زبدة العقيدة

Page 1


‫زبـ ـ ــدة العقي ـ ــدة‬ ‫ج ـ ــع وتع ــليـق‪:‬‬

‫د‪ .‬أبي هّم ماـم البلقماوي‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫الدم ـ ـ ــد ل ـ ـ ـ ندم ـ ـ ــده ونس ـ ـ ــتعينه‬ ‫ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بال مـن شــرور أنفسـنا‬ ‫ومن سيئات أعدمالنا‪ ،‬مــن يهــده الـ فل‬ ‫مضــل لــه‪ ،‬ومــن يضــلل فل هــادي لــه‪.‬‬ ‫وأش ـ ـ ــهد أن ل إل ـ ـ ــه إل الـ ـ ـ ـ وح ـ ـ ده ل‬ ‫شـ ـ ـريك ل ـ ــه‪ ،‬وأش ـ ــهد أن مدم ـ ــداً عب ـ ــده‬ ‫ورسوله‪.‬‬ ‫) يَــا َأيـَّهـ اـ الّـِذيـَن آَم نُ ـواْ اتـُّقـ وـاْ اللّ ـَه‬ ‫َح ّقـ تـَُق اـتِ​ِه َولَ َتُـوتُّن إِلّ َوَأنتُـ م ّم ْس ـ لِـُدم وـَن‬ ‫س‬ ‫‪‬آل عدمران‪ ) .102ِ ّ:‬يَـا َأيـَّه اـ النّــا ٍُ‬ ‫اتـُّقـ وـاْ َربُّك ـ ُ مـ الـ ـذيـ َخ لَـَق ُك ـ ـ مـ ّمـ ـ نـ نـّْفـ سـ‬ ‫ث ِم نـُْه َدم ـاـ‬ ‫َواِحـ َد ـٍةـَوَخ لَـَق ِم نـَْه اـ َزْوَج َه ـاـَو بَـ ّ‬ ‫ِرَجـ اـلً َك ثِـري ـاً َو نـَِس ـ اـء َواتـُّقـ وـاْ اللّـ ـَه الّـ ـِذيـ‬ ‫تَ​َس ـ ـ اـءُلوَن بِـ ـ ـِه َوالَْرَح ـ ـ اـَمإِّن اللّـ ـ ـَه َكـ ـ ـ اـَن‬ ‫َعلَْيُك ـ ْ مـ َرِقيب ـاً ‪‬النســاء‪ ) .1:‬يَــا َأيـَّهـ اـ‬ ‫الّـ ـ ـِذيـَن آَم نُ ـ ـ ـوا اتـُّق ـ ـ وـا اللّـ ـ ـَه َو قُـولُـ ـوا ق ـَ ــْولً‬ ‫صـ لِـْح لَُكـ ْ مـ أَْع َدم ـ اـلَُك ْ مـ َو يـَْغِف ـْرـ‬ ‫َس ـ ِدـيـداً ‪ .‬ي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫لَُك ـ ْ مـ ذُنُــوبَُك ْ مـ َو َم ـ ـ ِنـ يُط ـ ْعـ اللّـ ـَه َوَرُس ـ وـلَهُ‬ ‫فـَق ـ ْدـ فَـ ــاَز فـَــْوزاـً َعظ يـدم ـ ـاً ‪‬الح ـ ـزاب‪:‬‬ ‫‪.71-70‬‬ ‫أما بعد‪:‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(2‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫فإن أصدق الــديث كتــاب الــ‪،‬‬ ‫ي مدمد صلى ال عليــه‬ ‫وخري الدي هد ُ‬ ‫وس ــل م‪ ،‬وش ـ ـ ّر الم ـ ــور م ـ ــدثاُت اــ‪ ،‬وُك ّلـ‬ ‫ُم ّد ـثـ ـٍة بدعــة‪ ،‬وك ل بدع ـٍة ضــللة‪ ،‬وك ل‬ ‫ضللة ف النار‪.‬‬ ‫لق ـ ــد أص ـ ــيبت الم ـ ــة فـ ـ ـ ه ـ ــذه‬ ‫الزمنــة بهــل عدميــق حــت أصــبح النــاس‬ ‫ينهــون عــن العــروف‪ ،‬ويـأمرون بــالنكر‪،‬‬ ‫ويتج ـ ـ ـ ــون بالق ـ ـ ـ ــدر عل ـ ـ ـ ــى العاص ـ ـ ـ ــي‪،‬‬ ‫ويع ــادون أولي ــاء ال ــ‪ ،‬ويب ــون أع ــداءه‪،‬‬ ‫ويصــرفون أنواعــا كــثرية مــن العبــادة لغري ـ‬ ‫الـ‪ .‬ومع كـل ذلـك قـّل الرشدون وكثر‬ ‫اللبس ــون‪ ،‬وراق ذل ــك للطـ ـواغيت ولــن‬ ‫يق ــف خلفه ــ م م ــن اليه ــود والنص ــارى‪،‬‬ ‫فظهــر جيـل مـن )الـدعاة( نظّـروا للباطـل‬ ‫وأهله؛ فنشروا عقيدة فاسدة تــدف إلـ‬ ‫تـ ــدير المـ ــة وقتـ ــل روح القاوم ــة فيهـ ــا‬ ‫وهي التلـة علـى كـل مسـتوى وف كـل‬ ‫صعيد‪.‬‬ ‫إن التابع لواقع المة يـرى ‪ -‬ول‬ ‫الدمد والنة‪ -‬نوعا من التدمــايز؛ فــاليهود‬ ‫والنص ـ ــارى وطـ ـ واغيت الك ـ ــ م وعلدم ـ ــاء‬ ‫الســوء فـ صــف وأهــل التوحيــد والهــاد‬ ‫ف ـ الصــف القاب ــل‪ .‬الفري ق الول ينع ــ م‬ ‫بــالموال والــبيوت الفاره ة أمــا الخــرون‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(3‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫فدمطاردون وف السجون ومضّيق عليهــ م‬ ‫فـ ـ أرزاقه ــ م‪ .‬علدم ــاء الس ــوء التس ــلقون‬ ‫يؤلفــون كتبهــ م وفقــا لطــالب الطـواغيت‬ ‫تشويش ــا للم ــة وصــدا ع ــن س ــبيل ال ـ ـ‬ ‫وتليل لبطـ ــش الط ـ ـواغيت بأوليـ ــاء ال ـ ـ‬ ‫وطدمعــا ف ـ ترقيــة مــن هنــا أو مغندمــا مــن‬ ‫هناك‪ ،‬أما أهل الق فقد نذروا أنفسه م‬ ‫لنشر التوحيد و كشف الشبهات وبث‬ ‫روح الهاد وقدمع البدع والبتدعي‪.‬‬ ‫وف هــذا الســياق أعجبن ـ صــنيع‬ ‫الش ـ ــيخ م ـ ــدحت آل ف ـ ـ ـراج ف ـ ـ ـ كت ـ ــابه‬ ‫)التختص ـ ـ ــر الفي ـ ـ ــد ف ـ ـ ـ ـ عقائ ـ ـ ــد أئدم ـ ـ ــة‬ ‫التوحيــد( وخصوصـا مــا خلــص إليــه ف ـ‬ ‫نايـ ـ ــة كـ ـ ــل بـ ـ ــاب مـ ـ ــن فوائـ ـ ــد اسـ ـ ــاها‬ ‫)ملتخـ ــص مفيـ ــد لهـ ــ م مسـ ــائل وفوائـ ــد‬ ‫الب ـ ــاب‪ (...‬ول ــا ك ـ ــانت الم ـ ــة باج ـ ــة‬ ‫ماسة إل معرفة التوحيد وما يضــاده مــن‬ ‫الش ــرك‪ ،‬وك انت ه ــذه الفوائ ــد متص ــرة‬ ‫يستطيع الكـل قراءتـا بـوقت قليـل‪ ،‬فقـد‬ ‫عزمـ ت عل ــى جعه ــا وضــ م بعض ــها إل ـ‬ ‫بعض وإخراجها ف كتيب صغري أســيته‬ ‫) زب ـ ـ دة العقيـ ـ ــدة( لينتفـ ـ ــع منـ ـ ــه النـ ـ ــاس‬ ‫ويعرف وا الغايــة الــت لجلهــا خلق ـوا )ومـا‬ ‫خلقـ ـ ــت الـ ـ ــن والنـ ـ ــس إل ليعبـ ـ ــدون(‬ ‫ال ـ ـ ــذاريات ‪ .56‬وفـ ـ ـ بع ـ ـ ــض الواض ـ ـ ــع‬ ‫قدمـ ــت بكتابـ ــة تعليـ ــق متصـ ــر توض ــيحا‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(4‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫لبع ـ ــض العب ـ ــارات أو ضـ ـ ـربا للمثل ـ ــة أو‬ ‫تبيانا لسبيل من سبل الرمي‪.‬‬ ‫اسـ ــأل ال ـ ـ سـ ــبحانه وتعـ ــال أن‬ ‫يغفــر ل ـ الزلة وان يعظــ م ل ـ الجــر وان‬ ‫يغف ــر لـ ـ ولوال ــدي وســائر إخـ ـوان م ــن‬ ‫ال ـ ــؤمني والؤمن ـ ــات‪ .‬وآخ ـ ــر دعوان ـ ــا أن‬ ‫الدمد ل رب العالي والصــلة والســلم‬ ‫على سيد النبياء والرسلي‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(5‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫أصــول التــوحيــد والميم ــمان‬ ‫والـس ــلم‬ ‫حقيقة الـسلم وشروط قبوله‬ ‫ الـس ـ ـ ــلم ‪ :‬ه ـ ـ ـ ــو الستس ـ ـ ـ ــلم لـ ـ ـ ـ ـ‬‫بالتوحيــد‪ ،‬و النقيــاد لــه بالطاعــة‪ ،‬و الـباءة مــن‬ ‫الشرك و أهله‪.1‬‬ ‫مجرد اليتيمان بلفظ الشــهمادة‪ ،‬مــن غريـ‬‫علــ م بعناهــا‪ ،‬ول عدمــل بقتضــاها‪ ،‬ل يكــون بــه‬ ‫الكلف مسلدما بالجاع‪.2‬‬ ‫‪ -11‬قبـل هـذا كـمان المؤلف قـد أورد عبـماريتين وقد‬

