Atoms for Peace and Development, Arabic Edition

Page 1

‫‪IAE A BULLE TIN‬‬

‫ِّ‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫ ‬ ‫منشور الوكالة الرئييس | آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫ل ِّ‬ ‫النس الطال‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫خة ا إل ى‬ ‫‪tin‬‬ ‫لك‬ ‫‪ rg/bulle‬رتوني�ة‬ ‫‪.o‬‬

‫‪.iaea‬‬ ‫‪www‬‬

‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬ ‫اعة‬

‫ال أ‬ ‫غ‬

‫الصحـة‬

‫ذية والز ر‬

‫البيئـة‬

‫امليـاه‬

‫‪S‬‬ ‫الطاقـة‬

‫كا‬

‫لة‬

‫‪IAEA‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫تسخير َّ‬ ‫الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫ان‬ ‫أ ظ‬ ‫خبار ر أي ً‬ ‫الو ضا‪:‬‬

‫الصناعـة‬


‫‪IAE A BULLE TIN‬‬

‫ِّ‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫منشور الوكالة الرئييس | آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫ِّ‬ ‫الن لالط‬ ‫س‬ ‫الع على‬ ‫‪ in‬خة ا إل لك‬ ‫‪ a.org/bullet‬رتوني�ة‬ ‫‪iae‬‬

‫‪www.‬‬

‫َّ‬ ‫الذرة من أجل السالم والتنمية‬ ‫تسخير‬ ‫اعة‬

‫ال أ‬ ‫غ‬

‫الصحـة‬

‫ذية والز ر‬

‫ُ‬ ‫مهمة الوكالة الدولية للطاقة ِّ‬ ‫الذرية يف منع انتشار األسلحة النووية‬ ‫تكمن‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ومساعدة كل البلدان‪ ،‬ال سيما يف العالم النايم‪ ،‬على االستفادة من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫سلميا ومأمونا وآمنا‪.‬‬ ‫استخدام العلوم والتكنولوجيا النووية استخداما‬ ‫َّ ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وقد َّ‬ ‫تأسست الوكالة بصفتها منظمة مستقلة يف إطار األمم املتحدة‬

‫البيئـة‬

‫امليـاه‬

‫‪S‬‬ ‫الطاقـة‬ ‫الصناعـة‬

‫ان‬ ‫أ ظ‬ ‫خبار ر أي ً‬ ‫الو ضا‪:‬‬

‫‪IAEA‬‬

‫كا‬ ‫لة‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫تسخير َّ‬ ‫الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫ِّ‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫يصدرها مكتب اإلعالم العام واالتصاالت‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذ ِّر‪ ‬ية‬ ‫العنوان ‪:‬‬ ‫‪International Atomic Energy Agency‬‬ ‫‪PO Box 100, 1400 Vienna, Austria‬‬

‫الهاتف ‪)43-1( ٢٦٠٠-0 :‬‬ ‫‪iaeabulletin@iaea.org‬‬

‫احملرر‪ :‬ميكلوس غاسبر‬ ‫ِّ‬ ‫التصميم واإلنتاج ‪ :‬ريتو كين‬ ‫جملة الوكالة متاحة على املوقع التايل‪:‬‬ ‫‪www.iaea.org/bulletin‬‬

‫يمكن استخدام مقتطفات من مواد الوكالة التي تتض َّمنها‬ ‫جملة الوكالة يف مواضع أخرى ِب ُح ِّرية‪ ،‬شريطة اإلشارة إىل‬ ‫أن الكاتب من غير موظفي الوكالة‪،‬‬ ‫املصدر‪ .‬وإذا كان مب َّيناً َّ‬ ‫ِ‬ ‫املصدرة على إذن بإعادة‬ ‫فيجب احلصول منه أو من املنظمة‬ ‫النشر‪ ،‬إلَّ إذا كان ذلك ألغراض العرض‪.‬‬ ‫أي مقالة مو َّقعة واردة‬ ‫عرب عنها يف ِّ‬ ‫ووجهات النظر ُ‬ ‫امل َ‬ ‫يف جملة الوكالة ال ُتم ِّثل بالضرورة وجهة نظر‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذ ِّرية‪ ،‬وال تتح َّمل الوكالة‬ ‫أي مسؤولية عنها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الغالف‪ :‬ريتو كين‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذ ِّرية‬ ‫تابعونا على‬

‫يف عام ‪ ،1957‬وهي املنظمة الوحيدة ضمن منظومة األمم املتحدة اليت‬ ‫ُ‬ ‫تملك اخلربة يف مجال التكنولوجيات النووية‪ .‬وتساعد مختربات الوكالة‬ ‫ِّ‬ ‫املتخصصة الفريدة من نوعها على نقل املعارف واخلربات إىل الدول‬ ‫األعضاء يف الوكالة يف مجاالت مثل الصحة البشرية واألغذية واملياه‬ ‫والصناعة والبيئ�ة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الوكالة كذلك بدور َّ‬ ‫املنصة العاملية لتعزيز األمن النووي‪ .‬وقد‬ ‫وتقوم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّأسست الوكالة سلسلة األمن النووي اخلاصة باملنشورات اإلرشادية‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫املتوافق عليها ًّ‬ ‫دوليا بشأن األمن النووي‪ .‬كما تركز أنشطة الوكالة على‬ ‫تقديم املساعدة للتقليل إىل ِّ‬ ‫احلد األدىن من مخاطر وقوع املواد النووية‬ ‫املشعة يف أيدي اإلرهابيني واملجرمني‪ ،‬أو خطر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫تعرض‬ ‫وغريها من املواد‬ ‫املرافق النووية ألعمال كيدية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫معايري األمان الصادرة عن الوكالة نظاما ملبادئ األمان األساسية‪،‬‬ ‫وتوفر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫توافقا ًّ‬ ‫ِّ‬ ‫دوليا يف اآلراء حول ما يشكل مستوى عاليا من األمان‬ ‫وجتسد‬ ‫الضارة لإلشعاعات ِّ‬ ‫َّ‬ ‫املؤين�ة‪ .‬وقد‬ ‫حلماية الناس والبيئ�ة من التأثريات‬ ‫ُ‬ ‫معايري ‪ ‬األمان اخلاصة بالوكالة لتطبيقها يف جميع أنواع املرافق‬ ‫ُو ِضعت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ستخدم لألغراض السلمية‪ ،‬وكذلك لتطبيقها‬ ‫واألنشطة النووية اليت ت‬

‫يف‪ ‬اإلجراءات الوقائي�ة الرامية إىل تقليص املخاطر اإلشعاعية القائمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫وتتحقق الوكالة أيضا‪ ،‬من خالل نظامها التفتييش‪ ،‬من امتث�ال الدول‬ ‫األعضاء لاللزتامات اليت قطعتها على نفسها بموجب معاهدة عدم انتشار‬ ‫ِّ‬ ‫األسلحة النووية وغريها من اتفاقات عدم االنتشار‪ ،‬واملتمثلة يف‪ ‬عدم‬ ‫َّ‬ ‫استخدام املواد واملرافق النووية إل لألغراض السلمية‪.‬‬ ‫ولعمل الوكالة جوانب ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ومتنوعة من‬ ‫متعددة‪ ،‬وتشارك فيه طائفة واسعة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫برامج الوكالة‬ ‫الشركاء على الصعيد الوطين واإلقلييم والدويل‪ .‬وت َّدد‬ ‫َ‬ ‫جهاز ْي تقرير سياسات الوكالة‪ْ — ‬‬ ‫ومزياني�اتها من خالل َّ‬ ‫أي‬ ‫مقررات‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫عضوا واملؤتمر العام الذي ُّ‬ ‫يضم جميع‬ ‫مجلس املحافظني املؤلف من ‪35‬‬ ‫الدول األعضاء‪.‬‬ ‫ويوجد ُّ‬ ‫املقر ‪ ‬الرئييس للوكالة يف مركز فيين�ا الدويل‪ .‬كما توجد مكاتب‬ ‫ميداني�ة ومكاتب اتصال يف جنيف ونيويورك وطوكيو وتورونتو‪ .‬وتدير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫علمية يف ٍّ‬ ‫كل من موناكو وزايربسدورف وفيين�ا‪ .‬وعالوة‬ ‫مختربات‬ ‫الوكالة‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫على ذلك‪ ،‬تدعم الوكالة مركز عبد السالم الدويل للفزيياء النظرية يف‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫التمويل الالزم‪.‬‬ ‫تر‪ ‬ييسيت بإيطاليا وتوفر له‬


‫تصدير‬

‫تسخير َّ‬ ‫الذرة من أجل السالم والتنمية‪:‬‬ ‫العمل على تحقيق أهداف التنمية‬ ‫المستدامة‬ ‫بقلم يوكيا أمانو‪ ،‬المدير العام للوكالة الدولية للطاقة ِّ‬ ‫الذرية‬

‫واالبتكارات العلمية أمران أساسيان‬ ‫ِّ‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫لتحقيق التنمية‪ .‬وحتقق التطبيقات‬ ‫النووية فوائد َّ‬ ‫مجة يف العديد من جماالت حياتنا‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك الصحة والزراعة وإنتاج الغذاء وتوليد الطاقة‪،‬‬ ‫وكذلك يف العديد من قطاعات الصناعة‪ .‬والوكالة َّ‬ ‫مهيأة‬ ‫عىل حنو فريد ملساعدة الدول األعضاء عىل استخدام‬ ‫التكنولوجيا النووية لتحقيق أهداف التنمية املستدامة‪.‬‬ ‫ويوجز شعارنا «تسخري َّ‬ ‫الذرة من أجل السالم والتنمية»‬ ‫ِّ‬ ‫مهمتنا املتمثلة يف ضامن استخدام التكنولوجيا النووية‬ ‫لألغراض السلمية فقط ومساعدة الدول األعضاء عىل‬ ‫استخدام هذه التكنولوجيا املذهلة لالرتقاء برفاه ورخاء‬ ‫شعوبها‪ .‬ونقل التكنولوجيا النووية إىل البلدان النامية هو‬ ‫أحد األعامل األساسية اليت تضطلع هبا الوكالة وأحد ِّ‬ ‫أهم‬ ‫جماالت عملنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبصفيت مديرا للوكالة أسافر إىل العديد من البلدان وألتقي‬ ‫ً َّ‬ ‫تأثرت حياهتم‪ ،‬بل ويف بعض األحيان َّ‬ ‫تغي مسار‬ ‫أشخاصا‬ ‫حياهتم‪ ،‬من خالل عمل الوكالة‪ .‬وهذه حلظات جمزية‬ ‫ُّ‬ ‫وتضم هذه الطبعة من جملة الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫للغاية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية جمموعة خمتارة من مثل هذه األخبار‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ستتعرفون عىل مزارعي األرز يف‬ ‫فبني ثنايا املجلة‬ ‫َّ‬ ‫إندونيسيا الذين ضاعفوا غالهتم ومداخيلهم عن طريق‬ ‫ُ‬ ‫زراعة ساللة من األرز ط ِّورت باستخدام اإلشعاع‬ ‫َّ‬ ‫وتتسم مبقاومة بعض تأثريات ُّ‬ ‫تغي املناخ (الصفحة‪.)4 ‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وبإمكانكم أن تعرفوا أيضا كيف متكن املزارعون يف‬ ‫اجلمهورية الدومينيكية من استئناف صادرات الفواكه‬ ‫واخلرضوات بعد القضاء عىل اآلفات احلرشية باستخدام‬ ‫التقنيات النووية (الصفحة ‪ .)6‬ويخربنا األطباء‬ ‫البيطريون يف ليسوتو كيف بإمكاهنم‪ ،‬وللمرة األوىل‪،‬‬

‫(الصورة من‪ :‬كونليث برادي‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية)‬

‫فحص احليوانات للكشف عن األمراض احليوانية‬ ‫واألمراض احليوانية املصدر ومن َّثم احلفاظ عىل صحة‬ ‫املاشية والبرش (الصفحة ‪.)8‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويوضح مقال آخر كيف أسهمت التقنيات النووية يف‬ ‫جهود اإلنعاش يف نيبال وإكوادور وبريو يف أعقاب كوارث‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫طبيعية ِّ‬ ‫وسنتحدث أيضا عن‬ ‫مدمرة (الصفحة ‪.)20‬‬ ‫مؤسسة أعامل صغرية يف مالزييا أصبحت أكرث تنافسية‬ ‫وبإمكاهنا أن تبيع عىل املستوى الدويل بعد أن َّ‬ ‫حسنت جودة‬ ‫منتجاهتا باستخدام اإلشعاع (الصفحة ‪.)24‬‬ ‫وتعتقد َّ‬ ‫عدة بلدان أن القوى النووية ميكن أن تساعدها يف‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫التحديني املزدوجني املتمثلني يف ضامن طاقة‬ ‫مواجهة‬ ‫كافية لتطوير اقتصاداهتا ويف الوقت نفسه مكافحة تغيُّ‬ ‫ِّ‬ ‫املناخ‪ .‬وسرنكز عىل تعاون الوكالة مع بنغالديش‪ ،‬اليت‬ ‫بدأت يف بناء أول حمطة للقوى النووية العام املنرصم‬ ‫(الصفحة ‪.)22‬‬ ‫وتواصل ُّ‬ ‫َ‬ ‫توسع نطاق عضوية الوكالة ولدينا اآلن‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫‪ 169‬دولة عضوا‪ .‬وتزتايد عىل حنو مطرد طلبات احلصول‬ ‫عىل مساعدتنا يف مجيع جماالت العلوم والتطبيقات‬ ‫النووية‪ .‬وملبادرة الوكالة لالستخدامات السلمية أهمية‬ ‫أساسية يف مساعدتنا عىل رفد مواردنا يف جمال التعاون‬ ‫ُ‬ ‫التقين ملواكبة هذا الطلب املزتايد‪ .‬ومنحتنا املبادرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املذكورة أيضا مزيدا من املرونة يف االستجابة الرسيعة‬ ‫ِّ‬ ‫للتحديات اجلديدة وساعدتنا عىل تكوين رشاكات‬ ‫جديدة مع القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وآمل أن تستمتعوا بالقراءة عن الطرق العديدة اليت تعمل هبا‬ ‫الوكالة من أجل حتسني حياة اإلنسان يف مجيع‪ ‬أحناء العالم‬ ‫من خالل استخدام التكنولوجيا النووية‪ ‬السلمية‪.‬‬

‫(الصورة من‪ :‬كونليث برادي‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية)‬

‫“نقل التكنولوجيا النووية‬

‫إلى البلدان النامية هو أحد‬ ‫األعمال األساسية اليت تضطلع‬ ‫بها الوكالة وأحد ِّ‬ ‫أهم‬ ‫مجاالت عملنا‪”.‬‬ ‫— يوكيا أمانو‪،‬‬ ‫املدير العام للوكالة الدولية‬ ‫الذرية‬ ‫للطاقة ِّ‬

‫(الصورة من‪ :‬مكتب الشؤون القانونية والعالقات العامة والتعاون‪،‬‬ ‫الوكالة الوطنية للطاقة النووية (‪))BATAN‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪1 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫المحتويات‬

‫األغذية والزراعة‬

‫َّ‬ ‫‪ 4‬محاربة ّ‬ ‫تغير المناخ‪ :‬إحدى سالالت األرز‬ ‫المطورة‬ ‫ُّ‬ ‫بالتوسع‬ ‫باستخدام التقنيات النووية آخذة‬ ‫في إندونيسيا‬ ‫‪ 6‬التقنيات النووية تساعد الجمهورية الدومينيكية‬ ‫على القضاء على اآلفات الحشرية واستئناف صادرات‬ ‫الفواكه والخضروات‬ ‫ً‬ ‫‪ 8‬أصبحت ليسوتو اآلن أكثر استعدادا لمكافحة األمراض‬ ‫الحيوانية واألمراض الحيوانية المصدر‬

‫المياه‬ ‫و‬ ‫البيئة‬

‫‪S‬‬

‫كوستاريكا ِّ‬ ‫ًّ‬ ‫مناخيا‬ ‫تمهد الطريق أمام الزراعة الذكية‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 12‬ناميبيا تلتمس من الوكالة مساعدتها في دراسة نظامها‬ ‫اإليكولوجي البحري لدعم مصايد األسماك الرئيسية‬

‫‪ 14‬كيفية االنتصار في المعركة ضد تآكل التربة‪ :‬الحفاظ‬ ‫على األراضي الخصبة والمحافظة على جودة المياه‬ ‫باالستعانة بالتقنيات النووية‬

‫الصحة‬

‫‪ 18‬رفع مستوى خدمات العالج اإلشعاعي في مولدوفا‬

‫‪ 20‬التكنولوجيا النووية تساعد في جهود التعافي بعد‬ ‫وقوع كارثة طبيعية‬

‫َّ‬ ‫تسخــير الــذر ة مـن‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 2‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫المحتويات‬

‫الطاقة‬

‫‪ 22‬األخذ بالقوى النووية في بنغالديش يجري على قدم‬ ‫وساق بمساعدة الوكالة‬

‫الصناعة‬

‫ّ‬ ‫‪ 24‬المعالجة اإلشعاعية تمكن أصحاب األعمال التجارية‬ ‫الصغيرة في ماليزيا من الدخول إلى سالسل القيمة العالمية‬

‫‪ 26‬من داخل مركز البحوث الدولي سيسايم‬

‫مبادرة االستخدامات‬ ‫السلمية‬

‫‪ 30‬ما هي مبادرة االستخدامات السلمية؟‬

‫ُّ‬ ‫‪ 32‬جهود تحديث مختبرات الوكالة تواصل تقدمها‬

‫‪ 1‬تسخير َّ‬ ‫الذرة من أجل السالم والتنمية‪ :‬العمل على تحقيق أهداف‬ ‫التنمية المستدامة‬ ‫‪ 33‬أخبار الوكالة‬ ‫‪ 36‬منشورات الوكالة الدولية للطاقة ِّ‬ ‫الذرية‬

‫أجل السالم والتنمية‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪3 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫محاربة ُّ‬ ‫تغير المناخ‪ :‬إحدى سالالت األرز‬ ‫َّ‬ ‫المطورة باستخدام التقنيات النووية آخذة‬ ‫ُّ‬ ‫بالتوسع في إندونيسيا‬ ‫بقلم ميكلوس غاسبر‬ ‫لنا أن يكون لدينا سالالت تالئم الظروف املناخية األكرث‬ ‫ُّ‬ ‫تقل ًبا اجلديدة السائدة والنامجة عن ُّ‬ ‫تغي املناخ‪».‬‬ ‫ويستطيع املزارعون هنا زراعة األرز ثالث مرات يف السنة‬ ‫الواحدة‪ ،‬مرة يف املوسم اجلاف ومرتني يف موسم األمطار‪.‬‬ ‫ً َّ‬ ‫وأوضح قائال إن طول املواسم قد تفاوت أكرث من املعتاد‬ ‫ً‬ ‫يف السنوات األخرية‪ ،‬ما أسفر عن طقس عام أكرث جفافا‬ ‫وانتشار آفات وأمراض جديدة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬شهد‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫املستخدمة يف السابق‬ ‫تراجع غلت السالالت‬ ‫املزارعون‬ ‫إىل ما دون ‪ 5‬أطنان للهكتار الواحد‪.‬‬

‫عمال في الوكالة الوطنية للطاقة‬ ‫النووية (باتان) يزرعون سالالت أرز‬ ‫ُ‬ ‫استحدثت باستخدام اإلشعاع‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬يوستانتيانا‪/‬الوكالة الوطنية‬ ‫للطاقة النووية)‬

‫“من المهم بشكل خاص بالنسبة‬ ‫لنا أن يكون لدينا سالالت تالئم‬ ‫ُّ ً‬ ‫الظروف المناخية األكثر تقلبا‬ ‫الجديدة السائدة والناجمة عن‬ ‫ُّ‬ ‫تغير المناخ‪”.‬‬ ‫— عبد الرسيد أفندي‪ ،‬مزارع أرز‪،‬‬ ‫جاوة الشرقية‪ ،‬إندونيسيا‬

‫ومتامسكة ورسيع النضج — هكذا ُّ‬ ‫حيب‬ ‫املزارعون اإلندونيسيون َّ‬ ‫حبات أرزهم‪ ،‬وهذا‬ ‫َّ‬ ‫بالضبط ما َّقدمته لهم العلوم النووية‪ .‬وفوق كل هذا حققت‬ ‫لهم مداخيل أعىل‪.‬‬

‫ممتلئة‬

‫يف أواخر عام ‪ 2017‬كان موسم الزراعة الثاين الذي‬ ‫استخدم فيه حوايل ‪ 200‬مزارع يف جاوة الرشقية‬ ‫السالسة ‪«( Inpari Sidenuk‬التفاين النووي» باللغة‬ ‫التحدي الذي يفرضه ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫تغي املناخ‪،‬‬ ‫اإلندونيسية) ملواجهة‬ ‫َّ‬ ‫ويف الوقت نفسه ملضاعفة مقدار غلهتم لتبلغ ‪ 9‬أطنان‬ ‫للهكتار الواحد‪ .‬والساللة املذكورة هي واحدة من أصل‬ ‫‪ 22‬ساللة أرز َّ‬ ‫طورها علامء يف الوكالة الوطنية للطاقة‬ ‫النووية )‪ (BATAN‬يف إندونيسيا باستخدام اإلشعاع‪ ،‬وهي‬ ‫ً‬ ‫العملية املستخدمة كثريا لتوليد سامت جديدة ومفيدة يف‬ ‫املحاصيل (انظر مربع العلوم)‪.‬‬ ‫وتدعم الوكالة‪ ،‬بالتعاون مع منظمة األغذية والزراعة‬ ‫ممولة ًّ‬ ‫لألمم املتحدة (الفاو)‪ ،‬وبجهود َّ‬ ‫جزئيا من خالل‬ ‫ً‬ ‫مبادرة االستخدامات السلمية‪ ،‬الباحثني يف ‪ 70‬بلدا‪،‬‬ ‫مهنا إندونيسيا‪ ،‬يف استخدام اإلشعاع ألغراض البحوث‬ ‫الزراعية‪ .‬ويساعد تطوير سالالت جديدة َّ‬ ‫وحمسنة يساعد‬ ‫عىل زيادة إمدادات الغذاء‪ ،‬وبالتايل تعزيز األمن الغذايئ‪.‬‬ ‫وقال عبد‪ ‬الرسيد أفندي‪ ،‬وهو مزارع يف مانغران َزرع‬ ‫الساللة اجلديدة عىل أكرث من نصف قطعة أرضه املمتدة‬ ‫عىل مساحة ‪ 2‬هكتار‪« :‬من املهم بشكل خاص بالنسبة‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 4‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫ِّ‬ ‫ولم يؤد إدخال الساللة ‪ Inpari Sidenuk‬إىل استعادة‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫أيضا إىل ُ‬ ‫جتاوز‬ ‫مستويات الغلة السابقة فحسب‪ ،‬بل‬ ‫َّ‬ ‫معدالت احلصاد السابقة بشكل كبري عرب حتقيق ‪ 9‬أطنان‬ ‫للهكتار الواحد‪ .‬وحيث إن النبات أقرص بكثري فإن ذلك‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫جيعله أقل عرضة خلطر الرياح القوية اليت كانت تتلف‬ ‫قرابة ُعرش املحصول‪.‬‬ ‫واملشكلة الوحيدة هي عدم توافر البذور للمزارعني‪ ،‬وفق‬ ‫أ‪ .‬صديق تانويو‪ ،‬املسؤول بوزارة الزراعة يف جاوة الرشقية‪.‬‬ ‫«من املهم أن َّ‬ ‫يتم إنتاج املزيد من البذور لزيادة املساحة‬ ‫املزروعة‪ ،‬ما سيسهم يف زيادة اإلنتاجية ومداخيل‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫املزارعني» عىل حد قوله‪ .‬وتتمثل مهمة السلطات‬ ‫الزراعية يف البلد اآلن يف إنتاج املزيد من بذور الساللة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫اجلديدة‪ .‬ولم يعد هذا اإلنتاج املكثف يتطلب التشعيع‪،‬‬ ‫وكل ما حيتاجه هو العملية التقليدية ملضاعفة البذور‪.‬‬ ‫والتعاون السلس بني الوكالة الوطنية للطاقة النووية‬ ‫والسلطات الزراعية مسألة يف غاية األهمية لضامن‬ ‫أي ساللة جديدة عىل املزارعني‪ ،‬عىل ِّ‬ ‫توزيع ِّ‬ ‫حد قول إيتا‬ ‫دويمياين‪ ،‬أخصايئ حتسني سالالت النباتات يف مركز‬ ‫التطبيقات النظريية واإلشعاعية التابع للوكالة الوطنية‬ ‫للطاقة النووية‪َّ .‬‬ ‫وتم تطوير الساللة ‪ Inpari Sidenuk‬من‬ ‫ساللة حملية يف عام ‪َّ ،2018‬ثم أطلقهتا الوكالة املذكورة يف‬ ‫َ َّ‬ ‫بيد أن صعوبات توزيعها جعلت وصولها إىل‬ ‫عام ‪.2011‬‬ ‫املزارعني يستغرق بضعة أعوام‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫متحمسون للغاية لهذه الساللة‬ ‫وقال أفندي‪« :‬حنن‬ ‫ً َّ‬ ‫اجلديدة»‪ .‬وأضاف قائال إن الدخل اإلضايف الذي يأمل يف‬ ‫كسبه يف السنوات القادمة سيسهم يف توفري التعليم اجلامعي‬ ‫ألبنائه وسيسمح له بتوفري املزيد من املال لشيخوخته‪.‬‬


‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫مطورة باستخدام التقنيات النووية ألغراض اإلنتاج المكثف‬ ‫إندونيسيا تختار ساللة فول صويا‬

‫اختارت وزارة الزراعة اإلندونيسية ساللة َّ‬ ‫حمسنة من فول‬ ‫الصويا ُ‬ ‫استحدثت باستخدام التقنيات النووية كأساس‬ ‫خلطهتا الوطنية لتحقيق االكتفاء الذايت الرامية إىل تعزيز‬ ‫األمن الغذايئ يف البلد‪.‬‬ ‫ُويَع ُّد تيميب‪َّ ،‬‬ ‫املصنع من فول الصويا املختمر‪ ،‬أحد األغذية‬ ‫األساسية الوطنية‪ ،‬ويف العادة ُّ‬ ‫يتم تناوله مع األرز واملرق‪.‬‬

