أقدم هذا العمل املتواضع إىل أمي حبيبة قليب ،وإىل حبيبيت الغالية... أقدمه أيضا بشكل خاص إىل روح جدي الغالية ،مدرسيت األوىل ومعلمي األول... أقدمه إىل كل نساء العامل والتاريخ ،من حواء عليها السالم ،إىل آخر نساء الدنيا ،ممن بصمن الوجود بلمساتهن وساهمن يف حدوث كل شيء مجيل، صغري كان أو عظيم ...ضحني كثريا فحفِظ هلن الزمان تضحياتهن... حياكن اهلل مجيعا...
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
بني يدي الكتاب ۞۞۞
امحلد هلل ريب العظمي ،محدا يليق جبامكل وجالكل عدد ما محدك احلامدون وشكرك الشاكرون واس تغفرك املس تغفرون ،خالق ا أللباب وجامع ا ألحباب والوحيد من ال يُغلق هل ابب ...والصالة والسالم عىل الرمحة املهداة ونرباس احلق ونور اليقنيِ ،ح ّب الرمحن وكتةل االإنسانية واالإميان ومنبع املودة واحلنان ،س يدي وحبييب محمد بن عبد هللا اذلي عمل اخللق دروسا يف لك يشء واكن امجلال والكامل االإنساين اذلي مييش بني الناس حيب ومجعنا مجيعا عنده يف فردوسه فنجالسك ونسمع وال أأثر هل علهيم سوى لك اخلري والربكة ،حياك ريب اي ّ منك وتسمع منا ونمتتع برفقتك ...اي رب. رب ارشح يل صدري ويرس يل أأمري واحلل عقدة من لساين يفقهوا قويل .وبعد: "نبضات فكرية وخواطر تفكرية" (حواء) ...عدان والعود محيد وهلل امحلد؛ اإنه اجلزء الثاين من سلسلتنا الطيبة اليت خرجت اإىل النور يف جزهئا ا ألول منذ س نة تقريبا ،جاءت اليوم لتس متر يف طرح نبضاهتا وجتود بنفحاهتا الفكرية والتفكرية علينا وتفتح لنا اباب من أأبواب دغدغة العقول وحماوةل زحزحهتا عن مخولها حىت تس تفيق وترينا بعضا من جعائهبا وقدراهتا و أأرسارها اليت وضعها هللا تعاىل فهيا ...يف اجلزء ا ألول ر أأينا بعضا من ا ألسس اليت تنبين علهيا احلضارة ،تناقش نا وتذاركنا عديد ا ألمور اليت افتقدانها أأو ضللنا طريقها ور أأينا بعضا من س بل العودة اإلهيا حىت نعود اإىل دجدان وحقيقة وجودان ونر ى اإىل ما كنا فيه وعليه منذ زمن لسس ببعيد م نمكل املشوار وحنيا احلياة الكرمية اليت توازن بني املادة والروح فننجح فهيام معا ال يف واحدة عىل حساب تنازل عنه وال طعم لوجودان دونه، ا ألخرى ...م اليوم ننتقل اإىل حواء ،نصفنا الثاين امجليل الرائع اذلي ال ُ
1
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
فنطلق العنان لعقولنا يك تفكر وتتفكر ولقلوبنا يك تنبض وختطر فتالمس بعضا من جوانب كياهنا ووجودها و أأدوارها ،ونفهم ملاذا تعاين ،أأو بتعبري حصيح ،ملاذا جيعلها الرجل تعاين وفامي تعاين؟ وكيف يس تطيع اجلنسان معا العسش يف هناء وحب بعيدا عن الرصاعات والزناعات؟ ...اإشاكالت وغريها س نحاول االإجهتاد ما أأمكننا حىت ِّنمل هبا من جوانب اجامتعية وثقافية وتربوية حىت نفس ية وندخل يف بعض من أأبعادها علنا حنىض ببعض من رشف وضع لبنة من لبنات الرصح املتني لربوز س يدات عظاميت كرميات تكون لهن اللمسة التارخيية واحلضور الوازن يف حمافل الرشف ومعارض الزمان... نسأأل هللا تعاىل التوفيق والتسسري حىت ننجح يف اإيصال ما نرنو اإليه من أأفاكر وطروحات بعيدا عن الش هبات واملالبسات ،و أأن جتدي س يديت القارئة ،س يدي القارئ ،بعض حاجتكام وشسئا مما يامتىش مع خططكام ومشاريعكام فسساعدكام عىل قدر االإماكن ويفتح س بال جديدة أأمامكام؛ اإن أأريد اإال االإصالح ما اس تطعت ،وما توفيقي اإال ابهلل ،عليه تولكت وهو رب العرش العظمي.
اإبراهمي املغريب
2
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ملاذا اخرتت احلديث عن املرأة؟ ۞۞۞
اختيار احلديث عن املر أأة يف اجلزء الثاين من كتابنا مل يأأت اعتباطا ،والسبب هو أأن أأنين اخرتت توهجا معينا يف هاته السلسةل املتواضعة؛ يف البداية حتدثنا عن بناء احلضارة و أأسسها وبعض س بل بلوغها ،هذا البناء العظمي ال ميكن أأن تقوم هل قامئة اإال اإذا اكنت املر أأة فاعةل فيه وبقوة ومشاركة فيه كام الرجل ،جنبا اإىل جنب، وحىت تكون مشاركهتا وازنة جيب أأن تكون يف راحة نفس ية واجامتعية وتمتتع بلك حقوقها وتؤدي لك واجباهتا ...ابلتايل س نحقق الريق احلضاري طاملا ريق املر أأة حمفوظ وكرامهتا محمية ووجودها ُحترتم فيه أأمسى معاين احلياة... ☜ ...إذا كان الناس يقولون أن املرأة هي نصف اجملتمع فهي بعد إجنابها تكون صانعة للنصف اآلخر ،وبالتالي تكون هي اجملتمع كله ،أساسه وأسّه ومنشِئته وبانية أعمدته القوية الصامدة الثابتة☞ ... ما اكن من توفيق يف هذا الكتاب فهو من هللا ،وما اكن من زلل وخطأأ وش هبة مفين ومن الش يطان فاعذروين وق ِّوموين.
عىل بركة هللا نبد أأ...
3
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.1 كيف ميكننا تعريف املرأة؟
4
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
اختلفت التعاريف يف حق املر أأة ،وتلكمت فهيا لك احلضارات واملذاهب والعلوم والتخصصات والفنون... فاكنت ا ألقاويل كثرية والمتجيدات عديدة ،و ل لك عرفها من منطلقه ومذهبه ومرجعيته ودينه وحبسب ما جيهتد اجهتدت ُ وحر ُ ُ ُ رت ،لن أأقول أأكرث مما قاهل وكتبت فيه من ختصص أاكن فنا أأو أأداب أأو غريهام ...وهمام وفكرت ّ غريي ،بل همام حتدثنا وقلنا مجيعا فلن نوفهيا حقها ولو جبزء يسري مما يه فيه وعليه وما هو لها من املاكنة والقدر... خلق هللا عز وجل أدم يف أأمجل خلقة وهيئة بيديه العظميتني ونفخ فيه من روحه ،وهذا رشف مل حيظ به أأي خملوق قبهل ،حىت املالئكة اليت اكنت أأقرب اخمللوقات هلل ،عبادة وورعا وخدمة وطاعة ،وبعد هذه اخللقة العظمية جعل اخلالق الكرمي س بحانه املالئكة وما حتهتم من اخمللوقات تسجد هل ترحيبا به وإاعالان خللققه وتعريفا مباكنته ...ومبا أأن أأمه اخمللوقات جسدت لدم عليه السالم فهذا مينحه رشف العظمة والكرامة بسهنا دون اس تثناء وجيعهل اخمللوق رمق واحد بني أأهل السامء وا ألرض؛ حىت اإبلسس حني رفض السجود ،جسود التحية، للمخلوق اجلديد اكن العقاب وخامي جدا ُوطرد من رمحة هللا ونعامئه بعدما اكن من اجلن اجملهتدين املعروفني حبسن عبادهتم وورعهم بني مجيع اخلالئق ،وتوعده هللا تعاىل ابخللود يف العذاب يوم القيامة ،لك هذا التعظمي والتفخمي واحملاس بة من هللا س بحانه لصاحل ا إالنسان اإرضاء هل وحبا فيه( ...ملن يتساءل حول تواجد اإبلسس، وهو من اجلن ،مع املالئكة حلظة السجود رمغ أأهنم أأعىل منه قدرا ميكنه االإطالع عىل تفسري ورشح الش يخ محمد متويل الشعرواي – رمحه هللا – ) بعدما أأدخل هللا س بحانه أدم اجلنة (مع التوضيح أأن املنطق مييل اإىل أأن اجلنة اليت أدخل اإلهيا أدم عليه السالم لسست جنة الخرة ،ألن تكل اجلنة ال ميكن أأن يدخلها الش يطان ويه حمرمة عليه ،و أأن تكل اجلنة مل يرها أديم قبل يوم القيامة ،جنة هبا ما ال عني ر أأت وال أأذن مسعت وال خطر عىل قلب برش ،وأدم عليه
5
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
السالم من البرش وإان أدخل اإلهيا ملا قاوم ما هبا ،كام أأن جنة الخرة ال مكر فهيا وال خديعة وال حتايل، اإضافة اإىل أأن اجلنة لك ما فهيا متاح ملن يدخلها وال ميكن أأن تكون هبا شسئا ولو بس يطا حمرما اكلشجرة اليت حرمت عليه .وتبقى مسأأةل ا إالنزال والهبوط الواردة يف القرأن ،فُرست بأأهنا اإنزال معنوي من جنة مجيةل هنية، يف ا ألرض غالبا ،ال تعب فهيا اإىل االإبتالء واملعاانة والضنك ا ألريض اذلي نعرفه ونعسش فيه اليوم مجيعا) أأراد أأن جيعل هل ونسسا ،خفلق هل حواء علهيا السالم منه ،أأي من ذاته حني اكن انمئا ...وهذا من الترشيف ل ألنىث ،ألن أدم عليه السالم رمغ أأنه من خلقة رابنية وماكنة أأعىل من لك اخمللوقات و ُجعلت هل جنة يلقى فهيا لك يشء ويرتع فهيا كيف ومبا شاء و أأوىت العمل واخلري ولك الفضائل املمكنة ،هذا مل مينع من أأن يكون دليه بعض النقص ،هذا النقص يتجىل يف لك ما حتمهل ا ألنوثة من جامل وحنية وحب وعطف ورمحة وتليني للحياة وجتميلها لها بأأحىل ا أللوان الرائعة الهبية الهبيجة ،جاءت حواء علهيا السالم لتكون ملجأأ أدم عليه السالم وحتتوي قلبه وتؤنس حياته وتفعل ما مل يفعهل أأي خملوق دوهنا ،بل ما مل يس تطع اإش باع نفسه منه رمغ لك يشء موجود حوهل من اخلريات واملكرمات... ا ألنىث ،الاكئن ا ألمجل يف الكون ،وصاحبة املهمة الرائعة فيه ...اإذا اكن الرجل حيمل مه لك يشء ويفكر يف وهتون لك يشء يف عينيه وتس تطيع اببتسامة واحدة تفاصيل احلياة لكها ،يه تفكر للرجل وهتمت به وحتتويه ّ هدم جبال من اهلموم يف قلبه وتزحي الغضب العارم من داخهل همام اكن عظامي... املر أأة يه اليت تعطي لك يشء وهتب لك ما متكل دون رشط أأو قيد ،عاطفة وحبا وحناان ورمحة ور أأفة، وتتعب ذاهتا وهتب مالها ،هتب السعادة ملن مه حولها مقابل يشء بس يط جدا ،هو ا إالهامتم وانعاكس الراحة اليت ختلقها يف حميطها علهيا؛ ترجو ا ألمان من رشيكها وحاميته لها من لك ما ميكن أأن يشلك علهيا نوعا من الهتديد املعنوي قبل املادي؛ وكام يبدو فسخاؤها وكرهما ال يقارن مبا تطلبه وما تريده وتنشده من الرجل...
6
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
كثريون مه الكتّاب والشعراء واملبدعون من تغزلوا يف املر أأة والمست أأعامهلم جسدها وشلكها ومفاتهنا ...لكن مع ا ألسف حبسوا املر أأة هبذه الطريقة يف اجلسد فقط ،ونسوا اجلانب ا ألعظم فهيا ...وهكذا مت حتويل املر أأة مبا فهيا من جامل الروح وعظمة الكيان اإىل بضاعة جسدية يتدافع بعض اذلكور حولها للتغزل فهيا ومداعبة جسدها بالكهمم ووصف ذاهتا بأأوصاف يس تحيي من سامعها لك من يعرف حقا قدر املر أأة وال يس تطيع قبول ما ينقّص مهنا ويس تفز مشاعرها و أأحاسسسها الهشة ،لكامت ال يقبل رجل صاحب كرامة أأن يسمع مثلها متفردة عن يقال يف حق زوجته أأو قريبته من رجل أخر غريب عهنا ...املر أأة قوة فكرية وعقلية جتديدية ّ الرجل ولها نظرهتا اخلاصة ل ألمور من واجب الرجل احرتاهما ومنحها حقها الاكمل دون تفريط؛ لسست دجرد ذات يف سوق خناسة يتاجر بعض ممن حيس بون عىل الرجال يف هيئهتا وشلكها... اإذا اكنت املر أأة متثل نصف اجملمتع ،فهيي تدل نصفي اجملمتع وتربهيام وتنش هئام خري نشأأة وتصنع من خالهلام اجملد واحلضارة ،وإاذا اكنوا يقولون أأن وراء لك رجل عظمي امر أأة ،فالواجب القول وراء لك رجل امر أأة عظمية جدا جدا.
✿✿✿✿✿
7
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.2 ماذا عن عالقتها بالرجل؟
8
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
حتدثنا عن املر أأة ،عن ماكنهتا ،عن جامل روهحا وعظمة شأأهنا يف ملكوت رهبا ...حتدثنا عن يشء من عالقهتا ابلرجل ونوع الكميياء احلاصةل بسهنام ،لكن تعالوا خنصص لهاته العالقة نبضة مس تقةل عن لك موضوع فات أأو س يأأيت... ر أأينا يف املوضوع السابق كيف خلق هللا تعاىل أدم عليه السالم وجعل حتت اإمرته لك يشء يف اجلنة ،م جعل هل من نفسه أأنسس ته وزوجه وتو أأم ذاته وروحه حواء علهيام السالم بعدما استشعر نقصا نتاج الوحدة، فاكنت حقا يه احلضن واملؤنس وراعي القلب ومؤلفته اليت ال غىن عهنا أأبدا ،و أأن الرجل منوط به حاميهتا من نفسها ورشورها ومن لك يشء ميكن أأن يؤذهيا وجيرح دواخلها أأو خوارهجا ...لكن عالقة الرجل ابملر أأة ال تنحرص يف هذا احلد فقط ،بل يه فاحلقيقة عالقة معيقة جدا ،غري حمدودة ا ألبعاد ،وال منهتية الفروع وا ألقسام ،نذكر من هذه ا ألقسام بعضها... عالقة تاكمل وتعاون ،عالقة البد مهنا الس مترار احلياة عىل ا ألرض وإاعامرها وجتس يد مبدأأا إالس تخالف اذلي ابتد أأ يوم وضع االإنسان قدميه عىل ا ألرض ويس متر اإىل اليوم م اإىل الهناية؛ سواء اكنت عالقة مادية مرتبطة ابجلنس والتوادل الس مترار تواجد اجلنس البرشي ،أأو مرتبطة ابلتاكمل الفكري والتخطيطي ،خصوصا و أأن للرجل غلبة العقل والقوة والشدة ،وللمر أأة غلبة اللني والرمحة والشفقة والرتدد قبل أأي قرار ،خصوصا اإن اكن حاسام؛ بني هذه وذاك نلقى بعضا من الوسطية وا إالعتدال املطلوبني وبشدة يف لك ا ألمور ،الصغرية والكبرية من تفاصيل احلياة املتداخةل واملعقدة حىت حيدث ا إالس تقرار؛ عالقة تنافس واجهتاد ،وهذه طبيعة ودلت معنا فطرة ،اإذ أأن لك جنس حياول ا إالجهتاد ابلقدرالاكيف واملمكن ،بل وحىت الالممكن ،حىت ينجح يف ختطي اجلنس الخر ...هذه املنافسة تكون غالبا
9
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
يف دجاالت العلوم واالإبداعات ا ألدبية والفنية ...لكن املنافسة ال جيب أأن تتعدى حدود املعقول طبعا ،اإذ من املطلوب أأن تبقى منافسة رشيفة ال تدخل اإىل البست وتصري منطق حياة اكمةل ومنافسة بني الزوجني أأو بني ا ألخ و أأخته أأو حىت بني الزمالء يف القسم أأو العمل ،هباته الطريقة س يخرق اجلنسان أأوارص العالقة ا ألصل ويه التاكمل والتواج...؛ عالقة الرتبية واحلضانة ،طبعا وبدون شك ال ميكن أأن نتغاى عن دور املر أأة العظمي يف امحلللشهور والرضاعة ألعوام والسهر لس نني من أأجل إارضاء وإاش باع رغبات ابهنا وا إالس تجابة لطلباته وتغطية نقائصه (طبعا ا ألم تفعل نفس اليشء مع ابهنا كام ابنهتا ،لكن تبقى ا ألنىث يه اليت متنح اذلكر مثل هاته ا ألمور ،وهو لن مينحها مثلها الحقا ،عكس ا إالبنة اليت س تصبح يوما ما أ ّم ًا وتعطي نفس عطاء أأهما ،هذا ما يعفهيا من إارشاكها مع االإبن اذلكر يف موضوعنا هذا) .موضوع ا ألمومة اذلي سنتطرق اإليه الحقا ابلتفصيل اإن شاء هللا؛ عالقة ا إالبنة بأأبهيا ،هذا النوع من العالقة اذلي أأصبح اندرا جدا اليوم ،وحىت ما بقي من هذا النوعالعالئقي ال يسمل من أأن تشوبه عدة شوائب ومشالك كبرية؛ أأما غالبية العالقات من هذا النوع جندها منقطعة وال رجاء مهنا ،وهذا النوع أأيضا من العالقات س نخصص هل موضوعا اكمال ندرس فيه بعضا من مالحمه ونناقشها...؛ رمبا نكتفي هباته ا ألنواع ا ألربعة ألهنا ،يف نظري ،يه العالقات ا ألساس ية اليت يقوم هبا وعلهيا اجملمتع ويس متر عىل أأساسات قومية ...هاته العالقات هتلكها مجيعها صفة واحدة ،ميكن أأن يبدو مفهوهما محيدا ،لكن لنجاح واس مترار هاته العالقات يُفرتض جتنهبا واتقاؤها ،هذه الصفة يه التحدي ...لضامن جناح احلاالت ا ألربع املذكورة أأعاله جيب عىل لك طرف عدم حتدي الطرف الخر وحماوةل فرض الر أأي أأو الفكرة عليه أأو اإلغاء فكرته اخلاصة ومقعه ،أأو عدم احرتام الطلبات وا ألوامر يف حاةل ا ألب وا إالبنة أأو ا ألم وابهنا مثال ...هذه العالقات تنبين عىل احرتام لك طرف للطرف الخر ،وا ألقوى وا ألحص هو أأن تنبين عىل احلب والود واملودة 11
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
والرمحة ،ويعسش ّ لك مهنام من أأجل الخر فريضيه ويرتك للحب أأمر التحمك السلس يف لك يشء يربطهام، بعيدا عن التش نجات وا إالحتقاانت اذلممية اليت ال تزرع سوى احلقد والبغض والكراهية بني أأقرب الناس لبعضها ابدلم والنسب؛ جتعل من الزوجة عدوة ومنافسة غري رشيفة يف نظر زوهجا ،وجتعل من ا ألب ديكتاتورا يف نظر ابنته ،وجتعل من ا ألم خملوقا بدون مروءة وال طراوة قلب يف حق ابهنا ...حرب وعناد ال حيمتهل منطق وال تقبهل جسية املرء... ما أأمجهل ذكل املشهد اذلي ترى فهيا جعوزا ميسك بيد زوجته العجوز ويبتسامن لبعضهام وال يفرقهام يشء عن بعضهام بعد طول معر من العرشة احلس نة والصرب والتضحية واحلب ،أأو ترى أأاب حيمل انبته عىل كتفيه وميش يان يف الشارع وهو يداعهبا وصوهتا يرتفع عاليا من الضحك ،حضك صادق حبب ورضا عىل تعامل الوادل وطيبة قلبه وحسن تربسته ...مشهدين من مشاهد كثرية جدا تقل ل ألسف يوما بعد يوم وتُراها تنحدر يف حافة ا إالنقراض برسعة متايدة لعلها خرجت عىل الس يطرة وصار املشلك معضال واملرض عدوى مزمنة؛ لكن يبقى اخلري دامئا قامئا وموجودا حىت قيام الساعة ،وا ألمل كبري يف أأحصاب العقول وا أللباب الكسسة حىت تعاود مراجعة احلساابت وتربية النفوس عىل الصالح وحتسني اذلات وجتديد ما جيب جتديده يف الن قبل فوات ا ألوان وانهتاء الزمان...
