ال آهلة..فقط أنا وأنتَ
زواية احلكواتي املثلي
ال آهلة..فقط أنا وأنت 2 اجلزء الثاني تأليف:
احلكواتي املثلي 2016
تقديه حلق عاليا بكل حرية ،فلتزىر من أرض جرداء ،دع ذاتك تنساب...وباولوف خنقك آملُت أف تبقى صامتا...يريدوف منك أف زبتفي من أجلهم ،ال تدعم ىبدعونك فأنت لست ملكا ؽبم. الوقت قد توقف ،والنهاية قريبة كن على استعداد ! ُرفعت األيادي للسماء عاليا... نعم ...قد تكوف ىذه آخر مرة ،سبسك ولو بالقليل من الضوء وزبطى تلك القيود ،افتح عينيك وافرد جبناحيك ،ال تنظر للخلف فاؼباضي ال معٌت لو...غرور وتفاخر ،كل شيء أصبح هبوبو الغرور والتفاخر. أريد أف أكوف بسيطا ال شيء يشغل بايل...ال أحد يساعدؾ خارج تلك اللعبة ،صبيعهم سخروا مٍت وانتقدوين بقلوب باردة ،ولكٍت أبقيهم بالقرب مٍت كي ال أذوب كثلج قاسي، أفضل أف أدعى بشرير بدال من بطل العامل مدينة خطَتة ،اغبياة فيو تُسلب ببل أسلحة العلمِّ ، ال حيلة لو. ودعت طفوليت وذايت القديبة...مت الكشف عن تلك األرض اػبصبة اآلف...افتح عيناي، فقد ولدت من جديد...زبطيت الظلمة ،وىا أنا متجها كبو الشعاع...كنت عاجزا وضعيفا للغاية ،ال يبكنٍت التنفس ،ولكنٍت زبطيت ذلك حىت النهاية ،ال تفوت ىذه اللحظة وانظر كبوي.
الفصل األول
الش ّس الزاحف
كاف اؼبكاف قاسيا كي أعيش فيو؛ مليء بالكراىية واغبقد ،وكل أشكاؿ التخلف والرجعية ،كاف يبلءـ الديانة الصارمة ،وعرؽ البشر العنيد الذي يقطنو ،لكن بعض الناس فيو مل يكونوا سعداء ،وأنا كنت واحدا منهم: مهما كاف عدد اؼبرات اليت وقعت فيها... مهما كاف عدد اؼبرات اليت أُذللت فيها... أستمر يف السَت... سأعود و ّ أمر بآالـ كثَتة ،ىواءه صار مليئا بالروائح لكن اؼبكاف كاف يزداد غباء وبشاعة ،هبعلٍت ّ الكريهة اؼبقززة كرائحة اعبثث اؼبتعفنة والبارود ،الرمل منقوع بالدـ ،ال وجود للدؼء ىنا ،وال كبلـ عن لؤلحبلـ البتة ! كل ىذه اؼبظاىر اؼبقرفة جعلتٍت أكره ىذا اؼبكاف ،بل أمقتو ،ألنو مكب نفايات ال يعرؼ أغَت سوى اليأس واػبراب والوحشية...جعلٍت أعيد النظر يف الواقع ،واألخبلؽ ،والتاريخ ،و ّ كاحملرؾ الذي ال يتوقف عن العمل مطلقا كي رؤييت للعامل ،كاف عقلي يشتغل على مدار األياـ ّ علي الساعات وأنا أفكر ،وأفكر ،وأفكر دوف أف أصل إىل نتيجة أجد اغبقيقية ؛ أحيانا ّ سبر ّ علي ذلك وقادين للجنوف ،وأحيانا أخرى كنت أجد ىذه اغبلوؿ تُذكر بشأف وضعي ،وكم كثُر ّ ببساطة ودوف عناء إال أهنا كانت صعبة التنفيذ أو مكلفة فلم تكن يف متناوؿ اليد .أو كنت أحاوؿ اؽبروب من ىذا الواقع وإهباد وجو صبيل لو ،لكن ال صباؿ يف اؼبكاف وال سعادة ،كنت أحس فقط بو كأمل يف ؿبنة ،كنت أغرؽ يف دوامة األمل والعجز ،وشعوري بالفراغ الداخلي مل يكن ليشفى أبدا ! كمثلي يف ىذا اؼبكاف؛ سيكرىونك ،ويُبكونك ،ويقتلوؾ، وما زاد األمر سوءا ىو أف تولد ٍّ ويع ّذبونك باؼبآسي كي تنزؿ على رجليك ،يريدونك أف تضعف ،وأف تكوف أضعف منهم كي ذبنب بعد اؽبزيبة ،ولتضيع يف الدرب اػبطأ ،وال يريدونك مطلقا أف تنهض وتستمر يف القتاؿ، سيمنعوف أيدي العوف عنك ،لتموت يف بركة دمائك وحيدا. ربويل غبثالة... ُّ وصميت أماـ أشخاص جاىليُت يهينونٍت بكبلمهم...
ال آؽبة...فقط كبن
ولتزيد األمور بلة؛ أناس بدوف قدرات عقلية ،ودوف اؼبستوى العقلي إلنساف عادي ،ال يتحولوف إىل أصحاب قوؿ مصيب ! تدعمهم سوى كثرهتمّ ، ىذا إذالؿ...ىذا إذالؿ...إذالؿ ،ىذا أكرب إذالااااؿ أف يقوـ أشخاص كهؤالء بالتحكم يف حيايت ويثرثروا على شخصييت ليُسمع ؽبم يف النهاية ،والكارثة أف يُوافق على كبلمهم ! تبا ىذا األمر يقتلٍت غيظا ،أكاد أنفجر ،ألنٍت عاجز لوحدي أماـ ىذا الغباء واعبهل الضخم، لست سوى حثالة ؾبردا من حقوقي وحريايت ،ينظر إيل باحتقار أو شفقة لو تكلمت وأعلنت مثلييت ،أصمت كالعبد بينما أخطط كيف يبكن يل أف أهني ىذه العبودية واغبصوؿ على أساسيات حقوؽ البشر ألترؾ الوجود يف ىذه القارورة اػبانقة. كل لقد كنت عازما على تغيَت الواقع ،لكن مل أدرؾ أنو من كاف يغَتين ،زبليت عن ّ شيء ،ومل أعد ؾبربا على التظاىر بالقوة ،مل أعد قادرا على الًتكيز ،وجسدي أصبح حائرا بشأف ماذا عليو أف يفعل ،أرذبف وأحاوؿ التوقف حىت لو حاولت السيطرة على نفسي ،مل يكن ىناؾ ال قمر وال مشس إىل جانيب ،وسبنيت لو كاف باستطاعيت التحكم يف القدر ،كي أغتنم الفرص الذىبية وأهنيها بأفضل وجو يل ،لكن عوض ذلك أنا يف عامل ؾبهوؿ ،أسافر تائها ربت ظباء رمادية كل يوـ خبريطة جديدة ملطخة بأحبلمي الكثَتة ،أتساءؿ إذا يوما ما وحىت خبطوايت الصغَتة ىذه ىل سأكوف قادرا على السفر وراء ىذه الغيوـ ! كنت ببساطة أريد ـبرجا من ىذه اللعبة األبدية والثقيلة ،لكن دباذا أضحي حىت أجعل ىذا وبدث؟ رغم أف اغبياة كمثلي يف وسط ؾبتمع كهذا بدت ضربا من الدروب الطويلة ،ورغم وجود أياـ شعرت فيها بالوحدة جعلتٍت أبكي ،الفصوؿ كاف تستمر يف التغَت بوضوح ،لذلك باشرت بالوقوؼ على قدماي ؾبددا من دوف االعتماد على اؼبعجزات ،ؿباوال إهباد مبدأ جديد غبيايت
دوف أف أنسى التأىب الحتمالية أخرى. مل يكن اؼبشكل يف البدايات ،فلطاؼبا توفرت البدايات بعد كل ىزيبة وانتكاسة ،مل يكن السؤاؿ متعلقا ؼباذا أحبث؟ بل ىو مرتبط عن ماذا أحبث؟ بعد أف عاد ((كرـ)) إىل تركيا (،)1 قررت أف ال أنتظره وأف أبدأ من جديد لكن شريطة أف ال أحبث عن اغبب فقط ىذه اؼبرة بل - 1ارجع للجزء األوؿ من الرواية :آخر أمنية لرجل ُوبتضر.
ال آؽبة...فقط كبن
عن ما ىو أحسن من اغبب ،وىو االستقرار مع حبيب ،قلت لرّدبا خبساريت شيئا صغَتا سأستطيع ربقيق أمر كبَت ،أال يبدوا ىذا قانونا وأمرا بسيطا؟ كاف ذلك أمبل جديدا يل كي أحوؿ اآلالـ والدموع إىل النجوـ ،كي أشعل مشعة ألنَت غدي أنا وحبييب ىذا ،فنضع أيدينا فوؽ النار لنصنع غبارا المعا ،وأبديةً تضيء بإبداع. ؼبثلي باشرت كالعادة من مواقع التواصل االجتماعي باختبلفها ،ألهنا اؼبنطلق الوحيد ّ بكل شيء ال يشبو ىذا اجملتمع ،وأظن أف األمر ال يعيش يف اعبزائر حيث عليك أف تقوـ سرا ّ وبتاج لشرح مطوؿ اآلف على األقل ! باشرت بأفكار جديدة وحساب جديد ،وحىت ىذا األخَت بدوره جعلتو ينطق برغبايت للزائرين ،كي أختصر وأذبنب أولئك الذين ال يبحثوف وال يشاركونٍت نفس الطموح ،لكن رغم ىذا فتجنب بعضهم كاف صعبا خاصة أف ما وبركهم كاف غرائزىم وليست عقوؽبم ومبادئهم ،فيأتيك منافقا يف البدء وبدثك عن نفس الرغبة لكن تنكشف ألوانو وشهوانيتو من خبلؿ ما يف كبلمو من دالالت وتناقضات...فكنت مياال إلهناء احملادثات مع من ظهرت فيو ىذه السمات. أما البعض اآلخر_وىم القلة_فقد كانوا يبدوف توجها جديا يف أحاديثهم وتعبَتاهتم وحىت حساباهتم؛ فتجدىم يضعوف عبارات كبو :أنا جاد /أحبث عن جاد /ال ربادثٍت إف مل تكن جادا...أهبجٍت ىذا كثَتا شعرت بأف يدا كانت تقًتب لتمسكٍت لو أخلصت ؽبذا اؼبسعى، كاف من بُت الذين تعرفت عليهم شخص اظبو ((ىشاـ)) من مدينة ليست بقريبة كما أهنا ليست ببعيدة أيضا ،فرحنا نتواعد عرب اؼبوقع مدة من الزمن إىل أف جعلنا التعارؼ عرب اؽباتف، وصار يهاتفٍت بشكل يومي كل ليلة ،وما كاف مثَتا يف ىذا الشخص اىتمامو بالقضايا الفكرية وبدا أنو مهتما باالطبلع على ؾبرياهتا ،وقد كاف سعيدا جدا على حد قولو أنو وجد شخصا كما كاف يريد ،فكنا نتحدث يف السياسة وشؤوف اجملتمع ،وحقوؽ اإلنساف ،والدين ،وحىت مرة: اؼبثلية .قلت لو ذات ّ أتعي ؼباذا العبلقات اؼبثلية فاشلة يف ببلدنا؟فأجاب: ال أعرؼ حقا ،ىل لديك رأي؟فرحت أشرح لو:
ال آؽبة...فقط كبن
أرى أف اإلشكاؿ يكمن يف التنشئة االجتماعية لنا يف ىذه الببلد ،فأنت تتذكر أننامنذ أف أصبحنا ندرؾ ،ال ننفك لبرج من ثنائية اغببلؿ واغبراـ ،اػبَت والشر اعبزاء والعقاب ،وكاف اؼبثليوف دائما يوضعوف يف اعبانب األسود من الثنائية منذ أف يولدوا حىت إف مل يفعلوا شيئا. فقاؿ يل: و ما دخل ىذا هبذا ،ال يوجد ربط بُت األمراف ! اظبع ! أتتذكر ذلك القوؿ أو اؼبثل؛ التعليم يف الصغر كالنقش على اغبجر؟ األمر يبدأمن ىنا؛ ذبد منذ نعومة أصابعك الناس زبربؾ أف من يكوف مثليا ىو مريض بالفطرة، ترسخ األمر يف ذىنك وتشويو كما يُدينوف وجودىم وحاجاهتم...كل ىذا يؤدي إىل ّ شخصيتك ،وؽبذا قبد أغلبية اؼبثليُت يف عاؼبنا اإلسبلمي يعانوف من أمراض نفسية كالعزلة والكآبة وكره الذات ،ومنهم من يؤمن بأفكار خيالية مل يتم إثباهتا كالشفاء منها...كل ىذه تعترب مظاىر منعكسة عن تلك األقواؿ اليت ال تفارؽ أذىاننا وؿباوؿ للتخلص منها أو لبلمتثاؿ لضغطها فبا يؤدي لتشويو. لكن إىل حد اآلف مل تثبت ؼباذا تفشل العبلقات بعد؟فرحت أرد وقد وصلت لبيت القصيد: اؼبثلي بنوعيو؛ فتجده رغم أنو سيدخل يف ىذا التشويو يؤدي الضطراب يف قرارات ّعبلقة مع أحدىم ال ينفك يستدعي ىذه اػبلفية؛ أنو يقوـ بفعل حراـ ،مناؼ للطبيعة ،وسيعاقب عليو عاجبل أـ آجبل...فيميل إىل إهناء العبلقة عندما يتذكر ىذه األقواؿ اليت ال صحة عليها ،وىكذا دواليك سيبقى يدور يف ىذه الدائرة دوف هناية،
فبل يلتزـ دبا علّموه ،وال يستمتع بعبلقاتو بل ترتد عليو لتصبح تأنيبا وعذابا يبزقانو...قد يدفعو إىل أمور خطَتة منها اإلدماف على اعبنس فقط مع أي شريك كاف فهو يقطع عبلقتو مع من انتهى معو ،ولو الحظت ستجد ((الفيس بووؾ)) فبتلئا بالطلبات يف اجملموعات اليت تقرأ فيها أهنا :أنا أريد سالبا ىذا اؼبساء /أنا أحتاج موجبا كي ىبمد ؽبييب...أو ذبد صورا للمؤخرات القضيبات...كل ىذه أعراض سيئة لتشوىات يف القرارات ،أال توافقٍت؟
ال آؽبة...فقط كبن
فبممم ! ألصدقك القوؿ أجد ربليك منطقيا إىل حد بعيد ،ألنو صحيح أننا منخبلؿ شبارىم تلك نستطيع معرفة ىذا! كانت ىذه إحدى القضايا اليت كنا نتناقش فيها ،إىل أف حل اليوـ الذي ُكتب لنا فيو أف نلتقي وجها لوجها ونقضي وقتا مع بعض؛ أتذكر أ ّف حبلوؿ عطلة هناية األسبوع قد تبلقينا بعد أف أخربين سابقا أنو قرر أف يأيت إىل مدينيت كي يصطحبٍت معو إىل منزلو لنمضي اليوـ سويا، وبعد أف أهنيت دوامي يوـ اػبميس ،مكثت مع صديقي قليبل يف اإلقامة اعبامعية نتناقش حوؿ مواضيع دراستنا ونتذكر األساتذة فنشيد باعبيدين منهم ،ونسخر ِمن َمن كاف ال عبلقة لو بالتدريس منهم ! إىل أف اتصل يب ((ىشاـ)) ىبربين بوصولو وانتظاره يل بالقرب من ؿبطة اؼبسافرين ،فدفعٍت ذلك إىل توديع صديقي واإلسراع يف كل خطوة أخطوىا كي أستقل اغبافلة وأصل للمحطة يف أقصر وقت ،وبوصويل إليها ضبلت اؽباتف وىاتفتو سائبل إياه: أنا يف احملطة اآلف أين أنت يا ((ىشاـ))؟ أنا على الطريق الذي جبانب اؼبخرج الشمايل للمحطة.وبعد أف اذبهت كبو اؼبخرج بينما ال تزاؿ اؼبكاؼبة مستمرة: سباـ ! أنا أقف أماـ اؼبخرج الذي وجهتٍت إليو ،فأين أنت؟ آىا ! اآلف فلتنظر كبو اليمُت...فالتفت إىل أين قاؿ. ...ىا أنا ألوح لك ىل تراين يا ((مبلذ))؟فضحكت وقلت: حسنا...حسنا ،لقد رأيتك.وخجل جدا من فأغلقت اؼبكاؼبة واذبهت كبو السيارة البيضاء اليت كاف يركبها وأنا على وجل ٌ إيل بالركوب ،مث قاؿ: النظر إليو ومن رفع رأسي ّ حىت ! وؼبا وصلت إليو فتح يل الباب مشَتا ّ ىل أنت مستعد؟فأجبت متحمسا: بالطبع أنا كذلك !!مث شغل احملرؾ وانطلقنا يف تلك الرحلة بينما كبن نتجاذب أطراؼ اغبديث ،نضحك
