لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٔ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
بسم اهلل الرمحن الرحيم
مؤسسة املأسدة اإلعالمية -تقػدـ -
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) للشيخ :أبي سعد العاملي (حفظو اهلل)
3311هـ | 2132م
مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٕ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
مقدمة الحمد هلل رب العالمين الذي خلقنا ورزقنا وجعلنا من المسلمين ،وأرسل إلينا رسالً مبشرين ومنذرين ليذكرونا بواجب العبادة
والخضوع هلل عز وجل شكراً هلل على نعمو الظاىرة والباطنة ،وىو سبحانو الذي ارتضى لنا دين اإلسالـ وأكملو وأتمو على خاتم رسلو محمد صلى اهلل عليو وعلى آلو وصحبو ومن اىتدى بهديو واستن بسنتو ولم يتبع غير سبيل المؤمنين ،ثم أما بعد
لقد عادت الجاىلية من جديد وأقوى مما كانت عليو ،حيث نشاىد معالمها وآثارىا وسيطرتها على كل مناحي الحياة ،وكل ما
حولنا يوحي بأننا ما زلنا في زمن الجاىلية العمياء لوال بعض المعالم اإلسالمية المشوىة وبعض التحركات المباركة التي يقوـ بها
عباد اهلل المخلصين لنشر الدين الحق وسط مذاىب جاىلية ىدامة وأدياف انتشرت بين الناس فألفوىا أو فُرضت عليهم فرضاً.
ىذا ما نراه في المجاؿ االجتماعي حيث انتشر الفساد الخلقي وصار االختالط والعري رمزاً وشعاراً للتقدـ والتطور وحسن الرأي ،وكذلك مقياساً أو رصيداً لتقلد المناصب العليا في ىذه المجتمعات الجاىلية ،بينما المحافظة على القيم وااللتزاـ بالدين يعتبر رمزاً للتخلف والجمود وسبباً في التهميش واالزدراء . األصناـ محاطة بنا من كل جانب لقد ولى عهد األصناـ الحجرية أو الخشبية المجسدة لروح الجاىلية العمياء ،وذلك بمجيء اإلسالـ العظيم وظهوره على تلك األدياف الواىية ،حيث انقلب أصحاب ىذه األصناـ أنفسهم على معبوداتهم فهدموىا بأيديهم بعدما رأوا قوة اإلسالـ ورفعتو
وسمو تعاليمو ،فاكتسح اإلسالـ الساحات واستحوذ على العقوؿ ولم يعد ىناؾ مجاؿ لهذه األصناـ أف تجد لها موقع قدـ في الحياة اليومية للناس وال في عقولهم ،فانهارت تلقائياً في أغلب بلداف المسلمين ،لتظهر بعد ذلك في صور مختلفة معنوية الطابع وفي أغلب األحياف خفية في الشكل والمضموف. تلك ىي طبيعة األصناـ الجديدة التي أحاطت بنا من كل جانب ومألت حياة الناس فصارت تُعبد من دوف اهلل بشعور وبال شعور ،ال يهم ما داـ أف في األمر عبودية جديدة واستهتار بالقيم اإلنسانية واستغالؿ لإلنساف واستعباده تحت مسميات
جديدة ،أىمها الباب االقتصادي أو ما يسمونو بالمصالح اإلقتصادية ،وغيرىا من األبواب التي دخلوا بها على حياة الناس
فأغروىم وجعلوىم يطوفوف حوؿ تلك األصناـ ويقدموف لها القرابين من صحتهم وأمنهم ومستقبل أبنائهم وىم فوؽ ذلك
يضحكوف ويمرحوف ،مثلما كاف يفعل الناس في الجاىلية وىم يطوفوف حوؿ الكعبة عراة وىم يغنوف ويرقصوف ﴿ َوَما َكا َف ِ ِ ِ ص ِديَةً ﴾ ٔوىم يحسبوف أنهم يتقربوف بذلك إلى اهلل جل وعال ،وسكاف الجاىلية المعاصرة اء َوتَ ْ َ صالتُػ ُه ْم عنْ َد الْبَػ ْيت إال ُم َك ً يعتقدوف أف طاعتهم لحكامهم وخضوعهم لقوانينهم تشفع لهم ما يقترفونو من كبائر وشركيات وكفريات.
األوفال53: مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٖ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
لقد عادت ىذه األصناـ بقوة وبأشكاؿ خفية توحي للناس أنها رحمة وسعادة لهم بينما ىي في الحقيقة تمتص ثرواتهم وخيراتهم
بعد أف تخدر عقولهم حتى ال يشعروا بهذا االستغالؿ وال يدركوا ىذه العبودية.
وقد طاؿ ىذا االنحراؼ الخطير فئات من الشعب يحسبها الناس ىي المؤىلة إلحداث التغييرات المرتقبة ورفع الظلم الواقع
على الشعوب ومحاربة الجهل والتبعية لألعداء. وسائل الطغاة إلفساد وتخدير الشعوب
الشك أف ىذه األنظمة التي ترونها تحكم البالد والعباد إنما ىي مجموعة من الموظفين المنحرفين أخالقياً والمعوقين عقلياً، لدى النظاـ العالمي الجديد المتمثل في الصهيوصليبية العالمية أو تحديداً ما يسمى بالحكومة العالمية الخفية ،ىذه األخيرة التي تتحكم في االقتصاد والسالح والدواء والغذاء مما يخوؿ لها أف تتحكم بالضرورة في رسم السياسة العالمية في الدوؿ التي تكوف تابعة لها ومنها دولنا العربية بدوف استثناء ولو بدرجات متفاوتة.
