‪:‬‬

‫‪88‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فقلي له ‪ :‬إني خرجي هذا اليوم ‪ ..‬وأنا أريد أن أمضي‬

‫للمدينة ‪..‬‬

‫وهذ راحلتي م هزة لي على الطريق ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬إني د رأيي ما كني أ هد‬

‫من تلع المواهن عليع ‪ ..‬معانداً للحق ‪ ..‬فادع‬ ‫ا أن ينهرها لي ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فتواعدنا أنا وهو في موضع يقال له "يأجج " ‪ ..‬إن‬

‫فقال ‪ " : ‬اإلسالم ي ب ما كان بله " ‪..‬‬

‫فهرجي من بيتي آخر الليل َس َحراً ‪ ..‬خوفاً من أن تعلم‬

‫‪..‬‬

‫فلم يطلع اله ر حتى التقينا في "يأجج" ‪ ..‬فندونا حتى‬

‫أَوضع فيه ‪ ..‬من صد عن سبيل ا " ‪..‬‬

‫فوجدنا عمرو بن العاص على بعير ‪..‬‬

‫أمــا إســالمه فكــان برســالة يــر مبا ــرة وصــلي إليــه‬

‫ال ‪ :‬مرحباً بالقوم ‪ ..‬إلى أين مسيركم ؟‬

‫من رسول ا ‪.. ‬‬

‫فقال ‪ :‬وما أخرجكم ؟‬

‫فلنتبع م ل هذ المهارات في التأرير في الناس ‪..‬‬

‫لنا ‪ :‬الدخول في اإلسالم ‪ ..‬واتباع محمد ‪.. ‬‬

‫فل ــو رأي ــي هصـ ـاً يبي ــع دخانـ ـاً ف ــي بقال ــة ف ــأردت‬

‫فاصطحبنا جميعاً حتى دخلنا المدينة ‪..‬‬

‫ع له بالبركة فـي‬ ‫فأرن أوالً على بقالته ونظافتها ‪ ..‬واد ُ‬

‫فأُخبر بنا رسول ا ‪ ‬فسر بنا ‪..‬‬

‫ليش ــعر أنـ ــع لـ ــم تنظـ ــر إلي ــه بمنظـ ــار أسـ ــود ‪ ..‬بـ ــل‬

‫سبقني أ ام ينتظرني ‪ ..‬وإن سبقته أ مي أنتظر ‪..‬‬ ‫ريش بهروجنا ‪..‬‬

‫انتهينا إلى الهدة ‪..‬‬

‫فقلنا ‪ :‬وما أخرجع ؟‬

‫لي ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬على ذلع ‪ ..‬فاستنهر لي‬

‫ال ‪ " :‬اللهم ا هر لهالد بن الوليد ‪ ..‬كل ما‬

‫ومن يعدها كان خالد رأساً من رؤوس هذا الدين ‪..‬‬

‫فما أحلمه ‪ ‬وأحكمه ‪..‬‬

‫تنبيهه ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬وذاك الذي أ دمني ‪.‬‬

‫ال ـربح ‪ ..‬رــم نبهــه علــى أهميــة الكســب الحــالل ‪..‬‬

‫فأنهنا بظهر الحرة ركابنا ‪..‬‬

‫فلبسي من صالح ريابي ‪ ..‬رم توجهي إلى رسول ا ‪‬‬

‫أمسكي العصا من النصف ‪..‬‬

‫فس َّر بقدومع‬ ‫أسرع ‪ ..‬فنن رسول ا ‪ .. ‬د أُخبر بع ُ‬

‫تنمـ ــر فيهـ ــا سـ ــيئاته ‪ ..‬أحسـ ــن الظـ ــن بـ ــا خرين ‪..‬‬

‫‪ ..‬فلقيني أخي فقال ‪:‬‬ ‫وهو ينتظركم ‪..‬‬

‫فأسرعنا السير ‪ ..‬فأ بلي إلى رسول ا أمشي ‪ ..‬فلما‬

‫إلي حتى و هي‬ ‫رآني من بعيد تبسم ‪ ..‬فما زال يتبسم َّ‬ ‫عليه ‪..‬‬ ‫فسلمي عليه بالنبوة ‪ ..‬فرد على السالم بوجه هلق ‪..‬‬

‫فقلي ‪ :‬إني أ هد أن ال إله إال ا ‪ ..‬وأنع رسول ا ‪..‬‬

‫فقال ‪ " :‬الحمد‬

‫الذي هداك ‪ ..‬د كني أر لع‬

‫عقالً ‪ ..‬رجوت أال يسلمع إال إلى خير " ‪..‬‬

‫كــن ذكيـاً ‪ ..‬ابحــث عــن أي حســنات فــيمن أمامــع‬

‫ليشعروا بعدلع معهم فيحبوك ‪..‬‬ ‫لمحة ‪..‬‬

‫عندما يقتنع الناس أننا نلحص حسناتهم ‪ ..‬كما‬ ‫نلحص سيئاتهم ‪ ..‬يقبلون منا التوجيه ‪..‬‬ ‫‪ .34‬اجعل معال ة الهطأ سهلة ‪..‬‬ ‫تتنوع األخطا التي تقع من الناس كبراً وصنراً ‪..‬‬

‫‪89‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ومهما كان ح م الهطأ فننه يمكن عالجه ‪..‬‬

‫فلما أراد الهرو إلى زوة بني المصطلق ‪ ..‬أ رع‬

‫نع ــم ــد ال يهي ــد الع ــال ف ــي إص ــالد م ــا أفس ــد الهط ــأ‬

‫بينهن فهر سهم عائشة ‪..‬‬

‫عــدد يــر ليــل مــن النــاس ال يســعى إلــى إصــالد أخطائــه‬

‫الح ــاب ‪..‬وكانــي تحمــل فــي هــود ‪ ..‬فــنذا نزلــوا‬

‫وأحياناً تكون هريقتنا في التعامل مع األخطا هي جـز مـن‬

‫أرادوا االرتحال ركبي فيه ‪..‬‬

‫يقــع ولــدي فــي خطــأ فألومــه وأحقــر وأعظِّــم عليــه الهطــأ‬

‫حتـى يشــعر بأنــه ســقط فــي بئـر لــيس لــه ــاع !! فييــأس مــن‬

‫المدينة ‪ ..‬حتى إذا كان ريبـاً مـن المدينـة نـزل منـزالً‬ ‫فبات به بعط الليل ‪..‬‬

‫و د تقع في الهطأ زوجتي أو يقع فيه صديقي ‪..‬‬

‫متاعهم للرحيل ‪..‬فهرجي عائشة لبعط حاجتهـا ‪..‬‬

‫‪ .. %200‬لكنه على األ ل يصلح أك ر الهاسد ‪..‬‬ ‫لشكه في درته أصالً على عالجها ‪..‬‬ ‫الهطأ نهسه ‪..‬‬

‫اإلصالد ‪ ..‬ويبقى على ما هو عليه ‪..‬‬

‫فهرج ــي م ــع رس ــول ا ‪ .. ‬وذل ــع بع ــدما أن ــزل‬ ‫نزل ــي مـ ــن هودجهـ ــا ‪ ..‬و ض ــي حاجاتهـ ــا ‪ ..‬فـ ــنذا‬

‫فلما فرغ رسول ا ‪ ‬من زوته ‪ ..‬توجه افالً إلـى‬

‫رـ ــم آذن النـ ــاس بالرحيـ ــل ‪ ..‬فبـ ــدأ النـ ــاس ي معـ ــون‬

‫فنذا أ عرته أنه أخطأ ولكن الطريق لم ينقطع بعـد فمعال ـة‬

‫وفي عنقها عقد لها فيه جزع هار ‪..‬‬

‫الباهل ‪..‬‬

‫وهي ال تدري ‪..‬‬

‫الهطـأ ســهلة ‪ ..‬والرجــوع إلــى الحـق خيــر مــن التمــادي فــي‬ ‫جـا رجـل إلــى النبـي ‪ ‬يبايعــه علـى اله ــرة ‪ ..‬و ـال ‪ :‬إنــي‬

‫فلمـا فر ــي مـن حاجتهــا ‪ ..‬انســل العقـد مــن عنقهــا‬ ‫فلم ـ ــا رجع ـ ــي العسـ ـ ــكر ‪ ..‬وأرادت ال ـ ــدخول فـ ـ ــي‬

‫جئي أبايعع على اله رة ‪ ..‬وتركي أبوي يبكيان ‪..‬‬ ‫فلـ ــم يعنه ـ ــه ‪ .. ‬أو يحق ـ ــر فِعل ـ ــه ‪ ..‬أو يص ـ ــنر عقل ـ ــه ‪..‬‬

‫بدأ الناس في الرحيل ‪..‬‬

‫أ ــعر ‪ ‬أن معال ــة الهطــأ ســهلة فقــال لــه بكــل بســاهة ‪:‬‬

‫‪ ..‬فأخذت تبحث عنه ‪ ..‬وأبطأت ‪..‬‬

‫وانتهى األمر ‪..‬‬

‫فاحتملو ‪ ..‬فشدو على البعير ‪ ..‬رم أخـذوا بـرأس‬

‫فالرجل جا بنية صالحة وير أنه فعل األصلح ‪..‬‬ ‫و‪42‬‬

‫ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫هودجهــا ‪ ..‬لمســي عنقهــا فلــم ت ــد العقــد ‪ ..‬و ــد‬ ‫فرجعي سريعاً إلى مكانها الذي ضـي فيـه حاجتهـا‬ ‫وجا القوم فحملوا هودجها وهم يظنون أنهـا فيـه ‪..‬‬

‫كــان ‪ ‬يتعامــل مــع النــاس بأســاليب تربــي فــيهم الر بــة فــي‬

‫البعير فانطلقوا به ‪..‬‬

‫في أخطا ‪..‬‬

‫وجدت العقد ‪ ..‬فعادت إلى مكان ال يش ‪..‬‬

‫الهيـر وتشـعرهم أنهـم إلـى الهيـر أ ـرب ‪ ..‬حتـى وإن و عـوا‬

‫وســار ال ــيش ‪ ..‬أمــا عائشــة فبعــد بحــث هويــل ‪..‬‬

‫آخرهـا ‪ ..‬لكنــي‬ ‫وبــين يــدي حادرــة مروعــة ‪ ..‬الشــاهد منهــا ُ‬

‫* * * * * * * * *‬

‫كان رسول ا ‪ ‬إذا أراد أن يهر سهراً أ ـرع بـين نسـائه‬

‫‪ .‬ف ئــي منــازلهم ولــيس بهــا داع وال م يــب ‪ ..‬ــد‬

‫سأوردها من أولها ر بة في الهائدة ‪..‬‬

‫‪ ..‬فأيتهن خر سهمها خر بها معه ‪..‬‬

‫الي عائشة ‪:‬‬

‫انطلق الناس ‪..‬‬

‫فتيممــي منزلــي الــذي كنــي فيــه و ننــي أن القــوم‬

‫) ‪ ( 41‬يف املستدرك وصحح إسناده ‪..‬‬

‫‪91‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫سيهقدوني فيرجعون إلي ‪..‬‬

‫تيكم ؟ ال يزيد على ذلع ‪..‬‬

‫فتلههي ب لبابي ‪ ..‬فبينما أنـا جالسـة فـي منزلـي إذ لبتنـي‬

‫حتــى وجــدت فــي نهســي ‪..‬فلمــا رأيــي جهــا ل ــي‬

‫مر بي صهوان بن المعطل ‪..‬‬ ‫فوا إني لمضط عة إذ َّ‬

‫ي ــا رس ــول ا ‪ ..‬ل ــو أذن ــي ل ــي فانتقل ــي إل ــى أم ــي‬

‫عيني فنمي ‪..‬‬

‫وكـان ـد تهلـف عـن العســكر لـبعط حاجاتـه ‪ ..‬فلـم يبــي‬

‫مع الناس ‪..‬‬

‫ف ـرأ س ـواد إنســان نــائم ‪ ..‬فأتــاني فعرفنــي حــين رآنــي ‪..‬‬

‫و د كان يراني بل أن يضرب الح اب علينا ‪..‬‬ ‫فلمــا رآنــي ــال ‪ :‬إنــا‬

‫ا ‪‬؟‬

‫وإنــا إليــه راجعــون ‪ ..‬عينــة رســول‬

‫لي ‪:‬‬

‫فمرضتني ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ال عليع ‪..‬‬

‫* * * * * * * * *‬

‫فانتقلــي إلــى أمــي وال علــم لــي بشــي ممــا كــان ‪..‬‬

‫حتى نقهي من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة ‪..‬‬

‫فهرجـي ليلـة لـبعط حـاجتي ومعـي أم مسـطح بنــي‬

‫فاس ـ ــتيقظي باس ـ ــترجاعه ح ـ ــين عرفن ـ ــي فهم ـ ــرت وجه ـ ــي‬

‫خالة أبي بكر ‪.. ‬‬

‫ووا ما كلمني كلمة ‪ ..‬وال سمعي منه ير استرجاعه ‪..‬‬

‫وسقطي أو كادت ‪..‬‬

‫حتــى أنــاخ راحلتــه ‪ ..‬فــوهإ علــى يــديها ‪ ..‬فركبــي وأخــذ‬

‫فقالي ‪ :‬تعس مسطح ‪..‬‬

‫ب لبابي ‪..‬‬

‫برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس ‪..‬‬

‫ف ــوا م ــا أدركن ــا الن ــاس وم ــا افتق ــدوني حت ــى أص ــبحنا ‪..‬‬

‫ف ــوا إنه ــا لتمش ــي مع ــي إذ تع ــرت ف ــي ِمرهه ــا ‪..‬‬

‫لـي ‪ :‬بــئس لعمـر ا مــا لـي ‪ ..‬تســبين رجـالً ــد‬ ‫هد بدراً ؟‬

‫فوجــدناهم ن ـازلين ‪ ..‬فبينمــا هــم كــذلع ‪ ..‬إذ هلــع الرجــل‬

‫فقالــي ‪ :‬أي هنتــا ‪ ..‬أولــم تســمعي مــا ــال ؟ أومــا‬

‫ـج العســكر ‪ ..‬ووا مــا‬ ‫فقــال أهــل اإلفــع مــا ــالوا ‪ ..‬وارتـ َّ‬

‫لي ‪ :‬وما الهبر ؟‬

‫يقود بي البعير ‪..‬‬

‫أعلم بشي من ذلع ‪..‬‬

‫* * * * * * * * *‬

‫بلنع الهبر يا بني أبي بكر ‪..‬‬

‫فأخبرتني بالذي كان من ول أهل اإلفع ‪..‬‬ ‫لي ‪ :‬أو د كان هذا ؟‬

‫ر ــم ــدمنا المدينـ ــة ‪ ..‬فل ــم ألبـ ــث أن مرض ــي وا ـ ــتكيي‬

‫الي ‪ :‬نعم وا لقد كان ‪..‬‬

‫ـوي ‪ ..‬وهــم‬ ‫و ـد انتهــى الحـديث إلــى رســول ا ‪ ‬وإلـى أبـ َّ‬

‫فازددت مرضاً إلى مرضي ‪..‬‬

‫رسول ا ‪ ‬بعط لطهه بي ‪..‬‬

‫سيصدع كبدي ‪..‬‬

‫كو‬

‫ديدة ‪ ..‬وأنا ال يبلنني من كالم الناس ي ‪..‬‬

‫ال يذكرون لي منه ليالً وال ك يراً ‪ ..‬إال أني د أنكـرت مـن‬

‫فـوا مـا ـدرت علـى أن أ ضـي حـاجتي ورجعـي ‪..‬‬ ‫ف ـ ـوا مـ ــا زلـ ــي أبكـ ــي ‪ ..‬حتـ ــى ننـ ــي أن البكـ ــا‬

‫كنــي إذا ا ــتكيي رحمنــي ولطــف بــي ‪ ..‬فلــم يهعــل ذلــع‬

‫و لــي ألمــي ‪ :‬ينهــر ا لــع ‪ ..‬تحــدث النــاس بمــا‬

‫بـل كــان إذا دخــل علـي وعنــدي أمــي تمرضـني ــال ‪ :‬كيــف‬

‫الـي ‪ :‬أي بنيــة خههـي عليــع الشـأن ‪ ..‬فــوا لقــلَّ‬

‫بي في كواي تلع ‪..‬‬

‫‪91‬‬

‫تحدروا يه ‪ ..‬وال تذكرين لي من ذلع يئاً ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫مـا كانـي امـرأة حسـنا عنـد رجـل يحبهـا ‪ ..‬ولهـا ضـرائر إال‬

‫فلما سمع ذلع أمير الهزر سعد بـن عبـادة ـام ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬سبحان ا و د تحدث الناس بهذا ؟‬

‫ــام فقــال ‪ :‬كــذبي لعمــر ا ‪ ..‬مــا تضــرب أعنــا هم‬

‫فبكيــي تلــع الليلــة حتــى أصــبحي ‪ ..‬ال ير ــأ لــي دمــع ‪..‬‬

‫‪ ..‬أما وا ما لي هذ المقالـة إال أنـع ـد عرفـي‬

‫رم أصبحي أبكي ‪..‬‬

‫هذا ‪..‬‬

‫ك رن ‪ ..‬وك ر الناس عليها ‪..‬‬

‫وال أكتحل بنوم ‪..‬‬

‫وكان رجالً صالحاً ‪ ..‬لكن أخذته الحمية ‪..‬‬

‫أنهــم مــن الهــزر ؟ ولــو كــانوا مــن ومــع مــا لــي‬

‫* * * * * * * * *‬

‫فقــال أس ــيد بــن حض ــير ‪ :‬كــذبي لعم ــر ا ‪ ..‬وا‬

‫هذا حال عائشة ‪ ..‬تتهم بذلع وهي الهتاة التي لـم يت ـاوز‬

‫لنقتلنه ‪ ..‬ولكنع منافق ت ادل عن المنافقين ‪..‬‬

‫تــتهم بالزنــا ‪ ..‬وهــي العهيهــة الشـريهة ‪ ..‬زوجــة أههــر النــاس‬

‫يقتتلوا ‪..‬‬

‫‪ ..‬التــي مــا كشــهي ســترها ‪ ..‬وال هتكــي عرضــها ‪ ..‬هــذا‬

‫ورس ـ ــول ا ‪ ‬ـ ـ ــائم علـ ـ ــى المنبـ ـ ــر ‪ ..‬فلـ ـ ــم يـ ـ ــزل‬

‫أم ــا ح ــال رس ــول ا ‪ .. ‬ف ــال يبع ــد حزنـ ـاً وهمـ ـاً ‪ ..‬ع ــن‬

‫فلما رأ ‪ ‬ذلع ‪ ..‬نزل فدخل بيته ‪..‬‬

‫عمرها خمس عشرة سنة ‪..‬‬

‫حالها تبكي في بيي أبويها ‪..‬‬

‫عائشة ‪..‬‬

‫رــم رــار النــاس بعضــهم إلــى بعــط ‪ ..‬حتــى كــادوا أن‬

‫يههضهم حتى سكتوا ‪ ..‬وسكي ‪..‬‬

‫* * * * * * * * *‬

‫فــال جبريــل يرســل ‪ ..‬وال القــرآن ينــزل ‪ ..‬ويبقــى ‪ ‬متحي ـراً‬ ‫في أمـر ‪ ..‬و ـد كبـر عليـه اتهـام المنـافقين ‪ ..‬وكـالم النـاس‬

‫ولمــا رأ أن األ مــر ال يمكــن حلــه مــن جهــة عمــوم‬

‫الناس ‪..‬‬

‫في عرضه زوجه ‪..‬‬

‫أراد أن ي ــد حـ ـالً م ــن جه ــة أه ــل بيت ــه ‪ ..‬وأخ ــر‬

‫* * * * * * * * *‬

‫الناس به ‪..‬‬

‫فلمــا هــال األم ــر عليــه ‪ ..‬ــام ‪ ‬فــي النــاس فهط ــبهم ‪..‬‬

‫فدعا علياً وأسامة بن زيد ‪ ..‬فاستشارهما ‪..‬‬

‫أيهــا النــاس مــا بــال رجــال يــلذونني فــي أهلــي ‪ ..‬ويقولــون‬

‫ا ‪ ..‬أهلـ ــع ومـ ــا نعلـ ــم مـ ــنهم إال خي ـ ـراً ‪ ..‬وهـ ــذا‬

‫ويقولون ذلع لرجل ‪ ..‬وا مـا علمـي منـه إال خيـراً ‪ ..‬وال‬

‫وأمـا علـي فننـه ـال ‪ :‬يـا رسـول ا إن النسـا لك يـر‬

‫فحمد ا ‪ ..‬وأرنى عليه ‪ ..‬رم ال ‪:‬‬

‫علــيهم ي ــر الحــق ‪ ..‬وا م ــا علمــي عل ــيهم إال خيـ ـراً ‪..‬‬ ‫يدخل بيتاً من بيوتي إال وهو معي ‪..‬‬

‫فأما أسامة فأرنى على عائشـة خيـراً و ـال ‪ :‬يـا رسـول‬

‫الكذب والباهل ‪..‬‬

‫‪ ..‬وإنـع لقــادر علــى أن تســتهلف ‪ ..‬وســل ال اريــة‬

‫فلما ال رسول ا ‪ ‬تلع المقالة ‪..‬‬

‫فننها ستصد ع ‪ ..‬فدعا رسول ا ‪ ‬بريرة ‪..‬‬

‫يــا رس ــول ا إن يكونـ ـوا مــن األوس نكه ــع إي ــاهم ‪ ..‬وإن‬

‫عائشة ؟‬

‫ألهل أن تضرب أعنا هم ‪..‬‬

‫وا م ــا أعلـــم إال خيـ ـراً ‪ ..‬وم ــا كن ــي أعي ــب عل ــى‬

‫فقال ‪ :‬أي بريرة ‪ ..‬هل رأيي من ي يريبع من‬

‫ام أمير األوس سعد بن معاذ فقال ‪:‬‬

‫يكون ـوا م ــن إخوانن ــا مــن اله ــزر فمرن ــا أم ــرك فـ ـوا إنه ــم‬

‫‪92‬‬

‫فقالي بريرة ‪ :‬ال ‪ ..‬والذي بع ع بالحق نبياً ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫عائش ــة ــيئاً ‪ ..‬إال أنهـ ــا جاريـــة حدي ـ ــة الس ــن ‪ ..‬فكنـ ــي‬

‫هراً ال يوحى إليه في ي في أن عائشة ‪..‬‬

‫أع ــن ع ينــي ‪ ..‬ف مرهــا أن تحهظ ــه فتنــام عنــه ‪ ..‬فت ــأتي‬

‫دخل ‪ ‬على عائشة ‪..‬‬

‫نعـم ‪ ..‬كيـف تــر ال اريـة علــى عائشـة ريبــة ‪ ..‬وهـي الهتــاة‬

‫البكا والهم ‪..‬‬

‫ولد آدم ‪..‬‬

‫من األمر يئاً ‪..‬‬

‫الشاة فتأكله ‪..‬‬

‫الصالحة التي رباها صديق األمـة أبـو بكـر ‪ ..‬وتزوجهـا سـيد‬

‫فنذا هريحة الهرا‪ .. .‬وكأنها فـرخ منتـو مـن ـدة‬

‫وإذا هـي تبكـي ‪ ..‬والمـرأة تبكـي معهـا ‪ ..‬ال يملكـان‬

‫بل كيف تقع فـي ريبـة ‪ ..‬وهـي أحـب النـاس إلـى رسـول ا‬

‫ف لــس رســول ا ‪ .. ‬فحمــد ا وأرنــى عليــه ‪..‬‬

‫‪ ..‬ولم يكن ‪ ‬يحب إال هيباً ‪..‬‬

‫رم ال ‪:‬‬

‫أما بعد يا عائشة فننه د بلنني عنع كذا وكذا ‪..‬‬

‫فهي البريئة المبرأة ‪ ..‬ولكن ا يبتليها ليعظم أجرها ‪..‬‬

‫وذكر ‪ ‬خبر اإلفع ‪ ..‬وما أ يع من و وعها في‬

‫ويرفع ذكرها ‪..‬‬

‫* * * * * * * * *‬

‫خطأ كبير ‪..‬رم أراد ‪ ‬أن يبين لها أن اإلنسان مهما‬

‫وتمضــي علــى عائشــة األيــام ‪ ..‬وا الم تلــد ا الم ‪ ..‬وهــي‬

‫و ع في خطأ فنن معال ة هذا الهطأ ليسي صعبة‬

‫و د حاول رسول ا ‪ ‬أن يحل المشكلة ‪ ..‬بهطبة على‬

‫فنن كني بريئه فسيبرئع ا عز وجل ‪..‬‬

‫وحاول أن يحلها في بيته ويسأل علياً وزيداً ‪ ..‬فلم يهر‬

‫وتوبي إليه ‪ ..‬فنن العبد إذا اعتر بذنب رم تاب‬

‫تتقلب على فرا‪ .‬مرضها ‪ ..‬ال تهنأ بطعام وال راب ‪..‬‬ ‫رؤوس الناس فكادت أن تقع الحرب بين المسلمين ‪..‬‬

‫بشي ‪..‬‬

‫‪ ..‬فقال لها ‪:‬‬

‫وإن كني ألممي بذنب ‪ ..‬فاستنهري ا عز وجل‬

‫‪ ..‬تاب ا عليه ‪..‬‬

‫فلما رأ ذلع ‪ ..‬أراد أن ينهي األمر من جهة عائشة ‪..‬‬

‫هكذا ‪ ..‬حل سهل للهطأ – إن كان د و ع –‬

‫وبكيي يومي ذلع ال تر أ لي دمعه ‪ ..‬وال اكتحل بنوم ‪..‬‬

‫الي عائشة ‪:‬‬

‫رم بكيي ليلتي المقبلة ال تر أ لي دمعه وال أكتحل بنوم‬

‫فلما ضى رسول ا ‪ ‬مقالته ‪ ..‬لر دمعي حتى‬

‫دون تعقيد وتطويل ‪..‬‬

‫الي رضي ا عنها ‪:‬‬

‫‪..‬‬

‫وأبواي يظنان أن البكا فالق كبدي ‪..‬‬

‫ما أحس منه طرة ‪..‬‬

‫أبوي أن ي يبا عني رسول ا‬ ‫وانتظرت َّ‬ ‫يتكلما ‪..‬‬

‫* * * * * * * * *‬

‫فأ بل يحث الهطى إلى بيي أبي بكر ‪..‬‬

‫‪ ‬فلم‬

‫فقلي ألبي ‪ :‬أجب عني رسول ا ‪ ‬فيما ال ‪..‬‬

‫فاستأذن ‪ ..‬ودخل عليهـا وعنـدها أبوهـا وأمهـا‪ ..‬وامـرأة مـن‬

‫فقال ‪ :‬وا ما أدري ما أ ول لرسول ا ‪.. ! ‬‬

‫األنصار ‪..‬‬

‫فقلي ألمي ‪ :‬أجيبي عني رسول ا ‪.. ‬‬

‫وهي أول مرة يدخل فيها بيي أبي بكـر ‪ ..‬منـذ ـال النـاس‬ ‫مـا ـالوا ‪ ..‬ومــا رأ عائشـة منــذ رابـة الشــهر ‪ ..‬و ـد لبــث‬

‫‪93‬‬

‫فقالي ‪ :‬وا ما أدري ما أ ول لرسول ا ‪! ‬‬

‫ووا ما أعلم أهل بيي دخل عليهم ما دخل على‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وكان أول كلمة تكلم بها أن ال ‪:‬‬

‫آل أبي بكر في تلع األيام ‪..‬‬

‫أبشري يا عائشة د أنزل ا عز وجل برا تع ‪..‬‬

‫فلما استع ما علي ‪ ..‬استعبرت فبكيي ؟‬

‫رم لي ‪ :‬ال ‪ ..‬وا ال أتوب إلى ا مما ذكرت أبداً ‪..‬‬ ‫إني وا‬

‫د عرفي أنكم د سمعتم بهذا حتى استقر في‬

‫أنهسكم وصد تم به ‪ ..‬ولئن لي لكم إني بريئة ‪ -‬وا‬

‫عز وجل يعلم إني بريئة ‪ -‬ال تصد وني ‪..‬‬

‫وإن اعترفي لكم بأمر ‪ -‬وا يعلم أني منه بريئة ‪-‬‬

‫تصد وني ‪..‬‬

‫وإني وا ال أجد لي ولكم مـ الً إال كمـا ـال أبـو يوسـف ‪:‬‬

‫‪ ‬فصبر جميل وا المستعان على ما تصهون ‪.. ‬‬ ‫الي ‪ :‬رم تحولي فاضط عي على فرا ي ‪..‬‬

‫وأنا وا أعلم أني بريئة وأن ا مبرئي ببرا تي ‪..‬‬ ‫ولكن وا ما كني أ ن أن يَن ِزَل في أني وحي يتلى ‪..‬‬

‫فقلي ‪ :‬الحمد ‪..‬‬ ‫األف ِ‬ ‫وأنزل ا تعالى ‪  :‬إِ َّن الَّ ِذين َجا وا بِ ِ‬ ‫ع ُعصبَة‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سبُوُ َ راً لَ ُكم بَل ُه َو َخيـر لَ ُكم ل ُك ِّل‬ ‫من ُكم ال تَح َ‬ ‫ام ِر ٍئ ِمنـ ُهم َما اكتَسب ِمن ِ‬ ‫األر ِم َوالَّ ِذي تَـ َولَّى كِبـ َرُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِمنـ ُهم لَهُ َع َذاب عظيم * لَوال إِذ َس ِمعتُ ُموُ َ َّن‬ ‫ات بِأَنـ ُه ِس ِهم َخيراً َو َالُوا َه َذا إِفع‬ ‫ال ُملِمنُو َن َوال ُملِمنَ ُ‬ ‫ُمبِين * لَوال َجا ُوا َعلَيهِ بِأَربَـ َعةِ ُ َه َدا َ فَِنذ لَم يَأتُوا‬ ‫ع ِعن َد اللَّهِ ُهم ال َك ِ‬ ‫اذبُو َن ‪.. ‬‬ ‫بِالش َه َدا ِ فَأُولَئِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ين يُ ِحبـ ــو َن أَن‬ ‫وتوع ــد ا أولئـ ــع بقولـ ــه ‪  :‬إِ َّن الـ ــذ َ‬ ‫تَ ِشيع ال َه ِ‬ ‫اح َ ِ َّ ِ‬ ‫آمنُوا ل َُهـم َعـ َذاب أَلِـيم فِـي‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬ ‫شةُ في الذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدنـيَا َوا خ َرة َواللَّهُ يَـعلَ ُم َوأَنـتُم ال تَـعلَ ُمو َن ‪.. ‬‬

‫ولشــأني كــان أحقـ َـر فــي نهســي مــن أن يــتكلم ا فـ َّـي بــأمر‬

‫رــم خ ــر رســول ا ‪ ‬إل ــى النــاس ‪ ..‬فهط ــبهم ‪..‬‬

‫ـول ا ‪ ‬ف ــي الن ــوم رؤي ــا‬ ‫ولك ــن كن ــي أرج ــو أن ي ــر رس ـ ُ‬

‫أ ام حد القذ على من ذ ‪..‬‬

‫يتلى ‪..‬‬

‫يبرئني ا عز وجل بها ‪..‬‬

‫* * * * * * * * *‬

‫وتـال علــيهم مـا أنــزل ا مـن القـران فـي ذلــع ‪ ..‬رــم‬ ‫إذن ‪ ..‬ينبنـ ــي أن تتعامـ ــل مـ ــع المهطـ ــإ علـ ــى أنـ ــه‬ ‫م ـريط يحت ــا إل ــى عــال ‪ ..‬ال أن تب ــالً ف ــي كبت ــه‬

‫فوا ما برد رسول ا ‪ ‬م لسه ‪ ..‬وال خر من أهل‬

‫وتعنيهه ‪ ..‬ألنه د يصل إلـى درجـة يشـعر معهـا أنـع‬

‫حتى تنشا من ا ما كان يتنشا ‪ ..‬وأنزل ا على نبيه‬

‫والطبي ــب الناص ــح ه ــو ال ــذي يه ــتم بص ــحة مرض ــا‬

‫فأمــا أنــا حــين رأيتــه يــوحى إليــه ‪ ..‬ف ـوا مــا فزعــي ‪ ..‬ومــا‬

‫ال ‪: ‬‬

‫البيي أحد ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫باليي ‪ ..‬د عرفي أني بريئة ‪ ..‬وأن ا‬

‫ير المي ‪..‬‬

‫فرد بهذا الهطأ ‪..‬‬

‫أك ر من اهتمامهم هم بأنهسهم ‪..‬‬

‫إنما م لي وم ل الناس ‪ ..‬كم ل رجل استو د ناراً ‪..‬‬

‫وأمــا أب ــواي فوال ــذي نه ــس عائشــة بي ــد ‪ ..‬م ــا ُس ــري ع ــن‬

‫ا‪ .‬وهـ ــذ‬ ‫فلمـ ــا أضـ ــا ت مـ ــا حولـ ــه ‪ ..‬جعـ ــل ال َهـ ـ َـر ُ‬

‫يأتي من ا تحقيق ما ال الناس ‪..‬‬

‫ف عل ينزعهن ‪ ..‬وينلبنه فيقتحمن فيها !!‬ ‫فأنا آخذ بح َ ـ ِزُكم عـن النـار ‪ ..‬وأنـتم تقحمـون فيهـا‬

‫رسول ا ‪ ‬حتى نني لتهرجن أنهسـهما ‪ ..‬فر ـاً مـن أن‬ ‫فلما ُسري عنه ‪ .. ‬فنذا هو يضحع ‪ ..‬ف عل يمسح‬ ‫العرع عن وجهه ‪..‬‬

‫‪94‬‬

‫الدواب التي تقع في النار يقعن فيها ‪..‬‬

‫‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ري ــالين مص ــروفاً للمدرس ــة ‪ ..‬فبح ــي ف ــي محهظ ــة‬ ‫نق ـ ــودك ‪ ..‬فل ـ ــم ت ـ ــد إال فئ ـ ــة الهمس ـ ــمائة‬

‫رأي ‪..‬‬

‫فأعطيتها له ‪ ..‬و لي ‪:‬‬

‫أحياناً تكون هريقتنا في التعامل مع األخطا أكبر من‬

‫هـذ خمسـمائة‬

‫الهطأ نهسه ‪..‬‬

‫‪ ..‬اصـر منهـا ريـالين ‪ ..‬وأرجـع‬

‫البا ي ‪ ..‬وأكدت عليه وكررت ‪..‬‬

‫فلما رجع بعد الظهر فنذا المال كله د صرفه ‪..‬‬

‫‪.35‬‬

‫كمــا أن النــاس يهتلهــون فــي هبــاعهم وأ ــكالهم ‪ ..‬كــذلع‬ ‫ه ـ ــم يهتله ـ ــون ف ـ ــي وجه ـ ــات نظ ـ ــرهم ‪ ..‬وف ـ ــي ناع ـ ــاتهم‬

‫وتصرفاتهم ‪..‬‬

‫فنذا عرت أن أحداً خالف الصواب ‪ ..‬ونصـحته وحاولـي‬

‫إصالد خطئه ولم يقتنع ‪..‬‬

‫فال تصنف اسـمه مـن بـين أعـدائع ‪ ..‬وخـذ األمـور بأريحيـة‬ ‫در المستطاع ‪..‬‬

‫فلو حاولي إصـالد خطـأ عنـد أحـد زمالئـع فلـم يسـت ب‬

‫‪ ..‬فال تقلب الصـدا ة عـداوة ‪ ..‬وإنمـا اسـتمر فـي التلطـف‬ ‫فلعله أن يبقى على خطئه وال يزيد ‪..‬‬

‫فمــاذا ســتهعل ؟‪ ..‬وكيــف ســيكون ضــبع ‪..‬؟ ــد‬

‫تضرب وتعنف وتمنعه من مصروفه أياماً ‪..‬‬

‫ولك ــن ل ــو رجع ــي م ــرة م ــن ص ــالة العص ــر ووجدت ــه‬

‫يلعــب ب ــالكمبيوتر ‪ ..‬أو عنــد التله ــاز ‪ ..‬ولــم يص ــل‬ ‫في المس د ‪ ..‬فهل ستنضب كنضبع األول ؟‬

‫أ نن ــا نته ــق أن ض ــبنا أل ــول س ــيكون أ ــد وأه ــول‬

‫وأك ر تأريراً من ضبنا ال اني ‪..‬‬

‫أما رسول ا ‪ ‬فكان ضبه‬

‫‪..‬‬

‫وك ــان يعـ ــرض النص ــيحة أحيانـ ـاً وال تقب ــل ‪ ..‬فياخـــذ‬

‫األمر بهدوووو ‪ ..‬فالهداية بيد ا ‪..‬‬

‫دم رسول ا ‪ ‬إلى تبوك على حدود الشام ‪..‬‬

‫و د يل ‪ :‬حنانيع بعط الشر أهون من بعط ‪..‬‬

‫إذا تعاملـي مـع النـاس بهــذ األريحيـة ‪ ..‬فلـم تنضـب علــى‬

‫كل صنيرة وكبيرة ‪ ..‬عشي سعيداً ‪..‬‬

‫ا تــرب مــن مملكــة الــروم ‪ ..‬فبعــث دحيــة الكلبــي ‪‬‬

‫رسوالً إلى هر ل ملع الروم ‪..‬‬

‫وصــل دحي ــة ‪ ‬إلــى هر ــل ‪ ..‬دخــل علي ــه ‪ ..‬ناول ــه‬

‫الي عائشة ‪: ‬‬

‫‪ ‬ما انتقم رسول ا ‪ ‬لنهسه ط ‪..‬‬

‫كتاب رسول ا ‪.. ‬‬

‫‪ ‬ومـ ــا ضـ ــرب ـ ــيئاً ـ ــط بيـ ــد ‪ ..‬وال ام ـ ـرأة ‪ ..‬وال‬ ‫خادماً ‪ ..‬إال أن ي اهد في سبيل ا ‪..‬‬

‫وبطار تها ‪ ..‬رم أ لق عليه وعليهم الدار فقال ‪:‬‬

‫‪ ‬وما ني ل منه ي ط ‪ ..‬فينتقم من صـاحبه ‪ ..‬إال‬ ‫أن ينتهع ي من محارم ا فينتقم‬

‫إذن ‪ ..‬ك ــان ‪ ‬ينض ــب ‪ ..‬لكن ــه ض ــبه‬

‫لنهسه ‪ ..‬وحتى نههم الهرع بين النضبين ‪:‬‬

‫‪..‬‬

‫و‪42‬‬

‫‪ ..‬ال ينض ــب‬

‫افرض أن ولدك الصنير جا ك ذات صباد وهلـب ريـاالً أو‬ ‫) ‪( 42‬‬

‫‪..‬‬

‫رواه البخاري‬

‫‪95‬‬

‫فلم ــا أن رأ هر ـ ــل الكتـ ــاب دعـ ــا سيسـ ــي الـ ــروم‬ ‫" د نزل هذا الرجـل حيـث رأيـتم ‪ ..‬و ـد أرسـل إل َّـي‬ ‫أن يدعوني إلى رالث خصال ‪ ..‬يدعوني ‪:‬‬ ‫‪ ‬أن أتبعه على دينه ‪..‬‬

‫‪ ‬أو على أن نعطيه مالنـا علـى أرضـنا واألرض‬ ‫أرضنا ‪..‬‬

‫‪ ‬أو نلقي إليه الحرب ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫رم ال هر ل ‪:‬‬

‫وا لقـد عـرفتم فيمـا تقـرأون مـن الكتـب ليأخـذن أرضــنا ‪..‬‬

‫فهلم فلنتبعه على دينه ‪ ..‬أو نعطيه مالنا على أرضنا ‪..‬‬ ‫َّ‬

‫‪ ‬وانظر إذا رأ كتابي فهل يذكر الليل ؟‬ ‫‪ ‬وانظر في هر هل به ي يريبع ؟‬

‫مضى التنوخي كهار اً للشام ‪ ..‬حتى وصل إلى تبـوك‬

‫فلم ــا س ــمع القساوس ــة ذلـــع ‪ ..‬ورأوا أن ــه ي ــدعوهم لتـ ــرك‬

‫‪..‬‬

‫م ــن برانس ــهم ‪ ..‬أي س ــقطي أردي ــتهم م ــن ــدة النض ــب‬

‫محتبياً على الما ‪..‬‬

‫ديــنهم ! ضــبوا ‪ ..‬ونهــروا نهــرة رجــل واحــد حتــى خرج ـوا‬ ‫واالنتهاض !!‬

‫فــنذا رســول ا ‪ ‬جــالس بــين هرانــي أص ــحابه ‪..‬‬ ‫فو ف التنوخي عليهم ‪ ..‬و ال ‪ :‬أين صاحبكم ؟‬

‫و ــالوا ‪ :‬تــدعونا إلــى أن نــذر النص ـرانية ‪ ..‬أو نكــون عبيــداً‬ ‫ألعرابي جا من الح از ‪!!.‬‬

‫فأ بل يمشي حتى جلس بين يديه ‪..‬‬

‫وكان هلال القساوية لهم سطوة وجمهور وي ‪..‬‬

‫فأخذ ‪ .. ‬فوضعه فـي ِح ـر ‪ ..‬رـم ـال ‪ " :‬ممـن‬

‫أسقط في يد هر ل ‪ ..‬وأيقن أنه تورق بعرضه عليهم ‪..‬‬

‫يل ‪ :‬ها هو ذا ‪..‬‬

‫فناوله كتاب هر ل ‪..‬‬

‫فعلم هر ل أنهم إن خرجوا من عند ‪ ..‬أفسدوا عليه الروم‬

‫أني " ‪ ..‬؟‬

‫ف ع ـ ــل يه ـ ــدئهم ‪ ..‬ويق ـ ــول ‪ :‬إنم ـ ــا ل ـ ــي ذل ـ ــع ألعل ـ ــم‬

‫فقال ‪ " : ‬هل لع إلى اإلسالم ‪ ..‬الحنيهية ‪ ..‬ملة‬

‫كــان هر ــل يعلــم أن النبــي ‪ ‬هــو الرســول الــذي بش ــر بــه‬

‫كان ‪ ‬را باً في دخول هذا الرجل في اإلسالم ‪..‬‬

‫فأراد أن يتأكد من ذلع ‪..‬‬

‫اتبــاع الحــق ‪ ..‬إال التعصــب لــدين ومــه ‪ ..‬فحســب‬

‫‪..‬‬

‫صالبتكم على أمركم ‪..‬‬ ‫عيسى ‪.. ‬‬

‫ال ‪ :‬أنا أخو تنوخ ‪..‬‬

‫أبيع إبراهيم ؟‬

‫فــي الحقيقــة لــم يكــن هنــاك مــا يمنــع التنــوخي مــن‬

‫دع ــا هر ــل رجـ ـالً م ــن ع ــرب بيل ــة "ت ي ــب" ‪ ..‬ك ــان م ــن‬

‫!!‬

‫و ال له ‪:‬‬

‫وعلـى ديــن ـومي ‪ ..‬ال أرجــع عنـه حتــى أرجـع إلــيهم‬

‫نصار العرب ‪..‬‬

‫فق ــال التن ــوخي بك ــل صـ ـراحة ‪ :‬إن ــي رس ــول ــوم ‪..‬‬

‫ادع لــي رج ـالً حافظــاً للحــديث ‪ ..‬عربـ َّـي اللســان ‪ ..‬أبع ــه‬

‫‪..‬‬

‫مضــى ذاك الت يبــي ‪ ..‬وجــا برجــل مــن بنــي تنــوخ ‪ ..‬مــن‬

‫يعمل مشكلة ‪ ..‬وإنما ضحع و ال ‪:‬‬

‫دفــع هر ــل كتابـ ـاً لهــذا التن ــوخي ليوصــله لرس ــول ا ‪.. ‬‬

‫يشا وهو أعلم بالمهتدين " ‪..‬‬

‫إلى هذا الرجل ب واب كتابه ‪..‬‬

‫نصار العرب ‪..‬‬

‫و ال له ‪ :‬اذهب بكتابي إلى هذا الرجل ‪..‬‬

‫فما سمعي من حدي ه فاحهص لي منه رالث خصال ‪:‬‬

‫‪ ‬انظر هل يذكر صحيهته إلى التي كتب بشي ‪..‬؟‬

‫‪96‬‬

‫فم ــا رأ ‪ ‬ه ــذا التعصـ ــب ‪ ..‬ل ــم ينض ــب ‪ ..‬ولـ ــم‬ ‫" إنــع ال تهــدي مــن أحببــي ولكــن ا يهــدي مــن‬

‫رم ال ‪ ‬بكل هدو ‪:‬‬ ‫يا أخا تنوخ ‪..‬‬

‫‪ ‬إنــي كتبــي بكتــاب إلــى كســر فمز ــه وا‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ممز ه وممزع ملكه ‪..‬‬

‫رم ال ‪ ‬الكريم ‪ " :‬أيكـم ينـزل هـذا الرجـل ؟ " ‪..‬‬

‫‪ ‬وكتبي إلى الن ا ي بصحيهة فهر هـا وا مهـرع‬

‫يعني يقوم بحق ضيافته !!‬

‫‪ ‬وكتبــي إلــى صــاحبع بصــحيهة فأمســكها ‪ ..‬فلــن‬

‫فقــام األنصــاري و ــام التنــوخي يمشــي معــه ‪ ..‬وبالــه‬

‫ملكه ‪..‬‬

‫ي ـزال النــاس ي ــدون منــه بأس ـاً مــا دام فــي العــيش‬

‫خير " ‪..‬‬

‫فقال فتى من األنصار ‪ :‬أنا ‪..‬‬ ‫مشنول باألمر ال الث الذي أمر هر ـل أن يتأكـد لـه‬

‫منه ‪ ..‬وهو خاتم النبوة بين كتهي النبي ‪.. ‬‬

‫ت ــذكر التن ــوخي وص ــية هر ــل ‪ ..‬و ــال ف ــي نهس ــه ‪ :‬ه ــذ‬

‫مشـى التنـوخي خطـوات ‪ ..‬وف ـأة ‪ ..‬إذا برســول ا‬

‫إحد ال الث التي أوصاني بها صاحبي ‪..‬‬

‫‪ ‬يصيح به ‪:‬‬

‫فهشــي أن ينســاها ‪ ..‬فأخــذ ســهماً مــن جعبتــه فكتبهــا فــي‬

‫" تعال يا أخا تنوخ " ‪!!..‬‬

‫رم إن رسول ا ‪ ‬ناول الصحيهة رجالً عن يسار ‪..‬‬

‫النبي ‪.. ‬‬

‫جنب سيهه ‪..‬‬

‫فأ بـل التنـوخي يهـوي مسـرعاً ‪ ..‬حتـى ـام بـين يــدي‬

‫فقال التنوخي ‪ :‬من صاحب كتابكم الذي يقرأ لكم ؟‬

‫فح ــل ‪ ‬حبوت ــه ‪ ..‬ر ــم أس ــقط ردا ع ــن هـ ــر ‪..‬‬

‫بدأ معاوية ‪ ‬يقرأ ‪ ..‬فنذا هر ل د كتب إلى النبي ‪: ‬‬

‫لما أمرت به " ‪..‬‬

‫فانكشف هر للتنوخي ‪ ..‬فقال ‪ " : ‬هاهنا امـط‬

‫الوا ‪ :‬معاوية ‪..‬‬

‫ت ـ ــدعوني إل ـ ــى جن ـ ــة عرض ـ ــها الس ـ ــموات واألرض أع ـ ــدت‬

‫للمتقين !! فأين النار ؟‬

‫ـال التنـوخي ‪ :‬فنظـرت فــي هـر ‪ ..‬فـنذا أنـا بهــاتم‬

‫في موضع ضون الكتف م ل الح مـة الضـهمة ‪..‬‬

‫و‪43‬‬

‫فقال ‪ " : ‬سبحان ا ! أين الليل إذا جا النهار " ‪.‬‬

‫فانتبــه التنــوخي أن هــذ ال انيــة التــي أمــر هر ــل بتر بهــا ‪..‬‬ ‫فأخذ سهماً من جعبته فكتبه في جلد سيهه ‪..‬‬

‫فكرة ‪..‬‬

‫فلما أن فرغ معاوية من را ة الكتاب ‪..‬‬

‫التهــي ‪ ‬إلــى التنــوخي ‪ ..‬الــذي لــم يقبــل النصــح ‪ ..‬ولــم‬

‫يدخل في الدين ‪ ..‬و ال له متلطهاً ‪:‬‬

‫المقصود أن يدرك الناس أخطا هم ‪ ..‬وليس رهاً‬ ‫أن يصححوها أمامع ‪ ..‬فال تنضب ‪..‬‬

‫إن لــع حقـ ـاً وإن ــع لرس ــول ‪ ..‬فل ــو وج ــدت عن ــدنا ج ــائزة‬ ‫جوزناك بها ‪ ..‬إنا ِسهر م ِ‬ ‫رملون ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫يعنــي أتمنــى أن أعطيــع هديــة ‪ ..‬لكننــا كمــا ترانــا مســافرين‬

‫على ما يريدون ُهم ‪ ..‬ال على ما تريد أني ‪..‬‬

‫فقال ع مان ‪ : ‬أنا أجوز يا رسول ا ‪..‬‬

‫فبعضــهم ــد ينضــب ويســي الظــن ويســألع ‪ :‬مــم‬

‫جالسين على الرمال !!‬

‫‪.36‬‬

‫ابل اإلسا ة باإلحسان ‪..‬‬

‫عندما تتعامل مع الناس فننهم يعاملونـع فـي النالـب‬ ‫فليس كل من ابلته ببشا ة بادلع بشا ة م لهـا ‪..‬‬

‫رم ام ع مان فهتح رحله ‪ ..‬فأتى بحلة ولباس فوضعها فـي‬

‫ح ر التنوخي ‪..‬‬

‫) ‪ ( 43‬يف مسند أمحد ‪ ..‬بإسناد قال فيه ابن كثري ال بأس به‬ ‫‪ ..‬سرية ابن كثري ‪. 27/4‬‬

‫‪97‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫تضحع ؟!‬

‫نضوجه ‪..‬‬

‫وال كـل مــن أهــديي لــه هديـة ‪ ..‬رد لــع م لهــا ‪ ..‬فبعضــهم‬

‫فت ـولى الرجــل الطــبخ والــنهخ ‪ ..‬حتــى جه ــز الطعــام‬

‫وتضييع المال ‪!!..‬‬

‫أ عب ! م جهز سهرة الطعـام ‪ ..‬وضـع الطعـام فـي‬

‫ــد تهــدي إليــه رــم ينتابــع فــي الم ــالس ويتهمــع بالســهه‬

‫وال ك ــل م ــن تهاعل ــي مع ــه ف ــي كالم ــه ‪ ..‬أو أرني ــي علي ــه‬

‫وتلطهي معه في عباراتع ابلع بم لها ‪..‬‬ ‫فنن ا‬

‫سم األخالع كما سم األرزاع ‪..‬‬

‫و ــد تع ــب ‪ ..‬فاضـ ـ ع عل ــى األرض ‪ ..‬و ــال ‪ :‬ي ــا‬ ‫الصحن ‪..‬‬

‫فقال أ عب ‪ :‬جسمي رقيل وال أنشط لذلع ‪..‬‬

‫فقام الرجل وجهز الطعام ووضعه على السهرة ‪..‬‬

‫والم ــنهج الرب ــاني ه ــو ‪ :‬و وال تس ــتوي الحس ــنة وال الس ــيئة‬

‫رم ال ‪ :‬يا أ عب ! م اركني في أكل الطعام ‪..‬‬

‫ولي حميم ‪..‬‬

‫اعتذاري وها أنا أهيعع ا ن ‪ ..‬رم ام وأكل !!‬

‫ادفـع بـالتي هــي أحسـن فــنذا الـذي بينـع وبينــه عـداوة كأنــه‬

‫فق ـ ــال أ ـ ــعب ‪ :‬ـ ــد اس ـ ــتحييي وا م ـ ــن ك يـ ـ ــرة‬

‫وبعط الناس ال حـل لـه وال إصـالد إال أن تتعامـل معـه بمـا‬

‫فقــد تال ــي مــن النــاس مــن هــو م ــل أ ــعب ‪ ..‬فــال‬

‫ذُكــر أن أ ــعب ســافر مــع رجــل مــن الت ــار ‪ ..‬وكــان هــذا‬

‫ك ــان المرب ــي األول ‪ ‬يتعام ــل م ــع الن ــاس بعقل ــه ال‬

‫هو عليه ‪ ..‬فتصبر عليه أو تهار ه ‪..‬‬

‫الرجل يقوم بكل ي من خدمة وإنزال متاع وسـقي دواب‬

‫‪ ..‬حتى تعب وض ر ‪..‬‬

‫تحزن ‪ ..‬وكن جبالً ‪..‬‬

‫بعاههتـه ‪ ..‬كــان يتحمــل أخطـا ا خـرين ويرفــق بهــم‬

‫‪..‬‬

‫وفي هريق رجوعهما ‪ ..‬نزال للندا ‪..‬‬

‫وانظر إليه ‪ ‬و ـد جلـس فـي م لـس مبـارك يحـيط‬

‫فأناخا بعيريهما ونزال ‪ ..‬فأما أ عب فتمدد على األرض ‪..‬‬

‫به أصحابه ‪..‬‬

‫رم التهي إلى أ عب و ال ‪ :‬م اجمـع الحطـب وأنـا أ طـع‬

‫هــو أو يــر ‪-‬رج ـالً ‪ ..‬فأ بــل يريــد مــن النبــي ‪ ‬أن‬

‫فقــال أ ــعب ‪ :‬أنــا وا متعــب مــن هــول ركــوب الدابــة ‪..‬‬

‫فأعطــا رســول ا ‪ ‬ــيئاً ‪ ..‬رــم ــال تلطه ـاً معــه ‪:‬‬

‫رم ال ‪ :‬يا أ عب ! م أ ـعل الحطـب ‪ ..‬فقـال ‪ :‬يـلذيني‬

‫ال األعرابي ‪ :‬ال ‪ ..‬ال أحسني وال أجملي ‪..‬‬

‫الدخان في صدري إن ا تربي منه ‪ ..‬فأ علها الرجل ‪..‬‬

‫فنضــب بعــط المســلمين وهم ـوا أن يقوم ـوا إليــه ‪..‬‬

‫وأما صاحبه فوضع الهر‪ .. .‬وأنزل المتاع ‪..‬‬

‫اللحم ‪..‬‬

‫فقام الرجل وجمع الحطب ‪..‬‬

‫فيأتيــه أعرابــي يســتعينه فــي ديــة تيــل ‪ ..‬ــد تــل ‪-‬‬

‫يعينه بمال ‪ ..‬يلديه إلى أوليا المقتول ‪..‬‬ ‫أحسني إليع ؟‬

‫رــم ــال ‪ :‬يــا أ ــعب ! ــم أمســع علــي أل طــع اللحــم ‪..‬‬

‫فأ ار النبي ‪ ‬إليهم أن كهوا ‪..‬‬

‫اللحم وحد ‪..‬‬

‫فقال له ‪:‬‬

‫فقــال ‪ :‬أخشــى أن تصــيب الســكين يــدي ‪ ..‬فقطــع الرجــل‬

‫رــم ــال ‪ :‬يــا أ ــعب ! ــم ضــع اللحــم فــي القــدر واهــبخ‬ ‫الطع ــام ‪ ..‬فقـ ــال ‪ :‬يتعبن ــي ك ـ ــرة النظـ ــر إلـ ــى الطع ــام بـ ــل‬

‫‪98‬‬

‫رــم ــام ‪ ‬إلــى منزلــه ‪ ..‬ودعــا األعرابــي إلــى البيــي‬ ‫إنع جئتنا فسألتنا فأعطيناك ‪ ..‬فقلي ما لي ‪..‬‬

‫رم زاد ‪ ‬يئاً من مال وجد في بيته ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬أحسني إليع ؟‬

‫فقال األعرابي ‪ :‬نعم ف زاك ا من أهل وعشيرة خيراً ‪..‬‬

‫فأع بــه ‪ ‬هــذا الرضــى منــه ‪ ..‬لكنــه خشــي أن يبقــى فــي‬ ‫ل ــوب أص ــحابه عل ــى الرج ــل ــي ‪ ..‬فيـ ـرا أح ــدهم ف ــي‬

‫هريق أو سوع ‪ ..‬فال يزال حا داً عليه ‪..‬‬ ‫فأراد أن يسلَّ ما في صدورهم ‪..‬‬

‫و‪44‬‬

‫ومــا كــان الرفــق فــي ــي إال زانــه ‪ ..‬ومــا نــزع مــن‬ ‫ي إال انه ‪.‬‬

‫و وال تس ــتوي الحس ــنة وال الس ــيئة ادف ــع ب ــالتي ه ــي‬

‫أحسن فنذا الذي بينع وبينه عداوة كأنه ولـي حمـيم‬ ‫‪..‬‬

‫فقال له ‪ : ‬إنع كني جئتنا فأعطينـاك ‪ ..‬فقلـي مـا لـي‬

‫ذُكر أنه ‪ ‬لما فتح مكة ‪ ..‬جعل يطو بالبيي ‪..‬‬

‫‪ ..‬وفي نهس أصحابي عليع من ذلع ي ‪ ..‬فنذا جئـي‬

‫فأ بل فضالة بن عمير ‪ ..‬رجل يظهر اإلسالم ‪..‬‬

‫صدورهم ‪..‬‬

‫ليقتله ‪!!..‬‬

‫فقــل بــين أيــديهم مــا لــي بــين يــدي ‪ ..‬حتــى يــذهب عــن‬

‫ف عل يطـو خلـف النبـي ‪ .. ‬ينتظـر منـه هلـة ‪..‬‬

‫فلمــا جــا األعرابــي ‪ ..‬ــال ‪ : ‬إن صــاحبكم كــان جا نــا‬

‫فلما دنا من النبي ‪.. ‬‬

‫‪ ..‬فزعم أنه د رضي ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪ ..‬فضالة يا رسول ا ‪..‬‬

‫فسـألنا فأعطينـا فقـال مـا ـال ‪ ..‬وإنـا ـد دعونـا فأعطينــا‬

‫رم التهي إلى األعرابي و ال ‪ :‬أكذاك ؟‬

‫انتبه ‪ ‬إليه ‪ ..‬فالتهي إليه و ال ‪ :‬أفضالة !!‬ ‫ال ‪ :‬ماذا كني تحدث به نهسع ؟‬

‫ال األعرابي ‪ :‬نعم ف زاك ا من أهل وعشيرة خيراً ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ال ي ‪ ..‬كني أذكر ا ‪!!..‬‬

‫أراد ‪ ‬أن يعط ــي أص ــحابه درسـ ـاً ف ــي كس ــب القلـــوب ‪..‬‬

‫ــال فضــالة ‪ : ..‬رــم وضــع رســول ا ‪ ‬يــد علــى‬

‫إن م لــي وم ــل هــذا األعرابــي كم ــل رجــل كانــي لــه نا ــة‬

‫فوا ما رفع رسول ا ‪ ‬يد عن صدري ‪..‬‬

‫ليمســكوها ‪ ..‬وهــي تهــرب مــنهم فزع ـاً ‪ ..‬ولــم يزيــدوها إال‬

‫رم رجع فضالة إلى أهله ‪ ..‬فمر بامرأة كان ي السـها‬

‫خلوا بيني وبين نا تي ‪ ..‬فأنا أرفق بها وأعلم بها ‪..‬‬

‫فلما رأته ‪ ..‬الي ‪ :‬هلم إلى الحديث ‪..‬‬

‫فتوجـه إليهــا صـاحب النا ــة فأخـذ لهــا مـن شــام األرض ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬ال ‪ ..‬رم ال ‪..‬‬

‫حتـى جـا ت واســت ابي ‪ ..‬و ـد عليهــا رحلهـا ‪ ..‬واســتو‬

‫ا و اإلسالم‬

‫عليها ‪..‬‬

‫تكســر‬ ‫لــو مــا رأيــي محمــداً و بيلــه ** بــالهتح يــوم َّ‬

‫فضحع النبي ‪ .. ‬رم ال ‪ :‬أستنهر ا ‪..‬‬

‫فلما هم األعرابي أن يهر إلى أهله ‪..‬‬ ‫فقال لهم ‪:‬‬

‫فشــردت عليــه ‪ ..‬فاتبعهــا النــاس ‪ ..‬يعنــي يركضــون ورا هــا‬

‫نهوراً ‪ ..‬فقال صاحب النا ة ‪:‬‬

‫ودعاها ‪..‬‬

‫ولو أني أهعتكم حيث ال ما ال ‪ ..‬دخل النار ‪..‬‬

‫يعنـي لـو هردتمـو ‪ ..‬لعلـه يرتــد عـن الـدين ‪ ..‬فيـدخل النــار‬

‫صدري ‪ ..‬فسكن لبي ‪..‬‬ ‫حتى ما خلق ا‬

‫‪ ..‬ويتحدث إليها ‪..‬‬

‫الــي هلــم إلــى الحــديث فقلــي ال ** يــأبى عليــع‬

‫األصنام‬ ‫ُ‬ ‫)‬

‫‪99‬‬

‫ي أحب إلي منه ‪..‬‬

‫‪44‬‬

‫(‬

‫واحلديث رواه البزار ويف سنده مقال ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫لرأيي دين الضحى بينا ** والشرك ينشى وجهه اإل الم‬ ‫كان ‪ ‬يملع لـوب النـاس بـالعهو عـنهم ‪ ..‬يتحمـل األذ‬

‫كما تقول ‪ ..‬ألني أعظم خطراً من أن أرد عليع‬ ‫الكالم ‪ ..‬ولئن كني تكذب على ا ‪ ..‬فما ينبني‬ ‫لي أن أكلمع ‪..‬‬

‫في سبيل التأرير فيهم ‪ ..‬وجرهم إلى الهير ‪..‬‬

‫فقام ‪ ‬من عندهم و د يئس من خير رقيف ‪..‬‬

‫وكان فضالة بعدها من صالحي المسلمين ‪..‬‬

‫كان أبو هالب يكف عن النبي ‪ ‬ك يراً من أذ‬

‫ريش ‪..‬‬

‫وخشي أن تعلم ريش أنهم ردو ‪ ..‬فيزدادون أذ‬

‫فلما مات أبو هالب ‪ ..‬ضيقي ريش ك يراً على النبي ‪‬‬

‫له ‪..‬‬

‫ونالي من األذ ما لم تكن نالته منه في حياة عمه أبي‬

‫فلم يهعلوا ‪ ..‬بل أ روا به سهها هم وعبيدهم ‪..‬‬

‫ف عل ‪ ‬يهكر في مكان آخر يل أ إليه ‪ ..‬ي د فيه‬

‫ويصيحون به ‪..‬‬

‫النصرة والتأييد ‪..‬‬

‫و د اصطهوا صهين ‪ ..‬وهو يسرع الهطى بينهم ‪..‬‬

‫في مكة ‪..‬‬ ‫هالب ‪..‬‬

‫علي ‪..‬‬ ‫فقال لهم ‪ :‬إن فعلتم ما فعلتم ‪ ..‬فاكتموا َّ‬ ‫ف علوا يركضون ورا رسول ا‬

‫‪ .. ‬يسبونه‬

‫فهر إلى الطائف يلتمس من بيلة رقيف النصرة والمنعة‬

‫وكلما رفع رجالً رضهوها بالح ارة ‪..‬‬

‫دخل الطائف ‪..‬‬

‫به من ح ارة ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫وهو ‪ ‬يحاول ‪ ..‬أن يسرع فيهطا ليتقي ما يرمونه‬

‫فتوجه إلى رالرة رجال هم سادة رقيف وأ رافهم ‪..‬‬

‫وجعلي دما الشريهتان ‪ ‬تسيالن بالدما ‪..‬‬

‫عبد ياليل بن عمرو ‪..‬‬

‫فأبعد عنهم ‪ ..‬ومشى ‪ ..‬ومشى ‪..‬‬

‫وحبيب ‪..‬‬

‫نهلة ‪..‬‬

‫وهو الكهل الذي جاوز األربعين ‪..‬‬

‫وهم أخوة رالرة ‪:‬‬

‫حتى جلس في موضع آمن يستريح ‪ ..‬تحي ل‬

‫وأخو مسعود ‪..‬‬

‫جلس اليهم ‪ ..‬دعاهم إلى ا ‪ ..‬كلمهم لما جا هم له‬

‫وهو منشنل البال ‪ ..‬كيف ستستقبله ريش ‪..‬‬

‫من نصرته على اإلسالم ‪ ..‬والقيام معه على من خالهه من‬

‫كيف سيدخل مكة ‪..‬‬

‫فكان ردهم بذيئاً !!‬

‫اللهم اليع أ كو ضعف وتي ‪ ..‬و لة حيلتي ‪..‬‬

‫ومه ‪..‬‬

‫فرفع هرفه إلى السما و ال ‪:‬‬

‫أما أحدهم فقال ‪ :‬أنا أ مرق رياب الكعبة ‪ ..‬إن كان ا‬

‫وهواني على الناس ‪..‬‬

‫و ال ا خر ‪ :‬أما وجد ا أحداً يرسله يرك ؟!‬ ‫وجعل ال الث يبحث متحذلقاً عن عبارة يرد بها ‪ ..‬حرص‬

‫أني رب المستضعهين ‪ ..‬وأني ربي ‪ ..‬إلى من‬

‫تكلني ! إلى بعيد يت همني ‪ ..‬أم إلى عدو ملكته‬

‫فقال ‪ :‬وا ال أرد عليع أبداً ‪ ..‬لئن كني رسوالً من ا‬

‫إن لم يكن بع ضب علي فال أبالي ‪ ..‬ولكن‬

‫أرسلع !!‬

‫على أن تكون أبلً من كالم صاحبيه ‪..‬‬

‫‪111‬‬

‫يا أرحم الراحمين ‪..‬‬

‫أمري !‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫عافيتع هي أوسع لي ‪..‬‬

‫أعوذ بنور وجهع الذي أ ر ي له الظلمات ‪ ..‬وصلح‬

‫وليسوا إلى نصري سراعاً وإن هم‬ ‫دعوني إلى نصر أتيتهم داً‬

‫علي سهطع ‪..‬‬ ‫من أن تنزل بي ضبع ‪ ..‬أو تحل َّ‬

‫وليس رئيس القوم من يحمل الحقد‬

‫عليه أمر الدنيا وا خرة ‪..‬‬

‫لع العتبى حتى ترضى ‪ ..‬وال حول وال وة اال بع ‪..‬‬ ‫فبينما هو كذلع ‪ ..‬فنذ بسحابة تظله ‪.. ‬‬

‫‪ .37‬أ نعه بهطئه ليقبل النصح ‪..‬‬

‫وإذا فيها جبريل عليه السالم ‪ ..‬فنادا ‪:‬‬ ‫يـا محمـد ‪ ..‬إن ا‬

‫وال أحمل الحقد القديم عليهم‬

‫ـد سـمع ـول ومـع لـع ‪ ..‬ومــا ردوا‬

‫بعـ ــط النـ ــاس يشـ ــنل ا خ ـ ـرين بك ـ ــرة التوجيهـ ــات‬ ‫والمالحظـ ــات حتـ ــى يوصـ ــلهم إلـ ــى مرحلـ ــة الملـ ــل‬

‫عليــع ‪ ..‬و ــد بعــث لــع ملــع ال بــال لتــأمر بمــا ــئي‬

‫واالست قال ‪..‬‬

‫و بل أن ينطق ‪ ‬بكلمة ‪..‬‬

‫آرا وأمزجة هصية ‪..‬‬

‫فيهم ‪..‬‬

‫خاصــة إذا كانــي النصــائح والتوجيهــات مبنيــة علــى‬

‫نادا ملع ال بال ‪ ..‬السالم عليع يا رسول ا ‪..‬‬ ‫يا محمد ‪ ..‬إن ا‬

‫د سمع ول ومـع لـع ‪ ..‬وأنـا ملـع‬

‫ال بال ‪ ..‬د بع ني اليع ربع لتأمرني ما ئي ‪..‬‬

‫كمن ينصحع بعد وليمة دعوت الناس إليها وتعبـي‬ ‫فـي إعــدادها وتعـب معــع أهلــع ومالـع ! رــم يقــول‬

‫لع هذا الناصـح ‪ :‬يـا أخـي الوليمـة مـا كانـي مناسـبة‬

‫رم بل أن ينطق ‪ ‬أو يهتار ‪..‬‬

‫‪ ..‬وتعبــع ذهــب هــدراً ‪ ..‬وكنــي أ ــن أنهــا ســتكون‬

‫جعل ملع ال بال يعرض عليه ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬

‫بمسـتو أعلــى مــن هـذا ‪ ..‬فتقــول لمــاذا ؟ فيقــول ‪:‬‬

‫إن ئي تطبق علـيهم األخشـبين ‪ ..‬وهمـا جـبالن عظيمـان‬

‫يا أخي أك ر اللحم كان مشـوياً ‪ ..‬وأنـا أحـب اللحـم‬

‫وجعل ملع ال بال ينتظر األمر ‪..‬‬

‫والســلطات كانــي حامضــة بســبب اللليمــون ‪ ..‬وأنــا‬

‫في جانبي مكة ‪..‬‬

‫المسلوع !!‬

‫فــنذا بــه ‪ ‬يطــأ علــى حظــوا الــنهس ‪ ..‬و ــهوة االنتقــام ‪..‬‬ ‫ويقول ‪:‬‬

‫بـ ـ ـل ‪ ..‬أس ـ ــتأني به ـ ــم ‪ ..‬ف ـ ــنني أرج ـ ــو أن يه ـ ــر ا م ـ ــن‬ ‫أصالبهم من يعبد ا ال يشرك به يئاً ‪..‬‬

‫ال أحب ذلع ‪..‬‬

‫وكــذلع الحلوي ــات كان ــي مزين ــة بالكريم ــة ‪ ..‬وه ــذا‬

‫ي عل هعمها ير مقبول ‪..‬‬

‫رم يقول لع ‪ :‬وعموماً أك ر النـاس أيضـاً تضـايقوا ‪..‬‬ ‫وما أكلوا إال م املة ‪ ..‬أو ألنهم اضطروا إليه ‪..‬‬

‫فقطع ـاً ‪ ..‬أنــي هنــا ســتنظر إلــى هــذا الناصــح نظــرة‬

‫كن بطالً ‪..‬‬

‫ازدرا وإع ـراض ‪ ..‬ولــن تقبــل منــه نصــيحته ألنهــا‬

‫وإن الذي بيني وبين بني أبي‬

‫مبنية على آرا وأمزجة هصية ‪!!..‬‬

‫وبين بني عمي لمهتلف جداً‬ ‫فنن أكلوا لحمي وفرت لحومهم‬

‫ل م ل ذلع فيمن ينصـح آخـر حـول هريقـة تعاملـه‬

‫مــع أوالد ‪ ..‬أو مــع زوجتــه ‪ ..‬أو هريقــة بنائــه لبيتــه‬

‫وإن هدموا م دي بنيي لهم م داً‬

‫‪111‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫انتبه دائمـاً أن تكـون هـذ النصـائح واالنتقـادات مبنيـة علـى‬

‫فقــالوا لــن ي تــرئ علــى رســول ا ‪ ‬إال أســامة بــن‬ ‫زي ــد ‪ِ ..‬ح ــب رس ــول ا ‪ ‬واب ــن ِحبِّــه ‪ ..‬ترب ــى ه ــو‬

‫‪ ..‬أو نوع سيارته ‪ ..‬بنا على ذو ه الهاص ‪..‬‬

‫نعــم لــو هلــب رأيــع ‪ ..‬أبــد لــه واعرضــه عليــه ‪ ..‬أمــا أن‬

‫فكلموا أسامة ‪..‬‬

‫وأحيانـاً ‪ ..‬المنصـود ال يشـعر أنــه مهطـإ فـال بـد أن تكــون‬

‫عند ‪..‬‬

‫جلــس أعرابــي صــلف مــع ــوم صــالحين ‪ ..‬فتكلم ـوا حــول‬

‫أن هذ المرأة من أ را الناس ‪..‬‬

‫فالتهي إليه أحدهم و ال ‪ :‬يا فالن ‪ ..‬كيف برك بأمع ‪..‬‬

‫أسامة يحاول إ ناع النبي ‪ ‬برأيه ‪..‬‬

‫فقال األعرابي ‪ :‬أنا بها بار ‪..‬‬

‫نظر النبي ‪ ‬إلـى أسـامة ‪ ..‬فـنذا هـو يحـاول وينـا ش‬

‫ال ‪ :‬وا ما رعتها بسوق ط !!‬

‫ي وز ‪!!..‬‬

‫يعني إن احتا إلى ضربها ‪ ..‬ضربها بيد أو عمامتـه ‪ ..‬أمـا‬

‫فتنير النبي و ضب ‪ ‬وكان أول كلمـة الهـا أن بـين‬

‫فالمسـكين مــا كـان ميـزان الهطــأ والصـواب عنــد مســتقيماً‬ ‫‪..‬‬

‫أتشهع في حد من حدود ا يا أسامة ؟‬ ‫فكأنــه يبــين ســبب ضــبه ألســامة ‪ ..‬وأن حــدود ا‬

‫كان في عهد ‪ ‬امرأة من بنـي مهـزوم تسـتلف المتـاع مـن‬

‫الشهاعة فيها ‪..‬‬

‫وأنكرت أنها أخذت يئاً ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫م رد أمزجة هصية ‪..‬‬

‫تتكلم معه وتنصح كما تنصح المهطإ ‪ ..‬فال ‪..‬‬

‫ح تع وية عند نصحه ‪..‬‬

‫بر الوالدين ‪ ..‬واألعرابي يسمع ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ما بلً من برك بها ؟‬

‫وأبو في بيي النبي ‪ ‬حتى صار كولد ‪..‬‬

‫أ بل أسـامة إلـى رسـول ا ‪ .. ‬فرحـب بـه وأجلسـه‬

‫جعل أسامة يكلم النبـي ‪ ‬ليههـف الحكـم ‪ ..‬ويبـين‬ ‫وأس ــامة يواص ــل الك ــالم والنب ــي ‪ ‬يس ــتمع ‪ ..‬ك ــان‬

‫‪ ..‬بكــل ناع ــة ‪ ..‬وال ي ــدري أن ــه يطل ــب من ــه م ــا ال‬

‫السوق فال يضربها به ‪ ..‬من دة البر!!‬

‫فكن رفيقاً لطيهاً ‪ ..‬حتى يقتنع الذي أمامع بهطئه ‪..‬‬

‫النســا ‪ ..‬وتتنافــل عــن رد ف ــنذا ســألوها عنــه جحدت ــه ‪..‬‬

‫له خطأ فقال ‪:‬‬

‫تع ــالى التـ ــي أوج ــب علـ ــى عب ــاد إ امتهـ ــا ال ت ـ ــوز‬

‫فانتبه أسامة ‪ ..‬و ال فوراً ‪ :‬استنهر لي يـا رسـول ا‬

‫حتى زاد أذاها فـي ال حـد والسـر ة فرفـع أمرهـا إلـى رسـول‬

‫فلمـا كــان الليــل ‪ ..‬ــام ‪ ‬فهطـب فــي النــاس وأرنــى‬

‫فشـق علــى ـريش أن تقطــع يــدها وهـي مــن بيلـة مــن كبــار‬

‫" أما بعد ‪ ..‬فننما أهلع الذين من بلكم ‪:‬‬

‫فأرادوا أن يكلمـوا النبـي ‪ ‬ليههـف هـذا الحكـم إلـى حكـم‬

‫سرع فيهم الضعيف ‪ ..‬أ اموا عليه الحد ‪..‬‬

‫آخر ‪ ..‬ك لد أو رامة مال ‪ ..‬أو نحو ذلع ‪..‬‬

‫وإن ــي والـ ــذي نهسـ ــي بي ــد ‪ ..‬لـ ــو أن فاهمـ ــة بنـ ــي‬

‫ا ‪ .. ‬فقضى فيها أن تقطع يدها ‪..‬‬ ‫بائل ريش ‪..‬‬

‫وكلمــا توجــه رجــل مــنهم لنقــا‪ .‬النبــي ‪ ‬فــي هــذا األمــر ‪..‬‬

‫تردد ورجع ‪..‬‬

‫‪112‬‬

‫على ا بما هو أهله ‪ ..‬رم ال ‪:‬‬

‫أنه ــم ك ــانوا إذا س ــرع ف ــيهم الشـ ـريف ترك ــو ‪ ..‬وإذا‬

‫محمد سر ي لقطعي يدها ‪"..‬‬

‫رم أمر بتلع المرأة التي سر ي فقطعي يدها ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫تصنع بال إله إال ا يوم القيامة ؟!‬

‫الي عائشة ‪ : ‬فحسني توبتها بع ُد ‪ ..‬وتزوجي ‪..‬‬

‫وكانــي تــأتيني بعــد ذلــع ‪ ..‬فــأرفع حاجتهــا إلــى رســول ا‬ ‫‪‬‬

‫و‪45‬‬

‫فمـ ــا زال يقـ ــول ذلـ ــع حتـ ــى وددت إنـ ــي لـ ــم أكـ ــن‬

‫أسلمي إال يومئذ‬

‫‪..‬‬

‫و‪46‬‬

‫‪..‬‬

‫أسامة ‪ ‬له موا ف متعددة مع رسول ا ‪ .. ‬كلها تهيط‬

‫فتأمل كيف تدر معه ببيان الهطأ وإ ناعـه بـه ‪ ..‬رـم‬

‫ـال أســامة بــن زيــد ‪ :‬بع نـا رســول ا ‪ ‬إلــى الحر ــات مــن‬

‫وألجـ ــل أن يقتنـ ــع المنصـ ــود بمـ ــا تقـ ــول ‪ ..‬نا شـ ــه‬

‫فهزمنــاهم وخرجنــا فــي آرــارهم ‪ ..‬فلحقــي أنــا ورجــل مــن‬

‫نعم فكر من وجهة نظر ‪..‬‬

‫فالذ منا بش رة ‪..‬‬

‫أصحابه أألههار ‪..‬‬

‫بالرحمة والتعامل الرا ي ‪..‬‬

‫جهينة ‪..‬‬

‫األنصار رجالً منهم ‪..‬‬

‫وعظه ونصحه ‪..‬‬

‫بأفكار ومبادئه هو در المستطاع ‪..‬‬

‫بينما رسـول ا ‪ ‬فـي م لسـه المبـارك ‪ ..‬يحـيط بـه‬

‫فلما أدركنا ‪ ..‬ورفعنا عليه السيف ‪ ..‬ـال ‪ :‬ال إلـه إال ا‬

‫فأما صاحبي األنصاري فههط سيهه ‪..‬‬

‫إذ دخــل ــاب إلــى المس ـ د وجعــل يتلتهــي يمين ـاً‬ ‫و ماالً كأنه يبحث عن أحد ‪..‬‬ ‫و عي عينا على رسـول ا ‪ .. ‬فأ بـل يمشـي إليـه‬

‫وأمــا أنــا فظننــي أنــه يقولهــا فر ـاً مــن الســالد ‪ ..‬فحملــي‬

‫‪..‬‬

‫فعرض في نهسي من أمر ي ‪ ..‬فأتيي النبي ‪.. ‬‬

‫إلى الذكر ‪ ..‬لكنه لم يهعل ‪!..‬‬

‫فأخبرته ‪..‬‬

‫إنمــا نظــر الشــاب إلــى رســول ا ‪ ‬وأصــحابه حولــه‬

‫‪..‬‬

‫عليه فقتلته ‪..‬‬

‫كان المتو ع أن ي لس الشاب في الحلقـة ويسـتمع‬

‫فقال لي ‪ :‬أ ال ال إله إال ا ‪ ..‬رم تلته ؟!‬ ‫لـي ‪ :‬إنـه لـم يقلهـا مـن ِبَ ِـل نهسـه ‪ ..‬إنمـا الهـا فر ـاً مــن‬

‫يا رسول ا ‪ ..‬ائذن لي بـ ‪ ..‬بطلب العلم ؟!‬

‫فأعاد علي ‪ :‬أ ال ال إله إال ا ‪ ..‬رم تلته ؟!‬

‫ائذن لي بال هاد ‪ ..‬ال ‪ ..‬ويا ليته الها ‪..‬‬

‫السالد ‪..‬‬

‫‪ ..‬رم ال بكل جرأة ‪:‬‬

‫ال ‪ ..‬لم يقلها ‪ ..‬ويا ليته الها ‪..‬‬

‫فهال ققي عن لبه ‪ ..‬حتى تعلم أنـه إنمـا الهـا فر ـاً مـن‬

‫أتدري ماذا ال ؟‬

‫سكي أسامة ‪ ..‬فهـو لـم يشـق عـن لـب الرجـل فعـالً ‪!!..‬‬

‫ع باً !! هكذا بكل صراحة ؟!!‬

‫فأعاد عليه ‪ ‬السلال مسـتنكراً ‪ :‬أ ـال ال إلـه إال ا ‪ ..‬رـم‬

‫نظــر النبــي ‪ ‬إلــى الشــاب ‪ ..‬كــان يســتطيع أن يعظــه‬

‫السالد ‪..‬‬

‫لكنه كان في ساحة حرب ‪ ..‬والرجل مقاتل !!‬ ‫تلته ؟!‬

‫يــا أســامة تلــي رج ـالً بعــد أن ــال ال إل ـه إال ا !! كيــف‬ ‫) ‪( 45‬‬

‫ال ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬ائذن لي بالزنا ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬هكذا ‪ :‬ائذن لي بالزنا ‪..‬‬

‫ب يــات يقرؤهــا عليــه ‪ ..‬أو نصــيحة مهتص ــرة يح ــرك‬

‫بهـا اإليمــان فـي لبــه ‪ ..‬لكنــه ‪ ‬سـلع أســلوباً آخــر‬ ‫) ‪( 46‬‬

‫متفق عليه‬

‫‪113‬‬

‫متفق عليه‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪..‬‬

‫اعدة ‪..‬‬

‫ال له ‪ ‬بكل هدو ‪ :‬أترضا ألمع ؟‬

‫إذا عر المهطإ ببشاعة خطئه ا تنع بحاجته‬

‫مر في خاهر أن أمـه تزنـي ‪ ..‬فقـال ‪:‬‬ ‫فانتهط الشاب و د َّ‬

‫للنصيحة ‪ ..‬وصار بوله أك ر ‪ ..‬و ناعته أكبر ‪..‬‬

‫فقال له ‪ ‬بكل هدو ‪ :‬كـذلع النـاس ال يرضـونه ألمهـاتهم‬

‫‪ .38‬ال تلمني !! انتهى األمر ‪ ..‬؟‬

‫ال ‪ ..‬ال أرضا ألمي ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫يظ ــن بع ــط الن ــاس أن ــه عن ــدما يل ــوم ا خـ ـرين عل ــى‬ ‫أخطائهم التي ربما تكون ال تر إال بالم هر ‪..‬‬

‫رم فاجأ سائالً ‪ :‬أترضا ألختع ؟!‬

‫فانتهط الشاب أخر ‪ ..‬و ـد تهيـل أختـه العهيهـة تزنـي ‪..‬‬

‫و ال مبادراً ‪ :‬ال ‪ ..‬ال أرضا ألختي ‪..‬‬

‫يظن أنه يتقرب منهم أك ر ‪ ..‬أو أنه يقوي هصـيته‬

‫بذلع ‪..‬‬

‫والحق أنه ليس الذكا والهطنـة أن تسـتطيع اللـوم ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬كذلع الناس ال يرضونه ألخواتهم ‪..‬‬

‫وإنمــا هــو أن تت نبــه ــدر المســتطاع ‪ ..‬وتســعى إلــى‬

‫رم سأله ‪ :‬أترضا لعمتع ؟! أترضا لهالتع ؟!‬

‫إصالد األ هاص بأسـاليب ال ت ـرد ‪ ..‬وال تحـر‬

‫والشاب يردد ‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬فأحب للنـاس مـا تحـب لنهسـع ‪ ..‬واكـر للنـاس‬ ‫ما تكر لنهسع ‪..‬‬

‫أدرك الش ــاب عن ــد ذل ــع أن ــه ك ــان مهطئـ ـاً ‪ ..‬فق ــال بك ــل‬

‫خضوع ‪:‬‬

‫ع ا أن يطهر لبي ‪..‬‬ ‫يا رسول ا ‪ ..‬اد ُ‬ ‫ف ــدعا ‪ .. ‬ف ع ــل الش ــاب يقتـ ــرب ‪ ..‬ويقت ــرب ‪ ..‬حت ــى‬ ‫جلس بين يديه ‪ ..‬رم وضع يد على صدر ‪ ..‬و ال ‪:‬‬

‫‪..‬‬

‫أحيانـاً تحتـا فـي بعـط األمـور أن تتعـامى ‪ ..‬خاصــة‬ ‫األ يا الدنيوية ‪ ..‬والحقوع الهاصة ‪..‬‬

‫ليس النبي بسيد في ومه ‪ 00‬لكن سيد ومه‬ ‫المتنابي‬

‫والملــوم يعتبــر اللــوم ســهماً حــاداً يوجــه إليــه ‪ ..‬ألنــه‬

‫يشعر بنقصه ‪..‬‬ ‫هذا أوالً ‪..‬‬

‫اللهم اهد لبه ‪ ..‬وا هر ذنبه ‪ ..‬وحصن فرجه ‪..‬‬

‫فهـر الشــاب وهــو يقــول ‪ :‬وا لقــد دخلــي علــى رســول‬

‫رانياً ‪ :‬ت نب النصح في الم‬

‫تنمدني بنصحع في انهرادي ‪..‬‬

‫ا ‪ .. ‬ومــا ــي أحــب إلـ َّـي مــن الزنــا ‪ ..‬وخرجــي مــن‬

‫وجنبني النصيحة في ال ماعة‬

‫عند وما ي أبنط إل َّي من الزنا ‪..‬‬

‫فنن النصح بين الناس نوع ‪..‬‬

‫رم انظر إلى استعمال العواهف ‪ ..‬دعا ‪ ..‬وضـع يـد علـى‬

‫صدر ‪ ..‬دعا له ‪..‬‬

‫يعني استعمل جميع األساليب إلصالد من أمامـه ‪ ..‬بعـدما‬ ‫جعلــه يقتنــع بشــناعة الهعــل ليتركــه عــن ناعــة ‪ ..‬فــال يهعلــه‬

‫أبداً ‪ ..‬ال أمامه وال خلهه ‪..‬‬

‫در المستطاع ‪..‬‬

‫من التوبيخ ال أرضى استماعه‬ ‫بـ ــل ‪ ..‬إذا انتشـ ــر خطـ ــأ معـ ــين ‪ ..‬واضـ ــطررت إلـ ــى‬ ‫النص ــح العـ ــام ‪ ..‬فاعمـ ــل بقاع ــدة ‪ :‬مـ ــا بـ ــال أ ـ ــوام‬

‫يهعلون كذا وكذا ‪ ..‬كما تقدم معنا ‪..‬‬

‫إذن ‪ ..‬اللــوم كالســوق الــذي ي لــد بــه الالئــم هــر‬

‫الملوم ‪..‬‬

‫‪114‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وبعــط النــاس ينه ــر ا خ ـرين إمــا بك ــرة لومــه ‪ ..‬أو بلوم ــه‬

‫وف أة هو على جنبه ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬مااات ‪..‬‬

‫أذكــر أن رج ـالً فقي ـراً ‪ ..‬تنــرب عــن أهلــه إلــى بلــد آخــر ‪..‬‬

‫ولهم ‪..‬‬

‫على أمور انتهي وال يقدم اللوم أو يلخر فيها يئاً ‪..‬‬

‫وا ــتنل ســائق ــاحنة ‪ ..‬كــان فــي أحــد األيــام متعب ـاً لكنــه‬ ‫ركب الشاحنة ومضى بها في هريق هويل بين مدينتين ‪..‬‬

‫لبه النوم أرنـا الطريـق ‪ ..‬ف عـل يصـارعه وأسـرع لـيالً ‪..‬‬

‫فت ــاوز ســيارة أمامــه دون أن ينتبــه إلــى الطريــق فــنذا أمــا‬

‫تلــو بلــومهم ‪ ..‬ولــو صــبروا لــيالً لكــان خيــراً ل ــه‬

‫ضع نهسع موضـع الملـوم ‪..‬المهطـإ ‪ ..‬وفكـر مـن‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫فأحيانـاً لــو كنــي مكانــه ــد تقــع فــي خطــأ أكبــر مــن‬

‫خطئه ‪..‬‬

‫سـيارة صـنير فيهـا رالرــة أ ـهاص ‪ ..‬حـاول أن يتهاداهــا ‪..‬‬

‫كان رسول ا ‪ ‬يراعي ذلع ك يراً ‪..‬‬

‫رار النبار ‪ ..‬وجعل المارة يو هون سـياراتهم ويتهرجـون علـى‬

‫‪..‬‬

‫الحادث ‪..‬‬

‫فلم ــا أ ب ــل اللي ــل ‪ ..‬نزلـ ـوا ف ــي موض ــع ف ــي الطري ــق‬

‫لم يستطع ‪ ..‬فاصطدم بها وجهاً لوجه ‪..‬‬

‫لما انصر ‪ ‬من خيبر‪ ..‬أهالوا المسير حتـى تعبـوا‬

‫ن ــزل س ــائق الش ــاحنة ‪ ..‬ونظ ــر إل ــى الس ــيارة المص ــدومة ‪..‬‬

‫ليناموا ‪..‬‬

‫أنزلهم الناس واتصلوا باإلسعا ‪..‬‬

‫ك ــان ب ــالل ‪ ‬متحمسـ ـاً فقـ ــال ‪ :‬أنـــا ي ــا رسـ ــول ا‬

‫وإلى من بداخلها فنذا هم موتى ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬من رجل يحهص علينا اله ر لعلنا ننام ؟‬

‫ع ــد س ــائق الش ــاحنة ينتظ ــر ووص ــول اإلس ــعا ‪ ..‬ويهك ــر‬

‫أحهظه عليع ؟‬

‫في أوالد الصنار ‪ ..‬وزوجته ‪..‬‬

‫و ـام بـالل يصــلي حتـى تعـب ‪ ..‬و ــد كـان متعبـاً مــن‬

‫فيمـا سيحصـل لــه بعـد الحــادث مـن سـ ن وديـة ‪ ..‬ويهكــر‬

‫فاضط ع رسول ا ‪ .. ‬ونزل الناس فناموا ‪..‬‬

‫مسكين ‪ ..‬هموم انهدت عليه كال بال ‪!!..‬‬

‫هول الطريق بل ذلع ‪..‬‬

‫ع باً ‪ !!..‬أهذا و ي اللوم ‪ ..‬أال يمكن أن يلجل ليالً ؟‬

‫يرمقه ‪ ..‬فنلبته عينه ‪ ..‬فناااام ‪..‬‬

‫جعل الناس يمرون به ويلومونه ‪..‬‬

‫ال أحدهم ‪ :‬لماذا تسرع ؟ هذ عوا ب السرعة ‪..‬‬

‫فقعد واستند إلـى بعيـر مسـتريحاً ‪ ..‬واسـتقبل اله ـر‬ ‫كان ال ميع في تعب ـديد ‪ ..‬فطـال نومـه ونـومهم‬

‫و ـال آخـر ‪ :‬أكيـد أنـع كنـي نعسـان ومـع ذلـع اسـتمريي‬

‫‪ ..‬ومضـى الليـل ‪ ..‬وهلـع الصـبح ‪ ..‬والكـل نيــام ‪..‬‬

‫و ــال رالــث ‪ :‬المهــروض أن م لــع ال تصــر لهــم رخــر‬

‫ـب النـاس مـن نـومهم ‪..‬‬ ‫استيقص رسول ا ‪ .. ‬وه َّ‬

‫كــانوا يقولــون هــذ العبــارات بأســلوب حــاد ‪ ..‬فيــه تعنيــف‬

‫الكل ينظر إلى بالل ‪..‬‬

‫وصراخ ‪..‬‬

‫التهي ‪ ‬إلى بالل و ـال ‪ :‬مـاذا صـنعي بنـا يـا بـالل‬

‫في القيادة ‪ !..‬لم تو ف سيارتع وتنام ‪..‬؟‬ ‫يادة !!‬

‫كـان الرجــل واجمـاً ‪ ..‬جالسـاً علــى صـهرة ســاكتاً ‪ ..‬متكئـاً‬ ‫برأسه على يديه ‪..‬‬

‫‪115‬‬

‫ولم يو ظهم إال حر الشمس ‪..‬‬

‫فلما رأوا الشمس اضطربوا ‪ ..‬وك ر لنطهم ‪..‬‬

‫؟‬

‫فأجـ ــاب بـ ــالل ب ـ ـواب مهتصـ ــر ‪ ..‬لكنـ ــه موضـ ــح‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫للوا ع تماماً ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬أخذ بنهسي الذي أخذ بنهسع ‪..‬‬

‫يعنـي أنـا بشـر ‪ ..‬حاولـي أن أ ـاوم النـوم ‪ ..‬فلـم أسـتطع ‪..‬‬ ‫لبني النوم كما لبكم !!‬

‫وخر معهم ‪ ‬يودعهم ‪..‬‬

‫وخر الناس يودعون ال يش ‪..‬‬

‫ويقول ــون ‪ :‬ص ــحبكم ا ودف ــع ع ــنكم وردك ــم إلين ــا‬

‫صالحين ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬صد ي ‪ ..‬وسكي عنه ‪..‬‬

‫ك ــان عب ــد ا ب ــن رواح ــة مش ــتا اً إل ــى الش ــهادة ‪..‬‬

‫فلما رأ ‪ ‬اضطراب الناس ‪ ..‬ال ‪ : ‬ارتحلوا ‪..‬‬

‫لكنن ــي أســـأل الـ ــرحمن منهـــرةً وضـ ـربةً ذات فـ ــرغ‬ ‫تقذ الزبدا‬

‫رم صلى بالناس ‪..‬‬

‫والكبدا‬

‫فقال ‪:‬‬

‫نعم فما فائدة اللوم هنا ‪..‬‬

‫فارتحلوا ‪ ..‬فمشى يئاً يسيراً ‪..‬‬

‫رم نزل ونزلوا ‪ ..‬فتوضأ وتوضئوا ‪..‬‬

‫أو هعنة بيدي حران م هزة بحربة تنهـذ األحشـا‬

‫فلما سلم ‪ ..‬أ بل على الناس فقال ‪:‬‬

‫إذا نسيتم الصالة ‪ ..‬فصلوها إذا ذكرتموها ‪..‬‬

‫حت ــى يق ــال إذا مـ ــروا عل ــى ج ــدري ياأر ــد ا م ــن‬ ‫ا ٍزَو د ر دا‬

‫كان مدرسة لكل ائد ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫رم مضى ال يش حتى نزلوا "معـان" مـن أرض الشـام‬

‫فلله در ما أعقله وأحكمه ‪.. ‬‬

‫ليس م ل بعط الرؤسـا اليـوم ال تكـاد عصـا اللـوم والتقريـع‬

‫ف ــبلنهم أن هر ــل مل ــع الـ ــروم ــد نـــزل م ــن أرض‬

‫بـل كـان ‪ ‬يضـع نهسـه مكــان مـن تحتـه ويهكـر بعقـولهم ‪..‬‬

‫وانضــم إليــه مــن القبائــل حولــه مائــة ألــف ‪ ..‬فصــار‬

‫يعلم أنهم بشر ‪ ..‬وليسوا آالت !!‬

‫فلما تيقن المسلمون من ذلع ‪ ..‬أ اموا فـي "معـان"‬

‫تنزل من يد ‪..‬‬

‫ويتعامل مع القلوب بل األجساد ‪..‬‬ ‫في السنة ال امنة من اله رة ‪..‬‬

‫البلقا في مائة ألف من الروم ‪..‬‬ ‫جيش الروم مائتي ألف ‪..‬‬

‫ليلتين ينظرون في أمرهم ‪..‬‬

‫جمع الروم جيشاً ‪ ..‬وأ بـل مـن جهـة الشـام ‪ ..‬لقتـال النبـي‬

‫فق ــال بعض ــهم ‪ :‬نكت ــب إل ــى رس ــول ا‬

‫و يل إنه ‪ ‬جمع جيشاً لنزوهم ابتدا ً ‪..‬‬

‫فنما أن يمدنا بالرجال ‪..‬‬

‫‪ ‬وأصحابه ‪..‬‬

‫بعدد عدونا ‪..‬‬

‫‪ ‬نهبـ ــر‬

‫بدأ ‪ ‬ي هز جيشاً إلرساله إليهم ‪ ..‬فلـم يـزل يحـث النـاس‬

‫أو يأمرنــا بمــا يشــا فنمضــي لــه ‪ ..‬وك ــر كــالم النــاس‬

‫فزودهم بما وجد من سالد وعتاد ‪..‬‬

‫فقام عبد ا بن رواحة ‪ ..‬رم صاد بالناس و ال ‪:‬‬

‫ال لهم ‪ :‬أميركم زيد بن حاررة ‪..‬‬

‫يــا ــوم ‪ ..‬وا إن التــي تكرهــون هــي التــي خ ــرجتم‬

‫حتى جمع رالرة آال ‪..‬‬

‫فنن أصيب زيد ‪ ..‬ف عهر بن أبي هالب على الناس ‪..‬‬

‫في ذلع ‪..‬‬

‫تطلبون ‪ ..‬الشهادة في سبيل ا ‪ ..‬تهرون منها !!‬

‫ومـ ــا نقاتـ ــل النـ ــاس بعـ ــدد وال ـ ــوة وال ك ـ ــرة ‪ ..‬مـ ــا‬

‫فنن أصيب جعهر فعبد ا بن رواحة ‪..‬‬

‫‪116‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫نقــاتلهم إال به ــذا الــدين ال ــذي أكرمنــا ا ب ــه ‪ ..‬ف ــانطلقوا‬

‫‪..‬‬

‫فمضى الناس ‪ ..‬يسيرون ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فننما هي إحد الحسنيين ‪ ..‬إما هور وإما هادة ‪..‬‬