ال آؽبة...فقط كبن
جادين أحيانا أخرى...إىل أف وصلنا إىل مدينتو ،حيث اقتٌت اؼبأكوالت أحيانا ،ونكوف ّ واؼبشروبات اليت يفًتض أف تكوف عشاء لنا؛ وقد طلبت منو إحضار بيتزا يل ألنٍت أعشقها جدا ،مث بعد ذلك توجهنا لشقتو مع حلوؿ الظبلـ. كانت شقتو يف الطابق األرضي من البناية ،وقد كانت تبدو غَت كثَتة االستعماؿ؛ عفشها قليل ،غبار قليل يكسو زوايا منها ،مطبخ تتكور األواين اؼبتسخة فيو ،وحىت رائحة اؽبواء بدت كأهنا قديبة...ال أدري كيف أصفها فعبل ! أخخخ كل ذلك كاف ـبيفا ومقرفا يف نفس الوقت ،فبعث القرؼ يف روحي والفضوؿ ،لذلك رحت أوجو لو األسئلة: ما ىذه الشقة؟ إهنا شقة أصبحت ملكنا بعد أف تويف صاحبها الذي يقربنا. أال يوجد شخص ليعتٍت هبا وينظف ىذه األوساخ اؼببعثرة يف أرجاءىا؟ ال يوجد ،أنا فقط أبيت فيها من وقت لوقت. يا سبلـ !!ورغم ما كاف جلسنا أماـ طاولة ببلستيكية يف غرفة اؼبعيشة حيث أعطاين علبة البيتزا اليت فتحتها ورحت آكلها قطعة قطعة بشهية كبَتة ونفس سعيدة بينما كبن نتشارؾ اغبديث؛ وباكيٍت عن حياتو ،وأخفف من حزين وأنا أصارحو خبيبيت يف إهباد حبيب جاد لروحي اؼبعذبة، ذلك اغببيب الذي مل أستيقظ من حلم إهباده مطلقا ،رغم أنٍت ال أدري إف كنت سأعثر عليو أـ ال ! وأنا متأكد أف ال جواب يوجد. سألٍت ؼباذا قد أستمر يف ىذا الدرب اجملهوؿ ،فلم أجد سوى أف أرد عليو بأنٍت ال يبكنٍت التخلي عنو ،ال يبكنٍت التوقف يف مساري ألف شيئا يشدين إىل ذلك ،يشدين إىل إهباد اغببيب والبقاء إىل جانبو بينما كبن نبتسم ،لذلك أنا أركض كبو كل مكاف كي أجده ،الريح تدفعٍت كل مرة ،حىت ألتقي بو يوما ما ،فأواجو اؼبستقبل دوف من ظهري إىل األماـ ألبدأ رحلة جديدة ّ أف أنظر للخلف معو...لذلك أنا أسبٌت حظا سعيدا لطريقي ،للدرب الذي أؤمن بو. ماذا لو حصل ومل ذبد ىذا الرجل الذي تبحث عنو؟ قاطعٍت ((ىشاـ))فرحت أجيبو: -قد وبدث وال أحصل على ما أريد ،لكن ذلك سيحدث إذا مل أركض يف كل مكاف،
ال آؽبة...فقط كبن
ومل أستمر باحملاولة...لن أندـ أبدا ،ألنٍت أعلم عندما أجده أننا سنتمكن من الضحك ؾبددا ،وأشعر أنو سيكوف بإمكاننا التغلب على اؼبصاعب اليت وبملها اؼبستقبل. سبل من الفشل مرة تلو األخرى ،أال ترى ذلك مضيعة للوقت؟ لكن أمل ّ اظبع يا ((ىشاـ)) أنا مل أعد خائفا من الفشل ،مل أعد أخشاه ! فلقد قطعت ىذهوصقلت شخصييت اؼبسافة رغم العثرات ،وأنا سعيد دبقابلة كل شخص تعلمت معو ُ بسببو ،لذلك أظن أنٍت سأتابع مشواري مع ابتسامة على الوجو. يبدو كبلمك وحلمك صعب اؼبناؿ ،خاصة يف ببلد كببلدنا ،ومع عقليات كالعقلياتاليت لدى سكاهنا ،ال قيمة يف العامل ستكوف دبثل ىؤالء الناس ألنو هبب أوال اغبصوؿ على اغبقيقة وتطهَت ىذا العامل منهم...من أجل عامل جديد فبممم ! فبكن لكن اغبقيقة ليست أداة تستخدـ لتدمَت الواقع ،حىت لو كاف ىناؾعامل جديد ،لن يؤدي ىذا لتغيَت اغبقيقة ألهنا موجودة حولنا ،ويكفي أف نفهمها فقط كي ندركها. عندىا قاؿ ((ىشاـ)): أنا حقا أشفق عليك؛ تستمر هبذا اإليباف مع علمك باغبالة البائسة اليت أنتفيها...أنت لن ذبد الدؼء ىنا أبدا ،كما أنٍت سعيد دبقابلتك؛ فقد أدركت دبعرفتك كم من القوة يبكن أف يبكن للحب أف يبنح لئلنساف. فأجبتو: علي؟ أنا أعرؼ أف حيايت ضبلت يل العديد من األشياء اؼبزعجة ،لكن ؼبا قد تشفق ّعلي ،فهذه أمور ربدث األشياء اؼبزعجة ال ذبعلٍت بائسا .ليس لديك سبب لتشفق ّ
للجميع على اختبلفها ،وإف أنكرهتا سأنكر نفسي ،وسأنكر اؼبثلية أيضا...أنا أريد أف أؤمن باعبهد الذي ربملو اؼبثلية...أريد أف أؤمن بو ! ىا ! أعتقد أف رقتك ىذه سًتد عليك ،وستقتلك يوما ما يا ((مبلذ)) ستبدأ بفهمىذا حاؼبا تصل لعمري بعد العيش عرب معارؾ كثَتة...ما تقولو صعب أكثر من إبقاء شخص ما حيا وقد ضربت عنقو ! -أنا أعتقد بنفس األمر الذي تعتقده عندما وبوـ حويل الشك ،وأحياف أشعر أف ال
ال آؽبة...فقط كبن
فائدة من األمر فعبل ! لكن بسبب ذلك يبكننا أف نكافح كي نصبح أقوى ،فكل خطوة تقودنا لشيء أعظم...لذلك أنا متأكد أننا سنكوف قادرين على التغيَت...ألننا ضعفاء...وألف اؼبوت أمر ؿبتم ،البشر واؼبثليوف منهم وباولوف أفضل ما عندىم، وينتهي هبم األمر أقوى كما ترى ،وإذا مازاؿ قلبك وبمل تردد ،حاوؿ تذكر العصور اؼبرعبة من تاريخ البشرية وكيف قد ذباوزناىا وىا كبن اآلف لبجل فبا اقًتفو البشر وقتها بيد أف ذلك كاف يبدو الصواب يف نظرىم وقتها. لقد اخًتت الطريقة الصعبة يا ((مبلذ)) أنت فبل غريب ! لكن لن أكذب أنا فعبلأحسدؾ قليبل. كل ما أريده منك أف ال زبسر رباطة جأشك ،وأف ال تتقبل اؽبزيبة بكل صبيل ! ّبساطة ):
أمضينا ما تبقى من اليوـ يف تلك الشقة ،أو على األقل أنا من فعل ذلك؛ ألنو كاف ىبرج من وقت آلخر ،وبينما ىو ىناؾ كاف وبدثٍت عن الوقت الذي عرؼ فيو أنو مثلي اؼبيوؿ، وكيف تعامل مع األمر؛ كلما ظبعت ىذه القصص من قبل األشخاص وجدت تشابو كبَت فيها؛ اعبميع يعرؼ ذلك يف سن اؼبراىقة تقريبا ،مث ىبفي ذلك عن من حولو بينما يعيش اضطرابات نفسية حىت يأيت اليوـ الذي إما أف يتقبل نفسو كما ىي ،أو يستمر بالنظر لنفسو على أنو مريض ؿبتاج لعبلج فيدمر ذاتو وحياتو ،ويفوت على نفسو الصداقات وفرص علي عبلقاتو مع الشركاء الذين صادفهم يف حياتو وألكوف صروبا مل السعادة...مث راح يقص ّ كما وليس نوعا، يعجبٍت ذلك اغبديث مطلقا ألنٍت التمست من ثناياه حبثا عن اعبنس فقط ّ فرحت اخترب الرجل مرة بعد مرة .ال أظن أف أحدا سيلومٍت على ذلك ألنٍت ال أريد أف أرمي نفسي يف أحضاف رجل ينظر إىل من منظور أنٍت جسد فبتع يفرغ فيو شهوتو ،أو أنٍت أداة إلشباعو ،أنا أريد من ينظر ماذا يوجد داخل ذلك اعبسد؛ ذلك الغبلؼ الذي يبتلكو اعبميع ولطاؼبا سيمتلكو الناس غَت أنو ليس كفيل بالتفرقة بُت من ىو حقا إنسا ٌف يبتؤل جوفو باغبب، واػبَت والرغبة يف مساعدة الناس واحًتامهم ،...وبُت من ىو شرير وخبيث ،وأناين يسعي إلسعاد نفسو ولو على حساب اآلخرين.
ال آؽبة...فقط كبن
بعد انتهاء تلك احملادثة اليت صبعتنا نبمنا بطرح الفراش على األرض...الال ! لقد كاف مطروحا على األرض بالفعل؛ فكاف ىناؾ فراشاف على أرضية الغرفة اليت تناولنا فيها العشاء لشخصُت ،ردبا كاف قد أعدنبا مسبقا ،ورغم اكبشارنا فيهما إال أف حديثنا انبعث من جديد، لكن ىذه اؼبرة حديثو كاف متمركزا حويل بكل معٌت الكلمة؛ عائليت ،حيايت ،عبلقايت...إىل أف أفضلها ،كاف يسألٍت بينما يربت على ظهري، راح وباوؿ معرفة الوضعيات اعبنسية اليت ّ ويداعب خصبلت شعري ،لكن عندما صارت ىذه اؼببلمسات تتجو ألماكن ضبيمة بكل وقاحة ،قررت أف أصارحو ،فأخربتو: اظبع يا ((ىشاـ)) أنا ال أود فعل ىذا معك؟ نفعل ماذا؟ ألكوف واضحا جدا؛ أنا ال أريد أف أمارس اعبنس معك. آه ! بلى ،بلى سنفعل...أال تريد أف نعيش تلك اللحظات الساخنة؟ أليس ىذا ماكنت تبحث عنو وتنتظره؟ أنا كنت أحب ػ ! ....من أين جاءتك فكرة تقويلي ىذا؟ أأنت مصاب بفقداف الذاكرة؟ أمل تكن تقل أنك تبحث عن اغبب؟ ؼباذا هترب منوإذف من أوؿ فرصة جاء إليك فيها؟؟ أوووؼ ! اظبع يا ((ىشاـ)) لقد مللت فعبل وتعبت إىل حد النخاع من تكرار نفسكل غبظة وأنت تلمسٍت تلك الكبلـ ،لذا ىا أنا أصارحك؛ لقد كنت أنكمش يف ّ اللمسات الغامضة ،وكنت أحاوؿ االنسحاب إىل أبعد زاوية كي ال أضطر إىل أف أقوؿ لك ىذا ،لذا أرجوؾ ال رباوؿ معي... كيف ! لكن ؼباذا؟ أنا صراحة ال أظن أف ىناؾ عبلقة ستنشأ بيننا كبن االثناف ،كما أنّك لست مهتمافعبل بإهباد شريك لك رببو ،ردبا ستحبو بالطريقة اليت تريدىا مٍت اآلف ،وال أظن أين سأجد عندؾ ما أحبث عنو ،لذا أرجوؾ دعنا ال نضيع الوقت. أنت ال تعرفٍت جيدا حىت تقوؿ ىذا؟كل حرؼ كنت أتل ّفظ بو ،مع كل كلمة كنت أقوؽبا ،ومع كانت ىذه احملادثة تتعبٍت مع ّ
ال آؽبة...فقط كبن
كل معٌت كنت أفكر فيو: صدقٍت أنا أعرؼ ،ولو تعلمت شيئا من ذباريب السابقة سيكوف معرفة نوايا الناسوأنواع قلوهبم ،لقد صرت أعلم كل ذلك صدقٍت األمر سهل جدا؛ كل ما يتطلبو ؿبادثة طويلة مث تتبع أثر كبلمهم وتصرفاهتم ،ستميز الكبلـ الذي يعكس ما يف داخلهم من الكبلـ اؼبزين واؼببهرج كلما طالت تلك احملادثة أكثر...أمر ؿبزف أف ىبتفي ذلك الربيق اعبميل الذي يبلزـ البداية دائما بالنسبة للبعض ،وأف وبل ؿبلو بشاعة وغباء...أوووؼ ! سباـ لقد فهمت ،لكن ىل ىذا يعٍت أنك ستقطع عبلقتك يب هنائيا؟ ليس ضروريا ،ألنٍت سأكوف سعيدا جدا بصداقتك ،ىل ستفعل أنت؟ردؾ يل ،ىبل... أنا حقا منزعج من ّ أرجوؾ ال رباوؿ ،ال ؾباؿ عندي كي أفكر يف ذلك ؾبددا ،لذا دعنا ننم ونرتاح،أحل مسائلي العالقة علي العودة غدا مبكرا كي أوفر بعض الوقت و ّ فأنت تدرؾ أف ّ حسنا ،حسنا...تصبح على خَت إذف !دخلت ربت الفراش ووضعت رأسي على الوسادة ألجل أف أناـ ،أما ىو فقد أخذ ضباما يف ذلك الوقت من الليل ،وقد كاف أيضا مستمر اغبلوؿ واإلياب لفراشو وكأنو منبّو مضبوط عيٍت رحت أفكر يف حايل ووجودي يف ىذا العامل على ذلك ! فلما طرد ذلك النعاس من ّ البائس؛ ألري ؾبددا كيف ىو اغباؿ أف تستمر يف البحث اؼبميت عن ىذا اغبب ،وأنت تدرؾ أف أنو لن يصبح أبدا بالطريقة اليت تريدىا ،كما أنك لن تستفيد منو بأي شكل وىو على ىذه اغبالة يف ىذه الببلد العفنة ! كنت أنكمش يف ذلك الفراش يبؤلين األمل الشديد...كائن ىش أال تظن ذلك؟...أنكمش يف ذلك الظبلـ أحاوؿ اؽبروب من ىذا الواقع ونسيانو لفًتة مؤقتة؛ كنت أبدو كمن يريد أف يصحح األخطاء اليت أصيبت هبا حياتو ،كنت أسبٌت ذلك مثل الطفل ،من أعماقي كنت أطلب لو تكفلت أنا برسم ـبطط حيايت...كم يبدو ىذا مروبا ! أليس كذلك؟...مثل الطفل اؼبدلل اللعُت .لكن مل يكن يف نيّيت إال أف أكوف سعيدا وأف أجعل اعبميع حويل كذلك ،أريد إهناء اغبروب اليت تقتل حبماقة مرة تلو األخرى ،أردت فقط مسح اآلالـ واألحزاف اليت تلوف ىذه اغبياة اليت فُرضت علينا دوف أف يكوف لدينا خيار أو رأي
ال آؽبة...فقط كبن
بشأهنا ،أردت اغبرية اغبقوؽ يل وللجميع على ىذا الكوكب التعيس... الحقا بعد ذلك اعبدؿ العميق ،كل ما أردت فعلو مع ((ىشاـ)) وىذه العبلقة؛ أف تكوف لدي الشجاعة إلهنائها ،أقطعها ،أصافحو ،مث أرحل...ردبا ىذا صعب من ناحية ما ولكن يف النهاية ىذا ما سيجعلٍت أنضج.
