al faroq

Page 1

‫ﻗﺎﺩَﺓ· ﺍﻷﺣﺰَﺍﺏ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼَﻣﻴَّﺔ‬ ‫ﺑﻴﻦ‬

‫ﺍﻹﻧﺒﻄﺎﺡ ﻭ‬

‫ﺑﻘﻠﻢ‬

‫ﺍﻟﻤُﺪَﺍﻫَﻨَﺔ‬


‫ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫ﻣﻘـــﺪﻣـــــــــﺔ‬ ‫ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻟﻴﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ؟‬ ‫ﻓَﻠِﻢَ ﻧُﻌْﻄِﻲ ﺍﻟﺪَّﻧﻴَّﺔَ ﻓﻲ ﺩِﻳﻨَﻨَﺎ؟‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﻋﻼﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ‬ ‫ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﺗﻢ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ‬ ‫ﺛﻢ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ ‪:‬‬ ‫ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺛﻨﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﻋﺎﺋﺬ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻗﺎﻝ ‪:‬‬ ‫)ﺧﺮﺝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭ ﻣﻌﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻓﺄﺗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﺿﺔ ﻭﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﺎﻗﺔ ﻟﻪ ﻓﻨﺰﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﺧﻠﻊ ﺧﻔﻴﻪ ﻓﻮﺿﻌﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻭ ﺃﺧﺬ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﻓﺨﺎﺽ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺎﺿﺔ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ ‪ :‬ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﺨﻠﻊ ﺧﻔﻴﻚ ﻭ ﺗﻀﻌﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻚ ﻭ ﺗﺄﺧﺬ‬ ‫ﺑﺰﻣﺎﻡ ﻧﺎﻗﺘﻚ ﻭ ﺗﺨﻮﺽ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺎﺿﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﺳﺘﺸﺮﻓﻮﻙ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ‪ :‬ﺃﻭﻩ ﻟﻮ ﻳﻘﻞ ﺫﺍ ﻏﻴﺮﻙ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻧﻜﺎﻻ ﻷﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ‪ -‬ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ‪-‬‬ ‫ﺇﻧّﺎ ﻛﻨﺎ ﺃﺫﻝّ ﻗﻮﻡ ﻓﺄﻋﺰﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﺰ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻋﺰﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺃﺫﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ( ‪1‬‬ ‫ﺃُﻗﺪِّﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ‪ -‬ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ‪ -‬ﻟﻨﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻣﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ‬ ‫ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺐ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺧﻂ· ﻭﺍﺣﺪ ﺗﻘﺮﻳﺐ·ﺍ ‪ ,‬ﻭﺗﻜﺮﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ‬ ‫‪ ،‬ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﺴﺄﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺃﻭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺃﻭ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ‪.‬‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻈﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻧﻨﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻨﺘﻘﺪ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺳﻠﻜﺖ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﺪﻧﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺃﻭ ﺑﻐﺮﺽ‬ ‫ﺍﻟﻬﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ‪ ،‬ﻭﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ·ﺍ ﻟﻠﺘﻤﻜﻴﻦ ﺃﻭ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‪ ،‬ﻓﻮﻗﻌﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺬﺭﻧﺎﻫﻢ ﻣﻨﻪ ‪ ،‬ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻷﺣﻜﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ‪ ،‬ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﻣﺼﺪﺭ·ﺍ ﻟﻠﺸﺒﻬﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﻓﺘﻨﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ‪ ,‬ﻭﺧﻠﻂ·ﺍ ﻟﻸﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ‪ ,‬ﻭﺍﺳﺘﺪﻻﻻﺕ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ؛ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ – ﺇﻥ ﺷﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻠﻪ ‪ ، -‬ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺛﻮﺍﺑﺖ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺇﻻ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﻣﻜﺎﺳﺐ ﻷﻋﺪﺍﺋﻪ ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ‬


‫ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻧﺒﺘﻐﻲ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺃﻭﺗﻴﺎﺭ ﺑﻌﻴﻨﻪ ‪ ،‬ﻓﺒﻌﺪ ﺍﺷﺘﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬‬ ‫ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺟﻤﻴﻊ·ﺍ ﻳﺘﻤﺎﺛﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﺛﻼﺙ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻟﻠﻤﺘﺤﺪﺛﻴﻦ ﺑﺈﺳﻢ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻣﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ "ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ" ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ "ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﺤﺎﺕ" ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ "ﺣﻠﻤﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ" ﻣﻊ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ‬ ‫"ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ" ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ‪" :‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻧﺎﺩﺭ ﺑﻜﺎﺭ" ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ ‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﻧﺎﻩ ﻭﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻠﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ !!‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﻊ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﺰ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﺣﻮﺍﺭ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ – ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ‪ -‬ﻣﻊ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﺰ ‪(2) .‬‬ ‫ﻭﻟﻨﺎ ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻬﻢ ‪ ،‬ﻭﺃﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻤﻬﻢ ﻷﻧﻪ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﺇﺳﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ‪.‬‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻳُﻨﺒّﺊُ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﺠﺎﻻ· ﻟﻠﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺘﺼﻴّﺪ‬ ‫ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺃﻭ ﻧﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺰﻟﻞ ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻳﺾ·ﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ "ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ" ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﺏ ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻘﻮّﻣﻪ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺍﻋﻮﺝ ‪ ،‬ﺃﺻﺒﺢ ﺍﺩّﻋﺎﺀﺍ ﻻ ﻧﺼﻴﺐ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮّ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ‬ ‫ﻭﻣﻨﺬ ﺇﻧﺸﺎﺋﻪ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻗﺪ ﻣﻸ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ‬ ‫ﺻﺮﻳﺤﺔ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ "ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ" ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ‪،‬‬ ‫ﻭﺃﻗﻮﻝ "ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ" ﺃﻭ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﺻﺢ )ﺍﻟﻤﻬﺪﺉ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ( ﺃﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻳﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﺻﺮّﺡ ﺑﻪ ﻓﻌﻼ ‪ ،‬ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺒﺄ ﺃﺑﺪﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ‬ ‫!!‬ ‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺻﺮّﺡ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻷﻧﻪ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﻓﻌﻼ‬ ‫ﺑﻤﺎ ﺗﻤﻠﻴﻪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺃﺛﺮﺍ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ‬ ‫ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﻐﺮﺏ·ﺍ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ ﺑﻴﺎﻥ·ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ‬ ‫ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﻣﺘﻤﺴﻜﻴﻦ ﺑﺜﻮﺍﺑﺘﻨﺎ ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ !!‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻦ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺷﺊ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﺳﻴﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺮّﺡ ﺑﻪ ﺭﺋﻴﺴﻪ !‬ ‫ﻭﺃﻛﺒﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ‪ ،‬ﺇﺫ ﻟﺨّﺺ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ‬ ‫ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﺟﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ‪ ،‬ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻢّ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﻼ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻭﺣﻤﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﺣﻤﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ‪ -‬ﻛﻤﺎ‬ ‫ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﺪﻡ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ‪ -‬ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺮﺭ ﻋﺪﻡ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ‬ ‫ﺑﺘﺒﺮﻳﺮﺍﺕ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﺘﺪﻻﻝ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻠﺘﺰﻣﻮﻥ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ !!‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ‪ ،‬ﻧﺄﺧﺬ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ‬ ‫ﺍﻟﺠﺪ ‪ ،‬ﻭﻧﺘﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ ‪.‬‬ ‫ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺃﺣﻼﻡ·ﺍ ﻗﺪ ﺗﺤﻄﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻪ ‪.‬‬

‫‪ 2‬ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ‪http://www.elmogaz.com/weekly/30/december/11/9777 :‬‬ ‫‪3‬‬


‫ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﻞّ ﻣﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺭ ﺑﺨﻠﺪﻫﻢ ﻳﻮﻡ· ﺍ‬ ‫ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻟﻮﺍﺀ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ‪ ،‬ﺳﻴﺨﻀﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ !!‬ ‫ﻓﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻧﺎﻓﺬﺓ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ "ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ" ﻗﺎﺋﻤﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ‬ ‫ﻗﺎﺋﻢ ‪ ،‬ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻗﺎﺋﻢ ﻭﻫﻜﺬﺍ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺆﻛﺪ· ﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﺏ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ" ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺞ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ‬ ‫ﻛﺜﻴﺮ·ﺍ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺣﺰﺏ ﺁﺧﺮ ‪ ،‬ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻤﺴﺤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺰﺧﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺰﻳﻦ ﺟﺪﺍﺭ ﻣﻜﺘﺐ ﺷﻴﺦ ﺍﻷﺯﻫﺮ ‪.‬‬ ‫ﻭﺃﻫﻢ ﺷﺊ ﻛﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻫﻮ ﺑﻄﻼﻥ ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ "ﻧﺮﻓﺾ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﻧﻘﺒﻞ‬ ‫ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ" ﺇﺫ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺳﻨﺮﺍﻩ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻋﻤﻠﻲ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﺤﺬﺍﻓﻴﺮﻩ ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻵﻥ ﻧﻘﻒ ﻣﻊ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ‪ ،‬ﺗﺒﻴﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﺰﺏ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ"‬

