youm7

Page 1

‫الحرب الفاصلة‬ ‫فى اليمن‬

‫بغداد اآلمنة‬ ‫جواد البوالني‬

‫ستيفن هيديمان‬

‫وزير الداخلية العراقي‬

‫اضرب اً‬ ‫أول‪..‬‬ ‫ثم تفاوض‬ ‫مانويل ألميدا‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫الحرب بالوكالة‬

‫كيف تؤثر طهران في قرار الحركة الحوثية‬ ‫بقلم‬ ‫العدد ‪ 11 ،1536‬ديسمبر ‪2009‬‬ ‫محمد سيف حيدر‬




‫اإلفتتاحية‬

‫الغالف‬

‫أسسهــا سنة ‪1987‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫أسسهــا هشام ومحمد على حافظ‬

‫رئيس التحرير‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬ ‫المدير العام‬

‫طارق القين‬

‫‪www.srpc.com‬‬ ‫‪The Majalla Magazine‬‬ ‫‪HH Saudi Research & Marketing‬‬ ‫‪(UK) Limited Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬

‫أعزائي القراء‬ ‫مرحبًا بكم ضيوفًا على عدد هذا األسبوع من "المجلة الرقمية"‪.‬‬ ‫نعرض لكم في هذا العدد رؤية تحليلية عن القوى المختلفة‬ ‫المؤثرة في الصراع اليمني‪ .‬وقد قمنا بتوجيه الدعوة إلى محمد‬ ‫سيف حيدر‪ ،‬وهو صحفي وباحث في مركز" سبأ للدراسات‬ ‫اإلستراتيجية" كي يعطينا تقيي ًما لجذور النفوذ اإليراني ودعم‬ ‫الحوثيين في الصراع اليمني‪ .‬كما يعطينا‪ ،‬حيدر‪ ،‬رؤية كاشفة‬ ‫للعالقة التي أقامها الحوثيون مع تنظيم القاعدة‪ .‬وإضافة إلى‬ ‫قصة الغالف هذه الثرية بالمعلومات‪ ،‬نقدم لكم في هذا اإلصدار‬ ‫حوا ًرا مه ًما أُ​ُجري مع وزير الداخلية العراقي جواد البوالني‪.‬‬ ‫لذا ندعوكم إلى قراءة هذه المقاالت وغير ذلك كثير على موقعنا‬ ‫اإللكتروني ‪ www.Majalla.com/ar‬وكالعادة‪ ،‬فإننا نرحب‬ ‫بتقييمكم وندعوكم إلى كتابة تعليقاتكم على موقع" المجلة" أو‬ ‫االتصال بنا إذا كانت لديكم الرغبة في النشر لدينا‪.‬‬

‫مع أطيب التمنيات‬

‫عادل الطريفي‬ ‫رئيس التحرير‬


‫كاريكاتير‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫‪05‬‬


‫المحتـوى‬

‫‪37‬‬

‫‪ 08‬جيوبوليتيكا‬ ‫الحرب الفاصلة‬

‫‪ 11‬الموجز‬ ‫حول العالم‬ ‫قالوا‬ ‫بانوراما الصحافة‬ ‫رسائل‬

‫‪ 18‬قصة الغالف‬

‫الحرب بالوكالة‬

‫‪ 27‬أكثر من رأي‬

‫مستقبل الحوثيين‬ ‫‪ 32‬أفكار‬ ‫الحب مقابل المال‬ ‫إدارة التحرير‬

‫مدير مكتب لندن‬ ‫مانويل أمليدا‬ ‫مدير مكتب القاهرة‬ ‫احمد أيوب‬ ‫احملـــررون‬ ‫ستيفن جلني‬ ‫بوال ميجا‬ ‫دينا وهبه‬ ‫وسام شريف‬ ‫دانيال كاباريلى‬ ‫سكرتيرة التحرير‬ ‫جان سينجفيلد‬ ‫مدير املوقع اإللكتروني‬ ‫محمد صالح‬

‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪06‬‬


‫‪ 37‬شخصيات‬ ‫حوار‬

‫بغداد اآلمنة‬

‫بروفايل‬

‫اإليراني الهجين‬

‫‪ 45‬االقتصاد‬ ‫اقتصاد عالمي‬

‫الصعود إلى الهاوية‬

‫المستثمر العالمي‬ ‫ثمن المعلومة‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 11 ،1536‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫للمشاركة‬ ‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على‬ ‫البريد اإللكتروني‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ملحوظة‪ :‬جميع المقاالت يجب أال تزيد على ‪ 800‬كلمة‬

‫اإلعالن‬ ‫لإلعالن في النسخة الرقمية يرجي االتصال بـ‪:‬‬

‫‪ 53‬إصدارات‬ ‫كــــتب‬ ‫قراءات‬ ‫تقارير‬

‫‪Mr. Wael Al Fayez‬‬ ‫‪w.alfayez@alkhaleejiah.com‬‬ ‫‪Tel.: 0096614411444‬‬ ‫‪F.: 0096614400996‬‬ ‫‪P.O.BOX 22304‬‬ ‫‪Riyadh 11495, Saudi Arabia‬‬

‫اشتراكات‬

‫‪ 60‬المقال السياسي‬

‫اضرب اً‬ ‫أول‪ ..‬ثم تفاوض‬

‫مكتب المملكة العربية السعودية‬ ‫الرياض‪-‬الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫شارع التخصصى‪-‬تقاطع طريق مكة‪-‬حى المؤتمرات‬ ‫ص‪-‬ب‪ 478 :‬رمز بريدى ‪11411:‬‬ ‫هاتف ‪ 966-1-4419933 :‬فاكس ‪966-1-4429555‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب القاهرة‬ ‫‪14‬شارع الحجاز ‪ -‬المهندسين ‪ -‬القاهرة‬ ‫هاتف ‪ -00202 3388654 -‬فاكس ‪00202 7492884 -‬‬ ‫مكتب لندن‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬

‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى االتصال بـ‪:‬‬ ‫‪subscriptions@majalla.com‬‬

‫تنويه‬ ‫اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأى‬ ‫مؤلفيها فقط و ال تعبر بالضرورة عن أراء مجلة‬ ‫المجلة و هيئه تحريرها‪.‬‬

‫حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة ‪ 2009‬التي‬ ‫تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫(المملكة المتحدة) شركة محدودة‪ .‬وال يجوز بأي‬ ‫حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء‬ ‫منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها‬ ‫بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو‬ ‫تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول‬ ‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية‬ ‫لألبحاث والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر‬ ‫المجلة أسبوعيا ً باستثناء إصدارين مدمجين في‬ ‫واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة‬ ‫أو موسعة‪ .‬لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي‪،‬‬ ‫يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫‪07‬‬


‫جيوبوليتيكا‬

‫الحرب الفاصلة‬

‫لماذا لم تعد أزمة صعدة مجرد صراع داخلى ؟‬ ‫الصراع الدائر في اليمن بين حكومة الرئيس اليمني على عبد هللا صالح والمتمردين الحوثيين في شمال غرب محافظة صعدة اكتسب‪،‬‬ ‫بعدًا جديدًا في نوفمبر‪ /‬تشرين الثاني ‪ .2009‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬فإن الموجة األخيرة من هذه األزمة هي التي تهدد بتقويض الصيغة‬ ‫األساسية الحاكمة لنظام الرئيس صالح‪.‬‬ ‫سيذكر الجميع نوفمبر‪ /‬تشرين الثاني ‪ ،2009‬أنه‬ ‫بمثابة مرحلة فاصلة في حملة اليمن الطاحنة التي‬ ‫استمرت ‪ 5‬سنوات ضد تحالف ضعيف يتكون من‬ ‫عدة آالف من المتمردين غير المسلحين بشكل جيد‬ ‫في شمال غرب محافظة صعدة‪ .‬فما بدأ في يونيو‪/‬‬ ‫حزيران ‪ ،2004‬بمظاهرات مناهضة للحكومة‬ ‫في صعدة وصنعاء‪ ،‬نظمها أفراد من جماعة‬ ‫الحوثيين ردًا على تراجع الهيمنة الزيدية في‬ ‫منطقتهم‪ ،‬أصبح اآلن أكثر سو ًءا وال يبشر بخير‪.‬‬ ‫فهذه الثورة القبلية الطائفية بدت في بادئ األمر‬ ‫إلى حد كبير مثل الصراعات السابقة بين القبائل‬ ‫والحكومة المركزية‪ ،‬ولكنها تهدد اآلن الصيغة‬ ‫األساسية لنظام الرئيس اليمني على عبد هللا صالح‪.‬‬ ‫فمنذ صعود صالح لرئاسة اليمن الشمالي عام‬ ‫‪ ،1978‬حكم البالد من خالل االعتماد على‬ ‫التوازنات القبلية واإلدارة الواعية لشبكات‬ ‫العالقات مع هذه القبائل وقادتها‪ .‬فصالح‬ ‫مثل سابقيه يعرف أن العالقات غير الرسمية‬ ‫ضرورية لتحقيق التوازن بين المصالح المتنافسة‪.‬‬ ‫فدعم الرئيس صالح للجهات المحلية الفاعلة‪،‬‬ ‫وتوفيره الخدمات العامة كلها‪ ،‬مزايا يمكن‬ ‫زيادتها أو سحبها في مقابل االمتثال والوالء‪،‬‬ ‫أو بمجرد اإلذعان للنظام‪.‬وقد نجحت العالقات‬ ‫بين صنعاء والمحافظات اليمنية‪ ،‬إلى حد كبير‪،‬‬ ‫من خالل مفاوضات هادئة بين شيوخ القبائل في‬ ‫المناطق الريفية وممثلي صالح‪ .‬فعندما ينهار‬ ‫ذلك األسلوب‪ ،‬تكون النتيجة اندالع العنف الذي‬ ‫يتم احتواؤه‪:‬فالقوة هي تكتيك قبلي للمساومة‬ ‫أكثر من كونها تحديًا أساسيًا لسلطة صالح‪.‬‬ ‫وقد خدم هذا األسلوب صالح جيدًا منذ عدة‬ ‫سنوات‪ ،‬بما في ذلك محافظة صعدة‪ ،‬التي‬ ‫يهيمن علىها الزيديون ‪ .‬فخالل عام ‪ ،1990‬سمح‬ ‫النظام الحاكم بمساحة جديدة من الحراك السياسي‬ ‫للزيديين‪ ،‬وقدم مقترحات جديدة لقيادة الزيديين‪.‬‬ ‫وسمح الرئيس بتشكيل حزب سياسي لهم‬ ‫( حزب الحق) الذي ضمن مكانًا لحسين بدر الدين‬ ‫الحوثي في البرلمان اليمني ‪.‬وفي عام‪ ،1997‬قام‬ ‫الجناح المسلح لحزب الحق‪ ،‬الذي يضم قادة‬ ‫الحوثيين‪ ،‬بإنشاء حركة شباب تسمي "الشباب‬ ‫المؤمنين"‪ .‬و أرسلت هذه الحركة مئات من‬ ‫األعضاء إلى إيران في منتصف عام ‪1990‬‬ ‫لتلقي التعلىم الديني‪ ،‬ومن ثم إلى لبنان للتدريب‬ ‫على تكتيكات حرب العصابات على يد حزب هللا‪.‬‬ ‫في الوقت نفسه تساهل صالح مع تنامي نفوذ‬ ‫حزب اإلصالح السني في الشمال الغربي في‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫ستيفن هيديمان‬ ‫خالل الفترة ما بين ‪ 1980‬و‪ ،1990‬والتي‬ ‫ضمت المجاهدين السلفيين‪ .‬وقد قام هؤالء‬ ‫المجاهدون السلفيون بعمل تعبئة عامة للمشاعر‬ ‫الناهضة للزيدية بين القبائل السنية ‪ .‬وخالل عام‬ ‫‪ ،1990‬اشتدت المنافسة بين الحزب الزيدي‬ ‫وحزب اإلصالح في محافظة صعدة وحولها‬ ‫في حين ظل النظام اليمني ماضيًا قد ًما في‬ ‫اتباع إستراتيجيته المعتادة في الحكم من أجل‬ ‫الحفاظ على توازن السلطة المحلية التي واجهت‬ ‫ضعفًا متزايدًا‪ .‬وبحلول أوائل عام ‪ ،2000‬لم‬ ‫تعد الصيغة الحاكمة القديمة كافية‪ .‬وفي عام‬ ‫‪ ،2004‬اندلعت التوترات الطائفية وأخذت شكل‬ ‫مواجهات مفتوحة بين المتشددين الزيديين‪،‬‬ ‫الذين يقودهم أفراد من عائلة الحوثي والحكومة‬ ‫المركزية‪ .‬و قد بقي النظام بطيئًا للغاية في‬ ‫تكييف إستراتيجيته سواء السياسية أو تكتيكاته‬ ‫العسكرية حتى بعد تصاعد النزاع ‪.‬و لم يستطع‬ ‫نظام الرئيس صالح سواء عن طريق اإلكراه أو‬ ‫المساومة المكثفة أن ينهي الصراع ‪ .‬وأطلقت‬ ‫الحكومة حملتها الهجومية السادسة‪ ،‬و التي أُطلق‬ ‫علىها " األرض المحروقة" في أغسطس‪/‬آب‬ ‫‪ ،2009‬ولكن هذه الحملة لم تكن أوفر حظًا من‬ ‫الخمس حمالت التي سبقتها ولم تحقق أي نجاح‪.‬‬ ‫ففي مقابل هذا‪ ،‬كشف الصراع عن انقسامات‬ ‫عميقة داخل النخبة الحاكمة في اليمن‪ ،‬ال سيما‬ ‫بين القيادات العسكرية و السياسية‪ .‬كما كشف‬ ‫أيضًا عن حدود قدرات اليمن العسكرية وعن‬ ‫مدى اعتماد الجيش على التحالفات القبلية في‬ ‫عملياته ضد الحوثيين ‪.‬وجعل الصراع مستقبل‬ ‫النظام اليمني مثار جدل ونقاش بين جميع فئات‬ ‫الشعب في صنعاء‪ .‬وقد شهد الشهر الماضي‪،‬‬ ‫تصاعد المشاركة السعودية واإليرانية في‬ ‫الصراع الدائر في اليمن‪ ،‬واكتسبت الشئون‬

‫الداخلية اليمنية بعدا إقليميًا خطيرًا‪ ،‬حيث زادت‬ ‫من حدة التنافس بين إيران والمملكة العربية‬ ‫السعودية‪ .‬و تسبب الصراع في أزمة إنسانية‬ ‫واسعة النطاق‪ ،‬مما اضطر عشرات اآلالف من‬ ‫اليمنيين‪ ،‬ربما يصلون إلى ‪ 200‬ألف شخص‪ ،‬إلى‬ ‫الفرار من المناطق المتضررة من جراء القتال‪.‬‬ ‫وازدحم آالف النازحين داخليًا في مدينة صعدة‪،‬‬ ‫واعتمدوا على الوكالة الدولية للصليب األحمر‬ ‫والهالل األحمر في توفير الغذاء والمأوى لهم ‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ماذا يعني كل هذا بالنسبة للواليات المتحدة؟‬ ‫في واشنطن ‪ ،‬يعتبر تصعيد الصراع اليمني مؤشر‬ ‫مقلق‪ ،‬حيث لم يعد مستقبل الرئيس صالح أمرًا‬ ‫مفرو ًغا منه ‪ .‬فمنذ عام ‪ ،2001‬عززت الواليات‬ ‫المتحدة عالقتها بالرئيس اليمني صالح كحليف لها‬ ‫في الحرب على اإلرهاب‪ ،‬حيث تعاون معها في‬ ‫مواجهة المؤيدين المحليين لتنظيم القاعدة‪ .‬صحيح‬ ‫أن مكافحة اإلرهاب ال تزال الشغل الشاغل لدى‬ ‫واشنطن ولكن حقيقة خطورة الوضع‪ ،‬الذي يمكن‬ ‫أن يصبح فيه صالح‪ ،‬تشغل الواليات المتحدة‬ ‫في حد ذاتها‪ .‬فصالح يواجه تحديات خطيرة‬ ‫لسلطته‪ ،‬ليس فقط في الشمال‪ ،‬ولكن أيضًا من‬ ‫الحركات االنفصالية في الجنوب‪ ،‬مع انشغال‬ ‫كل من المملكة العربية السعودية وإيران‪ ،‬على‬ ‫حد سواء‪ ،‬بالمتمردين الحوثيين‪ ،‬وظهور دالئل‬ ‫على تنامي الخالفات الداخلية‪ ،‬أصبحت هناك‬ ‫حالة من التذبذب بشأن الكيفية المثلى التي يمكن‬ ‫بها تأمين مصالح الواليات المتحدة في اليمن‪.‬‬ ‫ورغم أن تركيز الواليات المتحدة منصب على‬ ‫أفغانستان وباكستان ‪ ،‬مع تضاؤل التوقعات‬ ‫االيجابية لتعزيز عالقات الواليات المتحدة‬ ‫مع إيران ‪ ،‬فإن إدارة أوباما تراهن على عبد‬ ‫هللا صالح ‪ .‬فقد زادت الواليات المتحدة من‬ ‫مساعداتها العسكرية لليمن ‪ ،‬وفي سبتمبر‪ /‬أيلول‬ ‫‪ ،2009‬صرح الرئيس أوباما مباشرة بدعم‬ ‫الواليات المتحدة لنظام الرئيس اليمني ‪.‬ومن‬ ‫المرجح أن يستمر هذا النهج‪ ،‬ومع ذلك فإنه‪ ،‬كما‬ ‫الحال بالنسبة لحلفاء صالح من العرب ومؤيديه‬ ‫المحليين‪ ،‬فإن احتمال أن يكون نظام صالح قد‬ ‫وصل إلى مرحلة فاصلة‪ ،‬يمكن أن يبدأ عندها‬ ‫في التداعي أمر مرجح جدًا لدى واضعي السياسة‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫نائب رئيس المعهد األمريكي للسالم ‪،‬‬ ‫أستاذ زائر في جامعة جورجتاون في واشنطن‬ ‫‪08‬‬




‫الموجز‬ ‫حول العالم‬

‫قالوا‬

‫بانوراما الصحافة‬

‫رسائل‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫انفجارات سياسية‬

‫‪ 127‬قتيال و مئات الجرحى ‪ ..‬والمالكي يحذر من اللعب باألمن العراقي‬ ‫حذر رئيس الوزراء العراقي نوري‬ ‫المالكي من استغالل األوضاع األمنية في‬ ‫العراق لتحقيق مآرب سياسية محذراَ من‬ ‫أن الهيكل سيسقط فوق رؤوس الجميع‪.‬‬ ‫تحذيرات المالكي جاءت على خلفية‬ ‫هزت‬ ‫التي‬ ‫الخمسة‬ ‫االنفجارات‬ ‫أرجاء العاصمة العراقية بغداد هذا‬ ‫األسبوع وأسفرت عن مقتل ‪127‬‬ ‫شخصا ً و إصابات نحو ‪ 448‬آخرين‪.‬‬ ‫وهي ما اعتبرته أوساط سياسية عراقية‬ ‫مخطط هدفه إجهاض العملية السياسية‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫في العراق وإسقاط الحكومية المالية‬ ‫وتأجيل االنتخابات التي تم تحديد موعدها‬ ‫في بداية مارس‪ /‬آذار القادم بعد حالة من‬ ‫الجدل واالفتراضات واالنقسامات الشديدة‬ ‫التي شهدها الشارع السياسي والبرلماني‬ ‫العراقي على مدى األسابيع الماضية‪.‬‬ ‫الخبراء والسياسيون العراقيون توقعوا‬ ‫أن تشهد بغداد مزيداً من االنفجارات‬ ‫خالل الفترة القادمة بهدف زعزعة‬ ‫األمن وإجبار النظام على اختيار حكومة‬ ‫طوارئ ‪ ،‬إال أن مصادر عراقية أكدت‬ ‫أن الحكومة تصر على إجراء االنتخابات‬ ‫في موعدها خاصة و أن هذه الرحلة تعتبر‬

‫فاصلة في العراق وال تتحمل أي تأجيل‪.‬‬ ‫كان البرلمان العراقي قد وافق في جلسة‬ ‫طارئة مساء األحد الماضي على قانون‬ ‫ينظم االنتخابات التشريعية وصوت‬ ‫مجلس النواب باإلجماع على تعديل قانون‬ ‫االنتخابات والذي رفع عدد مقاعد مجلس‬ ‫النواب إلى ‪ 523‬مقعدًا اً‬ ‫بدل من ‪ 572‬مقعدًا‬ ‫وهو ما جعل الخبراء يعتبرون االنفجارات‬ ‫األخيرة تأتي ضمن مخطط لزعزعة‬ ‫االستقرار األمني العراقي قُبيل االنتخابات‬ ‫التشريعية التي اعلن فرج الحيدري رئيس‬ ‫مفوضية االنتخابات انه تم االتفاق على‬ ‫اجرائها في السادس من مارس ‪ /‬آذار المقبل‬ ‫‪11‬‬


‫الموجز‬

‫حول العالم‬

‫حول العالم‬ ‫‪ 1‬قبرص‬

‫‪2‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪9‬‬

‫أعلن الرئيس ديميتريس كريستوفياس‬ ‫أن الحكومة القبرصية قررت أن تعرقل‬ ‫المفاوضات المتعلقة بانضمام تركيا إلى‬ ‫االتحاد األوروبي‪ .‬حيث تتهم قبرص‬ ‫تركيا بالفشل في االمتثال لبروتوكول‬ ‫اتفاق ينص على توسيع نطاق االعتراف‬ ‫بجمهورية قبرص جنبًا إلى جنب مع‬ ‫البلدان األخرى التي انضمت إلى االتحاد‬ ‫األوروبي في عام ‪.2004‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪5‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ 3‬أمريكا‬

‫‪ 2‬روسيا‬ ‫صرح رئيس الوزراء الهندي مانموهان‬ ‫سينغ‪ ،‬الذي يقوم بزيارة حالية لروسيا‪،‬‬ ‫بأن موسكو سوف تساعد في بناء أربعة‬ ‫مفاعالت نووية إضافية في الهند‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى محطة الطاقة النووية في كودانكوالم‬ ‫التي من المتفق علىه أن يتم إطالقها العام‬ ‫القادم‪ .‬واتفق كال البلدين على تعزيز‬ ‫التعاون بينهما في قطاع الطاقة النووية‬ ‫المدنية‪.‬‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫أمر الرئيس باراك أوباما بتأخير نقل مقر‬ ‫السفارة األمريكية في إسرائيل من تل أبيب‬ ‫إلى القدس‪ .‬وقال أوباما إنه من الضروري‬ ‫وقف تنفيذ القيود المنصوص علىها في‬ ‫قانون سفارة القدس لعام ‪ ،1995‬لمدة ستة‬ ‫أشهر‪ ،‬من أجل حماية مصالح األمن القومي‬ ‫للواليات المتحدة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫فرنسا‬

‫أكد وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران‬ ‫بأن فرنسا ستشارك في تدريب قوات األمن‬ ‫والمؤسسات المحلية في أفغانستان‪ .‬كالم‬ ‫موران جاء ردًا على التقرير الذي كشف‬ ‫عن طلب الواليات المتحدة من فرنسا‬ ‫إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان تقدر‬ ‫بنحو‪ 1500‬جندي‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫رام هللا‬

‫وصف وزير الخارجية األردني ناصر‬ ‫جودة في زيارته األخيرة لفلسطين المحتلة‬ ‫مطالب إقامة دولة فلسطينية مستقلة بأنها‬ ‫تصب في مصلحة األردن‪ .‬وقد وقال أدلى‬ ‫ناصر عقب االجتماع الذي عقد في رام هللا‬ ‫مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪1‬‬


‫‪ 8‬أوكرانيا‬ ‫وقع القائم بأعمال وزير المالية األوكراني‬ ‫إيهور أومانسكي خطاب ضمان يفيد بأنه‬ ‫سيتم التوصل إلى عقود أسلحة معينة مع‬ ‫العراق‪ .‬يذكر أن الصفقة بين شركات‬ ‫صناعة الدفاع األوكرانية والعراق تصل‬ ‫قيمتها إلى حوالي ‪ 2.4‬مليار دوالر‬ ‫أمريكي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ 9‬فنزويال‬ ‫انخفض معدل المعامالت التجارية‬ ‫بين أمريكا و فنزويال في شهر أكتوبر‬ ‫‪ /‬تشرين األول مقارنة بالعام الماضي‬ ‫حيث تشير األرقام أن الفائض في العشر‬ ‫األشهر األولى من هذا العام قد وصلت‬ ‫إلى ‪ 38.072‬مليون دوالر‪ ،‬مقارنة مع‬ ‫ما حققته المعامالت التجارية بين البلدين‬ ‫في العشر األشهر األولى من عام ‪2008‬‬ ‫و التي بلغت ‪ 81.104‬مليون دوالر‬ ‫أمريكي‪.‬‬

‫‪ 7‬كوريا الشمالية‬ ‫‪6‬‬

‫إيطاليا‬

‫كشف نائب وزير التنمية االقتصادية‬ ‫اإليطالي أدولفو أورسو أن إيطاليا والهند‬ ‫بصدد إعادة توثيق العالقات الثنائية‬ ‫بينهما وتعزيز عالقاتهما التجارية‬ ‫في عام ‪ .2010‬وأضاف أورسو‪ :‬إن‬ ‫الصين والهند قد أحدثتا ثورة في نظام‬ ‫النمو االقتصادي في العالم وبالتالي يجب‬ ‫أن تركز إيطاليا جهودها التجارية في‬ ‫المستقبل القريب على هذين البلدين‪.‬‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫قام سيتفن بوسورث المبعوث الخاص‬ ‫للرئيس األمريكي باراك أوباما إلى كوريا‬ ‫الشمالية بزيارة إلى بيونجيانج لمعرفة‬ ‫ما إذا كان الكوريون الشماليون لديهم‬ ‫استعداد للعودة إلى المحادثات الدولية التي‬ ‫تهدف إلى وقف برنامج السالح النووي‬ ‫لكوريا الشمالية‪ .‬وبدأ بوسورث أول‬ ‫اتصال على أعلى المستويات بين إدارة‬ ‫أوباما وكوريا الشمالية‪ .‬ومهمته تتلخص‬ ‫في تحديد ما إذا كانت حكومة بيونجيانج‬ ‫ستجدد التزامها الذي مدته أربعة أعوام‬ ‫بالتخلص من األذرع النووية والمشاركة‬ ‫في المفاوضات السداسية في بكين‪.‬‬

‫‪ 10‬اليابان‬ ‫اتفق زعماء اليابان و اندونيسيا على‬ ‫ضرورة التعاون لخفض انبعاثات‬ ‫الكربون‪ ،‬و جاء ذلك عقب االجتماع‬ ‫الذي جمعهما في كوبنهاجن‪ ،‬و جاء هذا‬ ‫االجتماع ببعض الحلول لمواجهة آثار‬ ‫هذه االنبعاثات ‪ ،‬حيث قدم رئيس الوزراء‬ ‫الياباني يوكيو هاتوياما قروضا ً منخفضة‬ ‫الفائدة بقيمة ‪ 425‬مليون دوالر للمساعدة‬ ‫في التخفيف من أثار ارتفاع درجات‬ ‫الحرارة في اندونيسيا‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫الموجز بانوراما الصحافة‬

‫الموجز قالوا‬

‫أقوال‬ ‫"أرغب في إتمام المهمة"‬

‫بانوراما‬ ‫الصحافة‬

‫الرئيس أوباما تعلىقًا على إرسال المزيد‬ ‫من القوات إلى أفغانستان‪.‬‬

‫"أثبت التاريخ أنه عندما تكون هناك حاجة‬ ‫لتغيير اجتماعي جذري‪ ،‬فإن مطالبة من هم‬ ‫في السلطة بأسلوب لطيف بأن يتخلوا عن‬ ‫بعض السلطة ال توصلنا إلى شيء"‬

‫الناشط البريطاني دان جالس في مؤتمر‬ ‫تغير المناخ في كوبنهاجن‪.‬‬

‫"نحن نطلب من جميع الناس أن يأتوا‬ ‫إلى الجامعات حتى يكون لنا صوت واحد‬ ‫احتجاجا على االنقالب العسكري"‬ ‫بيان طالبي صادر عن مجموعة تحمل‬ ‫اسم " طالب الجامعة الخضر بالجامعات‬ ‫اإليرانية‬

‫"إلى أن يتحقق بعض الوضوح بشأن‬ ‫إعادة هيكلة الديون‪ ،‬لن يكون هناك‬ ‫أشخاص جادون لشراء األسهم"‬ ‫جوليان بروس في المجموعة المالية‬ ‫هيرمس القابضة في دبي تعلىقًا على‬ ‫استمرار انخفاض سوق دبي لألسهم‪.‬‬

‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬نيوزويك‬ ‫ال سبيل للخروج‬ ‫علن الرئيس أوباما أنه سيتم سحب القوات‬ ‫األمريكية من العراق وأفغانستان بحلول عام‬ ‫‪ .2011‬ولكن هذا المقال يخبرك بأال تصدق‬ ‫ذلك‪ .‬فأمريكا متورطة في وضع صعب للغاية‬ ‫ومن المتوقع أن تزداد األوضاع سو ًءا في‬ ‫أفغانستان‪ .‬ويبحث الكاتب األوضاع السيئة في‬ ‫العراق وأفغانستان ويقوم بتقييم الخيارات التي‬ ‫لدى الواليات المتحدة من أجل تأمين الخروج‬ ‫بسالسة من أفغانستان‪ .‬فأمريكا يجب أن تعمل‬ ‫أكثر مع شركائها األفغانيين والعراقيين‪ .‬والدرس‬ ‫الذي يطرحه الكاتب هو "أن دخول الصراعات‬ ‫أسهل من الخروج منها"‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪ 2‬التايم‬ ‫نيكوال ساركوزي‪ :‬مفارقة فرنسية‬ ‫تعرض نيكوال ساركوزي لالنتقاد الشديد في مقال نُشر في عدد هذا األسبوع من مجلة التايم‪ .‬حيث‬ ‫ُوصف بأنه غير قادر على اتخاذ قرار ومصاب بالشيزوفرانيا األيديولوجية‪ .‬ويري الكاتب أن‬ ‫تصرفات الرئيس الفرنسي متناقضة‪ ،‬وتثير الكثير من الجدل‪ ،‬حتى بين حلفائه‪" .‬من هو نيكوال‬ ‫ساركوزي؟"رداً على هذا السؤال يقول المؤلف إن اإلجابة تعتمد على الوقت الذي تقوم فيه بدراسة‬ ‫ساركوزي‪ ،‬فساركوزي "يتغير" مع الزمن‪ .‬ويشير المقال إلى أن الناخبين الفرنسيين يبدون‬ ‫اعتراضا على أن هذه ليست القيادة التي صوتوا من اجلها ‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ 3‬ذا إيكونومست‬ ‫قنبلة نووية إيرانية أم قصف إليران ؟‬

‫ت ثمارها‬ ‫خيارات التعامل مع البرنامج النووي اإليراني قاتمة‪ .‬فالطرق الدبلوماسية لم تؤ ٍ‬ ‫والمفاوضات أدت إلى طريق مسدود‪ .‬وهذه المقالة تطرح حلوالً مختلفة وسيناريوهات لكل‬ ‫حالة على حدة‪ .‬فتوجيه ضربة عسكرية إليران سوف يسبب عدم استقرار في منطقة مضطربة‪،‬‬ ‫وسيكون له عواقب وخيمة‪ .‬في الوقت نفسه‪ ،‬فإن وجود إيران مسلحة نوويا ً قد يؤدي إلي تحول في‬ ‫ميزان القوى ويكون لها نتائج سلبية‪ ،‬وذلك يمكن أن يمثل اختياراً مصيريا ً بالنسبة ألولئك الذين‬ ‫يحاولون التعامل دبلوماسيا ً مع إيران‪.‬‬

‫‪ 4‬ذا نيويوركر‬

‫‪3‬‬

‫"رسالة مقديشو ‪":‬أكثر الدول فشالً‬ ‫الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد أطلق علىه كلينتون "أفضل أمل" لبالده في وقت‬ ‫من األوقات‪ .‬وهذا المقال يطلب من القارئ تأمل حكومة هذا الرجل‪ .‬فالصومال ساحة صراع‬ ‫مفتوحة وتضم عصابات إسالمية عنيفة ‪ .‬وحركة الشباب تعيث فسادا ودمارا في البالد وتخلق‬ ‫عدم استقرار سياسي‪ .‬ويعرض المؤلف تاريخا موجزا للصومال ابتداء من استعمار إيطاليا‬ ‫لها حتى اآلن حيث أصبحت دولة فاشلة‪ ،‬وهذا المقال ملئ الحقائق والحوارات التي تجعله ثريا ً‬ ‫بالمعلومات‪..‬‬