تملي ىذه الحكومة الخفية مجموعة من السياسات على ىذه الحكومات لتنفيذىا عبر مراحل كشرط أساسي لبقائها في الحكم،
ولضماف والء ورضا ىذه األخيرة.
الرأي العاـ (ٔ) استراتيجيّة اإللهاء :ىذه االستراتيجيّة عنصر أساسي في التح ّكم بالمجتمعات ،وىي تتمثل في تحويل انتباه ّ ويتم ذلك عبر وابل متواصل من اإللهاءات عن المشاكل ّ تقررىا النّخب السياسية واإلقتصاديّةّ ، الهامة والتغييرات التي ّ والمعلومات التافهة .استراتيجيّة اإللهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من اإلىتماـ بالمعارؼ الضروريّة في ميادين مثل العلوـ، االقتصاد ،علم النفس ،بيولوجيا األعصاب وعلم الحواسيب" .حافظ على تشتّت اىتمامات العامة ،بعيدا عن المشاكل االجتماعية الحقيقية ،واجعل ىذه االىتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أىمية حقيقيّة .اجعل الشعب منشغال ،منشغالً، ٕ منشغالً ،دوف أف يكوف لو أي وقت للتفكير ،وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات".
ردة الفعل -الحل" .في األوؿ نبتكر مشكال تسمى أيضا "المشكل ّ - (ٕ) ابتكر المشاكل ...ثم ق ّدـ الحلوؿ :ىذه الطريقة ّ
ردة فعل معيّنة من قبل الشعب ،و حتى يطالب ىذا األخير باإلجراءات التي نريده أف يقبل بها .مثال: أو "موقفا" متوق ػَعا لنثير ّ حريتو ،أو :ابتكار أزمة ترؾ العنف الحضري يتنامى ،أو تنظيم تفجيرات دامية ،حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب ّ كشر ال ب ّد منو. يتم تقبّل التراجع على مستوى الحقوؽ االجتماعية ّ وتردي الخدمات العمومية ّ مالية حتى ّ
يتم تطبيقو بصفة تدريجيّة ،مثل أطياؼ اللوف الواحد (من (ٖ) استراتيجيّة ّ التدرج :لكي يتم قبوؿ إجراء غير مقبوؿ ،يكفي أف ّ الفاتح إلى الغامق) ،على فترة تدوـ ٓٔ سنوات .وقد تم اعتماد ىذه الطريقة لفرض الظروؼ السوسيو -اقتصاديّة الجديدة بين مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب ىادئة مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٗ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
الثمانينات والتسعينات من القرف السابق :بطالة شاملة ،ىشاشة ،مرونة ،تعاقد خارجي ورواتب ال تضمن العيش الكريم ،وىي
تم تطبيقها دفعة واحدة. تغييرات كانت ّ ستؤدي إلى ثورة لو ّ
يتم تقديمها (ٗ) استراتيجيّة ّ المؤج ػَػل :وىي طريقة أخرى يتم اللجوء إليها من أجل إكساب القرارات المكروىة القبوؿ وحتّى ّ
كدواء "مؤلم ولكنّو ضروري" ،ويكوف ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل .قبوؿ تضحية مستقبلية يكوف دائما أسهل من قبوؿ تضحية حينيّةّ .أوال ألف المجهود لن يتم بذلو في الحين ،وثانيا ألف الشعب لو دائما ميل
ألف يأمل بسذاجة أف "كل شيء سيكوف أفضل في الغد" ،وأنّو سيكوف بإمكانو تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل .وأخيراً، يتعود على فكرة التغيير ويقبلها باستسالـ عندما يحين أوانها. كل ىذا الوقت للشعب حتى ّ يترؾ ّ
لعامة الشعب خطاباً وحججاً وشخصيات (٘) مخاطبة الشعب كمجموعة أطفاؿ صغار :تستعمل غالبية اإلعالنات الموجهة ّ ّ معوؽ ذىنيّا .كلّما حاولنا ونبرة ذات طابع طفولي ،وكثيراً ما تقترب من مستوى التخلّف الذىني ،وكأف المشاىد طفل صغير أو ّ مغالطة المشاىد ،كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة .لماذا؟ "إذا خاطبنا شخصا كما لو كاف طفال في سن الثانية عشر ،فستكوف
ردة فعل أو إجابة الطفل ذي مجردة من الحس النقدي بنفس الدرجة التي ستكوف عليها ّ لدى ىذا الشخص إجابة أو ّ ردة فعل ّ ّ اإلثني عشر عاما".
