كتاب عانق الثروات. الدكتور مجدي عبيد

Page 1

‫عانق‬

‫الثروات‬ ‫‪10‬‬ ‫أسرار الثراء‬ ‫والحرية المالية‬ ‫د‪ .‬مجدي عبيد‬ ‫‪2017‬‬





‫قائمة المحتويات‬


‫المحتوى‬ ‫املقدمة‬ ‫املالية؟‬ ‫ملاذا‬ ‫ّ‬ ‫احلرية ّ‬ ‫األول ‪ :‬توفيق رب العاملني‪.‬‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الس ـ ّ َّ‬ ‫السر الثان ـ ـ ــي ‪ :‬الثراء احلقيقي في االتزان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حترر من القيود‪.‬‬ ‫السر الثالـ ــث ‪َّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫تعرف إلى معادلة الثراء‪.‬‬ ‫السر الرابـ ـ ــع ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫سر احلرية املالية‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫ف‬ ‫تعر‬ ‫ّ‬ ‫السر اخلامـس ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫السر السادس ‪ :‬خطة احلرية املالية من أربع مراحل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫السر السابـ ـ ــع ‪ :‬نظام إدارة املال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫السر الثام ـ ـ ــن ‪ :‬ابدأ مشروعك ‪ :‬سبعة مصادر للدخل اإلضافي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫السر التاسـ ـ ــع ‪ :‬العطاء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫السر العاشـ ــر ‪ :‬النمو املستمر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اخلامتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪6‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪7‬‬

‫المقدمة‬


‫إن احلمد لله‪ ،‬نحمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعو ُذ بالله من شرور أنفسنا‪ِ ،‬‬ ‫ومن‬ ‫هادي له‪ ،‬وأشهد أال إله‬ ‫يضلل فال‬ ‫وم ْن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫سيئات أعمالنا‪َ ،‬من يهده الل ُه فال ُم ِض ّل له‪َ ،‬‬ ‫محمدا عبده ورسوله‪...‬‬ ‫إال الله‪ ،‬وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬ ‫ً‬ ‫َم ْن منكم يعرف ذلك الرجل ؟!‬ ‫أن غايته لم‬ ‫ا‬ ‫جناح‬ ‫فيها‬ ‫أصاب‬ ‫سنوات‬ ‫‪10‬‬ ‫فقد عمل في وظائف متعددة‬ ‫كبيرا إال َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تتحقق‪ ،‬ولم يستطع حتقيق جناح املالي أو احلرية املالية‪.‬‬ ‫ثريا ؟!‬ ‫وهذا شيء مشاهد بالطبع ‪ ..‬فكم منكم يعرف موظ ًفا ًّ‬ ‫نادرا أليس كذلك ؟!‬ ‫َ‬ ‫متأثرا َمبن حوله هو أن‬ ‫أقرانه)‬ ‫من‬ ‫الكثيرين‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫(ك‬ ‫الرجل‬ ‫لقد كان َه ّم ذلك‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫يدرس ويتفوق ثم يتخرج من اجلامعة؛ ليحظى بعد ذلك بوظيفة حت ّقق له ولعائلته‬ ‫همه بالطبع حتقيق الثراء‪.‬‬ ‫األمان‪ ،‬فضلاً عن عائد التقاعد املرضي‪ ،‬ولم يكن ّ‬

‫هكذا حال الكثيرين ‪ ...‬وهكذا كان حاله ‪...‬‬

‫‪8‬‬


‫ماذا ؟!‬ ‫ميكنن‬ ‫ي أن أصنع ثرو‬

‫!!‬

‫ة‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫وقعت تـل ــك ا ُ‬ ‫جل َمل في قلبِه‪ ،‬ومتلّكت‬ ‫عقلَه‪ ،‬وللمرة األول���ى يستيقظ ذلك‬ ‫الرجل من ُسباته العميق‪ ،‬وي��درك أنه‬ ‫أن‬ ‫ميكنه حتقيق ذلك بالفعل‪ ...‬ميكنه ْ‬ ‫يصنع ثروة‪ ،‬وأن يحقق النجاح‪.‬‬ ‫أن النجاح يتعلّق بسبعة‬ ‫وق��د تعلَّم َّ‬ ‫جوانب في حياته ‪:‬‬

‫‪9‬‬

‫ثراء وال تصنع حريةً‬ ‫لم يدرك إال بعد سنوات طوال أن تلك املعادلة الحت ّقق ً‬ ‫مالية‪ ،‬واحلق ُيقال بأن هذا األمر لم يخطر بباله حني قبل تلك الوظائف‪ ،‬إال أن‬ ‫زواجه ِّ‬ ‫املبكر وحتمله الكثير من املصاريف قد نبهه إلى ذلك األمر‪ ،‬وأدرك أن‬ ‫أبدا لضمان حياة كرمية‪.‬‬ ‫الراتب وحده اليكفي ً‬ ‫عشر سنوات وثالث وظائف تن ّقل بينها ليتضاعف دخله أضعافًا كثيرة‪ ،‬إال أن‬ ‫املعضلة ماتزال قائمة ولكن بطريقة أخرى‪ :‬كلما زاد دخل ذلك الرجل زادت‬ ‫مشروعا‪.‬‬ ‫مصاريفه؛ وبالتالي لم يستطع أن يدخر شي ًئا‪ ،‬أو يستثمر ما ًال أو يفتح‬ ‫ً‬ ‫حتى أدرك الثالثني من عمره‪ ...‬وكان هذا العمر وذاك الرقم (الثالثني) يحمل‬ ‫وأمرا ال يعلمه‪.‬‬ ‫سرا ال يدريه‪ً ،‬‬ ‫له ًّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تعرف وقتئذ على َعالم التنمية البشرية وأستاذ الناجحني من خالل حضوره‬ ‫فقد ّ‬ ‫دورات ف��ي هندسة ال��ن��ج��اح‪ ،‬ول��ل��م��رة األول���ى يسمع ع��ب��ارات‪« :‬ارف���ع سقف‬ ‫طموحاتك وأحالمك ‪ ...‬أطلق العنان ألحالمك ‪ ...‬ميكنك أن حتقق ما حتلم به ‪..‬‬ ‫األمة ‪ُ ...‬تسطِّ ر اسمك في صفحات التاريخ ‪...‬‬ ‫ميكنك أن تصنع ً‬ ‫مجدا ‪ ...‬تؤثر في ّ‬ ‫ميكنك أن تصنع ثروة ‪...‬‬


‫‪10‬‬

‫• النجاح اإلميان ـ ــي‪.‬‬ ‫• النجاح الصحـ ــي‪.‬‬ ‫• النجاح العائلـ ـ ــي‪.‬‬ ‫• النجاح العلم ـ ـ ــي‪.‬‬ ‫• النجاح العمل ـ ـ ــي‪.‬‬ ‫• النجاح امل ـ ـ ـ ــادي‪.‬‬ ‫• النجاح املهنـ ـ ـ ـ ــي‪.‬‬ ‫• النجاح التطوعي‪.‬‬ ‫فبادر بكتابة خطته لينجح في تلك اجلوانب السبعة‪ ،‬ومن ضمنها بالطبع (النجاح‬ ‫املادي)‪ ،‬وأدرك أنه ميكن أن يضاعف دخلَه أضعافًا كثيرة‪.‬‬ ‫وبعد فترة وجيزة بدء رحلة املشاريع التجارية ُم ً‬ ‫الس ُبل إلى‬ ‫دركا أنها أسرع ُ‬ ‫حتقيق الثراء وإدراك احلرية املالية‪.‬‬ ‫أول مشروع؛ فخسر هو وشركاؤه ما ُيعادل اخلمسني ألف‬ ‫ولم يحالفه احلظ في ّ‬ ‫مشروعهم الثاني‪ ،‬والذي‬ ‫فبدؤوا‬ ‫ا؛‬ ‫ئ‬ ‫شي‬ ‫عزميتهم‬ ‫من‬ ‫ينل‬ ‫أن ذلك لم‬ ‫دوالر‪ ،‬إال َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫أن قلة خبرتهم لم تسعفهم في‬ ‫أول سنة له‪ ،‬إال َّ‬ ‫أصاب الكثير من النجاح في ّ‬ ‫تفادي اخلسارة للمرة الثانية‪ ،‬والتي جتاوزت املئة واخلمسني ألف دوالر‪.‬‬ ‫متاما‬ ‫أن يتنازل عن وظيفته احلكومية املرموقة‪،‬‬ ‫قرر ذلك الرجل ْ‬ ‫ويتفرغ ً‬ ‫ثم َّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫التفرغ للعمل التجاري‬ ‫بأن‬ ‫ال‬ ‫وتفاؤ‬ ‫منه‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ظ‬ ‫إنقاذه‪،‬‬ ‫ميكن‬ ‫ما‬ ‫ينقذ‬ ‫لكي‬ ‫للمشروع‬ ‫َّ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫وأن إدارة امل��ش��روع بجانب الوظيفة‬ ‫ه��و أفضل ال��وس��ائ��ل لتحقيق ال��ن��ج��اح‪َّ ،‬‬ ‫احلكومية َت َش ُّت ٌت ّأدى إلى خسارة تلك األموال‪.‬‬ ‫تفرغه لذلك املشروع‪ ،‬بل وجمع ثروة في‬ ‫وبالفعل فقد أصاب ً‬ ‫جناحا ً‬ ‫باهرا بعد ّ‬ ‫وقت قياسي‪ ،‬وتضاعف دخله أضعافًا كثيرة حتى وصل إلى عشرة أضعاف ما‬ ‫كان يتقاضى من راتب‪.‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪11‬‬

‫فرأى ما قد سمعه قبل سنوات في دورات التنمية البشرية يتجسد حقيقة أمام عينيه‪...‬‬ ‫يصنع ثرو ًة ‪...‬‬ ‫أن‬ ‫ٌّ‬ ‫فكل منا ميكنه ْ‬ ‫َ‬ ‫ثريا ‪...‬‬ ‫يصبح‬ ‫أن‬ ‫ميكنه‬ ‫منا‬ ‫كل‬ ‫ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ًّ‬ ‫صنع ثرو ًة من الصفر‪ ،‬وح َّقق الثراء الذي كان‬ ‫احللم حقيقةً ‪...‬‬ ‫وأصبح‬ ‫أخيرا َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫يطمح إليه ‪...‬‬ ‫كثيرا بذلك الثراء؛ فمع األزم��ة املالية ‪2008‬م‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫إال أنه لم يستمتع‬ ‫ً‬ ‫جميع ما ميلك‪ ،‬بل‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫اخلاطئة‬ ‫االستثمارية‬ ‫القرارات‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫وقوعه في‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتكالبت عليه الديون من كل حدب وصوب ‪..‬‬ ‫أن صناعة الثروة شيء واحملافظة عليها شيء آخر‪...‬‬ ‫هاما ‪ ...‬تعلَّم َّ‬ ‫درسا ًّ‬ ‫وتعلَّم ً‬ ‫تعلَّم ذلك الدرس ولكن بعد خراب مالطة ‪..‬‬ ‫تكبد خسائر فاقت املليون دوالر في مشاريع عديدة‪ ،‬بل واألسوأ من ذلك‬ ‫فقد َّ‬ ‫تأثرا باألزمة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أن إيرادات مشروعه التجاري قد انعدمت ً‬ ‫متاما ً‬ ‫وتكالبت عليه الديون‪ ،‬ولم يدر ما يفعل ؟!‬ ‫ويعلن اإلف�ل�اس (وك��ف��ى الله املؤمنني ال��ق��ت��ال) ويرجع‬ ‫ه��ل ُيغلق امل��ش��روع ُ‬ ‫متاما‬ ‫املفلس‬ ‫مشروعه‬ ‫في‬ ‫يستمر‬ ‫أم‬ ‫املالي؟‬ ‫الضمان‬ ‫ذات‬ ‫إلى وظيفته السابقة‬ ‫ً‬ ‫ويحارب وال يستسلم؟‪.‬‬ ‫وضعفت ثقته بنفسه‪ ،‬بل وسخر منه‬ ‫الرجل‪،‬‬ ‫��ك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫نفس‬ ‫دب��ت الشكوكُ في‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫الكثير مِ َّمن حوله‪ ،‬ورثوا ملا آل إليه حاله‪ ،‬وما صار إليه من أوضاع مأساوية‪.‬‬ ‫داخليا َّظ��ل يصاحبه وي��ت��ردد ص��داه في جنبات نفسه بني احلني‬ ‫أن صو ًتا‬ ‫إال َّ‬ ‫ًّ‬ ‫ِّ‬ ‫قصصا لعظماء‬ ‫جسد له‬ ‫ً‬ ‫واآلخر‪ُ ،‬يذكره بضرورة االستمرار وعدم اليأس‪ُ ،‬‬ ‫وي ِّ‬ ‫جنحوا رغم مواجهتهم لصعوبات تنوء حلملها اجلبال‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أن‬ ‫ذكره ذلك الصوت بثقته بنفسه‪ ،‬وأخبره َّ‬ ‫أول مرة ميكنه ْ‬ ‫أن الذي صنع ثروة َّ‬ ‫يصنع ثرو ًة مرة أخرى بشرط أال ييأس وال يستسلم للفشل‪.‬‬


‫أن يقاتل حتى آخر‬ ‫قرر ْ‬ ‫قرر ذلك الرجل خوض الطريق األصعب ‪َّ ،‬‬ ‫وبالفعل َّ‬ ‫أن يعيد مجد املاضي‪ ،‬ويصنع ثرو ًة مرة أخرى‪ .‬وبالفعل اجتمع مع‬ ‫قرر ْ‬ ‫حلظة‪َّ ،‬‬ ‫َم ْن يطالبونه بالديون‪ ،‬وا َّتفق على جدولتها على سنوات عدة‪.‬‬ ‫وبدأ الرحلة من الصفر مرة أخرى ‪ ...‬رحلة امتدت ألربع سنوات ‪ ...‬سنوات‬ ‫مع تسديد الديون والعمل بجد ونشاط حتى يخرج من ذلك النفق املظلم‪.‬‬ ‫أربع سنوات كانت كفيلة بأن تلني من عزم أعظم الرجال إال أنه لم يستسلم قط‪.‬‬ ‫قدر بثمن‪ ،‬وعاهد ذلك‬ ‫وبالفعل خرج من ذلك النفق املظلم‪ ،‬وتعلم‬ ‫دروسا ال ُت َّ‬ ‫ً‬ ‫أن ُي ـ ـع ـ ـلِّم تلك ال��دروس جلميع الناس حتى يتجنبوا أخطاءه‪،‬‬ ‫نفسه ْ‬ ‫الرجل َ‬ ‫ويستفيدوا من جتاربه‪.‬‬ ‫هل عرفتم ذلك الرجل ؟ هل عرفتم قصته ؟‬ ‫إنه أنا ‪ ...‬وتلكم قصتي‪ ،‬وبني يدكم خبرتي‪...‬‬ ‫هذا الكتاب ملخص خلبرتي في عالم الثراء واألثرياء‪ ،‬وهو ملخص لتجربة‬ ‫شخصية دامت لعشر سنوات‪.‬‬ ‫كثيرا لعدة أسباب‪ ،‬منها بالطبع أنني لم‬ ‫تأخر تأليف هذا الكتاب‬ ‫وللعلم فقد ّ‬ ‫ً‬ ‫وطبقت ما جاء به حرفياً‪ ،‬وإال فالكالم عن‬ ‫فيه‪،‬‬ ‫مبا‬ ‫عملت‬ ‫وقد‬ ‫إال‬ ‫أستطع تأليفه‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الثراء رخيص‪ ،‬وحتقيق الثراء قد يكون صعب املنال‪.‬‬ ‫أدعو الله أن ينفع به القاصي والداني‪ ،‬إنه ولي ذلك و القادر عليه‪.‬‬ ‫ولنتوكل عى الله ونبدأ رحلة الثراء واحلرية املالية‪.‬‬

‫د‪ .‬مجدي عبيد‬ ‫ابريل ‪2017‬‬

‫‪12‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪13‬‬

‫؟‬

‫لماذا الثراء‬ ‫والحرية المالية‬


‫‪14‬‬

‫قبل البدء في رحلة الثراء‬ ‫واحل���ري���ة امل��ال��ي��ة ك��ان‬ ‫لزاما علينا اإلجابة عن‬ ‫ً‬ ‫ه���ذه األس��ئ��ل��ة ال��ه��ام��ة‪،‬‬ ‫وال��ت��ي أح��س��ب��ه��ا من‬ ‫البديهيات إال أنها‬ ‫ليست كذلك‪.‬‬ ‫���ن ِم�� ّن��ا اليسعى‬ ‫َم ْ‬ ‫ل��ل��ث��راء واحل���ري���ة‬ ‫املالية؟‬ ‫َم ْن ِم ّنا ال يسعى إلى أن‬ ‫هنية؟‬ ‫يعيش عيشة َّ‬ ‫َم ْن ِم ّنا ال يريد أن ُي َح ِّسن من‬ ‫جودة حياته؟‬ ‫َم ْن ِم ّنا قد َم َّل الفقر وتبعاته؟‬ ‫َم ْن ِم ّنا قد َم َّل كثرة القروض والديون؟‬ ‫َم ْن ِم ّنا َم َّل سؤال الناس املال إن أعطوه أو منعوه؟‬ ‫أن يضمن ألبنائه أفضل فرص التعليم؟‬ ‫َم ْن ِم ّنا يريد ْ‬ ‫أن يساعد الناس بغير حساب؟‬ ‫َم ْن ِم ّنا يريد ْ‬ ‫يتصدق باملاليني بدل املالليم؟‬ ‫أن‬ ‫َم ْن ِم ّنا يريد ْ‬ ‫َّ‬ ‫مسجدا كل سنة‪ ،‬بل كل شهر؟‬ ‫مسجدا على نفقته اخلاصة؟ بل أن يبني‬ ‫َم ْن ِم ّنا يريد ْأن يبني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أن يحفر اآلبار‪ ،‬ويكفل اليتامى‪ ،‬ويطبع املصاحف‪ ،‬ويساعد في‬ ‫َم ْن ِم ّنا يريد ْ‬ ‫نشر اإلسالم في ربوع األرض؟‬ ‫َم ْن ِم ّنا يريد أن يدخل اجلنةَ من باب الصدقة؟‬ ‫فاملال والثراء والغنى وسيلة وليست غاية‪ ،‬هي وسيلة حلياة أفضل‪ ،‬وقربات إلى‬ ‫الله عز وجل‪.‬‬


‫ملاذا الثراء ؟‬

‫‪15‬‬

‫��ق مشروع‪ ،‬و فطري‪ ،‬ميكن اكتسابه في زمننا ه��ذا‪ ،‬زمن‬ ‫بالنسبة لي هو ح ّ‬ ‫الفرص الالمحدودة‪ ،‬التي كثرت وتنوعت رغم غفلة الكثير عن سبل اقتناصها‪.‬‬ ‫غنيا إال أنكم في النهاية تقنعون بفتات العيش‪ ،‬وكلكم تأملون‬ ‫كلكم يطمح أن يكون ًّ‬ ‫أن تصبحوا أثرياء إال أنكم تقبعون في وظيفة براتب ُم ْخ ٍز إلى أجل غير مسمى‪،‬‬ ‫أن حلم حياتكم الثراء إال أنكم تعتمدون في حتقيق حلمكم على احلظ أو‬ ‫وتدعون َّ‬ ‫ّ‬ ‫االشتراك في برامج املسابقات مثل‪َ :‬من سيربح املليون‪ ،‬وترسلون رسائل نصية ال‬ ‫حصر لها إلى القنوات الفضائية؛ لتربحوا بيت احللم أو سيارة احللم أو سبيكة ذهب‪.‬‬ ‫أحالم تناطح السحاب‪ ،‬واآلن‬ ‫َم ْن منكم الحظ أننا ملَّا ُك ّنا أطفاال كانت لدينا‬ ‫ٌ‬ ‫تقزمت حتى أصبحت ال تتعدى اللهاث وراء ترقية أو منصب ال يسمن‬ ‫أحالمنا ّ‬ ‫واليغني من جوع‪ ،‬فما الذي حصل؟‪.‬‬ ‫إن��ه��ا ظ��اه��رة أُط��ل��ق عليها ت��ق��زمي األح�ل�ام‪،‬‬ ‫��ت أحالمنا حتى‬ ‫��ت وت��ض��اءل ْ‬ ‫فقد ق��زم ْ‬ ‫أصبحنا ن��خ��اف أن نحلم‪ ،‬أصبحنا‬ ‫أن نطلق ألح�لام��ن��ا ال َ��ع�� َن��ان‬ ‫ن��خ��اف ْ‬ ‫خشية خيبة األم���ل أو االص��ط��دام مبا‬ ‫سمى الواقع املؤلم‪.‬‬ ‫ُي َّ‬ ‫هذا الكتاب صيحة لالستيقاظ من هذا‬ ‫الواقع املؤلم‪ ،‬صيحة لالستيقاظ من‬ ‫السبات العميق‪ ،‬واإلنضمام‬ ‫ذلك ُ‬ ‫إلى َر ْكب األثرياء األغنياء‪.‬‬ ‫فنِ ْع َم املال الصالح للعبد الصالح‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ ِ​ِ‬ ‫ين‬ ‫الر ْز ِق ق ُْل ِه َي لِل َِّذ َ‬ ‫«ق ُْل َم ْن َح َّر َم ِزي َنةَ الله الَّتي َأ ْخ َر َج لع َباده َوالطَّ ِّي َبات م َن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آم ُنوا ِفي الحْ َ ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫لآْ‬ ‫ون»‬ ‫َم‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ات‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ة‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ْق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ذَ‬ ‫َ‬ ‫ةً‬ ‫َ ْ ٍ َْ ُ َ‬ ‫اة ُّ‬ ‫ُ َ ِّ ُ َ‬ ‫الد ْن َيا َخال َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(سورة ا َألعراف ‪)32‬‬


‫ملاذا الغنى؟‬ ‫أن يكون غنياً‪،‬‬ ‫أنني أؤمن َّ‬ ‫أن الكل يستحق ْ‬ ‫����ري����ا‪ ،‬أن ي��ك��ن ح��را‬ ‫أن ي���ك���ون ث ًّ‬ ‫ماليا‪ ،‬وأال يذلَّ نفسه لوظيفة‬ ‫ًّ‬ ‫يكرهها فقط للراتب‪ ،‬أو‬ ‫أن ي��ذلَّ نفسه ملدير أو‬ ‫ْ‬ ‫سلم وظيفي أو شركة‬ ‫ألن���ه المي��ل��ك إال ذل��ك‬ ‫اخليار‪.‬‬ ‫���رت ح��ي��اة‬ ‫ب‬ ‫���‬ ‫خ‬ ‫ول���ق���د‬ ‫ُ‬ ‫الفقراء وحياة األغنياء‪،‬‬ ‫بالسر‬ ‫ودعوني أخبركم‬ ‫ّ‬ ‫ال��ذي ال يعلمه الكثير من‬ ‫البشر‪:‬‬

‫‪16‬‬

‫ِ‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫أمورا غير بديهية ً‬ ‫واألمر ليس سر ًا‪ ،‬ولكن األمور البديهية في عصرنا أصبحت ً‬ ‫فإذا لم يكن الغنى واحلرية املالية من ضمن أولويات حياتك فلن تصبح غنياً‪،‬‬ ‫وإذا لم تكن لديك الرغبة املشتعلة للثراء واحلرية املالية فلن تصبح حر ًا أبد ًا‪.‬‬ ‫ولكن كيف تنبع تلك الرغبة ؟!‬ ‫الهمة والعزمية في قلبك‪ ،‬تلك‬ ‫تبعث‬ ‫أن‬ ‫شأنها‬ ‫من‬ ‫إنها تنبع مبعرفة األسباب التي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫األسباب التي تدفعك لدفع الثمن‪ ،‬ثمن النجاح‪ ،‬ثمن احلرية املالية‪ ،‬وما أحالها‬ ‫من حياة! وما أجمله من ثمن!‬ ‫أن نكون أغنياء لألسباب اآلتية‪:‬‬ ‫إننا نريد ْ‬


‫لقد آن األوان أن نتخلص من تلك الديون إلى األبد‪ ،‬آن األوان أن نعلنها مدوية‬ ‫بأن زمان الديون إنتهى‪ ،‬آن األوان أن نتخلص من ذلك القيد‪ ،‬آن األوان أن نشعر‬ ‫جميعا باحلرية املالية والسالم الداخلي‪.‬‬ ‫ً‬

‫‪17‬‬

‫الكل يستحق تلك احل��ي��اة‪ ،‬الكل يستحق أن يسكن أفضل البيوت في أرقى‬ ‫األحياء‪ ،‬وفي أفضل امل��دن والبلدان‪ ،‬الكل يستحق أن يلبس أفضل املالبس‪،‬‬ ‫وأن يقود أفضل أنواع السيارات‪ ،‬وأن يسافر على الدرجة األولى َع ْب َر الشرق‬ ‫هم التكلفة ‪ .‬كل منا يستحق أن يأكل في أفضل املطاعم‪،‬‬ ‫والغرب دون أن يحمل ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لاَ‬ ‫الد ْن َيا»‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫يب‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫«و‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قال‬ ‫الدنيا‪،‬‬ ‫في‬ ‫وأن يتمتع بنعم الله عليه‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ َْ َ َ َ‬ ‫(سورة القصص ‪)77‬‬ ‫الكل منا يستحق أن يتعلم أفضل العلم‪ ،‬وأن يعلّم أبناءه أفضل تعليم في أفضل‬ ‫املدارس واجلامعات‪.‬‬ ‫جميعا أن نعيش تلك احلياة‪.‬‬ ‫ونستحق‬ ‫مشروع‪،‬‬ ‫حق‬ ‫ولكم‬ ‫لي‬ ‫بالنسبة‬ ‫كل تلك األمور‬ ‫ً‬ ‫التخلص من التوتر املصحوب بالضغوطات املالية‪:‬‬ ‫أن أكثر من ‪ %70‬من أسباب الضغوط في احلياة يعود إلى أسباب‬ ‫أثبتت‬ ‫الدراسات ْ‬ ‫ُ‬ ‫مادية (للمزيد ارجعوا لكتابي «احلياة أحلى بال توتر»)‪ ،‬تلك الضغوط ن َّغصت‬ ‫علينا احلياة‪ ،‬فاجلميع يشتكي من قلة احلال‪ ،‬وعسر احلياة‪ ،‬والديون التي الحصر‬ ‫وكأن‬ ‫أول لها وال آخر‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫لها وال تنتهي إلى آخر نفس من حياتنا‪ ،‬ديون وقروض ال َّ‬ ‫االستدانة واالقتراض أمر من األمور املسلمة في حياتنا‪ ،‬ورسخ في ذهن الكثير‬ ‫منا أنه من سابع املستحيالت بناء بيت أو شراء سيارة بال قرض‪ ،‬أو حتى السفر‬ ‫أن يمُ َّول بقرض‪ ،‬وابتلينا في هذا الزمان ببطاقات االئتمان وتلك‬ ‫في الصيف يجب ْ‬ ‫طامة أخرى ‪ ،‬وكلما ازداد دخلنا ازدادت قروضنا إلى أن نلقى الله بتلك القروض‬ ‫والديون والحول وال قوة إال بالله‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫االستمتاع بحياة أفضل‬


‫والتحسن املستمر‬ ‫فرص للنمو‬ ‫ّ‬

‫ف��ي مسيرة ال��ث��راء والغنى س��وف نتعلم الكثير‪ ،‬س��وف نكتسب الكثير من‬ ‫أحدكم ويتضاعف‬ ‫املهارات والقدرات‪ ،‬ولتكونوا واثقني بأنه لن ينمو َد ْخل ُ‬ ‫أضعافا كثيرة إال بتضاعف قدراته وطاقاته؛ وهذا األمر من أهم األمور في‬ ‫ال كامال‪.‬‬ ‫تلك الرحلة؛ ولذا‬ ‫أفردت للحديث عنه فص ً‬ ‫ُ‬

‫ف َُرص للعطاء‬

‫‪18‬‬

‫وتلك هي والله الغاية العظمى من الغنى والثراء ‪ :‬العطاء ومساعدة اآلخرين‪.‬‬ ‫إننا نريد أن نستشعر عظيم األجر في ذلك األمر فهو أعظم القربات إلى الله‬ ‫تعالى والطريق إلى جنات الفردوس ‪ ،‬وأريدكم أن تصبحوا أثرياء محسنني‬ ‫تفيضون بعطائكم على القاصي والداني ؛ لتفوزوا برضا الرحمن‪ ،‬وتدخلوا‬ ‫اجلنة من باب الصدقة‪ ،‬فلِ َم ال نطمح إلى أن‪:‬‬ ‫فم ْن بنى‬ ‫نبني‬ ‫ً‬ ‫مسجدا في كل بلد في العالم‪ ،‬بل في كل مدينة‪ ،‬بل في كل قرية‪َ ،‬‬ ‫مسجدا بنِ‬ ‫قصر في اجلنة‪.‬‬ ‫له‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫اآلبار في جميع البلدان اإلسالمية التي حتتاج إلى ذلك؛ فخير الصدقة سقيا‬ ‫نحفر‬ ‫َ‬ ‫املاء كما ورد في احلديث‪.‬‬ ‫نكفل األي��ت��ام‪ ،‬ونكفل ال��دع��اة‪ ،‬ونكفل األس��ر احملتاجة ‪ ،‬ونطبع املصاحف‪،‬‬ ‫وننشئ القنوات الفضائية واإلذاعية لنشر هذا الدين في كل بلدان العالم‪.‬‬ ‫نكفل العلماء‪ ،‬وندعم العلم‪ ،‬ونرعى الطلبة املوهوبني‪ ،‬ونعيد لإلسالم مجده‬ ‫وحضارته‪.‬‬ ‫األوقاف اخليرية؛ حتى يصل لنا ثواب الصدقات اجلارية بعد مماتنا؛ فإذا‬ ‫ننشئ‬ ‫َ‬ ‫ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث ‪ :‬صدقة جارية ‪...‬‬ ‫مات ُ‬ ‫فأحب الناس إلى‬ ‫وبعيدهم؛‬ ‫قريبهم‬ ‫وصغيرهم‪،‬‬ ‫كبيرهم‬ ‫اجلميع‬ ‫نساعد‬ ‫نريد أن‬ ‫ّ‬


‫هل علمتم اآلن ملاذا الغنى والثراء؟‬

‫َّ‬ ‫توك ْل على الله‪ ،‬واتخذْ ذلك القرار ‪...‬‬ ‫قرار الثراء ‪...‬‬ ‫قرار حتقيق األحالم ‪...‬‬ ‫قرار صناعة املستحيل ‪...‬‬ ‫ق�����رار ال��ع��ي��ش مب��ق��اي��ي��س��ك أن����ت ال‬ ‫اآلخرين‪...‬‬ ‫توقَّف عن الرضا بأقل مِ َّما تريد‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫قرار بالبدء في تلك الرحلة‪ ،‬وال ّأدعي أنها‬ ‫أريدكم أن تتخذوا ذلك القرار اآلن‪ٌ ،‬‬ ‫رحلة سهلة يسيرة‪ ،‬ال والله‪ ،‬بل هي شاقة‪ ،‬حتتاج إلى الهمة والعزمية‪ ،‬ووضوح‬ ‫الهدف‪ ،‬فكلما كان الهدف األسمى رضا الله والتقرب إليه سبحانه سهل عليكم‬ ‫الصعب‪ ،‬و ُذلِّلت أمامكم العقبات‪ ،‬وصار الصعب سهالً‪ ،‬فما أجملها من رحلة‬ ‫رغم مشاقها ومصاعبها‪ ،‬إال أن غايتها العظيمة تهون في سبيلها كل الصعاب‪.‬‬ ‫بداية الطريق قرار‪ ،‬وأنت صاحب القرار‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫فرج عن مؤمن ُكربة ِم ْن ُك َر ِ‬ ‫ب الدنيا ف ََّرج الله عنه‬ ‫الله أنفعهم للناس؛ َ‬ ‫وم ْن َّ‬ ‫كربة من كرب يوم القيامة‪.‬‬ ‫إن الثراء وسيلة جلميع تلك الغايات‪ ،‬وقد آن لنا أن نكون أمة غنية لها شأنها‬ ‫َّ‬ ‫في العالم ـ أمة تتكفل بشؤونها ال متد يدها إلى الغرب النقاذها من املجاعات‬ ‫والكوارث‪.‬‬ ‫أريدكم أن حتتسبوا ذلك األمر‪ ،‬وأن تخططوا لتلك الغاية‪ ،‬وأن تصبحوا أثرياء‬ ‫أغنياء أتقياء أخفياء حتى تساعدوا املاليني من البشر‪ ،‬لتنالوا بذلك رضا الله ‪،‬‬ ‫وح ُسن أولئك رفيقا‪.‬‬ ‫وجنة اخللد مع الصديقني واألبرار‪َ ،‬‬


‫قرر األن أن‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ تسلك طريق الناجحني‪.‬‬‫ ترفع من مقاييسك للحياة‪.‬‬‫ ترفع سقف طموحاتك‪.‬‬‫ تطلق العنان ألحالمك‪.‬‬‫ تكون قدو ًة للعاملني‪.‬‬‫ تفعل ما يحب ربك ويرضى‪.‬‬‫ حتيا حياة العظماء واملصلحني‪.‬‬‫ يفتخر َم ْن حولك بك‪.‬‬‫‪ -‬حتيا مرفوع الرأس‪.‬‬

‫تك‬ ‫ون عزي ًزا بعزة‬ ‫إميانك‪..‬‬ ‫اآلن ‪..‬‬ ‫اآلن ‪ ...‬وليس‬ ‫غ ًدا ‪...‬‬

‫سوفه ‪...‬‬ ‫خذْ‬ ‫القرار اآلن ‪ ...‬ال ُت ِّ‬ ‫َ‬ ‫ؤخره ‪ ...‬ال ُت ِّ‬ ‫قرار ال رجعة فيه‪.‬‬ ‫قرار مع يقني كاجلبال الراسيات‪.‬‬ ‫قرار بأنك ستسلك هذا الطريق‪ ،‬ولن تتخلى عنه أبد الدهر‪.‬‬ ‫قرار بترك حياة الدعة واخلمول‪.‬‬

‫فلنبدأ إذن تلك الرحلة‪...‬‬ ‫ثريا إن شاء الله‪،‬‬ ‫كل منكم يستطيع أن يكون ًّ‬ ‫وفي هذا الكتاب مقدمة لتلك الوصفة السحرية‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫‪21‬‬

