نبضات فكرية وخواطر تفكرية الجزء الثاني - حواء

Page 1


‫أقدم هذا العمل املتواضع إىل أمي حبيبة قليب‪ ،‬وإىل حبيبيت الغالية‪...‬‬ ‫أقدمه أيضا بشكل خاص إىل روح جدي الغالية‪ ،‬مدرسيت األوىل ومعلمي‬ ‫األول‪...‬‬ ‫أقدمه إىل كل نساء العامل والتاريخ‪ ،‬من حواء عليها السالم‪ ،‬إىل آخر نساء‬ ‫الدنيا‪ ،‬ممن بصمن الوجود بلمساتهن وساهمن يف حدوث كل شيء مجيل‪،‬‬ ‫صغري كان أو عظيم‪ ...‬ضحني كثريا فحفِظ هلن الزمان تضحياتهن‪...‬‬ ‫حياكن اهلل مجيعا‪...‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫بني يدي الكتاب‬ ‫۞۞۞‬

‫امحلد هلل ريب العظمي‪ ،‬محدا يليق جبامكل وجالكل عدد ما محدك احلامدون وشكرك الشاكرون واس تغفرك‬ ‫املس تغفرون‪ ،‬خالق ا أللباب وجامع ا ألحباب والوحيد من ال يُغلق هل ابب‪ ...‬والصالة والسالم عىل الرمحة‬ ‫املهداة ونرباس احلق ونور اليقني‪ِ ،‬ح ّب الرمحن وكتةل االإنسانية واالإميان ومنبع املودة واحلنان‪ ،‬س يدي وحبييب‬ ‫محمد بن عبد هللا اذلي عمل اخللق دروسا يف لك يشء واكن امجلال والكامل االإنساين اذلي مييش بني الناس‬ ‫حيب ومجعنا مجيعا عنده يف فردوسه فنجالسك ونسمع‬ ‫وال أأثر هل علهيم سوى لك اخلري والربكة‪ ،‬حياك ريب اي ّ‬ ‫منك وتسمع منا ونمتتع برفقتك‪ ...‬اي رب‪.‬‬ ‫رب ارشح يل صدري ويرس يل أأمري واحلل عقدة من لساين يفقهوا قويل‪ .‬وبعد‪:‬‬ ‫"نبضات فكرية وخواطر تفكرية" (حواء) ‪ ...‬عدان والعود محيد وهلل امحلد؛ اإنه اجلزء الثاين من سلسلتنا‬ ‫الطيبة اليت خرجت اإىل النور يف جزهئا ا ألول منذ س نة تقريبا‪ ،‬جاءت اليوم لتس متر يف طرح نبضاهتا وجتود‬ ‫بنفحاهتا الفكرية والتفكرية علينا وتفتح لنا اباب من أأبواب دغدغة العقول وحماوةل زحزحهتا عن مخولها حىت‬ ‫تس تفيق وترينا بعضا من جعائهبا وقدراهتا و أأرسارها اليت وضعها هللا تعاىل فهيا‪ ...‬يف اجلزء ا ألول ر أأينا بعضا من‬ ‫ا ألسس اليت تنبين علهيا احلضارة‪ ،‬تناقش نا وتذاركنا عديد ا ألمور اليت افتقدانها أأو ضللنا طريقها ور أأينا بعضا‬ ‫من س بل العودة اإلهيا حىت نعود اإىل دجدان وحقيقة وجودان ونر ى اإىل ما كنا فيه وعليه منذ زمن لسس ببعيد م‬ ‫نمكل املشوار وحنيا احلياة الكرمية اليت توازن بني املادة والروح فننجح فهيام معا ال يف واحدة عىل حساب‬ ‫تنازل عنه وال طعم لوجودان دونه‪،‬‬ ‫ا ألخرى‪ ...‬م اليوم ننتقل اإىل حواء‪ ،‬نصفنا الثاين امجليل الرائع اذلي ال ُ‬

‫‪1‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫فنطلق العنان لعقولنا يك تفكر وتتفكر ولقلوبنا يك تنبض وختطر فتالمس بعضا من جوانب كياهنا ووجودها‬ ‫و أأدوارها‪ ،‬ونفهم ملاذا تعاين‪ ،‬أأو بتعبري حصيح‪ ،‬ملاذا جيعلها الرجل تعاين وفامي تعاين؟ وكيف يس تطيع اجلنسان‬ ‫معا العسش يف هناء وحب بعيدا عن الرصاعات والزناعات؟‪ ...‬اإشاكالت وغريها س نحاول االإجهتاد ما أأمكننا‬ ‫حىت ِّنمل هبا من جوانب اجامتعية وثقافية وتربوية حىت نفس ية وندخل يف بعض من أأبعادها علنا حنىض ببعض‬ ‫من رشف وضع لبنة من لبنات الرصح املتني لربوز س يدات عظاميت كرميات تكون لهن اللمسة التارخيية‬ ‫واحلضور الوازن يف حمافل الرشف ومعارض الزمان‪...‬‬ ‫نسأأل هللا تعاىل التوفيق والتسسري حىت ننجح يف اإيصال ما نرنو اإليه من أأفاكر وطروحات بعيدا عن‬ ‫الش هبات واملالبسات‪ ،‬و أأن جتدي س يديت القارئة‪ ،‬س يدي القارئ‪ ،‬بعض حاجتكام وشسئا مما يامتىش مع‬ ‫خططكام ومشاريعكام فسساعدكام عىل قدر االإماكن ويفتح س بال جديدة أأمامكام؛ اإن أأريد اإال االإصالح ما‬ ‫اس تطعت‪ ،‬وما توفيقي اإال ابهلل‪ ،‬عليه تولكت وهو رب العرش العظمي‪.‬‬

‫اإبراهمي املغريب‬

‫‪2‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ملاذا اخرتت احلديث عن املرأة؟‬ ‫۞۞۞‬

‫اختيار احلديث عن املر أأة يف اجلزء الثاين من كتابنا مل يأأت اعتباطا‪ ،‬والسبب هو أأن أأنين اخرتت توهجا معينا‬ ‫يف هاته السلسةل املتواضعة؛ يف البداية حتدثنا عن بناء احلضارة و أأسسها وبعض س بل بلوغها‪ ،‬هذا البناء‬ ‫العظمي ال ميكن أأن تقوم هل قامئة اإال اإذا اكنت املر أأة فاعةل فيه وبقوة ومشاركة فيه كام الرجل‪ ،‬جنبا اإىل جنب‪،‬‬ ‫وحىت تكون مشاركهتا وازنة جيب أأن تكون يف راحة نفس ية واجامتعية وتمتتع بلك حقوقها وتؤدي لك‬ ‫واجباهتا‪ ...‬ابلتايل س نحقق الريق احلضاري طاملا ريق املر أأة حمفوظ وكرامهتا محمية ووجودها ُحترتم فيه أأمسى‬ ‫معاين احلياة‪...‬‬ ‫☜ ‪ ...‬إذا كان الناس يقولون أن املرأة هي نصف اجملتمع فهي بعد إجنابها تكون صانعة للنصف‬ ‫اآلخر‪ ،‬وبالتالي تكون هي اجملتمع كله ‪ ،‬أساسه وأسّه ومنشِئته وبانية أعمدته القوية الصامدة‬ ‫الثابتة‪☞ ...‬‬ ‫ما اكن من توفيق يف هذا الكتاب فهو من هللا‪ ،‬وما اكن من زلل وخطأأ وش هبة مفين ومن الش يطان فاعذروين‬ ‫وق ِّوموين‪.‬‬

‫عىل بركة هللا نبد أأ‪...‬‬

‫‪3‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.1‬‬ ‫كيف ميكننا تعريف املرأة؟‬

‫‪4‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫اختلفت التعاريف يف حق املر أأة‪ ،‬وتلكمت فهيا لك احلضارات واملذاهب والعلوم والتخصصات والفنون‪...‬‬ ‫فاكنت ا ألقاويل كثرية والمتجيدات عديدة‪ ،‬و ل‬ ‫لك عرفها من منطلقه ومذهبه ومرجعيته ودينه وحبسب ما جيهتد‬ ‫اجهتدت ُ‬ ‫وحر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رت‪ ،‬لن أأقول أأكرث مما قاهل‬ ‫وكتبت‬ ‫فيه من ختصص أاكن فنا أأو أأداب أأو غريهام‪ ...‬وهمام‬ ‫وفكرت ّ‬ ‫غريي‪ ،‬بل همام حتدثنا وقلنا مجيعا فلن نوفهيا حقها ولو جبزء يسري مما يه فيه وعليه وما هو لها من املاكنة‬ ‫والقدر‪...‬‬ ‫خلق هللا عز وجل أدم يف أأمجل خلقة وهيئة بيديه العظميتني ونفخ فيه من روحه‪ ،‬وهذا رشف مل حيظ به‬ ‫أأي خملوق قبهل‪ ،‬حىت املالئكة اليت اكنت أأقرب اخمللوقات هلل‪ ،‬عبادة وورعا وخدمة وطاعة‪ ،‬وبعد هذه اخللقة‬ ‫العظمية جعل اخلالق الكرمي س بحانه املالئكة وما حتهتم من اخمللوقات تسجد هل ترحيبا به وإاعالان خللققه‬ ‫وتعريفا مباكنته‪ ...‬ومبا أأن أأمه اخمللوقات جسدت لدم عليه السالم فهذا مينحه رشف العظمة والكرامة بسهنا دون‬ ‫اس تثناء وجيعهل اخمللوق رمق واحد بني أأهل السامء وا ألرض؛ حىت اإبلسس حني رفض السجود‪ ،‬جسود التحية‪،‬‬ ‫للمخلوق اجلديد اكن العقاب وخامي جدا ُوطرد من رمحة هللا ونعامئه بعدما اكن من اجلن اجملهتدين املعروفني‬ ‫حبسن عبادهتم وورعهم بني مجيع اخلالئق‪ ،‬وتوعده هللا تعاىل ابخللود يف العذاب يوم القيامة‪ ،‬لك هذا التعظمي‬ ‫والتفخمي واحملاس بة من هللا س بحانه لصاحل ا إالنسان اإرضاء هل وحبا فيه‪( ...‬ملن يتساءل حول تواجد اإبلسس‪،‬‬ ‫وهو من اجلن‪ ،‬مع املالئكة حلظة السجود رمغ أأهنم أأعىل منه قدرا ميكنه االإطالع عىل تفسري ورشح الش يخ‬ ‫محمد متويل الشعرواي – رمحه هللا – )‬ ‫بعدما أأدخل هللا س بحانه أدم اجلنة (مع التوضيح أأن املنطق مييل اإىل أأن اجلنة اليت أدخل اإلهيا أدم عليه‬ ‫السالم لسست جنة الخرة‪ ،‬ألن تكل اجلنة ال ميكن أأن يدخلها الش يطان ويه حمرمة عليه‪ ،‬و أأن تكل اجلنة مل‬ ‫يرها أديم قبل يوم القيامة‪ ،‬جنة هبا ما ال عني ر أأت وال أأذن مسعت وال خطر عىل قلب برش‪ ،‬وأدم عليه‬

‫‪5‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫السالم من البرش وإان أدخل اإلهيا ملا قاوم ما هبا‪ ،‬كام أأن جنة الخرة ال مكر فهيا وال خديعة وال حتايل‪،‬‬ ‫اإضافة اإىل أأن اجلنة لك ما فهيا متاح ملن يدخلها وال ميكن أأن تكون هبا شسئا ولو بس يطا حمرما اكلشجرة اليت‬ ‫حرمت عليه‪ .‬وتبقى مسأأةل ا إالنزال والهبوط الواردة يف القرأن‪ ،‬فُرست بأأهنا اإنزال معنوي من جنة مجيةل هنية‪،‬‬ ‫يف ا ألرض غالبا‪ ،‬ال تعب فهيا اإىل االإبتالء واملعاانة والضنك ا ألريض اذلي نعرفه ونعسش فيه اليوم مجيعا) أأراد‬ ‫أأن جيعل هل ونسسا‪ ،‬خفلق هل حواء علهيا السالم منه‪ ،‬أأي من ذاته حني اكن انمئا‪ ...‬وهذا من الترشيف‬ ‫ل ألنىث‪ ،‬ألن أدم عليه السالم رمغ أأنه من خلقة رابنية وماكنة أأعىل من لك اخمللوقات و ُجعلت هل جنة يلقى‬ ‫فهيا لك يشء ويرتع فهيا كيف ومبا شاء و أأوىت العمل واخلري ولك الفضائل املمكنة‪ ،‬هذا مل مينع من أأن يكون دليه‬ ‫بعض النقص‪ ،‬هذا النقص يتجىل يف لك ما حتمهل ا ألنوثة من جامل وحنية وحب وعطف ورمحة وتليني‬ ‫للحياة وجتميلها لها بأأحىل ا أللوان الرائعة الهبية الهبيجة‪ ،‬جاءت حواء علهيا السالم لتكون ملجأأ أدم عليه‬ ‫السالم وحتتوي قلبه وتؤنس حياته وتفعل ما مل يفعهل أأي خملوق دوهنا‪ ،‬بل ما مل يس تطع اإش باع نفسه منه‬ ‫رمغ لك يشء موجود حوهل من اخلريات واملكرمات‪...‬‬ ‫ا ألنىث‪ ،‬الاكئن ا ألمجل يف الكون‪ ،‬وصاحبة املهمة الرائعة فيه‪ ...‬اإذا اكن الرجل حيمل مه لك يشء ويفكر يف‬ ‫وهتون لك يشء يف عينيه وتس تطيع اببتسامة واحدة‬ ‫تفاصيل احلياة لكها‪ ،‬يه تفكر للرجل وهتمت به وحتتويه ّ‬ ‫هدم جبال من اهلموم يف قلبه وتزحي الغضب العارم من داخهل همام اكن عظامي‪...‬‬ ‫املر أأة يه اليت تعطي لك يشء وهتب لك ما متكل دون رشط أأو قيد‪ ،‬عاطفة وحبا وحناان ورمحة ور أأفة‪،‬‬ ‫وتتعب ذاهتا وهتب مالها‪ ،‬هتب السعادة ملن مه حولها مقابل يشء بس يط جدا‪ ،‬هو ا إالهامتم وانعاكس الراحة‬ ‫اليت ختلقها يف حميطها علهيا؛ ترجو ا ألمان من رشيكها وحاميته لها من لك ما ميكن أأن يشلك علهيا نوعا من‬ ‫الهتديد املعنوي قبل املادي؛ وكام يبدو فسخاؤها وكرهما ال يقارن مبا تطلبه وما تريده وتنشده من الرجل‪...‬‬

‫‪6‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫كثريون مه الكتّاب والشعراء واملبدعون من تغزلوا يف املر أأة والمست أأعامهلم جسدها وشلكها ومفاتهنا‪ ...‬لكن‬ ‫مع ا ألسف حبسوا املر أأة هبذه الطريقة يف اجلسد فقط‪ ،‬ونسوا اجلانب ا ألعظم فهيا‪ ...‬وهكذا مت حتويل املر أأة مبا‬ ‫فهيا من جامل الروح وعظمة الكيان اإىل بضاعة جسدية يتدافع بعض اذلكور حولها للتغزل فهيا ومداعبة‬ ‫جسدها بالكهمم ووصف ذاهتا بأأوصاف يس تحيي من سامعها لك من يعرف حقا قدر املر أأة وال يس تطيع‬ ‫قبول ما ينقّص مهنا ويس تفز مشاعرها و أأحاسسسها الهشة‪ ،‬لكامت ال يقبل رجل صاحب كرامة أأن يسمع مثلها‬ ‫متفردة عن‬ ‫يقال يف حق زوجته أأو قريبته من رجل أخر غريب عهنا‪ ...‬املر أأة قوة فكرية وعقلية جتديدية ّ‬ ‫الرجل ولها نظرهتا اخلاصة ل ألمور من واجب الرجل احرتاهما ومنحها حقها الاكمل دون تفريط؛ لسست دجرد‬ ‫ذات يف سوق خناسة يتاجر بعض ممن حيس بون عىل الرجال يف هيئهتا وشلكها‪...‬‬ ‫اإذا اكنت املر أأة متثل نصف اجملمتع‪ ،‬فهيي تدل نصفي اجملمتع وتربهيام وتنش هئام خري نشأأة وتصنع من خالهلام اجملد‬ ‫واحلضارة‪ ،‬وإاذا اكنوا يقولون أأن وراء لك رجل عظمي امر أأة‪ ،‬فالواجب القول وراء لك رجل امر أأة عظمية جدا‬ ‫جدا‪.‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪7‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.2‬‬ ‫ماذا عن عالقتها بالرجل؟‬

‫‪8‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫حتدثنا عن املر أأة‪ ،‬عن ماكنهتا‪ ،‬عن جامل روهحا وعظمة شأأهنا يف ملكوت رهبا‪ ...‬حتدثنا عن يشء من عالقهتا‬ ‫ابلرجل ونوع الكميياء احلاصةل بسهنام‪ ،‬لكن تعالوا خنصص لهاته العالقة نبضة مس تقةل عن لك موضوع فات أأو‬ ‫س يأأيت‪...‬‬ ‫ر أأينا يف املوضوع السابق كيف خلق هللا تعاىل أدم عليه السالم وجعل حتت اإمرته لك يشء يف اجلنة‪ ،‬م‬ ‫جعل هل من نفسه أأنسس ته وزوجه وتو أأم ذاته وروحه حواء علهيام السالم بعدما استشعر نقصا نتاج الوحدة‪،‬‬ ‫فاكنت حقا يه احلضن واملؤنس وراعي القلب ومؤلفته اليت ال غىن عهنا أأبدا‪ ،‬و أأن الرجل منوط به حاميهتا‬ ‫من نفسها ورشورها ومن لك يشء ميكن أأن يؤذهيا وجيرح دواخلها أأو خوارهجا‪ ...‬لكن عالقة الرجل ابملر أأة ال‬ ‫تنحرص يف هذا احلد فقط‪ ،‬بل يه فاحلقيقة عالقة معيقة جدا‪ ،‬غري حمدودة ا ألبعاد‪ ،‬وال منهتية الفروع‬ ‫وا ألقسام‪ ،‬نذكر من هذه ا ألقسام بعضها‪...‬‬ ‫ عالقة تاكمل وتعاون‪ ،‬عالقة البد مهنا الس مترار احلياة عىل ا ألرض وإاعامرها وجتس يد مبدأأ‬‫ا إالس تخالف اذلي ابتد أأ يوم وضع االإنسان قدميه عىل ا ألرض ويس متر اإىل اليوم م اإىل الهناية؛ سواء‬ ‫اكنت عالقة مادية مرتبطة ابجلنس والتوادل الس مترار تواجد اجلنس البرشي‪ ،‬أأو مرتبطة ابلتاكمل‬ ‫الفكري والتخطيطي‪ ،‬خصوصا و أأن للرجل غلبة العقل والقوة والشدة‪ ،‬وللمر أأة غلبة اللني والرمحة‬ ‫والشفقة والرتدد قبل أأي قرار‪ ،‬خصوصا اإن اكن حاسام؛ بني هذه وذاك نلقى بعضا من الوسطية‬ ‫وا إالعتدال املطلوبني وبشدة يف لك ا ألمور‪ ،‬الصغرية والكبرية من تفاصيل احلياة املتداخةل واملعقدة‬ ‫حىت حيدث ا إالس تقرار؛‬ ‫ عالقة تنافس واجهتاد‪ ،‬وهذه طبيعة ودلت معنا فطرة‪ ،‬اإذ أأن لك جنس حياول ا إالجهتاد ابلقدر‬‫الاكيف واملمكن‪ ،‬بل وحىت الالممكن‪ ،‬حىت ينجح يف ختطي اجلنس الخر‪ ...‬هذه املنافسة تكون غالبا‬

‫‪9‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫يف دجاالت العلوم واالإبداعات ا ألدبية والفنية‪ ...‬لكن املنافسة ال جيب أأن تتعدى حدود املعقول‬ ‫طبعا‪ ،‬اإذ من املطلوب أأن تبقى منافسة رشيفة ال تدخل اإىل البست وتصري منطق حياة اكمةل‬ ‫ومنافسة بني الزوجني أأو بني ا ألخ و أأخته أأو حىت بني الزمالء يف القسم أأو العمل‪ ،‬هباته الطريقة‬ ‫س يخرق اجلنسان أأوارص العالقة ا ألصل ويه التاكمل والتواج‪...‬؛‬ ‫ عالقة الرتبية واحلضانة‪ ،‬طبعا وبدون شك ال ميكن أأن نتغاى عن دور املر أأة العظمي يف امحلل‬‫لشهور والرضاعة ألعوام والسهر لس نني من أأجل إارضاء وإاش باع رغبات ابهنا وا إالس تجابة لطلباته‬ ‫وتغطية نقائصه (طبعا ا ألم تفعل نفس اليشء مع ابهنا كام ابنهتا‪ ،‬لكن تبقى ا ألنىث يه اليت متنح اذلكر‬ ‫مثل هاته ا ألمور‪ ،‬وهو لن مينحها مثلها الحقا‪ ،‬عكس ا إالبنة اليت س تصبح يوما ما أ ّم ًا وتعطي نفس‬ ‫عطاء أأهما‪ ،‬هذا ما يعفهيا من إارشاكها مع االإبن اذلكر يف موضوعنا هذا)‪ .‬موضوع ا ألمومة اذلي‬ ‫سنتطرق اإليه الحقا ابلتفصيل اإن شاء هللا؛‬ ‫ عالقة ا إالبنة بأأبهيا‪ ،‬هذا النوع من العالقة اذلي أأصبح اندرا جدا اليوم‪ ،‬وحىت ما بقي من هذا النوع‬‫العالئقي ال يسمل من أأن تشوبه عدة شوائب ومشالك كبرية؛ أأما غالبية العالقات من هذا النوع‬ ‫جندها منقطعة وال رجاء مهنا‪ ،‬وهذا النوع أأيضا من العالقات س نخصص هل موضوعا اكمال ندرس‬ ‫فيه بعضا من مالحمه ونناقشها‪...‬؛‬ ‫رمبا نكتفي هباته ا ألنواع ا ألربعة ألهنا‪ ،‬يف نظري‪ ،‬يه العالقات ا ألساس ية اليت يقوم هبا وعلهيا اجملمتع ويس متر‬ ‫عىل أأساسات قومية‪ ...‬هاته العالقات هتلكها مجيعها صفة واحدة‪ ،‬ميكن أأن يبدو مفهوهما محيدا‪ ،‬لكن لنجاح‬ ‫واس مترار هاته العالقات يُفرتض جتنهبا واتقاؤها‪ ،‬هذه الصفة يه التحدي‪ ...‬لضامن جناح احلاالت ا ألربع‬ ‫املذكورة أأعاله جيب عىل لك طرف عدم حتدي الطرف الخر وحماوةل فرض الر أأي أأو الفكرة عليه أأو اإلغاء‬ ‫فكرته اخلاصة ومقعه‪ ،‬أأو عدم احرتام الطلبات وا ألوامر يف حاةل ا ألب وا إالبنة أأو ا ألم وابهنا مثال‪ ...‬هذه‬ ‫العالقات تنبين عىل احرتام لك طرف للطرف الخر‪ ،‬وا ألقوى وا ألحص هو أأن تنبين عىل احلب والود واملودة‬ ‫‪11‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫والرمحة‪ ،‬ويعسش ّ‬ ‫لك مهنام من أأجل الخر فريضيه ويرتك للحب أأمر التحمك السلس يف لك يشء يربطهام‪،‬‬ ‫بعيدا عن التش نجات وا إالحتقاانت اذلممية اليت ال تزرع سوى احلقد والبغض والكراهية بني أأقرب الناس‬ ‫لبعضها ابدلم والنسب؛ جتعل من الزوجة عدوة ومنافسة غري رشيفة يف نظر زوهجا‪ ،‬وجتعل من ا ألب‬ ‫ديكتاتورا يف نظر ابنته‪ ،‬وجتعل من ا ألم خملوقا بدون مروءة وال طراوة قلب يف حق ابهنا‪ ...‬حرب وعناد ال‬ ‫حيمتهل منطق وال تقبهل جسية املرء‪...‬‬ ‫ما أأمجهل ذكل املشهد اذلي ترى فهيا جعوزا ميسك بيد زوجته العجوز ويبتسامن لبعضهام وال يفرقهام يشء عن‬ ‫بعضهام بعد طول معر من العرشة احلس نة والصرب والتضحية واحلب‪ ،‬أأو ترى أأاب حيمل انبته عىل كتفيه‬ ‫وميش يان يف الشارع وهو يداعهبا وصوهتا يرتفع عاليا من الضحك‪ ،‬حضك صادق حبب ورضا عىل تعامل‬ ‫الوادل وطيبة قلبه وحسن تربسته‪ ...‬مشهدين من مشاهد كثرية جدا تقل ل ألسف يوما بعد يوم وتُراها تنحدر‬ ‫يف حافة ا إالنقراض برسعة متايدة لعلها خرجت عىل الس يطرة وصار املشلك معضال واملرض عدوى مزمنة؛‬ ‫لكن يبقى اخلري دامئا قامئا وموجودا حىت قيام الساعة‪ ،‬وا ألمل كبري يف أأحصاب العقول وا أللباب الكسسة حىت‬ ‫تعاود مراجعة احلساابت وتربية النفوس عىل الصالح وحتسني اذلات وجتديد ما جيب جتديده يف الن قبل‬ ‫فوات ا ألوان وانهتاء الزمان‪...‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪11‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.3‬‬ ‫املرأة قبل اإلسالم‪ ،‬بعده‪...‬‬ ‫واليوم‬