‫إن رجالً من الروم ضربه يومئذ ضربة فقطعته نصـهين‬

‫حتــى إذا دن ـوا مــن جــيش الــروم ‪ ..‬فــي مو عــة "ملتــة" فــنذا‬

‫فلما تل جعهر ‪ ..‬أخذ عبد ا بن رواحة الراية ‪..‬‬

‫ــال أب ــو هري ــرة ‪ : ‬ــهدت ي ــوم ملت ــة ‪ ..‬فلم ــا دن ــا من ــا‬

‫ف ع ــل يس ــتنزل نهسـ ــه ‪ ..‬ويتـــردد بع ــط التـ ــردد ‪..‬‬

‫أعداد عظيمة ال بل ألحد بها ‪..‬‬

‫المشـ ــركون ‪ ..‬رأينـ ــا مـ ــا ال بـ ــل ألحـ ــد بـ ــه مـ ــن العـ ــدة ‪..‬‬

‫رم تقدم بها وهو على فرسه ‪..‬‬ ‫ويقول ‪:‬‬

‫والســالد ‪ ..‬والك ـراع ‪ ..‬والــديبا ‪ ..‬والحريــر ‪ ..‬والــذهب‬

‫أ سمي يا نهس لتنزلنه‬

‫فبرع بصري ‪..‬‬

‫تكرهين ال نة‬ ‫رم ال ‪:‬‬

‫‪..‬‬

‫لتنزلن أو لتكرهنه‬

‫إن أجلـ ـ ــب النـ ـ ــاس و ـ ـ ــدوا الرنـ ـ ــة‬

‫مـ ـ ــالي أراك‬

‫فقال لي رابي بن أر م ‪ :‬يا أبا هريرة ‪ ..‬كأنـع تـر جموعـاً‬ ‫ك يرة ؟‬

‫يــا نهــس إال تقتلــي تم ـوتي‬

‫هــذا حمــام المــوت‬

‫ال ‪ :‬إنع لم تشهد بدراً معنا ‪ ..‬إنا لم ننصر بالك رة ‪..‬‬

‫ومــا تمنيــي فق ـد أعطيــي‬

‫إن تهعلــي فعلهمــا‬

‫لي ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫رم التقى الناس فا تتلوا ‪..‬‬

‫فقاتـل زيـد بـن حاررـة برايـة رسـول ا‬

‫‪ ‬حتـى ك ـرت عليـه‬

‫الرماد وسقط صريعاً هيداً ‪.. ‬‬ ‫فأخــذ الرايــة جعه ــر بكــل بطولــة ‪ ..‬فــا تحم عــن ف ــرس ل ــه‬ ‫قرا ف عل يقاتل القوم ‪ ..‬وهو يقول ‪:‬‬

‫يا حبذا ال نة وا ـترابها‬

‫هيبة وبارد رابها‬

‫د صليي‬

‫هديي‬

‫رم نـزل ‪ ..‬فلمـا نـزل أتـا ابـن عـم لـه بعـرع مـن لحـم‬

‫‪..‬‬

‫د بهذا صلبع ‪ ..‬فننع د لقيي فـي أيامـع هـذ‬

‫ما لقيي ‪..‬‬

‫فأخ ــذ م ــن ي ــد ف ــانتهش من ــه نهش ــة ‪ ..‬ر ــم س ــمع‬

‫والروم روم د دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها‬

‫الحطمة في ناحية الناس ‪..‬‬

‫أن جعهر أخذ اللوا بيمينه فقطعي ‪..‬‬

‫سيهه رم تقدم ‪..‬‬

‫فأخذ اللوا بشماله فقطعي ‪..‬‬

‫فقاتل حتى تل ‪.. ‬‬

‫فقال ‪ :‬وأني في الدنيا ! فألقا مـن يـد ‪ ..‬رـم أخـذ‬

‫علي إن ال يتها ضرابها‬

‫فاحتضنه بعضديه حتى تل وهو ابن رالث ورالرين سنة ‪..‬‬

‫فو ع ــي الراي ــة ‪ ..‬واض ــطرب المس ــلمون ‪ ..‬واب ــتهج‬

‫ال ابـن عمـر ‪ :‬و هـي علـى جعهـر يومئـذ ‪ ..‬وهـو تيـل ‪..‬‬

‫الكافرون ‪..‬‬

‫فعددت به خمسـين بـين هعنـة وضـربة لـيس منهـا ـي فـي‬

‫والراية تطلها الهيل ‪ ..‬وينلوها النبار ‪..‬‬

‫فأرابه ا بذلع جناحين فـي ال نـة يطيـر بهمـا حيـث يشـا‬

‫رم رفعها ‪ ..‬وصاد ‪..‬‬

‫دبر ‪..‬‬

‫‪117‬‬

‫فأ بل البطل رابي بن أر م ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ي ــا معا ــر المس ــلمين ‪ ..‬ه ــذ الراي ــة ‪ ..‬فاص ــطلحوا عل ــى‬

‫يا فرار ‪ ..‬فررتم في سبيل ا ‪..‬‬

‫فتصايح من سمعه و الوا ‪ :‬أني ‪ ..‬أني ‪..‬‬

‫علم أنهم لم يكن أمامهم إال ذلع ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ما أنا بهاعل ‪..‬‬

‫وأنهم فعلوا ما بوسعهم ‪..‬‬

‫رجل منكم ‪..‬‬

‫فأ اروا إلى خالد بن الوليد ‪..‬‬

‫فلما سمع النبي ‪ ‬ذلع ‪..‬‬

‫فقال ‪ ‬مدافعاً عنهم ‪:‬‬

‫فلما أخذ الراية ‪ ..‬اتل بقوة ‪ ..‬حتى إنه كان يقول ‪:‬‬ ‫لقد ان َّ‬ ‫ـدع فـي يـدي يـوم ملتـة تسـعة أسـيا ‪ ،‬فمـا بقـي فـي‬

‫ليسـ ـوا ب ــالهرار ولك ــنهم الكـ ـرار ‪ ..‬إن ــا ا عـ ــز‬

‫وجل " ‪.‬‬

‫يدي إال صهيحة يمانية ‪..‬‬

‫نعـم انتهــى األمـر ‪ ..‬وهــم أبطـال ما صــروا ‪ ..‬لكــنهم‬

‫رم انحاز خالد بال يش ‪ ..‬وانحاز الروم إلى معسكرهم ‪..‬‬

‫بشر واألمر كان فوع ها تهم ‪..‬‬

‫خشــي خالــد أن يرجــع بــال يش إلــى المدينــة مــن ليلتــه ‪..‬‬

‫إذن الصــالة علــى الميــي الحاضــر ‪ ..‬أحيان ـاً انتهــى‬

‫فلما أصبحوا ‪ ..‬ير خالد موا ع ال يش ‪..‬‬

‫كان هذا منه ه ‪ ‬دائماً ‪..‬‬

‫وجعل ملخرة ال يش مقدمة ‪..‬‬

‫مكة فاتحاً ‪ ..‬دخلهم الرعب ‪..‬‬

‫األمر فال فائدة من اللوم ‪..‬‬

‫فيتبعهم الروم ‪..‬‬

‫لمــا ســمع الكهــار برســول ا ‪ ‬ادم ـاً ب يشــه إلــى‬

‫ف عل مقدمة ال يش ‪ ..‬في الملخرة ‪..‬‬

‫ومن كانوا يقاتلون في يمين ال يش ‪ ..‬أمرهم باالنتقال إلـى‬

‫يسار ‪..‬‬

‫وأمر من في الميسرة أن يذهبوا للميمنة ‪..‬‬

‫فأرسل إليهم رسول ا ‪ ‬من يقول لهم ‪:‬‬

‫‪ ‬من دخل دار وأ لق عليه بابه فهو آمن ‪..‬‬ ‫‪ ‬ومن دخل المس د فعو آمن ‪..‬‬

‫فلما ابتدأ القتال ‪ ..‬وأ بل الروم ‪..‬‬

‫‪ ‬ومن دخل دار أبي سهيان فهو آمن ‪..‬‬

‫فنذا كل سرية مـنهم تـر رايـات جديـدة ‪ ..‬ووجوهـاً جديـدة‬

‫فبدأ الناس يهرون من بين يديه ‪.. ‬‬

‫فاضــطرب الــروم ‪ ..‬و ــالوا ‪ :‬ــد جــا هم فــي الليــل مــدد ‪..‬‬

‫فأبى عليهم ومهم ‪..‬‬

‫فقت ــل المس ــلمون م ــنهم مقتل ــة عظيم ــة ‪ ..‬ول ــم يقت ــل م ــن‬

‫اجتمع صهوان بن أمية ‪ ..‬وعكرمـة بـن أبـي جهـل ‪..‬‬

‫المسلمين إال ارنا عشر رجالً ‪..‬‬

‫وسهيل بن عمرو ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فرعبوا في القتال ‪..‬‬

‫فاجتمع بعط فرسان ـريش ‪ ..‬وأردوا أن يحـاربوا ‪..‬‬ ‫فاجتمع نهر منهم في مكان يقال له الهندمة ‪..‬‬

‫وانسـحب خالــد بــال يش ‪ ..‬آخــر النهــار مــن ســاحة القتــال‬

‫وجمعوا ناساً معهم بالهندمة ليقاتلوا ‪..‬‬

‫فلما أ بلوا إلى المدينة ‪..‬‬

‫يعد سالحاً بل دوم النبي ‪ .. ‬ويصلحه ‪..‬‬ ‫فقالي له امرأته ‪ :‬لماذا تعد ما أر ؟‬

‫‪ ..‬رم واصل مسير نحو المدينة ‪..‬‬

‫لقيهم الصبيان يتراكضون إليهم ‪ ..‬ولقيتهم النسا ‪..‬‬

‫ف علوا يح ون التراب في وجو ال يش ‪ ..‬ويقولون ‪:‬‬

‫وكان حماس بن يس ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬لمحمد وأصحابه ‪!!..‬‬

‫‪118‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫كاني امرأته تعلم بقوة المسلمين ‪ ..‬فقالي ‪ :‬وا مـا أر‬

‫صحيح ‪ ..‬لو رأت امرأته ما رأ من ـدة القتـال ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬وا إنــي ألرجــو أن أخــدمع بعضــهم ‪ ..‬يعــين ياســر‬

‫وفي مو ف آخر ‪..‬‬

‫يقوم لمحمد وأصحابه ي !‬

‫بعضهم وي ي بهم إليها خدماً ‪..‬‬ ‫رم ال مهتهراً ‪:‬‬

‫إن يقبلوا اليوم فما لي علة‬

‫ما نطقي في لومه كلمة ‪..‬‬

‫لمـا دخــل النبــي ‪ .. ‬مكــة فاتحـاً ‪ ..‬فقــد كــان يعلــم‬

‫عظمة البلد الحرام ‪ ..‬فقاتل تاالً يسيراً ‪..‬‬

‫رم ال ‪ :‬إن ا حرم هذا البلد يـوم خلـق السـموات‬

‫هذا سالد كامل وأله‬

‫وذو رارين سريع السلة‬

‫واألرض ‪ ..‬وإنما حلَّ لي ساعة من نهار " ‪..‬‬

‫ر ــم خ ــر م ــن عن ــدها ‪ ..‬إل ــى مو ــع "الهندم ــة" ‪ ..‬حي ــث‬

‫فقيـل لــه ‪ :‬يـا رســول ا ‪ ..‬أنـي تنهــى عـن القتــل ‪..‬‬

‫فم ــا ه ــو إال أن لق ــيهم المس ــلمون ‪ ..‬يتق ــدمهم س ــيف ا‬

‫المشركين ؟‬

‫خالد بن الوليد ‪..‬‬

‫فقال ‪ " : ‬م يا فالن ‪ ..‬فـأت خالـد بـن الوليـد ‪..‬‬

‫اجتمع أصحابه ‪..‬‬

‫فابتدأ القتال ‪ ..‬وصال األبطال ‪..‬‬

‫وهذا خالد بن الوليد في كتيبته ‪ ..‬يقتل من لقيه مـن‬

‫فقل له ‪ :‬فليرفع يد من القتل " ‪.‬‬

‫فقتــل فــي لحظــة واحــدة ‪ ..‬أك ــر مــن ارنــي عشــر أو رالرــة‬

‫هــذا الرجــل يعلــم أنهــم ا ن يعيشــون حالــة حــرب ‪..‬‬

‫عشر ‪ ..‬من الكهار ‪..‬‬

‫وأن النبــي ‪ ‬أمــرهم ريشــاً بالبقــا فــي بيــوتهم لــئال‬

‫فلما رأ حماس بن يس ذلع ‪..‬‬

‫يقتلوا ‪ ..‬فمن كان في ير بيته استحق المقاتلة ‪..‬‬

‫التهي إلى صهوان وعكرمة ‪ ..‬فـنذا همـا يهـران إلـى بيوتهمـا‬

‫فههم من ول النبي ‪ : ‬يرفع يـد مـن القتـل ‪ ..‬أي‬

‫‪..‬‬

‫يقتل كل من و ف أمامه ‪ ..‬حتـى يرفـع يـد بالسـيف‬

‫فانهزم معهم ‪ ..‬وذهب يعدو إلى بيته ‪ ..‬فدخله سريعاً ‪..‬‬

‫ألنه ال ي د من يقتل ‪!!..‬‬

‫وأخــذ يصــيح بامرأتــه فزعــاً ‪ :‬أ لقــي علــي بــابي ‪ ..‬فــننهم‬ ‫يقولون من دخل دار وأ لق بابه فهو آمن ‪!!..‬‬

‫فأتى الرجل خالداً فصـاد بـه ‪ :‬يـا خالـد ‪ ..‬إن رسـول‬

‫ا ‪ .. ‬يقول ‪ :‬ا تل من درت عليه !‬

‫فقالــي ‪ :‬فــأين مــا كنــي تقــول ؟ أن تهــزمهم ‪ ..‬وتهــدمني‬

‫فقتل خالد سبعين إنساناً ‪..‬‬

‫فقال ‪:‬‬

‫خالد يقتل ‪..‬‬

‫بعضهم ‪!!..‬‬

‫إنع لو هدت يوم الهندمة‬

‫وأب ـ ــو يزي ـ ــد ـ ــائم كالملتم ـ ــة‬

‫المسلمة‬

‫إذ فر صهوان وفر عكرمة‬ ‫واس ـ ــتقبلتهم بالسـ ـ ــيو‬

‫كلمة‬

‫فع ب النبي ‪ .. ‬كيف يقتل و د نها ‪..‬؟!‬

‫فأرسـل إلــى خالــد ليأتيـه ‪ ..‬فأتــا ‪ ..‬فقــال ‪ " : ‬ألــم‬

‫أنهع عن القتل ؟ "‬

‫يقطعن كل ساعد وجم مة ضرباً فال يسمع إال منمة‬ ‫لهــم نهيــي خلهنــا وهمهمــة‬

‫فــأتي رجــل النبــي ‪ .. ‬ــال ‪ :‬يــا رســول ا ‪ ..‬هــذا‬

‫لــم تنطقــي فــي اللــوم أدنــى‬

‫‪119‬‬

‫فع ــب خالــد و ــال ‪ :‬يــا رســول ا ‪ ..‬جــا ني فــالن‬

‫فأمرني أن أ تل من درت عليه ‪..‬‬

‫فأرسـ ــل النبـ ــي ‪ ‬إلـ ــى ذاك الرجـ ــل ‪ ..‬ف ـ ــا ورأ‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫خالداً ‪ ..‬فقال له ‪ " : ‬ألم أ ل يرفع يد من القتل ؟ "‬

‫السيارات التي أمامي ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬صدمتها ‪..‬‬

‫ف ــأدرك الرج ــل خط ــأ ‪ ..‬لك ــن األم ــر انته ــى ‪ ..‬فق ــال ‪ :‬ي ــا‬ ‫رسول ا ‪َّ ..‬‬ ‫أردت أمراً ‪ ..‬وأراد ا أمـراً ‪ ..‬فكـان أم ُـر ا‬

‫ك يـ ـراً ‪ ..‬وذل ــع أن االختي ــارات الت ــي كان ــي أمام ــه‬

‫فسكي عنه النبي ‪ ‬وما َّ‬ ‫رد عليه يئاً ‪..‬‬

‫يعنـي بعـط المشـاكل لــيس لهـا حـل ‪ ..‬ـهر أبــو‬

‫استطعي إال الذي كان ‪..‬‬ ‫فوع أمرك ‪ ..‬وما‬ ‫ُ‬

‫من تأمل في مسيرة الحياة ‪ ..‬وجد هذا األمر اهراً ‪..‬‬

‫فك ــرت فيم ــا ــال ‪ ..‬فرأي ــي أن ــه ال يس ــتحق الل ــوم‬

‫محدودة ‪..‬‬

‫عصــبي ‪ ..‬نص ــحه ب ميــع األس ــاليب ‪ ..‬مــا نه ــع ‪..‬‬

‫ماذا يهعل ؟‬

‫أحياناً يكون الشهر د فعل أحسن ما يستطيع ‪..‬‬

‫ركبي مع أحد الشباب في سيارته ‪ ..‬فنذا يادته جيدة ‪..‬‬ ‫وكني أعلم أنه و ع له حادث تصادم بل اسبوع ‪..‬‬

‫فسألته ‪ :‬أالحص أن يادتـع جيـدة ‪ ..‬فلمـاذا صـدمي بـل‬

‫أسبوع ؟!‬

‫لهتة ‪..‬‬

‫ضع نهسع موضع الملوم وفكر من وجهة نظر ‪..‬‬ ‫رم احكم عليه ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬كان ال بد أن أصدم !!‬ ‫لي ع باً !!‬

‫‪ .39‬تأكد من الهطأ بل النصيحة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪ ..‬كان ال بد أن أصدم ‪ ..‬أتدري لماذا ؟‬

‫كان واضحاً من نبرة صوته لما اتصـل بـي ‪ ..‬أنـه كـن‬

‫ال ‪:‬‬

‫ليسـي هـذ هــي النبـرة التـي تعــودت عليهـا مـن فهــد‬

‫لي ‪ :‬لماذا ؟!‬

‫ضباناً يكتم يظه در المستطاع ‪..‬‬

‫أ بلي بسيارتي على جسر ‪ ..‬وكني مسرعاً ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فلما نزلي منه فنذا السيارات أمامي متو هة صهوفاً ‪..‬‬

‫عرت أن عند‬

‫يئاً ‪..‬‬

‫ال أدري مـ ــا السـ ــبب ‪ ..‬حـ ــادث فـ ــي األمـ ــام ‪ ..‬أو نقطـ ــة‬

‫بــدأ كالمــه ‪ ..‬متحــدراً عــن الهــتن وتعــرض النــاس لهــا‬

‫كان أمامي أربعـة مسـارات كلهـا مليئـة بالسـيارات ‪ ..‬وكنـي‬

‫رــم احتــدت النبــرة ‪ ..‬وجعــل يكــرر ‪ :‬أنــي داعيــة ‪..‬‬

‫تهتيش ‪ ..‬ال أدري ‪ ..‬المهم أني تهاجات بها ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫مهيراً بـين أن أنحـر عنهـا كلهـا وأسـقط مـن فـوع ال سـر‬

‫وهالب علم ‪ ..‬وأفعالع محسوبة عليع ‪..‬‬

‫السيارة في الطريق ‪..‬‬

‫مبا رة ‪..‬‬

‫‪ ..‬أو أمسع فرامل بأ و مـا أسـتطيع وعنـدها سـتلعب بـي‬

‫لـ ــي ‪ :‬أبـ ــا عبـ ــد ا ليتـ ــع تـ ــدخل فـ ــي الموضـ ــوع‬

‫أو االختيار ال الث ‪ ..‬وهو أهونها ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬المحاضرة لتي ألقيتها في ‪ ..‬و لي ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أن أصدم إحد السيارات األربع الوا هة أمامي ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بل رالرة أسابيع ‪..‬‬

‫ـال ‪ :‬خههــي ســرعتي ــدر اســتطاعتي ‪ ..‬واختــرت أرخــر‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪ ..‬وتحدري عن كذا ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬وما هو ؟!‬

‫ضحكي ‪ ..‬و لي ‪ ..‬ها وماذا فعلي ؟‬

‫‪111‬‬

‫تع بي ‪ ..‬لي ‪ :‬متى كان ذلع ؟‬

‫لي ‪ :‬لم أذهب لتلع المنطقة منذ سنة ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫رــم تبــين لــي أن صــاحبي ‪ ..‬بلنتــه إ ــاعة فصــد ها ‪ ..‬وبنــى‬

‫على أساسها مناصحته ‪ ..‬ومو هه ‪ ..‬وكالمه ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬ف ــنن مــا أعط ــاك ا لــع ح ــل ‪ ..‬موس ــى ا‬ ‫و‪47‬‬

‫صــحيح أننــي ال أزال أحبــه ‪ ..‬لكــن نظرتــي إليــه صــرت ‪..‬‬

‫أحد ‪..‬‬

‫ألنني اكتشهي أنـه متسـرع ‪ ..‬وم ـل مـا يقولـون و يطيـر فـي‬

‫وفي عام الوفود ‪ ..‬كان بعـط النـاس يـأتي مسـلماً ‪..‬‬

‫كـ ــم هـ ــم أولئـ ــع الـ ــذين يبنـ ــون م ـ ـوا ههم ونظ ـ ـراتهم علـ ــى‬

‫يعاهد ‪..‬‬

‫الع ة ‪!!..‬‬ ‫إ اعات ‪..‬‬

‫ليل منهم من يأتيـع مناصـحاً ‪ ..‬ليكتشـف بعـدها أنـه كـان‬

‫ي ري ورا إ اعة ‪..‬‬

‫ويبايع النبـي ‪ .. ‬وبعضـهم يـأتي كـافراً ‪ ..‬ويسـلم أو‬ ‫فبينم ــا رس ــول ا ‪ ‬م ــع أص ــحابه يومـ ـاً ‪ ..‬إذ جـــا‬ ‫وفــد الصـ ِـد ‪ ..‬وهــم بضــعة عشــر راكبــا ‪ ..‬فــأ بلوا‬

‫إلى م لس النبي ‪ .. ‬ف لسوا و لم يسلموا ‪..‬‬

‫وك يــر مــنهم مــن تنطبــع هــذ اإل ــاعة فــي لبــه ‪ ..‬ويكــون‬

‫فسأألهم ‪ " :‬أمسلمون أنتم ؟ "‬

‫على أساسه تصور عنع ‪ ..‬وهي كذبة ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬ال ‪ " :‬فهال سلمتم ؟ " ‪..‬‬

‫ف جــل أن تحــتهص بقــدرك عنــد ‪ ..‬تأكــد مــن الهبــر بــل‬

‫ورحمة ا وبركاته ‪..‬‬

‫الكالم عنه ‪..‬‬

‫فقـال ‪ " :‬وعلـيكم الســالم ‪ ..‬اجلسـوا " ‪ ..‬ف لســوا‬

‫أحياناً يشاع أن فالناً فعل كذا وكذا ‪..‬‬

‫وهذا منهج النبي ‪.. ‬‬

‫فقـ ــاموا يام ـ ـاً فقـ ــالوا ‪ :‬السـ ــالم عليـ ــع أيهـ ــا النبـ ــي‬

‫رم سألو ‪ ‬عن أو ات الصلوات ‪..‬‬

‫أتى رجل إلى النبي ‪ .. ‬فنظر النبي ‪ ‬إليه ‪..‬‬

‫وفي عهد عمر ‪ .. ‬توسعي بالد اإلسالم ‪..‬‬

‫فـ ــنذا رجـ ــل رث الهيئـ ــة ‪ ..‬منبـ ــر الشـ ــعر ‪ ..‬فـ ــأراد ‪ ‬أن‬

‫فعين عمر سعد بن أبي و اص أميراً على الكوفة ‪..‬‬

‫فقيراً أصالً ‪ ..‬ليس ذا مال ‪..‬‬

‫أرس ـ ـ ل نهـ ــر مـ ــنهم رسـ ــالة إلـ ــى الهليهـ ــة عمـ ــر ‪.. ‬‬

‫ينصـحه ليصــلح مـن هيئتــه ‪ ..‬لكنــه خشـي أن يكــون الرجــل‬

‫فقال له ‪ :‬هل لع من مال ؟‬

‫كان أهل الكوفة حينذاك مشا بين على والتهم ‪..‬‬

‫يشتكون إليه من سعد ‪..‬‬

‫وذكروا عيوباً ك يـرة ‪ ..‬حتـى إنهـم ـالوا ‪ :‬وال يحسـن‬

‫لي ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬من أي المال ‪..‬؟‬

‫أن يصلي !!‬

‫ال ‪ :‬من كل المال ‪ ..‬من اإلبل ‪ ..‬والر يـق ‪ ..‬والهيـل ‪..‬‬

‫فلما رأ عمـر الكتـاب ‪ ..‬لـم يتسـرع باتهـاذ ـرار ‪..‬‬

‫والننم ‪..‬‬

‫وال كتابة نصيحة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فنذا آتاك ا ماالً ‪ ..‬فليُر عليع ‪..‬‬

‫وإنما أرسل محمد بن مسلمة إلى الكوفة معه كتـاب‬

‫رــم ــال ‪ :‬تنــتج إبــل ومــع صــحاد آذانهــا ‪ ..‬فتعمــد إلــى‬

‫إلى سعد ‪..‬‬

‫الموسى ‪ ..‬فتقطع آذانها ‪..‬‬

‫وأمر أن يسير مع سعد ويسأل الناس عنه ‪..‬‬

‫فتقول ‪ :‬هذ بحيرة ‪ ..‬وتشقها ‪ ..‬أو تشق جلودها ‪..‬‬

‫وتقول ‪:‬هذ صرم ‪ ..‬فتحرمها عليع وعلى أهلع ‪..‬‬

‫) ‪( 47‬‬

‫‪111‬‬

‫أخرجه احلاكم وصحح إسناده ‪.‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫جعـل محمـد بــن مسـلمة يصــلي مـع ســعد فـي المســاجد ‪..‬‬

‫فكــان ي لــس وس ــط الطريــق يس ــأل النــاس ‪ ..‬و ــد‬

‫ولم يدع مسـ د إال سـأل عنـه ‪ ..‬وال يـذكرون عـن سـعد إال‬

‫مرت به النسا مد يد ينمزهن ويتعرض لهن ‪..‬‬

‫معروفاً ‪..‬‬

‫فكان الناس يصيحون به ‪ ..‬ويسبونه ‪ ..‬فيقول ‪:‬‬

‫ويسأل الناس عن سعد ‪..‬‬

‫حتى دخال مس داً لبني عبس ‪..‬‬

‫فقـام محمــد بــن مســلمة ‪ ..‬وسـأل النــاس عــن أميــرهم ســعد‬

‫؟؟‬

‫فأرنوا عليه خيراً ‪..‬‬

‫فقال محمد ‪ :‬أنشـدكم بـا ‪ ..‬هـل تعلمـون منـه يـر ذلـع‬ ‫؟‬

‫ســقط حاجبــا علــى عينيــه مــن ــدة الكبــر ‪ ..‬فــنذا‬

‫ومــاذا أفعــل !! ــيخ كبيــر مهتــون ‪ ..‬أصــابتني دعــوة‬

‫الرجل الصالح سعد بن أبي و اص ‪..‬‬ ‫حديث ‪..‬‬

‫بئس مطية الرجل زعموا ‪ ..‬وكهى بالمر إرماً أن‬ ‫يحدث بكل ما سمع ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬ال نعلم إال خيراً ‪..‬‬

‫فكرر عليهم السلال ‪..‬‬

‫‪.40‬‬

‫اجلدني برفق !!‬

‫عنــدها ــام رجــل فــي آخ ــر المس ـ د ‪ ..‬اســمه أســامة بــن‬

‫عدم اللوم أبداً ‪..‬‬ ‫ال يعني ما تقدم من كالم ُ‬

‫أما إذ نشدتنا با ‪ ..‬فاسمع ‪:‬‬

‫ا خرين ‪ ..‬ولدك ‪ ..‬زوجتع ‪ ..‬صديقع ‪..‬‬

‫تادة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫بلى ‪ ..‬فقد تحتا في أ حيان متكررة أن تلوم‬

‫إن سعداً كان ال يسير بالسوية ‪ ..‬وال يعدل في القضية ‪..‬‬

‫لكن يمكن تأجيله ليالً ‪ ..‬أو استهدام أساليب‬ ‫أخف ‪..‬‬

‫فقال سعد ‪ :‬أما وا ألدعون ب الث ‪:‬‬

‫بعدما فتح ‪ ‬مكة ‪ ..‬و د وي أنه عند العرب ‪..‬‬

‫فع ب سعد و ال ‪ :‬أنا كذلع ؟‬ ‫ال الرجل نعم ‪..‬‬

‫دع الملوم يحتهص بما وجهه ‪..‬‬

‫اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً ‪ ..‬و د ام ريا وسمعة ‪..‬‬ ‫اللهم فـ ‪:‬‬

‫وك ر الداخلون في اإلسالم ‪..‬‬

‫ـ ـزا ‪ ‬بالن ــاس حنينـ ـاً ‪ ..‬ف ــا المش ــركون بأحســـن‬

‫‪ ‬أهل عمر ‪..‬‬

‫صهو ‪ ..‬فصهي الهيل ‪..‬‬

‫‪ ‬وأهل فقر ‪..‬‬

‫رــم صــهي المقاتلــة ‪ ..‬ر ــم صــهي النســا م ــن ورا‬

‫‪ ‬وعرضه للهتن ‪..‬‬

‫ذلع ‪..‬‬

‫رم خر سعد من المس د ‪..‬‬

‫رم صهي الننم ‪ ..‬رم النعم ‪..‬‬

‫ومضى إلى لمدينة ومات بعدها بسنوات ‪..‬‬

‫والمسلمون بشر ك ير ‪ ..‬د بلنوا ارني عشر ألهاً ‪..‬‬

‫أما ذلع الرجل فال زالي دعوة سعد تالحقه ‪..‬‬

‫وكـ ــان المشـ ــركون ـ ــد سـ ــبقوا إلـ ــى وادي حنـ ــين ‪..‬‬

‫حتى كبرت سنه ‪ ..‬ورع عظمه ‪ ..‬واحدودب هر ‪..‬‬

‫واختبأت كتائب منهم في جانبيه بين الصهور ‪..‬‬

‫وهال عمر حتى مل من حياته ‪ ..‬وا تد فقر ‪..‬‬

‫فمـ ــا هـ ــو إال أن ابتـ ــدأ القتـ ــال ‪ ..‬ودخلـ ــي جمـ ــوع‬

‫‪112‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫المسلمين في الوادي ‪..‬‬

‫فلــم ينضــب ‪ ..‬وإنمــا التهــي إلــيهم و ــال ‪ ..‬بك ــل‬

‫حتــى ته ــر علــيهم الكه ــار مــن ك ــل جانــب ‪ ..‬واض ــطرب‬

‫هدوووو ‪:‬‬

‫وجعلــي خيــل المســلمين ‪ ..‬تلــوذ خلــف هــورهم ‪ ..‬فلــم‬

‫بيـد لــو كــان لــي عـدد ـ ر تهامــة ‪ ..‬نَعمـاً لقســمته‬

‫‪ ..‬وتسلط الكهار و هروا ‪..‬‬

‫رم ال ت دوني بهيال ‪ ..‬وال جباناً ‪ ..‬وال كذاباً ‪..‬‬

‫الناس ‪..‬‬

‫أول مــن فـ َّـر األع ـراب‬ ‫يلب ــوا أن انكشــهي خــيلهم ‪ ..‬وكــان ُ‬

‫أيه ــا الن ــاس ‪ ..‬ردوا عل ــي ردائ ــي ‪ ..‬فوال ــذي نهس ــي‬

‫عليكم ‪..‬‬

‫فالته ــي رس ــول ا ‪ .. ‬ف ــنذا ال م ــوع تهـ ــر ‪ ..‬وال ــدما‬

‫نعــم ‪ ..‬ألنــه لــو كــان بهــيالً ألمســع األمـوال لنهســه‬

‫ف عـل يـأمر العبـاس بـأن ينـادي ‪ :‬يـا للمهـاجرين يـا ل نصــار‬

‫ولو كان جباناً لهر مع الهارين ‪..‬‬

‫فرجعوا حتى ربي ‪ ‬في رمانين أو مائة رجل ‪..‬‬

‫موا هه ‪ ‬الرائعة ك يرة ‪..‬‬

‫وجمعي الننائم بين يدي النبي ‪.. ‬‬

‫تبكي عند بر ‪ ..‬على صبي لها ‪..‬‬

‫تسيل ‪ ..‬والهيل يضرب بعضها في بعط ‪..‬‬ ‫؟‬

‫رم نصر ا المسلمين ‪ ..‬وانتهى القتال ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ولو كان كذاباً لما نصر رب العالمين ‪..‬‬ ‫ك ــان ‪ ‬يمش ــي م ــع بع ــط أص ــحابه ‪ ..‬فم ــر ب ــامرأة‬

‫فنذا الذين فروا من القتال ‪ ..‬وخافوا من الرماد والنبال ‪..‬‬

‫فقال لها ‪ : ‬اتقي ا واصبري ‪..‬‬

‫تعلقي األعراب ‪ ..‬برسول ا ‪ ‬يقولون له ‪:‬‬

‫‪ ..‬فقالـي ‪ :‬إليــع عنــي ‪ ..‬ومـا تبــالي أنــي بمصــيبتي‬

‫هم أول من اجتمع على رسول ا ‪ .. ‬يريد الننائم ‪..‬‬

‫ا سم علينا فيئنا ‪ ..‬ا سم علينا فيئنا ‪ ..‬يريدون الننائم ‪..‬‬

‫وكانــي المـرأة باكيــة مهمومــة ‪ ..‬فلــم تعــر النبــي ‪‬‬

‫‪..‬؟!‬

‫ع بـ ـاً ‪ !!..‬يقس ــم في ــئكم ‪ ..‬مت ــى ص ــار في ــلكم وأن ــتم ل ــم‬

‫فســكي النبــي ‪ .. ‬وذهــب وتركهــا ‪ ..‬فقــد أد مــا‬

‫كيـف تطلبــون مـن الننيمــة ‪ ..‬وهـو الــذي كـان يصــرخ بكــم‬

‫وأدرك أن المرأة ا ن في وضع نهسي د ال يناسـب‬

‫لتعودوا وأنتم ال تست يبون ‪!!..‬‬

‫أن يزاد عليها في النصح أك ر مما سمعي ‪..‬‬

‫تقاتلوا ‪..‬‬

‫عليه ‪..‬‬

‫لكنه ‪ ‬لم يكن يد ق على م ل هذا ‪ ..‬فالـدنيا ال تسـاوي‬

‫التهـي بعـط الصـحابة إليهـا و ـالوا ‪ :‬هـذا رســول ا‬

‫جعلوا يتبعونه ويرددون ‪ :‬ا سم علينا فيئنا ‪..‬‬

‫فنـدمي المـرأة علــى مـا الــي ‪ ..‬و امــي تحــاول أن‬

‫عند‬

‫يئاً ‪..‬‬

‫حتى تزاحموا عليه ‪ ..‬وضيقوا الطريق بين يديه ‪..‬‬

‫واضـطرو إلـى ـ رة ‪ ..‬فمـر مـن ـدة الزحـام مالصـقاً لهـا‬

‫‪..‬‬

‫فتعلق رداؤ بأ صانها ‪ ..‬حتـى سـقط عـن منكبيـه ‪ ..‬وصـار‬

‫بطنه و هر مكشوفاً ‪..‬‬

‫‪113‬‬

‫‪!!.. ‬‬

‫تلحق بالنبي ‪ .. ‬حتى وصلي بيته ‪..‬‬ ‫فلم ت د على بابه بوابين ‪..‬‬

‫فقالي معتذرة ‪ :‬يا رسـول ا ‪ ..‬لـم أعرفـع ‪ ..‬ا ن‬

‫أصبر ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فقال إنما الصبر عند الصدمة األولى ‪ ..‬و ‪48‬‬

‫عليـ ــه ب ـ ــبعط المعلوم ـ ــات ‪ ..‬فكـ ــان يه ـ ــر زفيـ ـ ـراً‬ ‫هــوييييالً مــن صــدر رــم يقــول ‪ :‬يــاااا ــيخ ‪ ..‬اليــد‬

‫اللي ما تقدر تلويها صافحها ‪!!..‬‬

‫ا تل برفق ‪..‬‬

‫إن ا كتب اإلحسان على كل ي ‪ ..‬فنذا تلتم‬ ‫فأحسنوا القتلة ‪ ..‬وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ‪ ..‬وليحد‬ ‫أحدكم هرته ‪ ..‬وليرد ذبيحته ‪ ..‬حديث روا مسلم‬

‫وإذا تهكـرت فــي هــذا وجدتــه صــحيحاً ‪ ..‬فــنحن إذا‬

‫لم نعـود أنهسـنا علـى التسـامح وتمشـية األمـور ‪ ..‬أو‬ ‫بمعن ـ ـ ــى آخ ـ ـ ــر التن ـ ـ ــابي ‪ ..‬وع ـ ـ ــدم اإل ـ ـ ـ ـراع ف ـ ـ ــي‬

‫التهسيرات والظنون ‪ ..‬وإال فسو نتعب ك يراً ‪..‬‬

‫‪ .42‬فِ َّر من المشاكل !!‬

‫أ نــه لــو أجــر تحلــيالً فــي مستشــهى بــدائي الكتشــف فــي‬

‫ليس النبي بسيد في ومه ‪ ..‬لكن سيد ومه‬ ‫المتنابي‬

‫جسـ ــمه عشـ ــرة أن ـ ـواع مـ ــن األم ـ ـراض ‪ ..‬أهونهـ ــا الض ـ ــنط‬

‫وأذكــر أن ــاباً متحمس ـاً أ بــل إلــى ــيهه يريــد أن‬

‫ك ــان المســـكين يعـــذب نهســـه ك يـ ـراً ألنـــه يطال ــب النـــاس‬

‫الممــات ‪ ..‬فق ــال الش ــيخ ‪ :‬مــا ه ــي الص ــهات الت ــي‬

‫كسرت الصحن ال ديد ‪..‬‬

‫فقـال ‪ :‬منظرهـا جميــل ‪ ..‬و وامهـا هويـل ‪ ..‬و ــعرها‬

‫أحر ي روبي ال ديد بالمكواة ‪..‬‬

‫الكالم ‪ ..‬إن نظرت إليهـا سـرتني ‪ ..‬وإن بـي عنهـا‬

‫والسكر ‪..‬‬

‫بالم الية التامة ‪ ..‬دائماً ت د متضايقاً من زوجته ‪..‬‬

‫يســاعد فــي اختيــار زوجــة تكــون رفيقــة دربــه حتــى‬

‫تر ب وجودها في زوجتع ؟‬

‫نسيي كنس الصالة ‪..‬‬

‫حري ــر‪ ..‬ورائحته ــا عبي ــر ‪ ..‬لذي ــذة الطع ــام ‪ ..‬عذب ــة‬

‫وأوالد ‪ ..‬خالد إلى ا ن لم يحهص جدول الضرب ‪..‬‬

‫حهظتنــي ‪ ..‬ال تهــالف لــي أم ـراً ‪ ..‬وال أخشــى منهــا‬

‫وسارة ‪ ..‬وهند ‪..‬‬

‫وراد يسرد مـن صـهات الكمـال المتهر ـة فـي النسـا‬

‫وسعد ‪ ..‬لم يظهر بتقدير ممتاز ‪..‬‬ ‫هذا حاله في بيته ‪..‬‬

‫أما بين زمالئـه ‪ ..‬فـأعظم ‪ ..‬أبـو عبـد ا‬

‫راً ‪ ..‬لها دين يرفعها ‪ ..‬وحكمة تنهعها ‪..‬‬

‫وي معها في امرأة واحدة ‪..‬‬

‫صـدني لمـا ذكـر‬

‫فلمــا أك ــر عل ــى الشــيخ ‪ ..‬ــال ل ــه ‪ :‬يــا ول ــدي ‪..‬‬

‫والبارحة أبو أحمد يعنيني لمـا تكلـم عـن السـيارات القديمـة‬

‫ــال ‪ :‬أيــن ؟ ــال ‪ :‬فــي ال نــة بــنذن ا ‪ ..‬أمــا فــي‬

‫صة البهيل ‪!..‬‬

‫إلي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬نعم يقصد سيارتي ‪ ..‬نعم ‪ ..‬كان ينظر َّ‬

‫عندي هلبع ‪..‬‬

‫الدنيا فعود نهسع التسامح ‪..‬‬

‫إلى آخر موا ف وتهكيرات هذا الرجل المسكين ‪..‬‬

‫ديماً الوا في الم ل ‪ :‬إن أهاعع الزمان وإال فأهعه ‪..‬‬ ‫أذكـر أن أعرابيـاً ‪ -‬مـن أصــد ائي ‪ -‬كــان يـردد مـ الً حهظــه‬ ‫مــن جــد ‪ ..‬كــان يســمعني إيــا ك ي ـراً إذا بــدأت أتهلســف‬

‫نعــم فــي الــدنيا عــود نهســع التســامح ‪ ..‬ال تعــذب‬

‫نهس ــع بالبح ــث ع ــن مش ــاكل إلرارته ــا ‪ ..‬والنق ــا‪.‬‬ ‫حولها ‪..‬‬

‫فيوم ـ ـاً تصـ ــرخ فـ ــي وجـ ــه جلـ ــيس ‪ :‬أنـ ــي تقصـ ــدني‬

‫بكالمع ؟‬ ‫) ‪( 48‬‬

‫رواه البخاري‬

‫‪114‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ويوماً في وجه ولدك ‪ :‬أني تريد أن تحزنني بكسلع ؟‬

‫ويوماً في وجه زوجتع ‪ :‬أني تتعمدين إهمال بيتع ؟ ‪...‬‬

‫‪ ..‬ضربة رجل ‪ ..‬وانتهي ‪..‬‬ ‫كان هذا أسلوبه ‪ ‬دائماً ‪..‬‬

‫و ــد كـ ــان مـ ــنهج النب ــي ‪ .. ‬التسـ ــامح عموم ـ ـاً ‪ ..‬فكـ ــان‬

‫جلس يوماً بين أصحابه ‪..‬‬

‫كــان يــدخل ‪ ‬علــى أهلــه أحيان ـاً ‪ ..‬فــي الضــحى ‪ ..‬وهــو‬

‫فقالي ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬إني نسـ ي هـذ بيـدي ‪..‬‬

‫يستمتع بحياته ‪..‬‬

‫فأ بلي إليه امرأة ببردة ‪ ..‬طعة ما‪.. .‬‬

‫جائع ‪ ..‬فيسـألهم ‪ :‬هـل عنـدكم مـن ـي ‪ ..‬عنـدكم هعـام‬

‫أكسوكها ‪..‬‬

‫فيقولون ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫و ام ودخل بيته ‪ ..‬فلبسها ‪ ..‬رم خر إلى أصـحابه‬

‫‪..‬‬

‫فيقول ‪ : ‬إني إذا صائم ‪..‬‬

‫ولم يكن يصنع ألجـل ذلـع مشـاكل ‪ ..‬مـا كـان يقـول ‪ :‬لِ َـم‬ ‫لــم تصــنعوا هعام ـاً ‪ ..‬لِــم لــم تهبرونــي أل ــتري ‪ ..‬إنــي إذا‬ ‫و‪49‬‬ ‫صائم ‪ ..‬وانتهى األمر ‪..‬‬ ‫وكان في تعامله مع الناس ‪ ..‬يتعامل بكل سماحة ‪..‬‬ ‫ال كل وم بن الحصين ‪ ..‬كان من خيار الصحابة ‪..‬‬

‫فأخذها النبي ‪ .. ‬وكان محتاجاً إليها ‪..‬‬

‫وهي إزار ‪..‬‬

‫فقال رجل من القوم ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬اكسنيها ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬نعم ‪..‬‬

‫رــم رجــع ‪ .. ‬فهلعهــا وهواهــا ‪ ..‬ولــبس إزاراً ــديماً‬ ‫‪..‬‬ ‫رم أرسل بها إلى الرجل ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬زوت مع رسول ا ‪ ‬ـزوة تبـوك ‪ ..‬فسـرت ذات‬

‫فقال الناس للرجل ‪ :‬ما أحسني ‪ ..‬سألته إياهـا و ـد‬

‫أهالوا المشي ‪ ..‬ف عل ينلبه النعاس ‪..‬‬

‫فقال الرجل ‪ :‬وا ما سألته ‪ ..‬إال لتكـون كهنـي يـوم‬

‫ليلة معه ونحن بوادي "األخضر" ‪..‬‬

‫علمي أنه ال يرد سائالً ؟!‬

‫وجعلـي نا تــه تقتــرب مــن نا ــة النبــي ‪ .. ‬ويســتيقص ف ــأة‬

‫أموت ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ما أجمل احتوا الناس بهذ التعامالت ‪..‬‬

‫‪ ..‬فيبعدها ‪ ..‬خوفاً من أن يصيب رحل نا ته رجل النبي ‪‬‬

‫فلما مات الرجل ‪ ..‬كهنه أهله فيها‬

‫و‪50‬‬

‫‪..‬‬

‫حت ــى لبت ــه عين ــه ف ــي بع ــط الطري ــق ‪ ..‬فزاحم ــي راحلت ــه‬

‫ام ‪ ‬يوماً يلم أصحابه في صالة العشا ‪..‬‬

‫فقال النبي ‪ ‬من حر ما ي د ‪ " :‬حس "‬

‫‪ ..‬ابنا فاهمة ‪.. ‬‬

‫راحلة النبي ‪ .. ‬وضرب رحله رجل النبي ‪ .. ‬ف لمه ‪..‬‬ ‫فاستيقص كل وم ‪ ..‬فاضطرب و ال ‪:‬‬

‫يا رسول ا ‪ ..‬استنهر لي ‪..‬‬ ‫فقال ‪ ‬بكل سماحة ‪ِ :‬سر ‪ِ ..‬سر ‪..‬‬ ‫نعم ‪ِ :‬سر ‪ ..‬ولـم يعمـل ضـية ‪ ..‬لمـاذا تضـايقني ؟ الطريـق‬

‫واسع ! ما الذي جا بع ب ـانبي ؟! ال ‪ ..‬لـم يتعـب نهسـه‬

‫) ‪( 49‬‬

‫فــدخل إلــى المس ـ د ههــالن ‪ ..‬الحســن والحســين‬

‫فأ بال إلى جدهما رسول ا ‪ .. ‬وهو يصلي ‪..‬‬

‫فك ــان إذا سـ ـ د ‪ ..‬ور ــب الحس ــن والحس ــين عل ــى‬ ‫هر ‪..‬‬

‫ف ــنذا أراد ‪ ‬أن يرف ــع رأس ــه ‪ ..‬تناولهم ــا بيدي ــه م ــن‬

‫خلهه تناوالً رفيقاً ‪..‬‬ ‫) ‪( 50‬‬

‫رواه أبو داود ‪ -‬صحيح‬

‫‪115‬‬

‫رواه البخاري‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فقالـ ــي ‪ :‬لـ ــيس عن ـ ــدي إال كسـ ــر يابسـ ــة ‪ ..‬وإن ـ ــي‬

‫ووضعهما عن هر ‪ ..‬ف لسا جانباً ‪..‬‬

‫فنذا عاد لس ود ‪ ..‬عادا فوربا على هر ‪..‬‬

‫ألستحي أن أ دمها إليع ‪..‬‬

‫فأخذهما بكل رفق ‪ ..‬وأ عدهما على فهذيه ‪..‬‬

‫فأتتــه بهــن ‪ ..‬فكســرهن فــي مــا ‪ ..‬وجــا ت بملــح‬

‫فقال ‪ :‬هلمي بهن ‪..‬‬

‫حتى ضى ‪ ‬صالته ‪..‬‬

‫فقــام أبــو هريــرة ‪ .. ‬فقــال ‪ :‬يــا رســول ا ‪ ..‬أردهمــا ‪..‬؟‬

‫فذرته عليه ‪..‬‬

‫فلم يع ل ‪ ‬عليهما ‪..‬‬

‫فالتهي إلى أم هانإ و ال ‪ :‬هل من إدام ؟‬

‫يعني أعيدهما ألمهما ‪..‬؟‬

‫رم لبث ليالً ‪ ..‬فبر ي بر ة من السما ‪..‬‬

‫ف عل ‪ .. ‬يأكل هذا الهبز مهلوهاً بالما ‪..‬‬ ‫فقالي ‪ :‬ما عندي يا رسول ا إال ـي مـن "خـل"‬

‫فقـال لهمــا ‪ : ‬الحقـا بأمكمــا ‪ ..‬فقامـا فــدخال علـى أمهمــا‬

‫‪..‬‬

‫وفي يوم آخر ‪..‬‬

‫ف ا ته به ‪ ..‬فصبه على هعامه ‪ ..‬فأكل منه ‪..‬‬

‫و‪52‬‬

‫‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬هلميه ‪..‬‬

‫خــر النبــي عليــه ‪ .. ‬علــى أصــحابه فــي إحــد صــالتي‬

‫رم حمد ا عز وجل ‪ ..‬رم ـال ‪ :‬نعـم اإلدام الهـل‬

‫وهو حامل الحسن أو الحسين ‪..‬‬

‫نعــم ‪ ..‬كــان يعــيش حياتــه كمــا هــي ‪ ..‬يتقبــل األمــور‬

‫الظهر أو العصر ‪..‬‬

‫و‪53‬‬

‫‪..‬‬

‫فتق ــدم إل ــى موض ــع ص ــالته ‪ ..‬فوض ــعه ‪ ..‬ر ــم كب ــر مص ــلياً‬ ‫بالناس ‪..‬‬

‫بحسب ما هي عليه ‪..‬‬ ‫وفي رحلة الحج ‪..‬‬

‫فس د رسول ا ‪ ‬س دة ‪ ..‬أهالهـا ‪ ..‬حتـى خشـي عليـه‬

‫خر ‪ ‬مع أصحابه ‪ ..‬فنزلوا منزالً ‪ ..‬فـذهب النبـي‬

‫رم رفع من س ود ‪..‬‬

‫رم جا إلى حوض ما فتوضأ منه ‪..‬‬

‫أصحابه أن يكون د أصابه ي ‪..‬‬

‫‪ ‬فقضى حاجته ‪..‬‬

‫وبعــد انتهــا الصــالة ‪ ..‬ســأله أصــحابه ‪ ..‬ـالوا ‪ :‬يــا رســول‬

‫رم ام ‪ ‬ليصلي ‪..‬‬

‫ا ‪ ..‬لق ــد سـ ـ دت ف ــي ص ــالتع ه ــذ سـ ـ دة م ــا كن ــي‬

‫جا جابر بن عبد ا ‪ .. ‬فو ـف عـن يسـار رسـول‬

‫فقــال ‪ : ‬كــل ذلــع لــم يكــن ‪ ..‬ولكــن ابنــي ارتحلنــي ‪..‬‬

‫فأخـذ النبــي ‪ ‬بيـد ‪ ..‬فــأدار حتــى أ امـه عــن يمينــه‬

‫تس دها ‪ !!..‬أ ي أمرت به ؟ أو كان يوحى إليع ؟‬ ‫فكرهي أن أع له ‪ ..‬حتى يقضي حاجته ‪..‬‬

‫و‪52‬‬

‫‪..‬‬

‫ا ‪ .. ‬وكبر مصلياً معه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫ودخــل ‪ ‬يوم ـاً علــى أم هــانإ بنــي أبــي هالــب ‪ .. ‬وكــان‬

‫ومضيا في صالتهما ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬هل عندك من هعام نأكله ؟‬

‫رم أ بل فقام عن يسار رسول ا ‪.. ‬‬

‫جائعاً ‪..‬‬

‫) ‪( 51‬‬ ‫) ‪( 52‬‬

‫ف ا جبار بن صهر ‪ .. ‬فتوضأ ‪..‬‬

‫فأخـذ ‪ ‬بأيـديهما جميعـاً – بكـل هـدو ‪ -‬فــدفعهما‬

‫رواه أمحد وقال اهليثمي ‪ :‬رجاله ثقات‬ ‫احلاكم يف املستدرك‬

‫) ‪( 53‬‬

‫‪116‬‬

‫رواه الطرباين يف األوسط ‪ ،‬وأصله يف الصحيحني‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫حتى أ امهما خلهه‬

‫و‪54‬‬

‫لبــه ‪ ..‬ال تنتــابوا المســلمين ‪ ..‬وال تتبع ـوا عــوراتهم‬

‫‪..‬‬

‫وفي يوم كان ‪ ‬جالساً ‪..‬‬

‫فأ لبي إليه أم يس بني محصن بـابن لهـا حـديث الـوالدة‬

‫‪ ..‬ليحنكه ويدعو له ‪..‬‬

‫‪..‬فننه من يتبع عورة أخيه ‪ ..‬يتبع ا عورتـه ‪ ..‬ومـن‬

‫يتبــع ا عورتــه ‪ ..‬يهضــحه ولــو فــي جــو بيتــه ‪..‬‬

‫و‪56‬‬

‫‪..‬‬

‫فأخـذ ‪ ‬ف علــه فــي ح ــر ‪ ..‬فلـم يلبــث الصــنير أن بــال‬

‫نع ــم ال تتص ــيد األخط ــا ‪ ..‬وتتب ــع الع ــورات ‪ ..‬ك ــن‬

‫فلم يزد النبي ‪ ‬على أن دعـا بمـا فنضـحه علـى أرـر البـول‬

‫وكــان ‪ ‬حريص ـاً علــى عــدم إرــارة المشــكالت أص ـالً‬ ‫‪..‬‬

‫فلمـاذا نعــذب نحـن أنهســنا ونصـنع مــن الحبـة بــة ‪ ..‬لــيس‬

‫النهوس ‪ ..‬واهمأني القلوب ‪ ..‬ال ‪ ‬ألصحابه ‪:‬‬

‫رهاً أن يكون كل ما يقع حولع مرضياً لع ‪.. %200‬‬ ‫وإن ت د عيباً َّ‬ ‫فسد الهلال جل من ال عيب فيه وعال‬

‫أال ال يبلنني أحد منكم عن أحد مـن أصـحابي ـيئاً‬ ‫‪ ..‬فنني أحب أن أخر إلـيكم وأنـا سـليم الصـدر ‪..‬‬

‫في ح ر النبي ‪ .. ‬وبلل ريابه بالبول ‪..‬‬

‫و‪55‬‬

‫‪..‬‬

‫وانتهى األمر ‪ ..‬لم ينضب ‪ ..‬ولم يعبس ‪..‬‬

‫بعــط النــاس يح ــرع أعصــابه ‪ ..‬ويكب ــر القضــايا ‪ ..‬وبعــط‬

‫سمحاً ‪..‬‬

‫في م لس هـادئ مـع بعـط أصـحابه ‪ ..‬صـهي فيـه‬

‫و‪57‬‬

‫‪..‬‬

‫ا بـ ـ ــا واألمهـ ـ ــات كـ ـ ــذلع ‪ ..‬وربمـ ـ ــا بعـ ـ ــط المدرسـ ـ ــين‬

‫والمدرسات كذلع ‪..‬‬

‫وال تهتش عن األخطا الههية ‪..‬‬

‫وكـ ــن سـ ــمحاً فـ ــي بـ ــول أعـ ــذار ا خ ـ ـرين ‪ ..‬خاصـ ــة مـ ــن‬ ‫يعت ــذرون إلي ــع حها ـ ـاً علـــى محب ــتهم مع ــع ‪ ..‬ال ألج ــل‬ ‫مصالح هصية ‪..‬‬

‫ال تعذب نهسع ‪..‬‬

‫ال ت ر على نهسع النبار ما دام ساكناً ‪ ..‬وإن رار‬ ‫َّ‬ ‫فسد أنهع بِ ُك ِّمع ‪ ..‬واستمتع بحياتع ‪..‬‬ ‫‪ .42‬اعتر بهطئع ‪ ..‬ال تكابر ‪..‬‬ ‫ك ير من المشاكل التـي ربمـا تسـتمر العـداوة بسـببها‬

‫ا بل معاذير من يأتيع معتذراً‬ ‫إن َّبر عندك فيما ال أو ف را‬

‫‪ ..‬ســنة وســنتين ‪ ..‬وربمــا العمــر كلـه ‪ ..‬يكــون حلهــا‬

‫أن يقول أحدهما لنخر ‪ :‬أنا أخطأت ‪ ..‬وأعتذر ‪..‬‬

‫فقد أهاعع من يرضيع اهر‬

‫موعــد أخلهتــه ‪ ..‬أو مزحــة رقيلــة ‪..‬أو كلمــة نابيــة ‪..‬‬

‫و د أجلع من يعصيع مستتراً‬ ‫وانظر إلى رسول ا ‪ .. ‬و د ر ى منبر يوماً ‪..‬‬

‫سارع إلى إهها‬

‫‪..‬‬

‫رارها بل أن تضطرم النـار بسـببها‬

‫وخطــب بأصــحابه فرفــع ص ـوته حتــى أســمع النســا العواتــق‬

‫أنــا آســف ‪ ..‬حقــع علـ َّـي ‪ ..‬مــا يصــير خ ــاهرك إال‬

‫فقال ‪ : ‬يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل اإليمـان إلـى‬

‫مــا أجمــل أن نتواضــع ونســمع النــاس هــذ العبــارات‬

‫في خدورها داخل بيوتهن ‪!!..‬‬

‫) ‪( 54‬‬ ‫) ‪( 55‬‬

‫هيب ‪..‬‬

‫) ‪( 56‬‬ ‫) ‪( 57‬‬

‫رواه مسلم‬

‫‪117‬‬

‫أخرجه أبو يعلى ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫أخرجه أبو داود ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪..‬‬

‫عمر ‪..‬‬ ‫َ‬

‫و عــي خصــومة بــين أبــي ذر وبــالل ‪ ..‬رضــي ا عنهمــا ‪..‬‬

‫عمر منضباً ‪..‬‬ ‫فانصر عنه ُ‬

‫فنضب أبو ذر ‪ ..‬و ال لبالل ‪ :‬يا ابن السودا ‪..‬‬

‫األمر ‪..‬‬

‫فدعا النبي ‪ ‬فقال ‪ :‬أساببي فالناً ؟‬

‫وعمـر ال يلتهـي إليـه ‪ ..‬وأبــو بكـر يعتـذر ‪ ..‬ويمشــي‬

‫ال ‪ :‬فهل ذكرت أمه ؟‬

‫وجهه ‪..‬‬

‫وهما صحابيان ‪ ..‬لكنهما بشر ‪..‬‬ ‫فشكا بالل إلى رسول ا ‪.. ‬‬

‫فلما رأ أبو بكر ذلع ‪ ..‬ندم ‪ ..‬وخشـي أن يتطـور‬

‫فانطل ق يتبع عمر ‪ ..‬ويقول ‪ :‬استنهر لي يا عمر ‪..‬‬

‫ورا حتــى وصــل عمــر إلــى بيتــه ‪ ..‬وأ لــق بابــه فــي‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫ـال ‪ :‬مــن يســابب الرجــال ‪ ..‬ذُكـر أبــو وأمــه يــا رســول ا‬

‫فمضى أبو بكر إلى رسول ا ‪.. ‬‬

‫فقال ‪ : ‬إنع امرؤ فيع جاهلية ‪..‬‬

‫فقال ‪:‬‬

‫فلمــا رآ النبــي ‪ ‬مقــبالً مــن بعيــد ‪ ..‬رآ متنيــراً ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فتنير أبو ذر ‪ ..‬و ال ‪ :‬على ساعتي من الكبر ‪..‬؟‬

‫أم ــا ص ــاحبكم ه ــذا فق ــد ــامر ‪ ..‬جل ــس أب ــو بك ــر‬

‫رــم أعطــا النبــي ‪ ‬منه ـاً يتعامــل بــه مــع مــن هــم أ ــل منــه‬

‫فلـم تمـط لحظـات ‪ ..‬حتـى نــدم عمـر علـى مـا كــان‬

‫إنمــا هــم إخ ـوانكم ‪ ..‬جعله ــم ا تحــي أيــديكم ‪ ..‬فم ــن‬

‫فأ بــل إلــى م لــس رســول ا ‪ .. ‬فســلم وجلــس‬

‫كــان أخــو تحــي يــد ‪ ..‬فليطعمــه م ـن هعامــه ‪ ..‬وليلبســه‬

‫ب انب النبي ‪ .. ‬و ر عليه الهبر ‪..‬‬

‫فليعنه عليه ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫فقال ‪:‬‬

‫مــن لباســه ‪ ..‬وال يكلهــه مــا ينلب ــه ‪ ..‬فــنن كلهــه مــا ينلب ــه‬

‫ساكتاً ‪..‬‬

‫منه ‪ ..‬وكاني لوبهم بيضا ‪..‬‬

‫وحكى كيف أعرض عـن أبـي بكـر ولـم يقبـل اعتـذار‬

‫فماذا فعل أبو ذر ‪ ‬؟!‬

‫فنضب رسول ا ‪.. ‬‬

‫مضــى أبــو ذر حتــى لقــي بــالالً ‪ ..‬رــم اعتــذر ‪ ..‬و عــد علــى‬

‫فلمــا رأ أبــو بكــر ضــبه ‪ ..‬جعــل يقــول ‪ :‬وا يــا‬

‫األرض ‪ ..‬بــين يــدي بــالل ‪ ..‬رــم جعــل يقــرب مــن األرض‬

‫حتى وضع خد على التراب و ال ‪ :‬يا بالل ‪ ..‬هأ برجلـع‬ ‫على خدي ‪..‬‬

‫و‪58‬‬

‫هك ــذا ك ــان الص ــحابة ‪ ‬ف ــي حرصـ ــهم عل ــى إهه ــا نـ ــار‬ ‫العداوة بل ا تعالها ‪ ..‬فنن ا ـتعلي منعوهـا مـن االمتـداد‬

‫‪..‬‬

‫و عي بين أبي بكر وعمر ‪ ‬محاورة ‪ ..‬فأ ضب أبو بكـر‬

‫) ‪( 58‬‬

‫رواه مسلم خمتصراً‬

‫رسول ا ‪ ..‬ألنا كني أ لم ‪ ..‬أنا كني أ لم ‪..‬‬

‫وجعل يدافع عن عمر ويعتذر له ‪..‬‬

‫فقــال ‪ : ‬هــل أنــتم تــاركون لــي صــاحبي ؟ هــل أنــتم‬ ‫تــاركون لــي صــاحبي ؟ إنــي لــي ‪ :‬يأيهــا النــاس إنــي‬

‫رسـول ا إلـيكم جميعـاً ‪ ..‬فقلـتم ‪ :‬كـذبي ‪ ..‬و ــال‬

‫أبو بكر ‪ :‬صد ي‬

‫وانتبه أن تكـون ممـن يصـلح النـاس ويهسـد نهسـه ‪..‬‬

‫) ‪( 59‬‬

‫‪118‬‬

‫و‪59‬‬

‫‪..‬‬

‫البخاري‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫يدور بها كما يدور الحمار في الرحى ‪..‬‬

‫الـ ــي ل ـ ــه يومـ ـ ـاً – ناصـ ــحة ‪ : -‬األوالد ف ـ ــي أي ـ ــام‬

‫ف ــنذا كن ــي ف ــي موض ــع توجي ــه أو ا ت ــدا ‪ ..‬كم ــدرس م ــع‬

‫اختبارات ويحتاجون وجودك بينهم ‪ ..‬فـال تتـأخر إذا‬

‫بعضهما ‪..‬‬

‫حتى صاد بها ‪:‬‬

‫هالبـه ‪ ..‬وأب مــع أوالد ‪ ..‬أو أم ‪ ..‬وكـذلع الزوجــان مــع‬

‫خرجــي ألصــحابع ‪ ..‬فمــا كــاد يســمع منهــا ذلــع‬

‫وزع عم ــر ‪ ‬ريابـ ـاً عل ــى الن ــاس ‪ ..‬فن ــال ك ــل واح ــد طع ــة‬

‫لس ــي متهر ـ ـاً له ــم ‪ ..‬أت ــأخر أو ال أت ــأخر ‪ ..‬ل ــيس‬

‫رم ام يهطب الناس يوم ال معة ‪..‬‬

‫فبــا علي ــع ــل ل ــي ‪ :‬كيــف تري ــدها أن تقبــل من ــه‬

‫فقــال ف ــي أول خطبت ــه ‪ :‬إن ا كت ــب ل ــي عل ــيكم الس ــمع‬

‫نصحاً بعد ذلع !!‬

‫فقام رجل من القوم و ال ‪ :‬ال سمع لع وال هاعة ‪..‬‬

‫الـذكي ‪ ..‬هـو الـذي يسـد الهتحـات فـي جـدار حتـى‬

‫فقال عمر ‪ :‬لمه ؟‬

‫ال يستطيع الناس أن يستر وا النظر ‪..‬‬

‫ما‪ .‬تكهيه إزاراً أو ردا ً ‪..‬‬

‫والطاعة ‪..‬‬

‫في ‪..‬‬ ‫نلع ‪ ..‬ليس لع دخل َّ‬

‫وأخيراً ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬ألن ــع س ــمي علين ــا روبـ ـاً ‪ ..‬روبـ ـاً ‪ ..‬وأن ــي تل ــبس‬

‫بمعنى ‪ :‬أن ال تهتح م االً لشع الناس فيع ‪..‬‬

‫أي إزارك ورداؤك ‪ ..‬كالهما نلحص أنه جديد ‪..‬‬

‫م موعة من الدعاة لعقد محاضرات في ألبانيا ‪..‬‬

‫روبين جديدين ‪..‬‬

‫أذك ـ ــر أن إح ـ ــد ال معي ـ ــات الدعوي ـ ــة اس ـ ــتدعي‬

‫فقــال عمــر ‪ :‬ــم يــا عبــد ا بــن عمــر ‪ ..‬فقــام ‪ ..‬فقــال ‪:‬‬

‫كـ ــان رئـ ــيس المراكـ ــز الدعويـ ــة فـ ــي ألبانيـ ــا حاض ـ ـراً‬ ‫االجتماع ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫نظرنا إليه ‪ ..‬فنذا ليس في خديه عرة واحدة ‪..‬‬

‫ألسي دفعي لي روبع ألخطب به ‪..‬؟‬

‫فقع ـ ــد الرج ـ ــل و ـ ــال ‪ :‬ا ن نس ـ ــمع ونطي ـ ــع ‪ ..‬وانته ـ ــي‬

‫فنظ ــر بعض ــنا إل ــى بع ــط مس ــتنرباً ‪ !!..‬فق ــد ج ــرت‬

‫عزيــزي ال تع ــل علـ َّـي ‪ ..‬أنــا معــع أن أســلوب الرجــل لمــا‬

‫معهياً لحيته ‪ ..‬ولـو بعضـها ‪ ..‬فكيـف بـرئيس الـدعاة‬

‫المشكلة ‪..‬‬

‫العــادة أن يكــون الداعيــة ملتزمـاً بهــدي رســول ا ‪‬‬

‫اعترض على عمر ‪ ..‬ير مناسب ‪ ..‬لكـن الع ـب هـو مـن‬

‫؟!‬

‫وأخيـ ـراً ‪ ..‬إذا أردت أن يقبـــل النـــاس من ــع مالحظتـــع ‪..‬‬

‫أنا أمرد ‪ ..‬أصـالً ال ينبـي لـي لحيـة ‪ ..‬ال تعملـوا لـي‬

‫فكن أني متقبالً للنصح أصالً ‪ ..‬ير متكبر عنه ‪..‬‬ ‫كــان ك ي ـراً مــا يقــول لهــا ‪ :‬اعــتن بــأوالدك أك ــر ‪ ..‬اهبهــي‬

‫تبسمنا و كرنا ‪..‬‬

‫درة عمر على استيعاب المو ف ‪ ..‬وإهها النار ‪..‬‬

‫ونصحع ‪ ..‬أياً كانوا ‪ ..‬زوجة ‪ ..‬ولداً ‪ ..‬أختاً ‪..‬‬

‫جيداً ‪ ..‬إلى متى أ ول ‪ :‬رتبي رفة النوم ‪..‬‬

‫وكانــي تــردد دائم ـاً بكــل أريحيــة ‪ :‬أبشــر ‪ ..‬إن ــا ا ‪..‬‬

‫أمرك ‪..‬‬

‫‪119‬‬

‫فلما ابتدأ االجتماع ـال لنـا ضـاحكاً ‪ :‬يـا جماعـة ‪..‬‬

‫محاضرة إذا انتهينا ‪..‬‬

‫وإن ــئي فارحــل معــي إلــى المدينــة ‪ ..‬وانظــر إلــى‬

‫رسول ا ‪ ‬و د كان معتكهاً في مس د فـي ليـالي‬ ‫رمضان ‪..‬‬

‫فأ بلي إليه زوجه صهية بني حيي ‪ ‬زائرة ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وأرســل األنصــار الم ـاً لهــم اســمه ‪ :‬ســنان بــن وبــر‬

‫فمك ي عند ليالً ‪..‬‬

‫ال هني ‪ ..‬ليستقي لهم أيضاً ‪..‬‬

‫رم امي لتعود لبيتها ‪..‬‬

‫فلم يشأ النبي ‪ ‬أن تعود في لمة الليل وحدها ‪..‬‬

‫ف ــازدحم النالم ــان عل ــى الم ــا ‪ ..‬فكس ــع أح ــدهما‬

‫فقام معها ليوصلها ‪..‬‬

‫صاحبه ‪ ..‬أي ضربه على ملخرته ‪..‬‬

‫فمشى معها في الطريق ‪ ..‬فمر به رجالن من األنصار ‪..‬‬

‫فصرخ ال هني ‪ :‬يااااا معشر األنصار ‪..‬‬

‫فقال ‪ ‬لهما ‪ :‬على رسلكما إنها صهية بني حيي ‪..‬‬

‫ف ار األنصار ‪ ..‬ورار المهاجرون ‪..‬‬

‫فقــاال ‪ :‬ســبحان ا يــا رســول ا ‪ ..‬أي ‪ :‬أيُعقــل أن نشــع‬

‫وا تد الهـال ‪ ..‬والقـوم ـادمون مـن حـرب ‪ ..‬وال‬

‫فقال ‪ : ‬إن الشـيطان ي ـري مـن اإلنسـان م ـر الـدم ‪..‬‬

‫فانطلق ‪ .. ‬حتى اههأ ما بينهم ‪..‬‬

‫وإنـي خشــيي أن يقـذ فــي لوبكمــا ـراً ‪ ..‬أو ــال ــيئاً‬ ‫‪ ..‬و‪.. 60‬‬

‫فتحركي األفاعي ‪..‬‬

‫وصرخ جه ا ‪ :‬يااااا معشر المهاجرين ‪..‬‬

‫فلما رأيا النبي ‪ ‬والمرأة معه ‪ ..‬أسرعا ‪..‬‬

‫فيع أن يكون معع امرأة أجنبية عنع ‪!!..‬‬

‫يزالون بسالحهم !!‬

‫ضــب عبــد ا بــن أبــي بــن ســلول ‪ ..‬وعنــد رهــط‬

‫من ومه األنصار ‪..‬‬

‫فقــال ‪ :‬أو ــد فعلوهــا!! ــد نافرونــا ‪ ..‬وكاررونــا فــي‬

‫اعة ‪..‬‬

‫بالدنا ‪ ..‬وا مـا أعـدنا وجالبيـب ـريش هـذ ‪ ..‬إال‬

‫ليسي الش اعة أن تصر على خطئع ‪ ..‬وإنما أن تعتر‬

‫كم ــا ــال األول ‪َ :‬سـ ـ ِّـمن كلب ــع يأكل ــع ‪ ..‬وج ـ ِّـوع‬ ‫كلبع يتبعع !!‬

‫به ‪ ..‬وال تكرر مرة أخر ‪..‬‬ ‫‪ .43‬مهاتيح األخطا !‬

‫التعامل مع األخطا فن ‪ ..‬فلكـل بـاب مهتـاد ‪ ..‬وللقلـوب‬

‫رم ال الهبيث ‪ :‬أما وا لئن رجعنا الـى المدينـة ‪..‬‬ ‫ليهرجن األعز منها َّ‬ ‫األذل ‪..‬‬

‫إذا و ـع أحـد فـي خطـأ كبيــر ‪ ..‬وانتشـر خبـر فـي النــاس ‪..‬‬

‫فعلـ ـ ـ ـ ــتم بأنهسـ ـ ـ ـ ــكم ‪ ..‬أحللتمـ ـ ـ ـ ــوهم بالدكـ ـ ـ ـ ــم ‪..‬‬

‫يكــون عنــدك و ــي لدراســة األمــر ‪ ..‬حتــى ال يت ــرأ أحــد‬

‫ما بأيديكم ‪ ..‬لتحولوا إلى ير داركم ‪..‬‬

‫دروب ‪..‬‬

‫رـم أ بــل علــى مــن حضــر مــن ومــه فقــال ‪ :‬هــذا مــا‬

‫وبــدأ النــاس يتر بــون مــاذا تهعــل فأ ــنلهم بشــي ‪ ..‬حتــى‬

‫و اسمتموهم أموالكم ‪ ..‬أما وا لـو أمسـكتم عـنهم‬

‫على م ل فعله ‪ ..‬أو يتعودوا على م ل هذا الهطأ ‪..‬‬

‫وجعــل الهبيــث يهــدد ويتوعــد ‪ ..‬والــذين عنــد مــن‬

‫وأرنا رجوعهم ‪ ..‬نزلوا يستريحون ‪..‬‬

‫كــان مــن بــين ال الســين ــالم صــنير ‪ ..‬اســمه زيــد‬

‫خر ‪ ‬مع أصحابه في زوة بني المصطلق ‪..‬‬

‫أنصار المنافقين ‪ ..‬يليدونه ويش عونه ‪..‬‬

‫فأرسـل المهــاجرون المـاً لهــم اسـمه ‪ :‬جه ــا بــن مســعود‬

‫ابن أر م ‪..‬‬

‫‪ ..‬ليستقي لهم من البئر ما ً ‪..‬‬ ‫) ‪( 60‬‬

‫فمضى إلى رسول ا ‪ ‬فأخبر الهبر ‪..‬‬

‫وكان عمر بن الهطاب جالساً عند النبي ‪.. ‬‬

‫متفق عليه‬

‫‪121‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ف ــار ‪ ..‬كيــف ي ــرؤ هــذا المنــافق علــى رســول ا ‪ ‬بهــذا‬

‫كني ترود في م لها !!‬

‫ط ــع ذيله ــا ‪ ..‬ورأ أن ت ــل اب ــن س ــلول ‪ ..‬يقض ــي عل ــى‬

‫؟‬

‫األســلوب القبــيح ‪ ..‬ورأ عمــر أن تــل األفعــى أولــى مــن‬ ‫الهتنة في مهدها ‪..‬‬

‫فالتهي إليه ‪ ‬و ال ‪ :‬أو ما بلنع ما ال صـاحبكم‬ ‫ال ‪ :‬أي صاحب يا رسول ا ؟‬

‫ولكــن أن يقتلــه رجــل مــن ومــه األنصــار ‪ ..‬أســلم مــن أن‬

‫ال ‪ :‬عبد ا بن أبي ‪..‬‬

‫فهقال عمر ‪ :‬يا رسول ا ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬زعــم أنــه ان رجــع الــى المدينــة أخــر األعــز‬ ‫منها َّ‬ ‫األذل ‪..‬‬

‫يقتله رجل من المهاجرين ‪..‬‬

‫من مر به عباد ابن بشر األنصاري فليقتله ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬وما ال ؟‬

‫لكــن رســول ا كــان أحكــم ‪ ..‬فهــم ــادمون مــن حــرب ‪..‬‬

‫ف ــار أســيد و ــال ‪ :‬فأنــي وا يــا رســول ا تهرجــه‬

‫المناسب إرارتهم أك ر ‪..‬‬

‫رم ال أسيد مهههاً على رسول ا ‪: ‬‬

‫والنـ ــاس بسـ ــالحهم ‪ ..‬والنهـ ــوس مشـ ــحونة ‪ ..‬ولـ ــيس مـ ــن‬

‫إن ئي ‪ ..‬هو وا الذليل ‪ ..‬وأني العزيز ‪..‬‬

‫فق ــال ‪ : ‬فكي ــف ي ــا عم ــر اذا تح ــدث الن ــاس أن محم ــداً‬ ‫يقتل أصحابه ؟!‬

‫ي ــا رس ــول ا ‪ ..‬ارف ــق ‪ ..‬لق ــد جا ن ــا ا ب ــع وإن‬ ‫ومـه لينظمـون لـه الهــرز ليتوجـو ‪ ..‬فننـه ليـر أنــع‬

‫ال يا عمر ‪ ..‬ولكن آذن الناس بالرحيل ‪..‬‬

‫د استلبته ملكاً ‪..‬‬

‫وك ــان الن ــاس ــد نزل ــوا للت ــو واس ــتظلوا ‪ ..‬فكي ــف ي ــأمرهم‬

‫فسكي النبي ‪ .. ‬ومضى براحلتـه ‪ ..‬والنـاس مـنهم‬

‫ولم تكن عادته ‪ ‬أن يرتحل في دة الحر ‪..‬‬

‫وجعلي الحادرة تنتشر ‪ ..‬وصارت أحاديـث ال ـيش‬

‫وبلً عبد ا بن سلول أن رسول ا ‪ .. ‬أخبر زيـد بـن‬

‫كيف تعامل معه ؟ صدع ابن سلول ‪ ..‬ال بل كـذب‬

‫فأ بل ابن سلول إلى رسول ا ‪ .. ‬وجعل يحلف بـا ‪..‬‬

‫وبـدأت الشـائعات تزيـد ‪ ..‬والكـالم يـزاد فيـه ويُــن َقر‬

‫وكان ابن سلول رئيساً في ومه ‪ ..‬ريها عظيما ‪..‬‬

‫‪ ..‬ويمرون بقبائل أعدا يتربصون بهم ‪..‬‬

‫بالرحيل ‪ ..‬في دة الحر والشمس ‪..‬‬ ‫ارتحل الناس ‪..‬‬

‫أر م بما سمع منه ‪..‬‬

‫علي النالم ‪..‬‬ ‫ما لي ‪ ..‬وال تكلمي به ‪ ..‬كذب َّ‬

‫من ي مع متاعه ‪ ..‬ومنهم من يرحل راحلته ‪..‬‬

‫‪ .. :‬لمــاذا ارتح لنــا فــي هــذا الو ــي ‪ ..‬مــاذا ــال ؟‬ ‫‪..‬‬

‫‪ ..‬واضطرب ال ـيش ‪ ..‬وهـم فـي هـريقهم مـن تـال‬

‫فقــال األنصــار ‪ :‬ي ــا رســول ا ‪ ..‬عس ــى أن يكــون الن ــالم‬

‫فشعر ‪ ‬أن ال يش بدأ ينقسم ‪ ..‬فأراد أن يشـنلهم‬

‫وجعلوا يدافعون عن ابن سلول ‪..‬‬

‫أوارهــا ‪ ..‬ويشــعلون الهتنــة بــين المهــاجرين واألنصــار‬

‫هم في حدي ه ‪ ..‬ولم يحهص ما ال الرجل ‪..‬‬ ‫أو َ‬

‫عن المشكلة ‪ ..‬وعن النقا‪ .‬فيهـا ‪ ..‬ألنهـم يزيـدون‬

‫فأ بل سيد من سادة األنصار ‪ ..‬أسيد بن حضـير ‪ ..‬فحيـا‬

‫‪..‬‬

‫يــا رس ــول ا ‪ ..‬وا لقــد رح ــي فــي س ــاعة منك ــرة ‪ ..‬م ــا‬

‫بعضهم إلى بعط ويتحدروا في األمر ‪..‬‬

‫بتحية النبوة وسلم عليه ‪ ..‬و ال ‪:‬‬

‫‪121‬‬

‫وصـ ــار النـ ــاس يتر بـ ــون متـ ــى ينزلـ ــون حتـ ــى ي تمـ ــع‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فمشى ‪ ‬بالنـاس يـومهم ذلـع والشـمس فـو هم ‪ ..‬ومشـى‬

‫بينما رسول ا ‪ ‬جالساً يوماً مـع أصـحابه ‪ ..‬وكـانوا‬

‫للص ــالة ويرت ــاحون ‪ ..‬فل ــم ينـ ــزل إال د ــائق مع ــدودات ‪..‬‬

‫إذ أتا أعرابي فقال ‪:‬‬

‫ومشـى حتــى ابــي الشــمس ‪ ..‬فظـن النــاس أنهــم ســينزلون‬

‫في أيام حط ‪ ..‬واحتباس مطر ‪ ..‬و لة زرع ‪..‬‬

‫صــلوا رــم أمــرهم فــارتحلوا ‪ ..‬وواصــل المشــي ليلــتهم حتــى‬

‫يا رسول ا جهـدت األنهـس ‪ ..‬وضـاعي العيـال ‪..‬‬

‫رم نزل فصلى اله ر ‪ ..‬رم أمرهم فارتحلوا ‪..‬‬

‫فاستســق ا لنــا ‪ ..‬فننــا نستشــهع بــع علــى ا ‪..‬‬

‫أصبح ‪..‬‬

‫ونهكي األموال ‪ ..‬وهلكي األنعام ‪..‬‬

‫ومشوا صباحهم حتى تعبوا ‪ ..‬وآذتهم الشمس ‪..‬‬

‫ونستشهع با عليع ‪..‬‬

‫فلما عر أن اإلرهاع والتعب سيطر عليهم ‪ ..‬فليس فـيهم‬

‫فتنير رسول ا ‪ .. ‬لما سمعه يقول نستشـهع بـا‬

‫أم ــرهم فنزلـ ـوا ‪ ..‬فم ــا ك ــادت أجس ــادهم تم ــس األرض ‪..‬‬

‫فالشهاعة والواسطة تكون من األدنى إلـى األعلـى ‪..‬‬

‫حتى و عوا نياما ‪..‬‬

‫فــال ي ــوز أن يقــال إن ا يشــهع عنــد خلقــه ‪ ..‬بــل‬

‫جهد للكالم ‪..‬‬

‫وإنما فعل ذلع ليشنل الناس عما حدث ‪..‬‬

‫عليع ‪..‬‬

‫يأمرهم جل جالله ‪ ..‬ألنه أعلى وأرفع ‪..‬‬

‫رـم أيقظهــم ‪ ..‬وارتحـل بهــم ‪ ..‬وواصـل حتــى دخـل المدينــة‬

‫فقال ‪ : ‬ويحع !! أتدري ما تقول ؟!!‬

‫‪ ..‬وتهرع الناس في بيوتهم عند أهليهم ‪..‬‬

‫رــم جعــل ‪ ‬يقــدس ا ‪ ..‬ويــردد ‪ ..‬ســبحااان ا ‪..‬‬

‫وأنزل ا تعالى سورة المنافقين ‪:‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ين يَـ ُقولُو َن َال تُ ِنه ُقوا َعلَى َمن ِعن َد َر ُس ِ‬ ‫ول‬ ‫و ُه ُم الذ َ‬ ‫السـماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ات َواألَر ِ‬ ‫ض‬ ‫اللَّه َحتَّـى يَن َهضـوا َوللَّـه َخ َـزائ ُن َّ َ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َال يَـه َق ُهـو َن * يَـ ُقولُـو َن لَـئِن َّر َجعنَـا‬ ‫َولَك َّـن ال ُمنَـافق َ‬ ‫إِلَى ال َم ِدينَةِ لَيُه ِر َج َّن األَ َعز ِمنـ َها األَ َذ َّل َولِلَّهِ العِ َّزُة‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ ِ ِ ِ‬ ‫ين َال يَـعلَ ُمو َن ‪..‬‬ ‫ين َولَك َّن ال ُمنَافق َ‬ ‫َول َر ُسوله َولل ُملمن َ‬

‫فقرأها رسول ا ‪ .. ‬رم أخذ بأذن النالم زيد بـن أر ـم ‪..‬‬

‫و ال ‪ :‬هذا الذي أوفى‬

‫بأذنه ‪..‬‬

‫سبحااان ا ‪..‬‬

‫فمـا زال يسـبح حتـى ُعـر ذلـع فـي وجـو أصــحابه‬ ‫‪..‬‬

‫رم ال ‪:‬‬

‫ـهع بـا علـى أحـد مـن خلقـه‬ ‫ويحع !! إنـه ال يُستَش ُ‬ ‫‪ ..‬أ ُن ا أعظم من ذلع ‪..‬‬

‫ويحـع !! أتــدري مــا ا ؟! إن عر ــه علــى ســماواته‬ ‫لهك ــذا ‪ ..‬و ــال بأص ــابعه م ــل القب ــة علي ــه ‪ ..‬وإن ــه‬ ‫و‪62‬‬

‫وبدأ الناس يسبون ابن سلول ‪ ..‬ويلومونه ‪..‬‬

‫ليئط به أهيط الرحل بالراكب ‪..‬‬

‫فالتهي ‪ ‬إلى عمر و ال ‪ :‬أرأيـي يـا عمـر ‪ ..‬لـو تلتـه يـوم‬

‫ولكن إذا و ع الهطأ من الشهر لوحد ـد يكـون‬

‫لقتلته ‪..‬‬

‫أتى رسول ا ‪ ‬إلى بيي عائشة ‪ ‬في ليلتها ‪..‬‬

‫ذكــرت ذلــع ‪ ..‬ألرعــدت لــه أنــو لــو أمرتهــا اليــوم بقتلــه‬

‫رم سكي عنه ‪ .. ‬فلم يتعرض له بشي ‪..‬‬

‫وأحياناً إذا و ع الهطأ أمام الناس د تحتـا أن تنكـر عليـه‬ ‫بأسلوب مناسب ‪ ..‬وإن كان أمام الناس ‪..‬‬

‫هناك ي من اللين ‪..‬‬

‫فوض ـ ـ ــع نعلي ـ ـ ــه م ـ ـ ــن رجلي ـ ـ ــه ‪ ..‬ووض ـ ـ ــع ردا ‪..‬‬

‫واضط ع على فرا ه ‪..‬‬ ‫) ‪( 61‬‬

‫‪122‬‬

‫‪..‬‬

‫رواه أبو داود‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الي ‪ :‬ال ي ‪..‬‬

‫فلبث كذلع ‪ ..‬حتى ن أن عائشة د ر دت ‪..‬‬

‫فقام من على فرا ه ‪ ..‬ولبس ردا ونعليه ‪ ..‬رويداً ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬لتهبرني ‪ ..‬أو ليهبرني اللطيف الهبير ‪..‬‬

‫فلما رأت عائشة ذلع ‪ ..‬دخلتها َيرُة النسـا ‪ ..‬وخشـيي‬

‫تنظر أين يذهب ‪..‬‬

‫فقامي ‪ ..‬ولبسي درعها ‪ ..‬وخمارها ‪ ..‬وانطلقي في إرـر‬

‫الي ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫فـانطلق ‪ .. ‬يمشــي فـي لمــة الليــل ‪ ..‬حتـى جــا مقبــرة‬ ‫فو ــف عنــدها ‪ ..‬ينظــر إلــى بــور أصــحابه ‪ ..‬الــذين عا ـوا‬

‫أ نني أن يحيف ا عليع ورسوله ‪..‬‬ ‫ـاس ‪ ..‬يعلمـه ا عـز‬ ‫فقالي عائشـة ‪ :‬مهمـا يكـت ِم الن ُ‬

‫وجل ‪..‬؟‬

‫عابــدين ‪ ..‬ومــاتوا م اهــدين ‪ ..‬واجتمع ـوا تحــي ال ــر ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪ ..‬رم ال ‪ ‬مبيناً لها خبر خروجه ‪:‬‬

‫أخذ ‪ ‬ينظر إلى بورهم ‪ ..‬ويتذكر أحوالهم ‪..‬‬

‫يكن يدخل عليع و د وضعي ريابع ‪..‬‬

‫رـم رفـع يديـه فـدعا لهـم ‪ ..‬رــم أخـذ ينظـر إلـى القبـور ‪ ..‬رــم‬

‫فنــاداني ‪ ..‬ف ــأخهى من ــع فأجبت ــه وأخهيت ــه من ــع ‪..‬‬

‫رم لبث ملياً ‪ ..‬رم رفعها فاستنهر لهم ‪..‬‬

‫وخشـ ــيي أن تستوحشـ ــي ‪ ..‬فـ ــأمرني أن آتـ ــي أهـ ــل‬

‫فأخبرتــه بــالهبر ‪ ..‬وأنهــا ــارت عليــه ‪ ..‬فانطلقــي‬

‫رم فتح الباب رويداً ‪ ..‬وخر ‪ ..‬وأ لقه رويداً ‪..‬‬ ‫أنه ذهب إلى بعط نسائه ‪..‬‬

‫‪ ..‬تمشي ورا ‪ ..‬دون أن يشعر بها ‪..‬‬ ‫البقيع ‪..‬‬

‫السر وأخهى ‪..‬‬ ‫ليرضى عنهم من يعلم َّ‬

‫رفع يديه رانية فدعا لهم ‪..‬‬

‫أيي أمامي ؟‬ ‫فقال ‪ : ‬أني الذي ر ُ‬ ‫فدفعها في صدرها ‪ ..‬دفعة ‪ ..‬رم ال ‪:‬‬

‫إن جبريـل عليــه الســالم ‪ ..‬أتـاني حــين رأيــي ‪ ..‬ولــم‬

‫و ننــي أنــع ــد ر ــدت ‪ ..‬فكرهــي أن أو ظــع ‪..‬‬ ‫و‪62‬‬

‫وأهال القيام ‪ ..‬وعائشة تنظر إليه من بعيد ‪..‬‬

‫فأستنهر لهم ‪..‬‬ ‫البقيع‬ ‫َ‬

‫فلمــا رأت ذلــع عائشــة ‪ ..‬انحرفــي إلــى ورائهــا راجعــة ‪..‬‬

‫بل كان يرددها في الناس ويقول ‪:‬‬

‫فأسرع ‪ ‬مشيه ‪ ..‬فأسرعي عائشة ‪..‬‬

‫منها خلقاً ‪ ..‬رضي منها آخر ‪..‬‬

‫رم التهي ‪ ‬ورا راجعاً ‪..‬‬ ‫خشية أن يشعر بها ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬كان ‪ .. ‬سهالً لـيِّناً ال يكبر األخطا ‪..‬‬ ‫كمــا عنــد مســلم ‪ :‬ال يهــرك مــلمن ملمنــة ‪ ..‬إن كــر‬

‫فهـ ــرول ‪ ..‬فهرولـ ــي ‪ ..‬فأحضـ ـ َـر – أي جـ ــر مسـ ــرعاً ‪-‬‬

‫أي ال يبنضــها بنض ـاً تام ـاً ‪ ..‬ألجــل خلــق عنــدها ‪..‬‬

‫حتى سبقته إلى البيي فدخلي ‪..‬‬

‫بـل ينهـر سـيئتها لحسـنتها ‪ ..‬فـنذا رأ خطأهـا تــذكر‬

‫فأحضرت وجرت ‪..‬‬

‫أو هب ٍع يالزمها ‪..‬‬

‫ونزع ـ ـ ــي درعهـ ـ ـ ــا وخمارهـ ـ ـ ــا ‪ ..‬وأ بل ـ ـ ــي إلـ ـ ـ ــى فرا ـ ـ ـ ــها‬

‫صوابها ‪ ..‬وإذا اهد سو ها تذكر حسنها ‪..‬‬

‫صدرها ‪..‬‬

‫تعاملها ‪..‬‬

‫فاضــط عي عليــه ‪ ..‬كهيئــة النائمــة ‪ ..‬ون َهســها يتــردد فــي‬

‫فدخل ‪ ‬البيي ‪ ..‬فسمع صوت نَـ َهسها ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫ويتناضى عما يكرهه من خلقها ‪ ..‬وما ال يرضا مـن‬ ‫إضا ة ‪..‬‬

‫مالع يا عائش ‪ ..‬حشياً رابية ‪..‬‬

‫) ‪( 62‬‬

‫‪123‬‬

‫رواه النسائي بسند جيد‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ليس اللوم على من ال يقبل النصيحة ‪ ..‬وإنما على من‬ ‫يقدمها بأسلوب ير مناسب ‪..‬‬ ‫‪.44‬‬

‫فت ـد أنهـم إذا اجتمعــوا ‪ ..‬وتشـ َّ ع أحـدهم وا تــرد‬ ‫تنيير البلد ‪ ..‬وجد من يعاونه ‪..‬‬

‫أو لـو اكتشــهي يومـاً أن أوالدك ي تمعـون فــي رفــة‬

‫فَ ِّـكع الحزمة ‪!!..‬‬

‫أحــدهم ‪ ..‬وينظــرون إلــى ـريط فيــديو خليــع ‪ ..‬أو‬

‫إذا كان الهطأ وا عاً من م موعـة ‪ ..‬فاألصـل أن تنصـحهم‬

‫مق ــاهع و بلوت ــوث فيه ــا ص ــور خليع ــة ‪ ..‬أو نح ــو‬

‫ولكــن ــد تحتــا أحيان ـاً أن تهكــع الحزمــة ‪ ..‬أعنــي ‪..‬أن‬

‫فقــد يكــون مــن المناســب أن تنصــح كـالً مــنهم علــى‬

‫م ال ‪ :‬مررت بم لـس منـزلكم ‪ ..‬وسـمعي أخـاك يتحـدث‬

‫هل لهذا اهد من السيرة ؟ نعم ‪..‬‬

‫يســا فروا إلــى بلــد كــذا ‪ ..‬وهــذا البلــد ال يســلم مــن يــذهب‬

‫اجتمعــي ـريش و اهعــي النبــي وجميــع أ اربــه مــن‬

‫الهمر ‪..‬‬

‫زوجــون ‪..‬‬ ‫يُشــتر مــنهم ‪ ..‬وال يُبــاع علــيهم ‪ ..‬وال يُ َّ‬ ‫تزو منهم ‪..‬‬ ‫وال يُ َّ‬ ‫وحبس النبي ‪ ‬مع أصحابه في و ٍاد ير ذي زرع ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫وا ــتدت الكربــة علــى الصــحابة حتــى أكلـوا الش ـ ر‬

‫وهم م تمعون ‪..‬‬

‫تكلم كل واحد علىا حدة ‪ ..‬وتنصحه ‪.‬‬

‫مـ ــع أصـ ــد ائه – وك ـ ــانوا ضـ ــيوفاً عنـ ــد – ويهطط ـ ــون أن‬

‫إليـه البـاً مــن التعــرض للمحرمـات الكبــار ‪ ..‬كالزنــا و ــرب‬

‫أردت أن تنصح ‪..‬‬

‫م ــن األس ــاليب أن ت ــدخل عل ــيهم وتنص ــحهم بكلمت ــين ‪..‬‬

‫وتهر ‪ ..‬لكن نتي ة ذلع د ال تكون ناجحة ك يراً ‪..‬‬

‫ذلع ‪..‬‬

‫حدة ‪ ..‬لكيال تأخذهم العزة باإلرم ‪..‬‬

‫لما ا تد الهال بين رسول ا ‪ ‬وبين ريش ‪..‬‬ ‫بنـ ــي ها ـ ــم ‪ ..‬وكتبـ ــي صـ ــحيهة أن بنـ ــي ها ـ ــم ال‬

‫فما رأيع أن تهكع الحزمة ‪ ..‬وتكسر كل عـود علـى حـدة‬

‫‪..‬‬

‫كيف ؟!‬

‫‪ ..‬فنظــر فــنذا طعــة مــن جلــد بعي ــر ‪ ..‬فأخ ــذها ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫بـل مضــى أحــدهم يومـاً ليبـول ‪ ..‬فســمع صــوتاً تحتــه‬

‫إذا تهر ـوا اجلــس مـع مــن تظنـه أعقلهــم ‪ ..‬و ـل ‪ :‬يــا فــالن‬

‫و س ــلها و ـ ـواها بالنـــار ‪ ..‬رـــم فتـتَـ ــتها ‪ ..‬وخلطهـــا‬

‫هذا البلد ال يسـلم المسـافر إليـه مـن الباليـا والهـتن ‪ ..‬و ـد‬

‫فقال ‪ ‬يوماً لعمه أبي هالب – وكان محبوساً معهـم‬

‫وتقترد عليهم أن يسـافروا إلـى بلـد آخـر ‪ ..‬تسـتمتعون فيـه‬

‫يا عـم إن ا‬

‫ـد سـلط األ َ​َرضـة علـى صـحيهة ـريش‬

‫ال ع أنـه إذا سـمع منـع هـذا الكـالم باألسـلوب الحسـن‬

‫ونهي منها الظلم والقطيعة والبهتان ‪..‬‬

‫‪ ..‬بلننــي أنكــم ستســافرون ‪ ..‬وأنــي أعقلهــم ‪ ..‬وتعلــم أن‬

‫يتمون بها رالرة أيام !!‬ ‫بالما ‪ ..‬وجعل َّ‬

‫يعــود مريضـاً أو مبتلــى ‪ ..‬فمــا رأيــع أن تكســب أجــرهم ‪..‬‬

‫في الشعب ‪: -‬‬

‫باألنهار والبحار ‪ ..‬واللعب واألنس ‪ ..‬من ير معصية ‪..‬‬

‫‪ ..‬سيقل حماسه إلى النصف ‪..‬‬

‫‪ ..‬فل ــم ت ــدع فيه ــا اس ــماً ه ــو‬

‫إال أربتت ــه فيه ــا ‪..‬‬

‫أي إن دابة األرضة أكلي صحيهة ريشس فلم يبـق‬

‫اذهب إلى آخر ‪ ..‬و ل له م ل ذلع ‪..‬‬

‫منها إال عبارة ‪ :‬باسمع اللهم !!‬

‫رم ل لل الث م له ‪..‬‬

‫فع ب أبو هالـب و ـال ‪ :‬أربـع أخبـرك بهـذا ؟ ـال‬

‫دون أن يشعر كل منهم بحدي ع لصاحبه ‪..‬‬

‫‪124‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫نكح إليهم ؟!‬ ‫وال يبتاع منهم ‪ ..‬وال يُـنَ َّكحون وال يُ ُ‬

