hjgfjghj

Page 1


‫لحظات وفاء في حب مصر‬

‫كلنا بنحبك يا مصر‬ ‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫تعظيم سالم لـ‬

‫لحظات وفاء في حب مصر‬

‫ثورة كل المصريين‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫لحظات وفاء في حب مصر‬

‫مش قلت لك ؟!‬

‫�شعر ‪ :‬خمتار عي�سى‬

‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫الفجر واقف ع البيبان‬ ‫وف بكره هنهد احليطان‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫�آن الآوان ‪..‬‬ ‫وا�ستني ابنك يف امليدان‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫�إن ال�شعوب ديناميت‬ ‫و�إن العرو�ش حواديت ‪..‬‬ ‫وانتي اللي باقية لنا ‪..‬‬ ‫م�ش ع�صبة الطواغيت‬ ‫�آدي النهار ادن‬ ‫طلع ال�شباب م الطوق‬ ‫فتحوا البيبان جدا‬ ‫وادي ال�صباح طالع ‪..‬‬ ‫وانتي بتتعايقي ‪..‬‬ ‫يف البيت ويف ال�شارع‬ ‫اوعاكي ت�ضايقي ‪..‬‬ ‫من حبتني تخريب ‪..‬‬ ‫خال�ص دبحنا الديب‬ ‫وم�ش غريب �إين ‪..‬‬ ‫ماف يوم كدب ظني ‪..‬‬ ‫وانتي اللي حا�ضناين‬ ‫لو �أق�سى بتحني ‪..‬‬ ‫ولو ن�سيت مرة ‪..‬‬ ‫�أو قوتي تخوين‬ ‫كنتي ت�شديني ‪..‬‬ ‫م القاع‬

‫وحتييني ‪..‬‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫يا�ساكنة يف النب�ضة‬ ‫�أنا قامي �أتو�ضى ‪..‬‬ ‫الفجر على بابك‬ ‫بي�شد خطابك‬ ‫حا�سبي من اخل�ضة ‪..‬‬ ‫يابنت روح النيل ‪..‬‬ ‫ياروح ومالها�ش زي ‪..‬‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫الربق جاي ياحي ‪..‬‬ ‫مدي الإيدين مدي ‪..‬‬ ‫الدنيا تتعلم‪..‬‬ ‫على �أزمتك عدي ‪..‬‬ ‫جي�ش املغول �سلم‬ ‫قومي اطلعي ال�سلم‬ ‫درجه وراء درجه‬ ‫وخدينا وياكي‬ ‫فوق ال�سحاب نر�سم‪..‬‬ ‫وردايه لل�شهدا ‪..‬‬ ‫ونطبب املجاريح ‪..‬‬ ‫ياريح ووخدانا ‪.‬‬ ‫مات�سلمي�ش داري ‪..‬‬ ‫من تاين للعاري ‪..‬‬ ‫الالب�س اخليانات ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫تطفي يف ناري ‪..‬‬ ‫ما‬ ‫وال ت�سمعي اخلواجات‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬

‫يف ال�صبح �أغنيلك‬ ‫والليل �أغنيلك‬ ‫وعند كل �أدان‬ ‫�أتو�ضى من نيلك‬ ‫و�أفك عني الطوق‬ ‫وارفع �إيديا لفوق‬ ‫وبكل طهر ال�شوق‬ ‫يام�صر بدعيلك ‪،‬‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫يا�ساكنه يف النب�ضات‬ ‫ومع�ش�شه يف الدم‬ ‫ماتخف�ضي الرايات‬ ‫مت�سلمي�ش للهم‬ ‫وال تطفي قنديلك‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫مهر النهار �شافنا‬ ‫داي�سني على خوفنا‬ ‫�شايلني على كتافنا‬ ‫ا�سمك وبنعمر‬ ‫غار النهار منا‬ ‫من �ضيك احتنى‬ ‫�شق الف�ضا وغنى‬ ‫لبناكي وات�شمر‬ ‫يافار�شه يف امليادين‬ ‫�ضل الأمان وال�ضي‬ ‫ووالدك امل�ساكني‬ ‫واقفني بباب احلي‬ ‫فار�شني مناديلك‬

‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫اتعايقي واتباهي‬ ‫للفار�س الأ�سمر‬ ‫بكره الطريق زاهي‬ ‫بكره الأمل �أخ�ضر‬ ‫نقعد على النجمه‬ ‫من دفرت احلكمه‬ ‫حتكي يل واحكي لك‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫م�شدود جلام الفر�س‬ ‫وال�سكة ملغومه‬ ‫واخر�س �ضمري احلر�س‬ ‫�سارقاهم النومه‬ ‫البياعني ال�شهيــد‬ ‫بحزمتني دوالرات‬ ‫فر�شوا لهم ال�سجاجيد‬ ‫وزوقوا املطارات‬ ‫ك�سروا جناح العيد‬ ‫وزوروا الرايات‬ ‫اخلاين اللى ارت�شى‬ ‫والبايع اللي انت�شى‬ ‫اجلرح �شق احل�شا‬ ‫واحلقنه م�سمومه‬ ‫واخر�س �ضمري احلر�س‬ ‫�سارقاهم النومه‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫يا جرحنا املفتوح‬ ‫على حزننا الفـاير‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫مش قلت لك ؟!‬ ‫ابن ال�صباح مدبوح‬ ‫ونع�شــنا حــاير‬ ‫على فني ياطري هرتوح‬ ‫وادى الطريق داير؟‬ ‫وادي ال�س�ؤال انحب�س‬ ‫والآهــه مكتومه؟‬ ‫اخر�س �ضمري احلر�س‬ ‫�سارقاهــم النومه‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫الق�صة معلومه‬ ‫وا�ضحه ومفهومه‬ ‫�إذا اخلواجه �صديق‬ ‫وابن الرتاب ف ال�ضيق‬ ‫�آخرتها تبقى حريق‬ ‫ونقوم لها قومه‬ ‫نرخي اللجام للفر�س‬ ‫ناخد متام احلر�س‬ ‫ونفوق من النومه‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫�شاب العتيق وانهار‬ ‫نخر ع�ضامه ال�سو�س‬ ‫والعتمة كامته النهار‬ ‫على حلمنا بتدو�س‬ ‫ديتها عود و�شرار‬ ‫ونحرر املحبو�س‬ ‫الوايل عينه قزاز‬ ‫وحا�شيته برواز‬ ‫وع�سكره عكاز‬