‫‪12‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫املر أأة‪ ،‬عرب التارخي‪ ،‬تغري شلكها الظاهري واالإيديولويج‪ ،‬حىت ماكنهتا يف اجملمتع تغريت حبسب الظروف‬ ‫وا ألزمنة والثقافة السائدة اليت حمكت وحتمك لك يشء فينا وبنا طبعا‪ ...‬يف هذا الطرح سأأحاول اس تعراض‬ ‫ثالثة صور للمر أأة‪ ،‬ا ألوىل يه للمر أأة قبل ا إالسالم‪ ،‬والثانية بعد قدومه‪ ،‬والثالثة يه وضعية وحاةل املر أأة يف‬ ‫الزمن احلديث املعارص‪...‬‬ ‫قبل قدوم ا إالسالم‪ ،‬وكام هو وارد يف كتب التارخي وسري من عاشوا عرص اجلاهلية‪ ،‬اكنت املر أأة شسئا‪ ،‬اكنت‬ ‫بضاعة تباع وتشرتى‪ ،‬بل اكنت تورث مع الرتاكت بعد موت صاحهبا‪ ،‬واكن من العار أأن يُرى الرجل خارجا‬ ‫أأو واقفا مع زوجته‪ ،‬وإان جاء أأحدمه اخلرب أأن زوجته حامل حياول ما أأمكنه ختبئهتا وسرتها عن لك ا ألنظار‬ ‫وكمت اخلرب طول فرتة امحلل حىت يمت الوضع فسسارع اإلهيا لريى املولود‪ ،‬فاإن اكن ذكرا سعد وفرح وابهتج وذحب‬ ‫النوق ورفع الر أأس بني أأس ياد القبيةل وصارت لزوجته بعض من احلنية والعطف املؤقتني‪ ،‬وإان اكن املولود‬ ‫أأنىث‪ ،‬اسو ّد وهجه وتوارى عن القوم يلممل تالبسب الفضيحة والعار وخيفهيا‪ ،‬فيحمل اللحمية يف عز رصاخها‬ ‫ويذهب هبا اإىل خارج القبيةل حيث ال تلحقه ا ألنظار وي ِئدها حىت يتفادى اذلل والنظرة البائسة للرجال يف‬ ‫اجملالس وحديهثم القايس واجلارح ومزاهحم املذل‪ ...‬اكنت املر أأة يف تكل احلقبة وس يةل الإرضاء الرجل وإاش باع‬ ‫نزواته ورغباته فقط‪ ،‬حىت اإذا جاءت فرتة حيضها هـجرها وتركها ونفرها ورمبا ال يعاود النظر اإلهيا‪ ،‬ومن‬ ‫املمكن أأن يبيعها يف سوق النخاسة ويتخلص مهنا لكراهته لها‪ ...‬املر أأة ابختصار القول اكنت م قجلب عار‬ ‫للرجل‪ ،‬حىت اإذا أأرادت كسب يشء من عطفه ال وس يةل لها سوى خدمته وتلبية لك طلباته وحتقيق لك‬ ‫أأحالمه‪ ،‬و أأكرب الرضا يكون بوالدهتا لذلكر‪ ،‬أأو لنقل‪ ،‬لذلكور فقط منه‪...‬‬ ‫بعد لك هذا جاء ا إالسالم‪ ...‬جاء لينقي العقول وير ى ابلفكر وا ألفاكر ويصلح ا إالعوجاجات ويمكل النواقص‬ ‫ويرعى حاجيات الناس ويؤمن حقوقهم؛ ومن بني اهامتمات ا إالسالم العظمى اكنت مسأأةل ا إالهامتم ابملر أأة‬ ‫‪13‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫وحتريرها مما يه فيه والرفع من شأأهنا حىت تبلغ ماكنهتا الصحيحة ا ألصلية اليت حفظها لها رهبّ ا‪ ...‬اكن ا إالهامتم‬ ‫النبوي دامئا ما يطال جوانب حياة املر أأة ابلفعل والقول‪ ،‬وشسئا فشسئا اس تطاع احلبسب صىل هللا عليه وأهل‬ ‫وسمل أأن يزيل مبادئ الرجل الفاسدة جتاه املر أأة وجيعلها عظمية يف نظره‪ ،‬سواء اكنت أأما أأو أأختا أأو زوجة أأو‬ ‫ابنة‪ ،‬والايت وا ألحاديث الواردة يف هذا الباب كثرية‪ ،‬أايت الرب وامحلل والرضاعة‪ ،‬و أأحاديث بر الوادلة‬ ‫وتسبيقها عىل ا ألب‪ ،‬و أأن الرجل شقيق املر أأة فامي ورد من فضل و أأحاكم‪ ،‬وتعامهل الرايق عليه الصالة والسالم‬ ‫مع زوجاته ريض هللا تعاىل عهنن مجيعا‪ ،‬وحديثه عن حامية البنات ألبهين من النار اإن رابهن تربية صاحلة‪...‬‬ ‫السرية مليئة جدا بلك ما خيص املر أأة‪ ،‬من أأبسط ا ألمور اإىل أأكربها‪ ،‬و أأظن أأن أأعظم ترشيف للمر أأة يمتثل يف‬ ‫سورة النساء الطويةل اجلليةل اليت اكنت هدية رابنية وجزءا ال يتجز أأ من املنظومة احلياتية واملعجزة الزمانية‬ ‫"القرأن الكرمي" ‪ ،‬ال تقاس وال يساوهيا يشء‪ ،‬بل اإن الرجل نفسه مل حيض مبثل هاته الكرامة الرابنية‪ ،‬اإذ‬ ‫وردت سورة النساء ومل ترد سورة الرجال‪ ...‬ونتيجة لهذا ا إالصالح العظمي لوضع املر أأة وشأأهنا داخل الثقافة‬ ‫اجملمتعية اس تطاعت أأن تتبو أأ مراتب عظام‪ ،‬اإن اكن يف العمل والتجارة وإادارة الشؤون‪ ،‬وا ألمه هو تربية أأجيال‬ ‫صاحلة عاملة ابدلين وادلنيا ومبدعة يف دجاالت احلياة وتفرعاهتا‪ ،‬وابلتايل صنع حضارة جنحت يف املوازنة بني‬ ‫الروح واجلسد…‬ ‫وننتقل اإىل امر أأة اليوم‪ ،‬يف احلقيقة نرى اليوم عدة أأصناف من النساء‪ ،‬هناك املسكينة ا ألمية اليت تعلمت يف‬ ‫مدرسة احلياة وجعلت من بست زوهجا‪ ،‬و أأبهيا من قبل‪ ،‬موطنا وملجأأ ال حميد عنه وال تتعدى حدوده اإال عند‬ ‫الرضورة القصوى ؛ هذا النوع من النساء ينقص عدده يوما بعد يوم وتأأيت بدهل أأنواع أأخرى‪ ...‬هناك أأيضا من‬ ‫حمرتمة بذكل نفسها‬ ‫النساء املتعلمة واملثقفة اليت متكنت من حفظ حقوقها و أأداء واجهبا عىل أأمكل وجه‪ِ ،‬‬ ‫وجاعةل ذلاهتا املاكنة املناس بة اليت تليق هبا‪ ،‬وهذا النوع يعاين أأيضا من الندرة والقةل مع ا ألسف‪ ...‬والصنف‬ ‫الثالث هو الصنف املتحرر املنطلق اذلي يدعو إاىل احلرايت واملساواة مع الرجل وكرس لك احلدود‬ ‫والطابوهات‪ ،‬وما أأكرث هذا النوع‪ ...‬ابلطبع هناك أأنواع أأخرى كثرية جدا‪ ،‬لكننا حنرص عىل ذكر املتفيش‬ ‫‪14‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫والعام واملهم ابلنس بة لنا يف موضوعنا‪ ،‬مع ا إالعامتد عىل التوجه اذلي حيمهل الكتاب‪ .‬املر أأة اليوم أأصبحت تقريبا‬ ‫نسخا متشاهبة عرب العامل لكه‪ ،‬أأحتدث عن الشلك والهيئة‪ ،‬فبعد اندالع الثورة التكنولوجية وانتشار االإنرتنست‬ ‫وحتول العامل إاىل قرية صغرية القتأم قت فهيا مجيع أأطراف ا ألرض وبقاعها و أأصبح القايص أأقرب لدلاين‪ ،‬ترك‬ ‫الناس جل أأعرافهم وثقافاهتم اليت اكنت حتمك دجمتعاهتم واجتهوا حنو التوحد حتت س تار العوملة‪ ،‬هذا التنازل عن‬ ‫أأصول الهوايت هو ما جعل امجليع يتبعون شالك معينا يف اللبس‪ ،‬أأو لنقل يف املظهر‪ ،‬ويف التعامل ورمبا‬ ‫حىت يف التفكري‪ ،‬ومما تأأثر أأيضا هبذا الهنج اجلديد جند أأن املر أأة (لسست مجيع النساء‪ ،‬لكن غالهبن انسقن مع‬ ‫ا ألسف) ختلت عام تربت عليه ألجيال وعقود‪ ،‬بل وقرون من الزمن‪ ،‬وما حفظه لها ا إالسالم من احلقوق وما‬ ‫أألزهما من الواجبات اليت ختدم مصلحهتا ومصلحة من مه حولها؛ اليوم نرى املر أأة تتخىل عن أأجزاء كبرية من‬ ‫ثقافهتا وهويهتا لتتبع أأخرى‪ ،‬وليت هاته الثقافة ادلخيةل اكنت أأصال وحقا ومبنية عىل قواعد صلبة وفهيا رحب‬ ‫وإاضافة لها‪ ،‬ثقافة جعلت املر أأة تقدل نظريهتا الغربية يف اللباس والشلك والتصور مما خلق طفرة يف ا ألوساط‬ ‫العربية ألن ا ألمر حقا ال ينسجم مع ما تعارف عليه املسلمون لقرون تعدت ا أللفية‪ ...‬ثقافة جعلت املر أأة تقارع‬ ‫الرجل وتعانده وتدعو إاىل املساواة الاكمةل اليت مل ولن تكون عادةل يف حقها (ميكنك الاطالع عىل موضوع‬ ‫"املر أأة بني العدل واملساواة" يف كتابنا السابق "نبضات فكرية وخواطر تفكرية (بناء احلضارة))‪ ...‬ثقافة‬ ‫أأبعدهتا عن ِليهنا وجعلهتا أأكرث قساوة ومادي ًة مع نفسها ومع حميطها وحولهتا من اكئن العطف والرمحة واملشاعر‬ ‫اىل اكئن يعاند الرجل يف خشونته وصالبته‪ ،‬رمبا س تقول النساء أأن ظمل الرجل وحتقريه لهن واس تغالهل ملا‬ ‫ميلكن هو ما جعلهن يكرسن ذكل احلد وجيعلن من ذواهتن قاس يات‪ ،‬لكن هل اكن من الرضوري تبين هذا‬ ‫احلل؟ حىت إان اكن الرجل عىل ضالل‪ ،‬وهو يف الغالب كذكل‪ ،‬ويس تغل املر أأة ‪ ،‬و أكنه عاد إاىل بعض من‬ ‫جاهليته وختىل عن أأصهل؛ هل احلل الناجع ملواهجة هذا املعضل هو التخيل عن ا ألصل أأيضا‪ ،‬كام فعل كثري‬ ‫الرجال مع ا ألسف‪ ،‬اليشء اذلي ضلل اجملمتع باكمهل عن طريق الصواب واحلق؟ ‪ ...‬يف نظري املتواضع اكن‬ ‫حتول نفسها وتتحدى ذاهتا والرجل اذلي معها وتعصاه‪ ،‬رمغ‬ ‫ا ألجدر ابملر أأة‪ ،‬عوض تبذير كثري من اجلهد حىت ّ‬ ‫‪15‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫أأنه عىل ضالل‪ ،‬أأن تعمل وتبذل هجدا‪ ،‬رمبا س يكون أأقل‪ ،‬من أأجل ا إاللتفاف حوهل واس تغالل ما فهيا من‬ ‫ا ألنوثة والقوة اخلفية النامعة حىت ّتلني الرجل وتعود به اإىل أأصهل وتصلح حاهل وجتعهل يس تفيق من كبوته‬ ‫وضالهل وتعدل منطقه وتنجيه من رشوره وتنجي عالقهتام وحتيهيا من جديد‪...‬‬ ‫ما حيز يف النفس أأكرث هو أأن غالبية النساء املظلومات املقهورات يلجأأن اإىل مجعيات ومنظامت ومؤسسات‬ ‫تس تغل حالهتن ومشالكهن من أأجل الظهور اإعالميا وكسب ادلامعني من خمتلف اجلهات الوطنية وادلولية‪،‬‬ ‫دون احلديث طبعا عن الرحب املادي اذلي جتنسنه من خالل ما يسمونه دعام ومساندة للقضااي العادةل يف‬ ‫نظرهن‪ ...‬نساء يدّ عني ادلفاع عن حقوق املر أأة وهن مع ا ألسف يؤسسن لعقوق املر أأة‪ ،‬بيوهتن خرابت‬ ‫و أأبناؤهن ضالني وميكنمك ا إالطالع عىل ذكل ابلبحث عن احلقائق وراء تكل النسوة الاليئ يدّ عني التحرر‬ ‫ويدق عني هل ولفرض اذلات مبعايري مطلقة ال منطقية؛ حترر ينايف املنظومة اليت خلق هللا تعاىل هبا كونه‪ ،‬حترر‬ ‫يقتل يف املر أأة جاملها الباطن وحيطم لك ما فهيا من أأنوثة وروعة ويبعدها عن وظيفهتا اليت ُجعلت من أأجلها‬ ‫يف ادلنيا‪ ...‬كام جاء اذلكر سابقا‪ ،‬فللمر أأة حقوق جيب حفظها لها‪ ،‬ولها احلق يف العمل‪ ،‬لسس لك العمل‪ ،‬لكن‬ ‫ميكهنا أأن تعمل يف همن تتناسب وبنسهتا ادلاخلية واخلارجية‪ ،‬ومن ا ألفضل أأن تتفادى لك املهن اليت ال‬ ‫تتناسب مع مؤهالهتا اجلسدية والقلبية حىت تبدع أأكرث ويه يف راحة و أأمان‪ ،‬أأما املؤهالت العقلية فال‬ ‫حديث عهنا ألهنا لها مؤهالت كام للرجل‪ ،‬بل ميكن أأن تتفوق عليه فهيا أأو يتفوق هو علهيا‪...‬‬ ‫ر أأينا ابإجياز واختصار شديدين ثالث مراحل زمنية مرت مهنا املر أأة‪ ،‬ور أأينا كيف تطور وجودها وماكنهتا‬ ‫وكيف أأهنا اكنت يف جاهلية م أأحاطها ا إالسالم بنوره‪ ،‬واليوم نرى بعضا مهنن حتاول اخلروج من هذا النور‬ ‫اإىل حلكة أأخرى‪ ،‬أأو لنقل اإىل جاهلية من نوع أخر‪ ...‬الكيم رمبا يبدو قاس يا يف شلكه لكن ما ادلافع وراءه‬ ‫سوى غرية تؤمل القلب عىل امر أأة اختار هللا تعاىل لها الصواب واخلري ويه اليوم تدّ عي أأهنا تريد التحرر من‬ ‫قيود الرجل‪ ،‬لكهنا يف احلقيقة تريد أأن تتحرر من قيود الرمحن س بحانه وتتعداه وتتحداه من أأجل أأش ياء مل‬ ‫ترس‪ ،‬رمبا تقدموا ماداي وكرسوا حدود املس تحيل‬ ‫ولن ختدم مصلحهتا أأبدا‪ ،‬وادلليل هو الغرب وحالته اليت ال ّ‬ ‫‪16‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫بلك أأعامهلم وإاجنازاهتم لكهنم يعانون من احنالالت وتفسخات دجمتعية خطرية‪ :‬زوج يف الغالب يكون خائنا ال‬ ‫حيرتم زوجته وال يكتفي هبا‪ ،‬وزوجة متثل التحرر‪ ،‬اذلي حتمل هبا نساؤان العربيات‪ ،‬فتسقط يف خفاخ لك رجل‬ ‫يعجهبا أأو يغرهيا‪ ،‬أأما ا ألبناء فينشؤون يف ظل هذا التفسخ فيعسشون حياة ا إالس تقالل املبكر اذلي لن خيدم‬ ‫البنية االإجامتعية اليوم وغذا‪ ...‬لك هذا البعد ا ألرسي ينتج عنه ضعف يف البنية ا إالجامتعية وهزاةل يف ا ألخالق‬ ‫والريق ا إالنساين‪ ،‬ويصري املسري واملهمين واملتحمك هو املادة واملال ال السعادة ا ألرسية والقرب العائيل والتعايش‬ ‫االإنساين؛ ومع اكمل ا ألسف هذا ما نسري جتاهه وحنوه أأيضا وسنسقط يف خفه عاجال أأم أجال‪...‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪17‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.4‬‬ ‫تسألين‪ ،‬ملاذا سألبس‬ ‫احلجاب؟‬

‫‪18‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫حيامن يأأيت احلديث عن ا ألنىث يف الغالب يربطها الناس ابللبس وطريقته‪ ،‬والهيئة اليت تبدو هبا أأماهمم‪ ،‬وكام هو‬ ‫مشهور‪ ،‬فا ألنىث تش هتر حبياهئا وعفهتا‪ ،‬والرجل يش هتر بغريته علهيا؛ من هذا املنطلق ميكننا ربط مزييت‬ ‫اجلنسني بلبس املر أأة‪ ،‬اليشء اذلي ميكن أأن يعرب بشلك أأو بأخر عن متازج املزيتني‪ .‬كام هو معلوم‪ ،‬جحاب‬ ‫املر أأة برشوطه الامثنية فرض بنصوص القرأن والس نة والتفاسري توحض ذكل ملن يريد االإطالع علهيا وهذا ال‬ ‫نقاش فيه‪ ،‬بعيدا عام يدعيه البعض من عدم ُورود اإلزاميته يف النصوص الرشعية بطريقة مبارشة‪ ،‬يكفهيم‬ ‫البحث يف كتب الرشح اليت هتمت اب ألبعاد اللغوية واملعاين العميقة للنصوص‪ ...‬ال أأريد اخلوض يف ا ألمر من‬ ‫جانبه الفقهيي‪ ،‬بل أأحبذ مناقش ته اجامتعيا وإانسانيا ولقنقل حىت نفس يا‪.‬‬ ‫يف العامل العريب اليوم‪ ،‬خرجت وخترج علينا يوميا نساء كثريات من داعيات التحرر والتفتح‪ ،‬نساء يدق عني اىل‬ ‫حبرية كام هو احلال يف الغرب "املتقدم"؛ يدق عني اىل املساواة مع‬ ‫كرس القواعد املتخلّفة يف نظرهن وا إالنطالق ّ‬ ‫الرجل – اليت حتدث عهنا يف كتايب السابق وس يأأيت ذكرها يف هذا الكتاب أأيضا – وحرية اللبس وحماربة‬ ‫العنف ضد املر أأة؛ أأقول أأن ا إالسالم اكن عادال يف حق املر أأة و ِ‬ ‫ضن لها لك ما يناس هبا ويناسب أأنوثهتا‪،‬‬ ‫وحارب العنف بلك متظهراته ضدها وضد نقاهئا وجاملها وجعلها ملكة يف بست زوهجا ويف لك ماكن تكون‬ ‫فيه‪ ،‬ودعا إاىل اجهتادها ومعلها كام الرجل فزامحته يف التجارة والعلوم وعديد اجملاالت عرب التارخي الاساليم‬ ‫و أأبدعت خفدلت أاثر اإبداعها اإىل اليوم؛ قبل أأن تأأيت هاته الرشذمة فتدعو إاىل لك هاته ادلعاوي اليت ال‬ ‫تامتىش مع ما حنن عليه من مبادئ و أأصول‪ .‬أأعود إاىل قضيتنا‪ ،‬احلجاب‪ ،‬وادعاهئن أأن الغرب جنح حني‬ ‫حتررت املر أأة حىت يف لبسها و أأن الغرب حيرتم املر أأة كيفام لبست‪ ،‬حس نا هذا ا ألمر ميكننا النظر فيه من‬ ‫أأبواب عدة‪ ،‬مهنا أأن الغربيني بعضهم حيرتم املر أأة كيفام لبست ألن ذكل يُؤخذ من منطلق احلرية يف اختيارهن‬ ‫واحرتام هذا االإختيار من طرفهم‪ ،‬وهذا من ريق الفكر‪ ،‬وحنن أأيضا حنرتم املر أأة يف مجيع أأشاكل ظهورها‪ ،‬بل‬ ‫اإن هذا ا ألمر مما هو واجب علينا؛ واالإسالم ال مينع التعامل مع غري احملجبة بل حيرتم امجليع‪ ،‬اإمنا املشلك‬ ‫احلقيقي هو يف بعض املسلمني ال يف االإسالم‪ ...‬أأما الباب الثاين فهو أأن الغرب معروف بش يوع العالقات‬ ‫‪19‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫خارج إاطار الزواج مما جيعل نس بة من اذلكور هناك سهيل التعامل مع اجلنس الخر دون حترش أأو احتاكك‬ ‫مبالغ فيه‪ ...‬والباب الثالث هو حاالت ا إالغتصاب الاكرثية اليت يغوص فهيا الغرب واليت ال يذكرها الكثري‬ ‫ويتكمت علهيا االإعالم حىت ال يفضح ضعفهم يف هذا اجلانب‪ ،‬ومك من مئات اإن مل نقل أالف امجلعيات اليت‬ ‫أسست هناك هبدف مناهضة االإغتصاب وحامية حضاايه‪...‬‬ ‫يف عاملنا العريب يبتدئ املشلك حقا من ا إالعالم اذلي عرض ويعرض أأفالما ومسلسالت ابلالف‪ ،‬ولك‬ ‫هاته املعروضات حتمل إاحياءات جنس ية بلك ا أللوان وا ألشاكل‪ ،‬هاته ا إالحياءات يصعب كثريا عىل ش باب‬ ‫ضاع الكثري من إامياهنم وثقهتم بذواهتم الصمود أأماهما فيخرجون للشارع لعسش بعض مما ر أأوا بشلك حمسوس‬ ‫وواقعي‪ ،‬هنا يكون التحرش حىت بصاحبات اللباس احملتشم مع ا ألسف ألن الشاب يكون يف حاةل هيجان‬ ‫حبرية كام يف اخلارج‪ .‬يف هاته احلاةل يسهل عىل‬ ‫كبري وعقل ضائع حتت ضغط الشهوة احليوانية غري املتاحة ّ‬ ‫الفتاة ا إالقتناع بأأن الشاب سستحرش هبا يف مجيع ا ألحوال و أأن لبسها احملتشم ال فائدة منه وال يشلك اإضافة‬ ‫لها من الناحية ا ألمنية وزرع بوادر االإحرتام يف نفوس من تلتقهيم يف الشارع‪ ،‬فتنصاع للموجة وتتبعها وتزنع‬ ‫لبسها كصحيباهتا لتخضع لرايح املوضة العاتية‪.‬‬ ‫انطالقا من هذا التحليل ميكن القول أأن املشلك انبىن عىل مرحلتني‪ ،‬مرحةل الضعف املعريف والضياع الفكري‬ ‫وغياب املبادئ وفقدان القدرة عىل ترتسب ا ألوليات والعمل عىل أأهداف كربى يف احلياة‪ ،‬تلهتا مرحةل الغزو‬ ‫ا إالعاليم وترس يخ فكرة أأن ا ألنىث يه للجنس واملتعة فقط‪ ،‬من خالل عرض ما يتبىن ذكل يف لك الربامج‬ ‫واملعروضات االإعالنية وا ألعامل (الفنية)‪ ،‬وترك املر أأة العاملة واملر أأة اجملهتدة واملر أأة املفكرة جانبا حىت ال هيمت‬ ‫ألمرها أأحد وال يعرفها أأحد‪...‬‬ ‫نتفق وابللكية أأن ا إالعتداء والتحرش اب ألنىث مرفوض حتت أأي ضغط ويف مجيع ا ألحوال‪ ،‬لكن لباس املر أأة‬ ‫احملتشم وجحاهبا حيفظ لها عفهتا و أأنوثهتا أأكرث من أأي لباس أخر وجيعلها رمزا للحشمة والوقار يف وسط غابة‬

‫‪21‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫اذلئاب وسوق املعروضات اللحمية‪ ،‬وجيعلها مطمئنة بسهنا وبني نفسها عىل ا ألقل‪ ،‬وغالية يف نظر أأحصاب‬ ‫العقول الكسسة الفطنة‪ ،‬بل وحىت العديد من أأحصاب العقول التاهئة حيرتمون املر أأة احملجبة ألهنا يف نظرمه‬ ‫حتتفظ بأأنوثهتا لنفسها عىل ا ألقل وحترتم ذاهتا‪ ،‬ويتعففون التحرش هبا وا إالقرتاب مهنا‪ ،‬أأما من عاممه هوامه‬ ‫فأأولئك يرون يف اللك حلوما للمتعة‪ ،‬حتركهم شهواهتم اكذلئاب املاكرة وال هيم ال أأدب وال عفة وال احرتام ‪.‬‬ ‫ولنكن واقعيني ومنطقيني يف رؤيتنا‪ ،‬املر أأة احملجبة بلباسها تقفل مجيع ا ألبواب أأمام الرجل وجتعهل يركز مع‬ ‫عقلها وقلهبا ويس متع إالهيا مبا حتمهل وتتبناه من أأفاكر‪ ،‬عكس املر أأة اليت تلبس كذا وتتجمل بكذا‪ ...‬جتعل الرجل‬ ‫مشتت الرتكزي‪ ،‬وبعض من عقهل منشغل بضبط نفسه أأمام نقاشها حىت ال يتوه ّمعا تقول مبا يرى‪ ،‬خصوصا‬ ‫و أأن للمر أأة ما لسس يف الرجل من امجلال‪ ،‬هذا امجلال اذلي أأس تغرب كيف جتعهل عديد النساء معروضا للجميع‬ ‫عند خروهجا وتقدمه يف أأمجل احللل و أأهباها لكن من تلتقيه أأو يراها رمغ غالوته‪...‬‬ ‫غالبية الشاابت يف احلديث معهن وتذاكر أأمر احلجاب يقلن أأن كثريا من احملجبات خيفني وراء جحاهبن كوارث‬ ‫أأخالقية‪ ،‬وكثري من غري احملجبات يتّصفن جبميل ا ألخالق والعفة وا ألدب‪ ...‬يف ر أأيي هذا ا ألمر ال هيم‪ ،‬ألن‬ ‫احلجاب لبس عبائدي وصيغة تعبدية بني ا ألنىث ورهبا‪ ،‬اإذا لبس ته س تلبسه لنفسها‪ ،‬ال هيم ماذا تفعل فالنة‬ ‫أأو ما تقوم به ا ألخرى مع جحاهبا أأو حبجاهبا‪ ،‬اإذا اكنت ا ألنىث عفيفة رشيفة ولبست جحاهبا س تجعل منه شعارا‬ ‫تعيل به هذا العفاف والرشف بني الناس ورمبا تكون قدوة لكثريات ممن هن حولها وحتركهن للبسه وتكسب‬ ‫أأجرهن أأيضا‪ ،‬أأما ربطه مبن تس تغللنه لبعض ا ألمور أأو تسرتن به أأخرى فذكل طعن مبارش يف بعده‬ ‫العبائدي وتقزمي هل وإالصاقه بسفاسف ا ألمور و أأتفهها‪...‬‬ ‫أأيضا ال تفوتين الفرصة حىت أأقول أأننا حيامن نقول أأن احلجاب فرض من هللا وجب عىل النساء ا إاللتام به‪،‬‬ ‫جيب أأن نقول أأيضا أأن الرجال مطالبون بغض البرص‪ ،‬سواء أأمام احملجبة أأو غري احملجبة‪ ،‬ألن من فرض‬ ‫احلجاب هو من أأمر بغض البرص‪...‬‬

‫‪21‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫كثرية هن النساء الاليئ يقولن أأن ا إالميان هو إاميان القلب و أأن احلجاب س يحني يوم يرتدينه فيه‪ ،‬لكن ما‬ ‫جيهلنه هو أأن ا إالميان تصديق ابلقلب وتطبيق ابجلوارح أأيضا‪ ،‬وما اطمأأن إاليه القلب يظهر عىل اجلوارح‪ ،‬و أأن‬ ‫العمر بيد اخلالق وال أأحد يضمن معرا طويال حىت حيقق فيه ما يؤجهل لك يوم و أأن التسويف من الش يطان‪...‬‬ ‫يف ا ألخري أأقول أأنه مك يصعب عىل النفس معرفة عدد من شغلهتم املر أأة عند خروهجا بلبسها امجليل‪ ،‬يف‬ ‫نظرها‪ ،‬عام مه فيه ابس تفزاز مشاعرمه طوال طريقها حىت عودهتا إاىل بسهتا‪....‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪22‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.5‬‬ ‫أنوثة مفربكة ومجال يُشرتى‬

‫‪23‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫منذ أأن وضع ا إالنسان قدميه عىل ا ألرض‪ ،‬برفقة زوجه‪ ،‬اكن التجمل والتين فهيام عادة وفطرة‪ ...‬وإاذا ما حتدثنا‬ ‫عن امجلال فاإن ا ألعني تتجه طبعا حنو ا ألنىث ألهنا رمزه وعالمته‪ ،‬وما أأكرث ما ُكتب ويُكتب عن امجلال أأاكن يف‬ ‫حق جاملها أأو أأنوثهتا من الغزل وادلالل شعرا ونرثا‪ ...‬جامل املر أأة – نتحدث عن الشلك – اختلف ابختالف‬ ‫الزمان واملاكن‪ ،‬ومعايريه ختتلف من رجل لرجل بسحب ما يراه وهيمت به ويعجبه ويثريه‪ ،‬هذا ما ميكن اإدخاهل‬ ‫يف خانة املعايري اخلاصة للجامل‪ ،‬أأما املعايري العامة اليت ميكن القول أأهنا ش به متعارف علهيا من طرف‬ ‫ا ألغلبية‪ ،‬اإن مل نقل امجليع‪ ،‬فقد تطورت بتطور تفاصيل احلياة من العصور القدمية إاىل العصور احلديثة‬ ‫واملعارصة؛ جامل املر أأة قدميا اكن بس يطا كبساطة احلياة‪ ،‬ال يتعدى شعرا طويال وعينني أأخاذتني وبعض‬ ‫التفاصيل البس يطة ا ألخرى‪ ،‬م ظهرت بعض ا إالضافات اليت تتين هبا املر أأة من كحل مبِ قرود وحناء للشعر‬ ‫وغريها من أأدوات التيني اليت ميكن القول عهنا أأهنا بدائية‪ ،‬وال زالت تقاوم وتس متر حىت يومنا هذا‪ ،‬وزاد‬ ‫ا ألمر تطورا بتطور العلوم وا إالخرتاعات وا إالكتشافات اليت عددت وسائل التجمل و أأدواته‪ ...‬أأما اليوم فقد‬ ‫صار التجميل علام مبدارس ومعاهد وختصصات‪ ،‬وصار مبصحات خاصة ومعليات جراحية‪ ،‬بل صار عاملا قامئا‬ ‫بذاته كام حيب أأن يسميه أأههل‪...‬‬ ‫كام يقولون‪ ،‬اإذا زاد اليشء عن حده انقلب اإىل ضده‪ ،‬وهذا ما ميكن اعتباره قد حدث يف مسأأةل صناعة‬ ‫جامل املر أأة وجتملها‪ ،‬ألن ا ألمر حتول من اهامتم ببعض النواقص والتعديالت البس يطة اإىل هوس ابمجلال‬ ‫والمتزي‪ ،‬حىت أأصبح ا ألمر مبتذال وتعدى نطاق املعقول واختلطت املعايري ومل تعد املر أأة تتين من أأجل الرجل‬ ‫أأو لنقل من أأجل لفت أأنظار الرجال واهامتهمم بل أأصبح ا ألمر حتداي بني النساء‪ ،‬ويف بعض ا ألحيان يصري‬ ‫التحدي بني املر أأة ونفسها‪ ،‬ويصري مهها هو شلكها ومظهرها فتتنازل عن عديد تفاصيل حياهتا وال هتمت بيشء‬ ‫أأكرث من معليات التجميل ومساحيق التجميل و أأدوات التجميل ولك ما ارتبط ابمجلال والتجميل‪ ،‬حىت اإن‬

‫‪24‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ا ألمر خيتلط عىل بعض الناس يف التفريق بني بعض النساء – خصوصا جنامت الغناء والمتثيل – الاليئ‬ ‫يصبحن شبهيات ببعضهن أكهنن "مصنوعات" بنفس الشلك (لن أأقول خملوقات ألن هللا تعاىل مزي لك‬ ‫خملوق خبلقة معينة وهن ّ‬ ‫يغريهنا بدرجات قد تصل اإىل املائة ابملائة) وخاضعات لنفس القالب التجمييل‪...‬‬ ‫واملصيبة يه أأن بعضا ممن مه حمسوبون عىل الرجال صاروا يهنجون نفس الهنج وخيضعون لعمليات التجميل‬ ‫ويس تعملون مساحيق التجميل يف تنازل صارخ عن كثري من مزيات الرجوةل‪ ،‬وال يسعنا القول سوى‪ :‬ال‬ ‫حول وال قوة اإال ابهلل‪.‬‬ ‫التجميل والتج ّمل جاءا هبدف اإضافة ملسة بس يطة من امجلال عىل كتةل امجلال وا ألنوثة اليت خلق هللا تعاىل‬ ‫هبا وعلهيا املر أأة (و أأ ّ‬ ‫سطر عىل لكمة املر أأة ألن ا ألمر تعداها وصار حياوط حىت الفتيات صغريات السن‬ ‫و أأصابهتن عدوى الصباغات الوهجية فمل تسمل براءهتن وطفولهتن من تكل ا ألش ياء مع اكمل ا ألىس وا ألسف)‬ ‫لسرت ما ميكن تسميته ابلنقائص والعيوب البس يطة يف الغالب‪ ،‬لكن حتولت املسأأةل كام قلت سابقا اإىل عناد‬ ‫وحتدي مع غفةل أأو تغافل عن خطورة تكل املساحيق املس تعمةل والعمليات اجلراحية اليت يكون يف غالهبا‬ ‫تكسري لبعض العظام وزراعة ملواد صناعية داخل اجلسم وتقطيع للجدل واللحوم ا ألعصاب وغريها من‬ ‫التغريات اليت ال ميكن أأن ال يكون لها تبعات عىل الصحة‪ ،‬عىل املس توى القريب أأو املتوسط أأو حىت‬ ‫البعيد‪ ...‬لك هاته املصاريف املادية والوقتية من أأجل احلصول عىل شلك معني وجسم بدرجة أأنوثة عالية‪،‬‬ ‫وهذا ما يعيدان اإىل احلديث عن مسأأةل تشسئي املر أأة وحتويلها اإىل جسم مغر مثري ملن يراه‪ ،‬وا ألصل أأن جامل‬ ‫املر أأة و أأنوثهتا يف قلهبا وطريقة تعاملها و أأخالقها‪ ،‬خصوصا يف حياهئا اذلي ميزيها‪ ،‬هذا ما حيمك جامل املر أأة يف‬ ‫عني غالبية الرجال وجيعلهم مييلون اإلهيا ألن هاته املعايري الروحية يه اليت ترفع درجات امجلال عندها‪ ،‬حىت‬ ‫وإان اكن جاملها انقصا عام ميكن أأن يرضهيا عن نفسها اإال أأن تقبلها لشلكها وما رزقها هللا واجهتادها يف تطوير‬ ‫ذاهتا وتمنية قدراهتا وإابداعها وإامياهنا مبواههبا جيعلها حمط اهامتم خرية الرجال‪ ،‬اذلين يعون متام الوعي أأن امجلال‬ ‫همام اكن عظامي ومثريا فهو اإىل زوال وال يدوم اإال جامل القلب وروعة الروح‪ ،‬و أأما من حبست نفسها يف‬ ‫‪25‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫دواليب التجميل ومصاريفه فلن جتد سوى من يداعهبا ليهنش محلها م يرتكها والواقع خري دليل عام أأقول؛‬ ‫حىت يف عامل الفن و أأههل‪ ،‬أأغلب من يسوقون أأعامهلم بأأشاكهلم و أأجسادمه يظلون دامئا عىل الهامش وال هيمت‬ ‫بفهنم البذيء سوى ذوي الكبت والنقص واحلاجة اجلنس ية‪ ،‬وعند فناء ذاك امجلال اذلي يكون يف الغالب‬ ‫مصنوعا يُرمون برفقة فهنم اإىل مزبةل التارخي والثقافة والفن (مع ا إالعتذار عن تكل اللكمة)‪.‬‬ ‫لك امر أأة تعاين من هوس امجلال‪ ،‬من جانبه السليب اذلي حتدثنا عنه منذ بداية اخلاطرة‪ ،‬فهيي تعاين حقا من‬ ‫اضطراب وعدم اس تقرار ألهنا مع هوسها هذا لن تنجح يف تطوير عالقاهتا اجملمتعية‪ ،‬بداية من الوادلين‬ ‫واالإخوة اإىل الزوج م ا ألبناء‪ ،‬مهها وشغلها واحض‪ ،‬ويأأخذ لك وقهتا وهجدها واهامتهما ومالها‪ ...‬حىت الزوج‬ ‫اذلي يتوج واحدة من هذا الصنف لن يشعر بأأنه متوج ألن زوجته من حميب روح امجلاعة‪ ،‬مبعىن أخر‬ ‫حتب اإطراء الناس وإاجعاهبم بشلكها وجسمها ووهجها‪ ،‬وابلتايل س تكون مبثابة زوجة للناس مجيعهم‪ ...‬وإاذا‬ ‫طلب مهنا زوهجا التوقف عن ذكل رمبا تضطر للتنازل عنه مقابل ا إالحتفاظ هبوسها؛ وحتدثنا عن ا ألبناء مع أأن‬ ‫ا إالحامتل الوارد هو أأن همووسة امجلال سرتفض أأمر الوالدة ألنه س يؤثر عىل رشاقهتا وشلكها‪ ،‬وإان حدث ذكل‬ ‫وودلت فلن جتهِد نفسها يف الرضاعة والسهر من أأجل أأبناهئا ألن ذكل س يفقدها مرونة جسدها وقوامه‬ ‫املمشوق‪...‬‬ ‫التجمل والتين ال بأأس به وفيه‪ ،‬والرجل حيب أأن يرى زوجته يف أأهبيى حللها ويطيب هل أأن يراها مجيةل‬ ‫فتنس يه تعب ادلنيا وضنكها‪ ،‬لكن هذا التجمل جيب أأن يبقى يف حدود املعقول و أأن يكون وس يةل فقط ال‬ ‫غاية يف ذاته‪ ،‬ألننا كام قلنا‪ ،‬جامل الروح هو امجلال احلقيقي وال جامل يعلوه‪ ،‬و أأيّام امر أأة اهمتت بشلكها من‬ ‫أأجل فرح زوهجا وراحته فذاك يزرع فهيا يه أأيضا الرضا والراحة ألهنا ترى نفسها قادرة عىل اإرضاء زوهجا‬ ‫فتحصنه عام ميكن أأن ياليق يف طريقه‪ ،‬وتعفّف نفسه عن لك حرام‪...‬‬ ‫وملئ عينيه مبا لها من امجلال‪ّ ،‬‬