ال آؽبة...فقط كبن
ال آؽبة...فقط كبن
الفصل الثاني:
كربة منوذجية
مل يكن ىناؾ دليل على أف شرور العامل زبتفي؛ مل يتغَت شيء فعبل مذ أف اكتشفت أنٍت مثلي ،وعانيت بسبب ذلك ،أو حىت بعد أف تقبلت نفسي على ما ىي عليو...دبعٌت آخر يبكن القوؿ بأين مل أقم بأي تأثَت ،ال أشعر باغبزف بشكل خاص ؽبذا ،لكن يوجد شيء يزعجٍت يف اآلونة األخَتة؛ مع مرور األياـ تصبح مشاعري أكثر بعدا ،اػبوؼ والتوتر...اؼبتعة...الغضب ،ال أكاد أشعر بأي منها بعد اآلف ،ردبا يف مقابل تقبل اؼبثلية خسرت شيئا مهما للبشر ،كنت أحس جبميع أنواع اؼبشاعر كدوامة بداخلي عندما كنت عالقا يف دىليز إهباد ذايت...ذعر..خوؼ...تعب...لكن اآلف كل ما احتاج إليو ىو أف أتقبل صبيع األمور أيضا ! ال أعرؼ حقا ىل ىذا أمر جيد أـ سيء ،ردبا سأكتشف ىذا قريبا كذلك. مل يكن لدي خيار سوى احملاولة من جديد باحثا عن حب حقيقي ،على رغم فشل كل علي وأكملت البحث...تلك الكلمات كنت أقوؽبا ؿباوالت البحث السابقة ،مل أدعها تؤثر ّ لنفسي ،رغم أف االحتماالت مل تكن يف جانبٍت لذا كنت أرى أف االنسحاب والتوقف ينم عن اعبنب؛ فحىت لو مل يكن باستطاعيت رؤية اؼبستقبل على الفوز يف النهاية بشجاعة ،كي أحتفل بنبيذ النصر عندىا ! دوف أف ينتهي اؼبطاؼ يب مهزوما ،وؽبذا ىا أنا أستمر يف ىذا الدرب درب يبكنٍت أنا فقط إهباده ،وسبنيت يوما ما أين الذي أؤمن بو ليكوف الشيء الصحيحٌ ، سأجده وأخرب اعبميع عنو كي ال يستسلموا. ما حدث تاليا كاف مشوقا فعبل ،مشوقا لدرجة أرتٍت معٌت وقيمة العيش ،مثل ىذه اغبادثة جعلتٍت أحلم بالغد؛ كالعادة على موقع ((الفيسبووؾ)) كنت أتصفح اؼبوقع دبلل ومقت ،إىل أف أرسل أحدىم يل رسالة وبيٍت فيها ،فحييتو بدوري ورحنا نتعارؼ على بعض؛ حيث أخربين بتلك األمور اليت تُقاؿ عادة يف مواقف كهذه؛ االسم...العمر...العمل...وغَت ذلك ،وقد
عرفتو أنا على نفسي كذلك ،وبعد أف ذباوزنا ىذه اؼبرحلة راح ((زين الدين)) وبكي يل عن مثلي اؼبيوؿ. مثليتو والفًتة اليت اكتشف فيها أنو ّ بصراحة مل أعد أثق يف اعبزائريُت الذين يقولوف يل أهنم مثليوف موجبوف ،ألف اؼبفًتض من اؼبثلي اؼبوجب أف يبيل لبٍت نوعو وحسب ،لكن من خبلؿ ذباريب معهم ظبعت منهم بعد ىذه اعبملة أهنم يبيلوف كذلك لئلناث بنسب متفاوتة على حد أقواؽبم ،وىذا خلق ىاجسا بالنسبة يل_رغم صدقهم أو كذهبم_ فبالنسبة لشخص ّيود شريكا كي يستمر معو ىذا األمر يشكل هتديدا كبَتا؛ فهذا اؼبوجب الذي ىبلط كبلمو بأنو يبيل للجنسُت يسمى أوال ثنائي اؼبيوؿ،
ولكن األمر اؼبهم ىو أنو قد ىبضع لضغوط أسرتو ،أو اجملتمع ،أو ردبا يصغي ألفكاره_ألف اؼبوجبُت يقارنوف أنفسهم مع اؼبغايرين ووببوف تقليدىم ىنا يف اعبزائر_ فيًتكك ويذىب ليتزوج من فتاة على سنة اهلل ورسولو ،ألهنم يظنوف غبد اآلف أف مثليتهم ستختفي بعد زواجهم ىذا ! وىذا السبب دفعٍت ألف ال أنشئ أي عبلقة جادة مع من يقوؿ ىذا ،إال أنٍت ؼبا سألت ((عز الدين)) إف ما كاف ينجذب كبو اإلناث ،غَت أنو نفى ذلك صبلة وتفصيبل ،وأعلمٍت بأف ميلو وصب االظبنت عليو ،وقد استغربت ذلك ألنٍت صراحة مل أقابل من قاؿ يل لئلناث قد مت دفنو ُّ ذلك ،ورحت أسألو عن يوـ اكتشافو ؼبثليتو ،فأجابٍت أنو اكتسبها عندما كاف يف إيطاليا عندما كاف يف أحد الليايل يسهر يف ديسكو معُت ،حيث الحظو أحد الشباب العريب وتقدـ منو ليقوؿ لو: أىبل أنت جزائري صحيح؟فأجابو ((عز الدين)) : نعم. ىل يبكن أف تسدي خدمة يل. حسنا ،ما ىي؟ اظبع إذف ،أنا أسكن يف ليبيا وأنا ىنا بسبب العمل ،ومشكليت مع رئيسي يف العمل،مثلي فأخذه مٍت كي يستمر يف فهو إمارايتّ ووبجز على جواز سفري منذ أف علم أنٍت ّ مضاجعيت وال أىرب وأزبلى عنو ،لكنٍت أكره ىذا اعبور ،وأريد اؽبرب والعودة لبلدي بأي طريقة ،أرجوؾ ساعدين ! فبمم ،ال أظن أف يف مقدوري مساعدتك.وعندما ىم بالرحيل استوقفو الرجل وراح يًتجاه: أرجوؾ يا أخي ساعدين وأطلب مٍت أي شيء ،أنا مستعد ألي طلب أريد فقطاؽبروب من ىذا اغببس. وعندما مل هبد منفذا يف نفسو وضمَته أماـ ترجيو لو ،أخربين بأنو عندما كاف عائدا للجزائر أخذه معو ،وأعاده لوطنو عن طريق أحد معارفو يف اعبمارؾ أو اؼبطار...لكٍت استغربت ىذه اغبكاية وقلت لػ((عز الدين)): مثلي؟ -أأصبحت مثليا دبجرد حديثك مع ّ
فأجاب: ال ليس كذلك فقط ،بل يف الليلة اليت كنا سنعود يف صباحها لبلداننا بتنا مع بعض،وقد حاوؿ أف يكوف لطيفا معي لذا بدأ يقبلٍت ويلمس مناطق من جسدي ،وقد كنت سكراف يف تلك الليلة فوقع ما وقع ،واكتسبت مثلييت...وأنت كيف كانت قصتك؟ أكيد حدثت لك قصة مشاهبة. نعم ! لكن ليس كقصتك سباما. ىبل شرحت أكثر؟ عندما وقعت أوؿ حادثة ،مل أكتسب اؼبثلية بعدىا ،بل أنا من سعى لوقوع اغبادثة معابن اعبار وكاف يل رغبة يف أف هبامعٍت قبل ذلك بفًتة طويلة قبل أف تصبح الرغبة واقعا. وبعد ذلك؟ماضي أكثر من ذلك ،لذا دعنا نركز علينا. أنا ال أحب أف أسًتسل يف اغبديث عنّ سباـ.وعندىا سألتو: ؼباذا تبحث عن شريك ،وماذا تريد وتتوقع منو؟فراح هبيب: أنا يف الثبلثُت من عمري ،ماذا قد أريد عدا الرغبة يف إهباد أحد يقف إىل جانيب يفاؼبستقبل القريب؛ أجده عندما أعود للمنزؿ سريعا فيقف يف انتظاري ،عندما أرجع مباشرة ألجلو..أحضنو...أضمو إيل..وأحكي لو ليخفف عٍت؛ ىبفف عٍت ضعفي الذي أخفيو عندما أبديو لو ،فتصلو ىذه اؼبشاعر لَتبط يده بيدي وال يفلتها حىت لو زادت األمور صعوبة ،ويشحنٍت من جديد عندما أستنفذ طاقيت ،أريد منو أف يقلق ويبقى مستيقظا عندما ال أعود للمنزؿ ،مث يتصل يب ىبربين أف أعود للمنزؿ سريعا...أريد لوجودي أف يكوف مهما ألحدىم ،وال أظن أف أحدا غَت اغببيب قد يهمو ىذا .أريد أف آخذ منو ضوء شعاع صغَت ينَت يل الطريق..أف هبمع القطع اؼببعثرة من قليب احملطم حىت يبتؤل ويبتؤل ويبتؤل ،حُت يصبح اعبو أكثر برودة نوره يبؤلين بالكامل الليلة ويف الغد وحىت يف األماكن األكثر ظلمة...لكن كل ما يبكنٍت فعلو ىو
التفكَت يف كل ذلك بعيوين اؼبغلقة فقط...لو أكوف معو فالعامل سيكوف ملكا يل ،إذا كاف جبانيب يبكنٍت السَت بينما أدندف غبنا ،طاؼبا يكوف معي سأكوف قادرا على الذىاب آلخر الدنيا ،حىت لو كاف دربا ال يبكنٍت السَت فيو وحدي...سنحضر الضوء لسماء الليل اليت ببل قبوـ...أريد أف نكوف يف مكاف ال يصل الشك فيو إلينا...نناـ مع بعض ألنٍت لن أحلم بدونو ،سنمسك أيدينا بعضنا لنضمن أننا لن نفًتؽ. كاف وقع كبلمو يف نفسي كزىور تتفتح بعد كل صبلة كاف يقوؽبا ! ردبا أف تًتؾ مشاعرؾ ربركك لن يوصلك بعيدا ،لكن أحسست كما لو أف ىذا الرجل لن ىبذلٍت أبدا ،ألنو صادؽ، لدرجة أنو يبلك نفس أفكاري بعد أف أعارين ظبعو ورحت أقصص عليو رغبايت اليت مل تكن ـبتلفة مطلقا عن اػباصة بو .لقد كاف اغبزف اظبنا األوسط أنا ىو ،وكبن ال نريد أف نشعر على ىذا النحو ؾبددا ،لذا راح كل واحد يأمل يف اآلخر على سبيل التغيَت ،حىت أف تعارفنا ىو أفضل شيء حدث من أي شيء آخر. وبعد مدة ليست بطويلة تبادلنا الصور ،فرآين ورأيتو؛ لن أخفي ىذا لكنو أعجبٍت فعبل حىت يف مظهره اػبارجي؛ فقد كاف فبتلئ اعبسم ،لديو بشرة ؿبمرة بشكل خفيف وشعر بٍت، كما أنو يًتؾ شارباه فبا منحو رجولة زائدة تفيض من وجهو .إال أنو مل يكن الوحيد يف الصورة بل يف كل صورة يكوف فيها كلب جبواره ،نفس الكلب غالبا ! فلما ربدثنا الحقا سألتو عن قصة ذلك الكلب ،فأجاب: ذلك ليس كلبا ،بل صديقي.فهمت مقصوده وما الذي قد يعنيو الكلب لو ،وتابعت السؤاؿ: آىا ! صديقك...ال بد وأ ّف لو اظبا؟ نعم بالتأكيد؛ اظبو ((ماكس)) ،وىو أفضل من اإلنساف بالنسبة يل ،أزبذه صديقا يلويل فيو مآرب أخرى. ومل قد تتخذ ىذا الك ػل ػ...أقصد ((ماكس)) صديقا؟ ألنٍت أنفر من ىؤالء البشر الظبلميُت؛ العالقُت يف اعبهل ،واؼبصاحل ،والطمع،وباألخص النفاؽ ! -أنا أفهمك جيدا.
أو ىل تعلم شيئا؟أجبت مسرعا: ماذا؟ ((ماكس)) سيعيش معنا عندما نتزوج؟ نتزوج؟ أنا وأنت تقصد؟ نعم ومن غَتنا.وؽبذا السبب كانت ىذه العبلقة مشوقة ،فهو أوؿ إنساف يطرح فكرة الزواج ،حيث أنٍت مل أصل إىل ىذه النقطة مع أحد من قبل ! كاف قولو لتلك اعبملة يسحب ـباويف من عقلي، ٍ لدرجة جعلتٍت ال أخاؼ من شيء بسبب الروابط القوية اليت صبعت وهبعلها أوىاما وصوال قلبينا يف ىذه اؼبدة القصَتة ،وبعد أف ظبعت ىذا منو أصبح جل ما يشغل تفكَتي ىو ((عز كل ليلة ،حيث ال يبكنٍت اؽبروب من ضوءه ودفئو الدين)) وعشقي لو؛ فهو يتدفق إيل ّ كل ما أراه وأحس بو ،عندما يكوف الليل متعِبا ويشتد ظبلمو ،يتصل يب اؼببهرين ،ألف ذلك ّ ليخربين أنو ال يستطيع قوؿ كلمة ''أحبك'' لغَتي ،وعندما يصارحٍت بذلك أحس أين أستطيع ؼبس النجوـ من كثرة ضباسي ،باإلضافة إىل شكره يل ألنٍت وضعت جوىرة مثلي بداخل قلبو البائس الفارغ الذي ال أحد فيو ،وكنت بدوري أبادلو عبارات العشق الصادقة الصادرة من أعماؽ الفؤاد :ابق جبانيب ،فبوجودؾ أسبكن من التنفس ،من فضلك ال تفلتٍت...أنا جد سعيد اؼبتغَت باستمرار ،أسبٌت أف نتغَت كبن كذلك لكن ليكن لصاحل حبنا دبقابلتك يف زاوية ىذا العامل ّ فقط. ويف أحد الليايل كالعادة اتصل يب ((عز الدين)) وبدثٍت ،غَت أنو بدا على غَت عادتو: ألو ((مبلذ)) ! نعم حبييب ،كيف حالك؟ أنا لست خبَت يا حبييب. ؼباذا يا ترى؟ أخربين لردبا أخفف عنك؟ ال أظن أنك تقدر. لن لبسر شيئا ىيا أسرع و أخربين ،فأنت ال تبدو على ما يراـ ! -بالفعل أنا كذلك ،فأنا حاليا سكراف.
يا للهوؿ ! ما ىذا اعبلل الذي قد يدفعك للسكر؟ ال ،إهنا عادة فيّا ،وهبذا الشأف اتصلت بك؛ ال أريد أف أخفي عليك ىذه األمور،فأنا أحس كما لو أين أخدعك. حسنا تابع.. كما ترى اآلف أنا مدمن على الشرب بشدة ،وليت األمر توقف عند ىذا اغبد أناكذلك متقلب اؼبزاج؛ أغضب ،وأحزف دوف سبب...أكسر األشياء وأفتعل مشكبلت مع الناس... يا حراااـ ! أكاد ال أصدقك ،وأنت ذلك الشخص الطيب واغببيب الدافئ واغبنوفالذي يكلمٌت كل يوـ. ذلك ألنٍت أستأنس إليك ،وأحبك ،فأنت الوحيد الذي أتفاىم معو ويفهمٍت.. أصغ إيل يا روحي ،اعًتافك يل ىذا ال هبعلٍت حزينا وأرغب يف قطع عبلقيت بك !أنت تدرؾ أننا لن نعيش على السحاب حيث ال شيء يقلقنا ،بل ستكوف ىناؾ مشاكل واضطرابات أحيانا ،إال أف ىذه أمور يبر هبا اعبميع ،وأعدؾ أنٍت سأكوف اغببيب الذي سيحاوؿ جعلك تبتسم ،وإذا مل أستطع سأحزف معك... أنا فقط ال أريد أف أثقل عليك دبشاكلي.. أنت ال تفعل ،بل سأكوف فبتنا عندما زبربين هبا ،فهذا التصرؼ ينم عن اىتمامك يب،وىذا يسر النفس. حسنا ،سأخربؾ بشيء أخَت بعد. أنا أستمع. عندما أسكر ،أضاجع يف كثَت من األحياف شبابا ،بسبب سكري. آه ! ؼباذا قد تفعل ىذا أال يكفيك أف تسكر فقط؟ أترى ! لذا ال أظن أنٍت سأكوف قادرا على االلتزاـ لك.سكت برىة أحاوؿ أف أفكر ،وقلت لو ،بعد أف حاولت إهباد حل وسط: ّ ال بأس أف تفعل ذلك يف ىذه الظروؼ ألننا بعيداف عن بعض ،لكن ستعدين بأفتًتاجع عن ذلك حاؼبا نستقر مع بعض ،ففي بايل أفكار عديدة حوؿ ىذا اؼبوضوع سنناقشها فيما بعد.
فأجاب ويف نربتو االستياء: يا يل من وغد ! عندما أظبع ىذا الكبلـ منك أشعر باػبجل وتأنيب الضمَت بشدة.فحاولت التخفيف من استياءه: ال تكن كذلك ،ألين أحبّك...أتعلم ! أنا سأكوف شخصا أفضل كذلك كلماأحببتك أكثر ،أنت رائع بالنسبة يل ! ولو كنت مكانك ألحببت نفسي وابتسمت، ال بأس أف رببٍت دوف قلق ألين أكثر من يهتم ألمرؾ..لو كنت أنا أنت الخًتت شابا مثلي ،ألنو لن يرغب يف أي شيء آخر عداؾ يا أمَتي...ىل تعلم أف أكثر شخص فبيز عندي ىو أنت؟ أنت األفضل ! أنت الوحيد من أجلي. وأردؼ ىو قائبل: -أنا بدوري أفكر بك ،أفكر بك عشر مرات ،عشروف مرة ،فأجدؾ غَت عاد ٍي ،يا
فتاي ،إذا كنت أنا الشخص الذي سيعيش معك يف اؼبستقبل القريب ،فسأعمل على جعلك مبتسما دائما...لو كنت أنت أنا لكنت تعرؼ كيف أنا واقع يف حبّك بشدة، وستدرؾ كيف أنٍت ال أربمل ىذه اؼبسافة بيننا وأريد اجتيازىا ألصل إليك ،كي ال أحب نفسي. أخسرؾ شخصا مثلك ،لو كنت أنا أنت ما كنت أعيش دوف أف ّ
لكن الغريب يف ىذه العبلقة أهنا ازبذت الحقا ؾبرى ىادئا جدا رويدا رويدا بسبب انعداـ اللقاءات فيهاِ ، وطبود االتصاالت بالتدريج ،فصار ذلك اغبب الذي جعلنا أنا و((عز الدين)) مثل لعبتُت تطفواف على اؼباء ،تتكسر كأف هنرا يضرهبا باذباه الصخور العمبلقة .بقيت يف البداية متعلقا ؼبوعد قدومو وزيارتو يل عندما تسنح لو الظروؼ ،لكن كما تعرفوف ! أنساين الزماين ذلك أيضا ،آه كم ىو صبيل وجود النسياف يف اغبياة ،صبيل فعبل ،فلواله ألصبح الكثَت منّا ؾبانينا.