‫‪01‬‬

‫توفيق‬ ‫رب العالمين‬ ‫ِّ‬

‫‪01‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫السـر األول‪:‬‬


‫‪22‬‬

‫إن النجاح في حتقيق احلرية املالية وصناعة الثروة رحلة محفوفة باملخاطر‪،‬‬ ‫تعترضها الصعوبات‪ ،‬وتكتنفها املشاق؛ لكن االستعانة بحول الله وقوته أنيس‬ ‫هذه الرحلة‪ ،‬وسبيل التغلب على مشاقها‪.‬‬ ‫فلنعلم أن توفيق الله عز وجل أكبر معني لنا في سبيل حتقيق أحالمنا وأهدافنا؛‬ ‫فهو خير ناصر ومعني‪ .‬وفي طريق رحلتنا لتحقيق الثراء واحلرية املالية يجب‬ ‫أن ندرك هذا األمر الهام‪ ،‬ونوقن بأن توفيق رب العاملني هو األمر احلاسم في‬ ‫سب َب‬ ‫تلك الرحلة‪ ،‬وعلى العبد أن يبذل األسباب‪ ،‬ويؤمن في ذات الوقت بأن ُم ِّ‬ ‫األسباب هو الفيصل في ذلك األمر‪.‬‬ ‫وقد تقتضي حكمة الله عز وجل أن يكتب الفقر على بعض عباده مصداقًا‬ ‫لقوله تعالى‪« :‬ولَو بس َط الل ُه الر ْزقَ ل ِ ِعب ِ‬ ‫اد ِه ل َ​َب َغ ْوا ِفي الأْ َ ْر ِ‬ ‫ض َول َِك ْن ُي َن ِّزلُ بِ َق َد ٍر َما‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ي َشاء إِ َّن ُه بِ ِعب ِ‬ ‫اد ِه َخبِ ٌير َب ِص ٌير» (سورة الشورى ‪)27‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪23‬‬

‫ويجب أن ندرك أن َج ْمع الثروات إمنا يكون بإذن الله ومشيئته‪ ،‬وإن لم نتمكن‬ ‫من حتقيق ذلك الهدف رغم أخذنا باألسباب‪ ،‬فما ذلك إال حلكمة يعلمها سبحانه‬ ‫وتعالى؛ فلنبذل األسباب وندع الباقي على الله‪.‬‬ ‫بعضها اآلخر منعه‪،‬‬ ‫ويقتضي‬ ‫الرزق‪،‬‬ ‫تلك العوامل الغيبية يقتضي بعضها إمداد‬ ‫ُ‬ ‫أن أنبه أمة ال إله إال الله إلى ذلك قبل بدء الرحلة‪ ،‬أنبه الفقراء‬ ‫علي ْ‬ ‫وكان ً‬ ‫لزاما َّ‬ ‫واألغنياء على السواء أن األمر كله بيد الله‪ ،‬وأنه مهما اجتهد العبد في طلب‬ ‫«ما َي ْف َت ِح الل ُه‬ ‫الرزق فإن التوفيق بيده سبحانه‪ ،‬وذلك مصداقًا لقوله تعالى ‪َ :‬‬ ‫لِل َّن ِ‬ ‫اس ِم ْن َر ْح َم ٍة فَلاَ مُ ْم ِس َك ل َ​َها َو َما يمُ ْ ِس ْك فَلاَ ُم ْر ِس َل َل ُه ِم ْن َب ْع ِد ِه َو ُه َو ال َْع ِزي ـ ـ ُـز‬ ‫ِ‬ ‫يم» (سورة فاطر ‪.)2‬‬ ‫الحْ َ ك ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أبواب ُتغلق إمنا بإذن اللّه‪.‬‬ ‫وأي‬ ‫فأي رحمات‬ ‫وأبواب ُتفتح إمنا من الله‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫إذن ما الذي ينبغي علينا فعله !‬ ‫ما علينا إال أن نأخذ باألسباب‪.‬‬ ‫أسباب فتح أبواب الرزق‪ ،‬ونتجنب موانعه‪.‬‬


‫الرزق‬

‫‪24‬‬

‫بأن الرزق بيد الله‪ ،‬وأنه سبحانه هو ال��رزاق ذو القوة املتني‪،‬‬ ‫يجب اإلميان يقي ًنا َّ‬ ‫راسخا كاجلبال الراسيات ال تشوبه شائبة وال‬ ‫��ان‬ ‫مي‬ ‫اإل‬ ‫ذلك‬ ‫كما يجب أن يكون‬ ‫ً‬ ‫يزعزعه شك‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األر ِ‬ ‫ال َعلَى ال�� َّل��ه ِر ْزق َُ��ه��ا َو َي ْ��ع�� َل ُ��م ُم ْس َت َق َّر َها‬ ‫ض إِ َّ‬ ‫ق��ال تعإلى‪َ :‬و َم��ا م��ن َد َّاب���ة ف��ي ْ‬ ‫َو ُم ْس َت ْو َد َع َها ُك ٌّل ِفى ِك َت ٍ‬ ‫اب ُّمبِ ٍ‬ ‫ني (سورة هود ‪ )6‬وسمعنا بل وحفظنا أحاديث‬ ‫نفسا ل��ن مت��وت حتى‬ ‫رسولنا ال��ك��رمي عليه ال��ص�لاة وال��س�لام ح�ين ق��ال‪« :‬إن ً‬ ‫تستكمل رزقها‪ ،‬فاتقوا الله وأجملوا في الطلب» السلسلة (‪.)2866‬‬ ‫أيضا‪ « :‬إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعني يوما نطفة‪ ،‬ثم يكون‬ ‫وقال ً‬ ‫علقة مثل ذلك‪ ،‬ثم يكون مضغة مثل ذلك‪ ، ‬ثم يرسل الله إليه امللك‪ ،‬فينفخ فيه‬ ‫الروح ويؤمر بأربع كلمات‪ :‬بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو‪ ‬سعيد‪»...‬‬ ‫رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫وقد ُكتِ َب الرزقُ يوم أن خلق الله األرض ومن عليها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يها َأ ْق َوا َت َها ِفي‬ ‫قال‬ ‫يها َوق َّ‬ ‫َ��د َر ِف َ‬ ‫��اركَ ِف َ‬ ‫تعالى‪«:‬و َج َع َل ِف َ‬ ‫َ‬ ‫يها َر َواس َ��ي م ْن ف َْوق َها َو َب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ني» (فصلت ‪.)10‬‬ ‫ل‬ ‫ائ‬ ‫لس‬ ‫ل‬ ‫اء‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫َأ ْر َب َ َّ ٍ َ َ ً َّ َ‬ ‫إنني حني أدعو إلى الثراء واحلرية املالية ألحذِّ ر في الوقت نفسه من أن يتشبع‬ ‫هم املال وحب الدنيا؛ ألن ذلك إن حدث فسيكون وبا ًال على صاحبه‪.‬‬ ‫القلب ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْن ِ‬ ‫لآْ‬ ‫انت ا خ َر ُة َه َّم ُه َج َع َل ال َّل ُه‬ ‫«م ْن ك ْ‬ ‫أنس ْبن َمالك قَالَ ‪ :‬قَالَ َر ُسولُ اللَّه ﷺ‪َ :‬‬ ‫الد ْنيا و ِهي ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الد ْن َيا َه َّم ُه‬ ‫انت ُّ‬ ‫اغ َمةٌ َو َم ْن َك ْ‬ ‫غ َن ُاه في َق ْلبِه َو َج َم َع َل ُه َش ْم َل ُه َو َأ َت ْت ُه ُّ َ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد ْن َيا إِلاَّ َما ق ُِّد َر َل ُه»‪.‬‬ ‫َج َع َل ال َّل ُه َف ْق َر ُه َبينْ َ َع ْي َن ْيه َوف ََّرقَ َعل َْيه َش ْم َل ُه َول َْم َي ْأته م ْن ُّ‬ ‫إذا أردنا حقا أن يوسع لنا في أرزاقنا فعلينا بقوانني الله في ذلك األمر‪:‬‬


‫إني أوصيكم باألخذ باألسباب اآلتية الستجالب الرزق والبركة فيه‪.‬‬

‫األول‪ُ :‬ش ْك ُر النِ َعم‬ ‫القانون َّ‬

‫القانون الثاني‪ :‬اإلنفاق في سبيل الله‬

‫«و َما أن َف ْق ُت ْم ّمن َش ْىء ف َُه َو ُي ْخلِ ُف ُه َو ُه َو‬ ‫قال الله تعالى‪َ :‬‬ ‫الرا ِز ِقني» سبأ‪.39:‬‬ ‫َخ ْي ُر َّ‬ ‫تخش‬ ‫وفي احلديث قال رسول الله ﷺ‬ ‫«أنفق يا بالل وال َ‬ ‫ْ‬ ‫من ذي العرش إق�لاالً» صححه األلباني‪ ،‬وروى مسلم في‬ ‫صحيحه عن النبي ﷺ قال‪ :‬يقول الله تعالى‪« :‬يا ابن آدم ِ‬ ‫أنف ْق‬ ‫أُ ِنف ُق عليك» وسوف نتكلم في باب الحق عن أهمية العطاء واإلنفاق في بناء الثروات‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫يد َّن ُك ْم‬ ‫«وإِ ْذ َت َ��أ َّذ َن َر ُّب ُك ْم لَئِ ْن َش َك ْر مُ ْ‬ ‫ت لأَ َ ِز َ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت إ َّن َع��ذَ اب��ي َل َ��ش��دي ٌ��د» (س��ورة إبراهيم‬ ‫َو َل��ئِ ْ��ن َك�� َف ْ��ر مُ ْ‬ ‫��إن شكر الله عز وج��ل على النعم صباح مساء‬ ‫‪ )7‬ف َّ‬ ‫من أه��م مفاتيح ال��رزق‪ ،‬فنعم الله علينا تترى‪ ،‬ولن‬ ‫نستطيع أن نحصيها أبد الدهر ‪« ...‬وإِ ْن َتع ُّدوا نِعمةَ اللهِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫«و َما بك ْم م ْن‬ ‫ور َر ِح ٌيم» (سورة النحل ‪ )18‬وقال ً‬ ‫وها إِ َّن َ‬ ‫لاَ تحُ ُْص َ‬ ‫أيضا ‪َ :‬‬ ‫الله َل َغ ُف ٌ‬ ‫نِعم ٍة ف َِم َن ِ‬ ‫ون» (سورة النحل ‪.)53‬‬ ‫الض ُّر َفإِل َْي ِه تجَ َْأ ُر َ‬ ‫الله ث َُّم إِذَا َم َّس ُك ُم ُّ‬ ‫َْ‬ ‫وقال الرسول ﷺ (‪ ...‬واحلمد لله متأل امليزان ‪.)...‬‬ ‫ردد تلك العبارة صباح مساء تفلح إن شاء الله‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫قوانني جلب الرزق‬


‫القانون الثالث‪ :‬اإلميان والتقوى‬

‫ات ِم َن السم ِ‬ ‫«ولَو َأ َّن َأ ْه َل الْ ُقرى آم ُنوا َوا َّت َقوا َل َف َتح َنا َعلَي ِهم بر َك ٍ‬ ‫اء‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫قال تعالى‪ْ َ :‬‬ ‫ْ ْ َ​َ‬ ‫َوالأْ َ ْر ِ‬ ‫ون» (سورة ا َألعراف ‪)96‬‬ ‫اه ْم بمِ َا َكا ُنوا َي ْك ِس ُب َ‬ ‫ض َول َِك ْن َكذَّ ُبوا ف َ​َأ َخذْ َن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫الله َي ْج َع ْل َل ُه َم ْخ َر ًجا (‪َ )2‬و َي ْر ُز ْق ُه م ْن َح ْي ُ‬ ‫وقال ً‬ ‫«و َم ْن َي َّت ِق َ‬ ‫أيضا‪َ :‬‬ ‫ث لاَ َي ْح َتس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الله َبال ُغ أ ْمره ق َْد َج َع َل الل ُه لك ِّل َش ْيء ق َْد ًرا»‬ ‫َو َم ْن َي َت َوك ْل َعلَى الله ف َُه َو َح ْس ُب ُه إ َّن َ‬ ‫(سورة الطَّ لاَ ق ‪.)3 - 2‬‬ ‫وكما ُنقل فالتقوى هي اخلوف من اجلليل‪ ،‬والعمل بالتنزيل‪ ،‬واالستعداد ليوم الرحيل‪.‬‬

‫القانون الرابع‪ :‬صلة الرحم‬

‫وي ْن َسأ‬ ‫«م ْن أحب أن ُي ْب َس َط له في رزقه ُ‬ ‫قال رسول الله ﷺ َ‬ ‫له في أثره‪ ،‬فليصل رحمه»‪ .‬رواه البخاري‬

‫القانون اخلامس‪ :‬االستغفار‬

‫االستغفار‪ ،‬وما أدراك ما االستغفار؟!‬ ‫اس َت ْغ ِف ُرواْ‬ ‫فاالستغفار مفتاح للنعم‪ ،‬قال الله تعإلى‪َ « :‬ف ُقل ُ‬ ‫ْت ْ‬ ‫��ك ْ��م إن�� ُه َك��ان غَ �� َّف��ار ًا ُي ْ��ر ِس ِ‬ ‫��ل ال َّ��س َ��م��اء َع�� َل ْ��ي ُ‬ ‫َر َّب ُ‬ ‫����د َرار ًا‬ ‫��ك ْ��م ُّم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ني َو َي ْج َعل لَّك ْم َج َّنـات َو َي ْج َعل لَّك ْم‬ ‫َويمُ ْد ْدك ْم بأ ْموال َو َبن َ‬ ‫أنهار ًا» (سورة نوح ‪.)12 – 10‬‬ ‫َ‬

‫‪26‬‬

‫الرزق من السماء‪ ،‬مال وبنني وبنات‪،‬‬ ‫ومفتاح كل تلك النعم هو االستغفار‪.‬‬


‫قيام الليل‬

‫الله أكبر‬

‫رزق بالليل والنهار من الرزاق ذو القوة املتني ‪ ،‬ملاذا‬ ‫هذا اجلزاء؟‬

‫ألنها من القانتات‬

‫قال تعالى‪« :‬يا مر ا ْق ُنتِي لِرب ِك واسج ِدي وار َك ِعي مع الر ِ‬ ‫اك ِعني» (آل عمران‬ ‫َ َ ْ يمَ ُ‬ ‫َ ِّ َ ْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫الصالة‬ ‫‪ ،)43‬وكما هو معروف ف َّ‬ ‫��إن القنوت إمنا ُيطلق على إطالة القيا ِم في َّ‬

‫‪27‬‬

‫هناك عالقة وطيدة بني قيام الليل ‪ ..‬والرزق‬ ‫ولنتأمل قصة مرمي في سورة آل عمران‪:‬‬ ‫لمْحِ‬ ‫قال تعالى‪ُ :‬‬ ‫اب َو َج َ��د‬ ‫ْ���ر َ‬ ‫«كل َ​َّما َد َخ َ��ل َعل َْي َها َز َك�� ِر َّي��ا ا َ‬ ‫ِع ْن َد َها ِر ْزقًا قَالَ َيا َم ْريمَ ُ َأ َّنى ل َِك َهذَ ا قَال َْت ُه َو ِم ْن ِع ْن ِد‬ ‫ِ‬ ‫الله إِ َّن الل َه َي ْ���ر ُزقُ َم ْ��ن َي َش ُاء بِ َغ ْي ِر ِح َ��س ٍ‬ ‫��اب» (س��ورة آل‬ ‫عمران ‪)37‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫جل��دب‪ ،‬فقال‪ :‬استغفر الله‪،‬‬ ‫وفي األثر جاء رجل إلى احلسن البصري فشكا إليه ا َْ‬ ‫وجاء آخر فشكا الفقر‪ ،‬فقال له‪ :‬استغفر الله‪ ،‬وجاء آخر فقال‪ :‬ادع الله أن يرزقني‬ ‫ول ً���دا‪ ،‬فقال‪ :‬استغفر الله‪ ،‬فقال أصحاب احلسن‪ :‬سألوك مسائل شتى وأجبتهم‬ ‫بجواب واحد وهو االستغفار‪ ،‬فقال رحمه الله‪« :‬ما قلت من عندي شي ًئا‪ ،‬إن الله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس َماء َعل َْي ُك ْم ُّم ْد َرار ًا َ‪ ‬ويمُ ْ ِد ْد ُك ْم‬ ‫يقول‪َ :‬ف ُقل ُ‬ ‫ْت ْ‬ ‫اس َت ْغف ُرواْ َر َّب ُك ْم أن ُه َكأن غَ َّفار ًا ُي ْرس ِل َّ‬ ‫ٍ‬ ‫بِ َأ ْم ٍ‬ ‫أنهار ًا» (سورة نوح ‪.)12 – 10‬‬ ‫وال َو َبنِ َ‬ ‫ني َو َي ْج َعل ل َُّك ْم َج َّنـات َو َي ْج َعل ل َُّك ْم َ‬


‫والدعاء‪ ،‬ملَّا رأى زكريا عليه السالم ذلك العطاء والزرق من رب العاملني دون‬ ‫ُّ‬ ‫«ه َنال ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ب لِي ِم ْن ل َُد ْن َك ذ ُِّر َّيةً طَ ِّي َبةً إِ َّن َك‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ك‬ ‫األسباب‪،‬‬ ‫بذل‬ ‫َالَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫َ ِّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫الد َعاء» (آل عمران ‪.)38‬‬ ‫يع ُّ‬ ‫َسم ُ‬ ‫بأن اخلالق‬ ‫الله أكبر‪ :‬شيخ كبير وإمرأته عاقر‪ ،‬أ ّنى ُي َ‬ ‫��رزق بذرية‪ ،‬إنه اليقني َّ‬ ‫املدبر الرازق بيده األسباب والقادر على كل شيء رغم عدم توفر األسباب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فماذا كانت النتيجة ؟‪.‬‬ ‫« َف َن َاد ْت ُه المْ َلاَ ئِ َك ُة َو ُه َو قَائِ ٌم ُي َصلِّي ِفي المْحِ َْر ِ‬ ‫اب َأ َّن الل َه ُي َب ِّش ُركَ بِ َي ْح َيى» (آل عمران ‪.)39‬‬ ‫البشرى تأتي وزكريا عليه السالم يصلي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قيام ِ‬ ‫الستجابة الدعاء‪ ،‬وكشف الكربات‪ ،‬وتوسيع األرزاق‪ ،‬فالزمه‪.‬‬ ‫سبيل‬ ‫الليل ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫املؤكدة ‪..‬‬ ‫• إني أنصح نفسي وإياكم ‪ ...‬باحلفاظ على تلك السنة‬ ‫وب ُه ْم َع ِن المْ َ​َض ِ‬ ‫اج ِع‬ ‫• قيام الليل ‪ ...‬شرف املسلم ‪ ...‬قال تعالى‪َ « :‬ت َت َجافَى ُج ُن ُ‬ ‫ون» (سورة السجدة ‪.)16‬‬ ‫اه ْم ُي ْن ِف ُق َ‬ ‫َي ْد ُع َ‬ ‫ون َر َّب ُه ْم َخ ْوفًا َوطَ َم ًعا َو مِ َّما َر َز ْق َن ُ‬ ‫• فما جزاء أولئك في ظننا‪ ...‬قال تعالى‪« :‬فَلاَ َت ْعل َُم َن ْف ٌس َما أُ ْخ ِف َي ل َُه ْم ِم ْن ق َُّر ِة‬ ‫ُون» (سورة السجدة ‪.)17‬‬ ‫َأ ْعينُ ٍ َج َز ًاء بمِ َا َكا ُنوا َي ْع َمل َ‬

‫‪28‬‬

‫تقر به‬ ‫الله أكبر‪ ...‬أخفوا صالتهم عن الناس‪ ...‬فأخفى الله أجرهم‪ ...‬وسوف ُّ‬ ‫أعينهم في الدنيا واآلخرة إن شاء الله ‪..‬‬ ‫•والله إنه لشرف‪ ...‬وإنها ملنزلة‪ ...‬ال ينالها إال أصحاب الهمم العالية‪...‬أسألُ‬ ‫الله أن يعينني وإياكم على قيام الليل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫رأي العني ما للدعاء من سبيل عجيب في فتح الرحمات‪ ،‬ولكن‬ ‫ولقد رأي ُ‬ ‫��ت َ‬ ‫والوزير‬ ‫املدير‬ ‫فيدعو‬ ‫اق؛‬ ‫��رز‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫بغير‬ ‫قلبه‬ ‫يتعلق‬ ‫��ن‬ ‫م‬ ‫منا‬ ‫الكثير‬ ‫جند‬ ‫لألسف‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الرزاق ذو القوة املتني‪.‬‬ ‫والقريب‬ ‫والبعيد والقاصي والداني‪ ،‬وينسى َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫وقال الشاعر‪:‬‬ ‫أن يحظى بحاجته‬ ‫أخلق بذي الصبر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫���واب‪ ‬أن‪ ‬ي���ل���ج���ا‬ ‫ب‬ ‫ل�ل�أ‬ ‫���رع‬ ‫ق‬ ‫���‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫����ن‬ ‫م‬ ‫����د‬ ‫وم‬ ‫ْ‬

‫أول مشروع جتاري‪ ،‬وعند استقالتي وتفرغي‬ ‫ُ‬ ‫خبرت ذلك األمر عند دخولي في َّ‬ ‫تعرفت عن قُ��رب إلى أسماء الله احلسنى‪ :‬ال��رازق وال��ر َّزاق‬ ‫التجاري‪،‬‬ ‫للعمل‬ ‫ُ‬ ‫والفاحت والف َّتاح‪ ،‬وكان دعائي اليومي صباح مساء‪ :‬اللهم أرزقنا يا ر َّزاق‪ ،‬اللهم‬ ‫افتح علينا يا ف ّتاح‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫الدعاء ِس ٌّ��ر من أس��رار فتح أب��واب الرزق‬ ‫ُ‬ ‫وصناعة الثروات‪ ،‬وأعني بالدعاء اإلحلاح‬ ‫والتوسل‬ ‫مساء‪،‬‬ ‫صباح‬ ‫على الله بالطلب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫إل��ي��ه ب��أس��م��ائ��ه احل��س��ن��ى وص��ف��ات��ه ال��ع��ل��ى‪.‬‬ ‫فندعوه باسمه ال���رازق وإس��م��ه ال���ر ّزاق‪،‬‬ ‫وباسمه الفاحت واسمه الف َّتاح بكرة وعشيا‬ ‫���رد َم ْ��ن‬ ‫دون ك��ل��ل أو م��ل��ل؛ ف���إن ال��ل��ه ال ي ُّ‬ ‫َ‬ ‫«وإِذَا َسأل َ​َك‬ ‫بابه‪ ،‬أليس هو القائل َ‬ ‫يطرقُ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الداعِ‬ ‫يب َد ْع َو َة َّ‬ ‫يب أج ُ‬ ‫ع َبادي َع ِّني َفإ ِّني َقر ٌ‬ ‫إِذَا َد َع ِ‬ ‫ان َفل َْي ْس َت ِج ُيبوا لِي َول ُْي ْؤ ِم ُنوا بِي ل َ​َعل َُّه ْم‬ ‫ون» (البقرة ‪.)186‬‬ ‫َي ْر ُش ُد َ‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫الدعاء‬


‫موانع الرزق‬ ‫الرزق احلرام‬

‫ال���رزق احل���رام ميحق ال��ب��رك��ة‪ ،‬وي��ح��ول دون استجابة‬ ‫الدعاء‪ ،‬ففي احلديث ‪« :‬وملبسه من حرام وغُ ��ذِّ َي من‬ ‫ستجاب له»‪.‬‬ ‫حرام فأنّي ُي َ‬

‫قطع الرحم‬

‫وم ْن قَطَ َع َها‬ ‫الرحم ُم َعلَّقةٌ بالعرش َم ْن َو َصلَها َو َص َل ُه الل ُه‪َ ،‬‬ ‫���إن ف��ي صلة ال��رح��م سبب‬ ‫قطعه ال��ل�� ُه‪ ،‬وك��م��ا أسلفنا ف َّ‬ ‫للرزق‪.‬‬

‫ِ‬ ‫والبطْ ُر‬ ‫الك ْب ُر َ‬

‫‪30‬‬

‫• ه��ذه املصيبة التي م��ا بعدها مصيبة‪ ،‬وه��ي املعصية‬ ‫إبليس عليه لعنة الله‪ ،‬وهي التي‬ ‫األولى التي عصى بها‬ ‫ُ‬ ‫بسببها خسف الل ُه بقارون األرض‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫• قصة قارون فيها من املواعظ والع َبرالشيء الكثير‪ ،‬فهو‬ ‫ان ِم ْن ق َْو ِم‬ ‫عبد‬ ‫ون َك َ‬ ‫َ��ار َ‬ ‫في األصل ٌ‬ ‫صالح من قوم موسى «إِ َّن ق ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫فتح الل ُه عليه أبواب الرزق‪ ،‬وآتاه من‬ ‫َّا‬ ‫مل‬ ‫و‬ ‫‪،)76‬‬ ‫(القصص‬ ‫»‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ُم َ‬ ‫َ‬ ‫وسى ف َ​َب َغى َ ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫«وآ َت ْي َن ُاه م َن ال ُْك ُنو ِز‬ ‫الكنوز العظيمة التي تنوء بحمل مفاتيحها الرجالُ األقوياء َ‬ ‫تحِ‬ ‫وتكبر برغم نصح‬ ‫وء بِال ُْع ْص َب ِة أُولِي الْ ُق َّو ِة» (القصص ‪ )76‬طغى‬ ‫َما إِ َّن َم َفا َ ُه َل َت ُن ُ‬ ‫َّ‬ ‫ني» (القصص ‪ )76‬فما‬ ‫الناصحني «إِ ْذ قَالَ َل ُه ق َْو ُم ُه لاَ َت ْف َر ْح إِ َّن الل َه لاَ ُي ِح ُّب الْ َف ِر ِح َ‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪31‬‬

‫أن قال‪« :‬قَالَ إِنمَّ َا أُوتِي ُت ُه َعلَى ِع ْل ٍم ِع ْن ِدي» (القصص ‪ ،)78‬فبد ًال‬ ‫كان َر ُّده عليهم إال ْ‬ ‫تكبر وطَ َغى‪ ،‬ونسب لنفسه‬ ‫من ْ‬ ‫أن يحمد الله‪ُ ،‬‬ ‫ويع ِزي إليه الفضل في تلك الثروة‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لأْ‬ ‫ض» (القصص‬ ‫الفضل كله‪ ،‬فكان اجلزاء والعقاب‬ ‫سريعا «ف َ​َخ َس ْف َنا به َوب َداره ا ْر َ‬ ‫ً‬ ‫‪ )81‬فكان اخلسف جزاء الكبروالبطر‪.‬‬ ‫نغتر بأعمالنا‬ ‫• والله إن لنا في تلك القصة من العظة والعبرة ما يجعلنا ال ُّ‬ ‫دوما لله؛ فنحن مع الله وبالله وإلى الله‪.‬‬ ‫وأموالنا وثرواتنا؛ و ُن ْر ِج ُع‬ ‫َ‬ ‫الفضل ً‬ ‫• احذر من ِ‬ ‫الك ْبر أثناء مسيرك في طريق الثروة‪ ،‬واحذر من الغرور‪ ،‬وراجع نيتك‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫جنحت في مشروع؛ فالفضل لله وحده‪ ،‬وإذا وق َّْع َت َع ْق ًدا‬ ‫فإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫لله‬ ‫الفضل‬ ‫أنسب‬ ‫ودائما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫الفضل لله وحده‪.‬‬ ‫أوأصبت شهر ًة‪ ،‬فارجع‬ ‫ا‪،‬‬ ‫مجد‬ ‫قت‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫أو‬ ‫ثروة‪،‬‬ ‫صنعت‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ضخم‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫• واسأل مجرب وال تسأل طبيب‪.‬‬ ‫أن ِ‬ ‫الك ْب َر ميحق الرزقَ ‪ ،‬وينسف الثروات‪ ،‬ومن وراء‬ ‫• إنني‬ ‫رأي العني َّ‬ ‫ُ‬ ‫رأيت َ‬ ‫ذلك الدرس الذي تعلمته قصة ‪.‬‬ ‫املالية بوزارة‬ ‫فحني‬ ‫ُ‬ ‫عزمت على االستقالة من عملي السابق كمدير للموارد ّ‬ ‫عقدا‬ ‫األشغال واإلسكان بالبحرين‪،‬‬ ‫ت ً‬ ‫وتفرغت للعمل في مجال التدريب و ّق ْع ُ‬ ‫ُ‬ ‫متخصصة في التدريب القيادي ‪ ،‬وقد‬ ‫– أنا وشركائي – لتمثيل شركة أمريكية‬ ‫ِّ‬ ‫عقدا لتمثيل الشركة في‬ ‫وقعت‬ ‫إنني‬ ‫أشد احلماس حتى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫حتمس ُ‬ ‫ت لتلك الشركة ّ‬ ‫ْ‬ ‫إحدى عشرة دولة من الدول العربية‪ ،‬وكانت قيمة ذلك العقد حوالي نصف‬ ‫مليون دوالر‪ُ ،‬تدفَع للشركة خالل سنة كاملة من تاريخ ذلك التوقيع على أربع‬ ‫جدا لتوقيع عقود تدريب خالل تلك السنة أضمن من‬ ‫دفعات‪،‬‬ ‫وكنت متفائ ً‬ ‫ُ‬ ‫ال ًّ‬ ‫خاللها تسديد تلك املبالغ املهولة‪ ،‬واحلق ُيقال إنني لم أجرؤ في حياتي على مثل‬ ‫واحد من الكثيرين من أبناء الطبقة املتوسطة الذين‬ ‫اجلبارة؛ ألنني‬ ‫ٌ‬ ‫تلك اخلطوات َّ‬ ‫ينفقون ُج َّل رواتبهم على مصاريف املعيشة‪.‬‬


‫وتفرغت لشركة‬ ‫أقدمت على االستقالة‪،‬‬ ‫للتو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ولتتخيلوا معي املشهد التالي‪ِّ :‬‬ ‫هممت مباشرة بتوقيع ذلك العقد مبا ُيعادل مليوني ريال سعودي‬ ‫التدريب‪ ،‬ثم‬ ‫ُ‬ ‫مِ‬ ‫أشفق‬ ‫ُتدفع على أربعة أقساط ربع سنوية ‪ ،‬وأتذكر حينها أن الكثير َّمن حولي‬ ‫َ‬ ‫لي من تلك املعضلة‪.‬‬ ‫َع َّ‬ ‫وب ْيع‬ ‫إال أنني حينها‬ ‫ُ‬ ‫تفاءلت ًّ‬ ‫جدا بامكانية متثيل الشركة في الشرق األوسط ‪َ ،‬‬ ‫عقود تدريب تمُ ّكنني من تسديد تلك املبالغ‪.‬‬ ‫سألت الشركةَ األمريكية عن الرقم القياسي‬ ‫واحلق ُيقال إنه قبل توقيعي للعقد‬ ‫ُ‬ ‫للمبيعات في سنة واحدة؛ فأخبرتني الشرك ُة بأن هناك امرأة من كندا ّ‬ ‫متكنت‬ ‫جدا‪،‬‬ ‫من حتقيق ما يربو عن تسع مئة ألف دوالر مبيعات في تلك السنة؛‬ ‫ُ‬ ‫فتفاءلت ًّ‬ ‫وأخبرت الشركةَ األمريكية بأنني ‪-‬إن شاء الله‪ -‬سوف أحطِّ م ذلك الرقم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫التعجب‬ ‫وأحقق مبيعات تربو عن املليون دوالر‪ ،‬وأذكر ‪-‬إلى اآلن‪ -‬نظرات‬ ‫ّ‬ ‫ت لهم بذلك‪،‬‬ ‫والدهشة التي ارتسمت على وجوه أولئك األمريكيني حني َص َّر ْح ُ‬ ‫وقمت بزيارة ما يربو عن ثالث مئة شركة‬ ‫ت خطةً محكمة للبيع‪،‬‬ ‫وبالفعل‬ ‫ُ‬ ‫وضع ُ‬ ‫ْ‬ ‫كل من البحرين وعمان والسعودية إلقناعهم بتوقيع عقود تدريبية معي‪.‬‬ ‫في ٍّ‬ ‫وكانت النتيج ُة نهاية تلك السنة أنني حققت ما يربو عن مليون ومئتي ألف‬ ‫دوالر أمريكي‪َّ ،‬‬ ‫ال عن األرباح‬ ‫نت من سداد مبلغ التعاقد مع الشركة ‪ ،‬فض ً‬ ‫ومتك ُ‬ ‫املجزية التي حقق ُتها‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫جميع األرقام القياسية التي ح َّققتها الشرك ُة في البيع على مدى تاريخها‬ ‫ت‬ ‫وحطَّ ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫الذي يربو على عشرين سنةً في أكثر من ستني دولة‪ ، .‬وخالل تلك الفترة زاد‬ ‫وصنعت ثرو ًة ُت َق َّد ُر‬ ‫دخلي الشهري عشرة أضعاف عن راتب الوظيفة السابقة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مبليون دوالر لشركتي‪ ،‬وكانت تلك السنة من أجنح السنوات في حياتي‪ ،‬ولكن‬ ‫تسرب الغرورإلى قلبي والله املستعان‪ ،‬وربمَّ ا‬ ‫لألسف مع ذلك النجاح العظيم َّ‬


‫ورنا‪ ،‬وباركَ الل ُه في أرزقانا‪،‬‬ ‫قلوبنا‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ومتى أيقنا ذلك اطمأنت ُ‬ ‫وانشرحت ُص ُد ُ‬ ‫الكثير من األمور‪.‬‬ ‫وهانت علينا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫وج ّل ‪...‬‬ ‫الرزق بيده وحده َّ‬ ‫عز َ‬