‫‪26‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫يف نظري ومن منظوري اخلاص‪ ،‬تكل ا ألموال اليت ترصفها املر أأة عىل جامل حتمل أأن يكون مثاليا ولن يكون‬ ‫كذكل ألن ال يشء خيلو من النقائص‪ ،‬ميكن أأن ترصف بعضهم مع زوهجا لذلهاب يف رحةل اإىل موطن من‬ ‫مواطن جامل خملوقات امجليل س بحانه فميتعون نظرمه وقلوهبم ويزكيان جامل عالقهتام ويس متتعان ابالإبداعات‬ ‫الرابنية امجليةل‪ ،‬أأما مسأأةل الهوس مفا يه اإال مرض وداء يصسب النفس فيضلها عن امجلال احلق وماكمنه‪...‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪27‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.6‬‬ ‫ملاذا تدعوننا بناقصات‬ ‫العقل والدين؟‬

‫‪28‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ورد يف الصحيحني من حديث أأيب سعيد اخلدري ريض هللا عنه قال‪ :‬خرج رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‬ ‫يف أأحضى أأو فطر اإىل املصىل‪َّ ،‬مفر عىل النساء فقال‪ ” :‬اي معرش النساء تصدقن فاإين ر أأيتكن أأكرث أأهل النار‪.‬‬ ‫فقلن ‪ :‬ومب اي رسول هللا؟‬ ‫قال‪ :‬تكرثن اللعن وتكفرن العشري ‪ .‬ما ر أأيت من انقصات عقل ودين أأذهب للب الرجل احلازم من اإحداكن‪.‬‬ ‫قلن‪ :‬وما نقصان ديننا وعقلنا اي رسول هللا؟ قال‪ :‬أألسس شهادة املر أأة مثل نصف شهادة الرجل‪.‬‬ ‫قلن‪ :‬بىل‪ .‬قال‪ :‬فذكل من نقصان عقلها‪ .‬أألسس اإذا حاضت مل تصل ومل تصم؟‬ ‫قلن‪ :‬بىل‪ .‬قال‪:‬فذكل من نقصان ديهنا”‪.‬‬ ‫هذا احلديث يُؤخذ كثريا مأأخذا خاطئا ومغلوطا‪ ،‬خصوصا من أأولئك اذلي يريدون التشكيك يف ادلين‬ ‫والطعن يف الرساةل احملمدية‪ ...‬بل وجتد حىت من بني املسلامت "احلقوقيات" من يشككن يف هذا احلديث‬ ‫ويردن حسبه من السرية وكتب ا ألحاديث‪ ،‬لك هذا ألن الثقافة اللغوية دلى أأولئك املشككني ضعيفة‪ ،‬وفهم‬ ‫الفلسفة النبوية يف ا ألقوال وا ألفعال غائب عن عقوهلم ألهنا حمدودة‪ ...‬تكذيب احلديث والطعن فيه غري‬ ‫منطقي لعدة أأس باب مهنا‪:‬‬ ‫ أأن الرسول صىل هللا عليه وأهل وسمل اإن اكن حقا يدعي ما هو عليه ويقول الكما من نفسه ويبتدع‬‫ادلين من عقهل (وحاشاه ذكل) ال ميكن أأن يقول الكما جيعل الناس تنفر منه وترتدد يف ا إالميان به‬ ‫وتصديقه؛‬

‫‪29‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ أأن من مسعن القول مل يعرتضن عليه وفهمنه جيدا واس توعنب ما فيه من احلقيقة والصدق‪ ،‬ولو اكن‬‫فيه يشء لتحدثت عىل ا ألقل واحدة مهنن بعدم اقتناعها بقول احلبسب عليه الصالة والسالم‪ ،‬سواء‬ ‫يف نفس اجللسة أأو بعدها؛‬ ‫ أأنه عىل مدار قرون مل يك ّذب أأحد هذا احلديث أأو يس تعمهل يف الطعن يف ا إالسالم وادعاء ضعف‬‫الرساةل احملمدية‪ ،‬حىت املرتدين والاكفرين ابدلعوة مل يفعلوا ذكل‪ ،‬مع العمل أأن غالبسهتم اكنوا عىل عمل‬ ‫خببااي اللغة وملمني هبا وفامهني ألبعاد ا ألقوال وما فهيا أأكرث ممن مه يف هذا الزمن؛‬ ‫ أأن غالبية الناس اليوم‪ ،‬خصوصا الرجال‪ ،‬يأأخذون من احلديث الطويل أأعاله أأربع لكامت "النساء‬‫انقصات عقل ودين" ويس تعملوهنا الس تفزاز مشاعر النساء وإاغضاهبن وإااثرهتن وجترحيهن وس هبّ ن‪،‬‬ ‫ويف الغالب ينجحون يف ذكل وجيعلوهن متعصبات وقد يصل هبن احلال اإىل انتقاد الرسول صىل‬ ‫طعن يف احلديث‪ ...‬وهنا‬ ‫هللا عليه وأهل وسمل والطعن يف ادلين؛ م تأأيت بعض ممن يظهرن اإعالميا فت ّ‬ ‫نقع يف التحريف املهكل‪ ،‬حتريف للشلك واملضمون والعاقبة وخمية بعد هذا الفعل‪ ،‬يف ادلنيا وا ألخرة؛‬ ‫االإسالم جاء فوجد املر أأة يف أأسوء حاالهتا ا إالجامتعية‪ ،‬اإماء وجواري وو أأد ولك أأنواع التحقري والتنقيص اذلي‬ ‫ال يتصوره عقل‪ ،‬حفررها من لك ما اكنت فيه وعليه وجعلها عزيزة يف لك يشء‪ ،‬حفظ لها حقوقها وضن لها‬ ‫احلياة الكرمية يف بست أأبهيا م يف بست زوهجا ويف معلها ولك حالها‪ ...‬والتارخي ا إالساليم ميلء بأأسامء جعلت‬ ‫لنفسها املاكنة السامية العزيزة بفضل ا إالجهتاد واذلاكء والعمل يف جو حيفظ لها لك ما حتتاجه حىت تصل اىل‬ ‫تكل ادلرجات‪ ...‬ونعود اإىل احلديث أأعاله‪ ،‬بعدما اطلعت عىل كثري من التفاسري الواردة يف الباب والتعمق‬ ‫فهيا وحماوةل مناقشة بعضها ببعض ميكنين القول أأن‪:‬‬ ‫ املر أأة انقصة عقل ألهنا ذات عاطفة‪ ،‬وكام جاء اذلكر سابقا فاإن هللا عز وجل جعل للرجل زوجا‬‫حتمي قلبه وحتتويه حبناهنا ورمحهتا وشفقهتا عليه‪ ...‬هذا ال ينقص من ذاكهئا وفطنهتا ورجاحة عقلها‪،‬‬ ‫لكن مشاعرها تغلب علهيا دامئا وتزداد هاته العاطفة بعد الوالدة فيصبح حناهنا وعطفها أأكرب و أأعظم‬ ‫‪31‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫مبا تفعهل من أأجل وليدها‪ ،‬وهذا ما ال يفعهل الرجل (اإال يف حاالت جد اندرة جدا ال ميكننا ا إالعامتد‬ ‫علهيا يف احلديث وحنن نتذاكر ا ألصول واحلياة الطبيعية العامة) وال يس تطيع حتمهل‪ ...‬يف هذه احلاةل ال‬ ‫ميكن ا إالعامتد عىل عقل املر أأة يف مسائل تتعلق بقرارات عظمية مكسائل القضاء مثال أأو القيادة‬ ‫والرئاسة‪ ،‬ألن حساابت كثرية س تؤثر عىل اختاذها القرار الأكرث صوااب‪ ...‬وحىت يف الشهادة كام ورد‬ ‫يف احلديث‪ ،‬شهادة الرجل تعدل شهادة امر أأتني‪ ،‬والسبب هو انشغاالت املر أأة اذلهنية بأأمور الوالدة‬ ‫وا ألبناء والزوج وغريها من املشاغل اليت ميكن أأن جتعلها تنىس‪ ...‬وهنا نعود للحديث عن التاكمل‬ ‫بني اجلنسني و أأن للك جنس أأدوارا عظمية منوطة به جيب أأن يقوم هبا من أأجل النجاح العام‬ ‫للجميع‪ ...‬أأمجل ما يف املر أأة ضعفها (طبعا ال نتحدث عن الضعف الفكري العقيل)‪ ،‬ضعف يرتبط‬ ‫ابلقوامة ألهنا الاكئن ا ألرمح وا ألحن اذلي ال يليق به متريغ يديه يف أأش ياء ميكن أأن تؤثر عىل أأنوثته‬ ‫وتضيع أأصهل وماهيته‪...‬‬ ‫ املر أأة انقصة دين ألهنا يف فرتات شهرية تتوقف عن الصالة والصوم لعذرها املعروف‪ ،‬وهذا من رمحة‬‫ا إالسالم هبا‪ ،‬اإذ جعل لها راحة مما يفرضه علينا من عبادات ألن املر أأة يف فرتة احليض يكون جسمها‬ ‫جد حساس‪ ،‬سهل االإذاية وقليل التحمل‪ ،‬ويف هذا دعوة للك النساء حىت يرحن أأنفسهن يف تكل‬ ‫الفرتة‪ ،‬وعىل الرجل اتقاء تعب املر أأة وإاهجادها ابلطلبات وا ألوامر يف تكل ا ألايم حىت حيفظها من لك‬ ‫سوء‪ ،‬اإن اكن عىل املس توى القريب أأو البعيد‪ ...‬كام أأن ا إالسالم أأعفاها من أأداء الصلوات امخلس‬ ‫وصالة امجلعة يف املسجد حىت حيمهيا من لك سوء ميكن أأن يلحق هبا أأو يشلك عىل حصهتا خطرا‪...‬‬ ‫لطاملا اكن ا إالسالم رحامي ابملر أأة وحفظ لها حقوقها وماكنهتا جيدا‪ ،‬وفكر يف لك تفاصيل راحهتا وضامن لك ما‬ ‫حيفظ كياهنا وجاملها‪ ،‬وكام ر أأينا ففي مسأأةل العقل وادلين رمحة هبا‪ ،‬يف العقل رمحة بأأنوثهتا وكينونهتا و أأصلها حىت‬ ‫ال تلوثه أأش ياء بعيدة عن حلمها وعاطفهتا؛ حىت يف مسأأةل الشهادة جعل لها امر أأة اخرى معها مقابل رجل‬ ‫واحد حىت ال يلكّف علهيا ما ال تطيقه ويرمح هشاشة قلهبا اذلي يغلب عىل عقلها فيجعلها ذكل تنىس أأو‬ ‫‪31‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫تفقد بعض التفاصيل؛ ويف ادلين رمحة بصحهتا وبدهنا من ا إالعياء و ا إالرهاق اذلي ميكن أأن يصيهبا جراء‬ ‫الصالة أأو الصوم (دون احلديث طبعا عن جناسة ادلم اذلي خيرج مهنا واذلي تس تحيي املر أأة أأن تقابل رهبا‬ ‫به)‪.‬‬ ‫للك من يسب املر أأة ويدعوها بصاحبة نصف عقل وابلضلع ا ألعوج نصيحة مين أأن جيعل بني عينيه أأنه مل‬ ‫يكن ليكون بلك تكل الصحة والعقل "الاكمل" لوال تكل اليت يسب‪...‬‬ ‫✿✿✿✿✿‬

‫‪32‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.7‬‬ ‫احلب األول‪ :‬األم‬

‫‪33‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫رصاحة‪ ،‬حرت كثريا يف الطريقة اليت ميكن أأن أأبد أأ هبا هذا املوضوع‪ ،‬أأو ماذا سأأقول وكيف سأأس تطيع الكتابة‬ ‫بشلك يويف حق صاحبة النبضة‪ ...‬حيامن نقول ا ألم أأول ما يتبادر اإىل ذهننا هو احلنان اخلرايف اذلي يصدر‬ ‫مهنا‪ ،‬واحلب اجلنوين اذلي هتبه ألبناهئا؛ يه اليت هتب لك ما فهيا ولها لفذلات أأكبادها و أأحباء قلهبا دون أأن‬ ‫تس تغرق يف التفكري أأو ترتدد يف الفعل‪ ،‬بل رمبا دون أأن تفكر يف نفسها وما ميكن أأن ينقصها أأو يرضها‪ ...‬يه‬ ‫اليت تعشق ا ألبناء وتش هتيي وجودمه يف حياهتا رمغ أأهنم حتدي عظمي ومسؤولية كبرية وترافقهم املعاانة منذ‬ ‫اس تقرار نطفهتم يف رمحها‪ ،‬يه اليت حتملهم يف أأحشاهئا لشهور طويةل فتغذهيم سواء أألكت أأم جاعت‪ ،‬اإذا‬ ‫أألكت رشكوا معها طعاهما يف بطهنا‪ ،‬وإاذا جاعت اس هتلكوا ما هو خمزون يف داخلها من أأمالح وسكرايت؛‬ ‫يه اليت ال تنام يف محلها اإال ساعات قليالت وال تراتح فامي تنامه حرصا عىل ما يف بطهنا‪ ،‬يه اليت تضحي‬ ‫برشاقهتا وجامل شلكها وخفهتا من أأجل أأحباب لها عىل أأعتاب ادلنيا‪ ،‬يه اليت تتقطع أأملا يف الشهر التاسع‪،‬‬ ‫من مغص اإىل مغص اس تعدادا للوالدة‪ ،‬يه اليت تدل وا ألمل ميزقها متزيقا وال أأمل يف ادلنيا يتعدى أأمل الوالدة‬ ‫سوى احرتاق احلي حىت ميوت؛ يه اليت تصرب عىل الرصاخ املس متر واملتكرر يف لك وقت وحني لطفلها‬ ‫وتسهر ليالهيا ترعاه وتسكته بلك الوسائل اللطيفة امللىئ ابحلنّية والعطف مهنا‪ ،‬يه اليت ترضع لس نتني‬ ‫اكملتني‪ ،‬فتضحي بصحهتا وشلكها ويتساقط شعرها ويضعف عظمها ويزداد وزهنا وال هيمها يف ذكل يشء‬ ‫سوى اكتفاء وراحة ابهنا‪ ،‬يه اليت تبذل لك ما متكل من أأجل توفري حاجيات ابهنا وحىت كاملياته وال تطلب‬ ‫من زوهجا لنفسها طلبات بقدر ما تطلب من أأجل صغريها؛ حيامن يش تد عظمه يه اليت تسرت لك أأخطائه‬ ‫عن أأبيه وتكمت لك فعل قبيح قام به خوفا عليه من العتاب والس باب والرضب‪ ،‬وإان حصل ذكل تكون يه‬ ‫احملامية و املدافعة عن ابهنا‪ ،‬يه اليت ال يغفى لها جفن وال هيد أأ لها ابل حىت يدخل ابهنا ليال أأو حىت مساء‬ ‫وتطمنئ عىل حاهل وترى الراحة يف عينيه وا إالبتسامة تعلو وهجه فتحي عهنا جبال اخلوف والفزع واهلم وتبدلها‬

‫‪34‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫جببال من السكينة والطمأأنسنة‪ ...‬يه اليت تفعل لك يشء مجيل وحتب بصدق وجتسد الرمحة والود واملودة يف‬ ‫تعاملها أأكرث من غريها وا ألمجل هو أأهنا ال ترجو مقابل ذكل شسئا‪...‬‬ ‫ا ألم يه املنشأأ ا ألول للمجمتعات‪ ،‬فهيي الزوجة اليت اختارها الرجل لتكون حامةل رسه وترعى بسته وملكه‪،‬‬ ‫ويه املهد اذلي يصنع الرجال والنساء القادرين عىل صنع دجد ا ألمم وبناء رصوح متينة أأساسها ا إالبداع‬ ‫وا إالجهتاد وا ألخالق‪ ...‬وإاذا اكن الناس يقولون أأن املر أأة يه نصف اجملمتع فهيي بعد اإجناهبا تكون صانعة‬ ‫للنصف الخر‪ ،‬وابلتايل تكون يه اجملمتع لكه‪ ،‬أأساسه و أأ ّسه ِ‬ ‫ومنشئته وابنية أأمعدته القوية الصامدة الثابتة‪.‬‬ ‫لك هذا و أأكرث بأأضعاف أأضعاف ما ورد أأعاله‪ ،‬ولك ما كتب الكتّاب و أأبدع املبدعون يف حق ا ألم‪ ،‬وقبل‬ ‫ذكل وصية الرمحن س بحانه وحبيبه صىل هللا عليه وأهل وسمل‪ ،‬لك هاته ا ألمور اليت حاولت بلك التعبريات‬ ‫والكتاابت أأن تويف ا ألم حقها وتبني ماكنهتا وعظمهتا وجالل وجامل ما تفعهل وتدافع عهنا‪ ،‬نرى اليوم ما يذهل‬ ‫القلب وحيري العقل ويؤذي النفس‪ ...‬أأبناء يطردون أأهماهتم‪ ،‬يف الغالب بعد وفاة ا ألب‪ ،‬ويعتربوهنا محال وعبئا‬ ‫كثري الطلبات وعرقةل كبرية يف مشوار حياهتم خصوصا مع أأرسمه الصغرية‪ ...‬زوجات حيرضن أأزواهجن من‬ ‫أأجل التخلص من أأهماهتم وإاخراهجن من بيوهتم‪ ،‬ووهجة الطرد واالإجالء اليوم جاهزة‪ ،‬يه دار املس نني‪ ،‬هاته‬ ‫البناية ادلخيةل عىل ثقافتنا و أأيديولوجيتنا؛ اكنت يف البداية حال هيدف أأحصابه اإىل اإيواء الش يوخ الضالني‬ ‫بدون مأأوى فيوفرون هلم ماكان يرمحهم من قساوة الشارع ويقدم هلم أأبسط احلقوق من مسكن وملبس‬ ‫ومأألك‪ ،‬واليوم أأصبحت وهجة ووس يةل للتخلص من ا ألبوين‪ ،‬وخصوصا ا ألم املسكينة اليت قاربت تضحياهتا‬ ‫املس تحيل لتصنع "رجال" تأأيت زوجة حترضه‪ ،‬رمبا بضغط ممارس علهيا أأيضا من عائلهتا أأو بعض صوحيباهتا‪،‬‬ ‫فتأأخذه مهنا وجتعهل يريم هبا يف دور العجزة‪ ،‬و أكهنا بدون أأهل وال مأأوى؛ وابلتايل تذهب لك تكل‬ ‫التضحيات والتنازالت أأدراج الرحي‪ ...‬تكل الزوجة اليت تكون سببا يف جعل "أأهما الثانية" نزيةل ورمقا بني‬ ‫أأرقام أأخرى يف دار مس نني تنىس أأهنا أأيضا س تصبح يوما ما أأ ّما وس يكون لها أأبناء س يكربون‪ ،‬وستشسب‬

‫‪35‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫يه أأيضا ورمبا يرمهيا أأبناؤها رمية أأقىس و أأشد من الرمية اليت اكنت يه سببا فهيا فتذوق من نفس أكس‬ ‫املرارة والقسوة‪...‬‬ ‫طبعا لسست الزوجة يه السبب الوحيد اذلي جيعل ا ألزواج يتخلون عن أأهماهتم بقلب ميت‪ ،‬هناك أأس باب‬ ‫عديدة ميكن أأن يكون أأحدها هو الطمع يف ا إالرث اذلي تركه ا ألب؛ طمع يغىش القلب حىت ميسح حب ا ألم منه‬ ‫فال يرى ا ألبناء سبيال سوى التخيل عن أأهمم حىت حيظوا بنصيهبا أأيضا يف الرتكة وال تشلك عائقا هلم يف طريق ما‬ ‫يفعلون‪ ...‬ومن ا ألس باب القوية أأيضا واليت يغفل عهنا الكثري من الناس؛ سبب غري مبارش ميكن اعتباره ا ألول يف‬ ‫يومنا هذا‪ ،‬فامي يتعلق بكوارث العقوق املنترشة‪ ،‬هو كيفية تعامل ا ألبوين مع أأبناهئام وطريقة تربسهتام هلم؛ اإذا ّاطلعت‬ ‫عىل كتايب السابق س تجد أأنين حتدثت عن تأأثري معل الزوجني معا عىل البنية العاطفية والرتبوية والعقلية ألطفاهلم‪...‬‬ ‫يف الغالب حيامن يعمل ا ألبوين معا يُرتك ا ألطفال دلى العائةل أأو عند اجلريان‪ ،‬أأو رمبا يف احلضانة‪ ...‬ول ألسف حيدث‬ ‫ذكل منذ سن ا ألطفال الصغرية اليت حيتاجون فهيا اإىل وادلهيم أأكرث من أأي وقت أخر‪ ،‬مما خيلق هوة كبرية بني‬ ‫ا ألبوين وا ألبناء وتتسع هذه الهوة مع مرور ا ألايم م ا ألشهر والس نوات ويصبح قلب الطفل ابردا عاطفيا جتاه‬ ‫وادليه‪ ،‬ال جتمعه هبام سوى عالقة مادية وحاةل مدنية ولكميت "اباب وماما" الشسئان الوحيدان الذلان تعلموهام يف‬ ‫الصغر من وادلهيام‪ ...‬حني يُقدَّ ر ل إالبن الزواج ميكن أأن ينتج عام عاشه يف صغر س نه سوء تعامل مع زوجته فال‬ ‫يس تطيع أأن مينحها بعض احلب والود ألنه حرهمام منذ الصغر ومل يشعر بقوهتام وتأأثريهام‪ ،‬وخصوصا بدفء حضن‬ ‫ا ألم اذلي يريب يف الصغري حب ا ألنىث والرمحة هبا؛ أأضف اإىل ذكل إاهامهل لوادليه وعدم رعايهتام وا إالهامتم ألمرهام‬ ‫ورمبا حىت السؤال فهيام‪ ،‬ويصري املبد أأ حينئذ هو‪ :‬ختليمت عين حيامن كنت أأحتاجمك صغريا‪ ،‬والن سأأختىل عنمك حيامن‬ ‫احتجمتوين و أأنمت كبارا‪ ...‬ل ألسف هاته املسأأةل هممة جدا وخطرية جدا وال ميكن أأن ينجى مهنا اإال من أأخذ هللا بيدمه‬ ‫وحفر حب وادليه يف قلبه واس تطاع أأن يريب نفسه بنفسه عىل حب وادليه وا إالحتفاظ مبا ُزرع يف قلبه من حب‬ ‫وود ورمحة وهو يف بطن أأمه رمغ االإهامل اذلي القاه يف الصغر وقةل االإهامتم والرعاية‪ ...‬يشء اإضايف أخر‪ ،‬هناك‬ ‫كثري من ا ألهمات ممن ال يقبلن اإرضاع أأبناهئن خوفا عىل رشاقهتن وضياع جامل هيأأهتن‪ ،‬مع هجل‪ ،‬أأو جتاهل‪ ،‬كبري‬ ‫مبسأأةل أأن الرضاعة تزرع رابطا عظامي وكبريا بني ا ألم وابهنا وتتقوى تكل الرصة‪ ،‬اإذ ال مترر ا ألم البهنا احلليب فقط‪،‬‬ ‫‪36‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫بل مترر هل حهبا لها وثقافة حتملها وذاكء تمتزي به وعاطفة عظمية حتملها يف قلهبا‪ ،‬لك هذا خيرسه ا إالبن خبسارة ثدي‬ ‫أأمه بسبب أأاننسهتا وحرصها عىل نفسها أأكرث من ابهنا‪ ،‬وابلتايل تضيع متانة عالقة ا ألم اببهنا والنتيجة يه سوء رابط‬ ‫بسهنام بعد مرور الس نني واش تداد العظم‪...‬‬ ‫ما حنكيه ونتحدث عنه هو واقعنا ل ألسف‪ ،‬واقع يسوء يوما بعد يوم‪ ،‬وال نرى أأن يس متر احلال كام هو بل نأأمل‬ ‫أأن يتحسن‪ ،‬وما حتس نه يكون اإال مبراجعة ا ألفعال وا ألقوال وإاعادة تصحيح رؤيتنا ومنظوران وعدم ا إالرتباط‬ ‫ابملادايت‪ ،‬سواء أأاكنت شالك مجيال أأو أأموالا كثرية‪ ،‬ألن لك ذكل يبىل مع بالء ا ألايم وانقضاهئا‪ ،‬وال يدوم اإال‬ ‫الفعل امجليل واخللق العظمي وا ألدب الرفيع والترصف احلسن‪ ...‬و أأخمت هذا املوضوع بذكر قصة غريبة ومجيةل تتعلق‬ ‫اب ألم‪...‬‬ ‫يُقال أأن أأغرب احملاكامت اليت جرت يف اململكة العربية السعودية اكنت بني أأخوين‪ ،‬وموضوع ادلعوة اكن هو كفاةل‬ ‫ا ألم ورعايهتا؛ ابلطبع حني يسمع املرء مثل هاته القضااي س يظن أأن ا ألخوين رفعا ادلعوة حىت يتخلص لك مهنام من‬ ‫أأمه ويريم هبا اإىل الخر‪ ،‬هذا ألننا أألفنا أأن نسمع مثل هاته الوقائع يف حمامكنا‪ ،‬لكن يف احلقيقة‪ ،‬العكس هو ما‬ ‫وقع‪ ،‬تقدم لك أأخ ابدلعوة القضائية ضد أأخيه حىت حيظى برشف رعاية وكفاةل أمه يف بسته واس تقبالها يف داره‬ ‫اكمللكة؛ وهذا وقع بعد اختالفهام يف نقاشهام حول من يتبىن ا ألم بعد وفاة ا ألب‪ ،‬فلجأ اىل القضاء ّعهل يفصل بسهنام؛‬ ‫حىت ا ألم حيامن سأأالها أأي ابنهيا ختتار‪ ،‬رفضت أأن ختتار ألهنا ربت فكفّت وعدلت وجنحت يف صناعة رجلني‬ ‫يتنافسان من أأجل بر أأهمام ويعمالن اجلهد اجلهيد من أأجل احليض هبذا الرشف العظمي والكرم اجلزيل؛ ال ميكهنا أأن‬ ‫ختتار بسهنام ألهنا تعبت يف تربسهتام معا وسهرت عىل خدمهتام حبب وصدق دون تفضيل أأو تفاضل‪ ،‬مفا أأمجلها من‬ ‫صناعة‪ ،‬صناعة الرجال‪...‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪37‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.8‬‬ ‫حب الرفقة‪ :‬األخت‬

‫‪38‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫بعدما حتدثنا عن الرفيقة ا ألوىل واحلب ا ألول‪ ،‬تعالوا ننتقل اإىل حب أخر‪ ،‬حب افتقدانه يف هاته ا ألايم وندُ ر‬ ‫بشلك جيعكل جتزم أأنه ما اكن قبال‪ ...‬هو حب ا ألخت ورفقة ا ألخت‪...‬‬ ‫خوة الصادقة النقية اليت ال‬ ‫خوة‪ ،‬ا أل ّ‬ ‫ل ألسف‪ ،‬قلّام جتد العالقة بني ا ألخوة طيبة ومحيدة‪ ،‬عالقة حتمكها ا أل ّ‬ ‫تشوهبا شائبة‪ ،‬حىت ا ألخوة أأصبحت مبنية عىل ا ألرابح واملصاحل وا إالس تغالل املادي‪ ...‬هذا بني ا ألخ‬ ‫رض‪ ،‬أأخ يلعب دور ا ألب الثاين عىل أأخته‪ ،‬ال هيمه يشء‬ ‫و أأخيه‪ ،‬أأما بني ا ألخت و أأخهيا فاملسأأةل أأمعق وأأ ّ‬ ‫سوى أأن يأأمرها بطلباته وما يش هتيه‪ ،‬حىت وإان اكنت أأكرب منه‪ ،‬فذكورته جتعهل يصدق قوته وصالبته‬ ‫فاميرسهام علهيا‪ ،‬وال يكتفي بذكل‪ ،‬بل يهنرها يف ادلاخل واخلارج ويتتبع خطاها‪ ،‬هذا اإن مل يكن مأأمورا من‬ ‫وادليه بفعل ذكل‪ ،‬فتكون ابلنس بة هل فريسة يغمن مهنا ما يشاء وقامت شاء ويركب عىل ظهرها حىت حيصل عىل‬ ‫اهامتم أأكرث من وادليه‪ ...‬أأما ا ألخت‪ ،‬مفقابل لك ا إالضطهاد املامرس علهيا ال ترى فرصة الإخراج مكبواتهتا‬ ‫سوى شكوى لك زةل من زالت أأخهيا لوادلهيا ع ّل ذكل يشفع لها عندهام فريحامهنا قليال‪ ...‬خالصة القول‪،‬‬ ‫يبقى ا ألمر رصاعا يف غالب ا ألرس؛ أأان طرحت مثاال فقط ملا يروج معوما‪ ،‬ولك أأرسة ميكن أأن حتىض ببعض‬ ‫من ذكل أأو رمبا أأكرث حبسب الظروف احلياتية وتربية الابء وعوامل أأخرى ميكن أأن تتدخل وتتداخل‪...‬‬ ‫أأس تغرب حقا من هذا احلال اذلي ال ميثل اإال رصاعات تتلو بعضها‪ ،‬و أكننا يف الغاب أأو أأعىت حاال‪ ،‬نرى من‬ ‫فينا القوي حىت يلهتم الضعيف و ّ‬ ‫ينقض عليه يف حلظة غفةل منه‪ ،‬هل حقا هكذا جيب معامةل ا ألخت؟‬ ‫ا ألخت اليت محلت مه موىس عليه السالم مع أأهما وبذلت أأكرث مما يسعها حىت جتد أأخاها وتبتكر احليةل حىت‬ ‫ترجعه اإىل أأ ّمهام يك تقر عيهنا‪ ،‬ولوال عظمة ماكنهتا وقوة تفاعلها وفعلها ومجيل صنيعها ملا رشفها هللا تعاىل‬ ‫ّ‬ ‫وخدلها ابذلكر يف اذلكر‪...‬‬