‫‪4‬‬ ‫بيزنس ويك‬

‫غالفاإلسبوع‬

‫لماذا تعد دبي مدينة هامة ؟‬ ‫في ضوء األزمة األخيرة التي تواجهها دبي‪ ،‬يؤكد هذا المقال أن دبي سوف تدفع ثمنا باهظا‬ ‫لضغوط الديون الخاصة بها ‪ .‬وينبغي علىنا أال ننشغل في الدراما الخاصة بهذه األزمة وننسى‬ ‫لماذا تعد دبي مدينة هامة؟ كانت دبي مثاال يُحتذى به في منطقة الخليج ‪ ،‬واستطاعت من خالل‬ ‫اقتصادها المنفتح أن تستقطب العديد من المستثمرين األجانب وحققت تجربة اقتصادية لم‬ ‫يسبق لها مثيل في المنطقة بأسرها‪ .‬وتبرز مدينة دبي باعتبارها تمثل اقتصاداً مفتوحا ً ومتنوعا ً‬ ‫في المنطقة اعتمد اعتمادا كبيرا على مجال النفط لوقت طويل‪ .‬وهذا المقال يكشف مظاهر‬ ‫األزمة‪ ،‬وأسس اقتصاد دبي بشكل عام‪.‬‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫‪15‬‬


‫الموجز رسائل‬

‫رسائل‬

‫العدد السابق‬

‫لعنة النفط‬ ‫اشعر بأنه كتاب مشوق وقد يُكون أفقا لي جديد عما أنا علىه حقا ‪.‬‬ ‫جميل هو التقرير‪.‬‬

‫لين‬

‫احتضار الخمينية‬ ‫أؤيد تماما التعلىقات‪.‬الدراسة واقعية ومعمقة وكاتبها االستاذ‬ ‫نجاح محمد على عودنا على تحليالته ف قناة العربية وأنا مدمنة‬ ‫على مشاهدته في القناة مع أنني ال أحب العربية وانما الرجل‬ ‫متخصص بشكل يفوق التصور‪.‬‬ ‫أقترح على " المجلة " أن تجري لقاء معه عن نشاطه االعالمي‬ ‫وكيف يتمكن من الحصول على أخبار ومعلومات انفرادية تبثها‬ ‫العربية قبل كل التلفزيونات‪.‬‬ ‫أعتقد أن المقابلة ستكون مفيدة ومكسبا للمجلة الرائدة‪.‬‬ ‫سعاد الناصر‬

‫د‪ .‬تركي الحمد‪ :‬عودة إلى التسامح‬

‫أين كنت يوم الحادي عشر من سبتمبر ؟‬ ‫سواء أكانت محكمة الشيخ محمد خالد ستكون مدنية أم عسكرية‪،‬‬ ‫ينبغي أن تحاول الواليات المتحدة أن تغلق ملف الحادي عشر من‬ ‫سبتمبر سريعا‪ .‬ينبغي علىها أن تفتح صفحة جديدة مع العرب قائمة‬ ‫على التفاهم المتبادل والحوار‪ .‬ينبغي أن يحدث ذلك حتى ال تتكرر‬ ‫هجمت الحادي عشر من سبتمبر من جديد‪.‬‬ ‫أحمد محمدى‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫كان المجتمع السعودي بسيطا بدائيا ومنغلقا في‬ ‫معضمه بإستثناء بؤر اجتماعية محدودة في المنطقة‬ ‫الشرقية تاثرت بموظفي ارامكو االمريكان وكانت هذه‬ ‫البؤر منغلقة على نفسها وهناك في جده ومكة والمدينة‬ ‫تشكل االنفتاح المستورد مع التخلفين من الحجاج‬ ‫والمعتمرين الذين جاؤا معهم بعادتهم وطقوسهم‬ ‫الحياتيه ونشأت بينهم وبين اهل تلك المدن عالقات‬ ‫نسب ومصاهرة وبذلكاندمجت العادات والتقاليد‬ ‫وتحررت مجتمعات جده ومكة والمدينة تدريجيا من‬ ‫بعض القيود‪.‬‬ ‫وشيئا فشيئا ومع بدأ الطفرة المادية االولى وثورة االتصاالت وحركة‬ ‫السفرانطلق المجتمع السعودي في االفاق وأثر وتأثروهكذا بدأ الصدام بين‬ ‫القديم والحديث‪.‬‬

‫على الثبيت‬ ‫‪16‬‬



‫قصة الغالف‬

‫‪© Getty Images‬‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫‪18‬‬


‫الحرب بالوكالة‬ ‫كيف تؤثر طهران فى‬ ‫قرار الحركة الحوثية‬ ‫بقلم‬ ‫محمد سيف حيدر‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫‪19‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الحرب بالوكالة‬

‫كيف تؤثر طهران في قرار الحركة الحوثية‬ ‫تؤكد جميع الشواهد وجود الدور اإليراني الداعم للحوثيين ‪ ..‬فقد اعترف الممثل السياسي للحوثيين في الخارج‪ ،‬يحيى الحوثي‪ ،‬ضمنًا‬ ‫في إحدى مقابالته الصحفية أن جماعته فتحت قنوات اتصال مع القيادة اإليرانية ‪..‬‬ ‫كما كشفت عمليات التسلل التي قامت بها عناصر الحوثي إلى األراضي السعودية عن العالقة الوطيدة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة الذي‬ ‫تسللت مجموعات منه إلى جانب الحوثيين إلى األراضي السعودية بعد تنسيقات مسبقة بين الطرفين ‪..‬‬

‫حوثيون في الجبل بأسلحة ايرانية‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫ال يمكن فهم أبعاد االزمه الحوثيه إال بقراءة تاريخ‬ ‫بدايتها فالظاهرة الحوثية تنتمي إلى المدرسة الزيدية‬ ‫(الجارودية) والتى يعود تاريخ بدايتها إلى عام ‪1986‬م‬ ‫في محافظة صعدة (على بُعد ‪ 240‬كم شمال صنعاء)‪،‬‬ ‫حيث يوجد أكبر تجمعات الزيدية في اليمن حيث تم‬ ‫إنشاء "اتحاد الشباب"‪ ،‬وهي هيئة تهدف إلى تدريس‬ ‫المذهب الزيدي لمعتنقيه‪.‬‬ ‫و كان بدر الدين الحوثي ‪ -‬وهو من كبار علماء الزيدية‬ ‫آنذاك‪ -‬ضمن المد ِّرسين في هذه الهيئة‪.‬‬ ‫والحوثيون حركة تمرد باطنية انشقت عن المذهب‬ ‫الزيدي‪.‬وتسير على نمط (حزب هللا) في لبنان دينيًا‬ ‫وسياسيًا‪.‬ويعتنقون أفكار وعقائد الرافضة اإلثني‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫عشرية وينتسبون إلى زعيم التمرد األول حسين بدر‬ ‫الدين الحوثي و يسمون أنفسهم تنظيم "الشباب المؤمن"‬ ‫في عام ‪1990‬م‪ ،‬حدثت ال َوحْ دة اليمنية‪ ،‬وفُتح المجال‬ ‫أمام التعددية الحزبية‪ ،‬ومن ثَ َّم تحول اتحاد الشباب إلى‬ ‫حزب الحق الذي يمثِّل الطائفة الزيدية في اليمن‪ ،‬وظهر‬ ‫حسين بدر الدين الحوثي ‪-‬وهو ابن العالم بدر الدين‬ ‫الحوثي‪ -‬كأحد أبرز القياديين السياسيين فيه‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ترك بدر الدين الحوثي للساحة اليمنية‬ ‫فإن أفكاره واصلت انتشارها‪ ،‬خاصة في منطقة صعدة‬ ‫والمناطق المحيطة منذ نهاية التسعينيات وتحديدًا منذ‬ ‫سنة ‪1997‬م‪ ،‬وفي نفس الوقت انش َّ‬ ‫ق ابنه حسين بدر‬

‫الدين الحوثي عن حزب الحق‪ ،‬وكوَّن جماعة خاصة به‬ ‫عُرفت باسم " منتدى الشباب المؤمن " ‪ ،‬وكانت في‬ ‫البداية جماعة ثقافية دينية فكرية تأسست عام ‪،1990‬‬ ‫وظلت تمارس الدعوة لكنها كانت تمارس السياسة‬ ‫سرا ‪ ،‬ثم ما لبثت الجماعة أن أخذت اتجاها معارضًا‬ ‫للحكومة ابتدا ًء من سنة ‪2002‬م‪.‬‬ ‫و تلخصت أهداف التنظيم فى تلك المرحلة ‪ -‬حسب‬ ‫إفادة األمين العام األسبق له محمد يحي سالم عزان‪-‬‬ ‫في تعلىم الشباب العلم الشريف بمختلف فنونه‪ ،‬وتنمية‬ ‫ورعاية المواهب اإلبداعية لدى الشباب في شتى‬ ‫المجاالت وإعداد الداعية إلى هّ‬ ‫للا ثقافيا وأخالقيًا وروحيا‬ ‫وسلوكيا بما يمكنه من نشر الوعي والفضيلة وفق رؤية‬

‫‪20‬‬


‫قصة الغالف‬ ‫مذهبية زيدية ‪.‬‬ ‫المواجهة المسلحة‬ ‫كانت المرحلة الثانية هي مرحلة المواجهة المسلحة‪،‬‬ ‫وهي مرحلة التنظيم المسلّح العلني للشباب المؤمن‪،‬‬ ‫أو ما بات يُعرف بجماعة الحوثي‪ ،‬والتي بدأت منذ‬ ‫الشهر السادس من عام ‪2004‬م ‪ ،‬حيث تحوّل التنظيم‬ ‫– أو قسم منه‪ -‬إلى تلك الميلشيات العسكرية ذات البُعد‬ ‫األيديولوجي‪ ،‬التي خاضت خمس حروب مع الجيش‬ ‫اليمني‪ ،‬على مدى يزيد قليال على أربعة أعوام نجمت‬ ‫عنه أزمة وطنية كبرى‪ ،‬ال تزال تداعياتها واضحة فى‬ ‫الحرب السادسة اآلن ‪..‬‬ ‫وقد زار حسين بدر الدين الحوثي إيران ومكث مع أبيه‬ ‫عدة أشهر في قم‪ ،‬كما قام بزيارة " حزب هللا " في‬ ‫لبنان‪ ..‬وعرف عنه تأثره حتى النخاع بثورة الخميني في‬ ‫إيران‪ ،‬حيث إنه خضع لدورات أمنية وسياسية وغيرها‬ ‫في لبنان عند حزب اللـه ‪ ،‬ولديه ارتباط قوي بالحرس‬ ‫الثوري اإليراني ورفع شعارات التأييد لـ"حزب اللـه"‬ ‫اللبناني ‪ ..‬قاد التمرد ضد الحكومة اليمنية‪ ،‬وقتل في‬ ‫الحرب األولى عام (‪ )2004‬عن عمر يناهز ‪ 46‬سنة‪.‬‬ ‫القائد الثاني للحوثيين هو ‪ :‬عبد الملك الحوثي والذى‬ ‫تزعم التيار الحوثي بعد وفاة شقيقه حسين متجاو ًزا‬ ‫شخصيات بارزة أخرى في التيار‪ ،‬من بينها عدد من‬ ‫أشقائه الذين يكبرونه سنًا‪ ،‬وأصبح القائد الفعلى لحركة‬ ‫التمرد‪.‬‬ ‫قام فى عام ‪ ،2007‬بتأسيس موقع المنبر اإللكتروني‬ ‫لنقل وجهة نظر حركته للعالم‪.‬‬

‫تلك المقدمة كانت ضرورية لفهم الصراع الدائر‪،‬‬ ‫حاليا‪ ،‬في شمال اليمن بين الدولة اليمنية والمتمردين‬ ‫الحوثيين‪ ،‬والذي أصبح الشغل الشاغل لكثير من‬ ‫المراقبين في المنطقة خاصة أن عالقة المتمردين‬ ‫الحوثيين ببعض القوى اإلقليمية (تحديدا إيران) واحدة‬ ‫من أهم المسائل التي ظل االلتباس والغموض يلفانها‬ ‫طيلة السنوات الماضية‪ ،‬على نحو جعل كثيرًا من‬ ‫المراقبين يحتارون في تفكيك هذه العالقة والظروف‬ ‫التي نمت فيها وتطورت‪ ،‬وطبيعة المنافع المتبادلة بين‬ ‫طرفين غير متناظرين هيكليًا ووظيفيا أو متجاورين‬ ‫جغرافيًا‪ ،‬حيث تفصل بينهما مساحات شاسعة من‬ ‫األراضي والقفار‪ ،‬فضال عن مياه الخليج وسواحله‪.‬‬ ‫وقد أعطت حالة الالتناظر هذه وانقطاع خطوط التماس‬ ‫الجغرافي‪ ،‬فضال عن التعايش واالنسجام النسبي بين‬ ‫المكونات المذهبية والطائفية للمجتمع اليمني انطباعًا‬ ‫بصعوبة نسج عالقة عضوية ذات أهمية‪ ،‬وعلى درجة‬ ‫كبيرة من الوثوقية يمكن التعويل علىها‪ ،‬بين جماعة‬ ‫الحوثيين ‪ -‬بنزعتها اإلحيائية وفق منطلقات الزيدية‬ ‫المتأخرة ‪ -‬والدولة اإليرانية‪ ،‬السيما أن عالقة كهذه‪،‬‬ ‫إن ظهرت سافرة للعلن‪ ،‬ربما تلقى معارضة شديدة‬ ‫من معظم زيدية اليمن‪ ،‬الذين يبدون نفورا تقليديا من‬ ‫توجهات إيران (الجعفرية‪/‬اإلثني عشرية)‪ ،‬والتي‬ ‫تحاول منذ ثورتها اإلسالمية في نهاية سبعينيات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬ترويج نفسها بوصفها المظلة الشرعية‬ ‫و"الوحيدة" لشيعة العالم كافة‪ ،‬على اختالف طوائفهم‬ ‫ومواقعهم‪.‬‬ ‫غير أن هذه االنطباع ‪ -‬في الحقيقة ‪ -‬ظل مقصورًا على‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫ومن الشخصيات البارزة في هذه الحركة ‪ :‬يحيى‬ ‫الحوثي (‪ )49‬عا ًما شقيق حسين الحوثي ويعيش خارج‬ ‫اليمن‪ ،‬ويقيم في العاصمة األلمانية برلين منذ أواخر‬ ‫‪ 2004‬م بعد أن طلب حق اللجوء السياسي‪ ،‬ويعد‬ ‫المسئول السياسي لجماعة الحوثيين ‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫فهم السياق الذي نبتت فيه روابط الحوثيين وإيران‪ ،‬وهو‬ ‫سياق متعدد األبعاد ومعقّد ولم يكن تبادليًا بالضرورة‪.‬‬ ‫وقد استمرت وتيرته بالتصاعد شيئًا فشيئًا وعلى فترات‬ ‫متباعدة نسبيا‪ ،‬خصوصا خالل العقدين األخيرين‪.‬‬ ‫رعاية إيرانية غير رسمية‬ ‫ُرجع عالقة الحوثيين في‬ ‫على الرغم من أن البعض ي ِ‬ ‫اليمن بإيران إلى وقت مب ِّكر‪ ،‬يصل مداه في بعض‬ ‫الروايات إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي عندما‬ ‫ى ما لدى‬ ‫لقيت شعارات إيران الثورية وقتذاك صد ً‬ ‫بعض زيدية اليمن‪ ،‬لكن هذه العالقة في الواقع لم تتخذ‬ ‫طابعا وظيفيا ‪ -‬إن جاز القول ‪ -‬إال في السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫وهذا ال يعني أن الروابط لم تكن موجودة‪ ،‬لكنها ظلت‬ ‫تتفاعل في أطر محدودة ذات صبغة فكرية أساسا‪،‬‬ ‫وترعاها غالبا أنساق وقنوات إيرانية غير رسمية‪.‬‬ ‫وبفعل تأثّر حسين الحوثي بخطاب إيران الثوري‬ ‫وأيديولوجيتها السياسية ‪ -‬وليس الدينية بالضرورة ‪-‬‬ ‫بدأت تبرز ظاهرة التحوّل وعملية االستقطاب المنظم‬ ‫في ظل رغبة داخلية متوقّدة وميل جارف نحو التمرد‪،‬‬ ‫وسرعان ما أذكتهما الحملة التي بدأتها الواليات‬ ‫المتحدة ضد اإلرهاب الدولي عقب اعتداءات الحادي‬

‫هل يدفع النظام اليمني ثمن توازناته مع القبائل ؟‬ ‫عشر من أيلول‪/‬سبتمبر عام ‪ ،2001‬والتي نظر إليها‬ ‫الحوثي بريبة كبيرة‪ ،‬معتبرًا إياها "حربًا ضد اإلسالم‬ ‫والمسلمين"‪.‬‬ ‫وفي هذه األثناء‪ ،‬بدأ الحوثي في ظل شعور متنام بالقوة‬ ‫وانتشار حركته واشتداد عودها‪ ،‬في إعداد أعضاء‬ ‫الحركة من الشباب عسكريًا‪ ،‬وفي استحداث قنوات‬ ‫تعلىمية وتربوية بعيدة عن إشراف الدولة‪ ،‬وفي تأليب‬ ‫األعضاء على المؤسسات الرسمية باعتبارها غير‬ ‫مواز‪ ،‬أطلق الحوثي وعناصر‬ ‫شرعية‪ .‬وفي اتجاه‬ ‫ٍ‬ ‫حركته شعارهم المدوّي ("اللـه أكبر‪ ،‬الموت ألمريكا‪،‬‬ ‫الموت إلسرائيل‪ ،‬اللعنة على اليهود‪ ،‬النصر لإلسالم")‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن الشعار الذي بات مقرونًا بأعضاء‬ ‫الجماعة لم يكن مرفوضا في ذاته‪ ،‬ولكن الطريقة التي‬ ‫كان يتم بها ‪ -‬وال يزال ‪ -‬ترديد الشعار في المساجد‬ ‫وبعد الصلوات‪ ،‬وكتابتها على الجدران في الشوارع‬ ‫والميادين العامة‪ ،‬بدت مستقاة من خبرة غير يمنية‪،‬‬ ‫وتحديدًا خبرة إيرانية‪ ،‬وأخرى قريبة من أداء حزب هللا‬ ‫اللبناني‪ .‬وهي طريقة تعبوية تهدف إلى استمرار الشحن‬ ‫المعنوي ألعضاء الحركة‪ ،‬وجعلهم يشعرون بالتميّز‬ ‫والتفرّد عن أعضاء األحزاب والجماعات األخرى‪ .‬كما‬ ‫تُعبّر أيضًا عن أساليب شمولية في التجنيد السياسي‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫قصة الغالف‬ ‫وتاليًا‪ ،‬شرع الحوثي في البحث عن داعمين ومساندين‬ ‫ داخليًا وخارجيًا ‪ -‬لتنظيمه المسلّح‪ ،‬الذي اتخذ من‬‫جبال محافظة صعدة الشمالية الوعرة‪ ،‬والقريبة من‬ ‫الحدود السعودية‪ ،‬مالذا لعناصره الذين شرعوا في‬ ‫تكديس األسلحة في الكهوف والمغارات المنتشرة بكثرة‬ ‫في تلك األرجاء‪.‬‬

‫أهم هذه الجهات التي قدمت‬ ‫الدعم المادي والفكري‬ ‫للحوثيين‪ :‬مؤسسة أنصارين ‪-‬‬ ‫قُم اإليرانية‪ ،‬أبو القاسم الخوئي‬ ‫ لندن‪ ،‬مؤسسة‬‫زيد بن على ‪ -‬األردن‪ ،‬مؤسسة‬ ‫الثقلين ‪ -‬الكويت‪ ،‬رابطة آل‬ ‫البيت ‪ -‬لندن‪ ،‬مؤسسات تابعة‬ ‫لحزب هللا ‪ -‬لبنان‪ ،‬صادق‬ ‫الشيرازي ‪ -‬الكويت‪ ،‬شركة‬ ‫األلفين ‪ -‬الكويت‪ ،‬فرع مؤسسة‬ ‫آل البيت ‪ -‬سوريا ولبنان‬ ‫والعراق‪ ،‬هيئة اآلل ‪ -‬الكويت‪.‬‬ ‫فضال عن المساعدات الممنوحة‬ ‫من السفارة اإليرانية بصنعاء‪،‬‬ ‫والتي بلغت فاتورة واحدة منها‬ ‫مبلغ ‪ 650‬ألف دوالر أمريكي‬ ‫كان نصيب تنظيم الشباب‬ ‫ويشير صاحب كتاب "الزهر والحجر‪ :‬التمرد‬ ‫الشيعي في اليمن" إلى أن الحوثي حصل بالفعل على‬ ‫مساعدات مادية ولوجيستية ضخمة من أطراف محلية‬ ‫وخارجية عدة‪ ،‬بما فيها مساعدات من جهات وجمعيات‬ ‫ومؤسسات شيعية لها امتدادات أو صالت بإيران‪.‬‬ ‫وبحسب المصدر ذاته‪ ،‬فإن من أهم هذه الجهات‬ ‫التي قدمت الدعم المادي والفكري للحوثيين‪ :‬مؤسسة‬ ‫أنصارين ‪ -‬قُم اإليرانية‪ ،‬أبو القاسم الخوئي ‪ -‬لندن‪،‬‬ ‫مؤسسة زيد بن على ‪ -‬األردن‪ ،‬مؤسسة الثقلين ‪-‬‬ ‫الكويت‪ ،‬رابطة آل البيت ‪ -‬لندن‪ ،‬مؤسسات تابعة‬ ‫لحزب هللا ‪ -‬لبنان‪ ،‬صادق الشيرازي ‪ -‬الكويت‪ ،‬شركة‬ ‫األلفين ‪ -‬الكويت‪ ،‬فرع مؤسسة آل البيت ‪ -‬سوريا‬ ‫ولبنان والعراق‪ ،‬هيئة اآلل ‪ -‬الكويت‪ .‬فضال عن‬ ‫المساعدات الممنوحة من السفارة اإليرانية بصنعاء‪،‬‬ ‫والتي بلغت فاتورة واحدة منها مبلغ ‪ 650‬ألف دوالر‬ ‫أمريكي كان نصيب تنظيم الشباب المؤمن من هذا‬ ‫المبلغ ‪ 20.080.000‬لاير يمني‪ .‬وقد بلغ دعم السفارة‬ ‫اإليرانية للمراكز الصيفية بين عامي ‪ 2000‬و‪2002‬‬ ‫مبلغا قدره ‪ 22.381.000‬رياال يمنيًا‪ ،‬منها مبالغ‬ ‫ُخصصت إلقامة عدد من الدورات التعلىمية‪ ،‬السيما‬ ‫في محافظة صعدة حيث تتمركز الحركة الحوثية‪.‬‬ ‫وتذهب بعض المصادر إلى أن حسين الحوثي كان‬ ‫يستخدم األموال التي يحصل علىها لدفع رواتب‬ ‫بعض مؤيديه‪ ،‬كما كان يركز على تقديم المساعدات‬ ‫االجتماعية والخيرية خصوصًا في المناطق التي تتركز‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫رغم الهدية اإليرانية "السجادة الفارسية" ورغم أن صنعاء لم توجه حتي اآلن اته‬ ‫فيها حركته والمناصرون له‪.‬‬ ‫ومع أن مقتل حسين الحوثي في أيلول‪/‬سبتمبر ‪،2004‬‬ ‫أصاب حركته بهزة عنيفة أوشكت معها على االنهيار‪،‬‬ ‫فإنها سرعان ما استعادت توازنها مع تولي شقيقه‬ ‫األصغر عبدالملك الحوثي دفة القيادة‪ ،‬إذ عمل على‬ ‫إعادة بنائها من جديد وفق النهج والخطاب ذاته الذي‬ ‫اعتمده حسين من قبل‪ .‬والشك في أن عملية إعادة‬ ‫بناء الحركة الحوثية‪ ،‬رغم التعقيدات التي اكتنفتها في‬ ‫البداية‪ ،‬استدعت أيضًا البحث عن داعمين داخل اليمن‬ ‫وخارجها‪ ،‬وإعادة التواصل الذي انقطع مع الجهات‬ ‫المساندة بحكم انهيار الحركة المؤقت عقب مصرع‬ ‫وبزخم أكبر بكثير‬ ‫مؤسسها‪ .‬وهو األمر الذي تم بالفعل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عما سبق‪.‬‬ ‫اعتراف الحوثي‬ ‫ورغم نفي عبدالملك الحوثي المتكرر وجود أي دور‬ ‫إليران في دعم حركته‪ ،‬فإن الشواهد تجتمع على وجود‬

‫مثل هذا الدور‪ .‬فقد اعترف الممثل السياسي للحوثيين‬ ‫في الخارج‪ ،‬يحيى الحوثي‪ ،‬ضمنا في إحدى مقابالته‬ ‫الصحفية بأن جماعته فتحت قنوات اتصال مع القيادة‬ ‫اإليرانية‪ .‬مؤكداً أنه يرى في إيران "أمال للمستضعفين‬ ‫من الشعوب المظلومة"‪ ،‬ومشددا على "أنه يجب على‬ ‫كل المنتمين إلى مدرسة أهل البيت علىهم السالم أن‬ ‫يثبتوا مصداقية االنتماء باالتباع للتعاليم‪ ،‬واألخذ بها‬ ‫في أرض الواقع"‪.‬‬ ‫وتشير الدالئل إلى أن الصلة اإليرانية مع حركة‬ ‫الحوثيين‪ ،‬في ظل قيادتها الجديدة‪ ،‬ال تتسم – كالعادة‬ ‫ بالمباشرة والعالنية‪ ،‬وإن طفت مظاهرها على‬‫السطح هذه المرة من خالل الدعم اإلعالمي الصريح‬ ‫للحوثيين في صراعهم الراهن مع الدولة اليمنية‪ .‬وقد‬ ‫صبّت التغطية غير المعهودة والمنحازة التي حظيت‬ ‫بها أحداث صعدة من وسائل إعالم رسمية تابعة إليران‬ ‫كقناة العالم وراديو طهران‪ ،‬وقنوات فضائية مقربة من‬ ‫إيران كالمنار والزهراء والكوثر وغيرها؛ الوقود على‬

‫‪22‬‬


‫قصة الغالف‬ ‫بعد تنسيقات مسبقة بين الطرفين خاصة أن العالقة‬ ‫بين الحوثيين وتنظيم القاعدة لم تكن جديدة أو وليدة‬ ‫التطورات األخيرة على مسرح الحرب الدائرة في‬ ‫صعدة ‪ ،‬فقد سبق وأكد العديد من المسئولين اليمنيين‬ ‫وجود تنسيق وتبادل أدوار بين الطرفين خدمة‬ ‫ألجنداتهما التي تلتقي في خلق حالة من الفوضى وعدم‬ ‫االستقرار في اليمن ‪.‬‬ ‫وقد رصدت القوات السعودية وجود أسلحة من نوعيات‬ ‫متطورة وغير تقليدية وبعضها مضاد للدروع ‪ ،‬مما‬ ‫يؤكد أن الحوثيين يتلقون دع ًما على أعلى مستوى ‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى اتباع الحوثيين لطرق وتكتيكات اشتهر‬ ‫بها تنظيم القاعدة مثل التخفي في األزياء النسائية‬

‫ال يقتصر الدعم الذي يتلقاه‬ ‫الحوثيون على إيران وتنظيم‬ ‫القاعدة وإنما يأتي الدعم‬ ‫من دول أخرى هي إريتريا‬ ‫والصومال ‪ ،‬ولعل اعتقال‬ ‫القوات اليمنية والسعودية‬ ‫صوماليين‪ ،‬بالقرب من الحدود‬ ‫السعودية اليمنية‪ ،‬وهم يهربون‬ ‫أسلحة إلى المتمردين الحوثيين‬ ‫في اليمن يؤكد ذلك ‪ ،‬فضال عن‬ ‫كشف أحد قادة المعارضة‬ ‫وبعض الوسائل األخرى للتغلغل في مناطق خلف‬ ‫الخطوط األمامية للجيش السعودي‪.‬‬

‫هاما رسميا لطهران فإن صالح يدرك أطماع نجاد ورجاله فى اليمن والمنطقة‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫النار المشتعلة أصال وعززت االتهامات بدعم الحوثيين‬ ‫من جانب إيران‪.‬‬

‫استثمارات إيرانية‪ ،‬لكن الحكومة رفضت هذا الطلب‪.‬‬ ‫كما ذكرت وسائل إعالمية أن البحرية اليمنية احتجزت‬ ‫في أواخر تشرين األول‪/‬أكتوبر الماضي سفينة‬ ‫إيرانية محملة بأسلحة مضادة للدورع‪ ،‬وذلك قبالة‬ ‫شواطئ ميدي في البحر األحمر عند أقصى الشمال‬ ‫الغربي لليمن‪ .‬وأوضحت المصادر أن السفينة كانت‬ ‫في طريقها إلى تفريغ حمولتها من األسلحة بالقرب‬ ‫من منطقة حرض إليصالها إلى المتمردين الحوثيين‪.‬‬ ‫وكان على متن السفينة خبراء سالح ومدرّبون جاءوا‬ ‫إلى اليمن لالنضمام إلى المتمردين الحوثيين‪ ،‬والحلول‬ ‫مكان خبراء ومدربين إيرانيين يُعتقد أنهم جُرحوا أو‬ ‫قتلوا في المعارك‪.‬‬

‫وكانت االتهامات اليمنية – الضمنية ‪ -‬إليران بدعم‬ ‫المتمردين الحوثيين وتزويدهم بالسالح عبر ميناء‬ ‫ميدي المطل على البحر األحمر‪ ،‬قد تزايدت في الفترة‬ ‫األخيرة‪ .‬وقد ترددت معلومات حول تقديم إيران‬ ‫طلبا للحكومة اليمنية بتفعيل ميناء ميدي على شكل‬

‫العالقة مع القاعدة‬ ‫كما كشفت عمليات التسلل التي قامت بها عناصر‬ ‫الحوثي إلى األراضي السعودية عن العالقة الوطيدة‬ ‫بين الحوثيين وتنظيم القاعدة الذي تسللت مجموعات‬ ‫منه إلى جانب الحوثيين إلى األراضي السعودية‬

‫والمؤكد أن إليران مصلحة واضحة في زيادة قوة‬ ‫الحوثيين‪ ،‬القريبين منها مذهبيا والذين يمكن توظيفهم‬ ‫– بشكل أو بآخر ‪ -‬لتحقيق أهداف مختلفة تصب في‬ ‫خانة تحقيق المصالح القومية اإليرانية بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫وإزاء خلفية كهذه‪ ،‬تكتسب المعلومات التي أفادت بها‬ ‫مصادر في المعارضة اإلريترية‪ ،‬والتي كشفت عن‬ ‫وجود معسكر تدريب لعناصر من أنصار الحوثي بدعم‬ ‫وإشراف إيراني في منطقة دنقللو (شرق مدينة قندع‬ ‫وسط إريتريا)‪ ،‬أهمية خاصة‪.‬‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫إريتريا والصومال‬ ‫ال يقتصر الدعم الذي يتلقاه الحوثيون على إيران وتنظيم‬ ‫القاعدة وإنما يأتي الدعم من دول أخرى هي اريتريا‬ ‫والصومال ‪ ،‬ولعل اعتقال القوات اليمنية والسعودية‬ ‫صوماليين‪ ،‬بالقرب من الحدود السعودية اليمنية‪ ،‬وهم‬ ‫يهربون أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن يؤكد‬ ‫ذلك ‪ ،‬فضال عن كشف أحد قادة المعارضة‬ ‫اإلريترية بشير عشق‪ ،‬المسئول فى التحالف‬ ‫الديمقراطي األريترى لوكالة األنباء الفرنسية عن‬ ‫استخدام إيران إريتريا كقاعدة لنقل السالح إلى‬ ‫المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة اليمنية ‪،‬‬ ‫موضحًا أن األسلحة تصل إلى مدن ساحلية إريترية‪،‬‬ ‫وعلى رأسها مدينة عصب‪ ،‬ثم يأتي المتمردون‬ ‫الحوثيون‪ ،‬وينقلون هذه األسلحة ليال إلى اليمن‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك ذكرت تقارير صحفية أن عشرات‬ ‫االنتحاريين عبروا خليج عدن إلى اليمن قبل أشهر‪،‬‬ ‫ويعتقد أنهم انضموا إلى صفوف جماعة الحوثيين‬ ‫المتمردة في اليمن‬ ‫وكانت تقارير األمم المتحدة قد رصدت فى وقت سابق‬ ‫عمليات تهريب األسلحة في منطقة القرن اإلفريقي‬ ‫واشارت إلى أن هناك أدلة على أن عصابات القرصنة‬ ‫قد أنشأت عالقات مع مسئولين محليين في الصومال‪،‬‬ ‫كما أن هناك عالقة قوية بين عناصر القراصنة‬ ‫ومهربي البشر إلي اليمن‪ ،‬حيث يتبادالن المعلومات‪،‬‬ ‫كما أن المهربين يقومون عند عودتهم من نقل الالجئين‬ ‫الصوماليين إلى السواحل اليمنية بالمشاركة في بعض‬

