الحرب الفاصلة فى اليمن
بغداد اآلمنة جواد البوالني
ستيفن هيديمان
وزير الداخلية العراقي
اضرب اً أول.. ثم تفاوض مانويل ألميدا
مجلة العرب الدولية
الحرب بالوكالة
كيف تؤثر طهران في قرار الحركة الحوثية بقلم العدد 11 ،1536ديسمبر 2009 محمد سيف حيدر
اإلفتتاحية
الغالف
أسسهــا سنة 1987
األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز
مجلة العرب الدولية أسسهــا هشام ومحمد على حافظ
رئيس التحرير
عادل بن زيد الطريفي المدير العام
طارق القين
www.srpc.com The Majalla Magazine HH Saudi Research & Marketing (UK) Limited Arab Press House 182-184 High Holborn, LONDON WC1V 7AP DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337, Tel.: +44 (0)20 7821 8181, Fax: +(0)20 7831 2310
أعزائي القراء مرحبًا بكم ضيوفًا على عدد هذا األسبوع من "المجلة الرقمية". نعرض لكم في هذا العدد رؤية تحليلية عن القوى المختلفة المؤثرة في الصراع اليمني .وقد قمنا بتوجيه الدعوة إلى محمد سيف حيدر ،وهو صحفي وباحث في مركز" سبأ للدراسات اإلستراتيجية" كي يعطينا تقيي ًما لجذور النفوذ اإليراني ودعم الحوثيين في الصراع اليمني .كما يعطينا ،حيدر ،رؤية كاشفة للعالقة التي أقامها الحوثيون مع تنظيم القاعدة .وإضافة إلى قصة الغالف هذه الثرية بالمعلومات ،نقدم لكم في هذا اإلصدار حوا ًرا مه ًما أُُجري مع وزير الداخلية العراقي جواد البوالني. لذا ندعوكم إلى قراءة هذه المقاالت وغير ذلك كثير على موقعنا اإللكتروني www.Majalla.com/arوكالعادة ،فإننا نرحب بتقييمكم وندعوكم إلى كتابة تعليقاتكم على موقع" المجلة" أو االتصال بنا إذا كانت لديكم الرغبة في النشر لدينا.
مع أطيب التمنيات
عادل الطريفي رئيس التحرير
كاريكاتير
العدد 1536
05
المحتـوى
37
08جيوبوليتيكا الحرب الفاصلة
11الموجز حول العالم قالوا بانوراما الصحافة رسائل
18قصة الغالف
الحرب بالوكالة
27أكثر من رأي
مستقبل الحوثيين 32أفكار الحب مقابل المال إدارة التحرير
مدير مكتب لندن مانويل أمليدا مدير مكتب القاهرة احمد أيوب احملـــررون ستيفن جلني بوال ميجا دينا وهبه وسام شريف دانيال كاباريلى سكرتيرة التحرير جان سينجفيلد مدير املوقع اإللكتروني محمد صالح
11ديسمبر 2009
32 06
37شخصيات حوار
بغداد اآلمنة
بروفايل
اإليراني الهجين
45االقتصاد اقتصاد عالمي
الصعود إلى الهاوية
المستثمر العالمي ثمن المعلومة
مجلة العرب الدولية العدد 11 ،1536ديسمبر 2009
للمشاركة إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على البريد اإللكتروني
editorial@majalla.com
ملحوظة :جميع المقاالت يجب أال تزيد على 800كلمة
اإلعالن لإلعالن في النسخة الرقمية يرجي االتصال بـ:
53إصدارات كــــتب قراءات تقارير
Mr. Wael Al Fayez w.alfayez@alkhaleejiah.com Tel.: 0096614411444 F.: 0096614400996 P.O.BOX 22304 Riyadh 11495, Saudi Arabia
اشتراكات
60المقال السياسي
اضرب اً أول ..ثم تفاوض
مكتب المملكة العربية السعودية الرياض-الشركة السعودية لألبحاث والتسويق شارع التخصصى-تقاطع طريق مكة-حى المؤتمرات ص-ب 478 :رمز بريدى 11411: هاتف 966-1-4419933 :فاكس 966-1-4429555 E-Mail: editorial@majalla.com مكتب القاهرة 14شارع الحجاز -المهندسين -القاهرة هاتف -00202 3388654 -فاكس 00202 7492884 - مكتب لندن
العدد 1536
Arab Press House 182-184 High Holborn, LONDON WC1V 7AP DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337, Tel.: +44 (0)20 7821 8181, Fax: +(0)20 7831 2310 E-Mail: editorial@majalla.com
لالشتراك في الطبعة الرقمية ،يرجى االتصال بـ: subscriptions@majalla.com
تنويه اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأى مؤلفيها فقط و ال تعبر بالضرورة عن أراء مجلة المجلة و هيئه تحريرها.
حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة 2009التي تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (المملكة المتحدة) شركة محدودة .وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (شركة محدودة) .وتصدر المجلة أسبوعيا ً باستثناء إصدارين مدمجين في واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة أو موسعة .لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي، يرجى زيارة www.majalla.com 07
جيوبوليتيكا
الحرب الفاصلة
لماذا لم تعد أزمة صعدة مجرد صراع داخلى ؟ الصراع الدائر في اليمن بين حكومة الرئيس اليمني على عبد هللا صالح والمتمردين الحوثيين في شمال غرب محافظة صعدة اكتسب، بعدًا جديدًا في نوفمبر /تشرين الثاني .2009وعلى وجه الخصوص ،فإن الموجة األخيرة من هذه األزمة هي التي تهدد بتقويض الصيغة األساسية الحاكمة لنظام الرئيس صالح. سيذكر الجميع نوفمبر /تشرين الثاني ،2009أنه بمثابة مرحلة فاصلة في حملة اليمن الطاحنة التي استمرت 5سنوات ضد تحالف ضعيف يتكون من عدة آالف من المتمردين غير المسلحين بشكل جيد في شمال غرب محافظة صعدة .فما بدأ في يونيو/ حزيران ،2004بمظاهرات مناهضة للحكومة في صعدة وصنعاء ،نظمها أفراد من جماعة الحوثيين ردًا على تراجع الهيمنة الزيدية في منطقتهم ،أصبح اآلن أكثر سو ًءا وال يبشر بخير. فهذه الثورة القبلية الطائفية بدت في بادئ األمر إلى حد كبير مثل الصراعات السابقة بين القبائل والحكومة المركزية ،ولكنها تهدد اآلن الصيغة األساسية لنظام الرئيس اليمني على عبد هللا صالح. فمنذ صعود صالح لرئاسة اليمن الشمالي عام ،1978حكم البالد من خالل االعتماد على التوازنات القبلية واإلدارة الواعية لشبكات العالقات مع هذه القبائل وقادتها .فصالح مثل سابقيه يعرف أن العالقات غير الرسمية ضرورية لتحقيق التوازن بين المصالح المتنافسة. فدعم الرئيس صالح للجهات المحلية الفاعلة، وتوفيره الخدمات العامة كلها ،مزايا يمكن زيادتها أو سحبها في مقابل االمتثال والوالء، أو بمجرد اإلذعان للنظام.وقد نجحت العالقات بين صنعاء والمحافظات اليمنية ،إلى حد كبير، من خالل مفاوضات هادئة بين شيوخ القبائل في المناطق الريفية وممثلي صالح .فعندما ينهار ذلك األسلوب ،تكون النتيجة اندالع العنف الذي يتم احتواؤه:فالقوة هي تكتيك قبلي للمساومة أكثر من كونها تحديًا أساسيًا لسلطة صالح. وقد خدم هذا األسلوب صالح جيدًا منذ عدة سنوات ،بما في ذلك محافظة صعدة ،التي يهيمن علىها الزيديون .فخالل عام ،1990سمح النظام الحاكم بمساحة جديدة من الحراك السياسي للزيديين ،وقدم مقترحات جديدة لقيادة الزيديين. وسمح الرئيس بتشكيل حزب سياسي لهم ( حزب الحق) الذي ضمن مكانًا لحسين بدر الدين الحوثي في البرلمان اليمني .وفي عام ،1997قام الجناح المسلح لحزب الحق ،الذي يضم قادة الحوثيين ،بإنشاء حركة شباب تسمي "الشباب المؤمنين" .و أرسلت هذه الحركة مئات من األعضاء إلى إيران في منتصف عام 1990 لتلقي التعلىم الديني ،ومن ثم إلى لبنان للتدريب على تكتيكات حرب العصابات على يد حزب هللا. في الوقت نفسه تساهل صالح مع تنامي نفوذ حزب اإلصالح السني في الشمال الغربي في 11ديسمبر 2009
ستيفن هيديمان خالل الفترة ما بين 1980و ،1990والتي ضمت المجاهدين السلفيين .وقد قام هؤالء المجاهدون السلفيون بعمل تعبئة عامة للمشاعر الناهضة للزيدية بين القبائل السنية .وخالل عام ،1990اشتدت المنافسة بين الحزب الزيدي وحزب اإلصالح في محافظة صعدة وحولها في حين ظل النظام اليمني ماضيًا قد ًما في اتباع إستراتيجيته المعتادة في الحكم من أجل الحفاظ على توازن السلطة المحلية التي واجهت ضعفًا متزايدًا .وبحلول أوائل عام ،2000لم تعد الصيغة الحاكمة القديمة كافية .وفي عام ،2004اندلعت التوترات الطائفية وأخذت شكل مواجهات مفتوحة بين المتشددين الزيديين، الذين يقودهم أفراد من عائلة الحوثي والحكومة المركزية .و قد بقي النظام بطيئًا للغاية في تكييف إستراتيجيته سواء السياسية أو تكتيكاته العسكرية حتى بعد تصاعد النزاع .و لم يستطع نظام الرئيس صالح سواء عن طريق اإلكراه أو المساومة المكثفة أن ينهي الصراع .وأطلقت الحكومة حملتها الهجومية السادسة ،و التي أُطلق علىها " األرض المحروقة" في أغسطس/آب ،2009ولكن هذه الحملة لم تكن أوفر حظًا من الخمس حمالت التي سبقتها ولم تحقق أي نجاح. ففي مقابل هذا ،كشف الصراع عن انقسامات عميقة داخل النخبة الحاكمة في اليمن ،ال سيما بين القيادات العسكرية و السياسية .كما كشف أيضًا عن حدود قدرات اليمن العسكرية وعن مدى اعتماد الجيش على التحالفات القبلية في عملياته ضد الحوثيين .وجعل الصراع مستقبل النظام اليمني مثار جدل ونقاش بين جميع فئات الشعب في صنعاء .وقد شهد الشهر الماضي، تصاعد المشاركة السعودية واإليرانية في الصراع الدائر في اليمن ،واكتسبت الشئون
الداخلية اليمنية بعدا إقليميًا خطيرًا ،حيث زادت من حدة التنافس بين إيران والمملكة العربية السعودية .و تسبب الصراع في أزمة إنسانية واسعة النطاق ،مما اضطر عشرات اآلالف من اليمنيين ،ربما يصلون إلى 200ألف شخص ،إلى الفرار من المناطق المتضررة من جراء القتال. وازدحم آالف النازحين داخليًا في مدينة صعدة، واعتمدوا على الوكالة الدولية للصليب األحمر والهالل األحمر في توفير الغذاء والمأوى لهم . ماذا يعني كل هذا بالنسبة للواليات المتحدة؟ في واشنطن ،يعتبر تصعيد الصراع اليمني مؤشر مقلق ،حيث لم يعد مستقبل الرئيس صالح أمرًا مفرو ًغا منه .فمنذ عام ،2001عززت الواليات المتحدة عالقتها بالرئيس اليمني صالح كحليف لها في الحرب على اإلرهاب ،حيث تعاون معها في مواجهة المؤيدين المحليين لتنظيم القاعدة .صحيح أن مكافحة اإلرهاب ال تزال الشغل الشاغل لدى واشنطن ولكن حقيقة خطورة الوضع ،الذي يمكن أن يصبح فيه صالح ،تشغل الواليات المتحدة في حد ذاتها .فصالح يواجه تحديات خطيرة لسلطته ،ليس فقط في الشمال ،ولكن أيضًا من الحركات االنفصالية في الجنوب ،مع انشغال كل من المملكة العربية السعودية وإيران ،على حد سواء ،بالمتمردين الحوثيين ،وظهور دالئل على تنامي الخالفات الداخلية ،أصبحت هناك حالة من التذبذب بشأن الكيفية المثلى التي يمكن بها تأمين مصالح الواليات المتحدة في اليمن. ورغم أن تركيز الواليات المتحدة منصب على أفغانستان وباكستان ،مع تضاؤل التوقعات االيجابية لتعزيز عالقات الواليات المتحدة مع إيران ،فإن إدارة أوباما تراهن على عبد هللا صالح .فقد زادت الواليات المتحدة من مساعداتها العسكرية لليمن ،وفي سبتمبر /أيلول ،2009صرح الرئيس أوباما مباشرة بدعم الواليات المتحدة لنظام الرئيس اليمني .ومن المرجح أن يستمر هذا النهج ،ومع ذلك فإنه ،كما الحال بالنسبة لحلفاء صالح من العرب ومؤيديه المحليين ،فإن احتمال أن يكون نظام صالح قد وصل إلى مرحلة فاصلة ،يمكن أن يبدأ عندها في التداعي أمر مرجح جدًا لدى واضعي السياسة األمريكية. نائب رئيس المعهد األمريكي للسالم ، أستاذ زائر في جامعة جورجتاون في واشنطن 08
الموجز حول العالم
قالوا
بانوراما الصحافة
رسائل
© Getty Images
انفجارات سياسية
127قتيال و مئات الجرحى ..والمالكي يحذر من اللعب باألمن العراقي حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من استغالل األوضاع األمنية في العراق لتحقيق مآرب سياسية محذراَ من أن الهيكل سيسقط فوق رؤوس الجميع. تحذيرات المالكي جاءت على خلفية هزت التي الخمسة االنفجارات أرجاء العاصمة العراقية بغداد هذا األسبوع وأسفرت عن مقتل 127 شخصا ً و إصابات نحو 448آخرين. وهي ما اعتبرته أوساط سياسية عراقية مخطط هدفه إجهاض العملية السياسية العدد 1536
في العراق وإسقاط الحكومية المالية وتأجيل االنتخابات التي تم تحديد موعدها في بداية مارس /آذار القادم بعد حالة من الجدل واالفتراضات واالنقسامات الشديدة التي شهدها الشارع السياسي والبرلماني العراقي على مدى األسابيع الماضية. الخبراء والسياسيون العراقيون توقعوا أن تشهد بغداد مزيداً من االنفجارات خالل الفترة القادمة بهدف زعزعة األمن وإجبار النظام على اختيار حكومة طوارئ ،إال أن مصادر عراقية أكدت أن الحكومة تصر على إجراء االنتخابات في موعدها خاصة و أن هذه الرحلة تعتبر
فاصلة في العراق وال تتحمل أي تأجيل. كان البرلمان العراقي قد وافق في جلسة طارئة مساء األحد الماضي على قانون ينظم االنتخابات التشريعية وصوت مجلس النواب باإلجماع على تعديل قانون االنتخابات والذي رفع عدد مقاعد مجلس النواب إلى 523مقعدًا اً بدل من 572مقعدًا وهو ما جعل الخبراء يعتبرون االنفجارات األخيرة تأتي ضمن مخطط لزعزعة االستقرار األمني العراقي قُبيل االنتخابات التشريعية التي اعلن فرج الحيدري رئيس مفوضية االنتخابات انه تم االتفاق على اجرائها في السادس من مارس /آذار المقبل 11
الموجز
حول العالم
حول العالم 1قبرص
2 10
9
أعلن الرئيس ديميتريس كريستوفياس أن الحكومة القبرصية قررت أن تعرقل المفاوضات المتعلقة بانضمام تركيا إلى االتحاد األوروبي .حيث تتهم قبرص تركيا بالفشل في االمتثال لبروتوكول اتفاق ينص على توسيع نطاق االعتراف بجمهورية قبرص جنبًا إلى جنب مع البلدان األخرى التي انضمت إلى االتحاد األوروبي في عام .2004
6
7
5
8
3أمريكا
2روسيا صرح رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ،الذي يقوم بزيارة حالية لروسيا، بأن موسكو سوف تساعد في بناء أربعة مفاعالت نووية إضافية في الهند ،إضافة إلى محطة الطاقة النووية في كودانكوالم التي من المتفق علىه أن يتم إطالقها العام القادم .واتفق كال البلدين على تعزيز التعاون بينهما في قطاع الطاقة النووية المدنية. 11ديسمبر 2009
أمر الرئيس باراك أوباما بتأخير نقل مقر السفارة األمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس .وقال أوباما إنه من الضروري وقف تنفيذ القيود المنصوص علىها في قانون سفارة القدس لعام ،1995لمدة ستة أشهر ،من أجل حماية مصالح األمن القومي للواليات المتحدة.
4
فرنسا
أكد وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران بأن فرنسا ستشارك في تدريب قوات األمن والمؤسسات المحلية في أفغانستان .كالم موران جاء ردًا على التقرير الذي كشف عن طلب الواليات المتحدة من فرنسا إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان تقدر بنحو 1500جندي.
5
رام هللا
وصف وزير الخارجية األردني ناصر جودة في زيارته األخيرة لفلسطين المحتلة مطالب إقامة دولة فلسطينية مستقلة بأنها تصب في مصلحة األردن .وقد وقال أدلى ناصر عقب االجتماع الذي عقد في رام هللا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. 12
1
8أوكرانيا وقع القائم بأعمال وزير المالية األوكراني إيهور أومانسكي خطاب ضمان يفيد بأنه سيتم التوصل إلى عقود أسلحة معينة مع العراق .يذكر أن الصفقة بين شركات صناعة الدفاع األوكرانية والعراق تصل قيمتها إلى حوالي 2.4مليار دوالر أمريكي. 3
4
9فنزويال انخفض معدل المعامالت التجارية بين أمريكا و فنزويال في شهر أكتوبر /تشرين األول مقارنة بالعام الماضي حيث تشير األرقام أن الفائض في العشر األشهر األولى من هذا العام قد وصلت إلى 38.072مليون دوالر ،مقارنة مع ما حققته المعامالت التجارية بين البلدين في العشر األشهر األولى من عام 2008 و التي بلغت 81.104مليون دوالر أمريكي.
7كوريا الشمالية 6
إيطاليا
كشف نائب وزير التنمية االقتصادية اإليطالي أدولفو أورسو أن إيطاليا والهند بصدد إعادة توثيق العالقات الثنائية بينهما وتعزيز عالقاتهما التجارية في عام .2010وأضاف أورسو :إن الصين والهند قد أحدثتا ثورة في نظام النمو االقتصادي في العالم وبالتالي يجب أن تركز إيطاليا جهودها التجارية في المستقبل القريب على هذين البلدين. العدد 1536
قام سيتفن بوسورث المبعوث الخاص للرئيس األمريكي باراك أوباما إلى كوريا الشمالية بزيارة إلى بيونجيانج لمعرفة ما إذا كان الكوريون الشماليون لديهم استعداد للعودة إلى المحادثات الدولية التي تهدف إلى وقف برنامج السالح النووي لكوريا الشمالية .وبدأ بوسورث أول اتصال على أعلى المستويات بين إدارة أوباما وكوريا الشمالية .ومهمته تتلخص في تحديد ما إذا كانت حكومة بيونجيانج ستجدد التزامها الذي مدته أربعة أعوام بالتخلص من األذرع النووية والمشاركة في المفاوضات السداسية في بكين.
10اليابان اتفق زعماء اليابان و اندونيسيا على ضرورة التعاون لخفض انبعاثات الكربون ،و جاء ذلك عقب االجتماع الذي جمعهما في كوبنهاجن ،و جاء هذا االجتماع ببعض الحلول لمواجهة آثار هذه االنبعاثات ،حيث قدم رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما قروضا ً منخفضة الفائدة بقيمة 425مليون دوالر للمساعدة في التخفيف من أثار ارتفاع درجات الحرارة في اندونيسيا. 13
الموجز بانوراما الصحافة
الموجز قالوا
أقوال "أرغب في إتمام المهمة"
بانوراما الصحافة
الرئيس أوباما تعلىقًا على إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان.
"أثبت التاريخ أنه عندما تكون هناك حاجة لتغيير اجتماعي جذري ،فإن مطالبة من هم في السلطة بأسلوب لطيف بأن يتخلوا عن بعض السلطة ال توصلنا إلى شيء"
الناشط البريطاني دان جالس في مؤتمر تغير المناخ في كوبنهاجن.
"نحن نطلب من جميع الناس أن يأتوا إلى الجامعات حتى يكون لنا صوت واحد احتجاجا على االنقالب العسكري" بيان طالبي صادر عن مجموعة تحمل اسم " طالب الجامعة الخضر بالجامعات اإليرانية
"إلى أن يتحقق بعض الوضوح بشأن إعادة هيكلة الديون ،لن يكون هناك أشخاص جادون لشراء األسهم" جوليان بروس في المجموعة المالية هيرمس القابضة في دبي تعلىقًا على استمرار انخفاض سوق دبي لألسهم.
11ديسمبر 2009
1 1نيوزويك ال سبيل للخروج علن الرئيس أوباما أنه سيتم سحب القوات األمريكية من العراق وأفغانستان بحلول عام .2011ولكن هذا المقال يخبرك بأال تصدق ذلك .فأمريكا متورطة في وضع صعب للغاية ومن المتوقع أن تزداد األوضاع سو ًءا في أفغانستان .ويبحث الكاتب األوضاع السيئة في العراق وأفغانستان ويقوم بتقييم الخيارات التي لدى الواليات المتحدة من أجل تأمين الخروج بسالسة من أفغانستان .فأمريكا يجب أن تعمل أكثر مع شركائها األفغانيين والعراقيين .والدرس الذي يطرحه الكاتب هو "أن دخول الصراعات أسهل من الخروج منها".
14
2التايم نيكوال ساركوزي :مفارقة فرنسية تعرض نيكوال ساركوزي لالنتقاد الشديد في مقال نُشر في عدد هذا األسبوع من مجلة التايم .حيث ُوصف بأنه غير قادر على اتخاذ قرار ومصاب بالشيزوفرانيا األيديولوجية .ويري الكاتب أن تصرفات الرئيس الفرنسي متناقضة ،وتثير الكثير من الجدل ،حتى بين حلفائه" .من هو نيكوال ساركوزي؟"رداً على هذا السؤال يقول المؤلف إن اإلجابة تعتمد على الوقت الذي تقوم فيه بدراسة ساركوزي ،فساركوزي "يتغير" مع الزمن .ويشير المقال إلى أن الناخبين الفرنسيين يبدون اعتراضا على أن هذه ليست القيادة التي صوتوا من اجلها .
2 3ذا إيكونومست قنبلة نووية إيرانية أم قصف إليران ؟
ت ثمارها خيارات التعامل مع البرنامج النووي اإليراني قاتمة .فالطرق الدبلوماسية لم تؤ ٍ والمفاوضات أدت إلى طريق مسدود .وهذه المقالة تطرح حلوالً مختلفة وسيناريوهات لكل حالة على حدة .فتوجيه ضربة عسكرية إليران سوف يسبب عدم استقرار في منطقة مضطربة، وسيكون له عواقب وخيمة .في الوقت نفسه ،فإن وجود إيران مسلحة نوويا ً قد يؤدي إلي تحول في ميزان القوى ويكون لها نتائج سلبية ،وذلك يمكن أن يمثل اختياراً مصيريا ً بالنسبة ألولئك الذين يحاولون التعامل دبلوماسيا ً مع إيران.
4ذا نيويوركر
3
"رسالة مقديشو ":أكثر الدول فشالً الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد أطلق علىه كلينتون "أفضل أمل" لبالده في وقت من األوقات .وهذا المقال يطلب من القارئ تأمل حكومة هذا الرجل .فالصومال ساحة صراع مفتوحة وتضم عصابات إسالمية عنيفة .وحركة الشباب تعيث فسادا ودمارا في البالد وتخلق عدم استقرار سياسي .ويعرض المؤلف تاريخا موجزا للصومال ابتداء من استعمار إيطاليا لها حتى اآلن حيث أصبحت دولة فاشلة ،وهذا المقال ملئ الحقائق والحوارات التي تجعله ثريا ً بالمعلومات..