الفصل الثالث:
موت السجل وحيدا
كل ما وبتاج إليو اؼبثلي للربح والعيش سعيدا وكريبا ىو الكربياء والكرامة ،كي ال ينتهي بو اؼبطاؼ مهزوما ومتذلبل أماـ مشاكلو؛ اليت قد تظهر يف بيعو عبسده مقابل اؼباؿ ،واؼباديات ،أو إدمانو اؼبقرؼ على اعبنسانيات...هبب عليو إبقاء مسافة من اؽبدؼ أو الرغبة بينما يتمالك نفسو حىت ال ربرؽ روحو وزبدعو تلك الصورة الباىتة. بعد أف تعرفنا وتبادلنا أرقاـ اؽبواتف ،اتصل يب ىذا الشاب اؼبسمى ((جليل)) والذي يقطن بالقرب من مدينيت كي نلتقي على أرض الواقع ومبضي أمسية مدردشُت مع بعض ،مل يكن لدي شيء فبيز غَت مطالعة بعض الكتب اليت اقتنيتها ألفعلو ،فوافقت ورحت أرتب شعري ومبلبسي ليس ألجلو؛ فبل أحد منهم يتكلف فعل ىذا ألجل الشخص الذي سيلتقوف ،بل ألنٍت دائم االىتماـ دبظهري ،وشكلي ،وتصرفايت يف اػبارج ،وحبلوؿ الوقت اتصل وعلي القدوـ إليو كي نلتقي ،خرجت من اؼبنزؿ بعد يب ((جليل)) ليخربين أنو يف اؼبكاف كذاّ ، أف قمت دبا قمت ،وتلك السماعات يف أذين تشغّل أغاين الروؾ اليت أعشق االستماع إليها دوما عندما أكوف سائرا يف الطريق أو راكبا الباص ! وبوصويل للمكاف الذي أخربين عنو دؽ ىاتفي فكاف ىو ،يسأؿ أين أنا اآلف ،أخربتو أين يف عُت اؼبكاف فبلحظٍت ،وأشار الشابّ ، إيل بقطع الطريق ،وبينما أنا أفعل ذلك الحظت شابا يقف يف الطرؼ اآلخر من الرصيف ّ إيل ،فرحت أقوؿ: وينظر ّ أرجو أف ال يكوف ىو ! أرجو أف ال يكوف ىو...لطفا !وبإسبامي قطع الطريق ،لوح يل بكفو ،وحياين: أأنت مبلذ؟أطنبت ػبيبة أملي وقلت: بلحمو وعظمو...لكن ال أظن أنك الشخص الذي سألتقيو.استغرب وأجاب: بلى أنا ىو(( ،جليل)) الذي حدثك قبل قليل. لكن ؼباذا ىذا العبوس على وجهك؟ أين االبتسامة؟ من قتلها؟ أين النشاطواغبيوية..دبجرد أف رأيتك ألوؿ مرة فقدت الرغبة يف الدردشة ،فأنا أكره العبوس عندما يتعلق األمر باؼبواقف االجتماعية.
ال آؽبة...فقط كبن
آوووؼ ! أنا متعب فقط بسبب العمل...ىبل ركبنا السيارة لنذىب ؼبكاف ما مث نبدأسهرتنا؟ سباـ ،وأسبٌت أف ال تكوف كبداية اللقاء !ركبنا سيارتو اليت كانت مليئة بأدوات العمل ،وقطع اؼببلبس ،وأمور مل أعرفها يف ركنها اػبلفي الواسع ،وانطلقنا يف ذلك الليل اؼبظلم؛ ىو وبكي يل عن نفسو وميولو للذكور واإلناث يف آف واحد بنسب متفاوتة ،ودبجرد ظباعي ىذا وددت لو أنزؿ من العربة واتركو لوال نفسي اليت كانت يف ضيق ،ورباوؿ من خبلؿ تأملها للنجوـ وأضواء اؼبدف اؼبًتائية من بعيد أف تزيل ضيقها لقمت بذلك بالفعل ،غَت أنٍت استمريت يف ظباع كبلمو بينما أعطيو إجابات قصَتة وـبتصرة كما لو أنٍت أىتم ،وعندما أهنى كبلمو سألٍت: وأنت عن ماذا تبحث ربديدا؟وددت لو أشرح لو فعبل ما أريده منذ زمن ،لكنٍت مللت من إعادة نفس الكبلـ الروتيٍت التقليدي لكل من ألقاىم ،حوؿ سعي إلهباد حبيب ،واالستقرار معو....يا للهوؿ ىذا فبل حىت عندما تكتب عنو !! لذا اكتفيت باعبواب التايل: أنا أحبث عن مثليُت من أجل الصداقات فقط...آه ! وللدعم النفسي كذلك. ماذا؟ صداقات فقط؟ أال تبحث عن متعة أو حبيب؟ صدقٍت أنت ال تريد أف تعرؼ !وبعد أف ربدثنا مدة بعد ،نظرت للساعة اليت كانت تشَت للتاسعة ،أخربتو أف يعيدين استمر يف القيادة ،وبعد مدة ،قلت: للمكاف الذي التقينا فيو كي أعود للمنزؿ ،سكت و ّ أليس من اؼبفًتض أف نعود للمدينة ،ؼباذا إذف أضوائها تبعد عنا شيئا فشيئا؟ ...... أجبٍت !!علي أف أفرغ مثانيت يف خبلء قريب لذا كبن نبتعد. ّصمت بدوري ،ورحت ال أراقب غَت الطريق اؼبظلمة إىل أف وصل ػببلء يبدو أنو حقل أو ما شابو ،فقاـ الرجل بإحكاـ إغبلؽ األبواب وأطفأ السيارة ،فقلت: -ؼباذا ىذا يا ىذا؟
ال آؽبة...فقط كبن
فأجاب: اظبع يا ىذا ،أنا مل أتعرؼ عليك كي نكوف أصدقاء فقط بل من أجل أف مبتع بعضكذلك وقت اغباجة. لكٍت ال أريد أي متعة ،أريد فقط العودة للمنزؿ ! اآلف؟ نعم ،وفورا ! ؿباؿ يا عيٍت ،لن نذىب ألي مكاف قبل أف أذوؽ منك إييو ! ما ىذه الوقاحة يا رجل ،افتح األبواب ودعٍت أنزؿ. ىل تراين غيب؟ ؼبا أحكمت إغبلقها إذف؟وبينما احتدـ الكبلـ ،قاـ ((جليل)) دبسكي من طوؽ سًتيت وسحبها إليو ،حاولت أف قوي البنية ،مث مسك بيده األخرى فخذي أفك يده عن مبلبسي لكٍت مل أستطع ألنو كاف ّ لَتميٍت إىل اعبانب اػبلفي من السيارة ،وقد اصطدمت ركبيت حبديد أو شيء مشابو فبا سبب يل أمل فيها ،وغبقٍت بدوره ؽبذا اعبزء من العربية ،وحنا نتصارع باأليدي يف ىذا اؼبكاف الضيق اعي بيد واحدة وراء ظهري ،بينما راح يتحسس مؤخريت بيده حىت سبكن مٍت وأمسك كبل ذر ّ علي بسبب بنيتو الضخمة مقابل األخرى ،كنت أسعى جاىدا للفرار منو لكنو أحكم قبضاتو ّ بنييت الضعيفة والنحيفة فلم أقدر ،رحت أميل جبسدي يبينا ومشاال إال أنو حشرين يف زاوية من األؼبنيومي أو اغبديدي ! حيث أحسست بربودتو، زوايا العربة حيث التصق وجهي جبدارىا ّ بفك وىنا سبكن مٍت بالكامل ومل أقدر على اغبركة ،فأكمل ربسسو ؼبؤخريت ،وبعد مدة قاـ ّ حزاـ سروالو ،وأخرج قضيبو اؼبنتصب ليتحسس بو مؤخريت بدؿ يده ،إال أنو مل يكتفي بذلك فقاـ بإنزاؿ سروايل الذي ىبط بسهولو بسبب كبافة جسمي كما أنزؿ لباسي الداخلي ،وبدأ وبرؾ قضيبو صعودا ونزوال على مؤخريت بينما يبسك جزء منها بيده الباقية. آه ! يا ؽبا من مؤخرة صبيلة أوووه !يف لكنو مل يقدر ،فقاـ يتبليل أصابعو باللعاب ليحاوؿ الحقا أف مث حاوؿ حشر قضيبو ّ يغرسها يف مؤخريت .لقد كاف كاغبيواف يف ذلك ومل يبايل بصرخايت مطلقا بسبب األمل علي ؽبمجيتو وعنفو يف ذلك،وبعد أف فرغ تناوؿ قضيبو بيده وراح وبشره يف، الذي حل ّ
ال آؽبة...فقط كبن
فصرخت بلهجة فازعة: ال تفكر..أوه ! ال رباوؿ حشر ذلك الشيء يف ىناؾ أمراض جنسية تنتقل لو فعلتذلك دوف واقي ! يهتم ! فتابع عمل ذلك دوف مراعاة ألي من آالمي؛ كاف يدفع فقط وكأنو مل وكأنو كاف ّ يفعل ذلك مطلقا سابقا ،أو ال يعلم مقدار األمل إف جرى األمر دفعة واحدة ،وؼبا شقٍت يف النهاية راح حبركة ميكانيكية يقتحمٍت وىبرج مٍت وىلم جرا ،إىل أف ألقاين على أرض العربة وقد علي ،أحسست بسعادة كبَتة ألف األمر كانت كل أطرايف ـبدرة بسبب طوؿ مدة ضغطو ّ انتهى رغم ما أحس بو من أمل اآلف...مهبل ! مل ينتو بعد ،فقد تقدـ مٍت وجثا على ركبتيو حيث أصبح قضيبو مقاببل وجهي ،وراح يفركو ذىابا ورجوعا ،وقد أدركت أنا أنو يشاىد الكثَت من األفبلـ اإلباحية أو متأثر هبا ! فقاـ بقذؼ سائلو على وجهي وىو يعوي كالكلب ،ويا ليتو فمي أحيانا توقف عند ىذا اغبد بل راح يبدد من مساحة منيّو على وجهي بقضيبو ويدخلو يف ّ حىت أختنق وأبعد وجهي عنو...إىل أف انتهى األمر فعبل ىذه اؼبرة ،فلبس بنطالو ونزؿ من السيارة بعدىا ،أحسست بنسيم بارد نتيجة لفتح الباب اػبلفي للعربة ،فمد يداه وقاـ بسحيب للخارج. أحسست بسقوطي على األرض بسبب رائحة الًتاب اؼبعروفة ،مل أصدؽ أف أحدا قد علي ،مل يفعل ىذا بأخيو اإلنساف ! ومل أحس إال بأضواء السيارة تبتعد وعجبلهتا ترمي الًتاب ّ أعرؼ كيف أشعر ! ماذا أواسي؟ جسدي اؼبنهك اؼبتأمل واجملروح ،أـ كراميت اؼبسلوبة واؼبداس عليها من قبل ىذا الوحش الضخم القذر !!! سبنيت لو يسقط عليو نيزؾ من السماء أو أحد النجوـ اليت ُجعلت رجوما للشياطُت على الكريو ((جليل)) ألنو شيطاف ،لكن لؤلسف كانت السيارة تبتعد وتبتعد...تبتعد إىل أف اختفت ،قمت من مطرحي أرفع مبلبسي اؼبتسخة بالًتاب عيٍت...عرفت اآلف ما ىو األمل يف ؿبنة قاسية ،وإىل أي مستوى واؼبٍت بينما الدموع تنهمر من ّ يبكن أف ينحدر البشر بأخبلقهم ! وبينما أنا منشغل بسحب مبلبسي لؤلعلى ،ظبعت خرخشة بالقرب مٍت ،سبنيت لو ال يكوف كلبا أو حيواف بري كي ال تزيد الليلة خطورة ،فالتفت ببطء كبو اػبلف ،فإذا هبم صباعة تتقدـ كبوي مكونة من أربعة أشخاص ،سحبت سروايل بسرعة بينما نبمت باعبري لكنهم
ال آؽبة...فقط كبن
غبقوا يب كما لو قرؤوا أفكاري عن اؽبروب؛ فأمسكٍت أحدىم من خصري فمنع ىرويب، رجلي بعد ذلك ألصبح ؿبموال بينهما كما لو أنٍت رجل أبيض وبملو أفراد وأحدىم أمسك ّ قبيلة إفريقية على خشبة ليغلّوه يف اؼباء ،مث طرحوين أرضا وراحوا يكرروف نفس السيناريو الذي كل اذباه، وقع يل قبل قليل ،لكن ىذه اؼبرة مضروبا يف أربعة؛ فكانت القضباف ربيط يب من ّ وتدخلٍت من كل مكاف !!! علي، مل يكن ىذا فبل ما حدث فهذا ؾبرد خيايل اعبنسي القذر عندما وباوؿ أف يسيطر ّ آسف على االكبراؼ عن األحداث اغبقيقية اليت كانت كالتايل: بعد أف أهنى كبلمو قاؿ يل: وأنت عن ماذا تبحث ربديدا؟وددت لو أشرح لو فعبل ما أريده منذ زمن ،لكنٍت مللت من إعادة نفس الكبلـ الروتيٍت التقليدي لكل من ألقاىم ،حوؿ سعي إلهباد حبيب ،واالستقرار معو....يا للهوؿ ىذا فبل حىت عندما تكتب عنو !! لذا اكتفيت باعبواب التايل: أنا أحبث عن مثليُت من أجل الصداقات فقط...آه ! وللدعم النفسي كذلك. ماذا؟ صداقات فقط؟ أال تبحث عن متعة أو حبيب؟فرحت أوضح لو كي يفهمٍت جيدا: لدي قاعدة يف رأسي أزبذىا منطلقا لعبلقايت؛ األوىل أنا لن أبيع جسدي اظبع أنا ّمقابل اؼباؿ مطلقا ،ولن أدمن أحضاف الرجاؿ فأهنض من حضن وأرسبي يف آخر ،أنا ببساطة رجل لرجل واحد ! فقاؿ: ؼباذا زباطبٍت هبذه اللهجة؟ أنا مل أقصد ىذا الذي تقولو اآلف. حقا !! وكلمة متعة يف قولك ماذا تعتربىا؟ حسنا دعنا من ىذا اآلف ،ودعٍت أحكي لك ذبربيت. سباـ ،تفضل.وراح وبدثي عن دخولو يف عبلقة مع أحدىم ،وكيف خانو بعدىا...مل أكن يف مزاج جيد مطلقا ،لذلك كلما كلمٍت عن اغبب واغببيب شعرت بالغثياف ،كما لو أف العشق قد أصبح
ال آؽبة...فقط كبن
بكتَتيا تسبب يل اؼبرض ،وتنهش قواي اغبياتية ،بعد أف تشكلت من التجارب السابقة اؼبلوثة، فصبغت قليب اآلف ،ويف تلك اللحظة شعرت كما لو أف داخلي يقوـ بانتشاؿ كل ذرة من بقايا اغبب ،كي يطمسو ،كما لو أف ىذا الشعور شيء غريب عن جسمي وأحاسيسي ،بينما عقلي يهتف يل أنو ال يبكنٍت االتكاؿ على شيء كهذا طاؼبا أنا مسجوف يف ىذه الببلد ،تبلورت يف علي يف البداية أف أحبث عن مكاف جديد ثواين بينما ((جليل)) يتكلّم أفكار زبربين أنو ّ ألعيش فيو ،فأف تكوف إنسانيا يف مكاف يعج بالذباب كاعبزائر غباء حقا وأمر ؿبزف...ال يسعٍت سوى أف أقوؿ وداعا ؽبذه الببلد بعد أف أرتاح من ظبومها ،حىت يبكنٍت التصاحل مع يف ،ذلك البطل الذي أؽبمٍت للحب ،حىت لو خسرتو اآلف ،سأستمر يف البطل اغبقيقي الذي ّ يتغَت ! السَت ىذا ىو الشيء الوحيد الذي ال أود أف ّ
بعد أف أهنى كبلمو وحكايتو نبهتو إىل أف الوقت قد تأخر على عوديت ،فطلبت منو إرجاعنا ؼبلتقانا األوؿ ،فأوقف السيارة قبل ذلك وقاؿ: أىكذا تود للقائنا أف ينتهي؟ وكيف تريد لو االنتهاء إذف؟ بألعاب نارية مثبل !! الال ،قصدي ألن نفعل شيئا؟. لقد ربدث ػ...مهبل...ىل حقا تقصد ذلك؟ نعم ،أود ذلك فعبل ،ولو كاف باألمر البسيط.حباجيب يف وجهو بينما أفتح باب العربة نازال ،وىو ىبربين باالنتظار .صفقت باب فربجت ّ السيارة على ىذا األضبق ،ورحت أمشي باذباه اؼبدينة اليت مل تكن ببعيدة عٍت ،ومل أنس طبعا وضع السماعات يف أذين أصغي ألغاين اؼبفضلة بينما أف ّكر: آه يا ((مبلذ)) ليس لديك مكاف تعود إليو ،وال مكاف تتوجو إليو ! مل تستطع أف ذبعل أحدا وببّك ويتعلق بك رغم صدقك ووفائك...يبكنك التصديق بأنك ـبلوؽ إنساين لكنك عقبة يف دائرة ىذه اغبياة بأفكارؾ ورغباتك ىذه ،أظن أنٍت مل أكن مستعدا كفاية ؼبا يأيت بعد تقبل اؼبثلية؛ مل أتعلم سوى اؼبعٌت اغبقيقي لليأس قبالة ىذا الواقع ،لقد أدركت اآلف يف مكاف اغبب عاجز ومعطل يف ىذه الببلد ،وعدـ يقظتك هبذا من قليب أف األمل غَت موجود ىناّ ... عادة سيئة ستدمرؾ ،سبنيت فعبل لو أستطيع بناء مكاف عبميع اؼبثليُت القابعُت يف الظبلؿ
ال آؽبة...فقط كبن
ا إليو ،ويكونوا على ـبتبئُت من اضطهاد إخوهتم البشر ،مكاف ؽبم وؼبن يشبهٍت كي يأتو طبيعتهم ،مكاف خايل من التعذيب ،وخيبات األمل وأشواؾ اجملتمع وصبوعو الغاضبة ،مكاف لبلسًتخاء والسبلـ واؽبدوء. ظننت أف اهلل ىو الوحيد الذي سيفهمٍت ويساعدين لكٍت علقت عليو آماال كثَتة مل تتحقق أبدا ،ومل يستجب لروحي أبدا ،كل ما فهمتو منو عندما أرجع لكتابو وأحاديثو أف الواقع وعلي أف أتوب ػبطاياي ،فاػبطيئة ىي اػبطيئة عنده ال يقبل تغيَت رأيو أو التفاوض لن ّ يتغَت ّ حوؽبا ،ينكمش فقط يف مكاف ما من الوجود ،وال يواجهك؛ يريد حياة واحدة ونسخة عددىا اؼبليارات من نفس البشر واألفكار ،ونفس اللوف...أظن أف اغبياة ىكذا توصف بأهنا نظاـ بدال من شكل حياة ! بل أسوأ فهو يسمح بتربير اعبرائم اليت يرتكبها البشر باظبو ،وال وبرؾ ساكنا ،أصوات االستياء واؼبعاناة والغضب كالتهويدة لو...وىكذا كل جريبة تولد انتقاما ،وكل انتقاـ يولد اؼبزيد من اعبرائم...شيء كهذا ىبلق حلقة ال هنائية من الدمار والذبح ،فمن يسبب اؼبوت يطارده اؼبوت دائما ،ويكوف على حافتها كل الوقت.
