32820 الصحة النفسية في الإسلام

Page 1


‫الدكتورة‪ /‬حياة كمفر‬

‫استشارية فطب الفطفال‬ ‫قسم الفطفال‬ ‫جامعة الملك عبد العزيز بجدة‬


‫إسن الحمسد لس‪ ،‬نحمده ونسستعينه ونستغفره‪،‬‬ ‫ونعوذ بالس مسسن شرور أنفسسسنا‪ ،‬ومن سيئات‬ ‫أعمالنسسا‪ ،‬مسسن يهده الس فل مضسسل لسسه‪ ،‬ومن‬ ‫يضللسه فل هادي لسه‪ ،‬وأشهسد أسن لس إله إل‬ ‫الس وحده ل شريك لسه‪ ،‬وأشهسد أن محمداً‬ ‫عبده ورسسوله‪ ،‬صسسلى الس س عليسسه وعلسسى آله‬ ‫وصحبه وسلم‪.‬‬


‫مقدمة‬ ‫خلق ا تعالى النفس النسانية وهو‬ ‫أعلم بها وباحتياجاتها وبغرائزها وما‬ ‫يحقيق سيعادتها فيي الداريين ويجنبها‬ ‫المعاناة وميا يشقيهيا فيي الحياة الدنيا‬ ‫وفي الخرة‪) .‬أل يعلسم من خلقسه وهو اللطيف‬

‫الخبير( سورة الملك‬


‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫شمولييية السييل م فييي عل ج المشاكل‬ ‫بجمييع أنواعهيا بميا فيي ذليك العضوية‬ ‫والجتماعيييية والنفسيييية والروحية‬ ‫والعل ج السلمي يكون وقائيا ً وآنيًا‪.‬‬ ‫صييلحية السييل م لكل زمان ومكان‬ ‫وقدرته على صياغة الحياة وفق منهج‬ ‫اي صيياغة تحقيق سيعادتها فيي الدنيا‬ ‫والخرة‪.‬‬


‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫النسان مكّون من جسم وروح والسعادة تتحقق‬ ‫بالتوازن بين متطلبات الروح والجسد‪ .‬والخل ل‬ ‫بتحقيييق هذا التوازن يؤدي إلييى عد م تحقيق‬ ‫الشخصيييية السيييوية ونتيجييية لذلك تحدث‬ ‫الطضطرابات النفسييية أييو المراض العضوية‬ ‫النفسية‪.‬‬ ‫النسييان مفطور علييى الفطرة السييليمة وهي‬ ‫السل م والسل م دين الفطرة فاستقامة النسان‬ ‫س‬ ‫هو تجاوب مع نداء الفطرة التي فطر ا النا َ‬ ‫عليهييا والخل ل بالسييتقامة مصادمة للفطرة‬ ‫السوية‪.‬‬


‫‪‬‬

‫المجتمعات التي بعدت عن ا وشردت من‬ ‫الديين هيي مين أكثير المجتمعات زيادة في‬ ‫معد ل انتشار الطضطرابات النفسية وكثرة‬ ‫المصييحات النفسييية وتردد أفرادهييا على‬ ‫عيادات الطب النفسي أو إلى الهروب من‬ ‫الواقيع المريير إلى الخمور والمخدرات‬ ‫وربما النتحار‪.‬‬



‫خلفية وبائية عن معدل انتشار الطضطرابات النفسية‪:‬‬

‫‪ ‬ارتفاع معد ل الطضطرابات النفسيية بشكيل ملحوظ على‬ ‫مستوى العالم بما فيها المجتمعات السلمية‪.‬‬ ‫‪ ‬أثبتييت البحوث والدراسييات الميدانييية الحديثيية تزايد‬ ‫المعدلت بشكيل ملحوظ ) بعيض الدراسيات التيي أجرتها‬ ‫منظمة الصحة العالمية وجدت أن النسبة تتراوح بين ‪-10‬‬ ‫‪(%20‬‬ ‫‪ ‬دراسيات ميدانية محلية أفادت بأن نسبة الطضطرابات‬ ‫النفسييية البسييطة تتراوح بيين ‪ ٪30-20‬وهيي آخذة في‬ ‫الزيادة‪ ...‬ولعل ذلك يعود لسباب كثيرة منها‪-:‬‬