4 بيزنس ويك
غالفاإلسبوع
لماذا تعد دبي مدينة هامة ؟ في ضوء األزمة األخيرة التي تواجهها دبي ،يؤكد هذا المقال أن دبي سوف تدفع ثمنا باهظا لضغوط الديون الخاصة بها .وينبغي علىنا أال ننشغل في الدراما الخاصة بهذه األزمة وننسى لماذا تعد دبي مدينة هامة؟ كانت دبي مثاال يُحتذى به في منطقة الخليج ،واستطاعت من خالل اقتصادها المنفتح أن تستقطب العديد من المستثمرين األجانب وحققت تجربة اقتصادية لم يسبق لها مثيل في المنطقة بأسرها .وتبرز مدينة دبي باعتبارها تمثل اقتصاداً مفتوحا ً ومتنوعا ً في المنطقة اعتمد اعتمادا كبيرا على مجال النفط لوقت طويل .وهذا المقال يكشف مظاهر األزمة ،وأسس اقتصاد دبي بشكل عام. العدد 1536
15
الموجز رسائل
رسائل
العدد السابق
لعنة النفط اشعر بأنه كتاب مشوق وقد يُكون أفقا لي جديد عما أنا علىه حقا . جميل هو التقرير.
لين
احتضار الخمينية أؤيد تماما التعلىقات.الدراسة واقعية ومعمقة وكاتبها االستاذ نجاح محمد على عودنا على تحليالته ف قناة العربية وأنا مدمنة على مشاهدته في القناة مع أنني ال أحب العربية وانما الرجل متخصص بشكل يفوق التصور. أقترح على " المجلة " أن تجري لقاء معه عن نشاطه االعالمي وكيف يتمكن من الحصول على أخبار ومعلومات انفرادية تبثها العربية قبل كل التلفزيونات. أعتقد أن المقابلة ستكون مفيدة ومكسبا للمجلة الرائدة. سعاد الناصر
د .تركي الحمد :عودة إلى التسامح
أين كنت يوم الحادي عشر من سبتمبر ؟ سواء أكانت محكمة الشيخ محمد خالد ستكون مدنية أم عسكرية، ينبغي أن تحاول الواليات المتحدة أن تغلق ملف الحادي عشر من سبتمبر سريعا .ينبغي علىها أن تفتح صفحة جديدة مع العرب قائمة على التفاهم المتبادل والحوار .ينبغي أن يحدث ذلك حتى ال تتكرر هجمت الحادي عشر من سبتمبر من جديد. أحمد محمدى 11ديسمبر 2009
كان المجتمع السعودي بسيطا بدائيا ومنغلقا في معضمه بإستثناء بؤر اجتماعية محدودة في المنطقة الشرقية تاثرت بموظفي ارامكو االمريكان وكانت هذه البؤر منغلقة على نفسها وهناك في جده ومكة والمدينة تشكل االنفتاح المستورد مع التخلفين من الحجاج والمعتمرين الذين جاؤا معهم بعادتهم وطقوسهم الحياتيه ونشأت بينهم وبين اهل تلك المدن عالقات نسب ومصاهرة وبذلكاندمجت العادات والتقاليد وتحررت مجتمعات جده ومكة والمدينة تدريجيا من بعض القيود. وشيئا فشيئا ومع بدأ الطفرة المادية االولى وثورة االتصاالت وحركة السفرانطلق المجتمع السعودي في االفاق وأثر وتأثروهكذا بدأ الصدام بين القديم والحديث.
على الثبيت 16
قصة الغالف
© Getty Images 11ديسمبر 2009
18
الحرب بالوكالة كيف تؤثر طهران فى قرار الحركة الحوثية بقلم محمد سيف حيدر
العدد 1536
19
قصة الغالف
الحرب بالوكالة
كيف تؤثر طهران في قرار الحركة الحوثية تؤكد جميع الشواهد وجود الدور اإليراني الداعم للحوثيين ..فقد اعترف الممثل السياسي للحوثيين في الخارج ،يحيى الحوثي ،ضمنًا في إحدى مقابالته الصحفية أن جماعته فتحت قنوات اتصال مع القيادة اإليرانية .. كما كشفت عمليات التسلل التي قامت بها عناصر الحوثي إلى األراضي السعودية عن العالقة الوطيدة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة الذي تسللت مجموعات منه إلى جانب الحوثيين إلى األراضي السعودية بعد تنسيقات مسبقة بين الطرفين ..
حوثيون في الجبل بأسلحة ايرانية
© Getty Images
ال يمكن فهم أبعاد االزمه الحوثيه إال بقراءة تاريخ بدايتها فالظاهرة الحوثية تنتمي إلى المدرسة الزيدية (الجارودية) والتى يعود تاريخ بدايتها إلى عام 1986م في محافظة صعدة (على بُعد 240كم شمال صنعاء)، حيث يوجد أكبر تجمعات الزيدية في اليمن حيث تم إنشاء "اتحاد الشباب" ،وهي هيئة تهدف إلى تدريس المذهب الزيدي لمعتنقيه. و كان بدر الدين الحوثي -وهو من كبار علماء الزيدية آنذاك -ضمن المد ِّرسين في هذه الهيئة. والحوثيون حركة تمرد باطنية انشقت عن المذهب الزيدي.وتسير على نمط (حزب هللا) في لبنان دينيًا وسياسيًا.ويعتنقون أفكار وعقائد الرافضة اإلثني 11ديسمبر 2009
عشرية وينتسبون إلى زعيم التمرد األول حسين بدر الدين الحوثي و يسمون أنفسهم تنظيم "الشباب المؤمن" في عام 1990م ،حدثت ال َوحْ دة اليمنية ،وفُتح المجال أمام التعددية الحزبية ،ومن ثَ َّم تحول اتحاد الشباب إلى حزب الحق الذي يمثِّل الطائفة الزيدية في اليمن ،وظهر حسين بدر الدين الحوثي -وهو ابن العالم بدر الدين الحوثي -كأحد أبرز القياديين السياسيين فيه. وعلى الرغم من ترك بدر الدين الحوثي للساحة اليمنية فإن أفكاره واصلت انتشارها ،خاصة في منطقة صعدة والمناطق المحيطة منذ نهاية التسعينيات وتحديدًا منذ سنة 1997م ،وفي نفس الوقت انش َّ ق ابنه حسين بدر
الدين الحوثي عن حزب الحق ،وكوَّن جماعة خاصة به عُرفت باسم " منتدى الشباب المؤمن " ،وكانت في البداية جماعة ثقافية دينية فكرية تأسست عام ،1990 وظلت تمارس الدعوة لكنها كانت تمارس السياسة سرا ،ثم ما لبثت الجماعة أن أخذت اتجاها معارضًا للحكومة ابتدا ًء من سنة 2002م. و تلخصت أهداف التنظيم فى تلك المرحلة -حسب إفادة األمين العام األسبق له محمد يحي سالم عزان- في تعلىم الشباب العلم الشريف بمختلف فنونه ،وتنمية ورعاية المواهب اإلبداعية لدى الشباب في شتى المجاالت وإعداد الداعية إلى هّ للا ثقافيا وأخالقيًا وروحيا وسلوكيا بما يمكنه من نشر الوعي والفضيلة وفق رؤية
20
قصة الغالف مذهبية زيدية . المواجهة المسلحة كانت المرحلة الثانية هي مرحلة المواجهة المسلحة، وهي مرحلة التنظيم المسلّح العلني للشباب المؤمن، أو ما بات يُعرف بجماعة الحوثي ،والتي بدأت منذ الشهر السادس من عام 2004م ،حيث تحوّل التنظيم – أو قسم منه -إلى تلك الميلشيات العسكرية ذات البُعد األيديولوجي ،التي خاضت خمس حروب مع الجيش اليمني ،على مدى يزيد قليال على أربعة أعوام نجمت عنه أزمة وطنية كبرى ،ال تزال تداعياتها واضحة فى الحرب السادسة اآلن .. وقد زار حسين بدر الدين الحوثي إيران ومكث مع أبيه عدة أشهر في قم ،كما قام بزيارة " حزب هللا " في لبنان ..وعرف عنه تأثره حتى النخاع بثورة الخميني في إيران ،حيث إنه خضع لدورات أمنية وسياسية وغيرها في لبنان عند حزب اللـه ،ولديه ارتباط قوي بالحرس الثوري اإليراني ورفع شعارات التأييد لـ"حزب اللـه" اللبناني ..قاد التمرد ضد الحكومة اليمنية ،وقتل في الحرب األولى عام ( )2004عن عمر يناهز 46سنة. القائد الثاني للحوثيين هو :عبد الملك الحوثي والذى تزعم التيار الحوثي بعد وفاة شقيقه حسين متجاو ًزا شخصيات بارزة أخرى في التيار ،من بينها عدد من أشقائه الذين يكبرونه سنًا ،وأصبح القائد الفعلى لحركة التمرد. قام فى عام ،2007بتأسيس موقع المنبر اإللكتروني لنقل وجهة نظر حركته للعالم.
تلك المقدمة كانت ضرورية لفهم الصراع الدائر، حاليا ،في شمال اليمن بين الدولة اليمنية والمتمردين الحوثيين ،والذي أصبح الشغل الشاغل لكثير من المراقبين في المنطقة خاصة أن عالقة المتمردين الحوثيين ببعض القوى اإلقليمية (تحديدا إيران) واحدة من أهم المسائل التي ظل االلتباس والغموض يلفانها طيلة السنوات الماضية ،على نحو جعل كثيرًا من المراقبين يحتارون في تفكيك هذه العالقة والظروف التي نمت فيها وتطورت ،وطبيعة المنافع المتبادلة بين طرفين غير متناظرين هيكليًا ووظيفيا أو متجاورين جغرافيًا ،حيث تفصل بينهما مساحات شاسعة من األراضي والقفار ،فضال عن مياه الخليج وسواحله. وقد أعطت حالة الالتناظر هذه وانقطاع خطوط التماس الجغرافي ،فضال عن التعايش واالنسجام النسبي بين المكونات المذهبية والطائفية للمجتمع اليمني انطباعًا بصعوبة نسج عالقة عضوية ذات أهمية ،وعلى درجة كبيرة من الوثوقية يمكن التعويل علىها ،بين جماعة الحوثيين -بنزعتها اإلحيائية وفق منطلقات الزيدية المتأخرة -والدولة اإليرانية ،السيما أن عالقة كهذه، إن ظهرت سافرة للعلن ،ربما تلقى معارضة شديدة من معظم زيدية اليمن ،الذين يبدون نفورا تقليديا من توجهات إيران (الجعفرية/اإلثني عشرية) ،والتي تحاول منذ ثورتها اإلسالمية في نهاية سبعينيات القرن الماضي ،ترويج نفسها بوصفها المظلة الشرعية و"الوحيدة" لشيعة العالم كافة ،على اختالف طوائفهم ومواقعهم. غير أن هذه االنطباع -في الحقيقة -ظل مقصورًا على العدد 1536
© Getty Images
ومن الشخصيات البارزة في هذه الحركة :يحيى الحوثي ( )49عا ًما شقيق حسين الحوثي ويعيش خارج اليمن ،ويقيم في العاصمة األلمانية برلين منذ أواخر 2004م بعد أن طلب حق اللجوء السياسي ،ويعد المسئول السياسي لجماعة الحوثيين .
© Getty Images
فهم السياق الذي نبتت فيه روابط الحوثيين وإيران ،وهو سياق متعدد األبعاد ومعقّد ولم يكن تبادليًا بالضرورة. وقد استمرت وتيرته بالتصاعد شيئًا فشيئًا وعلى فترات متباعدة نسبيا ،خصوصا خالل العقدين األخيرين. رعاية إيرانية غير رسمية ُرجع عالقة الحوثيين في على الرغم من أن البعض ي ِ اليمن بإيران إلى وقت مب ِّكر ،يصل مداه في بعض الروايات إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي عندما ى ما لدى لقيت شعارات إيران الثورية وقتذاك صد ً بعض زيدية اليمن ،لكن هذه العالقة في الواقع لم تتخذ طابعا وظيفيا -إن جاز القول -إال في السنوات األخيرة. وهذا ال يعني أن الروابط لم تكن موجودة ،لكنها ظلت تتفاعل في أطر محدودة ذات صبغة فكرية أساسا، وترعاها غالبا أنساق وقنوات إيرانية غير رسمية. وبفعل تأثّر حسين الحوثي بخطاب إيران الثوري وأيديولوجيتها السياسية -وليس الدينية بالضرورة - بدأت تبرز ظاهرة التحوّل وعملية االستقطاب المنظم في ظل رغبة داخلية متوقّدة وميل جارف نحو التمرد، وسرعان ما أذكتهما الحملة التي بدأتها الواليات المتحدة ضد اإلرهاب الدولي عقب اعتداءات الحادي
هل يدفع النظام اليمني ثمن توازناته مع القبائل ؟ عشر من أيلول/سبتمبر عام ،2001والتي نظر إليها الحوثي بريبة كبيرة ،معتبرًا إياها "حربًا ضد اإلسالم والمسلمين". وفي هذه األثناء ،بدأ الحوثي في ظل شعور متنام بالقوة وانتشار حركته واشتداد عودها ،في إعداد أعضاء الحركة من الشباب عسكريًا ،وفي استحداث قنوات تعلىمية وتربوية بعيدة عن إشراف الدولة ،وفي تأليب األعضاء على المؤسسات الرسمية باعتبارها غير مواز ،أطلق الحوثي وعناصر شرعية .وفي اتجاه ٍ حركته شعارهم المدوّي ("اللـه أكبر ،الموت ألمريكا، الموت إلسرائيل ،اللعنة على اليهود ،النصر لإلسالم"). وعلى الرغم من أن الشعار الذي بات مقرونًا بأعضاء الجماعة لم يكن مرفوضا في ذاته ،ولكن الطريقة التي كان يتم بها -وال يزال -ترديد الشعار في المساجد وبعد الصلوات ،وكتابتها على الجدران في الشوارع والميادين العامة ،بدت مستقاة من خبرة غير يمنية، وتحديدًا خبرة إيرانية ،وأخرى قريبة من أداء حزب هللا اللبناني .وهي طريقة تعبوية تهدف إلى استمرار الشحن المعنوي ألعضاء الحركة ،وجعلهم يشعرون بالتميّز والتفرّد عن أعضاء األحزاب والجماعات األخرى .كما تُعبّر أيضًا عن أساليب شمولية في التجنيد السياسي.
21
قصة الغالف وتاليًا ،شرع الحوثي في البحث عن داعمين ومساندين داخليًا وخارجيًا -لتنظيمه المسلّح ،الذي اتخذ منجبال محافظة صعدة الشمالية الوعرة ،والقريبة من الحدود السعودية ،مالذا لعناصره الذين شرعوا في تكديس األسلحة في الكهوف والمغارات المنتشرة بكثرة في تلك األرجاء.
أهم هذه الجهات التي قدمت الدعم المادي والفكري للحوثيين :مؤسسة أنصارين - قُم اإليرانية ،أبو القاسم الخوئي لندن ،مؤسسةزيد بن على -األردن ،مؤسسة الثقلين -الكويت ،رابطة آل البيت -لندن ،مؤسسات تابعة لحزب هللا -لبنان ،صادق الشيرازي -الكويت ،شركة األلفين -الكويت ،فرع مؤسسة آل البيت -سوريا ولبنان والعراق ،هيئة اآلل -الكويت. فضال عن المساعدات الممنوحة من السفارة اإليرانية بصنعاء، والتي بلغت فاتورة واحدة منها مبلغ 650ألف دوالر أمريكي كان نصيب تنظيم الشباب ويشير صاحب كتاب "الزهر والحجر :التمرد الشيعي في اليمن" إلى أن الحوثي حصل بالفعل على مساعدات مادية ولوجيستية ضخمة من أطراف محلية وخارجية عدة ،بما فيها مساعدات من جهات وجمعيات ومؤسسات شيعية لها امتدادات أو صالت بإيران. وبحسب المصدر ذاته ،فإن من أهم هذه الجهات التي قدمت الدعم المادي والفكري للحوثيين :مؤسسة أنصارين -قُم اإليرانية ،أبو القاسم الخوئي -لندن، مؤسسة زيد بن على -األردن ،مؤسسة الثقلين - الكويت ،رابطة آل البيت -لندن ،مؤسسات تابعة لحزب هللا -لبنان ،صادق الشيرازي -الكويت ،شركة األلفين -الكويت ،فرع مؤسسة آل البيت -سوريا ولبنان والعراق ،هيئة اآلل -الكويت .فضال عن المساعدات الممنوحة من السفارة اإليرانية بصنعاء، والتي بلغت فاتورة واحدة منها مبلغ 650ألف دوالر أمريكي كان نصيب تنظيم الشباب المؤمن من هذا المبلغ 20.080.000لاير يمني .وقد بلغ دعم السفارة اإليرانية للمراكز الصيفية بين عامي 2000و2002 مبلغا قدره 22.381.000رياال يمنيًا ،منها مبالغ ُخصصت إلقامة عدد من الدورات التعلىمية ،السيما في محافظة صعدة حيث تتمركز الحركة الحوثية. وتذهب بعض المصادر إلى أن حسين الحوثي كان يستخدم األموال التي يحصل علىها لدفع رواتب بعض مؤيديه ،كما كان يركز على تقديم المساعدات االجتماعية والخيرية خصوصًا في المناطق التي تتركز 11ديسمبر 2009
رغم الهدية اإليرانية "السجادة الفارسية" ورغم أن صنعاء لم توجه حتي اآلن اته فيها حركته والمناصرون له. ومع أن مقتل حسين الحوثي في أيلول/سبتمبر ،2004 أصاب حركته بهزة عنيفة أوشكت معها على االنهيار، فإنها سرعان ما استعادت توازنها مع تولي شقيقه األصغر عبدالملك الحوثي دفة القيادة ،إذ عمل على إعادة بنائها من جديد وفق النهج والخطاب ذاته الذي اعتمده حسين من قبل .والشك في أن عملية إعادة بناء الحركة الحوثية ،رغم التعقيدات التي اكتنفتها في البداية ،استدعت أيضًا البحث عن داعمين داخل اليمن وخارجها ،وإعادة التواصل الذي انقطع مع الجهات المساندة بحكم انهيار الحركة المؤقت عقب مصرع وبزخم أكبر بكثير مؤسسها .وهو األمر الذي تم بالفعل، ٍ عما سبق. اعتراف الحوثي ورغم نفي عبدالملك الحوثي المتكرر وجود أي دور إليران في دعم حركته ،فإن الشواهد تجتمع على وجود
مثل هذا الدور .فقد اعترف الممثل السياسي للحوثيين في الخارج ،يحيى الحوثي ،ضمنا في إحدى مقابالته الصحفية بأن جماعته فتحت قنوات اتصال مع القيادة اإليرانية .مؤكداً أنه يرى في إيران "أمال للمستضعفين من الشعوب المظلومة" ،ومشددا على "أنه يجب على كل المنتمين إلى مدرسة أهل البيت علىهم السالم أن يثبتوا مصداقية االنتماء باالتباع للتعاليم ،واألخذ بها في أرض الواقع". وتشير الدالئل إلى أن الصلة اإليرانية مع حركة الحوثيين ،في ظل قيادتها الجديدة ،ال تتسم – كالعادة بالمباشرة والعالنية ،وإن طفت مظاهرها علىالسطح هذه المرة من خالل الدعم اإلعالمي الصريح للحوثيين في صراعهم الراهن مع الدولة اليمنية .وقد صبّت التغطية غير المعهودة والمنحازة التي حظيت بها أحداث صعدة من وسائل إعالم رسمية تابعة إليران كقناة العالم وراديو طهران ،وقنوات فضائية مقربة من إيران كالمنار والزهراء والكوثر وغيرها؛ الوقود على
22
قصة الغالف بعد تنسيقات مسبقة بين الطرفين خاصة أن العالقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة لم تكن جديدة أو وليدة التطورات األخيرة على مسرح الحرب الدائرة في صعدة ،فقد سبق وأكد العديد من المسئولين اليمنيين وجود تنسيق وتبادل أدوار بين الطرفين خدمة ألجنداتهما التي تلتقي في خلق حالة من الفوضى وعدم االستقرار في اليمن . وقد رصدت القوات السعودية وجود أسلحة من نوعيات متطورة وغير تقليدية وبعضها مضاد للدروع ،مما يؤكد أن الحوثيين يتلقون دع ًما على أعلى مستوى ، باإلضافة إلى اتباع الحوثيين لطرق وتكتيكات اشتهر بها تنظيم القاعدة مثل التخفي في األزياء النسائية
ال يقتصر الدعم الذي يتلقاه الحوثيون على إيران وتنظيم القاعدة وإنما يأتي الدعم من دول أخرى هي إريتريا والصومال ،ولعل اعتقال القوات اليمنية والسعودية صوماليين ،بالقرب من الحدود السعودية اليمنية ،وهم يهربون أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن يؤكد ذلك ،فضال عن كشف أحد قادة المعارضة وبعض الوسائل األخرى للتغلغل في مناطق خلف الخطوط األمامية للجيش السعودي.
هاما رسميا لطهران فإن صالح يدرك أطماع نجاد ورجاله فى اليمن والمنطقة
© Getty Images
النار المشتعلة أصال وعززت االتهامات بدعم الحوثيين من جانب إيران.
استثمارات إيرانية ،لكن الحكومة رفضت هذا الطلب. كما ذكرت وسائل إعالمية أن البحرية اليمنية احتجزت في أواخر تشرين األول/أكتوبر الماضي سفينة إيرانية محملة بأسلحة مضادة للدورع ،وذلك قبالة شواطئ ميدي في البحر األحمر عند أقصى الشمال الغربي لليمن .وأوضحت المصادر أن السفينة كانت في طريقها إلى تفريغ حمولتها من األسلحة بالقرب من منطقة حرض إليصالها إلى المتمردين الحوثيين. وكان على متن السفينة خبراء سالح ومدرّبون جاءوا إلى اليمن لالنضمام إلى المتمردين الحوثيين ،والحلول مكان خبراء ومدربين إيرانيين يُعتقد أنهم جُرحوا أو قتلوا في المعارك.
وكانت االتهامات اليمنية – الضمنية -إليران بدعم المتمردين الحوثيين وتزويدهم بالسالح عبر ميناء ميدي المطل على البحر األحمر ،قد تزايدت في الفترة األخيرة .وقد ترددت معلومات حول تقديم إيران طلبا للحكومة اليمنية بتفعيل ميناء ميدي على شكل
العالقة مع القاعدة كما كشفت عمليات التسلل التي قامت بها عناصر الحوثي إلى األراضي السعودية عن العالقة الوطيدة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة الذي تسللت مجموعات منه إلى جانب الحوثيين إلى األراضي السعودية
والمؤكد أن إليران مصلحة واضحة في زيادة قوة الحوثيين ،القريبين منها مذهبيا والذين يمكن توظيفهم – بشكل أو بآخر -لتحقيق أهداف مختلفة تصب في خانة تحقيق المصالح القومية اإليرانية بالدرجة األولى. وإزاء خلفية كهذه ،تكتسب المعلومات التي أفادت بها مصادر في المعارضة اإلريترية ،والتي كشفت عن وجود معسكر تدريب لعناصر من أنصار الحوثي بدعم وإشراف إيراني في منطقة دنقللو (شرق مدينة قندع وسط إريتريا) ،أهمية خاصة.