‫اجتهــدت بنقلهمــما إلــى هنــما‪ ,‬وهمــما‪" -1:‬لق ــد عل‬ ‫الش ــرك الرض‪ ،‬م ــن أقص ــاها إلـ ـ أقص ــاها قبي ــل قي ــام‬ ‫دعوة الشيخ الدد المام مدمـد بـن عبـد الوهاب"رحه‬ ‫ال ـ تعــال"‪" -2 .‬مــن أعظــم أـســبماب عــودة الشــرك‪:‬‬ ‫دوران النـ ــاس م ـ ــع اللفـ ــاظ الـ ــردة دون الوق ــوف مـ ــع‬ ‫الع ـ ــان‪ ،‬ال ـ ــت ترتب ـ ــت عليه ـ ــا الحك ـ ــام‪ ،‬وأناطه ـ ــا بـ ــا‬ ‫الشارع الكي م"‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(6‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ الق ـ ـرار بتوحيـ ــد الربوبيـ ــة‪ ،‬ل يكـ ــون‬‫النسان به مسلدما‪ ،‬حت يلتزم بتوحيد اللوهية‪،‬‬ ‫الذي يتدميز به السل م عن الشرك‪.‬‬ ‫ ل يصــح ديــن الســلم إل بـمالبراءة مـن‬‫الطواغيت العبودة من دون ال‪ ،‬وتكفريه م‪.‬‬ ‫‪ -2‬وح ت يتضــح المــر نقــول انــه ل يصــح الميــان إل‬ ‫بعدم ــل ال ـوارح وقــول اللس ــان؛ فالنس ــان ال ــذي ينط ــق‬ ‫الشهادتي بلسانه ث ميوت من فوره ‪ -‬أي لـ يتــوفر لــه‬ ‫وقت للقيام بأي عدمل من أعدمال السلم ‪ -‬نك م له‬ ‫بالسلم وله أحكــام الســل م مــن تكفيـ وصلة ودفــن‬ ‫فـ ـ مق ــابر الس ــلدمي)أي لن ــا ظ ــاهره ونك ــل ب ــاطنه إلـ ـ‬ ‫الــ(‪ ...‬أمــا لــو نطــق بالشــهادتي ومضــى عليــه وقـت‬ ‫ميكــن فيــه أن يعدمــل مــا افتضـه ال ـ عليــه مــن أعدمــال‬ ‫السلم كصلة و‪ ....‬ول يعدمل شيئا مــع عــدم وجود‬ ‫موانع معتـبة شـرعا تنعـه مـن القيـام بـذه العدمـال فـانه‬ ‫ل يعــد عنــدها مســلدما ‪.‬وك ذلك لــو نطــق بالشــهادتي‬ ‫واقــتف عدمل أو قــول مرج ا مــن اللــة ل يعــد مســلدما‬ ‫فل ينفعــه النطــق بالشــهادتي مــادام مســتدمرا فـ أعدمــاله‬ ‫أو أقواله الكفرية‪ .‬إذاً مرد التيان بلفظ الشــهادة‪ ،‬مــن‬ ‫غري ـ علــ م بعناهــا‪ ،‬و ل عدمــل بقتضــاها‪ ،‬ل يكــون بــه‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(7‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫***‬ ‫حقيقة التوحيد وأركمانه ومقتضيمايته‬ ‫وأنواعه‬ ‫ اللـــه‪ :‬هـ ــو العبـ ــود‪ ،‬هـ ــذا هـ ــو معنـ ــاه‬‫العروف بإجاع أهل العل م‪.‬‬ ‫ العبمادة‪ :‬اس م جامع لكــل مــا يبــه الــ‪،‬‬‫من القوال والعدمال‪ ،‬الباطنة والظاهرة‪.‬‬ ‫ العبــمادة‪ :‬ه ــي التوحي ــد‪ ،‬لن الص ــومة‬‫بي ـ الرسل‪ -‬صــلوات ال ـ و ســلمه عليهــ م‪ -‬و‬ ‫أمه م كانت فيه‪.‬‬ ‫ العب ـ ــمادة ل يتس ـ ــمى عب ـ ــمادة إل م ـ ــع‬‫التوحيــد‪ ،‬ول تص ــل إل ب ــالكفر بالط ــاغوت‪،3‬‬ ‫الكلف مسلدما‪.‬‬ ‫‪ -33‬من اخطر الطواغيت ف حاضــر المــة الســلمية‬ ‫هــ م ط ـواغيت الكــ م الــذين عطل ـوا شــرع الــ؛ لــذا ل‬ ‫يصـ ــح المي ـ ــان بـ ــال إل بـ ــالكفر بـ ــ م وب ــا ه ـ ــ م عليـ ــه‬ ‫وببغضه م وعداوت م وأيضا بغض من يواليه م ومبة مــن‬ ‫يعاديه م لجل ال‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(8‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫فإذا خالطها الشرك أفسدها‪ ،‬لن اجتنابه شرط‬ ‫ف صحتها‪.‬‬ ‫ من خصمائص اللهية‪ :‬الكدمــال الطلــق‬‫مــن جيــع الوجوه‪ ،‬الــذي ل نقــص فيــه بــال؛ و‬ ‫ذلــك يقتضــي إف ـراد ال ـ بالعبــادة وحده دون مــا‬ ‫سواه‪.‬‬ ‫ إفراد الـ بمالعبـمادة‪ ،‬ثــابت لـ عقل‪ ،‬و‬‫شـرعا‪ ،‬و فطـرة‪ .‬والشــرك‪ :‬مسـتقر قبحــه فـ كـل‬ ‫فط ــرة وعق ــل‪ ،‬ومــال أن تي ــء ب ــه ش ـ ـريعة م ــن‬ ‫الشرائع‪.‬‬ ‫ أصــول التوحيــد العاصــدمة مــن الشــرك‬‫والتندي ـ ـ ـ ــد‪ ،‬قـ ـ ـ ــد اتفقـ ـ ـ ــت عليهـ ـ ـ ــا الرس ـ ـ ـ الت‪،‬‬ ‫وتطابقت عليهــا النبـوات‪ ،‬ومن ثـ فل يســع أي‬ ‫عب ـ ــد فيه ـ ــا إل التب ـ ــاع ال ـ ــض‪ ،‬دون البت ـ ــداع‬ ‫والجتهاد‪.‬‬ ‫ م ــن عب ــد غريـ ـ الـ ـ فه ــو مش ــرك‪ ،‬و لــو‬‫نطق بـ"ل إله إل ال"‪ ،‬لنــه تكلــ م بــا لـ يعدمـل‬ ‫به‪ ،‬ول يعتقد ما دل عليه‪ ،‬و ل يق م با يقتضــيه‬ ‫من التوحيد والخل‪.‬ص‪.‬‬ ‫ الصـ ـ ــدق والخل ص متلزم ـ ــمان‪ ،‬ل‬‫يوجـ د أح ــدها ب ــدون الخ ــر ‪ .‬فدم ــن ل ـ ـ يك ــن‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(9‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ملصــا فهــو مشــرك‪ ،‬ومـن ل ـ يكــن صــادقا فهــو‬ ‫منافق‪.‬‬ ‫***‬ ‫كيفية الميممان بمالرـسمالة‬ ‫ حماجة النــماس إلــى الرـسل ضــرورمية‪ ،‬إذ‬‫ل ميكن معرفة تفاصـيل الوامــر والنـواهي وعامــة‬ ‫الشرائع إل عن طريقه م‪.‬‬ ‫إذا ذهبت آثــار الرسالة مــن الرض أقمام‬‫ال القيمامة‪.‬‬ ‫ الغمامي ــة م ــن إرـســمال الرـســل‪ :‬إفرادهـ ــ م‬‫وح ده م بالطاعــة الطلقــة والتابعــة‪ ،‬فــإذا كــانت‬ ‫الطاعة لغريه م‪ ،‬لـ تصـل الفائــدة القصـودة مــن‬ ‫إرسال م‪.‬‬ ‫ التوحيـ ـ ــد يتضـ ـ ــدمن ويسـ ـ ــتلزم‪ :‬يتحكي ـ ــم‬‫الرـسول‪ -‬صــلى الـ عليــه و ـســلم‪ -‬فــي كــل‬ ‫مــوارد الن ـزاع‪ ،‬وهـ ذا ه ــو مقتض ــى الش ــهادتي‪،‬‬ ‫ولزمها الذي ل بد منه‪.‬‬ ‫ التحماكم إلى غير الرـسول‪ -‬صلى ال‬‫عليه و ـسلم‪ -‬مفسد و مبطل للميممان به‪.‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(10‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫لق ــد حس ــ م الن ــب – ص ــلى الـ ـ علي ــه و‬‫س ـ ــل م‪ -‬ك ـ ــل وسـ ــائل و مـ ـ ـواد الش ـ ــرك‪ ،‬ليبق ـ ــى‬ ‫التوحيد خالصا‪.‬‬ ‫ بُعـث النــب‪ -‬صــلى ال ـ عليــه و ســل م‪-‬‬‫بأش ـ ــد الش ـ ـ ـرائع ف ـ ـ ـ التوحي ـ ــد‪ ،‬و أس ـ ــحها ف ـ ـ ـ‬ ‫العدمل‪.‬‬ ‫ شـ ـمايتم الرـســول‪ -‬ص ــلى الـ ـ علي ــه و‬‫ـسلم‪ -‬كــمافر بمالجمــماع‪ ،‬و مــن شــك فـ كفــره‬ ‫كفر‪.‬‬ ‫ مــن أبغــض شــيئا مــا جـاء بــه الرسول –‬‫صلى ال عليه و سل م‪ -‬كفر و لو عدمل به‪.‬‬ ‫ مـ ــن اعتقـ ــد أن بعـ ــض النـ ــماس ميسـ ــعه‬‫الخــروج عــن ش ـرميعة محمــد بــن عبــد ال ـ –‬ ‫صلى ال عليــه و ـســلم ‪ -‬فقــد كفــر‪ ،‬و خلــع‬ ‫ربقة الـسلم عن عنقه‪.‬‬ ‫ أجــع العلدمــاء‪ :‬علــى كفــر مــن اـســتهزأ‬‫بمال‪ ،‬أو بكتمابه‪ ،‬أو برـسوله‪ -‬صــلى الـ عليــه‬ ‫و ـســلم‪ ،-‬أو بـدمينه‪ ،‬و لــو كــمان هــمازل‪ ،‬و لــم‬ ‫ميعتقد حقيقة الـستهزاء‪.‬‬ ‫***‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(11‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫أصول الميممان ومقتضيمايته ولوازمه‬ ‫ الميمــمان قــول وعمــل‪ ،‬ميزميـد بمالطماعــة‬‫ومينقــص بمالمعصــية‪ ،‬ومحلــه‪:‬القلــب والجــوارح‬ ‫معما بإجمماع السلف‪.‬‬ ‫العم ــمال داخل ــة ف ــي مس ــمى الميم ــمان‪،‬‬ ‫بإجمماع الصحمابة‪ ،‬والتمابعين‪- .‬‬ ‫ العدمــال الصــالة علــى ال ـوارح تكــون‬‫على قدر ما ف القلب من الميان‪.‬‬ ‫ الميــان الطلــق‪ ،‬الــذي يســتحق صــاحبه‬‫النة‪ ،‬و النجــاة مـن النريـان هــو‪ :‬فعــل الواجبــات‬ ‫و ترك الرمات‪.‬‬ ‫ مطل ـ ـ ـ ــق المي ـ ـ ـ ــان‪ :‬التي ـ ـ ـ ــان بالرك ـ ـ ان‬‫الدمس ـ ـ ــة‪ ،‬والعدم ـ ـ ــل ب ـ ـ ــا باطن ـ ـ ــا وظ ـ ــاهرا‪ ،‬م ـ ـ ــع‬ ‫الخلل ببعض الواجبات؛ و هذا الميان يعــل‬ ‫صاحبه ف الشيئة اللية‪.‬‬ ‫ التوحيـ ـ ــد‪ :‬هـ ـ ــو أصـ ـ ــل الميمـ ـ ــمان و‬‫أـسماـس ـ ــه‪ ،‬ال ـ ــذي تص ـ ــلح ب ـ ــه جي ـ ــع العدم ـ ــال‪،‬‬ ‫وتفسـ ــد بفسـ ــاده بإجـ ــاع السـ ــلدمي‪ .‬وف ـ هـ ــذا‬ ‫الصل وقع النزاع‪ ،‬وله ُش رـع الهاد‪ ،‬وبه انقســ م‬ ‫العباد إل مؤمني وكافرين‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(12‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ الميمـ ــمان ل ـ ــه أص ـ ــل وش ــعب‪ .‬فأص ـ ــله‬‫التوحيــد‪ .‬وشـعبه‪ :‬الطاعــات‪ .‬والكفــر لــه أصــل‬ ‫وشعب‪ .‬فأصله‪ :‬الشرك‪ .‬وشعبه‪ :‬العاصي‪.‬‬ ‫ من سـوى بيـ أصـل الميـان وشعبه‪ ،‬أو‬‫أصل الكفر وشعبه‪ ،‬ف الساء والحكــام‪ ،‬فهــو‬ ‫مـ ــالف للكتـ ــاب والسـ ــنة‪ ،‬وخ ـ ارج عـ ــن سـ ــبيل‬ ‫سـ ــلف المـ ــة‪ ،‬وداخـ ــل ف ـ ـ عدمـ ــوم أهـ ــل البـ ــدع‬ ‫والهواء‪.‬‬ ‫ ل ميل ــزم م ــن قي ــمام ش ــعبة م ــن ش ــعب‬‫الميمــمان بعبــد أن ميكــون مؤمنــما‪ ،‬حــت يقــوم بــه‬ ‫أصــله؛ ول مــن قيــام شــعبة مــن شــعب الكفــر أن‬ ‫يكون كافرا‪ ،‬حت يقوم به أصله‪.‬‬ ‫ الس ــتثناء ف ـ المي ــان ج ــائز باعتب ــارين‪:‬‬‫باعتبار الوافاة‪ .‬وباعتبار الخلل ف العدمل‪.‬‬ ‫ الســتثناء فـ الميــان شـّك اًـ مــرم بإجــاع‬‫السلدمي‪.‬‬ ‫ كلمــما ازداد العبــد إميممانــما قــوي خــوفه‬‫مـ ــن الكفـ ــر والنفـ ــماق‪ ،‬وعل ـ ــى حس ـ ــب ض ـ ــعفه‬ ‫يكون أمنه من سوء الاتة‪.‬‬ ‫***‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(13‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫الحكم ل وحده‪ ،‬وحكم من بدل‬ ‫شرائع الـسلم أو حكم بغير مما انزل ال‬ ‫ الطــماغوت ‪ :‬مــا تــاوز بــه العبــد حــده‪،‬‬‫من معبود‪ ،‬أو متبوع‪ ،‬أو مطاع‪ .‬فطماغوت كــل‬ ‫قـوم مـن ميتحـماكمون إليـه غيـر الـ و رـسوله ‪-‬‬ ‫صــلى ال ـ عليــه وـسـلم‪ -‬أو يعبــدونه مــن دون‬ ‫ال ــ‪ ،‬أو يتبع ــونه عل ــى غريـ ـ بص ــرية م ــن ال ــ‪ ،‬أو‬ ‫يطيعونه ف ما ل يعلدمون أنه طاعة ل‪.‬‬ ‫ يتحكي ــم الق ــوانين الوضــعية‪ :‬يتحكي ــم‬‫للطواغيت‪.‬‬ ‫ النظــ م التخالفــة لشــرع ال ـ الــت وضعت‬‫للتحــاك م إليهــا مضــاهاة لتشـريع الــ‪ ،‬داخلــة فـ‬ ‫معن الطاغوت‪.‬‬ ‫ ص ـ ــفة الكف ـ ــر بالط ـ ــاغوت ‪ :‬ان تعتق ـ ــد‬‫بطلن عبادة غري ال‪ ،‬وتتكهــا‪ ،‬وتبغــض أهلهــا‪،‬‬ ‫وتعاديه م‪.‬‬ ‫ كــل مــن حكــم بغيــر شــرع ال ـ فهــو‪:‬‬‫طماغوت ‪.‬‬ ‫ ل ميصح دميــن الـســلم إل بــالباءة مــن‬‫الطواغيت‪ ،‬وتكفريه م‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(14‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ م ـ ــن م ـ ــدح الط ـ ــواغيت‪ ،4‬أو ج ـ ــادل‬‫عنهــ م‪ ،‬خــرج مــن الســلم‪ ،‬و لــو كــان صــائدما‬ ‫قائدما‪.‬‬ ‫ من عرف معن)ل إلــه إل الــ(‪ ،‬عــرف‪:‬‬‫أن مــن شــك‪ ،‬أو تــردد ف ـ كفــر مــن أشــرك مــع‬ ‫ال غريه‪ ،‬أنه ل يكفر بالطاغوت‪.‬‬ ‫ التوحيـ ــد ‪ :‬هـ ــو الكفـ ــر بكـ ــل طـ ــاغوت‬‫معبود من دون ال‪.‬‬ ‫التحماكم إلى الطماغوت‪ ،‬إميممان به‪.‬‬‫ من أطماع العلمماء والمراء فـ تري مـا‬‫أحــل الــ‪ ،‬أو تليـل مــا حرمه الــ‪ ،‬فقـد اتـذه م‬ ‫أربابا من دون ال‪.‬‬ ‫ إذا ك ــانت الحكومــة يتحكــم بغيــر مــما‬‫أنزل ال‪ ،‬فهي حكومة غري إسلمية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ق ـ ــال أب ـ ــو مدم ـ ــد القدس ـ ــي ‪ :‬لي ـ ــس ك ـ ــل م ـ ــدح‬ ‫للطاغوت كفرا فدمـن مـدح شــجاعته أو كرمه إن كـان‬ ‫إنســانا ل ـ يكفــر وإنــا يكفــر إن مــدح دينــه الكفــري أو‬ ‫مدح دعوى ربوبيته أو مدح عبادته ونو ذلك‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(15‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ مــن ل ـ يــرد مســائل الن ـزاع إل ـ الكتــاب‬‫والس ـ ـ ــنة فلي ـ ـ ــس ب ـ ـ ــؤمن حقيق ـ ـ ــة‪ ،‬ب ـ ـ ــل م ـ ـ ــؤمن‬ ‫بالطاغوت‪ ،‬لخلله بشرط من شروط الميان‪.‬‬ ‫ الـ ـ ـذمين جعل ـ ــوا الق ـ ــوانين الوضـ ــعية‪،‬‬‫بـتريتيب و يتخضـيع كفـمار‪ ،‬و إن قــالوا‪:‬أخطأنــا‪،‬‬ ‫وحك م الشرع أعدل‪.‬‬ ‫ التشرميع حــق لـ وحده‪ ،‬فدمــن احتكــ م‬‫إل غري شرع الـ‪ ،‬مـن سـائر النظدمـة‪ ،‬والقـواني‬ ‫البش ـ ـرية‪ ،‬فق ـ ــد ات ـ ــذ أصـ ــحابا شـ ــركاء ل ـ ـ ف ـ ـ‬ ‫تشريعه‪.5‬‬ ‫‪ - 5‬أنبــه إخ ـوان مــن أبنــاء العشــائر إل ـ أهيــة النكــار‬ ‫علــى مــن يتحــاك م إل ـ شــيوخ العشــائر ويـتك التحــاك م‬ ‫إل شرع ال واذكر إخوان با قــاله الفــت الســبق لبلد‬ ‫الجاز فضيلة العلمة مدمــد بــن إبراهيـ م آل الشــيخ فـ‬ ‫رسالته السدماة )تكي م القواني الوضعية ( عندما عـدد‬ ‫أنواع التحاك م الت ترج مــن اللــة وقال )السمادس‪ :‬مــما‬