‫‪23‬‬


‫قصة الغالف‬ ‫السنّة في العراق‪.‬‬ ‫تدرك صنعاء أيضا تعقيدات عملية صنع السياسة ضمن‬ ‫أُطُر النظام اإليراني‪ ،‬ولهذا تُبدي حرصا على التمييز‬ ‫بين إيران الرسمية‪ ،‬ومؤسسات النظام غير الرسمية‬ ‫األخرى‪ .‬فإيران تستند في سياستها تجاه المجتمعات‬ ‫المحلية في أنحاء المنطقة على جهاز دبلوماسي ذي‬ ‫تأثير ديني‪ ،‬يرتبط بقمة النظام‪ ,‬ويجمع بين المؤسسات‬ ‫العامة وعدداً ال يحصى من المنظمات والشبكات غير‬ ‫الحكومية‪ .‬وهذه المؤسسات هي جهات فاعلة ذات‬ ‫جنسيات متعددة تعمل في جميع أنحاء الشرق األوسط‬ ‫وتشرف على تمويل المنظمات السياسية والقوات شبه‬ ‫العسكرية الموالية إليران‪ ،‬مثل مؤسسة "المحرومين"؛‬ ‫كما تقدم خدمات للحجاج من خالل نفوذ مؤسسة‬ ‫"القدس"‪.‬‬ ‫ومن أهم أبعاد التعقيد في فهم الدور اإليراني على‬ ‫الساحة الخارجية‪ ،‬أن ثمة جانبا خفيا في هذا الدور‪،‬‬ ‫ال يتم عبر أدوات الدولة الرسمية وال يسمح بتوريط‬ ‫الدولة بشكل مباشر‪ ،‬رغم أنه يخدم إلى حد بعيد أهدافها‬ ‫الخارجية‪ .‬وقد أنتج ذلك ارتباكا واضحا لدى األوساط‬ ‫السياسية ودوائر صنع القرار في العديد من عواصم‬ ‫العالم‪ ،‬فالوجود اإليراني واضح في كثير من دول‬ ‫منطقة الشرق األوسط لكن بعض أدواته غير مرئية‪.‬‬ ‫وضوحا‬ ‫دور إيراني أكثر‬ ‫ً‬ ‫يبدو من التعاطي اإليراني مع أزمة الحوثييين مع‬ ‫السلطات اليمنية أن ثمة تأييدا ضمنيا لموقف الحوثيين‬ ‫ضد الدولة‪ ،‬ربما يتعدى الدعم المعنوي إلى تقديم‬ ‫مساعدات لوجيستية‪ .‬فقد دعت إيران إلى إيجاد مخرج‬ ‫سياسي لما يجرى في شمال اليمن‪ ،‬بما يشير ضمنيا‬ ‫إلى رغبتها في االعتراف بالحوثيين كطرف سياسي‬ ‫في المعادلة اليمنية‪ .‬وكان وزير الخارجية اإليراني‬ ‫منوشهر متكي قد عبّر عن قلق بالده إزاء أوضاع‬ ‫الشيعة في اليمن‪ .‬ونقلت وكالة أنباء الطلبة اإليرانية‬ ‫(آسنا)‪ ،‬في ‪ 27‬آب‪/‬أغسطس الماضي‪ ،‬عن متكي قوله‬ ‫خالل استقبال السفير اليمني لدى طهران "تدعم إيران‬ ‫عالقات طيبة بين الحكومة اليمنية والحوثيين الشيعة‬ ‫في البالد"‪ .‬وأضاف "يمكن للحكومة اليمنية والحوثيين‬ ‫اكتساب دعم بعضهما البعض من خالل التفاعل البنَّاء"‪.‬‬

‫الراحل عبد هللا األحمر رئيس حزب االصالح اليمني‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫عمليات القرصنة‪.‬‬ ‫وكانت اليمن قد أعلنت في وقت سابق وجود مقاتلين‬ ‫صوماليين يحاربون في صفوف المتمردين الحوثيين‬ ‫في صعدة‪ ،‬حيث تم إلقاء القبض على سبعة منهم‪.‬‬ ‫هذه األمور كلها توضح أن هناك جهات صومالية‬ ‫تمارس عمليات نقل األسلحة إلي المتمردين الحوثيين‬ ‫في اليمن‪.‬‬ ‫ولم يستبعد بعض المحللين ضلوع إريتريا في تنامي‬ ‫أعمال القرصنة في سواحل الصومال وخليج عدن‪ ،‬إثر‬ ‫اتهامها بتقديم السالح للمتمردين الصوماليين‪ ،‬الذي قد‬ ‫يذهب جزء منه إلى متمردي اليمن عن طريق التهريب‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن الحكومة اليمنية لم توجِّه حتى‬ ‫اللحظة اتها ًما رسميًا مباشرًا للحكومة اإليرانية بدعم‬ ‫المتمردين الحوثيين الذين تمادوا في تمردهم العسكري‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫فاندفعوا شماال بقصد التحرّش بجارة اليمن الكبرى‬ ‫(المملكة العربية السعودية)‪ ،‬إال أن صنعاء تدرك‬ ‫الحقيقة التي يدركها الخبراء بالشأن اإليراني‪ ،‬وهي‬ ‫مسك بزمام السلطة في‬ ‫أن ثمة قيادة إيرانية متشددة تُ ِ‬ ‫طهران منذ عام ‪ ،2005‬وهي قيادة ليس لديها أدنى‬ ‫شك بوجود تص ّدع سني ‪ -‬شيعي "حقيقي"‪ .‬فالرئيس‬ ‫أحمدي نجاد‪ ،‬الذي فاز بوالية رئاسية ثانية قبل أشهر‬ ‫في انتخابات مشكوك بنزاهتها‪ ،‬باإلضافة إلى عدد‬ ‫من وزراء حكومته وبعض قادة الحرس الثوري‪،‬‬ ‫ناهيك عن شخصيات مؤثرة كمصباح يزدي وشبكته‬ ‫المتنفّذة من خرّيجي معهد "حقّاني"‪ ،‬كلهم مرتبطون‬ ‫بذلك الجناح من الثورة اإلسالمية الذي هو أكثر التزاما‬ ‫بالقيم الشيعية الجوهرية ويشعر في قرارة نفسه بعداء‬ ‫أشد لل ُسنّة‪ ،‬السيما للوهابية‪ ،‬ومنذ وصول نجاد إلى‬ ‫سدة الرئاسة‪ ،‬ارتفعت النبرة الدعائية بشكل الفت ضد‬ ‫األقلية السنية في إيران‪ ،‬التي يعتبرون أفرادها عمالء‬ ‫محتملين للمملكة العربية السعودية‪ ،‬وحلفاء للمتطرفين‬

‫كما قال عضو لجنة األمن القومي والسياسة الخارجية‬ ‫في البرلمان اإليراني مهدي سنائي‪ ،‬إن "وزارة‬ ‫الخارجية اإليرانية اهتمت بالموضوع ولكن البرلمان‬ ‫ينتظر منها أن تتعامل مع القضية اليمنية بشكل خاص‪،‬‬ ‫ألننا نرفض التوتر في دول الجوار والضغط على‬ ‫األقلية الشيعية في المنطقة"‪.‬‬ ‫وعلى أية حال‪ ،‬فإن العالقة بين إيران وجماعة الحوثي‬ ‫تبدو اليوم أكثر وضوحًا وأقل التباسا منها في أوقات‬ ‫سابقة‪ ،‬األمر الذي يشير إلى وجود مصالح متبادلة‬ ‫بين الطرفين ما انفكت تتزايد باضطراد‪ ،‬تجتمع على‬ ‫تنفيذ مشاريع جيوستراتيجية طموح تتعدى مسألة‬ ‫"تحقيق العدالة والمساواة" و"الدفاع عن المستضعفين‬ ‫والمظلومين" في حالة الحوثيين الذين باتوا يطمحون‬ ‫لتشكيل إمارة شيعية مستقلة في شمال اليمن‪ ،‬كما تتعدى‬ ‫الحرص على مصلحة اليمنيين ومنع االقتتال بينهم‬ ‫في حالة إيران‪ ،‬التي تعتقد بأنها تمر بلحظة تاريخية‬ ‫ال تعوّض الستعادة دورها كقوة إقليمية كبرى‪ ،‬لها‬ ‫امتدادات وأذرع في كل مكان‪ ،‬األمر الذي يجعل‬ ‫منافسيها على الزعامة‪ ،‬كما خصومها الغربيون‪،‬‬ ‫يحسبون لها ألف حساب‪.‬‬ ‫باحث في مركز سبأ للدراسات اإلستراتيجية‪.‬‬ ‫صنعاء – اليمن‬

‫‪24‬‬


‫العدد ‪1536‬‬



‫أكثر من رأي‬ ‫مستقبل الحوثيين‬

‫من يملك حسم الصراع في صعدة؟‬ ‫هل المتمردون الحوثيون بهذه القوة التي تجعلهم يصمدون حتى اآلن ؟‬ ‫من يدعمهم ؟ و لماذا ؟ و إلى متى يستطيعون االستمرار‪ ،‬وهل أخطأ النظام اليمني في‬ ‫التعامل معهم‪ ،‬وما السيناريو المتوقع لصراعهم مع الحكومة اليمنية ومحاوالتهم البائسة‬ ‫للتسلل إلى الحدود السعودية ؟‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫‪27‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫صراع" زيود" بقرار إيراني‬ ‫سأل صالح لماذا يعادينا ابن الحوثى ‪ ،‬فقيل له ‪..‬هو من بتوعك‬ ‫مايحدث بين الحوثيين والدولة اليمنية ليس سوى صراع سياسى دبرته إيران كخطوة ضمن مخطط أكبر للسيطرة على‬ ‫أجزاء مختلفة من الوطن العربي‬ ‫‏‪‎‬ربما ليس من المنطقي وصف الصراع في اليمن بين‬ ‫النظام والمتمردين الحوثيين ‪ ،‬بأنه صراع مذهبي بين‬ ‫السنة و الشيعة‪ ،‬حتى لو قرر الحوثيون‪ ،‬بطلب مباشر‬ ‫من إيران‪ ،‬لتضخيم القضية بإقحام أو استدراج المملكة‬ ‫العربية السعودية إلى المواجهة بعد استفزازها باقتحام‬ ‫أراضيها و قتل عدد من جنودها و مدنيين أيضا‪.‬‬ ‫‏‪‎‬فالمتقاتلون عمليا على أرض اليمن اآلن كلهم زيديون‪،‬‬ ‫أي السلطة الممثلة برئاسة الجمهورية و قادة الجيش‪،‬‬ ‫و قادة األجهزة األمنية والفرق العسكرية وحتى القبائل‬ ‫على الجانبين (الرسمي و الحوثي) ‪ ...‬كلهم يمنيون‬ ‫زيود‪ ،‬أي ينتمون إلى المذهب الزيدي نسبة لزيد بن‬ ‫على بن الحسين‪ ،‬الذي أدخله إلى اليمن اإلمام الهادي‬ ‫يحيى بن الحسين عام ‪ 282‬هـ ‪ ،‬قادما من المدينة‬ ‫المدينة المنورة‪.‬‬ ‫‏‪‎‬ومع هذا فإن التشبع الديني الذي اعتمده قائد التمرد‬ ‫الحوثي األول حسين الحوثي من العام ‪ ،2004‬وما قبله‬ ‫‪ ،‬كشف أن المشروع السياسي للحوثية يتعارض مع‬ ‫طبيعة الزيود المعتدلة إسالميًا‪ ،‬ليقلد السياسة اإليرانية‬ ‫‪ ،‬التي لم تعد تقبل من أي شيعي إمامي في العالم أن‬ ‫يكون معتدال إسالميًا ‪ ،‬بل البد من إظهار والئه المطلق‬ ‫للفلسفة اإليرانية في السياسة التي جاء بها‪ ،‬ألول مرة‬ ‫في تاريخ الشيعة‪ ،‬اإلمام الخميني عبر كتابه "الحكومة‬ ‫اإلسالمية " التي نصت على اعتماد والية الفقيه العامة‬ ‫‪ ،‬التي تعطي الولي الفقيه صفات وصالحيات الهيمنة‪.‬‬ ‫‏‪‎‬أقام حسين الحوثي مع والده المرجع الزيدي الكبير‬ ‫السيد بدر الدين في طهران بعد خالفهما مع الرئيس‬ ‫على عبد هللا صالح‪ ،‬و تأثرا إلى حد بعيد بالسياسة‬ ‫اإليرانية الداعية إلى نشر التشييع السياسي‪ ،‬ومن خالله‬ ‫تتم مواجهة األنظمة العربية الفاسدة‪ ،‬من وجهة نظر‬ ‫اإليرانيون‪ ،‬و يصدقهم الحوثيون قياسا بتجربة السيد‬ ‫بدر الدين مع نظام صنعاء ‪ ..‬كما صح وأن السيد بدر‬ ‫الدين الحوثي كان رفض منذ سنوات مبايعة على عبد‬ ‫هللا صالح لفترة رئاسية جديدة ألنه‪ ،‬في نظره ‪ ،‬غير‬ ‫صالح للحكم وفاسد ومفسد ‪ ،‬مما جعل بقاءه في صنعاء‬ ‫الذي نزل فيها ضيفًا على الرئيس محفوفا بالمخاطر‪،‬‬ ‫فرحل مع ابنه حسين إلى طهران ليلتقي مع ساستها‬ ‫في العداء للنظام اليمني الذي بسبب مساندته الرئيس‬ ‫الراحل صدام حسين في حربه معه (‪،)1988-1980‬‬ ‫وألنه حفز الطيارين العراقيين والضباط الذين شاركوا‬ ‫في تلك الحرب وكان الحرس الثوري اإليراني يعمل‬ ‫على تصفيتهم بعد احتالل أبدي للعراق إثر غزو‬ ‫‪. 2003/3/20‬‬ ‫‏‪‎‬عمدت إيران إلى دعم التحرك الحوثي السياسي‬ ‫واإلعالمي والعسكري ‪.‬‬ ‫‏‪‎‬ففي السياسة و اإلعالم‪ :‬رفع حسين الحوثي في مساجد‬ ‫اليمن‪ ،‬بد ًءا من المسجد الكبير في صنعاء شعارات‬ ‫الموت ألمريكا الموت إلسرائيل ‪ ،‬وكان يبرر ذلك‬ ‫بأن تحركه يحتاج إلى شعار يلتف الناس حوله وهو‬ ‫شعار براق حماسي ال يكلف الناس شيئًا‪ ،‬لكنه يستفز‬ ‫النظام‪ ،‬ويكشفه ويستدرجه إلى المواجهة المطلوبة ‪،‬‬ ‫خاصة إذا جاء من يقول للرئيس صالح إنه لم يعد ينقص‬ ‫في الشعار بعد الموت ألمريكا و الموت إلسرائيل إال‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫حسن صبرا‬ ‫الموت للرئيس نفسه‪.‬‬ ‫‏‪‎‬بداية األمر ‪ ،‬و عندما سأل الرئيس على صالح لماذا‬ ‫يعادينا ابن الحوثي ‪ ،‬قيل له ال بل هو من "بتوعك"‬ ‫أي من جماعتك ‪ ،‬فهذا الرجل حسين الحوثي كان‬ ‫أسس جماعة الشباب المؤمن التي تتلقى المال والكتب‬ ‫والمراكز هدية من الرئيس لمجابهة حالتين كانتا تقلقان‬ ‫النظام أخطرهما هي السلفية بقيادة مقبل الوادعي‬ ‫المتطرف الذي ال يقبل حوارا أو مصالحة مع كل‬ ‫المذاهب والحركات اإلسالمية غيره ‪ ،‬و كان من أسوأ‬ ‫أعماله أنه دمر بعد قيام الوحدة بين الشمال والجنوب‬ ‫مقام ابن هيدروس الشافعي في عدن‪ ،‬ثم أخذ يكفر‬ ‫الزيديين في الشمال اليمني رغم أنهم يشكلون نحو ثلثي‬ ‫سكان اليمن ورغم أن كل حكام اليمن منذ ‪ 1200‬هـ‬ ‫من الزيديين ‪..‬‬ ‫‏‪‎‬و الحالة األخرى هي التجمع اليمني لإلصالح الذي‬ ‫كان برئاسة شيخ مشايخ حائل (التي ينتمي إليها الرئيس‬ ‫صالح نفسه) الشيخ عبد اللـه حسين األحمر‪ ،‬والذي كان‬ ‫ينضم تحت جناحيه جماعة اإلخوان المسلمين في اليمن‬ ‫برئاسة الزيدي المعروف الشيخ عبد المجيد الزنداني‬ ‫رغم أن اإلخوان المسلمين هم حزب العرب السنة في‬ ‫كل مكان‪.‬‬ ‫‏‪‎‬فالشيخ األحمر بعد أن كان الرئيس صالح يناديه يا أبي‬ ‫أو يا والد ‪ ،‬دخل معه في خالف عميق ألسباب عديدة‬

‫تصنيف الصراع بأنه‬ ‫مذهبي ‪ ،‬وضد الشيعة‬ ‫هو جزء من التوجيه‬ ‫اإلعالمي‬ ‫‪ ‎‬والسياسي اإليراني‬ ‫الرسمي للتحريض‬ ‫والفتنة بين المسلمين‬ ‫العرب سنة وشيعة‬ ‫تخترق من خالله إيران‬ ‫النسيج االجتماعي‬ ‫للوطن العربي‬ ‫أهمها اإلهمال والتجاوز والمنافسة في التجارة واتهام‬ ‫األحمر لصالح بالسعي لتوريث نجله أحمد رئاسة‬ ‫الجمهورية‪.‬‬ ‫‏‪‎‬و كما أنشأ الوداعي مدارسه السلفية المفرطة في تكفير‬ ‫اآلخرين في مناهجها وتربيتها‪.‬‬ ‫‏‪‎‬و كما أنشأ التجمع اليمني لإلصالح مدارس اإليمان‬ ‫التي نافست مدارس الدولة الرسمية التابعة لوزارة‬ ‫التربية والتعلىم ‪.‬‬

‫‏‪‎‬فإن الحوثيين أنشأوا مدارسهم الخاصة‪ ،‬التي لم يجدوا‬ ‫صعوبة في إقامتها ألنها في األصل كانت مدارس دينية‬ ‫تم تعزيزها وزيادتها وتوسعة القديم منها بدعم واسع‬ ‫من النظام نفسه ‪.‬‬ ‫‏‪‎‬إذن على المستوى السياسي هناك صراع بين تشيع‬ ‫سياسي اعتمده الحوثيون كثمن يقدمونه مقابل الحصول‬ ‫على الدعم المادي والعسكري والسياسي واإلعالمي‬ ‫من إيران‬ ‫‏‪‎‬و على المستوى االجتماعي والوطني فإن الحوثيين‬ ‫ومجاميعهم زيديون وأنصارهم زيديون و بعض القبائل‬ ‫معهم زيديون وكلهم يقاتلون النظام الزيدي منذ عهود‬ ‫اإلمامة إلى كل عهود الجمهورية ‪ ،‬والجيش اليمني‬ ‫زيدي و أجهزة األمن كلها زيدية‪.‬‬ ‫‏‪‎‬نعم ‪ ،‬اعتمد النظام على مجموعات عسكرية جاء بها‬ ‫من الجنوب الذي ينتمي أبناؤه إلى المذهب الشافعي‬ ‫السني المعتدل‪ ،‬وشاركت هذه المجموعات في معارك‬ ‫عسكرية ضد الحوثيين ‪ ،‬لكنها لم تقاتل تحت أي شعار‬ ‫مذهبي ‪ ،‬بل قاتلت كواجب وطني وتنفيذا ألوامر‬ ‫عسكرية ‪ ،‬يوازيها ذهاب مجموعات عسكرية من‬ ‫الشمال اليمني ذي األغلبية الزيدية لحفظ األمن في‬ ‫المحافظات الجنوبية والشرقية بعد قيام الوحدة بين‬ ‫شطري اليمن ‪.‬‬ ‫‏‪‎‬يبقى أن نعرف ان تصنيف الصراع بأنه مذهبي ‪ ،‬وضد‬ ‫الشيعة هو جزء من التوجيه اإلعالمي‬ ‫‏‪ ‎‬والسياسي اإليراني الرسمي للتحريض والفتنة بين‬ ‫المسلمين العرب سنة وشيعة تخترق من خالله إيران‬ ‫النسيج االجتماعي الوطني العربي ‪ ،‬باعتماد دعم هذا‬ ‫ضد ذاك ‪،‬‬ ‫‏‪ ‎‬وهدفها واحد هو تمكين شعارها بتصدير الثورة من‬ ‫تحقيق أهدافه ‪..‬‬ ‫‏‪‎‬فإيران تساند جماعة اإلخوان المسلمين السنية في غزة‬ ‫ضد سنة آخرين في حركة فتح كي يكون لها موطن قدم‬ ‫في فلسطين ‪..‬‬ ‫‏‪‎‬إيران تساند جماعة شمال ميشيل عون المارونية في‬ ‫لبنان ضد مسيحيين آخرين‪ ،‬كما تساند الشيعة ضد‬ ‫السنة و تدعم بعض السنة في لبنان لتفتيت المسلمين كما‬ ‫تسهم في تفتيت المسيحيين وصوال إلى غايتها بالسيطرة‬ ‫على كل لبنان‪.‬‬ ‫‏‪‎‬و إيران تساند النظام السوداني السني ضد هويات دينية‬ ‫سودانية مسلمة ومعتدلة‪ ،‬كما األنصار و الختمية‪.‬‬ ‫‏‪‎‬و هكذا‪ ،‬إنه صراع سياسي اعتمدت فيه إيران أدوات‬ ‫مختلفة ‪ ،‬بهدف وحيد هو السيطرة على أجزاء مختلفة‬ ‫من الوطن العربي ‪ ،‬و ال بأس أحيانا من زعم الدعوة‬ ‫إلى الوحدة اإلسالمية إذا كانت شعارًا يخدم مصالحها ‪،‬‬ ‫و ال بأس دائما من التحريض ضد السنة‪،‬‬ ‫‏‪‎‬و التطاول على الصحابة و إثارة نقاط االختالف الفقهية‬ ‫الطبيعية‪ ،‬لتصعيد عصبية شيعية هنا وهناك‪ ،‬ثم تبنيها‬ ‫ثم تسليمها ثم اعتمادها أداة لتحقيق ما تريد ‪ ..‬وهذا ما‬ ‫يحصل في بالد عربية عديدة ‪ ..‬و منها اليمن ‪.‬‬

‫رئيس تحرير مجلة الشراع اللبنانيه‬ ‫‪28‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫القوة المزعومة‬

‫غياب الدولة عن صعدة أهم األخطاء التي استغلها المتمردون‬

‫نجح المتمردون الحوثيون‪ ،‬إلى ح ٍد ما‪ ،‬في إعطاء انطباع إيجابي للداخل والخارج حول قوتهم وكأنهم تنظيم حديدي‬ ‫صي على الهزيمة‪ ،‬إال أن القراءة المتعمقة لهذا التنظيم ولسير المعارك تشير إلى أنه ليس بهذه القوة المزعومة‪،‬‬ ‫ع ّ‬ ‫وكل ما في األمر أن المتمردين يستفيدون من أخطاء النظام ‪ ،‬وفى مقدمتها غياب الدولة عن محافظة صعدة طوال‬ ‫السنوات الماضية ‪.‬‬ ‫يسعى المتمردون الحوثيون إلثبات أنهم أقوياء‬ ‫بما يكفي لتحقيق مشروعهم السياسي الخاص‪،‬‬ ‫وهو المشروع الذي يبدأ بتحقيق حكم ذاتي ولو‬ ‫غير معلن‪ ،‬وينتهي بإعادة الحكم اإلمامي الذي‬ ‫مضى على سقوطه نحو خمسين عاما‪ .‬إذ ال‬ ‫يمكن إيجاد تفسيرات أخرى مقنعة الستمرار‬ ‫الحرب على مدى خمس سنوات‪ ،‬وبهذه القسوة‬ ‫وهذا االتساع‪.‬‬ ‫وقد أثارت الحرب الدائرة حاليا‪ ،‬وهي الحرب‬ ‫السادسة بين الدولة اليمنية والمتمردين‬ ‫الحوثيين‪ ،‬العديد من األسئلة التي تتعلق‬ ‫بقوة المتمردين الفعلىة‪ ،‬وإمكانية تحقيقهم‬ ‫النتصارات على األرض‪ ،‬واستغالل ذلك‬ ‫في أي ترتيبات سياسية مستقبلية سواء على‬ ‫الصعيد المحلي أو على الصعيد اإلقليمي‪،‬‬ ‫خصوصا في ظل التقدم البطيء للجيش في‬ ‫محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان‪ ،‬وتأخر‬ ‫الحسم العسكري‪.‬‬ ‫لقد نجح المتمردون إلى ح ٍد ما في إعطاء‬ ‫انطباع إيجابي للداخل والخارج حول قوتهم ‪-‬‬ ‫كحركة شعبية وتنظيم عسكري ‪ ،-‬ولذا بدوا‬ ‫أكثر ثقة بأنفسهم عن ذي قبل‪ ،‬وقد ساهمت‬ ‫طبيعة صعدة الجبلية‪ ،‬واتساع مساحتها‬ ‫(‪11375‬كيلومترًا مربعًا) أي ما يوازي‬ ‫مساحة لبنان تقريبًا‪ ،‬في جعل الحرب أكثر‬ ‫صعوبة مما كان متوقعا‪ ،‬خصوصًا بعد لجوء‬ ‫المتمردين إلى استخدام أساليب وتكتيكات‬ ‫حرب العصابات‪ ،‬والقيام بزرع األلغام على‬ ‫الطرق الرئيسية‪ ،‬األمر الذي ال يالئم تكتيكات‬ ‫الجيوش النظامية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن هذه العوامل وغيرها‬ ‫أظهرت المتمردين وكأنهم تنظيم حديدي‬ ‫عصي على الهزيمة‪ ،‬فإن قراءة متعمقة لهذا‬ ‫التنظيم ولسير المعارك أيضا‪ ،‬تشير إلى أنه‬ ‫ليس بهذه القوة المزعومة‪ ،‬وكل ما في األمر‬ ‫أن المتمردين يستفيدون من أخطاء النظام‪.‬‬ ‫ويعد غياب الدولة عن محافظة صعدة طوال‬ ‫السنوات الماضية أحد أهم هذه األخطاء التي‬ ‫استغلها المتمردون في توسعهم‪ ،‬فعندما تغيب‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫عبدالغني الماوري‬ ‫سلطة الدولة يضطر المواطنون العاديون‬ ‫لالنصياع ألي مجموعة مسلحة تجنبًا للوقوع‬ ‫في مصادمات قد تكلفهم حياتهم‪.‬‬ ‫كان يمكن أن تكون الحرب األولى‪ ،‬التي‬ ‫انتهت في عام ‪ ،2004‬بمقتل مؤسس تنظيم‬ ‫الشباب المؤمن حسين الحوثي‪ ،‬مناسبة إلنهاء‬ ‫التمرد لو تم استثمار نتيجة الحرب في التأكيد‬ ‫على سلطة الدولة‪ ،‬واتخاذ إجراءات حاسمة‬ ‫بهذا الشأن‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬كان وجود‬ ‫الجيش في صعدة وقتذاك أمرًا ضروريًا‪ ،‬إذ‬ ‫إن ذلك كان سيمنع المتمردين الحوثيين من‬ ‫التحرك بسهولة لتطوير قوتهم‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫القيام بجهد استخباراتي كبير لمعرفة كل ما‬ ‫يمكن معرفته عن المتمردين‪ ،‬إذ ال يمكنك‬ ‫كسب معركة ضد خصم ال تعرف عنه شيئا‪.‬‬

‫كان يمكن أن تكون الحرب‬ ‫األولى‪ ،‬التي انتهت في عام‬ ‫‪ ،2004‬بمقتل مؤسس تنظيم‬ ‫الشباب المؤمن حسين الحوثي‪،‬‬ ‫مناسبة إلنهاء التمرد لو تم‬ ‫استثمار نتيجة الحرب في التأكيد‬ ‫على سلطة الدولة‪ ،‬واتخاذ‬ ‫إجراءات حاسمة بهذا الشأن‪.‬‬ ‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬كان وجود‬ ‫أمرا‬ ‫الجيش في صعدة وقتذاك ً‬ ‫ضروريًا‬ ‫صحيح‪ ،‬أنه منذ ذلك التاريخ جرت مياه كثيرة‬ ‫في النهر‪ ،‬فقد استطاع المتمردون تطوير‬ ‫قدراتهم القتالية والتكتيكية‪ ،‬كما طوروا أداءهم‬ ‫اإلعالمي والسياسي بدرجة ال تخفى على‬ ‫أحد‪ ،‬حيث لعبوا على وتر الخالفات القبلية‬ ‫والسياسية أيضًا‪ ،‬ونجحوا في إحداث بعض‬ ‫االختراقات على هذا الصعيد‪.‬‬

‫لكن ذلك ال يعني مطلقًا‪ ،‬أن المتمردين قد‬ ‫أصبحوا القوة التي ال تقهر‪ .‬فعلى العكس‬ ‫من ذلك‪ ،‬ال يبدو أن المتمردين قادرون على‬ ‫الصمود لفترة طويلة‪ ،‬إذ إن قطع خطوط‬ ‫اإلمداد وتالفي القوات اليمنية بعض األخطاء‬ ‫العسكرية التي ارتكبت فيما مضى‪ ،‬ودخول‬ ‫الجيش السعودي الحرب‪ ،‬وفرضه حصارًا‬ ‫اً‬ ‫شامل على المنافذ التي من الممكن أن‬ ‫بحريًا‬ ‫يحصل المتمردون عبرها على السالح؛ كلها‬ ‫تطورات مهمة في طريق حسم الحرب‪.‬‬ ‫وبعي ًد عن التطورات الميدانية التي ال تسير‬ ‫في مصلحة المتمردين‪ ،‬فإنه يمكن القول إن‬ ‫التمرد المسلح الذي بدأ فعلىا في عام ‪،2004‬‬ ‫يحمل بذور فنائه في داخله‪ ،‬ذلك أنه يعبر عن‬ ‫مشروع فئوي مهما حاول المتمردون القول‬ ‫بخالف ذلك‪ .‬وهذه النقطة بالتحديد هي نقطة‬ ‫ضعف حقيقية‪ ،‬إذ إن افتقاد أي مشروع ألي‬ ‫طابع وطني يجعله ه ًشا وغير قابل للحياة‪.‬‬ ‫كما أن عدم امتالك أي شرعية دستورية‪،‬‬ ‫واإلصرار على التصادم مع الدولة عسكريًا‪،‬‬ ‫سببان إضافيان أفقدا التمرد إمكانية الحصول‬ ‫على أي تأييد شعبي مما جعله مكشوفًا في‬ ‫الداخل‪.‬‬ ‫على أن هذا االنكشاف ليس متعلقا بالداخل فقط‪،‬‬ ‫وإنما أيضا بالخارج‪ ،‬إذ إنه‪ ،‬وألمور متعلقة‬ ‫باالستقطابات الحادة في المنطقة‪ ،‬وبرغبة‬ ‫الدول العربية والدول الغربية في منع أي تمدد‬ ‫إيراني في المنطقة‪ ،‬يمكن القول بأن المتمردين‬ ‫صاروا في وضع ال يحسدون علىه؛ فحتى أداء‬ ‫مقاتليهم الجيد بقدر ما أثار اإلعجاب‪ ،‬لكنه أثار‬ ‫القلق‪ ،‬وهذا يعني أن أحدا لن يسمح بانتصار‬ ‫هذا النموذج في اليمن‪ ،‬ولحسن الحظ ال توجد‬ ‫تنظيمات مشابهة لتنظيم الحوثي استطاعت أن‬ ‫تكون بديال عن الدولة (حتى نموذج "حزب‬ ‫هللا" في لبنان لم يتمكن من ذلك)‪ ،‬وفي المرات‬ ‫القليلة التي تم ّكنت فيها ميليشيات مسلحة من‬ ‫السيطرة على كل شيء‪ ،‬فإنها حكمت على‬ ‫نفسها باالنهيار السريع‪.‬‬ ‫صحفي يمني‬ ‫‪29‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫الغلبة لمن ؟‬