‫‪33‬‬

‫شكر تلك النعم‪.‬‬ ‫الشيطان‬ ‫نسبت ذلك النجاح ملهاراتي وقدراتي وقد أنساني‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال بنجاحاتي وأموالي؛ فبنهاية تلك السنة عام ‪2008‬م َضربتِ‬ ‫طوي‬ ‫أسعد‬ ‫ولم‬ ‫ً‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ‬ ‫واملؤسسات عن التدريب‪،‬‬ ‫الشركات‬ ‫املالي ُة العاملية‪ ،‬وتو ّقفت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العالم األزم�� ُة ّ‬ ‫كامل أموالي في مشاريع‬ ‫استثمرت‬ ‫وقبلها‬ ‫بل‬ ‫الشهري‪،‬‬ ‫دخلي‬ ‫كامل‬ ‫وخسر ُت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫اإلف�لاس بعيني‪ ،‬بل واحتمال السجن في بعض‬ ‫���ت‬ ‫كلها ب��اءت بالفشل‪،‬‬ ‫ورأي ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫بعض الشركات األمريكية ُتطالبني بسداد مئات اآلالف‬ ‫األحيان؛ فقد كانت ُ‬ ‫بعدها لسنني أحاول إصالح ذلك الوضع‪،‬‬ ‫من الدوالرات من الديون‪،‬‬ ‫وكافحت َ‬ ‫ُ‬ ‫وسداد تلك الديون‪.‬‬ ‫أن أنبهكم إل��ى ِعظَ ِم ذل��ك األم��ر‪ .‬فكما‬ ‫رس‪ ،‬وك��ان ل ِ َ��ز ًام��ا َعل ََّي ْ‬ ‫وتعلم ُ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫���د َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫تعلمون «اليدخل اجلنةَ َم ْن كان في قلبه مثقال ذرة من ك ْبر»‪ ،‬وأن الكبرياء‬ ‫وم ْ��ن تواضع لله رفعه ‪ ،‬وأن��ه مهما تكلّلت رحل ُتك بالنجاح ‪،‬‬ ‫رداء الرحمن‪َ ،‬‬ ‫الفضل دائما لله وحده‪ ،‬وال ينسي َّنك الشيطان ِ‬ ‫ْ‬ ‫رب العاملني‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫فانسب‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫الس ْم َع َو ُه َو َش ِه ٌيد» (ق ‪)37‬‬ ‫هذه قصتي‪ ،‬وتلك نصيحتي «لمِ َْن َك َ‬ ‫ان َل ُه َقل ٌْب أ ْو ألْ َقى َّ‬ ‫أمورنا خلالقنا‪ ،‬ولنحسن‬ ‫فلنسلّم‬ ‫أن الرزقَ‬ ‫علم اليقني َّ‬ ‫َّ‬ ‫الظن به‪ ،‬ولتعلم ُ‬ ‫َ‬ ‫قلوبنا َ‬ ‫بيده تعالى‪.‬‬ ‫«ما َي ْف َت ِح الل ُه لِل َّن ِ‬ ‫اس ِم ْن َر ْح َم ٍة فَلاَ مُ ْم ِس َك ل َ​َها َو َما يمُ ْ ِس ْك فَلاَ ُم ْر ِس َل َل ُه ِم ْن َب ْع ِد ِه‬ ‫َ‬ ‫يز الحْ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم» (فاطر ‪)2‬‬ ‫ك‬ ‫ز‬ ‫ْع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫َو ُ َ َ ُ‬ ‫ُ‬


‫السـر الثاني‪:‬‬

‫‪34‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪35‬‬

‫‪02‬‬

‫اتزان في الحياة‬ ‫الثراء‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬

‫‪02‬‬


‫لن أدعكم تبدؤون رحلةَ الثراء قبل أن أنبهكم إلى هذا األمر؛ فالخير في الثراء‬ ‫إذا أهمل اإلنسان صال َته وصح َته وعالقاته االجتماعية وزواجه وتربيه أبنائه‪.‬‬ ‫جنبا إلى جنب مع االت��زان في جوانب‬ ‫الثراء واحلرية املالية يجب أن يسيرا ً‬ ‫احلياة األخرى‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫صالة‬ ‫فتحقيق الثراء املادي ال طعم له واجلسم مثقل باألسقام ‪ ..‬ما طعم الغنى في‬ ‫رب العاملني‪ ،‬وكتابه النوراملبني‪ ..‬ما لذة املال في ظل‬ ‫بال خشوع ‪ ،‬وفي بعد عن ِّ‬ ‫مشاكل زوجية طاحنة‪ ،‬وابتعاد عن األبناء ‪...‬‬ ‫وتيقنت أن‪:‬‬ ‫النجاح‪،‬‬ ‫رحلة‬ ‫طريق‬ ‫الدروس‪ ،‬وهي أثمن الدروس في‬ ‫تلك‬ ‫تعلمت َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫النجاح في التوازن ‪...‬‬

‫‪36‬‬

‫فإن لربك عليك ح ًّقا‪ ،‬وجلسدك عليك ح ًّقا‪ ،‬وألهلك عليك ح ًّقا‪ ،‬ولنفسك عليك‬ ‫ِ‬ ‫حق حقه‪.‬‬ ‫ح ًّقا؛‬ ‫فأعط َّ‬ ‫كل ذي ٍّ‬ ‫املادي‬ ‫النجاح والسعادة وجهان لعملة واحدة‪ ،‬فكم من الناجحني في اجلانب‬ ‫ّ‬ ‫واملهني قد فقدوا لذة احلياة‪ ،‬بل وأكثرهم يعيش في قلق وتوتر واكتئاب ‪...‬‬ ‫انتبه لذلك األمر ‪...‬‬ ‫تخسر صح َتك في سبيل حتقيق أهدافك‪ .‬حافظ على صالتك‪ ،‬وخشوعك‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ْ‬ ‫تهمل عالق َتك الزوجية وتربية‬ ‫ودعائك‪ ،‬وتضرعك أثناء تلك الرحلة‪ .‬وال‬ ‫ْ‬ ‫أسوة حسنة‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫في‬ ‫ولنا‬ ‫أبنائك‪ ،‬والزوج والزوجة في ذلك سواء‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫األمة عن مهامه الزوجية ‪ ...‬وهو القائل‪« :‬خيركم خيركم‬ ‫فلم تلهه هداي ُة‬ ‫ألهله ‪ »...‬ولم تلهه تلك املهمات العظيمة عن تربية أبنائه ‪ ،‬حتى أصبحت‬ ‫فاطمة رضي الله عنها من أكمل النساء عقال‪.‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪37‬‬


‫ال تتركْ ممارسةَ الرياضة‪ ،‬بل على العكس فإن‬ ‫كنت مِ َّم ْن ال ميارسون الرياضةَ‬ ‫َ‬ ‫فابدأ مبمارستها على طريق النجاح ؛ فهي خير معني للتغلب على التوتر والقلق‬ ‫واملشاعر السلبية التي قد تعتريك أثناء تلك الرحلة ‪.‬‬ ‫الصحي‪ ،‬فالصحة تاج على رؤوس األصحاء ال يراه إال املرضى‪.‬‬ ‫عليك بالغذاء‬ ‫ّ‬ ‫عليك بكثرة الدعاء‪ ،‬واحملافظة على الصالة‪ ،‬وقراءة القرآن‪ ،‬وسؤال الله عز‬ ‫التوفيق في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وكثرة االستغفار؛ ففيه فتح ألبواب الرزق‬ ‫وجل‬ ‫َ‬ ‫تنس صلةَ الرحم ؛ ففيها البركة في العمر والرزق‪.‬‬ ‫في الدنيا واآلخرة‪ .‬وال َ‬

‫وتكرارا ‪...‬‬ ‫مرارا‬ ‫ً‬ ‫يوميا ً‬ ‫َق ِّي ْم َ‬ ‫نفسك َّ‬

‫كيف كانت صالتي؟‬ ‫كيف كان خشوعي؟‬ ‫كيف كانت صحتي؟‬ ‫كيف كانت عالقتي الزوجية؟‬ ‫كيف كانت عالقتي مع أبنائي وبناتي؟‬ ‫كيف كانت مشاعري؟‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫جربت تذوقَ طعم النجاح املالي واملهني في غير جناحٍ في احلياة الزوجية‬ ‫وقد َّ‬ ‫وجدت لهذا النجاح طَ ْع ًما الب ّتة‪ ،‬بل بئس جامع‬ ‫ما‬ ‫ووالله‬ ‫اإلميانية‪،‬‬ ‫أو‬ ‫الصحية‬ ‫أو‬ ‫ُ‬ ‫املال في غير مرضاة الله ‪...‬‬ ‫الثراء في االتزان في احلياة‪َّ ،‬‬ ‫تذك ْر ذلك دائم ًا ‪.‬‬


‫اجلانب‬ ‫املالي‬

‫االجتماعي‬

‫‪39‬‬

‫‪0506‬‬ ‫‪04 01‬‬ ‫اجلانب‬ ‫اجلانب‬ ‫الشخصي‪02‬‬ ‫‪ 03‬املهني‬ ‫اجلانب‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫اجلانب‬ ‫الصحي‬

‫اجلانب‬ ‫اإلمياني‬


‫السـر الثالث‪:‬‬

‫‪40‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪41‬‬

‫‪03‬‬

‫َت َح َّر ْر ِم َن القيود‬

‫‪03‬‬


‫كبيرا ‪ -‬بنسبة ‪ -%80‬على عوامل غيبية ونفسية‬ ‫اعتمادا‬ ‫النجاح في الثراء يعتمد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ت عن العوامل الغيبية‪ ،‬وآن اآلوان أن أتكلم‬ ‫و‪ %20‬على املهارات‪ ،‬وقد‬ ‫تكلم ُ‬ ‫ْ‬ ‫عن العوامل النفسية‪.‬‬ ‫السبب الرئيس للفشل في حتقيق الثراء هو تلك القيود النفسية التي تكبلنا بها‬ ‫منذ الصغر؛ فنحن لم نولد بخبرات وجت��ارب مالية بل تعلمناها من مؤثرات‬ ‫ثريا إلى اآلن‬ ‫خارجية‪ ،‬وأغلبها لم تدعمنا‪ ،‬ودعوني أخبركم‬ ‫بالسر‪ :‬إذا لم تكن ًّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫فالسبب يعود إلى تلك املؤثرات السلبية‪ ،‬والتي أطلق عليها البرمجة‪.‬‬ ‫فنحن تبرمجنا وتأثرنا ‪ -‬فيما يتعلق باملال ‪ -‬بالبرمجة السلبية‪.‬‬

‫ولكن ماذا نعني بالبرمجة السلبية ؟!‬

‫‪42‬‬

‫ل��ق��د ت��أث��رن��ا ك��ث��ي ً��را ف���ي ح��ي��ات��ن��ا مب��ج��م��وع��ة من‬ ‫امل����ؤث����رات‪ ،‬وق���د ص��اغ��ت ت��ل��ك امل���ؤث���رات‬ ‫الكثير من سمات شخصياتنا وسلوكياتنا‬ ‫َ‬ ‫وقناعاتنا وقيمنا بالنسبة للمال والثراء‪،‬‬ ‫���ارا واض��ح��ة غ��دت معها‬ ‫ُم َ��خ�� ِّل��فَ��ةً فينا آث ً‬ ‫����زءا أص��ي�لا م��ن الشخصية؛ ف��ص��ارت‬ ‫ج ً‬ ‫توجه السلوكَ وتحَ ُْكم التصرفات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأهم تلك املؤثرات ما يلي‪:‬‬ ‫الوالدان‪:‬‬ ‫قال رسول الله ﷺ‪« :‬ما ِم ْن مول ٍ‬ ‫ال يول َُد َعلَى ال ِْفطْ ر ِة‪ ،‬ف َ​َأبو ُاه ي َهو َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫انه َأ ْو‬ ‫إ‬ ‫ُود‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ِّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫انه َأو يمُ َجس ِ‬ ‫ي َنصر ِ‬ ‫انه»‪.‬‬ ‫ُ ِّ َ‬ ‫ْ ِّ َ‬ ‫ُيولد املولود على فطرة الله التي فطر الناس عليها‪ُ ،‬يولَد على التوحيد اخلالص‪،‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪43‬‬

‫مي» التني‪،4:‬‬ ‫نسأن ِفي َأ ْح َس ِن َت ْق ِو ٍ‬ ‫وقد خلقه الله في أحسن تقومي « َل َق ْد َخ َل ْق َنا الأْ َ‬ ‫ال‬ ‫فض ً‬ ‫«و َص َّو َر ُك ْم ف َ​َأ ْح َس َن ُص َو َر ُك ْم» غافر‪ ،64 :‬وخلقه ُم َّ‬ ‫وفي أحسن صورة َ‬ ‫ِ‬ ‫اه ْم ِفي ال َْب ِّر َوال َْب ْحرِ‬ ‫َ‬ ‫«و َل َق ْد ك َّر ْم َنا َبني َآد َم َو َح َم ْل َن ُ‬ ‫على كثير من مخلوقاته َ‬ ‫اهم م َن الطَّ يب ِ‬ ‫اه ْم َعلَى َكثِ ٍ‬ ‫ن‬ ‫ير مِّ َّم ْن َخ َل ْق َنا َت ْف ِضيالً» اإلسراء‪70 :‬‬ ‫ات َوف ََّض ْل َ ُ‬ ‫َو َر َز ْق َن ُ ِّ‬ ‫ِّ َ‬ ‫البعض حينما يعلم أن ‪ %90‬من سمات شخصية هذا املولود تتكون‬ ‫وقد يتفاجأ‬ ‫ُ‬ ‫في السنوات السبع األولى من حياته حيث يكون الوالدان هما املؤثر األول في‬ ‫هذا التكوين‪.‬‬ ‫ولكننا ‪ -‬ولألسف ورغم تلك احلقيقة‪ -‬نخفق كآباء في تربية أبنائنا؛ حيث‬ ‫ِّ‬ ‫تؤكد الدراسات أن الطفل يسمع أكثر من ‪ 148000‬مرة كلمة «ال» و«ال تفعل»‬ ‫ِ‬ ‫من ق َبل أبويه في أول ‪ 18‬سنة من حياته‪ ،‬في مقابل ‪ 400‬رسالة إيجابية فقط‪.‬‬ ‫ال تفعل كذا ‪ ...‬التقترب من الكهرباء ‪ ...‬التضرب أخاك ‪ ...‬التلعب بقرب‬ ‫األكل ‪ ...‬ال تلعب مع ابن اجليران ‪ ..‬ال تخرج في الليل ‪ ...‬التلعب في األكل ‪...‬‬ ‫ال تسكب احلليب على نفسك ‪..‬‬


‫‪44‬‬

‫ال وال وال‪....‬‬ ‫أكثر من ‪ 148‬ألف مرة سمعناها من والدينا ‪ ،‬ولألسف عندما نكبر نلعب نفس‬ ‫سلبيا في تشكيل‬ ‫ال��دور فنقلها ألبنائنا‪ .‬غير مدركني أن هذه ال�لاءات تسهم ًّ‬ ‫شخصية أبنائنا‪.‬‬ ‫نحن ول ِ ْدنا بأكثر من ترليون خلية عقلية‪ ،‬وبقدرة إبداعية ليس لها حدود‪ ،‬مع‬ ‫أي شيء؛ إال أن‬ ‫حب الفضول‪ ،‬وحب التجريب‪ ،‬واجلرأة في اإلقدام على فعل ِّ‬ ‫كثرة تلك الالءات ُت َولِّد لدينا اخلوف‪.‬‬ ‫اآلن ت َّ‬ ‫��ذك��ر عند تراجعك ع��ن اإلق���دام على‬ ‫أي خطوة نحو حتقيق أحالمك وأهدافك‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫��ث في ذات��ك عن السبب؛ ستجد بال‬ ‫واب��ح ْ‬ ‫قت في‬ ‫ش��ك َّ‬ ‫تعم ْ‬ ‫أن ج���ذور اخل���وف ال��ت��ي َّ‬ ‫ش��خ��ص��ي��ت��ك م��ن��ذ ال��ص��غ��ر ه���ي ال��ت��ي حتكم‬ ‫ت��ص��رف��ات��ك وت���وج���ه س���ل���وك���ات���ك‪ ،‬ودع��ن��ي‬ ‫إن جذور ذلك اخلوف قد نبتت‬ ‫أهمس لك قائالً‪َّ :‬‬ ‫وترعرعت من تلك الالءات التي سمع َتها من أبويك صغير ًا‪.‬‬ ‫إن اللحظة التي نتخلى فيها عن مخاوفنا‪ ،‬و ُن ْق ِد ُم على حتقيق أحالمنا دون تراجع‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫نتحرر فيها من تلك القيود التي طاملا أعاقتنا‬ ‫جديدة‬ ‫والدة‬ ‫إال‬ ‫هي‬ ‫ما‬ ‫اللحظة‬ ‫تلك‬ ‫َّ‬ ‫عن التقدم‪ ،‬وخطوة جبارة في سبيل حتقيق ما نصبو إليه وما نستحق من جناح‪.‬‬ ‫األبو ْين‪ ،‬فمعظمنا‬ ‫ولألسف الشديد فإن معظم قناعاتنا عن املال اكتسبناها من َ‬ ‫تربى في بيئة فقيرة أو متوسطة احلال‪ ،‬وتأثرنا‬ ‫ثرية‪ ،‬معظمنا ّ‬ ‫لم ينشأ في بيئة ّ‬ ‫أفكارنا‪،‬‬ ‫انصهرت في بوتقتها‬ ‫الكثير عن املال في تلك السنوات‪ ،‬حيث‬ ‫وتعلمنا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫لت قناعا ُتنا التي قادت تصرفاتنا في قادم األيام‪.‬‬ ‫وتشك ْ‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪45‬‬

‫أن أفضل وسيلة لكسب املال‪ :‬االلتحاق بوظيفة‬ ‫أبو ْيه َّ‬ ‫َم ْن منكم سمع من أحد َ‬ ‫الكثير منا تلك املقولة‪ ،‬وهي‬ ‫ذات راتب ُم ْج ٍز وعالوات وتقاعد‪ .‬نعم‪ .‬سمع‬ ‫ُ‬ ‫بعيدا عن املخاطرة‪ ،‬ولكنها في‬ ‫مقولةٌ تكفل لإلنسان البقاء في منطقة الظل‪ً ،‬‬ ‫محدود الدخل‪ ،‬من أصحاب الطبقة املتوسطة لألبد‪ ،‬لم‬ ‫الوقت ذات��ه ُتبقيه‬ ‫َ‬ ‫يالمس عتبة الثراء‪ ،‬بل يبقى حلم الثراء بعيد املنال إن لم يكن مستحيالً‪ ،‬فبالله‬ ‫أقل من ‪ 1‬في األلف من املوظفني َم ْن‬ ‫إن َّ‬ ‫ثريا ؟ َّ‬ ‫عليكم هل رأى ُ‬ ‫أحدكم موظ ًفا ًّ‬ ‫يصبح غنيا‪ ،‬لكن الغالبية العظمى منهم يظلون في أعمالهم منتظرين رواتبهم‬ ‫آخر الشهر ليسدوا رمق أفواه جائعة‪ ،‬وديون ناءت بحملها ظهورهم‪.‬‬ ‫وتكررت على سمعه مرات ومرات‪:‬‬ ‫َم ْن منكم سمع تلكم املقوالت‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ املال ليس كل شيء‪.‬‬‫ املال ليس ُم ِه ًّما‪.‬‬‫ املال ال يجلب السعادة‪.‬‬‫ املال سبب جميع الشرور‪.‬‬‫ األغنياء كلهم أشرار‪.‬‬‫ املال ال ينمو على الشجر‪.‬‬‫ الزهد أفضل‪.‬‬‫ الفقراء أفضل من األغنياء منزلة يوم القيامة ‪.‬‬‫ِ‬ ‫غنيا‪.‬‬ ‫ م َن املستحيل أن تكون ًّ‬‫ الغني أكل مال الناس بالباطل‪.‬‬‫‪ -‬القناعة كنز ال يفنى‪.‬‬


‫صغارا‪ ،‬سمعناها‬ ‫رت على مسامعنا منذ أن ُك َّنا‬ ‫تكر ْ‬ ‫ً‬ ‫• تلك املقوالت وأكثر َّ‬ ‫أن حتكم تصرفاتنا‪،‬‬ ‫ت بها نفوسنا‪ ،‬ومتثلناها في سلوكياتنا‪ ،‬وسمحنا لها ْ‬ ‫فتشر َب ْ‬ ‫َّ‬ ‫فصرنا نكره الغنى واألغنياء‪ ،‬ونرضى بعيش الفقراء‪.‬‬ ‫• وهناك أمور أخرى عشناها وعايشناها في نشأتنا األولى ‪ :‬كخالفات أبوينا‬ ‫معا حول املال‪ ،‬أو مساءلتهم لنا كلما طلبناه منهما قائلني‪( :‬ملاذا تريد هذا املبلغ؟‬ ‫ً‬ ‫وأين ستنفقه ؟ وإياك من إه��داره؟ ال تقل لي أريد مثل فالن ابن فالن ؛ فنحن‬ ‫دفعا في النهاية َّإما إلى‬ ‫لسنا أغنياء مثلهم) وغيرها من التساؤالت التي تدفعك ً‬ ‫غضبا ‪ ،‬أو الرضا بأقل القليل منه ساخطً ا‪.‬‬ ‫االنسحاب دون مال ُم ً‬ ‫ف لي َو ْضع والديك بالنسبة للمال؟ َم ْن كان يتحكم فيه ؟‬ ‫• ولو سأل ُت َك‪ِ :‬ص ْ‬ ‫شحيحا ؟ هل‬ ‫ومن املسؤول عن صرفه ؟ هل كان ُمتوف ًِّرا أم‬ ‫َم ْن كان يكسبه؟ َ‬ ‫ً‬ ‫كانت مطالبك املالية ُت َّلبى أم ُترفَض؟‬ ‫• كل تلك األم��ور التي سمعناه ورأي��ن��اه��ا‪ ،‬وعشناها وعايشناها في املنزل‬ ‫عرف بامل َُخطَّ ط املالي ‪.‬‬ ‫كو ْ‬ ‫واملدرسة هي التي َّ‬ ‫نت لدينا ما ُي َ‬

‫‪46‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫املالي هو مجموع القناعات واألفكار واملشاعر املرتبطة باملال‪ ،‬وقد‬ ‫امل َُخطَّ ط‬ ‫َ‬ ‫احملاضر ه��ارف ايكر في كتابه‪( :‬أس��رار عقل املليونير)‪،‬‬ ‫َأطَ �� َل َ��ق ذلك االس��م‬ ‫ُ‬ ‫املالي‪ ،‬وعن‬ ‫راضيا عن دخلك‬ ‫أنصح بقراءته‪ .‬فإذا لم تكن‬ ‫قيم نافع‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫وهو كتاب ِّ‬ ‫ّ‬ ‫فإن السبب الرئيسي ذلك املخطط املالي الذهني ‪.‬‬ ‫ثروتك؛ َّ‬ ‫واآلن أريدك أن جتيبني عن األسئلة اآلتية ‪:‬‬ ‫س‪ -‬ماذا يمُ َ ِّث ُل املالُ بالنسبة لك؟‬ ‫س‪ -‬ماذا مت ِّثل الثروة لديك؟‬

‫‪47‬‬ ‫إذا كان املال والثروة بالنسبة لك وسيلة إلى احلرية املالية‪ ،‬وإلى العطاء‪ ،‬وإلى‬ ‫السعادة واملتعة‪ ،‬وإلى جنات ونهر‪ ،‬وإلى رغد العيش كنت على الطريق السليم‪.‬‬ ‫َّأما إذا كان املال بالنسبة لك شر ما بعده شر‪ ،‬أو مسؤولية ثقيلة‪ ،‬أو مشقة وتعب‪،‬‬ ‫فإن‬ ‫أو أصل كل الشرور‪ ،‬أو مجرد وسيلة الثبات الذات‪ ،‬والزهد خير منه ؛ َّ‬ ‫تلك القناعات سوف متنعك من الثراء ‪.‬‬ ‫فقرا‬ ‫ماليا‬ ‫َّ‬ ‫إن تلك القناعات السلبية لها َتبِ َعات‪ ،‬فقد أوج ْ‬ ‫ً‬ ‫��دت ً‬ ‫مأذوما ‪ً ،‬‬ ‫واقعا ًّ‬ ‫دت ؛ وهكذا تتحول‬ ‫تبد‬ ‫ا‬ ‫وأحالم‬ ‫تراكمت‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫وديو‬ ‫صاحبه‪،‬‬ ‫صدر‬ ‫على‬ ‫جثم‬ ‫ً‬ ‫ً َّ ْ‬ ‫تلك القناعات إلى عادات‪ ،‬والعادات إلى سلوك‪ ،‬والسلوك إلى سمات شخصية‪،‬‬ ‫يوميا‪.‬‬ ‫وواقع يعيشه اإلنسان ًّ‬


‫قناعة سلبية واحدة تكفي لتدمير‬ ‫قدرات عظيمة‪.‬‬ ‫غنيا؟‬ ‫فمث ً‬ ‫قلت‪َّ :‬‬ ‫ال إذا َ‬ ‫إن املالَ ليس ُم ًّ‬ ‫هما بالنسبة لي‪ ،‬فبالله عليك كيف ستصبح ًّ‬ ‫واحدا منهم؟ أو إذا‬ ‫أن تصبح‬ ‫كرهت‬ ‫أو إذا‬ ‫تريد ْ‬ ‫ً‬ ‫األغنياء‪ ،‬أو حسدتهم؛ فكيف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أبدا ؟‬ ‫ا‬ ‫غني‬ ‫تصبح‬ ‫فلن‬ ‫؛‬ ‫ة‬ ‫السعاد‬ ‫يجلب‬ ‫ال‬ ‫بأن‬ ‫اقتنعت‬ ‫املالَ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ًّ ً‬ ‫ُ‬ ‫واقعا‬ ‫وتصبح‬ ‫الالواعي‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫في‬ ‫ل‬ ‫تتأص‬ ‫القناعات‬ ‫تلك‬ ‫بعض‬ ‫فإن‬ ‫ولألسف‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ملموسا؛ فترانا نغفل عن فرص كثيرة لتحسني الدخل‪ ،‬ونتراجع عن اقتناص‬ ‫ً‬ ‫ُ��رص الترقي والتقدم؛ ال لشيء إال ألننا اعتدنا اخلمول والقناعة املذمومة‬ ‫ف َ‬ ‫وكأن لسان حالنا يقول‪« :‬عصفور باليد خير من عشرة على‬ ‫القليل‪،‬‬ ‫بالرزق‬ ‫َّ‬ ‫الشجرة»‪ ،‬ثم ال نلبث أن نتذمر ونشكو من ضيق الرزق‪ ،‬بينما لم نتقدم خطوة‬ ‫واحدة جتاه تغييرذلك الواقع ‪.‬‬ ‫لقد آن األوان أن نتخلّص من تلك القناعات السلبية املتعلِّقة باملال‪ ،‬ونعتنق قناعات‬ ‫إيجابية‪ ،‬قناعات تعلّق بها األثرياء؛ فأصبح الثراء بالنسبة لهم أمر ُم َسل ٌَّم به‪ .‬وفي‬ ‫بعض القناعات اخلاصة بكال الفري َقينْ ‪ ،‬وهدفي من ذلك‬ ‫األسطر القادمة‬ ‫سأذكر َ‬ ‫ُ‬ ‫استبدال القناعات السلبية بأخرى إيجابية؛ ألنها اخلطوة األولى نحو حتقيق الثراء‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫الثراء مسؤوليتي أنا‪ ،‬وال لألعذار ‪:‬‬

‫(األغنياء يؤمنون بأنهم مسؤولون عن ثرواتهم‪ ،‬والفقراء يتعذَّ رون باألعذار‪).‬‬ ‫مييز األثرياء عن غيرهم ‪.‬إنهم‬ ‫سر الثراء بعد توفيق الله ‪ .‬هذا الذي ِّ‬ ‫هذا هو ُّ‬ ‫��اس ال يتذمرون من الظروف ‪ ،‬وال‬ ‫��اس ليس لألعذار مكان في حياتهم‪ ،‬أن ٌ‬ ‫أُن ٌ‬ ‫أناس شعارهم ‪:‬‬ ‫يلقون باللوم على اآلخرين ‪ .‬أنهم ٌ‬ ‫• أنا املسؤول عن حياتي ‪.‬‬ ‫• أنا املسؤول عن دخلي ‪.‬‬ ‫• أنا املسؤول عن ثرائي ‪.‬‬ ‫• أنا املسؤول عن حريتي املالية ‪.‬‬ ‫• أنا املسؤول عن قروضي وديوني ‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫قناعات األثرياء‬


‫بتحمل املسؤولية‬ ‫السر من أهم أسرار األثرياء؛ وإذا لم نبدأ رحلة الثراء‬ ‫ّ‬ ‫هذا ُّ‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن الرحلة لن تبدأ ً‬ ‫أن اللحظةَ‬ ‫أن نعلم َّ‬ ‫ورحلة الثراء تبدأ بالتو ّقف عن التعلّل باألعذار؛ ولذاعلينا ْ‬ ‫التي يتوقف فيها اإلنسان عن التعلل باألعذارلهي والدة جديدة‪ ،‬وبداية لطريق‬ ‫خيار ْين‪ ،‬قائمة من قائمتَينْ ‪:‬‬ ‫كل فرد منا خيار من‬ ‫وأن حياة ِّ‬ ‫النجاح والعظمة‪َّ .‬‬ ‫َ‬ ‫َّإما حياة مليئة باإلجنازات‪ ،‬وحتقيق األحالم‪ ،‬واألهداف العظام‪ .‬أو حياة مليئة‬ ‫باألعذار‪ ،‬واألسباب الواهية لعدم حتقيق تلك األحالم ‪.‬‬ ‫أي احليا َتينْ تريد أن تعيش ‪ .‬حياة مليئة باإليجابيات ‪ ،‬مليئة بالثراء‪ ،‬مليئة‬ ‫اختر لنفسك َّ‬ ‫بالعطاء‪ ،‬أو حياة مليئة باألعذار واإلخفاقات والشكوى والتذمر وتبرير الفشل‪.‬‬ ‫إن الكاتب الكبير ستيفن كوفي في كتابه «ال��ع��ادات السبع للناس األكثر‬ ‫َّ‬ ‫فاعلية»‪ ،‬ص َّنف العادة األول��ى واأله��م ألولئك القادة بقوله ‪« :‬إنهم أصحاب‬ ‫مبادرات‪ ،‬وال سبيل لألعذار في حياتهم»‪.‬‬ ‫إن م��ن أه��م ص��ف��ات األث��ري��اء والناجحني األخ��ذ‬ ‫َّ‬ ‫���أي ع��ذر‪،‬‬ ‫ب��زم��ام امل���ب���ادرة‪ ،‬وع���دم ال��ت��ع��ذّ ر ب ِّ‬ ‫وم��واج��ه��ة التحديات‪ ،‬وحت ّ��م��ل املسؤولية‬ ‫كاملة عن حياتهم‪ .‬بينما يتصف الفقراء‬ ‫ب���ك���ث���رة ال���ش���ك���وى وال����ت����ذم����ر‪ ،‬وت��ب��ري��ر‬ ‫األخ��ط��اء‪ ،‬وعقد امل��ق��ارن��ات والنقد جلميع‬ ‫األمور‪ ،‬والتعذر باألعذار الواهية‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫َّف عن‬ ‫َّف عن التعلّل باألعذار‪ .‬توق ْ‬ ‫إذن عليك أن تتوق ْ‬ ‫أن حتكيها لنفسك ولآلخرين في كل‬ ‫سرد تلك «القصة احلزينة» التي ال ّ‬ ‫متل من ْ‬ ‫حني‪ .‬قصة أنت فيها البطل والضحية‪ ،‬ضحية املعاملة القاسية من والديك‪ ،‬ضحية‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪51‬‬

‫مدرس الرياضيات رمبا‪ ،‬ضحية رفقاء سن املراهقة‪ ،‬ضحية رئيسك البغيض في‬ ‫العمل‪ ،‬ضحية نظام الشركة أو ال���وزارة‪ ،‬ضحية زوج��ك أو زوج��ت��ك‪ ،‬ضحية‬ ‫الظروف‪ ،‬ضحية املجتمع‪ .‬ولتعلم يقينا أن تلك القصة ما هي إال عذر ٍ‬ ‫واه مينعك‬ ‫من حتقيق أحالمك ‪.‬‬ ‫وتبريرا‬ ‫هروبا من أزماتنا ‪ ،‬شماعةً إلخفاقاتنا ‪،‬‬ ‫إننا نلجأ إلى عقلية الضحية تلك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لكن‬ ‫لفشلنا ‪ .‬فنحن في اعتقادنا موقنون بأننا قد بلغنا أعلى مراتب الكمال‪َّ ،‬‬ ‫الظروف هي السبب‪ ،‬هي التي لم تساعدنا على حتقيق أحالمنا ولألسف مع‬ ‫أعذارنا‪ ،‬وتقاعسنا عن بذل الغالي‬ ‫وصدقنا‬ ‫أنفسنا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تكرار تلك القصة ّ‬ ‫َ‬ ‫صدقنا َ‬ ‫والنفيس في سبيل حتقيق أحالمنا ‪.‬‬ ‫وهكذا جند ِ‬ ‫(ف ْ‬ ‫��ك��ر الضحية) هو الفكر السائد ل��دى أبناء الطبقة الوسطى‪،‬‬ ‫ال من مدرائهم‬ ‫ال من الدولة حلل مشاكلهم املالية‪ ،‬أو تدخ ً‬ ‫والذين ينتظرون تدخ ً‬ ‫أو من وزرائهم أو مسؤوليهم لرفع مستوى معيشتهم ‪.‬‬ ‫ِف ْك ٌر ُم َد ّمر ال ينهض بأمة وال يصنع نهضة ‪ .‬والطامة الكبرى بأن أولئك يربون‬ ‫أبناءهم على ذلك الفكر‪.‬‬ ‫إن األغ��ن��ي��اء واألث��ري��اء والناجحني يؤمنون بأنهم امل��س��ؤول��ون ع��ن حياتهم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫بأن دفَّة السفينة بأيديهم ‪ ،‬وبأنهم يصنعون مصيرهم بأنفسهم ‪ ،‬وأنهم‬ ‫ويوقنون‬ ‫َّ‬ ‫يصنعون الظروف‪ ،‬بينما الفقراء يتعذرون بأنهم ضحايا تلك الظروف‪ ،‬وأن‬ ‫أنفسهم‪،‬‬ ‫املجتمع لم ينصفهم‪ .‬ولألسف تراهم ُي��ب ِّ��ررون َ‬ ‫فقرهم‪ ،‬ويخدعون َ‬ ‫بأن املال ليس مهما‪ ،‬وأنه ال يجلب السعادة‪ ،‬وأن األغنياء‬ ‫محاولني إقناع ذواتهم َّ‬ ‫محظوظون قد وافقتهم الظروف‪ ،‬وابتسمت لهم احلظوظ‪.‬‬ ‫لقد آن األوان أن تتوقف عن الشكوى والتبرير واملقارنة والتذمر‪ ،‬وأن تتحمل‬ ‫أن دخلك أنت املسؤول عنه وليس أحد آخر‪.‬‬ ‫مسؤولية حتقيق الثراء‪ ،‬وتعلم َّ‬


