قضايا معاصرة فى ظل ل
الصو ل العشرين للمام الشهيد حسن البنا
1
بسم ال الرحمن الرحيم
إن التاريخ السلمي في ك ل مراحله ،يبرز فيه رجا ل يحتاج إليهم الموقف ،فيسدون الثغرة، ويلبون الحاجة ،ويقومون بالواجب المطلوب لزمانهم ومكانهم في إيقاظ المة ،وترميم ما أصابه البلى أو التصدع في بنيانها. قد يكون الرج ل المنشود إماما أعظم كعمر بن عبد العزيز رضي ال عنه ،وقد يكون أمي ار أو قائدا عسكريا مث ل نور الدين محمود أو صل ح الدين ،وقد يكون إمام ا فكري ا ودعوياا ،مث ل أبي
حامد الغزالي ،وقد يكون مربيا روحيا مث ل عبد القادر الجيلني ،وقد يكون مجددا فقهيا وتربويا إواصلحيا مث ل أبي العباس ابن تيمية ،فك ل واحد من هؤل ء جدد فيما كان يفتقر إليه عصره وبيئته من جوانب التجديد الضرورية واللزمة.1 وفي الربع الو ل من القرن العشرين ،وبعد سقوط الخلفة عام ،1924أصبح وضع العالم السلمي عامة ،ووضع مصر والعالم العربي خاصة :يحتاج إلى رج ل ذي فكر ثاقب ،وحس مرهف ،إوايمان دافق ،إوارادة صلبة ،يشعر بما تعانيه المة من أمراض وآلم ،ويقدر على تشخيص الدا ء ،ووصف الدوا ء ،ويصبر على متابعة مريضه ،حتى ينتق ل به من مرحلة السقام إلى مرحلة العافية ،ومنها إلى مرحلة القوة .كان هذا الرج ل المنشود أو القائد المظفر ،هو حسن البنا. كان حسن البنا قد عرف غايته وتبين طريقه ،وعرف أن غايته كبيرة وضخمة ،وأن طريقه شاقة وطويلة. أما الغاية فهي تجديد السلم في حياة المة ،بد ءا بمصر وانتها ء بالمة السلمية كلها، وقيادتها به إلى الكرامة والعزة والستقرار والحيـاة الطيبـة ،سعيا إلى الوحدة المنشودة والخلفة المفقودة ،وعمل على نشر السلم في العالم ،كما أرادها ال (وما أرسلناك إل رحمة للعالمين ( )النبيا ء.(107- وأما الوسيلة ،فهي تعريف المة بالسلم شامل متكامل ،كما أنزله ال على رسوله محمد
صلى ال عليه وسلم. 1رجال الفكر والدعوة -أبو الحسن الندوي
2
بدأت هذه الدعوة منطلقة من فكر مؤسسها وشعوره الداخلي الغامر بأن عليه فرضا لمته يجب أن يؤديه ،وأن لديه طاقة يجب أل يدخرها في إحيا ء المة ،وتجديد دينها. بدأت الدعوة بسيطة ولكنها عميقة ،محدودة ولكنها قوية ،صغيرة في كمها ولكنها كبيرة في كيفها ،فقيرة في مالها ولكنها غنية بما تملك من إيمان ل يتزعزع ،قليلة المكانات ولكن لديها يقين وطمو ح وآما ل كبار. من السلم حددت أهدافها ،ومن السلم عينت وسائلها ومناهجها ،إوالى السلم ردت مرجعيتها. يسأ ل الناس :من أنتم أيها الخوان؟ ويجيب البنا :قولوا لهؤل ء المتسائلين :نحن دعوة القرآن الحق الشاملة الجامعة :طريقة صوفية، وجمعية خيرية ،ومؤسسة اجتماعية ،وحزب سياسي نظيف. نحن )السلم( فمن فهمه على وجهه الصحيح ،فقد عرفنا. أيها الخوان أنكم رو ح جديد يسري في قلب هذه المة يحييه بالقرآن ،ونور جديد يشرق فيبدد ظلم المادة بمعرفة ال ،وصوت داو يعلو مرددا دعوة رسو ل ال صلى ال عليه وسلم.2 إن الحاجة إلى فهم السلم فهما صحيحا كما أأنز ل على محمد بن عبد ال صلى ال عليه
وسلم ،وكما طبقه واقعا فى حياته وحياة الناس أفرادا وجماعات ،وكما أقام به دولة السلم فى
المدينة لينطلق بها صحابته الكرام بذات الفهم لقامة دولة السلم العالمية والخلفة في الرض للتمكين لهذا الدين في الرض ك ل الرض يقو ل تعالى﴿) :إنن الددينن إعنند اللإه اإلسسلنأم إ وما اسختنلن ن نإ ب إلن إمن نبسعإد نما نجا ءأهأم اسلإعسلأم نبسغايا نبسيننهأسم نونمن نيسكفأسر إبيآنياإت اللإه فنإنن ف الذينن أسوتأوسا اسلكنتا ن نن اللإه نسإريعأ اسلإحنساإب ﴾ )آ ل عمران﴿ (19 :نونمن نيسبتنإغ نغسينر اإلسسلنإم إديانا نفنلن أيسقنبن ل إمسنهأ نوأهنو إفي ت نعلنسيأكسم نإسعنمإتي ت لنأكسم إديننأكسم نوأنتسنمسم أ الإخنرإة إمنن اسلنخاإسإرينن ﴾ )آ ل عمران﴿ (85 :اسلنيسونم أنسكنمسل أ ضطأنر إفي مسخمصةة نغسير متنجانإ ة ور إ ف دإلثسةم فنإنن اللهن نغأفورر نرإحيرم ﴾ ت لنأكأم اإلسسلننم إديانا فننمإن ا س ضي أ ن أ ن ن ن ن نن )المائدة :من الية ،(3ولهذا لزم الفهم الصحيح الشام ل للسلم ،الفهم السليم النقلي الذي جا ء به رسو ل ال صلى ال عليه وسلم ،ليتم هذا التمكين.
لقد صندر المام الشهيد حسن البنا أركان البيعة بالفهم ،ووضع له أصولا عشرين؛ لتمدث ل الميثاق الذى يبايع عليه ال خ العام ل لأيعتبر كل ل أ خ حاراسا أميانا على هذا الفهم من أي تغيير 2الوخوان المسلمون -يوسف القرضاوي ،ص.25 -
3
أو انحراف؛ وفاا ء ببيعته مع ال ،فليلتزم بحدوده في حركته كلها ،وليصبح هذا الفهم السياج الحامى من النزل ل والنحراف كذلك .لقد ا ن طلع المام الشهيد على الكثير من الكتب والمراجع قب ل وضع الصو ل العشرين ،مبلو ار قواعد فقهية ومسائ ل كلية من السلم لذا سماها أصولا.
فالفهم الصحيح يعين على سلمة العم ل وحسن التطبيق ،ويقي صاحبه العثرات ..قا ل الحسن
البصري :العام ل على غير علم كالسائر على غير طريق ،يفسد أكثر مما يصلح ،فاطلبوا العلم طلبا ل يضر بالعبادة ،واطلبوا العبادة طلبا ل يضر بالعلم. إن العبرة في التفضي ل ليست بكثرة المعارف والمحفوظات والعما ل ،إوانما بجودة الفقه، وصحة الفهم ،وسلمة الدراك ..قا ل الرسو ل -صلى ال عليه وسلم" :-فقيه واحد أشد على
ضا" :ن ن ضر ال امرا ءا سمع منا حدياثا فحفظه حتى يبلغه غيره، الشيطان من ألف عابد" ،وقا ل أي ا ب حام ل فقه إلى نمن هو أفقهأ منه ،وأر ن فأر ن ب حام ل فقه ليس بفقيه" ..يقو ل ابن القيم" :صحة الفهم ،وحسن القصد من أعظم نعم ال التي أنعم بها على عبده ،ب ل ما أأعطي عبرد عطاا ء بعد ق السلم أفضن ل ول أجن ل منهما ،ب ل هما ساقا السلم ،وقيامه عليهما ،وبهما يأمن العبد طري ن
ق الضالين الذين فسدت فهومهم ،ويصير من الأمننعم المغضوب عليهم الذين فنسد قصأدهم ،وطري ن عليهم الذين حأسننت أفهاأمهم وقصوأدهم ،وهم أه ل الصراط المستقيم في ك ل صلة ،وصحة الفهم نورر يقذفه ال في قلب العبد ،يمديز به بين الصحيح والفاسد ،والحق والباط ل ،والهندى والضل ل ،والغلي والرشاد" )إعلم الموقعين(.
4
رسالة التعاليم ..لمن ؟!
5
لقد صدر المام الشهيد رسالة التعاليم بهذه الكلمات: أما بعد: فهذه رسالتي إلى الخوان المجاهدين من الخوان المسلمين الذين آمنوا بسمو دعوتهم ،وقدسية فكرتهم ،وعزموا صادقين على أن يعيشوا بها ،أو يموتوا في سبيلها ،إلى هؤل ء الخوان فقط أوجه هذه الكلمات ،وهي ليست دروسا تحفظ ،ولكنها تعليمات تنفذ ,فإلى العم ل أيها الخوان الصادقون) :نوأقإ ل اسعنملأوا فننسنينرى الأ نعنملنأكسم نونرأسولأهأ نواسلأمسؤإمأنونن نونستأنرلدونن إنلى نعالإإم اسلنغسيإب نوالنشنهاندإة فنينندبأئأكم بإما أكسنتأم تنعمألون( )التوبة) ,(105:وأننن هنذا إ ص نارإطي أمسستنإقيم ا نفاتنبإأعوهأ نول تنتنبإأعوا اللسأبن ل ن ن س سن ن أ س ن صاأكسم بإإه لننعلنأكسم تنتنأقونن( )النعام .(153:أما غير هؤل ء ..فلهم دروس ق بإأكسم نعسن نسإبيلإإه نذلإأكسم نو ن فنتنفننر ن
ومحاضرات ,وكتب ومقالت ,ومظاهر إواداريات ,ولك ل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ,وكل
وعد ال الحسنى.
ل: ثم يبدأ الحديث عن أركان البيعة قائ ا
أيها الخوان الصادقون ..أركان بيعتنا عشر فاحفظوها:
الفهم و الخلص و العم ل و الجـهــاد و التضحية و الطاعة و الثبات و التجرد و الخـنوة و الثقة .
ثم يقدم للحديث عن الفهم بهذه الكلمات: إنما أريد بالفهم :
أن توقن بأن فكرتنا إسلمية صميمة و أن تفهم السلم كما نفهمه ,في حدود هذه الصو ل العشرين الموجزة ك ل اليجاز : لقد حدد الستاذ البنا أربع معالم لركن الفهم ،لمن رضى أن يصطف معه على هذا الطريق ،قب ل أن يفن إ ص ل ماهية الفهم فى أصوله العشرين وهى: أ .1
أن توقن ،
.2
بأن فكرتنا إسلمية صميمة ،
.3
و أن تفهم السلم كما نفهمه, 6
.4
في حدود هذه الصو ل العشرين الموجزة ك ل اليجاز. اليقين
لقد وجه المام الشهيد حسن البنا هذه الرسالة "إلى الخوان المجاهدين من الخوان المسلمين الذين آمنوا بسمو دعوتهم ،وقدسية فكرتهم ،وعزموا صادقين على أن يعيشوا بها ،أو يموتوا في سبيلها" ..لذا كان الوصو ل لدرجة اليقين حاجة ماسة لهؤل ء؛ ليؤمنوا بسمو دعوتهم ،وقدسية فكرتهم أبتداا ء ،ثم للعزم الصادق على العيش بها أو الموت فى سبيلها امتداداا .لذا يقرر الشهيد
سيد قطب هذه الحقيقة فى قوله" :فمن طبيعة المنهج الذي يرسمه هذا الدين ،ومن حاجة البشرية إلى هذا المنهج ،نستمد نحن يقيننا الذي ل يتزعزع ،في أن المستقب ل لهذا الدين ،وان له دو ار في هذه الرض هو مدعو لدائه -أراد أعداؤه كلهم أم لم يريدوا -وأن دوره هذا المرتقب ل تملك عقيدة أخرى -كما ل يملك منهج آخر -أن يؤديه .وأن البشرية بجملتها ل تملك أن تستغني
طويلا عنه" .3ثم كان الحديث عن الفكرة السلمية الصميمة... الفكرة اللسليمية الصيمييمة
ولن دعوة الخوان المسلمين تهدف للعودة بالمسلمين إلى دعوة السلم الولى كما جا ء بها محمد بن عبد ال صلى ال عليه وسلم؛ لذا فقد أكد المام الشهيد حسن البنا على أن" :دعوتنا دعوة أجمع ما توصف به أنها )إسلمية( ولهذه الكلمة معنى واسع غير ذلك المعنى الضيق الذي يفهمه الناس ،فإنا نعتقد أن السلم معنى شام ل ينتظم شؤون الحياة جميعا ،ويفتي في ك ل شأن منها ويضع له نظاما محكما دقيقا ،ول يقف مكتوفا أمام المشكلت الحيوية والنظم التي ل بد منها لصل ح الناس .فهم بعض الناس خطأ أن السلم مقصور على ضروب من العبادات أو أوضاع من الروحانية ،و حصروا أنفسهم وأفهامهم في هذه الدوائر الضيقة من دوائر الفهم المحصور. ولكنا نفهم السلم على غير هذا الوجه فهما فسيحا واسعا ينتظم شؤون الدنيا والخرة ،ولسنا ندعي هذا ادعا ء أو نتوسع فيه من أنفسنا ،إوانما هو ما فهمناه من كتاب ال و سيرة المسلمين 3المستقبل لهذا الدين – الشهيد سيد قطب
7
الولين ،فإن شا ء القارئ أن يفهم دعوة الخوان بشي ء أوسع من كلمة إسلمية فليمسك بمصحفه وليجرد نفسه من الهوى والغاية ثم يتفهم ما عليه القرآن فسيرى في ذلك دعوة الخوان. أج ل :دعوتنا إسلمية ،بك ل ما تحتم ل الكلمة من معان ،فافهم فيها ما شئت بعد ذلك وأنت في فهمك هذا مقيد بكتاب ال وسنة رسوله وسيرة السلف الصالحين من المسلمين ،فأما كتاب ال فهو أساس السلم ودعامته وأما سنة نبيه فهي مبينة الكتاب وشارحته وأما سيرة السلف الصالح فهم رضوان ال عليهم منفذو أوامره والخذون بتعاليمه وهم المث ل العملية والصورة الماثلة لهذه الوامر والتعاليم".4
حق ا لقد جا ءت رسالة السلم وقد عم الفساد أرجا ء الرض كلها بحيث لم يعد يرتجى لها صل ح
إل برسالة جديدة ,ومنهج جديد ,وحركة جديدة .فقد طرق الكفر إلى عقائد أهلها جميعا سوا ء أه ل الكتاب الذين عرفوا الديانات السماوية من قب ل ثم حرفوها ,أو المشركون في الجزيرة العربية وفي خارجها سوا ء.5 إلى أن جا ء القرن السادس والسابع لميلد المسيح والذى مث ل أحط أدوار التاريخ بل خلف .فقد كانت النسانية متدلية منحدرة ،وما على وجه الرض قوة تمسك بيدها وتمنعها من التردي وقد زادتها اليام سرعة في هبوطها وشدة في إسفافها .وكان النسان في هذا القرن قد نسي خالقه, فنسي نفسه ومصيره ,وفقد رشده ,وقوة التمييز بين الخير والشر ,والحسن والقبيح .وقد خفتت دعوة النبيا ء من زمن ,والمصابيح التي أوقدوها قد انطفأت من العواصف التي هبت بعدهم ,أو بقيت ونورها ضعيف ضئي ل ل ينير إل بعض القلوب ,فضل عن البيوت ,فضل عن البلد .وقد انسحب رجا ل الدين من ميدان الحياة ,ولذوا بالديرة والكنائس والخلوات ف ار ار بدينهم من الفتن, وضنا بأنفسهم ,أو رغبة إلى الدعة والسكون ,وف ار ار من تكاليف الحياة وجدها ,أو فشل في كفا ح الدين والسياسة ,والرو ح والمادة ; ومن بقي منهم في تيار الحياة اصطلح مع الملوك وأه ل الدنيا وعاونهم على إثمهم وعدوانهم ,وأك ل أموا ل الناس بالباط ل .. .لقد أصبحت الديانات العظيمة فريسة العابثين والمتلعبين ; ولعبة المجرمين والمنافقين ,حتى فقدت روحها وشكلها ,فلو بعث 4دعوتنا – مجموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا 5تفسير سورة البينة – فى ظلل القرآن – الشهيد سيد قطب
8
أصحابها الولون لم يعرفوها ; وأصبحت مهود الحضارة والثقافة والحكم والسياسة مسر ح الفوضى والنحل ل والختل ل وسو ء النظام وعسف الحكام ,وشغلت بنفسها ل تحم ل للعالم رسالة ,ول للمم دعوة ,وأفلست في معنوياتها ,ونضب معين حياتها ,ل تملك مشرعا صافيا من الدين السماوي ,ول نظاما ثابتا من الحكم البشري ..وكان ورا ء هذا الكفر ما ورا ءه من الشر والنحطاط والشقاق والخراب الذي عم أرجا ء الرض .. .وبالجملة لم تكن على ظهر الرض أمة صالحة المزاج ,ول مجتمع قائم على أساس الخلق والفضيلة ,ول حكومة مؤسسة على أساس العد ل والرحمة ,ول قيادة مبنية على العلم والحكمة ,ل دين صحيح مأثور عن النبيا ء.6 ومن ثم اقتضت رحمة ال بالبشرية إرسا ل رسو ل من عنده يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة .ومن ثم جا ءت رسالة السلم وجا ء الرسو ل في وقته ,وجا ءت هذه الصحف وما فيها من كتب وحقائق وموضوعات لتحدث في الرض كلها حدثا ل تصلح الرض إل به .7فكان منهج السلم رسالة إسلمية صميمة جا ءت من عند ال للبشر ك ل البشر فى الرض ك ل الرض. و أن تفهم اللسلم كيما نفهيمه إن المام البنا وجه هذه الرسالة إلى الخوان المجاهدين من الخوان المسلمين الذين آمنوا بسمو دعوتهم ،وقدسية فكرتهم ،وعزموا صادقين على أن يعيشوا بها ،أو يموتوا في سبيلها ،إواذا سألنا:
لماذا أقتصر المام البنا رسالته بهذا الخطاب على هؤل ء؟ ولماذا يطالب هؤل ء بأن يفهموا السلم كما يفهمه؟
للجابة على هذا التساؤ ل لبد أن نذكر ما قررة المام الشهيد عن غاية جماعة الخوان المسلمين.
غاية الوخوان اليملسليمين يعم ل الخوان المسلمون لغايتين :غاية قريبة يبدو هدفها وتظهر ثمرتها لو ل يوم ينضم فيه الفرد إلى الجماعة ,أو تظهر الجماعة الخوانية فيه في ميدان العم ل العام .وغاية بعيدة لبد فيها من ترقب الفرص وانتظار الزمن وحسن العداد وسبق التكوين . " 6ماذا وخسر العالم بانحطاط المسلمين" -أبو الحسن علي الحسني الندوي 7تفسير سورة البينة – فى ظلل القرآن – سيد قطب
9
فأما الغاية الولى :فهي مساهمة في الخير العام أيا كان لونه ونوعه ,والخدمة الجتماعية كلما سمحت بها الظروف . يتص ل ال خ بالخوان ,فيكون مطالبا بتطهير نفسه وتقويم مسلكه إواعداد روحه وعقله وجسمه
للجهاد الطوي ل الذي ينتظره في مستقب ل اليام ,ثم هو مطالب بأن يشيع هذه الرو ح في أسرته
وأصدقائه وبيئته ,فل يكون ال خ أخا مسلما حقا حتى يطبق على نفسه أحكام السلم وأخلق السلم ,ويقف عند حدود المر والنهي التي جا ء بها رسو ل ال صلى ال عليه وسلم عن ربه : )وننسف ة ب نمسن ندنسانها( )الشمس: س نونما نسنوانها ,فنأنسلهننمنها فأأجونرنها نوتنسقنوانها ,قنسد أنسفلننح نمسن نزنكانها ,نوقنسد نخا ن ن . (10-7 وتتكون الجماعة من جماعات الخوان ،فتتخذ دا ار وتعم ل علي تعليم الميين وتلقين الناس أحكام
الدين وتقوم بالوعظ والرشاد والصل ح بين المتخاصمين ،إواقامة المنشيآت النافعة من مدارس ومعاهد و مستوصفات ومساجد في حدود مقدرتها والظروف التي تحيط بها ،وكثير من شعب
الخوان ينهض بهذه الواجبات يؤديها غلي حالة مرضية من حسن الدا ء . فه ل هذا ما يريده الخوان المسلمون ويجهزون أنفسهم له ويأخذونها به ؟! ل أيها الخوان ليس هذا ما نريد ،هو بعض ما نريد ابتغا ء مرضاة ال ..هو الهدف الو ل القريب ،صرف الوقت في طاعة وخير حتى يجي ء الظرف المناسب وتحين ساعة العم ل للصل ح الشام ل المنشود . أما غاية الخوان الساسية ..أما هدف الخوان السمى ..أما الصل ح الذي يريده الخوان ويهيؤن له أنفسهم ..فهو إصل ح شام ل كام ل تتعاون عليه قوي المة جميع ا وتتجه نحوه المة
جميعا ويتناو ل ك ل الوضاع القائمة بالتغيير والتبدي ل .
إن الخوان المسلمين يهتفون بدعوة ،ويؤمنون بمنهاج ،ويناصرون عقيدة ،ويعملون في سبي ل
إرشاد الناس إلى نظام اجتماعي يتناو ل شؤون الحياة جميع ا اسمه )السلم( ..نز ل به الرو ح
المين علي قلب سيد المرسلين ليكون به من المنذرين بلسان عربي أمين ..ويريدون بعث المة
السلمية النموذجية التي تدين بالسلم الحق ،فيكون لها هادي ا إوامام ا ،وتعرف في الناس بأنها
دولة القرآن التي تصطبغ به والتي تذود عنه والتي تدعو إليه والتي تجاهد في سبيله وتضحي في هذا السبي ل بالنفوس والموا ل . 10
لقد جا ء السلم نظام ا إوامام ا ،دين ا ودولة ،تشريع ا وتنفيذا ،فبقي النظام وزا ل المام ،واستمر
الدين وضاعت الدولة ،وازدهر التشريع وذوي التنفيذ .أليس هذا هو الواقع أيها الخوان ؟! إوال فأين الحكم بما أنز ل ال في الدما ء والموا ل والعراض ؟ وال تبارك وتعالي يقو ل لنبيه ) : rنوأنإن ك نعسن نبسع إ ك فنإسن تننولنسوا ض نما أنسننزن ل الأ إلنسي ن اسحأكسم نبسيننهأسم بإنما أنسننزن ل الأ نول تنتنبإسع أنسهنوان ءأهسم نواسحنذسرأهسم أنسن نيسفتإأنو ن نفاسعلنم أننما يإريأد ال أنن ي إ ض أذأنوبإإهسم إوإانن نكإثي ار إمنن الننا إ صينبهأسم بإنبسع إ س لننفاإسأقونن( )المائدة. (49: أ س أ س ن أ ن والخوان المسلمون يعلمون ليتأيد النظام بالحكام ،ولتحيا من جديد دولة السلم ،ولتشم ل بالنفاذ هذه الحكام ،ولتقوم في الناس حكومة مسلمة ،تؤيدها أمة مسلمة ،تنظم حياتها شريعة مسلمة ك نعنلى نشإرينعةة إمنن النسمإر نفاتنبإسعنها نول تنتنبإسع أنسهنوان ء أمر ال بها نبيه rفي كتابه حيث قا ل ) :ثأنم نجنعسلننا ن النإذين ل يعلنمون ,إنهم لنن يسغنوا عسن ن إ إ ن إإ ضهأسم أنسوإلنياأ ء نبسع ة ض نوالأ نوإللي ك منن ال نشسيئا ن إوإانن الظالمينن نبسع أ أس س أ أ ن ن نس أ 8 اسلأمتنإقينن( )الجاثـية. (19-18: ل " :إلى هؤل ء الخوان فقط أوجه هذه الكلمات ، لقد وجه المام البنا هذه الرسالة دون غيرها قائ ا وهي ليست دروس ا تحفظ ،ولكنها تعليمات تنفذ ,فإلى العم ل أيها الخوان الصادقون" .لذا فهذه
الرسالة بهذا الخطاب موجه لمن اصطف للعم ل لهذا الدين ،لذلك ينادى فيهم كما نادى رسو ل ال ل :وأريد بالخلص : صلى ال عليه وسلم فى أصحابه بعد الفهم بالخلص قائ ا
أن يقصد ال خ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه ال ,وابتغا ء مرضاته وحسن مثوبته من غير
نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر ,وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة ,ل جندي غرض و منفعة) ,أقس ل إنن صلإتي ونسإكي ومحياي ومماإتي إ ل نر د ب اسلنعالنإمينن( )النعام: ن نأ أ ن ن سن ن ن ن ن ,(162وبذلك يفهم ال خ المسلم معنى هتافه الدائم )ال غايتنا( و )ال أكبر ول الحمد(. ثم يحدد مراتب العم ل الذى يدعوهم إليه ،بعد التأكيد على أنه ثمرة العلم والخلص فيقو ل :وأريد بالعم ل :
ثمرة العلم والخلص ) :نوأقإ ل اسعنملأوا فننسنينرى الأ نعنملنأكسم نونرأسولأهأ نواسلأمسؤإمأنونن نونستأنرلدونن إنلى نعالإإم اسلنغسيإب نوالنشنهاندإة فنأينندبأئأكسم بإنما أكسنتأسم تنسعنمألونن( )التوبة. (105: ومراتب العم ل المطلوبة من الل خ الصادق :
8رسالة المؤتمر السادس – مجموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا.
11
– 1إصل ح نفسه حتى يكون :قوي الجسم ,متين الخلق ,مثقف الفكر ,قاد ار على الكسب ,سليم العقيدة ,صحيح العبادة ,مجاهدا لنفسه ,حريصا على وقته ,منظما في شؤونه ,نافعا لغيره ,وذلك واجب ك ل أ خ على حدته . -2وتكوين بيت مسلم ,بان يحم ل أهله على احترام فكرته ,والمحافظة على آداب السلم في مظاهر الحياة المنزلية ,وحسن اختيار الزوجة ,وتوقيفها على حقها و واجبها ,وحسن تربية الولد, والخدم وتنشئتهم على مبادئ السلم ,وذلك واجب ك ل أ خ على حدته كذلك . – 3إوارشاد المجتمع ,بنشر دعوة الخير فيه ,ومحاربة الرزائ ل و المنكرات ,وتشجيع الفضائ ل,
والمر بالمعروف ,والمبادرة إلى فع ل الخير ,وكسب الرأي العام إلى جانب الفكرة السلمية,
وصبغ مظاهر الحياة العامة بها دائما ,وذلك واجب ك ل أ خ على حدته ,وواجب الجماعة كهيئة عاملة . – 4وتحرير الوطن بتخليصه من ك ل سلطان أجنبي ـ غير إسلمي ـ سياسي أو اقتصادي أو روحي . - 5إواصل ح الحكومة حتى تكون إلسليمية بحق ,وبذلك تؤدي مهمتها كخادم للمة و أجير
عندها وعام ل على مصلحتها ,والحكومة إسلمية ما كان أعضاؤها مسلمين مؤدين لفرائض السلم غير متجاهرين بعصيان ,وكانت منفذة لحكام السلم وتعاليمه 0
- 6إعادة الكيان الدولي للمة السلمية ,بتحرير أوطانها إواحيا ء مجدها وتقريب ثقافتها وجمع
كلمتها ,حتى يؤدى ذلك كله إلى إعادة الخلفة المفقودة والوحدة المنشودة . ل إ إ – 7وأستاذية العالم بنشر دعوة السلم في ربوعه )نونقاتألوأهسم نحنتى ل تنأكونن فتسننةر نونيأكونن الدديأن أكلهأ إ ل( )لنفا ل) ,(39:نونيسأنبى الأ إإل أنسن أيتإنم أنونرهأ نولنسو نكإرهن اسلنكاإفأرونن( )التوبة. (32: وهذه المراتب الربعة الخيرة تجب على الجماعة متحدة وعلى ك ل أ خ باعتباره عضوا في
الجماعة ,وما أثقلها تبعات وما أعظمها مهمات ,يراها الناس خيال ويراها ال خ المسلم حقيقة ,ولن ب نعنلى أنسمإرإه ولنإكنن أنسكثننر الننا إ س ل نيسعلنأمونن( )يوسف: نيأس أبدا ,ولنا في ال أعظم الم ل )نوالأ نغالإ ر ن . (21 ل :وأريد بالجهاد الفريضة ثم يطالبهم بالجهاد ،فل تحيا دعوة إل بالجهاد ،الذى يحدد معالمه قائ ا
الماضية إلى يوم القيامة و المقصود بقو ل رسو ل ال صلى ال عليه وسلم ) :من مات ولم يغز ولم
ينو الغزو مات ميتة جاهلية ( ,وأو ل مراتبه إنكار القلب ,وأعلها القتا ل في سبي ل ال ,وبين ذلك 12
جهاد اللسان و القلم واليد وكلمة الحق عند السلطان الجائر ,ول تحيا دعوة إل بالجهاد ,وبقدر سمو الدعوة وسعة أفقها ,وبقدر سمو الدعوة و سعة أفقها تكون عظمة الجهاد في سبيلها ,وضخامة الثمن الذي يطلب لتأييدها ,و جزالة الثواب للعاملين):وجاإهأدوا إفي ا إ ل نح ن ق إجنهاإدإه( )الحج.(78: نن وبذلك تعرف معنى هتافك الدائم ) :الجهاد سبيلنا( . ل :وأريد بالتضحية : ب ل ويطالبهم بالتضحية فل جهد بغير تضحية قائ ا
بذ ل النفس والما ل والوقت والحياة وك ل شي ء في سبي ل الغاية ,وليس في الدنيا جهاد ل تضحية معه ,ول تضيع في سبي ل فكرتنا تضحية ,إوانما هو الجر الجزي ل والثواب الجمي ل ومن قعد عن التضحية معنا فهو آثم ) :إنن الن اسشتننرى إمنن اسلأمسؤإمإنينن أنسنفأنسهأسم نوأنسمنوالنهأسم( الية) ,أقس ل إسن نكانن آنباأؤأكسم ك بإأننهم ل ي إ إ ب( الية ),فنإسن تأإطيأعوا أيسؤتإأكأم اللنهأ أنسج ارا(, صيأبهأسم ن صر نوأنسبنناأؤأكسم (..الية) ,نذل ن أ س أ ظنمأر نول نن ن وبذلك تعرف معنى هتافك الدائم ) :والموت في سبي ل ال أسمى أمانينا( . ثم يحدد لهم مراح ل الدعوة الثلث ودرجة الطاعة المرتبطة بك ل مرحلة على حدى ،فيقو ل :وأريد بالطاعة : امتثا ل المر إوانفاذه توا في العسر واليسر والمنشط والمكره ,وذلك أن مراح ل هذه الدعوة ثلث : – 1التعريف :بنشر الفكرة العامة بين الناس ,ونظام الدعوة في هذه المرحلة نظام الجمعيات الدارية ,ومهمتها العم ل للخير العام ووسيلتها الوعظ والرشاد تارة إواقامة المنشيآت النافعة تارة
أخرى ,إلى غير ذلك من الوسائ ل العملية ,وك ل شعب الخوان القائمة الن تمث ل هذه المرحلة من حياة الدعوة ,وينظمها القانون الساسي ,وتشرحها وسائ ل الخوان وجريدتهم ,والدعوة في هذه المرحلة عامة . ويتص ل بالجماعة فيها ك ل من أراد من الناس متى رغب المساهمة في أعمالها ووعد بالمحافظة على مبادئها ,وليست الطاعة التامة لزمة في هذه المرحلة بقدر ما يلزم فيها احترام النظم والمبادئ العامة للجماعة . - 2التكوين :باستخلص العناصر الصالحة لحم ل أعبا ء الجهاد وضم بعضها إلى بعض, ونظام الدعوة – في هذه المرحلة – صوفي بحت من الناحية الروحية ,وعسكري بحت من الناحية
13
العملية ,وشعار هاتين الناحيتين )أمر وطاعة( من غير تردد ول مراجعة ول شك ول حرج ,وتمث ل الكتائب الخوانية هذه المرحلة من حياة الدعوة ,وتنظمها رسالة المنهج سابقا ,وهذه الرسالة الن . والدعوة فيها خاصة ل يتص ل بها إل من استعد استعدادا تاما حقيقيا لتحم ل أعبا ء جهاد طوي ل المدى كثير التبعات ,وأو ل بوادر هذا الستعداد كما ل الطاعة . – 3التنفيذ :وهي مرحلة جهاد ل هوادة فيه ،وعم ل متواص ل في سبي ل الوصو ل إلى الغاية ، وامتحان وابتل ء ل يصبر عليهما إل الصادقون ,ول يكف ل النجا ح في هذه المرحلة إل كما ل الطاعة كذلك وعلى هذا بايع الصف الو ل من الخوان المسلمين في يوم 5ربيع الو ل سنة 1359هـ . وأنت بانضمامك إلى هذه الكتيبة ,وتقبلك لهذه الرسالة ,وتعهدك بهذه البيعة ,تكون في الدور الثاني ,وبالقرب من الدور الثالث ,فقلدر التبعة التي التزمتها وأعلد نفسك للوفا ء بها . ل :وأريد بالثبات : ثم يطالبهم بالثبات على الجهاد فى العم ل ملتزم ا بالطاعة قائ ا
أن يظ ل ال خ عامل مجاهدا في سبي ل غايته مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والعوام ,حتى يلقى ال على ذلك وقد فاز بإحدى الحسنيين ,فإما الغاية إواما الشهادة في النهاية) ,إمنن اسلأمسؤإمإنينن إ إ ضى ننسحنبهأ نوإمسنهأسم نمسن نيسنتنإظأر نونما نبندلأوا تنسبإديلا( صندقأوا نما نعانهأدوا الن نعلنسيه فنمسنهأسم نمسن قن ن إرنجار ل ن )الحزاب ,(23:والوقت عندنا جز ء من العلج ,والطريق طويلة المدى بعيدة المراح ل كثيرة
العقبات ,ولكنها وحدها التي تؤدي إلى المقصود مع عظيم الجر وجمي ل المثوبة . وذلك أن ك ل وسيلة من وسائلنا الستة تحتاج إلى حسن العداد وتحين الفرص ودقة النفاذ ,وك ل
ذلك مرهون بوقته )نونيأقوألونن نمنتى أهنو أقس ل نعنسى أنسن نيأكونن قنإريب ا( )السرا ء. (51: ل :أريد بالتجرد: ثم يطالبهم بالتجرد للدعوة قائ ا
أن تتخلص لفكرتك مما سواها من المبادئ والشخاص ،لنها أسمى الفكر وأجمعها وأعلها : ل ومن أنحسن إمن ا إ إ ل إ إ ت لنأكسم أسسنوةر نحنسننةر إفي إسب نارإهينم صسبنغةا( )البقرة) ,(138:قنسد نكانن س )صسبنغةن ا ن ن س س ن أ ن والنإذين معه إسذ نقالأوا لإقنوإمإهم إننا برآ ء إمسنأكم وإمنما تنعبأدون إمن أدوإن ا إ ل نكفنسرننا بإأكسم نونبندا نبسيننننا نونبسيننأكأم سأ ن س ن ن ننأ س س أن أ س ن 14
اسلعنداوةأ واسلبسغضا ء أنبدا حنتى تأؤإمنوا إبا إ ك ك لن ن ك نونما أنسملإ أ ل نوسحندهأ إإل قنسون ل إسب نارإهينم لنإبيإه لنسستنسغإفنرنن لن ن س أ ن ن ن ن ن أ ن ن إمن ا إ ك اسلم إ صيأر( )الممتحنة. (4: ك تننونكسلننا ن إوإالنسي ن ل إمسن نشسية ء نرنبننا نعلنسي ن ن ك أنننسبننا ن إوإالنسي ن ن والناس عند ال خ الصادق واحد من ستة أصناف :مسلم مجاهد ,أو مسلم قاعد ،أو مسلم آثم ، أو ذمي معاهد ،أو محايد ،أو محارب ,ولك ل حكمه في ميزان السلم ,وفى حدود هذه القسام توزن الشخاص والهيئات ،ويكون الول ء أو العدا ء . ثم يجمع القلوب فى الشرق والغرب ،بعيدا عن التعصب المذموم لجنس أو عرق أو لون،
على رابطة الخوة السلمية لإعادة الكيان الدولي للمة السلمية ,بتحرير أوطانها إواحيا ء مجدها وتقريب ثقافتها وجمع كلمتها ,حتى يؤدى ذلك كله إلى إعادة الخلفة المفقودة والوحدة المنشودة فيقو ل :وأريد بالخوة :
أن ترتبط القلوب والروا ح برباط العقيدة ،والعقيدة أوثق الروابط وأغلها ،والخوة أخت اليمان ، والتفرق أخو الكفر ،وأو ل القوة :قوة الوحدة ،ول وحدة بغير حب ,وأق ل الحب :سلمة الصدر, إ ك ق أشنح ننسفإسإه فنأأولنئإ ن صةر نونمسن أيو ن صا ن وأعله :مرتبة اليثار) ,نوأيسؤثإأرونن نعنلى أنسنفأسإهسم نولنسو نكانن بإإهسم نخ ن أهأم اسلأمسفلإأحونن( )الحشر. (9: وال خ الصادق يرى إخوانه أولى بنفسه من نفسه ،لنه إن لم يكن بهم ،فلن يكون بغيرهم ،وهم
إن لم يكونوا به كانوا بغيره ) ,إوانما يأك ل الذئب من الغنم القاصية() ,والمؤمن للمؤمن كالبنيان ،يشد
ضهأسم أنسوإلنياأ ء نبسع ة ض( )التوبة ,(71:وهكذا يجب أن نكون بعضه بعض ا() .نواسلأمسؤإمأنونن نواسلأمسؤإمننا أ ت نبسع أ .
ل :وأريد بالثقة : ثم يكون الحديث عن الثقة الزمة بين هؤل ء وقيادتهم قائ ا
اطمئنان الجندي إلى القائد في كفا ءته إواخلصه اطمئنانا عميقا ينتج الحب والتقدير والحترام ك إفينما نشنجنر نبسيننهأسم ثأنم ل نيإجأدوا إفي أنسنفأإسإهسم نحنرجا إمنما ك ل أيسؤإمأنونن نحنتى أينحدكأمو ن والطاعة) ,نفل نونردب ن ت نوأينسلدأموا تنسسإليم ا( )النسا ء. (65: ضسي ن قن ن والقائد جز ء من الدعوة ،ول دعوة بغير قيادة ،وعلى قدر الثقة المتبادلة بين القائد والجنود تكون قوة نظام الجماعة ،إواحكام خططها ،ونجاحها في الوصو ل إلى غايتها ,وتغلبها على ما ف( )محمد. (21-20: يعترضها من عقبات )فنأنسونلى لنهأسم ن طانعةر نوقنسور ل نمسعأرو ر وللقيادة في دعوة الخوان: 15
.1حق الوالد بالرابطة القلبية, .2و الستاذ بالفادة العلمية, .3والشيخ بالتربية الروحية, .4والقائد بحكم السياسة العامة للدعوة, ودعوتنا تجمع هذه المعاني جميعا ,والثقة بالقيادة هي كل شيء في نجاح الدعوات . ولهذا يجب أن يسأ ل ال خ الصادق نفسه هذه السئلة ليتعرف على مدى ثقته بقيادته : – 1ه ل تعرف إلى قائده من قب ل و درس ظروف حياته ؟ – 2ه ل اطمأن إلى كفايته إواخلصه ؟
– 3هله هو مستعد لعتبار الوامر التي تصدر إليه من القيادة في غير معصية طبعا قاطعا ل مجا ل فيها للجد ل ول للتردد ول للنتقاص ول للتحوير مع إبدا ء النصيحة والتنبيه إلى الصواب؟ – 4ه ل هو مستعد لن يفترض في نفسه الخطأ وفي القيادة والصواب ,إذا تعارض ما أمر به مع ما تعلم في المسائ ل الجتهادية التي لم يرد فيها نص شرعي ؟ – 5ه ل هو مستعد لوضع ظروفه الحيوية تحت تصرف الدعوة ؟ وه ل تملك القيادة في نظره حق الترجيح بين مصلحته الخاصة ومصلحة الدعوة العامة . بالجابة على هذه المثلة وأشباهها يستطيع ال خ الصادق أن يطمئن على مدى صلته بالقائد, ت نما إفي النسر إ ض نجإميع ا نما وثقته به ,والقلوب بيد ال يصرفها كيف يشا ء )نوأنلن ن ف نبسينن أقألوبإإهسم لنسو أنسنفنسق ن ف نبسيننهأسم إنهأ نعإزيرز نحإكيرم( )لنفا ل. (63: ت نبسينن أقألوبإإهسم نولنإكنن الن أنلن ن أنلنسف ن ل :أيها ال خ الصادق : ثم يلزم هؤل ء ببرنامج عملى قائ ا
إن إيمانك بهذه البيعة يوجب عليك أدا ء هذه الواجبات حتى تكون لبنة قوية في البنا ء.9 ل :أيها ال خ الصادق : ثم يختتم المام الشهيد رسالته إلى هؤل ء قائ ا
هذه مجم ل لدعوتك ,وبيان موجز لفكرتك ,وتستطيع أن تجمع هذه المبادئ في خمس كلمات: )ال غايتنا ,والرسو ل قدوتنا ,والقرآن شرعتنا ,والجهاد سبيلنا ,والشهادة أمنيتنا( . وأن تجمع مظاهرها في خمس كلمات أخرى :
9انظر فصل :البرنامج العملى – واجبات ال خ العامل
16
.1
البساطة,
.2
والتلوة,
.3
والصلة,
.4
والجندية,
.5
والخلق . فخذ نفسك بشدة بهذه التعاليم ,إوال ففي صفوف القاعدين متسع للكسالى والعابثين .
وأعتقد أنك إن عملت بها وجعلتها أم ل حياتك وغاية غايتك ,كان جزاؤك العزة في الدنيا والخير والرضوان في الخرة ,وأنت منا ونحن منك ,إوان انصرفت عنها وقعدت عن العم ل لها فل صلة
بيننا وبينك ,إوان تصدرت فينا المجالس وحملت أفخم اللقاب وظهرت بيننا بأكبر المظاهر,
وسيحاسبك ال على قعودك أشد الحساب ,فاختر لنفسك ونسأ ل ال لنا ولك الهداية و التوفيق . ) نيا أنلينها النإذينن آنمأنوا نهس ل أنأدللأكسم نعنلى تإنجانرة تأسنإجيأكسم إمسن نعنذاةب أنإليةم : ) ( 1تأؤإمنون إبا إ ل نونرأسولإإه س أ ن ) ( 2وتأجاإهأدون إفي سإبيإ ل ا إ ل بإأنسمنوالإأكسم نوأنسنفأإسأكسم نذلإأكسم نخسيرر لنأكسم إسن أكسنتأسم تنسعلنأمونن : ن ن ن ن - 1نيسغإفسر لنأكسم أذأنونبأكسم ك اسلفنسوأز اسلنعإظيأم - 2نوأيسدإخسلأكسم نجنناةت تنسجإري إمسن تنسحتإنها النسننهاأر نونمنساإكنن ن طدينبةا إفي نجنناإت نعسدةن نذلإ ن - 3وأسخرى تأإحلبونها نصر إمن ا إ ل ن ن ن سر ن ن ن ب نونبدشإر اسلأمسؤإمإنينن . - 4نوفنتسرح قنإري ر ل نكما نقان ل إعيسى ابن مريم لإسلحواإرديين من أنسنصاإري إنلى ا إ إ نإ ل نقان ل ن س أ ن س نن ن ن ن ن س ن نيا أنلينها الذينن آنمأنوا أكوأنوا أنسن ن صانر ا ن اسلحواإرليون نحن أنسنصار ا إ طائإفنةر فنأننيسدننا النإذينن آنمأنوا نعنلى ت ن ت ن طائإفنةر إمسن نبإني إسسرائين ل نونكفننر س ل نفيآنمنن س نن ن ن س أ ن أ ظاإهإرينن( )الصف. (14-10: صنبأحوا ن نعأددوإهسم فنأن س ل :أن تفهم السلم كما نفهمه.. , من أج ل ذلك كله كان لبد من خاطب هؤل ء قائ ا في حدود هذه الصول العشرين اليموجزة كل اليجاز لقد حدثت فتنة التكفير فى سجون عبد الناصر ،فراجع قادة الخوان من شذ عن الصف بهذه الفكار ،راجعوا فكرهم على الصو ل العشرين؛ فتفقوا معا على جميع أصو ل الفهم عدا الص ل
العشرين الذى يقرر فيه الستاذ البنا" :ول نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعم ل بمقتضاهما وأدى 17
الفرائض ـ برأي أو بمعصية ـ إل إن أقر بكلمة الكفر ,أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة ,أو كذب صريح القرآن ,أو فسره على وجه ل تحتمله أساليب اللغة العربية بحا ل ,أو عم ل عمل ل يحتم ل تأويل غير الكفر". فكان الفصا ل البين بينهما بقو ل المرشد المستشار حسن الهضيبى" :إذا فلتأخذوا لفتة غير لفتة
الخوان المسلمين" .فخرجوا عن الجماعة التى كانت أو ل من أنكر فكرهم ،ب ل وأصدر المستشار
حسن الهضيبى رسالته الشهر :دعاة ل قضاة ،والتى فص ل فيها ما أجمله الستاذ البنا فى ل :أن تفهم السلم كما الص ل العشرين لذا كان المام الشهيد محددا وهو يقرر خطابه لهؤل ء قائ ا
نفهمه ,في حدود هذه الصو ل العشرين الموجزة ك ل اليجاز.
18
وقفات مع الصو ل العشرين
19
الصل :الول شمولية السلم السلم نظام شام ل يتناو ل مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة ،وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة ،وهو ثقافة وقانون أو علم وقضا ء ،وهو مادة أو كسب وغنى ،وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ،كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سوا ء بسوا ء . فى هذا الص ل الذى أريد أن يغيب عن حياة المسلمين قديم ا وحديث ا ،والذى يمث ل
حجر الزاوية فى الصو ل كلها؛ فهو بمثابة الفكرة الكلية الجامعة التى يدور حولها باقى
الصو ل تأصيلا وتفصيلا ..لذا وجدنا أنه من الفض ل أن نرجع إلى كلم الستاذ البنا فى
رسائله ..نعيد قرا ءة ما كتبه عن هذا الص ل .ولكن لنذكر أولا المعنى الجامع لتعريف دين السلم..
التعريف الول : فالسلم هو ما جا ء في حديث جبري ل عليه السلم حيث جا ء بهيئة أعرابي يسأ ل رسو ل ال ليسمع الحاضرين ويتعلموا أمور دينهم جا ء في الحديث ) فأخبرني عن السلم ( فقا ل الرسو ل ) السلم أن تشهد أن ل إله إل ال وأن محمد رسو ل ال ،وتقيم الصلة ،وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ،وتحج البيت إن استطعت إليه سبيل (. التعريف الثاني : ] السلم هو الخضوع والستسلم والنقياد ل رب العالمين [ ويشترط فيه إن يكون اختياري ا ل
قس ار لن الخضوع القسري ل رب العالمين أي للسنة الكونية أمرعام بالنسبة لجميع المخلوقات ول ثواب فيه ول عقاب فيه قا ل تعالى ) أفغير دين ال يبغون وله أسلم من في السموات
والرض طوعا وكرها واليه يرجعون ( فك ل مخلوق خاضع ل ولسنته في جوده وبقائه والنسان كغيره من المخلوقات في هذاالخضوع القسري . أما الخضوع الختياري ل رب العالمين فهذا هو جوهر السلم المطالب به النسان وعليهيكون الثواب والعقاب ومظهر النقياد التام لشرع ال تمام الرضى والقبو ل وبل قيد ول شرط ول تعقيب ومن ثم كان السلم بهذا المعنى هو دين ال المرضي عنده وأوحى به إلى رسله الكرام 20
وبلغوه إلى الناس قا ل تعالى ) :أن الدين عند ال السلم ( ) ومن يبتغ غير السلم دينا فلن يقب ل منه وهو في الخرة من الخاسرين ( ) ومن يسلم وجهه ل وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى إوالى ال عاقبة المور ( ) ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن ال اصطفى لكم الدين فل تموتن إل وانتم مسلمون أم كنتم شهدا ء إذ حضر يعقوب الموت إذ قا ل لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك إواله آبائك إبراهيم إواسماعي ل إواسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( . التعريف الثالث : ]السلم هو النظام العام والقانون الشام ل لمور الحياة ومناهج السلوك للنسان التي جا ء بها محمد رسو ل ال من ربه وأمره بتبليغها إلى الناس وما يترتب على إتباعها أو مخالفتها من ثواب أو عقاب [ قا ل تعالى ) :ومن يبتغ غير السلم دين ا فلن يقب ل منه وهو في الخرة من
الخاسرين ( فالدين هنا يتضمن المعاني التي ذكرنها ويستلزم غيرها وهي بمجموعها تعني السلم الذي جا ء به رسو ل ال من رب العالمين . التعريف الرابع : ] السلم هو مجموعة ما أنز ل ال تعالى على رسوله من أحكام العقيدة والخلق والعبادات والخبارات في القران الكريم والسنة المطهرة وقد أمره ال بتبليغها إلى الناس [ قا ل تعالى ) :يا أيها الرسو ل بلغ ما أنز ل إليك من ربك وأن لم تفع ل فما بلغت رسالته وال يعصمك من الناس ( المائدة ] [67وما أنز ل ال عليه هو القران الكريم والسنة وفيهما جميع الحكام التي ذكرناها وهي دين ال وهو السلم . التعريف الوخايمس : ] السلم هو الجوبة الصحيحة لثلثة أسئلة شغلت عقو ل البشر في القديم وفي الحديث وترد على فكر ك ل إنسان كلما خل بنفسه وسر ح خواطر في أمور الحياة أوشيع ميتا أو شاهد قبو ار ،
وهذه السئلة هي :من أين جئنا ؟ ولماذا جئنـا ؟ إوالى أين المصير ؟ [ 21
والجوبة الصحيحة لهذه السئلة التي أخبر بها الرسو ل صلى ال عليه وسلم وتكون بمجموعاتها تفصيلتها السلم . التعريف اللسادس : ] السلم هو الرو ح الحقيقية للنسان والنور الهادي في درب الحياة والشفا ء الكافي لمراض البشرية والصراط الذي ليض ل من سلكه [ قا ل تعالى ) :وكذلك أوحينا إليك روح ا من أمرنا ما
كنت تدري ما الكتاب ول اليمان ولكم جعلناه نو ار نهدي به من نشا ء من عبادنا إوانك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط ال الذي له ما في السموات وما في الرض أل إلى ال تصير المور ( الشورى ] .[52وقا ل تعالى ) :وننز ل من القران ما هو شفا ء ورحمة للمؤمنين ( السرا ء .وقا ل تعالى ) :ق ل هو للذين آمنوا هدى وشفا ء ( فصلت ].[44
إن هذه التعاريف التى ذكرناها كلها صحيحة ول تناقض فيما بينها ول إختلف لن ك ل واحد منها يستلزم أو يتضمن ما في التعريف الخر إن الختلف فيما بينها هو اختلف اللفاظ ل في المعاني التى يبرزها هذا التعريف دون ذاك وهذا القدر من الختلف ل يؤثر في وحدة مضمون التعاريف ودللتها على معنى السلم صراحة أو التضمن والستلزام.10 إسلم الخوان المسلمين تحت هذا العنوان يقو ل الستاذ البنا رحمه ال :و اسمحوا لي إخواني استخدام هذا التعبير ،و لست أعني به أن للخوان المسلمين إسلم ا جديدا غير السلم الذي جا ء به سيدنا
محمد صلى ال عليه وسلم عن ربه ،و إنما أعني أن كثي ار من المسلمين في كثير من العصور خلعوا عن السلم نعوتا و أوصافا و رسوما من عند أنفسهم ،و استخدموا مرونته و سعته
استخدام ا ضا ار مع أنها لم تكن إل للحكمة السامية ،فاختلفوا في معنى السلم اختلفاا ،و
انطبعت للسلم في نفس أبنائه صور عدة تقرب أو تبعد أو تنطبق على السلم الو ل الذي
مثله رسو ل ال و أصحابه خير تمثي ل. فمن الناس من ل يرى السلم شيئا غير حدود العبادة الظاهرة فإن أداها أو رأى من يؤديها
اطمأن إلى ذلك و رضي به و حسبه قد وص ل إلى لب السلم ،و ذلك هو المعنى الشائع عند 10شمولية السلم – موقع ينابيع تربوية /www.yanabeea.net
22
عامة المسلمين. و من الناس من يرى السلم إل الخلق الفاض ل و الروحانية الفياضة ،و الغذا ء الفلسفي الشهي للعق ل و الرو ح ،و البعد بهما عن أدران المادة الطاغية الظالمة. و منهم من يقف إسلمه عند حد العجاب بهذه المعاني الحيوية العملية في السلم فل يتطلب النظر إلى غيرها و ل يعجبه التفكير في سواها. و منهم من يرى السلم نوع من العقائد الموروثة و العما ل التقليدية التي ل غنا ء فيها و ل تقدم معها ،فهو متبرم بالسلم و بك ل ما يتص ل بالسلم ،و تجد هذا المعنى واضح ا في
نفوس كثير من الذين ثقفوا ثقافة أجنبية و لم تتح لهم فرص حسن التصا ل بالحقائق السلمية
ل ،أو عرفوه صورة مشوهة بمخالطة من لم يحسنوا تمثيله فهم لم يعرفوا عن السلم شيئا أص ا من المسلمين.
و تحت هذه القسام جميع ا تندرج أقسام أخرى يختلف نظر ك ل منها إلى السلم عن نظر
الخر قليلا أو كثي ارا ،وقلي ل من الناس أدرك السلم صورة كاملة واضحة تنتظم هذه المعاني جميعا.