✿✿✿✿✿
11
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.3 املرأة قبل اإلسالم ،بعده... واليوم
12
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
املر أأة ،عرب التارخي ،تغري شلكها الظاهري واالإيديولويج ،حىت ماكنهتا يف اجملمتع تغريت حبسب الظروف وا ألزمنة والثقافة السائدة اليت حمكت وحتمك لك يشء فينا وبنا طبعا ...يف هذا الطرح سأأحاول اس تعراض ثالثة صور للمر أأة ،ا ألوىل يه للمر أأة قبل ا إالسالم ،والثانية بعد قدومه ،والثالثة يه وضعية وحاةل املر أأة يف الزمن احلديث املعارص... قبل قدوم ا إالسالم ،وكام هو وارد يف كتب التارخي وسري من عاشوا عرص اجلاهلية ،اكنت املر أأة شسئا ،اكنت بضاعة تباع وتشرتى ،بل اكنت تورث مع الرتاكت بعد موت صاحهبا ،واكن من العار أأن يُرى الرجل خارجا أأو واقفا مع زوجته ،وإان جاء أأحدمه اخلرب أأن زوجته حامل حياول ما أأمكنه ختبئهتا وسرتها عن لك ا ألنظار وكمت اخلرب طول فرتة امحلل حىت يمت الوضع فسسارع اإلهيا لريى املولود ،فاإن اكن ذكرا سعد وفرح وابهتج وذحب النوق ورفع الر أأس بني أأس ياد القبيةل وصارت لزوجته بعض من احلنية والعطف املؤقتني ،وإان اكن املولود أأنىث ،اسو ّد وهجه وتوارى عن القوم يلممل تالبسب الفضيحة والعار وخيفهيا ،فيحمل اللحمية يف عز رصاخها ويذهب هبا اإىل خارج القبيةل حيث ال تلحقه ا ألنظار وي ِئدها حىت يتفادى اذلل والنظرة البائسة للرجال يف اجملالس وحديهثم القايس واجلارح ومزاهحم املذل ...اكنت املر أأة يف تكل احلقبة وس يةل الإرضاء الرجل وإاش باع نزواته ورغباته فقط ،حىت اإذا جاءت فرتة حيضها هـجرها وتركها ونفرها ورمبا ال يعاود النظر اإلهيا ،ومن املمكن أأن يبيعها يف سوق النخاسة ويتخلص مهنا لكراهته لها ...املر أأة ابختصار القول اكنت م قجلب عار للرجل ،حىت اإذا أأرادت كسب يشء من عطفه ال وس يةل لها سوى خدمته وتلبية لك طلباته وحتقيق لك أأحالمه ،و أأكرب الرضا يكون بوالدهتا لذلكر ،أأو لنقل ،لذلكور فقط منه... بعد لك هذا جاء ا إالسالم ...جاء لينقي العقول وير ى ابلفكر وا ألفاكر ويصلح ا إالعوجاجات ويمكل النواقص ويرعى حاجيات الناس ويؤمن حقوقهم؛ ومن بني اهامتمات ا إالسالم العظمى اكنت مسأأةل ا إالهامتم ابملر أأة 13
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
وحتريرها مما يه فيه والرفع من شأأهنا حىت تبلغ ماكنهتا الصحيحة ا ألصلية اليت حفظها لها رهبّ ا ...اكن ا إالهامتم النبوي دامئا ما يطال جوانب حياة املر أأة ابلفعل والقول ،وشسئا فشسئا اس تطاع احلبسب صىل هللا عليه وأهل وسمل أأن يزيل مبادئ الرجل الفاسدة جتاه املر أأة وجيعلها عظمية يف نظره ،سواء اكنت أأما أأو أأختا أأو زوجة أأو ابنة ،والايت وا ألحاديث الواردة يف هذا الباب كثرية ،أايت الرب وامحلل والرضاعة ،و أأحاديث بر الوادلة وتسبيقها عىل ا ألب ،و أأن الرجل شقيق املر أأة فامي ورد من فضل و أأحاكم ،وتعامهل الرايق عليه الصالة والسالم مع زوجاته ريض هللا تعاىل عهنن مجيعا ،وحديثه عن حامية البنات ألبهين من النار اإن رابهن تربية صاحلة... السرية مليئة جدا بلك ما خيص املر أأة ،من أأبسط ا ألمور اإىل أأكربها ،و أأظن أأن أأعظم ترشيف للمر أأة يمتثل يف سورة النساء الطويةل اجلليةل اليت اكنت هدية رابنية وجزءا ال يتجز أأ من املنظومة احلياتية واملعجزة الزمانية "القرأن الكرمي" ،ال تقاس وال يساوهيا يشء ،بل اإن الرجل نفسه مل حيض مبثل هاته الكرامة الرابنية ،اإذ وردت سورة النساء ومل ترد سورة الرجال ...ونتيجة لهذا ا إالصالح العظمي لوضع املر أأة وشأأهنا داخل الثقافة اجملمتعية اس تطاعت أأن تتبو أأ مراتب عظام ،اإن اكن يف العمل والتجارة وإادارة الشؤون ،وا ألمه هو تربية أأجيال صاحلة عاملة ابدلين وادلنيا ومبدعة يف دجاالت احلياة وتفرعاهتا ،وابلتايل صنع حضارة جنحت يف املوازنة بني الروح واجلسد… وننتقل اإىل امر أأة اليوم ،يف احلقيقة نرى اليوم عدة أأصناف من النساء ،هناك املسكينة ا ألمية اليت تعلمت يف مدرسة احلياة وجعلت من بست زوهجا ،و أأبهيا من قبل ،موطنا وملجأأ ال حميد عنه وال تتعدى حدوده اإال عند الرضورة القصوى ؛ هذا النوع من النساء ينقص عدده يوما بعد يوم وتأأيت بدهل أأنواع أأخرى ...هناك أأيضا من حمرتمة بذكل نفسها النساء املتعلمة واملثقفة اليت متكنت من حفظ حقوقها و أأداء واجهبا عىل أأمكل وجهِ ، وجاعةل ذلاهتا املاكنة املناس بة اليت تليق هبا ،وهذا النوع يعاين أأيضا من الندرة والقةل مع ا ألسف ...والصنف الثالث هو الصنف املتحرر املنطلق اذلي يدعو إاىل احلرايت واملساواة مع الرجل وكرس لك احلدود والطابوهات ،وما أأكرث هذا النوع ...ابلطبع هناك أأنواع أأخرى كثرية جدا ،لكننا حنرص عىل ذكر املتفيش 14
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
والعام واملهم ابلنس بة لنا يف موضوعنا ،مع ا إالعامتد عىل التوجه اذلي حيمهل الكتاب .املر أأة اليوم أأصبحت تقريبا نسخا متشاهبة عرب العامل لكه ،أأحتدث عن الشلك والهيئة ،فبعد اندالع الثورة التكنولوجية وانتشار االإنرتنست وحتول العامل إاىل قرية صغرية القتأم قت فهيا مجيع أأطراف ا ألرض وبقاعها و أأصبح القايص أأقرب لدلاين ،ترك الناس جل أأعرافهم وثقافاهتم اليت اكنت حتمك دجمتعاهتم واجتهوا حنو التوحد حتت س تار العوملة ،هذا التنازل عن أأصول الهوايت هو ما جعل امجليع يتبعون شالك معينا يف اللبس ،أأو لنقل يف املظهر ،ويف التعامل ورمبا حىت يف التفكري ،ومما تأأثر أأيضا هبذا الهنج اجلديد جند أأن املر أأة (لسست مجيع النساء ،لكن غالهبن انسقن مع ا ألسف) ختلت عام تربت عليه ألجيال وعقود ،بل وقرون من الزمن ،وما حفظه لها ا إالسالم من احلقوق وما أألزهما من الواجبات اليت ختدم مصلحهتا ومصلحة من مه حولها؛ اليوم نرى املر أأة تتخىل عن أأجزاء كبرية من ثقافهتا وهويهتا لتتبع أأخرى ،وليت هاته الثقافة ادلخيةل اكنت أأصال وحقا ومبنية عىل قواعد صلبة وفهيا رحب وإاضافة لها ،ثقافة جعلت املر أأة تقدل نظريهتا الغربية يف اللباس والشلك والتصور مما خلق طفرة يف ا ألوساط العربية ألن ا ألمر حقا ال ينسجم مع ما تعارف عليه املسلمون لقرون تعدت ا أللفية ...ثقافة جعلت املر أأة تقارع الرجل وتعانده وتدعو إاىل املساواة الاكمةل اليت مل ولن تكون عادةل يف حقها (ميكنك الاطالع عىل موضوع "املر أأة بني العدل واملساواة" يف كتابنا السابق "نبضات فكرية وخواطر تفكرية (بناء احلضارة)) ...ثقافة أأبعدهتا عن ِليهنا وجعلهتا أأكرث قساوة ومادي ًة مع نفسها ومع حميطها وحولهتا من اكئن العطف والرمحة واملشاعر اىل اكئن يعاند الرجل يف خشونته وصالبته ،رمبا س تقول النساء أأن ظمل الرجل وحتقريه لهن واس تغالهل ملا ميلكن هو ما جعلهن يكرسن ذكل احلد وجيعلن من ذواهتن قاس يات ،لكن هل اكن من الرضوري تبين هذا احلل؟ حىت إان اكن الرجل عىل ضالل ،وهو يف الغالب كذكل ،ويس تغل املر أأة ،و أكنه عاد إاىل بعض من جاهليته وختىل عن أأصهل؛ هل احلل الناجع ملواهجة هذا املعضل هو التخيل عن ا ألصل أأيضا ،كام فعل كثري الرجال مع ا ألسف ،اليشء اذلي ضلل اجملمتع باكمهل عن طريق الصواب واحلق؟ ...يف نظري املتواضع اكن حتول نفسها وتتحدى ذاهتا والرجل اذلي معها وتعصاه ،رمغ ا ألجدر ابملر أأة ،عوض تبذير كثري من اجلهد حىت ّ 15
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
أأنه عىل ضالل ،أأن تعمل وتبذل هجدا ،رمبا س يكون أأقل ،من أأجل ا إاللتفاف حوهل واس تغالل ما فهيا من ا ألنوثة والقوة اخلفية النامعة حىت ّتلني الرجل وتعود به اإىل أأصهل وتصلح حاهل وجتعهل يس تفيق من كبوته وضالهل وتعدل منطقه وتنجيه من رشوره وتنجي عالقهتام وحتيهيا من جديد... ما حيز يف النفس أأكرث هو أأن غالبية النساء املظلومات املقهورات يلجأأن اإىل مجعيات ومنظامت ومؤسسات تس تغل حالهتن ومشالكهن من أأجل الظهور اإعالميا وكسب ادلامعني من خمتلف اجلهات الوطنية وادلولية، دون احلديث طبعا عن الرحب املادي اذلي جتنسنه من خالل ما يسمونه دعام ومساندة للقضااي العادةل يف نظرهن ...نساء يدّ عني ادلفاع عن حقوق املر أأة وهن مع ا ألسف يؤسسن لعقوق املر أأة ،بيوهتن خرابت و أأبناؤهن ضالني وميكنمك ا إالطالع عىل ذكل ابلبحث عن احلقائق وراء تكل النسوة الاليئ يدّ عني التحرر ويدق عني هل ولفرض اذلات مبعايري مطلقة ال منطقية؛ حترر ينايف املنظومة اليت خلق هللا تعاىل هبا كونه ،حترر يقتل يف املر أأة جاملها الباطن وحيطم لك ما فهيا من أأنوثة وروعة ويبعدها عن وظيفهتا اليت ُجعلت من أأجلها يف ادلنيا ...كام جاء اذلكر سابقا ،فللمر أأة حقوق جيب حفظها لها ،ولها احلق يف العمل ،لسس لك العمل ،لكن ميكهنا أأن تعمل يف همن تتناسب وبنسهتا ادلاخلية واخلارجية ،ومن ا ألفضل أأن تتفادى لك املهن اليت ال تتناسب مع مؤهالهتا اجلسدية والقلبية حىت تبدع أأكرث ويه يف راحة و أأمان ،أأما املؤهالت العقلية فال حديث عهنا ألهنا لها مؤهالت كام للرجل ،بل ميكن أأن تتفوق عليه فهيا أأو يتفوق هو علهيا... ر أأينا ابإجياز واختصار شديدين ثالث مراحل زمنية مرت مهنا املر أأة ،ور أأينا كيف تطور وجودها وماكنهتا وكيف أأهنا اكنت يف جاهلية م أأحاطها ا إالسالم بنوره ،واليوم نرى بعضا مهنن حتاول اخلروج من هذا النور اإىل حلكة أأخرى ،أأو لنقل اإىل جاهلية من نوع أخر ...الكيم رمبا يبدو قاس يا يف شلكه لكن ما ادلافع وراءه سوى غرية تؤمل القلب عىل امر أأة اختار هللا تعاىل لها الصواب واخلري ويه اليوم تدّ عي أأهنا تريد التحرر من قيود الرجل ،لكهنا يف احلقيقة تريد أأن تتحرر من قيود الرمحن س بحانه وتتعداه وتتحداه من أأجل أأش ياء مل ترس ،رمبا تقدموا ماداي وكرسوا حدود املس تحيل ولن ختدم مصلحهتا أأبدا ،وادلليل هو الغرب وحالته اليت ال ّ 16
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
بلك أأعامهلم وإاجنازاهتم لكهنم يعانون من احنالالت وتفسخات دجمتعية خطرية :زوج يف الغالب يكون خائنا ال حيرتم زوجته وال يكتفي هبا ،وزوجة متثل التحرر ،اذلي حتمل هبا نساؤان العربيات ،فتسقط يف خفاخ لك رجل يعجهبا أأو يغرهيا ،أأما ا ألبناء فينشؤون يف ظل هذا التفسخ فيعسشون حياة ا إالس تقالل املبكر اذلي لن خيدم البنية االإجامتعية اليوم وغذا ...لك هذا البعد ا ألرسي ينتج عنه ضعف يف البنية ا إالجامتعية وهزاةل يف ا ألخالق والريق ا إالنساين ،ويصري املسري واملهمين واملتحمك هو املادة واملال ال السعادة ا ألرسية والقرب العائيل والتعايش االإنساين؛ ومع اكمل ا ألسف هذا ما نسري جتاهه وحنوه أأيضا وسنسقط يف خفه عاجال أأم أجال...
✿✿✿✿✿
17
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.4 تسألين ،ملاذا سألبس احلجاب؟
18
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
حيامن يأأيت احلديث عن ا ألنىث يف الغالب يربطها الناس ابللبس وطريقته ،والهيئة اليت تبدو هبا أأماهمم ،وكام هو مشهور ،فا ألنىث تش هتر حبياهئا وعفهتا ،والرجل يش هتر بغريته علهيا؛ من هذا املنطلق ميكننا ربط مزييت اجلنسني بلبس املر أأة ،اليشء اذلي ميكن أأن يعرب بشلك أأو بأخر عن متازج املزيتني .كام هو معلوم ،جحاب املر أأة برشوطه الامثنية فرض بنصوص القرأن والس نة والتفاسري توحض ذكل ملن يريد االإطالع علهيا وهذا ال نقاش فيه ،بعيدا عام يدعيه البعض من عدم ُورود اإلزاميته يف النصوص الرشعية بطريقة مبارشة ،يكفهيم البحث يف كتب الرشح اليت هتمت اب ألبعاد اللغوية واملعاين العميقة للنصوص ...ال أأريد اخلوض يف ا ألمر من جانبه الفقهيي ،بل أأحبذ مناقش ته اجامتعيا وإانسانيا ولقنقل حىت نفس يا. يف العامل العريب اليوم ،خرجت وخترج علينا يوميا نساء كثريات من داعيات التحرر والتفتح ،نساء يدق عني اىل حبرية كام هو احلال يف الغرب "املتقدم"؛ يدق عني اىل املساواة مع كرس القواعد املتخلّفة يف نظرهن وا إالنطالق ّ الرجل – اليت حتدث عهنا يف كتايب السابق وس يأأيت ذكرها يف هذا الكتاب أأيضا – وحرية اللبس وحماربة العنف ضد املر أأة؛ أأقول أأن ا إالسالم اكن عادال يف حق املر أأة و ِ ضن لها لك ما يناس هبا ويناسب أأنوثهتا، وحارب العنف بلك متظهراته ضدها وضد نقاهئا وجاملها وجعلها ملكة يف بست زوهجا ويف لك ماكن تكون فيه ،ودعا إاىل اجهتادها ومعلها كام الرجل فزامحته يف التجارة والعلوم وعديد اجملاالت عرب التارخي الاساليم و أأبدعت خفدلت أاثر اإبداعها اإىل اليوم؛ قبل أأن تأأيت هاته الرشذمة فتدعو إاىل لك هاته ادلعاوي اليت ال تامتىش مع ما حنن عليه من مبادئ و أأصول .أأعود إاىل قضيتنا ،احلجاب ،وادعاهئن أأن الغرب جنح حني حتررت املر أأة حىت يف لبسها و أأن الغرب حيرتم املر أأة كيفام لبست ،حس نا هذا ا ألمر ميكننا النظر فيه من أأبواب عدة ،مهنا أأن الغربيني بعضهم حيرتم املر أأة كيفام لبست ألن ذكل يُؤخذ من منطلق احلرية يف اختيارهن واحرتام هذا االإختيار من طرفهم ،وهذا من ريق الفكر ،وحنن أأيضا حنرتم املر أأة يف مجيع أأشاكل ظهورها ،بل اإن هذا ا ألمر مما هو واجب علينا؛ واالإسالم ال مينع التعامل مع غري احملجبة بل حيرتم امجليع ،اإمنا املشلك احلقيقي هو يف بعض املسلمني ال يف االإسالم ...أأما الباب الثاين فهو أأن الغرب معروف بش يوع العالقات 19
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
خارج إاطار الزواج مما جيعل نس بة من اذلكور هناك سهيل التعامل مع اجلنس الخر دون حترش أأو احتاكك مبالغ فيه ...والباب الثالث هو حاالت ا إالغتصاب الاكرثية اليت يغوص فهيا الغرب واليت ال يذكرها الكثري ويتكمت علهيا االإعالم حىت ال يفضح ضعفهم يف هذا اجلانب ،ومك من مئات اإن مل نقل أالف امجلعيات اليت أسست هناك هبدف مناهضة االإغتصاب وحامية حضاايه... يف عاملنا العريب يبتدئ املشلك حقا من ا إالعالم اذلي عرض ويعرض أأفالما ومسلسالت ابلالف ،ولك هاته املعروضات حتمل إاحياءات جنس ية بلك ا أللوان وا ألشاكل ،هاته ا إالحياءات يصعب كثريا عىل ش باب ضاع الكثري من إامياهنم وثقهتم بذواهتم الصمود أأماهما فيخرجون للشارع لعسش بعض مما ر أأوا بشلك حمسوس وواقعي ،هنا يكون التحرش حىت بصاحبات اللباس احملتشم مع ا ألسف ألن الشاب يكون يف حاةل هيجان حبرية كام يف اخلارج .يف هاته احلاةل يسهل عىل كبري وعقل ضائع حتت ضغط الشهوة احليوانية غري املتاحة ّ الفتاة ا إالقتناع بأأن الشاب سستحرش هبا يف مجيع ا ألحوال و أأن لبسها احملتشم ال فائدة منه وال يشلك اإضافة لها من الناحية ا ألمنية وزرع بوادر االإحرتام يف نفوس من تلتقهيم يف الشارع ،فتنصاع للموجة وتتبعها وتزنع لبسها كصحيباهتا لتخضع لرايح املوضة العاتية. انطالقا من هذا التحليل ميكن القول أأن املشلك انبىن عىل مرحلتني ،مرحةل الضعف املعريف والضياع الفكري وغياب املبادئ وفقدان القدرة عىل ترتسب ا ألوليات والعمل عىل أأهداف كربى يف احلياة ،تلهتا مرحةل الغزو ا إالعاليم وترس يخ فكرة أأن ا ألنىث يه للجنس واملتعة فقط ،من خالل عرض ما يتبىن ذكل يف لك الربامج واملعروضات االإعالنية وا ألعامل (الفنية) ،وترك املر أأة العاملة واملر أأة اجملهتدة واملر أأة املفكرة جانبا حىت ال هيمت ألمرها أأحد وال يعرفها أأحد... نتفق وابللكية أأن ا إالعتداء والتحرش اب ألنىث مرفوض حتت أأي ضغط ويف مجيع ا ألحوال ،لكن لباس املر أأة احملتشم وجحاهبا حيفظ لها عفهتا و أأنوثهتا أأكرث من أأي لباس أخر وجيعلها رمزا للحشمة والوقار يف وسط غابة
21
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
اذلئاب وسوق املعروضات اللحمية ،وجيعلها مطمئنة بسهنا وبني نفسها عىل ا ألقل ،وغالية يف نظر أأحصاب العقول الكسسة الفطنة ،بل وحىت العديد من أأحصاب العقول التاهئة حيرتمون املر أأة احملجبة ألهنا يف نظرمه حتتفظ بأأنوثهتا لنفسها عىل ا ألقل وحترتم ذاهتا ،ويتعففون التحرش هبا وا إالقرتاب مهنا ،أأما من عاممه هوامه فأأولئك يرون يف اللك حلوما للمتعة ،حتركهم شهواهتم اكذلئاب املاكرة وال هيم ال أأدب وال عفة وال احرتام . ولنكن واقعيني ومنطقيني يف رؤيتنا ،املر أأة احملجبة بلباسها تقفل مجيع ا ألبواب أأمام الرجل وجتعهل يركز مع عقلها وقلهبا ويس متع إالهيا مبا حتمهل وتتبناه من أأفاكر ،عكس املر أأة اليت تلبس كذا وتتجمل بكذا ...جتعل الرجل مشتت الرتكزي ،وبعض من عقهل منشغل بضبط نفسه أأمام نقاشها حىت ال يتوه ّمعا تقول مبا يرى ،خصوصا و أأن للمر أأة ما لسس يف الرجل من امجلال ،هذا امجلال اذلي أأس تغرب كيف جتعهل عديد النساء معروضا للجميع عند خروهجا وتقدمه يف أأمجل احللل و أأهباها لكن من تلتقيه أأو يراها رمغ غالوته... غالبية الشاابت يف احلديث معهن وتذاكر أأمر احلجاب يقلن أأن كثريا من احملجبات خيفني وراء جحاهبن كوارث أأخالقية ،وكثري من غري احملجبات يتّصفن جبميل ا ألخالق والعفة وا ألدب ...يف ر أأيي هذا ا ألمر ال هيم ،ألن احلجاب لبس عبائدي وصيغة تعبدية بني ا ألنىث ورهبا ،اإذا لبس ته س تلبسه لنفسها ،ال هيم ماذا تفعل فالنة أأو ما تقوم به ا ألخرى مع جحاهبا أأو حبجاهبا ،اإذا اكنت ا ألنىث عفيفة رشيفة ولبست جحاهبا س تجعل منه شعارا تعيل به هذا العفاف والرشف بني الناس ورمبا تكون قدوة لكثريات ممن هن حولها وحتركهن للبسه وتكسب أأجرهن أأيضا ،أأما ربطه مبن تس تغللنه لبعض ا ألمور أأو تسرتن به أأخرى فذكل طعن مبارش يف بعده العبائدي وتقزمي هل وإالصاقه بسفاسف ا ألمور و أأتفهها... أأيضا ال تفوتين الفرصة حىت أأقول أأننا حيامن نقول أأن احلجاب فرض من هللا وجب عىل النساء ا إاللتام به، جيب أأن نقول أأيضا أأن الرجال مطالبون بغض البرص ،سواء أأمام احملجبة أأو غري احملجبة ،ألن من فرض احلجاب هو من أأمر بغض البرص...
21
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
كثرية هن النساء الاليئ يقولن أأن ا إالميان هو إاميان القلب و أأن احلجاب س يحني يوم يرتدينه فيه ،لكن ما جيهلنه هو أأن ا إالميان تصديق ابلقلب وتطبيق ابجلوارح أأيضا ،وما اطمأأن إاليه القلب يظهر عىل اجلوارح ،و أأن العمر بيد اخلالق وال أأحد يضمن معرا طويال حىت حيقق فيه ما يؤجهل لك يوم و أأن التسويف من الش يطان... يف ا ألخري أأقول أأنه مك يصعب عىل النفس معرفة عدد من شغلهتم املر أأة عند خروهجا بلبسها امجليل ،يف نظرها ،عام مه فيه ابس تفزاز مشاعرمه طوال طريقها حىت عودهتا إاىل بسهتا....
✿✿✿✿✿
22
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.5 أنوثة مفربكة ومجال يُشرتى
23
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
منذ أأن وضع ا إالنسان قدميه عىل ا ألرض ،برفقة زوجه ،اكن التجمل والتين فهيام عادة وفطرة ...وإاذا ما حتدثنا عن امجلال فاإن ا ألعني تتجه طبعا حنو ا ألنىث ألهنا رمزه وعالمته ،وما أأكرث ما ُكتب ويُكتب عن امجلال أأاكن يف حق جاملها أأو أأنوثهتا من الغزل وادلالل شعرا ونرثا ...جامل املر أأة – نتحدث عن الشلك – اختلف ابختالف الزمان واملاكن ،ومعايريه ختتلف من رجل لرجل بسحب ما يراه وهيمت به ويعجبه ويثريه ،هذا ما ميكن اإدخاهل يف خانة املعايري اخلاصة للجامل ،أأما املعايري العامة اليت ميكن القول أأهنا ش به متعارف علهيا من طرف ا ألغلبية ،اإن مل نقل امجليع ،فقد تطورت بتطور تفاصيل احلياة من العصور القدمية إاىل العصور احلديثة واملعارصة؛ جامل املر أأة قدميا اكن بس يطا كبساطة احلياة ،ال يتعدى شعرا طويال وعينني أأخاذتني وبعض التفاصيل البس يطة ا ألخرى ،م ظهرت بعض ا إالضافات اليت تتين هبا املر أأة من كحل مبِ قرود وحناء للشعر وغريها من أأدوات التيني اليت ميكن القول عهنا أأهنا بدائية ،وال زالت تقاوم وتس متر حىت يومنا هذا ،وزاد ا ألمر تطورا بتطور العلوم وا إالخرتاعات وا إالكتشافات اليت عددت وسائل التجمل و أأدواته ...أأما اليوم فقد صار التجميل علام مبدارس ومعاهد وختصصات ،وصار مبصحات خاصة ومعليات جراحية ،بل صار عاملا قامئا بذاته كام حيب أأن يسميه أأههل... كام يقولون ،اإذا زاد اليشء عن حده انقلب اإىل ضده ،وهذا ما ميكن اعتباره قد حدث يف مسأأةل صناعة جامل املر أأة وجتملها ،ألن ا ألمر حتول من اهامتم ببعض النواقص والتعديالت البس يطة اإىل هوس ابمجلال والمتزي ،حىت أأصبح ا ألمر مبتذال وتعدى نطاق املعقول واختلطت املعايري ومل تعد املر أأة تتين من أأجل الرجل أأو لنقل من أأجل لفت أأنظار الرجال واهامتهمم بل أأصبح ا ألمر حتداي بني النساء ،ويف بعض ا ألحيان يصري التحدي بني املر أأة ونفسها ،ويصري مهها هو شلكها ومظهرها فتتنازل عن عديد تفاصيل حياهتا وال هتمت بيشء أأكرث من معليات التجميل ومساحيق التجميل و أأدوات التجميل ولك ما ارتبط ابمجلال والتجميل ،حىت اإن
24
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ا ألمر خيتلط عىل بعض الناس يف التفريق بني بعض النساء – خصوصا جنامت الغناء والمتثيل – الاليئ يصبحن شبهيات ببعضهن أكهنن "مصنوعات" بنفس الشلك (لن أأقول خملوقات ألن هللا تعاىل مزي لك خملوق خبلقة معينة وهن ّ يغريهنا بدرجات قد تصل اإىل املائة ابملائة) وخاضعات لنفس القالب التجمييل... واملصيبة يه أأن بعضا ممن مه حمسوبون عىل الرجال صاروا يهنجون نفس الهنج وخيضعون لعمليات التجميل ويس تعملون مساحيق التجميل يف تنازل صارخ عن كثري من مزيات الرجوةل ،وال يسعنا القول سوى :ال حول وال قوة اإال ابهلل. التجميل والتج ّمل جاءا هبدف اإضافة ملسة بس يطة من امجلال عىل كتةل امجلال وا ألنوثة اليت خلق هللا تعاىل هبا وعلهيا املر أأة (و أأ ّ سطر عىل لكمة املر أأة ألن ا ألمر تعداها وصار حياوط حىت الفتيات صغريات السن و أأصابهتن عدوى الصباغات الوهجية فمل تسمل براءهتن وطفولهتن من تكل ا ألش ياء مع اكمل ا ألىس وا ألسف) لسرت ما ميكن تسميته ابلنقائص والعيوب البس يطة يف الغالب ،لكن حتولت املسأأةل كام قلت سابقا اإىل عناد وحتدي مع غفةل أأو تغافل عن خطورة تكل املساحيق املس تعمةل والعمليات اجلراحية اليت يكون يف غالهبا تكسري لبعض العظام وزراعة ملواد صناعية داخل اجلسم وتقطيع للجدل واللحوم ا ألعصاب وغريها من التغريات اليت ال ميكن أأن ال يكون لها تبعات عىل الصحة ،عىل املس توى القريب أأو املتوسط أأو حىت البعيد ...لك هاته املصاريف املادية والوقتية من أأجل احلصول عىل شلك معني وجسم بدرجة أأنوثة عالية، وهذا ما يعيدان اإىل احلديث عن مسأأةل تشسئي املر أأة وحتويلها اإىل جسم مغر مثري ملن يراه ،وا ألصل أأن جامل املر أأة و أأنوثهتا يف قلهبا وطريقة تعاملها و أأخالقها ،خصوصا يف حياهئا اذلي ميزيها ،هذا ما حيمك جامل املر أأة يف عني غالبية الرجال وجيعلهم مييلون اإلهيا ألن هاته املعايري الروحية يه اليت ترفع درجات امجلال عندها ،حىت وإان اكن جاملها انقصا عام ميكن أأن يرضهيا عن نفسها اإال أأن تقبلها لشلكها وما رزقها هللا واجهتادها يف تطوير ذاهتا وتمنية قدراهتا وإابداعها وإامياهنا مبواههبا جيعلها حمط اهامتم خرية الرجال ،اذلين يعون متام الوعي أأن امجلال همام اكن عظامي ومثريا فهو اإىل زوال وال يدوم اإال جامل القلب وروعة الروح ،و أأما من حبست نفسها يف 25
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
دواليب التجميل ومصاريفه فلن جتد سوى من يداعهبا ليهنش محلها م يرتكها والواقع خري دليل عام أأقول؛ حىت يف عامل الفن و أأههل ،أأغلب من يسوقون أأعامهلم بأأشاكهلم و أأجسادمه يظلون دامئا عىل الهامش وال هيمت بفهنم البذيء سوى ذوي الكبت والنقص واحلاجة اجلنس ية ،وعند فناء ذاك امجلال اذلي يكون يف الغالب مصنوعا يُرمون برفقة فهنم اإىل مزبةل التارخي والثقافة والفن (مع ا إالعتذار عن تكل اللكمة). لك امر أأة تعاين من هوس امجلال ،من جانبه السليب اذلي حتدثنا عنه منذ بداية اخلاطرة ،فهيي تعاين حقا من اضطراب وعدم اس تقرار ألهنا مع هوسها هذا لن تنجح يف تطوير عالقاهتا اجملمتعية ،بداية من الوادلين واالإخوة اإىل الزوج م ا ألبناء ،مهها وشغلها واحض ،ويأأخذ لك وقهتا وهجدها واهامتهما ومالها ...حىت الزوج اذلي يتوج واحدة من هذا الصنف لن يشعر بأأنه متوج ألن زوجته من حميب روح امجلاعة ،مبعىن أخر حتب اإطراء الناس وإاجعاهبم بشلكها وجسمها ووهجها ،وابلتايل س تكون مبثابة زوجة للناس مجيعهم ...وإاذا طلب مهنا زوهجا التوقف عن ذكل رمبا تضطر للتنازل عنه مقابل ا إالحتفاظ هبوسها؛ وحتدثنا عن ا ألبناء مع أأن ا إالحامتل الوارد هو أأن همووسة امجلال سرتفض أأمر الوالدة ألنه س يؤثر عىل رشاقهتا وشلكها ،وإان حدث ذكل وودلت فلن جتهِد نفسها يف الرضاعة والسهر من أأجل أأبناهئا ألن ذكل س يفقدها مرونة جسدها وقوامه املمشوق... التجمل والتين ال بأأس به وفيه ،والرجل حيب أأن يرى زوجته يف أأهبيى حللها ويطيب هل أأن يراها مجيةل فتنس يه تعب ادلنيا وضنكها ،لكن هذا التجمل جيب أأن يبقى يف حدود املعقول و أأن يكون وس يةل فقط ال غاية يف ذاته ،ألننا كام قلنا ،جامل الروح هو امجلال احلقيقي وال جامل يعلوه ،و أأيّام امر أأة اهمتت بشلكها من أأجل فرح زوهجا وراحته فذاك يزرع فهيا يه أأيضا الرضا والراحة ألهنا ترى نفسها قادرة عىل اإرضاء زوهجا فتحصنه عام ميكن أأن ياليق يف طريقه ،وتعفّف نفسه عن لك حرام... وملئ عينيه مبا لها من امجلالّ ،
26
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
يف نظري ومن منظوري اخلاص ،تكل ا ألموال اليت ترصفها املر أأة عىل جامل حتمل أأن يكون مثاليا ولن يكون كذكل ألن ال يشء خيلو من النقائص ،ميكن أأن ترصف بعضهم مع زوهجا لذلهاب يف رحةل اإىل موطن من مواطن جامل خملوقات امجليل س بحانه فميتعون نظرمه وقلوهبم ويزكيان جامل عالقهتام ويس متتعان ابالإبداعات الرابنية امجليةل ،أأما مسأأةل الهوس مفا يه اإال مرض وداء يصسب النفس فيضلها عن امجلال احلق وماكمنه...