‫وبسبب ازدياد تعداد السكان وارتفاع مستويات املعيشة يف‬ ‫العقدين األخريين‪ ،‬ازداد االسهتالك بشكل كبري‪ ،‬وفقدت‬ ‫ًّ‬ ‫تدريجيا اكتفاءها الذايت يف إنتاج تيميب‪.‬‬ ‫إندونيسيا‬ ‫وتستورد إندونيسيا اآلن ما يقرب من ‪ ٪60‬من ‪ 2.2‬مليون‬ ‫طن من فول الصويا املسهتلكة كل عام‪ُّ .‬‬ ‫وتود احلكومة زيادة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫اإلنتاج املحيل بشكل كبري‪ .‬غري أن ذلك يتطلب ساللة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫مناسبة للمناخ املداري السائد يف البالد‪ ،‬تتسم بغلت‬ ‫عالية ومقاومهتا لآلفات املحلية‪.‬‬ ‫وقد اختارت وزارة الزراعة اآلن ساللة َّ‬ ‫طورهتا الوكالة‬ ‫الوطنية للطاقة النووية يف إندونيسيا إلنتاج وتوزيع البذور‬ ‫َّ‬ ‫عىل حنو مكثف بني املزارعني بفضل سامهتا املؤاتية‪ ،‬حسبام‬ ‫َّ‬ ‫قال لقامن حكيم‪ ،‬املسؤول يف الوزارة املكلف باملرشوع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وط ِّورت الساللة املعروفة باسم ‪ Mutiara 1‬باستخدام‬ ‫اإلشعاع‪ ،‬ويشري املقطع ”‪ “ra‬يف اسم الساللة إىل كلمة إشعاع‬ ‫باللغة اإلنكلزيية ”‪.“radiation‬‬ ‫ً‬ ‫وقال جاتوت جاتوت‪ ،‬وهو واحد من ‪ 12‬مزارعا يف قلب‬ ‫منطقة زراعة فول الصويا يف جاوة الرشقية ممَّن استخدموا‬ ‫بالفعل الساللة اجلديدة‪َّ ،‬إن للساللة ‪ّ Mutiara 1‬‬ ‫عدة‬ ‫مزايا مقارنة بساللة فول الصويا التقليدية ‪ .‬وقال يف هذا‬ ‫َّ‬ ‫وتتحمل الرياح ومقاومة‬ ‫السياق‪« :‬النباتات أقرص وأقوى‪،‬‬ ‫َّ َّ‬ ‫لألمراض‪ »،‬بل واألهم من ذلك‪ ،‬أن الغلة اليت تزيد عىل‬ ‫‪ 3‬أطنان للهكتار الواحد أعىل بنسبة ‪ ٪25‬من السالالت‬ ‫ً‬ ‫املحلية‪ .‬والبذور أكرب حجام وأفضل جودة‪ ،‬حيث‬

‫جتلب ما بني ‪ 6500‬و ‪ 7000‬روبية (‪ 44-40‬سنت يورو)‬ ‫للكيلوغرام الواحد‪ ،‬مقارنة بـ ‪ 6000‬روبية للساللة املحلية‪.‬‬ ‫من بني ‪ 200‬مزارع يف هذه القرية‪ُّ ،‬‬ ‫يود معظمهم زرع‬ ‫الساللة ‪ ،Mutiara 1‬لكن يف الوقت احلارض ال توجد بذور‬ ‫كافية لتوزيعها علهيم‪ ،‬كام قال أ‪ .‬صديق تانيويو‪ ،‬مسؤول‬ ‫َّ‬ ‫«سيتغي هذا اآلن نتيجة لقرار‬ ‫وزارة الزراعة يف املنطقة‪.‬‬ ‫احلكومة األخري‪».‬‬

‫ساللة فول الصويا اليت يزرعها‬ ‫ُ‬ ‫المزارع اإلندونييس جاتوت جاتوت‬ ‫ُ‬ ‫استحدثت باستخدام اإلشعاع‪.‬‬ ‫اختارتها وزارة الزراعة ألغراض‬ ‫مضاعفة البذور‬ ‫كجزء من خطتها‬ ‫ٍ‬ ‫لألمن الغذائي‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬ميكلوس غاسبر‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫ويف غضون ذلك‪ ،‬سيستمر علامء الوكالة الوطنية للطاقة‬ ‫النووية يف تطوير سالالت جديدة‪ ،‬من أجل زيادة‬ ‫حتسني سامهتا‪ .‬وقال أزري كوسوما ديوي‪ ،‬أخصايئ‬ ‫حتسني سالالت النباتات يف مركز التطبيقات النظريية‬ ‫َّ‬ ‫واإلشعاعية التابع للوكالة الوطنية للطاقة النووية‪ ،‬إن‬ ‫ً‬ ‫الساللة ‪ Mutiara 1‬أقل مثالية يف موسم األمطار‪ ،‬عندما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تكتسب بذورها الكبرية لونا ضاربا إىل السمرة وتكون‬ ‫أقل قدرة عىل البقاء‪« .‬حنن حباجة إىل العمل عىل زيادة‬ ‫ِّ‬ ‫حتسني الساللة ‪ Mutiara 1‬عن طريق حث الطفرات‬ ‫واستيالد ساللة جديدة ملوسم األمطار‪».‬‬

‫العلوم‬ ‫استيالد سالالت جديدة باستخدام تقنيات نووية‬

‫قام علامء الوكالة الوطنية للطاقة النووية بتطوير اثنتني وعرشين ساللة أرز من خالل عملية ُتعرف باسم االستيالد الطفري‪.‬‬ ‫طبق هذه العملية منذ ثالثينيات القرن العرشين ُبغية ترسيع استحداث السامت الزراعية اجلديدة ِّ‬ ‫ُوت َّ‬ ‫والقيمة وانتقاهئا‪ ،‬ويستخدم‬ ‫االستيالد الطفري الرتكيبة الوراثية للنبات نفسه‪ ،‬يف حماكاة لعملية الطفر التلقايئ الطبيعية‪ .‬وتنتج عن عملية الطفر ُّ‬ ‫تغيات‬ ‫جينية عشوائية‪ ،‬ما يسفر عن نباتات طافرة ذات سامت جديدة ومفيدة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويستخدم علامء الوكالة الوطنية للطاقة النووية التشعيع َّ‬ ‫بأشعة غاما حلث الطفرات يف البذور وترسيع عملية الطفر الطبيعية بشكل‬ ‫كبري‪ .‬وبعد تشعيع البذور‪ ،‬خيترب العلامء نباتات طافرة جديدة للسامت املختلفة ويختارون تلك اليت ُتظهر سامت مفيدة ملزيد من‬ ‫االستيالد ومن َّثم توزيعها عىل املزارعني‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪5 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫التقنيات النووية تساعد الجمهورية الدومينيكية‬ ‫على القضاء على اآلفات الحشرية واستئناف‬ ‫صادرات الفواكه والخضروات‬ ‫بقلم لوتشيانا فيغاس ولورا غيل‬

‫تشهد ذبابة الفاكهة المتوسطية‬ ‫اليت ُ‬ ‫جمعت من الحقل عمليات‬ ‫تحديد للتأكد من كونها عقيمة‪.‬‬ ‫َّأدى التشعيع الذي ُ‬ ‫استخدم‬ ‫لتعقيم هذه الحشرات‬ ‫في الجمهورية الدومينيكية‬ ‫إلى القضاء على هذه اآلفة‬ ‫في تموز‪/‬يوليه ‪.2017‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬لورا غيل‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫َّ‬ ‫عام ‪ ،2017‬ختلصت اجلمهورية الدومينيكية من آفة‬ ‫زراعية كربى‪ ،‬وهي الذبابة املتوسطية‪ ،‬مبساعدة تقنية‬ ‫نووية وبدعم من الوكالة ومنظمة األغذية والزراعة لألمم‬ ‫املتحدة (الفاو)‪ .‬فقد أعلن هذا البلد يف متوز‪/‬يوليه ‪،2017‬‬ ‫بعد عامني من ِّ‬ ‫تفش هذه اآلفة اليت َّ‬ ‫تسببت يف رضر كبري‬ ‫خال من هذه احلرشة‪.‬‬ ‫لقطاعه الزراعي‪ ،‬أنه ٍ‬

‫يف‬ ‫“أصبح ذلك بالنسبة إلينا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صدمة‪ .‬فقد أصبحت أخلد‬ ‫ِّ‬ ‫إلى النوم وأنا أفكر في الذبابة‪،‬‬ ‫بل أحلم بالذبابة‪ ،‬وأصحو في‬ ‫الصباح والذبابة ال تفارق ذهين‪”.‬‬ ‫— أنغيل إيستيفيس‪ ،‬وزير الزراعة‬ ‫يف اجلمهورية الدومينيكية‬

‫واستخدمت السلطات تقنية احلرشة العقيمة للقضاء عىل‬ ‫احلرشة (انظر َّ‬ ‫مربع العلوم)‪.‬‬ ‫ُوأعلن عن ِّ‬ ‫تفش ذبابة الفاكهة املتوسطية يف اجلمهورية‬

‫الدومينيكية أول مرة يف آذار‪/‬مارس‪ 2015‬قرب املدينة‬ ‫السياحية املحبوبة بونتا كانا‪َّ ،‬ثم رسعان ما انترشت عىل‬ ‫امتداد ‪ 2000‬كيلومرت َّ‬ ‫َّ‬ ‫وبمجرد أن‬ ‫مربع رشيق البالد‪.‬‬ ‫أعلنت احلكومة عن وجود هذه اآلفة‪ ،‬حظرت الواليات‬ ‫ً‬ ‫املتحدة األمريكية استرياد ‪ 18‬نوعا من الفواكه واخلضار‬ ‫القادمة من اجلمهورية الدومينيكية‪ ،‬ما َّأثر َّ‬ ‫بشدة يف‬ ‫صادرات البلد الزراعية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومتثل الفواكه واخلرضوات ‪ %30‬من الصادرات الغذائية‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫تقريبا‪ ،‬ما حيقق للجمهورية الدومينيكية قرابة ‪ 610‬مليون‬ ‫دوالر أمريكي كل عام‪ ،‬حسب البنك املركزي يف البلد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد نتج عن احلظر خسارة ق ِّدرت بنحو ‪ 42‬مليون دوالر‬ ‫أمريكي من صادرات الفواكه واخلرضوات يف عام ‪2015‬‬ ‫فقط‪ ،‬ما جعل اآلالف من الوظائف عرضة للخطر‪.‬‬ ‫وبفضل اجلهود الناجحة يف القضاء عىل هذه اآلفة ُرفع‬ ‫احلظر اآلن بالكامل‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 6‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫وقال السيد ألدو ماالفازي‪ ،‬نائب املدير العام لشؤون‬ ‫َّ‬ ‫العلوم والتطبيقات النووية يف الوكالة‪« :‬إن ذبابة الفاكهة‬ ‫ً‬ ‫املتوسطية واحدة من أكرث اآلفات الزراعية فتكا يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫العالم»‪ .‬وأضاف قائال‪« :‬وهتاجم هذه احلرشة أنواعا كثرية‬ ‫من الفواكه واخلرضوات وتنترش برسعة عالية‪».‬‬ ‫ويمكن أن تضع أنىث الذبابة ما يصل إىل ‪ 400‬بيضة طوال‬ ‫حياهتا‪ ،‬ويف مدة ِبق َص ستة أشهر ميكن ألعداد هائلة مهنا أن‬ ‫ِّ‬ ‫توطن نفسها يف بلد حبجم اجلمهورية الدومينيكية‪.‬‬ ‫«لقد كان [احلظر] ًّ‬ ‫كارثيا»‪ ،‬هذا ما قاله بابلو رودريغزي‪،‬‬ ‫املدير املايل لرشكة أوكوا أفوكادو‪ ،‬وهي إحدى الرشكات‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫املصدرة لألفوكادو األخرض‪ .‬وأضاف قائال‪:‬‬ ‫الرئيسية‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫«إن كل ما نقوم به تقريبا هو تصدير منتجاتنا‪ ،‬وعليه‬ ‫َّ‬ ‫ميكن ُّ‬ ‫تصور حجم خسارتنا‪ .‬إذ كنا قد أعددنا منتجاتنا‬ ‫للتصدير حبلول آذار‪/‬مارس‪ ،‬عندما بدأ احلظر‪ .‬عندها‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫خرسنا كل ذلك وخرسنا أيضا دورة إنتاجنا التالية‬ ‫ً‬ ‫ُِّ‬ ‫أيضا‪ ».‬وقدرت خسارة رشكة أوكوا أفوكادو بنحو‬ ‫‪ 8‬ماليني دوالر أمريكي‪.‬‬

‫ورغم مشاهدة معظم الذباب يف أشجار اللوز غري‬ ‫التجارية عىل طول الساحل‪ ،‬فقد كان هناك خوف من‬ ‫أن هيجم الذباب كذلك عىل مزارع اخلضار والفواكه‬ ‫التجارية‪ُّ .‬‬ ‫وأي ظهور لهذه الذبابة ُيرى عىل أنه خطر كبري‬ ‫ويف أغلب األحيان يدفع الدول اخلالية من هذه اآلفة‬ ‫إىل احلد من إيراداهتا للفواكه واخلرضوات َّ‬ ‫املعرضة‬ ‫لهجوم الذبابة‪.‬‬


‫الحرب على الذباب‬

‫َّ‬ ‫وقال وزير الزراعة أجنيل إيستيفيس إن احلكومة عندما‬ ‫اكتشفت ِّ‬ ‫تفش اآلفة‪ ،‬لم تكن لدهيا القدرة املؤسسية‬ ‫ِّ‬ ‫للتصدي لها‪« .‬كان لذلك وقع الصدمة‬ ‫املناسبة‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بالنسبة لنا‪ .‬فقد أصبحت أخلد إىل النوم وأنا أفكر يف‬ ‫الذبابة‪ ،‬بل أحلم بالذبابة‪ ،‬وأصحو يف الصباح والذبابة‬ ‫ال‪ ‬تفارق‪ ‬ذهين‪».‬‬ ‫ً‬ ‫وبناء عىل طلب احلكومة‪َّ ،‬قدمت الوكالة الدعم‪ ،‬عرب‬

‫مرفق يف مدينة إغواي‬ ‫برناجمها للتعاون التقين — لهتيئة ُ‬ ‫الستضافة ذكور الذباب العقيم اليت أحرضت من‬ ‫ً‬ ‫وابتداء من ترشين األول‪/‬أكتوبر ‪،2015‬‬ ‫ُغواتيامال‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫طلق أكرث من ‪ 4‬باليني مهنا يف املناطق املترضرة‪.‬‬ ‫أ ِ‬ ‫كذلك َّ‬ ‫دربت الوكالة‪ ،‬إىل جانب الفاو ووزارة الزراعة‬ ‫يف الواليات املتحدة‪ ،‬موظفني حمليني عىل وضع أنظمة‬ ‫مراقبة عىل امتداد البلد حىت تصطاد ِّ‬ ‫وحتدد الذبابة‬ ‫ً‬ ‫وأيضا عىل استخدام أساليب مكافحة اآلفة التكميلية‬ ‫مثل تشذيب األشجار‪ ،‬وتدمري الفواكه اليت من‬ ‫املحتمل أن تستضيف الذباب‪ ،‬واستعامل مبيدات‬ ‫اآلفات عىل حنو انتقايئ‪.‬‬

‫الذباب في مواجهة الكارييب‬ ‫ِّ‬ ‫والتصدي َّ‬ ‫املنسق‬ ‫أفضت املساعدة اليت َّقدمهتا الوكالة‬ ‫للطوارئ وجناح الوزارة يف احتواء انتشار اآلفة إىل حتقيق‬ ‫عدد من الفوائد غري املبارشة‪ ،‬ليس فقط بالنسبة للجمهورية‬ ‫ً‬ ‫الدومينيكية ولكن أيضا بالنسبة للمنطقة كاملة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫«حال املرشوع أيضا دون انتشار الذبابة يف بلدان أخرى‬ ‫من منطقة الكارييب والرب الرئييس‪ ،‬مبا يف ذلك املكسيك‬ ‫َّ‬ ‫جنبنا خسائر اقتصادية َّ‬ ‫مجة»‪ ،‬هذا‬ ‫والواليات املتحدة‪ ،‬ما‬ ‫ما قاله والرث إينكريلني‪ ،‬أخصايئ علم احلرشات يف الشعبة‬ ‫املشرتكة بني الفاو والوكالة الستخدام التقنيات النووية يف‬ ‫األغذية والزراعة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وقال فرانك الم‪ ،‬ممثل معهد البلدان األمريكية للتعاون يف‬ ‫َّ‬ ‫ميدان الزراعة يف اجلمهورية الدومينيكية‪ ،‬إن وزارة الزراعة‬ ‫متلك اليوم القدرات التقنية والبرشية الالزمة ملعاجلة‬ ‫ِّ‬ ‫والتصدي حلاالت ِّ‬ ‫هذا ِّ‬ ‫التفش األخرى ولتبادل‬ ‫التفش‬ ‫ً‬ ‫الدروس املستفادة والدراية الفنية‪ .‬وأضاف الم قائال‪« :‬لقد‬ ‫كانت جتربة ُمكلفة وأردنا تقاسمها مع غرينا لكي ال حتدث‬ ‫هذه التجربة يف بلدان أخرى‪ .‬فنحن ال نريد أن يواجه‬ ‫اآلخرون مثل هذه احلالة دون االستعداد لها‪».‬‬

‫العلوم‬

‫مكافحة ُ‬ ‫تناسل الذباب‬

‫ٌ‬ ‫املؤين لتعقيم ذكور الذباب اليت ُّ‬ ‫شكل من أشكال مكافحة اآلفات تستخدم اإلشعاع ِّ‬ ‫يتم إنتاجها بكثافة‬ ‫تقنية احلرشة العقيمة‬ ‫ُ‬ ‫يف مرافق تربية خاصة‪ .‬ويطلق املاليني من ذكور الذباب العقيم بطريقة مهنجية من األرض أو من اجلو عىل حنو منتظم‪ .‬ويزتاوج‬ ‫َّ‬ ‫يتولد عنه ُّ‬ ‫أي نسل‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ميكن لهذه التقنية يف هناية املطاف أن تقمع‪،‬‬ ‫الذكور مع اإلناث الربية ولكن هذا الزتاوج ال‬ ‫جتمعات أنواع عديدة من الذباب ِّ‬ ‫أو يف بعض احلاالت‪ ،‬أن تقيض عىل ُّ‬ ‫الربي‪ ،‬مثل ذباب الفاكهة وذباب تيس تيس‪ُ .‬وتَع ُّد تقنية‬ ‫احلرشة العقيمة من بني أكرث تقنيات مكافحة احلرشات الصديقة للبيئة املتاحة اليوم‪ُ ،‬وت َّ‬ ‫طبق يف العادة كمرحلة أخرية من‬ ‫محلة متكاملة للقضاء عىل ُّ‬ ‫جتمعات احلرشات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ًّ‬ ‫ميدانيا لتقنية احلرشة العقيمة ُتنفذ من خالل برنامج الوكالة للتعاون‬ ‫وتدعم الشعبة املشرتكة بني الفاو والوكالة قرابة ‪ 40‬مرشوعا‬

‫التقين يف أجزاء من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الالتينية‪.‬‬

‫التربية املكثَّفة‬

‫‪stcesni fo gniraer-ssaM‬‬ ‫يف‪laice‬‬ ‫للحشرات‪i e‬تت‪ُّ n‬م‪ps‬‬ ‫‪calp sekat‬‬ ‫مرافق‪.seitili‬‬ ‫‪caf‬‬ ‫خاصة‪.‬‬

‫عن‪era‬‬ ‫احلشرات‪stc‬‬ ‫ذكور‪esni ela‬‬ ‫فصل‪mef d‬‬ ‫‪ُ laM‬ت‪na e‬‬ ‫اإلشعاعات‪no‬‬ ‫تستعمل‪itaidar gni‬‬ ‫اإلناث‪zinoI .d.‬‬ ‫‪etarapes‬‬ ‫ذكور‪elam‬‬ ‫لتعقيم‪eht e‬‬ ‫نة‪ziliret‬‬ ‫املؤ ِّي‪s o‬‬ ‫‪t desu si‬‬ ‫‪.stcesni‬‬

‫احلشرات‪.‬‬

‫تطلق ذكور الذباب العقيم‬

‫‪stcesni elam elirets ehُ T‬‬ ‫املدن‪sn...‬‬ ‫البلدات‪o‬أو‪wot rev‬‬ ‫فوق‪desael‬‬ ‫‪er era‬‬ ‫‪...seitic ro‬‬

‫‪...‬حيث تتنافس مع الذكور‬

‫‪etepmoc yeht erehw...‬‬ ‫اإلناث‪e.‬‬ ‫مع‪tam ot‬‬ ‫للتزاوج‪se‬‬ ‫البرية‪lam dli‬‬ ‫‪w htiw‬‬ ‫‪.selamef htiw‬‬

‫العقيم‬ ‫بيضها‪sgg‬‬ ‫اإلناث‪e yal s‬‬ ‫هذه‪elame‬‬ ‫تضع‪f ese‬‬ ‫‪hT‬‬ ‫ِّص‬ ‫ما‪ُ a‬ي‪r‬قل‪on‬‬ ‫نسل‪eb،‬‬ ‫عنه ‪dna‬‬ ‫ينتج‪elitr‬‬ ‫والذي‪ra‬ال‪efni e‬‬ ‫‪taht‬‬ ‫احلشرات‪tces.‬‬ ‫عات‪ni eht gn‬‬ ‫جت‪ُّ e‬م‪icud‬‬ ‫من‪r ,g‬‬ ‫‪nirpsffo‬‬ ‫‪.noitalupop‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪7 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫ً‬ ‫أصبحت ليسوتو اآلن أكثر استعدادا لمكافحة‬ ‫األمراض الحيوانية واألمراض الحيوانية المصدر‬

‫بقلم لورا غيل‬ ‫ً‬ ‫غدا اليوم تشخيص األمراض احليوانية تشخيصا‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ِّ ً‬ ‫مبكرا ورسيعا أمرا ممكنا يف ليسوتو‪ ،‬وهو بلد يسكنه‬ ‫مليونا شخص يف جنوب القارة األفريقية وقد َّ‬ ‫عول حىت‬ ‫وقت قريب عىل املختربات األجنبية من أجل إجراء‬ ‫التحاليل‪ .‬وبفضل دعم الوكالة ومنظمة األغذية والزراعة‬ ‫لألمم املتحدة (الفاو)‪ ،‬صار علامء بيطريون يف العاصمة‬ ‫ماسريو قادرين‪ ،‬منذ منتصف عام ‪ ،2017‬عىل استخدام‬ ‫َّ‬ ‫مستمدة من املجال النووي لتحديد وتصنيف‬ ‫تقنيات‬ ‫ِّ‬ ‫الفريوسات اليت تؤثر يف املاشية والبرش‪.‬‬

‫لقد‬

‫وقال السيد جرارد ماهلوان‪ ،‬مدير خدمات الرثوة احليوانية‬ ‫َّ‬ ‫يف وزارة الزراعة واألمن الغذايئ بليسوتو‪« :‬إننا حباجة إىل‬ ‫أن نكون قادرين عىل القيام بالتشخيص بأنفسنا حىت نسيطر‬ ‫ِّ ٍّ‬ ‫أي تفش ممكن لها‪».‬‬ ‫عىل األمراض ونتعامل برسعة مع‬ ‫َّ‬ ‫ومتكن هذه التقنيات من حتديد الفريوسات‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫إيبوال وإنفلونزا الطيور‪ ،‬خالل سويعات قليلة وبدرجة‬ ‫ً‬ ‫عالية من الدقة‪ .‬وهي أيضا َّفعالة من حيث التكلفة‪ .‬وقال‬

‫َّ‬ ‫ماهلوان‪َّ :‬‬ ‫«إن ما كان يف السابق يتطلب أسابيع ُليكتشف‪،‬‬ ‫ً ً‬ ‫ُ‬ ‫نراه اليوم يف احلال‪ « ».‬وهذا يدث فارقا كبريا‪».‬‬ ‫ِّ‬ ‫املبكر عىل ِّ‬ ‫احلد من انتشار املرض عن‬ ‫ويساعد التشخيص‬ ‫طريق إتاحة إمكانية عزل احليوانات واملرىض وعالجهم‬ ‫ِّ‬ ‫بالرسعة الالزمة‪ .‬وهذا ميكن السلطات واملزارعني من‬ ‫ِّ ٍّ‬ ‫ألي تفش لألمراض والسيطرة عليه‪،‬‬ ‫االستجابة الرسيعة‬ ‫َ‬ ‫واملحافظة عىل مستوى من املراقبة من شأنه أن حيول‬ ‫ِّ‬ ‫دون‪ ‬التفش‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وباالستعانة هبذه التقنيات‪ ،‬متكن العلامء يف املخترب البيطري‬ ‫املركزي من إثبات َّأن ليسوتو خالية من داء َّ‬ ‫احلم القالعية‪،‬‬ ‫وهو واحد من أكرث األمراض املعدية اليت ِّ‬ ‫هتدد املاشية‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫وهم يستعملون َّ‬ ‫معدات َّ‬ ‫للتحقق من ِّ‬ ‫خلو‬ ‫تربعت هبا الوكالة‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫املجرتة الصغرية‪ ،‬وهو‬ ‫البلد أيضا من طاعون احليوانات‬ ‫مرض حيواين شديد العدوى ميكن أن يقتل اآلالف من‬ ‫الغنم واملاعز كل سنة‪ .‬ولقد مجعوا بالفعل كل ِّ‬ ‫العينات‬

‫شبكة مختبر التشخيص البيطري‪ :‬تشييد مختبر للطب البيطري‬ ‫والقدرة على التشخيص في أفريقيا وآسيا‬ ‫ميكن لألطباء البيطريني يف أفريقيا العاملني عىل إيقاف انتشار األمراض احليوانية العابرة للحدود‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك تلك اليت ميكن أن تصل إىل اإلنسان‪ ،‬وباستخدام تقنيات تشخيص نظريية ونووية‬ ‫َّ‬ ‫مستمدة من املجال النووي‪ ،‬أن يتقاسموا أفضل املامرسات‪ ،‬وأن ِّ‬ ‫ينسقوا أنشطهتم‪ ،‬وأن يرسوا‬ ‫وتقنيات‬ ‫اسرتاتيجيات مشرتكة ملكافحة األمراض من خالل شبكة خمترب التشخيص البيطري‪ .‬وقد َّأسست‬ ‫الوكالة هذه الشبكة بالرشاكة مع منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة (الفاو)‪ ،‬وهي شبكة‬ ‫تدعمها ًّ‬ ‫جزئيا مبادرة االستخدامات السلمية‪.‬‬ ‫ِّ ً ً‬ ‫ً ِّ‬ ‫حتديا كبريا‬ ‫ويمكن أن يكون لهذه األمراض أثر كبري يف الصحة العامة وسبل العيش‪ .‬وهي أيضا متثل‬ ‫َّ‬ ‫للتجارة العاملية يف املنتجات حيوانية املنشأ‪ ،‬ما ِّ‬ ‫يسبب َّربام خسائر هائلة ومشاكل خطرية تتعلق‬