‫ميحُك ـ مـ بــه كــثيٌر مــن رؤـسـماء العشــمائر‪ ،‬والقبمائــل مــن‬ ‫البوادي ونحوهم‪ ،‬من حكماميمات آبمائهم وأجــدادهم‪،‬‬ ‫وعمادايتهم التي ميسـّم وـنهما "ـســلومهم"‪ ،‬ميتوارثون ذلــك‬

‫منهــم‪ ،‬وميحكمــون بــه وميُح ّ‬ ‫ض ـوـن علــى التحــماكم إليــه‬

‫ض ـ ماـ‬ ‫عنــد الن ـزاع‪ ،‬بقــماء علــى أحكــمام الجماهليــة‪ ،‬وإعرا ً‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(16‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ م ــن ُدع ــي إل ـ تكي ــ م الكت ــاب والس ــنة‬‫فأب‪ ،‬كان من النافقي‪.‬‬ ‫ مــن دعــا إل ـ تكيــ م الق ـواني البش ـرية‪،‬‬‫فقد جعل له شرميكما في الطماعة والتشرميع‪.‬‬ ‫ مــن حّكـ مـ القــوانين البشـرمية لــم ميكــن‬‫موحدا‪ ،‬لنه اتذ شريكا ف الطاعة‬ ‫به‪.6‬‬

‫والتشريع‪ ،‬ول يكفـر بالطـاغوت‪ ،‬بـل آمـن‬

‫ورغبًة عن ُح كـم ال ورـسوله‪ ،‬فل حــول ول قــوة إلّ‬ ‫بمال( ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تــد الكــثري مــن البــاء يســعى جاهــدا لن يعدمــل‬ ‫ب فيهــا شــرع‬ ‫ابنــه قاضــيا ف ـ مــاك م الطــاغوت الــت غُيّـ َ‬ ‫ال ـ ـ واس ــتبدل بق ـ ـواني م ــن ص ــنع البش ــروال س ــبحانه‬ ‫لاِه لِـيّـِة يـبَـُْغوَن َو َم ـْنـ أَْح َس ـُنـ ِمـ َنـ اللّـِه‬ ‫يقول{‪ :‬أَفَُح ْكـ َ م ـ ا َْ‬ ‫ُح ْكـ ًدمـ ـاـلَِقـ ْوـٍمـ ُيوقِنُــوَن ‪.‬ـ }الائــدة ‪50 :‬يقــول ابــن كــثير‬ ‫عنــد تفســريه لــذه اليــة‪ ):‬ينكــر تعــال علــى مــن خــرج‬ ‫عن حك م الـ الكـ م الشـتدمل علـى كـل خريـ‪ ،‬النـاهي‬ ‫عــن كــل شــر‪ ،‬وعدل إلـ مــا سـواه مــن الراء والهـواء‬ ‫والصــطلحات‪ ،‬الــت وضـعها الرج ال بل مســتند مــن‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(17‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ مــن خــرج عــن حكــم الـ‪ ،‬وعدل إلـ‬‫ما سواه مــن القـواني الطاغوتيــة‪ ،‬وجعلهــا شـريعة‬ ‫مقدمــة علــى الكتــاب والســنة ف ـ الكــ م‪ ،‬فهــو‬ ‫كــمافر ميجــب قتــماله‪ ،‬حــت يرج ع إل ـ حكــ م ال ـ‬ ‫وحده ف القليل والكثري‪.‬‬ ‫ش ـريعة الــ‪ ،‬كدمــا كــان أهــل الاهليــة يكدمــون بــه مــن‬ ‫الضللت والهالت‪ ،‬ما يضعونا بآرائه م وأه ـوائه م‪،‬‬ ‫وكدمــا يكــ م بــه التتــار مــن السياســات اللكيــة الــأخوذة‬ ‫عن ملكه م جنكيزخان‪ ،‬الذي وضع لــ م اليســاق وهو‬ ‫عبــارة عــن كتــاب مدمــوع مــن أحكــام قــد اقتبســها عــن‬ ‫شـرائع شــت‪ ،‬مــن اليهوديــة والنصـرانية واللــة السـلمية‪،‬‬ ‫وفيها كثري من الحكام أخـذها مـن مـرد نظـره وه واه‪،‬‬ ‫فصــارت ف ـ بنيــه شــرعا متبعــا‪ ،‬يقــدمونا علــى الكــ م‬ ‫بكتــاب الـ وسنة رس وله صــلى الـ عليــه وسل م‪ .‬ومن‬ ‫فعل ذلك منهم فهو كمافر ميجب قتــماله‪ ،‬حــتى ميرجع‬ ‫إلــى حكــم ال ـ ورـسـوله صــلى ال ـ عليــه وـسـلم فل‬

‫ميحكــم ـســواه فــي قليــل ول كــثير‪ ،‬ق ــال الـ ـ تع ــال‪:‬‬ ‫} أفحك ــ م الاهلي ــة يبغ ــون { أي‪ :‬يبتغ ــون ويريـ دون‪،‬‬ ‫وع ــن حك ــ م ال ـ ـ يع ــدلون‪ } .‬وم ــن أحس ــن م ــن ال ـ ـ‬ ‫حكدم ــا لق ــوم يوقن ــون { أي‪ :‬ومــن أع ــدل م ــن ال ـ ف ـ‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(18‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ ك ـ ــل م ـ ــن حك ـ ــ م بغريـ ـ ـ ش ـ ــرع ال ـ ــ‪ ،‬أو‬‫ح ـ ــاك م إل ـ ـ ـ غري ـ ــه‪ ،‬فق ـ ــد حك ـ ــ م بالط ـ ــاغوت‪،‬‬ ‫وحاك م إليه‪.‬‬ ‫ البلـ ــد الـ ــذي ميحكـ ــم فيـ ــه بمالقـ ــمانون‬‫الوضعي‪ ،‬ليس بلد إـسلم‪ ،‬و يب الجـرة منـه‬ ‫على الستطيع‪.‬‬ ‫ مــن حكــم بمالقــمانون البشــري‪ ،‬وقـمال‪:‬‬‫اعتقد أنه بماطل‪ ،‬فهذا ل أثر له‪ ،‬بل هو عــزل‬ ‫للشـ ـ ــرع‪ ،‬كمـ ـ ــن عبـ ـ ــد الوث ـ ــمان‪ ،‬و اعتقـ ـ ــد‬ ‫بطلنهما‪.‬‬ ‫ كــل دولـة ل يتحكــم بشــرع الــ‪ ،‬ول‬‫يتنصــماع لمــره‪ ،‬فهــي‪ :‬دولــة جماهليــة‪ ،‬كــمافرة‪،‬‬ ‫ظالة‪ ،‬فاسقة‪ ،‬بنص اليــات الكدمــات؛و يــب‬ ‫علــى الســلدمي بغضــها ومعاداتــا‪ ،‬ويرم عليهــ م‬ ‫مودتا وموالتا‪.‬‬ ‫حكدمه لن عقل عن الـ شــرعه‪ ،‬وآمـن بـه وأيقــن وعلــ م‬ ‫أنــه تعــال أحكــ م الــاكدمي‪ ،‬وأرح م بلقــه مــن الوالــدة‬ ‫بولدها‪ ،‬فإنه تعال هو العــال بكــل شــيء‪ ،‬القــادر علــى‬ ‫كل شيء‪ ،‬العادل ف كل شيء‪(.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(19‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ م ـ ــرد العتص ـ ــام بالس ـ ــلم‪ ،‬م ـ ــع ع ـ ــدم‬‫الــتزام ش ـرائعه‪ ،‬ليــس بســقط للقتــال‪ ،‬بــل القتــال‬ ‫واج ــب ح ــت يك ــون ال ــدين كل ــه ل ــ‪ ،‬وحـ ت ل‬ ‫تكون فتنة‪.‬‬ ‫ اتفــق العلدمــاء بغري ـ خلف بينهــ م علــى‬‫أن‪ :‬كـ ـ ــل طمائف ـ ــة ممتنع ـ ــة عـ ـ ــن الـ ـ ــتزام ش ـ ـ ـرائع‬ ‫الس ــلم‪ ،‬الظ ــاهرة الت ـ ـواترة‪ ،‬ف ــإنه ي ــب قت ــال م‬ ‫ح ـ ــت يل ـ ــتزموا ش ـ ـرائعه‪ ،‬و إن ك ـ ــانوا م ـ ــع ذل ـ ــك‬ ‫ناطقي بالشهادتي‪ ،‬و ملتزمي بعض شرائعه‪.‬‬ ‫***‬ ‫حقيقة الولء والبراء‬ ‫ من نـواقض التوحيــد ‪ :‬مـوالة الشــرك‪،‬‬‫والرك ـ ون إلي ـ ـ ــه‪ ،‬ونصـ ـ ـ ـرته‪ ،‬وإع ـ ـ ــانته بالي ـ ـ ــد‪ ،‬أو‬ ‫اللسان‪ ،‬أو الال‪.‬‬ ‫ أج ـ ـ ــع العلدم ـ ـ ــاء س ـ ـ ــلفا وخلفـ ـ ـ ــا‪ ،‬مـ ـ ـ ــن‬‫الص ـ ــحابة‪ ،‬والت ـ ــابعي‪ ،‬والئدم ـ ــة‪ ،‬و جي ـ ــع أه ـ ــل‬ ‫الســنة‪ :‬أن الــرء ل يكــون مســلدما‪ ،‬إل بــالتجرد‬ ‫من الشرك الكب‪ ،‬والباءة منه‪ ،‬ومن فعله‪.‬‬ ‫ أصـ ــل ديـ ــن السـ ــلم وقاعـ ــدته أم ـ ـران‪:‬‬‫المــر بعبــادة الـ وحده‪ ،‬والتحريض علــى ذلــك‬ ‫وال ـ ـوالة في ــه‪ ،‬وتكفري ـ ـ م ــن ترك ه‪ ،‬والنه ــي ع ــن‬ ‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(20‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫الشــرك بــال ف ـ عبــادته‪ ،‬والتغليــظ فيــه‪ ،‬والعــاداة‬ ‫فيه‪ ،‬وتكفري من فعله‪.‬‬ ‫ ما نا من َش َرـك هذا الشرك الكب‪ ،‬إل‬‫مــن جــرد توحيــده لــ‪ ،‬و تقــرب بقــت الشــركي‬ ‫إل ال‪.‬‬ ‫ مــن قــمال ‪ :‬ل أعــمادي المشــركين‪ ،‬أو‬‫عـ ـ ــماداهم و لـ ـ ــم ميكفرهـ ــم‪ ،‬فهـ ـ ــذا ل ميكـ ـ ــون‬ ‫مسلمما‪.7‬‬ ‫ مظــماهرة المشــركين‪ ،‬ومعــماونتهم علــى‬‫المســلمين‪ ،‬مــن نــواقض الـســلم‪ ،‬والــردة عــن‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫‪ - 7‬كيــف يكــون الــرء معاديــا للدمشــركي وه و يقاتــل‬ ‫تــت رايتهــ م؟ وما ل شــك فيــه أن رايــة المــ م التحــدة‬ ‫ليســت رايــة إســلمية بــال؛ فهــي أداة مــن أدوات دول‬ ‫الكفــر والســتكبار العــالي‪ ,‬وهي تــدم دول النصــارى‬ ‫واليهــود ومـن يــدور ف ـ فلكهــ م‪.‬كدمــا أنــا مســلطة ضــد‬ ‫الســلدمي‪ .‬وقـد جــاءن رج ل واخــبن أن احــد شــيوخ‬ ‫الرجئة واسه مشهور أفتاه بواز السفر لفريقيا للفصل‬ ‫بي ـ التقــاتلي مــن عبــاد الــوثن‪ .‬والقتــال ســيكون تــت‬ ‫راية الم م التحدة‪ .‬فحسب ال ونع م الوكيل‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(21‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ مـ ـ ــن قمايتـ ـ ــل مـ ـ ــع المشـ ـ ــركين ضـ ـ ــد‬‫المســلمين كفــر‪ ،‬و لــو كــان موح دا‪ ،8‬وتارك ا‬ ‫للشرك‪.‬‬ ‫ م ـ ــن أع ـ ــان الش ـ ــركي عل ـ ــى الس ـ ــلدمي‪،‬‬‫وأمده م مـن مـاله‪ ،‬بـا يسـتعينون بـه علـى حرب م‬ ‫فقد كفر‪.‬‬ ‫ مب ـ ـ ـ ـ ــة الش ـ ـ ـ ـ ــركي‪ ،‬ونص ـ ـ ـ ـ ــرت م عل ـ ـ ـ ـ ــى‬‫السلدمي‪ ،‬كفر مرج عن اللة‪.‬‬ ‫ كل مـن أقـام بيـ أظهـر الشــركي‪ ،‬وهو‬‫ق ــادر عل ــى الج ــرة‪ ،‬و لي ــس متدمكن ــا م ــن إقام ــة‬ ‫الدين‪ ،‬فهو مرتكب حراما بالجاع‪.‬‬ ‫***‬ ‫الـسمماء والصفمات ومنهج السلف في‬ ‫الميممان بهما‬ ‫ من الميان بــال ‪ :‬الميــان بــا وصف بــه‬‫نفســه ف ـ كتــابه‪ ،‬و علــى لســان رس وله‪ -‬صــلى‬ ‫‪ -8‬يعنـ فـ ظـاهره ‪ ,‬لن مـرد قتـاله مـع الشـركي ضـد‬ ‫السلدمي ناقض للتوحيد‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(22‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ال عليه و سل م‪-‬من غري تريف‪ ،‬و ل تعطيــل‪،‬‬ ‫و ل تكييف‪ ،‬و ل تثيل‪.‬‬ ‫ من شبه الـ بخلقــه فقــد كفــر‪ ،‬و مــن‬‫جحد ما وصف ال به نفسه فقد كفر‪.‬‬ ‫ إن ــا نق ــر آي ــات الص ــفات‪ ،‬و أحاديثه ــا‬‫عل ــى ظاهرهـ ا‪ ،‬و نك ــل معناه ــا ‪ ،9‬م ــع اعتق ــاد‬ ‫حقائقها إل ال تعال‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪ -9‬قــال أبــو مدمــد القدســي ‪ :‬القصــود معــان صــفات‬ ‫ال على حقيقتها أما كيفيات صفاته فهــذا مــا يفــوض‬ ‫الس ــلف علدم ــه إلـ ـ الـ ـ ول يوضــون في ــه م ــع إثب ــات‬ ‫الص ــفة كدم ــا ه ــي عل ــى ظاهره ا‪ ،‬وعــدم تف ــويض ه ــذا‬ ‫العن ـ ـ الظـ ــاهر ؛ فل يقـ ــال كدم ــا تقـ ــول الفوض ــة ؛ ل‬ ‫ندري ما معن العي أو اليــد أو النــزول أو الســتواء بــل‬ ‫ذلــك كلــه معلــوم العن ـ لن القــرآن نــزل بلســان عربـ‬ ‫مبي وإنا الكيف هو الهول كدما قال المام مالك ‪:‬‬ ‫الس ــتواء معل ــوم والكي ــف مه ــول والمي ــان ب ــه واج ــب‬ ‫والسؤال عنه بدعة ‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(23‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫القضماء والقدر ومنهج السلف في‬ ‫الميممان به‬ ‫ ل ميت ــم الميم ــمان بمالربوبي ــة إل بإثب ــمات‬‫القدر‪.‬‬ ‫ م ـ ــن أرك ان المي ـ ــان‪ :‬المي ـ ــان بالقض ـ ــاء‬‫والقدر‪.‬‬ ‫ المي ـ ــان والكف ـ ــر‪ ،‬والطاع ـ ــة والعص ـ ــية‪،‬‬‫كلهــا بقضــاء ال ـ وقـدره ومشــيئته وإرادتــه‪ ،‬غري ـ‬ ‫أنه يرضى الميان والطاعة‪ ،‬ووعد عليها الثواب‪،‬‬ ‫ول يرضـ ـ ى الكف ـ ــر والعص ـ ــية‪ ،‬وأوعـ ــد عليهدم ـ ــا‬ ‫العقاب‪.‬‬ ‫ مرات ــب المي ــان بالقض ــاء والق ــدر‪ ،‬أربـ ع‬‫مراتب‪:‬‬ ‫الول‪ :‬علــ م الــرب ســبحانه بالشــياء قبــل‬ ‫كونا‪.‬‬ ‫الثانيــة‪ :‬كتابــة ذلــك عنــده ف ـ الزل‪ ،‬قبــل‬ ‫خلق السدماوات والرض‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(24‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫الثالثــة‪ :‬مشــيئته التناولة لكــل موجود‪ ،‬فل‬ ‫خ ــروج لك ــائن عنه ــا‪ ،‬كدم ــا ل خ ــروج ل ــه ع ــن‬ ‫علدمه‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬خلقه لــا‪ ،‬وإيــاده‪ ،‬وتكــوينه‪ .‬فـال‬ ‫خالق كل شيء‪ ،‬وما سواه ملوق‪.‬‬ ‫ يستحيل إضافة الشــر إلـ الـ سـبحانه‪،‬‬‫ل ــوجب أس ــائه الس ــن وصــفاته العل‪ ،‬و لن ــه‬ ‫الدمود – جل ف عله – على كل حال‪.‬‬ ‫***‬

