Cancer Control, Arabic Edition

Page 1

‫‪IAEA BULLETIN‬‬ ‫ِّ‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫منشور الوكالة الرئيسي | أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬

‫النسلالطِّال‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫خة اإل ى‬ ‫لك‬ ‫‪etin‬‬ ‫ن‬ ‫‪ org/bull‬رتو ية‬ ‫‪.‬‬

‫‪.iaea‬‬ ‫‪www‬‬

‫مكافحة السرطان‬ ‫رؤية الخاليا الرسطانية وقتل الخاليا الرسطانية‪ :‬أسلوب‬ ‫التشخيص العالجي من أجل التشخيص والعالج‪ ،‬الصفحة ‪8‬‬

‫ط‬

‫إدارة زيادة الطلب الذي ال يتوقف عىل عالج الرسطان يف العالم‬ ‫النامي‪ ،‬الصفحة ‪22‬‬

‫أ ال‬ ‫خب عوا‬ ‫ار ا أي ً‬ ‫لوكا ضا‪:‬‬ ‫لة‬

‫إبقاء العالج اإلشعاعي آمنا ً وفعَّ االً‪ :‬أسئلة وأجوبة مع خبري رائد‬ ‫يف مجال قياس الجرعات‪ ،‬الصفحة ‪14‬‬


‫‪IAEA BULLETIN‬‬ ‫ِّ‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫منشور الوكالة الرئيسي | أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬

‫ا لالط ِّ‬ ‫لن‬ ‫الع على‬ ‫سخة‬ ‫‪ /bulletin‬اإللك‬ ‫‪rg‬‬ ‫رتونية‬ ‫‪iaea.o‬‬

‫‪www.‬‬

‫تكمن مهمَّ ة الوكالة الدولية للطاقة الذ ِّرية يف منع انتشار األسلحة النووية‬ ‫ومساعدة ك ِّل البلدان‪ ،‬ال سيَّما يف العالم النامي‪ ،‬عىل االستفادة من استخدام‬ ‫العلوم والتكنولوجيا النووية استخداما ً سلميًّا ومأمونا ً وآمناً‪.‬‬

‫مكافحة السرطان‬ ‫رؤية الخاليا الرسطانية وقتل الخاليا الرسطانية‪ :‬أسلوب‬ ‫التشخيص العالجي من أجل التشخيص والعالج‪ ،‬الصفحة ‪8‬‬

‫ا‬ ‫لة‬

‫إدارة زيادة الطلب الذي ال يتوقف عىل عالج الرسطان يف العالم‬ ‫النامي‪ ،‬الصفحة ‪22‬‬

‫أ طال‬ ‫خب عوا‬ ‫ار ال أيض ً‬ ‫وك ا‪:‬‬

‫إبقاء العالج اإلشعاعي آمنا ً وفعَّ االً‪ :‬أسئلة وأجوبة مع خبري رائد‬ ‫يف مجال قياس الجرعات‪ ،‬الصفحة ‪14‬‬

‫ِّ‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬

‫يصدرها مكتب اإلعالم العام واالتصاالت‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذ ِّر‪ ‬ية‬ ‫مركز فيينا الدولي‬ ‫العنوان ‪:‬‬

‫‪International Atomic Energy Agency‬‬ ‫‪Vienna International Centre‬‬ ‫‪PO Box 100, 1400 Vienna, Austria‬‬

‫الهاتف ‪)43-1( ٢٦٠٠-0 :‬‬

‫الربيد اإللكرتوني‪iaeabulletin@iaea.org :‬‬

‫مديرة التحرير‪ :‬نيكول جاويرث‬ ‫املح ِّرر‪ :‬ميكلوس غاسرب‬ ‫التصميم واإلنتاج ‪ :‬ريتو كني‬ ‫مجلة الوكالة متاحة على املوقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.iaea.org/bulletin‬‬

‫يمكن استخدام مقتطفات من مواد الوكالة التي تتضمَّ نها‬ ‫مجلة الوكالة يف مواضع أخرى ِبحُ ِّرية‪ ،‬رشيطة اإلشارة‬ ‫إىل مصدرها‪ .‬وإذا كان مبيَّنا ً َّ‬ ‫أن الكاتب من غري موظفي‬ ‫الوكالة‪ ،‬فيجب الحصول منه أو من املنظمة املصدِرة على‬ ‫إذن بإعادة النرش‪ ،‬ما لم يكن ذلك ألغراض العرض‪.‬‬ ‫ووُجهات النظر املعرَب عنها يف أيِّ مقالة مو َّقعة‬ ‫واردة يف مجلة الوكالة ال تُمثِّل بالرضورة وجهة نظر‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذ ِّرية‪ ،‬وال تتحمَّ ل الوكالة‬ ‫أي مسؤولية عنها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الغالف‪:‬‬

‫آنا شلوسمان‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬

‫تابعونا على‬

‫ُ‬ ‫ً‬ ‫وقد َّ‬ ‫منظمة مستق َّل ًة يف إطار األمم املتحدة يف‬ ‫الوكالة بصفتها‬ ‫تأسست‬ ‫عام ‪ ،1957‬وهي املنظمة الوحيدة ضمن منظومة األمم املتحدة التي‬ ‫ُ‬ ‫مختربات الوكالة‬ ‫تملك الخربة يف مجال التكنولوجيات النووية‪ .‬وتساعد‬ ‫ِّ‬ ‫املتخصصة الفريدة من نوعها عىل نقل املعارف والخربات إىل الدول‬ ‫األعضاء يف الوكالة يف مجاالت مثل الصحة البرشية واألغذية واملياە‬ ‫والصناعة والبيئة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫املنصة العاملية لتعزيز األمن النووي‪ .‬وقد َّ‬ ‫َّ‬ ‫أسست‬ ‫الوكالة كذلك بدور‬ ‫وتقوم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الوكالة سلسلة األمن النووي الخاصة باملنشورات اإلرشادية املتوافق عليها‬ ‫ُ‬ ‫أنشطة الوكالة عىل تقديم املساعدة‬ ‫دوليًّا بشأن األمن النووي‪ .‬كما تر ِّكز‬ ‫للتقليل إىل الح ِّد األدنى من مخاطر وقوع املواد النووية وغريها من املواد‬ ‫املشعَّ ة يف أيدي اإلرهابيني واملجرمني‪ ،‬أو خطر تع ُّرض املرافق النووية‬ ‫ألعمال كيدية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ري األمان الصادرة عن الوكالة نظاما ً ملبادئ األمان األساسية‪،‬‬ ‫وتوفر معاي ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وتجسد توافقا ً دوليًّا يف اآلراء حول ما يش ِّكل مستوى عاليا ً من األمان‬ ‫لحماية الناس والبيئة من التأثريات الضا َّرة لإلشعاعات املؤيِّنة‪ .‬وقد و ِ‬ ‫ُضعت‬ ‫ري األمان الخاصة بالوكالة لتطبيقها يف جميع أنواع املرافق واألنشطة‬ ‫معاي ُ‬ ‫النووية التي تُستخدَم لألغراض السلمية‪ ،‬وكذلك لتطبيقها يف‪ ‬اإلجراءات‬ ‫الوقائية الرامية إىل تقليص املخاطر اإلشعاعية القائمة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الوكالة أيضاً‪ ،‬من خالل نظامها التفتييش‪ ،‬من امتثال الدول‬ ‫وتتحقق‬ ‫األعضاء لاللتزامات التي قطعتها عىل نفسها بموجب معاهدة عدم‬ ‫انتشار األسلحة النووية وغريها من اتفاقات عدم االنتشار‪ ،‬واملتمثِّلة‬ ‫يف‪ ‬عدم استخدام املواد واملرافق النووية إالَّ لألغراض السلمية‪.‬‬ ‫واسعة ومتنو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّعة‬ ‫طائفة‬ ‫ولعمل الوكالة جوانب متعدِّدة‪ ،‬وتشارك فيه‬ ‫من الرشكاء عىل الصعيد الوطني واإلقليمي والدولي‪ .‬وتُحدَّد برامجُ‬ ‫الوكالة وميزانياتها من خالل مق َّررات جها َزيْ تقرير سياسات الوكالة‪— ‬‬ ‫أيْ مجلس املحافظني املؤ َّلف من ‪ 35‬عضوا ً واملؤتمر العام الذي يض ُّم‬ ‫جميع الدول‪ ‬األعضاء‪.‬‬ ‫ويوجد املق ُّر الرئييس للوكالة يف مركز فيينا الدولي‪ .‬كما توجد مكاتب‬ ‫ميدانية ومكاتب اتصال يف جنيف ونيويورك وطوكيو وتورونتو‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫علمية يف ك ٍّل من موناكو وزايربسدورف وفيينا‪.‬‬ ‫مختربات‬ ‫الوكالة‬ ‫وتدير‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫وعالوة عىل ذلك‪ ،‬تدعم الوكالة مركز عبد السالم الدولي للفيزياء النظرية‬ ‫يف ترييستي بإيطاليا وتو ِّفر له التموي َل الالزم‪.‬‬


‫تصـديـر‬

‫عق ٌد من العمل عىل مكافحة الرسطان‬

‫بقلم كورنيل فريوتا‪ ،‬املدير العام بالنيابة‪ ،‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫الرسطان يف وفاة قرابة ‪ 10‬ماليني‬ ‫شخص يف العام املايض‪ .‬ويتزايد عدد‬ ‫الوفيات املتصلة بالرسطان‪ ،‬والبلدان النامية بوجه‬ ‫خاص هي التي تتأثَّر تأثُّرا ً بالغا ً من ذلك‪.‬‬

‫تسبَّب‬

‫وطيلة سنوات عديدة‪ ،‬عملت الوكالة عىل تحسني‬ ‫فرص الحصول عىل الطب النووي‪ ،‬بما يف ذلك‬ ‫التصوير التشخييص‪ ،‬والعالج اإلشعاعي وقياس‬ ‫الجرعات يف البلدان النامية‪ .‬وخالل السنوات العرش‬ ‫املاضية‪ ،‬وبقيادة املدير العام الراحل‪ ،‬يوكيا أمانو‪،‬‬ ‫أصبحت مساعدة البلدان عىل مواجهة وطأة الرسطان‬ ‫مجاال ً من املجاالت التي تحظى باألولوية لدى الوكالة‪.‬‬ ‫فقد أصبح دعم البلدان يف تقديم خدمات رعاية شاملة‬ ‫يف مجال الرسطان وتحسني خدمات العالج اإلشعاعي‬ ‫إىل عدد متزايد من املرىض هدفا ً اسرتاتيجيًّا رئيسيًّا‬ ‫لدى الوكالة‪.‬‬ ‫ومع أنَّه ما زال هناك ‪ 60‬بلدا ً تقريبا ً يتمتَّع فيها‬ ‫أق ُّل من ُربع املرىض بفرص الحصول عىل العالج‬ ‫اإلشعاعي‪َّ ،‬‬ ‫إال َّ‬ ‫أن فرص الحصول عىل ذلك العالج‬ ‫قد تزايدت بصورة كبرية يف ‪ 20‬بلدا ً ناميا ً عىل األق ِّل‬ ‫خالل السنوات الخمس األخرية‪.‬‬ ‫واستفادت بعض هذه البلدان من الدعم الذي تقدِّمه‬ ‫الوكالة‪ .‬ونر ِّكز أنشطتنا عىل نقل املعارف والخربات‪.‬‬ ‫ونحن نقدِّم التدريب ألخصائيي عالج األورام‬ ‫باألشعة‪ ،‬والفيزيائيني الطبيني‪ ،‬وأخصائيي التصوير‬ ‫اإلشعاعي وغريهم من املهنيني‪ .‬كما أننا نساعد البلدان‬ ‫عىل الحصول عىل املعدات‪.‬‬ ‫وتساعد الوكالة عىل ضمان أمان املرىض عرب توفري‬ ‫خدمات مراقبة الجودة‪ .‬ولقد أجرينا أكثر من ‪13 500‬‬ ‫مراجعة قياس الجرعات يف السنوات الخمسني األخرية‪،‬‬ ‫فساعدنا أكثر من ‪ 2 300‬مؤسسة حول العالم لضمان‬ ‫أن َّ‬ ‫يتلقى املرىض الجرعات املناسبة بالضبط من‬ ‫اإلشعاعات‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،2015‬اعتمد قادة العالم أهداف األمم املتحدة‬ ‫للتنمية املستدامة‪ ،‬وهي تشمل هدفا ً رئيسيًّا يرمي إىل‬ ‫تقليص عدد الوفيات الناجمة عن األمراض غري املعدية‪،‬‬ ‫كالرسطان‪ ،‬بنسبة الثلث بحلول عام ‪ .2030‬ويمكن‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا النووية أن تقدِّم إسهاما ً كبريا ً‬ ‫صوب تحقيق هذا الهدف‪.‬‬ ‫ويُلقي هذا اإلصدار من مجلة الوكالة نظرة أعمق عىل‬ ‫استخدام اإلشعاعات ملكافحة الرسطان يف ك ِّل أنحاء‬

‫ً‬ ‫العالم وعىل دور الوكالة‪ .‬كما أنه يُقدِّم ً‬ ‫عامة‬ ‫ملحة‬ ‫عن الرسطان — أي تركيبته البيولوجية وأساليب‬ ‫تشخيصه وعالجه (الصفحة ‪ — )4‬ويس ِّلط الضو َء عىل‬ ‫أوجه التقدُّم الرئيسية التي أُحرزت َّ‬ ‫مؤخرا ً كالتشعيع‬ ‫الداخيل املوجَّ ه تصويريًّا (الصفحة ‪ )10‬وأساليب‬ ‫العالج‪-‬التشخيص (الصفحة ‪ ،)8‬بما يف ذلك إنتاج‬ ‫أصناف جديدة من املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية‬ ‫(الصفحة ‪.)6‬‬ ‫ً‬ ‫ومع َّ‬ ‫محورية يف الكيفية التي‬ ‫أن اإلشعاعات كانت‬ ‫نكافح بها الرسطان‪َّ ،‬‬ ‫إال َّ‬ ‫أن األمان يحظى بأهمية بالغة‬ ‫يف استخدام تلك اإلشعاعات بفعالية‪ .‬وهناك شبكة من‬ ‫مختربات قياس الجرعات ِّ‬ ‫تنسقها الوكالة ومنظمة‬ ‫الصحة العاملية تساعد الخرباء عىل ضمان امتثال‬ ‫الجرعات اإلشعاعية عىل نحو موثوق للمعايري الدولية‬ ‫وضمان أنها آمنة وفعَّ الة (الصفحة ‪ .)27‬وتؤدِّي‬ ‫معايري األمان الصادرة عن الوكالة دورا ً جوهريًّا‬ ‫يف مساعدة السلطات يف مجال الصحة عىل وضع‬ ‫خدمات لرعاية مرىض الرسطان (الصفحة‪.)12 ‬‬ ‫ُ‬ ‫األدوات التعليمية االبتكارية والفعَّ الة من‬ ‫وتقدِّم‬ ‫َ‬ ‫حيث التكلفة والتي وضعتها الوكالة املساعدة للبلدان‬ ‫عىل تجاوز القيود التي تفرضها الجغرافيا والتمويل‬ ‫إلنشاء مجموعة وطنية من األخصائيني املد َّربني‬ ‫تدريبا ً عالياً‪ ،‬كأخصائيي عالج األورام اإلشعاعي‬ ‫وأخصائيي الفيزياء الطبية (الصفحة ‪.)24‬‬ ‫ويتط َّلب الحصول عىل الرعاية يف مجال الرسطان إنشاء‬ ‫نظم وطنية فعَّ الة ملكافحة الرسطان‪ .‬وتعمل بعض‬ ‫البلدان مع الوكالة لكي تعتمد تلك البلدان قوانينها‬ ‫ولوائحها (الصفحة ‪ ،)16‬بينما تسعى بلدان أخرى إىل‬ ‫الحصول عىل املساعدة بإعداد ما يُطلق عليه ‘الوثائق‬ ‫القابلة للتمويل’ التي تم ِّكنها من حشد التمويل من‬ ‫املؤسسات املقرضة (الصفحة ‪ .)18‬كما تلجأ عدَّة‬ ‫بلدان إىل الوكالة للحصول عىل التدريب واملعدات‬ ‫والخربات (الصفحة ‪.)22‬‬

‫“أصبح دعم البلدان يف توفري‬ ‫رعاية شاملة يف مجال‬ ‫الرسطان وتحسني خدمات‬ ‫العالج اإلشعاعي لعدد متزايد‬ ‫من املرىض هدفا ً اسرتاتيجيًّا‬ ‫رئيسيًّا لدى الوكالة‪”.‬‬ ‫— كورنيل فيروتا‪،‬‬ ‫املدير العام بالنيابة‪،‬‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬

‫ويقيِّم املحفل العلمي لعام ‪ 2019‬يف أيلول‪/‬سبتمرب‬ ‫مساهمة الوكالة يف مكافحة الرسطان يف العقد‬ ‫األخري‪ .‬وخالل أربع جلسات تُن َّ‬ ‫ظم خالل يومني‪،‬‬ ‫سيستعرض علماء وخرباء رائدون من جميع‬ ‫أنحاء العالم‪ ،‬ومعهم خرباء من الوكالة‪ ،‬النجاحات‬ ‫والتحدِّيات املتصلة بإعداد وتنفيذ خدمات الطب‬ ‫النووي واإلشعاعي ملواجهة وطأة الرسطان املتفاقمة‪.‬‬ ‫وأدعوكم ملتابعة الوقائع عىل موقع اإلنرتنت‪:‬‬ ‫‪.www.iaea.org/scientific-forum‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪1 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫المحتويات‬

‫‪ 1‬عق ٌد من العمل عىل مكافحة الرسطان‬ ‫‪ 4‬الرسطان والطب النووي والعالج اإلشعاعي وعلم‬ ‫البيولوجيا‪ :‬ملحة عامة‬

‫‪ 6‬استخدام املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية لعالج‬ ‫الرسطان يكتسب زخما ً يف آسيا بفضل الوكالة‬

‫‪ 8‬رؤية الخاليا الرسطانية وقتل الخاليا الرسطانية‪ :‬أسلوب‬ ‫التشخيص العالجي من أجل التشخيص والعالج‬

‫‪ 10‬رؤية جديدة لعالج الرسطان‪ :‬التشعيع الداخلي‬ ‫املوجَّ ه بالصور‬

‫‪ 12‬تبنِّي زيادة قدرة العالج اإلشعاعي تبنِّيا ً آمنا ً‬

‫‪ 14‬إبقاء العالج اإلشعاعي آمنا ً وفعَّ االً‪ :‬أسئلة وأجوبة‬ ‫مع خبري رائد يف مجال قياس الجرعات‬

‫‪ 16‬القوانني التي يستند إليها استخدام اإلشعاع ملكافحة‬ ‫الرسطان‪ :‬فتح الباب أمام العالج‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 2‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫المحتويات‬

‫‪ 18‬من الخطط إىل التمويل‪ :‬الوثائق القابلة لإلنجاز والتمويل‬ ‫وأول وحدة للعالج اإلشعاعي يف النيجر‬

‫‪ 20‬توفري املزيد من الدعم ملكافحة الرسطان يف بنغالديش‬

‫‪ 22‬إدارة زيادة الطلب الذي ال يتوقف عىل عالج الرسطان‬ ‫يف العالم النامي‬

‫‪ 24‬تبنِّي التكنولوجيا املتنقلة واإللكرتونية إلعادة تصميم مكافحة‬ ‫الرسطان والتعليم يف هذا املضمار‬ ‫‪ 27‬القياس الدقيق للجرعات من أجل رعاية جيدة ملرىض الرسطان‪:‬‬ ‫الشبكة املشرتكة بني الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الصحة‬ ‫العاملية ملختربات املعايري الثانوية لقياس الجرعات‬

‫رؤية عالمية‬ ‫‪ 29‬اإلشعاع بحاجة إىل دور أكثر بروزا ً يف مكافحة الرسطان‬ ‫— بقلم ماك روتش‬ ‫‪ 30‬عق ٌد من العمل عىل مكافحة الرسطان‬ ‫— بقلم كاري أدامز‬

‫تحديثات الوكالة‬ ‫‪ 32‬قادة الحارض واملستقبل يف مجال الطاقة النووية يدعون إىل العمل من أجل االبتكار‬ ‫‪ 33‬النجاح يف القضاء عىل تجمُّ عات البعوض من خالل دراسة تجريبية باالستعانة بالتقنية النووية‬ ‫يف الصني‬ ‫َّ‬ ‫لتتصفح بشكل شامل منشورات الوكالة الخاصة باألمان واألمن‬ ‫‪ 34‬استخدِم أداة إلكرتونية‬ ‫‪َّ 35‬‬ ‫مهني التدريب من خالل دورات الوكالة الدراسية إلدارة املعارف النووية‬ ‫تلقى أكثر من ‪700‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 36‬املنشورات‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪3 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫الرسطان والطب النووي والعالج اإلشعاعي‬ ‫وعلم البيولوجيا‬ ‫ملحة عامة‬

‫بقلم نيكول جاويرث‬

‫يُستخدم قناع العالج اإلشعاعي‬ ‫لتثبيت رأس املريض لضمان‬ ‫توجيه اإلشعاع بثبات ودقة‬ ‫إىل املنطقة املحدَّدة املستهدفة‬ ‫أثناء العالج‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬دين كالما‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫بعض أنواع الرسطان التي كانت تُعترب يف‬ ‫وقت من األوقات أمراضا ً ً‬ ‫قاتلة ال سبيل إىل‬ ‫التعامل معها طبيًّا‪ ،‬لكن صار اآلن من املمكن تشخيصها‬ ‫يف وقت أبكر وعالجها بفعالية أكرب باستخدام الطب‬ ‫النووي والعالج اإلشعاعي‪ ،‬مع تحسني نوعية حياة‬ ‫املرىض وكذلك‪ ،‬فيما ُّ‬ ‫يخص العديد منهم‪ ،‬إتاحة إمكانيات‬ ‫ُ‬ ‫كبرية للشفاء‪ .‬ويمكن أن تعزى هذه التطورات إىل أوجه‬ ‫التقدُّم التي تح َّققت يف البحوث واالبتكارات التكنولوجية‪،‬‬ ‫والتي تتزايد مع الوقت سهولة الوصول إليها‪.‬‬ ‫بيد َّ‬ ‫أن الرسطان ال يزال مرضا ً ذا اتجاه متصاعد‬ ‫عامليًّا‪ ،‬حيث حصد أرواح ‪ 9.6‬ماليني شخص يف‬ ‫عام ‪ ،2018‬وهو رقم من املتو َّقع أن يتزايد وصوال ً‬ ‫إىل ‪ 16.3‬مليون حالة وفاة حول العالم حسب‬ ‫َّ‬ ‫املتوقعة لعام ‪.2040‬‬ ‫التقديرات‬

‫هناك‬

‫وتحدث اإلصابة بالرسطان عندما تنمو خاليا الجسم‬ ‫وتنقسم بطريقة غري طبيعية وخارجة عن السيطرة‪،‬‬ ‫لتكوِّن يف كثري من األحوال تجمُّ عات تُسمَّ ى باألورام‪.‬‬ ‫ويمكن تشخيص األورام باستخدام كميات صغرية من‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 4‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫اإلشعاع‪ ،‬وتُعالج بعد ذلك بجرعات أكرب‪ .‬ويُعَ ُّد تأكيد‬ ‫نوع الورم‪ ،‬فضالً عن حجمه ومكانه ومدى انتشاره‪،‬‬ ‫عامالً جوهريًّا يف اختيار نهج العالج املناسب‪ ،‬مثل‬ ‫الجراحة أو العالج اإلشعاعي أو العالج الكيميائي أو‬ ‫العالج املناعي‪ ،‬ويُطبَّق إمَّ ا نهج واحد من هذه النُّهج‬ ‫أو مزيج يجمع بني أكثر من نهج‪ .‬ويف الحاالت التي‬ ‫يكون فيها العالج اإلشعاعي مناسباً‪ ،‬يلزم تحديد‬ ‫الجرعة املطلوبة بعناية وإيصالها إىل الورم باستخدام‬ ‫معدَّات خضعت ملعايرة دقيقة‪ ،‬بهدف تحقيق أكرب‬ ‫مستوى ممكن من الفعالية والتقليل إىل أدنى ح ٍّد من‬ ‫الرضر‪ .‬ويُطلق عىل العلم الذي يُعنى بقياس جرعات‬ ‫اإلشعاع املمتصة وحسابها وتقييمها اسم علم قياس‬ ‫الجرعات (انظر الصفحة ‪.)14‬‬

‫الطب النووي‬ ‫الطب النووي هو فرع من العلوم الطبية ينطوي عىل‬ ‫استخدام املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية لتشخيص‬ ‫أمراض مثل الرسطان‪ ،‬وعالجها يف بعض األحيان‪.‬‬


‫مكافحة السرطان‬

‫ويكون اختيار املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية بنا ًء‬ ‫عىل مكان اإلصابة ونوع الرسطان املطلوب تقييمه‪ ،‬وما‪ ‬إذا‬ ‫كانت هذه املستحرضات سوف تُستخدم للتشخيص أم‬ ‫للعالج أم لكليهما معاً‪ .‬وبعد ذلك تُعطى املستحرضات‬ ‫الصيدالنية اإلشعاعية عن طريق حقنها يف جسم املريض‬ ‫أواستنشاقها أو ابتالعها‪ .‬وفور الدخول إىل الجسم‪ ،‬يجري‬ ‫البحث عن الخاليا الرسطانية وتجميع املستحرضات‬ ‫الصيدالنية اإلشعاعية إمَّ ا بالقرب منها أو يف داخلها‪،‬‬ ‫بما يتيح تقييم موقع الورم أو إعطاء جرعة إشعاعية‬ ‫موجَّ هة‪ .‬وتفقد املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية‬ ‫نشاطها اإلشعاعي عىل مدى فرتة زمنية معروفة‪.‬‬ ‫ويف حالة االستخدام لغرض التشخيص‪ ،‬يُدخل إىل‬ ‫الجسم مستحرض صيدالني إشعاعي يحتوي عىل كمية‬ ‫صغرية للغاية من مادة مشعة‪ ،‬ويُطلق عىل هذا النوع‬ ‫من املستحرضات اسم «املقتفيات»‪ .‬وفور تجمُّ ع املقتفي‬ ‫داخل الخاليا الرسطانية أو بالقرب منها‪ ،‬تُستخدم كامريا‬ ‫ِّ‬ ‫متخصصة للكشف عن اإلشعاع املنبعث من املقتفي‪ ،‬ومن‬ ‫ث َّم رسم صور دقيقة ملا يحدث داخل جسم املريض‪.‬‬ ‫ويستعني فريق الرعاية الصحية بهذه الصور من أجل فهم‬ ‫حالة املريض والتخطيط للعالج‪ .‬ويمكن التقاط الصور‬ ‫طوال عملية تقديم الرعاية ملرىض الرسطان من أجل رصد‬ ‫املرض وتكييف الرعاية وفقا ً لذلك‪.‬‬ ‫أمَّ ا يف حالة االستخدام لغرض العالج‪ ،‬فتُختار مستحرضات‬ ‫صيدالنية إشعاعية تحتوي عىل كميات أكرب من املواد‬ ‫املشعَّ ة‪ ،‬حيث يرتاكم املقتفي إليصال جرعة إشعاعية إىل‬ ‫الخاليا الرسطانية‪ ،‬فيدمِّ رها اإلشعاع ويقتلها‪.‬‬ ‫ويف بعض األحيان‪ ،‬تُستخدم املستحرضات الصيدالنية‬ ‫اإلشعاعية للتشخيص والعالج يف نفس الوقت‪ .‬ويُطلق عىل‬ ‫ذلك اسم العالج‪-‬التشخيص‪ ،‬وهو أحد أحدث التطورات يف‬ ‫مجال تشخيص الرسطان وعالجه (انظر الصفحة ‪.)8‬‬

‫ال تستطيع الخاليا الرسطانية إصالح األرضار التي‬ ‫تلحق بحمض د‪.‬ن‪.‬أ‪ .‬فيها بعد التع ُّرض لجرعات‬ ‫صغرية من اإلشعاع بنفس كفاءة الخاليا السليمة‬ ‫املوجودة يف منطقة العالج‪ .‬وبغية استغالل هذا‬ ‫الفارق البيولوجي بني الخاليا الرسطانية والسليمة‪،‬‬ ‫يمكن تقسيم برنامج العالج اإلشعاعي إىل جرعات‬ ‫متعدِّدة صغرية عىل مدى عدَّة أسابيع‪ ،‬بحيث يهيِّئ‬ ‫ذلك أفضل فرصة لتدمري الورم بأقل قدر ممكن من‬ ‫األعراض الجانبية‪ .‬ويُعَ ُّد فهم البارامرتات املستخدمة‬ ‫يف تحديد أفضل برنامج عالجي لك ِّل حالة فردية‬ ‫جزءا ً من العلم الذي يُطلق عليه علم البيولوجيا‬ ‫اإلشعاعية‪.‬‬ ‫وهناك أكثر من ‪ 14‬مليون شخص يُصابون بالرسطان‬ ‫َّ‬ ‫ويتلقى قرابة نصف مرىض‬ ‫سنويًّا حول العالم‪.‬‬ ‫الرسطان عالجا ً إشعاعيًّا يف مرحلة ما من عالجهم‪،‬‬ ‫وغالبا ً ما يُعطى العالج اإلشعاعي باالقرتان مع أساليب‬ ‫عالجية أخرى‪ ،‬مثل الجراحة والعالج الكيميائي‪.‬‬ ‫وتعمل الوكالة منذ أكثر من ‪ 60‬عاما ً عىل النهوض‬ ‫باستخدام الطب اإلشعاعي يف مكافحة الرسطان وعىل‬ ‫تعزيز التقدُّم املحرز يف هذا املجال‪ .‬وتدعم الوكالة‬ ‫مختلف البلدان حول العالم يف إرساء وصون خدمات‬ ‫الرعاية الوطنية التي تقدِّمها ملرىض الرسطان‪ ،‬عن‬ ‫طريق توفري التدريب والتعليم للمهنيني‪ ،‬وتجهيز‬ ‫املرافق‪ ،‬وتيسري نقل الدراية العلمية فيما بني الخرباء‬ ‫(انظر الصفحة ‪ .)22‬وتساعد الوكالة أيضا ً عىل‬ ‫إعداد الخطط الوطنية ملكافحة الرسطان وعىل تنفيذ‬ ‫هذه الخطط واستعراضها‪ ،‬بما يف ذلك تعبئة املوارد‬ ‫للمرشوعات (انظر الصفحة ‪.)18‬‬

‫املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية‬ ‫هي عقاقري طبية تحتوي عىل مواد‬ ‫مشعَّ ة ويمكن أن تُستخدم ألغراض‬ ‫التشخيص أو العالج‪.‬‬ ‫(الصورة من‪:‬‬ ‫سفتلوم� سالفتشيف‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫ي‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫العالج اإلشعاعي‬