ٖ
الحس ( )ٙاستثارة العاطفة بدؿ الفكر :استثارة العاطفة ىي تقنية كالسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي ،وبالتالي ّ يتم زرعو بأفكار ،رغبات ،مخاوؼ، النقدي لألشخاص .كما أ ّف استعماؿ المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور لالّوعي حتّى ّ نزعات ،أو سلوكيّات. شعب في حالة جهل وحماقة :العمل بطريقة يكوف خاللها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرؽ ( )ٚإبقاء ال ّ السفلى ىي النوعيّة األفقر ،بطريقة تبقى إثرىا المستعملة للتح ّكم بو واستعباده" .يجب أف تكوف نوعيّة التّعليم المق ّدـ للطبقات ّ
السفلى" ٗ. ّ السفلى عن العليا غير مفهومة من قبل الطّبقات ّ الهوة المعرفيّة التي تعزؿ الطّبقات ّ
الرائع" أف يكوف غبيّا ،ىمجيّاً و جاىالً. الرداءة :تشجيع ال ّ ( )ٛتشجيع ال ّ شعب على أف يجد أنّو من" ّ شعب على استحساف ّ يظن أنّو المسئوؿ الوحيد عن تعاستو ،وأف سبب مسؤوليّتو تلك ىو نقص التمرد باإلحساس بالذنب :جعل الفرد ّ ( )ٜتعويض ّ
في ذكائو وقدراتو أو مجهوداتو .وىكذا ،عوض أف يثور على النّظاـ اإلقتصادي ،يقوـ بامتهاف نفسو ويحس بالذنب ،وىو ما تحرؾ ال وجود للثورة! التحرؾ .ودوف ّ يولّد دولة اكتئابيّة يكوف أحد آثارىا اإلنغالؽ وتعطيل ّ ىوة ال تزاؿ (ٓٔ) معرفة األفراد أكثر ّ التطورات العلميّة المذىلة ّ مما يعرفوف أنفسهم :خالؿ الخمسين سنة الفارطة ،حفرت ّ المصدر السابق المصدر السابق
مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
٘
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
العامة وتلك التي تحتكرىا وتستعملها النّخب الحاكمة .فبفضل علوـ األحياء ،بيولوجيا األعصاب وعلم تتّسع بين المعارؼ ّ الصعيدين الفيزيائي والنّفسي .أصبح ىذا "النّظاـ "قادراً توصل "النّظاـ" إلى معرفة متق ّدمة للكائن البشري ،على ّ النّفس التّطبيقيّ ، مما يعرؼ نفسو ،وىذا يعني أ ّف النظاـ -في أغلب الحاالت -يملك سلطة على األفراد أكثر على معرفة الفرد ّ المتوسط أكثر ّ من تلك التي يملكونها على أنفسهم . سدنة الكعبة وسدنة المساجد لقد كاف للكعبة سدنتها الذين يقوموف على ضماف مصالحهم المادية بخدمة الحجيج والحفاظ على األصناـ وخدمتها لكي تظل قبلة للجاىلين وأصحاب األىواء ،وحينما علم وأدرؾ الطغاة في ىذا العصر خطورة أماكن العبادة وعلى رأسها المساجد ،عمدوا إلى تنصيب سدنة تابعين لهم يخدموف سياساتهم وينشروف دينهم (أي دين الملوؾ والحكاـ) ،ويحاربوف كل الدعاة المخلصين بمنعهم من استعماؿ ىذه المساجد للدعوة إلى اهلل وإلى دين التوحيد ومنعهم من بياف كل صور الشرؾ والتنديد.
وج ِّردت من كل مهامها الدعوية التي تجعلها قطباً للمسلمين وصلة وصل فأصبحت المساجد دوراً للعبادة (أي للصالة) فقطُ ،
بين األمة ودعاتها المخلصين ،الذين يبلغوف رساالت اهلل وال يخشوف أحداً إال اهلل ،صار أغلبهم في عداد المسجونين أو المطاردين أو لقوا ربهم شهداء نحسبهم كذلك وال نزكيهم على ربهم ،فبقي في الساحة كل متردية ونطيحة وأدعياء خونة وضعوا
أي ديهم في أيدي الطغاة يحرفوف الكلم عن مواضعو ويقطعوف الطريق إلى اهلل عن عباده المؤمنين وبخاصة شباب األمة التواؽ إلى الدعوة الحقيقية وإلى الجهاد بالماؿ والنفس لنصرة الدين.
مما خلق قطيعة كبيرة وواضحة بين األمة وبين ىؤالء الدعاة ،بل وأخطر من ىذا ،استبدلت األنظمة الطاغوتية ىؤالء الدعاة
المخلصين بدعاة مزيفين يسبحوف بحمد الطغاة وينشروف دينهم ويسعوف في األرض فساداً بسكوتهم عن كفر وظلم وفسق
ىؤالء الحكاـ ،ويبحثوف لهم عن مبررات شرعية وأوراؽ توت أو أثواب سابرية يواروف بها سوءاتهم ،وأنى لهم وقد أزكمت رائحتها النتنة األنوؼ وباف عوارىا حتى لألعمى.