‫الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك والمش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركون‬ ‫حد الشرك ودرجمايته وأنواعه‬ ‫ الشرك الكب ‪ :‬تشبيه التخلــوق بالــالق‬‫ف خصائص اللية ‪.‬‬ ‫ الشــرك الكــب‪َ :‬ج ْع ـلـ ش ـريك ل ـ تعــال‬‫فيدمــا يســتحقه‪ ،‬ويتــص بــه مــن العبــادة الباطنــة‬ ‫والظاهرة‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(25‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ شــرك التعطيــل‪ :‬هــو أقبــح أنـواع الشــرك‪،‬‬‫كش ـ ـ ــرك فرعـ ـ ـ ون‪ ،‬والش ـ ـ ــرك ومطل ـ ـ ــق التعطي ـ ـ ــل‬ ‫متلزمان‪.‬‬ ‫ الشـ ـ ـ ــرك فــ ـ ــي الرادات و الني ـ ـ ــمات؛‬‫فــذلك البحــر الــذي ل ـســماحل لــه‪ ،‬وقـل مــن‬ ‫مينجو منه‪.‬‬ ‫ الشــرك الكــب‪ :‬قبحــه مســتقر ف ـ ك ــل‬‫فطــرة وعقــل‪ ،‬ومن الــال أن تــأت بــه أي شـريعة‬ ‫من الشرائع‪.‬‬ ‫الش ــرك الك ــب‪ :‬س ــوء ظ ــن ب ــال‪ ،‬وهــو‬‫أعظ م الذنوب عند ال تعال‪.‬‬ ‫ الش ــرك الك ــبر‪ :‬ل ميغف ــره الـ ـ بغي ــر‬‫يتوبة‪ ،‬و يــوجب اللــود فـ النريـان‪ ،‬وليــس ترميه‬ ‫وقبح ــه بج ــرد النه ــي عن ــه فق ــط‪ ،‬ب ــل يس ــتحيل‬ ‫على ال أن يشرعه لعباده‪.‬‬ ‫ ما نا ِم نـ َش َرـك الشــرك الكــب‪ ،‬إل مــن‬‫َج ـ َّرـد توحي ــده ل ــ‪ ،‬وتق ــرب بق ــت الش ــركي إل ـ‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ بعــث النــب‪ -‬صــلى ال ـ عليــه و ســل م‪-‬‬‫بتكفريـ مـن لـ يتـب مـن الشـرك الكـب‪ ،‬وقتـاله‪،‬‬ ‫ومعاداته‪.‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(26‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ الشـ ــرك‪ :‬ثلثـ ــة أنـ ــواع‪ :‬ش ـ ــرك أك ـ ــب‪،‬‬‫وشرك أصغر‪ ،‬وشرك خفي‪.‬‬ ‫ الشــرك الكــبر‪ :‬هــو الــذنب الــذي ل‬‫يغفــر‪ ،‬ول عــذر لكلــف فـ الهــل بــه‪ ،‬ول يــوز‬ ‫فيه التقليد‪ ،‬لن تركه هو أصل الصول‪.‬‬ ‫ أجع العلدماء‪ :‬أن الرء ل يكون مسلدما‬‫إل ب ــالتجرد م ــن الش ــرك الك ــب‪ ،‬والـ ـباءة من ــه‪،‬‬ ‫ومن فعله‪.‬‬ ‫ مشركو العــرب كــان شــركه م فـ الليـة‪،‬‬‫وأم ــا مشــركو هــذا الزمـمان فكــمان فــي اللهيــة‬ ‫والربوبية‪.‬‬ ‫ حكــ م الشــيء تــابع لقيقتــه‪ ،‬ل لســه‪،‬‬‫ول لعتقاد فاعله‪ ،‬فالشرك مشرك شـاء أم أبــ‪،‬‬ ‫وإن ف ـ ــر م ـ ــن تس ـ ــدمية ش ـ ــركه‪ :‬تأل ـ ــا‪ ،‬وعب ـ ــادة‪،‬‬ ‫وشركا‪.‬‬ ‫ إنا حرم الشرك لقبحه فـ نفسـه‪ ،‬وكونه‬‫متضـ ـ ــدمنا‪ :‬مسـ ـ ــبة الـ ـ ــرب‪ ،‬وتنقصـ ـ ــه‪ ،‬وتشـ ـ ــبيهه‬ ‫بـالتخلوقي‪ ...‬وهذه الفاسـد ل تـزول بتغيرياسـ م‬ ‫الشرك‪.‬‬ ‫ الغلــو ف ـ الصــالي مــن أســباب الــروق‬‫من الدين‪ ،‬والكفر برب العالي‪.‬‬ ‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(27‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫الش ـ ــرك قريـ ـ ن اله ـ ــل‪ ،‬والتوحي ـ ــد قريـ ـ ن‬‫العل م‪.‬‬ ‫ م ــن جع ــل اللئك ــة والنبي ــاء وســائط‪،‬‬‫يـ ـ ــدعوه م‪ ،‬ويتوكـ ل عليهـ ـ ــ م‪ ،‬ويسـ ـ ــأل م جلـ ـ ــب‬ ‫النـ ـ ــافع‪ ،‬ودفـ ـ ــع الضـ ـ ــار‪ ،‬فهـ ـ ــو كـ ـ ــافر بإجـ ـ ــاع‬ ‫السلدمي‪.‬‬ ‫ ديــن الشــركي عبــاد الوثـان قــائ م علــى‬‫إثبـات وسائط بيـ الـ وخلقــه‪ ،‬كالوسائط الـت‬ ‫تكون بي اللوك والرعية‪.‬‬ ‫ لب ــس اللق ــة‪ ،‬والي ــط‪ ،‬ونوهـ ا بقص ــد‬‫رفع البلء أو دفعه‪ ،‬هو من فعل الاهلية‪.‬‬ ‫تعليق التدمائ م غري جائز‪ ،‬ولو كــانت مــن‬ ‫القرآن‪-.‬‬ ‫ التـ ـ ـ ـ ــبك بقبـ ـ ـ ـ ــور الصـ ـ ـ ـ ــالي كـ ـ ـ ـ ــالتبك‬‫بــاللت‪ ،‬والتــبك بالحجــار والشــجار كــالتبك‬ ‫بالعزى و مناة‪.‬‬ ‫ الســحر عمــل شــيطماني‪ ،‬وك ثري منــه ل‬‫يتوصــل إلي ــه إل بالش ــرك‪ ،‬والتق ــرب إل ـ الرواح‬ ‫البيثة‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(28‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ الكهانــة شــرك‪ ،‬مــن ادعاهــا‪ ،‬أو صــدق‬‫من يدعيها‪ ،‬فقد جعــل لـ شـريكا فيدمــا هــو مــن‬ ‫خصائصه‪.‬‬ ‫ التطري ـ مــن جنــس الشــرك‪ ،‬لكــونه تعلُــق‬‫على غري ال ‪.‬‬ ‫التنجي م كفر برب العالي‪.‬‬‫ الستسقاء بالنواء من جنس الشرك‪.‬‬‫ ي ــب البتع ــاد‪ ،‬وال ــذر م ــن ك ــل لف ــظ‬‫فيه سوء أدب مع ال‪ ،‬لن هـذا يـل بالعقيــدة‪،‬‬ ‫وينقص التوحيد‪.‬‬ ‫ اتفــق العلدمــاء‪ :‬علــى النــع مــن التدمســح‬‫بجــرة النــب‪ -‬صــلى ال ـ عليــه و ســل م‪ ،-‬وعدم‬ ‫تقبيلها‪.‬‬ ‫ ش ـ ـرار اللـ ــق عنـ ــد الـ ــ‪ :‬مـ ــن يتتخـ ــذون‬‫القبـ ـ ـ ــور مسـ ـ ـ ــاجد‪ ،‬وهـ ـ ــو مـ ـ ـ ــن سـ ـ ـ ــنن اليهـ ـ ـ ــود‬ ‫والنصـ ـ ـ ــارى‪ ،‬وم ـ ـ ــن أعظـ ـ ـ ــ م أسـ ـ ـ ــباب الشـ ـ ـ ــرك‪،‬‬ ‫وموجبات اللعنة من ال تعال‪.‬‬ ‫ن ــى الن ــب – ص ــلى ال ـ علي ــه و س ــل م‪-‬‬‫عن‪ :‬تصيص القبور‪ ،‬والبناء عليها‪ ،‬والكتابة‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(29‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ أجــع العلدمــاء‪ :‬علــى حرم ة البنــاء علــى‬‫القبور‪ ،‬ووجوب هدمه‪.‬‬ ‫ التــوجه بــذات التخلــوقي ف ـ الــدعاء‪ ،‬و‬‫القســام بــ م علــى الـ بدعــة منكــرة‪ ،‬ومدثــة فـ‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫ شــفاعة النــب‪ -‬صــلى ال ـ عليــه وسل م‪-‬‬‫لهل الذنوب‪ -‬دون الشرك الكــب‪ -‬مــن أمتــه‪،‬‬ ‫متفق عليها بي عامة المة‪ ،‬ول ينكرها إل أهل‬ ‫البدع‪.‬‬ ‫ الش ـ ـ ـ ــركون مرومـ ـ ـ ــون م ـ ـ ـ ــن الش ـ ـ ـ ــفاعة‬‫بالجاع‪.‬‬ ‫ أـسعد النماس بمالشفماعة‪ :‬أهــل التوحيــد‬‫المجرد من يتعلقمات الشرك‪ ،‬وشوائبه‪.‬‬ ‫ ُعب ـ ـ ــدت الص ـ ـ ــنام بواس ـ ـ ــطة الش ـ ـ ــفاعة‬‫الشركية‪.‬‬ ‫ الف ــرق بيـ ـ الش ــفاعة الثبت ــة فـ ـ الق ــرآن‬‫والشـ ــفاعة النفيـ ــة فيـ ــه‪ ،‬كـ ــالفرق بي ـ ـ التوحيـ ــد‬ ‫والشرك‪ ،‬والميان والكفر‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(30‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ من دعما غير ال‪ -‬فيمما ل ميقدر عليه‬‫إل ال‪ -‬فهو مشرك كــمافر‪ ،‬وإن لـ يقصــد إل‬ ‫مرد التقرب إل ال‪ ،‬وطلب الشفاعة عنده‪.‬‬ ‫ الش ــرك أخ ــل بك ــل ش ــروط "ل إل ــه إل‬‫ال" إل مرد التلفظ با‪.‬‬ ‫ الشـ ــرك ميحبـ ــط كـ ــل قـ ــول وعمـ ــل‪،‬‬‫ويبطلــه‪ ،‬ويضــاد الميــان بالكليــة‪ ،‬وذلــك ثــابت‬ ‫بالكتاب والسنة والجاع‪.‬‬ ‫ يـ ــأب الـ ــ‪ ،‬ورس ـ وله‪ -‬صـ ــلى ال ـ ـ عليـ ــه‬‫وس ـ ــل م‪ -‬والؤمنـ ـ ــون أن يقـ ـ ــال‪ :‬بإسـ ـ ــلم ُعبـ ـ ــاد‬ ‫القبور‪.‬‬ ‫ مـ ـ ــن جعـ ـ ــل بينـ ـ ــه وبي ـ ـ ـ ال ـ ـ ـ وس ـ ــائط‬‫يـ ـ ــدعوه م‪ ،‬ويتوك ـ ل عليهـ ـ ــ م‪ ،‬ويسـ ـ ــأل م‪ ،‬كفـ ـ ــر‬ ‫إجاعا‪.‬‬ ‫ الشـركون مطئـون ومتـأولون‪ ،10‬إل أنـ م‬‫ل يعذروا بالطأ ول بالتأويل‪.‬‬ ‫‪ -1010‬جاء ف إحدى فتاوى اللجنـة الدائدمـة مـا يلـي‬ ‫‪ ) :‬التخطــئ العــذور ‪ :‬مــن اخطــأ ف ـ الســائل النظري ة‬ ‫الجتهاديـة ‪ ,‬ل مـن اخطـأ فيدمـا ثبـت بنـص صـريح‪ ,‬و‬ ‫ل فيدما هو معلوم من الدين بالضرورة ‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(31‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ أجــع العلدمــاء علــى كفــر مــن عبــد غري ـ‬‫ال‪ ،‬ولو نطق بالشهادتي‪ ،‬وصلى‪ ،‬وصام‪.‬‬ ‫ الش ـ ــرك‪ :‬أعظ ـ ــ م أن ـ ـواع الكف ـ ــر‪ ،‬ويعّيـ ـ ـ‬‫فاعله به‪ ،‬ويستتاب فإن تاب وإل قتل‪.‬‬ ‫ المشرك ل يتصح إممامته‪ ،‬ول صـليته‪،‬‬‫ول ميجوز للمسلم أن ُميصلي خلفه‪.‬‬ ‫ موالة السلدمي‪ ،‬والـباءة مــن الشــركي‪،‬‬‫ركن من أركان هذا الدين‪.‬‬ ‫ م ـوالة الشــركي ردة عــن الــدين‪ ،‬وكفــر‬‫برب العالي‪.‬‬