✿✿✿✿✿
27
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.6 ملاذا تدعوننا بناقصات العقل والدين؟
28
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ورد يف الصحيحني من حديث أأيب سعيد اخلدري ريض هللا عنه قال :خرج رسول هللا صىل هللا عليه وسمل يف أأحضى أأو فطر اإىل املصىلَّ ،مفر عىل النساء فقال ” :اي معرش النساء تصدقن فاإين ر أأيتكن أأكرث أأهل النار. فقلن :ومب اي رسول هللا؟ قال :تكرثن اللعن وتكفرن العشري .ما ر أأيت من انقصات عقل ودين أأذهب للب الرجل احلازم من اإحداكن. قلن :وما نقصان ديننا وعقلنا اي رسول هللا؟ قال :أألسس شهادة املر أأة مثل نصف شهادة الرجل. قلن :بىل .قال :فذكل من نقصان عقلها .أألسس اإذا حاضت مل تصل ومل تصم؟ قلن :بىل .قال:فذكل من نقصان ديهنا”. هذا احلديث يُؤخذ كثريا مأأخذا خاطئا ومغلوطا ،خصوصا من أأولئك اذلي يريدون التشكيك يف ادلين والطعن يف الرساةل احملمدية ...بل وجتد حىت من بني املسلامت "احلقوقيات" من يشككن يف هذا احلديث ويردن حسبه من السرية وكتب ا ألحاديث ،لك هذا ألن الثقافة اللغوية دلى أأولئك املشككني ضعيفة ،وفهم الفلسفة النبوية يف ا ألقوال وا ألفعال غائب عن عقوهلم ألهنا حمدودة ...تكذيب احلديث والطعن فيه غري منطقي لعدة أأس باب مهنا: أأن الرسول صىل هللا عليه وأهل وسمل اإن اكن حقا يدعي ما هو عليه ويقول الكما من نفسه ويبتدعادلين من عقهل (وحاشاه ذكل) ال ميكن أأن يقول الكما جيعل الناس تنفر منه وترتدد يف ا إالميان به وتصديقه؛
29
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
أأن من مسعن القول مل يعرتضن عليه وفهمنه جيدا واس توعنب ما فيه من احلقيقة والصدق ،ولو اكنفيه يشء لتحدثت عىل ا ألقل واحدة مهنن بعدم اقتناعها بقول احلبسب عليه الصالة والسالم ،سواء يف نفس اجللسة أأو بعدها؛ أأنه عىل مدار قرون مل يك ّذب أأحد هذا احلديث أأو يس تعمهل يف الطعن يف ا إالسالم وادعاء ضعفالرساةل احملمدية ،حىت املرتدين والاكفرين ابدلعوة مل يفعلوا ذكل ،مع العمل أأن غالبسهتم اكنوا عىل عمل خببااي اللغة وملمني هبا وفامهني ألبعاد ا ألقوال وما فهيا أأكرث ممن مه يف هذا الزمن؛ أأن غالبية الناس اليوم ،خصوصا الرجال ،يأأخذون من احلديث الطويل أأعاله أأربع لكامت "النساءانقصات عقل ودين" ويس تعملوهنا الس تفزاز مشاعر النساء وإاغضاهبن وإااثرهتن وجترحيهن وس هبّ ن، ويف الغالب ينجحون يف ذكل وجيعلوهن متعصبات وقد يصل هبن احلال اإىل انتقاد الرسول صىل طعن يف احلديث ...وهنا هللا عليه وأهل وسمل والطعن يف ادلين؛ م تأأيت بعض ممن يظهرن اإعالميا فت ّ نقع يف التحريف املهكل ،حتريف للشلك واملضمون والعاقبة وخمية بعد هذا الفعل ،يف ادلنيا وا ألخرة؛ االإسالم جاء فوجد املر أأة يف أأسوء حاالهتا ا إالجامتعية ،اإماء وجواري وو أأد ولك أأنواع التحقري والتنقيص اذلي ال يتصوره عقل ،حفررها من لك ما اكنت فيه وعليه وجعلها عزيزة يف لك يشء ،حفظ لها حقوقها وضن لها احلياة الكرمية يف بست أأبهيا م يف بست زوهجا ويف معلها ولك حالها ...والتارخي ا إالساليم ميلء بأأسامء جعلت لنفسها املاكنة السامية العزيزة بفضل ا إالجهتاد واذلاكء والعمل يف جو حيفظ لها لك ما حتتاجه حىت تصل اىل تكل ادلرجات ...ونعود اإىل احلديث أأعاله ،بعدما اطلعت عىل كثري من التفاسري الواردة يف الباب والتعمق فهيا وحماوةل مناقشة بعضها ببعض ميكنين القول أأن: املر أأة انقصة عقل ألهنا ذات عاطفة ،وكام جاء اذلكر سابقا فاإن هللا عز وجل جعل للرجل زوجاحتمي قلبه وحتتويه حبناهنا ورمحهتا وشفقهتا عليه ...هذا ال ينقص من ذاكهئا وفطنهتا ورجاحة عقلها، لكن مشاعرها تغلب علهيا دامئا وتزداد هاته العاطفة بعد الوالدة فيصبح حناهنا وعطفها أأكرب و أأعظم 31
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
مبا تفعهل من أأجل وليدها ،وهذا ما ال يفعهل الرجل (اإال يف حاالت جد اندرة جدا ال ميكننا ا إالعامتد علهيا يف احلديث وحنن نتذاكر ا ألصول واحلياة الطبيعية العامة) وال يس تطيع حتمهل ...يف هذه احلاةل ال ميكن ا إالعامتد عىل عقل املر أأة يف مسائل تتعلق بقرارات عظمية مكسائل القضاء مثال أأو القيادة والرئاسة ،ألن حساابت كثرية س تؤثر عىل اختاذها القرار الأكرث صوااب ...وحىت يف الشهادة كام ورد يف احلديث ،شهادة الرجل تعدل شهادة امر أأتني ،والسبب هو انشغاالت املر أأة اذلهنية بأأمور الوالدة وا ألبناء والزوج وغريها من املشاغل اليت ميكن أأن جتعلها تنىس ...وهنا نعود للحديث عن التاكمل بني اجلنسني و أأن للك جنس أأدوارا عظمية منوطة به جيب أأن يقوم هبا من أأجل النجاح العام للجميع ...أأمجل ما يف املر أأة ضعفها (طبعا ال نتحدث عن الضعف الفكري العقيل) ،ضعف يرتبط ابلقوامة ألهنا الاكئن ا ألرمح وا ألحن اذلي ال يليق به متريغ يديه يف أأش ياء ميكن أأن تؤثر عىل أأنوثته وتضيع أأصهل وماهيته... املر أأة انقصة دين ألهنا يف فرتات شهرية تتوقف عن الصالة والصوم لعذرها املعروف ،وهذا من رمحةا إالسالم هبا ،اإذ جعل لها راحة مما يفرضه علينا من عبادات ألن املر أأة يف فرتة احليض يكون جسمها جد حساس ،سهل االإذاية وقليل التحمل ،ويف هذا دعوة للك النساء حىت يرحن أأنفسهن يف تكل الفرتة ،وعىل الرجل اتقاء تعب املر أأة وإاهجادها ابلطلبات وا ألوامر يف تكل ا ألايم حىت حيفظها من لك سوء ،اإن اكن عىل املس توى القريب أأو البعيد ...كام أأن ا إالسالم أأعفاها من أأداء الصلوات امخلس وصالة امجلعة يف املسجد حىت حيمهيا من لك سوء ميكن أأن يلحق هبا أأو يشلك عىل حصهتا خطرا... لطاملا اكن ا إالسالم رحامي ابملر أأة وحفظ لها حقوقها وماكنهتا جيدا ،وفكر يف لك تفاصيل راحهتا وضامن لك ما حيفظ كياهنا وجاملها ،وكام ر أأينا ففي مسأأةل العقل وادلين رمحة هبا ،يف العقل رمحة بأأنوثهتا وكينونهتا و أأصلها حىت ال تلوثه أأش ياء بعيدة عن حلمها وعاطفهتا؛ حىت يف مسأأةل الشهادة جعل لها امر أأة اخرى معها مقابل رجل واحد حىت ال يلكّف علهيا ما ال تطيقه ويرمح هشاشة قلهبا اذلي يغلب عىل عقلها فيجعلها ذكل تنىس أأو 31
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
تفقد بعض التفاصيل؛ ويف ادلين رمحة بصحهتا وبدهنا من ا إالعياء و ا إالرهاق اذلي ميكن أأن يصيهبا جراء الصالة أأو الصوم (دون احلديث طبعا عن جناسة ادلم اذلي خيرج مهنا واذلي تس تحيي املر أأة أأن تقابل رهبا به). للك من يسب املر أأة ويدعوها بصاحبة نصف عقل وابلضلع ا ألعوج نصيحة مين أأن جيعل بني عينيه أأنه مل يكن ليكون بلك تكل الصحة والعقل "الاكمل" لوال تكل اليت يسب... ✿✿✿✿✿
32
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.7 احلب األول :األم
33
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
رصاحة ،حرت كثريا يف الطريقة اليت ميكن أأن أأبد أأ هبا هذا املوضوع ،أأو ماذا سأأقول وكيف سأأس تطيع الكتابة بشلك يويف حق صاحبة النبضة ...حيامن نقول ا ألم أأول ما يتبادر اإىل ذهننا هو احلنان اخلرايف اذلي يصدر مهنا ،واحلب اجلنوين اذلي هتبه ألبناهئا؛ يه اليت هتب لك ما فهيا ولها لفذلات أأكبادها و أأحباء قلهبا دون أأن تس تغرق يف التفكري أأو ترتدد يف الفعل ،بل رمبا دون أأن تفكر يف نفسها وما ميكن أأن ينقصها أأو يرضها ...يه اليت تعشق ا ألبناء وتش هتيي وجودمه يف حياهتا رمغ أأهنم حتدي عظمي ومسؤولية كبرية وترافقهم املعاانة منذ اس تقرار نطفهتم يف رمحها ،يه اليت حتملهم يف أأحشاهئا لشهور طويةل فتغذهيم سواء أألكت أأم جاعت ،اإذا أألكت رشكوا معها طعاهما يف بطهنا ،وإاذا جاعت اس هتلكوا ما هو خمزون يف داخلها من أأمالح وسكرايت؛ يه اليت ال تنام يف محلها اإال ساعات قليالت وال تراتح فامي تنامه حرصا عىل ما يف بطهنا ،يه اليت تضحي برشاقهتا وجامل شلكها وخفهتا من أأجل أأحباب لها عىل أأعتاب ادلنيا ،يه اليت تتقطع أأملا يف الشهر التاسع، من مغص اإىل مغص اس تعدادا للوالدة ،يه اليت تدل وا ألمل ميزقها متزيقا وال أأمل يف ادلنيا يتعدى أأمل الوالدة سوى احرتاق احلي حىت ميوت؛ يه اليت تصرب عىل الرصاخ املس متر واملتكرر يف لك وقت وحني لطفلها وتسهر ليالهيا ترعاه وتسكته بلك الوسائل اللطيفة امللىئ ابحلنّية والعطف مهنا ،يه اليت ترضع لس نتني اكملتني ،فتضحي بصحهتا وشلكها ويتساقط شعرها ويضعف عظمها ويزداد وزهنا وال هيمها يف ذكل يشء سوى اكتفاء وراحة ابهنا ،يه اليت تبذل لك ما متكل من أأجل توفري حاجيات ابهنا وحىت كاملياته وال تطلب من زوهجا لنفسها طلبات بقدر ما تطلب من أأجل صغريها؛ حيامن يش تد عظمه يه اليت تسرت لك أأخطائه عن أأبيه وتكمت لك فعل قبيح قام به خوفا عليه من العتاب والس باب والرضب ،وإان حصل ذكل تكون يه احملامية و املدافعة عن ابهنا ،يه اليت ال يغفى لها جفن وال هيد أأ لها ابل حىت يدخل ابهنا ليال أأو حىت مساء وتطمنئ عىل حاهل وترى الراحة يف عينيه وا إالبتسامة تعلو وهجه فتحي عهنا جبال اخلوف والفزع واهلم وتبدلها
34
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
جببال من السكينة والطمأأنسنة ...يه اليت تفعل لك يشء مجيل وحتب بصدق وجتسد الرمحة والود واملودة يف تعاملها أأكرث من غريها وا ألمجل هو أأهنا ال ترجو مقابل ذكل شسئا... ا ألم يه املنشأأ ا ألول للمجمتعات ،فهيي الزوجة اليت اختارها الرجل لتكون حامةل رسه وترعى بسته وملكه، ويه املهد اذلي يصنع الرجال والنساء القادرين عىل صنع دجد ا ألمم وبناء رصوح متينة أأساسها ا إالبداع وا إالجهتاد وا ألخالق ...وإاذا اكن الناس يقولون أأن املر أأة يه نصف اجملمتع فهيي بعد اإجناهبا تكون صانعة للنصف الخر ،وابلتايل تكون يه اجملمتع لكه ،أأساسه و أأ ّسه ِ ومنشئته وابنية أأمعدته القوية الصامدة الثابتة. لك هذا و أأكرث بأأضعاف أأضعاف ما ورد أأعاله ،ولك ما كتب الكتّاب و أأبدع املبدعون يف حق ا ألم ،وقبل ذكل وصية الرمحن س بحانه وحبيبه صىل هللا عليه وأهل وسمل ،لك هاته ا ألمور اليت حاولت بلك التعبريات والكتاابت أأن تويف ا ألم حقها وتبني ماكنهتا وعظمهتا وجالل وجامل ما تفعهل وتدافع عهنا ،نرى اليوم ما يذهل القلب وحيري العقل ويؤذي النفس ...أأبناء يطردون أأهماهتم ،يف الغالب بعد وفاة ا ألب ،ويعتربوهنا محال وعبئا كثري الطلبات وعرقةل كبرية يف مشوار حياهتم خصوصا مع أأرسمه الصغرية ...زوجات حيرضن أأزواهجن من أأجل التخلص من أأهماهتم وإاخراهجن من بيوهتم ،ووهجة الطرد واالإجالء اليوم جاهزة ،يه دار املس نني ،هاته البناية ادلخيةل عىل ثقافتنا و أأيديولوجيتنا؛ اكنت يف البداية حال هيدف أأحصابه اإىل اإيواء الش يوخ الضالني بدون مأأوى فيوفرون هلم ماكان يرمحهم من قساوة الشارع ويقدم هلم أأبسط احلقوق من مسكن وملبس ومأألك ،واليوم أأصبحت وهجة ووس يةل للتخلص من ا ألبوين ،وخصوصا ا ألم املسكينة اليت قاربت تضحياهتا املس تحيل لتصنع "رجال" تأأيت زوجة حترضه ،رمبا بضغط ممارس علهيا أأيضا من عائلهتا أأو بعض صوحيباهتا، فتأأخذه مهنا وجتعهل يريم هبا يف دور العجزة ،و أكهنا بدون أأهل وال مأأوى؛ وابلتايل تذهب لك تكل التضحيات والتنازالت أأدراج الرحي ...تكل الزوجة اليت تكون سببا يف جعل "أأهما الثانية" نزيةل ورمقا بني أأرقام أأخرى يف دار مس نني تنىس أأهنا أأيضا س تصبح يوما ما أأ ّما وس يكون لها أأبناء س يكربون ،وستشسب
35
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
يه أأيضا ورمبا يرمهيا أأبناؤها رمية أأقىس و أأشد من الرمية اليت اكنت يه سببا فهيا فتذوق من نفس أكس املرارة والقسوة... طبعا لسست الزوجة يه السبب الوحيد اذلي جيعل ا ألزواج يتخلون عن أأهماهتم بقلب ميت ،هناك أأس باب عديدة ميكن أأن يكون أأحدها هو الطمع يف ا إالرث اذلي تركه ا ألب؛ طمع يغىش القلب حىت ميسح حب ا ألم منه فال يرى ا ألبناء سبيال سوى التخيل عن أأهمم حىت حيظوا بنصيهبا أأيضا يف الرتكة وال تشلك عائقا هلم يف طريق ما يفعلون ...ومن ا ألس باب القوية أأيضا واليت يغفل عهنا الكثري من الناس؛ سبب غري مبارش ميكن اعتباره ا ألول يف يومنا هذا ،فامي يتعلق بكوارث العقوق املنترشة ،هو كيفية تعامل ا ألبوين مع أأبناهئام وطريقة تربسهتام هلم؛ اإذا ّاطلعت عىل كتايب السابق س تجد أأنين حتدثت عن تأأثري معل الزوجني معا عىل البنية العاطفية والرتبوية والعقلية ألطفاهلم... يف الغالب حيامن يعمل ا ألبوين معا يُرتك ا ألطفال دلى العائةل أأو عند اجلريان ،أأو رمبا يف احلضانة ...ول ألسف حيدث ذكل منذ سن ا ألطفال الصغرية اليت حيتاجون فهيا اإىل وادلهيم أأكرث من أأي وقت أخر ،مما خيلق هوة كبرية بني ا ألبوين وا ألبناء وتتسع هذه الهوة مع مرور ا ألايم م ا ألشهر والس نوات ويصبح قلب الطفل ابردا عاطفيا جتاه وادليه ،ال جتمعه هبام سوى عالقة مادية وحاةل مدنية ولكميت "اباب وماما" الشسئان الوحيدان الذلان تعلموهام يف الصغر من وادلهيام ...حني يُقدَّ ر ل إالبن الزواج ميكن أأن ينتج عام عاشه يف صغر س نه سوء تعامل مع زوجته فال يس تطيع أأن مينحها بعض احلب والود ألنه حرهمام منذ الصغر ومل يشعر بقوهتام وتأأثريهام ،وخصوصا بدفء حضن ا ألم اذلي يريب يف الصغري حب ا ألنىث والرمحة هبا؛ أأضف اإىل ذكل إاهامهل لوادليه وعدم رعايهتام وا إالهامتم ألمرهام ورمبا حىت السؤال فهيام ،ويصري املبد أأ حينئذ هو :ختليمت عين حيامن كنت أأحتاجمك صغريا ،والن سأأختىل عنمك حيامن احتجمتوين و أأنمت كبارا ...ل ألسف هاته املسأأةل هممة جدا وخطرية جدا وال ميكن أأن ينجى مهنا اإال من أأخذ هللا بيدمه وحفر حب وادليه يف قلبه واس تطاع أأن يريب نفسه بنفسه عىل حب وادليه وا إالحتفاظ مبا ُزرع يف قلبه من حب وود ورمحة وهو يف بطن أأمه رمغ االإهامل اذلي القاه يف الصغر وقةل االإهامتم والرعاية ...يشء اإضايف أخر ،هناك كثري من ا ألهمات ممن ال يقبلن اإرضاع أأبناهئن خوفا عىل رشاقهتن وضياع جامل هيأأهتن ،مع هجل ،أأو جتاهل ،كبري مبسأأةل أأن الرضاعة تزرع رابطا عظامي وكبريا بني ا ألم وابهنا وتتقوى تكل الرصة ،اإذ ال مترر ا ألم البهنا احلليب فقط، 36
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
بل مترر هل حهبا لها وثقافة حتملها وذاكء تمتزي به وعاطفة عظمية حتملها يف قلهبا ،لك هذا خيرسه ا إالبن خبسارة ثدي أأمه بسبب أأاننسهتا وحرصها عىل نفسها أأكرث من ابهنا ،وابلتايل تضيع متانة عالقة ا ألم اببهنا والنتيجة يه سوء رابط بسهنام بعد مرور الس نني واش تداد العظم... ما حنكيه ونتحدث عنه هو واقعنا ل ألسف ،واقع يسوء يوما بعد يوم ،وال نرى أأن يس متر احلال كام هو بل نأأمل أأن يتحسن ،وما حتس نه يكون اإال مبراجعة ا ألفعال وا ألقوال وإاعادة تصحيح رؤيتنا ومنظوران وعدم ا إالرتباط ابملادايت ،سواء أأاكنت شالك مجيال أأو أأموالا كثرية ،ألن لك ذكل يبىل مع بالء ا ألايم وانقضاهئا ،وال يدوم اإال الفعل امجليل واخللق العظمي وا ألدب الرفيع والترصف احلسن ...و أأخمت هذا املوضوع بذكر قصة غريبة ومجيةل تتعلق اب ألم... يُقال أأن أأغرب احملاكامت اليت جرت يف اململكة العربية السعودية اكنت بني أأخوين ،وموضوع ادلعوة اكن هو كفاةل ا ألم ورعايهتا؛ ابلطبع حني يسمع املرء مثل هاته القضااي س يظن أأن ا ألخوين رفعا ادلعوة حىت يتخلص لك مهنام من أأمه ويريم هبا اإىل الخر ،هذا ألننا أألفنا أأن نسمع مثل هاته الوقائع يف حمامكنا ،لكن يف احلقيقة ،العكس هو ما وقع ،تقدم لك أأخ ابدلعوة القضائية ضد أأخيه حىت حيظى برشف رعاية وكفاةل أمه يف بسته واس تقبالها يف داره اكمللكة؛ وهذا وقع بعد اختالفهام يف نقاشهام حول من يتبىن ا ألم بعد وفاة ا ألب ،فلجأ اىل القضاء ّعهل يفصل بسهنام؛ حىت ا ألم حيامن سأأالها أأي ابنهيا ختتار ،رفضت أأن ختتار ألهنا ربت فكفّت وعدلت وجنحت يف صناعة رجلني يتنافسان من أأجل بر أأهمام ويعمالن اجلهد اجلهيد من أأجل احليض هبذا الرشف العظمي والكرم اجلزيل؛ ال ميكهنا أأن ختتار بسهنام ألهنا تعبت يف تربسهتام معا وسهرت عىل خدمهتام حبب وصدق دون تفضيل أأو تفاضل ،مفا أأمجلها من صناعة ،صناعة الرجال...
✿✿✿✿✿
37
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.8 حب الرفقة :األخت
38
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
بعدما حتدثنا عن الرفيقة ا ألوىل واحلب ا ألول ،تعالوا ننتقل اإىل حب أخر ،حب افتقدانه يف هاته ا ألايم وندُ ر بشلك جيعكل جتزم أأنه ما اكن قبال ...هو حب ا ألخت ورفقة ا ألخت... خوة الصادقة النقية اليت ال خوة ،ا أل ّ ل ألسف ،قلّام جتد العالقة بني ا ألخوة طيبة ومحيدة ،عالقة حتمكها ا أل ّ تشوهبا شائبة ،حىت ا ألخوة أأصبحت مبنية عىل ا ألرابح واملصاحل وا إالس تغالل املادي ...هذا بني ا ألخ رض ،أأخ يلعب دور ا ألب الثاين عىل أأخته ،ال هيمه يشء و أأخيه ،أأما بني ا ألخت و أأخهيا فاملسأأةل أأمعق وأأ ّ سوى أأن يأأمرها بطلباته وما يش هتيه ،حىت وإان اكنت أأكرب منه ،فذكورته جتعهل يصدق قوته وصالبته فاميرسهام علهيا ،وال يكتفي بذكل ،بل يهنرها يف ادلاخل واخلارج ويتتبع خطاها ،هذا اإن مل يكن مأأمورا من وادليه بفعل ذكل ،فتكون ابلنس بة هل فريسة يغمن مهنا ما يشاء وقامت شاء ويركب عىل ظهرها حىت حيصل عىل اهامتم أأكرث من وادليه ...أأما ا ألخت ،مفقابل لك ا إالضطهاد املامرس علهيا ال ترى فرصة الإخراج مكبواتهتا سوى شكوى لك زةل من زالت أأخهيا لوادلهيا ع ّل ذكل يشفع لها عندهام فريحامهنا قليال ...خالصة القول، يبقى ا ألمر رصاعا يف غالب ا ألرس؛ أأان طرحت مثاال فقط ملا يروج معوما ،ولك أأرسة ميكن أأن حتىض ببعض من ذكل أأو رمبا أأكرث حبسب الظروف احلياتية وتربية الابء وعوامل أأخرى ميكن أأن تتدخل وتتداخل... أأس تغرب حقا من هذا احلال اذلي ال ميثل اإال رصاعات تتلو بعضها ،و أكننا يف الغاب أأو أأعىت حاال ،نرى من فينا القوي حىت يلهتم الضعيف و ّ ينقض عليه يف حلظة غفةل منه ،هل حقا هكذا جيب معامةل ا ألخت؟ ا ألخت اليت محلت مه موىس عليه السالم مع أأهما وبذلت أأكرث مما يسعها حىت جتد أأخاها وتبتكر احليةل حىت ترجعه اإىل أأ ّمهام يك تقر عيهنا ،ولوال عظمة ماكنهتا وقوة تفاعلها وفعلها ومجيل صنيعها ملا رشفها هللا تعاىل ّ وخدلها ابذلكر يف اذلكر...