‫يتو َّلى تنفيذ العالج اإلشعاعي فريق من خرباء طب األورام‬ ‫اإلشعاعي والفيزياء الطبية وتكنولوجيا العالج اإلشعاعي‬ ‫املد َّربني عىل استهداف الخاليا الرسطانية باإلشعاع املؤين‪.‬‬ ‫وبحسب نوع الرسطان ومكان اإلصابة‪ ،‬يمكن أن يستخدم‬ ‫الفريق مصادر خارجية لإلشعاع‪ ،‬مثل الكوبلت‪ ،60-‬من‬ ‫آلة تنبعث منها اإلشعاعات‪ ،‬أو معجِّ ل خطي ينتج إشعاعات‬ ‫فوتونية باستخدام الكهرباء‪ .‬ويمكن أيضا ً وضع مصادر‬ ‫إشعاع خارجية بجانب الورم مبارشة أو يف داخله‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعرف بالتشعيع الداخيل‪ .‬ومن أحدث التطورات يف‬ ‫مجال العالج اإلشعاعي ما يُعرف بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه‬ ‫بالصور (انظر الصفحة ‪.)10‬‬

‫وينطوي العالج اإلشعاعي عىل تحديد الجرعات بعناية‪،‬‬ ‫بحيث تكون قوية بما يكفي إلحداث الرضر املطلوب يف‬ ‫حمض د‪.‬ن‪.‬أ‪ .‬املوجود يف الخاليا الرسطانية‪ ،‬مع التقليل إىل‬ ‫أدنى ح ٍّد من الرضر الذي يصيب الخاليا السليمة‪ .‬وكثريا ً ما‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪5 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫استخدام املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية‬ ‫لعالج الرسطان يكتسب زخما ً يف آسيا‬ ‫بفضل الوكالة‬ ‫بقلم ميكلوس غاسرب‬

‫أخصائية يف معهد الهور للطب‬ ‫النووي وطب األورام يف باكستان‪،‬‬ ‫أثناء فحص جودة املستحرضات‬ ‫الصيدالنية اإلشعاعية قبل‬ ‫استخدامها لعالج املرىض‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬معهد الهور للطب النووي وطب األورام)‬

‫الصيدالنية اإلشعاعية هي عقاقري‬ ‫طبية تحتوي عىل مواد مشعَّ ة‬ ‫تُستخدم لعالج الرسطان‪ ،‬وقد صار استعمالها عنرصا ً‬ ‫متج ِّذرا ً يف نظم الرعاية الصحية يف أنحاء عديدة من‬ ‫العالم‪ ،‬ولكنه لم يبدأ يف اكتساب الزخم يف البلدان النامية‬ ‫إ َّال َّ‬ ‫مؤخراً‪ .‬وصارت هذه العقاقري تصل إىل املزيد من‬ ‫البلدان يف آسيا‪ ،‬حيث يمكن أن يؤدِّي استخدامها إىل‬ ‫َّ‬ ‫املتوقعة للمرىض‪ ،‬ويعود جزء من الفضل‬ ‫زيادة األعمار‬ ‫يف ذلك إىل أحد مشاريع التعاون التقني التي تضطلع‬ ‫بها الوكالة‪ .‬وتشمل هذه املستحرضات دوتاتيت‪-‬‬ ‫اللُتِشيُوم‪ ،177-‬وهو مستحرض صيدالني إشعاعي‬ ‫يُستخدم لعالج األورام العصبية الصماوية‪ ،‬وهي نوع‬ ‫قاتل من الرسطان يصيب املعدة واألمعاء‪ .‬وقد أُنتج‬ ‫العقار بنجاح ويجري اآلن استعماله إكلينيكيًّا‪ ،‬عن‬ ‫طريق املرشوع‪ ،‬يف األردن وإيران وباكستان وتايلند‪.‬‬

‫املستحرضات‬

‫“لقد كان لهذا املرشوع تأثري‬ ‫كبري يف تحسني التعامل‬ ‫مع مرىض الرسطان عن‬ ‫طريق استحداث خيارات‬ ‫عالجية جديدة لم تكن‬ ‫متاحة فيما سبق‪”.‬‬ ‫— عامر الحوراني‪ ،‬أخصائي الصيدلة‬ ‫اإلشعاعية في كلية الخدمات الطبية‬ ‫الملكية األردنية‬

‫ويف إطار مرشوع امت َّد لثالث سنوات بشأن إنتاج‬ ‫املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية وانتهى يف‬ ‫ُ‬ ‫الوكالة الدع َم‬ ‫كانون األول‪/‬ديسمرب ‪ ،2018‬قدَّمت‬ ‫ألخصائيني يف الكيمياء اإلشعاعية والصيدلة اإلشعاعية‬ ‫والتكنولوجيا اإلشعاعية من ‪ 20‬بلداً‪َّ .‬‬ ‫وتلقى هؤالء‬ ‫األخصائيون التدريب عىل تحضري املستحرضات‬ ‫الصيدالنية اإلشعاعية العالجية ورصد جودتها‬ ‫ومراقبتها واستخدامها‪ .‬ومن بني البلدان املشاركة‪،‬‬ ‫بدأت ‪ 4‬بلدان تستخدم بالفعل هذه املستحرضات‬ ‫الصيدالنية اإلشعاعية يف املمارسة اإلكلينيكية‪َّ ،‬‬ ‫وتلقى‬ ‫العالجَ أكثر من ‪ 100‬مريض‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 6‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫وقال عامر الحوراني‪ ،‬أخصائي الصيدلة اإلشعاعية يف‬ ‫كلية الخدمات الطبية امللكية األردنية‪ ،‬حيث َّ‬ ‫تلقى العالجَ‬ ‫حتى اآلن ‪ 10‬مرىض باستخدام هذه املستحرضات‬ ‫الصيدالنية اإلشعاعية‪« :‬لقد كان لهذا املرشوع تأثري‬ ‫كبري يف تحسني التعامل مع مرىض الرسطان عن طريق‬ ‫استحداث خيارات عالجية جديدة لم تكن متاحة فيما‬ ‫سبق‪ ،‬وال سيما بالنظر إىل عدم وجود طرائق عالجية‬ ‫أخرى أو قيمتها املحدودة‪ ،‬مثل العالج الكيميائي‬ ‫والعالج اإلشعاعي يف بعض الحاالت»‪.‬‬

‫املستحرضات الصيدالنية‬ ‫اإلشعاعية املوجَّ هة‬ ‫املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية هي عقاقري طبية‬ ‫محتوية عىل نظائر مشعَّ ة عاد ًة ما تُصنع عن طريق‬ ‫ربط هذه النظائر بجزيئات بيولوجية يمكن توجيهها‬ ‫بحيث تستهدف أعضاء أو أنسجة أو خاليا معيَّنة داخل‬ ‫الجسم البرشي‪ .‬ومنذ أوائل خمسينات القرن العرشين‪،‬‬ ‫تزايد شيوع استخدام املستحرضات الصيدالنية‬ ‫اإلشعاعية يف تشخيص عدَّة أمراض‪ ،‬وبدرجة أق َّل يف‬ ‫العالج‪ .‬وبنا ًء عىل تطورات تح َّققت مؤ َّ‬ ‫خرا ً يف بحوث‬ ‫الطب النووي‪ ،‬استُحدثت نويدات مشعَّ ة ومستحرضات‬ ‫صيدالنية إشعاعية جديدة تنطوي عىل إمكانات أكرب‬ ‫ُّ‬ ‫يخص التوجيه‪ ،‬وهو ما أدَّى إىل توسيع نطاق‬ ‫فيما‬ ‫االحتماالت املمكنة لتكييف خيارات التشخيص والعالج‬ ‫باستخدام املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية والجمع‬ ‫بني هذه الخيارات‪.‬‬


‫مكافحة السرطان‬

‫والعقار العالجي الرئييس الذي تع َّلم املشاركون يف‬ ‫املرشوع كيفية تحضريه واستخدامه هو دوتاتيت‪-‬‬ ‫اللُتِشيُوم‪ .177-‬ويف املقام األول‪ ،‬تتكوَّن املستحرضات‬ ‫الصيدالنية اإلشعاعية املوجَّ هة‪ ،‬مثل دوتاتيت‪-‬‬ ‫اللُتِشيُوم‪ ،177-‬من جزيئات بيولوجية مثل الببتيدات‬ ‫(وهي أحماض أمينية مرتابطة برتتيب معيَّ )‪ ،‬وأجسام‬ ‫مضادة وبروتينات موسومة إشعاعيًّا بطريقة كيميائية‬ ‫باستخدام نويدات مشعَّ ة باعثة لجسيمات بيتا‪ ،‬مثل‬ ‫اللُتِشيُوم‪.177-‬‬ ‫ويُصنع اللُتِشيُوم‪ 177-‬يف أحد مفاعالت البحوث‪،‬‬ ‫وهو النظري املشع األنسب للغرض ألنَّه يبقى بعد‬ ‫لوقت ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كاف يسمح بربطه‪ ،‬أو وسمه‪ ،‬بالجزيء‬ ‫صنعه‬ ‫البيولوجي الصحيح‪ ،‬ث َّم نقله إىل املستشفى وحقنه يف‬ ‫جسم املريض‪.‬‬ ‫وفور دخوله إىل جسم املريض‪ ،‬يحمل الجزيء‬ ‫البيولوجي اللُتِشيُوم‪ 177-‬رسيعا ً ومبارش ًة إىل الورم‪،‬‬ ‫حيث يرت َّكز ث َّم يع ِّرض الور َم لإلشعاع‪ .‬وحيث َّ‬ ‫إن‬ ‫الجزيء ال يستهدف َّ‬ ‫إل الخاليا الرسطانية فقط‪ ،‬وألنَّ‬ ‫اللُتِشيُوم‪ 177-‬نظري ذو عمر محدود‪َّ ،‬‬ ‫فإن هذه التقنية‬ ‫تح ِّقق أعىل مستوى من عالج الرسطان مع التقليل إىل‬ ‫أدنى ح ٍّد من الرضر الذي يلحق بخاليا الجسم السليمة‪.‬‬ ‫ويكثر استخدام هذه التقنية يف عالج األورام التي تصيب‬ ‫املعدة واألمعاء والربوستاتا والبنكرياس‪.‬‬ ‫وتتمتَّع بعض املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية‪ ،‬مثل‬ ‫دوتاتيت‪-‬اللُتِشيُوم‪ ،177-‬بالقدرة عىل االستهداف‪،‬‬ ‫وهو ما يجعلها خيارا ً مفيدا ً يف عالج حاالت الرسطان‬ ‫التي يكون املرض فيها قد انترش إىل عدَّة أعضاء عن‬ ‫طريق الجهاز اللمفاوي أو يف مجرى الدم‪ .‬ويف مثل هذه‬ ‫الحاالت‪ ،‬ال يكون استئصال الورم جراحيًّا من املكان‬ ‫األصيل الذي ظهر فيه كافياً‪ ،‬يف حني َّ‬ ‫أن استخدام العالج‬ ‫اإلشعاعي من شأنه أن يع ِّرض أجزاء كبرية من جسم‬ ‫املريض لإلشعاع‪ ،‬ومن ث َّم تعريض املريض للخطر‪.‬‬ ‫واملستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية هي أيضا ً من‬ ‫َّ‬ ‫املفضلة للمرىض الذين تكون أجهزتهم‬ ‫أساليب العالج‬ ‫املناعية أضعف من أن تتحمَّ ل العالج الكيميائي‪ ،‬وهو‬ ‫نوع من العالج يؤثِّر يف جسم املريض بالكامل‪.‬‬

‫َّ‬ ‫املتوقعة‬ ‫عالج املرىض وتمديد األعمار‬ ‫إىل جانب استحداث خدمات عالج الرسطان باستخدام‬ ‫دوتاتيت‪-‬اللُتِشيُوم‪ 177-‬واألخذ بها‪ ،‬هناك عدَّة‬ ‫بلدان مشاركة يف املرشوع تعمل أيضا ً عىل توسيع‬ ‫نطاق قدراتها يف مجال العالج‪-‬التشخيص‪ .‬والعالج‪-‬‬ ‫التشخيص هو أسلوب من أساليب رعاية مرىض‬ ‫الرسطان يجمع بني استخدام املستحرضات الصيدالنية‬ ‫اإلشعاعية للتشخيص والعالج (طالعوا املزيد عن هذا‬ ‫املوضوع يف الصفحة ‪.)8‬‬ ‫ففي باكستان‪ ،‬عىل سبيل املثال‪َّ ،‬‬ ‫تلقى ‪ 15‬طبيبا ً‬ ‫التدريبَ و ُزوِّدوا باملعدات‪ ،‬جزئيًّا عن طريق الوكالة‪،‬‬ ‫للمساعدة عىل إرساء خدمات العالج‪-‬التشخيص‬

‫باستخدام املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية يف البالد‪.‬‬ ‫وتشهد باكستان ما يزيد عىل ‪ 170 000‬إصابة جديدة‬ ‫بالرسطان سنويًّا‪.‬‬ ‫وقال السيد عرفان الله خان‪ ،‬نائب كبري العلماء يف معهد‬ ‫الهور للطب النووي وطب األورام يف باكستان‪َّ :‬‬ ‫«إن‬ ‫إنشاء مرافق للعالج‪-‬التشخيص يف معهد الهور للطب‬ ‫النووي وطب األورام‪ ،‬وألول م َّرة يف باكستان‪ ،‬هو إنجاز‬ ‫بارز‪ .‬ورغم َّ‬ ‫أن املرشوع [الخاص بالوكالة] قد انتهى‪،‬‬ ‫فقد رصنا [اآلن] نملك هذه التكنولوجيا يف باكستان‪،‬‬ ‫ومن ث َّم نواصل تقديم العالج للمرىض بنجاح‪ .‬وقد كان‬ ‫لهذا األمر أثر كبري ح ًّقا يف حياة املرىض»‪.‬‬ ‫وأطلقت الوكالة يف أوائل عام ‪ 2019‬مرشوع متابعة‬ ‫مدَّته ثالث سنوات كمرحلة ثانية من الدعم‪ ،‬ويساعد هذا‬ ‫املرشوع البلدان املشاركة يف املرشوع األصيل عىل مواصلة‬ ‫واستكمال طلبات الرتخيص وتفعيل طريقة العالج‬ ‫بالكامل‪ ،‬حسبما قاله ميكوال كوريلتشيك‪ ،‬مسؤول إدارة‬ ‫املشاريع املك َّلف بهذه املبادرة لدى الوكالة‪.‬‬ ‫وأضاف السيد كوريلتشيك قائالً‪« :‬من حيث املبدأ‪،‬‬ ‫يمكن ألي بلد لديه مفاعل بحوث أن ينتج هذه النظائر‪،‬‬ ‫والوكالة ملتزمة بإتاحة هذه التكنولوجيا لجميع‬ ‫البلدان املهتمة»‪.‬‬

‫من جسيمات بيتا إىل جسيمات ألفا‬

‫يهدف مرشوع الوكالة أيضا ً إىل مساعدة البلدان عىل‬ ‫وضع األساس الالزم الستخدام باعثات جسيمات ألفا‬ ‫كمستحرضات صيدالنية إشعاعية‪.‬‬ ‫واملستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية التي تستخدم مواد‬ ‫مشعَّ ة تم ُّر بعملية اضمحالل باعثة ألشعة ألفا — أي‬ ‫ينبعث منها نظري الهليوم‪ 4-‬املحتوي عىل بروتونني‬ ‫ونيوترونني — بد ًل من عملية اضمحالل باعثة ألشعَّ ة‬ ‫بيتا تتَّسم بفعالية أكرب يف عالج الرسطان‪ ،‬بيد َّ‬ ‫أن إنتاجها‬ ‫أكثر صعوبة‪ .‬وتتَّسم جسيمات ألفا بمستويات أعىل من‬ ‫نقل الطاقة ومدى أقرص‪ .‬ومن ث َّم فهي أقدر عىل اخرتاق‬ ‫الخاليا الرسطانية وتتَّسم بفعالية أكرب يف تدمري هذه‬ ‫الخاليا بما قد يصل إىل عرشة أضعاف جسيمات بيتا‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫املتخصص يف‬ ‫وقال السيد أمري جليليان‪ ،‬الكيميائي‬ ‫النظائر املشعَّ ة واملستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية‬ ‫لدى الوكالة‪« :‬بعد أن تتع َّلم البلدان كيفية إنتاج وإدارة‬ ‫باعثات جسيمات بيتا‪ ،‬تتمثَّل إحدى الخطوات التالية يف‬ ‫إنتاج واستخدام جسيمات ألفا من أجل تحقيق املزيد من‬ ‫الفعالية ودقة التوجيه يف العالج»‪.‬‬ ‫وقد ساعدت الوكالة خرباء من تايلند والكويت يف‬ ‫اقتناء هذه التقنية األكثر تقدُّماً‪ ،‬وهناك مستشفيان‪،‬‬ ‫بواقع مستشفى واحد يف ك ِّل بلد‪ ،‬يستخدمانها اآلن‬ ‫يف العالج‪ .‬ويأمل الخرباء يف بعض البلدان املشاركة‬ ‫األخرى أن يرشعوا يف إنتاج باعثات جسيمات ألفا‬ ‫واستخدامها بحلول عام ‪ ،2021‬بفضل مرشوع متابعة‬ ‫التعاون التقني‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪7 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫رؤية الخاليا الرسطانية وقتل الخاليا الرسطانية‬ ‫أسلوب التشخيص العالجي من أجل التشخيص والعالج‬ ‫بقلم إليسا مطر ونيكول جاويرث‬

‫َّ‬ ‫إن‬

‫استخدام الجزيئات البيولوجية لنقل املواد املشعَّ ة‬ ‫بأمان داخل الجسم البرشي يساعد األطباء يف‬ ‫الحصول عىل صور أدق لألورام والقضاء بفعالية‬ ‫أكرب عىل الخاليا الرسطانية‪ .‬ويُطلق عىل هذا األسلوب‬ ‫الذي يجمع بني االستخدامات العالجية والتشخيصية‬ ‫للمستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية أسلوب التشخيص‬ ‫العالجي‪ .‬وهذا أحد آخر اإلنجازات التي تح َّققت يف مجال‬ ‫رعاية مرىض الرسطان وأحد األساليب املتعدِّدة التي‬ ‫تساعد الوكالة عىل توفريها للمرىض يف البلدان يف ك ِّل‬ ‫أنحاء العالم من خالل نقل التكنولوجيا وبناء القدرات‪.‬‬

‫“ َّ‬ ‫إن أسلوب التشخيص‬ ‫العالجي لديه القدرة عىل‬ ‫تغيري فكرة عالج الرسطان‪.‬‬ ‫إنه نهج فعَّ ال جدًّا يم ِّكنك‬ ‫من أن ترى ما تُعالج‬ ‫وتُعالجَ ما ترى‪”.‬‬ ‫— محمد حيدر‪،‬‬ ‫األستاذ المساعد في وحدة التصوير‬ ‫اإلشعاعي اإلكلينيكي‪ ،‬المركز الطبي‬ ‫في الجامعة األمريكية في بيروت‪ ،‬لبنان‬

‫وقال الدكتور محمد حيدر‪ ،‬األستاذ املساعد يف وحدة‬ ‫التصوير اإلشعاعي اإلكلينيكي يف إدارة التصوير‬ ‫اإلشعاعي التابعة للمركز الطبي يف الجامعة األمريكية‬ ‫يف بريوت بلبنان َّ‬ ‫«إن أسلوب التشخيص العالجي لديه‬ ‫القدرة عىل تغيري فكرة عالج الرسطان»‪ .‬وأضاف‬ ‫قائالً‪« :‬إنه نهج فعَّ ال جدًّا يم ِّكنك من أن ترى ما تُعالج‬ ‫وتُعالجَ ما ترى‪ .‬فتكون النتيجة ضمان جودة حياة‬ ‫َّ‬ ‫املتوقع وتقليص اآلثار‬ ‫أفضل ورفع متوسط العمر‬ ‫ً‬ ‫مقارنة بأساليب العالج األخرى‪،‬‬ ‫الجانبية إىل أدنى ح ٍّد‬ ‫مثل العالج الكيميائي‪».‬‬ ‫ورغم أن أسلوب التشخيص العالجي ما انف َّك يُستخدم‬ ‫منذ أكثر من ‪ 70‬عاما ً لعالج بضعة أمراض محدَّدة‪،‬‬ ‫فإن انطالقته لم تبدأ َّ‬ ‫مثل رسطان الغدة الدرقية‪َّ ،‬‬ ‫إل يف‬ ‫العقود القليلة األخرية؛ وأفضت أوجه التقدُّم الحاصلة‬ ‫يف الطب والتكنولوجيا إىل استحداث مستحرضات‬ ‫صيدالنية إشعاعية ومعدَّات طبية جديدة‪ ،‬ممَّ ا فتح الباب‬ ‫أمام استخدام أسلوب التشخيص العالجي من أجل‬ ‫مكافحة رسطانات الربوستاتا والكبد والجهاز الهضمي‬ ‫والجهاز العصبي‪ ،‬من بني أنواع أخرى‪ .‬وينطوي ذلك‬ ‫عىل عالج أورام األعصاب والغدَّة الصماء باستخدام‬ ‫املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية التي يُطلق عليها‬ ‫دوتاتيت‪-‬اللُتِشيُوم‪( 177-‬يمكن الحصول عىل مزيد من‬ ‫املعلومات عن هذا املوضوع يف الصفحة ‪.)6‬‬

‫التدريب يف الطب النووي والعالج اإلشعاعي‪ ،‬وعندما‬ ‫تُصبح مستع َّد ًة فإنها تتحوَّل بأمان إىل الطب املكيَّف‬ ‫حسب االحتياجات الشخصية وإىل تطبيق أساليب‬ ‫متقدِّمة‪ ،‬مثل أسلوب التشخيص العالجي والعالج‬ ‫َّ‬ ‫املجسم»‪.‬‬ ‫اإلشعاعي الجسدي‬

‫كيف يعمل أسلوب الشخيص العالجي‬ ‫يعمل أسلوب التشخيص العالجي‪ ،‬يف بعض الحاالت‪،‬‬ ‫مثل العقاقري الطبية األخرى بالتفاعل مع جزيئات‬ ‫الربوتني‪ ،‬التي يُطلق عليها املستقبالت‪ ،‬عىل جدران‬ ‫الخاليا‪ .‬ويمكن أن تكون هذه املستقبالت مربوطة‬ ‫بخارج الجزيئات‪ ،‬مثل الهرمونات والعقاقري‪ ،‬ممَّ ا‬ ‫ِّ‬ ‫ينشط املستقبالت ويو ِّلد إشارة تُخرب الخلية بما عليها‬ ‫أن تفعل‪ ،‬مثل التوقف عن إنتاج املواد الكيميائية التي‬ ‫تبعث إشارات باأللم إىل الدماغ‪.‬‬ ‫وتنجذب جزيئات مختلفة إىل أنواع مختلفة من‬ ‫املستقبالت‪ .‬وبمعرفة أي جزيئات تتماىش مع أي‬ ‫مستقبالت‪ ،‬يمكن صنع أدوية تربط‪ ،‬عىل سبيل املثال‪،‬‬ ‫الجزيئات الصحيحة باملواد الكيميائية املانعة لأللم‪،‬‬ ‫والتي ستنقلها الجزيئات بعدئذ إىل مستقبالت الخاليا‬ ‫الصحيحة لكي توقف صداع الرأس مثالً‪.‬‬ ‫وينطبق هذا األمر كذلك عىل املستحرضات الصيدالنية‬ ‫اإلشعاعية؛ فاملواد املشعَّ ة مربوطة بجزيئات اختريت‬ ‫استنادا ً إىل كيفية تفاعلها مع الجسم عند وجود‬ ‫أنواع معيَّنة من الرسطان‪ .‬وتنقل هذه الجزيئات‬ ‫بعدئذ املواد املشعَّ ة إىل الورم املستهدف لتصويره‬ ‫التشخييص أو لعالجه‪ .‬وبما أن الخاليا السليمة‬ ‫ليس لها املستقبالت نفسها التي للخاليا املستهدفة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن املستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية تتخطاها‬ ‫ُ‬ ‫وال‪ ‬تلحق بها أي رضر‪.‬‬ ‫وقالت ديانا باييز‪ ،‬رئيسة قسم الطب النووي والتصوير‬ ‫التشخييص يف الوكالة‪« :‬باتِّباع نهج ير ِّكز عىل االحتياجات‬ ‫الخاصة لك ِّل مريض‪ ،‬يتيح أسلوب التشخيص العالجي‬ ‫االنتقال من الطب التقليدي إىل طب مكيَّف حسب‬ ‫االحتياجات الشخصية ودقيق؛ وتكون الحصيلة هي‬ ‫اختيار العالج الصحيح للمريض الصحيح»‪.‬‬

‫ومع أن أسلوب التشخيص العالجي يتيح الفرصة‬ ‫لتحسني نتائج عالج املرىض‪َّ ،‬‬ ‫إل أنه غري متاح عىل نطاق‬ ‫ُّ‬ ‫واسع؛ فهو أسلوب يقتيض توفر مهارات ومرافق‬ ‫مختلفة عن تلك املتاحة بسهولة فيما يتعلق بأساليب‬ ‫الرعاية األخرى يف مجال الرسطان‪ ،‬مثل العالج‬ ‫اإلشعاعي والعالج الكيميائي والجراحة‪.‬‬

‫ترى أوال ً ثم تعالج بعد ذلك‬

‫وقالت مي عبد الوهاب‪ ،‬مديرة شعبة الصحة البرشية‬ ‫يف الوكالة «من خالل الدعم الذي تقدِّمه الوكالة‪ ،‬تعمل‬ ‫َّ‬ ‫وتتلقى‬ ‫البلدان يف ك ِّل أنحاء العالم عىل إعداد مرافق‬

‫فيما يتعلق بالتصوير التشخييص‪ ،‬تعطى املستحرضات‬ ‫الصيدالنية اإلشعاعية التي تحتوي عىل كميات قليلة‬ ‫من املواد املشعَّ ة عن طريق حقنها أو ابتالعها أو‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 8‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫تموز‪/‬يوليه ‪2017‬‬

‫تموز‪/‬يوليه ‪2018‬‬

‫استنشاقها‪ ،‬ث َّم تُنقل عرب الجسم إىل املنطقة املستهدفة‪.‬‬ ‫وبمج َّرد ما يتجمع العقار حول الخاليا املستهدفة أو‬ ‫بداخلها‪ ،‬يجري فحص الكمية الضئيلة من اإلشعاعات‬ ‫املنبعثة من املستحرضات الصيدالنية املشعَّ ة والكشف‬ ‫عنها باستخدام كامريا خاصة‪ .‬ويُنتج هذا بعد ذلك‬ ‫صورا ً لتلك املنطقة من الجسم‪.‬‬

‫كانون األول‪/‬ديسمرب ‪2018‬‬

‫وقال‪« :‬لقد كان لدي عىل سبيل املثال مريض يبلغ‬ ‫من العمر ‪ 82‬عاما ً مصاب برسطان الربوستاتا الذي‬ ‫انترش ليصل إىل العقد اللمفاوية والعظام‪ ،‬وبعد‬ ‫محاوالت عالج فاشلة باستخدام أساليب أخرى‪،‬‬ ‫تح َّولنا إىل اتِّباع أسلوب التشخيص العالجي»‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫«بعد إعطاء جرعتني من اللُتِشيُوم‪ 177-‬املستضد‬ ‫الربوستاتي الغشائي‪ ،‬رأينا انخفاضا ً كبريا ً يف‬ ‫تقرحات األورام‪ ،‬ث َّم بعد إعطاء جرعة إضافية من‬ ‫املستحرض الصيدالني اإلشعاعي‪ ،‬األكتينيوم‪255-‬‬ ‫املستضد الربوستاتي الغشائي‪ ،‬رأينا شبه خمود‬ ‫كامل للمرض‪».‬‬

‫ووفقا ً لنتائج التصوير التشخييص‪ ،‬يحدِّد الطبيب‬ ‫أي أسلوب عالج هو األفضل للمريض‪ .‬فإذا كان‬ ‫أسلوب التشخيص العالجي مناسباً‪ ،‬يجري اختيار‬ ‫مستحرض صيدالني إشعاعي لذلك املريض‪ ،‬وتُحدَّد‬ ‫الكمية الدقيقة من اإلشعاعات الالزمة للعالج‪،‬‬ ‫علما ً بأن الجرعة تتوقف عىل نوع الورم وحجمه‪،‬‬ ‫وكذلك عىل ِّ‬ ‫سن املريض ونوع جنسه‪ ،‬وعىل مدى‬ ‫خطورة الحالة والعضو املستهدف‪ .‬وبمج َّرد ما‬ ‫يتجمَّ ع املستحرض الصيدالني اإلشعاعي حول الخاليا‬ ‫الرسطانية أو بداخلها‪ ،‬تُطلِق اإلشعاعات أرضارا ً‬ ‫بالخاليا الرسطانية وتقتلها‪ ،‬بينما يكون اإلرضار‬ ‫بالخاليا السليمة املحيطة متدنِّياً‪ .‬ويخضع املرىض‬ ‫عادة لجلسات عالج عديدة‪ ،‬ويُؤخذ مزيد من الصور‬ ‫التشخيصية لرصد التقدُّم املحرز‪.‬‬

‫وأوضح الدكتور حيدر قائالً َّ‬ ‫بأن هذه هي نتائج أولية‬ ‫فقط‪ ،‬وما زال هناك الكثري من العمل الواجب القيام‬ ‫به يف مجال أسلوب التشخيص العالجي للحصول عىل‬ ‫فهم كامل ألثره ونطاقه املحتمل‪ .‬ويخ ِّ‬ ‫طط مع فريقه‬ ‫ملواصلة عملهم مع الوكالة من أجل النهوض ببحوثهم‬ ‫وتحسني مهاراتهم واملساعدة عىل تدريب اآلخرين يف‬ ‫املنطقة‪ .‬وقدَّمت الوكالة‪ ،‬من خالل برنامجها للتعاون‬ ‫التقني‪ ،‬التدريب وتربَّعت باملعدات إىل لبنان من أجل‬ ‫دعم تطوير خدماته للرعاية يف مجال الرسطان‪.‬‬

‫وقال حيدر «لقد رأينا حاالت استجابت للعالج بأسلوب‬ ‫التشخيص العالجي وكان من شبه املستحيل أن‬ ‫تستجيب باستخدام أنواع أخرى من العالج»‪ .‬ومع َّ‬ ‫أن‬ ‫الدكتور حيدر وفريقه الذي يض ُّم ‪ 15‬أخصائيًّا يف لبنان‬ ‫يعالجون يف الوقت الحارض حفنة من املرىض كل سنة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫إل أنهم بدأوا بالفعل يرون نتائج كبرية‪.‬‬