‫ودفرته هرجله‬ ‫التي�أ�سوا وال‬ ‫ت�ست�صعبوا امل�س�أله‬ ‫طرح املدى عناقيد‬ ‫واخلطوه دي �أوله‬ ‫م�ش قلت لك ‪..‬؟!‬ ‫احللم خطى ال�سور‬ ‫و�شو�ش عيدان النور‬ ‫وماخاف�ش م املحظور‬ ‫وال قيد وال�سل�سله‬ ‫ميادين على ميادين‬ ‫م�ستنظره اجلايني‬ ‫بكره يحني احلني‬ ‫ومرحله مرحله‬ ‫مدوا اجلناح لبعيد‬ ‫وهدهدوله العيد‬ ‫احللم جاي �أكيد‬ ‫بوالده للزلزله‬ ‫‪........‬‬ ‫حمد اهلل على ال�سالمه‬ ‫�أهي قامت القيامه‬ ‫واللي خدعنا �سنني‬ ‫ح�صاده كان ندامه‬ ‫حمد اهلل ع ال�سالمه‬

‫حوار العدد‬

‫مالمح الشهيد ‪ /‬أحمد بسيوني‬ ‫بالش تروح المظاهرات النهاردة ‪ ..‬أنت روحت األيام الثالثة اللي فاتت‬ ‫خليك معانا النهاردة األوالد عايزين يلعبوا معاك‬ ‫بابا ‪ ..‬خدني معاك المظاهرة عايز أعمل زي ما أنت بتعمل‬

‫‪2011 / 2 /11‬‬ ‫حتية �إىل �أرواح جميع ال�شهداء‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫لحظات وفاء في حب مصر‬ ‫آخر ما كتب على صفحته بالفيس بوك‬ ‫" عندي �أمل كبري يف النا�س يف �أن ت�ستمر يف املطالبة بحقوقها ‪ ،‬وت�أكيده ل�سلمية املظاهرات يف التحرير مقابل �إرهاب ال�شرطة "‬ ‫المعلومات الشخصية ‪:‬‬ ‫�أحم��د حمم��د ب�سي��وين غني��م ‪ ..‬فن��ان م�ص��ري �أ�صي��ل‬ ‫ولد يف القاهرة عام ‪ ، 1978‬و�إ�ست�شهد يف ‪ 28‬يناير عام ‪2011‬‬ ‫ـ عمره ‪ 33 /‬عامـــــــا ـ‬ ‫م�����در������س م�������س���اع���د يف ك��ل��ي��ة ال�ت�رب���ي���ة ال��ف��ن��ي��ة‬‫ـ متزوج ولديه طفلني " �سلمى و�آدم " ـ‬

‫السيـرة الذاتية ‪:‬‬ ‫عمل يف جمال الفنون ال�سمعية والب�صرية ‪ ،‬ح�صل على‬ ‫املاج�ستري م��ن كلية الرتبية الفنية بجامعة حلوان‬ ‫عام ‪ ، 2007‬كما عمل مدر�س ًا م�ساعداً يف كلية الرتبية الفنية‬ ‫" ق�����س��م ال���ر����س���م وال��ت�����ص��وي��ر ـ ج��ام��ع��ة ح���ل���وان "‬ ‫وا�ست�شهد الفنان امل�صري �أحمد ب�سيوين يف ‪ 28‬يناير‪،‬‬ ‫يف اليوم الرابع من املظاهرات املناه�ضة للنظام ب�أ�سره‬ ‫يف الإنتفا�ضة احلالية امل�صرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ــ حر�ص �أحمد ب�سيوين �أن يجعل الفن مفهوما لدى طبقات‬ ‫ال�شعب العادية ‪ ،‬وك��ان ي��زور الأماكن ال�شعبية يف م�صر‬ ‫لكي ي�سمعهم املو�سيقى لإميانه �أنهم قادرون على تذوق‬ ‫الفن ‪ ،‬وكان يحر�ص على تقدمي درو�س جمانية يف ور�شة‬ ‫عمل فنية يف كلية الفنون بالتعاون مع �أ�ساتذة �آخرين ‪،‬‬ ‫�إ�ستمرت تلك الور�شة مبدة ‪� 10‬سنوات عن �آخر م�ستجدات‬ ‫الفن احلديث ‪ ،‬كما عمل يف م�شروع تطوير منطقة الفجالة‬ ‫بالقاهرة مع الفنان ‪ /‬حممد علبة ‪.‬‬ ‫ــ كان يحلم بفن م�صري ي�صل للعاملية وي�ؤمن ب���أن الفن‬ ‫ر�سالة قائمة على احلرية والعدالة ‪ ،‬ويجب على الفنانني‬ ‫�أن يقوموا بهذا ال��دور لهذا نزل �إىل ال�شارع يوم الغ�ضب‬ ‫‪ 25‬يناير فتلقى ال�ضرب من جانب رجال الأمن املركزي‬ ‫بقوة لأنه كان يحمل كامريا فيديو ‪ ،‬وهي الكامريا التي‬ ‫كان يعتربها من لواز الثورة ‪ ،‬ي�سجل بها خ��رواج النا�س‬ ‫�إىل ال�شارع ‪ ،‬و�أ�صوات هتافاتهم عند الكر والفر من رجال‬ ‫ال�شرطة ‪ ،‬متهيداً لعمل معر�ض يف نهاية هذا ال�شهر لكن‬ ‫القدر مل ميهله الوقت ‪.‬‬