فحاولوا نشر علم مبتور بعيداً عن العمل والتطبيق على أرض الواقع ،وبعيداً -بعد السماء عن األرض -عن الفقو الحركي الذي يتفاعل مع قضايا األمة المختلفة ،ويقودىا إلى التحرر من كل عبودية غير العبودية هلل ،ويجعلها رائدة وقائدة لكل األمم.
فلم يبق سوى ىؤالء األدعياء يعيثوف في األرض فساداً وينشروف دين الملك وعقيدة اإلرجاء والتجهم وفقو الخنوع واالنبطاح وبقية المناىج البدعية ،لتكوف وقاية للطغاة وسياجاً لهم فيستمروا في تعبيد الناس تحت عباءة الدين تارة وباسم الديموقراطية
تارة أخرى ،فضاع الدين ا لصحيح بين ىذا وذاؾ ،بين دين مزيف جعلوا فيو القرآف عضين ،وبين دين الديموقراطية الذي صار إلو القوـ الجديد ومعبودىم الفريد.
مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٙ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
ىناؾ صنف آخر من ىؤالء السدنة ،انتكسوا بعدما ابتالىم اهلل بمحنة األسر ،ىذه المحنة التي من المفروض أف تكوف شرفاً لهم واصطفاء رباني وفرصة لرفع مقامهم عند اهلل وفي دنيا الناس ،فلم يستطيعوا أف يصبروا تلك اللحظات األخيرة من عمر المحنة ،فأحبط اهلل أعمالهم ونسفوا بأيديهم تلك الجباؿ من الحسنات التي بنوىا خالؿ فترة االبتالء ،حيث ركنوا إلى الذين
ظلموا وسارعوا إلى طلب العفو والتراجع عن عقيدتهم التي كانت سبباً في دخولهم إلى ىذه السجوف.
فبعد أف كانوا رموزاً في الحق صاروا رموزاً لدعم الباطل وتزيين أعماؿ ىؤالء الطواغيت وصبغتها بالصبغة الشرعية ،مقابل أف يحظوا بوالئهم ورضاىم وأف يسمحوا لهم بالعودة إلى حياتهم الطبيعية ،واالنغماس في ملذات الدنيا وفتنها كالعواـ من الناس، والنزوؿ إلى الدونية بعد أف أكرمهم اهلل بالسمو.
فالحمد هلل الذي كتب المحنة على ىؤالء لتظهر حقيقتهم أماـ الناس ،ولكي تصفو صفوؼ المؤمنين فال يبقى فيها إال
المخلصوف والصادقوف.
فهؤالء كانوا سينتكسوف في كل حاؿ ،ألنهم لم تكن ىجرتهم إلى اهلل ورسولو في البدء ،بل كانت إلى دنيا يصيبونها أو سمعة يبتغونها أو غير ذلك من شهوات ىذه الدنيا الفانية الزائلة.
والحمد هلل أف دين اهلل فوؽ الجميع ومنزه عن أخطاء وتعامالت الناس – كيفما كاف وزنهم ومهما كانت مراتبهم العلمية ،-فكل من انتكس فإنما ينتكس على نفسو والدين منو براء ،ومن ثبت فإنما يثبت لنفسو وال ينفع أحداً.
حقيقة الديموقراطية :احتواء وىدـ إف األمر البد أف يكوف هلل من قبل ومن بعد ،أي أف التمكين يكوف لشرع اهلل وحده وليس للديموقراطية أو للقوانين الوضعية
كما تنادي بذلك جل ىذه الحركات العاملة في الساحة ،وتؤيدىا في ذلك ىذه األنظمة المرتدة التي تغض الطرؼ عنها وتمد لها يد العوف من أجل تثبيت مؤسساتها في المجتمع وتزيين صورتها أماـ الشعوب على أنها حركات معتدلة ووطنية تسعى إلى
الصالح العاـ وليس إلى التخريب واإلفساد كما ىو شأف الحركات اإلرىابية حسب زعمهم. أوىاـ وشبهات داحضة
من أصوؿ ديننا الكفر بالطاغوت ،إال أف ىناؾ الكثير من الجماعات التي تؤمن بالعمل السياسي وتسعى إلى المشاركة حتى في الحكم في ظل دين الطاغوت ،وىي تبرر ذلك بأف ىذه المشاركة إنما ىي وسيلة لتبليغ الدعوة وآلية من آليات " خلوا بيني
وبين الناس" .
ونحن بدورنا نقوؿ بأف ىذه المشاركة السياسية مواالة لمن حاد اهلل و رسولو ،وال يمكن اعتبارىا آلية من آليات ( خلوا بيني و بين الناس ) كما يزعموف.
لرفع اللبس عن ىذه الشبهة ينبغي الوقوؼ على حقيقة المشاركة السياسية ،ىل ىي آلية كما تعتقد ىذه الجماعات أـ ىي
عقيدة في حد ذاتها ؟
مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٚ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
الذي ندين اهلل بو أف الممارسة السياسية وفق ما يُسمى بالديموقراطية ،دين قائم بذاتو ،لو أصوؿ وشروط البد من االلتزاـ بها
واحترامها.