‫وقال «يمكننا أن نرى ُّ‬ ‫توسعا ً يف أسلوب التشخيص‬ ‫العالجي يف املستقبل ليشمل رسطان الثدي ورسطان‬ ‫الرئة»‪ .‬وأضاف «إذا تم َّكنا من إيجاد الجزيء الفعَّ ال‬ ‫بالتحديد لهذين النوعني من الرسطان الشائعني جدًّا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن ذلك قد يرتك أثرا ً كبريا ً يف معدَّالت البقاء عىل قيد‬ ‫الحياة بعد اإلصابة بالرسطان ويف جودة الحياة»‪.‬‬

‫آذار‪/‬مارس ‪2019‬‬

‫التقدُّم الحاصل يف أسلوب التشخيص‬ ‫العالجي املطبَّق عىل مريض يبلغ من‬ ‫العمر ‪ 82‬عاما ً واملصاب برسطان‬ ‫الربوستاتا الذي انترش ليصل إىل‬ ‫العقد اللمفاوية والعظام‪ .‬الحالة‬ ‫يف بداية تطبيق أسلوب التشخيص‬ ‫العالجي (أقىص اليمني) وصوال ً إىل‬ ‫حالة شبه الخمود الكامل للمرض‬ ‫(أقىص اليسار)‪.‬‬ ‫الط� ف ي� الجامعة األمريكية‬ ‫ف(الصورة من‪ :‬المركز ب ي‬ ‫ي� يب�وت)‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪9 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫رؤية جديدة لعالج الرسطان‪ :‬التشعيع‬ ‫الداخلي املوجَّ ه بالصور‬ ‫بقلم إليسا مطر‬

‫َّ‬ ‫املفصلة‬ ‫الصور الطبية‬ ‫تساعد مهنيي الصحة عىل‬ ‫التمييز بني األورام والخاليا‬ ‫واألعضاء السليمة لضمان‬ ‫أن تصيب املصادر اإلشعاعية‬ ‫الهدف الصحيح‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬أوونا أونكوسالود)‬

‫التقدُّم الحاصل يف التكنولوجيا عىل تمهيد‬ ‫الطريق أمام تنفيذ تقنيات مثل العالج‬ ‫بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور وهي تقنيات تؤدِّي إىل‬ ‫تحقيق نتائج أفضل وتمنح جودة حياة أفضل للمرىض‪.‬‬

‫ساعد‬

‫وقال غوستافو ساريا بارداليس‪ ،‬املدير الطبي إلدارة‬ ‫العالج اإلشعاعي يف مستشفى أوونا أونكوسالود يف‬ ‫بريو‪َّ ،‬‬ ‫«إن العالج بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور‬ ‫هو أسلوب مكيَّف للغاية حسب االحتياجات الشخصية‬ ‫ومضبوط بدقة لعالج الرسطان ويمكن أن يساعد عىل‬ ‫رفع معدَّالت البقاء عىل قيد الحياة يف العديد من أنواع‬ ‫الرسطان‪ ،‬ويؤدِّي يف الوقت ذاته إىل تقليص مخاطر‬ ‫املضاعفات»‪ .‬وأضاف «ومع ارتفاع حاالت اإلصابة‬ ‫بالرسطان يف ك ِّل أنحاء العالم‪َّ ،‬‬ ‫فإن استخدام العالج‬ ‫بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور يقدِّم عالجا ً آمنا ً‬ ‫وفعَّ اال ً وذا جودة عالية لبعض أنواع الرسطان الشائعة‪،‬‬ ‫مثل رسطان الثدي ورسطان الربوستاتا ورسطان عنق‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 10‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫الرحم‪ .‬ومواصلة تطوير وتنفيذ هذه التكنولوجيا هي‬ ‫فرصة عظيمة لتوسيع إمكانية الوصول إىل مزيد من‬ ‫املرىض وتزويدهم برعاية فعَّ الة‪».‬‬ ‫ومع َّ‬ ‫أن العالج بالتشعيع الداخيل‪ ،‬وهو نوع من العالج‬ ‫اإلشعاعي الداخيل باستخدام مصادر مشعَّ ة‪ ،‬كان عالجا ً‬ ‫شائعا ً لعدَّة أنواع من الرسطان ألكثر من ‪ 100‬عام‪َّ ،‬‬ ‫إل َّ‬ ‫أن‬ ‫العالج بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور لم يكن ممكنا ً‬ ‫َّ‬ ‫إل يف السنوات الـ‪ 15‬األخرية بفضل التقدُّم الحاصل يف‬ ‫التصوير الطبي وتخطيط العالج وإعطاء الجرعات‪.‬‬ ‫والعالج بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور مُصمَّ م لرفع‬ ‫الجرعة اإلشعاعية إىل أقىص ح ٍّد من أجل قتل الخاليا‬ ‫الرسطانية ويف الوقت ذاته التقليص إىل أدنى ح ٍّد من‬ ‫فرص تع ُّرض الخاليا السليمة املحيطة‪ .‬ويستخدم هذا‬ ‫العالج الصور الطبية الثالثية األبعاد لتصوير ُّ‬ ‫تغيات‬ ‫حجم العضو من أجل تكييف العالج بالتشعيع الداخيل‬ ‫وفقا ً الحتياجات املريض وتحقيق املستوى األمثل من‬


‫مكافحة السرطان‬

‫هذا العالج‪ .‬وتبيِّ الصور الحجم واملوقع الصحيح للورم‬ ‫وما يتصل بذلك من أعضاء لكي يتسنَّى لفريق الرعاية‬ ‫الصحية تخطيط املصادر املشعَّ ة بدقة ووضعها بأمان‬ ‫بجوار الورم الواجب عالجه أو وضعها بداخله مبارشة‪.‬‬ ‫وقد يكون هذا التموضع إمَّ ا مؤقتا ً باستخدام مطباق‬ ‫يمكن إزالته ويحتوي عىل املصادر‪ ،‬أو قد يكون دائما ً‬ ‫باستخدام مصادر يُطلق عليها البذور التي تظ ُّل داخل‬ ‫الجسم إىل أجل غري مسمَّ ى؛ وبمرور الوقت‪ ،‬تفقد البذور‬ ‫نشاطها اإلشعاعي وتصبح غري مؤذية‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بأنواع معيَّنة من الرسطان‪ ،‬مثل رسطان عنق‬ ‫الرحم‪ ،‬يُدمج العالج بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور‬ ‫مع العالج اإلشعاعي بالحزم اإلشعاعية الخارجية‪ ،‬بينما‬ ‫يمكن استخدامه يف أنواع أخرى‪ ،‬مثل رسطان الثدي‬ ‫ورسطان عنق الرحم‪ ،‬كعالج حرصي‪ .‬وعند تطبيق‬ ‫العالج بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور‪ ،‬يمكن استخدام‬ ‫جرعات أعىل من اإلشعاعات الستهداف الورم مبارشة‪ ،‬أي‬ ‫أن الخاليا السليمة َّ‬ ‫ً‬ ‫جرعة أقل من اإلشعاعات‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ألن‬ ‫تتلقى‬ ‫املصادر توضع مبارشة يف الورم أو بجواره‪.‬‬ ‫وأوضح ألفريدو بولو روبيو‪ ،‬وهو أخصائي عالج األورام‬ ‫اإلشعاعي يف الوكالة‪َّ ،‬‬ ‫إن وضع املصادر داخل جسم‬ ‫ُّ‬ ‫تخصصات متنوِّعة‪،‬‬ ‫املريض يتط َّلب مع ذلك خربة يف‬ ‫كالجراحة والتصوير ورسم الخطوط الكنتورية وتخطيط‬ ‫العالج‪ .‬وقال‪« :‬إنه ليس بمثابة إجراء واحد يناسب الجميع‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مريض مختلف وك َّل ور ٍم مختلف والعالج‬ ‫ألن ك َّل جس ٍم‬ ‫ٍ‬ ‫بالتشعيع الداخيل هو نوع من العالج املكيَّف حسب‬ ‫االحتياجات الشخصية‪ .‬والجمع بني العالج بالتشعيع‬ ‫الداخيل والتصوير يعطي فريق الرعاية الصحية صور ًة‬ ‫أوضح عن الورم وعن األعضاء املحيطة به ويسهِّ ل وضع‬ ‫املصادر املشعَّ ة وتقييم استجابة الورم وتكييف جرعات‬ ‫اإلشعاعات بدقة أكرب‪.‬‬

‫وتتحوَّل بعض البلدان‪ ،‬مثل بريو‪ ،‬اليوم إىل تطبيق‬ ‫العالج بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور للمساعدة عىل‬ ‫إدارة وطأة الرسطان املتنامية‪.‬‬ ‫وقال ساريا بارداليس َّ‬ ‫«إن الرسطان رسعان ما أصبح‬ ‫السبب األول للوفاة لدى شعب بريو وهو يتزايد‬ ‫باستمرار»‪ .‬فهناك نحو ‪ 66 000‬شخص يف بريو‬ ‫يُش َّخصون بالرسطان سنويًّا‪ .‬وقال َّ‬ ‫«إن النظام الصحي‬ ‫غري جاهز لهذا التحوُّل الوبائي‪ ،‬لذلك من الرضوري‬ ‫اعتماد حلول جديدة مثل العالج بالتشعيع الداخيل‬ ‫املوجَّ ه بالصور‪».‬‬ ‫وما انف َّكت بريو تعمل مع الوكالة ألكثر من ‪ 30‬عاما ً‬ ‫إلرساء خدماتها للرعاية يف مجال الرسطان‪ .‬وخالل‬ ‫السنوات الخمس األخرية‪ ،‬انطوى هذا التعاون عىل‬ ‫بناء قدرات املواد البرشية الخاصة ببريو يف مجال‬ ‫العالج بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور وربط‬ ‫املهنيني يف بريو بالشبكات الدولية والخرباء الدوليني‬ ‫يف هذا املجال بالذات‪.‬‬ ‫وقال ساريا بارداليس «لقد اعتدنا عىل أن نقترص عىل‬ ‫التشعيع الداخيل التقليدي الثنائي األبعاد والثالثي‬ ‫األبعاد‪ .‬واليوم بدأنا يف استخدام العالج بالتشعيع‬ ‫الداخيل املوجَّ ه بالصور ونحن ننتظر أن نشهد أثر‬ ‫هذا االستخدام بالكامل»‪ .‬وأضاف «ونحن َّ‬ ‫نتوقع أن‬ ‫يصبح العالج بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور‪ ،‬يف‬ ‫العقد املقبل‪ ،‬عالجا ً نمطيًّا أكثر ملرىض الرسطان‪،‬‬ ‫ألنه نهج مكيَّف أكثر حسب االحتياجات الشخصية‬ ‫ويسجِّ ل معدَّالت أعىل من النجاح‪ ،‬مما يجعله أسلوب‬ ‫عالج أكثر كفاءة من حيث التكلفة وأنسب ألنواع‬ ‫متن ِّوعة من الرسطان‪».‬‬

‫“لقد اعتدنا عىل أن نقترص‬ ‫عىل التشعيع الداخلي‬ ‫التقليدي الثنائي األبعاد‬ ‫والثالثي األبعاد‪ .‬واليوم بدأنا‬ ‫يف استخدام العالج بالتشعيع‬ ‫الداخيل املوجَّ ه بالصور‬ ‫ونحن ننتظر أن نشهد أثر‬ ‫هذا االستخدام بالكامل‪”.‬‬ ‫— غوستافو ساريا بارداليس‪،‬‬ ‫المدير الطبي‪ ،‬إدارة العالج باألشعة‪،‬‬ ‫أوونا أونكوسالود‪ ،‬بيرو‬

‫العالج بالتشعيع الداخيل ينطوي‬ ‫عىل وضع املصادر املشعَّ ة داخل‬ ‫الجسم أو عىل سطحه‪ ،‬ويمكن‬ ‫القيام بذلك بأدوات كاألسالك أو‬ ‫األنابيب أو الحُ قن‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬أوونا أونكوسالود)‬

‫ومع َّ‬ ‫أن العالج بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور يُعترب‬ ‫فعَّ اال ً من حيث التكلفة بفضل معدَّل نجاحه العايل‪ ،‬إلَّ‬ ‫أنه يظ ُّل أسلوبا ً مكلفاً‪ .‬وتتط َّلب التقنية برامج وأجهزة‬ ‫حاسوبية الستكمال خطة العالج املكيَّفة حسب‬ ‫االحتياجات الشخصية‪ ،‬كما تتط َّلب وجود فريق من‬ ‫األخصائيني ذوي الخربة العالية‪ ،‬من أخصائيي عالج‬ ‫األورام إىل أخصائيي قياس الجرعات وأخصائيي العالج‬ ‫اإلشعاعي‪ ،‬ويف بعض الحاالت‪ ،‬الج َّراحني من أجل‬ ‫املساعدة عىل وضع املطابيق يف جسم املريض‪.‬‬ ‫وتعمل عدَّة بلدان يف جميع أنحاء العالم مع الوكالة‬ ‫الستحداث خدماتها يف مجال عالج الرسطان وكذلك عندما‬ ‫تصبح هذه البلدان مستع َّد ًة العتماد أساليب ابتكارية‪،‬‬ ‫مثل العالج بالتشعيع الداخيل املوجَّ ه بالصور‪ .‬ومن خالل‬ ‫مشاريع التعاون التقني التابعة للوكالة ومشاريع البحوث‬ ‫املنسقة‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫يتلقى الخرباء التدريب واملعدات‪ ،‬كما يحصلون‬ ‫عىل فرص الوصول إىل شبكات املهنيني لتعزيز خربتهم‪.‬‬ ‫وقد أصدرت الوكالة أيضا ً مبادئ توجيهية ووثائق تقنية‬ ‫لدعم تنفيذ العالج اإلشعاعي املوجَّ ه بالصور ولتوجيه‬ ‫املهنيني يف مرحلة االنتقال من تطبيق تقنيات بسيطة إىل‬ ‫تطبيق تقنيات أكثر تعقيداً‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪11 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫تبنِّي تزايد قدرة العالج اإلشعاعي تبنِّيا ً آمنا ً‬

‫بقلم نتالي ميخائيلوفا‬

‫أخصائي يُع ُّد هيكل الجرعات‬ ‫لضمان أن تكون الجرعات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ودقيقة‪.‬‬ ‫آمنة‬ ‫اإلشعاعية‬ ‫ف‬ ‫(الصورة من‪:‬‬ ‫مستش� تيغربرغ)‬

‫أتاح التقدُّم املحرز يف مجال تكنولوجيا العالج‬ ‫اإلشعاعي زيادة القدرة عىل مكافحة الرسطان‪،‬‬ ‫كما زاد دقتها وسهَّ ل تقديمها‪ .‬ويف حني أن هذا الجانب‬ ‫يو ِّفر مزايا جديدة تعود بالفائدة عىل املرىض‪َّ ،‬‬ ‫إل أنه يفتح‬ ‫يف الوقت عينه الباب أمام تحدِّيات جديدة يف مجل األمان‪.‬‬

‫لقد‬

‫وقال السيد كريستوف تراورنيخت‪ ،‬رئيس شعبة‬ ‫الفيزياء الطبية يف مستشفى تيغربرغ‪ ،‬ومحارض كبري‬ ‫يف جامعة ستيلنبوش يف كايب تاون «ال يت ُّم اعتماد‬ ‫التكنولوجيا الجديدة دون التع ُّرض لعدد من األخطار‪.‬‬ ‫وتتمثَّل املشكلة لدى استخدام أي آلة جديدة يف إمكانية‬ ‫ارتكاب األخطاء‪ ،‬بما أنه ال يزال مهنيو العالج اإلشعاعي‬ ‫يف طور تع ُّلم طريقة عمل اآللة فعالً‪ .‬وال يمكن للمهنيني‬ ‫أن يثقوا بأن اآللة ستؤدِّي ما يُتو َّقع منها تأديته‪ ،‬وال ب َّد‬ ‫لهم من التح ُّقق من العمل املنجز من خالل اعتماد عملية‬ ‫اختبار مع َّقد يف أمثل األوضاع»‪.‬‬ ‫لقد اضطلع العالج اإلشعاعي منذ بداية القرن العرشين‬ ‫بدور ما فتئ يزداد باستمرار وعىل نحو ال غنى عنه‬ ‫يف مكافحة الرسطان‪ .‬وينطوي العالج اإلشعاعي عىل‬ ‫توجيه جرعات دقيقة للغاية من اإلشعاع نحو األورام‬ ‫بغية القضاء عىل الخاليا الرسطانية‪ .‬ويمكن إنجاز هذه‬ ‫العملية باالستعانة بحزمة من اإلشعاعات الخارجية‬ ‫من قبيل األشعة السينية أو أشعة غاما أو اإللكرتونات‬ ‫أو باستخدام املوارد اإلشعاعية املوضوعة داخل جسم‬ ‫املريض أو خارجه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 12‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫وأكثر اآلالت استخداما ً اليوم لعالج الرسطان باإلشعاع‬ ‫هي املعجِّ ل الخطي‪ ،‬كما ثمَّ ة أكثر من ‪ 12 000‬وحدة‬ ‫منها تشغل يف املستشفيات يف جميع أرجاء العالم‬ ‫وال‪ ‬ش َّك يف أن انتشارها َّ‬ ‫مرشح لالزدياد‪.‬‬ ‫وقالت السيدة ديبي جيالي‪ ،‬أخصائية الوقاية من‬ ‫اإلشعاعات يف الوكالة الدولية للطاقة الذرية «تزيد‬ ‫أهمية تقديم العالج اإلشعاعي بصورة آمنة يف معرض‬ ‫استمرار التكنولوجيا يف التقدُّم‪ .‬وتتيح التكنولوجيا‬ ‫الجديدة املزيد من األتمتة واالستمثال األكثر تعقيدا ً‬ ‫لجرعات اإلشعاع‪ ،‬بيد أنها تتط َّلب كذلك املزيد من‬ ‫التدريب املهني ونظم أمان مختلفة لضمان معالجة‬ ‫املرىض معالجة صحيحة»‪.‬‬ ‫وتحصل نسبة ‪ ٪50‬من مرىض الرسطان عىل عالج‬ ‫إشعاعي خالل مرحلة ما من مراحل عالجهم‪ ،‬وستزيد‬ ‫الحاجة إىل العالج اإلشعاعي من جراء استمرار زيادة‬ ‫عدد حاالت الرسطان الجديدة‪ .‬ويعني ذلك أيضا ً أنه‬ ‫سيستمر ك ٌّل من أخصائيي الطب اإلشعاعي واملوارد‬ ‫لتدريبهم يف مجال الوقاية من اإلشعاعات يف االضطالع‬ ‫يف دور تزداد أهميته لضمان استخدام االشعاع يف املجال‬ ‫الطبي استخداما ً آمنا ً وفعَّ االً‪.‬‬ ‫وتدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية البلدان يف جميع‬ ‫أنحاء العالم كي تتكيَّف والحاجات التي ما فتئت تتطوَّر‬ ‫يف مجال ك ٍّل من التكنولوجيات واألمان‪ ،‬كما وضعت‬


‫مكافحة السرطان‬

‫عدَّة مبادرات موضع التنفيذ لتعزيز مجال الفيزياء‬ ‫الطبية من خالل نرش املبادئ التوجيهية وصحائف‬ ‫الوقائع وتنظيم الحلقات الدراسية ملهنيي القطاع‬ ‫الصحي وصنَّاع القرار والتعاون مع الجمعيات‬ ‫املهنية‪.‬‬ ‫ويسرتشد هذا العمل بمجمل الجهود التي تبذلها‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحسني الوصول إىل‬ ‫العالج اإلشعاعي العايل النوعية التي تنطوي عىل‬ ‫مساعدة البلدان يف تطبيق معايري أمان الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية يف مجال األمن اإلشعاعي‪ .‬ولقد أُعدَّت‬ ‫هذه املعايري بالتعاون الوثيق مع عدد من الحكومات‬ ‫واملنظمات من جميع أنحاء العالم‪ ،‬كما َّ‬ ‫تنقح وتستوىف‬ ‫بصورة دورية من جانب خرباء ملراعاة اإلنجازات‬ ‫التكنولوجية واملعارف الجديدة‪.‬‬ ‫لقد دعمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التدريب الذي‬ ‫ُقدِّم ملهني الصحة اإلشعاعية يف أفريقيا كي يتم َّكنوا‬ ‫من استخدام اآلالت الجديدة استخداما ً آمنا ً وفعَّ اال ً‬ ‫بغية توسيع مجال خدمات التصوير الطبي والعالج‬ ‫اإلشعاعي وردم الهوَّة يف مجال النفاذ إىل الرعاية‪.‬‬ ‫وقال السيد تراورنيخت «تش ِّكل جنوب أفريقيا بيئة‬ ‫متنوِّعة فيما يتعلق بوصول املرىض إىل خدمات العالج‬ ‫اإلشعاعي‪ .‬وثمَّ ة اختالف كبري بني القطاع العام‬ ‫والقطاع الخاص حيث يتوجَّ ب عىل بعض مرىض‬ ‫القطاع العام أن ينتظروا عدَّة أشهر قبل الحصول عىل‬ ‫العالج‪ ،‬وهو ما نعمل عىل تغيريه»‪.‬‬ ‫ويعالج مستشفى تيغربغ‪ ،‬وهو من عداد أكرب‬ ‫ِّ‬ ‫املتخصصة‪ ،‬ما يقارب‬ ‫مستشفيات جنوب أفريقيا‬ ‫الـ‪ 1 600‬مريض سنويًّا باإلشعاع‪ .‬واشرتى هذا‬ ‫املستشفى معجِّ له الخطي الرابع يف العام ‪ .2019‬وال بدَّ‬ ‫أن يتقيَّد أي معجِّ ل خطي يصل إىل هذا املرفق بقواعد‬ ‫األمان‪ ،‬وأن يخضع لعملية اختبار لقبوله‪ ،‬فضالً عن‬

‫عملية لوضعه يف الخدمة وترخيصه قبل استخدامه عىل‬ ‫املرىض‪ .‬وينطوي ذلك عىل تركيب اآللة يف قاعة ُ‬ ‫صمِّ مت‬ ‫ِّ‬ ‫خصيصا ً لها ووضع نظام التخطيط للعالج موضع‬ ‫الخدمة وتدريب املوظفني‪.‬‬ ‫وقال السيد تراورنيخت «من بني مجموعة التغيريات‬ ‫التي نتمنَّى تنفيذها من خالل رشاء آالت العالج‬ ‫اإلشعاعي الجديدة‪ ،‬نتمنَّى تقصري مهل االنتظار وربَّما‬ ‫تقصري مهل العالج وبالتايل ترسيع القدرة عىل معالجة‬ ‫املرىض‪ .‬وال ب َّد بالطبع من توفري ما يلزم من موظفني‬ ‫إلنجاز ما ورد»‪.‬‬ ‫وأضاف السيد تراورنيخت قائالً إن إحراز التقدُّم عىل‬ ‫صعيد العالج اإلشعاعي بح ِّد ذاته ال يش ِّكل الجانب‬ ‫الوحيد لألمان اإلشعاعي‪« .‬ويش ِّكل تو ُّفر هيئة وطنية‬ ‫راسخة األسس عنرصا ً أساسيًّا لتنفيذ األمان عىل‬ ‫الصعيد املؤسيس‪ .‬وتتو َّفر لدينا يف جنوب أفريقيا‬ ‫جمعيات وطنية للفيزياء الطبية والتصوير اإلشعاعي‬ ‫وعالج األورام وأخصائيي علم األشعة والطب‬ ‫النووي تضطلع جميعها بدور هام يف ضمان األمان‪.‬‬ ‫وتحاول هذه الجمعيات أن تميض يف وضع اللوائح‬ ‫املتصلة بإذكاء الوعي يف جميع أنحاء جنوب أفريقيا»‪.‬‬ ‫وما فتئت جنوب أفريقيا تن ِّقح إطارها الرقابي‬ ‫لضمان التقيُّد بمعايري أمان الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫ُّ‬ ‫وتنص اللوائح الحالية عىل‬ ‫الذرية تقيُّدا ً شديداً‪.‬‬ ‫وجوب انخراط أخصائيي الفيزياء الطبية يف العالج‬ ‫اإلشعاعي وإعداد برامج األمان وتنفيذها‪ .‬وبصورة‬ ‫متوازية‪ ،‬يزداد زخم األنشطة اإلقليمية من خالل‬ ‫الجهود املبذولة من قبيل حملة ‪AFROSAFE‬‬ ‫لزيادة التعليم عىل الوقاية من اإلشعاعات والجهود‬ ‫التي يبذلها االتحاد األفريقي للمنظمات املختصة‬ ‫يف الفيزياء الطبية العتماد برامج تدريبية يف مجال‬ ‫الفيزياء الطبية‪.‬‬

‫“ال يت ُّم اعتماد أي تكنولوجيا‬ ‫جديدة دون التع ُّرض‬ ‫لبعض األخطار‪...‬‬ ‫ال يسعهم أن يثقوا أنه‬ ‫ستؤدِّي ما يجب عليها‬ ‫أن تؤدِّي‪ .‬وال ب َّد لهم من‬ ‫ُّ‬ ‫التحقق منها‪ ،‬كما من األمثل‬ ‫أن يت َّم ذلك من خالل عملية‬ ‫َّ‬ ‫معقدة‪”.‬‬ ‫اختبار‬ ‫— كريستوف تراورنيخت‪،‬‬ ‫رئيس شعبة الفيزياء الطبية‬ ‫في مستشفى تيغربرغ‪ ،‬جنوب أفريقيا‬

‫املعجِّ ل الخطي هو آلة تنتج‬ ‫إشعاعا باستخدام الكهرباء‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬دين كالما‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية)‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪13 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫إبقاء العالج اإلشعاعي آمنا ً وفعَّ اال ً‬

‫أسئلة وأجوبة مع خبري رائد يف مجال قياس الجرعات‬

‫بقلم نتالي ميخائيلوفا‬

‫ُيعترب اإلشعاع أساسيًّا ملكافحة الرسطان إذ يساعد عىل إنقاذ عدد ال يحىص من األرواح يف جميع أنحاء العالم‪ .‬بيد أن‬ ‫توجيه القليل من اإلشعاع قد يعني توفري عالج غري فعَّ ال‪ ،‬يف حني أن توجيه الكثري منه قد يكون مؤذياً‪ .‬وهنا يكون‬ ‫قياس الجرعات أساسيًّا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املمتصة وحسابها وتقييمها‪ ،‬كما يستعني خرباء الفيزياء الطبية به‬ ‫وقياس الجرعات هو علم قياس جرعات اإلشعاع‬ ‫ُ‬ ‫املسألة حاسم ًة‬ ‫لضمان أن تكون اآلالت التي توجه اإلشعاعات إىل املرىض دقيقة وت َّمت معايرتها كما ينبغي‪ .‬وتكون هذه‬ ‫بالنسبة إىل سالمة املرىض‪.‬‬ ‫ما الذي ينطوي عليه قياس الجرعات إذا؟ وكيف السبيل لضمان أن يكون موضع ثقة؟ ملعرفة املزيد عن هذا املوضوع‪،‬‬ ‫جلسنا مع السيد دايفيد فولوويل‪ ،‬مدير وحدة التصوير والعالج اإلشعاعي لألورام يف مركز هيوستن لضمان الجودة‬ ‫التابع ملركز إم دي أندرسون ألمراض الرسطان بجامعة تكساس يف الواليات املتحدة األمريكية‪ .‬تأوي وحدة التصوير‬ ‫هذه أكرب مركز لضمان نوعية قياس الجرعات يف العالم قدَّم العون لـ‪ 2 200‬مركز من مراكز العالج اإلشعاعي يف ‪ 58‬بلداً‪.‬‬ ‫وك َّرس السيد فولوويل‪ ،‬بصفته مديرا ً لوحدة التصوير والعالج اإلشعاعي لألورام يف هيوستن‪ ،‬وبخربة تفوق الـ‪ 20‬عاما ً‬ ‫يف مجال قياس الجرعات‪ ،‬مهنته لضمان تقديم العالج اإلشعاعي الدقيق واملناسب واآلمن ملرىض الرسطان‪.‬‬

‫سؤال‪ :‬يُستخدم قياس الجرعات ليظ َّل العالج‬ ‫اإلشعاعي آمنا ً وفعَّ االً‪ ،‬ولكن كيف السبيل لضمان‬ ‫أن يكون قياس الجرعات بح ِّد ذاته موضع ثقة؟‬ ‫جواب‪ :‬األخطاء من طبيعة البرش‪ .‬وقد تكون األخطاء‬ ‫فردية إمَّ ا عىل صعيد أشعة سينية أو حزمة إشعاعية‬ ‫إلكرتونية واحدة‪ ،‬أو قد تكون عىل صعيد النظام وتؤثِّر‬ ‫عىل ك ِّل الحزم التي تشمل اإلشعاع املوجَّ ه‪ .‬وقد ال يالحظ‬ ‫إل يف حال َّ‬ ‫أحد مثل هذه األنواع من األخطاء َّ‬ ‫تحقق شخص‬ ‫ما مرتني من الجرعات‪ ،‬كما تكون عمليات تدقيق قياس‬ ‫الجرعات التي نجريها يف وحدة التصوير والعالج اإلشعاعي‬ ‫لألورام يف هيوستن وعمليات التدقيق التي تجريها الوكالة‬ ‫الدولية للطاقة الذرية واملؤسسات األخرى يف جميع أنحاء‬ ‫العالم أساسية لضمان تقديم جرعات دقيقة ومناسبة‪.‬‬ ‫وتش ِّكل عمليات التدقيق عمليات مراجعة مستقلة يجريها‬ ‫النظراء عىل العالجات اإلشعاعية التي يقدِّمها مشفى ما‪.‬‬ ‫وتُم ُّد املشايف بأجهزة خاملة لقياس الجرعات (أجهزة‬ ‫َّ‬ ‫املمتصة) توجَّ ه اإلشعاعات‬ ‫تُصمَّ م لقياس جرعة اإلشعاع‬ ‫إليها وتعيد إرسالها إىل برنامج التدقيق الواجب تقييمه‪.‬‬ ‫وتؤ ِّكد نتائج التدقيق ما إذا كانت املشايف تقيس الجرعات‬ ‫قياسا ً صحيحا ً وتساعدها عىل تحديد األخطاء املحتملة‬ ‫وتصحيحها‪ .‬إن الطلب إىل أطراف أخرى إلقاء نظرة ثانية‬ ‫يعني أن بإمكان الطرف الطالب أن يكون عىل ثقة من دقة‬ ‫قياس الجرعات التي يقدِّمها‪.‬‬

‫سؤال‪ :‬ما هي يف رأيك العنارص الرضورية‬ ‫لبناء برنامج سليم لقياس الجرعات‬ ‫يف مؤسسة ما وصونه؟‬