‫نهاية الحوثيين ال تعني نهاية التمرد‬

‫ثمة عوامل ضاعفت‪ ،‬إلى حد ما‪ ،‬من سطوة الحركة الحوثية منها‪ ،‬ضعف الدولة اليمنية وعدم قدرتها على بسط‬ ‫نفوذها على كل أراضي البالد‪ ،‬السيما في ظل تنامي الكثير من األزمات والتوترات األمنية والسياسية‪ ،‬وهذا يعني أن‬ ‫جذور التمرد ستظل باقية‪ ،‬حتى وإن خسر الحوثيون هذه الحرب واختفوا من الساحة ‪.‬‬ ‫رغم ادعائهم أنهم يقاتلون دفاعًا عن النفس‬ ‫تارة‪ ،‬وتارة أخرى بأنهم يقاتلون من أجل‬ ‫أهداف تتعلق بـ "حقوق" تدفع عنهم التهميش‬ ‫داخل الدولة اليمنية‪ ،‬فإن حركة الحوثيين –‬ ‫كغيرها من حركات التمرد والمعارضة المماثلة‬ ‫– ال تعطي أدنى قيمة لمعنى الدولة نفسه‪.‬‬ ‫والواقع أن الدافع وراء تحوّل الحركة الحوثية‪-‬‬ ‫التي تنتمي إلى الطائفة الزيدية ولها أصل‬ ‫هاشمي ممتد وتتميز بكونها حركة إحيائية تؤمن‬ ‫بأن الهوية الزيدية باليمن في خطر‪ -‬إلى جماعة‬ ‫معارضة للنظام اليمني ناب ٌع من شعور "الزيديين‬ ‫الجدد"‪ ،‬وعلى رأسهم الحوثيون‪ ،‬بالغربة عن‬ ‫الدولة التي جردتهم من منزلتهم السابقة ولم‬ ‫تعر تطورهم األمني واالقتصادي أي اهتمام‪.‬‬ ‫صحيح أن ثورة عام ‪ 1962‬استبدلت نظام‬ ‫اإلمامة الهاشمية بالجمهورية وأعادت هيكلة‬ ‫البالد سياسيًا واجتماعيًا‪ ،‬وغيّرت نظاما ارتبط‬ ‫به الزيديون طوال ما يربو على ألف ومائتي‬ ‫عام‪ ،‬إال أن الزيديين اإلحيائيين يعتبرون أن‬ ‫النظام الجمهوري معاديًا للهاشميين والزيديين‬ ‫معًا‪ .‬والمالحظ أن المكوّن الهاشمي األساسي‬ ‫في الحركة الحوثية جعلها ال تستمد شرعيتها‬ ‫من التحالف مع قبيلة معينة‪ ،‬ورغم تأقلم معظم‬ ‫الهاشميين مع النظام الجمهوري الجديد الذي‬ ‫أتت به الثورة اليمنية ودعمهم له وقبولهم‬ ‫بانحدارهم السياسي‪ ،‬فإن مناداة العالمة بدر‬ ‫الدين الحوثي‪ ،‬والد حسين الحوثي مؤسس‬ ‫الحركة الحوثية‪ ،‬بإحياء الزيدية منذ سبعينيات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬أتاحت النظر إلى الحرب‬ ‫المستمرة في صعدة بوصفها امتدادًا لعملية بدأت‬ ‫مع ثورة أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،1962‬وشهدت تراجع‬ ‫وانحدار فئة اجتماعية ينتمي إليها الحوثيون‪.‬‬ ‫وعالوة على هذا‪ ،‬ثمة عوامل أخرى ضاعفت‪،‬‬ ‫إلى حد ما‪ ،‬من سطوة الحركة الحوثية والزيديين‬ ‫اإلحيائيين؛ فاألزمة التي واجهت علماءهم جراء‬ ‫سقوط نظام اإلمامة لجهة إحياء شرعيتهم في‬ ‫ظل غياب إمام يمثلهم‪ ،‬سرعان ما تم الخروج‬ ‫منها إثر نجاح الثورة اإلسالمية في إيران‬ ‫عام ‪ ،1979‬والتي زودت شيعة العالم بمثال‬ ‫إيجابي‪ ،‬وسهّلت من عملية التكيّف العقائدي‪.‬‬ ‫وفوق هذه السطوة‪ ،‬نجحت قيادة التمرد –‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫معاذ األشهبي‬ ‫حتى اللحظة على األقل ‪ -‬في إدارة المعركة‬ ‫لصالحها وبكفاءة واضحة‪ ،‬بالتوازي مع وجود‬ ‫ارتباك واضح في إدارة الدولة اليمنية للصراع‬ ‫مع المتمردين‪ .‬والمالحظ هنا أنه في كل مرة‬ ‫تعلن فيها الحكومة اليمنية عن نهاية الحرب‪،‬‬ ‫كان المتمردون الحوثيون "يحترمون" قراراتها‬ ‫ويتوقفون عن القتال فورًا‪ .‬ومما ساعد الحوثيين‬ ‫في الحصول على مصداقية أكبر‪ ،‬تمكنهم من‬ ‫اإلفالت مرارًا من محاوالت الحكومة اليمنية‬ ‫انتزاع موقف غربي أو دولي يُضفي على هؤالء‬ ‫صفة اإلرهاب‪ ،‬إذ تبين أنه ليس من أهدافهم –‬ ‫حتى اآلن على األقل ‪ -‬شن هجمات إرهابية ضد‬ ‫المصالح الغربية واألجنبية سواء داخل اليمن أو‬ ‫خارجه‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإنه ما من أدلة‬ ‫ملموسة وقطعية تربط بين جماعة الحوثيين وأي‬ ‫جماعات إرهابية أخرى في اليمن‪ ،‬رغم الكالم‬ ‫الكثير حول وجود عالقة وثيقة بين الحوثيين‬ ‫وتنظيم القاعدة اإلرهابي الناشط في البالد‪.‬‬

‫لكن حرص الحوثيين على‬ ‫عا عن‬ ‫تأكيد أنهم يقاتلون "دفا ً‬ ‫النفس" يبدو أنه قد فَقَ َد في‬ ‫اآلونة األخيرة معناه‪ ،‬وجدواه‬ ‫تاليا‪ ،‬في ظل توسيعهم لرقعة‬ ‫القتال وفتحهم جبهات جديدة‪،‬‬ ‫تمتد إلى محافظة الجوف غربا‬ ‫وتتجاوز الحدود اليمنية إلى‬ ‫األراضي السعودية المحاذية‬ ‫شماالً‬ ‫كما أنه من المثير جدا أيضًا أن نعرف أن حركة‬ ‫التمرد الحوثية ليست متجانسة تما ًما وهذا األمر‬ ‫أعطاها بُعدًا هالميًا وصعَّب كثيرًا من محاوالت‬ ‫تفكيكها وتدميرها كليا‪ .‬فالحركة الحوثية تجمع‬ ‫تحت لوائها جماعات سياسية واجتماعية‬ ‫مختلفة كانت ستتنافس وتتواجه في ظروف‬ ‫سياسية مختلفة؛ إذ يتشكل المتمردون من أربع‬

‫مجموعات‪ :‬جماعة تعتنق مذهبًا فكريًا واضحًا‬ ‫وتقيم صالت سياسية مباشرة وغير مباشرة مع‬ ‫إيران وتحتشد حول الشعارات المعادية للغرب‪،‬‬ ‫وطائفة صغيرة‪ ،‬ولكن بارزة تسعى للذود عن‬ ‫الهوية الزيدية والهاشمية‪ ،‬ومجموعات من‬ ‫المسلحين الذين تحركهم دوافع مالية محض‪،‬‬ ‫ومجموعة ذات ثقل واضح تتكون من رجال‬ ‫القبائل الذين انخرطوا في حركة التمرد كرد‬ ‫فعل على العنف الذي استهدفهم من قبل الدولة‪،‬‬ ‫كما يقولون‪ ،‬األمر الذي جعلهم يدافعون عن‬ ‫عائالتهم وقراهم في مواجهة العنف العشوائي‬ ‫الذي تلجأ إليه القوات النظامية اليمنية في‬ ‫جوالت الصراع المختلفة مع المتمردين‪.‬‬ ‫لكن حرص الحوثيين على تأكيد أنهم يقاتلون‬ ‫"دفاعًا عن النفس" يبدو أنه قد فَقَ َد في اآلونة‬ ‫األخيرة معناه‪ ،‬وجدواه تاليا‪ ،‬في ظل توسيعهم‬ ‫لرقعة القتال وفتحهم جبهات جديدة‪ ،‬تمتد إلى‬ ‫محافظة الجوف غربا ً وتتجاوز الحدود اليمنية‬ ‫إلى األراضي السعودية المحاذية شماالً‪ .‬كما‬ ‫أن تحالفهم الواضح مع إيران أفقدهم الكثير‬ ‫من رصيدهم السياسي‪ ،‬داخل اليمن وخارجه‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يمكن القول بأن الحوثيين قد استفادوا ‪-‬‬ ‫وال يزالون ‪ -‬من دون شك من أخطاء النظام في‬ ‫تعامله معهم‪ ،‬وعدم قدرته على حسم المواجهة‬ ‫العسكرية التي طال أمدها في صعدة‪ .‬ومادامت‬ ‫الدولة اليمنية ضعيفة وغير قادرة على بسط‬ ‫نفوذها على كل أراضي البالد‪ ،‬السيما في ظل‬ ‫تنامي مزيج ُمهلِك اً‬ ‫فعل من األزمات والتوترات‬ ‫األمنية والسياسية‪ ،‬ناهيك عن التحديات‬ ‫االقتصادية الصعبة التي تواجه اليمن اليوم‪ ،‬فإن‬ ‫قدرتها على حلحلة أزمة التمرد الحوثي بشكل‬ ‫تام ستظل محل شكوك عميقة‪ ،‬حتى وإن نجحت‬ ‫في حسم الحرب لصالحها عسكريًا‪ .‬وهذا يعني‬ ‫أن جذور التمرد ستظل باقية‪ ،‬حتى وإن خسر‬ ‫التمرد الحوثي هذه الحرب واختفى من الساحة‪،‬‬ ‫ومن المحتمل جدًا – والحالة هذه ‪ -‬أن يتشكل‬ ‫تمرد جديد وينهض معلنًا عن وجوده‪ ،‬األمر‬ ‫الذي سيدفع الدولة اليمنية إلى الدخول في غمار‬ ‫مواجهة أخرى‪ ،‬هللا وحده يعلم لمن ستكون‬ ‫الغلبة فيها هذه المرة‪.‬‬

‫باحث ومحلل سياسي يمني‬ ‫‪30‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫اليمن على حافة الهاوية‬ ‫أزمه صعدة احد تجليات فشل الدولة و الصراع على مستقبل الحكم‬ ‫الحوثيون يرددون شعار "الموت ألمريكا وإسرائيل" مثل حزب هللا وإيران‪ .‬ولديهم ميول شيعية أيضا ً إذ يفضلون علىا ً‬ ‫على بقية الصحابة‪ .‬أكثر من هذا هم يستعملون وسائل مقاومة عسكرية وإعالمية تشبه أسلوب حزب هللا‪ .‬وبالتالي فهم‬ ‫قطعا ً شيعة إيرانيي الهوى والتأسيس والدعم‪ .‬وهذه حقيقة ال ينكرها إال مكابر ال يدري ما يجري‪.‬‬ ‫هذا التفكير موجود على المستوى الرسمي‬ ‫أو الفردي‪ .‬وما يؤسف له أن نجده يتكرر من‬ ‫خبراء‪ .‬أنا أعرف أن وضع اليمن معقد‪ ،‬وأن‬ ‫المعلومات التي تأتي ال تساعد على التحليل‪،‬‬ ‫ولكن هذا ال يعني أن نطلق التفسيرات‬ ‫التبسيطية التي ال تتناسب مع أبجديات المنطق‬ ‫السياسي واالجتماعي‪ .‬أبجديات من نحو كون‬ ‫التحالفات السياسية العابرة للدول ال تنشأ لمجرد‬ ‫تشابه سطحي بين طرفين‪ .‬وكون من يقاتل مع‬ ‫الحوثيين من القبائل لديه هموم ال عالقة لها‬ ‫بإيران ومصالح إيران‪ ،‬ولن يرضى أن يقاتل‬ ‫لو علم أن القتال مدفوعا ً من إيران‪ .‬وكون الفقر‬ ‫واإلهمال يجمع الناس ضد الحكومة في اليمن‬ ‫أكثر مما يجمعها المذهب‪ .‬وكون الهوية المذهبية‬ ‫ليست بالضرورة مكون للهوية السياسية‪ .‬فكون‬ ‫قيادة الحوثيين زيدية‪ ،‬ال يعني أن هوية الحوثيين‬ ‫ومشروعهم السياسي زيدي أو طائفي‪ .‬وكون‬ ‫ميول القيادة الشخصية وأولوياته في المجتمعات‬ ‫القبلية ال تمثل بالضرورة ميول وأولويات من‬ ‫يلتفون حوله ويحمونه ويقاتلون معه أو ضد‬ ‫أعدائه‪ .‬وبالتالي فأفكار حسين الحوثي أو أخيه‬ ‫عبدالملك ال تمثل أفكار كافة من يقاتل معه‪.‬‬ ‫وكون وجود أسلحة في أيدي الحوثيين ال يعني‬ ‫أن هناك دولة تقدم لهم ذلك‪ .‬خصوصا ً في‬ ‫اليمن الذي يتوفر فيها السالح المتوسط والثقيل‬ ‫لدى كل قبيلة‪ .‬وأما إذا أخذنا في االعتبار ستة‬ ‫حروب خاضها الجيش اليمني بغير نجاح فيمكن‬ ‫أن نضيف هزائم الجيش مصدراً آخر للسالح‪.‬‬ ‫وأكثر التفسيرات سطحية هي تلك التي تربط‬ ‫األحداث بالهوية الطائفية‪ ،‬جاعلة من من التشابه‬ ‫المذهبي سببا ً للحرب‪ ،‬والتي تذكر موقف‬ ‫الحوثيين من الصحابة في سياق تحليلها لالقتتال!‬ ‫إذا لفهم أحداث صعدة ال بد من تجاوز سياسة‬ ‫البط هذه وقبول أن التشابه ال يعني التوافق أو‬ ‫التحالف أو الدعم‪ .‬وال بد من افتراض أن العالقات‬ ‫والتحالفات السياسية أكثر تعقيداً مما نتصوره‪.‬‬ ‫هناك أمر مؤكد وهو أن أحداث صعدة جزء‬ ‫الصراع السياسي واألمني في اليمن‪ .‬وأغلب‬ ‫التحليالت السياسية تأتي من أطراف هي جزء‬ ‫من بالصراع‪ ،‬وبالتالي فلن تسعى للدقة بقدر‬ ‫ما ستسعى لعرض القصة بالشكل الذي يناسب‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫عبدهللا حميد الدين‬ ‫مشروعها‪ .‬فالحكومة اليمنية تواجه أزمة في‬ ‫الشرعية‪ .‬أغلب أطراف المعارضة اليمنية لم‬ ‫تعد ترى أنه ممكنا ً حتى التصالح معها وأنه‬ ‫ال بد من تغيير كامل لها‪ .‬ولمواجهة أزمة‬ ‫الشرعية هذه تحاول الحكومة أن تنسب إلى‬ ‫الحوثيين عالقة بإيران على أمل أن تكسب دعما ً‬ ‫دوليا ً أو إقليميا ً يساعدها على مواجهة أزمتها‬ ‫الداخلية‪ .‬في المقابل نجد أن بعض المعارضة‬ ‫اليمنية ـ الجنوبية والشمالية ومؤخراً الشيخ‬ ‫حميد األحمر ـ حريصة على نفي تلك التهم‬ ‫عن الحوثيين ألنهم ال يريدون من الحكومة‬ ‫أن تستفيد من هذه التهمة‪ ،‬ولكن أيضا ً ألنهم‬ ‫يريدون التقارب مع الحوثيين باعتبارهم قوة‬ ‫مسلحة يمكن أن تخدم مشروعهم السياسي أو‬ ‫طموحهم الفردي‪ .‬وبعض العرب يؤكدون تدخل‬ ‫إيران من باب التحذير إليران لئال تتدخل‪.‬‬ ‫ويبدو أن الرسالة وصلت إليران ولذلك وجدنا‬ ‫التحول في الخطاب اإليراني الرسمي نحو‬ ‫أحداث صعدة والذي يفسره البعض على أنه‬ ‫تأكيد لدور إيران في اليمن‪ ،‬في حين إنه ليس‬ ‫إال تأكيد منها أنها ليست هناك على االطالق‪.‬‬ ‫ومؤكد أيضا ً لمن يعرف اليمن أن حجم أزمة‬ ‫صعدة ومدى انتشارها ما هي إال تجل من‬ ‫تجليات فشل الدولة من جهة والصراع على‬ ‫مستقبل الحكم في اليمن بين الرئيس على عبدهللا‬ ‫صالح األحمر‪ ،‬والعميد على محسن األحمر‪،‬‬ ‫والشيخ حميد بن عبدهللا األحمر (على عبدهللا‬ ‫وعلى محسن من قرية بيت األحمر من قبيلة‬ ‫سنحان‪ .‬في حين أن حميد من أسرة األحمر‬ ‫من قبيلة حاشد‪ .).‬وبالتالي ففهمها وحلها يبدأ‬ ‫من صنعاء ويمر بصعدة ثم يعود لينتهي في‬ ‫صنعاء‪ .‬فالدولة في اليمن صارت تعد من الدول‬ ‫الفاشلة بسبب عجزها عن تقديم خدمات أساسية‬ ‫مثل األمن‪ ،‬والسيطرة التامة على أراضيها‪،‬‬ ‫والقضاء‪ ،‬وحماية المال العام‪ .‬والصراع على‬ ‫مستقبل الحكم في اليمن يقع بين أطراف مستعدة‬ ‫لالقتتال المسلح‪ ،‬ولكن تكافؤ قواها يردعها عن‬ ‫االقتتال المباشر ويجعلها في حالة من الحرب‬

‫الباردة المحلية‪ .‬هذا األمران ـ فشل الدولة‬ ‫والصراع على الحكم ـ حوَّال محاولة اعتقال‬ ‫بسيطة لحسين الحوثي قبل عدة سنوات إلى‬ ‫ما يشبه حرب أهلية شاملة يتم فيها استخدام‬ ‫األسلحة الثقيلة والطيران وكافة القوات المسلحة‪.‬‬ ‫لذلك فمحاوالت فهم حجم األزمة باالستناد إلى‬ ‫تحليالت قوة الحوثيين ال تفيد كثيراً‪ .‬ال شك‬ ‫أن للحوثيين قوة فاعلة‪ ،‬ولكن هذا وحده إنما‬ ‫يفسر صموداً محدوداً‪ ،‬ولكن ليس هذا الصمود‬ ‫الطويل األمد‪ .‬كما إنه ال يفسر انتشارهم‪ .‬إن ما‬ ‫يفسر ذلك هو فشل مؤسسات الدولة الذي أدى‬ ‫إلى خلق سخط عام علىها‪ .‬لذلك ال يجد الكثير‬ ‫من أفراد قبائل خسارة في القتال ضد الحكومة‪،‬‬ ‫في حين إن هناك مكاسب متعددة أقلها التعبير‬ ‫عن الذات‪ .‬أيضا ً يفسر قوة الحوثيين الصراع‬ ‫على الحكم الذي جعل من أجنحة الصراع تحول‬ ‫صعدة إلى ما يشبه أرض معركة بالوكالة‪ ،‬يقوم‬ ‫كل جناح بضرب خصمه من خالل إقحامه‬ ‫في المواجهة ضد الحوثيين‪ .‬فالرئيس يقحم‬ ‫قوات على محسن األحمر هناك‪ .‬وعلى محسن‬ ‫األحمر يقحم قوات الرئيس‪ .‬وهذا يخلق فرصة‬ ‫للحوثيين في المنتصف لالستفادة والتوسع‪.‬‬ ‫أزمة صعدة تقع في سياق أزمة وحدة اليمن‪،‬‬ ‫وأزمة مستقبل الدولة اليمنية‪ ،‬وأزمة أمن‬ ‫منطقة الخليج‪ .‬فاليمن الذي يعيش أكثر من‬ ‫نصف سكانه تخت خط الفقر‪ ،‬ومستوى البطالة‬ ‫فيه يزيد عن ‪ 35%‬في المائة ال يحتاج إلى‬ ‫أزمة تستنفذ موارده المحدودة‪ .‬واليمن المهدد‬ ‫بانفصال ال يحتاج إلى أزمة تزيد من شق‬ ‫وحدة الصف الداخلية‪ .‬وانهيار اليمن بكثافته‬ ‫السكانية وطبيعته الجغرافية سيعني مصيبة‬ ‫إنسانية لدول الخليج وتهديد أمني حقيقي‪.‬‬ ‫اليمن على حافة هاوية‪ ،‬ومستقبله األمني‬ ‫والسياسي على المحك وليس من مصلحتنا‬ ‫االستمرار في سياسة االستسهال عندما نحلل‬ ‫أحوال اليمن‪ ،‬ومن الضروري الخوض في‬ ‫تحليالت حقيقية تساعد أصحاب القرار على‬ ‫اتخاذ خطوات تؤدي إلى محاصرة المشكلة ثم‬ ‫حلها وليس إلى تفاقهما ثم انتشارها‪.‬‬ ‫باحث سعودي متخصص في الشئون اليمنية‬ ‫‪31‬‬


‫أفكار‬

‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫‪32‬‬


‫الحب‬ ‫مقابل المال‬ ‫بقلم‬ ‫جورج الزمار‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫‪33‬‬


‫أفكار‬

‫الحب مقابل المال‬

‫هل يشتري البريطانيون واألمريكيون األمان في أفغانستان ؟‬

‫لجأت بريطانيا إلى نظام جديد لحماية جنودها في أفغانستان‪ ،‬حيث سمحت لقواتها بصرف مكافآت مالية نظير ضمان سالمة أفرادها‪،‬‬ ‫ويشير الدليل الخاص بمكافحة التمرد‪ ،‬والذي يحدد الخطوط العريضة لهذا النظام‪ ،‬إلى أن هذا األمر مهم كوسيلة إلقناع األفراد بقبول‬ ‫ضا بأن السبب وراء دعم األفراد لحركة التمرد هو دافع مالي‪ .‬إال أن خططًا مماثلة أثبتت فشلها في الماضي‪ .‬أضف‬ ‫سلطة الحكومة‪ ،‬افترا ً‬ ‫إلى ذلك أنه من الصعب شراء التقاليد القبلية‪ ،‬واالعتقاد بوجوب الدفاع عن اإلسالم‪ ،‬سواء بالتهديدات أو بالمال‪ ،‬وكذلك األشخاص الذين‬ ‫يعتبرون أنفسهم مدافعين عن اإلسالم‪.‬‬

‫جنود الكتيبة األولى الملكية الويلزية يستعدون للذهاب إلى أفغانستان و مغادرة ثكناتهم في دايل بتشيستر‪ ،‬شمال غرب انجلترا‪ ،‬يوم ‪ 3‬ديسمبر‪،‬‬ ‫‪.2009‬‬ ‫‪© Getty Images‬‬ ‫ينصح دليل مكافحة التمرد البريطاني الجديد‬ ‫القوات البريطانية العاملة في أفغانستان بدفع‬ ‫مبالغ مالية لضمان سالمتهم‪ .‬وتؤكد هذه الوثيقة‬ ‫أن المال يمكنه أن يكون أداة مهمة في إقناع‬ ‫األفراد والجماعات بقبول سلطة الحكومة‪،‬‬ ‫طالما أنه يستخدم بحكمة‪ .‬ويقول الدليل‪ :‬إن‬ ‫المال يستطيع أيضًا أن يقوّض دعم المجتمع‬ ‫للمتمردين‪ .‬والفكرة بسيطة تتلخص في أن‬ ‫حركة طالبان تدفع للمتمردين المحليين حوالي‬ ‫‪ 15‬دوالرًا (‪ 7‬جنيهات إسترليني) في اليوم‬ ‫الواحد‪ .‬ورغم أن هذا المبلغ ال يبدو كبيرًا‪،‬‬ ‫فإن هذا الراتب الضئيل يعد خيارًا أكثر‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫جاذبية من احتمال البطالة في بالد تعاني الفقر‬ ‫وتمزقها سنوات من الحرب‪ .‬ويقول الدليل إن‬ ‫الجنود البريطانيين إذا استطاعوا مضاهاة هذا‬ ‫العرض وقاموا بعرض العفو عن المتمردين‪،‬‬ ‫حينئذ سيهجر األفغان التمرد حت ًما ويتوقفون‬ ‫عن إطالق النار على القوات البريطانية‪.‬‬ ‫وثمة شيء من المنطق في هذه المقولة‪.‬‬ ‫فمنذ أوائل عام ‪ ،2007‬أدرجت الحكومة‬ ‫العراقية‪ ،‬بمساعدة الواليات المتحدة‪ ،‬أكثر من‬ ‫‪ 100‬ألف شخص سني بين صفوفها‪ .‬ويقول‬ ‫البعض إن اآلالف من هؤالء السنة كانوا‬

‫متمردين سابقين ثم وافقوا على إلقاء أسلحتهم‬ ‫مقابل مبالغ نقدية أو الحصول على وظائف‬ ‫عادية‪ .‬وفي أفغانستان‪ ،‬يصبح هذا االحتمال‬ ‫مغر حيث إن التكاليف المحلية‬ ‫أكثر من‬ ‫ٍ‬ ‫هناك أقل بكثير مما كانت علىه في العراق‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن التحول في الوالءات‬ ‫العشائرية أمر ذائع في التاريخ األفغاني‪،‬‬ ‫ويقول المنطق إن هذا األمر يمنح بريطانيا‬ ‫فرصة مثالية الستغالل جماعة ضد أخرى‪.‬‬ ‫وهناك بعض السوابق داخل أفغانستان أيضًا‪.‬‬ ‫فرغم النفي الرسمي القوي داخل الدولة‪ ،‬أشيع‬ ‫‪34‬‬


‫أفكار‬ ‫أن إيطاليا نجحت في تقليص عدد قتالها في‬ ‫حي "ساروبى" في كابول عن طريق دفع المال‬ ‫لحركة طالبان‪ .‬كما أن شركات األمن والنقل‬ ‫الخاصة تتبع هذه اإلستراتيجية بدفع النقود‬ ‫للمتمردين األفغان في مقابل الحصول على‬ ‫مرور آمن داخل البالد‪ .‬ويتفاوت سعر السالمة‬ ‫بشكل كبير ويتوقف على نوع المركبات‪ ،‬وعلى‬ ‫ما تحمله ومساراتها‪ .‬وتكشف بعض الروايات‬ ‫أن المسلحين يطلبون أحيانًا أكثر من ‪800‬‬ ‫دوالر عن كل شاحنة‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬طالما‬ ‫أن هناك احتماالت لهجوم جماعة لقافلة معادية‪،‬‬ ‫تبدو هذه الصفقة وكأنها تسير بشكل جيد حتى‬ ‫اآلن‪ .‬وتعد هذه الصفقات مهمة لجماعات‬ ‫المتمردين أيضا‪ ،‬حيث إنها تمدهم بمصدر‬ ‫مالي رئيسي لتمويل حربهم ضد نفس الجيوش‬ ‫التي يمنحونها العبور اآلمن مقابل المال‪ .‬ونجد‬ ‫التناقض أكثر إدها ًشا‪ ،‬حيث إن هذا األسلوب‬ ‫يضمن بنجاح أن تظل طرق اإلمدادات‬ ‫العسكرية مفتوحة أمام القوات األجنبية‪.‬‬ ‫وهذا األسلوب ليس جديدًا ‪ .‬فخالل الحرب‬ ‫الباردة‪ ،‬أغدق الروس واألمريكيون على‬ ‫حد سواء األموال على أفغانستان في محاولة‬ ‫يائسة لشراء الوالءات العشائرية وتشكيل‬ ‫السياسات المحلية لتتوافق مع مصالحها‬ ‫اإلستراتيجية‪ .‬وبعد انتهاء الحرب الباردة‪،‬‬ ‫استمر هذا المنهج حيث عرضوا على حركة‬ ‫طالبان ما يصل إلى ‪ 150‬ألف دوالر أمريكي‬ ‫عن كل صاروخ من حوالي ‪ 600‬صاروخ‬ ‫ستينجر‪ ،‬متبقية كانت الواليات المتحدة قد‬ ‫وزعتها من قبل ثم فقدتها في أفغانستان‪.‬‬ ‫وحاولت مبادرات دولية كثيرة أيضًا القضاء‬ ‫على محاصيل الخشخاش بمنح النقود لمنتجيه‬ ‫المحليين لتشجيعهم على زراعة محاصيل بديلة‬ ‫– وهى إستراتيجية أثبتت عدم واقعيتها وعدم‬ ‫فاعلىتها‪ ،‬ولم تحقق سوى مكاسب مؤقتة‪ .‬كما‬ ‫حاولت الشركات الخاصة أيضا شراء الوالءات‬ ‫المتجهة لحركة طالبان في الماضي‪ ،‬كما في‬ ‫حالة شركة "يونوكال" والتي وعدت طالبان‬ ‫بماليين الدوالرات أمال في أن تستطيع المضي‬ ‫قُدما في واحد من مشاريعها والذي يقضى‬ ‫ببناء خط أنابيب من تركمانستان إلى باكستان ‪.‬‬ ‫وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬في شهر أكتوبر‪ /‬تشرين‬ ‫األول‪ ،‬وضع الرئيس أوباما تكاليف خطة إلعادة‬ ‫دمج حركة طالبان ضمن مبلغ ‪ 680‬مليار‬ ‫دوالر مخصصة للعمليات العسكرية األمريكية‬ ‫في أفغانستان للسنة المالية ‪ .2010‬ويتضمن‬ ‫هذا البرنامج فكرة استخدام "المال بوصفه‬ ‫سالحًا"‪ ،‬ويهدف إلى دفع المال لمقاتلي طالبان‬ ‫المحليين مقابل وقف القتال‪ .‬ولكن حتي اآلن‬ ‫لم يتضح بعد مصير المبادرة األخيرة ألوباما‪..‬‬ ‫ونقول في اختصار‪ ،‬ال يشكل المال‬ ‫سوى حل مؤقت‪ .‬فربما يستطيع المال‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫شراء األمن الحالي ويقلل من الخسائر‬ ‫البشرية األمريكية والبريطانية‪ ،‬ولكن‬ ‫سيكون هذا الحل قصير األجل دون شك‪.‬‬ ‫وإذا توقعنا أن المتمردين منخفضي الكفاءة‬ ‫سوف يوقفون القتال من أجل المال‪ ،‬فهذا أمر‬ ‫واقعي فيما يخص أفغانستان‪ .‬ولكن إذا توقعنا أال‬ ‫يعود المتمردون إلى ساحة القتال أو دعم تنظيم‬ ‫القاعدة حين تغادر القوات األجنبية أفغانستان‬ ‫فليس أمرًا واقعيًا‪ .‬ويقاتل عشرات األفغان فعال‬ ‫من أجل المال‪ ،‬ويوجد بالفعل برنامج عفو‬ ‫لطالبان منخفض المستوى وسيئ التمويل في‬ ‫أفغانستان‪ .‬ولكن هناك حالة منتشرة من انعدام‬