‫‪39‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫حىك يل أأحد أأصدقايئ أأنه اكن يس تغرب دامئا من حال رفيقني – شاب وشابة – يف اللكية‪ ،‬ال يفرتقان من‬ ‫الصباح اإىل املساء‪ ،‬ل‬ ‫لك يدرس يف فصهل م يلتقيان يف أأوقات الفراغ وا إالسرتاحة؛ خيرجان مساء من اللكية‬ ‫فريكبان احلافةل معا اإىل أخر حمطة حيث يسكنان فيزنالن معا‪ ،‬اليوم تلو اليوم والشهر تلو الشهر‪ ،‬ومل‬ ‫يصادف يوما أأن ر أأى أأحد الطرفني مع غري الطرف الخر‪ ...‬وذات يوم ابلصدفة‪ ،‬وال صدفة يف أأمران فاللك‬ ‫مقدر ومعلوم عند ربنا‪ ،‬رأهام مساء يدخالن نفس البست فاكتشف أأهنام أأخوان‪ ،‬أأخ و أأخت‪ ،‬جعال من‬ ‫بعضهام الرفقة والصحبة ومل خيتارا غري بعضهام بديال‪ ...‬أأخوة حقيقة صادقة تعدت حدود البست لتظهر معاملها‬ ‫حىت يف اللكية والشارع واحلافةل ولك ماكن‪ ،‬هذه يه ا ألخوة املبحوث عهنا واملفقودة منذ زمن‪ ،‬أأخوة اكتفاء‪،‬‬ ‫تكفي الشاب وحتصنه من النظر اإىل أأية فتاة ومراودهتا ورمبا الوقوع فامي هو حمظور من ا ألمور غري املقبوةل‬ ‫أأخالقيا واجامتعيا‪ ،‬وتُ قغين الفتاة وتش بع نقصها فال يلتفت نظرها اإىل غري أأخهيا وتلهتيي مبا هو اتفه عام هو جاد‬ ‫وغين وهمم‪ ،‬دراس هتا وحتصيلها ومس تقبلها‪ ...‬أأخ و أأخت‪ ،‬صديقني حقيقني يصعب‪ ،‬ورمبا يس تحيل‪ ،‬أأن‬ ‫حتصل بسهنام خيانة طاملا أأهنام نشأ أأمام عيين بعضهام ويعرفان بعضهام رمبا أأكرث حىت من وادلهيام‪ ...‬ا ألخ هو أأكرب‬ ‫الطرفني‪ ،‬هو أأب اثن ألخته‪ ،‬لسس بنفس الشلك اذلي حتدثنا عنه يف البداية‪ ،‬بل أأب من نفس جيل أأخته‬ ‫فهيب ملساعدهتا حبسن نية ويفك‬ ‫س يفهم وضعها ونقائصها أأكرث من غريه‪ ،‬وميكن أأن تبوح برسها هل بلك أأرحيية ّ‬ ‫ضيقهتا وصعب أأمرها دون هتويل أأو شك فهيا ويف حقيقة ما حكت من كربهتا ألهنا جلأأت حبب وصدق‬ ‫وتنتظر اس تجابة بنفس معايري اللجوء أأو أأوىف‪ ...‬وا ألخت بدورها تكون يه دليل أأخهيا ومستشارته يف لك‬ ‫نواقصه وحاجاته‪ ،‬متده مبا تعرف وتكفيه ما جيهل وحتتويه أأيضا بتبين أأالمه و أأحزانه‪ ...‬يفرحان معا وحيزانن معا‬ ‫ويتشاراك لك يشء يف احلياة‪ ،‬من الوادلين العظميني الذلان اس تطاعا النجاح يف خلق عالقة أأخوية متينة جدا‬ ‫بني ابنهيام‪ ،‬اإىل لك ا ألمور ادلنيوية وحىت ا ألخروية‪...‬‬ ‫حىت يف احلاالت اليت تكون ا ألخت يه الأكرب س نا بني ا إالخوة فهيي بذكل تكون أأما اثنية ميكن أأن تتدخل‬ ‫يف بعض أأمور اإخوهتا بطريقة أأفضل من أأهما‪ ،‬ألهنا من نفس اجليل و أأقرب مهنا ابلس نني هلم‪ ،‬وا ألبناء‬ ‫‪41‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫س يكونون مع أأخهتم أأقل جخال مما ميكن أأن يكونوا عليه أأمام وادلهتم‪ ...‬هذه املسأأةل جيب أأن يأأخذها الابء‬ ‫بعني ا إالعتبار‪ ،‬خصوصا ا ألم‪ ،‬جيب أأن ترشك ابنهتا الكربى معها يف التدبري والتس يري والتعامل مع اإخوهتا‪ ،‬مع‬ ‫ا إالحتياط واحلذر حىت ال جيعل هذا ا ألمر من ا ألخت الكربى أأختا متسلطة تس تغل منحة أأبوهيا حىت تفعل‬ ‫ما تشاء مع وابإخوهتا وختطط ما تريد‪ ،‬بل جيب حتميلها املسؤولية وحتسسها بأأن ا ألمر تلكيف أأكرث مما هو‬ ‫ترشيف‪...‬‬ ‫ا ألخت يف مفهوهما اذلي أأضعناه‪ ،‬يه مفتاح نفتقده كثريا لتمكةل صورة السعادة البيتية‪ ،‬والنجاح يف خلق‬ ‫التاكمل ا ألرسي‪ ،‬همام جنحنا يف تربية أأبنائنا وإاصالح ذات البني مع أأزواجنا‪ ،‬لن تكمتل الصورة امجليةل اإال‬ ‫إابرشاك ا ألخت كام جيب‪ ،‬وهذا لن يمت طبعا اإال اإذا توفق ا ألبوين يف اإدراك ماكنهتا ودورها الفعال جدا داخل‬ ‫أأرسهتام فينجحان ابلتايل يف اإيصال ذكل لها وتربسهتا عىل هذا ا ألساس واملنطلق‪ ،‬مع ا إالرصار دامئا عىل ضامن‬ ‫حقوقها وسط اإخوهتا وتوفري اجلو املالمئ لها داخل البست حىت تنشأأ نشأأة ترضهيام يف قادم الس نوات علهيا‬ ‫وجتعلهام يفخران بصنعهام وتعهبام اذلي مل يذهب سدى‪ ...‬ومن واجب ا ألخ مراعاة أأخته أأو أأخواته واحرتام‬ ‫بنسهتن اجلسدية واذلهنية والعاطفية وا إالس تفادة من وجودهن من أأجل تعمل كيفية التعامل مع اجلنس الخر‪...‬‬ ‫كام قلت و أأقول دامئا‪ ،‬احلضارة ال تقوم اإال مبجمتع راق‪ ،‬واجملمتع لسس اإال لبنات‪ ،‬ولبناته يه ا ألرس‪ ،‬ولك أأرسة‬ ‫مثالية ال تكون كذكل اإال اإذا أأرشكت لك أأعضاهئا وجعلهتم فاعلني فهيا ويف اجملمتع بأأرسه‪ ،‬ومن بني أأمه هؤالء‬ ‫ا ألعضاء جند ا ألخت‪.‬‬ ‫✿✿✿✿✿‬

‫‪41‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.9‬‬ ‫حب النضج والعشرة‪:‬‬ ‫الزوجة‬

‫‪42‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫حتدثنا يف املوضوعني السابقني عن حبني‪ ،‬أأحدهام يودل يف ا إالنسان فطرة والثاين يرتىب عليه ومعه حتت سقف‬ ‫واحد‪ ،‬رمبا منذ نعومة ا ألظافر أأو بعد ذكل بقليل‪ ،‬أأو حىت بكثري‪ ...‬والن تعالوا نتحدث ونتناقش ُح َّب‬ ‫النضج‪ ،‬حب املسؤولية وحب النصف الخر من العمر‪ ...‬تعالوا نتذاكر أأمر الزوجة‪...‬‬ ‫حتدثنا قبال عن قصة أدم عليه السالم مع ربه‪ ،‬كيف خلقه وجعل هل اجلنة ولك ما فهيا‪ ،‬ورمغ ذكل اكن هناك‬ ‫نقص جيههل أدم عليه السالم‪ ،‬وجعهل هللا تعاىل يشعر هبذا النقص‪ ،‬م خلق هل حواء من نفسه وجعلها دنياه‬ ‫ومؤنس ته يف وحدته‪ ،‬فاكنت يه النعمي ا ألفضل من لك ما خلق هللا تعاىل من اخلريات حوهل‪ ...‬من هنا تظهر‬ ‫جليا قمية الزوجة اليت ارتضاها هللا تعاىل لنا مبد أأً‪ ،‬زد عىل ذكل وصية احلبسب صىل هللا عليه واهل وسمل حيامن‬ ‫قال‪" :‬خريمك‪ ،‬خريمك ألههل‪ ،‬و أأان خريمك ألهيل"‪ ...‬وصااي اإلهية خص هبا هللا تعاىل عباده‪ ،‬تعريفا منه س بحانه‬ ‫مباكنة املر أأة معوما‪ ،‬والزوجة خصوصا يف حياة الرجل واالإضافات اليت حتملها هل‪ ،‬وكيف ميكن أأن جتعل حياته‬ ‫ذات معىن مجيل‪ ،‬بعيدا عن قساوة العسش وصعوبته‪ ،‬وامللل اذلي ميكن أأن يشعر به وحده رمغ لك ما‬ ‫حياوطه من النعمي واخلري املادي‪...‬‬ ‫اإذا حتدثنا عن الزوجة فاإننا نتحدث عن نصف الرجل اذلي ال ميكن أأن يتنازل عنه أأو أأن يعسش من دونه‪،‬‬ ‫يه امجلال اذلي ينقص الرجل واحلنان اذلي حيتاجه وا ألنوثة اليت حتبط خشونته وتذيب قسوته وتلينه وترحيه‬ ‫من لك مهومه وحتتوي غضبه وتزنع شقاء ادلنيا من أأمام عينيه‪ ،‬يه الهدية الغالية اليت منح هللا تعاىل للرجل‬ ‫حىت يس توي حاهل‪ ،‬ولوالها ملا ش ُعر حقا برجولته – طبعا الرجوةل لسست عنفا ولسست تصلّبا وتعنتا وجتربا‪،‬‬ ‫خصوصا يف حق املر أأة‪ ،‬الرجوةل أأكرب و أأر ى من لك ذكل – يه ملكة قلبه ومداعبة عقهل ودواء مهومه‪ ،‬يه‬ ‫الرمحة املهداة للرجل‪...‬‬

‫‪43‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫طبعا ال أأحد ينكر‪ ،‬ومع اكمل ا ألسف‪ ،‬احلال املتدهور اذلي وصلت اإليه عالقة الزوج بزوجته‪ ،‬عالقة متلؤها‬ ‫الزناعات والرصاعات والتحدايت وال متثل حقا املبتغى وا ألمل املنشود مهنا وفهيا‪ ،‬ول ألسف تفشل جل هاته‬ ‫العالقة يف بناء لبنات ا ألرسة املثالية وتنهتيي مبكرا‪ ...‬زوج ال يرى يف زوجته اإال خادمة عنده تتعب حىت‬ ‫حتقق مبتغياته و أأمانيه‪ ،‬تطهو وتكنس وتغسل املالبس وتكوهيا وتنظف يوميا وبشلك روتسين متكرر دون‬ ‫اهامتم منه حبالها وكيفية إاخراهجا من ذكل الروتني اململ والقاتل حىت تقبل الزوجة هبذا الوضع اضطرارا وختضع‬ ‫لهذا ادلور وتعسشه؛ حىت اإذا دخل الزوج بسته مرهقا تعبا يراها يف حال جد سسئة تزيد ما به‪ ،‬وما ترتك هل‬ ‫الفرصة لسس تجمع أأنفاسه حىت تهنال عليه بشكواها من مشالك ا ألبناء وقةل املصاريف وغالء الكهرابء وصداع‬ ‫اجلريان وما اإىل ذكل‪ ،‬أأو عكس ذكل‪ ،‬ترى الزوج داخال بسته غضباان أأسفا ال يروقه يشء‪ ،‬فيكون سالمه‬ ‫هو شكواه من مشالك معهل ومعاانته يف التنقل ومع الزمالء يف العمل وس يطرة وحتمك مسؤوليه وحر اجلو‪...‬‬ ‫لك هذا ال يزيد الطرف من الطرف الخر اإال نفورا‪ ،‬وال ّ‬ ‫يودل بسهنام اإال هوة وفراغا‪ ،‬فال الزوجة حتب دخول‬ ‫الزوج البست وال الزوج يتوق للرجوع إاىل البست للقاء حضن زوجته و أأبنائه‪...‬‬ ‫طبعا هذا ال يقبهل أأحد وال ميكن أأن يرحي أأحدا أأو يرضيه يف بسته‪ ...‬الزوج مطالب بأأن يرمح زوجته ما‬ ‫أأمكن‪ ،‬وحياول قدر اإماكنه توفري ما ميكن أأن يساعدها يف البست وينقص عهنا محلها‪ ،‬وحني يدخل بسته‬ ‫فا ألفضل أأن يتناىس مهوم اخلارج من معل وتعب ويدخل بنفس جديد عىل زوجته و أأبنائه‪ ،‬حىت اإن شاء أأن‬ ‫حييك معاانته فلينتظر الوقت املناسب يك يكون ما حيكيه ذا تأأثري يف قلب أأرسته ويشعروا بقساوة ما يعانيه‬ ‫ألهنم أأيضا يعانون مما يعانونه فيقدرون تعبه من أأجلهم ويكون ا ألمر سببا للتالمح وتقدير جحم التضحيات‪ ،‬ال‬ ‫أأن يبتدئ به منذ ادلخول فتشعر الزوجة أأهنا مصدر تعب ابلنس بة لزوج وعاةل عليه و أأهنا جتعهل يعاين من‬ ‫أأجل توفري لقمة عسش لها ول ألبناء؛ وجيب أأن جيعل يف حساابته أأوقاات خمصصة لزوجته‪ ،‬خيرهجا ويسهر معها‬ ‫وينس هيا روتسهنا اليويم‪ ،‬مع بعض من اجلود اللفظي بقول ما يطيب القلب ويداعبه‪ ،‬واجلود املادي بتقدمي‬ ‫هدااي للزوجة بني الفينة وا ألخرى‪ ،‬لسس ابلرضوري أأن تكون هدااي ابملاليني‪ ،‬فوردة أأو علبة شالكطة تفي‬ ‫‪44‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ابلغرض وتفعل يف قلب املر أأة اليشء الكثري‪ ...‬يف املقابل‪ ،‬الزوجة أأيضا مطالبة بتأأجيل احلديث عام جتده‬ ‫صعبا يف يومياهتا ولك ما خيص مصاريف العسش ومشالك ا ألبناء حىت اللحظة املناس بة فال تثقل اكهل الزوج‬ ‫وال جتعل حياته لكها مهوما وتفكريا يف احللول للمشالك اليت يس تحيل أأن تنهتيي‪ ،‬زد عىل ذكل حق الزوج يف‬ ‫رؤية زوجته يف أأهبيى احللل و أأن تس تقبهل داخال ويه متطيبة ومرتدية ثيااب نقية غري ثياب املطبخ والتنظيف‪،‬‬ ‫و أأن تسمعه أأيضا طيب الالكم وحترض هل ما يش هتيي من طعام وتبدع فيه‪ ،‬اإضافة اإىل بعض الشموع حىت‬ ‫تكون اجللسات أأكرث شاعرية؛ أأش ياء مثل هذه وغريها لسست ابمللكفة لكن مفعولها حسري وتأأثريها ابلغ يف‬ ‫نفس ية الزوجني‪ ،‬ودامئا ما تزرع روح التجديد يف العالقة فال ّ‬ ‫يلك الطرفني وال ميالن من بعضهام‪ ،‬همام طالت‬ ‫الس نني تظل العالقة يف عز ش باهبا وقوهتا وعطاهئا وجتعل من الزوجني موطنا صاحلا لصناعة رجال ونساء‬ ‫بقلوب حية تعرف احلب والعطاء وترى صرب ا ألبوين عىل بعضهام وترى تضحياهتام من أأجل إاجناح ا ألرسة‬ ‫والسري هبا قدما حنو املثالية ادلنيوية‪...‬‬ ‫طاملا أأن هللا منحنا منحة التاوج و أأ ّهلنا لهاته املنحة وجعل احلبسب صىل هللا عليه واهل وسمل خيربان أأن خري‬ ‫متاع ادلنيا هو الزوجة الصاحلة فالواجب أأن منتع أأنفس نا ونس متتع هبذه ا ألفضلية وهاته اخلريية و أأن ال حنرم‬ ‫أأنفس نا من اإدراك لك اخلري اذلي جعهل هللا تعاىل يف هذا الرابط املقدس‪ ...‬أأس تغرب حقا من حال ا ألزواج‬ ‫اذلين يعسشون يف ضنك ورصاع وتنافس حاد‪ ،‬مع العمل أأن ال يشء يس تحق لك ذكل العناد وذكل الكربايء‬ ‫اذلي ال حمل هل وال جيب أأن يكون بني زوجني قرر أأن هيب لك مهنام نفسه للخر وجيعل حياته مرتبطة‬ ‫به‪ ...‬همام اكنت املشالك كبرية يظل الزواج أأكرب و أأغىل مهنا‪ ،‬وهمام اكنت اخلالفات عويصة تضل الراحة‬ ‫النفس ية والسعادة أأوىل مهنا و أأمه‪ ،‬فاملنطق ال حيمتل أأن أأحبس نفيس يف دائرة اهلموم واملتاعب واحلساابت‬ ‫الضيقة و أأفسد عىل نفيس حيايت الزوجية اليت ميكن أأن أأس متتع هبا‪ ...‬حىت اإن قدر هللا ووصل الزوجان لباب‬ ‫مسدود ال يس تطيعان ا إالس مترار بعده والنجاة ابلعالقة ابلزوجية فال عيب يف الطالق اإطالقا‪ ،‬ول إالشارة‬ ‫فقط مفسأأةل أأن الطالق هو " أأبغض احلالل عند هللا" هذه القوةل ال أأصل لها وال ميكن أأن تكون حصيحة‬ ‫‪45‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ألن احلالل نقي وطاهر وصاف وال ميكن أأن يكون بغيضا همام تعددت ا ألس باب‪ ،‬والعقل ال حيمتل أأن جيعل‬ ‫هللا تعاىل الطالق إاسام إالحدى السور القرأنية ويه فعل بغيض كام يقولون‪...‬‬ ‫العالقة الزوجية يه مرشوع عظمي حيمكه ميثاق غليظ‪ ،‬وإان اكنت القيادة فهيا واملسؤولية فهيا تقع بني يدي‬ ‫الزوج فللزوجة القدرة عىل الس يطرة عىل قلب الرجل وابلتايل اإماكنية اختيار قراراهتا وإاقناع الزوج هبا‬ ‫وإاخضاعه ضنيا لها‪ ...‬حىت اإن اكن قلب الزوج عصيا واكن شديدا غليظا أأو جيهل كيفية الترصف والتعامل‬ ‫معها‪ ،‬أأ قو ال حتب منه أأفعاال معينة ترض خاطرها‪ ،‬ميكهنا أأن جتعهل يترصف معها كام تشاء مس تغةل مواهب هللا‬ ‫لها و أأنوثهتا ومجيع الوسائل املتاحة لها حىت جتعهل حيسن الترصف معها‪ ،‬بل وميكن أأن تساعده عىل حتسني‬ ‫عالقته حىت مع اخلالق س بحانه‪ ،‬وحتسني عالقته مع الناس أأيضا‪ ،‬فكام هو معلوم‪ ،‬الرجل يصعب عليه مقاومة‬ ‫املر أأة اإن اس تغلت قدراهتا بشلك جيد‪ ،‬وبذكل تكسب أأجر اإصالح زوهجا يف عالقاته مع ربه ومعها ومع‬ ‫الناس وجتين مثار ذكل من خالل اإجناح مرشوعها العظمي مع زوهجا ويذوقا معا طعم السعادة يف رمحة ومودة‬ ‫وحب‪.‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪46‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.11‬‬ ‫حب اإلستمرار‪ :‬اإلبنة‬

‫‪47‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ذكران فامي س بق ا ألم الغالية وا ألخت الكرمية والزوجة احلبسبة ومل يبق من النساء سوى المثرة الطيبة والرحب‬ ‫المثني اذلي جينيه االإنسان من زواجه‪ :‬ا إالبنة الصاحلة ‪ ،‬احلبسبة اإبنة احلبسبة حفيدة احلبسبة‪...‬‬ ‫ا ألبناء كام جاء يف كتاب ربنا مه زينة احلياة ادلنيا وعامرهتا والهدية اليت يكرم هبا هللا س بحانه وتعاىل عباده بعد‬ ‫معر من العمل والتعب والبحث عن الزوجة املناس بة والصرب معها وعلهيا والعمل عىل اإجناح العالقة الزوجية‪،‬‬ ‫يأأتون لزايدة مزنةل جديدة من احلب وشالك جديدا هل‪ ،‬وطعام فريدا من الفرح مع زايدة يف املسؤوليات‬ ‫والتاكليف طبعا‪ ...‬ا إالبن يفرح به ا ألب‪ ،‬وكذا ا ألم طبعا‪ ،‬ألنه يرى فيه اخلليفة وحامل املشعل وامس ا ألرسة‬ ‫معه يف مسريته احلياتية القادمة‪ ،‬لكن للبنت رونق خاص وفرحة ممزية جدا‪ ،‬فهيي امتداد للزوجة احلبسبة ومحلة‬ ‫مصغرة عهنا حتمل ما يف أأهما من احلب والعاطفة والروعة والصفاء‪...‬‬ ‫ا إالبنة يه الصديقة اليت متنحها ا ألم لنفسها‪ ،‬فتكون يدها الميىن يف البست واخلارج وامتدادا لها يف ادلراسة‬ ‫والعمل ولك النجاحات اليت مل حتققها واليت تطمح أأن تصلها ابنهتا فتفرح فرحهتا اليت مل تفرهحا قبال‪ ،‬ويه‬ ‫حبيبة ا ألب الثانية بعد ا ألم والرفيقة اليت حيتوهيا وحيمهيا من لك عني سامة تطاردها يف اخلارج‪ ...‬يه اليت‬ ‫جعلها هللا تعاىل رمحة لوادلهيا وشفيعة هلام يوم القيامة بصالهحا وفالهحا وحسن تربسهتا ومجيل منطقها ونبوغ‬ ‫رؤيهتا وطيب فعلها‪...‬‬ ‫ولنا يف احلبسب صىل هللا عليه واهل وسمل القدوة واملثل ا ألعىل‪ ،‬اذلي فقد ابنيه وهام يف سن صغرية وعاش‬ ‫فقط مع بناته وكن خري البنات‪ ،‬وادلليل هو التارخي اذلي ّ‬ ‫خدل أأسامءهن وحفظهن‪ ،‬خصوصا الس يدة فاطمة‬ ‫الزهراء اليت اكنت نعم ا إالبنة ألهنا تربت يف بسئة ساملة نقية‪ ،‬ال رصاع وال نزاع فهيا‪ ،‬ال أأب يسب ا ألم وال أأم‬ ‫تهنر ا ألب‪ ،‬أأب جيالس ابنته ويسمع مهنا ويالعهبا ويأأخذ خياطرها؛ توفيت أأهما ‪ -‬خدجية ريض هللا عهنا –‬

‫‪48‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫وتركهتا يف سن صغرية فاكن احلبسب صىل هللا عليه واهل وسمل نعم املريب لها فمل يهنرها يوما ومل يرضهبا أأبدا‬ ‫ومل يثبت أأهنا أأذاها لفظا وال فعال‪...‬‬ ‫ا إالبنة حتتاج إاىل حضن أأهما ورعاية أأبهيا أأكرث من الودل‪ ،‬ألن حساسسهتا أأكرب وحاجهتا للرفقة واملتابعة‬ ‫وا إالحتضان أأجزل‪ ...‬تربية ا ألبناء معوما ال تتوقف عند ا إالهامتم املادي هبم وتوفري ا ألساس يات والكامليات‪ ،‬من‬ ‫أألك ولبس و أألعاب فقط‪ ،‬الرتبية أأمعق و أأمه من ذكل‪ ،‬ألهنا صناعة ذلات بتصور مس تقل وبناء لهوية وزراعة‬ ‫ألساس يات خشصية ا ألبناء يف انتظار اس تقالهلم العقيل من أأجل اس تكامل بناء خشصياهتم القوية‪ ...‬ا إالبن يتبعه‬ ‫مس تقبل س يكون فيه رجال وزوجا مس ئوال وعامال مع مجموعة من الناس وغريها من ا ألش ياء اليت تتطلب‬ ‫حتضريا منذ سن صغرية حىت يعتاد عىل حتمل املسؤولية والنجاح فامي ينتظره من التحدايت‪ ،‬أأما ا إالبنة فهيي‬ ‫املس ئوةل عن بسهتا املس تقبيل وعن أأبناء تنجهبم وعن زوج ترعى حاجياته وحتتويه ورمبا عن معل وفريق‬ ‫تش تغل معه‪ ،‬لك هذا البد هل من جتهزي وحتضري وتأأهيل نفيس ال ميكن أأن تُزرع بذوره اإال يف بست ا ألرسة‬ ‫وبرعاية وإارشاف من ا ألبوين الذلان ال ميكهنام النجاح يف هاته املهمة اإال اإذا اكان عىل عمل ودراية سابقة بعظمهتا‬ ‫والتلكيف اذلي يتعني علهيام حتمهل؛ تربية مادية طبعا ال نقاش فهيا‪ ،‬وتربية نفس ية وعقلية وثقافية وحىت‬ ‫جنس ية‪ ،‬حني يأأيت وقهتا‪ ،‬يه ا ألوىل وا ألمه من ا ألوىل ألهنا يه اليت تس متر وتدوم؛ ولن جتد هاته ا إالبنة‬ ‫صديقة وفية لها أأكرث من أأهما اليت جيب أأن تُشعرها بقرهبا مهنا ودوهنِ ا من عراقيلها ومساعدهتا عىل جتاوزها‪،‬‬ ‫ولن جتد مثل أأبهيا رفيقا و أأمينا مؤ ّمنا لها حيمهيا ويشعرها ابلراحة فال يدعها تبحث خارجا عن أأي يشء ينقصها‬ ‫منه همام اكن وكيفام اكن‪...‬‬ ‫ا إالبنة يه نتاج عالقة حب جتمع بني ا ألبوين‪ ،‬يه امتداد لكتةل ا ألحاسسس اليت حيمالها جتاه بعضهيام‪،‬‬ ‫وخالصة رمحة زرعها هللا تعاىل فهيام‪ ،‬يه قوة هائةل خمتةل يف قطعة حلم صغرية حتتاج اإىل توجيه كبري‬ ‫وس يطرة حممكة يف س هنا الصغري قبل اإطالق العنان ذلاهتا حىت تكون مس ئوةل عن نفسها وترصفاهتا وقراراهتا‬ ‫وتنجح يف غالبسهتا وتقوى عىل مقاومة لك ا إالغراءات اليت ميكن أأن تعرتض طريقها‪ ،‬طبعا ال حميد عهنا ومن‬ ‫‪49‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫املمكن أأن تؤذي بنسهتا اجلسدية والفكرية لكن مبساعدة أأبوهيا ودمعهام لها منذ س هنا الصغري ستس تطيع مقاومهتا‬ ‫والقيام بعد السقوط يف حلظات الضعف‪ ...‬يه مرشوع من أأعظم املشاريع اليت يتبناها ا ألبوين خالل حياهتام‪،‬‬ ‫واملطلوب هو أأن ينجحا فيه‪ ،‬وجناهحام يمتثل يف صنع امر أأة لها من ا ألنوثة واملروءة ما جيعلها حتمل مههام و ّمه‬ ‫اإخوهتا‪ ،‬و ّمه عائلهتا وحميطها‪ ،‬فرتفع امسهم مبا تس تطيعه وجتهتد حىت تكون متفوقة يف ما ترنو اإليه‪ ،‬وتمتزي‬ ‫وحتفر امسهام يف قلوب لك من حيطون هبا وجتعل أأبوهيا يفخران هبا ويرفعان ر أأس هيام سعادة مبسار ابنتهيام‪ ...‬يه‬ ‫مرشوع زوجة طيبة وهدية يشكر الزوج هللا تعاىل علهيا يف لك فرصة‪ ،‬م يشكر وادلهيا عىل حسن تربسهتا‬ ‫ونشأأهتا ومجيل عقلها ومنطقها؛ و أأم حنونة تعي جيدا كيف تتعامل مع أأبناهئا وترعامه رعاية شامةل اكفية وتستمثر‬ ‫اجهتاد أأبوهيا معها يف تربية أأبناهئا وال حترهمم من حناهنا وجزيل اهامتهما‪ ،‬حىت وإان اكنت تش تغل خارج البست‬ ‫فذكل ال ميكن أأن يؤثر عىل عالقهتا العميقة هبم‪...‬‬ ‫لك أأصناف ا ألنىث اليت مت ذكرها يف هاته املواضيع ا ألربعة ا ألخرية‪ ،‬من أأم و أأخت وزوجة وإابنة‪ ،‬ميكن أأن تلج‬ ‫حياة الرجل وتضيف اإلهيا صبغات وملسات حسرية معيقة‪ ،‬عىل خشصه وطريقة رؤيته ل ألمور وبناء تصوراته‪،‬‬ ‫والبد أأن يد ِخلها يف حساابته ويضع لك مهنن يف ماكنهتا اليت تليق هبا وللك مهنن طريقة خاصة يف التعامل‬ ‫ابلشلك اذلي ترى به‪ ،‬مع واجب التقدير وا إالحرتام واحلب‪ ...‬واملنطق يقول أأن ال حياة لرجل بدون تكل‬ ‫النسوة يف حياته‪.‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪51‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.11‬‬ ‫حب جديد‪ :‬احلبيبة !‬

‫‪51‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫حتدثنا يف النبضات السابقة عن ا ألم‪ ،‬نبض احلياة وسبب الوجود فهيا بعد هللا تعاىل؛ حتدثنا عن ا ألخت‪،‬‬ ‫تكل الهبة اليت هيهبا هللا تعاىل للرجل فتؤنس صغره وتؤنس وحدته وتكون لها ماكنة خاصة رمغ وجود ا ألخوة‬ ‫اذلكور؛ وذكران الزوجة‪ ،‬حب احلياة وعشقها الناجض ونصف الرجل اذلي يصعب اس تغالهل عنه؛ م حتدثنا‬ ‫عن ا إالبنة‪ ،‬تكل اللحمية اليت تنري حياة ا ألبوين وتكون نتاج حلهبام ومثرة لعرشهتام وكفاهحام‪ ...‬قلنا أأن حياة‬ ‫ا إالنسان ال يمكن أأن ختلو من هاته ا ألصناف من عالقات احلب النسائية والبد من تواجدها وإاال فس يضيع‬ ‫ويتيه ويس يطر عليه نقصه وتغلب عليه حاجته اإلهيا؛ لكن انضاف حديثا صنف خامس إاىل تكل ا ألصناف‬ ‫ا ألربعة‪ ،‬هو "احلبسبة" ‪.‬‬ ‫هذا الصنف ادلخيل ميكن وضعه بني رتبة ا ألخت والزوجة‪ ،‬فهو أأعىل رتبة من ا ألخت اإن مل نقل أأنه يزحيها‬ ‫ويأأخذ ماكهنا‪ ،‬و أأدىن من رتبة الزوجة يف قلب الرجل‪ ...‬صنف محلته اإلينا رايح الغرب واحتضناه‪ ،‬مع‬ ‫ا ألسف‪ ،‬وصار اليوم ُعرفا مقبوال اجامتعيا ال اعرتاض عليه اإال من قليل من الناس‪ ،‬وحىت اعرتاضهم ال يكون‬ ‫يف الغالب رصحيا ومبارشا‪ ...‬تأأيت البنت حببسهبا اإىل بست أأهلها ويأأيت الودل حببيبته إاىل بسته ويتصل بعضهام‬ ‫ببعض أأمام أأفراد ا ألرسة وال عيب وال جخل يف ذكل ألننا تعدينا هاته املرحةل وصار من الرضوري قبل‬ ‫الزواج أأن تكون للجنسني جتارب وقصص حب سابقة‪ ،‬وحىت الزوجني البد أأن يس بق زواهجام قصة حب‬ ‫ألشهر أأو رمبا س نني فسُسمى هذا الزواج بعالقة احلب ا ألجنح بني بقية العالقات ا ألخرى اليت فشلت‪...‬‬ ‫كام قلنا‪ ،‬هذه املسأأةل جاءتنا من الغرب وجعلنا لها ماكان داخل ثقافتنا رمغ أأهنا ال حتمتل ذكل رصاحة‪...‬‬ ‫والسبب يف نشأأة هذه الظاهرة هو احلرية ابإفراط والنقص بتفريط يف الرتبية السلمية الصحيحة‪ ،‬هذا النقص‬ ‫كام جاء يف مواضيع كتابنا السابق ّ‬ ‫يودل فراغا وضعفا عاطفيا دلى ا ألبناء‪ ،‬اليشء اذلي جيعلهم يبحثون عن م أل‬ ‫هذا الفراغ وهذا النقص خارج أأسوار البست‪ ،‬خصوصا حيامن يشعرون أأن مسؤوليات أابهئم جتاههم ّ‬ ‫وحتمكهم‬