‫جواب‪ :‬ال ب َّد ألي برنامج لقياس الجرعات يعتمده مشفى‬ ‫ما أن يبدأ بتدريب قوي يخضع إليه خرباء الفيزياء الطبية‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 14‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫“بالنظر إىل زيادة عدد آالت العالج‬ ‫اإلشعاعي يف جميع أنحاء العالم‪،‬‬ ‫فإننا نسعى عىل الدوام لسبل تحسني‬ ‫فعاليتنا وعمليات ُّ‬ ‫تدفق عملنا‪”.‬‬ ‫— دايفيد فولوويل‪ ،‬مدير وحدة التصوير‬ ‫والعالج اإلشعاعي لألورام في مركز هيوستن‬ ‫لضمان الجودة‪ ،‬جامعة تكساس‬

‫الذين ال َّ‬ ‫يتعي عليهم معرفة كيفية استخدام تجهيز‬ ‫قياس الجرعات فحسب‪ ،‬وإنما أن يستوعبوا فعالً‬ ‫كذلك طريقة عمله كي يتم َّكنوا من الحكم إذا ما كانت‬ ‫القراءات صحيحة أم ال‪ .‬وال بد أن يتح َّلى هؤالء الخرباء‬


‫مكافحة السرطان‬ ‫عىل الدوام بروح النقد وأن يعيدوا النظر يف املعلومات‬ ‫املتيرسة لهم باستمرار‪ ،‬وأن يكونوا عىل استعداد‬ ‫لالعرتاف باألخطاء يف حال ارتباكها‪.‬‬ ‫وال ب َّد أن يتو َّفر يف ك ِّل مشفى تجهيز يكون موضع ثقة‬ ‫كذلك وتت ُّم معايرته بصورة دائمة وأن يخضع لعمليات‬ ‫استعراض ضمان النوعية بحيث تنتج قراءات دقيقة‬ ‫ومتَّسقة‪ .‬وبإمكان املهنيني يف مجال الصحة باالستعانة‬ ‫بدورات دراسية إضافية وبوثائق استعراض النظراء أن‬ ‫يستمروا يف فهم القيود املفروضة فيما يتصل باملوارد‬ ‫وتخ ِّ‬ ‫طيها‪ .‬ويشمل ما سبق ذكره الوسائل الوحيدة‬ ‫التي تتيح للمشايف التأ ُّكد من حصول املرىض عىل أكثر‬ ‫الجرعات دقة‪.‬‬

‫سؤال‪ :‬كيف يتيح التعاون الدويل‪ ،‬من قبيل‬ ‫التعاون بني الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫ووحدة التصوير والعالج اإلشعاعي لألورام‬ ‫يف هيوستن‪ ،‬تحسني قياس الجرعات عىل‬ ‫الصعيد العاملي؟‬ ‫جواب‪ :‬يتعاون ك ٌّل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫ووحدة التصوير والعالج اإلشعاعي لألورام يف هيوستن‬ ‫منذ بداية ثمانينات القرن املايض‪ ،‬ولع َّلهما يش ِّكالن‬ ‫أكرب كيانني يقومان بعمليات التدقيق‪ .‬إننا نرصد بمعية‬ ‫الوكالة العديد من املؤسسات يف جميع أرجاء العالم كما‬ ‫نُعِ ُّد الربامج للمستشفيات املحلية ونتبادل التقنيات‬ ‫واملعارف حول أنجع السبل لتنفيذ عمليات التدقيق‪.‬‬ ‫إننا نقارن كذلك قياسات الجرعات‪ ،‬كما يشعِّ ع ك ٌّل منَّا‬ ‫نفس أجهزة قياس الجرعات من برامج الطرف اآلخر‬ ‫للتح ُّقق من حصولنا عىل نفس قياسات الجرعات‪.‬‬ ‫وال‪ ‬يتع َّلم ك ٌّل منَّا من اآلخر فحسب‪ ،‬وإنَّما من النتائج التي‬ ‫نستلمها من املستشفيات املحلية كذلك‪.‬‬ ‫وتمدُّنا هذه التبادالت بالثقة يف نظامنا وبأننا ننرش قيما ً‬ ‫صحيحة ودقيقة‪ ،‬كما تتيح لنا كشف مسائل ربَّما لم‬

‫يكن بإمكان فرادى املشايف اكتشافها‪ .‬وبذلك‪ِّ ،‬‬ ‫نحسن من‬ ‫قدرتنا عىل إنجاز عمليات التدقيق وفهم سبب ارتكاب‬ ‫الناس األخطاء وبالتايل تحسني فعالية عملنا‪ .‬وبالنظر إىل‬ ‫زيادة عدد آالت العالج اإلشعاعي يف جميع أنحاء العالم‪،‬‬ ‫فإننا نسعى عىل الدوام لسبل تحسني فعاليتنا وعمليات‬ ‫ُّ‬ ‫تدفق عملنا‪.‬‬

‫سؤال‪ :‬عىل أي خطى يتقدَّم قياس الجرعات؟‬ ‫ويف اعتقادك ماذا يحمل املستقبل يف هذا‬ ‫املضمار؟‬ ‫جواب‪ :‬تنجز مواطن التقدُّم باستمرار بيد أن ثمَّ ة‬ ‫تط َّورا ً متزايدا ً ومألوفا ً تشهده األجهزة التي تقدِّم‬ ‫ً‬ ‫كاملة عن تقديم العالج‪ .‬ويعني ذلك أن‬ ‫لنا صور ًة‬ ‫بإمكاننا أن نستعني بأجهزة مختلفة لقياس الجرعات‬ ‫تقوم بقياس جزء من العالج أو العالج بكامله بصورة‬ ‫مبارشة قبل معالجة املريض‪ .‬ويطبَّق التح ُّقق من‬ ‫ضمان نوعية قياس الجرعات من البداية إىل النهاية يف‬ ‫العملية بكاملها بدءا ً بالتصوير وانتها ًء بتقديم العالج‬ ‫اإلشعاعي‪ .‬وبذلك يكون بإمكاننا ويف عني املكان التح ُّقق‬ ‫مرتني من الجرعة الفعلية التي سيقدِّمها النظام قبل‬ ‫تعريض املريض إليها‪.‬‬ ‫بيد أنه ال ب َّد من التأ ُّكد عىل الدوام من تنفيذ املكونات‬ ‫األساسية ألي برنامج عالج إشعاعي تنفيذا ً صحيحاً‪.‬‬ ‫وما زلنا نعتمد اعتمادا ً كبريا ً عىل ك ٍّل من فانتوم املاء‬ ‫البسيط (نموذج مادي استخدم للمعايرات) والغرفة‬ ‫األيونية ونظام القياس الكهربائي إلجراء القياسات‪.‬‬ ‫أمَّ ا فيما يتصل بعمليات التدقيق‪ ،‬فما زلنا نقوم‬ ‫باملهام األساسية ألننا نحتاج إىل عنارص قابلة للحمل‬ ‫كي ننقلها بني املشايف‪ .‬ويتو َّفر هذا النمط من قياس‬ ‫الجرعات منذ عقود‪ ،‬وهو يمثِّل املعيار املستخدم‬ ‫استخداما ً واسعاً‪.‬‬

‫أخصائية يف مجال الفيزياء‬ ‫الطبية تُعِ ُّد تجهيزا ً خالل عملية‬ ‫تدقيق ميدانية يف مركز العالج‬ ‫بالربوتونات‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬ج‪ .‬مونتغمري‪/‬مركز إم دي أندرسون‬ ‫ألمراض الرسطان)‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪15 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫القوانني التي يستند إليها استخدام اإلشعاع‬ ‫ملكافحة الرسطان‪ :‬فتح الباب أمام العالج‬ ‫بقلم لورا غيل‬

‫إىل ذهننا صور عن أطباء ومستشفيات‬ ‫وآالت عندما نسمع عبارة «مكافحة‬ ‫الرسطان»‪ ،‬بيد أنه ال ب َّد من إرساء القوانني واللوائح‬ ‫الصحيحة قبل تركيب أول آلة أو معالجة أول مريض‪.‬‬ ‫وقد تتط َّلب هذه العملية سنوات من التحضري‪ ،‬كما‬ ‫ال يمكن للبلدان أن تقوم بها بمفردها‪ :‬تقدِّم الوكالة‬ ‫الدولية للطاقة الذرية الدع َم للبلدان يف جميع أنحاء‬ ‫العالم الستحداث البنية األساسية القانونية الرضورية‪،‬‬ ‫بما يف ذلك القوانني النووية‪ ،‬الستخدام اإلشعاع‬ ‫استخداما ً آمنا ً ومأمونا ً ملكافحة الرسطان‪.‬‬

‫تتبادر‬

‫“يتعذَّر علينا إنشاء سلطة‬ ‫رقابية يف حال غياب القانون‬ ‫النووي‪ .‬ويتعذَّر علينا تقديم‬ ‫الطب النووي أو العالج‬ ‫اإلشعاعي يف حال غياب‬ ‫السلطة الرقابية‪ ،‬ومن ث َّم‬ ‫يتعذَّر علينا إنقاذ أرواح‬ ‫مرىض الرسطان‪”.‬‬ ‫— نيان مويتي‪ ،‬مسؤول قانوني‬ ‫في وزارة الخارجية والتعاون الدولي‪،‬‬ ‫ليسوتو‬

‫وقال السيد نيان مويتي‪ ،‬املسؤول القانوني يف وزارة‬ ‫الخارجية والتعاون الدويل يف ليسوتو «يتعذَّر علينا‬ ‫إنشاء سلطة رقابية يف حال غياب القانون النووي‪.‬‬ ‫ويتعذَّر علينا تقديم الطب النووي أو العالج اإلشعاعي‬ ‫يف حال غياب السلطة الرقابية‪ ،‬ومن ث َّم يتعذَّر عليها‬ ‫إنقاذ أرواح مرىض الرسطان‪».‬‬ ‫وسنَّت ليسوتو أول قانون نووي يف عام ‪ 2018‬بدعم‬ ‫من الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪ .‬ويوجِّ ه هذا البلد‬ ‫الصغري الذي يبلغ عدد سكانه ‪ 2,4‬ماليني نسمة‬ ‫ما‪ ‬يقارب ‪ 100‬مريض من مرىض الرسطان إىل جنوب‬ ‫أفريقيا للمعالجة‪ .‬وإثر وضع القانون الجديد موضع‬ ‫التنفيذ وتو ُّقع بدء عمل الهيئة الرقابية قبل نهاية‬ ‫عام‪ ،2019 ‬يعمل الخرباء حاليًّا عىل بناء مرفق العالج‬ ‫اإلشعاعي الذي من املتو َّقع أن َّ‬ ‫يؤسس ويعمل خالل‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 16‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫الثالث أو األربع سنوات املقبلة‪ ،‬ممَّ ا يتيح معالجة‬ ‫هؤالء املرىض عىل مقربة من مكان سكنهم‪.‬‬ ‫وقال السيد مويتي «سيساعد هذا القانون ليسوتو‬ ‫بطرق عدَّة إذ سيم ِّكننا من تغطية ك ِّل لوائح العالج‬ ‫اإلشعاعي‪ ،‬كما سيساعدنا عىل تقديم خدمات العالج‬ ‫اإلشعاعي بما يتماىش وأفضل املمارسات الدولية‪.‬‬ ‫إضافة إىل ذلك‪ ،‬بات بإمكاننا اليوم إثر ِّ‬ ‫سن هذا القانون‬ ‫تنظيم استخدام مصادر اإلشعاع يف مجال الصحة‬ ‫فضالً عن قطاعات أخرى من قبيل البناء أو التعدين‪،‬‬ ‫ممَّ ا يضمن أمان املستخدمني‪ ،‬فضالً عن األماكن التي‬ ‫َّ‬ ‫تنفذ فيها هذه األنشطة‪».‬‬ ‫إن غياب إطار قانوني وتنظيمي وطني لحماية الناس‬ ‫والبيئة يح ُّد من قدرة املو ِّردين العامليني من بيع املواد‬ ‫املشعَّ ة إىل بلد ما‪.‬‬ ‫وقالت السيدة فاني تونوس بانياغوا‪ ،‬وهي مسؤولة‬ ‫قانونية يف الوكالة الدولية للطاقة الذرية «ال ب َّد من تو ُّفر‬ ‫إطار قانوني ورقابي مالئم لضمان استخدام العالج‬ ‫اإلشعاعي استخداما ً آمنا ً ليعود بالفائدة عىل املرىض‪،‬‬ ‫فيما يحمي العمال»‪.‬‬ ‫وال ب َّد للبلدان من أن َّ‬ ‫تسن ترشيعا ً وطنيًّا أو تقوم‬ ‫بتعديله حني ال يتواءم إطارها الحايل مع املعايري‬ ‫الدولية لحماية األشخاص والبيئة‪ .‬وتقوم الخطوة‬ ‫األوىل يف هذه الحالة عىل إعداد واعتماد قانون نووي‬


‫مكافحة السرطان‬

‫يستحدث نظاما ً رقابيًّا الستخدام التكنولوجيا‬ ‫النووية‪ .‬وبمج َّرد ِّ‬ ‫سن القانون النووي‪ ،‬تقوم‬ ‫الخطوة الثانية عىل إنشاء إطار رقابي وطني‪ ،‬بما‬ ‫يف ذلك إنشاء هيئة رقابية لضمان إعداد لوائح عامة‬ ‫وتقنية‪ ،‬والتح ُّقق من تنفيذ النظام القانوني لدى‬ ‫استخدام املصادر املشعَّ ة يف البلد من خالل الرتخيص‬ ‫والتفتيش‪ ‬واإلنفاذ‪.‬‬ ‫وتقدِّم الوكالة العون الترشيعي يف مجال تقييم‬ ‫القوانني الوطنية وتنقيحها وصوغها‪ .‬وقالت السيدة‬ ‫تونوس بانياغوا «باالستناد إىل خربتنا يف إطار العمل‬ ‫مع البلدان‪ ،‬ينبغي الرشوع بأرسع ما أمكن يف عملية‬ ‫صوغ الترشيع الرضوري بغية تفادي التأخري يف‬ ‫وضع الربامج الوطنية املتصلة بمكافحة الرسطان‪ ،‬أو‬ ‫بمجاالت أخرى وثيقة الصلة‪ ،‬موضع التنفيذ»‪.‬‬

‫املساعدة املقدَّمة من الوكالة‬ ‫لقد قدَّمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خالل العرش‬ ‫سنوات األخرية املعونة الترشيعية الثنائية لـ‪ 82 ‬بلدا ً‬ ‫العتماد أو تنقيح قوانينها النووية حيث استكمل‬ ‫‪ 29‬بلدا ً العملية فيما وصل العديد من هذه البلدان‬ ‫ُ‬ ‫الوكالة الدع َم القانوني‬ ‫إىل مراحلها النهائية‪ .‬وتقدِّم‬ ‫لجامايكا عىل سبيل املثال منذ عام ‪.2011‬‬ ‫وقالت السيدة إريكا بوسويل‪-‬مونرو‪ ،‬النائبة‬ ‫السابقة لكبري املستشارين الربملانيني يف جامايكا‬ ‫«ال ب َّد لنا من وضع القوانني املالئمة موضع التنفيذ‬ ‫بغية صون معايري األمان وإنفاذها يف املقام األول‪،‬‬ ‫ث َّم الح ِّد من األخطار التي تهدِّد العمال واملرىض‬ ‫والبيئة يف املقام الثاني‪».‬‬ ‫ً‬ ‫واستجابة لطلب تقدَّم‬ ‫ويف شهر آذار‪/‬مارس ‪،2013‬‬ ‫به وزير الصحة يف جامايكا‪ ،‬أرسلت الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية فريقا ً من الخرباء يف مجال مكافحة‬ ‫الرسطان إلجراء تقييم معمَّ ق عىل قدرة جامايكا يف‬

‫مجال مكافحة الرسطان وحاجاتها يف هذا‬ ‫املجال‪ .‬وتدعم نتائجُ هذه املهمة املعروفة بالبعثة‬ ‫االستعراضية املتكاملة لربنامج العمل من أجل‬ ‫َ‬ ‫الوطنية املبذولة إلعداد‬ ‫عالج الرسطان الجهو َد‬ ‫برنامج وطني متكامل ملكافحة الرسطان يشمل‬ ‫القوانني‪ ‬واللوائح‪.‬‬ ‫ويقوم هدف وزارة الصحة يف جامايكا عىل امليض يف‬ ‫تطوير الربنامج الوطني ملكافحة الرسطان‪ .‬وأضافت‬ ‫السيدة بوسويل‪-‬مونرو قائلة «إننا نرى أن ثمَّ ة حاجة‬ ‫لتوسيع مجال خدمات رعاية الرسطان األخرى التي‬ ‫نقدِّمها‪ ،‬كما ثمَّ ة حاجة لوضع اللمسات األخرية عىل‬ ‫القوانني واللوائح التي تصاحبها‪ ».‬وأضافت «لقد تعذرَّ‬ ‫علينا يف أكثر من فرصة استرياد مصادر إشعاعية ألننا‬ ‫لم نضع قانونا ً ًّ‬ ‫خاصا بذلك‪ ،‬وبالتايل تعذَّر علينا منح‬ ‫الترصيحات الرضورية»‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،2015‬اعتمدت جامايكا قانون األمان النووي‬ ‫والوقاية من اإلشعاعات بدعم من الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية‪ .‬ويستهدف هذا القانون من بني جملة‬ ‫أمور حماية الناس من التع ُّرض إىل اإلشعاعات املؤيَّنة‬ ‫ويرصد املنشآت التي تستخدم اإلشعاعات املؤيَّنة‬ ‫والتكنولوجيا النووية‪ ،‬فضالً عن تسهيل تقيُّد جامايكا‬ ‫بااللتزامات الدولية‪.‬‬ ‫ويدعو القانون إىل إقامة هيئة رقابية وطنية ملنح‬ ‫التصاريح ووضع املعايري التشغيلية‪ ،‬فضالً عن تنظيم‬ ‫ورصد األنشطة واملمارسات واملنشآت التي تستخدم‬ ‫اإلشعاعات املؤينة والتكنولوجيا النووية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املخصص للطب‬ ‫وتط ِّور جامايكا حاليًّا مركزها‬ ‫النووي يف مستشفى جزر الهند الرشقية الجامعي‬ ‫بمساعدة برنامج الوكالة للتعاون التقني‪ .‬ومن‬ ‫املتو َّقع أن يصبح املرك ُز املخ َّ‬ ‫طط ألن يُستكمل بحلول‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫املخصص للطب‬ ‫املرفق العام الوحيد‬ ‫سنة ‪2021‬‬ ‫النووي يف جامايكا‪.‬‬

‫التقى مندوبون من ليسوتو خرباء‬ ‫من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يف‬ ‫إطار اجتماع دام ثالثة أيام ملناقشة‬ ‫ما يتصل بأول مرفق ي َّ‬ ‫ُخصص‬ ‫للرسطان يف هذا البلد‪ .‬من اليسار‬ ‫إىل اليمني‪ :‬السيد ماماسيان تيهو‪،‬‬ ‫السكرتري الرئييس يف وزارة السياحة‬ ‫والبيئة والثقافة يف ليسوتو‪ ،‬والسيد‬ ‫شوكت عبد الرزاق‪ ،‬مدير شعبة‬ ‫أفريقيا التابعة إلدارة التعاون‬ ‫التقني بالوكالة‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬جيمس هوليت‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪17 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫من الخطط إىل التمويل‪ :‬الوثائق القابلة لإلنجاز‬ ‫والتمويل وأول وحدة للعالج اإلشعاعي يف النيجر‬ ‫بقلم جيمس هوليت‬

‫العالج اإلشعاعي خيار عالج‬ ‫مهم للمرىض‪.‬‬ ‫النيجر تخ ِّ‬ ‫طط لتوفري خدمات‬ ‫العالج اإلشعاعي ألكثر‬ ‫من ‪ 600‬مريض سنويًّا‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬دين كالما‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫النيجر اللمسات األخرية عىل أول وحدة‬ ‫لديها للعالج اإلشعاعي‪ ،‬والتي من املق َّرر‬ ‫افتتاحها يف املركز الوطني للرسطان يف العاصمة‬ ‫نيامي‪ .‬ولقد كان الطريق طويالً أمام النيجر‬ ‫ورشكائها‪ ،‬بما يف ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫والبنك اإلسالمي للتنمية؛ فإنشاء مرفق جديد للعالج‬ ‫اإلشعاعي مهمة كبرية ومع َّقدة ألي بلد من ناحية‬ ‫املوارد البرشية واملالية‪ .‬ويتط َّلب الحصول عىل التمويل‬ ‫والدعم الالزمني من الجهات املانحة إعداد وثائق‬ ‫جدوى م َّ‬ ‫ُفصلة — يشار إليها غالبا ً باسم «الوثائق‬ ‫القابلة لإلنجاز والتمويل» — تحدِّد احتياجات البنية‬ ‫األساسية والتدريب واملعدات الالزمة ملرفق رعاية‬ ‫مرىض الرسطان‪.‬‬

‫تضع‬

‫وتواجه البلدان العديد من التحدِّيات لتلبية ما لديها من‬ ‫متطلبات بشأن الصحة والتنمية‪ ،‬والوكالة ملتزمة بدعم‬ ‫الجهود املبذولة لتحسني الحصول عىل خدمات فعَّ الة‬ ‫للعالج من الرسطان يف البلدان ذات الدخل املنخفض‬ ‫واملتوسط‪ .‬ولتحقيق ذلك‪ ،‬من املهم العمل مع مجموعة‬ ‫واسعة من الرشكاء الدوليني‪ ،‬بما يف ذلك مؤسسات‬ ‫التمويل‪ ،‬من أجل تنفيذ حلول مبتكرة‪ ،‬وتعبئة املوارد‪،‬‬ ‫وتقاسم املهارات والتكنولوجيات الجديدة لدعم‬ ‫استخدام التكنولوجيا النووية يف مكافحة الرسطان‬ ‫عىل أفضل وجه‪.‬‬

‫وقالت السيدة ليزا ستيفنس‪ ،‬مديرة شعبة برنامج العمل‬ ‫من أجل عالج الرسطان‪« :‬بالنسبة للدول األعضاء‪ ،‬تُكوِّن‬ ‫هذه الوثائق القابلة لإلنجاز والتمويل صورة كاملة‬ ‫ملا هو مطلوب والتكاليف املرتتِّبة؛ وبالنسبة للجهات‬ ‫املانحة‪ ،‬فإنها تو ِّفر املربِّرات والتأكيدات الخاصة بجدوى‬ ‫واستدامة هذه املرافق التي توجد حاجة َّ‬ ‫ماسة إليها»‪.‬‬

‫وقال السيد شوكت عبد الرزاق‪ ،‬مدير شعبة أفريقيا‬ ‫التابعة إلدارة التعاون التقني بالوكالة‪« :‬تلبية‬ ‫االحتياجات املتزايدة لخدمات العالج من الرسطان مهمة‬ ‫مع َّقدة للغاية أمام البلدان‪ ،‬ال سيما املوجودة يف أفريقيا‪،‬‬ ‫التي تكون الرعاية فيها محدودة للغاية ًّ‬ ‫حقا‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫يمكن أداء هذه املهمة»‪ .‬وأضاف‪« :‬االلتزام واملشاركة عىل‬ ‫أعىل املستويات الحكومية مطلوب لضمان أن خدمات‬ ‫العالج اإلشعاعي الجديدة يت ُّم التخطيط لها جيدا ً‬ ‫وتمويلها بشكل صحيح ومستدام‪».‬‬

‫وتعمل الوكالة عن كثب مع الحكومات‪ ،‬بما يف ذلك النيجر‪،‬‬ ‫لوضع هذه الوثائق القابلة لإلنجاز والتمويل‪ .‬وبمج َّرد‬ ‫االنتهاء من هذه الوثائق‪ ،‬يمكن استخدامها للتواصل مع‬ ‫الجهات املانحة املحتملة ومؤسسات التمويل‪.‬‬

‫وتتمثَّل إحدى الخطوات األوىل بخصوص إعداد‬ ‫وثيقة قابلة لإلنجاز والتمويل إلنشاء مرافق جديدة‬ ‫لرعاية مرىض الرسطان يف استعراض البنية األساسية‬ ‫والقدرات الخاصة بالبلد يف مجال مكافحة الرسطان‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 18‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫وأجرت الوكالة‪ ،‬بنا ًء عىل طلب من وزارة الصحة العامة‬ ‫يف النيجر‪ ،‬بعثة استعراضية متكاملة لربنامج العمل من‬ ‫أجل عالج الرسطان يف عام ‪ ،2010‬بالتعاون مع منظمة‬ ‫الصحة العاملية والوكالة الدولية لبحوث الرسطان‪.‬‬ ‫وتضطلع البعثة االستعراضية املتكاملة لربنامج العمل‬ ‫من أجل عالج الرسطان بتقييم شامل لنظام مكافحة‬ ‫الرسطان يف أي بلد وتساعد املسؤولني املحليني عىل فهم‬ ‫حالة الرسطان بشكل أفضل‪ .‬وتدعم التوصيات املقدَّمة‬ ‫من البعثات االستعراضية املتكاملة لربنامج العمل من‬ ‫أجل عالج الرسطان‪ ،‬والتي تشمل األولويات والتد ُّ‬ ‫خالت‬ ‫القائمة عىل األدلة‪ ،‬تخطيط وتنفيذ مشاريع الوكالة‬ ‫للتعاون التقني املتعلقة بالرسطان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫البعثة االستعراضية املتكاملة لربنامج‬ ‫وس َّلطت‬ ‫العمل من أجل عالج الرسطان التي أجريت يف النيجر‬ ‫الضو َء عىل الحاجة إىل وضع خطة تدريب ألخصائيي‬ ‫الرسطان وإنشاء مرافق للعالج اإلشعاعي‪ ،‬والتي‬ ‫ينبغي دمجها وتنسيقها بشكل مثايل ضمن برنامج‬ ‫وطني شامل ملكافحة الرسطان‪.‬‬ ‫وكانت النيجر تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫ومنظمة التعاون اإلسالمي والبنك اإلسالمي للتنمية‬ ‫لجمع األموال لتوسيع خدماتها للعالج من الرسطان‪.‬‬ ‫وقد ت َّم هذا التعاون يف إطار رشاكة أوسع نطاقا ً أطلقتها‬ ‫ً‬ ‫املنظمات الثالث يف عام ‪ ،2012‬والتي شملت أيضا ً‬ ‫حلقة‬ ‫ً‬ ‫دراسية رفيعة املستوى مع ثمانية بلدان‪ ،‬منها النيجر‪،‬‬ ‫الستعراض احتياجاتها التمويلية املرتبطة بالرسطان‪.‬‬ ‫وشارك خرباء الوكالة يف هذه الحلقة الدراسية وعملوا‬ ‫عن كثب مع الفريق الوطني املعني بالتخطيط يف ك ِّل بلد‬ ‫لوضع وثائق قابلة لإلنجاز والتمويل‪.‬‬

‫وقال السيد مامادو ألفا باه‪ ،‬رئيس فريق العمليات‬ ‫(قسم الصحة) يف املركز اإلقليمي للبنك اإلسالمي‬ ‫للتنمية يف أبوجا بنيجرييا‪« :‬م َّكن هذا الدعم املقدَّم من‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية النيجر من تقديم طلب‬ ‫تمويل قوي وقائم عىل األدلة إىل البنك اإلسالمي للتنمية‬ ‫ممَّ ا أدَّى إىل اعتماد تمويل بقيمة ‪ 3.46‬ماليني يورو‬ ‫يف ترشين الثاني‪/‬نوفمرب ‪ .2014‬وكان الغرض من‬ ‫التمويل هو الحصول عىل معجِّ ل خطي‪ ،‬وكذلك إجراء‬ ‫تدريب يف املغرب وتونس ألخصائيي العالج اإلشعاعي‬ ‫وفيزيائيني يف مجال اإلشعاع عىل تشغيل وحدة العالج‬ ‫اإلشعاعي التي أنشأتها حكومة النيجر بمساعدة من‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية»‪.‬‬ ‫ويف أيار‪/‬مايو ‪ ،2019‬التقى مسؤولون كبار من وزارة‬ ‫الصحة العامة يف النيجر‪ ،‬والهيئة العليا للطاقة الذرية‬ ‫يف النيجر‪ ،‬والبنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬واملركز الوطني‬ ‫للرسطان مع فريق من الخرباء يف الوكالة ملناقشة‬ ‫الخطوات النهائية الستكمال مركز العالج اإلشعاعي‪،‬‬ ‫ولتخطيط إجراءات َّ‬ ‫منسقة لدعم بدء العالج اإلشعاعي‬ ‫يف البالد‪ِّ ،‬‬ ‫تمشيا ً مع معايري األمان الصادرة عن الوكالة‪.‬‬

‫وسيكون املركز الجديد‪ ،‬املوجود يف املركز الوطني‬ ‫ِّ‬ ‫املتخصصني املد َّربني‬ ‫للرسطان‪ ،‬مزوَّدا ً بفريق من‬ ‫تدريبا ً عاليا ً وسيحتوي عىل مستودعني جديدين‬ ‫للعالج اإلشعاعي الستيعاب آلة العالج اإلشعاعي‬ ‫التي تستخدم الكوبالت‪ 60-‬ومعجِّ ل خ ِّ‬ ‫طي متقدِّم‬ ‫لعالج الرسطان‪ .‬وسيكون لديه‪ ،‬إضافة إىل أشياء‬ ‫أخرى‪ ،‬جهاز تصوير مقطعي حاسوبي — أو جهاز‬ ‫محاكاة للتصوير املقطعي الحاسوبي‪ ،‬وأجهزة قياس‬ ‫الجرعات‪ ،‬ونظام لتخطيط العالج‪ .‬ومن املق َّرر أن يقدِّم‬ ‫املركز خدمات العالج اإلشعاعي لحوايل ‪ 600‬مريض‬ ‫من مرىض املركز الوطني للرسطان من النيجر‬ ‫والبلدان املجاورة لها كل عام‪.‬‬ ‫وقالت السيدة ستيفنس إن الوكالة ورشكاءها‪ ،‬مثل‬ ‫منظمة املؤتمر اإلسالمي والبنك اإلسالمي للتنمية‪،‬‬ ‫سيواصلون تقديم املساعدة للنيجر يف وضع إجراءات‬ ‫ملراقبة الجودة وإدارتها والبدء يف عمليات رسيرية‪،‬‬ ‫لضمان أن هذه املرافق تستطيع إفادة املرىض لسنوات‬ ‫عديدة قادمة‪ .‬ويشمل ذلك أنشطة مثل املبادرة العاملية‬ ‫املشرتكة بشأن رسطانات النساء بني الوكالة ومرصف‬ ‫التنمية اإلسالمي ورشكاء آخرين‪ ،‬والتي تهدف إىل‬ ‫املساهمة يف الجهد العاملي إلنقاذ حياة ماليني النساء‪.‬‬ ‫ومن املخ َّ‬ ‫طط تنفيذ أكثر من ثلث أنشطة املبادرة يف‬ ‫القارة األفريقية‪ ،‬ومن املنتظر أن تستفيد منها النيجر‪.‬‬ ‫وقد أوضحت السيدة حياة سندي‪ ،‬كبرية مستشاري‬ ‫رئيس البنك اإلسالمي للتنمية للعلوم والتكنولوجيا‬ ‫واالبتكار‪ ،‬أنه‪« :‬مع احتياج النساء بشكل متزايد إىل‬ ‫رعاية جيدة من الرسطان‪ ،‬سنعمل معا ً لضمان حصول‬ ‫ك ِّل بلد وك ِّل مريض عىل خدمات إلنقاذ األرواح‪.‬‬ ‫ولك ِّل امرأة يف العالم الحق يف الحصول عىل تشخيص‬ ‫الرسطان‪ ،‬ونحن فخورون باملشاركة يف هذا املرشوع‬ ‫املهم يف جميع أنحاء أفريقيا والعالم النامي‪».‬‬