‫ربما تكون التنمية‬ ‫المحلية الفاعلة في‬ ‫شقيها االقتصادي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬وليس‬ ‫النقود‪ ،‬هي الضمان‬ ‫الوحيد بعدم انضمام‬ ‫األفراد إلى المتمردين‬ ‫ألسباب اقتصادية‬ ‫الثقة في الحكومة المركزية ويعتبرها الشعب‬ ‫دمية أمريكية‪ .‬وازداد هذا التصور رسوخا خالل‬ ‫االنتخابات األخيرة التي كشفت عن خلل هائل‪.‬‬ ‫كما تنعدم ثقة المتمردين أيضًا في مثل هذه‬ ‫المبادرات‪ .‬وتم اعتقال متمردين سابقين‬ ‫مثل وكيل أحمد متوكل‪ ،‬وهو وزير خارجية‬ ‫طالبان السابق‪ ،‬وعبد الحق واسيج‪ ،‬وهو‬ ‫وزير استخبارات طالبان السابق‪ ،‬بجانب‬ ‫آخرين كثيرين‪ ،‬وأُرسلوا إلى قاعدتي باجرام‬ ‫وجوانتانامو بعد أن تراجعوا طواعية‪.‬‬ ‫وتعزز هذا الحذر القائم على التجربة نتيجة‬ ‫االضطرابات األخيرة التي سببها البرنامج‬ ‫الباكستاني الخاص بالعفو‪ .‬وتزداد األمور‬ ‫سو ًءا حيث يواجه المنشقون المحتملون‬ ‫مضايقات وتهديدات على يد الموالين‪ .‬ومن‬ ‫منظور غربي كذلك‪ ،‬تثير المناقشات التي‬ ‫جرت أخيرًا حول قضايا مثل ارتفاع تكاليف‬ ‫الحرب وعدم وجود معدات للقوات تساؤالت‬ ‫أيضا حول جدوى واستمرارية مشروع‬ ‫أمني تأسس على مبدأ المكافأة المالية‪.‬‬ ‫على هذا النحو‪ ،‬يتطلب الدمج الفاعل والمستديم‬ ‫للمتمردين السابقين في الحياة السياسية نهجا‬ ‫أكثر تعقيدا من مجرد منح النقود‪ .‬وال تعتبر‬ ‫حركة طالبان متجانسة ومترابطة‪ .‬وفي حين‬ ‫تمتلك الحركة قيادة مركزية‪ ،‬في مجلس "كويتا"‬ ‫للشورى‪ ،‬ال تزال الحركة تناضل من أجل‬

‫توحيد عدد ال يحصى من الجماعات والفصائل‬ ‫والقبائل والفروع المنتشرة تحت إطار مظلة‬ ‫المتمردين‪ .‬وإذا كان البريطانيون واألمريكيون‬ ‫يريدون من المتمردين أن يتوقفوا عن إطالق‬ ‫النار على جنودهم وتوفير الحماية للمدنيين في‬ ‫أوطانهم‪ ،‬يصبح حينئذ التوصل إلى اتفاق مع‬ ‫كل من مجلس الشورى‪ ،‬فضال عن الفصائل‬ ‫األخرى‪ ،‬مثل شبكة حقاني‪ ،‬أمرا ضروريا‪.‬‬ ‫واألهم من ذلك‪ ،‬ليس من المحتمل شراء‬ ‫والء هذه المجموعات‪ .‬وفي الشهر الماضي‪،‬‬ ‫أعرب نائب األمير المال أخوند‪ ،‬عن رد فعل‬ ‫طالبان تجاه هذه المبادرة المالية‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫مقاتلي طالبان ليسوا مرتزقة وأن هذا "السالح‬ ‫القديم" سيبوء بالفشل ‪ ،‬تماما كما فشل من قبل‪.‬‬ ‫إذن ما هو الحل؟ ربما تكون التنمية المحلية‬ ‫الفاعلة في شقيها االقتصادي واالجتماعي‪،‬‬ ‫وليس النقود‪ ،‬هي الضمان الوحيد بعدم انضمام‬ ‫األفراد إلى المتمردين ألسباب اقتصادية‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬سوف يكون هذا ممكنا فقط إذا تم تفكيك‬ ‫المتمردين بشكل فاعل أو إبرام اتفاق مع مجلس‬ ‫"كويتا" للشورى وغيرها من الجماعات‬ ‫المتمردة الرئيسية‪ .‬وحيث إن الحكومتين‬ ‫البريطانية واألمريكية تسعيان بالفعل نحو‬ ‫انسحاب قواتهما‪ ،‬فمن الممكن التوصل إلى‬ ‫اتفاق يستطيع تقويض الدوافع غير االقتصادية‬ ‫لالنضمام إلى التمرد‪ .‬في الواقع‪ ،‬ربما يكون هذا‬ ‫االتفاق أيضا الضمان الوحيد بأن هذه الفصائل‬ ‫لن تواصل دعم تنظيم القاعدة بعد رحيل القوات‪.‬‬ ‫وكما أوضح قرار ال ُمال عمر بحماية بن الدن‬ ‫في عام ‪ ،2001‬تعتبر العالقة بين حركة طالبان‬ ‫وتنظيم القاعدة أكثر من مجرد عالقة مصلحة‪.‬‬ ‫وال يمكن شراء التقاليد القبلية‪ ،‬واالعتقاد بوجوب‬ ‫الدفاع عن اإلسالم سواء بالتهديدات أو بالمال‪.‬‬ ‫ويعد التنظيم ومستوى التطور التقني للهجمات‬ ‫التي تقوم بها شبكة حقاني انعكاسًا واضحًا‬ ‫أيضا الستمرار التعاون مع تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تقوم شبكة حقاني بتوسيع‬ ‫مطرد لشبكتها الخاصة بالرعاية االجتماعية‬ ‫وتوفير الخدمات في المناطق التي يقل فيها‬ ‫أو ينعدم نفوذ الحكومة المركزية األفغانية‪.‬‬ ‫وعلى هذا النحو‪ ،‬تعزز شبكة حقاني نفوذها‬ ‫وسيطرتها ببطء على السكان المحليين‪ .‬وإذا لم‬ ‫تتخذ تدابير ملموسة من أجل تحقيق مزيد من‬ ‫التنمية االجتماعية واالقتصادية في أفغانستان‪،‬‬ ‫سوف يزداد تجنيد الشباب األفغان عبر‬ ‫االقتناع بالتمرد بدال من مجرد دافع اقتصادي‬ ‫بحت‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬سيكتشف األمريكيون‬ ‫والبريطانيون مرة أخرى أن المال لن يشتري‬ ‫لهم الحب حتى وإن حدث ذلك بشكل مؤقت‪.‬‬

‫محامى دولي ومحاضر في العالقات العامة في‬ ‫معهد "بوك ميناس"‪ ،‬وباحث مقيم بلندن في‬ ‫مجال األمن والعنف السياسي‬ ‫‪35‬‬


‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫‪36‬‬


‫شخصيات‬ ‫بروفايل‬

‫حوار‬

‫بغداد‬ ‫اآلمنة‬

‫جواد البوالني‬ ‫وزير الداخلية العراقي‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫‪37‬‬


‫حوار‬

‫بغداد اآلمنة‬

‫جواد البوالني وزير الداخلية العراقي‪:‬‬ ‫طهرنا وزارة الداخلية من ‪ 65‬ألف عنصر فاسد‬

‫اً‬ ‫قتيل وأكثر من ‪197‬‬ ‫رغم التفجيرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد هذا األسبوع وراح ضحيتها نحو ‪112‬‬ ‫مصابًا‪ ،‬فإن وزير الداخلية العراقي جواد البوالني مازال يؤكد أن العراق في طريق إلى تحقيق األمن‪ ،‬وأن وزارته حققت‬ ‫إنجازات مهمة في هذا الشأن‪ ..‬البوالني ال يعتبر الحادث اً‬ ‫دليل على هشاشة األجهزة األمنية‪ .‬ويؤكد أن بغداد ال تزال آمنة‪.‬‬ ‫البوالني يرى أن أول الطريق للخروج من المأزق األمني والعودة لالستقرارهو تجاوزالمحاصصة الطائفية ويقدم نفسه على أنه‬ ‫الخيار األنسب في االنتخابات القادمة لتحقيق هذا األمر معربًا عن توقعات متفائلة جدًا بشأن النتائج التي سيحصل علىها "ائتالف‬ ‫العراق الموحد" الذي يتزعمه في االنتخابات المقبلة‪ ،‬رغم مخاوفه من افتقارها للشفافية‪.‬‬

‫األمان يعود لبغداد فقد أصبحت تسهر حتى الصباح دون خوف‬

‫‪‎‬وأشار في الوقت نفسه إلى أن العراق‪ ،‬و برغم‬ ‫ازدحامه بالسياسيين يفتقر حاليًا إلى رجاالت‬ ‫الدولة‪ .‬معتبرًا أن الطريق األمثل لبناء العراق‬ ‫هو التخلص من عقلية المحاصصة وباألخص‬ ‫الطائفية‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬أين أنت من الخالف السياسي الذي‬ ‫امتد ألسابيع حول القانون االنتخابي الجديد؟‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫‪‎‬ـ المشكلة في العراق لألسف هي عدم وجود‬ ‫رؤية واضحة لخلق توافق وطني في مواجهة‬ ‫األزمات ‪ ،‬ودائما كانت القضايا اإلستراتيجية‬ ‫المتعلقة ببناء عملية ديمقراطية في العراق‪،‬ال‬ ‫يُستثمر فيها الوقت بشكل أمثل‪ ،‬وبالتالي تترك‬ ‫األمور للتوقيتات التي بتقديري ال تصلح‬ ‫للتفاهم أو الحوار‪ ،‬صحيح يوجد سياسيون في‬ ‫البلد‪ ،‬لكن ال يوجد عندنا رجال دولة لألسف‪،‬‬

‫قلة من المؤسسات التي كانت تواجه عملية بناء‬ ‫الدولة وتهتم باألمور التي تساعد البلد في أن‬ ‫يقطع خطوات ثابتة باتجاه العملية الديمقراطية‪.‬‬ ‫‪ ‎‬أنا أعتقد أن ما ينقص قانون االنتخاب هو‬ ‫وجود بيانات وإحصائيات وتعداد للسكان وهذا‬ ‫األمر المفروض أن يحدث قبل سنتين من‬ ‫موعد إجراء االنتخابات لتكون عندنا بيانات‬ ‫متوفرة وقانون لألحزاب ويكون هناك إعالم‬ ‫‪38‬‬


‫حوار‬ ‫مستقل وسلطات تستطيع أن تلتزم وتحافظ‬ ‫على الثبات في التشريع‪.‬لكن دائما تبقى الحلول‬ ‫غير مكتملة وأسبابها واضحة وهي الحاجة‬ ‫إلى بناء نظام سياسي مستقر‪ ،‬بناء ديمقراطي‬ ‫يتطلب حضور نخبة سياسية وطنية تؤسس‬ ‫للحكم الوطني في العراق بعيدا عن الطائفية‬ ‫أو المصالح الشخصية‪.‬أعتقد أن النظرة يجب‬ ‫أن تكون نظرة باتجاه المواطن وباتجاه نظام‬ ‫سياسي يشعر العراقيين جميعهم‪ ،‬وبدون‬ ‫استثناء‪ ،‬بأن هذا النظام يمثل واقعًا حقيقيًا‬ ‫ألحالمهم وطموحاتهم في العيش تحت سقف‬ ‫دولة قوية‪.‬‬ ‫المجلة‪:‬هل أنت مع القانون الجديد لالنتخاب؟؟‬ ‫‪‎‬ـ في تقديري القانون به نقاط جيدة ونقاط تحتاج‬ ‫إلى المراجعة فلو كانت البيانات واإلحصائيات‬ ‫وأرقام التعداد السكاني متوفرة لكان األمر‬ ‫اختلف كليًا‪ ،‬وكان المفترض أن يقدر البرلمان‬ ‫العراقي من البداية أن مثل هذا القانون يحتاج‬ ‫إلى وقت طويل لمناقشته حتى يحظى بإجماع‬ ‫وطني لذلك فالخالفات التي حدثت أمر طبيعي‪.‬‬ ‫المجلة‪:‬هل هناك نقاط بعينها في القانون‬ ‫الجديد أنت راض عنها؟‬ ‫‪ ‎‬أعتقد أن وجود القائمة المفتوحة تعزز قوة‬ ‫القانون باتجاه منح المواطن خيارات واسعة‬ ‫في اختيار مرشحين جيدين‪ ،‬فالمواطن‬ ‫العراقي الذي سينتخب مرشحين جيدين حتما‬ ‫سيحظى بحكومة جيدة‪ ،‬فمجلس نواب جيد وبه‬ ‫شخصيات وطنية معناه حكومة جيدة وقوية‬ ‫تستطيع أن توفر الخدمات للمواطن وحل‬ ‫مشاكله التي يعاني منها‪.‬كما أن المشاركة‬ ‫الكبيرة للكيانات السياسية المختلفة يدفع األمور‬ ‫بشكل جيد‪.‬‬ ‫‪‎‬على أية حال ال يوجد هناك أشياء نستطيع‬ ‫أن نعتبرها كاملة مائة بالمائة‪ ،‬لكن هناك‬ ‫أشياء نستطيع أن نقول إنها مقبولة‪ ،‬والمهم‬ ‫أن ينجح قانون االنتخاب في الحصول على‬ ‫بالتوافق الوطني ليشعر العراقيون في العراق‬ ‫جميعًا أنه لم يقع علىهم أي غبن أو ظلم‪ ،‬أعتقد‬ ‫أن العراق الجديد الذي نطمح إليه أال يكون‬ ‫هناك عراقي يشعر بالسعادة على حساب‬ ‫شقاء و حرمان عراقي آخر‪،‬نريد أن يكون‬ ‫كل العراقيين جميعهم متساوين أمام الدستور‬ ‫والقانون‪،‬ومسئولية النظام السياسي الجديد‬ ‫أن يوفر كل هذه االستحقاقات للعراقيين في‬ ‫الداخل والخارج‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬هناك خشية أن يؤدي الفشل في‬ ‫اجراء االنتخابات في موعدها إلى فراغ‬ ‫دستوري؟‬ ‫‪‎‬ـ بسبب خالفات الكتل السياسية تم تأجيل‬ ‫االنتخابات من السادس عشر من يناير‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫كانون الثاني المقبل‪ ،‬إلي السادس مارس‪/‬‬ ‫آذار المقبل‪ ،‬وهذه الفترة مقبولة من الناحية‬ ‫القانونية‪ ،‬السيما أن المجتمع الدولي وكل‬ ‫المعنيين يترقبون الوضع العراقي وينتظرون‬ ‫االنتخابات العراقية بأهمية قصوى‪.‬العراق‬ ‫مقبل على مرحلة مهمة فعلى الجميع أن يتحلى‬ ‫بااللتزام وبالمسئولية الوطنية‪.‬‬

‫وزير الداخلية في‬ ‫العراق مسئول عن قيادة‬ ‫أكثر من نصف مليون‬ ‫منتسب في وزارة الداخلية‬ ‫ومسئول عن حماية أكثر‬ ‫من ‪ 37‬ألف موقع رسمي‬ ‫في مختلف مناطق العراق‬

‫‪‎‬ـ أنا أعتقد أن العراقيين يعرفون جيدًا حجم‬ ‫اإلنجاز األمني الذي تحقق منذ توليت وزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬وظروف البلد كانت معروفة وحجم‬ ‫التحديات والتهديدات التي كانت تواجه العراق‬ ‫كبيرة‪ .‬ومن المعروف أن وزارة الداخلية تعتبر‬ ‫قلب الدولة‪ ،‬ومنصب وزير الداخلية في كل‬ ‫العالم يعتبر من أصعب وأخطر المناصب‪ ،‬فما‬ ‫بالك إذا كان هذا المنصب في العراق في ظل‬ ‫وجود هذه التناحرات والتناقضات السياسية‪،‬‬ ‫هذا غير اإلرهاب الذي كان يواجه البلد‬ ‫والميليشيات والعصابات اإلجرامية والخارجين‬ ‫عن القانون‪ .‬أنا أعتقد أن المناصب تمنح من‬ ‫خالل ثقة الناس وليست فقط باإلنجاز األمني‪،‬‬ ‫ووزير الداخلية يحظى بالثقة والمحبة من قبل‬ ‫أبناء الشعب العراقي في مختلف المناطق‬ ‫ويعرفونه جيدًا من خالل التواصل والتعايش‬ ‫االجتماعي على مدى سنين طويلة‪ .‬أعتقد أن‬ ‫اإلنجاز األمني الذي تحقق وحول ملف وزارة‬ ‫الداخلية من ملف كان ينظر إليه على أنه ملف‬ ‫ميئوس منه‪ ،‬إلى ملف إلنقاذ العراقيين والحفاظ‬ ‫على دمائهم بعد أن عملنا على تطهير الوزارة‬ ‫من العناصر الفاسدة وطرد أكثر من ‪ 65‬ألف‬ ‫عنصر فاسد‪ ،‬هذا غير عملنا على بناء قدرات‬ ‫األمن الداخلي‪ ،‬أعتقد أن ما تحقق من نجاح هو‬ ‫سبب كاف ومقنع للحصول على ثقة العراقيين‪.‬‬ ‫ومنصب رئيس الوزراء ليس بالمنصب األكثر‬ ‫خطورة أو األكثر صعوبة من منصب وزير‬ ‫الداخلية‪ ،‬فمنصب وزير الداخلية في العالم‬ ‫كله يعتبر منصبًا مه ًما وحساسًا‪ ،‬فما بالك إذا‬ ‫كان هذا المنصب في العراق؟ وزير الداخلية‬ ‫في العراق مسئول عن قيادة أكثر من نصف‬ ‫مليون منتسب في وزارة الداخلية ومسئول‬ ‫عن حماية أكثر من ‪ 37‬ألف موقع رسمي في‬ ‫مختلف مناطق العراق‪ ،‬والكل يعلم أن بغداد‬ ‫كانت تنام الساعة الرابعة أو الخامسة عصرًا‪،‬‬ ‫هذه المدينة العظيمة بتاريخها وبأهلها الطيبين‪،‬‬ ‫كانوا محرومين من أي نشاط أو أي فرح‪..‬‬ ‫اآلن عادت بغداد لؤلؤة للشرق وأصبحت‬ ‫تسهر لساعات متأخرة من الليل وهذا دليل‬ ‫على وجود األمن‪ ،‬هناك عمل كبير حققته‬ ‫الداخلية في هذا المجال وهو في تقديري إنجاز‬ ‫مهم ‪ ،‬وأعتقد أن الحكومة العراقية في قطاع‬ ‫األمن تستطيع أن تفتخر بما تحقق على صعيد‬ ‫التحسن األمني‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬أنت مرشح للتنافس على منصب‬ ‫رئيس الوزراء‪ ،‬ما خططكم لخوض‬ ‫االنتخابات؟‬ ‫‪‎‬ـ سنخوض االنتخابات بـ"ائتالف وحدة‬ ‫العراق" الذي يضم شخصيات وطنية بارزة‬ ‫من مختلف مناطق العراق منها الشيخ أحمد‬ ‫أبو ريشة‪ ،‬رئيس مؤتمر صحوة العراق‪،‬‬ ‫والشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي رئيس‬ ‫الوقف السني في العراق‪ ،‬رئيس تجمع‬ ‫الميثاق الوطني‪ ،‬وسعدون الدليمي‪ ،‬وزير‬ ‫الدفاع العراقي السابق‪ ،‬إضافة إلى عدد كبير‬ ‫من شيوخ العشائر والشخصيات السياسية‬ ‫واألساتذة واألكاديميين‪.‬وهذه الشخصيات‬ ‫تجتمع على فكر وطني لطرح بديل مهم في‬ ‫عملية بناء كتلة سياسية تاريخية قادرة على أن‬ ‫تنافس بقوة االئتالفات الموجودة بطرح لون‬ ‫وذوق سياسي جديد على المستوى الوطني‬ ‫يعبر عن خصوصية المشروع الوطني‬ ‫العراقي‪،‬واستطاع ائتالف وحدة العراق أن‬ ‫يتقدم بثبات وقوة في مناطق كثيرة من العراق‬ ‫اً‬ ‫قبول وطنيًا‪ ،‬وهو في تقديري احتل‬ ‫ويحقق‬ ‫مراتب متقدمة في البلد واستطاع أن يصل‬ ‫للعراقيين في الداخل والخارج‪،‬ألن ائتالف‬ ‫وحدة العراق هو البديل الحقيقي لكل ما طرح‬ ‫من أفكار ومشاريع ألن"وحدة العراق" هي المجلة‪:‬هل تعتقد أن االنتخابات في حال‬ ‫البديل الذي يبحث عنه المواطن في كل الملفات إجرائها ستكون شفافة؟‬ ‫سواء كان ملفًا سياسيًا أواقتصاديًا أوأمنيًا أو ‪‎‬ـ أوال حسب اطالعنا هناك كثير من القوى‬ ‫اجتماعيًا‪.‬‬ ‫لديها قلق ولديها هواجس ونحن أيضا من القوى‬ ‫التي لديها نفس هذا القلق ونفس الهواجس‪،‬‬ ‫المجلة‪ :‬هل تعتقد أن تجربتك في وزارة ونتمنى أن تحظى العملية االنتخابية باهتمام‬ ‫الداخلية تؤهلك للحصول على ثقة العراقيين ورعاية األسرة الدولية والمنظمات الدولية‬ ‫للوصول إلى المنصب التنفيدي األول؟‬ ‫لمساعدة العراقيين على خوض تجربتهم‬ ‫‪39‬‬


‫حوار‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫حوادث التفجيرات االخيره ال يعتبرها الوزير دليل هشاشة االمن‪..‬‬

‫مسئول عن ملفات وزارته‪ ،‬والسنوات األربع‬ ‫التي تولينا فيها وزارة الداخلية‪ ،‬كانت تعتبر‬ ‫من أصعب الملفات وأعقدها‪ ،‬وكانت الوزارة‬ ‫متهمة ومدانة‪ ،‬لكننا حولنا وزارة الداخلية من‬ ‫مشكلة تؤرق الحكومة إلى حل أمني وهذا‬ ‫هو النجاح الذي نتحدث عنه‪ ،‬أما القطاعات‬ ‫األخرى فإن اإلخوان كل في وزارته يستطيع‬ ‫أن يتكلم عن إنجازات ملفاته‪ ،‬وال ننكر أن‬ ‫هناك إنجازات في قطاعات أخرى‪ ..‬لكن قد‬ ‫تكون غير ملحوظة‪ ،‬وفي تقديري أن جز ًءا‬ ‫من المشكالت التي واجهت النظام السياسي‬ ‫هو المحاصصة الطائفية والطائفية السياسية‬ ‫التي كانت وراء تعثر بعض ملفات الخدمات‬ ‫وملفات االستثمار واألعمار‪ ،‬وأنا أعتقد أن‬ ‫المرحلة القادمة البد أن تهتم بالتشريعات‬ ‫التي تساعد الحكومة المقبلة على النهوض‬ ‫بحوائجها‪.‬‬

‫الديمقراطية بدون أن يكون هناك تزوير أو‬ ‫تزييف للحقائق‪ ،‬وكما تعلمون ال يوجد هناك‬ ‫انتخابات مثالية مائة بالمائة‪ ،‬لكن نتمنى أن‬ ‫المجلة‪:‬ما رأيك بالمحاصصة الطائفية في‬ ‫تكون األخطاء بسيطة‪ ،‬وعلى المفوضية‬ ‫المناصب العلىا؟هل ستعمل في حال وصولك‬ ‫العلىا المستقلة لالنتخابات وعلى كل العاملين‬ ‫إلى مركز القرار األول على إلغائها و ما البديل‬ ‫فيها أن يتحلوا بهذا القدر العالي من االلتزام‬ ‫وكيف؟‬ ‫والمسئولية للحفاظ على استحقاقات الناس‬ ‫‪‎‬ـ نطمح في برنامجنا القادم تقديم مشروع‬ ‫والمحافظة على أصواتهم بكل أمانة وحيادية‪‎ ،‬صحيح الظروف في البلد ليست مثالية‪،‬‬ ‫حقيقي يعتمد على الكفاءات الوطنية التي تؤدي‬ ‫والعملية االنتخابية تحتاج إلى أكثر من جهد والبد أن نأخذ بعين االعتبار حداثة التجربة‬ ‫واجباتها ومسئوليتها بروح عراقية‪ ،‬وأنا أعتقد‬ ‫على المستوى المحلي الوطني وعلى المستوى والظروف التي مر بها البلد من إعادة بناء‬ ‫أن االعتناء بخلق منظومة سياسية مستقرة‬ ‫العربي واإلقليمي والدولي حتى ال تفرض جهة الوزارات والمؤسسات على أسس مهنية‬ ‫تكون فعالة في تطوير آفاق العمل الحكومي‬ ‫معينة هيمنتها وتزور إرادة العراقيين‪.‬‬ ‫واحترافيه‪ ،‬أنا أعتقد أن هناك خطوات إيجابية‬ ‫المؤسساتي تراعي المهنية والخبرة والكفاءة‬ ‫تحققت في هذا االتجاه‪ ،‬وطبعا نطمح ونأمل في‬ ‫مبتعدة عن التصنيفات على أسس حزبية أو‬ ‫المجلة‪ :‬ما دور وزارة الداخلية في ترتيب المزيد‪ ،‬وهذا يتطلب وقتا أطول‪ ،‬لكن عندما‬ ‫طائفية هو هدفنا األساسي‪ ،‬وهذا تحقق كواقع‬ ‫االنتخابات؟‬ ‫تحدث بعض الثغرات أو التجاوزات هنا أو‬ ‫عندما قدنا وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫‪‎‬وزارة الداخلية مسئولة بشكل مباشر من هناك ال نعتبرأنها تؤثر على مجمل الصورة‬ ‫خالل لجنة حكومية عن توفير وتأمين العملية للجهد الكبير المبذول‪.‬‬ ‫المجلة‪:‬هل يتحمل الوضع الشعبي في العراق‬ ‫االنتخابية‪ ،‬وهناك لجنة حكومية يرأسها وكيل‬ ‫إلغاء المحاصصة الطائفية؟‬ ‫وزير الداخلية لشئون الشرطة وهو رجل المجلة‪ :‬ما رأيك في اإلنجازات التي حققتها‬ ‫‪ ‎‬ـ عندما عاش العراقيون تجربة االنتخابات‬ ‫يتمتع بخبرة إدارية وأمنية كبيرة‪ ،‬واستطاع أن حكومة المالكي التي أنت جزء منها؟‬ ‫السابقة وتم تقسيم القوائم إلى قوائم سنية كاملة‬ ‫ينجح في االنتخابات السابقة وما قبلها‪،‬ووزارة ـ إذا أردنا أن نتكلم عن أبرز إنجازات هذه‬ ‫ال تضم إال السنة‪ ،‬وقوائم شيعية كاملة لم تضم‬ ‫الداخلية تتعاون وتنسق مع اإلخوة في األجهزة الحكومة ‪‎‬فسيكون"األمن" هو أكثر القطاعات‬ ‫إال الشيعة ماذا حدث؟ ال المدن الشيعية تم‬ ‫الحكومية األخرى من أجل تأمين عملية التي شهدت تحسن سواء في إطار البنية التحتية‬ ‫إعمارها أو شهدت تحسنا في الخدمات وال‬ ‫االنتخابات التشريعية القادمة وحماية أكثر لألمن أو في إطار مكافحة اإلرهاب ‪ ،‬و قطاع‬ ‫المدن السنية شهدت أي إعمار أو تحسن‪ ،‬لذا أنا‬ ‫من ‪ 3500‬مركز انتخابي ينتشر في عموم األمن هو أحد القطاعات التي تستطيع الحكومة‬ ‫ال أحب تصنيف العراقيين على أساس طائفي‬ ‫مناطق العراق وتأمين وصول الناخبين إلى الحالية أن تفتخر بما تم إنجازه فيها والنعتبر‬ ‫وال أحب هذه التصنيفات وال أؤمن بها‪.‬ألن‬ ‫هذه المراكز‪ ،‬والداخلية نجحت في تأمين أن الذي تحقق يرضينا تماما‪ ،‬لكن بتقديري‬ ‫المحاصصة الطائفية لم تفرز لنا سوى التأخير‬ ‫االنتخابات السابقة وأعتقد اآلن أن الوقت كاف التحديات والتهديدات مازالت موجودة وهذا‬ ‫وتولي إدارة ملفات الدولة" ناس فاشلين" ال‬ ‫ما يجعلنا باستمرار نركز على تحسين األداء‪.‬‬ ‫واإلمكانات متاحة‪.‬‬ ‫يفقهون في اإلدارة وال في القيادة شيئا‪ ،‬هناك‬ ‫فشل في كثير من مرافق الدولة منذ ‪ 7‬سنوات‬ ‫المجلة‪ :‬كونك أحد أبرز المتنافسين في المجلة‪:‬أال ترى أي إنجازات أخرى لحكومة‬ ‫وأسبابه واضحة وهي المحاصصة الطائفية‪،‬‬ ‫االنتخابات‪ ،‬هل تعتقد أنك ستكون كوزير المالكي إال اإلنجاز األمني؟‬ ‫التي لم تتوقف فقط على قضية السني والشيعي‬ ‫للداخلية على المسافة نفسها من كل األطراف ‪‎‬ـ ال أستطيع أن ألغي جهد إخواني وزمالئي‬ ‫‪،‬حتى داخل الطائفة الواحدة صارت هناك‬ ‫في االنتخابات ؟‬ ‫في كثير من القطاعات‪ ،‬لكني تحدثت عن‬ ‫محاصصة‪ ،‬وداخل الحزب الواحد الطائفي‬ ‫‪‎‬ـ العراقيون يعلمون أننا وقفنا على مسافة األمن ألنه أكثر اإلنجازات التي شعر بها‬ ‫صارت محاصصة وتالشت البنية األساسية‬ ‫متساوية من الجميع والحمد للـه‪ ،‬ومن المواطن وانعكست على حياته اليومية‪ ،‬وطبعًا‬ ‫المعروفة في عمل األحزاب‪ ،‬فأصبحت تعرف‬ ‫المعروف أن وزارة الداخلية قدمت تضحيات لكل حكومة برنامج وكل وزير في الحكومة‬ ‫هذه األحزاب على أساس جماعات وشخصيات‬ ‫كثيرة لحماية كل المواطنين من كل مظاهر‬ ‫التهديد‪ ،‬وكنا حياديين وسنكون حياديين‬ ‫واالنتخابات السابقة كانت خير برهان على‬ ‫حيادية وزارة الداخلية‪ ،‬وشعار الوزارة منذ‬ ‫استلمنا مهامها أن وزارة الداخلية وزارة كل‬ ‫العراقيين‪.‬‬

‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫‪40‬‬


‫حوار‬ ‫فهؤالء جماعة لندن‪ ،‬وهؤالء جماعة إيران‬ ‫وهؤالء جماعة سوريا‪ .‬ونحن نقول لهم‬ ‫باستمرار"أين جماعة العراق"وأنا أعتقد‬ ‫أن بالعراق كفاءات وقدرات كثيرة وبإمكانه‬ ‫أن يقدم نموذجًا للحكم الوطني يكون مقبوال‬ ‫ويحقق طموح وأحالم العراق بعيد عن النظرة‬ ‫الطائفية‪.‬وأن مراجعة هذه الملفات مطلوبة‪،‬‬ ‫والعراقيين اليوم أصبحوا اكثر وعيًا وإدراكا‬ ‫للسبل التي تسهم في تحقيق مصالحهم‪،‬واآلن‬ ‫أصبح الكل يهرب من العنوان الطائفي‬ ‫ويدخل في العنوان الوطني‪ ،‬هذا طبعا قسم‬ ‫منه‪ ،‬تكتيك سياسي للهروب من الواقع التي‬ ‫سقطت فيه بعض الكيانات السياسية‪ ،‬وقسم‬ ‫منه تحرك باتجاه تحديد وتنوير وتجديد نشاطه‬ ‫الحزبي‪ ،‬وما يميز "ائتالف وحدة العراق"‬ ‫بعد أن تشابهت الشعارات هو المصداقية مع‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫المجلة‪:‬ما رأيك بسجل الحكومة الحالية على‬ ‫صعيد العالقات مع الجيران؟؟‬ ‫‪‎‬ـ كنت أتمنى أن تكون هناك خطوات أكبر‬ ‫في عملية بناء الثقة مع جيران العراق ورؤية‬ ‫محددة لمعالجة بعض الملفات‪ ،‬أعتقد إذا كان‬ ‫لدينا فرصة من الممكن أن نطور عالقتنا بشكل‬ ‫أفضل‪،‬ونطمح في أن تقوم الحكومة القادمة‬ ‫بجهد مميز على صعيد العالقات‪ ،‬وإن شاء‬ ‫هللا نحن مؤمنون بالدور المستقبلي الئتالف‬ ‫وحدة العراق باعتباره منافسًا قويًا لتشكيل‬ ‫الحكومة المقبلة ‪ ،‬و هذه األمور ستكون محل‬ ‫بحث ومحل حوار وتفاهم في تطوير عالقات‬ ‫العراق وبالتالي معالجة الملفات العالقة في‬ ‫أكثر من اتجاه وتكون معالجته لصالح العراق‬ ‫ولصالح المنطقة عمو ًما‪.‬‬ ‫‪‎‬المجلة‪ :‬كيف تتصور العالقات مع دول الجوار‬ ‫و ما أبرزالقضايا العالقة بينكم‪ ‎‬و بينها؟‬ ‫‪‎‬ـ ال يوجد قضايا تحل إال عن طريق الحوار‪،‬‬ ‫ونحن ال نريد أن يكون بيننا وبين هذه الدول‬ ‫مشاكل أو ملفات عالقة‪ ،‬أعتقد أن كثيرًا من‬ ‫الملفات تحتاج أو تتطلب نوعا من اإلدارة‬ ‫العقالنية والحكيمة لهذه الملفات والتي ترتبط‬ ‫بها مصالح العراق مع هذه الدول وأن هناك‬ ‫دائما إمكانية لمعالجة أي قضية خصوصا‬ ‫إذا حضرت التطمينات من كل األطراف‬ ‫وااللتزام بمبادئ حسن الجوار بما يعزز األمن‬ ‫واالستقرار وعدم التدخل في الشئون الداخلية‪،‬‬ ‫وكما تعلمون أن منطقتنا ال تتحمل هزات أو‬ ‫مغامرات عنيفة‪،‬لذا ال بد أن تحضر روحية‬ ‫الحوار وآفاق التعاون على طبيعة العالقات‪،‬‬ ‫السعودية دولة مهمة في عالقتها مع العراق‬ ‫وكذلك تركيا وإيران وكذلك دول الخليج بحكم‬ ‫التقارب والجوار على أية حال ال يوجد أمور‬ ‫تستمر إلى ما ال نهاية في حالة شد وجذب‪.‬‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫البوالني يمسح شوارع بغداد من الماء‪ .‬ويحلم بتخليصها من بحور الدماء‬