‫‪1.‬‬ ‫‪2.‬‬ ‫‪3.‬‬ ‫‪4.‬‬

‫طضعف الوازع الديني وتغلب الحياة المادية على‬ ‫حساب الروح‪.‬‬ ‫وجود التوترات والضغوط الحياتية بشكل كبير‬ ‫وبالخص مع نهاية القرن العشرين‪.‬‬ ‫التغيير المفاجيئ والكيبير فيي نميط الحياة وتغير‬ ‫المستوى الجتماعي والقتصادي والمعيشي‪.‬‬ ‫ظاهرة التمدن فهي ليست بدون سلبيات وهناك‬ ‫أمراض تسيمى بأمراض الحضارة التيي منها‬ ‫المراض النفسية‪.‬‬


‫‪5.‬‬

‫‪6.‬‬

‫‪7.‬‬

‫الثار الجتماعية والعائلية كتحو ل العائلة من السر‬ ‫الكبيرة الممتدة إلى السر الصغيرة النووية أدى ذلك‬ ‫إلييى طضعييف النسيييج الجتماعييي ودعمه للفراد‬ ‫والسر‪.‬‬ ‫كثرة المراض العضوييية والمزمنيية علييى وجه‬ ‫الخصيوص فهذه المراض لهيا انعكاسياتها النفسية‬ ‫الكبيرة‪.‬‬ ‫عد م الشعور بالمين بجمييع أنواعيه‪ ،‬المين النفسي‬ ‫والغذائي والوظيفي ونحو ذلك‪.‬‬



‫كيف يحقق اللسل م الصحة النفسية‬

‫)‪1‬‬

‫قوة الصلة بال عز وجل‬ ‫تتم تقوية الصلة بما جاء في وصية الرسول)ص( لعبد ا‬ ‫بن عباس‪:‬‬ ‫” يا غلم إني أعلمك كلمات‪ :‬احفظ ا يحفظك‪,‬‬ ‫احفظ ا تجده تجاهك‪ ,‬إذا سألت فاسأل ا‪,‬‬ ‫وإذا استعنت فأستعن بالله ‪ ,‬وأعلم لو أن المة‬ ‫لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك‬ ‫إل بشيء قد كتبه ا لك‪ ,‬وإن اجتمعوا على أن‬ ‫يضروك بشيء لم يضروك ال بشيء قد كتبه ا‬


‫)‪2‬‬

‫الثبات والتوازن الفنفعالي ‪:‬‬ ‫اليمان بالله يشيع في القلب الطمأنينة والثبات وإلتزان ويقي‬ ‫المسلم من عوامل القلق والخوف والطضطراب‪...‬‬ ‫”يثبت ا الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الرخرة“‬ ‫” فمن تبع هداي فل رخوف عليهم ول هم يحزنون“‬

‫)‪3‬‬

‫الصبر عفند الشدائد ‪:‬‬ ‫” والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين‬ ‫صدقوا وأولئك هم المتقون“‬ ‫قوله )ص(‪ :‬عجبا لمر المؤمن إن امره كله خير وليس ذلك لحد‬ ‫إل للمؤمن‪ ,‬إن أصابته سراء شكر فكان خير له وإن أصابته‬ ‫طضراء صبر فكان خير له‬


‫)‪4‬‬

‫المروفنة في مواجهة الواقع ‪:‬‬ ‫وهي من أهم ما يحصن النسان من القلق والطضطراب حين‬ ‫يتدبر قوله تعالى ” وعسى أن تكرهوا شيئُا وهو خير‬ ‫لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم وا يعلم‬ ‫وأنتم ل تعلمون“‬

‫)‪5‬‬

‫التفاؤل وعدم اليأس ‪:‬‬ ‫المؤمن متفائل دائما ً ل يتطرق اليأس الى نفسه ” ول تيأسوا‬ ‫من روح ا إنه ل ييأس من روح ا إل القوم‬ ‫الكافرون“‬ ‫على المؤمن أن يتأكد ويطمئن أن ا دائما ً معه ” وإذا سألك‬


‫)‪6‬‬

‫توافق المسلم مع فنفسه ‪:‬‬ ‫حيث انفرد السلم بأن جعل سن التكليف هو سن البلوغ للمسلم‪.‬‬ ‫وهذه السن تأتي في الغالب مبكرة عن سن الرشد الجتماعى‬ ‫الذي تقرره النظم الوطضعية‪ .‬لذلك يبدأ المسلم حياته العملية‬ ‫يحمل رصيداَ مناسباً من السس النفسية السليمة التي تمكنه‬ ‫من التحكم والسيطرة على نزعاته وغرائزه وتمنحه درجة‬ ‫عالية من الرطضا عن نفسه بفطضل اليمان والتربية الدينية‬ ‫الصحيحة التي توقظ طضميره وتقوي صلته بال‬