‫و�آخر ما �سطرته يداه على �صفحته بالفي�س بوووك ‪:‬‬ ‫عندي �أم��ل كبري يف النا�س يف �أن ت�ستمر يف املطالبة‬ ‫بحقوقها وت�أكيده على �سلمية املظاهرات يف التحرير لقاء‬ ‫�إرهاب جهاز ال�شرطة ‪ ..‬فقد كان لديه �أمل كبري يف هذه‬ ‫ال�صحوة الفريدة من نوعها من �شباب م�صر الواعي ليقرروا‬ ‫م�صريهم ب�أنف�سهم دون �أن يخ�ضعوا لف�ساد النظام ال�سابق‬ ‫وهذا ما دعاه �إىل الإنطالق مليدان التحرير وعدم الإقت�صار‬ ‫على املتابعة من الفي�س بووك والقنوات التلفازية املختلفة‬ ‫لي�ضحي بروحه ودمه فداء لهذا الوطن ‪..‬‬ ‫"بال�ش تروح املظاهرات النهاردة �أنت روحت الأيام اللي فاتت‬ ‫خليك معانا النهاردة الأوالد عايزين يلعبوا معاك‬ ‫بابا‪..‬خدين معاك املظاهرة عايز �أعمل زي ما �أنت بتعمل"‬ ‫وكان هذا �آخر ما دار بينه وبني زوجته و�أبنه �آدم قبل‬ ‫�أن يودعهم عقب �صالة اجلمعة ‪ 28‬يناير ليخرج من‬ ‫منزله بكورني�ش رو�ض الفرج قائ ً‬ ‫ال لهم " �آدم ‪ ..‬خد بالك‬ ‫من ماما و�أختك �سلمى ‪ ..‬بكره هاتكرب وتعمل �أح�سن‬ ‫م��ن اللي �أن��ا بعمله " ‪ ..‬ومل تكن زوج��ت��ه وح��ده��ا التي‬ ‫ت�ست�شعر اخلطر املحدق بزوجها من ج��راء تظاهره ‪،‬‬ ‫فبعد �أن �أنهى حديثه معها التي حثته فيه على �ضرورة‬ ‫الإبتعاد عن ال�شرطة �أثناء قيامه بالت�صوير ‪� ،‬إن�صرف‬ ‫ذاهب ًا �إىل بيت �أبيه لي�صافح والده و�أمه ويو�صيهم على‬ ‫زوجته و�أبنائه ليجد �أم��ه بدورها على ع��دم الذهاب‬ ‫قائلة ‪� " :‬أحمد خليك معانا وبال�ش تخرج النهاردة " فيقول‬ ‫لها ‪ " :‬ال تخايف يا�أمي هاجيلك �سليم �إن �شاء اهلل ‪ ،‬املهم‬ ‫�إدعي لنا ربنا يوفقنا ‪ ..‬لو �أنا مكتوب يل حاجة ها�شوفها‪،‬‬ ‫و�إن �شاء اهلل ربنا م�ش هاي�ضيع جمهود ال�شباب اللي‬ ‫بيتظاهروا ب�شكل حمرتم عل�شان بلدنا ترجع زي الأول‬ ‫وتكون �أح�سن بلد يف الدنيا "‬ ‫ً‬ ‫وخرج �أحمد منطلق ًا �إىل ميدان التحرير حامال كامريته‬ ‫اخلا�صة وقد و�صل هناك يف ال�ساعة الثانية ظهراً ويرى‬ ‫مامل يكن يتوقعه ‪ ..‬كم هائل من القنابل امل�سيلة للدموع‬ ‫تقوم ال�شرطة ب�إلقائها على املتظاهرين ‪ ،‬ور�صا�ص مطاطي‬ ‫هنا وهناك ‪ ،‬حالة من الكر والفر من اجلانبني ‪ ،‬يقوم‬

‫هو بت�صوير كل ذل��ك يف �أماكن متميزة ج��داً بامليدان‬ ‫و�شوارع طلعت حرب وميدان م�صطفى حممود والق�صر‬ ‫العيني وم�سجد عمر مكرم و�إم��ت��داد ���ش��ارع التحرير‬ ‫مليدان الفلكي ‪� ..‬ساعده املتظاهرين وتعالت �صيحات‬ ‫اال�ستح�سان من حوله " اهلل ينور عليك يا�أ�ستاذ " ‪..‬‬ ‫وي��ق��وم بتحذير ال�شباب املتظاهر‬ ‫�سلمي ًا قائ ً‬ ‫ال ‪� " :‬أن��ا �شايف من بعيد‬ ‫�ضابط هاي�ضرب ن��ار ‪� ..‬إب��ع��دوا ‪..‬‬ ‫تعالوا هنا ‪ ..‬روحوا هناك ‪ " ..‬فكانت‬ ‫عد�سة الزووم يف الكامريا تو�ضح له‬ ‫ما يخططه رجال ال�شرطة ويف �أحد‬ ‫املرات يجري �أحمد م�سرع ًا جتاه �أحد‬ ‫املتظاهرين ‪ ،‬يدفعه على الأر���ض‬ ‫قبل �أن ت�صيبه ن�ي�ران ال�شرطة ‪،‬‬ ‫فيقوم املتظاهر ليحت�ضن �أحمد‬ ‫ق��ائ ً‬ ‫�لا ل��ه ‪ " :‬ربنا يخليك ‪� ،‬أنقذت‬ ‫حياتي‪� ،‬أن��ت �شوفت الر�صا�صة �إزاي‬ ‫؟! " ف�يرد �أحمد ‪ " :‬زووم الكامريا‬ ‫ك�شف يل ت�صويب ال�ضابط عليك‬ ‫من بعيد ‪ " ..‬ويتكرر املوقف مرات‬ ‫وم��رات ‪ ..‬ويتحول �أحمد من جمرد‬ ‫فنان و�إن�سان يرغب يف حت�سني و�ضع‬ ‫ب�لاده �إىل الأف�ضل لي�صبح ك�شاف‬ ‫ومنظار املتظاهرين ‪ ،‬وعني �صائبة وكامريا دقيقة ‪،‬‬ ‫وت�ستمر املواجهات على �أ�شدها حتى �ساعات الغروب مع‬ ‫ق��دوم مئات الآالف من املتظاهرين وتكثف ال�شرطة‬ ‫نريانها على املتظاهريني في�سقط ع�شرات ال�شهداء‬ ‫ومئات اجلرحى ‪ ،‬وقبل �أن تن�سحب ال�شرطة من امليدان‬ ‫ي�سقط �أحد املتظاهرين قتي ً‬ ‫ال بجوار �أحمد ‪ ..‬بر�صا�ص‬ ‫قنا�صة لل�شرطة ‪ ،‬ويك�شف �أحمد مكان القنا�ص فيجده‬ ‫راب�ض ًا ف��وق جممع التحرير فيقوم بت�صويره ‪ ،‬وقبل‬ ‫�أن يلتفت يقوم القنا�ص بت�صويب ر�صا�صة الغدر على‬ ‫�أحمد ‪ ..‬وي�سقط ال�شهيد على الأر�ض لي�ستمر الغدر من‬