‫المجلة‪:‬يقال إنه في المنطقة العربية العالقات‬ ‫على مستوى وزارات الداخلية تبقى ممتازة‬ ‫حتى وإن تدهورت العالقات السياسية‬ ‫واالقتصادية هل هذا صحيح بالنسبة إلى‬ ‫وزارتكم؟‬ ‫‪‎‬ـ هذا صحيح مائة بالمائة‪ ،‬نحن نتمتع بعالقات‬ ‫طيبة مع كل إخواننا وزمالئنا وزراء الداخلية‬ ‫العرب‪،‬ألن هاجس األمن واحد عند كل الدول ‪‎‬المجلة‪:‬ما دور الواليات المتحدة األمريكية في‬ ‫وال أحد يختلف على عناوينه الرئيسية‪ ،‬لكن العراق في المرحلة المقبلة؟‬ ‫وجود عالقات أمنية جيدة ومتميزة مرتبطة‬ ‫‪‎‬ـ هناك اتفاقية بيننا وبين الحكومة األمريكية‬ ‫أيضا بوجود عالقات سياسية جيدة والقضية‬ ‫وبيننا عمل في إطار التدريب واالستشارات‪،‬‬ ‫ال تخلو من توجهات في هذا اإلطار نسعى‬ ‫وفي الجوانب التي تتعلق باألمور الفنية‬ ‫لتحقيقها في المستقبل‪.‬‬ ‫والتقنية لالستفادة من هذه اإلمكانات الموجودة‬ ‫المجلة‪ :‬كيف تقيم وجود الشركات األمنية لديهم‪ ،‬وأيضا لدينا برامج مشتركة في عملنا‬ ‫خصوصا في المجال األمني‪ ،‬والعالقات‬ ‫وعملها في العراق؟‬ ‫‪‎‬ـ اآلن انخفض عدد الشركات األمنية بشكل مع الواليات المتحدة مهمة‪ ،‬وأمريكا دولة‬ ‫كبير‪ ،‬ونحن نتناقش باستمرار حول طبيعة كبيرة لها مصالح مع العراق‪ ،‬وكذلك للعراق‬ ‫مصالح مع أمريكا‪،‬و أن وجود عالقات طيبة‬ ‫أدائها وتقييم ووضع اآلليات والضوابط‬ ‫مع األمريكان فيه مصلحة ومكسب للعراقيين‬ ‫القانونية لعمل تلك الشركات‪ ،‬حتى أن‬ ‫وللمنطقة‪ ،‬والمهم أن تكون تلك العالقات مبنية‬ ‫المخالفات والتجاوزات لتلك الشركات بدأت على أساس المصالح المتكافئة للقضايا ذات‬ ‫تنحسر‪ ،‬وأنا أعتبر عمل هذه الشركات عمال االهتمام المشترك‪.‬‬ ‫مه ًما في إطار تنظيم عمل الشركات األمنية‪،‬‬ ‫أجرى الحوار شيرين الفايدي‬ ‫ألن هذه الشركات تقدم خدماتها للشركات‬ ‫العاملة في قطاع األعمال واالستثمار وبعض‬ ‫الفعاليات األخرى‪ ،‬عموما نحن وضعنا مرونة‬ ‫كافية للتعامل مع هذه الشركات ومن يحتاج إلى‬ ‫خدماتها بما ال يهدد أمن المواطنين ونلزم هذه‬ ‫الشركات التي تمارس المهنة برخصة ممنوحة‬ ‫من العراق وأن تلتزم بالقانون العراقي‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫بروفايل‬

‫اإليراني الهجين‬ ‫محمود الهاشمي‪ ..‬خليفة خامنئى المنتظر‬ ‫كلما عاد الكالم من الخليفة للولي الفقيه في الجمهورية اإلسالمية آية هللا سيد على بعدما كثرت الشائعات عن غيابه تردد اسم محمود‬ ‫الهاشمي كأبرز المرشحين لخالفته‬ ‫فهو أكثر رجال الصف الثانى نفوذا وقربا من السيطرة على القرار في إيران ‪.‬‬ ‫رغم أصوله العراقية تمكن محمود الهاشمي من أن‬ ‫يصبح أحد األرقام الصعبة في الشارع السياسي اإليراني‬ ‫وكان الجسر الصدري طريقه للعبور الي بالد فارس‬ ‫التي تعلم لغتها وكأنه يعد نفسه لمستقبل يعرفه جيدا‬ ‫ويري مكانه فيه‪.‬‬ ‫وبرغم محدودية مواهبه القيادية التي أدت لهزيمته أمام‬ ‫محمد باقر الحكيم الذي أطاح به من من رئاسة المجلس‬ ‫األعلى للثورة اإلسالمية في العراق استطاع الهاشمى‬ ‫التسلل إلي الحوزة العلمية ولفت إنتباه خامنئى بسبع‬ ‫مجلدات وعشرات المقاالت الفقهية العصرية عن‬ ‫تطوير الحوزة واعداد كوادر جديدة مؤمنة بنهج الثورة‬ ‫االسالمية فجعله من حوارييه ومدرسا خاصا له‪،‬ليأخذ‬ ‫طريقه بعد ذلك في تشكيل المجلس األعلى للثورة الثقافية‬ ‫الذي حمل لواء أسلمة ايران والحفاظ علىها من الغزو‬ ‫الثقافي الغربي وغيرها من المهام الجسام ليكون جنبا‬ ‫الي جنب مع شخصيات ايرانية بارزة مثل هاشمي‬ ‫رفسنجاني ومهدي كروبي‪.‬‬ ‫وعندما تولي الهاشمي أمر القضاء بعد أن فشلت‬ ‫محاوالت منعه من المنصب باعتباره "ايراني هجين"‪.‬‬ ‫تعامل بيد من حديد مع كل معارضي النظام الحالي وزج‬ ‫بقادتهم في السجون وضرب بحقوق االنسان عرض‬ ‫الحائط وعندما انتهت واليته سلم الراية آلية هللا صادق‬ ‫الريجاني ‪،‬ليعود عضوا في مجلس صيانة الدستور‬ ‫ويلعب دورا كبيرا في تزوير اإلنتخابات لصالح أحمدي‬ ‫نجاد ‪،‬وانتخب نائبا أول لرئيس مجلس الخبراء هاشمي‬ ‫رفسنجاني ليتبقي له خطوة واحدة ليحل محله مستعينا‬ ‫بالترويج لمرجعيته الدينية لينتقل الي والية الفقيه‬ ‫وسید محمود هاشمي شاهرودي ‪..‬أو محمود الهاشمي‬ ‫هو نجل رجل الدين سيد محمد على ‪ ،‬وكان‪ ‬أحد‬ ‫القيادات في حزب الدعوة االسالمية الذي أسسه في‬ ‫العراق‪ ،‬السيد محمد باقرالصدر مع مجموعة من علماء‬ ‫دين وشخصيات مرموقه ‪.1957‬‬ ‫ورغم أن الهاشمي لغته األصلية هي العربية لكنه تعلم‬ ‫الفارسية في إيران التي جاءها بعد سقوط نظام الشاه‬ ‫بصفة معارض " عراقي" وأصبح بالفعل رئيسا للمجلس‬ ‫األعلى للثورة اإلسالمية في العراق عندما كان السيد‬ ‫محمد باقر الحكيم‪ ‬الناطق الرسمي‪ ‬باسم المجلس في‬ ‫العام ‪.1982‬‬ ‫وخالل عمله كمعارض عراقي‪ ،‬اختلف محمود الهاشمي‬ ‫مع الحكيم حول قيادة المجلس وعموم المعارضة العراقية‬ ‫والشيعية منها بوجه خاص‪،‬وكان اإليرانيون يتدخلون لحسم‬ ‫الخالفات عبر ممثلين مباشرين لخامنئي أو عن طريق‬ ‫خامنئي نفسه عندما كان رئيسا للجمهورية اإلسالمية‪،‬‬ ‫ومفوضا من قبل اإلمام الخميني في المسألة العراقية‪.‬‬ ‫وفي فترة التأسيس األولى في العام ‪ ، 1982‬تناوب‬ ‫الحكيم والهاشمي على رئاسة المجلس وتبادال الرئاسة‬ ‫و" الناطقية"‪ ،‬غير أن الحكيم وألنه كان يتمتع‬ ‫بمواصفات قيادية تفوق الهاشمي‪ ،‬نجح‪ ‬في التصدي‬ ‫لقيادة المجلس والغاء منصب " الناطق الرسمي باسم‬ ‫المجلس" ‪ ،‬ومن ثم إقصاء محمود الهاشمي عن ساحة‬ ‫المعارضة العراقية‪ ،‬ليتفرغ األخير لتدريس العلوم‬ ‫الدينية مركزاعلى‪ ‬منهج استاذه‪ ‬السيد محمد باقر الصدر‬ ‫في الحوزة العلمية في قم‪.‬‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫رئيس السلطة القضائية اإليرانية آية هللا محمود هاشمي شهرودي أثناء حضوره مراسم إحياء الذكرى السابعة عشر لوفاة زعيم الثورة‬ ‫االيرانية اإلسالمية آية هللا روح هللا الخميني‪ ،‬عند ضريح اإلمام الخميني في طهران في ‪ 4‬يونيو ‪2006‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫‪42‬‬


‫بروفايل‬ ‫ولكونه يُعرف من قبل خبراء الحوزة بالنبوغ‪،‬وبدرجته‬ ‫العلمية الرفيعة وتحقيقاته الدقيقة في علم االصول فقد‬ ‫أصبح الهاشمي استاذا المعا في الحوزة الدينية ‪ ،‬ووضع‬ ‫سبعة مجلدات في هذا العلم‪ ،‬وكتب عشرات المقاالت‬ ‫الفقهية التي تنم عن ذوق عصري وقدرة على االستنباط‬ ‫مكنته من أن يصبح مجتهدا المعا وعضوا‪ ‬بارزا في "‬ ‫المجلس األعلى للحوزة العلمية في قم " ‪ ،‬وهو المسؤول‬ ‫عن كل مايتعلق بمناهج الحوزة الدينية وإدارتها والحفاظ‬ ‫على هويتها وأصالتها ‪ ،‬وهي معقل آيات هللا وحجج‬ ‫االسالم‪ ،‬ومنها انطلقت شرارة الثورة االسالمية ضد‬ ‫الشاه العام ‪.1963‬‬ ‫وأثارت‪ ‬أفكار محمود الهاشمي لتطوير الحوزة‬ ‫الدينية‪ ،‬وإعداد جيل جديد من المعممين المؤمنين بنهج‬ ‫الثورة‪،‬انتباه السيد خامنئي‪ ‬اليه فجعله مقربا منه في‬ ‫الدرس والبحث العلميين ‪ ،‬واصبح ‪ -‬خصوصا بعد‬ ‫انتخاب خامنئي للقيادة بعد وفاة االمام الخميني العام‬ ‫‪ - 1988‬من " حوارييه" ومدرسا خاصا له ‪ ،‬بحجة‬ ‫المباحثة ليتعلم منه خامنئي أعلى مراتب العلوم الدينية‪،‬‬ ‫الى جانب آية هللا سيد كاظم الحائري‪ ،‬وكان قياديا بارزا‬ ‫في حزب الدعوة‪ ،‬بل الولي الفقيه للحزب‪ ،‬قبل أن يصبح‪ ‬‬ ‫هو اآلخر‪ ‬من " حواريي" الولي الفقيه‪.‬‬ ‫بعد إضافة لقب"شاهرودي" له‪،‬وحذف " ألف الم‬ ‫"‪ ‬التعريف من لقبه األصلي لتأكيد إيرانيته في وجه‬ ‫من شكك بها من اإلصالحيين‪ ،‬تدرج محمود هاشمي‬ ‫شاهرودي "‪ ‬في المناصب االيرانية وأختاره خامنئي‬ ‫عضوا فقيها في " مجلس صيانة الدستور " المكلف‬ ‫بتأهيل المرشحين لالنتخابات البرلمانية والرئاسية‬ ‫والبلدية وانتخابات مجلس الخبراء‪ ،‬والمسؤول عن‬ ‫إعالن صحة االنتخابات أوالغائها ‪..‬‬ ‫كما عينه القائد ‪ ،‬الى جانب هاشمي رفسنجاني ومهدي‬ ‫كروبي وآخرين‪ ،‬عضوا في " المجلس األعلى للثورة‬ ‫الثقافية "‪ ‬المكلف بأمور خطيرة للغاية على صعيد‬ ‫الحفاظ على هوية نظام‪ ‬الجمهورية االسالمية ‪ ،‬منها‪ ‬‬ ‫أسلمة المجتمع االيراني‪ ،‬ومواجهة " الغزو الثقافي‬ ‫الغربي" وكل ما هو دخيل على الثقافة االسالمية‪،‬وتعيين‬ ‫رؤوساء الجامعات و تدوين مبادئ السياسة الثقافية لنظام‬ ‫الجمهورية اإلسالمية اإليرانية و تحديد اهداف ومناهج‬ ‫التعلىم و البحث العلمي و االهداف و المناهج الثقافية و‬ ‫األجتماعية للبالد‪ ،‬و‪ ‬تدوين واقرار السياسة األساسية‬ ‫لإلعالم اإليراني ‪ ،‬واعداد و تدوين أسس و معايير‬ ‫النشاء جامعة تتناسب و تنسجم مع النظام االسالمي‬ ‫و التخطيط لسبل عملية لتنفيذ و تطبيق هذه األسس و‬ ‫المعايير‪،‬و تحديد سياسة ألنظمة التعلىم و التربية و التعلىم‬ ‫العالي في البالد‪ ،‬باإلضافة الى اعداد خطط مناسبة لدعم‬ ‫االعالم الديني ‪ ،‬و اعداد و اقرار برامج و خطط لتعاون‬ ‫الحوزات العلمية و الجامعات في المجاالت العلمية و‬ ‫التعلىمية و البحوث‪ ،‬في ضوء العالقة المتوترة والصعبة‬ ‫على الدوام بين " المعممين " والطالب الجامعيين ‪..‬‬

‫قاضي القضاة!‬

‫لعل أبرز ما يميز محمود هاشمي شاهرودي أنه وهو‬ ‫المتربي في حضن شيخ إصالح الحوزة الدينية في‬ ‫النجف‪ ،‬آية هللا محمد باقر الصدر الذي خالف كل علماء‬ ‫عصره وكتب رسالته العلمية " الفتاوى الواضحة"‬ ‫بأسلوب عصري كما فعل مع علم األصول‪،‬عُين رئيسا‬ ‫للسلطة القضائية في الفترة مابين ‪ 1999‬و‪، 2009‬وهي‬ ‫أخطر مرحلة مرت بها الجمهورية اإلسالمية‪ ،‬وليضرب‬ ‫بيد من حديد زعماء الحركة االصالحية‪ ،‬ويزج‬ ‫بالعشرات منهم في السجون‪ ،‬ويحرم كبار قادتهم من‬ ‫العمل السياسي واالجتماعي " بأحكام قضائية " صدرت‬ ‫في عهده‪.‬‬ ‫وعندما تولى سدة القضاء‪ ،‬قال إنه في عهد النبي محمد‬ ‫" ص" لم تكن هناك سجون‪ ،‬معلنا معارضته الشديدة‬ ‫" للحبس االنفرادي"‪ ،‬وهو كالم كرره الولي الفقيه‬ ‫الحالي‪ ،‬حيث وصف خامنئي السجن االنفرادي بأنه من‬ ‫اشد حاالت التعذيب النفسي‪ ،‬كيف ال وهو ذاق مرارته‬ ‫في عهد الشاه!ّ‪ ،‬غير أن عهد شاهرودي في القضاء‪،‬‬ ‫اعتبره الكثيرون من أسوأ مراحل فقدان القضاء اإليراني‬ ‫استقالليته‪.‬‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫لرئيس اإليراني محمود أحمدي نجاد ورئيس السلطة القضائية اإليرانية السابق آية هللا محمود هاشمي‬ ‫‪© Getty Images‬‬ ‫شهرودي أثناء أداء صالة الجمعة في جامعة طهران‪ ،‬في ‪ 14‬سبتمبر ‪2007‬‬

‫في زمن شاهرودي الذي سلم زمام العهدة القضائية‬ ‫لخليفته آية هللا صادق الريجاني في أغسطس‬ ‫الماضي‪ ،‬وسط جدل حول محاكمات االصالحيين‬ ‫المحتجين على نتائج االنتخابات‪ ،‬سجلت‪ ‬أكثر حاالت‬ ‫السجن‪ ‬االنفرادي‪ ،‬وحصلت انتهاكات على نطاق واسع‬ ‫لحقوق السجناء ‪ ،‬وحاالت التعذيب واجبار المعتقلين‬ ‫على االعتراف عبر التلفزيون ‪،‬وكلها مخالفات للدستور‬ ‫وللدين ولحقوق االنسان‪ ،‬كما وجه الرئيس السابق محمد‬ ‫خاتمي في رسالته الى شاهرودي‪ ،‬وطلب منه أن يترك‬ ‫القضاء ‪..‬مرفوع الرأس باالفراج عن المعتقلين ووقف‬ ‫المحاكمات واعادة الحقوق‪ ،‬اال أنه وبدال من ذلك ختم‬ ‫عهده القضائي بارسال تعلىمات جديدة للمحاكم االيرانية‪ ‬‬ ‫لمعاقبة من تصنفهم المحاكم بأنهم أعضاء في خاليا‬ ‫إنترنتية‪ ،‬وهو اصطالح يشمل كل من يستخدم االنترنت‬ ‫إليصال معلومات أو صور عن الوقائع االيرانية‪.‬‬ ‫وقد تشفع رئاسة شاهرودي للقضاء‪ ،‬وأنها كانت‬ ‫ضربة قوية للحركة االصالحية‪ ،‬واغتيال رموزها‬ ‫سياسيا‪،‬وأيضا قتل صحفيين ومعارضين ليبراليين"‬ ‫داريوش فروهر وزوجته بروانه اسكندري"‪ ،‬وترويع‬ ‫الشارع وقمعه لمجرد تنظيم مظاهرات سلمية أقرها‬ ‫الدستور في المادة ‪ ،27‬في أن يختاره مجلس الخبراء‬ ‫خليفة لخامنئي‪ ،‬رغم " عراقيته" السابقة‪ ،‬اتي لم يفلح‬ ‫اإلصالحيون‪ ،‬في وضع خط أحمر عريض تحتها‪،‬‬ ‫كونها أيضا مخالفة دستورية أن يتولى رئاسة القضاء‬ ‫" إيراني هجين" ‪.‬‬

‫القيادة النائبة‬

‫وإذ عاد محمود هاشمي شاهرودي عضوا في مجلس‬ ‫صيانة الدستور‪ ،‬الذي كان له الدور األكبر في تزوير‬ ‫االنتخابات الرئاسية لصالح محمود أحمدي نجاد‪ ،‬فانه‬ ‫أيضا أنتخب من قبل األغلبية المحافظة نائبا أول لرئيس‬

‫مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني‪،‬وربما يحل محله‬ ‫إذا نجح مخطط متشددي المحافظين‪ ،‬خصوصا المثلث‬ ‫القوي " مصباح يزدي‪ ،‬ومحمد يزدي‪ ،‬وأحمد جنتي" في‬ ‫إقصاء هاشمي رفسنجاني بذريعة أنه "‪ ‬لم ينسجم " مع‪ ‬‬ ‫الولي الفقيه خالل أزمة االنتخابات ‪..‬المستمرة ‪.‬‬ ‫لقد تعود هاشمي شاهرودي على أن يكون في " القيادة‬ ‫النائبة" عندما اختاره السيد محمد باقر الصدر مع محمد‬ ‫باقر‪ ‬الحكيم وكاظم الحائري ومرتضى العسكري ‪،‬‬ ‫لتشكيل قيادة جماعية‪ ،‬تخلفه في قيادة المعارضة العراقية‬ ‫بعد اغتياله من قبل النظام السابق‪.‬‬ ‫وفشل المشروع ألسباب " أختُلف حول سردها"‪ ،‬غير‬ ‫أن محمود الهاشمي طرح نفسه في ايران على أنه نائب‬ ‫عن الصدر باعتباره حلقة الوصل بينه قبل إعدامه‪،‬‬ ‫واإلمام الخميني ‪،‬ولكنه أخفق بعد ذك في رعاية نجل‬ ‫الصدر " جعفر " وحاربه‪ ‬بحجة حمايته من االعتقال‪،‬‬ ‫وضيق علىه وأمره بالجلوس في منزله في قم التي جاءها‬ ‫سفيرا عن الصدر الثاني " آية محمد صادق الصدر "‬ ‫برغبة فتح مكتب له في ايران ‪.‬وفي زمن الشاهرودي ‪،‬تم‬ ‫اعتقال اسماعيل الوائلي‪ ‬وهو من الناشطين في مكتب‬ ‫الصدر الثاني‪ ،‬ومن أوكلت‪ ‬له مهمة نقل جعفر وزوجته‬ ‫" بنت الصدر الثاني" الى إيران‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ومن منطلق ايمانه بعد إنتصار الثورة اإلسالمية في إيران‪،‬‬ ‫أن رؤية الصدر األول" محمد باقر الصدر"‪ ‬وعمله السابق‬ ‫تجاه األمة كان خطأ بسبب االهتمام بالنخب المثقفة دون‬ ‫األمة‪ ،‬ركز محمود هاشمي شاهرودي جل اهتمامه بعد‬ ‫انتهاء واليته القضائية‪ ،‬على الترويج لمرجعيته الدينية‪،‬‬ ‫وهي‪ ‬مفصل مهم لالنتقال الى "والية الفقيه "‪ ‬رغم أنها‬ ‫ليست شرطا‪،‬وذلك ألن المتنافسين كثيرون‪ ،‬ومعظمهم‬ ‫مراجع دين بارزون‪ ،‬أو هكذا يوصفون ! ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫حوار‬


‫حالة االقتصاد‬ ‫اقتصاد عالمي‬

‫المستثمر العالمي‬

‫األسواق‬

‫الصعود‬ ‫إلى الهاوية‬ ‫بقلم‬ ‫محمد السليمان‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫‪45‬‬


‫اقتصاد عالمي‬

‫الصعود إلى الهاوية‬

‫األزمة أثبتت خطأ االعتماد على الصادرات واالستثمار األجنبي‬

‫قلبت األزمة االقتصادية موازين األفكار االقتصادية‪ .‬فاألفكار التي كانت تعد بمثابة مسلَّمات في وقت من األوقات توارت اآلن لتحل محلها‬ ‫أفكار جديدة ربما تكون على النقيض منها‪ .‬ويبدو أن التطورات األخيرة تشير حاليًا إلى أن الدول األقل اعتمادًا على التجارة واالستثمار‬ ‫األجنبي المباشر قد نجت من األزمة وسوف تقود التعافي االقتصادي العالمي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه األحداث تتعارض مع الكثير من نتائج‬ ‫النظرية االقتصادية السائدة‪.‬‬

‫سماسرة األسهم أثناء تفاوضهم حول مؤشر "أيبوفيزا"جلسة تداول ‪ ،‬في بورصة أسهم ساو باولو‪ ،‬بالبرازيل‬

‫في الفترة ما بين "الكساد الكبير" الذي سبق الحرب‬ ‫العالمية الثانية وما يطلق علىه اآلن "الركود‬ ‫الكبير"‪ ،‬ظهرت نظرية عامة للنمو االقتصادي‬ ‫بين االقتصاديين األكاديميين‪ ،‬من بين أركانها؛‬ ‫أنه مع ثبوت العوامل األخرى‪ ،‬يحقق االعتماد‬ ‫االقتصادي المتبادل بشكل أكبر بين الدول نم ًوا‬ ‫اقتصاديًا أعلى‪ .‬وهيمنت نماذج النمو الذي يقوده‬ ‫التصدير والحقًا نماذج النمو الذي يقوم على أساس‬ ‫الجمع بين التجارة واالستثمار األجنبي على الفكر‬ ‫األكاديمي‪.‬‬

‫جديدة مثل منظمة التجارة الدولية لدعم رسالة‬ ‫تطوير هذا اإلجماع األكاديمي بطرق عملية من‬ ‫خالل قواعد تجارية جديدة ومعقدة‪ ،‬وأصبحت‬ ‫المؤسسات الحالية التي هدفها أن تعكس هذا‬ ‫اإلجماع مثل صندوق النقد الدولي أكثر قوة وتأثيرًا‪.‬‬ ‫وبحلول نهاية القرن الماضي‪ ،‬لم يكن هناك شك‬ ‫لدى الكثيرين من ذوي السلطة في العالم في صحة‬ ‫هذا اإلجماع‪ .‬وكانت األسئلة قاصرة في الحقيقة‬ ‫على محاولة فهْم الطريقة ال ُمثلى لتنفيذ أجندة تقوم‬ ‫على أساس زيادة الصادرات واالستثمار األجنبي‪.‬‬

‫هذا اإلجماع األكاديمي كانت له عواقبه المؤثرة‬ ‫والقوية من الناحية العملية‪ .‬فقد أُنشئت مؤسسات‬

‫وحتى مع ظهور هذا اإلجماع‪ ،‬كانت هناك (بعض‬ ‫األصوات) القليلة المهمة على الجانب اآلخر من‬

‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫النقاش حذرت من أن النمو الذي تقوده التجارة‬ ‫سوف يؤدي إلى نوع من "الصعود إلى الهاوية"‪.‬‬ ‫وتقول هذه األطروحة ببساطة‪ :‬إنه كما تتنافس‬ ‫الدول على إيرادات الصادرات العالمية من أجل‬ ‫المحافظة على معدالت النمو لديها‪ ،‬تتناقص أجور‬ ‫العمال في جميع أنحاء العالم باطراد‪ .‬ويؤدى هذا‬ ‫إلى عدم المساواة وإرهاق النظام في نهاية المطاف‬ ‫بأكثر من قدرته على التكيف‪.‬‬ ‫ووفقا لهذه الرؤية األكثر تشاؤ ًما‪ ،‬فإن الدول التي‬ ‫تعتمد اعتمادًا بال ًغا على الصادرات واالستثمار‬ ‫األجنبي لتغذي نموها‪ ،‬سوف تعاني في نهاية‬ ‫المطاف عندما تتحول األسواق العالمية المتقلبة‬ ‫‪46‬‬


‫اقتصاد عالمي‬

‫عامل يقوم تجميع قطع الغيار الالزمة لقواطع الدوائر الكهربية ذات فولطية عالية‪ ،‬في أحد مصانع شركة سيمنز الهندسية األلمانية ‪© Getty Images‬‬

‫ضدها‪ ،‬ألي سبب كان‪ .‬وفي حين أشار عدد قليل‬ ‫من األكاديميين وقادة العالم إلى هذه الرؤية‪ ،‬فإنهم‬ ‫لم يكونوا قطعًا مع التيار السائد‪ .‬كما أن هؤالء‬ ‫األكاديميين لم يركزوا على الصدمات التي‬ ‫ربما أثرت على االقتصادات الصغيرة المنفتحة‬ ‫في أوقات األزمات االقتصادية‪ ،‬ولم يطرحوا‬ ‫أيضًا السؤال حول ما إذا كانت مكاسب النمو‬ ‫خالل الفترات "الطبيعية" بررت هذه الصدمات‬ ‫االستثنائية والمؤلمة خالل أوقات األزمات‪.‬‬

‫وفقًا لهذه للرؤية األكثر تشاؤ ًما‪،‬‬ ‫فإن الدول التي تعتمد اعتمادًا بال ًغا‬ ‫على الصادرات واالستثمار األجنبي‬ ‫لتغذي نموها‪ ،‬سوف تعاني في نهاية‬ ‫المطاف عندما تتحول األسواق‬ ‫العالمية المتقلبة ضدها‬

‫وخالل الفترة التي أعقبت األزمة المالية العالمية‪،‬‬ ‫لم يحدث لي أن شاهدت أو علمت بأية تحديات‬ ‫نظرية جادة أمام التفكير السائد‪ .‬إال أنني في‬ ‫اآلونة األخيرة‪ ،‬دُهشت عندما قرأت واحدة من‬ ‫معاقل الفكر الرئيسي السائد‪ ،‬وهي صحيفة‬ ‫األيكونوميست‪ ،‬ويبدو أن الصحيفة‪ ،‬في توقعاتها‬ ‫لعام ‪ ،2010‬قد غيّرت وجهة نظرها دون أن‬ ‫تعترف بهذا في الواقع‪.‬‬ ‫فحين تطالع توقعات الصحيفة للنمو في عام ‪،2010‬‬ ‫في عددها المسمى "العالم في ‪ ،"2010‬تكتشف أن‬ ‫خبراء (األيكونوميست) يتوقعون آلسيا والشرق‬ ‫األوسط الهيمنة على نمو االقتصاد العالمي‪،‬‬ ‫ويتوقعون ندرة النمو ألوروبا والواليات المتحدة‬ ‫وكندا والمكسيك‪ ،‬هذا إن حدث نمو في األساس‪.‬‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫واألمر األهم‪ ،‬تالحظ صحيفة (األيكونوميست)‬ ‫أن دوالً مثل المكسيك‪ ،‬والتي زادت كثيرًا من‬ ‫اعتمادها على الصادرات بالنسبة للنمو االقتصادي‬ ‫في السنوات األخيرة‪ ،‬تقبع بين البلدان النامية التي‬ ‫تواجه أخطر تحديات النمو في العام القادم‪ .‬وفي‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬تشير الصحيفة إلى توقعاتها بأن‬ ‫إندونيسيا‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬سوف تتمتع بأداء‬ ‫اقتصادي متماسك نسبيا في عام ‪ ،2010‬ويرجع‬ ‫السبب األساسي في ذلك إلى قدرتها على التركيز‬ ‫على الطلب المحلي‪ .‬وبصورة عامة‪ ،‬أعتقد أنه‬ ‫من اإلنصاف القول بأن اإلجماع العام يرى أنه‬ ‫باستثناء بعض الدول المنتجة للنفط‪ ،‬فإن الدول‬ ‫األفضل أدا ًء خالل عام ‪ ،2010‬سوف تكون تلك‬ ‫التي تعتمد بشكل أقل نسبيا على النمو الذي تحركه‬ ‫الصادرات‪.‬‬ ‫ومما يثير االهتمام حول هذا التوقع التجريبي‪،‬‬ ‫أنه يخلو تما ًما من أي إطار نظري‪ .‬وبينما تصف‬ ‫صحيفة "األيكونومست" هذا التوقع‪ ،‬فإنها ال‬ ‫توضح لنا أسباب حدوث ذلك‪ .‬وبطبيعة الحال‪،‬‬ ‫فإنه من السهل أن نقول إن إجمالي الطلب المحلي‬ ‫أقل مرونة من الصادرات فيما يتعلق بالنمو‬ ‫االقتصادي العالمي‪ ،‬ولذلك فمن المؤكد أن البلدان‬ ‫التي تعتمد بدرجة أقل على الصادرات سوف تنمو‬ ‫بشكل أكبر هذا العام‪ .‬ولكن هذا يؤدي بنا إلى طرح‬ ‫سؤال أعمق‪ :‬هل البلدان التي تعتمد بدرجة أقل‬ ‫على النمو المعتمد على التصدير‪ ،‬وبدرجة أكبر‬ ‫على التنمية االقتصادية المحلية تكون أفضل حاالً‬ ‫خالل فترات الركود االقتصادي بشكل عام؟ وإذا‬ ‫كان األمر كذلك‪ ،‬فهل هذا يمكن أن يصبح نموذجًا‬ ‫اقتصاديًا أفضل وأقل تقلبًا من النموذج االقتصادي‬ ‫الذي يحقق معدالت نمو فوق المتوسط خالل‬ ‫أوقات "ازدهار" االقتصاد العالمي‪ ،‬ولكنه يتأثر‬ ‫بشدة خالل فترات الركود واألزمات االقتصادية‬ ‫العالمية؟‬ ‫وهكذا‪ ..‬فإن الشواهد التجريبية تشير إلى أن هذه‬