‫ــال ‪ :‬فــوا مــا يــدخل عليــع أحــد ‪ ..‬حتــى أخبــر ريشــاً‬ ‫بذلع ‪..‬‬

‫أما إنـي أحلـف بـا لـو كـانوا أخـوال أبـي الحكـم بـن‬

‫هشـام ‪ - ..‬يعنــي أبــا جهــل ‪ ..‬وكــان أ ــدهم عــداوة‬

‫رم خر إلى ريش فقال ‪:‬‬

‫للملمنين وتعصباً للمقاهعة ‪ – ..‬ما تركهم على هـذا‬

‫يا معشر ريش ‪ ..‬إن ابن أخي د أخبرني بكذا وكذا ‪..‬‬

‫الحال ‪..‬‬

‫فنن كاني كما ال فانتهوا عن طيعتنا وانزلوا عنها ‪..‬‬

‫إنمــا أنــا رجــل واحــد وا لــو كــان معــي رجــل آخ ــر‬

‫وإن كــان كاذب ـاً ‪ ..‬دفعــي إلــيكم ابــن أخــي فــافعلوا بــه مــا‬

‫لقمي في نقضها ‪..‬‬

‫فقال القوم ‪ :‬د رضينا ‪ ..‬فتعا دوا على ذلع ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬من هو ؟‬

‫رم نظروا فنذا هي كما ـال رسـول ا ‪ .. ‬فـزادهم ذلـع‬

‫ال ‪ :‬أنا ‪..‬‬

‫و ل بنو ها م وبنو المطلب في واديهم ‪ ..‬حتى كـادوا أن‬

‫ال هشام ‪ :‬فاكتم عني ‪..‬‬

‫يهلكوا ‪..‬‬

‫فـذهب إلــى المطعــم بــن عــدي ‪ ..‬وكــان رجـالً عــا الً‬ ‫‪ ..‬فقال له ‪ :‬يـا مطعـم ‪ ..‬أرضـيي أن يهلـع بطنـان‬

‫ال ‪ :‬ويحع يا هشام ‪ ..‬فماذا أصنع ؟‬

‫فهلم صحيهتكم ‪..‬‬ ‫َّ‬

‫ئتم ‪..‬‬

‫راً ‪..‬‬

‫وكان من كهار ريش رجال رحما ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬د وجدت رجالً ‪..‬‬

‫ال زهير ‪ :‬أبننا رال اً ‪..‬‬

‫منهم ‪ :‬هشام بن عمرو ‪ ..‬وكان ذا ر في ومه ‪..‬‬

‫مــن بنــي عبــد منــا ‪ ..‬وأنــي ــاهد علــى ذلــع ‪..‬‬

‫فكــان يــأتي بــالبعير ــد حملــه هعامــاً ‪ ..‬وبنــو ها ــم وبنــو‬

‫موافق لقريش فيه ؟!‬

‫حتـى إذا بلــً بـه فــم الشــعب ‪ ..‬خلـع خطامــه مـن رأســه رــم‬

‫ال ‪ :‬وجدت لع رانياً ‪..‬‬

‫ومضـي اليـام ورأ هشـام ‪ ..‬أنــه ال ها ـة لـه بنهعـامهم كــل‬

‫ال ‪ :‬أبننا رال اً ‪.‬‬

‫فقــرر أن يســعى لــنقط الصــحيهة الظالمــة ‪ ..‬ولكــن أنــى لــه‬

‫ال ‪ :‬زهير بن أبي أمية ‪..‬‬

‫ذلع و ريش د أجمعي عليها ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أبننا رابعاً ‪..‬‬

‫مشى إلى زهير بن أبي أمية ‪ ..‬وكاني أمه عاتكـة بنـي عبـد‬

‫فــذهب إلــى أبــي البهتــري بــن هشــام ‪ ..‬فقــال لــه مــا‬

‫المطلب ‪..‬‬

‫ال لصاحبيه ‪..‬‬

‫المطلب في الشعب ليالً ‪..‬‬

‫ضرب على جنبه فدخل الشعب عليهم ‪..‬‬ ‫ليلة ‪ ..‬وهم ك ير ‪..‬‬

‫فاتبع أسلوب تهكيع الحزمة ‪..‬‬

‫فقــال ‪ :‬يــا زهيــر أرضــيي أن تأكــل الطعــام وتلــبس ال يــاب‬

‫وتــنكح النســا ‪ ..‬وأخوالــع حيــث علمــي ؟ ال يبــاع لهــم‬

‫‪125‬‬

‫ال ‪ :‬ويحع فماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬من ؟ ال ‪ :‬أنا ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬د فعلي ‪ ..‬ال ‪ :‬من هو ؟‬

‫ال ‪ :‬فاكتم عني ‪..‬‬

‫فــتحمس لــذلع ‪ ..‬و ــال ‪ :‬وه ــل ت ــد أحــدا يع ــين‬

‫على هذا ؟‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فالتهي أبو جهل إلى البهنري ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫فنذا بالمطعم بن عد يصرخ ‪ :‬صد تما وكذب مـن‬

‫ال ‪ :‬من هو ؟‬

‫ال ‪ :‬زهير بن أبي أمية والمطعم بن عدي وأنا معع ‪..‬‬

‫ال ير ذلـع ‪ ..‬نبـرأ إلـى ا منهـا وممـا كتـب فيهـا‬

‫ال ‪ :‬أبننا خامساً ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فــذهب هشــام إلــى زمعــة بــن األســود ‪ ..‬فكلمــه وذك ــر لــه‬ ‫رابتهم وحقهم ‪..‬‬

‫فقال له ‪ :‬وهل على هذا األمر الذي تدعوني إليه مـن أحـد‬ ‫؟‬

‫و ام هشام بن عمرو و ال م ل ولهم ‪..‬‬

‫فتحير أبو جهل ‪ ..‬وسكي هنية رـم ـال ‪ :‬هـذا أمـر‬ ‫ُِ‬ ‫ضي بليل ‪ ..‬تشوور فيه بنير هذا المكان ‪..‬‬

‫رــم انطلــق المطعــم بــن عــدي إلــى الكعبــة ‪ ..‬وتوجــه‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪ ..‬فالن وفالن ‪..‬‬

‫فــاتهقوا جميعـ ـاً عل ــى ه ــذا الــرأي ‪ ..‬وتوع ــدوا عن ــد "حط ــم‬

‫إل ــى الص ــحهية ليش ــقها ‪ ..‬فوج ــد داب ــة األرض ــة ــد‬

‫أكلتها ‪ ..‬إال باسمع اللهم ‪..‬‬

‫الح ون " ليالً بأعلى مكة ‪ ..‬فاجتمعوا هنالع ‪..‬‬

‫وأجمع ـوا أمــرهم وتعا ــدوا علــى القيــام فــي الصــحيهة حتــى‬

‫كن ذكياً ‪..‬‬

‫و ال زهير ‪ :‬أنا أبدؤكم فأكون أول مـن يـتكلم ‪ ..‬رـم تقمـوا‬

‫الموضع المناسب بل رز اإلبرة ‪..‬‬

‫فلمــا أصــبحوا ــدوا إلــى م الســهم حــول الكعبــة ‪ ..‬حيــث‬

‫‪ .45‬جلد الذات !!‬

‫ينقضوها ‪..‬‬

‫أنتم فتتكلمون ‪..‬‬

‫ي تمع الناس ويتبايعون ‪..‬‬

‫الطبيب الحاذع يتلمس أوالً بأصابعه ‪ ..‬فيهتار‬

‫من الذكريات ‪..‬‬

‫و دا زهير بن أبي أمية عليه حلة ‪..‬‬

‫أنا خرجنا مرة للبر ‪ ..‬وكان معنا أبو خالـد ‪ ..‬صـديق‬

‫فطا بالبيي سبعاً ‪ ..‬رم أ بل على الناس وصرخ ‪:‬‬

‫يــاااا أهــل مكــة أنأكــل الطعــام ‪..‬؟ ونلــبس ال يــاب ‪..‬؟ وبنــو‬

‫لنا نظر ضعيف جداً ‪..‬‬

‫كنــا نهدمــه ‪ ..‬نقــرب إليــه المــا ‪ ..‬التمــر ‪ ..‬القهــوة‬

‫ها ــم هلك ــي !! ال يب ــاع له ــم وال يبت ــاع م ــنهم ‪ ..‬وا ال‬

‫‪ ..‬وه ـ ــو ي ـ ــردد ‪ :‬ال ب ـ ــد أن أس ـ ــاعدكم ‪ ..‬أري ـ ــد أن‬

‫فصرخ أبو جهل ‪..‬وكان في م لس مـع أصـحابه ‪ ..‬ـال ‪:‬‬

‫ونحن ننها عن ذلع ‪..‬‬

‫أ عد حتى تشق هذ الصحيهة القاهعة الظالمة ‪..‬‬ ‫كذبي ‪ ..‬وا ال تشق ‪..‬‬

‫أ تنل معكم ‪ ..‬كلهوني بأي عمل ‪..‬‬

‫ذبحنا اة معنا ‪ ..‬و طعناها ووضعناها فـي القـدر ‪..‬‬

‫فقام زمعة بن األسود وصـرخ ‪ :‬بـل أنـي وا أكـذب ‪ ..‬مـا‬

‫تمهيداً لطبهها ‪ ..‬ولم نشعل النار بعد ‪..‬‬

‫فالتهـي إليـه أبـو جهـل ليـرد عليـه ‪ ..‬فهاجـأ البهتـر ائمـاً‬ ‫يقـول ‪ :‬صــدع زمعــة ‪ ..‬ال نرضــى مــا كتــب فيهــا وال نقــر بــه‬

‫تحركي الشهامة في أبي خالد – ويـا ليتهـا لـم تهعـل‬

‫رضينا كتابتها حين كتبي ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫وانشنلنا بنصب الهيمة ‪ ..‬وترتيب األ راض ‪..‬‬ ‫ فقـام وتوجـه إلـى القـدر ‪ ..‬فـرأ اللحـم ‪ ..‬فــأدرك‬‫أن أول ـ ــي سـ ــنهعله هـ ــو أن نصـ ــب المـ ــا علـ ــى‬

‫‪126‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫اللحـ ــم ‪ ..‬فتوجـ ــه إلـ ــى األ ـ ـراض فـ ــي السـ ــيارة ‪ ..‬وجعـ ــل‬

‫يعر ويتألم من ركبتيه بشدة ‪..‬‬

‫أرب ــع مط ــارات بالس ــتيع فيه ــا م ــا ‪ ..‬وبنـ ـزين ‪ ..‬وأ ـ ـراض‬

‫توبيخ ‪ ..‬بل ابتسم وأ هر الرضى ‪..‬‬

‫يتلمس األ ـراض ‪ ..‬مولـد كهربـا ‪ ..‬أسـالك ‪ ..‬مصـابيح ‪..‬‬ ‫أخر ‪..‬‬

‫لكنه أع بني أنه لـم يـزد ألمـه بصـراخ أو سـب ‪ ..‬أو‬ ‫ومــا فائــدة الص ـراخ ؟ واألمــر ــد انتهــى ‪ ..‬وصــاحبنا‬

‫فالتقط أ رب مطارة إليه ‪ ..‬وأ بل بها مبته اً إلـى القـدر ‪..‬‬

‫أدرك خطأ ‪..‬‬

‫لمحه أحدنا ‪ ..‬فصرخ به ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬أبو خالد ‪..‬‬

‫القاعدة ‪:‬‬

‫وهو يردد ‪ :‬خلوني أ تنل ‪ ..‬خلوني ‪..‬‬

‫ال تهتم بصنائر األمور ‪..‬‬

‫وأفرغ نصهها فيه ‪..‬‬

‫إذا أردت أن تسـ ـ ــتمتع بحياتـ ـ ــع ‪ ..‬فاعمـ ـ ــل بهـ ـ ــذ‬

‫فســحبنا المطــارة منــه فــوراً ‪ ..‬و ر نــا فــي الضــحع الــذي‬

‫نحن أحياناً نعذب أنهسنا ‪ ..‬ون لدها ‪..‬‬

‫ألننــا اكتشــهنا أنهــا مطــارة البن ـزين ‪ ..‬وليســي مطــارة المــا‬

‫افـرض أنـع دخلـي إلـى حهـل عـرس ‪ ..‬و ـد لبســي‬

‫وتندينا على خبز و اي ‪..‬‬

‫حتى صرت أجمل من العريس !!‬

‫لم تهسد الرحلة ‪ ..‬بل كاني من أمتع الرحالت ‪..‬‬

‫وبـدأت تصـافح النـاس واحــداً واحـداً ‪ ..‬وف ـأة أ بــل‬

‫وأذكر أيضاً ‪:‬‬

‫فس ـ ــقطي النت ـ ــرة والعق ـ ــال ‪ ..‬والطا ي ـ ــة ‪ ..‬وص ـ ــار‬

‫ينالبه البكا ‪..‬‬ ‫‪!!..‬‬

‫ولماذا نعذب أنهسنا بأمر د انتهى ‪..‬‬

‫ونضيق ونتألم ‪ ..‬واأللم ال يحل المشكلة ‪..‬‬

‫روبـاً حسـناً ‪ ..‬ووضـعي فــوع رأسـع تـرة وعقــاالً ‪..‬‬

‫ههل من ورائع ‪ ..‬وتعلق بطر‬

‫لما كني في ال انوية خرجي مع بعط الزمال فـي رحلـة ‪..‬‬

‫تعطلي بطارية إحد السيارات ‪..‬‬

‫ترتع ‪ ..‬وسـحبها‬

‫كلع مضحكاً ‪..‬‬

‫كيف تتصر ؟‬

‫أ بلن ــا بس ــيارة أخ ــر وأو هاناه ــا أمامه ــا لنوص ــل ببطاريته ــا‬

‫ك يــر منــا يتعامــل مــع هــذ المشــكلة بأســلوب هــو‬

‫أ بــل هــارع وو ــف بــين الســيارتين ‪ ..‬و ــبع األســالك فــي‬

‫يركط ورا الصنير ‪ ..‬يصرخ ‪ ..‬يسب ‪ ..‬يلعن ‪..‬‬

‫‪ ..‬رم أ ار ألحد الشباب ‪ ..‬نل السيارة ‪..‬‬

‫انتبا ‪ ..‬وض ة ‪ ..‬وأضحع الناس عليه ‪..‬‬

‫البطارية المتعطلة ‪..‬‬

‫بطاريـة الســيارة األولــى ‪ ..‬رــم ـبكها فــي البطاريــة المتعطلــة‬ ‫ركــب صــاحبنا ‪ ..‬وكــان نا ــل الحركــة و القيــر علــى ر ــم‬

‫ليس حالً لها ‪..‬‬

‫والنتي ة ‪ :‬أنه حقق ما كـان يريـد الطهـل مـن جـذب‬

‫وربما صور بعضهم وصار بلوتوراً يتنا لونه ‪!!..‬‬

‫واحــد ‪ ..‬فمــا إن ــنل الســيارة حتــى ه ــزت الســيارة إلــى‬

‫أنــي هنــا – حقيقــة – ال تعــذب الطهــل إنمــا تعــذب‬

‫وو ع على األرض مصاباً ‪..‬‬

‫أو افرض أنع ‪..‬‬

‫األم ــام وص ــكي ركبت ــي ه ــارع ب ــين ص ــدامي الس ــيارتين ‪..‬‬ ‫وصاحبنا في السيارة يردد ‪ :‬أ نل مرة رانية ؟!!‬

‫أبعــدنا الســيارتين ‪ ..‬وســاعدنا هــارع علــى المشــي ‪ ..‬كــان‬

‫‪127‬‬

‫نهسع ‪..‬‬

‫لبسي روباً جديداً ‪ ..‬ربما لم تسدد يمته بعد ‪..‬‬ ‫وذهبي إلى ركة لتقدم على و يهة ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫مـررت بأحـد األبـواب كــان مـدهوناً بـالطال للتـو ‪ ..‬وب انبــه‬ ‫لوحة تحذيرية لم تنتبه لها ‪..‬‬

‫يوم تل أصحابه بين يديه ‪..‬‬

‫يــوم عــاد ‪ ‬إلــى المدينــة ‪ ..‬و ــد نقــر ســبعون مــن‬

‫وف ــأة مس ــح ي نص ــف الطـ ــال ب وبـــع ‪ ..‬وهه ــق عامـ ــل‬

‫أصــحابه ‪ ..‬ف ـرأ النســا األرامــل واألههــال اليتــامى‬

‫الطال يصرخ بع ساباً ضباباً ‪..‬‬ ‫كيف تتعامل مع هذ المشكلة ؟‬

‫‪ ..‬يبح ون عن أحبابهم وآبائهم ‪..‬‬ ‫فعالً ‪ ..‬كان ذلع اليوم اسياً ‪..‬‬

‫نحن في ك ير من األحيان أيضاً نتعامل معها بأسـلوب لـيس‬

‫كاني عائشة تنتظر ال واب ‪ ..‬فقال ‪: ‬‬

‫ن ور ‪ ..‬نسب العامل ‪ ..‬لِ َم لم تضـع لوحـة واضـحة ‪ ..‬فيـرد‬

‫يوم العقبة ‪ ..‬إذ عرضي نهسي ‪..‬‬

‫األرض أك ر مما تلطهي بطال الباب !!‬

‫وتكــذيبهم لــه ‪ ..‬ورمــي ســههائهم لــه بالح ــارة حتــى‬

‫حالً لها ‪..‬‬

‫علي ــع بنض ــب ‪ ..‬و ــد تك ــون النتي ــة أن ت ــتلطخ بتـ ـراب‬

‫ما لقيي من ومع كان أ د منه ‪..‬‬

‫رـ ــم ذكـ ــر لهـ ــا صـ ــة استنصـ ــار بأهـ ــل الطـ ــائف ‪..‬‬ ‫و‪63‬‬

‫على رسلع ‪ ..‬تـدري أنـي ا ن مـاذا تهعـل ؟! إنـع تعـذب‬

‫أدموا دميه ‪..‬‬

‫و ــل م ــل ذلــع لــو تزينــي وذهبــي خاهب ـاً ‪ ..‬فمــرت بــع‬

‫كان ال يسمح لها أن تـننر عليـه اسـتمتاعه بالحيـاة‬

‫نهسع ‪ ..‬ت لد ذاتع ‪..‬‬

‫سيارة وأني خار من البيي ‪ ..‬ور ي عليع من ما كـان‬

‫‪..‬‬

‫ومع وجـود هـذ ا الم فـي تـاريخ حياتـه ‪ .. ‬إال أنـه‬

‫‪..‬‬

‫م تمع ـ ـاً علـ ــى األرض ‪ ..‬هـ ــل سـ ــتعذب نهسـ ــع فتصـ ــرخ‬ ‫وتزعق بالسيارة وركابها ‪ ..‬وهي د ولَّتع هرها ‪..‬‬

‫وبقيي حسناتها ‪..‬‬

‫وكذلع ‪..‬‬

‫إذن ال تقتل نهسع بالهم ‪..‬‬

‫ال داعي لنتذكر دائماً ا الم التي مستنا في حياتنا ‪..‬‬ ‫محمد ‪ ‬مرت به لحظات حزينة في حياته ‪..‬‬

‫ال تس ــتحق االلته ــات إليه ــا ‪ ..‬و ــد مض ــي آالمهـ ـا‬

‫وكذلع ال تقتل الناس بالهم واللوم ‪..‬‬

‫نحن أحياناً نتعامل مع بعط المشـاكل بأسـاليب هـي‬

‫حتى جلس يومـاً مـع زوجـه الحنـون عائشـة ‪ .. ‬فـي لحظـة‬

‫في الحقيقة ليسي حالً لها ‪..‬‬

‫هل أتى عليع يوم أ د عليع من يوم أحد ؟‬

‫لــم يكــن ســاد ومــه بقــوة جســد ‪ ..‬وال ك ــرة مــال ‪..‬‬

‫آآآ ‪ ..‬مـا أ سـى ذلـع اليـوم ‪ ..‬يــوم ُتـل عمـه حمـزة وهــو‬

‫وإنما سادهم بالحلم والعقل ‪..‬‬

‫يــوم و ــف ينظــر إلــى عمــه و ــرة عينــه ‪ ..‬و ــد ُجــدع أنهــه ‪..‬‬

‫فأ بلوا إلى سهيه من سههائهم و الوا له ‪:‬‬

‫ساكنة ‪ ..‬فسألته ‪:‬‬

‫مرت تلع المعركة في ذاكرة النبي ‪.. ‬‬ ‫َّ‬

‫كان األحنف بن يس سيد بني تميم ‪..‬‬

‫وال ارتهاع نسب ‪..‬‬

‫من أحب الناس إليه ‪..‬‬

‫وم ِّزع جسد ‪..‬‬ ‫و طعي أذنا ‪ ..‬و ُ َّق بطنه ‪ُ ..‬‬ ‫وج ــرد وجهـــه ‪ ..‬وســـالي منـ ــه‬ ‫ي ــوم كسـ ــرت أس ــنانه ‪ُ .. ‬‬

‫الدما ‪..‬‬

‫حقد عليه وم ‪..‬‬

‫هذ ألف درهـم علـى أن تـذهب إلـى سـيد بنـي تمـيم‬

‫‪ ..‬األحنف بن يس ‪ ..‬فتلطمه على وجهه ‪..‬‬ ‫) ‪( 63‬‬

‫‪128‬‬

‫تقدمت القصة كاملة ص‬

‫‪.‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫مضى السهيه ‪ ..‬فـنذا األحنـف جـالس مـع رجـال ‪ ..‬محتبيـاً‬ ‫بكـل رزانـة ‪ ..‬ــد ضـم ركبتيــه إلـى صــدر ‪ ..‬وجعـل يحــدث‬

‫التعامل مع المشكلة بأساليب ليسي حالً لها ‪..‬‬ ‫يعذبع ‪ ..‬وال يحل المشكلة !!‬

‫ومه ‪..‬‬

‫ا تـرب السـهيه منـه ‪ ..‬ودنـا ‪ ..‬ودنـا ‪ ..‬فلمـا و ـف عنـد ‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫مد األحنف إليه رأسه اناً أنه سيسر إليه بشي ‪..‬‬

‫كم تر من الناس اضباً وهو يقود سيارته ‪..‬‬

‫كادت تمزع خد !!‬

‫دائماً زحمة ‪ ..‬زحمة ‪..‬‬

‫فــنذا بالســهيه يرفــع يــد ويلطــم األحنــف علــى وجهــه لطمــة‬

‫‪ .46‬مشاكل ليس لها حل ‪..‬‬ ‫وربمــا ضــرب بيديــه عل ـى مقوده ــا ‪ ..‬وردد ‪ ..‬أووو‬

‫نظـ ــر األحنـ ــف إليـ ــه ‪ ..‬ولـ ــم يحـ ــل حبوتـ ــه ‪ ..‬و ـ ــال بكـ ــل‬

‫أو ــد تـ ـرا يمشـ ــي ف ــي الطري ــق ‪ ..‬وال يحتمـ ــل أن‬

‫لماذا لطمتني ؟!!‬

‫أووو حررر ديييد ‪!!..‬‬

‫هدووو ‪:‬‬

‫يكلمـه أحـد ‪ ..‬بــل متضـايق أ ــد الضـيق ‪ ..‬ويــردد ‪:‬‬

‫ــال ‪ :‬ــوم أعط ـوني ألــف درهــم علــى أن ألطــم ســيد بنــي‬

‫تميم ‪..‬‬

‫وربم ــا كن ــي زم ــيالً ل ــه ف ــي مكت ــب واح ــد ‪ ..‬تبتل ــى‬

‫برؤيتــه كــل يــوم ‪ ..‬ويشــنلع كلمــا جلــس ‪ " ..‬يــاخي‬

‫فقال األحنف ‪ ..‬آآآ ‪ ..‬ما صنعي يئاً ‪..‬‬

‫العمـل ك يييــر ‪ ..‬أووو إلــى متـى مــا يزيــدون رواتبنــا "‬

‫ال ‪ :‬ع باً !! فأين سيد بني تميم ‪..‬‬

‫وربما أك ر التشكي مـن آالم بدنـه ‪ ..‬أو إعا ـة ولـد‬

‫لسي سيد بني تميم ‪!..‬‬

‫‪ ..‬ويدخل عابساً ‪ ..‬ويهر ساخطاً ‪..‬‬

‫ـ ــال ‪ :‬هـ ــل تـ ــر ذاك الرجـ ــل ال ـ ــالس وحـ ــد ‪ ..‬وسـ ــيهه‬

‫ب انبه ؟‬

‫وأ ــار إل ــى رج ــل اســمه حارر ــة ب ــن دامــة ‪ ..‬ام ــت‬ ‫سم ضبه على أمةٍ لكهاهم ‪..‬‬ ‫و يظاً ‪ ..‬لو ُ ِّ‬

‫ض ــباً‬

‫ال ‪ :‬نعم أرا ‪ ..‬ال الس هناك ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فاذهب والطمه لطمة ‪ ..‬فذاك سيد بني تميم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ال بـ ــد أن نقتنـ ــع جميعــ ـاً أننـ ــا تواجهنـ ــا فـ ــي حياتنـ ــا‬

‫مشــاكل لــيس لهــا حــل ‪ ..‬فــال بــد أن نتعامــل معهــا‬

‫بأريحية ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬السما كئيبة وت هما ***‬

‫لي ‪ :‬ابتسم ‪ ،‬يكهي الت هم في السما!‬

‫مضـى الرجــل إليــه ‪ :‬وا تــرب مــن حاررــة ‪ ..‬فــنذا عينــا حاررــة‬

‫ال ‪ :‬الصبا ولى ! فقلي له ‪ :‬ابتسم ***‬

‫و ف السهيه عليـه ‪ ..‬ورفـع يـد ولطمـه علـى وجهـه ‪ ..‬فمـا‬

‫ال ‪ :‬التي كاني سمائي في الهو ***‬

‫تلتمع رراً ‪..‬‬

‫كـادت يـد تهــارع خـد حتـى الــتقط حاررـة سـيهه ‪ ..‬و طــع‬

‫يد ‪!!..‬‬

‫لن يرجع األسف الصبا المتصرما‬ ‫صارت لنهسي في النرام جهنما‬

‫خاني عهودي بعدما ملكتها ***‬

‫و ديماً يل ‪ :‬الهائز هو الذي يضحع في النهاية !!‬

‫لبي فكيف أهيق أن أتبسما‬

‫لي ‪ :‬ابتسم واهرب فلو ارنتها ***‬ ‫ضيي عمرك كله متألما‬

‫ناعة ‪..‬‬

‫‪129‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فقال المعافى ‪ :‬أستدفأت ا ن ؟‬

‫ال ‪ :‬العد حولي علي صيحاتهم ***‬ ‫ُسر واألعدا حولي في الحمى‬ ‫أَأ َ‬ ‫لي ‪ :‬ابتسم ‪ ،‬لم يطلبوك بذمهم ***‬

‫ال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فمـاذا اسـتهدت مـن الـذم ؟ لـو سـبحي لكـان‬

‫خيراً لع ‪..‬‬

‫أجل وأعظما!‬ ‫لو لم تكن منهم َّ‬

‫ال ‪ :‬الليالي جرعتني علقماً ***‬

‫عش حياتع ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬ابتسم ولئن جرعي العلقما‬ ‫فلعل يرك إن رآك ُم َرنِّـماً ***‬

‫األمور ‪ ..‬وإنما استمتع بحياتع ‪..‬‬

‫أتراك تننم بالترنم درهماً ***‬

‫‪ .47‬ال تقتل نهسع بالهم ‪..‬‬

‫ال تنقب عن المشكالت ‪ ..‬وال تد ق في صنائر‬

‫هرد الك بة خلهه وترنما‬

‫أم أني تهسر بالبشا ة مننماً‬ ‫فاضحع فنن الشهب تضحع والدجى ***‬

‫كان أحد هالبي في ال امعة ‪..‬‬

‫ــاب أســبوعاً كــامالً ‪ ..‬رــم لقيتــه فســألته ‪ :‬ســالمات‬

‫متالهم ولذا نحب األن ما و‪.. 64‬‬

‫‪ ..‬سعد ‪..‬؟‬

‫نعم استمتع بحياتع ‪..‬‬

‫انتبـه أن تكـون روفــع مـلررة علـى ســلوكع ‪ ..‬فـي عملــع‬

‫ال ‪ :‬ال ي ‪ ..‬كني مشنوالً ليالً ‪..‬‬ ‫كان الحزن واضحاً عليه ‪..‬‬

‫فمــا ذن ــبهم أن يتعــذبوا ب ــأمور لــيس ه ــم هرف ـاً فيه ــا ‪ ..‬وال‬

‫ــال ‪ :‬كــان ولــدي مريضـاً ‪ ..‬عنــد تليــف فــي الكبــد‬

‫ال ت علهـ ــم إذا رأوك ‪ ..‬أو ذكـ ــروك ‪ .‬ذكـ ــروا معـ ــع الهـ ــم‬

‫أمس أن التسمم تسلل إلى الدماغ ‪..‬‬

‫‪ ..‬أوالدك ‪ ..‬زمالئع ‪..‬‬ ‫يملكون حلها ؟‬ ‫والحزن ‪..‬‬

‫لــذا نهــى ‪ ‬عــن النياحــة علــى الميــي ‪ ..‬والصـراخ ‪ ..‬و ــق‬ ‫ال يب ‪ ..‬وحلق الشعر ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬ما الهبر ؟‬

‫‪ ..‬وأصــابه بــل أيــام تســمم فــي الــدم ‪ ..‬وتهاج ــأت‬ ‫لي ‪ :‬ال حول وال ـوة إال بـا ‪ ..‬اصـبر ‪ ..‬وأسـأل‬

‫ا أن يشهيه ‪..‬‬

‫وإن ضــى ا عليــه بشــي ‪ ..‬فأســأل ا أن ي علــه‬

‫لماذا ؟‬

‫افعاً لع يوم القيامة ‪..‬‬

‫ألن التعام ــل م ــع الم ــوت يك ــون بتنس ــيل المي ــي وتكهين ــه‬

‫ال ‪ :‬افع ؟ يا يخ ‪ ..‬الولد ليس صنيراً ‪..‬‬

‫أما الصراخ والعويل فال ينهع يئاً ‪ ..‬سـو أنـه يقلـب متعـة‬

‫ال ‪ :‬سبع عشرة سنة ‪..‬‬

‫مشـى المعـافى بــن سـليمان مـع صــاحب لـه ‪ ..‬فالتهـي إليــه‬

‫فههط رأسـه و ـال ‪ :‬يـا ـيخ ‪ ..‬لـيس لـه إخـوان ‪..‬‬

‫والصالة عليه ودفنه ‪ ..‬والدعا له ‪..‬‬

‫الحياة إلى أحزان ‪..‬‬

‫صاحبه عابساً و ال ‪ :‬ما أ د البرد اليوم ؟‬ ‫) ‪( 64‬‬

‫لي ‪ :‬كم عمر ؟‬

‫لي ‪ :‬ا يشهيه ‪ ..‬ويبارك لع في إخوانه ‪..‬‬

‫لم أُرزع بنير هذا الولد ‪ ..‬و د أصابه ما تر ‪..‬‬

‫لي له ‪ :‬سعد ‪ ..‬بكـل اختصـار ‪ ..‬ال تقتـل نهسـع‬

‫أبيات إليليا أبو ماضي من ديوانه ص‪656‬‬

‫‪131‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫بالهم ‪ ..‬لن يصيبنا إال ما كتب ا لنا ‪..‬‬

‫سبحان من صبر ‪ ..‬وربي لبه ‪..‬‬

‫نعم ال تقتل نهسع بالهم ‪ ..‬فالهم ال يههف المصيبة ‪..‬‬

‫أحد عند يهدم أو يُعين ‪..‬‬

‫التقيــي بهالــد ‪ ..‬ــال ل ــي ‪ :‬مــا رأيــع أن ن ــزور الــدكتور ‪:‬‬

‫أنه أحد المعزين ‪ ..‬وأن المصاب ير ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬لماذا ‪ ..‬ما الهبر ؟‬

‫وله ما أعطى ‪ ..‬وكل ي عند بأجل مسمى ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعزيه ‪..‬‬

‫وهذا هو مة العقل ‪ ..‬فلو لم يهعل ذلـع ‪ ..‬لمـات‬

‫رم خههي عنه مصابه وذهبي ‪..‬‬

‫أذكر أني بل فترة ‪ ..‬ذهبي إلى المدينة النبوية ‪..‬‬ ‫عبد ا ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬نعزيه ؟!!‬

‫ــال ‪ :‬نعــم ‪ ..‬ذه ــب ولــد الكبي ــر بالعائل ــة كلهــا لحض ــور‬

‫ك ــان الض ــيو ي ــأتون ‪ ..‬معه ــم هـ ـوتهم ‪ ..‬ألن ــه ال‬

‫الع يب أنع إذا رأيي الرجل فـي العـزا ‪ ..‬حسـبي‬ ‫كـان يـردد ‪ ..‬إنـا‬

‫وإنـا إليـه راجعـون ‪..‬‬

‫هماً ‪..‬‬

‫أعــر أحــد النــاس أرا دائم ـاً ســعيد ‪ ..‬وإذا تأملــي‬

‫حهــل ع ــرس فــي مدينــة م ــاورة ‪ ..‬وبقــي هــو فــي المدينــة‬

‫حاله وجدت ‪:‬‬

‫وفي أرنا عودتهم و ـع لهـم حـادث مـروع ‪ ..‬فمـاتوا جميعـاً‬ ‫‪ ..‬أحد عشر نهساً !!‬

‫بيته وضيق ‪ ..‬إي ار ‪..‬‬

‫الرتباهه بال امعة ‪..‬‬

‫كــان الــدكتور رج ـالً صــالحاً ــد جــاوز الهمســين ‪ ..‬لكنــه‬ ‫على كل حال ‪ ..‬بشر ‪ ..‬له مشاعر وأحاسيس ‪..‬‬

‫مـا أخــذ‬

‫و يهته متواضعة‬

‫سيارته ديمة ‪..‬‬

‫أوالد ك يرون ‪..‬‬

‫ومع ذلع كـان دائـم االبتسـامة ‪ ..‬محبوبـاً ‪ ..‬يعـيش‬

‫ف ــي ص ــدر ل ــب ‪ ..‬ول ــه عين ــان تبكي ــان ‪ ..‬ونه ــس ته ــرد‬

‫حياته ‪..‬‬

‫تلقــى الهب ــر المه ــزع ‪ ..‬ص ــلى علــيهم ‪ ..‬رــم وســدهم ف ــي‬

‫وال تك ر التشكي‪..‬فيملع الناس‪..‬‬

‫صــار يطــو فــي بيتــه حيـران ‪ ..‬يمــر بألعــاب متنــاررة ‪ ..‬ــد‬

‫‪ ..‬يا أخي مسكين ولدي ‪ ..‬خالص فهمنا ‪..‬‬

‫تلعبان بها ‪ ..‬ماتتا ‪..‬‬

‫امـرأة مــع زوجهـا ‪ :‬بيتنــا ـديم ‪ ..‬ســيارتنا متهالكــة ‪..‬‬

‫وتحزن ‪..‬‬

‫التراب بيديه ‪ ..‬إحد عشر نهساً ‪..‬‬

‫مضى عليها أيام لم تحرك ‪ ..‬ألن خلـود وسـارة اللتـان كانتـا‬

‫يأوي إلى فرا ه ‪ ..‬لم يرتب ‪ ..‬ألن أم صالح ‪ ..‬ماتي ‪..‬‬

‫صحيح ‪ ..‬ال يقتل نهسه بالهم ‪..‬‬

‫عنـد ولــد معــوع ‪ ..‬ولــدي مـريط ‪ ..‬ضــايق صــدري‬

‫راتبي ليل ‪..‬‬

‫ريابي ليسي على الموضة ‪..‬‬

‫يمــر بدراجــة ياســر ‪ ..‬لــم تتحــرك ‪ ..‬ألن الــذي كــان يقودهــا‬

‫أفنيي يا مسكين عمرك بالتأو والحزن‬

‫يدخل ر ابنته الكبـر ‪ ..‬يـر حقائـب عرسـها مصـهوفة‬

‫إن لم تقم بالعب أني فمن يقوم به إذن‬

‫‪ ..‬مااات ‪..‬‬

‫‪ ..‬ومالبسها مهرو ة علـى سـريرها ‪ ..‬ماتـي ‪ ..‬وهـي ترتـب‬

‫ألوانها وتنسقها ‪..‬‬

‫و للي مكتو اليدين تقول حاربني الزمن‬

‫إضا ة‬

‫‪131‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫دلــف بنــا إلــى أحــد الممـرات ‪ ..‬ســمعي أصــواتاً هنــا‬

‫عش حياتع بما بين يدك من معطيات ‪ ..‬لتسعد‬

‫وهناك ‪..‬‬

‫‪ .48‬ارض بما سم ا لع ‪..‬‬

‫كاني ر المرضى موزعة على جانبي الممر ‪..‬‬

‫كنـ ــي فـ ــي رحلـ ــة إلـ ــى أحـ ــد البلـ ــدان إللقـ ــا عـ ــدد م ـ ــن‬

‫مررنــا بنرفــة عــن يميننــا ‪ ..‬نظــرت داخلهــا فــنذا أك ــر‬

‫كــان ذلــع البلــد مشــهوراً بوجــود مستشــهى كبيــر ل م ـراض‬

‫عليه رجل ينتهط بيديه ورجليه ‪..‬‬

‫المحاضرات ‪..‬‬

‫العقلية ‪..‬أو كما يسميه الناس "مستشهى الم انين" ‪..‬‬

‫مـن عشـرة أسـرة فار ـة ‪ ..‬إال واحـداً منهـا ـد انـبطح‬

‫التهي إلى الطبيب وسألته ‪ :‬ما هذا !!‬

‫ألقيي محاضـرتين صـباحاً ‪ ..‬وخرجـي و ـد بقـي علـى أذان‬

‫ــال ‪ :‬ه ــذا م ن ــون ‪ ..‬ويص ــاب بنوب ــات صـ ــرع ‪..‬‬

‫كان معي عبد العزيز ‪ ..‬رجل من أبرز الدعاة ‪..‬‬

‫لــي ‪ :‬ال حــول وال ــوة إال بــا ‪ ..‬منــذ متــى وهــو‬

‫الظهر ساعة ‪..‬‬

‫تصيبه كل خمس أو سي ساعات ‪..‬‬

‫التهــي إلي ـ ه ونحــن فــي الســيارة ‪ ..‬لــي ‪ :‬عبــد العزي ــز ‪..‬‬ ‫هناك مكان أود أن أذهب إليه ما دام في الو ي متسع ‪..‬‬

‫ـ ــال ‪ :‬أي ـ ــن ؟ ص ـ ــاحبع الش ـ ــيخ عب ـ ــد ا ‪ ..‬مس ـ ــافر ‪..‬‬

‫على هذا الحال ؟‬

‫ال ‪:‬منذ أك ر من عشر سنوات ‪..‬كتمـي عبـرة فـي‬

‫نهسي ‪ ..‬ومضيي ساكتاً ‪..‬‬

‫والــدكتور أحمــد اتصــلي بــه ولــم ي ــب ‪ ..‬أو تريــد أن نمــر‬

‫بعـد خطـوات مشـيناها ‪ ..‬مررنـا علـى رفـة أخــر ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬كال ‪ ..‬بل ‪ :‬مستشهى األمراض العقلية ‪..‬‬

‫رجـل مــن النرفــة ‪ ..‬ويشــير لنــا إ ــارات يــر مههومــة‬

‫المكتبة الترارية ‪ ..‬أو ‪..‬‬

‫بابهــا منلــق ‪ ..‬وفــي البــاب فتحــة يطــل مــن خاللهــا‬

‫ال ‪ :‬الم انين !! لي ‪ :‬الم انين ‪..‬‬

‫فضحع و ـال مازحـاً ‪ :‬لمـاذا ‪ ..‬تريـد أن تتأكـد مـن عقلـع‬

‫‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫حاولـ ــي أن أس ـ ــرع النظ ـ ــر داخ ـ ــل النرف ـ ــة ‪ ..‬ف ـ ــنذا‬

‫جدرانها وأرضها باللون البني ‪..‬‬

‫لــي ‪ :‬ال ‪ ..‬ولك ــن نس ــتهيد ‪ ..‬نعتب ــر ‪ ..‬نع ــر نعم ــة ا‬

‫سألي الطبيب ‪ :‬ما هذا ؟!! ال ‪ :‬م نون ‪..‬‬

‫علينا ‪..‬‬

‫ـعرت أنــه يســهر مـن سـلالي ‪ ..‬فقلــي ‪ :‬أدري أنــه‬

‫سكي عبد العزيز يهكر في حالهم ‪ ..‬ـعرت أنـه حـزين ‪..‬‬

‫م نــون ‪ ..‬لــو كــان عــا الً لمــا رأينــا هنــا ‪ ..‬لكــن مــا‬

‫أخذني بسيارته إلى هناك ‪..‬‬

‫فق ــال ‪ :‬ه ــذا الرجـ ــل إذا رأ جـــداراً ‪ ..‬رـــار وأ بـ ــل‬

‫كان عبد العزيز عاههياً أك ر من الالزم ‪..‬‬

‫صته ؟‬

‫أ بلن ــا عل ــى مبن ــى كالمنارة‪..‬األ ـ ـ ار تح ــيط ب ــه م ــن ك ــل‬

‫يضـربه بيــد ‪ ..‬وتــارة يضـربه برجلــه ‪ ..‬وأحيانـاً برأســه‬

‫ابلنــا أحــد األهبــا ‪ ..‬رحــب بنــا رــم أخــذنا فــي جولــة فــي‬

‫فيوماً تتكسر أصـابعه ‪ ..‬ويومـاً تكسـر رجلـه ‪ ..‬ويومـاً‬ ‫يشـ ــج رأسـ ــه ‪ ..‬ويوم ـ ـاً ‪ ..‬ولـ ــم نسـ ــتطع عالجـ ــه ‪..‬‬

‫جانب‪..‬كاني الك بة اهرة عليه‪..‬‬ ‫المستشهى ‪..‬‬

‫أخذ الطبيب يحدرنا عن م سيهم ‪ ..‬رم ال ‪:‬‬

‫‪..‬‬

‫فحبس ــنا ف ــي رف ــة كم ــا ت ــر ‪ ..‬ج ــدرانها وأرض ــها‬

‫وليس الهبر كالمعاينة ‪..‬‬

‫‪132‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫مبطنـ ــة باإلسـ ــهنج ‪ ..‬فيضـ ــرب كمـ ــا يشـ ــا ‪ ..‬رـ ــم سـ ــكي‬

‫ونائم ‪..‬‬

‫أم ــا أن ــا وص ــاحبي عب ــد العزي ــز ‪ ..‬فظللن ــا وا ه ــين نتم ــتم ‪:‬‬

‫رجل جاوز عمـر الهمسـين ‪ ..‬ا ـتعل رأسـه ـيباً ‪..‬‬

‫رم مضينا نسير بين ر المرضى ‪..‬‬

‫بعضــه علــى بعــط ‪ ..‬ينظــر إلينــا بعينــين زائنت ــين ‪..‬‬

‫الطبيب ‪ ..‬ومضى أمامنا ما ياً ‪..‬‬ ‫الحمد‬

‫الذي عافانا مما ابتالك به‬

‫و ‪ ..‬و ‪ ..‬ع باً ماذا أر ؟؟‬

‫وجلــس علــى األرض القرفصــا ‪ ..‬ــد جمــع جســمه‬

‫حتـى مررنــا علـى رفــة لــيس فيهـا أســرة ‪ ..‬وإنمـا فيهــا أك ــر‬

‫يتلهي بهزع ‪..‬‬

‫‪ ..‬وهذا ينني ‪ ..‬وهذا يتلهي ‪ ..‬وهذا ير ر ‪..‬‬

‫لكن الشـي النريـب الـذي جعلنـي أفـزع ‪ ..‬بـل أرـور‬

‫من رالرين رجالً ‪ ..‬كل واحد منهم على حال ‪ ..‬هذا يـلذن‬ ‫وإذا مــن بيــنهم رالرــة ــد أُجلســوا علــى كراســي ‪ ..‬وربطــي‬

‫كل هذا هبيعي ‪..‬‬

‫‪ ..‬هــو أن الرجــل ك ــان عاريــاً تمامــاً ل ــيس عليــه م ــن‬

‫أي ــديهم وأرجلهـ ــم ‪ ..‬وهـ ــم يتلهت ــون ح ـ ـولهم ‪ ..‬ويحـ ــاولون‬

‫اللباس وال ما يستر العورة المنلظة ‪..‬‬

‫التهلي فال يستطيعون ‪..‬‬

‫تنير وجهي ‪ ..‬وامتقـع لـوني ‪ ..‬والتهـي إلـى الطبيـب‬

‫تع بــي وســألي الطبيــب ‪ :‬مــا هــلال ؟ ولمــاذا ربطتمــوهم‬

‫فوراً ‪ ..‬فلما رأ حمرة عيني ‪..‬‬

‫فق ـ ــال ‪ :‬هـ ـ ــلال إذا رأوا ـ ـ ـيئاً أمـ ـ ــامهم اعتــ ــدوا عليـ ـ ــه ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫لــذلع نحــن ن ـربطهم علــى هــذا الحــال ‪ ..‬مــن الصــباد إلــى‬

‫وحــاول بلعــه ‪ ..‬و ــد نلبســه فــي اليــوم الواحــد أك ــر‬

‫المسا ‪..‬‬

‫من عشرة رياب ‪ ..‬وكلها على م ل هذا الحال ‪..‬‬

‫دون البا ين ؟‬

‫يكسرون النوافذ ‪ ..‬والمكيهات ‪ ..‬واألبواب ‪..‬‬

‫لي وأنا أدافع عبرتي ‪ :‬منذ متى وهم على هذا الحال ؟‬

‫ـال لـي ‪ ..‬هـدئ مـن ضـبع ‪ ..‬سأ ـرد لـع حالـه‬

‫هذا الرجل كلما ألبسنا روباً عضه بأسـنانه و طعـه ‪..‬‬

‫ـال ‪ :‬هـذا منــذ عشـر ســنوات ‪ ..‬وهـذا منــذ سـبع ‪ ..‬وهــذا‬

‫فتركنـا هكـذا صـيهاً و ـتا ً ‪ ..‬والـذين حولـه م ــانين‬ ‫ال يعقلون حاله ‪..‬‬

‫خرجــي مــن ــرفتهم ‪ ..‬وأنــا أتهكــر فــي حــالهم ‪ ..‬وأحمــد‬

‫أك ـ ــر ‪ ..‬ل ـ ــي للطبي ـ ــب ‪ :‬دلنـ ــي عل ـ ــى الب ـ ــاب ‪..‬‬

‫سألته ‪ :‬أين باب الهرو من المستشهى ؟‬

‫ال ‪ :‬بقي بعط األ سام ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بقي رفـة واحـدة ‪ ..‬لعـل فيهـا عبـرة جديـدة ‪ ..‬تعـال‬

‫لي ‪ :‬يكهي ما رأينا ‪..‬‬

‫وأخ ــذ بي ــدي إل ــى رف ــة كبيـ ــرة ‪ ..‬ف ــتح الب ــاب ودخـ ــل ‪..‬‬

‫هريقه بنر المرضى ‪ ..‬ونحن ساكتان ‪..‬‬

‫وجرني معه ‪..‬‬

‫وف أة التهي إلي وكأنه تذكر يئاً نسيه ‪ ..‬و ال ‪:‬‬

‫جديد ‪ ..‬لم يمط له إال خمس سنين !!‬ ‫ا الذي عافاني مما ابتالهم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫كــان مــا ف ــي النرفــة ــبيهاً بمــا رأيتــه ف ــي رفــة س ــابقة ‪..‬‬ ‫م موعة من المرضى ‪ ..‬كـل مـنهم علـى حـال ‪ ..‬را ـر ‪..‬‬

‫‪133‬‬

‫خرجــي مــن هــذ النرفــة ‪ ..‬ولــم أســتطع أن أتحمــل‬

‫للهرو ‪..‬‬

‫مشــى الطبيــب ومشــيي ب انبــه ‪ ..‬وجعــل يم ــر فــي‬

‫يا يخ ‪ ..‬هنا رجل من كبار الت ار ‪ ..‬يملـع مئـات‬ ‫الماليين ‪ ..‬أصابه لورـة عقليـة فـأتى بـه أوالد وألقـو‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫هنا منذ سنتين ‪..‬‬

‫فبعث إلى رسول ا ‪ ‬يستمد ‪..‬‬

‫وهنا رجل آخر كان مهندساً في ركة ‪ ..‬ورالث كان ‪..‬‬ ‫ومضــى الطبيــب يحــدرني بــأ وام ذل ـوا بعــد عــز ‪ ..‬وآخ ـرين‬

‫فبعــث إليــه ‪ ‬أبــا عبيــدة بــن ال ــراد ‪ ..‬أمي ـراً علــى‬

‫مــدد ‪ ..‬فيــه المهــاجرون األولــون ‪ ..‬وفــيهم أبــو بكــر‬

‫افتقروا بعد نى ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫وعمـ ــر ‪ ..‬و ـ ــال ‪ ‬ألبـ ــي عبيـ ــدة حـ ــين وجهـ ــه ‪ :‬ال‬

‫أخذت أمشي بين ر المرضى متهكراً ‪..‬‬

‫تهتلها ‪..‬‬

‫يعطي من يشا ‪ ..‬ويمنع من يشا ‪..‬‬

‫حتى إذا دم على عمرو ال لـه عمـرو ‪ :‬إنمـا جئـي‬

‫فهر أبو عبيدة ‪..‬‬

‫سبحان من سم األرزاع بين عباد ‪..‬‬

‫ـد يــرزع الرجــل مــاالً وحسـباً ونســباً ومنصــباً ‪ ..‬لكنــه يأخــذ‬

‫مدداً لي ‪..‬‬

‫جسداً ‪ ..‬لكنه مس ون في مستشهى الم انين ‪..‬‬

‫على ما أني عليه ‪..‬‬

‫من ــه العق ــل ‪ ..‬فت ــد م ــن أك ــر الن ــاس م ــاالً ‪ ..‬وأ ــواهم‬

‫فقال له أبو عبيدة ‪ :‬ال ولكن على ما أنا عليه وأنـي‬

‫و ـد يـرزع آخــر حسـباً رفيعـاً ‪ ..‬ومــاالً وفيـراً ‪ ..‬وعقـالً كبيـراً‬ ‫‪ ..‬لكنه يسلب منه الصحة ‪ ..‬فت د مقعداً على سـرير ‪..‬‬

‫الدنيا ‪..‬‬

‫ومن الناس مـن يلتيـه ا صـحة و ـوة وعقـالً ‪ ..‬لكنـه يمنعـه‬

‫فقــال لــه أبــو عبيــدة ‪ :‬يــا عمــرو إن رســول ا ‪.. ‬‬

‫عشرين أو رالرين سنة ‪ ..‬ما أ نى عنه ماله وحسبه ‪!!..‬‬

‫المــال فت ـرا يشــتنل حمــال أمتعــة فــي ســوع أو ت ـرا معــدماً‬ ‫فقيـراً يتنقــل بــين الحــر المتواضــعة ال يكــاد ي ــد مــا يســد‬

‫به رمقه ‪..‬‬

‫وكــان أبــو عبيــدة رج ـالً لين ـاً ســهالً ‪ ..‬هين ـاً عليــه أمــر‬ ‫فقال له عمرو ‪ :‬بل أني مددي ‪..‬‬ ‫د ال لي ‪:‬‬

‫ال تهتلها ‪ ..‬وإنع إن عصيتني أهعتع ‪..‬‬ ‫فقال له عمرو‪ :‬فنني أمير عليـع ‪ ..‬وإنمـا أنـي مـدد‬

‫ومــن النــاس مــن يلتيــه ‪ ..‬ويحرمــه ‪ ..‬وربــع يهلــق مــا يشــا‬

‫لي ‪..‬‬

‫فكان حرياً بكل مبتلى أن يعر هدايا ا إليه بل أن يعـد‬

‫فتقدم ‪ ..‬عمرو بن العاص ‪ ‬فصلى بالناس ‪..‬‬

‫ويهتار ‪ ..‬ما كان لهم الهيرة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فدونع ‪..‬‬

‫مصائبه عليـه ‪ ..‬فـنن حرمـع المـال فقـد أعطـاك الصـحة ‪..‬‬

‫وبعد النزوة ‪ ..‬كان أول من وصـل المدينـة ‪ ..‬عـو‬

‫فقــد أعطـاك اإلســالم ‪ ..‬هنيئـاً لــع أن تعــيش عليــه وتمــوت‬

‫فمضى إلى رسول ‪.. ‬‬

‫وإن حرمــع منهــا ‪ ..‬فقــد أعطــاك العقــل ‪ ..‬فــنن فاتــع ‪..‬‬

‫عليه ‪..‬‬

‫فقل بمل فيع ا ن بأعلى صوتع ‪ :‬الحممممد‬

‫وكذلع كان الصحابة الكرام ‪.. ‬‬

‫‪..‬‬

‫بن مالع ‪.. ‬‬

‫فلما رآ ‪ ..‬ال له ‪ .. ‬أخبرني ‪..‬‬

‫فأخبر عن النزوة ‪ ..‬وما كان بين أبي عبيـدة وعمـرو‬

‫بن العاص ‪..‬‬

‫بعــث رســول ا ‪ .. ‬عمــرو بــن العــاص ‪ ‬جهــة الشــام ‪..‬‬ ‫في زوة ذات السالسل ‪..‬‬

‫فلما صار إلى هناك رأ ك رة عدو ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬يرحم ا أبا عبيدة بن ال راد ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬يرحم ا أبا عبيدة ‪.. ‬‬ ‫فكرة ‪..‬‬

‫‪134‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫تكلـم وتبســمي ‪ ..‬فلمــا تكلـم ال ــاني ‪ ..‬نظــرت إليــه‬

‫انظر لل وانب المشر ة من حياتع ‪ ..‬بل أن تنظر‬

‫أيضاً وتبسمي ‪ ..‬وكذلع ال الث ‪..‬‬

‫للمظلمة ‪ ..‬لتكون أسعد ‪..‬‬

‫كــان بعــط الشــباب فــي آخــر المسـ د يتضــاحكون‬

‫‪ ..‬وبعضـ ــهم ـ ــاموا و وف ـ ـاً ينظـ ــرون ‪ ..‬وكـ ــأني بهـ ــم‬

‫‪ .49‬كن جبالً ‪..‬‬

‫ف ــي بدايـ ــة سـ ــلوكي فـ ــي هري ــق الـ ــدعوة ‪ ..‬دعيـ ــي إللقـ ــا‬ ‫محاضرة في إحد القر ‪..‬‬

‫اســتقبلني المســئول عــن الــدعوة هنــاك ‪ ..‬ركبــي ســيارته ‪..‬‬ ‫كاني ديمة متهالكة ‪..‬‬

‫يقولون ‪ :‬و ف حمار الشيخ في العقبة !!‬

‫لما رأوا هدوئي ‪ ..‬هدؤوا ‪ ..‬رـم ـام أحـدهم و ـال ‪:‬‬

‫يا جماعة ‪ ..‬خلوا الشيخ يوضح صد ‪..‬‬

‫فس ـ ــكتوا ‪ ..‬فش ـ ــكرت ل ـ ــه عمل ـ ــه ‪ ..‬ر ـ ــم اعت ـ ــذرت‬

‫وأرنيـي علـيهم – وعلـى بنـاتهم ‪ -‬ووضـحي مـرادي‬

‫تحدري معه ‪ ..‬أخبرني أنه حديث عهد بزوا ‪..‬‬

‫إلي من ال المهور فـي ـريتهم ‪ ..‬حتـى إنـه لـم‬ ‫رم ا تكى َّ‬ ‫يسـتطع أن يشـتري سـيارة جديــدة ‪ ..‬أو علـى األ ـل أحســن‬ ‫من سيارته ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫عنـد تعاملــع مــع النــاس ‪ ..‬أنــي فــي الحقيقــة تصــنع‬ ‫هصـيتع ‪ ..‬وتبنــي فــي عقـولهم تصــورات عنـع ‪..‬‬

‫يبنـ ــون عل ـ ــى أساسـ ــها أس ـ ــاليب تعـ ــاملهم مع ـ ــع ‪..‬‬

‫دعوت له بالتوفيق ‪..‬‬

‫رــم دخل ــي وألقي ــي المحاض ــرة ‪ ..‬وف ــي آخره ــا ‪ ..‬رئ ــي‬

‫علي األسئلة ‪ ..‬وكان من بينها سلال عن ال المهور ‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫فهرحي به و لي ‪ :‬جا ك يا مهنا ما تتمنا !!‬

‫وانطلقــي أتكلــم عــن ــال المهــور وتــأرير علــى الشــباب‬

‫والهتيات ‪..‬‬

‫ر ـ ــم ذك ـ ــرت إن رس ـ ــول ا ‪ ‬م ـ ــا زو بنات ـ ــه ب ـ ــأك ر م ـ ــن‬

‫خمســمائة درهــم ‪ ..‬رــم رفعــي صــوتي ــائالً ‪ :‬يعنــي بنــاتكم‬

‫أحسن من بنات النبي ‪ ‬؟!!‬

‫فصــرخ رجــل ُمســن مــن هــر الصــف ــائالً ‪ :‬إيــش فــيهم‬

‫بناتنا ؟‬

‫واحترامهم لع ‪..‬‬

‫تأكــد أن األ ـ ار ال ابتــة ال تقتلعهــا الريــاد ‪ ..‬مهمــا‬

‫ا تدت ‪ ..‬وإنما النصر صبر ساعة ‪..‬‬

‫كلما زاد عقلع ‪ ..‬ل جهلع ‪ ..‬وإذا زاد ـدرك ‪..‬‬ ‫ل ضبع ‪..‬‬

‫كــالبحر ال يحركــه أي ــي ‪ ..‬ويــا جبــل مــا ته ــزك‬

‫ريح ‪!..‬‬

‫بل إنع لو است ارك هر مـا ‪ ..‬فـي م لـس ‪ ..‬أو‬ ‫بيي ‪ ..‬أو ناة فضائية ‪ ..‬أو محاضرة عامة ‪..‬‬

‫فننــع إذا بقيــي هادئ ـاً لــم تنضــب ولــم ت ــر ‪ ..‬مــال‬

‫الناس معع ضد ‪..‬‬

‫ف ار آخر و ال ‪ :‬يتكلم على بناتنا !!‬

‫ونهط ال الث جاريـاً علـى ركبتيـه و ـال ‪ :‬أووو تـتكلم علـى‬

‫بناتنا ؟!!‬

‫كنــي فــي حــال ال أحســد عليــه ‪ ..‬وكنــي فــي أوائــل هريــق‬

‫الدعوة ‪ ..‬وحديث التهر من ال امعة ‪..‬‬

‫بقيي سـاكتاً لـم أنـبس ببنـي ـهة ‪ ..‬نظـرت إلـى األول لمـا‬

‫‪135‬‬

‫كــان أبــو ســهيان بــن حــرب مقــبالً بقافلــة ت ــارة مــن‬

‫الشام ‪ ..‬فهر إليهم المسلمون لقتالهم ‪..‬‬

‫فهـ ــر أبـ ــو سـ ــهيان بالقافلـ ــة ‪ ..‬وأرسـ ــل إلـ ــى ـ ـريش‬

‫فهرجي ب يش عرمرم ‪..‬‬

‫وو ع ـ ــي معرك ـ ــة ب ـ ــدر ب ـ ــين المس ـ ــلمين و ـ ـ ـريش ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫نبقى في المدينة فنذا دخلوها علينا ‪..‬‬

‫وانتصر المسلمون ‪..‬‬

‫تل من كهار ريش سبعون ‪ ..‬وأ ِ‬ ‫ُسر منهم سبعون ‪..‬‬

‫فقــال لــه نــاس لــم يكون ـوا ــهدوا بــدراً ‪ :‬نهــر يــا‬

‫رجع من تبقى من جـيش ـريش ‪ ..‬وهـم جرحـى ‪ ..‬وجـوعى‬

‫رسول ا إليهم نقاتلهم بـ "أحد" ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ورجـوا أن يصـيبهم مــن الهضـيلة مـا أصــاب أهـل بــدر‬

‫رم وصل أبو سهيان بقافلته إلى مكة ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فمش ــى عب ــد ا ب ــن أب ــي ربيع ــة وعكرم ــة بـ ـن أب ــي جهـ ــل‬

‫فما زالوا برسول ا ‪ ‬حتى لبس أداة الحرب ‪..‬‬

‫فـ ــي رجـ ــال مـ ــن ـ ـريش ممـ ــن أصـ ــيب آبـ ــاؤهم وأبنـ ــاؤهم‬

‫رأيع ‪..‬‬

‫فكلموا أبا سهيان ومن كانـي لـه فـي تلـع العيـر مـن ـريش‬

‫لبسها حتى يحكم ا بينه وبين عدو ‪..‬‬

‫ت ارة ‪..‬‬

‫فلمــا نــزل أبــو ســهيان والمشــركون بأصــل أحــد فــرد‬

‫وصهوان ابن أمية ‪..‬‬

‫وإخوانهم يوم بدر ‪..‬‬

‫رــم نــدموا ‪ ..‬و ــالوا ‪ :‬ي ــا رســول ا أ ــم ‪ ..‬ف ــالرأي‬ ‫فقــال لهــم ‪ :‬مــا ينبنــي لنبــي أن يضــع أداتــه بعــد مــا‬

‫فقــالوا ‪ :‬ي ــا معشــر ـ ـريش ‪ ..‬إن محم ــداً ــد وت ــركم و ت ــل‬ ‫خيـاركم ‪ ..‬فأعينونــا بهــذا المـال علــى حربــه لعلنـا نــدرك منــه‬

‫المس ــلمون ال ــذين ل ــم يشـــهدوا ب ــدراً بق ــدوم العـــدو‬

‫عليهم ‪..‬‬

‫رأراً ‪ ..‬فهعلوا ‪..‬‬

‫و الوا ‪ :‬د ساع ا علينا أمنيتنا ‪..‬‬

‫و ــد ــال ا ف ــيهم ‪ " :‬إن ال ــذين كه ــروا ينهق ــون أمـ ـوالهم‬

‫رم ال النبي ‪ ‬ألصحابه ‪:‬‬

‫رم ينلبون والذين كهروا إلى جهنم يحشرون " ‪.‬‬

‫ريب ـ من هريق ال يمر بنا عليهم " ؟‬

‫ليصـدوا عـن سـبيل ا فسـينهقونها رـم تكـون علـيهم حسـرة‬

‫" من رجل يهـر بنـا علـى القـوم مـن ك ـب ـ أي مـن‬

‫فهرجـي ـريش ‪ ..‬بحــدها وحديـدها ‪ ..‬وجـدها وأحابيشــها‬

‫فقــال رجــل مــن بنــي حاررــة بــن الحــارث اســمه أبــو‬

‫وخ ــر معه ــا م ــن تابعه ــا م ــن بن ــي كنان ــة وأه ــل تهام ــة ‪..‬‬

‫أنا يا رسول ا ‪..‬‬

‫وخرجوا معهم بالنسا لئال يهر الرجال من القتال ‪..‬‬

‫فسـ ــلع بـ ــه ف ـ ــي أرض بنـ ــي حارر ـ ــة وبـ ــين أم ـ ــوالهم‬

‫وخر عكرمة بن أبي جهل بزوجته أم حكيم بنـي الحـارث‬

‫حتــى س ـ لع ب ــه فــي مــال لرج ــل اســمه ‪ :‬مربــع اب ــن‬

‫‪..‬‬

‫يظي ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فهر أبو سهيان بزوجته هند بني عتبة ‪..‬‬

‫وخر الحارث بن هشام بهاهمة بني الوليد بن المنيرة ‪..‬‬

‫خي مة ‪:‬‬

‫ومزارعهم ‪..‬‬

‫فأ ب ــل الكه ــار ‪ ..‬حت ــى نزلـ ـوا عل ــى ــهير الـ ـوادي مقاب ــل‬

‫وكان رجالً منافقاً ضرير البصر ‪..‬‬ ‫فلم ــا س ــمع ِح ــس رس ــول ا ‪ .. ‬وم ــن مع ــه م ــن‬

‫المدينة ‪..‬‬

‫المسلمين ‪..‬‬

‫فلم ـا ســمع به ــم رســول ا ‪ .. ‬استش ــار أصــحابه ‪ ..‬م ــا‬

‫رأيكم ؟‬

‫‪136‬‬

‫ام يح ي في وجـوههم التـراب ‪ ..‬ويقـول ‪ :‬إن كنـي‬

‫رســول ا فــنني ال أحــل لــع أن تــدخل فــي حــائطي‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وكم من حامل سكين ليطعن بها ‪ ..‬فاسـتعطهه ههـل‬

‫‪..‬‬

‫رم أخذ الهبيث حهنة من التراب في يد ‪ ..‬رم ال ‪:‬‬

‫أو امرأة فرع لبه ‪ ..‬وألقى سكينه عنه ‪..‬‬

‫وا لــو أعلــم أنــي ال أصــيب بهــا يــرك يــا محمــد لض ـربي‬

‫إذن عامـل النـاس جميعـاً بمـا تعلـم فـيهم مـن خيـر ‪..‬‬

‫فابتدر القوم ‪..‬‬

‫محمد ‪ .. ‬بلً من خلقه أنـه كـان يلـتمس المعـاذير‬

‫" ال تقتل ــو ‪ ..‬فه ــذا األعم ــى ‪ ..‬أعم ــى القل ــب ‪ ..‬أعم ــى‬

‫اب ــل عاص ــياً ينظ ــر في ــه إل ــى جوان ــب اإليم ــان ب ــل‬

‫ومضى رسول ا ‪ .. ‬ولم يلتهي إلى ذلع المنافق ‪..‬‬

‫مـا كـان يســي الظـن بأحــد ‪ ..‬يعـاملهم كــأنهم أوالد‬

‫لو كل كلب عو ألقمته ح راً‬ ‫ألصبح الصهر م قاالً بدينار‬

‫كان رجل في عهد النبي ‪ ‬ـد ابتلـي بشـرب الهمـر‬

‫بل أن تسي الظن بهم ‪..‬‬

‫بها وجهع ‪..‬‬

‫فقال النبي ‪: ‬‬ ‫البصر ‪" ..‬‬

‫للمهطئــين ‪ ..‬ويحســن الظــن بالمــذنبين ‪ ..‬وكــان إذا‬

‫جوانب الشهوة والعصيان ‪..‬‬

‫وإخوانه ‪ ..‬يحب لهم الهير كما يحبه لنهسه ‪..‬‬

‫نعم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ُتي به يوماً إلى رسول ا ‪ ‬فأمر به ف ُ لد ‪..‬‬ ‫فأ َ‬

‫والكالب تنبح ‪ ..‬والقافلة تسييييير ‪..‬‬

‫رــم مــرت أيــام ‪ ..‬فشــرب خمـراً ‪ ..‬ف ــي بــه أخــر‬

‫ناعة ‪..‬‬

‫ف لد ‪..‬‬

‫الرياد ال تحرك ال بال ‪ ..‬لكنها تلعب بالرمال ‪..‬‬

‫ومرت أيام ‪ ..‬رم جي بـه ـد ـرب خمـراً ‪ ..‬ف لـد‬

‫وتشكلها كما تشا ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫‪ .50‬ال تلعنه ‪ ..‬إنه يشرب خمراً ‪!!..‬‬

‫أك ر الناس الذين نهالطهم مهما بلـً مـن السـو ‪ ..‬إال أنـه‬ ‫ال يهلو من خير وإن كان ليالً ‪..‬‬

‫فلما ولى خارجاً ‪ ..‬ال رجل من الصحابة ‪:‬‬ ‫لعنه ا ‪ ..‬ما أك ر ما يلتى به !!‬

‫فالتهي إليه ‪ .. ‬و د تنير وجهه فقال له ‪ :‬ال تلعنه‬

‫فلو استطعنا أن نع ر على مهتاد الهير لكان حسناً ‪..‬‬

‫و‪65‬‬

‫ا ـتهر عـن بعــط الم ـرمين ‪ ..‬أنـه كــان يسـطو علـى بيــوت‬

‫‪ ..‬فوا ما علمي أنه يحب ا ورسوله ‪..‬‬

‫الناس ويسرع أمـوالهم ‪ ..‬لينهـق بعضـها علـى ضـعها وأيتـام‬

‫!! أو يبني بها مساجد !!‬

‫أو كــالتي تــر أيتام ـاً جــوعى فتزنــي لتحصــل مــاالً تســد بــه‬

‫جوعهم ‪..‬‬

‫بنى مس داً‬

‫من ير حله **‬

‫فكان بحمد ا‬

‫كمطعمة األيتام من ِّ‬ ‫كد عرضها ! **‬

‫بل أن تبدأ في نزع‬ ‫ابحث عن‬

‫فن ‪..‬‬

‫رة الشر في ا خرين ‪..‬‬

‫رة الهير واسقها ‪..‬‬

‫‪ .52‬إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون ‪!!..‬‬

‫ير موفق‬

‫لع الويل ال تزني وال تتصد ي‬

‫) ‪( 65‬‬

‫‪137‬‬

‫متفق عليه‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ما دمي ُملزما فاستمتع ‪ ..‬هكذا كني أ ول لشاب‬ ‫أصيب بمرض السكر ‪ ..‬فكان يشرب الشاي من ير‬

‫سكر ‪ ..‬ويتأسف لحاله ‪..‬‬

‫كني أ ول له ‪ :‬هل إذا تأسهي وحزني أرنا‬

‫الشاي ‪ ..‬هل تنقلب المرارة حالوة ‪..‬‬

‫ربع‬

‫ال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫‪ ..‬رم أخر دوا من جيبه وجعل يتناوله ‪..‬‬

‫ال له أحدهم ‪ :‬سالمات ‪ ..‬عسى ما ر !!‬

‫ـال ‪ :‬ال ‪ ..‬هــذ حبــوب منومـة ‪ ..‬منــذ عشــر ســنين‬

‫ال أنام إال بها ‪..‬‬

‫دعوا له ‪ ..‬وخرجوا ‪..‬‬

‫فمـ ــروا عل ــى حهري ــات وأعم ــال هـــرع عن ــد مهـ ــر‬

‫المدين ــة ‪ ..‬و ــد وض ــع عن ــدها أنـ ـوار تعم ــل بمول ــد‬

‫لي ‪ :‬ما دمي ملزماً ‪ ..‬فاستمتع ‪..‬‬

‫أعني لن تأتي الدنيا دائماً على ما نحب ‪..‬‬

‫كهربائي د م الدنيا ض ي اً ‪..‬‬

‫ســيارتع ديمــة ‪ ..‬مكيــف ال يشــتنل ‪ ..‬مراتــب ممز ــة ‪..‬‬

‫النريب أن حارس المولـد هـو عامـل فقيـر ـد افتـر‪.‬‬

‫وال تستطيع حالياً تنييرها ‪ ..‬ما الحل ؟‬

‫صاصات جرائد ‪ ..‬ونااااام ‪..‬‬

‫وهذا يقع في حياتنا ك يراً ‪..‬‬

‫ليس هذا هو النريب ‪..‬‬

‫تقدمي للدراسة بال امعة ‪ ..‬فقبلي في كلية ال تر ـب فـي‬

‫نعم ‪ ..‬عش حياتع ‪ ..‬ال و ي فيهـا لِله ِّـم ‪ ..‬تعامـل‬

‫فاضطررت لمواصلة الدراسة ‪ ..‬وأكملي سـنتين ورـالث ‪..‬‬

‫خ ــر ‪ ‬م ــع أص ــحابه ف ــي ــزوة فق ــلَّ هع ــامهم ‪..‬‬

‫تقـدمي لو يهـة فلـم تقبـل ‪ ..‬و بلـي فـي أخـر ‪ ..‬وبــدأت‬

‫فأمرهم ‪ ..‬أن ي معوا ما عندهم من هعام ‪..‬‬

‫دوامع فيها ‪ ..‬فما الحل؟‬

‫وفـ ـ ــر‪ .‬ردا ‪ ..‬وصـ ـ ــار الرجـ ـ ــل يـ ـ ــأتي بـ ـ ــالتمرة ‪..‬‬

‫الدراس ــة فيه ــا ‪ ..‬حاول ــي تع ــديل الح ــال فلـ ـم تس ــتطع ‪..‬‬ ‫فما الحل ؟‬

‫خطبي فتاتاً فرفضي ‪ ..‬وتزوجي آخر ‪ ..‬ما الحل ؟‬

‫ك يـ ــر م ــن الن ــاس ي ع ــل الح ــل ه ــو االكتئ ــاب الـ ــدائم ‪..‬‬

‫والتأفف من وا عه ‪ ..‬وك رة التشكي إلى من عر ومـن لـم‬ ‫يعـر ! وهــذا ال يــرد إليـه رز ـاً فاتــه ‪ ..‬وال يع ـل بــرزع لــم‬

‫يكتب له ‪..‬‬

‫إذن ما الحل ؟‬ ‫العا ل فهو الذي يتكيف مع وا عـه كيهمـا كـان ‪ ..‬مـادام ال‬

‫يستطيع التنيير إلى األحسن ‪..‬‬

‫أحد أصد ائي كان يشر على بنا مس د ‪..‬‬ ‫فضا ي بهم النهقـة ‪ ..‬فتوجهـوا إلـى أحـد الت ـار لالسـتعانة‬

‫به في إكمال البنا ‪..‬‬

‫فتح لهم الباب ‪ ..‬جلس معهم ليالً ‪ ..‬وأعطـاهم مـا تيسـر‬

‫‪138‬‬

‫مع المعطيات التي بين يديع ‪..‬‬

‫وتعبوا ‪..‬‬

‫والتم ـرتين ‪ ..‬وكس ــرة الهب ــز ‪ ..‬وكله ــا ت تم ــع ف ــوع‬ ‫هذا الردا ‪ ..‬رم أكلوا ‪ ..‬وهم مستمتعون ‪..‬‬ ‫لمحة ‪..‬‬

‫ما كل ما يتمنى المر يدركه ‪..‬‬

‫ت ري الرياد بما ال تشتهي‬

‫السهن‬ ‫‪ .52‬نهتلف ونحن إخوان !‬

‫ذُكر أن الشافعي رحمه ا تنا ر يوماً مع أحد‬ ‫العلما حول مسألة فقهية عويصة ‪..‬‬ ‫فاختلهــا ‪ ..‬وهــال الح ـوار ‪ ..‬حتــى علــي أصــواتهما‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫كتب الهضيل إلـى ابـن المبـارك كتابـاً يـدعو فيـه إلـى‬ ‫الم ــي والتعب ــد ف ــي الح ــرم ‪ ..‬واال ــتنال بال ــذكر‬

‫‪..‬‬

‫ولم يستطع أحدهما أن يقنع صاحبه ‪..‬‬

‫وكأن الرجل تنير و ضب ‪ ..‬ووجد في نهسه ‪..‬‬

‫و را ة القرآن ‪..‬‬

‫فلمــا انتهــى الم لــس وتوجهــا للهــرو ‪ ..‬التهــي الشــافعي‬

‫فلما رأ ابن المبارك الكتاب ‪..‬‬

‫إلى صاحبه ‪ ..‬وأخذ بيد و ال ‪:‬‬

‫أال يصح أن نهتلف ونبقى إخواناً ‪!..‬‬

‫أخذ ر عة وكتب إلى الهضيل ‪:‬‬

‫يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ***‬

‫لعلمي أنع في‬

‫وجلس بعط علما الحديث يوماً ‪ ..‬عند الهليهة ‪..‬‬

‫العبادة تلعب‬

‫فتكلم رجل في الم لس بحديث ‪..‬‬

‫من كان يهضب خد بدموعه ***‬

‫فاستنرب العالم منه ‪ ..‬و ال ‪ :‬ما هذا الحديث !! من أيـن‬

‫فنحورنا بدمائنا تتهضب‬

‫جئي به ؟ تكذب على رسول ا ‪ ‬؟‬

‫أو كان يتعب خيله في باهل ***‬

‫فقال الرجل ‪ :‬بل هذا حديث ‪ ..‬رابي ‪..‬‬

‫فهيولنا يوم الصبيحة تتعب‬

‫ال العالم ‪ :‬ال ‪ ..‬هذا حديث لم نسمع به ‪ ..‬ولـم نحهظـه‬

‫ريح العبير لكم ونحن عبيرنا ***‬

‫‪..‬‬

‫رهج السنابع والنبار األهيب‬

‫وكان في الم لس وزير عا ل ‪..‬‬

‫ولقد أتانا من مقال نبينا ***‬

‫فالتهـي إلـى العــالم و ـال بهـدو ‪ :‬يــا ـيخ ‪ ..‬هـل حهظــي‬

‫ول صحيح صادع ال‬

‫جمييييع أحاديث النبي ‪.. ‬؟‬

‫يكذب‬

‫ال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫ال يستوي و بار خيل ا في ***‬

‫ال ‪ :‬فهل حهظي نصهها ؟‬

‫أنف امري ودخان نار‬

‫ال ‪ :‬ربما ‪..‬‬

‫تلهب‬

‫فقال ‪ :‬فاعتبر هذا الحـديث مـن النصـف الـذي لـم تحهظـه‬

‫هذا كتاب ا ينطق بيننا ***‬

‫‪..‬‬

‫ليس الشهيد بميي ال‬

‫وانتهي المشكلة ‪..‬‬

‫كـان الهضـيل بــن عيـاض وعبـد ا بــن المبـارك صــاحبين ال‬

‫يهتر ان ‪..‬‬

‫يكذب‬ ‫رم ال ‪:‬‬

‫وكانا عالمين زاهدين ‪..‬‬

‫عن لعبـد ا بـن المبـارك فهـر للقتـال والربـاق فـي ال نـور‬ ‫َّ‬ ‫‪..‬‬

‫وبقي الهضيل بن عياض في الحرم يصلي ويتعبد ‪..‬‬

‫إن من عباد من فتح ا في الصيام ‪ ..‬فيصوم مـا ال‬

‫يصومه ير ‪ ..‬ومنهم مـن فـتح لـه فـي ـرا ة القـرآن‬ ‫‪ ..‬ومنهم من فتح له فـي هلـب العلـم ‪ ..‬ومـنهم مـن‬ ‫فتح في ال هاد ‪ ..‬ومنهم من فتح له في يـام الليـل‬

‫‪..‬‬

‫وفي يوم رع فيه القلب ‪ ..‬وأسبلي الدمعة ‪..‬‬

‫‪139‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫حمرا األسد ‪..‬‬

‫وليس ما أني عليه بأفضل مما أنا عليه ‪..‬‬

‫وما أنا عليه ‪ ..‬ليس بأفضل مما أني عليه ‪..‬‬

‫إن ا يأمرك بالمسير إلـى بنـي ريظـة ‪ ..‬فـنني عامـد‬

‫وهكذا كان منهج الصحابة ‪..‬‬

‫فأمر رسول ا ‪ ‬ملذناً فأذن في الناس ‪:‬‬

‫إليهم فمزلزل بهم ‪..‬‬

‫وكالنا على خير ‪..‬‬

‫اجتم ــع الكه ــار وت ــألبوا لح ــرب المس ــلمين ف ــي المدين ــة ‪..‬‬

‫" من كان سامعاً مطيعاً ‪ ..‬فال يصلين العصر إال في‬

‫فحهــر المســلمون خنــد اً ل ـم يســتطع الكهــار أن يت ــاوزو‬

‫فتسـابق النــاس إلـى ســالحهم ‪ ..‬وسـمعوا وأهــاعوا ‪..‬‬

‫وجاؤوا في جيش لم تشهد العرب م له ك رة وعتاداً ‪..‬‬ ‫لدخول المدينة ‪..‬‬

‫فعسكر الكهار ورا الهندع ‪..‬‬

‫بني ريظة " ‪..‬‬

‫ومضوا إلى ديار بني ريظة ‪..‬‬

‫فدخل عليهم و ي العصر وهم في الطريق ‪..‬‬

‫وكـان فــي المدينــة بيلـة بنــي ريظــة ‪ ..‬وهـم يهــود يتربصــون‬

‫فقال بعضهم ال نصلي العصر إال في بني ريظة ‪..‬‬

‫بالملمنين ‪..‬‬

‫و ال بعضهم ‪ :‬بـل نصـلي لـم يـرد منـا ذلـع ‪ ..‬يعنـي‬

‫فأ بلوا إلى الكهـار يمـدونهم ‪ ..‬ويعي ـون فـي المدينـة فسـاداً‬ ‫ونهباً ‪..‬‬ ‫و د انشنل المسلمون عنهم بالرباق عند الهندع ‪..‬‬

‫ومضي األيام عصيبة ‪ ..‬حتـى أرسـل ا علـى الكهـار ريحـاً‬ ‫وجنوداً ‪ ..‬مـن عنـد فتمـزع جيشـهم ‪ ..‬وانقلبـوا خـائبين ‪..‬‬ ‫ي رون أذيال هزيمتهم في لمة الليل ‪..‬‬

‫فلمــا أصــبح رســول ا ‪ .. ‬انصــر عــن الهنــدع راجع ـاً‬ ‫إلى المدينة ‪..‬‬

‫إنما أراد اإلسراع إليهم ‪..‬‬

‫فصلوا العصر وأكملوا مسيرهم ‪..‬‬

‫وأخرهـ ــا ا خ ـ ـرون ‪ ..‬حتـ ــى وصـ ــلوا بنـ ــي ريظـ ــة ‪..‬‬

‫فصلوها ‪..‬‬

‫فذكر ذلع للنبـي ‪ ‬فلـم يعنـف واحـداً مـن الهـريقين‬

‫‪..‬‬

‫فحاصرهم النبي ‪ .. ‬حتى نصر ا عليهم ‪..‬‬

‫ووضع المسلمون السالد ‪ ..‬ورجعوا إلى بيوتهم ‪..‬‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫ودخل رسول ا ‪ ‬بيته ‪ ..‬ووضع السالد وا تسل ‪..‬‬

‫ليسي الناية أن نتهق ‪ ..‬لكن الناية أن ال نهتلف‬

‫فلما كاني الظهر ‪ ..‬جا جبريل ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فناد رسول ا ‪ .. ‬من خار البيي ‪..‬‬

‫‪ .53‬الرفق ‪ ..‬إال زانه ‪..‬‬

‫فقام رسول ا ‪ ‬فزعاً ‪..‬‬

‫فقــال لــه جبريــل عليــه الســالم ‪ :‬أو ــد وضــعي الســالد يــا‬

‫رسول ا ؟‬

‫يتكـرر علـى ألســنتنا ك يـراً عنـدما نع ــب بشـهر مــا‬ ‫‪ ..‬أن نصهه ائلين ‪:‬‬

‫فالن رزين ‪ ..‬فالن رقيل ‪ ..‬فالن راكد ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫ــال جبري ــل ‪ :‬مــا وض ــعي المالئكــة الس ــالد بعــد ‪ ..‬وم ــا‬

‫رجعــي ا ن إال م ــن هل ــب القــوم ‪ ..‬هلبن ــاهم حت ــى بلنن ــا‬

‫‪141‬‬

‫وإذا أردنا مذمة هر لنا ‪ :‬فالن ع ول ‪ ..‬فـالن‬

‫خهيف ‪..‬‬

‫أما رسول ا ‪ ‬فيقول ‪ :‬ما كان الرفق فـي ـي إال‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫زانه ‪ ..‬وما نزع من ي إال انه ‪..‬‬

‫و‪66‬‬

‫مـن أ ــهر هــالب علمــا الحنهيــة اإلمــام أبــو يوســف‬

‫هل تستطيع تحريع هن الحديد بأصبع ؟‬

‫القاضي ‪..‬‬

‫نعــم ‪ :‬إذا أحض ـرت رافعــة ‪ ..‬رــم ربطتــه برفــق ‪ ..‬وأحكمــي‬

‫هو أ هر هالب أبي حنيهة ‪..‬‬

‫ربطه ‪..‬‬

‫كان أبو يوسف في صنر فقيـراً ‪ ..‬وكـان أبـو يمنعـه‬

‫رم رفعته ‪ ..‬فنذا تعلق في الهـوا ‪ ..‬حركـه بأصـنر أصـابعع‬

‫م ــن حض ــور درس أب ــي حنيه ــة ‪ ..‬وي ــأمر بال ــذهاب‬

‫اتهق صديقان على أن يتقدما لرجـل لهطبـة ابنتيـه ‪ ..‬كانـي‬

‫كان أبو حنيهة حريصاً عليه ‪ ..‬وإذا اب عاتبه ‪..‬‬

‫ــال أحــدهما لنخــر ‪ :‬أنــا آخــذ الصــنيرة ‪ ..‬وأنــي تأخــذ‬

‫وال ــد ‪ ..‬فاس ــتدعى أب ــو حنيهـ ــة وال ــد أب ــي يوسـ ــف‬

‫‪..‬‬

‫إحداهما أكبر من األخر ‪..‬‬ ‫الكبيرة ‪..‬‬

‫للسوع لتكسب ‪..‬‬

‫فا ــتكى أبــو يوســف يوم ـاً إلــى أبــي حنيهــة حالــه مــع‬ ‫وسأأل ‪ :‬كم يكسب الولد كل يوم ؟‬

‫فصاد صاحبه ‪ :‬الاااا ‪ ..‬بل أني خـذ الكبيـرة ‪ ..‬وأنـا آخـذ‬

‫ال ‪ :‬درهمان ‪..‬‬

‫فقــال األول ‪ :‬هيــب ‪ ..‬أنــي تأخــذ الصــنيرة ‪ ..‬وأنــا آخــذ‬

‫‪..‬‬

‫التي أصنر منها ‪..‬‬

‫فالزم أبو يوسف يهه سنين ‪..‬‬

‫ول ــم ي ــدرك أن ص ــاحبه م ــا ي ــر ـ ـرار ‪ ..‬س ــو أن ــه يـ ــر‬

‫أ رانه ‪ ..‬أصابه مرض أ عد ‪..‬‬

‫أسلوب الكالم برفق ‪..‬‬

‫فزار أبو حنيهة ‪ ..‬وكـان المـرض ـديداً متمكنـاً منـه‬

‫الصنيرة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬موافق ‪!!..‬‬

‫وفـي الحـديث ‪ :‬إذا أراد ا بأهـل بيـي خيـراً أدخـل علـيهم‬

‫الرفــق ‪ ..‬وإذا أراد ا بأهــل بيــي ـراً ‪ ..‬نــزع مــنهم الرفــق‬ ‫‪..‬‬

‫و‪67‬‬

‫ــال ‪ :‬أنــا أعطيــع الــدرهمين ‪ ..‬ودعــه يطلــب العلــم‬

‫فلمــا بل ــً أبــو يوس ــف س ــن الشــباب ‪ ..‬ونب ــً عل ــى‬

‫‪ ..‬فلما رآ أبو حنيهـة حـزن ‪ ..‬وخـا عليـه الهـالك‬

‫‪..‬‬

‫وفيـه ‪ :‬إن ا رفيــق يحــب الرفــق ‪ ..‬ويعطـي علــى الرفــق مــا‬

‫وخــر وهــو يكلــم نهســه ــائالً ‪ :‬آآآ يــا أبــا يوســف‬ ‫‪ ..‬لقد كني أرجوك للناس من بعدي !!‬

‫الرفيــق ‪ ..‬الهــين اللــين ‪ ..‬محبــوب عنــد النــاس ‪ ..‬تطمــئن‬

‫وهالبه ‪..‬‬

‫إليه النهوس ‪ ..‬وت ق فيه ‪..‬‬

‫ومض ــي يوم ــان ‪ ..‬فش ــهي أب ــو يوس ــف ‪ ..‬وا تس ــل‬

‫ال يعطي على العنف ‪ ..‬وما ال يعطي على ما سوا ‪..‬‬

‫و‪68‬‬

‫خاصـ ــة إذا ص ـ ــاحب ذلـ ــع وزن للك ـ ــالم ‪ ..‬و ـ ــدرة عل ـ ــى‬

‫التعامل الرائع ‪..‬‬

‫ومض ــى أب ــو حنيه ــة ي ـــر خط ــا حزينـ ـاً إل ــى حلقتـــه‬

‫ولبس ريابه ليذهب لدرس يهه ‪..‬‬ ‫فسأله من حوله ‪ :‬إلى أين تذهب ؟‬ ‫ال ‪ :‬إلى درس الشيخ ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬إلى ا ن تطلب العلم ؟ أنـي ـد اكتهيـي ‪..‬‬

‫) ‪( 66‬‬ ‫) ‪( 67‬‬ ‫) ‪( 68‬‬

‫أما بلنع ما ال فيع الشيخ ؟‬

‫رواه البخاري‬ ‫رواه البخاري‬

‫‪141‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ال ‪ :‬وما ال ؟!‬

‫فنن أجابع و ال ‪ :‬يستحق ‪ ..‬فقل له ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬د ال ‪ :‬كني أرجوك للناس من بعدي ‪ ..‬أي أنـع‬

‫وإن ال ‪ :‬ال يستحق ‪ ..‬فقل له ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬

‫جلسي مكانه ‪..‬‬

‫على أبي يوسف و ال ‪ :‬يا يخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬

‫د حصلي كل علـم أبـي حنيهـة ‪ ..‬فلـو مـات الشـيخ اليـوم‬

‫فأع ب أبو يوسف بنهسه ‪..‬‬

‫ف ــرد الطال ــب به ــذ المس ــألة المش ــكلة ‪ ..‬ومض ــى‬ ‫ال ‪ :‬ما مسألتع ؟‬

‫ومضــى إلــى المسـ د ورأ حلقــة أبــي حنيهــة فــي ناحيــة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬رجل دفع روباً إلى خياق ‪..‬‬

‫التهــي أبــو حنيهــة إلــى الحلقــة ال ديــدة ‪ ..‬فســأل ‪ :‬حلقــة‬

‫األجرة ‪ ..‬ما دام أتم العمل ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬هذا أبو يوسف ‪..‬‬

‫فع ــب أبــو يوســف ‪ ..‬وتأمــل فــي المســألة أك ــر ‪..‬‬

‫ال ‪ ُ :‬هي من مرضه ؟!‬

‫رم ال ‪ :‬ال ‪ ..‬ال يستحق األجرة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فلم لم يأت إلى درسنا ؟!‬

‫فنظر أبو يوسف إليه ‪ ..‬رـم سـأله ‪ :‬بـا مـن أرسـلع‬

‫ـالوا ‪ :‬حـدرو بمـا لــي ‪ ..‬ف لـس يـدرس النـاس واســتننى‬

‫‪..‬‬

‫فهكر أبو حنيهـة كيـف يتعامـل مـع المو ـف برفـق ‪ ..‬وجعـل‬

‫فقـام أبـو يوسـف مــن م لسـه ‪ ..‬ومضـى حتـى و ــف‬

‫يهكر رم ال ‪:‬‬

‫على حلقة أبي حنيهة و ال ‪ :‬يا يخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬

‫ف لس في الناحية األخر ‪ ..‬وبدأ يدرس ويهتي ‪..‬‬ ‫من هذ ؟‬

‫الوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫فأجـاب أبــو يوسـف علــى الهـور ــائالً ‪ :‬نعـم يســتحق‬

‫أخطأت ‪..‬‬ ‫فقال السائل ‪:‬‬ ‫َ‬

‫فقال السائل ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬

‫عنع ‪..‬‬

‫يأبى أبو يوسف إال أن ِّ‬ ‫نقشر له العصا!!‬

‫فأ ار إلى أبي حنيهة ‪ ..‬و ال ‪ :‬أرسلني الشيخ ‪..‬‬

‫فلم يلتهي أبو حنيهة إليه ‪..‬‬

‫رم التهي إلى أحد هالبه ال السين و ال ‪:‬‬

‫فأ بــل أبــو يوســف حتــى ج ــى علــى ركبتيــه بــين يــدي‬

‫يــا فــالن ‪ ..‬اذهــب إلــى الشــيخ ال ــالس هنــاك ‪ ..‬يعنــي أبــا‬

‫الشيخ ‪ ..‬و ال بكل أدب ‪ :‬يا يخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬

‫يوسف ‪ ..‬فقل له ‪ :‬يا يخ ‪ ..‬عندي مسألة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ما مسألتع ؟‬

‫فس ــيهرد بـــع ويس ــألع ع ــن مس ــألتع ‪ ..‬فم ــا جل ــس إال‬

‫ال ‪ :‬تعرفها ‪..‬‬

‫فقــل لــه ‪ :‬رجــل دفــع روب ـاً لــه إلــى خيــاق ليقصــر ‪ ..‬فلمــا‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫ليسأل !!‬

‫ال ‪ :‬مسألة الهياق وال وب ؟‬

‫جا بعد أيـام يريـد روبـه جحـد الهيـاق ‪ ..‬وأنكـر أنـه أخـذ‬

‫ال ‪ :‬اذهب وأجب ‪.‬ز ألسي يهاً ‪..‬‬

‫واستهرجوا ال وب من الدكان ‪..‬‬

‫فقــال ابــو حنيهــة ‪ :‬ننظــر فــي مقــدار تقصــير الهيــاق‬

‫منــه روب ـاً ‪ ..‬فــذهب الرجــل إلــى الشــرهة فا ــتكا فــأ بلوا‬

‫والسـلال ‪ :‬هــل يســتحق الهيــاق أجــرة تقصــير ال ــوب أم ال‬

‫يستحق ؟‬

‫‪142‬‬

‫ال ‪ :‬الشيخ أني ‪..‬‬

‫لل ــوب ‪ ..‬ف ــنن ك ــان ص ــر عل ــى مق ــاس الرج ــل ‪..‬‬

‫فمعنـى ذلــع أنـه ــام بالعمـل كــامالً ‪ ..‬رـم بــدا لــه أن‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ي حـ ــد ال ـ ــوب ‪ ..‬فيكـ ــون ـ ــام بالعمـ ــل ألجـ ــل الرجـ ــل ‪..‬‬

‫فنضب ‪ .. ‬و ال ‪ :‬أمتهوكون فيها يا ابن الهطـاب‬

‫وإن كـان صــر علـى مقــاس نهسـه ‪ ..‬فمعنــى ذلـع أنــه ــام‬

‫والذي نهسي بيد لقد جئتكم بهـا بيضـا نقيـة ‪ ..‬ال‬

‫بالعمل ألجل نهسه ‪ ..‬فال يستحق على ذلع أجرة ‪..‬‬

‫تسـألوهم عــن ـي ‪ ..‬فيهبــروكم بحـق فتكــذبوا بــه‬

‫فيستحق عليه األجرة ‪..‬‬

‫؟! أي اكون في ريعتي ‪..‬‬

‫فقبل أبـو يوسـف رأس أبـي حنيهـة ‪ ..‬والزمـه حتـى مـات أبـو‬

‫‪ ..‬أو بباهــل فتصــد وا بــه ‪ ..‬والــذي نهســي بيــد لــو‬

‫فلو استعمل الزوجان الرفق مع بعضهما ‪..‬‬

‫وا يا معشر ريش لقد جئتكم بالذبح ‪..‬‬

‫حنيهة ‪ ..‬رم عد أبو يوسف للناس من بعد ‪..‬‬ ‫وكذلع األبوان ‪..‬‬

‫أن موسى حياً ما وسعه إال أن يتبعني ‪..‬‬

‫و‪69‬‬

‫‪..‬‬

‫فــي أوائــل بع ــة النبــي ‪ .. ‬كــان ‪ ‬يــأتي عنــد الكعبــة‬

‫والمدرا ‪ ..‬والمدرسون ‪..‬‬

‫نستعمل الرفق دائماً ‪ ..‬في سـوا ة السـيارة ‪ ..‬فـي التـدريس‬ ‫‪ ..‬في البيع والشرا ‪..‬‬

‫وإن كان المر د يحتا الشدة أحياناً ‪ ..‬حتـى فـي النصـح‬

‫و ـ ـريش فـ ــي م السـ ــهم ‪ ..‬ويصـ ــلي ‪ ..‬وال يلتهـ ــي‬

‫إليهم ‪..‬‬

‫وكانوا يلذونه بأنواع األذ ‪ ..‬وهو صابر ‪..‬‬

‫وفي يوم ‪..‬‬

‫‪ ..‬وهــذا هــو الحكمــة فــي النصــيحة ‪ ..‬وهــي وضــع األمــور‬

‫اجتمع أ ـرافهم فـي الح ـر ‪ ..‬فـذكروا رسـول ا ‪‬‬

‫في مواضعها ‪..‬‬

‫فقالوا ‪:‬‬

‫و ـ ــد كـ ــان ضـ ــبه ‪ ‬دائم ـ ـاً – إن ضـ ــب – فـ ــي األمـ ــور‬

‫مـا رأينــا م ــل مـا صــبرنا عليــه مـن هــذا الرجــل ــط ‪..‬‬

‫فما ضب رسول ا ‪ ‬لنهسه ط ‪ ..‬إال أن تنتهـع حرمـة‬

‫وفــرع جماعتنــا ‪ ..‬وســب آلهتنــا ‪ ..‬وص ـرنا منــه علــى‬

‫ابل عمر بن الهطاب ‪ ‬يوماً رجالً من اليهود ‪..‬‬

‫فبينم ــا ه ــم ف ــي ذل ــع ‪ ..‬إذ هل ــع رس ــول ا ‪.. ‬‬

‫الدينية ‪..‬‬

‫من محارم ا ‪..‬‬

‫س ــههَ أحالمن ــا ‪ ..‬و ـ ــتم آبا ن ــا ‪ ..‬وع ــاب ديننـ ــا ‪..‬‬ ‫أمر عظيم ‪..‬‬

‫فأهلعـه علــى كـالم فــي التــوراة ‪ ..‬فأع بـه ‪ ..‬فــأمر فنســهه‬

‫فأ بل يمشي حتى استلم الركن ‪..‬‬

‫له ‪..‬‬

‫رم مر بهم هائهاً بالبيي ‪..‬‬

‫رــم جــا عمــر بهــذ الصــحيهة مــن التــوراة إلــى رســول ا ‪‬‬

‫فنمزو ببعط القول ‪..‬‬

‫فقرأها عليه ‪..‬‬

‫عنهم ‪ ..‬ومضى ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فتنيــر وجــه رســول ا ‪ .. ‬فرفــق بهــم ‪ ..‬وســكي‬