‫قرر اآلن أن تتوقف عن سرد األع��ذار‪ ،‬وأن تتحمل املسؤولية كاملة ‪ .‬وابدأْ‬ ‫ِّ‬

‫حيا ًة جديدة‪.‬‬ ‫وما أجمل قول جورج واشنطن كارفر ‪ :‬وهو الكيميائي األمريكي الذي كان‬ ‫استخداما حلبوب‬ ‫ُيلقب بتوماس أديسون األسود‪ ،‬والذي اكتشف أكثر من ‪325‬‬ ‫ً‬ ‫الفول السوداني‪ .‬حيث قال ‪ :‬تسعة وتسعون باملئة من مجموع اإلخفاقات تأتي‬ ‫من أناس لديهم عادة تقدمي األعذار واملبررات‪.‬‬

‫هناك فرص ال متناهية للنجاح وصناعة‬ ‫الثروات (مبدأ الوفرة)‬

‫‪52‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪53‬‬

‫ اق��رأ اجلملة السابقة ع��دة م���رات‪ ،‬وت َّ‬‫��ت إل��ى أع��م��اق عقلك‪،‬‬ ‫��أك��د أنها وص��ل ْ‬ ‫والمست شغاف قلبك‪.‬‬ ‫ من أولويات قناعات األثرياء إميانهم الراسخ بأن هناك ف َُر ًصا ال متناهية للنجاح‬‫وحتقيق الثروات‪ ،‬وقد أُطْ لِ َق على هذا مبدأ الوفرة‪ .‬حقا إننا في عصر يتصف‬ ‫بالوفرة؛ ففرص للنجاح ال حصر لها‪ ،‬وإذا كان في حوزتك جهاز (البتوب)‬ ‫العالَم في حوزتك‪ ،‬وأمكنك أن تقدم خدماتك‬ ‫مع إنترنت أو هاتف نقال كان َ‬ ‫مؤثرا في العالم أجمع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أن الكثير من أبناء الطبقة الوسطى والفقراء يؤمن‬ ‫جند‬ ‫وعلى العكس من ذلك‬ ‫َّ‬ ‫مببدأ الندرة‪ ،‬الندرة في الفرص‪ ،‬والندرة في األم��وال‪ ،‬والندرة في النجاح‪،‬‬ ‫والندرة في أسباب السعادة‪ .‬ندرة في كل شيء‪ ،‬ولألسف فإن ذلك النمط من‬ ‫التفكير ال يؤدي بصاحبه إلى النجاح؛ فالناجحون إن أخفقوا في تنفيذ مشروع‬ ‫حتمل املسؤولية وتعلّم الدروس‪ ،‬ثم انطلقوا في‬ ‫أو حتقيق هدف ما‪ ،‬بادروا إلى ّ‬ ‫األشخاص األقل‬ ‫البحث عن فرص أخرى للنجاح‪ ،‬وعلى العكس من ذلك جتد‬ ‫َ‬ ‫سريعا ما يستسلمون للواقع إذا ما واجهوا الفشل ولو كان بدرجة أقل‪،‬‬ ‫جناحا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫��أن فُرص النجاح قد ولّت إلى غير رجعة‪ ،‬و قد أغلقت أب��واب األمل في‬ ‫وك َّ‬ ‫وجوههم ‪.‬‬ ‫ ِّ‬‫فرصا عديدة ‪ ،‬فإن فاتتك‬ ‫ركز على مبدأ الوفرة‪ ،‬وآمن به ‪ ،‬واعلم أن هناك ً‬ ‫أخفقت في تطبيق فكرة أو هدف‬ ‫فرصة واحدة منها ‪ ،‬فهناك ألف غيرها‪ ،‬وأن‬ ‫َ‬ ‫ما فهناك املئات غيره‪.‬‬ ‫فرص‬ ‫فهناك‬ ‫‪،‬‬ ‫الدخل‬ ‫لزيادة‬ ‫بالنسبة‬ ‫(الوفرة)‬ ‫املبدأ‬ ‫ذلك‬ ‫ تعلَّم التركيز على‬‫ٌ‬ ‫ال حصر لها إال أن الكثيرين منا ِّ‬ ‫يركز فقط على الزيادة في الراتب‪ ،‬ويظل‬ ‫ٍ‬ ‫منتظرا لزيادة زهيدة ال تسمن وال تغني من جوع‪ ،‬ولو أدرك ذلك‬ ‫سنوات طوا ًال‬ ‫ً‬


‫أن مسؤولية زيادة دخله تقع على عاتقه هو ال على مديره أو مؤسسته‬ ‫اإلنسان َّ‬ ‫لبادر إلى فعل ذلك بنفسه وما انتظر ‪.‬‬ ‫��ن ال��ذي��ن يعتمدون على م��ص��ادر متنوعة ل��زي��ادة دخلهم‬ ‫أع ُ‬ ‫���رف الكثيرين ِم َ‬ ‫غير الراتب‪ ،‬الكثير تعلّم مهارة املضاربة في األسهم أو العمالت‪ ،‬أو تصميم‬ ‫املواقع‪ ،‬أو البيع والشراء على ‪ ،Ebay‬أو َع ْرض مهاراته وخبراته على موقع‬ ‫أيضا أن الكثير من املدرسني في الهند يقدمون دروس تقوية‬ ‫‪،Elance‬‬ ‫وأعلم ً‬ ‫ُ‬ ‫في الرياضيات والعلوم لطالب في الواليات املتحدة األمريكية عن طريق‬ ‫فإن الكثيرين ُي َس ِّوقون خلدماتهم عن طريق قنواتهم في‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬وكذلك َّ‬

‫‪54‬‬

‫أيضا قد فتحوا مشاريع صغيرة دون احلاجة إلى ترك‬ ‫اليوتيوب‪ ،‬والكثيرون ً‬ ‫أعمالهم ‪ .‬مصادر ال منتهية لزيادة الدخل إال أن الكثيرين يتقاعسون عن القيام‬ ‫��أي عمل‪ ،‬ومن ثم يلقون باللوم على املدير أو الوزير أو النظام أو الهيكل‬ ‫ب ِّ‬ ‫لضعف دخلهم‪ .‬تغيير بسيط في قناعة اإلنسان من مبدأ الندرة إلى مبدأ الوفرة‬ ‫ُي َغ ِّي ُر حيا َته إلى األفضل‪.‬‬


‫‪55‬‬

‫وآمنت بها‬ ‫تلك املقولة من أجمل قناعات هندسة النجاح البشري التي تعلم ُتها‬ ‫ُ‬ ‫شاهد عليها؛ فرغم إخفاقاتي الكثيرة في متثيل الكثير من‬ ‫واعتقد ُتها‪ ،‬وأنا اليوم‬ ‫ٌ‬ ‫شركات التدريب العاملية في املنطقة‪ ،‬وخسارة ما ُيقارب مليوني دوالر في‬ ‫يوما أنني فاشل ‪ ،‬ولم ِّ‬ ‫أفكر في الفشل ‪ ،‬بل على‬ ‫تلك املشاريع؛ إال أنني لم أعتقد ً‬ ‫أن أسأل نفسي باستمرار‪ :‬ما الذي تعلمته من تلك التجربة ؟‬ ‫العكس فقد ألفت ْ‬ ‫والعبر‪.‬‬ ‫الدروس‬ ‫أستخلص من التجارب‬ ‫وبالتأكيد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إننا ُنصاب بالفشل ‪ -‬في نظري ‪ -‬إذا توقفنا عن احملاولة ‪ ،‬وذلك هو الفشل بعينه‪،‬‬ ‫أن تلك التجارب‪ -‬وإن كانت فاشلة‪ -‬لهي امل َِعينْ األوحد‬ ‫أن نعلم َّ‬ ‫ولذا علينا َّ‬ ‫خلبرات احلياة ‪ ،‬وهي الرافد األهم لتكوين احلكمة في حياتنا‪.‬‬ ‫أن الصبر وااللتزام والروح اإليجابية‬ ‫إن احلياة مليئة باألمثلة التي ُتبرهن على َّ‬ ‫َّ‬ ‫عناصر مهمة للوصول إلى قمة النجاح؛ فعلى سبيل املثال‪ :‬بعـد ‪ 9999‬جتربة جنح‬ ‫توماس أديسون في اكتشاف املصبـاح الكهربائي‪،‬‬ ‫وبسؤالـه عـن سبب فشله ‪ 5000‬مـرة مـن قبل‪،‬‬ ‫كانت إجابتــه‪« :‬أنا لم أفشل ولكنني اكتشفت‬ ‫وي َقال إن (والت‬ ‫‪ 5000‬طريقــة غـير ناجحــة»‪ُ .‬‬ ‫باب أكثر من ‪ 300‬بنك لتمويل‬ ‫ديوني) طَ َرقَ َ‬ ‫حلمه في إنشاء حديقة (والت ديزني) الشهيرة‬ ‫ولم ييأس‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫ليس هناك فشل‪ ،‬ولكن فقط خبرات‬ ‫وجتارب‪.‬‬


‫تو ّقع املشاكل والتحديات ُ‬ ‫أكبر منها ‪:‬‬ ‫وك ْن َ‬

‫‪56‬‬

‫تعلمت ذلك من احملاضر العاملي (جيم رون) حني قال‪ :‬ال تتمن مشاكل أقل بل‬ ‫ُ‬ ‫متن حكمة أكثر ‪.‬‬ ‫الكثير من املشاكل التي ال حصر لها‪ ،‬وقدراتنا‬ ‫إننا في سبيل تكوين ثروة نواجه‬ ‫َ‬ ‫حل تلك املشاكل هي بالفعل اختبار لشخصياتنا ؛ فالثري يرى نفسه أكبر‬ ‫على ِّ‬ ‫ماليا فيراها‬ ‫من تلك املشاكل‪ ،‬وأنها ً‬ ‫فرصا ذهبية للتعلم وللنمو‪َّ ،‬أما املعدوم ًّ‬ ‫نهاية العالم؛ وبذلك يكون أصغر من تلك املشاكل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫����را ‪ :‬وأن��ت��م على ط��ري��ق بناء‬ ‫دع��ون��ي أخ��ب��رك��م س ًّ‬ ‫ال��ث��روات س��وف تصادفكم امل��ش��اك��ل‪ ،‬وتنهال‬ ‫عليكم من كل حدب وص��وب‪ ،‬وه��ذا متوقع‬ ‫��دا ‪ ،‬وه��و اختبار مل��دى ص��دق رغبتكم في‬ ‫ج ًّ‬ ‫حتقيق ال��ث��راء؛ فعليكم أن تكونوا من صفوة‬ ‫ال���ن���اس ال���ذي���ن ي��واج��ه��ون م��ش��ك�لات��ه��م بعزمية‬ ‫كاحلديد ال تلني ‪ ،‬وطموح كاجلبال ال تهزه الريح؛‬ ‫أول مشكلة‬ ‫وال تكونوا من هؤالء الذين تلني عزميتهم عند ّ‬ ‫ُ‬ ‫يواجهونها؛ فهؤالء غثاء كغثاء السيل ال ُتب َنى على أكتافهم أ ّمة ‪ ،‬وال يضيفون‬ ‫تعدادا ‪.‬‬ ‫إلى العالم إال‬ ‫ً‬ ‫بحل تلك املشاكل‬ ‫بسر آخر‪ :‬استمتعوا بالرحلة ‪ ،‬استمتعوا ِّ‬ ‫ودعوني أخبركم ٍّ‬ ‫الكفاح من أجلها‪ ،‬ولو كان طريق‬ ‫فإنها جتعل رحلة احلياة ممتعة‪ ،‬وتستحق‬ ‫َ‬ ‫مفروش‬ ‫الناس كلُّهم ناجحني‪ ،‬إال أنه‬ ‫مفروشا بالورود لكان‬ ‫حتقيق األحالم‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫باالبتالءات واالمتحانات‪.‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫وهناك قناعة أخ��رى أري��دك أن تتمعنها وتتم َّثل بها في سلوكك وه��ي‪ :‬أن لكل‬ ‫ابحث عن تلك احللول‪ ،‬وال تيأس‪،‬‬ ‫نفسا إال وسعها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫مشكلة حل‪ ،‬وال يكلف الله ً‬ ‫دائما إن شاء الله‪.‬‬ ‫وال تتقاعس‪ ،‬وال تستسلم‪ ،‬بل استمر على الطريق؛ فالقادم أحلى ً‬

‫‪57‬‬


‫املخاطرة جزء من قواعد اللعبة‬

‫‪58‬‬

‫األغنياء يؤمنون مببدأ املخاطرة احملسوبة؛ فهم يعشقون الدخول في الكثير‬ ‫من املشاريع والتجارب التجارية دون أن مينعهم اخلوف من عدم اإلقدام‪ ،‬أما‬ ‫أصحاب الطبقة الوسطى وما دون ذلك فهو يخشون املخاطرة‪ ،‬وال يتجرؤون‬ ‫أي جت��رب��ة‪ ،‬وي��ؤث��رون البقاء ف��ي وظيفة مأساوية على أن‬ ‫على ال��دخ��ول ف��ي ِّ‬ ‫أنفسهم‬ ‫يخاطروا بفتح مشروع‪ ،‬أو حتى بتغيير الوظيفة‪ ،‬ولألسف فإنهم ُيقنعون َ‬ ‫سمى باألمان الوظيفي ـ هم يعشقون ذلك األمان والضمان الوظيفي‪،‬‬ ‫في ذلك مبا ُي ّ‬ ‫يضحوا بأغلى حلظات حياتهم من أجل‬ ‫ومستعدون ألن ّ‬ ‫ذلك الضمان‪ ،‬ومن أجل راتب تقاعدي زهيد‪.‬‬ ‫غنيا ما لم حتطّ م‬ ‫فلتسمعها مدوية ‪ :‬لن تصبح ً‬ ‫أبدا ًّ‬ ‫ذلك الفكر‪ ،‬وتتخلص من ذلك الصنم الذي ُيعبد‬ ‫أن ال��رزق بيد الله وحده‪،‬‬ ‫من دون الله‪ ،‬وتعلم َّ‬ ‫عرف بنظام‬ ‫وأن ذلك هو الضمان األوحد‪َّ .‬أما ما ُي َ‬ ‫التقاعد فإنه نظام ٍ‬ ‫الدهر وشرب‪،‬‬ ‫بال قد أكل عليه‬ ‫ُ‬ ‫وس���وف تتساقط ص��ن��ادي��ق ال��ت��ق��اع��د وم��ؤس��س��ات الضمان‬ ‫االجتماعي والتأمينات االجتماعية في جميع الدول في القريب العاجل ‪.‬‬ ‫ليقنع املزارعني والتجار‬ ‫َّ‬ ‫إن نظام التقاعد قد مت تأسيسه قبل ما يقرب من مئة عام مضى َ‬ ‫باالنضمام إلى املصانع واألجهزة احلكومية مقابل ذلك الوعد بالراتب التقاعدي‪،‬‬ ‫واحدا‬ ‫شخصا‬ ‫فإن معدل عمر اإلنسان آنذلك لم يكن يتعد األربعني‪ ،‬فكان‬ ‫وللعلم َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يتقاعد في مقابل ‪ 23‬ميوتون؛ ولذا كان النظام يعمل بصورة جيدة‪َّ ،‬أما اآلن وقد وصل‬ ‫متوسط األعمار إلى الثمانني‪ ،‬وارتفعت نسبة املتقاعدين؛ ولذا فقد أصبح ذلك النظام‬ ‫أسلمت لذلك النظام شأنك املالي فسوف تكون‬ ‫مفلسا أو على وشك اإلفالس؛ فإذا‬ ‫َ‬ ‫ً‬


‫غنيا إن شاء الله‪.‬‬ ‫واستثمر وتعل َّْم‬ ‫مصادر دخلك ‪ ،‬وف ِّْر‬ ‫ْ‬ ‫تصبح ًّ‬ ‫ْ‬ ‫مِ‬ ‫حبك للضمان واألمان‬ ‫ال تكن َّمن يذلّ نفسه لوظيفة أو لراتب زهيد؛ بسبب ّ‬ ‫مِ‬ ‫واطلب من الله أن‬ ‫الوظيفي‪ ،‬بل ُك ْن َّمن يتعلّق قلبهم بالله‪ ،‬وابدأْ مشروعك‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫يفتح عليك‪.‬‬

‫تع ّلم من األثرياء وأعجب بهم‬

‫‪59‬‬

‫هذا األم��ر قد اليدركه الفقراء وأصحاب الطبقة الوسطى؛ ألنهم يحتقرون‬ ‫وي��ح��س��دون ويبغضون األث��ري��اء بطريقة الواع��ي��ة؛ وب��ذل��ك يرسلون رسائل‬ ‫��أن ه��ؤالء ق��وم أبغضهم فال‬ ‫مباشرة للعقل الباطن ب َّ‬ ‫جتعلني منهم‪.‬‬ ‫سر من أسرار الغنى؛ فاألغنياء ُيعجبون‬ ‫وهذا ٌّ‬ ‫ب��األغ��ن��ي��اء وي��ت��ع��ل��م��ون م��ن��ه��م‪َّ ،‬أم�����ا ال��ف��ق��راء‬ ‫فيحتقرونهم ويحسدونهم‪ .‬وب��ال��ل��ه عليكم‬ ‫غنيا وأنت حتتقر وحتسد األغنياء؟‬ ‫كيف تكون ًّ‬ ‫دائما عن األغنياء فإني أقصد الصاحلني‬ ‫وفي كالمي ً‬ ‫فالخير في غنى يدعو إلى فحش وفجور ‪.‬‬ ‫منهم؛‬ ‫َ‬ ‫غير نظرته إلى تلك الفئة‪ ،‬وأن يصاحبهم‪ ،‬وأن‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫منكم‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫أريد‬ ‫ِّ‬ ‫لذا ُ‬ ‫ْ ُ ِّ‬ ‫واحدا منهم إن شاء الله ‪.‬‬ ‫يتعلم منهم ويقرأ عن ِس َي ِرهم حتى يصبح‬ ‫ً‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫سن اخلامسة والستني يكون أكثر من‬ ‫أثبتت ذلك‬ ‫مفلسا‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫الدراسات ؛ فمع بلوغ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫‪ %95‬من البشر ّإما موتى أو مفلسون أو فقراء‪ ،‬بينما ‪ %1‬يكونوا أغنياء‪.‬‬ ‫عد ْد‬ ‫خطِّ ط من اآلن حلياتك املالية‪ ،‬وال تعتمد على ذلك النظام‪ .‬ابدأْ مشروعك ‪ِّ ،‬‬


‫امل َُع َّدل املدرسي ال دخل له في غناي وثرائي‬

‫‪60‬‬

‫مؤثر خطير في حياتنا؛ فالكثير من قناعاتنا عن أنفسنا‪ ،‬وقدراتنا‬ ‫املدرسة‬ ‫ٌ‬ ‫على النجاح والثراء‪ ،‬وتفاؤلنا باملستقبل قد ِصيغت في تلك املرحلة من حياتنا‪،‬‬ ‫فإن الكثير من ذلك التأثير‬ ‫فاملدرسة أ َّث��رث فينا‬ ‫تأثيرا بال ًغا ‪ ،‬ولكن لألسف َّ‬ ‫ً‬ ‫سلبيا‪.‬‬ ‫يكون ًّ‬ ‫احلالي مي ّثل‬ ‫إن النظام املدرسي‬ ‫وإني أقولها صريحة‪َّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤسسةً قائمة على نظام يعمل ألكثر من مئتي‬ ‫مت تصميمه ليتالءم مع مرحلة الثورة‬ ‫عام َّ‬ ‫وإن معظم طرق التدريس في‬ ‫الصناعية‪َّ ،‬‬ ‫م��دراس��ن��ا عفا عليها ال��ده��ر؛ حيث تشير‬ ‫دراسات اإلبداع مثال إلى أن أكثر من ‪%95‬‬ ‫مبدعا ثم يتقلص هذا العدد‬ ‫منا يدخل املدرسة ً‬ ‫إلى أن يصل إلى ‪ %4‬فقط من املتخرجني الذين‬ ‫لديهم القدرة على اإلبداع‪.‬‬ ‫فأين ذهب االبداع ؟! ضاع بني جنبات نظام صارم ال يتيح للطلبة احلرية وال‬ ‫ال َن َفس وال احلركة ‪ ،‬ضاع بني نظام ال يتيح لهم املشاركة في العملية التعليمية‪،‬‬ ‫وإب���داء ال���رأي‪ ،‬واالستمتاع بالتعلم‪ ،‬وفهم أس��رار تطبيق امل��ه��ارات في احلياة‬ ‫العملية‪.‬‬ ‫مبني على التلقني ال على التمكني ‪ ،‬ولكي ننجح في املدرسة‬ ‫املدرسي‬ ‫نظامنا‬ ‫إن‬ ‫َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫املقرر‪ ،‬ومن ثم نسرده في االمتحان سردا‪ ،‬ثم يذهب ما تعلمناه‬ ‫نحفظ‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫َّ‬ ‫أدراج الرياح‪ .‬إن معظمنا ال يتعلم العلم من أجل العلم واالستفادة‪ ،‬لكنه يتعلم‬ ‫فقط من أجل شهادة تسمح له باالنتقال من سنة إلى أخرى‪.‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪61‬‬

‫وعند تخرجنا من ذل��ك النظام نتخرج بدرجة ما نحملها معنا ط��وال حياتنا‬ ‫(ضعيف‪ ،‬متوسط‪ ،‬جيد‪ ،‬ممتاز) ويظل هذا اللقب يؤثر فينا أيمَّ ا تأثير‪ ،‬ونظل‬ ‫حبيسني تلك الدرجة طوال حياتنا ‪ ،‬ويظل اآلخرون يحكمون من خاللها على‬ ‫قدراتنا العقلية‪.‬‬ ‫لقد تولَّدت معظم قناعاتنا السلبية عن أنفسنا وقدرتنا على النجاح من ذلك‬ ‫النظام املدرسي القاصر الذي اليمَ ُ ُّت بصلة إلى مباديء التعلّم احلديث ؛ فالطالب‬ ‫الذي لم يكن ُمو ّف ًقا في املدرسة تتكون لديه قناعة واعتقاد بأنه ال يستطيع‬ ‫وأن الفشل سيكون حليفه أبد الدهر‪ ،‬وأنه ال يتمتع باملوهبة‪،‬‬ ‫النجاح في احلياة‪َّ ،‬‬ ‫قصورا في جيناته الوراثية‪.‬‬ ‫وقد يصل به االعتفاد إلى أن سبب فشله رمبا يكون‬ ‫ً‬ ‫��وج��د صلة مباشرة بني الذكاء‬ ‫وق��د أثبتت ال��دراس��ات احلديثة ً‬ ‫أيضا أن��ه ال ُت َ‬ ‫شاهد ؛ فالكثير‬ ‫املدرسي أوالنجاح في املدرسة والنجاح في احلياة‪ ،‬وهذا أمر ُم َ‬ ‫عددا من أصحابه كانوا عباقرة في املدرسة إال أنهم واجهوا‬ ‫منا يعلم أن هناك ً‬ ‫الكثير من الصعوبات في حياتهم‪ ،‬والعكس صحيح حيث نلحظ أن الكثير منا‬ ‫وأيضا فإن‬ ‫رائعا في احلياة ‪ً .‬‬ ‫باهرا في املدرسة إال أنه ح َّقق ً‬ ‫لم يحقق ً‬ ‫جناحا ً‬ ‫جناحا ً‬ ‫الكثير من الدراسات تشير إلى أن معدل دخل الفاشلني في املدرسة ُيضاعف‬ ‫أن التفوق قد مينع صاحبه من الدخول في‬ ‫أولئك املتفوقني لسبب بسيط وهو َّ‬ ‫مشاريع جتارية ويكتفي بوظيفة ذات راتب ثابت‪.‬‬ ‫لكل َمن يقرأ كتابي ه��ذا‪ :‬إذا لم تكن من املتفوقني في‬ ‫وتلك كلمة أوجهها ٍّ‬ ‫عذرا يعجزك عن حتقيق أحالمك‬ ‫املدرسة فال تأبه‪ ،‬وال تسمح لذلك أن يكون ً‬ ‫كو ْن‬ ‫املدرسة‪،‬‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫لك‬ ‫يل‬ ‫وثرائك‪ُ ،‬ك ْن على يقني أنك إنسان ناجح مهما ِق‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫س أيام املاضي‪.‬‬ ‫تلك القناعة‪ّ ،‬‬ ‫ودعمها في نفسك‪ ،‬ومتثلها في سلوكك ‪ ،‬وا ْن َ‬


‫يحث على ِ‬ ‫الغ َنى‬ ‫اإلسالم ُّ‬

‫‪62‬‬

‫من أبرز القناعات السلبية التي تحَ ُ ول بيننا وبني الغنى َر ْب ُط الفقر باألجر والثواب‬ ‫ور ْب ُط الغنى بالفجور وال ِو ْزر؛ وال أدري َم ْن َر َب َط اإلسالم بالفقر!‬ ‫العظيم‪َ ،‬‬ ‫ودعوني أخبركم بحقيقة قد يغفل عنها الكثيرون‪ ،‬أال‬ ‫أن اإلسالم ال يدعو للفقر‪ ،‬بل على العكس‬ ‫وهي َّ‬ ‫فهو يحاربه؛ فقد استعاذ منه رسولُنا الكرمي‬ ‫فقال‪« :‬الل َُّه َّم إِ ِّني َأ ُعو ُذ بِ َك ِم ْن ال ُْك ْف ِر َوالْ َف ْق ِر‬ ‫اب الْ�� َق ْ��ب ِ‬ ‫َو َع�����ذَ ِ‬ ‫أن بعض‬ ‫��ر»‪ ،‬وج���اء ف��ي األث���ر َّ‬ ‫الصاحلني قال‪« :‬لو كان الفقر رجال لقتلته»‪.‬‬ ‫القلب‪،‬‬ ‫مستقبحا إال إذا تعلَّق ب��ه‬ ‫ف��امل��ال ليس‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫عبد‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫«‬ ‫احلديث‬ ‫في‬ ‫جاء‬ ‫سواها‪،‬‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫وانشغل به َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫الدرهم» َّأما إذا كان املال في اليد وسيلة ال غاية؛ فهو قُربة ما أعظمها من قربة‬ ‫كما في احلديث «ذهب أهل الدثور باألجور»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫خير لهم من عيشة الغنى؛ لكيال‬ ‫َّإن الكثيرين م َّنا يعتقدون َّأن عيشة الفقر في الدنيا ٌ‬ ‫حاسبوا يوم القيامة عن مالهم فيما أنفقوه متجنبني بذلك (في ظنهم) املساءلة واحملاسبة؛‬ ‫ُي َ‬ ‫ولكن هؤالء َن َس ْوا أو تناسوا َّأن خمسة من العشرة املبشرين باجلنة كانوا من أغنى أغنياء‬ ‫َّ‬ ‫الصحابة منهم عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وق��اص‪ ،‬وفي‬ ‫احلديث نعم املال الصالح للعبد الصالح‪.‬‬ ‫اقتداء بصحابتنا الكرام‪ ،‬فهؤالء هم الصحابة‬ ‫ا‬ ‫ثري‬ ‫ً‬ ‫فما العيب إذن في أن يكون املسلم ًّ‬ ‫الذين عاشوا في كنف رس��ول الله‪ ،‬بل منهم َم ْ��ن ت��زوج ابنتي رس��ول الله وهو عثمان‬ ‫بن ع َّفان ‪ ،‬فلم ينكر رس��ولُ الله عليهم غناهم ‪ ،‬بل ك��ان يدعو لهم باخلير والبركة‪،‬‬ ‫ويقول‪ ...«:‬إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس‪.»...‬‬


‫إن األغنياء يتصفون باملخاطرة كما قلنا َّأما الفقراء فيتجنبون املخاطرة؛ وبالتالي‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫أن‬ ‫يركزون فقط على سداد الفواتير ويعشقون منطقة الراحة غير مدركني َّ‬ ‫فإن السفينة في امليناء‬ ‫كل النمو والتعلم واملغامرة والثراء خارج منطقة الراحة؛ َّ‬ ‫ب لهذا‪.‬‬ ‫تكون في أمان لكن لم ُت نْ َ‬ ‫تعو َد‬ ‫قد‬ ‫الثري‬ ‫ألن‬ ‫وذلك‬ ‫للثراء؛‬ ‫بالنسبة‬ ‫املوت‬ ‫منطقة‬ ‫إن منطقة الراحة هي‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تعود على القيام بأمور لم تعتد أنت القيام بها؛ ولذا فعليك أن‬ ‫املجازفة‪،‬‬ ‫على‬ ‫َّ‬ ‫تتعلَّم مهارات جديدة ‪ ،‬وأن تخرج من امليناء‪ ،‬وأن تواجه العواصف واألمواج‬ ‫بصالبة؛ لتصل إلى بر الثراء وتصير ‪ -‬بإذن الله‪ -‬من األغنياء‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫األغنياء ميارسون اللعبة من أجل الفوز‪،‬‬ ‫والفقراء ميارسونها من أجل عدم اخلسارة‬

‫‪63‬‬

‫ظان َّأن مجموع ما كانوا‬ ‫إنني أدعو إلى الغني والثراء‬ ‫اقتداء بصحابتنا الكرام‪ ،‬وال يظن ٌ‬ ‫ً‬ ‫ميلكونه ال ُيقارن مبا ميلكه أثرياء اليوم‪ ،‬ال والله فإننا نستطيع أن نقول َّإن ما كانوا‬ ‫ميلكونه يوازي بلغة اليوم املاليني بل قد يصل إلى الباليني‪.‬‬ ‫ان َما َع ِم َل َب ْع َد‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫ا‬ ‫«م‬ ‫عثمان‬ ‫لقد َج َّه َز‬ ‫َ‬ ‫الع ْس َرة فقال رسول الله ﷺ‪َ َ ْ ُ َّ َ َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫جيش ُ‬ ‫ان َما َع ِم َل َب ْع َد ال َْي ْو ِم»‪ ،‬صدقة وعطاء َّأد ْت إلى جنات وخلود‪.‬‬ ‫ال َْي ْو ِم ‪َ ،‬ما َض َّر ُع ْث َم َ‬ ‫ذلكم هو فهمي للدين‪ ،‬وتلك قناعتي‪ ،‬وهذه دعوتي‪.‬‬ ‫العالم ال عالة تتك َّفف األمم؛‬ ‫تسود‬ ‫غنيةً‬ ‫إنني أريد ألمتى أن تنهض‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وأن تكون ّ‬ ‫فرسالتي في احلياة الثراء والعطاء‪ ،‬أدعو إلى الثراء ال من أجل الثراء وفقط‪ ،‬بل‬ ‫لتحقيق هدف أسمى وهو العطاء ابتغاء مرضاة الله‪.‬‬ ‫وم��ا أث��م��ن تلك القناعات ال��ت��ي ذك��ره��ا ه���ارف إي��ك��ر ف��ي كتابه (أس���رار عقل‬ ‫كل مقولة منها‪ ،‬ثم أتبعها بالتوضيح‪:‬‬ ‫املليونير)‪ ،‬والتي أستعرض لكم َّ‬


‫األغنياء ُي ِّ‬ ‫رك ُزون على الفرص‪ ،‬والفقراء ُي َر ِّك ُزون على‬ ‫املعوقات ويتوقعون الفشل‬

‫وأيضا ما ُت َر ِّك ْز عليه يتسع‪،‬‬ ‫من قوانني العقل الالواعي‪ :‬ما ُت َر ِّك ْز عليه حتصل عليه‪ً ،‬‬ ‫ُ��ر ٍ‬ ‫���ز َت على املشاكل‬ ‫ص أكبر‪ ،‬ولو َر َّك ْ‬ ‫فلو َر َّك ْ‬ ‫���ز َت على ال ُف َرص حتصل على ف َ‬ ‫التركيز على احللول ال على املشاكل‪،‬‬ ‫أيضا؛ لذا َت َع َّو ْد‬ ‫واملعوقات ستحصل عليها ً‬ ‫َ‬

‫‪64‬‬

‫بر ِّب العاملني‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ور ِّك ْز على الفرص ال على املعوقات‪ ،‬وتفاءلْ ً‬ ‫دائما‪ ،‬وأحسن الظن َ‬ ‫ِّ‬ ‫فإما هذا أو ذاك ‪:‬‬ ‫الفقراء‬ ‫ا‬ ‫أم‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ي‬ ‫األمر‬ ‫كال‬ ‫على‬ ‫احلصول‬ ‫في‬ ‫ون‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫األغنياء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫ُ‬ ‫التظن أنك يجب أن تختار بني املال والصحة‪ ،‬أو املال واحلب‪ ،‬أو املال والسعادة‪،‬‬ ‫وأ َّن��ك يجب أن تضحي بأحدهما مقابل احلصول على اآلخ��ر‪ ،‬بل يجب عليك أن‬ ‫ألن ذلك هو تفكير األغنياء‪َّ ،‬أما الفقراء فهم واقعون ضحية ذلك‬ ‫معا؛ َّ‬ ‫تختارهما ً‬ ‫التفكير السلبي الذي يؤدي بهم إلى عدم اقتناص فرص الثراء التي تلوح لهم في‬ ‫وأيضا ذا ٍ‬ ‫يشع‬ ‫ثريا ً‬ ‫األفق ‪ ،‬فيمكن يقين ًا ْ‬ ‫غنيا وأيض ًا سعيد ًا‪ًّ ،‬‬ ‫قلب ّ‬ ‫أن يكون اإلنسان ًّ‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫دائما اجلمع بني تلك‬ ‫غنيا وفي صحة وفضل من الله ونعمة‪ .‬ميكن ً‬ ‫بنور اإلمي��ان ‪ًّ ،‬‬ ‫أن السعادة‬ ‫بأن املال ليس ُم ِه ًّما؛ فقائله بال شك مفلس؛ أو َّ‬ ‫معا؛ فال تأبه للقول َّ‬ ‫األمور ً‬ ‫كل هؤالء‪ ،‬أل َّنك‬ ‫أهم من املال‪ ،‬فال وجه للمفاضلة بني ِّ‬ ‫أهم من املال‪ ،‬أو َّ‬ ‫أن الصحة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫أهم ؟ كالهما مهم ‪ ،‬فال‬ ‫أيهما‬ ‫والرجل‬ ‫اليد‬ ‫بني‬ ‫ل‬ ‫فاض‬ ‫ي‬ ‫كالذي‬ ‫كنت‬ ‫ُ‬ ‫فعلت ذلك َ‬ ‫إن َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫تختار ا َأل ْم َر ْي ِن مع ًا ‪.‬‬ ‫أن‬ ‫اليوم ْ‬ ‫قرر َ‬ ‫َ‬ ‫تقع ضحية تلك القناعات السلبية‪ِّ ،‬‬