‫و بال التوفيق ‪ ,‬و صلى ال على نبينا مدمــد و الــه و‬ ‫صحبه و سل م‪.‬‬ ‫اللجنة العلدمية للبحوث العلدمية و الفتاء‬ ‫الرئيس نائب رئيس اللجنة‬ ‫عبد العزيز بن عبد ال بن باز( عبد الرزاق عفيفي‬ ‫فتاوى اللجنة الدائدمة ‪ " 2/39 ":‬انظر‪:‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(32‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ ي ــب قت ــال الش ــركي‪ ،‬ح ــت يتوبـ وا م ــن‬‫الشرك إل التوحيد‪ ،‬و يلتزموا بأحكام الســلم‪،‬‬ ‫فإن أبوا عن ذلك‪ ،‬أو بعضه قوتلوا إجاعا‪.‬‬ ‫ أجمع العلمــماء علــى أن مــن قــمال‪ ":‬ل‬‫إلــه إل الــ"‪ ،‬ولـم ميعتقــد معنماهــما‪ ،‬ولـم ميعمــل‬ ‫بمقتضــماهما‪ ،‬أنــه ميقمايتــل حــتى ميعمــل بمــما دلّــت‬ ‫عليه من النفي والثبمات‪.‬‬ ‫ كـ ــل طائفـ ــة متنعـ ــة عـ ــن الـ ــتزام ش ـ ـرائع‬‫السـلم الظـاهرة التـواترة‪ ،‬فـإنه يــب قتالــا حـت‬ ‫تل ـ ـ ـ ــتزم تل ـ ـ ـ ــك الشـ ـ ـ ـ ـرائع‪ ،‬وإن ك ـ ـ ـ ــانت ناطق ـ ـ ـ ــة‬ ‫بالشــهادتي‪ ،‬وملتزمة ببقيــة الشـرائع‪ ،‬وهذا بغريـ‬ ‫خلف بي العلدماء‪.‬‬ ‫***‬