‫)‪7‬‬

‫توافق المسلم مع الرخرين ‪:‬‬ ‫الحياة بين المسلمين حياة تعاون على البر والتقوى‬ ‫التسامح هو الطريق الذي يزيد المحبة بينهم ويبعد البغطضاء‬ ‫كظم الغيظ والعفو عن الناس دليل على تقوى ا وقوة‬ ‫التوازن النفسي‬ ‫”ول تستوي الحسنة ول السيئة ادفع بالتي هي‬ ‫أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي‬ ‫حميم وما يلقاها ال الذين صبروا وما يلقاها ال‬ ‫ذو حظ عظيم“‬



‫ملا هلي السلباب التلي تجللب السعادة‬ ‫وانشراح الصدر للنسان‪:‬‬ ‫‪1.‬‬

‫وجود هدف فييي هذه الحياة ويجييد النسان‬ ‫المسيلم بحميد اي اجابات عليى أسيئلة أساسية‬ ‫ملحية تبحيث عين جواب )مين أيين جئيت؟ وإلى‬ ‫أيين أسيير؟ وفيي الحكمية مين خليق الخلق؟(‪.‬‬ ‫والهدف الغائيي الكيبير فيي حياة كيل مسيلم هو‬ ‫تحقييق العبوديية لي ونييل رطضوانيه سبحانه‬ ‫وتعالى‪.‬‬


‫‪2.‬‬

‫‪3.‬‬

‫وجود منهج واطضح يرسم للنسان طريقة‬ ‫السير إلى ا تعالى في الفكر والسلوك فقد‬ ‫تس ِفيُك ْمس َماس‬ ‫قا ل صلى ا عليه وسلم )قَْد تسَرْك ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْمس تُسْم بِ​ِه( مسلم‪.‬‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫سوا‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫لَْن تَ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ذكير اي تعاليى فهيو مين أعظم محققات‬ ‫السيييعادة ومجلب للطمئنان والحياة‬

‫السعيدة )أل بذكر ال تطمئن القلوب(‬

‫سورة الرعد‬


‫‪4.‬‬

‫‪5.‬‬

‫لزو م التوحييد والخلوص مين الشرك لن الشرك‬ ‫من أعظم الظلم وهو أن تجعل ل نّداً وقد خلقك‬ ‫والنفس النسانية مفطورة على الفطرة السليمة‬ ‫والتيي مين أهيم سيماتها تحقييق العبوديية ل‬ ‫وتوحيده وتعظيميه وعد م الشراك بيه سبحانه‬ ‫وتعالى‪.‬‬ ‫ترك الذنوب والمعاصي فهي من أعظم المكدرات‬ ‫والمنغصيات وهيي مجلبية للشقاء والتعاسة‬ ‫وطضيق الصدر‪.‬‬


‫‪6.‬‬

‫اليمان وهو من أهم السيباب الجالبة للسعادة‬ ‫وانشراح الصيدر وطضعفيه وغيابيه مين أعظم‬ ‫أسيباب الشقاوة والتعاسية‪) .‬مممن عمممل صالاً‬

‫‪7.‬‬

‫لزو م الصلة والصيا م وسائر العبادات فلها آثار‬ ‫نفسية عظيمة كان النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫إذا حزبه أمر فزع إلى الصلة وكان يقو ل ارحنا‬ ‫بالصلة يا بل ل!‬

‫ممن ذكٍر أمو أنثمى وهو مؤمن فلنحيينّم ه حياًة‬ ‫طيبًة( القرآن‪.‬‬


‫‪8.‬‬

‫‪9.‬‬

‫تحقييق التوافيق بيين ميا يعتقده النسيان وما‬ ‫يمارسييه فييي الواقيع‪ ،‬والسييل م يدعو دعوة‬ ‫صيريحة إليى موافقية القو ل العميل لما يعتقده‬ ‫النسيان ويطليب التوافيق بيين القو ل والعمل‬ ‫ويحذر وينفر من التناقض بينهما‪.‬‬ ‫تحقييق التوافيق ميع البيئية والمجتميع وفق‬ ‫طضوابيط الشرع الحكييم وذليك يتطليب التحلي‬ ‫بالصيبر وحسين الخليق وليين الجانيب وهيي من‬ ‫الخل ق التي تجلب السعادة‪.‬‬