ال آؽبة...فقط كبن
الفصل الرابع:
القنبلة املوقوتة
بدافع اغبب تولد التضحيات...تولد الكراىية...عندما يبوت أملك األخَت ستقع يف اليأس...حينها سنكوف قادرين على معرفة األمل...يقولوف أف اؽبزيبة واػبسارة ؽبا معٌت ،وذبعلك أقوى...ىل تفهم ما الذي يعنيو ذلك؟ لكي تعيش اؼبخلوقات فإف النصر ىو اغبياة...واؽبزيبة تعٍت اؼبوت..إنو مثاؿ مبالغ فيو...لكن البشر وبتفظوف هبذه الغريزة...أولئك الذين يعرفوف اؽبزيبة يتوقوف إىل...النصر... كاف ما سبق ملخصا ؼبا جرى يل يف فًتة ليست ببعيدة أبدا؛ عندما كنت كالعادة أحبث سَتوى ! عن اغبب اغبقيقي ،وحبيب يصبح ملكي ظانا أف العطش الذي يسكنٍت منذ فًتة ُ بصراحة مل يكن اػبطأ يف الشيء الذي أحبث عنو بل كاف يتعلق يف اؼبكاف الذي أحبث فيو، وربديدا يف األشخاص؛ فقد حدث يف هناية العاـ السابق أف تعرفت على شاب من أقراين اظبو ((إياد)) كاف زميل يل يف اعبامعة وقد بدأ اىتمامي بو من الوىلة األوىل اليت رأيتو فيها باعبامعة ،فقط كاف فعبل شابا لطيفا ومهضوما على قدر ٍ عاؿ من األخبلؽ ،إال أف ىذه األمور قد اكتشفتها فيو بعد أف تعرفت عليو ومل تكن الدافع الذي جعلٍت أىتم بو ،ألف الدافع الذي قادين كبوه ردبا ىو قليب أو ردبا يكوف اغبدس واإلحساس الداخلي ! ال أدري صراحة ،لكن رحت أحاوؿ التقرب منو بشىت الطرؽ كي أسبكن من الدخوؿ يف حياتو بطريقة عادية وطبيعية؛ فبدأت ذلك باؼبكوث يف األماكن اليت هبلس فيها بكثرة ،أو يف صباعات األصدقاء اؼبشًتكُت بيننا؛ حىت أسبكن من إلقاء السبلـ عليو ،وىكذا أمسك خبيط يقودين إليو ! وبالفعل حدث أف مشت رغبيت كما أردت وبدأت تتطور عبلقتنا من ؾبرد إلقاء السبلـ إىل السؤاؿ عن اغباؿ واألحواؿ ،وإقامة حوارات مطولة ،فالذىاب واإلياب من وإىل اعبامعة سويةً ،حىت أننا بدأنا نلتقي خارج اعبامعة بعد أف يطلب أحدنا من اآلخر اللقاء...اؼبشكل مل يكن ىنا فرغم سعاديت بلقاءايت وحديث معو ،كانت مشاعري تكرب وتكرب اذباىو بشكل مندفع جدا إال أنٍت مل أستطع أف أخربه هبا ،ألنو مل يكن مثليا ،واألسوأ من ذلك أنو كاف متدينا يف تفكَته نوعا ما كسائر اؼبسلمُت الذين ي ّدعوف حب اإلسبلـ لكن ال يفقهوف وال يطبقوف منو إال الشيء القليل !! لن أكذب كنت أفكر باحتمالية تغيَته مع الوقت ،خاصة أف الصداقة اليت ذبمعنا وصلت لدرجة اؼبثالية؛ حيث أصبح وبكي يل كل شيء وبدث معو من صبيع اعبوانب العائلية
ال آؽبة...فقط كبن
واالجتماعية والنفسية...وقد كنت أحاوؿ أف أساعده باقًتاحايت وأفكاري ،إال أف تلك اللقاءات واألحاديث كلما زادت زاد حيب وعذايب لو الذي أعيشو بيٍت وبُت نفسي ،وأسرح خبيايل بعيدا جدا معو لكن يف الواقع ال أرى أين حققت أي شيء من الناحية العاطفية؛ لقد كنت واضحا يف تعابَتي وكبلمي أين أحبو جدا لكنو مل يفهم مطلقا أف ذلك ليس حبب صداقة أو حبا يف اهلل _فهذا آخر ما أحتاج إليو !_ بل ىو عشق وتيم بو ،لذلك تطلب األمر صربا وشجاعة كبَتين كي أخربه إال أنٍت مل أفعل ،رغم قويل أنو حىت لو كانت هناية حيب لو خيبة أمل فسأقوؿ لو مشاعري...هبب أف يعرؼ مشاعري اليت أكنها لو ! واليت ىو غَت مدرؾ ؽبا؛ أضع لو أنواع من اػبطط كي أريو أين أفكر بو دائما ،أود رؤيتو ،ولكنو رغم ذلك بعيد ! وقريب لدرجة لو أمد يدي لو سيمسكها لكنها تبقى معلقة يف الفراغ ! كنت أحاوؿ أف أفتح موضوع اؼبثلية بطريقة ما معو ،لكن مل أجد السبيل لذلك بطريقة طبيعية ،لقد كاف عجزي يقلقٍت ويدمرين يف الوقت ذاتو ،لكنٍت عرفت الطريق لذلك أخَتا ! التقينا ذات مرة يف حديقة عمومية يف بلدتنا ،ورحنا نتحدث عن حالو دائما فهو نوعا ما متمركز حوؿ ذاتو ،ويعتقد أنو دائما ضحيةٌ وأف اؼبؤامرات رباؾ لو ،لذلك كنت أرى فيو نوعا من التوجس وغياب الراحة والرضا حبالو وحياتو ألنو دائم الشعور باؽبزيبة واػبسارة ،وصراحة كنت أحاوؿ مساعدتو بكل صدؽ كي أدفعو لًتؾ ىذا التفكَت البدائي إال أف غرضو من الشكوى كاف الشكوى فقط ،وال يسعى غبل مشاكلو .على كل حاؿ ! يف ىذا اللقاء وكي أفتح موضوع اؼبثلية ألوؿ مرة تطرقنا يف حديثنا ؼبوضوع اغبريات ،وألنٍت رأيت أنو متدين جدا_عدا الشكل اػبارجي طبعا_ انطلقت من وجهة نظر دينية للحرية وكيف أف جيلنا الطامح للحرية كسلوؾ يبارسها دوف التسلح بالوعي فبا هبعلها ركنا للبيئة النفسية السليمة يفهمها بشكل خاطئ ،مث أشرت أنا للحرية عند الغربيُت ،وىنا قد وعبت بابا يبَ ِّكنٍت من ذكر
القضية ! وبعد استغفاره ،واللهم ال تؤاخذنا دبا فعل السفهاء منا ،واىتزاز عرش الرضباف...قلت لو: ىل سبق وأف مست اؼبثلية حياتك مثبل؟فأجاب قائبل: لدي صديق مثليا ! -نعم ،ولن تصدؽ أف ّ
ال آؽبة...فقط كبن
تفاجئت لذلك ،وكنت أقوؿ يف نفسي ردبا ىو يقصدين ويكلمٍت باأللغاز ،لكن كيف عرؼ وأنا مل أبدي لو ما يعكس مثلييت ! لكن وحبكم معرفيت بو أبعدت ىذا االحتماؿ ألنو مل يكن من األشخاص الذين يفقهوف التكلم هبذه الطريقة ،ورحت أسألو مبينا رأيي يف القضية: صبيل ،بالنسبة يل كل شخص حر يف حياتو شريطة أال يؤذي نفسو أو اآلخرين .ىبلأخربتٍت عن صديقك ىذا؟ ىو ابن اغبي الذي أسكن فيو ،وىو رجل يف األربعُت- ماذا؟ يف األربعُت ! اتسمي من يفوقك ب 17سنة صديقا؟ نعم فأنا صديق للجميع على اختبلؼ أعمارىم وأماكنهم. حسنا ،تابع ! إنو رجل دائما ينظم لنا كبن الشباب يف اغبي عندما نتسامر أو نتجوؿ ،ولذلك ألفناهونعتربه صديقا لنا. وىل حدث بينك وبينو...أنت تفهم مقصدي ،صح؟ ال مل وبدث أبدا ،كي أفعل ىذا؟ ولو حىت شيء بسيط؟ فبممم ! أتذكر مرة أنٍت كنت على انفراد معو ليبل يف اغبي ،وطلب مٍت وقتها أفأمارس عليو اعبنس ،لكنٍت رفضت ،أما ىو فبعد أف خاب رجاءه ،طلب مٍت أف أدعو كبيت ،فًتكتو كي يصمت ونغَت يتحسس جسدي بتمرير يده على صدري وصوال لر َّ اغبديث. كنت أزبيل مشهد ىذا اؼبثلي اؼبسن الذي يبدو يائسا لدرجة أنو يطمع ويًتجى من ىم يف منتصف عمره ألجل اعبنس ! مث سألتو: وأنت أمل وبدث لك شيء جراء ىذا االتصاؿ اعبسدي؟فقاؿ: ال مطلقا ألنٍت ال أجد شهوة يف الذكور بل شهويت خالصة لئلناث فقط. -إذف ىذه كانت اغبادثة الوحيدة اليت حدثت لك خبصوص ىذا اؼبوضوع؟
ال آؽبة...فقط كبن
ال ليست الوحيدة ،بل ىناؾ أخرى ،وقد كانت قبل ىذه بقليل. سباـ ! إف مل سبانع اغبديث عنها فحدثنا.فراح يسرد اغبكاية: أتذكر أنٍت يف سن ما أحسست بآالـ يف قضييب الزمتٍت لفًتة ،فحدثت أيب عنها،فحثٍت على الذىاب وزيارة طبيب متخصص يف ىذه األمور وقد اقًتح صديق لو يعمل طبيبا يف ؾباؿ األعضاء التناسلية الذكرية ،فذىبت إليو من اؼبرة األوىل ألنٍت مل أرد االستخفاؼ بتلك اؼبنطقة اؼبهمة ،وعندما دخلت إليو ربدثنا قليبل وأعلمتو خبطيب، فطلب مٍت اإلفراج عن قضييب- فسألتو ضاحكا وقلت: وىل فعلت؟ لقد استحيت كثَتا لكٍت مل أجد خيارا آخر؛ فذلك ىو السبيل الوحيد للكشف عنخطب اؼبنطقة ! حسنا ! وبعد...؟ بعد أف أظهرت لو القضيب ،ابتسم يف البداية وراح يقلبو ىنا وىناؾ ،ويتحسسو بيده،مث قاـ بدىن يديو بسائل ما وراح يفركو وكأنو يبارس العادة السرية يل ! وعندما استقاـ قضييب قاؿ يل: أتود مٍت أف أمصو لك؟فأجبتو بالنفي ،والكنو ذباىل قويل ورد: بلى...بلى...سأفعل.فتفاجئت بو بقبل رأس قضييب ،وما إف وضعو يف فمو حىت رفعت سروايل وخرجت من عيادتو بسرعة. فقلت لو ىنا ساخرا: مل ! ردبا يكوف جزء من العبلج ! جزءا من العبلج؟ لقد بدا مستمتعا جدا بذلك ! -ىهههههههو.
ال آؽبة...فقط كبن
وىكذا استمرت عبلقيت بو كاعبحيم ،أبدي لو االبتسامة والفرح لكن داخلي يُشوى عذابا وأؼبا؛ قليب دائما يبحث عنو لكنو ال يسمع نداء دموعو اليت يف داخلي تنهمر عندما انظر لو وتتسارع عندما أفكر بو ،وأتساءؿ إذا ما كاف يوما ما سيعلم اؼبشاعر اغبقيقية اليت أكنها لو ويبادؽبا معي ! كاف كل شيء من حويل يشبهو...وكاف أؼبي يتسرب مع كل نفس بينما ىو ال يعرؼ حىت ما بقليب؛ ذلك اغبب اؼبؤمل الذي أصاب فؤادي بالكدمات فيحطمو أكثر يوما بعد يوـ ،أما الدقائق فقد كنت أحاوؿ توقيفها عندما أعانقو كي أبطئ الوقت الذي أمضيو معو...ىل لو أف يعلم أو ينبغي أف أعرب لو عما بقليب؟ وإذا أخربتو فهل سيليب النداء؟ ألنو إذا تركٍت ستكوف احملاولة أصعب فأنا سأحبث عنو يف أحبلمي. وىكذا استمر ىذا اغبب اؼبوقوت كالقنبلة على مدار األياـ ،األمر الذي غَت من سلوكيايت اذباىو ،وأيقظ يف نفسي نوعا من الغيض اذباىو ألنو ال يفهم تلميحايت لو ،فرحت أعاملو حبزـ ،وأعاتبو على أخطاءه معي كما لو كنت أملكو ،أو كأنٍت أعيش معو العبلقة اليت أردت لكن دوف علمو ! وقد قاد بنا ىذا األمر إىل قطع صداقتنا ؼبدة وكي ال اكذب أنا من طلبت ذلك ،لكنو بعد مدة عاد إيل وطلب مٍت أف نعود لسابق عهدنا ألننا كنا صديقُت رائعُت، إيل ،لكن فقبلت وفرحت جدا للطلب ألنٍت اشتقت لو ولكبلمو ولو كاف غَت منطقي ،ولضمو ّ انفصلنا مرة أخرى بسبب تكرر نفس السيناريو وىا كبن نلتقي كل يوـ تقريبا باعبامعة لكن ال أحد فينا يكلم اآلخر. غَتي وال يعلم حقيقة مشاعري لو ،وردبا حىت لو بالطبع أنا ال ألوـ ((إياد)) فهو شاب ّ حدث وصارحتو هبا ما كاف ليبادلنيها ،فاألمر قائم على الرضا والرغبة من أساسو ،بل كاف اػبطأ خطئي أنا ألنٍت سبحت يف اؼبياه اعبارفة متوقعا أف أقبو حتما ،ومتجاىل إمكانية اؽببلؾ غرقا ! كنت أعطي أنبية لنفسي لدرجة أنٍت فكرت يف أنو سَتيب مشاعر اغبب اذباىي ،وقد كنت أعلم ذلك يف قرارة نفسي جيدا؛ أنو كمغاير لن يقع يف حيب ،علمت ىذا أفضل من اعبميع ،ألننا لسنا دبيوؿ متكاملة ،لكن رغم ىذا كنت أىذي باحتماؿ قباعة األمر كي أجد مربرا ؽبذا اغبب .ال أعلم ؼباذا كنت أحاوؿ فاألمر ؿبتوـ من أساسو ،ؼباذا كنت أقاوـ وأذوؽ األمل الذي ال يَرحم عاؼبا بنتيجة ذلك؟ ملَ ملْ أستسلم فقط؟ ردبا مل يكن الشأف خبصوص
ال آؽبة...فقط كبن
االنتصار أو الفشل ،بل خبصوص التعرؼ على نفسي ومعرفة العامل كي أصبح قويا وأتفوؽ على اؼبواقف اؼبشاهبة ؽبذا اؼبوقف؛ فأف أحاوؿ العيش بأي شكل مع حبيب دوف أف وببٍت، فأفضل أف أختار االنسحاب طواعية من عبلقة ال مستقبل ؽبا.