‫ال�شرطة وتقوم عربة �آمن مركزي باملرور فوق ج�سده‬ ‫لتده�سه يف منظر �أبكى جميع املتظاهرين‪ ،‬وقبل �أن‬ ‫يفيق اجلميع من ال�صدمة تفر العربة هاربة من قلب‬ ‫امل��ي��دان ومعها ق��وات ال�شرطة لي�سجل التاريخ �أ���س��و�أ‬ ‫املواقف جلهاز الأمن منذ ن�ش�أته ‪..‬‬ ‫وب��ه��ذا ق��د ر�سم ال�شهيد البطل‬ ‫�آخ���ر ل��وح��ات��ه مب���داد م��ن دمائه‬ ‫ال���ط���اه���رة مب���ي���دان ال��ت��ح��ري��ر‬ ‫�آم ً‬ ‫ال يف والدة م�صر جديدة بدون‬ ‫ف�ساد �أو قهر �أو ظلم ‪ ..‬لذلك‬ ‫دفع حياته لريى حلظة جديدة‬ ‫ولكنه مل يعي�شها معنا ‪ ..‬رمبا‬ ‫تركها لأبنائه وزوجته ولوالديه‬ ‫و�إخواته ولنا جميع ًا ‪..‬‬ ‫وا�ستطرد �أ ‪ /‬حممد ب�سيوين والد‬ ‫ال�شهيد قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫ت��ويف �إب��ن��ي ي��وم ال�سبت املوافق‬ ‫‪� 1/29‬أث��ن��اء ت��واج��دي م��ع �أخته‬ ‫لت�ضع م��ول��وده��ا يف ح��ي��اة نقية‬ ‫ب��ع��ي��دة ع��ن ال��ظ��ل��م وال��ف�����س��اد ‪..‬‬ ‫فتم �إبالغنا بعد عوة الإت�صال �أن‬ ‫�أحمد يف م�ست�شفى الهالل ‪ ،‬كما‬ ‫�أح�ضر لنا �أحد املتظاهرين اجلاكت‬ ‫ال��ذي ك��ان يرتديه ‪ ،‬وك��ان به البطاقة وك��ل �أوراق���ه ‪،‬‬ ‫وذه��ب��ن��ا على ال��ف��ور �إىل امل�ست�شفى بعد علمنا بنب�أ‬ ‫�إ�ست�شهاده ولكننا وجدنا جثة جمهولة ت�شبه مالمح �إبني‬ ‫يف املالمح ولكن من الأ�صابع ت�أكدنا �أنها لي�ست جثته بعد‬ ‫حت�ضري الكفن ‪ ،‬ثم بد�أنا يف البحث جم��دداً ومل نرتك‬ ‫م�ست�شفى خا�صة �أو عامة �إال وبحثنا ‪ ،‬وات�صلنا بال�شخ�ص‬ ‫ال��ذي �أح�ضر لنا اجلاكت حيث �أك��د لنا �أن ال�شهيد مت‬ ‫�ضربه بالر�صا�ص املطاطي بر�أ�سه ثم بال�شوم ثم جاءت‬ ‫�سيارة الأمن املركزي لتده�سه وتق�ضي عليه وقام البع�ض‬ ‫بتو�صيله مل�ست�شفى الهالل ‪.‬‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫لحظات وفاء في حب مصر‬

‫و�أ�ضاف ‪ :‬بحثنا عنه ملدة ‪� 3‬أيام دون توقف �إىل �أن وجدناه‬ ‫�أخرياً يف م�ست�شفى �أم امل�صريني باجليزة ب�أحد الثالجات‬ ‫وم�صاب يف ر�أ�سه بالر�صا�ص املطاطي ‪ ،‬فخريتنا امل�ست�شفى‬ ‫بني الدفن �أو �آخ��ذ حقه بعر�ض اجلثة على امل�شرحة‬ ‫وبالفعل ذهبنا �إىل م�شرحة زينهم الذي �أثبت من الت�شريح‬ ‫املبدئي للجثة �أن لديه تك�سري يف ال�ضلوع وتهتك يف الرئة‬ ‫الي�سرى وتهتك يف القلب نتيجة الده�س بال�سيارة وتبني‬ ‫�أن من قام بتو�صيله هو �أحد املتظاهرين بعد �أن �أكد طبيب‬ ‫م�شارك باملظاهرة �أنه لفظ �أنفا�سه الأخرية يف احلال ومت‬ ‫�إبالغ النائب العام باحلادثة ‪.‬‬ ‫و�أك��م��ل وال��د ال�شهيد ب���أن �إب��ن��ي دوم��� ًا م��ا ك��ان ي���ؤك��د �أن��ه‬ ‫ل��ن ي��ت��وق��ف �أب����داً ع��ن امل��ن��اداة ب��احل��ق لإن��ه��اء الف�ساد‬ ‫ويجب �أن نعرب عن �أرائنا بحرية ‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك‬ ‫فلم يكن له �أي توجه �سيا�سي وال حتى يقر�أ اجلرائد ‪..‬‬ ‫فكان كل �إهتمامه ين�صب على الفن وي�صرف كل �أمواله‬