‫فالحــص النبــي ‪ ‬أن عمــر مع ــب بمــا معــه ‪ ..‬وأن التلقــي‬

‫فلما مر بهم ال انية ‪ ..‬مزو بم لها ‪..‬‬

‫ذلع بالقرآن ‪ ..‬والتبس األمر على الناس ‪..‬‬

‫هوافه ‪..‬‬

‫عــن ال ــديانات الس ــابقة ‪ ..‬إن فُــتح الم ــال ل ــه ‪ ..‬اخ ــتلط‬

‫وكيـ ــف يهعـ ــل عمـ ــر ذلـ ــع ‪ ..‬وينسـ ــخ ‪ ..‬ويكتـ ــب ‪ ..‬دون‬

‫استئذان النبي ‪!! ‬‬

‫فتنيــر وجهــه أيضـاً ‪ ..‬فســكي عــنهم ‪ ..‬ومضــى فــي‬ ‫فمر بهم ال ال ة ‪ ..‬فنمزو بم لها ‪..‬‬

‫) ‪( 69‬‬

‫‪143‬‬

‫رواه أمحد وأبو يعلى والبزار‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ف رأ أن الرفق ال يصلح مع أم ـال هـلال ‪ ..‬فو ـف علـيهم‬

‫فقالي ‪ :‬أي ابنة عم ‪ ..‬أن أردت أن تهعلي ‪..‬‬

‫أتســمعون يــا معشــر ـريش !! أمــا والــذي نهســي بيــد لقــد‬

‫‪ ..‬أو بمال تتبلنين به إلى أبيع ‪..‬‬

‫جئتكم بالذبح ‪ ..‬وو ف أمامهم ‪..‬‬

‫ف ــنن عنـ ــدي حاجتـ ــع ف ــال تضـ ــطني منـ ــي ‪ ..‬أي ال‬

‫و ال ‪:‬‬

‫فنن كان لـع حاجـة بمتـاع ممـا يرفـق بـع فـي سـهرك‬

‫فلمــا ســمع القــوم هــذا التهديــد ‪ ..‬الــذبح ‪ ..‬وهــو الصــادع‬

‫ته لي ‪..‬‬

‫انتهضـوا ‪ ..‬حتــى مــا مــنهم مــن رجــل إال وكأنمــا علــى رأســه‬

‫الي زينب ‪ :‬وا ما أراها الي ذلـع إال لتهعـل ‪..‬‬

‫هائر و ع ‪ ..‬حتى أن أ دهم عليه ليتلطف معه ‪ ..‬وصـاروا‬

‫ولكني خهتها فأنكرت أن أكون أريد ذلع ‪..‬‬

‫فانصر رسول ا ‪ ‬عنهم ‪..‬‬

‫بن الربيع بعيراً ‪..‬‬

‫األمين ‪..‬‬

‫يقولون ‪ :‬انصر أبا القاسم را دا ‪ ..‬فما كني جهوالً ‪..‬‬ ‫نعم ‪..‬‬

‫فننه ال يدخل بين النسا ما بين الرجال ‪..‬‬

‫فلمــا أتمــي جهازهــا ‪ ..‬ــدم إليهــا أخــو زوجهــا كنانــة‬ ‫فركبته و أخذ وسه و كنانته ‪..‬‬

‫إذا يل ‪ :‬حلم ‪ ،‬ل ‪ :‬فللحلم موضع **‬

‫وحلم الهتى في ير موضعه جهل‬

‫رم خر بها نهاراً يقود بها و هي في هود لها ‪..‬‬

‫فرآها الناس ‪ ..‬و تحدث بذلع رجال مـن ـريش ‪..‬‬

‫وإن كان المتتبع لسيرة النبـي ‪ ‬ي ـد أنـه كـان ينلـب الرفـق‬

‫كيف تهر إليه ابنته و د فعل بنـا مـا فعـل فـي بـدر‬

‫انتبه !! ليس الضعف وال بن ‪ ..‬وإنما الرفق ‪..‬‬

‫فهرجوا في هلبها حتى أدركوها بذي هو ‪..‬‬

‫ومن موا ف الرفق ‪:‬‬

‫وكان أول من سبق إليها هبار بـن األسـود ‪ ..‬فروعهـا‬

‫دائماً ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫أنه بعد و عة بدر بشهر ‪ ..‬أراد أبو العـاص زو زينـب بنـي‬

‫بالرمح و هي في الهود ‪..‬‬

‫فبعث رسول ا ‪ ‬زيد بن حاررة ‪ ..‬ورجالً من األنصار ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫النبي ‪ ‬أن يرسلها إلى المدينة عند أبيها ‪..‬‬

‫فقيل ‪ :‬إنها كاني حامالً فهزعي ‪ ..‬وهرحـي ولـدها‬

‫فقـال ‪:‬كونــا بــبطن يــأجح حتـى تمــر بكمــا زينــب فتصــحباها‬

‫وأ بل الكهار يتسابقون إليها ‪ ..‬وعهم السالد ‪..‬‬

‫فهرجا مكانهما ‪..‬‬

‫فلما رأ ذلع ‪..‬‬

‫فأمرها أبو العاص بالت هز ‪ ..‬فبدأت في جمع متاعها ‪..‬‬

‫وبــرك علــى األرض ‪ ..‬رــم ن ــر كنانتــه وصــف رماحــه‬

‫فتأتياني بها ‪..‬‬

‫وهي ليس معها إال أخو زوجها كنانة ‪..‬‬

‫فبينــا هــي تت ه ــز ‪ ..‬لقيتهــا هنــد بنــي عتبــة ‪ ..‬زوجــة أبــي‬

‫بين يديه ‪ ..‬رم ال ‪:‬‬

‫فقالي ‪ :‬يا ابنـة محمـد ‪ ..‬ألـم يبلننـي أنـع تريـدين اللحـوع‬

‫وكان رامياً ‪ ..‬فتكركر الناس عنه وتراجعوا ‪..‬‬

‫الي ‪ :‬ما أردت ذلع ‪..‬‬

‫الذهاب ‪ ..‬وال هم ي ترئون على اال تراب منه ‪..‬‬

‫سهيان ‪..‬‬ ‫بأبيع ؟‬

‫‪144‬‬

‫و ا ال يــدنو منــي رجــل إال وضــعي فيــه س ــهما ‪..‬‬

‫وأخــذوا ينظــرون إليــه مــن بعيــد ‪ ..‬ال هــو يقــدر علــى‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫حتى بلً أبا سهيان أن زينب خرجي إلى أبيها ‪..‬‬

‫كـان رقــيالً علــى النــاس ‪ ..‬علــى زمالئــه ‪ ..‬جيرانــه ‪..‬‬

‫فأ بــل فــي جل ــة جمــع م ــن ـريش ‪ ..‬فلم ــا رأ كنانــة ــد‬

‫إخوانه ‪ ..‬حتى على أوالد ‪..‬‬

‫صاد به و ال ‪:‬‬

‫هالم ــا س ــمعهم مـ ـراراً يقول ــون ‪ :‬ي ــا أخ ــي م ــا عن ــدك‬

‫ت هز بنبله ‪ ..‬ورأ القوم د استوفزوا لقتاله ‪..‬‬

‫يا أيها الرجل ‪ ..‬كف عنا نبلع حتى نكلمع ‪..‬‬

‫فكف نبله ‪ ..‬فأ بل أبو سهيان حتى و ف عليه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫نعم ‪ ..‬كان رقيل الدم ‪..‬‬ ‫مشاعر !!‬

‫لم يكن يتهاعل معهم أبداً ‪..‬‬

‫إنع لم تصب ‪ ..‬خرجي بالمرأة علـى رؤوس النـاس عالنيـة‬

‫أتـ ــا ول ـ ــد يوم ـ ـاً فرحـ ـ ـاً مستبشــ ـراً ‪ ..‬يل ـ ــود ب ـ ــدفتر‬

‫و ــد عرفــي مصــيبتنا ونكبتنــا فــي بــدر ‪ ..‬و مــا دخــل علينــا‬

‫لم يلتهي األب إليه ‪ ..‬وإنما ـال ‪ :‬هيـب ‪ ..‬عـادي‬

‫ف ــنذا رآك النـ ــاس ‪.‬ز وتس ــامعي القبائـ ــل ‪ ..‬أنـــع خرجـ ــي‬

‫كان المنتظر ير ذلع ‪..‬‬

‫أن ذلع عن ذل أصابنا ‪ ..‬وأن ذلع ضعف منا ووهن ‪..‬‬

‫ولعمري مالنا بحبسها من أبيها من حاجـة ‪ ..‬ومالنـا مـن رـأر‬

‫الح ــص رق ــل ال ــدرس و والم ــدرس !! فلط ــف ال ـ َّـو‬ ‫بنكتــة أهلقهــا ‪ ..‬فلــم تتحــرك تعــابير وجــه المــدرس‬

‫ولكـ ــن ارج ـ ــع بـ ــالمرأة ‪ ..‬حت ـ ــى إذا هـ ــدأت األصـ ـ ـوات ‪..‬‬

‫كني أتمنى أن يكون تصرفه ير ذلع ‪..‬‬

‫وتحدث الناس أن د رددناها ‪..‬‬

‫دخ ــل إلـ ــى البقالـ ــة ‪ ..‬فق ــال لـ ــه العامـ ــل البسـ ــيط ‪:‬‬

‫فلما سمع كنانة ذلع ‪ ..‬ا تنع به ‪ ..‬وعاد بها ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫حتى إذا هدأت األصوات ‪ ..‬خـر بهـا ليلـة مـن الليـالي ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫حتى أسلمها إلى زيد بن حاررة وصاحبه ‪..‬‬

‫دخــل البيــي وجــا بطهلــه األول حــديث الوالد ‪..‬‬

‫فقدما بها ليالً على رسول ا ‪.. ‬‬

‫ــد لهــه فــي مهــاد ‪ ..‬ولــو اســتطاع أن يلهــه ب هــون‬

‫‪..‬‬

‫من محمد ‪ ..‬تل أ رافنا ‪ ..‬ورمل نسا نا ‪..‬‬

‫بابنته عالنية ‪ ..‬على رؤوس الناس من بين أ هرنا ‪..‬‬

‫عليها ‪..‬‬

‫فسلها سراً ‪ ..‬وألحقها بأبيها ‪..‬‬ ‫ُ‬

‫الواجــب و ــد و ــع المــدرس فيــه كلمــة " ممتــاز " ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وا لو أنع جايب هادة الدكتورا !!‬

‫هال ــب عن ــد ف ــي الهص ــل ‪ ..‬ك ــان خهي ــف ال ــدم ‪..‬‬

‫وإنما ال ‪ :‬تستهف دمع ؟!‬

‫الحمد‬

‫فأ امي ليالي في مكة ‪..‬‬

‫فمشى بها ‪..‬‬

‫‪ ..‬جا تني رسـالة مـن أهلـي ‪ ..‬لـم يتهاعـل‬

‫هال سأل نهسه لماذا أخبر أصـالً ‪ ..‬ليشـاركه فرحتـه‬ ‫زار أحــد زمالئــه ‪ ..‬فوضــع لــه القهــوة والشــاي ‪ ..‬رــم‬

‫عينيه لهعل ‪ ..‬رم و ف به بين يديه و ال ‪ :‬مـا رأيـع‬

‫في هذا البطل ؟‬

‫وحي ‪..‬‬

‫ما كان الرفق في ي إال زانه ‪ ..‬وما نزع من ي إال‬ ‫انه ‪..‬‬

‫فنظر إليه ببرود ‪ ..‬و ال ‪ ..‬ما ا ا ‪ ..‬ا يهلـي‬

‫لع إيا ‪ ..‬رم رفع فن ال الشاي ليشرب ‪..‬‬

‫كــان المنتظــر أن يتهاعــل أك ــر ‪ ..‬يأخــذ النــالم بــين‬

‫‪ .54‬بين الحي ‪ ..‬والميي ‪..‬‬

‫‪145‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫يديه ‪ ..‬يقبله ‪ ..‬يمدد جماله ‪ ..‬وصحته ‪..‬‬

‫لكن صاحبنا كان و بياً ‪..‬‬ ‫عندما تتعامل مع الناس ‪ ..‬س األمـور بأهميتهـا عنـدهم ‪..‬‬ ‫ال عندك أني ‪..‬‬

‫فكانوا إذا الوا ‪ :‬عمرواً ‪ ..‬ـال معهـم رسـول ا ‪‬‬ ‫‪ :‬عمرواً ‪..‬‬ ‫وإذا الوا ‪ :‬هراً ‪ ..‬ال لهم ‪ :‬هراً ‪..‬‬ ‫فيتحمسون أك ر ‪ ..‬ويشعرون أنه معهم ‪..‬‬

‫فكلم ــة "ممت ــاز" بالنس ــبة لول ــدك أ ل ــى عن ــد م ــن ــهادة‬

‫وا لوال ا ما اهتدينا ‪..‬‬

‫وهذا المولود عنـد صـاحبع أ لـى عنـد مـن الـدنيا ‪ ..‬كلمـا‬

‫واستمروا يحهرون ‪..‬‬

‫الدكتورا عند الدكتور ‪..‬‬

‫ولما أ بل الليل عليهم ا تد البرد ‪..‬‬

‫رآ َّ‬ ‫ود أن يشــق لبــه ويســكنه فيــه ‪ ..‬أفــال يســتحق منــع‬

‫فهر عليهم رسول ا ‪.. ‬‬

‫أحياناً يكون بعط الناس متحمساً لشي معين ‪..‬‬ ‫لــذلع ت ــد الــذين ال يتهــاعلون مــع النــاس يشــتكي أحــدهم‬

‫فلما رأوا رسول ا ‪ ‬الوا ‪:‬‬

‫نحن الذين بايعوا محمداً *** على ال هاد ما بقينا‬

‫لم ــاذا أوالدي ال يحبـ ــون و الس ــوالف معـ ــي ‪ ..‬فنقـ ــول ‪:‬‬

‫فقال م يباً لهم ‪:‬‬

‫حبع لصاحبع أن تشاركه ولو بعط عور ‪..‬‬

‫دائماً ‪..‬‬

‫ألنهم يحكون لـع النكتـة فـال تتهاعـل ‪ ..‬ويـروون صصـهم‬

‫في مدارسهم ‪ ..‬وكأنهم يكلمون جداراً ‪..‬‬

‫فرآهم يحهرون بأيديهم راضين مستبشرين ‪..‬‬

‫أبدا‬

‫اللهم إن العيش عيش ا خرة ‪ ،‬فا هر ل نصار‬ ‫والمهاجرة ‪..‬‬

‫حتى ذكر لع هر صة ‪ ..‬أني تعرفها ‪ ..‬فال مانع مـن‬

‫ويستمر تهاعله معهم ‪ ..‬هوال األيام ‪..‬‬

‫التهاعل معه ‪..‬‬

‫فسمعهم و د عالهم النبار ‪ ..‬وهم يرددون ‪:‬‬

‫ـ ــال عب ـ ــد ا اب ـ ــن المب ـ ــارك ‪ :‬وا إن الرج ـ ــل ليح ـ ــدرني‬

‫بالحـديث وأنـا أعرفــه مـن بــل أن تلـد أمــه فأسـمعه منــه ‪..‬‬

‫وا لوال ا ما اهتدينا‬

‫وال تصد نا وال صلينا‬

‫إن األلى د بنوا علينا‬

‫إذا أرادوا فتنة أبينا‬

‫فأنزلن سكينة علينا‬

‫وكأني أول مرة أسمعه ‪..‬‬

‫وربي األ دام إن ال ينا‬

‫ما أجمل هذ المهارة ‪..‬‬

‫فكان يرفع صوته متهاعالً معهم ـائالً ‪ :‬أبينـا ‪ ..‬أبينـا‬

‫عمل المسلمون في حهر الهندع حتى أحكمو ‪..‬‬

‫وك ــان ‪ ‬إذا مازحـ ــه أحـ ــد تهاع ــل معـ ــه ‪ ..‬وضـ ــحع‬

‫وكــان مــن بيــنهم رجــل اســمه جعيــل ‪ ..‬فنيــر النبــي ‪ ‬إلــى‬

‫وتبسم ‪..‬‬

‫فكان الصحابة يشتنلون ‪ ..‬ويعملون ‪..‬‬

‫ـول‬ ‫أك رن عليه مطالبته بالنهقة ‪ ..‬فقال عمر ‪ :‬يَـا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ش َـر ُـ َـري ٍ‬ ‫اللَّهِ ‪ ..‬لَو َرأَيـتَنا َوُكنَّا َمع َ‬ ‫ِّسـا َ‬ ‫ش ‪ ..‬نَـنل ُ‬ ‫ـب الن َ‬ ‫‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫بيل معركة الهندع ‪..‬‬

‫عمرو ‪..‬‬

‫ويرددون ائلين ‪:‬‬

‫سما من بعد جعيل عمراً ***‬

‫وكان للبائس يوماً هراً‬

‫دخل عليـه عمـر وهـو ‪ ‬ضـبان علـى نسـائه ‪ ..‬لمـا‬

‫فكنــا إذا ســألي أح ـ َدنا امرأتُــه نهق ـةً ــام إليهــا فوجــأ‬

‫‪146‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫عنقها ‪..‬‬

‫أفضال ألمكما ‪ ..‬أي أبقيا لها منه ‪..‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـاؤ ُهم ‪ ..‬فطه ــق‬ ‫سـ ُ‬ ‫فَـلَ َّم ــا َــدمنَا ال َمدينَـ ـةَ إذَا َـ ــوم تَـنلـ ـبُـ ُهم ن َ‬ ‫نساؤنا يتعلمن من نسائهم ‪..‬‬ ‫سـ َـم النَّبِــي ‪ .. ‬ر ــم زاد عم ــر الك ــالم ‪ ..‬فــازداد تبس ــم‬ ‫فَـتَبَ َّ‬ ‫النبي ‪.. ‬‬

‫جلس ‪ ‬يوماً مع عائشة ‪..‬‬

‫وكــان ‪ ‬يتعام ــل مــع أنـ ـواع مــن الن ــاس ال يقــدرون التعام ــل‬

‫‪..‬‬

‫الرا ي ‪ ..‬وال يتهاعلون معه ‪ ..‬بل يننلقون ويتع لون ‪..‬‬

‫وهـ ــي تهصـ ــل الكـ ــالم وتطيـ ــل ‪ ..‬وهـ ــو علـ ــى ك ـ ــرة‬

‫كان ‪ .. ‬يوماً نازالً بموضع يقال لـه "ال عرانـة " بـين مكـة‬

‫حتى ضي حدي ها ‪..‬‬

‫وتقرأ في أحاديث أنه تبسم حتى بدت نواجذ ‪..‬‬

‫ومع ذلع كان يصبر عليهم ‪..‬‬

‫والمدينة ‪..‬‬

‫فأفضال لها منه هائهة ‪..‬‬

‫و‪70‬‬

‫‪..‬‬

‫إذن كـ ــان لطي ـ ــف المعش ـ ــر ‪ ..‬أن ـ ــيس الم ل ـ ــس ‪..‬‬

‫متحمالً ‪ ..‬ال يعمل ضية وخالفاً من كل ي ‪..‬‬ ‫فأخذت تحدره بأحاديث نسا ‪ ..‬وهو يتهاعـل معهـا‬

‫مشا له يستمع ويتهاعل ويعلق ‪..‬‬

‫فحدرته أنه جلسي إحد عشرة امرأة – في أيام‬

‫ومعه بالل ‪ ..‬ف ا ‪ ‬أعرابي يبدو أنه كـان ـد هلـب مـن‬

‫ال اهلية ‪ -‬فتعاهدن وتعا دن أن ال يكتمن من‬

‫مستع الً ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫ف علن يتذاكرن أزواجهن بما فيهم وال يكذبن !!‬

‫النبي ‪ ‬حاجة فوعد بها ولم تتيسر بعـد ‪ ..‬وكـان األعرابـي‬

‫أخبار أزواجهن يئاً ‪..‬‬

‫يا محمد ‪ ..‬أال تن ز لي ما وعدتني ؟‬

‫الي األولى ‪:‬‬

‫وهل هناك كلمة أرع منها ‪!!..‬‬

‫ال سهل فيرتقى وال سمين فينتقل ‪..‬‬

‫زوجي لحم جمل ث على رأس جبل ‪..‬‬

‫فقال له ‪ ‬متلطهاً ‪ :‬أبشر ‪..‬‬

‫فقال األعرابي بكل صالفة ‪ :‬د أك رت علي من أبشر !‬

‫و تشبه زوجها بال بل الوعر الذي وضعوا فو ه لحم‬

‫فنضـب النبـي ‪ ‬مــن عبارتـه ‪ ..‬لكنـه كــتم يظـه ‪ ..‬والتهــي‬

‫جمل كبير ير جيد ‪ ..‬فال يحرص أحد للوصول‬

‫رد البشر فا بال أنتما ‪..‬‬

‫ألجله ‪ ..‬أي ‪ :‬لسو خلقة ‪ ..‬وأنه يتكبر ‪ ..‬مع أنه‬

‫ـج فيـه‬ ‫رم دعا ‪ ‬بقـدد فيـه مـا فنسـل يديـه ووجهـه فيـه وم َّ‬

‫الي ال انية ‪:‬‬

‫إلى أبي موسى وبالل وكانا جالسين ب انبه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫فاستبشرا ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫إليه لصعوبة الوصول إليه ‪ ..‬وهو ال يستحق التعب‬ ‫ليس عند ما يتكبر بسببه فهو بهيل فقير ‪..‬‬ ‫زوجي ال أبث خبر ‪..‬‬

‫ر ــم ــال ‪ :‬ا ـ ـربا من ــه وأفر ــا عل ــى وجوهكم ــا ونحوركم ــا‬

‫إني أخا أن ال أذر ‪..‬‬

‫فأخذا القدد فهعال ‪..‬‬

‫و أي ‪ :‬زوجها ك ير العيوب ‪ ..‬وتهشى إذا ذكرت‬

‫وأبشرا ‪ ..‬أي ببركة هذا الما ‪..‬‬

‫وكان ــي أم س ــلمة ‪ ‬ريب ــة م ــنهم ‪ ..‬جالس ــة ورا س ــتار ‪..‬‬ ‫فــأرادت أن ال تهوته ــا البرك ــة ‪ ..‬فنــادت م ــن ورا الس ــتر ‪:‬‬

‫إن أذكر أذكر ع ر وب ر ‪..‬‬ ‫ما فيه أن يبلنه ذلع فيطلقها ‪ ..‬وهي متعلقة به‬

‫) ‪( 70‬‬

‫‪147‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫بسبب أوالدها ‪..‬‬

‫لكنها لم تمدحه فنن له ُع َ ر وبُ َ ر !! والع ر ‪ :‬أن تنعقد‬ ‫العروع في ال سد حتى تصير منتههة ‪ ..‬فتللم ‪..‬‬

‫الي السادسة ‪:‬‬

‫زوجي إن أكل َّ‬ ‫لف ‪..‬‬ ‫وإن رب ا َّ‬ ‫تف ‪..‬‬

‫وإن اضط ع َّ‬ ‫التف ‪..‬‬ ‫الكف ‪ ..‬ليعلم َّ‬ ‫َّ‬ ‫البث ‪..‬‬ ‫وال يُولِج‬

‫والبُ َ ر انتهاخ عروع في البطن ‪!! ..‬‬ ‫الي ال ال ة ‪:‬‬

‫وأي ‪ :‬إن زوجها يك ر األكل حتى يلهه لهاً فال‬ ‫يبقي لهم يئاً ‪ ..‬والشرا يشهه هاً ‪ ..‬يشربه كله‬ ‫‪ ..‬وإذا نام َّ‬ ‫التف باللحا ولم يدع لزوجته يئاً ‪..‬‬

‫شنَّق ‪..‬‬ ‫الع َ‬ ‫زوجي َ‬

‫إن أنطق أهلق ‪..‬‬ ‫وإن أسكي أُعلَّق ‪..‬‬

‫الـم َذلَّق ‪..‬‬ ‫وهو على حد ِّ‬ ‫السنان ُ‬

‫وإذا حزني لم يقرب كهه إليها أو يالههها ليعلم‬

‫و أي ‪ :‬زوجها هويل بيح ‪ ..‬سي الهلق ‪ ..‬وال يتسامح‬

‫سبب حزنها ‪.. ..‬‬

‫معها بل على م ل حد السيف !! فهي مهددة بالطالع كل‬

‫الي السابعة ‪:‬‬

‫لحظة ‪ ..‬ال يحتمل كالمها ‪ ..‬ومتى ا تكي إليه يئاً‬ ‫هلقها ‪ ..‬وال يعاملها معاملة األزوا ‪ ..‬فهي عند‬

‫زوجي يايا أو عيايا و أي بي !!‬

‫هبا ا و أحمق !‬

‫كالمعلقة ‪..‬‬

‫كل دا له دا و جميع العيوب فيه !‬

‫إن حدرته سبع ‪ ..‬و ال يقبل حدي اً وال ملانسة ‪.‬‬

‫الي الرابعة ‪:‬‬ ‫زوجي كـ لَـي ِـل تِهامة ‪..‬‬

‫بل يسب ويلعن دوماً ‪..‬‬ ‫وإن مازحته ‪ ً :‬ع و ضرب رأسع ف رحه ! ‪..‬‬

‫ال َحر وال َـر ‪..‬‬ ‫وال مهافة وال س مة ‪..‬‬

‫و ليل تهامة ال رياد فيه فيطيب ألهله ‪ ..‬فوصهي زوجها‬

‫أو فلًع و ضرب ال لد ف رحه ‪..‬‬ ‫أو جمع كالًّ ِ‬ ‫لع ‪ ..‬و يضرب كل المواضع الرأس‬

‫‪..‬‬

‫الي ال امنة ‪:‬‬

‫ب ميل العشرة ‪ ..‬واعتدال األخالع ‪ ..‬فال أذ عند‬ ‫الي الهامسة ‪:‬‬

‫وال سد ! ‪..‬‬

‫زوجي ‪ ..‬المس مس أرنب ‪ ..‬و أي ناعم ر يق ‪..‬‬

‫زوجي إن دخل فَـ ِهد ‪..‬‬ ‫وإن خر أ ِ‬ ‫َسد ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫و أ ي ‪ :‬إذا دخل بيته صار كالههد وهو الحيوان المعرو‬

‫لما تريد ‪ ..‬لكنه بطل ينلب الناس و هصيته‬

‫وهو كريم نشيط ‪ ..‬و ذا خر من البيي وخالط الناس‬

‫أمامهم وية ‪..‬‬

‫والريح ريح زرنب ‪ ..‬و وهو نبات هيب الرائحة‬

‫وال يسأل عما َعـ ِهد ‪..‬‬

‫وأنا ا لبه والناس ينلب ‪ ..‬و أي سهل معها ينصاع‬

‫فهو أسد لش اعته ‪ ..‬وهو أيضاً سمح ال يد ق في‬ ‫السلال عن ما يأخذ أهله أو يصرفونه ‪..‬‬

‫‪148‬‬

‫الي التاسعة ‪:‬‬

‫زوجي رفيع الن اد ‪ ..‬و بيته واسع مهتود للضيو‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ف علني في أهل صهيل وأهيط و نقلها إلى بيي‬

‫‪..‬‬

‫فيه خيل وإبل ‪..‬‬

‫عظيم الرماد ‪ ..‬و ك ير إ عال النار استقباالً للضيو‬ ‫وهبهاً لهم ‪..‬‬

‫ودائس ومنق و أي دواب ك يرة ‪..‬‬

‫ريب البيي من الناد ‪ ..‬و الم لس الذي ي لس فيه مع‬

‫فعند أ ول فال أ بح ‪ ..‬و تتكلم بما ا ت وال‬

‫ال يشبع ليله يضا ‪ ..‬و ال يأكل ك يراً عند الناس ‪..‬‬

‫وأر د فأتصبح ‪ ..‬و تشبع نوماً إلى الصباد ‪ ..‬لك رة‬

‫أصحابه وهو النادي ريب من بيته لحرصه على أهله ‪..‬‬

‫وال ينام ليلة يُ َها‬

‫‪ ..‬و إذا كان هناك خطر بالليل من‬

‫ينتقد كالمها ‪..‬‬ ‫الهدم ‪..‬‬

‫عدو أو ير ‪ ..‬يظل مستيقظاً يحرس ويرا ب ‪..‬‬

‫وأ رب فأتقنح ‪ ..‬و جميع األ ربة عندها ‪ ..‬ترو‬

‫زوجي مالع ‪..‬‬

‫أم أبي زرع ؟! فما أم أبي زرع !!‬

‫منها ‪..‬‬

‫الي العا رة ‪:‬‬

‫عكومها رداد ‪ ..‬و سمينة جميلة ‪..‬‬

‫وما مالع ؟! ‪..‬‬

‫وبيتها فساد ‪ ..‬و بيتها واسع ‪..‬‬

‫مالع خير من ذلع ‪..‬‬

‫له إبل ك يرات المبارك ‪..‬‬

‫ابن أبي زرع ؟! فما بن أبي زرع !!‬

‫ليالت المسارد ‪..‬‬

‫مض عه كمسل طبة ‪ ..‬و ينام نوماً رفيقاً بأدب‬

‫أيقن أنهن هوالع ‪..‬‬ ‫وإذا سمعن المزهر ‪َّ ..‬‬

‫‪..‬‬

‫و زوجها اسمه مالع ‪ ..‬مهما وصهته لن تحيط بأوصافه‬

‫ويشبعه ذراع ال هرة ‪ ..‬و ال يأكل ك يراً ‪..‬‬ ‫بني أبي زرع ؟! فما بني أبي زرع !!‬

‫وإذا سمعي افبل صوت المزهر السكين تُ َحد وت هز ‪..‬‬ ‫علمي أنه سيهلع بعضهن ذبحاً للضيو ‪..‬‬ ‫الي الحادية عشرة ‪:‬‬

‫ومل كسائها ‪ ..‬و متسترة ‪..‬‬

‫عيشها ‪..‬‬

‫فما أبو زرع ‪..‬‬

‫!!‬

‫ال ميلة ‪ ..‬إبله دائماً ريبة منه و ل ما تسرد أي تذهب‬ ‫للرعي ‪..‬لتكون جاهة للحلب منها ونحرها للضيو ‪..‬‬

‫زوجي أبو زرع ؟! و اسمه أبو زرع ‪..‬‬

‫أناس من حلي أذني ‪ ..‬و ألبسها الحلي والذهب ‪..‬‬

‫وم من حم عضدي ‪ ..‬و سمني عند‬

‫هوع أبيها وهوع أمها ‪..‬‬

‫و يص جارتها ‪ ..‬و تنار جاراتها من جمالها ولذة‬

‫جارية أبي زرع ؟! فما جارية أبي زرع !! و الهادمة‬

‫ال تبث حدي نا تب ي اً ‪ ..‬و ال تنشر أسرار البيي ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫وب حني فب حي إلى نهسي ‪ ..‬و مدحني حتى أع بي‬

‫بنهسي ‪..‬‬

‫وجدني في أهل نيمة ِ‬ ‫بشق ‪ ..‬و كان اهلها فقرا ال‬

‫يملكون إال نيمات ‪..‬‬

‫‪149‬‬

‫وال تنهث ميرتنا تنهي اً ‪ ..‬و ال تبدد هعام البيي‬ ‫وتعبث به ‪..‬‬

‫وال تم بيتنا تعشيشاً ‪ ..‬و ال تهمل البيي فيمت‬ ‫باألوساخ ‪..‬‬ ‫رم الي ‪:‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫خر أبو زرع واألوهاب تمهط ‪ ..‬و خر من بيته يوماً‬ ‫في و ي ربيع ‪..‬‬

‫ابنتع ‪ ..‬زوجتع ‪..‬‬

‫جالسة حولها ههالن جميالن ويا البنية ‪..‬‬

‫كل من تهالطهم كن حياً متهاعالً ‪..‬‬

‫فلقى امرأة معها ولدان لها كالههدين ‪ ..‬و رأ‬

‫امرأة‬

‫يلعبان من تحي خصرها برمانتين ‪ ..‬و يلعبان ب دييها ‪..‬‬

‫‪ ..‬تهاعل ‪..‬‬

‫زوجع ‪ ..‬ولدك ‪ ..‬زميلتع ‪..‬‬

‫أحيانـاً تكـون ناسـياً الموضـوع ‪ ..‬ـال لـع – مـ الً ‪-‬‬

‫فطلقني ونكحها ‪ ..‬و أع بته ‪ ..‬فطلق أم زرع وتزوجها !!‬

‫‪ :‬أبشرك الوالد ُ هي مـن مرضـه ‪ ..‬فـال تقـل ‪ :‬أصـالً‬ ‫‪ ..‬متى مرض ؟!!‬

‫فنكحي بعد رجال سرياً ‪ ..‬و تزوجي ام زرع رجالً كريماً‬ ‫‪..‬‬

‫أو ‪ :‬أخــي خــر م ــن الس ـ ن ‪ ..‬ال تقــل ‪ :‬وا م ــا‬

‫‪..‬‬

‫ركب رياً ‪ ..‬و ركب خيالً سابقاً ‪..‬‬ ‫وأخذ خطياً ‪..‬‬

‫دريي أصالً أنه دخل الس ن ‪..‬‬

‫وأخيراً ‪ ..‬يا جماعة ‪..‬‬

‫التش يع والتهاعل ينهع حتى مع الحيوانات ‪..‬‬

‫وأراد علي نعماً ررياً ‪ ..‬و أكرمها وأهداها ألنه رري ‪..‬‬

‫وأعطاني من كل رائحة زوجاً ‪ ..‬و أك ر لها من األهياب‬ ‫ويعطيها ارنين من كل ي لتستعمل وتهدي إن ا ت‬

‫‪..‬‬

‫ال أبو بكر الر ي ‪:‬‬

‫كني بالبادية ‪..‬‬

‫فوافيي بيلة من بائل العرب ‪ ..‬فأضافني رجل‬ ‫منهم وأدخلني خبا ‪..‬‬

‫وميري أهلع ‪ ..‬و أهدي ألهلع وأعطيهم ‪..‬‬

‫فرأيي في الهبا عبدا أسود مقيداً بقيد ‪ ..‬ورأيي‬ ‫ِجماال د ماتي بين يدي البيي ‪..‬‬

‫و ال ‪ :‬كلي أم زرع ‪..‬‬

‫فلو جمعي كل ي أعطانيه ‪..‬‬

‫روحه ‪..‬‬

‫و د بقى منها جمل وهو ناحل ذابل كأنه ينزع‬

‫رم الي ‪:‬‬

‫ما بلً أصنر آنية أبي زرع ‪ ..‬و ال يزال لبها معلقاً بأبي‬ ‫زرع ‪ !!..‬ما الحب إال للحبيب األول‬

‫فقال لي النالم ‪ :‬أني ضيف ‪ ..‬ولع حق ‪..‬‬

‫كان ‪ ‬يستمع بكل نصات إلى عائشة وهي تحدره ‪..‬‬

‫في إلى موالي ‪ ..‬فننه مكرم لضيهه ‪ ..‬فال‬ ‫فتشهع َّ‬ ‫يرد هاعتع في هذا القدر ‪ ..‬فعسا يحل القيد‬

‫وتراكم همومه ‪..‬‬

‫فسكي عنه ‪ ..‬ولم أدر ما جرمه ‪..‬‬

‫ولم يظهر لها ض راً وال ملالً ‪ ..‬مع تعبه وك رة مشا له ‪..‬‬ ‫حتى إذا انتهي عائشة من حدي ها ‪:‬‬

‫عني ‪..‬‬

‫فلما أحضروا الطعام ‪ ..‬امتنعي ‪ ..‬و لي ‪:‬‬

‫ال ‪ : ‬كني لع كأبي زرع ألم زرع ‪..‬‬

‫ال آكل ‪ ..‬ما لم أ هع في هذا العبد ‪..‬‬

‫إذن ‪ ..‬اتهقنـ ــا ‪ ..‬علـ ــى أهميـ ــة إ هـ ــار اللطـ ــف واالهتمـ ــام‬

‫ع‬ ‫فقال السيد ‪ :‬إن هذا العبد د أفقرني ‪ ..‬وأهلَ َ‬ ‫جميع مالي ‪..‬‬ ‫َ‬

‫بالناس ‪..‬‬

‫فنذا جا ك ولـدك متزينـاً ب ـوب جميـل ‪ ..‬مـا رأيـع يـا أبـي ؟‬

‫‪151‬‬

‫فقلي ‪ :‬ماذا فعل ؟!‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وإن كانـ ــي بأسـ ــلوب جـ ــا ‪ ..‬ومـ ــدخل عنيـ ــف ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬إن له صوتاً​ًٍ هيباً ‪ ..‬وإني كني أعيش من هور‬ ‫فحملها أحماالً رقاالً ‪..‬‬ ‫هذ ال مال ‪َّ ..‬‬ ‫وكان ينشد األ عار ويحدو بها ‪ ..‬حتى طعي مسيرة‬

‫انتهي كذلع ‪..‬‬

‫عندما ننصح النـاس ‪ ..‬فـنحن فـي الوا ـع نتعامـل مـع‬

‫رالرة أيام في ليلة واحدة من هيب ننمته ‪..‬‬

‫لوبهم ‪ ..‬ال أجسادهم ‪..‬‬

‫فلما حطي أحمالها ‪ ..‬ماتي كلها ‪ ..‬إال هذا ال مل‬

‫لذلع ت د بعط األبنا يتقبل من أمه وال يتقبل مـن‬

‫ولكن أني ضيهي ‪ ..‬فلكرامتع د وهبته لع ‪ ..‬وأهلق‬

‫والطالب يتقبلون من مدرس ‪ ..‬دون ا خر ‪..‬‬

‫النالم من يد ‪..‬‬

‫وأول البراعة في النصيحة ‪..‬‬

‫الواحد ‪..‬‬

‫فا تقي إلى سماع هذا الصوت ‪..‬‬

‫أبيه ‪ ..‬أو العكس ‪..‬‬

‫أن ال تك ــر منهــا وتــد ق علــى كــل صــنير وكبي ــر ‪..‬‬

‫فلما أصبحنا أمر أن يحدو على جمل يستقى الما من‬

‫حتـ ــى ال يشـ ــعر ا خـ ــرون أنـ ــع مرا ـ ــب لحركـ ــاتهم‬

‫بئر هناك ‪ ..‬لينشط ال مل للعمل ‪..‬‬

‫وسكناتهم ‪ ..‬فت قل عليهم ‪..‬‬

‫فانطلق النالم بصوت حسن ‪ ..‬فلما رفع صوته ‪..‬‬

‫ليس النبي بسيد في ومه *** لكن سيد ومه‬

‫سمعه ال مل فهام وها ونسـي نهسـه ‪ ..‬حتـى طـع حبالـه‬ ‫‪..‬‬

‫وو عي أنا على وجهي من حسن الصوت ‪ ..‬فما أ ـن أنـي‬

‫سمعي ط صوتاً أهيب منه ‪..‬‬

‫و‪72‬‬

‫وإن اســتطعي أن تقــدم انصــيحة علــى ــكل ا ت ـراد‬

‫‪ ..‬فافعل ‪..‬‬

‫لو للي الملح في الطعام ‪ ..‬لكان أحسن ‪..‬‬

‫لو تنير مالبسع ب ياب أجمل ‪..‬‬

‫هور نهسع بالتدريب ‪..‬‬

‫كن حياً ال ميتاً ‪ ..‬تهاعل بكالمع ‪ ..‬بتعبيرات وجهع ‪..‬‬ ‫حتى يأنس ا خرون بع ‪..‬‬

‫لو ما تتأخر عن مدرستع مرة أخر ‪ ..‬أفضل ‪..‬‬

‫ما رأيع لو فعلي كذا ‪ ..‬أ ترد عليع كذا وكذا ‪..‬‬

‫أحسن من ولع ‪..‬‬

‫يا ليل األدب ‪ ..‬كم مرة لي لع ‪ ..‬أني ما تههم‬

‫‪ .55‬اجعل لسانع عذباً ‪..‬‬

‫ال تهلـ ــو حياتنـ ــا م ـ ــن موا ـ ــف نحتـ ــا فيه ـ ــا إلـ ــى تق ـ ــديم‬

‫توجيهات ونصائح لنخرين ‪..‬‬

‫‪ ..‬إلى متى أعلمع ؟!!‬

‫اجعلــه يحــتهص بمــا وجهــه ‪ ..‬ويشــعر بقيمتــه حتــى‬

‫وهو مهطإ ‪..‬‬

‫الولد ‪ ..‬الزو ‪ ..‬الصديق ‪ ..‬ال ار ‪ ..‬األبوين ‪..‬‬

‫ألن المقصود عال أخطائـه ال االنتقـام منـه أوإهانتـه‬

‫تهتلف نهايات النصائح ‪ ..‬باختال بداياتها ‪..‬‬

‫أعنـ ــي ‪ :‬إن كانـ ــي البدايـ ــة بأسـ ــلوب مناسـ ــب ‪ ..‬ومـ ــدخل‬

‫لطيف ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫يعني يا جماعة ‪ ..‬بالعبارة الصريحة ‪:‬‬

‫ال أحد يحب أن يتلقى األوامر ‪..‬‬

‫انتهي كذلع ‪..‬‬

‫) ‪( 71‬‬

‫المتنابي‬

‫أراد ‪ ‬يوماً أن يوجه عبد ا بن عمـر للتعبـد بصـالة‬

‫إحياء علوم الدين ‪275/2‬‬

‫‪151‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الليل ‪..‬‬

‫فما دعا و ال ‪ :‬يا عبد ا‬

‫‪..‬‬

‫م الليل ‪..‬‬

‫ومضي األيام ‪ ..‬وكشف ا له القضية كلها ‪..‬‬

‫وإنم ــا ــدم النص ــيحة عل ــى ــكل ا تـ ـراد ‪ ..‬و ــال ‪ :‬نع ــم‬

‫وبعــد أيــام ‪ ..‬أســر إلــى حهصــة ‪ ‬حــدي اً ‪ ..‬فأ هرتــه‬

‫وفي رواية ال ‪ :‬يا عبد ا ال تكن م ل فالن ‪ ..‬كان يقـوم‬

‫فـدخل عليهــا يومـاً ‪ ..‬وعنــدها الشــها بنــي عبــد ا‬

‫بل إن استطعي أن تلهـي نظـر إلـى األخطـا مـن حيـث ال‬

‫فقــال ‪ ‬للشــها ‪ :‬أال تعلمــين هــذ ر يــة النملــة كمــا‬

‫يشعر فهو أولى ‪..‬‬

‫علمتيها الكتابة ‪..‬‬

‫الرجل عبد ا لو كان يقوم الليل ‪..‬‬ ‫الليل ‪..‬‬

‫عطـس رجــل عنــد عبــد ا بـن المبــارك ‪ ..‬فلــم يقــل الحمــد‬ ‫‪ ..‬فقال عبد ا ‪ :‬ماذا يقول العاهس إذا عطس ؟ ـال‬

‫‪ :‬الحمد‬

‫‪ ..‬فقال ‪ :‬عبد ا ‪ :‬يرحمع ا ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫‪ ..‬وكاني صحابية تتعلم الطب ‪ ..‬وتعالج الناس ‪..‬‬

‫ور ية النملة كـالم كانـي نسـا العـرب تقولـه ‪ ..‬يعلـم‬ ‫كل من سمعه أنه كالم ال يضر وال ينهع ‪..‬‬

‫ور ية النملة التي كاني تعر بينهن أن يقال ‪:‬‬

‫وكان رسول ا ‪ ‬كذلع ‪..‬‬

‫العروس تحتهل ‪ ..‬وتهتضب وتكتحل ‪ ..‬وكل ـي‬

‫كــا ن إذا انصــر مــن صــالة العصــر ‪ ..‬دخــل علــى نســائه‬

‫تهتعل ‪ ..‬ير أن ال تعصي الرجل ‪..‬‬

‫واحدة واحدة ‪..‬‬

‫فــأراد ‪ ‬بهــذا المقــال تأنيــب حهصــة والتأديــب لهــا‬

‫فيدنو من إحداهن ‪ ..‬ويتحدث معها ‪..‬‬

‫فـدخل علــى زينــب بمــن جحـش ‪ ..‬فوجــد عنــدها عسـالً ‪..‬‬

‫وكان ‪ ‬يحب العسل والحلوا ‪..‬‬

‫فاحتبس عندها أك ر ما كان يحتبس عند يرها ‪..‬‬

‫تعريض ـ ـاً ‪ ..‬بـ ــأن تـ ــردد جملـ ــة ‪ :‬يـ ــر أن ال تعصـ ــي‬

‫الرجل ‪..‬‬

‫أحد السلف استلف منه رجل كتاباً ‪ ..‬فرد إليه بعـد‬ ‫أيــام وعليــه آرــار هعــام ‪ ..‬كأنــه حمــل عليــه خب ـزاً أو‬

‫فنارت عائشة وحهصة ‪ ..‬وتواصتا من دخل عليها تقـول لـه‬

‫عنباً ‪ ..‬فسكي صاحب الكتاب ‪..‬‬

‫أجد منع ريح منافير ‪ ..‬وهو راب حلـو يشـبه العسـل ‪..‬‬

‫فأعطا الكتاب في هبق ‪!!..‬‬

‫وكـان ‪ ‬يشـتد عليــه أن يوجـد منــه الـريح مــن بدنـه أو فمــه‬

‫؟!‬

‫‪ ..‬ألنه يناجي جبريل ‪ ..‬ويناجي الناس ‪..‬‬

‫فقــال ‪ :‬الكتــاب لتق ـرأ فيــه ‪ ..‬والطبــق لتحمــل عليــه‬

‫‪:‬‬

‫ولكن له رائحة سيئة ‪..‬‬

‫وبعــد أيــام جــا صــاحبه يســتعير منــه كتاب ـاً آخــر ‪..‬‬ ‫فقـال الرجــل ‪ :‬إنمــا أريــد الكتـاب ‪ ..‬فمــا بــال الطبــق‬

‫فلما دخل على حهصة ‪ ..‬سألته ماذا أكل ؟‬

‫هعامع !!‬

‫فقالي ‪ :‬إني أجد منع ريح منافير ‪..‬‬

‫وأذك ــر أن أن أح ــدهم ك ــان يع ــود إل ــى بيت ــه ل ــيالً ‪..‬‬

‫فأخذ الكتاب ‪ ..‬ومضى ‪ ..‬فقد وصلي الرسالة ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬ربي عسالً عند زينب ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬ال بل ربي عسالً ‪ ..‬ولن أعود له ‪..‬‬

‫رم ـام ودخـل علـى عائشـة ‪ ..‬فقالـي لـه عائشـة م ـل ذلـع‬

‫‪152‬‬

‫وينزع روبه ‪ ..‬يعلقه على الشماعة ‪ ..‬وينام ‪..‬‬

‫فتــأتي زوجتــه ‪ ..‬وتهــتح محهظــة النقــود ‪ ..‬رــم تأخــذ‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الصر الموجود ‪ ..‬من فئة الريال ‪ ..‬والهمسة ‪..‬‬

‫ألعــاب ك يــرة ‪ ..‬والعروســة مــن بينهــا ‪ ..‬فالتقطتهــا ‪..‬‬

‫ف ــنذا اس ــتيقص ص ــباحاً وذه ــب إأل عملـــه ‪ ..‬واحتـــا أن‬

‫وجا ت بها إلى األم و ال ‪ :‬ماما ‪ ..‬هـذ التيطـردت‬

‫فرا بها ‪ ..‬حتى فهم القضية ‪..‬‬

‫يعني دع المنصود يحتهص بما وجهـه ‪ ..‬ويمكـن أن‬

‫يحاسب في بقالة ونحوها ‪ ..‬لم ي د صرفاً ‪..‬‬

‫فرجع إلى بيته يوماً ‪ ..‬و د جعل في جيبه ضهدعاً ‪..‬‬

‫المالئكة ‪ ..‬افعلي بها ما ئي !!‬

‫تأكل العسل من ير أن تحطم الهلية ‪..‬‬

‫ونـ ــزع روب ــه كالع ــادة ‪ ..‬واضـ ــط ع كهيئ ــة الن ــائم ‪ ..‬وأخـ ــذ‬

‫ال تنصحه كأنه د كهر بهعله ‪..‬‬

‫فأ بلي زوجته لتأخذ ما يتيسر ‪..‬كالعادة !!‬

‫من ير صد ‪ ..‬أو من ير أن يعلم ‪..‬‬

‫يشهر ‪ ..‬وهو يرا ب ال وب ‪..‬‬

‫بــل وأحسـ ن الظــن بــه ‪ ..‬واعتبــر أنــه و ــع فــي الهطــأ‬

‫أ بلـي إلـى ال ــوب تمشـي رويـداً ‪ ..‬أدخلــي يـدها بهــدووو‬

‫كاني الهمر في أول اإلسالم لم تحرم بعد ‪..‬‬

‫فلمسـي الضـهدع ‪ ..‬فتحــرك ف ـأة ‪ ..‬فصــرخي ‪ :‬آآآآ ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فهتح الزو عينيه ‪ ..‬و ال ‪ :‬وأنا ‪ ..‬آآآ ‪ ..‬جيبي ‪..‬‬

‫جرة كاملة مملو ة خمراً ‪..‬‬

‫أوالدنا إذا و عوا في أخطا ‪ ..‬ومع هالبنا ‪..‬‬

‫عامر بن ربيعة ‪ ..‬و ال ‪ :‬أما علمي أنها ـد حرمـي‬

‫‪..‬‬

‫يدي ‪..‬‬

‫وفــي يــوم أ بــل عــامر بــن ربيعــة ‪ ..‬الصــحابي ال ليــل‬ ‫مــن س ــهر ‪ ..‬فأه ــد لرس ــول ا ‪ ‬راوي ــة خم ــر ‪..‬‬

‫ليتنا نستعمل هذا األسلوب ‪ ..‬مع جميع الناس ‪..‬‬

‫نظــر النبــي ‪ ‬إل ــى الهمــر مس ــتنرباً ‪ ..‬والتهــي إل ــى‬

‫نـايف أحـد األصـد ا ‪ ..‬كــان لـه أم صـالحة ‪ ..‬ال ترضــى ن‬

‫‪..‬؟‬

‫يبقــى فــي البيــي صــور أبــداً ‪ ..‬ألن المالئكــة ال تــدخل بيت ـاً‬ ‫فيه كلب وال صورة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬حرمي ؟! ال ‪ ..‬ما علمي يا رسول ا ‪..‬‬

‫كــان عنــدها هقلــة صــنيرة ‪ ..‬عنــدها ألعــاب متنوعــة ‪ ..‬إال‬

‫الدمى ‪ ..‬العرائس ‪..‬‬

‫أهدت إليهـا خالتهـا ُدميـة ‪ ..‬عروسـة ‪ ..‬و الـي لهـا ‪ :‬العبـي‬ ‫بها في رفتع ‪ ..‬واحذري أن تراها أمع ‪..‬‬ ‫وبعد يومين ‪ ..‬علمي األم ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فننها د حرمي ‪..‬‬

‫فأسر إليه بعضهم بأن يبيعها ‪..‬‬ ‫فحملها عامر ‪َّ ..‬‬

‫فســمعه النبــي ‪ ‬فقــال ‪ :‬ال ‪ ..‬إن ا إذا حــرم ــيئاً‬ ‫‪ ..‬حرم رمنه ‪..‬‬ ‫فأخذها ‪ ‬فاهرا ها على التراب ‪..‬‬

‫و‪72‬‬

‫وانتبـ ــه أن تمـ ــدد نهسـ ــع وأنـ ــي تنصـ ــح ‪ ..‬فترفـ ــع‬

‫فأرادت أن تقدم النصيحة بأسلوب مناسب ‪..‬‬

‫نهس ــع وتس ــحب المنص ــود إل ــى الق ــاع ‪ ..‬ال أح ــد‬

‫جلسوا على الطعام ‪ ..‬فقالـي أم نـايف ‪ :‬يـا أوالد ‪ !!..‬مـن‬

‫يرضى بذلع ‪..‬‬

‫لماذا خرجي ‪ ..‬ال حول وال وة إال با ‪..‬‬

‫أم اد ‪..‬أنا كنـي وكنـي ‪ ..‬ولعـل الولـد يعلـم تـاريخ‬

‫يومين ‪ ..‬وأنا أ عر أن البيـي لـيس فيـه مالئكـة !! ال أدري‬ ‫والبني الصنيرة تسمع وهي ساكته ‪..‬‬

‫وبعد الندا رجعي الصـنيرة إلـى رفتهـا ‪ ..‬فـنذا بـين يـديها‬

‫بعــط ا بــا – م ـ الً‪ .. -‬إذا نصــح ولــد بــدأ يــذكر‬ ‫والد ‪!!..‬‬

‫) ‪( 72‬‬

‫‪153‬‬

‫رواه الطرباين‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫أن تقــول ‪ :‬اللهــم أعنــي علــى ذكــرك ‪ ..‬و ــكرك ‪..‬‬

‫وحسن عبادتع ‪..‬‬

‫باختصار ‪..‬‬

‫ي ــا عم ــر ‪ ..‬إن ــع رج ــل ــوي ‪ ..‬ف ــال تـ ـزاحمن عن ــد‬

‫الكلمة الطيبة ‪ ..‬صد ة ‪..‬‬ ‫‪.56‬‬

‫الح ر ‪..‬‬

‫وكذلع كان العقال بعد ‪..‬‬

‫اختصر ‪ ..‬وال ت ادل ‪..‬‬

‫لقي أبو هريرة ‪ ‬الهرزدع الشاعر فقال ‪:‬‬

‫يقولون ‪ :‬إن الناصح كال الد ‪..‬‬

‫يا ابن أخي إنـي أر‬

‫وبقدر مهارة ال الد في ال لد ‪ ..‬يبقى األلم ‪..‬‬

‫ـدميع صـنيرتين ‪ ..‬ولـن تعـدم‬

‫لهما موضعا في ال نة ‪..‬‬

‫أ ول ‪ :‬مهارة ال لد ‪ ..‬ال وة ال لد !!‬

‫فــال الد العنيــف ال ــذي يض ــرب بق ــوة ‪ ..‬يتــألم المض ــروب‬

‫و ي و وع السياق ‪ ..‬رم ما يلبث حتى ينساها ‪..‬‬

‫أمــا ال ــالد األســتاذ فــي ص ـنعته ‪..‬فقــد ال يضــرب بقــوة ‪..‬‬ ‫لكنه يعلم أن يو ع السوق ‪..‬‬

‫كذلع الناصح ‪ ..‬ليسـي العبـرة بك ـرة الكـالم ‪ ..‬وال هـول‬

‫النصيحة ‪..‬‬

‫وإنما بأسلوب الناصح ‪..‬‬ ‫فاختصــر ــدر المســتطاع ‪ ..‬إذا أردت أن تنصــحه فــال تلــق‬

‫عليه محاضرة ‪!!..‬‬

‫خاص ــة إذا ك ــان األم ــر متهقـ ـاً علي ــه ‪ ..‬كم ــن تنص ــحه ع ــن‬

‫الن ض ـ ــب ‪ ..‬أو ـ ــرب الهم ـ ــر ‪ ..‬أو ت ـ ــرك الص ـ ــالة ‪ ..‬أو‬ ‫عقوع الوالدين ‪ ..‬الخ ‪..‬‬

‫تأملـي النصــائح النبويـة الشهصــية المبا ـرة ‪ ..‬فوجــدتها ال‬

‫تزيد الواحدة منها عن سطر واحد ‪ ..‬أو سطرين ‪..‬‬

‫اسمع ‪ :‬يا علي ‪ ..‬ال تتبع النظرة النظرة ‪ ..‬فنن لع األولـى‬

‫وليسي لع ال انية ‪..‬‬

‫يعني فاعمل لها ‪ ..‬ودع عنع ـذ لمحصـنات فـي‬ ‫عرك ‪..‬‬

‫وعمـ ــر ‪ .. ‬كـ ــان علـ ــى ف ـ ـرا‪ .‬المـ ــوت ‪ ..‬ف علـ ــوا‬

‫الناس ي نون عليه ‪..‬‬ ‫وجــا‬

‫ــاب فقــال ‪ :‬أبشــر يــا أميـر المــلمنين ببشــر‬

‫ا لـ ــع م ـ ــن ص ـ ــحبة رسـ ــول ا ‪ .. ‬و ـ ــدم ف ـ ــي‬ ‫اإلســالم مــا ــد علمــي ‪ ..‬رــم َولِيــي فعــدلي ‪ ..‬رــم‬ ‫هادة ‪..‬‬ ‫فقال عمـر ‪ :‬وددت أن ذلـع كهـا ال علـي وال لـي‬

‫‪..‬‬

‫فلمـ ــا أدبـ ــر الشـ ــاب ‪ ..‬فـ ــنذا إزار يمـ ــس األرض ‪..‬‬

‫مسبل ‪..‬‬

‫فأراد عمر ‪ ‬أن يقدم النصيحة للشاب ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ردوا علي النالم ‪..‬‬

‫فلما و ف الشاب بين يديه ‪ ..‬ال ‪ :‬يـا بـن أخـي ‪..‬‬

‫ارفع روبع ‪ ..‬فننـه أنقـى ل وبـع ‪ ..‬وأتقـى لربـع‬

‫و‪73‬‬

‫‪..‬‬

‫انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬

‫يــا عبــد ا بــن عمــر ‪ ..‬كــن فــي الــدنيا كأنــع ريــب ‪ ..‬أو‬

‫عابر سبيل ‪..‬‬

‫انتهى ‪ ..‬باختصار ‪ ..‬الرسالة وصلي ‪..‬‬ ‫واترك ال دال در المستطاع ‪..‬‬

‫خاصـ ـ ــة إذا ـ ـ ــعرت أن الـ ـ ــذي أمامـ ـ ــع يكـ ـ ــابر ‪..‬‬

‫انتهى ‪..‬‬

‫يا معاذ ‪ ..‬وا إني أحبع ‪ ..‬فال تدعن في دبـر كـل صـالة‬

‫‪154‬‬

‫) ‪( 73‬‬

‫البخاري‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فالمقصود إيصال النصيحة إليه ‪..‬‬

‫و د ذم ا ال دال ‪ :‬و ما ضربو لع إال جدالً ‪..‬‬ ‫و ــال ‪ : ‬مــا ضــل ــوم بعــد هــد كــانوا عليــه ‪ ..‬إال أوت ـوا‬

‫خاهئاً ‪..‬‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫ال دل ‪..‬‬

‫نبه على الهطأ ‪ ..‬وال تلق محاضرة ‪..‬‬

‫و ــال ‪ :‬أنــا زعــيم لبيــي فــي ربــط ال نــة لمــن تــرك ال ــدال‬

‫وإن كان محقاً ‪..‬‬

‫‪ .57‬ال تبال بكالم الهلق ‪..‬‬

‫أحيانـاً يقتنــع الشــهر بــالهكرة ‪ ..‬لكــن أك ــر النهــوس فيهــا‬

‫أع بتن ــي عب ــارة ردده ــا ابن ــي عب ــد ال ــرحمن يومـ ـاً ‪..‬‬

‫و وجحدوا بها واستيقنتها أنهسهم لماً وعلواً ‪..‬‬ ‫فالناية عندك أني أصالً أن يعر الهطأ ليت نبـه فـي المـرة‬

‫تأملي فـي هـذ العبـارة وأنـا أالحـص حـولي انتقـادات‬

‫أنهة وكبر ‪..‬‬

‫القادمة ‪ ..‬وليس الناية أن تنتصر أني عليه ‪ ..‬فلسـتما فـي‬

‫حلبة مصارعة ‪..‬‬

‫وأ نه في ذلع السن لم يكن يهقه معناها‪..‬‬ ‫كان يقول ‪ :‬هنِّش تعِش تَـنـتَـعِش ‪!!..‬‬

‫الناس ‪ ..‬وآرا هم ‪ ..‬وأحادي هم ‪..‬‬

‫فوجــدت أن النــاس فــي كالمهــم وذمهــم لنــا يتنوعــون‬

‫دخل النبي ‪ ‬على علي وفاهمة ‪ .. ‬ليالً ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فقال لهما ‪ :‬أال تصليان ‪ ..‬أي أال تقوما الليل ‪..‬‬

‫فقال علـي ‪ :‬أنهسـنا بيـد ا ‪ ..‬متـى ـا أن يبع نـا ‪ ..‬بع نـا‬

‫‪..‬‬

‫فــيهم الناصــح الصــادع الــذي ال يــتقن فــن النصــيحة‬ ‫‪ ..‬وبالتـ ــالي يحزن ـ ــع بأس ـ ــلوب نصـ ــحه أك ـ ــر مم ـ ــا‬

‫يهرحع ‪..‬‬

‫فوالهمــا النبــي ‪ ‬هــر ‪ ..‬ومضــى وهــو يضــرب بيــد علــى‬

‫وفيهم الحاسد ‪ ..‬الذي يقصد حزنع وهمع ‪..‬‬

‫وأحياناً د يذكر المنصود ‪ ..‬كالمـاً يعتـذر بـه ‪ ..‬وهـو لـيس‬ ‫عذراً مقنعاً لكنه يقوله ‪..‬ليحهص ما وجهه ‪..‬‬

‫ولو سكي لكان خيراً له ‪..‬‬

‫فهذ ويقول ‪ :‬وكان اإلنسان أك ر ي جدالً ‪..‬‬

‫و‪74‬‬

‫‪..‬‬

‫فكن سمحاً ‪..‬‬

‫وفيهم ليـل الهبـرة ‪ ..‬الـذي يهـذي بمـا ال يـدري ‪..‬‬

‫وفيهم من هبيعته االنتقاد أصالً ‪ ..‬فهو ينظر للحيـاة‬

‫بنظارة سودا ‪..‬‬

‫وال تنل ق عليه األبواب بل أبقها مهتوحة أمامه وأنـي تنصـح‬

‫و ديماً يل ‪ :‬لو اتحدت األذواع لبارت السلع ‪..‬‬ ‫ذكــروا أن جحــا ركــب علــى حمــار ‪ ..‬وولــد يمشــي‬

‫من حيث ال يشعر ‪..‬‬

‫فم ــروا بن ــاس ‪ ..‬فق ــال الن ــاس ‪ :‬انظـــروا له ــذا األب‬

‫‪..‬‬

‫وحتــى لــو تكلــم بكــالم خــاهإ ‪ ..‬فــيمكن أن تعــالج خطــأ‬

‫ب انبه ‪..‬‬

‫كـ ــأن تقـ ــول ‪ :‬صـ ــحيح ‪ ..‬وأنـ ــا معـ ــع أن اإلنسـ ــان يهقـ ــد‬

‫النلـــيص يركـ ــب مرتاحـ ـاً ‪ ..‬ويـ ــدع ولـــد يمشـ ــي فـ ــي‬

‫وأرـن عليـه ‪ ..‬رــم ـل ‪ :‬ولكــن ‪ ..‬رـم انســف كالمـه إن كــان‬

‫سمعهم جحا ‪ ..‬فـأو ف الحمـار ‪ ..‬ونـزل ‪ ..‬وأركـب‬

‫أعصابه صباً عنه ‪..‬‬

‫الشمس ‪..‬‬ ‫ولد ‪..‬‬

‫) ‪( 74‬‬

‫‪155‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫رم مشيا ‪ ..‬وجحا يشعر بنوع من الزهو ‪..‬‬

‫وعموماً ‪..‬‬

‫فمرا بقوم آخرين ‪ ..‬فقـال أحـدهم ‪ :‬انظـروا إلـى هـذا االبـن‬

‫ليس يهلو المر من ضد ولو **‬

‫سمعهم جحا ‪..‬‬

‫فال تعذب نهسع ‪..‬‬

‫العاع ‪ ..‬يركب ويدع أبا يمشي في الشمس ‪..‬‬

‫فــأوع الحمــار ‪ ..‬رــم ركــب مــع ولــد ‪ ..‬ليتقــو كــالم النــاس‬

‫هلب العزلة في رأس جبل ‪!!..‬‬

‫وانتقاداتهم ‪..‬‬

‫فمـ ـرا بق ــوم ‪ ..‬فق ــالوا ‪ :‬انظ ــروا إل ــى ه ــذين النليظ ــين ‪ ..‬ال‬

‫يرحمون الحيوان ‪..‬‬

‫ت ربة ‪..‬‬

‫ال أحد السلف ‪ :‬من جعل دينه عرضة‬ ‫للهصومات ‪ ..‬أك ر التنقل !!‬

‫فنزل جحا ‪ ..‬و ال ‪ :‬يا ولدي ‪ ..‬انزل ‪..‬‬

‫فن ــزل الولــد وجعــل يمشــي ب انــب أبيــه ‪ ..‬والحمــار ل ــيس‬

‫فو ه أحد ‪..‬‬

‫فم ـ ـرا بقـ ــوم ‪ ..‬فقـ ــالوا ‪ :‬انظـ ــروا إلـ ــى هـ ــذين السـ ــهيهين ‪..‬‬

‫يمشيان والحمار فارغ ‪ ..‬وهل خلق الحمار إال ليُركب ‪..‬‬

‫فصــرخ جحــا وجــر ولــد معــه ‪ ..‬ودخــال تحــي الحمــار ‪..‬‬

‫وحمال ‪!!..‬‬

‫ولو رأيي جحا و تها لقلي له ‪ :‬يـا حبيـب القلـب ‪ ..‬افعـل‬ ‫مـا تشـا ‪ ..‬وال تبـال بكـالم الهلـق ‪ ..‬فرضـا النـاس ايـة ال‬

‫تدرك ‪..‬‬

‫‪ .58‬ابتسم ‪ ..‬رم ابتسم ‪ ..‬رم ابتسـ ‪ ..‬رم أبتـ‬ ‫‪..‬‬

‫أعرفـه منـذ سـنين ‪ ..‬فهــو أحـد زمالئـي فـي عملــي ‪..‬‬ ‫على كل حال ‪..‬‬

‫لكــن هــل تصــدع أننــي إلــى ا ن ال أدري هــل نبتــي‬

‫له أسنان أم ال !!‬

‫دائــم الــت هم ‪ ..‬والعبــوس ‪ ..‬وكأنــه إذا ابتســم نقــر‬

‫عمر ‪ ..‬أو َّل ماله !!‬

‫ال جريـر بـن عبـد ا الب لـي ‪ :‬مـا رآنـي رسـول ا‬

‫‪ ‬إال تبسم في وجهي ‪..‬‬

‫ومن الذي ين و من الناس سالماً‬ ‫ولو اب عنهم بين خافيتي نسر ‪..‬‬

‫االبتسامة أنواع ‪ ..‬ومراتب ‪..‬‬

‫فمنهـا البشا ـة الدائمـة ‪ ..‬أن يكـون وجهـع صــبوحاً‬ ‫مبته اً دائماً ‪..‬‬

‫بعط الناس ‪ ..‬ال يهكر في رأيه بل أن يطرحه ‪..‬‬

‫يأتيع بعدما تتزو ‪ ..‬ويقول ‪ ..‬ليش تهطب فالنة ؟‬

‫وكأني بع ‪ ..‬تتمنـى أن تصـرخ فـي وجهـه وتقـول ‪ :‬يـا أخـي‬

‫تزوجــي ‪ ..‬خــالص ‪ ..‬انتهــى الموضــوع ‪ ..‬مــا أحــد هلــب‬

‫منع ا تراحات ‪..‬‬

‫أو يأتيع و د بعي سيارتع ‪ ..‬فيقـول ‪ ..‬ليتـع أخبرتنـي ‪..‬‬

‫فالن كان سيعطيع أك ر ‪..‬‬

‫يا أخي ‪ ..‬بس !! الرجـال بـاع سـيارته ‪ ..‬خـالص وانتهـى ‪..‬‬

‫ال تشنله بااللتهات ورا !!‬

‫فلــو كنــي مدرسـاً ودخلــي الهصــل علــى هالبــع ‪..‬‬ ‫فالقهم بوجه بشو‪.. .‬‬

‫ركبـي هــائرة ‪ ..‬ومشــيي فــي الممــر والنــاس ينظــرون‬

‫إليع ‪ ..‬كن بشو اً ‪..‬‬

‫دخلـ ــي بقالـ ــة ‪ ..‬أو محطـ ــة و ـ ــود ‪ ..‬مـ ــددت ل ـ ــه‬

‫الحساب ‪ ..‬ابتسم ‪..‬‬

‫فـي الم لـس ‪ ..‬ودخـل ـهر وسـلم بصـوت عــال‬

‫‪ ..‬ومر بنظر على ال السين ‪ ..‬ابتسم ‪..‬‬

‫‪156‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫دخلي على م موعة ‪ ..‬وصافحتهم ‪ ..‬ابتسم ‪..‬‬

‫تماماً ‪..‬‬

‫وعموم ـاً ‪ :‬االبتســامة لهــا مــن التــأرير الكبيــر فــي امتصــاص‬

‫وصدع ‪ ‬لمـا ـال ‪ :‬لـيس الشـديد بالصـرعة ‪ ..‬إنمـا‬

‫البطل هو الـذي يسـتطيع التنلـب علـى عواههـه ‪ ..‬والتبسـم‬

‫كـ ــان النبـ ــي الك ـ ـريم ‪ .. ‬ي ـ ــذب النـ ــاس بالتبسـ ــم‬

‫كان أنس بن مالع ‪ ‬يمشي مع النبي ‪ ‬يوماً‪ ..‬والنبـي ‪‬‬

‫خرجو إلى زوة خيبر ‪ ..‬وفي أرنا القتال ‪..‬‬

‫النضب والشع والتردد ‪ ..‬ما ال يشاركها يرها ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫عليه بُرد ن راني ليص الحا ية ‪..‬‬ ‫فلحقهما أعرابي ‪..‬‬

‫الشديد الذي يملع نهسه عند النضب ‪..‬‬

‫والبشا ة ‪..‬‬

‫و ــع مــن حصــن اليهــود جــراب فيــه ــحم ‪ ..‬ربــة‬

‫كاملة مملو ة سمناً ‪..‬‬

‫أ بــل هــذا األعرابــي ي ــري ورا النبــي ‪ ‬يريــد أن يلحــق بــه‬

‫حمله عبد ا بن منهـل ‪ ‬علـى عاتقـه فرحـاً ومضـى‬

‫جبــذ بردائــه جبــذة ــديدة ‪ ..‬فتحــرك الــردا بعنــف علــى‬

‫فلقيـه الرجـل المســئول عـن جمــع الننـائم وترتيبهــا ‪..‬‬

‫‪ ..‬حتى إذا ا ترب منه ‪..‬‬ ‫ر بة النبي ‪.. ‬‬

‫ال أنس ‪ :‬حتى نظرت إلى صهحة عـاتق رسـول ا ‪.. ‬‬

‫به إلى رحله وأصحابه ‪..‬‬

‫ف ذب ال راب إليه ‪ ..‬و ال ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫هات هذا نقسمه بين المسلمين ‪..‬‬

‫د أررت بها حا ية البُرد من دة جبذته ‪..‬‬ ‫فمــاذا يري ــد ه ــذا الرج ــل ؟! لعــل بيت ــه يحت ــرع وأ ب ــل يري ــد‬

‫أصبته ‪..‬‬

‫اسـمع مـاذا يريـد ‪ ..‬ـال ‪ :‬يــا محمـد ‪ ..‬و الحـص لـم يقــل ‪:‬‬

‫فم ـ ـ ــر بهم ـ ـ ــا رس ـ ـ ــول ا ‪ .. ‬فرآهم ـ ـ ــا ‪ ..‬وهم ـ ـ ــا‬

‫ــال ‪ :‬يــا محمــد ‪ُ ..‬مــر لــي مــن مــال ا الــذي عنــدك ‪..‬‬

‫فتبسم ‪ ‬ضاحكاً ‪ ..‬رم ال لصاحب المنانم ‪:‬‬

‫نعم ‪ ..‬كان ‪ ‬بطالً ال تستهز م ل هذ التصـرفات ‪ ..‬وال‬

‫فتركـه ‪ ..‬فـانطلق بـه عبــد ا إلـى رحلـه وأصــحابه ‪..‬‬

‫ك ـ ــان واس ـ ــع البط ـ ــان ‪ ..‬ويـ ـ ـاً يض ـ ــبط أعص ـ ــابه ‪ ..‬دائــ ــم‬

‫وأخيراً ‪ ..‬تبسمع في وجه أخيع صد ة ‪..‬‬

‫معونة ‪ ..‬أو أحاهي بهم ارة من المشركين ‪..‬‬ ‫يا رسول ا‬

‫‪..‬‬

‫فالتهي رسول ا ‪ .. ‬رم ضحع ‪ ..‬رم أمر له بعطا ‪..‬‬ ‫يعا ب أو ت ور أعصابه على التافهات ‪..‬‬

‫االبتســامة حتــى فــي أحلــع الظــرو ‪ ..‬يهكــر فــي عوا ــب‬

‫األمور بل أن يهعلها ‪..‬‬

‫فتعل ــق ب ــه عب ــد ا ‪ :‬ال وا ‪ ..‬ال أعطيك ــه ‪ ..‬أن ــا‬ ‫ال ‪ :‬بلى ‪ ..‬وجعال يت اذبا ال راب ‪..‬‬

‫يت اذبان ال راب ‪..‬‬

‫ال أبالع ‪ ..‬خل بينه وبينه ‪..‬‬

‫فأكلو ‪..‬‬

‫ال لي ‪:‬‬

‫فالن سحرني بأخال ه ‪ ..‬حتى تعلقي به نهسي ‪..‬‬

‫وماذا يهيد لو أنه صرخ بالرجل أو هرد !‬

‫لي ‪ :‬لم ؟! ال ‪ :‬دائماً بشو‪ .. .‬وما رآني إال‬

‫هل سيشهى جرد عنقه ! أو يصلح أدب الرجل ! كال ‪..‬‬

‫تبسم !!‬

‫نعم بعط األمور ن ور لها وننضـب ‪ ..‬وعالجهـا ـي آخـر‬

‫‪ .59‬الهطوق الحمر ‪..‬‬

‫إذن ليس م ل الصبر والتحمل ‪..‬‬

‫‪157‬‬

‫كان من هالبي في ال امعة‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫كان واسع ال قافة ‪ ..‬حريصاً على تكوين عال ات مع‬

‫والشهر مهما بلً من المحبة لـع ‪ ..‬إال أنـه يبقـى‬

‫جا ني يوماً ‪ ..‬و ال ‪:‬‬

‫لمـا أ بــل رســول ا ‪ ‬إلــى المدينـة راجعـاً مــن تبــوك‬

‫بشراً يرضى وينضب ‪ ..‬ويهرد ويسهط ‪..‬‬

‫الناس ‪ ..‬لكنه كان رقيل الدم عليهم ‪..‬‬

‫ي ــا دكت ــور ‪ ..‬زمالئ ــي ينض ــبون من ــي دائمـ ـاً ‪ ..‬ال يتحمل ــون‬

‫‪..‬‬

‫ل ـ ــي ف ـ ــي نهس ـ ــي ‪ :‬أن ـ ــا ال أحتمل ـ ــع س ـ ــاكتاً ‪ ..‬فكي ـ ــف‬

‫‪ ..‬وكــان ســيداً جليــل الق ــدر ‪ ..‬رفيــع المكانــة عن ــد‬

‫وتمزد ‪!..‬‬

‫فأدرك النبـي ‪ ‬بـل أن يصـل إلـى المدينـة ‪ ..‬فأسـلم‬

‫مزحي ‪..‬‬

‫أحتمل ــع متكلمـ ـاً ‪..‬؟! خاصـــة إذا كن ــي تســـتهف دمـــع‬ ‫سألته ‪ :‬لماذا ال يحتملون مزحع ؟! أعطني م االً ‪..‬‬

‫دم عليه فـي ذلـع الشـهر عـروة بـن مسـعود ال قهـي‬

‫ومه رقيف ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ال ‪ :‬عطس أحدهم فقلي ‪ :‬ا يلعنع ‪ ..‬و رـم سـكي‬

‫وسأله أن يرجع إلى ومه فيدعوهم إلى اإلسالم ‪..‬‬

‫‪ ..‬فلمــا ضــب ‪ ..‬أكملــي ــائالً ‪ :‬يــا إبلــيس ‪ ..‬ويرحمــع‬

‫فها عليه ‪ ..‬و ال له ‪ :‬إنهم اتلوك ‪..‬‬

‫مسكين كان يظن نهسه بذلع ‪ ..‬خهيف الدم!!‬

‫والصـرامة فــي التعامــل ‪ ..‬حتــى لــو كــان مــع رئيســهم‬

‫الناس مهما بلوا مزاحع ومداعباتع ‪ ..‬إال أنـه تبقـى هنـاك‬

‫‪..‬‬

‫خاصة إذا كان ذلع أمام ا خرين ‪..‬‬

‫أبكارهم ‪ ..‬وأبصارهم ‪..‬‬

‫يا فالن ‪!!..‬‬

‫خطوق حمرا ال يحبون أن تتعداها ‪..‬‬ ‫بعط الناس ال يراعي ذلع ‪..‬‬

‫وعــر ‪ ‬أن بيل ــة رقيــف ف ــيهم نهــوة االمتن ــاع ‪..‬‬

‫فقــال عــروة ‪ :‬يــا رســول ا ‪ ..‬أنــا أحــب إلــيهم مــن‬

‫وكان محبباً مطاعاً فيهم ‪..‬‬

‫فت د أنه يعتدي على حاجاتهم ‪..‬‬

‫فم الً من باب و الميانة يأخـذ هاتهـع ال ـوال ويتصـل بـه‬

‫فهر يدعو ومه إلـى اإلسـالم رجـا أن ال يهـالهو‬

‫‪ ..‬لعظم منزلته فيهم ‪..‬‬

‫كمــا يريــد ‪ ..‬أو ربمــا أرســل رســائل إلــى أ ــهاص أنــي ال‬

‫فلما وصل إلى ديار ومه ‪ ..‬ر ى على مرتهـع وصـاد‬

‫تر ب أن يظهر ر م هاتهع عندهم ‪..‬‬

‫بهم حتى اجتمعوا ‪ ..‬وهو سيدهم ‪..‬‬

‫أو يأخــذ ســيارتع بنيــر إذنــع ‪ ..‬أو يحرجــع بطلبهــا حتــى‬

‫فــدعاهم إلــى اإلســالم ‪ ..‬وأ ه ــر لهــم أنــه أســلم ‪..‬‬

‫أو ت ـد م موعــة هــالب فــي يسـكنون فــي ــقة واحــدة ‪..‬‬

‫محمداً رسول ا ‪..‬‬

‫لبسه فالن ‪ ..‬وحذا في رجل فالن ‪..‬‬

‫آلهتهم ‪..‬‬

‫تأذن على مضط ‪..‬‬

‫يســتيقص أحــدهم ليــذهب إلــى جامعتــه ‪ ..‬في ــد أن معطهــه‬

‫وجع ــل يـ ــردد ‪ :‬أ ـ ــهد أن ال إل ــه إال ا وأ ـ ــهد أن‬ ‫ف لما سمعوا منه ذلـع ‪ ..‬صـاحوا ‪ ..‬ورـاروا أن يتركـوا‬

‫ومــن تعــدي الهطــوق الحم ـرا أنــع ‪ ..‬ت ــد بعــط النــاس‬

‫ورمو بالنبل من كل جهة ‪..‬‬

‫عام ‪..‬‬

‫فأ بل إليه أبنا عمه ‪ ..‬وهو ينازع الموت ‪..‬‬

‫يحــر صــاحبه بمزحــة رقيلــة أو س ـلال محــر فــي م لــس‬

‫‪158‬‬

‫حتى و ع صريعاً ‪.. ‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫و ال ‪ :‬يا عروة ‪ :‬ما تر في دمع ؟‬

‫فقال ‪ :‬كرامة أكرمني ا بها ‪ ..‬و هادة سا ها ا إلي ‪..‬‬

‫في إال ما في الشهدا الذين تلوا مـع رسـول ا ‪‬‬ ‫فليس َّ‬ ‫‪ ..‬فال تقتتلوا ألجلي ‪ ..‬وال تأخذوا ب أري من أحد ‪..‬‬

‫فقيل إن النبي ‪ .. ‬لما بلنه خبر مقتله ‪..‬‬

‫ـال فيــه ‪ :‬إن م لــه فــي ومـه ‪ ..‬كم ــل صــاحب ياســين فــي‬

‫ــد ي املــع صــاحبع ويضــحع أحيان ـاً علــى مزحــة‬

‫مروعة ‪ ..‬لكنه متألم ‪..‬‬

‫ولربما صبر الحليم على األذ‬ ‫وفلاد من حر يتأو‬

‫ولربما كل الحليم لسانه‬

‫حذر الكالم وإنه لمهو‬

‫ومه ‪..  ..‬‬

‫فانتبه ! الناس لهـم أحاسـيس مهمـا بلنـي فـي القـرب مـنهم‬

‫‪ ..‬وإن كانوا في منزلة األخ والولد ‪..‬‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫كل ما زاد عن حد ‪ ..‬انقلب ضد ‪ ..‬وكم مزحة‬

‫لذا نبه النبي ‪ ‬على ذلع ‪ ..‬فنهى عن ترويع الملمن ‪..‬‬

‫انتهي‬

‫كان ‪ ‬يوماً يسير مع أصحابه ‪..‬‬

‫اراً !!‬

‫وكــان كــل واحــد مــنهم معــه متاعــه ‪ ..‬ســالحه ‪ ..‬فرا ــه ‪..‬‬

‫‪ .60‬حهص السر ‪..‬‬ ‫ا تهر ديماً ‪ :‬كل س ٍر جاوز اإلرنين ‪ ..‬اع ‪..‬‬

‫فأ بل صاحبه إلى حبل معه فأخذ ‪ ..‬مازحاً ‪..‬‬

‫فأ ار إلى هتيه ‪ ..‬و ال ‪ :‬هذان !!‬

‫هعامه ‪..‬‬

‫نزلوا منزالً ‪ ..‬فنام رجل منهم ‪..‬‬

‫ومـ ــن اللطـ ــائ ف أن أحـ ــدهم سـ ــئل ‪ :‬مـ ــن اإلرنـ ــين ؟‬

‫فاســتيقص الرجــل ‪ ..‬فوجــد متاعــه نا صـاً ‪ ..‬فهــزع ‪ ..‬وأخــذ‬

‫يبحث عن حبله ‪..‬‬

‫و‪75‬‬

‫ال أذكـر أنــي همســي فــي أذن أحـد مــن النــاس بســر‬ ‫‪ ..‬واستأمنته إيـا ‪ ..‬رـم فاجـأني ـائالً ‪ :‬يـا محمـد ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬ال يحل لمسلم أن يروع مسلماً‬ ‫وفي يوم آخر ‪..‬‬

‫بل كل هر يضـرب بيـد صـدر ‪ ..‬ويقـول ‪ :‬وا‬

‫فنعس رجل وهو على راحلته ‪..‬‬

‫‪ ..‬أو السيف على ر بتي ‪ ..‬على أن أخبـر بسـرك ‪..‬‬

‫اسمح لي ال أستطيع أن أكتمه ‪..‬‬

‫كانوا يسيرون مع النبي ‪ ‬في مسير ‪..‬‬

‫لو وضعوا الشـمس فـي يمينـي ‪ ..‬والقمـر فـي ـمالي‬

‫فنافله صاحبه وانتزع سهماً من كنانته ‪..‬‬

‫ما أخبرت !!‬

‫فشعر الرجل بمن يعبث بسالحه ‪ ..‬فانتبه فزعاً مذعوراً ‪..‬‬

‫رــم إذا اهمأننــي وورقــي ‪ ..‬وكشــهي لــه أس ـرارك ‪..‬‬

‫وم له الذي يمزد فيراك أو هي سيارتع عنـد بقالـة – مـ الً‬ ‫‪ -‬وهي تشتنل فيـأتي ويقودهـا ‪ ..‬ويوهمـع أنهـا سـر ي ‪..‬‬

‫يُتنا ل حتى يصلع ‪..‬‬

‫مازحاً‪..‬‬

‫تكلف الناس ما ال يطيقون ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬ال يحل لرجل أن يروع مسلماً ‪..‬‬

‫و‪76‬‬

‫تصـبر ــهرين أو رالرـة ‪ ..‬رــم حـدث بــه ‪ ..‬فـال يـزال‬

‫فوجدت أن سرك ال ينبني أن ي اوز ـهتيع ‪ ..‬فـال‬

‫إذا ضاع صدر المر عن سر نهسه‬ ‫) ‪( 75‬‬ ‫) ‪( 76‬‬

‫فصـ ــدر الـ ــذي يسـ ــتودع السـ ــر‬

‫رواه أبو داود‬ ‫رواه الطرباين وغريه‬

‫‪159‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪..‬‬

‫أضيق‬

‫جربي ك يراً من الناس ‪ ..‬فوجدتهم كذلع ‪..‬‬

‫ر ــم ص ــعد ب ــه بعي ــر عل ــى رأس جب ــل أب ــي ب ــيس ‪..‬‬

‫والمشـكلة أنــع تــأتيهم علـى ســبيل االستشــارة ‪ ..‬فيشــيرون‬

‫فصرخ بم لها ‪:‬‬

‫عليع ‪ ..‬رم يهضحون سرك ‪..‬‬

‫انهروا يا آل در إلى مصارعكم في رالث ‪..‬‬

‫فيسقطون من عينـع ‪ ..‬ويصـبحون مـن أبنـط النـاس إليـع‬

‫رم أخذ صهرة فقـذفها مـن أعلـى ال بـل ‪ ..‬فأ بلـي‬

‫ومن أع ب ما في التاريخ ‪..‬‬

‫ال بل تكسرت ‪..‬‬

‫أنه بل معركة بدر ‪..‬‬

‫فمـا بقــي بيــي مــن بيـوت مكــة إال دخلتــه كســرة مــن‬

‫‪..‬‬

‫لما سمع النبي ‪ .. ‬بقافلة ريش مقبلة وأراد تالها ‪..‬‬

‫ته ــوي م ــن ف ــوع ال ب ــل ‪ ..‬حت ــى إذا كان ــي بأس ــهل‬

‫الصــهرة ‪ ..‬فاضــطرب العبــاس و ــال ‪ :‬وا إن هــذ‬

‫خر ‪ ‬إليها مع أصحابه ‪ ..‬فلما ـعر بهـم أبـو سـهيان ‪..‬‬

‫لرؤيا !‬

‫اســتأجر رج ـالً اســمه ضمضــم بــن عمــرو النهــاري ‪ ..‬و ــال‬

‫رم خشي أن تنتشر فيصيبه أذ ‪ ..‬فقال لها محـذراً‬ ‫‪ :‬وأني فاكتميها ال تذكريها ألحد ‪..‬‬

‫يحتا أن يسير أياماً ‪..‬‬

‫فلق ــي الولي ــد ب ــن عتب ــة وس ــط الطري ــق ‪ ..‬وك ــان ل ــه‬

‫اذهب وأخبر ريشاً بالهبر ‪..‬‬

‫فمضــى ضمضــم ‪ ..‬مســرعاً إلــى مكــة ‪ ..‬كــان وصــوله مكــة‬ ‫وأهل مكة ال يدرون عن ي من ذلع ‪..‬‬

‫رــم خــر العبــاس منشــنل البــال بــأمر هــذ الرؤيــا ‪..‬‬ ‫صديقاً ‪..‬‬

‫وفي ليلة من الليالي رأت عاتكة بني عبد المطلب ‪ ..‬رؤيـا‬

‫فحدره بالرؤيا ‪ ..‬و ال لـه ‪ :‬اكتمهـا ‪ ..‬فـال تهبـر بهـا‬

‫أفزعتها ‪ ..‬فلما أصبحي بع ي إلـى أخيهـا العبـاس بـن عبـد‬

‫أحداً ‪..‬‬

‫يا أخي ‪ ..‬وا لقد رأيـي الليلـة رؤيـا أفظعتنـي ‪ ..‬وتهوفـي‬

‫فلقي ابنه عتبة فحدره بها ‪..‬‬

‫أحدرع ‪ ..‬وال تحدث به أحداً ‪..‬‬

‫حتـى حــدث بهــا عتبــة ‪ ..‬رـم تنا لهــا النــاس ‪ ..‬وفشــا‬

‫المطلب ‪ ..‬فقالي له ‪:‬‬

‫أن يـدخل علـى ومـع منهـا ــر ومصـيبة ‪ ..‬فـاكتم عل َّـي مــا‬ ‫ال لها ‪ :‬نعم ‪ ..‬وما رأيي ؟‬

‫الــي ‪ :‬رأيــي راكبـاً أ بــل علــى بعيــر ‪ ..‬حتــى و ــف ب ـوادي‬

‫فمضى الوليد ‪..‬‬

‫رم لم يمط سويعات ‪..‬‬

‫الحــديث بهــا فــي أهــل مكــة ‪ ..‬حتــى تحــدري به ــا‬ ‫ريش في م السها ‪..‬‬

‫"األبطح" ‪ ..‬رم صرخ بأعلى صوته ‪ :‬أال انهـروا يـا آل ـدر‬

‫وفي الضحى ذهب العباس ليطو بالكعبة ‪..‬‬

‫فأر الناس ـد اجتمعـوا إليـه ‪ ..‬رـم مضـى فـدخل المسـ د‬

‫الكعبة ‪ ..‬يتحدرون برؤيا عاتكة !!‬

‫والناس يتبعونه ‪..‬‬

‫العباس ال ‪:‬‬ ‫فلما رأ أبو جهل‬ ‫َ‬ ‫يـا أبــا الهضــل ‪ ..‬إذا فر ــي مــن هوافــع فأ بــل إلينـا‬

‫إلى مصارعكم في رالث ‪!..‬‬

‫فبينمــا هــم حولــه ‪ ..‬إذ صــعد بــه بعيــر فــوع الكعبــة ‪ ..‬رــم‬

‫صرخ بم لها ‪ :‬انهروا يا آل در إلـى مصـارعكم فـي رـالث‬

‫‪161‬‬

‫فنذا أبو جهل جالس في َرهط من ريش ‪ ..‬في ل‬

‫‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فلما أ بل إليه العباس وجلس معهم ‪..‬‬

‫وعراك ‪ ..‬فقال العباس فـي نهسـه ‪ :‬مالـه لعنـه ا ؟!‬

‫ــال لــه أبــو جهــل ‪ :‬يــا بنــي عبــد المطلــب ‪ ..‬متــى حــدري‬

‫أكل هذاخو مني أن أ اتمه ؟!‬

‫ال ‪ :‬وما ذاك ؟‬

‫النهاري الذي أرسله أبـو سـهيان ليسـتعين بأهـل مكـة‬

‫فيكم هذ النبية ؟‬

‫وإذا أبــو جهــل ــد ســمع صــوت ضمضــم بــن عمــرو‬

‫ال ‪ :‬تلع الرؤيا التي رأت عاتكة ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ـال ‪ :‬يـا بنـي عبـد المطلــب ‪ ..‬أمـا رضـيتم أن يتنبـأ رجــالكم‬

‫د جدع أنف بعير ‪ ..‬والدم يسيل علـى وجـه البعيـر‬

‫حتى تتنبأ نساؤكم ؟‬

‫‪..‬‬

‫ال العباس ‪ :‬وما رأت ؟‬

‫وإذا ضمضم يصرخ في الوادي وا هاً على بعير ‪..‬‬

‫د زعمي عاتكة في رؤياهـا أنـه ـال ‪ :‬انهـروا فـي رـالث ‪..‬‬

‫و ــد ــق ضمضــم ميصــه وهــو يقــول ‪ :‬يــا معش ــر‬

‫فنن يع حقاً ما تقول ‪ ..‬فسيكون ‪..‬‬

‫أم ـوالكم مــع أبــي ســهيان ــد عــرض لهــا محمــد فــي‬

‫فسننتظر بكم رالرة أيام ‪..‬‬

‫ريش اللطيمة ‪ ..‬اللطيمة ‪..‬‬

‫وإن تمـط الـ الث ولــم يكـن مــن ذلـع ــإ نكتـب علــيكم‬

‫أصحابه ال أر أن تدركوها ‪..‬‬

‫فاضطرب العبـاس ‪ ..‬ومـا رد عليـه ـيئاً ‪ ..‬وجحـد الرؤيـا ‪..‬‬

‫عنــدها ت هــزت ـريش وخرجــي ‪ ..‬وكــان مــن أمرهــا‬

‫رم تهر وا ‪..‬‬

‫فتأمل كيـف انتشـر السـر فـي لمحـة عـين ‪ ..‬مـع ـوة‬

‫كتاباً أنكم أكذب أهل بيي العرب ‪..‬‬ ‫وأنكر أن تكون رأت يئاً ‪..‬‬ ‫فلما أ بل العباس إلى بيته ‪..‬‬

‫رم صاد بأعلى صوته ‪ :‬النوث ‪ ..‬النوث ‪..‬‬ ‫في معركة بدر ما كان ‪..‬‬

‫الحرص و دة االستئمان ‪!!..‬‬

‫لــم تب ــق امـ ـرأة م ــن بن ــي عب ــد المطل ــب ‪ ..‬إال ج ــا ت إلي ــه‬

‫ومن نشر السر أيضاً ‪..‬‬

‫رجـالكم ‪ ..‬رـم ــد تنـاول النسـا وأنــي تسـمع ‪ ..‬أمـا فــيكم‬

‫فأ بل إلى رجل منهم ‪ ..‬هـو أعظمهـم نشـراً لإل ـاعة‬ ‫‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا فالن ‪ ..‬إني محـدرع بسـ ٍر ‪ ..‬فـاكتم عنـي‬

‫اضبة ‪ ..‬تقول ‪ :‬أ ررتم لهـذا الهاسـق الهبيـث أن يقـع فـي‬

‫حمية ‪..‬‬

‫فــاحتمى العبــاس ‪ ..‬ورــار ‪ ..‬و ــال ‪ :‬وا ‪ ..‬لــئن عــاد أبــو‬

‫جهل إلى م ل كالمه ‪ ..‬ألفعلن وأفعلن ‪..‬‬

‫فلما كان اليوم ال الث ‪ ..‬من رؤيا عاتكة ‪..‬‬

‫أن عمر ‪ ‬لما أسلم ‪ ..‬أراد أن ينشر الهبر ‪..‬‬

‫‪!..‬‬

‫ال ‪ :‬ما سرك ؟‬

‫ذهب العباس إلى المس د ‪ ..‬وهو منضب ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أ عرت أني د أسـلمي ‪ ..‬فانتبـه ‪ ..‬ال تهبـر‬

‫فلما دخل المس د رأ أبا جهـل ‪ ..‬فمشـي نحـو يتعرضـه‬

‫أحداً ‪..‬‬

‫فنذا بأبي جهل يهر من باب المس د يشتد مسرعاً ‪..‬‬

‫فمــا ك ــاد ينيــب عن ــه ‪ ..‬حتــى جع ــل الرجــل يط ــو‬

‫ليعود لبعط ما ال فيقع به ‪..‬‬

‫فع ب العباس من سرعته ‪ !!..‬فقد كـان مسـتعداً لهصـومة‬

‫‪161‬‬

‫رم تولى عنه عمر ‪..‬‬

‫ـي‬ ‫ـي أن عمـر أسـلم ‪ !!..‬أعلم َ‬ ‫بالناس ويردد ‪ :‬أعلم َ‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫أن عمر أسلم ‪!!..‬‬

‫‪.62‬‬

‫ع باً !! وكالة أنبا متنقلة ‪..‬‬

‫ـدأت فــي دراســة الماجســتير ‪ ..‬اهلعــي علــى‬ ‫لمــا بـ ُ‬

‫وفي يوم من األيام بعث النبي ‪ ‬أنساً ‪ ‬في حاجة ‪..‬‬

‫عدد أوسع من كتب الهرع والطوائف ‪..‬‬

‫فمر بأمه ‪ ..‬فسألته ‪ ..‬إلى ماذا أرسلع النبي ‪ ‬؟‬ ‫َّ‬

‫مــن بــين هــذ المــذاهب ‪ ..‬المــذهب البراجمــاتي ‪..‬‬ ‫‪bragmatizem‬‬ ‫وترجمته بالعربية ‪ :‬المذهب النهعي ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬وا ‪ ..‬ما كني ألفشي سر رسول ا ‪.. ‬‬

‫هكذا كان أنس وهو صنير ‪ ..‬في دة حهظه للسر ‪..‬‬

‫وأنى لع اليوم أن ت د م ل أنس ‪..‬‬

‫لمـا تبحــرت فــي دراســة هـذا المــذهب أدركــي لمــاذا‬

‫الي عائشة ‪.. ‬‬

‫كنــا نســمع فــي أوروبــا وأمريكــا ‪ ..‬أنــه فــي ك يــر مــن‬

‫أ بلي فاهمة تمشي ‪ ..‬كأن مشيتها مشية النبي ‪.. ‬‬

‫فقـال النبــي ‪ : ‬مرحبـاً بــابنتي ‪ ..‬رـم أجلســها عــن يمينــه ‪-‬‬

‫أو عن ماله ‪.. -‬‬

‫األحيــان يه ــر االبــن أبــا ‪ ..‬وإذا ابلــه فــي مطعــم‬

‫فكل واحد منهما يحاسب عن نهسه ‪..‬‬

‫فعالً ‪ ..‬مادام أنـي لـن أسـتهيد منـع فلمـاذا أخـدمع‬

‫أسر إليها حدي اً ‪ ..‬فبكي ‪..‬‬ ‫رم َّ‬

‫؟!‬

‫فقلي لها ‪ :‬لم تبكين ‪..‬‬

‫لماذا أنهق مالي ؟! واصر و تي ؟! وأبـذل جهـدي‬

‫أسر إليها حدي اً ‪ ..‬فضحكي فقلي ‪:‬‬ ‫رم َّ‬

‫؟! دون مردود مادي يعود علي ‪..‬‬

‫ما رأيي كاليوم ‪ ..‬فرحاً أ رب من حزن ‪..‬‬

‫اإلسالم لب هذا الميزان ‪..‬‬

‫فسألي فاهمة عما ال لها النبي ‪ ‬؟‬

‫فقال ا و وأحسنوا إن ا يحب المحسنين ‪.‬‬

‫فقالي ‪ :‬ما كني ألفشي سر رسول ا ‪.. ‬‬

‫و ــال ‪ : ‬و لــئن امشــي مــع اخــي فــي حاجــة حتــى‬

‫حتى بط النبي ‪.. ‬‬

‫إلي مـن أن أعتكـف فـي مسـ دي‬ ‫أربتها له ‪ ..‬أحب َّ‬

‫فسألتها ؟‬

‫فقالــي ‪ :‬أســر إلـ َّـي ‪ :‬إن جبريــل كــان يعارضــني‬

‫و‪77‬‬

‫القــرآن‬

‫ك ــل س ــنة مـ ــرة وإن ــه عارض ــني الع ــام مـ ـرتين ‪ ..‬وال أرا إال‬

‫حضـر أجلـي ‪ ..‬وإنـع أول أهــل بيتـي لحا ـاً بـي ‪ ..‬فبكيــي‬

‫‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬أما ترضين أن تكـوني سـيدة نسـا أهـل ال نـة ‪ ..‬أو‬

