منشورات مدونة األدب العربي www.facebook.com/homamkabany2011
الفن ..إبداع إنساني إعداد كادر مدونة األدب العربي بمناسبة يوم الفنون العالمي
الفن أو الفنون هي نتاج إبداعي إنساني ،وتعتبر لونا من الثقافة اإلنسانية ،ألنها تعبير عن الذاتية ،وليس تعبيرا عن حاجة اإلنسان لمتطلبات حياته رغم أن بعض العلماء يعتبرون الفن ضرورة حياتية لإلنسان كالماء والطعام.ويُعتبرُ الفن نتاجا إبداعيّا لإلنسان حيث يش ّكل فيه المواد لتعبّـر عن فكره ،أو يترجم أحاسيسه ،أو ما يراه من صور ،وأشكال يجسدها في أعماله. المعنى الداللي لكلمة(فن) وحاليا تستخدم كلمة (فن) لتد ّل على أعمال إبداعية تخضع للحاسة العامة كفن الرقص ،أو الموسيقى ،أو الغناء ،أو الكتابة،أو التأليف ،أو التلحين وهذه تعبير عن الموهبة اإلبداعية في العديد من المهارات الفنية ،والبشر بدؤوا في ممارسة الفنون منذ 30ألف سنة .وكان الرسم يتكون من أشكال الحيوانات ،وعالمات تجريدية رمزية فوق جدران الكهوف.ومنذ آالف السنين كان البشر يتحلّون بالزينة ،والمجوهرات ،واألصباغ".الفن" هو ال ّتعبير الجماليّ عن فكرة أو ذوق معيّن ،و هو ميدان ج ّد واسع و ثريّ مثل الرّ سم ،المسرحّ ، الطبخ،السّينما ،الموسيقى ،فن العمارة ،فنون التلوين ،التصميم ...إلخ ،فك ّل هذه فنون لها ميادينها الخاصّة بها ،و هناك من يعرّ ف الفنّ بكونه ال ّنشاط اإلنسانيّ الذي يحمل دالالت الوجدان واإلحساس وال ّشعور( .بصمة ال ّنفس اإلنسانيّة)..ولع ّل الوظيفة الرئيسة للفن هي تهذيب ال ّنفس البشريّة ،و االرتقاء بها إلى أعلى مراتب التعبير الجماليّ .من قديم عبّر ويعبّر الفن عن الهُويّةوفي معظم المجتمعات القديمة الكبرى كانت ُتـعرف هوية اإلنسان من خالل األشكال الفنية التعبيرية التي تد ّل عليه كما في نماذج مالبسهُ ، وطـرُزها ،وزخرفة الجسم ،وتزيينه ،وعادات الرقص ،أو من االحتفالية ،أو الرمزية الجماعية اإلشاراتية التي كانت تتمثل في التوتم (مادة) الذي يدل علي قبيلته أو عشيرته .وكان التوتم يُـزخرف بالنقش ليروي قصة أسالفه ،أو تاريخهم .وفي المجتمعات الصغيرة كانت الفنون تعبر عن حياتها ،أو ثقافتها ..فكانت االحتفاالت ،والرقص يعبران عن ْ الخلـق ،أو مواعظ ،ودروس تثقيفية.الكثير من الشعوب كانت سير أجدادهم،وأساطيرهم حول تتخذ من الفن وسيلة لنيْـل العون من العالم الروحاني في حياتهم .وفي المجتمعات الكبرى كان الحكام يستأجرون الفنانين للقيام بأعمال تخدم ا ّتجاههم السياسي ،كما كان في بالد األنكا بأمريكا الالّتينية؛ فلقد كانت الطبقة الراقية ُتـقبل على المالبس،والمجوهرات ،والمشغوالت المعدنية 1
منشورات مدونة األدب العربي www.facebook.com/homamkabany2011