العدد 1536
إريتريا والصومال ال يقتصر الدعم الذي يتلقاه الحوثيون على إيران وتنظيم القاعدة وإنما يأتي الدعم من دول أخرى هي اريتريا والصومال ،ولعل اعتقال القوات اليمنية والسعودية صوماليين ،بالقرب من الحدود السعودية اليمنية ،وهم يهربون أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن يؤكد ذلك ،فضال عن كشف أحد قادة المعارضة اإلريترية بشير عشق ،المسئول فى التحالف الديمقراطي األريترى لوكالة األنباء الفرنسية عن استخدام إيران إريتريا كقاعدة لنقل السالح إلى المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة اليمنية ، موضحًا أن األسلحة تصل إلى مدن ساحلية إريترية، وعلى رأسها مدينة عصب ،ثم يأتي المتمردون الحوثيون ،وينقلون هذه األسلحة ليال إلى اليمن. إلى جانب ذلك ذكرت تقارير صحفية أن عشرات االنتحاريين عبروا خليج عدن إلى اليمن قبل أشهر، ويعتقد أنهم انضموا إلى صفوف جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن وكانت تقارير األمم المتحدة قد رصدت فى وقت سابق عمليات تهريب األسلحة في منطقة القرن اإلفريقي واشارت إلى أن هناك أدلة على أن عصابات القرصنة قد أنشأت عالقات مع مسئولين محليين في الصومال، كما أن هناك عالقة قوية بين عناصر القراصنة ومهربي البشر إلي اليمن ،حيث يتبادالن المعلومات، كما أن المهربين يقومون عند عودتهم من نقل الالجئين الصوماليين إلى السواحل اليمنية بالمشاركة في بعض
23
قصة الغالف السنّة في العراق. تدرك صنعاء أيضا تعقيدات عملية صنع السياسة ضمن أُطُر النظام اإليراني ،ولهذا تُبدي حرصا على التمييز بين إيران الرسمية ،ومؤسسات النظام غير الرسمية األخرى .فإيران تستند في سياستها تجاه المجتمعات المحلية في أنحاء المنطقة على جهاز دبلوماسي ذي تأثير ديني ،يرتبط بقمة النظام ,ويجمع بين المؤسسات العامة وعدداً ال يحصى من المنظمات والشبكات غير الحكومية .وهذه المؤسسات هي جهات فاعلة ذات جنسيات متعددة تعمل في جميع أنحاء الشرق األوسط وتشرف على تمويل المنظمات السياسية والقوات شبه العسكرية الموالية إليران ،مثل مؤسسة "المحرومين"؛ كما تقدم خدمات للحجاج من خالل نفوذ مؤسسة "القدس". ومن أهم أبعاد التعقيد في فهم الدور اإليراني على الساحة الخارجية ،أن ثمة جانبا خفيا في هذا الدور، ال يتم عبر أدوات الدولة الرسمية وال يسمح بتوريط الدولة بشكل مباشر ،رغم أنه يخدم إلى حد بعيد أهدافها الخارجية .وقد أنتج ذلك ارتباكا واضحا لدى األوساط السياسية ودوائر صنع القرار في العديد من عواصم العالم ،فالوجود اإليراني واضح في كثير من دول منطقة الشرق األوسط لكن بعض أدواته غير مرئية. وضوحا دور إيراني أكثر ً يبدو من التعاطي اإليراني مع أزمة الحوثييين مع السلطات اليمنية أن ثمة تأييدا ضمنيا لموقف الحوثيين ضد الدولة ،ربما يتعدى الدعم المعنوي إلى تقديم مساعدات لوجيستية .فقد دعت إيران إلى إيجاد مخرج سياسي لما يجرى في شمال اليمن ،بما يشير ضمنيا إلى رغبتها في االعتراف بالحوثيين كطرف سياسي في المعادلة اليمنية .وكان وزير الخارجية اإليراني منوشهر متكي قد عبّر عن قلق بالده إزاء أوضاع الشيعة في اليمن .ونقلت وكالة أنباء الطلبة اإليرانية (آسنا) ،في 27آب/أغسطس الماضي ،عن متكي قوله خالل استقبال السفير اليمني لدى طهران "تدعم إيران عالقات طيبة بين الحكومة اليمنية والحوثيين الشيعة في البالد" .وأضاف "يمكن للحكومة اليمنية والحوثيين اكتساب دعم بعضهما البعض من خالل التفاعل البنَّاء".
الراحل عبد هللا األحمر رئيس حزب االصالح اليمني
© Getty Images
عمليات القرصنة. وكانت اليمن قد أعلنت في وقت سابق وجود مقاتلين صوماليين يحاربون في صفوف المتمردين الحوثيين في صعدة ،حيث تم إلقاء القبض على سبعة منهم. هذه األمور كلها توضح أن هناك جهات صومالية تمارس عمليات نقل األسلحة إلي المتمردين الحوثيين في اليمن. ولم يستبعد بعض المحللين ضلوع إريتريا في تنامي أعمال القرصنة في سواحل الصومال وخليج عدن ،إثر اتهامها بتقديم السالح للمتمردين الصوماليين ،الذي قد يذهب جزء منه إلى متمردي اليمن عن طريق التهريب. وعلى الرغم من أن الحكومة اليمنية لم توجِّه حتى اللحظة اتها ًما رسميًا مباشرًا للحكومة اإليرانية بدعم المتمردين الحوثيين الذين تمادوا في تمردهم العسكري 11ديسمبر 2009
فاندفعوا شماال بقصد التحرّش بجارة اليمن الكبرى (المملكة العربية السعودية) ،إال أن صنعاء تدرك الحقيقة التي يدركها الخبراء بالشأن اإليراني ،وهي مسك بزمام السلطة في أن ثمة قيادة إيرانية متشددة تُ ِ طهران منذ عام ،2005وهي قيادة ليس لديها أدنى شك بوجود تص ّدع سني -شيعي "حقيقي" .فالرئيس أحمدي نجاد ،الذي فاز بوالية رئاسية ثانية قبل أشهر في انتخابات مشكوك بنزاهتها ،باإلضافة إلى عدد من وزراء حكومته وبعض قادة الحرس الثوري، ناهيك عن شخصيات مؤثرة كمصباح يزدي وشبكته المتنفّذة من خرّيجي معهد "حقّاني" ،كلهم مرتبطون بذلك الجناح من الثورة اإلسالمية الذي هو أكثر التزاما بالقيم الشيعية الجوهرية ويشعر في قرارة نفسه بعداء أشد لل ُسنّة ،السيما للوهابية ،ومنذ وصول نجاد إلى سدة الرئاسة ،ارتفعت النبرة الدعائية بشكل الفت ضد األقلية السنية في إيران ،التي يعتبرون أفرادها عمالء محتملين للمملكة العربية السعودية ،وحلفاء للمتطرفين
كما قال عضو لجنة األمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان اإليراني مهدي سنائي ،إن "وزارة الخارجية اإليرانية اهتمت بالموضوع ولكن البرلمان ينتظر منها أن تتعامل مع القضية اليمنية بشكل خاص، ألننا نرفض التوتر في دول الجوار والضغط على األقلية الشيعية في المنطقة". وعلى أية حال ،فإن العالقة بين إيران وجماعة الحوثي تبدو اليوم أكثر وضوحًا وأقل التباسا منها في أوقات سابقة ،األمر الذي يشير إلى وجود مصالح متبادلة بين الطرفين ما انفكت تتزايد باضطراد ،تجتمع على تنفيذ مشاريع جيوستراتيجية طموح تتعدى مسألة "تحقيق العدالة والمساواة" و"الدفاع عن المستضعفين والمظلومين" في حالة الحوثيين الذين باتوا يطمحون لتشكيل إمارة شيعية مستقلة في شمال اليمن ،كما تتعدى الحرص على مصلحة اليمنيين ومنع االقتتال بينهم في حالة إيران ،التي تعتقد بأنها تمر بلحظة تاريخية ال تعوّض الستعادة دورها كقوة إقليمية كبرى ،لها امتدادات وأذرع في كل مكان ،األمر الذي يجعل منافسيها على الزعامة ،كما خصومها الغربيون، يحسبون لها ألف حساب. باحث في مركز سبأ للدراسات اإلستراتيجية. صنعاء – اليمن
24
العدد 1536
أكثر من رأي مستقبل الحوثيين
من يملك حسم الصراع في صعدة؟ هل المتمردون الحوثيون بهذه القوة التي تجعلهم يصمدون حتى اآلن ؟ من يدعمهم ؟ و لماذا ؟ و إلى متى يستطيعون االستمرار ،وهل أخطأ النظام اليمني في التعامل معهم ،وما السيناريو المتوقع لصراعهم مع الحكومة اليمنية ومحاوالتهم البائسة للتسلل إلى الحدود السعودية ؟
العدد 1536
27
أكثر من رأي
صراع" زيود" بقرار إيراني سأل صالح لماذا يعادينا ابن الحوثى ،فقيل له ..هو من بتوعك مايحدث بين الحوثيين والدولة اليمنية ليس سوى صراع سياسى دبرته إيران كخطوة ضمن مخطط أكبر للسيطرة على أجزاء مختلفة من الوطن العربي ربما ليس من المنطقي وصف الصراع في اليمن بين النظام والمتمردين الحوثيين ،بأنه صراع مذهبي بين السنة و الشيعة ،حتى لو قرر الحوثيون ،بطلب مباشر من إيران ،لتضخيم القضية بإقحام أو استدراج المملكة العربية السعودية إلى المواجهة بعد استفزازها باقتحام أراضيها و قتل عدد من جنودها و مدنيين أيضا. فالمتقاتلون عمليا على أرض اليمن اآلن كلهم زيديون، أي السلطة الممثلة برئاسة الجمهورية و قادة الجيش، و قادة األجهزة األمنية والفرق العسكرية وحتى القبائل على الجانبين (الرسمي و الحوثي) ...كلهم يمنيون زيود ،أي ينتمون إلى المذهب الزيدي نسبة لزيد بن على بن الحسين ،الذي أدخله إلى اليمن اإلمام الهادي يحيى بن الحسين عام 282هـ ،قادما من المدينة المدينة المنورة. ومع هذا فإن التشبع الديني الذي اعتمده قائد التمرد الحوثي األول حسين الحوثي من العام ،2004وما قبله ،كشف أن المشروع السياسي للحوثية يتعارض مع طبيعة الزيود المعتدلة إسالميًا ،ليقلد السياسة اإليرانية ،التي لم تعد تقبل من أي شيعي إمامي في العالم أن يكون معتدال إسالميًا ،بل البد من إظهار والئه المطلق للفلسفة اإليرانية في السياسة التي جاء بها ،ألول مرة في تاريخ الشيعة ،اإلمام الخميني عبر كتابه "الحكومة اإلسالمية " التي نصت على اعتماد والية الفقيه العامة ،التي تعطي الولي الفقيه صفات وصالحيات الهيمنة. أقام حسين الحوثي مع والده المرجع الزيدي الكبير السيد بدر الدين في طهران بعد خالفهما مع الرئيس على عبد هللا صالح ،و تأثرا إلى حد بعيد بالسياسة اإليرانية الداعية إلى نشر التشييع السياسي ،ومن خالله تتم مواجهة األنظمة العربية الفاسدة ،من وجهة نظر اإليرانيون ،و يصدقهم الحوثيون قياسا بتجربة السيد بدر الدين مع نظام صنعاء ..كما صح وأن السيد بدر الدين الحوثي كان رفض منذ سنوات مبايعة على عبد هللا صالح لفترة رئاسية جديدة ألنه ،في نظره ،غير صالح للحكم وفاسد ومفسد ،مما جعل بقاءه في صنعاء الذي نزل فيها ضيفًا على الرئيس محفوفا بالمخاطر، فرحل مع ابنه حسين إلى طهران ليلتقي مع ساستها في العداء للنظام اليمني الذي بسبب مساندته الرئيس الراحل صدام حسين في حربه معه (،)1988-1980 وألنه حفز الطيارين العراقيين والضباط الذين شاركوا في تلك الحرب وكان الحرس الثوري اإليراني يعمل على تصفيتهم بعد احتالل أبدي للعراق إثر غزو . 2003/3/20 عمدت إيران إلى دعم التحرك الحوثي السياسي واإلعالمي والعسكري . ففي السياسة و اإلعالم :رفع حسين الحوثي في مساجد اليمن ،بد ًءا من المسجد الكبير في صنعاء شعارات الموت ألمريكا الموت إلسرائيل ،وكان يبرر ذلك بأن تحركه يحتاج إلى شعار يلتف الناس حوله وهو شعار براق حماسي ال يكلف الناس شيئًا ،لكنه يستفز النظام ،ويكشفه ويستدرجه إلى المواجهة المطلوبة ، خاصة إذا جاء من يقول للرئيس صالح إنه لم يعد ينقص في الشعار بعد الموت ألمريكا و الموت إلسرائيل إال 11ديسمبر 2009
حسن صبرا الموت للرئيس نفسه. بداية األمر ،و عندما سأل الرئيس على صالح لماذا يعادينا ابن الحوثي ،قيل له ال بل هو من "بتوعك" أي من جماعتك ،فهذا الرجل حسين الحوثي كان أسس جماعة الشباب المؤمن التي تتلقى المال والكتب والمراكز هدية من الرئيس لمجابهة حالتين كانتا تقلقان النظام أخطرهما هي السلفية بقيادة مقبل الوادعي المتطرف الذي ال يقبل حوارا أو مصالحة مع كل المذاهب والحركات اإلسالمية غيره ،و كان من أسوأ أعماله أنه دمر بعد قيام الوحدة بين الشمال والجنوب مقام ابن هيدروس الشافعي في عدن ،ثم أخذ يكفر الزيديين في الشمال اليمني رغم أنهم يشكلون نحو ثلثي سكان اليمن ورغم أن كل حكام اليمن منذ 1200هـ من الزيديين .. و الحالة األخرى هي التجمع اليمني لإلصالح الذي كان برئاسة شيخ مشايخ حائل (التي ينتمي إليها الرئيس صالح نفسه) الشيخ عبد اللـه حسين األحمر ،والذي كان ينضم تحت جناحيه جماعة اإلخوان المسلمين في اليمن برئاسة الزيدي المعروف الشيخ عبد المجيد الزنداني رغم أن اإلخوان المسلمين هم حزب العرب السنة في كل مكان. فالشيخ األحمر بعد أن كان الرئيس صالح يناديه يا أبي أو يا والد ،دخل معه في خالف عميق ألسباب عديدة
تصنيف الصراع بأنه مذهبي ،وضد الشيعة هو جزء من التوجيه اإلعالمي والسياسي اإليراني الرسمي للتحريض والفتنة بين المسلمين العرب سنة وشيعة تخترق من خالله إيران النسيج االجتماعي للوطن العربي أهمها اإلهمال والتجاوز والمنافسة في التجارة واتهام األحمر لصالح بالسعي لتوريث نجله أحمد رئاسة الجمهورية. و كما أنشأ الوداعي مدارسه السلفية المفرطة في تكفير اآلخرين في مناهجها وتربيتها. و كما أنشأ التجمع اليمني لإلصالح مدارس اإليمان التي نافست مدارس الدولة الرسمية التابعة لوزارة التربية والتعلىم .
فإن الحوثيين أنشأوا مدارسهم الخاصة ،التي لم يجدوا صعوبة في إقامتها ألنها في األصل كانت مدارس دينية تم تعزيزها وزيادتها وتوسعة القديم منها بدعم واسع من النظام نفسه . إذن على المستوى السياسي هناك صراع بين تشيع سياسي اعتمده الحوثيون كثمن يقدمونه مقابل الحصول على الدعم المادي والعسكري والسياسي واإلعالمي من إيران و على المستوى االجتماعي والوطني فإن الحوثيين ومجاميعهم زيديون وأنصارهم زيديون و بعض القبائل معهم زيديون وكلهم يقاتلون النظام الزيدي منذ عهود اإلمامة إلى كل عهود الجمهورية ،والجيش اليمني زيدي و أجهزة األمن كلها زيدية. نعم ،اعتمد النظام على مجموعات عسكرية جاء بها من الجنوب الذي ينتمي أبناؤه إلى المذهب الشافعي السني المعتدل ،وشاركت هذه المجموعات في معارك عسكرية ضد الحوثيين ،لكنها لم تقاتل تحت أي شعار مذهبي ،بل قاتلت كواجب وطني وتنفيذا ألوامر عسكرية ،يوازيها ذهاب مجموعات عسكرية من الشمال اليمني ذي األغلبية الزيدية لحفظ األمن في المحافظات الجنوبية والشرقية بعد قيام الوحدة بين شطري اليمن . يبقى أن نعرف ان تصنيف الصراع بأنه مذهبي ،وضد الشيعة هو جزء من التوجيه اإلعالمي والسياسي اإليراني الرسمي للتحريض والفتنة بين المسلمين العرب سنة وشيعة تخترق من خالله إيران النسيج االجتماعي الوطني العربي ،باعتماد دعم هذا ضد ذاك ، وهدفها واحد هو تمكين شعارها بتصدير الثورة من تحقيق أهدافه .. فإيران تساند جماعة اإلخوان المسلمين السنية في غزة ضد سنة آخرين في حركة فتح كي يكون لها موطن قدم في فلسطين .. إيران تساند جماعة شمال ميشيل عون المارونية في لبنان ضد مسيحيين آخرين ،كما تساند الشيعة ضد السنة و تدعم بعض السنة في لبنان لتفتيت المسلمين كما تسهم في تفتيت المسيحيين وصوال إلى غايتها بالسيطرة على كل لبنان. و إيران تساند النظام السوداني السني ضد هويات دينية سودانية مسلمة ومعتدلة ،كما األنصار و الختمية. و هكذا ،إنه صراع سياسي اعتمدت فيه إيران أدوات مختلفة ،بهدف وحيد هو السيطرة على أجزاء مختلفة من الوطن العربي ،و ال بأس أحيانا من زعم الدعوة إلى الوحدة اإلسالمية إذا كانت شعارًا يخدم مصالحها ، و ال بأس دائما من التحريض ضد السنة، و التطاول على الصحابة و إثارة نقاط االختالف الفقهية الطبيعية ،لتصعيد عصبية شيعية هنا وهناك ،ثم تبنيها ثم تسليمها ثم اعتمادها أداة لتحقيق ما تريد ..وهذا ما يحصل في بالد عربية عديدة ..و منها اليمن .
رئيس تحرير مجلة الشراع اللبنانيه 28
أكثر من رأي
القوة المزعومة
غياب الدولة عن صعدة أهم األخطاء التي استغلها المتمردون
نجح المتمردون الحوثيون ،إلى ح ٍد ما ،في إعطاء انطباع إيجابي للداخل والخارج حول قوتهم وكأنهم تنظيم حديدي صي على الهزيمة ،إال أن القراءة المتعمقة لهذا التنظيم ولسير المعارك تشير إلى أنه ليس بهذه القوة المزعومة، ع ّ وكل ما في األمر أن المتمردين يستفيدون من أخطاء النظام ،وفى مقدمتها غياب الدولة عن محافظة صعدة طوال السنوات الماضية . يسعى المتمردون الحوثيون إلثبات أنهم أقوياء بما يكفي لتحقيق مشروعهم السياسي الخاص، وهو المشروع الذي يبدأ بتحقيق حكم ذاتي ولو غير معلن ،وينتهي بإعادة الحكم اإلمامي الذي مضى على سقوطه نحو خمسين عاما .إذ ال يمكن إيجاد تفسيرات أخرى مقنعة الستمرار الحرب على مدى خمس سنوات ،وبهذه القسوة وهذا االتساع. وقد أثارت الحرب الدائرة حاليا ،وهي الحرب السادسة بين الدولة اليمنية والمتمردين الحوثيين ،العديد من األسئلة التي تتعلق بقوة المتمردين الفعلىة ،وإمكانية تحقيقهم النتصارات على األرض ،واستغالل ذلك في أي ترتيبات سياسية مستقبلية سواء على الصعيد المحلي أو على الصعيد اإلقليمي، خصوصا في ظل التقدم البطيء للجيش في محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان ،وتأخر الحسم العسكري. لقد نجح المتمردون إلى ح ٍد ما في إعطاء انطباع إيجابي للداخل والخارج حول قوتهم - كحركة شعبية وتنظيم عسكري ،-ولذا بدوا أكثر ثقة بأنفسهم عن ذي قبل ،وقد ساهمت طبيعة صعدة الجبلية ،واتساع مساحتها (11375كيلومترًا مربعًا) أي ما يوازي مساحة لبنان تقريبًا ،في جعل الحرب أكثر صعوبة مما كان متوقعا ،خصوصًا بعد لجوء المتمردين إلى استخدام أساليب وتكتيكات حرب العصابات ،والقيام بزرع األلغام على الطرق الرئيسية ،األمر الذي ال يالئم تكتيكات الجيوش النظامية. وعلى الرغم من أن هذه العوامل وغيرها أظهرت المتمردين وكأنهم تنظيم حديدي عصي على الهزيمة ،فإن قراءة متعمقة لهذا التنظيم ولسير المعارك أيضا ،تشير إلى أنه ليس بهذه القوة المزعومة ،وكل ما في األمر أن المتمردين يستفيدون من أخطاء النظام. ويعد غياب الدولة عن محافظة صعدة طوال السنوات الماضية أحد أهم هذه األخطاء التي استغلها المتمردون في توسعهم ،فعندما تغيب
العدد 1536
عبدالغني الماوري سلطة الدولة يضطر المواطنون العاديون لالنصياع ألي مجموعة مسلحة تجنبًا للوقوع في مصادمات قد تكلفهم حياتهم. كان يمكن أن تكون الحرب األولى ،التي انتهت في عام ،2004بمقتل مؤسس تنظيم الشباب المؤمن حسين الحوثي ،مناسبة إلنهاء التمرد لو تم استثمار نتيجة الحرب في التأكيد على سلطة الدولة ،واتخاذ إجراءات حاسمة بهذا الشأن .وعلى سبيل المثال ،كان وجود الجيش في صعدة وقتذاك أمرًا ضروريًا ،إذ إن ذلك كان سيمنع المتمردين الحوثيين من التحرك بسهولة لتطوير قوتهم ،باإلضافة إلى القيام بجهد استخباراتي كبير لمعرفة كل ما يمكن معرفته عن المتمردين ،إذ ال يمكنك كسب معركة ضد خصم ال تعرف عنه شيئا.
كان يمكن أن تكون الحرب األولى ،التي انتهت في عام ،2004بمقتل مؤسس تنظيم الشباب المؤمن حسين الحوثي، مناسبة إلنهاء التمرد لو تم استثمار نتيجة الحرب في التأكيد على سلطة الدولة ،واتخاذ إجراءات حاسمة بهذا الشأن. وعلى سبيل المثال ،كان وجود أمرا الجيش في صعدة وقتذاك ً ضروريًا صحيح ،أنه منذ ذلك التاريخ جرت مياه كثيرة في النهر ،فقد استطاع المتمردون تطوير قدراتهم القتالية والتكتيكية ،كما طوروا أداءهم اإلعالمي والسياسي بدرجة ال تخفى على أحد ،حيث لعبوا على وتر الخالفات القبلية والسياسية أيضًا ،ونجحوا في إحداث بعض االختراقات على هذا الصعيد.