‫يعمل املشاركون من الفرق الوطنية‬ ‫املعنية بالتخطيط من جميع أنحاء‬ ‫أفريقيا مع خرباء الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية لتطوير خدماتهم‬ ‫ملكافحة الرسطان‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬جيمس هوليت‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫“م َّكن الدع ُم املقدَّم من‬ ‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫النيج َر من تقديم طلب تمويل‬ ‫قوي وقائم عىل األدلة إىل البنك‬ ‫اإلسالمي للتنمية ممَّ ا أدَّى إىل‬ ‫اعتماد تمويل بقيمة‬ ‫‪ 3.46‬ماليني يورو يف ترشين‬ ‫الثاني‪/‬نوفمرب ‪”.2014‬‬ ‫— مامادو ألفا باه‪،‬‬ ‫رئيس فريق العمليات (قسم الصحة)‪،‬‬ ‫المركز اإلقليمي للبنك اإلسالمي للتنمية‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪19 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫توفري املزيد من الدعم ملكافحة الرسطان‬ ‫يف بنغالديش‬ ‫بقلم لورا غيل‬

‫يخضع أكثر من ‪ 500‬مريض سنويًّا‬ ‫لفحوصات طبية أساسية ستتيحها لهم‬ ‫آلة التصوير النووية الجديدة التي تُ َّ‬ ‫شغل حاليًّا يف‬ ‫بنغالديش بفضل دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪.‬‬ ‫وتش ِّكل هذه ُ‬ ‫ً‬ ‫أساسية للتشخيص الطبي‬ ‫اآللة أدا ًة‬ ‫النووي املتقدِّم لألمراض من قبيل الرسطان‪.‬‬

‫سوف‬

‫“لقد انتابنا قلق عميق إذ كنَّا‬ ‫عىل دراية بأننا غري قادرين‬ ‫عىل تسديد تكاليف العالج‪.‬‬ ‫أما اآلن فإننا نأتي ونجري‬ ‫ك َّل فحوص محبوب يف املعهد‬ ‫دون أن ننتظر وقتا ً طويالً‬ ‫وبدون تكلفة؛ إننا ال نصدِّق‬ ‫ما يجري‪”.‬‬

‫— محمد مراد‪ ،‬والد مريض صغير السنِّ‬ ‫من مرضى السرطان الذين يتابع المعهد‬ ‫الوطني للطب النووي والعلوم المرتبطة في‬ ‫بنغالديش وضعهم الصحي‬

‫وقال كمال الدين‪ ،‬أخصائي عالج األورام اإلشعاعي‬ ‫والنظري يف العديد من مشاريع التعاون التقني للوكالة‬ ‫«إن االنتظار ثالثة أشهر‪ ،‬وهي الفرتة التي ينتظرها‬ ‫بعض املرىض الذين ال تتو َّفر لديهم املوارد للجوء إىل‬ ‫الخدمة الصحية الخاصة‪ ،‬قد يحدث الفرق يف بعض‬ ‫األحوال بني الحياة واملوت»‪.‬‬ ‫إن آلة التصوير املقطعي باالنبعاث البوزيرتوني‪-‬التصوير‬ ‫املقطعي الحاسوبي الجديدة سوف تساعد عىل توسيع‬ ‫نطاق العناية املقدَّمة يف هذا البلد‪ .‬وتم ِّكن مسوح هذه‬ ‫اآللة األطباء من أخذ صور عمَّ ا يجري داخل الجسم بغية‬ ‫تشخيص األمراض من قبيل الرسطان‪ ،‬فضالً عن رصد‬ ‫تحسن وضع املرىض خالل فرتة عالجهم‪.‬‬

‫إحداث الفرق‪ ،‬إنقاذ األرواح‬ ‫الطفل محمود مراد ووالده‪،‬‬ ‫السيد محمد‪ ،‬يف إحدى‬ ‫زيارات املتابعة بعد شفائه‬ ‫من الورم اللمفاوي‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬لورا غيل‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية)‬

‫لقد َّ‬ ‫غي مسح آلة التصوير املقطعي باالنبعاث‬ ‫البوزيرتوني‪-‬التصوير املقطعي الحاسوبي حياة الطفل‬ ‫محبوب مراد‪ .‬لقد كان عمر الطفل محمود مراد ‪ 3‬أعوام‬ ‫عندما اكتشف أطباء املعهد الوطني للطب النووي‬ ‫والعلوم املرتبطة يف بنغالديش ورما ً ملفاويًّا عىل مسح‬ ‫آلة التصوير هذه الذي خضع إليه يف عام ‪ ،2015‬وبدأ‬

‫األطباء بتقديم العالج الكيميائي له إذ أصابهم الخوف من‬ ‫املرحلة املتقدِّمة التي وصل إليها املرض‪ .‬وأعاد األطباء‬ ‫استخدام التصوير املقطعي باالنبعاث البوزيرتوني‪-‬‬ ‫التصوير املقطعي الحاسوبي للتح ُّقق من استجابة هذا‬ ‫الطفل للعالج‪.‬‬ ‫وقالت السيدة شميم ممتاز فردويس بيغم‪ ،‬رئيسة شعبة‬ ‫التصوير املقطعي باالنبعاث البوزيرتوني‪-‬التصوير‬ ‫املقطعي الحاسوبي يف املعهد الوطني للطب النووي‬ ‫والعلوم املرتبطة يف بنغالديش‪ ،‬إن الطفل محبوب لحسن‬ ‫الحظ تعاىف برسعة كبرية لدرجة أن أخصائيو األورام‬ ‫أوقفوا العالج الكيميائي‪ .‬وأضافت السيدة بيغك قائلة‬ ‫«لقد خضع الطفل محبوب ألربع‪ ‬جلسات عوضا ً عن‬ ‫الست جلسات من العالج الكيميائي التي كنَّا قد وصفناها‬ ‫له‪ .‬وهو ُشفي اآلن كما أننا نتابع وضعه الصحي»‪.‬‬ ‫وقال السيد محبوب‪ ،‬والد الطفل محمد مراد «لقد انتابنا‬ ‫قلق عميق إذا كنَّا عىل دراية بأننا غري قادرين عىل تسديد‬ ‫تكاليف العالج»‪ .‬وأضاف «أما اآلن فإننا نأتي ونجري‬ ‫ك َّل فحوصات طفلنا يف املعهد دون أن ننتظر وقتا ً طويالً‬ ‫وبدون تكلفة؛ إننا ال نصدِّق ما يجري»‪.‬‬ ‫وال تش ِّكل مسوح التصوير املقطعي باالنبعاث‬ ‫البوزيرتوني‪-‬التصوير املقطعي الحاسوبي سوى‬ ‫نوع واحد من إجراءات الطب النووي‪ .‬وتوجب هذه‬ ‫اإلجراءات استخدام العقاقري الطبية املسمَّ اة املستحرضات‬ ‫الصيدالنية اإلشعاعية التي تحتوي عىل النظائر املشعَّ ة‬ ‫الطبية (انظر الصفحة ‪ )4‬التي ينتج العديد منها من خالل‬ ‫السيكلوترونات التي تش ِّكل نوعا ً من معجِّ ل الجسيمات‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وتشغل بنغالديش حاليًّا سيكلوترونا ً واحدا ً فقط‪ ،‬مرتني‬ ‫ِّ‬ ‫يف األسبوع‪ ،‬يف مستشفى خاصة‪ ،‬يشكل املصدر الوحيد‬ ‫للمستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية للمراكز العامة‬ ‫والخاصة التي تقدِّم مسوح التصوير املقطعي باالنبعاث‬ ‫البوزيرتوني‪-‬التصوير املقطعي الحاسوبي‪ .‬وسوف ينتج‬ ‫مرفق سيكلوتروني جديد‪ ،‬من املتو َّقع أن يبدأ تشغيله يف‬ ‫املعهد الوطني للطب النووي والعلوم املرتبطة بحلول‬ ‫نهاية عام ‪ ،2019‬مستحرضات صيدالنية إشعاعية بني‬ ‫أربعة وخمسة أيام يف األسبوع‪.‬‬ ‫وقال السيد إنريكيه إسرتادا لوباتو‪ ،‬أخصائي الطب‬ ‫النووي يف الوكالة الدولية للطاقة الذرية «لن يتيح مرفق‬ ‫السيكلوترون الجديد تحسني فعالية أجهزة التصوير‬ ‫املقطعي باالنبعاث البوزيرتوني‪-‬التصوير املقطعي‬ ‫الحاسوبي الحالية فحسب‪ ،‬وإنما سيم ِّكن مرافقها األخرى‬ ‫من االنفتاح أمام مكافحة الرسطان واملساهمة فيها»‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 20‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫تطوير خدمات العالج اإلشعاعي لألورام‬ ‫باإلضافة إىل التعزيزات يف مجال الطب النووي‪ ،‬يشهد العالج‬ ‫اإلشعاعي لألورام يف بنغالدش تطوُّرا ً كبريا ً بفضل طاقم‬ ‫من املوظفني الذين تم َّرنوا بهدوء لسنوات خلت‪ .‬ولقد شارك‬ ‫العديد من أخصائي عالج األورام اإلشعاعي والفيزيائيني‬ ‫الطبيني وتكنولوجيي اإلشعاع من القطاعني العام والخاص‬ ‫يف دورات تدريبية متقدِّمة منذ عام ‪ 2012‬من خالل ‪20‬‬ ‫برنامج تدريب وطنيًّا دعمها برنامج التعاون التقني للوكالة‪.‬‬ ‫وقالت السيدة نازمون ناهر شانتا‪ ،‬القائمة بالتسجيل‬ ‫فيما يتصل بالعالج اإلشعاعي لألورام يف املعهد واملستشفى‬ ‫الوطنيني لبحوث لرسطان «من املفيد أن نعرف أننا ننجز‬ ‫أعمالنا بصورة صحيحة»‪ .‬وأضافت «إن تح ُّقق كبار خرباء‬ ‫املنطقة من أننا ننجز أعمالنا بصورة صحيحة يضفي الثقة‬ ‫عىل املناهج التي نعتمدها كما يرفع من نوعية العالج‬ ‫الذي نقدِّمه‪».‬‬ ‫وتساعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنغالديش يف تعزيز‬ ‫مكافحة الرسطان منذ أكثر من ‪ 20‬عاماً‪ .‬ويشمل هذا الدعم‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل تدريب األخصائيني‪ ،‬تقديم اإلرشادات بشأن‬ ‫الوقاية من اإلشعاعات واللوائح فضالً عن توفري املرافق‬ ‫والتجهيزات‪.‬‬

‫واقع صعب‬ ‫إن التحدِّي الذي يواجهه املهنيون يف هذا املجال يشمل‬ ‫جانبني‪ ،‬إذ ثمَّ ة ندرة عىل صعيد املوظفني املد َّربني من‬

‫جهة‪ ،‬كما يزيد عدد السكان من جهة أخرى‪ .‬ويف حني أن‬ ‫املعايري الدولية تويص بتشغيل جهاز عالج إشعاعي واحد‬ ‫لك ِّل مليون نسمة‪ ،‬فال تملك بنغالديش سوى ‪ 24‬من هذه‬ ‫األجهزة ملجموع سكانها البالغ ‪ 166‬مليون نسمة‪.‬‬

‫(الصورة من‪ :‬لورا غيل وفادي نسيم‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تصل غالبية املرىض إىل املستشفيات‬ ‫ومراكز الرعاية بعد وصول املرض إىل مراحل متقدِّمة‬ ‫ِّ‬ ‫املتيس لها يف الرعاية التلطيفية‬ ‫يتمثَّل العالج الوحيد‬ ‫لتخفيف اآلالم‪ .‬وال يعود ذلك إىل غياب املرافق فحسب‬ ‫وإنَّما إىل غياب الوعي حيث ال يتوجَّ ه املرىض عموما ً إىل‬ ‫مراكز العناية الصحية عىل الرغم من ظهور أعراض‬ ‫األمراض‪.‬‬ ‫«ستتغي األمور ُّ‬ ‫َّ‬ ‫تغيا ً جذريًّا‬ ‫وقال السيد كمال الدين‬ ‫خالل عرش سنوات لو عالجنا هذه املشاكل‪ ،‬أي من خالل‬ ‫حصول املرىض عىل العالج والوعي وتوفري املزيد من‬ ‫املوظفني الطبيني املتد ِّربني تدريبا ً جيداً‪ .‬والسيد كمال‬ ‫الدين عىل ثقة‪ ،‬حاله حال العديد من املهنيني يف هذا املجال‪،‬‬ ‫من أن تطوير املراكز خارج العاصمة يش ِّكل الطريق‬ ‫الصحيح الواجب سلوكه‪.‬‬ ‫وقال السيد سياهريل سياهريل‪ ،‬مسؤول إدارة مرشوع‬ ‫التعاون مع بنغالديش يف الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫«ثمَّ ة مهنيون متحمِّ سون ومتفانون يف بنغالديش‪ ،‬كما‬ ‫يحصل هذا البلد عىل املزيد من التجهيزات»‪ .‬وأضاف‬ ‫«وعىل الرغم من التحدِّيات املستقبلية‪ ،‬فإننا نعمل عىل‬ ‫ضمان أن تستمر بنغالديش باستالم العون الرضوري‬ ‫من خالل التعاون التقني الذي تقدِّمه الوكالة‪».‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪21 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫إدارة زيادة الطلب الذي ال يتوقف عىل خدمات‬ ‫عالج الرسطان يف العالم النامي‬ ‫بقلم جيمس هوليت‬

‫أول معجِّ ل خطي تستلمه‬ ‫ِّ‬ ‫وتؤسسه من خالل‬ ‫نيكاراغوا‬ ‫الدعم الذي قدَّمه كل من‬ ‫اليابان والوكالة‪.‬‬

‫ن‬ ‫الوط�‬ ‫(الصورة من ‪ :‬مركز نيكاراغوا‬ ‫ي‬ ‫اإلشعاع)‬ ‫للعالج‬ ‫ي‬

‫ال‬

‫ً‬ ‫مسألة بارز ًة من مسائل الصحة‬ ‫يش ِّكل الرسطان‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫للناس فحسب‪ ،‬بل يمثل كذلك تحدِّيا تنمويًّا‬ ‫متزايدا ً عميق األثر يف كل من الرفاه الوطني وامليزانيات‬ ‫ِّ‬ ‫تخصصها الحكومات للصحة‪ .‬وتُقدِّر الوكالة‬ ‫التي‬ ‫الدولية لبحوث الرسطان التابعة ملنظمة الصحة العاملية‬ ‫مجموع التكلفة االقتصادية السنوية ملكافحة الرسطان‬ ‫يف عام ‪ 2010‬بـ ‪ 1.16‬تريليون دوالر أمريكي‪ .‬ومن‬ ‫املتو َّقع أن يكون قد استمر هذا الرقم يف الزيادة من‬ ‫ج َّراء إصابة عدد أكرب من الناس بالرسطان كل سنة‬ ‫حيث تخ َّ‬ ‫طى عدد اإلصابات بالرسطان ‪ 18‬مليون‬ ‫إصابة يف جميع أنحاء العالم يف عام ‪ 2018‬وبلغ عدد‬ ‫الوفيات ‪ 9,6‬ماليني‪ .‬وبحلول عام ‪ ،2030‬من املتو َّقع‬ ‫أن ترتفع هذه االرقام لتصل إىل ‪ 24‬مليون حالة إصابة‬ ‫تؤدِّي ‪ 13‬مليون حالة منها إىل وفيات‪.‬‬ ‫ويتعذَّر عىل العديد من البلدان املنخفضة واملتوسطة‬ ‫الدخل تقديم ما يكفي من تشخيص لحاالت الرسطان‬ ‫وخدمات عالجه وهي تضطر بالتايل إىل توجيه املرىض‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عالية تمثِّل عبئا ً‬ ‫تكلفة‬ ‫إىل الخارج ملعالجتهم ممَّ ا يمثِّل‬ ‫ِّ‬ ‫عىل املرىض وعىل عائالتهم‪ .‬ويمثل إرساء الخدمات‬ ‫الوطنية ملكافحة الرسطان بما يف ذلك مرافق العالج‬ ‫اإلشعاعي ووحدات الطب النووي مرشوعا ً يتط َّلب‬ ‫التخطيط بعناية لوضع البنية األساسية والتجهيزات‬ ‫ُّ‬ ‫بتخصص عال موضع التنفيذ‪ ،‬فضالً عن‬ ‫والتدريب‬ ‫تعبئة املوارد‪.‬‬ ‫وللوكالة تاريخ طويل يف دعم البلدان التي تستخدم‬ ‫التكنولوجيا النووية ألغراض الصحة‪ ،‬حيث تنقل‪ ،‬يف‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 22‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫مجال الرسطان‪ ،‬التكنولوجيا كما تبنِي القدرات‬ ‫البرشية واملؤسسية يف مجال تشخيص الرسطان‬ ‫ومعالجته باستخدام التكنولوجيات اإلشعاعية‪.‬‬ ‫ولقد د َّربت الوكالة من خالل برنامج التعاون التقني‬ ‫الخاص بها أكثر من ‪ 2 000‬مهني من مهنيي الصحة‬ ‫كما قدَّمت أكثر من ‪ 172‬مليون يورو منذ عام ‪2011‬‬ ‫ملساعدة البلدان عىل استحداث خدمات مكافحة‬ ‫الرسطان عىل املستوى الوطني‪ .‬ودعمت الوكالة يف‬ ‫عام ‪ 2019‬فقط أكثر من ‪ 125‬مرشوعا ً متصالً‬ ‫بالرسطان يف جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وقال السيد يانغ دازهو‪ ،‬نائب املدير العام ورئيس‬ ‫إدارة التعاون التقني يف الوكالة «يقوم هدفنا عىل‬ ‫العمل مع الدول األعضاء‪ ،‬وال سيما البلدان ذات الدخل‬ ‫املنخفض واملتوسط لبناء وتعزيز قدرتها يف مجال‬ ‫مكافحة الرسطان بحيث يمكن تقديم العالج إىل عدد‬ ‫أكرب من املرىض بصورة آمنة وفعَّ الة»‪.‬‬ ‫ويشمل الدعم الذي تقدِّمه الوكالة يف هذا املجال‬ ‫ِّ‬ ‫املتخصص لبناء املوارد البرشية واملشورة‬ ‫التدريب‬ ‫ِّ‬ ‫املتخصصة عىل كل مراحل العملية‪ ،‬فضالً عن األدوات‬ ‫واملوارد والتجهيزات الرضورية إلنشاء مرفق تشغيلي‬ ‫وكي يتم َّكن من تقديم الخدمات‪.‬‬ ‫ويمكن رؤية أثر هذا الدعم يف بلدان من قبيل رسي‬ ‫النكا التي تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫منذ أكثر من ‪ 40‬عاما ً لتطوير خدمات مكافحة‬ ‫الرسطان يف هذا البلد‪ .‬وأدَّى التعاون خالل الثماني‬ ‫سنوات املاضية عىل سبيل املثال إىل تعزيز قدرات‬


‫مكافحة السرطان‬

‫التصوير يف مجال الطب النووي حيث يقدِّم أخصائيون‬ ‫مد َّربون تدريبا ً عاليا ً خدمات التشخيص يف رسي النكا‪.‬‬ ‫وت َّم إنشاء وحدة طبية نووية مجهَّ زة تجهيزا ً كامالً‬ ‫يف وسط رسي النكا يف مدينة كاندي لتكمل تجهيزا ً‬ ‫مشابها ً لها يف مدينة غاليه الواقعة يف جنوب هذا البلد‪.‬‬ ‫ويُبنى كذلك مرفق جديد يف جافنا‪ ،‬يف شمال رسي‪ ‬النكا‪.‬‬ ‫ومن املتو َّقع أن تستضيف رسي النكا يف شهر ترشين‬ ‫األول‪/‬أكتوبر ‪ 2019‬بعثة استعراضية متكاملة‬ ‫لربنامج العمل من أجل عالج الرسطان حيث سيقيِّم‬ ‫الخرباء التقدُّم الذي أحرزه هذا البلد وسيساعدونه عىل‬ ‫وضع خططه املستقبلية لتطوير مكافحة الرسطان‪.‬‬

‫التخطيط والتمويل والتعاون‬ ‫يعمل العديد من البلدان مع الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية للحصول عىل املساعدة عىل التخطيط لعمليات‬ ‫التعاون الخاصة بأولويات مكافحة الرسطان وتمويلها‬ ‫وتطويرها‪ .‬وتساعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫عىل تنظيم وتسهيل املناقشات مع املانحني ومصارف‬ ‫التنمية ومؤسسات التمويل‪.‬‬ ‫ففي نيكاراغوا‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬وبالتعاون الوثيق مع‬ ‫وزارة الصحة وبدعم من التمويل الثنائي من اليابان‪،‬‬ ‫ت َّم يف شهر أيار‪/‬مايو ‪ 2019‬تدشني أول معجِّ ل خطي‬ ‫يف هذا البلد‪ ،‬أي الجهاز املتقدِّم للعالج اإلشعاعي‬ ‫يف املركز الوطني للعالج باألشعة‪ .‬ودعمت الوكالة‬ ‫ِّ‬ ‫املتخصص للموظفني فيما يتصل بالنظام‬ ‫التدريب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الجديد لضمان االنتقال انتقاال فعَّ اال من املمارسات‬ ‫اإلكلينيكية القائمة إىل أحدث عالج إشعاعي ثالثي‬ ‫األبعاد‪ ،‬ممَّ ا يتيح تقديم عالج أكثر أمانا ً وبنوعية‬ ‫أفضل‪ .‬ويمثِّل ذلك مع َلما ً هامًّ ا لخدمات مكافحة‬ ‫الرسطان التي يقدِّمها هذا البلد‪ ،‬كما سيتيح تطبيق‬ ‫ِّ‬ ‫متخصصة للغاية يف مجال العالج اإلشعاعي‪.‬‬ ‫تقنيات‬ ‫وعىل نفس النحو ت َّم تحسني خدمات العالج اإلشعاعي‬ ‫يف منغوليا ودخل معجِّ الن خطيان يف الخدمة يف‬ ‫حزيران‪/‬يونيه ‪ .2019‬وت َّم االرتقاء بنظم ضمان‬ ‫الجودة للتأ ُّكد من حصول املرىض عىل جرعات اإلشعاع‬ ‫الصحيحة‪ ،‬كما ت َّم اعتماد تكنولوجيات جديدة ونظام‬ ‫األمان اإلشعاعي لخدمات العالج اإلشعاعي‪ .‬باإلضافة‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬قدَّم املانحون الدعم يف العام ‪ 2016‬لنظام‬ ‫متطوِّر لتشخيص الرسطان ومعالجته‪ ،‬فضالً عن‬ ‫التدريب الستعماله من خالل معونة الوكالة‪ ،‬ساعد عىل‬ ‫استحداث العالج اإلشعاعي ثالثي األبعاد وعايل الدقة‬ ‫وتكنولوجيات عرصية أخرى يف منغوليا‪.‬‬ ‫ويف معرض استعداد البلدان لفتح مرافقها الجديدة‪،‬‬ ‫تقدِّم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالرشاكة مع أبرز‬ ‫املؤسسات الطبية الدولية ًّ‬ ‫كال من التدريب واملنَح‬ ‫الدراسية التي تساعد عىل ضمان تو ُّفر عدد كاف من‬

‫املوظفني املد َّربني تدريبيا ً جيدا ً من قبيل أخصائيي‬ ‫األورام وتقنيي العالج اإلشعاعي والفيزياء الطبية يف‬ ‫خدمات مكافحة الرسطان‪.‬‬

‫تدريب املهنيِّني‬ ‫قالت فاطمة هجار‪ ،‬أخصائية طب األورام يف مستشفى‬ ‫ليموج الجامعي لألم وللطفل (‪Hôpital de la mère‬‬ ‫‪ )et de l’enfant‬يف نجامينا‪ ،‬عاصمة تشاد «يتط َّلب بناء‬ ‫فوج وطني من املهنيني الطبيني املاهرين واملستعدِّين‬ ‫لتشغيل مرافق جديدة التأنِّي يف تقديم الدعم يف الوقت‬ ‫املالئم‪ ،‬والرشوع بهذه العملية قبل عدَّة سنوات يف‬ ‫غالب األحوال»‪ .‬وأضافت «وسوف يفتح مركزنا‬ ‫الجديد أبوابه خالل ثالث سنوات تقريبا ً وسوف‬ ‫تستغرق عملية تدريب كل املوظفني الذين سنحتاج‬ ‫إليهم وقتا ً طويالً»‪.‬‬ ‫وأعدَّت تشاد َّ‬ ‫مؤخرا ً مستند تخطيط وتمويل إلنشاء‬ ‫أول مرفق للعالج اإلشعاعي لديها كجزء من خطتها‬ ‫الوطنية ملكافحة الرسطان للفرتة ‪.2021-2017‬‬ ‫وتساعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا البلد‬ ‫فيما يتصل بتدريب املوظفني املطلوب من خالل‬ ‫تقاسم تكاليف املنح الدراسية طويلة وقصرية األمد‬ ‫مع الحكومة التشادية‪ ،‬كما تقدِّم ًّ‬ ‫كال من املشورة‬ ‫وعمليات التقييم التي يجريها الخرباء‪.‬‬

‫“يقوم هدفنا عىل العمل مع‬ ‫دولنا األعضاء‪ ،‬وال سيما‬ ‫البلدان ذات الدخل املنخفض‬ ‫واملتوسط لبناء وتعزيز‬ ‫قدرتها يف مجال مكافحة‬ ‫الرسطان بحيث يمكن تقديم‬ ‫العالج إىل عدد أكرب من املرىض‬ ‫بصورة آمنة وفعَّ الة‪”.‬‬ ‫— دازهو يانغ‪ ،‬نائب المدير العام للوكالة‬ ‫الدولية للطاقة الذرية‬ ‫لشؤون التعاون التقني‬

‫وبالنظر إىل حجم وتع ُّقد مرافق عالج الرسطان‪،‬‬ ‫ال‪ ‬سبيل إلحراز تقدُّم َّ‬ ‫إل من خالل انخراط الحكومات‬ ‫ً‬ ‫الوطنية انخراطا ً وثيقا وتعاون مجموعة واسعة‬ ‫من الجهات املعنية‪ .‬ويتوجَّ ب عىل الحكومات أن ِّ‬ ‫تبي‬ ‫أن الرسطان يش ِّكل أولوية وطنية يف مجال الصحة‬ ‫لضمان أن تعتمد عىل كل األصعدة التدابري ملعالجة‬ ‫عبء الرسطان عىل املستوى الوطني يف خطط الصحة‬ ‫الوطنية وإعداد امليزانيات للمسائل الصحية وتطوير‬ ‫البنى األساسية وجمع األموال وبناء القدرات‪.‬‬ ‫وبالنسبة إىل بلد مثل سرياليون‪ ،‬عىل سبيل املثال‪َّ ،‬‬ ‫فإن‬ ‫اإلقرار بتحدِّي الرسطان عىل أعىل املستويات الحكومية‬ ‫يعني أن هذا البلد يتواجد يف وضع جيد إلحراز تقدُّم يف‬ ‫مجال مكافحة الرسطان عىل الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫وقال السيد فرانك كوسيا‪ ،‬أخصائي التصوير‬ ‫اإلشعاعي وجهة االتصال يف وزارة الصحة والرصف‬ ‫الصحي يف سرياليون «إن رئيسنا يق ُّر بأن الرسطان‬ ‫يش ِّكل عبئا ً ضخما ً عىل بلدنا‪ ،‬كما يتط َّلع مرشوعه‬ ‫الرئييس إىل تيسري العالج اإلشعاعي لعامة الناس يف‬ ‫عام ‪ .»2023‬وتعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع‬ ‫حكومة سرياليون عىل تحويل هذا الهدف إىل حقيقة‬ ‫حيث تقدِّم الدعم إلقامة مرافق العالج اإلشعاعي‬ ‫والطب النووي يف مستشفى الكا الذي سي َّ‬ ‫ُوسع بغية‬ ‫احتضان هذه الخدمات‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪23 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫تبنِّي التكنولوجيا املتنقلة واإللكرتونية‬ ‫إلعادة تصميم مكافحة الرسطان والتعليم‬ ‫يف هذا املضمار‬ ‫بقلم جوان ليو‬

‫ي ن‬ ‫الط�)‬ ‫(الصورة من ‪ :‬ج‪ .‬كوبوز‪/‬مركز جنوب‬ ‫الفلب� ب ي‬

‫ع َّزز ك ٌّل من انتشار الهواتف الجوَّالة والنفاذ إىل‬ ‫شبكة اإلنرتنت القدرة عىل الوصول إىل املعلومات‬ ‫َّ‬ ‫وتتيس يف‬ ‫حيث باتت تجمع كمية هائلة من املعلومات‬ ‫متناول األيدي من خالل جهاز ذكي مضغوط‪َّ .‬‬ ‫وبسطت‬ ‫التطبيقات الجوَّالة فعالً منذ أكثر من عقد الحياة اليومية‬ ‫كما باتت تشمل اليوم عالم رعاية مرىض الرسطان‪.‬‬