الخاصة بزينتهم إبان القرنين 15م .و 16م .لتدل على وضعهم االجتماعي ،بينما كانت الطبقة الدنيا تلبس المالبس الخشنة والرثة. الفنون في نسيج حياتنا المعاصرة وحاليا نجد أن الفنون ُت ّ وظف في المجتمعات الكبرى لغرض تجاري ،أو سياسي ،أو ديني ،أو ثقافي ،أو إشهاري ،وتخضع للحماية الفكرية..وإنْ كان هذا ْ بشكل واسع لع ّدة عوامل موضوعية ،وأخرى غير نسبيا ،حيث عملية القرصنة انتشرت موضوعية ،ال ي ّتسع مجال هذا الكتاب لعرْ ضها ،وتحليلها. تعدّدت أنـــــــواع الفنون الفنون ،منها ما ساير التاريخ منذ القِدم ،ومنها ما ظهر حديثا .اليوم هناك فنون جميلة مثل التصوير ،والنحت ،والحفر ،والعمارة،والرسم .وهناك فنون كالموسيقى،واألدب ،والرقص، والمسرح .كما ظهر في السبعينيات مصطلح الفنون اإلعالمية ،وهي تشمل فن السينما،وفن الفيديو ،وفنون إلكترونية ،وفنون األنترنت .وكذلك فن اإلشهار المعاصر.كما أنّ هناك فنونا ص ْنع الفخار،والنسيج،والطبخ ،والفنون الغير مادية نجدها في مادية كالرسم،والنحت،والزخرفة،و ُ الموسيقي ،والرقص ،والدراما المسرحية ،واإلبداع القصصي والروائي.وهناك فنون بصرية كالرسم ،والنحت،والعمارة،والتصوير ،وفنون زخرفية ،وأعمال يدوية وغيرها من األعمال المرئية. المعنى العام للفن إن الفنّ بالمعنى العام هو جملة القواعد ال ُم ّتبعة لتحصيل غاية معيّنة :جماال كانت ،أو خيرا ،أو الجمالُ ،سمّي بالفنّ الجميل ،وإذا كانت تحقيق الخير منفعة .فإذا كانت هذه الغاية هي تحقيق ِ ُسمّي الفنّ بفنّ األخالق ،وإذا كانت تحقيق المنفعة ُسمّي الفن بفنّ الصناعة. قديما ..تزاوج الفن بالصناعة لئن كان المصطلح القديم في العربية يعني بكلمة "الفن" "صناعة" فكل ما اقترن بكلمة "فن" وبخاصة ما له عالقة بالفنون الجميلة كالخط،والشعر مثال عرّ فه المسلمون والعرب "بالصناعة" ،حيث كانوا يقولون "صناعة األدب"" ،صناعة الشعر ".وفي صدد الحديث عن األلحان جاء في كتاب "العقد الفريد " البن عبد ربّه قوله في الصفحة السابعة من الجزء الثاني: «وكرهنا أن يكون كتابنا هذا بعد اشتماله على فنون اآلداب ،والحِكم والنوادر ،واألمثال ْ عطال من هذه الصناعة التي هي مُراد النفس»... 2
منشورات مدونة األدب العربي www.facebook.com/homamkabany2011
كما أن العالّمة ابن خلدون أ ّكد هذا االستعمال حينما تح ّدث عن الصنائع وع ّد من جملتها صناعة " الغناء والبناء "...وكذلك ما يُرجع إليه من التزيين واألشكال المجسّمة من الجصّ .. ممّا سبق يتبيّن لنا أن كلمة" صناعة" كانت هي المصطلح المتداول في الحديث والكتابة عن الشعر ،والغناء ،والموسيقى والرسم ،والخط ،والزخرفة ،والتزويق ،والبناء ،والعمارة..التي أُطلق عليها في عصرنا هذا اسم "الفــن". في العصر الحديث ،نجد للفن معنيين كما يشير إلى ذلك معجم الالند الفلسفي: ـــ معنى عام يشير إلى مجموع العمليات التي ُتستخدم عادة للوصول إلى نتيجة معينة. ـــ ومعنى جمالي أو استيطيقي يجعل من الفن كل إنتاج للجمال يتحقق في أعمال يقوم بها موجود واع ،أو متصف " بالشعور" هو الفنان ،فالفن بالمعنى األول كما قال «راموس» هو مجموعة من المبادئ العامة الحقيقية ،النافعة ،المتوافقة ،التي تؤدي في جملتها إلى تحقيق غاية واحدة بعينها .معانيى الفن لدى بعض المفكرين والفن بهذا المعنى ،هو ما يقوم في مقابل «العلم» من جهة ،بوصفه معرفة خالصة ومستقلة عن سائر التطبيقات العلمية ،وما يقوم في مقابل «الطبيعة» من جهة أخرى ،بوصفها قدرة فاعلة تنتج من دون وعي أو تفكير .