فالذي يمارس السياسة ينبغي أف يعترؼ أوالً بالدستور والقوانين التي تسيّر ىذه السياسة والتي يسعى جميع الفرقاء إلى تجسيدىا واقعاً وفعالً ضمن برنامج سياسي واضح ال يمكن أف يخرج عن قبة القوانين والدستور الذين اتفقوا وأجمعوا وأقسموا على احترامو قبل بدء اللعبة.
وكل من يخرج عن ىذه القوانين يُعتبر ناقضاً للعهد الذي التزـ بو مع خصومو ،وبالتالي يصبح عنصراً منبوذاً وغير قانوني. فمسألة " خلوا بيني وبين الناس" ال يمكن أف نطبقها ىنا في المجاؿ السياسي إال إذا كانت لدينا الحرية المطلقة في عرض ديننا كلو والتحرؾ باسم عقيدتنا التي نؤمن بها ونسعى إلى تطبيقها في الواقع وأعني ىنا عقيدة التوحيد.
وأوؿ ما سندعو الناس إليو ونحذرىم منو ىو الكفر بالطاغوت ،وما الطاغوت سوى ىذا النظاـ الحاكم وتلك القوانين الوضعية التي يفرضونها على الناس؟!
وال يقولن قائل بضرورة التدرج وعدـ البدء بهذه األمور الكبيرة التي ستكوف سبباً في منعنا من التعبير وخلق أجواء من التوتر
والفوضى ستحرمنا من الحركة.
فهذا الكالـ دليل على أف قائلو لم يفهم من دين اهلل شيئاً ألف األساس الذي ينبغي الدعوة إليو ىو التوحيد وليس الشرؾ، فالكفر بالطاغوت مقدـ على التوحيد في العمل ،البد أف يكوف ىناؾ نفي ألي شرؾ مع اهلل عز وجل ثم إثبات ألوىية اهلل تعالى
وربوبيتو بعد ذلك ،وىو المعنى الجامع لكلمة التوحيد (ال إلو إال اهلل) وفق ىدي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وسنتو (محمد
رسوؿ اهلل) ،فهل يريدوننا أف ندعو إلى التوحيد بممارسة الشرؾ ؟!.
أما والمسألة غير ذلك فال معنى وال قيمة لهذه المقولة ما دامت أنها محصورة في المفهوـ الوضعي الذي يفرضو القانوف القائم
المخالف لشرع اهلل أصالً ،وبالتالي فال يمكن أف تصل إلى الناس وتوصل لهم الدين الحق عن طريق ىذه الديموقراطية المزعومة ،فهي ىنا وسيلة للشرؾ والكفر وليس وسيلة للدعوة إلى التوحيد كما يزعموف. ومن أصوؿ ديننا أيضاً في ىذا الباب ،سب آلهة القوـ وفضحها وتعريتها ليعلم الناس حقيقة أمرىا .بينما الجماعات التي تنادي
ب "اإلصالح" عن طريق الديموقراطية ،تدعو إلى السكوت عنها ومداىنتها حتى حين ،واالكتفاء بالخطاب العاـ في ىذه المرحلة من عمر الدعوة كما يقولوف.
مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٛ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
كيف نسكت عن إثارة العدو وعدـ الدعوة إلى الخروج عليو؟ وىو جوىر الدعوة كلها؟! وىل تقوـ دعوة التوحيد في ديننا
والعقيدة إال على نفي وإثبات؟! نفي صفات األلوىية والربوبية عن ىؤالء الطواغيت ،وإثباتها هلل رب العالمين "ال إلو إال اهلل"؟!
فهل سكت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم واألنبياء من قبلو عن سب آلهة أقوامهم ،وفضحهم وتحريض الناس على الكفر بهم
وبها؟!
فهذه ىي الطريقة المثلى لبناء القاعدة الصلبة الصحيحة ،وليس بالسكوت عن ىذه القوانين وعن ىؤالء الطواغيت ،لكي ال
تتأذى الدعوة كما يزعموف!!
فالدعوة إلى التوحيد الخالص ،وإلى عقيدة الوالء والبراء ونشرىا بين الناس ،ىو من اإلعداد النظري الحقيقي ،وىو عرض حقيقة
األسس والركائز التي يقوـ عليها الباطل ،والسعي إلى تدميرىا ونسفها من األساس.
ثم ما ىذا الخطاب العاـ الذي يجب أف نسلكو في شرح اآليات واألحاديث؟! أتريدوف أف نداىن ،أـ تراكم تريدوف أف نؤمن
ببعض الدين ونكفر ببعض حتى ال ينزعج ىؤالء الطغاة ويغضبوا فيسدوا علينا أبواب الدعوة ،ويسلبونا ىذه الحريات في
الحركة؟! وكأننا أحرار في ظل ىذه األنظمة المرتدة!!