‫لقد‬

‫وقالت السيدة مي عبد الوهاب‪ ،‬مديرة شعبة الصحة‬ ‫البرشية يف الوكالة «تستخدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫تكنولوجيا املعلومات والتكنولوجيات الجوَّالة أكثر فأكثر‬ ‫لتقديم الفرص التعليمية االبتكارية والفعَّ الة عىل صعيد‬ ‫التكاليف للناس يف جميع أنحاء العالم‪ ».‬وأضافت «ولم‬ ‫تعد الفرص محدودة بالجغرافيا ُّ‬ ‫وتيس املوارد أو بالقيود‬ ‫املالية بفضل تطوير األدوات والخدمات التي تقتصد يف‬ ‫املوارد‪ ،‬ومن ث َّم بات بإمكاننا مواصلة دعم البلدان عىل‬ ‫صعيد توسيع التطوير املهني املتصل برعاية مرىض‬ ‫الرسطان يف جميع أنحاء العالم‪».‬‬ ‫وباستمرار تحوُّل أنماط الحياة واملجتمع من ج َّراء‬ ‫التكنولوجيات‪ ،‬تؤثِّر زيادة استخدام التطبيقات الجوَّالة‬ ‫َّ‬ ‫ومنصات التع ُّلم اإللكرتوني واألدوات القائمة عىل‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت يف رعاية مرىض‬ ‫الرسطان بدءا ً باملساعدة عىل تفسري التصوير التشخييص‬ ‫وتعليم املمارسني لتوجيه القرارات املتصلة بالعالج‪.‬‬ ‫وتُس َّلط األضواء هنا عىل بعض من التطبيقات وحصص‬ ‫التع ُّلم اإللكرتوني الخاصة بالوكالة واملتاحة مجَّ اناً‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 24‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫تطبيق نظام تصنيف الورم والعُ قد‬ ‫والنقائل (‪ )TNM‬وتطبيق االتحاد الدولي‬ ‫لطب النساء والتوليد (‪ )FIGO‬لتحديد‬ ‫مدى انتشار الرسطان‬ ‫يش ِّكل تطبيق ‪ TNM‬لتحديد مرحلة انتشار الرسطان‬ ‫تطبيقا ً جوَّاال ً يقدِّم معلومات قابلة للتص ُّفح تساعد‬ ‫األطباء عىل تحديد مستوى العالج والتنبُّؤات ملرىض‬ ‫الرسطان باالستناد إىل مدى انتشار الورم (‪ )T‬وانتشار‬ ‫العُ قد اللمفاوية (‪ )N‬ووجود أورام من املوقع األويل‬ ‫للرسطان ‪ -‬النقائل (‪ .)M‬ويش ِّكل تطبيق ‪ TNM‬املستخدم‬ ‫كنظام لتحديد مرحلة الرسطان معيارا ً معرتفا ً به لتسجيل‬ ‫مدى االنتشار الترشيحي للمرض‪ .‬ولقد أع َّد االتحاد‬ ‫الدويل ملكافحة الرسطان نظام التصنيف الذي يستوىف‬ ‫بصورة منتظمة‪ ،‬كما يستخدمه كل من اللجنة األمريكية‬ ‫املشرتكة ملكافحة الرسطان واالتحاد الدويل لطب النساء‬ ‫والتوليد (‪.)FIGO‬‬ ‫إن التطبيق الذي استحدثته الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫بالتعاون مع مركز تاتا التذكاري ومعهد عموم الهند‬ ‫للعلوم الطبية يدرج ‪ 65‬نوعا ً من أنواع الرسطان كما‬ ‫يشمل أكثر من ‪ 100‬نوع من مختلف أنواع األورام‪ .‬وقالت‬ ‫السيدة ديانا بايز‪ ،‬رئيسة قسم الطب النووي والتصوير‬ ‫التشخييص يف الوكالة الدولية للطاقة الذرية «ويوجز‬ ‫التطبيق كتابا ً مكوَّنا ً من ‪ 1 000‬صفحة ويتيحه للمرىض‬ ‫ولألطباء واملمارسني»‪ .‬ويمكن أن َ‬ ‫ينفذ املستعملون إىل‬ ‫التفاصيل الخاصة باملريض من قبيل حجم الكتلة أو‬


‫مكافحة السرطان‬ ‫وجود العُ قد اللمفاوية أو غيابها ملساعدتهم عىل تحديد‬ ‫عالج محدَّد‪.‬‬ ‫وقال السيد بالك بافش بوبات‪ ،‬أخصائي األشعة يف‬ ‫مستشفى تاتا التذكاري يف الهند «يكون ثمن الكتب التي‬ ‫تحتوي عىل مثل هذه املعلومات غالياً‪ ،‬كما ال َّ‬ ‫تتيس عىل‬ ‫الدوام حني تكون مع مريض ما يف املشفى»‪ .‬وأضاف‬ ‫«إن ُّ‬ ‫تيس تطبيق مجَّ اني يمكن استخدامه بدون توصيل‬ ‫بشبكة اإلنرتنت عىل الهاتف حتى يف األماكن النائية يزيد‬ ‫من فائدة هذا التطبيق‪».‬‬ ‫لقد ت َّم تحميل التطبيق أكثر من ‪ 52 000‬مرة منذ إطالقها‬ ‫يف العام ‪.2015‬‬ ‫كما أطلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يف عام ‪2016‬‬ ‫تطبيقا ً مشابها ً تر ِّكز ِّ‬ ‫خصيصا ً عىل الرسطانات النسائية‪.‬‬ ‫ولقد استحدثت الوكالة بالرشاكة مع مركز تاتا التذكاري‬ ‫ومعهد عموم الهند للعلوم الطبية وبالتعاون مع االتحاد‬ ‫الدويل لطب النساء والتوليد التطبيق الخاص بتدبري‬ ‫الرسطان النسائي‪ .‬ويقيم التطبيق ‪ FIGO‬الذي بلغ عدد‬ ‫عمليات تحميله عن بعد ‪ 10 000‬عملية مدى انتشار‬ ‫الرسطان يف األجهزة التناسلية النسائية بغية تحديد‬ ‫مرحلة الرسطانات النسائية وتدبريها‪ .‬ويف نيسان‪/‬أبريل‬ ‫‪ ،2019‬ت َّم استيفاء تطبيق تد ُّفقات تحديد املرحلة والتدبري‬ ‫التي تشمل رسطان عنق الرحم‪.‬‬ ‫ومن املتو َّقع أن تصدر الصيغ الجديدة من التطبيقني‬ ‫‪ TNM‬و‪ FIGO‬باالستناد إىل عمليات االستيفاء اإلكلينيكية‬ ‫يف شهر ترشين األول‪/‬أكتوبر ‪ .2020‬وأجريت غالبية‬ ‫عمليات تحميل التطبيقني ِّ‬ ‫املتيسين من خالل املوقعني‬ ‫َّ‬ ‫املخصصني للتطبيقات‬ ‫اإللكرتونيني ‪ Android‬و‪Apple‬‬ ‫يف الربازيل وتايلند واملكسيك والهند والواليات املتحدة‬ ‫األمريكية واليابان‪.‬‬ ‫«ويعكس هذان التطبيقان التعاون بني الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية واملنظمات املهنية كما يفسحان املجال‬ ‫للنفاذ مجَّ انا ً إىل محتويات علمية رفيعة املستوى»‪،‬‬ ‫حسب ما رشحته السيدة بايز‪ .‬وقالت «ولقد تم َّكنا عىل‬ ‫الرغم من امليزانية املحدودة املتاحة لنا من زيادة وقع‬ ‫أنشطتنا ووصولها من خالل هاتني األداتني املتاحتني‬ ‫عىل األدوات املحمولة»‪.‬‬

‫أدوات التدريب باملساعدة عن بعد‬ ‫والتع ُّلم اإللكرتوني‬ ‫انخرطت الوكالة قبل االستعانة بالتطبيقات يف مرشوع‬ ‫واسع النطاق إلعداد وحدات نمطية تدريبية للتع ُّلم‬ ‫عن بعد يف مجال الطب النووي‪ .‬لقد بدأ إعداد التدريب‬ ‫باملساعدة عن بعد الذي تقدِّمه الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية يف تسعينات القرن املايض وانتقل من استخدام‬ ‫األقراص املضغوطة وأقراص الفيديو الرقمية إىل َّ‬ ‫منصة‬ ‫ِّ‬ ‫املتيسة‬ ‫تكنولوجيا املعلومات للتدريب باملساعدة عن بُعد‬ ‫عىل شبكة اإلنرتنت منذ العام ‪ .2009‬ويستوىف محتوى‬ ‫َّ‬ ‫املنصة بصورة منتظمة ليظ َّل وثيق الصلة ويعكس‬ ‫التط ُّورات يف هذا املجال‪.‬‬

‫َّ‬ ‫املنصة من ‪ 39‬من املواضيع التي‬ ‫ويتك َّون برنامج‬ ‫تمثِّل ما يقارب ‪ 900‬ساعة من الدراسة باإلضافة إىل‬ ‫تقييم وشهادة رسميني‪ .‬ويمكن استكمال هذا الربنامج‬ ‫بني سنتني وثالث سنوات حني يت ُّم االلتحاق به بدوام‬ ‫جزئي‪ .‬ويمنح كيان معرتف به وطنيًّا االعتماد عند‬ ‫استكمال برنامج َّ‬ ‫منصة تكنولوجيا املعلومات للتدريب‬ ‫ِّ‬ ‫املتيسة عىل شبكة اإلنرتنت عىل‬ ‫باملساعدة عن بُعد‬ ‫الصعيد املحيل باستخدام املواد التعليمية التي أعدَّها‬ ‫خرباء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدعم من الوكالة‬ ‫وتحت إرشافها‪.‬‬

‫التطبيق ‪ TNM‬لتحديد مرحلة‬ ‫انتشار الرسطان‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬فنسن فورنييه‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫ورشحت السيدة بايز قائلة «كان يُد َّرب تكنولوجيو الطب‬ ‫النووي يف املايض يف مجال الوظيفة التي يمارسونها دون‬ ‫ِّ‬ ‫املنصة املذكورة آنفا ً‬ ‫َّ‬ ‫تلقي أي تعليم رسمي‪ .‬وتساعد‬ ‫الناس عىل استكمال برنامج تدريب مهيكل بالنفاذ إىل‬ ‫مرشدين محليني وعروض ودراسات حاالت وتقييم‪».‬‬ ‫واستكمل الربنامج نحو ‪ 700‬مهني من أكثر من‬ ‫‪ 30‬بلدا ً من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الالتينية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫املتيس باإلنكليزية واإلسبانية يف كل‬ ‫واعتُمد الربنامج‬ ‫من األرجنتني وتايلند وكولومبيا كأداة تدريب رسمية‬ ‫لتكنولوجيي الطب النووي‪.‬‬

‫توسيع مجال املوارد اإللكرتونية‬ ‫استم َّرت الوكالة يف توسيع مجال الخدمات التي تقدِّمها‬ ‫بالوسائل اإللكرتونية من خالل أدوات التع ُّلم اإللكرتوني‬ ‫التي تساعد عىل الرتويج ملنشورات الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية ومواردها‪ .‬وقالت السيدة جورجيا لوريتي‪،‬‬ ‫مسؤولة التدريب يف مجال الفيزياء الطبية يف الوكالة‬ ‫«يش ِّكل ذلك استمرارا ً لعملنا وتكملة له‪ ،‬إذ يقوم النهج‬ ‫الذي نتَّبعه عىل البدء بالخطوط التوجيهية التي تنرشها‬ ‫الوكالة ونرشها من خالل الدورات التدريبية التي نُعِ ُّد‬ ‫خاللها املواد التي ستستخدم من أجل التع ُّلم اإللكرتوني‪.‬‬ ‫وتُعِ ُّد الوكالة دورات دراسية إلكرتونية لتسهيل الوصول‬ ‫إىل أفضل املمارسات يف التطبيقات اإلكلينيكية للطب‬ ‫اإلشعاعي يف مجال الفيزياء الطبية‪ ،‬عىل سبيل املثال‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪25 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬ ‫كما قالت السيدة لوريتي «إننا نعرف أنه قد ال َ‬ ‫ينفذ طالب‬ ‫الدورات الدراسية القائمة عىل التع ُّلم اإللكرتوني إىل الدورات‬ ‫َّ‬ ‫املخصصة‬ ‫العملية التي تقدَّم يف الدورات الدراسية النموذجية‬ ‫للفيزياء الطبية‪ ،‬كما ال يتفاعلون مع املد ِّرسني»‪ .‬وأضافت‬ ‫«لقد قمنا بإعداد عمليات تقييم ذاتي خاصة لضمان استيعاب‬ ‫املوضوع بعمق قبل انتقال الطالب إىل الحصة التالية»‪.‬‬

‫إتمام التدريب‬

‫التطبيق ‪ FIGO‬لتدبري‬ ‫الرسطان النسائي‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬فنسن فورنييه‪/‬الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية)‬

‫وأضافت السيدة لوريتي قائلة «إننا نقيض وقتا ً طويالً‬ ‫الختبار الوحدات الدراسية للتع ُّلم اإللكرتوني كما نجري‬ ‫اختبارات مكثَّفة ملراقبة الجودة قبل إطالقها‪ .‬وإن التع ُّلم‬ ‫اإللكرتوني يش ِّكل أداة مرنة تتيح التع ُّلم بنفاذ سهل‬ ‫ومهيكل وإنَّما يتكيَّف مع الوترية الذاتية‪ ،‬فضالً عن أنه‬ ‫يزيد من قيمة خربة التع ُّلم إذ يجعلها خربة تفاعلية‪».‬‬ ‫وعىل سبيل املثال‪ ،‬وبغية تكملة منشور الوكالة املعنون‬ ‫األخذ بالعالج اإلشعاعي املوجَّ ه تصويريًّا ضمن املمارسات‬ ‫اإلكلينيكية الصادر يف ‪ ،2019‬ت َّم إعداد دورة دراسية‬ ‫قائمة عىل التعلم اإللكرتوني باالستناد إىل دورة تدريبية‬ ‫ن ُ ِّ‬ ‫ظمت باالشرتاك مع املركز الدويل للفيزياء النظرية‪.‬‬ ‫وتتكوَّن الدورة الدراسية القائمة عىل التع ُّلم اإللكرتوني‬ ‫التي توجَّ ه إىل طالب شهادات الفيزياء الطبية العليا‬ ‫واملهنيني من ثماني وحدات مرفقة بأفالم فيديو ورشائح‬ ‫واختبارات التقييم الذاتي ممَّ ا يتيح تقديم صورة إجمالية‬ ‫عن الفيزياء والتكنولوجيات املتصلة بالعالج اإلشعاعي‬ ‫املوجَّ ه تصويريًّا‪.‬‬

‫إثر النجاح الذي شهدته بيئة التع ُّلم املتقدِّم للفيزيائيني‬ ‫الطبيني ملنطقة آسيا واملحيط الهادئ‪ ،‬تعمل الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية عىل تحضري أداة مشابهة توجَّ ه ألخصائيي‬ ‫عالج األورام اإلشعاعي‪ ،‬املنتظر أن تصدر يف عام ‪،2020‬‬ ‫وسيت ُّم استخدام َّ‬ ‫منصة التعليم املتقدِّم ألخصائيي عالج‬ ‫ُّ‬ ‫التخصيص يف املناطق ذات‬ ‫األورام اإلشعاعي لتكملة التدريب‬ ‫النفاذ املحدود إىل الخرباء واملوارد التعليمية‪.‬‬ ‫وقال السيد بن براجوجي‪ ،‬مسؤول التعليم املعاون يف قسم‬ ‫البيولوجيا اإلشعاعية التطبيقية والعالج اإلشعاعي يف‬ ‫الوكالة «نعي أننا نواجه نقصا ً يف مجال أخصائيي العالج‬ ‫اإلشعاعي لألورام وال سيما يف البلدان ذات الدخل املنخفض‪،‬‬ ‫وإن القدرة عىل إنتاج أخصائيي العالج اإلشعاعي ضعيفة‬ ‫للغاية حاليًّا‪ ،‬والخربة محدودة كذلك‪ ،‬لذا ثمَّ ة حاجة لتدريب‬ ‫الطالب عىل نحو أكثر فعالية وألن يحصلوا عىل دعم من‬ ‫الخرباء دون أن يسافروا مسافات طويلة»‪ .‬وأضاف «وسوف‬ ‫نتيح النفاذ إىل موارد تعليمية عالية النوعية بالتعاون مع‬ ‫املؤسسات األكاديمية والجمعيات املهنية بغية تنفيذ برنامج‬ ‫درايس عاملي يستند إىل الكفاءات»‪.‬‬ ‫وبغية النفاذ إىل حصص الدورات الدراسية القائمة عىل‬ ‫التع ُّلم اإللكرتوني التي تقدِّمها الوكالة مجَّ اناً‪ ،‬ال ب َّد أن َّ‬ ‫يتوفر‬ ‫للمستعملني نفاذ إىل شبكة اإلنرتنت وبرنامج تص ُّفحها وأن‬ ‫يكون لديهم حساب يف قاعدة البيانات ‪ Nucleus‬التي يمكن‬ ‫الوصول إليها عىل العنوان التايل‪.nucleus.iaea.org :‬‬

‫أول مؤتمر افرتايض تنظمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫إن إيجاد طرائق جديدة الستخدام قوة املعلومات وتكنولوجيات االتصاالت يساعد عىل توسيع مجال وصول العلوم‬ ‫النووية وتطبيقاتها‪ .‬واحتضنت الوكالة يف شهر أيلول‪/‬سبتمرب ‪ 2019‬أول مؤتمر افرتايض هو‪ :‬املؤتمر الدويل‬ ‫االفرتايض بشأن العالج‪-‬التشخيص (‪ .)2019‬ويش ِّكل العالج‪-‬التشخيص مجاال ً من مجاالت الطب الذي يض ُّم‬ ‫االستخدامات العالجية والتشخيصية للمستحرضات الصيدالنية اإلشعاعية بغية تشخيص الرسطان ومعالجته (يمكن‬ ‫قراءة املزيد حول هذا املوضوع يف الصفحة ‪.)8‬‬ ‫واستفاد املؤتمر من عدَّة َّ‬ ‫منصات إلكرتونية كي يتواصل خرباء الطب النووي مع جمهور عاملي‪ .‬وأكملت العروض‬ ‫التفاعلية للحاالت وفريق دويل الحصص الدراسية التي تتناول رسطان الربوستاتا واألورام العصبية الصماوية‬ ‫ورسطان الغدَّة الدرقية املتمايز‪ .‬وتم َّكن املشاركون من التواصل عرب تطبيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية والهاشتاغ‬ ‫الرسمي للمؤتمر‪ #iViCT‬وعرب تطبيق ‪ WhatsApp‬كما استعانت دورات األسئلة واألجوبة بنظام ويبكس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقالت السيد بايز «يش ِّكل املؤتمر االفرتايض َّ‬ ‫فرصة لتوسيع مجال وصول العلم النووي‬ ‫ووسيلة تقدِّم لنا‬ ‫منص ًة‬ ‫وتطبيقاته بصورة كبرية‪ ،‬ممَّ ا يم ِّكننا من دعم عملية التعليم يف املجال الطبي بصورة مستم َّرة‪ ،‬كما يساعدنا عىل‬ ‫استمثال املوارد املتاحة»‪ .‬وت َّم ُّ‬ ‫بث املؤتمر عىل الهواء مبارشة بموعدين زمنيني مختلفني بما يتناسب ومختلف املناطق‬ ‫الزمنية‪ ،‬كما ت َّم تيسري التسجيالت إلكرتونيًّا بعد انعقاد املؤتمر‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 26‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫القياس الدقيق للجرعات من أجل رعاية جيدة ملرىض الرسطان‬

‫الشبكة املشرتكة بني الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الصحة العاملية‬ ‫ملختربات املعايري الثانوية لقياس الجرعات‬ ‫بقلم آبها ديكسيت‬

‫أكثر من نصف مرىض الرسطان إىل‬ ‫العالج اإلشعاعي يف مرحلة ما من مراحل‬ ‫عالجهم‪ .‬ويمكن أن َّ‬ ‫تتغي نتيجة العالج بشكل كبري‬ ‫إذا اختلف مقدار اإلشعاع ولو بنسبة ضئيلة كنسبة‬ ‫‪ ٪5‬عن جرعة اإلشعاع املقصودة‪ .‬ولتزويد املرىض‬ ‫بجرعات إشعاعية عالية الدقة‪ ،‬فمن الرضوري إعداد‬ ‫وتشغيل أجهزة القياس بشكل صحيح‪.‬‬

‫يحتاج‬

‫وقالت السيدة زاكيثي ل‪ .‬م‪ .‬مسيمانغ‪ ،‬مديرة اإلشعاع‬ ‫املؤين يف املعهد الوطني للقياس يف جنوب أفريقيا‪:‬‬ ‫«القياس الدقيق للجرعات جزء أسايس من العالج‬ ‫اإلشعاعي‪ ».‬وأضافت‪« :‬وإذا كانت جرعة اإلشعاع‬ ‫منخفضة للغاية‪ ،‬فقد ال يمكن عالج الرسطان‪ ،‬ومن‬ ‫ناحية أخرى‪ ،‬إذا كانت عالية جدًّا‪ ،‬فقد تكون لها آثار‬ ‫جانبية ضارة‪».‬‬ ‫ويت ُّم قياس الجرعات اإلشعاعية باستخدام أجهزة‬ ‫قياس محدَّدة تسمَّ ى أجهزة قياس الجرعات‪ .‬وتؤدِّي‬ ‫هذه األجهزة دورا ً رئيسيًّا يف ضمان دقة «قياس‬ ‫الجرعات»‪ ،‬وهو علم قياس جرعات اإلشعاع وحسابها‬ ‫وتقييمها‪ .‬ولضمان دقة قياس الجرعات‪ ،‬يجب معايرة‬

‫أجهزة القياس بانتظام‪ .‬ويت ُّم ذلك عن طريق التح ُّقق‬ ‫من أداء األجهزة مقارنة باملعايري املرجعية الوطنية‬ ‫التي تحتفظ بها مختربات املعايرة الوطنية‪ ،‬مثل‬ ‫مختربات املعايرة الثانوية لقياس الجرعات‪ .‬وهذه‬ ‫املعايري املرجعية يمكن إسنادها إىل النظام الدويل‬ ‫للوحدات وربطها به‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫يوفر مخترب قياس الجرعات التابع‬ ‫للوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫التدريب العميل عىل كيفية إجراء‬ ‫معايرة دقيقة لقياس الجرعات‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬بوال توروي‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية)‬

‫وقالت بوال توروي‪َّ ،‬‬ ‫أخصائية فيزيائية يف اإلشعاعات‬ ‫الطبية‪ ،‬وموظفة يف مخترب املعايري الثانوية لقياس‬ ‫الجرعات يف الوكالة‪« :‬ال يمكننا رؤية اإلشعاع‪ ،‬لذلك‬ ‫علينا التأ ُّكد من أن معدَّات القياس تعمل بشكل‬ ‫صحيح‪ ».‬وأضافت‪« :‬تستند مستويات الجرعة‬ ‫املوصوفة يف العالج اإلشعاعي عادة إىل الدراسات‬ ‫والتوصيات الدولية‪ .‬وللتأ ُّكد من أن الجرعات‬ ‫املستخدمة يف هذه التوصيات والتي تُ َقاس بعد ذلك يف‬ ‫املستشفيات قابلة للمقارنة‪ ،‬يجب معايرة أجهزة قياس‬ ‫الجرعات‪ ،‬وتنسيق أساليب القياس‪ .‬وتو ِّفر مختربات‬ ‫املعايرة الثانوية لقياس الجرعات عمليات املعايرة‬ ‫هذه ملعدَّات قياس الجرعات‪ ،‬كما أنها تربط القياسات‬ ‫باملعايري الدولية َّ‬ ‫املنسقة لقياس الجرعات‪».‬‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪27 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان‬

‫نظام معايرة مقام ملقياس‬ ‫جرعات العالج اإلشعاعي‪.‬‬ ‫(الصورة من‪ :‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية)‬

‫“إن مهارات التدريب‬ ‫واملشاركة أمر حيوي يف هذا‬ ‫املجال‪ ،‬حيث إن التكنولوجيا‬ ‫تتطور برسعة كبرية‪.‬‬ ‫وتقوم بعض البلدان النامية‬ ‫اآلن فقط بإنشاء مختربات‬ ‫معايرة وطنية خاصة بها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫شبكة مختربات املعايرة‬ ‫وتوفر‬ ‫الثانوية لقياس الجرعات‬ ‫الدعم املطلوب بالضبط‪”.‬‬ ‫— زاكيثي ل‪ .‬م‪ .‬مسيمانغ‪،‬‬ ‫مديرة اإلشعاع المؤين في المعهد الوطني‬ ‫للقياس في جنوب أفريقيا‬

‫وأنشأت كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة‬ ‫َ‬ ‫شبكة مختربات املعايرة الثانوية‬ ‫الصحة العاملية‬ ‫لقياس الجرعات ملساعدة البلدان عىل تحسني الدقة‬ ‫يف قياس الجرعات‪ .‬وتضم هذه الشبكة ‪ 86‬مختربا ً‬ ‫للمعايرة الثانوية لقياس الجرعات‪ ،‬موجودة يف‬ ‫‪ 73‬بلداً‪ ،‬وتوفر معايرة ملقاييس الجرعات‪ .‬والهدف‬ ‫من الشبكة املذكورة املشرتكة بني املنظمتني هو تحسني‬ ‫الدقة واالتساق يف قياس الجرعات اإلشعاعية وتعزيز‬ ‫التعاون بني البلدان‪.‬‬ ‫وقالت السيدة مسيمانغ‪« :‬إن مهارات التدريب واملشاركة‬ ‫أمر حيوي يف هذا املجال‪ ،‬حيث إن التكنولوجيا تتطور‬ ‫برسعة كبرية»‪ ،‬وأضافت‪« :‬بعض البلدان النامية تقوم‬ ‫اآلن فقط بإنشاء مختربات معايرة وطنية خاصة‬ ‫َ‬ ‫شبكة مختربات املعايرة الثانوية لقياس‬ ‫بها‪ ،‬وتوفر‬ ‫الجرعات الدعم املطلوب بالضبط‪».‬‬ ‫ويعمل مخترب قياس الجرعات التابع للوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية يف زايربسدورف بالنمسا‪ ،‬كمخترب‬ ‫مركزي لهذه الشبكة‪ .‬وتُعاير معايري القياس الخاصة‬ ‫ً‬ ‫خاصة بالنسبة للبلدان‬ ‫بالبلدان‪ ،‬مجَّ اناً‪ ،‬يف املخترب‪،‬‬ ‫التي ليس لديها إمكانية الوصول املبارش إىل مختربات‬ ‫املعايرة األولية للجرعات‪ ،‬وهي مختربات تحدد‬ ‫الكميات املستخدمة يف قياس جرعة اإلشعاع‪.‬‬ ‫ويف حزيران‪/‬يونيه ‪ ،2019‬افتتح مخترب قياس‬ ‫الجرعات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية منشأة‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 28‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫جديدة ملعجِّ ل خطي لزيادة تعزيز خدمات قياس‬ ‫الجرعات واألمان اإلشعاعي يف جميع أنحاء العالم‪،‬‬ ‫وكذلك لدعم البحث يف مدونات جديدة ملمارسات قياس‬ ‫الجرعات‪ .‬واملعجِّ الت الخطية آالت تستخدم الكهرباء‬ ‫إلنشاء حزم من األشعة السينية العالية الطاقة أو‬ ‫اإللكرتونات‪ .‬ويشيع استخدامها لعالج الرسطان‪.‬‬ ‫وقالت السيدة مي عبد الوهاب‪ ،‬مديرة شعبة الصحة‬ ‫البرشية بالوكالة‪« :‬مع املعجِّ ل الخطي الجديد‪،‬‬ ‫ستكون الوكالة قادرة عىل تلبية الطلب املتزايد من‬ ‫الدول األعضاء‪ ،‬بما يف ذلك املعايرة املبارشة ملقاييس‬ ‫الجرعات يف مختربات املعايرة الثانوية لقياس‬ ‫الجرعات»‪ .‬وأضافت‪« :‬سيساعد هذا الدعم أيضا ً يف‬ ‫تحسني خدمات املراجعة ألكثر من ‪ 3 400‬معجِّ ل‬ ‫خطي طبي يف املستشفيات يف البلدان ذات الدخل‬ ‫املنخفض واملتوسط»‪.‬‬ ‫وباإلضافة إىل خدمات املعايرة‪ ،‬يشارك مخترب قياس‬ ‫الجرعات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية يف‬ ‫أنشطة أخرى تدعم القياس الدقيق للجرعات يف جميع‬ ‫أنحاء العالم‪ .‬ويتضمَّ ن ذلك مقارنات ومراجعات‬ ‫للجرعات تتيح ملختربات املعايرة الثانوية لقياس‬ ‫الجرعات واملستشفيات التح ُّقق من أنهم يقومون‬ ‫بعمليات املعايرة والقياسات بشكل صحيح‪ .‬كما يقدِّم‬ ‫املخترب التدريب ويضطلع بالبحث والتطوير يف مجايل‬ ‫قياس الجرعات والفيزياء اإلشعاعية الطبية‪.‬‬


‫مكافحة السرطان ‪۱‬‬

‫رؤية عالمية‬

‫اإلشعاع بحاجة إىل دور أكثر بروزا ً‬ ‫يف مكافحة الرسطان‬ ‫بقلم ماك روتش الثالث‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حكومية‪ ،‬مثل املعهد الوطني‬ ‫وكاالت‬ ‫للرسطان التابع للمعاهد الوطنية للصحة‬ ‫بالواليات املتحدة‪ ،‬ورشكات املستحرضات الصيدالنية‬ ‫والتكنولوجيا الحيوية‪ ،‬الكثريَ من البحوث التي تُجرى‬ ‫يف مجال علم األورام والرسطان‪ .‬ويتمحور الكثري‬ ‫من هذه البحوث حول تطوير أدوية جديدة للعالج‬ ‫الكيميائي‪ .‬والعالج الكيميائي يتحدَّد عموما ً حسب‬ ‫موضع الرسطان‪ ،‬مثل العقار سيسبالتني لرسطان‬ ‫الرأس والرقبة والرئة‪ ،‬وأشكال مختلفة من العالج‬ ‫الهرموني لرسطان الربوستاتا‪ ،‬والعقار تيموزولوميد‬ ‫ألورام الدماغ‪ .‬ويمكن لإلشعاع‪ ،‬من ناحية أخرى‪،‬‬ ‫عالج معظم األورام الجامدة‪.‬‬