39
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
حىك يل أأحد أأصدقايئ أأنه اكن يس تغرب دامئا من حال رفيقني – شاب وشابة – يف اللكية ،ال يفرتقان من الصباح اإىل املساء ،ل لك يدرس يف فصهل م يلتقيان يف أأوقات الفراغ وا إالسرتاحة؛ خيرجان مساء من اللكية فريكبان احلافةل معا اإىل أخر حمطة حيث يسكنان فيزنالن معا ،اليوم تلو اليوم والشهر تلو الشهر ،ومل يصادف يوما أأن ر أأى أأحد الطرفني مع غري الطرف الخر ...وذات يوم ابلصدفة ،وال صدفة يف أأمران فاللك مقدر ومعلوم عند ربنا ،رأهام مساء يدخالن نفس البست فاكتشف أأهنام أأخوان ،أأخ و أأخت ،جعال من بعضهام الرفقة والصحبة ومل خيتارا غري بعضهام بديال ...أأخوة حقيقة صادقة تعدت حدود البست لتظهر معاملها حىت يف اللكية والشارع واحلافةل ولك ماكن ،هذه يه ا ألخوة املبحوث عهنا واملفقودة منذ زمن ،أأخوة اكتفاء، تكفي الشاب وحتصنه من النظر اإىل أأية فتاة ومراودهتا ورمبا الوقوع فامي هو حمظور من ا ألمور غري املقبوةل أأخالقيا واجامتعيا ،وتُ قغين الفتاة وتش بع نقصها فال يلتفت نظرها اإىل غري أأخهيا وتلهتيي مبا هو اتفه عام هو جاد وغين وهمم ،دراس هتا وحتصيلها ومس تقبلها ...أأخ و أأخت ،صديقني حقيقني يصعب ،ورمبا يس تحيل ،أأن حتصل بسهنام خيانة طاملا أأهنام نشأ أأمام عيين بعضهام ويعرفان بعضهام رمبا أأكرث حىت من وادلهيام ...ا ألخ هو أأكرب الطرفني ،هو أأب اثن ألخته ،لسس بنفس الشلك اذلي حتدثنا عنه يف البداية ،بل أأب من نفس جيل أأخته فهيب ملساعدهتا حبسن نية ويفك س يفهم وضعها ونقائصها أأكرث من غريه ،وميكن أأن تبوح برسها هل بلك أأرحيية ّ ضيقهتا وصعب أأمرها دون هتويل أأو شك فهيا ويف حقيقة ما حكت من كربهتا ألهنا جلأأت حبب وصدق وتنتظر اس تجابة بنفس معايري اللجوء أأو أأوىف ...وا ألخت بدورها تكون يه دليل أأخهيا ومستشارته يف لك نواقصه وحاجاته ،متده مبا تعرف وتكفيه ما جيهل وحتتويه أأيضا بتبين أأالمه و أأحزانه ...يفرحان معا وحيزانن معا ويتشاراك لك يشء يف احلياة ،من الوادلين العظميني الذلان اس تطاعا النجاح يف خلق عالقة أأخوية متينة جدا بني ابنهيام ،اإىل لك ا ألمور ادلنيوية وحىت ا ألخروية... حىت يف احلاالت اليت تكون ا ألخت يه الأكرب س نا بني ا إالخوة فهيي بذكل تكون أأما اثنية ميكن أأن تتدخل يف بعض أأمور اإخوهتا بطريقة أأفضل من أأهما ،ألهنا من نفس اجليل و أأقرب مهنا ابلس نني هلم ،وا ألبناء 41
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
س يكونون مع أأخهتم أأقل جخال مما ميكن أأن يكونوا عليه أأمام وادلهتم ...هذه املسأأةل جيب أأن يأأخذها الابء بعني ا إالعتبار ،خصوصا ا ألم ،جيب أأن ترشك ابنهتا الكربى معها يف التدبري والتس يري والتعامل مع اإخوهتا ،مع ا إالحتياط واحلذر حىت ال جيعل هذا ا ألمر من ا ألخت الكربى أأختا متسلطة تس تغل منحة أأبوهيا حىت تفعل ما تشاء مع وابإخوهتا وختطط ما تريد ،بل جيب حتميلها املسؤولية وحتسسها بأأن ا ألمر تلكيف أأكرث مما هو ترشيف... ا ألخت يف مفهوهما اذلي أأضعناه ،يه مفتاح نفتقده كثريا لتمكةل صورة السعادة البيتية ،والنجاح يف خلق التاكمل ا ألرسي ،همام جنحنا يف تربية أأبنائنا وإاصالح ذات البني مع أأزواجنا ،لن تكمتل الصورة امجليةل اإال إابرشاك ا ألخت كام جيب ،وهذا لن يمت طبعا اإال اإذا توفق ا ألبوين يف اإدراك ماكنهتا ودورها الفعال جدا داخل أأرسهتام فينجحان ابلتايل يف اإيصال ذكل لها وتربسهتا عىل هذا ا ألساس واملنطلق ،مع ا إالرصار دامئا عىل ضامن حقوقها وسط اإخوهتا وتوفري اجلو املالمئ لها داخل البست حىت تنشأأ نشأأة ترضهيام يف قادم الس نوات علهيا وجتعلهام يفخران بصنعهام وتعهبام اذلي مل يذهب سدى ...ومن واجب ا ألخ مراعاة أأخته أأو أأخواته واحرتام بنسهتن اجلسدية واذلهنية والعاطفية وا إالس تفادة من وجودهن من أأجل تعمل كيفية التعامل مع اجلنس الخر... كام قلت و أأقول دامئا ،احلضارة ال تقوم اإال مبجمتع راق ،واجملمتع لسس اإال لبنات ،ولبناته يه ا ألرس ،ولك أأرسة مثالية ال تكون كذكل اإال اإذا أأرشكت لك أأعضاهئا وجعلهتم فاعلني فهيا ويف اجملمتع بأأرسه ،ومن بني أأمه هؤالء ا ألعضاء جند ا ألخت. ✿✿✿✿✿
41
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.9 حب النضج والعشرة: الزوجة
42
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
حتدثنا يف املوضوعني السابقني عن حبني ،أأحدهام يودل يف ا إالنسان فطرة والثاين يرتىب عليه ومعه حتت سقف واحد ،رمبا منذ نعومة ا ألظافر أأو بعد ذكل بقليل ،أأو حىت بكثري ...والن تعالوا نتحدث ونتناقش ُح َّب النضج ،حب املسؤولية وحب النصف الخر من العمر ...تعالوا نتذاكر أأمر الزوجة... حتدثنا قبال عن قصة أدم عليه السالم مع ربه ،كيف خلقه وجعل هل اجلنة ولك ما فهيا ،ورمغ ذكل اكن هناك نقص جيههل أدم عليه السالم ،وجعهل هللا تعاىل يشعر هبذا النقص ،م خلق هل حواء من نفسه وجعلها دنياه ومؤنس ته يف وحدته ،فاكنت يه النعمي ا ألفضل من لك ما خلق هللا تعاىل من اخلريات حوهل ...من هنا تظهر جليا قمية الزوجة اليت ارتضاها هللا تعاىل لنا مبد أأً ،زد عىل ذكل وصية احلبسب صىل هللا عليه واهل وسمل حيامن قال" :خريمك ،خريمك ألههل ،و أأان خريمك ألهيل" ...وصااي اإلهية خص هبا هللا تعاىل عباده ،تعريفا منه س بحانه مباكنة املر أأة معوما ،والزوجة خصوصا يف حياة الرجل واالإضافات اليت حتملها هل ،وكيف ميكن أأن جتعل حياته ذات معىن مجيل ،بعيدا عن قساوة العسش وصعوبته ،وامللل اذلي ميكن أأن يشعر به وحده رمغ لك ما حياوطه من النعمي واخلري املادي... اإذا حتدثنا عن الزوجة فاإننا نتحدث عن نصف الرجل اذلي ال ميكن أأن يتنازل عنه أأو أأن يعسش من دونه، يه امجلال اذلي ينقص الرجل واحلنان اذلي حيتاجه وا ألنوثة اليت حتبط خشونته وتذيب قسوته وتلينه وترحيه من لك مهومه وحتتوي غضبه وتزنع شقاء ادلنيا من أأمام عينيه ،يه الهدية الغالية اليت منح هللا تعاىل للرجل حىت يس توي حاهل ،ولوالها ملا ش ُعر حقا برجولته – طبعا الرجوةل لسست عنفا ولسست تصلّبا وتعنتا وجتربا، خصوصا يف حق املر أأة ،الرجوةل أأكرب و أأر ى من لك ذكل – يه ملكة قلبه ومداعبة عقهل ودواء مهومه ،يه الرمحة املهداة للرجل...
43
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
طبعا ال أأحد ينكر ،ومع اكمل ا ألسف ،احلال املتدهور اذلي وصلت اإليه عالقة الزوج بزوجته ،عالقة متلؤها الزناعات والرصاعات والتحدايت وال متثل حقا املبتغى وا ألمل املنشود مهنا وفهيا ،ول ألسف تفشل جل هاته العالقة يف بناء لبنات ا ألرسة املثالية وتنهتيي مبكرا ...زوج ال يرى يف زوجته اإال خادمة عنده تتعب حىت حتقق مبتغياته و أأمانيه ،تطهو وتكنس وتغسل املالبس وتكوهيا وتنظف يوميا وبشلك روتسين متكرر دون اهامتم منه حبالها وكيفية إاخراهجا من ذكل الروتني اململ والقاتل حىت تقبل الزوجة هبذا الوضع اضطرارا وختضع لهذا ادلور وتعسشه؛ حىت اإذا دخل الزوج بسته مرهقا تعبا يراها يف حال جد سسئة تزيد ما به ،وما ترتك هل الفرصة لسس تجمع أأنفاسه حىت تهنال عليه بشكواها من مشالك ا ألبناء وقةل املصاريف وغالء الكهرابء وصداع اجلريان وما اإىل ذكل ،أأو عكس ذكل ،ترى الزوج داخال بسته غضباان أأسفا ال يروقه يشء ،فيكون سالمه هو شكواه من مشالك معهل ومعاانته يف التنقل ومع الزمالء يف العمل وس يطرة وحتمك مسؤوليه وحر اجلو... لك هذا ال يزيد الطرف من الطرف الخر اإال نفورا ،وال ّ يودل بسهنام اإال هوة وفراغا ،فال الزوجة حتب دخول الزوج البست وال الزوج يتوق للرجوع إاىل البست للقاء حضن زوجته و أأبنائه... طبعا هذا ال يقبهل أأحد وال ميكن أأن يرحي أأحدا أأو يرضيه يف بسته ...الزوج مطالب بأأن يرمح زوجته ما أأمكن ،وحياول قدر اإماكنه توفري ما ميكن أأن يساعدها يف البست وينقص عهنا محلها ،وحني يدخل بسته فا ألفضل أأن يتناىس مهوم اخلارج من معل وتعب ويدخل بنفس جديد عىل زوجته و أأبنائه ،حىت اإن شاء أأن حييك معاانته فلينتظر الوقت املناسب يك يكون ما حيكيه ذا تأأثري يف قلب أأرسته ويشعروا بقساوة ما يعانيه ألهنم أأيضا يعانون مما يعانونه فيقدرون تعبه من أأجلهم ويكون ا ألمر سببا للتالمح وتقدير جحم التضحيات ،ال أأن يبتدئ به منذ ادلخول فتشعر الزوجة أأهنا مصدر تعب ابلنس بة لزوج وعاةل عليه و أأهنا جتعهل يعاين من أأجل توفري لقمة عسش لها ول ألبناء؛ وجيب أأن جيعل يف حساابته أأوقاات خمصصة لزوجته ،خيرهجا ويسهر معها وينس هيا روتسهنا اليويم ،مع بعض من اجلود اللفظي بقول ما يطيب القلب ويداعبه ،واجلود املادي بتقدمي هدااي للزوجة بني الفينة وا ألخرى ،لسس ابلرضوري أأن تكون هدااي ابملاليني ،فوردة أأو علبة شالكطة تفي 44
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ابلغرض وتفعل يف قلب املر أأة اليشء الكثري ...يف املقابل ،الزوجة أأيضا مطالبة بتأأجيل احلديث عام جتده صعبا يف يومياهتا ولك ما خيص مصاريف العسش ومشالك ا ألبناء حىت اللحظة املناس بة فال تثقل اكهل الزوج وال جتعل حياته لكها مهوما وتفكريا يف احللول للمشالك اليت يس تحيل أأن تنهتيي ،زد عىل ذكل حق الزوج يف رؤية زوجته يف أأهبيى احللل و أأن تس تقبهل داخال ويه متطيبة ومرتدية ثيااب نقية غري ثياب املطبخ والتنظيف، و أأن تسمعه أأيضا طيب الالكم وحترض هل ما يش هتيي من طعام وتبدع فيه ،اإضافة اإىل بعض الشموع حىت تكون اجللسات أأكرث شاعرية؛ أأش ياء مثل هذه وغريها لسست ابمللكفة لكن مفعولها حسري وتأأثريها ابلغ يف نفس ية الزوجني ،ودامئا ما تزرع روح التجديد يف العالقة فال ّ يلك الطرفني وال ميالن من بعضهام ،همام طالت الس نني تظل العالقة يف عز ش باهبا وقوهتا وعطاهئا وجتعل من الزوجني موطنا صاحلا لصناعة رجال ونساء بقلوب حية تعرف احلب والعطاء وترى صرب ا ألبوين عىل بعضهام وترى تضحياهتام من أأجل إاجناح ا ألرسة والسري هبا قدما حنو املثالية ادلنيوية... طاملا أأن هللا منحنا منحة التاوج و أأ ّهلنا لهاته املنحة وجعل احلبسب صىل هللا عليه واهل وسمل خيربان أأن خري متاع ادلنيا هو الزوجة الصاحلة فالواجب أأن منتع أأنفس نا ونس متتع هبذه ا ألفضلية وهاته اخلريية و أأن ال حنرم أأنفس نا من اإدراك لك اخلري اذلي جعهل هللا تعاىل يف هذا الرابط املقدس ...أأس تغرب حقا من حال ا ألزواج اذلين يعسشون يف ضنك ورصاع وتنافس حاد ،مع العمل أأن ال يشء يس تحق لك ذكل العناد وذكل الكربايء اذلي ال حمل هل وال جيب أأن يكون بني زوجني قرر أأن هيب لك مهنام نفسه للخر وجيعل حياته مرتبطة به ...همام اكنت املشالك كبرية يظل الزواج أأكرب و أأغىل مهنا ،وهمام اكنت اخلالفات عويصة تضل الراحة النفس ية والسعادة أأوىل مهنا و أأمه ،فاملنطق ال حيمتل أأن أأحبس نفيس يف دائرة اهلموم واملتاعب واحلساابت الضيقة و أأفسد عىل نفيس حيايت الزوجية اليت ميكن أأن أأس متتع هبا ...حىت اإن قدر هللا ووصل الزوجان لباب مسدود ال يس تطيعان ا إالس مترار بعده والنجاة ابلعالقة ابلزوجية فال عيب يف الطالق اإطالقا ،ول إالشارة فقط مفسأأةل أأن الطالق هو " أأبغض احلالل عند هللا" هذه القوةل ال أأصل لها وال ميكن أأن تكون حصيحة 45
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ألن احلالل نقي وطاهر وصاف وال ميكن أأن يكون بغيضا همام تعددت ا ألس باب ،والعقل ال حيمتل أأن جيعل هللا تعاىل الطالق إاسام إالحدى السور القرأنية ويه فعل بغيض كام يقولون... العالقة الزوجية يه مرشوع عظمي حيمكه ميثاق غليظ ،وإان اكنت القيادة فهيا واملسؤولية فهيا تقع بني يدي الزوج فللزوجة القدرة عىل الس يطرة عىل قلب الرجل وابلتايل اإماكنية اختيار قراراهتا وإاقناع الزوج هبا وإاخضاعه ضنيا لها ...حىت اإن اكن قلب الزوج عصيا واكن شديدا غليظا أأو جيهل كيفية الترصف والتعامل معها ،أأ قو ال حتب منه أأفعاال معينة ترض خاطرها ،ميكهنا أأن جتعهل يترصف معها كام تشاء مس تغةل مواهب هللا لها و أأنوثهتا ومجيع الوسائل املتاحة لها حىت جتعهل حيسن الترصف معها ،بل وميكن أأن تساعده عىل حتسني عالقته حىت مع اخلالق س بحانه ،وحتسني عالقته مع الناس أأيضا ،فكام هو معلوم ،الرجل يصعب عليه مقاومة املر أأة اإن اس تغلت قدراهتا بشلك جيد ،وبذكل تكسب أأجر اإصالح زوهجا يف عالقاته مع ربه ومعها ومع الناس وجتين مثار ذكل من خالل اإجناح مرشوعها العظمي مع زوهجا ويذوقا معا طعم السعادة يف رمحة ومودة وحب.
✿✿✿✿✿
46
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.11 حب اإلستمرار :اإلبنة
47
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ذكران فامي س بق ا ألم الغالية وا ألخت الكرمية والزوجة احلبسبة ومل يبق من النساء سوى المثرة الطيبة والرحب المثني اذلي جينيه االإنسان من زواجه :ا إالبنة الصاحلة ،احلبسبة اإبنة احلبسبة حفيدة احلبسبة... ا ألبناء كام جاء يف كتاب ربنا مه زينة احلياة ادلنيا وعامرهتا والهدية اليت يكرم هبا هللا س بحانه وتعاىل عباده بعد معر من العمل والتعب والبحث عن الزوجة املناس بة والصرب معها وعلهيا والعمل عىل اإجناح العالقة الزوجية، يأأتون لزايدة مزنةل جديدة من احلب وشالك جديدا هل ،وطعام فريدا من الفرح مع زايدة يف املسؤوليات والتاكليف طبعا ...ا إالبن يفرح به ا ألب ،وكذا ا ألم طبعا ،ألنه يرى فيه اخلليفة وحامل املشعل وامس ا ألرسة معه يف مسريته احلياتية القادمة ،لكن للبنت رونق خاص وفرحة ممزية جدا ،فهيي امتداد للزوجة احلبسبة ومحلة مصغرة عهنا حتمل ما يف أأهما من احلب والعاطفة والروعة والصفاء... ا إالبنة يه الصديقة اليت متنحها ا ألم لنفسها ،فتكون يدها الميىن يف البست واخلارج وامتدادا لها يف ادلراسة والعمل ولك النجاحات اليت مل حتققها واليت تطمح أأن تصلها ابنهتا فتفرح فرحهتا اليت مل تفرهحا قبال ،ويه حبيبة ا ألب الثانية بعد ا ألم والرفيقة اليت حيتوهيا وحيمهيا من لك عني سامة تطاردها يف اخلارج ...يه اليت جعلها هللا تعاىل رمحة لوادلهيا وشفيعة هلام يوم القيامة بصالهحا وفالهحا وحسن تربسهتا ومجيل منطقها ونبوغ رؤيهتا وطيب فعلها... ولنا يف احلبسب صىل هللا عليه واهل وسمل القدوة واملثل ا ألعىل ،اذلي فقد ابنيه وهام يف سن صغرية وعاش فقط مع بناته وكن خري البنات ،وادلليل هو التارخي اذلي ّ خدل أأسامءهن وحفظهن ،خصوصا الس يدة فاطمة الزهراء اليت اكنت نعم ا إالبنة ألهنا تربت يف بسئة ساملة نقية ،ال رصاع وال نزاع فهيا ،ال أأب يسب ا ألم وال أأم تهنر ا ألب ،أأب جيالس ابنته ويسمع مهنا ويالعهبا ويأأخذ خياطرها؛ توفيت أأهما -خدجية ريض هللا عهنا –
48
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
وتركهتا يف سن صغرية فاكن احلبسب صىل هللا عليه واهل وسمل نعم املريب لها فمل يهنرها يوما ومل يرضهبا أأبدا ومل يثبت أأهنا أأذاها لفظا وال فعال... ا إالبنة حتتاج إاىل حضن أأهما ورعاية أأبهيا أأكرث من الودل ،ألن حساسسهتا أأكرب وحاجهتا للرفقة واملتابعة وا إالحتضان أأجزل ...تربية ا ألبناء معوما ال تتوقف عند ا إالهامتم املادي هبم وتوفري ا ألساس يات والكامليات ،من أألك ولبس و أألعاب فقط ،الرتبية أأمعق و أأمه من ذكل ،ألهنا صناعة ذلات بتصور مس تقل وبناء لهوية وزراعة ألساس يات خشصية ا ألبناء يف انتظار اس تقالهلم العقيل من أأجل اس تكامل بناء خشصياهتم القوية ...ا إالبن يتبعه مس تقبل س يكون فيه رجال وزوجا مس ئوال وعامال مع مجموعة من الناس وغريها من ا ألش ياء اليت تتطلب حتضريا منذ سن صغرية حىت يعتاد عىل حتمل املسؤولية والنجاح فامي ينتظره من التحدايت ،أأما ا إالبنة فهيي املس ئوةل عن بسهتا املس تقبيل وعن أأبناء تنجهبم وعن زوج ترعى حاجياته وحتتويه ورمبا عن معل وفريق تش تغل معه ،لك هذا البد هل من جتهزي وحتضري وتأأهيل نفيس ال ميكن أأن تُزرع بذوره اإال يف بست ا ألرسة وبرعاية وإارشاف من ا ألبوين الذلان ال ميكهنام النجاح يف هاته املهمة اإال اإذا اكان عىل عمل ودراية سابقة بعظمهتا والتلكيف اذلي يتعني علهيام حتمهل؛ تربية مادية طبعا ال نقاش فهيا ،وتربية نفس ية وعقلية وثقافية وحىت جنس ية ،حني يأأيت وقهتا ،يه ا ألوىل وا ألمه من ا ألوىل ألهنا يه اليت تس متر وتدوم؛ ولن جتد هاته ا إالبنة صديقة وفية لها أأكرث من أأهما اليت جيب أأن تُشعرها بقرهبا مهنا ودوهنِ ا من عراقيلها ومساعدهتا عىل جتاوزها، ولن جتد مثل أأبهيا رفيقا و أأمينا مؤ ّمنا لها حيمهيا ويشعرها ابلراحة فال يدعها تبحث خارجا عن أأي يشء ينقصها منه همام اكن وكيفام اكن... ا إالبنة يه نتاج عالقة حب جتمع بني ا ألبوين ،يه امتداد لكتةل ا ألحاسسس اليت حيمالها جتاه بعضهيام، وخالصة رمحة زرعها هللا تعاىل فهيام ،يه قوة هائةل خمتةل يف قطعة حلم صغرية حتتاج اإىل توجيه كبري وس يطرة حممكة يف س هنا الصغري قبل اإطالق العنان ذلاهتا حىت تكون مس ئوةل عن نفسها وترصفاهتا وقراراهتا وتنجح يف غالبسهتا وتقوى عىل مقاومة لك ا إالغراءات اليت ميكن أأن تعرتض طريقها ،طبعا ال حميد عهنا ومن 49
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
املمكن أأن تؤذي بنسهتا اجلسدية والفكرية لكن مبساعدة أأبوهيا ودمعهام لها منذ س هنا الصغري ستس تطيع مقاومهتا والقيام بعد السقوط يف حلظات الضعف ...يه مرشوع من أأعظم املشاريع اليت يتبناها ا ألبوين خالل حياهتام، واملطلوب هو أأن ينجحا فيه ،وجناهحام يمتثل يف صنع امر أأة لها من ا ألنوثة واملروءة ما جيعلها حتمل مههام و ّمه اإخوهتا ،و ّمه عائلهتا وحميطها ،فرتفع امسهم مبا تس تطيعه وجتهتد حىت تكون متفوقة يف ما ترنو اإليه ،وتمتزي وحتفر امسهام يف قلوب لك من حيطون هبا وجتعل أأبوهيا يفخران هبا ويرفعان ر أأس هيام سعادة مبسار ابنتهيام ...يه مرشوع زوجة طيبة وهدية يشكر الزوج هللا تعاىل علهيا يف لك فرصة ،م يشكر وادلهيا عىل حسن تربسهتا ونشأأهتا ومجيل عقلها ومنطقها؛ و أأم حنونة تعي جيدا كيف تتعامل مع أأبناهئا وترعامه رعاية شامةل اكفية وتستمثر اجهتاد أأبوهيا معها يف تربية أأبناهئا وال حترهمم من حناهنا وجزيل اهامتهما ،حىت وإان اكنت تش تغل خارج البست فذكل ال ميكن أأن يؤثر عىل عالقهتا العميقة هبم... لك أأصناف ا ألنىث اليت مت ذكرها يف هاته املواضيع ا ألربعة ا ألخرية ،من أأم و أأخت وزوجة وإابنة ،ميكن أأن تلج حياة الرجل وتضيف اإلهيا صبغات وملسات حسرية معيقة ،عىل خشصه وطريقة رؤيته ل ألمور وبناء تصوراته، والبد أأن يد ِخلها يف حساابته ويضع لك مهنن يف ماكنهتا اليت تليق هبا وللك مهنن طريقة خاصة يف التعامل ابلشلك اذلي ترى به ،مع واجب التقدير وا إالحرتام واحلب ...واملنطق يقول أأن ال حياة لرجل بدون تكل النسوة يف حياته.
✿✿✿✿✿
51
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.11 حب جديد :احلبيبة !