ال آؽبة...فقط كبن
ال آؽبة...فقط كبن
الفصل اخلامس:
أشياء ال أستطيع زفضها تشحبين
كثَتا ما يقاؿ لنا أف النهايات السعيدة موجودة فقط يف كتب الروايات ،ويف عقوؿ األبرياء الساذجُت ،يف كل مرة نندفع بقوة كبوىا ،هترب منا وتطَت...أتعتقدوف أف ىناؾ مرحلة يف اغبياة ،تتوقف فيها عن الشعور بالسوء عندما يتم استثنائك من أمر ما؟...على األرجح ال. فشلت مرة أخرى يف كبت مشاعري ،مثل الشخصيات يف الدراما التلفزيونية وظروفهم غَت اؼبفهومة ! أشعر وكأنٍت أعيش قصيت اػباصة...كأنو اغبلم ذاتو يعاد ثانية ،أريد ؿبو آثار اغبب أصمت ،ألنٍت أعلم أف من قليب لكٍت ال أقدر...مزدضبة ذاكريت وكأنٍت عشت ألف عاـ... ُ يغَت شيء ،يف ىذا اجملتمع اؼبعاؽ الذي يعيق ! أنا ال أقاوـ العامل بل قوة أكرب؛ اغبديث لن ّ أقاوـ تعيب من العامل...لكن بالرغم من أنٍت أعيش حيايت يف سياج عاؿ متّ ذبهيزه يل مسبقا..بفضل ما مررت بو ،أشعر بأف حيايت بطريقة ما مثَتة لبلىتماـ. أشرؽ صباح يوـ جديد؛ إهنا سبطر ! وقطرات اؼبطر تتكرر انعكاساهتا اؼبنثورة ،وأشعة وعلي اآلف أف أذبهز الضوء اؼبستقيمة ىذه بدأت تعرب إحداىا األخرى عرب مسافات ال تنتهيّ ، للذىاب إىل اعبامعة ،آه ؼباذا !! ؼباذا ال يعطوننا كتب ندرسها يف اؼبنزؿ ومبتحن فيها الحقا بدؿ الذىاب للجامعة بشكل يومي وتضييع وقتنا ىناؾ؟ أوووؼ ! على كل أجد نفسي مضطرا للذىاب. تبدأ أيامي الدراسية بشكل تقليدي رّدبا؛ أستيقظ ،فأغتسل وأغسل أسناين ،مث أشرب حليب الصباح يف اؼبنزؿ ،وبعدىا أقضي حوايل نصف ساعة أرتب فيها شعري ومبلبسي حىت أبدو دبظهر رببو نفسي وأحس بالراحة فيو ،مث أحشر كراسيت وأقبلمي يف احملفظة ،وال أنسى كذلك وضع رواية كي اقرأىا يف وقت الفراغ الرىيب يف اعبامعة ،وبعد ىذا أخرج من اؼبنزؿ دوف أف أغفل عن وضع السماعات يف أذين ،إىل أف أصل إىل موقف حافبلت اعبامعة حيث ألتقي بزمبلئي يف غالب األوقات ىناؾ ،فنركب حافلة واحدة معا ،ونتحدث حوؿ العديد من اؼبواضيع؛ كالسياسة ،والدراسة ،والفتيات ،واغبب...ونسخر من بعض أحيانا ،كحاؿ صبيع األصدقاء ،وبعد أف توصلنا اغبافلة للجامعة نفًتؽ إىل كلياتنا فرادى ،ومثٌت...اذبو ناحية قسمي؛ قد أحيي بعض الزمبلء والزميبلت يف الكلية ،مث أدخلو منتظرا انطبلؽ اغبصة بينما أطالع أحدى الروايات اليت دسستها يف حقيبيت سابقا .بُت زمبلئي وعند أساتذيت لدي ظبعة
ال آؽبة...فقط كبن
جيدة؛ فهم يرووين طموحا ،وذكيا...متفهما ،وأمينا...نشيطا ،ومتواضعا ،ومثقفا وحنونا...لكنٍت أراىن أف كل ىذه الصفات اعبميلة ستختفي وربل ؿبلها صفات خبيثة لو علموا أنٍت مثلي ،فسأصبح بذلك غبيا ،ومريضا نفسيا ،ؾبرـ..ؿبب لشهواتو...أوه ! يا ليتهم يفهموف ! بعد أف تنتهي اغبصص ،وما إف يكوف بعدىا فراغ خاصة يف الصباح قبتمع أنا وبعض األصدقاء كي نذىب للحصوؿ على الغداء؛ أحيانا أذىب ويف أكثرىا ال أفعل كهذه اؼبرة سباما، فقد تركتهم يذىبوف وقررت االستخبلء برأسي يف مكاف ما ،وبينما أنا أسَت يف الرواؽ ،لفت انتباىي صورة طيف ألحد كنت أحبو وكنا سعيدين مع بعض؛ إنو ((كرـ)) لقد زبيلتو يبشي ناظري .عندما زبيلت مقاببل يل يف الرواؽ لكن قبل أف يصل يل ينعطف يسارا ليختفي من ّ
صورتو تذكرت سنواتنا السعيدة اليت عشناىا مع بعض ،وتذكرت قوؿ ((الرومي)) الذي يقوؿ أنك حُت ذبد العشق ستجد ذاتك كذلك ! يا ترى كيف حالو ،وماذا يفعل اآلف؟ لقد عشقتو فعبل ،ال يبكن ذبنب الوداع ىذا صحيح ،ورغم ذلك أنا سعيد ألنٍت التقيت بو يف زاوية من ىذا العامل ،وال أزاؿ رغم فراقنا أرغب يف أف نتقابل ؾبددا ،ألننا إذا فعلنا سأسبكن من التعبَت عن مشاعري لو ،فأنا يف النهاية مل أسبكن من التعبَت عنها بكلمات كبَتة...رحت أركض لؤلماـ يف ذلك الرواؽ متمنيا أف يكوف وجوده حقيقة ،لكن مل يكن ىناؾ يف هناية الدرب ( :ويبدو أنٍت لن أستيقظ من أحبلمي لفًتة أطوؿ !! ويف الطريق استوقفتٍت إحدى الزميبلت اللوايت مل ألتق هبن منذ مدة ،فرحنا نتبادؿ التساؤؿ عن أحوالنا ،وحياتنا...إىل أف قالت: يا مبلذ ،أنت تتقن اللغة الًتكية صح؟ نعم أكيد ،أتودينٍت أف أعلّمك؟ يا ليتك تفعل ىذا...فكما تعمل لقد أضافوا لنا مقياس اللغة الًتكية ىذا العاـ ،وأنا الأعلم شيئا عنها ،لو تتكرـ وتعلمٍت بعض األساسيات؟ فقلت ؽبا مستغربا: ىل أنت جادة ! ومن ىو األستاذ؟ -بالطبع...يا ترى ماذا كاف اظبو...آه نعم..
ال آؽبة...فقط كبن
وبينما أنا أنتظرىا كي تنطق باسم األستاذ ،رفعت رأسي وأدرتو يسارا ألنٍت أحسست بشيء قادـ من تلك اعبهة ،نظرت فإذا يب أرى ((كرـ)) بينما تنطقي ىي اظبو يف نفس الوقت ،وقد كاف واقفا أمامي يف وقت سريع؛ ذبمدت الدماء يف عروقي ،حلقي هبف أحاوؿ ابتبلع أي قطرة ريق ينتجها فمي ،ياااه ! نفسي ىبتنق ،واألىم من ذلك قليب ىبفق بشدة ،بشدة، بشدة !! ركبتاي ترذبفاف وال تقوياف على ضبل جسمي ثانية بعد ،وكما لو أنٍت يف فرف؛ كاف جسمي حارا ،وشعرت بتبخر اؼباء منو...يا للهوؿ ما ىذا حبق اعبحيم؟ ىل نزؿ اؼبسيح؟ أىي يف هبذا الشكل العنيف !! سكرات اؼبوت؟ ؼباذا رؤيتو فقط تؤثر ّ ? - Merhaba, Melaz, nasilsin أهال يا ((مالذ)) كيف حالك؟
- Iiiiiii…iyiyim ! ssss..sag ol. ببببب...بخخير ششش...شكرا
مرة ،بذلك اللساف اؼبتلعثم الذي يبدو وكأنو تعلم الكبلـ سباما كما رددت عليو ألوؿ ّ حديثا ،كما أحسست دبشاعر ـبتلطة؛ أردت أف أرسبي عليو وأخربه كيف أحرقٍت العامل بشروره، وكيف أف اؽبواء ثقيل جدا عندما تتنفسو وأنت وحيد ،ويف الوقت عينو كانت لدي رغبة ألخربه علي أف أعيش يف عامل آخر ،إذا عشت بدونو مل علي النظر إليو ،وأنو كاف ّ أنو ما كاف هبب ّ كل يوـ ،وؿباولة ترؾ ذكراه كل يوـ إال أكن ألعرؼ ذلك األمل...على الرغم من ؿباوليت ؿبوه ّ أنو بالفعل كاف عالقا يف قليب ،بالفعل دخل قليب ىذا اإلنساف بل ملكو وال يريد أف يًتكو...أظن ىذا كاف حبّا ،لكن اغبب الذي تعيشو بعيدا عمن ربب ىو عقاب من السماء، لذا فإف فؤادي يؤؼبٍت يف كل مرة أحبو فيها بينما ىو غائب...كاف ىذا عقايب ،وأنا خائف اآلف ىل أقوؿ لو ذلك ،أخاؼ أف أشبل وأقوؿ بوجوده وأقولو لو أين ال زلت أحبو وأريده...أريد أف أقوؿ لو ذلك لكن يف مكاف ال يتواجد فيو أحد حىت ىو ،من خويف أنو من احملتمل أف يرحل ؾبددا بعد ظباع ذلك...أهبب أف أحبو يف أحبلمي فحسب يا ترى؟ حىت أرتاح بعد أف أبكي وأبكي... -لكن ماذا تفعل ىنا ،لقد تفاجئت فعبل عند رؤيتك !
ال آؽبة...فقط كبن
أجاب ((كرـ)): صدقٍت ،ىذا واضح جدا عليك ،لو أنك ترى مبلؿبك ! على كل ما رأيك أفتوصلٍت اآلف إىل اغبجرة رقم ،20وبعدىا سنتحدث بتفاصيل أكثر ،الوقت يدانبٍت اآلف ،وىذه الكلية كالدىليز بالنسبة يل ،ال أفقو أماكن حجراهتا. ظننتٍت يف البداية قد صبعت قطع الصورة ألعرؼ ؼباذا ىو ىنا ،على كل حاؿ أوصلتو للحجرة ،ونبمت بًتكو والرحيل ،فاستوقفٍت قائبل: مهبل يا ((مبلذ)) ،ؼباذا ال ربظر اغبصة معي ،وبعدىا نغادر سويا؟فكرت قليبل وقلت: فبم ! لدي بعض األمور لفعلها اآلف ،لكن ال تقلق سأنتظرؾ أماـ ـبرج الكلية،سًتاين عندما زبرج منو. حسنا إذف ،اعتٍت بنفسك حىت ذلك الوقت.مث اذبهت مباشرة كبو اؼبكاف الذي سأنتظره فيو .مل أشأ حضور اغبصة ألنٍت أردت ذبنب أي غرابة قد تقع ،فتسمرت ىناؾ وبدأت أشعر بذلك األمل اؼبتجمد الذي يظهر كلما فكرت بو ،كنت أرى أف ربطمنا ذلك كاف سابقا ألوانو ،وقد تعلمت معٌت التحطم بسبب ذلك لؤلسف ،كنا كبطلي فيلم حب ،فيلم مل أشأ هنايتو اليت يتبلشى فيها اغبب ،لذا ىا أنا أرجع شريط ىذا الفيلم اليوـ يف ذاكريت وأنظر إليو ،رغم أنٍت حاولت حرؽ تلك الذكريات ونسياف أنٍت نسيتها ،كانت تلتف من حويل ؾبددا مثل اللهب...ؼباذا ذىبت وتركتٍت وحيدا يا من كنت حيب الوحيد...ؼباذا؟ ؼباذا تعود اآلف وتسبب االضطراب لعاؼبي كما لو أف ذلك ينقصٍت ،ذلك ّ يشبو الركض دوف أف تصل ألي مكاف...اظبح يل بالذىاب فقدماي قد سبزقتا من جري دوف توقف ىذا ما ال أستطيع التوقف عنو. اعبروحٌ ... بعد أف عاد ((كرـ)) أظن أف كل يوـ سيصبح كتلك األياـ اليت قضيتها معو ،ال تتبلشي، ستبدو وكأهنا حصلت البارحة ،عندما أشعت عيوين وقليب بسببو ،أريد أف اتكأ عليو ألنو من أراحٍت من صبيع اؽبموـ واؼبخاوؼ ،أريد بشدة أف أسبسك بو ؾبددا ،لكن أخاؼ من أف أُترؾ ؾبددا ،كقطعة أثاث بالية .الوعد الوحيد الذي أستطيع قطعو اآلف ىو اعبزء الوحيد من اغبقيقة الذي يبكنٍت إخباره بو؛ أريد أف أشيخ معو ،متأكد أنو سيبدو رائعا بالشعر الرمادي ،لكن يف
ال آؽبة...فقط كبن
الوقت ذاتو ال يبكنٍت أف أطلب منو أف نعود ؼبا كنا إذا مل يرد...ىا أنا أعض شفتاي ندما لو حدث ىذا ،لكن أنا أعرفو جيدا ألنو دائما يتصرؼ كأنو يعلم ما أريد جيدا دوف أف أتكلم؛ إنو يقرأين ككتاب مفتوح ،ويتبسم عندما يعرؼ ،آآآه ،كم أريد أف أمشي معو يدا بيد مرورا كل شيء مررت بالطرؽ غَت اؼبنهية ،سأعطيو كل شيء ولن أندـ ،وبذلك الوقت معا سيخفي ّ بو يف ىذا الطريق اعبارح ،ذكرياتو ستصبح فبلة كذلك...ال أعلم أين سأصل بتحلية أفكاري كل سيء على ما يراـ. لكن أسبٌت أف يسَت ّ آىبل ؾبددا ،أنت ىنا إذف !نظرت جهة الصوت الذي كاف صاحبو ((كرـ)) وأجبت بعد أف طأطأت رأسي: امم. حسنا إذف فلنذىب ،أنت متفرغ اآلف صحيح؟ امموعندما بدأنا مبشي مبتعدين عن الكلية ،ونروـ اػبروج من اعبامعة ،قاؿ: لو تعلم كم أنا متعب ! ؼباذا ،ما اػبطب؟ إهنم ىؤالء الطلبة الذين أدرسهم ،كيف من اؼبفًتض أف أعلمهم اللغة الًتكية ،وىم اليعرفوف ال إقبليزية وال فرنسية ،بينما أعرفهما أنا ،ولكن بدوري ال أجيد العربية؟ على الطلبة إجادة لغة أجنبية على األقل ! باؼبناسبة ! أخربين كيف انتهى بك اؼبطاؼ لتدرس يف كلييت؟ إهنا اتفاقية مع جامعة تركية ورئاسة اعبامعة اليت تدرس هبا ،حيث مت إضافة الًتكيةلكم ،وبسبب ىذا مت نقلي من اؼبركز اؼبكثف إىل كليتك بصفة رظبية. لكن أنسيت ما أخربتٍت بو يف آخر لقاء؟ ال مل أنس ،لكن أفضل أف أحكي لك عندما نصل للمنزؿ. سباـ ،كما تريد.ال يزاؿ طبع ((كرـ)) كما ىو دوف تغيَت ،فبعد أف دخلنا الشقة جلب يل بعض
ال آؽبة...فقط كبن
اؼبأكوالت واؼبشروبات ،مث توجو للحماـ قصد االستحماـ ،وبعد أف فرغ من ىذا ،جلس عبانيب وراح وبكي يل عن اؼبوضوع الذي وفّره لآلف: أتعلم ،بعد أف رجعت إىل ببلدي يف ذلك اليوـ ،وبعد أف التقيت بالعائلةواألصدقاء...فكرت فعبل يف كبلمك؛ حوؿ كيف أنٍت سأدمر حيايت وحياة تلك الشريكة بسبب ميويل اؼبثلي ،صبيل أف يقف اؼبرء أماـ ضمَته من فًتة ألخرى ألف ذلك يوضح أموره ويعطي فرصة لوزهنا وإعادة ترتيبها ،لقد كنت أعلم أنٍت على وشك فعل شيء ال ربمد عقباه الحقا ،وأف أمر الزواج لن يساعد كثَتا إف فعلتو ،علمت ذلك جيدا ،فأنا أنتمي لتيار غَت ذاؾ ،فأنا مثلي وال أحتاج أحدا ىبربين بأنو ال فرصة لدي وال مصلحة يف ذلك الزواج ،ومل أجد أحدا ألعرب لو عن ىذه اؼبكنونات اؼبؤرقة، كنت أفكر فيك طبعا لكٍت مل أشأ أف أزيد نبومك ونبومي ،لذلك سايرت فكرة الدي ويف نفس الوقت كنت منزعجا منها..أحسست كما لو أنٍت منافق ألوؿ مرة و ّ يف حيايت ،وأنٍت أىذي ؿباوال خداع نفسي ،ولذلك جاء اليوـ الذي اضطررت فيو ؼبواجهة أىلي. يا للهوؿ ىل كنت جادا؟ بالطبع ،ألنٍت مل أصمد أماـ خنقهم يل باؼبسألة وتكرارىا ،أحسست كما لو أهنميرونٍت ملكا ؽبم ،أو إنٍت عندىم ذلك الطفل الصغَت الذي ربياه ،طفل ال شاغل لو غَت إطاعة أوامر والديو ولو كانت ضد رغباتو ،فقط كي ال هبعلهما يغضبا منو... وىل صارحتهما باؼبوضوع ،وأقصد اؼبتعلق دبيولك؟علي التفكَت -نعم لقد فعلت ذلك ،ففي قرارة نفسي ،قلت أنو من أجل سعاديت هبب ّ
كل باحتماالت مرتبطة باألعراؼ والتقاليد ،وقد ارتاحت نفسي لذلك ،وبعدىا أصبح ّ مرة لكن ما هبوؿ يف خاطري ىو واقع إخبارنبا وإلغاء ىذا الزواج...ترددت أكثر من ّ عندما وجدت نفسي أحشر لزاوية ضيقة ومظلة ما عدت أحتمل وأخربهتما.. ردنبا؟ إييي ! وكيف كاف ّيف ما يف باقي الشباب من أقراين وبل إين أمي مل تقل شيء بعد أف أخربيت أهنا ترى ّأحسن قد قالت ! عمل ،منزؿ ،بصحة جيدة ،لقد قالت أف أمر من أميل لو وأحبو
ال آؽبة...فقط كبن