إف الطغاة المرتدوف يضعوف لنا حدوداً وسدوداً حتى في ميداف الدعوة ،فهم يحددوف لك خطوطاً ودوائر ال ينبغي تجاوزىا أو لنقزـ ديننا ونشوىو فينطبق علينا قوؿ ربنا الخروج منها ،وىو دين الملك كما سماه رب العزة .فكيف يمكننا قبوؿ ىذه الشروط ِّ ِ ِِ َج َمعِين ﴾ ٘. ين ،فَػ َوَربِّ َ ك لَنَ ْسأَلَنػ ُه ْم أ ْ ين َج َعلُوا الْ ُق ْرآ َف عض َ عز وجل ﴿ الذ َ حينما تكوف لدينا الحرية في مجاؿ الدعوة فتزوؿ العقبات المادية والمعنوية التي تحوؿ بيننا وبين الناس لنوصل لهم عقيدة التوحيد كما أُنزلت على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ،يمكننا القوؿ بأننا قد حققنا مكسباً سياسياً معتبراً.
ويمكننا القوؿ بالتالي أننا اقتربنا من بلوغ أىدافنا السياسية وىي تبليغ رسالة اإلسالـ كاملة غير ناقصة وال محرفة كما تفرض
علينا القوانين الوضعية ذلك.
نعم ،إف المشاركة السياسية وفق المفهوـ والشروط التي يفرضها المشرع الوضعي تعتبر مواالة للباطل ولمن حاد اهلل ورسولو، وال ينبغي أف نتحرج أو نلوي أعناؽ النصوص الشرعية لكي تتوافق مع أىوائنا فنكذب على اهلل وعلى أنفسنا ،ونوىمها بأننا
نحقق مكاسب لإلسالـ ونحن على العكس من ذلك.
األمثلة من الواقع أكثر من أف تُحصى ،والتجارب التي خاضها بعض المسلمين في ىذا المجاؿ تعتبر أحسن جواب وخير دليل
على صحة ما ذىبت إليو ،حيث لم يحصدوا سوى السراب ولم يحققوا أدنى مكسب لدينهم بل على العكس ،وال داعي ألف
نكرر التجارب الفاشلة بنفس الوتيرة.
والبعض اآلخر اضطر إلى تغيير اسمو ،وإزالة كل ما ىو إسالمي – ظاىراً وباطناً – ليلقى القبوؿ لدى األنظمة الحاكمة ،بل إنهم أصبحوا أكثر علمانية من العلمانيين أنفسهم وأكثر ليبيرالية من الليبيراليين أنفسهم ،وأكثر ديموقراطية من الديموقراطيين سورج انحجر 19-19: مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٜ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
أنفسهم ،كل ىذا ليشاركوا في ىذه اللعبة السياسية إلى جانب بقية األحزاب القائمة – وأغلبها مرتدة .-
ٙ
والبعض اآلخر أراد أف يُبقي على جوىر اإلسالـ ويرفع شعاراتو وادعاء الخضوع لتعاليمو فيما يتعلق بالمجاالت األخرى غير السياسية ،وفي الوقت ذاتو يرضى بحكم الطاغوت فيما يتعلق بالجانب السياسي ،وىي معادلة يستحيل على المرء تحقيقها ،إذ
كيف يمكن للمسلم أف يجمع بين النقيضين في آف واحد ،خاصة إذا تعلق األمر بمسائل الحكم والتشريع .فإما حكم اهلل وإما ْح ِّق إِال الضالَؿ ﴾ .ٚ حكم الطاغوت ،فليس بينهما التقاء ﴿ فَ َما َذا بَػ ْع َد ال َ وفي نهاية المطاؼ نرى تورط ىذه الجماعات وسقوطها في فخ العدو ،الذي يريد أف يصل إلى ضبط الساحة والتحكم في كل
الخيوط ،حتى تكوف جميع األطراؼ المتحركة في ساحة العمل السياسي بعامة وفي ساحة العمل اإلسالمي بخاصة ،تحت
مجهره ،لكي يضبط كل حركاتها وسكناتها ،ىذا باإلضافة إلى المكاسب الكبيرة التي تحصل عليها األنظمة الحاكمة من جراء
التنازالت المتواصلة لهذه الجماعات ،حتى لقد أصبح الكثير منها جزء من الكياف السياسي ،وطرفا مباشراً في الحكم والتشريع
– ،وفق أسس الديموقراطية -حتى وإف كانت في موقع المعارضة الصورية – كما يزعموف. -
فنحن نعلم أف الديموقراطية ال قيمة لها وال معنى بدوف ما يسمى بالمعارضة ،فسواء كانت ىذه الجماعات طرفاً مباشراً في
الحكم أو طرفاً من المعارضة ،فهي من الناحية الشرعية آثمة بمشاركتها في الحكم والتشريع .بمجرد جلوسها في ىذه المجالس التشريعية حيث األغلبية تكوف دائماً للمرتدين وكلمة الفصل لهم في جميع القرارات والتشريعات ،حتى وإف حصل ىؤالء اإلسالميوف على أغلبية مريحة – كما يقولوف – في ىذه المجالس التشريعية ،فإنهم سيجدوف أنفسهم أماـ العقبة الكبرى