‫تموِّل‬

‫ويتَّسم العالج اإلشعاعي بأعرض نطاق من النشاط‬ ‫ض َّد أوسع مجموعة متن ِّوعة من الرسطانات‪ .‬وهو‬ ‫يُستخدم يف عالج الرسطان منذ أكثر من ‪ 100‬عام‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وأثبت أنه فعَّ ال للغاية من حيث التكلفة‪ .‬ومر ُّد ذلك إىل‬ ‫أنه بمج َّرد رشاء املعدَّات اإلشعاعية َّ‬ ‫فإن باستطاعتها‬ ‫أساسا ً أن تو ِّلد ك َّل اإلشعاع الالزم حسب الحاجة‪،‬‬ ‫وتقترص التكلفة األساسية عىل الكهرباء والصيانة‪.‬‬ ‫وهذا بدوره يعني أنه كلما استُخدم الجهاز‪ ،‬كان‬ ‫العالج أكثر فعالية من حيث التكلفة للمريض الواحد‪.‬‬ ‫وعىل عكس العقاقري الدوائية املحدَّدة التي تُستخدم‬ ‫ِمن قبل ك ِّل مريض ومن غري املمكن إعادة استخدامها‪،‬‬ ‫يمكن استخدام الحُ زمة اإلشعاعية مرارا ً وتكراراً‪.‬‬ ‫وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يمكن استخدام العالج اإلشعاعي‬ ‫كبديل للجراحة‪ ،‬ال سيما عندما يمكن أن تسبِّب‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الجراحة تأثريا سلبيًّا عميقا يف نوعية حياة املريض‪،‬‬ ‫كما هو الحال مع رسطان الحنجرة ورسطان الرشج‪،‬‬ ‫عىل سبيل املثال‪ .‬والطيف العريض من النشاط‪،‬‬ ‫والقدرة عىل توليد إمداد مستمر من العالجات‪،‬‬ ‫ومتوسط العمل املتو َّقع ألجهزة اإلشعاع املمت ِّد ألكثر‬ ‫من عرش سنوات ِّ‬ ‫يفس ملاذا العالج اإلشعاعي طريقة‬ ‫فعَّ الة للغاية من حيث التكلفة‪.‬‬ ‫وييسِّ الطب النووي‪ ،‬متمِّ ما ً تعدُّدية االستخدامات‬ ‫َ‬ ‫الكشف عن رواسب متناهية‬ ‫العالجية للطب اإلشعاعي‪،‬‬

‫ِّ‬ ‫الصغر من الخاليا الرسطانية‪ ،‬ما يسمح بتحسني‬ ‫عملية تحديد مرحلة الرسطان واستهداف الورم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫والسمات املذكورة لإلشعاع والطب النووي تجعلهما‬ ‫مكوِّنني أساسيَّني لضمان جودة رعاية الرسطان‪.‬‬ ‫واليوم يضطلع عد ٌد من املنظمات الدولية‪ ،‬مثل الوكالة‬ ‫ومنظمة الصحة العاملية‪ ،‬بدور بارز يف تيسري اعتماد‬ ‫هذه الطرائق ضمن الحزمة املعيارية العاملية لألورام‪،‬‬ ‫األمر الذي بدوره يساعد املرىض يف البلدان النامية‬ ‫عىل الحصول عىل عالج فعَّ ال يمكن أن يزيد من العمر‬ ‫َّ‬ ‫املتوقع وينقذ األرواح‪.‬‬

‫الخيارات العالجية املستقبلية‬ ‫باستخدام اإلشعاع‬ ‫أظهرت دراسات كثرية أُجريت عىل الحيوانات‬ ‫والبرش عىل السواء ما ينطوي عليه اإلشعاع من‬ ‫إمكانات لتحفيز جهاز املناعة بطرق فريدة وموجَّ هة‪.‬‬ ‫وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تشري بيانات جديدة ومثرية‬ ‫لالهتمام إىل َّ‬ ‫أن ثمَّ ة إمكانية كبرية لتحقيق مزيد من‬ ‫التقدُّم الواعد للغاية عىل صعيد «الفروق الدقيقة» إزاء‬ ‫التطبيقات اإلشعاعية التقليدية والتي هي حاليًّا قيد‬ ‫االستقصاء عىل نحو نشط‪ .‬وهذه النُّهُ ج «ذات الفروق‬ ‫الدقيقة»‪ ،‬مثل «الوميض» والحُ زمة الدقيقة والحُ زمة‬ ‫َّ‬ ‫املصغرة‪ ،‬وإشعاعات الجُ سيمات‪ ،‬قد تثمر بالفعل‬ ‫عن عالج أق ّل ُسميَّة‪ ،‬وأق ّل تكلفة بكثري‪ ،‬وأكثر فعالية‬ ‫ملرىض الرسطان‪ ،‬وقد يكون لها تأثري عميق عىل رعاية‬ ‫مرىض الرسطان يف جميع أنحاء العالم‪ ،‬وخاصة يف‬ ‫البلدان النامية‪.‬‬

‫ماك روتش الثالث‪ ،‬طبيب‪،‬‬ ‫وزميل الجمعية األمريكية للعالج‬ ‫اإلشعاعي لألورام‪ ،‬وزميل الكلية‬ ‫األمريكية للطب اإلشعاعي‪،‬‬ ‫مركز هيلين ديلر الشامل للسرطان‬ ‫التابع لجامعة كاليفورنيا‬ ‫في سان فرانسيسكو‬

‫وبالفعل َّ‬ ‫فإن اإلشعاع والطب النووي فعَّ االن للغاية‬ ‫من حيث التكلفة وبالغا األهمية لعالج أكثر أنواع‬ ‫الرسطان شيوعا ً بيننا‪ ،‬بل إني أتو َّقع أن دورهما‬ ‫ِ‬ ‫التوسع‪ .‬ويشري استخدام هذه‬ ‫سيواص ُل عىل األرجح‬ ‫ُّ‬ ‫الطرائق إىل مستقبل متفائل للغاية‪ ،‬وطبيعتها ‘غري‬ ‫املرئية’ وفعاليتها عن بُعد قد تجعلها أقرب ما يمكن إىل‬ ‫‘السحر’ الذي سنراه يف حياتنا‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪29 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫مكافحة السرطان ‪۱‬‬

‫رؤية عالمية‬

‫عق ٌد من العمل عىل مكافحة الرسطان‬

‫بقلم كاري آدمز‬

‫يف‬

‫كاري آدمز‪ ،‬الرئيس التنفيذي‪،‬‬ ‫االتحاد الدولي لمكافحة‬ ‫السرطان (‪)UICC‬‬

‫السنوات الالحقة‪ ،‬سيُذْ َكر العقد املنرصم بوصفه‬ ‫العقد الذي بات فيه الرسطان واألمراض غري‬ ‫ا ُملعدية األخرى معرتفا ً بها كقضية عاملية فيما يتعلق‬ ‫بالصحة والتنمية‪ :‬فقد عُ قدت ثالثة اجتماعات رفيعة‬ ‫املستوى؛ وت َّم إصدار خطة عمل عاملية جديدة ملنظمة‬ ‫الصحة العاملية بشأن األمراض غري ا ُملعدية؛ واتَّفقت‬ ‫جميع البلدان عىل أهداف للمساعدة عىل الح ِّد من‬ ‫الوفيات املبكرة بنسبة ‪ ٪25‬بحلول عام ‪2025‬؛ وت َّم‬ ‫االتفاق يف عام ‪ 2017‬عىل قرار جديد لجمعية الصحة‬ ‫العاملية بشأن الرسطان؛ وأُدرجت األمراض غري ا ُملعدية‬ ‫ضمن أهداف األمم املتحدة للتنمية املستدامة‪ .‬وكان‬ ‫العقد املنرصم عقدا ً من االتفاق وااللتزامات‪.‬‬

‫دفع التحالف نحو عقد اجتماع رفيع املستوى‪ ،‬عُ قد‬ ‫يف عام ‪ 2011‬وأثمر عن خطة العمل العاملية ملنظمة‬ ‫الصحة العاملية بشأن األمراض غري ا ُملعدية واألهداف‬ ‫التسعة التي نطمح إىل تحقيقها يف عام ‪ .2025‬وعُ قدت‬ ‫اجتماعات أخرى رفيعة املستوى يف عامَ ي ‪2014‬‬ ‫و‪ ،2018‬حيث التزمت البلدان بوضع وتنفيذ ُخطط‬ ‫عمل‪ .‬وتَ ِر ُد األمراض غري ا ُملعدية يف الهدف ‪ 3‬من أهداف‬ ‫التنمية املستدامة وذلك بااللتزام بالح ِّد من الوفيات‬ ‫املبكرة الناجمة عن األمراض غري ا ُملعدية بأكثر من‬ ‫الثلث بحلول عام ‪ .2030‬لقد كانت فرتة غري مسبوقة‬ ‫من االلتزام الذي قادته األمم املتحدة إزاء مجموعة من‬ ‫األمراض التي تؤثِّر يف جميع الناس يف جميع البلدان‪.‬‬

‫ولم تحدث مثل هذه الخطوات من قبيل الصدفة‪.‬‬ ‫واضطلع االتحاد الدويل ملكافحة الرسطان (‪)UICC‬‬ ‫ٍ‬ ‫بدور بالغ األهمية يف وضع الرسطان يف ُ‬ ‫حركة‬ ‫صلب‬ ‫َسعَ ت إىل جعل األمراض غري ا ُملعدية أولوية عاملية‪.‬‬ ‫وعمل االتحاد بالتعاون مع الوكالة وغريها من الرشكاء‬ ‫الرئيسيني لقيادة هذه الحملة العاملية ودعمها‪ .‬ويف‬ ‫عام ‪َّ ،2009‬‬ ‫أسس االتحاد الدويل ملكافحة الرسطان‬ ‫واالتحاد العاملي للقلب واالتحاد الدويل للسكري‬ ‫«تحالُ َ‬ ‫ف األمراض غري ا ُملعدية»‪ .‬وانطلق التحالف‬ ‫لتحقيق هدفني بسيطني‪ :‬ضمان انعقاد اجتماع رفيع‬ ‫املستوى لألمم املتحدة بشأن األمراض غري ا ُملعدية‪،‬‬ ‫وضمان أن تَ ِرد األمراض غري ا ُملعدية يف أهداف التنمية‬ ‫َ‬ ‫وامتعض البعض من التحالف يف أيامه‬ ‫املستدامة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫األوىل‪ ،‬إذ رأوا َّ‬ ‫أن تجميع األمراض غري املعدية من‬ ‫خالل مجموعة من عوامل الخطر الشائعة لم يح ِّقق إلَّ‬ ‫القليل من النفوذ السيايس‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬اكتسب تحالُف‬ ‫األمراض غري ا ُملعدية مصداقية يف منظومة األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬وبالعمل مع مجموعة من البلدان امللتزمة‪،‬‬

‫ويف موازاة ذلك‪ ،‬دف َع االتحاد الدويل ملكافحة الرسطان‬ ‫مع أعضائه ورشكائه‪ ،‬نحو اتخاذ إجراءات محدَّدة‬ ‫بشأن الرسطان وعوامل الخطر التي ينفرد بها‪.‬‬ ‫وت َّم تحديث قائمة منظمة الصحة العاملية النموذجية‬ ‫لألدوية األساسية بشكل شامل يف عام ‪ ،2017‬وت َّم‬ ‫أيضا ً يف العام نفسه إصدار منشور جديد من منظمة‬ ‫الصحة العاملية بعنوان «قائمة منظمة الصحة العاملية‬ ‫لألجهزة الطبية ذات األولوية إلدارة الرسطان»‪.‬‬ ‫ويحدِّد املنشور التكنولوجيات األساسية التي‬ ‫ينبغي لك ِّل بلد أن يمتلكها من أجل إدارة الرسطان‬ ‫بشكل‪ ‬فعَّ ال‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 30‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫وتُعَ ُّد الوكالة أيضا ً رشيكا ً محوريًّا لالتحاد الدويل‬ ‫ملكافحة الرسطان؛ وقد أسهمت مشاركة الوكالة يف‬ ‫مكافحة الرسطان يف ضمان فهم واسع للحاجة إىل‬ ‫تحقيق التوازن بني االستثمارات يف الوقاية وإتاحة‬ ‫َّ‬ ‫وبأن دور الخدمات‬ ‫العالج والرعاية التلطيفية‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫التخصصات مسألة أساسية لخطط‬ ‫والرعاية املتعدِّدة‬


‫مكافحة السرطان ‪۱‬‬ ‫مكافحة الرسطان‪ .‬ويشمل ذلك أيضا ً مساعدة صانعي‬ ‫القرار الوطنيني عىل معرفة التكاليف األولية املرتبطة‬ ‫بتطوير خدمات العالج اإلشعاعي من حيث العوائد‬ ‫التي يحققها االستثمار‪.‬‬ ‫ومع دخولنا األشهر األخرية من العقد‪ ،‬من الطبيعي أن‬ ‫نطرح السؤال التايل‪« :‬هل كان لالتفاقات وااللتزامات‬ ‫التي ت َّم ضمانها عىل املستوى العاملي تأثريٌ جوهري‬ ‫يف حياة األشخاص املصابني بالرسطان يف البلدان‬ ‫حول العالم؟»‬ ‫والجواب هو ‘نعم’‪ ،‬وذلك َ‬ ‫وفق استعراض عاملي‬ ‫للخطط الوطنية ملكافحة الرسطان ُ‬ ‫ُ‬ ‫وخطط األمراض‬ ‫غري ا ُملعدية حول العالم الذي أجراه االتحاد الدويل‬ ‫ملكافحة الرسطان بالتعاون مع الرشاكة الدولية‬ ‫ملكافحة الرسطان‪ )1(.‬وخالل العقد الفائت‪ ،‬شهدنا‬ ‫ازدياد عدد ُ‬ ‫الخطط الوطنية ملكافحة الرسطان من‬ ‫‪ ٪66‬يف عام ‪ 2013‬إىل ‪ ٪81‬يف عام ‪ .2017‬ومن‬ ‫املس َّلم به َّ‬ ‫أن ُخططا ً عدَّة ما تزال غري مم َّولة بشكل‬ ‫كامل ولنا أن نش ِّكك يف درجة تنفيذها‪ ،‬ولكن بالنظر‬ ‫إىل أن االتحاد الدويل ملكافحة الرسطان يعترب َّ‬ ‫أن‬ ‫الرشوط املسبقة الالزمة ملواجهة الرسطان يف أي‬ ‫بلد تتمثَّل يف وجود إرادة سياسية ُ‬ ‫وخطة‪َّ ،‬‬ ‫فإن لنا‬ ‫أن نشعر باالرتياح بأن األدلة تشري إىل أننا نح ِّقق‬ ‫تقدُّما ً جوهريًّا‪ .‬ويمكننا أن نرى أن البلدان التي‬ ‫تتمتع بالدعم السيايس ُ‬ ‫وخطة وطنية منشورة‬ ‫ٍ‬ ‫خطوات لتقليل‬ ‫ومم َّولة ملكافحة الرسطان تتخذ‬ ‫تع ُّرض سكانها لعوامل الخطر من خالل‪ ،‬عىل سبيل‬ ‫ً‬ ‫رصامة ملكافحة التبغ‪ ،‬أو‬ ‫املثال‪ ،‬تطبيق قوانني أكثر‬ ‫تنفيذ فحص عىل مستوى السكان للكشف عن أنواع‬ ‫الرسطان الشائعة‪ ،‬أو حماية الفتيات من فريوس‬ ‫الورم الحُ ليمي البرشي من خالل التطعيم‪ .‬وبالتايل‪،‬‬ ‫فإن وجود املزيد من ُ‬ ‫َّ‬ ‫الخطط يُعَ ُّد مؤرشا ً جيِّدا ً عىل أن‬ ‫الرسطان يؤخذ اليوم عىل محمل الج ِّد بشكل يفوق‬ ‫ما‪ ‬كان عليه الحال يف بداية العقد‪.‬‬

‫رؤية عالمية‬

‫ومع ذلك‪ ،‬ما زال ثمَّ ة الكثري ممَّ ا يجب القيام به لرفع‬ ‫مستوى مكافحة الرسطان عىل صعيد الصحة العامة‬ ‫العاملية‪ .‬فالعديد من البلدان التي و َّقعت عىل اتفاقية‬ ‫منظمة الصحة العاملية اإلطارية بشأن مكافحة التبغ‬ ‫لم تن ِّفذ بع ُد زيادات كبرية يف أسعار علب السجائر‪.‬‬ ‫ويظ ُّل رسطان عنق الرحم أحد األسباب الرئيسية‬ ‫لوفاة النساء يف البلدان املنخفضة واملتوسطة الدخل‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬انض َّم االتحاد الدويل ملكافحة الرسطان إىل منظمة‬ ‫الصحة العاملية يف إطار زخم متجدِّد للقضاء عىل هذا‬ ‫الرسطان املحدَّد بني األجيال القادمة من الفتيات‬ ‫والنساء‪ .‬وعىل الرغم من التحديث املستمر لقائمة‬ ‫منظمة الصحة العاملية النموذجية لألدوية األساسية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫إل أن بلدانا ً عدَّة تفتقر إىل املوارد البرشية املاهرة‬ ‫لضمان توافر األدوية عالية الجودة بشكل روتيني‬ ‫ألولئك الذين يحتاجون إليها‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪،‬‬ ‫ما زلنا نشاهد تفاوتا ً عامليًّا واسعا ً ويمكن تجنُّبه يف‬ ‫الحصول عىل ِّ‬ ‫مخففات األلم؛ فماليني مرىض الرسطان‬ ‫الذين يعانون آال َم الرسطان املعتدلة إىل الشديدة‬ ‫ال‪ ‬يستطيعون الحصول عىل املس ِّكنات األفيونية‪.‬‬ ‫وهذه التحدِّيات كبرية ولكن التغ ُّلب عليها ليس‬ ‫بعيد‪ ‬املنال‪.‬‬ ‫ومع دخولنا العقد املقبل‪ ،‬ينبغي أن نشعر باالرتياح‬ ‫إزاء ما ت َّم إنجازه خالل السنوات العرش املاضية‬ ‫لتوجيه وتشجيع جميع البلدان عىل تعزيز قدراتها‬ ‫عىل مواجهة عبء الرسطان املتزايد‪ .‬ولالستفادة من‬ ‫الزخم الراهن‪ ،‬يجب عىل دُعاة الرسطان العمل برسعة‬ ‫لتعبئة مجموعات ومنظمات املجتمع املدني األخرى يف‬ ‫القطاعني العام والخاص إلحداث واستدامة التغيريات‬ ‫التي يمكن أن تؤثِّر بشكل إيجابي يف صحة ورفاه‬ ‫املجتمعات يف جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫(‪Romero Y, Trapani D, Johnson S, Tittenbrun Z, Given L, )1‬‬ ‫‪Hohman K, Stevens L, Torode JS, Boniol M, Ilbawi AM. 2018.‬‬ ‫‪‘National cancer control plans: a global analysis.’ Lancet Oncology‬‬ ‫‪.19(10): e546–e555‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪31 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫تحديث�ات الوكالة ‪ ۱‬األخبار‬

‫قادة الحارض واملستقبل يف مجال الطاقة النووية يدعون إىل العمل‬ ‫من أجل االبتكار‬

‫َّ‬ ‫وتوصل إىل فهم للعقبات املاثلة‪،‬‬ ‫النووية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والتزم بالعمل معا إلزالتها‪».‬‬

‫أصدر أكثر من ‪ 250‬من القياديني والرقابيني‬ ‫والباحثني واملمثِّلني الحكوميني واملز ِّودين‬ ‫التكنولوجيني يف مجال الصناعة النووية‬ ‫‘ندا َء عمل’ لترسيع استخدام الحلول املبتكرة‬ ‫من أجل دعم وتطوير األسطول الراهن‬ ‫من محطات القوى النووية العاملة يف‬ ‫جميع أنحاء العالم‪ .‬ويؤ ِّكد ‘نداء عمل’ عىل‬ ‫االبتكارات األربعة التي حدَّدها املشاركون‬ ‫يف املنتدى العاملي لالبتكار من أجل مستقبل‬ ‫الطاقة النووية‪ ،‬الذي اشرتكت الوكالة يف‬ ‫تنظيمه وعُ قد عىل مدار ثالثة أيام يف الفرتة‬ ‫من ‪ 10‬إىل ‪ 12‬حزيران‪/‬يونيه يف جيونجو‪،‬‬ ‫جمهورية كوريا‪.‬‬ ‫وتمثَّل الهدف الرئييس للفعالية يف معالجة‬ ‫التحدِّيات األكثر إلحاحا ً املاثلة أمام القطاع‬ ‫النووي‪ ،‬ودراسة العقبات والفرص املتاحة‬ ‫لنرش حلول تكنولوجية وحلول عمليات‬ ‫ابتكارية للحفاظ عىل األمان النووي أو حتى‬ ‫تعزيزه ويف الوقت نفسه الح ِّد من التكلفة‪.‬‬ ‫ولهذه الغاية‪ ،‬أبرز املشاركون ‪ 28‬ابتكارا ً‬ ‫تتعلق بمختلف جوانب تشغيل األسطول‬ ‫الراهن من محطات القوى النووية‪ ،‬وتصدَّرت‬ ‫االبتكارات التالية القائمة‪:‬‬ ‫‪ -1‬التوأمة الرقمية (إعادة إنشاء عملية ما‬ ‫بطريقة افرتاضية وتحويلها إىل نموذج‬ ‫قائم عىل الحاسوب) من أجل تحسني‬ ‫أداء محطات القوى النووية والح ِّد من‬ ‫التكاليف؛‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 32‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫‪ -2‬التصنيع املتقدِّم‪ ،‬بما يف ذلك الطباعة‬ ‫الثالثية األبعاد‪ ،‬ملواجهة تحدِّيات سلسلة‬ ‫اإلمداد؛‬ ‫‪ -3‬تع ُّلم اآللة من أجل االستفادة بشكل أفضل‬ ‫من البيانات الضخمة املتاحة بالفعل‬ ‫يف قطاع القوى النووية بُغية تحقيق‬ ‫االستفادة املثىل من الصيانة؛‬ ‫‪ -4‬استخدام املزيد من األطر املبتكرة لتبادُل‬ ‫ُ‬ ‫لتقاسم البيانات يف مجال‬ ‫املعلومات‪،‬‬ ‫البحث والتطوير والعمليات والصيانة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أساس تطوير بنود قابلة‬ ‫ويش ِّكل ‘نداء عمل’‬ ‫للتنفيذ بُغية نرشها وتنفيذها إىل ما هو أبعد‬ ‫من نطاق الفعالية نفسها‪.‬‬ ‫واشرتك يف تنظيم املنتدى ك ٌّل من الوكالة‪،‬‬ ‫ومعهد بحوث الطاقة الكهربائية (‪،)EPRI‬‬ ‫واملخترب النووي الوطني (‪ )NNL‬من اململكة‬ ‫املتحدة‪ ،‬ووكالة الطاقة النووية التابعة ملنظمة‬ ‫التعاون والتنمية يف امليدان االقتصادي؛‬ ‫ورشكة كوريا للهيدرولوجيا والقوى النووية‬ ‫(‪ ،)KHNP‬التي استضافت الفعالية‪.‬‬ ‫وقال نيل ويلمزهورست‪ ،‬نائب رئيس معهد‬ ‫بحوث الطاقة الكهربائية وكبري املسؤولني‬ ‫النوويني فيه‪« :‬تش ِّكل الصناعة النووية جانبا ً‬ ‫حيويًّا من مزيج الطاقة العاملي‪ ،‬ال سيما يف‬ ‫مواجهة ُّ‬ ‫خال من‬ ‫تغي املناخ‪ ،‬فهي مصدر طاقة ٍ‬ ‫الكربون‪ .‬وأعطى هذا املنتدى الفريد األولوية‬ ‫لالبتكارات البالغة األهمية الالزمة يف الصناعة‬

‫واسرتشد املشاركون يف الفعالية‪ ،‬ابتدا ًء من‬ ‫مهنيني يف بداية حياتهم املهنية ووصوال ً‬ ‫إىل قادة الصناعة‪ ،‬باألمور التالية‪ :‬التعاون‪،‬‬ ‫وتحقيق تحوُّل وإحداث فرق داخل منظماتهم‪،‬‬ ‫وعىل نطاق القطاع النووي‪ .‬ور َّكزت الجلسات‬ ‫ٍ‬ ‫موضوعات مثل التحدِّيات التي تواجه‬ ‫عىل‬ ‫االبتكار يف القطاع النووي اليوم وتقديم أمثلة‬ ‫ناجحة لالبتكار النووي‪ .‬وقدَّمت مناقشة مائدة‬ ‫مستديرة عُ قدت مع رقابيني‪َّ ،‬‬ ‫ويس انعقادَها‬ ‫وليام دي‪ .‬ماغوود‪ ،‬مدير عام وكالة الطاقة‬ ‫النووية التابعة ملنظمة التعاون والتنمية يف‬ ‫امليدان االقتصادي‪ ،‬وجهات نظر من القادة يف‬ ‫هذا املضمار‪.‬‬ ‫وقال إيد برادلي‪ ،‬رئيس فريق تشغيل‬ ‫محطات القوى النووي والدعم الهنديس يف‬ ‫إدارة الطاقة النووية التابعة للوكالة‪« :‬يمثِّل‬ ‫الدعم الفعَّ ال من الجيل األصغر سنًّا من‬ ‫املهنيني النوويني‪ ،‬الذين يعملون جنبا ً إىل‬ ‫جنب مع اإلدارة‪ِّ ،‬‬ ‫مؤشا ً ملهما ً عىل َّ‬ ‫أن االبتكار‬ ‫ستقوده ديناميكية ومشاركة القادة الحاليني‬ ‫واملستقبليني‪».‬‬ ‫وأضاف جوان نايت‪ ،‬مدير االبتكار يف‬ ‫إكسيلون ورئيس جلسة مناقشة خالل املنتدى‪:‬‬ ‫«يسعدني أن أسهم يف جهد يع ِّزز ممارسات‬ ‫االبتكار األكثر قوة عىل نطاق القطاع النووي‬ ‫ويش ِّكل مواقف تدعم األنشطة ذات الصلة‪».‬‬ ‫وكانت هذه الفعالية األوىل من نوعها بني‬ ‫املشاركة يف تنظيمها َّ‬ ‫ويست‬ ‫املؤسسات‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫اجتماعات عن االبتكار عُ قدت يف فيينا‬ ‫انعقادَها‬ ‫يف عامَ ي ‪ 2018‬و ‪ .2019‬ومن املتو َّقع عقد‬ ‫َّ‬ ‫كمنصات لتبادُل‬ ‫منتديات مماثلة يف املستقبل‬ ‫التقدُّم املح َرز بشأن اإلجراءات ذات الصلة‪،‬‬ ‫ومواجهة التحدِّيات الجديدة‪ ،‬وتعزيز التعاون‪،‬‬ ‫وتعزيز الرشاكات الجديدة‪.‬‬ ‫ويف ختام أعمال املنتدى‪ ،‬قال روب ويتلسون‪،‬‬ ‫نائب رئيس املخترب النووي الوطني‪« :‬يسعدنا‬ ‫أن نستضيف املنتدى العاملي القادم يف‬ ‫عام ‪.»2020‬‬

‫— بقلم ماريان ناري فيرش وفنسنت رويه‬


‫تحديث�ات الوكالة ‪ ۱‬األخبار‬

‫النجاح يف القضاء عىل تجمُّ عات البعوض من خالل دراسة تجريبية‬ ‫باالستعانة بالتقنية النووية يف الصني‬

‫‪ Aedes albopictus‬هي أش ُّد أنواع‬ ‫َّ‬ ‫مؤخرا ً‬ ‫البعوض الغازية يف العالم‪ .‬اختُتمت‬ ‫تجربة رائدة ناجحة ملكافحة هذه اآلفة‬ ‫الحرشية ونُرشت النتائج يف مجلة ‪Nature‬‬ ‫يف ‪ 17‬تموز‪/‬يوليه ‪.2019‬‬

‫كول�ت‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية)‬ ‫(الصورة من‪ :‬نيكول ب‬

‫ألول مرة‪ ،‬أثم َر مزيج من تقنية الحرشة العقيمة‬ ‫وتقنية الحرشة غري املتوافقة عن َقمْ ع تجمُّعات‬ ‫البعوض بنجاح‪ ،‬يف خطوة واعدة عىل صعيد‬ ‫مكافحة البعوض الذي ينقل الحمَّ ى الدنجية‪،‬‬ ‫وفريوس زيكا‪ ،‬والعديد من األمراض الفتَّاكة‬ ‫األخرى‪ .‬ونُرشت نتائج التجربة الرائدة التي‬ ‫أُجريت َّ‬ ‫مؤخرا ً بمدينة غوانغتشو يف الصني‪،‬‬ ‫بدعم من الوكالة بالتعاون مع منظمة األغذية‬ ‫والزراعة لألمم املتحدة (الفاو)‪ ،‬يف مجلة‬ ‫‪ Nature‬يف ‪ 17‬تموز‪/‬يوليه ‪.2019‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫صديقة للبيئة‬ ‫وسيلة‬ ‫وتقنية الحرشة العقيمة‬ ‫ملكافحة اآلفات الحرشية تنطوي عىل الرتبية‬ ‫املكثَّفة وتعقيم َّآفة مستهدَفة باستخدام‬ ‫اإلشعاع‪ ،‬ومن ث َّم إطالق الذكور العقيمة‬ ‫بطريقة منهجية عن طريق الجو عىل نطاق‬ ‫واسع فوق مناطق محدَّدة‪ .‬وتتزاوج الذكور‬ ‫العقيمة مع اإلناث الربية‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫ال‪ ‬يَنتج عنه نس ٌل وتتق َّلص معه تجمُّ عات اآلفات‬ ‫بمرور الوقت‪ .‬وأمَّ ا تقنية الحرشة غري املتوافقة‬ ‫فتنطوي عىل تعريض البعوض لبكترييا‬ ‫فولباخيا‪ .‬وتقوم هذه البكترييا بتعقيم‬ ‫البعوض جزئيًّا‪ ،‬ما يعني الحاجة إىل إشعاع‬ ‫أق ّل لتحقيق التعقيم الكامل‪ .‬وهذا بدوره‬ ‫يحافظ بشكل أفضل عىل التنافسية التزاوجية‬ ‫للذكور العقيمة‪.‬‬ ‫ويف حني أن تقنية الحرشة العقيمة‪ ،‬كجز ٍء من‬ ‫اسرتاتيجيات إدارة الحرشات عىل نطاق مناطق‬ ‫بأكملها‪ ،‬قد استُخدمت بنجاح ملكافحة مجموعة‬ ‫متنوِّعة من اآلفات الحرشية التي تصيب النباتات‬ ‫واملاشية‪ ،‬من قبيل ذباب الفاكهة والعثة‪ ،‬ما تزال‬ ‫ثمَّ ة حاجة إىل إثبات مكافحتها للبعوض‪.‬‬