‫نسا الملمنين ‪ ..‬فضحكي لذلع ‪..‬‬

‫هذا هراً ‪..‬‬ ‫ومن كان في حاجة أخيه ‪ ..‬كان ا في حاجته ‪..‬‬

‫وكـان ‪ ‬يمشــي فــي الطريـق فتو هــه ال اريــة وتقــول ‪:‬‬ ‫لي إليع حاجة ‪ ..‬فيقف معها حتى يسمع حاجـة ‪..‬‬ ‫و د يمضي معها إلى بيي سيدها ليقضيها لها ‪..‬‬

‫بل كان ‪ ‬يهالط الناس ويصبر على أذاهم ‪..‬‬

‫كـ ــان يعـ ــاملهم بـ ــنهس رحيمـ ــة ‪ ..‬وعـ ــين دامعـ ــة ‪..‬‬

‫ولسان داع ‪ ..‬و لب عطو ‪..‬‬

‫الوا ‪..‬‬

‫كــان يشــعر أنــه هــو وهــم ‪ ..‬جســد واحــد ‪ ..‬يشــعر‬

‫من عر سرك أسرك ‪..‬‬ ‫) ‪( 77‬‬

‫ضا الحاجات ‪..‬‬

‫بهقر الهقيـر ‪ ..‬وحـزن الحـزين ‪ ..‬ومـرض المـريط ‪..‬‬

‫وحاجة المحتا ‪..‬‬ ‫يعارضه القرآن ‪ :‬يراجع القرآن معه ‪.‬‬

‫‪162‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫انظـر إليــه ‪ .. ‬و ـد جلــس فــي مسـ د يحــدث أصــحابه‬

‫بينكم وبين الصد ة ‪..‬‬

‫فنذا به ير سواداً مقبالً عليه من بعيد ‪..‬‬

‫مــن ــعير ‪ ..‬وال يحقــرن أحــدكم ــيئاً مــن الصــد ة‬

‫‪..‬‬

‫تصدع امرؤ مـن دينـار ‪ ..‬مـن درهمـه ‪ ..‬مـن بـر ‪..‬‬

‫نظر إلـيهم ‪ ..‬فـنذا هـم ـوم فقـرا أ بلـوا عليـه مـن مضـر ‪..‬‬

‫‪ ..‬وجعل يعدد أنواع الصد ات حتى ال ‪:‬‬

‫ومن دة فقرهم د اجتابوا النمار ‪..‬‬

‫فقــام رجــل مــن األنصــار بصــرة فــي كهــه ‪ ..‬فناولهــا‬

‫من بل ن د ‪..‬‬

‫ولو بشق تمرة ‪..‬‬

‫يعنــي يمل ــع أح ــدهم طع ــة م ــا‪ .‬ف ــال ي ــد رم ــن اإلب ــرة‬

‫رسول ا‬

‫والهــيط ‪ ..‬فيه ــرع القم ــا‪ .‬م ــن وس ــطه ر ــم يه ــر رأس ــه‬

‫فقبضها رسول ا‬

‫أ بلـ ـوا ــد اجت ــابوا النم ــار ‪ ..‬وتقل ــدوا الس ــيو ‪ ..‬ول ــيس‬

‫أجرهــا ‪ ..‬وم ــل أج ــر م ــن عمــل به ــا ال ي ــنقر م ــن‬

‫عل ــيهم أزر وال ـــي ُيره ــا ‪ ..‬ال عمامـــة وال سـ ـراويل وال‬

‫أجورهم ي ‪..‬‬

‫فلم ــا رأ رس ــول ا ‪ ‬ال ــذي به ــم م ــن ال ه ــد والعـ ــري‬

‫‪ ..‬وم ــل وزر مــن عم ـل به ــا ال يــنقر مــن أوزاره ــم‬

‫ويسدل با يه على جسد ‪..‬‬

‫ردا ‪..‬‬

‫وال وع ‪ ..‬تنير وجهه ‪..‬‬

‫‪ ‬وهو على منبر ‪..‬‬

‫‪ ‬يعر السرور في وجهه ‪..‬‬

‫و ــال ‪ :‬مــن ســن ســنة حســنة ‪ ..‬فعمــل بهــا كــان لــه‬

‫ومن سن سنة سيئة ‪ ..‬فعمل بها ‪ ..‬كـان عليـه وزرهـا‬ ‫ي ‪..‬‬

‫رم ام ‪ ..‬فدخل بيتـه ‪ ..‬فلـم ي ـد ـيئاً يتصـدع بـه علـيهم‬

‫فق ـ ــام الن ـ ــاس ‪ ..‬فتهر ـ ـ ـوا إل ـ ــى بيـ ـ ـوتهم ‪ ..‬وج ـ ــا وا‬

‫فه ـ ــر ‪ ..‬ودخ ـ ــل بيت ـ ــه ا خ ـ ــر ‪ ..‬وخ ـ ــر ‪ ..‬يبح ـ ــث ‪..‬‬

‫ومن ذي تمر ‪ ..‬ومن ذي رياب ‪..‬‬

‫رم راد إلى المس د ‪ ..‬فصلى الظهر ‪ ..‬رم صعد منبر ‪..‬‬

‫‪ ..‬وكوم من رياب ‪..‬‬

‫أما بعـد ‪ ..‬فـنن ا عـز وجـل ‪ ..‬أنـزل فـي كتابـه ‪ :‬و يَـا أَيـ َهـا‬ ‫ـس و ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اح ـ َدةٍ َو َخلَـ َق‬ ‫ـاس اتَّـ ُق ـوا َربَّ ُكـ ُـم الــذي َخلَ َق ُكــم مــن نَـهـ ٍ َ‬ ‫النَّـ ُ‬ ‫ِمنـهــا َزوجهــا وبـ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ســا ً َواتَّـ ُقــوا اللَّــهَ‬ ‫َ َ َ َ​َ‬ ‫ـث منـ ُه َمــا ِر َجــاالً َك يــراً َون َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ام إِ َّن اللَّهَ َكا َن َعلَي ُكم َرِيباً ‪..‬‬ ‫سا َلُو َن بِه َواألَر َح َ‬ ‫الذي تَ َ‬ ‫رم رأ ‪..‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫آمنُـوا اتَّـ ُقــوا اللَّــهَ َولتَـنظُــر نَـهــس َمــا َـ َّـد َمي‬ ‫ين َ‬ ‫و يَــا أَيـ َهــا الــذ َ‬ ‫لِنَ ٍد َواتَّـ ُقوا اللَّهَ إِ َّن اللَّهَ َخبِير بِ َما تَـع َملُو َن ‪..‬‬

‫مر ‪..‬‬

‫احتا‬

‫تصـ ــد وا بـ ــل أن ال تصـ ــد وا ‪ ..‬تصـ ــد وا بـ ــل أن يحـ ــال‬

‫يراك تقضي حاجته ‪ ..‬وتقـف معـه فـي كربتـه ‪ ..‬وهـو‬

‫‪..‬‬

‫يلتمس يئاً لهم ‪ ..‬فلم ي د ‪..‬‬

‫فحمد ا وأرنى عليه ‪ ..‬رم ال ‪:‬‬

‫وجعل يتلوا ا يات والمواعص ‪ ..‬رم صاد بهم ‪ ..‬و ال ‪:‬‬

‫‪163‬‬

‫بصد ات ‪ ..‬فمن ذي دينار ‪ ..‬ومن ذي درهم ‪..‬‬

‫حتــى اجتمــع بــين يديــه ‪ ‬كومــان ‪ ..‬كــوم مــن هعــام‬

‫فلما رأ ‪ ‬ذلـع تهلـل وجهـه حتـى كأنـه فلقـة مـن‬ ‫رم سمه بين الهقرا ‪ ..‬روا مسلم ‪..‬‬

‫ولما سئلي عائشة عن حاله ‪ ‬في بيته ‪ ..‬الي ‪:‬‬ ‫كان يكون في حاجة أهله ‪ ..‬أو في مهنة أهله ‪..‬‬

‫أفــال ت عــل مــن هــرع دخولــع إلــى لــوب النــاس ‪..‬‬ ‫ضا حاجاتهم ‪..‬‬

‫هر إلى مستشهى ‪ ..‬فأوصلته إليه ‪..‬‬

‫استعان بع في مشكلة فأعنته عليها ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وهــذا مـ ـريط يريــد إعانت ــه علــى دخ ــول المستش ــهى‬

‫يعلم أنع ال ترجو من ذلع جزا وال كوراً ‪..‬‬ ‫أحسن إلى الناس تستعبد لوبهم‬

‫فطالمـ ـ ـ ــا اس ـ ـ ـ ــتعبد اإلنس ـ ـ ـ ــان‬

‫إحسان‬

‫الهالني ‪..‬‬

‫وهذا عند بنات كبار ويريد لهن أزوا ‪..‬‬

‫وهذا عليه أي ار لبيته لم يسدد ‪..‬‬

‫وهــذا أعطــا ور ــة اســتهتا فــي هــالع ليــذهب بهــا‬

‫رؤية ‪..‬‬

‫للمهتي العام ‪..‬‬

‫من عا‪ .‬لنير فسيعيش متعباً ‪ ..‬لكنه سيحيا كبيراً ‪..‬‬

‫وهذا ‪..‬‬

‫ويموت كبيراً ‪..‬‬

‫وهو رجل عادي لـيس لـه ـدرات كبيـرة وال عال ـات‬

‫الواسعة ‪ ..‬وال وجاهة متميزة ‪..‬‬

‫‪ .62‬ال تتكلف ما ال تطيق !!‬

‫كــان صــاحبي مــن خيــار النــاس ‪ ..‬خلقـاً ‪ ..‬ودينـاً ‪ ..‬وعق ـالً‬ ‫‪..‬‬ ‫كان إمام مس د ب انب بيته ‪..‬‬

‫وكـان المسـكين ينلبـه الحيـا واله ـل مـن كـل أحـد‬

‫‪ ..‬فال يقدر أن يعتذر من أحد أبداً ‪..‬‬

‫بل يأخذ معروض هذا ويعد بسداد دينه ‪..‬‬

‫ويكت ــب ر ــم ه ــاتف ال ــاني ‪ ..‬ويع ــد أن يقب ــل ف ــي‬

‫لكني كني أسمع ذمه على ألسنة أناس ك يرين ‪..‬‬

‫ال امعة ‪..‬‬

‫كني أتع ب من ذلع ‪ ..‬وال أجد له جواباً ‪..‬‬

‫حتى جا ني يوماً جار ‪ ..‬ـال ‪ :‬يـا ـيخ ‪ ..‬صـاحبع ‪ ..‬ال‬

‫يصلي بنا ‪ ..‬وال معنا !!‬

‫ويقول لل الث ‪ :‬تعـال بعـد يـومين وت ـد ور ـة دخـول‬

‫المستشهى جاهزة ‪..‬‬ ‫وهكذا دواليع ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬لم ؟!!‬

‫ــال ‪ :‬ال أدري ‪ ..‬لكن ــه ه ــو اإلم ــام ‪ ..‬وم ــع ذل ــع يني ــب‬

‫ك ييييراً عن المس د ‪..‬‬

‫ف علـي ألـتمس لـه األعـذار ‪ ..‬فقلـي ‪ :‬لعلـه مشـنول بـأمر‬

‫ضروري ‪ ..‬لعله ير موجود بالبيي ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬يا ييييخ ‪ ..‬سيارته وا هة عنـد البـاب ‪ ..‬وأنـا متأكـد‬

‫أنه في بيته ‪..‬‬

‫فيأتونــه علــى الموعــد ‪ ..‬ويعتــذر ‪ ..‬ويعطــيهم مواعيــد‬

‫أخر ‪..‬‬

‫حتى صار يتهرب منهم ‪ ..‬وال يرد على هاتهـه ‪ ..‬بـل‬

‫وأحياناً ال يهر من بيته ‪!!..‬‬

‫وصار من يلقا مـنهم ‪ ..‬إن وجـد ‪ ..‬يسـبه ويصـرخ‬

‫بــه ‪ ..‬ويــردد ‪ :‬هيــب لمــاذا تعــدني ‪ ..‬لمــاذا ت علنــي‬ ‫أبني ا مال عليع ‪..‬‬

‫جعلي أتقصى السبب لنصح صاحبي ‪..‬‬

‫وال ــاني يقــول ‪ :‬لــم أكلــم إال أنــي ‪ ..‬وتركــي يــرك‬

‫حتى وجدت السبب ‪..‬‬

‫لما وعدتني ‪..‬‬

‫الرجل بحكم إمامته للمس د ‪..‬‬

‫لما عرفـي حالـه ‪ ..‬أيقنـي أنـه حهـر لنهسـه حهـرة ‪..‬‬

‫يأتي إليه الناس ويلتمسون منه اإلعانة في حاجاتهم ‪..‬‬

‫رم ترد فيها ‪..‬‬

‫هذا عليه دين يريد أن يبحث له عمن يسدد ‪..‬‬

‫وهذا متهر من ال انوية ويريد هاعة لدخول ال امعة ‪..‬‬

‫‪164‬‬

‫سمعته مرة يعتذر من أحدهم ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫آسف ‪ ..‬لم أستطع أن أفعل يئاً في موضوعع ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬بس ؟!!‬

‫وذاك يقول بكل ـوة ‪ :‬هيـب أنـي ضـيعي الو ـي عل َّـي ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬بس ؟!!‬

‫تذكرت عندها ول الحكيم ‪ :‬االعتذار في البداية خيـر مـن‬

‫ويبدو أن أخا يمر بظرو صعبة فعالً ‪..‬‬

‫مــا أجمــل أن يع ــر الم ــر دراتــه ‪ ..‬ويتح ــرك فــي ح ــدود‬

‫يكــاد حامــل البكــالوريوس أن ي ــد و يهــة ‪ ..‬فض ـالً‬ ‫عن حامل االبتدائية ‪ ..‬وأنا أعر حدود دراتي ‪..‬‬

‫ليتع أخبرتني من بل ‪..‬‬ ‫االعتذار في النهاية ‪..‬‬

‫الدائرة المرسومة حوله ‪..‬‬

‫ولقد جربي ذلع بنهسي ‪..‬‬

‫ك ــان الرج ــل متحمسـ ـاً ‪ ..‬ومنظـــر ي ي ــر الشـــهقة ‪..‬‬

‫أيقني أني لو وعدتـه سـأخلف ‪ ..‬فـنحن فـي زمـن ال‬

‫ل ـ ــي ‪ :‬ي ـ ــا أخ ـ ــي ‪ ..‬وا أتمن ـ ــى أن أسـ ـ ــاعدك ‪..‬‬

‫أذكــر أنــي ألقيــي محاضــرة فــي أحــد الم معــات العســكرية‬

‫وأخوك أخي ‪ ..‬وأنا أتألم له كما تتألم ‪..‬‬

‫وبعـدها جـا ني أحـدهم و ـال ‪ :‬يـا ـيخ أريـدك فـي موضـوع‬

‫علي وتعهيني ‪..‬‬ ‫َّ‬

‫لي ‪ :‬تهضل ‪ ..‬ما هو ؟‬

‫لي ‪ :‬الااا أ در ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬ال ‪ ..‬مــا يصــلح أن أذكــر ا ن ‪ ..‬ال بــد أن أ ابلــع‬

‫فنــاولني الور ــة التــي فــي يــد ‪ ..‬و ــال ‪ :‬هيــب ‪ ..‬يــا‬

‫جعل يُـ َعظم ح م الموضوع وأنا أستمع لـه بلطـف ‪ ..‬لكنـي‬

‫وجدت له و يهة فاتصل بنا ‪..‬‬

‫بالرياض ‪..‬‬

‫ضروري جداً ‪..‬‬

‫في و ي واسع ‪..‬‬

‫لكني ال أستطيع مساعدتع أبـداً ‪ ..‬أتمنـى أن تتكـرم‬ ‫ال ‪ :‬يا يخ ‪ ..‬حاول ‪..‬‬

‫ــيخ خ ــذ هـ ــذ الور ــة فيهـ ــا أر ــام هواتهنـ ــا ‪ ..‬إذا‬

‫د علمتني الحيـاة أن أك ـر النـاس يعطـون األمـور أكبـر مـن‬

‫أدركــي أنــه يريــد أن يربطنــي بحبــل أمــل ‪ ..‬وســيظل‬

‫ـال لــي ‪ :‬أ ــن لــع محاضــرة ــداً فــي مدينــة كــذا ‪ ..‬وهــي‬

‫فقلي ‪ :‬بـل دع الور ـة معـع ‪ ..‬وخـذ ر مـي أنـي ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬صحيح ‪..‬‬

‫لع هاعة للمسئول فيها ‪..‬‬

‫ح مها ‪ ..‬وصاحب الحاجة م نون بها حتى تقضى ‪..‬‬ ‫مدينة على بعد ‪200‬كم من الرياض ‪..‬‬

‫ينتظر االتصال ‪..‬‬

‫وإن وجدت له و يهة فاتصل بي ‪ ..‬لعلـي أن أكتـب‬

‫ال ‪ :‬س تي إليع هناك ‪ ..‬وأ ابلع بعد المحاضرة ‪..‬‬

‫سكي الرجل ليالً ‪ ..‬انتظرت أن يودعني ‪..‬‬

‫وفعـ ـالً ‪ ..‬خرجـــي بعـ ــد المحاض ــرة فهـــر الرجـ ــل ورا ي‬

‫وا يــا ــيخ ‪ ..‬ســبق أن كلمــي األمي ــر فــالن ف ــي‬

‫و هي معه جانباً ‪ ..‬لي ‪ :‬تهضل ‪ ..‬كر ا حرصع ‪..‬‬ ‫ما حاجتع ؟‬

‫بي إلى ا ن ‪..‬‬

‫لكنــي تهاجــأت أنــه ــال لــي ‪ :‬بــيط ا وجهــع ‪..‬‬

‫تع بي من حرصه ‪..‬‬

‫مسعاً حافي القدمين ‪ ..‬يحمل ور ة صنيرة في يد ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬يــا ــيخ ‪ ..‬عنــدي أخ يحمــل الشــهادة االبتدائيــة ‪..‬‬

‫وأريدك أن تدبر له و يهة ‪..‬‬

‫‪165‬‬

‫موضوع أخي منذ سنة ‪ ..‬فأخذ الور ة ‪ ..‬ولـم يتصـل‬

‫ومــرة كلمــي اللــوا فــالن ‪ ..‬فأخــذ الور ــة أيض ـاً ‪..‬‬

‫ول ــم يتص ــل ول ــم يه ــتم ‪ ..‬ه ــلال أن ــاس م ــا يهتم ــون‬

‫بالض ــعها ‪ ..‬ا ين ــتقم م ــنهم ‪ ..‬ا ‪ ..‬وب ــدأ ي ــدعو‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫عليهم ‪..‬‬

‫فقلي في نهسي ‪ ..‬الحمد‬

‫رال هم ‪..‬‬

‫‪ ..‬لو أخـذت الور ـة لصـرت‬

‫نعم ‪ ..‬االعتذار في البداية خير من إخال الوعد ‪..‬‬

‫مضــى متضـ راً ‪ ..‬وألقاهــا علــى مكتــب رئــيس ســم‬

‫الصيانة ‪ ..‬و ال ‪ :‬ال تلخرها علينا ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬هيب ضعها بأسلوب مناسب ‪..‬‬ ‫ــال ‪ :‬مناس ــب ‪ ..‬ي ــر مناس ــب ‪ ..‬المه ــم خلص ــها‬

‫ما أجمل أن نكـون صـرحا مـع ا خـرين ‪ ..‬عـارفين لحـدود‬

‫بسرعة ‪..‬‬

‫أحياناً عند خروجع من البيي ‪ ..‬تصرخ بع زوجتع ‪..‬‬

‫ومضى السكرتير إلى مكتبه ‪..‬‬

‫دراتنا ‪..‬‬

‫أحضر معع حليباً ‪ ..‬وسكراً ‪ ..‬وحهائص ‪ ..‬وعشا ‪..‬‬

‫تشاتما ‪ ..‬حتى ارتهعي أصواتهما ‪..‬‬ ‫بعـ ــد سـ ــاعتين أ بـ ــل أحـ ــد المـ ــو هين الصـ ــنار فـ ــي‬

‫فانتبه ‪ ..‬ال تردد ‪ :‬هيب ‪ ..‬هيب ‪ ..‬وإنما اصرخ بها أنـي‬

‫الص ـ ــيانة ‪ ..‬إل ـ ــى رئيس ـ ــه و ـ ــال ‪ :‬س ـ ــأذهب ألخ ـ ــذ‬

‫مــااااااا أ ــدر ‪ !! ..‬فهــي خيــر مــن االعتــذار عنــد العــودة ‪..‬‬

‫صرخ الرئيس ‪ :‬وأني كل يوم تهر ‪..‬‬

‫وكذلع مع زمالئع ‪ ..‬وإخوانع ‪..‬‬

‫علي ‪..‬‬ ‫تعترض َّ‬

‫أيضاً و ل ‪:‬‬

‫ضاع و تي ‪ ..‬أ هلي المحالت ‪ ..‬نسيي ‪..‬‬

‫أوالدي من المدرسة وأعود ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬ه ــذا ح ــالي م ــن عش ــر س ــنوات ‪ ..‬أول مـ ــرة‬

‫أرجو أن تكون الهكرة وصلي ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬أنــي مــا يصــلح معــع إال العــين الحم ـرا ‪..‬‬

‫ت ربة ‪..‬‬

‫مضى المسكين إلى مكتبه ‪ ..‬وتولى أحـد المدرسـين‬

‫ارجع لمكتبع ‪..‬‬

‫إيصالهم ‪ ..‬لما هال و وفهم في الشمس ‪..‬‬

‫االعتذار في البداية ‪ ..‬خير من االعتذار في النهاية ‪..‬‬

‫عــاد هــذا المو ــف إلــى بيتــه اضــباً ‪ ..‬فأ بــل إلي ــه‬

‫‪ .63‬من ركل القطة ؟!‬

‫ولد الصنير معه لعبة ‪ ..‬و ال ‪:‬‬

‫بل أن ت يب على السلال ‪ ..‬اسمع القصة كاملة ‪..‬‬

‫بابا ‪ ..‬هذ أعطانيها المدرس ألنني ‪..‬‬

‫ك ــان يعمـــل ســـكرتيراً لم ــدير ســـي األخـــالع ‪ ..‬ال يطب ــق‬

‫صاد به األب ‪ :‬اذهب ألمع ‪ ..‬ودفعه بيد ‪..‬‬

‫كان هذا المدير يراكم األعمال علـى نهسـه ‪ ..‬ويحملهـا مـا‬

‫تتمس ــح برجلي ــه كالع ــادة ‪ ..‬فركله ــا برجل ــه فضـ ـربي‬

‫مهارة واحدة من مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬

‫ال تطيق ‪..‬‬

‫مضــى الطهــل باكيــاً ‪ ..‬فأ بلــي إليــه طتــه ال ميلــة‬ ‫بال دار ‪..‬‬

‫صاد بسكرتير يوماً ‪ ..‬فدخل وو ف بين يديه ‪..‬‬

‫السلال ‪ :‬من ركل القطة ؟‬

‫صرخ به ‪ :‬اتصلي بهاتف مكتبع ‪ ..‬ولم ترد ‪..‬‬

‫صحيح المدير ‪..‬‬

‫ال بض ر ‪ :‬كل مرة آسف ‪ ..‬آسف ‪ ..‬خـذ هـذ األوراع‬

‫واأل ـيا التـي ال نقـدر عليهــا نقـول بكـل ـ اعة ‪..‬‬

‫ال ‪َ :‬سم ‪ ..‬تهضل ؟‬

‫أ نع ‪ ..‬تبتسم ‪ ..‬وتقول ‪ :‬المدير ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬كني في المكتب الم اور ‪ ..‬آسف ‪..‬‬

‫‪ ..‬ناولها لرئيس سم الصيانة ‪ ..‬وعد بسرعة ‪..‬‬

‫‪166‬‬

‫فن توزيع األدوار ‪..‬‬ ‫لماذا ال نتعلم َّ‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫هذ ليسي في أيدينا ‪ ..‬ال نقدر ‪..‬‬

‫أكلمع ‪ ..‬يا محمد م معي أكلمع ‪..‬‬

‫خاصة أن تصرفاتع د يتعد ضررها إلى أ ـوام لـم يكونـوا‬

‫حتى ام معه رسـول ا ‪ .. ‬فـاجتر عـامر إليـه أحـد‬

‫وانتبــه أن يســت يرك ا خــرون ‪ ..‬ويحرجونــع فتضــطر لوعــود‬

‫وجهــه فــنذا فعلــي ذلــع فاضـربه بالســيف ‪ ..‬ف عــل‬

‫انت قـل معــي إن ــئي إلــى المدينــة ‪ ..‬وانظــر إلــى رســول ا‬

‫فــانهرد االرنــان إلــى ال ــدار ‪ ..‬وو ــف معهمــا رســول‬

‫هرفاً في المشكلة أصالً ‪..‬‬

‫‪ ..‬د ال تستطيع تنهيذها ‪..‬‬

‫أصــحابه اســمه إربــد ‪ ..‬و ــال ‪ :‬إنــي سأ ــنل عنــع‬

‫إربد يد على سيهه واستعد ‪..‬‬

‫‪ ‬و ــد جلــس فــي م لســه المبــارك ‪ ..‬بعــدما انتشــر الــدين‬

‫ا ‪ ‬يكلم عامراً ‪ ..‬و ـبط أربـد بيـد علـى السـيف‬

‫جعــل رؤســا القبائــل يــأتون إليــه مــذعنين مــلمنين ‪ ..‬ومــنهم‬

‫سل السيف ‪..‬‬

‫وفي يوم أ بل رئيس من رؤسا العرب ‪ ..‬له في ومه ملـع‬

‫‪ ..‬وإربد جامد ال يتحرك ‪..‬‬

‫أ بــل عــامر بــن الطهيــل ‪ ..‬وكــان ومــه يقولــون لــه لمــا رأوا‬

‫فقال ‪ :‬يا عامر بن الطهيل ‪ ..‬أسلم ‪..‬‬

‫انتشـار اإلســالم ‪ :‬يــا عــامر إن النــاس ــد أســلموا فأســلم ‪..‬‬

‫فقال عامر ‪ :‬يا محمد ما ت عل لي إن أسلمي ؟‬

‫فكان يقول لهـم ‪ :‬وا لقـد كنـي أ سـمي أال أمـوت حتـى‬ ‫تملِّكني العـرب علـيهم وتتب َـع عقبـي ‪ ..‬فأنـا أتبـع عقـب هـذا‬

‫ال عامر ‪ :‬أت عل لي الملع من بعدك إن أسـلمي‬

‫وو ِّحد رب العالمين ‪..‬‬ ‫‪ُ ..‬‬

‫من كانوا يأتون صا رين حا دين ‪..‬‬ ‫ومنعه ‪..‬‬

‫وكان متكبراً كتنطرساً ‪..‬‬

‫الهتى من ريش !!‬

‫رم لما رأ تمكن اإلسالم ‪ ..‬وانصياع النـاس لرسـول ا ‪‬‬ ‫‪ ..‬ركـب نا تــه مـع بعــط أصـحابه ومضــى إلـى رســول ا ‪‬‬

‫‪..‬‬

‫‪ ..‬فكلمــا أراد أن يســله يبســي يــد ‪ ..‬فلــم يســتطع‬

‫وجعل عامر يشا ل رسـول ا ‪ .. ‬وينظـر إلـى إربـد‬

‫فالتهي ‪ ‬فرأ أربد وما يصنع ‪..‬‬

‫فقال ‪ ‬لع ما للمسلمين وعليع ما عليهم ‪..‬‬ ‫؟‬

‫لم يشأ النبي ‪ ‬أن يعد عامراً بوعد د ال يتحقق ‪..‬‬ ‫فكـان صـريحاً جريئـاً معـه ‪ ..‬و ـال ‪ :‬لــيس ذلـع لــع‬ ‫وال لقومع ‪..‬‬

‫فههف عامر الطلب ليالً ‪ ..‬و ال ‪ :‬أسلم علـى أن‬

‫دخل المس د على رسول ا ‪ ‬وهـو بـين أصـحابه الكـرام‬

‫لي الوبر ولع المدر ‪ ..‬أي أكـون ملكـاً علـى الباديـة‬

‫فلما و ف بـين يـدي النبـي عليـه الصـالة والسـالم ـال ‪ :‬يـا‬

‫فــنذا بــه ‪ .. ‬أيضـاً ال يريــد أن يلــزم نهســه بوعــود ‪..‬‬

‫وكــان ‪ ‬ح ــذراً م ــن أم ــال ه ــلال ‪ ..‬فق ــال ‪ :‬ال وا حت ــى‬

‫عنــدها ضــب عــامر وتنيــر وجهــه ‪ ..‬وصــاد بــأعلى‬

‫‪..‬‬

‫محمد خالني ‪ ..‬أي ف معي على انهراد ‪..‬‬

‫تلمن با وحد ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬يا محمد خالني ‪..‬‬

‫ف ــأبى النب ــي ‪ .. ‬فـ ــال زال يكـ ــرر ‪ ..‬ي ــا محمـ ــد ــم معـ ــي‬

‫‪167‬‬

‫وأني على الحاضرة ‪..‬‬

‫ال يدري تتحقق أم ال ‪ ..‬فقال ‪ :‬ال ‪..‬‬ ‫صوته ‪:‬‬

‫وا ي ــا محم ــد ‪ ..‬ألم نهـــا عليـــع خ ــيالً ج ــرداً ‪..‬‬

‫ورجاالً مرداً ‪ ..‬وألربطن بكل نهلة فرساً ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وأل زوك بنطهان بألف أ قر وألف قرا ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬ال ي ‪ ..‬وا لقد دعانا محمد إلـى عبـادة‬

‫ف عل ‪ ‬ينظر إليه وهو مول ‪..‬‬

‫حتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى أ تلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ‪..‬‬

‫رم رفع ‪ ‬بصر إلـى السـما و ـال ‪ :‬اللهـم اكهنـي عـامراً ‪..‬‬ ‫واه ِد ومه ‪..‬‬

‫فهر بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمـل لـه ليبيعـه‬

‫ــي ‪ ..‬لــوددت لــو أنــه عنــدي ا ن فأرميــه بالنبــل‬

‫رم خر يزبد ويرعد ‪..‬‬

‫خر عامر مع أصحابه حتى إذا فارع المدينة ‪ ..‬تعـب مـن‬

‫المسير ‪ ..‬فصاد امرأة من ومه يقال لها سـلولية وكانـي‬ ‫ف ــي خيم ــة له ــا ‪ ..‬وكان ــي امـ ـرأة ف ــاجرة ‪ ..‬ي ــذمها النـ ــاس‬

‫ويتهمون من دخل بيتها ‪..‬‬

‫فلـم ي ــد مـأو آخـر ‪ ..‬فنــزل عـن فرســه مضـطراً ونــام فــي‬

‫بيتها ‪..‬‬

‫فاخذته دة وانتهـاخ فـي حلقـه كمـا يظهـر فـي أعنـاع اإلبـل‬

‫فيقتلُها ‪ ..‬فهزع واضطرب ‪..‬‬

‫وجعــل يــتلمس الــورم ويقــول ‪ :‬ــدة كنــدة البعيــر ‪ ..‬ومــوت‬

‫في بيي سلولية ‪..‬‬

‫أي ‪ :‬ال موت يشر ‪ ..‬وال مكان يشر ‪..‬‬ ‫كـان يتمنـى أن يمـوت فـي سـاحة تـال ‪ ..‬بسـيو األبطــال‬

‫‪ ..‬فنذا به يموت بمرض حيوانات ‪ ..‬في بيي فاجرة !!‬

‫تباً ‪ ..‬للذل والمهانة ‪..‬‬

‫فأخذ يصيح بهم ‪ :‬ربوا فرسي ‪..‬‬ ‫فقربو ‪ ..‬فورب على فرسه ‪ ..‬وأخذ رمحه ‪ ..‬وصار ي ـول‬

‫به الهرس ‪..‬‬

‫وهو يصيح من ـدة األلـم ‪ ..‬ويتحسـس عنقـه بيـد ويقـول‬

‫‪ :‬دة كندة البعير وموت في بيي سلولية ‪..‬‬

‫فلم تزل تلع حاله يدور به فرسه ‪ ..‬حتـى سـقط عـن فرسـه‬

‫ميتاً ‪..‬‬

‫تركه أصحابه ‪ ..‬ورجعوا إلى ومهم ‪..‬‬

‫فلمــا دخلـوا ديــارهم ‪ ..‬أ بــل النــاس إلــى إربــد يســألونه ‪ :‬مــا‬

‫ورا ك يا أربد ؟‬

‫‪168‬‬

‫‪ ..‬فأرســل ا عليــه وعلــى جملــه صــاعقة فأحر تهمــا‬

‫‪..‬‬

‫وأنزل ا عـز وجـل فـي حـال عـامر وأربـد ‪ " :‬اللـهُ‬ ‫ِ‬ ‫ـيط‬ ‫ـل ُكـل أُن َـى َوَمـا تَنِ ُ‬ ‫يَـعلَ ُـم َمـا تَحم ُ‬ ‫اد َوُكل َ ي ٍ ِعن َد ُ بِ ِمق َدا ٍر *‬ ‫ام َوَما تَـزَد ُ‬ ‫األَر َح ُ‬ ‫ادةِ ال َكبِير ال ُمتَـ َع ِ‬ ‫َعالِ ُم النَي ِ‬ ‫ب َو َّ‬ ‫ال *‬ ‫الش َه َ‬ ‫ُ‬ ‫سوا ِّمـن ُكم َّمـن أَس َّـر ال َقـو َل ومـن ج َهـر بِـهِ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫وَمن ُهو ُمستَه ٍ‬ ‫َّها ِر *‬ ‫ف بِاللَّي ِل َو َسا ِرب بِالنـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫لَـهُ مع ِّقبـات ِّمـن بــي ِن ي َديـهِ ومـن َخل ِهـهِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫يَح َهظُونَهُ ِمن أَم ِر اللهِ إِ َّن اللهَ الَ يُـنَيِّـ ُر َمـا‬ ‫ٍ‬ ‫بَِقوم َحتَّى يُـنَيِّـ ُروا َما بِأَنـ ُه ِس ِهم َوإِذَا أ َ​َرا َد اللهُ‬ ‫بَِقوٍم سو ا فَالَ مرَّد لَهُ وما ل َُهم ِّمن ُدونِهِ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ​َ‬ ‫ِمن َو ٍال *‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ُه َو الذي يُ ِري ُك ُم البَـر َع َخوفًا َوهَ َم ًعا َويُـنشى ُ‬ ‫ال *‬ ‫اب ال ِّـ َق َ‬ ‫َّ‬ ‫الس َح َ‬ ‫الرعـ ُد بِحم ِـد ِ والمالَئِ َكـةُ ِمـن ِخي َهتِـهِ‬ ‫سـبِّ ُح َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َويُ َ‬ ‫ويـر ِسل َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شا َو ُهم‬ ‫يب بِ َها َمن يَ َ‬ ‫الص َواع َق فَـيُص ُ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ي ِ‬ ‫ادلُو َن فِي اللهِ َو ُه َو َ ِدي ُد ال ِم َح ِ‬ ‫ال *‬ ‫َُ‬ ‫لَـهُ َدع َـوةُ ال َح ِّـق َوالَّ ِـذي َن يَـد ُعو َن ِمــن ُدونِـهِ الَ‬ ‫اس ِ‬ ‫شـي ٍ إِالَّ َكب ِ‬ ‫ـط َك َّهيـهِ إِلَـى ال َمـا‬ ‫يَسـتَ ِ يبُو َن ل َُهـم بِ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ين إِالَّ فِـي‬ ‫ليَبـلُ ًَ فَا ُ َوَما ُه َـو بِبَالنـه َوَمـا ُد َعـا ال َكـاف ِر َ‬ ‫ضالَ ٍل " ‪..‬‬ ‫َ‬

‫نعم ‪ ..‬ال تلتزم إال بما ت ـق أنـه يمكنـع الوفـا بـه ‪..‬‬

‫بعون ا ‪..‬‬

‫ـام ‪ ‬مــرة خطيبـاً فــي النــاس ‪ ..‬فــتكلم عــن ا خــرة‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وأحواله ــا ‪ ..‬ر ــم ص ــاد ــائالً ‪ :‬ي ــا فاهم ــة بن ــي محم ــد ‪..‬‬ ‫ســليني مــن مــالي مــا ــئي ‪ ..‬فــنني ال أ نــي عنــع مــن ا‬ ‫يئاً ‪..‬‬

‫تلقــا فــي وســط الطريــق ‪ ..‬فتشــتكي إليــه مــن لــم‬

‫أهلها ‪ ..‬أو ك رة ـنلها ‪ ..‬في عـل يـد فـي يـدها ‪..‬‬ ‫فينطلق معها إلى أهلها ليشهع لها ‪..‬‬

‫وأخيراً ‪..‬‬

‫وك ــان يق ــول ‪ :‬ال ي ــدخل ال ن ــة م ــن ك ــان ف ــي لب ــه‬

‫مــع التأكي ــد علــى أهمي ــة ع ــدم االلت ـزام بالش ــي إال وأن ــي‬

‫م قال ذرة من كبر ‪..‬‬

‫أسلوباً ذكياً ‪..‬‬

‫‪ ..‬فالن " ايف نهسه " ‪..‬‬

‫ــادر عليـ ــه ‪ ..‬إال أن ــه ينبنـ ــي عن ــد االعتـ ــذار أن نسـ ــتعمل‬

‫كم سـمعنا النـاس يـرددون ‪ :‬يـا أخـي ‪ ..‬فـالن متكبـر‬

‫فمـ الً ‪ :‬جــا إليــع لتبحــث ألخيــه عــن و يهــة ‪ ..‬ألن أبــاك‬

‫وتسأله ‪ :‬لماذا لم تستعن ب ارك في كـذا ؟ فيقـول ‪:‬‬

‫فاعت ــذر بأس ــلوب يحه ــص م ــا وجه ــه وي عل ــه يش ــعر أن ــع‬

‫كم هم مبنوضون أولئع الذين يتكبرون علـى النـاس‬

‫تشاركه الهم ‪ ..‬ل – م الً ‪: -‬‬

‫‪ ..‬ويعاملونهم باستعال ‪..‬‬

‫مسئول كبير ‪ ..‬أو أخاك ‪ ..‬أو أني ‪..‬‬

‫فالن متكبر علينا ‪ ..‬ما يعطينا وجه !!‬

‫يــا فــالن ‪ ..‬أنــا أ ــعر بمعاناتــع ‪ ..‬وأخــوك أعتبــر أخــي ‪..‬‬

‫كــم هــو منبــوذ ‪ ..‬ذاك الــذي يطنــى أن رآ اســتننى‬

‫أننـي ال أســتطيع أن أفعــل ــيئاً ا ن ‪ ..‬فاعــذرني ‪ ..‬وأســأل‬

‫ذاك الــذي يصــعر خــد للنــاس ويمشــي فــي األرض‬

‫مع بتسامة لطيهة ‪ ..‬وتعبيرات وجه مناسبة ‪..‬‬

‫ذاك الـ ـ ــذي يتكبـ ـ ــر علـ ـ ــى العمـ ـ ــال ‪ ..‬والهـ ـ ــدام ‪..‬‬

‫فكأنــع بهــذا ال ــرد ال ميــل ضــيي ل ــه مــا يريــد ‪ ..‬أل ــيس‬

‫والهقرا ‪..‬‬

‫ولـئن كــان إخـواني خمســة فهـو الســادس ‪ ..‬لكـن المشــكلة‬ ‫ا أن يوفق أخاك ‪..‬‬

‫كذلع ‪..‬؟‬

‫‪..‬‬

‫مرحاً ‪..‬‬

‫يتكب ـ ـ ـ ـ ــر ع ـ ـ ـ ـ ــن مح ـ ـ ـ ـ ــادرتهم ‪ ..‬ومص ـ ـ ـ ـ ــافحتهم ‪..‬‬

‫وم الستهم ‪..‬‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫لما دخـل ‪ ‬مكـة فاتحـاً ‪ ..‬جعـل يمـر بطر ـات مكـة‬

‫كن صريحاً مع نهسع ‪ ..‬جريئاً مع الناس ‪ ..‬واعر‬

‫التي هالما أوذي فيها ‪ ..‬واستُهزئ به ‪..‬‬

‫دراتع والتزم بحدودها ‪..‬‬

‫كــم ســمع ف ــي هر اتهــا ‪ ..‬ي ــا م نــون ‪ ..‬س ــاحر ‪..‬‬

‫‪ .64‬الـتـواضـع ‪..‬‬

‫كاهن ‪ ..‬كذاب ‪..‬‬

‫كني في م لس فيه عدد من الوجها ‪..‬‬

‫فتحدث أحد من رآ استننى ! و ال في أرنا حدي ه ‪:‬‬ ‫‪ ..‬ومــ ــررت بأحــ ــد العم ـ ــال ‪ ..‬فمــ ــد يــ ــد ليصــ ــافحني ‪..‬‬ ‫فترددت رم مددت يدي وصافحته ‪..‬‬

‫وهو اليـوم يـدخلها ائـداً عزيـزاً ‪ ..‬ممكنـاً ‪ ..‬ـد أذل‬ ‫ا أهلها بين يديه ‪..‬‬ ‫فكيف كان عور وهو داخل ؟‬ ‫ال عبد ا بن أبي بكر ‪:‬‬

‫رم ال ‪ :‬مع أني ال أعطي يدي ألي أحد ‪..‬‬

‫لما وصل رسول ا ‪ ‬إلى ذي هـو ‪ ..‬و ـف علـى‬

‫ما ا ا يقول ‪ :‬ال أعطي يدي ألي أحد ‪..‬‬ ‫أمــا رس ــول ا ‪ .. ‬فكان ــي األم ــة المملوك ــة الض ــعيهة ‪..‬‬

‫‪169‬‬

‫راحلته معت راً بقطعة برد حمرا ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪ ..‬حــين رأ مــا‬

‫وأن رســول ا ‪ ‬ليضــع رأســه تواضــعاً‬ ‫أكرمه ا به من الهتح ‪ ..‬حتى إن ع نونـه و هـر لحيتـه‬

‫ليكاد يمس واسطة الرحل ‪..‬‬

‫وباب ال امع لم يهتح بعد ‪!!..‬‬ ‫ام وأخذ إنا ً من ما ‪..‬‬

‫نني أنه ذهب ليقضي حاجته ‪..‬‬

‫و ال أنس ‪ :‬دخل رسول ا ‪ ‬مكة يوم الهتح وذ نـه علـى‬

‫أبطــأ علينــا ‪ ..‬فقمــي أتر بــه ‪ ..‬فرأيتــه بعيــداً عنــا ‪..‬‬

‫و ال ابن مسعود ‪ :‬أ بل رجل إلى رسـول ا ‪ ‬فكلمـه فـي‬

‫على التراب ‪ ..‬في لمة ‪ ..‬يتملق ربه ويتحبـب إليـه‬

‫فقــال ‪ : ‬هــون عليــع ‪ ..‬فننمــا أنــا ابــن ام ـرأة مــن ـريش‬

‫أيقني أن لهذ العبادة الههية ‪ِ ..‬عزاً في الـدنيا بـل‬

‫وكــان ‪ ‬يقــول ‪ :‬أجلــس كمــا ي لــس العبــد ‪ ..‬وآكــل كمــا‬

‫مضي السنوات ‪..‬‬

‫يأكل العبد ‪..‬‬

‫وأعرفـه اليــوم ‪ ..‬ـد وضــع ا لـه القبــول فــي األرض‬

‫تواضع تكن كالن م الد لنا ر‬

‫له مشاركات في الدعوة ‪ ..‬وهداية الناس ‪..‬‬

‫راحلته متهشعاً ‪..‬‬

‫ي ‪ ..‬فأخذته الرعدة ‪..‬‬

‫تأكل القديد ‪ ..‬و اللحم الـم هف ‪..‬‬

‫نعم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ا خرة ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫على صهحات الما وهو رفيع‬

‫إذا مشــى فــي الســوع أو المسـ د ‪ ..‬رأيــي الصــنار‬

‫على هبقات ال و وهو رفيع‬

‫‪..‬‬

‫تع كالدخان يعلو بنهسه‬ ‫وال ُ‬

‫من تواضع‬

‫ــد لــف جســد بــردا مــن ــدة البــرد وهــو ســاجد‬

‫بـل الكبـار يتسـابقون إليـه ‪ ..‬مصـافحين ‪ ..‬ومحبـين‬

‫كـ ـ ــم يتمنـ ـ ــى الك يـ ـ ــرون مـ ـ ــن ت ـ ـ ــار ‪ ..‬وأم ـ ـ ـرا ‪..‬‬

‫باختصار ‪..‬‬

‫ومش ـ ــهورين ‪ ..‬أن ين ـ ــالوا ف ـ ــي ل ـ ــوب الن ـ ــاس م ـ ــن‬

‫رفعه ‪ ..‬وما زاد ا عبداً بالتواضع إال عزاً‬ ‫‪..‬‬

‫المحبة م ل ما نال ‪..‬‬

‫‪ .65‬العبادة الههية ‪..‬‬

‫أأبيــي س ــهران ال ــدجى ‪ ..‬وتبيتــه *** نومـ ـاً ! وتبن ــي‬

‫ولكن هيهاااات ‪..‬‬

‫بل عشر سنوات ‪ ..‬في أيام ربيع ‪ ..‬وفـي ليلـة بـاردة كنـي‬

‫بعد ذاك لحا ي ؟‬

‫تعطلــي إح ــد الســيارات ‪ ..‬فاض ــطررنا إلــى المبي ــي ف ــي‬

‫سي عل لهـم الـرحمن ُوداً ‪ ..‬أي ي عـل لهـم محبـة‬ ‫في لوب الهلق ‪..‬‬

‫في البر مع أصد ا ‪..‬‬

‫العرا ‪..‬‬

‫نعـ ـ ــم ‪ ..‬و إن الـ ـ ــذين آمن ـ ـ ـوا وعمل ـ ـ ـوا الصـ ـ ــالحات‬

‫أذكـر أنــا أ ــعلنا نــاراً تحلقنــا حولهــا ‪ ..‬ومــا أجمــل أحاديــث‬

‫إذا أحبع ا جعل لع القبول في األرض ‪..‬‬

‫هال م لسنا فالحظي أحد اإلخوة انسلَّ من بيننا ‪..‬‬

‫ـ ــال ‪ : ‬إن ا إذا أحـ ــب عبـ ــداً نـ ــاد جبريـ ــل ‪..‬‬ ‫فقال ‪:‬‬

‫الشتا في د‬

‫النار ‪..‬‬

‫كان رجالً صالحاً ‪ ..‬كاني له عبادات خهية ‪..‬‬

‫كنــي أرا يتوجــه إلــى صــالة ال معــة مبكــراً ‪ ..‬بــل أحيانــاً‬

‫‪171‬‬

‫إني د أحببي فالناً فأحبه ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ال ‪ :‬فيحبه جبريل ‪..‬‬

‫فنن من أحب يئاً أك ر من ذكر ‪..‬‬

‫رم يُناد في أهل السما ‪ :‬إن ا يحب فالناً فأحبو ‪..‬‬ ‫فيحبه أهل السما ‪..‬‬

‫وفي الحديث ‪ ..‬ال ‪ : ‬أال أنبئكم بهيـر أعمـالكم‬

‫‪ ..‬وأزكاها عند مليككم ‪ ..‬وأرفعهـا فـي درجـاتكم ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬رم تنزل له المحبة في أهل األرض ‪..‬‬

‫وخير لكم مـن إعطـا الـذهب والـورع ‪ ..‬وخيـر لكـم‬

‫فـ ــذلع ـ ــول ا " إن الـ ــذين آمن ـ ـوا وعمل ـ ـوا الصـ ــالحات‬

‫مـ ــن أن تلق ـ ـوا عـ ــدوكم فتض ـ ـربوا أعنـ ــا هم ويض ـ ـربوا‬

‫وإذا أبنــط ا عبــداً ‪ ..‬نــاد جبريــل ‪ :‬إنــي أبنضــي فالن ـاً‬ ‫فأبنضه ‪ ..‬فيبنضه جبريـل ‪ ..‬رـم يُنـاد فـي أهـل السـما ‪:‬‬

‫الوا ‪ :‬بلى ‪ ..‬وما ذاك يا رسول ا ؟‬

‫ال ‪ :‬ذكر ا عز وجل‬

‫فيبنضه أهل السما ‪..‬‬

‫الرب ‪..‬‬

‫سي عل لهم الرحمن ُوداً " ‪..‬‬

‫إن ا يبنط فالناً فأبنضه ‪..‬‬

‫رم تنزل له البنضا في األرض ‪..‬‬

‫و‪78‬‬

‫‪..‬‬

‫أعنا كم ‪..‬؟‬

‫و‪80‬‬

‫‪..‬‬

‫ومنها ‪ ..‬صد ة السر ‪ ..‬فصد ة السر تطهإ ضب‬ ‫كان أبو بكر ‪ ‬إذا صلى اله ر خر إلى الصـحرا‬

‫ــال الزبيــر بــن العـوام ‪ : ‬مــن اســتطاع مــنكم أن يكــون لــه‬

‫‪ ..‬فاحتبس فيهـا ـيئاً يسـيراً ‪ ..‬رـم عـاد إلـى المدينـة‬

‫والعبادة الههية أنواع ‪..‬‬

‫فع ــب عم ــر ‪ ‬م ــن خروج ــه ‪ ..‬فتبع ــه يومـ ـاً خهي ــة‬

‫خبيئة من عمل صالح فليهعل ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫منها ‪ ..‬الحهاا على صـالة الليـل ‪ ..‬ولـو ركعـة واحـدة وتـراً‬ ‫كل ليلـة ‪ ..‬تصـليها بعـد العشـا مبا ـرة ‪ ..‬أو بـل أن تنـام‬

‫بعدما صلى اله ر ‪..‬‬

‫فــنذا أبــو بكــر يهــر مــن المدينــة ويــأتي علــى خيمــة‬

‫‪ ..‬أو بل اله ر ‪ ..‬لتكتب عند ا من وام الليل ‪..‬‬

‫ديمة في الصحرا ‪ ..‬فاختبأ له عمـر خلـف صـهرة‬

‫ـال ‪ : ‬إن ا وتـر يحـب الـوتر ‪ ..‬فـأوتروا يـا أهـل القـرآن‬

‫‪..‬‬

‫ومنهــا ‪ ..‬الســعي فــي اإلصــالد بــين النــاس ‪ ..‬بــين الــزمال‬

‫‪..‬‬

‫المتهاصمين ‪ ..‬بين ال يران ‪ ..‬بين الزوجين ‪..‬‬

‫فهر عمر من ورا صهرته ودخـل الهيمـة ‪ ..‬فـنذا‬

‫‪..‬‬

‫فلبـث أبــو بكـر فــي الهيمـة ــيئاً يسـيراً ‪ ..‬رــم خــر‬

‫ــال ‪ : ‬اال أخب ــركم بأفض ــل م ــن درج ــة الص ــالة والص ــيام‬

‫فيها امرأة ضعيهة عميا ‪ ..‬وعندها صبية صنار ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫فقالــي ‪ :‬ال أعرفــه ‪ ..‬هــذا رجــل مــن المســلمين ‪..‬‬

‫والصد ة ؟‬

‫فسألها عمر ‪ :‬من هذا الذي يأتيكم ‪..‬‬

‫ـ ــال ‪ :‬إص ـ ــالد ذات الب ـ ــين ‪ ..‬وفس ـ ــاد ذات الب ـ ــين ه ـ ــي‬

‫يأتينا كل صباد ‪ ..‬منذ كذا وكذا ‪..‬‬

‫ومنها اإلك ار من ذكر ا ‪..‬‬

‫ع يننا ‪ ..‬ويحلب داجننا ‪ ..‬رم يهر ‪..‬‬

‫الحالقة‬

‫) ‪( 78‬‬ ‫) ‪( 79‬‬

‫و‪79‬‬

‫ــال فمــاذا يهعــل ‪ :‬الــي ‪ :‬يكــنس بيتنــا ‪ ..‬ويع ــن‬

‫فهــر عمــر وهــو يقــول ‪ :‬لقــد أتعبــي الهلهــا مــن‬

‫رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬والرتمذي واللفظ له ‪.‬‬ ‫رواه أمحد وغريه ‪.‬‬

‫) ‪( 80‬‬

‫‪171‬‬

‫رواه أمحد والرتمذي وغريمها ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫بعــدك يــا أبــا بكــر ‪ ..‬لقــد أتعبــي الهلهــا مــن بعــدك يــا أبــا‬

‫الـ ـ ــي ‪ :‬ومـ ـ ــا ذاك ‪ ..‬فأخبرهـ ـ ــا بهبـ ـ ــر الرجـ ـ ــل ‪..‬‬

‫بكر ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫ولـم يكــن عمـر ‪ ‬بعيــداً فــي تعبـد وإخالصــه عـن أبــي بكــر‬

‫ودخلي امرأة عمر على المرأة في خيمتها ‪..‬‬

‫فقد رآ هلحة بن عبيد ا ‪..‬‬

‫الحطب ‪ ..‬ويصنع الطعام ‪ ..‬والدخان يتهلل لحيتـه‬

‫‪..‬‬

‫فحملـي امرأتــه معهـا متاعـاً ‪ ..‬وحمـل هــو جرابـاً فيــه‬

‫هعام ‪ ..‬و دراً وحطباً ‪ ..‬ومضى إلى الرجل ‪..‬‬

‫و عــد هــو عنــد الرجــل ‪ ..‬فأ ــعل النــار وأخــذ يــنهخ‬

‫خر في سواد الليل ‪ ..‬فدخل بيتاً رم ‪ ..‬خر منـه ودخـل‬

‫‪ ..‬والرجل اعد ينظر إليه ‪..‬‬

‫بيت ـاً آخــر ‪ ..‬فع ــب هلحــة ‪ ..‬مــاذا يهعــل عمــر فــي هــذ‬

‫فبينما هو على ذلع ‪ ..‬إذ صاحي امرأته من داخـل‬

‫فلمــا أصــبح هلحــة ذهــب إلــى البيــي األول‪..‬فــنذا ع ــوز‬

‫‪..‬‬

‫البيوت !!‬

‫عميا مقعدة‪..‬‬

‫الهيمـة ‪ ..‬يـا أميـر المــلمنين ‪ ..‬بشـر صـاحبع بنــالم‬ ‫فلمـا سـمع الرجـل ‪ ..‬أميــر المـلمنين ‪ ..‬فـزع و ــال ‪:‬‬

‫فقال لها ‪ :‬ما بال هذا الرجل يأتيع ؟‬

‫الي ‪ :‬إنه يتعاهدني منذ كذا وكـذا ‪ ..‬يـأتيني بمـا يصـلحني‬

‫ويهر عني األذ ‪..‬‬

‫ات‬ ‫فهـر هلحـة وهـو يقـول‪ :‬ركلتـع أمـع يـا هلحـة‪..‬أع ر ُ‬ ‫عمر تتبع؟‬ ‫َ‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫وخ ــر م ــرة ‪ ‬إل ــى ضـ ـواحي المدين ــة ‪ ..‬ف ــنذا برج ــل ع ــابر‬ ‫ســبيل نــازل وســط الطريــق ‪ ..‬و ــد نصــب خيمــة ديمــة ‪..‬‬

‫ـطرب الحــال ‪ ..‬فســأله عمــر ‪ :‬مــن‬ ‫و عــد عنــد بابهــا ‪ ..‬مضـ َ‬

‫الرجل ؟‬

‫ال ‪ :‬من أهـل الباديـة ‪ ..‬جئـي إلـى أميـر المـلمنين أصـيب‬

‫من فضله ‪..‬‬

‫أنـي عمــر بـن الهطــاب ‪ ..‬ـال ‪ :‬نعــم ‪ ..‬فاضــطرب‬

‫الرجل ‪ ..‬وجعـل يتنحـى عـن عمـر‪ ..‬فقـال لـه عمـر ‪:‬‬ ‫مكانع ‪..‬‬

‫رــم حمــل عمــر القــدر ‪ ..‬و ربــه إلــى الهيمــة وصــاد‬

‫بامرأته ‪ ..‬أ بعيها ‪..‬‬

‫فأكل ــي المـ ـرأة م ــن الطعـ ــام ‪ ..‬ر ــم أخرج ــي بـ ــا ي‬

‫الطعام خار الهيمة ‪..‬‬

‫فقـام عمـر فأخــذ فوضـعه بـين يــدي الرجـل ‪ ..‬و ــال‬

‫له ‪ :‬كل ‪ ..‬فننع د سهرت من الليل ‪..‬‬ ‫رم ناد عمر امرأته فهرجي إليه ‪..‬‬

‫فقــال للرجــل ‪ :‬إذا كــان مــن النــد ‪ ..‬فأتنــا نــأمر لــع‬

‫بما يصلحع ‪..‬‬ ‫* * * * * * * *‬ ‫وكــان علــي بــن الحســين يحمــل ج ـراب الهبــز علــى‬

‫فسمع عمر أنين امرأة داخل الهيمة ‪ ..‬فسأله عنه ؟‬

‫فقال ‪ :‬انطلق رحمع ا لحاجتع ‪..‬‬ ‫ال عمر ‪ :‬هذا من حاجتي ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬امرأتي في الطلق ‪ -‬يعني تلد ‪ -‬ولـيس عنـدي مـال‬

‫وال هعام وال أحد ‪..‬‬

‫فرجـع عمــر إلــى بيتـه سـريعاً ‪ ..‬فقــال المرأتـه أم كل ــوم بنــي‬

‫علي ‪ :‬هل لع في خير سا ه ا إليع ؟‬

‫ه ــر باللي ــل ‪ ..‬فيتص ــدع به ــا‪..‬ويقول ‪ :‬إن ص ــد ة‬

‫السر تطهى ضب الرب ‪..‬‬

‫فلمــا مــات وجــدوا فــي هــر آرــار سـواد ‪ ..‬فقــالوا ‪:‬‬

‫هذا هر حمال ‪ ..‬وما علمنا ا تنل حماالً ‪..‬‬

‫فــانقطع الطعــام عــن مائــة بيــي فــي المدينــة ‪ ..‬مــن‬

‫‪172‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫بيـوت األرامـل واأليتــام ‪ ..‬كـان يــأتيهم هعـامهم بالليــل ‪ ..‬ال‬

‫‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫هعام ‪ ..‬لكنه استع ل ليالً ‪ ..‬فكاد أن يقع الطبـق‬

‫يـدرون مـن يحضـر إلـيهم ‪ ..‬فعلمـوا أنـه الـذي ينهـق علــيهم‬

‫لو دخلي على هر وأ بل ولد يحمـل هبقـاً فـي‬

‫وصام أحد السلف عشرين سـنة ‪ ..‬يصـوم يومـاً ويهطـر يومـاً‬ ‫‪ ..‬وأهلــه ال يــدرون عنــه ‪ ..‬كــان لــه دكــان يه ــر إليــه إذا‬

‫الع لة ؟ كم مرة أعلمع ؟ ‪..‬‬

‫صومه تصدع بالطعام ‪ ..‬وإذا كان يوم فطر أكله ‪..‬‬

‫رجــل ‪ ..‬مــا‬ ‫فقلــي أنــي ‪ :‬ال ‪ ..‬بــل فــالن بطــل ‪ُ ..‬‬

‫هلعي الشمس ويأخذ معه فطور و دا ‪ ..‬فـنذا كـان يـوم‬

‫فنذا ربي الشمس ‪ ..‬رجع إلى أهله وتعشى معهم ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬كانوا يستشعرون العبودية في جميع أحوالهم ‪..‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـازا *‬ ‫ـين َم َهـ ً‬ ‫هـم المتقـون ‪ ..‬وا يقـول ‪  :‬إِ َّن لل ُمتَّق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـب أَتـ َرابًـا * َوَكأ ًسـا ِد َها ًـا * َّال‬ ‫َحـ َدائ َق َوأَعنَابًـا * َوَك َواع َ‬ ‫ـع‬ ‫يهـا لَن ًـوا َوَال كِ َّـذابًا * َج َـزا ِّمـن َّربِّ َ‬ ‫يَس َـم ُعو َن فِ َ‬ ‫ِ‬ ‫سابًا ‪.. ‬‬ ‫عَطَا ح َ‬ ‫فاهلــب محبــة الهــالق ‪ ..‬وهــو يتكهــل ب ــزرع محبتــع ف ــي‬ ‫لوب خلقه ‪..‬‬

‫عل ــى األرض ‪ ..‬ف ــانطلق األب علي ــه ر ــائراً ‪ ..‬لم ــاذا‬ ‫واصهر ‪..‬‬ ‫فاحمر وجه الولد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬

‫ـ ــا ا عليـ ــه يحمـ ــل كـ ــل هـ ــذا لوحـ ــد ‪ ..‬ولعلـ ــه‬

‫استع ل ألن فيه أ راض أخر أيضاً ‪..‬‬ ‫أي امتنان سيشعر به النالم لع ‪..‬‬

‫هذا مع الصنار ‪ ..‬فما بالع مع الكبار ‪..‬‬

‫لو أرنيي على زميل في اجتماع ‪ ..‬بعدما صبوا عليـه‬

‫وابالً من اللوم ‪..‬‬

‫أو أرنيـي علــى أحــد إخوانـع ‪ ..‬بعــدما انكــب اإلراد‬

‫األسرة عليه معاتبين ‪..‬‬

‫ــاب أحرجــه ــهر بس ـلال أمــام النــاس ‪ :‬بَ َّ‬ ‫شــر يــا‬

‫فالن ‪ ..‬كم نسبتع في ال امعة ؟!‬

‫إضا ة ‪..‬‬

‫ليس الناية أن تكون واهر ا خرين تحبع ‪ ..‬إنما الناية‬ ‫أن تحبع بواهنهم أيضاً ‪..‬‬

‫ب ــا علي ــع ‪ ..‬ه ــل ه ــذا سـ ـلال يسـ ـأله عا ــل أم ــام‬

‫الناس ؟!!‬

‫فانقلب وجـه الشـاب متلونـاً ‪ ..‬فأنقذتـه ـائالً بلطـف‬

‫‪ :‬لـيش يـا أبـا فـالن ‪ ..‬سـتزوجه ؟!! أو عنـدك و يهـة‬

‫‪ .66‬أخرجهم من الحهرة ‪..‬‬ ‫ألــم يقــع مــرة أن أحرجــع ــهر فــي م لــس عــام بكلمــة‬

‫جارحة ‪..‬‬

‫أو ربمـ ــا سـ ــهر منـ ــع ‪ ..‬بـ ــأي ـ ــي وإن كـ ــان صـ ــنيراً ‪..‬‬ ‫بلباسع أو كالمع ‪ ..‬أو أسلوبع ‪..‬‬

‫فــدافع عنــع ــهر مــا ‪ ..‬فشــعرت بامتنــان عظــيم لــه ‪..‬‬ ‫ألنــه كأنمــا أمســع بطــر روبــع عنــدما دفعــع يــرك إلــى‬

‫هاوية ‪..‬‬

‫مارس هذ المهارة مع ا خرين ‪ ..‬وستر لهـا تـأريراً سـاحراً‬

‫‪173‬‬

‫له ؟ أو ‪..‬‬

‫فضحكوا ونُسي السلال ‪..‬‬

‫أو لو عاتبه على دن ِّـو معدلـه الدراسـي ‪ ..‬فقلـي ‪ :‬يـا‬

‫أخــي ال تلم ــه ‪ ..‬تهصص ــه ص ــعب ‪ ..‬لك ــن سيش ــد‬

‫حيله إن ا ا ‪..‬‬

‫كسب محبة الناس فرص يقتنصها األذكيا ‪..‬‬

‫إذا هب ــي رياح ــع فا تنمه ــا *** ف ــنن لك ــل خافق ــة‬

‫سكون‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫كان عبد ا بن مسعود ‪ .. ‬يمشي مع النبي ‪.. ‬‬

‫ب ــدأ الطـ ــالب يس ــألون ‪ ..‬فرفـ ــع ذل ــع الرجـ ــل يـ ــد‬

‫فمـ ـرا بشـ ـ رة فـ ــأمر النبـــي أن يصـــعدها ويحتـ ـ َّـز ل ــه عـ ــوداً‬ ‫يتسوك به ‪..‬‬

‫ليسأل ‪..‬‬

‫التهي إليه الشيخ ‪ ..‬و ال ‪ :‬ما سلالع ؟‬

‫فر ــى ابــن مســعود وكــان خهيهـاً ‪ ..‬نحيــل ال ســم ‪ ..‬فأخــذ‬

‫فقال ‪ :‬يا يخ ‪ ..‬متى و ي صالة المنرب ؟‬

‫فأتــي الـ ـريح فحرك ــي روب ــه وكش ــهي س ــا يه ‪ ..‬ف ــنذا هم ــا‬

‫ـال ‪ :‬وإذا جـا الليـل والشـمس لـم تنـرب ‪ ..‬فمــاذا‬

‫فضحع القوم من د ة سا يه ‪..‬‬

‫فقال أبـو حنيهـة ‪ :‬آن ألبـي حنيهـة أن يمـد رجليـه ‪..‬‬

‫يعالج العود لقطعه ‪..‬‬

‫سا ان د يقتان صنيرتان ‪..‬‬

‫فقال النبي ‪ : ‬مم تضحكون ؟! ‪ ..‬من د ة سا يه ؟!‬ ‫والذي نهسي بيد إنهما أرقل في الميزان من أحد ‪..‬‬

‫و‪82‬‬

‫ال ‪ :‬إذا ربي الشمس ‪!! ..‬‬

‫نهعل ؟!‬

‫ومد رجله كما كاني ‪..‬‬

‫وســكي عــن هــذا الس ـلال المتنــا ط !!‪ ..‬إذ كيــف‬

‫يأتي الليل والشمس لم تنرب ؟!!‬

‫يقولـــون إن النظ ــرة األولـــى إليـ ــع تكــ ِّـون فـــي ذهـ ــن‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫المقابل أك ر من ‪ %70‬من تصور عنع ‪..‬‬

‫كسب محبة الناس فرص يقتنصها األذكيا ‪..‬‬

‫ويبدو أنه عند التأمل ست د أن النظـرة األولـى تكـون‬

‫‪ .67‬االهتمام بالمظهر ‪..‬‬ ‫كان أبو حنيهة جالساً يومـاً بـين هالبـه فـي المسـ د يـدرس‬

‫‪..‬‬

‫وكان به ألم في ركبته ‪ ..‬و د مد رجله ‪ ..‬واتكأ على جـدار‬

‫‪..‬‬

‫في هذ األرنا ‪ ..‬أ بل رجـل عليـه لبـاس حسـن ‪ ..‬وعمامـة‬

‫حسنة ‪ ..‬ومظهر مهيب ‪ ..‬كـان و ـوراً فـي مشـيته ‪ ..‬جلـيالً‬ ‫في خطوته ‪..‬‬ ‫أفسح له لطالب حتى جلس ب انب أبي حنيهة ‪..‬‬

‫فلمــا رأ ابــو حنيهــة مظهــر ‪ ..‬ورزانتــه ‪ ..‬ورتابــة هيئتــه ‪،،‬‬

‫استحى من هريقة جلسـته ورنـى رجلـه ‪ ..‬وتحمـل ألـم ركبتـه‬

‫ألجله ‪..‬‬

‫ول ـ ــو مش ـ ــيي ف ـ ــي مم ـ ــر ف ـ ــي مستشـ ـ ـهى أو ـ ــركة‬

‫وب انبــع ــهر عليــه ريــاب حســنة ‪ ..‬وعليــه و ــار‬

‫فــي مشــيته ‪ ..‬لرأيــي أنــع – ربمــا ال ــعورياً – إذا‬

‫وصلي إلـى بـاب فـي الممـر الته َّ‬ ‫ـي إليـه و لـي لـه ‪:‬‬ ‫تهضل ‪ ..‬هال عمرك !!‬

‫ولــو ركبــي ســيارة أحــد أصــد ائع فرأيتهــا فوضــى ‪..‬‬ ‫هنا فـردة حـذا مرمـي ‪ ..‬وهنـا روع ـاورما ‪ ..‬وهمـا‬

‫منديل ‪ ..‬وأ رهة كاسيي متناررة ‪..‬‬

‫لكونـي فكــرة عــن الشـهر مبا ــرة أنــه فوضــوي ‪..‬‬ ‫ير مبال بالترتيب ‪..‬‬

‫وكذلع في لباس الناس ‪ ..‬ومظهرهم العام ‪..‬‬

‫استمر أبو حنيهة في درسه والرجل يسمع ‪..‬‬

‫والذي أعنيـه هنـا هـو االهتمـام بـالمظهر ال اإلسـرا‬

‫فلما انتهى من الدرس ‪..‬‬

‫) ‪( 81‬‬

‫أك ر مـن ‪ %95‬عنـع ‪ ..‬حتـى تـتكلم ‪ ..‬أو تع ِّـر‬ ‫بنهسع ‪..‬‬

‫في اللباس أو السيارة ‪ ..‬أو األراث ‪ ..‬أو يرها ‪..‬‬

‫رواه أمحد وأبو يعلى وغريمها‬

‫‪174‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫والهيل والر يق ‪..‬‬

‫كان رسول ا ‪ ‬يعتني بهذ النواحي ك يراً ‪..‬‬

‫فكان له حلة حسنة يلبسها في العيدين وال معة ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬فنذا آتـاك ا مـاالً ‪ ..‬فلُي َـر أر ُـر نعمـة ا‬ ‫عليع وكرامتِه ‪..‬‬

‫كان يعتني بمظهر ورائحته ‪..‬‬

‫و ــال ‪ : ‬و م ــن أنع ــم ا علي ــه نعم ــة ‪ ..‬ف ــنن ا‬

‫ال أنس ‪ : ‬كان رسـول ا ‪ .. ‬أزهـر اللـون كـأن عر ـه‬

‫وعن جابر بن عبدا ‪ ‬ال ‪:‬‬

‫وكاني له حلة يلبسها في استقبال الوفود ‪..‬‬ ‫وكان يحب الطيب ‪..‬‬

‫اللللل ‪ ..‬إذا مشا تكهأ ‪..‬‬

‫ومـا مسسـي ديباجـاً وال حريـراً ألـين مـن كـف رســول ا ‪‬‬

‫‪..‬‬

‫وال ممي مسكاً وال عنبـراً أهيـب مـن رائحـة النبـي ‪.. ‬‬

‫وكاني ي ُد مطيبةً كأنما أخرجي من جلنة عطار ‪..‬‬ ‫وكان ‪ .. ‬يعر بريح الطيب إذا أ بل ‪..‬‬

‫يحب أن ير أرر نعمته على عبد‬

‫‪.‬‬

‫أتان ــا رس ــول ا ‪ .. ‬زائـ ـراً ف ــي منزلن ــا فـ ـرأ رجـ ـالً‬ ‫ع اً د تهرع عر ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬أما كان ي د هذا ما يُسكن به عر ؟‬

‫ورأ رجالً آخر وعليه رياب وسهة فقـال ‪ :‬أمـا كـان‬ ‫هذا ي د ما ينسل به روبه ؟ ‪..‬‬

‫و ال ‪ :‬و من كان له عر فليكرمه ‪..‬‬

‫و ال أنس ‪ ‬و كان رسول ا ‪ ‬ال يرد الطيب ‪..‬‬

‫وك ـ ــان يح ـ ــرص عل ـ ــى حس ـ ــن الس ـ ــمي ‪ ..‬وجم ـ ــال‬

‫ــال أنــس ‪ :‬مــا مسســي حري ـراً وال ديباج ـاً ألــين م ـن كــف‬

‫الشكل ‪ ..‬واللباس ‪ ..‬وهيب الرائحة ‪..‬‬

‫رسول ا ‪.. ‬‬

‫وكـ ــان ‪ ‬أحسـ ــن النـ ــاس وجه ـ ـاً ‪ ..‬كـ ــان وجهـ ــه مسـ ــتنيراً‬ ‫كالشمس ‪..‬‬

‫وكـان يـردد فـي النـاس ـائالً ‪ :‬و إن ا جميـل يحـب‬

‫ال مال‬

‫و‪82‬‬

‫‪..‬‬

‫وكـان إذا ُسـر استنــار وجهـه ‪ ..‬حتـى كـأن وجهـه طعـة مــر‬

‫ت ربة ‪..‬‬

‫ــال جــابر بــن ســمرة رأيــي رســول ا ‪ ‬فــي ليلــة مضــيئة‬

‫من تصور عنع ‪..‬‬

‫ف علي أنظر إلى رسول ا ‪ ‬وإلى القمـر ‪ ..‬وعليـه حلـة‬

‫‪ .68‬الصدع ‪..‬‬

‫وكـ ــان يـ ــأمر المسـ ــلمين بـ ــذلع يـ ــأمر المسـ ــلمين بمراعـ ــاة‬

‫االمتحان ‪ ..‬وكان االمتحـان يـوم خمـيس ‪ ..‬ومـع أن‬

‫‪..‬‬

‫النظرة األولى إليع تطبع في ذهن المقابل ‪%70‬‬

‫مقمرة ‪..‬‬

‫حمرا ‪ ..‬فنذا هو عندي أحسن من القمر ‪..‬‬ ‫المظهر ‪..‬‬

‫أذكـر أنـي كنــي أرا ـب علـى الطــالب يومـاً فـي اعــة‬ ‫يــوم الهمــيس هــو إجــازة أص ـالً إال أننــا اضــطررنا أن‬

‫عــن أبــي األحــوص ع ــن أبيــه ‪ .. ‬ــال ‪ :‬أتيــي النب ــي ‪‬‬

‫ن عل فيه امتحاناً لزحمة المواد ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬ألع مال ؟ لي ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫أحــد الطــالب متــأخراً ‪ ..‬كــان المســكين يبــدو عليــه‬

‫وعلي روب دون و أي ردئ ‪..‬‬

‫بعــد مضــي ربــع ســاعة مــن بدايــة االمتحــان ‪ ..‬أ بــل‬

‫ــال ‪ :‬م ــن أي المــال ؟ ل ــي ‪ :‬مــن اإلب ــل والبق ــر والن ــنم‬

‫) ‪( 82‬‬

‫‪175‬‬

‫رواه مسلم‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫االضطراب الشديد ‪..‬‬

‫ال ‪ : ‬يطبع الملمن على الهالل كلها إال الهيانـة‬ ‫و‪83‬‬

‫لــي لــه ‪ :‬عه ـواً ‪ ..‬أتيــي متــأخراً ولــن أســمح لــع بــدخول‬

‫والكذب‬

‫فبدأ يرجوني أن أسمح له ‪..‬‬

‫الملمن جباناً ؟‬

‫ال ‪ :‬وا يا دكتور ‪ ..‬راحي علي نومة !!‬

‫فقيل ‪ :‬أيكون الملمن بهيالً ؟‬

‫االمتحان ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬ما الذي أخرك ؟!‬

‫وسـ ــئل ‪ .. ‬فقيـ ــل لـ ــه ‪ :‬يـ ــا رسـ ــول ا ‪ ..‬أيكـ ــون‬ ‫فقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫أع بني صد ه ‪ ..‬و لي تهضل ‪ ..‬فدخل وامتحن ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫بعد بد ائق أ بل هالب آخر ‪ ..‬لي ‪ :‬ما أخرك ؟‬

‫فقيل ‪ :‬أيكون الملمن كذاباً ؟‬

‫ــال ‪ :‬يــا دكتــور وا الطريــق زححححمــة ‪ ..‬تعــر النــاس‬

‫ف ــي الص ــباد ه ــالعين ل ــدواماتهم ‪ ..‬ه ــذا راي ــح جامعت ــه ‪..‬‬ ‫وهذا لشركته ‪ ..‬وهذا ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫و‪84‬‬

‫و ال عبد ا بن عامر ‪: ‬‬

‫دعتنـي أمـي يومـاً ‪ ..‬ورسـول ا ‪ ‬اعـد فـي بيتنـا ‪..‬‬

‫علي ليقنعني أن الطريق زحمة ‪..‬‬ ‫وجعل يعدد َّ‬

‫فقالي ‪:‬‬

‫ونســي المســكين أن اليــوم إجــازة للمــو هين ‪ ..‬وربمــا لــيس‬

‫ها ‪ ..‬تعال أعطيع ‪..‬‬

‫في الطرع إال هالبنا !!‬

‫فقال لها رسول ا ‪ : ‬وما أردت أن تعطيه ؟‬

‫لـي لــه ‪ :‬يعنـي الشـوارع زحمـة ‪ ..‬والســيارات تمـ الطــرع‬

‫الي ‪ :‬أعطيه تمراً ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬إي وا يا دكتور كأنع تر ‪..‬‬

‫عليع كذبة و ‪85‬‬

‫؟‬

‫لــي ‪ :‬يــا ــاهر !! إذا أردت أن تكــذب فاضــبط الكذبــة‬

‫‪ ..‬يا أخـي اليـوم خميييـيس ‪ ..‬يعنـي مـا فيـه دوامـات ‪ ..‬مـن‬

‫أين جا ت الزحمة ؟!!‬

‫فقــال لهــا ‪ :‬أمــا إنــع لــو لــم تعطيــه ــيئاً ‪ ..‬كتبــي‬

‫وكان ‪ ‬إذا اهلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة‬ ‫‪ ..‬لم يزل معرضاً عنه ‪..‬‬

‫فـ ــي ك يـ ــر مـ ــن األحيـ ــان ينـ ــدفع بعـ ــط النـ ــاس إلـ ــى‬

‫ــال ‪ :‬آ يــا دكتــور ‪ ..‬نســيي ‪ " ..‬بنشــر علــي الكهــر " ‪..‬‬

‫الكــذب ‪ ..‬ألجــل إ هــار أنهســهم بصــورة أكبــر مــن‬

‫كـ ــان المسـ ــكين مضـ ــطرباً متورهــ ـاً ‪ ..‬فضـ ــحكي ودخـ ــل‬

‫فت ـ ــد يكـ ــذب فـ ــي بطـ ــوالت يللههـ ــا ‪ ..‬وموا ـ ــف‬

‫أي تعطلي إحد إهارات السيارة فو ف إلصالحها ‪!!..‬‬ ‫ليمتحن ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬ما أ بح أن يكتشف الناس أنع تكذب عليهم ‪..‬‬

‫الكذب ينهر الناس عنع ‪ ..‬ويهقدك المصدا ية عندهم ‪..‬‬

‫الحقيقة ‪..‬‬

‫يهترعها ‪..‬‬

‫أو يزيد في القصر ‪ ..‬ليملحها ‪..‬‬

‫أو يدعي أ يا عنـد ‪ ..‬وهـو كـاذب ‪ ..‬فيتشـبع بمـا‬

‫وي علهم ال ي قون فيع ‪..‬‬

‫فلو و عي ألحدهم مشكلة ‪ ..‬فلن يشكوها إليع ‪..‬‬

‫) ‪( 83‬‬

‫ولو تكلمي بشي لن يسمعو بتقبل ‪..‬‬

‫) ‪( 84‬‬ ‫) ‪( 85‬‬

‫‪176‬‬

‫رواه أمحد وأبو يعلى وغريمها‬ ‫مالك يف املؤطأ‬ ‫رواه أبو داود‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الولدين ‪ ..‬وإصالد النهس ‪..‬‬

‫لم يعط ‪..‬‬

‫أو ت د الكذاب يعد ويهلف ‪..‬‬

‫أو يتــورق بــأمور ‪ ..‬فيهتلــق أعــذاراً متنوعــة ‪ ..‬وســرعان مــا‬ ‫يكتشف الناس كذبه فيها ‪..‬‬

‫لي له ‪ :‬ممتااااز ‪ ..‬هل فعلي ؟‬

‫ال ‪ :‬بصراحة ‪ ..‬ال ‪ ..‬خ لي ‪..‬‬ ‫ســكي ‪ ..‬وكظمــي يظــي وأنــا أ ــول فــي نهس ــي ‪:‬‬

‫و ف أحد العلما أمام السلطان ‪ ..‬فشهد على ي ‪..‬‬

‫تباً للـ ُ بن ؟!!‬

‫ٍ‬ ‫مناد من السـما‬ ‫فصاد العالم ‪ :‬أعوذ با ‪ ..‬وا لو ناد‬

‫؟‬

‫أحل الكـذب ‪ ..‬لمـا كـذبي ‪ ..‬فكيـف وهـو حـرام‬ ‫‪ :‬إن ا‬ ‫َّ‬

‫فتقــول ‪ :‬أســتحي !! خهــي يزعــل !! خهــي يه رنــي‬

‫فقال السلطان ‪ :‬كذبي ‪..‬‬

‫!!‬

‫‪ ..‬خهي ‪..‬‬

‫ـاب تســأله ‪ :‬لـ َـم لــم تهبـر أبــاك بالمشـكلة بــل أن‬

‫تتها م ؟!‬

‫حقيقة ‪..‬‬

‫فيقول ‪ :‬أخا ‪ ..‬ما أت رأ ‪..‬‬

‫الكذب لون واحد كله أسود ‪..‬‬

‫أو ربما رفع أحـدهم ضـنطع بقولـه ‪ :‬أسـتحي أبتسـم‬ ‫‪ ..‬أخ ل أرني عليه ‪..‬‬

‫‪ .69‬الش اعة ‪..‬‬

‫أخا يقولون ي امل ‪ ..‬يستهف دمه ‪..‬‬

‫ــال لــي بعــدما خرجنــا مــن الوليمــة ‪ :‬تصــدع كنــي أعــر‬

‫أســمع ه ــذ التصــرفات ك يـ ـراً ‪ ..‬فــأتمنى أن أص ــرخ‬

‫اسم الصحابي الذي تكلمتم عنه ‪..‬‬

‫فيهم ‪ :‬يا جبنااااا ‪ ..‬إلى متى ؟!‬

‫لي ‪ :‬ع باً !! ليش ما ذكرته ‪ ..‬و د رأيتنا متحيرين ؟!‬

‫ال بــان ال يبن ــي م ــداً ‪ ..‬هــو ص ــهر عل ــى الش ــمال‬

‫خهط رأسه و ال ‪ :‬خ لي أتكلم ‪..‬‬

‫دائماً ‪..‬‬

‫لي في نهسي ‪ :‬تباً لل ُ بن ‪..‬‬

‫وآخر كان يدرس في السنة األخيرة من ال انوية ‪..‬‬

‫التقيــي بــه يوم ـاً فقــال لــي ‪ :‬بــل يــومين دخلــي الهصــل ‪..‬‬

‫فرأيــي الطــالب واجمــين ‪ ..‬والمــدرس جــالس علــى كرســيه‬

‫‪ ..‬بدون رد ‪..‬‬

‫إن حضر م لساً تلحف بـ ُ ـبنه ولم يشـارك بـرأي ‪..‬‬

‫أو ينطق بكلمة ‪..‬‬

‫وإن ذكروا نكتـة ضـحكوا وعلقـوا ‪ ..‬ولـم يسـتطع أن‬

‫يزيد على أن خهط رأسه وتبسم ‪..‬‬

‫وإن حضر م لساً ‪ ..‬لم ينتبه أحد لوجود ‪..‬‬

‫جلسي وسألي الذي ب انبي ‪ :‬ما الهبر ؟!‬ ‫ال ‪ :‬زميلنا عسا‬

‫امـرأة تسـألها ‪ :‬لمـاذا لـم تصـارحي زوجـع بالموضـوع‬

‫واألعظ ــم م ــن ذلـــع إن ك ــان أبـ ـاً ‪ ..‬أو زوجـ ـاً ‪ ..‬أو‬

‫مات البارحة ‪..‬‬

‫ك ــان ف ــي الهص ــل ع ــدد م ــن أص ــد ا عس ــا ‪ ..‬ت ــاركون‬

‫للصالة ‪ ..‬والنون في عدد من المحرمات ‪..‬‬

‫كان تأرير الهبر علـيهم واضـحاً ‪ ..‬حـدرتني نهسـي أن ألقـي‬

‫عل ــيهم ك لم ــة وعظيـ ــة أحـ ـ هم فيه ــا علـ ــى الص ــالة ‪ ..‬وبـ ــر‬

‫‪177‬‬

‫مديراً ‪..‬‬

‫أو حتى زوجة أو أماً ‪..‬‬

‫الناس يكرهون ال بان ‪ ..‬وليس له در ‪..‬‬ ‫فعود نهسع على الش اعة في اإللقا ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪..‬‬

‫الش اعة في النصح ‪..‬‬

‫فسألو ‪ :‬عن الربا والزنا والهمر ؟‬

‫الش اعة في تطبيق مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬

‫فحرم عليهم ذلع كله ‪..‬‬

‫وكان لهم صنم ورروا عبادتـه وتعظيمـه عـن آبـائهم ‪..‬‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫اسـ ـ ــمه " الربـ ـ ــة " ‪ ..‬ويصـ ـ ــهونه بـ ـ ـ ـ " الطا يـ ـ ــة " ‪..‬‬

‫عود نهسع ودربها ‪ ..‬وإنما النصر ‪ :‬صبر ساعة ‪..‬‬

‫وينسـ ون حولــه القصــر والحكايــات للداللــة علــى‬ ‫وته ‪..‬‬

‫‪ .70‬ال بات على المبادئ ‪..‬‬

‫كلما كاني هصية الشـهر أ ـو ‪ ..‬ورباتـه علـى مبادئـه‬ ‫أ د ‪ ..‬كان أهم في الحياة ‪..‬‬

‫أحيناً يكـون مـن مبادئـع عـدم أخـذ الر ـوة ‪ ..‬مهمـا ملَّحـوا‬ ‫أسما ها ‪ ..‬بهشيش ‪ ..‬هدية ‪ ..‬عمولة ‪..‬‬

‫زوجــة يكــون مــن مبادئهــا ‪ ..‬عــدم الكــذب علــى زوجهــا ‪..‬‬

‫مهما زينو لها ‪ ..‬تمشية حال ‪ ..‬كذب أبيط ‪..‬‬

‫مــن المبــادئ ‪ ..‬عــدم تك ـوين عال ــات محرمــة مــع ال ــنس‬

‫ا خر ‪ ..‬عدم رب الهمر ‪..‬‬

‫ــهر ال ي ــدخن ‪ ..‬جل ــس م ــع أص ــحابه ‪ ..‬لي ب ــي عل ــى‬

‫مبادئه ‪..‬‬

‫الشــهر ال ابــي علــى مبادئــه وإن انتقدتــه أصــحابه أحيان ـاً‬ ‫‪ ..‬واتهمـ ــو بعـ ــدم المرونـ ــة ‪ ..‬إال أن مشـ ــاعرهم الداخليـ ــة‬ ‫تلمن أنها أمام بطل ‪..‬‬

‫فت د أن أك رهم يل أ إليه ويشعر بأهميته أك ر ن ير ‪..‬‬

‫وليش هذا خاصاً بأحد ال نسين دون ا خر ‪ ..‬بـل الرجـال‬ ‫والنسا في ذلع سوا ‪..‬‬

‫فاربــي علــى مبادئــع وال تقــدم تنــازالت ‪ ..‬عنــدها سيرضــخ‬

‫الناس لها ‪..‬‬

‫لما هر اإلسـالم فـي النـاس جعلـي لقبائـل تهـد إلـى رسـول‬

‫ا ‪.. ‬‬

‫فسألو عن " الربة " ما هو صانع بها ؟‬ ‫ال ‪ :‬اهدموها ‪..‬‬

‫فهزع ـوا ‪ ..‬و ــالوا ‪ :‬هيهــات ‪ ..‬لــو تعلــم الربــة أن ــع‬ ‫تريد أن تهدمها ‪ ..‬تلي أهلها !!‬

‫وكـان عمــر حاضـراً ‪ ..‬فع ــب مـن خــوفهم مــن هــدم‬

‫صنم ‪..‬‬

‫فقــال ‪ :‬ويحكــم يــا معشــر رقيــف !! مــا أجهلكــم !!‬

‫إنما الربة ح ر ‪..‬‬

‫فنضبوا ‪ ..‬و الوا ‪ :‬إنا لم نأتع يا ابن الهطاب ‪..‬‬

‫فسكي عمر ‪..‬‬

‫فقـالوا ‪ :‬نشـترق أن تــدع لنـا الطا يــة رـالث ســنين ‪..‬‬

‫رم تهدمه بعدها إن ئي ‪..‬‬

‫فـرأ النبــي ‪ ‬أنهــم يســاومونه علـى أمــر فــي العقيــدة‬ ‫!! هــو أصــل مــن أصــول اإلســالم ‪ ..‬فمــا دام أنهــم‬ ‫سيسلمون ‪ ..‬فما الداعي للتعلق بالصنم ‪!! ..‬‬

‫فقال ‪ : ‬ال ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬فدعه سنتين ‪ ..‬رم اهدمه ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬فدعه سنة واحدة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬فدعه هراً واحداً !!‬

‫ف ا وفد بيلة رقيف وكانوا بضعة عشر رجالً ‪..‬‬

‫فلمــا ــدموا أنـزلهم رســول ا ‪ ‬المسـ د ليســمعوا القــرآن‬

‫‪178‬‬

‫ال ‪ :‬ال ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فلما رأوا أنه لـم يسـت ب لهـم فـي ذلـع ‪ ..‬فالمسـألة ـرك‬

‫من ا منكم فليقترب ‪..‬‬

‫وإيمان ‪ ..‬ال م ال فيها للمهاوضة !!‬ ‫الوا ‪ :‬يـا رسـول ا ‪ ..‬فت َّ‬ ‫ـول أنـي هـدمها ‪ ..‬أمـا نحـن فننـا‬

‫ويحك ــم ي ــا معش ــر رقي ــف ‪ ..‬إنم ــا ه ــي لك ــاع و أي‬

‫لن نهدمها أبداً ‪..‬‬

‫مزحــة ‪ ..‬وهــذا صــنم ‪ ..‬ح ــارة ومــدر ‪ ..‬فــا بلوا‬

‫فقال ‪ : ‬سأبعث إليكم من يكهيكم هدمها ‪..‬‬

‫فقــالوا ‪ :‬والص ــالة ‪ ..‬ال نري ــد أن نصــلي ‪ ..‬فننن ــا ن ــأنف أن‬

‫تعلو إسي الرجل رأسه !!‬

‫فقال ‪ : ‬أما كسر أصنامكم بأيديكم فسنعهيكم مـن ذلـع‬

‫عندها ام المنيرة ضاحكاً ‪ ..‬و ال ‪:‬‬

‫عافية ا واعبدو ‪..‬‬

‫رــم أ بــل يهــدم الصــنم ‪ ..‬والنــاس معــه ‪ ..‬فمــا زالــوا‬

‫يهدمونها ح راً ح راً ‪ ..‬حتى سووها باالرض ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫وحـي ‪..‬‬

‫وأما الصالة ‪ ..‬فال خير في دين ال صالة فيه ‪!!..‬‬

‫"مـن هلــب رضـا النــاس بسـهط ا ســهط ا عليــه‬

‫فكاتبو على ذلع ‪..‬‬

‫الناس رضي ا عنه وأرضى عنه الناس "‬

‫فقالوا ‪ :‬سنلتيكها ‪ ..‬وإن كاني دنا ة ‪..‬‬

‫وأسـهط عليـه النــاس ‪ ،‬ومـن هلــب رضـا ا بســهط‬

‫وذهب ـوا إلــى ــومهم ‪ ..‬ودعــوهم إلــى اإلســالم ‪ ..‬فأســلموا‬

‫على مضط ‪..‬‬

‫‪ .72‬إ را ات ‪..‬‬

‫ر ــم ــدم عل ــيهم رج ــال م ــن أص ــحاب رس ــول ا ‪ ‬له ــدم‬

‫رأت أن اباً مسلماً فـي بريطانيـا ‪ ..‬اهلـع علـى ـرأ‬

‫فيهم خالد بن الوليد ‪ ..‬والمنيرة بن عبة ال قهي ‪..‬‬

‫يعملون في الحراسات ‪..‬‬

‫فهزعي رقيف ‪ ..‬وخر الرجال والنسا والصبيان ‪..‬‬

‫فــنذا جمــع كبيــر م ــن الشــباب ‪ ..‬مــا بــين مس ــلمين‬

‫الصنم ‪..‬‬

‫إعالن إلحد الشركات حـول حاجتهـا إلـى مـو هين‬

‫فتوجه الصحابة إلى الصنم ‪..‬‬

‫أ ب ــل إل ــى الل ن ــة المهتص ــة بمقابل ــة المتق ــدمين ‪..‬‬

‫وجعلوا ير بون الصنم ‪ ..‬و د و ع في لوبهم أنه لن ينهـدم‬

‫و ير مسلمين ‪..‬‬

‫فق ــام المني ــرة ب ــن ــعبة ‪ ..‬فأخ ــذ اله ــأس ‪ ..‬والته ــي إل ــى‬

‫عن ماذا سألوك ؟ وبماذا أجبي ؟‬

‫وا ألضحكنكم من رقيف !!‬

‫يومياً ؟!‬

‫‪ ..‬وأن الصنم سيمنع نهسه ‪..‬‬ ‫الصحابة الذين معه و ال ‪:‬‬

‫كلمــا خــر‬

‫ــهر مــن المقابلــة ســأله الوا هــون ‪..‬‬

‫كان من أهم أسئلتهم ‪ :‬كم كأساً تشـرب مـن الهمـر‬

‫رم ا بل إلـى الصـنم ‪ ..‬فضـرب الصـنم بالهـأس ‪ ..‬رـم سـقط‬

‫ج ـ ــا دور صـ ـ ــاحبنا ‪ ..‬ف ـ ــدخل ‪ ..‬وتتابعـ ـ ــي عليـ ـ ــه‬

‫فصاحي رقيف ‪ ..‬وارت ـوا ‪ ..‬وفرحـوا ‪ ..‬و ـالوا ‪ :‬أبعـد ا‬

‫فقال ‪ :‬أنا ال أ رب الهمر ‪..‬‬

‫رم التهتوا إلى بقية الصحابة و الوا ‪:‬‬

‫ال ‪ :‬ال ‪ ..‬لكني مسلم ‪ ..‬والهمر حرام ‪..‬‬

‫وجعل يرفس برجله ‪..‬‬

‫األسئلة ‪ ..‬حتى سألو ‪ :‬كم تشرب من الهمر ؟‬

‫المنيرة ‪ ..‬تلته الربة ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬لماذا !! هل أني مريط ؟!‬

‫‪179‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الوا ‪ :‬يعني ال تشربها حتى في عطلة آخر األسبوع ؟!!‬

‫فكــان األص ــل أن يمس ــح العالمــة وينته ــي األم ــر ‪..‬‬

‫فنظر بعضهم إلى بعط متع بين ‪..‬‬

‫وإنمـا أخـذ كسـرة الهحـم وأ بـل إلـى بيـوت جيرانـه ‪..‬‬

‫فلما هرت النتائج ‪ ..‬فنذا اسمه في أوائل المقبولين ‪..‬‬

‫وجعل يرسم على أبوابها عالمات !!‬

‫وفــي يــوم لقــي أحــد المســئولين فــي تلــع المقابلــة وســأله ‪:‬‬

‫م له ‪ ..‬وال يريد أن يرتهع إلى مستواهم ‪!!..‬‬

‫فقال ‪ :‬ألن الو يهة المطلوبة هـي فـي الحراسـات ‪ ..‬وكلمـا‬

‫‪..‬‬

‫فيضيع مكانـه ‪ ..‬ويه ـم علـى الشـركة مـن يسـر ها ‪ ..‬فلمـا‬

‫الكذب على زوجها ‪ ..‬تربي على ذلع ‪ ..‬وتعـودت‬

‫لكنن الرجل لم يهعل ذلع ‪!!..‬‬

‫ال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫بدأ عمله معهم ‪ ..‬ومضى عليه أ هر ‪..‬‬

‫لماذا كنتم تكررون سلالي عن الهمر ؟!‬

‫تو ـف فيهــا ــاب ‪ ..‬فوجئنــا بـه يشــرب الهمــر ويســكر ‪..‬‬

‫وكأنــه يريــد أن ينــزل النــاس إلــى مســتوا ‪ ..‬ويكونــون‬ ‫وفـي الم ـل ‪ :‬ودت الزانيـة لــو أن النسـا كلهـن زنــين‬ ‫م ــن الت ــارب ف ــي حياتن ــا ‪ ..‬أن ت ــد زوج ــة ك يـ ــرة‬