‫النظرية تستحق‪ ،‬على األقل‪ ،‬قدرًا أكبر من‬ ‫االهتمام من قِبِل االقتصاديين األكاديميين‪ ،‬حيث‬ ‫تعاني اآلن البلدان التي تبنت نظام التكامل بشكل‬ ‫تام معاناة شديدة‪ .‬كما سيعاني كل بلد من بلدان‬ ‫منطقة اليورو عج ًزا في الموازنة التي تتجاوز‬ ‫المستهدف في عام ‪ .2010‬ومن المتوقع أيضا أن‬ ‫تعاني المكسيك وكندا معاناة شديدة؛ وهما البلدان‬ ‫اللذان تبنَّيا نموذج التنمية القائم على التصدير‪.‬‬

‫اإلنصاف القول بأن اإلجماع‬ ‫العام يرى أنه باستثناء بعض‬ ‫الدول المنتجة للنفط‪ ،‬فإن الدول‬ ‫األفضل أدا ًء خالل عام ‪،2010‬‬ ‫سوف تكون تلك التي تعتمد‬ ‫بشكل أقل نسبيا على النمو الذي‬ ‫تحركه الصادرات‪.‬‬ ‫واالقتصادات الكبيرة التي من المتوقع أن تحقق‬ ‫أكبر نجاح في عام ‪ – 2010‬مثل الصين والهند‬ ‫ من المتوقع أن تحقق هذا النجاح من خالل‬‫االستفادة من الطلب المحلي‪ .‬ولذلك‪ ،‬في حين أن‬ ‫عالمنا يبدو أنه ليس لديه نموذج للنمو االقتصادي‬ ‫يفسر السبب في أن البلدان التي تعتمد بشكل أقل‬ ‫على ارتباطاتها االقتصادية الدولية من المتوقع‬ ‫أن يكون أداؤها أفضل خالل هذا الركود‪ ،‬إال أن‬ ‫توقعاتنا لعام ‪ ،2010‬تشير إلى أن هذا ما ستكون‬ ‫علىه الحال فعالً‪.‬‬ ‫اقتصادي يشغل حاليًا منصب مدير أول‬ ‫األسهم الخاصة والعقارات في شركة صناديق‬ ‫االستثمار الوطنية‪ ،‬وعضو مجلس إدارة جمعية‬ ‫القيادات العربية الشابة‪ ،‬فرع اإلمارات‬ ‫‪47‬‬


‫المستثمر العالمي‬

‫ثمن المعلومة‬

‫تطور ملحوظ للمعلومات التجارية على شبكة اإلنترنت خاصة في‬ ‫المواقع المجانية‬ ‫في عصر اقتصاد المعرفة‪ ،‬المعلومات الغنى عنها للحفاظ على القدرة التنافسية التجارية وصحة االقتصاد‪ .‬ولكن الحصول على معلومات‬ ‫متميزة عن األسواق واألعمال التجارية في الشرق األوسط شيء نادر وباهظ الثمن‪ .‬فانعدام الشفافية وسوء أنظمة الحكم ال يعيقان فقط نمو‬ ‫ضا نمو االقتصاد بشكل عام‪.‬‬ ‫هذا المجال المتخصص في الكشف عن المعلومات التجارية‪ ،‬ولكنهما يعيقان أي ً‬ ‫قبل عام ‪ ،2000‬كان البحث على شبكة اإلنترنت‬ ‫يساعد في الحصول على قدر قليل من الخدمات‬ ‫المعلوماتية في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬وقدر‬ ‫أقل بكثير من المعلومات المتخصصة في مجال‬ ‫األعمال‪ .‬ولكن في عام ‪ ،2009‬أصبح واضحًا أن‬ ‫النمو المطرد الذي حدث في مجال االتصال عبر‬ ‫اإلنترنت بصفة عامة‪ ،‬وازدياد األهمية التي تحظى‬ ‫بها أسواق الشرق األوسط على الساحة العالمية‬ ‫بصفة خاصة قد هيأت على ما يبدو ظروفا مواتية‬ ‫إلنشاء سوق نشطة للمعلومات التجارية‪.‬‬ ‫إال أن هذا التقدم الذي حدث لم يخ ُل من مواجع‬ ‫مصاحبة له‪ .‬فقد وضع الكثير من المستثمرين‪،‬‬ ‫في مطلع هذا القرن‪ ،‬أموالهم في جميع أنواع‬ ‫المشروعات الجديدة‪ .‬وقد نتج عن الحوافز الخاصة‬ ‫لالستثمار إنشاء "مدن إعالمية" في الصحراء‬ ‫(مثلما حدث في دبي) جذبت الكثير من الشباب –‬ ‫محليين ومغتربين – الذين يتمتعون بقدرات فنية‬ ‫وذكاء تكنولوجي للعمل في مجموعة متنوعة من‬ ‫األعمال التجارية اإللكترونية‪.‬‬ ‫ولكن لم تحقق جميع هذه المشروعات نجاحًا‪ .‬فكما‬ ‫الحال في الغرب‪ ،‬كانت هناك العديد من حاالت‬ ‫الفشل المتناثرة هنا وهناك‪.‬فلم يتحقق الحلم ولم‬ ‫يصبح العالم قرية صغيرة متصلة ببعضها البعض‪.‬‬ ‫كما لم يتوافر العدد الكافي من المستثمرين لدعم‬ ‫األعداد الهائلة من مواقع البوابات اإللكترونية‬ ‫اإلعالنية الضخمة‪ .‬و ليس هذا بمستغرب في ضوء‬ ‫التفاوت بين اإلحصاءات المتعلقة بإمكانية الدخول‬ ‫إلى شبكة اإلنترنت في المنطقة في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫فبينما كانت هناك أعداد كبيرة من المشتركين في‬ ‫خدمة اإلنترنت في بعض الدول في منطقة الخليج‪،‬‬ ‫مثل اإلمارات‪ ،‬حيث بلغت نسبة المشتركين ‪٪ 36‬‬ ‫من مجموع السكان‪ ،‬كانت هناك على الجانب اآلخر‬ ‫نسبة صغيرة من المشتركين في الدول ذات الكثافة‬ ‫السكانية العالية (النسبة في مصر في ذلك الوقت لم‬ ‫تكن تتعدى ‪.)% 0.85‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن بعض الشركات العاملة في هذا‬ ‫المجال تمكنت من الصمود واالستمرار في إجراء‬ ‫البحوث حول الشركات والصناعات في منطقة‬ ‫الشرق األوسط و شمال إفريقيا‪ .‬والسمة المشتركة‬ ‫للنجاح في مجال خدمات المعلومات تتمثل في وجود‬ ‫مبني على أساس تحصيل اشتراك من‬ ‫نموذج عمل‬ ‫ٍّ‬ ‫المستخدم لكي تتاح له إمكانية الدخول على الموقع‪.‬‬ ‫ولم يتمكن سوى عدد قليل من الشركات العاملة من‬ ‫مجز من إيرادات اإلعالنات‪.‬‬ ‫الحصول على عائد‬ ‫ٍ‬ ‫ويقدم موقع "آي إس آي لألسواق الناشئة"‪ ،‬الذي يوجد‬ ‫له مقر إقليمي في مصر‪ ،‬ك ًما كبيرًا من المعلومات‬ ‫من خالل المئات من مصادر المعلومات‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الشبكات اإلخبارية الوطنية والرسمية والصحف‬ ‫واالستشاريين التجاريين المتخصصين ومراكز‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫المعلومات ال ُمد َّعم من قِبل المعلنين‪.‬‬

‫جيمس هاموند الثالث‬ ‫البحث‪ ،‬فضال عن بعض المواد التحريرية الخاصة‪.‬‬ ‫ويتركز نشاطه اإلقليمي على قطاع الخدمات‬ ‫المالية اإلسالمية وسوق المعلومات اإلحصائية‬ ‫واالقتصادية من خالل خدماته المتخصصة‪ ،‬مثل‬ ‫خدمة المعلومات المالية اإلسالمية وخدمة "قاعدة‬ ‫بيانات "سي آي آي سي"‪.‬‬ ‫ويعد موقع "زواية"‪ ،‬الذي يقع مقرة في دبي‪ ،‬واحدًا‬ ‫من المواقع الشهيرة في مجال خدمات المعلومات‪،‬‬ ‫وله سجل حافل يعود تاريخه إلى أوائل القرن‬ ‫الحادي والعشرين‪ .‬ومثل موقع "آي إس آي لألسواق‬ ‫الناشئة"‪ ،‬يقدم هذا الموقع ك ًما كبيرًا من المواد‬ ‫والمعلومات من مصادر متنوعة‪ .‬وهناك أيضا‬ ‫موقع لبناني يعمل بالتنسيق مع موقع "داو جونز"‪،‬‬ ‫مما يجعل منه واحدًا من أكبر مصادر المعلومات‬ ‫التجارية بخالف شبكات األخبار العالمية‪ ،‬خاصة في‬ ‫منطقة الخليج‪.‬‬ ‫ومن بين المواقع اإلقليمية المهمة أيضا في المنطقة‪،‬‬ ‫موقع "نوز"‪ .‬ويقع مقرة في مصر‪ ،‬ويحصل‬ ‫المستخدم على خدماته مقابل اشتراك شهري‪ .‬ويقدم‬ ‫الموقع كغيره من المواقع ك ًما كبيرًا من المعلومات‬ ‫التي يحصل علىها من مصادر متنوعة باإلضافة إلى‬ ‫مصادره الخاصة‪.‬‬ ‫وبالرغم من قلة عدد المشاركين في مجال مواقع‬ ‫خدمات المعلومات المجانية مقارنة بما كانت علىه‬ ‫الحال قبل عشر سنوات‪ ،‬فإنه ما زال هناك عدد ال‬ ‫بأس به من مواقع الخدمات المالية‪ .‬وتعد مواقع مثل‬ ‫موقع "جلفبيز" و موقع "مينافن دوت كوم" من أهم‬ ‫المواقع التي تقدم خدمة جيدة في مجال المعلومات‬ ‫حول األسواق والشركات العامة وصناديق االستثمار‬ ‫المشترك‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬ولكن الموقع المجاني الذي‬ ‫يستحق اإلشادة به فعال هو موقع "مباشر"‪ ،‬نظرا‬ ‫لكونه موقعًا شامال‪ .‬كما يعد موقع "البوابة"‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى كونه ناقال للمعلومات الخاصة بمواقع أخرى‬ ‫مثل موقع "آي إس آي لألسواق الناشئة"‪ ،‬من أهم‬ ‫المصادر المجانية على شبكة اإلنترنت للحصول‬ ‫على المعلومات‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬تعد الصفقة‬ ‫التي اشترت بموجبها شركة "ياهو" أخيرًا موقع‬ ‫"مكتوب" دليال على اإلمكانيات الواعدة لسوق‬

‫ولكن هذا ال يعني أن عمالقة الصناعة في العالم كانوا‬ ‫غافلين‪ .‬فالشركات التي تمتلك رؤية عالمية أبدت‬ ‫اهتماما متزايدا بالمنطقة‪ .‬فقد كثفت شبكة طومسون‬ ‫رويترز من تغطيتها لألمور المالية اإلسالمية‪،‬‬ ‫وتعاقدت مع أحد كبار المسئولين التنفيذيين من‬ ‫مؤشر داو جونز لإلشراف على هذا األمر‪ .‬وتنتشر‬ ‫أجهزة "بلومبرج" التي تتيح الحصول على الخدمات‬ ‫المالية لموقع "بلومبرج" في قاعات التداول وغرف‬ ‫التعامالت في جميع أنحاء المنطقة‪.‬‬ ‫ومن الصعوبة بمكان تحديد َمن الذي يحقق أرباحًا‬ ‫كبيرة وسط كل هذا الزخم ‪ .‬فلم تقم أي شركة من‬ ‫هذه الشركات المذكورة أعاله بنشر نتائجها المالية‬ ‫المتعلقة بالمنطقة تحديدًا‪ .‬وعلى الرغم من أنها‬ ‫جميعًا قد تأثرت باألزمة االقتصادية العالمية‪ .‬فإن‬ ‫التحدي الرئيسي لم يعد يتمثل في تحديد نموذج العمل‬ ‫المناسب‪ .‬فنحن جميعًا نواجه عقبة أكثر خطورة‪.‬‬ ‫فالعقبة الرئيسية أمام أي شركة تقدم خدمات‬ ‫المعلومات التجارية هي؛ الندرة النسبية للمعلومات‬ ‫المتعلقة بالشركات التجارية والصناعية في المنطقة‬ ‫والمتاحة للجمهور العام‪ .‬وحتى لو أتيحت مثل هذه‬ ‫المعلومات‪ ،‬فإنها تكون معلومات رديئة الجودة‪،‬‬ ‫أو عفى علىها الزمن في الكثير من األحيان‪ .‬كما‬ ‫تعد إحصاءات االقتصاد الكلي‪ ،‬في بعض األماكن‪،‬‬ ‫س ًّرا من أسرار الدولة‪ .‬وهذا االفتقار إلى الشفافية‬ ‫والمعايير التنظيمية الضعيفة نسبيًّا‪ ،‬في المنطقة‬ ‫ككل‪ ،‬يمكن أن يجعل الشركات والمؤسسات المالية‬ ‫الكبرى تحجم عن االستثمار في منطقة الشرق‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫ويشكل انعدام الشفافية وضعف تنظيمات اإلفصاح‬ ‫عائقين أمام عملية التنمية بشكل عام وليسا عائقين‬ ‫أمام الشركات المعلوماتية فحسب‪..‬فعندما ال تكون‬ ‫هناك إمكانية إلجراء البحوث حول الشركات‪ ،‬فإن‬ ‫الناس أو الشركات لن يرغبوا في القيام بأعمال‬ ‫تجارية مع أشخاص أو شركات ال يعرفونها جيدًا‪ .‬كما‬ ‫أن انعدام الشفافية يفتح الباب للمحسوبية وتضارب‬ ‫المصالح‪ .‬وعندما تعتبر اإلحصاءات االقتصادية‬ ‫س ًّرا من أسرار الدولة‪ ،‬فإنه يمكن التالعب بها على‬ ‫نحو انتهازي‪ .‬ويعد التدفق الحر للمعلومات هو‬ ‫الشحم الذي يدير عجلة التجارة واالستثمار‪ .‬ولكن‬ ‫منطقة الشرق األوسط تحتل مرتبة متدنية في هذا‬ ‫الصدد‪ .‬وليس بإمكان نشاط القطاع الخاص‪ ،‬أن‬ ‫يكون تعويضا عن الضرر الذي تحدثه ثقافة حجب‬ ‫المعلومات‪.‬‬ ‫نائب الرئيس التنفيذي لموقع "آي إس آي‬ ‫لألسواق الناشئة"‬ ‫‪48‬‬




‫األسواق‬

‫قصة ال تنتهي‬ ‫انعقد المؤتمر الوزاري السابع التابع‬ ‫لمنظمة التجارة الدولية في جنيف وذلك‬ ‫في الفترة من ‪ 30‬نوفمبر تشرين الثاني إلى‬ ‫‪ 2‬ديسمبر كانون األول‪ .‬وأشارت الوفود‬ ‫التجارية إلى أن المؤتمر قد لبى توقعات‬ ‫المجتمع التجاري من خالل التوصل إلى‬ ‫التزام سياسي يعد بمثابة دفعة أخيرة الختتام‬ ‫جولة مفاوضات الدوحة متعددة األطراف‬ ‫التابعة لمنظمة التجارة الدولية‪.‬‬

‫أسعار الذهب‬ ‫بعد أدنى انخفاض له خالل ثالثة أسابيع‪ ،‬بلغ‬ ‫سعر الذهب ‪ 1,130‬دوالر أمريكي لألوقية‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 10‬ديسمبر ‪ .2009‬وكان سعر‬ ‫الذهب قد وصل إلى أدنى مستوياته خالل‬ ‫ثالثة أسابيع في يوم األربعاء عندما سادت‬ ‫بتعاف محتمل للدوالر‬ ‫السوق شائعات‬ ‫ٍ‬ ‫وتراجع مستويات التضخم‪.‬‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫اﻟﻌﺮاق‬ ‫‪second‬اﻟﻐﺎز ﰲ‬ ‫ﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ و‬ ‫‪round‬ﺗﻄﻮﻳﺮ‬ ‫‪on‬اد ﻋﻘﻮد‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺰ‬ ‫اﻟﺠﻮﻟﺔ‬ ‫‪Iraq’s‬‬ ‫‪bidding‬‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪oil‬‬ ‫‪fields‬‬

‫اﻟﻨﻔﻂ اﳌﻄﺮوﺣﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺼﺔ‪Iraq‬‬ ‫‪is to auction‬‬ ‫ﺣﻘﻮل‪off‬‬ ‫‪contracts for‬‬ ‫‪untapped‬‬ ‫ﺣﻘﻮل‪10‬اﻟﻨﻔﻂ‬ ‫ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ أﻋامل ﺗﻄﻮﻳﺮ‬ ‫‪FOR‬ﺛﺎﻧﻴﺎً ﻟﻠﱰ‬ ‫‪TENDER‬ﻣﺰاداً‬ ‫ﻳﻘﻴﻢ اﻟﻌﺮاق‬ ‫اﺧﻴﺺ‪OIL‬‬ ‫‪FIELDS‬‬ ‫ﺑﺮﻣﻴﻞ(‬ ‫‪)move‬ﻣﻠﻴﺎر‬ ‫‪ in a plan to catapult‬إﺣﺘﻴﺎط‬ ‫‪oilfields, the‬‬ ‫‪latest‬‬ ‫اﻟﺨﻄﻮة ﻫﻲ‪it‬ﺧﻄﺔ ﻟﻮﺿﻊ‬ ‫اﳌﺴﺘﻐﻠﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاق‪.‬‬ ‫واﻟﻐﺎز ﻏري‬ ‫‪Reserves‬‬ ‫)‪(bn barrels‬‬ ‫‪into the‬‬ ‫‪of oil producers.‬‬ ‫‪Qurna-2‬اﻟﻜﺒرية‬ ‫‪12.9‬ﺿﻤﻦ ﻗﺎمئﺔ اﻟﺪول‬ ‫اﻟﺒﻼد‬ ‫‪West‬اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ‪ The first.‬ﺧﻂ أﻧﺎﺑﻴﺐ‬ ‫‪big‬اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬ ‫‪league‬اﳌﺮﺣﻠﺔ‬ ‫ﻏﺮب اﻟﻘﺮﻧﺔ‬ ‫‪12.9‬‬ ‫‪auction in June was largely‬‬ ‫‪unsuccessful‬‬ ‫اﳌﺰاد اﻷول )اﻟﺴﺎﺑﻖ( ﰲ ﺣﺰﻳﺮان )ﻳﻮﻧﻴﻮ( ‪after‬‬ ‫‬‫اﻗﻲ‬ ‫ﺮ‬ ‫اﻟﻌ‬ ‫اﻟﻨﻔﻂ‬ ‫‪12.6‬‬ ‫‪Majoon‬‬ ‫‪12.6‬إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒري ﺑﻌﺪﻣﺎ رﻓﻀﺖ‬ ‫ﻓﺸﻞ‬ ‫ﻣﺠﻨﻮن ‪most foreign oil‬‬ ‫‪companies rejected‬‬ ‫‪ the price‬اﻟﱰيك‬ ‫اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‬ ‫اﻟﻨﻔﻂ‬ ‫ﴍﻛﺎت‬ ‫ﻣﻌﻈﻢ‬ ‫أﻧﺎﺑﻴﺐ ‪ barrel‬ﴍﻗﻲ‬ ‫‪Baghdad‬‬ ‫ﺑﻐﺪاد ‪set‬‬ ‫‪for each‬‬ ‫‪produced‬‬ ‫اﻟﺠﺰء اﻟﺸامﱄ ‪8.1‬‬ ‫‪East‬‬ ‫‪Baghdad‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫ﺧﻂ‬ ‫اﻟﺴﻌﺮ اﻟﺬي ﻋﻴﻨﺘﻪ ﺑﻐﺪاد‬ ‫اﻟﺤﻠﻔﺎﻳﺔ‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪Halfaya‬‬ ‫‪ KURDISH‬اﻟﻌﺮاﻗﻲ ‪-‬‬ ‫اﻟﻨﻔﻂ‬ ‫‪ 4.1‬ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫ﻟﻜﻞ‬ ‫‪Iraq-Turkey‬‬ ‫اﻟﺴﻮري‬ ‫‪ADMINISTRATION‬‬ ‫اف‬ ‫ﺮ‬ ‫اﻟﻐ‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪Gharaf‬‬ ‫‪ 0.9‬اﻧﺘﺎﺟﻪ‬ ‫ﻳﺘﻢ‬ ‫‪pipeline‬‬ ‫اﻟﻨﺠﻤﺔ‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪Najmah‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫ﺗﺤﺖ إدارة ﻛﺮدﻳﺔ‬ ‫اﻟﻘﻴﺎرة‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪Qaiyarah‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪Kirkuk‬‬ ‫‪ 0.6‬ﻛﺮﻛﻮك‬ ‫‪Iraq‬‬‫وﺳﻂ اﻟﻔﺮات )ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ‪0.6‬‬ ‫‪Middle Furat (Kifl,‬‬ ‫اﻟﻜﻔﻞ ‪ -‬ﻏﺮب اﻟﻜﻔﻞ ﻣﺮﺟﺎن( ‪Syria‬‬ ‫)‪West Kifl, Merjan‬‬ ‫‪pipeline‬‬ ‫‪Bayji‬‬ ‫ﺑﻴﺠﻲ‬ ‫اﻟﴩﻗﻴﺔ‬ ‫اﻟﺤﻘﻮل‬ ‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪Eastern Fields‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫)ﻧﺎودوﻣﺎن‪ ،‬ﻗﻤﺮ‪،‬‬ ‫‪(Nau Doman,‬‬ ‫ﺑﻐﺪاد‬ ‫‪Baghdad‬‬ ‫)‪Gilabat, Qumar‬‬ ‫ﻛﻼﺑﺎت(‬ ‫ﺑﺪرة‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪Badra‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫اﳌﺠﻤﻮع‬ ‫‪41.3‬‬ ‫‪TOTAL:‬‬ ‫‪41.3‬‬ ‫اﻧﺒﻮب‬ ‫‪Iraq‬‬ ‫اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺼﺔ‬ ‫اﻟﻐﺎز‬ ‫ﺣﻘﻮل‬ ‫‪GAS FIELDS FOR TENDER‬‬ ‫اﻟﻨﻔﻂ‬ ‫‪strategic‬‬ ‫ﻣﻜﻌﺐ(‬ ‫ﻗﺪم‬ ‫ﻟﻴﻮن‬ ‫ﺮ‬ ‫)ﺗ‬ ‫)‪(Trillion cubic feet‬‬ ‫اﺗﻴﺠﻲ‬ ‫ﱰ‬ ‫اﻹﺳ‬ ‫‪pipeline‬‬ ‫اﻟﺴﻴﺒﺔ‬ ‫ب ‪Siba‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪Khashem Al-Ahmar 0.1‬‬ ‫ﺧﺸﻢ اﻻﺣﻤﺮ ‪0.1 Oil fields‬‬ ‫‪ 160‬ﻛﻠﻢ‬ ‫اﳌﺠﻤﻮع‬ ‫‪26* Gas fields‬‬ ‫‪TOTAL:‬‬ ‫*‪26‬‬ ‫‪Oil pipeline‬‬ ‫‪*Includes‬‬ ‫ﺣﻘﻮل ﻧﻔﻂ‬ ‫* ﻳﺸﻤﻞ ﰲ ﻣﻨﺎﻗﺼﺔ‬ ‫‪Iraq‬‬‫‪associated‬‬ ‫‪Basra‬‬ ‫اﻟﺒﴫة‬ ‫‪160km‬‬ ‫ﻏﺎز‬ ‫ﺣﻘﻮل‬ ‫اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﳌﺼﺎﺣﺐ‬ ‫ﺧﻂ أﻧﺎﺑﻴﺐ‬ ‫‪Saudi Arabia‬‬ ‫‪natural gas‬‬ ‫‪ from‬ج‬ ‫‪ in bidding‬أ‬ ‫أﻧﺎﺑﻴﺐ ﻧﻔﻂ‬ ‫اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ‬ ‫‪ pipeline‬ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮل‬ ‫‪100‬‬ ‫‪miles‬‬ ‫‪ oil fields‬اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ‪ -‬اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫اﻟﻌﺮاق‬

‫اﻹﺗﻔﺎﻗﺎت اﳌﱪﻣﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم‬

‫‪IRAQ‬‬

‫‪DEALS REACHED TO DATE‬‬

‫‪ Consortium‬ﺳﻌﺮ اﻟﱪﻣﻴﻞ‬ ‫اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺤﺎﱄ ‪-‬‬ ‫اﻟﻜﻮﻧﺴﻮرﺗﻴﻮم‬ ‫‪ Price per‬أﺳامء‬ ‫اﻟﻨﻔﻂ‬ ‫ﺣﻘﻞ‬ ‫‪barrel‬‬ ‫‪Oil Field‬‬ ‫‪Current‬‬ ‫‪Output‬‬ ‫)إﺣﺘﻴﺎط(‬ ‫‪Planned‬‬ ‫‪Status‬‬ ‫‪Reserves‬‬ ‫اﳌﺨﻄﻂ ‪names‬‬ ‫اﻟﻴﻮم ‪ 2 -‬دوﻻر‬ ‫ﺑﱰوﻟﻴﻮم‬ ‫ﺑﺮﺗﻴﺶ‬ ‫‪ $2‬اﻟﺮﻣﻴﻠﺔ‬ ‫ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫‪Rumaila‬‬ ‫‪UK‬ﰲ‪BP,‬‬ ‫‪1m bpd‬‬ ‫أ‬ ‫‪China‬ﻣﻠﻴﻮن‬ ‫‪2.85m‬اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﱰول ‪2.85 CNPC‬‬ ‫اﻟﻌﺮض‬ ‫ﺑﺮﻣﻴﻞ ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬ ‫‪signed‬ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫‪ 17‬ﻣﻠﻴﺎر‬ ‫‪17bn‬‬ ‫‪barrels‬‬ ‫‪CNPC,‬‬ ‫‪bpd‬‬ ‫‪Deal‬‬ ‫ب‬ ‫ﺑﺮﻣﻴﻞ‪/‬ﻳﻮم ‪1.9 -‬‬ ‫اﻷﻣريﻛﻴﺔ‬ ‫‪ bpd‬ﻣﻮﺑﻴﻞ‬ ‫‪$1.9‬ﻏﺮب اﻟﻘﺮﻧﺔ ‪ 1 -‬إﻛﺴﻮن‬ ‫دوﻻر ‪West‬‬ ‫‪Qurna-1‬‬ ‫‪Exxon 280.000‬‬ ‫‪Mobil, U.S.‬‬ ‫‪280,000‬‬ ‫ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ‪2.3 Shell, NED‬‬ ‫اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻌﺪ‬ ‫‪ Royal‬مل ﻳﻮﻗﻊ‬ ‫)ﺷﻞ(‬ ‫ﺑﺮﻣﻴﻞ‪ To be‬ﴍﻛﺔ‬ ‫‪ 8.7‬ﻣﻠﻴﺎر‬ ‫‪approved‬‬ ‫‪8.7bn‬‬ ‫‪barrels‬‬ ‫‪Dutch‬‬ ‫‪2.3m‬‬ ‫‪bpd‬‬ ‫ج‬ ‫‪200.000‬‬ ‫اﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﴍﻛﺔ‬ ‫‪bpd‬ﺳـــﺒﺎ‬ ‫اﻳﻨـــﻲ‬ ‫‪ $2‬اﻟﺰﺑري‬ ‫ﺑﺮﻣﻴﻞ‪/‬ﻳﻮم ‪ 2 -‬دوﻻر ‪Zubair‬‬ ‫‪Eni SpA,‬‬ ‫‪Italy; Occidental‬‬ ‫‪200,000‬‬ ‫ﺑﱰوﻟﻴﻮم اﻷﻣريﻛﻴﺔ‪ 1.1Corp. U.S.; ،‬ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫‪ Petroleum‬مل ﻳﻮﻗﻊ اﻟﻌﻘﺪ‬ ‫أوﻛﺴﻴﺪﻧﺘﺎل‬ ‫‪ 4‬ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫‪barrels‬ﺑﻌﺪ‪4bn‬‬ ‫‪1.1m‬‬ ‫‪bpd To be approved‬‬ ‫ﻛﻮﺟﺎس اﻟﻜﻮرﻳﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ‬ ‫‪KOGAS,‬‬ ‫‪South‬ادارة ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت‬ ‫‪ Korea‬اﳌﺼﺪر‪:‬‬ ‫‪Source:‬‬ ‫اﻟﻄﺎﻗﺔ ‪EIA NEWS‬‬ ‫‪© GRAPHIC‬‬

‫‪51‬‬



‫إصدارات‬ ‫كتب‬

‫العدد ‪1536‬‬

‫قراءات‬

‫تقارير‬

‫‪53‬‬


‫كتب‬

‫ألغاز تبحث‬ ‫عن حلول‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫وتحدي القرن الحادي والعشرين‬ ‫المؤلف‪ :‬جوشوا كرازا و مارك‬ ‫هاسبند‬ ‫الناشر‪ :‬هيرست آند كومباني‪،‬‬ ‫لندن ‪2009‬‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫تحاول المملكة العربية السعودية إعادة صياغة موضوع العالقة بين السياسة والثقافة في البالد‪ ،‬وذلك في ظل فهم جديد وأقل غمو ً‬ ‫وقد نجح مؤلفا الكتاب في تضمين مقاالت تسلط الضوء على المراحل االنتقالية للمجتمع السعودي والوضع اإلقليمي للدولة‪ .‬إال أنه برغم‬ ‫أهدافه والجهود التي بذلت فيه ال يقدم الكتاب قراءة شافية ألولئك الذين يبحثون عن مؤلفات متوازنة ومترابطة ومواكبة لألحداث عن‬ ‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫التركيبة التي تشكل الصورة الخارجية للمملكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬والتي تشمل الملكية والدين‬ ‫واالتجاه المحافظ غير مألوفة تما ًما بالنسبة‬ ‫للتجربة الثقافية الحالية للغرب‪ .‬وقد صدر‬ ‫أخيرًا كتاب بعنوان "المملكة" لجوشوا كرازا‬ ‫ومارك هاسبند‪ ،‬حاوال فيه إعادة صياغة‬ ‫موضوع السياسة والثقافة في المملكة العربية‬ ‫السعودية في إطار جديد‪ .‬ويرى المحرران‬ ‫أن النقاش حول المملكة العربية السعودية‬ ‫يعوقه الكثير من األفكار المسبقة والمفاهيم‬ ‫المغلوطة‪ .‬ومما يزيد األمور سو ًءا هو درجة‬ ‫الخصوصية التي تُملي وتحدد عالقة المملكة‬ ‫العربية السعودية مع بقية دول العالم‪،‬‬ ‫والتي تؤثر بشكل كبير على قدرة القادة‬ ‫السعوديين على توضيح أسلوب حياتهم"‪.‬‬ ‫وفي سبيل التغلب على عقبات محدودية‬ ‫التواصل بين الثقافات‪ ،‬قام المحرران بتجميع‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫قائمة من المقاالت من موقع‬ ‫‪ SaudiDebate.com‬والذي بدأ في أوائل‬ ‫عام ‪ ،2006‬وكان الهدف منه تقديم تحليالت‬ ‫مختلفة عن الحالة السياسية واالقتصادية‬ ‫اً‬ ‫فضل عن مكانتها‬ ‫للمملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫في المنطقة؛ وهذه الموضوعات أو التحليالت‬ ‫ال يُسمع عادة عنها بسبب الظروف السابق‬ ‫ذكرها‪ .‬ووفقا للمقدمة الشاملة للكتاب‪ ،‬فإن‬ ‫النقاش حول المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫الذي غالبا ما يكون ضيق األفق‪ ،‬في الكثير‬ ‫من وسائل اإلعالم الغربية ربما يؤدي إلى‬ ‫استبعاد إمكانية وجود الكثير من المناقشات‬ ‫حول المملكة" وبالتالي فإن هذا الكتاب يهدف‬ ‫إلى طرح كم منوع من الرؤى حول هذا البلد‪.‬‬ ‫وينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء‪ .‬ويحاول‬ ‫المحرران تحقيق نوع من االتساق بين‬