‫بسالمة الغذاء وأمنه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫استخدام التقنيات المستمدة من‬ ‫المجال النووي أمر بالغ األهمية في‬ ‫التشخيص وبالتالي في االحتواء‬ ‫والقضاء على المرض بالنسبة للبلدان‬ ‫ِّ‬ ‫األفريقية اليت تواجه خطر تفش‬ ‫األمراض الحيوانية‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬دين كاملا‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫املبكران والرسيعان ِّ‬ ‫ملسببات األمراض أمرا بالغ األهمية يف تنفيذ‬ ‫ُويَع ُّد الكشف والتصنيف‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫اسرتاتيجيات متقدمة ملكافحهتا وهو ما يساهم يف احتواهئا واستئصالها يف هناية املطاف‪ .‬وهناك حاجة لتدابري متسقة ألن‬ ‫هذه األمراض واحليوانات احلاملة لها ال تعرف َّ‬ ‫أي حدود‪ .‬ويتقاسم أعضاء شبكة خمترب التشخيص البيطري جتارب وخربات‬ ‫تشخيص ومكافحة األمراض‪ِّ ،‬‬ ‫ويروجون لتدابري الوقاية‪ ،‬الوطنية واإلقليمية‪ ،‬من األمراض احليوانية واألمراض احليوانية‬ ‫املصدر‪ُ .‬وتدعم هذه الشبكة بدورات تدريبية‪ ،‬ونقل التكنولوجيات وتقاسم املعارف‪ ،‬وتوفري اإلرشادات وإجراءات العمل‬ ‫النمطية‪ ،‬وخدمات اخلرباء وتوفري َّ‬ ‫املعدات والكواشف واللوازم االسهتالكية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُوو ِّسع نطاق الشبكة املذكورة لتشمل ًّ‬ ‫حاليا ‪ 44‬بلدا يف أفريقيا و‪ 19‬بلدا يف آسيا‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 8‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫وتتم معاجلة بعض تلك ِّ‬ ‫احليوانية الرضورية‪ُّ ،‬‬ ‫العينات يف‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫التحقق من ِّ‬ ‫خلو‬ ‫املخترب‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬هم أيضا خيططون إىل‬ ‫ُ‬ ‫البلد من إنفلونزا الطيور من عدمه‪ ،‬املرض الذي اكتشف‬ ‫يف جنوب أفريقيا املجاورة يف ‪.2017‬‬ ‫ويف املايض‪ ،‬دأبت ُسلطات ليسوتو عىل إرسال ما يزيد‬ ‫عن ‪ِّ 2000‬‬ ‫عينة دم للموايش وحيوانات أخرى إىل جنوب‬ ‫ِّ‬ ‫أفريقيا وبوتسوانا بغرض حتليلها كل عام للتحقق من ِّ‬ ‫خلو‬ ‫البلد من هذه األمراض احليوانية‪ ،‬وهذه حتاليل باهظة بيد‬ ‫َّأنا ُّ‬ ‫تتم بتكليف من املنظمة العاملية لصحة احليوان‪ .‬واليوم‬ ‫ِّ‬ ‫يعول هؤالء العلامء عىل املختربات األجنبية فقط لغرض‬ ‫ُّ‬ ‫التأكيد أو التحقق‪.‬‬ ‫وفيام يتعلق بالبلدان األفريقية اليت تواجه هتديد ِّ‬ ‫تفش‬ ‫حاالت جديدة من األمراض احليوانية‪ِّ ،‬‬ ‫تقدم الوكالة‪،‬‬ ‫بالتعاون مع الفاو‪ ،‬املساعدة بالغة األهمية لتجهزي خمتربات‬ ‫هذه البلدان وتدريب علامهئا عىل استخدام هذه التقنيات‬ ‫وعىل تدابري السالمة البيولوجية ذات الصلة‪ .‬وتعترب ليسوتو‬ ‫ثاين أكرب منتج للموهري يف العالم‪ ،‬وهي مادة مصنوعة من‬ ‫ُّ‬ ‫التأكد من سالمة‬ ‫الغنم واملاعز املنترش يف البلد‪ .‬ويساعد‬

‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫واملصدرين‬ ‫املزارعني واملنتجني‬ ‫قطعاهنا من الغنم واملاعز‬ ‫َّ‬ ‫عىل ضامن دخل مطرد‪.‬‬ ‫وما فتئت الوكالة‪ ،‬عرب برناجمها للتعاون التقين وبالرشاكة‬ ‫مع الفاو‪ ،‬تساعد ليسوتو عىل حماربة األمراض املعدية منذ أن‬ ‫َّ‬ ‫انضمت إىل الوكالة عام ‪.2009‬‬

‫التقنيات المستمدة من المجال‬ ‫النووي ساعدت السلطات على‬ ‫إثبات أن ليسوتو خالية من داء‬ ‫َّ‬ ‫الحم القالعية‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬دين كاملا‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫العلوم‬ ‫استخدام التقنيات النووية للكشف عن األمراض الحيوانية‬ ‫َّ‬ ‫يستخدم األطباء البيطريون يف هيئة خدمات الرثوة احليوانية يف ليسوتو َّ‬ ‫مستمدة من املجال النووي بغية‬ ‫عدة تقنيات‬ ‫ِّ‬ ‫التشخيص املبكر والرسيع لألمراض احليوانية واألمراض احليوانية املصدر‪ .‬وإليكم كيف تعمل هذه التقنيات‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُيكشف عن أجسام مضادة َّ‬ ‫معينة ينفرد هبا كل عامل ممرض يف االختبارات املصلية باستخدام مضاد للغلوبلني املناعي اخلاص‬ ‫ُ‬ ‫بكل نوع من أنواع احليوانات اليت أخضعت لالختبار‪.‬‬ ‫وخالل االختبارات اجلزيئية يستنسخ العلامء‪ ،‬أو يزيدون‪ ،‬حجم منطقة َّ‬ ‫معينة من محض د‪.‬ن‪.‬أ‪ .‬مليارات املرات خالل ساعات‬ ‫َّ‬ ‫قليلة فقط‪َّ .‬ثم ُيرصد الكشف عن عملية تضخيم محض د‪.‬ن‪.‬أ‪َّ .‬إما عرب النظائر املشعة أواجلزيئات الفلورية‪ .‬ويعترب التفاعل‬ ‫ً َّ ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫واسام َّ‬ ‫حمد ًدا يف ِّ‬ ‫أي عامل من العوامل املمرضة‪ .‬ويشتمل عىل‬ ‫حمددا للغاية ألنه عادة ما يسهتدف‬ ‫البوليمريي املتسلسل أمرا‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫عمليات تسخني وتربيد متكررة مسببة انفصال جديليت د‪.‬ن‪.‬أ‪ .‬ثم استنساخ د‪.‬ن‪.‬أ‪ .‬األصيل‪ .‬ويكرر هذا اإلجراء حىت يتوافر قدر‬ ‫ُ‬ ‫كاف من نسخ اجلزيء املسهتدف‪ .‬وحينئذ ميكن للعلامء أن يكشفوا عن وجود جينوم العامل املمرض‪.‬‬

‫َّ‬ ‫ما الذي يجعل هذه التقنيات مستمدة من المجال النووي؟‬

‫ُّ‬ ‫تصور هذه التفاعالت‪َ ،‬‬ ‫من أجل ُّ‬ ‫توسم اجلزيئات التفاعلية (األجسام املضادة يف التقنيات املصلية والشذف اجلينية يف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫التقنيات اجلزيئية) بالنظائر املشعة من قبيل ‪ ،14C ،3H ،3H ، 35S ،33P ،32P‬حىت يتسن قياس التفاعالت باستخدام نضد‬ ‫ً ً‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫لألشعة أو للجسيامت‪ .‬لكن‪ ،‬حيث ال ميثل النشاط اإلشعاعي خيارا نظرا لنسق املخترب أو للعمر النصفي القصري للنظائر املشعة‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫أو حيث ال تعترب حساسية هذه التقنيات بالغة األهمية‪ ،‬ميكن أن حتل املواد املولدة لأللوان حمل الوسم اإلشعاعي‪ ،‬ومن أمثلة‬ ‫تلك املواد األنزيامت واألصباغ الفلورية‪َّ .‬‬ ‫وتتمي هذه العالمات بعمليات قراءة وتقييم أكرث بساطة‪ ،‬لكهنا تصبح أقل موثوقية‬ ‫مع مرور الوقت ما ُينقص من حساسية هذه التقنيات‪ .‬ولذلك‪ ،‬ال يزال الوسم النووي ُيستخدم كمعيار معايرة مرجعي من أجل‬ ‫إعادة إرساء دقة الوسم املريئ‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪9 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫كوستاريكا ِّ‬ ‫تمهد الطريق أمام الزراعة‬ ‫ًّ‬ ‫مناخيا‬ ‫الذكية‬ ‫بقلم لورا غيل‬ ‫“في إطار ُّ‬ ‫تحولنا نحو اقتصاد‬ ‫قائم على المعرفة‪ ،‬نحن نبذل‬ ‫ً‬ ‫جهودا لتطوير زراعة وصناعة‬ ‫مستدامتين عبر تطبيق‬ ‫العلوم والتكنولوجيا‪” .‬‬

‫— كارولينا فاسكيز سوتو‪ ،‬وزيرة العلوم‬ ‫والتكنولوجيا واالتصاالت ‪،‬‬ ‫كوستاريكا‬

‫حكومة كوستاريكا تقنيات نووية للتوفيق‬ ‫ِّ‬ ‫بني هدفني‪ :‬أن حيقق البلد احليادية‬ ‫الكربونية‪ ،‬ويف نفس الوقت أن يبقى املنتج األول يف العالم‬ ‫لألناناس الذي حيتاج كمية كبرية من األسمدة‪ .‬وبمساعدة‬ ‫الوكالة ومنظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة (الفاو)‪،‬‬ ‫يدرس اخلرباء يف كوستاريكا استخدام التكنولوجيا النووية‬ ‫ملساعدة املنتجني عىل زراعة الفواكه واملحاصيل‬ ‫األخرى مبزيد من الكفاءة وبطريقة مراعية للبيئة‪ .‬ويجري‬ ‫هؤالء العلامء اختبارات حول كيف ميكن لنوع جديد من‬ ‫املواد املضافة للرتبة أن َّ‬ ‫حيد من استعامل املبيدات احلرشية‬ ‫ً‬ ‫واألسمدة فضال عن تقليص انبعاثات غازات الدفيئة‪.‬‬

‫تستخدم‬

‫وقالت كريستينا شنشيال‪ ،‬عاملة الهندسة الزراعية يف‬ ‫َّ‬ ‫مركز حبوث ُّ‬ ‫تلوث البيئة جبامعة كوستاريكا‪« :‬إن أغلب‬ ‫ً‬ ‫املنتجني يستخدمون قدرا من املبيدات احلرشية واألسمدة‬ ‫يفوق ما حتتاجه زراعة األناناس‪ ،‬وجزء كبري مهنا َّ‬ ‫يتبدد‬ ‫يف الغالف اجلوي كغازات دفيئة أو ِّ‬ ‫يلوث األهنار‬ ‫واملياه‪ ‬اجلوفية‪».‬‬ ‫ويعمل خرباء املركز املذكور مع الوكالة والفاو عىل استخدام‬ ‫الفحم احليوي‪ ،‬وهو مادة غنية بالكربون ُتنتج من خملفات‬ ‫َّ‬ ‫طبيعية‪ .‬ويف مناطق أخرى من العالم‪ ،‬ثبت أن الفحم‬ ‫احليوي ِّ‬ ‫حيسن خصوبة الرتبة ويف نفس الوقت يساعد عىل‬ ‫ِّ‬ ‫احلد من األثر السليب للمواد الكيميائية يف البيئة‪.‬‬

‫األناناس والفحم الحيوي‬ ‫َّ‬ ‫مبا أن كوستاريكا تنتج ما يزيد عىل ‪ 10‬ماليني طن من‬ ‫َّ‬ ‫خملفات األناناس كمنتج فرعي عن كل حمصول كل‬ ‫ً‬ ‫‪ 18‬شهرا‪َّ ،‬قرر فريق مركز حبوث ُّ‬ ‫تلوث البيئة جبامعة‬ ‫َّ‬ ‫كوستاريكا أن يستخدم هذه املخلفات إلنتاج الفحم‪ ‬احليوي‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫مستمدة من‬ ‫ويستخدم خرباء املركز املذكور تقنيات‬ ‫ُّ‬ ‫املجال النووي للتحقق من فوائد الفحم احليوي من‬ ‫خالل أحد مشاريع الوكالة للتعاون التقين‪ .‬ويقوم هؤالء‬ ‫َّ‬ ‫اخلرباء بطحن خملفات نبات األناناس بغية إنتاج الفحم‬ ‫احليوي حىت يستخدمه املزارعون يف تربهتم‪ .‬وعندها‬ ‫يستخدمون مبيدات اآلفات املوسومة بإحدى النظائر‬ ‫َّ‬ ‫املشعة — الكربون‪ — )14C( 14-‬يف قطع أرض من الرتبة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ما يسمح لهم أن يتعقبوا سلوك جزيئات مبيدات اآلفات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وباالستعانة هبذه التقنية ميكهنم أيضا أن يتحققوا ممَّا إن‬ ‫كان الفحم احليوي يساعد الرتبة عىل خزن قدر أكرب من‬ ‫الكربون‪ ،‬ما ُّ‬ ‫حيد من انبعاثات ثاين أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا خرباء مركز حبوث ُّ‬ ‫تلوث البيئة جبامعة‬ ‫ويستخدم‬ ‫ً‬ ‫كوستاريكا مبيد آفات موسوما بنظري مستقر —‬ ‫ُّ‬ ‫نرتوجني‪ — )15N( 15-‬لتعقب مساره‪ .‬وباستخدام‬ ‫ِّ‬ ‫هذه التقنية‪ ،‬خيطط هؤالء اخلرباء ملعرفة إن كان نبات‬ ‫األناناس ُّ‬ ‫ميتص األسمدة بفعالية أكرب عندما ُيزرع‬ ‫يف تربة غنية بالفحم احليوي‪.‬‬

‫إنتاج الفحم الحيوي‬ ‫َّ‬ ‫مخلفات األناناس‬

‫فرن‬ ‫داخل‬

‫تقنيات نظيرية لقياس‬

‫من دون درجة حرارة‬ ‫مرتفعة لألكسجين‬

‫الفحم الحيوي‬ ‫خارج‬

‫َّ‬ ‫يطبق الفحم الحيوي على التربة‬

‫استخدام األسمدة ومبيدات اآلفات‬ ‫انبعاثات غازات الدفيئة‬

‫ُّ‬ ‫تمتص كمية أكبر من النتروجين‬ ‫النباتات‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 10‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫ِّ‬ ‫التربة تخزن الكربون والمغذيات‬


‫‪S‬‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ًّ‬ ‫جتاريا‪ .‬وقال‬ ‫واحلد من األسمدة واملبيدات احلرشية أمر مدٍ‬ ‫دونالد غونسالز‪ ،‬منتج أناناس يف بيتال بشامل كوستاريكا‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫«إن األسمدة ومبيدات اآلفات باهظة الثمن»‪ .‬وأضاف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قائال‪« :‬أحيانا علينا أن خنتار‪َّ :‬إما أن تأكل النباتات أو أن‬ ‫تأكل العائلة‪».‬‬ ‫ً‬ ‫وأرست حكومة كوستاريكا‪ ،‬مدفوعة مبخاوف بيئية‬ ‫مزتايدة ولواحئ توريد أكرث رصامة‪ ،‬لواحئ قوية ملنتيج‬ ‫األناناس‪ ،‬ما َّأدى إىل حظر بعض املواد الكيميائية وتشجيع‬ ‫املامرسات املستدامة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومتثل إمكانية ِّ‬ ‫احلد من استخدام األسمدة ومبيدات‬ ‫اآلفات ويف اآلن نفسه متكني املزارعني من مواصلة كسب‬ ‫قوهتم وزراعة املحاصيل اليت حيتاجها العالم‪ ،‬التوازن الذي‬ ‫تبحث عنه كل األطراف‪.‬‬

‫ُّ‬ ‫الحد من انبعاثات غازات الدفيئة‬ ‫تبحث كوستاريكا‪ ،‬يف إطار خطهتا الرامية لتحقيق‬ ‫احليادية الكربونية‪ ،‬عن ُسبل ِّ‬ ‫للحد من انبعاثات غازات‬ ‫الدفيئة فهيا‪ .‬ومن خالل دعم الوكالة والفاو‪ ،‬يستخدم‬ ‫اخلرباء تقنيات نووية لقياس حجم غازات الدفيئة املنبعثة‬ ‫من الرتبة‪ ،‬مبا يف ذلك الرتبة املختلطة بالفحم احليوي‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ولتعقب املصدر الدقيق لهذه االنبعاثات‪.‬‬ ‫وقالت كارولينا فاسكزي سوتو‪ ،‬وزيرة العلوم والتكنولوجيا‬ ‫واالتصاالت ‪« :‬يف إطار ُّ‬ ‫حتولنا حنو اقتصاد قائم عىل‬ ‫ً‬ ‫املعرفة‪ ،‬حنن نبذل جهودا لتطوير زراعة وصناعة‬ ‫مستدامتني عرب تطبيق العلوم والتكنولوجيا‪».‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ووفقا للهيئة احلكومية الدولية املعنية ُّ‬ ‫بتغي املناخ‪ ،‬فإن‬ ‫الزراعة والتغيريات يف املامرسات املتعلقة باستخدام‬ ‫األرض تساهم بأكرث من ‪ %24‬من االنبعاثات العاملية‬ ‫لغازات الدفيئة‪ ،‬ويستمر هذا يف االرتفاع‪.‬‬

‫غابريال برييز‪ِّ ،‬‬ ‫وقالت َّأنا ِّ‬ ‫املنسقة يف املخترب املرجعي‬ ‫الوطين لغازات الدفيئة واحتجاز الكربون التابع جلامعة‬ ‫َّ‬ ‫«إن َّ‬ ‫كوستاريكا واليت َّ‬ ‫احلد من‬ ‫جهزته الوكالة عام ‪:2014‬‬ ‫انبعاثات غازات الدفيئة ذات الصلة بالزراعة هو أمر يف‬ ‫غاية األهمية ملكافحة ُّ‬ ‫تغي املناخ‪».‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويمكن للتقنيات النظريية أن توفر معلومات أساسية‬ ‫بشأن مصادر وكمية غازات الدفيئة ذات املنشأ الزراعي‪،‬‬ ‫وفق ما‪ ‬قاله حممد زمان‪ ،‬عالم الرتبة يف الشعبة املشرتكة‬ ‫بني الفاو والوكالة الستخدام التقنيات النووية يف األغذية‬ ‫ً‬ ‫قائال‪ « :‬هذه املعلومات ُّ‬ ‫متد صانعي‬ ‫والزراعة‪ .‬وأضاف‬ ‫َّ‬ ‫السياسة بقدر كاف من املعلومات حىت يتخذوا قرارات‬ ‫مستنرية بشأن سياسات الكربون‪».‬‬

‫دونالد غونزالس‪ ،‬منتج لألناناس‬ ‫في حقله في بيتال في شمالي‬ ‫كوستاريكا‪ ،‬حيث ُ‬ ‫سيجري العلماء‬ ‫ً‬ ‫اختبارا للفحم الحيوي‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬لورا غيل‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫العلوم‬

‫احتجاز الكربون في التربة‬

‫الرتبة هي خليط من املعادن واملواد العضوية والغازات واملياه‪ .‬والكربون أحد ِّ‬ ‫مكونات الرتبة األساسية وله أهمية بالغة لصحهتا‪ ،‬لكنه يف‬ ‫شكله الغازي كثاين أكسيد الكربون هو عبارة عن غاز من غازات الدفيئة‪ .‬وتلتقط النباتات الكربون يف شكل ثاين أكسيد الكربون من‬ ‫حيسن إنتاجية الرتبة ُّ‬ ‫وحتوله إىل مادة عضوية‪ ،‬األمر الذي ِّ‬ ‫الهواء‪ِّ ،‬‬ ‫وحتملها للظروف املناخية القاسية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫تواز َن زيادة غازات‬ ‫وفكرة التقاط الرتبة وخزهنا لثاين أكسيد الكربون املوجود يف الغالف اجلوي‪ ،‬وتعرف أيضا باحتجاز الكربون‪ ،‬ميكن أن ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫املحتجز يف الرتبة‪ .‬وعرب قياس احتجاز الكربون‪،‬‬ ‫الدفيئة‪ .‬وحتليل نظائر كربون‪ 14-‬ميكن الباحثني من تقييم جودة الرتبة ومصادر الكربون‬ ‫يعزز من خصوبة الرتبة ويساعد عىل ِّ‬ ‫ميكن لهؤالء الباحثني أن ِّ‬ ‫حيددوا ما إن كان الفحم احليوي ِّ‬ ‫احلد من انبعاثات ثاين أكسيد الكربون‪.‬‬

‫أراض َّ‬ ‫حمددة موسومة بالنظري املستقر النرتوجني‪ ،)15N( 15-‬ميكن للعلامء أن َّ‬ ‫وباملثل‪ ،‬باستخدام األسمدة يف قطع ٍ‬ ‫يتتبعوا كمية النرتوجني‬ ‫ِّ‬ ‫متتصها النباتات أو اليت َّ‬ ‫ُّ‬ ‫اليت ُّ‬ ‫تتبدد يف الغالف اجلوي كغازات دفيئة أو يف املياه السطحية واجلوفية‪ ،‬ويمكن أن حيددوا كيف متتص املحاصيل‬ ‫َّ‬ ‫األسمدة عىل حنو فعال‪ .‬وهذا يساعدهم عىل استخدام األسمدة يف املزارع بالشكل األمثل‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪11 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫ناميبيا تلتمس من الوكالة مساعدتها‬ ‫في دراسة نظامها اإليكولوجي البحري‬ ‫لدعم مصايد األسماك الرئيسية‬ ‫بقلم لوكاس سمول وميكلوس غاسبار‬

‫باحثون يجمعون الرواسب الجوفية‬ ‫على طول الساحل النامييب‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬دي‪ .‬سي‪ .‬لو‪/‬وزارة الثروة السمكية‬ ‫واملوارد البحرية‪ ،‬ناميبيا)‬

‫الدراسة الشاملة األوىل عىل اإلطالق بشأن‬ ‫تركزي النويدات َّ‬ ‫املشعة والعنارص الزنرة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫يف املياه الساحلية يف ناميبيا أنه يف حني أن مستويات‬ ‫النويدات َّ‬ ‫املشعة منخفضة للغاية‪ ،‬فهناك ِّ‬ ‫مؤش عىل‬ ‫زيادة تركزي عنارص نزرة َّ‬ ‫معينة عن الرتكزي املعتاد‪ .‬وهناك‬ ‫حاجة إىل مواصلة الدراسة لتحديد ما إذا كانت هذه‬ ‫الزيادة بسبب النشاط البرشي عىل طول الساحل أم‬ ‫ً‬ ‫بسبب الرتكيب اجليولويج األسايس لباطن الرتبة‪ ،‬وفقا‬ ‫لتقرير عليم َّقدمته الوكالة إىل حكومة ناميبيا يف أواخر عام‬ ‫ً‬ ‫‪ ،2017‬استنادا إىل أحباث أجريت بطلب من احلكومة‪.‬‬

‫كشفت‬

‫“من الواجب استخدام الموارد‬ ‫البحرية على نحو مستدام‬ ‫حيث إنها تساهم بشكل كبير‬ ‫في تنميتنا الوطنية‪”.‬‬ ‫— أكسل تيبينيان‪ ،‬مدير الهيئة‬ ‫الوطنية للوقاية من اإلشعاعات‪،‬‬ ‫ناميبيا‬

‫وقال أكسل تيبينيان‪ ،‬مدير الهيئة الوطنية للوقاية من‬ ‫ِّ‬ ‫اإلشعاعات يف ناميبيا‪« :‬يوفر تقرير الوكالة معلومات‬ ‫ممتازة عن احلالة الراهنة ويمكن استخدامه كأساس‬ ‫ألنشطة الرصد يف املستقبل‪ ».‬وأضاف‪« :‬من الواجب‬ ‫استخدام املوارد البحرية عىل حنو مستدام حيث إهنا‬ ‫تساهم بشكل كبري يف تنميتنا الوطنية‪ .‬وسيساعدنا التقرير‬ ‫عىل القيام بذلك‪».‬‬ ‫وستواصل الوكالة‪ ،‬بعد هذا البحث األويل‪ ،‬تقديم الدعم‬ ‫للحكومة لتكتسب رؤية أفضل عن املستويات املرتفعة‬ ‫للعنارص الزنرة‪.‬‬ ‫وباإلضافة إىل الزيادة السكانية يف البالد‪ ،‬يزداد‬ ‫ً‬ ‫استخراج اليورانيوم والذهب واملاس‪ ،‬فضال عن النشاط‬ ‫الصناعي‪ ،‬وهناك اهتامم مزتايد بالتعدين يف قاع البحار‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 12‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫الستخراج الفوسفات‪ .‬وناميبيا واحدة من أكرب مخسة‬ ‫منتجني لليورانيوم يف العالم‪ .‬ولتقييم ِّ‬ ‫أي تأثري عىل البيئة‬ ‫َّ‬ ‫لهذا املستوى املزتايد من النشاط البرشي‪ ،‬يتعي وضع‬ ‫َّ‬ ‫ألن بعض هذه األنشطة قد ِّ‬ ‫يؤدي إىل زيادة‬ ‫خط أساس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مستويات النويدات املشعة والعنارص الزنرة‪ .‬ويمكن‬ ‫ِّ‬ ‫للبيانات الواردة يف التقرير أن توفر خط األساس هذا‪.‬‬ ‫وقال ديون لو‪ ،‬العالم البحري املسؤول عن الدراسة يف وزارة‬ ‫الرثوة السمكية واملوارد البحرية الناميبية‪« :‬هذا املرشوع‬ ‫َّ‬ ‫هو األول من نوعه ووفر معلومات جديدة عن اجلرف‬ ‫النامييب‪ ».‬وأردف‪« :‬حنن حباجة إىل هذه املعرفة لرصد‬ ‫نظامنا اإليكولويج البحري ومحايته حيث يستمر النشاط‬ ‫البرشي يف الزيادة‪».‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫وتزايد األنشطة الساحلية يعين أن هناك حاجة إىل لواحئ‬ ‫جديدة لرصد وإدارة النويدات َّ‬ ‫املشعة والعنارص الزنرة‬ ‫الطبيعية مهنا واليت َّ‬ ‫تسبب فهيا اإلنسان (أو الناشئة عن‬ ‫ِّ‬ ‫النشاط البرشي) اليت قد تلوث النظام اإليكولويج‬ ‫البحري‪ ،‬مع احتامل تأثريها يف األغذية البحرية والسكان‬ ‫املحليني واالقتصاد‪.‬‬ ‫ُّ ً‬ ‫بيولوجيا ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫غنيا‬ ‫تنوعا‬ ‫واملياه الساحلية الناميبية تدعم‬ ‫ُّ‬ ‫ومتتد عىل طول تيار بنغويال املضطرب يف جنوب املحيط‬ ‫األطليس ألكرث من ‪ 1500‬كيلومرت‪ .‬وجزء كبري من‬ ‫الساحل منطقة حممية حبرية‪ ،‬ويعترب غري ُّ‬ ‫ملوث‪ .‬وهو جزء‬ ‫من النظام اإليكولويج البحري الكبري يف شامل بنغويال —‬


‫‪S‬‬ ‫واحد من أكرث النظم اإليكولوجية الساحلية إنتاجية يف‬ ‫العالم — ويدعم الصناعات ِّ‬ ‫القيمة يف جمال صيد األسامك‬ ‫وتربية األحياء البحرية‪ .‬وهي بيئة ديناميكية للغاية‪:‬‬ ‫رياح قوية‪ ،‬وتيارات هاجئة‪ ،‬وانفجارات كربيتية حتت‬ ‫املاء حتيط مبخزون غين من األسامك والعوالق وغريها من‬ ‫األحياء البحرية‪ ،‬مبا يف ذلك أكرب بكترييا يف العالم مرئية‬ ‫للعني َّ‬ ‫املجردة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وعىل الرغم من كل هذا النشاط‪ ،‬فإنه لم يكن ُيعرف‬ ‫َّ‬ ‫إل القليل عن مستويات النشاط اإلشعاعي البحري‬ ‫والعنارص الزنرة يف ناميبيا حىت اآلن‪.‬‬

‫الدراسة‬ ‫ً‬ ‫بناء عىل طلب وزارة الرثوة السمكية واملوارد البحرية‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫بدأت الوكالة يف عام ‪ 2014‬يف مجع جمموعة متنوعة‬ ‫العينات البحرية قبالة الساحل‪ُ .‬‬ ‫من ِّ‬ ‫وجع أكرث من‬ ‫ِّ‬ ‫‪ 500‬عينة‪ ،‬مبا يف ذلك رواسب ومياه حبر وأسامك وبلح حبر‬ ‫وأعشاب حبرية‪ .‬وأجريت آالف عديدة من القياسات عىل‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫العينات‪ .‬وشارك يف املرشوع البحيث أكرث من ‪ 40‬باحثا‬ ‫ً‬ ‫من ‪ 11‬مؤسسة يف ستة بلدان‪.‬‬ ‫ويمكن للنويدات َّ‬ ‫املشعة والنظائر املعدنية الزنرة‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل توفري قياسات أساسية للتقييم املستمر‬ ‫للتلوث وتنظيمه‪ ،‬أن تكون مبثابة أدوات لفهم العمليات‬ ‫األوقيانوغرافية وعمليات ُّ‬ ‫التلوث بشكل أفضل(انظر‬ ‫َّ‬ ‫مربع العلوم)‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬ميكن أن تساعد دراسة‬ ‫ً‬ ‫نظائر الرصاص عىل تقييم ما إذا كان الرصاص موجودا‬