‫ﺃﻭﻝ·ﺍ ‪:‬‬ ‫ﺳُﺌﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ‪ :‬ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ‬ ‫ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ }ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ{؟‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺏ ‪:‬‬ ‫)ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻣﺮ ﺑﺴﻴﻂ ﺟﺪﺍً ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﺎ ﻓﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻭﻣﻮﺩﺓ‬ ‫ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺑﺪﺍً ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ﻭﻟﻴﺲ‬ ‫ﺍﻹﺟﺒﺎﺭ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻻ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ (‪.‬‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﻻ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻧﻘﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ·ﺍ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺑﻄﻼﻧﻬﺎ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺇﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﺃﺳﺄﻝ ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻻ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻧﺺ ﺃﻭ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﺜﻞ·ﺍ ؟ ﻭﻫﻞ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ؟‬ ‫ﺃﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﺺ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ )ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ‪ :12‬ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ(‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﺇﻳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ }ﻟَﺎ ﺇِﻛْﺮَﺍﻩَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ{‪.‬‬ ‫ﻭﻹﺯﺍﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻂ ‪ ،‬ﻧﻘﻮﻝ ‪ :‬ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‪،‬‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺳﻠﻢ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻟﺰﺍﻡ·ﺍ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‪.‬‬ ‫ﻭ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻄﻊ·ﺍ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ؛ ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺧﻴﺎﺭ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ‪ ،‬ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﻓﻌﻠﻬﺎ ‪.‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪} :‬ﻭَﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻟِﻤُﺆْﻣِﻦٍ ﻭَﻟَﺎ ﻣُﺆْﻣِﻨَﺔٍ ﺇِﺫَﺍ ﻗَﻀَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ ﺃَﻣْﺮًﺍ ﺃَﻥ ﻳَﻜُﻮﻥَ ﻟَﻬُﻢُ ﺍﻟْﺨِﻴَﺮَﺓُ ﻣِﻦْ‬ ‫ﺃَﻣْﺮِﻫِﻢْ ﻭَﻣَﻦ ﻳَﻌْﺺِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟَﻪُ ﻓَﻘَﺪْ ﺿَﻞَّ ﺿَﻠَﺎﻟًﺎ ﻣُّﺒِﻴﻨًﺎ{ ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ‪[36 :‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻻ ﻳُﺮﺿِﻲ ﺇﻻ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﻠُّﺖَ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﻥ ﺧﺎﻃﺒﻨﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ‪ ،‬ﺭَﻣﻮْﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﺸﺪﺩ ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ‪ ،‬ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺭﺩ ﻓﻌﻠﻨﺎ‬ ‫‪4‬‬


‫ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﻨﻔﻲ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﺸﺪﺩ ‪ ،‬ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ‪ :‬ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻮﺍ ﻓﻠﻦ ﻧﺠﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺊ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‪ -‬ﻭﻣﺎ ﻧﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ‪ ،‬ﻳﻨﺎﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ "ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ" ‪.‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻭﺃَﻥِ ﺍﺣْﻜُﻢْ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﺃَﻧﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﻻ ﺗَﺘَّﺒِﻊْ ﺃَﻫْﻮَﺍﺀَﻫُﻢْ ﻭَﺍﺣْﺬَﺭْﻫُﻢْ ﺃَﻥْ ﻳَﻔْﺘِﻨُﻮﻙَ ﻋَﻦْ‬ ‫ﺑَﻌْﺾِ ﻣَﺎ ﺃَﻧﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻟَﻴْﻚَ ﻓَﺈِﻥْ ﺗَﻮَﻟَّﻮْﺍ ﻓَﺎﻋْﻠَﻢْ ﺃَﻧَّﻤَﺎ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﻥْ ﻳُﺼِﻴﺒَﻬُﻢْ ﺑِﺒَﻌْﺾِ ﺫُﻧُﻮﺑِﻬِﻢْ ﻭَﺇِﻥَّ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ﻣِﻦَ‬ ‫ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻟَﻔَﺎﺳِﻘُﻮﻥَ{‪] .‬ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ‪[ 5 :‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴًﺎ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ‪:‬‬ ‫))ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﺎﻡ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻲ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﺃﻥ ﻳﻘﺮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻮﺍﺀ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻡ ﻻ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﺤﺪﺙ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ((‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ‪ ،‬ﺇﺫ ﻻ ﺷﺊ ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻮﻕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻣﻪ !!‬ ‫ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻄﺒﻖ ﺷﺊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺊ ﻫﻮ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ‬ ‫‪.‬‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫ﺗﺒﺎﺭﻙ‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ‪ ،‬ﻭﺭﻓﺾ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻄﺒﻖ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ‬ ‫ﺭﻓﻀﻬﺎ !!‬ ‫ﺛﺎﻟﺚ·ﺍ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ‪:‬‬ ‫)) ﻓﺎﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺮﺍً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‪-‬‬ ‫ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‪ -‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ((‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﻓﻤﻐﺎﻟﻄﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ‪ ،‬ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ‪ - ،‬ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻗﻄﻌﺎ ﺃﻥ " ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ " ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴﺔ ﻋﻦ "‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺏ " ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺒﻴﻌﺔ ‪:‬ﻫﻲ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﻴﻦ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪﻳﻨﻬﻢ ﻭﻷﻣﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺒﺎﺭﻛﻮﺍ ﻭﻳﺆﻳﺪﻭﺍ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ‪ ،‬ﺃﻱ ﻣﺎ ﺃﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ) ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺔ ( ‪.‬‬ ‫ﺍﻣﺎ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺏ‪ :‬ﻓﻬﻮ ﺷﺊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻳﻤﺜّﻞ ﺭﺃﻱ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ! ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬ ‫ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺣﺎﻛﻢ ﻻ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﻧﺎﻓﺬﺍ ‪.‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺏ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﻢ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﻢ‬ ‫‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻪ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳّﻪ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻤﻪ ‪،‬‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺎ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺮﺭﻩ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﻭﺃﻥ ﻳﻘﺮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻡ ﻻ "‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻣﻜﻤﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﻣﻨﺤﺮﻓﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺃﻭ ﻣﻤﻦ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﺸﺒﻬﺎﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻀﻼﻝ ‪ ،‬ﻓﻤﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﺳﺘﺘﺸﻜﻞ‬ ‫ﻭﻓﻖ·ﺍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ‪.‬‬

‫ﺭﺍﺑﻊ·ﺍ ‪:‬‬ ‫‪5‬‬


‫ﺳُﺌِﻞَ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ‪:‬‬ ‫))ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺜﻜﻢ ﺑﺸﺄﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻥ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ؟‬ ‫ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺳﺎﺑﻖ ﻷﻭﺍﻧﻪ ﻷﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻭﻗﺘﺎً ﻭﺟﻬﺪﺍً ﻭﻓﺘﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻼﺑﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ ﺷﺊ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺳﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭﺳﻴﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺑﺎﺳﺘﺮﺿﺎﺀ ﺟﻤﻴﻊ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺸﻌﺐ‪((.‬‬ ‫ﻣﺮّﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻘﺮﺭ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ ‪ ،‬ﺇﺫ ﻟﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ‬ ‫ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ " ﻳﺨﺘﺎﺭ " ﺍﻟﺸﻌﺐ ‪ ،‬ﻭ"ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺮﺿﺎﺀ ﺟﻤﻴﻊ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺸﻌﺐ " ‪،‬‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﺮﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ‪ ،‬ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻟﻢ " ﻳﺨﺘﺎﺭ" ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻟﻠﻨﺎﺱ ؟‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ‪:‬‬ ‫ﺳُﺌِﻞَ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ‪:‬‬ ‫)) ﻣﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻪ ﻟﻜﻢ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﺻﻒ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻛﻔﺮ"؟‬ ‫ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ ‪ :‬ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲﺓ ﺗﻌﻨﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻃﻮﺍﺋﻔﻪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻲ ﺣﻜﻢ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻓﻨﺤﻦ‬ ‫ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﺗﻴﺎﺭ ﺩﻳﻨﻲ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﺁﺭﺍﺀ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ‬ ‫ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺃﺧﻄﺄ ﻭﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺤﻦ ﺍﻵﻥ‬ ‫ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ((‬ ‫ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ‬ ‫ﻓﺎﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ "‬ ‫ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ "‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺺّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ) :‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ‬ ‫(‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻼ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻛﺎﻟﻤﺎﺩّﺓ‬‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﺜﻼ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ )ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺩﻭﻟﺔ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ(‬ ‫ﻭﺣﺪﺗﻬﺎ‬ ‫ﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳﻌﻤﻞ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ‬‫ﺷﺮﻁ "ﻻﺩﻳﻨﻴﺔ " ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ‬ ‫ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ‬‫ﻣﺜﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ )ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺲ(‬ ‫ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ‬ ‫ﺃﺳﺎﺱ‬ ‫ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ‪ :‬ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﻜﻔِّﺮﻫﺎ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻫﻞ ﺳﻴﺄﺧﺬ ﺍﻟﺤﺰﺏ‬‫ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ‬ ‫‪6‬‬