‫الحكـ ــمام المتريتبـ ـ ــة على مفهوم‬ ‫التوحيـ ـ ـ ـ ـ ــد والشـ ـ ــرك‬ ‫ ل يصح إسلم أحد إل بعرفة ما وضع‬‫لــه لفــظ الشــهادة‪ ،‬ودل عليــه‪ ،‬وقبـوله‪ ،‬والنقيــاد‬ ‫للعدمل به‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(33‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ إن النط ـ ــق بكلم ـ ــتي الش ـ ــهمادة دلي ـ ــل‬‫العصـ ـ ــمة ل أنـ ـ ــه عصـ ـ ــمة‪ ،‬أو ميقـ ـ ــمال ‪ :‬هـ ـ ــو‬ ‫العصمة لكن بشرط العمل‪.‬‬ ‫ التلفظ بـ " ل إله إل ال" وحده ليس‬‫عماصــمما للــدم والمــمال‪ ،‬بــل ول معرفـة معنماهــما‬ ‫م ــع لفظه ــما‪ ،‬ب ــل ول القـ ـرار ب ــذلك‪ ،‬ب ــل ول‬ ‫كون المتلفظ بهما ل ميدعو إل ال وحده‪ ،‬بــل‬ ‫ل ميحــرم مــماله ودمــه حــتى ميضــيف إلــى ذلــك‪:‬‬ ‫الكفــر بمــما ميعبــد مــن دون الــ‪ ،‬فــإن شــك أو‬ ‫يتردد لم ميحرم دمه ومماله‪.‬‬ ‫ أجمــع العلمــماء‪ :‬علــى أن مــن قــمال ل‬‫إله إل ال‪ ،‬وهـو مشــرك أنــه ميقمايتـل حــتى ميـأيتي‬ ‫بمالتوحيد‪.‬‬ ‫ مــن أظهــر التوحيــد وجب الكــف عنــه‪،‬‬‫إل أن يتبي منه ما يالف ذلك‪.‬‬ ‫ التكفري ـ ـ ب ــتك أص ــول التوحي ــد‪ ،‬وعــدم‬‫الميان با‪ ،‬من أعظ م دعائ م الدين‪.‬‬ ‫ لــوعرف العبــد معنـ ‪ ":‬ل إلــه إل الـ "‬‫لعرف أن من شك‪ ،‬أو تردد ف كفر مــن أشــرك‬ ‫مع ال غريه‪ ،‬أنه ل يكفر بالطاغوت‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(34‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ من لم ميكفر المشركين‪ ،‬أو شــك فــي‬‫كفرهم‪ ،‬أو صحح مذهبهم كفر‪.11‬‬ ‫ أجــع العلدمــاء‪ :‬علــى أن شــات الرسول‪-‬‬‫صــلى الـ عليــه و ســل م‪ -‬كــافر‪ ،‬و حكدمــه عنــد‬ ‫الئدمة القتل‪ ،‬و من شك ف كفره كفر‪.12‬‬ ‫ م ـ ــن ق ـ ــمال‪ :‬م ـ ــن أيت ـ ــى بمالش ـ ــهماديتين‪،‬‬‫وصــلى‪ ،‬وصــمام‪ ،‬ل ميجــوز يتكفيــره‪ ،‬وإن عبــد‬ ‫‪- 11‬قــد تســدمع مــن بعــض النــاس مــن يــدافع عــن ديــن‬ ‫اليهــود والنصــارى أو ديــن الرافض ــة أو ديــن العلدم ــانيي‬ ‫الذين ينادون بعل الدين ف الساجد وانه ل علقة له‬ ‫باليــاة فالــدين عنــده م أمــر شتخصــي ل يتعلــق بدماعــة‬ ‫الناس أو دولته م أو حيات م ومن اللفـاظ الكفرّية الــت‬ ‫ننب ـ ــه عليه ـ ــا هن ـ ــا ق ـ ــول البع ـ ــض(اليه ـ ــود أحس ـ ــن م ـ ــن‬ ‫السلدمي أو الشـيعة خريـ مـن أهـل السـنة( أو)العلدمانيـة‬ ‫هي الل(‪.‬‬ ‫‪-12‬الصـيبة الكـبى والطامـة الـت مـا بعـدها طامـة انـك‬ ‫ت ــد ف ـ بع ــض متدمع ــات الس ــلدمي م ــن يش ــت م ال ـ أو‬ ‫الرسـ ول ث ـ ـ الن ــاس م ــن ح ـ ـوله ل يرك ون س ــاكنا وف ـ‬ ‫أحس ــن الح ـ ـوال يقول ــون ل ــه وعل ــى اس ــتحياء‪ :‬ح ـ ـرام‬ ‫عليك يا رجل!!! ‪ ...‬هل هو مرد حرام؟!!‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(35‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫غيــر الــ‪ ،‬فهــو كــمافر‪ ،‬ومــن شــك فــي كفــره‬ ‫فهو كمافر‪.‬‬ ‫ أصـ ـ ــول الـ ـ ــدين‪ ،‬الـ ـ ــت أوض ـ ــحها الـ ـ ــ‪،‬‬‫وأحكدمهــا فـ كتــابه‪ ،‬فـإن حجـة الـ عليهــا هــي‬ ‫القرآن‪ ،‬فدمن بلغه القرآن فقد بلغته الجة‪.‬‬ ‫م ــن دع ــما عل ــي ب ــن أب ــي ط ــمالب فق ــد‬‫كفر‪ ،‬ومن شك ف كفره‪ 13‬فقد كفر‪.‬‬ ‫ أهــل الفــترة‪ ،‬الــذين ل ـ تبلغهــ م الرسالة‬‫والقـ ـ ــرآن‪ ،‬وم ـ ــاتوا علـ ـ ــى الاهليـ ـ ــة‪ ،‬ل يس ـ ــدمون‬ ‫مسـ ـ ــلدمي بالجـ ـ ــاع‪ ،‬ول يسـ ـ ــتغفر لـ ـ ــ م‪ ،‬وإنـ ـ ــا‬ ‫اختلف أهل العل م ف تعذيبه م ف الخرة‪.‬‬ ‫ قـال مدمـد بـن عبـد الوهاب‪ :‬كلم ابـن‬‫تيدميـ ــة ف ـ ـ عـ ــدم تكفري ـ ـ العي ـ ـ ليـ ــس ف ـ ـ الـ ــردة‬ ‫والشرك‪ ،‬بل ف السائل الزئيات‪.‬‬ ‫ السلم‪ :‬هو توحيد الـ وعبــادته وحده‬‫ل شـريك لــه‪ ،‬والميــان برس وله‪ -‬صــلى الـ عليــه‬ ‫و ســل م‪ ،-‬واتبــاعه فيدمــا جــاء بــه‪ .‬فدمــا ل ـ يــأت‬ ‫العب ــد ب ــذا فلي ــس بس ــل م‪ ،‬وإن لـ ـ يك ــن ك ــافرا‬ ‫معاندا فهو كافر جاهل‪.‬‬ ‫‪ - 13‬أي‪ :‬كفر من دعا علياً رضي ال عنه وعن سائر‬ ‫الصحابة‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(36‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ الـ ـ س ــبحانه ل يع ــذب أح ــدا إل بع ــد‬‫قيام الجة عليه‪.‬‬ ‫ قيــام الجــة يتلــف بــاختلف الزمنــة‪،‬‬‫والمكنة‪ ،‬والشتخا‪.‬ص‪.‬‬ ‫ ال ـسـبحمانه لـم ميعـذر أهـل الجماهليـة‪،‬‬‫ال ـذمين ل كتــماب لهــم بفعــل الشــرك الكــبر‪،‬‬ ‫فكي ــف ميع ــذر أم ــة‪ ،‬كت ــماب الـ ـ بي ــن أميـ ـدميهم‬ ‫ميقرؤونه وميسمعونه‪.14‬‬ ‫ الشرك نفى ما أثبتته"ل إلــه إل الــ"‪ ،‬و‬‫أثبت ما نفته"ل إله إل ال"‪.‬‬ ‫ كــل كــمافر قــد أخطــأ‪ ،‬والمشــركون ل‬‫ب ــد له ــم م ــن يت ــأوميلت‪ ،‬فل ــم ميع ــذروا ب ــذلك‬ ‫الخطأ‪ ،‬ول بذلك التأوميل‪.15‬‬ ‫‪ - 14‬أين الناس ف يومنا من هذه العقيدة؟ حســب الـ‬ ‫ونع م الوكيل‬ ‫‪ 15‬يقــول ال ـ ســبحانه و تعــال‪ ):‬و الــذين اتــذوا م ــن‬ ‫دونه أولياء ما نعبده م إل ليقربونا إل ال زلفــى إن الـ‬ ‫يك م بينه م فيدما ه م فيه يتلفون إن ال ل يهدي مــن‬ ‫هو كاذب كفار ( الزمر ‪ ،3‬وانظر الدرر السنية )‪11‬‬ ‫‪.(478,479 /‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(37‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ ل يقل أحد من العلدماء ف باب الرتد‪:‬‬‫أنــه إذا قــال كف ـرا‪ ،‬أو فعــل كف ـرا‪ ،‬وهو ل يعلــ م‬ ‫أنه يضاد الشهادتي‪ ،‬إنه ل يكفر لهله‪.‬‬ ‫ إن النسمان ميكفر بكلمة ميخرجهما من‬‫لســمانه‪ ،‬وقد ميقولهــما وهـو جماهــل بمعنماهــما‪ ،‬فل‬ ‫ميعــذر بمالجهــل‪ ،‬وقــد ميقولهــما وهــو ميظــن أنهــما‬ ‫يتقربه إلى ال‪.‬‬ ‫ ل يوز التقليد ف الشــرك لنــه تركه هــو‬‫أصـ ــل الصـ ــول‪ ،‬ول عـ ــذر لكلـ ــف ف ـ ـ الهـ ــل‬ ‫برمته‪.16‬‬ ‫ المــدعي‪ :‬أن مريتكــب الكفــر متــأول‪،‬‬‫أو مجتهدا‪ ،‬أو مخطئــما‪ ،‬أو مقلــدا‪ ،‬أو جــماهل‬ ‫معــذور‪ ،‬مخــمالف للكتــماب والســنة والجمــماع‬ ‫‪16‬يقول الشيخ عبد الرحن بن حسن رحهدمـا الـ تعـال‬ ‫‪ ):‬و قد بيـ الـ فـ كتـابه‪ :‬أن بعــض الشـركي ُج ّه ـاـل‬ ‫مقل ـ ــدون‪,‬فل ـ ــ م ي ـ ــدفع عنه ـ ــ م عق ـ ــاب الـ ـ ـ بهله ـ ــ م و‬ ‫تقليده م‪,‬كدما قال تعــال ‪ ):‬ومن النـاس مــن يـادل فـ‬ ‫ال ـ بغريـ علــ م و يتبــع كــل شــيطان مريد( الــ ج ‪ 3‬إل ـ‬ ‫ق ـ ـوله ‪ ):‬إل ـ ـ ع ــذاب السـ ــعري ( الـ ــ ج ‪ 4‬انظ ــر الـ ــدرر‬ ‫السنية )‪.(478,479 / 11‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(38‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫بل شك‪ ،‬مع أنه ل بد أن مينقض أصــله‪ ،‬فلــو‬ ‫طرد أصله كفر بل رميب‪.17‬‬ ‫ كل من بلغــه القــرآن‪ ،‬فليــس بمعــذور‬‫ف ــي الص ــول الكب ــمار‪ ،‬ال ــتي ه ــي أص ــل دمي ــن‬ ‫الـسلم‪.‬‬ ‫ عدم تكفري العي حــت تقــام الجــة‪ ،‬ل‬‫يكون إل ف السائل الـت قـد يفـى دليلهـا علـى‬ ‫بعض الناس‪ ،‬كدما ف مسائل القــدر‪ ،‬والرجاء‪،‬‬ ‫ونو ذلك‪.‬‬ ‫ ظ ـ ـ ــاهر الي ـ ـ ــات‪ ،‬والح ـ ـ ــاديث‪ ،‬وكلم‬‫جهور العلدماء يـدل‪ :‬علــى كفــر مــن أشــرك بــال‬ ‫فعب ــد مع ــه غري ــه‪ ،‬ول تف ــرق الدل ــة بيـ ـ العيـ ـ‬ ‫وغريه‪.‬‬ ‫ لم ميستثن العلمماء الجماهــل مــن حكــم‬‫الكفر إذا عبــد مــع الـ غريــه‪ ،‬بــل وكفــروه بعينــه‪،‬‬ ‫وذلك مبسوط ف كتب الفقه ف باب الرتد‪.‬‬ ‫‪ -17‬حــت ل تفهــ م هــذه العبــارة فهدمــا خاطئــا انظــر مــا‬ ‫سبقها من عبارات‪ ،‬و انظر هــامش رق م ‪ ،10‬كــذلك‬ ‫انظ ــر‪ ):‬التختص ــر الفي ــد فـ ـ عقائ ــد أئدم ــة التوحي ــد ‪.‬ص‬ ‫‪.( 330/337‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(39‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ م ــن عب ــد غري ـ ـ ال ـ ـ فه ــو مش ــرك ش ــركا‬‫أكـ ــب‪ ،‬ل تصـ ــح صـ ــلته ف ـ ـ نفسـ ــه‪ ،‬فل يـ ــوز‬ ‫الئتدمـام بـه فـ الصـلة‪ ،‬ول تصـح الصـلة وراءه‬ ‫لشركه‪.18‬‬ ‫ مـ ــن دعـ ــا غري ـ ـ ال ـ ـ دعـ ــاء عبـ ــادة فهـ ــو‬‫مشــرك مرت د عــن الســلم‪ ،‬ل يــل الكــل مــن‬ ‫ذبيحته لنا ميتة‪ ،‬ولو ذكر اس م ال عليها‪.‬‬ ‫ البلـــد ال ــذي ميظهـــر فيـــه الش ــرك‪ ،‬و‬‫ميعلــن فيــه بمالمحرمـمات‪ ،‬وميعطــل فيــه مصــمالح‬ ‫الدمين‪ ،‬ميكون بلد كفر‪.19‬‬ ‫‪ - 18‬لو نظرنا ف أحوال أئدمة الســاجد فـ هـذا الـوقت‬ ‫لوجدنا أن نسـبة ل يسـتهان بـا منهـ م ل تـوز الصـلة‬ ‫خلفه ــ م كدم ــا ل تقب ــل ص ــلت م لنفس ــه م‪ .‬و كي ــف‬ ‫تقبل صلة من جعل من نفسه جاسوسا يصي أســاء‬ ‫من صلى خلفه ليقدمها لعداء ال‪.‬‬ ‫‪ - 19‬وما زال أهل الرجاء ف زماننا هذا يسدمون أحاد‬ ‫رؤساء هذه البلد الــت يعدمــل فيهــا بــالرام وُي ك ــ م فيهــا‬ ‫بالقانون الوضعي اللعي ويعادى فيها أولياء الـ وي وال‬ ‫أعداؤه ب)ول المــر(‪ .‬اســأل الـ أن يشــره م معــه‪ .‬و‬ ‫وال ما حقيقته إل انـه طــاغوت مـرم عـدو لـ ولرس وله‬ ‫ولدماعة الؤمني‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(40‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ دار الـســلم‪ :‬هــي الــت تــري أحكــام‬‫الس ــلم فيه ــا‪ ،‬وإن لـ ـ يك ــن أهله ــا مس ــلدمي‪،‬‬ ‫وغريها دار كفر‪.‬‬ ‫ قــمال المــمام ممالــك‪ :‬ل ي ــل لح ــد أن‬‫يقي م بأرض يسب فيها السلف‪.‬‬ ‫ قــمال المــمام ابــن كــثير‪ :‬كــل مــن أقــام‬‫بي ـ ظهران ـ الشــركي‪ ،‬وهو قــادر علــى الجــرة‪،‬‬ ‫وليـ ــس متدمكنـ ــا مـ ــن إقامـ ــة الـ ــدين‪ ،‬فهـ ــو ظـ ــال‬ ‫لنفسه‪ ،‬مرتكب حراما بالجاع‪.‬‬ ‫ ل ميكــون المســلم مظه ـرا لل ـدمين فــي‬‫دار الكفر‪ ،‬حــت يــالف كــل طائفــة بــا اشــتهر‬ ‫عنها من الضلل‪ ،‬ويصرح لا بالعداوة‪.20‬‬ ‫‪ - 20‬ق ــال أب ــو مدم ــد القدس ــي‪ :‬ه ــذا الش ــرط يش ــتطه‬ ‫العلدم ــاء عل ــى م ــن أق ــام ف ـ دار الكف ــر م ــع وجـ ود دار‬ ‫إســلم ول يلــزم منــه تكفري ـ مــن ل ـ يفعلــه خصوصـا ف ـ‬ ‫ظـ ــل انع ـ ــدام دار السـ ــلم بلف قـ ــول الغلة الـ ــذين‬ ‫يكفـ ـ ــرون كـ ـ ــل مقيـ ـ ــ م ف ـ ـ ـ دار الكفـ ـ ــر بأمثـ ـ ــال هـ ـ ــذه‬ ‫النصــو‪.‬ص‪ ،‬ويـدل علــى قولنــا الكلم الــذي يليــه‪ .‬قــال‬ ‫أبو هام البلقاوي‪ :‬بعض علدماء السوء من ُفتحت ل م‬ ‫الفض ــائيات عل ــى مص ـ ـراعيها يف ــت للدمس ــلدمي ال ــذين‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(41‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ إذا كــان الوحد بي ـ ظهران ـ أنــاس مــن‬‫البتدع ــة والش ــركي‪ ،‬وهــو ع ــاجز ع ــن الج ــرة‪،‬‬ ‫فعليــه بتقــوى الــ‪ ،‬ويعــتزل م مــا اســتطاع‪ ،‬ويعدمــل‬ ‫بـا وجب عليــه فـ نفســه‪ ،‬ومع مــن يـوافقه علـى‬ ‫دينه‪ ،‬وعليه م الصب على الذى حت يعــل الـ‬ ‫ل م مرجا‪.‬‬ ‫ قمال ابن كثير‪ :‬إن لـ تـانبوا الشـركي‪،‬‬‫وتوال ـوا ال ــؤمني‪ ،‬وإل وقع ــت الفتن ــة ف ـ الن ــاس‪،‬‬ ‫وهـو التب ــاس الم ــر‪ ،‬واختلط الس ــل م بالك ــافر‪،‬‬ ‫وف ذلك ضعف الدين‪ ،‬وقوة للكافرين‪.21‬‬ ‫يعيشــون ف ـ دول النصــارى ب ـواز الخن ـراط ف ـ جيــوش‬ ‫هذه الدول‪ .‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫‪ - 21‬ســبحان الــ! هــذا مــا يســعى لــه طـواغيت الكــ م‬ ‫والعلدمانيون الذين ُوســد المــر إليهـ م فـ بلد الســلدمي‬ ‫فه ــ م يته ــدون لي ــل ن ــار عل ــى خل ــط الكف ــر بالمي ــان‬ ‫والغث بالسـدمي‪ .‬ومن نتائـ ج ذلـك انـك قـد تـد رجل‬ ‫مص ــليا ص ــائدما ‪...‬يش ــارك ف ـ ـ النتتخاب ــات التش ـ ـريعية‬ ‫الشــركية ؛ بــل منهــ م مــن ل حــرج عنــده مــن التصــويت‬ ‫ف النتتخابات لعلدمـان أو شـيوعي أو منـافق أو عدميـل‬ ‫لسفارة ‪ ...‬يقف معه ويامي عنـه فقـط لنـه مـن أبنـاء‬ ‫عشريته‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(42‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ مــن خــرج مع‪ 22‬الشــركي مكرها لقتــال‬‫الســلدمي‪ ،‬فحكدمــه حكــ م الكفــار ف ـ القتــل‪ ،‬و‬ ‫أخ ــذ الــال ل ف ـ الكف ــر‪ ،‬وأمــا إن خــرج معه ــ م‬ ‫لقتــال الســلدمي طوعـا واختيــارا‪ ،‬وأعــان م ببــدنه‬ ‫وم ـ ــاله‪ ،‬فل ش ـ ـ ــك أن حكدم ـ ـ ــه حكدمه ـ ـ ــ م فـ ـ ـ ـ‬ ‫الكفر‪.23‬‬ ‫‪ -22‬ف ـ الصــل الطبــوع التــوفر لــدي‪ " :‬مــن خــرج مــن‬ ‫الشـركي " والصـواب مـا أثبتـه بـدليل السـياق و الكلم‬ ‫بعده ‪.‬‬ ‫‪ - 23‬لينتبه الشـباب الشـارك فيدمـا يسـدمى قـوات حفـظ‬ ‫الســلم حيــث يــدافع عــن مصــال دول الكفــر العاليــة‬ ‫وهــو ل ي ــدري ؛ تل ــك ال ــدول التل ــة لبلد الس ــلدمي‬ ‫كاف ـ ــة سـ ـ ـواء ك ـ ــان ه ـ ــذا الحتلل مباش ـ ــر كدم ـ ــا فـ ـ ـ‬ ‫فلسطي والعراق وأفغانســتان أو غريـ مباشــر مــن خلل‬ ‫مصــادرة الق ـرار السياســي والقتصــادي والثقــاف‪.‬واذّك رـ‬ ‫هؤلء الشباب بديث رسول ال صلى ال عليه وسل م‬ ‫ وال ــذي أخرجـ ه البتخ ــاري ومس ــل م‪ ) : -‬م ــن قمايت ــل‬‫لتكــون كلمــة الـ هــي العليــما فهــو فــي ـســبيل الـ (‪.‬‬ ‫فيــا شــباب بــال عليكــ م مــن قاتــل تــت الرايــة الزرق اء‬ ‫اعن راية الم م التحدة الت تشبه راية بنـ يهــود‪ -‬ثـ‬‫مـ ــات هـ ــل قاتـ ــل لتكـ ــون كلدمـ ــة ال ـ ـ هـ ــي العليـ ــا؟ ل‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(43‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ إن الـ ـ أم ــر بقت ــمال المش ــركين ح ــتى‬‫ميتوبوا من الشرك‪ ،‬ويلصـوا أعدمــال م لـ تعــال‪،‬‬ ‫ويقيدمـ ـوا الص ــلة‪ ،‬ويؤت ـ وا الزك اة‪ ،‬ف ــإن أبـ ـوا ع ــن‬ ‫ذلك‪ ،‬أوبعضه‪ ،‬قوتلوا إجاعا‪.‬‬ ‫ق ــمال اب ــن يتيمي ــة ف ــي ح ــق التت ــمار‪:‬ك ــل‬‫طائفــة متنعــة عــن الــتزام شـرائع الســلم الظــاهرة‬ ‫التـواترة‪ ،‬مــن هــؤلء القــوم أو غريه م‪ ،‬فــإنه يــب‬ ‫قتال م حت يلـتزموا شـرائعه‪ ،‬وإن كــانوا مــع ذلــك‬ ‫ن ــاطقي بالش ــهادتي‪ ،‬ومل ــتزمي بع ــض ش ـرائعه‪،‬‬ ‫كدمـ ــا قاتـ ــل أبـ ــو بكـ ــر والصـ ــحابة‪ -‬رض ـ ي ال ـ ـ‬ ‫عنه م‪ -‬مانعي الزكاة‪ ،‬وعلى ذلـك اتفــق الفقهــاء‬ ‫بعده م‪.24‬‬ ‫ ق ــمال اب ــن يتيمي ــة‪ :‬إن م ــرد العتص ــام‬‫بالســلم مــع عــدم الــتزام شـرائعه‪ ،‬ليــس بســقط‬ ‫للقتــال‪ ،‬فالقتــال واجــب حــت يكــون الــدين كلــه‬ ‫وال ــ‪...‬إن ــا ه ــي تلبيس ــات الطـ ـواغيت ومــن س ــار فـ ـ‬ ‫ركبه ــ م ثـ ـ ه ــي ال ــدولرات ال ــت أعدم ــت البص ــرية قب ــل‬ ‫البص ــر وال ــذي أخش ــاه أن مي ــوت ه ــذا الس ــكي ميت ــة‬ ‫جاهلية‪ .‬وال الستعان‪.‬‬ ‫‪ -24‬ل يل ــزم م ــن قت ــال الطائف ــة الدمتنع ــة تكفريهـ ا؛ أي‬ ‫ليس القتال فرعا عن تكفريها فقــد يكــ م لــا بالســلم‬ ‫وتقاتل لمتناعها عن القدرة ل عن الشرع وال اعل م‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(44‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ل‪ ،‬وحت ل تكون فتنة‪ ،‬فدمت كــان الــدين لغريـ‬ ‫ال فالقتال واجب‪.‬‬ ‫ إن ممــما ميــوجب الجهــماد لمــن ايتصــف‬‫ب ـ ــه‪ :‬عـ ـ ــدم تكفري ـ ـ ـ الشـ ـ ــركي‪ ،‬أو الشـ ـ ــك ف ـ ـ ـ‬ ‫كفره ـ ـ م‪ ،‬فـ ـ ــإن ذل ـ ـ ــك م ـ ـ ــن ن ـ ـ ـواقض الس ـ ـ ــلم‬ ‫ومبطلته‪ ،‬فدمن اتصف به فقد كفر‪ ،‬وحل دمه‬ ‫وماله‪.‬‬ ‫ إن ممــما ميــوجب الجهــماد لمــن ايتصــف‬‫ب ـ ـ ــه‪ :‬مظ ـ ـ ـ ــاهرة الش ـ ـ ـ ــركي‪ ،‬و إع ـ ـ ـ ــانته م عل ـ ـ ـ ــى‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(45‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫السلدمي‪ ،‬بيد‪ ،25‬أو بلسـان‪ ،26‬أو بقلب‪ ،27‬أو‬ ‫مال‪ ،28‬فهذا كفر مرج من السلم‪.‬‬ ‫ الـ ــردة‪ :‬ه ـ ــي الكف ـ ــر بع ـ ــد الس ـ ــلم‪،‬‬‫وتكون بالقول‪ ،‬والفعل‪ ،‬والعتقاد‪ ،‬والشك‪.29‬‬ ‫‪ - 25‬مثـ ــاله‪ :‬إرس ـ ال الشـ ــباب للقتـ ــال مـ ــع النصـ ــارى‬ ‫)المريك ـ ــان والنلي ـ ــز والفرنس ـ ــيي وغريه ـ م( وك ذلك‬ ‫إرس ـ ال م لتقـ ــدي الـ ــدمات الطبيـ ــة الـ ــت يقصـ ــد منهـ ــا‬ ‫التجسس على الاهدين واليقاع ب م‪.‬‬ ‫‪ -26‬مثــاله‪ :‬أرباب القلم مــن العلدمــانيي أو التســلفي‬ ‫م ــن يظه ــر الس ــلم وينط ــق بالش ــهادتي وقــد يص ــلي‬ ‫ويص ــوم لكن ــه يكت ــب فـ ـ الص ــحافة أو يتح ــدث ع ــب‬ ‫الفضــائيات خدمــة للكفــر فيطعــن بالاهــدين أو يـّذ لـ‬ ‫عـ ـ ـ ــن الوح ـ ـ ـ دين أو ييئـ ـ ـ ــس السـ ـ ـ ــلدمي مـ ـ ـ ــن تطـ ـ ـ ــبيق‬ ‫الــدين‪.‬ويدخل فـ جلــة هــؤلء الطيــب الــذي ســح لــه‬ ‫بـ ـ ــاعتلء من ـ ـ ــب الدمع ـ ـ ــة وميي ـ ـ ــل كي ـ ـ ــف م ـ ـ ــالت ري ـ ـ اح‬ ‫الطواغيت‪.‬‬ ‫‪ - 27‬مثاله‪ :‬الزنادقة الذين قد يصّلون ف الصف الول‬ ‫ومــع ذل ــك يكرهـ ون الس ــلم ويعدمل ــون بالف ــاء عل ــى‬ ‫حربه بســجن الوحدين وتقــدميه م للدمحــاك م الظالــة أو‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(46‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫و ليـ ـ ــس مـ ـ ــن شـ ـ ــرطها أن يقـ ـ ــول الرت ـ ـ د‪:‬‬ ‫ارت ددت عــن دينــ‪ ،‬لكــن لــو قــال ذلــك‪ ،‬اعتــب‬ ‫قوله من أنواع الردة‪.‬‬