وأما الفن بالمعنى الثاني ،فهو عملية إبداعية تـ ْنحو نحو غايات جمالية (استيطيقية) ،في حين يستند العلم إلى غائية منطقية ،على حد تعبير الالند. الفن تعبير إنساني تنتفي منه النفعية إن الفن في رأي العديد من الفالسفة وعلماء الفن والجمال هو نشاط يجعل للمتعة صفة «النزاهة الخالصة» التي ال تشوبها شائبة من أغراض ،أو نفعية ،أو مصلحة .وربما كان هذا أيضا هو المعني الذي قصد إليه المفكر األلماني « »Langeحينما عرف الفن بقوله«:إنه مقدرة اإلنسان على إمداد نفسه ،وغيره بلذة قائمة على الوهم ( )illusionمن دون أن يكون له أي غرض شعوري يرمي إليه سوى المتعة المباشرة».وشبيه بهذا التعريف أيضا ما ذهب إليه الفيلسوف اإلنكليزي شلّي ( )Sullyحينما يقول«:إن الفن هو إنتا ُج موضوع له صفة البقاء ،أو إحداث فعل عابر سريع الزوال ،يكون من شانه توليد لذة ايجابية لدى صاحبه من جهة ،وإثارة انطباعات مالئمة لدى عدد معين من النظارة ،أو المستمعين من جهة أخرى ،بغض النظر عن أيّ اعتبار آخر قد يقوم على المنفعة العملية ،أو الفائدة الشخصية». 3
منشورات مدونة األدب العربي www.facebook.com/homamkabany2011
قال عبّاس محمود الع ّقاد: ّ الخط واللون ،ومنه التفنين بمعنى التزيين ،والتزويق ،واألفانين «إن الفن في أصل اللغة :هو بمعنى الفروع أو الضروب ،وهكذا ك ّل ما تع ّدد فيه األشكال واألوصاف مما يُنظر باألعـين أو ّ ّ والحق والفن الصحيح هو الذي يهيئ اللقاء الحق ما ربط بين الجمال يُدرك باألفكار».الفنّ الكامل بين الجمال والحق ،فالجمال حقيقة في هذا الكون ،والحق هو ذروة الجمال ،ومن هنا يلتقيان في القمة التي تلتقي عندها كل حقائق الوجود.ويعرّ فه األستاذ محمد قطب بما يلي: «الفنّ ــ في أشكاله المختلفة ــ هو محاول ُة البشر لتصوير اإليقاع الذي يتل ّقونه في حسّهم من حقائق الوجود ،أو من تصوّ رهم لحقائق الوجود في صُورة جميلة م ّ ُؤثرة».وهذا اإلمام عبد الحميد بن باديس يقرّ ب إلى أذهاننا مفهوم الفن وهو يتح ّدث عن الفن األدبي...«.الفن هو إدراك صفات الشيء على ما هي عليه من حُسْ ن ،وقُبْح إدراكا صحيحا ،والشعور بها كذلك شعورا صادقا ،والتصوير لها تصويرا مطابقا بالتعبير عنها بعبارات بليغة في اإلبانة ،والمطابقة للحال، ذلك هو الفن األدبي».الفن يعبّر عن الواقع بلمسات الجمال من ذلك ي ّتضح أن الفنّ هو تحويل للواقع بواسطة أساليب تعبيرية ،وأدائية من نوع خاص ،وسواء أكان الفن عملية تحويل ،أو عملية رمز ،أو هروب من الواقع ،أو تسام عليه ،فال يه ّم ذلك..إنما المه ّم أنه انتقال من حقيقة عادية شائعة إلى عالم يفوق الواقع ي ّتصف بالجمالية ،وحُ سْ ن ّ الذوق. الفنون في حياتنا إن الفنون نتاجات إنسانية ضرورية تفرضها ضرورات غريزية في النفس البشرية ،وهي وسيلة أساسية للتعبير والتواصل بين البشر ،كما أنها أداة لصناعة الجمال والتزيين لش ّتى مناحي الحياة اإلنسانية.إن الفنون تحمل خبرات وتجارب الحياة،وذلك فهي وسيلة راقية لتنوير وتعليم اإلنسان ،وتربية ذوقه ،وحسّه الجمالي..إن الشعب الذي تنمو فيه الفنون واآلداب هو شعب متطوّ ر.إن قيمة الفنون في حياتنا ليست موضع شكٍّ ،أو خالف..