‫بشكل طبيعي أو كنتيجة لألنشطة البرشية‪ .‬كام ميكن‬ ‫ِّ‬ ‫أن توفر البصمة النظريية للرصاص معلومات عن‬ ‫ِّ‬ ‫مصادر‪ ‬امللوثات‪.‬‬ ‫وقالت مارتينا روزماريك‪ ،‬إخصائية البحوث العلمية يف‬ ‫خمتربات البيئة التابعة للوكالة‪« :‬ال يساعد هذا البحث‬ ‫ً‬ ‫ناميبيا فحسب‪ ،‬بل سيواصل أيضا إضافة قيمة علمية‬ ‫دولية من خالل حتسني املعارف باألنامط العاملية‬ ‫ُّ‬ ‫للتلوث البحري‪ ».‬وأضافت‪« :‬عند دراسة وجود‬ ‫النويدات َّ‬ ‫املشعة الطبيعية والبرشية املنشأ والعنارص‬ ‫الزنرة‪ ،‬مثل الرصاص والزئبق والنحاس والكادميوم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فإننا ُّ‬ ‫نسد فجوة معرفية مهمة عىل‬ ‫قبالة سواحل ناميبيا‪،‬‬ ‫خريطة العالم‪».‬‬

‫ساحل ناميبيا موطن ألنواع محمية‬ ‫مثل طيور البطريق األفريقية‬ ‫في جزيرة ميركوري‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬دي‪ .‬سي‪ .‬لو‪/‬وزارة الثروة السمكية‬ ‫واملوارد البحرية‪ ،‬ناميبيا)‬

‫العلوم‬ ‫دراسة المحيطات من خالل النظائر‬

‫من الصعب قياس تركزي النويدات َّ‬ ‫املشعة (الطبيعية والبرشية املنشأ) والعنارص الزنرة وعنارص األتربة النادرة‪ .‬ولكن قياس‬ ‫مستويات هذه املواد ُّ‬ ‫وتتبعها حىت مصادرها أمر أسايس لفهم حالة البيئة البحرية‪.‬‬ ‫ويمكن اكتشاف العديد من النويدات َّ‬ ‫املشعة البرشية املنشأ عند مستويات منخفضة للغاية؛ ويمكن استخدام بعضها‪ ،‬مثل‬

‫نظري اليود ‪ I-129‬ونظري اليورانيوم ‪ ،U-236‬كمقتفيات إشعاعية لدراسة العمليات األوقيانوغرافية مثل حركة الكتل املائية أو‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫وتتمي هذه النويدات َّ‬ ‫التشتت البحري‪َّ .‬‬ ‫ِّ‬ ‫املشعة ببصمة فريدة‪ ،‬متاما مثل الصبغة‬ ‫امللوثات يف املحيطات‪ ،‬ولتحسني دقة نامذج‬ ‫ُ‬ ‫امللونة اليت ميكن مالحظهتا يف كتلة مائية ملعرفة إىل أين تتجه‪ ،‬يكن للباحثني ُّ‬ ‫َّ‬ ‫تتبعها لدراسة التيارات املختلفة ومعرفة مدى‬ ‫رسعة انتقالها من جزء من الكرة األرضية إىل جزء آخر‪.‬‬ ‫وتضمحل هذه النظائر ببطء‪ ،‬ممَّا جيعلها أداة ُّ‬ ‫تتبع موثوقة للعمليات الطبيعية‪ ،‬مثل دوران وخلط الكتل املائية‪ .‬ولكن‬ ‫تركزيات نظري اليورانيوم ‪ U-236‬يف املحيطات منخفضة للغاية ويمكن قياسها فقط باستخدام قياس الطيف الكتيل‬ ‫باستخدام ِّ‬ ‫املعجالت الشديدة احلساسية‪ ،‬والذي يتيح رصد النسب بني نظري اليورانيوم ‪ U-236‬ونظري اليورانيوم ‪،U-238‬‬ ‫وهو نظري طبيعي أكرث وفرة‪ .‬ويف املرشوع النامييب‪ ،‬أجريت هذه القياسات يف مركز تعاوين تابع للوكالة‪ ،‬وهو املركز الوطين‬ ‫ِّ‬ ‫للمعجالت يف إشبيلية‪ ،‬بإسبانيا‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪13 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫كيفية االنتصار في المعركة ضد تآكل التربة‪:‬‬ ‫الحفاظ على األراضي الخصبة والمحافظة‬ ‫على جودة المياه باالستعانة بالتقنيات النووية‬ ‫بقلم نيكول جاويرث وميكلوس غاسبار‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫هتديدا إلنتاج األغذية ودخل املزارعني عىل ٍّ‬ ‫حد سواء‪ .‬والطبقة العليا‬ ‫تآكل الرتبة األرايض اخلصبة مبا يشكل‬ ‫ً‬ ‫من الرتبة هي أول الطبقات اليت يودي هبا التآكل وهي الطبقة األكرث تغذية للمحاصيل‪ .‬وكثريا ما ينهتي احلال‬ ‫ِّ‬ ‫املغذية يف األهنار والبحريات حيث ِّ‬ ‫يؤدي وجودها إىل تشجيع نمو الطحالب‪ ،‬وهو ما َّ‬ ‫يتسبب يف اخنفاض مقدار‬ ‫هبذه الرتبة‬ ‫األكسجني يف املياه‪ِّ .‬‬ ‫ويؤدي هذا بدوره إىل تقويض جودة املياه واإلرضار ُّ‬ ‫بتجمعات األسامك‪.‬‬

‫يلهتم‬

‫ويمكن للتقنيات النووية أن تساعد العلامء واملزارعني يف العثور عىل البؤر النشطة لتآكل الرتبة والوقوف عىل التقنية املناسبة‬ ‫حلفظ الرتبة من أجل احلفاظ عىل األريض اخلصبة ومصادر املياه العذبة عىل السواء (انظر َّ‬ ‫مربع العلوم يف الصفحة ‪.)17‬‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫وتقدم الوكالة‪ ،‬بالتعاون مع منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة (الفاو)‪ ،‬الدعم إىل ‪ 70‬بلدا بشأن البحوث املعنية بتآكل‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الرتبة‪ .‬ويقدم هذا املقال ملحة عامة عن بلدين من هذه البلدان‪ ،‬أال وهام‪ :‬املغرب‪ ،‬الذي يركز عىل احلفاظ عىل األرايض‬ ‫الزراعية‪ ،‬وميانامر‪ ،‬اليت تعمل عىل مكافحة تكاثر الطحالب يف ثاين أكرب حبرية يف البالد‪.‬‬

‫الحفاظ على األراضي الزراعية في المغرب‬

‫ابن المزارع الحاج عبد السالم‬ ‫َّ ً‬ ‫جرارا للمساعدة في أعمال‬ ‫يقود‬ ‫المزرعة في حين يأخذ العلماء‬ ‫ِّ‬ ‫عينات من التربة من الحقول‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬رشيد مصدق‪/‬املعهد الوطني‬ ‫للبحث الزراعي)‬

‫أمىض املزارع احلاج عبد السالم ومساعدوه الثالثة َّ‬ ‫عدة‬ ‫سنوات يف مكافحة تآكل الرتبة الذي استنفد أرضهم‬ ‫ً‬ ‫اخلصبة اليت يزرعوهنا باملحاصيل مهدرا معها مداخلهيم‪.‬‬ ‫وقال احلاج عبد السالم‪ ،‬الذي ميلك مزرعة مساحهتا مخسة‬ ‫هكتارات يزرعها باحلمص وحماصيل احلبوب‪ ،‬وهي مصدر‬ ‫دخله الوحيد الذي تقتات منه عائلته املكونة من سبعة‬ ‫ً‬ ‫أفراد‪« :‬كانت جودة أريض تسوء عاما تلو آخر بسبب تآكل‬ ‫الرتبة‪ ،‬وقد َّأدى ذلك إىل خفض إنتاجية مزرعيت‪ .‬ومنذ‬ ‫أن ساعدين العلامء يف احلفاظ عىل تربيت‪ ،‬زاد َّ‬ ‫معدل إنتاج‬ ‫ّ‬ ‫مزرعيت بنسبة ‪ 20‬إىل ‪ %30‬مبدخالت أقل وارتفع دخيل‪».‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 14‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫واستخدم العلامء النويدات َّ‬ ‫املشعة املتساقطة وتقنيات‬ ‫َّ‬ ‫معينة (انظر َّ‬ ‫مبركبات َّ‬ ‫مربع‬ ‫النظائر املستقرة اخلاصة‬ ‫َّ‬ ‫العلوم يف الصفحة ‪ )17‬من أجل حتديد املناطق املعرضة‬ ‫للتآكل وتقييم فعالية طائفة ِّ‬ ‫متنوعة من أساليب احلفظ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫واستحدثت هذه التقنية بغية التصدي لفقدان املغرب‬ ‫أكرث من ‪ 100‬مليون طن من الرتبة كل عام‪.‬‬ ‫وقال السيد منصف بن منصور‪ ،‬رئيس شعبة املياه والرتبة‬ ‫واملناخ يف املركز الوطين للطاقة والعلوم والتقنيات النووية‪:‬‬ ‫ُّ ً‬ ‫ترضرا من التآكل‪ ،‬اختربنا‬ ‫«فور معرفتنا بالنقاط األكرث‬ ‫َّ‬ ‫عدة طرق حلفظ الرتبة باستخدام التقنيات النووية لرنى‬


‫‪S‬‬ ‫َّ‬

‫شدة االنحدار (‪)%‬‬

‫‪%15‬‬

‫في ِّ‬ ‫ظل انحدار بنسبة ‪ ،%15‬تحتاج‬ ‫التربة إلى أن تصمد في مواجهة‬ ‫ً‬ ‫مصدر أقوى كثيرا للجاذبية‪.‬‬

‫صفر‪%‬‬

‫كيف ميكننا حتسني الوضع‪ .‬وقد اقتبسنا أساليب حفظ‬ ‫خمتلفة مستخدمة بالفعل يف أحناء خمتلفة من العالم‬ ‫ومجعنا بيهنا ملعرفة ما هو أصلح للظروف البيئية والزراعية‬ ‫يف‪ ‬املغرب»‪.‬‬ ‫ويعاين أكرث من ‪ ٪40‬من إمجايل مساحة األرايض يف‬ ‫املغرب من تآكل الرتبة بسبب إزالة الغابات والرعي‬ ‫اجلائر للحيوانات وتقنيات الزراعة الرديئة‪ .‬وتتفاقم‬ ‫األوضاع بسبب الظروف املناخية القاسية مثل فرتات‬ ‫اجلفاف الطويلة وهطول األمطار الغزيرة لفرتات قصرية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫كام َّأن تضاريس البالد اليت تتسم بكرثة املرتفعات الشديدة‬ ‫االحندار جتعل الوضع أسوأ لألرض واملزارعني‪.‬‬ ‫فمزرعة عبد السالم‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬تقع عىل منحدر حاد‬ ‫يرتاوح احنداره بني ‪ %10‬و‪ .%15‬ومقتىض ذلك َّأن سقوط‬ ‫َّ‬ ‫وال‪ ‬سيام الرتبة‬ ‫األمطار ميكن أن جيرف الرتبة بسهولة أكرب‪،‬‬ ‫العلوية اخلصبة (انظر الرسم املعلومايت)‪.‬‬

‫(الرسم البياين‪ :‬فادي نصيف‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫ويجمع أسلوب احلفظ اجلديد زراعة حماصيل احلبوب‬ ‫باستخدام إدارة األرايض بدون حراثة مع زراعة أشجار‬ ‫الفاكهة ورشائط الشجريات‪ .‬ويساعد عدم احلراثة‬ ‫ً‬ ‫عىل ترك الرتبة كام هي بدال مما يرتبط باحلراثة من حفر‬ ‫ِّ‬ ‫أو تقليب يف الرتبة‪ .‬وتعمل اجلذور واألجزاء املتبقية من‬ ‫النباتات املختارة مثل السيقان واألوراق عىل حتسني بنية‬ ‫ً‬ ‫الرتبة وصحة الرتبة عموما‪ ،‬وهو ما يساعد عىل تثبيت‬ ‫الرتبة يف مكاهنا عىل التالل الشديدة االحندار‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫متكنا اآلن من ِّ‬ ‫احلد من فقدان‬ ‫وقال بن منصور‪« :‬لقد‬ ‫الرتبة يف منطقة طنجة‪-‬تطوان بنسبة ‪ ،%40‬وبقرابة‬ ‫‪ %60‬يف منطقة الدار البيضاء‪-‬سطات‪ .‬وتعكف وزارة‬ ‫الزراعة واملندوبية السامية للمياه والغابات وحماربة‬ ‫التصحر عىل استخدام نتاجئ املرشوع وأساليبه ُّ‬ ‫للتوسع‬ ‫يف‪ ‬جهود حفظ الرتبة حىت تشمل املزيد من املزارعني‬ ‫يف‪ ‬مجيع أحناء البالد‪».‬‬

‫العلماء يأخذون ِّ‬ ‫عينة من التربة‬ ‫ُّ ً‬ ‫أثناء دراسة النقاط األكثر تعرضا‬ ‫للتآكل‪ ،‬باستخدام التقنيات النووية‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬املعهد الوطني للبحث الزراعي)‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪15 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫المحافظة على بحيرة إنلي في ميانمار‬

‫في بحيرة إنلي الرائعة الجمال‬ ‫في وسط ميانمار‪ ،‬جودة المياه‬ ‫َّ‬ ‫مهددة بسبب تآكل التربة‬ ‫في سفوح التالل المجاورة‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬ميكلوس غاسبر‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫موقع التآكل في مستجمع المياه‬ ‫في كاالو‪ .‬ومعظم التربة اليت‬ ‫ُ‬ ‫فقدت من سفح التل انتهى بها‬ ‫الحال في بحيرة إنلي‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬ميكلوس غاسبر‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫ِّ‬ ‫يعول عرشات اآلالف من السكان عىل حبرية إنيل الواقعة‬ ‫وسط ميانامر كمصدر ملياه الرشب ولكسب الرزق‪،‬‬ ‫بيد َّأن تآكل سفوح التالل املجاورة للبحرية ِّ‬ ‫يؤدي إىل‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫تراكم الرتبة يف البحرية‪ ،‬وهو ما يشكل هتديدا جلودة‬ ‫املياه وللنظام اإليكولويج الهش‪ .‬وقد َّ‬ ‫حددت دراسة‬ ‫باستخدام التقنيات النووية بدقة مصادر تآكل الرتبة يف‬ ‫وادي هنر كاالو الذي ُّ‬ ‫يصب يف البحرية‪ ،‬وقد شهد الوادي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املذكور قدرا كبريا من إزالة الغابات يف العقود القليلة‬

‫َّ‬ ‫املاضية‪ .‬ومكنت هذه الدراسة املسؤولني املحليني عن‬ ‫إدارة الغابات من توجيه جهود احلفظ اليت يبذلوهنا إىل‬ ‫األماكن األكرث عرضة للتآكل‪.‬‬ ‫وقال أو سني تون‪ ،‬مراقب احلدائق العامة يف إدارة الغابات‬ ‫َّ‬ ‫يف نياونغشوي‪ ،‬كربى البلدات الواقعة عىل البحرية‪ ،‬إن‬ ‫االستعانة بأساليب احلفظ واستخدام البيانات اجلديدة‬ ‫يف تثقيف السكان املحليني بشأن عواقب أنشطة قطع‬ ‫األشجار غري املرشوعة وتزايد استخدام البحرية كحديقة‬ ‫عامئة لزراعة اخلرضوات سوف يساعدان عىل احلفاظ عىل‬ ‫حبرية إنيل‪.‬‬ ‫واضطلع بإجراء البحوث املتعلقة بالتآكل‪ ،‬واليت‬ ‫اكتملت يف عام ‪ ،2017‬معهد حبوث الغابات يف ميانامر‬ ‫بدعم من الوكالة‪ ،‬وبالتعاون مع الفاو‪ُ .‬وم ِّول املرشوع جزئياًّ‬ ‫من خالل مبادرة االستخدامات السلمية‪.‬‬ ‫واستعان البحث بتقنيتني نوويتني من أجل الوقوف عىل‬ ‫الكيفية اليت ترتاكم وتتحرك هبا الرتبة ‪ ،‬وكذلك لتحديد‬ ‫لتدهور الرتبة (انظر َّ‬ ‫ُّ‬ ‫مربع العلوم)‪.‬‬ ‫منشهئا واملناطق املعرضة‬ ‫وقالت تشو تشو وين‪ ،‬مسؤولة البحوث اليت ترأست فريق‬ ‫َّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫الدراسة‪ ،‬إن النتاجئ كشفت عن أن كل هكتار من األرض‬ ‫ً‬ ‫اليت فقدت غطاءها احلريج قبل ‪ 15‬عاما يف مستجمع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ 26‬طنا من الرتبة ًّ‬ ‫سنويا منذئذ‪.‬‬ ‫مياه كاالو قد فقد أيضا‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 16‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫‪S‬‬ ‫ُ‬ ‫َّأما األرض اليت أزيلت مهنا الغابات وبدأت زراعهتا قبل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عاما‪ ،‬فقد بلغ َّ‬ ‫معدل فقدان الرتبة فهيا ‪ 40‬طنا للهكتار‬ ‫‪40‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ًّ‬ ‫الواحد سنويا‪ .‬وأضافت أنه «عىل النقيض من ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫املساحات املشاهبة اليت ُترك فهيا الغطاء احلريج عىل حاله‬ ‫لم تشهد ُّ‬ ‫أي تآكل عىل اإلطالق‪».‬‬ ‫ولوحظ فقدان كميات كبرية من الرتبة يف األماكن‬ ‫املرتفعة من املنحدرات وتراكم الرتبة يف األماكن‬ ‫َّ‬ ‫املنخفضة األقرب إىل البحرية‪ .‬وقالت تشو وين إن هذا‬ ‫األمر يشري إىل استمرار ترصيف كميات كبرية من الرواسب‬ ‫يف‪ ‬البحرية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وقال سني تون إن عكس مسار عملية التدهور البييئ اليت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تشهدها حبرية إنيل من َّ‬ ‫جراء تآكل الرتبة ُيَع ُّد هدفا رئيسيا‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ال للمكتب املحيل املعين بإدارة الغابات فقط‪ ،‬وإنام أيضا‬ ‫للحكومة اإلقليمية لوالية شان‪ .‬وقد وافق رئيس وزراء‬ ‫حكومة والية شان‪ ،‬لني هتوت‪ ،‬عىل أن يرأس اللجنة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫املكلفة بتحسني األوضاع يف البحرية‪ .‬وقال تون‪« :‬إن‬ ‫ِّ‬ ‫البحوث اليت جتريها السيدة تشو تشو وين تشكل مساهمة‬ ‫مهمة يف اجلهود اليت نبذلها‪».‬‬ ‫ً‬ ‫وسوف تساعد هذه اجلهود أيضا عىل محاية موئل البحرية‬ ‫ِّ‬ ‫املتنوع والفريد من نوعه‪ ،‬والذي نال االعرتاف الدويل‬ ‫يف عام ‪ 2015‬عندما أعلنت منظمة األمم املتحدة للرتبية‬

‫والعلم والثقافة (اليونسكو) البحرية حممية عاملية‬ ‫َّ‬ ‫للمحيط احليوي‪ .‬وقال تون‪« :‬إن هذه التسمية تضع‬ ‫عىل عاتقنا مسؤوليات إضافية‪ :‬فالبحرية لم ُتعد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جزءا من تراثنا فحسب‪ ،‬بل هي اآلن أيضا جزء من‬ ‫تراث‪ ‬العالم‪».‬‬

‫الباحثة المعنية بالتآكل تشو تشو‬ ‫وين ومسؤول محلي عن إدارة الغابات‬ ‫َّ‬ ‫يتفحصان مواقع التآكل في محيط‬ ‫بحيرة إنلي‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬ميكلوس غاسبر‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫العلوم‬

‫َّ‬ ‫المشعة المتساقطة وتقنية النظائر المستقرة‬ ‫النويدات َّ‬ ‫َّ‬ ‫الخاصة بمركبات معينة‬

‫النويدات َّ‬ ‫املشعة املتساقطة موجودة يف الغالف اجلوي َّ‬ ‫وترتسب عىل سطح الرتبة بفعل األمطار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫أساسا يف الطبقة العليا من الرتبة‪ .‬وتلتصق هذه النويدات َّ‬ ‫وترتبط هذه النويدات َّ‬ ‫املشعة َّ‬ ‫بقوة جبسيامت الرتبة‬ ‫املشعة مع جزيئات الرتبة وترتكز‬ ‫والرتسب‪ ،‬تنتقل النويدات َّ‬ ‫املشعة مع جسيامت الرتبة ويمكن استخدامها ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫الدقيقة وال ُّ‬ ‫لتتبع إعادة‬ ‫متتصها النباتات‪ .‬وأثناء عمليات التآكل‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫توزيع الرتبة عىل نطاق مساحات شاسعة وفرتات ممتدة من الزمن‪ .‬وعندما تتآكل الطبقة العليا من الرتبة‪ ،‬ينخفض تركز النويدات املشعة‬ ‫أشعة غاما‪ .‬ويمكن لذلك التحليل أن يساعد يف الوقوف عىل ُّ‬ ‫تتبعه وقياسه باستخدام قياس طيف َّ‬ ‫املتساقطة‪ ،‬وهو ما ميكن للعلامء ُّ‬ ‫التغيات اليت‬ ‫تطرأ عىل أنامط َّ‬ ‫ومعدالت إعادة توزيع الرتبة يف مناطق مستجمعات املياه الكبرية‪ .‬كام ميكن للعلامء تقييم كفاءة تدابري حفظ الرتبة يف مكافحة‬ ‫تآكل الرتبة‪ .‬وهناك ثالثة أنواع من النويدات َّ‬ ‫املشعة املتساقطة يشيع استخدامها يف تتبع تآكل الرتبة‪ ،‬أال وهي السزييوم‪ 137-‬والرصاص‪-‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 210‬والربيليوم‪7-‬؛ واألول هو أكرثها شيوعا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫مركبات عضوية َّ‬ ‫مبركبات َّ‬ ‫َّ‬ ‫حمددة‬ ‫معينة عىل قياس نظائر مستقرة مثل الكربون‪ 13-‬املوجود يف‬ ‫املستقرة اخلاصة‬ ‫وتنطوي تقنيات النظائر‬ ‫َّ‬ ‫مرتبطة بالرتبة مثل األمحاض الدهنية‪ .‬ويرجع منشأ األمحاض الدهنية إىل جذور النباتات والنفايات احليوانية وغريها من املخلفات اليت توجد‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫يف النظم اإليكولوجية الطبيعية‪ ،‬واليت تتحلل وتصري جزءا من املادة العضوية يف الرتبة‪ .‬ولهذه املركبات بصامت نظريية مستقرة فريدة‪ ،‬تكاد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تكون مثل بصامت األصابع‪ .‬وحيث إن الكربون‪ 13-‬يكون له تركيب فريد من نوعه يف كل مركب‪ ،‬يكشف حتليل الكربون‪ 13-‬عن منشأ‬ ‫ُّ‬ ‫الرتبة املتآكلة‪ .‬وتكفل هذه التقنية ربط بصامت الكربون‪ 13-‬اليت تدل عىل طبيعة استخدام األرايض بالرواسب يف مناطق ُّ‬ ‫الرتسبات‪ ،‬ومن‬ ‫ِّ‬ ‫َّثم فهي مفيدة يف حتديد مصادر الرتبة املتآكلة والوقوف عىل املناطق َّ‬ ‫املعرضة لتدهور الرتبة‪ ،‬وهو ما ميكن السلطات من إيالء األولوية حلفظ‬ ‫ُّ ً‬ ‫تعرضا للتآكل‪.‬‬ ‫الرتبة يف املناطق األكرث‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪17 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫رفع مستوى خدمات العالج اإلشعاعي‬ ‫في مولدوفا‬ ‫بقلم آبها ديكسيت‬

‫مريض يعاني من سرطان الرأس‬ ‫ِّ‬ ‫والرقبة يعالج على جهاز‬ ‫معجل‬ ‫خطي للعالج اإلشعاعي في معهد‬ ‫األورام في مولدوفا‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬معهد األورام‪ ،‬مولدوفا)‬

‫مولدوفا‪ ،‬بدعم من الوكالة‪ ،‬مع أكرث من‬ ‫‪ 11000‬حالة جديدة من الرسطان ًّ‬ ‫سنويا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫غالبا ما ُّ‬ ‫يتم اإلبالغ عهنا يف مرحلة متأخرة‪ ،‬عندما‬ ‫واليت‬ ‫تكون فرص الشفاء أقل‪ .‬ويخضع ما يقرب من نصف‬ ‫هؤالء املرىض اآلن للعالج اإلشعاعي يف معهد األورام الذي‬ ‫ً‬ ‫َّتم جتهزيه حديثا واملستشفى اإلكلينيكي اجلمهوري‪ ،‬يف‬ ‫العاصمة شيسيناو‪.‬‬

‫تتعامل‬

‫َّ‬ ‫“يتمثل هدف الحكومة‬ ‫في زيادة تشخيص السرطان‬ ‫في المرحلتين األولى والثانية‬ ‫بنسبة ‪ ٪25‬وضمان حصول ‪٪80‬‬ ‫على األقل من مرضى السرطان‬ ‫على تشخيص وعالج جيدين‬ ‫ورعاية مستمرة بحلول‬ ‫عام ‪”.2025‬‬ ‫— روديكا ميندروتا ‪-‬ستراتان‪،‬‬ ‫رئيسة البرنامج الوطني ملكافحة‬ ‫السرطان‪ ،‬مولدوفا‬

‫وقالت روديكا ميندروتا‪-‬سرتاتان‪َّ ،‬‬ ‫جراحة أورام أوىل يف‬ ‫معهد األورام ورئيسة الربنامج الوطين ملكافحة الرسطان‬ ‫بوزارة الصحة يف مولدوفا‪« :‬الهدف املنشود يف إطار‬ ‫الربنامج الوطين ملكافحة الرسطان للفرتة ‪2025-2016‬‬ ‫هو احلد من وفيات الرسطان بنسبة ‪ ».٪7‬وأضافت قائلة‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫«عىل الرغم من التحسينات األخرية يف التشخيص املبكر‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فإنه ال تزال األورام مسؤولة عن أكرث من ‪ 6000‬حالة وفاة‬ ‫يف عام ‪ ،2016‬ما جيعلها ثاين أعىل سبب للوفيات‪».‬‬ ‫ويهدف الربنامج الوطين ملكافحة الرسطان إىل زيادة‬ ‫ِّ‬ ‫احلصول عىل خدمات التشخيص املبكر والفحص‬ ‫َّ‬ ‫والوقاية والعالج‪ .‬وتابعت قائلة ‪« :‬يتمثل هدف احلكومة‬ ‫يف زيادة تشخيص الرسطان يف املرحلتني األوىل والثانية‬ ‫بنسبة ‪ ٪25‬وضامن حصول ‪ ٪80‬عىل األقل من مرىض‬ ‫الرسطان عىل تشخيص وعالج جيدين ورعاية مستمرة‬ ‫حبلول عام ‪».2025‬‬ ‫ومنذ منتصف العقد األول من القرن احلادي والعرشين‪،‬‬ ‫عملت الوكالة عن كثب مع سلطات مولدوفا لتحسني‬ ‫خدمات العالج اإلشعاعي والطب النووي‪ .‬وقالت‬ ‫لودميال ويزسكور‪ ،‬املسؤولة عن إدارة الربامج يف الوكالة‬ ‫واليت تعمل مع مولدوفا‪َّ ،‬إن مولدوفا تواجه ِّ‬ ‫حتديات‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 18‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫هائلة يف قطاع الرعاية الصحية‪ ،‬مبا يف ذلك تشخيص‬ ‫الرسطان‪ ‬وعالجه‪.‬‬