51
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
حتدثنا يف النبضات السابقة عن ا ألم ،نبض احلياة وسبب الوجود فهيا بعد هللا تعاىل؛ حتدثنا عن ا ألخت، تكل الهبة اليت هيهبا هللا تعاىل للرجل فتؤنس صغره وتؤنس وحدته وتكون لها ماكنة خاصة رمغ وجود ا ألخوة اذلكور؛ وذكران الزوجة ،حب احلياة وعشقها الناجض ونصف الرجل اذلي يصعب اس تغالهل عنه؛ م حتدثنا عن ا إالبنة ،تكل اللحمية اليت تنري حياة ا ألبوين وتكون نتاج حلهبام ومثرة لعرشهتام وكفاهحام ...قلنا أأن حياة ا إالنسان ال يمكن أأن ختلو من هاته ا ألصناف من عالقات احلب النسائية والبد من تواجدها وإاال فس يضيع ويتيه ويس يطر عليه نقصه وتغلب عليه حاجته اإلهيا؛ لكن انضاف حديثا صنف خامس إاىل تكل ا ألصناف ا ألربعة ،هو "احلبسبة" . هذا الصنف ادلخيل ميكن وضعه بني رتبة ا ألخت والزوجة ،فهو أأعىل رتبة من ا ألخت اإن مل نقل أأنه يزحيها ويأأخذ ماكهنا ،و أأدىن من رتبة الزوجة يف قلب الرجل ...صنف محلته اإلينا رايح الغرب واحتضناه ،مع ا ألسف ،وصار اليوم ُعرفا مقبوال اجامتعيا ال اعرتاض عليه اإال من قليل من الناس ،وحىت اعرتاضهم ال يكون يف الغالب رصحيا ومبارشا ...تأأيت البنت حببسهبا اإىل بست أأهلها ويأأيت الودل حببيبته إاىل بسته ويتصل بعضهام ببعض أأمام أأفراد ا ألرسة وال عيب وال جخل يف ذكل ألننا تعدينا هاته املرحةل وصار من الرضوري قبل الزواج أأن تكون للجنسني جتارب وقصص حب سابقة ،وحىت الزوجني البد أأن يس بق زواهجام قصة حب ألشهر أأو رمبا س نني فسُسمى هذا الزواج بعالقة احلب ا ألجنح بني بقية العالقات ا ألخرى اليت فشلت... كام قلنا ،هذه املسأأةل جاءتنا من الغرب وجعلنا لها ماكان داخل ثقافتنا رمغ أأهنا ال حتمتل ذكل رصاحة... والسبب يف نشأأة هذه الظاهرة هو احلرية ابإفراط والنقص بتفريط يف الرتبية السلمية الصحيحة ،هذا النقص كام جاء يف مواضيع كتابنا السابق ّ يودل فراغا وضعفا عاطفيا دلى ا ألبناء ،اليشء اذلي جيعلهم يبحثون عن م أل هذا الفراغ وهذا النقص خارج أأسوار البست ،خصوصا حيامن يشعرون أأن مسؤوليات أابهئم جتاههم ّ وحتمكهم
52
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
فهيم قد انهتيى وقد جاء دورمه يف حتمل مسؤولية أأنفسهم ...طبعا هذا الفراغ هو نتاج خللل كبري يف إاحدى العالقات مع أأحد ا ألصناف ا ألربعة اليت ذكران قبال ،بعضها أأو لكها؛ هذا اخللل العالئقي خيلق ارتبااك داخليا دلى الفتاة وجيعل حاجهتا للحنان واحلب أأكرب خصوصا اإذا تأأثرت بقصص الغرام واحلب املسلسالتية ،فرتمتي يف أأول حضن يفتح يديه لها حىت تذوق طعم السعادة اذلي شاهدته يف احللقة ا ألخرية... طبعا احلب خلق مجيل زرعه هللا تعاىل فينا وجعلنا حم ّبني وحم ّببني ،حىت عالقته س بحانه بنا يه عالقة حب وود ورمحة وعطف ...وال ميكن ل إالنسان أأن ينكر اإجعابه بأأخر وحىت حبه هل -طبعا نتحدث عن اإجعاب ا إالنسان بأخر من اجلنس املقابل – هذا ال دجال للحديث واخلوض فيه ألنه من الفطرة والطبيعة ،لكن احلديث واالإشاكل احلاصل هو العمق اجلديل اذلي تصل اإليه هاته العالقات وكيفية التعامل معها وضبطها، خصوصا أأهنا تكون بعيدة لك البعد عن الرمسية من خطبة وزواج يضمنان ا إالس تقرار وا ألمان يف العالقة وحيوالهنا من حب إاىل رمحة وود بنص القرأن... دجمتعاتنا اليوم يه دجمتعات ذكورية ،لن أأقول رجالية ألن الرجوةل ل ألسف فقدت كثريا من بريقها وملعاهنا وحتولت اإىل عضالت و ِل ِحي فقط ...هذه اجملمتعات لن ترمح ا ألنىث يف شلكها اذلي نتحدث عنه "احلبسبة"، ألنه حىت وإان قبلها اجامتعيا وجعل لها ماكنة فلن حيفظ لها حقوقها ولن تأأمن عىل نفسها من الفضيحة والعار وطول لسان الناس ،خصوصا اإن أأخذت العالقة أأبعادا عديدة ومعيقة ووصلت اإىل ممارسات زوجية يف الشلك بعيدا عن املضمون؛ يف الغالب س يأأيت يوم ميل فيه رفيقها ويرتكها بلك بساطة وال ذنب عليه اجامتعيا ألنه ومع ا ألسف يبقى الطرف ا ألقوى "الرجل" -طبعا رجل مع وقف التنفيذ – انجيا مما ميكن أأن تلقى ا ألنىث من العار واملشالك ا ألرسية واحملمتعية ...هذا من انحية ،أأما من انحية أأخرى ،حىت وإان اكن اجملمتع غري هممت واحمليط يقبل هاته الفكرة ويرى بتواجد هذا الصنف النسوي اخلامس يف حياة الرجل بال مشالك، س تكون ا ألنىث خارسة ال حماةل ألن املر أأة بفطرهتا حتتاج اإىل ا إالس تقرار والطمأأنسنة يف حياهتا ،وعالقة حتت مسمى احلب فقط ،ال حتمل معىن الرمسية وال يتوىخ مهنا تشكيل بست و أأرسة ،عالقة لن ترحي ا ألنىث أأبدا 53
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ولن جتد فهيا املتعة والسعادة اليت تطمح اإلهيا منذ أأن ُزرع ذاك احلب يف قلهبا ،يبقى هذه ا إالرتباط معلق وحمكوم برغبة اذلكر فهيا أأوال م مهنا اثنيا مع تفاوت كبري بسهنام يف احلسم يف هنايهتا ،و أأبسط الزناعات ميكن أأن تع ّجل هبذه الهناية ،والسبب طبعا هو أأن احلب ال يكفي بتاات لنجاح أأية عالقة ،البد من بلوغ درجة الرمحة واملودة حىت يتحول حب اللقاء واالإجعاب إاىل حب العرشة واحلياة الواحدة... من وهجة نظري ،يف حال حدوث حب بني طرفني يُفضل أأن يُعجال ابجامتعهام حتت سقف واحد ...بني إارصار ا ألنىث عىل هذا ا ألمر واجهتاد الرجل يف توفري مس تلزمات احلياة الزوجية ،مع التنبيه عىل رضورة تسهيل ا ألرس والعائالت أأمر الزواج ومساعدة ا ألحباء عىل ا إالجامتع يف احلالل بعيدا عن العالقات الطويةل واجللوس يف املقايه وا إالختباء يف ا ألزقة وادلروب بعيدا عن ا ألعني ،وا ألمه هو تربية ا ألبناء عىل ا إالكتفاء والقناعة ابحلياة همام اكنت بس يطة وعدم الوقوع يف خف التطلب وعدم الرضا ،هذا من طرف البنت ،أأما يف حاةل الودل فا ألرسة مطالبة بتلقينه أأساليب ا إالعامتد عىل النفس وكيفية اخلروج من خمتلف املأزق واملواقف احلياتية احلرجة حىت يكون مس ئوال وابلتايل س يكون قادرا عىل حتمل مسؤوليته ومسؤولية رفيقة دربه وحياته ،و أأبنائه مس تقبال ...هبذا الشلك ميكن توجيه عالقات احلب وجتنب عواقهبا ذات الرضر ،ويف نفس الوقت ميكن احتواء الصنف اخلامس من النساء ،موضوع حديثنا ،وضامن حقوقه و أأمانه واس تقراره ومس تقبهل بعيدا عن الضبابيات وعالقات الشك والريب وعدم الراحة اليت تنهتيي يف الغالب خبسارة ا ألنىث ،خصوصا حيامن تسقط بني يدي شاب ال تتعدى أأن تكون نظرته لها دجرد بضاعة س يقيض هبا ما شاء من نزوة ورغبة وغرض وسستخلص مهنا حني ميلّها ويفقد رغبته يف رفقهتا ولقاهئا وحنن من خالل كتابنا هذا نطمح اإىل حذف مفهوم "تشسئي املر أأة وتبضيعها"... النجاح يف تعديل ماكنة احلبسبة يف اجملمتع وجعلها أأكرث منطقية أأماان يتطلب تعديل وتصحيح التعامل مع ا ألصناف ا ألربعة ا ألخرى ،خصوصا ا ألخت والبنت ،جيب احتواؤهام والتقرب مهنام ابلشلك الاكيف اذلي يضمن قدرهتام الحقا عىل ا إالحتاكك ابإجيابية داخل املنظومة اجملمتعية وابلتايل النجاح يف جتنب لك الش باك 54
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
والفخاخ ،وحىت اإن اكن هناك حب سسنجحان يف التعامل معه والتخطيط هل ،سواء بدعوة الطرف الخر دلخول البست من اببه اإن اكن حقا قادرا ومؤهال ذلكل ،وإاال فاملنطق يفرض اإلغاء أأي تقارب ميكن أأن ينتج عنه أأي أأذى س يؤدي الحقا إاىل زعزعة اخلطط واملشاريع املس تقبلية وزرع بذور ا إالحباط واالإلهتاء والضعف وامجلود... وابحلديث عن العالقات الغرامية وددت أأن أأخمت هذه اخلاطرة بقصة من معق التارخي ا إالساليم ،أأايم اكن املسلمون حيمكون ا ألندلس ...اعتاد ا ألعداء أنذاك عىل اإرسال جاسوس بني الفينة وا ألخرى يك يس تطلع ا ألخبار من قلب البالد ويعرف حال املسلمني ويدرس قوة شوكهتم ...يف مرة من املرات ،وصل اجلاسوس وما اإن دخل البالد حىت وجد طفال يبيك ،فسأأهل عام به ،أأجاب الطفل :اكن عىل تكل الشجرة طائرين، رميهتام حبجرة ،اصطدت واحدا وهرب الخر ،فأأجاب اجلاسوس :وفمي الباكء ،لقد اصطدت واحدا ،وهذا أأمر جيد .رد الطفل :رمبا هذا جيد يف نظرك أأنت ،لكن يف نظري ال ،ألنه اإذا اكن ماكن هذين الطائرين عدوين يريدان قتيل ،واكنت دلي جحرة واحدة فرضبهتام هبا ،قتلت واحدا وجنا الخر ،أنذاك س يقتلين اذلي جنا مهنام ألنين ضعيف البنية وقليل اخلربة واحليةل ولن أأقوى عليه .أأهنيى اجلاسوس حواره يف جعةل م رجع هاراب اإىل حامكه خيربه مبا حصل .ومرت الس نون ،و أأرسل احلامك جاسوسه كام يه العادة ،حني وصل هاته املرة وجد شااب جالسا حتت جشرة يبىك ،اقرتب منه يف حذر ،وسأأهل :ما بك اي شاب؟ أأجابه :تواعدت أأان وحبيبيت يك نلتقي هنا ولكهنا تأأخرت كثريا ورمبا لن تأأت .عندما مسع اجلاسوس ذكل عاد مرسعا اىل بالده و أأخرب احلامك اذلي أأقر هبزاةل املسلمني وضعفهم ألنه يف مثل حاةل الشاب يظهر جليا أأن البست فقد دوره الصلب ا ألقوايء داخليا؛ واملسجد فقد دوره ومقواي لها وصانعا للرجال ّ الرتبوي ومل يعد بنّاءا للعالقات ّ التوجهييي واهرت أأ صف املسلمني وضاعت شهامهتم وسهُل نزول دمعهم ...وإاذا ضاع دور تكل املؤسس تني ضاع اجملمتع ،فضاعت ادلوةل واهنارت أأسسها املتسنة ...حيهنا هجز املرتبصون جيوشهم و أأعدوها وانتظروا
55
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
الفرصة الساحنة للهجوم ،فدخلوا ا ألندلس ،وضاعت البالد من بني أأيدي املسلمني بسبب ضعفهم العالئقي وضياعهم الفكري وفشلهم ا ألخاليق.
✿✿✿✿✿
56
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.12 زوَّجوني مبكرا!...
57
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
حتدثنا يف سابق املواضيع عن الزوجة ،عن ماكنهتا وبعض من حقوقها وواجباهتا ويشء من أأبعاد عالقهتا مع زوهجا ،والن وددت أأن أأانقش جانبا أخر يدخل يف اإطار الزواج ،وشلك يف الونة ا ألخرية موضوعا طرحته الربامج التلفزية واالإذاعية وطال نقاشه كثريا؛ موضوع يرتدد حدوثه يف القرى واملناطق النائية اليت تعاين مع ا ألسف من كثري من ا ألمية بسبب قةل البىن التحتية املرتبطة بذكل ...موضوع احلديث يف هذه اخلاطرة هو ماذا لو اكنت الزوجة صغرية السن واكن الزواج مبكرا؟... قلنا أأن هذه الظاهرة حتدث يف الغالب يف املناطق النائية والقرى البعيدة ليت تقل فهيا املدارس والثانوايت ،اليشء اذلي جيعل الابء ،اذلين ينقصهم بعض الوعي فامي يرتبط هبذا املوضوع ،ي ققدمون عىل تزوجي بناهتم زواجا دون رغبهتم ،بل ويف سن ال يس تطيعون اختاذ القرار الصائب واحلسم فيه ،من أأول زوج يطرق الباب ،ويف الغالب يكون زوجا كبري السن لعدة أأس باب أأبرزها أأن كبري السن س يضمن ل إالبنة الراحة املادية اليت ال يتوفر علهيا غالبية الش باب ،زد عىل ذكل ثقة ا ألب يف كبري السن اليت يصعب أأن مينح بعضها ألحد الش باب ألن ا ألول يمتتع ابلرزانة والثبات واحلمكة عكس الثاين – حسب رؤية غالبية الابء – .م اإن ا ألب هناك اإذا أأهنت ابنته املراحل ا إالبتدائية أأو حىت ا إالعدادية ومل جتد يف املنطقة مؤسسة تمكل فهيا تعلميها ،يف الغالب سريفض طلهبا لذلهاب اإىل املدينة ألنه س يصعب عليه ا إالطمئنان علهيا هناك ويه بعيدة عنه ،اليشء اذلي جيعهل يرفض فكرة اس تكامل ابنته دلراس هتا ،هذا اإن مل يقرر بسنه وبني نفسه أأن ابنته جيب أأن تتوقف عن ادلراسة حىت اإن توفرت املؤسسات التعلميية ألنه يرى أأن بنسهتا اجلسدية أأصبحت مثرية وابلتايل ال يظل أأمامه اختيار سوى تزوجيها حىت يطمنئ عىل حالها ...هذه حاةل من احلاالت املتعددة وا ألس باب الكثرية اليت جتعل الفتاة تدخل عش الزوجية ،أأو لنقل قفص الزوجية منذ سن صغرية.
الزواج املبكر مكصطلح ،يتضح من خالل حتليهل أأنه زواج ولكنه سابق ألوانه ألن أأش ياء كثرية تنقصه ،و أأمه هاته ا ألش ياء يه النضج ،نضج الزوجة الفكري والعاطفي واجلسدي ...أأما ا ألول فهو نقص عىل مس توى 58
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
الفكر ،اإذ تكون احلاةل العقلية للمر أأة غري مكمتةل وال زالت حتتاج اإىل الكثري حىت تكون عىل قدر املسؤولية املنوطة هبا كزوجة و أكم؛ و أأما الثاين فهو نقص يف العاطفة ،هذا النقص ميكن اعتباره عاداي ألن الفتاة تكون يف بداايت مراهقهتا أأو يف عزها وابلتايل تكون عاطفهتا غري مس تقرة وغري مكمتةل وال زالت يف طور البناء والتشلك القومي ،بذكل لن تكون هذه الفتاة قادرة عىل البذل العاطفي كزوجة وسسشعر معها الزوج بنقص من هذه الناحية ،اليشء اذلي س يؤدي حامت اإىل خلق مشالك يصعب حلها ألنه ذات طبيعة بنيوية ،أأي نقص يف البنية العاطفية؛ و أأما الثالث فهو لك ما يتعلق ابلقدرة اجلسدية ،ومن الطبيعي أأن لك فتاة يف مراهقهتا ونشاط اإفرازاهتا الهرمونية ادلاخلية اليت تؤهلها الكامتل بنسهتا اجلسدية ونضجها لن تس تطيع اإرضاء زوهجا ويف حال والدهتا رمبا س يح ِدث ذكل خلال يف داخل جسدها يصعب اكتشافه وحتديده بسهوةل ،ولن يتبني سوى عند حدوث مكروه حصي ابئن ال قدر هللا ...هذه النقائص الثالث تشلك عائقا حقيقيا أأمام اكامتل الزواج وجناحه عىل الصورة والشلك املراد ،ألن الزواج كام س بق القول أأساسه حتمل املسؤولية والقدرة عىل خلق ا إالنسجام والتاكمل مع الطرف الخر وفعل لك ما هو ممكن من أأجل اإرضائه دون تلكف حصي أأو عاطفي أأو عقيل خارج عن ا إالس تطاعة وا إالماكن ،هذا ما يصعب ،ويف بعض ا ألحيان يس تحيل، حدوثه يف حال الزواج املبكر... يف بعض حاالت هذا النوع من الزواج ،يكون الزوج كبري السن مقارنة مع الزوجة كام جاء اذلكر يف البداية، اليشء اذلي يشلك اختالفا يف ا إالنامتء اجلييل ،مبعىن أأن الزوج من جيل والزوجة الصغرية من اجليل اذلي يليه أأو اذلي بعده ،هذا ا إالختالف من الرضوري س يخلق مشالك زوجية من النوع اذلي هيدم العالقة ويؤثر عىل منحاها ومسارها بعكس املشالك اليت تكون بني طرفني انجضني ومتقاربني يف السن اليشء اذلي يسهل معلية احلوار والنقاش واخلروج بتوصيات مرضية لالك الطرفني تسهم يف تطوير العالقة حنو ا ألفضل... طبعا حيامن نتحدث عن النضج والعتبة اليت ينهتيي عندها الزواج املبكر فيصري زواجا مكمتل ا ألراكن وغري خاضع ألي نقص فاإننا ال نقصد س نا معينا للفتاة ،ألن مسأأةل النضج اجلسدي ختتلف من فتاة ألخرى، 59
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ومسأأةل العاطفة والفكر لها ارتباط ابلوسط اذلي تعسش فيه لك فتاة والتنش ئة ا إالجامتعية اليت تلقهتا منذ صغرها حىت بلوغها ،لك هذه العوامل تتدخل وتتداخل فامي بسهنا لتقرر السن ا ألفضل ،اإن مل نقل املثايل، لزواج لك فتاة ،زواجا بنّاءا اكمال يكون أأرضا خصبة للرضا والسعادة وإاجناب أأبناء صاحلني منتجني مبدعني يف وسط ميلؤه احلب واحلوار وتقارب ا ألبوين حبب ومودة ورمحة... اإن الزواج املبكر ال خيدم مصلحة الفتاة أأو البنت ابدلرجة ا ألوىل ،وإان مل خيدم الزوجة ويوفر لها الراحة والسكينة واجلو احليايت املالمئ فال ميكن أأن ننتظر مهنا أأن تكون زوجة كام ينبغي ،وابلتايل سسترضر الزوج أأيضا من ذكل ،م ا ألبناء فامي بعد ،اإذ ال ميكن أأن نتصور أأن ينتج ذاك اجلو املتكهرب بني الزوجني أأبناء املرجوة ...اإذا اكن الزوج هو رب ا ألرسة وقائدها ،فا ألم يه معودها و أأساسها املتني القوي مبعايري احلسن ّ والعضو الفاعل بقوة واملضحي من أأجل خلق ا ألرسة املثالية ،وإاذا قلنا أأرسة مثالية فاإننا نتحدث عن لبنة عظمية من لبنات بناء رصح ادلوةل القوية واحلضارة الراقية... طبعا ،لك ما ُذكر هنا من ا ألفاكر والتوهجات الفكرية حول الزواج املبكر والنضج املطلوب ال هدف منه سوى تفادي نتاجئه السلبية ،ويبقى دجرد طرح ذايت قابل للنقاش والنقد ،كام ميكن أأن يكون املنظور خاطئا، لكنه اجهتاد بس يط مين يف تصور ماكمن اخللل والضعف يف هذه الظاهرة اجملمتعية اليت ال ختلو ملفات احملامك العربية من عدد كبري مهنا ،بسبب تبعاهتا النفس ية واجلسدية واملادية عىل الزوجة الضحية ...مع ا إالشارة اإىل أأن هناك زجيات مبكرة جنحت ومتزيت و أأمثرت خريا رمغ فارق السن بني الزوجني وصغر سن الزوجة ،وتبقى هذه احلاالت قليةل جدا وميكن اعتبارها حاالت شاذة ألهنا تتطلب زوجا صبورا جدا يكون مبثابة الزوج واملريب واملصاحب لزوجته ،وزوجة بعقل وقلب كبريين جدا يسعا احتواء الزوج ورمحته هبا...
✿✿✿✿✿
61
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.13 صانعة األجيال :ربة البيت
61
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
منذ بزوغ جفر ا إالسالم حتول وضع املر أأة جذراي ،ر ى حالها وحتسن وضعها كثريا ،فصارت عظمية بعدما اكن الرجل يذلها ويس تغلها ويش ّيؤها وال يفخر بعالقته هبا ومعها ...بعد ا إالسالم ر أأينا العاملة والعامةل ،ر أأينا ا ألم املعززة والبنت املكرمة والزوجة احملبوبة وا ألخت احملفوظة ...صارت املر أأة شقيقة الرجل حقا ور أأيناها تتاجر يف ا ألسواق وتتحمك يف ا ألموال وتصنع ا إالخرتاعات وتكتشف ا إالكتشافات وتبين يف ادلنيا كام يبين الرجل، ترصع امسها حبروف اذلهب يف كتب التارخي والزمان ...ومع لك هذا جنبا اإىل جنب يمكّالن بعضهام ،فاكنت ّ اكنت وال زالت املر أأة أأما حنوان ترعى أأبناءها ابلقلب العامر ابحلب وحتتوي تعهبم بصربها وحاجهتم بتضحياهتا، بل هناك من النساء من جعلت من وقهتا وهجدها ولك ما لها عطاء يف سبيل بسهتا و أأرسهتا وتنازلت عن البايق باكمهل ،فاكنت ربة البست العظمية... ابحلديث مع كثري من شاابت اليوم ،خصوصا املتعلامت مهنن ،يف موضوع "ربة البست" ال يس هتلكن وقتا طويال يف التفكري حىت جينب ابلرفض وعدم قبول فكرة التفرغ للبست والزوج وا ألبناء ،و أأهنن درسن لك تكل الس نوات من أأجل "ا إالس تقالل ابذلات" والعمل خارج البست ...دامئا ما تعرتضنا فكرة ا إالس تقالل اليت أأصبحت من مبادئ نساء اليوم مع ا ألسف ،ترخست دلهين هاته الفكرة والتصقت بأأذهاهنن فال يقبلن فهيا نقاشا وال حديثا رمغ أأن معقها فيه ما فيه من الرضر عىل املس توى ا ألرسي واجملمتعي؛ هذا ا إالس تقالل يبين سورا صلبا بني الرجل وزوجته وجيعل لك مهنام يف واد خيطط ويبين ِمباهل دون ا ألخذ بعني ا إالعتبار خطط الخر ومشاريعه ،والنتيجة :تفسخ أأرسي وضياع ا ألبناء وسط هذا "ا إالس تقالل" .طبعا أأان لست ضد معل املر أأة ،خصوصا و أأن هناك بعض ا ألعامل اليت تليق هبا فقط وال يصلح للرجل التعامل معها كام ينبغي ،ونفس اليشء ينطبق عىل املر أأة اليت ال جيدر هبا ا إالقرتاب من بعض ا ألعامل اذلكورية ،لسس ألهنا ال تس تطيع ،ولكن ألهنا بذكل تضع أأنوثهتا وبنسهتا عىل احملك؛ اإذا اش تغل الزوجان معا واتفقا عىل بعض التفاصيل اليت ستساعد
62
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
يف ترتسب حياهتام واجهتدا يف احرتاهما والسري علهيا وتعديلها عند الرضورة وجعال هدفهام واحدا وجتنبا ما يسمى اب إالس تقالل سسنجحان غالبا يف اخلروج بأأرسهتام اإىل بر النجاة ...لكن اإذا اختار الزوجان واتفقا معا، دون اإلزام أأو اإجبار ،أأن تبقى الزوجة يف البست وتكتفي بعملها داخهل فرمبا ذكل يكون أأكرث فائدة ،عىل املس توى ا ألرسي واجملمتعي... اإذا اختارت الزوجة القعود يف البست وجعهل مملكة لها ،ترعى زوهجا وتليب حاجياته ،وحتتوي غضبه والضغوطات اليت يلقاها يف معهل ودنياه وترحي ابهل وتلطف خاطره رمبا ذكل س يجعهل أأكرث تركزيا و أأكرث اإنتاجا طاملا أأن زوجته ستساعده عىل اإفراغ لك الشحنات السلبية والضغوطات النفس ية وحترره من لك القيود املامرسة عليه؛ لك ذكل يكون بعنايهتا ابلتفاصيل البيتية اليت حيهبا زوهجا واعتناهئا كذكل بشلكها ولبسها ،وال ميكن أأن يكون منه يشء اإذا اكنت الزوجة جتعل صوحيباهتا وخروجاهتا من أأوىل أأولوايهتا قبل زوهجا وبسهتا؛ طبعا هذه التضحية من الزوجة وإالزام نفسها ابلقعود ابلبست جيب أأن يقابهل الزوج ابملعامةل احلس نة وفعل لك ما ميكنه من أأجل اإسعادها ،سواء ابلهدااي أأو ابخلروج بني الفينة وا ألخرى والسفر معها يف لك فرصة ساحنة حىت تغري جو البست وتراتح من تعبه ،وجتدد نفسها ف ُتقبل أأكرث عىل حياهتا ويطمنئ قلهبا لوضعها اذلي ميكن أأن تكون يه صاحبة قراره فال تندم عىل اختياره يوما ...م اإذا شاء القدير وحدث قمحل ميكهنا العناية بنفسها يف البست مبساعدة زوهجا فال تتعب وال جتهد حصهتا ،م تدل وهتب وقهتا لصغريها ،من سهر ورعاية ،دون انقطاع فسشعر الطفل ابهامتم أأمه املتواصل وحناهنا املتواصل ،اليشء اذلي يقوي بناءه النفيس كام يقول علامء النفس؛ م يبد أأ مشوار الرتبية اذلي يبىن عىل أأصول متينة طاملا أأن ا ألم ترعى ابهنا وترافقه الوقت اكمال فال جتد مشالك يف فهمه وتوفري متطلباته وفهم اهامتماته وميوالته م السعي اإىل تطويرها مبعية ا ألب ،لك ذكل ال صلب الشخصية وواحض املبادئ؛ وهنا يأأيت دور تعلمي ميكن أأن ننتظر منه كنتيجة سوى جيل صاحل منتج ِ ا ألم ودراس هتا ولك ما تعلمته يف مسريهتا فتساعد ابهنا يف دراس ته وتعمل معه عىل تطوير رصيده املعريف وغناه الثقايف دون احلاجة اإىل الساعات ا إالضافية اليت ال فائدة جينهيا التالميذ مهنا يف الغالب ...ومتيض 63
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
الس نون وتنطوي ا ألايم تباعا ،وا ألرسة مامتسكة قوية بفضل تضحيات اإنسانة عظمية اختارت يف البداية أأن جتعل معلها ودنياها هو بسهتا ،حىت اإذا بلغت من الكرب عتيا وجدت زوهجا حمبا راضيا جبنهبا ،وابنا صاحلا انحجا يف حياته ال حيرهما و أأابه من حبه ورعايته هلام والسؤال فهيام ،وال أأمل هل يف دنياه سوى رضاهام عليه... هناك من س يقول ،أأو لنقل من س تقول ،أأنين هبذا الشلك أأحبس الزوجة داخل بست و أأجعلها خادمة لزوهجا و أأبناهئا وال حياة مس تقةل لها تعسشها وتس متع هبا ...أأرد و أأقول أأنين مل أأفرض عىل أأي امر أأة هذا املنطق احليايت، أأان حتدثت عن نساء اخرتن هذا املهنج ورضني به ففصلته حسب رؤييت ووهجة نظري وبينت ما فيه من اخلري ،و أأضيف أأيضا أأن هذا املهنج احليايت خيدم املصلحة اجملمتعية والنجاح املنشود ألنه يضمن بنس بة كبرية جدا جناح ا ألرسة وإانتاهجا ألبناء صاحلني خلوقني منتجني ومبدعني يف دجاالهتم واختصاصاهتم ،مع التأأكيد عىل العمق العالقايت داخل ا ألرسة اذلي يس متر مع ا ألجيال القادمة فزيرع فهيم مجيعا البعد ا إالنساين اذلي يفقده ويفتقده الناس يوما بعد يوم ...أأما عن اس تقالل حياة املر أأة وخصوصيهتا فأأكرر أأنين ال أأتعارض مع خروج املر أأة للعمل لكنين أأتعارض مع غرق املر أأة يف هذا العمل وإاهاملها لزوهجا وبسهتا و أأبناهئا ،واهامتهما فقط حبياهتا "اخلاصة" اليت ال أأجد لها تفسريا طاملا أأهنا قبلت ادلخول يف عالقة زوجية تلغي مسأأةل اخلصوصية وا إالس تقالل سواء من هجة الرجل أأو من هجة املر أأة؛ حسب نظري وحتلييل الشخيص ملسأأةل ا إالس تقالل، وخروج املر أأة للعمل من أأجل ترس يخ هذه املسأأةل ،ال أأرى لها عواقب بعيدة عن قسوة يف قلب ا ألطفال بسبب االإهامل ،وضعفا يف العالقة بني الزوجني ،أأمران يؤداين معا اإىل تش نج يف عالقة ا ألبناء بوادلهيم بعد مرور س نني طوال ،فيتكرر ا إالهامل لكن هذه املرة من جانب ا ألبناء جتاه الابء ،وهنا نعود للحديث عن دور املس نني والعجزة كام فصلنا سابقا ...تبقى مسأأةل أأن املر أأة بقعودها يف البست تكون دجرد خادمة دلى زوهجا و أأبناهئا ،أأرد بلك بساطة فأأقول أأن املرء ال ميكن أأن يعترب نفسه خادما عندما يليب طلبات ورغبات من حيب ،وإاذا اكنت الزوجة ختدم الزوج يف البست فهو أأيضا يش تغل خارج البست ويتعب من أأجل توفري حاجياهتا ويفعل لك ما ميكن اإسعادها وإادخال الرسور عىل قلهبا ،وإاذا خدمت أأبناءها وتعبت من أأجلهم فهم 64
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
فذلات كبدها وجزء من ذاهتا ،اإذا جنحوا وحققوا ذواهتم فذكل يسعد قلهبا وينس هيا لك تعهبا وسهرها ومعاانهتا... قبل ختام هذه النبضة امجليةل ،أأس تغل الفرصة يك أأشكر أأيم احلبسبة اليت اكنت وال زالت ربة بست عظمية بذلت و أأعطت ومنحت لك يشء طوال س نني وعقود ومل تطلب مقابال سوى رضاان وهناان ،فأأسأأل هللا تعاىل أأن يرزقها العمر املديد حىت أأرد جزءا يسريا جدا مما قدمته يل وفعلت من أأجيل... ربة البست يه ملكة البست ولسست خادمته ،هو رشف عظمي للك امر أأة ألهنا تكون صانعة ا ألدجاد بسبب تضحياهتا ...يف اخلتام أأطلب من لك ا ألزواج تقدير زوجاهتم وزايدة اهامتهمم هبن وكرس الروتني والراتبة الذلان يصيبان عالقهتام والسعي اإىل اإشعارهن بعظمي ماكنهتن وجزيل ما يقدمن؛ كام أأدعو لك ا ألبناء اإىل اإرضاء أأهماهتم والعمل عىل زرع الفرح يف قلوهبن بدل القرح والتعب اذلي نسببه لهن مجيعا مع ا ألسف... حياكن هللا اي رابت البيوت ،حياكن هللا اي ملاكت...