‫وتتمثَّل العقبة الرئيسية يف توسيع استخدام تقنية‬ ‫الحرشة العقيمة ضد مختلف أنواع البعوض يف‬ ‫التغ ُّلب عىل العديد من التحدِّيات التقنية املتعلقة‬ ‫بإنتاج وإطالق عددٍ ٍ‬ ‫كاف من الذكور العقيمة‬ ‫لتطغى عىل التجمُّ عات الربِّية الخصبة‪ .‬وقد نجح‬ ‫باحثون يف جامعة صن يات‪-‬صن‪ ،‬ورشكائها‪ ،‬يف‬ ‫الصني يف التغ ُّلب عىل هذه التحدِّيات‪ ،‬وذلك بدعم‬ ‫من الشعبة املشرتكة بني الفاو والوكالة الستخدام‬ ‫التقنيات النووية يف األغذية والزراعة (الشعبة‬ ‫ِّ‬ ‫وتنسق البحوث العاملية يف‬ ‫املشرتكة)‪ ،‬التي تقود‬ ‫مجال تقنية الحرشة العقيمة‪.‬‬ ‫وعىل سبيل املثال‪ ،‬استخدَم الباحثون الرفوف‬ ‫لرتبية أكثر من ‪ 500 000‬بعوضة أسبوعيًّا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وشيِّدت تلك الرفوف بنا ًء عىل نماذج ُ‬ ‫طوِّرت يف‬ ‫مختربات الشعبة املشرتكة الواقعة قرب فيينا‬ ‫يف النمسا‪ .‬كما ُ‬ ‫ِّ‬ ‫متخصص‬ ‫طوِّر جهاز تشعيع‬ ‫ملعالجة دفعات من ‪ 150 000‬من خادرات‬ ‫البعوض والتثبُّت منها وذلك يف إطار تعاون‬ ‫وثيق بني الشعبة املشرتكة والباحثني‪.‬‬ ‫وتُظهر نتائج هذه التجربة الرائدة‪ ،‬باستخدام‬ ‫تقنية الحرشة العقيمة باالقرتان بتقنية الحرشة‬ ‫غري املتوافقة‪ ،‬أن التجربة أوشكت عىل القضاء‬ ‫عىل التجمُّ عات امليدانية ألش ِّد أنواع البعوض‬ ‫الغازية‪ ،‬وهو ‪( Aedes albopictus‬بعوضة‬ ‫النمر اآلسيوي)‪ .‬وغ َّ‬ ‫طت التجربة التي استغرقت‬ ‫عامني (‪ )2017-2016‬مساحة ‪ 32.5‬هكتار‬ ‫عىل جزيرتني معزولتني نسبيًّا تقعان يف نهر‬ ‫اللؤلؤ «بريل ريفر» يف غوانغتشو‪ .‬وشملت‬ ‫التجربة إطالق قرابة ‪ 200‬مليون من ذكور‬ ‫البعوض البالغة املكثَّفة الرتبية واملع َّرضة‬ ‫لبكترييا فولباخيا‪.‬‬

‫وأظهرت الدراسة أيضا ً أهمية الجوانب‬ ‫االجتماعية واالقتصادية للنجاح يف استخدام‬ ‫نَهْ ج تقنية الحرشة العقيمة‪-‬تقنية الحرشة‬ ‫غري املتوافقة‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ،‬ارتفع قبول‬ ‫املجتمع أثناء الدراسة‪ ،‬حيث ارتفع دعم‬ ‫املجتمع املحيل بعد إطالق البعوض وما نتج‬ ‫عنه من انخفاض يف حاالت لسع البعوض‬ ‫املزعج؛ ولكي ينجح نَهْ ج تقنية الحرشة‬ ‫العقيمة‪-‬تقنية الحرشة غري املتوافقة‪ ،‬يجب‬ ‫أن يكون املجتمع املحيل منخرطا ً يف األمر‬ ‫وأن يعمل معا ً لضمان االستخدام املتَّسق‬ ‫واملتكامل للنَّهْ ج عىل امتداد املنطقة بأكملها‬ ‫من أجل مواجهة حركة الحرشات والسيطرة‬ ‫عليها بشكل فعَّ ال‪ .‬وثمَّ ة جانب آخر هو‬ ‫فعالية التكلفة؛ إذ تُ َقدَّر التكاليف اإلجمالية‬ ‫ُّ‬ ‫لتدخل يدخل حيِّز التشغيل الكامل‬ ‫املستقبلية‬ ‫بما يرتاوح بني ‪ 108‬و‪ 163‬دوالرا ً أمريكيًّا‬ ‫لك ِّل هكتار سنويًّا‪ .‬لذا يُعَ ُّد هذا النَّهْ ج فعَّ اال ً‬ ‫ً‬ ‫مقارنة باسرتاتيجيات‬ ‫من حيث التكلفة‬ ‫املكافحة‪ ‬األخرى‪.‬‬ ‫وقال زهييونغ تيش‪ ،‬مدير املركز املشرتك بني‬ ‫جامعة صن يات‪-‬صن وجامعة والية ميشيغان‬ ‫ملكافحة ناقالت أمراض املناطق املدارية‬ ‫واألستاذ يف جامعة والية ميشيغان بالواليات‬ ‫املتحدة‪َّ ،‬‬ ‫إن الخرباء يف الصني يعتزمون اختبار‬ ‫ً‬ ‫التكنولوجيا يف مناطق حرضية أكرب رقعة يف‬ ‫املستقبل القريب باستخدام ذكور البعوض‬ ‫العقيمة املأخوذة من مرفق الرتبية املكثَّفة يف‬ ‫ِّ‬ ‫املشغلة للمرفق‬ ‫غوانغتشو‪ .‬وتستخ ِدم الرشكة‬ ‫َّات متقد ً‬ ‫معد ٍ‬ ‫َّمة للرتبية املكثَّفة للبعوض‬ ‫وللتشعيع ت َّم تطويرها بالتعاون مع الشعبة‬ ‫املشرتكة بني الفاو والوكالة‪.‬‬ ‫وتكثَّف التعاون العاملي يف تطوير تقنية الحرشة‬ ‫العقيمة ملكافحة البعوض يف أعقاب وباء زيكا‬ ‫يف الفرتة بني عامَ ي ‪ .2016-2015‬واإلصابات‬ ‫بالحمَّ ى الدنجية آخذة يف االزدياد‪ ،‬فقد ارتفع‬ ‫عدد الحاالت التي أُبلغت بها منظمة الصحة‬ ‫العاملية من ‪ 2.2‬مليون حالة يف عام ‪2010‬‬ ‫إىل أكثر من ‪ 3.3‬ماليني حالة يف عام ‪.2016‬‬ ‫وعدد اإلصابات الفعلية أكثر بكثري‪ ،‬ويشري أحد‬ ‫التقديرات‪ ،‬وفقا ً ملنظمة الصحة العاملية‪ ،‬إىل‬ ‫‪ 390‬مليون إصابة جديدة كل عام‪.‬‬

‫— بقلم ميكلوس غاسرب‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪33 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫تحديث�ات الوكالة ‪ ۱‬األخبار‬

‫َّ‬ ‫لتتصفح بشكل شامل منشورات الوكالة‬ ‫استخدِم أداة إلكرتونية‬ ‫الخاصة باألمان واألمن‬

‫(الصورة من ‪ :‬ب‪ .‬شو‪/‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية)‬

‫َّ‬ ‫املنصة عدَّة مئات من املستخدمني‬ ‫ويستخدم‬ ‫املنتظمني‪ .‬ومن بني هؤالء أعضاء اللجان‬ ‫املعنية بمعايري األمان‪ ،‬ولجنة معايري األمان‪،‬‬ ‫واللجان املعنية بإرشادات األمن النووي‪.‬‬ ‫وبدأ ما يربو عىل ‪ 1 500‬مستخدم جديد‪ ،‬منذ‬ ‫بداية هذا العام وحده‪ ،‬يف استخدام واجهة‬ ‫املستخدمني البينية اإللكرتونية الخاصة‬ ‫بسلسلة األمان واألمن النوويني‪ ،‬بعد عقد‬ ‫دورات تدريبية يف عدَّة بلدان‪.‬‬

‫تشتمل مجموعة سلسلة معايري األمان وسلسلة‬ ‫األمن النووي الصادرتني عن الوكالة عىل‬ ‫أكثر من ‪ 150‬منشوراً‪ ،‬تحتوي جميعها عىل‬ ‫إحاالت مرجعية متعدِّدة‪ .‬وتمَّ ت تغطية العديد‬ ‫من املجاالت املهمَّ ة يف أكثر من منشور منها‪.‬‬ ‫ولجعل عملية البحث عن معلومات شاملة يف‬ ‫ِ‬ ‫هذا املورد الهائل مسألة سهلة‪ ،‬طوَّرت الوكالة‬ ‫أداة ٍ‬ ‫بحث متقدِّمة‪ ،‬هي واجهة املستخدمني‬ ‫البينية اإللكرتونية الخاصة بسلسلة األمان‬ ‫واألمن النوويني (‪ ،)NSS-OUI‬والتي توفرِّ‬ ‫للمستخدمني طرقا ً متعدِّدة لتص ُّفح هذه‬ ‫املنشورات والبحث فيها بطريقة منهجية‪.‬‬ ‫وتو ِّفر سلسلة معايري األمان وسلسلة األمن‬ ‫ٍ‬ ‫إرشادات للسلطات وسائر الجهات‬ ‫النووي‬ ‫املعنية ذات الصلة بشأن كيفية تحسني أمان وأمن‬ ‫التكنولوجيات النووية‪ُ .‬‬ ‫وهما تغطيان األنشطة‬ ‫املتعلقة باملنشآت النووية وتطبيق املصادر‬ ‫اإلشعاعية يف الطبِّ ‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والزراعة‪،‬‬ ‫والبحوث‪ .‬وتقوم الوكالة‪ ،‬يف إطار تعاون وثيق‬ ‫مع الحكومات واملنظمات حول العالم‪ ،‬بإعداد‬ ‫محتوى هذه املنشورات‪ .‬ويت ُّم تنقيح املنشورات‬ ‫وتحديثها دوريًّا‪ .‬وهاتان املجموعتان من‬ ‫املنشورات منظمتان بطريقة هرمية‪ ،‬إذ تنطبق‬ ‫أساسيات األمان وأساسيات األمن النووي‬ ‫عىل جميع األنشطة‪ ،‬فيما تو ِّفر املنشورات ذات‬ ‫ٍ‬ ‫توصيات أكثر تحديداً‪.‬‬ ‫املستوى األدنى‬ ‫وقال غوستافو كاروسو‪ ،‬مدير مكتب تنسيق‬ ‫شؤون األمان واألمن يف الوكالة‪« :‬تمثِّل واجهة‬ ‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 34‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫املستخدمني البينية اإللكرتونية الخاصة‬ ‫بسلسلة األمان واألمن النوويني جانبا ً أساسيًّا‬ ‫من عمل الوكالة لدعم البلدان يف تطبيق‬ ‫َّ‬ ‫املنصة الوحيدة التي‬ ‫هذه املنشورات‪ .‬فهي‬ ‫يمكن من خاللها الوصول إىل جميع هذه‬ ‫ِّ‬ ‫توضح‬ ‫املنشورات كمجموعة كاملة‪ .‬وهي‬ ‫أيضا ً كيف ترتبط املنشورات ذات املستوى‬ ‫تبي الرشوط الواجب تحقيقها‪،‬‬ ‫األعىل‪ ،‬التي ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫توضح كيف لنا‬ ‫بمنشورات أكثر عملية‪ ،‬والتي‬ ‫تحقيق‪ ‬ذلك‪».‬‬ ‫وتم ِّكن واجهة املستخدمني البينية املذكورة‬ ‫املستخدمني من البحث عن كلمات مِفتاحية‬ ‫محدَّدة أو ٍّ‬ ‫نص محدَّد‪ ،‬مثلما تو ِّفر لهم أداة‬ ‫بحث داللية متقدِّمة‪ .‬وبهذه الطريقة‪ ،‬يمكن‬ ‫للمستخدمني العثور برسعة عىل متطلبات‬ ‫وتوصيات وإرشادات محدَّدة تتعلق بمجاالت‬ ‫مواضيعية أو مفاهيم محدَّدة‪.‬‬ ‫وقال السيد كاروسو َّ‬ ‫إن واجهة املستخدمني‬ ‫البينية تتيح أيضا ً تنقيح محتوى املنشورات‬ ‫بطريقة أكثر فاعلية ِمن قبل الخرباء‪ .‬وتابع‬ ‫قائالً‪« :‬إنها الطريقة الوحيدة التي يمكن بها‬ ‫ضمان االتِّساق خالل وضع معايري جديدة‬ ‫وتنقيح املعايري القائمة‪ .‬وتشتمل األداة عىل‬ ‫آلية لجمع التعقيبات من املستخدمني املأذون‬ ‫لهم‪ ،‬ما يساعدنا عىل ربط املعرفة الجديدة‬ ‫باملحتوى الحايل ويسمح بإجراء تنقيح فعَّ ال‬ ‫ينصبُّ عىل املواضيع بدال ً من الرتكيز عىل‬ ‫منشورات فردية‪».‬‬

‫وقالت فيونا شاراالمبوس‪ ،‬املدير املساعد‬ ‫وكبري العلماء للتقييم واملشورة يف الوكالة‬ ‫األسرتالية للوقاية من اإلشعاعات واألمان‬ ‫النووي‪« :‬تو ِّفر هذه الواجهة البينية الوقت‬ ‫بشكل فعَّ ال‪ .‬فهي مح ِّرك بحث جامع مصمَّ م‬ ‫خصيصا ً لتسهيل الوصول إىل محتوى سلسلة‬ ‫األمان واألمن النوويني‪ .‬وهي تساعدني عىل‬ ‫تحديد مجاالت االهتمام الرئيسية‪ ،‬ابتدا ًء من‬ ‫املعايري ووصوال ً إىل التقارير التقنية وغري‬ ‫ذلك الكثري‪ .‬وتساعدني بكفاءة عىل اكتشاف‬ ‫اإلحاالت املرجعية التي قد تكون مفيدة‬ ‫لعملي‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ،‬يمكنني استخدام‬ ‫مصطلحات البحث الرئيسية ومقارنتها عىل‬ ‫نطاق املعايري واألد َّلة والتوصيات والتقارير‬ ‫التقنية ضمن سياق معيَّ ‪».‬‬ ‫وتو ِّفر واجهة املستخدمني البينية اإللكرتونية‬ ‫الخاصة بسلسلة األمان واألمن النوويني‬ ‫معلومات محد ً‬ ‫ٍ‬ ‫َّثة عن املنشورات ذات الصلة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫واملراجع التي حلت محلها مراجع أخرى‪.‬‬ ‫وتحتوي أيضا ً عىل مراجع وروابط ِ‬ ‫توصل إىل‬ ‫منشورات الوكالة األخرى ذات الصلة‪ ،‬مثل‬ ‫سلسلة وثائق الوكالة التقنية‪ .‬وستتضمَّ ن‬ ‫املعايري املضافة حديثا ً روابط إىل التعريفات‬ ‫الواردة يف مرسد الوكالة ملصطلحات األمان بما‬ ‫يسهم بضمان الفهم الصحيح أليِّ مصطلحات‬ ‫خاصة يت ُّم استخدامها‪.‬‬ ‫وقال السيد كاروسو‪« :‬بدون هذه الواجهة‬ ‫البينية‪ ،‬قد يتوه املرء بني جميع املواد املد َرجة‬ ‫يف سلسلة معايري األمان وسلسلة األمن النووي‪.‬‬ ‫ولكن بفضلها‪ ،‬نتم َّكن من العثور عىل املعلومات‬ ‫التي نحتاجها‪ .‬وبهذه الطريقة‪ ،‬تسهم هذه‬ ‫الواجهة البينية يف األمان واألمن النوويني عىل‬ ‫الصعيد العاملي»‪.‬‬

‫— بقلم نتايل ميخائيلوفا‬


‫تحديث�ات الوكالة ‪ ۱‬األخبار‬

‫َّ‬ ‫مهني التدريب من خالل دورات الوكالة الدراسية‬ ‫تلقى أكثر من ‪700‬‬ ‫ّ‬ ‫إلدارة املعارف النووية‬ ‫إدارة‬ ‫الوثائق‬ ‫التخطيط للقوى‬ ‫العاملة‬ ‫التقاط املعارف‬ ‫الضمنية‬ ‫تدريب وتطوير‬ ‫املوظفني‬

‫نقل املعارف‪/‬‬ ‫املعلومات‬

‫رسم خريطة‬ ‫الكفاءة‬

‫إدارة‬ ‫املعارف‬ ‫النووية‬

‫املوارد‬ ‫البرشية‬

‫موارد‬ ‫املعلومات‬

‫حلول التقنية‬ ‫املعلوماتية‬

‫الدعم اإلداري‬ ‫إلدارة املعارف‬

‫الثقافة‬ ‫املؤسسية‬ ‫املبادئ والسياسة‬ ‫التوجيهية التنظيمية‬

‫التعليم والتدريب رضوريان لضمان أن يكون‬ ‫الجيل القادم من املهنيني العاملني يف الصناعة‬ ‫النووية عىل استعداد إلدارة برامج القوى‬ ‫النووية املع َّقدة‪ .‬ومساعدة السلطات الوطنية‪،‬‬ ‫وخاصة يف البلدان النامية‪ ،‬للحصول عىل هذه‬ ‫املعارف وإدارتها مسألة أساسية الستدامة‬ ‫القوى النووية‪ .‬وباختتام الدورة الدراسية‬ ‫الخامسة عرشة املشرتكة بني الوكالة واملركز‬ ‫الدويل للفيزياء النظرية يف ‪ 9‬آب‪/‬أغسطس‪،‬‬ ‫بإنجاز تمثَّل يف تدريب ما يربو‬ ‫تحتفل الوكالة‬ ‫ٍ‬ ‫عىل ‪ 700‬من املهنيني الشبَّان منذ بدء الدورة‬ ‫الدراسية يف مجال إدارة املعارف النووية يف‬ ‫عام ‪.2004‬‬ ‫ود َّربت الدورة الدراسية يف مجال إدارة‬ ‫املعارف النووية‪ ،‬التي يشرتك يف تنظيمها‬ ‫مركز عبد السالم الدويل للفيزياء النظرية‬ ‫والوكالة‪ ،‬حتى اآلن مهنيني من أكثر من‬ ‫‪ 80‬بلداً‪ ،‬وتز ِّود املشاركني بالتعليم والتدريب‬ ‫ِّ‬ ‫املتخصصني يف مجال إعداد وتنفيذ برامج‬ ‫إدارة املعارف النووية يف منظمات العلوم‬ ‫والتكنولوجيا النووية‪ .‬وتشمل موضوعات‬ ‫الدورة الدراسية‪ ،‬من بني أمور أخرى‪،‬‬ ‫تنمية املوارد البرشية‪ ،‬ووضع سياسات‬ ‫واسرتاتيجيات يف مجال إدارة املعارف‬ ‫النووية‪ ،‬وإدارة موارد املعلومات النووية‪،‬‬ ‫وخطر فقدان املعارف‪ ،‬ونقل املعارف‪.‬‬ ‫وقال وي هوانغ‪ ،‬مدير شعبة التخطيط‬ ‫واملعلومات وإدارة املعارف يف الوكالة‪:‬‬

‫«التكنولوجيا النووية مع َّقدة ومتعدِّدة‬ ‫ُّ‬ ‫التخصصات‪ .‬ولضمان األمان‪ ،‬تق ُع عىل‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫عاتق كل بلد مسؤولية ال تقترص عىل إنشاء‬ ‫معارف وخربات تقنية كافية يف منظماته‬ ‫النووية فحسب‪ ،‬بل تشمل أيضا ً َ‬ ‫ص ْون هذه‬ ‫املعارف وضمان توافرها»‪ .‬وأضاف «ولهذا‬ ‫السبب استجابت الوكالة لنداءات أطلقتها‬ ‫دولها األعضاء يف أوائل العقد األول من القرن‬ ‫العرشين إلنشاء برنامج إلدارة املعارف»‪.‬‬ ‫وباتت إدارة املعارف النووية عنرصا ً متزاي َد‬ ‫األهمية يف القطاع النووي يف السنوات‬ ‫األخرية‪ ،‬وليس فقط بسبب التحدِّيات التي‬ ‫تطرحها احتياجات بناء القدرات‪ ،‬والقوى‬ ‫ِّ‬ ‫السن‪ ،‬وانخفاض تسجيل‬ ‫العاملة املتقدِّمة يف‬ ‫الطالب يف برامج العلوم والهندسة‪ ،‬ولكن‬ ‫أيضا ً َّ‬ ‫ألن وجود برنامج فعَّ ال إلدارة املعارف‬ ‫مسألة بالغة األهمية لتطوير ثقافة أمان‬ ‫مستدامة‪.‬‬ ‫وقالت بيلجيكا فياللوبوس‪ ،‬مديرة التطوير‬ ‫التنظيمي يف املوارد البرشية يف لجنة الطاقة‬ ‫النووية الشيلية (‪« :)CChEN‬لقد ساعدنا‬ ‫منظمتنا عىل تحديد املعارف الحرجة ونقلها‬ ‫َ‬ ‫وص ْونها ونرشها‪ ،‬خاصة ونحن نواجه تقاعُ د‬ ‫ِّ‬ ‫السن»‪ .‬وأضافت‬ ‫القوة العاملة املتقدِّمة يف‬ ‫«ومن خالل األدوات التي اكتسبتها خالل‬ ‫ُ‬ ‫استطعت أن‬ ‫الدورة الدراسية يف عام ‪،2011‬‬ ‫أطبِّق نظاما ً ‘داخليًّا’ إلدارة املعارف النووية‬ ‫يف لجنة الطاقة النووية الشيلية»‪.‬‬

‫وقال هوانغ َّ‬ ‫إن بناء القدرات من خالل‬ ‫التدريب والتعليم وتحسني الوصول إىل‬ ‫املعارف الحالية من خالل أساليب املشاركة‬ ‫والتجميع مسألة رضورية‪ .‬فإدارة املعارف‬ ‫النووية ال‪ ‬تؤثِّر بشكل مبارش يف املوارد‬ ‫البرشية فحسب‪ ،‬بل تؤثِّر أيضا ً يف تكنولوجيا‬ ‫املعلومات واالتصاالت‪ ،‬ونُظم إدارة العمليات‬ ‫والوثائق‪ .‬ويمكن أن تتأثَّر االسرتاتيجيات‬ ‫الوطنية والتنظيمية املتعلقة باألمان النووي‬ ‫تأثُّرا ً بالغا ً بالقدرة عىل إدارة املعارف يف‬ ‫الوقت الحارض ويف املستقبل عىل السواء‪.‬‬

‫وأ َّكدت ليسيجو مولوكو‪ ،‬كبرية العلماء يف‬ ‫الرشكة الجنوب أفريقية للطاقة النووية‬ ‫(‪ ،)NESCA‬عىل أهمية الدورة الدراسية قائلة‪:‬‬ ‫«أو ُّد بالتأكيد أن أويص العلماء واملديرين‬ ‫واملهنيني يف مجال املوارد البرشية عىل ح ٍّد‬ ‫سواء باملشاركة يف الدورة الدراسية‪ ،‬لضمان‬ ‫وجود اآلليات الرضورية لنقل املهارات‪ .‬ومنذ‬ ‫عودتي من الدورة الدراسية‪ ،‬أنشأت رشكة‬ ‫‪ NESCA‬مكتبا ً‬ ‫ًّ‬ ‫خاصا يضمن تطبيق برامج‬ ‫إدارة املعارف يف مجال العلوم والتكنولوجيا‬ ‫النووية ضمن الرشكة»‪.‬‬ ‫وقالت ماريا إيلينا أورسو‪ ،‬أخصائية إدارة‬ ‫املعارف يف الوكالة واألمينة العلمية للدورة‬ ‫الدراسية‪« :‬مع انفتاحنا عىل احتمال طرح‬ ‫عدد أكرب بكثري من الدورات الدراسية العام‬ ‫املقبل يف مجال إدارة املعارف النووية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫استجابة لتزايد عدد الطلبات الواردة من‬

‫الدول األعضاء‪ ،‬ت َّم إعداد منهاج موحَّ د جديد‬ ‫ونموذج»‪ .‬ويشمل ذلك املك ِّون الرقمي‬ ‫اإللكرتوني وأساليب التدريس التقليدية‪.‬‬ ‫وقالت َّ‬ ‫«إن الهدف من جميع دوراتنا الدراسية‬ ‫هو تشجيع املشاركني عىل التفكري يف املستقبل‬ ‫وتطبيق نظرية إدارة املعرفة املستفادَة‬ ‫مبارشة يف أماكن عملهم»‪.‬‬

‫— بقلم شانت كريكوريان‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪35 | 2019‬‬ ‫مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬


‫تحديث�ات الوكالة ‪ ۱‬المنشورات‬

‫مقدِّمة إىل العالج اإلشعاعي املوجَّ ه تصويريًّا ضمن املمارسات الرسيرية‬ ‫يقدِّم إرشادات ويُربز املعالم املطلوب إنجازها من جانب أقسام العالج اإلشعاعي عىل صعيد اإلدخال املأمون والفعَّ ال للعالج‬ ‫اإلشعاعي املوجَّ ه تصويريًّا‪ .‬وتشمل التطوُّرات الحديثة يف مجال العالج اإلشعاعي باألشعة الخارجية تكنولوجيا تصوير املريض‬ ‫يف موضع العالج ويف غرفة العالج يف وقت العالج‪ .‬وبما َّ‬ ‫أن هذه التكنولوجيا وتقنيات التصوير ذات الصلة — والتي يُطلق عليها‬ ‫مصطلح العالج اإلشعاعي املوجَّ ه تصويريًّا — يُنظر إليها كأكثر التطورات تقدُّما ً يف مجال العالج اإلشعاعي‪ ،‬يعالج هذا املنشور‬ ‫شواغل العاملني يف أقسام العالج اإلشعاعي فيما يتعلق بالظروف التحضريية واملوارد التي ينطوي عليها التنفيذ‪ .‬ويقدِّم املنشور‬ ‫أيضا ً معلومات عن الحالة الراهنة لألدلة الداعمة الستخدام العالج اإلشعاعي املوجَّ ه تصويريًّا فيما يتعلق بنتائج عالج املريض‪.‬‬ ‫العدد ‪ 16‬من سلسلة تقارير الصحة البرشية الصادرة عن الوكالة؛ ‪ISBN: 978-92-0-103218-8‬؛ الطبعة اإلنكليزية؛‬ ‫‪ 31.00‬يورو؛ ‪2019‬‬ ‫‪www.iaea.org/publications/12264/image-guided-radiotherapy‬‬

‫قياس الجرعات الخاصة باملجاالت الصغرية الثابتة املستخدمة يف العالج‬ ‫اإلشعاعي باألشعة الخارجية‬

‫ٍ‬ ‫إجراءات مرجعية متَّسقة لقياس الجرعات‪ ،‬يمكن عزوها إىل املعايري األولية الخاصة بعلم القياس‪ ،‬ويم ِّكن املنشور‬ ‫يو ِّفر املنشور‬ ‫من اتِّباع إجراءات مشرتكة داخل بلد ما‪ .‬ويقدِّم املنشور ملحة عامة عن الفيزياء‪ ،‬تليها الشكليات العامة لقياس الجرعات املرجعية‬ ‫يف املجاالت الصغرية‪ .‬وتَ ِر ُد فيه مبادئ توجيهية لتنفيذها عمليًّا باستخدام أجهزة الكشف املناسبة وطرق تحديد عوامل مخرجات‬ ‫ٍ‬ ‫مجاالت صغرية ثابتة‪ .‬وت َّم إعداد مدوَّنة قواعد املمارسة املذكورة من خالل فريق‬ ‫املجاالت وذلك ألجهزة رسيرية محدَّدة تستخدم‬ ‫ِّ‬ ‫املتخصصني يف مجال الطب‪ .‬وستضمن املبادئ التوجيهية املنسجمة‬ ‫عامل دويل‪ ،‬أُنشئ بالتشارك مع الرابطة األمريكية للفيزيائيني‬ ‫عىل املستوى الدويل يف هذا املجال اتساقي ًة يف جميع أنحاء العالم يف إعطاء الجرعة ملرىض العالج اإلشعاعي‪ ،‬وستسهم يف توحيد‬ ‫الجرعة يف الدراسات الرسيرية التجريبية الدولية‪ ،‬وذلك بمقارنة نتائج مختلف طرائق العالج اإلشعاعي باستخدام مجاالت صغرية‪.‬‬ ‫العدد ‪ 483‬من سلسلة التقارير التقنية؛ ‪ISBN: 978-92-0-105916-1‬؛ الطبعة اإلنكليزية؛ ‪ 52.00‬يورو؛ ‪2017‬‬ ‫‪www.iaea.org/publications/11075/dosimetry-of-small-static-fields‬‬

‫ُّ‬ ‫التيقن يف العالج اإلشعاعي‬ ‫متطلبات الدقة وأوجه عدم‬

‫هي وثيقة توافقية دولية بشأن متطلبات الدقة وأوجه عدم اليقني يف مجال العالج اإلشعاعي من أجل ترويج عالجات أكثر أمانا ً وأكثر‬ ‫فعالية عىل املريض‪ .‬ويتناول هذا املنشور قضايا الدقة وعدم اليقني املتعلقة بالغالبية العظمى من أقسام العالج اإلشعاعي‪ ،‬بما يف‬ ‫ذلك العالج اإلشعاعي باألشعة الخارجية والعالج اإلشعاعي املوضعي عىل السواء‪ .‬ويغطي الكتاب الجوانب الرسيرية واإلشعاعية‬ ‫والتقنية واملادية وما يتعلق بقياس الجرعات‪.‬‬ ‫العدد ‪ 31‬من سلسلة وثائق الصحة البرشية الصادرة عن الوكالة؛ ‪ISBN: 978-92-0-100815-2‬؛ الطبعة اإلنكليزية؛‬ ‫‪ 76.00‬يورو؛ ‪2016‬‬ ‫‪www.iaea.org/publications/10668/accuracy-requirements-and-uncertainties-in-radiotherapy‬‬

‫للحصول عىل معلومات إضافية‪ ،‬أو لطلب كتاب‪ ،‬يُرجى االتصال على العنوان التالي ‪:‬‬ ‫‪Marketing and Sales Unit‬‬ ‫‪International Atomic Energy Agency, Vienna International Centre, PO Box 100,‬‬ ‫‪A-1400 Vienna, Austria‬‬ ‫الربيد اإللكرتوني ‪sales.publications@iaea.org :‬‬

‫ِّ‬ ‫الذرية‪ ،‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬ ‫‪ | 36‬مجلة الوكالة الدولية للطاقة‬

‫‪ISSN 1819-1800‬‬

‫‪19-03264‬‬


‫املؤتمر الدويل املعين‬

‫بمفاعالت البحوث‪:‬‬

‫مواجهة التحديات واغتن�ام الفرص من أجل ضمان‬ ‫الفعالية واالستدامة‬ ‫‪ 29-25‬تشرين الثاين‪/‬نوفمرب ‪ ،2019‬بوينس آيرس‪ ،‬األرجنتني‬

‫مؤتمر تن ِّ‬ ‫ظمه‬

‫وتستضيفه‬ ‫الحكومة األرجنتينية‬ ‫من خالل‬ ‫الهيئة الوطنية للطاقة الذرية (‪)CNEA‬‬

‫‪CN-277‬‬


‫َّ‬ ‫اطلعوا عىل هذا العدد واألعداد األخرى من مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرِّية عىل املوقع‬ ‫‪www.iaea.org/bulletin‬‬

‫للحصول على املزيد من املعلومات عن الوكالة الدولية للطاقة الذرِّية وعملها‪ ،‬زوروا موقعنا الشبكي‬ ‫‪www.iaea.org‬‬

‫أو تابعونا على‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.