‫ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﻫﻞ ﺳﺘﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻭﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻜﻔﺮﻱ ﺍﻵﺧﺮ‬ ‫؟‬ ‫ﺃﻡ ﺃﻧﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﻔَّﺮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎﻟﻢ ﺗُﻜﻔِّﺮ ؟‬

‫ﺳﺎﺩﺳﺎ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ‪)) :‬ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻟﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻮ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﺳﻴﺘﻢ ﻫﻮ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻜﺜﺮﺓ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺳﻴﺘﻌﺎﻣﻞ((‬ ‫ﻣﺮّﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻳﻘﺮﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ‬ ‫ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﺳﻴُﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻏﺪﺍ ﻟﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻜﺎﻛﺎ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺣﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺣﻘّﻪ‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﺤﺎﺕ ﻗﺪﻳﻤﺎ " ﺩﺍ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ !! "‬

‫ﺳﺎﺑﻌﺎ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ – ﻭﻳﺎﻟﻠﻌﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻝ ‪ )) : -‬ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ‪((.‬‬ ‫ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻌﻼ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺩﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻔﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭﺁﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻻ ﺗﺼﻨّﻌﺎ ﺃﻭ ﻣﺪﺍﺭﺍﺓ ‪ ،‬ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ !!‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺎﺷﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﺤﺎﺕ‬ ‫ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ؟‬ ‫" ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺳﻤﺎﺀ‪ :‬ﺗﻮﻣﺎﺱ ﻫﻮﺑﺰ‪ ،‬ﻭﺟﻮﻥ ﻟﻮﻙ‪ ،‬ﻭﺟﺎﻥ ﺟﺎﻙ‬ ‫ﺭﻭﺳﻮ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻌﺮُّﺽ ﻟﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻳﺤﻜﻤﻬﻢ ﻭﻻ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻨﻈﻢ‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ ﻭﺗﺮﻋﻰ ﺷﺆﻭﻧﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻃﻮﺭ ﻻﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﺣﺘﺎﺟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻢ ﺃﻣﻮﺭ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻘﺪﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻘﺪﺍً ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻤﻬﻢ ﻭﺗﻨﻈﻢ ﺷﺆﻭﻧﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺗﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ‪.‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ؟‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻛﻔﺮﻱ ﺇﻟﺤﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺇﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺼﻮﺭﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﻭُﺟﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺧﺎﻟﻖ ﻟﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻭُﺟﺪﻭﺍ ﻫﻜﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻈﻤﻴﻦ ﺑﻐﻴﺮ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻫﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﺣﺎﻛﻢ‪.‬‬ ‫ﻗﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﺃﻭ‬ ‫ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺧﺎﻟﻖ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ –ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪ -‬ﻻ ﻓﻌﻞ ﻟﻪ ﺇﻻ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺨَﻠْﻖ‪ ،‬ﺃﻣﺎ‬ ‫‪7‬‬


‫ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺭﺳﻼً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻌﻠﻤﻬﻢ ﻭﺗﺮﺷﺪﻫﻢ ﻭﺗﻬﺪﻳﻬﻢ ﻭﺗﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﺗﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻈﻢ ﺷﺌﻮﻧﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪(3) " .‬‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺴﺮﻱ ﺳﻼﻣﺔ ‪:‬‬ ‫"ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻓﻘﻂ ﻫﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ )ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺃﻡ‬ ‫ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻓﺄﻧﺖ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺑﺎﻵﻟﻴﺎﺕ ﻓﻘﻂ ﺛﻢ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺭﺿﻮﻙ ﻭﻳﻮﻗﻔﻮﻙ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺣﺪٍّ ﻣﻌﻴﻦ‪ ،‬ﺃﻭ ﻳﺨﺮﺟﻮﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ" )‪(4‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻧﺨﻀﻊ ﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﺑﻜﻼﻣﻬﻢ ﻭﻧﺴﻴﺮ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪﻫﻢ ؟‬ ‫ﺛﻢ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻱ ﻓﻲ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺣﻜﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻨّﻪ ﻭﻳﺎﻟﻴﺘﻚ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻹﺳﺘﺪﻻﻻﺕ ﺍﻟﻮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﻬﺎ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻚ – ﻭﻳﺎ ﻟﻠﻌﺠﺐ – ﻧﺮﺍﻙ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻗﺪ ﻫﺪﻣﺖ ﺁﺧﺮ ﻟﺒﻨﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ " ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ " ﻓﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﺩﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ‬ ‫ﺩﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ " ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ‪ -‬ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﻟﻦ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ " !!‬

‫ﺛﺎﻣﻨﺎ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ‪ )) :‬ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﻟﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻗﺒﻞ ﻛﻼﻣﻚ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﻥ ﺃﻧﻘﺪﻩ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﺘﻴﺢ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﻘﺪ ((‬ ‫ﺇﺫﻥ ﺭﺩّ ﺍﻟﻔﻌﻞ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ" ﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻟﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﻗﺒﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﺃﻭ ﺃﺭﻓﻀﻪ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﺪ‬ ‫ﻳﺘﻘﺒّﻞ‬ ‫ﺃﻥ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺴﺄﻝ ﻭﻣﺎ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ؟‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ – ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ – ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩّﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ !‬ ‫ﻧﻌﻮﺩ ﻓﻨﺴﺄﻝ ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ؟ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ؟‬ ‫ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺇﺫﺍ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺍﻹﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﺑﺸﺮﻳﻌﺘﻪ‬ ‫؟‬ ‫ﻫﻞ ﺳﺘﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺑـ "ﺍﻟﻨﻘﺪ " ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻠﻪ ؟‬ ‫ﺃﻡ ﺳﺘﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﺎﺩﻡ ﻣﻊ ﻧﺺ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ‪ ) :‬ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬ ‫ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻣﻜﻔﻮﻟﺔ ‪ ,‬ﻭﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﺃﻳﻪ ﻭﻧﺸﺮﻩ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻓﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ( ؟‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﻭﺿﻌﻪ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ "ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ " ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ‬ ‫؟‬ ‫ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ‬ ‫ﺇﺳﻘﺎﻁ‬ ‫ﺗﻢ‬

‫‪ 3‬ﻣﻘﺎﻝ "ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ" ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺷﺎﻛﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﻪ ﺣﻮﻝ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ‪ " :‬ﺣﻮﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ " ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﺪﻯ "ﺃﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ"‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫ﺇﻥ ﻣُﺤﺼِّﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻ ﺃﺟﺪ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ !‬

‫ﺗﺎﺳﻌﺎ ‪:‬‬ ‫ﺳﺌﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ‪ :‬ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ؟‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺏ ‪ :‬ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺃﻭ ﻓﺼﻴﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻫﺪﻑ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﻳﺼﺐ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻠﻨﺎ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻭﻟﻬﻢ ﺃﺳﻠﻮﺏ‬ ‫ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺃﻭ ﺗﺠﺮﻳﺢ‪! (( .‬‬ ‫ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺳّﺦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻠﻔﺴﻔﺘﻬﺎ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺎ ﻣﺘﺤﻠﻼ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ !‬ ‫"ﻭﻫﻢ ﻟﻬﻢ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻭﻟﻨﺎ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺃﻭ ﺗﺠﺮﻳﺢ !!‬ ‫ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺍﻧﺘﻘﺪﺕ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺩﺧﻞ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ؟‬ ‫ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻭﺗﺠﺮﻳﺢ ﻳﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺤﺠﺮ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺃﻗﻮﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻬﺬﻩ ﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﻧﻬﺎ ﻣﺎﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ ﻫﻲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻣﻌﻨﺎ ﺑﺸﺮﻭﻃﻨﺎ ﻗﺒﻠﻨﺎﻩ ﻭﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﻧﺒﺬﻧﺎﻩ‬