‫توسيع خدمات العالج اإلشعاعي‬

‫َّ‬ ‫خالل السنوات اخلمس عرشة املاضية‪ ،‬تلقت‬ ‫مولدوفا املساعدة من الوكالة لبناء القدرات عىل تنفيذ‬ ‫التكنولوجيات اجلديدة وحتسني توكيد اجلودة يف الطب‬ ‫النووي والتشخيص اإلشعاعي والعالج اإلشعاعي‪ .‬وقالت‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ويزسكور إن حكومة البالد رأت أن األولوية هي دعم رفع‬ ‫مستوى وحدات الطب النووي يف معهد األورام واملستشفى‬ ‫ً َّ‬ ‫اإلكلينيكي اجلمهوري‪ .‬فالوضع كان خطريا‪ ،‬ألن نقص‬ ‫َّ‬ ‫األموال الالزمة للتجديد ورفع املستوى كان يعين أن كال‬ ‫َ‬ ‫املستشفيني قد أغلقا وحدات الطب النووي التشخيصية‬ ‫لدهيام‪ ،‬اليت كانت متقادمة ولم تكن تعمل‪َّ .‬‬ ‫وأدى دعم‬ ‫الوكالة إىل إعادة فتحها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وأدى التعاون الوثيق مع الوكالة إىل تركيب جهاز تصوير‬

‫مقطعي حاسويب يف املستشفى اإلكلينيكي اجلمهوري‪،‬‬ ‫والذي يستخدمه أخصائيو َّ‬ ‫األشعة لتشخيص الرسطان‬ ‫وغريه من األمراض اخلطرية بسهولة أكرب‪ .‬ومن َّ‬ ‫املقرر‬ ‫تركيب جهاز آخر يف معهد األورام يف وقت الحق من‬ ‫هذا‪ ‬العام‪.‬‬ ‫ويستخدم جهاز التصوير املقطعي احلاسويب َّ‬ ‫معدات‬ ‫َّ‬ ‫أشعة‪ ‬سينية خاصة للحصول عىل بيانات الصور من‬ ‫زوايا‪ ‬خمتلفة حول اجلسم‪َّ .‬ثم يستخدم اجلهاز معاجلة‬

‫الكمبيوتر للمعلومات إلظهار مقطع عريض من أنسجة‬ ‫وأعضاء اجلسم‪.‬‬


‫كام َّأدى دعم الوكالة إىل تركيب أول جهاز حديث للعالج‬ ‫باإلشعاع‪ ،‬وهو ِّ‬ ‫معجل خطي‪ ،‬يف معهد األورام‪ .‬وقالت‬ ‫ميندروتا‪-‬سرتاتان َّإن ِّ‬ ‫املعجل اخلطي قد َّ‬ ‫حسن خدمات‬ ‫العالج اإلشعاعي يف البالد وساعد عىل توسيع نطاق‬ ‫احلصول علهيا‪.‬‬ ‫كام ساعدت الوكالة يف تركيب جهاز التصوير املقطعي‬ ‫احلاسويب باالنبعاث الفوتوين املفرد يف معهد األورام يف عام‬ ‫‪ ،2011‬ما َّأدى إىل زيادة حصول املرىض عىل استقصاءات‬ ‫وأدى تركيب َّ‬ ‫تشخيصية نووية حديثة‪َّ .‬‬ ‫معدات التصوير‬ ‫املقطعي احلاسويب والتصوير املقطعي احلاسويب باالنبعاث‬ ‫الفوتوين املفرد يف املستشفى اإلكلينيكي اجلمهوري يف عام‬ ‫ً‬ ‫‪ 2013‬إىل إعادة فتح وحدة الطب النووي به‪ ،‬ما يتيح فحصا‬ ‫ً‬ ‫وتعقيدا ملجموعة ِّ‬ ‫متنوعة من الرسطانات‪.‬‬ ‫أكرث دقة‬ ‫وتنقذ وحدات العالج اإلشعاعي َّ‬ ‫املطورة أرواح الناس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فوفقا لتقارير منظمة الصحة العاملية‪ ،‬شهدت السنوات‬ ‫ً ًّ‬ ‫الست بني عايم ‪ 2010‬و‪ 2016‬اخنفاضا حادا من ‪٪70‬‬ ‫إىل ‪ ٪55‬يف عدد املرىض الذين ُي ُّ‬ ‫شخصون باملرحلتني‬ ‫الثالثة والرابعة من اإلصابة بالرسطان‪ ،‬وهام املرحلتان‬ ‫ُّ‬ ‫اللتان تقل فهيام فرص الشفاء‪ .‬وقالت ميندروتا‪-‬سرتاتان‬ ‫جزئيا إىل ما َّقدمته الوكالة من َّ‬ ‫َّإن هذا يرجع ًّ‬ ‫معدات‬ ‫جديدة وتدريب‪.‬‬

‫التدريب وتطوير المهارات‬ ‫َّأدت حمدودية احلصول عىل التدريب والتثقيف للمامرسني‬ ‫الطبيني العاملني يف جمال الطب النووي والعالج‬ ‫اإلشعاعي يف مولدوفا إىل وجود فجوة طبية ضخمة يف‬ ‫رعاية‪ ‬مرىض الرسطان‪.‬‬ ‫وقالت ميندروتا‪-‬سرتاتان‪« :‬ساعدنا العمل مع الوكالة من‬ ‫أجل احلصول عىل تدريب دقيق وتنمية املهارات عىل‬

‫تكوين جمموعة من املهنيني املدربني‪ ،‬مثل أخصائيي‬ ‫عالج األورام اإلشعاعي‪ ،‬والفزييائيني الطبيني‪ ،‬وخرباء‬ ‫تكنولوجيا العالج اإلشعاعي لتلبية متطلبات الرعاية‬ ‫الصحية لدينا‪».‬‬ ‫َّ‬ ‫وأضافت أن الهدف من مشاركة البلد املستمرة يف أنشطة‬ ‫التعاون التقين للوكالة هو ضامن حصول املوظفني عىل‬ ‫التدريب املناسب لالستفادة عىل أفضل وجه من أحدث‬ ‫َّ‬ ‫املعدات اجلديدة‪ ،‬وأن مشاركة املوظفني الطبيني يف املنح‬ ‫الدراسية والزيارات العلمية لبناء القدرات وحتديث‬ ‫مهاراهتم يف جمال تقنيات االستقصاء التشخييص يف‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫أمرا ًّ‬ ‫رئيسيا للربنامج الوطين لرعاية‬ ‫الطب اإلشعاعي متثل‬ ‫مرىض‪ ‬الرسطان‪.‬‬ ‫كام كانت الرشاكة مع الوكالة الدولية لبحوث الرسطان‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫متخصصة تابعة ملنظمة الصحة العاملية‪،‬‬ ‫وهي وكالة‬ ‫ِّ‬ ‫أساسية يف مواجهة حتدي مكافحة الرسطان يف البالد‪ .‬ومن‬ ‫اإلجنازات املهمة استحداث سجل إلكرتوين للرسطان يف‬ ‫معهد األورام‪ ،‬بدعم من الوكالة ومنظمة الصحة العاملية‬ ‫والوكالة الدولية لبحوث الرسطان‪ .‬وتساعد هذه األداة‬ ‫َّ‬ ‫عىل ُّ‬ ‫تتبع اجلرعات اليت يتلقاها املرىض أثناء العالج يف‬ ‫معهد‪ ‬األورام‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وتنظم وزارة الصحة والعمل واحلامية االجتامعية محالت‬ ‫ملكافحة الرسطان للمساعدة يف زيادة الوعي العام باملرض‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك الدور الهام للعالج اإلشعاعي يف مكافحة‬ ‫الرسطان‪ .‬كام ُت ِّ‬ ‫شجع احلمالت عىل عادات نمط احلياة‬ ‫الصيح‪ِّ ،‬‬ ‫وتقدم الفحوصات الطبية املجانية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وقالت ميندروتا‪-‬سرتاتان إنه من أجل حتسني جودة‬ ‫اخلدمات الصحية يف مكافحة الرسطان‪ ،‬فمن األهمية‬ ‫مبكان حتسني ظروف العمل وتطبيق تقنيات جديدة‬ ‫ً‬ ‫تعتمد عىل فعالية التكلفة‪ ،‬فضال عن زيادة رصد عوامل‬ ‫املخاطر‪ ‬الصحية‪.‬‬

‫العلوم‬ ‫العالج اإلشعاعي‬

‫املؤين لتدمري اخلاليا الرسطانية ِّ‬ ‫العالج اإلشعاعي هو أحد األنواع الرئيسية لعالج الرسطان‪ .‬وهو يستخدم اإلشعاع ِّ‬ ‫واحلد من نمو‬ ‫اخلاليا‪ِّ .‬‬ ‫ويطبقه فريق من اخلرباء ممَّن لدهيم خربة للعديد من السنوات يف العالج اإلشعاعي لألورام والفزيياء الطبية وتكنولوجيا‬ ‫العالج اإلشعاعي‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ويمكن تقديم العالج اإلشعاعي خارجيا أو داخليا‪ .‬ويف العالج اإلشعاعي اخلاريج‪ ،‬توجه ُ‬ ‫احلزم اإلشعاعية اخلارجة إىل املريض‬ ‫احلزم من خالل استخدام ِّ‬ ‫صوب موضع املعاجلة‪ .‬وعادة ما تنشأ هذه ُ‬ ‫معجل خطي أو وحدة كوبالت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫وتعترب أجهزة ِّ‬ ‫املستخدمة شيوعا يف العالج اإلشعاعي‬ ‫املعجالت اخلطية والكوبالت‪ (Co-60) 60-‬من أكرث األجهزة‬ ‫اخلاريج‪ ،‬وهو إجراء يستخدم احلزم العالية الطاقة لقتل اخلاليا الورمية‪ .‬وقد استخدمت كل من أجهزة الكوبالت‪60-‬‬ ‫ِّ‬ ‫واملعجالت اخلطية لعالج الرسطان منذ اخلمسينيات‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪19 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫التكنولوجيا النووية تساعد في جهود التعافي‬ ‫بعد حدوث كارثة طبيعية‬ ‫بقلم لورا غيل‬

‫َّ‬ ‫معدات َّ‬ ‫ِّ‬ ‫أشعة‬ ‫ممرض يستخدم‬ ‫سينية محمولة في مركز صحي‬ ‫بكيتو في إكوادور بعد الزلزال‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬م‪ .‬ميلو)‬

‫الكوارث الطبيعية الهائلة يف اآلونة األخرية يف‬ ‫إكوادور ونيبال‪ ،‬وبريو‪ ،‬ويف العام املايض فقط‪ ،‬يف‬ ‫منطقة البحر الكارييب واملكسيك‪ ،‬كانت الوكالة رسيعة يف‬ ‫توفري املساعدات الطبية وأشكال أخرى من املساعدات‬ ‫باستخدام التكنولوجيا النووية ملساعدة البلدان عىل‬ ‫احلفاظ عىل اخلدمات األساسية يف أعقاب هذه الكوارث‪.‬‬ ‫وساعد هذا الدعم‪ ،‬من وحدات َّ‬ ‫األشعة السينية النقالة‬ ‫وأطقم الكشف عن فريوس زيكا إىل االختبار غري املتلف‬ ‫للبنية األساسية‪ ،‬هذه البلدان يف طريقها حنو التعايف‪.‬‬

‫إثر‬

‫وقال رودريغو ساالس بونس‪ ،‬وكيل الوزارة لشؤون الرقابة‬ ‫والبحوث والتطبيقات النووية يف وزارة الكهرباء والطاقة‬ ‫ً َّ‬ ‫املتجددة يف إكوادور‪« :‬عندما تشهد زلزاال فإن كل‬ ‫بنيتك األساسية واالسرتاتيجية َّ‬ ‫تترضر ‪ :‬الكهرباء واملاء‬ ‫وخدماتك الصحية‪« »،‬وقد جاء ُّ‬ ‫رد الوكالة عىل طلبنا يف‬ ‫ذلك الوقت احلرج—عندما َّكنا يف ِّ‬ ‫أمس احلاجة له‪».‬‬ ‫ويف نيسان‪ /‬أبريل ‪ ،2016‬رضب زلزال بقوة ‪ 7.8‬درجات‬ ‫ً ُّ‬ ‫عات‬ ‫ساحل املحيط الهادي من إكوادور‪ ،‬حمدثا تصد ٍ‬ ‫ً‬ ‫يف املنازل‪ ،‬وجاعال من الطرقات غري قابلة للمرور‬ ‫ِّ ً‬ ‫ومتسببا يف فيضانات واجنرافات طينية‪ .‬ولقي أكرث من‬ ‫ُ‬ ‫‪ 600‬شخص مرصعهم‪ ،‬ونقل أكرث من ‪ 28000‬شخص‬ ‫إىل املستشفيات‪ .‬وباإلضافة إىل البنية األساسية العمومية‬ ‫األخرى اليت َّ‬ ‫ترضرت بفعل الزلزال‪ ،‬غدا ما يقارب عرشة‬ ‫ِّ‬ ‫مستشفيات و‪ 100‬عيادة ‪ ،‬اليت لها دور حموري يف التصدي‬ ‫للطوارئ‪ ،‬غري صاحلة للعمل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 20‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫واستجابة لطلب احلكومة لتقديم املساعدة الطارئة‪،‬‬ ‫معدات َّ‬ ‫أرسلت الوكالة عىل الفور َّ‬ ‫أشعة سينية إىل املناطق‬ ‫ِّ‬ ‫املترضرة‪ .‬وأتاحت الوكالة عرب برناجمها للتعاون التقين‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وبدعم من مبادرة االستخدامات السلمية نظم أشعة سينية‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫رقمية نقالة‪ ،‬مبا يف ذلك مولدات الكهرباء والكواشف‬ ‫املكملة لها‪ .‬وسمحت وحدات َّ‬ ‫الشخصية ِّ‬ ‫األشعة‬ ‫َّ‬ ‫السينية النقالة للموظفني الطبيني بتشخيص ما يقرب عن‬ ‫‪10 000‬مريض‪.‬‬ ‫وقال إنريكي إسرتادا‪ ،‬وهو طبيب خمتص بالطب النووي‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫يف الوكالة‪« :‬إن الرعاية الصحية األساسية غالبا ما حتتاج‬ ‫َّ‬ ‫باألشعة السينية‪ ،‬ال َّ‬ ‫سيام يف أعقاب‬ ‫إىل التصوير التشخييص‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫حادث ما‪« »،‬وإن كان متاحا لك وحدة أشعة سينية‬ ‫َّ‬ ‫ونقالة فذلك أفضل َّ‬ ‫ألنا تسمح لألطباء بالذهاب إىل‬ ‫حممولة‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫أماكن نائية‪ ،‬قاطعني كل الطريق وصوال إىل رسير املريض‪،‬‬ ‫وكاشفني َّ‬ ‫عم جيري داخل جسمه‪ .‬وهذا أمر بالغ األهمية‬ ‫َّ‬ ‫يف وضعية مثل حدوث زلزال حيث يتأثر العديد من‬ ‫األشخاص بالتصادم وال يستطيعون احلركة‪».‬‬ ‫ً‬ ‫وقد أرسلت الوكالة أيضا كواشف لفحص اإلصابة بفريوس‬ ‫زيكا ٍّ‬ ‫كرد عىل حالة ِّ‬ ‫التفش الضئيلة لبعوض «أيديس‬ ‫إجيبتاي»‪ ،‬وهي النواقل اليت حتمل الفريوس‪ ،‬واليت َّ‬ ‫تسبب‬ ‫فهيا الزلزال يف غواياكويل‪ ،‬يف الساحل الغريب اجلنويب‬ ‫للبالد‪ ».‬وقال إسرتادا‪« :‬عندما َّ‬ ‫تترضر أنابيب املياه‬ ‫َّ‬ ‫وشبكات الرصف الصيح‪ ،‬فإن البعوض الذي يعيش‬ ‫داخلها هيرب ولهذا يرتفع خطر إصابتك باملرض‪».‬‬


‫وباالستعانة باملعدَّات َ َّ‬ ‫املتبع هبا واليت تستخدم تكنولوجيا‬ ‫َّ‬ ‫مستمدة من املجال النووي‪ ،‬كشف الطاقم الطيب عن‬ ‫وجود أكرث من ‪ 200‬حالة إصابة بفريوس زيكا‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل ما يزيد عن ‪ 60‬حالة من حاالت َّ‬ ‫احلم الدجنية‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وتقريبا ‪ 15‬من حاالت َّ‬ ‫حم شيكونغونيا‪ ،‬ونقلت كل هذه‬ ‫الفريوسات عن طريق هذا النوع من البعوض‪.‬‬

‫السالمة الهيكلية ملبىن ما‪ ،‬حىت َّ‬ ‫يتسن لهم إن دعت‬ ‫الرضورة أن يرشعوا يف اإلصالح‪ ».‬وسافر البيدا مع نظرائه‬ ‫إىل املكسيك بعد زلزال أيلول‪/‬سبتمرب ‪ ،2017‬والذي‬ ‫سقط خالله املئات من املباين ما َّ‬ ‫تسبب يف مرصع حنو‬ ‫‪ 300‬شخص‪ .‬وقد َّ‬ ‫دربوا وساعدوا خرباء وطنيني عىل تقييم‬ ‫سالمة املباين احلرجة‪.‬‬

‫المساعدة إلى بيرو ومنطقة‬ ‫بحر الكارييب‬

‫ً‬ ‫وساعد االختبار غري املتلف أيضا السلطات اإلكوادورية‬ ‫ُّ ً‬ ‫ترضرا يف البالد بعد زلزال‬ ‫عىل اختبار سالمة املباين األكرث‬ ‫عام ‪ .2016‬واليوم‪ ،‬يعكف اخلرباء عىل بناء أول مركز‬ ‫إقلييم لالختبار غري املتلف يف كيتو العاصمة إلتاحة‬ ‫اخلربات لكل منطقة أمريكا الالتينية‪.‬‬

‫َّ‬ ‫وتم تقديم النوع نفسه من املساعدة إىل بريو اليت َّ‬ ‫ترضرت‬ ‫منطقهتا الشاملية عىل حنو كبري من الفيضانات واالهنيارات‬ ‫األرضية اليت َّ‬ ‫سبهبا ارتفاع مستوى سطح البحر عام ‪.2017‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد أبلغ عن ‪ 22‬حالة وفاة إىل جانب ارتفاع يف أعداد‬ ‫الفريوسات املنقولة من طرف بعوضة «أيديس إجيبتاي»‬ ‫ً‬ ‫خصوصا َّ‬ ‫احلم الدجنية‪.‬‬ ‫وعىل غرار ذلك‪ ،‬تقوم الوكالة بإمداد كل من دومينيكا‪،‬‬ ‫وأنتيغوا وبربودا‪ ،‬وبربادوس اليت رضبها اإلعصار بوحدات‬ ‫َّ‬ ‫أشعة سينية حممولة لتلبية االحتياجات الطبية األساسية‬ ‫بعد أن َّ‬ ‫دمر إعصارا إيرما وماريا يف أيلول‪/‬سبتمرب ‪2017‬‬ ‫املستشفيات يف هذه اجلزر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫«إننا ِّ‬ ‫نقدم املساعدة مبا يندرج ضمن جمال‬ ‫وقال إسرتادا‪:‬‬ ‫خرباتنا‪ :‬التشخيص األسايس عرب التصوير النووي‪».‬‬

‫ُّ‬ ‫الكشف عن أصغر الشقوق‪:‬‬ ‫باستخدام االختبار غير المتلف‬ ‫الختبار البنية األساسية‬ ‫ُّ‬ ‫بعد حدوث زلزال‪ ،‬حىت أصغر الشقوق داخل مبىن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ما‪ ‬ميكن أن يكون خطريا‪ ،‬ويمكن أيضا أن ُتظهر للخبري‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ما إن كان هذا املبىن مأمونا للعيش أم ال‪ ،‬وما إن كان قابال‬ ‫لإلصالح أم وجب هدمه‪ِّ .‬‬ ‫ويعول اخلرباء يف إجياد هذه‬ ‫ُّ‬ ‫الشقوق عىل االختبار غري املتلف‪.‬‬ ‫وتعترب هذه التقنيات للتفتيش غاية يف السهولة عند تقييم‬ ‫السالمة املادية للمباين واجلسور والهياكل القامئة بذاهتا‪.‬‬ ‫وهي غري جراحية‪ ،‬أي َّأنا ميكن أن َت َنفذ ًّ‬ ‫عمليا عرب املواد‬ ‫ُّ‬ ‫دون أن ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫والترسبات‪.‬‬ ‫تغيها لتجد الشقوق والقطع املدفونة‬ ‫وتشمل هذه األساليب تطبيق التقنيات النووية من قبيل‬ ‫التصوير اإلشعاعي باستخدام َّ‬ ‫األشعة السينية‪ ،‬واالختبار‬ ‫البرصي‪ ،‬واختبار املوجات فوق الصوتية واملغناطيسية‪.‬‬ ‫وقال سباستيان البيدا‪ ،‬وهو مهندس مدين يف الوكالة‪ُّ :‬‬ ‫«متد‬ ‫ُ‬ ‫التقنيات املهنيني مبعلومات مهمة لتقييم السالمة‬ ‫هذه‬

‫وكانت أول مرة ِّ‬ ‫تقدم فهيا الوكالة االختبار غري املتلف‬ ‫ملساعدة بلد عىل التعايف من كارثة طبيعية عندما َّقدمت‬ ‫الدعم للسلطات النيبالية بعد أن رضب زلزال َّ‬ ‫بقوة‬ ‫ِّ ً‬ ‫‪ 7.8‬درجات البلد يف نيسان‪/‬أبريل ‪ ،2015‬متسببا‬ ‫يف‪ ‬مقتل ما يقرب من ‪ 9000‬شخص وجرح ما يناهز‬ ‫‪ 20000‬آخرين‪ .‬واهنارت ‪ 500‬بناية َّ‬ ‫وتعرضت حنو‬ ‫‪ 300 000‬بناية أخرى إىل أرضار جزئية‪.‬‬ ‫ومبارشة بعد الزلزال‪َّ ،‬‬ ‫توجه فريق من اخلرباء تقوده الوكالة‬ ‫إىل البلد اجلبيل ملساعدة السكان املحليني عىل تقييم بنيهتم‬ ‫األساسية املهمة مثل املستشفيات واجلسور باستخدام‬ ‫االختبار غري املتلف‪ .‬واستعمل اخلرباء املحليون النتاجئ يف‬ ‫ُّ ُ‬ ‫أي مبان ُ‬ ‫وأيا ستصلح‪.‬‬ ‫ستدم‬ ‫اختاذ قرارات رئيسية — ُّ ٍ‬

‫َّ‬ ‫“رغم أن البنية األساسية‬ ‫المدنية العمومية الحاسمة‬ ‫َّ‬ ‫األهمية ظلت قائمة بعد‬ ‫َّ َّ‬ ‫الزلزال‪ ،‬إل أننا لم نكن لنعلم‬ ‫ما إن كانت هناك عيوب مستترة‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫يمكن أن تشكل خطرا من دون‬ ‫تكنولوجيا االختبار‬

‫غير المتلف‪”.‬‬

‫— ماين رام جيالل‪ ،‬نائب املدير العام‬ ‫يف إدارة التنمية احلضرية والتشييد‬ ‫والبناء التابعة لوزارة التنمية احلضرية‪،‬‬ ‫نيبال‬

‫وقال ماين رام غالل‪ ،‬نائب املدير العام يف إدارة التنمية‬ ‫احلرضية والبناء والتشييد التابعة لوزارة التنمية احلرضية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫«رغم أن البنية األساسية املدنية العمومية احلاسمة‬ ‫َّ‬ ‫األهمية ظلت قامئة بعد الزلزال‪ ،‬لم نكن لنعرف ما إن‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫كانت هناك عيوب خمفية ميكن أن تشكل خطرا من دون‬ ‫االختبار غري املتلف‪« ».‬بالنسبة لبلد كبلدنا يقع بني‬ ‫ً‬ ‫صفيحتني تكتونيتني‪ ،‬هنالك دامئا خطر كبري حلدوث‬ ‫زلزال ‪ ،‬وإضافة إىل ذلك ُيَع ُّد بلدنا نقطة ساخنة للكوارث‬ ‫الطبيعية‪ ‬األخرى‪».‬‬ ‫وإىل جانب توفري َّ‬ ‫املعدات للرعاية الصحية واالختبار‬ ‫ً‬ ‫الغري متلف للبنية األساسية احليوية‪ ،‬ساعدت الوكالة أيضا‬ ‫عىل تعزيز القدرات اإلقليمية يف أمريكا الالتينية وآسيا‬ ‫ِّ‬ ‫للتصدي للكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫نظمت الوكالة عرب مرشوع َّ‬ ‫ممول من مبادرة‬ ‫ويف عام ‪،2017‬‬ ‫االستخدامات السلمية دورات تدريبية يف اليابان لتعززِّ‬ ‫من قدرات الدول األعضاء يف آسيا عىل االختبار غري‬ ‫املتلف‪ .‬وهناك مرشوع مماثل جيري عىل قدم وساق يف‬ ‫أمريكا‪ ‬الالتينية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪21 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫األخذ بالقوى النووية في بنغالديش‬ ‫يجري على قدم وساق بمساعدة الوكالة‬ ‫بقلم مات فيشر‬

‫بناء أول محطة قوى نووية‬ ‫في بنغالديش بدأ في ‪ 30‬تشرين‬ ‫الثاني‪/‬نوفمبر ‪.2017‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬أركادي سوخونين‪/‬روزاتوم)‬

‫“بنغالديش تشرع في إدخال‬ ‫الطاقة النووية كمصدر مأمون‬ ‫ًّ‬ ‫اقتصاديا‬ ‫ومجد‬ ‫وصديق للبيئة‬ ‫ٍ‬ ‫لتوليد الكهرباء‪”.‬‬ ‫— حممد شوكت أكبر‪ ،‬املدير اإلداري‪،‬‬ ‫شركة بنغالديش احملدودة حملطات‬ ‫القوى النووية‬