‫‪52‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫فهيم قد انهتيى وقد جاء دورمه يف حتمل مسؤولية أأنفسهم‪ ...‬طبعا هذا الفراغ هو نتاج خللل كبري يف إاحدى‬ ‫العالقات مع أأحد ا ألصناف ا ألربعة اليت ذكران قبال‪ ،‬بعضها أأو لكها؛ هذا اخللل العالئقي خيلق ارتبااك داخليا‬ ‫دلى الفتاة وجيعل حاجهتا للحنان واحلب أأكرب خصوصا اإذا تأأثرت بقصص الغرام واحلب املسلسالتية‪ ،‬فرتمتي‬ ‫يف أأول حضن يفتح يديه لها حىت تذوق طعم السعادة اذلي شاهدته يف احللقة ا ألخرية‪...‬‬ ‫طبعا احلب خلق مجيل زرعه هللا تعاىل فينا وجعلنا حم ّبني وحم ّببني‪ ،‬حىت عالقته س بحانه بنا يه عالقة حب‬ ‫وود ورمحة وعطف‪ ...‬وال ميكن ل إالنسان أأن ينكر اإجعابه بأأخر وحىت حبه هل ‪ -‬طبعا نتحدث عن اإجعاب‬ ‫ا إالنسان بأخر من اجلنس املقابل – هذا ال دجال للحديث واخلوض فيه ألنه من الفطرة والطبيعة‪ ،‬لكن‬ ‫احلديث واالإشاكل احلاصل هو العمق اجلديل اذلي تصل اإليه هاته العالقات وكيفية التعامل معها وضبطها‪،‬‬ ‫خصوصا أأهنا تكون بعيدة لك البعد عن الرمسية من خطبة وزواج يضمنان ا إالس تقرار وا ألمان يف العالقة‬ ‫وحيوالهنا من حب إاىل رمحة وود بنص القرأن‪...‬‬ ‫دجمتعاتنا اليوم يه دجمتعات ذكورية‪ ،‬لن أأقول رجالية ألن الرجوةل ل ألسف فقدت كثريا من بريقها وملعاهنا‬ ‫وحتولت اإىل عضالت و ِل ِحي فقط‪ ...‬هذه اجملمتعات لن ترمح ا ألنىث يف شلكها اذلي نتحدث عنه "احلبسبة"‪،‬‬ ‫ألنه حىت وإان قبلها اجامتعيا وجعل لها ماكنة فلن حيفظ لها حقوقها ولن تأأمن عىل نفسها من الفضيحة والعار‬ ‫وطول لسان الناس‪ ،‬خصوصا اإن أأخذت العالقة أأبعادا عديدة ومعيقة ووصلت اإىل ممارسات زوجية يف‬ ‫الشلك بعيدا عن املضمون؛ يف الغالب س يأأيت يوم ميل فيه رفيقها ويرتكها بلك بساطة وال ذنب عليه اجامتعيا‬ ‫ألنه ومع ا ألسف يبقى الطرف ا ألقوى "الرجل" ‪ -‬طبعا رجل مع وقف التنفيذ – انجيا مما ميكن أأن تلقى‬ ‫ا ألنىث من العار واملشالك ا ألرسية واحملمتعية‪ ...‬هذا من انحية‪ ،‬أأما من انحية أأخرى‪ ،‬حىت وإان اكن اجملمتع غري‬ ‫هممت واحمليط يقبل هاته الفكرة ويرى بتواجد هذا الصنف النسوي اخلامس يف حياة الرجل بال مشالك‪،‬‬ ‫س تكون ا ألنىث خارسة ال حماةل ألن املر أأة بفطرهتا حتتاج اإىل ا إالس تقرار والطمأأنسنة يف حياهتا‪ ،‬وعالقة حتت‬ ‫مسمى احلب فقط‪ ،‬ال حتمل معىن الرمسية وال يتوىخ مهنا تشكيل بست و أأرسة‪ ،‬عالقة لن ترحي ا ألنىث أأبدا‬ ‫‪53‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ولن جتد فهيا املتعة والسعادة اليت تطمح اإلهيا منذ أأن ُزرع ذاك احلب يف قلهبا‪ ،‬يبقى هذه ا إالرتباط معلق‬ ‫وحمكوم برغبة اذلكر فهيا أأوال م مهنا اثنيا مع تفاوت كبري بسهنام يف احلسم يف هنايهتا‪ ،‬و أأبسط الزناعات ميكن أأن‬ ‫تع ّجل هبذه الهناية‪ ،‬والسبب طبعا هو أأن احلب ال يكفي بتاات لنجاح أأية عالقة‪ ،‬البد من بلوغ درجة الرمحة‬ ‫واملودة حىت يتحول حب اللقاء واالإجعاب إاىل حب العرشة واحلياة الواحدة‪...‬‬ ‫من وهجة نظري‪ ،‬يف حال حدوث حب بني طرفني يُفضل أأن يُعجال ابجامتعهام حتت سقف واحد‪ ...‬بني‬ ‫إارصار ا ألنىث عىل هذا ا ألمر واجهتاد الرجل يف توفري مس تلزمات احلياة الزوجية‪ ،‬مع التنبيه عىل رضورة‬ ‫تسهيل ا ألرس والعائالت أأمر الزواج ومساعدة ا ألحباء عىل ا إالجامتع يف احلالل بعيدا عن العالقات الطويةل‬ ‫واجللوس يف املقايه وا إالختباء يف ا ألزقة وادلروب بعيدا عن ا ألعني‪ ،‬وا ألمه هو تربية ا ألبناء عىل ا إالكتفاء‬ ‫والقناعة ابحلياة همام اكنت بس يطة وعدم الوقوع يف خف التطلب وعدم الرضا‪ ،‬هذا من طرف البنت‪ ،‬أأما يف‬ ‫حاةل الودل فا ألرسة مطالبة بتلقينه أأساليب ا إالعامتد عىل النفس وكيفية اخلروج من خمتلف املأزق واملواقف‬ ‫احلياتية احلرجة حىت يكون مس ئوال وابلتايل س يكون قادرا عىل حتمل مسؤوليته ومسؤولية رفيقة دربه‬ ‫وحياته‪ ،‬و أأبنائه مس تقبال‪ ...‬هبذا الشلك ميكن توجيه عالقات احلب وجتنب عواقهبا ذات الرضر‪ ،‬ويف نفس‬ ‫الوقت ميكن احتواء الصنف اخلامس من النساء‪ ،‬موضوع حديثنا‪ ،‬وضامن حقوقه و أأمانه واس تقراره ومس تقبهل‬ ‫بعيدا عن الضبابيات وعالقات الشك والريب وعدم الراحة اليت تنهتيي يف الغالب خبسارة ا ألنىث‪ ،‬خصوصا‬ ‫حيامن تسقط بني يدي شاب ال تتعدى أأن تكون نظرته لها دجرد بضاعة س يقيض هبا ما شاء من نزوة ورغبة‬ ‫وغرض وسستخلص مهنا حني ميلّها ويفقد رغبته يف رفقهتا ولقاهئا وحنن من خالل كتابنا هذا نطمح اإىل حذف‬ ‫مفهوم "تشسئي املر أأة وتبضيعها"‪...‬‬ ‫النجاح يف تعديل ماكنة احلبسبة يف اجملمتع وجعلها أأكرث منطقية أأماان يتطلب تعديل وتصحيح التعامل مع‬ ‫ا ألصناف ا ألربعة ا ألخرى‪ ،‬خصوصا ا ألخت والبنت‪ ،‬جيب احتواؤهام والتقرب مهنام ابلشلك الاكيف اذلي‬ ‫يضمن قدرهتام الحقا عىل ا إالحتاكك ابإجيابية داخل املنظومة اجملمتعية وابلتايل النجاح يف جتنب لك الش باك‬ ‫‪54‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫والفخاخ‪ ،‬وحىت اإن اكن هناك حب سسنجحان يف التعامل معه والتخطيط هل‪ ،‬سواء بدعوة الطرف الخر‬ ‫دلخول البست من اببه اإن اكن حقا قادرا ومؤهال ذلكل‪ ،‬وإاال فاملنطق يفرض اإلغاء أأي تقارب ميكن أأن ينتج‬ ‫عنه أأي أأذى س يؤدي الحقا إاىل زعزعة اخلطط واملشاريع املس تقبلية وزرع بذور ا إالحباط واالإلهتاء والضعف‬ ‫وامجلود‪...‬‬ ‫وابحلديث عن العالقات الغرامية وددت أأن أأخمت هذه اخلاطرة بقصة من معق التارخي ا إالساليم‪ ،‬أأايم اكن‬ ‫املسلمون حيمكون ا ألندلس‪ ...‬اعتاد ا ألعداء أنذاك عىل اإرسال جاسوس بني الفينة وا ألخرى يك يس تطلع‬ ‫ا ألخبار من قلب البالد ويعرف حال املسلمني ويدرس قوة شوكهتم‪ ...‬يف مرة من املرات‪ ،‬وصل اجلاسوس‬ ‫وما اإن دخل البالد حىت وجد طفال يبيك‪ ،‬فسأأهل عام به‪ ،‬أأجاب الطفل‪ :‬اكن عىل تكل الشجرة طائرين‪،‬‬ ‫رميهتام حبجرة‪ ،‬اصطدت واحدا وهرب الخر‪ ،‬فأأجاب اجلاسوس‪ :‬وفمي الباكء‪ ،‬لقد اصطدت واحدا‪ ،‬وهذا‬ ‫أأمر جيد‪ .‬رد الطفل‪ :‬رمبا هذا جيد يف نظرك أأنت‪ ،‬لكن يف نظري ال‪ ،‬ألنه اإذا اكن ماكن هذين الطائرين‬ ‫عدوين يريدان قتيل‪ ،‬واكنت دلي جحرة واحدة فرضبهتام هبا‪ ،‬قتلت واحدا وجنا الخر‪ ،‬أنذاك س يقتلين اذلي‬ ‫جنا مهنام ألنين ضعيف البنية وقليل اخلربة واحليةل ولن أأقوى عليه‪ .‬أأهنيى اجلاسوس حواره يف جعةل م رجع‬ ‫هاراب اإىل حامكه خيربه مبا حصل‪ .‬ومرت الس نون‪ ،‬و أأرسل احلامك جاسوسه كام يه العادة‪ ،‬حني وصل هاته‬ ‫املرة وجد شااب جالسا حتت جشرة يبىك‪ ،‬اقرتب منه يف حذر‪ ،‬وسأأهل‪ :‬ما بك اي شاب؟ أأجابه‪ :‬تواعدت أأان‬ ‫وحبيبيت يك نلتقي هنا ولكهنا تأأخرت كثريا ورمبا لن تأأت‪ .‬عندما مسع اجلاسوس ذكل عاد مرسعا اىل بالده‬ ‫و أأخرب احلامك اذلي أأقر هبزاةل املسلمني وضعفهم ألنه يف مثل حاةل الشاب يظهر جليا أأن البست فقد دوره‬ ‫الصلب ا ألقوايء داخليا؛ واملسجد فقد دوره‬ ‫ومقواي لها وصانعا للرجال ّ‬ ‫الرتبوي ومل يعد بنّاءا للعالقات ّ‬ ‫التوجهييي واهرت أأ صف املسلمني وضاعت شهامهتم وسهُل نزول دمعهم‪ ...‬وإاذا ضاع دور تكل املؤسس تني‬ ‫ضاع اجملمتع‪ ،‬فضاعت ادلوةل واهنارت أأسسها املتسنة‪ ...‬حيهنا هجز املرتبصون جيوشهم و أأعدوها وانتظروا‬

‫‪55‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫الفرصة الساحنة للهجوم‪ ،‬فدخلوا ا ألندلس‪ ،‬وضاعت البالد من بني أأيدي املسلمني بسبب ضعفهم العالئقي‬ ‫وضياعهم الفكري وفشلهم ا ألخاليق‪.‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪56‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.12‬‬ ‫زوَّجوني مبكرا‪!...‬‬

‫‪57‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫حتدثنا يف سابق املواضيع عن الزوجة‪ ،‬عن ماكنهتا وبعض من حقوقها وواجباهتا ويشء من أأبعاد عالقهتا مع‬ ‫زوهجا‪ ،‬والن وددت أأن أأانقش جانبا أخر يدخل يف اإطار الزواج‪ ،‬وشلك يف الونة ا ألخرية موضوعا‬ ‫طرحته الربامج التلفزية واالإذاعية وطال نقاشه كثريا؛ موضوع يرتدد حدوثه يف القرى واملناطق النائية اليت‬ ‫تعاين مع ا ألسف من كثري من ا ألمية بسبب قةل البىن التحتية املرتبطة بذكل‪ ...‬موضوع احلديث يف هذه‬ ‫اخلاطرة هو ماذا لو اكنت الزوجة صغرية السن واكن الزواج مبكرا؟‪...‬‬ ‫قلنا أأن هذه الظاهرة حتدث يف الغالب يف املناطق النائية والقرى البعيدة ليت تقل فهيا املدارس والثانوايت‪ ،‬اليشء‬ ‫اذلي جيعل الابء‪ ،‬اذلين ينقصهم بعض الوعي فامي يرتبط هبذا املوضوع‪ ،‬ي ققدمون عىل تزوجي بناهتم زواجا دون‬ ‫رغبهتم‪ ،‬بل ويف سن ال يس تطيعون اختاذ القرار الصائب واحلسم فيه‪ ،‬من أأول زوج يطرق الباب‪ ،‬ويف الغالب‬ ‫يكون زوجا كبري السن لعدة أأس باب أأبرزها أأن كبري السن س يضمن ل إالبنة الراحة املادية اليت ال يتوفر علهيا غالبية‬ ‫الش باب‪ ،‬زد عىل ذكل ثقة ا ألب يف كبري السن اليت يصعب أأن مينح بعضها ألحد الش باب ألن ا ألول يمتتع ابلرزانة‬ ‫والثبات واحلمكة عكس الثاين – حسب رؤية غالبية الابء – ‪ .‬م اإن ا ألب هناك اإذا أأهنت ابنته املراحل‬ ‫ا إالبتدائية أأو حىت ا إالعدادية ومل جتد يف املنطقة مؤسسة تمكل فهيا تعلميها‪ ،‬يف الغالب سريفض طلهبا لذلهاب اإىل‬ ‫املدينة ألنه س يصعب عليه ا إالطمئنان علهيا هناك ويه بعيدة عنه‪ ،‬اليشء اذلي جيعهل يرفض فكرة اس تكامل ابنته‬ ‫دلراس هتا‪ ،‬هذا اإن مل يقرر بسنه وبني نفسه أأن ابنته جيب أأن تتوقف عن ادلراسة حىت اإن توفرت املؤسسات‬ ‫التعلميية ألنه يرى أأن بنسهتا اجلسدية أأصبحت مثرية وابلتايل ال يظل أأمامه اختيار سوى تزوجيها حىت يطمنئ عىل‬ ‫حالها‪ ...‬هذه حاةل من احلاالت املتعددة وا ألس باب الكثرية اليت جتعل الفتاة تدخل عش الزوجية‪ ،‬أأو لنقل قفص‬ ‫الزوجية منذ سن صغرية‪.‬‬

‫الزواج املبكر مكصطلح‪ ،‬يتضح من خالل حتليهل أأنه زواج ولكنه سابق ألوانه ألن أأش ياء كثرية تنقصه‪ ،‬و أأمه‬ ‫هاته ا ألش ياء يه النضج‪ ،‬نضج الزوجة الفكري والعاطفي واجلسدي‪ ...‬أأما ا ألول فهو نقص عىل مس توى‬ ‫‪58‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫الفكر‪ ،‬اإذ تكون احلاةل العقلية للمر أأة غري مكمتةل وال زالت حتتاج اإىل الكثري حىت تكون عىل قدر املسؤولية‬ ‫املنوطة هبا كزوجة و أكم؛ و أأما الثاين فهو نقص يف العاطفة‪ ،‬هذا النقص ميكن اعتباره عاداي ألن الفتاة تكون‬ ‫يف بداايت مراهقهتا أأو يف عزها وابلتايل تكون عاطفهتا غري مس تقرة وغري مكمتةل وال زالت يف طور البناء‬ ‫والتشلك القومي‪ ،‬بذكل لن تكون هذه الفتاة قادرة عىل البذل العاطفي كزوجة وسسشعر معها الزوج بنقص‬ ‫من هذه الناحية‪ ،‬اليشء اذلي س يؤدي حامت اإىل خلق مشالك يصعب حلها ألنه ذات طبيعة بنيوية‪ ،‬أأي‬ ‫نقص يف البنية العاطفية؛ و أأما الثالث فهو لك ما يتعلق ابلقدرة اجلسدية‪ ،‬ومن الطبيعي أأن لك فتاة يف‬ ‫مراهقهتا ونشاط اإفرازاهتا الهرمونية ادلاخلية اليت تؤهلها الكامتل بنسهتا اجلسدية ونضجها لن تس تطيع اإرضاء‬ ‫زوهجا ويف حال والدهتا رمبا س يح ِدث ذكل خلال يف داخل جسدها يصعب اكتشافه وحتديده بسهوةل‪ ،‬ولن‬ ‫يتبني سوى عند حدوث مكروه حصي ابئن ال قدر هللا‪ ...‬هذه النقائص الثالث تشلك عائقا حقيقيا أأمام‬ ‫اكامتل الزواج وجناحه عىل الصورة والشلك املراد‪ ،‬ألن الزواج كام س بق القول أأساسه حتمل املسؤولية‬ ‫والقدرة عىل خلق ا إالنسجام والتاكمل مع الطرف الخر وفعل لك ما هو ممكن من أأجل اإرضائه دون تلكف‬ ‫حصي أأو عاطفي أأو عقيل خارج عن ا إالس تطاعة وا إالماكن‪ ،‬هذا ما يصعب‪ ،‬ويف بعض ا ألحيان يس تحيل‪،‬‬ ‫حدوثه يف حال الزواج املبكر‪...‬‬ ‫يف بعض حاالت هذا النوع من الزواج‪ ،‬يكون الزوج كبري السن مقارنة مع الزوجة كام جاء اذلكر يف البداية‪،‬‬ ‫اليشء اذلي يشلك اختالفا يف ا إالنامتء اجلييل‪ ،‬مبعىن أأن الزوج من جيل والزوجة الصغرية من اجليل اذلي‬ ‫يليه أأو اذلي بعده‪ ،‬هذا ا إالختالف من الرضوري س يخلق مشالك زوجية من النوع اذلي هيدم العالقة‬ ‫ويؤثر عىل منحاها ومسارها بعكس املشالك اليت تكون بني طرفني انجضني ومتقاربني يف السن اليشء اذلي‬ ‫يسهل معلية احلوار والنقاش واخلروج بتوصيات مرضية لالك الطرفني تسهم يف تطوير العالقة حنو ا ألفضل‪...‬‬ ‫طبعا حيامن نتحدث عن النضج والعتبة اليت ينهتيي عندها الزواج املبكر فيصري زواجا مكمتل ا ألراكن وغري‬ ‫خاضع ألي نقص فاإننا ال نقصد س نا معينا للفتاة‪ ،‬ألن مسأأةل النضج اجلسدي ختتلف من فتاة ألخرى‪،‬‬ ‫‪59‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ومسأأةل العاطفة والفكر لها ارتباط ابلوسط اذلي تعسش فيه لك فتاة والتنش ئة ا إالجامتعية اليت تلقهتا منذ‬ ‫صغرها حىت بلوغها‪ ،‬لك هذه العوامل تتدخل وتتداخل فامي بسهنا لتقرر السن ا ألفضل‪ ،‬اإن مل نقل املثايل‪،‬‬ ‫لزواج لك فتاة‪ ،‬زواجا بنّاءا اكمال يكون أأرضا خصبة للرضا والسعادة وإاجناب أأبناء صاحلني منتجني مبدعني‬ ‫يف وسط ميلؤه احلب واحلوار وتقارب ا ألبوين حبب ومودة ورمحة‪...‬‬ ‫اإن الزواج املبكر ال خيدم مصلحة الفتاة أأو البنت ابدلرجة ا ألوىل‪ ،‬وإان مل خيدم الزوجة ويوفر لها الراحة‬ ‫والسكينة واجلو احليايت املالمئ فال ميكن أأن ننتظر مهنا أأن تكون زوجة كام ينبغي‪ ،‬وابلتايل سسترضر الزوج‬ ‫أأيضا من ذكل‪ ،‬م ا ألبناء فامي بعد‪ ،‬اإذ ال ميكن أأن نتصور أأن ينتج ذاك اجلو املتكهرب بني الزوجني أأبناء‬ ‫املرجوة‪ ...‬اإذا اكن الزوج هو رب ا ألرسة وقائدها‪ ،‬فا ألم يه معودها و أأساسها املتني القوي‬ ‫مبعايري احلسن ّ‬ ‫والعضو الفاعل بقوة واملضحي من أأجل خلق ا ألرسة املثالية‪ ،‬وإاذا قلنا أأرسة مثالية فاإننا نتحدث عن لبنة‬ ‫عظمية من لبنات بناء رصح ادلوةل القوية واحلضارة الراقية‪...‬‬ ‫طبعا‪ ،‬لك ما ُذكر هنا من ا ألفاكر والتوهجات الفكرية حول الزواج املبكر والنضج املطلوب ال هدف منه‬ ‫سوى تفادي نتاجئه السلبية‪ ،‬ويبقى دجرد طرح ذايت قابل للنقاش والنقد‪ ،‬كام ميكن أأن يكون املنظور خاطئا‪،‬‬ ‫لكنه اجهتاد بس يط مين يف تصور ماكمن اخللل والضعف يف هذه الظاهرة اجملمتعية اليت ال ختلو ملفات احملامك‬ ‫العربية من عدد كبري مهنا‪ ،‬بسبب تبعاهتا النفس ية واجلسدية واملادية عىل الزوجة الضحية‪ ...‬مع ا إالشارة اإىل‬ ‫أأن هناك زجيات مبكرة جنحت ومتزيت و أأمثرت خريا رمغ فارق السن بني الزوجني وصغر سن الزوجة‪ ،‬وتبقى‬ ‫هذه احلاالت قليةل جدا وميكن اعتبارها حاالت شاذة ألهنا تتطلب زوجا صبورا جدا يكون مبثابة الزوج‬ ‫واملريب واملصاحب لزوجته‪ ،‬وزوجة بعقل وقلب كبريين جدا يسعا احتواء الزوج ورمحته هبا‪...‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪61‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.13‬‬ ‫صانعة األجيال‪ :‬ربة البيت‬

‫‪61‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫منذ بزوغ جفر ا إالسالم حتول وضع املر أأة جذراي‪ ،‬ر ى حالها وحتسن وضعها كثريا‪ ،‬فصارت عظمية بعدما اكن‬ ‫الرجل يذلها ويس تغلها ويش ّيؤها وال يفخر بعالقته هبا ومعها‪ ...‬بعد ا إالسالم ر أأينا العاملة والعامةل‪ ،‬ر أأينا ا ألم‬ ‫املعززة والبنت املكرمة والزوجة احملبوبة وا ألخت احملفوظة‪ ...‬صارت املر أأة شقيقة الرجل حقا ور أأيناها تتاجر‬ ‫يف ا ألسواق وتتحمك يف ا ألموال وتصنع ا إالخرتاعات وتكتشف ا إالكتشافات وتبين يف ادلنيا كام يبين الرجل‪،‬‬ ‫ترصع امسها حبروف اذلهب يف كتب التارخي والزمان‪ ...‬ومع لك هذا‬ ‫جنبا اإىل جنب يمكّالن بعضهام‪ ،‬فاكنت ّ‬ ‫اكنت وال زالت املر أأة أأما حنوان ترعى أأبناءها ابلقلب العامر ابحلب وحتتوي تعهبم بصربها وحاجهتم بتضحياهتا‪،‬‬ ‫بل هناك من النساء من جعلت من وقهتا وهجدها ولك ما لها عطاء يف سبيل بسهتا و أأرسهتا وتنازلت عن‬ ‫البايق باكمهل‪ ،‬فاكنت ربة البست العظمية‪...‬‬ ‫ابحلديث مع كثري من شاابت اليوم‪ ،‬خصوصا املتعلامت مهنن‪ ،‬يف موضوع "ربة البست" ال يس هتلكن وقتا‬ ‫طويال يف التفكري حىت جينب ابلرفض وعدم قبول فكرة التفرغ للبست والزوج وا ألبناء‪ ،‬و أأهنن درسن لك تكل‬ ‫الس نوات من أأجل "ا إالس تقالل ابذلات" والعمل خارج البست‪ ...‬دامئا ما تعرتضنا فكرة ا إالس تقالل اليت‬ ‫أأصبحت من مبادئ نساء اليوم مع ا ألسف‪ ،‬ترخست دلهين هاته الفكرة والتصقت بأأذهاهنن فال يقبلن فهيا‬ ‫نقاشا وال حديثا رمغ أأن معقها فيه ما فيه من الرضر عىل املس توى ا ألرسي واجملمتعي؛ هذا ا إالس تقالل يبين‬ ‫سورا صلبا بني الرجل وزوجته وجيعل لك مهنام يف واد خيطط ويبين ِمباهل دون ا ألخذ بعني ا إالعتبار خطط‬ ‫الخر ومشاريعه‪ ،‬والنتيجة‪ :‬تفسخ أأرسي وضياع ا ألبناء وسط هذا "ا إالس تقالل" ‪ .‬طبعا أأان لست ضد معل‬ ‫املر أأة‪ ،‬خصوصا و أأن هناك بعض ا ألعامل اليت تليق هبا فقط وال يصلح للرجل التعامل معها كام ينبغي‪ ،‬ونفس‬ ‫اليشء ينطبق عىل املر أأة اليت ال جيدر هبا ا إالقرتاب من بعض ا ألعامل اذلكورية‪ ،‬لسس ألهنا ال تس تطيع‪ ،‬ولكن‬ ‫ألهنا بذكل تضع أأنوثهتا وبنسهتا عىل احملك؛ اإذا اش تغل الزوجان معا واتفقا عىل بعض التفاصيل اليت ستساعد‬

‫‪62‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫يف ترتسب حياهتام واجهتدا يف احرتاهما والسري علهيا وتعديلها عند الرضورة وجعال هدفهام واحدا وجتنبا ما‬ ‫يسمى اب إالس تقالل سسنجحان غالبا يف اخلروج بأأرسهتام اإىل بر النجاة‪ ...‬لكن اإذا اختار الزوجان واتفقا معا‪،‬‬ ‫دون اإلزام أأو اإجبار‪ ،‬أأن تبقى الزوجة يف البست وتكتفي بعملها داخهل فرمبا ذكل يكون أأكرث فائدة‪ ،‬عىل‬ ‫املس توى ا ألرسي واجملمتعي‪...‬‬ ‫اإذا اختارت الزوجة القعود يف البست وجعهل مملكة لها‪ ،‬ترعى زوهجا وتليب حاجياته‪ ،‬وحتتوي غضبه‬ ‫والضغوطات اليت يلقاها يف معهل ودنياه وترحي ابهل وتلطف خاطره رمبا ذكل س يجعهل أأكرث تركزيا و أأكرث اإنتاجا‬ ‫طاملا أأن زوجته ستساعده عىل اإفراغ لك الشحنات السلبية والضغوطات النفس ية وحترره من لك القيود‬ ‫املامرسة عليه؛ لك ذكل يكون بعنايهتا ابلتفاصيل البيتية اليت حيهبا زوهجا واعتناهئا كذكل بشلكها ولبسها‪ ،‬وال‬ ‫ميكن أأن يكون منه يشء اإذا اكنت الزوجة جتعل صوحيباهتا وخروجاهتا من أأوىل أأولوايهتا قبل زوهجا وبسهتا؛‬ ‫طبعا هذه التضحية من الزوجة وإالزام نفسها ابلقعود ابلبست جيب أأن يقابهل الزوج ابملعامةل احلس نة وفعل لك‬ ‫ما ميكنه من أأجل اإسعادها‪ ،‬سواء ابلهدااي أأو ابخلروج بني الفينة وا ألخرى والسفر معها يف لك فرصة ساحنة‬ ‫حىت تغري جو البست وتراتح من تعبه‪ ،‬وجتدد نفسها ف ُتقبل أأكرث عىل حياهتا ويطمنئ قلهبا لوضعها اذلي ميكن‬ ‫أأن تكون يه صاحبة قراره فال تندم عىل اختياره يوما‪ ...‬م اإذا شاء القدير وحدث قمحل ميكهنا العناية بنفسها‬ ‫يف البست مبساعدة زوهجا فال تتعب وال جتهد حصهتا‪ ،‬م تدل وهتب وقهتا لصغريها‪ ،‬من سهر ورعاية‪ ،‬دون‬ ‫انقطاع فسشعر الطفل ابهامتم أأمه املتواصل وحناهنا املتواصل‪ ،‬اليشء اذلي يقوي بناءه النفيس كام يقول علامء‬ ‫النفس؛ م يبد أأ مشوار الرتبية اذلي يبىن عىل أأصول متينة طاملا أأن ا ألم ترعى ابهنا وترافقه الوقت اكمال فال‬ ‫جتد مشالك يف فهمه وتوفري متطلباته وفهم اهامتماته وميوالته م السعي اإىل تطويرها مبعية ا ألب‪ ،‬لك ذكل ال‬ ‫صلب الشخصية وواحض املبادئ؛ وهنا يأأيت دور تعلمي‬ ‫ميكن أأن ننتظر منه كنتيجة سوى جيل صاحل منتج ِ‬ ‫ا ألم ودراس هتا ولك ما تعلمته يف مسريهتا فتساعد ابهنا يف دراس ته وتعمل معه عىل تطوير رصيده املعريف‬ ‫وغناه الثقايف دون احلاجة اإىل الساعات ا إالضافية اليت ال فائدة جينهيا التالميذ مهنا يف الغالب‪ ...‬ومتيض‬ ‫‪63‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫الس نون وتنطوي ا ألايم تباعا‪ ،‬وا ألرسة مامتسكة قوية بفضل تضحيات اإنسانة عظمية اختارت يف البداية أأن‬ ‫جتعل معلها ودنياها هو بسهتا‪ ،‬حىت اإذا بلغت من الكرب عتيا وجدت زوهجا حمبا راضيا جبنهبا‪ ،‬وابنا صاحلا‬ ‫انحجا يف حياته ال حيرهما و أأابه من حبه ورعايته هلام والسؤال فهيام‪ ،‬وال أأمل هل يف دنياه سوى رضاهام عليه‪...‬‬ ‫هناك من س يقول‪ ،‬أأو لنقل من س تقول‪ ،‬أأنين هبذا الشلك أأحبس الزوجة داخل بست و أأجعلها خادمة لزوهجا‬ ‫و أأبناهئا وال حياة مس تقةل لها تعسشها وتس متع هبا‪ ...‬أأرد و أأقول أأنين مل أأفرض عىل أأي امر أأة هذا املنطق احليايت‪،‬‬ ‫أأان حتدثت عن نساء اخرتن هذا املهنج ورضني به ففصلته حسب رؤييت ووهجة نظري وبينت ما فيه من‬ ‫اخلري‪ ،‬و أأضيف أأيضا أأن هذا املهنج احليايت خيدم املصلحة اجملمتعية والنجاح املنشود ألنه يضمن بنس بة كبرية‬ ‫جدا جناح ا ألرسة وإانتاهجا ألبناء صاحلني خلوقني منتجني ومبدعني يف دجاالهتم واختصاصاهتم‪ ،‬مع التأأكيد عىل‬ ‫العمق العالقايت داخل ا ألرسة اذلي يس متر مع ا ألجيال القادمة فزيرع فهيم مجيعا البعد ا إالنساين اذلي يفقده‬ ‫ويفتقده الناس يوما بعد يوم‪ ...‬أأما عن اس تقالل حياة املر أأة وخصوصيهتا فأأكرر أأنين ال أأتعارض مع خروج‬ ‫املر أأة للعمل لكنين أأتعارض مع غرق املر أأة يف هذا العمل وإاهاملها لزوهجا وبسهتا و أأبناهئا‪ ،‬واهامتهما فقط حبياهتا‬ ‫"اخلاصة" اليت ال أأجد لها تفسريا طاملا أأهنا قبلت ادلخول يف عالقة زوجية تلغي مسأأةل اخلصوصية‬ ‫وا إالس تقالل سواء من هجة الرجل أأو من هجة املر أأة؛ حسب نظري وحتلييل الشخيص ملسأأةل ا إالس تقالل‪،‬‬ ‫وخروج املر أأة للعمل من أأجل ترس يخ هذه املسأأةل‪ ،‬ال أأرى لها عواقب بعيدة عن قسوة يف قلب ا ألطفال‬ ‫بسبب االإهامل‪ ،‬وضعفا يف العالقة بني الزوجني‪ ،‬أأمران يؤداين معا اإىل تش نج يف عالقة ا ألبناء بوادلهيم بعد‬ ‫مرور س نني طوال‪ ،‬فيتكرر ا إالهامل لكن هذه املرة من جانب ا ألبناء جتاه الابء‪ ،‬وهنا نعود للحديث عن دور‬ ‫املس نني والعجزة كام فصلنا سابقا‪ ...‬تبقى مسأأةل أأن املر أأة بقعودها يف البست تكون دجرد خادمة دلى زوهجا‬ ‫و أأبناهئا‪ ،‬أأرد بلك بساطة فأأقول أأن املرء ال ميكن أأن يعترب نفسه خادما عندما يليب طلبات ورغبات من‬ ‫حيب‪ ،‬وإاذا اكنت الزوجة ختدم الزوج يف البست فهو أأيضا يش تغل خارج البست ويتعب من أأجل توفري‬ ‫حاجياهتا ويفعل لك ما ميكن اإسعادها وإادخال الرسور عىل قلهبا‪ ،‬وإاذا خدمت أأبناءها وتعبت من أأجلهم فهم‬ ‫‪64‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫فذلات كبدها وجزء من ذاهتا‪ ،‬اإذا جنحوا وحققوا ذواهتم فذكل يسعد قلهبا وينس هيا لك تعهبا وسهرها‬ ‫ومعاانهتا‪...‬‬ ‫قبل ختام هذه النبضة امجليةل‪ ،‬أأس تغل الفرصة يك أأشكر أأيم احلبسبة اليت اكنت وال زالت ربة بست عظمية‬ ‫بذلت و أأعطت ومنحت لك يشء طوال س نني وعقود ومل تطلب مقابال سوى رضاان وهناان‪ ،‬فأأسأأل هللا‬ ‫تعاىل أأن يرزقها العمر املديد حىت أأرد جزءا يسريا جدا مما قدمته يل وفعلت من أأجيل‪...‬‬ ‫ربة البست يه ملكة البست ولسست خادمته‪ ،‬هو رشف عظمي للك امر أأة ألهنا تكون صانعة ا ألدجاد بسبب‬ ‫تضحياهتا‪ ...‬يف اخلتام أأطلب من لك ا ألزواج تقدير زوجاهتم وزايدة اهامتهمم هبن وكرس الروتني والراتبة‬ ‫الذلان يصيبان عالقهتام والسعي اإىل اإشعارهن بعظمي ماكنهتن وجزيل ما يقدمن؛ كام أأدعو لك ا ألبناء اإىل‬ ‫اإرضاء أأهماهتم والعمل عىل زرع الفرح يف قلوهبن بدل القرح والتعب اذلي نسببه لهن مجيعا مع ا ألسف‪...‬‬ ‫حياكن هللا اي رابت البيوت‪ ،‬حياكن هللا اي ملاكت‪...‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪65‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.14‬‬ ‫أنا مطلقة وهذا ليس‬ ‫عيب !‬