‫توريطه م ف قضايا من طـراز)امن دولة( تكلفهــ م زهرة‬ ‫شــباب م خلــف القضــبان وهـ م بريئــون منهــا كدمــا بــرئ‬ ‫الذئب من دم يوسف ‪.‬‬ ‫‪ - 28‬مثــاله‪ :‬الــذين ُوِسـ د ـأمـر النفــط إليهــ م أو غريــه مــن‬ ‫ث ــروات الس ــلدمي ف ـ ص ــفقة دنيئ ــة ل يقبله ــا ص ــاحب‬ ‫م ــروءة فض ــل ع ــن ص ــاحب دي ــن‪.‬ه ــذه الص ــفقة ال ــت‬ ‫جعلـت منهــ م حراســا علـى ثـروات الســلدمي لقــاء جـزء‬ ‫يســري مــن هــذه الــثروات يضــدمن لــ م حيــاة متفـة‪ .‬أمــا‬ ‫الزء الكب فيذهب لـن وّس دـ المـَر إليهـ م مـن أعـداء‬ ‫الم ــة اليه ــود والنص ــارى‪ .‬إذا عرفـ ت ه ــذا ف ــانظر إلـ ـ‬ ‫ص ـ ــفقات الس ـ ــلح ال ـ ــذي ل يُعـ ــرف مص ـ ــريه وتـ ــدفع‬ ‫الليارات لقاءها؛ لن الغرب الكافر ل ميكن أن يأخــذ‬ ‫هــذه الليــارات مباشــرة مــن عدملئــه ف ـ بلد الســلدمي‬ ‫وإنا على طريقة )دراه م بدراه م وبينهدما حريرة(‪ .‬ولقــد‬ ‫صنعوا ل م الرب العراقية اليرانية فاشــتوا الســلح مــن‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(47‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ الحنف ــماء أه ــل التوحيــد‪ :‬اع ــتزلوا أه ــل‬‫الشـ ــرك‪ ،‬لن ال ـ ـ أوج ـ ب علـ ــى أهـ ــل التوحيـ ــد‬ ‫اعتزال م‪ ،‬و تكفريه م‪ ،‬و الباءة منه م‪.‬‬ ‫قـ ــال جـ ــامعه ‪-‬عفـ ــا ال ـ ـ عنـ ــه‪ : -‬انتهـ ــى‬ ‫القصــود مــن جــع هــذه الفوائــد العظيدمــة‪ ،‬اســأل‬ ‫النص ــارى بأس ــعار خيالي ــة ث ـ غ ــزو الك ــويت‪ ...‬وأخري ـا‬ ‫قص ـ ــة دي ـ ــون دب ـ ــ‪ -‬ال ـ ــت لـ ـ ـ ت ـ ــظ بتغطي ـ ــة إعلمي ـ ــة‬ ‫حقيقيــة‪ -‬حيــث تكفــل هــؤلء الرم ون بســداد ديونـا‬ ‫كاملة والت جاءت نتيجة سياسات اقتصادية مشبوهة‬ ‫فق ـ ــد زرع ـ وا الص ـ ــحراء بأعدم ـ ــدة ش ـ ــاهقة م ـ ــن الدي ـ ــد‬ ‫والسنت وبتكاليف باهظـة وكذلك زرع وا البحـر جـزرا‬ ‫إسنتية ث تبي فيدما بعد أنا أمـوال تعــود للغــرب ويب‬ ‫سدادها‪.....‬ال اكب‬ ‫‪ -29‬هــذا معتقــد أهــل الســنة والدماعــة بلف معتقــد‬ ‫المرجئة البتدعــة الــذين ابتليــت بــ م المــة بشــكل عــام‬ ‫وف بلد الشام بشكل خا‪.‬ص حيث سوا أنفســه م زورا‬ ‫وبتانــا ب ــ)الســلفية( والســلف مــن معتقــده م ف ـ الميــان‬ ‫ب ـ ـراء‪.‬وم ــن رؤوس البتدعـ ــة هـ ــؤلء الحلـــبي ومشـــهور‬ ‫والهللي وهذا الخري فصل من حزب م بسبب ســرقاته‬ ‫الالي ــة‪ .‬أم ــا ع ــن سـ ـرقات م جيع ــا العلدمي ــة فح ــدث ول‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(48‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ال ـ أن ينفــع بــا كــل مــن اطلــع عليهــا‪ .‬و بــال‬ ‫التوفي ــق‪ ،‬و س ــبحانك الله ــ م و بدم ــدك‪ ،‬اش ــهد‬ ‫أن ل اله إل أنت‪ ،‬أستغفرك و أتوب إليك‪.‬‬

‫حرج ‪.‬‬ ‫و كتــب آخــر مــن الرجئــة يــدعى )ـســمير مـراد( كتيبــا‬ ‫تــت عنـوان‪) :‬نقض أصول التكفيــر( أفصــح فيــه عــن‬ ‫بــدعته وجهلــه؛ فدمجــرد تســدميته لــذا الكــتيب ب ــ)نقــض‬ ‫أصـ ـ ــول التكفري ـ ــ( يعن ـ ـ ـ أن ل تكفري ـ ـ ـ ف ـ ـ ـ الس ـ ــلم‪.‬‬ ‫والتكفري حكــ م شـرعي ثـابت ل ينفيــه إل مبتـدع ُمغــرق‬ ‫ف بدعته‪ .‬ودليل ذلك انه ما مــن كتــاب فقهــي شــامل‬ ‫جــع أب ـواب الفقــه إل وفيــه بــاب يتنــاول أحكــام الــردة‬ ‫والرتدين‪ .‬وليس هذا فحسب فالرجل كذب على ابن‬ ‫تيدمية وبشكل صريح حت ُيشرِعن بدعته‪ .‬فقد قــال فـ‬ ‫صـ ـ ـ ــفحة ‪ 11‬نقل عـ ـ ـ ــن ابـ ـ ـ ــن تيدميـ ـ ـ ــة ‪):‬المرجئ ـ ـ ــة ‪:‬‬

‫وأشـ ــهره م ثلث فـ ــرق الول ـ ‪ :‬مـ ــن يقـ ــول منهـ ــ م إن‬ ‫المي ــان ه ــو تص ــديق القل ــب فق ــط ولــو ق ــال م ــا ق ــال‪،‬‬ ‫وعدمل مـا عدمـل علـى تفصـيل فيـه ‪ .‬الثانيـة ‪ :‬مـن يقـول‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(49‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫التوحيد والجهماد‬ ‫منبر‬ ‫إن الميان هو تصديق اللسان ولو اعتقــد مــا اعتقــد أو‬ ‫عدمــل مــا عدمــل ‪ .‬الثالثــة ‪ :‬مــن يقــول بــأن الميــان هــو* * *‬