‫َّ‬ ‫مثلت‬

‫بداية تشييد أول مفاعل قوى نووية ببنغالديش‬ ‫ً‬ ‫يف ‪ 30‬ترشين الثاين‪/‬نوفمرب ‪ 2017‬معلام‬ ‫ً‬ ‫بارزا يف املسار املمتد طوال عرشة أعوام لنقل فوائد الطاقة‬ ‫َّ‬ ‫النووية إىل ثامن أكرث بلدان العالم كثافة سكانية‪ .‬وما‬ ‫َّ‬ ‫انفكت الوكالة تدعم بنغالديش يف طريقها لتصبح ثالث‬ ‫ً‬ ‫بلد «مستجد» يف جمال القوى النووية خالل ‪ 30‬عاما‪،‬‬ ‫بعد اإلمارات العربية املتحدة عام ‪ 2012‬وبيالروس‬ ‫عام‪.2013 ‬‬ ‫وتعكف بنغالديش عىل تطبيق برنامج تنموي ِّ‬ ‫متعدد‬ ‫ً‬ ‫اجلوانب وطموح لتصري بلدا متوسط الدخل حبلول عام‬ ‫ً ِّ ً‬ ‫متقدما حبلول عام ‪ُ .2041‬وتَع ُّد زيادة إنتاج‬ ‫‪ 2021‬وبلدا‬ ‫الكهرباء زيادة كبرية هبدف ربط ‪ 2.7‬مليون مزنل إضايف‬ ‫بالشبكة الكهربائية حبلول عام ‪ 2021‬حجر الزاوية‬ ‫ِّ‬ ‫وستؤدي التكنولوجيا‬ ‫يف إطار هذا السعي حنو التنمية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫دورا ًّ‬ ‫حموريا يف هذا املجال‪ ،‬عىل حد قول حممد‬ ‫النووية‬ ‫شوكت أكرب املدير اإلداري يف رشكة بنغالديش املحدودة‬ ‫َّ‬ ‫ملحطات القوى النووية‪ .‬وأضاف بأن بنغالديش‬ ‫ً‬ ‫تعمل أيضا عىل تنويع إمداداهتا من الطاقة لتعزيز أمن‬ ‫الطاقة‪ِّ ،‬‬ ‫واحلد من اعتامدها عىل الواردات وعىل مواردها‬ ‫املحلية‪ ‬املحدودة‪.‬‬ ‫وقال أكرب‪« :‬بنغالديش ترشع يف إدخال الطاقة‬ ‫النووية كمصدر مأمون وصديق للبيئة وجمدٍ اقتصادياًّ‬ ‫لتوليد الكهرباء‪ ».‬وستشتمل املحطة يف روبور‪ ،‬اليت‬ ‫ً‬ ‫تبعد ‪ 160‬كيلومرتا شامل غريب داكا‪ ،‬عىل وحدتني‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 22‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫وسيكون لها قدرة قوى مشرتكة قدرها ‪ 2400‬ميغاواط‬ ‫(كهربايئ)‪ .‬وتقوم رشكة تابعة للرشكة الروسية احلكومية‬ ‫للطاقة الذرية «روزاتوم» بعملية البناء‪ .‬ومن َّ‬ ‫املقرر أن‬ ‫تدخل الوحدة األوىل يف طور التشغيل يف عام ‪2023‬‬ ‫ِّ‬ ‫«سيعزز هذا املرشوع‬ ‫والثانية يف عام ‪ .2024‬وقال أكرب‪:‬‬ ‫من تنمية إمكانات هذا البلد االجتامعية واالقتصادية‬ ‫والعلمية‪ ‬والتكنولوجية‪».‬‬ ‫َّ‬ ‫كام أشار أكرب إىل أن هدف هذا البلد لزيادة إنتاج‬ ‫ً‬ ‫الكهرباء عرب التكنولوجيا النووية سيغدو قريبا حقيقة‬ ‫ً‬ ‫واقعة‪« .‬عىل مدى ‪ 60‬عاما‪ ،‬حلمت بنغالديش حلم‬ ‫ِّ‬ ‫ببناء حمطهتا اخلاصة للقوى النووية‪ .‬ولن توفر حمطة روبور‬ ‫َّ‬ ‫مستقرة فحسب‪،‬‬ ‫للقوى النووية كهرباء ذات أمحال أساسية‬ ‫ً‬ ‫أيضا ِّ‬ ‫ستعزز من معارفنا وتسمح لنا بأن نزيد من‬ ‫بل‬ ‫كفاءتنا‪ ‬االقتصادية‪».‬‬

‫المعالم المرحلية البارزة‬ ‫في المجال النووي‬ ‫ً‬ ‫ُتَع َّد بنغالديش من بني ما يقارب ثالثني بلدا تنظر يف‬ ‫ِّ‬ ‫استحداث القوى النووية‪ ،‬أو ختطط لها‪ ،‬أو رشعت فهيا‪.‬‬ ‫وتساعد الوكالة هذه البلدان عىل وضع براجمها عرب هنج‬ ‫املعالم املرحلية البارزة‪ ،‬وهي مهنجية ِّ‬ ‫تقدم إرشادات‬ ‫حول العمل عىل إرساء القوى النووية يف بلد ُمستجد‪ ،‬مبا‬ ‫ِّ‬ ‫يف ذلك البنية األساسية املرتبطة هبا‪ .‬إذ تركز عىل حتديد‬


‫َ‬ ‫ستكون لوحدتي محطة روبور‬ ‫للقوى النووية‪ ،‬عند اكتمالهما‪،‬‬ ‫قدرة قوى مشتركة قدرها‬ ‫‪ 2400‬ميغاواط (كهربائي)‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬أركادي سوخونين‪/‬روزاتوم)‬

‫الفجوات‪ ،‬إن ُوجدت‪ ،‬خالل ُّ‬ ‫تقدم البلدان حنو إدخال‬ ‫ِ‬ ‫القوى النووية‪.‬‬ ‫وما فتئت الوكالة تدعم بنغالديش يف تطوير بنيهتا األساسية‬ ‫للقوى النووية مبا يف ذلك وضع إطار رقايب ونظام ّ‬ ‫للترصف‬ ‫َّ ُ‬ ‫املشعة‪ .‬وق ِّدم هذا الدعم يف إطار برنامج‬ ‫يف النفايات‬ ‫ًّ‬ ‫َّ‬ ‫التعاون التقين للوكالة وهو ممول جزئيا من خالل مبادرة‬ ‫االستخدامات السلمية‪.‬‬ ‫وللبنية األساسية النووية أوجه عديدة تشمل ِّ‬ ‫مكونات‬ ‫حكومية وقانونية ورقابية وإدارية‪ ،‬إضافة إىل البنية‬ ‫َّ‬ ‫ويتكون هنج املعالم املرحلية البارزة من‬ ‫األساسية املادية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ثالث مراحل مع معلم حاسم يتوجب بلوغه يف هناية كل‬ ‫واحدة مهنا‪.‬‬ ‫وتشمل املرحلة األوىل اعتبارات ما قبل اختاذ قرار ما‬ ‫ُ‬ ‫للرشوع يف برنامج للقوى النووية وتتتم بالزتام رسيم‬ ‫بالربنامج‪ .‬وتنطوي املرحلة الثانية عىل عمل حتضريي‬ ‫ً‬ ‫وانهتاء بالبدء‬ ‫من أجل التعاقد وإنشاء حمطة قوى نووية‪،‬‬ ‫يف املناقصات أو مفاوضات العقود هبدف البناء‪.‬‬ ‫وتشمل املرحلة اخلتامية أنشطة لتنفيذ حمطة القوى‬ ‫النووية‪ ،‬مثل قرار االستثامر الهنايئ والتعاقد والبناء‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وختتلف مدة هذه املراحل حسب البلد‪ ،‬إل َّأنا تستغرق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عادة بني ‪ 10‬و‪ 15‬عاما‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وقال أكرب‪« :‬إن هنج املعالم املرحلية البارزة اخلاص‬ ‫بالوكالة هو وثيقة توجهيية‪ ،‬وخطة العمل املتكاملة‬ ‫هي الوسيلة املهمة جلمع كل اجلهات املعنية يف‬ ‫ُّ‬ ‫للتأكد من تلبية كل متطلبات األمان‬ ‫بنغالديش‬ ‫واألمن والضامنات املرتبطة مبرشوع حمطة روبور للقوى‬ ‫َّ‬ ‫النووية‪« ».‬ومكنت خطة العمل املتكاملة املذكورة‬ ‫بنغالديش من وضع هنج شمويل بشأن تنفيذ إرشادات‬

‫ً‬ ‫الوكالة‪ ،‬فضال عن التعاون مع اجلهات الوطنية املعنية‬ ‫والرشكاء الثنائيني اآلخرين حنو إرساء برنامج وطين‬ ‫للقوى نووية‪».‬‬

‫بعثة االستعراض المتكامل للبنية‬ ‫األساسية النووية‬ ‫االستعراض املتكامل للبنية األساسية النووية هو‬ ‫استعراض نظراء شمويل ملساعدة الدول األعضاء‬ ‫َّ‬ ‫عىل تقييم حالة ُبناها األساسية الوطنية فيام يتعلق‬ ‫بإمكانية األخذ بالقوى النووية‪ .‬وأكملت الوكالة أوىل‬ ‫بعثاهتا لالستعراض املتكامل للبنية األساسية النووية‬ ‫ِّ ً‬ ‫مقدمة‬ ‫يف بنغالديش يف ترشين الثاين‪/‬نوفمرب‪،2011‬‬ ‫توصيات حول كيفية وضع خطة إلرساء البنية األساسية‬ ‫ً‬ ‫النووية‪ .‬وبعد مرور مخسة أعوام تقريبا‪ ،‬يف أيار‪/‬مايو‬ ‫َّ‬ ‫اطلعت عىل ُّ‬ ‫التقدم َ‬ ‫املحرز —‬ ‫‪َّ ،2016‬تم إيفاد بعثة متابعة‬ ‫وكانت بنغالديش قد أنشأت هيئة رقابية نووية‪ ،‬واختارت‬ ‫ً‬ ‫موقعا ملحطة القوى النووية‪ ،‬وأكملت حتديد خصائص‬ ‫املوقع وتقييم األثر البييئ‪.‬‬ ‫وقال دوهي هان‪ ،‬مدير شعبة القوى النووية بالوكالة‪،‬‬ ‫خالل حفل سكب أول خرسانة متعلقة باألمان‬ ‫النووي يف روبور يف ‪ 30‬ترشين الثاين‪/‬نوفمرب ‪:2017‬‬ ‫َّ‬ ‫«إن الوكالة والهيئات األخرى‪ ،‬ومهنا تلك اليت تنتيم‬ ‫إىل البلدان ذات اخلربة‪ ،‬ميكهنا أن ِّ‬ ‫تقدم الدعم وهي تقوم‬ ‫َّ‬ ‫بذلك‪ ،‬بيد أن مسؤولية األمان واألمن تقع عىل كاهل‬ ‫َّ‬ ‫احلكومة‪« ».‬وإن الوكالة عىل استعداد لالستمرار يف‬ ‫دعم بنغالديش يف إرساء برنامج قوى نووية مأمون‪ ،‬وآمن‬ ‫وسليم‪ ‬ومستدام‪».‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪23 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫ِّ‬ ‫المعالجة اإلشعاعية تمكن أصحاب األعمال‬ ‫التجارية الصغيرة في ماليزيا من الدخول‬ ‫إلى سالسل القيمة العالمية‬

‫بقلم ميكلوس غاسبر‬

‫ُ‬ ‫سوف تستخدم مثل هذه الكابالت‬ ‫َ‬ ‫المنتجة في شركة ‪Wonderful‬‬ ‫‪ Ebeam Cable‬في مقصورة‬ ‫ُ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫المحرك للسيارات‪ .‬وهي تصنع‬ ‫ِّ‬ ‫ومثبطة للنار‬ ‫مقاومة للحرارة‬ ‫باستخدام التشعيع‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬ميكلوس غاسبر‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫العديد من املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫احلجم يف االنضامم إىل سلسلة التوريد العاملية‬ ‫بغية مضاعفة فوائد العوملة وزيادة عائداهتا‪ .‬ويف العادة ُتَع ُّد‬ ‫تلبية متطلبات اجلودة اليت وضعهتا الرشكات ِّ‬ ‫املتعددة‬ ‫ً‬ ‫اجلنسيات اليت هي عىل رأس سالسل القيمة املذكورة أمرا‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫واملتوسطة احلجم العاملة‬ ‫صعبا عىل املؤسسات الصغرية‬ ‫وفق مزيانية هزيلة‪ .‬وتقوم الوكالة النووية يف هذا البلد‪،‬‬ ‫نيوكلري مالزييا‪ ،‬بدورها من أجل املساعدة‪.‬‬

‫يرغب‬

‫“صرنا قادرين على تحسين‬ ‫خط اإلنتاج وتلبية متطلبات‬ ‫صانعي السيارات عبر استخدام‬ ‫التكنولوجيا اإلشعاعية‪”.‬‬ ‫— إير تشان تشانغ تشوي‪ ،‬املدير‬ ‫اإلداري لشركة ‪Wonderful Ebeam‬‬ ‫‪ ،Cable Sdn Bhd‬ماليزيا‬

‫وبفضل دعم نيوكلري مالزييا صارت رشكة ‪Wonderful‬‬ ‫‪ Ebeam Cable Sdn Bhd‬أول مؤسسة صغرية ومتوسطة‬

‫احلجم يف البلد لتوريد الكابالت لقطاع صناعة السيارات‬ ‫املنتعش يف مالزييا‪ .‬وقال إير تشان تشانغ تشوي املدير‬ ‫اإلداري يف الرشكة‪« :‬باستخدام التكنولوجيا اإلشعاعية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫رصنا قادرين عىل حتسني خط اإلنتاج وتلبية متطلبات‬ ‫صانعي السيارات‪« ».‬وقد أتاح يل ذلك تنمية أعاميل‬ ‫التجارية والرفع من عدد القوى العاملة‪».‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ونظرا لدرجات احلرارة املرتفعة داخل ِّ‬ ‫املحركات‪ ،‬فإن‬ ‫الكابالت املستخدمة يف مقصورة ِّ‬ ‫املحرك من السيارة‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫للتأكد من أنا‪،‬‬ ‫جيب أن تكون مقاومة للحرارة واللهب‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 24‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫وكذلك َّ‬ ‫السيارة‪ ،‬لن تشتعل فهيا النريان‪ .‬ومن أجل حتسني‬ ‫مقاومة احلرارة وتثبيط اشتعال اللهب داخل يف عوازل‬ ‫األسالك النحاسية ‪ ،‬جيب ربط البوليمرات اخلاصة‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫تصالبيا ما يشكل شبكة من سالسل بوليمرات‬ ‫هبا‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫مرتاصة وحمزمة بإحكام شديد (انظر مربع العلوم)‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫تصالبيا من درجة حرارة‬ ‫وتزيد املادة العازلة املرتابطة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خدمة الكوابل؛ عىل سبيل املثال‪ ،‬من ‪ 75‬درجة مئوية‬ ‫يف حالة الكلوريد ِّ‬ ‫املتعدد الفاينيل العادي (أو ‪)PVC‬‬ ‫إىل ‪ 100‬درجة مئوية بالنسبة للكلوريد ِّ‬ ‫املتعدد الفاينيل‬ ‫ًّ‬ ‫تصالبيا‪.‬‬ ‫املرتابط‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫التصاليب ميكن القيام به‬ ‫وعىل الرغم من أن الربط‬ ‫َّ‬ ‫باستخدام املواد الكيميائية فإن هذه العملية حتتاج‬ ‫إىل درجات حرارة عالية‪ .‬ويقود البديل‪ْ ،‬‬ ‫أي تشعيع‬ ‫ُّ‬ ‫البوليمرات‪ ،‬إىل تشكل روابط دامئة بني سالسل‬ ‫َّ‬ ‫البوليمرات يف درجة حرارة الغرفة‪ ،‬وهو ما يتطلب‬ ‫تكاليف تشغيل أقل‪.‬‬ ‫وال يوجد يف مالزييا مؤسسة من املؤسسات الصغرية‬ ‫ِّ‬ ‫واملتوسطة احلجم متلك التكنولوجيا اجلاهزة لتقوم هبذا‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫التشعيع‪ ،‬كام أن املصارف تجم عن منح القروض من‬


‫أجل رشاء َّ‬ ‫معدات التشعيع‪ ،‬كام قال تشانغ تشوي‪« .‬هذه‬ ‫اآلالت باهظة الثمن‪ ،‬واملصارف ال تقبل َّ‬ ‫املعدات يف‬ ‫ً‬ ‫حد ذاهتا كضامن َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ألنا‪ ،‬نظرا لعدم وجود سوق للبضائع‬ ‫املستعملة َّ‬ ‫ملعدات التشعيع‪ ،‬ال تستطيع أن تبيع هذه‬ ‫َّ‬ ‫املعدات إن أفلست رشكيت‪».‬‬ ‫َّ‬ ‫بيد أن نيوكلري مالزييا تقوم بتشعيع منتجات الرشكات‬ ‫الصغرية احلجم مثل رشكة تشانغ تشوي مقابل رسوم صغرية‪.‬‬ ‫وقال ذو الكافيل غزايل‪ ،‬مدير تكنولوجيا املعاجلة‬ ‫َّ‬ ‫اإلشعاعية يف نيوكلري مالزييا‪« :‬إن صناعة السيارات قد‬ ‫ُعرفت منذ وقت طويل عىل َّأنا واحدة من القطاعات‬ ‫الرئيسية حنو حتقيق طموح مالزييا لتصبح دولة صناعية‬ ‫َّ‬ ‫حبلول ‪« »،2020‬وهذا يتطلب قدرات حملية يف جمال‬ ‫صناعة الكابالت‪ ».‬وعرب هذا الدعم‪ِّ ،‬‬ ‫تؤدي الوكالة النووية‬ ‫دورها يف دعم اخلطة الرئيسية للحكومة بشأن املؤسسات‬ ‫ِّ‬ ‫واملتوسطة احلجم لترسيع نمو هذه املؤسسات ورفع‬ ‫الصغرية‬ ‫مساهمهتا يف االقتصاد من‪ %32‬من الناجت املحيل اإلمجايل‬ ‫يف ‪ 2010‬إىل ‪ %41‬حبلول عام ‪.2020‬‬ ‫وتقوم رشكة ‪ Wonderful Ebeam Cable‬بشحن‬ ‫منتجاهتا إىل مرفق التشعيع يف نيوكلري مالزييا ثالث مرات‬ ‫ًّ‬ ‫أسبوعيا‪ .‬وبعد أيام قليلة‪ُ ،‬تعاد الكابالت وتكون جاهزة‬ ‫لرشكات تصنيع السيارات‪.‬‬

‫وتعمل نيوكلري مالزييا مع العديد من املؤسسات الصغرية‬ ‫ِّ‬ ‫واملتوسطة احلجم يف جماالت خمتلفة من املعاجلة‬ ‫املؤين مثل َّ‬ ‫اإلشعاعية‪ ،‬باستخدام اإلشعاع ِّ‬ ‫أشعة‬ ‫غاما ُ‬ ‫واحلزم اإللكرتونية لتغيري اخلصائص الفزييائية‬ ‫والكيميائية والبيولوجية للمواد مبا يزيد نفعها وقيمهتا‬ ‫ِّ‬ ‫يقلص أثرها يف البيئة‪ُ .‬ويستعمل اإلشعاع ِّ‬ ‫املؤين عىل‬ ‫أو‬ ‫نطاق واسع لتحوير املواد البالستيكية واملطاطية‪ ،‬وتعقيم‬ ‫األدوات الطبية واملنتجات االسهتالكية‪ ،‬وحفظ الغذاء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واحلد من ّ‬ ‫التلوث البييئ‪.‬‬ ‫ولقد استفاد علامء نيوكلري مالزييا من مشاريع الوكالة‬ ‫العديدة للتعاون التقين وكذلك مشاريع البحوث التعاونية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫واليت بفضلها متكنوا من إتقان التكنولوجيات املستخدمة‬ ‫يف املعاجلة اإلشعاعية عرب العمل مع اخلرباء من كافة أحناء‬ ‫العالم‪ .‬وقال غزايل‪« :‬تساعد الوكالة عىل حتويل اخلربة‬ ‫الدولية إىل خربة حملية‪.».‬‬ ‫كام تساعد الوكالة الدول األعضاء عىل تعزيز قدرات اعتامد‬ ‫التقنيات القامئة عىل اإلشعاعات اليت تدعم عمليات‬ ‫ً‬ ‫صناعية أنظف وأكرث أمانا‪ .‬وقد شاركت نيوكلري مالزييا‬ ‫يف العديد من هذه املشاريع‪ُ ،‬‬ ‫اعتف هبا منذ ‪ 2006‬كمركز‬ ‫متعاون مع الوكالة يف جمال املعاجلة اإلشعاعية للبوليمرات‬ ‫الطبيعية واملواد النانوية‪.‬‬

‫العلوم‬ ‫المعالجة اإلشعاعية‬ ‫ميكن استخدام التكنولوجيا اإلشعاعية يف حتوير مواد خمتلفة‪ُ .‬ويحدث ذلك تغيريات َّ‬ ‫معينة يف خصائصها‪ ،‬ويمكن استخدام‬ ‫العديد مهنا يف طائفة واسعة من التطبيقات التجارية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُوتستخدم مصادر إشعاعية خمتلفة يف حتوير املواد‪ ،‬مثل مصادر النظائر َّ‬ ‫واملعجالت اإللكرتونية ذات‬ ‫املشعة عالية الكثافة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫املستمدة مهنام‪ُ .‬ويستخدم اإلشعاع أيضا ألغراض التطعيم‪.‬‬ ‫واألشعة السينية‬ ‫طاقات خمتلفة‪،‬‬ ‫وأبرز تطبيق جتاري لهذه التكنولوجيا هو الربط املتصالب لسالسل البوليمرات‪ُ ،‬وي َ‬ ‫ستخدم يف إنتاج عوازل األسالك والكابالت‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫أو إطارات السيارات‪ ،‬أو التكس املطاط الطبيعي للمفردات الطبية‪ ،‬مثل القفازات‪ .‬وحتقق هذه الطريقة خصائص فائقة للمواد‬ ‫دون احلاجة الستخدام املواد الكيميائية السامة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫التصاليب هو صلة تربط سلسلة بوليمرات بأخرى ما ينتج عنه حتويرات يف اخلصائص الفزييائية للبوليمرات‪ .‬وعىل سبيل‬ ‫والربط‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫املثال‪ ،‬عندما يضاف الربط التصاليب جلزيئات مطاط طويلة‪ ،‬تنقص املرونة‪ ،‬ويزيد التصلب‪ ،‬وتزداد بدورها نقطة االنصهار‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫وأما التطبيقات التجارية األخرى حول العالم فهي األنابيب القابلة للتقلص بفعل احلرارة‪ ،‬ومواد لف األطعمة‪ ،‬وأجهزة التدفئة‬ ‫ً‬ ‫أيضا باسم ُ‬ ‫الهالمات املائية‪ًّ ،‬‬ ‫ًّ‬ ‫جتاريا‬ ‫تصالبيا لقابلة للذوبان يف املاء‪ ،‬املعروفة‬ ‫ذات التنظيم الذايت‪ُ .‬وتتاح البوليمرات املرتابطة‬ ‫ً‬ ‫ُّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫وحتديدا إصابات احلروق ُّ‬ ‫السكري‪.‬‬ ‫وتقرحات‬ ‫كضمدات جروح‪،‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪25 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫من داخل مركز البحوث الدولي سيسايم‬ ‫ّ‬ ‫(النص) ودين كالما (الصور)‬ ‫بقلم آبها ديكسيت‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪1‬‬

‫ِّ‬ ‫يمثل مركز استخدام الحزم الضوئية السنكروترونية في مجال العلوم والتطبيقات التجريبية في الشرق األوسط‪ ،‬أو مركز سيسايم‪ ،‬‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً ُ‬ ‫لو َرت بمساعدة منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم‬ ‫وهو مرفق للبحوث النووية دشن في أيار‪ /‬مايو ‪ ،2017‬مبادرة إقليمية ب ِ‬ ‫َّ‬ ‫والثقافة (اليونسكو)‪ .‬وقدمت الوكالة المشورة والدعم التقين خالل تطوير المرفق عبر برنامجها للتعاون التقين‪َّ .‬‬

‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫«إن سيسايم إنجاز على الصعيد العليم وعلى صعيد‬ ‫ ‬ ‫ُّ‬ ‫العالقات الدولية في اآلن نفسه‪ ،‬ومرد نجاحه إلى‬ ‫ ‬ ‫اهتمام وثقة كل المعنيين باألمر»‪ ،‬يقول خالد طوقان‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ُّ‬ ‫رئيس هيئة الطاقة الذرية األردنية‪ .‬وتضم قائمة األعضاء في‬ ‫سيسايم‪ :‬األردن‪ ،‬وإسرائيل‪ ،‬وإيران‪ ،‬وباكستان‪ ،‬وتركيا‪ُّ ،‬‬ ‫والسلطة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وقبرص‪ ،‬ومصر ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 26‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫وهذه حلقة التخزين الداخلية للمرفق‪ ،‬حيث تبدأ اإللكترونات بالتحرك للوصول إلى الطاقة المطلوبة البالغة ‪ 2.5‬غيغا إلكترون فلط‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫وتمكن حلقة التخزين الداخلية‪ ،‬أو جهاز التعزيز‪ ،‬المجهزة بمغناطيسات االنحراف والتركيز‪ ،‬حزم اإللكترونات من الحركة أثناء تسارعها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫وحزم الضوء الدقيقة الناجمة عن ذلك تشتمل على َّ‬ ‫ُ‬ ‫واألشعة فوق‬ ‫واألشعة المرئية‪،‬‬ ‫واألشعة تحت الحمراء‪،‬‬ ‫أشعة الموجات الصغرية‪،‬‬ ‫ ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫البنفسجية‪ ،‬واألشعة السينية‪ ،‬وأشعة غاما‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫وقد ساعدت الوكالة على اإلدخال الناجح في‬ ‫ ‬ ‫ِّ ً‬ ‫الخدمة للمغناطيسات الخاصة بسيسايم‪ ،‬مقدمة‬ ‫ ‬ ‫التدريب في مجاالت منها تكنولوجيا خط ُ‬ ‫الحزم‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫فضال عن تركيب وجمع المعدات والتحقق منها‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ّ‬ ‫هاتل كيفية حقن ُ‬ ‫حزم‬ ‫ويشرح المدير التقين لسيسايم إرهارد‬ ‫ ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫اإللكترونات المعجلة سلفا في السنكروترون‪ .‬والسنكروترونات‬ ‫ ‬ ‫ِّ‬ ‫مصدر‬ ‫لإلشعاعات الكهرومغناطيسية اليت تولدها اإللكترونات‬ ‫هي‬ ‫ ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫المتحركة تقريبا بسرعة الضوء‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪27 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫‪6‬‬

‫وهذه عبارة عن أنابيب فراغية مختومة تعبر من خاللها اإلشعاعات الكهرومغناطيسية لتصل إلى المراكز التجريبية‪ .‬‬

‫ُ ِّ‬ ‫ويمكن مركز سيسايم العلماء الزائرين‪ ،‬ومنهم الباحثون والطلبة الجامعيون‪ ،‬من المشاركة في التجارب اليت تنطوي‬ ‫ ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫على إشعاع سنكروتروني وتحليل البيانات المستمدة من مختلف التخصصات‪ ،‬ويمكن على سبيل المثال للعلماء‬ ‫ ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫الزائرين أن يجروا تجارب في سيسايم في شت التخصصات كعلم األحياء وعلم اآلثار والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبية‬ ‫ ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫فضال عن البحوث المتعلقة بالخصائص األساسية للمواد‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫الم َّ‬ ‫يوفر درع السقف ُ‬ ‫صمم‬ ‫وضمانا لألمان‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫تصميما خاصا الوقاية من اإلشعاعات‬ ‫ ‬ ‫ُّ‬ ‫ويحيم حلقات التخزين اليت تمر عبرها‬ ‫ ‬ ‫ُ‬ ‫خطوط الحزم الكهرومغناطيسية‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 28‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫ ‬ ‫ ‬