هذه الصور المتعددة للسلم الواحد في نفوس الناس جعلتهم يختلفون اختلفا بينا في فهم الخوان المسلمون وتصور فكرتهم. فمن الناس من يتصور الخوان المسلمون جماعة وعظية إرشادية ك ل همها أن تقدم للناس العظات فتزهدهم في الدنيا و تذكرهم بالخرة. و منهم من يتصور الخوان المسلمين طريقة صوفية تعني بتعليم الناس ضروب الذكر و فنون العبادة و فنون العبادة و ما يتبع ذلك من تجرد و زهادة. و منهم من يظنهم جماعة نظرية فقهية ك ل نظرهم أن تقف عند طائفة من الحكام تجاد ل فيها و تناض ل عنها ،و تحم ل الناس عليها و تخاصم أو تسالم من لم يسلم بها معها. و قلي ل من الناس خالطوا الخوان المسلمين و امتزجوا بهم و لم يقفوا عند حدود السماع و لم يخلعوا على الخوان المسلمين إسلم ا يتصورنه هم ،فعرفوا حقيقتهم و أدركوا ك ل شي ء عن
ل ،وهذا أحببت أن أتحدث لحضراتكم عن معنى السلم و صورته الماثلة دعوتهم علما وعم ا
في نفوس الخوان ،المسلمين ،حتى يكون الساس الذي ندعو إليه و نعتز بالنتساب له و الستمداد منه واضح ا جلياا. 23
) ( 1نحن نعتقد أن أحكام السلم و تعاليمه شاملة تنتظم شؤون الناس في الدنيا و الخرة ،و أن الذين يظنون أن هذه التعاليم إنما تتناو ل الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها من النواحي مخطئون في هذا الظن ،فالسلم عقيدة و عبادة ،و وطن و جنسية ،و دين ودولة ،و روحانية و عم ل ،و مصحف و سيف ،و القرآن الكريم ينطق بذلك كله و يعتبره من لب السلم و من ك صميمه و يوصي بالحسان فيه جميعه ،و إلى هذا تشير الية الكريمة : )نواسبتنإغ إفينما آنتا ن ال الندار الإخرةن ول تنسنس نن إ ك إمنن اللدسننيا نوأنسحإسسن نكنما أنسحنسنن الأ إلنسينك( )القصص(77: صينب ن ن أ ن ن ن
و إنك لتق أر في القرآن و في الصلة إن شئت قو ل ال تبارك و تعالي في العقيدة و العبادة : )وما أإمروا إلل لإيعبأدوا ال مسخلإ إ ك إديأن صينن لنهأ الددينن أحنننفان ء نوأيإقيأموا ال ن صلةن نوأيسؤتأوا النزنكاةن نونذلإ ن ن سأ نن أ ن أ اسلقندينمإة( )البينة. (5: ك إفينما ك ل أيسؤإمأنونن نحنتى أينحدكأمو ن وتق أر قوله تعالى في الحكم والقضا ء و السياسة ) :نفل نونردب ن إ إ إ ت نوأينسلدأموا تنسسإليماا( )النسا ء. (65: ضسي ن نشنجنر نبسيننهأسم ثأنم ل نيإجأدوا في أنسنفأسإهسم نحنرج ا منما قن ن و تق أر قوله تعالى في الدين و التجارة ) :نيا أنلينها النإذينن آنمأنوا إنذا تنندانيسنتأسم بإندسيةن إنلى أننجة ل أمنسلماى ب نوسلأيسملإإ ل النإذي ب نكاتإ ر ب نبسيننأكسم نكاتإ ر ب نكنما نعلننمهأ الأ نفسلنيسكتأ س نفاسكتأأبوهأ نوسلنيسكتأ س ب أنسن نيسكتأ ن ب إباسلنعسدإ ل نول نيسأ ن ق ال رنبه ول يسبنخس إمسنه نشسيئا فنإن نكان النإذي علنسيإه اسلح ل إ نعلنسيإه اسلنح ل ضإعيفا أنسو ل ق نسفيها أنسو ن ن ن أ س ن ق نوسلنيتن إ ن ن أ ن ن س نيسستنإطيعأ أنسن أيإمن ل أهنو نفسلأيسملإس ل نوإلليهأ إباسلنعسدإ ل نواسستنسشإهأدوا نشإهيندسيإن إمسن إرنجالإأكسم فنإسن لنسم نيأكوننا نرأجلنسيإن إ إ إ إ ب ضسونن منن اللشهنندا ء أنسن تنضن ل إسحنداأهنما فنتأنذدكنر إسحنداأهنما الأسخنرى نول نيسأ ن فننرأجر ل نواسم نأنرنتاإن منمسن تنسر ن اللشهندا ء إنذا ما أدعوا ول تنسأنموا أنن تنسكتأبوه صإغي ار أنو نكإبي ار إنلى أنجلإإه نذلإأكم أنسقسطأ إعسنند ا إ ل نوأنسقنوأم ن س ن ن أ ن س أ س أأ ن ن أ س إللنشهاندإة وأنسدننى نأل تنرنتابوا إإل أنن تنأكون تإجارةا حا إ ضنرةن تأإديأرونننها نبسيننأكسم نفلنسينس نعلنسيأكسم أجننار ح نأل س ن نن ن س أ ن ن ب نول نشإهيرد( )البقرة. (282: ضانر نكاتإ ر تنسكتأأبونها نوأنسشإهأدوا إنذا تننبانيسعتأسم نول أي ن صلةن نفسلتنقأسم ت لنهأأم ال ن ت إفيإهسم فنأنقنسم ن و تق ار قوله تعالى في الجهاد و القتا ل و الغزو ) :ن إوإانذا أكسن ن ك وسليسأأخأذوا أنسلإحتنهم فنإنذا سجأدوا نفسليأكوأنوا إمن و ارئإأكم وسلتنسأإت ن إ نإ إ صللوا ن نن طائفنةر مسنهأسم نمنع ن ن ن طائفنةر أسخنرى لنسم أي ن س ن أس س نن س ن ك نوسلنيسأأخأذوا إحسذنرأهسم نوأنسسلإنحتنهأسم نوند النإذينن نكفنأروا لنسو تنسغأفألونن نعسن أنسسلإنحتإأكسم نوأنسمتإنعتإأكسم صللوا نمنع ن نفسلأي ن فنيإميألون علنسيأكم مسيلنةا واإحندةا ول جننا ح علنسيأكم إن نكان بإأكم نأذ إ ضى أنسن ى مسن نمطنةر أنسو أكسنتأسم نمسر ن ن أ ن ن س س ن س ا ن ن ن س ن ن ضأعوا أنسسإلنحتنأكسم نوأخأذوا إحسذنرأكسم ( )النسا ء(102: تن ن و إلى غير ذلك من اليات الكثيرة البارعة في هذه الغراض نفسها و في غيرها من الداب 24
العامة و شؤون الجتماع.11 ) ( 2إلى جانب هذا يعتقد الخوان المسلمون أن أساس التعاليم السلمية و معينها هو كتاب ال و سنة رسوله صلى ال عليه و سلم ،اللذان إن تمسكت بهما فلن تض ل أبدا ،و أن كثي ار من الرا ء و العلوم التي اتصلت بالسلم و تلونت بلونه تحم ل لون العصور التي أوجدتها و الشعوب التي عاصرتها ،و لهذا يجب أن تستقي النظم السلمية التي تحم ل عليها المة من
هذا المعين الصافي معين السهولة الولى ،و أن نفهم السلم كما كان يفهمه الصحابة و التابعون من السلف الصالح رضوان ال عليهم ،و أن نقف عند هذه الحدود الربانية النبوية حتى ل نقيد أنفسنا بغير ما يقيدنا ال به ،و ل نلزم عصرنا لون عصر ل يتفق معنا. ) ( 3و إلى جانب هذا أيضا يعتقد الخوان المسلمون أن السلم كدين عام انتظم ك ل شؤون الحياة في ك ل الشعوب و المم لك ل العصار و الزمان ،جا ء أكم ل و أسمى من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة و خصوص ا في المور الدنيوية البحتة ،فهو إنما يضع القواعد الكلية في
ك ل شأن من هذه الشؤون ،و يرشد الناس إلى الطريق العملية للتطبيق عليها و السير في حدودها.
و لضمان حق الصواب في هذا التطبيق أو تحريهما على الق ل ،عني السلم عناية تامة بعلج النفس النسانية و هي مصدر النظم و مادة التفكير و التصوير و التشك ل ،فوصف لها من الدوية الناجعة ما يطهرها من الهوى و يغسلها من أضرار الغرض و الغاية و يهديها إلى الكما ل و الفضيلة ،و يزجرها عن الجور و القصور و العدوان ،و إذا استقامت النفس و صفت ل ،يقولون :إن العد ل ليس في نص القانون و فقد أصبحت ك ل ما يصدر عنها صالح ا جمي ا لكنه في نفس القاضي ،و قد تأتي بالقانون الكام ل العاد ل إلى القاضي ذي الهوى و الغاية
فيطبقه تطبيقا جائ ار ل عد ل معه ،و قد تأتي بالقانون الناقص و الجائر إلى القاضي الفاض ل العاد ل البعيد عن الهوا ء و الغايات فيطبقه تطبيق ا فاضلا عادلا فيه ك ل الخير و البر و
الرحمة و النصاف و من هنا كانت النفس النسانية مح ل عناية كبرى في كتاب ال ،و كانت النفوس الولى التي صاغها هذا السلم مثا ل الكما ل النساني ،و لهذا كله كانت طبيعة السلم تساير العصور و المم ،و تتسع لك ل الغراض و المطالب ،و لهذا أيضا كان السلم ل يأبى أبدا الستفادة من ك ل نظام صالح ل يتعارض مع قواعده الكلية و أصوله العامة. 11
مجموعة الرسائل" :رسالة – المؤتمر الخامس – حسن البنا"
25
ل أحب أن استرس ل في هذا البيان فذلك باب و اسع و حسبنا هذه اللمامة الموجزة تلقي ضو ءا على هذا المعنى للفكرة السلمية في نفوس الخوان المسلمين.12 أين نحن من تعاليم السلم؟ أيها الخوان المسلمون... أيها الناس أجمعون... ل ،وحرم إن ال بعث لكم إماماا ،ووضع لكم نظاماا ،وفص ل أحكاماا ،وأنز ل كتاباا ،وأح ل حل ا
حراماا ،وأرشدكم إلى ما فيه خيركم وسعادتكم ،وهداكم سوا ء السبي ل ؛ فه ل اتبعتم إمامه، واحترمتم نظامه ،وأنفذتم أحكامه ،وقدستم كتابه ،وأحللتم حلله ،وحرمتم حرامه؟
كونوا صرحا ء في الجواب ،وسترون الحقيقة واضحة أمامكم ،ك ل النظم التي تسيرون عليها في شؤونكم الحيوية نظم تقليدية بحتة ل تتص ل بالسلم ،ول تستمد منه ول تعتمد عليه : نظام الحكم الداخلي. نظام العلقات الدولية. نظام القضا ء. نظام الدفاع والجندية. نظام الما ل والقتصاد للدولة والفراد. نظام الثقافة والتعليم. ب ل نظام السرة والبيت. ب ل نظام الفرد في سلوكه الخاص. الرو ح العام الذي يهيمن على الحاكمين والمحكومين ،ويشك ل مظاهر الحياة على اختلفها ،ك ل ذلك بعيد عن السلم وتعاليم السلم. وماذا بقي بعد هذا؟ هذه المساجد الشامخة القائمة التي يعمرها الفقرا ء والعاجزون ،فيؤدون فيها ركعات خالية من معاني الروحانية والخشوع إل من هندى ال؟
12
المصدر السابق
26
هذه اليام التي تصام في العام فتكون موسم ا للتعط ل والتبط ل والطعام والشراب ،وقلما تتجدد
فيها نفس أو تزكو بها رو ح.. )إإل النإذين آمأنوا وعإملأوا ال ن إ إ إ ص.(24: ن ن نن صالنحات نونقلير ل نما أهسم( ) ل هذه المظاهر الخادعة من المسابح والملبس ،واللحى والمراسم ،والطقوس واللفاظ والكلمات.. أهذا هو السلم الذي أراده ال أن يكون رحمته العظمى ،ومنته الكبرى على العالمين؟ أهذا هدي محمد صلى ال عليه وسلم الذي أراد به أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور؟ أهذا هو تشريع القرآن الذي عالج أدوا ء المم ومشكلت الشعوب ،ووضع للصل ح أدق القواعد وأرسخ الصو ل؟
13
إن السلم: ـ نظام داخلي للحكم يتحقق به قو ل ال تبارك وتعالى :
ك نعسن نبسع إ ض نما أنسننزن ل الأ إلنسينك( )نوأنإن اسحأكسم نبسيننهأسم بإنما أنسننزن ل الأ نول تنتنبإسع أنسهنوان ءأهسم نواسحنذسرأهسم أنسن نيسفتإأنو ن )المائدة.(49:
ـ ونظام للعلقات الدولية يتحقق به قو ل القرآن الكريم : ك نجنعسلنناأكسم أنمةا ونسطا إلتنأكوأنوا أشهنندان ء نعنلى الننا إ س نونيأكونن النرأسوأ ل نعلنسيأكسم نشإهيداا( )البقرة: )نونكنذإل ن ن .(143 ـ ونظام عملي للقضا ء يستمد من الية الكريمة : إ إ إ ك ل يؤإمأنون حنتى يحدكمو ن إ ت ضسي ن ك فينما نشنجنر نبسيننهأسم ثأنم ل نيإجأدوا في أنسنفأسإهسم نحنرج ا منما قن ن )نفل نونردب ن أ س ن ن أ ن أ نوأينسلدأموا تنسسإليماا( )النسا ء.(65:
ـ ونظام للدفاع والجندية يحقق مرمى النفير العام : )اسنإفروا إخنفافا وثإنقالا وجاإهأدوا بإأنموالإأكم وأنسنفأإسأكم إفي سإبيإ ل ا إ ل( )التوبة.(41: نن ن س أ سن س ن ن ـ ونظام اقتصادي استقللي للثروة والما ل والدولة والفراد أساسه قو ل ال تعالى : )نول تأسؤتأوا اللسفننهان ء أنسمنوالنأكأم النإتي نجنعن ل الأ لنأكسم إقنياماا( )النسا ء.(5: ـ ونظام للثقافة والتعليم يقضي على الجهالة والظلم،،ويطابق جل ل الوحي في أو ل آية من ق( )العلق.(1: كتاب ال ) :اسق نسأر إباسسإم نردب ن ك النإذي نخلن ن ـ ونظام السرة والبيت ينشئ الصبي المسلم والفتاة المسلمة والرج ل المسلم ويحقق قوله تعالى : 13
مجموعة الرسائل" :رسالة – تحت راية القرآن – حسن البنا"
27
)يا أنلينها النإذينن آنمأنوا قأوا أنسنفأنسأكسم نوأنسهإليأكسم ننا ار نوأقوأدنها النناأس نواسلإحنجانرأة( )التحريم.(6: ـ ونظام للفرد في سلوكه الخاص يحقق الفل ح المقصود بقوله تعالى : )قنسد أنسفلننح نمسن نزنكانها( )الشمس.(9: ـ ورو ح عام يهيمن على ك ل فرد في المة من حاكم أو محكوم قوامه قو ل ال تعالى : ك ال الندار الإخرةن ول تنسنس نن إ إ ك نول تنسبإغ ك إمنن اللدسننيا نوأنسحإسسن نكنما أنسحنسنن الأ إلنسي ن صينب ن ن )نواسبتنإغ فينما آنتا ن أ ن ن ن اسلفننساند إفي النسر إ ض( )القصص.14(77: أيها الخوان المسلمون... ب ل أيها الناس أجمعون... لسنا حزبا سياسيا ،إوان كانت السياسة على قواعد السلم من صميم فكرتنا.. ولسنا جمعية خيرية إصلحية ،إوان كان عم ل الخير والصل ح من أعظم مقاصدنا..
ولسنا فرق ا رياضية ،إوان كانت الرياضة البدنية والروحية من أهم وسائلنا.. لسنا شيئ ا من هذه التشكيلت ،فإنها جميع ا تبررها غاية موضعية محدودة لمدة معدودة ،وقد ل يوحي بتأليفها إل مجرد الرغبة في تأليف هيئة ،والتحلي باللقاب الدارية فيها.
ولكننا أيها الناس :فكرة وعقيدة ،ونظام ومنهاج ،ل يحدده موضع ،ول يقيده جنس ،ول يقف دونه حاجز جغرافي ،ول ينتهي بأمر حتى يرث ال الرض ومن عليها ،ذلك لنه نظام رب العالمين ،ومنهاج رسوله المين. نحن أيها الناس ـ ول فخر ـ أصحاب رسو ل ال ،وحملة رايته من بعده ،ورافعو لوائه كما رفعوه، وناشرو لوائه كما نشروه ،وحافظو قرآنه كما حفظوه ،والمبشرون بدعوته كما بشروا ،ورحمة ال إ ص. (88: للعالمين)نولنتنسعلنأمنن نننبأنهأ نبسعند حيةن( ) ل أيها الخوان المسلمون : هذه منزلتكم ،فل تصغروا في أنفسكم ،فتقيسوا أنفسكم بغيركم ،أو تسلكوا في دعوتكم سبيل غير سبي ل المؤمنين ،أو توازنوا بين دعوتكم التي تتخذ نورها من نور ال ومنهاجها من سنة رسوله، بغيرها من الدعوات التي تبررها الضرورات ،وتذهب بها الحوادث واليام. لقد دعوتم وجاهدتم ،ولقد رأيتم ثمار هذا المجهود الضئي ل أصوات ا تهتف بزعامة رسو ل ال وهيمنة نظام القرآن ،ووجوب النهوض للعم ل ،وتخليص الغاية ل ،ودما ء تسي ل من شباب
14
المصدر السابق
28
طاهر كريم في سبي ل ال ،ورغبة صادقة للشهادة في سبي ل ال .وهذا نجا ح فوق ما كنتم تنتظرون ،فواصلوا جهودكم ،واعملوا) ،نوالأ نمنعأكسم نولنسن نيتإنرأكسم أنسعنمالنأكسم( )محمد.(35: فمن تبعنا الن فقد فاز بالسبق ،ومن تقاعد عنا من المخلصين اليوم فسيلحق بنا غداا ،وللسابق عليه الفض ل .ومن رغب عن دعوتنا ،زهادة ،أو سخرية بها ،أو استصغا ار لها ،أو يائسا من
انتصارها ،فستثبت له اليام عظيم خطأه ،وسيقذف ال بحقنا على باطله فيدمغه فإذا هو زاهق. فإلينا أيها المؤمنون العاملون ،والمجاهدون المخلصون ،فهنا الطريق السوي ،والصراط المستقيم، ول توزعوا القوى والجهود. )وأننن هنذا إ صاأكسم بإإه لننعلنأكسم ق بإأكسم نعسن نسإبيلإإه نذلإأكسم نو ن ص نارإطي أمسستنإقيم ا نفاتنبإأعوهأ نول تنتنبإأعوا اللسأبن ل فنتنفننر ن ن ن 15 تنتنأقونن( )النعام. (153: الخوان فكرة إصلحية شاملة كان من نتيجة هذا الفهم العام الشام ل للسلم عند الخوان المسلمين أن شملت فكرتهم ك ل نواحي الصل ح في المة ،وتمثلت فيها ك ل عناصر غيرها من الفكر الصلحية ،وأصبح ك ل مصلح مخلص غيور يجد فيها أمنيته ،والتقت عندها آما ل محبي الصل ح الذين عرفوها وفهموا مراميها ،وتستطيع أن تقو ل ول حرج عليك ،إن الخوان المسلمين : ) ( 1دعوة سلفية :لنهم يدعون إلى العودة بالسلم إلى معينه الصافي من كتاب ال وسنة رسوله. ) ( 2وطريقة سنية :لنهم يحملون أنفسهم علي العم ل بالسنة المطهرة في ك ل شي ء ، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيل . ) ( 3وحقيقة صوفية :لنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس ،ونقا ء القلب ،والمواظبة علي العم ل ،والعراض عن الخلق ،والحب في ال ،والرتباط علي الخير . ) ( 4وهيئة سياسية :لنهم يطالبون بإصل ح الحكم في الداخ ل وتعدي ل النظر في صلة المة السلمية بغيرها من المم في الخارج ،وتربية الشعب علي العزة والكرامة والحرص علي قوميته إلي أبعد حد .
15
المصدر السابق
29
) ( 5وجماعة رياضية :لنهم يعنون بجسومهم ،ويعلمون أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ،وأن النبي صلي ال عليه وسلم يقو ل ) :إن لبدنك عليك حقاا( إوان تكاليف السلم كلها ل يمكن أن تؤدي كاملة صحيحة إل بالجسم القوي ،فالصلة والصوم والحج والزكاة ل بد لها من جسم يحتم ل أعبا ء الكسب والعم ل والكفا ح في طلب الرزق ،ولنهم تبعا لذلك يعنون
بتشكيلتهم وفرقهم الرياضية عناية تضارع وربما فاقت كثي ار من الندية المتخصصة بالرياضة البدنية وحدها.
) ( 6ورابطة علمية ثقافية :لن السلم يجع ل طلب العلم فريضة علي ك ل مسلم ومسلمة ، ولن أندية الخوان هي في الواقع مدارس للتعليم والتثقيف ومعاهد لتربية الجسم والعق ل والرو ح . ) ( 7وشركة اقتصادية :لن السلم يعني بتدبير الما ل وكسبه من وجهه وهوالذي يقو ل نبيه صلي ال عليه وسلم ) :نعم الما ل الصالح للرج ل الصالح( ويقو ل ) :من أمسي كالا من عم ل يده أمسي مغفو ار له( ) ،إن ال يحب المؤمن المحترف(.
) ( 8وفكرة اجتماعية :لنهم يعنون بأدوا ء المجتمع السلمي ويحاولون الوصو ل إلي طرق
علجها وشفا ء المة منها . وهكذا نري أن شمو ل معني السلم قد أكسب فكرتنا شمولا لك ل مناحي الصل ح ،ووجه نشاط
الخوان إلي ك ل هذه النواحي ،وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلي ناحية واحدة دون غيرها يتجهون إليها جميع ا ويعلمون أن السلم يطالبهم بها جميع ا .
ومن هنا كان كثير من مظاهر أعما ل الخوان يبدو أمام الناس متناقض ا وما هو بمتناقض .
فقد يري الناس ال خ المسلم في المحراب خاشع ا متبتلا يبكي ويتذل ل ،وبعد قلي ل سكون هو بعينه
واعظا مدرسا يقرع الذان بزواخر الوعظ ،وبعد قلي ل تراه نفسه رياضيا أنيقا يرمي بالكرة أو يدرب
علي العدو أو يمارس السباحة ،وبعد فترة يكون هو بعينه في متجره أو معمله يزاو ل صناعته في أمانة وفي إخلص .هذه مظاهر قد يراها الناس متنافرة ل يلتئم بعضها ببعض ،ولو علموا أنها جميع ا يجمعها السلم ويأمر بها السلم ويحض عليها السلم لتحققوا فيها مظاهر اللتئام
ومعاني النسجام ،ومع هذا الشمو ل فقد اجتنب الخوان ك ل ما يؤخذ علي هذه النواحي من الميآخذ ومواطن النقد والتقصير.16
) 16رسالة :المؤتمر الخامس (
30
الوخوان دعوة قرآنية ل :أيها الخوان.. وهذ المرشد الثانى الستاذ حسن الهضيبى ينادى فى أخوانه قائ ا
إن ما تمتاز به دعوتكم أنها تـذكر النـاس بقرآنهـم وسـنة رسـولهم ..هـذا القـرآن طالمـا قـرأه النـاس
على الموات ,وما أنزله ال إل ليقرأه الحيا ء فيكون لهم به حياة ,وصدق ال العظيم) :نيا أنلينها النإذين آمنوا استنإجيبوا إ ل نوإللنرأسوإ ل إنذا ندنعاأكسم لإنمـا أيسحإييأكـسم( )النفـا ل ..(24:ومـن ثـم يقـرؤه الخـوان ن نأ س أ
المسلمون معاةن ل ألفاظا ,يقرؤونه وطنية وأخلقا واجتماعا ,وما أشــد حاجــة النــاس إلــى هدايــة القرآن في هذه النواحي لو كــان أعــداؤنا يعرفــون أن القـرآن يقــرؤه المسـلمون اليــوم كمـا كـان يقــرؤه المســلمون فــي الصــدر الو ل ويتــأثرون بــه كمــا كــانوا يتــأثرون وأن قرا ءتــه تهــز شــعرة واحــدة فــي
أبدان المسلمين لما أذاعته على المسلمين إذاعات لندن وباريس إواسرائي ل ,ولكنهم يذيعونه علــى أن المسـلمين يطربـون له كأنغـام توقـع للتسـلية وتقضـى بهـا أيـام المـيآتم والفـرا ح ثـم ل شـي ء ورا ء ذلك. الوخوان دعوة إلسليمية عاليمية أيها الخوان ... إن دعــوة الخـوان المسـلمين لـم تعـد دعـوة محليـة فــي حـدود وطـن صـغير ,إوانمــا أصــبحت دعــوة عالمية تشم ل الوطن السـلمي بأسـره ,وتـوقظ فـي المسـلمين رو ح العـزة والك ارمـة والتقـوى ,فهـي اليــوم عنـوان انبعــاث ل نــوم بعــده ,وتحــرر ل عبوديــة معــه ,وعلــم ل جهــ ل ورا ءه .ولــم يعــد مــن السه ل على أي طاغية أن يحو ل دون انتشار هذه الرو ح أو امتــدادها ,ومـا ذلـك إل لنهـا تعـبير صــادق عــن شــعور عميــق يمل نفــوس المســلمين جميعــا ويســتولي علــى مشــاعرهم وعقــولهم وهــو أنهــم ل يســتطيعون اليــوم نهضــة بــدون الســلم فالســلم فــي حقيقتــه ضــرورة وطنيــة واجتماعيــة إوانسانية. اللسلم ضرورة وطنية هو ضرورة وطنية لن الوطن في حاجة إلى قلوب أبنائه وسواعدهم وتضحياتهم ,وليس كالدين عامــ ل قــوي يبعــث فــي نفــوس المثقفيــن وعامــة الشــعب علــى الس ـوا ء حــب الــوطن والتضــحية فــي 31
سبيله والذود عن كيانه ,والتاريــخ السـلمي القــديم وعظمتـه ليسـت إل أثـ ار بينـا لمـا أوجـده الـدين في نفوس المسلمين الوائ ل من هذه الحياة المليئة بأروع معاني التضحية واليثار. وفــي عص ـرنا الحاضــر اســتطاعت الــدعوة الســلمية أن تحيــي هــذه المعــاني بمــا رآه النــاس مــن ضروب التضحية والفدا ء في حرب فلسطين ومعركة القنا ل الولى على أيدي الخوان المســلمين ,ولـو أن جميــع مــن اشــتركوا فــي حــرب فلســطين كــانت تمل نفوســهم تلــك الــرو ح الــتي بثهــا الــدين في نفوس الخوان المسلمين لتغير مصير هذه المعركة من هزيمة إلى نصر. إن الجيوش ل تنتصر بقوة الســل ح فحســب ,ولكنهـا تنتصـر بقـوة الـرو ح المعنويـة قبــ ل كــ ل شـي ء وقــادة الجيــوش فــي العصــر الحــديث يحرصــون علــى الــرو ح المعنويــة فــي جيوشــهم فــي وســائلهم الخاصة ,ونحن المسلمين ل نجد أذكى لهذه الرو ح من الدين حين يفهم على وجهه الصحيح. اللسلم ضرورة اجتيماعية وال ــدين ض ــرورة اجتماعي ــة ,فك ــ ل الغي ــورين عل ــى مص ــالح الش ــعب وكرامت ــه يش ــعرون معن ــا ب ــأن مجتمعنــا ملــئ بالنقــائص والمفاســد وأن ال ـواجب يحتــم علينــا المبــادرة إلــى معالجــة هــذه النقــائص والمفاســد مــن ال ـواجب مــن أقــرب طريــق وأحكمــه .ول يشــك كــ ل مــن درس الســلم بــرو ح منصــفة وعرفه على حقيقتـه مـن مصـادره الصـافية فـي أنه خيـر وسـيلة لصـل ح العيـوب الـتي نشـعر بهـا في وطننا ,وأسرع طريق للوصو ل إلى الصل ح الذي ننشده ,ذلك لنه يكفـ ل لكـ ل مـواطن حقـه مــن العلــم والعقيــدة والعبــادة والحيــاة الكريمــة الــتي مــن ضــرورتها فــي الســلم المســكن الصــالح والغــذا ء الصــالح والملبــس الصــالح والعلج الكــافي ,كمــا أنــه مــن ضــرورتها تــوفير الك ارمــة لكــ ل إنســان حــتى ل يهــان بشــتم أو تحقيــر أو عقوبــة بغيــر حــق ,والســلم يســخر قــوى الدولــة كلهــا لتحقي ــق ه ــذه الض ــرورات للمـ ـواطنين جميع ــا ول ي ــترك أمره ــا لض ــمائر الن ــاس حي ــن تغف ــ ل القي ــام بواجبها. ولع ل مما يجهله كثير مـن النــاس أن مـن مقاصــد الجهـاد فــي السـلم رفــع الظلــم بمختلـف أنــوعه إ ضـ ـنعإفينن إمـ ـنن عــن الضــعفا ء والمظلــومين فــي الرض )نونمــا لنأكـ ـسم ل تأقنــاتإألونن إفــي نسـ ـإبيإ ل الـ ـ نواسلأمسستن س الدرنجــاإ ل نوالدننســاإ ء نواسلإوسلـنداإن النـإذينن نيأقولـأـونن نرنبننــا أنسخإرسجننــا إمـسن نهـإذإه اسلقنسرنيـإة الظنــاإلإم أنسهلأهنــا نواسجنعـس ل لنننــا إمـسن ك نن إ صي ار( )النسا ء.(75: ك نوإللي ا نواسجنعس ل لنننا إمسن لنأدسن ن لنأدسن ن
32
إن هـذه المبـادئ الـتي ينـادي بهـا السـلم لصـل ح المجتمـع هـي جـز ء مـن نظـامه العـام وعقيـدته الشاملة ,وهو بذلك يلمس عقائد الناس ,فالستجابة إلى هذه المبادئ التي ينــادي بهــا الســلم هي نظر المسلم فرض يجب تحقيقه كالصلة والصيام ..فلماذا نترك هذا السـل ح الفعـا ل السـريع في إصل ح أحوالنا؟ أمــا الخــوف مــن أن تــؤدي الســتفادة مــن الســلم فــي إصــلحنا الجتمــاعي إلــى الســا ءة إلــى إخوانن ــا المـ ـواطنين م ــن غي ــر المس ــلمين فه ــو خ ــوف ل مح ــ ل ل ــه لن م ــا يس ــتفيده المجتم ــع م ــن إصــل ح الســلم يشــم ل النــاس جميعــا ,وخيــر لغيــر المســلمين أن يعيش ـوا فــي مجتمــع تكفــ ل فيــه أسـباب السـعادة والعيـش الكريـم وتحكمـه مبـادئ الخلق الفاضـلة الـتي نـادت بهـا الشـرائع جميعـا من أن يعيشوا في مجتمع مفكك كمجتمعنا الحاضر الذي يفيض بالميآسي والمظالم. ومن الضرورات الجتماعية التي تحتــم الســتفادة مــن الســلم فــي وضــعنا القــائم أنـه خيــر علج للقضا ء على التعصب الديني الذميم والنعرات الطائفيـة البغيضـة ,فالسـلم قـدر الحقيقـة الواقعـة وهــي اختلف النــاس فــي أديــانهم ,وقــدر الحاجــة إلــى تعــاونهم فــي الحيــاة مــع اختلف أديــانهم فــأمر المســلمين بــاحترام عقائــد الخريــن ,وحريــة عبــاداتهم ,بــ ل أوجــب علينــا اليمــان بالنبيــا ء السابقين وكتبهم المنزلة )أقولأوا آمننا إبا إ ق ل نونما أسنـإزن ل إلنسيننـا نونمـا أسنـإزن ل إلنـى إسب نارإهيـنم ن إوإاسسـنماإعين ل ن إوإاسسـنحا ن ن إ ة إ ق نبسيـنن أننحـد مسنهأـسم ب نوالنسسنباإط نونمـا أأوتإـني أمونسـى نوإعينسـى نونمـا أأوتإـني النبإليـونن مـسن نردبإهـسم ل أنفنـدر أ نونيسعأقو ن نوننسحـأن لنـهأ أمسسـلإأمونن( )البقـرة , (136:ومــن أجــ ل ذ ل كــان المجمــع عليــه فــي الســلم أنـه ل يجــوز
شتم أه ل الكتاب في دينهم وأنبيائهم وكتبهم ,ومن الظواهر البارزة في تاريخ السلم كلـه أنـه لـم تحاو ل دولة من الدو ل السلمية سوا ء في عصور العزة والعلم أم في عصور الضــعف والجهالــة أن تتــدخ ل فــي شــئون غيــر المســلمين الدينيــة بــ ل كــانت تــترك لهــم حريــة التحــاكم إلــى محــاكمهم المللية في أحوالهم الشخصية ,وك ل ماله علقة بعقائدهم.
فعـ ل المسـلمون هــذا فــي مختلـف العصــور ل مجاملــة ول تفضــل ..بــ ل نـزول علـى حكـم السـلم ولو أمرهم السلم بغير ذلك لفعلـوا ,ونزيـد علـى ذلـك أن مـا أوجبـه السـلم علـى المسـلمين مـن آداب المعاملة في الجوار لم يفرق فيه بين مسلم وغير مسلم ,قا ل الرسو ل عليـه السـلم) :المسـلم مــن ســلم النــاس مــن لســانه ويــده( ..هــذا هــو موقــف الســلم وعملــه فــي القضــا ء علــى التعصــب الطائفي ل كما يظنه المغرضون على السلم والجاهلون به. 33
اللسلم ضرورة إنلسانية والسلم ضـرورة إنسـانية فـإنه أمـر بالتعـاون بيـن الشـعوب علـى أسـاس الحـق والك ارمـة ,ومبـادئ
العدالة المطلقة التي ل تتأثر بالمصــالح الشخصـية والفــروق الجنســية )نيـا أنليهنـا النـاأس إنـا نخلنسقننـاأكسم إمن نذنكةر وأسننثى وجعسلناأكم أشعوب ا وقنبائإن ل لإتنعارفأوا إنن أنسكرمأكم إعسنند ا إ ل أنتسنقاأكسم( )الحجرات.(13: س نننن س أ ن ن نن س نن ن
وهو دين سلم ,ولذلك كانت تحية المسلمين السلم ,وختام عبادتهم السلم ,واسم ل السلم ,
وتحيتــه لعبــاده يــوم يلقــونه ســلم ,بــ ل إن هــدف الســلم هــو إيصــا ل النــاس لطــرق الســلم )قن ـسد جا ءأكم إمـن ا إ ضـنواننهأ أسـأبن ل النسـلإم( )المائـدة-15: لـ أنورر نوإكتنـا ر ب أمبإيـرن ,نيسهـإدي بإـإه الأـ نمـإن اتننبـنع إر س ن ن س ن ..(16ولهذا وجب على المسلمين كافة أن يــدخلوا فــي السـلم ول يجــوز لهــم ول يجـوز لهـم القتـا ل إل دفعا للعدوان عن أنفسهم وعن غيرهم. إوانم ــا يعك ــر صـ ــفو الس ــلم بيـ ــن ش ــعوب الرض اليـ ــوم أن قـ ــادة هـ ــذه الش ــعوب ل ينظـ ــرون إلـ ــى مصــلحة النســانية مجتمعــة إوانمــا ينظــرون إلــى مصــلحتهم ومصــلحة شــعوبهم ,فهــم يــدعون إلــى الســلم ف جــو مــن الحقــد والجشــع والتعصــب ,وهــي مــن أكــبر عوامــ ل الحــروب بيــن الشــعوب..
فه ــذه ال ــدعوة ال ــتي تتص ــاعد هنـ ــا وهنـ ــاك للسـ ــلم م ــن رجـ ــا ل يصـ ــرون عل ــى اس ــتعمار الش ــعوب واستلب خيراتها ,والعدوان على كرامتها ليست إل نفاقا وخداعا يستحق الرثا ء.17 الـدين ..واللسـيالسـة قلما تجد إنسان ا يتحدث إليك عن السياسة والسلم إل وجدته يفص ل بينهما فصلا ،
ويضع ك ل واحد من المعنيين في جانب ،فهما عند الناس ل يلتقيان ول يجتمعان ،ومن
هنا سميت هذه جمعية إسلمية ل سياسية ،وذلك اجتماع ديني ل سياسة فيه ،ورأيت في صدر قوانين الجمعيات السلمية ومناهجها )ل تتعرض الجمعية للشئون السياسية( . وقب ل أن أعرض إلي هذه النظرة بتزكية أو تخطئة احب أن الفت النظر إلى أمرين مهمين :
17
في ذكرى غزوة بدر -رسائل المام المرشد حسن الهضيبى -رمضان 1372ـ يونية 1953
34
أولهما :أن الفارق بعيد عن الحزبية والسياسية ،وقد يجتمعان وقد يفترقان ،فقد يكون الرجا ل سياسيا بك ل ما في الكلمة من معان وهو ل يتص ل بحزب ول يموت إليه ،وقد
يكون حزبي اأ وليدري من أمر السياسة شيئاا ،وقد يجمع بينهما فيكون سياسي ا حزبي ا أو حزبي ا
سياسيا حد سوا ء ،وأنا حين أتكلم عن السياسة في هذه الكلمة فإنما أريد السياسة المطلقة ،وهى النظر في شؤون المة الداخلية والخارجية غير مقيدة بالحز بينة بحا ل ..هذا
أمر. والثاني :أن غير المسلمين حينما جهلوا هذا السلم ،أو حينما أعياهم أمر وثباته في نفوس اتباعه ،ورسوخه فت قلوب المؤمنين به ،واستعداد ك ل مسلم لتفديتة بالنفس والما ل ،لم يحو ل أن يجرحوا في نفوس المسلمين اسم السلم ول مظاهره وشكلياته ،ولكنهم حاولوا يحصروا معناه في دائرة ضيقة تذهب بك ل مافية من نوا ح قوية عملية ،وان تركب للمسلمين بعد ذلك قشور من اللقاب والشكا ل والمظهريات ل تسمن ول تغنى من جوع ....فافهموا المسلمين أن السلم شئ والجتماع شي ء أخر ،وان السلم شي ء والقانون شئ غيره ،وان السلم شئ ومسائ ل القتصاد ل تتص ل به ،وان السلم شئ والثقافة العامة سواه ،وان السلم شئ يجب أن يكون بعيدا عن السياسة . فحدثوني بربكم أيها الخوان ،إذا كان السلم شيئا غير السياسة وغير الجتماع ،وغير القتصاد ،وغير الثقافة ...فما هو إذن ؟ .... أهو هذه الركعات الخالية من القلب الحاضر.. أم هذا اللفاظ التي هي كما تقون رابعة العدوية :استغفار يحتاج إلى استغفار .. ة إ إ ى نونرسحنمةا ألهذا أيها الخوة نز ل القران نظاما كام ل محكما مفصل ) :تسبنيانا لأكد ل نشسي ء نوأهد ا نوأبسشنرى لإسلأمسسلإإمينن( )النح ل. (89: هذا المعنى المتضائ ل لفكر السلم ،وهذه الحدود الضيقة التي حددها معنى السلم ، هي التي حاو ل خصوم السلم أن يحصر فيها المسلمين ،وان يضحكوا عليهم بأن يقولوا 35
لهم بأن تركنا لكم حرية الدين ،وان الدستور ينص على أن دين الدولة الرسمي هو السلم . اللسـلم الشـايمـل أنا أعلن أيها الخوان من فوق المنبر بك ل صراحة ووضو ح وقوة ،أن السلم شئ غير هذا المعنى الذي أراد خصومة والعدا ء من أبنائه أن يحصرون فيه ويقيدون به ،وأن السلم عقيدة وعبادة ،ووطن وجنسية ،وسماحة وقوه ،وخلق ومادة ،وثقافة وقانون , وأن المسلم مطالب بحكم إسلمه أن يعني بك ل شؤون أمته ،ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم . واعتقد أن أسلفنا رضوان ال عليه ما فهموا للسلم معنى غير هذا ،فبه كانوا يحكمون ،وله كانوا يجاهدون ،وعلى قواعده كانوا يتعلمون ،وفى حدوده كانوا يسيرون في ك ل شان من شؤون الحياة الدنيا العملية قب ل شؤون الخرة الروحية ،ورحم ال الخليفة الو ل إذ يقو ل ) :لو ضاع مني عقا ل بعير لوجدته في كتاب ال(. بعد هذا التحديد العام لمعنى السلم الشام ل ولمعنى السياسة المجردة عن الحزبية ، أستطيع أن اجهر في صراحة بأن المسلم لن يتم إسلمه إل إذا كان سياسيا ،يعيد النظر في شؤون أمته ،مهتما بها غيور عليا .وأستطيع كذلك أن أقو ل أن هذا التحديد التجريد أمر ل يقره السلم ،وأن على ك ل جمعية إسلمية أن تضع في رأس برنامجها الهتمام بشؤون أمتها السياسية إوال كانت تحتاج هي نفسها إلى أن تفهم معنى السلم. دعوني أيها الخوة استرس ل معكم قليل في تقرير هذا المعنى الذي قد يبدو مفاجأة غريبة على قوم تعودوا إن يسمعوا دائما نغمة التفريق بين السلم والسياسة ،والذي قد يدع بعض الناس يقولون بعد انصرافنا من هذا الحف ل :إن جماعة الخوان المسلمين قد تركت مبادئها ،وخرجت علي صفتها ،وصارت جماعة سياسية بعد أن كانت جمعية دينية ،ثم يذهب ك ل متأو ل في ناحية من نواحي التأوي ل ملتمس ا أسباب هذا النقلب في نظره ،
وعلم ال أيها السادة أن الخوان ما كانوا يوم ا من اليام غير سياسيين ،ولن يكونوا يوم ا 36
من اليام غير مسلمين ،وما فرقت دعوتهم أبدا بين السياسة والدين ،ولن يراهم الناس ن إ ضوا نعسنهأ نونقالأوا لنننا أنسعنمالأننا نولنأكسم أنسعنمالأأكسم في ساعة من نهار حزبيين ) ن إوإانذا نسمأعوا اللسغنو أنسعنر أ نسلرم نعلنسيأكسم ل ننسبتنإغي اسلنجاإهإلينن( )القصص ، (55:ومحا ل أن يسيروا لغاية غير غايتهم صبنغةن ا إ ل نونمسن أو يعملوا لفكرة سوي فكرتهم أو يتلونوا بلون غير السلم الحنيف ) :إ س أنحسن إمن ا إ ل إ صسبنغةا نوننسحأن لنهأ نعابإأدونن( )البقرة. 18(138: س نأ ن يمن أنتم أيها الوخوان؟ ثم يسأ ل الناس :من أنتم أيها الخوان؟ ويجيب الستاذ البنا :أيها الخوان :أنتم لستم جمعية خيرية ول حزبا سياسيا ول هيئة موضعية
لغراض محدودة المقاصد .ولكنكم رو ح جديد يسري في قلب هذه المة فيحييه بالقرآن ،ونور
جديد يشرق فيسدد ظلم المادة بمعرفة ال ،وصوت داو يعلو مرددا دعوة الرسو ل صلي ال عليه وسلم ومن الحق الذي ل غلو فيه أن تشعروا أنكم تحملون هذا العب ء بعد أن تخلي عنه الناس .
إذا قي ل إلم لكم تدعون ؟ ...فقولوا ندعو إلي السلم الذي جا ء به محمد صلي ال عليه وسلم والحكومة جز ء منه والحرية فريضة من فرائضه ،فإن قي ل لكم هذه سياسة ! فقولوا هذا هو السلم ونحن ل نعرف هذه القسام . إوان قي ل لكم أنتم دعاة ثورة ،فقولوا نحن دعاة حق وسلم نعتقده ونعتز به ،فإن ثرتم علينا ووقفتم
في طريق دعوتنا فقد أذن ال أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين .إوان قي ل لكم إنكم تستعينون بالشخاص والهيئات فقولوا ) :آمننا إبا إ ل نوسحندهأ نونكفنسرننا بإنما أكننا بإإه أمسشإرإكينن( )غافر, (84: ن 19 فإن للجوا في عدوانهم فقولوا ) :نسلرم نعلنسيأكسم ل ننسبتنإغي اسلنجاإهإلينن( )القصص. (55:
18إلى الطل ب -مجموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا " :19بين المس واليوم -مجموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا"
37
الص ل :الثانى مرجعية السلم العليا والقرآن الكريم والسنة المطهرة مرجع ك ل مسلم في تعرف أحكام السلم ،ويفهم القرآن طبقا لقواعد اللغة العربية من غير تكلف ول تعسف ،ويرجع في فهم السنة المطهرة إلى رجا ل الحديث الثقات . فى هذا الص ل يحدد الستاذ البنا مرجعية السلم العليا بعد أن حدد حقيقة السلم فى الص ل الو ل بشموله ويؤكد فى هذا الص ل على أمرين :الو ل :أن مايطرحه من شمو ل السلم ليس من عند نفسه أو غريب عن السلم إوانما هو حقيقة الدين التى بهتت فى النفوس وغابت عن الفهام وفقدت فى واقع الحياة ،والثانى :أن مصدر التلقي و مرجع الحكام هو القرآن الكريم والسنة المطهرة. إن تحديد منهج التلقي و القتدا ء لي دعوة يكون عنواناا ،و يعطي مؤش ار على استقامتها
أو اعوجاجها ،صلحها أو فسادها ،اهتدائها أو زيغها و ضللها .و إنه لمن المقرر لدى الجي ل الو ل أن مرجع الحكام لك ل مسلم هو كتاب ال و سنة رسوله فهما المعين الصافي الذي يتلقى منه الهدى في ك ل شؤون حياته .و بعد القرون الثلثة الفاضلة خلط المسلمون معينهم الصافي بكدر الفلسفات و غيرها ..فنشأت عند المسلمين بعض التصورات المنحرفة التي استبدت بهم، و أثرت في سلوكهم ،فأوردتهم مسالك الضل ل و الردى. و كان من فض ل ال تعالى على هذه المة أنه يبعث في ك ل قرن من يجدد لها أمر دينها ،و ينفي عنه ك ل باط ل و ضل ل ،و زيغ و انحراف .و يرد المة إلى معينها الصافي تنه ل منه فتحيا حياة طيبة .و لقد جا ء شيخ السلم بن تيمية رحمة ال عليه ،و للناس مراجع شتى ينهلون منها ،و يستندون إليها ،و قد اختلطت هذه المراجع و المصادر اختلط ا فتن كثي ار من
الناس .فاختلط الحق بالباط ل ،و الهدى بالضل ل ،و الصحيح بالسقيم ،فجاهد شيخ السلم لرد
الناس إلى ما كان عليه الجي ل الو ل إلى المصدر الصافي النقي الخالي من الكدر ،و نفى عن هذا المصدر ك ل شائبة علقت به .و كذلك كان الحا ل عندما جا ء المام الشهيد عليه رحمة ال. لقد اختلط الحاب ل بالناب ل ،و الخالص بالزيوف ..فصر خ في الناس أن عودوا إلى ما كان عليه الجي ل الو ل .فالتقى المامان على تحديد منهج الدعوة و مصدرها ،و مرجع المسلم و مستنده. 38
أل و هو كتاب ال ،و سنة رسوله صلى ال عليه و سلم و عم ل السلف الصالح و استبعاد ما عدا ذلك إل أن يدور في فلك الكتاب و السنة ،حينئذ يستند إليه لموافقتهما.20 لذا فإن هذا الص ل يؤكد على مصادر التلقي والمعرفة في السلم ،ومن أين أتستقى أحكامه؟ وهذا ما يج ل الستاذ البنا يعود وينادى بالسلفية 21الحقة فى جرا ءة على واقعه ومعاصريه ،وبهذا يتضح قو ل المام الشهيد" :وتستطيع أن تقو ل ول حرج عليك ،أن )الخوان المسلمون( دعوة سلفية؛ لنهم يدعون إلى العودة بالسلم إلى معينه الصافي؛ كتاب ال وسنة رسوله -صلى ال عليه وسلم". فـالخوان المسلمون سلفيون في عقيدتهم ،ول يعتمدون إل المصادر الموثوقة المينة ،وهي القرآن الكريم وسنة رسو ل ال -صلى ال عليه وسلم ،وعم ل السلف الصالح ويحرصون على تجاوز ك ل الموروثات التي تؤثر على صفا ء عقيدة التوحيد ،بعيادا عن الفلسفة والجد ل وعلم الكلم ،والنظريات التي أتخاطب الذهن والجد ل والعق ل فقط ،بد ل أن تكون العقيدة واقعاا حياا
توجه الحياة ،وتقود النسان إلى العم ل الصالح والجهاد في سبي ل ال ،وهم يرون أن العقيدة لبد أن تعود إلى صفائها ونقائها ،وأن يعود لها الدور اليجابي في صنع البطا ل والرجا ل الذين ل
تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال وطاعته. لذا يقرر الستاذ البنا فيقو ل :يعتقد )الخوان المسلمون( أن أساس التعاليم السلمية ومعينها هو كتاب ال وسنة رسوله ،اللذان إن تمسكت بهما المة فلن تض ل أبدا.22
إوان كثي اار من الرا ء والعلوم التي اتصلت بالسلم وتلونت بلونه تحم ل لون العصور التي أوجدته ،والشعوب التي عاصرتها ،ولهذا يجب أن تستقي النظم السلمية التي يحم ل عليها
المة من هذا المعين الصافي ،معين السهولة الولى ،وأن نقف عند هذه الحدود الربانية ،حتى ل أنقيد أنفسنا بغير ما قيدنا ال به ،ول نلزم عصرنا لون عصر ل يتفق معه ،والسلم دين البشرية جمياعا. 20معا ا على طريق لدعوة :شيخ السلم بن تيمية والمام الشهيد حسن البنا – محمد عبد الحليم حامد. 21السلف :جمع سالف وهو كل ما تقدمك من آبائك وذوي قرابتك في السن أو الفضل ،وقالوا :إنه كل عمل صالح حا: من يرجع في الحكام الشرعية إلى الكتا ب والسنة ويهدر ما سواهما .واصطل ا قدمته ،والسلفي :هو كل م استمداد السلم من أصوله دون تعصب لما جد عبر التاريخ من نظريات ومفاهيم ،فالصل ما ورد في الكتا ب والسنة. 22رسالة المؤتمر الخامس:
39
ونستطيع أن نقو ل :أن دعوة )الخوان المسلمون( تتميز بالحرص التام على تربية أفرادها على منهج السلف فك اار وعقيدة ،وتطبياقا ومنهاجا. الكتاب و السنة مصدر التلقى الو ل :القرآن الكريم ،لذا فشعار الخوان المسلمون الدائم "القرآن دستورنا" فهم يستقبلونه كما كان رسو ل ال يفع ل. ولقد كان صحابة النبي -صلى ال عليه وسلم -يعيشون القرآن ،وكان الرسو ل يربيهم على ل ،وكانوا يقرأون القرآن بقلوب مفتوحة ،وحواس ظا وتدب اار وعم ا ذلك ،فكانوا أه ل القرآن قرا ءةا وحف ا حاضرة ،لتلقي أمر ال لتبنى به حياتها وواقعها على أساسه ،ثم تهدم ما عدا ذلك من الموروثات والجاهليات ،وكانوا يؤمنون بالكتاب كله ،ويدعون الناس إلى السلم الشام ل ،وكانوا ب يقرأون القرآن بقلوب وجلة ،مستحضرين عظمة ال الخالق ج ل وعل ،وهو يخاطبهم ،فل عج ن أن تخشع قلوبهم وتدمع عيونهم ،وكان القرآن حياة لملكات قلوبهم ،وكان بهجتها ونورها، وميزانهم الدقيق لك ل ما حولهم ،ولقد كانوا يتلونه آنا ء اللي ل وأطراف النهار ،ويتشبثون به تشبث الغريق المشرف على الغرق بطوق النجاة ،فكان القرآن العظيم ربيع قلوبهم ونور أبصارهم ب في ذلك فهو مفتا ح الخير في الدنيا وهو سبي ل الفل ح ومحور حياتهم ومقصد أمرهم ،ول عج ن في الخرة. ومصدر التلقى الثاني :هو التباع الكام ل والقتدا ء التام برسولهم -صلى ال عليه وسلم- وكانوا يعتبرون قوله وفعله وتقريره حكاما شرعايا ل يختلف في ذلك واحد منهم ،ول يجيز أحدهم لنفسه أن يخالف أمر القرآن ،أو أمر رسو ل ال -صلى ال عليه وسلم -لقد بلغ امتثالهم أمر النبي -صلى ال عليه وسلم -أن فعلوا ذلك حتى في شئون الدنيا. عن ابن مسعود -رضي ال عنه -أنه جا ء يوم الجمعة والنبي يخطب فسمعه يقو ل اجلسوا فجلس بباب المسجد أي حيث سمع النبي يقو ل ذلك ،فرآه النبي -صلى ال عليه وسلم ،فقا ل له" :تعان ل يا عبدال ابن مسعود". كما بلغ من اقتدائهم به -صلى ال عليه وسلم -أن كانوا يفعلون ما يفع ل ويتركون ما يترك، دون أن يعلموا لذلك سبابا ،أو يسألوه عن علته ،فعن عبدال ابن عمر رضي ال عنهما قا ل: اتخذ رسو ل ال -صلى ال عليه وسلم -خاتاما من ذهب قب ل تحريم الذهب فاتخذ الناس خواتيم 40
من ذهب ثم نبذه النبي -صلى ال عليه وسلم -وقا ل" :إني لن ألبسه أبادا فنبذ الناس خواتيمهم". وقا ل -صلى ال عليه وسلم -في خطبة الوداع" :إن الشيطان يئس أن يعبد بأرضكم ،ولكن رضي أن أيطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروا ،إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبادا؛ كتاب ال وسنة نبيه".
إن ك ل من اتصف بهذه الصفات في أي مكان من القارات الخمس فهو سلفي على المنهج
الصحيح ،وهو من الفرقة الناجية إن شا ء ال ،وهو من أه ل السنة والجماعة ،وليس من حق
مخلوق أييا كان أن يعترض عليه ،أو يضيق واساعا؛ لنه ل يملك ذلك.23
إن من المور الجلية التي ل تحتاج إلى كثيرة كلم أن المام الشهيد ركز على ضرورة اتباع كتاب ال و سنة رسوله صلى ال عليه و سلم و ما وافقهما ،و العراض عما خالفهما .لقو ل ال تعالى) :قد جا ءكم من ال نور و كتاب مبين يهدي به ال من اتبع رضوانه سب ل السلم و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه و يهديهم إلى صراط مستقيم( -المائدة -16،15 )أطيعوا ال و أطيعوا الرسو ل( -النسا ء -59 )و ما أرسلنا من رسو ل إلى ليطاع بإذن ال( -النسا ء -64 )و ما آتاكم الرسو ل فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا( -الحشر -7 فإن تنازعتم في شي ء فردوه إلى ال و الرسو ل( -النسا ء -59 فقا ل رحمه ال " :دعوتنا إسلمية بك ل ما تحتم ل الكلمة من معان فافهم فيها ما شئت بعد ذلك، و أنت في فهمك مقيد بكتاب ال ،و سنة رسوله ،و سيرة السلف الصالحين من المسلمين .فأما كتاب ال فهو أساس السلم و دعامته .و أما سنة رسوله فهي مبينة الكتاب و شارحته .و أما سيرة السلف الصالح فهم رضوان ال عليهم منفذو أوامره ،و الخذون بتعاليمه ،و هم المث ل العملية ،و الصورة الماثلة لهذه الوامر و التعاليم .24و يبين مصادر الدعوة و مرتكزاتها فيقو ل 23معنى السلفية والمراد منها – الشيخ عبد الله الخطيب – ikhwanonline.com 24مجموعة الرسائل )دعوتنا( المام الشهيد حسن البنا.