‫‪9‬‬


‫ﻭﺍﻵﻥ ﻧﺮﻯ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻟﺮﺿﻰ ﻋﺘﺎﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ‬ ‫ﻫﺎﻫﻮ ﺧﺎﻟﺪ ﺻﻼﺡ ﻛﺎﻫﻦ ﻛﻨﻴﺴﺔ " ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ " ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ ﺳﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ‪:‬‬ ‫)) ﺧﺎﻟﺪ ﺻﻼﺡ ﻳﻜﺘﺐ "ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ"‪ :‬ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﻔﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺸﺮﻗﺔ )‪(5‬‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻪ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﻔﻰ ﺿﺪ ﻣﺆﺳﺴﻰ ﺻﻔﺤﺔ »ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻰ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ« ﻳﺆﻛﺪ ﺟﺪﻳﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ »ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ«‪ ،‬ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻰ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬ ‫ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﺎﻗﻞ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺄﻥ ﺗﺴﻮﺩ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ ،‬ﺃﻭ ﺗﺸﻴﻊ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻓﻰ ﻛﻮﺍﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻔﻰ‬ ‫ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ »ﺩﻳﻨﻴﺎ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎ«‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺃﻯ ﻋﺎﻗﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺄﻥ‬ ‫ﺗﻨﺸﺄ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﻔﻰ ﺑﻤﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﺸﻚ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺑﺬﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ‬ ‫ﺑﻴﻦ »ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ«‪.‬‬ ‫ﻫﺬﻩ ﻫﻰ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ‪ ،‬ﺣﻴﻦ ﻳﻌﻠﻮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳُﻌﻠﻰ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ‪ .‬ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﻔﻰ ﻳﻘﺪﻡ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﻮ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ‪ ،‬ﻓﻠﻦ ﻧﺨﺘﻠﻒ ﺃﺑﺪﺍ‪،‬‬ ‫ﺇﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻭﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﻭﻧﺎﺻﺮﻳﻴﻦ ﻭﺃﻧﺎﺭﻛﻴﻴﻦ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻦ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭﻻ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﺬﻯ ﻻ ﺑﺪﻳﻞ ﻋﻨﻪ‪ .‬ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺼﺪ‪ (( .‬ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻣﻪ ‪.‬‬ ‫ﻧﻌﻢ ﺍﻵﻥ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻗﺼﺪﻩ ﺭﺿﻲ ﻋﻤﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ‬‫ﻗﺼﺪﻩ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﻋﻨﻪ ﻷﻧﻪ‪ :‬ﻳﺆﻛﺪ ﺟﺪﻳﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ »ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ« " ﻭﺭﺿﻲ ﻋﻨﻪ ﻷﻧﻪ ‪:‬‬ ‫ﻗﺪﻡ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ !!‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﻛﺘﺐ ﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺴﻤﺮﻯ ‪:‬ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻰ)‪(6‬‬ ‫ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ‪ 8 ،‬ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪09:59 - 2011‬‬ ‫ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ‪ ،‬ﻭﻇﻨﻨﺖ ﻧﻔﺴﻰ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﻏﺎﺭﻗﺎ ﻓﻰ ﺍﻷﺣﻼﻡ‪ ،‬ﻟﻢ ﺃﺻﺪﻕ ﻋﻴﻨﻰ ﻭﻛﺬﺑﺖ ﺃﺫﻧﻰ‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ‪ ،‬ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ‪ ،‬ﻟﻺﻋﻼﻣﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺣﺴﻴﻦ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﻓﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ« ﺑﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ‪ .‬ﺣﺪﻳﺚ ﺫﻛﻰ ﻭﻣﺘﻔﺘﺢ ﻭﻭﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ‪،‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻰ ﻻ ﺃﺑﻴﻊ ﻟﻚ »ﺳﻤﻚ ﻓﻰ ﻣﻴﻪ« ﺳﺄﻭﺭﺩ ﻫﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﻋﺘﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻧﻬﺠﺎ ﻻ ﻳﺠﺮﺅ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ‪ ،‬ﻭﻧﻔﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺰﺑﻪ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ‬ ‫ﻭﺻﻔﺖ ﺗﻜﺘﻞ »ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ« ﺑـ»ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ«‪ ،‬ﻭﺃﺑﺪﻯ ﺗﺮﺣﻴﺒﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻰ ﻳﺪ‬ ‫ﻧﺠﻴﺐ ﺳﺎﻭﻳﺮﺱ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺃﻛﺪ ﺣﻖ ﺍﻷﻗﺒﺎﻁ ﻓﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺷﺢ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻗﺎﺋﻼ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﺘﺴﺎﻭﻭﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﻭﻟﻠﻘﺒﻄﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺷﺢ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻰ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ!‬ ‫ﻻ ﺗﻨﺪﻫﺶ ﻓﺎﻟﻘﺎﺩﻡ ﺃﺩﻫﺶ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻐﻔﻮﺭ‪ :‬ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﺘﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻻ ﻓﻰ ﺑﻌﺾ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﺎﻟﻤﻮﺍﺭﻳﺚ‪ .‬ﻭﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ‬ ‫ﺣﺰﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﻨﻈﺮ ﺃﻭﻻ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻌﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﺭﻓﻀﺘﻬﺎ‬ ‫‪http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=569056 (5‬‬ ‫) ‪http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=549785 6‬‬ ‫‪10‬‬


‫ﻓﺴﻴﺮﻓﻀﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻃﻌﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻐﻨﻰ ﻗﺎﺋﻼ‪ :‬ﺇﺫﻥ ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺪﻋﻰ ﺃﻥ ﺣﺰﺑﻚ ﺫﻭ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ‪ :‬ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻋﻰ‬ ‫ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﻭ ﺩﺍﺋﻢ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﺪﻳﻖ ﺩﺍﺋﻢ‪.‬‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻓﻀﻠﻜﻢ ﺍﻃﻠﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ‬ ‫ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻛﻔﺮﺍ‬ ‫ﻭﺇﻟﺤﺎﺩﺍ‪ ،‬ﻓﺮﺋﻴﺲ ﺣﺰﺑﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﻟﻰ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻼﻻ ﻓﻼ ﺗﺘﻬﻤﻮﺍ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻨﻌﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ‪ ،‬ﻭﻻ ﺃﺧﻔﻴﻜﻢ ﺳﺮﺍ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺃﺯﺍﺡ ﻛﻼﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻰ‬ ‫ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﺟﻮﻩ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻹﻋﻼﻣﻰ‪ ،‬ﺃﻭ ﻟﻄﻤﺄﻧﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻰ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻧﺎﺗﺠﺎ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﺣﺰﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻧﺎﺗﺠﺎ ﻋﻦ ﺗﺨﻮﻑ ﺑﻌﺪ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺟﺮﺍﺀ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﻦ ﺇﻟﻴﻪ‪ .‬ﻟﻜﻦ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻯ ﺣﺎﻝ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﺟﺐ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺘﺤﻪ ﻭﺳﻤﺎﺣﺘﻪ‪ ،‬ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ‬ ‫ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺣﺰﺑﻪ ﺃﻳﻀﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻜﺎﻣﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺠﻌﻨﻰ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ‬ ‫ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ﺇﻟﺼﺎﻕ ﺻﻔﺔ »ﺇﺳﻼﻣﻰ« ﺑﺤﺰﺑﻪ‪ ،‬ﻭﺃﻻ ﻳﺮﻭّﺝ ﻟﺤﺰﺑﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺮﻳﺪ‬ ‫ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺒﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ‪ ،‬ﻭﺃﻫﻼ ﺑﻚ ﻓﻰ ﻧﺎﺩﻯ‬ ‫ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‪.‬‬

‫ﻋﺎﺷﺮﺍ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ‪ )) :‬ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﺣﻔﻆ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻩ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ((‬ ‫ﻃﺒﻌﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣُﻔﻈﺖ !!‬ ‫ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﻟﻢ ﻳُﺴﺤﻞ ﻭﻟﻢ ﻳُﻘﺘﻞ‬ ‫ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﺮﻃﻮﺵ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﻘﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻴﻦ‪.‬‬ ‫ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ‪.‬‬

‫ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﻧﺎﻩ ﻭﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺎﺀ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﺤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺃﺫﻳﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﺓ "ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ " ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ ﻟﻺﻋﻼﻣﻲ "ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ " ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ "ﻣﺼﻄﻔﻰ‬ ‫‪1/12/2011‬‬ ‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﺩﻱ"‬ ‫ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ‬ ‫ﺣﻠﻤﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ‬ ‫ﻣﻤﺜﻼ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺃﻧﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ‪ :‬ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻲ!!‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ‬ ‫‪11‬‬