‫وجــدناك ال تشــرب الهمــر عرفنــا أننــا و عنــا علــى مبتنانــا ‪..‬‬

‫علي ــه ‪ ..‬ف ــنذا رأت مـ ــن تنكـ ــر عليه ــا ‪ ..‬وتنصـ ــحها‬

‫ما أجمل ال بات على المبادئ وإن ك رت اإل را ات ‪..‬‬

‫فكـررت عليهـا ‪ :‬الرجـال مـا يصـلح معهـم إال كـذا ‪..‬‬

‫المشــكلة أننــا نعــيش فــي م تمعــات ــلَّ أن ت ــد فيهــا مــن‬

‫ما تمشي أمورك معه إال بالكذب ‪..‬‬

‫فو هناك هنا !!‬

‫بالصـ ــدع ‪ ..‬حاولـ ــي أن ت رهـ ــا إلـ ــى مسـ ــتنقعها ‪..‬‬

‫يتمسـع مبادئــه ‪ ..‬يعــيش مــن أجلهـا ويمــوت مــن أجلهــا ‪..‬‬

‫فــال ت ـزال بهــا حتــى تتنــازل عــن مبادئــه وتتنيــر ‪ ..‬أو‬

‫إذا مشــيي علــى الصــحيح ‪ ..‬والتزمــي بالصـراق المســتقيم‬

‫و ل م ل ذلع في مسئول حسن الهلق مع مو هيـه‬

‫فعدم بولع للر وة ينضب زمال ك المرتشين ‪..‬‬

‫في لوبهم ‪ ..‬ويزيد اإلنتا ‪..‬‬

‫وي بي على االلتزام بها ‪ ..‬وإن ك رت اإل را ات ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فأصحاب المبادئ األخر لن يتركوك ‪..‬‬

‫ربما ت بي ‪ ..‬ولعلها ‪..‬‬

‫‪ ..‬ويــر أن هــذا ممــا يهيــد العمــل ‪ ..‬ويــزرث الراحــة‬

‫فيلق ــا مس ــئول س ــي الهل ــق ‪ ..‬مبن ــوض م ــن ِبَ ــل‬

‫وامتنعاك عن الزنا ‪ ..‬ينضب الهاعلين !!‬ ‫ذُكر أن عمر بن الهطاب ‪ ‬كان يعِس ليلة من الليالي ‪..‬‬

‫مو هي ــه ‪ ..‬فيحسـ ــد – ربم ــا – أو يريـ ــد أن يقنعـ ــه‬

‫فمــر بأحــد البيــوت فــي لمــة الليــل ‪ ..‬فســمع فيــه رجــال‬

‫كذا ‪ ..‬وافعل كذا ‪ ..‬وال تبتسم ‪ ..‬وال ‪..‬‬

‫سكار ‪ ..‬فكر أن يطرع عليهم الباب لـيالً ‪ ..‬وخشـي أن‬

‫أو ص ــاحب بقالـ ــة ال يبي ــع الس ـ ـ ائر ‪ ..‬فيحـ ــول أن‬

‫فتنــاول كســرة فحــم مــن علــى األرض ‪ ..‬ووضــع بهــا عالمــة‬

‫فك ــن بطـ ـالً وارب ــي علـ ــى مبادئـــع ‪ ..‬و ــل بـ ــأعلى‬

‫ســمع صــاحب الــدار ص ـوتاً عــن البــاب ‪ ..‬فهــر ‪ ..‬ف ـرأ‬

‫و ديماً حاول الكهار مع رسول ا ‪ ‬أن يتنـازل عـن‬

‫يرا ب وينظر ‪..‬‬

‫يكون نه خاهئاً ‪ ..‬وأراد أن يت بي من األمر ‪..‬‬ ‫على الباب ‪ ..‬ومضى ‪..‬‬ ‫العالمة ‪ ..‬ورأ‬

‫بأســلوب آخــر فــي التعامــل ‪ ..‬فيقــول لــه ‪ :‬ال تهعــل‬

‫يقنعه ‪..‬‬

‫صوتع ‪ :‬الااااا ‪ ..‬مهما أ روك ‪..‬‬

‫مبادئه ‪ ..‬فقال ا له ‪ :‬و ودوا لو تُـدهن فيـدهنون‬

‫هر عمر مولياً ‪ ..‬فههم القصة ‪..‬‬

‫‪181‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪..‬‬

‫يعن ــي أنهـــم ال مب ــادئ عن ــدهم أصـ ـالً ليحـــافظوا عليهـــا ‪..‬‬

‫ورأ إبــراهيم عليــه الســالم مصــوراً فــي ي ــد األزالم‬

‫يستقسم بها ‪..‬‬

‫وبالتـالي ال مــانع عنــدهم مــن التنـازل عــن مبــادئهم ‪ ..‬فانتبــه‬

‫فقـ ــال ‪ : ‬ـ ــاتلهم ا ‪ ..‬جعل ـ ـوا ـ ــيهنا يستقسـ ــم‬

‫أن ينروك بترك مبادئع ‪..‬‬

‫باألزالم !! ما أن ابراهيم واألزالم ؟!‬

‫ما كـان إبـراهيم يهوديـاً وال نصـرانياً ولكـن كـان حنيهـاً‬ ‫مسلماً وما كان من المشركين ‪..‬‬

‫ال تعالى ‪:‬‬

‫رم أمر ‪ ‬بتلع الصور كلها فطمسي ‪..‬‬

‫" فال تطع المكذبين * ودوا لو تدهن فيدهنون "‬

‫رم وجد فيها حمامة من عيدان فكسـرها بيـد ‪ ..‬رـم‬

‫هرحها ‪..‬‬

‫‪ .72‬العهو عن ا خرين ‪..‬‬

‫رم و ف على باب الكعبة ‪..‬‬

‫ال تهلو الحياة من ع رات تصيبنا من الناس ‪..‬‬

‫فهـ ــذ مزحـ ــة رقيلـ ــة ‪ ..‬وتلـ ــع كلمـ ــة نابيـ ــة ‪ ..‬وتعـ ــد علـ ــى‬ ‫حاجات هصية ‪..‬‬

‫خصومة بين ارنـين فـي م لـس ‪ ..‬أو اخـتال فـي وجهـات‬

‫نظر ‪ ..‬أو آرا ‪..‬‬

‫وبعضـنا يكبـر الموضـوع فــي نهسـه ‪ ..‬ولـيس عنـد اســتعداد‬

‫للعهو أو النسيان ‪..‬‬

‫أو ربمــا لــم يملــع اســتعداداً لقبــول أعــذار ا خ ـرين والعهــو‬

‫عنهم ‪..‬‬

‫بعط الناس يعذب نهسه بعدم عهو ‪ ..‬يم صـدر بأحقـاد‬

‫تشنله تعذبه ‪..‬‬

‫و د اجتمع له الناس في المسـ د مسـلمين والكهـار‬

‫ينظرون إليه ‪..‬‬

‫رم صلى ركعتين رم انصر إلى زمزم ‪ ..‬فاهلع فيهـا‬

‫‪ ..‬ودعا بما فشرب منها وتوضأ ‪..‬‬

‫والناس يبتدرون وضو ‪..‬‬

‫والمشركون يتع بون من ذلع ‪ ..‬ويقولـون ‪ :‬مـا رأينـا‬

‫ملكاً ط وال سمعنا به م ل هذا ‪..‬‬ ‫رم أ بل إلى مقام إبراهيم فأخر عن الكعبـة ‪ ..‬وكـان‬ ‫ملصقا بها ‪..‬‬

‫رم ام ‪ ‬على باب الكعبة فقال ‪:‬‬ ‫ال إله إال ا ‪ ..‬وحد ال ـريع لـه ‪ ..‬صـدع وعـد‬

‫و در الحسد ما أعدله ‪ ..‬بدأ بصاحبه فقتله ‪..‬‬

‫فـ ـ ال تع ــذب نهس ــع ‪ ..‬هن ــاك أ ــيا ال يمك ــن أن تعا ــب‬

‫عليها ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫نس الماضي ‪ ..‬وعش حياتع ‪..‬‬ ‫ا َ‬ ‫لما دخل رسول ا ‪ ‬مكة فاتحاً ‪ ..‬واهمأن الناس ‪..‬‬

‫‪ ..‬ونصر عبد ‪ ..‬وهزم االحزاب وحد ‪..‬‬ ‫أال كـ ــل مـ ــأررة ‪ ..‬أو دم ‪ ..‬أو مـ ــال يُـ ـ َّـدعى ‪ ..‬فهـ ــو‬

‫موضــوع تحــي ــدمي هــاتين ‪ ..‬إال ســدانة البيــي ‪..‬‬ ‫وس ــقاية الح ــا ‪ ..‬ر ــم جع ــل يقـــرر بع ــط األحك ــام‬

‫الشرعية فقال ‪:‬‬

‫خر حتى جا الكعبة فطا بها سبعاً على راحلته ‪..‬‬

‫فلما ضى هوافه ‪ ..‬دعا ع مان بن هلحة فأخذ منه مهتاد‬

‫الكعبة ‪ ..‬فهتحي له فدخلها ‪..‬‬

‫أَ​َال و تيل الهطأ به العمد بالسوق والعصـا ‪ ..‬فهيـه‬

‫الدي ــة منلظ ــة مائ ــة م ــن االب ــل ‪ ..‬أربع ــون منه ــا ف ــي‬

‫بطونها أوالدها ‪..‬‬

‫فرأ فيه صور المالئكة و يرهم ‪..‬‬

‫‪181‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫رم نظر إلى رؤوس ريش وساداتها ‪ ..‬فصاد بهم ‪:‬‬ ‫يا معشر ريش ‪ ..‬إن ا‬

‫‪ ..‬وتعظمها با با ‪..‬‬

‫د أذهـب عـنكم نهـوة ال اهليـة‬

‫الناس من آدم ‪ ..‬وآدم من تراب ‪..‬‬ ‫َّاس إِنَّا َخلَقنَا ُكم ِّمن ذَ َك ٍر‬ ‫رم تال " يَا أَيـ َها الن ُ‬ ‫وجعلنَا ُكم ُ عوبا و َـبائِ ِ‬ ‫ـارفُوا إِ َّن أَك َـرَم ُكم‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ـل لتَـ َع َ‬ ‫ًُ َ َ َ‬ ‫اللَّهِ أَتـ َقا ُكم إِ َّن اللَّهَ َعلِيم َخبِير "‬

‫َوأُن َى‬ ‫ِعنـ َد‬

‫رم جعل يتأمل في وجو الكهار ‪..‬‬

‫أين منعكم له من دخول مكـة معتمـراً ‪ ..‬لمـا جـا كم‬ ‫ب ــل س ــنين ‪ ..‬وتركتم ــو محبوسـ ـاً ف ــي الحديبي ــة ‪..‬‬

‫ممنوعاًمن دخول مكة ؟‬

‫أين صدكم لعمـه أبـي هالـب عـن اإلسـالم وهـو علـى‬

‫فرا‪ .‬الموت ؟‬

‫أي ــن ‪..‬؟ أيـ ــن ‪..‬؟ ـ ـريط هويييييـ ــل مـ ــن الـ ــذكريات‬

‫المللمة يمر أمام نا ريه ‪.. ‬‬

‫ليس هو فقط ‪ ..‬بل أمـام نـا ري أبـي بكـر وعمـر ‪..‬‬

‫وهـ ــو فـ ــي عـ ــز وملكـ ــه عنـ ــد الكعبـ ــة ‪ ..‬وهـ ــم فـ ــي ذلهـ ــم‬

‫وع مــان وعلــي ‪ ..‬وبــالل وعمــر ‪ ..‬فكــل واحــد مــن‬

‫فــي مكــان هالمــا كــذبو فيــه ‪ ..‬وأهــانو ‪ ..‬وألقـوا األوســاخ‬

‫كــان يســتطيع أن ينــزل بهــم أ ســى أن ـواع العقوبــة ‪..‬‬

‫وكهار ريش بين يديه ‪ ..‬مهزومين ‪ ..‬أذال ‪ ..‬صا رين ‪..‬‬

‫نعم خونة ‪ ..‬خانوا صلح الحديبية ‪ ..‬واعتدوا ‪..‬‬

‫رم ال ‪ :‬يا معشر ريش ‪ ..‬ما ترون أني فاعل فيكم ؟‬

‫فانتنهض ـوا ‪ ..‬و ــالوا ‪ :‬تهعــل بنــا خي ـراً ‪ ..‬أنــي أخ ك ـريم ‪..‬‬

‫كانوا م رمين ‪ ..‬متحيرين ‪ ..‬ال يدرون مـاذا سـيُهعل‬ ‫بهم ‪..‬‬

‫ع ب ـاً !! هــل نس ـوا مــا كــانوا يهعلونــه بهــذا األخ الك ـريم ‪..‬‬

‫عاااالياً ‪..‬‬

‫ما دام أخاً كريماً ‪ ..‬وأبو أخ كريم !! فلماذا حاربتمو ؟!‬

‫الطلقا ‪..‬‬

‫هذا بالل وا ف ‪ ..‬وآرار التعذيب ال تزال في هر ‪..‬‬

‫الهرد ‪..‬‬

‫وضعههم ‪..‬‬

‫على رأسه وهو ساجد ‪..‬‬

‫وابن أخ كريم ‪..‬‬

‫أين سبكم ‪ :‬م نون ‪ ..‬ساحر ‪ ..‬كاهن ؟!‬ ‫أين تعذيبكم للمسلمين الضعها ‪..‬‬

‫هلال ‪ ..‬له مع ريش صة حزينة ‪..‬‬

‫فهم أعدا محاربون ‪ ..‬معتدون ‪ ..‬خونة ‪..‬‬

‫فــنذا ب ــه ‪ ‬ي ــدوس علــى األحق ــاد ‪ ..‬ويحل ــق بهمت ــه‬ ‫ويقــول كلمــة يهت ــف بهــا الت ــاريخ ‪ :‬اذهب ـوا ‪ ..‬ف ــأنتم‬ ‫فينطلقــون ‪ ..‬مستبشـرين ‪ ..‬تكــاد أرجلهــم تطيــر مــن‬

‫وتلــع نهلــة ريبــة تلــي عنــدها أميــة ‪ ..‬وزوجهــا ياســر ‪..‬‬

‫أحقاً عها عنا ؟!!‬

‫أين حبسكم له مع المسلمين الضعها ‪ ..‬رـالث سـنين فـي‬

‫وس ــتون صـ ــنماً ‪ ..‬تعبـ ــد م ــن دون ا ‪ ..‬عنـ ــد بيتـ ــه‬

‫ال ــوع ‪..‬؟!! مــا رحمــتم بكــا الصــنير ‪ ..‬وال أنــين الشــيخ‬

‫ف عــل ‪ ‬يض ـربها بيــد الكريمــة ‪ ..‬فتهــوي ‪ ..‬وهــو‬

‫وهذا ابنهما عمار مع المسلمين يشهد ‪..‬‬

‫ــعب بن ــي ع ــامر ‪ ..‬حت ــى أكلـ ـوا ورع الشـ ـ ر م ــن ــدة‬

‫الكبير ‪ ..‬وال حامالً وال مرضعاً !!‬

‫أيــن ح ـربكم لــه فــي بــدر ‪ ..‬وأحــد ‪ ..‬وتح ـزبكم عليــه فــي‬

‫الهندع ؟‬

‫‪182‬‬

‫ر ــم تلهـ ــي ‪ ‬ينظـ ــر حـ ــول الكعب ــة ‪ ..‬فـ ــنذا رل مائـ ــة‬

‫المعظم ‪!!..‬‬ ‫يقول ‪:‬‬

‫جــا الحــق ‪ ..‬وزهــق الباهــل ‪ ..‬جــا الحــق ‪ ..‬ومــا‬

‫يبدئ الباهل وما يعيد ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫عدد من كهار ريش العتاة البناة ‪ ..‬الذين لهـم تـاريخ أسـود‬

‫ال ‪ :‬هو أحلم من ذاك وأكرم ‪..‬‬

‫وأصحابه إليها ‪..‬‬

‫حتى وصال إلى مكة ‪ ..‬فمضى بـه عميـر حتـى و ـف‬

‫م ــع المسـ ــلمين ‪ ..‬فـ ــروا مـ ــن مكـ ــة بـ ــل دخـ ــول النبـ ــي ‪‬‬

‫منهم صهوان بن أمية ‪..‬‬

‫فرجع صهوان معه ‪..‬‬

‫به على رسول ا ‪.. ‬‬

‫فننه فر منها هارباً ‪ ..‬و د تحير أين يذهب ‪..‬‬

‫فقال صهوان ‪ :‬إن هذا يزعم أنع د أمنتني ‪..‬‬

‫فلم ــا رأ الن ــاس عه ــو رس ــول ا ‪ .. ‬ونس ــيانه للماض ــي‬

‫ـال صــهوان ‪ :‬أمــا دخـولي فــي اإلســالم ‪ ..‬فــاجعلني‬

‫فمضى إلى جدة ليركب منها إلى اليمن ‪..‬‬

‫األليم ‪..‬‬

‫ال ‪ : ‬صدع ‪..‬‬

‫بالهيار فيه هرين ‪..‬‬

‫جا عمير بن وهب إلى رسول ا ‪ ‬فقال ‪:‬‬

‫فقال ‪ : ‬أني بالهيار فيه أربعة أ هر ‪..‬‬

‫يــا نبــي ا إن صــهوان بــن أميــة ســيد ومــه ‪ ..‬و ــد خ ــر‬

‫رم أسلم صهوان بعد ذلع ‪..‬‬

‫هاربـاً منــع ‪ ..‬ليقــذ نهســه فــي البحــر ‪ ..‬فأ ِّمنــه ‪ ..‬صــلى‬

‫م ــا أجم ــل العه ـ ـو ع ــن النـ ــاس ‪ ..‬ونس ــيان الماضـ ــي‬

‫ال ‪ ‬بكل بساهة ‪ :‬هو آمن ‪..‬‬

‫العظم ــا ‪ ..‬ال ــذين يترفع ــون ب ــأخال هم ع ــن س ــهالة‬

‫ال عمير ‪ :‬يا رسـول ا ‪ ..‬فـأعطني آيـة يعـر بهـا أمانـع‬

‫االنتقـ ــام ‪ ..‬والحقـ ــد ‪ ..‬و ـ ــها النـ ــيص ‪ ..‬فالحيـ ــاة‬

‫حتى إذا رآها صهوان ‪ ..‬عرفها فورق في صدع عمير ‪..‬‬

‫ندنسها بحقد وضنينة ‪..‬‬

‫ا عليع ‪..‬‬

‫‪ ..‬فأعطــا رســول ا ‪ ‬عمامتــه التــي دخــل فيهــا مكــة ‪..‬‬

‫األل ـ ــيم ‪ ..‬ه ـ ــذا خل ـ ــق ب ـ ــال ـ ــع ال يس ـ ــتطيعه إال‬

‫صيرة ‪ -‬على كل حال ‪ .. -‬نعم هي أ صر من أن‬

‫خ ــر بهــا عمي ــر حتــى أدركــه ‪ ..‬وهــو يريــد أن يركــب فــي‬

‫حتى في الحاجات الهاصة ‪ ..‬كان ‪ ‬هيناً ليناً ‪..‬‬

‫فقــال ‪ :‬ي ــا صــهوان ‪ ..‬ف ــداك أبــي وأم ــي ‪ ..‬ا ‪ ..‬ا ف ــي‬

‫وصاحبان لي ‪..‬‬

‫جئتع به ‪..‬‬

‫فأتينا إلى النبي ‪ .. ‬فذكرنا له ‪ ..‬فأضافنا في منـزل‬

‫البحر ‪..‬‬

‫نهس ــع أن تهلكه ــا ‪ ..‬فه ــذا أم ــان م ــن رس ــول ا ‪ ‬ــد‬

‫ــال المق ــداد ب ــن األس ــود ‪ : ‬ــدمي المدين ــة أن ــا‬

‫فتعرضنا للناس فلم يضهنا أحد ‪..‬‬

‫فق ــال ص ــهوان ‪ :‬ويح ــع ‪ ..‬أ ـ ــرب عن ــي ف ــال تكلمن ــي ‪..‬‬

‫وعند أربع أعنز ‪..‬‬

‫بالمسلمين ‪..‬‬

‫وأعط كل إنسان جز اً فكني أفعل ذلع ‪..‬‬

‫فننـ ــع كـ ــذاب ‪ ..‬وكـ ــان خائه ـ ـاً مـ ــن منبـ ــة مـ ــا كـ ــان فعلـ ــه‬

‫فقال ‪ :‬احلبهن يا مقـداد ‪ ..‬وجـزئهن أربعـة أجـزا ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬أي ص ــهوان ‪ ..‬ف ــداك أب ــي وأم ــي ‪ ..‬رسـ ــول ا ‪..‬‬

‫فكـ ـان المق ــداد ك ــل مس ــا ‪ ..‬يحل ــب فيش ــرب ه ــو‬

‫‪ ..‬وهو ابن عمع ‪ ..‬عز عزك ‪ ..‬و رفُه رفع ‪ ..‬ومل ُكـه‬ ‫ملكع ‪..‬‬

‫‪ ..‬فنن كان موجـوداً ـربه ‪ ..‬وإن كـان ائبـاً حهظـو‬ ‫له حتى يرجع ‪..‬‬

‫أفضل الناس ‪ ..‬وأبر الناس ‪ ..‬وأحلـم النـاس ‪..‬وخيـر النـاس‬

‫ال ‪ :‬إني أخافه على نهسي ‪..‬‬

‫‪183‬‬

‫وصاحبا ‪ ..‬ويبقى جز النبـي عليـه الصـالة والسـالم‬

‫وفـي ليلـة مـن الليـالي ‪ ..‬تـأخر النبـي ‪ ‬فـي الم ــي‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فم‬

‫إليهم ‪..‬‬

‫واضط ع المقداد على فرا ه ‪ ..‬فقال في نهسه ‪:‬‬

‫حتى علي ر وته ‪..‬‬

‫رم أتى به النبي ‪ .. ‬فقال ‪ :‬ا رب ‪..‬‬

‫إن النبي ‪ .. ‬ـد أتـى أهـل بيـي مـن األنصـار ‪ ..‬فـأهعمو‬

‫فلما رأ رسول ا ‪ ‬ك رة اللبن ‪ ..‬ال ‪:‬‬

‫‪..‬‬

‫أما ربتم رابكم الليلة يا مقداد ؟‬

‫فلو مي فشربي هذ الشربة ‪..‬‬

‫فقـال ‪ :‬ا ــرب يــا رســول ا ‪ ..‬فقـال ‪ :‬مــا الهبــر يــا‬

‫فلــم تــزل بــه نهســه حتــى ــام فشـربها ‪ ..‬ولــم يبــق للنبــي ‪‬‬

‫مقداد ؟‬

‫ــال المقــداد ‪ :‬فلمــا دخــل فــي بطنــي وتقــار ‪ ..‬أخــذني مــا‬

‫القـدد للمقـداد ‪ ..‬فقـال المقــداد ‪ :‬ا ـرب يـا رســول‬

‫يئاً ‪..‬‬

‫دم وما حدث ‪..‬‬

‫فقلــي ‪ :‬ي ــي ا ن النبــي ‪ ‬جائع ـاً ‪ ..‬م ن ـاً ‪ ..‬فــال يــر‬ ‫في القدد يئاً ‪ ..‬فيدعو علي ‪..‬‬ ‫فس يي روباً على وجهي ‪ ..‬يعني من الهم ‪..‬‬ ‫فلما مضى بعط الليل ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ا رب رـم الهبـر ‪ ..‬فشـرب النبـي ‪ ‬رـم نـاول‬

‫ا ‪..‬فشــرب رــم ناولــه الق ــدد ‪ ..‬ــال ‪ :‬ا ــرب ي ــا‬

‫رسول ا ‪..‬‬

‫ــال المقــداد ‪ ..‬فلم ــا عرفــي أن رســول ا ‪ ‬ــد‬

‫روي ‪ ..‬وأصابتني دعوته ‪..‬‬

‫ضحكي حتى ألقيي إلى األرض ‪..‬‬

‫وج ــا النب ــي ‪ .. ‬فس ــلم تس ــليمة تس ــمع اليقظ ــان ‪ ..‬وال‬

‫فقال رسول ا ‪ :‬إحد سوآتع يا مقداد ! ‪.‬‬

‫والمقداد على فرا ه ‪ ..‬ينظر إليه ‪ ..‬فأ بل ‪ ‬إلى إنائه ‪..‬‬

‫‪ ..‬وكني جائعاً فقلـي فـي نهسـي لعـل رسـول ا ‪‬‬

‫علي ‪..‬‬ ‫فهزع المقداد ‪ ..‬و ال ‪ :‬ا ن يدعو َّ‬

‫كلهــا ‪ ..‬وكيــف أن األعنــز حلبــي فــي ليلــة واحــدة‬

‫تو ص النائم ‪..‬‬

‫فقلي ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬إنع د أبطأت علينا الليلـة‬

‫فكشف عنه فلم ير يئاً ‪ ..‬فرفع بصر إلى السما ‪..‬‬

‫د تعشى عنـد بعـط األنصـار ‪ ..‬و ـر عليـه القصـة‬

‫فتسمع ماذا يقول ‪ ..‬فنذا به ‪ .. ‬يقول ‪:‬‬

‫مرتين ‪ ..‬على ير العادة ‪..‬‬

‫اللهم اسق من سقاني ‪ ..‬وأهعم من أهعمني ‪..‬‬

‫كان من أمري كذا ‪ ..‬فصنعي كذا وكذا ‪..‬‬

‫فلما سمع المقداد ذلع ‪ ..‬أَ تنم دعوة النبي عليـه الصـالة‬

‫فق ــال ‪ :‬م ــا كان ــي ه ــذ إال رحم ــة ا ‪ ..‬أال كن ــي‬

‫ــام فأخــذ الشــهرة الســكين ‪ ..‬فــدنا إلــى األعنــز ‪ ..‬ليــذبح‬

‫فقلي ‪ :‬والذي بع ع بالحق مـا أبـالي إذا أصـبتَها ‪..‬‬

‫والسالم ‪..‬‬

‫إحداها ‪ ..‬ليطعم النبي ‪.. ‬‬

‫آذنتي تو ص صاحبيع هذين فيصيبان منها ‪..‬‬ ‫وأصبتُها معع من أصابها من الناس ‪..‬‬

‫ف عل ي سهن ينظر أيتهن أسمن ليذبحها ‪..‬‬

‫فو عـي يــد علـى ضــرع إحـداهن فــنذا هـي حافــل ‪ ..‬مليئــة‬

‫باللبن ‪..‬‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫الحياة أخذ وعطا ‪ ..‬فاجعل عطا ك أك ر‬ ‫من أخذك ‪..‬‬

‫ونظر إلى األخر فنذا هي حافل ‪..‬‬

‫فنظــرت فــنذا هــي كلهــن حهــل ‪ ..‬فحلــب فــي إنــا كبيــر ‪..‬‬

‫‪184‬‬

‫‪ .73‬الكرم ‪..‬‬

‫ال لهم ‪ :‬من سيدكم ؟‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الوا ‪ :‬سيدنا فالن ‪ ..‬على أننا نبهِّله ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬أبو هريرة ‪..‬‬

‫فقــال ‪ :‬وأي دا أدوأُ مــن البهــل ؟!! بــل ســيدكم األبــيط‬

‫فــدنوت منــه حتــى عــدت بــين يديــه ‪ ..‬وهــو يحــدث‬

‫هكـذا جـر النقــا‪ .‬بـين إحـد القبائــل وبـين رســول ا ‪‬‬

‫فلمــا ســكي وخــال ‪ ..‬لــي ‪ :‬أنشــدك ا ‪ ..‬بحــق‬

‫ال عد فالن ‪..‬‬

‫الناس ‪..‬‬

‫لما أسلموا فسألهم عن سيدهم ليقـر علـيهم بعـد إسـالمهم‬

‫وحق ‪ ..‬لما حدرتني حدي ا سمعته من رسـول ا‬

‫نعم وأي دا أدوأ من البهل ‪..‬‬

‫فقـال أبــو هريـرة ‪ :‬أفعــل ‪ ..‬ألحـدرنع حــدي اً حدرنيــه‬

‫أو ينير ‪..‬‬

‫مـا أ ـبح البهـل ومـا أعـرض النـاس عنـه ‪ ..‬ومـا أرقلـه علــيهم‬

‫‪..‬‬

‫ال يكاد يقيم فـي بيتـه وليمـة يتحبـب بهـا إلـيهم ‪ ..‬وال يكـاد‬

‫‪‬‬

‫‪ ..‬وعلمته ‪..‬‬

‫رسول ا ‪ .. ‬عقلته وعلمته ‪..‬‬

‫رم نشً أبـو هريـرة نشـنة و ـهق ‪ ..‬فمكـث لـيالً‬ ‫‪ ..‬رم أفاع ‪..‬‬

‫يهدي هديـة ‪ ..‬وال يكـاد يعتنـي ب مـال مظهـر ‪ ..‬وال يهـتم‬

‫فق ــال ‪ :‬ألح ــدرنع حـــدي اً حدرنيـــه رس ــول ا ‪.. ‬‬

‫أما الكريم فهـو مهضـال علـى أصـحابه ‪ ..‬ريـب مـن أحبابـه‬

‫و ير ‪..‬‬

‫‪ ..‬إن ا ــتا وا لالجتم ــاع واألن ــس فه ــي بيت ــه ‪ ..‬وإن نق ــر‬

‫رم نشً أبو هريرة نشـنة أخـر ‪ ..‬فمكـث بـذلع ‪..‬‬

‫‪ ..‬ويستعبد لوبهم بنحسانه ‪..‬‬

‫أفعـل ‪ ..‬ألحـدرنع بحــديث حدرنيـه رســول ا ‪.. ‬‬

‫بزكا برائحته ‪ ..‬توفيراً للمال ‪ ..‬ورضاً بالدون ‪..‬‬

‫على أحدهم ي تهضل عليه به ‪ ..‬فيأسر نهوسـهم بكرمـه‬

‫أحسن إلى الناس تستعبد لوبهم‬

‫وأنــا وهــو فــي هــذا البيــي ‪ ..‬لــيس فيــه أحــد يــري‬

‫رم أفاع ‪ ..‬ومسح وجهه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫وأنــا وهــو فــي هــذا البيــي ‪ ..‬لــيس فيــه أحــد يــري‬

‫فطالما استعبد اإلنسان إحسان‬

‫و ير ‪..‬‬

‫وينبنـي عنـد إكـرام يـرك أن تكـون نيتـع حسـنة ‪ ..‬للتـ لف‬

‫رم نشً أبو هريرة نشنة أخر ‪ ..‬رم مـال خـاراً علـى‬

‫ا باإلحسـان إلـيهم ‪ ..‬ال ألجـل ـهرة أو رئاسـة أو كسـب‬

‫حدرني رسول ا ‪: ‬‬

‫ـال ‪ : ‬أول م ــن تســعر به ــم الن ــار رالرــة ‪ ..‬وذك ــر م ــنهم‬

‫العباد ليقضي بينهم ‪ ..‬وكل أمة جارية ‪..‬‬

‫رجـالً كــان ينهــق ليقــال جـواد أي كـريم ‪ ..‬فلــم يعمــل ابتنــا‬

‫فــأول مــن يــدعو بــه ‪ :‬رجــل جمــع القــرآن ‪ ..‬ورجــل‬

‫مع إخوانع المسلمين ‪ ..‬وكسـب مـودتهم ‪ ..‬والتقـرب إلـى‬

‫مديحهم ورنائهم ‪..‬‬

‫وجه الهالق وإنما ابتنى وجه المهلوع ‪ ..‬ريا ً وسمعة ‪..‬‬

‫وإليع الحديث كامالً ‪:‬‬ ‫ال سهيان ‪:‬‬

‫دخلي المدينة ‪ ..‬فنذا أنا برجل د اجتمع الناس عليه ‪..‬‬

‫فقلي ‪ :‬من هذا ؟‬

‫‪185‬‬

‫وجهه ‪ ..‬وأسندته هويالً ‪ ..‬رم أفاع ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫إن ا ع ــز وج ــل إذا ك ــان ي ــوم القيام ــة ‪ ..‬ن ــزل إل ــى‬

‫يقتل في سبيل ا ‪ ..‬ورجل ك ير المال ‪..‬‬ ‫فيقــول ا للقــار‬

‫‪ :‬ألــم أعلمــع مــا أنزلــي عل ــى‬

‫رسولي ؟‬

‫ال ‪ :‬بلى يا رب ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فماذا عملي فيما علمي ؟‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪ ..‬ابـدأ بنهســع رــم بمــن تعــول ‪ ..‬وكهــى بــالمر إرمـاً‬ ‫أن يضيع من يعول ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬كني أ وم به آنا الليل وآنا النهار ‪..‬‬

‫فيقول ا له ‪ :‬كذبي ‪..‬‬

‫وتقول المالئكة له ‪ :‬كذبي ‪..‬‬ ‫فيق ــول ا ع ــز وج ــل ‪ :‬أردت أن يق ــال ‪ :‬ف ــالن ــار‬

‫فقد يل ‪..‬‬

‫وال بد من التهريق بين الكرم واإلسرا ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫دلــف رجــل فــي ــارع ــديم فمــر ببيــي متهالــع ‪..‬‬ ‫فنذا فتاة صنيرة د جلسي على عتبـة البـاب ب يـاب‬

‫ويــلتى بصــاحب المــال فيقــول ‪ :‬ألــم أوســع عليــع حتــى لــم‬

‫ررة ‪ ..‬وهيئة فقيرة ‪ ..‬فسألها ‪ :‬من أني ؟‬

‫ال ‪ :‬بلى ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬ع باً !! ابنة حـاتم الطـائي الكـريم ال ـواد ‪..‬‬

‫أدعع تحتا إلى أحد ؟‬

‫ال ‪ :‬فماذا عملي فيما آتيتع ؟‬

‫الي ‪ :‬أنا ابنة حاتم الطائي ‪..‬‬

‫على هذا الحال ؟!!‬

‫ال ‪ :‬كني أصل الرحم ‪ ..‬وأتصدع ‪..‬‬

‫فقالي ‪ :‬كرم أبي صيرنا إلى ما تر !!‬

‫فيقول ا ‪ :‬كذبي ‪..‬‬

‫كــان رســول ا ‪ ‬أكــرم النــاس ‪ ..‬ولــم يكــن جشــعاً‬ ‫ينظر في مصلحة نهسه وال يلتهي إلى ير ‪..‬‬

‫وتقول المالئكة ‪ :‬كذبي ‪..‬‬

‫ويقـول ا ‪ :‬بــل أردت أن يقـال ‪ :‬فــالن جـواد ‪ ..‬فقــد يــل‬

‫كال ‪..‬‬

‫ذلع ‪..‬‬

‫ال ابو هريرة ‪: ‬‬

‫ويـلتى بالرجـل الـذي تـل فــي سـبيل ا ‪ ..‬فيقـال لـه ‪ :‬فــيم‬

‫وا الـ ــذي ال إلـ ــه إال هـ ــو إن كنـ ــي ألعتمـ ــد علـ ــى‬

‫فيقول ‪ :‬أمرت بال هاد في سبيلع ‪ ..‬فقاتلـي حتـى تلـي‬

‫بطني من ال وع ‪..‬‬

‫فيقول ا ‪ :‬كذبي ‪..‬‬

‫‪ ..‬فمر أبو بكر ‪ ..‬فسألته عن آية مـن كتـاب ا ‪..‬‬

‫تلي ؟‬

‫‪..‬‬

‫األرض مــن ال ــوع ‪ ..‬وإن كنــي أل ــد الح ــر علــى‬ ‫ولقـد عــدت يومـاً علــى هـريقهم الــذي يهرجــون منــه‬

‫وتقول المالئكة له ‪ :‬كذبي ‪..‬‬

‫ما سألته إال ليستتبعني ‪ ..‬فلم يهعل ‪..‬‬

‫ويقول ا ‪ :‬بل أردت أن يقال ‪ :‬فالن جـري ‪ ..‬فقـد يـل‬

‫رـم م َّـر عمـر ‪ ..‬فسـألته عـن آيـة مـن كتـاب ا ‪ ..‬مـا‬

‫رم ضرب رسول ا ‪ ‬على ركبتي فقال ‪:‬‬

‫رــم مـ َّـر بــي أبــو القاســم ‪ .. ‬فتبســم حــين رآنــي ‪..‬‬

‫ذلع ‪..‬‬

‫يا أبا هريرة ‪ ..‬أولئع ال الرـة أول خلـق ا تسـعر بهـم النـار‬

‫يوم القيامة‬

‫و‪86‬‬

‫‪..‬‬

‫فنذا أحسني النية في كرمع فأبشر بالهير ‪..‬‬

‫وأولى من تحسن إليهم ليحبوك ويكرمـوك ‪ ..‬أهـل بيتـع ‪..‬‬

‫األم ‪ ..‬األب ‪ ..‬الزوجـة ‪ ..‬األوالد ‪ ..‬رـم األ ـرب ـاأل رب‬ ‫) ‪( 86‬‬

‫رواه الرتمذي واحلاكم ‪ ،‬وهو صحيح‬

‫‪186‬‬

‫سألته إال ليستتبعني ‪ ..‬فمر فلم يهعل ‪..‬‬

‫وعر ما في وجهي وما في نهسي ‪..‬‬

‫رــم ــال ‪ :‬أبــا هــر ‪ ..‬لــي ‪ :‬لبيــع يــا رســول ا ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬اِل َحق ‪..‬‬ ‫ومضى ‪ ..‬فاتبعته ‪ ..‬فدخل ‪ ..‬فاستأذن ‪ ..‬فأذن لـي‬

‫‪ ..‬فدخلي ‪..‬‬

‫فوجد لبناً في دد ‪ ..‬فقال ‪ :‬من أين هذا اللبن ؟‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الوا ‪ :‬أهدا لع فالن ‪ ..‬أو فالنة ‪..‬‬

‫القــدد ‪ ..‬فحمــد ا وس ـ َّـمى ‪ ..‬و ـرب الهض ــلة ‪..‬‬

‫و‪87‬‬

‫ال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬لي ‪ :‬لبيع يا رسول ا ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬اِل َحق أهل الصهة ‪ ..‬فادعهم لي ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬وأهـل الصـهة أضـيا اإلسـالم ‪ ..‬ال يـأوون إلـى أهـل‬

‫أحيان ـ ـاً ال تتكـ ــرم علـ ــى الشـ ــهر مبا ـ ــرة ‪ ..‬وإنمـ ــا‬

‫منهــا ــيئاً ‪ ..‬وإذا أتتــه هديــة أرســل إلــيهم ‪ ..‬وأصــاب منهــا‬

‫زارني أحد األصـد ا يومـاً ‪ ..‬وكـان يحمـل كيسـاً فيـه‬

‫وال إلـى مـال ‪ ..‬إذا أتتــه صـد ة بعـث بهــا إلـيهم ولـم يتنــاول‬ ‫وأ ركهم فيها ‪ ..‬فسا ني ذلع ‪..‬‬

‫وللكرم أسرار ‪..‬‬ ‫تتكرم على من يحبهم ‪ ..‬فيحبع ‪..‬‬

‫عــدد مــن الحلويــات واأللعــاب ‪ ..‬أ نهــا لــم تكلهــه‬

‫و لــي ‪ :‬ومــا هــذا اللــبن فــي أهــل الصــهة !! كنــي أحــق أن‬

‫بضعة رياالت ‪ ..‬وضعها ب انب البـاب لمـا دخـل ‪..‬‬

‫أمرنــي ‪ ..‬فكنــي أنــا أعطــيهم ‪ ..‬ومــا عســى أن يبلننــي مــن‬

‫فرد بها الصنار ‪ ..‬وفرحي بهـا أنـا ألنـه أ ـعرني أنـه‬

‫أصــيب مــن هــذا اللــبن ـربة أتقــو بهــا ‪ ..‬فــنذا جــا وا ‪..‬‬

‫هذا اللبن ‪..‬‬

‫ولـم يكــن مـن هاعــة ا ‪ ..‬وهاعـة رسـوله بـد ‪ ..‬فــأتيتهم ‪..‬‬ ‫فدعوتهم ‪..‬‬

‫و ال ‪ :‬هذ ل والد ‪..‬‬

‫يحب إدخال السرور على أوالدي ‪..‬‬

‫كان أحد السلف عالماً ‪ ..‬لكنه كان فقيراً ‪..‬‬

‫فــأ بلوا ‪ ..‬فــأذن لهــم ‪ ..‬وأخــذوا م الســهم مــن البيــي ‪..‬‬

‫فكـان هالبـه يهــدون إليـه بـين فتــرة وأخـر ‪ ..‬أنواعـاً‬ ‫من الهدايا ‪ ..‬تمر ‪ ..‬د يق ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬لبيع يا رسول ا ‪ ..‬ال ‪ :‬خذ ‪ ..‬فأعطهم ‪..‬‬

‫مكرماً مقبالً عليه ‪ ..‬ما دامي هديته با ية ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬يا أبا هر ‪..‬‬

‫وك ــان الطال ــب إذا أه ــد إلي ــه ‪ ..‬ل ــم يـــزل الش ــيخ‬

‫ـل فيشــرب حت ــى‬ ‫فأخــذت القــدد ‪ ..‬ف علــي أعطي ــه الرجـ َ‬

‫فنذا انتهي ‪ ..‬رجع إلى هبعه األول ‪..‬‬

‫حتـ ــى يـ ــرو ‪ ..‬رـ ــم يـ ــرد علـ ــي القـ ــدد ‪ ..‬فأعطيـ ــه ا خـ ــر‬

‫تكون معقولة ال من ‪ ..‬وتطول مدة بقائها ‪..‬‬

‫حت ــى انتهي ــي إل ــى النب ــي ‪ .. ‬و ــد روي الق ــوم كله ــم ‪..‬‬

‫ولــو استش ـرتني فــي هــديتين ســتهدي إحــداهما إلــى‬

‫أبا هر ‪ ..‬لي ‪ :‬لبيع يا رسول ا ‪ ..‬ال ‪:‬‬

‫أولهما زجاجة عطر رائع ‪ ..‬رمين ‪..‬‬

‫يـرو ‪ ..‬رـم يــرد عل َّـي القـدد ‪ ..‬فأعطيــه ا خـر ‪ ..‬فيشــرب‬ ‫فيشرب حتى يرو ‪ ..‬رم يرد علي القدد ‪..‬‬

‫فأخذ القدد فوضعه علـى يـد ‪ ..‬فنظـر إل َّـي فتبسـم فقـال ‪:‬‬

‫فهك ــر أح ــد هالب ــه بهدي ــة يحمله ــا إل ــى الش ــيخ ‪..‬‬

‫فأهد إليه كيس ملح ‪..‬‬

‫صديق ‪..‬‬

‫بقيــي أنــا وأنــي ؟ لــي ‪ :‬صــد ي يــا رســول ا ‪ ..‬ــال ‪:‬‬

‫أو ساعة حائطية تكتب عليها إهدا ً باسمه ‪..‬‬

‫فشربي ‪..‬‬

‫دائماً ‪..‬‬

‫ا ع ــد فا ــرب ‪ ..‬فقع ــدت فشـ ـربي ‪ ..‬فق ــال ‪ :‬ا ــرب ‪..‬‬

‫فما زال يقول ‪ :‬ا رب ‪ ..‬حتى لـي ‪ :‬ال ‪ ..‬والـذي بع ـع‬

‫بــالحق ‪ ..‬مــا أجــد لــه مســلكاً ‪ ..‬ــال ‪ :‬فــأرني ‪ ..‬فأعطيتــه‬

‫الخت ــرت الس ــاعة ‪ ..‬ألنه ــا يط ــول بقاؤه ــا ‪ ..‬ويراه ــا‬ ‫وأذكــر أن أحــد هالبــي أهديتــه ســاعة حائطيــة فيه ــا‬

‫إهدا باسمه ‪..‬‬ ‫) ‪( 87‬‬

‫‪187‬‬

‫رواه البخاري‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وتهر من الكلية ‪ ..‬ومرت السنين ‪..‬‬

‫وهلال في الحقيقـة ‪ ..‬إضـافة إلـى بنـط النـاس لهـم‬

‫ر ــم زرت إح ــد الم ــدن فتهاج ــأت ب ــه يحض ــر المحاضـ ــرة‬

‫‪ ..‬وتمنيهم زوال عزهم ‪ ..‬وفرحهم بمصائبهم ‪..‬‬

‫فلمــا دخلــي م لــس الضــيو فــنذا بــه يشــير إلــى الســاعة‬

‫وانظـر إلــى رســول ا ‪ .. ‬و ــد جلــس مــع أصــحابه‬

‫و د مر على تهرجه سبع سنين ‪..‬‬

‫أتدرون ما المهلس ؟‬

‫ويدعوني إلى بيته ‪..‬‬

‫معلقة على الحائط ‪ ..‬ويقول ‪ :‬هذ أ لى هدية عندي ‪..‬‬

‫بقـي أن تعلـم أن هـذ السـاعة لـم تكلـف إال ـيئاً يســيراً ‪..‬‬ ‫لكن يمتها المعنوية أعلى وأكبر ‪..‬‬

‫هم أيضاً مهلسون ‪..‬‬

‫يوماً فقال لهم ‪:‬‬

‫الوا ‪ :‬المهلس فينا من ال درهم له وال متاع ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬إن المهلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصـالة‬ ‫‪ ..‬وصيام ‪ ..‬وزكاة ‪ ..‬ويأتي د ـتم هـذا ‪ ..‬و ـذ‬

‫هـ ــذا ‪ ..‬وأك ـ ــل مـ ــال ه ـ ــذا ‪ ..‬وسـ ــهع دم ه ـ ــذا ‪..‬‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫وضرب هذا ‪..‬‬

‫كسب لوب الناس فرص د ال تتكرر‬

‫فيعطى هذا من حسناته ‪ ..‬وهذا من حسناته ‪ ..‬فنن‬ ‫فنيــي حســناته بــل أن يقضــى مــا عليــه ‪ ..‬أخــذ مــن‬

‫‪ .74‬كف األذ ‪..‬‬

‫خطايــاهم فطرحــي عليــه ‪ ..‬رــم هــرد فــي النــار‬

‫كان الناس يبنضونه ‪..‬‬

‫و‪88‬‬

‫‪..‬‬

‫ما يكاد أحد يسلم من أذا ‪..‬‬ ‫إن ســلمي مــن يــد فلــن تســلم مــن لســانه ‪ ..‬وإن فاتــه أن‬

‫ي لــدك بســوق لســانه فــي حضـرتع فلــن يهوتــه أن ي لــدك‬

‫في يبتع ‪..‬‬

‫فع ـالً ‪ ..‬كــان رج ـالً مكروه ـاً ‪ ..‬أرقــل علــى النــاس مــن صــم‬

‫ال بال الراسيات ‪..‬‬

‫وإذا تأملـي فـي أحـوال النـاس فســو تصـل إلـى يقـين بأنــه‬

‫ال يلذي الباً إال من كان عند نعمة تهوع من يقابله ‪..‬‬

‫فــالقوي يت ـرأ علــى إيــذا الضــعيف ‪ ..‬يدفعــه بي ــد ‪ ..‬أو‬

‫يركلـه برجلــه ‪ ..‬يضــرب ويحقــر ‪ ..‬فيصــير أســداً عليــه لكنــه‬ ‫في الحروب نعامة !!‬

‫والنن ــي يتع ــد عل ــى الهقيـ ــر ‪ ..‬فيهين ــه ف ــي الم ــالس ‪..‬‬

‫يقاهعه في كالمه ‪..‬‬

‫لذا كان يت نب ‪ ‬أذ الناس بشتى أ كاله ‪..‬‬

‫الــي عائشــة ‪ : ‬مــا ضــرب رســول ا ‪ ‬ــيئاً ــط‬ ‫بيد ‪ ..‬وال امرأة ‪ ..‬وال خادمـاً ‪ ..‬إال أن ي اهـد فـي‬ ‫س ــبيل ا ‪ . .‬وم ــا ني ــل من ــه ــي ــط فين ــتقم م ــن‬ ‫ص ــاحبه ‪ ..‬إال أن ينته ــع ــي م ــن مح ــارم ا ‪..‬‬

‫فينتقم‬

‫عز وجل و ‪.. 89‬‬

‫وعمومـ ـاً ‪ ..‬م ــن اسـ ــتعمل هـــذ الـــنعم ألذ النـ ــاس‬

‫أبنضــو ‪ ..‬و ــد يبتليــه ا فــي دنيــا بــل أخ ـرا ‪..‬‬

‫فيشهي صدورهم ‪..‬‬

‫أذك ــر أن أح ــد األص ــد ا م ــن هلب ــة العل ــم وحهظ ــة‬

‫القــرآن ‪ ..‬كــان رج ـالً صــالحاً ‪ ..‬يأتيــه بعــط النــاس‬ ‫أحيانـاً يقـرأ علـيهم ــيئاً مــن القـرآن كر يــة ــرعية ‪..‬‬

‫أما صاحب المنصب وال ا ‪ ..‬فله حص كبير من ذلع ‪..‬‬

‫و ل م ل ذلع فيمن جعل ا نسبه رفيعاً ‪..‬‬

‫) ‪( 88‬‬ ‫) ‪( 89‬‬

‫‪188‬‬

‫رواه مسلم‬ ‫رواه مسلم‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫و د هى ا تعالى على يد من ا ‪..‬‬

‫دخـل عليـه يومـاً مـن األيـام رجـل تبـدو عليـه عالمـات ال ـرا‬

‫‪ ..‬جلــس بــين يــدي الشــيخ و ــال ‪ :‬يــا ــيخ ‪ ..‬أنــا عنــدي‬

‫آالم فــي يــدي اليســر تكــاد تقتلنــي ‪ ..‬ال أنــام فــي ليــل ‪..‬‬

‫وال أرتاد في نهار ‪..‬‬

‫ذهبي إلى عدد كبير من األهبـا ‪ ..‬أجـروا لـي الهحوصـات‬

‫‪ ..‬عملوا تمارين ‪ ..‬ما فيه فائدة أبداً ‪..‬‬

‫األلم يزيد ويشتد حتى انقلبي حياتي عذاباً ‪..‬‬

‫مسلماً مسروراً ‪..‬‬

‫سألته ‪ :‬ها ‪ ..‬ما األخبار ؟‬ ‫ــال ‪ :‬الحمــد‬

‫‪ ..‬ا ن يــدي بهيــر ‪ ..‬بنيــر هــب‬

‫وال عال !!‬

‫لي ‪ :‬كيف ؟‬

‫ــال ‪ :‬لمــا خرجــي مــن عنــدك ‪ ..‬جعلــي أفكــر فــي‬

‫نصــيحتع ‪ ..‬وأســتعيد ـريط ذكريــاتي فــي ذهنــي ‪..‬‬ ‫وأفكر !! تر هل لمي أحـداً ؟! هـل أكلـي حـق‬

‫ي ـ ــا ـ ــيخ ‪ ..‬أن ـ ــا ت ـ ــاجر وعن ـ ــدي ع ـ ــدد م ـ ــن الملسس ـ ــات‬

‫أحــد ؟! فتــذكرت أنــي بــل ســنوات لمــا كنــي أبنــي‬

‫وضع لي أحد األ رار سحراً ‪..‬‬

‫ليكــون أجم ــل ‪ ..‬كانــي األرض ملكـ ـاً المــرأة أرمل ــة‬

‫والشركات ‪ ..‬فأخشى أن أكون أصبي بعـين حاسـدة ‪ ..‬أو‬

‫صــري ‪ ..‬كــان ب انبــه أرض ر بــي فــي ضــمها إليــه‬

‫ال الشيخ ‪ :‬رأت عليه سورة الهاتحة ‪ ..‬وآيـة الكرسـي ‪..‬‬

‫توفي زوجها وخلف أيتاماً ‪..‬‬

‫لم يظهر عليه تأرر ‪ ..‬خر من عندي اكراً ‪..‬‬

‫أفعـل بقيمــة األرض ‪ ..‬بــل تبقـى لهــلال األيتــام حتــى‬

‫وسورة اإلخالص والمعوذتين ‪..‬‬

‫أردتهـ ــا أن تبيـ ــع األرض فأبـ ــي ‪ ..‬و الـ ــي ‪ :‬ومـ ــاذا‬

‫رجــع إلـ َّـي بعــد أيــام يشــكو األلــم نهســه ‪ ..‬ـرأت عليــه ‪..‬‬

‫يكبروا ‪ ..‬أخشى أن أبيعها ويتشتي المال ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ذهـب ورجـع ‪ ..‬و ـرأت عليـه ‪ ..‬لـم يظهـر عليـه أي تحسـن‬ ‫لــي لــه لمــا ا ــتد عليــه اللــم ‪ :‬ــد يكــون مــا أصــابع هــو‬

‫عقوبــة علــى ــي فعلتــه ‪ ..‬مــن لــم أحــد الضــعها ‪ ..‬أو‬

‫أكل حقـو هم ‪ ..‬أو لمـي أحـداً فـي مالـه فمنعتـه حقـه ‪..‬‬

‫أو ير ذلع ‪ ..‬فنن كان هناك ـي مـن ذلـع فسـارع إلـى‬ ‫التوبـة ممــا جنيـي ‪ ..‬وأعــد الحقـوع إلــى أهلهـا ‪ ..‬واســتنهر‬

‫ا مما مضى ‪..‬‬

‫أرسلي إليهـا مـراراً لشـرائها ‪ ..‬وهـي تـأبى علـي ذلـع‬ ‫لي ‪ :‬فماذا فعلي ؟‬

‫ال ‪ :‬انتزعي األرض منها بطر ي الهاصة ‪..‬‬ ‫لي ‪ :‬هر ع الهاصة !!‬

‫ـ ــال ‪ :‬نع ـ ــم ‪ ..‬عال ـ ــاتي الواس ـ ــعة ‪ ..‬ومع ـ ــارفي ‪..‬‬

‫اسـ ــتهرجي ترخيص ـ ـاً ببنـ ــا األرض وضـ ــممتها إلـ ــى‬

‫أرضي ‪..‬‬

‫التاجر لـم يـرع لـه كالمـي ‪ ..‬و ـال ‪ -‬بكبـر ‪ : -‬أبـداً ‪ ..‬مـا‬ ‫لمي أحداً ‪ ..‬ولـم أعت ِـد علـى ـي مـن حقـوع النـاس ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬س ــمعي بم ــا حص ــل ألرضـــها فكان ــي ت ــأتي‬

‫مــرت أيــام و ــاب الرجــل عنــي ‪ ..‬خشــيي أن يكــون وجــد‬

‫وهم يضحكون منها يظنونهـا م نونـة ‪ ..‬وفـي الوا ـع‬

‫‪ ..‬تهاج ــأت ب ــه يومـ ـاً ف ــي مك ــان م ــا ‪ ..‬لقين ــي فأ ب ــل إل ـ َّـي‬

‫كانــي تبكــي وترفــع يــديها إلــى الســما ‪ ..‬هــذا مــا‬

‫وأ كرك على نصيحتع ‪ ..‬وخر ‪..‬‬

‫علي في نهسه ‪ ..‬ولكن ال عل َّـي فهـي نصـيحة أسـديتها إليـه‬

‫‪189‬‬

‫لي ‪ :‬وأم األيتام ؟!!‬

‫وتصرخ بالعمال الذين يعملون لتمنعهم من البنـا ‪..‬‬ ‫أنني أنا الم نون ليس هي ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫رأيته بعيني ‪ ..‬ولعل دعا ها في لمة الليل كان أعظم ‪..‬‬ ‫لي ‪ :‬ها ‪ ..‬أكمل ‪..‬‬

‫ـال ‪ :‬رحــي أســأل وأبحــث عنهـا ‪ ..‬حتــى ع ــرت عليهــا ‪..‬‬

‫جواباً ‪..‬‬

‫وضعي له ما يوضع للضيف من ِر ‪ ..‬رـم تناولـي‬

‫اله ــاتف وجعل ــي أك ــرر االتص ــال بالش ــيخ اب ــن ب ــاز‬

‫فبكيي واعتذرت ‪ ..‬وال زلي بها حتـى بلـي منـي تعويضـاً‬ ‫عن تلع األرض ‪ ..‬ودعي لي وسامحتني ‪..‬‬

‫لم أجد الشيخ ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫بمن تتصل ‪..‬‬

‫فوا ما إن خهضي يديها ‪ ..‬حتـى دبـي العافيـة فـي بـدني‬

‫رــم أهــرع التــاجر برأســه لــيالً ‪ ..‬رــم رفعــه و ــال ‪ :‬ونهعنــي‬ ‫دعاؤها – بنذن ا – نهعاً ع ز عنه هب األهبا ‪..‬‬

‫رحمه ا لسلاله عنها ‪..‬‬

‫رآنــي صــاحبي منشــنالً إلــى هــذا الحــد ‪ ..‬فســألني ‪:‬‬ ‫لي ‪ :‬بالشيخ ابن باز ‪ ..‬عندي استهتا مهم ‪..‬‬

‫فبـادرني ــائالً بكـل رقــة ‪ :‬سـبحان ا ‪ ..‬ابــن بــاز ‪..‬‬ ‫وأنا موجـود ؟!! و لـوال الحيـا ل علـي بقيـة الكتـاب‬

‫عالمات تع ب !!‬

‫الوا ‪..‬‬

‫نامــي عيونــع والمظلــوم منتبه*يــدعو عليــع وعــين ا لــم‬ ‫تنم‬

‫ت ــد مــن النــاس ك يـرين كــذلع ‪ ..‬فتحمــل رقلهــم ‪..‬‬

‫وعاملهم بلطف ‪ ..‬واكسبهم ‪..‬‬

‫حاول بقدر استطاعتع أن ال تكسب عداوات ‪..‬‬

‫فلم تبعث علـيهم وكـيالً ‪ ..‬أنقـذ مـا يمكـن إنقـاذ ‪..‬‬

‫‪ .75‬ال للعداوات ‪..‬‬

‫وال تعذب نهسع ‪..‬‬

‫ت د أن الناس عند التعامل معهم لهم هبائع ‪..‬‬

‫منهم النضوب ومـنهم البـارد ‪ ..‬ومـنهم الـذكي ومـنهم النبـي‬

‫‪ ..‬والمتعلم وال اهل ‪..‬‬

‫ومنهم حسن الظن وسي الظن ‪ ..‬و ‪:‬‬

‫من عامل الناس ال ى منهم نصباً ‪..‬‬

‫خاهرة ‪..‬‬ ‫الحياة ا صر من أن تشنلها باكتساب عداوات‬ ‫‪ .76‬اللسان ‪ ..‬ملع !!‬

‫تأملــي فيمــا يحــدث التبــا ط والشــقاع بــين النــاس‬

‫فنن َسو َسهم بـني وهنيان‬

‫فالظالم ينهل عن لمه وير أنه أعدل الناس ‪..‬‬

‫‪ ..‬وي عل بعضهم أرقل من ال بـل علـى ا خـرين ‪..‬‬

‫واألخرع السهيه ‪ ..‬ير أنه حكيم زمانه ‪..‬‬

‫وال حضور وليمة هو مدعو إليها ‪..‬‬

‫أذكر لما كنـي ـاباً – وأ ننـي ال أزال كـذلع – أعنـي لمـا‬

‫وجدت أن أك ر يوصل الشهر إلـى هـذا المسـتو‬

‫‪ ..‬ال أدري هل أكمل دراسته االبتدائية أم ال ؟ لكـن الـذي‬

‫فكم من خصومات و عـي بـين إخـوان ‪ ..‬وأزوا ‪..‬‬

‫فال يحبون رؤيتـه وال م السـته ‪ ..‬وال السـهر معـه ‪..‬‬

‫والنبي ير أنه أذكى الناس ‪..‬‬

‫كني في أوائل الدراسـة ال انويـة ‪ ..‬أ بـل علينـا ضـيف رقيـل‬

‫أجزم به أنه يقرأ ويكتب ‪..‬‬

‫وكنــي مشــنوالً و ــي دخولــه بمســألة ــرعية لــم أجــد لهــا‬

‫‪191‬‬

‫البنيط هو اللسان ‪..‬‬

‫و ‪ ..‬بسبب مسبة أو يبة أو تم ‪!!..‬‬

‫لســان الهتــى نصــف ونصــف ف ـلاد ‪ ..‬فلــم يبــق إال‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫صورة اللحم والدم‬

‫‪ ..‬وسيد في التسويق ‪ ..‬وسيد في المحاماة ‪..‬‬

‫ذُكر أن ملكاً معظماً رأ في منامه أن أسنانه تسا طي ‪..‬‬ ‫فاســتدعى أحــد المعب ـرين ‪ ..‬و ــر عليــه الرؤيــا وســأله عــن‬

‫وال يعني هذا أنه إذا فقـد اإلنسـان ‪ ..‬انتهـي حياتـه‬

‫تعبيرها ؟!‬

‫‪ ..‬كال بل صاحب الهمة يبقى بطالً ‪..‬‬

‫فتنيــر المعب ــر لمــا ســمعها ‪ ..‬وجعــل ي ــردد ‪ :‬أعــوذ بــا ‪..‬‬

‫لـــم يكـ ــن أبـــو عبـ ــد ا يهتلـ ــف ك يـ ـراًٍُ عـ ــن بقيـ ــة‬

‫أص ــد ائي ‪ ..‬لكن ــه – وا يش ــهد – م ــن أحرص ــهم‬

‫وأهلع جميعاً ‪ ..‬وتبقى في ملكع وحدك ‪..‬‬

‫له عـدة نشـاهات دعويـة مـن أبرزهـا مـا يقـوم بـه أرنـا‬

‫أع ــوذ ب ــا ‪ ..‬تمضـ ــي عليـــع الس ــنين ‪ ..‬ويمـ ــوت أوالدك‬

‫على الهير ‪..‬‬

‫فصـاد الملـع ‪ ..‬و ضـب ‪ ..‬وسـب ولعـن ‪ ..‬وأمـر بــالمعبر‬

‫عمله ‪ ..‬فهو يعمل مترجما في معهد الصم البكم ‪.‬‬

‫رــم دعــا بمعب ــر آخ ــر ‪ ..‬و ــر عليــه الرؤيــا ‪ ..‬وســأله ع ــن‬

‫مس دك ارنين من منسوبي معهد الصم إللقا كلمـة‬

‫تعبيرها ‪..‬‬

‫على المصلين ‪..‬‬

‫أن يسحب وي لد ‪..‬‬

‫اتص ــل ب ــي يوم ــا و ــال ‪ :‬م ــا رأي ــع أن أحض ــر إل ــى‬

‫فاستهل ذاك المعبر ‪ ..‬وتبسـم ‪ ..‬وأ هـر البشا ـة ‪ ..‬و ـال‬

‫تع بي !! و لي ‪ :‬صم يلقون كلمة على ناهقين ؟‬

‫هــذا معنــا أنــع ســيطول عمــرك جــداً ‪ ..‬حتــى تكــون آخــر‬

‫انتظرت يوم األحد بهارغ الصبر ‪..‬‬

‫فاستبشـر الملــع وأمــر لــه باألعطيـات ‪ ..‬وبقــي راضــياً عليــه‬

‫و هي عند باب المس د أنتظر ‪..‬‬

‫‪ :‬أبشر ‪ ..‬خير ‪ ..‬خير ‪ ..‬أيها الملع ‪..‬‬

‫أهلع موتاً ‪ ..‬وتبقى هول عمرك ملكاً ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ساخطاً على ا خر !!‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪ ..‬وليكن م يئنا يوم األحد ‪..‬‬

‫وجا الموعد ‪..‬‬

‫فنذا بأبي عبد ا يقبل بسيارته ‪..‬‬

‫م ـ ــع أن ـ ــع ل ـ ــو تأمل ـ ــي لوج ـ ــدت أن التعبيـ ـ ـرين متم ـ ــارالن‬

‫و ف ريباً من الباب ‪ ..‬نزل ومعه رجالن ‪..‬‬

‫آخر ‪..‬‬

‫وال اني د أمسكه أبو عبد ا يقود بيد ‪..‬‬

‫متطابقان ‪ ..‬لكن األول عبر بأسلوب وا خر عبـر بأسـلوب‬

‫أحدهما كان يمشي ب انبه ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬اللسان سيد األعضا ‪..‬‬

‫نظــرت إلــى األول فــنذا هــو أصــم أبكــم ‪ ..‬ال يســمع‬

‫إذا أصــبح ابــن آدم فــنن األعض ــا كلهــا تكه ــر اللس ــان ‪..‬‬

‫وال ـ ــاني أصـ ــم ‪ ..‬أبكـ ــم ‪ ..‬أعمـ ــى ‪ ..‬ال يسـ ــمع وال‬

‫فتقول ‪:‬‬

‫يتكلم وال ير ‪..‬‬

‫وفي الحديث ‪ ..‬ال ‪: ‬‬

‫وال يتكلم ‪ ..‬لكنه ير ‪..‬‬

‫اتق ا فينا ‪ ..‬فننما نحن بع ‪ ..‬فنن استقمي اسـتقمنا ‪..‬‬

‫مددت يدي وصافحي أبا عبد ا ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬وا إنه لسيد ‪..‬‬

‫أحمــد ‪ -‬ينظــر إلــي مبتســماً ‪ ..‬فمــددت يــدي إليــه‬

‫وإن اعوج ي اعوج نا ‪..‬‬

‫و‪90‬‬

‫‪..‬‬

‫سـيد فـي خطبــة ال معـة ‪ ..‬وسـيد فــي اإلصـالد بـين النــاس‬

‫) ‪( 90‬‬

‫رواه أمحد والرتمذي‬

‫‪191‬‬

‫كــان الــذي عــن يمينــه – وعلمــي بعــدها أن اســمه‬ ‫مصافحاً ‪..‬‬

‫فقال لي أبو عبد ا ‪ -‬وأ ار إلى األعمى ‪: -‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫سلم أيضاً على فايز ‪ ..‬لي ‪ :‬السالم عليكم ‪ ..‬فايز ‪..‬‬

‫ــعر بق ــدر رب ــه مــن ا ‪ ..‬وتهي ــل األج ــر العظ ــيم‬

‫فق ــال أب ــو عب ــد ا ‪ :‬أمس ــع ي ــد ‪ ..‬ه ــو ال يس ــمعع وال‬

‫لبالئه ‪ ..‬وكيف أنه ذاع حالوة اإليمان ‪..‬‬

‫جعلي يدي في يد ‪ ..‬فشدني وهز يدي ‪..‬‬

‫كان أك ر الناس مشدوداً متأرراً ‪..‬‬

‫يراك ‪..‬‬

‫ومضى أبو عبد ا يحكي لنا بقية صة أحمد ‪..‬‬

‫دخل ال ميع المس د ‪ ..‬وبعد الصالة جلـس أبـو عبـد ا‬

‫لكني كني منشنالً ‪ ..‬أنظـر إلـى أحمـد تـارة ‪ ..‬وإلـى‬

‫كــان النــاس ينظ ــرون مندهشــين ‪ ..‬لــم يتعــودوا أن ي لــس‬

‫ير ويعر لنة اإل ارة ‪ ..‬وأبو عبد ا يتهاهم معـه‬

‫على كرسي المحاضرات أصم ‪..‬‬

‫باإل ـارة ‪ ..‬تـر كيـف سـيتهاهم مـع فـايز ‪ ..‬وهــو ال‬

‫على الكرسي وعن يكينه أحمد ‪ ..‬وعن يسار فايز ‪..‬‬

‫التهي أبو عبد ا إلى أحمد وأ ار إليه ‪..‬‬

‫فبــدأ أحمــد يشــير بيديــه ‪ ..‬والنــاس ينظــرون ‪ ..‬لــم يههم ـوا‬ ‫يئاً ‪..‬‬

‫فايز تارة أخر ‪ ..‬وأ ول فـي نهسـي ‪ ..‬هـاهو أحمـد‬

‫ير وال يسمع وال يتكلم ‪!!..‬‬

‫انتهـ ــى أحمـ ــد مـ ــن كلمتـ ــه ‪ ..‬ومضـ ــى يمسـ ــح بقايـ ــا‬

‫دموعه ‪..‬‬

‫فأ ــرت إلــى أبــي عبــد ا ‪ ..‬فــا ترب إلــى مكبــر الصــوت‬

‫التهي أبو عبد ا إلى فايز ‪..‬‬

‫أحمــد يحكــي لكــم صــة هدايتــه ‪ ..‬ويقــول لكــم ‪ ..‬ولــدت‬

‫ضرب أبو عبد ا بأصابعه على ركبة فايز ‪..‬‬

‫يلتهتــون إلــي ‪ ..‬كنــي أر النــاس يــذهبون إلــى المس ـ د ‪..‬‬

‫تدري كيف ألقاها ؟‬

‫و ال ‪:‬‬

‫أصــم ‪ ..‬ونشــأت فــي جــدة ‪ ..‬وكــان أهلــي يهمل ـونني ‪ ..‬ال‬

‫لي في نهسي ‪ :‬هه ؟؟ ماذا سيهعل ؟!!‬

‫فانطلق فايز كالسهم ‪ ..‬وألقى كلمة ملررة ‪..‬‬

‫وال أدري لم ــاذا ! أر أب ــي أحيانـ ـاً يه ــر‪ .‬سـ ـ ادته ويركـــع‬

‫بالكالم ؟ كال ‪ ..‬فهو أبكم ‪ ..‬ال يتكلم ‪..‬‬

‫وإذا سألي أهلي عن ي ‪ ..‬احتقروني ولم ي يبوني ‪..‬‬

‫اإل ارة ‪..‬‬

‫فواص ــل أحم ــد حدي ــه ‪ ..‬وأخ ــذ يش ــير بيدي ــه ‪ ..‬ر ــم تني ــر‬

‫أب ــو عب ــد ا و المت ــرجم ي ــد ب ــين ي ــدي ف ــايز ‪..‬‬

‫خهط أبو عبد ا رأسه ‪..‬‬

‫مراد ‪ ..‬رـم يمضـي يحكـي لنـا مـا فهمـه مـن فـايز ‪..‬‬

‫رم بكى أحمد ‪ ..‬وأجهش بالبكا ‪..‬‬

‫و د يستنرع ذلع ربع ساعة ‪..‬‬

‫ويس د ‪ ..‬وال أدري ماذا يهعل ‪..‬‬

‫رم سكي أبو عبد ا والتهي إلى أحمد وأ ار له ‪..‬‬

‫باإل ـ ــارة ؟ كـ ــال ‪ ..‬فهـ ــو أعمـ ــى ‪ ..‬لـ ــم يـ ــتعلم لنـ ــة‬

‫ألقى الكلمة بـ و اللمس ‪ ..‬نعـم بـاللمس ‪ ..‬ي عـل‬

‫وجهه ‪ ..‬وكأنه تأرر ‪..‬‬

‫فيلمســه فــايز لمســات معينــة ‪ ..‬يههــم منهــا المتــرجم‬

‫تأرر ك ير من الناس ‪ ..‬ال يدرون لماذا يبكي ‪..‬‬

‫وفــايز ســاكن هــادئ ال يــدري هــل انتهــى المتــرجم أم‬

‫فقــال أبــو عبــد ا ‪ :‬أحمــد يحكــي لكــم ا ن فتــرة التحــول‬

‫فــنذا انتهــى المتــرجم مــن كالمــه ‪ ..‬ضــرب ركبــة فــايز‬

‫في الشارع عطف عليه وعلمه ‪ ..‬وكيف أنـه لمـا بـدأ يصـلي‬

‫فيضــع المت ــرجم يــد ب ــين يدي ــه ‪ ..‬رــم يلمس ــه ف ــايز‬

‫ال ‪ ..‬ألنه ال يسمع وال ير ‪..‬‬

‫واصل حدي ه وإ اراته بتأرر ‪ ..‬رم تو ف ‪..‬‬

‫فـي حياتـه ‪ ..‬وكيـف أنـه عـر ا والصـالة بسـبب ــهر‬

‫‪192‬‬

‫‪ ..‬فيمد فايز يديه ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫للمسات أخر ‪..‬‬

‫‪ ..‬تزاحم الناس عليه يسلمون ‪..‬‬

‫ــل الن ــاس يتنقل ــون ب ــأعينهم ب ــين ف ــايز والمت ــرجم ‪ ..‬ب ــين‬

‫كني أرا يسلم على الناس ‪ ..‬وأحـس أنـه يشـعر أن‬

‫وجعل فايز يحـث النـاس علـى التوبـة ‪ ..‬كـان أحيانـاً يمسـع‬

‫يســلم علــى ال ميــع ‪ ..‬ال يهــرع بــين ملــع ومملــوك‬

‫فـنذا هـو يــأمر النـاس بحهـص األســماع واألبصـار عـن الحـرام‬

‫يسـلم عليـه األ نيـا والهقـرا ‪ ..‬والشـرفا والوضــعا‬

‫كني أنظر إلى الناس ‪ ..‬فأر بعضهم يتمـتم ‪ :‬سـبحان ا‬

‫كني أ ول في نهسـي ليـي بعـط النهعيـين م لـع يـا‬

‫ع ب تارة ‪ ..‬وإع اب أخر ‪..‬‬

‫أذنيه ‪ ..‬وأحياناً لسانه ‪ ..‬وأحياناً يضع كهيه على عينيه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫الناس عند سواسيه ‪..‬‬

‫‪ ..‬ورئيس ومرؤوس ‪..‬وأمير ومأمور ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وال ميع عند سوا ‪..‬‬

‫‪ ..‬وبعض ــهم يهم ــس إل ــى ال ــذي ب انب ــه ‪ ..‬وبعض ــهم يت ــابع‬

‫فايز ‪..‬‬

‫أما أنا فقد ذهبي بعيييييداً ‪..‬‬

‫المس د ‪..‬‬

‫بشنف ‪ ..‬وبعضهم يبكي ‪..‬‬

‫أخـذ أبـو عبــد ا بيـد فــايز ‪ ..‬ومضـى بــه خارجـاً مــن‬

‫أخذت أ ارن بين دراته و دراتهم ‪ ..‬رـم أ ـارن بـين خدمتـه‬

‫أخــذت أمشــي ب انبهمــا ‪ ..‬وهمــا متوجهــان للســيارة‬

‫الهــم الــذي يحملــه رجــل أعمــى أصــم أبكــم ‪ ..‬لعلــه يعــدل‬

‫والمترجم وفايز يتمازحان في سعادة امرة ‪..‬‬

‫والناس ألف منهم كواحد ** وواحد كاأللف إن أمر عنا‬

‫كــم مــن أحــد لــم يصــب بربــع مصــابع يــا فــايز ولــم‬

‫رجــل محــدود القــدرات ‪ ..‬لكنــه يحتــرع فــي ســبيل خدمــة‬

‫يستطع أن ينتصر على الضيق والحزن ‪..‬‬

‫للدين وخدمتهم ‪..‬‬

‫الهم الذي يحمله هلال جميعاً ‪..‬‬

‫ه ــذا ال ــدين ‪ ..‬يش ــعر أن ــه جن ــدي م ــن جن ــود اإلس ــالم ‪..‬‬

‫مسئول عن كل عاص ومقصر ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫آآآ ما أحقر الدنيا ‪..‬‬

‫أيــن أصــحاب األم ـراض المزمنــة ‪ ..‬فشــل كلــوي ‪..‬‬ ‫لل ‪ ..‬جلطات ‪ ..‬سكري ‪ ..‬إعا ات ‪..‬‬

‫كان يحرك يديـه بحر ـة ‪ ..‬وكأنـه يقـول يـا تـارك الصـالة إلـى‬

‫لمــاذا ال يســتمتعون بحيــاتهم‪..‬ويتكيهون مــع وا عهــم‬

‫متى ‪..‬؟ يـا مطلـق البصـر فـي الحـرام إلـى متـى ‪..‬؟ يـا وا عـاً‬ ‫في الهواحش ؟ يا آكالً للحرام ؟ بل يا وا عاً في الشرك ؟‬

‫‪..‬‬

‫ما أجمل أن يبتلي ا عبد رـم ينظـر إلـى لبـه فيـرا‬

‫فتحاربونه أنتم أيضاً !!‬

‫مــرت األيــام ‪ ..‬وال تـ ـزال صــورة ف ــايز مرســومة أم ــام‬

‫كلك ــم إل ــى مت ــى ‪ ..‬أم ــا يكه ــي ح ــرب األع ــدا ل ــديننا ‪..‬‬

‫اكراً راضياً محتسباً ‪..‬‬

‫كان المسكين يتلون وجهه ويعتصر ليستطيع إخرا ما فـي‬

‫نا ري ‪..‬‬

‫تأرر الناس ك يراً ‪ ..‬لـم ألتهـي إلـيهم ‪ ..‬لكنـي سـمعي بكـا‬

‫اإلنسان ال لحمه يلكل ‪ ..‬وال جلد يلبس ‪..‬‬

‫صدر ‪..‬‬

‫وتسبيحات ‪..‬‬

‫انتهى فايز مـن كلمتـه ‪ ..‬و ـام ‪ ..‬يمسـع ابـو عبـد ا بيـد‬

‫‪193‬‬

‫حقيقة ‪..‬‬

‫فماذا فيه ير حالوة اللسان !!‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪ .77‬اضبط لسانع ‪..‬‬

‫وا إلن رأيتــع ريبــاً مــن أرضــي ألفــر ن هــذا ف ــي‬

‫إن الرجـل ليــتكلم بالكلمـة مــن سـهط ا ال يلقــي لهـا بــاالً‬ ‫يكتب ا عليه بها سهطه إلى يوم يلقا ‪..‬‬

‫رأسع ‪..‬‬

‫رــم تنــاول بند يــة الصــيد التــي ب انبــه ووجههــا أعلــى‬

‫هكذا حذر النبي ‪ ‬النـاس مـن إهـالع الكـالم علـى عواهنـه‬

‫م ــن رأس ص ــاحبه بمتـ ـرين أو رالر ــة ر ــم أهل ــق منه ــا‬

‫عدم ضبط اللسان د يلدي إلى المهالع ‪..‬‬

‫ر ــار الـ ــرجالن وك ــادا أن يقت ــتال ‪ ..‬لك ــن أصـ ــحابهما‬

‫‪ ..‬دون النظر في العوا ب ‪..‬‬

‫احهص لسانع أيها اإلنسان‬

‫رصاصة ‪..‬‬

‫هدؤوهما وتهر وا إلى بيوتهم ‪..‬‬

‫لم يستطع الرجل الذي أهلق عليه الرصـاص أن ينـام‬

‫ال يلد نع إنـه رـعبان‬

‫من دة النـيص ‪ ..‬فمـا كـاد أن يصـبح حتـى كـان ـد‬

‫كم في المقابر من تيل لسانه‬

‫كم من امرأة هلقها زوجها بسبب اللسان ‪ ..‬يهتلـف معهـا‬

‫أجمع أن يشهي يظه من صـاحبه ‪ ..‬فحمـل سـالحاً‬ ‫من نوع " كال ينكو " ومضى يبحـث عـن صـاحبه‬

‫كاني تهاب لقا الش عان‬

‫رجالً هلقني ‪ ..‬فيأمرها بالسـكوت ‪ ..‬يصـرخ بهـا ‪ ..‬ينهرهـا‬

‫كـــان صـــاحبه متقاعـــداً مـ ــن و يهتـــه ويعمـــل سـ ــائقا‬

‫‪ ..‬فتردد ائلة له ‪ :‬هلقني ‪ ..‬أتحـداك تطلقنـي ‪ ..‬إن كنـي‬

‫‪ ..‬يشتد األمر بينهما ‪ ..‬فينهدم البنا ‪ ..‬ويطلقها ‪..‬‬

‫‪ ..‬حتى رآ في سيارته عند مدرسة بنات ‪..‬‬

‫لسـ ــيارة خاصـ ــة لنق ـ ــل المدرسـ ــات ‪ ..‬و ـ ــد أو ـ ــف‬

‫لذا أمر ‪ ‬الشهر إذا ضب أن يسـكي ‪ ..‬نعـم يسـكي‬

‫س ــيارته عن ــد ب ــاب المدرس ــة وجل ــس داخله ــا ينتظ ــر‬

‫ألنه إن لم يضبط لسانه ‪ ..‬أردا في المهالع ‪..‬‬

‫سيارته كلها مهصصـة لنقـل المدرسـات أو الطالبـات‬

‫‪..‬‬

‫يموت الهتى من زلة بلسانه‬

‫خــروجهن ‪ ..‬وب انبــه م موعــة مــن الســيارات تشــبه‬ ‫‪..‬‬

‫وليس يموت المر من زلة الرجل‬

‫اختبــأ الرجــل خلــق ـ رة بعيــدة لــئال ينتبــه إليــه ‪..‬‬

‫أذك ــر أن ــي دخل ــي ب ــل فتـ ــرة ف ــي مش ــكلة ب ــين ع ــائلتين‬

‫وكان ضعيف البصر ‪ ..‬ووجه سالحه إلـى السـائق ‪..‬‬

‫لإلصالد بينهما ‪..‬‬

‫وحــاول جاه ــداً أن يس ــدد الطلق ــة إل ــى رأس ــه ‪ ..‬ر ــم‬

‫و صـة الهـال ‪ :‬أن رجـالً عـا الً كبيـراً فــي السـن أ نـه ــد‬

‫ضـ ـ ــنط علـ ـ ــى الزنـ ـ ــاد ‪ ..‬ودو صـ ـ ــوت الرصـ ـ ــاص‬

‫ت ــاوز الس ــتين م ــن عم ــر ‪ ..‬خـ ــر ف ــي نزه ــة ص ــيد م ــع‬

‫وانطلق ـ ــي ر ـ ــالث رصاص ـ ــات واس ـ ــتقرت ف ـ ــي رأس‬

‫م موعة من أصد ائه ‪ ..‬وسنهم جميعاً متقارب ‪..‬‬

‫السائق ‪ ..‬رار الناس واضـطربوا ‪ ..‬وفزعـي الطالبـات‬

‫دارت بيـنهم األحاديـث وذكريــات الصـبا ‪ ..‬رــم تكلمـوا عــن‬

‫‪ ..‬وارتهع الصراخ ‪..‬‬

‫حــول أحــد األراضــي يملكهــا أحــدهما وادعــى ا خ ــر أنهــا‬

‫هشمي الطلقات جم مته ‪ ..‬ومات ‪..‬‬

‫ا ــتد بينهم ــا النق ــا‪ .‬حت ــى ــال مال ــع األرض لص ــاحبه ‪:‬‬

‫الشـرهة وأخبـرهم بالقصـة ‪ ..‬و ـال ‪ :‬أنـا تلـي فالنـاً‬

‫أراض ألجــدادهم بالقريــة ‪ ..‬ف ــار خــال بــين ارنــين مــنهم‬

‫ل د ‪..‬‬

‫‪194‬‬

‫واجتمع الشرهة ‪ ..‬وأحاهوا بالمنطقة ‪ ..‬والرجـل ـد‬ ‫أم ــا القات ــل فق ــد توج ــه بك ــل ه ــدوووو إل ــى مهه ــر‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪ ..‬وا ن ـ ــد ـ ــهيي ص ـ ــدري ف ـ ــا تلوني أو أحر ـ ـ ـوني أو‬

‫اس نوني ‪ ..‬افعلوا ما ئتم ‪..‬‬

‫ــالوا ‪ :‬تلن ــا !! ــال ‪ :‬تلتم ــو ؟!! م ــن تل ــه ؟!‬

‫ولماذا ؟ ومن أمركم ؟! وجعل يدافع عبراته ‪..‬‬

‫أدخلو إلى رفة التو يف ‪ ..‬وخر الضابط لمعاينـة مكـان‬

‫فقالوا ‪ :‬أني أمرتنا البارحة ‪ ..‬وأخبرو بالقصة ‪..‬‬

‫الحـادث ‪ ..‬فلمـا اهلـع علــى بطا ـة المقتـول فـنذا المهاجــأة‬

‫فسكي ‪ ..‬وخهط رأسه متندماً رم ال ‪ :‬رب كلمـة‬ ‫الي لصاحبها دعني ‪..‬‬

‫الكبـ ــر !! إذا بالقتيـ ــل لـ ــيس هـ ــو صـ ــاحبه الـ ــذي أراد أن‬

‫يشــهي صــدر منــه وإنمــا هــو ــهر آخــر لــيس لــه دخــل‬

‫بالقضية ‪..‬‬

‫أع ــود وأ ـ ــول ‪ :‬كـ ــم مـ ــن ـ ــهر نهـ ــر النـ ــاس عـ ــن‬ ‫هصــه ‪ ..‬وبنضــهم فــي نهســه ‪ ..‬وجــر إلــى نهســه‬

‫فأ بــل الضــابط يمشــي بســرعة ‪ ،‬والرجــل المســن المقصــود‬

‫الويالت بسبب عدم ضبطه للسانه ‪..‬‬

‫أمــام الزنزانــة ‪ ..‬و ــال ‪ :‬يــا فــالن ! أتــدعي أنــع تلــي هــذا‬

‫ومــن الع ــب أن مــن النــاس مــن يقــو علــى التحــرز‬

‫بالقتل يمشي ب انبه ‪ ..‬حتـى أدخلـه مههـر الشـرهة وأو هـه‬

‫؟! الرصاص أصاب هصاً آخر !!‬

‫ال ابن ال وزي ‪:‬‬

‫من أكل الحرام ‪ ..‬ومن الزنـا ‪ ..‬والسـر ة ‪ ..‬لكنـه ال‬

‫فصـرخ المسـكين وأصـابه حالـة هسـتيرية ‪ ..‬رـم أ مـي عليـه‬

‫يقو على أن يتحرز من حركة لسانه ‪ ..‬فيـتكلم فـي‬

‫عليه القاضي الشرعي بن امة حد القتل عليه ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ومكث في يبوبة أياماً ‪ ..‬رم هي وأدخـل السـ ن وحكـم‬ ‫وصدع أبو بكر لما ال ‪ :‬ما ـي أحـو إلـى هـول سـ ن‬

‫أعراض الناس ‪ ..‬وال يقدر على منع نهسـه مـن ذلـع‬

‫من لسان ‪..‬‬

‫ال أنس خبر ذلـع الهليهـة الـذي جلـس يومـاً مـع نديمـه ‪..‬‬

‫ع يبة ‪..‬‬

‫الحيوان لسانه هويل وال ينطق ‪ ..‬واإلنسان لسانه‬

‫يض ــاحكه ويمازح ــه ‪ ..‬فلع ــب الش ــيطان برؤوس ــهما فشـ ـربا‬

‫صير وال يصمي !!‬

‫وصار الواحد منهما أضل من الحمار ‪..‬‬

‫‪ .78‬المهتاد ‪..‬‬

‫خم ـراً ‪ ..‬فلمــا ابــي العقــول ‪ ..‬وســيطرت أم الهبائــث ‪..‬‬

‫التهــي الهليهــة إلــى حاجبــه وأ ــار لــه إلــى النــديم و ــال ‪:‬‬

‫المدد ‪ ..‬هو مهتاد القلوب ‪..‬‬

‫اجع فيه ‪..‬‬ ‫وكان الهليهة إذا أمر أمراً لم ير َ‬

‫نعــم ‪ ..‬مــن أجمــل مهــارات الكــالم أن تكــون مبــدعاً‬ ‫في تعويد نهسع علـى اكتشـا صـواب ا خـرين ‪..‬‬

‫ا تلو ‪..‬‬

‫فانطلق الحاجب إلى النديم وتله برجليه ‪ ..‬وهـو يصـرخ ‪..‬‬

‫ومـ ــدحهم وال نـ ــا علـ ــيهم بـ ــه ‪ ..‬بـ ــل االنتبـ ــا إلـ ــى‬

‫ويستنيث بالهليهة ‪ ..‬والهليهة يضـحع ويـردد ‪ :‬ا تلـو ‪..‬‬

‫خطئهم ‪..‬‬

‫فقتلو ‪ ..‬وألقو في بئر مه ورة ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ا تلو ‪..‬‬

‫ويتأكد ذلع عندما تريد أن تنبه هصاً إلى خطأ مـا‬

‫فلمــا أصــبح الهليهــة ‪ ..‬ا ــتاع إلــى مــن يلانســه ‪ ..‬فقــال ‪:‬‬

‫ادعوا لي نديمي فالن ‪..‬‬

‫ك يــر مــن النــاس يــرد النصــيحة ال ألجــل تكبــر عنهــا‬

‫‪ ..‬أو عــدم ا تناعــه بهطئــه ‪ ..‬وإنمــا ألن الناصــح لــم‬

‫‪195‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫يسلع الطريق الصحيح لتقديم النصيحة ‪..‬‬

‫هب أنع ذهبي إلى مستشهى حكومي لعال ‪..‬‬

‫فلما أ بلي إلى مو ـف االسـتقبال فـنذا ورا الزجـا‬

‫ال مشكلة ‪ ،‬ابتسم – و ل ‪ :‬السالم عليكم ‪..‬‬ ‫ـاب‬

‫مراهــق يقلــب جريــدة بــين يديــه ‪ ..‬وبيــد ســي ار ‪ ..‬ي ــر‬

‫مبال بما حوله ‪..‬‬

‫وإذا ــيخ كبيــر أعمــى يقــف متعبـ ـاً فــي يــد اليمنــى هه ــل‬

‫س ــيقول وه ــو ينظ ــر إل ــى العب ــه المهض ــل ‪ :‬عل ــيكم‬

‫السالم ‪ ..‬انتظر لحظة ‪..‬‬

‫ــل أي كلمــة ت علــه يلتهــي إليــع ‪ ..‬كــأن تقــول ‪:‬‬

‫كيف الحال ؟ ‪ ..‬مساك ا بالهير ‪..‬‬

‫ســيرفع رأســه ‪ -‬حتم ـاً – إليــع ويقــول ‪ :‬الحمــد‬

‫صـ ــنير ‪ ..‬وفـ ــي األخـ ــر ور ـ ــة مراجعـ ــة ينتظـ ــر أن يحولـ ــه‬

‫بهير ‪..‬‬

‫المو ف إلى الطبيب ‪..‬‬

‫فـي هـذ المرحلـة تكـون ـد طعـي نصـف المشــوار‬

‫وإذا ب انبــه ع ــوز كبيــرة بيــدها ههلــة تبكــي و ــد تمكنــي‬

‫الحمى من جسدها ‪ ..‬وتنتظـر أيضـاً المو ـف أن يهـرغ مـن‬ ‫را ة أخبار ناديه المهضل ليحولها لطبيب األههال ‪..‬‬

‫لمـا رأيــي هــذا المنظــر رــارت أعصــابع – وال نلومــع علــى‬

‫ذل ــع – فص ــرخي ب ــالمو ف ‪ :‬هي ــه !! أن ــي ج ــالس ف ــي‬

‫‪..‬‬

‫تلطـف إليــه بــأي عبــارة تمدحــه بهــا ‪ ..‬ــل لــه مـ الً ‪:‬‬

‫تصــدع ! المه ــروض م ل ــع مــا يعم ــل ف ــي اس ــتقبال‬ ‫مستشهى ‪..‬‬

‫سيتنير ويقول ‪ :‬لماذا ؟‬

‫مستشهى أو فـي ‪ ...‬مـا تهـا ا ؟!! المرضـى يئنـون مـن‬

‫ــل ‪ :‬ألن ه ــذا الوج ــه المنيـ ــر إذا رآ المـ ـريط زال‬

‫‪ ..‬م لـ ــع مـ ــا يربيـ ــه إال ـ ــكو لمـ ــدير المستشـ ــهى ‪ ..‬أو‬

‫سيبتسم متع باً من جرأتـع – يـا بطـل ‪ .. -‬وتنـبلج‬

‫وبدأت تهيل هذ العبارات كالبرع عليه ‪..‬‬

‫و ــد ص ــار ا ن مهيئـ ـاً لقب ــول لنص ــيحة ‪ ..‬ويق ــول ‪:‬‬

‫األلـم وأنـي تقـرأ جريـدة !! ال وتـدخن أيضـاً !! وا ع ــب‬ ‫المهروض أن تهصل من عملع ‪..‬‬

‫مرضه فال يحتا إلى هبيب ‪..‬‬

‫أسارير ‪..‬‬

‫هب أنه ‪ ..‬لم يرد عليع ‪ ..‬ولم يقابل صراخع بصراخ ‪..‬‬

‫هـب فعـالً أنــه ألقـى جريدتــه ‪ ..‬وأنهــى تحويـل المرضــى إلــى‬

‫األهبا ‪..‬‬

‫ماذا عندك ؟‬

‫عن ــدها ــل ‪ :‬ي ــا أخ ــي الحبي ــب تـــر ه ــذا الش ــيخ‬ ‫الكبيــر ‪ ..‬وهــذ الع ــوز المســكينة ‪ ..‬ليتــع تنه ــي‬

‫هل تعتبر نهسع ن حي في حل المشكلة ‪ ..‬كال ‪ ..‬أنـي‬

‫لهما إجرا ات الدخول على الطبيب ‪..‬‬

‫وإن است اب إليع ا ن إال أنه سيعود إلى تصـرفه المشـين‬ ‫داً وبعد ٍد ‪..‬‬

‫يتنــاول ور تــع ‪ ..‬فــنذا انتهــى منــع وســلمع الور ــة‬

‫‪..‬‬

‫تعــال إليــه واكظــم يظــع ‪ ..‬تعامــل مــع المو ــف بعقــل ال‬

‫ذلــع فق ــد دخل ــي إل ــى لبـ ـي ‪ ..‬ال أدري كي ــف !!‬

‫هنــا عال ــي المو ــف لكنــع لــم تعــالج المشــكلة ‪ ..‬ألنــه‬

‫إذن كيف أتصر ؟!!‬

‫بعاههــة ‪ ..‬ال تــدع المنــا ر الملذيــة ت ـلرر فــي تصــرفاتع ‪..‬‬

‫ابتســم – وإن كنــي منضــباً ‪ ،‬وإن كانــي االبتســامة صــهرا‬

‫‪196‬‬

‫س ـ ــيتناول أورا هم ـ ــا ‪ ..‬ويحولهم ـ ــا للطبي ـ ــب ‪ ..‬ر ـ ــم‬

‫فق ــل ل ــه ‪ :‬س ــبحان ا ‪ ..‬ه ــذ أول م ــرة أراك وم ــع‬

‫وا إنــع أح ــب إلـ َّـي م ــن آال النــاس ‪ ..‬و وفعـ ـالً‬ ‫أن ــي ص ــادع فهـــو مس ــلم أح ــب إليـــع حتمـ ـاً مـــن‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫و كرك وحسن عبادتع ‪..‬‬

‫ماليين ير المسلمين ‪..‬‬

‫سيهرد ويشكر لع لطهع ‪..‬‬

‫بــا عليــع ‪ ..‬مــا عال ــة المقطــع األول مــن الكــالم‬

‫فق ــل ‪ :‬وعن ــدي كلم ــات أود أن تس ــمعها لكن ــي أخ ــا أن‬

‫"وا إن ــي أحب ــع " ب ــالمقطع ال ــاني " ال ت ــدعن أن‬

‫تنضبع ‪..‬‬

‫تقول اللهم أعني على ذكرك "‪..‬‬

‫سيقول ‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬تهضل ‪..‬‬

‫عنــدها ــدم لــه النصــيحة ‪ ..‬أنــي ــد مــن ا عليــع بهــذ‬

‫د يكون األنسـب لقولـه إنـي أحبـع أن يقـول بعـدها‬

‫الو يهــة ‪ ..‬وفــي واجهــة المستشــهى ‪ ..‬وأنــي ــدوة لنيــرك‬

‫وأريــد أن أزوجــع ابنتــي – م ـ الً – أو أعطيــع مــاالً‬ ‫‪ ..‬أو أدعوك إلى هعام ‪..‬‬

‫‪ ..‬فليتــع تتلطــف لــيالً مــع الم ـراجعين ‪ ..‬وتهــتم بهــم ‪..‬‬

‫ولكــن أن يتبــع خبــر المحبــة تعليمــه ذك ـراً مــن أذكــار‬

‫لعل دعوة صالحة ترفع لع في لمـة الليـل مـن فـم ع ـوز‬

‫الصالة ‪ !!..‬فهذا يحتا إلى تأمل ‪..‬‬

‫أجـزم أنــه سـيههط رأســه وأنــي تـتكلم ‪ ..‬ويــردد ‪ :‬أ ــكرك‬

‫التهيئـة لقبــول النصــيحة ‪ ..‬فــنذا ارتاحــي نهــس معــاذ‬

‫وكــذلع اس ــتعمل ه ــذ األس ــاليب م ــع ك ــل ــهر تع ــالج‬

‫وفي مو ف آخر ‪ ..‬بط ‪ ‬يد عبد ا بـن مسـعود‬

‫سلوكه ‪..‬‬

‫بيــد اليمنــى ‪ ،‬رــم وضــع يــد اليســر فو هــا ‪ ،‬كنــوع‬

‫عابدة ‪ ..‬أو يخ زاهد ‪..‬‬ ‫‪ ..‬جزاك ا خيراً ‪..‬‬

‫أتــدري مــا مو ــع ولــه ‪ " :‬وا إنــي أحبــع " ؟ إنــه‬

‫واستبشر ‪ ،‬أعطا النصيحة ‪..‬‬

‫م ـ ــل ـ ـ ــهر يتهـ ـ ــاون بالص ـ ــالة ‪ ..‬أو أب يهمـ ـ ــل بناتـ ـ ــه‬

‫مــن العطــف والتهيئــة ‪ ،‬رــم ــال ‪ :‬يــا عبــد ا ‪ ..‬إذا‬

‫أو اب عاع لوالديه ‪..‬‬

‫والطيب ــات ‪ ،‬الس ــالم علي ــع أيه ــا النب ــي ورحم ــة ا‬

‫فيتكشهن ‪ ..‬ويتساهلن بالح اب ‪..‬‬

‫جلسي في التشهد فقل ‪ :‬التحيـات‬

‫والصـلوالت‬

‫ألجـل أن يقبلـوا منــع ال بـد أن تمــارس المهــارات المناســبة‬

‫وبركاته ‪..‬‬

‫ا خر ‪ ..‬كن ملدباً ‪ ..‬محترماً لرأيه ‪..‬‬

‫ا يهه ـ ــر ب ـ ــذلع ويق ـ ــول ‪ :‬علمن ـ ــي رس ـ ــول ا ‪‬‬

‫‪ ..‬نع ــم ‪ ..‬اس ــتهدم العب ــارات اللطيه ــة ف ــي إص ــالد خط ــأ‬

‫ومضــي الســنين ومــات رســول ا ‪ .. ‬فكــان عبــد‬

‫ل له ‪ :‬أنا ما أنصحع إال ألني أعلم ‪ ..‬أنع تقبـل النصـح‬

‫التشهد وكهي بين كهيه ‪..‬‬

‫وفي التنزيل العزيز يقول ا ‪ :‬و إذا نـاجيتم الرسـول فقـدموا‬

‫بالكعب ــة وحـ ــاذ الح ـ ــر األسـ ــود ‪ ..‬زاحـ ــم النـ ــاس‬

‫بين يدي ن واكم صد ة ‪..‬‬

‫و د كان المربـي الحكـيم ‪ ‬يسـتعمل هر ـاً ومهـارات ت عـل‬

‫و بل ــه ‪ ..‬وك ــان ص ــلباً ــوي الب ــدن ‪ ..‬وربم ــا زاحـــم‬ ‫الضعها ‪..‬‬