وىي إرادة الملك أو الرئيس أو المجلس األعلى أو غيرىا من األصناـ واآللهة التي لها كلمة الفصل ولها األمر من قبل ومن بعد – تعالى اهلل عن ذلك علواً كبيراً ﴿ -وقَ ْد نَػز َؿ َعلَي ُكم فِي ال ِ اب أَ ْف إِذَا س ِم ْعتُم آي ِ ْكتَ ِ ات الل ِو يُ ْك َف ُر بِ َها َويُ ْستَػ ْه َزأُ بِ َها فَال تَػ ْق ُع ُدوا َ ْ َ ْ ْ َ ٛ ِ ِ معهم حتى ي ُخ ُ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ين َوالْ َكاف ِري َن في َج َهن َم َجميعاً ﴾ . ََُ ْ َ َ وضوا في َحديث غَْي ِره إِن ُك ْم إذاً مثْػلُ ُه ْم إف اللوَ َجام ُع ال ُْمنَافق َ إف الديموقراطية وسيلة ناجعة لهذه األنظمة الحاكمة وألسيادىم الكفار ،إلدخاؿ ىذه الجماعات في حظيرة الجمود أو التيو،
وتجريدىا من كل عناصر المقاومة والقوة ،بل توريطها في مسلسل الحكم لتغرؽ في متاىات ال أوؿ لها وال آخر ،وتتحوؿ إلى مجموعة من الدجالين السياسيين ،يقولوف فال يفعلوف ،ويَِع ُدوف فال يُوفُوف ،ال لشيء إال بسبب غياب الوسائل وعدـ امتالؾ زماـ األمور. وىكذا تتحوؿ الديموقراطية إلى ورطة حقيقية ومأزؽ محرج لهذه الجماعات ،فينقلب سحرىا عليها ،وتؤتى من الجهة التي
كانت تظن أنها الوسيلة األنجع واألسلم واألسرع لتحقيق مآربها وأىدافها الشرعية .ويأبى اهلل إال أف يبين لهؤالء أف طريق الحق
أرفع وأشرؼ وأسمى من ىذه السفاسف ،طريق البد فيو من بالء وعنت وتضحية وفداء ،بالغالي والنفيس ،بل بأغلى ما يملكو ِ ِِ ْجنةَ يُػ َقاتِلُو َف فِي َسبِ ِ يل الل ِو فَػيَػ ْقتُػلُو َف َويُػ ْقتَػلُو َف َو ْعداً َعلَْي ِو َح ّقاً س ُه ْم َوأ َْم َوال َُه ْم بِأَف ل َُه ُم ال َ البشر ﴿ إِف اللوَ ا ْشتَػ َرى م َن ال ُْم ْؤمن َ ين أَنْػ ُف َ ِ ِِ ِ ِ ِ فِي التػوراةِ و ِ األنْ ِج ِ يم ﴾ .ٜ استَْب ِش ُروا بِبَػ ْي ِع ُك ُم ال ِذي بَايَػ ْعتُ ْم بِ ِو َو َذلِ َ يل َوالْ ُق ْرآف َوَم ْن أ َْوفَى بِ َع ْهده م َن اللو فَ ْ َْ َ ك ُى َو الْ َف ْوُز ال َْعظ ُ الح َك ُم واألغرب من ىذا كلو ،أننا نجد بعضاً من ىذه الجماعات تقاتل في سبيل ىذه الديموقراطية وفي سبيل ترسيخها وجعلها َ بينها وبين الشعوب ،بدالً من القتاؿ في سبيل اهلل وإحقاؽ الحق عن طريق الجهػاد.
اوظر عهى سثيم انمثال ما حصم في تووس وتركيا وانجزائر وانمغرب. يووس59: انىساء941: 1انتوتح999: مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٓٔ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
فمن خالؿ ما سبق استطاع الطغاة أف يحققوا ىدفين وغايتين عظيمتين في نفس الوقت ،األولى احتواء ىذه التيارات اإلسالمية وجعلها تحت مجهرىم ،يحسبوف تحركاتهم ويورطونهم في خدمة أىدافهم دوف أف يشعروا ،بل إنهم يحسبوف أنهم يخدموف
اإلسالـ والمسلمين ،وقد طالت ىذه الخديعة الكثير ممن كانوا باألمس القريب يجهروف بفضح الديموقراطية ونعتها بالكفر
ووصف كل من يرضى بها ويقبلها باالنحراؼ عن الدين وربما وصلوا إلى تكفيره ،لكننا نجد ىؤالء اليوـ في صف الطواغيت ، وبقدرة قادر ،أصبحت الديموقراطية وسيلة مقبولة بل شرعية لتطبيق اإلسالـ في المجتمع.
وقد صارت ىذه الديموقراطية مفتاحاً لكل األبواب وحالً لكل المعضالت ،حتى صار الطواغيت في بلداننا يشترطوف على اإلخوة في السجوف بتحرير طلب العفو من الطواغيت ونبذ العنف والكفر بالمنهج الجهادي مقابل السماح لهم باالنتماء السياسي ألي حزب أو جماعة ترضى بالديموقراطية كوسيلة للتعبير وتحقيق المطالب السياسية.
والغاية الثانية :ىي ىدـ لمعالم وقيم وأسس ىذا الدين التي تتمثل في الحاكمية والتشريع والوالء والبراء وأحكاـ الردة والدعوة إلى الكفر وغيرىا من الطواـ التي جاء اإلسالـ أصالً لهدمها والقضاء عليها.