‫ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺇﺣﺮﺍﺝ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻙ‬ ‫ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻓﻲ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩﺍ ﺃﻥ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ!!‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻭﺁﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺼﺮ ﺑﻪ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ !!‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﻠﻤﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ‪ -‬ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻲ ‪ -‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻓﺄﺭﺍﺡ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀﺍ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺎﺕ ﻭﺗﺸﺮﻳﻊ‬ ‫ﻭﺩﺳﺘﻮﺭ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺼﺮﺍﺣﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺇﻻ ﺳﻨﺪﺍ ﻟﻌﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ ﻓﻲ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺣﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻋﻠﻮﻫﺎ‬ ‫!!‬ ‫ﺍﻟﺸﺤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ‬ ‫ﻳﻤﺜﻠﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫ﻭﺍﻧﻬﺰﺍﻡ‬ ‫ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺮﻓﺾ ﺃﻱ‬ ‫ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫ﻭﺍﺟﻬﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﻠﻤﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻝ ‪:‬‬ ‫" ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺟﻬﺔ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺮﺃﻱ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ !!!‬ ‫ﻳﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺁﻩ ﻣﻔﻴﺪﺍ !! ﻟﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻓﻴﻪ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺃﻱ ﻗﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﺿﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﺃﻭ ﺗﻌﺪﻳﻪ "‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱﺓ !!‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺭﺃﻱ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﺳﺘﺮﺷﺎﺩﻱ !!‬ ‫ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﻭﺯﻳﺮ ﻗﺒﻄﻲ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ ‪ :‬ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺟﻬﺔ ﺍﺳﺘﺮﺷﺎﺩﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻬﺔ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﺟﻬﺔ‬ ‫ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮ !!‬ ‫ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺸﺮﺩﻱ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﻟﻸﻛﻔﺄ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ؟‬ ‫ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻸﻛﻔﺄ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺮﺩﻱ ‪ :‬ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻗﺒﺎﻃﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻷﻧﻪ ﻣﺠﻠﺲ ﺗﺸﺮﻳﻌﻲ !!‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ ‪ :‬ﻛﺄﻧﻲ ﺃﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ!!‬ ‫ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻷﻛﻔﺄ ﻫﻨﺎ ﺗﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻻﺯﻡ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ !!‬ ‫ﻓﻜﺮﺭ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻮﺿﻮﺡ ‪:‬‬ ‫ﻫﻞ ﺣﻴﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪﻛﻮ ﻭﺯﻳﺮ ﻗﺒﻄﻲ ﻭﻻ ﻷ ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ‪ :‬ﺃﻧﺎ ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ ﺇﺟﺎﺑﻪ !!‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ ‪ :‬ﺃﻧﺎ ﺇﺟﺎﺑﺘﻲ ﻗﻮﻟﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ !! ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﻄﻲ ﻛﻒﺀ ﻓﻤﺮﺣﺒﺎ ﺑﻪ ﻣﺶ‬ ‫ﻭﺯﻳﺮﺍ ﺑﺲ ﻻ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻮﺯﺭﺍﺀ ﻛﻤﺎﻥ !!‬ ‫ﻧﻌﻮﺩ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﺤﺎﺕ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻤﺎﺭ ﻭﻏﻴﺮﻩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ‪:‬ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻛﺬﺍ ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻤﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ‬ ‫ﺑﻪ‬ ‫ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ‬ ‫‪12‬‬


‫ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻨﺒﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻮﺍ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺇﻻ ﻓﻜﺎﻛﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻧﺴﻼﺧﺎ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻮﺍﺋﻬﻢ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﻓﻼ ﺳﺒﻴﻞ ﻹﻟﺰﺍﻣﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻫﺮﺑﻮﺍ‬ ‫ﻣﻨﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺒﺪﻝ !!‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺼﻨﻢ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﻋﻮﺍ ﺃﻛﻠﻮﻩ‬ ‫ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻴﻨﺎﻇﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﻫﺬﺍ‬ ‫!!‬ ‫ﺻﺮﻳﺤﻪ‬ ‫ﺇﺟﺎﺑﺔ‬ ‫ﻋﺎﻳﺰﻳﻦ‬ ‫ﺇﺣﻨﺎ‬ ‫‪:‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ‬ ‫ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺼﻴﻼﺕ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺁﻟﻴﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻛﻞ ﻣﺎﻳﻬﻤﻬﻢ ﻫﻞ‬ ‫؟!‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺃﻡ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ‬ ‫ﺳﺘﺤﺎﺭﺑﻮﻥ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﺆﺍﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﻴﺐ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ‪:‬‬ ‫ﻫﻞ ﺳﺘﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀﺍ ؟ ﺃﻡ ﺳﺘﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ‬ ‫ﻣﻮﻗﻔﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﺘﻼﻁ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻠﻮﺓ ؟‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ‪ :‬ﺃﻧﺎ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺑﺘﻤﻨﻊ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ‬ ‫ﻟﻮﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺑﺘﻤﻨﻊ ﺇﻥ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺝ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺑﺘﻤﻨﻊ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺘﻌﻤﻞ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺑﺘﻤﻨﻊ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﺎﺕ ﻳﺒﻘﻮﺍ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻓﻰ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ‪ -‬ﻭﻳﺎﻟﻠﻌﺠﺐ ‪ -‬ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻝ ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﻳﺤﺮﻣﻬﺎ ﺃﺻﻼ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﻤﻨﻌﻬﺎ !!‬ ‫ﻛﻞ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺑﺘﻘﻮﻟﻬﺎ ﺩﻱ‬ ‫!!‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺓ‬ ‫ﻭﺟﻤﻠﺔ‬ ‫ﺗﻔﺼﻴﻞ‬ ‫ﺃﻱ‬ ‫ﺑﺪﻭﻥ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ‬ ‫ﻛﻠﻬﺎ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻦ ﺭﺿﺎﻩ ﻭﺍﺳﺘﺮﺧﻰ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ "ﺍﻹﺳﻼﻡ"‬ ‫!!‬ ‫ﻣﺎﻳﺮﻳﺪﻩ‬ ‫ﻧﺄﺗﻲ ﻟﻠﺮﺑﺎ ‪:‬‬ ‫ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺳﻴﻈﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺮﺑﻮﻱ ﻟﺤﻴﻦ ﺇﻳﻘﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﻔﺰ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﻳﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻬﻪ‬ ‫"ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﻪ " ﻟﻴﺮﻯ ﻫﻞ‬ ‫ﺳﻴﺄﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻬﺎ ﺃﻡ ﺑﺪﻳﻨﻪ ؟‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ‪ :‬ﻟﻮ ﻗﻠﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻃﻠﻌﺖ ﻧﺎﺱ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻩ ﻣﺶ ﻣﻘﺘﻨﻌﻴﻦ ﺑﻴﻪ ﻭﻣﺶ ﺣﻨﻔﺬﻩ ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻧﺎ ﻗﻠﺖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻩ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻲ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ‬ ‫ﺃﺻﻮﺍﺗﻪ ﻭﺧﻼﻧﻲ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻮ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻩ ﻟﻮ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻮ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻩ ﻳﺒﻘﻰ‬ ‫!!‬ ‫ﺣﻄﺒﻘﻪ‬ ‫ﻣﺶ‬ ‫ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ‬