لكن ذلك ال يعني مطلقًا ،أن المتمردين قد أصبحوا القوة التي ال تقهر .فعلى العكس من ذلك ،ال يبدو أن المتمردين قادرون على الصمود لفترة طويلة ،إذ إن قطع خطوط اإلمداد وتالفي القوات اليمنية بعض األخطاء العسكرية التي ارتكبت فيما مضى ،ودخول الجيش السعودي الحرب ،وفرضه حصارًا اً شامل على المنافذ التي من الممكن أن بحريًا يحصل المتمردون عبرها على السالح؛ كلها تطورات مهمة في طريق حسم الحرب. وبعي ًد عن التطورات الميدانية التي ال تسير في مصلحة المتمردين ،فإنه يمكن القول إن التمرد المسلح الذي بدأ فعلىا في عام ،2004 يحمل بذور فنائه في داخله ،ذلك أنه يعبر عن مشروع فئوي مهما حاول المتمردون القول بخالف ذلك .وهذه النقطة بالتحديد هي نقطة ضعف حقيقية ،إذ إن افتقاد أي مشروع ألي طابع وطني يجعله ه ًشا وغير قابل للحياة. كما أن عدم امتالك أي شرعية دستورية، واإلصرار على التصادم مع الدولة عسكريًا، سببان إضافيان أفقدا التمرد إمكانية الحصول على أي تأييد شعبي مما جعله مكشوفًا في الداخل. على أن هذا االنكشاف ليس متعلقا بالداخل فقط، وإنما أيضا بالخارج ،إذ إنه ،وألمور متعلقة باالستقطابات الحادة في المنطقة ،وبرغبة الدول العربية والدول الغربية في منع أي تمدد إيراني في المنطقة ،يمكن القول بأن المتمردين صاروا في وضع ال يحسدون علىه؛ فحتى أداء مقاتليهم الجيد بقدر ما أثار اإلعجاب ،لكنه أثار القلق ،وهذا يعني أن أحدا لن يسمح بانتصار هذا النموذج في اليمن ،ولحسن الحظ ال توجد تنظيمات مشابهة لتنظيم الحوثي استطاعت أن تكون بديال عن الدولة (حتى نموذج "حزب هللا" في لبنان لم يتمكن من ذلك) ،وفي المرات القليلة التي تم ّكنت فيها ميليشيات مسلحة من السيطرة على كل شيء ،فإنها حكمت على نفسها باالنهيار السريع. صحفي يمني 29
أكثر من رأي
الغلبة لمن ؟
نهاية الحوثيين ال تعني نهاية التمرد
ثمة عوامل ضاعفت ،إلى حد ما ،من سطوة الحركة الحوثية منها ،ضعف الدولة اليمنية وعدم قدرتها على بسط نفوذها على كل أراضي البالد ،السيما في ظل تنامي الكثير من األزمات والتوترات األمنية والسياسية ،وهذا يعني أن جذور التمرد ستظل باقية ،حتى وإن خسر الحوثيون هذه الحرب واختفوا من الساحة . رغم ادعائهم أنهم يقاتلون دفاعًا عن النفس تارة ،وتارة أخرى بأنهم يقاتلون من أجل أهداف تتعلق بـ "حقوق" تدفع عنهم التهميش داخل الدولة اليمنية ،فإن حركة الحوثيين – كغيرها من حركات التمرد والمعارضة المماثلة – ال تعطي أدنى قيمة لمعنى الدولة نفسه. والواقع أن الدافع وراء تحوّل الحركة الحوثية- التي تنتمي إلى الطائفة الزيدية ولها أصل هاشمي ممتد وتتميز بكونها حركة إحيائية تؤمن بأن الهوية الزيدية باليمن في خطر -إلى جماعة معارضة للنظام اليمني ناب ٌع من شعور "الزيديين الجدد" ،وعلى رأسهم الحوثيون ،بالغربة عن الدولة التي جردتهم من منزلتهم السابقة ولم تعر تطورهم األمني واالقتصادي أي اهتمام. صحيح أن ثورة عام 1962استبدلت نظام اإلمامة الهاشمية بالجمهورية وأعادت هيكلة البالد سياسيًا واجتماعيًا ،وغيّرت نظاما ارتبط به الزيديون طوال ما يربو على ألف ومائتي عام ،إال أن الزيديين اإلحيائيين يعتبرون أن النظام الجمهوري معاديًا للهاشميين والزيديين معًا .والمالحظ أن المكوّن الهاشمي األساسي في الحركة الحوثية جعلها ال تستمد شرعيتها من التحالف مع قبيلة معينة ،ورغم تأقلم معظم الهاشميين مع النظام الجمهوري الجديد الذي أتت به الثورة اليمنية ودعمهم له وقبولهم بانحدارهم السياسي ،فإن مناداة العالمة بدر الدين الحوثي ،والد حسين الحوثي مؤسس الحركة الحوثية ،بإحياء الزيدية منذ سبعينيات القرن الماضي ،أتاحت النظر إلى الحرب المستمرة في صعدة بوصفها امتدادًا لعملية بدأت مع ثورة أيلول /سبتمبر ،1962وشهدت تراجع وانحدار فئة اجتماعية ينتمي إليها الحوثيون. وعالوة على هذا ،ثمة عوامل أخرى ضاعفت، إلى حد ما ،من سطوة الحركة الحوثية والزيديين اإلحيائيين؛ فاألزمة التي واجهت علماءهم جراء سقوط نظام اإلمامة لجهة إحياء شرعيتهم في ظل غياب إمام يمثلهم ،سرعان ما تم الخروج منها إثر نجاح الثورة اإلسالمية في إيران عام ،1979والتي زودت شيعة العالم بمثال إيجابي ،وسهّلت من عملية التكيّف العقائدي. وفوق هذه السطوة ،نجحت قيادة التمرد – 11ديسمبر 2009
معاذ األشهبي حتى اللحظة على األقل -في إدارة المعركة لصالحها وبكفاءة واضحة ،بالتوازي مع وجود ارتباك واضح في إدارة الدولة اليمنية للصراع مع المتمردين .والمالحظ هنا أنه في كل مرة تعلن فيها الحكومة اليمنية عن نهاية الحرب، كان المتمردون الحوثيون "يحترمون" قراراتها ويتوقفون عن القتال فورًا .ومما ساعد الحوثيين في الحصول على مصداقية أكبر ،تمكنهم من اإلفالت مرارًا من محاوالت الحكومة اليمنية انتزاع موقف غربي أو دولي يُضفي على هؤالء صفة اإلرهاب ،إذ تبين أنه ليس من أهدافهم – حتى اآلن على األقل -شن هجمات إرهابية ضد المصالح الغربية واألجنبية سواء داخل اليمن أو خارجه .وباإلضافة إلى ذلك ،فإنه ما من أدلة ملموسة وقطعية تربط بين جماعة الحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى في اليمن ،رغم الكالم الكثير حول وجود عالقة وثيقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة اإلرهابي الناشط في البالد.
لكن حرص الحوثيين على عا عن تأكيد أنهم يقاتلون "دفا ً النفس" يبدو أنه قد فَقَ َد في اآلونة األخيرة معناه ،وجدواه تاليا ،في ظل توسيعهم لرقعة القتال وفتحهم جبهات جديدة، تمتد إلى محافظة الجوف غربا وتتجاوز الحدود اليمنية إلى األراضي السعودية المحاذية شماالً كما أنه من المثير جدا أيضًا أن نعرف أن حركة التمرد الحوثية ليست متجانسة تما ًما وهذا األمر أعطاها بُعدًا هالميًا وصعَّب كثيرًا من محاوالت تفكيكها وتدميرها كليا .فالحركة الحوثية تجمع تحت لوائها جماعات سياسية واجتماعية مختلفة كانت ستتنافس وتتواجه في ظروف سياسية مختلفة؛ إذ يتشكل المتمردون من أربع
مجموعات :جماعة تعتنق مذهبًا فكريًا واضحًا وتقيم صالت سياسية مباشرة وغير مباشرة مع إيران وتحتشد حول الشعارات المعادية للغرب، وطائفة صغيرة ،ولكن بارزة تسعى للذود عن الهوية الزيدية والهاشمية ،ومجموعات من المسلحين الذين تحركهم دوافع مالية محض، ومجموعة ذات ثقل واضح تتكون من رجال القبائل الذين انخرطوا في حركة التمرد كرد فعل على العنف الذي استهدفهم من قبل الدولة، كما يقولون ،األمر الذي جعلهم يدافعون عن عائالتهم وقراهم في مواجهة العنف العشوائي الذي تلجأ إليه القوات النظامية اليمنية في جوالت الصراع المختلفة مع المتمردين. لكن حرص الحوثيين على تأكيد أنهم يقاتلون "دفاعًا عن النفس" يبدو أنه قد فَقَ َد في اآلونة األخيرة معناه ،وجدواه تاليا ،في ظل توسيعهم لرقعة القتال وفتحهم جبهات جديدة ،تمتد إلى محافظة الجوف غربا ً وتتجاوز الحدود اليمنية إلى األراضي السعودية المحاذية شماالً .كما أن تحالفهم الواضح مع إيران أفقدهم الكثير من رصيدهم السياسي ،داخل اليمن وخارجه. ومع ذلك ،يمكن القول بأن الحوثيين قد استفادوا - وال يزالون -من دون شك من أخطاء النظام في تعامله معهم ،وعدم قدرته على حسم المواجهة العسكرية التي طال أمدها في صعدة .ومادامت الدولة اليمنية ضعيفة وغير قادرة على بسط نفوذها على كل أراضي البالد ،السيما في ظل تنامي مزيج ُمهلِك اً فعل من األزمات والتوترات األمنية والسياسية ،ناهيك عن التحديات االقتصادية الصعبة التي تواجه اليمن اليوم ،فإن قدرتها على حلحلة أزمة التمرد الحوثي بشكل تام ستظل محل شكوك عميقة ،حتى وإن نجحت في حسم الحرب لصالحها عسكريًا .وهذا يعني أن جذور التمرد ستظل باقية ،حتى وإن خسر التمرد الحوثي هذه الحرب واختفى من الساحة، ومن المحتمل جدًا – والحالة هذه -أن يتشكل تمرد جديد وينهض معلنًا عن وجوده ،األمر الذي سيدفع الدولة اليمنية إلى الدخول في غمار مواجهة أخرى ،هللا وحده يعلم لمن ستكون الغلبة فيها هذه المرة.
باحث ومحلل سياسي يمني 30
أكثر من رأي
اليمن على حافة الهاوية أزمه صعدة احد تجليات فشل الدولة و الصراع على مستقبل الحكم الحوثيون يرددون شعار "الموت ألمريكا وإسرائيل" مثل حزب هللا وإيران .ولديهم ميول شيعية أيضا ً إذ يفضلون علىا ً على بقية الصحابة .أكثر من هذا هم يستعملون وسائل مقاومة عسكرية وإعالمية تشبه أسلوب حزب هللا .وبالتالي فهم قطعا ً شيعة إيرانيي الهوى والتأسيس والدعم .وهذه حقيقة ال ينكرها إال مكابر ال يدري ما يجري. هذا التفكير موجود على المستوى الرسمي أو الفردي .وما يؤسف له أن نجده يتكرر من خبراء .أنا أعرف أن وضع اليمن معقد ،وأن المعلومات التي تأتي ال تساعد على التحليل، ولكن هذا ال يعني أن نطلق التفسيرات التبسيطية التي ال تتناسب مع أبجديات المنطق السياسي واالجتماعي .أبجديات من نحو كون التحالفات السياسية العابرة للدول ال تنشأ لمجرد تشابه سطحي بين طرفين .وكون من يقاتل مع الحوثيين من القبائل لديه هموم ال عالقة لها بإيران ومصالح إيران ،ولن يرضى أن يقاتل لو علم أن القتال مدفوعا ً من إيران .وكون الفقر واإلهمال يجمع الناس ضد الحكومة في اليمن أكثر مما يجمعها المذهب .وكون الهوية المذهبية ليست بالضرورة مكون للهوية السياسية .فكون قيادة الحوثيين زيدية ،ال يعني أن هوية الحوثيين ومشروعهم السياسي زيدي أو طائفي .وكون ميول القيادة الشخصية وأولوياته في المجتمعات القبلية ال تمثل بالضرورة ميول وأولويات من يلتفون حوله ويحمونه ويقاتلون معه أو ضد أعدائه .وبالتالي فأفكار حسين الحوثي أو أخيه عبدالملك ال تمثل أفكار كافة من يقاتل معه. وكون وجود أسلحة في أيدي الحوثيين ال يعني أن هناك دولة تقدم لهم ذلك .خصوصا ً في اليمن الذي يتوفر فيها السالح المتوسط والثقيل لدى كل قبيلة .وأما إذا أخذنا في االعتبار ستة حروب خاضها الجيش اليمني بغير نجاح فيمكن أن نضيف هزائم الجيش مصدراً آخر للسالح. وأكثر التفسيرات سطحية هي تلك التي تربط األحداث بالهوية الطائفية ،جاعلة من من التشابه المذهبي سببا ً للحرب ،والتي تذكر موقف الحوثيين من الصحابة في سياق تحليلها لالقتتال! إذا لفهم أحداث صعدة ال بد من تجاوز سياسة البط هذه وقبول أن التشابه ال يعني التوافق أو التحالف أو الدعم .وال بد من افتراض أن العالقات والتحالفات السياسية أكثر تعقيداً مما نتصوره. هناك أمر مؤكد وهو أن أحداث صعدة جزء الصراع السياسي واألمني في اليمن .وأغلب التحليالت السياسية تأتي من أطراف هي جزء من بالصراع ،وبالتالي فلن تسعى للدقة بقدر ما ستسعى لعرض القصة بالشكل الذي يناسب العدد 1536
عبدهللا حميد الدين مشروعها .فالحكومة اليمنية تواجه أزمة في الشرعية .أغلب أطراف المعارضة اليمنية لم تعد ترى أنه ممكنا ً حتى التصالح معها وأنه ال بد من تغيير كامل لها .ولمواجهة أزمة الشرعية هذه تحاول الحكومة أن تنسب إلى الحوثيين عالقة بإيران على أمل أن تكسب دعما ً دوليا ً أو إقليميا ً يساعدها على مواجهة أزمتها الداخلية .في المقابل نجد أن بعض المعارضة اليمنية ـ الجنوبية والشمالية ومؤخراً الشيخ حميد األحمر ـ حريصة على نفي تلك التهم عن الحوثيين ألنهم ال يريدون من الحكومة أن تستفيد من هذه التهمة ،ولكن أيضا ً ألنهم يريدون التقارب مع الحوثيين باعتبارهم قوة مسلحة يمكن أن تخدم مشروعهم السياسي أو طموحهم الفردي .وبعض العرب يؤكدون تدخل إيران من باب التحذير إليران لئال تتدخل. ويبدو أن الرسالة وصلت إليران ولذلك وجدنا التحول في الخطاب اإليراني الرسمي نحو أحداث صعدة والذي يفسره البعض على أنه تأكيد لدور إيران في اليمن ،في حين إنه ليس إال تأكيد منها أنها ليست هناك على االطالق. ومؤكد أيضا ً لمن يعرف اليمن أن حجم أزمة صعدة ومدى انتشارها ما هي إال تجل من تجليات فشل الدولة من جهة والصراع على مستقبل الحكم في اليمن بين الرئيس على عبدهللا صالح األحمر ،والعميد على محسن األحمر، والشيخ حميد بن عبدهللا األحمر (على عبدهللا وعلى محسن من قرية بيت األحمر من قبيلة سنحان .في حين أن حميد من أسرة األحمر من قبيلة حاشد .).وبالتالي ففهمها وحلها يبدأ من صنعاء ويمر بصعدة ثم يعود لينتهي في صنعاء .فالدولة في اليمن صارت تعد من الدول الفاشلة بسبب عجزها عن تقديم خدمات أساسية مثل األمن ،والسيطرة التامة على أراضيها، والقضاء ،وحماية المال العام .والصراع على مستقبل الحكم في اليمن يقع بين أطراف مستعدة لالقتتال المسلح ،ولكن تكافؤ قواها يردعها عن االقتتال المباشر ويجعلها في حالة من الحرب
الباردة المحلية .هذا األمران ـ فشل الدولة والصراع على الحكم ـ حوَّال محاولة اعتقال بسيطة لحسين الحوثي قبل عدة سنوات إلى ما يشبه حرب أهلية شاملة يتم فيها استخدام األسلحة الثقيلة والطيران وكافة القوات المسلحة. لذلك فمحاوالت فهم حجم األزمة باالستناد إلى تحليالت قوة الحوثيين ال تفيد كثيراً .ال شك أن للحوثيين قوة فاعلة ،ولكن هذا وحده إنما يفسر صموداً محدوداً ،ولكن ليس هذا الصمود الطويل األمد .كما إنه ال يفسر انتشارهم .إن ما يفسر ذلك هو فشل مؤسسات الدولة الذي أدى إلى خلق سخط عام علىها .لذلك ال يجد الكثير من أفراد قبائل خسارة في القتال ضد الحكومة، في حين إن هناك مكاسب متعددة أقلها التعبير عن الذات .أيضا ً يفسر قوة الحوثيين الصراع على الحكم الذي جعل من أجنحة الصراع تحول صعدة إلى ما يشبه أرض معركة بالوكالة ،يقوم كل جناح بضرب خصمه من خالل إقحامه في المواجهة ضد الحوثيين .فالرئيس يقحم قوات على محسن األحمر هناك .وعلى محسن األحمر يقحم قوات الرئيس .وهذا يخلق فرصة للحوثيين في المنتصف لالستفادة والتوسع. أزمة صعدة تقع في سياق أزمة وحدة اليمن، وأزمة مستقبل الدولة اليمنية ،وأزمة أمن منطقة الخليج .فاليمن الذي يعيش أكثر من نصف سكانه تخت خط الفقر ،ومستوى البطالة فيه يزيد عن 35%في المائة ال يحتاج إلى أزمة تستنفذ موارده المحدودة .واليمن المهدد بانفصال ال يحتاج إلى أزمة تزيد من شق وحدة الصف الداخلية .وانهيار اليمن بكثافته السكانية وطبيعته الجغرافية سيعني مصيبة إنسانية لدول الخليج وتهديد أمني حقيقي. اليمن على حافة هاوية ،ومستقبله األمني والسياسي على المحك وليس من مصلحتنا االستمرار في سياسة االستسهال عندما نحلل أحوال اليمن ،ومن الضروري الخوض في تحليالت حقيقية تساعد أصحاب القرار على اتخاذ خطوات تؤدي إلى محاصرة المشكلة ثم حلها وليس إلى تفاقهما ثم انتشارها. باحث سعودي متخصص في الشئون اليمنية 31
أفكار
11ديسمبر 2009
32
الحب مقابل المال بقلم جورج الزمار
العدد 1536
33
أفكار
الحب مقابل المال
هل يشتري البريطانيون واألمريكيون األمان في أفغانستان ؟
لجأت بريطانيا إلى نظام جديد لحماية جنودها في أفغانستان ،حيث سمحت لقواتها بصرف مكافآت مالية نظير ضمان سالمة أفرادها، ويشير الدليل الخاص بمكافحة التمرد ،والذي يحدد الخطوط العريضة لهذا النظام ،إلى أن هذا األمر مهم كوسيلة إلقناع األفراد بقبول ضا بأن السبب وراء دعم األفراد لحركة التمرد هو دافع مالي .إال أن خططًا مماثلة أثبتت فشلها في الماضي .أضف سلطة الحكومة ،افترا ً إلى ذلك أنه من الصعب شراء التقاليد القبلية ،واالعتقاد بوجوب الدفاع عن اإلسالم ،سواء بالتهديدات أو بالمال ،وكذلك األشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مدافعين عن اإلسالم.
جنود الكتيبة األولى الملكية الويلزية يستعدون للذهاب إلى أفغانستان و مغادرة ثكناتهم في دايل بتشيستر ،شمال غرب انجلترا ،يوم 3ديسمبر، .2009 © Getty Images ينصح دليل مكافحة التمرد البريطاني الجديد القوات البريطانية العاملة في أفغانستان بدفع مبالغ مالية لضمان سالمتهم .وتؤكد هذه الوثيقة أن المال يمكنه أن يكون أداة مهمة في إقناع األفراد والجماعات بقبول سلطة الحكومة، طالما أنه يستخدم بحكمة .ويقول الدليل :إن المال يستطيع أيضًا أن يقوّض دعم المجتمع للمتمردين .والفكرة بسيطة تتلخص في أن حركة طالبان تدفع للمتمردين المحليين حوالي 15دوالرًا ( 7جنيهات إسترليني) في اليوم الواحد .ورغم أن هذا المبلغ ال يبدو كبيرًا، فإن هذا الراتب الضئيل يعد خيارًا أكثر 11ديسمبر 2009
جاذبية من احتمال البطالة في بالد تعاني الفقر وتمزقها سنوات من الحرب .ويقول الدليل إن الجنود البريطانيين إذا استطاعوا مضاهاة هذا العرض وقاموا بعرض العفو عن المتمردين، حينئذ سيهجر األفغان التمرد حت ًما ويتوقفون عن إطالق النار على القوات البريطانية. وثمة شيء من المنطق في هذه المقولة. فمنذ أوائل عام ،2007أدرجت الحكومة العراقية ،بمساعدة الواليات المتحدة ،أكثر من 100ألف شخص سني بين صفوفها .ويقول البعض إن اآلالف من هؤالء السنة كانوا
متمردين سابقين ثم وافقوا على إلقاء أسلحتهم مقابل مبالغ نقدية أو الحصول على وظائف عادية .وفي أفغانستان ،يصبح هذا االحتمال مغر حيث إن التكاليف المحلية أكثر من ٍ هناك أقل بكثير مما كانت علىه في العراق. وباإلضافة إلى ذلك ،فإن التحول في الوالءات العشائرية أمر ذائع في التاريخ األفغاني، ويقول المنطق إن هذا األمر يمنح بريطانيا فرصة مثالية الستغالل جماعة ضد أخرى. وهناك بعض السوابق داخل أفغانستان أيضًا. فرغم النفي الرسمي القوي داخل الدولة ،أشيع 34
أفكار أن إيطاليا نجحت في تقليص عدد قتالها في حي "ساروبى" في كابول عن طريق دفع المال لحركة طالبان .كما أن شركات األمن والنقل الخاصة تتبع هذه اإلستراتيجية بدفع النقود للمتمردين األفغان في مقابل الحصول على مرور آمن داخل البالد .ويتفاوت سعر السالمة بشكل كبير ويتوقف على نوع المركبات ،وعلى ما تحمله ومساراتها .وتكشف بعض الروايات أن المسلحين يطلبون أحيانًا أكثر من 800 دوالر عن كل شاحنة .وبطبيعة الحال ،طالما أن هناك احتماالت لهجوم جماعة لقافلة معادية، تبدو هذه الصفقة وكأنها تسير بشكل جيد حتى اآلن .وتعد هذه الصفقات مهمة لجماعات المتمردين أيضا ،حيث إنها تمدهم بمصدر مالي رئيسي لتمويل حربهم ضد نفس الجيوش التي يمنحونها العبور اآلمن مقابل المال .ونجد التناقض أكثر إدها ًشا ،حيث إن هذا األسلوب يضمن بنجاح أن تظل طرق اإلمدادات العسكرية مفتوحة أمام القوات األجنبية. وهذا األسلوب ليس جديدًا .فخالل الحرب الباردة ،أغدق الروس واألمريكيون على حد سواء األموال على أفغانستان في محاولة يائسة لشراء الوالءات العشائرية وتشكيل السياسات المحلية لتتوافق مع مصالحها اإلستراتيجية .وبعد انتهاء الحرب الباردة، استمر هذا المنهج حيث عرضوا على حركة طالبان ما يصل إلى 150ألف دوالر أمريكي عن كل صاروخ من حوالي 600صاروخ ستينجر ،متبقية كانت الواليات المتحدة قد وزعتها من قبل ثم فقدتها في أفغانستان. وحاولت مبادرات دولية كثيرة أيضًا القضاء على محاصيل الخشخاش بمنح النقود لمنتجيه المحليين لتشجيعهم على زراعة محاصيل بديلة – وهى إستراتيجية أثبتت عدم واقعيتها وعدم فاعلىتها ،ولم تحقق سوى مكاسب مؤقتة .كما حاولت الشركات الخاصة أيضا شراء الوالءات المتجهة لحركة طالبان في الماضي ،كما في حالة شركة "يونوكال" والتي وعدت طالبان بماليين الدوالرات أمال في أن تستطيع المضي قُدما في واحد من مشاريعها والذي يقضى ببناء خط أنابيب من تركمانستان إلى باكستان . وفي اآلونة األخيرة ،في شهر أكتوبر /تشرين األول ،وضع الرئيس أوباما تكاليف خطة إلعادة دمج حركة طالبان ضمن مبلغ 680مليار دوالر مخصصة للعمليات العسكرية األمريكية في أفغانستان للسنة المالية .2010ويتضمن هذا البرنامج فكرة استخدام "المال بوصفه سالحًا" ،ويهدف إلى دفع المال لمقاتلي طالبان المحليين مقابل وقف القتال .ولكن حتي اآلن لم يتضح بعد مصير المبادرة األخيرة ألوباما.. ونقول في اختصار ،ال يشكل المال سوى حل مؤقت .فربما يستطيع المال العدد 1536
شراء األمن الحالي ويقلل من الخسائر البشرية األمريكية والبريطانية ،ولكن سيكون هذا الحل قصير األجل دون شك. وإذا توقعنا أن المتمردين منخفضي الكفاءة سوف يوقفون القتال من أجل المال ،فهذا أمر واقعي فيما يخص أفغانستان .ولكن إذا توقعنا أال يعود المتمردون إلى ساحة القتال أو دعم تنظيم القاعدة حين تغادر القوات األجنبية أفغانستان فليس أمرًا واقعيًا .ويقاتل عشرات األفغان فعال من أجل المال ،ويوجد بالفعل برنامج عفو لطالبان منخفض المستوى وسيئ التمويل في أفغانستان .ولكن هناك حالة منتشرة من انعدام
ربما تكون التنمية المحلية الفاعلة في شقيها االقتصادي واالجتماعي ،وليس النقود ،هي الضمان الوحيد بعدم انضمام األفراد إلى المتمردين ألسباب اقتصادية الثقة في الحكومة المركزية ويعتبرها الشعب دمية أمريكية .وازداد هذا التصور رسوخا خالل االنتخابات األخيرة التي كشفت عن خلل هائل. كما تنعدم ثقة المتمردين أيضًا في مثل هذه المبادرات .وتم اعتقال متمردين سابقين مثل وكيل أحمد متوكل ،وهو وزير خارجية طالبان السابق ،وعبد الحق واسيج ،وهو وزير استخبارات طالبان السابق ،بجانب آخرين كثيرين ،وأُرسلوا إلى قاعدتي باجرام وجوانتانامو بعد أن تراجعوا طواعية. وتعزز هذا الحذر القائم على التجربة نتيجة االضطرابات األخيرة التي سببها البرنامج الباكستاني الخاص بالعفو .وتزداد األمور سو ًءا حيث يواجه المنشقون المحتملون مضايقات وتهديدات على يد الموالين .ومن منظور غربي كذلك ،تثير المناقشات التي جرت أخيرًا حول قضايا مثل ارتفاع تكاليف الحرب وعدم وجود معدات للقوات تساؤالت أيضا حول جدوى واستمرارية مشروع أمني تأسس على مبدأ المكافأة المالية. على هذا النحو ،يتطلب الدمج الفاعل والمستديم للمتمردين السابقين في الحياة السياسية نهجا أكثر تعقيدا من مجرد منح النقود .وال تعتبر حركة طالبان متجانسة ومترابطة .وفي حين تمتلك الحركة قيادة مركزية ،في مجلس "كويتا" للشورى ،ال تزال الحركة تناضل من أجل
توحيد عدد ال يحصى من الجماعات والفصائل والقبائل والفروع المنتشرة تحت إطار مظلة المتمردين .وإذا كان البريطانيون واألمريكيون يريدون من المتمردين أن يتوقفوا عن إطالق النار على جنودهم وتوفير الحماية للمدنيين في أوطانهم ،يصبح حينئذ التوصل إلى اتفاق مع كل من مجلس الشورى ،فضال عن الفصائل األخرى ،مثل شبكة حقاني ،أمرا ضروريا. واألهم من ذلك ،ليس من المحتمل شراء والء هذه المجموعات .وفي الشهر الماضي، أعرب نائب األمير المال أخوند ،عن رد فعل طالبان تجاه هذه المبادرة المالية ،مؤكدا أن مقاتلي طالبان ليسوا مرتزقة وأن هذا "السالح القديم" سيبوء بالفشل ،تماما كما فشل من قبل. إذن ما هو الحل؟ ربما تكون التنمية المحلية الفاعلة في شقيها االقتصادي واالجتماعي، وليس النقود ،هي الضمان الوحيد بعدم انضمام األفراد إلى المتمردين ألسباب اقتصادية .ومع ذلك ،سوف يكون هذا ممكنا فقط إذا تم تفكيك المتمردين بشكل فاعل أو إبرام اتفاق مع مجلس "كويتا" للشورى وغيرها من الجماعات المتمردة الرئيسية .وحيث إن الحكومتين البريطانية واألمريكية تسعيان بالفعل نحو انسحاب قواتهما ،فمن الممكن التوصل إلى اتفاق يستطيع تقويض الدوافع غير االقتصادية لالنضمام إلى التمرد .في الواقع ،ربما يكون هذا االتفاق أيضا الضمان الوحيد بأن هذه الفصائل لن تواصل دعم تنظيم القاعدة بعد رحيل القوات. وكما أوضح قرار ال ُمال عمر بحماية بن الدن في عام ،2001تعتبر العالقة بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة أكثر من مجرد عالقة مصلحة. وال يمكن شراء التقاليد القبلية ،واالعتقاد بوجوب الدفاع عن اإلسالم سواء بالتهديدات أو بالمال. ويعد التنظيم ومستوى التطور التقني للهجمات التي تقوم بها شبكة حقاني انعكاسًا واضحًا أيضا الستمرار التعاون مع تنظيم القاعدة. وباإلضافة إلى ذلك ،تقوم شبكة حقاني بتوسيع مطرد لشبكتها الخاصة بالرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات في المناطق التي يقل فيها أو ينعدم نفوذ الحكومة المركزية األفغانية. وعلى هذا النحو ،تعزز شبكة حقاني نفوذها وسيطرتها ببطء على السكان المحليين .وإذا لم تتخذ تدابير ملموسة من أجل تحقيق مزيد من التنمية االجتماعية واالقتصادية في أفغانستان، سوف يزداد تجنيد الشباب األفغان عبر االقتناع بالتمرد بدال من مجرد دافع اقتصادي بحت .وفي هذه الحالة ،سيكتشف األمريكيون والبريطانيون مرة أخرى أن المال لن يشتري لهم الحب حتى وإن حدث ذلك بشكل مؤقت.