‫‪66‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫قبل بضع مواضيع سابقة اكن لها موعد ونقاش يف بعض ما يتعلق ابلزوجة‪ ،‬ماكنهتا وعالقهتا بزوهجا‪ ،‬بعض من‬ ‫واجباهتا وحقوقها وفصلنا يف بعض املواقف وا ألحداث اليت تتكرر يف غالبية العالقات الزوجية‪ ،‬وقلنا أأنه من‬ ‫واجب الزوجني الصرب والتضحية والتنازل من أأجل اإجناح عالقهتام وجعلها عالقة حب ورمحة وسعادة ال‬ ‫عالقة عناد ورصاع ونزال؛ لكن يف بعض احلاالت يصل ا ألمر اإىل حده وال يس تطيع الطرفان اإجياد س بل أأو‬ ‫حىت سبيل واحد للحوار وخلق جرس تواصل ينقذ زواهجام ويلغي مسأأةل هنايته‪ ،‬فيصل الزواج اإىل هناية نفق‬ ‫مسدود يضطر من خالهل الزوجان حبث مسأأةل الفراق والطالق‪...‬‬ ‫الطالق هو هناية من الهناايت اليت جعلها هللا تعاىل يف كونه‪ ،‬ويف بعض احلاالت يصري رضورة حمتية؛ هو‬ ‫أأفضل حل خيدم الزوجني يف حاةل عدم ا إالتفاق والتوافق ألن هللا تعاىل جعل سورة من سور كتابه ابمسه‪،‬‬ ‫وطبعا لن جيعل هللا سورة اكمةل ابمس يشء اإال وفيه خري كبري وعظمي‪ ،‬بعكس ما يشاع من مسأأةل بغض‬ ‫الطالق رمغ أأنه حالل‪ ...‬الطالق هو هناية‪ ،‬كام قلنا‪ ،‬تأأيت بعدها بداية جديدة بتفاصيل حياتية جديدة بعيدا‬ ‫عام اكن جيمث عىل القلب ويعذبه‪ ،‬أأايم الزواج الفاشل‪ ،‬وما اكن يشغل العقل ويلهيه عام هو أأمه و أأوىل‪ ...‬حيامن‬ ‫يفشل الزواج رمغ لك احملاوالت وا إالجهتادات‪ ،‬ويس متر الزوجان معا فاإهنام جيعالن أأماهمام عائقا كبريا حيول‬ ‫دون جناح لك مهنام يف أأعامهل وحياته الشخصية‪ ،‬الزوج يفقد تركزيه وحيويته يف معهل‪ ،‬والزوجة أأيضا تفقد‬ ‫حالوة ادلنيا وجاملها وتتأأثر كثريا‪ ،‬زد عىل ذكل الضغط الكبري والتعب النفيس الهائل اذلي ميارس عىل‬ ‫الطرفني ويهنكهام‪ ،‬خصوصا الزوجة ذات الرتكيبة ال ّ‬ ‫هشة اليت جتعلها تهنار أأمام لك ضغط عاطفي وفشل‬ ‫عالئقي؛ حىت ا ألبناء يتأأثرون كثريا يف ظل هذا اجلو املكهرب وال جيدون ذواهتم فيه‪ ،‬يرون أأبوهيم يف حاالت‬ ‫نفس ية متذبذبة وال جامل وحب فامي جيمعها‪ ،‬سوى رصاخ بني الفينة وا ألخرى وقطيعة ألوقات طويةل‪ ،‬اليشء‬ ‫اذلي خيلق تشققات وتصدعات يف خشصيات ا ألبناء وتضعفها‪...‬‬

‫‪67‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫اإذن كام قلنا‪ ،‬ميكن إالفرتاق الطرفني أأن يكون سببا يف جناهحام نفس يا وحىت اجامتعيا وخيرهجام من كبوهتام‬ ‫ويعوض سوء حاهلام‪ ...‬الزواج رابط عظمي جدا لكن هذا الرابط لسس مضمون النجاح بنسب مطلقة‪ ،‬اإذ‬ ‫ميكن ألش ياء اكنت خفية أأن تهنيي صالحيته وتفرق طرفيه‪ ،‬ويبقى املشلك بعد هذا الفراق حيامن تتعاىل‬ ‫ا ألصوات اجملمتعية بتقيميه والتحدث عنه واخلوض يف تفاصيهل واختالق القصص والرواايت اليت ميكن أأن‬ ‫تكون السبب يف وقوع الطالق‪ ...‬ال يسع املرء القول يف مثل هاته املواقف سوى‪ :‬طوىب ملن شغلته عيوبه‬ ‫عن عيوب الناس‪.‬‬ ‫اإذا تفارق الزوجان واس تقل لك طرف حبياته‪ ،‬يبقى الرجل يف نظر اجملمتع رجال ومل خيرس شسئا‪ ،‬أأما املر أأة‬ ‫فهيي اخلارسة‪ ،‬ال يرمحها الناس من الكهمم ونظراهتم و أكهنا اكنت متارس الرذيةل‪ ،‬بل وتالحقها لكمة " امر أأة‬ ‫مطلقة " أكهنا ومصة عار عىل جبيهنام‪ ...‬رصاحة ال أأفهم ملاذا هذه النظرة الوحقة من مثل هؤالء الناس‪ ،‬وملاذا‬ ‫جيب أأن تتحمل املر أأة متاعب الطالق اجملمتعية رمغ أأن الطالق هو طالق طرفني‪ :‬رجل وامر أأة؛ حىت لو اكن‬ ‫يف الطالق يشء من القبح فاملنطق حيمتل أأن يتحمهل الطرفني معا ال املر أأة وحدها والرجل يبقى عزيزا كرميا بل‬ ‫ويزيده الناس تقوية للعزمية؛ هذا حقا من اجلهل وابب من أأبواب اجلاهلية اليت ال تريد أأن تفارق دجمتعاتنا رمغ‬ ‫حترير ا إالسالم للمر أأة مهنا وعنايته هبا‪ ،‬اإال أأن العرب ال زالت تغمر أأرجلهم بعض من أأوحال هذه اجلاهلية‬ ‫البئسسة عىل ما يبدو‪ ...‬ولنا يف احلبسب صىل هللا عليه واهل وسمل خري قدوة ومثال‪ ،‬فهو من تزوج أأم املؤمنني‬ ‫زينب بنت حجش ‪ -‬ريض هللا عهنا ‪ -‬بعد أأن طلقها حبه وحبيبه زيد بن حارثة – ريض هللا عنه – بل قد‬ ‫زوجه هللا تعاىل هبا وجاء ذكر املوقف يف القرأن بشهادة رب العاملني{فل َّما قىض زيقد ِمهنق ا وط ًرا ز َّو قجناكها}؛‬ ‫اإذن هذا رسول هللا عليه الصالة والسالم تزوج مطلقة ومل جيد حرجا يف ذكل وصارت املطلقة أأما لنا‬ ‫مكسلمني‪ ،‬اإذا ما العيب يف كون املر أأة مطلقة؟ هل يريد الناس مهنا أأن تعسش يف تعاسة وقهر وتذبذب نفيس‬ ‫طوال حياهتا حىت يكونوا يف رى فيتقوا أنئذ اخلوض فهيا واحلديث عهنا؟ هذا وهللا أأمر ختلف‪ ،‬سواء أأاكن‬ ‫ا ألمر زواجا أأم طالقا فهو يبقى حبسس الرجل وزوجته‪ ،‬حىت ا ألهل ال حيق هلم التدخل فيه‪ ،‬سوى يف حال‬ ‫‪68‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫تفامق أأحد املشالك‪ ،‬وال يتدخلون مجيعا‪ ،‬وإامنا حكام من أأههل وحكام من أأهلها هبدف الصلح ونشد اخلري‬ ‫للطرفني فقط‪ ،‬ما دون ذكل يبقى الزوجان هام الوحيدان القادران عىل اختاذ القرار اذلي يرضهيام ويرحيهام؛ أأما‬ ‫بقية الناس‪ ،‬من اجلريان واملعارف‪ ،‬رمبا يكفهيم ما مه فيه من مهوم ومشالك حىت يس هتلكوا فهيا تفكريمه‬ ‫والكهمم عوض اس هتالكهام يف ما لن ينفعهام يف يشء‪ ،‬بل عىل العكس‪ ،‬سزييد اجملمتع تعقيدا وتش نجا وخيلق‬ ‫مزيدا من التشتت والتفرق والهوة بني صفوفه‪...‬‬ ‫اإذا حتدثنا عن الطالق وتبعاته ال ميكننا طبعا اإغفال نقطة هممة جدا‪ ،‬يه ا ألبناء‪ ...‬اإذا افرتق ا ألبوين بهناية‬ ‫عالقهتام وشق لك مهنام طريقه بعيدا عن الخر حتار قلوب ا ألبناء بني حنان مشتت واهامتم متباعد‬ ‫ا ألطراف‪ ،‬وهذا من حتدايت ما بعد الطالق اذلي جيب أأن ينجح فيه ا ألبوان‪ ،‬طاملا يتعلق ا ألمر بفذلات‬ ‫أأكبادهام؛ اإذا اكن الفراق هو احلل املرحي للطرفني مفن الطبيعي أأن يسعيا اإىل إاراحة أأبناهئام أأيضا وحبث طريق‬ ‫ينجحان من خالهل يف منحهم لك ما حيتاجون من ا إالهامتم واحلنان والرعاية‪ ،‬خصوصا اإن اكنوا يف سن‬ ‫صغرية‪ ،‬وعدم اإشعارهام ابلفراق حىت اإن اكن ظاهرا يف شلكه فا إالجهتاد مطلوب من أأجل كمت معامله عن‬ ‫أأنظارمه ما أأمكن وإاطفاء لك نريان الرصاع والزناع اليت اكنت مش تعةل أأايم الزواج‪ ،‬والتعامل ابحلسن‬ ‫واحلس ىن عىل ا ألقل أأمام ا ألطفال يك تس تقر خشصياهتم وتُبىن عىل أأساس قوي ومتني‪ ...‬ومما ميكن اقرتاحه‬ ‫عىل ا ألبوين‪ ،‬التفكري يف ا إالجامتع عىل طاوةل الألك مع العائةل ولو ملرة يف ا ألس بوع حىت يتش ّبع الصغار‬ ‫ابحلنان ويقتبسوا بعضا من السكينة ا ألرسية اليت حرموها بسبب الفراق؛ كذكل من حقوقهم أأن جيهتد‬ ‫الوادلان حىت حيرضا حفالت املدرسة وبعض العروض اليت تكون من تقدميهم‪ ،‬خصوصا و أأن الصغار ال‬ ‫يتقوون يف أأعامهلم وبناء أأحالهمم وأماهلم وحماربة مهوهمم ومشالكهم‬ ‫مصدر طاقة هلم سوى الوادلان‪ ،‬هبام ّ‬ ‫الصغرية – العظمية يف نظرمه – ‪...‬‬ ‫مبا أأننا نتحدث عن الطالق‪ ،‬أأس تغل الفرصة لتوضيح مسأأةل جيهلها كثري من الناس يه طريقة الطالق أأو‬ ‫التطليق‪ ...‬مبا أأن الزواج يبىن عىل عقد مكتوب ومدون دلى السلطات امللكفة هبذا االإختصاص فاإن الطالق‬ ‫‪69‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫طبعا ال ميكن أأن يكون اتما اكمال سوى اإذا مت هنج نفس هنج الزواج ودق ابب نفس اجلهة املعنية وإاهناء‬ ‫العالقة بشلك رمسي وقانوين؛ أأما الطالق الشفهيي فهو طالق انقص ألن الزواج قبهل مل يكن شفها‪ ،‬وهذا‬ ‫من حق املر أأة أأيضا حىت تُضمن لها حقوقها اكمةل ويطمنئ قلهبا‪ ...‬كذكل أأجد نفيس مضطرا للحديث عن‬ ‫بعض الرجال ممن ال مينعون أأنفسهم من هتديد زوجاهتم بلكمة " أأنت طالق" أأو أأنه س يطلقها رمسيا ويرمهيا‬ ‫للشارع – حسب رؤيته الضيقة طبعا – و أكن رزقها وحالها بيده وهو املتحمك به‪ ،‬يف الغالب يكون هذا‬ ‫ا ألمر يف ساعات الغضب‪ ،‬وهذا لسس ابملربر اذلي جيعل الزوج ميارس هذا الهتديد اذلكوري عىل زوجته‬ ‫ف ُيتعب قلهبا وجيرح قلهبا يف لك مرة حىت يصل هبا احلال اإىل تقبل الفكرة وتصري يه من تطلب الطالق‬ ‫وتريده حىت تتحرر من هذا الضغط املامرس عند لك ساعة غضب‪ ...‬و أأخمت قويل بوصية احلبسب صىل هللا‬ ‫خريا‪ ،‬فاإمنا هن عوان عندمك) – رواه‬ ‫عليه وأهل وسمل يوم جحة الوداع حيامن قال‪ ( :‬أأال واس توصوا ابلنساء ً‬ ‫الرتمذي – ‪.‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪71‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.15‬‬ ‫زوجي تويف فما ذنيب إذا؟‬

‫‪71‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫اإذا قُدّر لزواج أأن ينهتيي فالهناية اإما اختيارية يف حاةل الطالق كام س بق التفصيل يف النبضة السابقة‪ ،‬أأو‬ ‫اإجبارية يف حاةل وفاة أأحد الطرفني‪ ...‬س بق وحتدثنا عن املطلقة وتذاركنا بعضا من تفاصيل حاالهتا و أأبعاد فعل‬ ‫الطالق‪ ،‬والن س نتناقش قليال أأمر ا ألرمةل اليت اختار هللا ابتالءها بفراق زوهجا اإىل ا ألبد‪...‬‬ ‫بعض النساء ا ألرامل جيدن أأنفسهن وحيدات يف دنيا شاسعة متيض برسعة ويبدو أأهنا ال ترمح أأحدا‪ ،‬هذا ما‬ ‫جيعلهن يش ّمرن عن سواعدهن ويتبنني كثريا من صفات الرجال فينطلقن يف دهالزي ادلنيا ويتخبطن يف دروهبا‬ ‫حىت يلتقطن لقاميت تقدمهنن ألبناهئن فيغلقن بعضا من الرشخ العظمي اذلي خلفه فراق الزوج القائد‪...‬‬ ‫اخرتت أأن أأذكر هذا الصنف من النساء يف البداية ألنه صنف يس تحق منا لك التقدير والتصنيف وا إالحرتام‪،‬‬ ‫امر أأة بعزمية رجال ولسس رجل؛ طبعا هناك حاالت أأخرى من ا ألرامل‪ ،‬هناك من يفارقها زوهجا بعد معر‬ ‫طويل فيحتوهيا أأبناؤها أأو ال جتد من حيضهنا فتلجأأ دلار املس نني مع ا ألسف‪ ،‬وهناك من يتوىف زوهجا ويه‬ ‫يف سن شابة فتأأتهيا بعض طلبات الزواج ورمبا ختتار هذا الطريق فتنقذ نفسها من الضياع اجملمتعي وختتار‬ ‫ألبناهئا بعضا من الراحة عكس ا ألوىل املسكينة اليت تلعب ادلورين معا‪ ،‬ا ألم وا ألب‪...‬‬ ‫ما يأأسف عليه ا إالنسان حقا هو أأن ا ألرمةل أأيضا ال تسمل من أألسن الناس و أأعيهنم القاس ية‪ ،‬وال أأفهم ملاذا‬ ‫هذا ا إالنتقاص اجملمتعي المر أأة قُدّر لها أأن تفقد زوهجا وتتبارى مع ادلنيا من أأجل العسش‪ ،‬بل ويلقبوهنا بلقب أأو‬ ‫أألقاب حتمل من القسوة والتجرحي اليشء الكثري‪ ...‬يف الوقت اليت تنتظر من الناس شسئا من العطف‬ ‫واملواساة واملساعدة وادلمع من أأجل اإعادة ترتسب ا ألوراق وتسهيل ما ميكن تسهيهل حىت جتد لنفسها ماكان‬ ‫داخل املنظومة البرشية اجملمتعية ألهنا حقا تصبح مناضةل حقيقية ولسس لك البرش يس تطيعون لعب دور‬ ‫ا ألب وا ألم يف نفس الوقت‪ ،‬أأصعب وظائف العامل و أأكرثها حساس ية‪...‬‬ ‫حيامن يغادر الزوج اإىل دار البقاء تدخل الزوجة يف دوامة أالم متتالية ومتداخةل فامي بسهنا‪ ،‬و أأول الالم هو‬ ‫غياب القائد ورب ا ألرسة يف رحةل أأبدية‪ ،‬غياب الشخص رمق واحد يف ا ألرسة‪ ،‬و أكن نظام دويلهتا قد أسقط‬

‫‪72‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫وال تتضح لها معامل تأأسسس نظام جديد يف ساعهتا بل تظل اتهئة وسط أأنقاض النظام الزائل حما ِو ًةل اإجياد‬ ‫بعض من نفسها وسطه‪ ،‬م يأأيت وقت العزاء فتؤملها مواساة الناس وعزاؤمه اذلي يشعرها بقدر ضعفها وهول‬ ‫وحدهتا وعظمة أأمر رحيل الظهر اذلي ال طاملا استندت عليه وحامها وسرت ضعفها‪ ...‬ما اإن ينهتيي العزاء حىت‬ ‫الصغار من السؤال عن سبب تأأخر أأبهيم وطول غيابه وعدم سؤاهل عهنم وحديثه معهم يف الهاتف كام‬ ‫يُ ِكرث‬ ‫ُ‬ ‫اكن يفعل دامئا‪ ،‬ماذا س تقول هلم وكيف س تجيهبم وإاىل مىت س تظل تكذب علهيم؟‪ ...‬أمل يتبعه أخر‪ ،‬و ال‬ ‫ينهتيي ا ألمر عند هذا احلد‪ ،‬اإذ تأأيت العائةل حىت تنظر أأمر ا إالرث وتوزيع الرتكة فرتى مملكهتا اليت عاشت فهيا‬ ‫مع زوهجا هتدم وحتطم وتفرق بني املامليك؛ جاراهتا احلبسبات وصوحيباهتا الغاليات أأغلقن أأبواهبن يف وهجها خوفا‬ ‫من أأن يفتنت أأزواهجن هبا وتعطف قلوهبم عىل حالها‪ ...‬حتولت مجيع ا أللوان اإىل سواد وصار لك ما حييط هبا‬ ‫مؤملا ومرهقا‪ ...‬وسط لك هاته الالم يكون ا ألهل مه امللجأأ الوحيد بعد هللا‪ ،‬فيواسوهنا ويبكون فراق زوهجا؛‬ ‫لكن هاته املواساة تزيد اجلرح معقا و أأملا وتتعب اخلاطر وتهنك العقل أأكرث فأأكرث‪ ،‬طبعا فقدان الزوج صعب‬ ‫جدا عىل لك امر أأة ومرهق لها كثريا لكن جيب التعامل معها ابإجيابية وحماوةل دمعها وتقويهتا وإاقناعها بأأن احلياة‬ ‫مس مترة و أأن الفراق وارد ألننا يف دار ابتالء واختيار هللا لنا فوق لك اختيار‪ ،‬جيب أأن نرى به ونمكل‬ ‫املشوار ابلشلك اذلي يرضيه س بحانه أأوال؛ م الزوج اثنيا أأيامن اكن س يفخر بثبات واجهتاد زوجته وصربها‬ ‫واحتساهبا عىل فراقه؛ وا ألبناء اثلثا‪ ،‬خلفاء الزوج وهديته اليت تركها لها‪ ،‬رمغ أأهنم يشلكون عبئا ماداي وحىت‬ ‫نفس يا وتربواي علهيا‪ ،‬ورمبا يكون تعهبا النفيس سببا يف هنرمه والرصاخ يف وهجهم‪ ،‬لكهنم يف هناية ا ألمر فذلات‬ ‫كبدها اذلين تعبت كثريا يف والدهتم وتربسهتم وابلتايل ستس تفيق من صدمهتا ويكونوا مبثابة نرباس ودافع قوي‬ ‫لها حىت تندفع حنو اخلروج من ا ألزمة واملصيبة واالإنطالق بنفس جديد تتحدى به عراقيل الوضع اجلديد‪...‬‬ ‫عالقة ا ألرمةل بأأهلها تكون هممة جدا لها ألهنا حتاول أأن تعوض النقصان واحلاجة اليت سبهبا غياب زوهجا هبم‬ ‫ومت أل الفراغ احلاصل بوجودمه ودمعهم‪ ،‬لكن هذه العالقة ميكن أأن تأأخذ منحى سسئا اإذا ر أأى ا ألهل أأهنا تريم‬ ‫بلك محلها علهيم فيتحول إاحتواؤمه لها اإىل اإهامل يبد أأ بشلك تدرجيي حىت ينسحبوا بشلك ش به لكي من‬ ‫‪73‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫حياهتا‪ ،‬فتجد ا ألرمةل نفسها وحيدة يف عامل من الضعف واحلرية والضياع‪ ...‬اإذن مبا أأن ا ألرمةل يف حاةل صعبة‬ ‫نفس يا وذهنيا وحىت حصيا جيب أأن يكون اهامتم ا ألهل اإجيابيا وذكيا كام قلنا سابقا‪ ،‬فسساعدوهنا عىل جتاوز‬ ‫املرحةل ابدلمع البنّاء وجتنب لك أأساليب التعجزي والتضعيف اليت تكبل املر أأة وتزرع فهيا االإحباط‬ ‫وا إالكتئاب‪ ...‬لك هذا وذاك جيعل ا ألرمةل تتحمل مسؤوليهتا وتعمتد عىل نفسها ال علهيم أأو عىل الناس‪ ،‬وال‬ ‫تنتظر عطفهم وحناهنم ملُدد طويةل‪...‬‬ ‫لك زوجة ينهتيي زواهجا نتيجة وفاة زوهجا تكون حمط اختبار رابين وابتالء عظمي جتزى عليه اخلري الكثري‬ ‫بصربها وثباهتا واحتساهبا‪ ،‬وكام قلنا‪ ،‬احلياة ال تتوقف مبوته ورحيهل‪ ،‬بل تس متر ومتيض‪ ،‬وتبقى ا ألرمةل أأمام‬ ‫أأمرين‪ ،‬اإما أأن تعسش عىل أأثر زوهجا وماضيه فتتأأمل وتتعب نفسها وتهنك فكرها وتكون عبئا عىل حميطها فال‬ ‫حيبون دجالس هتا بل ينفرون حىت من لقياها ألهنا تكون مصدر أأمل وكبة هلم وحديهثا ادلامئ عن زوهجا املتوىف‬ ‫وعن خصاهل وما مجعها به من ذكرايت ال يفرت‪ ...‬أأو أأن تعسش حارضها مع أأبناهئا و أأانسها وترى بقسمة هللا‬ ‫لها فتعمل عىل حتسني حياهتا ما أأمكن وتقوي عالقهتا مع أأبناهئا ألهنم أأمجل أأثر لزوهجا وتؤسس ملس تقبلها‬ ‫وقادم أأايهما معهم؛ طبعا حنن ال نقول أأهنا جيب أأن متحي لك ما يتعلق بزوهجا من ذاكرهتا‪ ،‬ألن احلزن وارد‬ ‫وبقوة وهذا طبيعي‪ ،‬لكن املشلك حقا هو أأن تدع احلزن يمتلّكها ويتحمك فهيا فال ترى يف دنياها سوى‬ ‫التعاسة والشقاء‪ ...‬احلياة مجيةل ملن يراها كذكل‪ ،‬وكام قال اإيليا أأبو مايض‪ :‬كن مجيال تر الوجود مجيال؛ من‬ ‫أأمجل ا ألش ياء اليت ميكن أأن يعسشها ا إالنسان يف هذه ادلنيا يه عالقة سعادة جتمعه بطرف أخر وميضيان معا‬ ‫يف دروب احلياة يس متتعان هبا ويتحداي صعوابهتا بتعاوهنام ويوايس لك مهنام الخر يف حلظات اليأأس‬ ‫والضعف‪ ...‬حىت اإن قدر هللا فراق الطرفني فالسعادة ال تنهتيي هبذا الفراق بل تس متر ألن مصدر هذه‬ ‫السعادة لسس بعيد عنا‪ ،‬بل هو يف داخلنا‪ ،‬وطاملا حنن يف رحاب الرمحن ورضاه وعىل اببه ال ميكن أأن نفقد‬ ‫تكل السعادة ألن رهبا يح ال يُفقد أأبدا اإال اإذا فقدانه حنن‪ ...‬يف ختام هذا املوضوع‪ ،‬وددت أأ ّال حنرم أأنفس نا‬ ‫من اقتفاء أاثر الس نة النبوية العطرة‪ ،‬ونرى كيف صربت أأهمات املؤمنني علهين رضوان هللا عىل فراق احلبسب‬ ‫‪74‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫صىل هللا عليه وأهل وسمل وهو من هو‪ ،‬الزوج واحلبسب اذلي لسس مكثهل أأحد يف عطائه وجوده وحبه‬ ‫كزوج‪ ،‬ورمغ ذكل قاومن صعوبة الفراق وحتدين ُه؛ ولنا يف الس يدة عائشة ريض هللا عهنا خري مثال‪ ،‬تكل‬ ‫العظمية اليت عاشت حبا عظامي برفقته ومعيته عليه الصالة والسالم‪ ،‬ومات وهو يف بسهتا ور أأسه الرشيف عىل‬ ‫صدرها‪ ،‬لك ذكل ا ألمل وتكل الكربة العظمية مل متنعها من أأن تكون صاحبة املواقف العظمية عىل عهد اخللفاء‬ ‫الراشدين واكنت الفقهية املعلمة اليت ربت وعلمت الرجال‪...‬‬ ‫ادلنيا دار ابتالء وحمن‪ ،‬وهمام اكن ا إالبتالء شديدا البد من فرج يتبعه عاجال غري أجل‪ ،‬ورمحة هللا ال تفارق‬ ‫عباده حىت يف بالهئم وكرمه س بحانه حيفنا من لك جانب‪ ،‬حىت اإذا فقدان حبيبا عىل ا ألرض حفبيبنا يف السامء‬ ‫دامئا يرافقنا ويرفق بنا س بحانه‪...‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪75‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.16‬‬ ‫أنا األم العازبة !‬