‫‪10.‬‬

‫‪11.‬‬

‫التفاؤ ل وترك التشاؤ م والطيرة )تفاءلوا بالخير تجدوه( ‪.‬‬ ‫حديث شريف‬ ‫والشخصييات المتشائمية هيي مين أكثير الشخصييات عرطضةً‬ ‫للطضطرابات النفسية ومن هذا الباب كان النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم يحب التفاؤ ل ويكره التشاؤ م‪.‬‬ ‫الحسان إليى الخليق وبذ ل الخير للناس ونفيع المسلمين فلله‬ ‫عباٌد اختصهم بقضاء حوائج الناس وهم أحب الخلق إلى ا‬ ‫)أحب الخلق إلى ال أنفعهم للناس(‪ .‬حديث شريف‪.‬‬


‫‪12.‬‬

‫عش يومك ول تجعل نفسك فريسة لجترار مشاكل‬ ‫ومصائب الماطضي‬ ‫فما مضى فات والمؤمل غيب‬ ‫ولك الساعة التي أنت فيهيا‬

‫‪13.‬‬

‫وما يد ل على هذا المعنى قصر المل وعد م التمادي‬ ‫في طو ل المل‪.‬‬ ‫اجعل الهمو م هما ً واحداً هم الخرة والتجاه إلى ا‬ ‫تعاليى بكلتييك مين أعظيم ميا يليم شعيث النفيس ومن‬ ‫تفرقيت بيه الهمو م وتشعبيت بيه ليم يبا ل اي فيي أي‬ ‫وادي من أودية الدنيا هلك‪.‬‬


‫‪13.‬‬

‫‪14.‬‬

‫التخليص مين الحسيد والشيح فالحسد اعتراض‬ ‫عليى البارئ الذي قسيم بيين الناس أرزاقهم‬ ‫وقدراتهم ومواهبهم‪ ،‬فالحسد داء عضا ل يهلك‬ ‫الجسد ويفسد النفس ويضيق الصدر‪.‬‬ ‫اليمان بالغيب وبالقضاء والقدر خيره وشره‬ ‫حلوة مرة فميا أصيابك ليم يكين ليخطأيك وما‬ ‫أخطأيك ليم يكين ليصييبك رفعيت القل م وجفت‬ ‫الصحف‪.‬‬



‫الخلصيية ‪:‬‬

‫‪ ‬إعلمي أنك إذا لم تعيشي في حدود يومك تشتت ذهنك واضطربت‬ ‫عليك أمورك وكثرت همومك وغمومك وهذا معنى ‪) :‬إذا أصبحت‬ ‫فل تنتظر المساء وإذا أمسيت فل تنتظر الصباح(‬

‫‪‬‬

‫إنسي الماطضي بما فيه فالهتمام بما مطضى وانتهى حمق وجنون‬

‫‪‬‬

‫ل تشتغلي بالمستقبل فهو في علم الغيب ودعي التفكر فيه حتى يأتي‬

‫‪‬‬

‫اليمان بال والعمل الصالح هو الحياة الطيبة السعيدة‬

‫‪‬‬

‫من أرادت الطمئنان والهدوء والراحة فعليها بذكر ا‬

‫‪‬‬

‫على العبد أن يعلم أن كل شيء بقطضاء وقدر‬

‫‪‬‬

‫كل قطضاء للمسلم رخير له‬


‫‪‬‬

‫ل تنتظري شكراً من أحد‬

‫‪‬‬

‫لعل فيما حصل خير لك‬

‫‪‬‬

‫فكري في النعم وأشكري‬

‫‪‬‬

‫من لساعه إلى لساعه فرج‬

‫‪‬‬

‫بالبلء يستخرج الدعاء‬

‫‪‬‬

‫المصائب مراهم للبصائر وقوة للقلب‬

‫‪‬‬

‫إن ربك والسع المغفرة‬

‫‪‬‬

‫أكثر ما يخاف ل يكون‬

‫‪‬‬

‫كرري أدعية الكرب‬


‫‪ ‬عليكي بالعمل الجاد المثمر وأهجري الفراغ‬

‫‪‬‬

‫وفي السماء رزقكم وما توعدون‬

‫‪‬‬

‫إلتزمي الحلم منهجا ً وأتركي الغضب‬

‫‪‬‬

‫لك في المصابين ألسوة‬

‫‪‬‬

‫كل ما يصيبك فهو كفارة للذنوب‬

‫‪‬‬

‫إن ا إذا أحب قوما ً ابتلهم ‪...‬‬

‫‪‬‬

‫وطني نفسك على تلقي ألسوأ الفروض‬


‫وصلى ا على نبينا‬

‫محمد‬

‫وعلى آله وصحبه وسلم‬

‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب‬ ‫العالمين‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.