✿✿✿✿✿
65
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.14 أنا مطلقة وهذا ليس عيب !
66
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
قبل بضع مواضيع سابقة اكن لها موعد ونقاش يف بعض ما يتعلق ابلزوجة ،ماكنهتا وعالقهتا بزوهجا ،بعض من واجباهتا وحقوقها وفصلنا يف بعض املواقف وا ألحداث اليت تتكرر يف غالبية العالقات الزوجية ،وقلنا أأنه من واجب الزوجني الصرب والتضحية والتنازل من أأجل اإجناح عالقهتام وجعلها عالقة حب ورمحة وسعادة ال عالقة عناد ورصاع ونزال؛ لكن يف بعض احلاالت يصل ا ألمر اإىل حده وال يس تطيع الطرفان اإجياد س بل أأو حىت سبيل واحد للحوار وخلق جرس تواصل ينقذ زواهجام ويلغي مسأأةل هنايته ،فيصل الزواج اإىل هناية نفق مسدود يضطر من خالهل الزوجان حبث مسأأةل الفراق والطالق... الطالق هو هناية من الهناايت اليت جعلها هللا تعاىل يف كونه ،ويف بعض احلاالت يصري رضورة حمتية؛ هو أأفضل حل خيدم الزوجني يف حاةل عدم ا إالتفاق والتوافق ألن هللا تعاىل جعل سورة من سور كتابه ابمسه، وطبعا لن جيعل هللا سورة اكمةل ابمس يشء اإال وفيه خري كبري وعظمي ،بعكس ما يشاع من مسأأةل بغض الطالق رمغ أأنه حالل ...الطالق هو هناية ،كام قلنا ،تأأيت بعدها بداية جديدة بتفاصيل حياتية جديدة بعيدا عام اكن جيمث عىل القلب ويعذبه ،أأايم الزواج الفاشل ،وما اكن يشغل العقل ويلهيه عام هو أأمه و أأوىل ...حيامن يفشل الزواج رمغ لك احملاوالت وا إالجهتادات ،ويس متر الزوجان معا فاإهنام جيعالن أأماهمام عائقا كبريا حيول دون جناح لك مهنام يف أأعامهل وحياته الشخصية ،الزوج يفقد تركزيه وحيويته يف معهل ،والزوجة أأيضا تفقد حالوة ادلنيا وجاملها وتتأأثر كثريا ،زد عىل ذكل الضغط الكبري والتعب النفيس الهائل اذلي ميارس عىل الطرفني ويهنكهام ،خصوصا الزوجة ذات الرتكيبة ال ّ هشة اليت جتعلها تهنار أأمام لك ضغط عاطفي وفشل عالئقي؛ حىت ا ألبناء يتأأثرون كثريا يف ظل هذا اجلو املكهرب وال جيدون ذواهتم فيه ،يرون أأبوهيم يف حاالت نفس ية متذبذبة وال جامل وحب فامي جيمعها ،سوى رصاخ بني الفينة وا ألخرى وقطيعة ألوقات طويةل ،اليشء اذلي خيلق تشققات وتصدعات يف خشصيات ا ألبناء وتضعفها...
67
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
اإذن كام قلنا ،ميكن إالفرتاق الطرفني أأن يكون سببا يف جناهحام نفس يا وحىت اجامتعيا وخيرهجام من كبوهتام ويعوض سوء حاهلام ...الزواج رابط عظمي جدا لكن هذا الرابط لسس مضمون النجاح بنسب مطلقة ،اإذ ميكن ألش ياء اكنت خفية أأن تهنيي صالحيته وتفرق طرفيه ،ويبقى املشلك بعد هذا الفراق حيامن تتعاىل ا ألصوات اجملمتعية بتقيميه والتحدث عنه واخلوض يف تفاصيهل واختالق القصص والرواايت اليت ميكن أأن تكون السبب يف وقوع الطالق ...ال يسع املرء القول يف مثل هاته املواقف سوى :طوىب ملن شغلته عيوبه عن عيوب الناس. اإذا تفارق الزوجان واس تقل لك طرف حبياته ،يبقى الرجل يف نظر اجملمتع رجال ومل خيرس شسئا ،أأما املر أأة فهيي اخلارسة ،ال يرمحها الناس من الكهمم ونظراهتم و أكهنا اكنت متارس الرذيةل ،بل وتالحقها لكمة " امر أأة مطلقة " أكهنا ومصة عار عىل جبيهنام ...رصاحة ال أأفهم ملاذا هذه النظرة الوحقة من مثل هؤالء الناس ،وملاذا جيب أأن تتحمل املر أأة متاعب الطالق اجملمتعية رمغ أأن الطالق هو طالق طرفني :رجل وامر أأة؛ حىت لو اكن يف الطالق يشء من القبح فاملنطق حيمتل أأن يتحمهل الطرفني معا ال املر أأة وحدها والرجل يبقى عزيزا كرميا بل ويزيده الناس تقوية للعزمية؛ هذا حقا من اجلهل وابب من أأبواب اجلاهلية اليت ال تريد أأن تفارق دجمتعاتنا رمغ حترير ا إالسالم للمر أأة مهنا وعنايته هبا ،اإال أأن العرب ال زالت تغمر أأرجلهم بعض من أأوحال هذه اجلاهلية البئسسة عىل ما يبدو ...ولنا يف احلبسب صىل هللا عليه واهل وسمل خري قدوة ومثال ،فهو من تزوج أأم املؤمنني زينب بنت حجش -ريض هللا عهنا -بعد أأن طلقها حبه وحبيبه زيد بن حارثة – ريض هللا عنه – بل قد زوجه هللا تعاىل هبا وجاء ذكر املوقف يف القرأن بشهادة رب العاملني{فل َّما قىض زيقد ِمهنق ا وط ًرا ز َّو قجناكها}؛ اإذن هذا رسول هللا عليه الصالة والسالم تزوج مطلقة ومل جيد حرجا يف ذكل وصارت املطلقة أأما لنا مكسلمني ،اإذا ما العيب يف كون املر أأة مطلقة؟ هل يريد الناس مهنا أأن تعسش يف تعاسة وقهر وتذبذب نفيس طوال حياهتا حىت يكونوا يف رى فيتقوا أنئذ اخلوض فهيا واحلديث عهنا؟ هذا وهللا أأمر ختلف ،سواء أأاكن ا ألمر زواجا أأم طالقا فهو يبقى حبسس الرجل وزوجته ،حىت ا ألهل ال حيق هلم التدخل فيه ،سوى يف حال 68
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
تفامق أأحد املشالك ،وال يتدخلون مجيعا ،وإامنا حكام من أأههل وحكام من أأهلها هبدف الصلح ونشد اخلري للطرفني فقط ،ما دون ذكل يبقى الزوجان هام الوحيدان القادران عىل اختاذ القرار اذلي يرضهيام ويرحيهام؛ أأما بقية الناس ،من اجلريان واملعارف ،رمبا يكفهيم ما مه فيه من مهوم ومشالك حىت يس هتلكوا فهيا تفكريمه والكهمم عوض اس هتالكهام يف ما لن ينفعهام يف يشء ،بل عىل العكس ،سزييد اجملمتع تعقيدا وتش نجا وخيلق مزيدا من التشتت والتفرق والهوة بني صفوفه... اإذا حتدثنا عن الطالق وتبعاته ال ميكننا طبعا اإغفال نقطة هممة جدا ،يه ا ألبناء ...اإذا افرتق ا ألبوين بهناية عالقهتام وشق لك مهنام طريقه بعيدا عن الخر حتار قلوب ا ألبناء بني حنان مشتت واهامتم متباعد ا ألطراف ،وهذا من حتدايت ما بعد الطالق اذلي جيب أأن ينجح فيه ا ألبوان ،طاملا يتعلق ا ألمر بفذلات أأكبادهام؛ اإذا اكن الفراق هو احلل املرحي للطرفني مفن الطبيعي أأن يسعيا اإىل إاراحة أأبناهئام أأيضا وحبث طريق ينجحان من خالهل يف منحهم لك ما حيتاجون من ا إالهامتم واحلنان والرعاية ،خصوصا اإن اكنوا يف سن صغرية ،وعدم اإشعارهام ابلفراق حىت اإن اكن ظاهرا يف شلكه فا إالجهتاد مطلوب من أأجل كمت معامله عن أأنظارمه ما أأمكن وإاطفاء لك نريان الرصاع والزناع اليت اكنت مش تعةل أأايم الزواج ،والتعامل ابحلسن واحلس ىن عىل ا ألقل أأمام ا ألطفال يك تس تقر خشصياهتم وتُبىن عىل أأساس قوي ومتني ...ومما ميكن اقرتاحه عىل ا ألبوين ،التفكري يف ا إالجامتع عىل طاوةل الألك مع العائةل ولو ملرة يف ا ألس بوع حىت يتش ّبع الصغار ابحلنان ويقتبسوا بعضا من السكينة ا ألرسية اليت حرموها بسبب الفراق؛ كذكل من حقوقهم أأن جيهتد الوادلان حىت حيرضا حفالت املدرسة وبعض العروض اليت تكون من تقدميهم ،خصوصا و أأن الصغار ال يتقوون يف أأعامهلم وبناء أأحالهمم وأماهلم وحماربة مهوهمم ومشالكهم مصدر طاقة هلم سوى الوادلان ،هبام ّ الصغرية – العظمية يف نظرمه – ... مبا أأننا نتحدث عن الطالق ،أأس تغل الفرصة لتوضيح مسأأةل جيهلها كثري من الناس يه طريقة الطالق أأو التطليق ...مبا أأن الزواج يبىن عىل عقد مكتوب ومدون دلى السلطات امللكفة هبذا االإختصاص فاإن الطالق 69
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
طبعا ال ميكن أأن يكون اتما اكمال سوى اإذا مت هنج نفس هنج الزواج ودق ابب نفس اجلهة املعنية وإاهناء العالقة بشلك رمسي وقانوين؛ أأما الطالق الشفهيي فهو طالق انقص ألن الزواج قبهل مل يكن شفها ،وهذا من حق املر أأة أأيضا حىت تُضمن لها حقوقها اكمةل ويطمنئ قلهبا ...كذكل أأجد نفيس مضطرا للحديث عن بعض الرجال ممن ال مينعون أأنفسهم من هتديد زوجاهتم بلكمة " أأنت طالق" أأو أأنه س يطلقها رمسيا ويرمهيا للشارع – حسب رؤيته الضيقة طبعا – و أكن رزقها وحالها بيده وهو املتحمك به ،يف الغالب يكون هذا ا ألمر يف ساعات الغضب ،وهذا لسس ابملربر اذلي جيعل الزوج ميارس هذا الهتديد اذلكوري عىل زوجته ف ُيتعب قلهبا وجيرح قلهبا يف لك مرة حىت يصل هبا احلال اإىل تقبل الفكرة وتصري يه من تطلب الطالق وتريده حىت تتحرر من هذا الضغط املامرس عند لك ساعة غضب ...و أأخمت قويل بوصية احلبسب صىل هللا خريا ،فاإمنا هن عوان عندمك) – رواه عليه وأهل وسمل يوم جحة الوداع حيامن قال ( :أأال واس توصوا ابلنساء ً الرتمذي – .
✿✿✿✿✿
71
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.15 زوجي تويف فما ذنيب إذا؟
71
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
اإذا قُدّر لزواج أأن ينهتيي فالهناية اإما اختيارية يف حاةل الطالق كام س بق التفصيل يف النبضة السابقة ،أأو اإجبارية يف حاةل وفاة أأحد الطرفني ...س بق وحتدثنا عن املطلقة وتذاركنا بعضا من تفاصيل حاالهتا و أأبعاد فعل الطالق ،والن س نتناقش قليال أأمر ا ألرمةل اليت اختار هللا ابتالءها بفراق زوهجا اإىل ا ألبد... بعض النساء ا ألرامل جيدن أأنفسهن وحيدات يف دنيا شاسعة متيض برسعة ويبدو أأهنا ال ترمح أأحدا ،هذا ما جيعلهن يش ّمرن عن سواعدهن ويتبنني كثريا من صفات الرجال فينطلقن يف دهالزي ادلنيا ويتخبطن يف دروهبا حىت يلتقطن لقاميت تقدمهنن ألبناهئن فيغلقن بعضا من الرشخ العظمي اذلي خلفه فراق الزوج القائد... اخرتت أأن أأذكر هذا الصنف من النساء يف البداية ألنه صنف يس تحق منا لك التقدير والتصنيف وا إالحرتام، امر أأة بعزمية رجال ولسس رجل؛ طبعا هناك حاالت أأخرى من ا ألرامل ،هناك من يفارقها زوهجا بعد معر طويل فيحتوهيا أأبناؤها أأو ال جتد من حيضهنا فتلجأأ دلار املس نني مع ا ألسف ،وهناك من يتوىف زوهجا ويه يف سن شابة فتأأتهيا بعض طلبات الزواج ورمبا ختتار هذا الطريق فتنقذ نفسها من الضياع اجملمتعي وختتار ألبناهئا بعضا من الراحة عكس ا ألوىل املسكينة اليت تلعب ادلورين معا ،ا ألم وا ألب... ما يأأسف عليه ا إالنسان حقا هو أأن ا ألرمةل أأيضا ال تسمل من أألسن الناس و أأعيهنم القاس ية ،وال أأفهم ملاذا هذا ا إالنتقاص اجملمتعي المر أأة قُدّر لها أأن تفقد زوهجا وتتبارى مع ادلنيا من أأجل العسش ،بل ويلقبوهنا بلقب أأو أألقاب حتمل من القسوة والتجرحي اليشء الكثري ...يف الوقت اليت تنتظر من الناس شسئا من العطف واملواساة واملساعدة وادلمع من أأجل اإعادة ترتسب ا ألوراق وتسهيل ما ميكن تسهيهل حىت جتد لنفسها ماكان داخل املنظومة البرشية اجملمتعية ألهنا حقا تصبح مناضةل حقيقية ولسس لك البرش يس تطيعون لعب دور ا ألب وا ألم يف نفس الوقت ،أأصعب وظائف العامل و أأكرثها حساس ية... حيامن يغادر الزوج اإىل دار البقاء تدخل الزوجة يف دوامة أالم متتالية ومتداخةل فامي بسهنا ،و أأول الالم هو غياب القائد ورب ا ألرسة يف رحةل أأبدية ،غياب الشخص رمق واحد يف ا ألرسة ،و أكن نظام دويلهتا قد أسقط
72
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
وال تتضح لها معامل تأأسسس نظام جديد يف ساعهتا بل تظل اتهئة وسط أأنقاض النظام الزائل حما ِو ًةل اإجياد بعض من نفسها وسطه ،م يأأيت وقت العزاء فتؤملها مواساة الناس وعزاؤمه اذلي يشعرها بقدر ضعفها وهول وحدهتا وعظمة أأمر رحيل الظهر اذلي ال طاملا استندت عليه وحامها وسرت ضعفها ...ما اإن ينهتيي العزاء حىت الصغار من السؤال عن سبب تأأخر أأبهيم وطول غيابه وعدم سؤاهل عهنم وحديثه معهم يف الهاتف كام يُ ِكرث ُ اكن يفعل دامئا ،ماذا س تقول هلم وكيف س تجيهبم وإاىل مىت س تظل تكذب علهيم؟ ...أمل يتبعه أخر ،و ال ينهتيي ا ألمر عند هذا احلد ،اإذ تأأيت العائةل حىت تنظر أأمر ا إالرث وتوزيع الرتكة فرتى مملكهتا اليت عاشت فهيا مع زوهجا هتدم وحتطم وتفرق بني املامليك؛ جاراهتا احلبسبات وصوحيباهتا الغاليات أأغلقن أأبواهبن يف وهجها خوفا من أأن يفتنت أأزواهجن هبا وتعطف قلوهبم عىل حالها ...حتولت مجيع ا أللوان اإىل سواد وصار لك ما حييط هبا مؤملا ومرهقا ...وسط لك هاته الالم يكون ا ألهل مه امللجأأ الوحيد بعد هللا ،فيواسوهنا ويبكون فراق زوهجا؛ لكن هاته املواساة تزيد اجلرح معقا و أأملا وتتعب اخلاطر وتهنك العقل أأكرث فأأكرث ،طبعا فقدان الزوج صعب جدا عىل لك امر أأة ومرهق لها كثريا لكن جيب التعامل معها ابإجيابية وحماوةل دمعها وتقويهتا وإاقناعها بأأن احلياة مس مترة و أأن الفراق وارد ألننا يف دار ابتالء واختيار هللا لنا فوق لك اختيار ،جيب أأن نرى به ونمكل املشوار ابلشلك اذلي يرضيه س بحانه أأوال؛ م الزوج اثنيا أأيامن اكن س يفخر بثبات واجهتاد زوجته وصربها واحتساهبا عىل فراقه؛ وا ألبناء اثلثا ،خلفاء الزوج وهديته اليت تركها لها ،رمغ أأهنم يشلكون عبئا ماداي وحىت نفس يا وتربواي علهيا ،ورمبا يكون تعهبا النفيس سببا يف هنرمه والرصاخ يف وهجهم ،لكهنم يف هناية ا ألمر فذلات كبدها اذلين تعبت كثريا يف والدهتم وتربسهتم وابلتايل ستس تفيق من صدمهتا ويكونوا مبثابة نرباس ودافع قوي لها حىت تندفع حنو اخلروج من ا ألزمة واملصيبة واالإنطالق بنفس جديد تتحدى به عراقيل الوضع اجلديد... عالقة ا ألرمةل بأأهلها تكون هممة جدا لها ألهنا حتاول أأن تعوض النقصان واحلاجة اليت سبهبا غياب زوهجا هبم ومت أل الفراغ احلاصل بوجودمه ودمعهم ،لكن هذه العالقة ميكن أأن تأأخذ منحى سسئا اإذا ر أأى ا ألهل أأهنا تريم بلك محلها علهيم فيتحول إاحتواؤمه لها اإىل اإهامل يبد أأ بشلك تدرجيي حىت ينسحبوا بشلك ش به لكي من 73
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
حياهتا ،فتجد ا ألرمةل نفسها وحيدة يف عامل من الضعف واحلرية والضياع ...اإذن مبا أأن ا ألرمةل يف حاةل صعبة نفس يا وذهنيا وحىت حصيا جيب أأن يكون اهامتم ا ألهل اإجيابيا وذكيا كام قلنا سابقا ،فسساعدوهنا عىل جتاوز املرحةل ابدلمع البنّاء وجتنب لك أأساليب التعجزي والتضعيف اليت تكبل املر أأة وتزرع فهيا االإحباط وا إالكتئاب ...لك هذا وذاك جيعل ا ألرمةل تتحمل مسؤوليهتا وتعمتد عىل نفسها ال علهيم أأو عىل الناس ،وال تنتظر عطفهم وحناهنم ملُدد طويةل... لك زوجة ينهتيي زواهجا نتيجة وفاة زوهجا تكون حمط اختبار رابين وابتالء عظمي جتزى عليه اخلري الكثري بصربها وثباهتا واحتساهبا ،وكام قلنا ،احلياة ال تتوقف مبوته ورحيهل ،بل تس متر ومتيض ،وتبقى ا ألرمةل أأمام أأمرين ،اإما أأن تعسش عىل أأثر زوهجا وماضيه فتتأأمل وتتعب نفسها وتهنك فكرها وتكون عبئا عىل حميطها فال حيبون دجالس هتا بل ينفرون حىت من لقياها ألهنا تكون مصدر أأمل وكبة هلم وحديهثا ادلامئ عن زوهجا املتوىف وعن خصاهل وما مجعها به من ذكرايت ال يفرت ...أأو أأن تعسش حارضها مع أأبناهئا و أأانسها وترى بقسمة هللا لها فتعمل عىل حتسني حياهتا ما أأمكن وتقوي عالقهتا مع أأبناهئا ألهنم أأمجل أأثر لزوهجا وتؤسس ملس تقبلها وقادم أأايهما معهم؛ طبعا حنن ال نقول أأهنا جيب أأن متحي لك ما يتعلق بزوهجا من ذاكرهتا ،ألن احلزن وارد وبقوة وهذا طبيعي ،لكن املشلك حقا هو أأن تدع احلزن يمتلّكها ويتحمك فهيا فال ترى يف دنياها سوى التعاسة والشقاء ...احلياة مجيةل ملن يراها كذكل ،وكام قال اإيليا أأبو مايض :كن مجيال تر الوجود مجيال؛ من أأمجل ا ألش ياء اليت ميكن أأن يعسشها ا إالنسان يف هذه ادلنيا يه عالقة سعادة جتمعه بطرف أخر وميضيان معا يف دروب احلياة يس متتعان هبا ويتحداي صعوابهتا بتعاوهنام ويوايس لك مهنام الخر يف حلظات اليأأس والضعف ...حىت اإن قدر هللا فراق الطرفني فالسعادة ال تنهتيي هبذا الفراق بل تس متر ألن مصدر هذه السعادة لسس بعيد عنا ،بل هو يف داخلنا ،وطاملا حنن يف رحاب الرمحن ورضاه وعىل اببه ال ميكن أأن نفقد تكل السعادة ألن رهبا يح ال يُفقد أأبدا اإال اإذا فقدانه حنن ...يف ختام هذا املوضوع ،وددت أأ ّال حنرم أأنفس نا من اقتفاء أاثر الس نة النبوية العطرة ،ونرى كيف صربت أأهمات املؤمنني علهين رضوان هللا عىل فراق احلبسب 74
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
صىل هللا عليه وأهل وسمل وهو من هو ،الزوج واحلبسب اذلي لسس مكثهل أأحد يف عطائه وجوده وحبه كزوج ،ورمغ ذكل قاومن صعوبة الفراق وحتدين ُه؛ ولنا يف الس يدة عائشة ريض هللا عهنا خري مثال ،تكل العظمية اليت عاشت حبا عظامي برفقته ومعيته عليه الصالة والسالم ،ومات وهو يف بسهتا ور أأسه الرشيف عىل صدرها ،لك ذكل ا ألمل وتكل الكربة العظمية مل متنعها من أأن تكون صاحبة املواقف العظمية عىل عهد اخللفاء الراشدين واكنت الفقهية املعلمة اليت ربت وعلمت الرجال... ادلنيا دار ابتالء وحمن ،وهمام اكن ا إالبتالء شديدا البد من فرج يتبعه عاجال غري أجل ،ورمحة هللا ال تفارق عباده حىت يف بالهئم وكرمه س بحانه حيفنا من لك جانب ،حىت اإذا فقدان حبيبا عىل ا ألرض حفبيبنا يف السامء دامئا يرافقنا ويرفق بنا س بحانه...
✿✿✿✿✿
75
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.16 أنا األم العازبة !