‫‪13‬‬


‫ﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ ﻟﻸﻏﻠﺒﻴﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﻬﺎ ﻛﺤﺰﺏ ﺃﻭ ﻛﻌﻀﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻃﺎﺭ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ‪ :‬ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻔﻴﺶ ﺃﺣﻠﻰ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﻔﻴﺶ!!‬ ‫ﻭﺳﻜﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻔﻴﺶ !!‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻜﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻗﺎﺋﻼ ‪:‬‬ ‫ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﻏﻴﺮ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﺣﺮﺍﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﺶ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻄﻨﻲ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ‬ ‫ﻭﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺃﻗﻠﻴﺔ‬ ‫ﺳﺄﻣﺎﺭﺱ ﺑﺎﻷﻗﻠﻴﺔ ﺩﻱ ﺿﻐﻮﻁ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ‪ :‬ﺯﻱ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ !! ﺗﻘﻮﻝ ﺭﺃﻳﻚ ﻭﺍﻧﺘﻮﺍ ﺃﺣﺮﺍﺭ ﻋﺎﻳﺰﻳﻦ ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﺣﺮﻳﻦ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ ﻛﺪﻩ‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻦ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺣﺮﺍﻣﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻋﻄﻮﻧﻲ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺗﺨﻠﻴﻨﻲ ﺃﻣﻨﻊ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻊ‬ ‫ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻣﺎﻓﻴﻬﻮﺵ‬ ‫ﻣﻔﺴﺪﻩ ﺳﺄﻣﻨﻊ‬ ‫ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﺳﺄﺳﺠﻞ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﻨﻊ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﻤﺎ ﺣﺮﻣﻪ‬ ‫!!‬ ‫ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﻲ‬ ‫ﺑﺴﺠﻞ‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﻠﻪ‬ ‫ﻓﻄﺎﺭ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻗﺎﻝ " ﺇﺣﻨﺎ ﺣﻨﺸﻮﻑ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﻠﻮﺓ ﺃﻧﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻧﺸﺮﺣﻠﻚ‬ ‫"‬ ‫!!‬ ‫ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻔﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠﻠﺪ‪ -‬ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ‪ -‬ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ؟‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ "ﺍﻹﺳﻼﻡ"‪-‬ﺑﺸﻘﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻲ‪ -‬ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺑﻪ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻛﻲ ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﺎﻩ ‪ :‬ﺃﻥ ﻳﺨﻀﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﻪ !!‬ ‫ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ ﻟﻸﻏﻠﺒﻴﺔ ﻻ ﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻬﺰﻳﻤﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﺍﺑﺘﻐﻴﻨﺎ ﻋﺰﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺭﻓﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻏﻴﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫ﺑﺤﺎﻛﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺷﺮﻋﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﻓﺬﻫﺒﻨﺎ ﻧﺘﺴﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ‬ ‫ﻟﻨﺎ‬ ‫ﺗﺴﻤﺢ‬ ‫ﺃﻥ‬ ‫ﻭﺁﻟﻴﺎﺗﻬﺎ‬ ‫ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺗﻬﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺍﻧﻜﺸﻔﺖ ﺩﻋﺎﻭﺍﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﻄﺒﻘﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺘﻨﺎﺯﻟﻮﺍ ﻋﻦ‬ ‫!!‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺛﻮﺍﺑﺖ‬ ‫ﺑﺈﺧﻀﺎﻋﺔ ﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ؟‬ ‫ﺃﻱ ﺩﻳﻦ ﺑﻘﻰ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺘﻬﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ‬ ‫؟‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ‬ ‫ﻳﺪﻱ‬ ‫ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺃﻫﻠﻪ‬ ‫ﺑﻪ‬ ‫ﻳﻨﺒﻄﺢ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺩﻳﻦ‬ ‫ﺃﻱ‬ ‫ﺃﻱ ﺩﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻰ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺇﻋﻼﻥ ﺣﺎﻛﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫؟‬ ‫ﻳﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ؟‬ ‫ﻣﺎﺫﺍ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ "ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ"‬ ‫؟‬ ‫ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ‬ ‫ﺳﻨﺘﺮﻛﻬﺎ‬ ‫ﻫﻞ‬ ‫"‬ ‫ﻧﻬﺎﺭ‬ ‫ﻟﻴﻞ‬ ‫ﺗﻜﺮﺭﻭﻥ‬ ‫ﻭﻻﺯﻟﺘﻢ‬ ‫ﺗﺎﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻄﻴﺘﻤﻮﻫﺎ ﺣﻠﻮﺓ ﺧﻀﺮﺓ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻳﻬﻨﺄﻭﻥ ﺑﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺘﻬﻢ ﻭﺣﺎﻛﻤﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻮﻕ‬ ‫‪14‬‬


‫ﺍﻟﻠﻪ‬ ‫ﺣﺎﻛﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺣﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﻮﻧﻪ‬

‫ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻮ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻫﻴﻤﻨﺘﻪ‬

‫ﻟﻘﺪ ﺃﺛﺒﺘﻢ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺃﻥ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﻫﺰﻳﻞ ﻣﻬﺰﻭﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻫﻮﺍﺋﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﻮﻯ ﺑﺬﺍﺗﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ !!‬ ‫ﻭﻧﺼﺮﺗﻤﻮﻩ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ‬ ‫ﻓﻬﻼ ﺗﺮﻛﺘﻤﻮﻩ ﻋﺰﻳﺰﺍ‬ ‫ﺃﻭ ﺗﻐﻠﻘﻮﻥ ﺃﺑﻮﺍﺑﻜﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﺘﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﻳﺴﻠﻢ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻪ ؟‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺻﺪﻕ ﺭﺑﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ " ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺮﺍﻃﻲ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻓﺘﻔﺮﻕ ﺑﻜﻢ ﻋﻦ‬ ‫"‬ ‫ﺳﺒﻴﻠﻪ‬ ‫ﻭﺃﺧﺘﻢ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻝ " ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺗﺬﻭﻳﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫"‪:‬‬ ‫) ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺧﻴﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ –ﺑﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ‪-‬‬ ‫ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺇﻟﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ‪ ،‬ﻓﻠﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ‪،‬‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ‪} :‬ﻭَﺟَﺎﻫِﺪْﻫُﻢْ ﺑِﻪِ ﺟِﻬَﺎﺩًﺍ ﻙ·ﺑِﻴﺮًﺍ { ]ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ‪[52 :‬‬ ‫ﺃﻱ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ‪.‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻹﺣﺘﻜﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻗﺒﻮﻝ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺤﻜﻤﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ‪ ،‬ﻭﻳﺆﺩﻱ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻻ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﻄﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻘﻮﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻻ ﺗﻘﺮﻩ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ‬ ‫ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ‬ ‫ﺑﺪﺃ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻭﻻ ﺑﺈﻟﺰﺍﻣﻬﻢ ﺑﻤﺒﺎﺩﺉ ﻳﺪّﻋﻮﻥ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻟﻬﺎ ﻫﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺑﻞ‬‫ﻭﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﺿﺪﻫﻢ‪ ،‬ﻓﺄﻱ ﺩﻳﻦ ﻫﺬﺍ؟! ﻭﺃﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ –ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ‪ " :-‬ﻓَﺈِﻥْ ﻋَﺼَﻮْﻙَ‬ ‫ﻓَﻘُﻞْ ﺇِﻧِّﻲ ﺑَﺮِﻱﺀٌ ﻣِّﻤَّﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ " ﻓﻲ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﻋﻮﺗﻪ‬ ‫ ﺇﻧﻪ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺩﻭﻣﺎ ﺗﻘﻴﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮﺭ‪ ،‬ﻭﻳﻌﻠﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻢ ﺑﻪ‪ ،‬ﻭﻳﻘﺴﻤﻮﻥ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﻮﻻﺀ‬‫ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻫﻢ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺓ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻧﺨﺮﺍﻃﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻠﻜﻬﺎ‪،‬‬ ‫ ﻭﺗﻘﻠﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻢ ﻣﺘﺒﺮﺋﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬‫ﻭﺇﺩﺧﺎﻟﻬﻢ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﺦ ﻭﺧﺪﻋﺔ ﻭﻗﻌﻮﺍ‬‫ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﺇﺫ ﻗﺒﻠﻮﺍ ﺑﺘﺪﺍﻭﻝ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻭﺟﻌﻠﻮﻩ ﻣﺤﻞ ﺗﺼﻮﻳﺖ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻭﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺰﻣﻮﺍ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻻ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻹﺣﺘﻜﺎﻡ ﻫﻮ ﻟﻌﺪﺩ‬ ‫ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ‪ ،‬ﻭﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺩﻓﻌﺎ‬ ‫ﻗﻮﻳﺎ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻻ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻼ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ‪.‬‬ ‫ ﻭﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺨﻴّﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﺮﺍﺋﻌﻬﻢ‪ ،‬ﻭﻳﺤﺘﻜﻤﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ‬‫ﺭﻓﻀﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻬﻢ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺇﺳﻼﻣﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻣﻦ ﺭﺿﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺴﺘﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﺭﺃﻳﻪ‬ ‫ﻣﻬﻴﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﻙ‪.‬‬ ‫ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﺣﺮًّﺍ ﺃﻭ ﻣﺨﻴّﺮًﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻨﻘﺎﺩ‪ ،‬ﻭﺇﻻ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻟﻠﻪ‪،‬‬‫ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﺗﺨﺬ ﻫﻮﺍﻩ ﺇﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﻄﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ‪ ( .‬ﺍﻧﺘﻬﻰ ‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫ﻭﻫﺎﻫﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻄﻼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﻠﻚ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻳﺰ ﻻ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺷﺮﻋﻪ ﺍﻟﻠﻪ‬ ‫)ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻏَﺎﻟِﺐٌ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻣْﺮِﻩِ ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ(‪.‬‬ ‫ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﻧﺎﻩ ﻭﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻠﻨﺼـــﺎﺭﻯ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﻮﻯ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﻧﺎﺩﺭ ﺑﻜﺎﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﻛﻔﻰ ﻭﺻﻼﺓ ﻭﺳﻼﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺻﻄﻔﻰ‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﺤﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ – ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﻨﺎﻩ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ "ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﻧﺎﻩ ﻭﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ "ﻧﺴﺘﻜﻤﻞ ﺳﻮﻳﺎ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ ﻋﻦ ﺛﻮﺍﺑﺖ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺗﻄﻮﻳﻌﻪ ﻟﻴﻼﺋﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺛﻮﺍﺑﺘﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺰﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻻ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻝ‬ ‫ﻭﻧﻨﺒﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﺘﺒﻊ‬ ‫ﺍﻟﺰﻻﺕ ﻭﺍﻟﻌﺜﺮﺍﺕ ﺇﺫ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻌﻠﻦ ﻭﻇﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﻜﻞ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﺎﺻﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﺗﻠﺒﻴﻴﺲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﻖ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺑﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﺒﻊ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﻻ ﻧﺘﻌﺼﺐ ﻟﻶﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻓﻤﺘﻰ ﺍﺗﻀﺢ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﺻﺢ ﻭﺟﺐ‬ ‫ﺍﻹﺗﺒﺎﻉ "ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ "‬ ‫ﺃﻭﻻ ‪:‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻧﺎﺩﺭ ﺑﻜﺎﺭ ‪ :‬ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﻓﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺑﻬﺎ ﺣﺪﺍﺛﻪ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ!!‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﺴﺒﻮﻙ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﻘﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺘﺬﺍﺭ ﺇﺫ ﺇﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻗﻀﻴﺔ ﺧﻄﺄ ﻓﻘﻬﻲ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻟﻤﺒﺪﺃ‬ ‫!!‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﻪ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ‬ ‫ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻧﺎﺩﺭ ﺑﻜﺎﺭ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻭﺃﻥ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻻ‬ ‫؟‬ ‫ﻟﻤﺎﺫﺍ‬ ‫ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﺎ‬ ‫ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ "ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ" ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻣﺴﻠّﻤﺎﺗﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ‬ ‫ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻧﺎﺩﺭ ﺃﻥ ﻳﺼﺮّﺡ ﺇﻋﻼﻣﻴﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻻ ﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﻮﻥ ﻣﻨﻘﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ !!‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻧﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﻩ ‪:‬‬ ‫" ﻛﻨﺖ ﺃﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ " ﻫﻞ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻧﺎﺩﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻥ ﺍﻵﻥ‬ ‫ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﻳﻔﺮﺿﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ‬ ‫؟‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺍﻷﻗﺒﺎﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‪ -‬ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ؟‬ ‫ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﻈﻠﻮﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ؟‬ ‫ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ؟ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ؟ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ؟‬ ‫ﻻ ﺃﺟﺪ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ !!‬ ‫‪17‬‬