‫‪9‬‬

‫َّ‬ ‫يتحققون من ُم ِّ‬ ‫زودات الطاقة‬ ‫الموظفون وهم‬ ‫في حلقة التخزين الخارجية للمرفق‪.‬‬

‫مسعود حرفوش‪ ،‬عالم خط ُ‬ ‫ ‬ ‫الحزم ‪،XRF/XAFS‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫وهو يتحقق من معدات قياس الطيف القائم‬ ‫ ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫األشعة السينية الخاصة بالمفاعل‪.‬‬ ‫على تألق‬ ‫ ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ويستخدم مركز خط الحزم لقياس الطيف القائم على تألق‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫الضوء السنكروتروني في البحوث والتدريب‬ ‫األشعة السينية‬ ‫في طائفة واسعة من التطبيقات‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫جيهان كمال‪ ،‬عالمة خط ُ‬ ‫الحزم تحت الحمراء‬ ‫ ‬ ‫ِ‬ ‫من مصر‪ ،‬وهي تعمل في مختبر ُ‬ ‫الحزم دون‬ ‫ ‬ ‫الحمراء‪ .‬ويساعد البحث والتدريب في مجال‬ ‫ ‬ ‫ُ‬ ‫خط الحزم تحت الحمراء في مركز سيسايم المجتمع‬ ‫العليم في المنطقة على الحصول على فهم أفضل حول‬ ‫استعماالت هذا المجال وتطبيقاته‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪29 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫ما هي مبادرة االستخدامات السلمية؟‬ ‫ُ‬ ‫أطلقت‬

‫مبادرة االستخدامات السلمية يف‬ ‫ً‬ ‫عام ‪ ،2010‬وقد صارت ِّ‬ ‫تؤدي دورا‬ ‫ًّ‬ ‫حموريا يف تعبئة املساهامت اخلارجة عن املزيانية اليت‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ما‪ ‬يقدمه صندوق التعاون التقين من أجل دعم‬ ‫تكمل‬ ‫جمموعة ِّ‬ ‫متنوعة من مشاريع التعاون التقين ومشاريع‬ ‫الوكالة األخرى غري َّ‬ ‫املمولة يف جمال التطبيق السليم‬ ‫للتكنولوجيا‪ ‬النووية‪.‬‬

‫كام أتاحت مبادرة االستخدامات السلمية للوكالة أن‬ ‫تتجاوب برسعة ومرونة أكرب مع أولويات الدول األعضاء‬ ‫َّ‬ ‫اليت تتغيَّ باستمرار‪ ،‬وكذلك مع االحتياجات غري املتوقعة‬ ‫َّ‬ ‫جتل ذلك يف ِّ‬ ‫تصدي‬ ‫أو األحداث الطارئة غري املنظورة‪ .‬وقد‬ ‫الوكالة ملرض فريوس اإليبوال يف غرب أفريقيا‪ ،‬ومرض‬ ‫فريوس زيكا يف أمريكا الالتينية ومنطقة الكارييب‪ ،‬وكذلك‬ ‫يف ِّ‬ ‫تصدهيا للكوارث الطبيعية يف آسيا وأمريكا الالتينية‪.‬‬

‫ويجري استخدام املوارد اإلضافية املتاحة من خالل‬ ‫مبادرة االستخدامات السلمية من أجل دعم طائفة واسعة‬ ‫من أنشطة الوكالة الرامية إىل تعزيز األهداف اإلنامئية‬ ‫العامة يف الدول األعضاء يف جماالت مثل األمن الغذايئ‪،‬‬ ‫وإدارة املوارد املائية‪ ،‬والصحة البرشية واحليوانية‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك إنشاء شبكة ملختربات التشخيص البيطري يف أفريقيا‬ ‫وآسيا‪ ،‬وإرساء البىن األساسية للقوى النووية‪ ،‬واألمان‬ ‫ُّ‬ ‫النووي‪ .‬وكان العديد من هذه األنشطة سيظل بال متويل لوال‬ ‫مبادرة االستخدامات السلمية‪.‬‬

‫وحىت شباط‪/‬فرباير ‪ ،2018‬كانت مبادرة االستخدامات‬ ‫السلمية قد ساعدت عىل حشد ما يزيد عىل ‪ 100‬مليون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عضوا َّ‬ ‫واملفوضية األوروبية والقطاع‬ ‫يورو‪ ،‬من ‪ 24‬دولة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اخلاص‪ ،‬دعام ألكرث من ‪ 250‬مرشوعا لفائدة ما يربو عىل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ 150‬دولة عضوا‪.‬‬

‫يمكن للتقنيات النووية والتقنيات‬ ‫َّ‬ ‫المستمدة من المجال النووي‬ ‫أن تساعد على تحسين صحة‬ ‫وإنتاجية الثروة الحيوانية وعلى‬ ‫مكافحة األمراض الحيوانية‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬نيكول جاويرت‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫طبيبان بيطريان في بانغوي‪،‬‬ ‫جمهورية أفريقيا الوسطى‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يستخدمان تقنيات مستمدة‬ ‫من المجال النووي للكشف عن‬ ‫األمراض اليت تنتقل من الحيوانات‬ ‫إلى البشر‪ ،‬بما في ذلك اإليبوال‪.‬‬ ‫وتساعد الوكالة في تجهيز‬ ‫ِّ‬ ‫وتدرب العلماء على‬ ‫المختبرات‬ ‫استخدام هذه التقنيات‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬لورا غيل‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 30‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫وسوف تواصل الوكالة عملها من أجل مواصلة الرتويج للفوائد‬ ‫َّ‬ ‫املستمدة من االستخدامات السلمية للعلوم والتكنولوجيا‬ ‫النووية‪ ،‬مبا يسهم يف «تسخري َّ‬ ‫الذرة من أجل السالم والتنمية»‬ ‫ويف حتقيق أهداف التنمية املستدامة يف‪ ‬الدول األعضاء‪.‬‬


‫كيف تقديم مساهمات خارجة‬ ‫عن الميزانية من خالل مبادرة‬ ‫االستخدامات السلمية‬

‫مفاعالت البحوث‬ ‫‪ 2 391 555‬يورو‬

‫شاملة لع يورو‬ ‫صصات ‪7 17‬‬ ‫خم َّ ‪9 92‬‬ ‫‪0‬‬

‫ال‬ ‫‪ 0‬ص‬ ‫ح‬ ‫‪3‬‬ ‫ة‬ ‫‪ 3 4‬الب‬ ‫‪ 9 85‬شر‬ ‫ي‬ ‫يو ة‬ ‫رو‬

‫َّدة‬

‫ُوت َّ‬ ‫ُ‬ ‫اجلهات املاحنة اخلاصة املهتمة باملساهمة من‬ ‫شجع‬ ‫خالل مبادرة االستخدامات السلمية عىل االتصال‬ ‫باألمانة لتحديد الطريقة املناسبة لذلك‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ميكن االطلع عىل مزيد من املعلومات عن مبادرة‬ ‫االستخدامات السلمية عرب الرابط‪:‬‬

‫التطبيقات الصناعية‬ ‫‪ 1 359 768‬يورو‬

‫االت‬ ‫جم‬

‫ُّ‬ ‫تسهتل الدول األعضاء العملية بإرسال رسالة ُّ‬ ‫تعهد إىل‬ ‫تتضمن قيمة مبلغ املساهمة‪ ،‬واملرشوع َّ‬ ‫الوكالة َّ‬ ‫املحدد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫املتوخ متويله‪ ،‬إن كانت الدولة العضو قد حددته‬ ‫بالفعل‪ ،‬وإشارة إىل َّأن املساهمة َّ‬ ‫مقدمة من خالل مبادرة‬ ‫ُ‬ ‫االستخدامات السلمية‪ُ .‬وت َّ‬ ‫شجع الدول األعضاء عىل‬ ‫تقدم ُّ‬ ‫التشاور عن كثب مع األمانة قبل أن ِّ‬ ‫تعهدها الرسيم‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫وتسهتل الوكالة عملية املوافقة الرسمية عىل املساهمة‪،‬‬ ‫وترد عىل رسالة ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫التعهد‪.‬‬

‫توزيع َّ‬ ‫مخصصات مبادرة االستخدامات‬ ‫السلمية بحسب المجال المواضيعي‬

‫القوى النووية‬ ‫ودورة الوقود‬ ‫‪ 23 667 300‬يورو‬

‫املياه والزراعة‬ ‫‪ 10 012 972‬يورو‬ ‫‪Re‬‬ ‫‪Nu‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وعا ‪Re L‬‬ ‫شر ‪ NuA‬ورو‬ ‫م‬ ‫‪1‬ي‬ ‫‪L+‬‬

‫و ‪15‬‬ ‫‪877‬‬

‫‪23‬‬

‫األمان النووي‬ ‫‪ 20 396 692‬يورو‬

‫األغذية‬ ‫والزراعة‬ ‫‪ 17 618 031‬يورو‬

‫‪https://www.iaea.org/services/key-programmes/‬‬ ‫‪peaceful-uses-initiative‬‬

‫أعمال تشييد مستودع الستضافة‬ ‫ِّ‬ ‫معجل خطي في َّ‬ ‫مجمع الوكالة‬ ‫في زايبرسدورف‪ ،‬النمسا‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬دين كاملا‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪31 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫َّ‬ ‫تسخير الذرة من أجل السالم والتنمية‬

‫جهود تحديث مختبرات الوكالة‬ ‫ُّ‬ ‫تواصل تقدمها‬ ‫بقلم مات فيشر‬ ‫عىل قدم وساق جهود حتديث خمتربات‬ ‫التطبيقات النووية التابعة للوكالة والكائنة‬ ‫يف زايربسدورف‪ ،‬النمسا‪ ،‬حيث تعمل الوكالة عىل تعزيز‬ ‫قدراهتا ُبغية دعم احتياجات الدول األعضاء بصورة أفضل‬ ‫من خالل إجراء البحوث التطبيقية وبناء القدرات وتقديم‬ ‫اخلدمات التقنية يف جمال تطبيقات العلوم النووية‪ .‬وتأيت‬ ‫ممولة ًّ‬ ‫هذه اجلهود يف إطار مبادرة َّ‬ ‫جزئيا من خالل مبادرة‬ ‫االستخدامات السلمية‪.‬‬

‫جتري‬

‫وتشمل مبادرة التحديث تشييد مبنيني جديدين‬ ‫ُ‬ ‫للمختربات‪ .‬وافتتح أحد هذين املبنيني‪ ،‬وهو املبىن الذي‬ ‫ُّ‬ ‫يضم خمترب مكافحة اآلفات احلرشية‪ ،‬يف ‪ 25‬أيلول‪/‬سبتمرب‬ ‫َّ‬ ‫‪ ،2017‬ومن املخطط أن يبدأ تشغيله يف بداية عام ‪.2019‬‬ ‫وسوف يزيد هذا املخترب من قدرة الوكالة عىل تقديم املساعدة‬ ‫للدول األعضاء فيام يتعلق باستخدام تقنية احلرشة العقيمة‬ ‫هبدف مكافحة اآلفات احلرشية‪.‬‬ ‫وقال املدير العام للوكالة‪ ،‬السيد يوكيا أمانو‪ ،‬خالل مراسم‬ ‫افتتاح املبىن‪« :‬باالستعانة باملرافق اجلديدة واحلديثة‪ ،‬سوف‬ ‫ً‬ ‫يكون خمترب مكافحة اآلفات احلرشية قادرا يف املستقبل‬ ‫عىل أن ِّ‬ ‫يقدم ما هو أكرث من أجل مساعدة الدول األعضاء‬ ‫عىل مكافحة اآلفات احلرشية اليت َّ‬ ‫تهتدد حماصيلنا وثروتنا‬ ‫احليوانية وصحتنا‪».‬‬ ‫َّأما املبىن اجلديد اآلخر‪ ،‬وهو مبىن املخترب املرن القابل‬ ‫للتعديل‪ ،‬والذي ُ‬ ‫سيفتتح حبلول هناية عام ‪ ،2018‬فسوف‬ ‫يستضيف ثالثة خمتربات‪ ،‬أال وهي‪ :‬خمترب محاية األغذية‬

‫والبيئة‪ ،‬وخمترب إدارة الرتبة واملياه وتغذية املحاصيل‪ ،‬وخمترب‬ ‫اإلنتاج احليواين والصحة احليوانية‪.‬‬ ‫وقد بلغ جمموع املساهامت اليت َّقدمهتا الدول األعضاء‬

‫لتحديث خمتربات الوكالة ما يزيد عىل ‪ 32‬مليون يورو من‬ ‫التمويل اخلارج عن املزيانية‪ ،‬مبا يف ذلك أكرث من ‪ 12‬مليون‬ ‫يورو من خالل مبادرة االستخدامات السلمية‪ .‬وحىت‬ ‫شباط‪/‬فرباير ‪ ،2018‬بلغ عدد الدول األعضاء اليت َّقدمت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مساهامت مالية أو عينية ‪ 33‬دولة عضوا‪ .‬ويجري تكريم‬ ‫اجلهات املاحنة بوضع اسمها عىل جدار اجلهات اجلهة املاحنة‬ ‫املوجود يف هبو مبىن خمترب مكافحة اآلفات احلرشية اجلديد‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وسوف تركز مبالغ التمويل املسهتدفة يف الفرتة املقبلة عىل‬ ‫ِّ‬ ‫املتبقية‪َّ ،‬‬ ‫واملعدات‪ ،‬وأنشطة بدء‬ ‫احتياجات البنية األساسية‬ ‫التشغيل‪ ،‬وكذلك عىل تطوير املختربات األخرى‪.‬‬ ‫وأسفرت اجلهود املبذولة هبدف توسيع قاعدة تعبئة املوارد‬ ‫اخلاصة بالوكالة مبا يتجاوز اجلهات املاحنة التقليدية عن‬ ‫إبرام رشاكة مع رشكة فاريان للنظم الطبية تنطوي عىل‬ ‫اقرتاض ِّ‬ ‫معجل خطي ملدة عرش سنوات لرتكيبه يف خمترب‬ ‫قياس اجلرعات‪ .‬وبدأت يف آب‪/‬أغسطس ‪ 2017‬األعامل‬ ‫ِّ‬ ‫التحضريية لتشييد مستودع الستضافة املعجل اخلطي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫وقد تسلمت الوكالة أيضا جهازا فائق الرسعة لالسترشاب‬ ‫السائل‪-‬قياس الطيف الكتيل‪ً ،‬‬ ‫بناء عىل اتفاق مع‬ ‫رشكة شيامدزو بشأن ُّ‬ ‫التربع هبذا اجلهاز من خالل مبادرة‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اجلهاز الوكالة‬ ‫االستخدامات السلمية‪ .‬وسوف ميكن هذا‬ ‫من حتسني الدعم الذي ِّ‬ ‫تقدمه إىل الدول األعضاء بشأن‬ ‫إجراء البحوث والتدريب يف جمال سالمة األغذية‪.‬‬

‫افتتاح مختبر مكافحة اآلفات الحشرية في زايبرسدورف‪ ،‬النمسا‪ ،‬في ‪ 25‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪( 2017‬من اليسار إلى‬ ‫اليمين)‪ :‬السيد رين وانغ‪ ،‬مساعد المدير العام لمنظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة؛ والسيد فريدريش‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫دويبله‪ ،‬الممثل المقيم أللمانيا لدى الوكالة؛ والسيدة كريستين ستيكس‪-‬هاكل‪ ،‬الممثلة الدائمة للنمسا لدى‬ ‫ِّ‬ ‫األمم المتحدة؛ والسيد يوكيا أمانو‪ ،‬المدير العام للوكالة؛ والسيد دارمنشاه دجوماال‪ ،‬الممثل الدائم إلندونيسيا‬ ‫ِّ‬ ‫لدى األمم المتحدة؛ والسيد تيبوغو سيوكولو‪ ،‬الممثل الدائم لجنوب أفريقيا لدى األمم المتحدة‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬دين كاملا‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية)‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 32‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫تحديث�ات الوكالة‪ :‬األخبار‬

‫‪IAEA News‬‬

‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫التخصصات‬ ‫الخبراء يشددون على أهمية اعتماد ن ُهج متعددة‬ ‫تشمل التقنيات النووية في فعالية بمناسبة اليوم العاليم للسرطان‬ ‫خالل حلقة نقاش ُعقدت مبناسبة اليوم العاليم‬ ‫َّ‬ ‫للرسطان‪ ،‬سلط خرباء بارزون عىل الصعيد‬ ‫العاليم الضوء عىل أهمية تيسري التآزر بني طائفة‬ ‫ِّ‬ ‫متنوعة من التقنيات النووية من أجل الوقاية من‬ ‫الرسطان وتشخيصه وعالجه‪.‬‬ ‫وبهذه املناسبة‪ ،‬قال املدير العام للوكالة السيد‬ ‫يوكيا أمانو‪« :‬سوف نسعى جاهدين ملواصلة‬ ‫حتسني اخلدمات اليت ِّ‬ ‫نقدمها لدولنا األعضاء‬ ‫َّ‬ ‫حىت تتمكن من تقديم رعاية أفضل — ومزيد‬ ‫َّ‬ ‫من األمل — لشعوبها‪ .‬إن خرباء الوكالة من مجيع‬ ‫ُّ‬ ‫التخصصات‬ ‫اإلدارات التقنية ومن العديد من‬ ‫ً‬ ‫العلمية ُي ُّ‬ ‫عدون ُحزما من اخلدمات تساعد البلدان‬ ‫عىل حتسني إمكانية احلصول عىل العالجات‬ ‫احلديثة للرسطان‪».‬‬ ‫وتناول أعضاء فريق املناقشة خمتلف السبل اليت‬ ‫ميكن للتقنيات النووية من خاللها أن تدعم‬ ‫الوقاية من الرسطان وتشخيصه وعالجه‪ ،‬وأن‬ ‫تساعد البلدان يف مجيع أحناء العالم عىل حتسني‬ ‫َّ‬ ‫مكافحة هذا املرض لفائدة املرىض‪ .‬وركزت‬ ‫املناقشة عىل أربعة جماالت رئيسية هي‪ :‬التغذية؛‬ ‫والتشخيص واملتابعة؛ وطب األورام اإلشعاعي‬ ‫والعالج اإلشعاعي؛ وتوكيد اجلودة‪.‬‬ ‫وقالت األمرية األردنية دينا مرعد الرئيسة‬ ‫املنتخبة اجلديدة لالحتاد الدويل ملكافحة‬ ‫َّ‬ ‫الرسطان ‪« :‬إن املاليني من الناس يعتمدون‬ ‫ُ ً‬ ‫علينا ملواصلة امليض قدما يف تعزيز اخلطط املعنية‬ ‫مبكافحة الرسطان‪َّ ».‬‬ ‫وشددت عىل أهمية توافر‬ ‫اإلرادة السياسية واإلدارة السليمة يف جهود‬ ‫مكافحة الرسطان‪.‬‬ ‫وتشارك الوكالة مشاركة كثيفة يف جهود مكافحة‬ ‫الرسطان من خالل تطبيق التقنيات النووية‬ ‫مبا يف ذلك العالج اإلشعاعي والتشعيع الداخيل‬ ‫واملستحرضاتالصيدالنيةاإلشعاعيةالتشخيصية‪.‬‬ ‫وتسهم هذه اجلهود يف حتقيق الهدف‪ 3 ‬من أهداف‬ ‫التنمية املستدامة اليت وضعهتا األمم املتحدة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫والذي يتمثل يف «ضامن متتع اجلميع بأنامط عيش‬ ‫صحية وبالرفاهية يف مجيع األعامر»‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫املتحدثة الرئيسية السيدة نيال فريد‬ ‫وقالت‬ ‫ملوك‪ ،‬وزيرة الصحة يف إندونيسيا‪« :‬ينبغي أن‬ ‫ُت َّ‬ ‫قدم الرعاية ملرىض الرسطان بطريقة شاملة‪...‬‬

‫ً‬ ‫وقد أدجمنا برناجما ملكافحة الرسطان يف نظامنا‬ ‫َّ‬ ‫الصيح الوطين‪ ».‬وأضافت أن التعاون والتنسيق‬ ‫بطريقة مستدامة مع مجيع أصحاب املصلحة ُي ُّ‬ ‫عد‬ ‫ً‬ ‫أمرا بالغ‪ ‬األهمية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وتكلم السيد أالن جاكسون‪ ،‬رئيس فريق‬ ‫التحديث املستمر املعين بالتغذية والرسطان‬ ‫وأستاذ التغذية البرشية يف جامعة ساوهثامبتون‬ ‫باململكة املتحدة‪ ،‬عن دور التغذية والنشاط‬ ‫البدين يف الوقاية من الرسطان ومكافحته‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وقال جاكسون‪« :‬إن هناك طائفة من الفرص‬ ‫اليت جيري تطويرها وتعزيزها واليت تنطوي عىل‬ ‫استخدام التقنيات النظريية يف الوقاية والعالج‬ ‫من الرسطان‪ .‬وهناك تعاون دويل نائش يشمل‬ ‫العالقة بني التغذية والرسطان‪».‬‬ ‫وناقشت جوانا كاشنيا براون‪ ،‬وهي أخصائية‬ ‫يف علم َّ‬ ‫األشعة يف اململكة املتحدة وعضوة يف‬ ‫اللجنة الدولية التابعة للكلية امللكية ألخصائيي‬ ‫َّ‬ ‫األشعة‪ ،‬دور التصوير الطيب يف مكافحة الرسطان‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك تشخيص املرض ووضع خطة العالج‪.‬‬ ‫وقالت‪« :‬إذا اكتشفنا اإلصابة بالرسطان يف‬ ‫ً‬ ‫مراحله املبكرة‪ ،‬ميكننا حتقيق نتاجئ أفضل كثريا يف‬ ‫عالج املرىض‪».‬‬ ‫َّ‬ ‫وأكد ماك روتش الثالث‪ ،‬أستاذ العالج‬ ‫اإلشعاعي لألورام وأمراض املسالك البولية‪،‬‬ ‫ومدير برنامج البحوث والتواصل بشأن العالج‬ ‫باجلسيامت بقسم العالج اإلشعاعي لألورام يف‬ ‫جامعة كاليفورنيا ‪ -‬سان فرانسيسكو‪ ،‬أهمية‬ ‫مكافحة الرسطان عن طريق جهود ِّ‬ ‫متعددة‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫التخصصات‪ ،‬مع الرتكزي حتديدا عىل دور‬ ‫العالج‪ ‬اإلشعاعي‪.‬‬ ‫وقال السيد روتش‪« :‬ال يزال العالج اإلشعاعي‬ ‫ً‬ ‫واحدا من أقدم عالجات الرسطان املتاحة اليوم‬ ‫ً‬ ‫وأكرثها فعالية عموما ومن حيث التكلفة»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وأضاف أن التحسينات اليت شهدهتا أجهزة‬ ‫احلاسوب والتصوير وعلوم املواد َّأدت إىل إحراز‬ ‫تقدم كبري يف العالج اإلشعاعي من حيث‬ ‫الدقة‪ ‬واألمان‪».‬‬

‫األورام والفزيياء احليوية الطبية يف جامعة وسرتن‬ ‫يف مدينة لندن مبقاطعة أونتاريو يف كندا‪ ،‬استخدام‬ ‫الفزيياء الطبية كجزء ال َّ‬ ‫يتجزأ من الطريق حنو‬ ‫خال من الرسطان‪.‬‬ ‫عالم ٍ‬ ‫َّ‬ ‫وقال فان دايك‪« :‬إن الفزييائيني الطبيني أعضاء‬ ‫ُّ‬ ‫مهمون يف أفرقة العالج اإلشعاعي‪ ،‬ويضطلعون‬ ‫بدور حاسم األهمية يف حتقيق نتاجئ إجيابية‬ ‫لفائدة املرىض‪ُ .‬وي ُّ‬ ‫عد تدريب اجليل القادم من‬ ‫الفزييائيني الطبيني وأخصائيي طب األورام‬ ‫ً‬ ‫اإلشعاعي وأخصائيي العالج اإلشعاعي أمرا‬ ‫بالغ األهمية‪».‬‬ ‫وناقش نتوكوزو ندلوفو‪ ،‬أخصايئ طب األورام‬ ‫اإلشعاعي واملحارض األقدم يف جامعة زمبابوي‪،‬‬ ‫دور التقنيات النووية يف عالج الرسطان‬ ‫يف‪ ‬أفريقيا‪.‬‬ ‫وقال ندلوفو‪« :‬لقد اضطلعت الوكالة بدور حاسم‬ ‫يف بناء القدرات يف جمال العالج اإلشعاعي‬ ‫يف أفريقيا»‪ .‬وقد أسفر هذا املرشوع عن إنشاء‬ ‫الشبكة األفريقية لطب األورام اإلشعاعي‪،‬‬ ‫وهي مبادرة للتطبيب عن ُبعد هتدف إىل حتسني‬ ‫جودة القرارات اإلكلينيكية والعالج اإلشعاعي‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫املتدربني‪ ،‬وحتسني‬ ‫وتعزيز تعليم األطباء املقيمني‬ ‫نتاجئ‪ ‬العالج‪».‬‬ ‫وقالت السيدة يم عبد الوهاب‪ ،‬مديرة شعبة‬ ‫َّ‬ ‫الصحة البرشية يف الوكالة‪« :‬سلطت الفعالية‬ ‫َّ‬ ‫اليت نظمهتا الوكالة مبناسبة اليوم العاليم للرسطان‬ ‫الضوء عىل أهمية ُّ‬ ‫التطورات يف جمال الطب‬ ‫اإلشعاعي ملكافحة الرسطان‪ ،‬وكذلك أهمية‬ ‫التغذية للوقاية من الرسطان‪ ،‬وكانت مبثابة جرس‬ ‫بني جمايل العلوم والسياسات العامة‪».‬‬

‫— بقلم مات فيرش‬

‫وناقش جيك فان ديك‪ ،‬رئيس منظمة الفزيياء‬ ‫الطبية لفائدة العالم واألستاذ الفخري يف طب‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪33 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫تحديث�ات الوكالة‪ :‬األخبار‬

‫َّ‬ ‫منحة مقدمة من صندوق أوبك للتنمية الدولية بمبلغ ‪ 600‬ألف دوالر‬ ‫أمريكي من أجل الترويج الستخدام التقنيات النووية بغية تحسين‬ ‫األمن الغذائي والزراعة المستدامة‬ ‫سوف ُيسفِ ر مرشوعان يدعمهام صندوق أوبك‬ ‫للتنمية الدولية مبنحة قدرها ‪ 600 000‬دوالر‬ ‫ِّ‬ ‫أمريكي‪ ،‬يف إطار رشاكة ُوقعت يف كانون األول‪/‬‬ ‫ديسمرب املايض مع الوكالة الدولية للطاقة ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬عن‬ ‫حمسنة‪ ،‬وحيوانات َّ‬ ‫ممارسات زراعية َّ‬ ‫تتمتع بصحة‬ ‫أفضل‪ ،‬ويف هناية املطاف عن تعزيز األمن الغذايئ‪.‬‬ ‫وسوف ِّ‬ ‫يروج هذا العمل الستخدام التقنيات‬ ‫النووية من أجل األخذ بأفضل املامرسات‬ ‫الزراعية‪ ،‬كام سيستفيد منه الكثري من الناس‪،‬‬ ‫ومهنم فقراء املزارعني يف البلدان النامية يف آسيا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وشدد املدير العام لصندوق أوبك للتنمية الدولية‬