76
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
كثريات هن النساء الاليئ حيلمن ابحلصول عىل أأطفال وجتربة حياة ا ألمومة وإارضاء أأزواهجن ...بل هناك من يصل هبن احلال اإىل الهوس هبذا ا ألمر لكام طال هبن العمر وانطوت كثري من س نني زواهجن؛ لكن أأن نسمع عن أأم ويه عازبة حتت ما يسمى ب"ا ألهمات العازابت" ،هذا ما يصعب استيعابه وتقبهل وفهمه ...مفهوم من املفاهمي احلديثة اليت دخلت عىل ثقافتنا ودجمتعنا وال ندري لها أأصال وال منطقا... اإذا حاولنا فهم ذاك املسمى فاملعىن حيلينا اإىل احلديث عن أأنىث أأجنبت طفال ،أأو أأطفاال ،لكهنا ال زالت يف مرحةل عزوبة ،أأي أأن تكل الوالدة اكنت خارج اإطار الزواج ...ابلعودة اإىل حال دجمتعنا اليوم ميكننا ربط هذا ا إالجناب حبادثني :عالقة جنس ية خارج اإطار الزواج ،أأو اغتصاب ...أأما العالقات الزوجية خارج مرشوعية الزواج فميكن تقس ميها اإىل قسمني ،قسم ادلعارة اليت متهتهنا الكثريات مع ا ألسف واليت ميكن أأن ختلف محال يف حال عدم التأأكد من حصة الوسائل املس تعمةل للوقاية منه أأو عدم اس تعاملها منذ البداية؛ وقسم عالقات احلب الومهية اليت يوقع من خاللها اذلئاب البرشية ابلفتيات فسسحرون عقولهن ابلالكم املعسول والوعود الواهية وينهتيي ا ألمر بعالقات جنس ية رمبا تكون سببا يف حدوث محل؛ واحلادث الثاين كام قلنا هو ا إالغتصاب اذلي هل ما هل من اخللفيات وا ألحداث اليت تس بق حدوثه بس نوات ...يف هذه اخلاطرة س نحاول التطرق لهذه احلوادث اليت تزيد ظاهرة ا ألهمات العازابت تفامقا وانتشارا... يف نظري ،أأول يشء يثري حافظيت هو كيفية تعامل ا ألنظمة احلامكة ،و أأخص ابذلكر ما حيدث يف املغرب ،مع هذا املوضوع ،جند أأن ادلول تقدم ادلمع من أأجل اإنشاء دور االإيواء وتساعد عىل تأأسسس مجعيات لكفاةل تكل النسوة ورعايهتن ابملنح وادلمع املادي اذلي يتايد س نة بعد أأخرى مع تزايد ا ألعداد؛ مبعىن أأن ادلوةل تقبل مبثل هاته الظواهر وحتتوهيا بدون مشالك ،حىت اإن اكنت رافضة لها فاإهنا تثبت مبا تفعهل أأهنا ضعيفة أأمام مثل هذا املعضل ولسست لها القدرة عىل حماربة أأصوهل والتعامل مع ا ألس باب وجذور املشلك ال نواجته ...من 77
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
خالل كتايب السابق وهذا الكتاب أأيضا أأخاطب أأساسا ا ألشخاص و أأانقش ا إاليديولوجيات الفردية والقوانني العرفية اليت تنترش بني أأفراد شعوبنا العربية ،لكن اإذا اقتنع أأي مسؤول حكويم همام اكنت حدود مسؤوليته يف قطاع ما وتبىن فكرة مما نطرح ،واجهتد يف تطويرها مبا يتالءم والقدرات البرشية والفكرية واملادية فذاك من دواعي الفرح والرسور وبرشى مجيةل جدا لنا... و أأعود اإىل موضوعنا ،وإاىل أأس باب الظاهرة اليت بني أأيدينا ...ادلعارة اليوم أأصبحت همنة متارسها كثريات، ولكن كيف حيدث حىت تصل فتياتنا اإىل امهتاهنا؟ يف غالب ا ألحوال تكون تكل الفتيات حضااي توهجات و أأخطاء دجمتعية؛ أأب قاس يف تعامهل أأو زوج أأ ّم متعدّ يرى فهيا محال عليه يريد التخلص منه والتحرر من مسؤوليته بأأي شلك؛ س ببني من عرشات ا ألس باب اليت جتعل الفتيات يغادرن البيوت حىت يرحتن من كرثة الضغوط واملشالك واالإهانة واخلوف واملعاانة املس مترة ،لكن مع ا ألسف ،الشارع ال يكون دامئا أأرمح من البست؛ تضطر ل إالش تغال يك تعسش وتبين حياهتا ،لكن درهيامت العمل لن تسد لك احلاجيات فيبقى الباب تدر أأموالا كثرية وما أأكرث الوسطاء والسامرسة يف هذا التوجه؛ عالقات الواحد أأماهما هو امهتان ادلعارة ألهنا ّ تلو أأخرى ميكن أأن تكون اإحداهن سببا يف امحلل ،حىت اإذا ظهرت أأعراضه وابن انتفاخ البطن تبقى الفتاة بني انرين ،اإما ا إالحتفاظ ابجلنني أأو التخلص منه عن طريق ا إالهجاض؛ اإذا حن قلهبا وخافت عىل نفسها؛ ألن ا إالهجاض اإذا مت فلن يكون بطرق رشعية عند طبسب خمتص طاملا أأن امحلل غري مرشوع من أأساسه بل س ُيجرى بطرق تقليدية هتدَّد فهيا حياة ا ألم قبل اجلنني؛ س تحتفظ ابجلنني اذلي سريى النور بعد أأشهر معدودة ،ولن حيتوهيا يف هاته احلاةل سوى ادلور اخملصصة ل ألهمات العازابت ...يف غالب ا ألحايني هذا ما حيدث مع تفاوت بس يط ال يؤثر عىل الهناية املأأساوية ،لكن كام هو واحض ،املشلك ابتد أأ من بست ا ألرسة اذلي لطاملا قلنا وكرران أأنه املعمل واملصنع اذلي يصنع الرجال والنساء إاذا اكن أأساسه متينا ،لكن البست فقد كثريا من بريقه وصارت العالقات داخهل مبنية عىل املادة ال العاطفة ...أأما اإذا حتدثنا عن العالقات السابقة للزواج فتكل قصة ال ختتلف كثريا عن سابقهتا ،ألن الضعف يف ا ألصل لسس ضعف الفتاة اليت ترمتي يف 78
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
أأحضان ذئب ماكر يف شلك شاب وس مي يرسق رشفها مبا أأويت من احليةل واملكر م ينكر لك ما فعل ويهترب من املسؤولية ،اذلنب لسس ذنهبا اكمال ،بل هو ذنب الوادلان الذلان مل يوفّقا يف خلق البسئة املناس بة وا ألرض اخلصبة ،اب ألخالق والفكر املتني واملبد أأ الصلب ،لنبات أأبناء صاحلني ال هتزمه رايح اخلارج العاتية همام بلغت قوهتا ،وقد س بق احلديث يف الكتاب السابق عن بعض تفاصيل "الفراغ العاطفي" اذلي خيلف مصائب وكوارث يصعب الوقوف أأماها وحماوةل حلها طاملا أأن ا ألوان قد فات والشجر قد اعوج عوده ،اإذا حاولت اإقامته انكرس؛ يف هذه احلاةل ،اإذا اس تطاعت الفتاة ،أأو لنقل ا ألم ،أأن خترب أأرسهتا مبا حدث وختضعهم ل ألمر الواقع فذاك أأقل احللول رضرا ألهنا س تجد من يقف جبانهبا وحياول اإنقاذ ما ميكن اإنقاذه اإما بزواج الشابني ابلتفامه أأو القانون ،أأو ،عىل ا ألقل ،ابعرتاف ا ألب اببنه حىت يودل بأأب حيمل امسه ...أأما اإن مل تس تطع اإخبار وادلهيا فال ترى غري الهروب من البست خيارا ،وتضطر لطرق ابب دور ا ألهمات العازابت حىت يرعوا محلها ويرشفوا عىل والدهتا م ختطط بعد ذكل فامي ميكن أأن تفعهل مع وادلهيا ،هذا طبعا اإن مل جيداها أأبوهيا قبل والدهتا ،ويف هاته احلاةل لن خيتلف ا ألمر كثريا ألن املعضةل تبقى واحدة ،الفرق الوحيد هو أأن الوادلان رمبا س يحاوالن مساعدة ابنهتام أأكرث ،سواء يف امحلل والوالدة أأو اإجياد حل مرض مع اجملرم الالمس ئول... اقترص حدييث يف احلالتني السابقتني عىل الفتيات أأو لنقل الشاابت ،لكن ا ألمر ميكن أأن يشمل بعض املطلقات وا ألرامل أأيضا ،اإذ ميكن أأن يضطرهن حميطهن وظروفهن يف حاةل قساوهتا أأن ميهتن همنا غري رشيفة من أأجل سد اجلوع ،همنا قد تصل هبن اإىل ما حنن بصدد احلديث عنه؛ طبعا احلرام يبقى حراما همام اكنت ا ألس باب وادلوافع وال مربر جيعل ا إالنسان ميهتن همنا تؤذي الرشف وتزيل الكرامة ،حىت اإن ُو ِصد ابب أأو اثنان أأو ثالثة يف احلالل فا ألبواب كثرية جدا حتتاج فقط ملزيد من البحث والصرب واالإجهتاد ،وال ماكن لليأأس وا إالستسالم يف قلب املؤمن...
79
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
هذا فامي يتعلق ابلعالقات اليت تكون ابتفاق من الطرفني معا ،أأما يف حاةل إاجبار ا ألنىث عىل القيام ابلفعل اجلنيس فاملشلك هنا أأساسا يف بنية الرجل النفس ية والرتبوية ،سواء أأاكن شااب أأو حىت جعوزا هرما ...لن أأدخل يف تفاصيل أأكرث ألنين سأأفصل ا ألمر اإن شاء هللا تعاىل يف النبضة التالية... طبعا خالل مناقش يت ألبعاد موضوع ا ألهمات العازابت فاإين أأانقشه من منطلق اجامتعي ونفيس وتربوي، لست فقهيا حىت أأانقشه من الناحية الفقهية و أأصدر فتاو و أأحاكما ...لك مواضيعي ومناقشايت ختضع لهذا املنطق ولها نفس املنطلق ،ذلكل أأيّام ر أأي وجدته يف كتاابيت فهو ر أأي بعيد لك البعد عن مسائل الفقه، و أأقول الفقه ولسس ادلين ،ألن الفقه قسم من أأقسام عديدة داخل منظومة ادلين اذلي يشمل حىت ا إالجامتع والنفس والرتبية وغريها مما أأعمتده يف الكتابة والطرح.
✿✿✿✿✿
81
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.17 هل موهبتكَ هي أن تتحرش بي؟
81
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
يف عرص حتررت فيه املر أأة ،حتررا مبفاهمي غريبة وغربية ال تامتىش مع ما حنن عليه ،صارت حتدايهتا كثرية جدا ،وصارت مهوهما أأكرث ومشالكها أأجزل ...رمبا املشلك يتجىل يف أأبعاد هذا التحرر اذلي كرس قيودا كثريا مثل ا إالس تغالل والتشسئي والعنف ...لكهنا ومع ا ألسف يف بعض ا ألحيان غلب عىل املر أأة حامسها وصل هبا احلال اإىل كرس قيود أأخرى ،رمبا ابخلطأأ أأو رمبا عن قصد...من بني هاته القيود ،احلرية الزائدة فامي يتعلق ابلشلك واجلسد... أأن تتحرر املر أأة من قيود ظلمها هبا اجملمتع احلايل هذا مما ندعو اإليه حنن قبلها ألن ماكنهتا غالية يف قلوبنا ،وإاذا اس توى حال املر أأة وريض خاطرها وسكن قلهبا فذاك مما نطمح اإليه ،ألننا كام قلنا سابقا املر أأة لسست نصف اجملمتع بل يه اجملمتع لكه وحنن فينا ا إالبن والزوج وا ألب وا ألخ؛ حنن الرجل اذلي ال ميكن أأن يعسش بدون ا ألصناف ا ألربعة اليت ذكران سابقا وال ميكنه ا إالس تغناء عهنا ...هذا التحرر املنشود هو حترر رايق يف شلكه ألنه حترر للفكر واس تقالل – غري اتم – يف ا إاليديولوجية والر أأي ( أأقول اس تقالال غري اتم ألن اذلكر وا ألنىث ُخ ِلقا عىل مبد أأ التاكمل والتعاون والتاوج وال ميكن ألي جنس مهنام ا إالس تقالل لكيا يف احلياة ابلر أأي وا أليديولوجية عن الخر ،لنقل أأنه ميكهنام ا إالس تقالل لكن بشلك جزيئ يتباين من خالهل متزي اجلنسني عن بعضهام ،اليشء اذلي جيعل مسأأةل ا إالدراك والفهم واملنطقة أأوسع و أأكرب ابتساع مساحة التصور دلى اجلنسني معا وخيلق بسهنام بعضا من املنافسة والتحدي الرشيفني) ،أأما التحرر يف الشلك واللباس ،يف نظري ،ال ميكن أأن نسميه حتررا ألنه ال يس تحق ذكل والسبب هو أأن طموحات هذا "التحرر" حمدودة ا ألبعاد ولن جتر عىل اجملمتع اخلري بقدر ما جتر عليه املشالك واهلموم... عندما تذاكران مسأأةل احلجاب ،حتدثنا بعض اليشء عن التحرش اذلي ينتج يف حاةل التربج وحىت يف بعض حاةل احلجاب ...فصلنا بعض اليشء ا ألس باب وذكران دور ا إالعالم اذلي رخس فكرة تشسئي املر أأة وربطها 82
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ابجلنس فقط ،وحتدثنا عن الفراغ املعريف والروحاين اذلي س بق هذه املوجة االإعالمية مفهد الطريق أأماهما يك تنجح يف حتريف العقول ...والن دعوان نتذاكر قليال مسأأةل التحرش اليت تفشت بشلك همول يف شوارعنا واليت تصل إاىل ا إالغتصاب يف بعض احلاالت والظروف الزماكنية... حيامن أأانقش بعضا من معاريف حول مسأأةل التحرش ومقارنة أأبعاد هاته الظاهرة بني شارعي العرب والغرب يقول البعض أأن الشارع الغريب ال يعاين كثريا مثلام نعاين حنن ...حس نا ميكن أأن أأتفق بشلك كبري ،رمغ أأن الغرب ال خيلو أأيضا من التحرش ،و أأفرس ذكل مبا ييل :يف ادلول الغربية يسود الوعي أأكرث مما يسود يف بالدان العربية ،هذا من هجة ،ومن هجة أأخرى فادلوةل واعية خبطورة الظاهرة وتضع قوانني جازمة وصارمة فامي يتعلق هبذا ا ألمر وحترص عىل تفعيلها ،وتضع املر أأة يف أأوىل أأولوايهتا ،حىت أأنه يف بعض ادلول اإذا وجدت دورية الرشطة امر أأة تبيك وحدها يف الشارع س تقف وتزنل لتس تفرس ا ألمر وتبحث سبب الباكء اإن اكن متعلقا بتحرش أأو اعتداء يك تفتح حتقيقا رمسيا؛ اإذن القوانني تلعب دورا كبريا يف التقليل من الظاهرة خصوصا اإن ُطبقت كام جيب ،أأضف اإىل ذكل أأنه يف غالبية البالد الغربية يتلقون تربية جنس ية ويتعلمون الكيفية اليت ميكهنم التعامل هبا مع كبهتم اجلنيس وكيف ميكهنم ترصيف طاقهتم السلبية ،وحني يبلغون سن الش باب يصري اجلنس متاحا هلم ،طبعا هذا ا ألمر خيلق نوعا من ا إالبتذال اجلنيس ويؤثر بشلك كبري عىل رجوةل الرجل و أأنوثة املر أأة ...هذا لكه يساعد عىل اإنقاص نس بة التحرش ،لكن رمغ ذكل تبقى النسب هممة وخميفة ألن اجلانب الرويح يغيب كثريا وال هيمت به اإال القليل ،بل يف بعض احلاالت يكون هذا التحرش مقبوال من ا ألنىث ويكون سببا يف اإنشاء عالقة – مؤقتة يف الغالب – ...ونعود لبالدان ،اليت ال تطبق فهيا جل القوانني ،بل الاكرثة العظمى يه أأن أأهل القانون مه أأكرب خمرتقيه؛ ال وعي فهيا ألن الناس جهرت القراءة والبحث ،وصار التعلمي وس يةل للحصول عىل الشهادات والبحث هبا عن العمل ،ال غاية يف ذاته للريق ابجملمتع ،فاحندر الوعي وقلّت ا ألخالق ،واختذ الش باب من ا إالحلاد معتقدا حىت يتحرروا من قيود ادلين ابللكية وينصاعوا لرغباهتم اجلسدية بأأرحيية كبرية فضاعت أأرواهحم وهزلت؛ حىت ما ميزيان عن الغرب من اس تقرار أأرسي وتالمح بني 83
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
الزوج والزوجة وا ألبناء قل وسار يف درب ا إالنقراض ،ونتيجة ذلكل نرى الش باب يف ضالل ،عقول ضعيفة وقلوب ضاةل و أأرواح حائرة ،ال مبادئ وال أأسس ،ال تربية فكرية وال تربية أأخالقية وال تربية جنس ية ...كيف جملمتع يعاين من لك هذا التفسخ والتشتت الثقايف والضالل ا ألنرثوبولويج أأن ال تعاين نساؤه من التحرش، سواء اكنت يف حاةل جحاب أأو تربج؟ بل يتعدى ا ألمر لك ذكل ليصري عنفا واعتداءا واغتصااب اإذا مت ّكل الهوى صاحبه وصار ربه وقائده املتحمك فيه... حقيقة أ ْأسف عىل حال كثري من النساء ،و أأجد نفيس حائرا فامي ميكنين أأن أأقوهل لهن بسبب انامتيئ للجنس املقابل لهن ...حقيقة إانّكن تعانني كثريا من هاته الظاهرة و أأرى كثريا من املواقف البئسسة عند لك خروج من البست ،أأبطالها ش باب ،وش يوخ و أأطفال (دخلوا ادلائرة أأيضا فأأصبح اجلنس اذلكري متحرشا مبختلف أأعامره وصار ا ألمر هواية عند البعض وحتداي ومتعة عند البعض الخر) ...مك أأجخل من نفيس حني أأرى الصورة اذلليةل اليت وصلت اإلهيا عالقة اذلكر اب ألنىث يف الشارع؛ انهتيى عهد ا إالحرتام بسهنام وحتول لك طرف اإىل همامج للطرف الخر – لسس اللك طبعا ،ال زال اخلري يف ا ألمة – والغاية مادية دنسئة يف هناية ا ألمر ...أأصبحنا يف ظلامت بعضها فوق بعض... ا ألمر متعب حقا ،لكننا مطالبون اب إالجيابية وحماربة لك السلبيات اليت حتاوطنا من لك جانب ...وحىت نكون ف ّعالني ال قوالني جيب أأن نصلح أأنفس نا ونعيد ترتسب أأوراقنا وإاعادة النظر فامي ّمتكل عقولنا وس يطر علينا... هذه دعوة للك الابء وا ألهمات حىت يصلحوا عالقاهتم فامي بسهنم وجيهتدوا يف تربية أأبناهئم مبا يليق ويناسب حتدايت هذا العرص الصعب ،ودعوة للش باب املقبلني عىل الزواج يك خيططوا بشلك اكف ملا ينتظرمه من املسؤوليات والتحدايت العظمية ،فيعيدوا بناء أأنفسهم بشلك متني وقومي ويبحثوا معن س تكون ا ألم ا ألفضل ل ألبناء وامللكة الرائعة ل ألرسة ...رمبا س تالحظ وس تالحظني أأنين أأكرث احلديث عن الرتبية وعن ا ألرسة يف غالبية املواضيع ،والسبب كام قلت يف أأكرث من مناس بة أأن ا ألرسة يه لبنة النجاة والنجاح اجملمتعي واحلضاري ووس يةل جناهحا يه الرتبية السلمية القومية املبنية عىل عالقات متينة بني أأفرادها ،ذلكل حفلول لك ما نعاين منه 84
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
دجمتعيا توجد داخل بيوتنا فال نضيع الوقت يف انتظار دجد رمبا يأأتسنا من السامء؛ طبعا السامء ال متطر ذهبا وال فضة وال دجدا وال حضارة ،حىت اإن أأردان اخلري من رب السامء فا ألجدر بنا أأن نكون حقا أأهال هل ونس تحقه... التحرش اب ألنىث جرمية يرفضها لك عاقل فطن كسّس؛ جرم يشارك فيه ،يف الغالب ،اجلنسان معا ،نتيجته املتحرش هبا وترض اجملمتع بأأمكهل ...كفاان لوما لبعضنا وكفاان عزال ذلواتنا عن حميطنا وما جيري فيه، ترض ا ألنىث َّ لكنا مس ئولون عام حيدث يف داخهل ،وواجبنا أأن نتحرك ،لك من ماكنه ومبا هل من القدرة من أأجل اإنقاذ ما يمكن اإنقاذه وحتويل سكة القطار اذلي جيمعنا اإىل سكته ا ألصلية اليت اش تقنا اإلهيا كثريا وهللا ،أأما هاته الطريق اليت منيش فهيا فعاقبهتا وخمية جدا ولن يفوز يف أخرها أأحد...
✿✿✿✿✿
85
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.18 أنا عذراء ،ماذا عنكَ؟
86
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
مما أأس تغربه كثريا اليوم هو مسأأةل عذرية املر أأة وباكرهتا اليت ختلق هواجسا يف دواخل الرجل وجتعل اهلم يركبه ويعتليه خصوصا اإن قرر الزواج أأو فكر فيه؛ هاته العذرية اليت ارتبطت وبقوة برشف املر أأة وطهارهتا ،يف املقابل ارتبطت بكرامة الرجل ورجولته ونظرة الناس هل ،بداية من أأقرب املقربني وا ألهل اإىل املعارف واجلريان ...مع العمل أأن هاته العذرية لسست رهينة بعالقة جنس ية حىت تتبدد ،اإذ ميكن أأن يكون سبهبا ِخلقيا أأو حاداث تسبب يف فقداهنا ،لكن ولاكمل ا ألسف ،عقول الناس اليوم ضيقة ا ألبعاد وال تس تغرق وقتا يف التفكري االإجيايب وحسن الظن ،خصوصا اإن حتدثنا معن مه بني احمليط واخلليج ،يص ُعب علهيم تقبل فكرة أأن املر أأة غري عذراء بدون ربط ا ألمر بعالقة جنس ية ،وال يدعون ألنفسهم دجاال للفهم وا إالس تفسار والنقاش حىت يفهموا السبب... رمبا هذا املعضل االإجامتعي يشلك نقطة سوداء يف أأوساطنا العربية ،لكين رصاحة أأردت مناقشة عذرية من نوع أخر ،عذرية يف نظري أأغىل و أأمه مما ذكرت سابقا ،عذرية يشرتك فهيا الرجل واملر أأة وال ي ُس تثىن مهنا أأحدا ...أأقصد عذرية ا ألخالق النقية الصفية الطاهرة اليت نودل هبا فطرة ،وعذرية الفكر واملهنجية العقلية احلس نة املبنية عىل احلق واملنطق بعيدا عن امللواثت والشوائب... كام س بق وقلت يف الفقرة ا ألوىل من هذا الطرح ،الرجل حيمل هام كبريا فامي يتعلق بعذرية زوجته املس تقبلية وخيىش من غياب الباكرة ،حىت اإن اكنت جتده يفكر كيف ميكنه التعامل معها يف ليةل دخلته؛ لكنه جيهل أأو رمبا يتجاهل العذرية اخلُلقية لهذه الزوجة ،وال يبحث فهيا عهنا فيتأأكد من متانهتا ونقاهئا ومصودها أأمام لك املغريات واملؤثرات الكثرية ،أأما العذرية املادية فاإهنا تبقى رهينة ابلعذريتني اخللقية والعقلية ،وتبىن عىل مدى صفاهئام وعدم تأأثرهام مبشوشات احمليط والبسئة ،وعالقهتا مبا فهيام من الصاحل والطاحل ...يف نظري حىت اإن فُقدت هاته العذرية املادية ألي سبب من ا ألس باب واحتفظت ا ألنىث مبا هام أأمه مهنا فال بأأس يف ذكل ،بل
87
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
اإن ذكل يدعو إاىل راحة وطمأأنسنة خصوصا و أأهنام سسبقيان بني يدي الرجل معرا طويال وس ميتعانه ويسهالن عليه حياته معها فتكون الزوجة العاقةل اخللوقة وا ألم اذلكية املربية ،عكس العذرية املادية اليت تتالىش يف حلظة ويُنىس أأمرها... اإذا حتدثنا عن العذرية اخلُلقية والعقلية ل ألنىث ،فالبد أأن يأأيت ذكر الرجل أأيضا ،الرجل اذلي يُعترب مالذ املر أأة وملجأأها ،حىت اإن اكنت هاته املر أأة صاحبة عقل وخلق وطيبة ودودة ،فالبد أأن يكون الرجل كذكل حىت يكون أأحق هبا ويس تطيع حامية هذا الكزن الفكري وا ألخاليق واحتواءه وخلق االإنسجام املطلوب من أأجل بناء ا ألرسة العاملة العارفة الفامهة البانية للمجمتع املؤهل حضاراي ...طبعا هناك حاالت اكن فهيا تفاوت كبري بني وفكري وأأخاليقق الرجل وزوجه ،وجنح الطرف املتقدم يف اإحلاق الطرف املتخلف عنه به ،لكن تبقى عقلييت ق ق هذه احلاالت قليةل جدا يصعب ا إالعامتد علهيا واملغامرة بربط خشصني بتفاوت أأخاليق وفكري كبري جدا ،اإذ ميكن أأن تكون نتاجئه اكرثية عكس ما هو منشود... العذرية الفكرية أأو العقلية أأقصد هبا الصفاء والنقاء الفكري وخلوه من الشوائب الضاللية وا ألفاكر اخلبسثة، يه عذرية أأساسها احلق والتش بع بلك فكر ينبع من الثقافة الصحيحة والهوية احلقيقية وا إالنسانية البحتة والفطرة السلمية ،طبعا لن أأقول ادلين ألن ادلين حيتوي ا ألربعة ...أأما العذرية ا ألخالقية فهيي كتةل ا ألخالق اليت نودل هبا وعلهيا وجيب أأن نرتىب يف كنفها وجند من يساعدان حىت نطورها ونمنهيا سواء يف البست أأو خارجه؛ أأخالق حس نة كرمية مجيةل تزكو يف نفوس نا بزاكة الفكر امجليل فينا اب إالعامتد طبعا عىل الثوابت ا ألربعة اليت ذكران ...وكام جاء يف كتايب ا ألول ،ال حميد عن ا ألخالق والفكر السلمي لبناء احلضارة القومية ،ألن االثنني هام أأساس هيق ا ...لكن واقع احلال يظهر أأن هاتني العذريتني تتبددان دلى الناس يوما بعد يوما والسبب يبقى دامئا عىل ارتباط بقةل املعرفة والقراءة والتكنولوجيا اجلديدة واملتجددة اليت ال تقدم الصالح يف الغالب للمس تفيدين مهنا ...ال ميكن ألي عقل أأن يصمد أأمام لك التيارات العاصفة احمليطة به اإال اذا اس متد قوته مما وحيول دفاعه جهوما عىل لك فكر ضاليل فاسد، يقر أأ وفامي يتدبر ويتفكر فيبين اجلدار املانع وحاجز الصد بل ّ 88
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
أأو أأي فكر ضال اتئه ،ويناقش احلجة ابحلجة ويبني ماكمن القوة يف فكره ومنطقه حىت يوقف مد الفكر املضاد؛ نفس اليشء ابلنس بة ل ألخالق اليت لن تصمد اإال اإذا تقوت ،وقوهتا تأأيت من احمليط النقي ومن الرفقة الصاحلة والفكر الثابت اذلي جيعل لصاحبه مبادئ ال ميكن أأن يتخىل عهنا... ال أأحد ينكر أأن ا إالعالم ارتقى ابلشعوب كثريا وجعل من العامل قرية صغرية كام يقولون ،لكهنم قالوا أأيضا أأن ا إالعالم سلطة ،وهو كذكل فعال بلك ما حتتويه اللكمة ،سلطة عىل ا إاليديولوجيات والثقافات والعقول، نس تقبل من خالهل أأفاكرا من ثقافات قريبة وبعيدة وحنتك بلك العامل ،وال خيفى أأن القميني عىل هذا ا إالعالم مبختلف منابره لن يفلتوا فرصة اس تغالل لك ا ألدوات املمكنة من أأجل اإقناع املتلقني خبلفياهتم وقناعاهتم الشخصية وحتريف عقوهلم حنو ما يش هتون؛ لكن ذكل يصعب حصوهل اإذا اكن املتلقي حمصنا منذ سن صغرية ويعمل أأن ا إالعالم ال يقدم احلسن فقط بل يقدم الس ئي أأيضا؛ ويضل هذا املتلقي متابعا وحتت ا ألنظار ملدة لسست ابلهينة حلني حتمهل املسؤولية الاكمةل عىل اختيار ا ألفضل دامئا واجتناب املشوشات ،م ا إالحتاكك هبا عند القدرة وانتقادها ومناقش هتا وتقدمي البديل عهنا فامي يُتاح من املنابر الواقعية وا إالفرتاضية ،وبذكل يكون ادلفاع عن عذرية الفكر جهوما كام قلنا سابقا ،جهوما بناءا طبعا ولسس جهوما الذعا حمطام. الطهارة والنقاوة البدنية مطلوبة طبعا ،لكهنا لن تكون أأوىل من نقاء الفكر وصفاء الروح وجامل ا ألخالق، ومن محى عقهل محى لك جسده ،ومن ارتكب الزةل فاإن التوبة ابهبا مفتوح ،والتائب ماكنه عند هللا عظمي، فال بأأس أأن جيد ماكان هل بيننا... ✿✿✿✿✿
89
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.19 استعن بي وال تستغلين !