41
رحمه ال" :و عمادنا في ذلك كله" :كتاب ال الذي ل يأتيه الباط ل من بين يديه و ل من خلفه .و السنة الصحيحة الثابتة عن رسو ل ال )ص( .و السيرة المطهرة لسلف هذه المة.25 و يقو ل الستاذ البنا فى معرض الرد على من يدعى :أن الخوان المسلمين قوم سياسيون و ل :و ل ندري إلى متى دعوتهم دعوة سياسية ،و لهم من ورا ء ذلك ميآرب أخرى .فيجيب قائ ا
تتقارض أمتنا التهم ،و تتباد ل الظنون ،و تتنابز باللقاب ،و تترك يقينا يؤيده الواقع في سبي ل
ظن توجيه الشكوك ؟ يا قومنا :إننا نناديكم و القرآن في يميننا ،و السنة في شمالنا ،و عم ل السلف الصالحين من أبنا ء هذه المة قدوتنا ،و ندعوكم إلى السلم و تعاليم السلم و أحكام السلم و هدي السلم .فإن كان هذا من السياسة عندكم فهذه سياستنا .و إن كان من يدعوكم إلى هذه المبادئ سياسيا فنحن أعرق الناس و الحمد ل في السياسة .و إن شئتم أن تسموا ذلك سياسة فقولوا ما شئتم فلن تضرنا السما ء متى وضحت المسميات و انكشفت الغايات .يا قومنا :ل تحجبكم اللفاظ عن الحقائق والسما ء عن الغايات ،ول العراض عن الجوهر ،إوان للسلم لسياسة في طيها سعادة الدنيا وصل ح الخرة ،و تلك هي سياستنا ل نبغي بها بديل فسوسوا بها أنفسكم ،واحملوا عليها غيركم تظفروا بالعزة الخروية ،ولتعلمن نبأه بعد حين.26
25مجموعة الرسائل )إلى الشبا ب( المام الشهيد حسن البنا. 26 مجموعة الرسائل )إلى أى شئ ندعو الناس( المام الشهيد حسن البنا
42
الصل :الثالث مصادر ليست من أدلة الحكام الشرعية ولليمان الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة نور وحلوة يقذفهما ال في قلب من يشا ء من عباده ،ولكن اللهام والخواطر والكشف والرؤى ليست من أدلة الحكام الشرعية ,ول تعتبر إل بشرط عدم اصطدامها بأحكام الدين ونصوصه. أما اليمان الصادق فيتحقق بصحة العتقاد وصدق التباع .وتتحقق العبادة الصحيحة بإخلص النية ومتابعة عم ل الرسو ل صلى ال عليه وسلم .وأما المجاهدة فمتعددة بين مجاهدة النفس ،والهوى ،والشيطان .والشيطان يغزو القلب بسلحين :سل ح الشهوات ليفسد به عملك، وسل ح الشبهات ليفسد به اعتقادك ،فإذا تغلب على النسان بسل ح الشهوات وسل ح الشبهات فسد عمله واعتقاده ،وما بقي له شي ء من إسلمه ،والنسان ل يستطيع أن ينتصر على سل ح الشهوات إل بالصبر ول ينتصر على سل ح الشبهات إل باليقين ،ولذلك قا ل ربنا سبحانه إ إ صنبأروا نونكاأنوا إبيآنياتإننا أيوإقأنونن ﴾ )السجدة،(24 : وتعالى﴿ :نونجنعسلننا مسنهأسم أنئنمةا نيسهأدونن بإأنسمإرننا لننما ن إوان لليمان الصادق نواار يمشي به المؤمن كما قا ل ال عز وج ل ﴿نونجنعسلننا لنهأ أنواار نيسمإشي بإإه إفي الننا إ س ﴾ )النعام﴿ ،(122 :نونمن لنسم نيسجنعإ ل الأ لنهأ أنواار فننما لنهأ إمن أنوةر ﴾ )النور.(40 : إن اليمان الصادق الذي يتحلى به المسلم هو الحياة الطيبة (من عم ل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ( )النح ل )97 - وهو النور الذي يمشي به (وجعلنا له نو ار يمشي به في الناس) )النعام – .(122وهو الرو ح التي يحيا بها (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) )الشورى – .(52يعيش صاحبه مطمئن النفس ،مرتا ح البا ل (فمن اتبع هداي فل يض ل ول يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا( )طه – .(123 ولليمان الصادق حلوة يتذوقها المؤمن الذي رضي بال ربا وبالسلم دينا وبمحمد صلى ال عليه وسلم نبيا ورسول ،عبد الن بما يحبه ويرضاه فشكره وأحبه وخشيه ،فتفض ل ال عليه بهذا المذاق فكان مع النبيين والصديقين والشهدا ء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. بهذا اليمان الصادق يعيش المؤمن بين الناس ،يص ل من قطعه ،ويعفو عن من ظلمه، ويعطي من حرمه فأيسنز ل ال له القبو ل في الرض ويعيش في مودة ورحمة بين الناس (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجع ل لهم الرحمن ودا) )مريم – .(96 43
أي سعادة ،وأي حلوة ،وأي نور وأي أمن وأمان يحلس به المؤمن الصادق (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم المن وهم مهتدون ) )النعام .(82 - ولك أن تسأ ل وكيف يحبنا ال حتى نفوز بهذه الحلوة..؟ قا ل تعالى( :ق ل إن كنتم تحبون ال فاتبعوني يحببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم وال غفور رحيم( )آ ل عمران – (31أي إذا سلكنا طريق الدعوة التي وضع معالمها رسو ل ال صلى ال عليه وسلم يحبنا ال .وهذا الطريق يحتاج ملنا إخلص النية وبذ ل الجهد والجهاد والصبر والمصابرة (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ول تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ول تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا( )الكهف – .(28 تمحيص الغاية... ومن أهم المور في معركة اليمان هذه هو تمحيص الغاية ..بأن يكون ال هو الغاية.. ورسو ل ال هو السوة والقدوة(..لقد كان لكم في رسو ل ال أأسوة حسنة لمن كان يرجو ال واليوم الخر وذكر ال كثي ار) )الحزاب .(21 - خلوف تنكبت الطريق ،وجا ءت بعد ذلك خلوف تنكبت الطريق وخلطت عمل صالحا بيآخر سيئ ..وبدأت النحرافات تأخذ دورها ..في الجاهلية القديمة صنعوا تماثي ل لبعض الرجا ل الصالحين يتبركون بهم ،ومع الزمن عبدوهم من دون ال ..وفي الجاهليات الحديثة بدأ بعض الناس ينظرون للرج ل الصالح ،تعجبهم عبادته فيحكمون عليه بأنه ولي من أوليا ء ال الصالحين .ك ل ما يقوله إلهام ،وك ل خواطره حقائق ،وك ل رؤاه مكشوف عنها الحجاب ،فهو يصلي الفجر في القاهرة والظهر في مكة والعصر في المدينة والمغرب في بيت المقدس ثم يعود ليصلي العشا ء في السيد البدوي. بعض هؤل ء يقو ل :حدثني قلبي عن ربي ،ويقو ل :أنتم تأخذون كلمكم من ميت إلى ميت ونحن نأخذ كلمنا من الحي الذي ل يموت ،ويقو ل :صلح عندنا كشفا ولم يصح عندنا سندا.. وكله تخريف ل يقبله مسلم يحترم عقله. ل نريد أن نتعرض للولية والكرامة ..ولكننا نقو ل :أن اللهام والخواطر والكشف والرؤى ليست من أدلة الحكام الشرعية ،ول تعتبر إل بشرط عدم اصطدامها بأحكام الدين ونصوصه.27 27الفكر السلمي الوسط -مصطفى الطحان.
44
يدخ ل أنس بن مالك على الخليفة عثمان بن عفان رضي ال عنهما فيقو ل له :مالكم تدخلون علـلي وأثر الزنا في وجوهكم ،قا ل أنس :أوحي بعد رسو ل ال ] قا ل :ل ولكنها الفراسة.. فراسة صادقة من مؤمن صادق ينظر بنور ال ..ولكنها حديث نفس تخطئ وتصيب ،ومهما بلغت قوتها فلن تعدو روع صاحبها ..وهي ليست بحا ل من أدلة الحكام الشرعية.28 يقو ل الشيخ محمد الغزالي :وقد رأيت ناسا طيبين ،شديدي الثقة بطيبتهم ،يستمدون منها حكمهم على الشخاص والشيا ء ،وربما صدرت لهم أحكام بالطيبة والخبث ،أو الح ل والحرمة، أو التقديم والتأخير ل مصدر لها إل ذوقهم ومزاجهم!! وهذا مسلك قد يص ل بذويه إلى الزيغ أو الدج ل ،وعندما أتدبر أزمة اليمان في عالمنا المعاصر أو أزمة التدين خل ل تاريخ النسانية أشعر بأن أص ل البل ء نجم عن أقوام يظنون حكمهم على المور هو حكم ال ،ووصايا المرسلين. إن الحكم الشرعي هو خطاب ال المتعلق بأحكام المكلفين ،فليس لحد أن يقو ل :نفث في روعي كذا ،أو ألهمت كذا ،أو رأيت في منامي كذا ،أو روى قلبي عن ربي كذا!! فذلك كله فوضى مردودة.29
28فهم السلم -جمعة أمين عبد العزيز ،ص.(63-51) - 29دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين -محمد الغزالي ،ص.(39 -38) -
45
الص ل :الرابع منكرات تجب محاربتها والتمائم والرقى والودع والرم ل والمعرفة والكهانة ،وادعا ء معرفة الغيب ،وك ل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته .إل ما كان آية من قرآن أو رقية مأثورة. هذه المنكرات ..إنما هي دج ل وشعوذة تعط ل العما ل ،وتهم ل سنن ال التي وضعها للسعادة والشقا ء وتتعامى عن الخذ بالسباب.
قا ل تعالى( :ق ل أندعوا من دون ال ما ل ينفعنا ول يضرنا ،وأننرلد على أعقابنا بعد إذ هدانا ال ب يدعونه إلى الهدى ائتنا ق ل إن هدى كالذي استهوته الشياطين في الرض حيران له أصحا ر ال هو الهدى وأمرنا لنسلنم لرب العالمين( )النعام – .(71 وروى المام أحمد عن عقبة بن عامر رضي ال عنهما مرفوعا) :من تعلق تميمة فل أتنم ال
له ،ومن تعلق ودعة فل ودع ال له( )أي ل جعله في دعة وسكون( ،وفي رواية )من تعلق
تميمة فقد أشرك(. وفي الصحيحين عن أبي بشير النصاري رضي ال عنه :أنه كان مع رسو ل ال صلى ال عليه وسلم في بعض أسفاره فأرس ل رسولا أن ل يبقيلن في رقبة بعير قلدة إل قطعت. وروى المام أحمد عن ابن مسعود رضي ال عنه قا ل :سمعت رسو ل ال صلى ال عليه وسلم يقو ل :إن الرقى والتمائم والتولة شرك .شي ء يصنعونه يزعمون أنه يحبب الزوجة إلى زوجها والزوج إلى زوجته وهو نوع من السحر. ك ل هذه الشيا ء ..التمائم والرقى والودع والرم ل وما شابهها منكرات تجب محاربتها ،إل ما كان رقية مأثورة عن النبي صلى ال عليه وسلم من مث ل) :أعوذ بكلمات ال التامات من شر ما ب الناس اذهب البأس واشفه أنت الشافي ل شفا ء إل شفاؤك شفا ء ل يغادر خلق( أو )اللهم ر ن سقما( ،أو تق أر الراقية )فاتحة الكتاب والمعوذتين( وغير ذلك من الدعية والرقى المأثورة. والنسان بطبعه شديد التعلق بالمستقب ل.. أما المسلم فيؤمن أن المستقب ل بيد ال( ..وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن ال عليم خبير( )لقمان ..(34 -وهو يعم ل لدنياه كأنه يعيش أبدا ويعم ل 46
لخرته كأنه يموت غدا ..صحح السلم عقيدته ،وهذب معارفه وأعماله ..يسير على قاعدة )اعقلها وتوك ل على ال( ..ومع التوك ل يلجأ إلى ال بالدعا ء. أما الذي ل يؤمن بالسلم فهو في شقا ء حقيقي ..شديد الخوف من الغد ..تشع ل مخاوفه وسائ ل العلم الحديثة ..في ك ل ركن منها تجد :برجك ..أسرار النجوم ..قرا ءة الكف.. التنجيم ..قرا ءة الفنجان ..وغير ذلك من الشعوذات والدج ل. والمر غير قاصر على بعض من يتسكع في أسواق الصحافة ..فقد قرأنا أن قارئة الفنجان وقارئة الكف تزور البيت البيض باستمرار وأن رجالت السياسة في أمريكا وغيرها يستعينون بهن في اتخاذ الق اررات الهامة.. في ضو ء ذلك ندرك لماذا حارب السلم الوهام والخرافات ..ونلقى العقائد السلمية مما شابها من مؤثرات ..فالعقيدة الصحيحة وحدها التي تخللص النسان من المعلوقات وتسمو به في معارج الكما ل.30
30الفكر السلمي الوسط -مصطفى الطحان.
47
الص ل :الخامس ص والمصلحة -شروط وسلطة الحاكم بين الن ل ورأي المام ونائبه فيما ل نص فيه ،وفيما يحتم ل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة معمو ل به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية ,وقد يتغير بحسب الظروف والعرف والعادات ,والص ل في العبادات التعبد دون اللتفات إلى المعاني ,وفي العاديات اللتفات إلى السرار والحكم والمقاصد. تنقسم أحكام الفقه السلمي من حيث مصادرها إلى أربعة أنواع: النوع الو ل :أحكام مصادرها نصوص صريحة قطعية في ثبوتها ،وقطعية في دللتها على أحكامها ،وهذه أحكام لزمة وعلى ك ل مسلم اتباعها ول يجوز أن يختلف المسلمون فيها ،كافتراض الصلة والزكاة والصيام والحج ،وكإيجاب اليفا ء بالعقود واشتراط التراضي في البيوع .فيآي القرآن الصريحة القطعية الدللة ،والسنة المتواترة القطعية الدللة يجب اتباع حكمهما دائما. النوع الثاني :أحكام مصادرها نصوص ظنية في الدللة على أحكامها .وهذه فيها مجا ل للجتهاد لكن في حدود تفهم النص ول يخرج عن دائرته ،وعلى المجتهدين أن يرجحوا باجتهادهم أن الحكم الذي يد ل عليه النص هو ثبوت الخيار للمتبايعين في المجلس أو عدم ثبوته ،وافتراض مسح الرأس كله في الوضو ء أو بعضه ،وتحريم الذبيحة لمجرد ترك اسم ال عمدا أو لذكر اسم غير ال
عليها .وما يترجح للمجتهد يكون هو حكم ال في الواقعة على غلبة ظنه ،وعليه أن يعم ل به وعلى
من يستفتيه أن يتابعه في العم ل به ،ويجوز التقنين للمة بمجموعة من هذه الحكام التي ل تخرج عن حدود النصوص الظنية الدللة .ويجوز أن يكون الحكم في بلد إسلمي أن عدة المطلقة ثلثة أطهار ،وفي بلد آخر أن عدة المطلقة ثلث حيضات .ول الحكمة في أنه صاغ النص محتمل للدللة على أكثر من حكم. النوع الثالث :أحكام لم تد ل عليها نصوص ل قطعية ول ظنية ،ولكن انعقد عليها إجماع المجتهدين في عصر من العصور ،كتوريث الجدات السدس ،ومنع توريث إبن البن مع وجود البن ،وبطلن زواج المسلمة بغير المسلم ،وهذه ل مجا ل للجتهاد فيها ويجب على المسلم أن يعم ل بها ،لن المجتهدين إذا أجمعوا على حكم فهو حكم المة ،والمة ل تجتمع على ضللة، ولنهم أولو المر التشريعي وال أمنر بإطاعة أولي المر من المسلمين .ولكن يجب التحقق من أن
الحكم انعقد عليه إجماع المجتهدين في عصر من العصور ول يكفي مجرد ادعا ء هذا الجماع. 48
النوع الرابع :أحكام لم تد ل عليها نصوص ل قطعية ول ظنية ولم ينعقد إجماع عليها من المجتهدين في عصر من العصور كأكثر الحكام الفقهية التي زخرت بها كتب الفقه الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والزيدية والشيعة المامية .فهذه الحكام ما هي إل استنباطات لفراد من المجتهدين استنبطوها حسب ما وصلت إليه عقولهم وما أحاط بهم من الظروف والحوا ل والملبسات ،وليست أحكاما لزمة لوقائعها .فيجوز له ل الجتهاد في عصرهم وبعد عصرهم أن يخالفوهم في استنباطهم كما جاز للمجتهدين المتعاصرين أن يخالف بعضهم بعضا وكما جاز للمجتهد الواحد أن يرجع عن اجتهاده السابق إلى اجتهاد لحق.31 ولقد قلسم الفقها ء المصالح إلى ثلثة أنواع:
ص على إحللها كالزواج ،والبيع مصالح معتبرة :وهي التي أعطاها الشارع الحكيم درجة العتبار ون ل
والشرا ء ،وك ل ما أمر ال به فعلا للمأمور وتراكا للمحظور ،وليمكن أن يكون هناك حكرم من ال
يضاد مصلحة العباد على القطع.
وهي مصالح ضرورية لبد منها في قيام مصالح الدين والدنيا إذا فقدت لم تحص ل المصالح وهي حفظ الدين ،والنفس ،والعق ل ،والنس ل ،والما ل. ومصالح حاجية وهي التي توسع على المكلفين وترفع الضيق الذي يؤدي إلى الحرج )كرخصة السفر ،والفطر في المرض ،وقصر الصلة ،إواباحة الصيد ..الخ(. ومصالح تحسينية كستر العورة ،والزينة ،وآداب الك ل...الخ(.
ص على ومصالح مهدرة :أي غير معتبرة وهي المصالح التي أعطاها الشارع الحكيم درجة الهدار ون ل حرمتها بالرغم من أن فيها بعض المنافع للناس فالخمر والميسر فيهما إثم كبير ومنافع للناس وغير ذلك كثير.. )كالذي يأمر بالفطار في رمضان لمصلحة النتاج ،أو يساوي بين الرج ل والمرأة في الميراث ،أو يقيد الطلق ويحدد عدد الزوجات بواحدة ....الخ( وهي مصالح مهدرة لنها تصطدم إما بقاعدة شرعية أو نص. ص عليها باعتبار أو إهدار ،ول تصطدم بقاعدة ومصالح مرسلة :وهي التي أرسلها الشرع فلم ين ل شرعية مث ل :
.1
ل ضرر ول ضرار. 31مصادر التشريع السلمي فيما ل نص فيه – عبد الوها ب وخل،ف ،ص.(12-11) -
49
.2
در ء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
.3
ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها.
.4
الضرر يدفع بقدر المكان ..وهكذا. وهذه المصالح المرسلة مث ل :زراعة صنف معين كالذرة أو القمح أو القطن لحاجة البلد، والصناعات المختلفة ،وك ل شي ء فيه مصلحة للناس لم ينص عليها الشرع كالترع والمصارف والجسور والمشافي والمدارس وغيرها.32 شروط اليمام المام في العرف السلمي هو الخليفة الذي يحكم المة نيابةا عن رسو ل ال -صلى ال
عليه وسلم -في إقامة الدين وسياسة الدنيا به ،وقد ينوب عنه نمن يدير البلد من الولة يقومون ضا طالما أنهم أأنيبوا عن المام فلهم السمع والطاعة فيما أمروا به، بالسلطة التنفيذية ،وهؤل ء أي ا وشرط أن يكون المر في معروف؛ لنه ل طاعةن لمخلوق في معصية الخالق ،وحديث
الرسو ل" :من أطاع أميري فقد أطاعني ،ومن عصى أميري فقد عصاني" ،وطباعا إذا كان السلم ديانا ودولةا فكان ل بد من إماةم يسوس هذا المجتمع ويدير شئونه ،السياسة الشرعية
التي أشرنا إليها ،والحقيقة أن العلما ء اجتهدوا في وضع شروط للمام لكي نطلق عليه )إمام(
أو)خليفة(:
أولها )السلم() :أنإطيأعوا الن نوأنإطيأعوا النرأسون ل نوأأوإلي السمإر إمسنأكسم( )النسا ء.(59 : -الشرط الثاني )الذكورة( :ونحن نتكلم هنا عن الولية العامة ،يعني الحاكم ،أما دون ذلك
فكلم كثير جيدا ،واجتهادات عند العلما ء أنها تكون قاضية أو تحكم أو ل تحكم ،وتكون مث ل الرج ل وتدلي بصوتها ،وتشارك في المجالس التشريعية؛ لكن عندما نتكلم عن الذكورة نقصد بها الولية العامة ،الخليفة أو الحاكم" :فلن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" في الولية العامة. السباب كثيرة؛ حيث توجد مجالت ل يستطيع أن يقوم بها الرج ل وتقوم بها المرأة خير قيام، لماذا نقسم العم ل ،نعترف" :أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك" ،وأعطاها هذه المنزلة ثلث مرات.. لماذا لم يغضب الرجا ل؟! فنحن نتكلم عن وظائف لها خصائص ،ه ل من العق ل بمكان أن 32فهم السلم -جمعة أمين عبد العزيز ،ص.(84-82) -
50
تكون المرأة مهندسةا مدنيةا تطلع على الخشب والحديد ،ال لم يفاض ل بين الرج ل والمرأة من
حيث التقوى؛ ب ل إن المرأة قد تفوق الرج ل أقرابا ل -سبحانه وتعالى -سيدنا جبري ل نز ل صا لمرأة ليبلغها السلم من ال ،هي السيدة خديجة -رضي ال عنها. خصي ا
ل :مجرد الحم ل والولدة أنتم تعلمون ،دعونا الولية العامة ل تصلح لها المرأة ..أعطيكم مثا ا
من النظرة الغربية التي لوثت العق ل السلمي وتأثر بها الناس ..المساواة في أي شي ء ،نحن
لو ساوينا الرج ل بالمرأة في ك ل شي ء سنظلمها؛ لنها على غير طبيعتها التي فطرها ال عليها، فلما نأتي للمامة والولية العامة الذي يسهر باللي ل ويتحسس الناس بالنهار ،وينظم الجيوش.. أمور ل تقوى عليها المرأة؛ لكن ه ل منعها أن تشارك في الجهاد ،امرأة قالت لما أشيع عن رسو ل ال -صلى ال عليه وسلم -أنه قت ل في أحد ..قالت "قوموا وموتوا على ما مات عليه نبيكم"!!.. الشرط الثالث )أن يكون عدلا في دينه( :ل أيعنرف عنه فسوق ،متقايا عارافا بأمور السياسةوالحكم ،ذا دراية بمصالح المة. الشرط الخير )أن يكون جاماعا للعلم بالحكام الشرعية( :لنه مكلف بتنفيذها.33مسئولية الحاكم: الحاكم مسئو ل أمام ال سبحانه وتعالى ،وأمام الشعب والناس" ،وهو أجير لهم وعام ل لديهم"، وقد بنى الستاذ البنا منهجه في هذا المقام على أساس قو ل رسو ل ال صلى ال عليه وسلم،
مث ل "كلكم راع وكلكم مسئو ل عن رعيته" .لذا قا ل إنن أبا بكر الصديق رضي ال عنه وضع أساس العقد الجتماعي بين الحاكم والمحكومين بقوله عندما تونلى الحكم" :أيها الناس ،كنت أحترف لعيالي فأكتسب قوتهم ،فأنا الن أحترف لكم ،فافرضوا لي من بيت مالكم". رأي اليمام ونائبه الحكام كما رأينا أنواع: ·
أحكام مصادرها نصوص قطعية الثبوت قطعية الدللة على أحكامها،
·
وهي نهائية ،ملزمة ،ل مجا ل فيها للجتهاد.
33
شروط وسلطة الحاكم -شرح الصول العشرين – الستاذ جمعة أمين – موقعikhwanonline.con :
51
·
أحكام مصادرها نصوص ظنية في الدللة على أحكامها ..وهذه فيها مجا ل للجتهاد.
·
أحكام انعقد عليها إجماع المجتهدين في عصر من العصور ..وهذه ل مجا ل فيها
للجتهاد. ·
أحكام لم تد ل عليها النصوص ول أجمعت عليها المة ..فهي مجا ل للجتهاد.
ولكن من الذي يملك حق الجتهاد؟ الذين لهم الجتهاد بالرأي هم الجماعة التشريعية الذين توافرت في ك ل واحد منهم المؤهلت الجتهادية التي قررها علما ء الشرع السلمي ،فل يسوغ الجتهاد بالرأي لفرد مهما أوتي من المواهب واستكم ل من المؤهلت ،لن التاريخ أثبت أن الفوضى التشريعية بالفقه السلمي كان من أكبر أسبابها الجتهاد الفردي. ول يسوغ الجتهاد بالرأي لجماعة ،إل إذا توافرت في ك ل فرد من أفرادها شرائط الجتهاد ومؤهلته ،ول يسوغ الجتهاد بالرأي لجماعة توافرت في ك ل فرد من أفرادها شرائط الجتهاد ومؤهلته إل بالطرق والوسائ ل التي مهدها الشرع السلمي للجتهاد بالرأي والستنباط فيما ل نص فيه] .[7فإذا اختلف الفقها ء في مسألة ما فيها أكثر من رأي ،فرأي إمام المسلمين ونائبه فيما ل نص فيه ،وفيما يحتم ل وجوها عدة ،وفي المصالح المرسلة معمو ل به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية ،وقد يتغير بحسب الظروف والعرف والعادات.34 الص ل في العبادات التعبد يقو ل ابن تيمية :إن تصرفات العباد من القوا ل والفعا ل نوعان: عبادات يصلح بها دينهم، وعادات يحتاجون إليها في دنياهم. أما العبادات التي أوجبها ال ل يثبت المر بها إل بشرع. وأما العادات فهي ما اعتاد الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه ،والص ل فيه عدم الحظر ،فل يحظر منه إل ما حظره ال. ويقو ل المام أحمد :إن الص ل في العبادات التوقيف فل يشرع منها إل ما شرعه ال .والعادات الص ل فيها العفو فل يحظر منها إل ما حرمه. 34رسالة التعاليم -حسن البنا ،يراجع في هذه الموضوعات كتا ب السياسة الشرعية في ضوء الشريعة ومقاصدها- د .يوسف القرضاوي ،ص 70 -وما بعدها.
52
ومن هنا فإن القاعدة أن الص ل في العبادات التوقيف والتعبد بها ل سبحانه وتعالى ،والص ل في العادات البحث في الحكم والمقاصد ،فإن فهمنا حكمة ال في شي ء حمدنا ال على ذلك ،إوان عجز العق ل عن إدراكها اتهمنا العق ل بالعجز ول نتهم الشرع بالنقص.35 فل يجوز الفتا ء في المسألة التي حسمها الحاكم وأخذ فيها برأي من الرا ء...ل يجوز الفتا ء برأي مخالف لما أخذ به ،خاصة في مسائ ل النزاع بين الفراد ،والموا ل والحوا ل الشخصية.وذلك إعمال لقاعدة :حكم الحاكم يرفع الخلف. وهذا ليعنى أن ما يأخذ به الحاكم أرا ء مقدسة ،ولكن هذا ما يقتضيه النظام ،إوال انفرط عقد
المة ،ولتنازع الناس في الموا ل خاصة تنازعا فاحشا ،فالحفاد مثل يطالبون أعمامهم بنصيب أبيهم بمقتضى قانون الوصية الواجبة ،والعمام يواجهونهم بالفتوى الخرى التي ل تبيح هذا. ويرتب الناس حياتهم وعقودهم على أساس ما أخذ به القانون من القوا ل الفقهية في المسألة ،فإذا بفتوى من هنا أو هناك تبط ل ك ل ترتيباته ،تضيع أمواله مثل ،تطلق زوجته ،تحرمه من حضانه أولده....إلى آخره. وأراني هنا في حاجة إلى استعارة صياغة الشيخ حسن البنا -رحمه ال -حيث يقو ل في هذا الصدد ،وما أروع وأدق وأفقه ما قا ل : "ورأي المام ونائبه فيما ل نص فيه ،وفيما يحتم ل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة معمو ل به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية ,وقد يتغير بحسب الظروف والعرف والعادات ,و الص ل في العبادات التعبد دون اللتفات إلى المعاني ,وفي العاديات اللتفات إلى السرار و الحكم و
المقاصد .36".
35فهم السلم -جمعة أمين عبد العزيز ،ص.(87 - 79) - 36موقع الفقة السلمى www.islamfeqh.com
53
الصل اللسادس ل عصمة ال لرسو ل وك ل أحد يؤخذ من كلمه ويترك إل المعصوم صلى ال عليه وسلم ,وك ل ما جا ء عن السلف رضوان ال عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه ,إوال فكتاب ال وسنة رسوله أولى بالتباع ،ولكنا ل
نعرض للشخاص ـ فيما اختلف فيه ـ بطعن أو تجريح ,ونكلهم إلى نياتهم وقد أفضوا إلى ما قدموا.
بهذا الص ل يخلع المام الشهيد الناس من الرتباط بالشخاص و التعصب لهم مهما كانوا، ويوجه الدعوة و أتباعها إلى المصدر الرئيسي ،و الميزان السماوي :الكتاب و السنة .مع الحترام الكام ل ،و الدب الجم مع سلف المة و علمائها .لن العصمة لنبيا ء ال تعالى فقط والعلما ء يخطئون وهذا أمر طبيعى جادا ،لذلك يجب أن يكون للمتلقى منهج للتعلم كما يجب عليه أن يمحص مصدر التلقى ،وذلك بالتى:
أولل :وجوب التثبت مما ينسب له ل العلم من أخطا ء.
ثانيال :ضرورة تحديد نوع الخطأ والتعام ل معه قدر حجمه دون تجاوز.
يقول اليمام اللسبكى :الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه ومزكوه وندر جارحوه -من أه ل العلم والصل ح -وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبه أو غيره فإنا ل نلتفت إلى الجر ح فيه .
-يقول ابن جرير الطبرى:لو كان ك ل من اأدإعنى عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت ما ادعى
به وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثى المصار لنه ما منهم إل وقد نسبهم قوم مما يرغب به عنه .
ويقول اليمام ابن تييمية :ل نعتقد في القوم العصمة –يقصد الئمة – ب ل تجوز عليهم الظنون ونرجو لهم مع ذلك أعلى الدرجات لما اختصهم ال من العما ل الصالحة ،والحوا ل الأسنية إوانهم لم يكونوا مصرين على ذنب ول نكون من الذين إذا أروا حسنا ستروه إواذا أروا سيئا أذاعوه ولكن لبد
من رد الفض ل لصحابه وننظر إلى أقوالهم بعين النصاف .
54
يقول اليمام الشافعى :إذا صح الحديث فهو مذهبى ،ويقو ل غيره من العلما ء :إذا خالف قولى حديث رسو ل ال صلى ال عليه وسلم فاضربوا به عرض الحائط فأين هذا الكلم من المتعصبة الذي قا ل أحدهم :ك ل آية أو حديث يخالف ما عليه أصحابنا فهو منسو خ أو مؤو ل. فأي غلو وأي تعصب هذا !!وه ل هذا ما يفعله تلميذ المام البنا ،كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إل كذباا.
إن الفرق واضح بين التعصب وبين احترام العلما ء وكيف نختلف معهم ؟ فالخوان المسلمون
يحترمون ويقدرون إمامهم البنا رحمة ال عليه ويسندون ما يقولونه إليه لنه كما قي ل من بركة العلم إسناده لقائله. إوال فماذا نقو ل عن إمام كابن القيم فكثي ار ما يقو ل قا ل شيخنا يقصد –ابن تيمية -ويسند ما
يقوله إليه ب ل إن ابن تيمية نفسه كثي ار ما يذكر المام أحمد بن حنب ل ويسند ما يقوله له وأحمد بن حنب ل يذكر الشافعي ،والشافعي يذكر المام مالك ،وهكذا فه ل هؤل ء متعصبون لعلمائهم أم
مقدرون لهم؟ يحترمونهم ويردون الفض ل لهله. ص ل بها دعوته لنها مستمدة من كتاب ال الذي ل إننا نلتزم بالصو ل التي قالها المام البنا وأ ن
يأتيه الباط ل من بين يديه ول من خلفه فالهداف التي حددها ل يختلف عليها مسلم وكذلك
الغايات أما الوسائ ل فقد تختلف من زمان إلى زمان ومن بيئة إلى بيئة أخرى فما العيب في ذلك؟
إننا في ك ل ما يقو ل المام البنا ويعتقده نرده إلى ال ورسوله ذلك لن ال يقو ل )لولوو لرددوهه إللى إ إ إ طولنهه إيمونههوم ( ،ويحذر المولى فيقو ل )ألوم لههوم لسلتنإب ه لسوإل ل إوإاللى أهووإلي اللويمإر يمونههوم للعلليمهه الرذيلن لي و الرر ه شلرهعوا لههم ميملن المديإن ليما لوم ليأولذن إبإه اللرهه ( فال وحده المشرع ورسوله هو المبين فل شرع شلرلكاء ل ه
إل ما شرع ال أو ما شرع رسوله صلى ال عليه وسلم وبوفاة الرسو ل صلى ال عليه وسلم انتهى عهد التشريع أي انتهت العصمة وحم ل العلم من بعده علما ء غير معصومين ،فما هي العصمة؟ العصيمة :معناها حفظ ظواهر النبيا ء وبواطنهم من التلبس بمعصية فالرسو ل صلى ال عليه وسلم معصوم من القت ل حتى يبلغ رسالة ربه. معصوم من العيوب التي تنفر الناس منه لن وجودها يمنع الفائدة من الرسالة وما قي ل عن أيوب عليه السلم أنه مرض مرضا منف ار كذب وافترا ء عليه. لكنهم لهم صفات البشر :
-1يأكلون ويشربون ويتصلون بأزواجهم . 55
-2يرضون ويفرحون ويحزنون ويغضبون ويخافون. -3يمرضون بأمراض ل تعجزهم عن أدا ء رسالتهم ول تنفر الناس منهم فل يجوز عليهم الغما ء الطوي ل ول الجذام والبرص والجنون والعمى . -4يجوز عليهم السهو وعدم إصابة الولى وأما المعاصي والنسيان من جانب الشيطان فمستحي ل عليهم. والذين يعتقدون في عصمة علمائهم وأئمتهم هم الشيعة وغلة المتصوفة فالكيسانية من الشيعة تقوم على أساس أن المام شخص مقدس يبذلون له الطاعة ويثقون بعلمه ثقة مطلقة ويعتقدون فيه العصمة عن الخطأ لنه رمز للعلم اللهى وكذلك الثنى عشرية الذين يعتبرون الئمة أوصيا ء استودعهم النبى أسرار الشريعة ليبينوا ما لم يبينه النبى صلى ال عليه وسلم إوان ما يقو ل
الوصيا ء شرع إسلمي لنه تتميم للرسالة حتى أنهم يخصصوا النصوص العامة ويقيدوا
النصوص المطلقة ولذلك قرروا أن المام معصوم عن الخطأ والنسيان والمعاصي يجوز أن تجرى خوارق العادات على يده لتثبت إمامته ويسمونها معجزة. ونحن ل نصف علما ءنا بهذه الصفات ولكننا نعطيهم حقهم من الحترام والتقدير ب ل نعطي العلما ء جميعا هذا الحق طالما تحققت فيه صفة العالم من أخلق ودين وعلم فله منا الحترام والتقدير وعدم الني ل أو الحط من شأنه .
فه ل ترون بعد هذا التوضيح والتبيان أن أتباع المام البنا يعتبرونه معصوم ا ويصفونه كما
تصف الشيعة علما ءها وينشرونها بين الناس كعقيدة لديهم أجيبونا بصدق وأنصفونا يرحمكم ال ورضوان ال عليه حين قا ل "وك ل أحد يؤخذ من كلمه ويترك إل المعصوم صلى ال عليه وسلم" هذا ما طالبنا به رحمة ال عليه ،وهذا ما اتبعه السلف وساروا على منواله سرنا بعدهم نقتفي أثرهم ونقتدي بهم فه ل نحن مخطئون في ذلك؟ أليسوا هم سلف هذه المة؟
37
فضل الصحابة إ ب أهإ ل السنة والجماعة ،وذلك لما أثنى الأ تعالى عليهم اعتقاد عدالة الصحابة وفضلهم هو مذه أ
في كتابه ،ونطقت به السنةأ النبويةأ في مدحهم ،وتواتر هذه النصوص في كثير من السياقات
مما يد ل دللة واضحة على أن ال تعالى حباهم من الفضائ ل ،وخصهم من كريم الخصا ل ،ما 37فهم السلم – الستاذ جمعة أمين
56
نالوا به ذلك الشرف العالي ،وتلك المنزلة الرفيعة عنده ؛ وكما أن ال تعالى يختار لرسالته المح ل اللئق بها من قلوب عباده ،فإنه سبحانه يختار لوراثة النبوة من يقوم بشكر هذه النعمة ، ث نيسجنعأ ل إرنسالنتنأه( النعام. 124 / ويليق لهذه الكرامة ؛ كما قا ل تعالى ) :اللنهأ أنسعلنأم نحسي أ قا ل ابن القيم رحمه ال " :فال سبحانه أعلم حيث يجع ل رسالته أصل وميراثا ؛ فهو أعلم بمن يصلح لتحم ل رسالته فيؤديها إلى عباده بالمانة والنصيحة ،وتعظيم المرس ل والقيام بحقه ، والصبر على أوامره والشكر لنعمه ،والتقرب إليه ،ومن ل يصلح لذلك ،وكذلك هو سبحانه
أعلم بمن يصلح من المم لوراثة رسله والقيام بخلفتهم ،وحم ل ما بلغوه عن ربهم " .38وقا ل ضهأسم بإنبسع ة ض لإنيأقولأوا أننهأؤلإ ء نمنن اللنهأ نعلنسيإهسم إمسن نبسينإننا أنلنسينس اللنهأ بإأنسعلننم تعالى ) :نونكنذلإ ن ك فنتنننا نبسع ن إبالنشاإكإرينن( النعام. 53/ وكما جا ءت اليات والحاديث بفضلهم وعلو منزلتهم ،جا ءت أيضا بذكر السباب التي استحقوا بها هذه المناز ل الرفيعة ،ومن ذلك قوله تعالى : ضلا ) لمنحنمرد نرأسوأ ل اللنإه نوالنإذينن نمنعهأ أنإشندا ء نعنلى اسلأكنفاإر أرنحنما ء نبسيننهأسم تننارأهسم أرنكعا أسنجدا نيسبتنأغونن فن س ك نمثنلأهأسم إفي التنسونارإة نونمثنلأهأسم إفي ا سإلنإجيإ ل ضنوان ا إسينماأهسم إفي أوأجوإهإهم دمسن أنثنإر اللسأجوإد نذلإ ن دمنن اللنإه نوإر س ن إ نكنزسرةع أنسخنرنج نش س ع لإنيإغي ن طأنهأ نفيآنزنرهأ نفاسستنسغلن ن ب اللزنار ن ظ بإإهأم اسلأكنفانر نونعند اللهأ ظ نفاسستننوى نعنلى أسوإقه أيسعإج أ صالإنحاإت إمسنأهم نمسغإفنرةا نوأنسج ار نعإظيم ا ( الفتح29/ النإذينن آنمأنوا نونعإملأوا ال ن ومن أعظم موجبات رفعة مكانة الصحابة ،ما شهد ال تعالى لهم من طهارة القلوب ،وصدق اليمان ،وتلك – وال -شهادة عظيمة من رب العباد ،ل يمكن أن ينالها نبنشر بعد انقطاع الوحي .لقوله سبحانه وتعالى ) :لنقنسد ر إ ت النشنجنرإة فننعلإنم نما ضني اللنهأ نعإن اسلأمسؤإمإنينن إسذ أينبايإأعونن ن ك تنسح ن ن إفي أقألوبإإهسم فننأننزن ل النسإكيننةن نعلنسيإهسم نوأننثانبهأسم فنستحا قنإريبا ( الفتح18/ عن أبي هريرة رضي ال عنه قا ل رسو ل ال صلى ال عليه وسلم ) :ل تنأسلبوا نأصنحاإبي ؛ ك مند أنحإدإهم ول نن إ ة فنوالنإذي ننفإسي بإيإدإه نلو أننن أنحندأكم نأنفن ن إ صيفنهأ ( رواه البخاري ق مثن ل أأحد نذنهابا نما نأدنر ن أ ن ن ن ن ن ومسلم . 38طريق الهجرتين ،ص )(171
57
على أنه لو لم يرد من ال عز وج ل ورسوله فيهم شي ء ،لوجبت الحا ل التي كانوا عليها من الهجرة ،والجهاد ،والنصرة ،وبذ ل المهج والموا ل ،وقت ل البا ء والولد ،والمناصحة في الدين ،وقوة اليمان واليقين ،القطنع على عدالتهم ،والعتقاد لنزاهتهم ،وأنهم أفض ل من جميع
المعدلين والمزكين الذين يجيؤون من بعدهم أبد البدين ،هذا مذهب كافة العلما ء ،ومن يعتد بقوله من الفقها ء.39 يقو ل ابن مسعود رضي ال عنه " :إن ال نظر في قلوب العباد ،فوجد قلب محمد صلى ال عليه وسلم خير قلوب العباد ،فاصطفاه لنفسه ،فابتعثه برسالته ،ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ،فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ،فجعلهم وزرا ء نبيه ،يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند ال حسن ،وما أروا سيئا فهو عند ال سيئ " رواه أحمد في "المسند" وقا ل المحققون : ثانيا : ب أه ل السنة ل بند أن نعلم أن الصحابة رضي ال عنهم ليسوا بمعصومين ،وهذا هو مذه أ والجماعة ،إوانما هم بشرر يجوأز عليهم ما يجوز على غيرهم .
وما صدر من بعضهم من المعاصي أو الخطا ء ،فهو إلى جانإب شر إ ف الصحبة وفضإلها أمسغتنفنرر ونمسعفأوو عن صاحبه ،والحسناإت أيسذإهسبنن السيئات ،ومقاأم أننحإد الصحابة مع النبي صلى ال عليه وسلم لحظة من اللحظات في سبي ل هذا الدين ل يعدلها شي ء . يقو ل شيخ السلم رحمه ال " :وأه ل السنة تحسن القو ل فيهم وتترحم عليهم وتستغفر لهم ،لكن ل يعتقدون العصمة من القرار على الذنوب وعلى الخطأ في الجتهاد إل لرسو ل ال ،ومن ك النإذينن ننتنقننبأ ل سواه فيجوز عليه القرار على الذنب والخطأ ،لكن هم كما قا ل تعالى ) :أأولنئإ ن نعسنهأسم أنسحنسنن نما نعإملأوا نوننتننجانوأز نعسن نسدينئاتإإهسم ( الحقاف 16/الية ،وفضائ ل العما ل إنما هي
بنتائجها وعواقبها ل بصورها ".40
"39الكفاية" الخطيب البغدادي )ص: (49: 40مجموع الفتاوي 4/434
58
لذا جا ء هذا الص ل بصيغته هكذا " :وك ل أحد يؤخذ من كلمه ويترك إل المعصوم صلى ال عليه وسلم ,وك ل ما جا ء عن السلف رضوان ال عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه ,إوال فكتاب
ال وسنة رسوله أولى بالتباع ،ولكنا ل نعرض للشخاص ـ فيما اختلف فيه ـ بطعن أو تجريح , ونكلهم إلى نياتهم وقد أفضوا إلى ما قدموا".
59
الصل :اللسابع ولك ل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الحكام الفرعية أن يتبع إمام ا من أئمة الدين ،ويحسن به
مع هذا التباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته ،وأن يتقب ل ك ل إرشاد مصحوب بالدلي ل متى صح عنده صل ح من أرشده وكفايته ،وأن يستكم ل نقصه العلمي إن كان من أه ل العلم حتى يبلغ درجة النظر . يتحدث الستاذ البنا فى الص ل السابع عن أه ل الجتهاد والفتوى وهم الأئمة المشهود لهم من المة جمعا ء بالإمامة ..بعد أن تحدث عن مصادر التشريع " الكتاب والسنة " ،ثم نفى أن يكون اللهام والخواطر والكشف والرؤى من أدلة الحكام الشرعية أو أن يكون أه ل الشعوذة والكهانة وادعا ء معرفة الغيب هم من يأخذ الناس عنهم دينهم ...ثم بين أن رأئ إمام المسلمين ونائبه فيما ل نص فيه ،وفيما يحتم ل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة معمو ل به ما لم
يصطدم بقاعدة شرعية وجا ء بعد ذلك كله بقاعدة " وك ل أحد يؤخذ من كلمه ويترك إل
المعصوم صلى ال عليه وسلم ،وك ل ما جا ء عن السلف رضوان ال عليهم موافق ا للكتاب والسنة قبلناه ،إوال فكتاب ال وسنة رسوله أولى بالتباع" ح ل التمذهب يتحدث الستاذ البنا عن درجة النظر و تعني درجة الجتهاد في أدلة الحكام الفرعية التي ينبني عليها الفتوى .فإن لم يص ل إليها المسلم فل حرج عليه في التمذهب " أن يكون متبعا
لمذهب معين " خلفاا لمن ابا ح للمسلم الأخذ من المذاهب دون التقييد بمذهب معين ،فهذا
شأن المقلد الذي مذهبه مذهب من أفتاه . ومع هذا يحسن للمقلد أن يجتهد ما استطاع في التعرف على أدلة إمامه ..وهنا مسألتين: الولى :ه ل تعرف المقلد أبتداا ء على وجود الدلي ل، الثانية :دللة هذا الدلي ل على الفتوى التي أخذها،وما هو السبي ل في التعرف على هاتين ا ل مسألتين ..وما يلزمه فيهما.
60
أولا :وجود الدلي ل أبتداا ء ..قا ل الستاذ البنا " :ويحسن به مع هذا التباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته " اذا هي درجة استحسان وليست الزام ..فى التعرف على الدلي ل عند السؤا ل عن مسألة من المسائ ل الفقهية.
ثانياا :دللة الدلي ل ..فإن علم وجود الدلي ل من مصادره )القرآن والسنة( فليس عليه ال التباع. يقو ل الستاذ البنا " :وأن يتقب ل ك ل إرشاد مصحوب بالدلي ل" ..وهذا شأن المقلد .. هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم قا ل محمد بن سيرين و مالك بن أنس و غيرهما من السلف ) :هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم( .هذا في شأن المفتي لذى يأخذ عنه المقلد ..قا ل الستاذ البنا " :متى صح عنده صل ح من أرشده وكفايته" لذا لبد أن يتحرى المسلم لدينه ..فل يقصد ال من صح عنده الصل ح والكفاية ..فالصل ح يمنع المفتي من القو ل على ال بما ل يعلم ..والكفاية .. ضمانة صحة الرأي والفتوى. فإن كنا نتحرى في أمور الدنيا ..فنقصد إلى الطبيب الماهر ..والمحامي الطلق اللسان .. والتاجر الصادق ..فأولى بنا أن نتحرى لديننا كما نتحرى لدنيانا ...بالبحث عن صاحب الصل ح والكفاية ... درجة بين المقلد ..وصاحب الفتوى وهذه الدرجة للمسلم الذي نا ل حظاا من العلم فترقى به عن درجة المقلد المتبع ..مجتهدا ما
استطاع فى تعرف أدلة إمامه ،متقبل ا ك ل ارشاد مصحوب بالدلي ل من صاحب الصل ح
والكفاية وبين درجة من وص ل إلى درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية التي يص ل بها إلى
الحكم دون الحاجة لإمام من أئمة الدين ..لذا قا ل المام البنا " :وأن يستكم ل نقصه العلمي إن كان من أه ل العلم حتى يبلغ درجة النظر" ..وبهذه المنهجية تتكون طبقة من المة يصلوا إلى درجة النظر التي تستغني بهم المة في هذا الشأن .فيكون في حقهم فرض عين .. ويكون في شأن الخرين فرض كفاية. طبقات المة الثلث بهذا الص ل يضع المام البنا المة جميعها في طبقات ثلث ويحدد ك ل طبقة دورها:
61
ن في حقه أن يجتهد ما فهناك المقلد :ودوره التباع لكنه ل يكتفي بمعرفة الحكم ب ل نيحسأ أ استطاع في تعرف أدلة من يفتيه من أه ل الصل ح والكفاية، وهناك صاحب العلم :الذي لم يص ل إلى درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية فعليه أن يستكم ل نقصه العلمي ليص ل لدرجة النظر، وهناك إمام الدين :الذي وص ل إلى درجة النظر في أدلة الأحكام ،وهو من يستطيع أن يحكم بما لديه من دلي ل سوا ء في حقه أو في حق من يستفتيه. وهذه الطبقات الثلث من المة أتقيد من زعم أن له أن يأخذ من الكتاب والسنة بنفسه مدعياا ك ل يؤخذ من كلمه ويترك إل المعصوم ) صلى ال عليه كما جا ء في الص ل السادس أن ر وسلم ( ..فخرج من قا ل عن السلف الصالح هم رجا ل ونحن رجا ل ولنا أن نأخذ من الكتاب والسنة كما اخذوا ..فجا ء هذا الص ل ليقيد المسألة ويضع المسلم في أحد مراتب ثلث تترابط بهم المة لتؤدي رسالتها التي اخرجها ال لها وهي المر بالمعروف والنهي عن المنكر. فمن قا ل إن واقع الناس يبعد او بعد عن هذا الص ل كثي ار ..من حيث أنه قد كثرت فيه الفتوى عبر التليفون ومواقع النترنت والقنوات الفضائيه ...فه ل يعتبر هذا الص ل معبرا عن مرحلة تاريخية شهدت تعدد المذاهب واقبا ل الناس عبر نظم التعليم على طلب العلم الشرعى فى المدارس الفقهيه المتعددة ...وأصبح واقع الناس اليوم ليس فى حاجه لذلك الص ل ابتدا ءا. نقو ل :إن هذه الصو ل بجملتها لتعبر عن الفهم الصحيح للسلم بسهولة وطريقة عملية فى الحياه دون التقيد بتاريخ او بجغرافيا ..بمعنى أن هذا الصو ل ل تعبر عن السلم فى زمن معين ..وستختلف باختلف الزمان ..او أنها تعبر عن فهم السلم لقوم فى ناحية من الكرة الأرضية ...ل ..لقد جا ءت هذه الصو ل لتشر ح لنا السلم كما هو وكما أنز ل على سيدنا محمد صلى ال عليه وسلم فما تناوله الستاذ البنا فى هذا الص ل ل يعبر عن حاله تاريخية مضت ول عن واقع يختلف عن الواقع الذى يعيشه الناس اليوم .لذا فإنه يتوافق معنا من ناحيتين أما الولى :فواقعنا اليآن يضع جميع من يطلب الفتوى مهما اختلفت الوسيله فى طلبها ..فى طبقه المقلد الذى سيصبح مذهبه ..مذهب منه أفتاه ..وعليه التباع كما سبق ان اوضحنا. اما الثانية :فإن هذا الص ل يتطلع إلى إنشا ء واقع جديدا يختلف عما عليه الناس اليوم .. بتثبيت المدارس الفقهيه السلميه ..وبشحذ همة طلب العلم بالخذ عن علمائها وأئمتها 62
دوما فى واقع المة .... حتى يصلوا إلى درجه النظر فى أدله الحكام وسيظ ل هناك المقلدون ا فيظ ل هناك الطبقات الثلث :المقلد وطالب العلم والمام ..وبذلك تتكام ل المة بعامتها ورموزها وتغلق الحلقة التى تؤه ل أمه السلم بجميع طبقاتها للقيام بدورها الذى اخرجها ال لها ..
س تنسأمرون إباسلمعرو إ " أكسنتأم نخسير أنمةة أسخإرج س إ ف نوتنسنهنسونن نعإن اسلأمسننكإر نوتأسؤإمأنونن إباللنإه " )سورة ن ت للننا إ أ أ ن ن س أ س ن آ ل عمران.(110 : فمن قا ل :لقد سعى الستاذ البنا إلى تكليف الشيخ /سيد سابق بكتابه فقة السنة دون التقيد بمذهب فقهى معين ..فه ل سعى الستاذ البنا إلى اذابة هذه الفكرة ..فكرة التقيد بمذهب معين ..أم أن المر غير ذلك. إن واقع العالم السلمى اليوم الذى ربما تتنازعه المذاهب الفقهية ففى الوقت الذى ينتشر المذهب الحنفى فى أفغانستان ودو ل الشرق ينتشر المذهب المالكى فى دو ل الغرب من بلد المغرب العربى وأفريقيا ..وفى الوقت الذى ينتشر فيه المذهب الشافعى فى مصر وبلد الشام شمالا ينتشر المذهب الحنبلى فى الجزيره العربية جنوباا ..فه ل هذا الواقع بهذا التوزيع يصلحه أن تتوحد المة على مذهب واحد ..أم أن الأفض ل أن تظ ل تلك المدارس الفقهية بهذا التوزيع وه ل ما يحدث على أرض الواقع فى تلك البلد من تعمد اغفا ل الفتوى للمدرسة الفقهية المنتمية لها ..ومن قيام الزهر فى بلد مركزى كمصر من تهميش دور هذه المذاهب الفقهية ..فأصبح الطلب يدرسون الفقة الميسر دون التقيد بتلك المذاهب ..فه ل هذا يصب فى فكرة السعى لتوحيد المة على غير التعصب للمذاهب التى أعلم أنها وصلت فى فترة بداية دعوة الخوان إلى الحد الذى تقام فيه الصلة فى الزهر فى أربع جماعات منفصلة ..ك ل جماعة تنتمى لمذهب فقهى مختلف ..ب ل ووص ل المر إلى مناقشة ب ل وتطبيق فكرة عدم التزويج بين المذاهب المختلفة ..لينتق ل هذا الخلف المذهبى من واقع كتب الفقة إلى واقع حياة الناس اليومية .. هنا يأتى الستاذ البنا ليؤص ل ذلك الص ل لمور ثلث: اما الأو ل :فتكليفه للشيخ سيد سابق بوضع كتاب للفقة السلمى دون التقيد بمذهب فقهى معين ..يأتى من باب فكره توحيد المة دون تعصب مذموم وص ل بأصحاب المذهب الواحد للتعصب لمذهبهم وإمامهم ..دون النظر إلى الدلي ل الشرعي فى المسئله ..فجا ء هذا الص ل 63
ليعيد الأمور إلى نصابها فى شأن عموم المة باتباع إمام من أئمة الدين ..فيرتفع بعموم المة درجة إلى أعلى دون تعصب او تمذهب ..وهذا يصلح لعموم المة دون النظر إلى الشرق اوالغرب ب ل دون اللتفات إلى الشما ل والجنوب ..والجميع هنا فى المرتبه الأولى .. مرتبه المقلد . اما الثانية :يطالب صاحب العلم بالوصو ل إلى درجه النظر ..وهذا دون التعصب لشخص صاحب المذهب ..ولكن بالتقيد بالدلي ل الشرعى ..فيرتفع درجه أعلى بصاحب العلم ..بعد ان ارتفع بعموم المة على فكرة التوحيد دون التقيد بالمذهب ..وبعد أن طالبهم بالجتهاد ما استطاعوا إلى التعرفى على الدلي ل. اما الثالثة :فبعد الرتقا ء بعموم المة ..وتوحيدها بعيداا عن التعصب المذهبى ..يرتقى بطلب العلم للبلوغ بهم لدرجة النظر فى أدلة الحكام ..فتظ ل فكرة المدارس الفقهية قائمة .. من طلب علم لهم من النهم فى طلبه ما لعلمائهم وأئمتهم من صل ح وكفاية ..فتتكام ل المة بطبقاتها لتؤدى رسالتها. فإن قا ل قائ ل فى نهايه الص ل السابع :وما الضمانة إن عادت تلك المدارس الفقهية ال يعود الخلف على أساس المذهب إلى حياة الناس كما كان؟ يأتى الص ل الثامن ..ليضع الطار العام لتلك الضمانة التى يسأ ل عنها السائ ل ..فإلى التفصي ل للأص ل الثامن
64
الص ل :الثامن والخلف الفقهي في الفروع ل يكون سببا للتفرق في الدين ،ول يؤدي إلى خصومة ول بغضا ء ولك ل مجتهد أجره ،ول مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائ ل الخلف في ظ ل الحب في ال والتعاون على الوصو ل إلى الحقيقة ،من غير أن يجر ذلك إلى المرا ء المذموم والتعصب. هذا الدين جا ء ليسع الجميع مهما ذهبوا فى قضية من القضايا ومنها قضية التمذهب .. فالئمة الربعة مشهود لهم بالإمامة من الجمهور ..وعليه فللمسلم أن يتمذهب على مذهب أحدهم ..وهذا ما أكده الص ل السابع .. إن المنطق يقضى بختلاف المذاهب الفقهية فى قضايا الفروع وهذه المسألة لها أسبابها العلمية التى لبد منها ..لذلك فإن الخلف الفقهي فى الفروع ما دام يقوم على دلي ل من الكتاب والسنة ..واستنبط الحكم إمام بلغ درجة النظر فى أدلة الحكام يستخرج به الحكم الفقهي ..فل يكون هذا الخلف سبباا فى التفرق فى الدين ..ول يؤدى إلى خصومة ..ول إلى بغضا ء. إن حسم هذا الخلفى فى الأمور الفرعية ل يكون ال بأمرآن : الأو ل :أن يكون هناك خليفة يأخذ بحكم فى مسائ ل مختلف عليها ..وعليه أيلزم المة أن تتبع هذا الحكم وإن خالف مذهبهم الفقهي والثانى :فيما نص عليه الستاذ البنا فى هذا الص ل " من التحقيق العلمي النزيه في مسائ ل الخلف في ظ ل الحب في ال والتعاون على الوصو ل إلى الحقيقة ،من غير أن يجر ذلك إلى المرا ء المذموم والتعصب" .فالص ل أن يسود الحب فى ال والتعاون على الوصو ل إلى الحقيقة فهذا ما يجمع المة ..ل أن يتعصب ك ل فرد لمذهبه ..والنكار على من أخذ بغير مذهبه. ومثا ل للخلف الفقهي :قرا ءة القاتحة فى الصلة ..فهناك مذهب يشترط قرا ءه الفاتحة لتحسب الركعة ..وهناك من يحسب الركعة بتحصي ل الركوع ..لذا فك ل مذهب له دلي ل على تلك المسائ ل الفقهية الفرعية ..لذا يأتى هذا الص ل ليوحد المة بعناصرها ..فالص ل هو أن يسود الحب فى ال بين أفراد المة جميعها ..والتعاون على الوصو ل إلى الحقيقة ..لأن هذا هو الضمانة التى يحددها الستاذ البنا للخروج من قضية الص ل فيها الختلف ..فكيف لمسائ ل 65
أختلف فيها علما ء المة ،ك ل له دليله ،أن تتوحد فيها على مذهب واحد؟ هنا يأتى الستاذ البنا بهذا الص ل ليكون هو الضمانة العملية المنبثقة من تعاليم السلم الحنيف ..لتلك الحالة التى تناقش قضايا خلفية فى الص ل. إن العم ل على اشاعة الحب والخوة فى ال ..للوصو ل سوياا إلى الحقيقة لهو السبي ل لحسم الخلف فى مسائ ل الص ل فيها الختلف ..لختلف الأفهام والبيئات ..ولكن هذه الضمانة تحتاج إلى تفعي ل فى واقع الأفراد ..فى واقع عموم المة وهذا ل يكون بالتى: ) (1الحب فى ال ) (2الفهم الصحيح للسلم ) (3البحث عن الحقيقه ..بسمو الغاية فمن قا ل :كيف لنا ان نفرق بين الص ل فى الدين والفرع فيه؟ ..قلنا :إن الصو ل فى الدين هى العقائد والفروع هى ما دون العقائد ..لذا فقة الفروع هو فقة العبادات والمعاملت ..لذلك احاديثها ودلئلها ..ل يص ل إلى درجه القطعى الدللة ..القطعى الثبوت ..لذلك موضوع السنة بين أه ل الفقة وأه ل الحديث أمر هام فى هذه المسألة. إن أه ل الحديث اخذوا الأحكام الفقهية من نصوص الحديث وكان اجتهادهم هو البحث فى الحديث من حيث صحته او ضعفه ..اما أه ل الفقة ..فيستنبطون الحكم من الحديث الغزالى فى كتابه ) فليدع أه ل الحديث استنباط الأحكام كأصو ل ..وفروع ..لذلك قا ل الشيخ إ لأه ل الفقة ( المشكله الكبرى أن بعض أه ل الحديث وما سماهم الشيخ الغزالى بفقة البداون لأنهم لم يصنفون الدين إلى أصو ل وفروع ..ب ل وجعلوا يأخذون الأحكام من نصوص الحاديث .. وليس فى أعتبارهم فرع ول أص ل ..فارتفعت المسائ ل الفرعية إلى درجة الفروض والواجبات .. فاحتلت الأولويات ..ليحدث الضطراب القائم الن فى حياة المسلمين ..ولتحدث المشكلت القائمه اليآن فى واقع الحركات السلمية اليوم لذا قا ل الشيخ محمد الغزالى رحمه ال " :لقد نجح بعض الفتيان في قلب شجرة التعاليم السلمية فجعلوا الفروع الخفيفة جذوعها أو جذورا، وجعلوا الصو ل المهمة أوراقا تتساقط مع الريا ح!".41 41
السنة النبوية بين أهل الفقه ..وأهل الحديث -للشيخ /محمد الغزالي
66
ان الص ل فى فقة الفروع هو الختلف ..فكيف لنا ونحن نناقش مسائ ل الص ل فيها الخلف ..كيف لنا ال نختلف. يأتى الص ل الثامن بمثابه الضمانة التى تمنع ذلك وتضع الحلو ل العملية على أرض الواقع لتحسم المرا ء المزموم والتعصب الممقوت قب ل أن ينشئ على أرض الواقع .فيمنع نشوبه بحسم الأسباب القلبية قب ل أن يحسم السباب العقلية الفكرية. لقد حدث فى " محنة " 65من قا ل من أفراد الجماعات السلمية :هم رجا ل ونحن رجا ل .. فخرج من يقو ل :بالقصر فى الصلة ..وبالفع ل بد ءوا بالقصر فى الصلة ..ولم يسمعوا لرأى أحد غيرهم ..فقصروا الصلة ..وكانت سبباا للتعصب والخلف دون النظر إلى الدلي ل ..او النظر من باب الخلف الفقهى فى الفروع . و خطورة ذلك أن ينشئ فهم خاطئ فى حيز خطئ ..بعيداا عن السياق الذى خرجت منه .. فيكبر الصغير ..ويصغر الكبير ..لتصبح الفروع الخفيفة جذوع ا أو جذو ارا ،و الصو ل
المهمة أوراق ا تتساقط مع الريا ح كما قا ل الشيخ محمد الغزالى ..ويتكرر ذلك فى أمور شتى
إلى الوصو ل إلى درجة تعصب ك ل فريق لمذهبه والتى ل بد أن تص ل إلى درجه العداوه
والبغضا ء فى غياب الحب والخوة فى ال ..لتصير صورة من الجيوب التى تشق الصف المسلم لتنشئ فرقة جديدة ..فتتشرزم المة اكثر مما عليه واقعها. ل :والخلف الفقهي في الفروع ل يكون سبب ا يأتى الستاذ البنا ليستأص ل ذلك الدا ء فى مهده قائ ا للتفرق في الدين ,ول يؤدي إلى خصومة ول بغضا ء ولك ل مجتهد أجره ..ب ل ويحذر من
الخوض أبتداا ء فى وك ل مسألة ل ينبني عليها عم ل وهذا ما سنناقشه فى الص ل التاسع... الص ل :التاسع وك ل مسألة ل ينبني عليها عم ل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعاا ،ومن ذلك كثرة
التفريعات للحكام التي لم تقع ،والخوض في معاني اليات القرآنية الكريمة التي لم يص ل إليها العلم بعد ،والكلم في المفاضلة بين الصحاب رضوان ال عليهم وما شجر بينهم من خلف, ولك ل منهم فض ل صحبته وجزا ء نيته وفي التأو ل مندوحة .