‫تصــديق القلــب واللســان وليــس العدمــل منــه ‪ .‬والفرقتــان‬ ‫الوليان ه م غلة الرجئة‪ ،‬والثالثة ه م مرجئة الفقهاء ‪.‬‬ ‫وكله ــم عل ــى أن الميم ــمان ل ميزميــد ول مينق ــص ‪ .‬ول‬ ‫ميســتثنى فيــه‪ .‬انظ ــر الفت ــاوى ‪ ( .7/195‬وبـمالرجوع‬

‫إلـ ــى الصـ ــفحة ال ـ ــذكورة ت ـ ــد أن الن ـ ــص ق ـ ــد تع ـ ــرض‬

‫للتحريف‪ .‬واليــك النــص برفه مــن الفتــاوى )والمرجئة‬

‫ثلث ــة أص ــنماف ‪ :‬ال ــذين يق ــول‪ :‬المي ــان م ــرد م ــا ف ـ ـ‬ ‫القلــب‪ ،‬ث ـ مــن هــؤلء مــن يــدخل فيــه أعدمــال القلــوب‬ ‫وهــ م أك ــثر ف ــرق الرجئ ــة‪ ,‬كدم ــا ق ــد ذكـ ر أب ــو الس ــن‬ ‫أقوال م ف كتابه ‪ ,‬وذكر فرقا كثرية يطول ذكره م‪,‬لكــن‬ ‫ذكرنا جــل أق ـوال م‪ ,‬ومنهــ م مــن ل يــدخلها ف ـ الميــان‬ ‫كجهــ م ومن اتبعــه كالصــالي‪ ,‬وهذا الــذي نصــره هــو‬ ‫وأكــثر أصــحابه‪ .‬والقــول الثــان ‪ :‬مــن يقــول‪ :‬هــو مــرد‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(50‬‬

‫‪http://www.tawhed.ws‬‬ ‫‪http://www.almaqdese.net‬‬ ‫‪http://www.alsunnah.info‬‬ ‫‪http://www.abu-qatada.com‬‬ ‫‪http://www.mtj.tw‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫قـ ــول اللسـ ــان وهــذا ل يعـ ــرف لحـ ــد قبـ ــل الكراميـ ــة‪.‬‬ ‫والث ــالث‪ :‬تص ــديق القل ــب وقــول اللس ــان‪ ,‬وهــذا ه ــو‬ ‫الشــهور عــن أهــل الفقــه والعبــادة منهــ م( وبالقارنة تــد‬ ‫أن النص قد تعرض لتزوير فاضح وكذب متعدمــد وهذا‬ ‫يكفــي للقــدح فـ عدالــة الؤلف ويضــاف إلـ ذلــك أن‬ ‫مــن يكــذب علــى العلدمــاء كيــف لــه أن يكتــب عقيــدة‬ ‫للمــة أو أن يشــارك ف ـ تــوجيه شــبابا؟!!! ولكــن لــاذا‬ ‫حـّرف الــدعو ســري م ـراد نــص ابــن تيدميــة؟ نقــول وبال‬ ‫التوفيق أول‪ :‬نقل ـسمير وقمال إن ابن يتيمية ميقــول إن‬ ‫الرجئ ــة أش ــهره م ثلث ف ــرق والصـ ـواب أن اب ــن تيدمي ــة‬ ‫يقول والرجئة ثلثة أصناف و ل ادري هل قصد ســري‬ ‫حصر الرجاء فـ فــرق ثلث حـت يقــول هــذا الرجاء‬ ‫وهــذه فرق ـ ه وم ــن قـ ــال سـ ــوى ذلـ ــك فهـ ــو بري ـ ء مـ ــن‬ ‫الرجاء؟ نــن مــتددون فـ الجابــة ونقــول هــذا وحده‬ ‫ل يكفي لعرفة قصد الرجل من التحريف مع العل م أن‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(51‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ابن تيدمية ف النــص الصــحيح يقــول‪) :‬ذكر أبــو الســن‬ ‫أق ـ ـ ـ ـوال م ف ـ ـ ـ ـ كتـ ـ ـ ــابه ‪ ,‬وذك ـ ـ ــر فرق ـ ـ ـ ا كـ ـ ـ ــثرية يطـ ـ ـ ــول‬ ‫ذكره م(‪,‬فــابن تيدميــة ف ـ النــص ذاتــه يقــول أن الرج اء‬ ‫فــرق كــثرية لكــن ـســميرمراد يتعمــد إغفــمال هــذا‪ .‬ثانيــا‬ ‫نق ـ ــل س ـ ــري كاذب ـ ــا أن اب ـ ــن تيدمي ـ ــة يق ـ ــول ف ـ ـ ص ـ ــفحة‬ ‫‪ ): 7/195‬وكله ــم عل ــى أن الميم ــمان ل ميزميــد ول‬

‫مينقص ‪ .‬ول ميستثنى فيه( وتبي لــك أن ابــن تيدميــة لـ‬ ‫يقـ ــل ذلـ ــك‪ ....‬إذا سـ ــري أراد أن يوص ــل القـ ــارئ إل ـ ـ‬ ‫نتيج ــة مفاده ــا أن الرجـ اء ثلث ف ــرق ل غريـ ـ وأن ــ م‬ ‫كله م يقولون الميان ل يزيد ول ينقص ول يستثن فيه‬ ‫وان من قال أن الميــان يزيد وينقــص ويســتثن فيــه فقــد‬ ‫بــرئ مــن الرجاء وأن هــذا كلــه مــن كلم ابــن تيدميــة‪.‬‬ ‫ك ـ ــل ذل ـ ــك التحري ـ ف والك ـ ــذب ليس ـ ــل م م ـ ــن وص ــدمه‬ ‫بالرجـ اء ه ــو ومــن عل ــى ش ــاكلته م ــن مرجئ ــة العص ــر‬ ‫ال ــذين يقولــون ب ــأن المي ــان يزيـ د وينق ــص‪....‬وأّنـ ـ ل ــه‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(52‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫ذلك‪ .‬وأريد أن أنبـه القـارئ أن كلم سـري جـاء فـ فـ‬ ‫بث فرعي اسه )حد الميان( قال فيه انه بّي فيه حد‬ ‫الميــان عنــد ابــن تيدميــة وكدمــا هــو معلــوم أن الــد هــو‬ ‫التعريف كدما هو متعارف عليـه اليـوم‪ .‬إل انـه لـ يـذكر‬ ‫أب ــداً ح ــد المي ــان عن ــد اب ــن تيدمي ــة وإن ــا ج ــاء بكلم‬ ‫مقط ــع وبنص ــو‪.‬ص مبت ــورة متفرقـ ة م ــن هن ــا وهن ــاك م ــن‬ ‫كلم اب ــن تيدمي ــة كعــمادة الحلــبي‪ .‬وفـ الك ــان ال ــذي‬ ‫يب أن يذكر فيــه سـري حــد الميـان عنــد ابـن تيدميــة لـ‬ ‫يــذكره وإنــا أخــر ذلــك وذكره ف ـ مبحــث فرعي اســه‪:‬‬ ‫)تـ ــرك الصـ ــلة( ولكـ ــن مـ ــاذا قـ ــال سـ ــري هنـ ــاك قـ ــال‪:‬‬ ‫)الميم ــمان ه ــو العق ــد والق ــول( وإذا ك ــان س ــري عل ــى‬ ‫معتقــد شــيخ الســلم حقــا لــاذا ل ـ يقــل لنــا عنــد بثــه‬ ‫فــ) حــد الميــان عنــد ابــن تيدميــة( إن حــد الميــان عنــد‬ ‫ابن تيدميــة هـو العقــد والقـول‪ .‬ثـ أقــول لســدمري مـراد مـن‬ ‫ق ــال م ــن أئدم ــة أه ــل الس ــنة والدماع ــة أن المي ــان ه ــو‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(53‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫العق ــد والق ــول؟ قطع ــا ل اح ــد وإن ــا ه ــذا م ــن ابت ــداع‬ ‫س ــري‪.‬وإذا كن ــت ي ــا س ــري طالب ــا للح ــق ل ــاذا ل ـ ترج ع‬ ‫لكت ــب أه ــل الس ــنة والدماع ــة ب ــدل تلفي ــق النص ــو‪.‬ص‬ ‫وبتها حــت خرجت عـن سـياقها ‪.‬وهذا الســلوب هـو‬ ‫ذاتــه أســلوب علــي الحلــبي الــذي ردت عليــه اللجنــة‬ ‫الدائدمــة وأبـانت جهلــه وبدعته‪ .‬وليكــن معلوما للقــارئ‬ ‫أن نصـ ــو‪.‬ص اب ـ ــن تيدميـ ــة ق ـ ــد ل تفهـ ــ م ف ـ ـ كـ ــثري مـ ــن‬ ‫الحوال إل بالرجوع وقراءة صفحات كـثرية سـابقة قـد‬ ‫تص ــل أحيان ــا إلـ ـ عشـ ـرات الص ــفحات ؛فأحيان ــا اب ــن‬ ‫تيدمي ـ ــة ين ـ ــاقش مس ـ ــألة ويظ ـ ــن الق ـ ــارئ أن الكلم ل ـ ــه‬ ‫والقيق ــة أن اب ــن تيدمي ــة يك ــون ف ـ مع ــرض نق ــل أق ـوال‬ ‫التخالفي أو الرد عليه م‪.‬‬ ‫كل ما سبق غري مستغرب من سري‪...‬لاذا؟ لنه رجل‬ ‫يوال الطواغيت ويدافع عنهــ م وينســق معهــ م بــل وينفــذ‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(54‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫أوامره م‪ ,‬والــدليل مــا يلــي ‪ :‬طُلـب مــن ســري أن يقــف‬ ‫مـ ــع مرش ـ ح للنتتخاب ـ ــات اسـ ــه إبراهي ـ ــ م وه ــو ضـ ــابط‬ ‫اســتتخبارات متقاعــدا وبالفعــل حــدث هــذا‪.‬طُلـب مــن‬ ‫س ــري العدم ــل عل ــى ترشـ يح أح ــد الش ــباب للنتتخاب ــات‬ ‫ليكون ضد الخوان السلدمي ف مي م الوحدات‪ ,‬وقد‬ ‫س ــعى ف ـ ذل ــك وح اول إقن ــاع اح ــد أئدم ــة الس ــاجد ‪-‬‬ ‫وه و أبــو حفــص المــام الســابق لســجد الصــحابة ف ـ‬ ‫ميــ م الوحدات ‪ -‬إل أن الخري ـ رفض ذلــك مــا حــدا‬ ‫بالهات المنية إل التضييق عليه حت ترك عدمله وهو‬ ‫ألن يعدمل ف سوق الضار‪.‬‬ ‫بقــي أن أقــول‪ :‬إن ســري م ـراد ل ـ يكتــف بــذا الــد بــل‬ ‫تاوزه للتطاول على الشهداء عندما ترح م على الالك‬ ‫سيد طنطاوي وذلك على موقعه على النـتنت فقـال‪:‬‬ ‫) والعجــب مــن شــان النــاس حيـ يــتحون بــل يصــفون‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(55‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫بع ــض الن ــاس بالش ــهادة فـ ـ س ــبيل ال ــ‪ ،‬ل لش ــيء إل‬ ‫لكونه قام با يوافق أهواء الناس‪ ،‬ف حي كــون الشــيخ‬ ‫الطنطاوي رحة الـ عليـه خريـ مـن ملـء الرض منهـ م(‬ ‫ال ـ ـ اك ــب ه ــل طنط ــاوي خري ـ ـ م ــن مل ــء الرض م ــن‬ ‫الشهداء ؟!!!!!‪ ...‬وال الذي ل رب سـواه لشــعرة فـ‬ ‫رج ـ ـ ـ ل ش ـ ـ ـ ــهيد ترج ـ ـ ـ ح ب ـ ـ ـ ــألف ذَ​َكـ ـ ـ ـ ٍرـ م ـ ـ ـ ــن أمث ـ ـ ـ ــال‬ ‫الطنطــاوي‪......‬يــا ســري أنــت تعلــ م أن طنطــاوي بــارك‬ ‫قـ ـرار ب ــاريس بن ــع الج ــاب عل ــى الس ــلدمات ‪ -‬أق ــول‬ ‫الج ــاب ولي ــس فق ــط النق ــاب ‪ -‬وذلـ ــك عنـ ــدما زاره‬ ‫الرئيــس الفرنســي ســاركوزي شتخصــيا ف ـ الزه ر وتعلــ م‬ ‫أيض ـ ـ ــا أن طنط ـ ـ ــاوي خل ـ ـ ــع نق ـ ـ ــاب اح ـ ـ ــد الطالب ـ ـ ــات‬ ‫الســلدمات وتعلــ م انــه ل ـ يجــل مــن مصــافحة شــيدمون‬ ‫برييز قاتل الفلسطينيي ف قانا ‪......‬ث قال ســري مـراد‬ ‫‪):‬لع ــل م ــن كرام ــات الش ــيخ م ــوته ف ـ ـ البلد الطيب ــة‪،‬‬ ‫ودفنه ف مقبة الصحابة _ف البقيع _فإل رحة ال يــا‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(56‬‬


‫زب ـ ـ ـ ـ ـ ــدة العــقيـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫شــيخ طنطــاوي‪ (.‬ونقــول لســدمري م ـراد‪ :‬طنطــاوي مــات‬ ‫ف الرياض وليـس فـ الجـاز أي لـ ميـت فـ الدينـة أو‬ ‫مك ــة ويب ــدو أن تقس ــيدمات س ــايكس‪-‬بيك ــو انطل ــت‬ ‫عليــك فه ــل مــرد وج ود الريـ اض ومك ــة أو الدين ــة ف ـ‬ ‫ح ــدود دولــة واح ــدة مص ــطنعة جع ــل حك ــ م الري ـ اض‬ ‫كحكــ م مكــة أو الدينــة؟!!! وأخيرا وبمـما انـك يتحـب‬ ‫طنطماوي لهذه الدرجة فــإنني اـســأل الـ أن ميحشــرك‬ ‫معه‪.‬‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫)‪(57‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.