ليس باألمر اؼبهم أو اعبلل الذي سأقيمك عليو طاؼبا تكوف سعيدا بذلك ،فأنت ربدد من تكوف بأفعالك ال دبا خلقت عليو ،ولكن أيب... ما لو أبوؾ؟خطاياي ،كما حىت أنو أخربين أف بعد حسنا... ،أنت تعلم؛ لقد أمرين أف أتوب عنّ زيارة اعبزائر قد اندفع الكثَت من الدـ ألعضائي التناسلية ،فصار دماغي مدينة أشباح مرة ،لكن يف النهاية قلت حيث اختل تفكَتي على حد قولو..حاولت معو كثَتا كل ّ لو بأف ال أحد يعرؼ حقيقة نفسي أكثر مٍت ،وأنا سعيد هبذا ،لذا قلت لو لو سبنيت يل السعادة ،سأكوف فبنونا ألف ال تراجع فيما قررت. أييو ! وماذا بعد؟صمت َ صمت؟ نعم ىكذا بكل بساطة ،ومل أستطع أف ذلك موافقة أـ رفض؟ عجيب فعبل ،وال أدري ماذا أقوؿ؟ لو تعلم يا ((مبلذ)) لقد تظاىرت بالقوة ورباطة اعبأش لكن كل ما انتهيت إليو ىوعلي أف أكوف قادرا للوصوؿ للمكاف الذي ارتاح فيو، أذية نفسي...أينما كنت هبب ّ بالطبع بعد أف أزبطى حواجز الشرؼ تلك .على أية حاؿ ! وأنت كيف ىي أمورؾ؟ رحت أحبث يف ثنايا عقلي عن أفكار أقوؽبا لو ،لكن أعلم أنٍت أفشل يف ىذا دوما، ويتعلثم لساين وتتبخر تلك األفكار اليت أنوي قوؽبا ،لذا قررت ترؾ قليب يتحدث: كل شيء خبَت؛ العائلة...الدراسة...أنا فقط من لست خبَت !وعندما قلت ذلك ربت على ذراعي ،مصدرا صوتا ينم عن اؼبواساة ،وقاؿ: سبر بو يا عزيزي ،وأنا آسف فعبل ؼبا سببتو لك. أنا مدرؾ جيدا ؼبا فبرت و ّأكملت حديثي: أنا مل أكن خبَت بسبب رحيلك عٍت أبدا؛ ال أستطيع أف أناـ أفكر فيك ال آكل رغمجوعي ،اندفعت بعيدا عندما انظر حويل لكن ال أعثر على شخص مثلك...كنت إيل على اؽباوية ،مل أعرؼ ماذا أفعل ! أنساؾ...ال...كيف ذلك وأنت الذي تأيت ّ
ال آؽبة...فقط كبن
يب دوف كبلـ ،قلت ألعطو بعض الوقت فردبا لن ينساين دوف شكوى وتعرؼ ما ّ سريعا جدا ،ولن يقع يف اغبب سريعا...سبنيت لو ؼبرة واحدة فقط أراؾ يف ذلك الوقت ،وألنك شبُت مل أستطع توديع ذكراؾ ،بل مل أكن أفكر يف أي شيء عداؾ. عندما يتغطى ضوء القمر يف السماء بدموعي اليت ال تنتهي حيب احملزف يصبح قصيدة، كنت أسبٌت لو أستطيع أف أنساؾ فقط ويقل سيبلف دموعي ،فأنا حقيقة أستطيع البكاء عاما كامبل...أتذكر ! لقد كنت دائما جبانيب عندما أبكي ،لكنك مل تكن وقتها. أردؼ قائبل بعزاء شديد: يا قرة عيٍت ،يا أمَتي ! أنا آسف جدا ألنٍت جعلت سبر هبذا ،أنا سيئ ألنٍت تركتك !كنت ،وتفكر يب يف الليايل الوحيدة كيف استطعت فعل ىذا وأنت رببٍت ىكذا أينما ُ واغبزينة ،أنا ال أريدؾ أف تعيش وأنت سبسح الدموع ،أنا أحبك ،سأظل أحبّك، أحبك بدوف أف يعرؼ أحد ،أو دبعرفتهم...ألنك...مشسي الوحيدة واألوىل يف ىذا العامل ،أنت أزىرت كالوردة يل لكنٍت جعلتك عطشانا ،كنت تتذكر كل اؼبواعيد ناىيك عن عيد ميبلدي ،وهتنئٍت هبا ! اعتدت أف تتصل يب عدة مرات يف اليوـ تسأؿ عٍت وزبربين فيها حببك يل مرارا ومرارا لدرجة البكاء...أسبٌت أف ال أكوف قد تأخرت جدا فبدوري ال أستطيع العيش بدونك. ..... أرجوؾ أجب ! ألنٍت أحاوؿ الوصوؿ إليك ؾبددا كي أروي عطشك وجفافك ،الذبعل ذلك يبدو كأنو حلم هبب ربطيمو ،ال تدفعٍت بعيدا ،شخص جيد مثلك كيف يبكنٍت لقاءه يف ىذا الزمن سيكوف ذلك كالبحث يف دوائر فارغة ،أنا عاشق لك ،من اؼبستحيل أف أتركك بعد أف عدت اآلف ،وأعدؾ أننا سنذىب سوية ألي مكاف مع بعض من اآلف فصاعدا ،لقد تركت عائليت وتراجعت عن ذلك الزواج وأتيت...أرجوؾ امنحٍت فرصة أخرى بعد ،وسًتى ! سأجعلك أسعد إنساف يف الدنيا...ال أستطيع العيش بدونك ،لقد ارتكبت ضباقة كبَتة خبسارتك ،وأنت تدرؾ ؼباذا فعلت ذلك، ولكن الفًتة اليت بقيت فيها بدونك أرتٍت ما ىو اؼبهم...حزين جدا أنا إلحزانك،
ال آؽبة...فقط كبن
اظبح يل كي أقوـ بتصحيح كل شيء ،كي نعود كما كنا يف السابق. مل أعرؼ كيف أجيب ،لكنٍت كنت ؿبتارا من أمر واحد وىو ؼباذا اآلف ال أبتهج وقد حصلت على شيء كنت أحبث عنو دائما ! ىل تبلشى اغبب من قليب مع الرياح؟ أـ أنٍت خائف أف أسلم روحي لو فَتجع ويطعنٍت يف الظهر؟ فلطاؼبا أجببت وكانت هناييت سيئة ،ردبا أنا حب القدماء فبن حب شهري حىت أنو غبظي ،على عكس ّ ّ خائف من اغبب يف ىذا الزمن؛ ّ ذكرهتم الكتب؛ وببوف حىت اؼبوت عندما يعشقوف أحدىم ! أتذكر حايل أثناء غيابو؛ عالقا الوحدة واعبفاؼ أىرب خائفا وال أريد أذية نفسي...لكن يف النهاية األمر متعلق بسعاديت ، فهل سأسبكن من ازباذ القرار الصحيح يا ترى؟ من يسمع ((كرـ)) يدرؾ أنو يبذؿ جهده من أجل أال يدعٍت استمر يف التعثر وأسقط ،برأيي أنا قد أكوف ؿبظوظا بامتبلؾ شخص مثلو فقط وجب علي اغبفاظ عليو ! ومن جهة ليس من الواضح ما يبكن أف ذبلبو اغبياة يل ،لذا ُ هبب ّ علي أف أكوف مستعدا ألي احتماؿ كي ال أُىدـ. يا ((مبلذ)) امسح ىذا الوجو اؼبليء باليأس ،وأجبٍت؛ اليوـ يبكنك تقريب اؼبسافة اليتبيننا أكثر لكن ىا أنت منقسم إىل مليوف قطعة ال يبكن صبعها...ال ذبعلٍت متوترا يا أشبن ما لدي..ال تقل كلمة النهاية أرجوؾ !! اظبع يا ((كرـ)) أنا مشوش اآلف ،وضائع بُت مشاعر كثَتة ،دعٍت ال أعطيك جواباوأنا يف ىذه اغباؿ ،لذا لو ظبحت أريد العودة ؼبنزيل اآلف..وسأجيبك إىل حُت. فبمم ! فهمت ،لكن مىت؟ سأتصل بك ألخربؾ.أي قرار تتخذه ،يكفي أف تكوف سعيدا بو. سباـ ،وقبل أف ترحل أعلمك أنٍت أحًتـ ّوبعد أف نبمت بالرحيل قاـ ((كرـ)) بضمي إليو ،مث رحلت. عدت للمنزؿ وال أجد بداخلي أي أثر للمشاعر واألحاسيس ! كاف جويف يشبو التلفاز الذي يشتغل ،وأما ذلك الشعور فهو عند إيقاؼ شاشة ذلك التلفاز على مشهد معُت وتركها على ذلك النحو ،وكنت أنظر لؤلمر بعقبلنية متمنيا لو بقي حايل ىكذا دوف مشاعر باختبلفها لؤلبد...ال...ىذا سيكوف فضيعا جدا !
ال آؽبة...فقط كبن
إيل ،ىذه كنت أدرؾ أف ((كرـ)) لن ىبذلٍت أبدا ،فهو صادؽ ،وـبلص ،ويسرع يف طريقو ّ لدي صعوبة يف النوـ ،فهناؾ الكثَت كاف وبدث يف رأسي؛ مفارقة كبَتة بُت ما هبب الليلة كاف ّ أف أكوف وما ىو كائن ! وبسبب ذلك أنا بدأت أسعد نوعا ما ،فأي نوع من الندوب كاف صبيبل بالنسبة يل ،أستطيع التحليق دوف خوؼ حىت لو حبست داخل الظبلـ...اكتشفت أين هبذا ؿبارب ال يستسلم ،يبتسم ويبتسم ،وحىت وسط الظبلـ سيجد الضوء
ال آؽبة...فقط كبن
ال آؽبة...فقط كبن
الفصل السادس:
زسول الظالو
ذىبت للجامعة كالعادة للدراسة ،وللصراحة مل ألتق بػ((كرـ)) كثَتا ،بل مل أرغب يف ذلك لذا رحت أقلل من حركيت أكثر داخل الكلية خبلؿ ىذه اؼبدة حىت ال أصادفو ،وال يكوف اؼبوقف غريبا حسب ما أظن ،لكن يف أحد اليوـ اتصل يب يف الفًتة اؼبسائية ،يسألٍت ىل أنا أتابع دروسي بانتظاـ أـ ال ،فأخربتو أنٍت أغيب أحيانا كي أذبنب التفاصيل ! فطلب مٍت القدوـ ؼبنزلو عندما أهني حصصي ؽبذا اليوـ فوافقت ،وأخربتو أين سأليب طلبو ،ولكن قبل أف تتم اغبصص اؼبسائية حدث أمر غريب فعبل ! فبينما أنا مع أصدقائي نتحدث ،أحسست بشيء يدقٍت من اػبلف ،فالتفت ناحية ذلك ألجد فتاة؛ كانت تبدو طالبة يف كليتنا خاصة مع الكتب اليت ربملها يف يدىا ،فقالت: أنت ((مبلذ)) صح؟أجبت: نعم !لدي ما أحدثك فيو؟ ىل تأيت قليبلّ ،فخطونا بضع خطوات عن اؼبكاف الذي كنت فيو ،وطلبت منها أف تتفضل وتتكلم، فقالت: أنت تتكلم الًتكية صحيح؟ نعم ! أين تعلمتها إذف؟ يف مركز اللغات التابع للجامعة ! ىههمم ! و ما عبلقة باألستاذ ((كرـ))؟ كاف مدرسي باؼبركز ! لكن عبلقتكما مثَتة للجدؿ؛ ؼباذا تًتافقاف دائما ،ويصب ىو عليك كل ذلكاالىتماـ عندما يلقاؾ يف الكلية !؟ بدأت أتوجس من ىذه الفتاة اليت تسألٍت وال تزيح عينيها عٍت كأمبا ربقق معي ،يا للهوؿ ! ىل ىناؾ فعبل مهووسات ؽبذه الدرجة ! لذلك رحت أقوؿ: -سأحاوؿ صياغة كبلمي بأحسن طريقة؛ من األخَت ماذا تريدين وإىل ما تطمحُت؟
ال شيء ربديدا ،فقط أرى مدى انسجامكما معا ،تبدواف مرتاحاف كثَتا لبعضكمامقارنة بأستاذ وطالب ! أرجوؾ يا فتاة ! أنا أعرفو مذ حوايل أربع سنوات ،لذا ال وبق لك الكبلـ.تتقعر !! على أي حاؿ وداعا .قالت ىذا وىي ّأما أنا فبعد ذىاهبا رحت أنظر إليها وىي تبتعد متعجبا منها ومن تصرفها اؼبتعجرؼ ،غَت مصدؽ ىذا اؽبوس !! ويف الوقت عينو كنت أنبس لنفسي لردبا تشك فيما كاف بيننا ،أو تعرؼ بأمر ذىايب للبيت معو...وجدت نفسي حائرا وتائها بُت الفرضيات ،لكن خرجت بنتيجة مفادىا أف أكوف أكثر حذرا ! مث عدت لزمرة زمبلئي وتابعنا حوارنا. بعد أف انتهت حصصي ؽبذا اليوـ تركت اعبامعة ورحت أمشي إىل منزؿ كرـ خبطى مسرعة قليبل ،وال أعلم ىل كاف عقلي أـ قليب ما يتحكم يف رجبلي يف تلك اللحظة ،يف كلتا اغبالتُت كنت ألذىب طواعية ،وال بأس يف ذلك...ال بأس؛ فانفصالنا كاف دبثابة عبلمة زمن، كل مرة ،لذا كاف وبدأ األمر عندما أصبحت أمشي وحيدا ،لذا ال يبكنٍت أف أتأذي ىكذا ّ علي قولو؛ عندما أنظر مشيي بسرعة ورغبيت اؼبشتعلة بالوصوؿ دبثاب صبلة باكية .ىناؾ شيء ّ كل ما أريد، ل ػ((كرـ)) يصبح قليب على وشك االنفجار والذوباف ،عندما أنظر إليو أعلم أنو ّ وحُت يبقى عبانيب ووبميٍت لن أهنار بعد يوـ شاؽ...صوتو ،ابتسامتو ،إحساسو اللطيف هبعل قليب يف حالة سكر ! ال يبكنٍت إيقاؼ ىذه اؼبشاعر؛ لذا حىت لو ذىب قليب ؼبكاف آخر أو عاد بو الزمن للوراء سيذىب إليو ،كما يسابق الزمن اآلف ذاىبا إليو. صعدت السبلمل خبطى مسرعة كذلك وقلب خافق بشدة ،لكن تلك السرعة راحت تتباطأ كلما اقًتبت من باب شقتو شيئا فشيئا ! لقد تعبت مشيا يف جنازيت دوف قرب وبويٍت؛ و((كرـ)) سيكوف الذي يُذىب عٍت الشعور بالوحدة ،حىت عندما نتأذى سنتخطى األمر ...ألف اغبب ليس أخذا بل ىو العطاء ،وحبنا الذي خططنا لو مل يستسلم بل ىرب ؼبدة من الزمن...وإذا استطعنا سَتجع إىل سابق عهده ،بعد أف كاف وباوؿ نزع مستقبلنا منا .الدموع اؼبنهمرة ليست بسبب الضعف أو الندـ ،إهنا أجزاء ولدت من اغبزف ،ومن بُت كل األقدار واللحظات ،أدركت أف ىناؾ حتمية واحدة؛ أف أرفض االستسبلـ واػبضوع وأسبرد على القدر، حىت يبكنٍت الشعور دبلمس يد حبييب ؾبددا والشعور حبناهنا ،فتكرب األحبلـ اليت كانت تبدوا علي أف أثور للحب والقوة ،وأترؾ كبَتة جدا ألهنا داخل قبضة ىاتُت اليدين الصغَتتُت ،لذا ّ
اغبزف ،كي أصل للنهاية بعد ذلك الوقت الطويل من البحث...ىناؾ حيث النهاية اليت كما أريد أنا ،بدؿ التحرؾ يف رحلة أبدية ال تنفك أبدا ،أتنهد كما أردت التوقف !...القدر يف متناوؿ يداي بعد اآلف ): طرقت الباب عند وصويل أخَتا ! ُففتح وظهر أمامي ((كرـ)) بابتسامتو اؼبشرقة كاؼبعتاد، فدخلت بعد أف سلّمنا على بعض ،وجلست كالعادة على تلك األريكة اليت تنبعث منها رائحة ذكريات صبيلة وفريدة فعبل ! أما ىو فقد ذىب للمطبخ يشتغل بشي ما ،لكن صوتو على فجأة: يا ((مبلذ)) أال سبانع لو أمضيت الليلة ىنا ،أـ تذىب؟أجبت بعد برىة: فبمم ،ال مشكل لدي ،إذا كنت تريد ذلك ،سأبقى. إذف اتصل بعائلتك وأخربىم بذلك. حسنا ! كما تريد.وبعد أف ىاتفت عائليت ،وأعلمتهم بأنٍت لن أبيت اليوـ يف اؼبنزؿ ،اذبهت إليو كبو اؼبطبخ أين يقبع ،كي أعرؼ ماذا يطبخ حىت أطاؿ الغياب هبذا الشكل ،فوجدتو يدور بُت الطناجر ،واؼبقايل ،والصحوف ،...سألتو: ىل تنتظر شخص معينا ؽبذا تعد كل ىذا الطعاـ؟ ال أدري فلتحزر أنت ! ردبا ىم أصدقاءؾ .سيزورونك الليلة؟ ال. فبم ،غريب ،ال أستطيع التخمُت أبعد من ىذا.فًتؾ ما كاف بيده وقاؿ مستسلما ،وعبلمات الرباءة بادية على مبلؿبو: ىل أنت جاد؟ وؼبا ال أكوف؟فقاؿ عندئذ ،وقد تغَتت مبلؿبو للفرحة: أنا أعد عشاءً ،أروع عشاء...فقاطعتو قائبل:
صبيل !! لكن ؼبن يا ترى؟ أألصدقائك الذين سيزورونك ىذا اؼبساء؟ آه ! عدنا ؾبددا لقصة األصدقاء؟...إنا أعده لك ،وؼبن سواؾ يا عزيزي ((مبلذ))؟علي أمطارا من الورود ،وقد بدا ضباسي واضحا جدا كانت مبادرتو ىذه كمن يرمي ّ بسبب تلك االبتسامة اليت ُرظبت على وجهي رظبا ! فقلت فرحا: ستحضر يل شيئا بتلك اليدين؟ أتسائل عما وبضره عزيزي يل ،فهناؾ روائح عطرةتأيت من الداخل ! كنت أحاوؿ أف أمسك بأناملي وأذوؽ بعض اؼبأكوالت اليت طهاىا لكنو كاف ال يدعٍت أفعل ذلك لوحدي ،بل ىو من كاف يطعمٍت إياىا ! وكنا نتبادؿ أطراؼ اغبديث إىل أف متّ إعداد الطاولة ووضعنا األطباؽ والكؤوس واؼببلعق عليها ،مث يف األخَت جلسنا حوؿ
تلك الطاولة البهية مقابل بعضنا ،ويف غبظة توقفنا فيها كأف الزمن توقف: ما بالك يا ((مبلذ)) مل أنت جامد ىكذا؟قضمت شفيت وقلت: ال...ال شيء...أنا فقط... أنت فقط ماذا؟ويف غبظة ما أحاطت يب كثافة شعورية مصدرىا من داخلي ،ومل أعلم حىت وجدت نفسي أبكي بكل معٌت الكلمة ،وغرست وجهي يف الطاولة بينما أحاوؿ سبالك نفسي والتوقف إيل يربت ويفرؾ كتفي بكفيو ؿباوال بذلك عن البكاء ،فقاـ ((كرـ)) من كرسيو واذبو ّ مواسايت: -آه ! ما بك يا حبييب...أنت سبزؽ قليب ىكذا !! ىيا أخربين ما الذي يزعجك؟
فرحت أشكو لو أحزاين بصويت األجش واؼبتقطع: لقد كانت أبسط أمنية يل أف نلتقي وكبتسي كوبا من القهوة كي أراؾ وأطمئن عليك؛كي أحكي لك كم اشتقت لك ،وكم بائسا قد صرت بدونك ! وحيد يف الليايل وكل علي ،مشتاؽ عبميع األمور؛ فقد كانت غَت سعيدة وؾبدية يل شيء ثقيل ّ بغيابك...األشياء تبدو غَت سعيدة أكثر عندما ال تكوف أنت...كل شي ىو نفسو ال لوف يزينو...لذا ال شيء خاص ولكن أردت رؤيتك لنشرب كوب من القهوة وأخربؾ بكل ذلك.