‫على ال��دورات التدريبية املجانية للطلبة بالرغم من‬ ‫ح�صوله على " مالليم " من اجلامعة لكنه ح�صل على‬ ‫العديد من اجلوائز العاملية من بع�ض املعار�ض الفنية ‪.‬‬ ‫وكان والد �أحمد مل يراه قبل احلادثة ب�أربع �أيام عندما‬ ‫كان ين�صحه بعدم الذهاب لإ�ست�شارة الطبيب ب�سبب‬ ‫خوفه عليه من املظاهرات وك��ان يدعو كل ال�شباب‬ ‫للنزول �إىل ال�شارع للم�شاركة لأنه كان ي�شعر بالظلم ‪،‬‬ ‫ومل ي�ستطع والده حب�س دموعه طوي ً‬ ‫ال وبكى ب�شدة ‪،‬‬ ‫وا�ستطرد قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫بالرغم من �إ�ست�شهاد �إبني ف�أنا �أ�شعر الآن بالأمان ‪،‬‬ ‫وفخور به لأنه بطل مثل كل �شهداء م�صر الذين خرجوا‬ ‫يف ثورة �سلمية بي�ضاء بدون �سالح �أو حتى حجر ‪ ،‬كما‬ ‫ي���أم��ل يف �أن يعثـر على ك��ام�يرا �أح��م��د املفقودة التي‬ ‫كان يوثق عليها حياته وفنه وكان يطارد بها القتلة‬ ‫باملظاهرات لإعادتها من جديد �إىل الأ�سرة‬ ‫�أما والدة ال�شهيد مل تتغيب يف جمعة التنحي لتتواجد‬ ‫لأول مرة هناك مع �شباب م�صر وعن �إح�سا�سها بهذه‬ ‫اللحظة قالت ‪ :‬عندما نزلت لأول مرة بعد الأح��داث‬ ‫�شعرت برائحة �إبني هناك ‪ ،‬ت�صلبت رجلي يف الأر�ض‬ ‫ومل �أ�ستطع التحرك لدقائق ووجدت نف�سي �إنهمر يف‬ ‫البكاء ‪ ،‬لكن فرحة ال�شعب امل�صري يف هذا اليوم جعلتني‬ ‫�أن�سى البكاء و�أ�شاركهم فرحتهم ‪ ،‬وبح�سرة ممزوجة‬ ‫بر�ضا ‪� ..‬أك��دت �أنها حذرت �إبنها من نزول املظاهرات‬ ‫قبل احلادث بيوم ليكون بجوار �أخته �أثناء والدتها ‪..‬‬ ‫ولكنه طمئنها ‪ ،‬ومع �إنقطاع الإت�صاالت مل نتمكن من‬ ‫االت�صال به للإطمئنان عليه ‪ ،‬وعندما عادت االت�صاالت‬ ‫يلقط �أخته مكاملة من تليفون �أخيها من �أحد املتظاهرين‬ ‫يبلغها �أن �أخوها يف امل�ست�شفى ويف حالة خطرية كتمهيد‬ ‫لإ�ستقبال اخلرب املفجع ‪ ،‬ثم بد�أت رحلة بحث الأ�سرة‬ ‫لت�ستقر وتهد�أ عند ثالجة �أحد امل�ست�شفيات ‪.‬‬ ‫والدة ال�شهيد را�ضية بق�ضاء اهلل وحتت�سب �إبنها �شهيد‬ ‫عند اهلل ‪ ،‬ولكنها تريد الق�صا�ص العادل من اجلناة ‪،‬‬ ‫مطالبة كل م�صري �أن ي�ضع �أحمد مكان �إبنه حيث كان‬

‫ينادي باحلق و�إنتزاع الكرامة لكل م�صري ‪ ،‬ويف النهاية‬ ‫قالت ‪ " :‬لو عادت هذه الأيام مرة �أخرى ‪ ،‬لن �أر�ضى لإبني‬ ‫�سوى هذه النهاية ‪ ،‬و�إذا كانت حالتي ال�صحية ت�سمح‬ ‫بالنزول �إىل املظاهرات ل�شاركت امل�صريني يف ذلك ‪.‬‬

‫فينخرط اجلميع يف البكاء " رجا ً‬ ‫ال ون�ساء " وت�سقط الأم‬ ‫والزوجة مغ�شي ًا عليهما ‪ ،‬ف�أحمد مل يكن �شخ�ص ًا عادي ًا‬ ‫بح�سب و�صفهما له ‪ ..‬بل �إنه يتمتع بكاريزما عالية ‪..‬‬ ‫فنان �صاحب ذوق عال ‪ ..‬خلق �إن�ساين متح�ضر مع اجلميع‬ ‫باراً بوالديه ‪ ،‬عا�شق ًا لزوجته و�أبنائه ‪.‬‬

‫داخل سرادق العزاء ‪:‬‬

‫ـ��ـ ول��ن��ا �أن نتخيل م��دى �صعوبة ه��ذه اللحظات على‬ ‫تلك الأ���س��رة املكلومة التي ال تعرف �شيئ ًا عن ولدها‬ ‫منذ �أن خ��رج متجه ًا مليدان التحرير �سوى ما تك�شفه‬ ‫ال��ف�����ض��ائ��ي��ات ع��ن ���س��ق��وط ع���دد م��ن امل��ت��ظ��اه��ري��ن بني‬ ‫ق��ت��ل��ى وج��رح��ى ‪ ،‬ف��ي��دق ق��ل��ب وال����دة �أح��م��د ب�شدة‬ ‫وك��ذل��ك زوج��ت��ه التي ب���د�أت تنظر م��ن �شرفة املنزل‬ ‫ل��ع��ل زوج��ه��ا ي���أت��ي ‪ ،‬ول��ك��ن �شيئ ًا م��ا ب��داخ��ل��ه��ا ي���ؤك��د‬ ‫لها �أن���ا زوج��ه��ا ل��ن ت���راه ثانية ‪ ،‬يبكي جميع م��ن يف‬ ‫البيت ويف�شل با�سم " �أخ��و ال�شهيد" يف العثور عليه‬ ‫ب�سبب ت��وق��ف االت�����ص��االت ب����أوام���ر م��ن ال��داخ��ل��ي��ة‬ ‫ويطبق حظر ال��ت��ج��ول وي�سمع دوي ال��ر���ص��ا���ص هنا‬ ‫وهناك ‪ ،‬ومتر �أطول و�أ�صعب ليلة على �أ�سرة �أحمد ‪ ،‬وي�س�أل‬ ‫ً‬ ‫قائال ‪ ..‬بابا فني ؟!‬ ‫�إبنه " �آدم " كل فرتة والدته وجده‬ ‫‪ ..‬هاييجي �إمتى ؟! ‪ ،‬وتبحث �أخته " �سلمى " التي مل تكمل‬ ‫عامها الأول عن �أبيها بني وجوه احلا�ضرين وي�أتي ال�صباح‬ ‫ً‬ ‫حامال ذلك اخلرب ‪ " :‬البقاء هلل ياحاج ‪� ..‬إبنك �إ�ست�شهد‬ ‫�أم�س بر�صا�ص ال�شرطة وجثته الآن يف امل�ست�شفى "‬