‫‪65‬‬ ‫األغنياء َي َت َص َّرفون على الرغم من اخلوف‪ ،‬والفقراء‬ ‫يتركون اخلوف يوقفهم‬

‫نتيجة طبيعية للقناعات السلبية اإلصابة باخلوف؛ والذي يؤدي إلى الشلل التام‬ ‫أن يبحث عن طُ ُرق حتسني احلياة املادية ‪.‬‬ ‫بأي ِف ْع ٍل من شأنه ْ‬ ‫في القيام ِّ‬ ‫األول لعدم حتقيق األح�لام‪ ،‬إنه‬ ‫اخل��وف‪ ،‬وم��ا أدراك ما اخل��وف؟ إن��ه السبب َّ‬ ‫الع َنان لألهداف العظام‪،‬‬ ‫املسبب الرئيسي للفشل في صناعة اإلجناز وإطالق َ‬


‫إنه السبب الرئيسي للفقر‪ ،‬والعجز‪ ،‬والكسل‪ ،‬والعيش دون املستوى‪ ،‬والفشل‬ ‫في استغالل الطاقات الكامنة والقدرات العظيمة التي أودعها الله في اإلنسان‪.‬‬ ‫إنه اخلوف الذي يأتي نتيجة للقناعات والبرمجة السلبية وسماع احلرف (ال)‬ ‫��وف‬ ‫��وف من املجهول‪ ،‬وخ ٌ‬ ‫��وف من الفشل‪ ،‬وخ ٌ‬ ‫أكثر من مئة أل��ف م��رة ‪ -‬خ ٌ‬ ‫التحرك نحو الهدف‪ ،‬ومن التغيير نحو‬ ‫من الرفض‪ ،‬كلها مخاوف متنعنا من‬ ‫ّ‬ ‫األفضل‪ ،‬متنعنا من املخاطرة ولو بالقليل في سبيل حتقيق أحالمنا‪.‬‬ ‫أن نترك تلك املخاوف‪ ،‬ونتوكل على الله‪ ،‬ونقدم على‬ ‫َّ‬ ‫فإما ْ‬ ‫إن اخليار بني أيدينا َّ‬ ‫الفعل‪ ،‬ونسلك سلوك األغنياء والناجحني الذين يقدمون على مشاريعهم في‬ ‫أن نستسلم للخوف‪ ،‬ونتركه يسوقنا‬ ‫وإما ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫حتد واضح ملا يعترضهم من مخاوف‪َّ ،‬‬ ‫للفشل والفقر‪.‬‬

‫فلنكن من أولئك الذين يحققون‬ ‫أحالمهم ويصنعون مجدهم بيدهم‪.‬‬ ‫حتررنا من القيود التي تتمثل في القناعات السلبية‪ ،‬واالعتقادات املقيدة‪،‬‬ ‫إذا ّ‬ ‫أن نبدأ‬ ‫األوان‬ ‫آن‬ ‫فقد‬ ‫بالثراء‪،‬‬ ‫حللمنا‬ ‫الداعمة‬ ‫واملشاعرغير‬ ‫البالية‪،‬‬ ‫واألفكار‬ ‫ْ‬ ‫اإلبحار في تعلّم املهارات والتقنيات الالزمة لتحقيق احلرية املالية والثراء؛‬ ‫فالثراء مهارة كغيرها من املهارات حتتاج إلى تعلّم ودراسة‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫‪67‬‬

‫‪04‬‬

‫تعرف إلى معادلة‬ ‫الـثــــراء‬

‫‪04‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫السـر الرابع‪:‬‬


‫من األهمية مبكان في بداية طريق الثراء معرفة معادلة الثراء بصورة دقيقة؛‬ ‫حتى نفلح في حتقيق ذلك الهدف‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬ ‫وفر من‬ ‫دخلك‬

‫إعادة‬ ‫االستثمار‬

‫استثمر‬ ‫التوفير‬

‫النفقات‬ ‫الشهرية‬

‫العائد‬ ‫الشهري‬

‫أصول‬ ‫استثمارية‬

‫شرح املعادلة‪:‬‬

‫تلك معادلة احلرية املالية‪.‬‬

‫في بداية الطريق‪:‬‬

‫‪68‬‬

‫ووف ِّْر من راتبك‪.‬‬ ‫• ابدأ سياسة االدخار‪َ ،‬‬ ‫• استثمر ذلك التوفير في أدوات وأصول استثمارية أو عقارية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مرات عديدة‪.‬‬ ‫أعد واستثمر ذلك املبلغ‬ ‫• ثم ْ‬ ‫ً‬ ‫أم�لاك��ا استثمارية يغطي عائدها الشهري نفقاتك‬ ‫يتكون عندك‬ ‫أن‬ ‫• إل��ى‬ ‫َّ‬ ‫الشهرية‪.‬‬


‫ينص على اآلتي‪:‬‬ ‫قانون باركنسون ‪ :‬هذا القانون ُّ‬

‫امل‬

‫ص‬ ‫اري‬

‫ف‬

‫خل‬

‫الد‬

‫كلما ازداد دخل الطبقة الوسطى‬ ‫ازدادت النفقات واملصاريف‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫ما الذي مينع معظم الناس من الثراء ؟‬

‫‪69‬‬

‫مثال‪:‬‬ ‫شهريا من راتبك‪ ،‬واستثمارك في ودائع استثمارية أو‬ ‫عند توفيرك ألف دوالر‬ ‫ًّ‬ ‫السنوي يصل إلى ‪ 12‬ألف دوالر‪،‬‬ ‫فإن حاصل توفيرك‬ ‫أسهم أو عقار بعائد ‪َّ %10‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن العائد الشهري حوالي ‪100‬‬ ‫وبالتالي‬ ‫ا‪،‬‬ ‫سنوي‬ ‫دوالر‬ ‫والعائد يصل إلى ‪1200‬‬ ‫َّ‬ ‫ًّ‬ ‫بالد ْخ ِل اإلضافي (‪)Passive Income‬‬ ‫دوالر‪ ،‬تلك املئة دوالر هي ما ُي َس َّمى َ‬ ‫ّ‬ ‫الشهري ما ُيعادل مصروفاتك‬ ‫اإلضافي‬ ‫واحلرية املالية تتحقق إذا َو َص َل دخلُك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫حققت حري َت َك‬ ‫الشهرية أو راتبك الوظيفي الشهري ‪ ،‬عندئذ فقط تكون قد‬ ‫َ‬ ‫املالية واستقاللك عن الوظيفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن‬ ‫اإلدخار هو بداية طريق احلرية املالية‪ ،‬ولكن لألسف تلك هي املعضلة؛ َّ‬ ‫الكثير من أصحاب الطبقة الوسطى ال يدخرون‪.‬‬ ‫السر اآلتي‪:‬‬ ‫ودعوني أخبركم عن ِّ‬


‫أليس‬ ‫اقرأ ذلك القانون مرات عدة «كلما ازداد الدخل ازدادت املصاريف» َ‬ ‫ذلك صحيحاً؟ كم منكم الحظ أننا في بدايات حياتنا العملية كان دخلنا بسيطً ا‪،‬‬

‫وأيضا تضاعفت‬ ‫وكنا ننفقه كله‪ ،‬ثم ازداد‬ ‫ُ‬ ‫الدخل بل وتضاعف منذ ذلك احلني ً‬ ‫النفقات واملصاريف‪.‬‬ ‫من منكم في بداية حياته العملية اقتنى سيار ًة متواضعة‪ ،‬حتى إذا ازداد الدخل‬ ‫اشترى سيارة أفضل‪ ،‬ورمب��ا سيارة فارهة‪ ،‬وهكذا في بداية حياتنا العملية‬ ‫تضخمت املقتنيات‪.‬‬ ‫مقتنياتنا على قدر الراتب حتى إذا ازداد الراتب ّ‬ ‫املتجددة إلى القروض الشخصية‬ ‫وهكذا تضطرنا الرغبة في تلبية االحتياجات‬ ‫ِّ‬ ‫وبطاقات االئتمان‪ ،‬وتلك هي بداية النهاية‪ ،‬ندور في حلقة قروض مفرغة إلى‬ ‫نهاية العمر‪ ،‬بل واألدهى من ذلك أن تتوسع دائرة القروض وتخرج من دائرة‬ ‫الضروريات إلى غير الضروريات ؛ فنقترض من أجل السفر أو السياحة أو‬ ‫أمور أخرى تافهة‪.‬‬ ‫هذا القانون لألسف مينع الطبقة الوسطى والفقراء من الغنى؛ فال ّادخار‪ ،‬وال‬ ‫إن طامة الطبقة الوسطى رغبتها الشديدة‬ ‫استثمار‪ ،‬وال ُخطّ ة للحرية املالية‪َّ .‬‬ ‫في أن تظهر مبظهر األثرياء؛ فتقترض املبالغ لشراء أفضل الساعات‪ ،‬وأفضل‬ ‫احلقائب‪ ،‬وأفضل السيارات على حساب مستقبلها املالي وحريتها املالية‪.‬‬ ‫إنهم يريدون أن يعيشوا ذلك الثراء الزائف ولو للحظات‪ ،‬حتى إذا انقضت تلك‬ ‫اللحظات انقضت معها األعمار؛ فكبرنا مفلسني وقد وصلنا إلى أرذل العمر‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫أبدا‪،‬‬ ‫ال تقع في ذلك الفخ ً‬ ‫ابدأ االدخار من اآلن‪.‬‬


‫املبدأ البسيط في التوفير ‪ -‬إبدأ‬ ‫على األقل بتوفير ‪ %10‬من دخلك‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫استثمر في نفسك أوالً‪:‬‬ ‫ْ‬

‫‪71‬‬


‫س‬ ‫اقتطع على األقل ‪ %10‬من دخلك الشهري‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫وح ِّوله في حساب توفير آخر اليمُ َ ُّ‬ ‫أن تستثمر في نفسك أوالً‪ ،‬وأن تدفع لنفسك أوال قبل‬ ‫املبدأ‬ ‫هذا‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫ينص على ْ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫دفع الديون وأقساط السيارات أو البيوت‪.‬‬ ‫شهريا‪،‬‬ ‫ب مع َم ْص ِرفَك َبأ ْن يتم حتويل مبلغ ُم َعينَّ‬ ‫ًّ‬ ‫ر ِّت ْ‬ ‫أو نسبة من الراتب قبل أن يتم إنفاق الراتب‬ ‫كله‪.‬‬ ‫���دا في‬ ‫ميكنك أن ت��ق��وم ب��ذل��ك ‪ ،‬ال ت��ت��ه��اون أب ً‬ ‫أول‬ ‫الغيث‪،‬‬ ‫أول‬ ‫َّ‬ ‫هذا األم��ر ‪ ،‬فهذا املبدأ هو َّ‬ ‫خطوات احلرية املالية واالستقالل املالي ‪.‬‬ ‫الكثير منكم سوف يخبرني بصعوبة‬ ‫أن‬ ‫أعلم َّ‬ ‫إني ُ‬ ‫َ‬ ‫أن األم��ر يستحق احمل��اول��ة؛ فقد أثبتت‬ ‫ذل��ك األم��ر‪ ،‬إال َّ‬ ‫ال��دراس��ات أن الطبقة الوسطى تنفق ما ال يقل عن ‪ %20‬من دخلها في أمور‬ ‫ثانوية‪ .‬وسوف أتكلم الح ًقا عن بعض وسائل التوفير في فصل مستقل‪.‬‬ ‫أن تصل إلى تلك النسبة ‪.‬‬ ‫تدرج إلى ْ‬ ‫إذا كانت ‪ %10‬كثيرة فابدأ بأقل من ذلك‪ ،‬ثم ّ‬

‫أيضا مبدأ آخر للتوفير‪:‬‬ ‫هناك ً‬

‫‪72‬‬

‫أي زيادة سنوية أو ترقية أو حافز أو زيادة‬ ‫وفِّر ‪ %50‬من كل زيادة على الدخل‪ّ :‬‬ ‫مفاجئة في الدخل‪ ،‬قم مباشرة باقتطاع نصفها وحتويله إلى حساب االدخار‪،‬‬ ‫تلك السياسة وحدها كفيلة بأن ُتضاعف فرص حريتك املالية وتختصر املدة‪.‬‬ ‫إن املال يجذب املال‪ ،‬فبمجرد البدء في تطبيق سياسة‬ ‫بسر ‪َّ :‬‬ ‫ودعوني أخبركم ٍّ‬ ‫بأن ذلك املال قد جذب أم��وا ًال أخرى ‪ ،‬بحسب‬ ‫االدخ��ار هذه سوف ُتالحظ َّ‬ ‫قانون اجلذب ‪ ،‬وسوف تنبهر من قدرة ذلك املال بإذن الله من جذب أموالٍ‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫أخرى ‪ ،‬كقضاء َد ْي ٍن لك قدمي قد يأست من حتصيله‪ ،‬أو فوزك في مسابقة مالية‪،‬‬ ‫أو حافز مالي مفاجئ ‪..‬إلخ‬ ‫شهريا ُيستقطَ ع لالدخار‪ ،‬وال‬ ‫ص مبل ًغا‬ ‫ابدأ اآلن واتصل َمب ْص ِرفَك‬ ‫البنكي‪َ ،‬‬ ‫وخ ِّص ْ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫أبدا‪ ،‬وسوف أخبرك الح ًقا مبا تفعل بتلك األموال‪.‬‬ ‫تلمس ذلك احلساب ً‬ ‫إن هذا احلساب هو أساس خطة االستثمار‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وف��ي األسطر اآلتية بعض أفكار االدخ��ار من كتاب ‪ways to live 365‬‬ ‫‪: cheap‬‬

‫‪73‬‬


‫وسائل التوفير‪:‬‬

‫‪74‬‬

‫أقل من دخلك‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫ْ‬ ‫اصرف ّ‬ ‫احسب كم يبلغ دخلُك بالضبط ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫ْ‬ ‫كل ِفل ٍ‬ ‫ْس تصرفه خالل الشهر‪.‬‬ ‫سج ْل َّ‬ ‫‪ِّ -3‬‬ ‫‪ -4‬أمتتة (ميكنة) التوفير اخلاص بك‪.‬‬ ‫‪ -5‬انتبه للمصاريف الشهرية البنكية‪.‬‬ ‫احصل على بطاقة بنك بدون رسوم مثل بطاقة الصراف اآللي‪.‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫ْ‬ ‫احصل على حساب توفير يعرض فوائد أكثر من ‪.%3‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ -8‬عليك إنشاء حساب للطوارئ‪.‬‬ ‫املجانية لالشتراك في احلسابات املالية‪.‬‬ ‫العروض‬ ‫‪ -9‬جتاهل‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أن ُيول َُدوا‪.‬‬ ‫قبل‬ ‫حتى‬ ‫أبنائك‬ ‫لدراسة‬ ‫ا‬ ‫مبكر‬ ‫التوفير‬ ‫في‬ ‫‪ -10‬ابدأ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫تعاون في رعاية أبنائك بد ًال من استخدام مربية‪.‬‬ ‫‪-11‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ -12‬حاولْ التقليص من مصروفاتك‪.‬‬ ‫‪ُ -13‬ك ْن ِم َثا ًال لإلنسان االقتصادي‬ ‫استفد من موارد املجتمع‪.‬‬ ‫‪-14‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ -15‬قاوم إغراءات الوجبات السريعة‪.‬‬ ‫‪ِّ -16‬‬ ‫رك ْز على املالبس ذات العالمات التجارية التي َم َّر عليها زمن‪.‬‬ ‫‪ -17‬ال تشتر املالبس فقط ملجرد االندفاع العاطفي‪.‬‬ ‫‪ -18‬استخدم املالبس القدمية في داخل البيت‪.‬‬ ‫‪ -19‬اشتر املالبس من محالت التخفيضات‪.‬‬ ‫خز ْن مالبس الفصل حتى تستطيع استخدامها في السنة القادمة‪.‬‬ ‫‪ِّ -20‬‬ ‫‪ -21‬عند شراءك قطعة جديدة تخلص من القدمية‪.‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫أن تشتري احتياجاتك االستهالكية من البقالة في يوم واحد فقط أسبوعياً‪.‬‬ ‫‪ -40‬حاولْ ْ‬ ‫كل ما حتتاجه من البقالة خالل األسبوع التالي‪.‬‬ ‫‪-41‬‬ ‫اكتب َّ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -42‬ابتعد عن املأكوالت املثلجة واملطهية ُمسب ًقا‪.‬‬ ‫‪ -43‬اجعل لك حديقة منزلية‪.‬‬ ‫الغذائية في املجموعات التي يكون عليها خصم‪.‬‬ ‫املواد‬ ‫‪ -44‬اشتر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬

‫‪75‬‬

‫جدد اشتراكك في اجلريدة اليومية‪.‬‬ ‫‪ِّ -22‬‬ ‫‪ -23‬اقترض األدوات التي لن تستخدمها سوى مرة واحدة‪.‬‬ ‫ُفضلة على اإلنترنت‪.‬‬ ‫‪ -24‬اقرأ جرائدك امل َّ‬ ‫‪ -25‬غَ ِّي ْر بطاقة االئتمان من ذات الفوائد املرتفعة إلى ذات الفوائد املنخفضة‪.‬‬ ‫نقدا‪ ،‬وابتعد عن بطاقات االئتمان‪.‬‬ ‫دائما ً‬ ‫‪ -26‬ادفع ً‬ ‫‪ -27‬تعل َّْم قراء َة تقرير بطاقة ائتمانك وما فيه من مصروفات‪.‬‬ ‫شهريا حتى ال تتراكم عليك الفوائد‪.‬‬ ‫ادفع فاتورة ائتمانك‬ ‫ًّ‬ ‫‪ْ -28‬‬ ‫أول َم ْن يشتري أحدث املنتجات اإللكترونية‪.‬‬ ‫تكن‬ ‫‪ -29‬ال‬ ‫َّ‬ ‫قارن بني الفوائد التي جتنيها ِم ْن جهازك القدمي وأحدث األجهزة‪.‬‬ ‫‪ْ -30‬‬ ‫دائما عن أرخص األسعار في األسواق احمليطة بك‪ ،‬وعلى اإلنترنت‪.‬‬ ‫‪-31‬‬ ‫ْ‬ ‫ابحث ً‬ ‫فورا‪.‬‬ ‫‪ -32‬عند حصولك على استمارة خصم قم مبلئها ً‬ ‫دائما بضمان جهازك اإللكتروني‪.‬‬ ‫‪-33‬‬ ‫ْ‬ ‫احتفظ ً‬ ‫‪ -34‬استخدم األجهز َة التي توفِّر لك الطاقةَ املنزلية‪.‬‬ ‫املواد العازلة لتوفير الطاقة‪.‬‬ ‫‪ -35‬استخدم في البناء‬ ‫َ‬ ‫‪ -36‬ابتعد عن الهوايات التي تستلزم شراء أدوات كثيرة‪.‬‬ ‫املجانية التي ُتوجد في مدينتك‪.‬‬ ‫ابحث عن األماكن السياحية‬ ‫‪-37‬‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -38‬تعلَّم مهارة متكنك من توفير املال‪.‬‬ ‫طعامك داخل البيت‪.‬‬ ‫‪ -39‬تناولْ‬ ‫َ‬


‫‪76‬‬

‫املواد الغذائية التي تزيد عن حاجتك الستخدامها في املستقبل‪.‬‬ ‫جمد‬ ‫َ‬ ‫‪ِّ -45‬‬ ‫‪ -46‬استخدم الدراجةَ بدل السيارة‪.‬‬ ‫‪ -47‬ابتعد عن شرب املشروبات الغازية والقهوة خارج املنزل‪.‬‬ ‫سعرا‪.‬‬ ‫‪َّ -48‬‬ ‫تسو ْق من سوق املزارعني؛ فهو األفضل جودة واألرخص ً‬ ‫‪ -49‬حاولْ َب ْيع األشياء القدمية‪.‬‬ ‫‪ -50‬استخدم املواد الطبيعية في التنظيف‪ ،‬وابتعد عن املواد الكيمياوية‪.‬‬ ‫‪ -51‬مارس الرياضة باستمرار لتقوية جسدك وجهازك املناعي‪.‬‬ ‫نهائيا‪.‬‬ ‫‪ -52‬قلِّل من التدخني‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أوأقلع عنه ًّ‬ ‫‪ -53‬مارس الرياضة مع األصدقاء َ‬ ‫وك ِّون لك مجموعة‪.‬‬ ‫دائما عن املأكوالت التي عليها خصم‪.‬‬ ‫‪-54‬‬ ‫ْ‬ ‫ابحث ً‬ ‫‪ -55‬االهتمام بالنظافة الشخصية يوفِّر لك الصحةَ واملال‪.‬‬ ‫‪ُ -56‬شرب الكثير من املاء مينحك الصحة والطاقة‪ ،‬ويبعد عنك السكتات القلبية‪.‬‬ ‫يوميا مينحك الصحة‪ ،‬وتكون قابليتك للغداء أقل شراهة‪.‬‬ ‫‪ -57‬تناول الفطور ًّ‬ ‫يوميا يوفِّر املالَ ومينحك الصحةَ ‪.‬‬ ‫‪ -58‬النوم ً‬ ‫جيدا من ‪ 7‬إلى ‪ 8‬ساعات ًّ‬ ‫الصحي جلسدك وألسنانك‪.‬‬ ‫الدوري‬ ‫‪ -59‬ق ُْم بالفحص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -60‬السكن في بيت باإليجار يوفِّر لك املال‪.‬‬ ‫‪ -61‬بناء عالقات جيدة مع جيرانك ميكنه أن يوفِّر لك املال‪.‬‬ ‫‪ -62‬قُم بعمل صيانة دورية ملنزلك‪.‬‬ ‫املنزلية‪.‬‬ ‫‪ -63‬تعلَّم القيام ببعض أعمال الصيانة‬ ‫َّ‬ ‫كل الغرف الزائدة عن حاجتك‪.‬‬ ‫أج ْر َّ‬ ‫‪ِّ -64‬‬ ‫‪ -65‬انتقل من بيتك الكبير إلى بيت أصغر‪.‬‬ ‫‪ -66‬احصل على تأمني للحياة طويل األمد مع قيمة عالية‪.‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪ -83‬احلصول على مساعدة من بعض األصدقاء في إصالح أو إمتام بعض املهمات املنزلية‪.‬‬ ‫‪ -84‬تشارك مع أحد أصدقاءك أو جيرانك في شراء املعدات املنزلية التي تكون‬ ‫غالية الثمن واستخداماتها قليلة‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫‪ -67‬اشتر سيارة مستعملة‪ ،‬ولكنها ذات محرك جيد وقوي‪.‬‬ ‫ابحث عن أفضل وأرخص شركة للتأمني ميكن أن توفر لك سعر أرخص‬ ‫‪-68‬‬ ‫ْ‬ ‫لتأمني سيارتك‪.‬‬ ‫ادفع فواتيرك في وقتها؛ حتى ال تتراكم عليك املدفوعات‪.‬‬ ‫‪ْ -69‬‬ ‫‪ُ -70‬س ْق بِ َحذَ ٍر لتفادي احلوادث املرورية‪.‬‬ ‫‪ -71‬اختر طريقة دفع طويلة األمد لبطاقتك االئتمانية وألي فاتورة أخرى‪.‬‬ ‫‪ -72‬ال تصرف نقودك فقط من أجل لفت نظر شريك حياتك‪.‬‬ ‫دائما النزهات املجانية‪.‬‬ ‫‪ -73‬اختر ً‬ ‫‪ -74‬خطِّ ْط حلفلة صغيرة ؛ فمعظم احلفالت تخرج عن السيطرة‪.‬‬ ‫أن يكون‬ ‫‪ -75‬خطِّ ْط لشهرعسل جميل‪،‬‬ ‫واستمتع به‪ ،‬وليس من الضروري ْ‬ ‫ْ‬ ‫باهظ الثمن‪.‬‬ ‫قدم هدية‪.‬‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫الضروري‬ ‫من‬ ‫وليس‬ ‫حياتك‪،‬‬ ‫شريك‬ ‫مصاحلة‬ ‫في‬ ‫‪ُ -76‬ك ْن صادقًا‬ ‫ُ ِّ‬ ‫واطلع شريك حياتك على مبالغ فواتيرك‪.‬‬ ‫حتد ْث بصراحة عن مواردك املالية‪،‬‬ ‫‪َّ -77‬‬ ‫ْ‬ ‫شج ْع شريك حياتك على التوفير عند الشراء‪.‬‬ ‫‪ّ -78‬‬ ‫‪ -79‬ميكن أن تستبدل الهدية الغالية بأخرى أرخص ولها ذكرى‪.‬‬ ‫‪ -80‬شاركْ في نادي الكتاب؛ وهناك سوف تستمتع بالقراءة مجا ًنا‪.‬‬ ‫كل‬ ‫‪ -81‬استمتع ببوفيه للعشاء‪ ،‬وذلك بدعوة أصدقائك للعشاء على أن يشارك ٌّ‬ ‫منهم بطبق‪.‬‬ ‫دائما نصيحة‬ ‫‪ -82‬عند التفكير في إمتام عملية شراء كبيرة مثل سيارة‪،‬‬ ‫اطلب ً‬ ‫ْ‬ ‫خصما من بعض معارفهم‪.‬‬ ‫أصدقائك؛ فمن املمكن أن جتني‬ ‫ً‬


‫‪ -85‬ميكنك مشاركة األصدقاء في طهو وجبة العشاء‪ ،‬واملشاركة في شراء كل‬ ‫ما يستلزم لهذه الوجبة‪.‬‬ ‫‪ -86‬ال تقم بالشراء فقط ملجرد التسلية‪.‬‬ ‫‪ -87‬استخدم الكوبونات التي تؤهلك للحصول على خصم على بعض مشترياتك‪.‬‬ ‫‪ -88‬ميكنك انتظار موسم التخفيضات‪.‬‬ ‫‪ -89‬قم بالتسوق وحدك‪.‬‬ ‫‪ -90‬فقط‪ ،‬اشتر ما أنت بحاجة له‪.‬‬ ‫أي شيء إضافي فقط للحصول على خدمة التوصيل مجا ًنا‪.‬‬ ‫‪ -91‬ال تشتر على اإلنترنت َّ‬ ‫أي خدمة ال تستخدمها أو قلصها كاإلنترنت أو التليفون الثابت‪.‬‬ ‫‪-92‬‬ ‫اقطع َّ‬ ‫ْ‬ ‫‪ِ -93‬ز ْد من خدمة عدد الدقائق املجانية املتوفرة في شركة جوالك‪ ،‬وابحث‬ ‫عن أفضل العروض وأرخصها‪.‬‬ ‫ب فواتيرك على أن تدفع تلقائيا عن طريق اإلنترنت‪.‬‬ ‫‪ -94‬ر ِّت ْ‬ ‫‪ -95‬خطِّ ْط لعطلتك الصيفية القادمة قبل عدة شهور؛ حتى تستطيع احلصول‬ ‫على أفضل العروض‪.‬‬ ‫‪ -96‬خطِّ ْط لعطلتك الصيفية بنفسك‪ ،‬وال توكل األمر لغيرك؛ ألنك الشخص‬ ‫الوحيد الذي يفهمك‪.‬‬ ‫نقودكَ إلى العملة األخرى قبل السفر بفترة لتحصل على أفضل سعر‪.‬‬ ‫‪َ -97‬ح ِّولْ‬ ‫َ‬

‫‪78‬‬

‫‪ -98‬ميكنك مشاركة بعض األص��دق��اء ف��ي رحلتك؛ حتى تستطيع مشاركتهم‬ ‫الغرف أو السيارة؛ وبذلك تكون قد خ ّفضت مصاريف رحلتك وتكون‬ ‫متعتك أكبر‪.‬‬ ‫‪َّ -99‬‬ ‫أن الوقت يعني املال‪.‬‬ ‫تذكر َّ‬ ‫‪ -100‬عندما ترغب في شراء شيء ما ‪ ،‬اسأل نفسك ملاذا كلما اشتهيت اشتريت؟‬


‫‪79‬‬

‫‪05‬‬

‫المالية‬ ‫ِس ُّر الحريَّة‬ ‫َّ‬

‫‪05‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫السـر الخامس‪:‬‬


‫ولكن السؤال هنا ما الفرق بني الثراء‬ ‫الثراء يتحقق بتحقيق احلرية املالية ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫إن إدارك الفرق بينهما غاية في األهمية ؛ لذا أدعو اجلميع إلى‬ ‫واحلرية املالية ؟ َّ‬ ‫إدراك ذلك الفرق من خالل توضيحي له في السطور التالية ؛ فالثراء ببساطة‬ ‫يرمز إلى كثرة النقود واألموال‪ ،‬والتي ميكن أن تفقدها في أزمة مالية أو في‬ ‫نوعينْ من‬ ‫مخاطرة غير محسوبة‪َّ ،‬أما احلرية املالية فهي تتطلب التفريق بني َ‬ ‫الدخل ‪:‬‬

‫(أن تعمل من أجل املال (‪ )Active Income‬أو‬ ‫يعمل املال من أجلك (‪)Passive Income‬‬

‫الدخل النشط (‪ :)Active Income‬وهو الدخل املتعلق بوقتك وجهدك والذي‬ ‫يكون نتيجة الوظيفة أو العائد من مشروعك التجاري الذي تعمل به ‪ ،‬ومشكلة‬ ‫أردت أن يزداد‬ ‫هذا النوع أنه متعلق مباشرة بوقتك وجهدك وصحتك ـ وكلما‬ ‫َ‬ ‫دخلك وجب عليك أن تعمل بصورة أكبر‪.‬‬ ‫الدخل االضافي او السلبي (‪ :)Active Income‬هو الدخل ال��ذي ال يتعلَّق‬ ‫بسط‬ ‫بجهدك أو وقتك؛ فاملال يعمل من أجلك دون َت ّ‬ ‫دخل منك أو تعب ‪ ،‬ولكي أُ ِّ‬ ‫الصورة أضرب لكم املثال التالي‪ :‬العقار االستثماري صورة من صورة الدخل‬ ‫نتحصل على إيراد شهري‬ ‫اإلضافي ؛ فالعقار بعد االنتهاء منه وتأجيره بالكامل ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫من املستأجرين دون تدخل م ّنا أو عمل إضافي‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫(الدخل اإلضافي هو الوسيلة الرئيسية‬ ‫للحرية املالية)‬

‫فتعريف احلرية املالية في املعادلة اآلتية ‪:‬‬ ‫إذا وصل الدخل اإلضافي إلى درجة تفوق مصاريفنا الشهرية؛ فنحن قد وصلنا‬ ‫أحرارا ميكننا بعدها أن نستقل عن وظائفنا‪.‬‬ ‫إلى احلرية املالية؛ وأصبحنا‬ ‫ً‬

‫الدخل اإلضافي‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫جيدا ‪:‬‬ ‫اسمعوني ً‬

‫املصاريف‬ ‫الشهرية‬

‫‪81‬‬

‫ا�ستثمار‬ ‫عقار‬

‫القرو�ض‬ ‫ال�ضـروريــات‬

‫ت�سويق متعدد‬

‫تلك معادلة الثراء؛ فالثراء في احلرية املالية‪ ،‬واحلرية املالية تكون بتحقيق‬ ‫دخل إضافي‪ ،‬والدخل اإلضافي يكون نتيجة إيرادات من استثمارات وأصول‬ ‫وأمالك‪.‬‬


‫إن ه��ذا امل��وض��وع ل�لأس��ف يجهله‬ ‫َّ‬ ‫ال��ك��ث��ي��رون؛ وه���م م���ع���ذورون في‬ ‫ذل��ك؛ ألنهم ل��م يسمعوا عنه ال من‬ ‫املؤسسة األسرية (ال��وال��دان)‪ ،‬ولم‬ ‫ي��درس��وه ف��ي امل��ؤس��س��ات التعليمية‬ ‫(امل���دارس واجل��ام��ع��ات)؛ ول��م يروا‬ ‫حيا‬ ‫أم��ام��ه��م ‪ -‬ف��ي ال��غ��ال��ب‪ -‬م��ث��ا ًال ًّ‬ ‫للحرية املالية قد ح َّققه وا ٌح��د من‬ ‫معلميهم أو والديهم؛ إذن فمن أين‬ ‫لهم اإلمل���ام ب��ه��ذا امل��وض��وع الدخل‬ ‫ال‬ ‫اإلضافي (‪ )Active Income‬فض ً‬ ‫عن مجرد السماع عنه‪.‬‬ ‫إن م����دار ال��ف��ص��ول ال���ق���ادم���ة هو‬ ‫َّ‬ ‫كيفية تكوين دخل إضافي يعيننا‬ ‫ع��ل��ى حتقيق احل��ري��ة امل��ال��ي��ة‪ .‬وق��د‬ ‫���ام�ل�ا ي��ت��ن��اول‬ ‫�لا ك ً‬ ‫��ت ف��ص ً‬ ‫��ص��ص ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫امل��ص��ادر الرئيسية التي ميكن من‬ ‫خاللها تكون دخل إضافي أو غير‬ ‫مباشر‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫السـر السادس‪:‬‬

‫‪83‬‬

‫‪06‬‬

‫‪06‬‬

‫خطة مالية من أربع‬ ‫مراحل للحرية المالية‬


‫إن رحلة احلرية املالية حتتاج إلى ُخطة ُم ْح َك َمة ونظام دقيق إلدارة األموال‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وسوف نتكلم في هذا الفصل عن اخلطة املالية‪.‬‬