91
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ر أأينا سابقا ماكنة املر أأة وبعضا من مزياهتا ومجيل صفاهتا وسطران معامل يسرية من قواها ،العقلية مهنا والقلبية ،حتدثنا عن جامل الظاهر والباطن ور أأينا أأن هللا تعاىل جعل فهيا لك يشء مجيل حىت تك ِبت غلظة الرجل وقسوته وحتتوي قلبه وعقهل وكيانه ...حتدثنا عن ا ألم احلنون وا ألخت العطوف والزوجة احملبة واالإبنة احلبسبة ،ذكران أأيضا بعضا من حقوق ا ألرمةل واملطلقة وحتدثنا عن كثري من ا ألمور اليت ترض املر أأة والواجب أأن تزول وذكران بعضا من ا ألمور اليت جيب أأن يُعاد اإحياؤها داخل أأوساطنا اجملمتعية ...لك هذا وذاك يبقى أأخطر ما يؤذي كيان املر أأة وال لب هو أأن تُس تغ ّل املر أأة بأأي شلك من ا ألشاكل... جيب أأن يقبهل أأي كسس ذو ّ لك ا ألىس وا ألسف عىل دجمتع جعل املر أأة أأداة لتلبية الرغبات وإاش باع النفوس فقط؛ ،املر أأة اليوم تتعرض لصور متعددة وخمتلفة ومتنوعة من ا إالس تغالل ،لك يس تغلها من ماكنه وملصلحته وغاايته وهدفه ،هذا ما حييلنا اإىل ما أأمسيناه قبال تش يسئا للمر أأة وتزنيال من كياهنا وطعنا يف قدراهتا وإاماكنياهتا ،اإذ تصبح وس يةل الإرضاء نقص دلى أأشخاص معنيني ومعينني؛ اإذا حاولنا أأن جنهتد يف ذكر بعض من بني صور هذا ا إالس تغالل ميكن أأن نس تعرضها اكليت: اس تغاللها يف ادلعاية وا إالشهار؛ نالحظ مجيعا أأن غالبية ا إالشهارات العاملية يس تعملون فهيا امر أأة أأو عدةنساء ،بلباس معني ونظرات معينة ،وحراكت ُم َّ خطط لها وسسناريو مس تفز جدا يف الغالب ...فتكون تكل النسوة أأداة اس تفزاز للمشاهدين ،ويف الغالب ال يكون لها أأو لهن دور قوي يف تكل ا إالشهارات ،بل يكون وجودها وس يةل للفت ا ألنظار ...فتكون دجرد أأداة يف يد أأحصاب رشاكت ادلعاية يس تعملوهنا لغاية يف نفوسهم نعلمها مجيعا.. اس تغالل يف املعامل واملصانع ،حبيث يلجأأ أأغلب أأحصاب الرشاكت إاىل تشغيل النساء ألهنن أأقل تلكفةوغري متطلبات ومطالبات حبقوقهن وبأأجرة مناس بة كام هو احلال ابلنس بة للرجل ،خصوصا و أأن املشغلني عىل عمل بأأن املر أأة ال تتبعها عائةل ،يف غالب ا ألحيان ،بل تعمل من أأجل نفسها وتوفري متطلباهتا الشخصية 91
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
فقط ،عكس الرجل اذلي يش تغل يف الغالب من أأجل زوجة و أأبناء ورمبا حىت ا ألبوين وبعض ا إالخوة الصغار أأو العاطلني عىل العمل؛ ابلتايل أأي مبلغ حصلت عليه املر أأة من معلها س يكفهيا ولن هتمت ببعد نظر الرجال يف مسأأةل أأن ا ألجرة جيب أأن تعادل عدد ساعات العمل ونوعه أأيضا ...هذا طبعا فيه اس تغالل للمر أأة اليت تتعب ،رمبا لساعات طوال أأكرث مما هو مسموح به كام هو مشهور عىل املصانع واملعامل يف بدلاننا ،حىت توفر بعضا من املال لنفسها وملن تعول أأيضا ،وهذا ما ال يقبهل أأي غيور عىل امر أأة وحقوقها... اس تغالل يف البست من طرف الزوج ،اإذ جيعل مهنا خادمة فقط ،يأأمرها يك تنفذ وتطيع دون أأيّة مراعاةحلالهتا النفس ية واجلسامنية ،بل حىت الطلب يكون بصيغة ا ألمر غري القابل للمراجعة والنقاش ،وقد فصلنا يف هذا ا ألمر يف مواضع س بقت و أأكدان أأن هذا ا ألمر فيه ما فيه من التعدي عىل كيان املر أأة وماكنهتا ووهجات نظرها الشخصية وحقها يف اإبداء أأراهئا و أأخذ بعضها بعني ا إالعتبار وتطبيقها... اس تغالل حلنان املر أأة وطيبوبهتا وجانب الضعف العاطفي فهيا ألهداف عدة ،مهنا :حتقيق بعض الطلباتاليت ختجل أأن ترفض فعلها حىت وإان اكنت عىل حساب راحهتا أأو حصهتا؛ سواء اكنت أما أأو زوجة أأو أأختا أأو ابنة ،كذكل اس تغالل هذه الطيبة من أأجل مراودهتا عن نفسها ونيل رشفها ومعارشهتا عىل غري املعروف ،والتغرير هبا ابملواعدة ابلزواج مثال وغريه من الوعود الوردية اليت ختئب وجه املكر واخلداع؛ طبعا مثل هاته املظاهر قل ّت يف يومنا بشلك مس تحسن ألن بعض الوعي أأخذ ماكنه والنساء رصن أأكرث احتياطا ودراية بغالبية املقالب واحليل اذلكورية البذيئة ،وميكن القول أأن أأساليب ادلفاع صارت أأكرث حرفية بل وصار الرجال يف بعض ا ألحيان مه املترضرون والضحااي... طبعا صور ا إالس تغالل ال تنحرص يف ما ُذكر فقط ،ولكن ميكن القول أأن هذه الصور يه الأكرث ش يوعا واش هتارا بني الناس ،وما خفي اكن أأعظم و أأعمت... اإنه ملن التفاهة وقةل الرجوةل أأن يس تغل أأحدمه امر أأة ،سواء فامي ُذكر أأو مل يُذكر ،ويركب عىل ما تقدمه من طيبة ورفق حىت يريض رغبة يف نفسه ويش بع نزوة تراوده .للك سوء فعل عاقبة لسست ابحلس نة ،ومثل هاته 92
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ا إالس تغالالت البئسسة يتودل عهنا فراغ يف العالقة بني الرجل واملر أأة وتضيع الثقة بني اجلنسني ويُفقد االإحرتام بسهنام فتضطر املر أأة إاىل البحث عن اس تقاللها وفرض ذاهتا بعيدا عن الرجل ،هذا ما ال ينجح يف اإطاره العام كام ذكران يف مواضيع سابقة ،لكن مع ا ألسف ميكن تربير هذا القرار من املر أأة ،رمغ أأنين ال أأتفق معه ،لسوء ما تلقاه من تعامل يسء من طرف بعض اذلكور. ميكن استبدال فعل ا إالس تغالل بفعل ا إالس تفادة ،ألنه حيفظ للمر أأة كياهنا وجوهرها وحيفظ لها قدراهتا وما متلكه من العاطفة واملوهبة ويصري هذا ا ألمر نقطة قوة للمر أأة ،بل للطرفني معا ،ألنه يف هذه احلاةل يكون املس تفيد أأكرث رحبا من املس تغل ،طاملا أأن هذا املس تغل وقته حمدود ومقيد بثقة املر أأة اليت س تفقدها مع أأول زةل منه فتنكشف أأالعيبه وخططه وطموحاته غري احملرتمة ،عكس املس تفيد اذلي جيعل املر أأة أأكرث عطاء ويتبادالن معا اخلري ولك ما ميلاكن من املزي واخلصال املادية والروحية والفكرية... هللا جعل بعضنا لبعض خسراي مع حفظ الكرامة واالإحرتام ،خسران لبعضنا حىت يس تعمل بعضنا بعضا اس تعامال واعيا ُيرىج منه اخلري للجميع ،بعيدا عن اذلاتية وا ألاننية اليت حتيد ابالنسان عن اإنسانسته وعن جادة صوابه وحتيد ابمجليع عن طريق احلق اذلي ننشده :حياة كرمية يف ادلنيا ونعمي اجلنة يف الخرة. ✿✿✿✿✿
93
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
.21 َوأْ ِدي هُ َو َوأْ ًدكْ !
94
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
س بق و أأن حتدثنا يف موضوع سابق عن تطور وضع وحال املر أأة عرب مراحل حددانها يف ثالثة ،وذكران كيف اكن حال املر أأة قبل قدوم ا إالسالم ،إا قذ اكنت همضومة احلقوق ومنكوبة الوضع وتعسسة العسشة ،حبمك سلطوية الرجل و أأاننسته وهمينته عىل القيادة اجملمتعية دون الرجوع اإلهيا وإارشاكها يف لك احلساابت ،فاكنت وس يةل الإرضاء الرجال و أأداة لتحقيق الرغبات وإاش باع الزنوات ،وحني ميلّها يرسلها اإىل سوق النخاسة فيأأخذ مقابلها درهيامت خبسة يشرتي هبا أأخرى وهكذا اس متر احلال وعانت املر أأة كثريا حىت جاء الفرج الرابين ...لكن أأحقر ما تعرضت هل ا ألنىث يف ذكل الزمن هو ما ميكن تسميته ،يف نظري ،جرمية العرص اجلاهيل ا ألوىل؛ احلديث هنا عن "و أأد البنات"... جاء ا إالسالم؛ فقلب غالبية املفاهمي وحصح املعوج واخلاطئ مهنا ،عدّل وبىن ورتب و أأزاح وش يد ،نبذ اخلبسث وس ُبهل ،ودعى للطيب و ّمجهل يف عيون اتبعيه ...وكام جاء اذلكر سابقا ،ا إالسالم جعل املر أأة من أأوىل ا ألوليات و أأمه االإهامتمات ،ألهنا حقا اكنت حمتقرة دلرجة تتعدى حدود ما ميكن أأن يقبهل العقل الواعي املتحرض؛ مضت الس نون وا ألعوام والعقود م القرون واالإسالم يبسط نفوذه ويطور جسمه أأكرث فأأكرث ،ففهم الناس معق هذه الرساةل العظمية أأكرث ،وجعلوها هدفا موحدا رمغ اختالف التوهجات وا إالهامتمات وا إالختصاصات واملذاهب ِ احلديث املادية وس يطر ُة وتعددها وازدايدها بزايدة التطور ا إالنساين والتعمق العلمي ...لكن اهامتمات املسمل رغباته وهواه عليه جعلته يزحي عن السكة شسئا فشسئا حىت ابتعد عهنا كثريا وضاع؛ فُقدت الوهجة املوحدة والهدف الواحد فتشتت الناس بني الس بل ،وضاعت وحدهتم فتالشت قوهتم وض ُعفت شوكهتم ،م جاءت رايح غربية حبموالت فكرية غريبة ،اختلطت ببقااي وشظااي الثقافة ا ألم فتعقدت ا ألمور أأكرث وصارت مسأأةل ثبات امجليع عىل مهنج واحد ش به مس تحيةل ألن الرؤى كرثت واحلوار صار جدالا والزناعات أأصبحت يه الوس يةل الوحيدة حلل أأبسط ا إالختالفات ...ترضرت أأمور كثرية بعدما حصحها ا إالسالم وعدلها؛ من بني هذه
95
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ا ألمور قضية عنايته ابملر أأة واهامتمه به ،اليت أفسدت اثنية اليوم وعاد بنا الوضع اإىل بعض مما اكن عليه احلال أأايم اجلاهلية لكن بأأبعاد أأخرى ،ميكن أأن نقول حديثة مقا نرة مبا اكن عليه ا ألمر سابقا... الو أأد هو أأكرث أأفعال اجلاهلية مهجية وال اإنسانية ،ألن ال يشء أأقىس من أأن حيمل الرجل ابنته ،اليت مل تمكل حىت يوهما ا ألول من وجودها يف هذه ادلنيا ،م يضعها يف كسس ويذهب هبا متخفياِ ،خيفة أأن يراه الناس و "العار" بني يديه ،اإىل حصراء خالية م حيفر يف الرمال الساخنة فيضيع ابنته فهيا ،بعدها يغطهيا بنفس تكل الرمال املش تعةل فيخفي وجودها هنائيا – رصاحة أأكتب هاته اللكامت وقليب ال يساعدين عىل ذكل لقساوة ما ميكن ختيهل – توقف هذا اجلرم مبجيء ا إالسالم وصار ماضيا مظلام مت جتاوزه ،لكين أأرى أأننا نعسش اليوم مع و أأد جديد ،و أأد تُقرب به ا ألنىث ،لسس جسدا وإامنا حضورا وفكرا وتفاعال ور أأاي؛ ميكننا اس تعراض هذا الو أأد يف صور دجمتعية عديدة نذكر مهنا: منع الفتاة من اإكامل متدرسها يف سن صغرية ،وحرماهنا من تطوير معارفها وبناء ثقافهتا اخلاصة ومنطقهااذلايت ،فال يكون لها اس تقالل فكري وال دجال الإظهار القدرات اذلاتية وتطويرها وصقل مواههبا، بل تظل حمصورة يف مساحة ضيقة جدا حددها لها أأبوها ،أأو وادلاها معا ،أأو رمبا لك العائةل اليت تتخذ من حرمان الفتيات من المتدرس مهنجا ومبد أأ (ابعتباره عرفا دلى العائةل الكبرية أأو القبيةل أأو ما شابه ،وال ميكن التنازل عنه) ...هذا ما ميكن تسميته ابلوأأد القدرايت واملعريف؛ الزواج املبكر ...حتدثنا عنه سابقا ،ور أأينا أأن فيه قتال للطموحات الصغرية احلاملة وإاقبارا للكالقدرات واملؤهالت الطفولية امجليةل اليت حتتاج الهامتم ورعاية ال لكبت وقرب؛ وهذا فيه حبل من حبال اجلاهلية القدمية ،ألن الفتاة يف غالب هاته احلاالت تكون خادمة و أأداة الإرضاء رغبات الزوج وإاش باعها فقط؛ حبس املر أأة بعد الزواج ومنعها من اخلروج ومنعها من اإعطاء ر أأهيا يف لك ا إالختيارات املزنلية وعدممشاورهتا يف لك اخلطط والقرارات ا ألرسية واملشاريع املس تقبلية املتعلقة هبام وبأأبناهئام؛ فتكون يف 96
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
هذه احلاةل يف مرتبة اخلادمة اليت ال جيب أأن تتدخل يف شؤون رب البست وصاحبه؛ طبعا هذا حتقري وفيه دونية وتقزمي للمر أأة فال يكون لها ر أأي وال ي ُسمح لها ابالختيار بل جيب أأن تكون دامئا يف حال اإجبار وإالزام مبا يفضل الزوج وما خيتار يف ماكهنا ،و أكن املر أأة لسست لها رغبات خاصة ولسس لها ذوق خاص هبا ...هذا املنطلق ا ألانين ال جيب أأن تسكت عليه املر أأة بل جيب أأن تفرض ذاهتا، ابحلس ىن ،وترى الوس يةل اليت تساعدها عىل إاخراج نفسها من هذه القوقعة املعمتة وختتار ما يروقها وتعطي ر أأهيا يف لك املسائل اليت تدخل يف اإطار عالقهتا الزوجية؛ هذه ثالث صور مما يتكرر كثريا يف دجمتعنا فرنى فهيا و ْأدا وقربا ملزااي املر أأة وقميها ،طبعا هناك صور أأخرى عديدة ختتلف ابختالف الزمان واملاكن وا ألبعاد اجملمتعية السائدة وا ألعراف العائلية ،لكن تكل الثالثة تبقى يه الأكرث حدواث يف غالب اجملمتعات حبمك ما يوحدها من ا ألعراف وا ألصول العربية القدمية... و أأد املر أأة وحرماهنا من اس تقالل فكرها وتطوير ذاهتا لسس قهرا ومقعا لها فقط وتأأثريه ال ينحرص فهيا وحدها، اإمنا هو و أأد للمجمتع بأأمكهل وتقزمي لقدراته وضياع خملزون فكري وقوة استشارية واقرتاحية هممة جدا؛ س بق وقلنا أأن املر أأة يه اجملمتع بأأمكهل ،وال تنازل عن حقوقها يف امتالك حريهتا الفكرية والسعي لتطوير ملاكهتا وقدراهتا حىت تكون قادرة عىل ا إالبداع يف دجاالت اهامتهما وختصصها و أأماكن تواجدها ،يف العمل أأو حىت يف البست أأيضا ...نعم حىت يف بسهتا مع زوهجا و أأبناهئا ال دجال ملناقشة أأمر مقعها وإاساكت لساهنا وعدم مشورهتا وسامع ر أأهيا و أأخذه بعني ا إالعتبار ...وهذا احلبسب صىل هللا عليه وأهل وسمل يف صلح احلذيبية اكن قد أأمر الصحابة ومن اكنوا معه ابحللق وتقدمي الهدي حىت يكرسوا اإحراهمم ،فمل يس تجيبوا لطلبه ِلـما يف قلوهبم من احلزن بسبب توقيع املسلمني للصلح مع القريش يني ،والبنود اليت جاءت فيه حيث بدا هلم أأن فهيا اإحجافا كبريا هلم ،رمغ أأهنم يف حاةل قوة واملنطق حيمتل أأن يفرضوا مه بنودا ترضهيم وختدهمم ال اجلانب القرييش الضعيف؛ غضب احلبسب عليه الصالة والسالم من فعلهم ودخل عند أأم املؤمنني أأم سلمة ريض هللا عهنا اليت اكنت ترافقه يوهما ،حفىك لها اخلرب وقال لها أأنه يوشك أأن هيكل الناس ألهنم مل يطيعوا أأمر نبهيم فقالت هل( :اي نيب 97
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
حتب ذكل؟ اخرج م ال ت ِلكّم أأحدً ا مهنم لكمة حىت تنحر بُدق نك (خروفك) وتدعو حالقك فيحلقك. هللا أأ ُّ خفرج فمل ي ِلكّم أأحدً ا مهنم كام قالت زوجته حىت فعل ذكل؛ فنحر وحلق ،فل َّما رأى أأحصابه ذكل قاموا فنحروا ،وجعل بعضهم حيلق لبعض) هكذا أأخذ احلبسب صىل هللا عليه وأهل وسمل مبشورة زوجته يف أأمر ا ألمة بأأمكلها واكن ر أأهيا صوااب وانهتيى ذاك التش نج بلك بساطة. اإذا اكن الاسالم جاء ل ُيعز املر أأة ويعيل من شأأهنا فلامذا ننقص مهنا حنن ونؤذهيا بصالبتنا وقساوتنا؟ حىت الغرب غري املسمل يكرم املر أأة ويرفع من شأأهنا ،بطريقته ووسائهل اليت لن تصل اإىل ما دعا اإليه ا إالسالم طبعا ألن القوانني الوضعية همام اكنت صائبة لن تر ى اإىل مرتبة كامل املنطق الرابين ...يف هناية ا ألمر هاته املر أأة لسست عدوا ،بل يه واحدة من ا ألصناف ا ألربعة السابق ذكرها ،اإذن كيف للرجل أأن يؤذي أأمه ويهنرها ،أأو يتعدى عىل أأخته ويرضهبا ،أأو يس تحقر زوجته ويس هبا ،أأو يئد ابنته ويعتدي علهيا؟ ...لكهن حبيبات غاليات وال حالوة لدلنيا يف انتقاص قدرهن.
✿✿✿✿✿
98
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
ختام وموعد ۞۞۞
اإىل هنا تنهتيي نبضات هذا الكتاب وتفكراته ،لكن طاملا يف العمر بقية فال زال أأمام القلب والعقل دجال الإعاملها يف البحث عن احلق والصدق واحلقيقة... كتابنا هذا دجرد مساحة حمدودة ا ألبعاد حاولنا من خالهل أأن نغوص معا يف بعض من عوامل املر أأة وخنرتق حدود دنياها الفس يحة فنطرح مهنا ما أأدركنا ،علنا نوفهيا بعضا من حقها ونقدم لها شسئا مما قدمته وتقدمه لنا، يه أأمنا العظمية اذلي لوالها ،بعد هللا ،ملا ُو ِجدان وملا اكن حالنا كام هو الن ،يه ا ألخت الطيبة اليت تفخر بأأخهيا وهتمت به اهامتم ا ألم وترعاه ،يه الزوجة الرائعة اليت تسعد حياة الرجل وتزيهنا جباملها و أأخالقها ،يه االإبنة اليت نرى فهيا امتدادا لنا وتمكةل ذلواتنا ...يه لك دنياان امجليةل اليت مل تكن لتكون كذكل لوالها ،حىت اإن شكران هللا عىل نعمه فالواجب أأن نشكره عىل نعمة وجود املر أأة قبل عديد النعم العظمية ا ألخرى ألهنا حقا من بني أأعظم النعم و أأروعها... املر أأة يه أأمجل اخمللوقات و أأرقاها ،همام ُظ ِلمت أأو عانت س تحتفظ مباكنهتا وس تجد من يقف يف صفها وحيمهيا ويساندها ويقوهما ويوهجها من أأحصاب العقول النقية الكسسة الفطنة... هذا الكتاب هو نتاج لبحث طويل وقراءة متنوعة وتنقيب معيق ومعاينة دقيقة لعديد مما يتعلق ابملر أأة وعالقاهتا ابلرجل حىت أأجنح ما أأمكن يف اإيصال منتوج أأديب اإبداعي ير ى اإىل ما يتطلع اإليه املتتبعون واملهمتون ،و أأقدم اعتذاري اإن كنت مل أأوفق يف طرح وتقدمي أأية فكرة أأو طرح كام جيب أأو كام يتناسب املنطق احلق الصائب...
99
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
طبعا قبل اخلمت ،ال تفوتين الفرصة يك أأذكر برسالتنا الثابتة :اإلسالم ليس صالة وصياما فقط ،وليس تعامالت وأخالقا فقط ،وليس مسجدا وجلبابا وعباءة فقط ...اإلسالم منطق وفكر وعقل ،اإلسالم ثقافة وهوية، اإلسالم حياة. أأشكرك عىل اهامتمك ووقتك اذلي منحت حىت تقر أأ كتايب هذا وتسمح ألفاكره يك تناقش خاصتك ،و أأسأأل هللا تعاىل أأن جيعل ما وهبت من وقت وتركزي ومناقشة يف مزيان حس ناتك وشفيعا كل يوم ال ينفع مال وال بنون... أأرضب كل موعدا يف القريب العاجل اإن شاء هللا مع كتاب جديد وطرح جديد وخطوة جديدة نمكل هبا مشوار ا أللف ميل فانتظرين.... س بحانك اللهم وحبمدك ،أأشهد أأن ال اإهل اإال أأنت ،أأس تغفرك و أأتوب؛ معلنا سوءا وظلمنا أأنفس نا وإان مل تغفر لنا وترمحنا لنكونن من اخلارسين .وصل اللهم وسمل عىل احلبسب وعىل أهل وحصبه وسمل. ال تنسوين من صاحل دعائمك ،يف أأمان هللا
فاس 21مارس 11 – 2116جامدى الثانية 1437
اإبراهمي املغريب
111
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
فهرس املواضيع ۞۞۞
كيف ميكننا تعريف املر أأة؟..................................................................... ماذا عن عالقهتا ابلرجل؟..................................................................... املر أأة قبل االإسالم ،بعده ...واليوم........................................................... تسأألين ،ملاذا سأألبس احلجاب؟.............................................................. أأنوثة مفربكة وجامل ي ُشرتى.................................................................... ملاذا تدعوننا بناقصات العقل وادلين؟....................................................... احلب ا ألول :ا ألم................................................................................ حب الرفقة :ا ألخت............................................................................ حب النضج والعرشة :الزوجة............................................................... حب ا إالس مترار :االإبنة......................................................................... حب جديد :احلبسبة !.......................................................................... َّزوجوين مبكرا !................................................................................ صانعة ا ألجيال :ربة البست.................................................................... أأان مطلقة وهذا لسس عيب !................................................................ زويج تويف مفا ذنيب؟......................................................................... أأان ا ألم العازبة ! ................................................................................ هل موهبتك يه أأن تتحرش يب؟............................................................ أأان عذراء ،ماذا عنك؟.......................................................................... اس تعن يب وال تس تغلين !...................................................................... و أأدي هو و أأدك !................................................................................
111
4 8 12 18 23 28 33 38 42 47 51 57 61 66 71 76 81 86 91 94
نبضات فكرية وخواطر
حواء
تفكرية – اجلزء الثاني
تواصل ۞۞۞
"نبضات فكرية وخواطر تفكرية" :كتاب لطرح ا ألفاكر ومناقش هتا أأيضا ،وكام اكن احلال يف كتابنا السابق، ميكنك التواصل معنا سواء لتقيمي الكتاب أأو طرح بعض التساؤالت وا ألفاكر وحىت االإنتقادات وطلب بعض التوحضيات وخلق جسور التواصل بني العقول والقلوب. مرحبا بمك عىل العناوين التالية...
نبضات فكرية وخواطر تفكريةwww.facebook.com/
himawoody@gmail.com
+212 6 00 70 52 53
112