مث زادت رغبيت وإجهاشي بالبكاء ،والدموع تسيل كما لو أهنا شبلالت ،وكأنٍت مل أبك منذ أربعُت سنة !! كما لو أنٍت أستعمل شعور الوحدة ذلك الذي كاف يرافقٍت ،مث رحت ألتقف اؽبواء كي أكمل الكبلـ الذي يف قليب: وجعك ال ىبتفي من حيايت يا عزيز ،حيب...حيب وحيد بدونك...ىذا الشعوربدونك يقتلٍت ! ال أريد البقاء بدونك ،ألنٍت مل أستطع النجاح ليوـ واحد...حىت عندما أكوف بُت أصدقائي ،أو عندما أغٍت ،ال أنساؾ ،أحاوؿ وأحاوؿ لكن مل أقدر...لذا مرة أخرى أحبٍت ،أحبٍت ؾبددا وال تًتكٍت. قاـ ساعتها بإسناد رأسي إىل صدره ،وكاف وبضنٍت بقوة بينما صار يربت على جانيب، وراح يقوؿ: آه يا حلوي الصغَت ! ال تقلق من اآلف وصاعدا؛ ألنٍت...سأحافظ على مكانكجبانيب دوما ،سأعطيك كل شيء ولن أندـ ،قليب فعبل يؤؼبٍت ألنك شعرت على ذلك الشكل ،حياتنا قصَتة لذا دعنا مبضها مع بعض...ال تنس ىذا أبدا؛ سنمسك أيدينا لنضمن أننا لن نفًتؽ ؾبددا ،من اآلف وصاعدا سنتحدث ونكوف مع بعض طواؿ الليل وحىت شروؽ الشمس ،وسنتشابك األيدي كما أخربتك حىت غروهبا...سنسَت ىكذا لؤلبد كالضوء والظل ،فالقدر اآلف دبتناوؿ أيدينا يا حبيب ! لذلك ىبل توقفت عن البكاء ،ألنٍت ال أسبالك نفسي وأحس بالسوء عندما تفعل ذلك ،آه !! كم ال أستطيع التفريط فيك يا قطعة قمري ! اعتدلت على الكرسي ،وقد بادر ((كرـ)) دبسح دموعي بإهباميو الدافئُت ،فبا جعلٍت أحس بتحسن ،فذلك كاف دليبل أف صبيع وعودنا للنظر للمستقبل تظهر من جديد ،وأف أوقات الشوؽ والوحدة ستذىب وزبتفي يف حفرهتا ،وهبذا لن زبتفي مشاعري ،ولن أتظاىر بعدـ السمع ؾبددا كي ال أجرح ،سأحب األشياء من جديد ،ولن أحاوؿ العودة للوراء من جديد يف أحبلمي بسبب الشوؽ ،ولن تتوقف قصة حيب يف هناية تعيسة ؾبهولة ،أو كرواية هنايتها غَت واضحة ،ومل تكتمل قراءهتا ! شرعنا بتناوؿ العشاء الذي أعده لنا ((كرـ)) لقد كاف أحسن من الذي تذوقتو سابقا ! ال أعلم إف كنت جائعا كثَتا ! فقد بدا يل لذيذا ،أـ أنو قد أضاؼ إليو شيئا فيما بعد؟ لقد كنا كبكي ونقص على مسامع بعض ما جرى يف حياتنا من مستجدات وأحداث ،إىل أف
توقفنا عن األكل ونفذ منا اغبديث على ما يبدو ! فرحنا كبدؽ يف ذلك التلفاز الذي كاف يعرض مسلسبل عنوانو ''رائحة الفراولة'' على ما أتذكر ،ال نفعل شيئا غَت التحديق ومتابعة حىت أنٍت استشعرت أننا ال ستطيع أف ننظر لبعض ،كانت غبظة غريبة فعبل ! وبعد األحداثّ ، مدة قلت: حسنا ! أنا سأقوـ بغسل األواين وأنت لن تفعل شيئا ألنك من طبخ كل ىذا.فأجاب: وىل يعقل يا ترى؟ سأساعدؾ كما ساعدتٍت يف الطبخ. ىل تقصد عندما كنت أتذوؽ قطع الطعاـ اليت تعطيها يل؟ أجل ،أنت اغسل األطباؽ وأنا أجففها.مل أستطع قوؿ شيء ووافقت ،فجمعنا تلك اؼبائدة ،وبدأنا نغسل األطباؽ؛ طبقا تلو اآلخر ،وملعقة ملعقة...وكي نكسر ذلك الروتُت كنا نتدافع أحيانا ،أرشو بقليل من اؼباء، ويقوـ بوضع رغوة الصابوف تلك على وجهي يف غفلة مٍت...فتعالت ضحكاتنا ،وأصبح اؼبطبخ يعوـ باؼباء والرغوة !! فقلت حينها: أنظر ؼبا فعلنا ،ىذا عمل إضايف لنا. فليكن ! ال شيء يستعجلنا ،وليس ىذا باألمر الكبَت حقا !! حسنا ،سأبدأ بتنظيفو اآلف.فمنعٍت من ذلك قائبل: دعك من ذلك ،سنقوـ بو بعد قليل ،واظبعٍت اآلف. سباـ ! كلي آذاف صاغية يا حبييب. يا ((مبلذ)) ىل تتزوجٍت؟ نعم؟ قلت لك ىل تتزوجٍت ،وتقبل يب شريكا لك طواؿ حياتك ،وال تتخلى عٍت أبدا.برضاؾ طبعا ! ىل أنت جاد؟ بالطبع يا حبييب يا أغلى ما أملك ،أنا جاد إىل اؼباالهناية !!ود يل أحدى كفيو إشارة يل مث قاـ بإخراج خاسبُت من جيبو ،ووضع كل واحد يف كفّ ،
كي ألتقط اػبامت الذي فيها .ال أدري ماذا حدث لعقلي يف تلك اللحظة ،فقط جريت وقفزت إليو بينما أصرخ نعم...نعم...أنا أقبل...بالتأكيد ! فالتقطٍت عندما قفزت كبوه ورحنا نضحك بينما يدور يب ،حىت زلت رجلو بسبب اؼباء فهوى أرضا وىويت بدوري فوقو ،صمتنا للوىلة األوىل نتيجة الصدمة لكننا ضحكنا على حالنا اؼببللة بعد ذلك بقليل ،إىل أف صمتنا يف النهاية ورحنا ال ننظر إال لبعض ،فالتقطت اػبامت من يده ففهمٍت وم ّد يده فوضعت ذلك اػبامت يف أصبعو ،وحاف دوري كذلك فمددت لو يدي ،وقاـ بوضع اػبامت يف أصبعي كذلك ! وتقدـ بوجهو من وجهي وراح يقبلٍت ،وقاؿ يف برىة من ذلك: -ما علينا اآلف إال أف نزىر يف ىذه األرض اعبرداء !
عيٍت صباحا ،وفرحت كثَتا حىت أف قليب كاد ينفجر؛ ألنٍت استيقظت يف أصبل مكاف، فتحت ّ مل أكن أحلم ! بل كاف ما أراه حقيقيا ! ىا أنا نائم بينما أحضاف حبييب ((كرـ)) الذي وبتضنٍت بذراعيو اليت يف كف إحداىا نفس اػبامت الذي يف كفي أنا ! أنا أتأمل تفاصيل وجهو غَت مصدؽ أنو قد عاد بعد أف ناديت ،وقد كاف ىو من أجاب النداء ! ىا أنا أظبع صوت أنفاسو الدافئة ،وكذلك صوت دقات قلبو...سأرعاه كثَتا حىت ال يتكسر وهبرح ،سأضبيو من عيٍت ! ألنٍت بوجوده أعيش أكثر فبا أزبيلو ،إنو رجل مثايل بالنسبة يل وببٍت كثَتا ،ولن يسمح حبزين أو سيبلف دموعي .حىت لو ذاع صييت من لساف إىل لساف ،حىت لو قتلٍت ىذا اغبب مبليُت اؼبرات ،حىت لو أدار اغبب وجهو للربيع دائما ،فاغبب ىو سبب تعاسيت وسعاديت، حبنا كبن االثناف دبثابة حلم صبيل ،أو رواية عشق وكبن أبطاؽبا. كل شيء فيو ال يزاؿ كما كاف ،األمر أشبو باؽبدية اليت يهديها أحد فتضيع منك أو تنسى أين ىي لفًتة لكن عندما ذبدىا تبعث فيك الذكريات والسعادة؛ كاف ىو كذلك مل يتغَت مطلقا اذباىي؛ قوة عناقو وحضنو يل ،شعر صدره ،رائحة جسمو ،قببلتو اغبنونة ،واألىم من ذلك حبو وإخبلصو ومشاعره الثمينة والصادقة اليت تبدو كرياح دافئة تغلفك أينما كنت، إهنا مثل انفجار معجزة يف ومضة عُت ،ألبدأ جبمع النجوـ اليت هتطل متألقة منها ! انتهى جنوف البحث عن اغبب بالنسبة يل ،ومطاردتو يف دوائر ،لن أركض ؾبددا ألف أحب ! لن أسقط حبييب جبانيب ،وسأبتسم كلما أراه وأحبو أكثر ،ألف كل ما أعرفو ىو كيف ّ ! حىت لو مرة أخرى...أنا سأكوف خبَت طاؼبا عزيزي الغايل إىل جانيب وأنا عبانبو ولن أتأمل ّ ضعت سأتبع آثاره كي ال ُذبرح أقدامي من اعبري ،وكي أعرؼ الطريق الصحيح .كبن ال نؤذي أحدا حببّنا ،وال أحد يبكنو االعًتاض عليو ألنو ال يعنيو ما يدور بيننا بأي شكل ومن أي ناحية؛ اغبالة االجتماعية ،اؼبهنة ،األصل ،العرؽ ،اعبنس ،االسم ،الدين ،واألعراؼ والعادات...ال شي من ذلك يهم وال هبب أف نتقيد هبا ألهنا زبلق الدمار واغبروب والدماء، والكره ،والثأر واؼبوت...واألسوء من ذلك أف كل ما سبق لن ينتهي إال إذا اختفت ،وهبب أف زبتفي ألهنا تضع روح صاحبها على احملك ،ووجودىا سيسبب اؼبزيد واؼبزيد من اؼبوت ،وأعتقد أنو كي تتطور البشرية هبب أف نفكر حقا باحتماالت غَت مرتبطة بتلك األشياء الكارثية، بالنسبة يل اإللو بالكاد ذو أنبية ،مل أعد أؤمن ال باإللو وال بالقدر ،ألف السماوات تركتنا نعاين ومل تكن إىل جانبنا منذ البداية ،بل كانت على النقيض من ذلك تسعى غبزننا وموتنا رغم أهنا
ىي اليت خلقتنا هبذا الشكل كما يُقاؿ يف الكتب ،ىناؾ شيء واحد متأكد منو ىو طاؼبا تعيش تلك الكتب السماوية اؼبظلمة سيغرؽ العامل يف اعبنوف والفناء تدرهبيا. كم ىذا مذىل حقا ! لقد وصلت أخَتا للمرحلة اليت لطاؼبا سبنيت أنا أكوف فيها مع وحبييب ((كرـ)) ال غَت .فعبل البشر يتميزوف دبقاومتهم اؼبستمرة رغم أهنم كائنات ضعيفة ! قد تتساءؿ عن حايل وحبييب ! سأقوؿ لك كبن فعل سعيداف ببعضنا ،ونعًتؼ أننا اؼبناسباف لنا، ونندـ ألننا مل نعرؼ ذلك يف وقت أسبق ،لكننا ننظر ؽبذا األمر على أف ال يبكنو الربح دوف التضحية أو اؼبرور بأمل يعلمنا ذلك ،لكن بتحمل ذلك األمل والتغلب عليو...سيحصل على قلب قوي ال مثيل وىو قلب إنساين بالكامل ،فالذين ال يعرفوف األمل ال يبكنهم جلب السبلـ أبدا !
اخلـــــاتـــــنـــة
تأملت...يهين عضضت يشاْي وحتًُت تًو ايهًُات اجلازحة حمفوزة داخٌ قًيب مل أستطع َد جٓاحي داخٌ ٖرا ايعامل ايري َثٌ ايكفص، ايًيايي ناْت َٔ دوٕ ْٗاية داخٌ قًيب املظًِ أخفض زأسي َتجٓبا ايشُاء ني أختبئ *** سأنوٕ ْفشي فكط أحالَي َكيدة مبشتكبًي سأحًل وأحًل جمددا يطاملا اَتًهت جسوحا ًَتٗبة أعًِ أْي سأشفى ،يرا دائُا أتفاءٍ يهٔ سأذٖب أعًى ايشُاء...حنو ايٓجوّ حتى يدم قًيب املغًل وايهئيب جمددا يرا أحالَي اييت تطًل جٓاحيٗا ستشع أنثس يف ايشُاء ايززقاء حتًُي يألمل ٖو سبيًي ايوحيد يًتخًيل خازج ذيو ايباب ي يوَا َا. ألنتب يو حبٗد أنرب عُٔ سيأتي إي ّ *** شسبت َٔ شساب ايعشل دوٕ إٔ أعسف وَسزت َٔ طسيل احلب دوٕ إٔ أعسف حبو عبازة عٔ هليب أيٗا احلبيب عبازة عٔ قطعة َٔ ْاز وٖبت قًيب يًٓاز دوٕ إٔ أعسف واحلاٍ إٔ حتب ملسة واحدة يعين إٔ متوت أيف َسة
ال آؽبة...فقط كبن
ال آؽبة...فقط كبن
السوايات اضغط عًى صوزة ايسواية اييت تسيد يتخُيًٗا
ال آؽبة...فقط كبن
صفخة
ي الحك اتي المثتي اضغط عًى ايصوزة يزيازة ايصفخة ،وَشازنتٓا بآزائو ،وأفهازى ،واٖتُاَاتو.
ال تنس كذلك زيارة مدونة احلكواتي املثلي على االنًتنت ،لقراءة الكثَت والكثَت من اؼبوضوعات حوؿ اؼبثلية اعبنسية وغَتىا اؼبوجودة يف أرشيف اؼبدونة ،كل ذلك فقط بضغطة منك على الصورة أدناه