‫مدخالت الموقع التي ألهمت الكتاب‪ .‬فقد نجح‬ ‫الكاتبان في تجميع مقاالت تمثل المراحل‬ ‫االنتقالية المتعددة للمجتمع السعودي‪،‬‬ ‫اً‬ ‫وصول إلى الموقف اإلقليمي للبالد‪ .‬صحيح‬ ‫أن المحررين تمكنا من وضع العديد من‬ ‫المقاالت التي تتناول موضوعات متنوعة‬ ‫تتعلق بالمجتمع السعودي معًا‪ ،‬ولكنهما لم‬ ‫ينجحا في تقديم أي نوع من الجدل المتماسك‬ ‫حول الرهانات الرئيسية في كل قضية من‬ ‫القضايا الجدلية التي نوقشت‪ .‬وببساطة‬ ‫يرجع هذا اإلخفاق إلى محاولة تغطية كل‬ ‫قضية‪ ،‬مما تسبب في عدم تمكنهما من تقديم‬ ‫فهم واضح للجمهور عن أهم القضايا؛ حتى‬ ‫معظم المناقشات المميزة ضاعت وسط عدد‬ ‫من المقاالت التي تتناول قضايا أخرى‪.‬‬ ‫وبالرغم من أنه يمكن التماس العذر‬ ‫‪54‬‬


‫كتب‬

‫للمحررين نوعا ما إذا ما نظرنا إلى‬ ‫أهدافهما‪ ،‬ثمة مشكلة أخرى أساسية في‬ ‫الكتاب وهي التحيز الواضح في المقاالت‬ ‫التي تم اختيارها وكذلك المؤلفون الذين وقع‬ ‫االختيار علىهم‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬لم ينجح الكتاب‬ ‫في تحقيق هدفه وهو عرض كل وجهات‬ ‫النظر المتعلقة بالمجتمع السعودي والسياسة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن الكتاب يقدم مزايا معينة‪.‬‬ ‫ومن بين هذه المزايا‪ ،‬يتعرض الكتاب‬ ‫لقضايا مثيرة للجدل في المملكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬مثل دور المرأة‪ ،‬وكيف يتعين‬ ‫على الحكومة الرد على عناصر إسالمية‬ ‫في البالد والمنطقة‪ .‬ومن المثير لالهتمام‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬أحد المقاالت التي تناولت‬ ‫التقدم الذي أحرزته النساء في سعيهن‬ ‫للحصول على حقوق معينة واتجاههن بشكل‬ ‫أكبر إلحداث تغيير في المملكة العربية‬ ‫السعودية‪ .‬وقدرة المؤلف على إعزاء زيادة‬ ‫األفراد الذين لديهم توجهات إصالحية إلى‬ ‫أحداث سياسية واجتماعية أكبر مثل حرب‬ ‫الخليج وأحداث الحادي عشر من سبتمبر‪/‬‬ ‫أيلول‪ ،‬تعد مثاال لنوعية المقاالت التي‬ ‫تسلط الضوء بالفعل على طبيعة المجتمع‬ ‫السعودي ‪ .‬فالمقال يتسم بالموضوعية‬ ‫والنظرة التحليلية ولديه القدرة على إعطاء‬ ‫رؤية جدلية للقارئ الذي ربما ال يعي كثيرًا‬ ‫المعايير التي تقود المجتمع السعودي‪.‬‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا النوع من المقاالت ليس‬ ‫هو القاعدة‪ ،‬فهناك مقاالت غيره قدمت آراء‬ ‫شخصية بشأن ما ينبغي القيام به في المملكة‬ ‫العربية السعودية‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬اً‬ ‫بدل من‬ ‫اتباع الموضوعية في الكتابة‪ ،‬قدمت بعض‬ ‫المقاالت جدول أعمال وافتقر بعضها اآلخر‬ ‫إلى األدلة الالزمة لدعم حجتها‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن‬ ‫موضوعية البحث في الكتاب ككل محدودة ‪.‬‬

‫ويرى المحرران أن‬ ‫النقاش حول المملكة‬ ‫العربية السعودية يعوقه‬ ‫الكثير من األفكار المسبقة‬ ‫والمفاهيم المغلوطة‬ ‫ومن بين األمثلة على ذلك أن أحد المقاالت‬ ‫ادعت أن وجود قرآن حديث يعتبر خطوة‬ ‫ضرورية من أجل صياغة مستقبل العرب‪.‬‬ ‫والحجة الرئيسية في هذا المقال هو أن‬ ‫الدول العربية‪ ،‬بما في ذلك المملكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬تحتاج إلى "فهم أكثر ديناميكية‬ ‫وبراعة للغة من أجل تحقيق تغيير ملموس‬ ‫وتحريرهم من التفسيرات األديان المرسلة‬ ‫إليهم‪ .‬فقط عندما يتم إعادة كتابة القرآن‬

‫الكريم بلغة عربية حديثة مفهومة تماما‬ ‫من قبل الجماهير‪ ،‬سوف يزدهر المجتمع‬ ‫ويزداد اإليمان"‪ .‬وبالرغم من أن الرؤية‬ ‫التي قدمها فواز تركي تثير تساؤالت مهمة‬ ‫حول سلطة ونفوذ الدين ومخاطر التفسيرات‬ ‫األصولية‪ ،‬فإنه يقدم حال غير واقعي‪.‬‬ ‫وتعتبر ترجمة أو إعادة كتابة القرآن وغيره‬ ‫من الكتب المقدسة مهمة صعبة ومثيرة للجدل‪.‬‬ ‫وإلى جانب ذلك ‪ ،‬فإنه من غير المحتمل‬ ‫أن تضع الترجمة إلى العربية الحديثة حدا‬ ‫للتفسيرات المتطرفة ‪.‬ويشير الكاتب نفسه‬ ‫إلى أن "المسلم التقدمي سوف يفسر إيمانه‬ ‫بطريقة تقدمية‪ ،‬أما الرجعي‪ ،‬فسوف يفسره‬ ‫بطريقة متشددة وضيقة األفق"‪ .‬إذن الحجة‬ ‫ليست غير متناسقة وغير واقعية فحسب‪،‬‬ ‫ولكن بالنسبة للضوء الذي تسلطه على‬ ‫المملكة العربية السعودية نفسها‪ ،‬فإنها أيضا‬ ‫محدودة جدا‪ .‬وبالرغم من أن هذا ال يعني‬ ‫أن المشكالت التي تواجه المملكة العربية‬ ‫السعودية ليست إقليمية في نطاقها‪ ،‬فإن‬ ‫وضع هذا المقال في كتاب يهدف إلى إعطاء‬ ‫مزيد من التبصر بتعقيدات المملكة العربية‬ ‫السعودية يعتبر أمرًا مثيرًا للشك والتساؤل‪.‬‬ ‫والكتاب برغم أهدافه والجهود التي بذلت فيه‬ ‫ال يقدم قراءة شافية ألولئك الذين يبحثون عن‬ ‫مؤلفات متوازنة ومترابطة ومواكبة لألحداث‬ ‫عن المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫قراءات‬

‫جديد األسبوع‬ ‫كتب‬

‫الغالف‬

‫سقوط حائط برلين ‪..‬الموروث الثوري لعام ‪1989‬‬ ‫جيفري أيه‪ .‬إنجيل‬ ‫مطابع جامعة أكسفورد‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫‪ 22‬أكتوبر‪/‬تشرين أول ‪2009‬‬ ‫سقوط حائط برلين من أهم األحداث في التاريخ الحديث‪ ،‬ألنه يرمز لسقوط الشيوعية ومهد الطريق لميالد ديمقراطيات جديدة في‬ ‫أوروبا الشرقية‪ .‬ويتناول الكتاب هذا الحدث الذي غيَّر العالم من زوايا مختلفة‪ ،‬ويعطي رؤية كاشفة لقيمة هذا الحدث التاريخي‬ ‫وتأثيره على توازن القوى السياسية في العالم آنذاك‪ ،‬والموروث الذي خلفه‪.‬‬

‫جاء دورنا لتناول الطعام‪ :‬قصة الكيني الذي حارب الفساد‬ ‫ميشيال رونج‬ ‫هاربير‬ ‫‪ 16‬يونيو‪/‬حزيران ‪2009‬‬

‫الغالف‬

‫هذا الكتاب يروي قصة جون جيثونجو وهو صحفي وناشط انضم إلى إدارة الرئيس الكيني مواى كيباكى المنتخب أخيرا في عام‬ ‫‪ ،2003‬حيث عمل كمكافح للفساد‪ .‬وكتاب "جاء دورنا لتناول الطعام" يكشف عن رحلة جيثونجو‪ .‬ويالحظ القراء في الكتاب‬ ‫تالشي أمال الرجل اإلصالحي الذي ازدادت قناعته بتفشي الفساد في كينيا ‪.‬‬

‫تقارير‬ ‫جيل جديد من اإلرهابيين األفغان‬ ‫جويشيرا باجوريا‬ ‫مجلس العالقات الخارجية‬ ‫‪ 26‬أكتوبرتشرين أول‪2009 ،‬‬ ‫تمت إعادة تعريف اإلرهاب في باكستان‪ ،‬مما أدي إلى ميالد جماعات إرهابية جديدة وسمح للجماعات القديمة بإعادة‬ ‫تثبيت أقدامها في المنطقة‪ .‬وشهدت باكستان عددا متزايدا من الهجمات االنتحارية – وهي عالمة واضحة على‬ ‫تدهور الوضع األمني في البالد المسلحة نوويا‪ .‬ويكشف هذا التقرير الوجه المتغير لإلرهاب في باكستان‪ ،‬والتهديد‬ ‫الذي يمثله أمام بلوغ الواليات المتحدة أهدافها المتمثلة في تحقيق االستقرار بالمنطقة‪.‬‬

‫بود كاست‬

‫بوداكست‬ ‫النساء في أفغانستان‬ ‫هيومن رايتس ووتش‬ ‫‪ 4‬ديسمبر‪/‬كانون أول ‪2009‬‬ ‫أوضاع المرأة األفغانية تقع ضمن األسوأ في العالم‪ ،‬وتستمر في التدهور‪ .‬وقد علقت كل‬ ‫من الناشطة في مجال حقوق المرأة األفغانية ماري أكرمي والباحثة بمنظمة هيومن رايتس‬ ‫ووتش راشيل ريد على وضع المرأة في أفغانستان وطالبت من الواليات المتحدة بأن تتحمل‬ ‫مسئوليتها في أفغانستان‪.‬‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫‪56‬‬


‫العدد ‪1536‬‬

‫‪53‬‬


‫تقارير‬

‫أجواء عاصفة‬ ‫الصراع المستعصي بالشرق‪ /‬األوسط‬ ‫التحديث اإلستراتيجي‬ ‫مدرسة لندن لالقتصاد والسياسة‬ ‫ثان ‪2009‬‬ ‫نوفمبر‪/‬تشرين ٍ‬

‫اً‬ ‫تحليل متعمقًا حول سياسة الشرق األوسط ‪ ،‬وتسلط الضوء على اإليديولوجيات‬ ‫تعطينا مدرسة لندن لالقتصاد والسياسة ‪ -‬الذائعة الصيت ‪-‬‬ ‫المتصارعة في العراق ‪ ،‬وتعثر عملية السالم في فلسطين ‪ ..‬جاء هذا التحليل في خمسة تقارير ‪.‬‬ ‫يعاني الشرق األوسط منذ فترة طويلة من‬ ‫تغير دائم في هيكله السياسي‪ .‬وقد قامت‬ ‫كلية لندن لالقتصاد بإصدار خمسة تقارير‬ ‫عن أحدث القضايا اإلستراتيجية يتناول‬ ‫كل منها وجهة نظر مختلفة حول سياسة‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬وبشكل أكثر تحديدًا حول‬ ‫احتماالت نشوب صراعات في المنطقة‪.‬‬ ‫ويعتبر التقرير األول بمثابة مقدمة استهاللية‬ ‫للقارئ حيث يسلط الضوء على مختلف‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫القضايا التي تجعل من المنطقة مكانًا مضطربًا‬ ‫ومثيرًا للمشكالت‪ .‬وبالرغم من أن المقدمة بها‬ ‫معلومات جيدة فإنها ال تخلو من أوجه قصور‪.‬‬ ‫فالجزء االستهاللي يقدم تحليال مستفيضًا‬ ‫حول جهود بناء الدولة في أفغانستان من‬ ‫قبل حلف شمال األطلسي والمجتمع الدولي‪.‬‬ ‫كما تتعرض المقدمة‪ ،‬أيضا‪ ،‬إلى الجهود‬ ‫التركية الرامية النضمام أنقرة إلى عضوية‬ ‫االتحاد األوروبي باعتبارها جز ًءا من‬ ‫االضطراب اإلقليمي بمنطقة الشرق األوسط‪.‬‬

‫وهاتان المناقشتان تثيران تساؤالت بشأن‬ ‫التعريفات الجغرافية المناسبة لمنطقة الشرق‬ ‫األوسط حيث كان ينبغي أن توضح المقدمة‬ ‫الفرق بين مفهوم "الشرق األوسط الكبير"الذي‬ ‫يشمل أفغانستان والتعريف التقليدي للمنطقة‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬لم تتم اإلشارة إلى‬ ‫أفغانستان وتركيا في بقية التقرير‪ ،‬مما يجعل‬ ‫اإلشارة إليهما في المقدمة موضع تساؤل‪.‬‬ ‫وتتناول التقارير األربعة التالية الصراعات‬ ‫‪58‬‬


‫تقارير‬ ‫ويناقش التحديث اإلستراتيجي بعد ذلك دور‬ ‫األردن في عملية السالم بالشرق األوسط‬ ‫‪ ،‬وتحديدًا الصراع العربي اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫في إطار الفكرة القائلة بأن "األردن هي‬ ‫فلسطين"‪ .‬ووفقًا لنايجل آشتون‪ ،‬فإن األردن‬ ‫تواجه مخاطر اقتصادية وسياسية كثيرة‬ ‫فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يري أشتون في تقريره أن تورط‬ ‫األردن‪ ،‬في هذا الصراع‪ ،‬لن يتجاوز مستوى‬ ‫معينًا‪ ،‬مما يجعله ـ إلى حد كبيرـ غير مؤثر‪.‬‬

‫في الشرق األوسط‪ ،‬من خالل وجهات نظر‬ ‫مختلف‪ .‬ويناقش التقرير األول اإلسالم‬ ‫السياسي في المنطقة ‪ ،‬متخ ًذا العراق كدراسة‬ ‫حالة‪ .‬ويعرض جيلس كيبل تطور مفهوم‬ ‫الجهاد بمرور الزمن‪ .‬ويشير كيبل‪ ،‬بطريقة‬ ‫شبه ساخرة‪ ،‬إلى السبب وراء اتجاه حركة‬ ‫الجهاد إلى معاداة ما يطلق علىه " العدو‬ ‫البعيد"‪ ،‬وهو في رأيه يتمثل في فشل الحركة‬ ‫في تعبئة الجماهير في الداخل‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫هجمات الحادي عشر من سبتمبر‪ /‬أيلول‪.‬‬ ‫ويمكن أن يعد بمثابة تحليل ضيق األفق‬ ‫لدوافع الجهاد‪ .‬فوفقًا لكيبل نفسه ‪ ،‬فإن الجهاد‬ ‫قد تطور‪ ،‬وهذا بدوره يعني أن حركة الجهاد‬ ‫األيديولوجية الدينية غيرَّت هدفها‪ ،‬ليس‬ ‫نتيجة للفشل‪ ،‬ولكن نتيجة لحدوث تغير في‬ ‫األولويات‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬ظهور تهديد أكبر‪.‬‬ ‫وأبرز خلل في هذا التقرير‪ ،‬هو أنه لم يفرق‬ ‫بين مفاهيم التطرف والجهاد واإلرهاب‪ ،‬مما‬ ‫أدى إلى تعميم نمطي‪ ،‬حيث اعتبر التطرف‬ ‫اً‬ ‫شكل من أشكال اإلرهاب‪ .‬كما‬ ‫جهادًا والجهاد‬ ‫يتناول التقرير‪ ،‬أيضًا‪ ،‬الوجه اآلخر للعملة‬ ‫وهو حرب الواليات المتحدة على اإلرهاب‬ ‫فوفقًا لكيبل‪ ،‬فإن حرب الواليات المتحدة‬ ‫على اإلرهاب بمثابة مظهر من مظاهر‬ ‫اإلرهاب وتعد تجسيدًا ألجندة بوش السياسية‪.‬‬ ‫وبنا ًء علىه‪ ،‬يستنتج كيبل أن منهج مكافحة‬ ‫اإلرهاب والجهاد أثبتا فشلهما في العراق‪،‬‬ ‫مما أدى بدوره إلى وضع أوباما خططًا‬ ‫جديدةً تتعلق بجدولة االنسحاب من العراق‪.‬‬ ‫العدد ‪1536‬‬

‫وبالرغم من أن عالقات األردن الدبلوماسية‬ ‫قوية مع العديد من األطراف المعنية‪ ،‬وتحديدًا‬ ‫الواليات المتحدة وإسرائيل وفتح‪ ،‬فإنها ال تزال‬ ‫تملك الحد األدنى من القدرة على التأثير في‬ ‫عملية السالم‪ .‬وهذا يعود إلى التوجس األردني‬ ‫من الوقوع في مأزق آخر نتيجة للصراع ‪،‬‬ ‫على غرار ما حدث خالل الحرب على غزة‬ ‫في ديسمبر‪ /‬كانون األول عام ‪ .2008‬والتقرير‬ ‫اً‬ ‫تحليل جيدًا للدور األردني في‬ ‫عموما يقدم‬ ‫الصراع ومصالحها السياسية‪ ،‬وذلك بالرغم‬ ‫من تجاهله لألطراف المؤثرة إقليميًا مثل‬ ‫المملكة العربية السعودية ومصر‪ .‬وهذا‬ ‫يعد خطأ كبيرًا في اإلطار التحليلي للتقرير‪.‬‬

‫وأبرز خلل في هذا التقرير‪ ،‬هو‬ ‫أنه لم يفرق بين مفاهيم التطرف‬ ‫والجهاد واإلرهاب‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫تعميم نمطي‪ ،‬حيث اعتبر التطرف‬ ‫جهادًا والجهاد اً‬ ‫شكل من أشكال‬ ‫اإلرهاب‬ ‫ويتناول التقرير الثاني التحول في سياسات‬ ‫حماس‪ ،‬المتعلقة بالصراع العربي‪،‬‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬ويعطي األمل في أنه قد يكون‬ ‫هناك ضوء في نهاية النفق‪ .‬ويوضح فواز‬ ‫جرجس ببراعة كيف تمكنت حركة حماس من‬ ‫استخدام إيديولوجيتها الدينية لخدمة أغراض‬ ‫جديدة‪ ،‬وبالتالي تأقلمت مع الضغوط الدولية‬ ‫والمتغيرات الجديدة في عالقتها مع إسرائيل‪.‬‬ ‫فقبول حماس لهدنة يظهر إلى أي مدى تغيرت‬ ‫إيديولوجياتها لتحقيق أهداف سياسية يستحيل‬ ‫تحقيقها بأي طريقة أخرى‪ .‬ويعقد جرجس‬ ‫مقارنة بين حماس والقاعدة‪ ،‬مبينًا الفرق‬ ‫بين المقاومة العسكرية القائمة على الدين‬ ‫واإلرهاب‪ .‬ولكن جرجس فشل في تسليط‬ ‫الضوء بصورة كافية على دور فتح في إحداث‬ ‫تحول في سياسات حماس‪ ،‬لكونها قوة معارضة‬ ‫محلية ‪ ،‬باإلضافة إلى دور الوساطة اإلقليمية‬ ‫في تخفيف حدة أيديولوجيات حماس‪ ،‬والتي‬ ‫ال تزال ترفض االعتراف بإسرائيل كدولة‪.‬‬

‫ويناقش التقرير األخير امكانية توقع حدوث‬ ‫منعطف جديد في الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫من خالل دراسة مختلف المتغيرات والعوامل‬ ‫المؤثرة في الصراع‪ .‬ويرى أمنون آران أن‬ ‫إيهود باراك وبنيامين نتنياهو هما صانعا‬ ‫القرار الرئيسيان في النظام اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫في الصراع مع الفلسطينيين‪ .‬ولكن باراك‬ ‫ونتنياهو على خالف في الرأي‪ ،‬فباراك‬ ‫يرفض التفاوض‪ ،‬في حين يؤيد نتنياهو‬ ‫هذا التفاوض‪ .‬كما يناقش أمنون التحول في‬ ‫السياسات نحو اليمين في إسرائيل‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى االنقسام في الصف الفلسطيني الذي‬ ‫يعتبر نتيجة للتجمد السياسي لحركة حماس‪.‬‬ ‫ويناقش هذاالتقرير افتراض فواز جرجس‬ ‫المتعلق بتحول حماس سياسيًا‪ .‬كما يسلط‬ ‫التقرير الضوء على النفوذ األمريكي في هذا‬ ‫الصراع‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬مثل تقرير نايجل اشتون‪،‬‬ ‫يتجاهل آران النفوذ اإلقليمي وجهود التفاوض‪.‬‬ ‫وبالرغم من عدم االتساق بين تقاريره وإغفاله‬ ‫عدة عوامل حيوية في السياسة الشرق أوسطية‪،‬‬ ‫فإن التحديث اإلستراتيجي لكلية لندن لالقتصاد‬ ‫اً‬ ‫تحليل متعمقًا للصراع العربي اإلسرائيلي‬ ‫يقدم‬ ‫ودولة العراق التي مزقتها الحرب‪.‬‬

‫لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع‪:‬‬ ‫‪http://www2.lse.ac.uk‬‬ ‫‪59‬‬


‫المقال السياسي‬

‫اضرب اً‬ ‫أول‪ ..‬ثم تفاوض‬ ‫أمريكا تدرك أن كسر قوة طالبان ضرورة للتفاوض معها‬ ‫ال يعني قرارزيادة عدد القوات األمريكية المرسلة إلى أفغانستان اتجاها لدى إدارة أوباما برفض المفاوضات مع طالبان‪ .‬ولكنه تأكيد‬ ‫على أن إجراء محادثات مع طالبان ‪ ،‬يستلزم كسر قوتهم اً‬ ‫أول‪ .‬فهزيمة طالبان بشكل نهائي أمر غير واقعي‪ ،‬ولكن معاناة طالبان من‬ ‫عدة نكسات إستراتيجية سوف تدفعها للجلوس على طاولة المفاوضات‪.‬‬ ‫ردود الفعل والقضايا التي أثيرت ‪ ،‬داخل‬ ‫الواليات المتحدة وخارجها‪ ،‬فيما يتعلق بقرار‬ ‫أوباما بإرسال ‪ 30‬ألف جندي إضافي إلى‬ ‫أفغانستان كشفت مدى تعقيد عملية التقييم التي‬ ‫تواجهها اإلدارة األمريكية‪ .‬فهناك العديد من‬ ‫المتغيرات التي لعبت دورًا في عملية صنع‬ ‫القرار‪ ،‬فأوال وقبل كل شيء تأتي القضايا‬ ‫المالية حيث تعتبر هذه الحرب مكلفة جدًا‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى أنه من غير المعروف ما إذا‬ ‫كان أعضاء حلف الناتو سيسهمون بمزيد من‬ ‫القوات أم ال‪ .‬و أيضًا هناك اعتبارات كثيرة‬ ‫البد من تقييمها‪ ،‬مثل مدى تحقق احتماالت أن‬ ‫يكون لحكومة كرزاي وجه جديد بالفعل‪ ،‬وهل‬ ‫من الممكن أن تصبح باكستان أكثر جدية في‬ ‫القيام بدورها من أي وقت مضى‪ .‬بين كل هذه‬ ‫المتغيرات ‪ ،‬ثمة قضية محورية أخرى تتمثل‬ ‫في التعامل الدبلوماسي مع حركة طالبان‪.‬‬ ‫فاحتمال إقامة عالقات دبلوماسية مع طالبان‬ ‫هو المحور األساسي للنقاش داخل الواليات‬ ‫المتحدة حول أفغانستان‪ .‬والسؤال الرئيسي‬ ‫هو‪ :‬هل يمكن تحقيق ذلك وكيف يمكن تحقيقه؟‬ ‫الزيادة في عدد القوات المرسلة إلى أفغانستان‬ ‫ليس اعترافًا من إدارة أوباما بأنه ال ينبغي‬ ‫أن تكون هناك مفاوضات مع طالبان‪ .‬بيد‬ ‫أن ذلك بمثابة اعتراف ضمني من الرئيس‬ ‫األمريكي أوباما بأنه في سبيل إجراء‬ ‫محادثات مع طالبان‪ ،‬فإنه يجب كسرهم أوال‪،‬‬ ‫أو على األقل تقويض نشاطهم‪ .‬في الواقع ‪،‬‬ ‫وكما أكد المال عمر مرارًا وتكرارًا‪ ،‬فإن‬ ‫طالبان لن تتفاوض أبدًا‪ .‬وعلى األقل هم لن‬ ‫يفعلوا ذلك إذا ظلوا يشعرون بقدرتهم على‬ ‫الفوز‪ .‬وبالتالي‪ ،‬هناك حاجة إلى ممارسة‬ ‫ضغط حقيقي على حركة طالبان وجعلها‬ ‫تعاني من عدة نكسات إستراتيجية حتى تفكر‬ ‫في إمكانية الجلوس على طاولة المفاوضات‪.‬‬ ‫وأثار الموعد النهائي الذي حدده أوباما "‪"2011‬‬ ‫العديد من التساؤالت‪ ،‬حيث يرى منتقدوه أن‬ ‫ذلك من شأنه أن يشجع طالبان ويقنعهم بعدم‬ ‫التفاوض ويحفزهم على الصبرعلى اعتبار‬ ‫أن الواليات المتحدة سترحل قريبًا‪ .‬ولكن‬ ‫هذه االنتقادات ليست في محلها‪ .‬فالموعد‬ ‫‪ 11‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫األمريكيين في الميدان‪ .‬وأضاف جيتس أن‬ ‫‪ 2011‬هو موعد مؤقت "لتغيير طبيعة العالقة"‬ ‫مع القوات األفغانية‪ ،‬ولكنه أوضح أيضًا أن‬ ‫الواليات المتحدة "لن تتخلى عن أفغانستان‪ ،‬كما‬ ‫فعلت في عام ‪ ،"1989‬فور انسحاب السوفيت‪.‬‬

‫مانويل ألميدا‬

‫النهائي يرسل رسالة مفادها أن الواليات‬ ‫المتحدة لن تبقى في أفغانستان إلى األبد في‬ ‫الظروف الحالية باعتبارها القوة العسكرية‬ ‫واألمنية التي تحارب طالبان‪ .‬فالجيش األفغاني‬ ‫والقوات األمنية األفغانية يتم تدريبهم من قبل‬ ‫الواليات المتحدة ودول حلف الناتو من أجل‬ ‫تولي هذه المهام تدريجيًا‪ ،‬والموعد النهائي‬ ‫يشير إلى أن هذا االنتقال التدريجي للمهام‬ ‫ال يمكن أن يستغرق عشر سنوات‪ .‬كما أن‬ ‫الموعد النهائي يرسل تحذيرًا صريحًا جدًا‬ ‫للحكومة األفغانية ويفرض ضغوطًا على‬ ‫كرزاي‪ ،‬الذي حاول بعد االنتخابات المزورة‬ ‫‪ ،‬إقناع األفغان والعالم بأن األمور ستكون‬ ‫مختلفة من اآلن فصاعدًا‪ ،‬خاصة فيما يتعلق‬ ‫بمستويات الفساد ومحاسبة المسئولين عنه‪.‬‬ ‫وسرعان ما أصبح واضحًا بعد إعالن أوباما‬ ‫أن الموعد النهائي كان رمزيًا فقط‪ .‬وإذا كان‬ ‫هناك أدنى شك في أن هذا الموعد بمثابة تحرك‬ ‫سياسي وليس إستراتيجية عسكرية محددة‪ ،‬فإن‬ ‫التصريحات التي صدرت عن جيتس وكلينتون‬ ‫بعد إعالن أوباما بددت هذه الشكوك تما ًما‪.‬‬ ‫ففي برنامج " واجه األمة" بقناة سي بي‬ ‫اس‪ ،‬أوضح كل من وزير الخارجية ووزير‬ ‫الدفاع األمريكيين أن "‪ "2011‬هو الموعد‬ ‫المحدد لبدء نقل المسئوليات إلى األفغان‪.‬‬ ‫وهذا مرهون بالظروف على أرض الواقع‬ ‫في ذلك الوقت‪ ،‬فقرار البدء في إعادة القوات‬ ‫إلى وطنها (الواليات المتحدة) من عدمه يعتمد‬ ‫في نهاية المطاف على تقييم القادة العسكريين‬

‫وهكذا‪ ،‬ستبلغ قوات التحالف في أفغانستان‬ ‫أكثر من ‪ 140‬ألف جندي بعد إرسال‬ ‫التعزيزات األمريكية التي تبلغ ‪ 30‬ألف‬ ‫جندي باإلضافة إلى تعزيزات قوات حلف‬ ‫الناتو التي تبلغ ‪ 5‬آالف جندي‪ .‬باإلضافة‬ ‫إلى ذلك ‪ ،‬هناك ما يقرب من ‪ 95‬ألف جندي‬ ‫من قوات الجيش األفغاني‪ ،‬و عدد مسا ٍو من‬ ‫أفراد الشرطة األفغانية‪ ،‬وهناك خطط لزيادة‬ ‫كل من الجيش األفغاني وقوات الشرطة‪ .‬هذه‬ ‫األرقام ‪ ،‬على األقل وفقًا لحسابات القادة في‬ ‫الميدان‪ ،‬ينبغي أن تكون كافية إلحداث تغيير‬ ‫حاسم في مسار الحرب‪ .‬وعالوة على ذلك‬ ‫‪ ،‬يتم إعداد إستراتيجية مماثلة إلستراتيجية‬ ‫أمريكا في العراق وفقًا لظروف أفغانستان‬ ‫بنا ًء على ما ورد بدليل بيترايوس لمقاومة‬ ‫التمرد‪ .‬وهو يهدف إلى وضع الجماعات‬ ‫المسلحة المدربة بواسطة حلف الناتو تحت‬ ‫إشراف الحكومة‪ .‬فهدفهم الرئيسي سيكون‬ ‫اً‬ ‫متمثل في حماية مجتمعاتهم من حركة طالبان‪.‬‬ ‫بالطبع هزيمة حركة طالبان بشكل نهائي‬ ‫أمر غير واقعي‪ .‬فمن الصعب على دولة مثل‬ ‫أفغانستان أن تحقق مثل هذا اإلنجاز‪ .‬وبالرغم‬ ‫من أن هناك اختالفًا بين حركة طالبان األفغانية‬ ‫والباكستانية‪ ،‬ال سيما عند النظر إلى القيادة‬ ‫واألهداف‪ ،‬فإنه في ظل هذه الظروف سيكون‬ ‫ذلك االختالف غير مفيد‪ .‬فحركة طالبان‬ ‫األفغانية يمكنها االنتقال بسهولة إلى باكستان‬ ‫عن طريق الحدود الفاصلة بين البلدين والتي‬ ‫يسهل اختراقها‪ .‬وحقيقة أن المال عمر يعمل‬ ‫من كويتا في باكستان توضح ذلك‪ .‬وكل هذا‬ ‫يبرر الحاجة إلى التفاوض‪ .‬فهذا العدد من‬ ‫القوات‪ ،‬باإلضافة إلى تعزيز جودة وموثوقية‬ ‫الشرطة األفغانية والجيش‪ ،‬يجب أن تكون‬ ‫كافية للضغط على حركة طالبان وإقناعها بأنه‬ ‫ليس لديها خيار آخر سوى الجلوس على طاولة‬ ‫المفاوضات‪.‬‬ ‫‪60‬‬


‫المقال السياسي‬

‫‪55‬‬


48


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.