لقد جا ء الخوان المسلمين للعودة بالقران والسنة إلى واقع الحياة ..ليكون المحرك للدنيا والمهيمن عليها والمؤه ل للخرة ..وهذا العم ل الضخم الهائ ل لبد له من فهم صحيح لحقيقة 67
السلم وهذه مهمة الخوان؛ العوده بالمسلمين إلى هذا الفهم الخالص للدين ليتحقق واقعاا فى حياه الناس فتتحو ل الأقوا ل إلى أفعا ل تنق ل واقع السلم والمسلمين من ميدان الكلم إلى ميدان العم ل فتنهض أمتنا من كبوتها لتعود إلى ريادتها مره أخرى. لذا يقو ل الستاذ البنا " :وك ل مسألة ل ينبني عليها عم ل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعا " إن هذا الدين قو ل ال الفص ل للدنيا كلها ..للعرب والعجم ..للبيض والسود ..
للشما ل والجنوب ..للشرق والغرب ..للحاضر والماضى والمستقب ل يقو ل تعالى " :والسما ء
ذات الرجع .والرض ذات الصدع .إنه لقو ل فص ل وماهو بالهز ل " )سورة الطارق .(14-11 إن هذا الدين جا ء لينق ل الحياة من واقع إلى واقع ..ولن يتأتى ذلك ال بالعم ل القائم على الفهم الصحيح للسلم. لقد نشأ فى عالم المسلمين من أطلق عليهم " الأرأيتيين " وهم الفتراضيين بمعنى من يجلس فيقو ل :أرأيت إن كان كذا و كذا ..فما الحكم فى هذه المسألة ..وتوسيع المر إلى أن شملت مسائ ل فى أمور الزواج والطلق والعبادات والمعاملت ..ومسائ ل أخرى لم تقع فى واقع الناس ..وهذا مما حذر منه الستاذ البنا لأنها من المسائ ل التى ل ينبنى عليها عم ل ..لقد كان منهج القران فى هذا المسلك حيث سأ ل الناس عن مواقع الشمس والقمر ..فلم يجيبهم إلى هذا السؤا ل ولكن ذهب فى الإجابة إلى ناحية عملية يستفاد بها " يسألونك عن الأهلة ..ق ل هى مواقيت للناس والحج" وجماعة الأرأيتيين – الفتراضيين – هم أو ل صنف من الأصناف التى ذكرها المام البنا فى قوله " :ومن ذلك كثرة التفريعات للحكام التي لم تقع " وهنا يأتى السؤا ل :ه ل تندرج المسائ ل العلمية تحت هذا البند أم أنها ل ينسحب عليها هذه الجزئية من الص ل ..وكذلك ما يندرج تحت بند المستقبليات او استش ارف المستقب ل او التفكير باسلوب السناريوهات ..إن هذا كله ل ينسحب عليه هذه الجزئية من الص ل. فالمسائ ل العلمية التى لم تص ل بعد إلى حقائق علمية ولكنها ما زالت فى اطار النظرية العلمية ان المسائ ل العلمية واستشراق المستقب ل او البعد الرابع ل تستند إلى آيات قرآنية كريمة لم يص ل اليها العلم بعد لذا ل ينصب عليها هذا الص ل أيضا هذه المسائ ل سينبنى عليها عم ل
فى الواقع الحالى لذا ..نتلق بينات واقعية ثم نحلق فى عالم المستقب ل لتعود بعد ذلك إلى 68
واقعنا فل تكون ضمن المسائ ل التى ل ينبنى عليها عم ل ب ل تكون من باب التفكير البداعى الذى أمرنا به. اما القضايا التى تندرج تحت المسائ ل التى أتغيب المسلم عن العم ل المثمر للحياة ،والتى ينقله من مسائ ل لها علقة بالواقع إلى عالم فضا ء ل يعود منه إلى الواقع مره أخرى بشئ ..فهذا يقع تحت هذا الص ل الذى يؤكد أن الخوض فى هذه المسائ ل سيكون من التكلف الذى نهينا عنه شرعاا. يؤكد الستاذ البنا فى هذا الص ل على العم ل والحركة لهذا الدين بالتأكيد على أن عقلية الإنسان المسلم لبد أن تكون عقلية عملية تبدأ بالواقع لتعود مره أخرى إلى الواقع لتغيره سوا ء هذه المسائ ل متعلقة بالأمور الشرعية أو المسائ ل الدنيوية ..الفأص ل فى المسائ ل هى ه ل يبنى عليها عم ل أم ل ..فإن كانت ل يبنى عليها عم ل اسحب عليها الص ل وال فل ..ومثالا
لذلك يذكر الستاذ البنا فيقو ل" :والكلم في المفاضلة بين الصحاب رضوان ال عليهم وما شجر بينهم من خلف ,ولك ل منهم فض ل صحبته وجزا ء نيته وفي التأو ل مندوحة" فالمفاضلة بين الصحابة رضوان ال عليهم على أساس ما حدث من مواقف بينهم مسألة شائكة فسيدنا على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان ..على ما حدث بينهم لك ل فضله .. فليس لنا أن ندخ ل فى المفاضلة بينهم لأن هذه المسألة ل يبنى عليها عم ل فالخوض فيها من التكلف الذى نهينا عنه شرعا وكما قا ل " هذه دما ء طهر ال سيوفنا منها فل تدنثوا السنتكم فيها " وكذلك ما شجر بين سائر الصحابة الكرام ،فلك ل فض ل صحبته لرسو ل ال صلى ال عليه وسلم ،فقد اختارهم ال لصحبة نبيه دون سائر خلقه فلهم جزا ء نيتهم؛ لذا فالتأوي ل هنا مندوحة لما حدث بينهم من خلف وشجار لأن خلف ذلك يمث ل ضربا لرموز المة التى
وص ل على أيديهم السلم لنا ..فإن دنثناهم دأنث الدين ..فالبرائة من ذلك بالتأوي ل مندوحة.
بهذا التناو ل للمسئلة يحافظ الستاذ البنا على رموز المة وقادتها ومن قدموا دمائهم ليص ل الينا الدين .. ثم إن على المسلم أن ينشع ل بما ينفعه في دينه ودنياه ول يضيع وقته في أمور تاريخية ..لفائدة من تردادها الن ...وعليه أن يحترم أصحاب رسو ل ال -صلى ال عليه -ويلتمس لهم أحسن المخارج ويكف عما جرى بينهم مما يترتب عليه حكم ول ينبني عليه عم ل ..وقد 69
كان السلف الصالح من هذه المة يكرهون الخوض في هذه المور حتى قا ل بعضهم ما قاله ت نولنأكم نما نكنسسبتأسم نولن تأسسأنألونن نعنما نكاأنوا نيسعنمألونن .وقا ل ال تعالى" :تإسل ن ت لننها نما نكنسنب س ك أنمةر قنسد نخلن س بعضهم :تلك دما ء طهر ال منها سيوفنا فلنطهر منها ألسنتنا .ومع ال سف؛ فإن كثيرا من شباب المسلمين اليوم ل يعرفون من تاريخ السلم المشرق إل ما يثيره أعدا ء السلم من الشرق والغرب وأه ل البدع والهوا ء ..من التشويه لهذا التاريخ العظيم إوابدا ء الفتن وطمس ما سواها ..ولذلك فإن على المسلم أن يحذر من مكر هؤل ء ول يضيع وقته في ما ل طائ ل من ورائه. إن هذا الفهم يجمع حق المة جميعها ويوحد طاقتها وقدراتها مبتعداا عن أسباب الخلف فى الفروع والمسائ ل التى ل ينبنى عليها عم ل لتتوحد الجهود والطاقات متوجهة للغاية العليا من نشر هذا الدين فى ربوع الدنيا متجاوزا تلك المسائ ل التى تشرزم المة وتشتت طاقتها وتهدرها ..فتأوي ل الرسو ل لفع ل سيدنا حاطب ابن أبى بلتعة فى ارسالة لأه ل مكة دلي ل على أن الص ل فى هذا الدين هو تجاوز تلك المواقف للسعى للوصو ل إلى الغايه من الوجود كأفراد وكأمة.
70
الص ل :العاشر ومعرفة ال تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد السلم ،وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة وما يليق بذلك من التشابه ،نؤمن بها كما جا ءت من غير تأوي ل ول تعطي ل ،ول نتعرض لما جا ء فيها من خلف بين العلما ء ،ويسعنا ما وسع رسو ل ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه )نوال نارإسأخونن إفي اسلإعسلإم نيأقوألونن آنمننا بإإه أكو ل إمسن إعسنإد نردبننا( )آ ل عمران.(7: لقد جا ء فى الص ل الأو ل بعد ما عدد الستاذ البنا جوانب شمو ل السلم قائلا " :كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سوا ء بسوا ء" .يأتى الستاذ فى هذا الص ل ليؤكد أن " معرفة ال تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد السلم" ول سبي ل لنا لمعرفه هذه الذات العظمى ال ماورد فى كتاب ال وسنة الرسو ل صلى ال عليه وسلم دون النظر البته إلى اى مصدر ك اسلإكنتا إ نإ ي نأننزن ل نعلنسي ن ب مسنهأ ن اخر فهو الذى يبين عنه ويعرفنا بذاته وصفاته .يقو ل تعالى " :أهنو الذ ن إ نإ ت أهنن ألم اسلإكنتاإب نوأنخأر أمتننشابإنها ر ت لمسحنكنما ر آنيا ر ت فنأننما الذينن في أقألوبإإهسم نزسيغر فننيتنبإأعونن نما تننشانبهن مسنهأ اسبتإنغا ء اسلإفتسننإة نواسبتإنغا ء تنسأإويلإإه نونما نيسعلنأم تنسأإويلنهأ إلن اللهأ نوال نارإسأخونن إفي اسلإعسلإم نيأقوألونن آنمننا بإإه أكو ل دمسن إعنإد نردبننا نونما نينذنكأر إلن أسولأوسا السلنباإب" )آ ل عمران " (7:إن كثيرا مما جا ء فى آيات الصفات والأسما ء تقع اكثرها تحت بند المتشابهات ..وهذا جع ل الفقها ء يقولون الكثير فى تلك اليات
المتشابهات كما فى قو ل ال تعالى " :يد ال فوق أيديهم " وقوله تعالى " :الرحمن على العرش استوى " ..فوقع بعضهم فى التأوي ل ،فأولوا اليد بالقدرة يظنون أنهم ينزهون ال ..ووقع آخرون فى التعطي ل ..فعطلوا اليات يظنون كذلك أنهم ينزهون ال سبحانه وتعالى .فجا ء الستاذ البنا ليختار قو ل السلف فى هذه المسئلة الشائكة قائل :وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة وما يليق بذلك من التشابه ،نؤمن بها كما جا ءت من غير تأوي ل ول تعطي ل" ،فتثبت ل ما اثبته لنفسه فى قوله تعالى " :يد ال فوق أيديهم " لنؤمن أن ل " يد " ولكن تأتى " ليس كمثله شئ " لتؤكد أنه سبحانه ليس كمثله شئ دون الدخو ل بالتأوي ل بمعنى ترجمته لفظة " اليد " إلى القدرة او بالتعطي ل وذلك بنفى " اليد " من أساسها ..ولكن نؤمن بها كما جا ءت كما قا ل المام أبو عبد ال محمد بن إدريس الشافعي رضي ال عنه) :آمنت بال وبما جا ء عن ال ،على مراد ال ،وآمنت برسو ل ال وبما جا ء عن رسو ل ال على مراد رسو ل ال( .وعلى هذا
71
درج السلف وأئمة الخلف رضي ال عنهم كلهم متفقون على القرار والمرار والثبات لما ورد من الصفات في كتاب ال وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله. أما السلف رضوان ال عليهم فقالوا :نؤمن بهذه اليات والحاديث كما وردت ،ونترك بيان المقصود منها ل تبارك وتعالى ,فهم يثبتون اليد والعين والعين والستوا ء والضحك
والتعجب ...الخ ,وك ل ذلك بمعاةن ل ندركها ,ونترك ل تبارك وتعالى الحاطة بعلمها ,
ولسيما و قد نهينا عن ذلك في قو ل النبي صلى ال عليه وسلم ) :تفكروا في خلق ال ,و ل 42
تتفكروا في ال ,فإنكم لن تقدروا قدره( . لذا قا ل الستاذ البنا " :ول نتعرض لما جا ء فيها من خلف بين العلما ء" بما يمكن تسميته " عقيدة التفويض " بمعنى تفويض الصحابة الكرام فى فهمهم لهذه اليات لأنهم كانوا الأجدر بسؤا ل رسو ل ال عن هذه اليات فقا ل "ويسعنا ما وسع رسو ل ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه" .بمعنى أن الصحابة فوضوا هذه المسائ ل كما جا ءت عن ال وعن رسو ل ال .. فقا ل الستاذ ما قاله ال تعالى) " :نوال نارإسأخونن إفي اسلإعسلإم نيأقوألونن آنمننا بإإه أكو ل إمسن إعسنإد نردبننا( )آ ل عمران "(7:صدق ال العظيم .ويقولون عن تفسير السلف :رأي الخلف أعلم ،ورأي السلف أسلم .ونحن نقو ل :رأي السلف في هذا أعلم وأسلم معاا ،أسلم لننا نروي فيه آيات ،ونروي فيه
أحاديث ،وما كان الستدل ل عليه بقا ل ال قا ل رسوله كان أعلم بالقطع واليقين ،وما كان فيه
آية كريمة وحديث نبوي صحيح كان أسلم عاقبة ،وأسلم مسئولية ،أمام السؤا ل في القبر ،وأمام سؤا ل ال يوم الحشر ،ويوم العرض عليه ج ل جلله .ومن هنا عندما يقا ل في قوله تعالى:
النرسحنمأن نعنلى اسلنعسر إ ش اسستننوى بالعلم ،والثاني :وصفه بالسلم ،نقو ل نحن :الرأي الذي فسره السلف أسلم عاقبة ،وهو أعلم ]طه ،[5:ونقو ل :إن هناك رأيين وتفسيرين أحدهما :وصفه
دليلا وبرهاناا .وقد سئ ل المام مالك رحمه ال وهو في المسجد النبوي :يا أبا عبد ال ! ما معنى قوله تعالى :النرسحنمأن نعنلى اسلنعسر إ ش اسستننوى ]طه[5:؟ فأطرق ملي ا وفكر برهة ثم التفت ل :الستوا ء معلوم ،والكيف مجهو ل ،والسؤا ل عن هذا بدعة ،يا شرطي أخرج إلى السائ ل قائ ا
هذا من مسجد رسو ل ال .فاعتبره من المفسدين! وذلك لن السلف لم يدققوا في هذا فقد فهموه بلغته العربية ،وبالدللة عليه عندما حصروا المعنى في قوله تعالى :لنسينس نكإمسثإلإه نشسير ء ]الشورى ،[11:فقالوا :ل شبيه له ل في ذاته ول في صفاته ول في أفعاله ،وك ل ما ورد مما 42لمعة العتقاد -ابن قدامة المقدسي
72
يشبه ذلك أو يتشابه فال أعلم بحقيقته ،وليس معناه على ظاهره ،إذ ال ج ل جلله ل يستوي استوا ء خلقه ،ول يجلس جلوس خلقه ،ولكننا نقو ل كما قا ل :النرسحنمأن نعنلى اسلنعسر إ ش اسستننوى ]طه ،[5:ونعتبر التدقيق في ذلك والنبش عليه من بدع علما ء الكلم .ومن هنا كان السلف
الصالح يكرهون علم الكلم ،وقالوا :علم الكلم كلم بل دلي ل ،كلم بفلسفة تشبه الفلسفة اليونانية التي تعدم الحجة والدلي ل من قا ل ال وقا ل رسوله ،ومن هنا كتب ابن تيمية كتابا يذم
فيه علم الكلم ،وينفر عنه ،وكتب بعده بأكثر من قرن السيوطي كتاب ا زيفه وقبحه ونفر عنه، وكل الكتابين مطبوعان منتشران .والقرآن منه متشابه وغير متشابه ،فنأننما النإذينن إفي أقألوبإإهسم نزسيغر فننيتنبإأعونن نما تننشانبهن إمسنهأ اسبتإنغان ء اسلإفتسننإة نواسبتإنغان ء تنسأإويلإإه نونما نيسعلنأم تنسأإويلنهأ إنل اللنهأ نوال نارإسأخونن إفي اسلإعسلإم ]آ ل عمران .[7:وكقاعدة عامة سلفا وخلفاا :ل نكاد نجد طائفة ضالة مبتدعة إل وتحتج على بدعتها باليات المتشابهات ،وقد قا ل لنا نبينا صلى ال عليه وسلم) :إذا رأيتم من يتبع
المتشابه فذلك الذي حذر ال منه( .خاصة إذا كان الهتمام بالمتشابه قب ل الهتمام بالمحكم من الحل ل والحرام ،ومن القصص ومن ذكر النبيا ء ،ومن ذكر الدنيا والخرة ،ومن ذكر الجنة والنار ،ومن ذكر ما جرى على الضالين المكذبين ،وما سيجري على الصادقين المتقين الخيار من عباده.. .43 لذا اختار الستاذ البنا رأى السلف وهو الأسلم لأنه الأسلم فى تصحيح العقيدة لأن غير ذلك فيه اتجاة للضل ل ..لن دائرة الكلم هنا عن الذات اللهية التى خرجت بالكلية ما دائرة أفهام البشر وأدوات قياسهم فضلا عن مصادرهم لأن هذه الدائرة تقع فى دائرة الغيب ..واليمان بالغيب هو أو ل صفة جا ءت فى صفات المتقين فى قوله تعالى" :الم * ذلك الكتاب ل ريب فيه هدى للمتقين * اللذين يؤمنون بالغيب ) "...سورة البقرة .(3-1 :ومعنى يؤمنون بالغيب إ إإ أنهم يؤمنون بما قاله ال فى دائرة الغيب لقوله تعالى) " :لنسينس نكمسثله نشسير ء() ،ل تأسدإرأكهأ ك النسبصانر( )سورة النعام :الية " (103 النسبصاأر نوأهنو أيسدإر أ
وهنا نعود إلى مدار الفهم الصحيح للسلم الذى يعرضه الستاذ البنا من جديد على
أمه السلم ..فيأتى هذا الص ل ليحسم قضية كانت سبباا فى اختلفات كثيرة وقعت بين العلما ء وصرفتهم عن لب رسالة السلم ورسالتهم فى نشرها ..فاختار الستاذ البنا رأى السلف ليضع مناقشات وحوارات واختلفات استمرات عقود من السنين مستنزفة عقو ل وطاقات 43تفسير سورة طه – الشيخ المنتصر الكتاني islamweb.net -
73
المة عبر هذه العقود ..لذا يضع الستاذ البنا القو ل الفص ل الذى يحسم القضية ليعيد توجيه الطاقات مرة أخرى إلى وجهتها الصحيحة ،خاصة وأنها قضية تقع فى دائرة الغيب والخذ بالتفوض يمث ل القاعدة التى تحسم الخلف لتتوحد المة على فهم السلف الصالح ..لتنهض بعد ذلك بطبقاتها وفئاتها للقيام بمهام هذه الرسالة الخاتمة. إن هناك فرق بين دراسة العقيدة ودراسة علم العقيدة كما قا ل ابن تيمية :إن دراسة العقيدة نرجع فيها إلى كتاب ال والحاديث الصحيحة التى تعرضت لهذه المسائ ل و هذا فى حق عموم المة ..اما دراسة علم العقيدة والذى يسمى " علم الكلم " ل يكون ال فى حق العلما ء ليقوم ك ل بدوره ويأخذ مع ذلك رأى السلف لأنه هو الأسلم مع العلم ان هذا الص ل ل يناقش العقيدة بجملتها ولكن يتحدث فى نقطة واحدة آل وهى" :معرفه ال تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه".
74
الص ل :الحادى عشر وك ل بدعة في دين ال ل أص ل لها ـ استحسنها الناس بأهوائهم سوا ء بالزيادة فيه أو بالنقص منه ـ ضللة تجب محاربتها والقضا ء عليها بأفض ل الوسائ ل التي ل تؤدي إلى ما هو شر منها . هذا الص ل من حيث اتصاله بالعقيدة من حيث ان الص ل الذى سبقه تحدث فيه الستاذ عن معرفه ال اسمى عقائد السلم ياتى هذا الص ل ليؤكد ان الزياده او النقص فى هذا الدين بدعة ..وك ل بدعة ضللة ..وك ل ضللة فى النار ..وكما قا ل رسو ل ال صلى ال عليه وسلم " من احدث فى امرنا ما ليس منه فهو رد " والإحداث هنا إما بالزيادة او بالنقصان والزيادة او النقصان إما أن يتص ل بأحد الصو ل فى الدين وهى بدعة فى ذات الوقت. تعريف البدعة لـغ ـاة :الختراع على غير مثا ل سابق.
شراعا :طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد ل سبحانه. ت إمسنهأسم إفي نشسية ء ﴾ )النعام: وذم البدع لقوله تعالى﴿ :إنن النإذينن فننرقأوسا إديننهأسم نونكاأنوسا إشنياعا لنسس ن ، (159قد فسرها العلما ء بأنهم أه ل البدع .وقا ل صلى ال عليه وسلم" :من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وكان -صلى ال عليه وسلم -يقو ل في خطبته" :أما بعد فإن خير الحديث كتاب ال ،وخير الهدي هدي محمد ،وشر المور محدثاتها ،وك ل بدعة ضللة". البتداع بالزيادة والنقصان: إن البتداع في الدين مذموم سواا ء كان بالزيادة أو النقصان ،لن في الزيادة :اتهام الشارع والشريعة بالعجز والنقص وفي النقصان :كفر ببعض الشريعة يؤدي بأتباعه إلى البوار والدمار. من أمثلة الزيادة :إقامة الموالد ،وبنا ء الضرحة ،والطواف حولها ،والرهبنة .ومنها أيضا
الحاق الصلة والسلم على رسو ل ال بعد اليآذان ،فالص ل أن الصلة على رسو ل ال لها أص ل فى الدين ولكن فى هذا الموضع فان اضيفتها إلى الذان فهى بدعة اضافية ..اما
البدعة التى ل أص ل لها هى ما يتحدث عنها الستاذ البنا سوا ء بالزياده او بالنقصان وحكمها أنها ضللة ..وهذه الضللة تجب محاربتها والقضا ء عليها بافض ل الوسائ ل التى ل تؤدى إلى
75
ما هو شر منها وفق قواعد المر بالمعروف والنهى عن المنكر المحدده فى كلم الفقها ء .يقو ل المام بن القيم رحمه ال :إنكار المنكر أربع درجات: الولى :أن يزو ل ويخلفه ضده. الثانية :أن يق ل وأن لم يز ل بجملته. الثالثة :أن يخلفه ما هو مثله. الرابعة :أن يخلفه ما هو شر منه. فالدرجتان الوليان مشروعتان والثالثة :موضع اجتهاد والرابعة محرمة. وهذا شيخ السلم ابن تيمية يقو ل" :مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر ،فأنكر عليهم من كان معي .فأنكرت عليه ،وقلت له :إنما حرم ال الخمر لنها تصد عن ذكر ال وعن الصلة ،وهؤل ء تصدهم الخمر عن قت ل النفوس ،وسبي الذرية ،وأخذ الموا ل ،فدعهم". فك ل عم ل ل أص ل له فى الدين ينطبق عليه هذا الص ل وعليه فإن ك ل عم ل لبد ان يكون له مشروعيته ابتدا ءا من كتاب ال او من سنة الرسو ل صلى ال عليه وسلم ..اما ما خرج عن هذا مما ذكره الستاذ البنا تكون من البدعة التى ل أص ل لها فى الدين مث ل زراعة الصبار على رأس القبر او الذبح عنده أوغير ذلك من بدع ..مما ل تجد له أص ل فى الدين يكون ضللة ،هذا حتى ل يدخ ل بعض المسلمين بفهمهم فى قضايا التكفير او الحكم بالتشكك فى العقيدة ،لذا وجب محاربتها والقضا ء عليها بأفض ل الوسائ ل التى ل تؤدى إلى ما هو شر منها .والبدع التى تتص ل بالعقيدة اخطر من البدع التى تتص ل بالعبادات والمعاملت وجميعها حكمها الضللة التى يجب محاربتها ولكن تكون أولوية المحاربة للبدع التى تتص ل بالعقيدة. لن الدين لبد أن يحفظ كما نز ل على محمد صلى ال على وسلم ،وعلى المسلمين أن يقفوا فى وجه هذه البدع حتى يصان الدين ويحفظ ليظل ل هذا النبع الصافى كما هو قريب عهد من الوحى ،غض طرى ليظ ل هذا الفهم المقياس الذى يقيس عليه الفرد والمجتمع كله ..لذا وليسئ ل ك ل فرد منا أين هو من هذه الصو ل؟ ..قا ل محمد بن سيرين ) :إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم( ..وقا ل) :لم يكونوا يسألون عن السناد ،فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم ،فينظر إلى أه ل السنة فيؤخذ حديثهم ،وينظر إلى أه ل البدع فل يؤخذ حديثهم(. 76
إن أو ل بدعة حدثت فى هذا الدين هو توريث الحكم فى عهد سيدنا معاوية بن أبى سفيان رضى ال عنه ثم توسعت إلى أن وصلت إلى القبور والنذور ..ولنا أن نسأ ل :لماذا يرفض الدين وبحسم قضية البداع فى الدين خاصة التى ل أص ل لها؟ -1
ان ال اكم ل هذا الدين واتمه " اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم السلم دينا" )سورة المائدة.(3:
-2
اقرار هذه الضافات التى صنعها الناس يعنى اعطا ء البشر حق التشريع فى العقائد والعبادات وما اليها لقوله تعالى " :ام لهم شركا ء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به ال "
-3
الص ل فى شئون الدين التباع وفى شئون الدنيا البتداع ..لحديث الرسو ل " أنتم أعلم بشئون دنياكم"
-4
التعلق بالبدع المحدثه يتم على حساب السنن الأصلية نفسها فما تنهض بدعة إلى على انقاض سنة .
-5
الص ل فى الدين العموم لأنه جا ء لينتظم البشر كلهم والبتداع وإن كان مرفوضاا جملة وتفصيلا ال أنه متفاوت فى الحظر والضرر وذ هو كالعصيان ل يقب ل شئ منه اصل ولكن منه صغائر وكبائر وللصغائر حكمها وللكبائر حكمها ومن هنا فالحرب التى توجه ضد البدع الصغيره دون الحرب التى تعلن على البدع الكبيره والفزع من مرض كالزكام ل يبلغ الفزع من احدى الحميات التى يغلى منها الدماغ ..ان قو ل ال تعالى " :ومن يعص ال ورسوله ويتعد حدوده يدخله نار خالدا فيها وله عذاب مهين(]النسا ء (14 :فل يستطيع ان نطبق هذه اليه على مقترفى الصغائر وان كانت من العصيان "
44
لقد نظر بعض نفر من الجماعات إلى هذا الدين على ان هذا الدين ليس فيه ال البدع فجا ء هذا الص ل من بين عشرين من الصو ل لنأخذ من الدين ما جا ء فى كتاب ال وسنة نبيه وندع ما دون ذلك .لذا يطر ح الستاذ البنا هذا الص ل بعد ما قرر فى الص ل الو ل أن: "السلم نظام شام ل يتناو ل مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة ،وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة ،وهو ثقافة وقانون أو علم وقضا ء ،وهو مادة أو كسب وغنى ،وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ،كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سوا ء بسوا ء" .فليس لنا أن 44دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين – الشيخ محمد الغزالى
77
نطر ح قضية من قضاياه أو نزيد عليه وليس لنا أن ننافق العامة بطر ح أشيا ء والسكون عن أشيا ء ..ولكننا نطر ح السلم كما هو فهذا ما جا ء به الرسو ل صلى ال عليه وسلم مبلغاا عن الوحى رضى ال عنه وأرضاه.
78
الص ل :الثنى عشر
والبدعة الضافية والنترإكية واللتزام في العبادات المطلقة خلف فقهي ،لك ل فيه رأيه ،ول بأس بتمحيص الحقيقة بالدلي ل والبرهان . دعون السلم دعون ربانيه بمعنى أن منطقاتها ربانية فهى الكتاب والسنة ..اى الوحى الإلهي وهى الضمانة الوحيدة لحفظ هذا الدين مما أصاب الديانات السابقة من تحريف ثم هى دعون شاملة شملت الحياة جميعها ..وكانت الربانية والشمو ل جناحي هذا الدين لحفظه عن خرافات البشر وقصور تصوراتهم تأتى البدع كثغر صغير فى الجدار ثم إذا به يتسع ثم يتسع ..سوا ء بالضافة او الترك فإذا بالتساع فى الخرق للدرجة التى ل يستطيع أحد أن أيوقف التداعيات التى ستنتج عنها. وهذا الص ل يتناو ل البدع التى لها أص ل فى الدين بعد ان تحدث عن البدع التى ل أص ل لها فى دين وذكر حكمها ..لذا يمكن تقسيم البدع إلى: 1البدعة الحقيقة:هي التي لم يد ل عليها دلي ل شرعي ل من كتاب ول سنة ول إجماع ول استدل ل معتبر عند أه ل العلم ل في الجملة ول التفصي ل .وهذا ما تحدثنا عنه في الص ل السابق. 2البدعة الضافية:هي ما كان لها أص ل في الشرع أو كان سنة أو مستحبة في الص ل ،ثم عرض له وصف أو هيئة أخرجتها عما حدده الشرع. مث ل: الجهر بالصلة والسلم على رسو ل ال صلى ال عليه وسلم بعد الذان. الجهر بقرا ءة سورة الكهف يوم الجمعة قب ل الصلة في جمع كأنها من شعائر الصلة. أدا ء الذكار بعد الصلة بصورة جماعية . 3البدعة التركية:هي أن يترك المر ء شيائا أحله الشرع تديانا .كأن يحرم شيائا حللا. مث ل: ترك الزواج بحجة التقرب إلى ال بإكثار العبادة. 79
ترك أك ل لحم الحمام تعظياما له. فى هذا الص ل يتناو ل الستاذ البنا البدع التى لها أص ل فى الدين سوا ءا بالضافة او الترك واضاف لها اللتزام فى العبادات المطلقة ..بمعنى اللتزام بصورة معينة فى عبادة الص ل فيها أنها مطلقة ..مث ل المأثورات لها أص ل لنها ذكر ولها وقت فى الصبا ح والمسا ء ..اما الجتماع عليها بصورة محددة ووهيئة معينة فاذا تم اللتزام بهذه الصورة تكون من اللتزام فى العبادات المطلقة .بمعنى أنها أولا لها أص ل وواردة فى الكتاب والسنة بطريق صحيح ..اذ ما تنوع فى اطار الخلف الفقهي الذى بالضروره ستكون من المسائ ل الخلفيه لك ل فيه رأيه ..لذلك سيكون حكمه :الجواز مع ذكر أنه ل بأس بتمحيص الحقيقه بالدلي ل جدا فلفظة بدع التى جا ءت فى الحديث "ك ل والبرهان وعليه فإن تحرير المصطلح أمر هام ا بدعة ضللة وك ل ضللة فى النار" ل ينسحب على ك ل مستحدث فى الدين ولكن البدعة التى ل أص ل لها فى الدين هو المقصود فى ذلك الحديث وما غير ذلك من البدع فى الدين التى لها أص ل فى الدين وهذه تقع فى الخلف الفقهى ثم تاتى البدع فى الدنيا والتى تبتعد عن هذه القاعده لن " الص ل فى امور الدنيا البتداع وفى امور الدين التباع " لقد نظر المام الشهيد في أقوا ل العلما ء الراسخين فوجد تصنيفهم لهذه النواع من البدع )الضافية والتركية واللتزام في العبادات المطلقة( في دائرة المسائ ل الجتهادية ،والراجحة والمرجوحة التي يتناصح فيها بل إغلظ ول جفا ء .وتناقش تحت ظل ل الخوة والمحبة في ال. فقرر المام الشهيد أن هذه النواع خلف فقهي ،وبذلك تتألف القلوب ،وتتوحد الصفوف. ومع هذا بين أنه ل مانع من مناقشة المسائ ل التي تندرج تحت هذه النواع بالدلي ل والبرهان تحت ظل ل المحبة والخا ء.45 و هذا الص ل والذى سبقه ليسدان ثغرة البداع ليكم ل هذا الصر ح بربانيته وشموله كما كان على عهد الرسو ل والصحابة ،فينتش ل المسلمين من الواقع الذى تعيشه أمتنا ..إلى واقع مغاير يتناسب وكلمة ال الفاصلة للخلق جميعاا .لذا جا ءت هذه الصو ل لتعود بواقع المسلمين إلى العهد الأو ل.
45وقفات مع الصول العشرين – الستاذ جمعة أمين ikhwanonline.com
80
إن الص ل أن تقوم الحياة وتتكيف الأوضاع على القواعد والصو ل ..ل العكس ..ل ان تتكيف القواعد والصو ل على الأوضاع القائمة ..لذا جا ءت هذه الصو ل لتؤكد على القواعد والصو ل دون تكيفها على الواقع القائم ،لأن الص ل هو أن يتكيف الواقع القائم على القواعد والصو ل الجامعة لهذا الدين اما الفتوى فتقدر بقدرها حسب الشخص والزمان والمكان لذلك الفتوى لها مجالها اما الصو ل فل ..وما نحن بصدده اليآن الصو ل الكليه لهذا الدين.
81
الص ل :الثالث عشر ومحبة الصالحين و احترامهم والثنا ء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة إلى ال تبارك وتعالى ،والوليا ء هم المذكورون بقوله تعالى) :النإذينن آنمأنوا نونكاأنوا نيتنأقونن( ،والكرامة ثابتة بشرائطها الشرعية ،مع اعتقاد أنهم رضوان ال عليهم ل يملكون لنفسهم نفعا ول ض ار في حياتهم أو بعد
مماتهم فضلا عن أن يهبوا شيئا من ذلك لغيرهم.
هذا الص ل يتحدث فيه الستاذ البنا عن "أوليا ء ال الصالحين" الذين خاض الناس فى حقهم بين مغا ل ايجابيا فرفعهم فوق درجة البشر فأقيمت الضرحة والموالد والطقوس على أسمائهم .. و مغا ل سلبي ا فجعلهم طواغيط ال فى الرض فطمست بعض المعالم فى بلد إسلمية تحت
مزاعم عدم الشركيات ..ثم انتقلت هذه الموجة سلب ا إوايجب ا إلى بلد أخرى عن طريق
أنصارها فوصلت المور بهم إلى جع ل هذه الفعا ل السلبية أو اليجابية من أمور العقيدة
فكان حديث الستاذ البنا بهذا المدخ ل" :ومحبة الصالحين و احترامهم والثنا ء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة إلى ال تبارك وتعالى" فحب الصالحين فرع من حب الرسو ل وحب ال كما جا ء فى أو ل التشهد ..وكما قا ل الرسو ل صلى ال عليه وسلم ":ل تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مث ل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ول نصيفه ")صحيح البخاري( .وقوله" :من أحب النصار أحبه ال ومن أبغض النصار أبغضه ال" )صحيح الجامع( وقوله) :ل يحب النصار إل مؤمن ,ول يبغضهم إل منافق ,من أحبهم أحبه ال ومن أبغضهم أبغضه ال( )رواه الترمذي -صحيح الجامع )وقوله) :والذي نفسي بيده ل يحب النصار رج ل حتى يلقى ال ,إل لقي ال وهو يحبه ,ول يبغض النصار رج ل حتى يلقى ال إل لقي ال وهو يبغضه( )رواه أحمد -صحيح الجامع(
هذا لفض ل الصحابة الكرام فهذا وصف ال تعالى لهم " :لمنحنمرد نرأسوأ ل اللنإه نوالنإذينن نمنعهأ أنإشندا ء ضنواانا إسينماأهسم إفي أوأجوإهإهم ضال دمنن اللنإه نوإر س نعنلى اسلأكنفاإر أرنحنما ء نبسيننهأسم تننارأهسم أرنكاعا أسنجادا نيسبتنأغونن فن س ظ ك نمثنلأهأسم إفي التنسونارإة نونمثنلأهأسم إفي ا سإلنإجيإ ل نكنزسرةع أنسخنرنج نش س طأنهأ نفيآنزنرهأ نفاسستنسغلن ن دمسن أنثنإر اللسأجوإد نذلإ ن إ صالإنحاإت إمسنأهم ظ بإإهأم اسلأكنفانر نونعند اللنهأ النإذينن آنمأنوا نونعإملأوا ال ن ع لإنيإغي ن ب اللزنار ن نفاسستننوى نعنلى أسوإقه أيسعإج أ نمسغإفنرةا نوأنسج اار نعإظياما"( سورة الفتح.29) :
82
فحب الإنسان للصالحين بقدر إيمانه ..والصل ح ليس شيئا معمى ..ولكنه شيئا ظاه ار ل غموض فيه ول لبس ..فالصل ح عم ل ..تذكر لصاحبه فيعد من الصالحين لذلك فمحبتهم واحترامهم والثنا ء عليهم بماذا ..بما عرف من طيب عملهم ..قربه إلى ال تعالى وذلك لنشر فضلهم ووضعهم قدوه ظاهره للناس يظ ل شاهدا امامهم ..فالصل ح بما قدم من طيب العم ل ..وليس الصل ح لشئ معمى فل نعرف من هذا الذى اقيم له هذا المقام وماذا فع ل وماذا قدم لدين ال واين جاهد ل احد يعلم ان هذا ما يرفضه السلم فيأتى الستاذ البنا بالفهم الصحيح فى هذه المسئله فيطر ح قضية الوليا ء فيعرفهم وما لهم عندنا فالوليا ء هم الذكورين فى قوله تعالى " الذين امنوا وكانو ل يتقون " فاليمان والتقوى شرطا الوليه ول شئ فوق ذلك فعقيدتهم اليمان واعماله التقوى وهذه اليه هى افض ل تعريف للوليا ء كنا جا ء فى التفسير بذلك يحرر الستاذ البنا هذه القضية التى كثر فيها اللغط الكثير قول وعمل ..عقيده وعباده ..لكان تعلم ان صناديق النذور تجع ل من الئمه تتقات ل على امامه بعض المساجد لما يجمع فيها من اموا ل العامه الدهما ء ثم المخالفات الشرعية التى تحدث فى الموالد التى تقام لهؤل ء الوليا ء حتى صارت هذه المور العامه فى العقيدة ..هذا فى ظ ل سكون علما ء الدين الذى يطفى من الشرعية على هذه العما ل بسكوتهم والف الخطاب عند المام الشافعى ليرسلها إلى ربه فى زعم هؤل ء جا ء الستاذ البنا يعالج هذه القضية الشائكه التى تركت لتترعرع ويضرب جذورها فى جسد هذه المة ليص ل عدد الموالد إلى 350خل ل العام فى منطقه مث ل الخانكه بمعنى ان ك ل يوم هناك مولد لحد الوليا ء. من هم الوليا ء؟! ف نعلنسيإهسم نولن أهسم عرف المام الشهيد الوليا ء بتعريف القرآن ﴿نأل إنن أنسوإلنيا ء اللإه لن نخسو ر نيسحنزأنونن* النإذينن آنمأنوسا نونكاأنوسا نيتنأقونن ﴾( يونس) ..63 ،62 :فالولي :هو ك ل مؤمن تقي ،وقد عرفهم القرآن بهذا التعريف في العديد من اليات منها قوله تعالى﴿اللهأ نوإللي النإذينن آنمأنوسا ﴾( ك بإأننن اللنهن نمسونلى النإذينن آنمأنوا ﴾ )محمد :من الية: البقرة :من الية (257وقا ل تعالى ﴿نذلإ ن .(11
لذا فإن شروط الولية: 1التمسك بكتاب ال والسنة.83
2القتدا ء بأقوا ل رسو ل ال صلى ال عليه وسلم وأفعاله. 3أن تزن الفعا ل والقوا ل بميزان الكتاب والسنة.وصدق من قا ل :إذا رأيت الرج ل يمشي على الما ء ،ويطير في الهوا ء ،ويترك ما أمر ال 46
ورسوله فاعلم أنه ساحر أو شيطان.
ثم يتحدث الستاذ البنا عن الكرامة الثابتة لهم بشرائطها الشرعية والفرق بين الكرامة والمعجزة أن المعجزة أمرا خارق ا للعادة يجريها ال على يد نبى أو رسو ل لتؤكد صدقه ونبوته ..
أما الكرامة فهى أمر فوق العادة ربما يجريها ال على يد الصالح أو الفاسد سوا ء بسوا ء ،وليس هناك رابط بين الكرامة والولية لأنها ربما تجرى على يد فاسد وكما قا ل ابن تيميه :قيسوا أعمالهم على كتاب ال وسنة رسو ل ال ولو رأيتموهم يمشون على الما ء ويطيرون فى الهوا ء. لذت فإن الغلو فى هذا الدين مساوى للتحل ل منه. ثم ينتق ل الستاذ البنا إلى قضية نفعهم وضرهم فيقو ل" :والكرامة ثابتة بشرائطها الشرعية، مع اعتقاد أنهم رضوان ال عليهم ل يملكون لنفسهم نفع ا ول ض ار في حياتهم أو بعد مماتهم
نفعا ولا فضلا عن أن يهبوا شيئ ا من ذلك لغيرهم" فيؤكد أنهم ل يملكون لأنفسهم ول لغيرهم ا
نفعا ولا ضرا فكيف عن دونهم ؟ " ق ل ض ارا .لن الأنبيا ء أنفسهم ل يملكون لأنفسهم ول لغيرهم ا انى ل املك لكم ض ار ول رشدا " ق ل انى لي يجيرنى من ال احد ولن اجد من دونه ملتحدا " مهما جرى على ايديهم من كرامات إننا حين نتحدث عن هذه الصو ل فإننا نتحدث عن حاضر المة ومستقبلها ..تاريخها وحضارتها ..لذا يجب أن تتوحد جهود المة ل أن تتمرغ فى مث ل هذه التراهات فليست الولية مرتبطه بكرامة ب ل ارتباطها بصل ح العما ل؛ فالمرأه فى بيتها تخدم ولدها وزوجها تعد وليه بصلحها وتقواها وهذا بالنسبه لعلما ء المسلمين فى أمور الدين كما فى امور الدنيا كذلك.
46وقفات مع الصول العشرين – الستاذ جمعة أمين ikhwanonline.com
84
الص ل :الرابع عشر وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة ،ولكن الستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضا ء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشيد القبور وسترها وأضا ءتها والتمسح بها والحلف بغير ال وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها ،ول نتأو ل لهذه العما ل سدا للذريعة. ويستكم ل الستاذ البنا الكلم عن الأوليا ء ..فإن كان الص ل الثالث عشر تحدث عن الأوليا ء فى حا ل حياتهم وما يجب نحوهم ..يأتى الص ل الرابع عشر ليتحدث عنهم فى حا ل مماتهم .وهنا نقطتين الأولى :مرتبطة بما للأحيا ء من قدرة على قضا ء الحاجات كما جا ء فى الص ل الثالث عشر؛ فإن كانوا ل يملكون لنفسهم نفع ا ول ض ار في حياتهم فهم كذلك ل
يملكون لنفسهم ول لغيرهم نفع ا ول ض ار بعد مماتهم .لذا ينسحب عليهم مقبورين ما انسحب على حا ل حياتهم لذا قا ل الستاذ البنا " :ولكن الستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم لذلك
وطلب قضا ء الحاجات منهم عن قرب أو بعد ...كبائر تجب محاربتها ،ول نتأو ل لهذه ك ننسستنإعيأن ﴾ ك ننسعأبأد إوإانيا ن العما ل سدا للذريعة" .فالستعانة ل تكون إل بال ل أحد سواه ﴿إنيا ن )الفاتحة (5 :قا ل صلى ال عليه وسلم" :إذا سألت فسأ ل ال إواذا استعنت فستعن بال" . ت ضلر ن فالدعا ء والستعانة ل تكون إل بال ﴿نولن تنسدعأ إمن أدوإن اللإه نما لن نينفنأع ن ك فنإإن فننعسل ن ك نولن ني أ ن إإ ضل ل إمنمن نيسدأعو إمن أدوإن اللنإه فنإ ن ن ك إاذا دمنن الظالمينن ﴾ (يونس) 106 :وقا ل ج ل شأنه﴿ :نونمسن أن ن ن ب لنهأ إنلى نيوإم اسلإقنيانمإة نوأهسم نعن أدنعائإإهسم نغاإفألونن ﴾( الحقاف) .7: نمن ل نيسستنإجي أ اما الثانية :فكما جا ء فى الص ل "والنذر لهم وتشيد القبور وسترها وأضا ءتها والتمسح بها والحلف بغير ال وما يلحق بذلك من المبتدعات " كبائر تجب محاربتها بقواعد المر بالمعروف والنهى عن المنكر ول نتأو ل لهذه الأعما ل سدا للذريعة. ل نتأو ل سيدا للذريعة لقد حرص السلم على حماية عقيدة التوحيد من أي شائبة ،لذلك سد ك ل الذرائع المكدرة لصفوها .من أج ل هذا أنكر المام الشهيد أن أيتأو ل لهذه المبتدعات المنكرة بأي تأوي ل يسوغها، فإن ال غني عنها شكلا ومضموناا ،لنها ل تخلو من الضرر الشنيع مهما حسن قصد
صاحبها.
85
وقد يتسا ء ل البعض :لماذا لم يصف المام الشهيد هذه العما ل بالشرك؟ يقو ل الشيخ محمد عبد ال الخطيب :إن هذا من حكمته رحمه ال ،ورفقه وتلطفه في دعوة الخرين .فهو رحمه ال لم أيقصر في بيان عظم هذا الجرم ولكن برفق وتلطف .فوصف العما ل بأنها ” كبائر “ ثم أتبعها بـ"تجب محاربتها" ثم "أنكر" أن أيتأو ل لها سيدا للذريعة.
86
الص ل :الخامس عشر والدعا ء إذا قرن بالتوس ل إلى ال تعالى بأحد من خلقه خلف فرعي في كيفية الدعا ء وليس من مسائ ل العقيدة . هذا الص ل أيعالج فيه الستاذ البنا: الدعا ء مخ العبادة التوس ل والوسيلة المجمع عليها والمختلف فيها رأي العلما ء في الدعا ء إذا قرن بالتوس ل بأحد من خلقهصورة المسألة: المسألة التي يعنيها المام الشهيد في التوس ل هي :قو ل المر ء :اللهم إني أسألك بجاه فلن أو حقه أو نحو ذلك .أي أن يكون التوجه إلى ال ل سواه ومع هذا التوجه توس ل إليه تبارك وتعالى بفلن. حكم هذه الصورة: بين المام الشهيد أن هذه الصورة من المسائ ل الجتهادية أي في دائرة الراجح والمرجو ح والتي يدلي فيها ك ل فريق بحجته .وهذا معنى قوله )خلف فرعي( .ول يترتب على اختيار أي رأي فيها فساد اعتقاد أو زيغ أو ضل ل .وهذا معنى قوله) :وليس في مسائ ل العقيدة( وما ذهب إليه المام الشهيد هو ما اتفق عليه أئمة العلما ء. التوس ل المختلف فيه بين العلما ء: 1التوس ل إلى ال بأحد من خلقه في مطلب يطلبه العبد من ربه .أجازه البعض إذا كانبمعنى الشفاعة .كما في حادثة استسقا ء عمر بالعباس. 2ـ وأجازه البعض إوان لم يكن بمعنى الشفاعة ،ب ل بمعنى التوس ل بجاه الوسيلة نحو القسم على ال بنبيه صلى ال عليه وسلم .إل أن العز بن عبد السلم خصه به صلى ال عليه وسلم. 3أجازه البعض على إطلقه كالمام السبكي وغيره. 4منعه المام بن تيمية واللباني وغيرهم.ولقد أجمع العلما ء على عدم معاقبة من يفع ل ذلك قا ل ابن تيمية" :وأما القسم الثالث مما يسمى توسلا وهو القسام على ال عز وج ل بالنبيا ء والصالحين أو السؤا ل بأنفسهم ،فإنه ل 87
يقدر أحد أن ينق ل عن النبي صلى ال عليه وسلم شيئ ا ثابتاا ،ل في القسم أو السؤا ل به ،ول في القسم أو السؤا ل بغيره من المخلوقين.
إواذا كان في العلما ء من سوغه ،فقد ثبت عن غير واحد من العلما ء أنه نهى عنه ،فتكون مسألة نزاعية كما تقدم بيانه ،فيرد ما تنازعوا فيه إلى ال ورسوله ويبدي ك ل واحد حجته كما في سائر مسائ ل النزاع .وليس هذا من مسائ ل العقوبات بإجماع المسلمين ب ل المعاقب على ذلك معتد جاه ل ظالم .فإن القائ ل بهذا قد قا ل ما قالت به العلما ء ،والمنكر عليه ليس معه نق ل 47
يجب إتباعه ،ل عن النبي صلى ال عليه وسلم ول عن الصحابة" . يقو ل الشيخ محمد عبد ال الخطيب :أما الراجح في هذه الصورة فموضوع آخر لم يتعرض له المام الشهيد لنه بصدد الكلم على أصو ل يبايع عليها ،ويلتزم بها ،ومن ثم يجب أن تكون من المتفق عليه ،والذي يمكن التفاق عليه أنها مسألة خلفية .ول مانع من التحقيق العلمي في ظ ل الحب بال والتعاون على الوصو ل إلى الحقيقة ،من غير أن يجر ذلك إلى المرا ء المذموم والتعصب ،والتكفير والتفسيق. ومن ذلك يتضح: 1.أن التوس ل بالنبيا ء والصالحين بمعنى القسام بهم أو السؤا ل بهم خلف فقهي يسوغ الجتهاد فيه. 2.أنها تخضع للصواب والخطأ ل الكفر واليمان. 3.ليس هناك دلي ل قاطع في الجواز أو المنع ،فالختلف فيها ل يترتب عليه فساد اعتقاد. 48 4.أجمع المسلمون على أن المسألة ل أيأنعاقب عليها .ومن أيعاإقب فهو معتد ظالم جاه ل.
47
الفتاوى .286 -1/285 48وقفات مع الصول العشرين – الستاذ جمعة أمين ikhwanonline.com
88
الص ل :السادس عشر والعرف الخاطئ ل يغير حقائق اللفاظ الشرعية ،ب ل يجب التأكد من حدود المعاني المقصود بها ،والوقوف عندها ،كما يجب الحتراز من الخداع اللفظي في ك ل نواحي الدنيا والدين ،فالعبرة المسميات ل بالسما ء . العرف ما تعارف عليه الناس العرف :عرف معتبر وعرف خاطئ وليس ك ل أعراف المسلمين معتبرة وعليه يجب العودة بالعراف فى جملتها إلى شرع ال للحكم عليها وهنا قضية المرجعية ..فل نعتبر العرف مرجعية للمسلم فالمرجعية كما قررها السلم وكما أكد عليها الستاذ البنا فى الص ل الثانى هى كتاب ال و سنة الرسو ل صلى ال عليه وسلم ..ب ل نعود بالعراف لهذه المرجعية فنقيسها للحكم عليها ول حجة لشيوع هذه العراف او لقيام بعض العلما ء بها او الشيو خ فالسلم ليس عم ل المشايخ او العوام او العراف فالسلم هو الدين الذى حفظه ال بحفظ مصدره ومرجعيته. اما تسمية بعض الأفعا ل بغير مسمياتها وإن كانت الفاظ شرعية فلبد التأكد من حدود المعانى المقصود بها والوقوف عندها ..فواقع المسلمين قد وقعوا فى مسميات كثيرة ليست من الدين فى شئ دلست عليهم أمر دينهم ودنياهم؛ مما جع ل الستاذ البنا يحذر من "العرف الخاطئ" الذى تضيع به حقائق شرعية متواترة بتواتر أعراف خاطئة تخفت بالفاظ خادعة لذا وجب الحتراز من الخداع اللفظى فى ك ل نواحى الدنيا والدين فالعبرة بالمسميات ل بالأسما ء. فالتأكد من حقائق الألفاظ لبد منه لعدم الوقوع فى شيوع العرف فى واقع المسلمين فتسمية الجهاد بالعنف ،والربا بالفوائد ،والخمر بالمشروبات الروحية ..والشبكة التى يقدمها العريس لعروسه ليست من الشرع ولكنها من العراف السائدة التى أصبحت سببا من أسباب
تأخر الزواج لكثرة النفقات فإن كان الزواج فى الشرع ايجاب وقبو ل على مهر ومحدد فك ل ما دون ذلك عرف خاطئ " القائمة والشبكة ...الخ" وكذلك عدم تزويج الفتيات من خارج العائلة مث ل ما يحدث فى قبيلة الأشراف ،وبنا ء المساجد بهذه الميآذن العالية التى ليس لها فائدة الن فى حياة المسلمين مما يجعلها صورة من الخل ل فى انفاق ما ل المسلمين الذى يحتاجه المجتمع فى قضايا كثيرة ،فضياع أموا ل المسلمين في بنا ء الميآذن يمكن أن يتحو ل إلى العم ل في ح ل 89
مشكلت مث ل :أطفا ل الشوارع ) 3مليون في مصر ( – العوانس – أحوا ل السجون .إن ابتداع الناس بدع اضافية /تركية شاعت فى مجتمعات المسلمين حتى أصبحت أعراف خاطئة سائدة على أساس غير شرعي تحتاج إلى تغيير ممن يحملون لوا ء الصل ح أول حتى يكونوا قدوة لغيرهم ..وكذلك عدم تزويج الفتيات في بعض العائلت ال من دائرة العائلة نفسها مث ل الأشراف ..فل يسمح لهن بالزواج من خارجها ..وهناك ايضا من يطلق عليهم الصناع في السعودية وهم الذين ل قبيلة لهم ..مما يساعد على تمزيق المجتمع المسلم إلى طوائف .. وطبقات على غير ما أمر ال" :إن أكرمكم عند ال أتقاكم". الحذر من الخداع اللفظي يلجأ يعض المضللين إلى خداع الجماهير بإطلق ألفاظ وعناوين براقة فتكون النتيجة أن يوقعوهم في الرذيلة وينفروهم من الفضيلة) .العبرة بالمسميات ل بالسما ء(. أمثلة: تسمية الحجاب العفيف :تخلف وتأخر وكفن. تسمية السفور والتبرج :رقي وتقدم. رفع راية الذكر فوق أعما ل الدراويش من الرقص والهوس. رفع راية تكريم الوليا ء فوق بنا ء القباب ،والسجود على العتاب. تسمية التعام ل الربوي زواار باسم المضاربة وتسمية الربا بالفائدة. إن السم القبيح ل يضر الحق الصحيح والسم الجمي ل ل يبيح الباط ل السقيم. ومما تجدر الشارة إليه هنا أن كثي اار من المؤسسات المزورة المضللة ترفع رايات حسنا ء )أخوة ،مساواة ،عدالة ،حرية ،علم ،إيمان ،تقدم (..وهي فساد وشقا ء للنسانية. مث ل :المؤسسات العلمانية اللدينية ،وأندية الماسونية والروتاري.... فينبغي الحذر من هذه الشعارات الزائفة الجوفا ء ،والنظر في سلوك أهلها وبرامجهم الحقيقية للوقوف علي حقيقتهم.49 إن الأستاد البنا جع ل من مهام جماعة الخوان المسلمين الكبرى تغيير العراف الخاطئة السائدة ..فوقع هذا العبئ على أكتاف أفراد الجماعة ليغيير أفرادها ك ل فى موقعه ومكانه 49وقفات مع الصول العشرين – الستاذ جمعة أمين ikhwanonline.com
90
العرف الخاطئ السائد إلى آخر ينطلق من الشرع وذلك عن طريق قدوة عملية أمام المجتمع ليكون لهم المث ل والقدوة في أن يصبح السلم واقع في الحياة ..وبذلك يتغير العرف الخاطئ السائد.