‫�إمتلأ �سرادق العزاء عن �آخره ب�أحباب ال�شهيد وجريانه‬ ‫و�أ�صدقائه وزمالئه و�أ�ساتذته وطالبه �أي�ض ًا وا�ستطرد‬ ‫ً‬ ‫قائال ‪ " :‬احلمد هلل ‪� ..‬إبني �إ�ست�شهد وبقيت‬ ‫والد ال�شهيد‬ ‫�أبو ال�شهيد و�إن �شاء اهلل �سيجازينا خرياً عنه " ‪.‬‬ ‫ومل ي�ستطع الآب الإل��ت��زام برباطة جا�شة �أك�ثر من‬ ‫حلظات لتنهمر الدموع من عينيه مردداً ‪ :‬ليه ال�شرطة‬ ‫تعمل ك��ده ؟ ‪ ..‬ربنا ينتقم من اللي �أطلق النار على‬ ‫�إبني ومن �أعطى الأوامر ل�ضرب املتظاهريني ‪ ..‬ح�سبنا‬ ‫اهلل ون��ع��م ال��وك��ي��ل " �أح��م��د ك��ان �إب��ن��ي الكبري وك��ان‬ ‫حنني عليا �أن��ا و�أم��ه و�إخ��وات��ه ‪ ،‬وك��ان بيحب بلده جداً‬ ‫وكان نف�سه ي�شوف م�صر دولة كبرية ‪ ،‬لكن القدر مل‬ ‫ميهله لر�ؤية حلمه يتحقق ‪ ،‬و�إن �شاء اهلل �إبنه يحقق اللي‬ ‫�أبوه كان بيحلم بيه " ‪..‬‬ ‫�أم��ا با�سم فيقول ‪� :‬أخ��ي كان مرهف احل�س ج��داً ‪ ،‬ومن‬ ‫امل�ؤ�س�سني لثورة ال�شباب على الفي�س بووك ‪ ،‬وكان يحث‬ ‫الطلبة و�أع�ضاء هيئة التدري�س على الإ���ش�تراك يف‬ ‫هذه الثورة والتعبري ب�شكل �سلمي عن مطالب ال�شعب ‪.‬‬ ‫و�أ ‪ /‬عادل �شقيق زوجة ال�شهيد ي�سرد قائ ً‬ ‫ال ‪� :‬أختي تعمل‬ ‫مدر�سة وحالتها �صعبة للغاية ‪ ،‬ومل ت�صدق حتى الآن �أن‬ ‫زوجها ا�ست�شهد ‪ ،‬ربنا ي�صربها ويعطيها القوة وال�صحة‬ ‫لرتبية ولديها " �آدم و�سلمى "‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ‪ :‬قمنا بدفنه يف مقابر �أ�سرته بب�سيون بالغربية‬ ‫رغم �أنه من مواليد الإ�سماعيلية وكانت جنازته مهيبة‬ ‫�سار فيها املئات من �أه��ل الغربية وكذلك رو���ض الفرج‬ ‫مودعني فيها �أحمد نحو مثواه الأخري ‪.‬‬ ‫ويتابع ‪ :‬لقد كان حمدداً لأحمد مناق�شة الدكتوراه خالل‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫لحظات وفاء في حب مصر‬ ‫« إذا أرادوا الحرب ونحن نريد السالم » فنحن أفضل ‪ :‬نمارس ضبط النفس حتى النهاية‬ ‫�أ�شهر قليلة يف فن الفيديو ال��ذي يع�شقه منذ ال�صغر‬ ‫وك��ان �آخ��ر لقاء معه يوم اخلمي�س ‪ 27‬يناير " �سهرنا مع‬ ‫بع�ض حتى الرابعة فجراً ‪ ،‬وكان كعادته يتقد باحلما�س‬ ‫وكان يتوقع ب�أن الأيام القادمة �ست�شهد تغيرياً مل يحدث‬ ‫منذ �سنوات طويلة وبالفعل حدث ما توقعه �أحمد من‬ ‫تغيري على ال�ساحة ال�سيا�سية ولكن حدث مامل نتوقعه‬ ‫نحن �أ�سرته واملحبني له وهو �إغتياله بر�صا�ص الغدر ‪.‬‬ ‫وي���ؤك��د ع���ادل �أن��ه��م �سيقومون خ�لال الأي����ام القادمة‬ ‫برفع دع��وة ق�ضائية �ضد وزي��ر الداخلية لأخ��ذ حق‬ ‫�أح��م��د و�أب��ن��ائ��ه ‪ ،‬لإن ال�����ش��يء ال��وح��ي��د ال���ذي �سي�شفي‬ ‫غليل وال��دي��ه وزوج��ت��ه و�أوالده ه��و ر�ؤي���ة املجرمني‬ ‫وحبل امل�شنقة حول �أعناقهم ‪..‬‬

‫جزء اخر كان منشور فى جريده أمريكيه ‪:‬‬ ‫لأول م��رة يف حياتي املهنية‬ ‫ال��ت��ي ت��غ��ط��ي م�����ش��ه��د ال��ف��ن‬ ‫يف م�صر ‪ ،‬ميكنني �أن �أفتخر‬ ‫وبعد �أن تعرف الفنان الذي‬ ‫عا�ش ومات من �أجل بالده ‪..‬‬ ‫ق��ت��ل ب�����س��ي��وين بت�سديدة‬ ‫واح��دة يف ال��ر�أ���س يف �ساحة‬ ‫التحرير ‪ ،‬وعلى غرار العديد‬ ‫من املتظاهرين يف ذلك اليوم‬ ‫تعر�ض لل�ضرب يف وقت �سابق‬ ‫بعد رف�ض الإ�ست�سالم على‬ ‫وح�شية ال�شرطة �أو العودة �إىل ديارهم‪.‬‬ ‫ف���آخ��ر م��ا �سطره �أح��م��د على �صفحته بالفي�س ب��ووك‬ ‫�أر�سلت قبل يوم واح��د ‪ ،‬كما يلي ‪� " :‬إذا �أرادوا احل��رب ‪،‬‬ ‫ون��ح��ن ن��ري��د ال�����س�لام فنحن �أف�����ض��ل ‪ :‬من��ار���س �ضبط‬ ‫النف�س حتى النهاية"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكانت مثابرة كما كنا نرى ثورة تتك�شف ‪� ،‬شيئا جديدا �إىل‬