‫خططت للفشل»‬ ‫فشلت في التخطيط فقد‬ ‫«إذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أهم األمور التي تعينك على حتقيق أحالم حياتك هو أن تضع خطةً واضحةً‬ ‫َّ‬ ‫إن ّ‬ ‫للحرية املالية‪.‬‬ ‫إن معظمنا لألسف ال ُيحسن التخطيط ‪ ،‬بل إن أكثر من ‪ %97‬من البشر ليس‬ ‫َّ‬ ‫لديهم خطة مكتوبة ألهدافهم في احلياة‪.‬‬ ‫ال على السفر في الصيف إل��ى بلد ما للسياحة لقضينا‬ ‫إننا لو عقدنا العزم مث ً‬ ‫الساعات واأليام في التخطيط واالتصال‪ ،‬والبحث عن أفضل أو أرخص وكاالت‬ ‫الطيران‪ ،‬وأفضل الفنادق ووسائل التنقل‪ ،‬واألماكن التي سوف نزورها‪.‬‬ ‫إننا نقضي هذه الساعات الطوال في التخطيط لسفر بسيط ‪ ،‬فما بالنا ال نخطط‬ ‫حلريتنا املالية‪.‬‬ ‫قامت جامع ُة هارفرد بسؤال ‪ 100‬طالب من طلبة املاجستير السؤال التالي ‪ :‬هل‬ ‫ْ‬ ‫لديك خطة مكتوبة للسنوات العشر القادمة من حياتك؟ ‪ %97‬قالوا‪ :‬ال و ‪ %3‬فقط‬ ‫قالوا‪ :‬نعم ‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫فوجدت أن ال ‪ %3‬قد‬ ‫بتقصي هؤالء املئة؛‬ ‫ْ‬ ‫وبعد ‪ 10‬سنوات‪ ،‬قامت هارفرد ّ‬ ‫حققوا معظم أهدافهم التي كتبوها قبل ‪ 10‬سنوات‪ ،‬وأنهم ميلكون من املال‬ ‫نفسيا أفضل‪،‬‬ ‫عشرة أضعاف ال��ـ‪ %97‬اآلخرين‪ ،‬كما أنهم ‪ -‬وهذا هو األهم ‪-‬‬ ‫ًّ‬ ‫ويعيشون في سعادة أكبر‪.‬‬


‫الأهداف‬ ‫الأم�لاك واملقتنيات‪:‬‬ ‫م������������������������������������ث������������������ل ً‬ ‫�����������������ا‪:‬‬ ‫ب�����������ي�����������ت احل�����������ل�����������م‪.‬‬ ‫���������س��������ي��������ارة احل�������ل�������م‪.‬‬ ‫ف������ي���ل��ا ������ش�����اط�����ئ�����ي�����ة‪.‬‬ ‫ط���������ائ���������رة خ�����ا������ص�����ة‪.‬‬ ‫ج��������������������������������زي��������������������������������رة‪.‬‬ ‫جم�����������������������وه�����������������������رات‪.‬‬

‫الأر������������������������������ص�����������������������������دة‬ ‫واال�������س������ت������ث������م������ارات‪:‬‬ ‫ر�������ص������ي������د ال�����ب�����ن�����ك‪.‬‬ ‫ع��ق��ارات ا�ستثمارية‪.‬‬ ‫�أ������������������������س�����������������������ه�����������������������م‪.‬‬

‫‪85‬‬

‫العطاء وال�صدقات‪:‬‬ ‫ب����������ن����������اء م�����������س�����ج�����د‪.‬‬ ‫ح����������������ف����������������ر ب������������ئ������������ر‪.‬‬ ‫رع�����������اي�����������ة �أي�����������ت�����������ام‪.‬‬

‫ما الذي �سوف‬ ‫يتحقق خالل �سنة‬

‫خالل ‪� 5‬سنوات‬

‫خالل ‪� 10‬سنوات‬

‫�أكرث‬ ‫من ‪� 10‬سنوات‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫اخلطة املالية ‪:‬‬


‫‪86‬‬

‫الهدف املالي الثاني‪:‬‬ ‫متى سوف يتحقق ؟‬ ‫ملاذا تريده ؟ ‪.....................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫الهدف املالي الثالث‪:‬‬ ‫متى سوف يتحقق ؟‬ ‫ملاذا تريده ؟ ‪.....................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫الهدف املالي الرابع‪:‬‬ ‫متى سوف يتحقق ؟‬ ‫ملاذا تريده ؟‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫الهدف املالي اخلامس‪:‬‬ ‫متى سوف يتحقق ؟‬ ‫ملاذا تريده ؟‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬


‫ف على املراحل‬ ‫نتعر َ‬ ‫وبالنسبة لتحقيق حلم حياتنا باحلرية املالية‪ ،‬فإننا يجب ْ‬ ‫أن َّ‬ ‫اآلتية لتحقيق ذلك احللم ‪:‬‬

‫أطلب‬ ‫أول مراحل الرحلة‪ ،‬والتي س��وف‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫منك البدء في حتقيقه في أقرب وقت ممكن‪،‬‬ ‫حتقيق احلماية املالية باآلتي‪:‬‬ ‫حساب وديعة بنكي يحتوي على ق��در من املال‬ ‫شهرا ‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫إلى‬ ‫‪3‬‬ ‫بني‬ ‫تتراوح‬ ‫يكفي لتغطية مصاريفك الشهرية األساسية ‪ ،‬ملدة‬ ‫ً‬ ‫القيام بعمل بوليصة تأمني على احلياة تشمل التأمني ضد اإلعاقة اجلسدية والتأمني‬ ‫الصحي‪.‬‬ ‫احلماية املالية هي أولى خطوات حتقيق احلرية املالية ‪ ،‬وهدف هذه املرحلة ّ‬ ‫التأكد‬ ‫تبدلت ‪ -‬كفقدان وظيفة أو اخلسارة في مشروع‬ ‫تغيرت الظروف أو ّ‬ ‫من أنه مهما َّ‬

‫‪87‬‬

‫املرحلة األولى‪Finacial :‬‬ ‫‪ Protection‬أو احلماية املالية‪:‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫اخلطوة الثانية‪:‬‬

‫��ت م��ن َو ْض����� ِع أه���داف���ك امل��ال��ي��ة‪،‬‬ ‫ب��ع��د أن ان��ت��ه��ي َ‬ ‫ومعرفة ملاذا تريد تلك األهداف ‪ ،‬آن اآلوان‬ ‫أن ُتخطِّ َط للمراحل األربعة للحرية املالية‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وال تقلق بالنسبة ملصادر الدخل؛ ففي الفصول‬ ‫بعض األف��ك��ار التي تعينك على‬ ‫اآلت��ي��ة ستجد َ‬ ‫حتقيق تلك األهداف‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الع َنان ألحالمك وتفاءل ‪.‬‬ ‫فك ْر‪ ،‬أطلق َ‬


‫جتاري أو إصابة جسدية ال قدر الله تعيقك عن العمل‪ -‬فإنك وعائلتك في حال األمان‪.‬‬ ‫تمُ��س أب ً��دا بحيث تكفي لتغطية‬ ‫إن��ي‬ ‫ُ‬ ‫أنصح بفتح وديعة في بنك استثماري ال ّ‬ ‫مصاريفك الشهرية لعدد من الشهور ‪ ،‬على األقل ‪ 3‬أشهر ‪ ،‬وبالنسبة لي فإني‬ ‫��ض��ل م��دة ‪ 6‬أشهر؛ بحيث ‪-‬ال ق��در الله‪ -‬إذا ح��دث ط��اريء ميكنك تغطية‬ ‫أُف ِّ‬ ‫مصاريفك لتلك املدة‪ ،‬والتي هي كافية باذن الله إلى تصحيح الوضع‪ ،‬إلى أن‬ ‫ميكنك احلصول على وظيفة أو استدراك خسارة من مشروع جتاري ‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫إلى التأمني على احلياة والتأمني ضد اإلعاقة اجلسدية ‪Disability Insurance‬‬ ‫أيضا إلى حمايتك وعائلتك في حال موتك أو إعاقتك اجلسدية‪.‬‬ ‫فإنه يهدف ً‬ ‫أولُ أهداف رحلة احلرية املالية‪ ،‬ويجب االنتهاء من ذلك في األيام القليلة‬ ‫تلك َّ‬ ‫بعض األزمات املالية ‪.‬‬ ‫القادمة حتى تطمئن أثناء الرحلة والتفزع إذا أمل َّْت بك ُ‬ ‫وكما هو معلوم اآلن من انتشار البنوك االسالمية وشركات التأمني اإلسالمي‪،‬‬ ‫فيمكن احلصول على تلك األمور متوافقة مع الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬

‫املرحلة الثانية‪:‬‬ ‫‪:Independene‬‬

‫االستقالل املالي ‪Fiancial‬‬

‫‪88‬‬

‫االستقالل املالي يحدث عندما تبلغ إيراداتك الشهرية‬ ‫من عوائد االستثمار العقارية والتجارية واملالية‬ ‫مبل ًغا يساوي أو يزيد عن راتبك الشهري‪.‬‬ ‫حققت‬ ‫��ت ت��ل��ك احل���ال���ة ف��إن��ك ق���د‬ ‫َ‬ ‫إذا ب��ل��غ َ‬ ‫االستقالل املالي‪ ،‬واالستقالل عن ماذا سوف‬ ‫ال‬ ‫تسألني؟ عن وظيفتك بالطبع‪ ،‬فيمكنك مث ً‬ ‫ماديا‪.‬‬ ‫االستقالة دون أن تتأثر ًّ‬


‫املرحلة الثالثة‪ :‬احلرية املالية‬ ‫‪:Financial Freedom‬‬

‫‪89‬‬

‫ه��ذه املرحلة ه��ي اجل��ائ��زة لصبرنا وجهدنا‬ ‫لسنني من االدخ��ار واالستثمار‪ ،‬فال يكفي‬ ‫أن نحقق االس��ت��ق�لال امل��ال��ي‪ ،‬ولكن‬ ‫فقط ْ‬ ‫هدفنا أن نتنعم بجودة حياة أفضل‪ ،‬كالسكن‬ ‫في بيت أفضل‪ ،‬وقيادة سيارة أفضل‪ ،‬والسفر‬ ‫على الدرجة األولى‪ ،‬وصدقات وعطايا أكثر‪.‬‬ ‫فاحلرية املالية تتعلق بجودة ورفاهية احلياة (‪)Life Style‬؛ فكل منا قد يعيش‬ ‫على راتب معني يضمن له أدنى درجات الرفاهية إال أننا في هذه املرحلة لن‬ ‫نقنع بتلك األمور وهدفنا أن نصل إلى رفاهية أكبر‪.‬‬ ‫ال عند استقالتي من عملي السابق ك��ان راتبي في ح��دود اخلمسة آالف‬ ‫فمث ً‬ ‫ٍ‬ ‫حينئذ‬ ‫كنت‬ ‫عوائد استثمارات جتارتي إلى ذلك املبلغ‬ ‫وصلت‬ ‫دوالر‪ ،‬وعندما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫حققت االستقالل املالي ‪ ،‬وبالطبع لم يكن هدفي أن أعيش على اخلمسة‬ ‫قد‬ ‫ُ‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫عوائد استثماراتك‬ ‫وبلغت‬ ‫ال إذا كان راتبك الشهري يبلغ ‪ 3‬آالف دوالر‪،‬‬ ‫فمث ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫حققت استقاللك املالي‪،‬‬ ‫العقارية واملالية الشهرية ذلك املبلغ؛ فإنك اآلن قد‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫بحيث أصبحت الوظيفة اآلن‬ ‫اختيارا فقط‪ ،‬ف��إذا لم تكن حتبها فيمكنك ْ‬ ‫ً‬ ‫ترحل عنها دون أن تتأثر مالياً‪.‬‬ ‫حلم ال يتحقق إال لقلة قليلة من أبناء الطبقة الوسطى‪ ،‬وإذا‬ ‫االستقالل املالي ٌ‬ ‫حت َّقق فذلك داللة واضحة على ذكاء مالي‪ ،‬ودراي��ة استثمارية رائعة‪ ،‬وقدرة‬ ‫على االنضمام إلى َر ْكب األغنياء واألثرياء‪.‬‬


‫آالف دوالر؛ فتلك أُولى الدرجات؛ ألني عند إعدادي خلطة الرفاهية واحلرية‬ ‫شهريا لكي أحافظ‬ ‫بأن أصل إلى ‪ 25‬ألف دوالر‬ ‫دت بها هدفًا ْ‬ ‫حد ُ‬ ‫املالية ُ‬ ‫كنت قد ّ‬ ‫ًّ‬ ‫على منط حياة مريح‪ ،‬تلك هي احلرية املالية بالنسبة لي‪.‬‬

‫املرحلة الرابعة‪ :‬احلرية املالية‬ ‫املطلقة ‪Absolute Financial‬‬ ‫‪:Freedom‬‬

‫املرحلة األخ��ي��رة وه��ي من أجمل املراحل‬ ‫وغاية الطريق ونهاية الرحلة‪:‬‬ ‫حيث تتصف تلك املرحلة بإمكانية القيام‬ ‫أي وق����ت ش���ئ���ت‪ ،‬وف��ي‬ ‫�����أي ش�����يء‪ ،‬وف����ي ِّ‬ ‫ب��ه��ا ب ِّ‬ ‫أي شخص أردت‪ ،‬وبقدر ماشئت‪.‬‬ ‫ومع‬ ‫أحببت‪،‬‬ ‫مكان‬ ‫ِّ‬

‫أ ِّي‬

‫‪Doing whatever you want, whenever you want,‬‬ ‫‪wherever you want, with whomever you want, as‬‬ ‫‪much as you want‬‬

‫‪90‬‬

‫تقريبا‪ ،‬وبغير توتر أو قلق‪ ،‬ولن‬ ‫في هذه املرحلة يكون اإلنفاق بغير حساب‬ ‫ً‬ ‫حتمل َه ًّما بالنسبة ملشترياتك؛ فيمكنك كما ُيقال اإلفطار في باريس‪ ،‬وتناول‬ ‫وقصورا‬ ‫الغداء في روما‪ ،‬وتناول العشاء في لندن‪ ،‬كما ميكنك أن تقتني بيو ًتا‬ ‫ً‬ ‫في أنحاء العالم‪ ،‬وميكنك أن تتنقل بطائرتك اخلاصة بني تلك الدول‪ ،‬وأن متلك‬ ‫ُج ُز ًرا كاملة في مناطق شتى من العالم‪.‬‬ ‫مسجدا في كل شهر‪ ،‬وحتفر‬ ‫فتبني‬ ‫اخلير‪،‬‬ ‫أن تنفق املاليني في أوجه‬ ‫كما ميكنك ْ‬ ‫ً‬


‫وإني أدعوك إلى حضور دورات��ي التي بعنوان (عانق الثروات)؛ حتى تتمكن من‬ ‫وضع خطة محكمة للحرية املالية املطلقة؛ وتتعرف على بيئة إيجابية تساعدك على‬ ‫ذلك األمر‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫أطلقوا العنان ألحالمكم فإن األمر يستحق‬ ‫العناء‬

‫‪91‬‬

‫مئة بئر في السنة‪ ،‬وتطبع املاليني من املصاحف‪ ،‬وتكفل آالف األيتام وا ُأل َسر‬ ‫قدر مباليني‬ ‫احملتاجة والدعاة ‪ .‬كما ميكنك أن تترك بعد موتك أوقافًا خيرية ُت َّ‬ ‫الدوالرات ُتن َفق على الصدقات اجلارية بعد مماتك فيصلك أجر ذلك في قبرك‪.‬‬ ‫لكل واحد منا أن يصلها إذا أطلق العنان ألحالمه َو َج َّد‬ ‫مرحلةٌ جميلةٌ ميكن ِّ‬ ‫واجتهد وتخطّ ى املراحل الثالثة ا ُأل َول فتصبح تلك املرحلة نتيجة فقط ملا قبلها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بعض األهداف املالية‪:‬‬ ‫ودعوني أطرح عليكم َ‬ ‫ِ‬ ‫حص ُل في السنة ما يساوي‬ ‫اخلبراء‬ ‫بعض‬ ‫عر َ‬ ‫ف ُ‬ ‫َّ‬ ‫الثري بأ َّنه الشخص الذي ُي ِّ‬ ‫لقد َّ‬ ‫مليون دوالر من عوائد استثمارية وعقارية وجتارية‪ ،‬أما تعريف ِ‬ ‫الغ َنى املطلق‬ ‫َّ‬ ‫‪ Mega Rich or Ultra Rich‬أن حتصد مليون دوالر في الشهر من تلك العوائد‪.‬‬ ‫كنت في فقر مدقع‬ ‫حلمان جميالن يجب التخطيط لهما من اآلن‪ ،‬حتى وإن‬ ‫َ‬ ‫األح�ل�ام العظيمة حتى تتحقق‪ ،‬وأال تكتفي باألحالم‬ ‫أن حتمل‬ ‫فمن اجلميل ْ‬ ‫َ‬ ‫همة وال تشحذ عزمية ‪.‬‬ ‫توقد‬ ‫ال‬ ‫الصغيرة فإنها‬ ‫َّ‬


‫مترين‪:‬‬ ‫احلماية املالية ‪:‬‬

‫حدد متى سوف حتقق احلماية املالية ‪.............. :‬‬ ‫حدد املبلغ‪ِّ ..................‬‬ ‫ِّ‬

‫االستقالل املالي‪:‬‬

‫ال مالياً‪:‬‬ ‫حدد‬ ‫املبلغ التي تريد أن حت ِّققه من استثماراتك لكي تصبح مستق ً‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ومتى سوف حتقق االستقالل املالي ‪..................‬‬

‫احلرية املالية‪:‬‬

‫حرا مالي ًا ‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫حدد املبلغ التي تريد أن حتققه من استثماراتك لكي تصبح ً‬ ‫ومتى سوف حتقق ذلك ‪..................‬‬

‫احلرية املالية املطلقة‪:‬‬

‫حرا مالي ًا مطلقاً‪:‬‬ ‫حدد املبلغ التي تريد ْ‬ ‫ِّ‬ ‫أن حت ّققه من استثماراتك لكي تصبح ً‬ ‫ومتى سوف حتقق ذلك ‪_..................‬‬

‫من أسرار حتقيق األهداف‪:‬‬ ‫كتابة الهدف في كل مكان‬

‫‪92‬‬

‫ ‬

‫سر آخر من أسرار حتقيق األهداف واستنهاض قدرات العقل الالواعي‪.‬‬ ‫هذا ٌّ‬ ‫اكتب تلك األهداف في كل مكان‪.‬‬ ‫ْ‬


‫اجلب ورق��ةً مقاس ‪ 5 x 3‬بوصة‪ ،‬واكتب على وج��ه الصفحة في املنتصف‬ ‫ْ‬ ‫باخلط العريض وباأللوان ‪...‬‬ ‫أنا أحقق حلمي باحلرية املالية بإذنه تعإلى ‬ ‫بتاريخ ‪..................‬‬

‫‪93‬‬

‫وضعت‬ ‫جميع األسباب التي من أجلها‬ ‫اآلن‪ ،‬اقلب الصفحة واكتب خلفها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫��راري��ا‪ ،‬هذه الورقة ستكون معك‪ ،‬لن‬ ‫ح‬ ‫الهدف‪ .‬ثم قم بتغليف هذه الورقة‬ ‫ًّ‬ ‫تفارقك ليل نهار‪ ،‬قم بقراءتها على األقل ‪ 10‬مرات يومياً‪ ،‬عند الصباح‪ ،‬عند‬ ‫ومساء حتى‬ ‫صباحا‬ ‫النوم ‪ ،‬عند تشغيل السيارة‪ ،‬عند انتظارك للصالة‪ .‬اقرأها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وجوارحك بهذا الهدف‪.‬‬ ‫نفسك‬ ‫ُ‬ ‫تتشبع ُ‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫في كل مكان تصل إليه عيناك‬


‫لوحة األهداف‪Vision Board :‬‬

‫إن ت��ل��ك ال��ل��وح��ة م��ن أق����وى ت��ق��ن��ي��ات حتقيق‬ ‫األهداف بإذن الله‪.‬‬ ‫ق ْ��م بتصميم ل��وح��ة حت��ت��وى على ص��ور مت ِّثل‬ ‫الهدف بعد حتقيقه‪ ،‬مثالً‪ :‬صورتك مع بيت‬ ‫احل��ل��م‪ ،‬ص��ورت��ك م��ع س��ي��ارة احللم ‪ ،‬صورتك‬ ‫على غالف مجلة مشهورة‪ ،‬صورتك وأنت حتمل‬ ‫في يدك ً‬ ‫بنكيا مبقدار مليون دوالر ‪ ،‬صورتك وأنت في رحلة ال��ع��م��ر‪،‬‬ ‫شيكا ًّ‬ ‫املكي أو امل��دن ّ��ي‪ ،‬ص��ورة لوقفك‬ ‫تطل على احل��رم‬ ‫صورتك وأن��ت متلك شقةً ُّ‬ ‫ّ‬ ‫اخليري‪.‬‬ ‫اخلاصة بأهدافك‪ ،‬وضعها في مكان بحيث تراها صباح‬ ‫الصور‬ ‫تلك‬ ‫اجمع‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫الع َجاب بإذنه تعالى‪ ،‬سوف تنطبع تلك الصور في‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫الع‬ ‫ترى‬ ‫وسوف‬ ‫مساء‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫عقلك الالواعي‪ ،‬ومن ثم سوف تزداد نشاطً ا وحيوية وعزمية على حتقيق تلك‬ ‫األهداف‪ ،‬بل ستتداعى إليك الكثير من األفكار اإلبداعية التي تساعدك على‬ ‫أناسا في حياتك قد اجنذبوا إليك بفعل تلك‬ ‫حتقيق حلمك ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضا سوف ترى ً‬ ‫الصور‪.‬‬ ‫إن لهذه العملية أعظم األثر في ترسيخ الهدف في أعماق العقل الالواعي؛ حتى‬ ‫يصبح حتقيق هذا احللم سمة رئيسية من سمات الشخصية‪ .‬هذا التمرين من‬ ‫أق��وى التمارين املعينة على حتقيق األه��داف‪ ،‬ولألسف يغفل عنه الكثير من‬ ‫الناس‪ ،‬ولذا فإني أنصحكم بالقيام به‪ ،‬وجربوا‪ ،‬ثم احكموا‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫محددة‬ ‫مخك‬ ‫قال (جاكانفيلد) في كتابه (مباديء النجاح)‪« :‬عندما تمَ نح َّ‬ ‫صورا َّ‬ ‫ً‬ ‫واضحة‪ ،‬حيوية‪ ،‬ومؤثرة فإنه سيقوم بالبحث عن جميع املعلومات الالزمة‬ ‫��ت لعقلك‬ ‫والتقاطها من أج��ل حتويل ال��ص��ورة إل��ى واق��ع من أجلك‪ .‬ف��إذا ق َّ��د ْم َ‬ ‫مشكلة بقيمة ‪ 10,000‬دوالر فإنه س��وف يخرج عليك بحل قيمته ‪10,000‬‬ ‫ال‬ ‫دوالر‪ ،‬وإذا‬ ‫قدمت لعقلك مشكلة بقيمة مليون دوالر ‪ ،‬فإنه سيقدم لك ح ً‬ ‫َ‬ ‫أيضا»‪.‬‬ ‫دوالر‬ ‫مليون‬ ‫بقيمة‬ ‫ً‬

‫التخيل‪:‬‬ ‫مترين‬ ‫ُّ‬

‫‪95‬‬

‫اآلن‪ ،‬أنصحكم بقضاء ‪ 3‬دقائق يوميا صباحا ومساء في تخيل ِ‬ ‫أنفسكم وقد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ُّ‬ ‫حققتم تلك األه����داف‪ ،‬وكلما ك��ان��ت تلك اجللسة ف��ي م��ك��ان يشجع على‬ ‫االسترخاء كان ذلك أفضل‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫تخيل حتقيق الهدف باستمرار ‪:‬‬ ‫َّ‬


‫والتمعن في رؤيتكم وأنتم حتققون‬ ‫واأله��م في تلك اجللسة إغ�لاق العينَينْ‬ ‫ّ‬ ‫األه���داف وكأنها حتصل رأي ال��ع�ين‪ ،‬وكلما كانت ال��ص��ورة أوض��ح ومليئة‬ ‫العقل الالواعي على تزويدكم بالطاقات والقدرات‬ ‫بالتفاصيل كلما ساعد ذلك‬ ‫َ‬ ‫واألفكار الالمحدودة في سبيل تذليل تلك الصعوبات‪.‬‬ ‫يوما دون توقف يسهم‬ ‫إن املداومة على ذلك‬ ‫َّ‬ ‫يوميا على األقل ملدة ‪ً 30‬‬ ‫التخيل ًّ‬ ‫ُّ‬ ‫جدا في زيادة سرعة اإلجناز ‪.‬‬ ‫إلى ٍّ‬ ‫حد كبير ًّ‬ ‫��ام للغاية‪ ،‬ونصيحتي أن تبدأ بخطوات‬ ‫َّ‬ ‫إن التخطيط اليومي واإلسبوعي ه ٌ‬ ‫ً‬ ‫أن حتقيق األهداف صار‬ ‫ستجد‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫ل‪،‬‬ ‫بأو‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫بالنجاحات‬ ‫وحتتفل‬ ‫بسيطة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫يوما تلك األه��داف‪ ،‬واحتفل مبا‬ ‫‪90‬‬ ‫كل‬ ‫راجع‬ ‫سمة من سمات شخصيتك‪ ،‬ثم‬ ‫ً‬ ‫دائما للسنة القادمة قبل نهاية السنة احلالية‪.‬‬ ‫حت َّقق منها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وخطط ً‬ ‫باتباعك لتلك الطريقة ستصبح من أفضل الناس الذين ينجحون في حتقيق‬ ‫بأول عند حتقيق كل هدف‪،‬‬ ‫أهدافهم‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫دائما أو ًال َّ‬ ‫ولتحرص على مكافأة نفسك ً‬ ‫ت بني حني وآخر‪ ،‬فليس منا َم ْن لم يتقاعس أحيا ًنا‬ ‫إن‬ ‫وجتنب توبيخها ْ‬ ‫تقاعس ْ‬ ‫َ‬ ‫عن حتقيق هدفه‪.‬‬

‫من عادات الناجحني ‪:‬‬

‫‪96‬‬

‫• أجنز األولويات أوالً‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يوما وأهدافك للسنة كاملة‪.‬‬ ‫• ِّ‬ ‫حد ْد ‪ 5‬أهداف يومية تتناسب مع أهدافك للتسعني ً‬ ‫يومك في الليلة السابقة‪.‬‬ ‫• خطِّ ط َ‬ ‫يوميا‪.‬‬ ‫مرات‬ ‫ثالث‬ ‫أهدافك‬ ‫أعد قراء َة‬ ‫• ْ‬ ‫ًّ‬ ‫دفتر أهداف‪.‬‬ ‫•‬ ‫ْ‬ ‫أصنع َ‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪97‬‬


‫السـر السابع‪:‬‬

‫‪98‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪99‬‬

‫‪07‬‬

‫نظام إدار ِة المال‬ ‫ُ‬

‫‪07‬‬


‫‪100‬‬

‫من أه ّ��م ما يمُ ِّي ُز األغنياء عن الفقراء وأصحاب الطبقة الوسطى مهار ُة إدارة‬ ‫األموال‪ ،‬ووف ًقا لنتائج الدراسة الشهيرة لألثرياء في كتاب ‪The Next Door‬‬ ‫أن من أهم صفات األثرياء‬ ‫استنتج‬ ‫‪ Millionnaire‬والذي أنصح بقراءته‬ ‫ُ‬ ‫املؤلف َّ‬ ‫َ‬ ‫احلرص على النفقات وإدارة ورصد أموالهم ‪.‬‬ ‫الي��ح��س��ن��ون إدارة أم��وال��ه��م فكيف‬ ‫إن ال��ك��ث��ي��ر م��ن أب��ن��اء ال��ط��ب��ق��ة ال��وس��ط��ى ُ‬ ‫يطلبون امل��زي��د ؟ وإن���ي أنصحكم ب��ش��دة ب��ات��ب��اع الطريقة اجلميلة البسيطة‬ ‫ل��ن��ظ��ام إدارة امل�����ال ال���ت���ي ت��ع��ل��م��ت��ه��ا م���ن دورات‬ ‫ِ‬ ‫��ض��ا ف��ي كتابه‬ ‫����ر ْت أي ً‬ ‫‪ Have Eker‬وال��ت��ي ذُك َ‬ ‫(أس���رار عقلية املليونير)‪ ،‬وأوج��زه��ا لكم‬ ‫فيما يلي‪:‬‬ ‫عليك بفتح ‪ 6‬حسابات بنكية وتقسيم دخلك‬ ‫وأية موارد أخرى كاآلتي‪:‬‬ ‫الشهري ّ‬ ‫• ‪ %10‬داخل حساب االدخار‪.‬‬ ‫• ‪ %10‬داخل حساب املرح واالحتفال‪.‬‬ ‫• ‪ %10‬داخل حساب املدخرات طويلة املدى من أجل اإلنفاق‪.‬‬ ‫• ‪ %10‬داخل حساب التعليم‪.‬‬ ‫• ‪ %10‬داخل حساب العطاء‪.‬‬ ‫• ‪ %50‬داخل حساب الضروريات‪.‬‬ ‫تكلمت ساب ًقا عن أهمية االدخ��ار فقد آن األوان للتطبيق؛ ولذا أنصح‬ ‫وكما‬ ‫ُ‬ ‫��ح َّ��ولَ إل��ى حساب‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫��ل‪،‬‬ ‫خ‬ ‫��د‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫‪%10‬‬ ‫عن‬ ‫اليقل‬ ‫مبلغ‬ ‫باقتطاع‬ ‫بشدة‬ ‫ُ َ‬ ‫بأن هذا‬ ‫تلقائيا‪،‬‬ ‫بأن يخصم ذلك املبلغ‬ ‫واعلم ْ‬ ‫االدخ��ار‪ ،‬وميكن اإليعاز للبنك ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫أن‬ ‫احلساب هو أساس احلرية املالية‪ ،‬وإذا لم تبدأ بتطبيق ذلك اإلجراء فاعلم َّ‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫جميع كتب الثراء‪،‬‬ ‫نصت على هذا املبدأ‬ ‫‪ %10‬حلساب الصدقات والعطاء‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ُ‬ ‫متأصلة لدى األثرياء على اختالف أديانهم‪ ،‬وال ننسى أن هذا مبدأ‬ ‫وكأنها عادة ِّ‬ ‫فأهم غاية للثراء مساعدة اآلخرين‪.‬‬ ‫أصيل في ديننا احلنيف؛ ّ‬ ‫أخيرا ‪ %50‬حلساب الضروريات‪ ،‬والتي تتضمن باقي املصاريف كإيجار البيت‪،‬‬ ‫ً‬

‫‪101‬‬

‫س ذلك احلساب‬ ‫يجب‬ ‫هذا الكتاب لن يفيدك بشيء‪ .‬كما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫احلرص على عدم َم ّ‬ ‫ال في صناديق استثمارية أو عقارية وف ًقا ُ‬ ‫خلطّ ة ُمحكمة‪،‬‬ ‫بتا ًتا الستثماره مستقب ً‬ ‫وال يسع املجال في هذا الكتاب للتكلم عن االستثمار إال أنني أنصح بحضور‬ ‫دوراتي التدريبية والتي هي بعنوان (عانق الثروات)؛ حيث جتد فيها الشرح‬ ‫الوافي واجل��واب الكافي لكل ما يخطر ببالك من تساؤالت في الطريق نحو‬ ‫الثراء واحلرية املالية‪.‬‬ ‫مبلغ آخر حلساب املرح واالحتفال؛ وهذا أمر‬ ‫خصم ٌ‬ ‫بعد خصم مبلغ االدخار ُي َ‬ ‫جميل‪ ،‬فمقابل احلرمان واالدخار هناك االحتفال؛ بالتالي ستجد العقل الالواعي‬ ‫يدعم الهدف األصيل (االدخ��ار) عندما يرتبط بهدف آخر تتحقق من وراءه‬ ‫علماء النفس باالرتباط الشرطي‪.‬‬ ‫املتعة (االحتفال) وهذا ما يسميه‬ ‫ُ‬ ‫إن الهدف من هذا احلساب (املرح واالحتفال) هو االستمتاع ومكافأة النفس‬ ‫َّ‬ ‫نفسه بشراء‬ ‫اإلنسان‬ ‫يكافئ‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫أيض‬ ‫ميكن‬ ‫كما‬ ‫اجلديدة‪،‬‬ ‫املالية‬ ‫العادات‬ ‫على‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫هدية لها ‪ ،‬أو الذهاب إلى مطعم فاخر‪ ،‬أو جلسة مساج ‪...‬‬ ‫أيضا خصم ‪ %10‬حلساب التعلم والتدريب‪ ،‬وهذا املبدأ من أسرار بناء الثروات؛‬ ‫ً‬ ‫توضيحا للتأكيد‬ ‫دائما في رحلة تعلم‪ .‬وفي نهاية كتابي هذا ستجدون‬ ‫ً‬ ‫فاألثرياء ً‬ ‫على أهمية هذا املبدأ‪.‬‬ ‫أيضا خصم ‪ %10‬للمشتريات طويلة املدى‪ :‬كشراء سيارة‪ ،‬أو أرض‪ ،‬أو رحلة سفر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ال لنفس الهدف الذي ُخ ِّصص ألجله‪.‬‬ ‫على أن يتم الصرف من هذا احلساب مستقب ً‬


‫والقروض املُستحقة ومصاريف السيارات‪ ،‬واألغذية‪ ،‬ومصاريف األبناء ‪ ...‬إلخ‬ ‫تلكم كانت وصفة سحرية بسيطة إلدارة املال تعلّم ُتها من ذلك الكتاب (أسرار‬ ‫عقلية املليونير) ومن خالل حضوري تلك ال��دورات لـ ‪ Have Eker‬وأنصح‬ ‫بتطبيق ما جاء به‪.‬‬ ‫خصص نصف الراتب لتلك‬ ‫وأعلم أ َّنه ليس من السهل على الكثير منكم أن ُي ِّ‬ ‫ُ‬ ‫احلسابات املتعددة‪ ،‬ولكن يكفي أن تبدؤوا ولو بالقليل‪ ،‬فما ال ُيدرك ُجلّه ال‬ ‫ال‬ ‫ترك كله‪ ،‬حتى تتكون عندكم تلك العادات اجلميلة اخلاصة باألثرياء‪ ،‬فمث ً‬ ‫ُي َ‬ ‫ميكن البدء بتحويل ‪ %1‬ب��د ًال من ‪ %10‬إل��ى تلك احلسابات األخ��رى‪ ،‬وم��ن ثم‬ ‫أن تصل إلى تلك النسب املنصوص عليها‪.‬‬ ‫خطوة خطوة تتم الزيادة إلى ْ‬ ‫األث��ري��اء يحسنون إدار َة أم��وال��ه��م َّأم���ا ال��ف��ق��راء فيسيؤون إدارة أم��وال��ه��م بل‬ ‫اليدركون كيف أنفقوا راتبهم وجميع مدخراتهم ‪.‬‬ ‫وإليكم املبدأ التالي‪ ،‬وهو من األهمية مبكان‪:‬‬