91
الص ل :السابع عشر والعقيدة أساس العم ل ،وعم ل القلب أهم من عم ل الجارحة ،وتحصي ل الكما ل في كليهما مطلوب شرعال إوان اختلفت مرتبتا الطلب .
العقيدة أساس العم ل ..وهناك عم ل القلب ..وهناك عم ل الجوار ح .وعم ل القلب ربما يكون
منفص ل عن عم ل الجارحة وربما يكون متلبساا ومرتبطاا بها .وأعما ل القلب دون الجارحة وهي المشاعر والأحاسيس ..من حب ومن بغض " ..ق ل إن تبدوا ما في قلوبكم أو تخفوه ".. إن اليمان بال ،وسلمة العتقاد هو الأساس الذى يقوم عليه العم ل ،لنه بدون العتقاد قائم على فراغ ،ويتجه إلى ضل ل﴿ .نوقنإدسمننا إنلى نما نعإملأوا إمسن نعنمة ل فننجنعسلنناهأ نهنبا ء نمنأثوارا ﴾ )الفرقان: ﴿ (23نوالنإذينن نكفنأروا أنسعنمالأهأسم نكنس نارةب بإإقينعةة نيسحنسأبهأ الظنسميآأن نما ء نحنتى إنذا نجا ءهأ لنسم نيإجسدهأ نشسيائا نونونجند اللنهن إعنندهأ فننونفاهأ إحنسانبهأ نواللنهأ نسإريعأ اسلإحنساإب ﴾ )النور ،(39 :وعلى قدر قوة العقيدة ،وعمق اليمان ،وصدق اليقين تكون ثمار العم ل ونضجها .فواجبنا تعميق جذور اليمان الصافي، والعقيدة السليمة في النفوس لتأتي العما ل صحيحة مقبولة. وقد ركز بعض العلما ء على أعما ل القلب منفصلة عن الجوار ح ...ومنهم من فص ل فى أعما ل الجوار ح .قا ل الشيخ محمد الغزالي .. " :قد يستر بعض الناس سواتهم القلبية بالقيام ببعض العبادات من صلة وقيام لعلج أو لستر مرض متعلق بالقلب مث ل الحرص أو الشح" ..لذا يقو ل" :إن بعض العل ل النفسية ل يعالجها صلة ظاهرة أو ذكر متوأص ل ..ان الشح يعالج بالتدريب على العطا ء للناس ومجاهدة النفس على ذلك .50"...
إن عم ل القلب أهم من عم ل الجارحة ..لقد جا ء الحديث" :إنما العما ل بالنيات "... فالعما ل تقوم بها الحوارج والنيات محلها القلب ..وقي ل" :نية المر ء خير من عمله" .فلربما عم ل صغير تعظمه نية ..والعكس صحيح لما ورا ء ذلك العم ل من عم ل القلب ..فقد دخلت امرأة النار في هرة ..ففي الصحيحين )دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأك ل من خشاش الرض ( ..وشكر ال لرج ل حين سقى كلب فعن رسو ل ال صلى ال عليه وسلم قا ل :بينما رج ل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئ ار فنز ل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأك ل الثرى من العطش فقا ل الرج ل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مث ل الذي كان 50دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين – الشيخ محمد الغزالى
92
قد بلغ مني فنز ل البئر فمل خفه ما ء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر ال له فغفر له قالوا :يا رسو ل ال إن لنا في البهائم أج ار ؟ فقا ل :في ك ل كبد رطبة أجر متفق عليه . وفي رواية للبخاري :فشكر ال له فغفر له فأدخله الجنة .فقد يبدو العم ل صغيرا فى نظر
أحدنا لكن العم ل الصغير يعكس ما في القلب .فإن سلوك المرأة مع الهرة عكس خلو القلب من الرحمة وامتلئه بالقسوة التى استوجبت دخولها النار ..والعكس صحيح؛ فهناك على الضفة الخرى الرج ل الذى سقى الكلب يعكس ما في القلب من رحمة و أرفة للحيوان ومن فى البشرية جمعا ..فقد اجتمع له مشاعر الرحمة والعطف في قلبه فأتى هذا العم ل -سقي الكلب – ليعكس ما في القلب من مشاعر الرحمة والرئفة وحب الخير والحسان والبر ..جميعها مشاعر تسكن في القلب وتنطلق منه وتنعكس على العم ل ..لذا لبد ان نتحسب على قلوبنا لنرى ما ينبض به قب ل أن نقدم على العم ل .قا ل تعالى " :الذين اذا ذكر ال وجلت قلوبهم " فالعم ل عمل طاعة ل ولم يحس بها القلب لبد أن يراجع ا لبد أن يمر على القلب ..فإذا عم ل العبد ما في القلب ..لأنه " اذا ذكر ال وجلت قلوبهم " إن تربيتنا كانت على تصحيح عم ل الجوار ح من كيفية صحة الوضو ء والصلة ومتى الزكاة ..ولم نتربى ه ل كانت هذه الصلة تعصم النسان من الهلع والجزع لقوله تعالى " :إن النسان خلق هلوعا * إن ملسه الشر كان جزوعا * إوان ملسه الخير كان منوعا * إل المصلين "؛ فه ل الصلة علج للجزع والهلع والمنع؟ إن ذكر ال اذا انبعث من القلب ارتبط ذكر السان بما في القلب من مشاعر واحاسيس قا ل
رسو ل ال صلى ال عليه وسلم" :إن في الجسد لمضغة اذا صلحت صلح الجسد كله إواذا فسدت فسد الجسد كله ال وهى القلب" .وتحصي ل الكما ل في كليهما مطلوب شرعاا إوان اختلفت
مرتبتا الطلب ،فكما نسعى إلى الكما ل في عم ل الجارحة لبد ان نسعى إلى الكما ل في عم ل القلب ..على أن يكون عم ل القلب مقدماا على عم ل الجارحة .قا ل تعالى } :نوإمسنهأسم نمسن نعانهند ضلإإه نبإخلأوا بإإه نوتننولنسوا صندقننن نولنننأكونننن إمنن ال ن ضلإإه لننن ن صالإإحينن * نفلننما آنتاأهسم إمسن فن س اللنهن لنئإسن آنتاننا إمسن فن س ضونن * فنأنسعقننبهأسم نإنفااقا إفي أقألوبإإهسم إنلى نيسوإم نيسلقنسوننهأ بإنما أنسخلنفأوا اللنهن نما نونعأدوهأ نوبإنما نكاأنوا نوأهسم أمسعإر أ نيسكإذأبونن * أنلنسم نيسعلنأموا أننن اللنهن نيسعلنأم إسنرأهسم نوننسجنواأهسم نوأننن اللنهن نعنلأم اسلأغأيوإب { }سورة التوبة- 75 : ضإلإه { من .{ 78أي :ومن هؤل ء المنافقين من أعطى اللله عهده وميثاقه } لنئإسن آنتاننا إمسن فن س صالإإحينن { فنص ل الرحم ،ونقري الضيف، صندقننن نولنننأكونننن إمنن ال ن الدنيا فبسطها لنا ووسعها } لننن ن ضلإإه { لم يفوا بما ونعين على نوائب الحق ،ونفع ل الفعا ل الحسنة الصالحة } .نفلننما آنتاأهسم إمسن فن س 93
إ إ ن ضونن { أي :غير ملتفتين إلى قالوا ،ب ل } نبخلأوا بإه نوتننولسوا { عن الطاعة والنقياد } نوأهسم أمسعإر أ الخير .فلما لم يفوا بما عاهدوا اللله عليه ،عاقبهم } فنأنسعقننبهأسم نإنفااقا إفي قأألوبإإهسم { مستم ار } إنلى نيسوإم نيسلقنسوننهأ بإنما أنسخلنفأوا اللنهن نما نونعأدوهأ نوبإنما نكاأنوا نيسكإذأبونن { .وال يعام ل العبد بما نوى ..فإذا تخلف العم ل لعارض أو لعذر خارج عن ارادته ..فال سبحانه وتعالى يعطي العبد بما نوى ...ل كما فع ل فثعلبة حين أراد الما ل للتصدق فلما جا ء الما ل كان منه ما كان . وقوله صلى ال عليه وسلم " :إن ال ل ينظر إلى صوركم ول إلى اجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم " فالقلب محط نظر ال .إن واجب المؤمن أن يسعى للتخلق بأشعب اليمان، التي جمعت ك ل العما ل ،أعما ل القلوب وأعما ل الجوار ح ،ول يجوز له الكتفا ء بأحدهما .فال سبحانه أمر بالتوك ل عليه ،والستعانة به والخوف منه والرجا ء فيه ..وأمر كذلك بالصلة ت ت أقألوأبهأسم ن إوإانذا تألإني س والزكاة والصوم والذكر ..قا ل تعالى ﴿إننما اسلأمسؤإمأنونن النإذينن إنذا أذإكنر اللهأ نوإجلن س صلنةن نوإمنما نرنزسقنناأهسم أينإفأقونن* نعلنسيإهسم آنياتأهأ نازندتسهأسم إإينماانا نونعنلى نردبإهسم نيتننونكألونن* النإذينن أيإقيأمونن ال ن ق نكإريرم ﴾ (النفا ل.(4 -2 : أسولنئإ ن ت إعنند نردبإهسم نونمسغإفنرةر نوإرسز ر ك أهأم اسلأمسؤإمأنونن نحيقا لنهأسم ندنرنجا ر نوايا القلب المستكنة به لبد من رعاية لها لنها مبعث العما ل .
العلقة بين عم ل القلب وعم ل الجارحة يقو ل صلى ال عليه وسلم" :ل يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ل يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" إوان كان الحديث ضعيفا لكنه يحدد العلقة بين عم ل القلب وعم ل الجارحة ،فالعلقة بينهما وثيقة؛ فما فى القلب ينضح على الجوار ح ..وعم ل الجوار ح يصب فى محصلة اليمان فى القلب .وهذه ديناميكية التغيير :فإذا وص ل القلب إلى حالة يظن البعض أنها ميؤس منها وذلك بفسادها الذى يفسد الجسد كله ..فماذا لو استمر الفساد لفترة طويلة؟ إن ديناميكية التغيير هنا تأتى بالطريقة الفعالة للتغيير وذلك عن طريق عملية عكسية ..بمعنى أن تأتى الجوار ح من العما ل التى من شئنها أن تصب فى رصيد اليمان فى القلب فكما جا ء فى الحديث" :ل يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ل يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" ..فإذا استقام اللسان بذكر ال والنتها ء عن فحش القو ل استقام القلب ،إواذا استقام القلب استقام اليمان ..وبهذه الديناميكية يستطسع النسان أن يبدأ التغيير من النقطة التى يقف فيها مهما من سفح وادى الغواية. 94
95
الص ل :الثامن عشر والسلم يحرر العق ل ،ويحث على النظر في الكون ،ويرفع قدر العلم والعلما ء ،ويرحب بالصالح والنافع من ك ل شي ء ،والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها . هذا من شمو ل السلم كنظرة عامة ،ومنه أيضا تحصي ل الكما ل فيه بجويده .إن ابن القيم حين تحدث عن العبادات قا ل :كلما ثقلت العبادة كلما عظم ثوابها .ومنهم من قا ل :ما كان فيها من الزهد ،ومنهم من قا ل :ما كان فيها التعدي للغير ،ومنهم من قا ل :هي عبادة الوقت ... فالصلة على وقتها هي أفض ل الأعما ل ....ووقت السحر يصبح الستغفار وهكذا .لقد تحدث العلما ء عن العبادات دون الغوص عمقاا في فيها :من مراعاة للخشوع وتدبر في أركانها .. فيأتي الستاذ البنا ليؤكد أن الكما ل في أدا ء العبادات مطلوب وهو من عم ل القلب ..فليس المطلوب القيام بالعبادة وفقط ..ولكن الوصو ل للكما ل فيها نوعاا من الشمو ل وهذا يلحق بالص ل السابع عشر. إن تحرير العق ل خطوة أولى في تحرير النسان ...ولكن من اي شئ يتحرر العق ل ؟! تحرير العق ل لبد أن يتم من القيود ..وهي ثلثة :عبادة الموروثات وعبادة الشيو خ وعبادة الخوف من السلطة.51 أن اسر العق ل ومحاربته حا ل من الابداع والختراع وكان للكنيسة حربها على العلم والذي جع ل أوروبا تكفر بالدين وتؤمن بالعق ل ..فقدسوه دون غيره حتى أصبح معبودهم من دون ال ... فيأتي السلم ليحرر العق ل من هذه القيود لن العق ل هو النعمة التي بها أصبح بها انسان مكلفا ......وبها أيسئ ل يوم القيامة .. ا ...وبها أصبح أن محاولت ضارية للها ء العق ل وصرفه عن مهمته الولى وهي التفكر والنظر في الكون والتى بها يستنتج ويضع القواعد فيبدع ويبتكر فهذه مهمة العق ل إن كان حرا ..لذلك يحث ال
على النظر في الكون ويرفع قدر العلم والعلما ء ..والحا ل بيننا وبين من سبقنا في هذا الميزان
ظاهر للعيان ..فالعق ل عندهم أخذ دوره في النطلق في جو من الحرية فأبدع وأنتج .فتقدموا وتأخرنا .والعلم ليس له وطن ..وليس له دين ..إن للعلم رحم توص ل ..لذلك يجب الخذ بالصالح النافع من ك ل شي ء سوا ء في العلم التكنولوجي و العلوم النسانية والجتماعية 51التفكير فريضة -عباس العقاد
96
والدارية والتنمية البشرية ...وهكذا ..وليس كما هتف البعض في أن نأخذ العلوم التكنولوجية وفقط فالعلوم النسانية عند الغرب قامت على أسس غير اسلمية ...فيأتي الستاذ البنا ليعود للص ل وهو السلم يرحب بالصالح النافع من ك ل شئ ..ولم يقصرها على علم دون علم الص ل ،فقط أن تكون صالحة نافعة فالحكمة ضالة المؤمن اني وجدها فهو أحق الناس بها . العق ل عندنا أداة تلقي الوحي عن رب العالمين ليفهمه ..ويعقله ..فيطبقه ..فل يطبق النسان الوحي دون وعي ..فاصو ل الفقة تأتي ليثبت عم ل العق ل ودوره في تلقي الوحي ..ثم تجميع السنة وحديث رسو ل ال لم يتم ال بمنهج علمي تجريبي ...فالوحي يوجه العق ل أما في الغرب فل إيمان بالوحي ب ل بالعق ل وفقط .
97
الص ل التاسع عشر وقد يتناو ل ك ل من النظر الشرعي والنظر العقلي ما ل يدخ ل في دائرة الخر ،ولكنهما لن يختلفا في القطعي ،فلن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابتة ،ويؤو ل الظني منهما ليتفق مع القطعي ،فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالتباع حتى يثبت العقلي أو ينهار . لقد جا ء فى الص ل السابع " :ولك ل مسلم لم يص ل إلى درجة النظر أن يتبع "....والنظر هو درجة الجتهاد فقد تكلم عن العق ل وعمله من التفكير ،ليأتي هنا للحديث عن عم ل العق ل في مسائ ل عقلية صرفة ..مث ل التفكر في الكون ..وهناك نظر شرعي ينطلق من النص ..فيفكر في النص ليقرر الص ل الشرعي من النص ..وهناك منطقة يتداخ ل فيها النظر الشرعي والعقلي ..فهناك نظرتان مستقلتان ؛ النظر الشرعي ..والنظر العقلي ..أما ما يدخ ل في دائرة الخر فلن يختلفا في القطعي لذا لن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابتة ..إن الحقيقة العلمية تبدأ بفروض علمية ..لنتائج علمية فتص ل بالنظريات إلى الحقائق العلمية الصحيحة ..لن النظرية فروض واستنتاجات إلى أن تأتي التجربة العملية لتص ل بالفروض إلى الحقائق العلمية الصحيحة ...وعندها فل اصطدام بين النظرتين ... فإن كان احداهما ظني يؤ ل الظني منهما ليتفق مع القطعي ..فإن كانا ظنيين ..كان الظني الشرعي مقدم على الظني العقلي حتماا. أمثلة ونماذج
1حقيقة شرعية وحقيقة علمية :مراح ل خلق النسان في بطن أمه .قا ل تعالى﴿ :نولنقنسدطفنةا إفي قننارةر نمإكيةن ﴾ )المؤمنون(13 ،12 : نخلنسقننا ا سإلننسانن إمن أسنللنةة دمن إطيةن* ثأنم نجنعسلنناهأ أن س ونفس الحقائق القرآنية هي هي ما توص ل إليه علما ء الجنة.
2حقيقة شرعية ونظرية علمية :خلق آدم ونظرية دارون .قا ل تعالى ﴿نولنقنسد نخلنسقننا اإلسننساننإ ك صاة ل إمسن نحنمةإ نمسسأنوةن ) (26نواسلنجانن نخلنسقنناهأ إمسن قنسبأ ل إمسن نناإر النسأموإم ) (27ن إوإاسذ نقان ل نرلب ن صسل ن مسن ن إ ت إفيإه إمسن أروإحي لإسلنملئإنكإة إدني نخالإ ر صاة ل إمسن نحنمةإ نمسسأنوةن ) (28فنإنذا نسنوسيتأهأ نوننفنسخ أ صسل ن ق نبنش اار مسن ن فنقنأعوا لنهأ نساإجإدينن ﴾ )) (29الحجر( وهناك بعض النظريات السقيمة الزائفة في خلق النسان
تزعم أن النسان متطور عن سللة من الحيوانات .وهذه النظرية تتعارض مع الحقيقة الشرعية، فواجب على المسلم أن يأخذ بالحقيقة الشرعية ويضرب بالنظرية العلمية الظنية عرض الحائط. 98
3حقيقة علمية وشرعي ظني :كروية الرض .فقد أثبتت التجارب العلمية بالبراهينالقاطعة أن الرض كروية .وقد أشار القرآن الكريم إلى أن الرض ممدودة منبسطة إوالى أنها ض نمندسدننانها نوأنسلقنسيننا إفينها نرنواإسني نونأننبتسننا إفينها إمن أكد ل نزسوةج نبإهيةج ﴾ ﴿ كروية .فقا ل تعالى ﴿نواسلنسر ن ك ندنحانها ﴾ وفي مث ل هذه الحالة نحم ل الظني الشرعي على الحقيقة العلمية. ض نبسعند نذإل ن نوالنسر ن ويجدر الشارة إلى أن انبساط الرض وامتدادها ل يتعارض مع كرويتها وذلك لن التعبير يوضح حالتها وصورتها التي يراها الناس وهي ول شك أترى مبسوطة ممدودة .أما شكلها فهي كالدحية )كروية بيضاوية(.
99
الص ل العشرون ول نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعم ل بمقتضاهما وأدى الفرائض ـ برأي أو بمعصية ـ إل إن أقر بكلمة الكفر ،أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة ،أو كذب صريح القرآن ،أو فسره على وجه ل تحتمله أساليب اللغة العربية بحا ل ،أو عم ل عمل ل يحتم ل تأويل غير الكفر .
52
لقد حذر السلم من تكفير شخص بعينه دون تيقن من كفره ،لن التسرع في التكفير أمر خطير على صاحبة وعلى المجتمع وعلى الدعوة .قا ل رسو ل ال صلى ال عليه وسلم "أيما رج ل قا ل لخيه يا كافر فقد با ء بها أحدهما". قا ل أبو حامد الغزالي" :والذي ينبغي أن يمي ل المسلم إليه الحتراز من التكفير ما وجد إليه ل ،فإن استباحة الدما ء والموا ل من المصلين إلى القبلة المصرحين بقو ل ل إله إل ال سبي ا
محمد رسو ل ال خطأ ،والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم" .المحجمة :ما يحجم به وقي ل :قارورته.
52شرح الصول العشرين للمام الشهيد حسن البنا – عبد الكريم زيدان -
100
ويقو ل ابن تيمية" :من ثبت إسلمه بيقين لم يز ل عنه بالشك ب ل ل يزو ل إل بعد إقامة الحجة ،إوازالة الشبهة". ثانايا :كلم المام الشهيد في هذا الص ل يختص بما أيخرج المسلم من السلم: قصد المام الشهيد أن ينكر على الغلة في التكفير تكفيرهم لمن وحدوا ال ،وآمنوا برسوله، ورضوا بالسلم ديانا ،وأدوا فرائض ال ...ومع ذلك أحكم عليهم بالكفر لسباب أهون من أن أتخرج صاحبها من السلم كالخطأ في رأي اجتهادي ،أو معصية دون الكفر الكبر. ل تكفير برأي أو معصية:
المر ء ل يكفر بالمعصية ما دامت دون الشرك الكبر قا ل تعالى ﴿إنن اللهن لن نيسغإفأر نأن ك لإنمن نينشا ء نونمن أيسشإرسك إباللإه فنقنإد اسفتننرى إثساما نعإظياما ﴾ )النسا ء: ك بإإه نونيسغإفأر نما أدونن نذلإ ن أيسشنر ن .(48
كذلك ل أيكفر مسلم بسبب رأي خطأ في مسألة اجتهادية تحتم ل وجهات نظر سوا ء كانت عقيدة أو فقه .قا ل رسو ل ال صلى ال عليه وسلم "إن ال وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". ويعلق ابن تيمية على هذا فيقو ل" :وذلك يعم الخطأ في المسائ ل الخبرية القولية والمسائ ل العلمية ومازا ل السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائ ل ،ولم يشهد أحد منهم على أحد ل بكفر ول بفسق ول بمعصية". متى يكفر المسلم؟ بين المام الشهيد جملة أسباب من أتى بشي ء منها كان مستحقا للتكفير:
1-القرار بكلمة الكفر :كأن يقو ل أنه يكفر بال ،ول يقر برسالة محمد صلى ال عليه
وسلم .فمث ل هذا قد حكم على نفسه ،ول حظ له في السلم. 2إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة :هناك أمور متواترة قطعية مشهورة معلومةللمي والعالم بل بحث ول اجتهاد ،وذلك كوجوب الصلة والزكاة ،وحرمة الزنا ...فمن أنكر ذلك فقد خرج من دائرة السلم. 101
3تكذيب صريح القرآن :كأن يكذب شيائا د ل عليه القرآن بك ل صراحة ووضو ح ل لبس فيهول احتما ل ..كأن ينكر أن هناك نبييا اسمه إبراهيم أو إسماعي ل.... 4التفسير الباط ل بك ل حا ل :القرآن الكريم نز ل بلغة العرب ،فهو أيفهم بها ل بسواها ،فمنأعرض عن تفسير القرآن بالقرآن وبسنة رسو ل ال صلى ال عليه وسلم ،وأقوا ل الصحابة الكرام ،ولغة العرب ،وفسره بهواه فليتبوأ مقعده من النار .ذلك لن هذا السلوب ذريعة لينكر الثابت ،ويثبت المنفي ،ويح ل الحرام ويحرم الحل ل .كأن يفسر نعيم الجنة وعذاب النار بأنها أمثا ل وخيا ل وليست حقائق ثابتات .وكأن يفسر خاتم النبيين بغير آخر النبيين. 5إتيان عم ل ل يحتم ل إل الكفر :وذلك كمن يفر إلى الكفار ويعاونهم ضد المسلمين ﴿نيان إ نإ ضهأسم أنسوإلنيا ء نبسع ة ض نونمن نيتننولأهم دمنأكسم فنإنهأ صانرى أنسوإلنيا ء نبسع أ أنلينها الذينن آنمأنوسا لن تنتنخأذوسا اسلنيأهوند نوالن ن إمسنهم إنن الله لن يهإدي اسلقنوم ال ن ظالإإمين ﴾ وكأن يستهزئ بال وآياته ورسوله والسلم. ن نس أس سن إن الجماعة قد تعرضت لبتل ء خطير كاد يعصف بها لول أن ثبتها ال ،وهيأ لها رجالا ربانيين ل تؤثر المحن مهما عظمت على رؤيتهم للمور ببصيرة نافذة ﴿إيا أنلينها النإذينن آنمأنوسا نإن ضإ ل اسلنعإظيإم ﴾ )النفا ل: تنتنقأوسا اللهن نيسجنع ل لنأكسم فأسرنقانا نوأينكفدسر نعنأكسم نسدينئاتإأكسم نونيسغإفسر لنأكسم نواللهأ أذو اسلفن س (29فلم يوقعهم الرضا في الباط ل ،ولم يخرجهم الغضب عن الحق فحفظهم ال على أيدي المرشد الستاذ /حسن الهضيبي -رحمه ال -من فتنة التكفير في أعقاب محنة 1965م، صله فحافظ على الجماعة من النزلق في المنعطفات بفض ل تربية المام الشهيد وما أ ن
للجماعة .ودرس القضية دراسة دقيقة عميقة مبصرة في كتاب )دعاة ل قضاة( ووضع لها
ضوابطها الشرعية الكلية.53 ثم أختتم الستاذ البنا أصو ل الفهم بهذه الكلمة فقا ل: إواذا علم ال خ المسلم دينه في هذه الصو ل ،فقد عرف معنى هتافه دائما )القرآن دستورنا و الرسو ل قدوتنا( .
53وقفات مع الصول العشرين – الستاذ جمعة أمين ikhwanonline.com
102
واجبات ال خ العام ل برنامج عم ل
103
يمن أين نبدأ؟ يقو ل المام الشهيد :إن تكوين المم ،وتربية الشعوب ،وتحقيق الما ل ،ومناصرة المبادئ :تحتاج من المة التي تحاو ل هذا أو الفئة التي تدعو إليه على الق ل ،إلى "قوة نفسية عظيمة" تتمث ل في عدة أمور: .1
إرادة قوية ل يتطرق إليها ضعف،
.2
ووفا ء ثابت ل يعدو عليه تلون ول غدر،
.3
وتضحية عزيزة ل يحو ل دونها طمع ول بخ ل،
.4
ومعرفة بالمبدأ إوايمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والنحراف عنه والمساومة عليه،
والخديعة بغيره.
على هذه الركان الولية التي هي من خصوص النفوس وحدها ،وعلى هذه القوة الروحية الهائلة، تبنى المبادئ وتتربى المم الناهضة ،وتتكون الشعوب الفتية ،وتتجدد الحياة فيمن حرموا الحياة ل. زمنا طوي ا
وك ل شعب فقد هذه الصفات الربعة ،أو على الق ل فقدها قواده ودعاة الصل ح فيه ،فهو شعب
ل ،وحسبه أن يعيش في جو من الحلم والظنون عابث مسكين ،ل يص ل إلى خير ،ول يحقق أم ا والوهام) :إنن الظننن ل أيسغإني إمنن اسلنح د ق نشسيئاا( )يونس. (36: ل) :إنن الن ل أينغديأر نما بإقنسوةم هذا هو قانون ال تبارك وتعالى وسنته في خلقه ولن تجد لسنة ال تبدي ا نحنتى أينغديأروا نما بإأنسنفأإسإهسم( )الرعد. (11: وهو أيضا القانون الذي عبر عنه النبي في الحديث الشريف الذي رواه أبو داود ) :يوشك المم أن تداعى عليكم كما تداعى الكلة إلى قصعتها فقا ل قائ ل :ومن إقلةة نحن يومئةذ؟ قا ل :ب ل أنتم يومئةذ
كثيرر ،ولكنكم غثار ء كغثا ء السي ل ،ولينزعنن اللله من صدور عدوكم المهابة منكم ،وليقذفنن اللله في
قلوبكم الوهن ,فقا ل قائ ل :يا رسو ل اللله وما الوهن ؟ قا ل :ح ل ب الدنيا وكراهية الموت( .أولست تراه قد بين أن سبب ضعف المم وذلة الشعوب وهن نفوسها وضعف قلوبها وخل ء أفئدتها من
الخلق الفاضلة وصفات الرجولة الصحيحة ,إوان كثر عددها و زادت خيراتها وثمراتها .إوان المة إذا رتعت في النعيم وأنست بالترف وغرقت في أعراض المادة وافتتنت بزهرة الحياة الدنيا , ونسيت احتما ل الشدائد ومقارعة الخطوب والمجاهدة في سبي ل الحق ,فق ل على عزتها وآمالها 104
العفا ء. 54 أيها الخوان المسلمون : إن ميدان القو ل غير ميدان الخيا ل ،وميدان العم ل غير ميدان القو ل ،وميدان الجهاد غير ميدان العم ل ،وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ . يسه ل علي كثير ين أن يتخيلوا ،ولكن ليس ك ل خيا ل يدور بالبا ل يستطاع تصويره أقوال باللسان، إوان كثيرين يستطيعون أن يقولوا ولكن قليلا من هذا الكثير يثبت عند العم ل ،وكثير من هذا القلي ل
يستطيع أن يعم ل ،ولكن قليل منهم يقدر علي حم ل أعبا ء الجهاد الشاق والعم ل المضني .
وهؤل ء المجاهدون وهم الصفوة القلئ ل من النصار قد يخطئون الطريق ول يصيبون الهدف إن لم تتداركهم عناية ال ،وفي قصة طالوت بيان لما أقو ل ،فأعدوا أنفسكم وأقبلوا عليها بالتربية الصحيحة والختبار الدقيق وامتحنوها بالعم ل ،العم ل القوي البغيض لديها الشاق عليها ، وافطموها عن شهواتها ومألوفاتها وعاداتها . وفي الوقت الذي يكون فيه منكم ـ معشر الخوان المسلمين ـ ثلثمائة كتيبة قد جهزت ك ل منها نفسيا روحي ا باليمان والعقيدة ،وفكري ا بالعلم والثقافة ،وجسمي ا بالتدريب والرياضة ،في هذا
الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لحج البحار ،وأقتحم بكم عنان السما ء .وأغزو بكم ك ل عنيد
جبار ،فإني فاع ل إن شا ء ال ،وصدق رسو ل ال القائ ل) :ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة( .إني أقدر لذلك وقت ا ليس طويلا بعد توفيق ال واستمداد معونته وتقديم إذنه ومشيئته ،وقد تستطيعون
أنتم معشر نواب الخوان ومندوبهم أن تقصروا هذا الج ل إذا بذلتم همتكم وضاعفتم جهودكم ،
وقد تهملون فيخطئ هذا الحساب ،وتختلف النتائج المترتبة عليه ،فأشعروا أنفسكم العب ء وألقوا الكتائب وكونوا الفرق ،وأقبلوا علي الدروس ،وسارعوا إلي التدريب وانشروا دعوتكم في الجهاد التي لم تص ل إليها بعد ،ول تضيعوا دقيقة بغير عم ل . وقد يظن من يسمع هذا أن الخوان المسلمين قلي ل عددهم أو ضعيف مجهودهم ،ولست إلى هذا أقصد وليس هذا هو مفهوم كلمي ،فالخوان المسلمون والحمد ل كثيرون ،إوان جماعة يمثلها
في هذا الجتماع آلف من أعضائها ك ل منهم ينوب عن شعبة كاملة لكثر من أن يستق ل عددها أو ينسي مجهودها أو يغمط حقها ،ولكن أقصد إلى ما ذكرت أول من أن رج ل القو ل غير رج ل 54إلى أي شيء ندعو الناس؟ -مجموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا
105
العم ل ,ورج ل العم ل غير رج ل الجهاد ,ورج ل الجهاد فقط غير رج ل الجهاد المنتج الحكيم الذي يؤدي إلى أعظم الربح بأق ل التضحيات. يمصارحة أيها الخوان المسلمون وبخاصة المتحمسون المتعجلون منكم : اسمعوها مني كلمة عالية داوية من فوق هذا المنبر في مؤتمركم هذا الجامع :إن طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده .ولست مخالف ا هذه الحدود التي اقتنعت ك ل القتناع بأنها أسلم
طريق للوصو ل ،أج ل قد تكون طريق ا طويلة ولكن ليس هناك غيرها .إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعم ل الدائب ،فمن أراد منكم أن يستعج ل ثمرة قب ل نضجها أو يقتطف زهرة قب ل
أوانها فلست معه في ذلك بحا ل ،وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلي غيرها من الدعوات . ومن صبر معي حتى تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك علي ال ،ولن يفوتنا إواياه أجر المحسنين :إما النصر والسيادة ،إواما الشهادة والسعادة .
أيها الخوان المسلمون :
ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقو ل ،وأنيروا أشعة العقو ل بلهب العواطف ،وألزموا الخيا ل صدق الحقيقة والواقع ،واكتشفوا الحقائق في أضوا ء الخيا ل الزاهية البراقة .ول تميلوا ك ل المي ل فتذروها كالمعلقة ،ول تصادموا نواميس الكون فأنها غلبة ،ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها علي بعض ،وترقبوا ساعة النصر وما هي منكم ببعيد . أيها الخوان المسلمون إنكم تبتغون وجه ال وتحصي ل مثوبته ورضوانه ،وذلك مكفو ل لكم ما دمتم مخلصين .ولم يكلفكم ال نتائج العما ل ولكن كلفكم صدق التوجه وحسن الستعداد ،ونحن بعد ذلك إما مخطئون فلنا أجر العاملين المجتهدين ،إواما مصيبون فلنا أجر الفائزين المصيبين .علي أن
التجارب في الماضي والحاضر قد أثبتت أنه ل خير إل طريقكم ،ول إنتاج إل مع خطتكم ،ول صواب إل فيما تعملون ،فل تغامروا بجهودكم ول تقامروا بشعار نجاحكم .واعملوا وال معكم ولن يتركم أعمالكم والفوز للعاملين )وما نكان ال إلي إ ضينع إإينماننأكسم إنن الن إبالننا إ ف نرإحيرم( س لننرأؤو ر نن ن أ أ
106
)البقرة. 55.(143: العقبات في طريقنا أحب أن أصارحكم أن دعوتكم ل زالت مجهولة عند كثير من الناس ،ويوم يعرفونها ويدركون مراميها ستلتقي منهم خصومه شديدة وعداوة قاسية ،وستجدون أمامكم كثي ار من المشقات
وسيعترضكم كثير من العقبات ،وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبي ل أصحاب
الدعوات .أما الن فل زلتم مجهولين تمهدون للدعوة وتستعدون لما تتطلبه من كفا ح وجهاد . سيقف جه ل الشعب بحقيقة السلم عقبة في طريقكم ،وستجدون من أه ل التدين ومن العلما ء الرسميين من يستغرب فهمكم للسلم وينكر عليكم جهادكم في سبيله ،وسيحقد عليكم الرؤسا ء والزعما ء وذوو الجاه والسلطان ،وستقف في وجهكم ك ل الحكومات علي السوا ء ،وستحاو ل ك ل حكومة أن تجد من نشاطكم وأن تضع العراقي ل في طريقكم . وسيتذرع الغاصبون بك ل طرق لمناهضتكم إواطفا ء نور دعوتكم ،وسيستعينون في ذلك بالحكومات
الضعيفة واليدي الممتدة إليهم بالسؤا ل إواليكم بالسا ءة والعدوان .وسيثير الجميع حو ل دعوتكم
غبار الشبهات وظلم التهامات ،وسيحاولون أن يبصقوا بها ك ل نقيصة ،وأن يظهروها للناس في طإفأئوا أبشع صورة ،معتمدين علي قوتهم وسلطانهم ،ومعتدين بأموالهم ونفوذهم ) :أيإريأدونن أنسن أي س نور ا إ ل بإأنسفنواإهإهسم نونيسأنبى الأ إإل أنسن أيتإنم أنونرهأ نولنسو نكإرهن اسلنكاإفأرونن( )التوبة . (32:وستدخلون بذلك ول أن شك في دور التجربة والمتحان ،فستجنون وتعتقلون ،وتنقلون وتشردون ،وتصادر مصالحكم إ ب النناأس أنسن أيتسنرأكوا أنسن وتعط ل أعمالكم وتفتش بيوتكم ،وقد يطو ل بكم مدي هذا المتحان ) :أننحس ن نيأقولأوا آنمننا نوأهسم ل أيسفتنأنونن( )العنكبوت . (2:ولكن ال وعدكم من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين )نيا أنلينها النإذينن آنمأنوا نهس ل أنأدللأكسم نعنلى تإنجانرة تأسنإجيأكسم إمسن نعنذاةب أنإليةم نإ ظاإهإرينن( )الصف. (14-10: صنبأحوا ن ..........فنأننيسدننا الذينن آنمأنوا نعنلى نعأددوإهسم فنأن س فه ل أنتم مصرون علي أن تكونوا أنصار ال ؟ عوايمل النجاح ومن الحق أيها الخوان أن نذكر أمام هذه العقبات جميعا أننا ندعو بدعوة ال وهي أسمي 55رسالة المؤتمر الخامس -مجموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا
107
الدعوات ،وننادي بفكرة السلم وهي أقوي الفكر ،ونقدم للناس شريعة القرآن وهي أعد ل الشرائع ل ومن أنحسن إمن ا إ إ ل إ إ صسبنغاة( )البقرة , (138:وأن العالم كله في حاجة إلى هذه الدعوة ) ,صسبنغةن ا ن ن س س ن أ ن وك ل ما فيه يمهد لها و يهيئ سبيلها ،وأننا بحمد ال برا ء من المطامع الشخصية بعيدون عن المنافع الذاتية ،ول نقصد إل وجه ال وخير الناس ول نعم ل إل ابتغا ء مرضاته ،إواننا نترقب تأييد ك بإأننن الن نمسونلى النإذينن آنمأنوا نوأننن اسلنكاإفإرينن ل نمسونلى لنهأسم( )محمد: ال ونصره ال فل غالب له ) :نذلإ ن . (11فقوة دعوتنا وحاجة إليها ونبالة مقصدنا وتأييد ال إيانا هي عوام ل النجا ح التي ل تثبت ب نعنلى أنسمإرإه ولنإكنن أنسكثننر الننا إ س ل نيسعلنأمونن( أمامها عقبة ول يقف في طريقها عائق) :نوالأ نغالإ ر ن )يوسف. (21: وصـــيـة أيها الخوان المسلمون ،اسمعوا : أردت بهذه الكلمات أن أضع فكرتكم أمام أنظاركم فلع ل ساعات عصيبة تنتظرنا يحا ل فيها بيني وبينكم إلي حين ؛ فل أستطيع أن أتحدث معكم أو أكتب إليكم ،فأوصيكم أن تتدبروا هذه الكلمات وأن تحفظوها إذا استطعتم وأن تجتمعوا عليها ،إوان تحت ك ل كلمة لمعاني جمة.
أيها الخوان :أنتم لستم جمعية خيرية ول حزبا سياسيا ول هيئة موضعية لغراض محدودة
المقاصد .ولكنكم رو ح جديد يسري في قلب هذه المة فيحييه بالقرآن ،ونور جديد يشرق فيسدد
ظلم المادة بمعرفة ال ،وصوت داو يعلو مرددا دعوة الرسو ل صلي ال عليه وسلم ومن الحق الذي ل غلو فيه أن تشعروا أنكم تحملون هذا العب ء بعد أن تخلي عنه الناس . إذا قي ل :إلم لكم تدعون ؟ ... فقولوا :ندعو إلي السلم الذي جا ء به محمد صلي ال عليه وسلم والحكومة جز ء منه والحرية فريضة من فرائضه ، فإن قي ل لكم :هذه سياسة ! فقولوا :هذا هو السلم ونحن ل نعرف هذه القسام . إوان قي ل لكم :أنتم دعاة ثورة ،
فقولوا :نحن دعاة حق وسلم نعتقده ونعتز به ،فإن ثرتم علينا ووقفتم في طريق دعوتنا فقد أذن ال أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين . 108
إوان قي ل لكم :إنكم تستعينون بالشخاص والهيئات! فقولوا ) :آمننا إبا إ ل نوسحندهأ نونكفنسرننا بإنما أكننا بإإه أمسشإرإكينن( )غافر, (84: ن فإن للجوا في عدوانهم، فقولوا ) :نسلرم نعلنسيأكسم ل ننسبتنإغي اسلنجاإهإلينن( )القصص. (55: واجــبات أيها الخوان .. ـ آمنوا بال واعتزوا بمعرفته والعتماد عليه والستناد إليه ،فل تخافوا غيره ول ترهبوا سواه .وأدوا فرائضه واجتنبوا نواهيه . ـ وتخلقوا بالفضائ ل وتمسكوا بالكمالت .وكونوا أقويا ء بأخلقكم أعزا ء بما وهب ال لكم من عزة المؤمنين وكرامة التقا ء الصالحين . ـ وأقبلوا علي القرآن تتدارسونه ،وعلي السيرة المطهرة تتذاكرونها ،وكونوا عمليين ل جدليين ؛ فإذا هدي ال قوما ألهمهم العم ل ؛ وما ض ل قوم بعد هدي كانوا عليه إل أوتوا الجد ل. ـ وتحابوا فيما بينكم ،واحرصوا ك ل الحرص علي رابطتكم فهي سر قوتكم وعماد نجاحكم ،واثبتوا حتى يفتح ال بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين . ـ واسمعوا وأطيعوا لقيادتكم في العسر واليسر والمنشط والمكره ،فهي رمز فكرتكم وحلقة التصا ل فيما بينكم .
إة صإر ـ وترقبوا بعد ذلك نصر ال وتأييده .والفرصة آتية ل ريب فيها ) ,نونيسونمئذ نيسفنرأ ح اسلأمسؤإمأنونن ,بإنن س إ صأر نمسن نينشاأ ء نوأهنو اسلنعإزيأز النرإحيأم( )الروم. (5-4: ال نيسن أ وفقنا ال إواياكم لما يحبه و يرضاه ،وسلك بنا وبكم مسالك الخيار المهتدين ،وأحيانا حياة
العزا ء السعدا ء وأماتنا موت المجاهدين والشهدا ء إنه نعم المولي ونعم النصير .
56
البرنايمج العيملى إن أقوى السب ل لتحقيق النجا ح والتفوق هــو أن نتعلــم مــن تجــارب الخريــن ،إن القتــدا ء بأولئــك الذين حققوا نجاحا فى الحياة يجنبنا ضياع سنوات من العمر فى التجربة والخطأ ..فماذا عليك إن
قـرأت ســيرة عــالم مــن العلمــا ء أو مصــلح أو سياســى أو مرشــد فــى يــوم أو بضــع يــوم ..إن ذلــك مــن 56بين المس واليوم -مجموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا
109
شأنه أن يقدم لك نموذج نجح فـى تحقيــق أهــدافه حــتى أصــبحت واقــع فــى الحيـاة .ومــا نعرضـه الن مــن برنام ــج عملــي م ــن هــذا الســبي ل ،فــألى العم ــ ل لتس ــتكم ل عــدة الطري ــق ف ــى جـ ـوانب شخص ــيتك المختلفة. أو ل ل :لربك
.1أن يكون لك ورد يومي من كتاب ال ل يق ل عن جز ء ،واجتهد أل تختــم فــي أكــثر مــن شــهر ،ول فــي أق ل من ثلثة أيام .وأن تحافظ على الذكار وأل تقصر فى أدائها إل لضرورة قاهرة. .2أن تــديم مراقبــة ال ـ تبــارك وتعــالى ،وتخلــص النيــة لــه فــى كــ ل عمــ ل ،وتــذكر الخ ـرة وتســتعد لهــا، وتقطع مراح ل السلوك إلى رضوان ال بهمة وعزيمة ،وتتقرب إليه ســبحانه بنوافــ ل العبــادة ومــن ذلــك صلة اللي ل وصيام ثلثة أيـام مـن كـ ل شـهر علـى القـ ل ،والكثـار مـن الـذكر القلـبي واللسـاني علـى ك ل حا ل ،وتتحدري الدعا ء المأثور عن النبى صلى ال عليه وسلم في ك ل الحوا ل.
.3أن تحسن الطهارة الحسية والمعنوية وأن تظ ل على وضو ء غالب الحيان.
.4أن تحسن الصلة وتواظب على أدائها في أوقاتها ،وتحرص على الجماعة والمسجد ما أمكن ذلك. .5أن تصــوم رمضــان وتحــج الــبيت إن اســتطعت إليــه ســبيل ،وتعمــ ل علــى ذلــك إن لــم تكــن مســتطياعا الن ذلك. .6أن تستصحب دائاما نية الجهاد وحب الشهادة وأن تستعد لذلك ما وسعك الستعداد.
.7أن تجــدد التوبــة والســتغفار دائامــا وأن تتحــرز مــن صــغائر الثــام فضـ ـلا عــن كبارهــا ،وأن تجعــ ل
لنفسك ساعة قب ل النوم تحاسبها فيها على ما عملت من خير أو شر ،وأن تحرص على الوقت فهــو
الحياة فل تصرف جزا ءا منه من غير فائدة ،وأن تتورع عن الشبهات حتى ل تقع في الحرام.
.8أن تجاهـد نفسـك جهـاادا عنيفاـا حـتى يسـلس قيادتهـا لـك ،وأن تغـض طرفـك وتضـبط عاطفتـك وتقـاوم
نوازع الغريزة في نفسك ،وتسمو بها دائاما إلى الحل ل الطيب ،وتحو ل بينها وبين الحرام من ذلك أيــا
كان.
ثانيلا :لبدنك:
.9أن تبادر بالكشف الصحي العام وأن تأخذ في علج ما يكون فيك من أمراض ،وتهتم بأسباب القــوة والوقاية الجسمانية وتبتعد عن أسباب الضعف الصحي.
110
.10أن تبتعــد عــن السـ ـراف فــي قهــوة البــن والشــاي ،ونحوهــا مــن المشــروبات المنبهــة ،فل تشـ ـربها إل لضرورة ،وأن تمتنع بتااتا عن التدخين.
.11أن أتعنى بالنظافة في ك ل شي ء في المسكن والملبس والمطعم والبدن ومح ل العم ل عناية فائقة ،فقد بني الدين على النظافة.
.12أن تبتعــد عــن الميســر بكــ ل أن ـواعه مهمــا كــان المقصــد مــن ورائهــا ،وتتجنــب وســائ ل الكســب الح ـرام مهما كان ورا ءها من ربح عاج ل. .13أن تمتنع عن الخمر والمسكر والمفتر وك ل ما هو من هذا القبي ل ك ل المتناع. .14أن تزاو ل نوع ا من أنواع الرياضة البدنية ،ولو المشى ،وأن تنضم لفريق رياضى إذا سمح سنك. ثالثلا :لعقلك:
.15أن تجيد القرا ءة والكتابة ،وأن تكثر من المطالعـة فـي رسـائ ل الخـوان وج ارئـدهم ومجلتهـم ونحوهـا، وأن تكون لنفسك مكتبة خاصة مهمـا كـانت صـغيرة ،وأن تتبحـر فــي علمــك وفنــك إن كنـت مــن أهـ ل الختصــاص ،وأن تلــم بالشــؤون الســلمية العامــة إلماامــا يمكنــك مــن تصــورها والحكــم عليهــا حكمــا
يتفق مع مقتضيات الفكرة.
.16أن تحسن تلوة القرآن والستماع إليه والتدبر في معانيه ،وأن تدرس السيرة المطهرة وتاريخ الســلف بقــدر مــا يتســع لــه وقتــك ،وأقــ ل مــا يكفــي فــي ذلــك كتــاب )حمــاة الســلم( ،إوان تكــثر مــن القـرا ءة فــي
حــديث رســو ل الـ ـ صــلى الـ ـ عليــه وس ــلم ،وأن تحف ــظ أربعي ــن حــدياثا علــى القــ ل ولتك ــن الربعيــن
النووية ،وأن تدرس رسالة في أصو ل العقائد ورسالة في فروع الفقه. رابعلا :لوخلقك:
.17أن تكون صادق الكلمة فل تكذب أبادا ،قوى الرادة فى تتردد أبداا.
.18أن تكون وفايا بالعهد والكلمة والوعد ،فل تخلف مهما كانت الظروف.
.19أن تكون شجااعا عظيم الحتما ل ،وأفض ل الشجاعة الصراحة فـي الحــق وكتمــان السـر ،والعــتراف بالخطأ والنصاف من النفس وملكها عند الغضب.
.20أن تكون وقواار تؤثر الجد والرزانة دائاما ،ول يمنعك الوقار من المزا ح الصــادق والضــحك فـي تبســم، والتبسط فى غير تبذ ل.
.21أن تكون شـديد الحيـا ء دقيـق الشـعور ،عظيـم التـأثر بالحسـن والقبـح ،تسـر للو ل وتتـألم للثـاني ،وأن تكون متواضع في غير ذلة ول خنوع ول ملق ،وأن تطلب أق ل من مرتبتك لتص ل إليها بحق. 111
.22أن تبتعد عن أقران السو ء وأصدقا ء الفساد وأماكن المعصية والثم. وخايملسلا :لجيبك:
.23أن تزاو ل عملا اقتصادايا مهما كنت غنايا ،وأن تقدم العم ل الحر مهما كان ضئيل ،وأن تــزج بنفســك فيه مهما كانت مواهبك العلمية.
.24أل تحـرص علـى الوظيفـة الحكوميـة ،وأن تعتبرهـا أضـيق أبـواب الـرزق ول ترفضـها إذا أتيحـت لـك، ول تتخ ل عنها إل إذا تعارضت تعارضا تااما مع واجبات الدعوة.
.25أن تح ــرص كــ ل الح ــرص عل ــى أدا ء ح ــق مهنت ــك كــاملا مــن حي ــث الجــادة والتقــان وعــدم الغــش وضبط الموعد.
.26أن تبتعد عن الربا في جميع المعاملت وأن تتطهر منه تمااما. .27أن تخدم الثروة السلمية العامـة بتشـجيع المصـنوعات والمنشـيآت القتصـادية السـلمية ومقاطعـة منتجــات مــن يحــاربون المــة ،وأن تحــرص علــى القــرش فل يقــع فــي يــد غيــر إســلمية مهمــا كــانت الحوا ل ،ول تلبس ول تأك ل إل من صنع وطنك السلمي. .28أن تدخر للطوارئ جزا ءا من دخلك مهما ق ل ،وأل تتورط في الكماليات أبادا. .29أن تحــارب أمــاكن اللهــو فض ـلا عــن أن تقربهــا ،وأن تبتعــد عــن مظــاهر الــترف والس ـراف والتبــذير جمياعا.
لسادلسلا :لغيرك:
.30أن تكــون عــادلا صــحيح الحكــم فــي جميــع الحـوا ل ،ل ينســيك الغضــب الحســنات ول تغضــي عيــن
الرضا عن السيئات ،ول تحملك الخصومة على نسيان الجميــ ل ،وتقـو ل الحــق ولــو كــان علــى نفســك
أو على أقرب الناس إليك إوان كان ملرا. .31أن تكون عظيم النشاط مدرابا على الخدمات العامة ،تشعر بالسعادة والسرور إذا استطعت أن تقــدم خدمة لغيرك من الناس ،فتعود المريـض وتســاعد المحتـاج وتحمـ ل الضــعيف وتواسـي المنكــوب ولـو
بالكلمة الطيبة ،وتبادر دائاما إلى الخيرات.
.32أن تكــون رحيــم القلــب كريامــا ســماحا تعفــو وتصــفح وتليــن وتحلــم وترفــق بالنســان والحي ـوان ,جميــ ل
ظ ــا عل ــى الداب الس ــلمية الجتماعي ــة ف ــترحم المعامل ــة حس ــن الس ــلوك م ــع الن ــاس جمياع ــا ،محاف ا
112
الص ــغير وت ــوقر الك ــبير وتفس ــح ف ــي المجل ــس ،ول تتجس ــس ول تغت ــاب ول تص ــخب ،وتس ــتأذن ف ــي الدخو ل والنصراف ..الخ.
.33أن تكــون حســن التقاضــي لحقدــك ،وأن تــؤدي حقــوق النــاس كاملــة غيــر منقوصــة بــدون طلــب ،ول تماط ل أبادا. لسابعلا :لدعوتك:
.34أن تعمــ ل مــا اســتطعت علــى إحيــا ء العــادات الســلمية إواماتــة العــادات العجميــة فــي كــ ل مظــاهر
الحياة ،ومن ذلك التحية واللغة والتاريخ والزي والثاث ،ومواعيــد العمـ ل وال ارحـة ,والطعــام والشـراب، والقدوم والنصراف ،والحزن والسرور ..الخ ،وأن تتحرى السنة المطهرة في ذلك.
.35أن تعم ل على نشر دعوتك فـي كـ ل مكـان وأن تحيـط القيـادة علامـا بكـ ل ظروفـك ول تقـدم علـى عم ل يؤثر فيها تأثي اار جوهرايـا إل بـإذن ،وأن تكـون دائـم التصـا ل الروحـي والعملـي بهـا ،وأن تعتـبر نفسـك
دائاما جندايا في الثكنة تنتظر الوامر.
.36أن تشــترك فــي الــدعوة بجـز ء مــن مالــك ،وأن تــؤدي الزكــاة الواجبــة فيــه ،وأن تجعــ ل منــه حقاــا معلوامــا ل. للسائ ل والمحروم مهما كان دخلك ضئي ا
.37أن تعرف أعضا ء كتيبتك فرادا فرادا معرفة تامة ،وتعرفهــم بنفسـك معرفـة تامــة كـذلك ،وتـؤدي حقـوق
أخوتهم كاملة من الحــب والتقـدير والمسـاعدة واليثــار وأن تحضــر اجتماعــاتهم فل تتخلــف عنهـا إل
بعذر قاهر ،وتؤثرهم بمعاملتك ومودتك دائاما. .38أن تقــاطع المحــاكم غيــر الســلمية ،فل تــذهب إليهــا إل مضــط ارا ،والنديــة والصــحف والجماعــات والمدارس والهيئات التي تناهض فكرتك السلمية مقاطعة تامة.
.39أن تتخلى عن صـلتك بـأي هيئـة أو جماعـة ل يكـون التصـا ل بهـا فـي مصـلحة فكرتــك وخاصـة إذا أأمرت بذلك. ولذلك كله: .40أن يكــون لــك قبــ ل النــوم ســاعة تحاســب نفســك فيهــا علــى مبلــغ أدائــك لهــذه الواجبــات ،لفــإن وجــدت خي ار فاحمد ال ،إوان مجدت تقصي ار فاستغفر وتب إليه ،واستعن به ونعم المولى ونعم النصير. واقتر ح عليك طريقة عملية للنتق ل بهذه الواجبات مـن دائـرة الفكـر إلـى دائـرة العمـ ل ،إنهـا 39واجـب يمكن تقسيمها على 13أسبوع ) 91يوماا( بحيث تختار ك ل أسبوع ثلثـة واجبـات فقـط لتطبقهـا فيـه 113
،ولتأخذ بعض الواجبات التى قد تكون محقـق فيهـا تقـدم مـع تلـك الـتى بهـا قصـور ليحـدث شـئ مـن الت ـوازن ،ولتجلــس يومي ـ ا لتحاســبك نفســك علــى اللــتزام بهــذه الواجبــات لتصــ ل فــى نهايــة 91يوم ـ ا
لستكما ل الصفات التى تؤهلك لتكون على طريق ال ،فياله من دين لو أن له رجا ل.