محامى دولي ومحاضر في العالقات العامة في معهد "بوك ميناس" ،وباحث مقيم بلندن في مجال األمن والعنف السياسي 35
11ديسمبر 2009
36
شخصيات بروفايل
حوار
بغداد اآلمنة
جواد البوالني وزير الداخلية العراقي
العدد 1536
37
حوار
بغداد اآلمنة
جواد البوالني وزير الداخلية العراقي: طهرنا وزارة الداخلية من 65ألف عنصر فاسد
اً قتيل وأكثر من 197 رغم التفجيرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد هذا األسبوع وراح ضحيتها نحو 112 مصابًا ،فإن وزير الداخلية العراقي جواد البوالني مازال يؤكد أن العراق في طريق إلى تحقيق األمن ،وأن وزارته حققت إنجازات مهمة في هذا الشأن ..البوالني ال يعتبر الحادث اً دليل على هشاشة األجهزة األمنية .ويؤكد أن بغداد ال تزال آمنة. البوالني يرى أن أول الطريق للخروج من المأزق األمني والعودة لالستقرارهو تجاوزالمحاصصة الطائفية ويقدم نفسه على أنه الخيار األنسب في االنتخابات القادمة لتحقيق هذا األمر معربًا عن توقعات متفائلة جدًا بشأن النتائج التي سيحصل علىها "ائتالف العراق الموحد" الذي يتزعمه في االنتخابات المقبلة ،رغم مخاوفه من افتقارها للشفافية.
األمان يعود لبغداد فقد أصبحت تسهر حتى الصباح دون خوف
وأشار في الوقت نفسه إلى أن العراق ،و برغم ازدحامه بالسياسيين يفتقر حاليًا إلى رجاالت الدولة .معتبرًا أن الطريق األمثل لبناء العراق هو التخلص من عقلية المحاصصة وباألخص الطائفية. المجلة :أين أنت من الخالف السياسي الذي امتد ألسابيع حول القانون االنتخابي الجديد؟ 11ديسمبر 2009
ـ المشكلة في العراق لألسف هي عدم وجود رؤية واضحة لخلق توافق وطني في مواجهة األزمات ،ودائما كانت القضايا اإلستراتيجية المتعلقة ببناء عملية ديمقراطية في العراق،ال يُستثمر فيها الوقت بشكل أمثل ،وبالتالي تترك األمور للتوقيتات التي بتقديري ال تصلح للتفاهم أو الحوار ،صحيح يوجد سياسيون في البلد ،لكن ال يوجد عندنا رجال دولة لألسف،
قلة من المؤسسات التي كانت تواجه عملية بناء الدولة وتهتم باألمور التي تساعد البلد في أن يقطع خطوات ثابتة باتجاه العملية الديمقراطية. أنا أعتقد أن ما ينقص قانون االنتخاب هو وجود بيانات وإحصائيات وتعداد للسكان وهذا األمر المفروض أن يحدث قبل سنتين من موعد إجراء االنتخابات لتكون عندنا بيانات متوفرة وقانون لألحزاب ويكون هناك إعالم 38
حوار مستقل وسلطات تستطيع أن تلتزم وتحافظ على الثبات في التشريع.لكن دائما تبقى الحلول غير مكتملة وأسبابها واضحة وهي الحاجة إلى بناء نظام سياسي مستقر ،بناء ديمقراطي يتطلب حضور نخبة سياسية وطنية تؤسس للحكم الوطني في العراق بعيدا عن الطائفية أو المصالح الشخصية.أعتقد أن النظرة يجب أن تكون نظرة باتجاه المواطن وباتجاه نظام سياسي يشعر العراقيين جميعهم ،وبدون استثناء ،بأن هذا النظام يمثل واقعًا حقيقيًا ألحالمهم وطموحاتهم في العيش تحت سقف دولة قوية. المجلة:هل أنت مع القانون الجديد لالنتخاب؟؟ ـ في تقديري القانون به نقاط جيدة ونقاط تحتاج إلى المراجعة فلو كانت البيانات واإلحصائيات وأرقام التعداد السكاني متوفرة لكان األمر اختلف كليًا ،وكان المفترض أن يقدر البرلمان العراقي من البداية أن مثل هذا القانون يحتاج إلى وقت طويل لمناقشته حتى يحظى بإجماع وطني لذلك فالخالفات التي حدثت أمر طبيعي. المجلة:هل هناك نقاط بعينها في القانون الجديد أنت راض عنها؟ أعتقد أن وجود القائمة المفتوحة تعزز قوة القانون باتجاه منح المواطن خيارات واسعة في اختيار مرشحين جيدين ،فالمواطن العراقي الذي سينتخب مرشحين جيدين حتما سيحظى بحكومة جيدة ،فمجلس نواب جيد وبه شخصيات وطنية معناه حكومة جيدة وقوية تستطيع أن توفر الخدمات للمواطن وحل مشاكله التي يعاني منها.كما أن المشاركة الكبيرة للكيانات السياسية المختلفة يدفع األمور بشكل جيد. على أية حال ال يوجد هناك أشياء نستطيع أن نعتبرها كاملة مائة بالمائة ،لكن هناك أشياء نستطيع أن نقول إنها مقبولة ،والمهم أن ينجح قانون االنتخاب في الحصول على بالتوافق الوطني ليشعر العراقيون في العراق جميعًا أنه لم يقع علىهم أي غبن أو ظلم ،أعتقد أن العراق الجديد الذي نطمح إليه أال يكون هناك عراقي يشعر بالسعادة على حساب شقاء و حرمان عراقي آخر،نريد أن يكون كل العراقيين جميعهم متساوين أمام الدستور والقانون،ومسئولية النظام السياسي الجديد أن يوفر كل هذه االستحقاقات للعراقيين في الداخل والخارج. المجلة :هناك خشية أن يؤدي الفشل في اجراء االنتخابات في موعدها إلى فراغ دستوري؟ ـ بسبب خالفات الكتل السياسية تم تأجيل االنتخابات من السادس عشر من يناير العدد 1536
كانون الثاني المقبل ،إلي السادس مارس/ آذار المقبل ،وهذه الفترة مقبولة من الناحية القانونية ،السيما أن المجتمع الدولي وكل المعنيين يترقبون الوضع العراقي وينتظرون االنتخابات العراقية بأهمية قصوى.العراق مقبل على مرحلة مهمة فعلى الجميع أن يتحلى بااللتزام وبالمسئولية الوطنية.
وزير الداخلية في العراق مسئول عن قيادة أكثر من نصف مليون منتسب في وزارة الداخلية ومسئول عن حماية أكثر من 37ألف موقع رسمي في مختلف مناطق العراق
ـ أنا أعتقد أن العراقيين يعرفون جيدًا حجم اإلنجاز األمني الذي تحقق منذ توليت وزارة الداخلية ،وظروف البلد كانت معروفة وحجم التحديات والتهديدات التي كانت تواجه العراق كبيرة .ومن المعروف أن وزارة الداخلية تعتبر قلب الدولة ،ومنصب وزير الداخلية في كل العالم يعتبر من أصعب وأخطر المناصب ،فما بالك إذا كان هذا المنصب في العراق في ظل وجود هذه التناحرات والتناقضات السياسية، هذا غير اإلرهاب الذي كان يواجه البلد والميليشيات والعصابات اإلجرامية والخارجين عن القانون .أنا أعتقد أن المناصب تمنح من خالل ثقة الناس وليست فقط باإلنجاز األمني، ووزير الداخلية يحظى بالثقة والمحبة من قبل أبناء الشعب العراقي في مختلف المناطق ويعرفونه جيدًا من خالل التواصل والتعايش االجتماعي على مدى سنين طويلة .أعتقد أن اإلنجاز األمني الذي تحقق وحول ملف وزارة الداخلية من ملف كان ينظر إليه على أنه ملف ميئوس منه ،إلى ملف إلنقاذ العراقيين والحفاظ على دمائهم بعد أن عملنا على تطهير الوزارة من العناصر الفاسدة وطرد أكثر من 65ألف عنصر فاسد ،هذا غير عملنا على بناء قدرات األمن الداخلي ،أعتقد أن ما تحقق من نجاح هو سبب كاف ومقنع للحصول على ثقة العراقيين. ومنصب رئيس الوزراء ليس بالمنصب األكثر خطورة أو األكثر صعوبة من منصب وزير الداخلية ،فمنصب وزير الداخلية في العالم كله يعتبر منصبًا مه ًما وحساسًا ،فما بالك إذا كان هذا المنصب في العراق؟ وزير الداخلية في العراق مسئول عن قيادة أكثر من نصف مليون منتسب في وزارة الداخلية ومسئول عن حماية أكثر من 37ألف موقع رسمي في مختلف مناطق العراق ،والكل يعلم أن بغداد كانت تنام الساعة الرابعة أو الخامسة عصرًا، هذه المدينة العظيمة بتاريخها وبأهلها الطيبين، كانوا محرومين من أي نشاط أو أي فرح.. اآلن عادت بغداد لؤلؤة للشرق وأصبحت تسهر لساعات متأخرة من الليل وهذا دليل على وجود األمن ،هناك عمل كبير حققته الداخلية في هذا المجال وهو في تقديري إنجاز مهم ،وأعتقد أن الحكومة العراقية في قطاع األمن تستطيع أن تفتخر بما تحقق على صعيد التحسن األمني.
المجلة :أنت مرشح للتنافس على منصب رئيس الوزراء ،ما خططكم لخوض االنتخابات؟ ـ سنخوض االنتخابات بـ"ائتالف وحدة العراق" الذي يضم شخصيات وطنية بارزة من مختلف مناطق العراق منها الشيخ أحمد أبو ريشة ،رئيس مؤتمر صحوة العراق، والشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني في العراق ،رئيس تجمع الميثاق الوطني ،وسعدون الدليمي ،وزير الدفاع العراقي السابق ،إضافة إلى عدد كبير من شيوخ العشائر والشخصيات السياسية واألساتذة واألكاديميين.وهذه الشخصيات تجتمع على فكر وطني لطرح بديل مهم في عملية بناء كتلة سياسية تاريخية قادرة على أن تنافس بقوة االئتالفات الموجودة بطرح لون وذوق سياسي جديد على المستوى الوطني يعبر عن خصوصية المشروع الوطني العراقي،واستطاع ائتالف وحدة العراق أن يتقدم بثبات وقوة في مناطق كثيرة من العراق اً قبول وطنيًا ،وهو في تقديري احتل ويحقق مراتب متقدمة في البلد واستطاع أن يصل للعراقيين في الداخل والخارج،ألن ائتالف وحدة العراق هو البديل الحقيقي لكل ما طرح من أفكار ومشاريع ألن"وحدة العراق" هي المجلة:هل تعتقد أن االنتخابات في حال البديل الذي يبحث عنه المواطن في كل الملفات إجرائها ستكون شفافة؟ سواء كان ملفًا سياسيًا أواقتصاديًا أوأمنيًا أو ـ أوال حسب اطالعنا هناك كثير من القوى اجتماعيًا. لديها قلق ولديها هواجس ونحن أيضا من القوى التي لديها نفس هذا القلق ونفس الهواجس، المجلة :هل تعتقد أن تجربتك في وزارة ونتمنى أن تحظى العملية االنتخابية باهتمام الداخلية تؤهلك للحصول على ثقة العراقيين ورعاية األسرة الدولية والمنظمات الدولية للوصول إلى المنصب التنفيدي األول؟ لمساعدة العراقيين على خوض تجربتهم 39
حوار
© Getty Images
حوادث التفجيرات االخيره ال يعتبرها الوزير دليل هشاشة االمن..
مسئول عن ملفات وزارته ،والسنوات األربع التي تولينا فيها وزارة الداخلية ،كانت تعتبر من أصعب الملفات وأعقدها ،وكانت الوزارة متهمة ومدانة ،لكننا حولنا وزارة الداخلية من مشكلة تؤرق الحكومة إلى حل أمني وهذا هو النجاح الذي نتحدث عنه ،أما القطاعات األخرى فإن اإلخوان كل في وزارته يستطيع أن يتكلم عن إنجازات ملفاته ،وال ننكر أن هناك إنجازات في قطاعات أخرى ..لكن قد تكون غير ملحوظة ،وفي تقديري أن جز ًءا من المشكالت التي واجهت النظام السياسي هو المحاصصة الطائفية والطائفية السياسية التي كانت وراء تعثر بعض ملفات الخدمات وملفات االستثمار واألعمار ،وأنا أعتقد أن المرحلة القادمة البد أن تهتم بالتشريعات التي تساعد الحكومة المقبلة على النهوض بحوائجها.
الديمقراطية بدون أن يكون هناك تزوير أو تزييف للحقائق ،وكما تعلمون ال يوجد هناك انتخابات مثالية مائة بالمائة ،لكن نتمنى أن المجلة:ما رأيك بالمحاصصة الطائفية في تكون األخطاء بسيطة ،وعلى المفوضية المناصب العلىا؟هل ستعمل في حال وصولك العلىا المستقلة لالنتخابات وعلى كل العاملين إلى مركز القرار األول على إلغائها و ما البديل فيها أن يتحلوا بهذا القدر العالي من االلتزام وكيف؟ والمسئولية للحفاظ على استحقاقات الناس ـ نطمح في برنامجنا القادم تقديم مشروع والمحافظة على أصواتهم بكل أمانة وحيادية ،صحيح الظروف في البلد ليست مثالية، حقيقي يعتمد على الكفاءات الوطنية التي تؤدي والعملية االنتخابية تحتاج إلى أكثر من جهد والبد أن نأخذ بعين االعتبار حداثة التجربة واجباتها ومسئوليتها بروح عراقية ،وأنا أعتقد على المستوى المحلي الوطني وعلى المستوى والظروف التي مر بها البلد من إعادة بناء أن االعتناء بخلق منظومة سياسية مستقرة العربي واإلقليمي والدولي حتى ال تفرض جهة الوزارات والمؤسسات على أسس مهنية تكون فعالة في تطوير آفاق العمل الحكومي معينة هيمنتها وتزور إرادة العراقيين. واحترافيه ،أنا أعتقد أن هناك خطوات إيجابية المؤسساتي تراعي المهنية والخبرة والكفاءة تحققت في هذا االتجاه ،وطبعا نطمح ونأمل في مبتعدة عن التصنيفات على أسس حزبية أو المجلة :ما دور وزارة الداخلية في ترتيب المزيد ،وهذا يتطلب وقتا أطول ،لكن عندما طائفية هو هدفنا األساسي ،وهذا تحقق كواقع االنتخابات؟ تحدث بعض الثغرات أو التجاوزات هنا أو عندما قدنا وزارة الداخلية. وزارة الداخلية مسئولة بشكل مباشر من هناك ال نعتبرأنها تؤثر على مجمل الصورة خالل لجنة حكومية عن توفير وتأمين العملية للجهد الكبير المبذول. المجلة:هل يتحمل الوضع الشعبي في العراق االنتخابية ،وهناك لجنة حكومية يرأسها وكيل إلغاء المحاصصة الطائفية؟ وزير الداخلية لشئون الشرطة وهو رجل المجلة :ما رأيك في اإلنجازات التي حققتها ـ عندما عاش العراقيون تجربة االنتخابات يتمتع بخبرة إدارية وأمنية كبيرة ،واستطاع أن حكومة المالكي التي أنت جزء منها؟ السابقة وتم تقسيم القوائم إلى قوائم سنية كاملة ينجح في االنتخابات السابقة وما قبلها،ووزارة ـ إذا أردنا أن نتكلم عن أبرز إنجازات هذه ال تضم إال السنة ،وقوائم شيعية كاملة لم تضم الداخلية تتعاون وتنسق مع اإلخوة في األجهزة الحكومة فسيكون"األمن" هو أكثر القطاعات إال الشيعة ماذا حدث؟ ال المدن الشيعية تم الحكومية األخرى من أجل تأمين عملية التي شهدت تحسن سواء في إطار البنية التحتية إعمارها أو شهدت تحسنا في الخدمات وال االنتخابات التشريعية القادمة وحماية أكثر لألمن أو في إطار مكافحة اإلرهاب ،و قطاع المدن السنية شهدت أي إعمار أو تحسن ،لذا أنا من 3500مركز انتخابي ينتشر في عموم األمن هو أحد القطاعات التي تستطيع الحكومة ال أحب تصنيف العراقيين على أساس طائفي مناطق العراق وتأمين وصول الناخبين إلى الحالية أن تفتخر بما تم إنجازه فيها والنعتبر وال أحب هذه التصنيفات وال أؤمن بها.ألن هذه المراكز ،والداخلية نجحت في تأمين أن الذي تحقق يرضينا تماما ،لكن بتقديري المحاصصة الطائفية لم تفرز لنا سوى التأخير االنتخابات السابقة وأعتقد اآلن أن الوقت كاف التحديات والتهديدات مازالت موجودة وهذا وتولي إدارة ملفات الدولة" ناس فاشلين" ال ما يجعلنا باستمرار نركز على تحسين األداء. واإلمكانات متاحة. يفقهون في اإلدارة وال في القيادة شيئا ،هناك فشل في كثير من مرافق الدولة منذ 7سنوات المجلة :كونك أحد أبرز المتنافسين في المجلة:أال ترى أي إنجازات أخرى لحكومة وأسبابه واضحة وهي المحاصصة الطائفية، االنتخابات ،هل تعتقد أنك ستكون كوزير المالكي إال اإلنجاز األمني؟ التي لم تتوقف فقط على قضية السني والشيعي للداخلية على المسافة نفسها من كل األطراف ـ ال أستطيع أن ألغي جهد إخواني وزمالئي ،حتى داخل الطائفة الواحدة صارت هناك في االنتخابات ؟ في كثير من القطاعات ،لكني تحدثت عن محاصصة ،وداخل الحزب الواحد الطائفي ـ العراقيون يعلمون أننا وقفنا على مسافة األمن ألنه أكثر اإلنجازات التي شعر بها صارت محاصصة وتالشت البنية األساسية متساوية من الجميع والحمد للـه ،ومن المواطن وانعكست على حياته اليومية ،وطبعًا المعروفة في عمل األحزاب ،فأصبحت تعرف المعروف أن وزارة الداخلية قدمت تضحيات لكل حكومة برنامج وكل وزير في الحكومة هذه األحزاب على أساس جماعات وشخصيات كثيرة لحماية كل المواطنين من كل مظاهر التهديد ،وكنا حياديين وسنكون حياديين واالنتخابات السابقة كانت خير برهان على حيادية وزارة الداخلية ،وشعار الوزارة منذ استلمنا مهامها أن وزارة الداخلية وزارة كل العراقيين.