‫األغنياء يقومون برصد مصاريفهم ودخولهم‪،‬‬ ‫الفقراء ال يقومون‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫دائما بالقيام برصد وتسجيل مصاريفك الشهرية‬ ‫أنصح ً‬ ‫إن ال��ق��ي��ام ب��ه��ذا العمل‬ ‫وتصنيفها بحسب األب����واب‪َّ .‬‬ ‫���دا‪،‬‬ ‫م��ره ٌ��ق ف��ي ب����اديء ال��رح��ل��ة إال أن���ه ض����روري ج ًّ‬ ‫وسوف تتعجب من نسبة املصاريف التي أنفقتها على‬ ‫عجبا حينما‬ ‫أشياء لست في حاجة إليها‪ ،‬وسوف تزداد ً‬


‫ أﺳﺮار اﻟ اء واﳊﺮ ّﻳﺔ اﳌﺎﻟ ّﻴﺔ‬10 ‫ﻋﺎﻧﻖ اﻟ وات‬

103

Èd�_« ÊU� WN�U� —u�√ vK� U�dN� oÔ HÓ MÚ �Ô p�«u�√ s� …dO�� W��� Ê√ nA�J� ÒÎ s� q??�_« vK� •≤∞ W��� Ê√ ] U�«—b�« X���√ YO� ¨UN� ‚bB��« Ë√ U�—U�œ« Æ UM� w�Ë Ë√ „—«œ≈ ÊËœ «—u�M� ¡U�� lOC� V�«d�« p�– bF� pÓ MÔ J= LÓ O� ·dB�« Ÿu� V��� UN��u��Ë n�—UB*« p�� „b — bM� Ô s� n�u��«Ë bOF��« Èb*« vK� UO�«eO*« b —Ë ·dB�U� ÂU��« rJ���« s� Ætz«—Ë s� qzU� ô ULO� ‰«u�_« —b�

«c� `�BO� …eO�Ë …d�� bF�Ë ¨U�Î OA� U�Î O� «—UN*« pK�� rKF�� ÂUOI�U� √b�« w� U�U�� …œu�u*« …dO�J�« Z�«d��« «b���U� `B�√ UL� ¨UN� rK�� …œU� d�_« UNKL�� w� Èd�√ Z�«d�Ë Daily Cost Z�U�d�� !u��U��«Ë ÊuH�ü« …eN�√ ÆWFz«— WO�U�� Z�«d� ÆrN� ‚U�K�« √b�U� ª¡U�d�_« UH r�√ s� ‰U*« …—«œ≈


‫السـر الثامن‪:‬‬

‫‪104‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪105‬‬

‫‪08‬‬

‫ابدأ مشروعك‪:‬‬ ‫‪ 7‬مصادر للدخل‬ ‫اإلضافي‬

‫‪08‬‬


‫أن تسعة أعشار الرزق في التجارة‪ ،‬نعم الثراء في التجارة ‪ ،‬وأنا من‬ ‫َو َر َد في األثر َّ‬ ‫مشروعا يعمل فيه‬ ‫بأن تختار‬ ‫دائما ْ‬ ‫ً‬ ‫املؤيدين بشدة لريادة األعمال‪ ،‬إال أنني أنصحك ً‬ ‫املال من أجلك وليس العكس؛ فالكثير من املشاريع التجارية تؤدي إلى اإلرهاق‬ ‫كتابا عن إدارة تلك املشاريع)‬ ‫(خص ْص ُت ً‬ ‫والتعب واخلسائر املادية‪َّ .‬‬ ‫أتكلم عنها هي مشاريع هدفها احلصول على دخل إضافي ‪Passive‬‬ ‫املشاريع التي‬ ‫إن‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،Income‬ومن ثم حتقيق احلرية املالية‪ ،‬وهي تندرج حتت األصناف اآلتية ‪:‬‬

‫الودائع البنكية‪:‬‬

‫• اآلن ‪ -‬وم��ع ت��ط��ور عمل ال��ب��ن��وك اإلس�لام��ي��ة‪-‬‬ ‫باإلمكان االستثمار في تلك الودائع بعائد ربحي‬ ‫يصل إلى ‪ ،%5‬وهي تتصف بنسب خطورة أقل‬ ‫من ناحية االستثمار؛ ولذا أنصح مبخاطبة البنوك‪،‬‬ ‫واحلصول على أفضل االختيارات ‪.‬‬ ‫مِ‬ ‫تأخر‬ ‫• التحدي الوحيد هنا تدني األرباح؛ َّما يؤدي إلى ّ‬ ‫ألن األمر قد يتطلب سنوات عديدة من االدخار وإعادة‬ ‫حتقيق احلرية املالية؛ َّ‬ ‫االستثمار حتى يتحقق بعض من تلك األحالم واألهداف‪.‬‬

‫األسهم‪:‬‬

‫‪106‬‬

‫دائما على تعلّم مهارة التعامل مع األسهم‪ ،‬واالنخراط في الدورات‬ ‫• أشجع ً‬ ‫التدريبية‪ ،‬والتتلمذ على يد أفضل األساتذة في ذلك األمر ‪ .‬ولكن احلذر احلذر‬ ‫من تتبع نصح اآلخرين ذوي الدراية احملدودة؛ فاألفضل دائما تعلّم تلك املهارة‪،‬‬ ‫وعدم الوثوق بنصائح بعض األقرباء مِ َّمن ال يفقهون في تلك املهارة‪.‬‬ ‫��وض��ح من��و البورصة األمريكية خ�لال املئة سنة املاضية‪،‬‬ ‫• الشكل اآلت��ي ي ِّ‬


‫ أﺳﺮار اﻟ اء واﳊﺮ ّﻳﺔ اﳌﺎﻟ ّﻴﺔ‬10 ‫ﻋﺎﻧﻖ اﻟ وات‬

107

Ê√ ] ô≈ d�ü«Ë 5(« 5� lI� w��« WO�U*« Ò U�“_« r�d� t�√ W�{«u�« W�O�M�«Ë ÆbOF��« Èb*« vK� U�U�—√ oI�� lO��U� Ÿd���ôË d�B� sÚ �Ó Î

‰bF0 WM� ¥∞ Èb� vK� U�dN� «—ôËœ 5F�—_« ‰œUF�Ô UGÎ K�� d� Ó œ«Ò u� ö�L� • Î ÒÎ ∏∞∞ 5� ÕË«d�� mK�� vK� qB��� p�S� ¨U�uM� •±≤ v�≈ ±∞ s� qB� w��— ÒÎ `�B��Ë ¨ n�« ≤∞∞ Ë ÊuOK� v�≈ —ôËœ n�√ ÆbO�e�« mK�*« p�– —UL���U� jI� «dO�uOK� © «Ëd��« o�U�® …—Ëœ —uC�� UC�√ Î `B�√ • 5�� Ê√ v??�≈Ë ¨d??�_« p??�– qOBH� r�� v�� p�– vK� ·d?Ò ?F?�?�« v??�≈ r??�u??�œ√ w??�S??� p??�– …dO� W??�«—œË ¨—c�� tM� »«d��ô«Ë r�UF�« vK� ‰U�*« p??�– w� —UL���ô« ¡UOM�√ vM�√ Íc�«Ë Warren Buffet a�—U��« d� =


‫قدر ثروته بأكثر من ‪ 50‬بليون دوالر عام ‪2013‬م‪ ،‬واجلدير بالذكر أن استثماراته‬ ‫ُت َّ‬ ‫ألي منكم أن يحذو حذوه فيشتري األسهم‬ ‫صرح بها‪ ،‬وميكن ٍّ‬ ‫جميعها معروفة‪ُ ،‬‬ ‫وم َ‬ ‫حني يشتريها هذا الرجل ويبيعها حني يبيع‪ ،‬وكتاب ‪How Buffet Does it‬‬ ‫يشرح طريقته االستثمارية‪ ،‬والكتاب مترجم من قبل مكتبة جرير‪.‬‬ ‫• كلمة أخيرة بالنسبة لألسهم‪ :‬يجب التأكد من ج��واز اقتناء بعض األسهم‬ ‫مبراجعة هيئات اإلفتاء في ذلك األمر؛ فهناك بعض احملاذير التي يجب االنتباه‬ ‫خصوصا عند االستثمار في األسهم األجنبية‪.‬‬ ‫اليها‬ ‫ً‬

‫العقار‪:‬‬

‫دائما باالستثمار في العقار كمصدر إضافي وعلى املدى البعيد يحقق‬ ‫• أنصح ً‬ ‫احلرية املالية بإذنه تعالى‪.‬‬ ‫• املعضلة الوحيدة هو رأس املال املطلوب لتمويل‬ ‫ؤمن احلريةَ املالية‬ ‫ذل��ك العقار‪ ،‬وال��ذي س��وف ُي ِّ‬ ‫ال للحصول على دخ��ل شهري يصل إل��ى ‪10‬‬ ‫فمث ً‬ ‫آالف دوالر لن يقل رأس مال العقار عن مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬وذلك مبلغ كبير‪.‬‬ ‫دائما بتعلّم ذلك االستثمار‪ ،‬وعدم االجنرار‬ ‫•‬ ‫أنصح ً‬ ‫ُ‬ ‫مِ‬ ‫وراء نصائح بعض الناس َّمن يظنون أنهم يحسنون صنعا‪.‬‬

‫‪108‬‬

‫حقوق امللكية الفكرية‪:‬‬

‫• كالعوائد من تأليف الكتب‪ ،‬أو براءات االختراع‪ ،‬أو األغاني املوسيقية ‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫سمعت من الدكتور‬ ‫أشجع على التأليف بكل جارحة في جسدي فكما‬ ‫•‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫مختصرات‬ ‫الكتب‬

‫حقائب‬ ‫تدريبية‬

‫تدريب‬ ‫مدربني على‬ ‫اإلنترنت‬

‫استشارات‬ ‫للشركات‬

‫كتب‬ ‫إلكترونية‬

‫‪DVDs‬‬

‫حقوق‬ ‫امتياز‬

‫دورات‬ ‫تدريبية‬

‫أشرطة‬ ‫سمعية‬

‫‪Podcasts‬‬

‫كتب‬

‫أدوات‬ ‫تقييم‬

‫‪109‬‬

‫كتب‬

‫‪webinars:‬‬ ‫‪recorded‬‬

‫تدريب‬ ‫مدربني‬

‫استشارات‬ ‫لألفراد‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫إن الكتاب هو ابن العالم امل َُخلَّد‪ .‬فالكتاب في الدنيا‬ ‫طارق السويدان مقولة‪َّ :‬‬ ‫دخل إضافي‪ ،‬وبعد املمات علم نافع وصدقة جارية إن شاء الله‪.‬‬ ‫كتابا تسهم به في نهضة هذه األمة‪.‬‬ ‫• ال َ‬ ‫الله إال وقد َ‬ ‫تلق َ‬ ‫ألفت ً‬ ‫• وروعة الكتاب في إمكانية حتويله إلى مصادر أخرى متعددة للدخل كما‬ ‫يظهرفي الشكل اآلتي‪:‬‬

‫يتحول إلى كتاب إلكتروني وشريط سمعي وفيديو كلب‬ ‫أن‬ ‫فالكتاب ميكن ْ‬ ‫َّ‬ ‫وي َق َّدم كدورة تدريبية واستشارات وتدريب مدربني ‪...‬إلخ‬ ‫ُ‬ ‫اختيار املوضوع‪،‬‬ ‫أحسنت‬ ‫إذا‬ ‫املالية‬ ‫احلرية‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫حت‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫دة‬ ‫تعد‬ ‫م‬ ‫مصادر‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وعملت بجهد ألن يحقق أعلى املبيعات‪ ،‬ولي دورة في كيفية‬ ‫جديدا‪،‬‬ ‫وأضفت‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مبيعا‪.‬‬ ‫تأليف كتاب يكون أكثر ً‬


∫Franchise “UO��ô« ‚uI�

110

ª…—U���« s� ŸuM�« «cN� …bA� `B�√ XM� Ô ‰UL�_« …œU�— w� w�UO� ∆œU� w� • ô≈ WI�dD�« Ác� «b���U� W�—U���« l�—UA*« w� w�U�U$ Ó‰Ë√ YO� Ô ] XII� w��«Ë WO�U*« dzU�)« s� dO�J�« b Ô �J� Ô ? Êü« wM�√ Î ?� d��√ d? ] bI� ª«—c? Æ —ôËœ ÊuOK*« bF� ] ∫wK� U� —U���ô« 5F� c�_« V�� • ∫w�ü« qJA�« dE�« ¨WKzU� m�U�� nKJ� b� WO*UF�« U�dA�« iF� qO�9


‫التجارة على اإلنترنت ‪:Internt Marketing‬‬

‫‪111‬‬

‫منوا وأقلها تكلفة وأميزها مستقبالً‪.‬‬ ‫• هي أسرع التجارات ً‬ ‫عما قريب كتاب يتناول هذا‬ ‫ولي‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫الدخول‬ ‫• وأنا أشجع على‬ ‫َّ‬ ‫ال عن شرحي لبعض استراتيجياته في دورة‬ ‫األمر‪ ،‬فض ً‬ ‫(عانق الثروات) ‪.‬‬ ‫مِ‬ ‫���ن‬ ‫• ي��ج��ب االن��ت��ب��اه إل���ى َّ‬ ‫أن أك��ث��ر م��ن ‪َّ %97‬م ْ‬ ‫يقومون باالنخراط في ذلك النوع من املشاريع‬ ‫ال يجنون ش��ي�� ًئ��ا‪ ،‬وه���ذا أم��ر م��ه��م‪ ،‬ول��ي خبرة‬ ‫البأس بها في هذا املجال‪.‬‬ ‫• تتطلب تطوير بعض املهارات جلني األرباح‪ ،‬وإال‬ ‫فإن تلك التجارة‬ ‫كنت ضمن ضحايا اإلنترنت‪ .‬ولألسف َّ‬ ‫َ‬ ‫في العالم العربي حتتاج إلى بعض التشجيع والثقة حتى تنتعش‪ ،‬فإلى اآلن ال‬ ‫الكثير على بطاقته االئتمانية من السرقات االكترونية؛ ولذلك يحجم‬ ‫ؤمن‬ ‫ُي ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الكثيرون عن الشراء مباشرة عن طريق اإلنترنت‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫العقد على محام‬ ‫عرض‬ ‫ُ‬ ‫• احلذر من بعض الشروط في العقد؛ لذا يجب أن ُي َ‬ ‫تخصص لالطالع‪ ،‬كما يجب االنتباه إلى شروط إنهاء العقد‪ ،‬وكيفية اخلروج‬ ‫ُم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫��ض��ا التأكد م��ن بنود االحتكار‬ ‫ي‬ ‫وأ‬ ‫��ل‪،‬‬ ‫م‬ ‫��ؤ‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫غير‬ ‫على‬ ‫���ور‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫ت‬ ‫���ر‬ ‫ج‬ ‫إذا‬ ‫منه‬ ‫ً‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫والتنافسية وااللتزامات الشهرية‪.‬‬ ‫• وف��ي غ��ال��ب األح��ي��ان م��ن الصعب احل��ص��ول على دخ��ل إض��اف��ي ‪Passive‬‬ ‫(م��ا يتوجب‬ ‫قمت بفتح الكثير من الفروع مِ َّ‬ ‫‪ Income‬من هذا النوع إال إذا َ‬ ‫قمت أنت باختراع نظام يصلح لبيعه في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫أموا ًال طائلة) أو َ‬


‫املتعدد املراحل‬ ‫البيع املباشر (يعرف ايضا بالتسويق‬ ‫ِّ‬ ‫‪:)Multi Level Marketing‬‬

‫‪112‬‬

‫خصوصا بعد األزمة‬ ‫• قد انتشر بصورة كبيرة‬ ‫ً‬ ‫املالية عام ‪2008‬م ‪.‬‬ ‫• تتلخص فكرته ببساطة ف��ي التخلص من‬ ‫الوسطاء التقليديني في البيع (ك ُت َجار ا ُ‬ ‫جل ْملَة‬ ‫وتجُ َ ار التجزئة بحيث يتم التواصل مباشرة بني‬ ‫أيضا ُم َر ِّو ًجا‬ ‫املصنع واملستهلك؛ فيصبح املستهلك ً‬ ‫للمنتجات وبذلك يتم توفير ‪ 60‬إلى ‪ %70‬من العمولة‬ ‫للم َروجني على أجيال متعاقبة من الشبكة‪.‬‬ ‫التي ُتدفَع للوسطاء‪ ،‬ويتم دفعها ُ‬ ‫• هي فكرة قدمية بدأت منذ أكثر من ‪ 100‬سنة‪ ،‬وهناك الكثير من الشركات‬ ‫العمالقة في هذا املجال‪ ،‬وامل ُْد َر َجة في البورصة األمريكية ولها فروع عاملية‪.‬‬ ‫• أفضل ما في هذا النوع من التجارات عدم احلاجة إلى رأس مال للدخول في‬ ‫املشاريع‪ ،‬وإمكانية التسويق في جميع دول العالم دون احلاجة إلى دفع رواتب‬ ‫للموظفني أو استئجار مكاتب ‪.‬‬ ‫أيضا بأنه اليتأثر باألزمات االقتصادية أو السياسية التي تقع‬ ‫• وميتاز هذا النوع ً‬ ‫أي بلد؛ فاملرونة التي يتسم بها هذا املشروع تسمح بفتح أسواق جديدة في‬ ‫في ِّ‬ ‫كل مكان في العالم‪ ،‬فال حدود ضيقة للتسويق‬ ‫أهم ما في هذا النوع من املشاريع إمكانية حتقيق احلرية املالية خالل سنوات‬ ‫• ّ‬ ‫عديدة تتراوح من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬سنوات ؛ وهذا األمر يجعل ذلك النوع من أفضل‬ ‫املالية‪.‬‬ ‫األنواع لالستثمار‪ ،‬والبدء في رحلة‬ ‫ّ‬ ‫احلرية ّ‬ ‫• أيضا ما مييزه تطبيق مبدا ‪ :Power of Lerage‬القوة العددية أو قوة اجلماعة‪:‬‬


‫‪ .People Power‬طاقات االخ��ري��ن‪ .‬ما مييز ه��ذا النوع من املشاريع قدرة‬ ‫االنسان على استخدام م��وارد االخرين من م��ال ووق��ت وعالقات وخبرات‬ ‫وجت��ارب وبذلك يستطيع ان يحقق احلرية املالية في زمن وجيز ‪ .‬وكما قال‬ ‫اخلبير املالي روب��رت كيوساكي ‪ :‬االنسان الثري هو من يستثمر طاقات من‬ ‫هم أذكى منه‪.‬‬

‫إن كبار مدربي الثراء ينصحون به وعلى رأسهم ‪:‬‬ ‫َّ‬

‫• توني روبنز وبوب بروكتور وجاك كانفيلد صاحب سلسلة كتاب شوربة دجاج‬

‫‪113‬‬

‫وايضا فيلسفوف االدارة جيم رون واحملفز العاملي ليز ب��راون وعمالقة مدربي‬ ‫التنمية البشرية والتنمية االدارية كبراين تريسي وتوم بيتزر وستيفن كوفي ‪.‬‬ ‫• روبرت كويوساكي ‪ Robert Kiyosaki‬املؤلف الشهير و صاحب الكتاب‬ ‫الشهير (األب الغني واألب الفقير) والذي جتاوزت مبيعاته ‪ 25‬مليون نسخة‪،‬‬ ‫كما أن ل��ه كتابني ف��ي ه��ذا ال��ن��وع م��ن املشاريع أحدهما بعنوان ‪Business‬‬ ‫‪ School‬والثاني بعنوان ‪ Business in the 21St Centurey‬أنصح بقراءتهما‬ ‫��ن يتبع ه��ذا النوع من املشاريع؛ ألن��ه يؤمن أفضل تدريب قيادي وإداري‬ ‫ملَ ْ‬ ‫باملقارنة مع غيره من املشاريع ‪.‬‬ ‫��ض��ا ‪ Donal Trump‬البليونير الشهير‬ ‫• أي ً‬ ‫والرئيس احلالي للواليات املتحدة ينصح بهذا‬ ‫النوع من املشاريع‪.‬‬ ‫• أي��ض��ا ‪ Harv Aker‬و ‪Robert Allen‬‬ ‫وغيرهم الكثير من معلمي الثراء ينصحون‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫وهو من اهم مباديء صناعة الثروات حيث يعرف ايضا باالستفادة من ‪Other‬‬


‫عد هذا النوع من‬ ‫بذلك األمر؛ حيث ميكن البدء في املشروع من البيت‪ ،‬كما ُي ُّ‬ ‫التسويق من أسرع الطرق للحرية املالية‪ ،‬وتأمني مصدر دخل إضافي‪.‬‬ ‫لكن يجب االنتباه إلى ما يلي ‪:‬‬ ‫• احل��رص على اختيار الشركة صاحبة التاريخ على أال يقل وج��وده��ا منذ‬ ‫إن الكثير من تلك الشركات قد تسقط‬ ‫تأسيسها عن ‪ 10‬سنوات‪ ،‬واحلق ُيقال َّ‬ ‫بسبب األزمات املالية التي تعصف بالعالم كل عشر سنوات؛ ولذا فاالختيار‬ ‫أهم ما في املوضوع‪.‬‬ ‫• التأكد من املنتجات‪ ،‬وأنها ذات قيمة وإضافة حقيقة للبشر‪ ،‬وتمُ ِّثل حاجة‬ ‫لدى املستهلكني‪.‬‬ ‫• التأكد من نظام التدريب؛ فما يمُ ِّيز ه��ذا النوع من الشركات عن غيرها‬ ‫التدريب القيادي املستمر وصقل املهارات اإلنسانية لدى منتسبيها؛ وهذا الذي‬ ‫��ان مهارات‬ ‫جعل ‪ Robert Kiyosaki‬يؤيدها بشدة؛ حيث يتعلم فيها اإلن��س ُ‬

‫التعامل مع الرفض‪ ،‬وتلك من أهم مهارات القائد بحسب قوله‪.‬‬ ‫القيادة وفن‬ ‫َ‬ ‫أيضا بالرجوع إلى أهل العلم لبيان الفتوى عند اختيار شركة معينة؛‬ ‫• أنصح ً‬ ‫الختالف املمارسات من شركة إلى أخرى وملسائل أخرى‪.‬‬ ‫وبذلك نكون قد َبينا ‪ 7‬مصادر للدخل اإلضافي‪ ،‬وما عليك اآلن إال أن تختار‬ ‫واحد ًة منها‪ ،‬وأوصيك ب ــ‪:‬‬

‫التركيز التركيز التركيز ‪Focus Focus‬‬

‫‪114‬‬

‫واحضر دوراتها‪،‬‬ ‫ص بها‪ ،‬وتعلّمها‪ ،‬واق��رأ عنها‪،‬‬ ‫اختر واح��د ًة منها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وتخص ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الكثير من‬ ‫تتطلب‬ ‫عملية‬ ‫منها‬ ‫أي‬ ‫في‬ ‫��روة‬ ‫ث‬ ‫فبناء‬ ‫أساتذتها؛‬ ‫يد‬ ‫على‬ ‫وتتلمذ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫متاما‪ .‬حيث تشير‬ ‫التدريب والتعليم والقراءة والتجربة‪ ،‬وهكذا إلى أن تتقنها ً‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫بعض الدراسات إلى حاجة اإلنسان إلى ‪ 10‬آالف ساعة تدريب لكي يتقن مهارة‬ ‫بطريقة احترافية‪.‬‬ ‫وحذار من االنخراط في أكثر من واحدة من تلك املشاريع السبعة‪ ،‬وخذها‬ ‫مني صريحة لن تستطيع التركيز‪ ،‬بل سوف ُتصاب بالتشتت‪ ،‬وهذا والله ما‬ ‫تعلمت الدرس‪.‬‬ ‫أصابني في بادئ أمري‪ ،‬واآلن‬ ‫ُ‬

‫‪115‬‬


‫السـر التاسع‪:‬‬

‫‪116‬‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪117‬‬

‫‪09‬‬

‫العطاء‬

‫‪09‬‬


‫إن الهدف األسمى من جمع امل��ال وال��ث��راء هو العطاء؛ فهو سبيل إل��ى ا ِ‬ ‫جل َنان‬ ‫َّ‬ ‫فر ْو َعة احلياة بروعة العطاء‪ ،‬والسعادة في العطاء (لي‬ ‫ومرضاة للخالق املَ َّنان‪َ ،‬‬ ‫كتاب بعنوان ‪ :‬روعة احلياة بروعة العطاء)‬ ‫اِعقد النية اآلن على أنه إذا أسبغ عليك اخلالق بالثراء أن يكون ديدنك العطاء‪.‬‬ ‫إنه ِس ٌّر من أسرار السعادة ‪ِ ،‬س ٌّر من أسرار النجاح ‪ ،‬غَ َف َل عنه الكثيرون‪ .‬فما‬ ‫��ان حيا َته ي ِ‬ ‫عطي دون تو ّقع املقابل‪ .‬ما أحلى أن يعيش‬ ‫أحلى أن يعيش اإلن��س ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان حياته يساعد اآلخرين‪ ،‬ويأخذ بأيديهم‪ ،‬ويحنو على فقيرهم ‪ ،‬وميسح‬ ‫دمعة مسكينهم‪ ،‬ويفك الدين عن املتعسرين‪ ،‬ويجمع شمل أسر شتتها الفقر‪،‬‬ ‫ويرفع لله بيتاً‪ ،‬ويحفر لظمآن بئرًا‪ ،‬وييسر لطالب علم علمًا‪ ...‬ولنا في رسول‬ ‫أبدا عليه الصالة والسالم‪:‬‬ ‫الله ﷺ أفضل قدوة‪ ،‬كان ال يقول (ال) ً‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َط َف َقالَ لاَ »‪.‬‬ ‫«ما ُسئِ َل ال َّنب ُّي ﷺ َع ْن َش ْيء ق ُّ‬ ‫فعن َجابِر َر ِضي ال َّل ُه َع ْن ُه قال ‪َ :‬‬

‫ما قال (ال) قط إال في تشهده‪ :: ‬لوال التشهد كانت الؤه نعم‬

‫كان عليه الصالة والسالم أجود الناس ‪:‬‬

‫‪118‬‬

‫وفي الوصف الطويل َلعلِي ْب ِن َأبِي طَ ال ِ ٍ‬ ‫ني َأ ْج َ��و ُد‬ ‫«و ُه َ��و َخ مَ ُ‬ ‫��ات ال َّنبِ ِّي َ‬ ‫ب للنبي ﷺ‪َ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫اس َك َّفا َو َأ ْش َر ُح ُه ْم َص ْد ًرا َو َأ ْص َدقُ ال َّن ِ‬ ‫ال َّن ِ‬ ‫اس ل َْه َجةً َو َأل َْي ُن ُه ْم َع ِر َ‬ ‫يكةً َو َأ ْك َر ُم ُه ْم ِع ْش َر ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يهةً َه َاب ُه َو َم ْن َخالَطَ ُه َم ْع ِرفَةً َأ َح َّب ُه َي ُقولُ َناع ُت ُه ل َْم َأ َر ق َْب َل ُه َولاَ َب ْع َد ُه م ْث َل ُه»‪.‬‬ ‫َم ْن َر ُآه َبد َ‬ ‫كان عليه الصالة والسالم ُينفق إنفاق من ال يخشى الفقر ‪:‬‬ ‫أنس َع ْن َأبِ ِ‬ ‫وسى ْب ِن ٍ‬ ‫يه قَالَ َما ُسئِ َل َر ُسولُ الل َِّه َصلَّى ال َّل ُه َعل َْي ِه َو َسل َ​َّم َعلَى‬ ‫َ‬ ‫«وع ْن ُم َ‬ ‫الإْ ِ ْسلاَ ِم َش ْي ًئا إِلاَّ َأ ْعطَ ُاه قَالَ ف َ​َج َاء ُه َر ُج ٌل ف َ​َأ ْعطَ ُاه غَ َن ًما َبينْ َ َج َب َلينْ ِ ف َ​َر َج َع إلى ق َْو ِم ِه‬ ‫َف َقالَ َيا ق َْو ِم َأ ْسلِ ُموا فَإن ُم َح َّم ًدا ُي ْع ِطي َعطَ ًاء لاَ َي ْخ َشى الْ َفاقَةَ »‪.‬‬


‫تطبع أه ُ��ل بيته ﷺ بتلك الصفات فتلك عائشة الصديقة بنت الصديق‬ ‫وق��د ّ‬ ‫تتصدق وتنفق إنفاق َم ْن ال يخشى الفقر ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ففي جامع الترمذي بسند صحيح أنه ﷺ قال لـعائشة وقد ذبح شاة‪« :‬أبقي من‬

‫‪119‬‬

‫الشاة شيئاً؟ قالت‪ :‬يا رسول الله! تصدقنا بها إال ذراعها ‪-‬وفي لفظ‪ :‬ذهبت إال‬ ‫ذراعها‪ -‬فقال عليه الصالة والسالم‪ :‬بقيت ‪-‬والله‪ -‬إال ذراعها»‬ ‫حث عليه الصالة والسالم على اتباع هديه في العطاء‪.‬‬ ‫فهذا َه ْديه ﷺ‪ ،‬وقد ّ‬ ‫وفي الصحيحني عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال‪ :‬قال رسول الله ﷺ‪:‬‬ ‫عبد بعدل مترة من كسب طيب ‪-‬وال يقبل الله إال طيباً‪ -‬إال تقبلها‬ ‫«ما تصدق ٌ‬ ‫الله بيمينه فرباها ألحدكم كما يربي أحدكم فلوه حتى تصبح كاجلبل العظيم»‬ ‫نفق أُنفق عليك»‬ ‫وصح عنه ﷺ أنه قال‪« :‬يقول الله تبارك وتعإلى‪ :‬يا بن آدم! َأ ْ‬ ‫َّ‬ ‫وفي حديث عدي بن حامت‪« :‬ما منكم من ٍ‬ ‫أحد إال سيكلمه ربه يوم القيامة‬ ‫ليس بينه وبينه ترجمان‪ ،‬فينظر أمين منه فال يرى إال ما قدم‪ ،‬وينظر أشأم منه‬ ‫فال يرى إال ما قدم‪ ،‬وينظر تلقاء وجهه فال يرى إال النار‪ ،‬فاتقوا النار ولو بشق‬ ‫مترة» وفي رواية‪«:‬فمن لم يجد فبكلمة طيبة»‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫ال قط ‪:‬‬ ‫يرد سائ ً‬ ‫كان عليه الصالة والسالم ال ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ون َما‬ ‫«وعن َس ْه َل ْب َن َس ْع ٍد َر ِضي ال َّل ُه َع ْن ُه قَالَ ‪َ :‬ج َاءت ْام َ��ر َأ ٌة بِ ُب ْر َدة قَالَ ‪َ :‬أ َت ْ��د ُر َ‬ ‫الشم َل ُة م ْنسوج ِفي ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫َت‪َ :‬يا َر ُسولَ الل َِّه إني‬ ‫ال ُْب ْر َد ُة‪ ،‬ف َِق َ‬ ‫اش َيتِ َها‪ ،‬قَال ْ‬ ‫َ‬ ‫يل َل ُه‪َ :‬ن َع ْم‪ .‬ه َي َّ ْ َ ُ ٌ‬ ‫ت َه ِذ ِه بِ َي ِدي َأ ْك ُس َ‬ ‫إنها‬ ‫َن َس ْج ُ‬ ‫اجا إِل َْي َها ف َ​َخ َر َج إِل َْي َنا َو َ‬ ‫وك َها‪ ،‬ف َ​َأ َخذَ َها ال َّنبِ ُّي ﷺ ُم ْح َت ً‬ ‫ار ُه‪َ ،‬ف َقالَ َر ُج ٌل ِم َن الْ َق ْو ِم َيا َر ُسولَ الل َِّه ْ‬ ‫َس ال َّنبِي ﷺ‬ ‫اك ُسنِ َ‬ ‫إِ َز ُ‬ ‫يها َف َقالَ ‪َ :‬ن َع ْم‪ .‬ف َ​َجل َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِفي المْ َْجل ِ‬ ‫اها ث َُّم َأ ْر َس َل بِ َها إِل َْيه‪َ ،‬ف َقالَ َل ُه الْ َق ْو ُم‪َ :‬ما َأ ْح َس ْن َت َسألْ َت َها‬ ‫س ث َُّم َر َج َع فَطَ َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َك َفنِي َي ْو َم‬ ‫الر ُج ُل َوالل َِّه َما َس َألْ ُت ُه إِلاَّ ل ِ َت ُك َ‬ ‫إِ َّي ُاه َل َق ْد َعل ْم َت أن ُه لاَ َي ُر ُّد َسائلاً َف َقالَ َّ‬ ‫انت َك َف َن ُه» رواه البخاري‪.‬‬ ‫َأ ُم ُ‬ ‫وت قَالَ َس ْه ٌل ف َ​َك ْ‬