‫ب�سيوين‪ .‬فنان معروف لت�شجيع طالبه و�أقرانه على‬ ‫العمل بحرية ودون قيود ‪ ،‬وكان ب�سيوين من املوهوبني‬ ‫ً‬ ‫متفائال وقبل كل �شيء ‪ ،‬حمب للعطاء‪.‬‬

‫ت���درب ك��ر���س��ام ‪ ،‬وق���ال �أن���ه م��ار���س ه��واي��ة �أي�����ض��ا يف‬ ‫العديد من الأ�شكال الفنية وقبل �أن ي�ستقر �أخ�يراً‬ ‫يف فن ال�صوت ‪ ،‬والتفاعلية‬ ‫والآداء يف ع����ام ‪.2007‬‬ ‫وقد عر�ضت امل�شروع فنه‬ ‫امل��ا���ض��ي ‪ ،‬وال�����ذي ناق�ش‬ ‫م��ع��ي يف ب��ي��ن��ايل ال��ق��اه��رة‬ ‫ال����دويل يف ‪، 2008 11th‬‬ ‫يف "دوكيومنتا القاهرة"‬ ‫م�����س��ت��ق��ل��ة م��ع��ر���ض ال��ف��ن‬ ‫امل����ع����ا�����ص����ر يف ف���ن���دق‬ ‫‪ Viennoise‬يف و���س��ط‬ ‫ال���ق���اه���رة يف دي�����س��م�بر‬ ‫املا�ضي‪.‬‬ ‫وكان العمل على تثبيت التفاعلية الرقمية التي ت�ستخدم‬ ‫برجميات امل�صدر املفتوح والكلمات التي �شيدت يف‬ ‫اللغة العربية ‪ ،‬التي بدورها نقلت ر�سائل املفاهيمي‬ ‫ال��ذي كتبه حتركات امل�شاركني‪ .‬على الرغم من �أنه‬ ‫مفهوم بدا �صعب اله�ضم ‪ ،‬وكانت قطعة ف�ضول حقا‪.‬‬ ‫وي��ع��م��ل ب�����س��ي��وين ع��ل��ى ف�����ض��ول امل�����ش��اه��دي��ن ‪ ،‬مما‬

‫ي��ح��رم��ه��م م���ن م��وق��ف ا���س��ت��ق��ب��ال اخل���م���ول ودف��ع��ه��م‬ ‫�إىل ف���ك���رة امل���ب���دع�ي�ن ال��ن�����ش��ط��ة يف ح����د ذات���ه���ا‪.‬‬ ‫وكان عمله بب�ساطة و�سيلة من خالل م�شاهديه �أ�صبحت‬ ‫�أك�ثر م�شاركة و�صاحب علم الفنية يبني‪ .‬وك��ان ذلك‬ ‫م��ن قبل ت���أث��ـ��ر ال��ف��ن��ون الرقمية ال��ت��ي تنطوي على‬ ‫امل�شاهدين ب���أن��ه عمل على �أط��روح��ة دك��ت��وراه عن‬ ‫الفنية الإلكرتونية التفاعلية والفكر وراء برامج‬ ‫مفتوحة امل�صدر ‪.‬‬ ‫ورمب��ا ك��ان حبه لتبادل امل��ع��ارف واخل�ب�رات التي �أدت‬ ‫ب�سيوين �أن يكون �أكرث املهتمني بالفن التفاعلي ‪ ،‬وكان‬ ‫بالت�أكيد ما دفع له لي�صبح مدر�سا يف كلية وتخرج منها ‪.‬‬ ‫لي�س فقط ه��و �أح��م��د ب�سيوين‬ ‫ب���ل ت���ذك���رت ���ص��دي��ق�� ًا لطالبه‬ ‫فكان يعرف ب�أنه الرجل الذي‬ ‫ي��ري��د حقا ن�شر امل��ع��رف��ة حول‬ ‫اه��ت��م��ام��ات��ه اجل����دي����دة ال��ت��ي‬ ‫ح�صلنا عليها واحل��رف��ي��ة على‬ ‫مدى ال�سنوات اخلم�س املا�ضية ‪،‬‬ ‫وقد قام ب�سيوين بتنظيم ور�شة‬ ‫فن ال�صوت جمانا‪.‬‬ ‫وك��ان �أول " فنان " ق��ام بتنظيم‬ ‫هذه الور�شة التقدمية يف املدينة‬ ‫حيث ال يوجد برنامج جامعة‬ ‫ق��دم ر�سمي ًا يف �صفوف كبرية‬ ‫ال��رق��م��ي��ة �أو الأ���ش��ك��ال الفنية‬ ‫املعا�صرة الإلكرتونية‪.‬‬ ‫وك��ان ب�سيوين ال املكتئب ‪ ،‬اكتب الفل�سفي ‪ :‬و�أن��ا حية‬ ‫وحما�سي الذي كان ا�صبعه على نب�ض ما بعد املعا�صرة‬ ‫ذات ال�صلة يف املو�سيقى االلكرتونية‪.‬‬ ‫�أق��ي��م �أداءه املا�ضي ‪ ،‬وال��ت��ي ك��ان م��ن دواع���ي ���س��روري‬ ‫ح�ضور ي " اليف‪ " 100‬مهرجان املو�سيقى الإلكرتونية يف‬ ‫‪ Darb1718‬مايو ‪.2010‬‬ ‫وكان قد بد�أ بالفعل اجتاها جديدا يف عمله ‪ ،‬وتت�ضمن‬