قــم بتصــوير هــذا الجــدو ل 13صــورة لتســج ل فيهــا كــ ل يــوم مــا تقــوم بــه مــن واجبــات ،وهــذا اقــترا ح لبرمجة هذا الوبرنامج العملى على هذه المدة. وال من ورا ء القصد وهو يهدى السبي ل
114
ال سب وع
ال
و ل
ال
سب وع
الثا نى
الواجب الو ل
الواجب الثانى
الواجب الثالث
.1أن يكون لك ورد يومي من كتاب
.2أن تبتعد عن السراف في
ال ل يق ل عن جز ء ،واجتهد أل تختم
قهوة البن والشاي ،ونحوها من
.3أن أتعنى بالنظافة في ك ل شي ء
المشروبات المنبهة ،فل تشربها
والبدن ومح ل العم ل عناية فائقة،
ثلثة أيام .وأن تحافظ على الذكار
إل لضرورة ،وأن تمتنع بتااتا عن
فقد بني الدين على النظافة.
في أكثر من شهر ،ول في أق ل من وأل تقصر فى أدائها إل لضرورة
التدخين.
في المسكن والملبس والمطعم
قاهرة .4أن تديم مراقبة ال تبارك وتعالى،
.5أن تبتعد عن الميسر بك ل
.6أن تمتنع عن الخمر والمسكر
وتخلص النية له فى ك ل عم ل ،
أنواعه مهما كان المقصد من
والمفتر وك ل ما هو من هذا القبي ل
وتذكر الخرة وتستعد لها ،وتقطع
ورائها ،وتتجنب وسائ ل الكسب
مراح ل السلوك إلى رضوان ال بهمة
الحرام مهما كان ورا ءها من ربح
وعزيمة ،وتتقرب إليه سبحانه بنواف ل
ك ل المتناع.
عاج ل.
العبادة ومن ذلك صلة اللي ل وصيام ثلثة أيام من ك ل شهر على الق ل، والكثار من الذكر القلبي واللساني على ك ل حا ل ،وتتحدري الدعا ء
المأثور عن النبى صلى ال عليه وسلم في ك ل الحوا ل.
.7أن تجيد القرا ءة والكتابة ،وأن تكثر .8أن تبادر بالكشف الصحي من المطالعة في رسائ ل الخوان
ال سب وع
الثا
لث
العام وأن تأخذ في علج ما
وجرائدهم ومجلتهم ونحوها ،وأن
يكون فيك من أمراض ،وتهتم
تكون لنفسك مكتبة خاصة مهما كانت
بأسباب القوة والوقاية الجسمانية
إن كنت من أه ل الختصاص ،وأن
الصحي.
صغيرة ،وأن تتبحر في علمك وفنك
تلم بالشؤون السلمية العامة إلمااما يمكنك من تصورها والحكم عليها
وتبتعد عن أسباب الضعف
حكما يتفق مع مقتضيات الفكرة.
115
.9أن تحسن الطهارة الحسية والمعنوية وأن تظ ل على وضو ء غالب الحيان.
ملحظا ت
.10أن تحسن تلوة القرآن والستماع إليه والتدبر في معانيه ،وأن تدرس
ال سب وع
ال ار بع
.11أن تحسن الصلة وتواظب .12أن تصوم رمضان وتحج البيت
السيرة المطهرة وتاريخ السلف بقدر ما
على أدائها في أوقاتها ،وتحرص على الجماعة والمسجد ما أمكن
إن استطعت إليه سبيل ،وتعم ل
يتسع له وقتك ،وأق ل ما يكفي في ذلك
ذلك.
ذلك.
كتاب )حماة السلم( ،إوان تكثر من
على ذلك إن لم تكن مستطياعا الن
القرا ءة في حديث رسو ل ال صلى ال عليه وسلم ،وأن تحفظ أربعين حدياثا على الق ل ولتكن الربعين النووية، وأن تدرس رسالة في أصو ل العقائد ورسالة في فروع الفقه.
.13أن تجدد التوبة والستغفار دائاما ال وأن تتحرز من صغائر الثام فضلا
سب
عن كبارها ،وأن تجع ل لنفسك ساعة
وع
قب ل النوم تحاسبها فيها على ما عملت
الخ
من خير أو شر ،وأن تحرص على
ام
الوقت فهو الحياة فل تصرف جزا ءا منه من غير فائدة ،وأن تتورع عن
س
.14أن تستصحب دائاما نية
الجهاد وحب الشهادة وأن تستعد لذلك ما وسعك الستعداد.
.15أن تزاو ل نوع ا من أنواع
الرياضة البدنية ،ولو المشى ،وأن تنضم لفريق رياضى إذا سمح سنك.
الشبهات حتى ل تقع في الحرام. ال سب وع
الس اد
س ال
سب وع
الس ابع
.16أن تجاهد نفسك جهاادا عنيافا حتى .17أن تكون صادق الكلمة فل يسلس قيادتها لك ،وأن تغض طرفك
وتضبط عاطفتك وتقاوم نوازع الغريزة في نفسك ،وتسمو بها دائاما إلى
تكذب أبادا ،قوى الرادة فى تتردد أبداا.
.18أن تكون وفايا بالعهد والكلمة والوعد ،فل تخلف مهما كانت الظروف.
الحل ل الطيب ،وتحو ل بينها وبين الحرام من ذلك أيا كان. .19أن تكون شجااعا عظيم الحتما ل،
.20أن تكون وقواار تؤثر الجد
وكتمان السر ،والعتراف بالخطأ
من المزا ح الصادق والضحك
وأفض ل الشجاعة الصراحة في الحق
والرزانة دائاما ،ول يمنعك الوقار
والنصاف من النفس وملكها عند
في تبسم ،والتبسط فى غير
الغضب.
تبذ ل.
116
.21أن تبتعد عن الربا في جميع
المعاملت وأن تتطهر منه تمااما.
.22أن تكون شديد الحيا ء دقيق ال
الشعور ،عظيم التأثر بالحسن والقبح، تسر للو ل وتتألم للثاني ،وأن تكون
سب
متواضع في غير ذلة ول خنوع ول
الثا
لتص ل إليها بحق.
وع
من
.23أن تدخر للطوارئ جزا ءا من دخلك مهما ق ل ،وأل تتورط في الكماليات أبادا.
ملق ،وأن تطلب أق ل من مرتبتك
.24أن تخدم الثروة السلمية العامة بتشجيع المصنوعات
والمنشيآت القتصادية السلمية ومقاطعة منتجات من يحاربون
المة ،وأن تحرص على القرش فل يقع في يد غير إسلمية مهما
كانت الحوا ل ،ول تلبس ول تأك ل إل من صنع وطنك السلمي.
ال
سب وع
.25أن تبتعد عن أقران السو ء
وأصدقا ء الفساد وأماكن المعصية
الحكومية ،وأن تعتبرها أضيق
والثم.
أبواب الرزق ول ترفضها إذا
أدا ء حق مهنتك كاملا من حيث
أتيحت لك ،ول تتخ ل عنها إل
وضبط الموعد.
التا
واجبات الدعوة.
ع
سب وع
الع اش ر ال
سب وع
الح اد
ى ع
ش ر
الجادة والتقان وعدم الغش
إذا تعارضت تعارضا تااما مع
س
ال
.26أل تحرص على الوظيفة
.27أن تحرص ك ل الحرص على
.28أن تكون عادلا صحيح الحكم في الحسنات ول تغضي عين الرضا عن
.29أن تزاو ل عملا اقتصادايا مهما كنت غنايا ،وأن تقدم العم ل
الحر مهما كان ضئيل ،وأن تزج
مظاهر الترف والسراف والتبذير
السيئات ،ول تحملك الخصومة على
بنفسك فيه مهما كانت مواهبك
جمياعا.
جميع الحوا ل ،ل ينسيك الغضب
نسيان الجمي ل ،وتقو ل الحق ولو كان
العلمية.
.30أن تحارب أماكن اللهو فضلا عن أن تقربها ،وأن تبتعد عن
على نفسك أو على أقرب الناس إليك
إوان كان ملرا. .31أن تكون رحيم القلب كرياما سماحا .32أن تكون عظيم النشاط مدرابا تعفو وتصفح وتلين وتحلم وترفق
على الخدمات العامة ،تشعر
بالنسان والحيوان ,جمي ل المعاملة
بالسعادة والسرور إذا استطعت
حسن السلوك مع الناس جمياعا، ظا على الداب السلمية محاف ا
أن تقدم خدمة لغيرك من الناس، فتعود المريض وتساعد المحتاج
الجتماعية فترحم الصغير وتوقر
وتحم ل الضعيف وتواسي
الكبير وتفسح في المجلس ،ول
المنكوب ولو بالكلمة الطيبة،
تتجسس ول تغتاب ول تصخب، وتستأذن في الدخو ل والنصراف..
وتبادر دائاما إلى الخيرات.
الخ.
117
.33أن تكون حسن التقاضي
لحدقك ،وأن تؤدي حقوق الناس
كاملة غير منقوصة بدون طلب، ول تماط ل أبادا.
ال سب وع
الثا نى ع
ش
.34أن تعم ل ما استطعت على إحيا ء العادات السلمية إواماتة العادات
العجمية في ك ل مظاهر الحياة ،ومن ذلك التحية واللغة والتاريخ والزي
.35
أن تعم ل على نشر
دعوتك في ك ل مكان وأن تحيط
القيادة علاما بك ل ظروفك ول تقدم
والثاث ،ومواعيد العم ل والراحة,
على عم ل يؤثر فيها تأثي اار جوهرايا إل بإذن ،وأن تكون دائم
والنصراف ،والحزن والسرور ..الخ،
وأن تعتبر نفسك دائاما جندايا في
والطعام والشراب ،والقدوم
التصا ل الروحي والعملي بها،
وأن تتحرى السنة المطهرة في ذلك.
الثكنة تنتظر الوامر.
ال
.37أن تعرف أعضا ء مسجدك فرادا فرادا معرفة تامة ،وتعرفهم بنفسك
.38أن تقاطع المحاكم غير
الثا
أخوتهم كاملة من الحب والتقدير
والجماعات والمدارس والهيئات
لث
والمساعدة واليثار وأن تحضر
التي تناهض فكرتك السلمية
ش
قاهر ،وتؤثرهم بمعاملتك ومودتك
ر سب وع
ع ر
.40
معرفة تامة كذلك ،وتؤدي حقوق
اجتماعاتهم فل تتخلف عنها إل بعذر
.36أن تشترك في الدعوة بجز ء من مالك ،وأن تؤدي الزكاة الواجبة
فيه ،وأن تجع ل منه حاقا معلواما للسائ ل والمحروم مهما كان دخلك ل. ضئي ا
.39أن تتخلى عن صلتك بأي هيئة
السلمية ،فل تذهب إليها إل
أو جماعة ل يكون التصا ل بها
مضط ارا ،والندية والصحف
في مصلحة فكرتك وخاصة إذا أأمرت بذلك.
مقاطعة تامة.
دائاما.
أن يكون لك قب ل النوم ساعة تحاسب نفسك فيها على مبلغ أدائك لهذه الواجبات ،لفإن وجدت خي ار فاحمد ال ،إوان مجدت تقصي ار فاستغفر وتب إليه ،واستعن به ونعم المولى ونعم النصير.
118
قضايا معاصرة فى ظل ل الصو ل العشرين
119
المواطنة
120
اليمواطنة تعرف "المواطنة" بأنها :مكانة أو علقة اجتماعية تقوم بين شخص طبيعي )المواطن( ،وبين مجتمع سياسي )الدولة( ،ومن خل ل هذه العلقة يقدم الطرف الو ل الول ء ،ويتولى الطرف الثاني الحماية ،وتتحدد هذه العلقة بين الشخص والدولة بالمساواة أمام القانون "الوضعي" في ظ ل هيمنة الدولة القومية. ويعبر مفهوم المواطنة بمعناه الحديث عن تطور شديد التعقيد صاغته أوروبا الغربية في القرن التاسع عشر خل ل عمليات تاريخية واجتماعية وسياسية تم فيها النتقا ل من الحق اللهي المقدس إلى حق المواطن ،ومن هيمنة الكنيسة إلى هيمنة الدولة ،وتحو ل النتما ء العرقي أو الديني إلى انتما ء لمجتمع مدني سياسي يعتمد على الدارة العقلنية.57 تأنعلد "المواطنة" أحد المفاهيم الرئيسية في الفكر الليبرالي منذ تبلوره في القرن السابع عشر كنسق للفكار والقيم ،ثم تطبيقه في الواقع الغربي في المجالين القتصادي والسياسي في القرنين التاليين ،وما ترتب على ذلك من آثار على الترتيبات الجتماعية والعلقات النسانية في القرن العشرين ثم مطلع قرننا هذا. وقد شهد هذا المفهوم تغيرات عديدة في مضمونه واستخدامه ودللته ،فلم يعد فقط يصف العلقة بين الفرد والدولة في شقها السياسي القانوني كما ساد سابقاا ،ب ل تد ل القرا ءة في الدبيات
والدراسات السياسية الحديثة على عودة الهتمام بمفهوم "المواطنة" في حق ل النظرية السياسية بعد أن طغى الهتمام بدراسة مفهوم "الدولة" مع نهاية الثمانينيات ،ويرجع ذلك لعدة عوام ل ،أبرزها الزمة التي تتعرض لها فكرة الدولة القومية التي مثلت ركيزة الفكر الليبرالي لفترة طويلة؛ وذلك نتيجة عدة تحولت شهدتها نهاية القرن العشرين: أولها :تزايد المشكلت العرقية والدينية في أقطار كثيرة من العالم ،وتفجر العنف ب ل والبادة
الدموية ،ليس فقط في بلدان لم تنتشر فيها عقيدة الحداثة من بلدان العالم الثالث ب ل أيض ا في قلب
العالم الغربي أو على يد قواه الكبرى ،بد ءا من البادة النازية لجماعات من اليهود ،ومرو ار بالبادة 57قاموس المصطلحات السياسية
121
النووية في هيروشيما ،ومؤخ ار البادة الصربية للمسلمين ،والبادة المريكية للعراقيين وللفغان،
والبادة الجارية للفلسطينيين.
وثانيها :بروز فكرة "العولمة" التي تأسست على التوسع الرأسمالي العابر للحدود وثورة التصالت
والتكنولوجيا من ناحية أخرى ،والحاجة لمراجعة المفهوم الذي قام على تصور الحدود القليمية للوطن والجماعة السياسية وسيادة الدولة القومية ،وكلها مستويات شهدت تحولا نوعياا.
وعلى صعيد آخر فإن نمو التجاهات الصولية المسيحية واليمينية المتطرفة في البلدان التي مثلت مهد التجربة الليبرالية قد أدى إلى مراجعة المفهوم والتأكيد على محوريته لمواجهة هذه الفكار وآثارها في الواقع السياسي والجتماعي الغربي المعقد مع وجود أقليات عرقية ودينية منها العرب والمسلمون ،هذا فضلا عن وصو ل الفردية كفكرة مثالية لتحقيق حرية وكرامة الفرد إلى منعطف خطير في الواقع الليبرالي ،بعد أن أدى التطرف في ممارستها وعكوف الفراد على ذواتهم
ومصالحهم الضيقة إلى تهديد التضامن الجتماعي الذي يمث ل أساس وقاعدة أي مجتمع سياسي، وتراجع الهتمام بالشأن العام لصالح الشأن الخاص ،وتنامى ما يسميه البعض "موت السياسة" وبروز "سياسات الحياة اليومية".58
اليمواطنة فى الغرب الدييمقراطى يعد مفهوم المواطنة من المفاهيم الحديثة التى صاحبت قيام )الدولة القومية( فى أوروبا خل ل عمليات تاريخية واجتماعية وسياسية تم فيها النتقا ل من) الحق اللهي( للحاكم إلى حق المواطن ومن هيمنة الكهنوت إلى اداره الدولة. وكان ذلك تعبيرعن رغبه قويه للتخلص من طغيان السلطة الدينية وتجاوزات الكنيسة الكاثوليكية الغربية ولذلك نجد أن أهم ما يميز الدولة القومية فى أوروبا هو مبدأ الفص ل بين الدين والدولة ورفض تدخ ل المؤسسات الدينية في ك ل ماله صلة بالعلقة بين المواطن والدولة ..وهو المر المناقض تماما للحالة السلمية تاريخيا وفكريا ،ب ل إن حضور المؤسسة الدينية فى العلقة بين
58المواطنة بين مثاليات الجماعة وأساطير الفردانية – هبة رؤو،ف islamonline.net
122
الفرد والسلطة كان دائما لصالح الفرد فى كبح جما ح السلطة والحد من نفوذها وسطوتها ،ناهيك عن خلو السلم من اى واسطة بين النسان والخالق سبحانه. 59 ولكن المواطنة التى ترتكز على النتما ء إلى الوطن ،وهي العام ل الفيص ل في رؤية الدولة لمفهومي حق وواجب المواطن ،ل تنفك عن مصطلح الديمقراطية التي هي خيار الغلبية ،فباسم الغلبية فى الغرب جا ءت العلمانية وانتهت علقة الكاثوليكية بالدولة وح ل محلهما الشعب وممثلوه وعلقتهم أبدا السما ح بانتهاك خيار الغلبية ،أي خيار بالدولة .ولكن وعلى مر التاريخ لم تعن المواطنة ا بديل ا نظاما وروحاا ا العلمانية التاريخي ،حيث اكتسبت هذه الخيرة حجية أعلى ،فقد برزت العلمانية منهجا مدنلينا لدارة المجتمع وحركته في سائر مناحي الحياة ،هنا تتبدى لنا المشكلة ا لدين ل يمتلك التاريخية المتمثلة في الفارق البنيوي الموضوعي بين المسيحية والسلم ،فإذا كانت الديانة الولى
ل تمتلك نظاما قانونييا ومنهجا لدارة دفة الحكم ،فما ذنب الديانة الثانية في أل تكون مرجعا شامل حاكما لدولة ولديها تلك الداة القانونية والمنهج الذي يشيد بها حتى نفر من رجا ل القانون الغربيين. من نافلة القو ل أن الحتكام إلى القرآن والسنة هو احتكام أوسع من مجرد تطبيق أحكام الشريعة
السلمية يدين به المسلم ويتبعه تعلبدا ،أما غير المسلم فيتبعه قانوانا مدنييا ،خاصة أن ذات هذا القانون ل يلزم غير المسلم بالجانب الشعائري ويدعه له ولرجا ل دينه ،وانطلقا من المرحلة التاريخية الحالية بما فيها من انكسارات ضخمة للدولة المسلمة في مصر ،يقف دعاة الحتكام إلى السلم فوق أرضية الدفاع في مواجهة ضغوط قبطية-علمانية متزايدة.
في دو ل مث ل الوليات المتحدة وفرنسا التي يرى فيها العلمانيون نموذجا علمانييا آخر ،ل يكتسب خيار القلية )بالمفهوم السياسي للكلمة( الصفة الملزمة إن لم تقب ل به الغلبية. هنا أعود للنموذج العلماني الليبرالي الفرنسي لستحضر تعاطي الدولة الفرنسية بأغلب مؤسساتها الفاعلة مع الحالة السلمية في الداخ ل ،ومن بين المثلة الدالة على نسبية مفهوم آخر هو حرية التعبير من زاوية علقته بمفهوم المواطنة ،حيث إن وزير الداخلية السابق شار ل باسكوا قد أصدر في عقد التسعينيات ق ار ار بحظر بيع كتاب الحل ل والحرام للشيخ يوسف القرضاوي؛ لنه ينص على جواز ضرب الزوج لزوجته برغم أن ذلك يكون زج ار بالسواك ،أكثر من ذلك أن الداعية ) 59المواطنة( في المجتمع المسلم..رؤية من الخوان المسلمين – د .عبد المنعم أبو الفتوح islamonline.net
123
الجنوب إفريقي الراح ل أحمد ديدات تم منعه من دخو ل فرنسا ،وحظرت كتبه وأشرطته لسنوات ل لشي ء إل أنها تحوي مناظرات تذهب إلى بطلن سند الناجي ل الحالية )ل ننسى أن فرنسا دولة غير دينية(. قضية حجاب الطالبات المسلمات الفرنسيات هي الكثر دللة على نسبية المفاهيم ،خاصة ما يتعلق منها بمصطلح المواطنة ،فبعد أن أصدر مجلس الدولة فتوى في مطلع التسعينيات تقو ل إن الحجاب ل يمث ل انتهاكا للعلمانية ،قاد الرئيس السابق جاك شيراك قب ل مغادرته الحكم عام 2005 حملة أفضت إلى اعتماد الغلبية النيابية ق ار ار بحظره ليس فقط في المدارس إوانما في سائر المؤسسات العامة. بطبيعة الحا ل تم تغليب مفهوم الغلبية على مفهوم المواطنة التي ل تعني وفقا للبنا ء التشريعي الفرنسي انتهاك إرادة الغلبية ،المثلة على ذلك كثيرة وتقو ل ببساطة إنه ل يوجد ما يعرف بالمواطنة المطلقة؛ لنها ببساطة محكومة بثوابت الغلبية ،ول يجب أن نغف ل المرجعية العليا التي يستند إليها المجتمع ،فحين تكون العلمانية مرجعا ،تكتسب شرعية تفوق ما عداها حتى لو جارت على المواطنة ومعها مبدأ حرية التعبير والملبس. هذه الغلبية هي التي تتحدث باسمها مثل المستشارة اللمانية آنجيل ميرك ل حين تشدد على الهوية المسيحية لوروبا ،المر ذاته يتجلى في حديث راعي الدستور الوروبي ورئيس لجنة صياغته الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان ،وهناك عرف مستقر في الدساتير يكرس ما يطلق عليه الشرعية اللية للغلبية ،إذ ل يتصور وجود رئيس وزرا ء بريطاني مسلم من أص ل باكستاني أو حتى بريطاني ،ولم يكن ممكنا بحا ل لكارلوس منعم المسلم السوري الص ل أن يصعد إلى سدة الحكم في بلده الرجنتين ،لو لم يكن قد تحو ل إلى الديانة المسيحية ،وحينما أراد الجمهوريون في معركة تكسير عظام الديمقراطيين أن ينالوا من مرشحهم البرز حتى الن باراك أوباما ،اكتفوا بتوزيع منشور يذكر فيه اسمه الصلي وهو باراك حسين أوباما ،أي أنه يكفي لدى الناخب المريكي أو ربما قطاع كبير من الناخبين المريكيين أن يعرفوا أن منافس هيلري كلينتون مسلم الديانة ،لكي ينفضوا عنه.
124
هذه هي حقائق الشيا ء كما هي ل كما يود أن يراها البعض ،وهذا هو الواقع السياسي الذي يفرض آلياته على الرض في الشارع حتى لو نص الدستور المريكي على حرية المعتقد ،فالحرية ومن ثم المواطنة يجب أل ترقى بحا ل من الحوا ل إلى التحو ل لواقع يخالف ثوابت المة المسيحية المريكية التي تطبع شعارها الديني على عملتها.60 فما يحدث في الغرب الن من وجود المسلمين في الغرب اسقط ورقة التوت التى تغطى ديمقراطية الغرب ،لقد كان الغرب متجانسا فيما بينه بسبب المسيحية إلى أن دخله السلم والمسلمون الذين شذوا عن هذا التجانس ،ومن هنا كثر الحديث عن القيم الغربية حتى أن "توني بلير" -رئيس وزرا ء بريطانيا السابق -قا ل" :إما أن يقب ل المسلمون قيمنا أو يتركوا بلدنا" ،فالغلبية دائما تريد أن أتسيد قيمها.
فالتطبيق الغربي للديمقراطية يستند على مبادئ هذه المجتمعات وديانتها ،وبذلك فهو يمارس الديمقراطية التي يراها والتي تجمع بين الحسن والسيئ ،ومن السذاجة أن نقيم ما هو سيئ بحجة أنه ديمقراطي ،فل يمكن لحد أن ينكر أن الستعمار الغربي القديم تم بنا ء على قرار ديمقراطي، وكذلك احتل ل العراق وأفغانستان كان نتيجة قرار ديمقراطي ،فالديمقراطية ل تحم ل داخلها محتوى إنما هي مجرد إجرا ءات ،فقد يكون القرار ديمقراطي %100وظالم .61%100
اليمواطنة فى الفكر اللسليمي عندما أفكر في حقوق المواطن في أي أمة أتذكر قصة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز عندما سمع أن هناك جماعة من الناس )الزردشت عبدة النار( تسمح بزواج البن من أمه وأخته فكتب إلى فقيه عصره الحسن البصري يسأله عن رأي السلم في هذا المر ،فكتب إليه الحسن البصري رسالة رائعة يجب أن تعلق فوق ك ل المجالس الشعبية في العالم ،قا ل فيها: "إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز :هذا مما جرت به عقائدهم ،إوانما أنت متبع
ولست مبتدعا ،فالزم ،والسلم".
60الشريعة ومقصود المواطنة . .أزمة الهوية في مصر -سيد حمدي islamonline.net 61من حق الغلبية تشكيل الهوية -جعفر شيخ إدريس islamonline.net -
125
ولقد استقر في الفكر السلمي أن الناس أحرار فيما يعتقدون ولكنهم ملتزمون بمعاملت الغلبية إل في المعاملت المرتبطة بعقائدهم ،فهم فيها أحرار أيضا. أي إن أي أقلية سوف تتمتع في الفكر السلمي بالحرية الكاملة في عقائدها وفي أي معاملت لها صلة بهذه العقيدة ،مث ل قوانين الزواج أو النسك والشعائر الدينية .ب ل من حقها أيضا المتناع عن المشاركة في الدفاع عن الوطن إن استشعرت أن هذا المر سيحرجها دينيا ،وتدفع حينئذ ضريبة تسمى الجزية ،وهي ليست ملزمة بدفعها إن شاركت في الدفاع عن الوطن. ونحن نذكر أن هذه الحقوق ل يتمتع بها المواطنون في أعظم الديمقراطيات في الغرب ،ل في قوانين الزواج ول في حق المتناع عن النخراط في الجيش ،وما زلت أذكر المحاكمة الشهيرة لمحمد علي كلي الذي امتنع عن المشاركة في حرب فيتنام في فترة الستينيات. وفي مجا ل الهداف المجتمعية وتحديدها نذكر بما فعله رسو ل ال -صلى ال عليه وسلم -في المدينة وكانت في ذلك الوقت خليطا من المسلمين واليهود ،ونذكر أن الجميع توافق على وثيقة مجتمعية تحدد آفاق التعايش بينهم. قا ل ابن هشام :قا ل ابن إسحاق :وكتب رسو ل ال كتابا بين المهاجرين والنصار ع فيه يهود وعاهدهم على دينهم وأموالهم ،وشرط لهم واشترط عليهم" :بسم ال الرحمن واند ن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم :إنهم أمة واحدة من دون الناس .المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى،ك ل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى وك ل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو الحارث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهمالولى وك ل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى ،وك ل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. 126
وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى وك ل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى وك ل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين .وبنو الأنبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى وك ل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو الوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الولى وك ل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين .إوان المؤمنين ل يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فدا ء أو عق ل وأن ل يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه. إوان المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين إوان أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم .ول يقت ل مؤمن مؤمنا في كافر ول ينصر كاف ار على مؤمن .إوان ذمة ال واحدة يجير عليهم أدناهم .إوان المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس .إوانه من تبعنا من يهود فإن له النصر والسوة غير مظلومين ول
متناصرين عليهم.
إوان سلم المؤمنين واحدة،ل يسالم مؤمن دون مؤمن في قتا ل في سبي ل ال إل على سوا ء وعد ل بينهم .إوان ك ل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا .إوان المؤمنين يـبي ء بعضهم
على بعض بما نا ل دما ءهم في سبي ل ال .إوان المؤمنين المتقين على أحسن هدي وأقومه .وأنه ل يجير مشرك مال لقريش ول نفسا ول يحو ل دونه على مؤمن .إوانه من اعتبط مؤمنا قتل عن
بينة فإنه قود به إل أن يرضى ولي المقتو ل .إوان المؤمنين عليه كافة ول يح ل لهم إل قيام عليه.
إوانه ل يح ل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بال واليوم الخر أن ينصر محدثا ول يؤويه ،وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة ال وغضبه يوم القيامة ول يؤخذ منه صرف ول عد ل .إوانكم مهما اختلفتم فيه من شي ء فإن مرده إلى ال عز وج ل إوالى محمد إوان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين .إوان يهود بني عوف أمة مع المؤمنين .لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إل من ظلم وأثم فإنه ل يوتغ إل نفسه وأه ل بيته. 127
عوف،وان ليهود بني الحارث مث ل ما ليهود إوان ليهود بني النجار مث ل ما ليهود بني إ ،وان ليهود بني جشم مث ل ما ليهود ،وان ليهود بني ساعدة مث ل ما ليهود بن عوف إ بني عوف إ
عوف،وان ليهود بني ثعلبة مث ل ما ليهود بني عوف ،إوان ليهود بني الوس مث ل ما ليهود بني إ بني عوف ،إل من ظلم وأثم فإنه ل يوتغ إل نفسه وأه ل بيته .إوان جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم .إوان كأنفسهم .إوان
طيبة مث ل ما ليهود بني عوف .إوان البر دون الثم إوان موالي ثعلبة لبني الأش ن بطانة يهود كأنفسهم .إوانه ل يخرج منهم أحد إل بإذن محمد
ظلم .إوان إوانه ل ينحجز على نار جر ح .إوانه من فتك فبنفسه فتك وأه ل بيته ،إل من أ ال على أبر هذا .إوان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم ،إوان بينهم النصر على من
حارب أه ل هذه الصحيفة ،إوان بينهم النصح والنصيحة والبر دون الثم .إوانه لم يأثم امرؤ بحليفه .إوان النصر للمظلوم .إوان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين .إوان يثرب حرام جوفها له ل هذه الصحيفة .إوان الجار كالنفس غير مضار ول آثم .إوانه ل تجار حرمة إل بإذن أهلها .إوانه ما كان بين أه ل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى ال عز وج ل إوالى محمد رسو ل ال
إوان ال على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره .إوانه ل تجار قريش ول من نصرها .إوان بينهم النصر على من دهم يثرب .إواذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه
ويلبسونه إوانهم إذا دعوا إلى مث ل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إل من حارب في الدين على ك ل أناس حصتهم في جانبهم الذي قبلهم .إوان يهود الوس مواليهم وأنفسهم على مث ل ما له ل هذه الصحيفة مع البر المحض من أه ل هذه الصحيفة-.قا ل ابن هشام ويقا ل مع البر المحسن من
أه ل هذه الصحيفة .إوان البر دون الثم ل يكسب كاسب إل على نفسه. إوان ال على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره .إوانه ل يحو ل هذا الكتاب دون ظالم آثم،وانه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إل من ظلم أو أثم .إوان ال جار لمن بر واتقى و إ
ومحمد رسو ل ال.62
) 62أوخرجه -بهذا الطول -ابن هشام ، 3/31وابن كثير في النهاية ،3/224وابن سيد الناس في عيون الرثر .1/238كلهم عن ابن إسحاق دون ذكر سند
128
اللسلم ضرورة وطنية لذا يأتى السلم كضرورة وطنية لن الوطن في حاجة إلــى قلــوب أبنــائه وسـواعدهم وتضــحياتهم ,وليــس كالــدين عامــ ل قــوي يبعــث فــي نفــوس المثقفيــن وعامــة الشــعب علــى السـوا ء حــب الــوطن والتضحية في سبيله والذود عن كيانه ,والتاريخ السلمي القديم وعظمته ليست إل أث ار بينــا لمــا أوجده الدين في نفوس المسلمين الوائ ل من هذه الحياة المليئة بأروع معاني التضحية واليثار. وفــي عص ـرنا الحاضــر اســتطاعت الــدعوة الســلمية أن تحيــي هــذه المعــاني بمــا رآه النــاس مــن ضروب التضحية والفدا ء في حرب فلسطين ومعركة القنا ل الولى على أيدي الخوان المســلمين ,ولـو أن جميــع مــن اشــتركوا فــي حــرب فلســطين كــانت تمل نفوســهم تلــك الــرو ح الــتي بثهــا الــدين في نفوس الخوان المسلمين لتغير مصير هذه المعركة من هزيمة إلى نصر. إن الجيوش ل تنتصر بقوة الســل ح فحســب ,ولكنهـا تنتصـر بقـوة الـرو ح المعنويـة قبــ ل كــ ل شـي ء وقــادة الجيــوش فــي العصــر الحــديث يحرصــون علــى الــرو ح المعنويــة فــي جيوشــهم فــي وســائلهم الخاصـ ــة ,ونحـ ــن المسـ ــلمين ل نجـ ــد أذكـ ــى لهـ ــذه الـ ــرو ح مـ ــن الـ ــدين حيـ ــن يفهـ ــم علـ ــى وجهـ ــه الصحيح.63 أيميمية الرلسالة اللسليمية ووخصوصية الواجب الوطني ونود أن نفرق بين )أممية الرسالة السلمية( وبين )خصوصية الواجب الوطني( .نعم السلم رسالة أممية ولكنه يدعو أتباعه إلى )بر الوطان( تماما كبر البا ء ،والقرآن يعبر تعبي ار واضحا عن الدسين الذي في رقبة ك ل فرد لوالديه فيقو ل ال تعالي في سورة السرا ء –آية :-24 إ ض لنهأنما نجننان ح اللذد ل إمنن النرسحنمإة نوأق ل نر د صإغي ار" أي كما أعطياني في "نواسخإف س ب اسرنحسمهأنما نكنما نرنبنياني ن ضعفي وحاجتي ،فيتبقى أن أعطيهما في ضعفهما واحتياجهما. وكذلك الوطان أعطتني صغيرا ،فما كان لبوي أن يعطياني إل من فيض هذا الوطن عليهما ،فالوطان تدخ ل إذن في معنى البا ء ،وهو معنى شديد القداسة في السلم ،كما أن ندا ء
الوطان عند العسرة واجب التلبية ومقدم على المشاريع الخاصة" ،أقس ل إإن نكانن آنباأؤأكسم نوأنسبنناأؤأكسم إ إ ضسونننها أننح ن ب ن إوإاسخنواأنأكسم نوأنسزنواأجأكسم نونعشينرتأأكسم نوأنسمنوار ل اسقتننرسفتأأمونها نوتإنجانرةر تنسخنشسونن نكنساندنها نونمنساكأن تنسر ن 63في ذكرى غزوة بدر -رسائل المام المرشد حسن الهضيبى -رمضان 1372ـ يونية 1953
129
إ إإ ةإ إ صوا نحنتى نيسأتإني الأ بإأنسمإرإه نوالأ لن نيسهإدي اسلقنسونم اسلنفاإسإقينن". إلنسيأكم دمنن ال نونرأسوإله نوإجنهاد في نسإبيله فنتننرنب أ
سورة التوبة ،آية 24
وأمام هذه الواجبات هناك حقوق للفراد كمواطنين ،منها حق المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ك ل في ميدانه ،سوا ء أكان هذا الميدان سياسيا أو تنمويا أو اجتماعيا ،وحق المشاركة التنموية للجيا ل الحالية والجيا ل المستقبلية ،فل يمكن لمواطني اليوم أن يهدروا الفرص التنموية لمواطني الغد ،فل نستبيح ركازنا ترفا إواسرافا ونترك الجيا ل القادمة بل ركاز ..هم شركاؤنا في
الرض وما فوق الرض وما تحت الرض.
وكذلك ينبغي أن يشعر ك ل مواطن بأنه يشارك في قيادة بلده أو في صنع هذه القيادة حقا وصدقا وليس تزييفا وتمثيل ،وينبغي أن يشعر كذلك ك ل مواطن أن هذه القيادة تحشده في خدمة الهداف المجتمعية ل خدمة أهداف عشوائية ل معنى لها ،وينبغي أن يشعر أيضا ك ل مواطن أن الناس سواسية كأسنان المشط أمام الدستور وما خرج منه من قوانين ،متساوون في الحقوق ومتساوون في الواجبات مع حرية العقيدة الشخصية وما يتعلق بها من معاملت.64 وكما ذكر فضيلة الشيخ محمد ابو زهره فإن النسان في حياته ينتمي إلى دوائر إنسانية متعددة تتكام ل ول تتناقض .والنتما ء الوطني هو أحد هذه الدوائر وليس هناك ثمة تعارض بينه وبين غيره من دوائر النتما ء ،والتوفيق بين النتما ءات من محبة السرة والعائلة ثم الجماعة ثم الوطن ثم الجماعة الكبرى في السلم ..ل تلغي فيه الدرجة العليا ما دونها ولكن المنهي عنه التعصب والطائفية التي تؤدي إلى الفرقة والنقسام وتحرض على الظلم.65 اليمواطنة والهوية حين نتحدث عن المواطنة )النتساب جغرافي( لبد من طر ح قضية الهوية )النتساب ثقافي(، والتى تشك ل حجر زاوية في التعاطي مع المواطنة ،وهي ليست أمرا ترفياا إوانما واقع وبنا ء فكري بد ءا من خطط التنمية ووصول إلى العلقات الخارجية. يصبغ مؤسسات الدولة بصبغته قولا وفعلا ا 64المواطنة -أ.د .سيد دسوقى ) 65المواطنة( في المجتمع المسلم..رؤية من الخوان المسلمين – د .عبد المنعم أبو الفتوح islamonline.net
130
فالمواطنة وحدها ل تح ل الشكالت المتعلقة بالهوية ..فكثير من الناس يتكلمون حو ل فكرة الجتماع على أساس أنهم مواطنون فقط ،دون النظر لمصلحة الوطن ،متجاهلين أن الناس رغم اختلفهم يريدون مصلحة وطنهم ،وأن سر اختلفهم هو في طريقة إصل ح الوطن ،فمن يدعو إلى الرأسمالية ليس هدفه إفساد البلد ول الذي يروج للشتراكية ،فالك ل يريد الصل ح ولكن بطريقته أو بعبارة أخرى بهويته. إن النتما ء لعقيدة )الهوية( أقوى من النتما ء الجغرافي للرض ) مواطنة( ،وهو المر الذي يدفعهم إلى التخلي عن الوطن بغرض النتصار للهوية مثلما حص ل في البلد الغربية في زمن محاربة الديكتاتوريات حينما ترك الناس أرضهم وانضموا إلى بلد أخرى ترفع شعار الحرية وتقف ضد الديكتاتوريات؛ حتى لو كانت أوطانهم ،وهو ما يؤكد أن في بعض الحيان يحدث تنازع بين 66 النتما ء للوطن والنتما ء للهوية ،ال فى حالة واحدة وهى أن يكون النتما ء للوطن منبثق ا ومنطلق ا
من النتما ء للهوية ،وهذا ما قرره السلم.
إن ك ل مجتمع أو نظام سياسي في العالم لبد أن يستند إلى "مرجعيات" يستقي منها منظومته الخلقية والقانونية ،وتتكون هذه المنظومة في مصر من أمرين اثنين ،هما: الو ل :الشريعة السلمية ،فهي مرجعية النظام العام التي تشك ل عناصر ثوابته في مصر ،وهي الجذر الرئيسي لشجرة المجتمع والتي تغذي باقي أفرع الحياة فيه .وبالتالي تخرج منها وتنبثق عنها منظومة القيم والسس المنظمة لك ل مكونات المجتمع. الثاني :المواطنة ،وهي الساس الذي يحدد قواعد المساواة بين كافة المواطنين بصرف النظر عن العقيدة أو اللون أو الجنس .ول يمكن أن يتعارض الو ل مع الثاني ،أي الشريعة مع المواطنة ،كما ل تشك ل الشريعة أي تعارض مع بنا ء الدولة المدنية الحديثة ،وربما العكس هو الصحيح. إن ك ل مجتمع إنساني يجب أن يكون لديه مرجعية توفر له منظومة تتوافق مع ثوابت الغالبية العظمى من أفراده ،والمثا ل على ذلك ،هو أن المجتمعات الغربية ارتضت بالديمقراطية قاعدة منظمة لحياتهم ،ومع ذلك هناك جماعات صغيرة لم تتوافق مع هذه الديمقراطية ولم تلتفت إليها الغلبية. 66من حق الغلبية تشكيل الهوية -جعفر شيخ إدريس )بتصر،ف( islamonline.net -
131
إن ذلك ل يمنع من أن تتوافق الجماعة الوطنية ب ل وتتحد لتوفير الضمانات الكفيلة بتحقيق مبدأ المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين ،دون القتراب من أصو ل المجتمع التي تحدد هويته وملمحه لن أي عبث في هذه الثوابت يشك ل خط ار جسيم ا على حاضره ومستقبله ،وبالتالي فأي
حديث عن أي مخاوف من أن يكون نص المادة الثانية )الشريعة السلمية المصدر الرئيسى
للتشريع( بوضعه الحالي يشك ل نواة لدولة دينية هو أمر يثير السخرية ،لن العالم أجمع لم يعرف أي شك ل للدولة الدينية في المنطقة العربية باستثنا ء إسرائي ل الدولة التي تقوم على العنصرية الدينية.67
67الشريعة ضمانة للمواطنة – حوار مع د .سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بكلية القتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة islamonline.net
132
غير المسلمين في المجتمعات ذات الغلبية الإسلمية
133
إعلن الوخوة النلسانية والتبشير بالفكرة العاليمية جا ء السلم الحنيف يعلن الخوة النسانية ويبشر بالدعوة إلى العالمية ,ويبط ل ك ل عصبية ,ويسلك إلى تحقيق هذه الدعوة الكريمة السامية ك ل السب ل النظرية والعملية. تقرير وحدة الجنس والنلسب: فقد قرر وحدة الجنس والنسب للبشر جميعا ) ,فالناس لدم ول فض ل لعربي على عجمي ول لسود على أحمر إل بالتقوى( ,وحكمة التقسيم إلى شعوب وقبائ ل إنما هي التعارف ل التخالف والتعاون ل التخاذ ل ,والتفاض ل بالتقوى والعما ل الصالحة التي تعود بالخير على المجموع والفراد ,وال رب الجميع يرقب هذه الخوة ويرعاها ,ويطالب عباده جميعا بتقريرها ورعايتها , والشعور بحقوقها والسير في حدودها.
ويعلن القرآن الكريم هذه المعاني جميعا في بيان ووضو ح فيقو ل) :نيا أنلينها النناأس اتنقأوا نرنبأكأم النإذي ة إ ة إ ق إمسنها نزونجها ونب ن ث إمسنهأنما إرنجالا نكإثي ار نونإنساا ء نواتنقأوا الن النإذي تننسان ءألونن نخلنقنأكسم مسن ننسفس نواحندة نونخلن ن ن س ن ن بإإه نوالنسرنحانم إنن الن نكانن نعلنسيأكسم نرإقيب ا( فاتحة سورة النسا ء .ويقو ل النبي محمد rفي أشهر خطبه
في حجة الوداع) :إن ال قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتعظمها بالبا ء والجداد ,الناس لدم ، وآدم من تراب ل فض ل لعربي على عجمي ول لسود على أحمر إل بالتقوى( ويقو ل) :ليس منا من دعا إلى عصبية ،وليس منا من قات ل على عصبية ،وليس منا من مات على عصبية( رواه أبو داود. وبهذا التقرير قضى السلم تماما على التعصب للجناس أو اللوان في الوقت الذي ل تزا ل فيه المم المتحضرة من أوربا وأمريكا تقيم ك ل وزن لذلك ,وتخصص أماكن يغشاها البيض ويحرم منها السود حتى في معابد ال ،وتضع القوائم الطويلة للتفريق بين الجناس الرية والسامية ، وتلدعي ك ل أمة أن جنسها فوق الجميع. تقرير وحدة الدين : وقرر السلم وحدة الدين في أصوله العامة ,وأن شريعة ال تبارك وتعالى للناس تقوم على قواعد ثابتة من اليمان والعم ل الصالح والخا ء ,وأن النبيا ء جميعا مبلغون عن ال تبارك 134
وتعالى ,وأن الكتب السماوية جميعا من وحيه ,وأن المؤمنين جميعا في أية أمة كانوا هم عباده الصادقون الفائزون في الدنيا والخرة ,وأن الفرقة في الدين والخصومة باسمه إثم يتنافى مع أصوله وقواعده ,وأن واجب البشرية جميعا أن تتدين وأن تتوحد بالدين ،وأن ذلك هو الدين القيم وفطرة ال التي فطر الناس
ك ع لنأكسم إمنن الدديإن نما نو ن صى بإإه أنوحا نوالنإذي أنسونحسيننا إلنسي ن عليها ،وفى ذلك يقو ل القرآن الكريم) :نشنر ن صسيننا بإإه إسب نارإهينم نوأمونسى نوإعينسى أنسن أنإقيأموا الددينن نول تنتنفننرقأوا( )الشورى , (13:ويقو ل القرآن نونما نو ن ت بإنما الكريم مخاطبا النبي محمد ) :rنفلإنذلإ ن ت نول تنتنبإسع أنسهنوان ءأهسم نوأقس ل آنمسن أ ك نفاسدعأ نواسستنإقسم نكنما أإمسر ن ت لنسعإدن ل نبسيننأكأم الأ نرلبننا نونرلبأكسم لنننا أنسعنمالأننا نولنأكسم أنسعنمالأأكسم ل أحنجةن نبسيننننا أنسننزن ل الأ إمسن إكنتاةب نوأإمسر أ وبسيننأكم ال يسجمع بسيننننا إوإالنسيإه اسلم إ صيأر( )الشورى ، (15:ويقو ل النبي محمد rمصو ار هذا المعنى ن نن أ أ ن ن أ ن ن أبدع تصوير) :مثلى ومث ل النبيا ء قبلي كمث ل رج ل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إل موضع لبنة من زاوية من زواياه فجع ل الناس يطرفون به ويعجبون له ويقولون هل وضعت هذه اللبنة ،فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين( أخرجه الشيخان. وسلك السلم إلى هذه الوحدة مسلكا عجيبا ,فالمسلم يجب عليه أن يؤمن بك ل نبي سبق ويصدق بك ل كتاب نز ل ,ويحترم ك ل شريعة مضت ,ويثنى بالخير على ك ل أمة من المؤمنين خلت ،والقرآن يفترض ذلك ويعلنه ويأمر به النبي وأصحابه) :أقولأوا آمننا إبا إ ل نونما أسنإزن ل إلنسيننا نونما ن ب نوالنسسنباإط نونما أأوتإني أمونسى نوإعينسى نونما أأوتإني النبإليونن أسنإزن ل إنلى إسب نارإهينم ن إوإاسسنماإعين ل ن إوإاسسنحا ن ق نونيسعأقو ن ق نبسينن أننحةد إمسنهأسم نوننسحأن لنهأ أمسسلإأمونن( )البقرة , (136:ثم يقفي على ذلك بأن هذه إمسن نردبإهسم ل أنفندر أ
هي سبي ل الوحدة ،وأن أه ل الديان الخرى إذا آمنوا كهذا اليمان فقد اهتدوا إليها إوان لم يؤمنوا به فسيظلون في شقاق وخلف وأن أمرهم بعد ذلك إلى ال فيقو ل ) :فنإسن آنمأنوا بإإمسثإ ل نما آنمسنتأسم بإإه فنقنإد اسهتنندسوا إوإاسن تنولنسوا فنإننما أهسم إفي إشنقا ة ق فننسنيسكإفينكهأأم الأ نوأهنو النسإميعأ اسلنعإليأم( )البقرة.(137: ن ن ويدعم هذه الوحدة بين المتدينين والمؤمنين على أساسين واضحين ملسلمين ل يجاد ل فيهما إل مكابر:
أولهما :اعتبار ملة إبراهيم عليه السلم أساسا للدين إوابراهيم ,ول شك وهو مرجع النبيا ء الثلثة
الذين عرفت رسالتهم وهم :موسى وعيسى ومحمد صلوات ال وسلمه عليهم جميعا.