‫وصح عنه ﷺ أنه قال‪« :‬كل ٍ‬ ‫أحد يوم القيامة في ظل صدقته حتى يقضى بني‬ ‫َّ‬ ‫الناس‪ ،‬فمنهم من يأتي وصدقته كاجلبل‪ ،‬ومنهم من يأتي وصدقته كالشجرة‬ ‫العظيمة‪ ،‬ومنهم من يأتي وصدقته كالكف على رأسه»‪.‬‬ ‫طمعا فيما عند الله ال عند البشر ‪...‬‬ ‫العطاء ‪ً ...‬‬ ‫طلبا لرضا اخلالق ال رضا املخلوق ‪...‬‬ ‫العطاء ‪ً ...‬‬ ‫أحب اخللق إلى الله أهل العطاء ‪...‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َج َاء إلى َر ُسول اللَّه ﷺ‪َ ،‬ف َقالَ ‪:‬‬ ‫عن‪ ‬عبدالله بن عمر‪ ‬رضي الله عنهما أن َر ُج ً‬ ‫اس َأ َح ُّب إلى الل َِّه ؟ َو َأ ُّي ا َأل ْع َم ِ‬ ‫َيا َر ُسولَ الل َِّه ‪َ ،‬أ ُّي ال َّن ِ‬ ‫ال َأ َح ُّب إلى الل َِّه َع َّز َو َج َّل؟‬ ‫اس ‪َ ،‬و َأ َح ُّب ا َأل ْع َم ِ‬ ‫اس إلى الل َِّه أن َف ُع ُه ْم لِل َّن ِ‬ ‫َف َقالَ َر ُسولُ الل َِّه ﷺ‪َ « :‬أ َح ُّب ال َّن ِ‬ ‫ال إلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعا ‪َ ،‬أ ْو‬ ‫ور ُت ْد ِخ ُل ُه َعلَى ُم ْسلِ ٍم ‪َ ،‬أ ْو َت ْكش ُ‬ ‫ف َع ْن ُه ُك ْر َبةً ‪َ ،‬أ ْو َتطْ ُر ُد َع ْن ُه ُج ً‬ ‫اللَّه ُس ُر ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِفي‬ ‫اج ٍة ‪َ ،‬أ َح ُّب إِل ََّي ِم ْن أن َأ ْع َت ِك َ‬ ‫َت ْق ِضي َع ْن ُه َد ْي ًنا ‪َ ،‬وألن َأ ْمش َي َم َع َأخٍ لي في َح َ‬ ‫ف غَ َض َب ُه َس َت َر ال َّل ُه َع ْو َر َت ُه ‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫َهذَ ا المْ َْس ِج ِد َي ْعنِي َم ْس ِج َد المْ َِدي َن ِة َش ْه ًرا ‪َ ،‬و َم ْن َك َّ‬ ‫َك َت َم غَ ْيظَ ُه ‪َ ،‬ول َْو َش َاء أن يمُ ْ ِض َي ُه َأ ْم َض ُاه ‪َ ،‬م َ‬ ‫أل ال َّل ُه َقل َْب ُه َي ْو َم ال ِْق َي َام ِة ِر ًضا ‪َ ،‬و َم ْن َم َشى‬ ‫يه ِفي ح ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مع َأ ِخ ِ‬ ‫ام»‪. ‬‬ ‫اجة َح َّتى ُي ْثبِ َت َها ‪َ ،‬أث َْب َت ال َّل ُه ق َ​َد َم ْيه َي ْو َم َت ُزولُ ا َأل ْق َد ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬

‫اس إلى الل َِّه أن َف ُع ُه ْم لِل َّن ِ‬ ‫َأ َح ُّب ال َّن ِ‬ ‫اس‬

‫‪120‬‬

‫ال تزهدوا في هذا اللقب فهو من أحلى األلقاب ‪ .‬ليكن شعاركم ذلك اللقب‪،‬‬ ‫همكم نفع الناس‪ ،‬وليكن ديدنكم مساعدة اآلخرين‪ :‬وال تغفلوا عن‬ ‫وليكن ّ‬ ‫اجلائرة الكبرى ‪ ،‬الفردوس األعلى‪ ،‬في مقعد صدق عند مليك مقتدر‬ ‫ِ‬ ‫اطبع مصحف ًا ‪...‬ك ِّ��و ْن وق ًفا مبليون دوالر ال بل‬ ‫احفر بئر ًا ‪...‬‬ ‫ابن مسجد ًا‪...‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫مبليار يستمر أبد الدهر بإذنه تعالى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫س مدرسة لتحفيظ القرآن ‪...‬‬ ‫أنش ْئ صندوقًا‬ ‫ًّ‬ ‫خيريا ‪ِّ ...‬‬ ‫أس ْ‬


‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫‪، ‬ع ْن َر ُس ِ‬ ‫ات ْاب ُن َآد َم أن َقطَ َع َع َم ُل ُه إِال ِم ْن‬ ‫ول الل َِّه ﷺ‪ ،‬قَالَ ‪ « :‬إِذَا َم َ‬ ‫َع ْن‪َ ‬أبِي ُه َر ْي َر َة َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ٍ‬ ‫َالث ‪ِ :‬م ْن َص َدقَة َجا ِر َية ‪َ ،‬أ ْو ع ْل ٍم ُي ْن َت َف ُع بِه ‪َ ،‬أ ْو َولَد َصال ٍح َي ْد ُعو َل ُه‪.» ‬‬ ‫اطبع مصح ًفا ال بل ماليني املصاحف‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫مصنعا ينتشل الفقراء من‬ ‫ابن‬ ‫‪،‬‬ ‫ﷺ‬ ‫رسوله‬ ‫وعن‬ ‫اإلسالم‪،‬‬ ‫عن‬ ‫للدفاع‬ ‫ا‬ ‫موقع‬ ‫َم ِّولْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فقرهم أو بنكا للفقراء‪.‬‬ ‫س إذاعةً أو قناة تلفزيونية لنشر العلم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أس ْ‬ ‫ولنا في الدكتور عبدالرحمن السميط أعظم القدوات في العمل اخليري وفي‬ ‫العطاء‪ ،‬وقد أفنى حياته في ذلك األمر‪ ،‬وملا ُتوفي بعد ‪ 29‬سنة من الدعوة كانت‬ ‫النتيجة هي اآلتي‪:‬‬

‫‪121‬‬


‫نتم‬ ‫َم ْن منكم ُيعاهدني اآلن إذا أغدق ُّ‬ ‫رب العاملني (إن شاء) علينا باألموال أن ّ‬ ‫اآلتي‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫• بناء ما يقرب من ‪ 5700‬مسجد‪ ،‬ورعاية ‪ 15000‬يتيم‪ ،‬وحفر حوالي ‪9500‬‬ ‫بئر ارتوازية في أفريقيا‪.‬‬ ‫• إنشاء ‪ 860‬مدرسة‪ ،‬و ‪ 4‬جامعات‪ ،‬و‪ 204‬مركز إسالمي‪.‬‬ ‫• أسلم على يده أكثر من ‪ 11‬مليون شخص في أفريقيا الله أكبر ‪ ...‬‬ ‫• ‪ 11‬مليون شخص إن شاء الله في صحيفته يوم القيامة ‪...‬‬ ‫• رسالة جميلة‪ِ ،‬‬ ‫أن نحققها إن شاء الله‪.‬‬ ‫وه َّمة عالية ميكن ْ‬ ‫فتح الل ُه‬ ‫• اعقد النيةَ والعزم‪،‬‬ ‫واكتب قائمةً باملشاريع التي سوف تقوم بها إذا َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عليك من بركاته‪ ،‬واِ ْح َتس ِ‬ ‫ستمتع بالرحلة ‪.‬‬ ‫األجر وا‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪122‬‬



‫السـر العاشر‪:‬‬


‫حس ِن‬ ‫ام بِال ّت ُّ‬ ‫االلتزام ال ّت ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وال ّتطو ِر المستمر‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬


‫التحسن املستمر‬ ‫ُّ‬

‫‪126‬‬

‫مبدأ بسيط ذو تأثير عظيم‪.‬‬ ‫��وات بسيطةٌ ي��وم ًّ��ي��ا ف��ي امل��س��ار الصحيح‬ ‫خ��ط ٌ‬ ‫ثمارها على املدى البعيد‪.‬‬ ‫ُتؤتي َ‬ ‫أيِ ج��ان��ب م��ن جوانب‬ ‫خ��ط ٌ‬ ‫��وات بسيطةٌ ف��ي ّ‬ ‫يوميا تصير إل��ى جناحات عظيمة إن شاء‬ ‫احلياة‬ ‫ًّ‬ ‫الله‪.‬‬ ‫أتدرون ما مشكلة معظم البشر بالنسبة للثراء ؟!‬ ‫دون بذل اجلهد‪.‬‬ ‫الكثيرون يريدون الثراء َ‬ ‫الكثيرون يريدون حتقيق النجاح بني عشية وضحاها دون دفع الثمن‪.‬‬ ‫الكثيرون يريدون حتقيق الثراء بخطوة واحدة‪.‬‬ ‫كالذي يريد أن يتخ َلّص من وزن��ه الزائد ‪ ،‬ذل��ك ال��وزن ال��ذي اكتسبه خالل‬ ‫سنوات طويلة‪ ،‬ثم ما يلبث أن يلجأ إلى عمليات شفط الدهون أو ما شاكلها؛‬ ‫للتخلص منه بني ليلة وضحاها‪.‬‬ ‫أو كالذي يريد أن ِّ‬ ‫ويعتقد‬ ‫‪،‬‬ ‫املالي‬ ‫النجاح‬ ‫يحقق‬ ‫أن سبيله الوحيد إلى ذلك‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫هو ربح اليانصيب أو املشاركة في برامج ربح املليون‪ ،‬أو ربح بيت العمر‪،‬‬ ‫الوحيد للماليني‬ ‫الرابح‬ ‫ولألسف يشارك املاليني في تلك البرامج ‪ ،‬بينما يكون‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيها هم أصحاب تلك البرامج القائمون عليها‪.‬‬ ‫إن الكثير من أبناء الطبقة الوسطى غارقون في تلك األح�لام‪ ،‬أح�لام الثراء‬ ‫َّ‬ ‫السريع‪ ،‬ولو أدرك��وا أن الطريق إلى الثراء يبدأ خطوة خطوة‪ ،‬مع التحسن‬ ‫املستمر؛ ألراح أولئك النفر أنفسهم ‪.‬‬ ‫إن ال��دراس��ات تشير إل��ى أن الفائزين باليانصيب ف��ي ال��والي��ات املتحدة‬ ‫ب��ل َّ‬


‫أن ‪:‬‬ ‫ففي دراسة تبني َّ‬ ‫• ‪ %86‬من األثرياء يؤمنون بالتحسن املستمر‪ ،‬ومداومة التعلّم ‪ ،‬وتنمية الذات‬ ‫مقابل حوالي ‪ %5‬فقط من الفقراء‪.‬‬ ‫خذها حكمة مني‪:‬‬

‫لن ينمو دخلك إال بقدر ما تنمو ذاتك‬

‫ِ‬ ‫بالتحسن املستمر‪.‬‬ ‫والتزم‬ ‫التوقعات‪،‬‬ ‫جتاوز‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬

‫‪127‬‬

‫األثرياء يؤمنون بالتحسن املستمر َّأما الفقراء فال‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫األمريكية (والذي تصل جوائزه في بعض األحيان إلى مئات املاليني) ما يلبثون‬ ‫خالل أقل من خمس سنوات أن ي ِّ‬ ‫بددوا‬ ‫إن الدراسات‬ ‫جميع تلك الثروات‪ .‬بل َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بأن أولئك تتضاعف نسب إفالسهم ثالث مرات مقارنة َمب ْن لم يفز بذلك‬ ‫تثبت َّ‬ ‫أيضا دراسات أُجريت عن العبي كرة السلة االمريكية‬ ‫تشير‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫اليانصيب‬ ‫ً‬ ‫إلى أن حوالي ‪ %86‬من الالعبني املعتزلني للعب‪ ،‬والذين تصل ثرواتهم إلى‬ ‫متاما بعد تقاعدهم من اللعب بثالث سنوات‪.‬‬ ‫املاليني ما يلبثوا ْ‬ ‫أن يفلسوا ً‬ ‫ف َ​َج ْم ُع الثروات يتطلب بعض املهارة‪ ،‬واملهارة ميكن تعلّمها‪ ،‬ولكنها حتتاج‬ ‫يتم إتقانها؛ فإن احلياة لن تعود كسابق عهدها‪ ،‬والذي‬ ‫إلى صبر َ‬ ‫وجلَد‪ ،‬وما أن َّ‬ ‫التحسن املستمر سبيل إلى ذلك األمر‪.‬‬ ‫أستطيع إخباركم به اآلن أن‬ ‫ّ‬


‫يوما عن‬ ‫ال‬ ‫يوما عن القراءة واالطالع‪،‬‬ ‫التحسن املستمر‪ ،‬ال‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫تتوقف ً‬ ‫تتوقف ً‬ ‫ُّ‬ ‫دائما على متابعة ِّ‬ ‫واظب على حضور الدورات التدريبية‪،‬‬ ‫كل جديد‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫احرص ً‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫طَ‬ ‫نفسك‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫��‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫من‬ ‫أفضل‬ ‫ا‬ ‫��د‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫��س‪،‬‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫من‬ ‫أفضل‬ ‫اليوم‬ ‫ك‪:‬‬ ‫شعار‬ ‫وليكن‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫اجلديد كل يوم‪.‬‬ ‫باستمرار‪ ،‬طَ ِّو ْر مهاراتك ‪َ ،‬ح ِّس ْن من مستوى أدائك ‪ ،‬تع َلّم‬ ‫َ‬ ‫أيضا‪:‬‬ ‫ليكن‬ ‫شعارك ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫«أطلب العلم من املهد إلى اللحد»‬

‫أن‬ ‫هذا املبدأ وحده ٌ‬ ‫بأن يصل بك إلى أعلى املناصب إن شاء الله ‪ ،‬ويؤسفني ْ‬ ‫كفيل ْ‬ ‫الكثير يتوقف عن القراءة والتحصيل العلمي بعد انتهاء دراسته املدرسية أو‬ ‫أجد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كليا على مؤسسته أو شركته في ابتعاثه‬ ‫ا‬ ‫اعتماد‬ ‫يعتمد‬ ‫ثم‬ ‫مهاراته‬ ‫د‬ ‫فيجم‬ ‫اجلامعية؛‬ ‫ّ‬ ‫ً ًّ‬ ‫للدورات التدريبية‪ ،‬وهذا ليس شأن الناجحني؛ فالناجحون ال ينتظرون ابتعاثًا أو‬ ‫صدقةً من أحد‪ ،‬بل على العكس فهم يبادرون إلى طلب العلم من تلقاء أنفسهم؛‬ ‫وذلك ألنهم يبحثون عن احلكمة في كل وقت؛ ويؤمنون‬ ‫بالتحسن املستمر‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫‪128‬‬


‫الزم األثرياء‬

‫األث��ري��اء يختلطون ب��األث��ري��اء‪َّ ،‬أم���ا الفقراء‬ ‫فيختلطون بالفقراء‪ ،‬ومن أهم أسرار الثراء‬ ‫ال��ب��ي��ئ��ة احمل��ي��ط��ة ؛ ف��اح��رص ع��ل��ى مخالطة‬ ‫الناجحني واألثرياء تكن منهم‪.‬‬ ‫أنبه هنا إلى مبدأ أو قانون ُي َس َّمى بقانون‬ ‫ُّ‬ ‫وأود أن ّ‬ ‫اخلمسة‪.‬‬

‫دخلك الشهري هو معدل دخل اخلمسة املقربني لك ‪...‬‬

‫‪129‬‬

‫دورات ال���ث���راء واحل���ري���ة امل��ال��ي��ة وال��ن��ج��اح‬ ‫والتنمية ال��ب��ش��ري��ة والتحفيز ال��ذات��ي هي‬ ‫���ود ال��رح��ل��ة‪ ،‬وم��ح ِّ��ف ٌ��ز على الصبر على‬ ‫وق ُ‬ ‫مشاقها‪ ،‬ول��م أر من الناجحني َم��ن ال يستثمر‬ ‫ع��ل��ى األق����ل ‪ 3‬إل���ى ‪ %10‬م��ن دخ��ل��ه ال��ش��ه��ري في‬ ‫والتعرف إلى األثرياء الناجحني‪،‬‬ ‫حضور تلك البرامج؛ حيث الطاقة اإليجابية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أيضا التواصل معهم الح ًقا ومرافقتهم ‪.‬‬ ‫واالستفادة من قصصهم‪ ،‬بل وميكن ً‬ ‫تتعذر‬ ‫واحرص على عدم االنقطاع عن تلك الدورات‪ ،‬وال‬ ‫استثمر ذلك املبلغ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫بكثرة املشاغل‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫احرص على حضور الدورات‬ ‫ْ‬ ‫التدريبية‬


‫َّ‬ ‫ال ‪ ...‬أليس ذلك‬ ‫فإن معظمنا لم يختر أولئك‬ ‫تفك ْر في ذلك قلي ً‬ ‫صحيحا ؟ ولألسف َّ‬ ‫ً‬ ‫اخلمسة بطريقة واعية ‪ ،‬معظمنا اختارهم إما من املدرسة أو اجلامعة أو العمل‪.‬‬

‫لم نخترهم بعناية‪ ،‬ولم ندرك أثرهم العظيم على حياتنا إال بعد فوات األوان‪،‬‬ ‫فأنت نتاج بيئتك‪ ،‬ولو ّ‬ ‫الشهري قريب ج ًّ��دا من‬ ‫تفكرت للحظة فإن دخلك‬ ‫ّ‬ ‫أيضا قريب من وزنهم‪ ،‬ولكن الطامة الكبرى هي أنكم‬ ‫دخلهم‪ ،‬بل ورمبا وزنك ً‬ ‫تتشاركون نفس األفكار‪ ،‬وتتحدثون نفس األحاديث أبد الدهر؛ فكيف بالله‬ ‫ثريا وأنت تختلط بغير األثرياء‪ ،‬وحديثك غير حديثهم‪ ،‬وأفكارك‬ ‫عليك تصبح ًّ‬ ‫غير أفكارهم !!‬ ‫أن ِّ‬ ‫تقرر االنفصال عن السلبيني‬ ‫إذا‬ ‫أردت أن تلتحق بالناجحني فقد آن األوان ْ‬ ‫َ‬ ‫وأن تلحق بِ َر ْك ِ‬ ‫ب األثرياء والناجحني‪.‬‬

‫ابحث عن خليل‬ ‫ْ‬

‫ابحث عن الناصر واملعني في تلك الرحلة؛ فرحلة احلرية املالية قد تكون شاقة‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫فر منهم فرارك‬ ‫وموحشة وحتتاج إلى صديق ُم ْؤنس‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وابتعد عن السلبيني بل ّ‬ ‫من األسد؛ فهم سارقو األحالم ‪ ،‬محطمو اآلمال ‪ ،‬ال َه َّم لهم إال االستهزاء ونقد‬ ‫اآلخرين‪ .‬وعليك مبصاحبة الناجحني فالصاحب س ِ‬ ‫اح ٌب‪ ،‬واملرء على دين خليله‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫مالزما ليكون رفيقك في تلك‬ ‫وصاحبا‬ ‫وعليك أن تصطفي من الناس خليالً‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يشد من أزرك‪ ،‬ويقوي من عزميتك‪.‬‬ ‫الرحلة؛ ُّ‬

‫‪130‬‬

‫ولنا في موسى عليه السالم األسوة احلسنة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫��ن َأ ْه���لِ‬ ‫َ‬ ‫���د ْد بِ ِه‬ ‫اش‬ ‫����ي(‪)30‬‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫ون‬ ‫���ار‬ ‫���ي(‪)29‬ه‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫اج َ��ع��ل لِّ��ي َو ِزي���ر ًا ِّم ْ‬ ‫ق��ال تعإلى‪َ :‬‬ ‫«و ْ‬ ‫(‪)33‬و َنذْ ُك َركَ َكثِير ًا‬ ‫َأ ْز ِري(‪َ )31‬و َأ ْش ِر ْك ُه ِفي َأ ْم ِ��ري(‪َ )32‬ك ْي ُن َس ّبِ َح َك َكثِير ًا‬ ‫َ‬ ‫(‪( »)34‬طه)‪.‬‬


‫ابحث عن أستاذ وتتلمذ على يديه‬ ‫ْ‬

‫القراءة القراءة‬

‫ِ‬ ‫������رأْ)؛ ولكننا ل�لأس��ف ال ن��ق��رأ ‪،‬‬ ‫إن��ن��ا أم��ة (ا ْق َ‬ ‫نصيحتي على درب الثراء ‪ :‬ليكن الكتاب‬ ‫رف��ي��ق درب����ك ‪ ،‬اق����رأ ع��ن ح��ي��اة الناجحني‬ ‫واألث��ري��اء وتعلّم منهم ‪ ،‬واع��ل ْ��م أن ق��راءة‬

‫‪131‬‬

‫عرفت قيم َتها الح ًقا‪ ،‬وقد كلفني‬ ‫نصيحةٌ ذهبيةٌ لم أفهمها بادئ طريقي؛ ولكني‬ ‫ُ‬ ‫ذلك خسارة نصف مليون دوالر كان ميكن تالفيها ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫إن‬ ‫قدوة لك تتلمذ على يديه ألمر من األهمية مبكان؛ حيث يقدم لك‬ ‫البحث عن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫واجلهد واملالَ ‪،‬‬ ‫الوقت‬ ‫عليك‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ويو‬ ‫الصحيح‪،‬‬ ‫الطريق‬ ‫على‬ ‫ويدلك‬ ‫‪،‬‬ ‫خبراته‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الكثير من مواقف اإلخفاق والفشل‪.‬‬ ‫ويجنبك‬ ‫َ‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫تتعجل في اختياره؛ فهذا اخلليل يجب أن تتوفر فيه‬ ‫اختر هذا اخلليل بعناية ‪ ،‬وال‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫خاصة ال تتو ّفر في غيره‪ ،‬من أهمها ‪:‬‬ ‫شروط‬ ‫ّ‬ ‫• اإلميان بقدراتك‪ ،‬وتشجيعك املستمر‪.‬‬ ‫• النظرة اإليجابية للحياة‪.‬‬ ‫• إخالص النصح لك‪ ،‬ومعاتبتك إن تقاعست عن حتقيق أحالمك‪.‬‬ ‫ني" القصص ‪26 :‬‬ ‫اس َت ْأ َج ْر َت الْ َق ِو ُّي الأْ َ ِم ُ‬ ‫قوي ٌ‬ ‫• ٌّ‬ ‫أمني "إن َخ ْي َر َم ِن ْ‬ ‫أي على خلق‪ ،‬ودين‪ ،‬ودراية‪ ،‬واحترافية‪ ،‬وإتقان لعمله ‪.‬‬


‫التزم بخطة بحيث تقرأ على األقل‬ ‫مسار حياتك ‪.‬‬ ‫كتاب واحد ميكن أن يغ ّيِر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫كتابا كل أسبوع‪ِّ ،‬‬ ‫جر ْب هذا األمر ملدة‬ ‫كتابا كل شهر‪ ،‬ومن ثم حاول أن تقرأ ً‬ ‫ً‬ ‫سنة‪َّ ،‬‬ ‫وتأكد أن حياتك لن تعود كالسابق أبدا‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫احملفزة على طريق النجاح‪.‬‬ ‫إن تلك الكتب من أهم األمور‬

‫األث��ري��اء يقرؤون والفقراء وأصحاب الطبقة الوسطى الي��ق��رؤون‪ ،‬وه��ذا ما‬ ‫تؤكده الدراسة التالية‪:‬‬ ‫• ‪ %86‬من األثرياء يقرؤون في مقابل ‪ %26‬فقط من أصحاب الطبقة الوسطى‪.‬‬ ‫يوميا في مقابل حوالي‬ ‫• ‪ %88‬من األثرياء يقرؤون على األقل نصف ساعة‬ ‫ًّ‬ ‫‪ %2‬فقط من الفقراء‪.‬‬ ‫• ‪ %63‬من األثرياء يستمعون لألشرطة السمعية أثناء ترحالهم في مقابل ‪%5‬‬ ‫من الفقراء‪.‬‬ ‫والسؤال لك ‪:‬‬ ‫حضرت ندو ًة‪ ،‬أو‬ ‫سمعت شريطً ا‪ ،‬أو‬ ‫كتابا‪ ،‬أو‬ ‫متى كانت آخر مرة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قرأت فيها ً‬ ‫اشتركت في ٍ‬ ‫ناد للقراءة ؟‬ ‫َ‬ ‫تتغير بلمح البصر‪ ،‬وتلتحق بركب األثرياء؛ فالقادة‬ ‫ابدأ تلك العادات‪ ،‬وسوف َّ‬ ‫ق َُّر ٌاء َن ِه ُمون‪.‬‬

‫‪132‬‬


‫‪133‬‬

‫ِ‬ ‫بقراءة كتب روبرت كيوساكي ‪ Robert Kiyosaki‬مثل كتاب ‪ :‬األب‬ ‫أنصح‬ ‫‬‫ُ‬ ‫الغني واألب الفقير ورباعي التدفق النقدي‪.‬‬ ‫ كما أنصح أيضا بقراءة كتب ‪ Donald Trump‬والكثير منهما مترجمة‪.‬‬‫ وأيضا كتاب ‪ :‬نابليون هيل الرائع ّ‬‫(فكر وازدد ثراء) امل َُؤ َلّف في عام ‪1937‬م‪،‬‬ ‫جل ِ‬ ‫رئيسيا َ‬ ‫مفتاحا للثراء‪.‬‬ ‫امعي الثروات‪ ،‬حيث يشرح ‪13‬‬ ‫مرجعا‬ ‫والذي ُيعتبر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫أنصح بكتب ‪ Tony Robbins‬عن التنمية البشرية‪ ،‬وكتابه األخير عن‬ ‫أيضا‬ ‫ ً‬‫ُ‬ ‫املال‪ ،‬وأيضا كتاب (أسرار عقل املليونير) لهارف إيكر‪.‬‬ ‫أيضا بقراءة كتابي (عانق النجاح)؛ فهو يحمل الكثير من مفاتيح‬ ‫كما‬ ‫أنصح ً‬ ‫ُ‬ ‫النجاح‪ ،‬وال��ذي أعتقد أنه توأم لكتاب هارف إيكر (أس��رار عقل املليونير)‪،‬‬ ‫أيضا بقراءة كتابي اآلخر (احلياة أحلى بال توتر)؛ حتى تتعلم كيف‬ ‫كما أنصح ً‬ ‫تتغلب على التوترات والضغوط التي قد تعتريك أثناء بعض األزمات املالية أو‬ ‫احملن والتحديات‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قريبا من‬ ‫َّ‬ ‫إن األم��ور تتغير باستمرار في عالم الثراء‪ ،‬واألزم��ات َّ‬ ‫تتعدد‪ ،‬فك ْن ً‬ ‫وأيضا داوم على حضور‬ ‫األحداث‪،‬‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫قريب‬ ‫تكون‬ ‫كي‬ ‫والناجحني؛‬ ‫األثرياء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والتحسن املستمر‬ ‫ّم‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫على‬ ‫نفسك‬ ‫وعاهد‬ ‫الندوات؛ فهي تخبرك بكل جديد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إلى آخر حلظة في حياتك‪.‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫أنصح بها ‪:‬‬ ‫كتب‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬


‫اخلامتة‬

‫طريق الثراء واحلرية املالية تتخلله الكثير من العقبات واألمور املتغيرة وبعض‬ ‫ُ‬ ‫األزم��ات املالية وتقلبات األس��واق العاملية ‪ ...‬األم��ور الكثيرة اخلارجة عن‬ ‫والتحسن‬ ‫سرا ‪ ...‬بعد توفيق الله ‪ ،‬عليكم بالتعلّم‬ ‫السيطرة‪ ،‬ودعوني أخبركم ً‬ ‫ّ‬ ‫صعودا في‬ ‫التحسن والتعلّم املستمر هو السر األوحد في االستمرار‬ ‫املستمر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ذلك الطريق وفي تلك الرحلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التحسن والتطور‬ ‫على‬ ‫واحرص‬ ‫‪،‬‬ ‫بأول‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫ك‬ ‫مسار‬ ‫وص ِّح ْح‬ ‫تعل ّْم من أخطائك‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫املستمر السيما التعامل مع املشاعر والعالم الداخلي‪.‬‬

‫بعض اللحظات التي نرغب فيها باالستسالم؛ فحذار حذار من سماع‬ ‫قد تعترينا ُ‬ ‫ِ‬ ‫وخطط‬ ‫دائما األفضل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تلك األصوات الداخلية وتلك املشاعر السلبية ‪ ،‬بل تو ّقع ً‬ ‫لألسوأ‪ ،‬واستمتع بالرحلة؛ فتلك األمور سوف تساعدك على صقل شخصيتك‪،‬‬ ‫وقريبا سوف‬ ‫متدك مبهارات وقدرات المحدودة لتخطي تلك العقبات‪،‬‬ ‫وسوف ّ‬ ‫ً‬ ‫تصبح قدوة للعاملني‪ ،‬ومثا ًال ُيحتذَ ى به كالكثير من األثرياء واألغنياء‪.‬‬ ‫مساء‪ ،‬وأخلص النيةَ ‪ ،‬وليكن‬ ‫صباح‬ ‫ودوم��ا احتسب األج��ر‪ ،‬وعليك بالدعاء‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫همك من بعد الثراء العطاء ‪ ،‬وهذا أفضل استخدام للمال بل هو الغاية القصوى‬ ‫من حتقيق الثراء‪.‬‬

‫الغاية القصوى من حتقيق الثراء ‪ ...‬العطاء‬ ‫‪134‬‬


‫والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته‬

‫د‪ .‬مجدي عبيد‬ ‫ابريل ‪2017‬‬

‫عانق الرثوات ‪ 10‬أسرار الرثاء واحلر ّية املال ّية‬

‫وأتوب إليك ‪...‬‬ ‫اللهم وبحمدك ‪ ...‬أشهد أال إله إال أنت ‪ ...‬أستغفرك‬ ‫ُ‬ ‫سبحانك َّ‬

‫‪135‬‬

‫وفي اخلتام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«وقَالُواْ الحْ َ ْم ُد للّه ا َلّذي َه َدأنا ل َهـذَ ا َو َما ُك َّنا ل َن ْه َتد َي ل َْوال أن َه َدانا ال ّل ُه»‬ ‫أقول ‪َ :‬‬ ‫األعراف ‪43 :‬‬ ‫نعمه ظاهر ًة وباطنة ‪...‬‬ ‫علي‬ ‫أسبغ‬ ‫أن‬ ‫احلمد لله ‪...‬‬ ‫َّ َ‬ ‫تأليف هذا الكتاب ‪...‬‬ ‫يسر لي‬ ‫َ‬ ‫احلمد لله ‪ ...‬الذي َّ‬ ‫وأقول في ختامي لهذا الكتاب‪:‬‬ ‫شخصي ‪ ...‬‬ ‫بشري ‪ ...‬واجتهاد‬ ‫هذا العمل جهد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أصبت ‪ِ ...‬‬ ‫فمن الله وحده ‪ ...‬وله احلمد وامل ِ ّنة ‪...‬‬ ‫فإن‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أخطأت ‪ ...‬فمن نفسي ومن الشيطان ‪ ...‬وال حول وال قوة إال بالله ‪...‬‬ ‫وإن‬ ‫ُ‬ ‫ينفع بهذا الكتاب املسلمني ف��ي م��ش��ارق األرض‬ ‫��رأن‬ ‫ي‬ ‫��د‬ ‫ق‬ ‫��‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫العلي‬ ‫أس���ألُ ال��ل َ��ه‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ومغاربها‪ ،‬وأن ُي ْك َت َب له القبولُ في األرض‪ ،‬فهو القادر على ذلك سبحانه َج َّل‬ ‫ِذ ْك ُره ‪...‬‬


‫تواصل مع‬

‫ مجدي عبيد‬.‫د‬ ‫املدونة‬

majdiobaid.blogspot.com

‫فيس بوك‬

www.majdiobaid.com

‫انستجرام‬

majdiobaid

‫املوقع االلكرتوين‬

www.majdiobaid.com

‫توتري‬

@.majdiobaid

‫يوتيوب‬

www.youtube.com/user/ Majdiobaid



‫د‪ .‬مجدي عبيد‬ ‫• م��درب �إداري وا�ست�شاري معتمد من كثري من اجلهات العاملية يف القيادة والإدارة والتحفيز‬ ‫و�ضغوط العمل والتنمية الب�شرية وقد قام بتدريب �شركات عديدة يف البحرين واخلليج العربي‪.‬‬ ‫• مدرب وا�ست�شاري يف ادارة امل�شاريع التجارية وتقدمي اال�ست�شارات يف جماالت اال�ستثمارات املالية‬ ‫و�صناعة الرثوات وا�سرار احلرية املالية و�أحدث �أنظمة الت�سويق واملبيعات‪.‬‬ ‫• يتمتع ب���أك�ثر م��ن ‪ 20‬ع��ام��ا م��ن اخل�ب�رة يف جم��ال اال�ست�شارات وال��ت��دري��ب الإداري والتدري�س‬ ‫اجلامعي ومراجعة الأنظمة واحل�سابات‪.‬‬ ‫• الرئي�س التنفيذي و�أحد م�ؤ�س�سي �شركة ا�ستثمار للتدريب والتطوير منذ ت�أ�سي�سها عام ‪2004‬‬ ‫كانت تعرف �سابقا (باملركز الكندي للتنمية الب�شرية)‪.‬‬ ‫• وهو م�ؤلف لكتاب ‪ 9‬ا�سرار حلفظ القران الكرمي با�ستخدام الذاكرة ونظريات التعلم احلديثة‬ ‫• وم�ؤلف كتاب القائد الذي �ضل الطريق ‪ 7 :‬ا�سرتاتيجيات الطالق �إبداعات موظفيك‪.‬‬ ‫• وم�ؤلف كتاب احلياة �أحلى بال توتر‪ :‬ا�سرتاتيجيات لإنقاذ النف�س الب�شرية من طاعون الع�صر‬ ‫التوتر والقلق‪.‬‬ ‫• وكتاب عانق النجاح وحطم القيود‪.‬‬ ‫• حا�صل على الدكتوراة يف االدارة عن مو�ضوع التحفيز يف القطاعات العامة واخلا�صة بدرجة‬ ‫امتياز مع مرتبة ال�شرف‪.‬‬ ‫• وه��و م��درب معتمد يف الربجمة اللغوية الع�صبية والتنومي االيحائي وال��ع�لاج بخط الزمن‬ ‫والذكاء العاطفي ومدرب معتمد يف التخطيط اال�سرتاتيجي با�ستخدام «بطاقة الأداء املتوازن‬ ‫”‪ »“Balanced Scorecard‬ومدرب معتمد يف نظام حتليل ال�شخ�صية ‪ DISC‬و ‪MBTI‬‬ ‫وبو�صلة التفكري‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.