‫‪76‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫كثريات هن النساء الاليئ حيلمن ابحلصول عىل أأطفال وجتربة حياة ا ألمومة وإارضاء أأزواهجن‪ ...‬بل هناك من‬ ‫يصل هبن احلال اإىل الهوس هبذا ا ألمر لكام طال هبن العمر وانطوت كثري من س نني زواهجن؛ لكن أأن نسمع‬ ‫عن أأم ويه عازبة حتت ما يسمى ب"ا ألهمات العازابت" ‪ ،‬هذا ما يصعب استيعابه وتقبهل وفهمه‪ ...‬مفهوم‬ ‫من املفاهمي احلديثة اليت دخلت عىل ثقافتنا ودجمتعنا وال ندري لها أأصال وال منطقا‪...‬‬ ‫اإذا حاولنا فهم ذاك املسمى فاملعىن حيلينا اإىل احلديث عن أأنىث أأجنبت طفال‪ ،‬أأو أأطفاال‪ ،‬لكهنا ال زالت يف‬ ‫مرحةل عزوبة‪ ،‬أأي أأن تكل الوالدة اكنت خارج اإطار الزواج‪ ...‬ابلعودة اإىل حال دجمتعنا اليوم ميكننا ربط هذا‬ ‫ا إالجناب حبادثني‪ :‬عالقة جنس ية خارج اإطار الزواج‪ ،‬أأو اغتصاب‪ ...‬أأما العالقات الزوجية خارج مرشوعية‬ ‫الزواج فميكن تقس ميها اإىل قسمني‪ ،‬قسم ادلعارة اليت متهتهنا الكثريات مع ا ألسف واليت ميكن أأن ختلف محال‬ ‫يف حال عدم التأأكد من حصة الوسائل املس تعمةل للوقاية منه أأو عدم اس تعاملها منذ البداية؛ وقسم عالقات‬ ‫احلب الومهية اليت يوقع من خاللها اذلئاب البرشية ابلفتيات فسسحرون عقولهن ابلالكم املعسول والوعود‬ ‫الواهية وينهتيي ا ألمر بعالقات جنس ية رمبا تكون سببا يف حدوث محل؛ واحلادث الثاين كام قلنا هو‬ ‫ا إالغتصاب اذلي هل ما هل من اخللفيات وا ألحداث اليت تس بق حدوثه بس نوات‪ ...‬يف هذه اخلاطرة س نحاول‬ ‫التطرق لهذه احلوادث اليت تزيد ظاهرة ا ألهمات العازابت تفامقا وانتشارا‪...‬‬ ‫يف نظري‪ ،‬أأول يشء يثري حافظيت هو كيفية تعامل ا ألنظمة احلامكة‪ ،‬و أأخص ابذلكر ما حيدث يف املغرب‪ ،‬مع‬ ‫هذا املوضوع‪ ،‬جند أأن ادلول تقدم ادلمع من أأجل اإنشاء دور االإيواء وتساعد عىل تأأسسس مجعيات لكفاةل‬ ‫تكل النسوة ورعايهتن ابملنح وادلمع املادي اذلي يتايد س نة بعد أأخرى مع تزايد ا ألعداد؛ مبعىن أأن ادلوةل‬ ‫تقبل مبثل هاته الظواهر وحتتوهيا بدون مشالك‪ ،‬حىت اإن اكنت رافضة لها فاإهنا تثبت مبا تفعهل أأهنا ضعيفة أأمام‬ ‫مثل هذا املعضل ولسست لها القدرة عىل حماربة أأصوهل والتعامل مع ا ألس باب وجذور املشلك ال نواجته‪ ...‬من‬ ‫‪77‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫خالل كتايب السابق وهذا الكتاب أأيضا أأخاطب أأساسا ا ألشخاص و أأانقش ا إاليديولوجيات الفردية والقوانني‬ ‫العرفية اليت تنترش بني أأفراد شعوبنا العربية‪ ،‬لكن اإذا اقتنع أأي مسؤول حكويم همام اكنت حدود مسؤوليته‬ ‫يف قطاع ما وتبىن فكرة مما نطرح‪ ،‬واجهتد يف تطويرها مبا يتالءم والقدرات البرشية والفكرية واملادية فذاك‬ ‫من دواعي الفرح والرسور وبرشى مجيةل جدا لنا‪...‬‬ ‫و أأعود اإىل موضوعنا‪ ،‬وإاىل أأس باب الظاهرة اليت بني أأيدينا‪ ...‬ادلعارة اليوم أأصبحت همنة متارسها كثريات‪،‬‬ ‫ولكن كيف حيدث حىت تصل فتياتنا اإىل امهتاهنا؟ يف غالب ا ألحوال تكون تكل الفتيات حضااي توهجات‬ ‫و أأخطاء دجمتعية؛ أأب قاس يف تعامهل أأو زوج أأ ّم متعدّ يرى فهيا محال عليه يريد التخلص منه والتحرر من‬ ‫مسؤوليته بأأي شلك؛ س ببني من عرشات ا ألس باب اليت جتعل الفتيات يغادرن البيوت حىت يرحتن من كرثة‬ ‫الضغوط واملشالك واالإهانة واخلوف واملعاانة املس مترة‪ ،‬لكن مع ا ألسف‪ ،‬الشارع ال يكون دامئا أأرمح من‬ ‫البست؛ تضطر ل إالش تغال يك تعسش وتبين حياهتا‪ ،‬لكن درهيامت العمل لن تسد لك احلاجيات فيبقى الباب‬ ‫تدر أأموالا كثرية وما أأكرث الوسطاء والسامرسة يف هذا التوجه؛ عالقات‬ ‫الواحد أأماهما هو امهتان ادلعارة ألهنا ّ‬ ‫تلو أأخرى ميكن أأن تكون اإحداهن سببا يف امحلل‪ ،‬حىت اإذا ظهرت أأعراضه وابن انتفاخ البطن تبقى الفتاة‬ ‫بني انرين‪ ،‬اإما ا إالحتفاظ ابجلنني أأو التخلص منه عن طريق ا إالهجاض؛ اإذا حن قلهبا وخافت عىل نفسها؛ ألن‬ ‫ا إالهجاض اإذا مت فلن يكون بطرق رشعية عند طبسب خمتص طاملا أأن امحلل غري مرشوع من أأساسه بل‬ ‫س ُيجرى بطرق تقليدية هتدَّد فهيا حياة ا ألم قبل اجلنني؛ س تحتفظ ابجلنني اذلي سريى النور بعد أأشهر‬ ‫معدودة‪ ،‬ولن حيتوهيا يف هاته احلاةل سوى ادلور اخملصصة ل ألهمات العازابت‪ ...‬يف غالب ا ألحايني هذا ما‬ ‫حيدث مع تفاوت بس يط ال يؤثر عىل الهناية املأأساوية‪ ،‬لكن كام هو واحض‪ ،‬املشلك ابتد أأ من بست ا ألرسة‬ ‫اذلي لطاملا قلنا وكرران أأنه املعمل واملصنع اذلي يصنع الرجال والنساء إاذا اكن أأساسه متينا‪ ،‬لكن البست فقد‬ ‫كثريا من بريقه وصارت العالقات داخهل مبنية عىل املادة ال العاطفة‪ ...‬أأما اإذا حتدثنا عن العالقات السابقة‬ ‫للزواج فتكل قصة ال ختتلف كثريا عن سابقهتا‪ ،‬ألن الضعف يف ا ألصل لسس ضعف الفتاة اليت ترمتي يف‬ ‫‪78‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫أأحضان ذئب ماكر يف شلك شاب وس مي يرسق رشفها مبا أأويت من احليةل واملكر م ينكر لك ما فعل ويهترب‬ ‫من املسؤولية‪ ،‬اذلنب لسس ذنهبا اكمال‪ ،‬بل هو ذنب الوادلان الذلان مل يوفّقا يف خلق البسئة املناس بة وا ألرض‬ ‫اخلصبة‪ ،‬اب ألخالق والفكر املتني واملبد أأ الصلب‪ ،‬لنبات أأبناء صاحلني ال هتزمه رايح اخلارج العاتية همام بلغت‬ ‫قوهتا‪ ،‬وقد س بق احلديث يف الكتاب السابق عن بعض تفاصيل "الفراغ العاطفي" اذلي خيلف مصائب‬ ‫وكوارث يصعب الوقوف أأماها وحماوةل حلها طاملا أأن ا ألوان قد فات والشجر قد اعوج عوده‪ ،‬اإذا حاولت‬ ‫اإقامته انكرس؛ يف هذه احلاةل‪ ،‬اإذا اس تطاعت الفتاة‪ ،‬أأو لنقل ا ألم‪ ،‬أأن خترب أأرسهتا مبا حدث وختضعهم ل ألمر‬ ‫الواقع فذاك أأقل احللول رضرا ألهنا س تجد من يقف جبانهبا وحياول اإنقاذ ما ميكن اإنقاذه اإما بزواج الشابني‬ ‫ابلتفامه أأو القانون‪ ،‬أأو‪ ،‬عىل ا ألقل‪ ،‬ابعرتاف ا ألب اببنه حىت يودل بأأب حيمل امسه‪ ...‬أأما اإن مل تس تطع اإخبار‬ ‫وادلهيا فال ترى غري الهروب من البست خيارا‪ ،‬وتضطر لطرق ابب دور ا ألهمات العازابت حىت يرعوا محلها‬ ‫ويرشفوا عىل والدهتا م ختطط بعد ذكل فامي ميكن أأن تفعهل مع وادلهيا‪ ،‬هذا طبعا اإن مل جيداها أأبوهيا قبل‬ ‫والدهتا‪ ،‬ويف هاته احلاةل لن خيتلف ا ألمر كثريا ألن املعضةل تبقى واحدة‪ ،‬الفرق الوحيد هو أأن الوادلان رمبا‬ ‫س يحاوالن مساعدة ابنهتام أأكرث‪ ،‬سواء يف امحلل والوالدة أأو اإجياد حل مرض مع اجملرم الالمس ئول‪...‬‬ ‫اقترص حدييث يف احلالتني السابقتني عىل الفتيات أأو لنقل الشاابت‪ ،‬لكن ا ألمر ميكن أأن يشمل بعض‬ ‫املطلقات وا ألرامل أأيضا‪ ،‬اإذ ميكن أأن يضطرهن حميطهن وظروفهن يف حاةل قساوهتا أأن ميهتن همنا غري رشيفة‬ ‫من أأجل سد اجلوع‪ ،‬همنا قد تصل هبن اإىل ما حنن بصدد احلديث عنه؛ طبعا احلرام يبقى حراما همام اكنت‬ ‫ا ألس باب وادلوافع وال مربر جيعل ا إالنسان ميهتن همنا تؤذي الرشف وتزيل الكرامة‪ ،‬حىت اإن ُو ِصد ابب أأو‬ ‫اثنان أأو ثالثة يف احلالل فا ألبواب كثرية جدا حتتاج فقط ملزيد من البحث والصرب واالإجهتاد‪ ،‬وال ماكن‬ ‫لليأأس وا إالستسالم يف قلب املؤمن‪...‬‬

‫‪79‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫هذا فامي يتعلق ابلعالقات اليت تكون ابتفاق من الطرفني معا‪ ،‬أأما يف حاةل إاجبار ا ألنىث عىل القيام ابلفعل‬ ‫اجلنيس فاملشلك هنا أأساسا يف بنية الرجل النفس ية والرتبوية‪ ،‬سواء أأاكن شااب أأو حىت جعوزا هرما‪ ...‬لن‬ ‫أأدخل يف تفاصيل أأكرث ألنين سأأفصل ا ألمر اإن شاء هللا تعاىل يف النبضة التالية‪...‬‬ ‫طبعا خالل مناقش يت ألبعاد موضوع ا ألهمات العازابت فاإين أأانقشه من منطلق اجامتعي ونفيس وتربوي‪،‬‬ ‫لست فقهيا حىت أأانقشه من الناحية الفقهية و أأصدر فتاو و أأحاكما‪ ...‬لك مواضيعي ومناقشايت ختضع لهذا‬ ‫املنطق ولها نفس املنطلق‪ ،‬ذلكل أأيّام ر أأي وجدته يف كتاابيت فهو ر أأي بعيد لك البعد عن مسائل الفقه‪،‬‬ ‫و أأقول الفقه ولسس ادلين‪ ،‬ألن الفقه قسم من أأقسام عديدة داخل منظومة ادلين اذلي يشمل حىت ا إالجامتع‬ ‫والنفس والرتبية وغريها مما أأعمتده يف الكتابة والطرح‪.‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪81‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.17‬‬ ‫هل موهبتكَ هي أن‬ ‫تتحرش بي؟‬

‫‪81‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫يف عرص حتررت فيه املر أأة‪ ،‬حتررا مبفاهمي غريبة وغربية ال تامتىش مع ما حنن عليه‪ ،‬صارت حتدايهتا كثرية‬ ‫جدا‪ ،‬وصارت مهوهما أأكرث ومشالكها أأجزل‪ ...‬رمبا املشلك يتجىل يف أأبعاد هذا التحرر اذلي كرس قيودا كثريا‬ ‫مثل ا إالس تغالل والتشسئي والعنف‪ ...‬لكهنا ومع ا ألسف يف بعض ا ألحيان غلب عىل املر أأة حامسها وصل هبا‬ ‫احلال اإىل كرس قيود أأخرى‪ ،‬رمبا ابخلطأأ أأو رمبا عن قصد‪...‬من بني هاته القيود‪ ،‬احلرية الزائدة فامي يتعلق‬ ‫ابلشلك واجلسد‪...‬‬ ‫أأن تتحرر املر أأة من قيود ظلمها هبا اجملمتع احلايل هذا مما ندعو اإليه حنن قبلها ألن ماكنهتا غالية يف قلوبنا‪ ،‬وإاذا‬ ‫اس توى حال املر أأة وريض خاطرها وسكن قلهبا فذاك مما نطمح اإليه‪ ،‬ألننا كام قلنا سابقا املر أأة لسست نصف‬ ‫اجملمتع بل يه اجملمتع لكه وحنن فينا ا إالبن والزوج وا ألب وا ألخ؛ حنن الرجل اذلي ال ميكن أأن يعسش بدون‬ ‫ا ألصناف ا ألربعة اليت ذكران سابقا وال ميكنه ا إالس تغناء عهنا‪ ...‬هذا التحرر املنشود هو حترر رايق يف شلكه‬ ‫ألنه حترر للفكر واس تقالل – غري اتم – يف ا إاليديولوجية والر أأي ( أأقول اس تقالال غري اتم ألن اذلكر وا ألنىث‬ ‫ُخ ِلقا عىل مبد أأ التاكمل والتعاون والتاوج وال ميكن ألي جنس مهنام ا إالس تقالل لكيا يف احلياة ابلر أأي‬ ‫وا أليديولوجية عن الخر‪ ،‬لنقل أأنه ميكهنام ا إالس تقالل لكن بشلك جزيئ يتباين من خالهل متزي اجلنسني عن‬ ‫بعضهام‪ ،‬اليشء اذلي جيعل مسأأةل ا إالدراك والفهم واملنطقة أأوسع و أأكرب ابتساع مساحة التصور دلى اجلنسني‬ ‫معا وخيلق بسهنام بعضا من املنافسة والتحدي الرشيفني)‪ ،‬أأما التحرر يف الشلك واللباس‪ ،‬يف نظري‪ ،‬ال ميكن‬ ‫أأن نسميه حتررا ألنه ال يس تحق ذكل والسبب هو أأن طموحات هذا "التحرر" حمدودة ا ألبعاد ولن جتر عىل‬ ‫اجملمتع اخلري بقدر ما جتر عليه املشالك واهلموم‪...‬‬ ‫عندما تذاكران مسأأةل احلجاب‪ ،‬حتدثنا بعض اليشء عن التحرش اذلي ينتج يف حاةل التربج وحىت يف بعض‬ ‫حاةل احلجاب‪ ...‬فصلنا بعض اليشء ا ألس باب وذكران دور ا إالعالم اذلي رخس فكرة تشسئي املر أأة وربطها‬ ‫‪82‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ابجلنس فقط‪ ،‬وحتدثنا عن الفراغ املعريف والروحاين اذلي س بق هذه املوجة االإعالمية مفهد الطريق أأماهما يك‬ ‫تنجح يف حتريف العقول‪ ...‬والن دعوان نتذاكر قليال مسأأةل التحرش اليت تفشت بشلك همول يف شوارعنا‬ ‫واليت تصل إاىل ا إالغتصاب يف بعض احلاالت والظروف الزماكنية‪...‬‬ ‫حيامن أأانقش بعضا من معاريف حول مسأأةل التحرش ومقارنة أأبعاد هاته الظاهرة بني شارعي العرب والغرب‬ ‫يقول البعض أأن الشارع الغريب ال يعاين كثريا مثلام نعاين حنن‪ ...‬حس نا ميكن أأن أأتفق بشلك كبري‪ ،‬رمغ أأن‬ ‫الغرب ال خيلو أأيضا من التحرش‪ ،‬و أأفرس ذكل مبا ييل‪ :‬يف ادلول الغربية يسود الوعي أأكرث مما يسود يف بالدان‬ ‫العربية‪ ،‬هذا من هجة‪ ،‬ومن هجة أأخرى فادلوةل واعية خبطورة الظاهرة وتضع قوانني جازمة وصارمة فامي يتعلق‬ ‫هبذا ا ألمر وحترص عىل تفعيلها‪ ،‬وتضع املر أأة يف أأوىل أأولوايهتا‪ ،‬حىت أأنه يف بعض ادلول اإذا وجدت دورية‬ ‫الرشطة امر أأة تبيك وحدها يف الشارع س تقف وتزنل لتس تفرس ا ألمر وتبحث سبب الباكء اإن اكن متعلقا‬ ‫بتحرش أأو اعتداء يك تفتح حتقيقا رمسيا؛ اإذن القوانني تلعب دورا كبريا يف التقليل من الظاهرة خصوصا اإن‬ ‫ُطبقت كام جيب‪ ،‬أأضف اإىل ذكل أأنه يف غالبية البالد الغربية يتلقون تربية جنس ية ويتعلمون الكيفية اليت‬ ‫ميكهنم التعامل هبا مع كبهتم اجلنيس وكيف ميكهنم ترصيف طاقهتم السلبية‪ ،‬وحني يبلغون سن الش باب يصري‬ ‫اجلنس متاحا هلم‪ ،‬طبعا هذا ا ألمر خيلق نوعا من ا إالبتذال اجلنيس ويؤثر بشلك كبري عىل رجوةل الرجل و أأنوثة‬ ‫املر أأة‪ ...‬هذا لكه يساعد عىل اإنقاص نس بة التحرش‪ ،‬لكن رمغ ذكل تبقى النسب هممة وخميفة ألن اجلانب‬ ‫الرويح يغيب كثريا وال هيمت به اإال القليل‪ ،‬بل يف بعض احلاالت يكون هذا التحرش مقبوال من ا ألنىث‬ ‫ويكون سببا يف اإنشاء عالقة – مؤقتة يف الغالب – ‪ ...‬ونعود لبالدان‪ ،‬اليت ال تطبق فهيا جل القوانني‪ ،‬بل‬ ‫الاكرثة العظمى يه أأن أأهل القانون مه أأكرب خمرتقيه؛ ال وعي فهيا ألن الناس جهرت القراءة والبحث‪ ،‬وصار‬ ‫التعلمي وس يةل للحصول عىل الشهادات والبحث هبا عن العمل‪ ،‬ال غاية يف ذاته للريق ابجملمتع‪ ،‬فاحندر الوعي‬ ‫وقلّت ا ألخالق‪ ،‬واختذ الش باب من ا إالحلاد معتقدا حىت يتحرروا من قيود ادلين ابللكية وينصاعوا لرغباهتم‬ ‫اجلسدية بأأرحيية كبرية فضاعت أأرواهحم وهزلت؛ حىت ما ميزيان عن الغرب من اس تقرار أأرسي وتالمح بني‬ ‫‪83‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫الزوج والزوجة وا ألبناء قل وسار يف درب ا إالنقراض‪ ،‬ونتيجة ذلكل نرى الش باب يف ضالل‪ ،‬عقول ضعيفة‬ ‫وقلوب ضاةل و أأرواح حائرة‪ ،‬ال مبادئ وال أأسس‪ ،‬ال تربية فكرية وال تربية أأخالقية وال تربية جنس ية‪ ...‬كيف‬ ‫جملمتع يعاين من لك هذا التفسخ والتشتت الثقايف والضالل ا ألنرثوبولويج أأن ال تعاين نساؤه من التحرش‪،‬‬ ‫سواء اكنت يف حاةل جحاب أأو تربج؟ بل يتعدى ا ألمر لك ذكل ليصري عنفا واعتداءا واغتصااب اإذا مت ّكل‬ ‫الهوى صاحبه وصار ربه وقائده املتحمك فيه‪...‬‬ ‫حقيقة أ ْأسف عىل حال كثري من النساء‪ ،‬و أأجد نفيس حائرا فامي ميكنين أأن أأقوهل لهن بسبب انامتيئ للجنس‬ ‫املقابل لهن‪ ...‬حقيقة إانّكن تعانني كثريا من هاته الظاهرة و أأرى كثريا من املواقف البئسسة عند لك خروج من‬ ‫البست‪ ،‬أأبطالها ش باب‪ ،‬وش يوخ و أأطفال (دخلوا ادلائرة أأيضا فأأصبح اجلنس اذلكري متحرشا مبختلف أأعامره‬ ‫وصار ا ألمر هواية عند البعض وحتداي ومتعة عند البعض الخر)‪ ...‬مك أأجخل من نفيس حني أأرى الصورة‬ ‫اذلليةل اليت وصلت اإلهيا عالقة اذلكر اب ألنىث يف الشارع؛ انهتيى عهد ا إالحرتام بسهنام وحتول لك طرف اإىل همامج‬ ‫للطرف الخر – لسس اللك طبعا‪ ،‬ال زال اخلري يف ا ألمة – والغاية مادية دنسئة يف هناية ا ألمر‪ ...‬أأصبحنا يف‬ ‫ظلامت بعضها فوق بعض‪...‬‬ ‫ا ألمر متعب حقا‪ ،‬لكننا مطالبون اب إالجيابية وحماربة لك السلبيات اليت حتاوطنا من لك جانب‪ ...‬وحىت نكون‬ ‫ف ّعالني ال قوالني جيب أأن نصلح أأنفس نا ونعيد ترتسب أأوراقنا وإاعادة النظر فامي ّمتكل عقولنا وس يطر علينا‪...‬‬ ‫هذه دعوة للك الابء وا ألهمات حىت يصلحوا عالقاهتم فامي بسهنم وجيهتدوا يف تربية أأبناهئم مبا يليق ويناسب‬ ‫حتدايت هذا العرص الصعب‪ ،‬ودعوة للش باب املقبلني عىل الزواج يك خيططوا بشلك اكف ملا ينتظرمه من‬ ‫املسؤوليات والتحدايت العظمية‪ ،‬فيعيدوا بناء أأنفسهم بشلك متني وقومي ويبحثوا معن س تكون ا ألم ا ألفضل‬ ‫ل ألبناء وامللكة الرائعة ل ألرسة‪ ...‬رمبا س تالحظ وس تالحظني أأنين أأكرث احلديث عن الرتبية وعن ا ألرسة يف‬ ‫غالبية املواضيع‪ ،‬والسبب كام قلت يف أأكرث من مناس بة أأن ا ألرسة يه لبنة النجاة والنجاح اجملمتعي واحلضاري‬ ‫ووس يةل جناهحا يه الرتبية السلمية القومية املبنية عىل عالقات متينة بني أأفرادها‪ ،‬ذلكل حفلول لك ما نعاين منه‬ ‫‪84‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫دجمتعيا توجد داخل بيوتنا فال نضيع الوقت يف انتظار دجد رمبا يأأتسنا من السامء؛ طبعا السامء ال متطر ذهبا وال‬ ‫فضة وال دجدا وال حضارة‪ ،‬حىت اإن أأردان اخلري من رب السامء فا ألجدر بنا أأن نكون حقا أأهال هل‬ ‫ونس تحقه‪...‬‬ ‫التحرش اب ألنىث جرمية يرفضها لك عاقل فطن كسّس؛ جرم يشارك فيه‪ ،‬يف الغالب‪ ،‬اجلنسان معا‪ ،‬نتيجته‬ ‫املتحرش هبا وترض اجملمتع بأأمكهل‪ ...‬كفاان لوما لبعضنا وكفاان عزال ذلواتنا عن حميطنا وما جيري فيه‪،‬‬ ‫ترض ا ألنىث َّ‬ ‫لكنا مس ئولون عام حيدث يف داخهل‪ ،‬وواجبنا أأن نتحرك‪ ،‬لك من ماكنه ومبا هل من القدرة من أأجل اإنقاذ ما‬ ‫يمكن اإنقاذه وحتويل سكة القطار اذلي جيمعنا اإىل سكته ا ألصلية اليت اش تقنا اإلهيا كثريا وهللا‪ ،‬أأما هاته‬ ‫الطريق اليت منيش فهيا فعاقبهتا وخمية جدا ولن يفوز يف أخرها أأحد‪...‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪85‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.18‬‬ ‫أنا عذراء‪ ،‬ماذا عنكَ؟‬

‫‪86‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫مما أأس تغربه كثريا اليوم هو مسأأةل عذرية املر أأة وباكرهتا اليت ختلق هواجسا يف دواخل الرجل وجتعل اهلم يركبه‬ ‫ويعتليه خصوصا اإن قرر الزواج أأو فكر فيه؛ هاته العذرية اليت ارتبطت وبقوة برشف املر أأة وطهارهتا‪ ،‬يف‬ ‫املقابل ارتبطت بكرامة الرجل ورجولته ونظرة الناس هل‪ ،‬بداية من أأقرب املقربني وا ألهل اإىل املعارف‬ ‫واجلريان‪ ...‬مع العمل أأن هاته العذرية لسست رهينة بعالقة جنس ية حىت تتبدد‪ ،‬اإذ ميكن أأن يكون سبهبا ِخلقيا‬ ‫أأو حاداث تسبب يف فقداهنا‪ ،‬لكن ولاكمل ا ألسف‪ ،‬عقول الناس اليوم ضيقة ا ألبعاد وال تس تغرق وقتا يف‬ ‫التفكري االإجيايب وحسن الظن‪ ،‬خصوصا اإن حتدثنا معن مه بني احمليط واخلليج‪ ،‬يص ُعب علهيم تقبل فكرة أأن‬ ‫املر أأة غري عذراء بدون ربط ا ألمر بعالقة جنس ية‪ ،‬وال يدعون ألنفسهم دجاال للفهم وا إالس تفسار والنقاش حىت‬ ‫يفهموا السبب‪...‬‬ ‫رمبا هذا املعضل االإجامتعي يشلك نقطة سوداء يف أأوساطنا العربية‪ ،‬لكين رصاحة أأردت مناقشة عذرية من‬ ‫نوع أخر‪ ،‬عذرية يف نظري أأغىل و أأمه مما ذكرت سابقا‪ ،‬عذرية يشرتك فهيا الرجل واملر أأة وال ي ُس تثىن مهنا‬ ‫أأحدا‪ ...‬أأقصد عذرية ا ألخالق النقية الصفية الطاهرة اليت نودل هبا فطرة‪ ،‬وعذرية الفكر واملهنجية العقلية‬ ‫احلس نة املبنية عىل احلق واملنطق بعيدا عن امللواثت والشوائب‪...‬‬ ‫كام س بق وقلت يف الفقرة ا ألوىل من هذا الطرح‪ ،‬الرجل حيمل هام كبريا فامي يتعلق بعذرية زوجته املس تقبلية‬ ‫وخيىش من غياب الباكرة‪ ،‬حىت اإن اكنت جتده يفكر كيف ميكنه التعامل معها يف ليةل دخلته؛ لكنه جيهل أأو‬ ‫رمبا يتجاهل العذرية اخلُلقية لهذه الزوجة‪ ،‬وال يبحث فهيا عهنا فيتأأكد من متانهتا ونقاهئا ومصودها أأمام لك‬ ‫املغريات واملؤثرات الكثرية‪ ،‬أأما العذرية املادية فاإهنا تبقى رهينة ابلعذريتني اخللقية والعقلية‪ ،‬وتبىن عىل مدى‬ ‫صفاهئام وعدم تأأثرهام مبشوشات احمليط والبسئة‪ ،‬وعالقهتا مبا فهيام من الصاحل والطاحل‪ ...‬يف نظري حىت اإن‬ ‫فُقدت هاته العذرية املادية ألي سبب من ا ألس باب واحتفظت ا ألنىث مبا هام أأمه مهنا فال بأأس يف ذكل‪ ،‬بل‬

‫‪87‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫اإن ذكل يدعو إاىل راحة وطمأأنسنة خصوصا و أأهنام سسبقيان بني يدي الرجل معرا طويال وس ميتعانه ويسهالن‬ ‫عليه حياته معها فتكون الزوجة العاقةل اخللوقة وا ألم اذلكية املربية‪ ،‬عكس العذرية املادية اليت تتالىش يف‬ ‫حلظة ويُنىس أأمرها‪...‬‬ ‫اإذا حتدثنا عن العذرية اخلُلقية والعقلية ل ألنىث‪ ،‬فالبد أأن يأأيت ذكر الرجل أأيضا‪ ،‬الرجل اذلي يُعترب مالذ املر أأة‬ ‫وملجأأها‪ ،‬حىت اإن اكنت هاته املر أأة صاحبة عقل وخلق وطيبة ودودة‪ ،‬فالبد أأن يكون الرجل كذكل حىت‬ ‫يكون أأحق هبا ويس تطيع حامية هذا الكزن الفكري وا ألخاليق واحتواءه وخلق االإنسجام املطلوب من أأجل‬ ‫بناء ا ألرسة العاملة العارفة الفامهة البانية للمجمتع املؤهل حضاراي‪ ...‬طبعا هناك حاالت اكن فهيا تفاوت كبري بني‬ ‫وفكري وأأخاليقق الرجل وزوجه‪ ،‬وجنح الطرف املتقدم يف اإحلاق الطرف املتخلف عنه به‪ ،‬لكن تبقى‬ ‫عقلييت‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫هذه احلاالت قليةل جدا يصعب ا إالعامتد علهيا واملغامرة بربط خشصني بتفاوت أأخاليق وفكري كبري جدا‪ ،‬اإذ‬ ‫ميكن أأن تكون نتاجئه اكرثية عكس ما هو منشود‪...‬‬ ‫العذرية الفكرية أأو العقلية أأقصد هبا الصفاء والنقاء الفكري وخلوه من الشوائب الضاللية وا ألفاكر اخلبسثة‪،‬‬ ‫يه عذرية أأساسها احلق والتش بع بلك فكر ينبع من الثقافة الصحيحة والهوية احلقيقية وا إالنسانية البحتة‬ ‫والفطرة السلمية‪ ،‬طبعا لن أأقول ادلين ألن ادلين حيتوي ا ألربعة‪ ...‬أأما العذرية ا ألخالقية فهيي كتةل ا ألخالق‬ ‫اليت نودل هبا وعلهيا وجيب أأن نرتىب يف كنفها وجند من يساعدان حىت نطورها ونمنهيا سواء يف البست أأو‬ ‫خارجه؛ أأخالق حس نة كرمية مجيةل تزكو يف نفوس نا بزاكة الفكر امجليل فينا اب إالعامتد طبعا عىل الثوابت ا ألربعة‬ ‫اليت ذكران‪ ...‬وكام جاء يف كتايب ا ألول‪ ،‬ال حميد عن ا ألخالق والفكر السلمي لبناء احلضارة القومية‪ ،‬ألن االثنني‬ ‫هام أأساس هيق ا‪ ...‬لكن واقع احلال يظهر أأن هاتني العذريتني تتبددان دلى الناس يوما بعد يوما والسبب يبقى‬ ‫دامئا عىل ارتباط بقةل املعرفة والقراءة والتكنولوجيا اجلديدة واملتجددة اليت ال تقدم الصالح يف الغالب‬ ‫للمس تفيدين مهنا‪ ...‬ال ميكن ألي عقل أأن يصمد أأمام لك التيارات العاصفة احمليطة به اإال اذا اس متد قوته مما‬ ‫وحيول دفاعه جهوما عىل لك فكر ضاليل فاسد‪،‬‬ ‫يقر أأ وفامي يتدبر ويتفكر فيبين اجلدار املانع وحاجز الصد بل ّ‬ ‫‪88‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫أأو أأي فكر ضال اتئه‪ ،‬ويناقش احلجة ابحلجة ويبني ماكمن القوة يف فكره ومنطقه حىت يوقف مد الفكر‬ ‫املضاد؛ نفس اليشء ابلنس بة ل ألخالق اليت لن تصمد اإال اإذا تقوت‪ ،‬وقوهتا تأأيت من احمليط النقي ومن الرفقة‬ ‫الصاحلة والفكر الثابت اذلي جيعل لصاحبه مبادئ ال ميكن أأن يتخىل عهنا‪...‬‬ ‫ال أأحد ينكر أأن ا إالعالم ارتقى ابلشعوب كثريا وجعل من العامل قرية صغرية كام يقولون‪ ،‬لكهنم قالوا أأيضا أأن‬ ‫ا إالعالم سلطة‪ ،‬وهو كذكل فعال بلك ما حتتويه اللكمة‪ ،‬سلطة عىل ا إاليديولوجيات والثقافات والعقول‪،‬‬ ‫نس تقبل من خالهل أأفاكرا من ثقافات قريبة وبعيدة وحنتك بلك العامل‪ ،‬وال خيفى أأن القميني عىل هذا ا إالعالم‬ ‫مبختلف منابره لن يفلتوا فرصة اس تغالل لك ا ألدوات املمكنة من أأجل اإقناع املتلقني خبلفياهتم وقناعاهتم‬ ‫الشخصية وحتريف عقوهلم حنو ما يش هتون؛ لكن ذكل يصعب حصوهل اإذا اكن املتلقي حمصنا منذ سن صغرية‬ ‫ويعمل أأن ا إالعالم ال يقدم احلسن فقط بل يقدم الس ئي أأيضا؛ ويضل هذا املتلقي متابعا وحتت ا ألنظار ملدة‬ ‫لسست ابلهينة حلني حتمهل املسؤولية الاكمةل عىل اختيار ا ألفضل دامئا واجتناب املشوشات‪ ،‬م ا إالحتاكك هبا‬ ‫عند القدرة وانتقادها ومناقش هتا وتقدمي البديل عهنا فامي يُتاح من املنابر الواقعية وا إالفرتاضية‪ ،‬وبذكل يكون‬ ‫ادلفاع عن عذرية الفكر جهوما كام قلنا سابقا‪ ،‬جهوما بناءا طبعا ولسس جهوما الذعا حمطام‪.‬‬ ‫الطهارة والنقاوة البدنية مطلوبة طبعا‪ ،‬لكهنا لن تكون أأوىل من نقاء الفكر وصفاء الروح وجامل ا ألخالق‪،‬‬ ‫ومن محى عقهل محى لك جسده‪ ،‬ومن ارتكب الزةل فاإن التوبة ابهبا مفتوح‪ ،‬والتائب ماكنه عند هللا عظمي‪،‬‬ ‫فال بأأس أأن جيد ماكان هل بيننا‪...‬‬ ‫✿✿✿✿✿‬