11ديسمبر 2009
40
حوار فهؤالء جماعة لندن ،وهؤالء جماعة إيران وهؤالء جماعة سوريا .ونحن نقول لهم باستمرار"أين جماعة العراق"وأنا أعتقد أن بالعراق كفاءات وقدرات كثيرة وبإمكانه أن يقدم نموذجًا للحكم الوطني يكون مقبوال ويحقق طموح وأحالم العراق بعيد عن النظرة الطائفية.وأن مراجعة هذه الملفات مطلوبة، والعراقيين اليوم أصبحوا اكثر وعيًا وإدراكا للسبل التي تسهم في تحقيق مصالحهم،واآلن أصبح الكل يهرب من العنوان الطائفي ويدخل في العنوان الوطني ،هذا طبعا قسم منه ،تكتيك سياسي للهروب من الواقع التي سقطت فيه بعض الكيانات السياسية ،وقسم منه تحرك باتجاه تحديد وتنوير وتجديد نشاطه الحزبي ،وما يميز "ائتالف وحدة العراق" بعد أن تشابهت الشعارات هو المصداقية مع المواطنين. المجلة:ما رأيك بسجل الحكومة الحالية على صعيد العالقات مع الجيران؟؟ ـ كنت أتمنى أن تكون هناك خطوات أكبر في عملية بناء الثقة مع جيران العراق ورؤية محددة لمعالجة بعض الملفات ،أعتقد إذا كان لدينا فرصة من الممكن أن نطور عالقتنا بشكل أفضل،ونطمح في أن تقوم الحكومة القادمة بجهد مميز على صعيد العالقات ،وإن شاء هللا نحن مؤمنون بالدور المستقبلي الئتالف وحدة العراق باعتباره منافسًا قويًا لتشكيل الحكومة المقبلة ،و هذه األمور ستكون محل بحث ومحل حوار وتفاهم في تطوير عالقات العراق وبالتالي معالجة الملفات العالقة في أكثر من اتجاه وتكون معالجته لصالح العراق ولصالح المنطقة عمو ًما. المجلة :كيف تتصور العالقات مع دول الجوار و ما أبرزالقضايا العالقة بينكم و بينها؟ ـ ال يوجد قضايا تحل إال عن طريق الحوار، ونحن ال نريد أن يكون بيننا وبين هذه الدول مشاكل أو ملفات عالقة ،أعتقد أن كثيرًا من الملفات تحتاج أو تتطلب نوعا من اإلدارة العقالنية والحكيمة لهذه الملفات والتي ترتبط بها مصالح العراق مع هذه الدول وأن هناك دائما إمكانية لمعالجة أي قضية خصوصا إذا حضرت التطمينات من كل األطراف وااللتزام بمبادئ حسن الجوار بما يعزز األمن واالستقرار وعدم التدخل في الشئون الداخلية، وكما تعلمون أن منطقتنا ال تتحمل هزات أو مغامرات عنيفة،لذا ال بد أن تحضر روحية الحوار وآفاق التعاون على طبيعة العالقات، السعودية دولة مهمة في عالقتها مع العراق وكذلك تركيا وإيران وكذلك دول الخليج بحكم التقارب والجوار على أية حال ال يوجد أمور تستمر إلى ما ال نهاية في حالة شد وجذب. العدد 1536
البوالني يمسح شوارع بغداد من الماء .ويحلم بتخليصها من بحور الدماء
المجلة:يقال إنه في المنطقة العربية العالقات على مستوى وزارات الداخلية تبقى ممتازة حتى وإن تدهورت العالقات السياسية واالقتصادية هل هذا صحيح بالنسبة إلى وزارتكم؟ ـ هذا صحيح مائة بالمائة ،نحن نتمتع بعالقات طيبة مع كل إخواننا وزمالئنا وزراء الداخلية العرب،ألن هاجس األمن واحد عند كل الدول المجلة:ما دور الواليات المتحدة األمريكية في وال أحد يختلف على عناوينه الرئيسية ،لكن العراق في المرحلة المقبلة؟ وجود عالقات أمنية جيدة ومتميزة مرتبطة ـ هناك اتفاقية بيننا وبين الحكومة األمريكية أيضا بوجود عالقات سياسية جيدة والقضية وبيننا عمل في إطار التدريب واالستشارات، ال تخلو من توجهات في هذا اإلطار نسعى وفي الجوانب التي تتعلق باألمور الفنية لتحقيقها في المستقبل. والتقنية لالستفادة من هذه اإلمكانات الموجودة المجلة :كيف تقيم وجود الشركات األمنية لديهم ،وأيضا لدينا برامج مشتركة في عملنا خصوصا في المجال األمني ،والعالقات وعملها في العراق؟ ـ اآلن انخفض عدد الشركات األمنية بشكل مع الواليات المتحدة مهمة ،وأمريكا دولة كبير ،ونحن نتناقش باستمرار حول طبيعة كبيرة لها مصالح مع العراق ،وكذلك للعراق مصالح مع أمريكا،و أن وجود عالقات طيبة أدائها وتقييم ووضع اآلليات والضوابط مع األمريكان فيه مصلحة ومكسب للعراقيين القانونية لعمل تلك الشركات ،حتى أن وللمنطقة ،والمهم أن تكون تلك العالقات مبنية المخالفات والتجاوزات لتلك الشركات بدأت على أساس المصالح المتكافئة للقضايا ذات تنحسر ،وأنا أعتبر عمل هذه الشركات عمال االهتمام المشترك. مه ًما في إطار تنظيم عمل الشركات األمنية، أجرى الحوار شيرين الفايدي ألن هذه الشركات تقدم خدماتها للشركات العاملة في قطاع األعمال واالستثمار وبعض الفعاليات األخرى ،عموما نحن وضعنا مرونة كافية للتعامل مع هذه الشركات ومن يحتاج إلى خدماتها بما ال يهدد أمن المواطنين ونلزم هذه الشركات التي تمارس المهنة برخصة ممنوحة من العراق وأن تلتزم بالقانون العراقي.
41
بروفايل
اإليراني الهجين محمود الهاشمي ..خليفة خامنئى المنتظر كلما عاد الكالم من الخليفة للولي الفقيه في الجمهورية اإلسالمية آية هللا سيد على بعدما كثرت الشائعات عن غيابه تردد اسم محمود الهاشمي كأبرز المرشحين لخالفته فهو أكثر رجال الصف الثانى نفوذا وقربا من السيطرة على القرار في إيران . رغم أصوله العراقية تمكن محمود الهاشمي من أن يصبح أحد األرقام الصعبة في الشارع السياسي اإليراني وكان الجسر الصدري طريقه للعبور الي بالد فارس التي تعلم لغتها وكأنه يعد نفسه لمستقبل يعرفه جيدا ويري مكانه فيه. وبرغم محدودية مواهبه القيادية التي أدت لهزيمته أمام محمد باقر الحكيم الذي أطاح به من من رئاسة المجلس األعلى للثورة اإلسالمية في العراق استطاع الهاشمى التسلل إلي الحوزة العلمية ولفت إنتباه خامنئى بسبع مجلدات وعشرات المقاالت الفقهية العصرية عن تطوير الحوزة واعداد كوادر جديدة مؤمنة بنهج الثورة االسالمية فجعله من حوارييه ومدرسا خاصا له،ليأخذ طريقه بعد ذلك في تشكيل المجلس األعلى للثورة الثقافية الذي حمل لواء أسلمة ايران والحفاظ علىها من الغزو الثقافي الغربي وغيرها من المهام الجسام ليكون جنبا الي جنب مع شخصيات ايرانية بارزة مثل هاشمي رفسنجاني ومهدي كروبي. وعندما تولي الهاشمي أمر القضاء بعد أن فشلت محاوالت منعه من المنصب باعتباره "ايراني هجين". تعامل بيد من حديد مع كل معارضي النظام الحالي وزج بقادتهم في السجون وضرب بحقوق االنسان عرض الحائط وعندما انتهت واليته سلم الراية آلية هللا صادق الريجاني ،ليعود عضوا في مجلس صيانة الدستور ويلعب دورا كبيرا في تزوير اإلنتخابات لصالح أحمدي نجاد ،وانتخب نائبا أول لرئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني ليتبقي له خطوة واحدة ليحل محله مستعينا بالترويج لمرجعيته الدينية لينتقل الي والية الفقيه وسید محمود هاشمي شاهرودي ..أو محمود الهاشمي هو نجل رجل الدين سيد محمد على ،وكان أحد القيادات في حزب الدعوة االسالمية الذي أسسه في العراق ،السيد محمد باقرالصدر مع مجموعة من علماء دين وشخصيات مرموقه .1957 ورغم أن الهاشمي لغته األصلية هي العربية لكنه تعلم الفارسية في إيران التي جاءها بعد سقوط نظام الشاه بصفة معارض " عراقي" وأصبح بالفعل رئيسا للمجلس األعلى للثورة اإلسالمية في العراق عندما كان السيد محمد باقر الحكيم الناطق الرسمي باسم المجلس في العام .1982 وخالل عمله كمعارض عراقي ،اختلف محمود الهاشمي مع الحكيم حول قيادة المجلس وعموم المعارضة العراقية والشيعية منها بوجه خاص،وكان اإليرانيون يتدخلون لحسم الخالفات عبر ممثلين مباشرين لخامنئي أو عن طريق خامنئي نفسه عندما كان رئيسا للجمهورية اإلسالمية، ومفوضا من قبل اإلمام الخميني في المسألة العراقية. وفي فترة التأسيس األولى في العام ، 1982تناوب الحكيم والهاشمي على رئاسة المجلس وتبادال الرئاسة و" الناطقية" ،غير أن الحكيم وألنه كان يتمتع بمواصفات قيادية تفوق الهاشمي ،نجح في التصدي لقيادة المجلس والغاء منصب " الناطق الرسمي باسم المجلس" ،ومن ثم إقصاء محمود الهاشمي عن ساحة المعارضة العراقية ،ليتفرغ األخير لتدريس العلوم الدينية مركزاعلى منهج استاذه السيد محمد باقر الصدر في الحوزة العلمية في قم. 11ديسمبر 2009
رئيس السلطة القضائية اإليرانية آية هللا محمود هاشمي شهرودي أثناء حضوره مراسم إحياء الذكرى السابعة عشر لوفاة زعيم الثورة االيرانية اإلسالمية آية هللا روح هللا الخميني ،عند ضريح اإلمام الخميني في طهران في 4يونيو 2006
© Getty Images
42
بروفايل ولكونه يُعرف من قبل خبراء الحوزة بالنبوغ،وبدرجته العلمية الرفيعة وتحقيقاته الدقيقة في علم االصول فقد أصبح الهاشمي استاذا المعا في الحوزة الدينية ،ووضع سبعة مجلدات في هذا العلم ،وكتب عشرات المقاالت الفقهية التي تنم عن ذوق عصري وقدرة على االستنباط مكنته من أن يصبح مجتهدا المعا وعضوا بارزا في " المجلس األعلى للحوزة العلمية في قم " ،وهو المسؤول عن كل مايتعلق بمناهج الحوزة الدينية وإدارتها والحفاظ على هويتها وأصالتها ،وهي معقل آيات هللا وحجج االسالم ،ومنها انطلقت شرارة الثورة االسالمية ضد الشاه العام .1963 وأثارت أفكار محمود الهاشمي لتطوير الحوزة الدينية ،وإعداد جيل جديد من المعممين المؤمنين بنهج الثورة،انتباه السيد خامنئي اليه فجعله مقربا منه في الدرس والبحث العلميين ،واصبح -خصوصا بعد انتخاب خامنئي للقيادة بعد وفاة االمام الخميني العام - 1988من " حوارييه" ومدرسا خاصا له ،بحجة المباحثة ليتعلم منه خامنئي أعلى مراتب العلوم الدينية، الى جانب آية هللا سيد كاظم الحائري ،وكان قياديا بارزا في حزب الدعوة ،بل الولي الفقيه للحزب ،قبل أن يصبح هو اآلخر من " حواريي" الولي الفقيه. بعد إضافة لقب"شاهرودي" له،وحذف " ألف الم " التعريف من لقبه األصلي لتأكيد إيرانيته في وجه من شكك بها من اإلصالحيين ،تدرج محمود هاشمي شاهرودي " في المناصب االيرانية وأختاره خامنئي عضوا فقيها في " مجلس صيانة الدستور " المكلف بتأهيل المرشحين لالنتخابات البرلمانية والرئاسية والبلدية وانتخابات مجلس الخبراء ،والمسؤول عن إعالن صحة االنتخابات أوالغائها .. كما عينه القائد ،الى جانب هاشمي رفسنجاني ومهدي كروبي وآخرين ،عضوا في " المجلس األعلى للثورة الثقافية " المكلف بأمور خطيرة للغاية على صعيد الحفاظ على هوية نظام الجمهورية االسالمية ،منها أسلمة المجتمع االيراني ،ومواجهة " الغزو الثقافي الغربي" وكل ما هو دخيل على الثقافة االسالمية،وتعيين رؤوساء الجامعات و تدوين مبادئ السياسة الثقافية لنظام الجمهورية اإلسالمية اإليرانية و تحديد اهداف ومناهج التعلىم و البحث العلمي و االهداف و المناهج الثقافية و األجتماعية للبالد ،و تدوين واقرار السياسة األساسية لإلعالم اإليراني ،واعداد و تدوين أسس و معايير النشاء جامعة تتناسب و تنسجم مع النظام االسالمي و التخطيط لسبل عملية لتنفيذ و تطبيق هذه األسس و المعايير،و تحديد سياسة ألنظمة التعلىم و التربية و التعلىم العالي في البالد ،باإلضافة الى اعداد خطط مناسبة لدعم االعالم الديني ،و اعداد و اقرار برامج و خطط لتعاون الحوزات العلمية و الجامعات في المجاالت العلمية و التعلىمية و البحوث ،في ضوء العالقة المتوترة والصعبة على الدوام بين " المعممين " والطالب الجامعيين ..
قاضي القضاة!
لعل أبرز ما يميز محمود هاشمي شاهرودي أنه وهو المتربي في حضن شيخ إصالح الحوزة الدينية في النجف ،آية هللا محمد باقر الصدر الذي خالف كل علماء عصره وكتب رسالته العلمية " الفتاوى الواضحة" بأسلوب عصري كما فعل مع علم األصول،عُين رئيسا للسلطة القضائية في الفترة مابين 1999و، 2009وهي أخطر مرحلة مرت بها الجمهورية اإلسالمية ،وليضرب بيد من حديد زعماء الحركة االصالحية ،ويزج بالعشرات منهم في السجون ،ويحرم كبار قادتهم من العمل السياسي واالجتماعي " بأحكام قضائية " صدرت في عهده. وعندما تولى سدة القضاء ،قال إنه في عهد النبي محمد " ص" لم تكن هناك سجون ،معلنا معارضته الشديدة " للحبس االنفرادي" ،وهو كالم كرره الولي الفقيه الحالي ،حيث وصف خامنئي السجن االنفرادي بأنه من اشد حاالت التعذيب النفسي ،كيف ال وهو ذاق مرارته في عهد الشاه!ّ ،غير أن عهد شاهرودي في القضاء، اعتبره الكثيرون من أسوأ مراحل فقدان القضاء اإليراني استقالليته. العدد 1536
لرئيس اإليراني محمود أحمدي نجاد ورئيس السلطة القضائية اإليرانية السابق آية هللا محمود هاشمي © Getty Images شهرودي أثناء أداء صالة الجمعة في جامعة طهران ،في 14سبتمبر 2007
في زمن شاهرودي الذي سلم زمام العهدة القضائية لخليفته آية هللا صادق الريجاني في أغسطس الماضي ،وسط جدل حول محاكمات االصالحيين المحتجين على نتائج االنتخابات ،سجلت أكثر حاالت السجن االنفرادي ،وحصلت انتهاكات على نطاق واسع لحقوق السجناء ،وحاالت التعذيب واجبار المعتقلين على االعتراف عبر التلفزيون ،وكلها مخالفات للدستور وللدين ولحقوق االنسان ،كما وجه الرئيس السابق محمد خاتمي في رسالته الى شاهرودي ،وطلب منه أن يترك القضاء ..مرفوع الرأس باالفراج عن المعتقلين ووقف المحاكمات واعادة الحقوق ،اال أنه وبدال من ذلك ختم عهده القضائي بارسال تعلىمات جديدة للمحاكم االيرانية لمعاقبة من تصنفهم المحاكم بأنهم أعضاء في خاليا إنترنتية ،وهو اصطالح يشمل كل من يستخدم االنترنت إليصال معلومات أو صور عن الوقائع االيرانية. وقد تشفع رئاسة شاهرودي للقضاء ،وأنها كانت ضربة قوية للحركة االصالحية ،واغتيال رموزها سياسيا،وأيضا قتل صحفيين ومعارضين ليبراليين" داريوش فروهر وزوجته بروانه اسكندري" ،وترويع الشارع وقمعه لمجرد تنظيم مظاهرات سلمية أقرها الدستور في المادة ،27في أن يختاره مجلس الخبراء خليفة لخامنئي ،رغم " عراقيته" السابقة ،اتي لم يفلح اإلصالحيون ،في وضع خط أحمر عريض تحتها، كونها أيضا مخالفة دستورية أن يتولى رئاسة القضاء " إيراني هجين" .
القيادة النائبة
وإذ عاد محمود هاشمي شاهرودي عضوا في مجلس صيانة الدستور ،الذي كان له الدور األكبر في تزوير االنتخابات الرئاسية لصالح محمود أحمدي نجاد ،فانه أيضا أنتخب من قبل األغلبية المحافظة نائبا أول لرئيس
مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني،وربما يحل محله إذا نجح مخطط متشددي المحافظين ،خصوصا المثلث القوي " مصباح يزدي ،ومحمد يزدي ،وأحمد جنتي" في إقصاء هاشمي رفسنجاني بذريعة أنه " لم ينسجم " مع الولي الفقيه خالل أزمة االنتخابات ..المستمرة . لقد تعود هاشمي شاهرودي على أن يكون في " القيادة النائبة" عندما اختاره السيد محمد باقر الصدر مع محمد باقر الحكيم وكاظم الحائري ومرتضى العسكري ، لتشكيل قيادة جماعية ،تخلفه في قيادة المعارضة العراقية بعد اغتياله من قبل النظام السابق. وفشل المشروع ألسباب " أختُلف حول سردها" ،غير أن محمود الهاشمي طرح نفسه في ايران على أنه نائب عن الصدر باعتباره حلقة الوصل بينه قبل إعدامه، واإلمام الخميني ،ولكنه أخفق بعد ذك في رعاية نجل الصدر " جعفر " وحاربه بحجة حمايته من االعتقال، وضيق علىه وأمره بالجلوس في منزله في قم التي جاءها سفيرا عن الصدر الثاني " آية محمد صادق الصدر " برغبة فتح مكتب له في ايران .وفي زمن الشاهرودي ،تم اعتقال اسماعيل الوائلي وهو من الناشطين في مكتب الصدر الثاني ،ومن أوكلت له مهمة نقل جعفر وزوجته " بنت الصدر الثاني" الى إيران. ومن منطلق ايمانه بعد إنتصار الثورة اإلسالمية في إيران، أن رؤية الصدر األول" محمد باقر الصدر" وعمله السابق تجاه األمة كان خطأ بسبب االهتمام بالنخب المثقفة دون األمة ،ركز محمود هاشمي شاهرودي جل اهتمامه بعد انتهاء واليته القضائية ،على الترويج لمرجعيته الدينية، وهي مفصل مهم لالنتقال الى "والية الفقيه " رغم أنها ليست شرطا،وذلك ألن المتنافسين كثيرون ،ومعظمهم مراجع دين بارزون ،أو هكذا يوصفون ! .
43
حوار
حالة االقتصاد اقتصاد عالمي
المستثمر العالمي
األسواق
الصعود إلى الهاوية بقلم محمد السليمان
العدد 1536
45
اقتصاد عالمي
الصعود إلى الهاوية
األزمة أثبتت خطأ االعتماد على الصادرات واالستثمار األجنبي
قلبت األزمة االقتصادية موازين األفكار االقتصادية .فاألفكار التي كانت تعد بمثابة مسلَّمات في وقت من األوقات توارت اآلن لتحل محلها أفكار جديدة ربما تكون على النقيض منها .ويبدو أن التطورات األخيرة تشير حاليًا إلى أن الدول األقل اعتمادًا على التجارة واالستثمار األجنبي المباشر قد نجت من األزمة وسوف تقود التعافي االقتصادي العالمي .ومع ذلك ،فإن هذه األحداث تتعارض مع الكثير من نتائج النظرية االقتصادية السائدة.
سماسرة األسهم أثناء تفاوضهم حول مؤشر "أيبوفيزا"جلسة تداول ،في بورصة أسهم ساو باولو ،بالبرازيل
في الفترة ما بين "الكساد الكبير" الذي سبق الحرب العالمية الثانية وما يطلق علىه اآلن "الركود الكبير" ،ظهرت نظرية عامة للنمو االقتصادي بين االقتصاديين األكاديميين ،من بين أركانها؛ أنه مع ثبوت العوامل األخرى ،يحقق االعتماد االقتصادي المتبادل بشكل أكبر بين الدول نم ًوا اقتصاديًا أعلى .وهيمنت نماذج النمو الذي يقوده التصدير والحقًا نماذج النمو الذي يقوم على أساس الجمع بين التجارة واالستثمار األجنبي على الفكر األكاديمي.
جديدة مثل منظمة التجارة الدولية لدعم رسالة تطوير هذا اإلجماع األكاديمي بطرق عملية من خالل قواعد تجارية جديدة ومعقدة ،وأصبحت المؤسسات الحالية التي هدفها أن تعكس هذا اإلجماع مثل صندوق النقد الدولي أكثر قوة وتأثيرًا. وبحلول نهاية القرن الماضي ،لم يكن هناك شك لدى الكثيرين من ذوي السلطة في العالم في صحة هذا اإلجماع .وكانت األسئلة قاصرة في الحقيقة على محاولة فهْم الطريقة ال ُمثلى لتنفيذ أجندة تقوم على أساس زيادة الصادرات واالستثمار األجنبي.
هذا اإلجماع األكاديمي كانت له عواقبه المؤثرة والقوية من الناحية العملية .فقد أُنشئت مؤسسات
وحتى مع ظهور هذا اإلجماع ،كانت هناك (بعض األصوات) القليلة المهمة على الجانب اآلخر من
11ديسمبر 2009
© Getty Images
النقاش حذرت من أن النمو الذي تقوده التجارة سوف يؤدي إلى نوع من "الصعود إلى الهاوية". وتقول هذه األطروحة ببساطة :إنه كما تتنافس الدول على إيرادات الصادرات العالمية من أجل المحافظة على معدالت النمو لديها ،تتناقص أجور العمال في جميع أنحاء العالم باطراد .ويؤدى هذا إلى عدم المساواة وإرهاق النظام في نهاية المطاف بأكثر من قدرته على التكيف. ووفقا لهذه الرؤية األكثر تشاؤ ًما ،فإن الدول التي تعتمد اعتمادًا بال ًغا على الصادرات واالستثمار األجنبي لتغذي نموها ،سوف تعاني في نهاية المطاف عندما تتحول األسواق العالمية المتقلبة 46
اقتصاد عالمي
عامل يقوم تجميع قطع الغيار الالزمة لقواطع الدوائر الكهربية ذات فولطية عالية ،في أحد مصانع شركة سيمنز الهندسية األلمانية © Getty Images
ضدها ،ألي سبب كان .وفي حين أشار عدد قليل من األكاديميين وقادة العالم إلى هذه الرؤية ،فإنهم لم يكونوا قطعًا مع التيار السائد .كما أن هؤالء األكاديميين لم يركزوا على الصدمات التي ربما أثرت على االقتصادات الصغيرة المنفتحة في أوقات األزمات االقتصادية ،ولم يطرحوا أيضًا السؤال حول ما إذا كانت مكاسب النمو خالل الفترات "الطبيعية" بررت هذه الصدمات االستثنائية والمؤلمة خالل أوقات األزمات.