‫ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ‬ ‫!!‬ ‫ﺍﻟﻮﻃﻦ‬ ‫ﻭﻣﺘﻰ ﺳﻴﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﺫﻥ ؟ ﻭﻣﺘﻰ ﺳﻴﻀﻌﻮﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ؟‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺘﺬﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻜﻔﺮ !‬ ‫ﺣﻀﺮﺗﻚ !! ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻧﺒﺎ !! ﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻲ ﻗﺎﻟﻪ !!‬ ‫ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺧﻄﺎﺏ ﺷﺮﻋﻲ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺑﻪ ﻫﺆﻻﺀ ؟ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻗﻄﻌﺎ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺴﻴﻴﺪﻫﻢ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﻢ‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻜﻢ ﺑﻬﺆﻻﺀ؟‬ ‫ﻫﻞ ﺗﺒﺮﺃ "ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻧﺒﺎ " ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ "ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻭﺭﺑﻨﺎ ﻧﺤﻄﻪ‬ ‫ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺠﺰﻣﺔ"؟ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻠﻮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ؟‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ "ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻧﺒﺎ " ﺍﻟﻤﻮﻗﺮ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺍﻃﻤﺄﻥ‬ ‫ﻷﻥ "ﺣَﻤَﻠﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫" ﻟﻦ ﻳﻄﺒﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺨﺸﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ !!‬ ‫}ﻭَﻟَﻦ ﺗَﺮْﺿَﻰ ﻋَﻨﻚَ ﺍﻟْﻴَﻬُﻮﺩُ ﻭَﻻَ ﺍﻟﻨَّﺼَﺎﺭَﻯ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﺘَّﺒِﻊَ ﻣِﻠَّﺘَﻬُﻢْ{‬ ‫ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ " ﻧﺤﻴﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ "‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻌﺪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ "ﻃﻴﺒﺔ " ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻮﻻﺀ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ؟‬ ‫ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻵﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ " ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻧﺒﺎ " !!‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ :‬ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻧﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺗﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻬﻞ ﻫﺬﻩ ﺗﻮﺑﺔ‬ ‫ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ ﺷﺮﻋﺎ ؟ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺭﺟﻮﻋﺎ‬ ‫ﺻﺤﻴﺤﺎ }ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺎﺑﻮﺍ ﻭﺃﺻﻠﺤﻮﺍ ﻭﺑﻴﻨﻮﺍ{ ﻳﺘﻮﺏ ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﻳﺼﻠﺢ ﻣﺎ ﺃﻓﺴﺪ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻭﻳﺒﻴﻦ ﻣﺎ ﻛﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ‪:‬‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺴﻌﻰ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﺟﻞ ﻭﻻ ﻳﻌﻄﻞ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻴﺮ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻜﻔﺮ ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺘﺬﺍﺭ " ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ " ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﺷﺮﻋﺎ !!‬

‫ﺛﺎﻧﻴـــــﺎ ‪:‬‬ ‫ﺻﺪﺭﺕ ﻓﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻓﺘﻮﻯ ﻣﻮﻗﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺴﻠﻒ ‪ :‬ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻧﺎﺩﺭ)‪(7‬‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺯﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﺎ ﻭﺧﻠﻄﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ‪:‬‬ ‫"ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ﻭﺻﺎﻟﺤًﺎ ﻟﺤﺎﻟﻨﺎ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻫﻮ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ‪-‬ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻭﺳﻠﻢ‪ -‬ﻭﻳﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻬﺪًﺍ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺟﺰﻳﺔ "‬ ‫‪http://www.salafvoice.com/article.php?a=5867 (7‬‬ ‫‪18‬‬


‫ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻨﺴﻮﺥ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺳﺦ ‪ ،‬ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ } :‬ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﺤﺮﻣﻮﻥ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻄﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻋﻦ ﻳﺪ ﻭﻫﻢ ﺻﺎﻏﺮﻭﻥ{ ) ‪. ( 29‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ‪ :‬ـــ ﻭﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ ‪ ،‬ﻭﻫﻢ‬ ‫ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﺮﺑﺎ ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺭ ﺍﻟﻌﺠﻢ‬ ‫ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪ :‬ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ‪ ،‬ﻓﺘﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﺮﺑﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻭ ﻋﺠﻤﺎ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﺑﺤﺎﻝ ‪ ،‬ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ‬ ‫ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﻴﺪﺭ ﺩﻭﻣﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﻘﺎﻝ ‪ :‬ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ‬ ‫‪.‬‬ ‫ﻋﺮﺏ‬ ‫ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ‬ ‫‪،‬‬ ‫ﻭﺫﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ‪ :‬ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪ ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ‪ :‬ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ‪ ،‬ﻭﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺍﻟﻌﺠﻢ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺸﺮﻛﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ‪ :‬ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ‪ ،‬ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺸﺮﻛﺎ ‪ ،‬ﻭﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ‬ ‫‪.‬‬ ‫ﻣﺸﺮﻛﺎ‬ ‫ﺃﻭ‬ ‫ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺠﻤﻲ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ‪ :‬ﻓﺎﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ " ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺬﻣﺔ ‪:‬‬ ‫)ﻭﺃﻣﺎ ﻫﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺟﺰﻳﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﺰﻭﻝ )‬ ‫ﺳﻮﺭﺓ ﺑﺮﺍﺀﺓ ( ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ‪ ،‬ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ‪،‬‬ ‫ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺚ ﻣﻌﺎﺫﺍ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ‪ ،‬ﻓﻌﻘﺪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻣﺔ‬ ‫ﻳﻬﻮﺩﻫﺎ‬ ‫ﻣﻦ‬ ‫ﻳﺴﻠﻢ‬ ‫ﻟﻢ‬ ‫ﻟﻤﻦ‬ ‫ﻭﺿﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﻳﻬﻮﺩ ﺧﻴﺒﺮ ‪ ،‬ﻓﻈﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﺎﻟﻄﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﺌﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﻜﻢ‬ ‫ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺄﻫﻞ ﺧﻴﺒﺮ ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﺟﺰﻳﺔ ﻭﺇﻥ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻓﻘﻬﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻱ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ‬ ‫ﻭﺻﺎﻟﺤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻌﺪ ‪ ،‬ﻓﺴﺒﻖ ﻋﻘﺪ ﺻﻠﺤﻬﻢ‬ ‫ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺧﻴﺒﺮ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻄﻮﺍ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﻬﻮﺩ ﺧﻴﺒﺮ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻤﺎﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﺸﻄﺮ ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﻳﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺳﻮﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﻣﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻘﺪ ﻛﻌﻘﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺔ ‪ ،‬ﻛﻨﺼﺎﺭﻯ ﻧﺠﺮﺍﻥ ‪ ،‬ﻭﻳﻬﻮﺩ ﺍﻟﻴﻤﻦ ‪ ،‬ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ‪.‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺟﻼﻫﻢ ﻋﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ‪ ،‬ﺗﻐﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻤﻦ ﺇﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺧﻴﺒﺮ ‪،‬ﻭﺻﺎﺭ ﻟﻬﻢ‬ ‫ﺣﻜﻢ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ (‪.‬‬ ‫ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ" ‪:‬‬ ‫ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻔﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺃﻋﻼﻣﻬﺎ ‪ ،‬ﺃﻇﻬﺮ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻗﺪ ﻋﺘﻘﻮﻩ‬ ‫ﻭﺯﻭﺭﻭﻩ ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﻳﻬﻮﺩ ﺧﻴﺒﺮ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻪ ﺷﻬﺎﺩﺓ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ‪ ،‬ﻭﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ‪ ،‬ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ‪ ،‬ﻓﺮﺍﺝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﻐﺎﺯﻳﻪ ﻭﺳﻴﺮﻩ ‪ ،‬ﻭﺗﻮﻫﻤﻮﺍ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻇﻨﻮﺍ ﺻﺤﺘﻪ ‪،‬‬ ‫ﻓﺠﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭ ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻘﻲ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ‪ -‬ﻗﺪﺱ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻭﺣﻪ ‪-‬‬