‫الغناء "‪ "shaabi‬مع املو�سيقى االلكرتونية‪.‬‬ ‫خ��ف��ي��ة ال ن��ن�����س��ى ح��ت��ى الآن ‪ ،‬والأغ���ن���ي���ة ج���ذاب‬ ‫"�أبو �أ�صالة طبق القاعدة" كان ت�سلية كما مل�شاهدة‬ ‫العي�ش كما ك��ان ل�سماع ال��رادي��و على ـ ‪ live 100‬ـ‬ ‫تدفع حاليا تكرمي الفنان مع جمموعة من �أغانيه‪.‬‬ ‫ميكن للمرء �أن تتحدث عن عمل وحياة ب�سيوين كفنان‬ ‫واعتقاده احلقيقي �أن ال�صوت واملو�سيقى ميكن �أن ت�ساعد‬ ‫يف �سد الفجوة بني املبدعني واجلمهور يف جمتمعنا‪.‬‬ ‫ف�إننا �سوف ن�ستمتع �أكثـر مع �إبداعاته املو�سيقية ابتكارا ‪،‬‬ ‫وا�ستثنائية واملغامرة‪.‬‬ ‫ويجب على جميع طالبه ‪ ،‬و�أ�صدقائه وا�سرته وطفليه‬ ‫" �آدم و���س��ل��م��ى "‬ ‫ي�����ك�����ون�����وا‬ ‫�أن‬ ‫ع����ل����ى ي����ق��ي�ن �أن‬ ‫م����ع����ل����م����ه����م ‪ ،‬و‬ ‫����ص���دي���ق���ه���م �أو‬ ‫قريبهم �أو والدهم‬ ‫مل ميت عبثا‪.‬‬ ‫ف����ك����ان امل�������ص���ري‬ ‫احل���ق���ي���ق���ي ال����ذي‬ ‫تويف لنف�س ال�سبب‬ ‫الذي من �أجله عا�ش‬ ‫ج��م��ي��ع امل�����ص��ري�ين‬ ‫�أح�����رار م��ن الظلم‬ ‫والطغيان والف�ساد‪..‬‬ ‫فلم يكن يدفع هذا الثمن من حياته �إال من �أج��ل العزة‬ ‫والكرامة واحلرية لكل �إن�سان على �أر�ض م�صر ومن �أجل‬ ‫�أن تعي�ش بالده �أزهى ع�صورها وت�ستعيد عظمتها وريادتها‬ ‫فلهاذا �أو�صييك �أخي امل�صري ‪..‬‬ ‫ب�أن حتافظ على بلدك وتقاوم الف�ساد والظلم والطغيان‬ ‫‪ ..‬وت�ساعد يف بناء بلدك من جديد حتى ال ن�شعر �أننا قد‬ ‫دفعنا ثمن ًا هباءاً من �أجل �إنا�س غري قادرين على الدفاع‬ ‫عن حقوقهم و�آخر ما �أقوله " �إرفع ر�أ�سك ‪� ..‬أنت م�صري "‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫لحظات وفاء في حب مصر‬

‫مل يكن �أحمد ب�سيوين معلم ًا فح�سب ‪ ..‬و�إمنا كان �أخ ًا و�صديق ًا وفنان ًا ‪..‬‬ ‫يت�سم بكاريزما خا�صة ـ جاد بع�ض ال�شيء ولكنه يف الأحيان الأخرى �إن�سان فكاهي �إىل �أبعد احلدود ‪ ..‬وهذا ما �سوف نراه من خالل �إطالعنا على ال�صور التالية‬

‫فى معرض عين على الغرب ‪2007‬‬

‫ركزوا معايا أوووي في الحتة دي‬ ‫أبوس إيدك إشتغل ‪ ..‬والنبي‬

‫ياال ياحلوي ‪ ..‬حرك الزراير‬

‫آدي ياعم الورشة ‪..‬‬ ‫مفيش حد جد ‪ ..‬كله بيهزر‬

‫أول يوم في الورشة العاشرة‬ ‫في فنون الميديا واإلبداع ـ صيف ‪2010‬‬

‫يعني إيه صوت ؟!‬ ‫في معرض الورشة الثامنة ‪2008‬‬

‫ياجماعة ‪ ..‬ركزوا هنا معايا‬

‫إلحق ‪ ..‬صور دي‬

‫بسيوني ‪ ..‬بص لي هاخدلك صورة‬

‫أنتوا بتعملوا إيه‬

‫ودني ورمت‬

‫ها ا ا ا ا اع‬

‫خليكوا معايا بقى‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫لحظات وفاء في حب مصر‬

‫وهاهي بع�ض ال�صور اخلا�صة بال�شهيد البطل �أحمد ب�سيوين �أثناء فعاليات بع�ض الور�ش والدورات‬

‫يوم زيارة الفنان الموسيقي « موريس لوكا » الورشة التاسعة في الكلية صيف ‪2009‬‬ ‫مشروع معرض ليه أل فى قصر الفنون بدار األوبرا ‪2010‬‬

‫مشروع معرض (الجسد) فى قصر المولوية ‪2009‬‬

‫مشروع معرض (الجسد) فى قصر المولوية ‪2009‬‬

‫صورة جماعية لكل أعضاء الورشة ‪ 2009‬بقاعة حورس بالكلية‬

‫مشروع معرض (الجسد) فى قصر المولوية ‪2009‬‬

‫مشروع معرض (الجسد) فى قصر المولوية ‪2009‬‬

‫وهاهي بع�ض ال�صور اخلا�صة بال�شهيد البطل �أحمد ب�سيوين والذي �سيظل يف قلوب جميع امل�صريني‬

‫ذكراه في ميدان التحرير‬

‫أحمد صبري القط والشهيد البطل‬

‫أحمد صبري القط ‪ :‬كتير كنت بصور أستاذي على غفله ‪ ..‬فكان دايم ًا يقولي ياحاج صبري‬ ‫قولي علشان أضحك ‪ ..‬وكنت برد عليه وأقوله ‪ :‬كفاية ضحكة قلبك ‪ ..‬دي حاجة للذكرى‬ ‫قالي ‪ :‬ياراجل هو أنا هاطير ‪ ..‬ما أنا معاك على طول ياإما في الكلية ياإما ع الفيس ‪..‬‬ ‫لو كنت أعرف إنه هيحصل اللي حصل كنت صورتك كل لحظة‬ ‫�إعــداد ‪� /‬أحمد �صربي القط‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫لحظات وفاء في حب مصر‬ ‫منذ بداية الثورة‬ ‫كثرياً ما كنا نتابع �أحداث ثورة ‪ 25‬يناير عرب ال�شا�شات التلفازية‬ ‫ولكن ها نحن نطلع �سوي ًا على �صور منذ بداية الثورة �إىل نهايتها‬ ‫وبالطبع هناك من ال�صور ما قد عر�ضت عليكم ولكن بع�ضها الآخر ‪ ..‬رمبا مل تتطلعون عليه‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫لحظات وفاء في حب مصر‬ ‫إحتدام الثورة‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫لحظات وفاء في حب مصر‬ ‫صمود الثورة‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬


‫لحظات وفاء في حب مصر‬ ‫إحتفاالت النصر‬

‫إرفــع رأسك ‪ ...‬أنت مصري‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.