وفقًا لهذه للرؤية األكثر تشاؤ ًما، فإن الدول التي تعتمد اعتمادًا بال ًغا على الصادرات واالستثمار األجنبي لتغذي نموها ،سوف تعاني في نهاية المطاف عندما تتحول األسواق العالمية المتقلبة ضدها
وخالل الفترة التي أعقبت األزمة المالية العالمية، لم يحدث لي أن شاهدت أو علمت بأية تحديات نظرية جادة أمام التفكير السائد .إال أنني في اآلونة األخيرة ،دُهشت عندما قرأت واحدة من معاقل الفكر الرئيسي السائد ،وهي صحيفة األيكونوميست ،ويبدو أن الصحيفة ،في توقعاتها لعام ،2010قد غيّرت وجهة نظرها دون أن تعترف بهذا في الواقع. فحين تطالع توقعات الصحيفة للنمو في عام ،2010 في عددها المسمى "العالم في ،"2010تكتشف أن خبراء (األيكونوميست) يتوقعون آلسيا والشرق األوسط الهيمنة على نمو االقتصاد العالمي، ويتوقعون ندرة النمو ألوروبا والواليات المتحدة وكندا والمكسيك ،هذا إن حدث نمو في األساس. العدد 1536
واألمر األهم ،تالحظ صحيفة (األيكونوميست) أن دوالً مثل المكسيك ،والتي زادت كثيرًا من اعتمادها على الصادرات بالنسبة للنمو االقتصادي في السنوات األخيرة ،تقبع بين البلدان النامية التي تواجه أخطر تحديات النمو في العام القادم .وفي الوقت نفسه ،تشير الصحيفة إلى توقعاتها بأن إندونيسيا ،على سبيل المثال ،سوف تتمتع بأداء اقتصادي متماسك نسبيا في عام ،2010ويرجع السبب األساسي في ذلك إلى قدرتها على التركيز على الطلب المحلي .وبصورة عامة ،أعتقد أنه من اإلنصاف القول بأن اإلجماع العام يرى أنه باستثناء بعض الدول المنتجة للنفط ،فإن الدول األفضل أدا ًء خالل عام ،2010سوف تكون تلك التي تعتمد بشكل أقل نسبيا على النمو الذي تحركه الصادرات. ومما يثير االهتمام حول هذا التوقع التجريبي، أنه يخلو تما ًما من أي إطار نظري .وبينما تصف صحيفة "األيكونومست" هذا التوقع ،فإنها ال توضح لنا أسباب حدوث ذلك .وبطبيعة الحال، فإنه من السهل أن نقول إن إجمالي الطلب المحلي أقل مرونة من الصادرات فيما يتعلق بالنمو االقتصادي العالمي ،ولذلك فمن المؤكد أن البلدان التي تعتمد بدرجة أقل على الصادرات سوف تنمو بشكل أكبر هذا العام .ولكن هذا يؤدي بنا إلى طرح سؤال أعمق :هل البلدان التي تعتمد بدرجة أقل على النمو المعتمد على التصدير ،وبدرجة أكبر على التنمية االقتصادية المحلية تكون أفضل حاالً خالل فترات الركود االقتصادي بشكل عام؟ وإذا كان األمر كذلك ،فهل هذا يمكن أن يصبح نموذجًا اقتصاديًا أفضل وأقل تقلبًا من النموذج االقتصادي الذي يحقق معدالت نمو فوق المتوسط خالل أوقات "ازدهار" االقتصاد العالمي ،ولكنه يتأثر بشدة خالل فترات الركود واألزمات االقتصادية العالمية؟ وهكذا ..فإن الشواهد التجريبية تشير إلى أن هذه
النظرية تستحق ،على األقل ،قدرًا أكبر من االهتمام من قِبِل االقتصاديين األكاديميين ،حيث تعاني اآلن البلدان التي تبنت نظام التكامل بشكل تام معاناة شديدة .كما سيعاني كل بلد من بلدان منطقة اليورو عج ًزا في الموازنة التي تتجاوز المستهدف في عام .2010ومن المتوقع أيضا أن تعاني المكسيك وكندا معاناة شديدة؛ وهما البلدان اللذان تبنَّيا نموذج التنمية القائم على التصدير.
اإلنصاف القول بأن اإلجماع العام يرى أنه باستثناء بعض الدول المنتجة للنفط ،فإن الدول األفضل أدا ًء خالل عام ،2010 سوف تكون تلك التي تعتمد بشكل أقل نسبيا على النمو الذي تحركه الصادرات. واالقتصادات الكبيرة التي من المتوقع أن تحقق أكبر نجاح في عام – 2010مثل الصين والهند من المتوقع أن تحقق هذا النجاح من خاللاالستفادة من الطلب المحلي .ولذلك ،في حين أن عالمنا يبدو أنه ليس لديه نموذج للنمو االقتصادي يفسر السبب في أن البلدان التي تعتمد بشكل أقل على ارتباطاتها االقتصادية الدولية من المتوقع أن يكون أداؤها أفضل خالل هذا الركود ،إال أن توقعاتنا لعام ،2010تشير إلى أن هذا ما ستكون علىه الحال فعالً. اقتصادي يشغل حاليًا منصب مدير أول األسهم الخاصة والعقارات في شركة صناديق االستثمار الوطنية ،وعضو مجلس إدارة جمعية القيادات العربية الشابة ،فرع اإلمارات 47
المستثمر العالمي
ثمن المعلومة
تطور ملحوظ للمعلومات التجارية على شبكة اإلنترنت خاصة في المواقع المجانية في عصر اقتصاد المعرفة ،المعلومات الغنى عنها للحفاظ على القدرة التنافسية التجارية وصحة االقتصاد .ولكن الحصول على معلومات متميزة عن األسواق واألعمال التجارية في الشرق األوسط شيء نادر وباهظ الثمن .فانعدام الشفافية وسوء أنظمة الحكم ال يعيقان فقط نمو ضا نمو االقتصاد بشكل عام. هذا المجال المتخصص في الكشف عن المعلومات التجارية ،ولكنهما يعيقان أي ً قبل عام ،2000كان البحث على شبكة اإلنترنت يساعد في الحصول على قدر قليل من الخدمات المعلوماتية في منطقة الشرق األوسط ،وقدر أقل بكثير من المعلومات المتخصصة في مجال األعمال .ولكن في عام ،2009أصبح واضحًا أن النمو المطرد الذي حدث في مجال االتصال عبر اإلنترنت بصفة عامة ،وازدياد األهمية التي تحظى بها أسواق الشرق األوسط على الساحة العالمية بصفة خاصة قد هيأت على ما يبدو ظروفا مواتية إلنشاء سوق نشطة للمعلومات التجارية. إال أن هذا التقدم الذي حدث لم يخ ُل من مواجع مصاحبة له .فقد وضع الكثير من المستثمرين، في مطلع هذا القرن ،أموالهم في جميع أنواع المشروعات الجديدة .وقد نتج عن الحوافز الخاصة لالستثمار إنشاء "مدن إعالمية" في الصحراء (مثلما حدث في دبي) جذبت الكثير من الشباب – محليين ومغتربين – الذين يتمتعون بقدرات فنية وذكاء تكنولوجي للعمل في مجموعة متنوعة من األعمال التجارية اإللكترونية. ولكن لم تحقق جميع هذه المشروعات نجاحًا .فكما الحال في الغرب ،كانت هناك العديد من حاالت الفشل المتناثرة هنا وهناك.فلم يتحقق الحلم ولم يصبح العالم قرية صغيرة متصلة ببعضها البعض. كما لم يتوافر العدد الكافي من المستثمرين لدعم األعداد الهائلة من مواقع البوابات اإللكترونية اإلعالنية الضخمة .و ليس هذا بمستغرب في ضوء التفاوت بين اإلحصاءات المتعلقة بإمكانية الدخول إلى شبكة اإلنترنت في المنطقة في ذلك الوقت. فبينما كانت هناك أعداد كبيرة من المشتركين في خدمة اإلنترنت في بعض الدول في منطقة الخليج، مثل اإلمارات ،حيث بلغت نسبة المشتركين ٪ 36 من مجموع السكان ،كانت هناك على الجانب اآلخر نسبة صغيرة من المشتركين في الدول ذات الكثافة السكانية العالية (النسبة في مصر في ذلك الوقت لم تكن تتعدى .)% 0.85 ومع ذلك ،فإن بعض الشركات العاملة في هذا المجال تمكنت من الصمود واالستمرار في إجراء البحوث حول الشركات والصناعات في منطقة الشرق األوسط و شمال إفريقيا .والسمة المشتركة للنجاح في مجال خدمات المعلومات تتمثل في وجود مبني على أساس تحصيل اشتراك من نموذج عمل ٍّ المستخدم لكي تتاح له إمكانية الدخول على الموقع. ولم يتمكن سوى عدد قليل من الشركات العاملة من مجز من إيرادات اإلعالنات. الحصول على عائد ٍ ويقدم موقع "آي إس آي لألسواق الناشئة" ،الذي يوجد له مقر إقليمي في مصر ،ك ًما كبيرًا من المعلومات من خالل المئات من مصادر المعلومات ،بما في ذلك الشبكات اإلخبارية الوطنية والرسمية والصحف واالستشاريين التجاريين المتخصصين ومراكز 11ديسمبر 2009
المعلومات ال ُمد َّعم من قِبل المعلنين.
جيمس هاموند الثالث البحث ،فضال عن بعض المواد التحريرية الخاصة. ويتركز نشاطه اإلقليمي على قطاع الخدمات المالية اإلسالمية وسوق المعلومات اإلحصائية واالقتصادية من خالل خدماته المتخصصة ،مثل خدمة المعلومات المالية اإلسالمية وخدمة "قاعدة بيانات "سي آي آي سي". ويعد موقع "زواية" ،الذي يقع مقرة في دبي ،واحدًا من المواقع الشهيرة في مجال خدمات المعلومات، وله سجل حافل يعود تاريخه إلى أوائل القرن الحادي والعشرين .ومثل موقع "آي إس آي لألسواق الناشئة" ،يقدم هذا الموقع ك ًما كبيرًا من المواد والمعلومات من مصادر متنوعة .وهناك أيضا موقع لبناني يعمل بالتنسيق مع موقع "داو جونز"، مما يجعل منه واحدًا من أكبر مصادر المعلومات التجارية بخالف شبكات األخبار العالمية ،خاصة في منطقة الخليج. ومن بين المواقع اإلقليمية المهمة أيضا في المنطقة، موقع "نوز" .ويقع مقرة في مصر ،ويحصل المستخدم على خدماته مقابل اشتراك شهري .ويقدم الموقع كغيره من المواقع ك ًما كبيرًا من المعلومات التي يحصل علىها من مصادر متنوعة باإلضافة إلى مصادره الخاصة. وبالرغم من قلة عدد المشاركين في مجال مواقع خدمات المعلومات المجانية مقارنة بما كانت علىه الحال قبل عشر سنوات ،فإنه ما زال هناك عدد ال بأس به من مواقع الخدمات المالية .وتعد مواقع مثل موقع "جلفبيز" و موقع "مينافن دوت كوم" من أهم المواقع التي تقدم خدمة جيدة في مجال المعلومات حول األسواق والشركات العامة وصناديق االستثمار المشترك ،وما إلى ذلك .ولكن الموقع المجاني الذي يستحق اإلشادة به فعال هو موقع "مباشر" ،نظرا لكونه موقعًا شامال .كما يعد موقع "البوابة" ،إضافة إلى كونه ناقال للمعلومات الخاصة بمواقع أخرى مثل موقع "آي إس آي لألسواق الناشئة" ،من أهم المصادر المجانية على شبكة اإلنترنت للحصول على المعلومات .وعالوة على ذلك ،تعد الصفقة التي اشترت بموجبها شركة "ياهو" أخيرًا موقع "مكتوب" دليال على اإلمكانيات الواعدة لسوق
ولكن هذا ال يعني أن عمالقة الصناعة في العالم كانوا غافلين .فالشركات التي تمتلك رؤية عالمية أبدت اهتماما متزايدا بالمنطقة .فقد كثفت شبكة طومسون رويترز من تغطيتها لألمور المالية اإلسالمية، وتعاقدت مع أحد كبار المسئولين التنفيذيين من مؤشر داو جونز لإلشراف على هذا األمر .وتنتشر أجهزة "بلومبرج" التي تتيح الحصول على الخدمات المالية لموقع "بلومبرج" في قاعات التداول وغرف التعامالت في جميع أنحاء المنطقة. ومن الصعوبة بمكان تحديد َمن الذي يحقق أرباحًا كبيرة وسط كل هذا الزخم .فلم تقم أي شركة من هذه الشركات المذكورة أعاله بنشر نتائجها المالية المتعلقة بالمنطقة تحديدًا .وعلى الرغم من أنها جميعًا قد تأثرت باألزمة االقتصادية العالمية .فإن التحدي الرئيسي لم يعد يتمثل في تحديد نموذج العمل المناسب .فنحن جميعًا نواجه عقبة أكثر خطورة. فالعقبة الرئيسية أمام أي شركة تقدم خدمات المعلومات التجارية هي؛ الندرة النسبية للمعلومات المتعلقة بالشركات التجارية والصناعية في المنطقة والمتاحة للجمهور العام .وحتى لو أتيحت مثل هذه المعلومات ،فإنها تكون معلومات رديئة الجودة، أو عفى علىها الزمن في الكثير من األحيان .كما تعد إحصاءات االقتصاد الكلي ،في بعض األماكن، س ًّرا من أسرار الدولة .وهذا االفتقار إلى الشفافية والمعايير التنظيمية الضعيفة نسبيًّا ،في المنطقة ككل ،يمكن أن يجعل الشركات والمؤسسات المالية الكبرى تحجم عن االستثمار في منطقة الشرق األوسط. ويشكل انعدام الشفافية وضعف تنظيمات اإلفصاح عائقين أمام عملية التنمية بشكل عام وليسا عائقين أمام الشركات المعلوماتية فحسب..فعندما ال تكون هناك إمكانية إلجراء البحوث حول الشركات ،فإن الناس أو الشركات لن يرغبوا في القيام بأعمال تجارية مع أشخاص أو شركات ال يعرفونها جيدًا .كما أن انعدام الشفافية يفتح الباب للمحسوبية وتضارب المصالح .وعندما تعتبر اإلحصاءات االقتصادية س ًّرا من أسرار الدولة ،فإنه يمكن التالعب بها على نحو انتهازي .ويعد التدفق الحر للمعلومات هو الشحم الذي يدير عجلة التجارة واالستثمار .ولكن منطقة الشرق األوسط تحتل مرتبة متدنية في هذا الصدد .وليس بإمكان نشاط القطاع الخاص ،أن يكون تعويضا عن الضرر الذي تحدثه ثقافة حجب المعلومات. نائب الرئيس التنفيذي لموقع "آي إس آي لألسواق الناشئة" 48
األسواق
قصة ال تنتهي انعقد المؤتمر الوزاري السابع التابع لمنظمة التجارة الدولية في جنيف وذلك في الفترة من 30نوفمبر تشرين الثاني إلى 2ديسمبر كانون األول .وأشارت الوفود التجارية إلى أن المؤتمر قد لبى توقعات المجتمع التجاري من خالل التوصل إلى التزام سياسي يعد بمثابة دفعة أخيرة الختتام جولة مفاوضات الدوحة متعددة األطراف التابعة لمنظمة التجارة الدولية.
أسعار الذهب بعد أدنى انخفاض له خالل ثالثة أسابيع ،بلغ سعر الذهب 1,130دوالر أمريكي لألوقية يوم الثالثاء 10ديسمبر .2009وكان سعر الذهب قد وصل إلى أدنى مستوياته خالل ثالثة أسابيع في يوم األربعاء عندما سادت بتعاف محتمل للدوالر السوق شائعات ٍ وتراجع مستويات التضخم.
العدد 1536
اﻟﻌﺮاق secondاﻟﻐﺎز ﰲ ﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ و roundﺗﻄﻮﻳﺮ onاد ﻋﻘﻮد ﻣﻦ ﻣﺰ اﻟﺠﻮﻟﺔ Iraq’s bidding اﻟﺜﺎﻧﻴﺔoil fields
اﻟﻨﻔﻂ اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺼﺔIraq is to auction ﺣﻘﻮلoff contracts for untapped ﺣﻘﻮل10اﻟﻨﻔﻂ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ أﻋامل ﺗﻄﻮﻳﺮ FORﺛﺎﻧﻴﺎً ﻟﻠﱰ TENDERﻣﺰاداً ﻳﻘﻴﻢ اﻟﻌﺮاق اﺧﻴﺺOIL FIELDS ﺑﺮﻣﻴﻞ( )moveﻣﻠﻴﺎر in a plan to catapultإﺣﺘﻴﺎط oilfields, the latest اﻟﺨﻄﻮة ﻫﻲitﺧﻄﺔ ﻟﻮﺿﻊ اﳌﺴﺘﻐﻠﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق. واﻟﻐﺎز ﻏري Reserves )(bn barrels into the of oil producers. Qurna-2اﻟﻜﺒرية 12.9ﺿﻤﻦ ﻗﺎمئﺔ اﻟﺪول اﻟﺒﻼد Westاﳌﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ The first.ﺧﻂ أﻧﺎﺑﻴﺐ bigاﻟﺜﺎﻧﻴﺔ leagueاﳌﺮﺣﻠﺔ ﻏﺮب اﻟﻘﺮﻧﺔ 12.9 auction in June was largely unsuccessful اﳌﺰاد اﻷول )اﻟﺴﺎﺑﻖ( ﰲ ﺣﺰﻳﺮان )ﻳﻮﻧﻴﻮ( after اﻗﻲ ﺮ اﻟﻌ اﻟﻨﻔﻂ 12.6 Majoon 12.6إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒري ﺑﻌﺪﻣﺎ رﻓﻀﺖ ﻓﺸﻞ ﻣﺠﻨﻮن most foreign oil companies rejected the priceاﻟﱰيك اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﻟﻨﻔﻂ ﴍﻛﺎت ﻣﻌﻈﻢ أﻧﺎﺑﻴﺐ barrelﴍﻗﻲ Baghdad ﺑﻐﺪاد set for each produced اﻟﺠﺰء اﻟﺸامﱄ 8.1 East Baghdad 8.1 ﺧﻂ اﻟﺴﻌﺮ اﻟﺬي ﻋﻴﻨﺘﻪ ﺑﻐﺪاد اﻟﺤﻠﻔﺎﻳﺔ 4.1 Halfaya KURDISHاﻟﻌﺮاﻗﻲ - اﻟﻨﻔﻂ 4.1ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻟﻜﻞ Iraq-Turkey اﻟﺴﻮري ADMINISTRATION اف ﺮ اﻟﻐ 0.9 Gharaf 0.9اﻧﺘﺎﺟﻪ ﻳﺘﻢ pipeline اﻟﻨﺠﻤﺔ 0.9 Najmah 0.9 ﺗﺤﺖ إدارة ﻛﺮدﻳﺔ اﻟﻘﻴﺎرة 0.8 Qaiyarah 0.8 Kirkuk 0.6ﻛﺮﻛﻮك Iraqوﺳﻂ اﻟﻔﺮات )ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ 0.6 Middle Furat (Kifl, اﻟﻜﻔﻞ -ﻏﺮب اﻟﻜﻔﻞ ﻣﺮﺟﺎن( Syria )West Kifl, Merjan pipeline Bayji ﺑﻴﺠﻲ اﻟﴩﻗﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ 0.3 Eastern Fields 0.3 )ﻧﺎودوﻣﺎن ،ﻗﻤﺮ، (Nau Doman, ﺑﻐﺪاد Baghdad )Gilabat, Qumar ﻛﻼﺑﺎت( ﺑﺪرة 0.1 Badra 0.1 اﳌﺠﻤﻮع 41.3 TOTAL: 41.3 اﻧﺒﻮب Iraq اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺼﺔ اﻟﻐﺎز ﺣﻘﻮل GAS FIELDS FOR TENDER اﻟﻨﻔﻂ strategic ﻣﻜﻌﺐ( ﻗﺪم ﻟﻴﻮن ﺮ )ﺗ )(Trillion cubic feet اﺗﻴﺠﻲ ﱰ اﻹﺳ pipeline اﻟﺴﻴﺒﺔ ب Siba 0.1 0.1 Khashem Al-Ahmar 0.1 ﺧﺸﻢ اﻻﺣﻤﺮ 0.1 Oil fields 160ﻛﻠﻢ اﳌﺠﻤﻮع 26* Gas fields TOTAL: *26 Oil pipeline *Includes ﺣﻘﻮل ﻧﻔﻂ * ﻳﺸﻤﻞ ﰲ ﻣﻨﺎﻗﺼﺔ Iraqassociated Basra اﻟﺒﴫة 160km ﻏﺎز ﺣﻘﻮل اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﳌﺼﺎﺣﺐ ﺧﻂ أﻧﺎﺑﻴﺐ Saudi Arabia natural gas fromج in biddingأ أﻧﺎﺑﻴﺐ ﻧﻔﻂ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ pipelineﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮل 100 miles oil fieldsاﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺮاﻗﻲ -اﻟﺴﻌﻮدي
اﻟﻌﺮاق
اﻹﺗﻔﺎﻗﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم
IRAQ
DEALS REACHED TO DATE
Consortiumﺳﻌﺮ اﻟﱪﻣﻴﻞ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺤﺎﱄ - اﻟﻜﻮﻧﺴﻮرﺗﻴﻮم Price perأﺳامء اﻟﻨﻔﻂ ﺣﻘﻞ barrel Oil Field Current Output )إﺣﺘﻴﺎط( Planned Status Reserves اﳌﺨﻄﻂ names اﻟﻴﻮم 2 -دوﻻر ﺑﱰوﻟﻴﻮم ﺑﺮﺗﻴﺶ $2اﻟﺮﻣﻴﻠﺔ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ Rumaila UKﰲBP, 1m bpd أ Chinaﻣﻠﻴﻮن 2.85mاﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﱰول 2.85 CNPC اﻟﻌﺮض ﺑﺮﻣﻴﻞ ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ signedﺑﺮﻣﻴﻞ 17ﻣﻠﻴﺎر 17bn barrels CNPC, bpd Deal ب ﺑﺮﻣﻴﻞ/ﻳﻮم 1.9 - اﻷﻣريﻛﻴﺔ bpdﻣﻮﺑﻴﻞ $1.9ﻏﺮب اﻟﻘﺮﻧﺔ 1 -إﻛﺴﻮن دوﻻر West Qurna-1 Exxon 280.000 Mobil, U.S. 280,000 ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ2.3 Shell, NED اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻌﺪ Royalمل ﻳﻮﻗﻊ )ﺷﻞ( ﺑﺮﻣﻴﻞ To beﴍﻛﺔ 8.7ﻣﻠﻴﺎر approved 8.7bn barrels Dutch 2.3m bpd ج 200.000 اﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ،ﴍﻛﺔ bpdﺳـــﺒﺎ اﻳﻨـــﻲ $2اﻟﺰﺑري ﺑﺮﻣﻴﻞ/ﻳﻮم 2 -دوﻻر Zubair Eni SpA, Italy; Occidental 200,000 ﺑﱰوﻟﻴﻮم اﻷﻣريﻛﻴﺔ 1.1Corp. U.S.; ،ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ Petroleumمل ﻳﻮﻗﻊ اﻟﻌﻘﺪ أوﻛﺴﻴﺪﻧﺘﺎل 4ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ barrelsﺑﻌﺪ4bn 1.1m bpd To be approved ﻛﻮﺟﺎس اﻟﻜﻮرﻳﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ KOGAS, Southادارة ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت Koreaاﳌﺼﺪر: Source: اﻟﻄﺎﻗﺔ EIA NEWS © GRAPHIC
51
إصدارات كتب
العدد 1536
قراءات
تقارير
53
كتب
ألغاز تبحث عن حلول المملكة العربية السعودية وتحدي القرن الحادي والعشرين المؤلف :جوشوا كرازا و مارك هاسبند الناشر :هيرست آند كومباني، لندن 2009 ضا. تحاول المملكة العربية السعودية إعادة صياغة موضوع العالقة بين السياسة والثقافة في البالد ،وذلك في ظل فهم جديد وأقل غمو ً وقد نجح مؤلفا الكتاب في تضمين مقاالت تسلط الضوء على المراحل االنتقالية للمجتمع السعودي والوضع اإلقليمي للدولة .إال أنه برغم أهدافه والجهود التي بذلت فيه ال يقدم الكتاب قراءة شافية ألولئك الذين يبحثون عن مؤلفات متوازنة ومترابطة ومواكبة لألحداث عن المملكة العربية السعودية. التركيبة التي تشكل الصورة الخارجية للمملكة العربية السعودية ،والتي تشمل الملكية والدين واالتجاه المحافظ غير مألوفة تما ًما بالنسبة للتجربة الثقافية الحالية للغرب .وقد صدر أخيرًا كتاب بعنوان "المملكة" لجوشوا كرازا ومارك هاسبند ،حاوال فيه إعادة صياغة موضوع السياسة والثقافة في المملكة العربية السعودية في إطار جديد .ويرى المحرران أن النقاش حول المملكة العربية السعودية يعوقه الكثير من األفكار المسبقة والمفاهيم المغلوطة .ومما يزيد األمور سو ًءا هو درجة الخصوصية التي تُملي وتحدد عالقة المملكة العربية السعودية مع بقية دول العالم، والتي تؤثر بشكل كبير على قدرة القادة السعوديين على توضيح أسلوب حياتهم". وفي سبيل التغلب على عقبات محدودية التواصل بين الثقافات ،قام المحرران بتجميع 11ديسمبر 2009
قائمة من المقاالت من موقع SaudiDebate.comوالذي بدأ في أوائل عام ،2006وكان الهدف منه تقديم تحليالت مختلفة عن الحالة السياسية واالقتصادية اً فضل عن مكانتها للمملكة العربية السعودية، في المنطقة؛ وهذه الموضوعات أو التحليالت ال يُسمع عادة عنها بسبب الظروف السابق ذكرها .ووفقا للمقدمة الشاملة للكتاب ،فإن النقاش حول المملكة العربية السعودية، الذي غالبا ما يكون ضيق األفق ،في الكثير من وسائل اإلعالم الغربية ربما يؤدي إلى استبعاد إمكانية وجود الكثير من المناقشات حول المملكة" وبالتالي فإن هذا الكتاب يهدف إلى طرح كم منوع من الرؤى حول هذا البلد. وينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء .ويحاول المحرران تحقيق نوع من االتساق بين
مدخالت الموقع التي ألهمت الكتاب .فقد نجح الكاتبان في تجميع مقاالت تمثل المراحل االنتقالية المتعددة للمجتمع السعودي، اً وصول إلى الموقف اإلقليمي للبالد .صحيح أن المحررين تمكنا من وضع العديد من المقاالت التي تتناول موضوعات متنوعة تتعلق بالمجتمع السعودي معًا ،ولكنهما لم ينجحا في تقديم أي نوع من الجدل المتماسك حول الرهانات الرئيسية في كل قضية من القضايا الجدلية التي نوقشت .وببساطة يرجع هذا اإلخفاق إلى محاولة تغطية كل قضية ،مما تسبب في عدم تمكنهما من تقديم فهم واضح للجمهور عن أهم القضايا؛ حتى معظم المناقشات المميزة ضاعت وسط عدد من المقاالت التي تتناول قضايا أخرى. وبالرغم من أنه يمكن التماس العذر 54
كتب
للمحررين نوعا ما إذا ما نظرنا إلى أهدافهما ،ثمة مشكلة أخرى أساسية في الكتاب وهي التحيز الواضح في المقاالت التي تم اختيارها وكذلك المؤلفون الذين وقع االختيار علىهم .ونتيجة لذلك ،لم ينجح الكتاب في تحقيق هدفه وهو عرض كل وجهات النظر المتعلقة بالمجتمع السعودي والسياسة. ومع ذلك ،فإن الكتاب يقدم مزايا معينة. ومن بين هذه المزايا ،يتعرض الكتاب لقضايا مثيرة للجدل في المملكة العربية السعودية ،مثل دور المرأة ،وكيف يتعين على الحكومة الرد على عناصر إسالمية في البالد والمنطقة .ومن المثير لالهتمام على سبيل المثال ،أحد المقاالت التي تناولت التقدم الذي أحرزته النساء في سعيهن للحصول على حقوق معينة واتجاههن بشكل أكبر إلحداث تغيير في المملكة العربية السعودية .وقدرة المؤلف على إعزاء زيادة األفراد الذين لديهم توجهات إصالحية إلى أحداث سياسية واجتماعية أكبر مثل حرب الخليج وأحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول ،تعد مثاال لنوعية المقاالت التي تسلط الضوء بالفعل على طبيعة المجتمع السعودي .فالمقال يتسم بالموضوعية والنظرة التحليلية ولديه القدرة على إعطاء رؤية جدلية للقارئ الذي ربما ال يعي كثيرًا المعايير التي تقود المجتمع السعودي. العدد 1536
ومع ذلك ،فإن هذا النوع من المقاالت ليس هو القاعدة ،فهناك مقاالت غيره قدمت آراء شخصية بشأن ما ينبغي القيام به في المملكة العربية السعودية .وبعبارة أخرى ،اً بدل من اتباع الموضوعية في الكتابة ،قدمت بعض المقاالت جدول أعمال وافتقر بعضها اآلخر إلى األدلة الالزمة لدعم حجتها .وبالتالي ،فإن موضوعية البحث في الكتاب ككل محدودة .