فك ّل إنسان مفطور بطبْعه على محبّة الفنون ،فهو يحسّ في أعماقه باالنجذاب إليها ،على أساس أنها مجلبة ّ للذة والسّرور، ّ والحق ،والفضيلة ..والفن هو محاكاة الجمال والنفس ميّالة بفطرتها إلى الخير،والجمال، الطبيعي وصناعته.الفن أداة السّموّ واإلمْ تاع..ووسيلة لح ْفظ الهويّة ومن هنا فإن الفن أداة للسموّ بالمجتمع ،وإمتاعه ،وإقناعه وخدمته ،حيث يمثل الفن جزءا من ثقافة أي أمة من األمم .وقد عرفت الثقافة اإلسالمية فنونا قولية وشعبية انتشرت في البالد العربية واإلسالمية وخاصة فنون الشعر الغنائي ،والنثر الفني ،والسير الشعبية ،والقصص الخيالية ،والتاريخية ،فضال عن فنون 4
منشورات مدونة األدب العربي www.facebook.com/homamkabany2011
الهندسة المعمارية ،والرسم ،والخط ،والزخرفة سواء على الورق ،أو الجدران ،أو المحاريب، أو مداخل القصور والمساجد ..وغير ذلك.بيد أن االحتكاك مع حركات االستعمار األوروبي وطالئع التنصير والثقافة الغربية مهّدت الزدهار فنون جديدة كانت معرف ُة المسلمين بها محدودة ،أو غير واضحة مثل المسرح ،والسينما واألوبرا ،ومؤخرا دراما التليفزيون ،وكلها تقوم على العنصر الدرامي( :الحكاية والصراع في داخلها ،أو الحوار بين شخوصها). تعددت تصانيف الفنون تعدد رؤى المفكرين في رأينا أقرب التصانيف إلى الفهم والتحديد هي كالتالي: 1ــ الفنون السمعية أسْ بق الفنون وتض ّم: •
فن الترتيل
•
فن الموسيقى
•
فن الغناء.
* فنّ اإلنشاد •
فنّ المو ّشحات..شعر جميل يحلّق بأجنحة الغناء
2ــ الفنون البصرية ..بصمة الهويّة..وسرّ اإلبداع ،وتض ّم: •
فنّ العمارة
•
فنّ ال ّنحت
•
فنّ النقش
•
فنّ الفسيفساء
•
فنّ الخزف
•
ّ الخط فنّ
•
فن الزخرفة
5
منشورات مدونة األدب العربي www.facebook.com/homamkabany2011
•
فن المنمنمات
•
فنّ الرّ سم
•
الكاريكاتير فنّ الجميع
3ــ الفنون السمعية البصرية: •
فن الرسوم المتحركة
•
فن المسرح
•
فن السينما
•
فن الموسيقا
•
فن الغناء
•
فن اإلنشاد
4ــ الفنون القولية..أداتها الكلمة ،وتض ّم: •
الكلمة الطيّبة
•
فنّ الشعر
•
فنّ القصّة
•
فنّ القصّة الطويلة (الرواية)
•
فنّ الخطابة
المراجع: []1أ.أحمد محمد عوف.موسوعة حضارة العالم/فنون. [ ]2ــ مدخل إلى فنّ اإلنشاد .سلسلة :شرفات على بحور المعرفة.إنتاج :جهاز أنسام الصباح للتربية الفنية باالشتراك مع شبكة المجرة اإلخبارية.جانفي .2011
6
منشورات مدونة األدب العربي www.facebook.com/homamkabany2011
[]3ــ د.رمضان الصباغ.العالقة بين الجمال واألخالق في مجال الفن.عالم الفكرــ الكويت/المجلد السابع والعشرون.العدد األول.سبتمبر1988 [ ]4ــ ابن عبد ربّه .العقد الفريد الجزء الثاني. []5ــ العالمة ابن خلدون.المقدمة.ط 4دار القلم.بيروت. []6ــ أ.عباس محمود العقاد .ساعات بين الكتب(الفنان أو معاني الكلمات) [ ]7ــ أ.محمد قطب.منهج الفن اإلسالمي.دار الشروق/بيروت [ ]8ــ د.عمار طالبي.النزعة اإلنسانية والجمالية عند ابن باديس.مجلة األصالة العدد السابع.السنة الثانية.ماي/أفريل 1972 []9ــ د.عبد العزيز عتيق.في النقد األدبي.ط 1972 2دار النهضة العربية بيروت.
7