‫‪19‬‬


‫ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﻓﺒﺼﻖ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺑﻪ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﺃﻭﺟﻪ‬ ‫‪:‬‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ‪ :‬ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ‪ ،‬ﻭﺳﻌﺪ ﺗﻮﻓﻲ ﻗﺒﻞ ﺧﻴﺒﺮ ﻗﻄﻌﺎ ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ ‪ :‬ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻧﻪ ﺃﺳﻘﻂ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻌﺪ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬ ‫ﺣﻴﻨﺌﺬ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻧﺰﻭﻟﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻡ ﺗﺒﻮﻙ ﺑﻌﺪ ﺧﻴﺒﺮ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻭﻣﻨﻬﺎ ‪ :‬ﺃﻧﻪ ﺃﺳﻘﻂ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﻠﻒ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺨﺮ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺤﺎﻝ ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻛﻠﻒ ﻭﻻ ﺳﺨﺮ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺃﻋﺎﺫﻩ ﺍﻟﻠﻪ ‪ ،‬ﻭﺃﻋﺎﺫ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻜﻠﻒ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮ ‪ ،‬ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ ‪ :‬ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺻﻨﺎﻓﻬﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ‪ ،‬ﻭﻻ‬ ‫ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﻻ ﺃﻇﻬﺮﻭﻩ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ‪ ،‬ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﻥ ﺯﻭﺭﻭﺍ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻋﺮﻓﻮﺍ‬ ‫ﻭﺑﻄﻼﻧﻪ‬ ‫ﻛﺬﺑﻪ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﺨﻔﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﺧﻔﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﺯﻭﺭﻭﺍ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻭﻋﺘﻘﻮﻩ ﻭﺃﻇﻬﺮﻭﻩ‬ ‫ﻭﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻃﻤﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﻴﻦ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻠﻪ‬ ‫‪.‬‬ ‫ﻭﻛﺬﺑﻪ‬ ‫ﺑﻄﻼﻧﻪ‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻞ‬ ‫ﺧﻠﻔﺎﺀ‬ ‫ﻭﺑﻴﻦ‬ ‫ﺃﻣﺮﻩ‬ ‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺟﺰﻳﺔ ؟ ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﻮﺿﻌﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻡ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻬﺪ ﺑﻼ‬ ‫ﺟﺰﻳﺔ ؟‬ ‫ﺇﺫ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﺣﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺴﺒّﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻪ ﻭﻳﻌﺬﺑﻮﻧﻪ ﻭﻫﻞ ﺳﻴﻨﻀﺒﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ‪ -‬ﺇﻥ ﺻﺢ ‪ -‬ﺑﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻡ ﺑﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ؟‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺮﻣّﺘﻬﺎ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺃﺣﺪ‬ ‫ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩّ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ‬ ‫ﻓﺒﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻄﻮﻳﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺷﺮﺍﺋﻌﻪ ﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﺎ ﻧﺼّﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ‬ ‫ﺃﻭ‬ ‫ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻪ‬ ‫ﻫﻲ ﺭﻓﻊ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ‬ ‫ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮّﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ "ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ" ﻭ "ﺍﻷﺩﻟّﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ " !! ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﺘﺎﻭﻯ‬ ‫!!‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻫﻢ ﻭﺍﻷﺧﻄﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ‬ ‫ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻧﺎﺩﺭ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺔ ﻭﺃﻏﻔﻠﺖ ﺑﺎﻗﻲ ﻛﻼﻣﻪ ﻛﺄﻥ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻻ ﻏﺒﺎﺭ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﺷﺊ !!!‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻧﻘﺮﺃ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻏﺪﻗﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻧﺎﺩﺭ ﺑﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ " ﺍﻷﻧﺒﺎ " ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺢ ﻭﺗﺴﻴﻴﺪ‬‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ‬ ‫‪20‬‬


‫ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺠﺎﺯﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ !!‬ ‫ﻭﻟﻢ ﻧﻘﺮﺃ ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺪﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ‬‫!‬ ‫ﺑﺴﻮﺍﺀ‬ ‫ﺳﻮﺍﺀﺍ‬ ‫ﻭﻟﻢ ﻧﻘﺮﺃ ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻣﻪ " ﻛﻨﺖ ﺃﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ "‬‫ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ‬ ‫ﻓﺎﻟﻮﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻵﻥ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻄﻴﺮﻭﻥ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ؟‬ ‫ﻭﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ ؟‬ ‫ﻭﺍﻷﻏﺮﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻨﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻊ ﻫﻢ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻞ ﻭﻳﻔﺨﺮﻭﻥ‬ ‫ﺑﻬﺎ !!‬ ‫ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ‪:‬‬ ‫ﺍﻳﻤﻴﻞ ﺻﺎﺩﻕ ﺻﻠﻴﺐ ﻳﺆﻳﺪ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ‬ ‫‪http://www.youtube.com/watch?v=jyqWgks_-nk‬‬ ‫ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻳﻬﺘﻒ ﺍﻟﻤﻠﺘﺤﻮﻥ ‪ :‬ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻴﺤﻲ ﺇﻳﺪ ﻭﺍﺣﺪﻩ !! ﻭﻳﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﺘﺤﻮﻥ ﺑﺎﻷﺣﻀﺎﻥ‬ ‫ﻭﻳﻬﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻳﺒﺸّﻮﻥ !!‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ‪ :‬ﻋﺎﺩﻝ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﺑﺎﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺮﺷﺤﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ‬ ‫‪http://www.youtube.com/watch?v=mG2S0iRLTEM‬‬ ‫ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ‪:‬ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ‪:‬‬ ‫ﻋﺎﻳﺰ ﺃﺟﻴﺐ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﻳﺸﻮﻓﻮﺍ ﻭﻳﻠﻐﻮﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺘﺎﻋﺔ ﻋﺎﺩﻝ ﺇﻣﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺐ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻉ‬ ‫!!‬ ‫ﺩﻩ‬ ‫ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﻴﻦ‬ ‫ﻭﺷﻐﻞ‬ ‫ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﻔﺮﺣﻮﻥ ؟ ﻓﻬﻢ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻧﻪ ﻭﺍﻃﻤﺄﻧّﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫!!‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ‬ ‫ﻓﻼ ﺟﺰﻳﺔ ﻭﻻ ﺻﻐﺎﺭ ﻭﻟﻴﻬﻨﺄﻭﺍ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﻻ ﺗﺜﺮﻳﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﻥ ﺳﺒّﻮﺍ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﺳﺨﺮﻭﺍ‬ ‫ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺃﻭ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻭﺧﻄﻔﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ ﻣﺴﺘﻤﺮّﺍ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻨﺴﺤﻖ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬ ‫ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ‪.‬‬ ‫ﻛﺘﺒﻪ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ‬ ‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬ ‫ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻟﻴﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ؟ ﻓَﻠِﻢَ ﻧُﻌْﻄِﻲ ﺍﻟﺪَّﻧﻴَّﺔَ ﻓﻲ ﺩِﻳﻨَﻨَﺎ؟‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﻧﺎﻩ ﻭﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻠﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ !! ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﻊ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﺰ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﻧﺎﻩ ﻭﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺎﺀ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺩﻳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺍﻟﺸﺤﺎﺕ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﻧﺎﻩ ﻭﻫﻨﻴﺌﺎ ﻟﻠﻨﺼـــﺎﺭﻯ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﻮﻯ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﻧﺎﺩﺭ ﺑﻜﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ‬

‫‪21‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.