‫أراد يوماً أن يعلم معاذ بن جبل ذكراً يقوله بعد الصالة ‪..‬‬

‫التهيئة لقبول النصـيحة ‪ : -‬يـا عمـر إنـع رجـل ـوي‬

‫‪..‬‬

‫من يعدل سلوكهم ال يملكون إال أن يقبلوا منه ‪..‬‬

‫فأ بل إلى معـاذ و ـال ‪ :‬يـا معـاذ ‪ ..‬وا إنـي أحبـع ‪ ..‬فـال‬

‫تدعن في دبر كل صالة أن تقول ‪ :‬اللهم أعني على ذكـرك‬

‫‪197‬‬

‫وف ـ ــي ي ـ ــوم آخ ـ ــر الح ـ ــص ‪ ‬أن عم ـ ــر ‪ ‬إذا ه ـ ــا‬

‫ف ــأراد ‪ ‬أن يع ــدل س ــلوكه ‪ ..‬فق ــال – عل ــى س ــبيل‬

‫‪..‬‬

‫فرد عمر بهذا ال نا ‪ ..‬فقال ‪ : ‬فـال تـزاحمن عنـد‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وأحكام ‪..‬‬

‫الح ر ‪..‬‬

‫ومرة أراد أن ينصح ابن عمر بقيام الليل ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫فقال له سويد ‪ :‬فلعل الذي معع م ل الذي معي ؟‬

‫نعم الرجل عبد ا لو كان يقوم الليـل ‪ ..‬وفـي روايـة ـال ‪:‬‬

‫فقال له رسول ا ‪ : ‬ما الذي معع ؟‬

‫يا عبد ا ال تكن م ل فالن ‪ ..‬كان يقوم الليل ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬معي م لة لقمان ‪ -‬يعني حكمة لقمان ‪.. -‬‬

‫ال تكن م ل فالن ‪ ..‬كان يقوم الليل ‪ ..‬فترك يام الليل ‪..‬‬

‫فلــم يعنهــه ‪ ‬أو يحقــر ‪ - ..‬مــع أنــه يضــاهي كــالم‬

‫نعــم ‪ ..‬كــان ‪ ‬يســتعمل هــذا األســلوب الرائــع مــع جميــع‬

‫ا بكالم البشر ‪ .. -‬وإنما تلطف معـه ‪ ..‬و ـال ‪‬‬

‫في بداية بع ة النبي ‪ .. ‬كان الناس ما بين مقبل ومدبر ‪..‬‬

‫فشرع سويد يقرأ ما يحهص مـن كـالم لقمـان ِ‬ ‫وح َك ِمـه‬

‫الناس ‪ ..‬ومع الوجها خاصة ‪..‬‬

‫وكان رجل في المدينة اسمه سويد بن الصـامي وكـان رجـالً‬ ‫ـريهاً فــي ومــه ‪ ..‬عــا الً ــاعراً ‪ ..‬يحهــص كــالم الحكمــا‬ ‫‪ ..‬حتى يل إنه كان يحهص كل ما روي عن لقمان الحكيم‬

‫‪..‬‬

‫‪ :‬اعرضها علي ‪..‬‬

‫‪ ..‬ورسول ا ‪ ‬يستمع إليه بكل هدووو ‪..‬‬

‫فلم ــا انتهـ ـى سـ ـويد ‪ ..‬ــال ‪ ‬ل ــه ‪ :‬إن ه ــذا لك ــالم‬

‫حسن ‪..‬‬

‫رــم ــال ‪ -‬مشــو اً لس ـويد ‪ : -‬والــذي معــي أفضــل‬

‫حت ــى بل ــً م ــن إع ــاب الن ــاس ب ــه أنه ــم ك ــانوا يس ــمونه ‪:‬‬

‫مـن هـذا ‪ ..‬ـرآن أنزلــه ا تعـالى علـي ‪ ..‬هـو هــد‬

‫الكامــل ‪ ..‬ل لــد و ــعر ‪ ..‬و ــرفه ونســبه ‪ ..‬وهــو الــذي‬

‫ونور ‪..‬‬

‫أال رب من تدعو صديقاً ولو تر‬

‫اإلســالم ‪ ..‬وس ـويد يســتمع منصــتاً ‪ ..‬فلمــا فــرغ ‪‬‬

‫يقول ‪:‬‬

‫مقالته بالنيب سا ك ما يهري‬

‫ر ــم ت ــال علي ــه رس ــول ا ‪ ‬القـــرآن ‪ ..‬ودع ــا إل ــى‬ ‫مــن كالمــه ‪ ..‬هــر علــى سـويد التــأرر ‪ ..‬و ــال ‪ :‬إن‬

‫هذا لقول حسن ‪..‬‬

‫مقالته كالشهد ما كان اهداً‬ ‫وبالنيب مأرور على رنرة النحر‬

‫رــم انصــر س ـويد عــن النبــي ‪ .. ‬وال ي ـزال متــأرراً‬ ‫بما سمع ‪..‬‬

‫يسرك باديه وتحي أديمه‬

‫نميمة ش تبتري عقب الظهر‬

‫فقدم المدينة على ومه ‪ ..‬فلـم يلبـث أن و ـع تـال‬

‫من النل والبنضا بالنظر الشزر‬

‫األوس فقتلته الهزر ‪..‬‬

‫بـ ــين بيلتـ ــي األوس والهـ ــزر ‪ ..‬وكـ ــان مـ ــن بيلـ ــة‬

‫تبين لع العينان ما هو كاتم‬

‫ـدم سـويد بــن الصـامي يومـاً إلــى مكـة حاجـاً ‪ ..‬أو معتمـراً‬ ‫‪..‬‬ ‫فتحــدث النــاس بدخولــه مكــة ‪ ..‬وأ بل ـوا لرؤيت ـه ‪ ..‬فســمع‬

‫وذلــع بــل أن يهــاجر النبــي ‪ ‬إلــى المدينــة ‪ ..‬وال‬

‫يــدر هــل أســلم أم ال ؟ وإن ك ــان رجــل مــن وم ــه‬ ‫ليقولون ‪ :‬إنا لنرا د تل وهو مسلم ‪..‬‬

‫النبـي ‪ ‬بـه فأ بـل عليـه ‪ ..‬فـدعا إلـى ا ‪ ..‬وإلـى اإلسـالم‬ ‫‪ ..‬وجعــل يحدر ــه بالتوحيــد والرس ــالة وأن ــه نبــي ي ــوحى إلي ــه‬ ‫ــرآن ‪ ..‬وأن هــذا القــرآن هــو كــالم ا تعــالى ‪ ..‬فيــه عبــر‬

‫‪198‬‬

‫باختصار ‪..‬‬

‫أسر في المديح ‪ ..‬وا تصد في النقد ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪.79‬‬

‫وكل م املة ‪ ..‬تزيد رصيدك العاههي ‪..‬‬

‫الرصيد العاههي‬

‫وكــل إهانــة تقــع منــع لــه ‪ ..‬أو مســبة ‪ ..‬أو ــتم ‪..‬‬

‫تصورات الناس عنا نحن الذين نصنعها ‪..‬‬

‫فلو لقيع هر في السوع فعبس في وجهع ‪..‬‬

‫فننع تسحب من رصيدك العاههي ‪..‬‬

‫رم لقيع في بقالة ‪ ..‬فعبس في وجهع أيضاً ‪..‬‬

‫وبالت ــالي إذا ك ــان رصـــيدك الع ــاههي عن ــد ك يـ ـراً ‪..‬‬

‫رــم صــادفته فــي عــرس ‪ ..‬فلقيــع عابســاً ‪ ..‬لرســمي عنــه‬

‫وو عــي يومـ ـاً م ــا ف ــي مو ــف أ ا ــه فس ــحبي م ــن‬

‫صـورة اتمـة فـي مهيلتـع ‪ ..‬فـنذا رأيـي صـورته أو سـمعي‬

‫رصـيدك العــاههي مقــداراً معينـاً ‪ ..‬فــنن هــذا لــن يـلرر‬

‫ولــو لقيــع ــهر بابتســامة فــي مو ــف ‪ ..‬رــم ابتســم فــي‬

‫وإذا الحبيب أتى بذنب واحد‬

‫مشر ة ‪..‬‬

‫أمــا إن لــم يكــن عنــد لــع رصــيد عــاههي وجعلــي‬

‫اسمه في مكان تبادر إلى ذهنع ذاك الوجه العابس ‪..‬‬

‫لق ــا آخـ ــر ‪ ..‬ورال ــث ‪ ..‬النطب ــع ف ــي ذهنـــع عن ــه ص ــورة‬

‫ك يراً ألن رصيدك العاههي عند ك ير ‪..‬‬

‫جا ت محاسنه بألف هيع‬

‫هــذا فــيمن ال يكــون بينــع وبينــه عال ــة دائمــة وإنمــا هــي‬

‫تسـحب مــن الرصــيد ولــيس فيــه ــي أصـالً ‪ ..‬فــنن‬

‫أما األ هاص الذي نلقاهم دائمـاً كزوجـة وأوالد ‪ ..‬وزمـال‬

‫فــي لبــه لــع كــر ‪ ..‬أو اســت قال ‪ ..‬ألنــع تســحب‬

‫لقا ات عابرة ‪..‬‬

‫حسابع عنـد سـيكون بالنـا ر !! وبالتـالي ـد يقـع‬

‫فــي مكتــب ‪ ..‬وجيـران فــي حــارة ‪ ..‬فــنن تعاملنــا معهــم لــن‬

‫من رصيدك العاههي وال تودع ‪..‬‬

‫لطيه ــين ‪ ..‬لك ــنهم حتمـ ـاً س ــيروننا تـــارة اض ــبين ‪ ..‬وتـــارة‬

‫ســئلي عــن ســبب الطــالع الــي ‪ :‬الســبب تافــه ‪..‬‬

‫يكــون بأســلوب واحــد دائمـاً ‪ ..‬نعــم هــم ســيروننا ضــاحكين‬ ‫عابسين ‪ ..‬أو مهاصمين ‪ ..‬أو اتمين ‪ ..‬ألننا بشر ‪..‬‬

‫ألــم تس ــمع يومـ ـاً ع ــن زوج ــة هلقه ــا زوجه ــا ‪ ..‬ف ــنذا‬

‫هل ــب من ــي ال ــذهاب مع ــه لزي ــارة أخت ــه فرفض ــي ‪..‬‬

‫وبالت ــالي فـ ــنن محبـ ــتهم لنـ ــا تتحـ ــدد علـ ــى حسـ ــب هنيـ ــان‬

‫فنضب وجعل يسبني ويشتمني رم هلقني !!‬

‫محب ــتهم لن ــا بحس ــب مق ــدار الرص ــيد الع ــاههي ال ــذي ف ــي‬

‫السـ ــبب هـ ــو هـ ــذا المو ـ ــف التافـ ــه ‪ ..‬وإنمـ ــا هـ ــذا‬

‫حسناتنا عندهم أو سيئاتنا ‪ ..‬أو ل بعبـارة أخـر ‪ :‬تتحـدد‬

‫ولو تأملـي بـذكا فـي سـبب الطـالع ‪ ..‬لمـا وجـدت‬

‫حسابنا عندهم ‪..‬‬

‫المو ف هو القشة التي صمي هر البعير ‪..‬‬

‫عندما يقع لع مو ف جميـل مـع إنسـان فننـع تضـيف إلـى‬

‫ســهراً ‪ ..‬ف عــل يحمــل متاعــه عليــه ‪ ..‬ويربطــه علــى‬

‫كيف ؟!‬

‫فقد ذُكر أن رجالً كان لـه جمـل جلـد ـوي ‪ ..‬فـأراد‬

‫س ل ذكرياته ذكر جميلة عنع ‪ ..‬أو بعبـارة أخـر تهـتح‬

‫هر ‪ ..‬وال مل متماسـع ‪ ..‬حتـى كـوم علـى هـر‬

‫تتولى بعد ذلع زيادة رصيدك العاههي أو السحب منه ‪..‬‬

‫الحمل والناس يصيحون بالرجـل ‪ :‬يكهـي مـا حملـي‬

‫لــع فــي لبــه حســاباً تــودع فيــه محبــة لــع واحترام ـاً ‪ ..‬رــم‬

‫مـا يحملـه أربعـة جمـال ‪ ..‬فبــدأ البعيـر يهتـز مـن رقــل‬

‫فكل ابتسامة تقابله بها ‪ ..‬تزيد مـن رصـيدك العـاههي عنـد‬

‫عليــه ‪ ..‬فأخــذ حزمــة مــن تــبن و ــال ‪ :‬هــذ خهيهــة‬

‫وكل هدية ‪ ..‬تزيد رصيدك العاههي ‪..‬‬

‫البعيــر علــى األرض ‪ ..‬فقيــل ‪ :‬شــة صــمي ه ــر‬

‫‪..‬‬

‫‪199‬‬

‫وهـي آخــر المتـاع ‪ ..‬فلمــا هرحهـا علــى هـر ســقط‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫بعير !!‬

‫نقاهاً أك ر وأك ر ‪..‬‬

‫ولــو تهكــرت لرأيــي أن القشــة مظلومــة فليســي هــي التــي‬

‫والزوجة تحتا أيضاً ‪..‬‬

‫تراكمات كبار صبر البعير على أولها ‪ ..‬وصـبر ‪ ..‬وصـبر ‪..‬‬

‫والمدرس مع هالبه ‪ ..‬واألخ مع أخيه ‪..‬‬

‫وهكذا المرأة التـي هلقهـا زوجهـا ‪ ..‬أجـزم أن السـبب لـيس‬

‫إلى ذلع ‪..‬‬

‫ص ــمي هـ ــر البعيـ ــر وإنم ــا انقص ــم هـ ــر البعيـ ــر بس ــبب‬

‫حتى لم يطق صبراً ‪ ..‬فانقصم هر بشي صنير ‪..‬‬

‫هو تركها زيارة أخته فحسب ‪ ..‬وإنما تراكمات بله ‪ ..‬مـن‬

‫والولد يحتا أن يودع في لب والد ‪..‬‬ ‫بـل حتـى المـدير مـع مـن هـم تحـي إدارتـه ‪ ..‬يحتـا‬

‫عصيان لطلباته ‪ ..‬عدم تحقيق لر باتـه ‪ ..‬عـدم تحببهـا إليـه‬

‫باختصار ‪..‬‬

‫‪ ..‬تكبرهـا عليـه ‪ ..‬عـدم احتـرام رأيـه ‪ ..‬فهـي تسـحب دومـاً‬ ‫م ــن رص ــيدها العـــاههي عن ــد دون أن تـــودع فيـــه ــيئاً ‪..‬‬

‫جا ت محاسنه بألف هيع‬

‫وهــو يحتمــل ويحتمــل ‪ ..‬حتــى جــا هــذا المو ــف فقصــم‬

‫‪ .80‬الساحر ‪..‬‬

‫وإذا الحبيب أتى بذنب واحد‬

‫وت رد وال تداوي ‪..‬‬ ‫هر البعير ‪..‬‬

‫الكالم ببال‪ .. .‬يا أخي َس ِّمعنا كلمة حلوة ‪..‬‬

‫ولو أنها اعتني بك رة اإليـداع فـي رصـيدها العـاههي ‪ ..‬مـن‬

‫هكذا بدأت المسكينة تعاتب زوجها ‪..‬‬

‫وخهــة ــل ‪ ..‬وعنايــة بطعام ــه ولباســه ‪ ..‬واحتـ ـرام لرأي ــه ‪..‬‬

‫ولكنه لم يكن يسحرها بمعسول الكالم ‪!! ..‬‬

‫‪ ..‬وبالتالي لن يضر لو و ع مو ف سحبي بـه مـن رصـيدها‬

‫يكــون ســاحراً فــي كالمــه ‪ ..‬فيــردد ‪ :‬مــن عيــوني ‪..‬‬

‫و ــل م ــل ذل ــع ف ــي الطال ــب المش ــاكس ال ــذي يق ــع من ــه‬

‫وتزيـد يمـة البـائع كلمــا زادت عباراتـه جمـاالً ‪ ..‬فــنن‬

‫حسن لقا له ‪ ..‬وتننج ودالل ‪ ..‬وتحبب إليـه ‪ ..‬وممازحـة‬ ‫لصار رصيدها العاههي كبيـراً ‪ ..‬وملكـي مليـارات فـي لبـه‬ ‫العاههي ‪..‬‬

‫صــحيح هــو مــا صــر معهــا فــي هعــام وال لبــاس ‪..‬‬

‫ي م ــع العق ــال أن أهـ ــم ص ــهات الب ــائع المـ ــاهر أن‬

‫تهضل ‪ ..‬خل الحساب علينا ‪ ..‬تعبع راحة ‪..‬‬

‫مو ـــف صـــنير فينضـ ــب المـــدرس ضـ ــباً ـــديداً ‪ ..‬و ـ ــد‬ ‫يضربه ويطرد من الهصـل ‪ ..‬و ‪ ..‬رـم يقـول الطالـب أنـا مـا‬

‫‪ ..‬و ــدرة عل ــى إ ن ــاع الزب ــون بالشـ ـرا ‪ ..‬ص ــار ــد‬

‫وال ينتبه إلى أن هذ النكتـة هـي القشـة التـي صـمي هـر‬

‫وي مـع الم ربـون أن مــن أهـم صـهات الســكرتير أن‬

‫فعلـي ــيئاً هــي م ــرد نكتـة أهلقتهــا مــن يــر اســتئذان ‪..‬‬ ‫البعير ‪..‬‬

‫أضـا إلــى حسـن العبــارة جــودة فـي وصــف الســلعة‬

‫اكتسب نوراً على نور ‪..‬‬

‫يكـ ــون لسـ ــانه عـ ــذباً ‪ ..‬وعباراتـ ــه حلـ ــوة ‪ ..‬فيطـ ــرب‬

‫ل م له في زمال تهاصموا ‪ ..‬أو جيران تنازعوا ‪..‬‬

‫األســماع بقولــه ‪َ :‬ســم ‪ ..‬أبشــر ‪ ..‬نحــن و خــدامينع‬

‫إذن ‪ ..‬نحــن نحتــا دائم ـاً إلــى نــودع فــي ل ـب كــل واحــد‬

‫‪..‬‬

‫الــزو يتحــين الهــرص ليــودع فــي لــب زوجتــه ‪ ..‬ويس ـ ل‬

‫ليل ال مال ‪ ..‬لكنه يسحرها بعباراته ‪..‬‬

‫نلقا رصيداً عاههياً ‪..‬‬

‫‪211‬‬

‫وربما نهي زوجة بزوجها حبـاً ‪ ..‬وهـو ك يـر البهـل‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫أذكر أن اباً مراهقاً كان منرماً بمنازلة الهتيات ‪ ..‬وكان لـه‬

‫و ن أنه حسد على سيادته ‪..‬‬

‫متيمـة بحبـه ‪ ..‬عالقـة بشـراكه ‪ ..‬ومــن الع ـب أنـه لـم يكــن‬

‫ال ‪ ..‬وما منعه أن يتكلم به إال الحسد ‪..‬‬

‫درة ع يبة على اإليقـاع بهـن ‪ ..‬وكـم مـن مسـكينة صـارت‬

‫فقــال الزبر ــان ‪ :‬وا يــا رســول ا ‪ ..‬لقــد علــم مــا‬

‫يملع سيارة فارهة ينريهن بركوبهـا ‪ ..‬ولـم تكـن جيبـه مليئـة‬

‫فنض ــب عم ــرو ‪ ..‬و ــال ‪ :‬أن ــا أحس ــدك ؟!! ف ــوا‬

‫وال تظـنن أنــه أوتــي وســامة أو جمــاالً ‪ ..‬كــال ‪ ..‬فــنني أســأل‬

‫‪ ..‬مض ــيع ف ــي العش ــيرة ‪ ..‬وا ي ــا رس ــول ا لق ــد‬

‫لكنه كان ينلق فمه على لسان ‪ ..‬لو تكلم مع ح ر لهلقـه‬

‫أحسن مـا علمـي‬ ‫آخراً ‪ ..‬لكني رجل رضيي فقلي‬ ‫َ‬

‫فكــان يصــطاد الهتيــات بلســانه اصــطياداً ‪ ..‬بــل يســحرهن‬

‫صد ي في األمرين جميعاً ‪..‬‬

‫وحدي ها السحر الحالل لو أنه‬

‫ومهارات لسانه ‪..‬‬

‫بالمال ليندع عليهن الهدايا ‪..‬‬

‫ا لع أن ال تبتلى بالنظر إلى وجهه !!‬

‫‪ ..‬ولو سمعه نهر لدفقه ‪..‬‬ ‫سحراً ‪..‬‬

‫لم ي ن تل المسلم المتحرز‬

‫إنع لئـيم الهـال ‪ ..‬حـديث المـال ‪ ..‬أحمـق الموالـد‬ ‫صــد ي فيمــا لــي أوالً ‪ ..‬ومــا كــذبي فيمــا لــي‬ ‫ـبح مــا وجــدت ‪ ..‬ووا لقــد‬ ‫‪ ..‬و ضــبي فقلـ ُ‬ ‫ـي أ ـ َ‬ ‫فع ـ ــب ‪ ‬م ـ ــن س ـ ــرعة ح ت ـ ــه ‪ ..‬و ـ ــوة بيان ـ ــه ‪..‬‬

‫فقـ ــال ‪ :‬إن مـ ــن البي ـ ــان لسـ ــحراً ‪ ..‬إن مـ ــن البي ـ ــان‬ ‫و‪92‬‬

‫إن هال لم يملل وإن هي أوجزت‬

‫ود المحدث أنها لم توجز‬

‫أ بل يوماً إلى رسول ا ‪ ‬رالرةُ رجال سادة في ومهم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫لسحراً‬ ‫فكـن مبـدعاً فـي مهـارات لسـانع ‪ ..‬فلـو ـال لـع ‪:‬‬ ‫ناولني القلم ‪ ..‬ل ‪ :‬من عيوني ‪ ..‬تهضل ‪..‬‬

‫يس بن عاصم ‪ ..‬والزبر ـان بـن بـدر ‪ ..‬وعمـرو بـن األهـتم‬

‫ولــو ــال ‪ ..‬لكــن ي ــا فــالن عنــدي هلــب ‪ :‬اهل ــب‬

‫وكلهم من بيلة تميم ‪..‬‬

‫أريـ ــد منـ ــع خدمـ ــة ‪ :‬تهضـ ــل ‪ ..‬خـ ــدمنا أناس ـ ـاً مـ ــا‬

‫فقـال الزبر ـان ‪ :‬يـا رسـول ا ‪ ..‬أنـا سـيد تمـيم ‪ ..‬والمطــاع‬

‫مـارس هـذا األســلوب الـذي يد ــدغ المشـاعر ‪ ..‬مــع‬

‫لهم بحقو هم ‪..‬‬

‫مع أبيع ‪ ..‬زوجتع ‪ ..‬أوالدك ‪ ..‬زمالئع ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فبدؤوا يتهاخرون ‪..‬‬

‫عيوني ‪َ ..‬سم ‪..‬‬

‫يساوون أرر رجليع ‪..‬‬

‫فــيهم ‪ ..‬والم ــاب فــيهم ‪ ..‬أمــنعهم مــن الظلــم ‪ ..‬ف خــذ‬

‫أمع ‪ ..‬نعم أسمعها كلمات ر يقة لينة ‪..‬‬

‫رــم أ ــار إلــى الســيد ا خ ــر عم ــرو بــن األهــتم ‪ ..‬و ــال ‪:‬‬

‫فهـ ــذا األسـ ــلوب ال يهسـ ــرك ـ ــيئاً ‪ ..‬وتسـ ــحر بـ ــه‬

‫فـأرنى عمــرو عليـه و ــال ‪ :‬وا يـا رســول ا ‪ ..‬إنـه لشــديد‬

‫وانظر إلى حال األنصار ‪ ‬بعد معركة حنين ‪..‬‬

‫العارضة ‪ ..‬مانع ل انبه ‪ ..‬مطاع في ناديه ‪..‬‬

‫األنصـار الـذين ــاتلوا مـع النبــي ‪ ‬فـي بــدر رـم تلــوا‬

‫وهذا يعلم ذاك ‪..‬‬

‫رم سكي عمرو ‪..‬‬

‫فنض ــب الزبر ــان ‪َّ ..‬‬ ‫وود ل ــو ألن عم ــرواً زاد ف ــي ال ن ــا ‪..‬‬

‫‪211‬‬

‫ا خرين ‪ ..‬وتزيل ما في نهوسهم ‪..‬‬

‫فـي أحـد ‪ ..‬وحوصــروا فـي الهنــدع ‪ ..‬وال زالـوا معــه‬

‫) ‪( 91‬‬

‫رواه احلاكم يف املستدرك ‪ ،‬وأصله يف الصحيحني‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫يقاتلون ويُقتَلون ‪ ..‬حتـى فتحـوا معـه مكـة ‪ ..‬رـم مضـوا إلـى‬

‫فــي ومــع ‪ ..‬وأعطيــي عطاي ـاً عظام ـاً ‪ ..‬فــي بائــل‬

‫فهي الصحيحين ‪..‬‬

‫ولم يكن في األنصار منه إ ‪..‬‬

‫أن القتال ا تد أول المعركة ‪ ..‬وانكشف الناس عـن رسـول‬

‫فقال ‪ : ‬فأين أني من ذلع يا سعد ؟‬

‫فالتهي ‪ ‬إلى أصحابه ‪ ..‬فنذا هم يهرون من بين يديه ‪..‬‬

‫فقـال ‪ :‬فـاجمع لـي ومــع‪ ..‬فلمـا اجتمعـوا ‪ ..‬أتــاهم‬

‫يا معشر األنصار ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬لبيع يا رسول ا ‪..‬‬

‫فحمد ا وأرنى عليه ‪ ..‬رم ال ‪ :‬يا معشر األنصـار‬

‫وال زالـوا يــدفعون العــدو بســيوفهم ‪ ..‬ويهــدون رســول ا ‪‬‬

‫ــالوا ‪ :‬أمــا رؤســاؤنا يــا رســول ا فلــم يقولــوا ــيئا‬

‫بنحورهم ‪ ..‬حتى فر الكهار وانتصر المسلمون ‪..‬‬

‫وأما ناس منا حدي ة أسـنانهم فقـالوا ينهـر ا لرسـول‬

‫معركة حنين ‪..‬‬

‫ا ‪ ..‬فنذا الهزيمة تلود أمام المسلمين ‪..‬‬ ‫فصاد باألنصار ‪..‬‬

‫وعادوا إليه ‪ ..‬وصهوا بين يديه ‪..‬‬

‫العرب ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬ما أنا إال امرؤ من ومي ‪..‬‬

‫رسول ا‬

‫‪..‬‬

‫‪ ..‬ما الة بلنتني عنكم ؟‬

‫وبعــدما انتهــي المعركــة‪ ..‬وجمعــي الننــائم بــين يــدي النبــي‬

‫ا يعطــي ـريش ويتركنــا وســيوفنا تقطــر مــن دمــائهم‬

‫وأحــدهم يتــذكر أوالد ال ــوعى ‪ ..‬وأهلَــه الهق ـرا ‪ ..‬ويرجــو‬

‫فقــال ‪ : ‬يــا معشــر األنصــار ‪ ..‬ألــم تكونــوا ضــالالً‬ ‫فهداكم ا بي ‪..‬‬

‫فـنذا برسـول ا ‪ .. ‬يـدعو األ ـرع بـن حـابس ‪ -‬مـا أسـلم‬

‫ال ‪ :‬ألم تكونوا عالة فأ نـاكم ا ‪ ..‬وأعـدا ً فـألف‬

‫يدعو أبا سهيان ويعطيه مائة من اإلبل ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬بلى و ورسوله ‪ ..‬المنة الهضل ‪..‬‬

‫‪ .. ‬أخذوا ينظرون إليها ‪..‬‬

‫أن يناله من هذ الننائم ي يوسع به عليهم ‪..‬‬

‫فبينما هم على ذلع ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬بلى و ورسوله ‪ ..‬المنة الهضل ‪..‬‬

‫إال بل أيام فـي فـتح مكـة ‪ ..‬فيعطيـه مائـة مـن اإلبـل ‪ ..‬رـم‬

‫بين لوبكم ‪..‬‬

‫وال يزال يقسم النعم ‪ ..‬بين أ وام ‪ ..‬ما بذلوا بـذل األنصـار‬

‫ر ــم س ــكي رس ــول ا ‪ .. ‬وســـكتوا ‪ ..‬وانتظــ َـر ‪..‬‬

‫فلما رأ األنصار ذلع ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬أال ت يبوني يا معشر األنصار ‪..‬‬

‫‪ ..‬وال جاهدوا جهادهم ‪ ..‬وال ضحوا تضحيتهم ‪..‬‬ ‫ال بعضهم لبعط ‪ :‬ينهـر ا لرسـول ا‬

‫ويتركنا ‪ ..‬وسيوفنا تقطر من دمائهم ‪..‬‬

‫وانتظروا ‪..‬‬

‫‪ ..‬يعطـي ريشـاً‬

‫فلمــا رأ ســيدهم ســعد بــن عبــادة ‪ ‬ذلــع ‪ ..‬دخــل علــى‬

‫رسول ا ‪ .. ‬فقال ‪:‬‬

‫يــا رســول ا ‪ ..‬إن أصــحابع مــن األنصــار وجــدوا عليــع‬

‫في أنهسهم ‪ ..‬ال ‪ :‬وما ذاك ؟!!‬

‫ـال ‪ :‬لمـا صــنعي فـي هـذا الهــإ الـذي أصـبي ‪ ..‬سـمي‬

‫‪212‬‬

‫ـالوا ‪ :‬وبمــاذا ن يبــع يــا رســول ا ‪ ..‬و ولرســوله‬

‫المنة والهضل ‪..‬‬

‫فلص ـ ـ ـ َد تم‬ ‫ــ ــال ‪ :‬أمـ ـ ــا وا لـ ـ ــو ـ ـ ــئتم لقلـ ـ ــتم ‪َ ..‬‬ ‫لص ِّد تم ‪..‬‬ ‫و ُ‬

‫لو ئتم لقلتم ‪ :‬أتيتنا مكذباً فصـد ناك ‪ ..‬ومهـذوالً‬ ‫فنصرناك ‪ ..‬وهريداً ف ويناك ‪ ..‬وعائالً فواسيناك ‪..‬‬ ‫رـم ـال ‪ :‬يــا معشـر األنصـار ‪ ..‬أوجــدتم علـى رســول‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ا في أنهسكم ‪ ..‬في لعاعة من الـدنيا ‪ ..‬تألهـي بهـا ومـاً‬ ‫ليسلموا ‪ ..‬ووكلتم الى إسالمكم ‪..‬‬

‫دعا نا عليع وأذلع ‪ ..‬رم هرد من بستانه ‪..‬‬

‫أجبرهم ‪ ..‬وأتألههم ‪..‬‬

‫‪ ..‬فـنذا بهـالد لـه معـه ذكريـات أليمـة ‪ ..‬فطـرد كمـا‬

‫إن ريشـاً حـدي وا عهـد ب اهليـة ومصـيبة ‪ ..‬وإنــي أردت أن‬

‫المتكبـ ـ ــر المتنطـ ـ ــرس ‪ ..‬الحمـ ـ ــد‬

‫أن اسـ ـ ــت اب‬

‫مضـى ي ــر ـدمي خيبتــه ‪ ..‬حتـى دخــل بسـتاناً آخــر‬

‫أال ترضــون يــا معشــر األنصــار ‪ ..‬أن يــذهب النــاس بالشــاة‬

‫هرد األول ‪..‬‬

‫لــو ســلع النــاس وادي ـاً أو ــعباً ‪ ..‬وســلكي األنصــار وادي ـاً‬ ‫أو ــعباً ‪ ..‬لســلكي وادي األنصــار ‪ ..‬أو ــعب األنصــار‬

‫‪ ..‬وال يريد أن يرجع إلى أوالد خالياً ‪..‬‬

‫مر على مزرعة لهالد رالث ‪ ..‬فـدخل لي ـرب حظـه‬

‫فوالــذي نهــس محمــد بيــد ‪ ..‬إنــه لــوال اله ــرة ‪ ..‬لكنــي‬

‫رآ الهالد فـانبهر ‪ ..‬و ـد ذاع أيضـاً مـن إذاللـه مـن‬

‫األنصار ‪ ..‬وأبنا أبنا األنصار ‪..‬‬

‫جوعى ‪..‬‬

‫والبعير ‪ ..‬وترجعون برسول ا ‪ ‬إلى بيوتكم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫مضــى البا ــا و !! المســكين ال يلــوي علــى ــي‬

‫معه ‪..‬‬

‫امـ ــر اً مـ ــن األنص ـ ــار ‪ ..‬اللهـ ــم ارح ـ ــم األنصـ ــار ‪ ..‬وأبن ـ ــا‬

‫بل ‪ ..‬ال البا ا ‪ :‬أنـا أبحـث عـن عمـل ‪ ..‬أوالدي‬

‫فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ‪ ..‬و ـالوا ‪ :‬رضـينا برسـول‬

‫ف ــأراد اله ــالد أن يذل ــه ‪ ..‬وأن ين ــتقم من ــه بأس ــلوب‬

‫ا َسماً وحظاً‪ ..‬رم انصر رسول ا وتهر وا ‪..‬‬

‫ذكي ‪..‬‬

‫بل إنع بالعبارات ال ميلـة تسـتطيع أن تهـدر النـاس أحيانـاً‬ ‫‪..‬‬

‫فقـال لـه ‪ :‬أهـالً أيهــا البا ـا !! نـورت بسـتاني !! مــن‬

‫م ل ــي الي ــوم البا ـ ــا الكبيـ ــر يـ ــدخل أرض ــي !! أنـ ــي‬

‫ذكر أنه كان في صعيد مصـر رجـل نـي متسـلط يسـمونه "‬

‫البا ا الكبير ‪ ..‬أني البا ا الوجيه !! أني ‪..‬‬

‫البا ــا " كــان يملــع فــدادين مــن الم ـزارع ‪ ..‬كــان متنطرس ـاً‬ ‫يمارس أصنا اإلذالل على المزارعين الصنار ‪..‬‬ ‫دارت الزم ــان دورت ــه فأص ــاب أرض ــه م ــا أتلهه ــا ‪ ..‬فأص ــبح‬

‫وجعــل يهــدر بهــذ العبــارات ‪ ..‬حتــى صــار البا ــا‬ ‫منوماً تنويماً منناهيسياً !!‬

‫رــم ــال الهــالد ‪ :‬مرحب ـاً وأهــالً ‪ ..‬عنــدي عمــل ‪..‬‬

‫فقيراً بعد نى ‪ ..‬كسيراً‬ ‫جــاع أوالد وهــو لــيس عنــد مصــدر يتكســب منــه ‪ ..‬وال‬

‫ال البا ا ‪ :‬وما هو ؟‬

‫فهر يبحث عن عمل ‪ ..‬أي عمل ‪..‬‬

‫محـ ـراث ي ــر ر ــوران ‪ ..‬ر ــور أب ــيط ور ــور أس ــود ‪..‬‬

‫يعر صنعة ير الزراعة ‪ ..‬لكن أرضه تالهة ‪..‬‬

‫لكني ال أدري هل يناسبع أم ال ؟‬

‫ـ ـ ــال ‪ :‬اليـ ـ ــوم سـ ـ ــو أحـ ـ ــرث األرض ‪ ..‬وعنـ ـ ــدي‬

‫أ بل على مزرعة ألحد الهالحـين الضـعها الـذين ذا ـوا مـن‬

‫وال ور األسود اليـوم مـريط وال يسـتطيع أن يعمـل ‪..‬‬

‫عن ــع عمـ ـالً ‪ ..‬أ ط ــف ال م ــر ‪ ..‬أو أنقـــي الحب ــوب ‪ ..‬أو‬

‫فأريدك أن تقوم اليوم بو يهـة ال ـور األسـود ‪ ..‬فأنـي‬

‫إذالله ديماً ‪ ..‬دخل عليـه ‪ ..‬و ـال بكـل مذلـة ‪ :‬هـل أجـد‬

‫أ لم األ ار ‪ ..‬أو ‪..‬‬

‫ف ـار المـزارع فــي وجهـه و ــال ‪ :‬أنــي تعمـل عنــدي !! أنــي‬

‫‪213‬‬

‫وال ـ ــور األب ـ ــيط ال يطي ـ ــق ج ـ ــر الحرار ـ ــة وح ـ ــد ‪..‬‬ ‫ــوي أيه ــا البا ــا ‪ ..‬أن ــي ائ ــد ‪ ..‬أن ــي رئ ــيس ‪..‬‬

‫تسير في األمام دائماً ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫توجــه البا ــا بك ــل كبري ــا إل ــى الحرار ــة ‪ ..‬وو ــف ب ان ــب‬

‫اختر أهيب الكالم كما تهتار أهيب ال مر ‪..‬‬

‫وربطه بالحبال لي ر المحراث ‪ ..‬رـم توجـه إلـى البا ـا وهـو‬

‫‪ .82‬فليسعد النطق إن لم تسعد الحال !!‬

‫‪ ..‬والبا ــا يتلهــي فــي زهــو ‪ ..‬رــم ربــط الحبــال فــي كتهــي‬

‫رم يرجع خائباً ير مقضية حاجته ‪..‬‬ ‫نعــم ضــا حاجــات النــاس هاعــة عظيمــة ‪ ..‬ولــو لــم‬

‫المح ـراث ‪ ..‬والهــالد يــردد ‪ :‬جميــل يــا با ــا ‪ ..‬ممتــاز يــا‬

‫حاجة حتى أربتها له ‪ ،‬أحب إلي من أن أعتكف فـي‬

‫أحسن يا با ا ‪..‬‬

‫لكن بعط الحاجات يصعب ضـاؤها ‪ ..‬فلـيس كـل‬

‫ال ــور األب ــيط ‪ ..‬أ ب ــل المـ ـزارع إلي ــه وب ــدأ ب ــال ور األب ــيط‬

‫يردد ائالً ‪ :‬يا أحسن با ا في العالم ‪ ..‬يا وي ‪ ..‬يـا بطـل‬

‫البا ـا ‪ ..‬وركـب هـو علــى الحرارـة معـه السـوق !! وصــاد ‪:‬‬ ‫امـش ‪ ..‬وضـرب هـر ال ــور فتحـرك ‪ ..‬وتحـرك البا ـا ي ــر‬

‫مــن أحــر الموا ــف أن يقصــدك صــاحب حاجــة ‪..‬‬

‫يكــن فيه ــا إال ول ــه ‪ : ‬ل ــئن أمش ــي م ــع أخ ــي ف ــي‬ ‫و‪92‬‬

‫ملــع ‪ ..‬ويضــرب هــر ال ــور ‪ ..‬ويصــيح أ ــو يــا با ــا ‪..‬‬

‫مس دي هذا هراً "‬

‫والبا ــا المســكين لــم يتعــود علــى ذلــع ‪ ..‬لكنــه كــان ي ــر‬

‫مـن هلـب منــع أن تسـلهه مـاالً ــدرت علـى إعطائــه‬ ‫‪..‬‬

‫فلمــا انتهــى فــع الهــالد عنــه الحبــال ‪ ..‬وهــو يقــول ‪ :‬وا‬

‫تلبية هلبه ‪..‬‬

‫بكــل وتــه ‪ ..‬مــن الصــباد حتــى ابــي الشــمس ‪ ..‬وكأنــه‬ ‫ائب العقل ‪..‬‬

‫لكهى في فضلها ‪..‬‬

‫وال كل من هلب منع مرافقته في سهر درت على‬

‫نلع جميـل يـا با ـا ‪ ..‬هـذا أحسـن يـوم مـر علـي يـا با ـا‬

‫‪..‬‬

‫وال كــل مــن هل ـب حاجــة معــع كقلــم أو ســاعة أو‬ ‫يرها ‪ ..‬استطعي إعطا ها له ‪..‬‬

‫رم بضع جنيهات ‪ ..‬ومضى البا ا إلى بيته ‪..‬‬

‫دخل علـى أوالد ‪ ..‬و ـد تقرحـي كتهـا ‪ ..‬وسـالي الـدما‬

‫ـب حاج ــاتهم‬ ‫والمش ــكلة أن أك ــر الن ــاس إذا ل ــم تل ـ ِّ‬

‫وج ــدوا علي ــع ف ــي أنهسـ ــهم ‪ ..‬و ــد ي ــذمونع ف ــي‬

‫مــن أس ـ هل دميــه ‪ ..‬والع ــرع ين ــرع ريابــه ‪ ..‬و ‪ ..‬لكن ــه ال‬

‫الم ـ ـ ــالس ‪ ..‬ويتهمونـ ـ ــع تـ ـ ــارة بالبهـ ـ ــل ‪ ..‬وتـ ـ ــارة‬

‫سأله أوالد ‪ :‬ها ‪ ..‬هل وجدت عمالً ‪..‬‬

‫إذن ما العمل ؟!‬

‫يزال منتشياً مهدراً ‪..‬‬

‫باألنانية ‪ ..‬وتارة ‪..‬‬

‫فقال ‪ -‬بكـل فهـر ‪ : -‬نعـم ‪ ..‬أنـا البا ـا ‪ ..‬كيـف ال أجـد‬

‫كــن مــاهراً فــي الهــرو مــن المو ــف ‪ ..‬فــنذا هلــب‬

‫فقالوا ‪ :‬فماذا ا تنلي ؟!‬

‫بعبارات جميلة ‪ ..‬كما ال ‪:‬‬

‫عمالً ‪..‬‬

‫منع أحد يئاً ولم تسـتطع ضـا فعلـى األ ـل رد‬

‫فقال ‪ :‬ا تنلي ‪ ..‬ها !! ا تنلي !!‬

‫ال خيل عندك تهديها وال مال *** فليسـعد النطـق‬

‫وبدأ يصحو من تهدير ‪ ..‬ويدرك ما أصابه ‪..‬‬

‫إن لم تسعد الحال‬

‫ال ‪ :‬ا تنلي روراً !!!‬

‫فلو علم ـهر بأنـع ستسـافر إلـى مدينـة معينـة ‪..‬‬ ‫فح ــا ك و ــال ‪ :‬أري ــدك أن تش ــتري ل ــي حاج ــة م ــن‬

‫رار ‪..‬‬

‫) ‪( 92‬‬

‫‪214‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫المدينــة التــي أنــي مســافر إليهــا ‪ ..‬وأنــي ال ر بــة لــع فــي‬

‫رــم ــال ‪ : J‬والــذي نهســي بيــد ال يســألوني خطــة‬

‫فليســعد النط ــق إن لــم تس ــعد الح ــال ‪ ..‬ــل ل ــه ‪ :‬وا ي ــا‬

‫رــم زجرهــا فوربــي ‪ ..‬فتوجــه إلــى مكــة ‪ ..‬حتــى نــزل‬

‫فالن أخدمع بعيوني ‪ ..‬وأني أحب إلي من أنـاس ك يـر ‪..‬‬

‫بالحديبيـة ريبـاً مـن مكــة ‪ ..‬فتســامع بـه كهــار ـريش‬

‫تمنعني من إحضارها ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫أن يدخلها معتمراً ‪..‬‬

‫ضا حاجته ألي سبب ‪ ..‬فكيف ت يب ؟‬

‫لكنــي أخشــى أن يضــيق و تــي ‪ ..‬وعنــدي بعــط الظ ــرو‬

‫يعظمون فيها حرمات ا ‪ ..‬إال أعطيتهم إياها ‪..‬‬

‫‪ ..‬فهــر إليــه كبــارهم ليــردو عــن مكــة ‪ ..‬فــأبى إال‬

‫ولــو دعــاك إلــى وليمــة وأردت أن تعتــذر وخشــيي أن ي ــد‬

‫فما زالي البعوث بينـه وبـين ريش‪..‬حتـى أ بـل عليـه‬

‫في نهسه عليع ‪ ..‬فقدم مقدمات ‪ ..‬ـل – مـ الً – أنـا مـا‬

‫سهيل بن عمرو ‪..‬‬

‫إلى لبي ‪ ..‬لكني مشنول الليلة ‪..‬‬

‫المدينة‪..‬ويعتمروا في العام القادم‪..‬‬

‫أعتبــرك إال كواحــد مــن إخ ـواني ‪ ..‬وأنــي مــن أ لــى النــاس‬

‫فصـ ـ ـ ـ ـ ــالح النبـ ـ ـ ـ ـ ــي ‪ ‬علـ ـ ـ ـ ـ ــى أن يعـ ـ ـ ـ ـ ــودوا إلـ ـ ـ ـ ـ ــى‬

‫وأني لم تكذب فقد يكون نلع هـذا جلسـة مـع أوالدك‬

‫رم كتبوا بينهم صلحاً عاماً ‪ ..‬وفيه ‪:‬‬

‫و د كـان محمـد ‪ ‬يملـع النـاس بـأخالع يأسـر بهـا لـوبهم‬

‫مستضــعف يريــد المدينــة ‪ ..‬إال ُرَّد إلــى مكــة ‪ ..‬أمــا‬

‫انظر إليه عليه السالم ‪ ..‬و د جلس مع أصحابه الكرام ‪..‬‬ ‫فحدرهم عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫وفضل العمرة واإلحرام ‪..‬‬ ‫البيي الحرام ‪..‬‬

‫الكهر ‪ ..‬فيُقبل في مكة ‪..‬‬

‫‪ ..‬أو را ة في كتاب ‪ ..‬أو نوم !! فهي كلها أ نال ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فطارت أفئدتهم و اً إلى ذاك المقام ‪..‬‬

‫ا ـ ــترق سـ ــهيل ‪ :‬أنـ ــه ال يهـ ــر مـ ــن مكـ ــة مسـ ــلم‬

‫مــن خــر مــن المدينــة وج ــا إلــى مكــة مرتــداً إل ــى‬

‫فقـال المسـلمون ‪ :‬سـبحان ا !! مـن جا نـا مسـلماً‬ ‫نرد إلى الكافرين !! كيف نـرد إلـى المشـركين و ـد‬

‫فأمرهم بالت هز للرحيـل إليـه ‪ ..‬وحـ هم علـى التسـابق عليـه‬

‫جـا مسـلماً ‪ ..‬فبينمـا هـم كـذلع إذ أ بـل علــيهم ‪..‬‬

‫فما لب وا أن ت هزوا ‪ ..‬وحملوا سالحهم وتحرزوا ‪..‬‬

‫وهــو يصــيح ‪ :‬يــا رســول ا ‪ ..‬فنظــروا إليــه ‪ ..‬فــنذا‬

‫فهر ‪ ‬مع ألف وأربعمائة مـن أصـحابه ‪ ..‬مهلـين بـالعمرة‬

‫هــو أبــو جنــدل ولــد ســهيل بــن عم ــرو ‪ ..‬وكــان ــد‬

‫فلما ا تربوا من جبال مكة ‪..‬‬

‫‪ ..‬تهلــي مــن الحــبس وأ بــل ي ــر يــود ‪ ..‬تســيل‬

‫‪..‬‬

‫ملبين ‪ ..‬يتسابقون إلى البلد األمين ‪..‬‬

‫ــاب يس ــير عل ــى الرمض ــا ‪ ..‬يرف ــل ف ــي ي ــود ‪..‬‬

‫أسـلم فعذبــه أبــو وحبسـه ‪ ..‬فلمــا ســمع بالمســلمين‬

‫بركي القصوا ‪ -‬نا ة النبي عليـه السـالم ‪ .. -‬فحـاول أن‬

‫جراحه دماً ‪ ..‬وتهيط عيونه دمعاً ‪..‬‬

‫فقال الناس ‪ :‬خ ت القصوا ‪ ..‬و أي عصي فقال ‪: ‬‬

‫‪..‬والمسلمون ينظرون إليه ‪..‬‬

‫ما خ ت القصوا ‪ ..‬وما ذاك لهـا بهلـق ‪ ..‬ولكـن حبسـها‬

‫فلما رآ سهيل ‪ ..‬ضب !! كيف تهلي هذا الهتـى‬

‫اليمن يريد هدم الكعبة فحبسهم ا عن ذلع ‪..‬‬

‫أول من أ اضيع عليه أن ترد إلي ‪..‬‬

‫يبع ها لتسير ‪ ..‬فأبي عليه ‪..‬‬

‫حابس الهيل و يعنـي فيـل أبرهـة لمـا أ بـل بـه مـع جـيش مـن‬

‫‪215‬‬

‫رـ ــم رمـ ــى ب سـ ــد المتهال ـ ــع بـ ــين يـ ــدي النب ـ ــي ‪‬‬

‫من حبسه ‪ ..‬رم صاد بأعلى صـوته ‪ :‬هـذا يـا محمـد‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪ ‬فـي المسـ د مـع أصــحابه ‪ ..‬إذ دخـل علـيهم أبــو‬

‫فقال ‪ : ‬إنا لم نقط الكتاب بعد ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فوا إذاً ال أصالحع على ي أبداً ‪..‬‬

‫أرر العذاب ‪ ..‬ووع ـا ُ السـهر ‪ ..‬وهـو‬ ‫بصير ‪ ..‬عليه ُ‬

‫فقال ‪ : ‬فأجز لي ‪ ..‬ـال ‪ :‬مـا أنـا بم يـز لـع ‪ ..‬ـال ‪:‬‬

‫أ عث أ بر ‪..‬‬

‫بلــى فافعــل ‪ ..‬ــال ‪ :‬مــا أنــا بهاعــل ‪ ..‬فســكي النبــي ‪.. ‬‬

‫فما كاد يلتقط أنهاسه ‪ ..‬حتى أ بل رجالن من كهـار‬

‫يصيح ويستنيث بالمسلمين ‪ ..‬يقول ‪:‬‬

‫فــزع واض ــطرب ‪ ..‬وع ــادت إليــه ص ــورة الع ــذاب ‪..‬‬

‫و ــام ســهيل س ـريعاً إلــى ولــد ي ــر بقيــود ‪ ..‬وأبــو جنــدل‬

‫ريش فـدخال المسـ د ‪ ..‬فلمـا رآهمـا أبـو بصـير ‪..‬‬

‫أي معشر المسلمين أرد إلـى المشـركين و ـد جئـي مسـلماً‬ ‫‪ ..‬أال تـرون مــا ـد لقيــي مـن العــذاب ‪ ..‬وال زال يســتنيث‬

‫العهـ ـ ُد ال ــذي جعل ــي لن ــا ‪ ..‬فت ــذكر النب ــي ‪ ‬عه ــد‬

‫والمســلمون تــذوب أفئــدتهم حزن ـاً عليــه ‪ ..‬فتــى فــي ريعــان‬

‫أبي بصير ‪ ..‬أن يهر من المدينة ‪ ..‬فهر معهمـا‬

‫بهم حتى اب عنهم ‪..‬‬

‫الشباب ‪ ..‬يُشدد عليه العذاب ‪..‬‬

‫وينقل م ن العيش الر يد ‪ ..‬إلى البال الشديد ‪..‬‬

‫فـ ــنذا همـ ــا يصـ ــيحان ‪ ..‬يـ ــا محمـ ــد ‪ ..‬رد إلينـ ــا ‪..‬‬ ‫لقريش أن يرد إليهم من يأتيه من مكة ‪ ..‬فأ ـار إلـى‬ ‫أبــو بصــير ‪ ..‬فلمــا جــاوزا المدينــة ‪ ..‬نــزال لطعــام ‪..‬‬

‫وجلس أحدهما عند أبي بصير ‪..‬‬

‫وهو ابن سيد مـن السـادات‪..‬هالما تـنعم بالملذات‪..‬وتلـذذ‬

‫و اب ا خر ليقضي حاجته ‪..‬‬

‫بالشهوات ‪..‬‬

‫فأخر القاعد عند أبي بصير سيهه ‪ ..‬رـم أخـذ يهـز‬

‫رم ي ر أمام المسلمين بقيود ‪ ..‬ليعاد إلى سـ نه وحديـد‬

‫‪ ..‬ويق ــول مس ــتهز اً ب ــأبي بص ــير ‪ :‬ألضـ ـربن بس ــيهي‬

‫وهــم ال يملكــون لــه ــيئاً ‪ ..‬مضــى أبــو جنــدل إلــى مك ــة‬

‫فقــال لــه أبــو بصــير ‪ :‬وا إنــي ألر ســيهع هــذا يــا‬

‫واليقين ‪ ..‬أما المسـلمون فقـد رجعـوا مـع رسـول ا ‪ ‬إلـى‬

‫جربــي بــه ‪ ..‬رــم جربــي ‪ ..‬فقــال أبــو بصــير ‪ :‬أرنــي‬

‫علــى المســلمين المستضــعهين ‪ ..‬رــم ا ــتد العــذاب علــى‬

‫فـي يـد ‪ ..‬حتـى رفعـه رـم هـو بـه علـى ر بـة الرجــل‬

‫فبــدأ أبــو جنــدل ‪ ..‬وصــاحبه أبــو بصــير ‪ ..‬والمستضــعهون‬

‫رأ جسد صاحبه ممز اً ‪ ..‬م نـدالً ممز ـاً ‪ ..‬فهـزع‬

‫حتـى اسـتطاع أبـو بصـير ‪ ‬أن يهـرب مـن حبسـه ‪ ..‬فمضــى‬

‫‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫وحيـ ــداً ‪ ..‬يسـ ــأل ربـ ــع ال بـ ــات علـ ــى الـ ــدين ‪ ..‬والعصـ ــمة‬

‫المدينــة ‪ ..‬وهــم فــي حنــق ــديد علــى الكــافرين ‪ ..‬وحــزن‬

‫الضعها في مكة ‪ ..‬حتى لم يطيقوا له احتماالً ‪..‬‬ ‫في مكة ‪ ..‬يحاولون التهلي من يودهم ‪..‬‬

‫من ساعته إلى المدينة ‪ ..‬يحمله الشـوع ‪ ..‬ويحـدو األمـل‬

‫‪ ..‬ف ــي ص ــحبة النب ــي ‪ ‬وأص ــحابه ‪ ..‬مض ــى يط ــوي ه ــار‬

‫الصحرا ‪ ..‬تحترع دما على الرمضا ‪..‬‬

‫حتى وصل المدينة ‪ ..‬فتوجه إلـى مسـ دها ‪ ..‬فبينمـا النبـي‬

‫‪216‬‬

‫هذا في األوس والهزر يوماً إلى الليل ‪..‬‬

‫فـــالن جي ــداً ‪ ..‬فقـــال ‪ :‬أج ــل وا إن ــه ل يـــد لقـ ــد‬

‫أنظــر إليــه ‪ ..‬فناولــه إيــا ‪ ..‬فمــا كــاد الســيف يســتقر‬ ‫فأهار رأسه ‪ ..‬فلما رجع ا خر من حاجته ‪..‬‬

‫‪ ..‬وفـ َّـر حتــى أتــى المدينــة ‪ ..‬فــدخل المسـ د يعــدو‬

‫فلمــا رآ ‪ ‬مقــبالً ‪ ..‬فزعــاً ‪ ..‬ــال ‪ :‬لقــد رأ هــذا‬ ‫ذعراً ‪..‬‬

‫فلما و ف بين يديه ‪ ‬صاد من دة الهـزع ‪ ..‬ـال‬ ‫‪ُ :‬تِل وا صاحبي ‪ ..‬وإني لمقتول ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فلم يلبـث أن دخـل علـيهم أبـو بصـير ‪ ..‬تلتمـع عينـا‬

‫‪ ..‬والسيف في يد يقطر دماً ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫ـرراً‬

‫يقبلونهم ‪ ..‬والكهار في مكة يعذبونهم ‪..‬‬

‫فتهلي أبو جندل من يود ‪ ..‬فلحق بأبي بصـير ‪..‬‬

‫يـا نبـي ا ‪ ..‬ــد أوفـى ا ذمتــع ‪ ..‬ـد رددتنــي إلـيهم رــم‬

‫ر ــم جع ــل المس ــلمون يتواف ــدون إلي ــه ف ــي مكان ــه ‪..‬‬

‫أن اني ا منهم ‪ ..‬فضمني إليكم ‪ ..‬ال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫حتى ك ر عددهم ‪ ..‬وا تدت وتهم ‪..‬‬

‫فصاد أبو بصير بـأعلى صـوته ‪ ..‬ـال ‪ :‬أو ‪ ..‬يـا رسـول ا‬

‫ف علـ ــي ال تمـ ــر بهـ ــم افلـ ــة ت ـ ــارة لق ـ ـريش ‪ ..‬إال‬

‫فأع ب النبي ‪ ‬بشـ اعته ‪ ..‬لكنـه ال يسـتطيع أن ينهـذ لـه‬

‫فلمــا ك ــر ذلــع علــى ـريش ‪ ..‬أرســلوا إلــى النبــي ‪‬‬

‫هلبه فبينه وبين أهل مكة عهد ‪..‬‬

‫نا ــدونه ب ــا أن يض ــمهم إلي ــه ‪ ..‬فأرس ــل النب ــي ‪‬‬

‫‪ ..‬أعطني رجاالً أفتح لع مكة ‪..‬‬

‫اعترضوا لها ‪..‬‬

‫لكنه ‪ ‬أراد أن يرد بلطف ‪ ..‬فليسعد النطق إن لـم يسـعد‬

‫إلــيهم أن يــأتوا المدينــة ؟ فلمــا وصــل إلــيهم الكتــاب‬

‫التهـي ‪ ‬إلــى أصـحابه و ــال مادحـاً ألبــي بصـير ‪ :‬ويــل أمــه‬

‫لكن أبا بصير كان ـد ألـم بـه مـرض المـوت ‪ ..‬وهـو‬

‫فكانـي هـذ الكلمـات بم ابـة التههيـف واالعتـذار مـن أبـي‬

‫ينصر ‪..‬‬

‫بصير ‪..‬‬

‫فلم ــا دخل ـ ـوا عليـ ــه وأخبـ ــرو أن النبـ ــي ‪ ‬أذن لهـ ــم‬

‫الحال ‪..‬‬

‫مسعر حرب لو كان معه رجال ‪..‬‬ ‫!! ِّ‬

‫‪ ..‬استبشروا وفرحوا ‪..‬‬

‫يردد ائالً ‪ :‬ربي العلي األكبر من ينصر ا فسـو‬

‫و ـل أبـو بصــير وا هـاً عنــد بـاب المسـ د ينتظـر إذن النبــي‬

‫بسـكنى المدينـة ‪ ..‬وأن ـربتهم انتهـي ‪ ..‬وحــاجتهم‬

‫لكنه ‪ ‬تذكر عهد مـع ـريش فـأمر أبـا بصـير بـالهرو مـن‬

‫فاستبشر أبو بصير ‪ ..‬رم ال وهو يصـارع المـوت ‪:‬‬

‫نعم ‪ ..‬وما حمل في نهسه علـى الـدين ‪ ..‬وال انقلـب عـدواً‬ ‫للمسلمين ‪..‬‬

‫فأخــذ فقبلــه ‪ ..‬رــم جعل ــه علــى صــدر ‪ ..‬و ــال ‪:‬‬

‫فهو يرجو ما عنـد الحلـيم الكـريم ‪ ..‬مـن ال ـواب العظـيم ‪..‬‬

‫ا ‪ ..‬أ ـهد أن ال إلــه إال ا ‪ ..‬وأ ـهد أن محمــداً‬ ‫رسول ا ‪ ..‬رم هق ومات ‪..‬‬

‫خر أبو بصـير مـن المدينـة ‪ ..‬فاحتـار أيـن يـذهب ‪ ..‬فهـي‬

‫وسلم تسليماً ك يراً ‪..‬‬

‫فمضـى إلــى ســيف البحــر ريبـاً مــن جــدة ‪ ..‬فنــزل هنــاك ‪..‬‬

‫من معع إذا جاملع ‪ ..‬وتتلطف معه ‪..‬‬

‫‪ ‬له بالمكوث في المدينة ‪..‬‬

‫المدينة ‪ ..‬فسمع أبو بصير وأهاع ‪..‬‬

‫الـذي مـن أجلــه تـرك أهلــه ‪ ..‬وفـارع ولــد ‪ ..‬وأتعـب نهســه‬

‫‪ ..‬وعذب جسد ‪..‬‬

‫مكة عذاب و يود ‪ ..‬وفي المدينة مواريق وعهود ‪..‬‬ ‫في صحرا احلة ‪ ..‬ال أنيس فيها وال جليس ‪..‬‬

‫فتســامع بــه المســلمون المستضــعهون بمكــة ‪ ..‬فعلم ـوا أنــه‬

‫بـ ــاب فـ ــر ان ه ـ ــتح لهـ ــم ‪ ..‬فالمس ـ ــلمون فـ ــي المدين ـ ــة ال‬

‫‪217‬‬

‫ضيي ‪ ..‬ونهوسهم أمني ‪..‬‬

‫أروني كتاب رسول ا ‪ .. ‬فناولو إيا ‪..‬‬

‫أ ـهد أن ال إلـه إال ا ‪ ..‬وأ ــهد أن محمـداً رســول‬

‫ف ــرحم ا أب ــا بص ــير ‪ ..‬وص ــلى عل ــى نب ــي الرحم ــة‬

‫ومـن اإلســعاد بــالنطق والسـحر بــالكالم ‪ ..‬أن تراعــي‬ ‫ذكر أن امـرأة فقيـرة اضـط عي ب انـب زوجهـا علـى‬ ‫فـرا‪ .‬عتيــق ‪ ..‬فــي كــوخ ــديم ‪ ..‬جدرانــه مر عــة ‪..‬‬

‫وسقهه من جذوع النهل ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ف الي ببصرها تنظر إلى جدران بيتهـا ‪ ..‬رـم ركـزت بصـرها‬

‫فا هر لي ذنوبي ‪ ..‬ال ينهر الذنوب إال أني ‪..‬‬

‫تدري ماذا أتمنى ؟‬

‫أني ‪..‬‬

‫إلى السقف ‪ ..‬وسرحي بهكرها بعيداً ‪ ..‬رم الي ‪:‬‬ ‫ال ‪ :‬ها !! ماذا تتمنين ؟‬

‫الي ‪ :‬أتمنى أن نملع بيتاً كبيراً تسـعد فيـه مـع أوالدك ‪..‬‬

‫اهــدني ألحســن األخــالع ‪ ..‬ال يهــدي ألحســنها إال‬

‫واصر عني سيئها ‪ ..‬إنه ال يصر سـيئها إال أنـي‬

‫‪..‬‬

‫و‪93‬‬

‫وتـدعو إليـه أصـد ا ك ‪ ..‬ونملـع سـيارة فارهـة ‪ ..‬ترتــاد إذا‬

‫لبيع وسعديع والهير بيديع ‪.. ..‬‬

‫ومضـي المسـكينة تســرد لـه بحمـاس أســباب السـعادة التــي‬

‫في كسب لوب الناس ‪..‬؟‬

‫والرجـل ــارع فــي أحــالم خيبتــه ‪ ..‬يــائس مــن صــالد حالــه‬

‫السالم عليهم ولقائهم يهرحون إن دعوت لهم ‪..‬‬

‫‪ ..‬ال يملع أية مهارة من مهارات الكالم ‪..‬‬

‫فمع ولع ‪ :‬كيف الحال وما األخبار ؟ أضف إليهـا‬

‫سقتها ‪ ..‬ويزيد راتبع ضـعهين حتـى تسـدد ديونـع ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫تتمناها له ‪..‬‬

‫فلما تعبي الي له ‪ :‬وأني ماذا تتمنى ؟!‬

‫فنظـر إلــى السـقف هـويالً رـم ــال ‪ :‬أتمنـى أن ينطلــق جــذع‬ ‫من هذا السقف ويقع على رأسع فيقسمه نصهين ‪..‬‬

‫نعـود إلـى أصـل كالمنـا ‪ ..‬كيـف ت عـل الـدعا مهـارة‬

‫النـ ــاس عموم ـ ـاً يحبـ ــون الـ ــدعا لهـ ــم ‪ ..‬حتـ ــى عنـ ــد‬

‫‪ :‬ا يحرس ــع ‪ ..‬ا ي عل ــع مباركـ ـاً ‪ ..‬ا ي بـــي‬ ‫لبع ‪..‬‬

‫وال تكن عبارات دعائـع مسـتهلكة أو اعتياديـة م ـل‬ ‫‪ :‬ا يوفقـ ــع ‪ ..‬ا يحهظـ ــع ‪ ..‬نعـ ــم هـ ــي دعـ ــا‬

‫حسن لكن السامع اعتاد عليه حتى لم يعـد يـرن فـي‬

‫حديث ‪..‬‬

‫سألو ‪ : ‬ما أك ر ما يدخل الناس النار ؟ فقال ‪ :‬هذا‬ ‫وهذا ‪ ..‬يعني الهر واللسان‬

‫أذنه عند سماعه ‪..‬‬

‫وإن ابلـــي أحـ ــداً معـ ــه أوالد ‪ ..‬فـ ــادع لهـ ــم وهـ ــو‬

‫يسـمع ‪ ..‬ا يقــر بهـم عينــع ‪ ..‬ا ي مـع ــملكم‬ ‫‪ ..‬ا يرز ع برهم ‪ ..‬ونحو ذلع ‪..‬‬

‫‪ .82‬الدعا ‪..‬‬ ‫ال أعنــي هنــا الكــالم عــن فضــل الــدعا ‪ ..‬وآدابــه و ــروق‬

‫إجابته ‪..‬‬

‫فهـذا لــيس لـه عال ــة مبا ـرة بمــا ننا شـه هنــا وهـو مهــارات‬

‫التعامل مع الناس ‪..‬‬

‫وإنما أعني ‪ :‬كيف ت عل الدعا مهارة في كسب الناس ؟‬

‫ومـ ــن ذلـ ــع أن تـ ــدعو ا أيض ـ ـاً أن يهـ ــديع إلـ ــى أحسـ ــن‬

‫األخالع ‪ ..‬كما كان الحبيب ‪ ‬يدعو ائالً ‪:‬‬

‫والله ـ ــم لـ ـ ــع الحمـ ـ ــد ‪ ..‬ال إل ـ ــه إال أنـ ـ ــي ‪ ..‬سـ ـ ــبحانع‬

‫أنــا أحكــي هــذا عــن ت ربــة ‪ ..‬لقــد جربتــه ك يـراً ك يـراً‬ ‫‪ ..‬فرأيته يسلب لوب الناس سلباً ‪..‬‬ ‫دعيـي فــي ليلـة مــن ليـالي ــهر رمضـان بــل ســنتين‬

‫إلى لقا مبا ر في إحد القنوات الهضائية ‪..‬‬

‫كان اللقا حول أحوال العبادة في رمضـان ‪ ..‬وكـان‬ ‫انعق ــاد اللق ــا ف ــي مك ــة المكرم ــة ف ــي رف ــة بأح ــد‬

‫الهنـ ــادع مطلـ ــة علـ ــى الحـ ــرم ‪ ..‬كنـ ــا نتحـ ــدث عـ ــن‬

‫رمض ــان ‪ ..‬والمش ــاهدون ي ــرون م ــن خ ــالل الناف ــذة‬

‫وبحمدك ‪ ..‬لمي نهسي ‪ ..‬واعترفي بذنبي ‪..‬‬

‫)‬

‫‪218‬‬

‫‪93‬‬

‫(‬

‫أخرجه أبو عوانة‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫التي خلهنا المعتمـرين والطـائهين خلهنـا علـى الهـوا مبا ـرة‬

‫كان المنظر فعالً ملرراً ‪..‬‬

‫ك ــان المنظ ــر مهيبـ ـاً ‪ ..‬والكـــالم مـ ـلرراً ‪ ..‬حتـــى إن مق ــدم‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫البرنامج رع لبه وبكى أرنا الحلقة ‪..‬‬

‫كان ال و إيمانياً ‪ ..‬ما أفسد علينـا إال أحـد المصـورين !!‬

‫ك ــان يمســـع ك ــاميرا التصـ ـوير بي ــد ‪ ..‬والي ــد ال اني ــة فيهـ ــا‬

‫ســي ارة ‪ ..‬وكأنــه يريــد أن ال تض ــيع عليــه لحظــة مــن لي ــل‬ ‫رمضان إال و د أ بع رئتيه سي اراً !!‬

‫لي ‪ :‬هل تر هلال ؟‬

‫لي ‪ :‬جاؤوا من كل مكان ‪ ..‬بيط وسود ‪ ..‬عرب‬

‫وأع ــاجم ‪ ..‬أ ني ــا وفقـ ـرا ‪..‬كله ــم ي ــدعون ا أن‬

‫يتقبل منهم وينهر لهم ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬صحيح ‪ ..‬صحيح ‪..‬‬ ‫لي أفال تتمنى أن يعطيـع ا مـا يعطـيهم ؟ ـال ‪:‬‬

‫أزع ني هذا ك يراً ‪ ..‬وخنقني وصاحبي الدخان ‪ ..‬لكـن لـم‬

‫بلى ‪..‬‬

‫إال ركوبها !!‬

‫دعائي ‪..‬‬

‫يكن بد من الصبر ‪ ..‬فاللقا مبا ـر ‪ ..‬ومـا حيلـة المضـطر‬ ‫مضي ساعة كاملة ‪ ..‬وانتهى اللقا بسالم ‪..‬‬

‫أ بل إلـي المصـور ‪ -‬والسـي ارة فـي يـد ‪ -‬ـاكراً م نيـاً ‪..‬‬ ‫فشــددت عل ــى يــد و ل ــي ‪ ..‬وأن ــي أيضــاً أ ــكرك عل ــى‬

‫لــي ‪ :‬ارفــع يــديع ‪ ..‬وســأدعو لــع ‪.‬ز أمــن علــى‬

‫رفعي يدي و لـي ‪ :‬اللهـم ا هـر لـه ‪ ..‬ـال ‪ :‬آمـين‬ ‫‪ ..‬لي ‪ :‬اللهم ارفع درجته واجمعـه مـع أحبابـه فـي‬

‫ال نة ‪ ..‬اللهم ‪..‬‬

‫مشــاركتع فــي تص ـوير الب ـرامج الدينيــة ‪ ..‬ولــي إليــع كلمــة‬

‫وال زلي أدعو حتى رع لبه وبكـى ‪ ..‬وأخـذ يـردد ‪:‬‬

‫لي ‪ :‬الدخان والسـ ا ‪ ..‬فقـاهعني ‪ :‬ال تنصـحني ‪ ..‬وا‬

‫فلم ــا أردت أن أخ ــتم ال ــدعا ‪ ..‬ل ــي ‪ :‬الله ــم إن‬

‫لــي ‪ :‬هيــب اســمع منــي ‪ ..‬أنــي تعلــم أن السـ اير ح ـرام‬

‫فاحرمه منه ‪..‬‬

‫لعلع تقبلها ‪ ..‬ال ‪ :‬تهضل ‪ ..‬تهضل ‪..‬‬ ‫ما فيه فائدة يا يخ ‪..‬‬

‫وأن ا يقــول ‪ ..‬فقــاهعني م ــرة أخــر ‪ :‬يــا ــيخ ال تضــع‬ ‫و تع ‪ ..‬أنا مضـى لـي أك ـر مـن أربعـين سـنة وأنـا أدخـن ‪..‬‬ ‫الـدخان ي ـري فـي عرو ـي ‪ ..‬مـا فيـه فااائـدة ‪ ..‬كـان يــرك‬

‫أ طر !!‬

‫لي ‪ :‬يعني ما فيه فائدة ؟!!‬

‫آمين ‪ ..‬آمين ‪..‬‬

‫تــرك التــدخين فاســت ب هــذا الــدعا وإن لــم يتركــه‬

‫فــانه ر الرجــل باكي ـاً ‪ ..‬و طــى وجهــه بيديــه وخــر‬ ‫من النرفة ‪..‬‬

‫مضـي عــدة ـهور ‪ ..‬فــدعيي إلـى مقــر تلـع القنــاة‬

‫للقا مبا ر ‪..‬‬

‫فلمـا دخلـي المبنـى فـنذا برجـل بـدين يقبـل عل َّـي رــم‬

‫فأحر مني و ال ‪ :‬ادع لي ‪ ..‬ادع لي ‪..‬‬

‫‪ ..‬يســلم عل ــي بحـ ـرارة ‪ ..‬ويقب ــل رأس ــي ‪ ..‬وينحن ــي‬

‫لي تعال ننظر إلى الكعبة ‪..‬‬

‫فقلــي لــه ‪ :‬ــكر ا لطهــع ‪ ..‬وأدبــع ‪ ..‬وأ ــدر‬

‫على يدي ليقبلها ‪ ..‬وهو متأرر جداً ‪..‬‬

‫فأمسكي يد و لي ‪ :‬تعال معي ‪..‬‬

‫فو هنا عند النافذة المطلة على الحرم ‪ ..‬فنذا كـل ـبر فيـه‬ ‫ملــي بالنــاس ‪ ..‬مــا بــين راكــع وســاجد ‪ ..‬ومعتمــر وبــاك ‪..‬‬

‫‪219‬‬

‫لع محبتع ‪ ..‬لكن اسمح لي فأنا لم أعرفع ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬هل تذكر المصور الـذي نصـحته بـل سـنتين‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫أ بلــي إلــى المس ـ د ‪ ..‬فــنذا ــاب و ــور ينتظرنــي‬

‫ليترك التدخين ؟!‬ ‫لي ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫عن ــد باب ــه ‪ ..‬تهاج ــأت ب ــه لم ــا رآن ــي ‪ ..‬يقب ــل عل ــي‬

‫ال ‪ :‬أنا هو ‪ ..‬وا يا يخ إني لم سـي ارة فـي فمـي منـذ‬

‫متحمساً ويسلم بحرارة ‪..‬‬

‫ما أجمل الذكريات إذا كاني سارة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬هل عرفتني ‪..‬‬

‫لم أعرفه ‪ ..‬لكني بادلته السالم والترحيب ‪..‬‬

‫تلع اللحظة ‪..‬‬

‫في موسم الحج بل رـالث سـنوات ‪ ..‬ذهبـي إللقـا كلمـة‬

‫لـي ‪ :‬أ ــكر لـع لطهــع ‪ ..‬ومحبتـع ‪ ..‬لكنــي لــم‬

‫بعــد الكلمــة ازدحــم الن ــاس يســألون ويســلمون ‪ ..‬حاول ــي‬

‫ــال ‪ :‬هــل تــذكر الشــاب المــدخن الــذي ابلتــه فــي‬

‫أخر ‪..‬‬

‫لي ‪ :‬نعم ‪ ..‬نعم ‪..‬‬

‫في إحد حمالت الحج الكبر في صالة العصر ‪..‬‬

‫التهلر السريع الرتباهي بمحاضرة بعـدهم فـوراً فـي حملـة‬

‫أعرفع ‪..‬‬

‫الحج ‪ ..‬ونصحته بترك التدخين ؟‬

‫الحظ ــي م ــن بي ــنهم ــاب يق ــدم رجـ ـالً وي ــلخر أخ ــر ‪..‬‬

‫ـال ‪ :‬أنـا هـو ‪ ..‬أبشـرك و الحمـد أنـي مـا وضـعي‬

‫التهـي إليـه ‪ ..‬ومـددت يـدي نحـو فصـافحني ‪ ..‬رـم سـألته‬

‫التدخين ‪ ..‬فصلحي ك ير من أمور حياتي ‪..‬‬

‫في وسط الزحام ‪ : ..‬عندك سلال ؟‬

‫هــززت يــد مش ـ عاً ‪ ..‬ومضــيي ‪ ..‬و ــد أيقنــي أن‬

‫إلي والناس مزدحمون ‪ ..‬حتى ا ترب ‪..‬‬ ‫ف ررته َّ‬

‫يكون أك ر تأريراً من النصح المبا ر ‪..‬‬

‫فق ــال وه ــو مس ــتع ل ‪ :‬ذهب ــي لرم ــي ال مـ ـرات ‪ ..‬مع ــي‬

‫ا ‪ ..‬ا يوفق ــع ‪ ..‬ا ي ع ــل أوالدك ب ــارين ب ــع‬

‫مستح أن يزاحم الناس ‪..‬‬ ‫ٍ‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫الس ــي ارة ف ــي فم ــي من ــذ تل ــع اللحظ ــة ‪ ..‬ترك ــي‬

‫الدعا للناس في وجوههم ‪ ..‬وهم يسـمعون ‪ ..‬ربمـا‬

‫لي ‪ :‬ما سلالع ؟‬

‫جدتي وأختي ‪ ..‬وكان زحاماً ديداً ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫انتهى من سلاله ‪ ..‬فأجبته عليه ‪..‬‬

‫وم لـه لـو رأيــي ـاباً بــاراً بأبيـه ‪ ..‬فقلــي لـه ‪ :‬جـزاك‬

‫‪..‬‬

‫بال ع أن هذا الدعا سيكون دافعاً له أك ر ‪..‬‬

‫ممي منه خـالل ذلـع رائحـة دخـان ‪ ..‬فتبسـمي وسـألته‬

‫كـان النبــي الكـريم ‪ ..‬عليــه أفضـل الصــالة والتســليم‬

‫ال ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫وكسبهم والتأرير فيهم لتقريبهم للدين ‪..‬‬

‫ل ــي ‪ :‬أس ــأل ا أن ينه ــر ل ــع ‪ ..‬ويتقب ــل ح ــع ‪ ..‬إن‬

‫كان الطهيل بن عمرو سـيداً مطاعـاً فـي بيلتـه دوس‬ ‫‪..‬‬

‫‪ :‬تدخن ؟‬

‫تركي التدخين من هذ اللحظة ‪..‬‬

‫‪ ..‬مب ـ ــدعاً فـ ـ ــي اسـ ـ ــتعمال ال ـ ــدعا لـ ـ ــدعوة النـ ـ ــاس‬

‫سـكي الشـاب ‪ ..‬كــان واضـحاً مـن وجهــه أنـه تـأرر بــالكالم‬

‫ــدم مك ــة يومـ ـاً ف ــي حاج ــة ‪ ..‬فلم ــا دخله ــا ‪ ..‬رآ‬

‫مضي رمانية أ هر ‪..‬‬

‫؟ ال ‪ :‬أنا الطهيل بن عمرو ‪ ..‬سيد دوس ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فذهبي إللقا محاضرة في إحد المدن ‪..‬‬

‫أ ـرا‬

‫ـريش ‪ ..‬فـأ بلوا عليــه ‪ ..‬و ـالوا ‪ :‬مــن أنــي‬

‫فقــالوا ‪ :‬إن ههنــا رجــل فــي مكــة ي ــزعم أنــه نب ــي ‪..‬‬

‫‪211‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فاحــذر أن ت لــس معــه أو تســمع كالمــه ‪ ..‬فننــه ســاحر ‪..‬‬

‫‪ ..‬جيرانه ‪ ..‬خالنه ‪ ..‬كل هذا سيضطرب ‪..‬‬

‫ــال الطهيــل ‪ :‬فــو ا م ـا زال ـوا بــي يهوف ـونني منــه ‪ ..‬حتــى‬

‫‪..‬‬

‫أجمعــي أال أســمع منــه ــيئاً ‪ ..‬وال أكلمــه ‪ ..‬بــل حشــوت‬

‫وف أة إذا به يضرب بدنيا عرض الحائط ‪..‬‬

‫إن استمعي إليه ذهب بعقلع ‪..‬‬

‫فــي أذن ـ َّـي كرســها ‪ -‬وه ــو القطــن – خوفـ ـاً مــن أن يبلنن ــي‬ ‫ي من وله ‪ ..‬وأنا مار به ‪..‬‬

‫سـكي الطهيـل ‪ ..‬يهكـر ‪ ..‬يـوازن بـين دنيـا وآخرتــه‬

‫نعم سو يستقيم على الدين ‪ ..‬وليـرض مـن يرضـى‬ ‫‪ ..‬وليسـ ــهط م ـ ــن يسـ ــهط ‪ ..‬وم ـ ــاذا يكـ ــون أه ـ ــل‬

‫ـال الطهيـل ‪ :‬فنـدوت إلـى المسـ د ‪ ..‬فـنذا رســول ا ‪‬‬

‫األرض ‪ ..‬إذا رضي أهل السما ‪..‬‬

‫ائم يصلي عند الكعبة ‪..‬‬

‫ماله ورز ه بيد من في السما ‪ ..‬صحته وسـقمه بيـد‬

‫فقمي منه ريباً ‪ ..‬فأبى ا إال أن يسمعني بعط وله ‪..‬‬

‫فسمعي كالماً حسناً ‪ ..‬فقلـي فـي نهسـي ‪ :‬واركـل أمـي !‬

‫وا إني لرجل لبيب ‪ ..‬مـا يههـى عل َّـي الحس ُـن مـن القبـيح‬

‫‪ ..‬فمــا يمنعنــي أن أســمع مــن هــذا الرجــل مــا يقــول ‪ ..‬فــنن‬

‫ك ــان ال ــذي ب ــه حس ــناً بلت ــه ‪ ..‬وإن ك ــان بيحـ ـاً تركت ــه ‪..‬‬ ‫فمك ــي حتــى ضــى صــالته ‪ ..‬فلمــا ــام منصــرفاً إلــى بيتــه‬

‫تبعته ‪..‬‬

‫حتـى إذا دخــل بيتــه دخلــي عليــه ‪ ..‬فقلــي ‪ :‬يــا محمــد ‪..‬‬

‫إن ومع الوا لي كذا وكذا ‪..‬‬

‫من في السما ‪ ..‬منصبه وجاهه بيد من في السـما‬

‫‪ ..‬بل حياته وموته بيد من في السما ‪..‬‬

‫فــنذا رضــي أهــل الســما ‪ ..‬فــال عليــه مــا فاتــه مــن‬

‫الدنيا ‪..‬‬

‫إذا أحبه ا ‪ ..‬فلبينضه بعـدها مـن ـا ‪ ..‬وليتنكـر‬

‫له من ا ‪ ..‬وليستهزئ به من ا ‪..‬‬

‫فليتع تحلو والحياة مريرة‬

‫وليتع ترضى واألنام ضاب‬

‫وليي الذي بيني وبينع عامر‬

‫ووا ما برحوا يهوفونني منع حتى سددت أذنـي بكرسـف‬

‫وبيني وبين العالمين خراب‬

‫علي أمرك ‪..‬‬ ‫فاعرض َّ‬

‫وكل الذي فوع التراب تراب‬

‫ل ــئال أس ــمع ول ــع ‪ ..‬و ــد س ــمعي من ــع ــوالً حس ــناً ‪..‬‬

‫إذا صح منع الود فالكل هين‬

‫ف ــابتهج النب ــي علي ــه الصـ ـالة والس ــالم ‪ ..‬وف ــرد ‪..‬وع ــرض‬

‫نعــم ‪ ..‬أســلم الطهيــل فــي مكانــه ‪ ..‬و ــهد ــهادة‬

‫الطهيل في حاله ‪ ..‬فنذا كل يـوم يعيشـه يزيـد مـن ا بعـداً‬ ‫‪..‬‬

‫رم ارتهعـي همتـه ‪ ..‬فقـال ‪ :‬يـا نبـي ا ‪ ..‬إنـي امـرؤ‬

‫اإلسـ ــالم علـ ــى الطهيـ ــل ‪ ..‬وتـ ــال عليـ ــه القـ ــرآن ‪ ..‬فتهكـ ــر‬

‫وإذا هــو يعبــد ح ــراً ‪ ..‬ال يســمع دعــا إذا دع ــا ‪ ..‬وال‬ ‫ي يب ندا إذا نادا ‪ ..‬وهذا الحق د تبين له ‪..‬‬

‫رم بدأ الطهيل يتهكر في عا بة إسالمه ‪..‬‬

‫كيف ينير دينه ودين آبائه !!‪ ..‬ماذا سيقول الناس عنه ؟!‬

‫حياتــه التــي عا ــها ‪ ..‬أموالــه التــي جمعهــا ‪ ..‬أهلــه ‪ ..‬ولــد‬

‫‪211‬‬

‫الحق ‪..‬‬

‫مطــاع فــي ــومي ‪ ..‬وإنــي راجــع إلــيهم وداعــيهم إلــى‬

‫اإلسالم ‪..‬‬

‫رــم خــر الطهيــل مــن مكــة ‪ ..‬مســرعاً إلــى ومــه ‪..‬‬ ‫هم هذا الدين ‪..‬‬ ‫حامالً َّ‬ ‫يصعد به جبل ‪ ..‬وينزل به واد ‪..‬‬

‫حتــى وصــل ديــار ومــه ‪ ..‬فلمــا دخلهــا ‪ ..‬أ بــل إليــه‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫أبو ‪ ..‬وكان يهاً كبيراً ‪..‬‬

‫بيتـ ـاً بيتـ ـاً ‪ ..‬ويقبـــل عل ــيهم ف ــي نـ ـواديهم ‪ ..‬ويق ــف‬

‫فقال الطهيل ‪ :‬إليع عنـي يـا أبـي ‪ ..‬فلسـي منـع ولسـي‬

‫عليهم في هر اتهم ‪..‬‬ ‫لكنهم أَبَـوا إال عبادة األصـنام ‪ ..‬فنضـب الطهيـل ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫فأ بــل علــى رســول ا ‪ ‬فقــال ‪ :‬يــا رســول ا ‪..‬‬

‫مني ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬ولم يا بنـي ؟ ـال ‪ :‬أسـلمي وتابعـي ديـن محمـد ‪‬‬

‫وذهب إلى مكة ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬أي بني ديني دينع ‪..‬‬

‫إن دوساً ـد عصـي وأبـي ‪ ..‬يـا رسـول ا ‪ ..‬فـادع‬ ‫ا عليهم ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬فاذه ــب فا تســل وهه ــر رياب ــع ‪ ..‬رــم ائتن ــي حت ــى‬

‫أعلمع مما علمي ‪..‬‬

‫فتنير وجه النبي عليه الصالة والسالم ‪ ..‬ورفـع يديـه‬

‫فــذهب أبــو وا تســل وههــر ريابــه ‪ ..‬رــم جــا فعــرض عليــه‬

‫إلى السما ‪..‬‬

‫رم مشى الطهيل إلى بيته ‪ ..‬فأتته زوجته مرحبة ‪..‬‬

‫فــنذا ب ــالرحيم الش ــهيق ‪ .. ‬يق ــول ‪ " :‬الله ــم اه ــد‬

‫الي ‪ :‬ولم ؟ بأبي أني وأمي ‪..‬‬

‫رــم التهــي إلــى الطهيــل و ــال ‪ :‬ارجــع إلــى ومــع ‪..‬‬

‫اإلسالم فأسلم ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬إليع عني ‪ ..‬فلسي منع ولسي مني ‪..‬‬

‫فقال الطهيل في نهسه ‪ ..‬هلكي دوس ‪..‬‬

‫دوساً ‪ ..‬اللهم اهد دوساً ‪..‬‬

‫فرع بيني وبينـع اإلسـالم ‪ ..‬وتابعـي ديـن محمـد ‪‬‬ ‫ال ‪َّ :‬‬

‫فاد ُعهم ‪ ..‬وارفق بهم ‪..‬‬

‫الي ‪ :‬فديني دينع ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬ما أحسن رع أبواب السما ‪..‬‬

‫ـال ‪ :‬فقلــي فــاذهبي فتطهــري ‪ ..‬رــم ارجعــي إلـ َّـي ‪ ..‬فواتــه‬

‫ليس الطهيل و ومه فقط ‪ ..‬وإنما يرهم ك ير ‪..‬‬

‫رــم خافــي مــن صــنمهم أن يعا بهــا فــي أوالدهــا إن تركــي‬

‫يتعدوا رمانية ورالرين رجال ‪..‬‬

‫فرجعـي إليـه و الـي ‪ :‬بـأبي أنـي وأمـي ‪ ..‬أمـا تهشـى علـى‬

‫أمام الناس بالدعوة والجهر باإلسالم ‪..‬‬

‫وذو الشــر صــنم عنــدهم يعبدونــه ‪ ..‬وكــانوا يــرون أن مــن‬

‫كــان أب ــو بكــر ‪ ‬متحمسـ ـاً ‪ ..‬فلــم ي ــزل يلــح عل ــى‬

‫فقـال الطهيـل ‪ :‬اذهبـي ‪ ..‬أنـا ضـامن لـع أن ال يضــرهم ذو‬

‫رسول ا ‪.. ‬‬

‫فــذهبي فا تســلي ‪ ..‬رــم عــرض عليهــا اإلســالم فأســلمي‬

‫تهر وا في نـواحي المسـ د ‪ ..‬كـل رجـل فـي عشـيرته‬

‫رم جعل الطهيـل يطـو فـي ومـه ‪ ..‬يـدعوهم إلـى اإلسـالم‬

‫و ام أبو بكر في الناس خطيباً ‪ ..‬يدعو إلى اإلسـالم‬

‫‪..‬‬

‫هرها ذاهبة ‪..‬‬

‫عبادته ‪..‬‬

‫الصبية من ذي الشر ‪ ..‬؟‬

‫ترك عبادته أصابه أو أصاب ولد بأذ ‪..‬‬ ‫الشر ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫‪212‬‬

‫فرجع إليهم ‪ ..‬فلم يزل بهم ‪ ..‬حتى أسلموا ‪..‬‬

‫كـان المسـلمون فــي بدايـة الـدعوة النبويــة لـة ‪ ..‬لــم‬

‫ـح أبــو بكــر يوم ـاً علــى رســول ا ‪ ‬فــي الظهــور‬ ‫فألـ َّ‬

‫فقال ‪ : ‬يا أبا بكر ‪ ..‬إنا ليل ‪..‬‬

‫رسـ ــول ا ‪ ‬حتـ ــى اجتمع ـ ـوا فهرج ـ ـوا ‪ ..‬يتقـ ــدمهم‬

‫توجهوا إلى المس د ‪..‬‬

‫‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫‪ ..‬ويذم آلهتهم ‪..‬‬

‫ورــار المشــركون علــى المســلمين ‪ ..‬فض ـربوهم فــي ن ـواحي‬

‫المس د ضرباً ديداً ‪..‬‬ ‫كان المشركون ك ير ‪ ..‬فتهرع المسلمون ‪..‬‬

‫أ بل جمع منهم إلى أبي بكر ‪ ..‬وضربو ضرباً ديداً ‪..‬‬ ‫فو ع على األرض في دة الرمضا ‪..‬‬

‫فنضبوا ‪ ..‬وجعلوا يسبون رسول ا ‪.. ‬‬

‫رــم ــاموا ‪ ..‬و ــالوا ألم أبــي بكــر ‪ :‬أهعميــه ــيئاً أو‬

‫اسقيه ‪..‬‬

‫ف علي أمه تلح عليه ‪..‬‬

‫وهو يردد ائالً ‪ :‬ما فعل رسول ا ‪.. ‬؟‬ ‫فقالي ‪ :‬وا مالي علم بصاحبع ‪..‬‬

‫فــدنا منــه اله اســق عتبــة بــن ربيعــة ‪ ..‬ف عــل يض ـربه بنعلــين‬

‫فقـ ــال ‪ :‬ا ذهبـ ــي إلـ ــى أم جميـ ــل بنـ ــي الهطـ ــاب ‪..‬‬

‫مهصوفين ‪ ..‬ويهركهما على وجهه ‪..‬‬

‫فسليها عنه ‪..‬‬

‫رم ام على بطن أبـي بكـر ‪ ..‬حتـى سـالي الـدما مـن وجـه‬

‫وكاني أم جميل مسلمة تكتم إسالمها ‪..‬‬

‫أنهه ‪..‬‬

‫أبا بكر يسألع عن محمد بن عبد ا ‪..‬‬

‫أبـي بكـر ‪ ..‬وتمـزع لحـم وجهـه ‪ ..‬حتـى مـا يعـر فمـه مـن‬ ‫وجا بنو تيم بيلة أبي بكر ‪ ..‬يتعادون ‪..‬‬

‫خرجــي أمــه حتــى جــا ت أم جميــل ‪ ..‬فقالــي ‪ :‬إن‬ ‫فقالــي ‪ :‬مــا أعــر أبــا بكــر ‪ ..‬وال محمــد بــن عبــد‬

‫وأبعــدوا النــاس عــن أبــي بك ــر ‪ ..‬وحملــو فــي ر ـوب حت ــى‬

‫ا ‪ ..‬لكن أتحبين أن أمضي معع إلى ابنع ؟‬

‫أدخلو منزله ‪..‬‬

‫الي ‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫وهم ال يشكون أنه ميي ‪..‬‬

‫فمض ــي معه ــا ‪ ..‬حت ــى دخل ــي عل ــى أب ــي بك ــر ‪..‬‬

‫ر ــم رج ــع وم ــه بن ــو ت ــيم ‪ ..‬ف ــدخلوا المسـ ـ د ‪ ..‬وجعلـ ـوا‬

‫فوجدتـ ــه صـ ـ ـريعاً دنهـ ـ ـاً ‪ ..‬ممـ ــزع الوج ـ ــه ‪ ..‬مره ـ ــق‬

‫وا لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة ‪..‬‬

‫فلما رأته أم جميل صاحي ‪ ..‬و الي ‪:‬‬

‫ال سد ‪..‬‬

‫يصرخون في المشركين ‪ ..‬يقولون ‪:‬‬

‫رم رجعوا الـى أبـي بكـر ‪ ..‬وهـو منمـى عليـه ‪ ..‬اليـدرون ‪..‬‬

‫حي أو ميي !!‬

‫ـل أبـو حافــة والـد أبــي بكـر ‪ ..‬مـع ومــه ‪ ..‬وا هـين عنــد‬

‫أبي بكر ‪ ..‬يكلمونه ‪ ..‬فال ي يبهم ‪..‬‬ ‫وأمه تبكي عند رأسه ‪..‬‬

‫وا إن وم ـاً نــالوا هــذا منــع ألهــل فســق وكهــر ‪..‬‬ ‫وإني ألرجو أن ينتقم ا لع منهم ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬فما فعل رسول ا ‪.. ‬‬

‫وكاني أم أبي بكـر ب انبهـا ‪ ..‬فهافـي أم جميـل أن‬

‫يهضح أمر إسالمها ‪ ..‬فيلذونها ‪..‬‬

‫فلمــا كــان آخــر النهــار ‪ ..‬فــتح عينيــه ‪ ..‬فكــان أول كلمــة‬

‫فقالي ‪ :‬يا أبا بكر ‪ ..‬هذ أمع تسمع ‪..‬‬

‫ما فعل رسول ا ‪ .. ‬؟!‬

‫الي ‪ :‬أبشر ‪ ..‬فرسول ا ‪ .. ‬سالم صالح ‪..‬‬

‫رضـي ا عــن أبـي بكــر ‪ ..‬كــان يهـيم برســول ا ‪ ‬حبـاً ‪..‬‬

‫ال ‪ :‬فأين هو ؟‬

‫كان كل من حوله ‪ ..‬أبو أمه ‪ ..‬ومه ‪ ..‬مشركين ‪..‬‬

‫فقالي أمه ‪ :‬د علمي خبر صاحبع ‪ ..‬فقم فأكـل‬

‫الها ‪:‬‬

‫يها عليه أك ر مما يها على نهسه ‪..‬‬

‫‪213‬‬

‫ال ‪ :‬فال ي عليع فيها ‪..‬‬

‫الي ‪ :‬في دار أبي األر م ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫هعاماً ‪ ..‬أو ا رب ‪..‬‬

‫وهو يبكي ‪ ..‬فقال ‪:‬‬

‫ــال ‪ :‬ف ــنن عل ـ َّـي أن ال أذوع هعامــاً أو ـ ـراباً ‪ ..‬حت ــى‬ ‫أر رسول ا ‪ ‬بعيني ‪..‬‬

‫يــا رســول ا ‪ ..‬إنــي كنــي أدعــو أمــي إلــى اإلســالم‬ ‫فتأبى علي ‪ ..‬وإني دعوتها اليـوم فأسـمعتني فيـع مـا‬

‫فانتظرتـ ــا ‪ ..‬حتـ ــى إذا هـ ــدأ النـ ــاس ‪ ..‬خرجتـ ــا بـ ــه يتكـ ــي‬

‫أك ــر ‪ ..‬ف ــادع ا ي ــا رس ــول ا أن يه ــدي أم أب ــي‬

‫حتى أدخلتا على رسول ا ‪.. ‬‬

‫فدعا لها رسول ا ‪.. ‬‬

‫عليهما ‪ .‬فذهبتا به إلى بيي أبي األر م ‪..‬‬

‫هريرة إلى اإلسالم ‪..‬‬

‫فلم ــا دخ ــل ف ــنذا وج ــه جـ ـريح ‪ ..‬ودم ــا تس ــيل ‪ ..‬وري ــاب‬

‫فرجع أبو هريرة إلى أمه ‪..‬‬

‫ممز ة ‪..‬‬

‫فلمــا كــان علــى البــاب ‪ ..‬فــنذا هــو منلــق ‪ ..‬فحركــه‬

‫فرآ رسول ا ‪ .. ‬فأكب عليه النبي ‪ ‬يقبله ‪..‬‬

‫ليدخل ‪..‬‬

‫وأكب عليه المسلمون يقبلونه ‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫ورع لـه رســول ا ‪ ‬ر ـة ــديدة ‪ ..‬حتـى هــر التـأرر علــى‬