وثانيهما :تجريد الدين من أغراض البشر وأهوائهم ,والرتفاع بنسبته إلى ال وحده فتق أر في سورة إ إ إ إنإ إ صن طفنسينناهأ في اللدسننيا ن إوإانهأ البقرة قوله تعالى) :نونمسن نيسرنغ أ ب نعسن ملة إسب نارهينم إإل نمسن نسفهن ننسفنسهأ نولنقند ا س 135
إ إ إ إ إ إفي الإخرإة لنإمن ال ن إ إ صالحينن( إلى قوله تعالى) :صسبنغةن ال نونمسن أنسحنسأن منن ال صسبنغةا نوننسحأن لنهأ ن ن إ إ إ صونن( , نعابإأدونن ,أقس ل أنتأنحالجوننننا في ال نوأهنو نرلبننا نونرلبأكسم نولنننا أنسعنمالأننا نولنأكسم أنسعنمالأأكسم نوننسحأن لنهأ أمسخل أ ت نولنأكسم نما نكنسسبتأسم نول تأسسنألونن نعنما نكاأنوا نيسعنمألونن( ثم إلى قوله تعالى) :تإسل ن ت لننها نما نكنسنب س ك أنمةر قنسد نخلن س اليات .141-130 إن القرآن يثني على النبيا ء جميعا فموسى نبي كريم ) :ونكان إعسنند ا إ ل نوإجيها( )الحزاب, (69: ن ن وعيسى عليه السلم )رسوأ ل ا إ ل نونكلإنمتأهأ أنسلنقانها إنلى نمسرنينم نوأرور ح إمسنهأ( )النسا ء) , (171:نوإجيه ا إفي نأ صالإإحينن( )آ ل عمران-45: اللدسننيا نوالإخنرإة نوإمنن اسلأمقننرإبينن ,نوأينكلدأم الننانس إفي اسلنمسهإد نونكسهلا نوإمنن ال ن إ إ إ إ ) , (46نوألمهأ صدديقنةر( )المائدة , (75:أكرمتها الملئكة ) ن إوإاسذ نقالنت اسلنملئنكةأ نيا نمسرنيأم نن الن طنفاإك و ن إ طنفاإك نعنلى نإنساإ ء اسلنعالنإمينن( )آ ل عمران.(42: صن طهننرك نوا س ا س صن ن إ ى نوأنورر( )المائدة , (44:والنجي ل كذلك كتاب كريم والتوراة كتاب كريم )إننا أنسننزسلننا التنسونارةن فينها أهد ا إ إ إ إ إإ ى صددق ا لنما نبسينن نيندسيه منن التنسونارة نوأهد ا ى نوأنورر نوأم ن فيه هدى ونور وموعظة )نوآتنسينناهأ اإلسنإجين ل فيه أهد ا وموإعظنةا لإسلمتنإقين( )المائدة , (46:وهما والقرآن معهما مصابيح الهداية للناس )نننزن ل علنسي ن إ ب ك اسلكنتا ن ن أ ن ن نس إباسلنح د صددق ا لإنما نبسينن نيندسيإه نوأنسننزن ل التنسونارةن نواإلسنإجين ل( )آ ل عمران.(3: ق أم ن ت نعلنسيأكسم وبنو إسرائي ل أمة موسى أمة كريمة مفضلة ما استقامت وآمنت )نيا نبإني إسسرائين ل اسذأكأروا نإسعنمتإني النإتي أنسننعسم أ نوأندني فن ن ضسلتأأكسم نعنلى اسلنعالنإمينن( )البقرة , (122:وأمة عيسى عليه السلم أمة فاضلة طيبة ما أخلصت )نونجنعسلننا إفي أقألوإب النإذينن اتننبأعوهأ نسأرفنةا نونرسحنمةا نونرسهنبانإنيةا( )الحديد.(27:
والتعام ل بين المسلمين وبين غيرهم من أه ل العقائد والديان إنما يقوم على أساس المصلحة الجتماعية والخير إ إ إ إ إ نإ إ النساني ) ,ل نيسننهاأكأم الأ نعإن الذينن لنسم أينقاتألوأكسم في الدديإن نولنسم أيسخإرأجوأكسم مسن دنياإرأكسم أنسن تننبلروأهسم نوتأسقسطأوا إلنسيهسم إنن الن أيإح ل ظانهأروا نعنلى إسخ نارإجأكسم أنسن ب اسلأمسقإسإطينن ,إننما نيسننهاأكأم الأ نعإن النإذينن نقاتنألوأكسم إفي الدديإن نوأنسخنرأجوأكسم إمسن إدنياإرأكسم نو ن ك هم ال ن ن ن إ ظالإأمونن( )الممتحنة.(9-8: تننولسوأهسم نونمسن نيتننولهأسم فنأأولنئ ن أ أ
والجدا ل يكون بالتي هي أحسن إل للذين ظلموا ,وأساسه التذكير بروابط الرسالة السماوية ووحدة ظلنأموا إمسنهأسم نوأقولأوا آنمننا العقيدة اليمانية )نول تأنجاإدلأوا أنسهن ل اسلإكنتاإب إإل إبالنإتي إهني أنسحنسأن إإل النإذينن ن إبالنإذي أسنإزن ل إلنسيننا نوأسنإزن ل إلنسيأكسم ن إوإالنهأننا ن إوإالنهأأكسم نواإحرد نوننسحأن لنهأ أمسسلإأمونن( )العنكبوت.(46: وبذلك قضى السلم على ك ل مواد الفرقة والخلف والحقد والبغضا ء والخصومة بين المؤمنين من أي دين كانوا ,ولفتهم جميعا إلى وجوب التجمع حو ل "شريعة السلم" ونبذ ك ل ما من شأنه نإ نإ صابإإئينن نمسن آنمنن صانرى نوال ن العداوة والخصام بين بنى النسان ) ,إنن الذينن آنمأنوا نوالذينن نهاأدوا نوالن ن 136
إ إ إ ف نعلنسيإهسم نول أهسم نيسحنزأنونن( )البقرة: صاإلح ا نفلنهأسم أنسجأرأهسم إعسنند نردبإهسم نول نخسو ر إبال نواسلنيسوإم الخإر نونعمن ل ن .(62 فإن أبى الناس إل أن يفترقوا ويختلفوا ويحتكموا إلى أهوائهم باسم الدين فإن السلم وبني ت إمسنهأسم السلم وشريعة السلم النسانية العامة منهم برا ء )إنن النإذينن فننرقأوا إديننهأسم نونكاأنوا إشنيعا لنسس ن إفي نشية ء إنما أنمرهم إنلى ا إ ل ثأنم أينندبأئهأسم بإنما نكاأنوا نيسفنعألونن ,نمسن نجان ء إباسلنحنسننإة نفلنهأ نعسشأر أنسمنثالإنها نونمسن س ن سأ أس ظلنمون ,أقس ل إنإني هنداإني ردبي إنلى إ إ إ ص نارةط أمسستنإقيةم إدين ا ن نجان ء إبالنسدينئة نفل أيسجنزى إإل مثسلننها نوأهسم ل أي س أ ن ن إقيم ا إملنةن إب ارإهيم حإنيف ا وما نكان إمن اسلمسشإرإكين ,أقس ل إنن صلإتي ونسإكي ومحياي ومماإتي إ ل نر د ب ن ن ن نأ أ ن ن سن ن ن ن ن سن ن ن ن ن ن ن أ ت نوأنننا أننوأ ل اسلأمسسلإإمينن( )النعام.(163-159: ك لنهأ نوبإنذلإ ن اسلنعالنإمينن ,ل نشإري ن ك أإمسر أ تقرير وحدة الرلسالة : ولهذا جا ء النبي محمد "عليه الصلة والسلم" رسول عالميا ل رسول إقليميا وأعلن القرآن الكريم ك النإذي نننزن ل اسلفأسرنقانن نعنلى نعسبإدإه لإنيأكونن لإسلنعالنإمينن ننإذي ار( هذه العالمية في آيات كثيرة فقا ل) :تننبانر ن ك إإل نكافنةا إللننا إ س نبإشي ار نوننإذي ار( )سـبأ , (28:وقا ل) :قأس ل نيا أنلينها )الفرقان , (1:وقا ل) :نونما أنسرنسسلننا ن النناس إدني رسوأ ل ا إ ك النسنماواإت والنسر إ ت ل إلنسيأكسم نجإميع ا النإذي لنهأ أمسل أ ض ل إلنهن إإل أهنو أيسحإيي نوأيإمي أ نأ أ ن ن ل ورسوإلإه النبإدي الأدمدي النإذي يؤإمن إبا إ إ إ ل نونكإلنماتإإه نواتنبإأعوهأ لننعلنأكسم تنسهتنأدونن( )لعراف, (158: أس أ نفيآمأنوا إبا ن ن أ ومن هنا كانت رسالته أيضا ختام الرسالت فل رسالة تعقبها أو تنسخها ول نبي بعده )نما نكانن محنمرد أنبا أنحةد إمن إرجالإأكم ولنإكن رسون ل ا إ ل نونخاتننم النبإديينن( )الحزاب ، (40:ومن هنا كذلك كانت أن ن ن س ن س ن س نأ ب نعإزيرز ,ل معجزته الخالدة الباقية هذا القرآن الكريم )إنن النإذينن نكفنأروا إبالدذسكإر لننما نجان ءأهسم ن إوإانهأ لنإكنتا ر نيسأإتيإه اسلنباإطأ ل إمسن نبسيإن نيندسيإه نول إمسن نخسلإفإه تنسنإزير ل إمسن نحإكيةم نحإميةد( )فصلت.(42: ولقد كان الناس يتسا ءلون من قب ل هذا العصر كيف يكون فرد واحد من أمة واحدة رسول للبشر
جميعا فجا ء هذا العصر الذي انمحت فيه المسافات ،وتجمعت فيه أطراف الرض بهذه المواصلت ،وتشابكت فيه مصالح المم والدو ل والشعوب حتى لكأنها بلد واحد كبير ،ل ينفك جانب منه عن الجانب الخر في قلي ل ول في كثير ,وانطلقت في أجواز الفضا ء أنبا ء الشرق يعلمها ساعة حدوثها الغرب ،وأنبا ء الغرب يستمع إليها لحظة وقوعها الشرق ,وتركزت آما ل المصلحين اليوم في )العالم الواحد( ،و)النظام الواحد( ،و)الضمان الجتماعي( و)السلم العالمي( ,فكان ذلك آية كبرى ومعجزة أخرى لنبي السلم وشريعة السلم وصدق ال العظيم: 137
ق أنولنم يسك إ إ )نسأنإريإهسم آنياتإننا إفي النفا إ ك أننهأ نعنلى أكد ل ف بإنردب ن ق نوإفي أنسنفأسإهسم نحنتى نيتننبنينن لنهأسم أننهأ اسلنح ل ن س ن نشسية ء نشإهيرد( )فصلت.(53: الجزية: ولسنا نحب أن تمر هذه الكلمات عن موقف السلم من الحرب قب ل أن نتناو ل أمر الجزية بكلمة توضح معناها والمقصود منها وتكشف عن حكمتها وكيف أنها أبلغ معاني النصاف والمرحمة التي جا ء بها السلم فنقو ل: الجزية ضريبة كالخراج تجبى على الشخاص ل على الرض والكلمة عربية مشتقة من الجزا ء لنها تدفع نظير شي ء هو الحماية والمنعة ،أو العفا ء من ضريبة الدم والجندية ،وذهب بعض العلما ء إلى أنها فارسية معربة وأصلها "كزيت" ومعناها الخراج الذي يستعان به على الحرب . وقا ل إن كسرى هو أو ل من وضع الجزية وعلى هذا فهي نظام في الضريبة نقله السلم عن الفارسية ولم يبتكره. ولقد قرر السلم ضريبة الجزية على غير المسلمين في البلد التي يفتحها نظير قيام الجند السلمي بحمايتهم وحراسة أوطانهم والدفاع عنها في الوقت الذي قرر فيه إعفا ءهم من الجندية ,فهي "بد ل نقدي" لضريبة الدم ،إوانما سلك السلم هذه السبي ل ولجأ إليها مع غير المسلمين
من باب التخفيف عليهم والرحمة بهم وعدم الحراج لهم حتى ل يلزمهم أن يقاتلوا في صفوف
المسلمين فيتهم بأنه إنما يريد لهم الموت والستئصا ل والفنا ء والتعريض لمخاطر الحرب والقتا ل ،فهي في الحقيقة "امتياز في صورة ضريبة" وفى الوقت نفسه احتياط لتنقية صفوف المجاهدين من غير ذوى العقيدة الصحيحة والحماسة المؤمنة البصيرة ومقتضى هذا أن غير المسلمين من أبنا ء البلد التي تدخ ل تحت حكم السلم إذا دخلوا في الجند أو تكفلوا أمر الدفاع أسقط المام عنهم الجزية ,وقد جرى العم ل على هذا فعل في كثير من البلد التي فتحها خلفا ء السلم ، وسج ل ذلك قواد الجيوش السلمية في كتب ومعاهدات ل زالت مقرو ءة في كتب التاريخ السلمي ومنها:
138
- 1كتاب خالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا حين دخ ل الفرات وأوغ ل فيه وهذا نصه) :هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا وقومه ,إني عاهدتكم على الجزية والمنعة فلك الذمة والمنعة وما منعناكم فلنا الجزية إوال فل( كتب سنة اثنتي عشرة في صفر. - 2وفى حمص رد المرا ء بأمر أبي عبيدة ما كانوا أخذوه من الجزية من أهلها وما إليها حين جلوا عنها ليتجمعوا لقتا ل الروم وقالوا له ل البلد إنما) :رددنا عليكم أموالكم لنه قد بلغنا ما جمع لنا من الجموع إوانكم قد اشترطتم أن نمنعكم إوانا ل نقدر على ذلك الن وقد رددنا عليكم ما
أخذنا منكم ونحن لكم على الشرط وما كان بيننا وبينكم إن نصرنا ال عليهم( ،فكان جواب أه ل هذه البلد) :ردكم ال علينا ونصركم عليهم فلوا كانوا هم لم يردوا علينا شيئا وأخذوا ك ل شي ء ، لوليتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه من الظلم والغشم( ،وكذلك فع ل أبو عبيدة نفسه مع دمشق حين كان يتجهز لليرموك. - 3كتاب العهد الذي كتبه سويد بن مقرن أحد قواد عمر رضي ال عنهما لرزبان وأه ل دهستان وسائر أه ل جرجان ونصه) :هذا كتاب سويد بن مقرن لرزبان صو ل بن رزبان وأه ل دهستان وسائر أه ل جرجان أن لكم الذمة وعلينا المنعة على أن عليكم من الجزا ء في ك ل سنة على قدر طاقتكم على ك ل حا ل ومن استعنا به منكم فله جزاؤه "أي جزيته" في معونته عوضا عن جزائه ، ولهم المان على أنفسهم وأموالهم ومللهم وشرائعهم ول يغير شي ء من ذلك( شهد سواد بن قطبة وهند بن عمر وسماك بن مخرمة وعتيبة بن النهاس وكتب في سنة 18هـ -الطبري. - 4كتاب عتبة بن فرقد أحد عما ل عمر بن الخطاب وهذا نصه) :هذا ما أعطى عتبة بن فرقد عام ل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أه ل أذربيجان سهلها وجبلها وحواشيها وشعارها وأه ل مللها كلهم المان على أنفسهم وأموالهم ومللهم وشرائعهم على أن يؤدوا جزية على قدر طاقتهم ، ومن حشر منهم في سنة "أي جند منهم في سنة" وضع عنه جزا ء تلك السنة ومن أقام فله مث ل من أقام من ذلك( ـ الطبري. - 5العهد الذي كان بين سراقة عام ل عمر وبين شهر براز وقد كتب به سراقة إلى عمر فأجازه واستحسنه وهذا نصه) :هذا ما أعطى سراقة بن عمرو عام ل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب 139
شهر براز وسكان أرمينية والرمن من المان ,أعطاهم أمانا لنفسهم وأموالهم وملتهم أل يضاروا ول ينقضوا ،وعلى أرمينية والبواب الطرا ء منهم "أي الغربا ء" والقنا ء "أى المقيمون" ومن حولهم فدخ ل معهم أن ينفروا لك ل غارة وينفذوا لك ل أمر ناب أو لم ينب رآه الوالي صلحا على أن يوضع الجزا ء "أي الجزية" عمن أجاب إلى ذلك ،ومن استغنى عنه منهم وقعد فعليه مث ل ما على أه ل أذربيجان من الجزا ء فإن حشروا "أى جندوا" وضع ذلك عنهم( شهد عبد الرحمن بن ربيعة وسلمان بن ربيعة وبكير بن عبد ال وكتب مرضي بن مقرن وشهد ـ الطبري. - 6أخي ار أمر الجراجمة فيما ذكره البلذري فقا ل) :حدثني مشايخ من أه ل إنطاكية أن الجراجمة من مدينة على جب ل لكام عند معدن الزاج فيما بين بياس وبوقا يقا ل لها الجرجومة ،وأن أمرهم كان في استيل ء الروم على الشام إوانطاكية إلى بطريرك إنطاكية وواليها ،فلما قدم أبو عبيدة إلى إنطاكية وفتحها لزموا مدينتهم كم وهموا باللحاق بالروم إذ خافوا علي أنفسهم فلم يتنبه المسلمون لهم ولم ينبهوا عليهم ،ثم إن أه ل إنطاكية نقضوا وغدروا فوجه إليهم أبو عبيدة من فتحها ثانية وولها بعد فتحها حبيب بن مسلمة الفهري فغزى الجرجومة فلم يقاتله أهلها ولكنهم بدروا بطلب المان والصلح فصالحوه على أن يكونوا أعوانا للمسلمين وعيونا ومسالح في جب ل لكام وأل يؤخذوا بالجزية ,ودخ ل من كان في مدينتهم من تاجر وأجير وتابع من النباط وغيرهم وأه ل القرى في هذا الصلح ...ولم يؤخذ الجراجمة بالجزية قط حتى أن بعض العما ل في عهد الواثق العباس ألزمهم جزية رؤوسهم فرفعوا ذلك إليه فأمر بإسقاطها عنهم(. وبهذا البيان يندفع ك ل ما يوجه إلى "ضريبة الجزية" من نقد أو اتهام ,وتظهر حكمة السلم ورحمة ال بعباده في تشريعاته واضحة ل غموض فيها ول إبهام.68
حـق اللسـلم أيها الخوة العزة الفضل ء .. أريد بعد ذلك بعد ذلك أقو ل لكم أن الدو ل الكبرى قد صرحت أكثر من مرة ،بأنها سوف ل تتدخ ل في شؤون المم الداخلية البحتة ومن ذلك شك ل الحكومات ،وبخاصة إذا اتفقت مع قواعد الديمقراطية العامة .وقد ظفرت الفكرة السلمية بالتقدير الكام ل في مؤتمر لهاي سنة ، 1938 68
السلم فى السلم – المام الشهيد حسن البنا – القاهرة غرة صفر 1367هـ
140
إذا قرر المؤتمر إنها شريعة مستقلة قابلة للتطور النما ء متفقة مع أحدث قواعد التشريع .كما ظفرت بهذا التقرير مرة ثانية في مؤتمر واشنطن مايو 1945الذي مث ل مصر فيه وزير العد ل حافظ باشا رمضان ،واستطاع من المؤتمرين بقرار يؤكد القرار السابق ،ويحفظ لمصر بنا ء علي ذلك الحق في أن يكون لها ممث ل في محكمة العد ل الدولية باسم الشريعة السلمية .ذلك إلي أن السلم في ذاته نظام اجتماعي عالمي ،يكف ل للناس الخير والسعادة ،ويح ل لهم ما في مجتمعهم من مشكلت لو نفذوا إلي روحه وأنفذوه علي وجهه .وقد قرر الدستور المصري في المادة 149 )إن دين الدولة السلم ولغتها الرسمية اللغة العربية( .وقد تهيأت الدنيا من جديد للعودة إلي رو ح التدين ،وأدركت خطأ الفكرة القديمة ..فكرة التجرد من العقائد والديان ،حتى إن لجان التعليم في إنكلت ار وأمريكا قررت وجوب إدخا ل الدين إلي المدارس وذهب بعضها في ذلك إلي حد أن يكون الدرس الو ل في ك ل المعاهد صلة علمية ،وعلي هذا فنحن نطلب من أية حكومة مصرية أولا
وعربية أو إسلمية بعد ذلك أن تعود في نظام حياتها السلمية والمدنية إلي السلم ،ويكون من
المظاهر العملية لذلك : 1ـ أن تعلن أنها حكومة إسلمية تمث ل فكرة السلم دولي ا تمثيلا رسمي ا .
2ـ أن تحترم فرائضه وشعائره وأن تلزم بأدائها ك ل موظفيها وعمالها وأن يكون الكبار في ذلك قدوة لغيرهم . 3ـ أن تحرم الموبقات التي حرمها السلم من الخمر وما يلحق بها ،ومن الزنا وما يمهد له ، والربا وما يتص ل به من أنواع القمار والكسب الحرام ،وأن تكون الحكومات قدوة في ذلك فل تبيح شيئ ا من هذا ول تعم ل علي حمايته بسلطة القانون ول تتعام ل مع شعبها علي أساسه .
4ـ أن تجدد مناهج التعليم بحيث تقوم علي التربية السلمية والوطنية ،ويعني بها باللغة العربية
والتاريخ القومي عناية فائقة ،وتؤدي إلي طبع نفوس المتعلمين بتعاليم السلم وتثقيف عقولهم في أحكامه وحكمه . 5ـ أن تكون الشريعة السلمية المصدر الو ل للقانون . 6ـ أن تصـدر الحكـومات عن هـذا التوجيه السلمي في كـ ل التصرفات. ذلك هو حق السلم علينا وقد بلغنا ،اللهم اشهد ،ول نري لهذا وقتا أنسب من هذا الوان . 141
يقو ل الناس وما تفعلون بالجانب وبغير المسلمين من المواطنين ،فنقو ل يا سبحان ال لقد ح ل السلم هذا الشكا ل ،وصان وحدة المة عن التشقق والنقسام ،وقرر حرية العقيدة والتعبد وما يلحق بهما فقا ل القرآن الكريم )ل إسك نارهن إفي الدديإن( )البقرة ، (256:كما كان شعا التعام ل بين المواطنين في أرض السلم دائما )لهم ما لنا وعليهم ما علينا( ،وليس ورا ء ذلك من التسامح زيادة لمستزيد .
علي أننا نعود فنقو ل :أي نظام في الدنيا ـ ديني أو مدني ـ استطاع أن يفسح في قلوب المؤمنين به والمتعصبين له والفانين فيه لغيرهم من المخالفين ما أفسح من ذلك السلم الحنيف الذي يفرض علي المسلم أن يؤمن بك ل نبي سبق ،وبك ل كتاب نز ل ،وأن يثني علي ك ل أمة مضت ، وأن يحب الخير لك ل الناس ،وأن يكون رحيما بك ل ذي كبد رطبة ،حتى إن الجنة لتفتح أبوابها
الثمانية لرج ل أطفأ ظمأ كلب ،وتسعر النار بأعمق دركاتها لمرأة حبست هرة ،هذا الدين الرحيم ل يمكن إل أن يكون مصدر حب ووحدة وسلم ووئام. 69
69في اجتماع رؤساء المناطق ومراكز الجهاد – المام الشهيد حسن البنا
142
الوطنية والقومية
143
الوطنية ويخطئ من يظن أن الخوان المسلمين يتبرمون بالوطن والوطنية ،فالمسلمون أشد الناس إخلصا لوطانهم وتفانيا في خدمة هذه الوطان واحتراما لك ل من يعم ل لها مخلصا ،وها قد علمت إلى أي حد يذهبون في وطنيتهم والى أي عزة يبغون بأمتهم .ولكن الفارق بين المسلمين وبين غيرهم من دعاة الوطنية المجردة أن أساس وطنية المسلمين العقيدة السلمية .فهم يعملون لوطن مث ل مصر ويجاهدون في سبيله ويفنون في هذا الجهاد لن مصر من أرض السلم وزعيمة أممه؟ كما أنهم ل يقفون بهذا الشعور عند حدودها ب ل يشركون معها فيه ك ل أرض إسلمية وك ل وطن إسلمي ، على حين يقف ك ل وطني مجرد عند حدود أمته ول يشعر بفريضة العم ل للوطن إل عن طريق التقليد أو الظهور أو المباهاة أو المنافع ،ل عن طريق الفريضة المنزلة من ال على عباده . وحسبك من وطنية الخوان المسلمين أنهم يعتقدون عقيدة جازمة لزمة أن التفريط في أي شبر أرض يقطنه مسلم جريمة ل تغتفر حتى يعيدوه أو يهلكوا دون إعادته ،ول نجاة لهم من ال إل بهذا.70 الوطنية افتتن كثير من الناس بدعوة الوطنية تارة والقومية تارة أخرى وبخاصة في الشرق حيث تشعر الشعوب الشرقية بإسا ءة الغرب إليها إسا ءة نالت من عزتها وكرامتها واستقللها وأخذت من مالها ومن دمها وحيث تتألم هذه الشعوب من هذا النير الغربي الذي فرض عليها فرضا ,فهي تحاو ل الخلص منه بك ل ما في وسعها من قوة ومنعة و جهاد وجلد ,فانطلقت ألسن الزعما ء وسالت انهار الصحف ,وكتب الكاتبون وخطب الخطبا ء وهتف الهاتفون باسم الوطنية وجل ل القومية حسن ذلك وجمي ل ولكن من غير الحسن وغير الجمي ل أنك تحاو ل إفهام الشعوب الشرقية وهي مسلمة أن ذلك في السلم بأوفى وأزكى وأسمى وأنب ل مما هو في أفواه الغربيين وكتابات الوروبيين أبوا ذلك عليك ولجوا في تقليدهم يعمهون ,وزعموا لك أن السلم من ناحية وهذه الفكرة من ناحية أخرى ،وظن بعضهم أن ذلك مما يفرق وحدة المة ويضعف رابطة الشباب 70إلى الشبا ب – مجموعة الرسائل – المام الشهيد حسن البنا
144
هذا الوهم الخاطئ كان خط ار على الشعوب الشرقية من ك ل الوجهات وبهذا الوهم أحببت أن أعرض هنا إلى موقف الخوان المسلمين ودعوتهم من فكرة الوطنية وذلك الموقف الذي ارتضوه لنفسهم والذي يريدون ويحاولون أن يرضاه الناس معهم . وطنية الحنين إن كان دعاة الوطنية يريدون بها حب هذه الرض ،وألفتها والحنين إليها والنعطاف حولها ،فذلك أمر مركوز في فطر النفوس من جهة ،مأمور به في السلم من جهة أخرى ،إوان بلل الذي
ضحى بك ل شي ء في سبي ل عقيدته ،ودينه هو بل ل الذي كان يهتف في دار الهجرة بالحنين إلى مكة في أبيات تسي ل رقة وتقطر حلوة: أل ليت شعري ه ل أبيتن ليلة وه ل أردن يوما مياه مجـنة
بواد وحولي إذ خر وجليـ ل وه ل يبدون لي شامة وطفي ل
ولقد سمع رسو ل ص وصف مكة من أصي ل فجرى دمعه حنينا إليها وقا ل: )يا أصي ل دع القلوب تقر(. وطنية الحرية والعزة إوان كانوا يريدون أن من الواجب العم ل بك ل جهد في تحرير الوطن من الغاصبين وتوفير
استقلله ،وغرس مبادئ العزة والحرية في نفوس أبنائه ،فنحن معهم في ذلك أيضا وقد شدد السلم في ذلك أبلغ التشديد ،فقا ل تبارك وتعالى) :و إ ل اسلإعنزةأ نولإنرأسولإإه نولإسلأمسؤإمإنينن نولنإكنن اسلأمنناإفإقينن ل ن نيسعلنأمونن( )المنافقون ، (8:ويقو ل) :نولنسن نيسجنعن ل الأ لإسلنكاإفإرينن نعنلى اسلأمسؤإمإنينن نسإبيلا( )النسا ء(141:
وطنية اليمجتيمع
145
إوان كانوا يريدون بالوطنية تقوية الرابطة بين أفراد القطر الواحد ،إوارشادهم إلى طريق استخدام هذه
التقوية في مصالحهم ،فذلك نوافقهم فيه أيضا ويراه السلم فريضة لزمة ،فيقو ل نبيه صلى ال عليه وسلم ) :وكونوا عباد ال إخوانا( ,ويقو ل القرآن الكريم) :نيا أنلينها النإذينن آنمأنوا ل تنتنإخأذوا بإ ن طاننةا إ إ إ إ إ إ صأدوأرأهسم أنسكنبأر قنسد مسن أدونإأكسم ل نيسأألوننأكسم نخنبالا نولدوا نما نعنتلسم قنسد نبندت اسلنبسغ ن ضاأ ء مسن أنسفنواهإهسم نونما تأسخفي أ نبنيننا لنأكأم الياإت إسن أكسنتأسم تنسعإقألونن( )آ ل عمران. (118: وطنية الفتح إوان كانوا يريدون بالوطنية فتح البلد وسيادة الرض فقد فرض ذلك السلم ووجه الفاتحين إلى أفض ل استعمار وأبرك فتح ،فذلك قوله تعالى) :ونقاتإألوهم حنتى ل تنأكون إفتسنةر ويأكون الددين إ ل( أس ن أ ن ن نن ن ن )البقرة.(193: وطنية الحزبية إوان كانوا يريدون بالوطنية تقسيم المة إلى طوائف تتناحر وتتضاغن وتتراشق بالسباب وتترامى
بالتهم ويكيد بعضها لبعض ,وتتشيع لمناهج وضعية أملتها الهوا ء وشكلتها الغايات والعراض وفسرتها الفهام وفق المصالح الشخصية ,والعدو يستغ ل ك ل ذلك لمصلحته ويزيد وقود هذه النار اشتعال يفرقهم في الحق ويجمعهم على الباط ل ,ويحرم عليهم اتصا ل بعضهم ببعض وتعاون بعضهم مع بعض ويح ل لهم هذه الصلة به واللتفات حوله فل يقصدون إل داره ول يجتمعون إل زواره ,فتلك وطنية زائفة ل خير فيها لدعاتها ول للناس فها أنت ذا قد رأيت أننا مع دعاة الوطنية ,ب ل مع غلتهم في ك ل معانيها الصالحة التي تعود بالخير على البلد والعباد ,وقد رأيت مع هذا أن تلك الدعوى الوطنية الطويلة العريضة لم تخرج عن أنها جز ء من تعاليم السلم حدود وطنية أما وجه الخلف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الرضية والحدود الجغرافية ,فك ل بقعة فيها مسلم يقو ل ) ل إله إل ال محمد رسو ل ال ( وطن عندنا له 146
حرمته وقداسته وحبه والخلص له والجهاد في سبي ل خيره ,وك ل المسلمين في هذه القطار الجغرافية أهلنا إواخواننا نهتم لهم ونشعر بشعورهم ونحس بإحساسهم . ودعاة الوطنية فقط ليسوا كذلك فل يعنيهم إل أمر تلك البقعة المحدودة الضيقة من رقعة الرض ، ويظهر ذلك الفارق العملي فيما إذا أرادت أمة من المم أن تقوى نفسها على حساب غيرها فنحن ل نرضى ذلك على حساب أي قطر إسلمي ،إوانما نطلب القوة لنا جميعا ،ودعاة الوطنية
المجردة ل يرون في ذلك بأسا ،ومن هنا تتفكك الروابط وتضعف القوى ويضرب العدو بعضهم
ببعض . غاية وطنيتنا هذه واحدة .والثانية أن الوطنيين فقط ،ج ل ما يقصدون إليه تخليص بلدهم فإذا ما عملوا لتقويتها بعد ذلك اهتموا بالنواحي المادية كما تفع ل أوربا الن ،أما نحن فنعتقد أن المسلم في عنقه أمانة عليه أن يبذ ل نفسه ودمه وماله في سبي ل أدائها تلك هداية البشر بنور السلم ,ورفع علمه خفاقا في ك ل ربوع الرض ,ل يبغي بذلك مال ول جاها وسلطاننا على أحد ول استعبادا لشعب , إوانما يبغي وجه ال وحده إواسعاد العالم بدينه إواعل ء كلمته ,وذلك ما حدا بالسلف الصالحين
رضوان ال عليهم إلى هذه الفتو ح القدسية التي أدهشت الدنيا وأربت على ك ل ما عرف التاريخ من سرعة وعد ل ونب ل وفض ل . وحدة وأحب أن أنبهك إلى سقوط ذلك الزعم القائ ل إن الجري عن هذا المبدأ يمزق وحدة المة التي تتألف من عناصر دينية مختلفة ,فإن السلم وهو دين الوحدة والمساواة كف ل هذه الروابط بين الجميع ما داموا متعاونين على الخير ) ,ل نيسننهاأكأم الأ نعإن النإذينن لنسم أينقاتإألوأكسم إفي الدديإن نولنسم أيسخإرأجوأكسم إمسن إدنياإرأكسم أنسن تننبلروأهسم نوتأسقإسطأوا إلنسيإهسم إنن الن أيإح ل ب اسلأمسقإسإطينن( )الممتحنة , (8:فمن أين
يأتي التفريق إذاا؟
147
أفرأيت بعد كيف أننا متفقون مع أشد الناس غلوا في الوطنية في حب الخير للبلد والجهاد في سبي ل في سبي ل تخليصها و خيرها وارتقائها ,ونعم ل ونؤيد ك ل من يسعى في ذلك بإخلص ,ب ل أحب أن تعلم أن مهمتهم إن كانت تنتهي بتحرير الوطن واسترداد مجده فإن ذلك عند الخوان المسلمين بعض الطريق فقط أو مرحلة منه واحدة ويبقى بعد ذلك أن يعملوا لترفع راية الوطن السلمي على ك ل بقاع الرض ويخفق لوا ء المصحف في ك ل مكان. 71 قضيتنا الوطنية في ضوء التوجيه اللسليمي حقوقنا الوطنية معروفة ،أعلنتها المة بك ل وضو ح وجل ء على لسان أحزابها وهيئاتها وجماعاتها وأفرادها في ك ل المناسبات ،وهى :تحقيق وحدة وادي الني ل جنوبه وشماله ,وجل ء القوات الجنبية عنه جميعا ,لتتم بذلك حريته واستقلله . السلم الحنيف يعلن مبدأ الحرية ويزكيه ،ويقرره للفراد والمم والجماعات بأفض ل معانيه ، ويدعوهم إلى العتزاز به والمحافظة عليه ،ويقو ل نبيه صلى ال عليه وسلم) :من أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منى( .وهو يحارب هذه اللصوصية الدولية التي يسمونها الستعمار بك ل ما فيه من قوه ،ول ترضى تعليمها أبدا بأن تسود أمة أو يرهق شعب شعب ا آخر ، ول تزا ل كلمة عمر الفاروق رضى ال عنه ترن في الذن حين قا ل لعامله عمرو بن العاص:
)متى تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أح ار ارا(. ويوم حم ل الفاتح المسلم سيفه على عاتقه ،وانطلق غازي ا في أراضى ال لم يكن يرجوا من ورا ء
ذلك مغانم دنيوية ،ولم يكن يتطلع إلى خيرات المم والشعوب ليستأثر بها دونها إوان امتلت يداه
منها بغير قصد منه ..ولكن كان يؤمن بدعوته ويحمى رسالته ،ويحمى في العالم مبادئ الحق
والعد ل والسلم وتاريخ الصدر الو ل من أئمة المسلمين الراشدين المهديين – وهم الحجة للسلم – يعطيك هذه الصورة بنية المعالم ،واضحة الحدود . والسلم مع هذا يعتبر المة السلمية أمينة على رسالة ال في أرضه ،وله في العالم مرتبة الساتذة – ول نقو ل مرتبة السيادة – بحكم هذه المانة ،فل يسمح لها أن تذ ل لحد ،أو تستعبد 71دعوتنا – مجموعة الرسائل – المام الشهيد حسن البنا
148
لحد ،أو تلين قناتها لغامز أو تخضع لغاصب معتدا أثيم ) :نولنسن نيسجنعن ل الأ لإسلنكاإفإرينن نعنلى اسلأمسؤإمإنينن نسإبيلا( )النسا ء. (141: ويوم قرر السلم هذا ،قرر الطريق العلمي لحماية هذه الحرية .فافترض الجهاد بالنفس والما ل، وجعله فرض كفاية لتأمين الدعوة ،وفرض عين على ك ل أبنا ء المة لرد العدوان على الوطن إذ واجهته قوات الغزاة من غير المسلمين ،وجع ل الشهادة أعلى مراتب اليمان ,ووعد المجاهدين النصر والتأييد في الدنيا ,والخلود والبقا ء والنعيم المقيم في الخرة ،وأعلن أن الجهاد أفض ل العما ل بعد اليمان ) ,النإذين آمنوا وهاجروا وجاهأدوا إفي سإبيإ ل ا إ ل بإأنسمنوالإإهسم نوأنسنفأإسإهسم أنسع ن ظأم ندنرنجةا ن نأ ن ن ن أ ن ن ن ن إعسنند ا إ ضنواةن نونجنناةت لنهأسم إفينها ننإعيرم أمإقيرم , ل نوأأولنئإ ن ك أهأم اسلنفائإأزونن ,أينبدشأرأهسم نرلبهأسم بإنرسحنمةة إمسنهأ نوإر س نخالإإدينن إفينها أننبدا إنن الن إعسنندهأ أنسجرر نعإظيرم( )التوبة.(22-20: ومع هذا فقد رحب السلم بالوسائ ل السلمية إوانها ء الخصومة متى أدت هذه الوسائ ل إلى العتراف بحق الكما ل لصحابه ) ,إوإان جنحوا إللنسسلإم نفاجنح لنها وتنونكس ل عنلى ا إ ل( )لنفا ل.(61: سن س ن ن ن ن ن س نن أ وما خير النبي صلى ال عليه وسلم بين أمرين إل اختار أيسرهما ما لم يكن محرم ا ,ومن السلم
المفاوضة إذا أوصلت إلى الحق الكام ل ,وقد فاوض رسو ل ال صلى ال عليه وسلم في الحديبية, ومن السلم التحاكم إذا أدى إلى هذا الحق أيضا .إوان كنا ل نعلم إن رسو ل ال صلى ال عليه
وسلم – أو أحد من الخلفا ء الراشدين المهديين رضي بتحكيم كافر .ولكنه مقتضى عموم الية , ولزم التفاق على الخير ،الذي ل يمنعه السلم بين المسلمين وغيرهم متى كان فيه مصلحة لهم وليس فيه ضرر عليهم . فإذا فشلت هذه الجهود السلمية فإن رأى السلم صريح في )النبذ( الذي يتضمن إعلن الخصومة ،ثم الخذ توا بك ل وسيلة من وسائ ل الجهاد ) :ن إوإانما تننخافننن إمسن قنسوةم إخنياننةا نفاسنبإسذ إلنسيإهسم نعنلى نسنواة ء إنن الن ل أيإح ل ب اسلنخائإإنينن ,نول نيسحنسنبنن النإذينن نكفنأروا نسنبقأوا إنهأسم ل أيسعإجأزونن ,نوأنإعلدوا لنهأسم طعتأم إمن قأنوة وإمن إرباإط اسلنخيإ ل تأرإهبون بإإه عأدنو ا إ ل نونعأدنوأكسم( )لنفا ل.(60-58: نما اسستن ن س س س ن ن س ن س س أ ن وقد وعد ال المجاهدين للحق أن يدافع عنهم ،وينصرهم ل محالة على أعدائهم مهما يكن عدوهم كام ل الهبة ،عظيم العدد ،مرموق العدة ،قوى الوسائ ل ،وعليهم أل يعبأوا بذلك ،إوان يعتمدوا صأر اسلأمسؤإمإنينن( )الروم , (47:هذه الحكام جميعا مقررة في على ال وحده ) ,نونكانن نحقلا نعلنسيننا نن س 149
السلم يعرفها بتفصي ل أوسع واستدل ل أقوى وأدق وأحكام ك ل من نه ل من معينه ,وأخذ بحظ من الفقه فيه ,وعلى ضوئها نستطيع أن نح ل قضيتنا الوطنية التي وصلت إلى حد من الرتباك , واضطربت الذهان ,إواليك بيان بذلك: لقد فاوضنا فلم نص ل إلى شي ء لتعنت النجليز وتصلبهم ومناورتهم . واحتكمنا فلم نص ل إلى شئ ،كذلك أمام تغليب المصالح الدولية والمطامع الستعمارية ,ولقد قا ل كاتب فاض ل :أننا وصلنا إلى كسب أدبي عظيم بالدعاية الواسعة لقضيتنا بطرحها أمام أنظار العالم كله ،إواخراجها من حيث التفاهم الثنائي الضيق ,إلى حيز التحاكم الدولي الواسع ،وذلك
صحيح ولكن هذا الكسب الدبي لم يغنى عن الحقيقة الواقعة شيئا ،وهى أننا مازلنا مع النجليز حيث كنا لم نقدم خطوة ,ب ل أن هذا الركود كان مدعاة إلى التساؤ ل والبلبلة . لم يبقى إذا إل )النبذ على سوا ء( بأن نعلنهم بالخصومة الصريحة السافرة ،ونقرر في صراحة
إلغا ء ما بيننا وبينهم من معاهدات واتفاقات ,ونعلن اعتبا ار أمة وادي الني ل معهم في حالة حرب - ولو سلبية -وننظم حياتنا على هذا العتبار .
اقتصادي ا :بالكتفا ء والقتصار على ما عندنا وعند إخواننا من العرب والمسلمين والدو ل الصديقة إن كانت.
واجتماعي ا :تشجيع رو ح العزة والكرامة وحب الحرية . وعلمي ا :بتدريب الشعب كله تدريب ا عسكري ا حتى يأتى أمر ال. وتهيأ نفوس الشعب لذلك بدعاية واسعة تامة كاملة ،كم تفع ل المم إذا واجهت حالة الحرب الحقيقية ،وتتغير ك ل الوضاع الجتماعية على هذه الساس . وهذا العم ل ل يتسنى للفراد ول للهيئات ابتدا ء ,ولكن الحكومة هي المسئولة عنه أولا وأخي ار ،
فأما الشعب نقولها في صراحة ووضو ح وثقة ،أنه على أتم استعداد لبذ ل ك ل شي ء لو سلكت الحكومة هذا السبي ل ،إنه مستعد ليجوع ويعرى … وليموت ويناض ل ،ويكافح بأشد النضا ل 150
والكفا ح ..ولكن على شريطة أن يكون ذلك في سبي ل حريته واستقلله ل في سبي ل ارتباك اللجان الحكومية ،وضعف الوسائ ل الدارية والتخبط في السياسة القتصادية والوقوف أمام مكائد النجليز وضغطهم موقف المستسلمين العاجزين . لقد سمعت عامل فقي ار يقو ل حين صدرت الوامر بخلط الخبز :إنني مستعد أنا وأولدي أن نأك ل ك ل يوم مرة واحدة ,إذا وثقنا من أن هذا في سبي ل الحرية والتخلص من النجليز ,ولكنني ساخط ك ل السخط لني ل أفهم لماذا نلجأ إلى هذا الخلط ونحن بلد زراعي أعظم محصوله المواد الغذائية؟! فالشعب على أتم استعداد للبذ ل ,ولكن في الطريق واضحة مرسومة تؤدى إلى الحرية أو الشهادة, بقيادة حكومة حازمة ترسم له في قوة إواخلص مراح ل هذا الطريق ,أما إذا استمرت الحكومة في
ترددها وتراخيها واضطرابها ،فلن يؤدى ذلك بالشعب إل إلى أحد أمرين ،إما أن يثور ،إواما أن يموت ،و كلهما جريمة وطنية ل يغتفرها أبدا التاريخ. 72
72
مشكلتنا في ضوء النظام السلمي – مجموعة الرسائل – المام الشهيد حسن البنا
151
القومية والعروبة والشرقية والعالمية وكما أن دعوتنا هذه ربانية تدعو إلى هجر المادية ومقاومتها والوقوف في وجه طغيانها والحد من سلطانها والفرار إلى ال واليمان به والعتماد عليه وحسن مراقبته في ك ل عم ل ,فهي كذلك إنسانية تدعو إلى الخوة بين بني النسان وترمى إلى إسعادهم جميع ا لنها إسلمية ,والسلم ك النإذي نننزن ل اسلفأسرنقانن نعنلى نعسبإدإه للناس كافه ليس لجنس دون جنس ول لمه دون أخرى ) ,تننبانر ن إليأكون إلسلعالنإمين نإذي ار( )الفرقان) , (1:أقس ل يا أنليها النناس إدني رسوأ ل ا إ ك ل إلنسيأكسم نجإميعا النإذي لنهأ أمسل أ ن ن ن ن ن نأ أ ن ن ل ورسوإلإه النبإدي الأدمدي النإذي يؤإمن إبا إ إ ض ل إلنه إإل هو يسحإيي ويإمي أ إ النسنماواإت والنسر إ ل نأ ن أن أ أس أ ت نفيآمأنوا إبا ن ن أ ن ن إ إ إ ن ن ك إإل نكافةا للننا إ س نبشي ار نوننذي ار( نونكلإنماتإإه نواتنبإأعوهأ لننعلأكسم تنسهتنأدونن( )العراف), (158:نونما أنسرنسسلننا ن )سـبأ. (28: ومن هذا العموم في بعثة النبي صلى ال عليه وسلم ومدى رسالته استمدت دعوتنا العموم في هدفها ومرماها ،فهي دعوة توجه الناس جميعا وتسعى لخيرهم جميعا وتؤاخي بينهم جميعا ول تعترف بفوارق الجناس واللوان و ل تتغير بتغير الشعوب والوطان . وتتردد في أفواه الدعاة والناس ألفاظ كثيرة يعنون بها أرا ء ومذاهب فأين مكان هذه اللفاظ في دعوتنا؟ إن لك ل لفظ من هذه اللفاظ ولك ل رأى من هذه الرا ء مكانا في دعوتنا ل لننا نعم ل لرضا ء الجميع و نجام ل في الفكرة وعلى حسابها ولكن لن طبيعة دعوتنا هكذا عموم وشمو ل : أ ـ فالمصرية أو القومية :لها في دعوتنا مكانها وحقها في الكفا ح والنضا ل. إننا مصريون بهذه البقعة الكريمة التي نبتنا فيها ونشأنا عليها .ومصر بلد مؤمن تلقي السلم تلقي ا كريم ا وذاد عنه العدوان في كثير من أدوار التاريخ وأخلص في اعتناقه و طوى عليه أعطف
المشاعر وأنب ل العواطف ،وهو ل يصلح إل بالسلم ول يداوى إل بعقاقيره ول يطب له إل
بعلجه .وقد انتهت إليه بحكم الظروف الكثيرة حضانة الفكرة السلمية والقيام عليها فكيف ل نعم ل لمصر ولخير مصر ؟ وكيف ل ندفع عن مصر بك ل ما نستطيع ،وكيف يقا ل إن اليمان بالمصرية ل يتفق مع ما يجب أن يدعو إليه رج ل ينادي بالسلم ويهتف بالسلم! إننا نعتز بأننا مخلصون لهذا الوطن الحبيب عاملون له مجاهدون في سبي ل خيره ،وسنظ ل كذلك ما حيينا 152
معتقدين أن هذه هي الحلقة الولي في سلسلة النهضة المنشودة ،وأنها جز ء من الوطن العربي العام ،وأننا حين نعم ل لمصر نعم ل للعروبة والشرق والسلم . وليس يضيرنا في هذا كله أن نعني بتاريخ مصر القديم ,وبما سبق إليه قدما ء المصريين الناس من المعارف والعلوم .فنحن نرحب بمصر القديمة كتاريخ فيه مجد وفيه علم ومعرفة .ونحارب هذه النظرية بك ل قوانا كمنهاج عملي يراد صبغ مصر به ودعوتها إليه بعد أن هداها ال بتعاليم السلم وشر ح لها صدرها وأنار به بصيرتها وزادها به شرف ا ومجدا فوق مجدها ،وخلصها بذلك
مما لحق هذا التاريخ من أوضار الوثنية وأدران الشرك وعادات الجاهلية .
ب ـ والعروبة :أو الجامعة العربية ،لها في دعوتنا كذلك مكانها البارز وحظها الوافر ,فالعرب هم أمة السلم الولي وشعبة المتخير ،وبحق ما قاله ) : rإذا ذ ل العرب ذ ل السلم( ولن ينهض السلم بغير اجتماع كلمة الشعوب العربية ونهضتها ،إوان ك ل شبر أرض في وطن عربي
نعتبره من صميم أرضنا ومن لباب وطننا .
فهذه الحدود الجغرافية والتقسيمات السياسية ل تمزق في أنفسنا أبدا معني الوحدة العربية
السلمية التي جمعت القلوب علي أم ل واحد وجعلت من هذه القطار جميع ا أمة واحدة مهما
حاو ل المحاولون وافتري الشعوبيون .
ومن أروع المعانـي في هذا السبي ل ما حدد به الرسو ل rمعني العروبـة إذ فسرها بأنها اللسان والسلم . فقد روي الحافظ بن عساكر بسنده عن مالك قو ل النبي ) : rيا أيها الناس إن الرب واحد ,والب واحد ،والدين واحد ،وليست العربية بأحدكم من أب ول أم ،إوانما هي اللسان فمن تكلم بالعربية
فهو عربي( .
وبذلك نعلم أن هذه الشعوب الممتدة من خليج فارس إلى طنجة ومراكش علي المحيط الطلسي كلها عربية تجمعها العقيدة ويوجد بينها اللسان ،وتؤلفها بعد ذلك هذه الوضعية المتناسقة في رقعة من الرض واحدة متصلة متشابهة ل يحو ل بين أجزائها حائ ل ،ول يفرق بين حدودها فارق ،ونحن نعتقد أننا حين نعم ل للعروبة نعم ل للسلم ولخير العالم كله .
153
ج ـ والشرقية :لها في دعوتنا مكانها إوان كان المعني الذي يجمع المشاعر فيها معني وقتي ا طارئ ا ،إنما ولده وأوجده اعتزاز الغرب بحضارته وتغاليه بمدنيته ،وانعزاله عن هذه المم التي سماها
المم الشرقية وتقسيمه العالم إلى شرقي وغربي ،وندائه بهذا التقسيم حتى في قو ل أحد شعرائه المأثور :الشرق شرق والغرب غرب ول يمكن أن يجتمعا .هذا المعني الطارئ هو الذي جع ل الشرقيين يعتبرون أنفسهم صفا يقاب ل الصف الغربي ،أما حين يعود الغرب إلى النصاف ويدع
سبي ل العتدا ء والجحاف فتزو ل هذه العصبية الطارئة وتح ل محلها الفكرة الناشئة ،فكرة التعاون بين الشعوب علي ما فيه خيرها وارتقاؤها . د ـ أما العالمية :أو النسانية فهي هدفنا السمى وغايتنا العظمي وختام الحلقات في سلسلة الصل ح .والدنيا صائرة إلى ذلك ل محالة فهذا التجمع في المم ،والتكت ل في الجناس والشعوب ،وتداخ ل الضعفا ء بعضهم في بعض ليكتسبوا بهذا التداخ ل قوة ،وانضمام المتفرقين ليجدوا في هذا النضمام أنس الوحدة ,ك ل ذلك ممهد لسيادة الفكرة العالمية وحلولها مح ل الفكرة الشعوبية القومية التي آمن بها الناس من قب ل ،وكان ل بد أن يؤمنوا هذا اليمان لتتجمع الخليا الصلية ،ثم كان ل بد أن يتخلوا عنها لتتألف المجموعات الكبيرة ،ولتحقق بهذا التيآلف الوحدة الخيرة .وهي خطوات إن أبطأ بها الزمن فل بد أن تكون ،وحسبنا أن نتخذ منها هدفا ،وأن
نضعها نصب أعيننا مثلا ،وأن نقيم هذا البنا ء النساني لبنته وليس علينا أن يتم البنا ء ،فلك ل أج ل كتاب .
إواذا كان في الدنيا الن دعوات كثيرة ونظم كثير يقوم معظمها على أساس العصبية القومية التي
تستهوي قلوب الشعوب وتحرك عواطف المم ،فان هذه الدروس القاسية التي يتلقاها العالم من آثار هذه القوة الطاغية بأن يفنى الناس إلى الرشد ويعودوا إلى التعاون والخا ء .
ولقد رسم السلم للدنيا هذه السبي ل فوحد العقيدة أول ،ثم وحد النظام والعما ل بعد ذلك ،وظهر هذا المعنى الساحر الني ل في ك ل فروعه العملية . فرب الناس واحد ،ومصدر الدين واحد ،والنبيا ء جميع ا مقدسون معظمون ،والكتب السماوية صى بإإه أنوحا نوالنإذي ع لنأكسم إمنن الدديإن نما نو ن كلها من عند ال ،والغاية المنشودة اجتماع القلوب ) ,نشنر ن صسيننا بإإه إسب نارإهينم نوأمونسى نوإعينسى أنسن أنإقيأموا الددينن نول تنتنفننرقأوا إفيإه( )الشورى, (13: ك نونما نو ن أنسونحسيننا إلنسي ن 154
والقرآن عربي وهو أساس هذا الدين ،وركن الصلة أفض ل القربات إلى ال ،وتلك هي الوسيلة العملية إلى وحدة اللسان بعد وحدة اليمان . وهذه الصلة وتلك الزكاة ،والحج والصوم إنما هي كلها تشريعات اجتماعية يراد بها توثيق الوحدة وجع الكلمة إوازالة الفوارق وكشف الحجب والموانع بين بنى النسان . ومن هنا كانت دعوتنا ذات مراح ل نرجو أن تتحقق تباعا ،وأن نقطعها جميعا وأن نص ل بعدها إلى الغاية . نرجو أن تقوم في مصر دولة مسلمة تحتضن دعوة السلم ،وتجمع كلمة العرب وتعم ل لخيرهم وتحمي المسلمين في أكناف الرض من عدوان ك ل ذي عدوان ،وتنشر كلمة ال وتبلغ رسالته .. حتى ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل.73
73دعوتنا فى طور جديد – مجموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا
155
الوخوان والقويمية والعروبة واللسلم كثي ار ما تتوزع أفكار الناس في هذه النواحي الثلثة :الوحدة القومية والوحدة العربية والوحدة السلمية وقد يضيفون إلى ذلك الوحدة الشرقية ثم تنطلق اللسنة والفكار بالموازنة بينها إوامكان تحققها أو صعوبة ذلك المكان ،ومبلغ الفائدة أو الضر منها والتشجيع لبعضها دون البعض الخر . فما موقف الخوان المسلمين من هذا الخليط ومن الفكار والمناحي ؟ ول سيما وكثير من الناس يغمزون الخوان المسلمين في وطنيتهم ويعتبرون تمسكهم بالفكار السلمية مناعة إياهم من الخلص للناحية الوطنية . والجواب عن هذا أننا لن نحيد عن القاعدة التي وضعناها أساسا لفكرتنا وهى السير على هدى السلم وضو ء تعاليمه السامية .فما موقف السلم نفسه من هذه النواحي ؟ إن السلم قد فرضها فريضة لزمة ل مناص منها وأن يعم ل ك ل إنسان لخير بلده وأن يتفانى في خدمته ,وأن يقدم أكثر ما يستطيع من الخير للمة التي يعيش فيها وأن يقدم في ذلك القرب فالقرب رحما وجوا ار حتى أنه ل يجز أن تنق ل الزكوات أبعد من مسافة القصر – إل لضرورة – إيثا ار للقربين بالمعروف فك ل مسلم مفروض عليه أن يسد الثغرة التي هي عليها وأن يخدم الوطن الذي نشأ فيه ومن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية لن ذلك مفروض عليه من رب العالمين وكان الخوان المسلمون بالتالي أشد الناس حرصا على خير وطنهم وتفانيا في خدمة قومهم ,وهم يتمنون لهذه البلد العزيزة المجيدة ك ل عزة ومجد وك ل تقدم ورقى ,وك ل فل ح ونجا ح ,وقد انتهت إليها رياسة المم السلمية بحكم ظروف كثيرة تضافرت على هذا الوضع الكريم ,إوان حب
المدينة لم يمنع رسو ل ال أن يحن إلى مكة وأن يقو ل لصي ل ,وقد أخذ يصفها )يا أصي ل دع القلوب تقر( وأن يجه ل بلل يهتف في ق اررة نفسه: بواد وحولي إذخر وجليـ ل
أل ليت شعري ه ل أبيتن ليلة
وه ل يبدون لي شامة وطفي ل
وه ل أردن يوما ميـاه مجنة 156
فالخوان المسلمون يحبون وطنهم ,ويحرصون على وحدته القومية بهذا العتبار ل يجدون غضاضة على أي إنسان يخلص لبلده ,وأن يفنى في سبي ل قومه وأن يتمنى لوطنه ك ل مجد وك ل عزة وفخار ,هذا من وجهة القومية الخاصة . ثم أن السلم الحنيف نشأ عربيا ووص ل إلى المم عن طريق العرب ,وجا ء كتابه بلسان عربي مبين ,وتوحدت المم باسمه على هذا اللسان يوم كان المسلمون مسلمين ,وقد جا ء في الثر : إذا ذ ل العرب ذ ل السلم ,وقد تحقق هذا المعنى حين دا ل سلطان العرب السياسي وانتق ل المر من أيديهم إلى غيرهم من العاجم والديلم ومن إليهم ,فالعرب هم عصبة السلم وحراسه . وأحب هنا أن ننوه إلى أن الخوان المسلمين يعتبرون العروبة ,كما عرفها النبي ,فيما يرويه ابن كثير عن معاذ بن جب ل رضي ال عنه ) :أل إن العربية اللسان ,أل إن العربية السان( . ومن هنا كانت وحدة العرب أم ار لبد منه لعادة السلم إواقامة دولته إواعزاز سلطانه ,ومن هنا وجب على ك ل مسلم أن يعم ل لحيا ء الوحدة العربية وتأييدها ومناصرتها ،وهذا موقف مجموعة
البحث من الوحدة العربية . بقي علينا أن نحدد موقفنا من الوحدة السلمية ,والحق أن السلم كما هو عقيدة وأنه قضى
على الفوارق النسبية بين الناس فال تبارك وتعالى يقو ل ) :إننما اسلأمسؤإمأنونن إسخنوةر( )الحجرات,(10: والنبي ) eالمسلم أخو المسلم( والمسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على
سواهم. فالسلم والحالة هذه ل يعترف بالحدود الجغرافية ول يعتبر الفروق الجنسية والدموية ,ويعتبر المسلمين جميعا أمة واحدة ,ويعتبر الوطن السلمي وطنا واحدا مهما تباعدت أقطاره وتنا ءت حدوده . وكذلك الخوان المسلمون يقدسون هذه الوحدة ويؤمنون بهذه الجامعة ,ويعملون لجمع كلمة المسلمين إواعزاز أخوان السلم وينادون بأن وطنهم هو ك ل شبر أرض فيه مسلم يقو ل )ل إله إل ال محمد رسو ل ال( وما أروع ما قا ل في هذا المعنى شاعر من شعرا ء الخوان: 157
ولست أدرى سوى السلم لي وطنا وكلم ــا ذكر أسم ال فى بلــد
الشـام فيها ووادي النيـ ل سيان عددت أرجا ءه من لب أوطـاني
يقو ل بعض الناس :إن ذلك يناقض تيار الفكرة السائدة في العالم فكرة التعصب للجناس واللوان ,والعالم الن تجربة موجة القوميات الجنسية ,فكيف تقفون أمام هذا التيار ,وكيف تخرجون على ما اتفق عليه الناس؟ وجواب ذلك أن الناس يخطئون وأن نتائج خطئهم في ذلك ظاهرة ملموسة في إقلق راحة المم وتعذيب ضمائر الشعوب مما ل يحتاج إلى برهان ,وليست مهمة الطبيب أن يجاري المرضى ولكن أن يعالجهم وأن يهديهم سوا ء السبي ل ,وتلك مهمة السلم ومن وص ل دعوته بالسلم . ويقو ل آخرون :إن ذلك غير ممكن والعم ل له عبث ل طائ ل من تحته ومجهود ل فائدة منه ,وخير للذين يعملون لهذه الجامعة أن يعملوا لقوامهم يخدموا أوطانهم الخاصة بجهودهم. والجواب على هذا أن هذه لغة الضعف والستكانة ,فقد كانت هذه المم مفرقة من قب ل متخالفة في ك ل شي ء :الدين واللغة ,والمشاعر والما ل واللم ,فوحدها السلم وجمع قلوبها على كلمة سوا ء ,ومازا ل السلم كما هو بحدوده ورسومه ,فإذا وجد من أبنائه من ينهض بعب ء الدعوة إليه وتجديده في نفوس المسلمين ,فإنه يجمع هذه المم جميعا من جديد كما جمعها من قديم, والعادة أهون من البتدا ء ,والتجربة أصدق دلي ل على المكان. يهتف بعض الناس بعد هذا بالوحدة الشرقية ,وأظن أنه لم يثر هذه النعرة في نفوس الهاتفين بها إل تعصب الغربيين لغربهم وسو ء عقيدتهم في الشرق وأبنائه ,وهم في ذلك مخطئون ,إواذا استمر
الغربيون على عقيدتهم هذه فستجر عليهم الوبا ل والنكا ل ,والخوان المسلمون ل ينظرون إلى هذه الوحدة الشرقية إل من خل ل هذه العاطفة فقط ,والشرق والغرب عندهم سيان إذا استوى موقفهما
من السلم ,وهم ل يزنون الناس إل بهذا الميزان. وضح إذا أن الخوان المسلمين يحترمون قوميتهم الخاصة باعتبارها الساس الو ل للنهوض المنشود ,ول يرون بأسا بأن يعم ل ك ل إنسان لوطنه ,وأن يقدمه للوطن على سواه ,ثم هم بعد 158
ذلك يؤيدون الوحدة العربية باعتبارها الحلقة الثانية في النهوض ,ثم هم يعملون للجامعة السلمية باعتبارها السياج الكام ل للوطن السلمي العام ,ولى أن أقو ل بعد هذا :إن الخوان يريدون الخير للعالم كله ,فهم ينادون بالوحدة العالمية لن هذا هو مرمى السلم وهدفه ومعنى ك إإل نرسحنمةا إلسلنعالنإمينن( )النبيا ء. (107: قو ل ال تبارك وتعالى ) :نونما أنسرنسسلننا ن وأنا في غنى بعد هذا البيان أن أقو ل أنه ل تعارض بين هذه الوحدات بهذا العتبار ,وبان ك ل منهما يشد أزر الخرى يحقق الغاية منها ,فإذا أراد أقوام أن يتخذوا من المناداة بالقومية الخاصة سلحا يميت الشعور بما عداها ,فالخوان المسلمون ليسوا معهم ولع ل هذا هو الفارق بيننا وبين كثير من الناس.74
74رسالة المؤتمر الخامس – مجموعة الرسائل – المام الشهيد حسن البنا
159
التعددية السياسية
160
نظام الحكم
161
الدولة
162
الـدولـة اللسـليمـية الولــى منذ ألف وأربعمائة سنة وثلثينين عاما نادى محمد بن عبد ال النبي المي في بطن مكة وعلى راس جب ل الصفا) :أقس ل يا أنليها النناس إدني رسوأ ل ا إ ك النسنماواإت والنسر إ ضل ل إلنسيأكسم نجإميع ا النإذي لنهأ أمسل أ نأ أ ن ن ن ن ل ورسولإإه النبإدي الأدمدي النإذي يؤإمن إبا إ إ إلنه إإل هو يسحإيي ويإمي أ إ ل نونكلإنماتإإه نواتنبإأعوهأ لننعلنأكسم نأ ن أن أ أس أ ت نفيآمأنوا إبا ن ن أ تنسهتنأدونن( )لعراف.(158:
فكانت تلك الدعوة الجامعة حدا فاصل في الكون كله ,بين ماض مظلم ,ومستقب ل باهر مشرق ,وحاضر زاخر سعيد ,إواعلنا واضحا مبينا لنظام جديد شارعه ال العليم الخبير ومبلغه
محمد البشير النذير ,وكتابه القرآن الواضح المنير ,وجنده السابقون الولون من المهاجرين
والنصار ,والذين اتبعوهم بإحسان ,وليس من وضع الناس ,ولكنه صبغة ال ,ومن أحسن من ال إ ك ب نول اإلينماأن نولنإكن نجنعسلنناهأ أنواار نسهإدي بإإه نمسن ننشا ء إمسن إعنباإدننا ن إوإان ن صبغة) :نما أكن ن ت تنسدإري نما اسلكنتا أ ض نأل إنلى ا إ ص ارإط ا إ ل تن إ إة إ إ ة إ ل النإذي لنهأ نما إفي النسنماواإت ونما إفي النسر إ صيأر لنتنسهدي إنلى ص نارط لمسستنقيم ,ن ن ن الأموأر( )الشورى.(53-52: يمنهاج القرآن الكريم في الصلح الجتيماعي والقرآن هو الجامع لصو ل هذا الصل ح الجتماعي الشام ل ,وقد أخذ يتنز ل على النبي صلى ال عليه وسلم ,ويعلن به المؤمنين بين الن والن بحسب الوقائع والظروف والمناسبات ك إباسلنح د ق نوأنسحنسنن تنسفإسي اار( ك بإنمثنة ل إإل إجسئننا ن ك نونرتنسلنناهأ تنسرإتيل ,نول نيسأأتونن ن ت بإإه فأنؤاند ن )نكنذإل ن ك إلأنثندب ن )الفرقان .(33-32:حتى اكتم ل به الوحي وحفظ في الصدور والسطور في مدى اثنتين وعشرين سنة ونيفا ,وقد جمع ال فيه لهذه المة تبيان ك ل شي ء ,وأصو ل الصل ح الجتماعي الكام ل الذي جا ء به تكاد تنحصر في هذه الصو ل: أ ـ الربانية. ب ـ التسامي بالنفس النسانية. 163
ج ـ تقرير عقيدة الجزا ء. د ـ إعلن الخوة بين الناس. هـ ـ النهوض بالرج ل والمرأة جميعا ,إواعلن التكاف ل والمساواة بينهما ,وتحديد مهمة ك ل منهم
تحديدا دقيقا.
و ـ تأمين المجتمع بتقرير حق الحياة والملك والعم ل والصحة والحرية والعلم والمن لك ل فرد وتحديد موارد الكسب. ز ـ ضبط الغريزتين :غريزة حفظ النفس ,وحفظ النوع ,وتنظيم مطالب الفم والفرج ح ـ الشدة في محاربة الجرائم الصلية. ط ـ تأكيد وحدة المة والقضا ء على ك ل مظاهر الفرقة وأسبابها. ي ـ إلزام المة الجهاد في سبي ل مبادئ الحق التي جا ء بها النظام. ك ـ اعتبار الدولة ممثلة للفكرة وقائمة على حمايتها ,ومسؤولة عن تحقيق أهدافها في المجتمع الخاص ,إوابلغها للناس جميعا.