‫‪89‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.19‬‬ ‫استعن بي وال تستغلين !‬

‫‪91‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ر أأينا سابقا ماكنة املر أأة وبعضا من مزياهتا ومجيل صفاهتا وسطران معامل يسرية من قواها‪ ،‬العقلية مهنا والقلبية‪ ،‬حتدثنا‬ ‫عن جامل الظاهر والباطن ور أأينا أأن هللا تعاىل جعل فهيا لك يشء مجيل حىت تك ِبت غلظة الرجل وقسوته‬ ‫وحتتوي قلبه وعقهل وكيانه‪ ...‬حتدثنا عن ا ألم احلنون وا ألخت العطوف والزوجة احملبة واالإبنة احلبسبة‪ ،‬ذكران أأيضا‬ ‫بعضا من حقوق ا ألرمةل واملطلقة وحتدثنا عن كثري من ا ألمور اليت ترض املر أأة والواجب أأن تزول وذكران بعضا من‬ ‫ا ألمور اليت جيب أأن يُعاد اإحياؤها داخل أأوساطنا اجملمتعية‪ ...‬لك هذا وذاك يبقى أأخطر ما يؤذي كيان املر أأة وال‬ ‫لب هو أأن تُس تغ ّل املر أأة بأأي شلك من ا ألشاكل‪...‬‬ ‫جيب أأن يقبهل أأي كسس ذو ّ‬ ‫لك ا ألىس وا ألسف عىل دجمتع جعل املر أأة أأداة لتلبية الرغبات وإاش باع النفوس فقط؛ ‪ ،‬املر أأة اليوم تتعرض لصور‬ ‫متعددة وخمتلفة ومتنوعة من ا إالس تغالل‪ ،‬لك يس تغلها من ماكنه وملصلحته وغاايته وهدفه‪ ،‬هذا ما حييلنا اإىل ما‬ ‫أأمسيناه قبال تش يسئا للمر أأة وتزنيال من كياهنا وطعنا يف قدراهتا وإاماكنياهتا‪ ،‬اإذ تصبح وس يةل الإرضاء نقص دلى‬ ‫أأشخاص معنيني ومعينني؛ اإذا حاولنا أأن جنهتد يف ذكر بعض من بني صور هذا ا إالس تغالل ميكن أأن نس تعرضها‬ ‫اكليت‪:‬‬ ‫ اس تغاللها يف ادلعاية وا إالشهار؛ نالحظ مجيعا أأن غالبية ا إالشهارات العاملية يس تعملون فهيا امر أأة أأو عدة‬‫نساء‪ ،‬بلباس معني ونظرات معينة‪ ،‬وحراكت ُم َّ‬ ‫خطط لها وسسناريو مس تفز جدا يف الغالب‪ ...‬فتكون تكل‬ ‫النسوة أأداة اس تفزاز للمشاهدين‪ ،‬ويف الغالب ال يكون لها أأو لهن دور قوي يف تكل ا إالشهارات‪ ،‬بل‬ ‫يكون وجودها وس يةل للفت ا ألنظار‪ ...‬فتكون دجرد أأداة يف يد أأحصاب رشاكت ادلعاية يس تعملوهنا لغاية‬ ‫يف نفوسهم نعلمها مجيعا‪..‬‬ ‫ اس تغالل يف املعامل واملصانع‪ ،‬حبيث يلجأأ أأغلب أأحصاب الرشاكت إاىل تشغيل النساء ألهنن أأقل تلكفة‬‫وغري متطلبات ومطالبات حبقوقهن وبأأجرة مناس بة كام هو احلال ابلنس بة للرجل‪ ،‬خصوصا و أأن املشغلني‬ ‫عىل عمل بأأن املر أأة ال تتبعها عائةل‪ ،‬يف غالب ا ألحيان‪ ،‬بل تعمل من أأجل نفسها وتوفري متطلباهتا الشخصية‬ ‫‪91‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫فقط‪ ،‬عكس الرجل اذلي يش تغل يف الغالب من أأجل زوجة و أأبناء ورمبا حىت ا ألبوين وبعض ا إالخوة‬ ‫الصغار أأو العاطلني عىل العمل؛ ابلتايل أأي مبلغ حصلت عليه املر أأة من معلها س يكفهيا ولن هتمت ببعد نظر‬ ‫الرجال يف مسأأةل أأن ا ألجرة جيب أأن تعادل عدد ساعات العمل ونوعه أأيضا‪ ...‬هذا طبعا فيه اس تغالل‬ ‫للمر أأة اليت تتعب‪ ،‬رمبا لساعات طوال أأكرث مما هو مسموح به كام هو مشهور عىل املصانع واملعامل يف‬ ‫بدلاننا‪ ،‬حىت توفر بعضا من املال لنفسها وملن تعول أأيضا‪ ،‬وهذا ما ال يقبهل أأي غيور عىل امر أأة‬ ‫وحقوقها‪...‬‬ ‫ اس تغالل يف البست من طرف الزوج‪ ،‬اإذ جيعل مهنا خادمة فقط‪ ،‬يأأمرها يك تنفذ وتطيع دون أأيّة مراعاة‬‫حلالهتا النفس ية واجلسامنية‪ ،‬بل حىت الطلب يكون بصيغة ا ألمر غري القابل للمراجعة والنقاش‪ ،‬وقد فصلنا‬ ‫يف هذا ا ألمر يف مواضع س بقت و أأكدان أأن هذا ا ألمر فيه ما فيه من التعدي عىل كيان املر أأة وماكنهتا‬ ‫ووهجات نظرها الشخصية وحقها يف اإبداء أأراهئا و أأخذ بعضها بعني ا إالعتبار وتطبيقها‪...‬‬ ‫ اس تغالل حلنان املر أأة وطيبوبهتا وجانب الضعف العاطفي فهيا ألهداف عدة‪ ،‬مهنا‪ :‬حتقيق بعض الطلبات‬‫اليت ختجل أأن ترفض فعلها حىت وإان اكنت عىل حساب راحهتا أأو حصهتا؛ سواء اكنت أما أأو زوجة أأو‬ ‫أأختا أأو ابنة‪ ،‬كذكل اس تغالل هذه الطيبة من أأجل مراودهتا عن نفسها ونيل رشفها ومعارشهتا عىل غري‬ ‫املعروف‪ ،‬والتغرير هبا ابملواعدة ابلزواج مثال وغريه من الوعود الوردية اليت ختئب وجه املكر واخلداع؛‬ ‫طبعا مثل هاته املظاهر قل ّت يف يومنا بشلك مس تحسن ألن بعض الوعي أأخذ ماكنه والنساء رصن أأكرث‬ ‫احتياطا ودراية بغالبية املقالب واحليل اذلكورية البذيئة‪ ،‬وميكن القول أأن أأساليب ادلفاع صارت أأكرث‬ ‫حرفية بل وصار الرجال يف بعض ا ألحيان مه املترضرون والضحااي‪...‬‬ ‫طبعا صور ا إالس تغالل ال تنحرص يف ما ُذكر فقط‪ ،‬ولكن ميكن القول أأن هذه الصور يه الأكرث ش يوعا واش هتارا‬ ‫بني الناس‪ ،‬وما خفي اكن أأعظم و أأعمت‪...‬‬ ‫اإنه ملن التفاهة وقةل الرجوةل أأن يس تغل أأحدمه امر أأة‪ ،‬سواء فامي ُذكر أأو مل يُذكر‪ ،‬ويركب عىل ما تقدمه من طيبة‬ ‫ورفق حىت يريض رغبة يف نفسه ويش بع نزوة تراوده‪ .‬للك سوء فعل عاقبة لسست ابحلس نة‪ ،‬ومثل هاته‬ ‫‪92‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ا إالس تغالالت البئسسة يتودل عهنا فراغ يف العالقة بني الرجل واملر أأة وتضيع الثقة بني اجلنسني ويُفقد االإحرتام بسهنام‬ ‫فتضطر املر أأة إاىل البحث عن اس تقاللها وفرض ذاهتا بعيدا عن الرجل‪ ،‬هذا ما ال ينجح يف اإطاره العام كام ذكران‬ ‫يف مواضيع سابقة‪ ،‬لكن مع ا ألسف ميكن تربير هذا القرار من املر أأة‪ ،‬رمغ أأنين ال أأتفق معه‪ ،‬لسوء ما تلقاه من‬ ‫تعامل يسء من طرف بعض اذلكور‪.‬‬ ‫ميكن استبدال فعل ا إالس تغالل بفعل ا إالس تفادة‪ ،‬ألنه حيفظ للمر أأة كياهنا وجوهرها وحيفظ لها قدراهتا وما متلكه من‬ ‫العاطفة واملوهبة ويصري هذا ا ألمر نقطة قوة للمر أأة‪ ،‬بل للطرفني معا‪ ،‬ألنه يف هذه احلاةل يكون املس تفيد أأكرث رحبا‬ ‫من املس تغل‪ ،‬طاملا أأن هذا املس تغل وقته حمدود ومقيد بثقة املر أأة اليت س تفقدها مع أأول زةل منه فتنكشف أأالعيبه‬ ‫وخططه وطموحاته غري احملرتمة‪ ،‬عكس املس تفيد اذلي جيعل املر أأة أأكرث عطاء ويتبادالن معا اخلري ولك ما ميلاكن‬ ‫من املزي واخلصال املادية والروحية والفكرية‪...‬‬ ‫هللا جعل بعضنا لبعض خسراي مع حفظ الكرامة واالإحرتام‪ ،‬خسران لبعضنا حىت يس تعمل بعضنا بعضا اس تعامال‬ ‫واعيا ُيرىج منه اخلري للجميع‪ ،‬بعيدا عن اذلاتية وا ألاننية اليت حتيد ابالنسان عن اإنسانسته وعن جادة صوابه وحتيد‬ ‫ابمجليع عن طريق احلق اذلي ننشده‪ :‬حياة كرمية يف ادلنيا ونعمي اجلنة يف الخرة‪.‬‬ ‫✿✿✿✿✿‬

‫‪93‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫‪.21‬‬ ‫َوأْ ِدي هُ َو َوأْ ًدكْ !‬

‫‪94‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫س بق و أأن حتدثنا يف موضوع سابق عن تطور وضع وحال املر أأة عرب مراحل حددانها يف ثالثة‪ ،‬وذكران كيف‬ ‫اكن حال املر أأة قبل قدوم ا إالسالم‪ ،‬إا قذ اكنت همضومة احلقوق ومنكوبة الوضع وتعسسة العسشة‪ ،‬حبمك سلطوية‬ ‫الرجل و أأاننسته وهمينته عىل القيادة اجملمتعية دون الرجوع اإلهيا وإارشاكها يف لك احلساابت‪ ،‬فاكنت وس يةل‬ ‫الإرضاء الرجال و أأداة لتحقيق الرغبات وإاش باع الزنوات‪ ،‬وحني ميلّها يرسلها اإىل سوق النخاسة فيأأخذ مقابلها‬ ‫درهيامت خبسة يشرتي هبا أأخرى وهكذا اس متر احلال وعانت املر أأة كثريا حىت جاء الفرج الرابين‪ ...‬لكن أأحقر‬ ‫ما تعرضت هل ا ألنىث يف ذكل الزمن هو ما ميكن تسميته‪ ،‬يف نظري‪ ،‬جرمية العرص اجلاهيل ا ألوىل؛ احلديث‬ ‫هنا عن "و أأد البنات"‪...‬‬ ‫جاء ا إالسالم؛ فقلب غالبية املفاهمي وحصح املعوج واخلاطئ مهنا‪ ،‬عدّل وبىن ورتب و أأزاح وش يد‪ ،‬نبذ اخلبسث‬ ‫وس ُبهل‪ ،‬ودعى للطيب و ّمجهل يف عيون اتبعيه‪ ...‬وكام جاء اذلكر سابقا‪ ،‬ا إالسالم جعل املر أأة من أأوىل ا ألوليات‬ ‫و أأمه االإهامتمات‪ ،‬ألهنا حقا اكنت حمتقرة دلرجة تتعدى حدود ما ميكن أأن يقبهل العقل الواعي املتحرض؛ مضت‬ ‫الس نون وا ألعوام والعقود م القرون واالإسالم يبسط نفوذه ويطور جسمه أأكرث فأأكرث‪ ،‬ففهم الناس معق هذه‬ ‫الرساةل العظمية أأكرث‪ ،‬وجعلوها هدفا موحدا رمغ اختالف التوهجات وا إالهامتمات وا إالختصاصات واملذاهب‬ ‫ِ‬ ‫احلديث املادية وس يطر ُة‬ ‫وتعددها وازدايدها بزايدة التطور ا إالنساين والتعمق العلمي‪ ...‬لكن اهامتمات املسمل‬ ‫رغباته وهواه عليه جعلته يزحي عن السكة شسئا فشسئا حىت ابتعد عهنا كثريا وضاع؛ فُقدت الوهجة املوحدة‬ ‫والهدف الواحد فتشتت الناس بني الس بل‪ ،‬وضاعت وحدهتم فتالشت قوهتم وض ُعفت شوكهتم‪ ،‬م جاءت‬ ‫رايح غربية حبموالت فكرية غريبة‪ ،‬اختلطت ببقااي وشظااي الثقافة ا ألم فتعقدت ا ألمور أأكرث وصارت مسأأةل‬ ‫ثبات امجليع عىل مهنج واحد ش به مس تحيةل ألن الرؤى كرثت واحلوار صار جدالا والزناعات أأصبحت يه‬ ‫الوس يةل الوحيدة حلل أأبسط ا إالختالفات‪ ...‬ترضرت أأمور كثرية بعدما حصحها ا إالسالم وعدلها؛ من بني هذه‬

‫‪95‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ا ألمور قضية عنايته ابملر أأة واهامتمه به‪ ،‬اليت أفسدت اثنية اليوم وعاد بنا الوضع اإىل بعض مما اكن عليه احلال‬ ‫أأايم اجلاهلية لكن بأأبعاد أأخرى‪ ،‬ميكن أأن نقول حديثة مقا نرة مبا اكن عليه ا ألمر سابقا‪...‬‬ ‫الو أأد هو أأكرث أأفعال اجلاهلية مهجية وال اإنسانية‪ ،‬ألن ال يشء أأقىس من أأن حيمل الرجل ابنته‪ ،‬اليت مل تمكل‬ ‫حىت يوهما ا ألول من وجودها يف هذه ادلنيا‪ ،‬م يضعها يف كسس ويذهب هبا متخفيا‪ِ ،‬خيفة أأن يراه الناس و‬ ‫"العار" بني يديه‪ ،‬اإىل حصراء خالية م حيفر يف الرمال الساخنة فيضيع ابنته فهيا‪ ،‬بعدها يغطهيا بنفس تكل‬ ‫الرمال املش تعةل فيخفي وجودها هنائيا – رصاحة أأكتب هاته اللكامت وقليب ال يساعدين عىل ذكل لقساوة ما‬ ‫ميكن ختيهل – توقف هذا اجلرم مبجيء ا إالسالم وصار ماضيا مظلام مت جتاوزه‪ ،‬لكين أأرى أأننا نعسش اليوم مع‬ ‫و أأد جديد‪ ،‬و أأد تُقرب به ا ألنىث‪ ،‬لسس جسدا وإامنا حضورا وفكرا وتفاعال ور أأاي؛ ميكننا اس تعراض هذا الو أأد يف‬ ‫صور دجمتعية عديدة نذكر مهنا‪:‬‬ ‫ منع الفتاة من اإكامل متدرسها يف سن صغرية‪ ،‬وحرماهنا من تطوير معارفها وبناء ثقافهتا اخلاصة ومنطقها‬‫اذلايت‪ ،‬فال يكون لها اس تقالل فكري وال دجال الإظهار القدرات اذلاتية وتطويرها وصقل مواههبا‪،‬‬ ‫بل تظل حمصورة يف مساحة ضيقة جدا حددها لها أأبوها‪ ،‬أأو وادلاها معا‪ ،‬أأو رمبا لك العائةل اليت‬ ‫تتخذ من حرمان الفتيات من المتدرس مهنجا ومبد أأ (ابعتباره عرفا دلى العائةل الكبرية أأو القبيةل أأو ما‬ ‫شابه‪ ،‬وال ميكن التنازل عنه)‪ ...‬هذا ما ميكن تسميته ابلوأأد القدرايت واملعريف؛‬ ‫ الزواج املبكر‪ ...‬حتدثنا عنه سابقا‪ ،‬ور أأينا أأن فيه قتال للطموحات الصغرية احلاملة وإاقبارا للك‬‫القدرات واملؤهالت الطفولية امجليةل اليت حتتاج الهامتم ورعاية ال لكبت وقرب؛ وهذا فيه حبل من‬ ‫حبال اجلاهلية القدمية‪ ،‬ألن الفتاة يف غالب هاته احلاالت تكون خادمة و أأداة الإرضاء رغبات الزوج‬ ‫وإاش باعها فقط؛‬ ‫ حبس املر أأة بعد الزواج ومنعها من اخلروج ومنعها من اإعطاء ر أأهيا يف لك ا إالختيارات املزنلية وعدم‬‫مشاورهتا يف لك اخلطط والقرارات ا ألرسية واملشاريع املس تقبلية املتعلقة هبام وبأأبناهئام؛ فتكون يف‬ ‫‪96‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫هذه احلاةل يف مرتبة اخلادمة اليت ال جيب أأن تتدخل يف شؤون رب البست وصاحبه؛ طبعا هذا‬ ‫حتقري وفيه دونية وتقزمي للمر أأة فال يكون لها ر أأي وال ي ُسمح لها ابالختيار بل جيب أأن تكون دامئا يف‬ ‫حال اإجبار وإالزام مبا يفضل الزوج وما خيتار يف ماكهنا‪ ،‬و أكن املر أأة لسست لها رغبات خاصة ولسس‬ ‫لها ذوق خاص هبا‪ ...‬هذا املنطلق ا ألانين ال جيب أأن تسكت عليه املر أأة بل جيب أأن تفرض ذاهتا‪،‬‬ ‫ابحلس ىن‪ ،‬وترى الوس يةل اليت تساعدها عىل إاخراج نفسها من هذه القوقعة املعمتة وختتار ما يروقها‬ ‫وتعطي ر أأهيا يف لك املسائل اليت تدخل يف اإطار عالقهتا الزوجية؛‬ ‫هذه ثالث صور مما يتكرر كثريا يف دجمتعنا فرنى فهيا و ْأدا وقربا ملزااي املر أأة وقميها‪ ،‬طبعا هناك صور أأخرى‬ ‫عديدة ختتلف ابختالف الزمان واملاكن وا ألبعاد اجملمتعية السائدة وا ألعراف العائلية‪ ،‬لكن تكل الثالثة تبقى‬ ‫يه الأكرث حدواث يف غالب اجملمتعات حبمك ما يوحدها من ا ألعراف وا ألصول العربية القدمية‪...‬‬ ‫و أأد املر أأة وحرماهنا من اس تقالل فكرها وتطوير ذاهتا لسس قهرا ومقعا لها فقط وتأأثريه ال ينحرص فهيا وحدها‪،‬‬ ‫اإمنا هو و أأد للمجمتع بأأمكهل وتقزمي لقدراته وضياع خملزون فكري وقوة استشارية واقرتاحية هممة جدا؛ س بق‬ ‫وقلنا أأن املر أأة يه اجملمتع بأأمكهل‪ ،‬وال تنازل عن حقوقها يف امتالك حريهتا الفكرية والسعي لتطوير ملاكهتا‬ ‫وقدراهتا حىت تكون قادرة عىل ا إالبداع يف دجاالت اهامتهما وختصصها و أأماكن تواجدها‪ ،‬يف العمل أأو حىت يف‬ ‫البست أأيضا‪ ...‬نعم حىت يف بسهتا مع زوهجا و أأبناهئا ال دجال ملناقشة أأمر مقعها وإاساكت لساهنا وعدم مشورهتا‬ ‫وسامع ر أأهيا و أأخذه بعني ا إالعتبار‪ ...‬وهذا احلبسب صىل هللا عليه وأهل وسمل يف صلح احلذيبية اكن قد أأمر‬ ‫الصحابة ومن اكنوا معه ابحللق وتقدمي الهدي حىت يكرسوا اإحراهمم‪ ،‬فمل يس تجيبوا لطلبه ِلـما يف قلوهبم من‬ ‫احلزن بسبب توقيع املسلمني للصلح مع القريش يني‪ ،‬والبنود اليت جاءت فيه حيث بدا هلم أأن فهيا اإحجافا كبريا‬ ‫هلم‪ ،‬رمغ أأهنم يف حاةل قوة واملنطق حيمتل أأن يفرضوا مه بنودا ترضهيم وختدهمم ال اجلانب القرييش الضعيف؛‬ ‫غضب احلبسب عليه الصالة والسالم من فعلهم ودخل عند أأم املؤمنني أأم سلمة ريض هللا عهنا اليت اكنت‬ ‫ترافقه يوهما‪ ،‬حفىك لها اخلرب وقال لها أأنه يوشك أأن هيكل الناس ألهنم مل يطيعوا أأمر نبهيم فقالت هل‪( :‬اي نيب‬ ‫‪97‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫حتب ذكل؟ اخرج م ال ت ِلكّم أأحدً ا مهنم لكمة حىت تنحر بُدق نك (خروفك) وتدعو حالقك فيحلقك‪.‬‬ ‫هللا أأ ُّ‬ ‫خفرج فمل ي ِلكّم أأحدً ا مهنم كام قالت زوجته حىت فعل ذكل؛ فنحر وحلق‪ ،‬فل َّما رأى أأحصابه ذكل قاموا‬ ‫فنحروا‪ ،‬وجعل بعضهم حيلق لبعض) هكذا أأخذ احلبسب صىل هللا عليه وأهل وسمل مبشورة زوجته يف أأمر‬ ‫ا ألمة بأأمكلها واكن ر أأهيا صوااب وانهتيى ذاك التش نج بلك بساطة‪.‬‬ ‫اإذا اكن الاسالم جاء ل ُيعز املر أأة ويعيل من شأأهنا فلامذا ننقص مهنا حنن ونؤذهيا بصالبتنا وقساوتنا؟ حىت‬ ‫الغرب غري املسمل يكرم املر أأة ويرفع من شأأهنا‪ ،‬بطريقته ووسائهل اليت لن تصل اإىل ما دعا اإليه ا إالسالم طبعا‬ ‫ألن القوانني الوضعية همام اكنت صائبة لن تر ى اإىل مرتبة كامل املنطق الرابين‪ ...‬يف هناية ا ألمر هاته املر أأة‬ ‫لسست عدوا‪ ،‬بل يه واحدة من ا ألصناف ا ألربعة السابق ذكرها‪ ،‬اإذن كيف للرجل أأن يؤذي أأمه ويهنرها‪ ،‬أأو‬ ‫يتعدى عىل أأخته ويرضهبا‪ ،‬أأو يس تحقر زوجته ويس هبا‪ ،‬أأو يئد ابنته ويعتدي علهيا؟‪ ...‬لكهن حبيبات غاليات‬ ‫وال حالوة لدلنيا يف انتقاص قدرهن‪.‬‬

‫✿✿✿✿✿‬

‫‪98‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫ختام وموعد‬ ‫۞۞۞‬

‫اإىل هنا تنهتيي نبضات هذا الكتاب وتفكراته‪ ،‬لكن طاملا يف العمر بقية فال زال أأمام القلب والعقل دجال‬ ‫الإعاملها يف البحث عن احلق والصدق واحلقيقة‪...‬‬ ‫كتابنا هذا دجرد مساحة حمدودة ا ألبعاد حاولنا من خالهل أأن نغوص معا يف بعض من عوامل املر أأة وخنرتق‬ ‫حدود دنياها الفس يحة فنطرح مهنا ما أأدركنا‪ ،‬علنا نوفهيا بعضا من حقها ونقدم لها شسئا مما قدمته وتقدمه لنا‪،‬‬ ‫يه أأمنا العظمية اذلي لوالها‪ ،‬بعد هللا‪ ،‬ملا ُو ِجدان وملا اكن حالنا كام هو الن‪ ،‬يه ا ألخت الطيبة اليت تفخر‬ ‫بأأخهيا وهتمت به اهامتم ا ألم وترعاه‪ ،‬يه الزوجة الرائعة اليت تسعد حياة الرجل وتزيهنا جباملها و أأخالقها‪ ،‬يه‬ ‫االإبنة اليت نرى فهيا امتدادا لنا وتمكةل ذلواتنا‪ ...‬يه لك دنياان امجليةل اليت مل تكن لتكون كذكل لوالها‪ ،‬حىت‬ ‫اإن شكران هللا عىل نعمه فالواجب أأن نشكره عىل نعمة وجود املر أأة قبل عديد النعم العظمية ا ألخرى ألهنا‬ ‫حقا من بني أأعظم النعم و أأروعها‪...‬‬ ‫املر أأة يه أأمجل اخمللوقات و أأرقاها‪ ،‬همام ُظ ِلمت أأو عانت س تحتفظ مباكنهتا وس تجد من يقف يف صفها وحيمهيا‬ ‫ويساندها ويقوهما ويوهجها من أأحصاب العقول النقية الكسسة الفطنة‪...‬‬ ‫هذا الكتاب هو نتاج لبحث طويل وقراءة متنوعة وتنقيب معيق ومعاينة دقيقة لعديد مما يتعلق ابملر أأة‬ ‫وعالقاهتا ابلرجل حىت أأجنح ما أأمكن يف اإيصال منتوج أأديب اإبداعي ير ى اإىل ما يتطلع اإليه املتتبعون‬ ‫واملهمتون‪ ،‬و أأقدم اعتذاري اإن كنت مل أأوفق يف طرح وتقدمي أأية فكرة أأو طرح كام جيب أأو كام يتناسب‬ ‫املنطق احلق الصائب‪...‬‬

‫‪99‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫طبعا قبل اخلمت‪ ،‬ال تفوتين الفرصة يك أأذكر برسالتنا الثابتة‪ :‬اإلسالم ليس صالة وصياما فقط‪ ،‬وليس تعامالت‬ ‫وأخالقا فقط‪ ،‬وليس مسجدا وجلبابا وعباءة فقط‪ ...‬اإلسالم منطق وفكر وعقل‪ ،‬اإلسالم ثقافة وهوية‪،‬‬ ‫اإلسالم حياة‪.‬‬ ‫أأشكرك عىل اهامتمك ووقتك اذلي منحت حىت تقر أأ كتايب هذا وتسمح ألفاكره يك تناقش خاصتك‪ ،‬و أأسأأل‬ ‫هللا تعاىل أأن جيعل ما وهبت من وقت وتركزي ومناقشة يف مزيان حس ناتك وشفيعا كل يوم ال ينفع مال وال‬ ‫بنون‪...‬‬ ‫أأرضب كل موعدا يف القريب العاجل اإن شاء هللا مع كتاب جديد وطرح جديد وخطوة جديدة نمكل هبا‬ ‫مشوار ا أللف ميل فانتظرين‪....‬‬ ‫س بحانك اللهم وحبمدك‪ ،‬أأشهد أأن ال اإهل اإال أأنت‪ ،‬أأس تغفرك و أأتوب؛ معلنا سوءا وظلمنا أأنفس نا وإان مل تغفر‬ ‫لنا وترمحنا لنكونن من اخلارسين‪ .‬وصل اللهم وسمل عىل احلبسب وعىل أهل وحصبه وسمل‪.‬‬ ‫ال تنسوين من صاحل دعائمك‪ ،‬يف أأمان هللا‬

‫فاس‬ ‫‪ 21‬مارس ‪ 11 – 2116‬جامدى الثانية ‪1437‬‬

‫اإبراهمي املغريب‬

‫‪111‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫فهرس املواضيع‬ ‫۞۞۞‬

‫كيف ميكننا تعريف املر أأة؟‪.....................................................................‬‬ ‫ماذا عن عالقهتا ابلرجل؟‪.....................................................................‬‬ ‫املر أأة قبل االإسالم‪ ،‬بعده‪ ...‬واليوم‪...........................................................‬‬ ‫تسأألين‪ ،‬ملاذا سأألبس احلجاب؟‪..............................................................‬‬ ‫أأنوثة مفربكة وجامل ي ُشرتى‪....................................................................‬‬ ‫ملاذا تدعوننا بناقصات العقل وادلين؟‪.......................................................‬‬ ‫احلب ا ألول‪ :‬ا ألم‪................................................................................‬‬ ‫حب الرفقة‪ :‬ا ألخت‪............................................................................‬‬ ‫حب النضج والعرشة‪ :‬الزوجة‪...............................................................‬‬ ‫حب ا إالس مترار‪ :‬االإبنة‪.........................................................................‬‬ ‫حب جديد‪ :‬احلبسبة !‪..........................................................................‬‬ ‫َّزوجوين مبكرا !‪................................................................................‬‬ ‫صانعة ا ألجيال‪ :‬ربة البست‪....................................................................‬‬ ‫أأان مطلقة وهذا لسس عيب !‪................................................................‬‬ ‫زويج تويف مفا ذنيب؟‪.........................................................................‬‬ ‫أأان ا ألم العازبة ! ‪................................................................................‬‬ ‫هل موهبتك يه أأن تتحرش يب؟‪............................................................‬‬ ‫أأان عذراء‪ ،‬ماذا عنك؟‪..........................................................................‬‬ ‫اس تعن يب وال تس تغلين !‪......................................................................‬‬ ‫و أأدي هو و أأدك !‪................................................................................‬‬

‫‪111‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪94‬‬


‫نبضات فكرية وخواطر‬

‫حواء‬

‫تفكرية – اجلزء الثاني‬

‫تواصل‬ ‫۞۞۞‬

‫"نبضات فكرية وخواطر تفكرية"‪ :‬كتاب لطرح ا ألفاكر ومناقش هتا أأيضا‪ ،‬وكام اكن احلال يف كتابنا السابق‪،‬‬ ‫ميكنك التواصل معنا سواء لتقيمي الكتاب أأو طرح بعض التساؤالت وا ألفاكر وحىت االإنتقادات وطلب بعض‬ ‫التوحضيات وخلق جسور التواصل بني العقول والقلوب‪.‬‬ ‫مرحبا بمك عىل العناوين التالية‪...‬‬

‫نبضات فكرية وخواطر تفكرية‪www.facebook.com/‬‬

‫‪himawoody@gmail.com‬‬

‫‪+212 6 00 70 52 53‬‬

‫‪112‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.