‫إال ا ‪ ..‬وأن محمداً رسول ا ‪..‬‬

‫فــأراد أبــو بك ــر أن يههــف عليــه ‪ ..‬فقــال ‪ :‬بــأبي وأمــي يــا‬

‫الهرد ‪..‬‬

‫رس ــول ا ‪ ..‬ل ــيس م ــن ب ــأس ‪ ..‬إال م ــا ن ــال الهاس ــق م ــن‬

‫وجعــل يقــول ‪ :‬أبشــر يــا رســول ا ‪ ..‬ــد اســت اب‬

‫رــم ــال أب ــو بك ــر ‪ ..‬البط ــل الــذي يحم ــل هــم ال ــدعوة ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ويحسن است مار الموا ف ‪..‬‬

‫ر ــم ـ ــال أبـ ــو هريـ ــرة ‪ :‬يـ ــا رسـ ــول ا ‪ ..‬أدع ا أن‬

‫وجهه الشريف ‪.. ‬‬

‫وجهي ‪..‬‬

‫كــان جريح ـاً ‪ ..‬جائع ـاً عطشــاناً ‪ ..‬ومــع ذلــع ‪ ..‬ــال ‪ :‬يــا‬

‫فنذا بأمه تهتح له الباب ‪ ..‬وتقول ‪ :‬أ ـهد أن ال إلـه‬

‫فرجــع أبــو هريــرة إلــى رســول ا ‪ ‬وهــو يبكــي مــن‬

‫ا دعوتع ‪ ..‬وهد ا أم أبي هريـرة إلـى اإلسـالم‬

‫يحببنــي وأمــي إلــى عبــاد المــلمنين ‪ ..‬ويحبــبهم إلينــا‬

‫رس ــول ا ‪ ..‬ه ــذ أم ــي ب ــرة بوال ــديها ‪ ..‬وأن ــي مب ــارك ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫يستنقذها بع من النار ‪..‬‬

‫الملمنين ‪ ..‬وحببهم إليهما ‪..‬‬

‫فادعهـا الــى ا عــز وجــل ‪ ..‬وادع ا لهــا ‪ ..‬عســى ا أن‬ ‫فــدعا لهــا رســول ا ‪ .. ‬رــم دعاهــا الــى ا عــز وجــل ‪..‬‬

‫فأسلمي فوراً في مكانها ‪..‬‬

‫فقال ‪ : ‬اللهم حبـب عبيـدك هـذا وأمـه إلـى عبـادك‬ ‫ال أبو هريرة ‪ :‬فما على األرض ملمن وال ملمنة ‪..‬‬

‫إال وهو يحبني وأحبه ‪..‬‬

‫كان الدعا أصالً من األصول التي يتعاملون بها ‪..‬‬

‫أسلم أبو هريرة ‪.. ‬‬

‫و‪94‬‬

‫إضا ة ‪..‬‬

‫وبقيي أمه كافرة ‪..‬‬

‫و و ال ربكم ادعوني أست ب لكم‬

‫كان يدعوها إلى اإلسالم فتأبى ‪..‬‬

‫ـح فأسمعته في رسول ا ‪ ‬ما يكر ‪..‬‬ ‫فدعاها يوماً ‪ ..‬وأل َّ‬

‫‪ .83‬التر يع !!‬

‫فضاع صدر أبـي هريـرة بـذلع ‪ ..‬وذهـب إلـى رسـول ا ‪‬‬ ‫) ‪( 94‬‬

‫‪214‬‬

‫رواه مسلم‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫أحياناً عند ممارستنا لبعط المهارات مـع ا خـرين نكتشـف‬

‫ممارسة المهارات لكنها سرعان ما تزول ‪..‬‬

‫بأننــا أخطأن ــا تق ــدير المهــارة المناس ــبة للش ــهر ‪ ..‬أو ــد‬

‫وأحياناً يكون تصرفع المحر لنخـرين أو المحـزن‬

‫ـاباً وســيماً ‪ ..‬فـأراد أن يمــارس معـه مهــارة "‬

‫م ل أن يهتلف ارنان من زمالئع ‪ ..‬فتر أن الحـق‬

‫والرونــق البهــي والوجــه المســهر ‪ ..‬رــم بــدل أن يقــول ‪ :‬مــا‬

‫أو د يقع ذلع بين ارنين مـن أوالدك أو هالبـع أو‬

‫مزحة رقييييلة جداً ‪ ..‬أليس كذلع ؟!‬

‫فمــا الحــل ؟ هــل نســمح لهــذ الموا ــف أن تهقــدنا‬

‫نكون وضعناها في ير موضعها ‪..‬‬ ‫م ـل مــن رأ‬

‫كن لماحاً " فقال له ‪ :‬ما ا ا ما هـذ ال يـاب ال ميلـة‬

‫أسعد زوجتع بع‪ ..‬ال ‪ :‬يا ليتع بنتاً حتى أتزوجع !!!‬ ‫ال أحد الزمال ‪:‬‬

‫لهم ليس خاهئاً ‪ ..‬لكن المو ف يهرضه علينا ‪..‬‬ ‫مع أحدهما فتقف معه ‪..‬و د تعاتب ا خر ‪..‬‬

‫جيرانع ‪ ..‬أو يرهم ‪..‬‬

‫الن ـ ــاس واح ـ ــداً تل ـ ــو ا خ ـ ــر ‪ ..‬ونح ـ ــن نتع ـ ــب ف ـ ــي‬

‫فــي ال امعــة كــان لــدي هالــب بليــد لكــن ا تعــالى عوضــه‬

‫استقطابهم والتحبب إليهم ‪..‬‬

‫عــن بالدتــه بشــي مــن الوســامة ‪ ..‬وكــان ي لــس فــي آخــر‬

‫كال ‪..‬‬

‫كني أهلب منه دائماً أن ي لس في األمـام ليتـابع ‪ ..‬وهـو‬

‫ال واب ‪ :‬أنع إذا أحسسـي أن أحـداً ضـاع صـدر‬

‫من الطالب فهم كبار في المرحلة ال امعية ‪..‬‬

‫فســارع فــوراً إلــى مــداواة ال ــرد بــل أن يلتهــب ‪..‬‬

‫القاعة دائماً ‪ ..‬ويسرد بهكر بعييييداً ‪..‬‬

‫يتنافــل عــن ذلــع ‪ ..‬كنــي أت نــب إحراجــه أو إحـرا‬

‫يــر‬

‫دخلـي يومـاً فــنذا هــو منشـنل آخــر القاعــة كعادتــه ‪ ..‬فلمــا‬

‫إذن ما التصر الصحيح ؟‬

‫م ــن كلم ــة منـ ــع ‪ ..‬أو تض ــايق مـ ــن تصـــر معـ ــين‬

‫باستعمال أي مهارة أخر مناسبة ‪..‬‬

‫جلسي على الكرسي لي لـه ‪ :‬يـا عبـد المحسـن ‪ ..‬تعـال‬

‫كيف ؟!‬

‫معع ‪..‬‬

‫كاني مكة بـل أن يهتحهـا المسـلمون تحـي بضـة‬

‫ف ــي األم ــام ‪ ..‬فق ــال ‪ :‬ي ــا دكت ــور مك ــاني مناس ــب وس ــأنتبه‬

‫فقل ــي ‪ " :‬ي ــا أخ ــي ا ت ــرب ل ــيالً خلن ــا نش ــو خ ــدودك‬

‫الحلوة " ‪ ..‬التهـي بعـط الطـالب إليـه معلقـين ‪ ..‬فانقلـب‬

‫وجهه أحمر ‪..‬‬

‫عرت أني و عـي فـي حهـرة ‪ ..‬فقلـي ‪ -‬مر عـاً ‪ " : -‬ا‬

‫خذ م االً ‪..‬‬

‫كهار ريش ‪..‬‬

‫وكانوا د ضيقوا علـى المسـلمين المستضـعهين فيهـا‬ ‫‪ ..‬وسيطروا على أبنا المسلمين الـذين هـاجروا ولـم‬

‫يستطيعوا أخذ أبنائهم معهم ‪..‬‬

‫يـ ــا ه ـ ــي بتنبسـ ــط البن ـ ــي اللـ ــي بتتزوج ـ ــع ‪ ..‬أمـ ــا ه ـ ــلال‬

‫فعالً كاني حال المسلمين عصيبة ‪..‬‬

‫رم بدأت في ـرد الـدرس فـوراً دون أن أتـرك فرصـة ألحـد‬

‫مــا كــان مــن صــة الحديبيــة ‪ ..‬وكتــب ‪ ‬بينــه وبــين‬

‫فسيتعبون لي دوا من توافق على الزوا بهم !!"‪..‬‬

‫أ بل النبي ‪ ‬إلى مكـة معتمـراً فردتـه ـريش ‪ ..‬وكـان‬

‫ليهكـــر فـ ــي المو ـ ــف أص ـ ـالً ‪ ..‬تبسـ ــم الطالـ ــب وانبل ـ ــي‬

‫ـريش صــلحاً ‪ ..‬واتهــق نعهــم أن يرجــع إلــى المدينــة‬

‫وإن كانــي هــذ األخطــا ــد تقــع فــي بدايــة التــدرب علــى‬

‫‪..‬‬

‫أسارير وجلس في المقدمة ‪..‬‬

‫‪215‬‬

‫من ير عمرة علـى أن يـأتي فـي العـام القـادم ويعتمـر‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ومضى ‪ ‬إلى المدينة ‪..‬‬

‫ليتع بنتاً حتى أتزوجع !! كيف ير ع ما خرع ؟!!‬

‫وبعـد سـنة أ بـل ‪ ‬مـع الصـحابة محـرمين ملبـين ‪ ..‬ودخلـوا‬

‫بين يديه عدة أبواب للهرب ‪..‬‬

‫لب ــث ‪ ‬فيه ــا أربع ــة أي ــام ‪ ..‬فلم ــا توج ــه خارجـ ـاً منه ــا إل ــى‬

‫للس ــامع فرص ــة ليهكـ ــر ف ــي ال مل ــة ال ارح ــة الت ــي‬

‫مكة ‪ ..‬واعتمروا ‪..‬‬

‫منها أن يدخل في موضـوع آخـر مبا ـرة –لـئال يتـرك‬

‫المدينــة تبعتــه ههلــة صــنيرة هــي ابنــة حمــزة ‪ .. ‬وكــان ــد‬

‫سمعها منه – فيقول م الً ‪ :‬ا يرز ع حورية أجمـل‬

‫أخذت الصنيرة تنادي رسول ا ‪.. ‬‬

‫أو يطــرد موضــوعاً بعيــداً تمامــاً ‪ ..‬كــأن يســأله ع ــن‬

‫تل في معركة أحد ‪ ..‬وبقيي ابنته يتيمة في مكة ‪..‬‬

‫تقول ‪ :‬يا عم يا عم ‪..‬‬

‫وكــان علــي يســير ب انــب النبــي ‪ ‬مــع زوجتــه فاهمــة بنــي‬

‫رسول ا ‪.. ‬‬

‫منع ‪ ..‬ل ‪ :‬آمين ‪..‬‬

‫أخيــه المســافر ‪ ..‬أو ســيارته ال ديــدة ‪ ..‬أو نحوهــا‬ ‫‪ ..‬ل ــئال يت ــرك ل ــه أو لني ــر م ــن الس ــامعين حول ــه أي‬

‫فرصة للو وع في الحر ‪..‬‬

‫فتناولها علي ‪ ‬فأخذ بيـدها وناولهـا لهاهمـة و ـال ‪ :‬دونـع‬

‫ابنة عمع ‪..‬‬

‫ت ربة ‪..‬‬

‫فحملتها فاهمة ‪..‬‬ ‫فلمــا رآهــا زيــد ‪ .. ‬تــذكر أن رســول ا ‪ ‬ــد آخــى بينــه‬

‫ليس العيب أن تهطإ إنما الهطأ أن تصر عليه‬

‫وب ــين حم ــزة لم ــا ه ــاجر إل ــى المدين ــة ‪ ..‬فأ ب ــل زي ــد إليه ــا‬

‫ليأخذها وهو يقول ‪ :‬بني أخي ‪ ..‬أنا أحق بها ‪..‬‬

‫‪ .84‬انظر بعينين ‪..‬‬ ‫نحــن نبــدع فــي أحيــان ك يــرة فــي رؤيــة أخطــا النــاس‬

‫فأ ب ــل جعه ــر و ــال ‪ :‬ابن ــة عم ــي وخالته ــا تحت ــي ‪ ..‬يعن ــي‬

‫ومالحظتها ‪ ..‬وربما في تنبيههم عليها ‪..‬‬

‫فقال علي ‪ :‬أنا أخذتها وهي ابنة عمي ‪..‬‬

‫واالنتبــا إلــى الص ـواب الــذي يمارسـونه ‪ ..‬لنمــدحهم‬

‫أسما بني عميس زوجته ‪ ..‬وأنا أحق بها ‪..‬‬

‫ولكننــا لمــا نبــدع فــي رؤيــة الهيــر الــذي عنــدهم ‪..‬‬

‫فلمــا رأ ‪ ‬اخــتالفهم ‪ ..‬ضــى بهــا لهالتهــا ودفعهــا إلــى‬

‫به ‪..‬‬

‫ر ــم خش ــي ‪ ‬أن ي ــد عل ــي أو زي ــد ف ــي نهس ــيهما ‪ ..‬لم ــا‬

‫ي ـ ــذمون الطال ـ ــب البلي ـ ــد المهم ـ ــل ف ـ ــي واجبات ـ ــه ‪..‬‬

‫جعهر ليكهلها ‪ ..‬و ال ‪ " :‬الهالة بمنزلة األم " ‪..‬‬

‫نزعها منهما ‪..‬‬

‫ل ذلع في المـدرس مـع هالبـه ‪ ..‬فكـل المدرسـين‬

‫الكسـول المتــأخر فــي الحضــور دائمـاً ‪ ..‬لكــن لــيالً‬ ‫مــنهم مــن يم ــدد الطالــب الم ــد ‪ ..‬الــذي يحض ــر‬

‫فقال مواسياً لعلي ‪ " :‬أني مني و أنا منع " ‪..‬‬ ‫و ال لزيد ‪ " :‬أني أخونا و موالنا " ‪..‬‬

‫رم التهي إلى جعهر و ال ‪ " :‬أ بهي خلقي وخلقي " ‪..‬‬ ‫فانظر كيف كان ‪ ‬حكيماً ماهراً في سـل لـوب ا خـرين‬ ‫وكسب محبتهم ‪..‬‬

‫هيـب مــا رأيــع أن نعـود إلــى صــة صـاحبنا الــذي ــال ‪ :‬يــا‬

‫‪216‬‬

‫مبكراً وخطه حسن وكالمه جيد ‪..‬‬

‫ك يــ ـراً مـ ــا ننب ـ ــه أوالدنـ ــا إل ـ ــى أخطـ ــائهم ‪ ..‬لك ـ ــنهم‬

‫يحسنون وال ننتبه إال ليالً ‪..‬‬

‫مما ي علنا أحياناً نهوت فرصـاً ك يـرة كنـا مـن خاللهـا‬

‫نستطيع أن ننهذ إلى لوب الناس ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فمـن أبــدع مهــارات الكــالم ‪ ..‬أن تمتـدد الهيــر الــذي عنــد‬

‫فلما علم ‪ ‬بـذلع ‪ ..‬ـام أمـام النـاس ‪ ..‬فحمـد ا‬

‫كان وم أبي موسى األ عري ‪ ‬لهـم اهتمـام بـتالوة القـرآن‬

‫أمـا بعـد ‪ ..‬فـوا إنـي ألعطـي الرجـل ‪ ..‬وأدع الرجــل‬

‫وحهظــه ‪ ..‬وربمــا فــا وا ك يـراً مــن الصــحابة فــي ك ــرة تالوتــه‬

‫إلي من الذي أُعطي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬والذي أدع أحب َّ‬

‫فرافقوا النبي ‪ ‬يوماً في سهر ‪..‬‬

‫فلمـا أصـبح النـاس ‪ ..‬واجتمعـوا ـال عليـه الصـالة والسـالم‬

‫والهلع ‪..‬‬ ‫وأَكِ ُل أ واماً إلى مـا جعـل ا فـي لـوبهم مـن الهيـر‬ ‫‪ ..‬منهم ‪ :‬عمرو بن تنلب ‪..‬‬

‫بالليــل ‪ ..‬وأعــر منــازلهم ‪ ..‬مــن أص ـواتهم بــالقرآن بالليــل‬

‫هار فرحاً ‪..‬‬

‫الناس ‪..‬‬

‫وتحسين الصوت به ‪..‬‬

‫‪:‬‬

‫إني ألعر أصوات رفقة األ ـعريين بـالقرآن حـين يـدخلون‬ ‫و‪95‬‬

‫‪ ..‬وإن كني لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫تعالى رم أرنى عليه ‪ ..‬رم ال ‪:‬‬

‫ولكني أعطي أ واماً لمـا أر فـي لـوبهم مـن ال ـزع‬

‫فلما سمع عمرو بن تنلب هـذا ال نـا علـى المـ ‪..‬‬

‫وكان يحدث بهذا الحديث بعدها ‪ ..‬ويقول ‪ :‬فـوا‬

‫فكأنــع بألشــعريين وهــم يســتمعون هــذا الرنــا أمــام النــاس‬

‫ما أحب أن لي بكلمة رسـول ا ‪ ‬حمـر الـنعم‬

‫وفي ذات صباد ‪ ..‬لقي النبي ‪ ‬أبا موسى ‪ ..‬فقال له ‪:‬‬

‫وفي يوم آخر ‪..‬‬

‫يتو دون حرصاً بعدها على الهير ‪..‬‬

‫و‪97‬‬

‫‪..‬‬

‫لـو رأيتنـي البارحــة وأنـا أســتمع لقرا تـع ‪ ..‬لقــد أوتيـي مــن‬

‫أ بــل أبــو هريــرة ‪ .. ‬فســأل النبــي ‪ .. ‬ــائالً ‪ :‬مــن‬

‫فق ــال أب ــو موس ــى ‪ :‬ل ــو علم ــي أن ــع تس ــتمع لقرا ت ــي ‪..‬‬

‫فقــال ‪ - ‬مشـ عاً – ‪ :‬لقــد كنــي أ ــن أن ال أحــد‬

‫مزامير آل داود ‪..‬‬

‫و‪96‬‬

‫‪..‬‬

‫لحبرتها لع تحبيراً‬ ‫وكــان عمــرو بــن تنلــب ‪ ‬رج ـالً مــن عامــة الصــحابة ‪ ..‬لــم‬

‫أسعد الناس بشهاعتع يوم القيامة ‪..‬‬

‫يسأل عن هذا بلع ‪ ..‬لما رأيي من حرصـع علـى‬

‫العلم ‪..‬‬

‫يتميــز بعلــم كمــا تميــز أبــو بكــر ‪ ..‬وال بش ـ اعة كمــا تميــز‬

‫أســعد النــاس بشــهاعتي يــوم القيامــة ‪ ..‬مــن ــال ‪ :‬ال‬

‫عم ــر ‪ ..‬وال بق ــوة حه ــص ك ــأبي هري ــرة ‪ ..‬لك ــن لب ــه ك ــان‬

‫إله إال ا خالصاً من لبه ‪..‬‬

‫فبينما النبي ‪ ‬جالساً يوماً ‪..‬‬

‫لم يكن من العرب ‪ ..‬بل كان ابنـاً ألحـد كبـار فـارس‬

‫مملو اً إيماناً ‪ ..‬وكان ‪ ‬يلحص ذلع فيه ‪..‬‬

‫وسلمان الهارسي ‪ ..‬كان من خيار الصحابة ‪..‬‬

‫إذ جي إليه بمال ف عل يقسمه بين بعط أصحابه ‪..‬‬

‫‪ ..‬وكان أبو يحبـه ويقربـه ‪ ..‬لدرجـة أنـه كـان يحبسـه‬

‫فكـأن الـذين تـركهم وجـدوا فـي أنهسـهم ‪ ..‬وعتبـوا ‪ ..‬لمـاذا‬

‫أدخل ا اإليمان في لب سلمان ‪.. ‬‬

‫لم يعطنا ‪..‬‬

‫خر من بيي أبيه ‪..‬‬

‫فأعطى رجاالً ‪ ..‬وترك رجاالً ‪..‬‬

‫) ‪( 95‬‬ ‫) ‪( 96‬‬

‫في البيي خوفاً عليه ‪..‬‬

‫ســافر إلــى الشــام باح ـاً عــن الحــق ‪ ..‬احتــال بعــط‬

‫متفق عليه‬ ‫رواه مسلم‬

‫) ‪( 97‬‬

‫‪217‬‬

‫رواه البخاري‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الناس عليه وباعو إلى يهودي على أنه عبد مملوك ‪..‬‬

‫واألحادي ــث ال ميل ــة والنك ــات واللط ــائف ت ــذب‬

‫وحصلي له صة هوييييلة ‪ ..‬حتى وصل إلـى رسـول ا ‪‬‬

‫النـ ــاس ‪ ..‬كمـ ــا أن االسـ ــتماع إلـ ــيهم والتهاعـ ــل مـ ــع‬

‫فكان النبي ‪ ‬يقدر له ذلع ‪..‬‬

‫فم ــا رأي ــع أن أتكل ــم مع ــع هن ــا ع ــن ‪ :‬اله ــدوووو‬

‫‪..‬‬

‫أحادي هم ‪ ..‬ي ذبهم ‪..‬‬

‫فبينمـا كــان ‪ ‬جالسـاً بــين أصـحابه يومـاً ‪ ..‬إذا أنزلــي عليــه‬

‫ال ذاب !!‬

‫ف عل ‪ ‬يقرؤها على أصحابه ‪ ..‬وهم يستمعون ‪..‬‬ ‫وهـو يقـرأ ‪ُ " :‬هـو الَّ ِـذي بـع َ ِ‬ ‫ـوال‬ ‫ـين َر ُس ً‬ ‫َ​َ‬ ‫ـث فـي األ ُِّميِّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـاب‬ ‫ِّمنـ ُهم يَـتـلُو َعلَي ِهم آيَاتِه َويُـ َزِّكي ِهم َويُـ َعلِّ ُم ُه ُم الكتَ َ‬ ‫ض َال ٍل مبِي ٍن "‬ ‫َوال ِحك َمةَ َوإِن َكانُوا ِمن َـب ُل ل َِهي َ‬ ‫ين ِمـنـ ُهم ل ََّمـا يَـل َح ُقـوا بِ ِهـم َو ُه َـو‬ ‫فلمـا ـرأ ‪َ " :‬و َ‬ ‫آخـ ِر َ‬ ‫ِ‬ ‫يم " ‪..‬‬ ‫ال َع ِز ُيز ال َحك ُ‬

‫تسمع صوته في الم الس والمت معات ‪..‬‬

‫تدري لماذا ؟!‬

‫فسكي النبي ‪.. ‬‬

‫فن االستماع له مهارات متعـددة ‪ ..‬بـل حـدرني أحـد‬

‫سورة ال معة ‪..‬‬

‫نع ــم ‪ ..‬بعـ ــط النـــاس ال يـ ــتكلم ك يـ ـراً ‪ ..‬وال تكـ ــاد‬ ‫بـل لـو را بتـه فـي جلسـة أو نزهـة ‪ ..‬لرأيتـه ال يتحـرك‬

‫منــه إال رأســه وعينــا ‪ ..‬نعــم ــد يتحــرك فمــه أحيان ـاً‬ ‫بالتبسم ‪ ..‬ال بالكالم !!‬ ‫ومع ذلع يحبه الناس ‪ ..‬ويأنسون بم السته ‪..‬‬

‫ألنه يمارس الهدوووو ال ذااااب ‪..‬‬

‫ال رجل من الصحابة ‪ :‬من هلال يا رسول ا ؟‬

‫فأعاد الرجل السلال ‪ ..‬من هلال يا رسول ا ؟‬

‫المهتمــين أنــه حضــر أك ــر مــن خمــس عش ــرة دورة‬

‫فأعاد ‪ ..‬من هلال يا رسول ا ؟‬

‫ارن بين ارنين ‪:‬‬

‫رــم وضــع يــد عليــه و ــال ‪ :‬لــو كــان اإليمــان عنــد ال ريــا ‪..‬‬

‫اهعــع فــي أولهــا و ــال ‪ :‬وأنــا أيض ـاً و ــع لــي ــي‬

‫تدريبية في مهارات االستماع ‪!!..‬‬

‫فلم يرد عليه ‪..‬‬

‫فلتهي النبي ‪ ‬إلى سلمان ‪..‬‬ ‫لناله رجال من هلال‬

‫و‪98‬‬

‫‪..‬‬

‫رج ــل إذا تكلم ــي ب ــين يدي ــه بقص ــة و ع ــي ل ــع ‪..‬‬ ‫مشابه ‪..‬‬

‫فتقول ‪ :‬له اصبر حتى أكمل ‪..‬‬

‫وجهة نظر ‪..‬‬

‫فيس ــكي ل ــيالً ‪ ..‬ف ــنذا انسـ ـ مي ف ــي ص ــتع ‪..‬‬

‫تها ل وأحسن الظن بالناس ‪..‬و عهم ‪..‬لينطلقوا أك ر‬

‫اهعــع ــائالً ‪ :‬صــحيح ‪ ..‬صــحيح ‪ ..‬نهــس القصــة‬

‫‪ .85‬فن االستماع ‪..‬‬

‫فتقول له ‪ :‬أخي انتظر ‪ ..‬فيسـكي ‪ ..‬رـم مـا يصـبر‬

‫مه ــارات ج ــذب الن ــاس وكسـ ـب لـ ـوبهم ‪ ..‬بعض ــها يك ــون‬

‫بهعل الشي ‪ ..‬وبعضها يكون بتركه ‪..‬‬

‫فيقاهعع ائالً ‪ :‬ع ل ‪ ..‬ع ل ‪..‬‬ ‫هذا األول ‪..‬‬

‫ال اني ‪..‬‬

‫فاالبتسامة ت ذب ‪ ..‬كما أن ترك العبوس ي ذبهم ‪..‬‬

‫) ‪( 98‬‬

‫التي و عي لي وهو أنني ذات مرة ذهبي ‪..‬‬

‫كــان وأنــي تتحــدث معــه أو معهــم ‪ ..‬يتلهــي يمين ـاً‬

‫رواه مسلم‬

‫‪218‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ويســاراً ‪ ..‬و ــد يهــر جهــاز هاتهــه مــن جيبــه ‪ ..‬ويكتــب‬

‫المحاضر الهذ ‪..‬‬

‫باأللعاب االلكترونية الموجودة فيه !!‬

‫جمهرة الناس واعتلى الكرسي وبدأ محاضرته ‪..‬‬

‫رسالة أو يقرأ يئاً من الرسائل ‪ ..‬أو من يـدري لعلـه يلعـب‬

‫دخلــي هــي إلــى ســم النســا ‪ ..‬ودخــل هــو وســط‬

‫أم ــا ال ال ــث ‪ ..‬فيملـــع مه ــارات االس ــتماع ‪ ..‬ت ــد أنـ ــع‬

‫كــان النــاس ينصــتون مع بــين ‪ ..‬حتــى زوجتــه يبــدو‬

‫بمتابعتــه ‪ ..‬فهــو تــارة يهــز رأســه موافق ـاً ‪ ..‬وتــارة يتبســم ‪..‬‬

‫انتهـي المحاضــرة ‪ ..‬خــر إلــى ســيارته وســط نشــوة‬

‫تتحـ ــدث و ـ ــد ركـ ــز عيني ـ ـ ه برفـ ــق ينظـ ــر إليـ ــع ‪ ..‬وتشـ ــعر‬

‫وتـ ــارة يضـ ــم ـ ــهتيه متع ب ـ ـاً ‪ ..‬وربمـ ــا ردد ‪ :‬ع يـ ــب ‪..‬‬

‫سبحان ا ‪..‬‬

‫أي ه ــلال س ــتكون را بـ ـاً دائمـ ـاً فـــي م الس ــته ‪ ..‬وته ــرد‬

‫أنها كاني مع بة ‪!..‬‬

‫الن اد ‪ ..‬وأ بلي زوجته وركبي السيارة ب انبه ‪..‬‬

‫لــم ي ــدع له ــا فرصــة ‪ ..‬ب ــدأ ي ــتكلم فــوراً ع ــن زحم ــة‬

‫النــاس ‪ ..‬وجمــال المس ـ د ‪ ..‬و ‪ ..‬رــم ســألها ‪ :‬مــا‬

‫بزيارتــه ‪ ..‬وتنــبلج أســاريرك فــي الحــديث معــه ‪..‬؟ ال أ ــع‬

‫رأيع في المحاضرة ؟‬

‫أنه األخير ‪..‬‬

‫فقالـ ـ ــي ‪ :‬كانـ ـ ــي جميلـ ـ ــة وم ـ ـ ـلررة ‪ ..‬ولكـ ـ ــن مـ ـ ــن‬

‫إذن جــذب لــوب النــاس ‪ ..‬ال يكــون فقــط بنســماعهم مــا‬

‫المحاضر ؟‬

‫أذكــر أن أحــد الــدعاة البــارزين ممــن أوتــي منطقـاً ولســاناً ‪..‬‬

‫النــاس ‪ ..‬وضــعف ســماعات الصــوت لــم أنتبــه ك ي ـراً‬ ‫‪..‬‬

‫ويتكلم ‪ ..‬ويتكلم ‪..‬‬

‫فقالي ‪ :‬آآآ ‪ ..‬وأنا أ ول في نهسـي هـوال جلوسـي‬

‫يحبون ‪ ..‬بل وباالستماع منهم لما يحبون !!‬

‫كان يتنقـل متحـدراً دائمـاً ‪ ..‬مـا بـين منبـر جمعـة ‪ ..‬وكرسـي‬

‫فت ــو ‪ ..‬ومحاض ــرة ف ــي جامع ــة ‪ ..‬فه ــو دائمـ ـاً ي ــتكلم ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬ع بـاً لــم تعرفــي صـوته ‪ ..‬الــي ‪ :‬مــع زحمــة‬

‫فقال – منتشياً ‪ : -‬أنا ‪ ..‬أنا المحاضر ‪..‬‬

‫وكان النـاس يرونـه علـى المنـابر والقنـوات الهضـائية ويحبونـه‬

‫‪ :‬ما أك ر كالمه ‪..‬‬

‫البيي دائماً ‪ ..‬وال يكاد يستمع منها حدي اً أو صـة ‪ ..‬بـل‬ ‫على عادته يتكلم ‪ ..‬ويتكلم ‪..‬‬

‫بع ــط الن ــاس ينس ــى أن ا جع ــل ل ــع فمـ ـاً واح ــداً‬ ‫وأذنين ‪ ..‬ليستمع أك ر مما تكلم ‪..‬‬

‫وير بون فـي اسـتماع حدي ـه ‪ ..‬إال زوجتـه ‪ ..‬فهـو معهـا فـي‬

‫كاني ك يرة التذمر منه دون أن ينتبه إلى سبب ذلع ‪..‬‬

‫إذن ‪ ..‬االستماع إلى الناس فن ومهارة ‪..‬‬

‫وأ نه لو استطاع لقلب المعادلة ‪ ..‬مـن ـدة محبتـه‬

‫كـ ـ ان ك ــل الن ــاس يكرمون ــه ويمدحون ــه إال ه ــي ‪ ..‬فق ــرر أن‬

‫للحديث ‪..‬‬

‫يصطحبها معه يوماً إلى إحد محاضراته لتر ما لم تر ‪..‬‬

‫فعــود نهســع علــى اإلنصــات ‪ ..‬حتــى لــو كــان لــع‬

‫الي ‪ :‬إلى أين ؟‬

‫في أوائل بع ة النبي ‪ .. ‬كان عدد المسـلمين لـيالً‬ ‫‪ ..‬وكـ ــان الكهـ ــار يكذبونـ ــه ونهـ ــرون النـ ــاس عنـ ــه ‪..‬‬

‫ال لها يوماً ‪ :‬ترافقيني ؟‬

‫ال ‪ :‬محاضرة ألحد الدعاة ‪ ..‬نستهيد منها ‪..‬‬

‫ركبــي معــه فــي ســيارته ‪ ..‬مشــيا ‪ ..‬و هــا عنــد المس ـ د ‪..‬‬

‫كانـي ال مـاهير هيـرة ‪ ..‬كلهـم جـاؤوا يسـتمعون إلـى هــذا‬

‫‪219‬‬

‫على الكالم مالحظة ‪..‬‬

‫ويشــيعون أنــه ‪ ‬كــاهن وكــذاب ‪ ..‬وربمــا أ ــاعوا أنــه‬ ‫م نون أو ساحر ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫في يوم من األيام دم إلى مكـة رجـل اسـمه ضـماد ‪ ..‬وهـو‬

‫أي تدعوهم إلى اإلسالم ؟‬

‫والمسحور ‪..‬‬

‫هادياً داعياً ‪..‬‬

‫حك ـ ــيم ل ـ ــه عل ـ ــم بالط ـ ــب والع ـ ــال ‪ ..‬يع ـ ــالج الم ن ـ ــون‬

‫فقــال ضــماد ‪ :‬وعلــى ــومي ‪ ..‬رــم ذهــب إلــى ومــه‬

‫فلمـا خــالط النـاس ســمع سـهها الكهــار يقولـون عــن رســول‬

‫إذن لتكون مستمعاً ماهراً ‪:..‬‬

‫فقــال ضــماد ‪ :‬أيــن هــذا الرجــل ؟ لعــل ا أن يشــهيه علــى‬

‫تهاعل بتعابير وجهع كتقطيب ال بين حيناً ‪ ..‬ورفـع‬

‫فدله الناس على رسول ا ‪.. ‬‬

‫والتبسم ‪ ..‬وتحريع الشهتين بتع ب ‪..‬‬

‫ا ‪ : ‬جا الم نون ‪ ..‬ورأينا الم نون ‪..‬‬ ‫يدي ؟‬

‫فلما لقيه ‪ ..‬ـال ضـماد ‪ :‬يـا محمـد ‪ ..‬إنـي أر ـى مـن هـذ‬

‫الري ــاد ‪ ..‬وإن ا يش ــهي علـ ــى ي ــدي مـ ــن ــا ‪ ..‬فهلـ ــم‬ ‫أعال ع ‪ ..‬وجعل يتكلم عن عالجه و دراته ‪..‬‬

‫والنبــي ‪ ‬ينصــي إليــه ‪ ..‬وذاك يــتكلم ‪ ..‬والنبــي ‪ ‬ينصــي‬ ‫‪ ..‬أتــدري ينصــي إلــى مــاذا ؟ ينصــي إلــى كــالم رجــل كــافر‬

‫جا ليعال ه من مرض ال نون !!‬

‫الحاجبين حيناً آخر ‪..‬‬

‫وانظر إلى أرر ذلع فيمن يتكلم معـع ‪ ..‬سـوا كـان‬

‫صنيراً أو كبيراً ‪..‬‬

‫ست د أنه يركز نظر عليع ‪ ..‬ويقبل بقلبه إليع ‪..‬‬ ‫نتي ة ‪..‬‬

‫براعتنا في االستماع إلى ا خرين ‪ ..‬ت علهم‬

‫آآآ ما أحكمه ‪.. ‬‬

‫بارعين في محبتنا واالستئناس بنا ‪..‬‬

‫حتى إذا انتهى ضماد من كالمه ‪..‬‬ ‫ــال ‪ ‬بكــل هــدووو ‪ :‬إن الحمــد‬

‫أنصي ‪ ..‬هز رأسع متابعاً ‪..‬‬

‫‪ ..‬نحمــد ونســتعينه‬

‫‪ .86‬فن الحوار ‪..‬‬

‫‪ ..‬من يهد ا فال مضل لـه ومـن يضـلل فـال هـادي لـه ‪..‬‬

‫أال تــذكر يوم ـاً مــن الــدهر أنــع جلســي فــي مكــان‬

‫فانتهط ضماد و ال ‪ :‬أعد علي كلماتع هلال ‪..‬‬

‫نهسع عليه بنط أو ضب أياماً ‪..‬‬

‫فقـ ــال ضـ ــماد ‪ :‬وا لقـ ــد سـ ــمعي ـ ــول الكهنـ ــة ‪ ،‬و ـ ــول‬

‫فـي ضــية تافهــة – وأنــي تنظـر إليهمــا و ــد ارتهعــي‬

‫الكلمات ‪ ..‬فلقد بلنن ناعوس البحر ‪..‬‬

‫كل منهما صاحبه بعدها ‪..‬‬

‫وأ هد أن ال إله إال ا وحد ال ريع له ‪..‬‬

‫فاحتــد الح ـوار بينــع وبــين ــهر مــا ‪ ..‬فبقــي فــي‬

‫فأعادها ‪ ‬عليه ‪..‬‬

‫أو لعلع تذكر جداالً حصل بين ارنين – و د يكـون‬

‫السـ ــحرة ‪ ،‬و ـ ــول الش ـ ــعرا ‪ ،‬فم ـ ــا س ـ ــمعي م ـ ــل ه ـ ــلال‬

‫األص ـوات واحم ـرت العيــون ‪ ..‬رــم تهر ــا ‪ ..‬واس ـ قل‬

‫فهلم يدك أبايعع على اإلسالم ‪..‬‬

‫إذن نحـ ــن نتعـ ــب فـ ــي جـ ــذب بعـ ــط النـ ــاس إلينـ ــا‬

‫فبســط النب ــي ‪ ‬يــد ‪ ..‬وأخ ــذ ض ــماد يهلــع ر ــوب الكه ــر‬

‫بممارسـة مهـارات متنوعـة ‪ ..‬رــم نهـر هم عنـا بمو ــف‬

‫ورسوله ‪..‬‬

‫ومن ذلع عدم إتقان فن الحوار ‪..‬‬

‫ويــردد ‪ :‬أ ــهد أن ال إلــه إال ا وأ ــهد أن محمــداً عبــد‬

‫ال نحسن التصر فيه ‪..‬‬

‫فعلم ‪ ‬أن له عند ومه رفاً ‪ ..‬فقال له ‪ :‬وعلى ومـع ؟‬

‫المحاور كالذي يصعد جبالً وعراً ‪ ..‬ينبنـي أن يعتنـي‬

‫‪221‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫بموضــع يــد وموضــع رجلــه ‪ ..‬فت ــد صــاعد ال بــل ينظ ــر‬

‫فلما رأ العباس ‪ .. ‬ذلع ‪..‬‬

‫ويتأمل في وة رباتها بل أن يضع عليها بضته ‪ ..‬وكـذلع‬

‫مكـة عنــوة أي بــالقوة ‪ ..‬بـل أن يــأتو فيســتأمنو ‪..‬‬

‫في الصهرة التي ي بي عليهـا دمـه ‪ ..‬رـم إذا أراد أن يرفـع‬

‫إنه لهالك ريش إلى آخر الدهر ‪..‬‬

‫أن ال يحسن رفع رجله من عليها فتهوي به ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫إلــى الصــهرة التــي يريــد أن يتعلــق بهــا ‪ ..‬ويهحصــها بنظــر‬

‫دمه عن صـهرة نظـر إلـى الصـهرة بـل أن ينادرهـا خشـية‬

‫ال ‪ :‬واصباد ريش ! وا لئن دخـل رسـول ا ‪‬‬

‫فقام العباس ‪ ..‬فاستأذن النبي عليه الصالة والسـالم‬

‫لن أهيل عليع الكالم ‪ ..‬فهير ما ل ودل ‪..‬‬

‫فــأذن لــه ‪ ..‬فركــب علــى بنلــة رســول ا ‪ ‬البيضــا‬

‫الــدخول فــي ح ـوار أو جــدال أمــر يــر محمــود ‪ ..‬ولعلــع‬

‫‪..‬‬

‫تــوافقني أن أك ــر مــن ‪ %90‬مــن الح ـوارات والم ــادالت‬ ‫ير مهيدة ‪..‬‬

‫فحــاول ت نــب ال ــدال ــدر المســتطاع ‪ ..‬وال تنضــب إذا‬

‫اعتـرض عليــع أحـد أو جادلــع ‪ ..‬خــذ األمـر بأريحيــة ــدر‬ ‫المستطاع وال تعذب نهسـع بـالتهكير فـي نيـة المعتـرض ‪..‬‬

‫ومضى يمشي بها ‪..‬‬

‫وأبو سهيان فـي أصـحابه ‪ ..‬يقتـرب وينظـر إلـى نيـران‬

‫المسلمين ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬

‫مــا رأيــي كالليلــة نيرانـاً ــط وال عســكراً ‪ ..‬مــا أعظــم‬ ‫هذا ‪ ..‬من تر هلال ‪..‬؟‬

‫ومـاذا يقصـد ‪ ..‬ولمـاذا أحرجنـي أمـامهم ‪ ..‬ال تقتـل نهسـع‬

‫فقــال صــاحبه ‪ :‬هــذ وا خزاعــة حمشــتها الحــرب‬

‫إال الصهور الصنيرة ‪ ..‬فكن جبالً ‪..‬‬

‫ــال ‪ :‬خزاعــة أذل وأ ــل مــن أن تكــون هــذ نيرانهــا‬

‫بـالهم ‪ ..‬وتعامــل مــع المو ـف بهــدوووو ‪ ..‬فالريــاد ال تهــز‬

‫‪..‬‬

‫لمـا ــدم النبــي ‪ ‬إلــى مكـة فاتحـاً ‪ ..‬بعــدما نقضــي ـريش‬

‫وعسكرها ‪..‬‬

‫كـان ‪ .. ‬ـد دعــا ا أن يعمـي عنــه ـريش ‪ ..‬ليبنــتهم ‪..‬‬

‫إذا بأبي سهيان وأصحابه ‪ ..‬د بضي علـيهم خيـل‬

‫فلمــا أ بــل النبــي عليــه الصــالة والســالم ‪ ..‬إلــى مكــة ن ــزل‬

‫فأ بل أبو سهيان فزعاً ‪ ..‬فركب خلف العباس ‪..‬‬

‫ولم تعلم ريش بشي ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫ولكنهم كانوا يتوجسون ويتر بون ‪..‬‬

‫ف عـل العبـاس يسـرع بــأبي سـهيان ‪ ..‬إلـى رســول ا‬

‫العهد ‪..‬‬

‫بل أن يستعدوا للقتال ‪..‬‬

‫ريباً منها ‪..‬‬

‫فبينما العباس يسير على البنلة ‪..‬‬

‫الملمنين ‪..‬‬

‫وجعـل أصـحابه يتبعونـه فـزعين ‪ ..‬والملمنـون خلههــم‬

‫فهــر فــي تلــع الليلــة التــي نــزل فيهــا النبــي عليــه الصــالة‬

‫‪.. ‬‬

‫وينظرون هل ي دون خبراً ‪ ..‬أو يسمعون به ‪..‬‬

‫هذا ؟‬

‫والسالم ‪ ..‬أبـو سـهيان فـي نهـر معـه يت سسـون األخبـار ‪..‬‬ ‫وجعل النبـي عليـه الصـالة والسـالم ‪ ..‬يتر ـب الصـبح لينيـر‬

‫على ريش ‪..‬‬

‫‪221‬‬

‫وكلمــا مــر بنــار مــن ني ـران المســلمين ‪ ..‬ــالوا ‪ :‬مــن‬

‫فــنذا رأوا بنلــة رســول ا ‪ .. ‬ورأوا العبــاس عليهــا‬

‫‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الوا ‪ :‬عم رسول ا ‪ .. ‬على بنلة رسول ا ‪.. ‬‬

‫ال عمر بكل هدوووو ‪ :‬مهالً يا عباس ‪ ..‬مهالً ‪..‬‬

‫والعبــاس يس ــرع بهــا ‪ ..‬يهــا أن يهطن ـوا ألبــي ســهيان ‪..‬‬

‫فوا إلسالمع يـوم أسـلمي ‪ ..‬كـان أحـب إلـي مـن‬

‫حتى مر بنار عمر بن الهطاب ‪ ‬فقال ‪ :‬من هذا ؟‬

‫ألن ــي ــد عرف ــي أن إس ــالمع ‪ ..‬ك ــان أح ــب إل ــى‬

‫فيقتله أحد بل أن يلمنه النبي عليه الصالة والسالم ‪..‬‬ ‫و ام إليهم ‪ ..‬فلما رأ أبا سهيان على ع ز الدابة ‪..‬‬

‫إسالم أبي الهطاب لو أسلم !‬

‫رسول ا ‪ ‬من إسالم الهطاب ‪..‬‬

‫صــاد بالنــاس ــال ‪ :‬أبــو ســهيان عــدو ا ! ‪ ..‬الحمــد‬

‫فلما سمع العباس ‪ ‬ذلع سكي ‪..‬‬

‫فمنعه العباس ‪..‬‬

‫يطيلـه ويزيــد ‪ ..‬فيقــول ‪ :‬مـاذا تقصــد ؟!! هــل تــتهم‬

‫انتهــى الح ـوار ‪ ..‬مــع أنــه كــان فــي إمكــان عم ــر أن‬

‫الذي أمكن منع بنير عقد وال عهد ‪..‬‬

‫ر ــم ذه ــب عم ــر يش ــتد ‪ ..‬نح ــو رس ــول ا ‪ .. ‬والعب ــاس‬

‫نيتـي ؟! هــل تعلــم مــا فـي لبــي ؟! لمــاذا ت يــر النعــرة‬

‫النبي ‪ .. ‬ا تحم العباس عن البنلة سريعاً ‪..‬‬

‫كال لم يقـل ذلـع ‪ ..‬فهـم جميعـاً كـانوا أرفـع مـن أن‬

‫فدخل عليه عمر ‪..‬‬

‫سكي عمر والعباس ‪ ..‬وأبو سهيان وا ف ينتظـر أن‬

‫يس ــرع بالداب ــة ‪ ..‬حت ــى س ــبقه ‪ ..‬فلم ــا وص ــل إل ــى موض ــع‬

‫فدخل على رسول ا ‪.. ‬‬

‫القبلية ؟!‬

‫ينزغ الشيطان بينهم ‪..‬‬

‫وجعل يقول ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬هذا أبو سهيان ‪ ..‬ـد أمكـن‬

‫يأمر النبي ‪ ‬فيه بشي ‪..‬‬

‫فقال العباس ‪ :‬يا رسول ا ‪ ..‬إني د أجرته ‪..‬‬

‫أصبحي فأتني به ‪..‬‬

‫ا منه بنير عقد وال عهد ‪ ..‬فدعني ف ضرب عنقه ؟ ‪..‬‬

‫فق ــال ‪ : ‬اذه ــب ب ــه ي ــا عب ــاس إل ــى رحل ــع ف ــنذا‬

‫ر ــم جلـ ــس إل ــى رسـ ــول ا ‪ .. ‬فأخ ــذ برأسـ ــه ‪ ..‬وجعـ ــل‬

‫فذهب به العباس ‪ ..‬إلى خيمته ‪..‬‬

‫وعمر يردد يا رسول ا ‪ ..‬اضرب عنقه ‪..‬‬

‫الليلة ‪..‬‬

‫التهي إليه العباس و ال ‪:‬‬

‫اس ــتعمال الطه ــارة ‪ ..‬خ ــا ‪ ..‬و ــال للعب ــاس ‪ :‬م ــا‬

‫يناجيه في أذنه ‪..‬‬

‫فلما أك ر عمر في أنه ‪..‬‬

‫فبات عند ‪ ..‬فلمـا أصـبح أبـو سـهيان صـبيحة تلـع‬

‫ورأ النـ ــاس ي نحـ ــون للصـ ــالة ‪ ..‬وينتشـ ــرون فـ ــي‬

‫مهـالً يــا عمــر ! فـوا أن لــو كــان مــن رجـال بنــي عــدي بــن‬

‫بالهم ؟‬

‫كعــب ‪ ..‬مــا لــي هــذا ‪ ..‬أي لــو كــان مــن رابتــع ‪ ..‬مــا‬

‫ال ‪ :‬إنهم ـد سـمعوا النـدا فهـم ينتشـرون للصـالة‬

‫لــي هــذا ‪ ..‬ولكنــع ــد عرفــي أنــه مــن رجــال بنــي عبــد‬

‫‪..‬‬

‫فشـعر عمــر أنــه ســيدخل فــي جــدال ال يتناســب مــع الحــال‬

‫ويس دون بس ود ‪..‬‬

‫الــذي هــم فيــه ‪ ..‬رــم مــا الهائــدة المرجــوة مــن النقــا‪ .‬فــي‬

‫أ بــل عليــه العبــاس بعــدما صــلى ‪ ..‬ليمضــي بــه إلــى‬

‫منا ‪..‬‬

‫مســألة لــو كــان مــن بنــي كعــب ر ــب فــي إســالمه أمــا مــن‬ ‫يرهم فال يهمه !!‬

‫‪222‬‬

‫فلمــا حضــرت الصــالة ‪ ..‬ورآهــم يركعــون بركوعــه ‪..‬‬

‫رسول ا ‪.. ‬‬

‫فقال ‪ :‬يا عباس ما يأمرهم بشي إال فعلو ؟‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ـ ــال ‪ :‬نعـ ــم ‪ ..‬وا لـ ــو أمـ ــرهم بتـ ــرك الطعـ ــام والشـ ـ ـراب‬

‫لكالمدلج الحيران أ لم ليله‬

‫فقال أبو سهيان ‪ :‬يا عباس ‪ ..‬ما رأيي كالليلة ‪ ..‬وال ملـع‬

‫أهتدي‬

‫كسر و يصر !‬

‫هداني هاد ير نهسي و نالني‬

‫ألهاعو ‪..‬‬

‫فه ــذا أوان ــي ح ــين أه ــدي و‬

‫فلما انقضي الصالة ‪ ..‬دا به إلى رسول ا ‪.. ‬‬

‫مع ا من هردت كل مطرد‬

‫" ويحع يا أبا سهيان ‪ ..‬ألم يأن لع أن تعلم أنـه ال إلـه إال‬

‫وأدعــى و إن لــم أنتســب مــن‬

‫فلما رآ ‪ ‬ال ‪:‬‬ ‫ا ؟‬

‫فقال ‪ :‬بأبي أني وأمي ! ما أحلمع وأكرمع وأوصلع !‬

‫أصد و أنأ جاهداً عن محمد‬ ‫محمد‬

‫فقيـل إنــه حــين ــال ‪ :‬ونــالني ‪ ..‬مــع ا مــن هــردت‬

‫وا لقد نني أن لو كان لي مع ا إلـه يـر أل نـى عنـي‬

‫كــل مطــرد ‪ ..‬ضــرب رســول ا ‪ ‬بيــد فــي صــدر‬

‫يئاً!‬ ‫فقــال ‪ : ‬ويحــع يــا أبــا ســهيان ألــم يــأن لــع أن تعلــم أنــي‬

‫و ال ‪ " :‬أني هردتني كل مطرد " ‪..‬‬

‫رسول ا ؟‬

‫فقــال أبــو ســهيان ‪ :‬بــأبي أنــي وأمــي مــا أحلمــع وأكرمــع‬

‫وأوصلع !‬

‫ليس الذكا أن تنتصر عند ال دال ‪ ..‬وإنما الذكا‬ ‫أن ال تدخل في ال دال أصالً ‪..‬‬

‫أما هذ وا فنن في النهس منها حتى ا ن يئاً !‬

‫فقال له العباس ‪ :‬ويحع أسـلم وا ـهد أن ال إلـه إال ا ‪..‬‬

‫وأن محمد رسول ا‬

‫فكرة ‪..‬‬

‫بل أن تضرب عنقع ؟‬

‫‪ .87‬ا طع الطريق على المعترضين ‪..‬‬

‫من أك ر ما يو ر صدور بعـط النـاس علـى بعـط مـا‬

‫فسكي ليالً رم ال ‪ :‬أ هد ‪..‬‬ ‫فسر النبي عليه الصالة والسالم ‪ ..‬سروراً عظيماً ‪..‬‬

‫ي نيه اللسان من مهاسد ‪..‬‬

‫فقــال العبــاس ‪ :‬يــا رســول ا ‪ ..‬إن أبــا ســهيان رجــل يحــب‬

‫الههر فاجعل له يئاً ‪..‬‬

‫ومــن ذلــع اســتع ال بعــط النــاس بــاالعتراض علــى‬

‫الحـديث ومقاهعـة المـتكلم دون تـرو ونظـر ‪ ..‬في ـور‬

‫عنـ ــد ذلـ ــع جـ ــدال عقـ ــيم يـ ــو ر الصـ ــدور ويهسـ ــد‬

‫فقـال ‪ " : ‬نعـم ‪ ..‬مـن دخـل دار أبـي سـهيان فهـو آمــن "‬

‫النهوس ‪..‬‬

‫فقال أبو سهيان ‪:‬‬

‫الشرعية ‪ ..‬أو تدريبهم على مهارات متميزة ‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫لن تسـتطيع إصـالد جميـع النـاس وتـأديبهم بـا داب‬

‫فأنشــد أبــو ســهيان ‪ ‬بــين يــدي رســول ا ‪ .. ‬أبياتــاً ‪..‬‬

‫ودعن ــا نت ــاوز مرحل ــة التنظيـ ــر الت ــي تحل ــو لـ ــبعط‬

‫لعمرك إني يوم أحمل راية‬

‫الناس يهعلون كـذا ‪ ..‬والمهـروض يتعـودون علـى كـذا‬

‫يعتذر إليه مما كان مضى منه ‪..‬‬

‫النـــاس أن يدنـ ــدن عليه ــا دائم ـ ـاً بقولـــه ‪ :‬المهـ ــروض‬

‫لتنلب خيل الالت خيل محمد‬

‫أد الصـ ــالة علـ ــى المي ـ ــي‬ ‫‪ ..‬دعـ ــع مـ ــن ه ـ ــذا ‪ ..‬و ِّ‬

‫‪223‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الحاضر – كما يقال ‪.. -‬‬

‫لما خرجي ـريش لقتـال النبـي ‪ ‬وأصـحابه فـي بـدر‬

‫أعنــي أنن ــا ينبن ــي عن ــد تعاملن ــا م ــع األخط ــا أن ال ننش ــنل‬

‫‪ ..‬ك ــان بع ــط العق ــال فيه ــا ال يري ــدون اله ــرو ‪..‬‬

‫علينا نحن أن نهعله ‪..‬‬

‫فعلـ ــم النبـ ــي ‪ ‬بهـ ــم ‪ ..‬وتأكـ ــد أنهـ ــم وإن حضـ ــروا‬

‫ب بحــث مــا ي ــب علــى ا خ ـرين أن يهعلــو بــل مــاذا ي ــب‬

‫لكن ومهم أكرهوهم عليه ‪..‬‬

‫عنـدما تريـد أن تــتكلم بشـي ريـب ــد يسـتع ل ا خــرون‬

‫المعركة فلن يقع منهم تال للمسلمين ‪..‬‬

‫االعت ـراض بمق ــدمات ت ي ــبهم فيهــا ع ــن أس ــئلتهم ب ــل أن‬

‫أصــحابه لــذلع ‪ ..‬وأن ينهــاهم عــن ــتلهم ‪ ..‬لكنــه‬

‫االعتـ ـراض علي ــه ‪ ..‬ينبن ــي علي ــع أن تنل ــق عل ــيهم أبـ ـواب‬

‫يطرحوها ‪ ..‬بل وتزيل بها استنرابهم بل أن يتكلموا به ‪..‬‬

‫فلمــا ا تــرب ‪ ‬مــن ميــدان المعركــة ‪ ..‬أراد أن ينبــه‬ ‫يعلم أنه سيقع في لوب بعط الناس سـلال ‪ :‬كيـف‬

‫وبعط الناس يحسن فعالً أن ينلق األبـواب علـى المعتـرض‬

‫ال نقتلهم وهم خرجوا لحربنا !! لماذا اسـت نى هـلال‬

‫أذكــر أن ــيهاً كبيــر الســن جلــس فــي م لــس فــتكلم عــن‬

‫فقـدم مقدمـة أزال بهــا االعتراضـات رــم ذكـر التوجيــه‬

‫بل أن يشعر باعتراضه ‪..‬‬

‫بالذات ؟!‬

‫حادرـة خصــومة رآهــا بـين ارنــين فــي محطـة و ــود ‪ ..‬وكيــف‬

‫‪ ..‬ــام ‪ ‬فــي أص ــحابه و ــال ‪ :‬إن ــي ــد عرف ــي أن‬

‫فقهز أحد ال السين – مـن ال ررـارين – مشـاركاً فـي القصـة‬

‫حاجة لهم بقتالنا ‪..‬‬

‫أن‬

‫ارهما زاد وا تد حتى حمال إلى مههر الشرهة ‪..‬‬

‫رجــاالً مــن بنــي ها ــم و يــرهم ــد أخرجــوا كره ـاً ال‬

‫فقــال ‪ :‬نعــم صــحيح ‪ ..‬وحصــل بينهمــا كــذا ‪ ..‬وفــالن هــو‬

‫انتهى هذ مقدمة ‪..‬‬

‫فالتهي إليه الشيخ وكـأني بـه يكـاد ينه ـر ‪ ..‬لكنـه تماسـع‬

‫يقتله ‪..‬‬

‫أني هل حضرت الحادرة ؟ ال ‪ :‬ال‬

‫فال يقتله ‪..‬‬

‫المهطإ ‪ ..‬وبدأ يذكر تهاصيل لم تحدث ‪..‬‬ ‫و ال بكل هدوووو ‪:‬‬

‫رـم ـال ‪ :‬فمـن لقـي مـنكم أحـداً مـن بنـي ها ـم فـال‬ ‫ومن لقي أبا البهتري بن هشام بن الحارث بـن أسـد‬

‫ال ‪ :‬فهل حدرع أحد ممن حضروها ؟ ال ‪ :‬ال‬

‫ومن لقي العباس بن عبد المطلـب ‪ ..‬عـم رسـول ا‬

‫ال ‪ :‬فهل اهلعي على محاضر التحقيق ؟ ال ‪ :‬ال‬

‫‪ ‬فال يقتله ‪..‬‬

‫عنــدها صــاد الشــيخ و ــال ‪ :‬هيــب يــا ‪ ...‬كيــف تك ــذبني‬

‫فننه إنما خر مستكرها ‪..‬‬

‫فأع بتني مقدماته بل اعتراضه ‪..‬‬

‫م السهم بذلع ‪..‬‬

‫وأني ال تدري عن ي !!‬

‫فمضى الصحابة علـى ذلـع ‪ ..‬وبـدؤوا يتحـدرون فـي‬

‫ولـو أنــه اعتـرض دون أن يــذكر مقـدمات ينلــق بهـا األبـواب‬

‫فقــال أبــو حذيهــة بــن عتبــة بــن ربيعــة ‪ :‬أنقتــل آبا نــا‬

‫المو ف ولو بالكذب ‪..‬‬

‫وا لئن لقيته أللحمنه بالسيف ‪..‬‬

‫علــى صــاحبه ‪ ..‬لكــان لصــاحبه م ــال واســع للهــرو مــن‬ ‫فــنحن أحيان ـاً نحتــا عنــدما نريــد أن نقــرر أ ــيا أن نقــدم‬

‫بمقدمات نقنع بها المهالهين بل أن يعترضوا ‪..‬‬

‫‪224‬‬

‫وأبنا نا وإخواننا ونترك العباس ‪..‬‬

‫فبلنــي الكلمــة رســول ا ‪ .. ‬فالتهــي إلــى عم ــر‬

‫فقال ‪ " :‬يا أبا حهر " ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ال عمر ‪ :‬وا إنه ألول يوم كنـاني فيـه رسـول ا ‪ ‬بـأبي‬

‫وتكلـ ــم خـ ــامس ‪ ..‬وارتهـ ــع اللنـ ــط ‪ ..‬حتـ ــى ض ـ ــاع‬

‫ــال ‪ ‬ي ــا أب ــا حهـ ــر ‪ :‬و أيضـ ــرب وج ــه ع ــم رسـ ــول ا‬

‫ويبدو أن المحاضر صد ذلع ‪..‬‬

‫بالسيف ! ‪..‬‬

‫ف عل يتأمل وجوههم ‪ ..‬والو ي يمضي ‪..‬‬

‫حهر ‪..‬‬

‫الموضوع األساسي ‪..‬‬

‫فاستبشـع ذلـع ‪ ..‬وانــتهط ‪ ..‬كيـف يــرد أمـر رســول ا ‪‬‬

‫رــم ابتس ــم ابتس ــامة عريضــة ‪ ..‬وأ ــار له ــم بهه ــط‬

‫يــا رســول ا دعنــي ف ضــرب عنقــه بالســيف ‪ ..‬فـوا لقــد‬

‫وما المشكلة !! دخـل ـبلهم أو دخلـوا بلـه !! هـل‬

‫‪ ..‬أليس مسلماً ‪ ..‬فصاد ال ‪:‬‬ ‫نافق ‪..‬‬

‫األصوات و ال ‪:‬‬

‫تستحق المسألة كل هذا الهال‬

‫فندم أبو حذيهة ‪ .. ‬على ما تكلم به ‪ ..‬و ال ‪:‬‬

‫؟!‬

‫فع ـالً ‪ ..‬لــو تأملــي وا عنــا لوجــدت أننــا فــي أحيــان‬

‫ما أنا ب من من تلع الكلمـة التـي لـي يومئـذ ‪ ..‬و ال أزال‬

‫ك يــرة نك ــون رقــال عل ــى ا خ ـرين بك ــرة اعتراض ــنا‬

‫منها خائهاً إال أن تكهرها عني الشهادة ‪..‬‬

‫علــى مــا يقولــون فيكــون أحــدهم متحمسـاً فــي صــة‬ ‫يحكيها ‪ ..‬رم يهاجأ بمـن يعتـرض ويهسـد عليـه متعـة‬

‫فقتل يوم اليمامة هيداً ‪.. ‬‬

‫الحــديث بــاالعتراض علــى أ ــيا ال تـلرر فــي القصــة‬ ‫يئاً ‪..‬‬

‫نصيحة ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬ال تكن رقيالً تعترض على كل ي ‪..‬‬

‫كن ذكياً َّ‬ ‫وتند بهم بل أن يتعشوا بع !‬

‫أذك ــر أن أخ ــي األص ــنر س ــعود لم ــا ك ــان ههـ ـالً ف ــي‬

‫الســابعة ‪ ..‬دخــل المسـ د لصــالة العشــا ‪ ..‬ويبــدو‬

‫‪ .88‬انتظر ‪ ..‬ال تعترض ‪!!..‬‬

‫أنه كان مسـتع الً وتـأخر اإلمـام فـي الم ـي إل امـة‬

‫أذكر أن محاضراً كان يتكلم عن فن الحوار ‪..‬‬

‫فعرض يئاً من صة يوسف عليه السالم ‪..‬‬ ‫فلما وصل إلى وله تعالى و ودخل معه السـ ن فتيـان ـال‬

‫أحــدهما إن ــي أران ــي أعص ــر خمــراً و ــال ا خ ــر إن ــي أران ــي‬

‫أحمل فوع رأسي خبزاً تأكل الطير منه ‪..‬‬

‫الصـ ــالة ‪ ..‬فلمـ ــا ضـ ــاع بـ ــذلع ذرع ـ ـاً توجـ ــه نحـ ــو‬ ‫المــلذن وك ــان ــيهاً كبي ـراً ض ــعيف الس ــمع وو ــف‬

‫خلهـه ‪ ..‬رـم ــال محـاوالً تنييـر صـوته ‪ :‬أ ـم الصــالة‬ ‫‪ ..‬وكان د بط على هر أنهه بيد ‪..‬‬

‫رم ولى هارباً ‪..‬‬

‫جعل يتأمل في الحاضرين رم سألهم ‪:‬‬

‫ودخــل معــه الس ـ ن فتيــان ؟! أيهمــا دخــل بــل ا خ ــر ‪..‬‬

‫يوسف أم الهتيان ؟‬

‫أما الملذن فما كـاد يسـمع ذلـع حتـى تحـرك ناهضـاً‬ ‫ليقــيم الصــالة ‪ ..‬فنبهــه بعــط المــأمومين ‪ ..‬ف لــس‬

‫‪..‬‬

‫فصاد أحدهم ‪ :‬يوسف ‪..‬‬

‫كان مو هاً هريهاً ‪ ..‬لكني لم أورد لطرافته ‪..‬‬

‫فصاد آخر ‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬الهتيان ‪..‬‬

‫وإنمــا ألنــي جلســي بعــدها فــي م لــس فــذكر أحــد‬

‫فانطلق رالث ‪ :‬ال ‪ ..‬ال ‪ ..‬بل يوسف ‪ ..‬يوسف ‪..‬‬

‫ال الس ــين القص ــة و ــال ف ــي أرنائه ــا ‪ :‬وك ــان س ــعود‬

‫فاستذكى رابع و ال ‪ :‬دخلوا مع بعط !!‬

‫‪225‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫مستع الً ألنه سيذهب إلى البحر مع أبيه _ مع العلـم بـأن‬

‫الريـ ــاض فـ ــي صـ ــحرا وال تقـ ــع علـ ــى سـ ــاحل بحـ ــر ‪.. -‬‬

‫فتحيرت هل أفسد عليه صته وأعتـرض ‪ ..‬أم أن المعلومـة‬ ‫يـ ــر مـ ـ ـلررة فـ ــي القص ـ ــة فـ ــال دا ٍع لالعتـ ـ ـراض واكتس ـ ــاب‬

‫العداوات ‪ ..‬ف ررت ال اني وسكي ‪..‬‬

‫وأحياناً د تعترض على ي أني ير فاهمه أصالً ‪..‬‬ ‫لعل له عذراً وأني تلوم ‪..‬‬

‫خر الرجل فنذا في يد م لة إسالمية !!‬

‫لــم يصــبر زيــاد ‪ ..‬وأخــذ ينــادي بلطــف ‪ :‬يــا أخــي ‪..‬‬

‫لو سمحي ‪ ..‬هيه ‪..‬‬

‫لم يرد عليه الرجل ولم يلتهي ‪..‬‬

‫رفـع صـوته ‪ :‬هيـه ‪ ..‬هيــه ‪ ..‬لــو سـمحي ‪ ..‬يــا أخــي‬

‫‪ ..‬اسمع ‪..‬‬

‫وصل الرجل سيارته وركبها ‪ ..‬ولم يلتهي ‪..‬‬

‫كان زياد لطيهاً حريصاً على نصح الناس ‪..‬‬

‫نـزل زيـاد و ـد ضـب وأ بـل إليـه ‪ ..‬و ـال ‪ :‬يـا أخــي‬

‫و ــف يومـ ـاً عنــد إ ــارة مــرور ف ــنذا بــه يس ــمع صــوتاً عاليـ ـاً‬ ‫أل ــاني ربي ــة ‪ ..‬تحي ــر م ــن أي ــن ه ــذا الص ــوت ‪ ..‬وأخ ــذ‬

‫‪ ..‬ا يهديع ‪ ..‬ما تسمع ‪..‬‬

‫نظــر الرجــل إليــه وابتســم و ــنل ســيارته ‪ ..‬فا ــتنل‬

‫يتلهـ ــي يبحـ ــث عـ ــن مصـ ــدر ‪ ..‬فـ ــنذا هـ ــو مـ ــن الس ـ ـيارة‬

‫المذياع مبا رة بصوت مزعج جداً ‪..‬‬

‫وإذا صــاحبها ــد زاد صــوت المــذياع إلــى أعلــى درجاتــه ‪..‬‬

‫الن ــاس ‪ ..‬تري ــد تس ــمع األ ــاني اس ــمعها لوح ــدك ‪..‬‬ ‫بدل ما تسمع رآن تسمع أ ٍ‬ ‫ان ؟!‬

‫ذاك الرجــل إلــى خهــط صــوت مذياعــه ‪ ..‬لكــن الرجــل ال‬

‫صوت ‪..‬‬

‫الم اورة له ‪..‬‬

‫حتى أسمع البعيد والقريب ‪..‬‬

‫ف ار زياد ‪ ..‬و ال ‪ :‬يا أخي حـرام عليـع ‪ ..‬أزع ـي‬

‫جعــل صــاحبي يض ــرب علــى منبــه ســيارته ويحــاول أن ينبــه‬

‫ف عـ ــل الرجـ ــل يزيـ ــد ابتسـ ــامته ‪ ..‬واأل ـ ــاني بـ ــأعلى‬

‫يلتهـي وال يــرد ‪ ..‬يبــدوا أنــه لشــدة انسـ امه مــع مــا يســمع‬

‫رار زياد أك ـر ‪ ..‬وجعـل وجهـه يحمـر ‪ ..‬وصـار يرفـع‬

‫حـاول زيــاد أن يتبـين وجــه السـائق الــذي أسـدل ترتــه علــى‬

‫فلمــا رأ الرجــل أن األمــر وصــل إلــى هــذا الحــد ‪..‬‬

‫ازداد الع ــب ‪ ..‬ــهر بهــذ الهيئــة بــدل أن يســتمع إلــى‬ ‫القرآن يستمع األ اني !! ال وبصوت ٍ‬ ‫عال أيضاً !!‬

‫رم أخر دفتـراً صـنيراً مـن جيبـه ومكتـوب علـى أول‬

‫صار ال يدري عما حوله ‪..‬‬

‫جانبي وجهه ‪ ..‬وبعد جهد رآ فنذا لحيته تم وجهه !!‬

‫أضا ت اإل ارة خضرا ‪ ..‬ومشى ال ميع ‪..‬‬

‫أص ــر زي ــاد علـ ـى مناص ــحة الرج ــل ف ع ــل يمش ــي ورا ‪..‬‬

‫صوته ليسمعه ‪..‬‬

‫جعل يشير بيديه إلى أذنيه وينهضهما ‪..‬‬ ‫ور ة منه ‪:‬‬

‫أنا رجل أصم ال أسمع ‪ ..‬فضالً اكتب ما تريد !!‬

‫و ف الرجل عند دكان ‪ ..‬ونزل ليشتري منه حاجة ‪..‬‬

‫أو ــف زي ــاد س ــيارته ورا وص ــار يتأملــه وه ــو يمش ــي ف ــنذا‬

‫ال وب صير ‪ ..‬واللحية تم عارضيه ‪..‬‬

‫تسابقي إلى لبه الوساوس ‪ ..‬أ نه نزل ليهـر ا ن بعلبـة‬

‫س ائر !!‬

‫لمحة ‪..‬‬

‫ال ا تعالى ‪" :‬وكان اإلنسان ع والً " فانتبه ال‬ ‫تنلب ع لتع تلدتع ‪..‬‬

‫‪.89‬‬

‫‪226‬‬

‫بل ن واكم ‪ ..‬صد ة ‪..‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫الطلبات الكبيرة تحتا إلى تهيئة المطلوب منـه بـل هلبهـا‬

‫وكان يرجو أن يسلموا ‪..‬‬

‫وهذا عام في الطلبات الشههية والمكتوبة ‪..‬‬

‫إليهم ‪ ..‬و اتلهم ‪..‬‬

‫فلو أردت أن تكتب إلى ني تطلب منـه حاجـة ‪ ..‬لناسـب‬

‫فنصر ا نبيه ‪ ‬عليهم ‪ ..‬فساع الننائم ‪..‬‬

‫ومحبته للهير ‪ ..‬رم بعد ذلع تكتب حاجتع ‪..‬‬

‫بال عرانة ‪..‬‬

‫‪ ..‬لئال يسارع إلى الرفط ‪..‬‬

‫أن تكتـب بــل حاجتــع ــيئاً مــن ال نــا علــى جــود وكرمــه‬

‫فبلنــه ‪ ..‬أن ه ـوازن ــد جمعــي جموعهــا ‪ ..‬فهــر‬

‫فأ بـ ــل بعض ـ ــهم إلـ ــى رس ـ ــول ا ‪ .. ‬وهـ ــو ن ـ ــازل‬

‫وم له لو أردت حاجـة مـن أبيـع أو أخيـع أو – مـن يـدري‬

‫و د تل من تل من رجالهم ‪ ..‬وجعل رسول ا ‪‬‬

‫ربما – زوجتع ‪ ..‬يناسب أن تقدم بلها بمقدمة ‪..‬‬

‫النسا واألههال في مكان ‪..‬‬

‫فلو دعـوت نهـراً مـن أصـد ائع إلـى مأدبـة ـدا ‪ ..‬وأردت‬

‫فقام منهم خطيبهم زهير بن صرد فقال ‪:‬‬

‫أن تهبــر زوجتــع لتعــد الطعــام وتهيــإ البيــي ‪ ..‬لناســب أن‬

‫يــا رســول ا إنمــا فــي الحظــائر مــن الســبايا خاالتــع‬

‫تقـ ــول بـ ــل ذلـ ــع ‪ ..‬بص ـ ـراحة هعامـ ــع لذيـ ــذ ‪ ..‬جمي ـ ــع‬

‫‪ ..‬وحواضنع ‪ ..‬الالتي كن يكهلنع ‪..‬‬

‫يـدك ‪ ..‬تصـد ين !! لقــد أكلـي فـي أر ــى المطـاعم ‪ ..‬ومــا‬

‫المنذر ‪..‬‬

‫أصــد ائي يهرحــون إذا دع ـوتهم ألجــل أن يــأكلوا مــن عمــل‬ ‫ذ ــي لــذة كلــذة هعامــع أبــداً ‪ ..‬وبص ـراحة رأيــي البارحــة‬

‫ول ــو أن ــا ملحن ــا الب ــن أب ــي ــمر ‪ ..‬أو النعم ــان ب ــن‬

‫رــم أصــابنا منهمــا م ــل الــذي أصــابنا منــع ‪ ..‬رجونــا‬

‫صـديقاً لــي جــا مـن ســهر ‪ ..‬ومــن بـاب الم املــة لــي لــه‬

‫عائدتهم وعطههم ‪..‬‬

‫بعط األصد ا ‪ ..‬فليتع تعملين لنا هعاماً ‪..‬‬

‫امنن علينا رسول ا في كرم‬

‫تنـد معــي ـداً ‪ ..‬فتهاجــأت بـه أن وافــق ‪ !!..‬فـدعوت معــه‬

‫وأني رسول ا خير المكهولين ‪ ..‬رم أنشأ يقول ‪:‬‬

‫هـذا األســلوب أحسـن مــن صـراخع إذا دخلـي بيتــع ‪ :‬يــا‬

‫فننع المر نرجو و ننتظر‬

‫فت يبع ‪ :‬لبيع ‪ ..‬أنـا ادمـة ‪ ..‬وهـي تظـن أنـع سـتدعوها‬

‫إذ ف ــوك تملـ ــل مـ ــن محضـ ــها‬

‫فالنة ‪ ..‬فالنة ‪..‬‬ ‫إلى نزهة ‪..‬‬

‫امنن على نسوة د كني ترضعها‬ ‫الدرر‬

‫فتقول ‪ :‬بسرعة ‪ ..‬بسرعة ‪ ..‬المطبخ ‪ ..‬المطـبخ ‪ ..‬عنـدي‬

‫ال ت علنا كمن الي نعامته‬

‫إعداد ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫إنا لنشكر آال و إن كهرت‬

‫رجـ ــال س ـ ــيأتون ‪ ..‬ال تت ـ ــأخري بالن ـ ــدا ‪ ..‬وانتبه ـ ــي أرن ـ ــا‬

‫وم له لو أردت أن تطلب إجازة من مديرك ‪..‬‬

‫أو تهبر أمع أو أباك بهبر ‪..‬‬

‫و د رأت في سيرة النبـي األكـرم ‪ .. ‬مـا يـدل علـى ذلـع‬

‫‪..‬‬

‫كان النبي ‪ ‬د رضع في صـنر ريبـاً مـن ديـار هـوازن ‪..‬‬

‫‪227‬‬

‫و استبق منا فننا معشر زهر‬

‫وعندنا بعد هذا اليوم مدخر‬ ‫َّ ِ‬ ‫ين‬ ‫و ــد أدب ا المــلمنين ‪ ..‬فق ــال ‪ ":‬يَــا أَيـ َهــا ال ــذ َ‬ ‫ِّموا بَــي َن يَـ َدي نَ ـ َـوا ُكم‬ ‫الر ُس َ‬ ‫ـاجيتُ ُم َّ‬ ‫ـول فَـ َقـد ُ‬ ‫آمنُـوا إِ َذا نَ َ‬ ‫َ‬ ‫و‪99‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ص َد َةً"‬ ‫َ‬ ‫) ‪( 99‬‬

‫سورة اجملادلة ( ‪.. ) 12‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫وكانـ ـ ــي الع ـ ـ ــرب ‪ ..‬إذا أرادت أن تسـ ـ ــتن د بأح ـ ـ ــد ‪ ..‬أو‬

‫فدخلها فزعاً ‪ ..‬مصاباً مكروباً ‪..‬‬

‫فتحدث في النهوس ماال تهعله السيو ‪..‬‬

‫السهر ‪..‬‬

‫تطلـ ــب عونـ ــه ‪ ..‬أول مـ ــا تل ـ ــأ إلـ ــى الكـ ــالم واأل ـ ــعار ‪..‬‬

‫لما أ بل رسول ا ‪ .. ‬يريد العمرة ‪ ..‬خافي ريش ‪..‬‬

‫وكاد النبي ‪ ‬أن يقـاتلهم ‪ ..‬لـوال أنهـم ‪ ..‬ألحـوا عليـه حتـى‬

‫رــم أ بــل إلــى المس ـ د ‪ ..‬عليــه أرــر الطريــق ووع ــا‬

‫وو ف بين يدي رسول ا ‪ .. ‬فقال ‪:‬‬

‫كتــب بين ـ ه وبيــنهم ‪ ..‬هدنــة لمــدة عشــر ســنوات ‪ ..‬و ــف‬

‫يا رب إني نا د محمداً‬ ‫حلف أبيه وأبينا األتلدا‬ ‫د كنتم ِولداً وكنا والداً‬

‫القبائـل أن يـدخل فــي عقـد محمــد وعهـد دخــل ومـن ــا‬

‫فانصر رسول ا نصراً أبدا‬

‫للقتال ‪..‬‬

‫وكـان فـي صــلح الحديبيـة ‪ ..‬لمــا كتـب ‪ ..‬أنـه مــن ـا مــن‬

‫رمي أسلمنا فلم ننزع يدا‬

‫أن يدخل في عقد ريش وعهدهم دخل ‪..‬‬

‫وادع عباد ا يأتوا مددا‬

‫فتوارب ــي خزاع ــة و ــالوا ‪ :‬نح ــن ن ــدخل ف ــي عق ــد محم ــد‬

‫فيهم رسول ا‬

‫وتواربــي بنــو بك ــر و ــالوا ‪ :‬نح ــن نــدخل فــي عقــد ـ ـريش‬

‫في فيلق كالبحر ي ري مزبدا‬

‫وعهدهم ‪..‬‬

‫إن ريشاً أخلهوك الموعدا‬ ‫ونقضوا مي ا ع الملكدا‬

‫وعهد ‪..‬‬

‫وكان بين هذين الحيين دما و تال ‪..‬‬

‫وا ــتدت ضــنينة ـريش علــى خزاعــة ‪ ..‬لكــنهم خــافوا أن‬

‫يصيبوهم بشي فينتصر لهم النبي ‪.. ‬‬

‫د ت ردا‬

‫إن سيما خسهاً وجهه تربدا‬

‫وجعلوا لي في كدا رصداً‬ ‫وزعموا أن لسي أدعوأحدا‬

‫فلمـا مضــى مــن هدنــة الحديبيــة ‪ ..‬نحــو الســبعة أو ال مانيــة‬

‫فهم أذل وأ ل عدداً‬ ‫هم بيتونا بالوتير ه دا‬

‫فقالي ريش ‪ :‬ما يعلم بنا محمد وهذا الليل ومـا يرانـا مـن‬

‫والندا ‪ ..‬انتهط ‪ ..‬و ضب ‪..‬‬

‫فأعانوهم عليهم بالكراع والسالد ‪ ..‬و اتلوهم معهم ‪..‬‬

‫رــم ــام ‪ ..‬مســرعاً ‪ ..‬وأمــر النــاس بــالت هز للهــرو‬

‫و تل من تل من رجالهم ونسائهم وذراريهم ‪..‬‬

‫فهـ ــزع الن ـ ــاس يت هـ ــزون ‪ ..‬وه ـ ــم ال يعلمـ ــون أي ـ ــن‬

‫فلما رأ رجل منهم وهو عمرو بـن سـالم ‪ ..‬مـا حـل بقومـه‬

‫سيكون القتال ‪..‬‬

‫حتى دم على رسول ا ‪ ‬في المدينة ‪..‬‬

‫ريش ‪ ..‬وسأل ا أن يعمي على ـريش خبـر حتـى‬

‫عشر هراً ‪..‬‬

‫ورب بنـو بكـر علـى خزاعـة ‪ ..‬لـيالً بمـا يقـال لـه الـوتير ‪..‬‬ ‫وهو ريب من مكة ‪ ..‬وهلبوا اإلعانة من ريش ‪..‬‬

‫أحد ‪..‬‬

‫فهزعي خزاعة ‪..‬‬

‫و تلونا ركعاً وس دا‬ ‫فلمـ ــا سـ ــمع النبـ ــي ‪ ‬هـ ــذا الكـ ــالم ‪ ..‬والشـ ــعر ‪..‬‬

‫و ال ‪ " :‬نصرت يا عمرو بن سالم " ‪..‬‬

‫للقتال ‪..‬‬

‫‪ ..‬ركب بعير ‪ ..‬وهرب من يد ريش ‪..‬‬

‫‪228‬‬

‫و د خشي ‪ ‬أن يهبر بوجهته ‪ ..‬فيصـل الهبـر إلـى‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫يبنتهم في بالدهم ‪..‬‬

‫فلما دخل أ بل لي لس على فرا‪ .‬رسـول ا ‪.. ‬‬

‫ورســول ا ‪ ..‬ــد ا ــتد ضــبه علــى ـريش لهيــانتهم ‪..‬‬

‫فطوته من تحته ‪..‬‬

‫في العقد ويزيد في المدة " ‪.‬‬

‫‪ ..‬أو ر بي به عني ؟‬

‫فكان يت هز ويقـول ‪ :‬كـأنكم بـأبي سـهيان ـد جـا كم يشـد‬

‫رم أ بل نهر من خزاعة آخرين إلى رسول ا ‪.. ‬‬

‫فيهم بديل بن ور ا ‪ ..‬حتى دموا على رسول ا ‪.. ‬‬

‫فقال ‪ :‬يا بنيـة مـا أدري أر بـي بـي عـن هـذا الهـرا‪.‬‬

‫فقالــي ‪ :‬بــل هــو ف ـرا‪ .‬رســول ا ‪ ‬وأنــي مشــرك‬

‫ن س ‪ ..‬فلم أحب أن ت لس على فرا ه ‪..‬‬

‫ف ــأخبرو بم ــا أص ــيب م ــنهم ‪ ..‬ومظ ــاهرة ـ ـريش بن ــي بك ــر‬

‫فع ــب منه ــا ‪ ..‬و ــال ‪ :‬ي ــا بني ــة وا لق ــد أص ــابع‬

‫عليهم ‪..‬‬

‫بعدي ر !‬

‫فوعـدهم النبـي ‪ ‬بالنصـر ‪ ..‬و ــال لهـم ‪ " :‬ارجعـوا فتهر ـوا‬

‫رم مضى أبـو سـهيان إلـى رسـول ا ‪ .. ‬فقـال ‪ :‬يـا‬

‫فتقاتلهم ‪ ..‬بل وصوله إليهم ‪..‬‬

‫فقــال ‪ : ‬ول ــذلع ــدمي ؟ هــل ك ــان م ــن ح ــدث‬

‫فــي البلــدان " ‪ ..‬وخشــي أن تعلــم ـريش بهبــرهم معــه ‪..‬‬

‫فانصرفوا راجعين إلى ديارهم ‪..‬‬

‫محمد ا دد العقد وزدنا في المدة ‪..‬‬ ‫بلكم ؟!‬

‫ــال ‪ :‬معــاذ ا ! نح ــن علــى عه ــدنا وصــلحنا ي ــوم‬

‫فلقوا أبا سهيان بعسـهان ‪ ..‬ـد بع تـه ـريش إلـى رسـول ا‬

‫‪.. ‬‬

‫الحديبية ال ننير وال نبدل ‪..‬‬

‫يشد العقد ويزيد في المدة ‪ ..‬و د رهبـوا أن يكـون بلنـه مـا‬

‫فســكي عنــه النبــي ‪ .. ‬فكــرر عليــه أبــو ســهيان ‪..‬‬

‫فلمــا لقــي أبــو ســهيان بــديالً ‪ ..‬خشــي أن يكــون أ بــل مــن‬

‫فهر من عند رسول ا ‪.. ‬‬

‫فقـال بـديل ‪ :‬سـرت فـي خزاعـة فـي هـذا السـاحل فـي بطــن‬

‫ي ـ ــدد العق ـ ــد ‪ ..‬ويزي ـ ــد ف ـ ـي الم ـ ــدة ‪ ..‬أو امنعن ـ ــي‬

‫فسكي أبو سهيان ‪..‬‬

‫فقــال أبــو بكــر ‪ :‬ج ـواري فــي جـوار رســول ا ‪.. ‬‬

‫فعلوا ‪..‬‬

‫عند رسول ا ‪ .. ‬فقال ‪ :‬من أين أ بلي يا بديل ؟‬ ‫هذا الوادي ‪..‬‬

‫ورسول ا ‪ ‬ال ي يبه ‪..‬‬

‫وأتــى أبــا بكــر فقــال ‪ :‬ا ــهع لــي عنــد محمــد ‪ ..‬أن‬

‫و ومي ‪..‬‬

‫فلما جاوز بديل ‪..‬أ بل أبو سهيان إلى مبـرك نا ـة بـديل ‪..‬‬

‫وال أمنع أحداً منه ‪ ..‬وأما أنا فـوا لـو وجـدت الـذر‬

‫أن النا ــة كانــي بالمدينــة ‪ ..‬فهــم الــذين يطعمــون دوابه ــم‬

‫فهر أبو سهيان ‪ ..‬فأتى عمر بـن الهطـاب فكلمـه‬

‫محمداً ‪..‬‬

‫رسول ا ‪ ‬؟‬

‫فأخذ من بعرها فهته بيد ‪ ..‬فرأ فيـه نـو التمـر ‪ ..‬فعلـم‬

‫نو التمر ‪ ..‬فقال أبو سهيان ‪ :‬أحلف با لقد جـا بـديل‬ ‫رم مضى أبو سهيان ‪..‬‬

‫حتـى وصـل المدينـة ‪ ..‬فتوجـه إلـى بيـي ابنتـه أم حبيبــة زو‬

‫رسول ا ‪.. ‬‬

‫‪229‬‬

‫تقاتلكم ألعنتها عليكم ‪..‬‬

‫‪ ..‬فقــال عمــر بــن الهطــاب ‪ :‬أنــا أ ــهع لكــم عنــد‬

‫بل ما كان من حلهنا جديداً فأخلقه ا ‪..‬‬ ‫وما كان منه م بتاً فقطعه ا ‪..‬‬

‫وما كان منه مقطوعاً فال وصله ا !‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫فلما سمع أبو سهيان ذلع ‪ ..‬تنير ‪ ..‬فكأنما ل ِ‬ ‫ُطم ‪..‬‬

‫و ــد أ ــار علــي بــأمر صــنعته ‪ ..‬فـوا مــا أدري هــل‬

‫فهر أبو سهيان وهو يقول ‪ :‬جزيي من ذي رحم راً ‪..‬‬

‫ينني عنا يئاً أم ال ؟‬

‫يـا علـي أنـي أ ـربهم بـي نسـباً ‪ ..‬فا ـهع لـي إلـى رسـول ا‬

‫ال ‪ :‬أمرني أن أجير بين الناس فهعلي ‪..‬‬

‫فقال له علي ‪ :‬يا أبا سهيان ‪ ..‬إنه لـيس أحـد مـن أصـحاب‬

‫ال ‪ :‬ال ‪..‬‬

‫يستطيع أحـد منعـه عـن أحـد إن أراد ‪ ..‬فهـو ال ينطـق عـن‬

‫فما ينني عنا ما لي ‪..‬‬

‫وأن ــي س ــيد ـ ـريش ‪ ..‬وأكبره ــا ‪ ..‬وأمنعه ــا ‪ ..‬ف ــأجر ب ــين‬

‫ف ــا تم أب ــو س ــهيان ‪ ..‬ودخ ــل عل ــى امرأت ــه فح ــدرها‬

‫عشـيرتع ‪ ..‬وامنــع نهسـع ‪ ..‬يعنــي ‪ :‬صــح بالنـاس إنــي ــد‬

‫الحديث فقالي ‪:‬‬

‫ال أبو سهيان ‪ :‬أو تر ذلع ينني عني يئاً ‪..‬‬

‫رم أ بل رسول ا ‪ .. ‬إلى مكة فاتحاً ‪..‬‬

‫فلما يئس مما عندهم دخل على علي ‪ ..‬فقال له ‪:‬‬

‫‪.. ‬‬

‫رسـول ا ‪ ‬يهتـات علـى رسـول ا ‪ ‬ب ـوار ‪ ..‬أي ال‬ ‫الهو ‪..‬‬

‫منعي نهسي ‪..‬رم الحق بأرضع ‪..‬‬ ‫ال ‪ :‬ال ‪ ..‬ولكن هو رأي أرا ‪..‬‬

‫فهر أبو سهيان إلى الناس في المدينة رم صاد ‪..‬‬

‫الوا ‪ :‬بماذا أمرك ؟‬

‫الوا ‪ :‬هل أجاز ذلع محمد ؟‬

‫الوا ‪ :‬ويحع ما زادك الرجـل علـى أن لعـب بـع ‪..‬‬

‫فقال ‪ :‬ال وا ما وجدت ير ذلع ‪..‬‬

‫بحع ا من وافد وم ! فما جئي بهير ‪..‬‬

‫يههم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬باإل ارة ُ‬

‫أال إنـ ــي ـ ــد أجـ ــرت بـ ــين النـ ــاس ‪ ..‬وال وا مـ ــا أ ـ ــن أن‬

‫اللقمة الكبيرة تحتا لمضً جيد بل ابتالعها‬

‫فقــام أبــو ســهيان فــي المسـ د فقــال ‪ :‬أيهــا النــاس إنــي ــد‬

‫‪ .90‬ليس مهماً أن تن ح دائماً ‪..‬‬ ‫كــان فهــد يمشــي مــع صــاحبه ‪ -‬العنيــد المكــابر ‪-‬‬

‫رم ركب بعير فانطلق إلى مكة ‪..‬‬

‫فـ ــي صـ ــحرا فرأيـ ــا س ـ ـواداً رابض ـ ـاً علـ ــى الت ـ ـراب ‪..‬‬

‫يههرني أحد ‪..‬‬

‫أجرت بين الناس ‪..‬‬

‫تههيه الريح تارة وتظهر تارة ‪..‬‬

‫فلما أن دم على ريش الوا ‪ :‬ما ورا ك ؟‬

‫التهي فهد إلى صاحبه وسأله ‪ :‬تتو ع ‪ ..‬ما هذا ؟!‬

‫هل جئي بكتاب من محمد أو عهد ؟‬

‫فقال صاحبه ‪ :‬هذ عنز !!‬

‫ال ‪ :‬ال وا لقد أبى علي ‪..‬‬

‫و ــد تتبعــي أصــحابه فمــا رأيــي وم ـاً لملــع علــيهم أهــوع‬ ‫منهم له ‪..‬‬

‫ال فهد ‪ :‬بل راب ‪..‬‬

‫ال صاحبه ‪ :‬أ ول لع ‪ :‬عنز ‪ ..‬يعني عنز ‪..‬‬

‫ال فهد ‪ :‬هيب نقترب ونتأكد ‪..‬‬

‫ولقد جئي محمداً فكلمته ‪ ..‬فوا ما رد علي يئاً ‪..‬‬ ‫رم جئي ابن أبي حافة فوا ما وجدت فيه خيراً ‪..‬‬

‫ا تربا ‪ ..‬وجعال يركزان النظر أك ر وأك ر ‪..‬‬

‫كان واضحاً أن الذي أمامهما راب !!‬

‫رم جئي عمر فوجدته أعد عدو‪..‬‬

‫ال فهد ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬وا‬

‫رم جئي علياً فوجدته ألين القوم ‪..‬‬

‫راب ‪..‬‬

‫هز صاحبه رأسه بكل حزام و ال ‪ :‬عنـززززز‬

‫‪231‬‬


‫ْـك ـــــــــــــــــ ‪www.SAQAFA.com‬ــــــــــــــ‬ ‫ْـيـات‬ ‫بـح‬ ‫ْ​ْ​ْ‬ ‫ْـمـتـع‬ ‫ْـت‬ ‫اس‬

‫ســكي فهــد ‪ ..‬وا تربــا أك ــر ‪ ..‬فشــعر الن ـراب با ترابهمــا‬

‫هل أني جاد في التنيير ؟‬

‫فصــاد فهــد ‪ :‬ا أكبــر ‪ ..‬ـراب ‪ ..‬أرأيــي ـراب ‪ ..‬هــار‬

‫‪ .92‬كن بطالً وابدأ ا ن‬

‫فطااار ‪..‬‬

‫‪..‬فقال صاحبه ‪ :‬عننننـز ‪ ..‬لو هار !!‬

‫أذكر أني ألقيي دورة في مهارات التعامل مع النـاس‬ ‫‪ ..‬كــان عبــد العزيــز مــن بــين الحضــور ‪ ..‬كــان تــأرر‬

‫لماذا أوردت هذ القصة ؟‬

‫أوردتهــا ألجــل أن أبــين ‪ :‬أن هــذ المهــارات التــي تقــدمي‬

‫فيما مضى من صهحات ‪ ..‬تصلح مع الناس عموماً ‪..‬‬

‫لكــن مــع ذلــع يبقــى أن بعــط النــاس مهمــا مارســي معــه‬

‫مهارات ال يتهاعل معع ‪..‬‬

‫فلــو مارســي معــه مهــارة اللمــح ‪ ..‬فقلــي ‪ :‬مــا ــا ا مــا‬

‫أجمل ريابع ‪ ..‬كأنع عريس ‪ ..‬وأني تتو ع منـه أن يتبسـم‬ ‫ويشكرك على لطهـع ‪ ..‬فننـه ال يهعـل ذلـع ‪ ..‬وإنمـا ينظـر‬

‫إليــع ــزراً ‪ ..‬ويقــول ‪ :‬هيــب ‪ ..‬هيــب ‪ ..‬ال ت امــل ‪ ..‬ال‬

‫تستهف دمع ‪ ..‬ونحـو ذلـع مـن العبـارات السـام ة التـي‬

‫تدل على عدم خبرته في التعامل مع الناس ‪..‬‬

‫وم له المرأة التي ـد تمـارس مـع زوجهـا مهـارات ‪ ..‬كمهـارة‬

‫التهاعـ ــل م ـ ـ الً ‪ ..‬فيحكـ ــي نكتـ ــة بـ ــاردة ‪ ..‬فتتهاعـ ــل معـ ــه‬

‫ضـ ــاحكة ‪ ..‬فيقـ ــول ‪ :‬هيـ ــب ‪ ..‬ال تنصـ ــبي نهسـ ــع علـ ــى‬

‫الضحع ؟!!‬

‫إذا واجهـ ــي هـ ــذ النوعيـ ــات مـ ــن النـ ــاس فـ ــاعلم أنهـ ــم ال‬

‫يم لون الم تمع ‪..‬‬

‫ولقــد جرب ــي هــذ المه ــارات بنهســي ‪ ..‬نع ــم وا جربته ــا‬

‫بنهسي فرأيي آرارهـا فـي النـاس ‪ ..‬كبـاراً وصـناراً ‪ ..‬بسـطا‬

‫وأذكيـا ‪ ..‬وأصـحاب مناصـب عليــا ‪ ..‬وهـالب عنـدي فــي‬

‫الكلية ‪ ..‬ومع أوالدي ‪ ..‬فرأيي لها أعاجيب ‪..‬‬

‫بــل جربتهــا مــع مهتلــف األجنــاس وال نســيات ‪ ..‬فرأيــي‬

‫آرارها ‪..‬‬

‫وا إني لع ناصح ‪..‬‬ ‫باختصار ‪..‬‬

‫‪231‬‬

‫واضحاً ‪..‬‬

‫الحظته يكتب كل اردة وواردة ‪..‬‬

‫مضي أيام الدورة ال الرة ‪ ..‬وتهر نا ‪..‬‬ ‫بع ــدها بش ــهر ألقي ــي ال ــدورة نهس ــها م ــرة أخ ــر ‪..‬‬ ‫فلما نظرت إلى الحضور ‪ ..‬فنذا عبـد العزيـز ي لـس‬

‫في الصف األول !!‬

‫تملكنـي الع ــب !! لمــاذا يحضـرها مــرة أخــر وهــو‬

‫يعلم أني سأعيد الكالم نهسه !‬

‫لم ــا أذن للصـ ــالة ‪ ..‬أخذتـ ــه ومشـــيي بـ ــه جانب ـ ـاً ‪..‬‬

‫وسـألته ‪ :‬عبــد العزيــز ‪ ..‬لمــاذا تحضــر مــرة أخــر ‪..‬‬ ‫وأني تعلم أني سأعيد الكـالم نهسـه ‪ !! ..‬والمـذكرة‬ ‫الت ــي ب ــين ي ــديع ه ــي نهسـ ــها الم ــذكرة الس ــابقة !!‬

‫والشـهادة التـي ستحصـل عليهـا هـي الشـهادة نهسـها‬ ‫!! يعني لن تستهيد يئاً ‪..‬‬

‫فق ــال لـ ــي ‪ :‬تص ــدع !! وا إن أصـ ــحابي وزمالئـ ــي‬

‫يقولون لي ‪ :‬يـا عبـد العزيـز أنـي تنيـرت فـي تعاملـع‬ ‫معنا منذ هر ‪..‬‬

‫فهك ــرت ف ــي ذل ــع ف ــنذا أن ــا أهب ــق م ــا تعلمت ــه م ــن‬

‫مهـ ــارات فـ ــي الـ ــدورة السـ ــابقة ‪ ..‬ف ئـ ــي ألحضـ ــر‬

‫الدورة مرة أخر لتأكيد ما تعلمته من مهارات ‪..‬‬

‫إذا كنـي جـاداً فـي التنييـر فكـن بطـالً وابـدأ ا آآآن‬

‫‪..‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.