‫السيد سليامن بن جارس احلربش خالل التوقيع‬ ‫عىل االتفاق يف املركز الرئييس لصندوق أوبك‬ ‫َّ‬ ‫للتنمية الدولية يف فيينا عىل أن مشاريع الصندوق‬ ‫تتامىش مع الهدف ‪ 2‬من أهداف التنمية املستدامة‬ ‫«القضاء التام عىل اجلوع»‪.‬‬ ‫وقال احلربش‪َّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫سيحسنان األمن‬ ‫«إن املرشوعان‬ ‫ِّ‬ ‫الغذايئ ُويحققان يف هناية املطاف النمو االجتامعي‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬وهام عنرصان أساسيان من عنارص‬ ‫خطة األمم املتحدة للتنمية املستدامة لعام ‪،2030‬‬ ‫واليت الزتم صندوق أوبك للتنمية الدولية بكل‬ ‫ً َّ‬ ‫إخالص بتنفيذها‪ ».‬وأضاف قائال «إننا سعداء‬ ‫بالعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عىل دعم‬ ‫الزراعة يف آسيا‪».‬‬

‫إنتاج المزيد من األرز‬

‫ُّ‬ ‫سوف ُيستغل مبلغ قدره ‪ 400 000‬دوالر أمريكي‬ ‫ملساعدة املزارعني عىل زراعة صنف من األرز‬

‫التكيف مع آثار ُّ‬ ‫قادر عىل ُّ‬ ‫تغي املناخ يف بنغالديش‪،‬‬ ‫ومجهورية الو الدميقراطية الشعبية‪ ،‬وكمبوديا‪،‬‬ ‫ونيبال‪ .‬ولقد شهدت البلدان اآلسيوية اليت ُتنتج‬ ‫‪ %90‬من حماصيل األرز يف العالم خالل السنوات‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫األخرية تقلبات يف عائدات األرز نظرا الرتفاع‬ ‫درجات احلرارة اليت تسفر عن ِّ‬ ‫تفش األمراض‬ ‫النباتية‪ ،‬واآلفات احلرشية‪ ،‬والفيضانات الكبرية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫واجلفاف الشديد‪ ،‬فضال عن ارتفاع مستوى سطح‬ ‫البحر ممَّا ِّ‬ ‫يؤدي إىل ازدياد ملوحة الرتبة واخنفاض‬ ‫خصوبهتا يف املناطق الساحلية‪ .‬ويمكن للعلامء‪،‬‬ ‫باستخدام التقنيات النووية والنظريية‪ ،‬أن يساعدوا‬ ‫املزارعني عىل حتسني املامرسات املتعلقة بإدارة‬ ‫املياه واالستفادة عىل حنو أمثل من استعامل السامد‬ ‫إلنتاج أفضل املحاصيل بتكلفة منخفضة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املتوقع أن ِّ‬ ‫تؤدي زيادة اإلنتاجية بفضل‬ ‫ومن‬ ‫َّ‬ ‫استخدام هذه املامرسات املحسنة إىل إنتاج كميات‬ ‫أكرب من األرز ذي اجلودة العالية واألسعار‬ ‫املعقولة ممَّا يسهم يف زيادة األمن الغذايئ يف‬ ‫املناطق الريفية داخل البلدان املسهتدفة‪ .‬وسوف‬ ‫ً‬ ‫املحسنة يف ِّ‬ ‫أيضا التكنولوجيات َّ‬ ‫احلد من‬ ‫تساعد‬ ‫ِّ‬ ‫انبعاثات غازات الدفيئة املتأتية من إنتاج األرز‪.‬‬

‫مكافحة أمراض الحيوان‬

‫سوف ُي َّصص املبلغ اآلخر ومقداره ‪200 000‬‬ ‫دوالر أمريكي لتطبيق التقنيات ذات الصلة‬ ‫باملجال النووي الكتشاف داء َّ‬ ‫احلم القالعية‬ ‫وغري ذلك من األمراض اليت تصيب املوايش يف‬ ‫مجهورية الو الدميقراطية‪ ،‬وفييت نام‪ ،‬وكمبوديا‪،‬‬ ‫وميانامر‪ .‬وهنالك الكثري من األمراض احليوانية‬

‫الشديدة العدوى اليت ميكن أن َّ‬ ‫تتفش برسعة‬ ‫كبرية داخل البلد وعرب احلدود‪ ،‬ممَّا ِّ‬ ‫يؤدي إىل‬ ‫عرقلة التجارة والتأثري يف الصحة العامة يف‬ ‫ِّ‬ ‫بعض احلاالت‪ُ .‬ويعترب التشخيص املبكر والرسيع‬ ‫ً‬ ‫للعدوى ِّ‬ ‫املسببة للمرض أمرا بالغ األهمية لوقف‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫تفش هذه األمراض‪ .‬وتستخدم التقنيات ذات‬ ‫الصلة باملجال النووي يف إعداد مستلزمات‬ ‫الفحص بغية تشخيص هذه األمراض‪ .‬وصحيح‬ ‫َّأن األساليب التقليدية تستطيع الكشف عن‬ ‫َّ‬ ‫الفريوسات‪ ،‬إل َّأنا تستغرق الكثري من الوقت‬ ‫وال تستطيع أن ِّ‬ ‫حتدد سلوك الفريوسات أو طابعها‬ ‫اجليين — وهو أمر الزم للتعامل معها برسعة‪.‬‬ ‫ويف إطار املنحة َّ‬ ‫املقدمة‪ ،‬ستقوم الوكالة بالتعاون‬

‫مع منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة‬ ‫(الفاو) بتدريب األطباء البيطريني من البلدان‬ ‫األربعة عىل تشخيص هذه األمراض ومكافحهتا‪.‬‬ ‫وسوف يعود املرشوع بالنفع يف هناية املطاف‬ ‫عىل ِّ‬ ‫مرب املاشية من املزارعني وسزييد من‬ ‫اإلنتاج‪ ‬احليواين‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪َّ ،1989‬قدم صندوق أوبك للتنمية‬

‫الدولية ‪ 12‬منحة بلغ جمموعها ‪ 2.4‬مليون دوالر‬ ‫ً‬ ‫أمريكي إىل الوكالة دعام ملشاريع يف جمايل الصحة‬ ‫والزراعة يف إفريقيا وآسيا وأمريكا الالتينية‪.‬‬

‫— بقلم ميكلوس غاسرب‬

‫ِّ‬ ‫والمتوسعة‬ ‫مناقشة اإلدارة االستراتيجية لبرامج القوى النووية الجديدة‬ ‫خالل أحد االجتماعات السنوية‬

‫ً‬ ‫عقدت الوكالة اجتامعا يف فيينا يف وقت سابق من‬ ‫ِّ‬ ‫التحديات اليت تواجهها‬ ‫هذا العام نوقشت خالله‬ ‫ُّ‬ ‫البلدان اليت تسهتل برامج جديدة للقوى النووية أو‬ ‫ِّ‬ ‫التحديات‬ ‫تتوسع يف براجمها القامئة‪ .‬وتشمل هذه‬ ‫وضع إطار رقايب وقانوين‪ ،‬وإنشاء منظمة مالكة‪/‬‬ ‫ِّ‬ ‫مشغلة َّفعالة‪ ،‬وإرشاك مجيع اجلهات املعنية من‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 34‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫أجل بناء الثقة العامة يف القوى النووية‪ ،‬وتدريب‬ ‫ِّ ً‬ ‫قوة عاملة َّ‬ ‫جيدا‪.‬‬ ‫مؤهلة‬ ‫ُ‬ ‫وعقد االجتامع التقين حول القضايا الراهنة يف‬

‫جمال تطوير البىن األساسية اخلاصة بالقوى النووية‬ ‫يف الفرتة من ‪ 31‬كانون الثاين‪/‬يناير إىل ‪ 2‬شباط‪/‬‬ ‫ِّ‬ ‫فرباير ‪ ،2018‬واجتذب قرابة ‪ 100‬ممثل من بلدان‬

‫ِّ‬ ‫ومشغلة عىل السواء وكذلك من منظامت‬ ‫مسهتلة‬ ‫دولية‪ .‬وخالل االجتامع‪ ،‬عرض مسؤولون كبار‬ ‫يف منظامت حكومية وطنية وهيئات رقابية‬ ‫ومنظامت ِّ‬ ‫مشغلة‪/‬مالكة حتديثات بشأن‬ ‫أنشطهتم‪ ،‬وتقاسموا املامرسات ِّ‬ ‫اجليدة والدروس‬ ‫املستفادة يف سياق رشوعهم أو تفكريهم يف‬


‫تحديث�ات الوكالة‪ :‬األخبار‬

‫‪IAEA News‬‬ ‫اسهتالل برامج جديدة للقوى النووية أو ُّ‬ ‫التوسع يف‬ ‫برامج قامئة‪.‬‬ ‫وقال ميلكو كوفاشيف‪ ،‬رئيس قسم إرساء البنية‬ ‫األساسية النووية بالوكالة‪« :‬يف عام ‪ ،2017‬شهدنا‬ ‫إحراز ُّ‬ ‫تقدم كبري يف جمال إنشاء برامج القوى النووية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫مستجدان يف ميدان القوى النووية‪،‬‬ ‫وهناك بلدان‬ ‫أال وهام اإلمارات العربية املتحدة وبيالروس‪،‬‬ ‫عىل وشك استكامل حمطة القوى النووية األوىل‬ ‫ٍّ‬ ‫لكل مهنام‪ .‬وستكون اإلمارات العربية املتحدة أول‬ ‫بلد ُمستجد يبدأ أنشطة اإلدخال يف اخلدمة منذ‬ ‫سنوات‪ ».‬وأضاف َّأن أحد العنارص الرئيسية يف‬ ‫حتقيق النجاح هو أن مييض العمل عىل إرساء البنية‬ ‫األساسية النووية ذات الصلة بنفس الوترية اليت‬ ‫يسري هبا مرشوع حمطة القوى النووية‪.‬‬ ‫وبدأت بنغالديش تشييد أوىل وحداهتا يف ترشين‬ ‫َّ‬ ‫الثاين‪/‬نوفمرب ‪ .2017‬ومن املتوقع أن تبدأ تركيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يف تشييد أوىل حمطاهتا قريبا‪ ،‬رهنا باحلصول عىل‬ ‫َّ‬ ‫املوافقة الرقابية‪ .‬ووقعت مرص العقود اخلاصة‬ ‫مبحطهتا األوىل للقوى النووية‪ ،‬يف حني بلغت‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫مستجدة أخرى مراحل خمتلفة من اتاذ‬ ‫بلدان‬ ‫اخلطوات التحضريية السهتالل برامج القوى‬ ‫النووية اخلاصة هبا‪.‬‬ ‫كام شهد العام املايض ُّ‬ ‫تطورات مهمة يف البلدان‬ ‫ِّ‬ ‫املشغلة اليت تعمل عىل ُّ‬ ‫التوسع يف براجمها‪ .‬وأوضح‬ ‫ً‬ ‫قائال‪« :‬حسب توقعاتنا‪ ،‬من َّ‬ ‫املقرر‬ ‫كوفاشيف‬ ‫ِّ‬ ‫إدخال تصاميم متقدمة يف اخلدمة‪ ،‬وهي األوىل‬ ‫من نوعها‪ ،‬يف عدد من البلدان هذا العام‪ ،‬ومن هذه‬ ‫التصاميم عىل سبيل املثال املفاعل ‪ AP1000‬يف‬ ‫الصني واملفاعل ‪ EPR1600‬يف الصني وفرنسا‪».‬‬ ‫ويتعلق كال التصميمني مبفاعالت ِّ‬ ‫متقدمة تعمل‬ ‫باملاء املضغوط‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وناقش املشاركون عددا من املجاالت الرئيسية‬ ‫ً ً‬ ‫ِّ‬ ‫اليت تشكل أيضا جزءا من هنج املعالم املرحلية‬ ‫البارزة الذي وضعته الوكالة‪ ،‬وهو عملية من ثالث‬ ‫مراحل إلرساء البنية األساسية الالزمة لتنفيذ‬ ‫برنامج مأمون وآمن ومستدام للقوى النووية‪.‬‬ ‫واستمع املشاركون إىل رأي مفاده َّأن إرشاك خمتلف‬ ‫مجاعات اجلهات املعنية يف املراحل املختلفة‬ ‫ً‬ ‫لتطوير الربنامج ُيَع ُّد جانبا حاسم األهمية يف‬ ‫جناح تنفيذ الربنامج‪ .‬وتستخدم الدول األعضاء‬ ‫ً‬ ‫مزيجا من األدوات ُّ ُ‬ ‫والنج املشرتكة من‬ ‫يف الوكالة‬ ‫أجل تلبية احتياجات اجلهات املعنية‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫وسائل التواصل االجتامعي‪ ،‬وهتدف إىل إقامة‬

‫عالقات إجيابية ومنفتحة مع املجتمعات املحلية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وتوفر الوكالة طائفة واسعة من املواد اإلرشادية‬ ‫وأنشطة التدريب للخرباء وواضعي السياسات‬ ‫عىل الصعيد الوطين‪ ،‬وتعمل عىل استحداث‬ ‫خدمات جديدة يف هذا الصدد‪ ،‬مهنا دورة تدريبية‬ ‫بشأن إرشاك اجلهات املعنية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫واتفق املشاركون عىل َّأن نمذجة احتياجات‬ ‫ً‬ ‫املوارد البرشية ِّ‬ ‫تؤدي دورا ًّ‬ ‫مهم يف إعداد اخلطط‬ ‫املتعلقة بتوفري العدد الكايف من املوظفني‬ ‫للمنظامت الوطنية يف خمتلف مراحل تطوير‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫الربنامج‪ .‬وتوفر الوكالة نموذجا للموارد البرشية‬ ‫الالزمة للقوى النووية‪َّ ،‬‬ ‫وقدمت التدريب بالفعل‬ ‫للعديد من اخلرباء الوطنيني بشأن تطبيق هذا‬ ‫النموذج‪.‬‬ ‫واستمع املشاركون إىل رأي مفاده َّأن هناك حاجة‬ ‫ِّ‬ ‫املالكة‪/‬املشغلة املعنية‬ ‫إىل التخطيط للمنظمة‬ ‫مبرشوع حمطة القوى النووية منذ البداية وإىل‬ ‫إنشاء تلك املنظمة خالل مرحلة تطوير املرشوع‬ ‫(املرحلة ‪ 2‬من هنج املعالم املرحلية البارزة الذي‬ ‫وضعته الوكالة)‪َّ .‬‬ ‫واتفق املشاركون عىل َّأن املنظمة‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫املالكة‪/‬املشغلة جيب أن تكون «عميال واسع‬ ‫ِّ‬ ‫االطالع» لديه ما يكفي من القدرات لالستفادة‬ ‫من خدمات ِّ‬ ‫يقدمها متعاقدون ولإلرشاف عىل‬ ‫تقديم تلك اخلدمات‪.‬‬

‫َّ‬ ‫َّثم فسوف تكون العمليات الرقابية معقدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ورغم َّأن هناك ما يقرب من ‪ 50‬تصميام ومفهوما‬ ‫للمفاعالت الصغرية واملتوسطة احلجم أو النمطية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن ثالثة مهنا قد بلغت مراحل ِّ‬ ‫متقدمة من‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫التشييد‪ ،‬وال يعوزها إل اخلربة التشغيلية‪ .‬وتوفر‬ ‫ً‬ ‫الوكالة حمفال لتبادل أحدث نتاجئ البحث‬ ‫والتطوير بشأن هذه التكنولوجيا‪.‬‬ ‫َّ ِّ‬ ‫وسلط ممثلون من بلدان عديدة الضوء عىل تعاوهنم‬ ‫مع الوكالة َّ‬ ‫وشددوا عىل أهمية بعثات االستعراض‬ ‫املتكامل للبنية األساسية النووية‪ .‬وقال السيد نيي‬ ‫كوايش ألوتيه‪ ،‬مدير معهد القوى النووية يف غانا‪:‬‬ ‫ُ ً‬ ‫ً‬ ‫«لقد صار طريقنا للميض قدما أوضح كثريا بعد‬ ‫استضافة بعثة من بعثات االستعراض املتكامل‬ ‫للبنية األساسية النووية يف عام ‪ .2017‬وحنن اآلن‬ ‫بصدد العمل عىل التوصيات اليت َّقدمهتا البعثة‬ ‫ولدينا فهم أفضل للمجاالت اليت حنتاج إىل توجيه‬ ‫مزيد من املوارد إلهيا‪ ».‬وحىت اليوم‪ ،‬أوفدت الوكالة‬ ‫ً‬ ‫‪ 22‬بعثة من بعثات االستعراض املتكامل للبنية‬ ‫ً‬ ‫األساسية النووية إىل ‪ 16‬دولة‪.‬‬ ‫— بقلم إلزيابيث دايك‬

‫ويجب أن يبدأ بناء القدرات الالزمة لإلرشاف‬ ‫ِّ ً‬ ‫الرقايب مبكرا‪ ،‬خالل مرحلة تطوير املرشوع‪ ،‬عىل‬ ‫أن ُي َّ‬ ‫توسع فيه أثناء التشييد‪ُ .‬ويَع ُّد توافر عدد ٍ‬ ‫كاف‬ ‫ً‬ ‫من املوظفني َّ‬ ‫املؤهلني أمرا حاسم األهمية حىت‬ ‫َّ‬ ‫يتسن للجهات الرقابية الوطنية أداء وظائفها‬ ‫ِّ‬ ‫بفعالية‪ .‬وتوفر الوكالة الدعم واإلرشادات يف هذا‬ ‫املجال‪َّ .‬‬ ‫وأكد السيد ستيوارت ماغرودر‪ ،‬من قسم‬ ‫األنشطة الرقابية بالوكالة‪َّ ،‬أن «وجود هيئة رقابية‬ ‫َّتتسم بالشفافية واالنفتاح َّ‬ ‫وتتمتع بالثقة هو أحد‬ ‫ِّ‬ ‫أهم اجلوانب يف ِّ‬ ‫أي برنامج للقوى النووية‪».‬‬ ‫وهناك َّ‬ ‫عدة بلدان تنظر يف تكنولوجيا املفاعالت‬ ‫النمطية الصغرية بغية األخذ هبا ضمن برامج‬ ‫القوى النووية لدهيا‪ .‬وهذه املفاعالت ِّ‬ ‫املتقدمة‬ ‫اليت تنتج الكهرباء بقدرة تصل إىل ‪ 300‬ميغاواط‬ ‫ِّ‬ ‫(كهربايئ) لكل وحدة نمطية أنسب للشبكات‬ ‫ً‬ ‫الكهربائية األصغر حجام ولألماكن النائية أو‬ ‫املعزولة‪ .‬كام َّأن تشييد هذه املفاعالت يستغرق‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫استثامرا ًّ‬ ‫أوليا أقل‪.‬‬ ‫فرتات أقرص‪ ،‬ويمكن أن يتطلب‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫أيضا َّ‬ ‫بأن الرتخيص‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬سلم املشاركون‬ ‫سوف يشمل سامت هي األوىل من نوعها‪ ،‬ومن‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪35 | 2018‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫تحديث�ات الوكالة‪ :‬المنشورات‬

‫ِّ‬ ‫العالج اإلشعاعي في رعاية مرضى السرطان‪ :‬مواجهة التحدي العاليم‬

‫ِّ‬ ‫يقدم هذا املنشور ملحة عامة شاملة َّ‬ ‫عم ينبغي أن يؤخذ يف احلسبان من مواضيع وقضايا رئيسية عند التخطيط السرتاتيجية تتناول‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫مسألة تشخيص الرسطان وعالجه‪ ،‬وال َّ‬ ‫سيام يف البلدان ذات الدخل املنخفض واملتوسط‪ .‬فعالج الرسطان مسألة معقدة تتطلب جمموعة‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫متنوعة من اخلدمات‪ .‬ومن املسلم به َّأن العالج اإلشعاعي ميثل أداة أساسية يف عالج الرسطان والتخفيف من آالمه‪.‬‬ ‫وإمكانية احلصول عىل العالج اإلشعاعي حمدودة يف العديد من بلدان العالم‪ ،‬بل ومعدومة يف بعضها‪ .‬واالفتقار إىل موارد العالج‬ ‫ِّ‬ ‫ويمثل ُّ‬ ‫سد هذه الفجوة أحد التدابري‬ ‫اإلشعاعي يفاقم عبء املرض ويربز التفاوت املستمر يف الرعاية الصحية فيام بني بلدان العالم‪.‬‬ ‫األساسية يف معاجلة مشكلة العدالة الصحية عىل املستوى العاليم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويتضمن هذا املنشور بني دفتيه مساهامت ِّ‬ ‫َّ‬ ‫يقدمها قادة يف هذا املضامر‪ ،‬ويشمل مقدمة عن اإلجنازات والقضايا املتعلقة باستخدام العالج‬ ‫اإلشعاعي كأحد طرائق عالج الرسطان حول العالم‪َّ .‬‬ ‫وأما الفصول َّ‬ ‫املكرسة فتتمحور حول العالج بالربوتونات‪ ،‬والعالج اإلشعاعي‬ ‫بأيونات الكربون‪ ،‬والعالج اإلشعاعي أثناء العمليات اجلراحية‪ ،‬والعالج اإلشعاعي لألطفال‪ ،‬واألورام اخلبيثة املرتبطة بفريوس نقص‬ ‫املناعة البرشية‪/‬اإليدز‪ ،‬ومسائل تقدير التكاليف وإدارة اجلودة‪.‬‬ ‫منشورات غري مسلسلة؛ الرقم الدويل َّ‬ ‫املوحد للكتاب‪978-92-0-115013-4 :‬؛ الطبعة اإلنكلزيية؛ ‪ 62.00‬يورو؛ ‪2017‬‬

‫‪www-pub.iaea.org/books/IAEABooks/10627/Cancer‬‬

‫استخدام مفاعالت البحوث لتطوير المواد وأنواع الوقود الخاصة بنظم الطاقة‬ ‫النووية االبتكارية‬ ‫يعرض هذا املنشور ملحة عامة عن قدرات وإمكانات مفاعالت البحوث فيام يتعلق بتطوير أنواع وقود ومواد الستخدامها يف املفاعالت‬ ‫النووية االبتكارية‪ ،‬مثل مفاعالت اجليل الرابع‪ِّ .‬‬ ‫ويقدم املنشور معلومات شاملة عن اإلمكانات اليت تنطوي علهيا حبوث اختبار املواد‬ ‫واختبار الوقود يف ‪ 30‬مفاعل حبوث‪ ،‬مهنا ما هو عامل وما هو قيد اإلنشاء‪ .‬وتشمل هذه املعلومات مستويات قدرة هذه املفاعالت وطريقة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تشغيلها وحالهتا الراهنة وتوافرها وملحة عامة عن تاريخ استخدامها‪ .‬ويعرض املنشور أيضا موجزا للقدرات واإلمكانات املشار إلهيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تقنيا ملفاعالت البحوث‪ ،‬مبا يف ذلك سامهتا َّ‬ ‫وقد ُجعت األوراق البحثية اليت ِّ‬ ‫وصفا ًّ‬ ‫املحددة املتعلقة باالستخدام‪ ،‬يف شكل ملحات‬ ‫تقدم‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫تعريفية عىل قرص مضغوط )‪ (CD-ROM‬يعترب جزءا ال يتجزأ من هذا املنشور‪ .‬ويهدف املنشور إىل دعم توسيع نطاق الوصول إىل‬ ‫َّ‬ ‫تتمتع بقدرات حبثية ِّ‬ ‫متقدمة يف جمال اختبار املواد‪ ،‬ومن َّثم ضامن زيادة استخدامها يف‬ ‫املعلومات بشأن مفاعالت البحوث القامئة اليت‬ ‫هذا امليدان عىل وجه اخلصوص‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫العدد ‪ NP-T-5.8‬من سلسلة الطاقة النووية الصادرة عن الوكالة؛ الرقم الدويل املوحد للكتاب‪978-92-0-100816-9 :‬؛‬ ‫الطبعة اإلنكلزيية؛ ‪ 32.00‬يورو؛ ‪2017‬‬ ‫‪www-pub.iaea.org/books/IAEABooks/10984/Research-Reactors‬‬

‫التطبيقات الصناعية للطاقة النووية‬

‫ِّ‬ ‫يقدم هذا املنشور ملحة عامة َّ‬ ‫مفصلة عن االستخدام املحتمل للطاقة النووية يف النظم أو العمليات الصناعية اليت تنطوي عىل احتياجات‬ ‫مرتفعة من احلرارة والبخار والقوى لالستخدام يف املعاجلة الصناعية‪ ،‬كام ِّ‬ ‫يقدم معلومات عن حرص أنواع مفاعالت القوى النووية املقرتح‬ ‫َّ‬ ‫استخدامها يف طائفة ِّ‬ ‫متنوعة من التطبيقات الصناعية‪ .‬ويصف املنشور املفاهيم التقنية للمجمعات النووية‪-‬الصناعية املدجمة اليت جيري‬ ‫ُ‬ ‫العمل علهيا يف بلدان خمتلفة‪ ،‬كام يعرض املفاهيم اليت وضعت فيام مىض هبدف تطبيقها فيام يتصل ببعض القطاعات الصناعية الرئيسية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يِّ‬ ‫ِّ‬ ‫حتليال للطلب عىل الطاقة يف طائفة ِّ‬ ‫متنوعة من القطاعات الصناعية‪ ،‬ويب اإلمكانات اليت ميكن تنطوي علهيا‬ ‫ويقدم املنشور أيضا‬ ‫الطاقة النووية يف التطبيقات الصناعية الرئيسية مثل املعاجلة بالبخار ألغراض استخالص النفط وتكريره‪ ،‬وتوليد الهيدروجني‪ ،‬وإنتاج‬ ‫ُّ‬ ‫الصلب‪ ‬واأللومنيوم‪.‬‬ ‫العدد ‪ NP-T-4.3‬من سلسلة الطاقة النووية الصادرة عن الوكالة؛ الرقم الدويل َّ‬ ‫املوحد للكتاب‪978-92-0-101417-7 :‬؛‬ ‫الطبعة اإلنكلزيية؛ ‪ 59.00‬يورو؛ ‪2017‬‬

‫‪www-pub.iaea.org/books/IAEABooks/8676/Industrial‬‬

‫للحصول على معلومات إضافية‪ ،‬أو لطلب كتاب‪ُ ،‬يرجى االتصال على العنوان التالي ‪:‬‬ ‫‪Marketing and Sales Unit‬‬ ‫‪International Atomic Energy Agency‬‬ ‫‪Vienna International Centre, PO Box 100, A-1400 Vienna, Austria‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪sales.publications@iaea.org :‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪ | 36‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫فيلم لالحتفال بالذكرى السنوية الستين إلنشاء الوكالة‬

‫هذه‬

‫هي‬ ‫الوكالة الدولية‬ ‫الذر ية‬ ‫للطاقة ِّ‬ ‫وثمانية أفالم أخرى عن العمل الذي تضطلع به الوكالة‬

‫الصحة‬

‫الطاقة‬

‫األمان النووي‬

‫األمن النووي‬

‫حماية الحياة البحرية‬

‫المياه‬

‫مكافحة اآلفات‬

‫تحسين السالالت‬ ‫النباتية‬

‫‪IAEA‬‬

‫الوكالة الدولية للطاقة ِّ‬ ‫الذرية‬ ‫تسخير َّ‬ ‫الذرة من أجل السالم‬

‫للحصول على نسخ من أفالم الوكالة الرجاء االتصال عبر‬ ‫عنوان البريد اإللكتروني‪MULTIMEDIA@IAEA.ORG :‬‬ ‫‪18-00649‬‬ ‫‪17-3626‬‬ ‫‪ISSN 1819-1800‬‬ ‫‪ISSN 0020-6067‬‬ ‫‪17-36266‬‬


٢٠١٨ / ٣١-٢٧ ،

ِّ

www.iaea.org/events

-17

‫ כ‬ ­


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.