الشـعائر العـيملية لهذا النظـام وقد خالف النظام القرآني غيره من النظم الوضعية والفلسفات النظرية فلم يترك مبادئه وتعاليمه نظريات في النفوس ,ول أرا ء في الكتب ,ول كلمات على الفواه والشفاه ,ولكنه وضع لتركيزها وتثبيتها والنتفاع بيآثارها ونتائجها مظاهر عملية ,وألزم المة التي تؤمن به وتدين له بالحرص على هذه العما ل وجعلها فرائض عليها ل تقب ل في تضييعها هوادة ,ب ل يثيب العاملين ويعاقب
164
المقصرين عقوبة قد تخرج بالواحد منهم من حدود هذا المجتمع السلمي وتطو ح به إلى مكان سحيق. وأهم هذه الفرائض التي جعلها هذا النظام سياجا لتركيز مبادئه هي : أ ـ الصلة والذكر والتوبة والستغفار...الخ . ب ـ الصيام والعفة والتحذير من الترف . ج ـ الزكاة والصدقة والنفاق في سبي ل ال . د ـ الحج والسياحة والرحلة والكف والنظر في ملكوت ال . هـ ـ الكسب والعم ل وتحريم السؤا ل . و ـ الجهاد والقتا ل وتجهيز المقاتلين ,ورعاية أهليهم ومصالحهم من بعدهم . ز ـ المر بالمعروف وبذ ل النصيحة . ح ـ النهي عن المنكر ومقاطعة مواطنه وفاعليه . ط ـ التزود بالعلم والمعرفة لك ل مسلم ومسلمة في فنون الحياة المختلفة ك ل فيما يليق به . ي ـ حسن المعاملة وكما ل التخلق بالخلق الفاضلة . ك ـ الحرص على سلمة البدن والمحافظة على الحواس . ل ـ التضامن الجتماعي بين الحاكم والمحكوم بالرعاية والطاعة معا . على قواعد هذا النظام الجتماعي القرآني الفاض ل قامت الدولة السلمية الولى تؤمن به إيمانا عميقا وتطبقه تطبيقا دقيقا وتنشره في العالمين ,حتى كان الخليفة الو ل رضي ال عنه يقو ل ) :لو ضاع مني عقا ل بعير لوجدته في كتاب ال ( وحتى أنه ليقات ل مانعي الزكاة ويعتبرهم مرتدين بهدمهم هذا الركن من أركان النظام ويقو ل ) :وال لو منعوني عقال كانوا يؤدونه لرسو ل ال لقاتلتهم ما استمسك السيف بيدي (. وكانت الوحدة بك ل معانيها ومظاهرها شم ل هذه المة الناشئة ,فالوحدة الجتماعية شاملة بتعميم نظام القرآن ولغة القرآن ,والوحدة السياسية شاملة في ظ ل أمير المؤمنين وتحت لوا ء الخلفة في
165
العاصمة ,ولم يح ل دونها أن كانت الفكرة السلمية فكرة ل مركزية في الجيوش ,وفي بيوت الما ل ,وفي تصرفات الولة ,إذ أن الجميع يعملون بعقيدة واحدة وبتوجيه عام متحد. ولقد طردت هذه المبادئ القرآنية الوثنية المحرفة في جزيرة العرب وفي بلد الفرس فقضت عليها, وطاردت اليهودية الماكرة فحصرتها في نطاق ضيق وقضت على سلطانها الديني و السياسي قضا ء تاما ,وصارعت المسيحية حتى انحصر ظلها في قارتي آسيا وأفريقيا وانحازت إلى أوربا في ظ ل الدولة الرومانية الشرقية بالقسطنطينية ,وتركز بذلك السلطان الروحي والسياسي بالدولة السلمية في القارتين العظيمتين ,وألحت بالغزو على القارة الثالثة تهاجم القسطنطينية من الشرق وتحاصرها حتى يجهدها الحصار ,وتأتيها من الغرب فتقتحم الندلس وتص ل جنودها المظفرة إلى قلب فرنسا إوالى شما ل وجنوب إيطاليا ,وتقيم في غرب أوربا دولة شامخة البنيان مشرقة بالعلم
والعرفان ,ويتم لها بعد ذلك فتح القسطنطينية نفسها وحصر المسيحية وحصر المسيحية في هذا
الجز ء المحدود من قلب أوربا ,وتمخر الساطي ل السلمية عباب البحرين البيض والحمر فيصير ك ل منهما بحيرة إسلمية ,وتقبض قوات الدولة السلمية بذلك على مفاتيح البحار في الشرق والغرب وتتم لها السيادة البرية والبحرية. وقد اتصلت بغيرها من المم ،ونقلت كثي ار من الحضارات ،ولكنها تغلبت بقوة إيمانها ومتانة
نظامها عليها جميعاا ،فعربتها أو كادت ،واستطاعت أن تصبغها وأن تحملها على لغتها ودينها بما
فيهما من روعة وحيوية وجما ل ،ولم يمنعها أن تأخذ النافع من هذه الحضارات جميعاا ،من غير أن يؤثر ذلك في وحدتها الجتماعية أو السياسية.75
75بين المس واليوم -مجموعة رسائل المام الشهيد حسن البنا
166
الحكويمة في اللسلم يفترض السلم الحنيف الحكومة قاعدة من قواعد النظام الجتماعي الذي جا ء به للناس ،فهو ل يقر الفوضى ،ول يدع الجماعة المسلمة بغير إمام ،ولقد قا ل الرسو ل صلى ال عليه وسلم لبعض أصحابه ) :إذا نزلت ببلد وليس فيه سلطان فارح ل عنه( ,كما قا ل في حديث آخر لبعض أصحابه كذلك ) :إذا كنتم ثلثة فأمروا عليكم رجل( . فمن ظن أن الدين – أو بعبارة أدق السلم – ل يعرض للسياسة ،أو أن السياسة ليست من مباحثه ،فقد ظلم نفسه ،وظلم علمه بهذا السلم ول أقو ل ظلم السلم فإن السلم شريعة ال ل يأتيها الباط ل من بين يده ول من خلفه ..وجمي ل قو ل المام الغزالي رضى ال عنه ) :اعلم أن الشريعة أص ل ،والملك حارس ،وما ل أص ل له فمهدوم وما ل حارس له فضائع( فل تقوم الدولة السلمية إل على أساس الدعوة ،حتى تكون دولة رسالة ل تشكي ل إدارة ،ول حكومة مادة جامدة صما ء ل رو ح فيها ,كما ل تقوم الدعوة إل في حماية تحفظها وتنشرها وتبلغها وتقويها . وأو ل خطئنا أننا نسينا هذا الص ل ففصلنا الدين عن السياسة عملي ا ,إوان كنا لن نستطيع أن نتنكر
له نظري ا فنصصنا في دستورنا على أن دين الدولة الرسمي هو السلم ,ولكن هذا النص لم يمنع
رجا ل السياسة وزعما ء الهيئات السياسية أن يفسدوا الذوق السلمي في الرؤوس ،والنظرة
السلمية في النفوس ,والجما ل السلمي في الوضاع ،باعتقادهم إواعلنهم وعملهم على أن
يباعدوا دائما بين توجيه الدين ومقتضيات السياسة ،وهذا أو ل الوهم و أص ل الفساد . دعائم الحكم اللسليمي
والحكومة في السلم تقوم على قاعدة معروفة مقررة ،هي الهيك ل الساسي لنظام الحكم السلمي ..فهي تقوم على: .1
مسؤولية الحاكم،
.2
ووحدة المة،
.3
واحترام أرادتها.. 167
ول عبرة بعد ذلك بالسما ء والشكا ل .
مسئولية الحاكم : فالحاكم مسئو ل بين يدي ال وبين الناس ،وهو أجير لهم وعام ل لديهم ،ورسو ل ال صلى ال عليه وسلم يقو ل ) :كلكم راع وكلكم مسئو ل عن رعيته( ،وأبو بكر رضى ال عنه يقو ل :عندما ولى المر وصعد المنبر) :أيها الناس ،كنت أحترف لعيالي فأكتسب قوتهم ،فأنا الن أحترف لكم ،فافرضوا لي من بيت مالكم( .وهو بهذا قد فسر نظرية العقد الجتماعي أفض ل وأعد ل تفسير ،ب ل هو وضع أساسه ,فما هو إل تعاقد بين المة والحاكم على رعاية المصالح العامة ,فإذا أحسن فله أجره ,إوان أسا ء فعليه عقابه . وحدة المة : والمة السلمية واحدة ,لن الخوة التي جمع السلم عليها القلوب أص ل من أصو ل اليمان ل يتم إل بها ول يتحقق إل بوجودها .ول يمنع ذلك حرية الرأي وبذ ل النصح من الصغير إلى الكبير ،ومن الكبير إلى الصغير ،وذلك هو المعبر عنه في عرف السلم ببذ ل نصيحة ،والمر المعروف النهى عن المنكر ،وقا ل رسو ل ال صلى ال عليه وسلم ) :الدين النصيحة( ،قالوا: لمن يا رسو ل ال ؟ قا ل) :ل ولرسوله ولكتابه ولئمة المسلمين وعامتهم( وقا ل ) :إذا رأيت أمتي تهاب أن تقو ل للظالم يا ظالم فقد تودع منها( ،وفي رواية ) :وبطن الرض خير لهم من ظهرها(، وقا ل ) :سيد الشهدا ء حمزة بن عبد المطلب ،ورج ل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله( . ول تكون الفرقة في الشؤون الجوهرية في المة السلمية ،لن نظام الحياة الجتماعية الذي يضمها نظام واحد هو السلم ،معترف به من أبنائها جميعا .والخلف في الفروع ل يضر ،ول يوجد بغضا ول خصومة ول حزبية يدور معها الحكم كم تدور ..ولكنه يستلزم البحث والتمحيص
والتشاور وبذ ل النصيحة ,فما كان من المنصوص عليه فل اجتهاد فيه وما ل نص فيه فقرار ولى المر يجمع المة عليه وهى شي ء بعد هذا . 168
احترام إرادة المة : ومن حق المة السلمية أن تراقب الحاكم أدق مراقبة ،وأن تشير عليه بما ترى فيه الخير ,وعليه أن يشاورها وأن يحترم إرادتها ,وأن يأخذ بالصالح من آرا ءها ,وقد أمر ال الحاكمين بذلك فقا ل : )نونشاإوسرأهسم إفي النسمإر( )آ ل عمران . (159:وأثنى به على المؤمنين خي ار فقا ل ) :نوأنسمأرأهسم أشونرى نبسيننهأسم( )الشورى.(38: ونصت على ذاك سنة رسو ل ال صلى ال عليه وسلم والخلفا ء الراشدين المهدين من بعدهم ..إذا جا ءهم ,أمر جمعوا أه ل الرأي من المسلمين واستشاروهم ونزلوا عند الصواب من آرائهم ،ب ل أنهم ليندبونهم إلى ذلك ويحثونهم عليه .فيقو ل أبو بكر رضى ال عنه ) :فإن رأيتموني على حق فأعينوني إوان رأيتموني على باط ل فسددوني أو قوموني( ,ويقو ل عمر بن الخطاب) :من رأى فلي اعوجاجا فليقومه( . )والنظام السلمي( في هذا ل يعنيه الشكا ل ول السما ء متى تحققت هذه القواعد الساسية التي ل يكون الحكم صالحا بدونها ,ومتى طبقت تطبيقا يحفظ التوازن ول يجع ل بعضها يطغى على
بعض ,ول يمكن أن يحفظ هذا التوازن بغير الوجدان الحي والشعور الحقيقي بقدسية هذه التعاليم، إوان في المحافظة عليها وصيانتها الفوز في الدنيا والنجاة في الخرة ،وهو ما يعبرون عنه
فالصطل ح الحديث )بالوعي القومي( أو النضج السياسي أو )التربية الوطنية( أو نحو هذه اللفاظ ،ومردها جميعا إلى حقيقة واحدة هي اعتقاد صلحية النظام ،والشعور بفائدة المحافظة عليه … إذ أن النصوص وحداها ل تنهض بأمة كاملة كما ل ينفع القانون إذا لم يطبقه قا ة ض
عاد ل نزيه . ونحن في حياتنا العصرية قد نقلنا من أوربا هذا النظام النيابي الذي تعيش في ظله حكوماتنا الن, ووضعنا دستورنا على أساسه ،وتغيير هذا الدستور مرة باسمه كذلك ،وجربنا الكثير من آثاره، فإلى أي مدى ينطبق هذا النظام على السلم ؟ إوالى أي مدى كانت فائدتنا منه طوا ل هذه المدة ؟ ذلك ما سنعرض له إن شا ء ال . 169
يملسؤولية الحاكم أنفنحسكم اسلجاإهإلنيإة يبأغون ومن أنحسن إمن ا إ ل أحسكما إلقنسوةم أيوإقأنونن أ ن ن نس ن ن ن س س ن أ ن
قدمت في الكلمة السابقة أن الدعائم التي يقوم عليها نظام الحكم السلمي ثلث: ) أ ( مسؤولية الحاكم . )ب( ووحدة المة . )جـ( واحترام إرادتها . ولقد تحقق هذا النظام بأكم ل صورة في عهد الخلفا ء الراشدين بعد رسو ل ال صلى ال عليه وسلم ال عليه وسلم .فكانوا يشعرون أتم الشعور بالتبعات الملقاة على كواهلهم كحكام مسؤولين عن رعاياهم .ويظهر ذلك في ك ل أقوالهم وتصرفاتهم وحسبك أن تق أر ما قاله عمر بن الخطاب رضى ال عنه حيت ولي الخلفة ،وعمر بن عبد العزيز حين وليها كذلك ,وجا ءت سيرتاهما مطابقتين لقولهما ) :أيها الناس قد وليت عليكم ،ولول رجا ء أن أكون خيركم لكم ،وأقواكم عليكم ،وأشدكم
اضطلعا بما ينوب من مهم أموركم ،ما توليت ذلك منكم ،وكفي عمر أمإهم ا محزنا انتظار
موافقة الحساب ،يأخذ حقوقكم كيف أخذها ووضعها أين أضعها ،وبالسير منكم كيف أسير فربى
المستعان( ،فإن عمر أصبح ل يثق بقوة و ل حيلة إن لم يتداركه ال عز وج ل برحمته وعونه وتأييده ،وكان يقو ل ) :لو أن جملا هلك ضياعا بشط الفرات لخشيت أن يسأ ل ال عنه آ ل
الخطاب( .
وقا ل عمر بن عبد العزيز في خطبته ) :أما بعد ،فإنه ليس بعد نبيكم صلى ال عليه وسلم نبي,ول بعد الكتاب الذي أنز ل عليه كتاب ,أل ما أح ل ال عز وج ل إلى يوم القيامة ،وما حرم ال حرام إلى يوم القيامة ،أل لست يقاض ولكنني منفذ ،أل إني لست بخيركم ولكنى رج ل منكم غير أن ال جعلني أثقلكم حملا( .وقدمت إليه مراكب الخلفة بعد دفن سليمان بن عبد الملك فأمر
بتأخيرها ،وركب بغلته وعاد إلى منزله ،فدخ ل عليه موله مزاحم فقا ل :يا أمير المؤمنين لعلك 170
مهتم؟ فقا ل ) :بمث ل هذا المر الذي نز ل بي اهتممت ،إن ليس من أمة محمد في مشرق ول مغرب أحد إل له قبلي حق يحق علي أداؤه إليه ،غير كاتب إلي فيه ول طالبه مني( . وكانت المة مجتمعة الكلمة باستمساكها بأهداب الدين ،واعتقادها فض ل ما جا ء به من أحكام ، ورعايتها لمر رسو ل ال صلى ال عليه وسلم وتشديده في الوحدة حتى أمر بقت ل من فارق الجماعة أو خرج على الطاعة ،فقا ل ) :من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم فاضربوه بالسيف كائنا من كان( ،كما قا ل ) :من خرج على الطاعة وخالف الجماعة فمات ،مات ميتة جاهلية ،ومن قات ل تحت راية عملية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة ،أو ينصر عصبة ،
فقت ل ،فقتلة جاهلية .ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ول يتحاشى من مؤمنها ،ول يفي ذا عهد عهده ،فليس منى ولست منه( . كما كانت إرادتها محترمة مقدرة ،فما كان أبو بكر يمضى في الناس أم ار إل بعد أن يستشيرهم
وخصوص ا فيما ل نص فيه ،وكذلك كان عمر بن الخطاب ،فقد جع ل الخلفة من بعده شورى
في الستة اللذين توفي رسو ل ال صلى ال عليه وسلم وهو عنهم راض. 76
لقد قرر الخليفة أبو بكر الصديق رضي ال عنه في بيان عملي حرب مانعي الزكاة برغم وجود النص الذي يمنع ذلك ،وذكره به عمر بن الخطاب رضي ال عنه في الحديث الذي أورده ت نأن أأقاتن ل البخاري .." :يا نأبا بكر كي ن ف أتقاتإأ ل النانس وقد قا ل رسو ل ال صلى ال عليه وسلم :أإمر أ النانس حتى يقولوا ل إله إل ال ،فمن قا ل ل إله إل ال نعصنم مني ما لهأ ونسفنسه إلن بحقه وحسابه على ال 77".ولكن الخليفة أبو بكر رضي ال عنه أمضي رأيه فلزمت الطاعة المسلمين رغم المخالفة لنص صريح ،وصار قرار الحرب هو تشريع اللحظة الذي يجب على المسلمين طاعته لنه من ولي المر المنتخب وصاحب السنة في الزمن ،وصدر من موقع مسؤولية مباشرة.. فالشريعة السياسية في السلم هي قرار الشرعية المنتخبة ،وليست استنباط فقهي وقسر النصوص للجابة على إشكاليات لم تكن ضمن مشاغلها حين نزولها.
76نظام الحكم – مجموعة الرسائل لللمام الشهيد حسن البنا
/ 77البخاري – .6773
171
هذا وقد كان في قرار أبو بكر بحرب المرتدين التفاف رائع على محاولة لهدم الدولة عبر خلق فوضى تشريعية باستخدام الدين .وفي ذلك يقو ل الدكتور محمد عمارة .." :إن وجود دولة الخلفة التي حماها الصحابة ودعموها بقتالهم للمرتدين كانت السبي ل لما هو أكثر من إقامة فريضة الزكاة الدينية كركن من أركان الدين ..إذ أنها كانت السبي ل لقامة السلم كله كدين ...فالدولة هي التي نشرت السلم خارج شبه الجزيرة ،بعد أن أعادت رفع أعلمه التي طواها العرب المرتدون.. ولولها لتهدد السلم مخاطر أن يصبح مجرد نحلة من النح ل التي عرفها التاريخ ،أو ديانة يقف شرف التدين بها عند قلة من الناس" .78هذا وتأكيد ما ذهب إليه الدكتور محمد عمارة نجده في مقولة عبد ال بن مسعود رضي ال عنه" :لقد قمنا بعد رسو ل ال صلى ال عليه وسلم ،مقام ا
كدنا نهلك فيه لول أن ال من علينا بأبي بكر ،أجمعنا على أن ل نقات ل الناس على ابنة مخاض وابنة لبون ..ونعبد ال حتى يأتينا اليقين فعزم ال لبي بكر على قتالهم فوال ما رضي منهم إل بالخطة المخزية أو الحرب المجلية ،أما الخطة المخزية فأن يقروا بأن من قت ل منهم في النار ومن قت ل منا في الجنة ،وأن يدوا قتلنا ونغنم ما أخذنا منهم ،وأن ما أخذوا منا مردود علينا .وأما الحرب المجلية فأن يخرجوا من ديارهم" .79ولنا أن نتصور حجم حروب الردة إذا علمنا أن عدد اللوية التي عقدها أمير المؤمنين وقتها إحدى عشر لواا ء ،80وهذا ليس بالمر اليسير ،ولكن أبو بكر
انطلق في ق ارره من موقع المكلف بالمر ،كفهم عام لمسناه على امتداد الخلفة الراشدة ..فلم يجتهد عمر في خلفة أبي بكر ولم يجمع عثمان كتاب ال في عهد عمر ..فقد أسس السلم آلية لوحدة القرار السياسي عبر تفويض "سلطة المر والفتوى" لمن يفوضه الجمهور بالمطلق أو بالتقييد فالبيعة في السلم على شرط معطيها.81
/ 78د .محمد عمارة العلمانية ونهضتنا الحديثة ط دار الشروق ص 39 / 79ابن اليثير ج 2ص 342 / 80المصدر السابق ص 346 81رؤية في الفكر السياسي السلمي -محمد مكي عثمان
172
الدولة فى برنايمج الحزب فى قراءته الولى رســخ الســلم نموذج ـ ا للدولــة تحققــت فيــه أركانهــا الساســية وقواعــدها ،مــن مبــادئ الختيــار
والمسئولية والمحاسبة والتقاضي ،واعتبرت قواعد أساسية لدارة نظــام الدولـة ،وتحقيـق مبــدأ الفصــ ل الواضــح بيــن الســلطات دون أن تفقــد عناصــر تكامــ ل أدوارهــا ووظائفهــا ،وكــان هــذا الجــانب واضــحا
فــي الوظيفــة القضــائية الــتي قــامت بــدور مهــم فــي الحــد مــن هيمنــة الحكــام ومحاســبتهم ،إلــى جــانب استقل ل المجتمع ،كما ساهم العلما ء والفقها ء المستقلون عـن ســيطرة الحكــام فــي زيــادة رصــيد المــة العلمي والفقهي والحضاري. ثــم نشــأت فــي الغــرب دو ل قوميــة فــي مواجهــة الكنيســة الكاثوليكيــة ،ســاهمت فــي وضــع نظــم جديدة لدارة الدولة ،والوصو ل بها إلى دولة المؤسسات ،وقد صـاحب الدولـة القوميـة الوربيـة نزعــة توسعية لغزو بلدان أخرى ،مما يهدد فكرة السيادة نفسـها ،ويتيح حريـة التـدخ ل الجنـبي فـي الشـؤون الداخلية للدولة تحت أي ذريعة كانت. وبعــد ذلــك نشــأت دو ل قوميــة فــي العــالم الســلمي علــي النســق الغربــي ،لــم تصــ ل إلــى مرحلــة الستقرار والنضج ،نتيجة خضوعها للتغريب ،والتبعية والتجزئة ،والفساد ،والستبداد والتخلف. ويقوم منهجنا السلمي لصل ح الدولة وفق الخصائص التية: أ -دولة تقوم علي يمبدأ اليمواطنة مص ــر دول ــة لك ــ ل المـ ـواطنين ال ــذين يتمتع ــون بجنس ــيتها وجمي ــع المـ ـواطنين يتمتع ــون بحق ــوق وواجبات متساوية ،يكفلها القانون وفق مبدأي المساواة وتكافؤ الفرص. ونعتــبر المواطنــة هــي القاعــدة الــتي تنطلــق عنهــا المطالبــة بالديمقراطيــة ،ليــس بغــرض تــداو ل السلطة فحسب ،ب ل بغرض ممارسة الديمقراطية ،المتجاه ل لمبدأ الغلبية. ويجــب أن تعــزز النصــوص القانونيــة معاملــة كــ ل الم ـواطنين علــي قــدم المســاواة دون تمييــز، وعلـي الدولة والمجتمـع العمـ ل علـي ضـمان قيـام الوضـاع الجتماعيـة اللزمـة لتحقيـق النصـاف، وأن يمكــن الف ـراد مــن المشــاركة بفاعليــة فــي اتخــاذ الق ـ اررات الــتي تــؤثر فــي حيــاتهم ،وخاصــة فــي الق اررات السياسية.
173
ب -دولة دلستورية اســتقر بنــا ء الدولــة الدســتورية علــي دعامــات ثلث؛ الســلطة التشـ ـريعية ،والســلطة القضــائية، والس ــلطة التنفيذي ــة ،وال ــتي تعم ــ ل بش ــك ل متم ــايز ومتكام ــ ل ومتض ــامن ف ــي آن واح ــد ،باعتب ــار ه ــذه الــدعامات مانعـ ـا مــن الســتبداد واحتكــار الســلطة والمقــرر شــرعا هــو ســد ذ ارئــع الفســاد ومــال يتــم
الواجب إل به فهو واجب.
إوالي جانب ما يـتيحه تعــدد السـلطات مــن توزيــع للمسـؤوليات والســلطة ومنـع احتكارهـا مـن قبــ ل
أي قوة واحــدة ،ينبغــي أن تشــتم ل كـ ل ســلطة مــن هـذه الســلطات علــي كيانــات مؤسســية ترسـخ دعــائم مستقرة وقواعد عم ل واضحة وسياسات محددة ،بشك ل يعكس الشفافية والمشاركة ،فهي أمــور تعنــي أن تعددية السلطة هي الحافظة لمعادلة أن ك ل سلطة لبد أن ترتبط بالمسئولية ،وك ل مسئولية لبــد أن تتلزم مع المسا ءلة. وتقوم الدولة الدستورية علي السلطات التالية :ـ .1
الس ــلطة التشـ ـريعية وال ــتي تش ــك ل م ــن نـ ـواب منتخ ــبين م ــن الش ــعب ب ــالقتراع الس ــري
المباشر ،ويتولون سن القوانين والرقابة علي السلطة التنفيذية. .2
السلطة التنفيذية وتتولها الحكومة ،وهي مسئولة أمام السلطة التشريعية.
.3
الس ــلطة القض ــائية ويتوله ــا قض ــاة يتمتع ــون بالس ــتقل ل الكام ــ ل وه ــي تت ــولي تط ــبيق
وتنفيذ الدستور والقوانين التي تسنها السلطة التشريعية. ج -دولة تقوم علي الشورى تعد الشورى مبدأ أساسيا تقوم عليـه الدولة بكـ ل أبعادهـا فهـي ليسـت مجـرد مبـدأ سياسـي يحكـم أشكا ل العلقـات السياسـية فحسـب ..بـ ل هـي نمـط سـلوك ومنهج عـام لدارة مختلـف جـوانب الحيـاة في الدولة ...بالضـافة إلـى كـونه قيمـة إيمانيـة وخلقيـة تـوجه سـلوك الفـراد وعلقـاتهم الجتماعيـة، يتربي عليها الفرد والمجتمع والحكام لتصبح جـز ءا مــن مكونــات الشخصــية الوطنيــة وأحــد مقوماتهــا، ويصطبغ بها ك ل المواطنين.
والشـورى الـتي نـؤمن بهـا ونسـعى إلـى تحقيقهـا وتأسـيس نظـام الحكـم عليهـا ليسـت قالبـ ا جامـدا
ولكنهــا تعنــي إرســا ء مبــدأ تــداو ل الســلطة وحــق الشــعب فــي تقريــر شــؤونه واختيــار نـ ـوابه وحكــامه ومراقبتهم ومحاسبتهم وضمان التزامهم في ما يصدر عنهم من قـ اررات أو تصـرفات لتســيير الشــئون 174
العامــة ا ب ـرأي الشــعب مباش ـرة أو عــن طريــق ن ـوابه حــتى ل يســتبد بــالمر فــرد أو ينفــرد بــه حــزب أو تستأثر به فئة ،وهي إلى جانب ذلك مصد ار لتحديـد القواعـد الساسـية الـتي يقوم عليهـا نظـام الحكـم ودستور الدولة.
إن عــدم تحديــد شــك ل معيــن للشــورى مــع القواعــد الســلمية المقــررة لتحقيــق مصــلحة العبــاد والبلد ي ـ ــوجب علين ـ ــا أن نأخ ـ ــذ بأحس ـ ــن م ـ ــا وص ـ ــلت إلي ـ ــه المجتمع ـ ــات النس ـ ــانية ف ـ ــي ممارس ـ ــتها الديمقراطية في عصرنا الراهن من أشكا ل وقواعد وطرق إجرائية وفنية لتنظيــم اســتخلص الجمــاع وتحســين ممارس ــة الســلطة وضــمان ت ــداولها س ــلمي ا وتوســيع دائـ ـرة المش ــاركة الشــعبية فيهــا وتفعيــ ل
المراقبة عليها.
د -دولة لسيادة القانون تعد سيادة القانون مبد ءا من مبادئ الدولة الدستورية العادلة ،ولتعزيز هــذا المبــدأ وتجســيده فــي
الواقع العملي لبد من:
ضـ ــمان المشـ ــاركة الحقيقيـ ــة للم ـ ـواطنين ،عـ ــبر الهيئـ ــات التش ـ ـريعية فـ ــي تقـ ــديم مقترحـ ــات
.1
بالتشريعات والقوانين إواقرارها ،وفي اختيار ممثليهم.
.2
بسط وتعزيز سلطان القضا ء وضمان استقلله والعم ل علي تنفيذ أحكامه.
.3
ض ــمان خض ــوع س ــلطات الدول ــة للق ــانون ،وانض ــباطها ب ــه ،واحتكامه ــا إلي ــه ،واعتب ــار ك ــ ل تصرف يصدر عن السلطات العامة مخالفـا للدسـتور والقـانون بـاطلا يسـتوجب المسـا ءلة ،بـ ل يجـب أن يتضمن الدستور ك ل ما يؤكد علي عناصر الرقابة والمسا ءلة والمحاسبة. هـ -دولة يمدنية الدولة السلمية هي دولـة مدنيـة بالضـرورة ،لن الوظـائف فيهـا أســاس توليهــا الكفــا ءة والخــبرة الفنية المتخصصة والدوار السياسية يقوم بها مواطنون منتخبون ،تحقيق ا للرادة الشــعبية الحقيقيــة، والشعب مصدر السـلطات ،وصـولا لحفـظ أمـن المجتمــع ،إذ تنشــأ علقــة بيـن الســلطة والشــعب تقـوم
علي التكام ل والتكاف ل لتحقيق المصلحة العليا للمجتمع ،وتعظيم المجا ل المشترك بينهما ،فالشعب النــاهض ليــس بــديلا عــن الدولــة الشــرعية الفاعلــة ول مزاحمــا لهــا ،بــ ل يعــد مصــد ار مــن مصــادر قــوة الدولة.
175
والدولـة المتصــفة بالشــرعية والفاعليـة أهـم مصـدر مـن مصــادر قــوة الشـعب ،بمــا تســمح بـه مــن قيــام مؤسســات أهليــة تتمتــع بالســتقل ل المــالي والداري ،وبمــا تــتيحه مــن مجــالت ومــا ترســمه مــن خطط للنهوض والتقدم أمام المواطنين. والدولة هي وكي ل عـن المـة تقـوم بكـ ل مـا ل تسـتطيع المـة القيــام بـه ،وتقـوم بالمهــام المركزيــة مثــ ل الــدفاع والمــن والخارجيــة ،وهــي مســئولة عــن التخطيــط المركــزي ،وتــوجيه القطــاع الخــاص والهلــي بسياســة الحـوافز ،كمــا أنهــا مســئولة عــن مواجهــة الزمــات والمشــكلت الكــبرى ،وتعــويض النقــص فــي الخــدمات والحاجيــات الساســية ،وهــي فــي كــ ل هــذا تعمــ ل وفــق تعاقــدها الدســتوري مــع المة كوكي ل لها ،ومن خل ل مراقبة السلطة التشريعية لدا ء الدولة نيابة عن المة. وللدولــة وظــائف دينيــة أساســية ،فهــي مســئولة عــن حمايــة وح ارســة الــدين ،والدولــة الســلمية يكــون عليهــا حمايــة غيــر المســلم فــي عقيــدته وعبــادته ودور عبــادته وغيرهــا ،ويكــون عليهــا ح ارســة السلم وحماية شئونه والتأكـد مـن عـدم وجـود مـا يعـترض الممارسـة السـلمية مـن العبـادة والـدعوة والح ــج وغيره ــا .وتل ــك الوظ ــائف الديني ــة تتمث ــ ل ف ــي رئي ــس الدول ــة أو رئي ــس ال ــوزرا ء طبق ــا للنظ ــام السياســي القــائم .ولهــذا نــري أن رئيــس الدولــة أو رئيــس الــوزرا ء طبقــا للنظــام السياســي القــائم عليــه واجبــات تتعــارض مــع عقيــدة غيــر المســلم .ممــا يجعــ ل غيــر المســلم معفــي مــن القيــام بهــذه المهمــة، طبقــا للش ـريعة الســلمية ،والــتي ل تلــزم غيــر المســلم ب ـواجب يتعــارض مــع عقيــدته ،كمــا أن ق ـرار الحـ ــرب يمثـ ــ ل ق ـ ـ ار ار شـ ــرعيا ،أي يجـ ــب أن يقـ ــوم علـ ــي المقاصـ ــد والسـ ــس الـ ــتي حـ ــددتها الش ـ ـريعة السلمية ،ممـا يجعـ ل رئيـس الدولـة أو رئيـس الـوزرا ء طبقـا للنظـام السياســي القــائم ،إذا أتخــذ بنفســه قرار الحرب مسا ءلا عن استيفا ء الجانب الشرعي لقيام الحرب ،وهو بهــذا يكــون عليـه واجــب شـرعي يلتزم به. و -دولة تحقق وحدة اليمة تعم ل الدولة المنشودة علي قيام وحدة المة العربية أول ثم المة السلمية فــي ظــ ل التكتلت الكــبيرة والعولمــة.فالمــة الســلمية أمـة واحــدة ،لن الخــوة الــتي جمــع الســلم عليهــا القلـوب أصــ ل مــن أصــو ل اليمــان ل يتــم إل بهــا ول يتحقــق إل بوجودهــا ،ول يمنــع ذلــك حريــة الـرأي وبــذ ل النصــح والمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالـدين النصـيحة.ولقـد جمـع السـلم فـي مجتمعـه بيـن الخـوة النسانية و السلمية. 176
ول تجــوز الفرقــة فــي الشــئون الجوهريــة الساســية فــي المــة الســلمية والخلف فــي الفــروع ل ضا ول خصومة. يضر ول يوجب بغ ا
ولن الدولة وكي ل عن الجماعة السياسية المصرية ،لذا يكون عليها تحقيق آمــا ل هـذه الجماعـة
فـي الوحـدة العربيـة ثـم فـي الوحـدة السـلمية ،والـتي تمثـ ل النتمـا ء الحضـاري والـديني ،والـذي جمـع رابطــة العقيــدة مــع رابطــة الحضــارة ،وجعــ ل كــ ل مكونــات أمتنــا مــع اختلف الــدين واللغــة وغيرهــا، ينتمون لوعي جمعي يؤص ل لوحـدتهم .وللوحـدة أشـكا ل كـثيرة ،وكـ ل مـا صـلح مـن تلـك الشـكا ل هو هــدف لنــا ،وكــ ل عمليــات الوحــدة تتــم تــدريجيا ،وهــدفها النهــائي الوصــو ل لكيــان مؤسســي جــامع ،فــي
شك ل إتحاد عربي ثم إتحاد إسلمي(.82
82القراءة الولى لبرنامج الحز ب الذى طرحته جماعة الوخوان المسلمين
177
النظام السياسى
178
النظـام اللسيالسـي إن المشـروعية السياســية ،تتطلــب وصـو ل المجتمــع بكــ ل فئــاته لحالــة التوافـق الــديمقراطي حــو ل القضايا والمسائ ل الوطنية الكبرى ،وخاصة قواعـد إدارة النظـام السياسـي والنشـاط السياسـي ولن يتـم ذلــك إل بتــوفير منــا خ الثقــة المتبــاد ل بيــن كــ ل الفئــات كشــرط لتحســين الدا ء داخــ ل النظــام السياســي والذي نرى أن يكون نظاما رئاسيا -برلمانيا وذلـك فـي ظـ ل الواقـع المصـري الحـالي والمنـا خ السـائد
علــى المســتوى القليمــي والــدولي ،ويمكــن أن يتغيــر هــذا الختيــار فــي المســتقب ل إذا مــا تغيــر الواقــع المحلــي والمنــا خ القليمــي والعــالمي وطبقـ ـ ا لرادة المــة وباختيارهــا الحــر عــبر آليــات الديمقراطيــة الحقيقية ،ويتطلب ذلك:
ل :توافر المنا خ الملئم للتحو ل الديمقراطي وتعميق الشورى أو ا
أ – تعزيز آليات الديمقراطية ومبادئ الشورى
يتم ذلك في إطار مبادئ وقواعد أساسية تقوم علي : .1
توســيع قاعــدة المشــاركة السياســية لكــ ل القــوى ،إواشـ ـراك كــ ل الفئــات وجميــع ال ارغــبين فــي
المشــاركة ،وذلــك مــن خل ل اســتراتيجيه الدمــج والدخــا ل بــديلا عــن القصــا ء والســتبعاد واحــترام
قواع ــد المنافس ــة ال ــتي تت ــم م ــن خل ل آلي ــة النتخاب ــات الدوري ــة النزيه ــة لض ــمان اس ــتقرار العم ــ ل السياسي السلمي. .2
التوافق الديمقراطي حو ل القواعد الساسية للنظام السياسي ،والتي تمث ل قاسم ا مشترك ا بين
.3
التواف ــق المجتمع ــي مق ــدم عل ــي التن ــافس السياس ــي ،والوص ــو ل إل ــى الح ــد الدن ــى أو الح ــد
ك ل القوي السياسية ،والحفاظ علي المصالح الساسية لك ل فئات وشرائح المجتمع المصري
الضروري من توافق أو إجماع المة علي نظامها السياسي ودســتورها ،مقــدم علــي التنــافس القــائم علي أغلبية ومعارضة ،ونــري أن دورنــا الساسـي يقـوم علـي تجميـع المـة لتأســيس نظامهـا القـائم علــي الشــورى والديمقراطيــة ،وتحديــد مبادئهــا الدســتورية الساســية ،ممــا يمكــن مــن قيــام التنــافس السياسي في ظ ل توافق مجتمعي صلب. ب -ضمانات الحرية
الحريــة كأصــ ل إســلمي وتـ ـراث إنســاني ركــن أصــي ل فــي العلقــة التعاقديــة بيــن المـ ـواطن أو مؤسســات المجتمــع المختلفــة مــن جهــة ،وبيــن الســلطة الحاكمــة مــن جهــة أخــرى ،بمــا يــوفر عدال ـةا 179
أتساوي بين الفراد ،وتضمن حرياتهم في العتقاد ،والتصرف والتملك ،إوابدا ء الرأي والتعبير والتنق ل و الجتماع وتكوين الحزاب والجمعيات و إصدار الصحف.
إن ض ــمان الحري ــة ،وص ــيانة الحق ــوق للمـ ـواطن ،وفئ ــات المجتم ــع المختلف ــة ،يتحمله ــا النظ ــام السياسي بك ل مفرداته ،من نظم ومؤسسات إواجـرا ءات وتوجهـات إداريـة وعمليـة ،ول تقتصـر الحريـة عل ــي الحري ــات الديني ــة والسياس ــية فحس ــب ،ولكنه ــا تش ــم ل التح ــرر م ــن ك ــ ل أنـ ـواع وأش ــكا ل القه ــر
والستبداد ،والني ل من الكرامة النسانية. ولمنع استبداد السلطة يجب العم ل على : .1
سن التشريعات والقوانين واللوائح الضامنة للحرية.
.2
تفعيــ ل نظــام للتنشــئة السياســية لكــ ل أف ـراد المجتمــع يجعلهــم فــاعلين ومشــاركين فــي الحيــاة السياسية ،مشاركة إيجابية وسلمية. تطـ ــوير النظـ ــام التعليمـ ــي والثقـ ــافي والعلمـ ــي لجـ ــ ل تكـ ــوين المـ ـواطن الصـ ــالح الناضـ ــج
.3
والمؤهــ ل للمشــاركة السياســية الفعالــة ،والداعمــة للتنميــة المســتدامة وهــذه كلهــا تضـ ـمن؛ تعليــم الحقــوق والواجبــات ،وتنميــة القــدرات الفرديــة والجماعيــة ،وبــث قيــم الح ـوار والمشــاركة وتأصــي ل قواعد المسئولية والمسا ءلة. تطـ ــوير نظـ ــام للتنشـ ــئة الجتماعيـ ــة يـ ــدعم احـ ــترام الدولـ ــة لقيـ ــم الشـ ــعب المصـ ــري وث ـ ـوابته
.4
الساسية ،وخاصة الدينية بك ل أطيافها ،والتي تعلي من قيمة مدنية الدولة بين أفراد المجتمع. العمــ ل علــي أن يعكــس الدســتور الهويــة الجامعــة للمــة بأبعادهــا الســلمية و الحضــارية
.5
والعربيــة ول يكــون متصــادما معهــا ،وهــذا شــرط أساســي لتوليــد منــا خ تعاقــدي تـوافقي بيــن الفـراد والمجتمع والدولة. جـ( منظمات المجتمع الهلي ومؤسسات الشعب
تتمث ل هذه المنظمـات فـي الحـزاب السياسـية والنقابـات المهنيـة والعماليـة والتحـادات التجاريـة والصناعية والطلبية والجمعيات الهليـة وغيرهـا ،وهـي تمثـ ل الـرأي العـام للمجتمـع فـي التعـبير عن مصــالحه إوابــدا ء أريــه فــي الشــئون العامــة ووجــود هــذه المنظمــات المتعــددة واســتقللها ،يعــد ضــرورة
لستقرار النظام السياسي ،إواقامة الديمقراطيـة ،تضـفي الحيوية علـي النشـطة الجتماعيـة والثقافيـة والتربوية ،ولذلك فإن تسهي ل إنشـا ء هـذه المنظمـات واسـتقللها ودعمهـا يعـد مـن أولويـات السياسـات
العامة. 180
ويعني استقل ل هذه المنظمات ،أن تكون قادرة وممكنة في إدارة شئونها الداخلية وفق ا لهدافها
المعلنة ونظامها الساسي دون تـدخ ل إداري مـن السـلطة الحاكمـة يعطـ ل أعمالهـا ويقصـي فاعليتهـا
الحقيقي ــة ،شـ ـريطة ع ــدم مص ــادمة أعماله ــا للق ــانون و حري ــات الخري ــن والقي ــم الساس ــية للمجتم ــع وقواعد النظام العام ،وأن تتسم أعمالها بالشفافية وتوسيع قـاعدة المشاركة الطـ ـوعية أمــام المـواطنين والفصا ح عن مصادر التموي ل وطرق النفاق.
ثانياا :الفص ل بين السلطات
س ــبق الق ــو ل ب ــأن الفص ــ ل بي ــن الس ــلطات م ــن أس ــس النظ ــام السياس ــي الدس ــتوري الس ــلمي. ولحداث إصل ح حقيقي يجب مراعاة هذا المبدأ وهو يقوم علي : أ -تحديد الختصاصات :
تختــص الســلطة التشـريعية بمجلســيها الشــعب والشــورى بعمليــة التشـريع وســن القـوانين والرقابــة علــي الســلطة التنفيذيــة .ونهــدف فــي برنامجنــا إلــى تعزيــز هــذه الســلطة بضــم كافــة الجهـزة الرقابيــة المركزية لمجلس الشعب لتعظيم دوره الرقابي وضم المجالس القومية المتخصصــة لمجلـس الشـورى لتعظيم دوره التشريعي في كافة القوانين والتشـريعات وتعظيــم دوره التخطيطــي خاصــة فــي مــا يتعلــق بالمشاريع والبرامج القومية .وتختص السلطة القضائية بإعما ل سيادة القانون وحسن تطبيقه إوانفاذ أحكامه علي أفراد المجتمع والدولة وتختص السلطة التنفيذيــة بوضــع الخطــط التنفيذيــة إوادارة دولب العمــ ل الداري فــي الدولــة إواصــدار الق ـ اررات اللزمــة لتنفيــذ القــانون والمســاعدة علــي تنفيــذ الحكــام القضائية.
إن ضــبط نقــاط التمــاس والتــداخ ل بيــن الســلطات آليــة مهمــة للحفــاظ علــي اســتقرار المجتمــع وفعاليــة المؤسســات ،لــذا يجــب البــد ء بــإجرا ءات تصــحيحية تضــمن قيــام كــ ل ســلطة باختصاصــاتها، والتأكيد علي ضرورة التوازن والفص ل بين السلطات كمبدأ دســتوري ،وتعزيـزه بتشـريعات مســاندة فــي سياق عملية تحو ل سياسي تؤدي لتأسيس نظام نيابي برلماني فعا ل وقضا ء مســتق ل اســتقللا كــاملا وحقيقياا.
ب -حياد جهاز الدارة العامة:
كم ــا يتض ــمن هيك ــ ل النظ ــام السياس ــي نظامـ ـ ا فع ــالا للدارة العام ــة الرش ــيدة ،يق ــوم عل ــي أبن ــي
مؤسسية مستقرة تتسم بمعـايير الكفـا ءة والن ازهـة والحيـاد ،وذلـك بطـر ح نظـرة شـاملة لصـل ح الجهـاز 181
الداري فــي الدولــة تــؤهله للقيــام بوظــائفه التنمويــة ،والخدميــة بصــورة أكــثر كفــا ءة وحياديــة بغــض النظــر عــن تــداو ل الســلطة بيــن الح ـزاب المختلفــة .فمــن المهــم أن ل يكــون الجهــاز الداري للدولــة حزبيــا وتابعــا لنخبــة بعينهــا ،وأن ل يتــم الســيطرة علــي الحكــم مــن خل ل الســيطرة عليــه ،ممــا يجعــ ل أجهزة الدولة طرفا في التنافس السياسي ،ويفقدها وظيفتها الساسية ويعرضها للفساد. ولضــمان كفــا ءة الجهــاز الداري وحيــاده ،يجــب أن تخضــع الترقيــات لقواعــد موضــوعية ثابتــة ومستقرة ،مع وضع نظام واضح للمسا ءلة والمحاسبة ،وضمان نظام عاد ل للجــور والمكافــيآت يحــد من الستغل ل السياسي والفساد المالي والداري. ولضمان عدالة جهاز الشرطة المركزي ونزاهته في التعام ل مــع الفـراد والمؤسســات فيجــب أن يتبــع هــذا الجهــاز لــو ازرة العــد ل لتتمكــن مــن القيــام بمهمتهــا الساســية المنوطــة بهــا وهــي نشــر العــد ل والمــن بيــن المـ ـواطنين بــدل مــن المهمــة الحاليــة الــتي فرضــها عليهــا النظــام للتحكــم فــي الســلطة القضائية وتعطي ل أدائها. جـ -نظام الدارة المحلية:
لتطــوير الدارة المحليــة يتبنــي البرنامــج نظــام الحكــم المحلــي وليــس مجــرد الدارة المحليــة ،بمــا يستتبعه من اللمركزية وتعميق الممارسة الديمقراطية المر الذي يستلزم التي : .1اختيار المحافظ بالنتخاب الحر المباشر. .2منـ ــح أعضـ ــا ء المجـ ــالس الشـ ــعبية المحليـ ــة المنتخبـ ــة بمختلـ ــف مسـ ــتوياتها وسـ ــائ ل الرقابـ ــة المختلف ــة كالسـ ـؤا ل وطل ــب الحاط ــة والس ــتجواب وطل ــب المناقش ــة العام ــة وس ــحب الثق ــة وغيرها. .3منــح المجــالس الشــعبية المحليــة المنتخبــة حــق اقــترا ح الم ارســيم المحليــة وضــبط الميزانيــات المحلية في إطار القانون و الخطة العامة للدولة. .4تبعية أجهزة المن علي مستوي المحافظة للمحافظ المنتخب وليس للدارة المركزية. د-المجتمع الهلي والرأي العام:
يقوم المجتمع الهلي بتوفير مظلــة أمــان لســتقرار النظــام السياســي ،وتعزيــز دور المؤسســات، ويتجل ــي ذل ــك ف ــي س ــعي الـ ـرأي الع ــام ممثلا ف ــي الحـ ـزاب السياس ــية ،والنقاب ــات المهني ــة والعمالي ــة، والتحـادات التجاريـة والطلبيــة و الجمعيـات الهليـة وغيرهـا مـن المؤسســات للتعــبير عـن مصــالحه 182
إوابــدا ء أريــه فــي الشــئون العامــة ،وحريــة النشــاط فــي مختلــف مؤسســات المجتمــع الهلــي ،والــتي هــي
مؤسســات المــة ،خاصــة فــي النقابــات واتحــادات الطلب غيرهــا ،تمثــ ل الســاس لترســيخ مفــاهيم
المشاركة ،لـذا ل يجـوز السـيطرة عليهـا مـن قبـ ل الدولة أو مـن قبـ ل السـلطة الحاكمـة .ونؤكـد هنـا أن مؤسســات المــة الهليــة ،هــي أســاس نشــاط المــة ،ول يجــب خضــوعها لجهــة الدارة ،بــ ل تخضــع للقانون فقط .حتى يكون للمة حريتها في تحديد توجهاتها المستقبلية والحضارية ،وبهذا تقوم المة بدورها الساسي ووظيفتها الولى ،وهي النهوض الحضاري.
ثالثاا :حرية تداو ل البيانات والمعلومات
إن إتاحة البيانات والمعلومات ضــرورة لزمـة لتفعيـ ل المشــاركة السياسـية والمجتمعيـة وتحسـين منا خ الستثمار .ولتحقيـق ذلـك يجـب إصـدار قـانون يتيـح للفـراد الحـق فـي الحصـو ل عليهـا وذلـك من خل ل: .1تدقيق وتصحيح البيانات الرسمية. .2إتاحة البيانات المتوافرة لدي المؤسسات القومية للنشر العام. .3تعزيز حرية الصحافة والنشر والتعبير عن الرأي. .4الفراج عن الوثائق المتعلقة بالمن القومي التي يحددها القانون بعد مضي 25عااما.
رابعاا :المسا ءلة والمحاسبة
إن غياب المسا ءلة يفقد النظام السياسي حيويته ،ويجعله غير قادر علي التحــو ل نحــو النضــج
المؤسسي ،كما يقعده عن القيام بوظائفه الساســية ،باعتبــار أن الصــل ح السياســي شــرط ضــروري لحـدوث التنميـة القتصـادية ،فلبـد مـن تحسـين المنـا خ السياسـي لجـذب السـتثمارات وتوفير فـرص لنمو المشروعات ،مع التركيز علي بنا ء سياسات لمكافحة الفساد .ويحتاج ذلك إلى: .1
إلغا ء تبعية المؤسسات والهيئات الرقابيـة للســلطة التنفيذيــة وضـمها للسـلطة التشـريعية
متمثلة في مجلس الشعب،ونشر تقاريرها بحرية وشفافية تامة. .2
تعزيز دور السلطة القضائية في تثبيت سيادة القانون واحترام أحكام القضا ء.
.3
تفعيــ ل دور ال ـرأي العــام فــي عمليــة الرقابــة علــي عمــ ل المؤسســات ،وذلــك مــن خل ل
إعطا ء حريـة الصـحافة والنشــر أهميـة فــي التشـريعات القانونيــة ،والتأكيــد علــي حريــة التعــبير للفـراد والجماعات. .4
إصدار قانون جديد لمحاكمة الوزرا ء. 183
خامساا :التعددية السياسية
التعددي ــة السياس ــية تعك ــس اختلف المص ــالح والهتمام ــات والولوي ــات ف ــي المجتم ــع ،وه ــذا
الختلف يمكـ ــن التعـ ــبير عنـ ــه بواسـ ــطة الح ـ ـزاب السياسـ ــية ،والتجمعـ ــات القتصـ ــادية والثقافيـ ــة، والجمعيــات الهليــة والنقابــات المهنيــة والعماليــة بمــا يحقــق الــدفاع عــن مصــالح الطـراف المتنوعــة، ولتحقيق هذه التعددية يجب العم ل علي : إنها ء هيمنة واحتكار الحزب الحاكم للسلطة ومنع استخدامه لموارد ومؤسسات الدولــة
.1
وخاصة المنية لتحقيق مصالحه. إطلق حري ــة تك ــوين الحـ ـزاب دون تــدخ ل مــن الس ــلطة التنفيذي ــة،وأن تنش ــأ الحـ ـزاب
.2
بمجرد الخطار ،وذلك بشرط عدم وجود تشكيلت عسكرية لها وأل تتضمن برامجها أي تمييز بين المواطنين. .3
إتاحة فرص أوسع لنشر ثقافة التعددية الحزبية ،علي المستوي الوطني.
.4
تقوي ــة دور الجمعي ــات الهلي ــة والنقاب ــات المهني ــة والعمالي ــة وكاف ــة مؤسس ــات العم ــ ل
الهلــي وذلــك بإتبــاع سياســات تضــمن إ ازلــة القيــود علــي إنشــائها ،و نشــاطها فــي ظــ ل الحفــاظ علــي سلطة الرقابة المالية علي الموارد والنفقات لها.
سادساا :المساواة وتكافؤ الفرص
يعــد مبــدأ المســاواة وتكــافؤ الفــرص ضــروري ا لتحقيــق العدالــة و تعميــق النتمــا ء للــوطن ويتحقــق
ذلك عن طريق : .1
عــدم التمييــز بيــن المـواطنين فــي الحقــوق والواجبــات علــي أســاس الــدين أو الجنــس أو
اللون كحق التملك والتنق ل والتعلـم والعمـ ل وممارسـة العمـ ل السياسـي والتعـبير عن الـرأي – فـي ظـ ل الحفــاظ علــى القيــم الساســية للمجتمــع-والترشــح للمجــالس المحليــة والنيابيــة وتــولي كافــة الوظــائف القضــائية والتنفيذيــة ،فــي كــ ل المجــالت وعلــى جميــع المســتويات باســتثنا ء منصــب رئاســة الدولــة فيشترط فيمن يتوله أو يترشح له أن يكون مسلماا ،ونرى أن للمرأة الحق فـي كافـة الوظـائف الداريـة في الدولة ما عدا رئاسة الدولة التي اتفق الفقها ء على عدم جواز توليها لها.
.2
توســيع المشــاركة فــي الشــئون العامــة أمــام جميــع المـ ـواطنين علــي كافــة المســتويات
الجتماعي ــة ،والثقافي ــة ،والقتص ــادية ،والسياس ــية ،لس ــتيعاب الجه ــود التطوعي ــة ،والمس ــاهمة ف ــي مشاريع التنمية. 184
تبنــي سياســات عادلــة لتوزيــع الــدخ ل القــومي بشــك ل مت ـوازن يمنــع الســتغل ل ،ويــوفر
.3
الجر المناسب ،ويقل ل من سيطرة رأس الما ل ويحو ل دون قيام التكتلت الحتكارية. تمكين المرأة مـن كافـة حقوقهـا وتكون ممارسـة هـذه الحقوق بمـا ل يتعـارض مـع القيـم
.4
الساسية للمجتمع.
سابعاا :النتخابات الحرة النزيهة
إن النتخابات الدورية النزيهة هي وسيلة للتعبير عن الرادة الشعبية لتداو ل السلطة ،والقضا ء علـي السـتبداد ،ولـذا يجـب وضـع معـايير فعالـة تقضـي علـي العيـوب المزمنـة فـي النتخابـات الـتي شهدت انحرافا وتزوي ار للرادة الشعبية وأبعدتها عن عملية تشكي ل السلطة السياسية. وتتطلب النتخابات الحرة ضمان ما يلي : .1
تــولي لجنـة قضــائية مسـتقلة غيــر قابلـة للعـز ل الشـراف الكامـ ل علــي إدارة النتخابــات والستفتا ءات بمجرد صدور قرار دعوة الناخبين ،وتخضع لهــا كافــة الجهـزة التنفيذيــة والمحليــة والمنيــة الــتي تتصــ ل أعمالهــا بالنتخابــات ،بحيــث تشــم ل مرحلــة الترشــيح
.2 .1
والتصويت والفرز إواعلن النتائج.
إلغـ ــا ء جـ ــداو ل القيـ ــد الحاليـ ــة والـ ــتي ل تعـ ــبر بـ ــأي صـ ــورة مـ ــن الصـ ــور عـ ــن الشـ ــعب المصري ،إواعادة الجداو ل طبقا للرقم القومي.
إدل ء الن ـ ــاخبين بأصـ ـ ـواتهم طبق ـ ــا للرق ـ ــم الق ـ ــومي ،م ـ ــع توقي ـ ــع الن ـ ــاخب ف ـ ــي كش ـ ــوف
النتخابات أمام اسمه بإمضائه أو بصمته. .2
فــرض عقوبــات صــارمة علــي الــتزوير أو التلعــب أو التــدخ ل فــي النتخابــات تصــ ل
إلى الشغا ل الشاقة بالنسبة للموظف العام ،واعتبارها جريمة ل تسقط بالتقادم. .3
وضع ضوابط دقيقة للنفاق المالي في النتخابات.
.4
كــف يــد الســلطات المنيــة عــن التــدخ ل فــي أي خطــوة مــن خطـوات العمليــة النتخابيــة
وقصر دورها علي حفظ المن ومنع الحتكاك بين أنصار المرشحين.83
83القراءة الولى لبرنامج الحز ب الذى طرحته جماعة الوخوان المسلمين
185
186
المرأة
187