ويرى المحرران أن النقاش حول المملكة العربية السعودية يعوقه الكثير من األفكار المسبقة والمفاهيم المغلوطة ومن بين األمثلة على ذلك أن أحد المقاالت ادعت أن وجود قرآن حديث يعتبر خطوة ضرورية من أجل صياغة مستقبل العرب. والحجة الرئيسية في هذا المقال هو أن الدول العربية ،بما في ذلك المملكة العربية السعودية ،تحتاج إلى "فهم أكثر ديناميكية وبراعة للغة من أجل تحقيق تغيير ملموس وتحريرهم من التفسيرات األديان المرسلة إليهم .فقط عندما يتم إعادة كتابة القرآن
الكريم بلغة عربية حديثة مفهومة تماما من قبل الجماهير ،سوف يزدهر المجتمع ويزداد اإليمان" .وبالرغم من أن الرؤية التي قدمها فواز تركي تثير تساؤالت مهمة حول سلطة ونفوذ الدين ومخاطر التفسيرات األصولية ،فإنه يقدم حال غير واقعي. وتعتبر ترجمة أو إعادة كتابة القرآن وغيره من الكتب المقدسة مهمة صعبة ومثيرة للجدل. وإلى جانب ذلك ،فإنه من غير المحتمل أن تضع الترجمة إلى العربية الحديثة حدا للتفسيرات المتطرفة .ويشير الكاتب نفسه إلى أن "المسلم التقدمي سوف يفسر إيمانه بطريقة تقدمية ،أما الرجعي ،فسوف يفسره بطريقة متشددة وضيقة األفق" .إذن الحجة ليست غير متناسقة وغير واقعية فحسب، ولكن بالنسبة للضوء الذي تسلطه على المملكة العربية السعودية نفسها ،فإنها أيضا محدودة جدا .وبالرغم من أن هذا ال يعني أن المشكالت التي تواجه المملكة العربية السعودية ليست إقليمية في نطاقها ،فإن وضع هذا المقال في كتاب يهدف إلى إعطاء مزيد من التبصر بتعقيدات المملكة العربية السعودية يعتبر أمرًا مثيرًا للشك والتساؤل. والكتاب برغم أهدافه والجهود التي بذلت فيه ال يقدم قراءة شافية ألولئك الذين يبحثون عن مؤلفات متوازنة ومترابطة ومواكبة لألحداث عن المملكة العربية السعودية. 55
قراءات
جديد األسبوع كتب
الغالف
سقوط حائط برلين ..الموروث الثوري لعام 1989 جيفري أيه .إنجيل مطابع جامعة أكسفورد ،الواليات المتحدة األمريكية 22أكتوبر/تشرين أول 2009 سقوط حائط برلين من أهم األحداث في التاريخ الحديث ،ألنه يرمز لسقوط الشيوعية ومهد الطريق لميالد ديمقراطيات جديدة في أوروبا الشرقية .ويتناول الكتاب هذا الحدث الذي غيَّر العالم من زوايا مختلفة ،ويعطي رؤية كاشفة لقيمة هذا الحدث التاريخي وتأثيره على توازن القوى السياسية في العالم آنذاك ،والموروث الذي خلفه.
جاء دورنا لتناول الطعام :قصة الكيني الذي حارب الفساد ميشيال رونج هاربير 16يونيو/حزيران 2009
الغالف
هذا الكتاب يروي قصة جون جيثونجو وهو صحفي وناشط انضم إلى إدارة الرئيس الكيني مواى كيباكى المنتخب أخيرا في عام ،2003حيث عمل كمكافح للفساد .وكتاب "جاء دورنا لتناول الطعام" يكشف عن رحلة جيثونجو .ويالحظ القراء في الكتاب تالشي أمال الرجل اإلصالحي الذي ازدادت قناعته بتفشي الفساد في كينيا .
تقارير جيل جديد من اإلرهابيين األفغان جويشيرا باجوريا مجلس العالقات الخارجية 26أكتوبرتشرين أول2009 ، تمت إعادة تعريف اإلرهاب في باكستان ،مما أدي إلى ميالد جماعات إرهابية جديدة وسمح للجماعات القديمة بإعادة تثبيت أقدامها في المنطقة .وشهدت باكستان عددا متزايدا من الهجمات االنتحارية – وهي عالمة واضحة على تدهور الوضع األمني في البالد المسلحة نوويا .ويكشف هذا التقرير الوجه المتغير لإلرهاب في باكستان ،والتهديد الذي يمثله أمام بلوغ الواليات المتحدة أهدافها المتمثلة في تحقيق االستقرار بالمنطقة.
بود كاست
بوداكست النساء في أفغانستان هيومن رايتس ووتش 4ديسمبر/كانون أول 2009 أوضاع المرأة األفغانية تقع ضمن األسوأ في العالم ،وتستمر في التدهور .وقد علقت كل من الناشطة في مجال حقوق المرأة األفغانية ماري أكرمي والباحثة بمنظمة هيومن رايتس ووتش راشيل ريد على وضع المرأة في أفغانستان وطالبت من الواليات المتحدة بأن تتحمل مسئوليتها في أفغانستان. 11ديسمبر 2009
56
العدد 1536
53
تقارير
أجواء عاصفة الصراع المستعصي بالشرق /األوسط التحديث اإلستراتيجي مدرسة لندن لالقتصاد والسياسة ثان 2009 نوفمبر/تشرين ٍ
اً تحليل متعمقًا حول سياسة الشرق األوسط ،وتسلط الضوء على اإليديولوجيات تعطينا مدرسة لندن لالقتصاد والسياسة -الذائعة الصيت - المتصارعة في العراق ،وتعثر عملية السالم في فلسطين ..جاء هذا التحليل في خمسة تقارير . يعاني الشرق األوسط منذ فترة طويلة من تغير دائم في هيكله السياسي .وقد قامت كلية لندن لالقتصاد بإصدار خمسة تقارير عن أحدث القضايا اإلستراتيجية يتناول كل منها وجهة نظر مختلفة حول سياسة الشرق األوسط ،وبشكل أكثر تحديدًا حول احتماالت نشوب صراعات في المنطقة. ويعتبر التقرير األول بمثابة مقدمة استهاللية للقارئ حيث يسلط الضوء على مختلف 11ديسمبر 2009
القضايا التي تجعل من المنطقة مكانًا مضطربًا ومثيرًا للمشكالت .وبالرغم من أن المقدمة بها معلومات جيدة فإنها ال تخلو من أوجه قصور. فالجزء االستهاللي يقدم تحليال مستفيضًا حول جهود بناء الدولة في أفغانستان من قبل حلف شمال األطلسي والمجتمع الدولي. كما تتعرض المقدمة ،أيضا ،إلى الجهود التركية الرامية النضمام أنقرة إلى عضوية االتحاد األوروبي باعتبارها جز ًءا من االضطراب اإلقليمي بمنطقة الشرق األوسط.
وهاتان المناقشتان تثيران تساؤالت بشأن التعريفات الجغرافية المناسبة لمنطقة الشرق األوسط حيث كان ينبغي أن توضح المقدمة الفرق بين مفهوم "الشرق األوسط الكبير"الذي يشمل أفغانستان والتعريف التقليدي للمنطقة. وعالوة على ذلك ،لم تتم اإلشارة إلى أفغانستان وتركيا في بقية التقرير ،مما يجعل اإلشارة إليهما في المقدمة موضع تساؤل. وتتناول التقارير األربعة التالية الصراعات 58
تقارير ويناقش التحديث اإلستراتيجي بعد ذلك دور األردن في عملية السالم بالشرق األوسط ،وتحديدًا الصراع العربي اإلسرائيلي، في إطار الفكرة القائلة بأن "األردن هي فلسطين" .ووفقًا لنايجل آشتون ،فإن األردن تواجه مخاطر اقتصادية وسياسية كثيرة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني اإلسرائيلي. ومع ذلك ،يري أشتون في تقريره أن تورط األردن ،في هذا الصراع ،لن يتجاوز مستوى معينًا ،مما يجعله ـ إلى حد كبيرـ غير مؤثر.
في الشرق األوسط ،من خالل وجهات نظر مختلف .ويناقش التقرير األول اإلسالم السياسي في المنطقة ،متخ ًذا العراق كدراسة حالة .ويعرض جيلس كيبل تطور مفهوم الجهاد بمرور الزمن .ويشير كيبل ،بطريقة شبه ساخرة ،إلى السبب وراء اتجاه حركة الجهاد إلى معاداة ما يطلق علىه " العدو البعيد" ،وهو في رأيه يتمثل في فشل الحركة في تعبئة الجماهير في الداخل ،مما أدى إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر /أيلول. ويمكن أن يعد بمثابة تحليل ضيق األفق لدوافع الجهاد .فوفقًا لكيبل نفسه ،فإن الجهاد قد تطور ،وهذا بدوره يعني أن حركة الجهاد األيديولوجية الدينية غيرَّت هدفها ،ليس نتيجة للفشل ،ولكن نتيجة لحدوث تغير في األولويات .وبعبارة أخرى ،ظهور تهديد أكبر. وأبرز خلل في هذا التقرير ،هو أنه لم يفرق بين مفاهيم التطرف والجهاد واإلرهاب ،مما أدى إلى تعميم نمطي ،حيث اعتبر التطرف اً شكل من أشكال اإلرهاب .كما جهادًا والجهاد يتناول التقرير ،أيضًا ،الوجه اآلخر للعملة وهو حرب الواليات المتحدة على اإلرهاب فوفقًا لكيبل ،فإن حرب الواليات المتحدة على اإلرهاب بمثابة مظهر من مظاهر اإلرهاب وتعد تجسيدًا ألجندة بوش السياسية. وبنا ًء علىه ،يستنتج كيبل أن منهج مكافحة اإلرهاب والجهاد أثبتا فشلهما في العراق، مما أدى بدوره إلى وضع أوباما خططًا جديدةً تتعلق بجدولة االنسحاب من العراق. العدد 1536
وبالرغم من أن عالقات األردن الدبلوماسية قوية مع العديد من األطراف المعنية ،وتحديدًا الواليات المتحدة وإسرائيل وفتح ،فإنها ال تزال تملك الحد األدنى من القدرة على التأثير في عملية السالم .وهذا يعود إلى التوجس األردني من الوقوع في مأزق آخر نتيجة للصراع ، على غرار ما حدث خالل الحرب على غزة في ديسمبر /كانون األول عام .2008والتقرير اً تحليل جيدًا للدور األردني في عموما يقدم الصراع ومصالحها السياسية ،وذلك بالرغم من تجاهله لألطراف المؤثرة إقليميًا مثل المملكة العربية السعودية ومصر .وهذا يعد خطأ كبيرًا في اإلطار التحليلي للتقرير.
وأبرز خلل في هذا التقرير ،هو أنه لم يفرق بين مفاهيم التطرف والجهاد واإلرهاب ،مما أدى إلى تعميم نمطي ،حيث اعتبر التطرف جهادًا والجهاد اً شكل من أشكال اإلرهاب ويتناول التقرير الثاني التحول في سياسات حماس ،المتعلقة بالصراع العربي، اإلسرائيلي ،ويعطي األمل في أنه قد يكون هناك ضوء في نهاية النفق .ويوضح فواز جرجس ببراعة كيف تمكنت حركة حماس من استخدام إيديولوجيتها الدينية لخدمة أغراض جديدة ،وبالتالي تأقلمت مع الضغوط الدولية والمتغيرات الجديدة في عالقتها مع إسرائيل. فقبول حماس لهدنة يظهر إلى أي مدى تغيرت إيديولوجياتها لتحقيق أهداف سياسية يستحيل تحقيقها بأي طريقة أخرى .ويعقد جرجس مقارنة بين حماس والقاعدة ،مبينًا الفرق بين المقاومة العسكرية القائمة على الدين واإلرهاب .ولكن جرجس فشل في تسليط الضوء بصورة كافية على دور فتح في إحداث تحول في سياسات حماس ،لكونها قوة معارضة محلية ،باإلضافة إلى دور الوساطة اإلقليمية في تخفيف حدة أيديولوجيات حماس ،والتي ال تزال ترفض االعتراف بإسرائيل كدولة.
ويناقش التقرير األخير امكانية توقع حدوث منعطف جديد في الصراع العربي اإلسرائيلي. من خالل دراسة مختلف المتغيرات والعوامل المؤثرة في الصراع .ويرى أمنون آران أن إيهود باراك وبنيامين نتنياهو هما صانعا القرار الرئيسيان في النظام اإلسرائيلي، في الصراع مع الفلسطينيين .ولكن باراك ونتنياهو على خالف في الرأي ،فباراك يرفض التفاوض ،في حين يؤيد نتنياهو هذا التفاوض .كما يناقش أمنون التحول في السياسات نحو اليمين في إسرائيل ،باإلضافة إلى االنقسام في الصف الفلسطيني الذي يعتبر نتيجة للتجمد السياسي لحركة حماس. ويناقش هذاالتقرير افتراض فواز جرجس المتعلق بتحول حماس سياسيًا .كما يسلط التقرير الضوء على النفوذ األمريكي في هذا الصراع .ومع ذلك ،مثل تقرير نايجل اشتون، يتجاهل آران النفوذ اإلقليمي وجهود التفاوض. وبالرغم من عدم االتساق بين تقاريره وإغفاله عدة عوامل حيوية في السياسة الشرق أوسطية، فإن التحديث اإلستراتيجي لكلية لندن لالقتصاد اً تحليل متعمقًا للصراع العربي اإلسرائيلي يقدم ودولة العراق التي مزقتها الحرب.
لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع: http://www2.lse.ac.uk 59
المقال السياسي
اضرب اً أول ..ثم تفاوض أمريكا تدرك أن كسر قوة طالبان ضرورة للتفاوض معها ال يعني قرارزيادة عدد القوات األمريكية المرسلة إلى أفغانستان اتجاها لدى إدارة أوباما برفض المفاوضات مع طالبان .ولكنه تأكيد على أن إجراء محادثات مع طالبان ،يستلزم كسر قوتهم اً أول .فهزيمة طالبان بشكل نهائي أمر غير واقعي ،ولكن معاناة طالبان من عدة نكسات إستراتيجية سوف تدفعها للجلوس على طاولة المفاوضات. ردود الفعل والقضايا التي أثيرت ،داخل الواليات المتحدة وخارجها ،فيما يتعلق بقرار أوباما بإرسال 30ألف جندي إضافي إلى أفغانستان كشفت مدى تعقيد عملية التقييم التي تواجهها اإلدارة األمريكية .فهناك العديد من المتغيرات التي لعبت دورًا في عملية صنع القرار ،فأوال وقبل كل شيء تأتي القضايا المالية حيث تعتبر هذه الحرب مكلفة جدًا، باإلضافة إلى أنه من غير المعروف ما إذا كان أعضاء حلف الناتو سيسهمون بمزيد من القوات أم ال .و أيضًا هناك اعتبارات كثيرة البد من تقييمها ،مثل مدى تحقق احتماالت أن يكون لحكومة كرزاي وجه جديد بالفعل ،وهل من الممكن أن تصبح باكستان أكثر جدية في القيام بدورها من أي وقت مضى .بين كل هذه المتغيرات ،ثمة قضية محورية أخرى تتمثل في التعامل الدبلوماسي مع حركة طالبان. فاحتمال إقامة عالقات دبلوماسية مع طالبان هو المحور األساسي للنقاش داخل الواليات المتحدة حول أفغانستان .والسؤال الرئيسي هو :هل يمكن تحقيق ذلك وكيف يمكن تحقيقه؟ الزيادة في عدد القوات المرسلة إلى أفغانستان ليس اعترافًا من إدارة أوباما بأنه ال ينبغي أن تكون هناك مفاوضات مع طالبان .بيد أن ذلك بمثابة اعتراف ضمني من الرئيس األمريكي أوباما بأنه في سبيل إجراء محادثات مع طالبان ،فإنه يجب كسرهم أوال، أو على األقل تقويض نشاطهم .في الواقع ، وكما أكد المال عمر مرارًا وتكرارًا ،فإن طالبان لن تتفاوض أبدًا .وعلى األقل هم لن يفعلوا ذلك إذا ظلوا يشعرون بقدرتهم على الفوز .وبالتالي ،هناك حاجة إلى ممارسة ضغط حقيقي على حركة طالبان وجعلها تعاني من عدة نكسات إستراتيجية حتى تفكر في إمكانية الجلوس على طاولة المفاوضات. وأثار الموعد النهائي الذي حدده أوباما ""2011 العديد من التساؤالت ،حيث يرى منتقدوه أن ذلك من شأنه أن يشجع طالبان ويقنعهم بعدم التفاوض ويحفزهم على الصبرعلى اعتبار أن الواليات المتحدة سترحل قريبًا .ولكن هذه االنتقادات ليست في محلها .فالموعد 11ديسمبر 2009
األمريكيين في الميدان .وأضاف جيتس أن 2011هو موعد مؤقت "لتغيير طبيعة العالقة" مع القوات األفغانية ،ولكنه أوضح أيضًا أن الواليات المتحدة "لن تتخلى عن أفغانستان ،كما فعلت في عام ،"1989فور انسحاب السوفيت.
مانويل ألميدا
النهائي يرسل رسالة مفادها أن الواليات المتحدة لن تبقى في أفغانستان إلى األبد في الظروف الحالية باعتبارها القوة العسكرية واألمنية التي تحارب طالبان .فالجيش األفغاني والقوات األمنية األفغانية يتم تدريبهم من قبل الواليات المتحدة ودول حلف الناتو من أجل تولي هذه المهام تدريجيًا ،والموعد النهائي يشير إلى أن هذا االنتقال التدريجي للمهام ال يمكن أن يستغرق عشر سنوات .كما أن الموعد النهائي يرسل تحذيرًا صريحًا جدًا للحكومة األفغانية ويفرض ضغوطًا على كرزاي ،الذي حاول بعد االنتخابات المزورة ،إقناع األفغان والعالم بأن األمور ستكون مختلفة من اآلن فصاعدًا ،خاصة فيما يتعلق بمستويات الفساد ومحاسبة المسئولين عنه. وسرعان ما أصبح واضحًا بعد إعالن أوباما أن الموعد النهائي كان رمزيًا فقط .وإذا كان هناك أدنى شك في أن هذا الموعد بمثابة تحرك سياسي وليس إستراتيجية عسكرية محددة ،فإن التصريحات التي صدرت عن جيتس وكلينتون بعد إعالن أوباما بددت هذه الشكوك تما ًما. ففي برنامج " واجه األمة" بقناة سي بي اس ،أوضح كل من وزير الخارجية ووزير الدفاع األمريكيين أن " "2011هو الموعد المحدد لبدء نقل المسئوليات إلى األفغان. وهذا مرهون بالظروف على أرض الواقع في ذلك الوقت ،فقرار البدء في إعادة القوات إلى وطنها (الواليات المتحدة) من عدمه يعتمد في نهاية المطاف على تقييم القادة العسكريين
وهكذا ،ستبلغ قوات التحالف في أفغانستان أكثر من 140ألف جندي بعد إرسال التعزيزات األمريكية التي تبلغ 30ألف جندي باإلضافة إلى تعزيزات قوات حلف الناتو التي تبلغ 5آالف جندي .باإلضافة إلى ذلك ،هناك ما يقرب من 95ألف جندي من قوات الجيش األفغاني ،و عدد مسا ٍو من أفراد الشرطة األفغانية ،وهناك خطط لزيادة كل من الجيش األفغاني وقوات الشرطة .هذه األرقام ،على األقل وفقًا لحسابات القادة في الميدان ،ينبغي أن تكون كافية إلحداث تغيير حاسم في مسار الحرب .وعالوة على ذلك ،يتم إعداد إستراتيجية مماثلة إلستراتيجية أمريكا في العراق وفقًا لظروف أفغانستان بنا ًء على ما ورد بدليل بيترايوس لمقاومة التمرد .وهو يهدف إلى وضع الجماعات المسلحة المدربة بواسطة حلف الناتو تحت إشراف الحكومة .فهدفهم الرئيسي سيكون اً متمثل في حماية مجتمعاتهم من حركة طالبان. بالطبع هزيمة حركة طالبان بشكل نهائي أمر غير واقعي .فمن الصعب على دولة مثل أفغانستان أن تحقق مثل هذا اإلنجاز .وبالرغم من أن هناك اختالفًا بين حركة طالبان األفغانية والباكستانية ،ال سيما عند النظر إلى القيادة واألهداف ،فإنه في ظل هذه الظروف سيكون ذلك االختالف غير مفيد .فحركة طالبان األفغانية يمكنها االنتقال بسهولة إلى باكستان عن طريق الحدود الفاصلة بين البلدين والتي يسهل اختراقها .وحقيقة أن المال عمر يعمل من كويتا في باكستان توضح ذلك .وكل هذا يبرر الحاجة إلى التفاوض .فهذا العدد من القوات ،باإلضافة إلى تعزيز جودة وموثوقية الشرطة األفغانية والجيش ،يجب أن تكون كافية للضغط على حركة طالبان وإقناعها بأنه ليس لديها خيار آخر سوى الجلوس على طاولة المفاوضات. 60
المقال السياسي
55
48