سنرى ماذا ستفعل الحكومة الجديدة التي يترأسها حزب العدالة والتنمية المتأسلم في المغرب األقصى في حل المشاكل
العالقة ،وتصفية الملفات الكبرى وعلى رأسها ملف ما يسمى " بالسلفية الجهادية" الذي أصبح وصمة عار في جبين كل
المسلمين ،وفي كل القضايا والمشاكل التي تعيشها األمة سواء في الميداف اإلجتماعي أو االقتصادي أو السياسي ،وما أكثرىا
وما أثقلها وما أعقدىا من ملفات.
سيضعهم في المحك الحقيقي أماـ الشعب المظلوـ ،وسيعلم ىؤالء أنهم ال حوؿ لهم وال قوة ،وال يملكوف من ألنفسهم وال
يغيرىم نفعاً وال ضراً ألنهم مجرد عبيد أو في أفضل الحاالت أجراء لدى الطاغوت ،يأتمروف بأمره وينتهوف عن نهيو ،أما
اإلسالـ فسيظل مجرد شعار والفتة يخدعوف بها من ال يزاؿ مغيباً في جهلو وغيو.
وسنرى ماذا بوسعها أف تفعلو حكومة النهضة في تونس ،وإسالميو الحرية والعدالة وحزب النور في مصر لقضايا األمة وعلى رأسهم أسرانا المظلومين ،ولنصرة الدين ورفع الظلم عن الشعب وإنصاؼ كل مظلوـ فيهم.
الترغيب والتهديد مقابل ترؾ التوحيد في الجهة األخرى والوجو اآلخر لهذه األنظمة المرتدة ىو طرؽ التعامل مع الموحدين الذين يرفضوف االيماف بدينهم والدخوؿ معهم في ىذه اللعبة القذرة ،ففي الوقت الذي يمدوف أيديهم الناعمة لدعاة الديوقراطية من اإلسالميين ،فهاىم يمدوف يدىم
األخرى الحديدية لمواجهة وإسكات أصوات المعارضة الحقيقية وىم ىؤالء الموحدوف الذين ال يرضوف عن دين التوحيد بديالً، ويسعوف بكل إخالص وتفاني لنشره بين الناس وبياف الحقائق المخفية والمفاىيم المهجورة من دين اهلل عز وجل.
ىناؾ وسائل كثيرة سارع الطغاة إلى استعمالها إلسكات صوت الحق إلخراج الناس من دين التوحيد إلى دين الشرؾ والتنديد،
فالشيطاف وأتباعو يودوف لو أف كل الناس تدخل جهنم وتلقى سخط اهلل وعذابو مثلهم ،لذلك تراىم يحسدوف الموحدين على
ىذه الهداية الربانية ويسعوف بكل ما يملكوف للصد عن سبيل اهلل بكل الطرؽ والوسائل الممكنة.
مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٔٔ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
ِ ِِ ِ اعوا ﴾ ٓٔ﴿ ، استَطَ ُ كما ىي سنة اهلل منذ أف بعث آدـ وإلى قياـ الساعة ﴿ َوال يَػ َزالُو َف يُػ َقاتلُونَ ُك ْم َحتى يَػ ُردُّوُك ْم َع ْن دين ُك ْم إِف ْ
وما نقموا منهم إال أف يؤمنوا باهلل العزيز الحميد ﴾ ٔٔ ،فالنقمة والتعذيب والحرب والقتاؿ قائم ما داـ المؤمنوف ثابتوف على دينهم ،كافروف بدين الطواغيت ،فلن يتوقف ىذا العداء حتى نتبع دينهم أو في أخف الحاالت نترؾ ديننا الحق.
فالجنة ىي البوصلة التي توجو المؤمن في حركتو وسكنتو ووسط ىذه الفتن المدلهمة من حولو ،وابتغاء الجنة ىي الميزاف الذي
يزف بو المؤمن المكاسب فيجدىا ال تزف شيئا أماـ ىذه الجنة ،فيكوف ذلك دافعاً لو على االستقامة ومقاومة كل االغراءات التي تدعوه إلى االنحراؼ أو التنازؿ أو الردة عن دينو.
فكل امرئ حسيب نفسو ،واهلل ىو الغني الحميد .قوموا وواصلوا ثباتكم وعملكم هلل عز وجل وال تلتفتوا إلى ىؤالء المتساقطين
في طريق الدعوة ،فالطريق وعرة وأحمالهم الدنيوية كثيرة ،ومن الحكمة والخير أف يتساقطوا حتى ال يؤخروا قافلة التوحيد. دستورىم فوؽ قرآننا
" القانوف فوؽ الجميع" عبارة تتردد على لساف كل الحكومات القائمة من أجل التعبير على قدسية الدساتير المعموؿ بها ،وىي
مخالفة بل مناقضة لشريعة اإلسالـ جملة وتفصيالً ،وىي تعني -من جملة ما تعني -أنو ال يحق ألي قانوف أو رأي مهما كاف ومن أي جهة صدر ،ال يحق لو أف يعلو على ىذه القوانين المعموؿ بها ،وبالتالي فإف الشريعة اإلسالمية نفسها ال يمكن أف تعلو
عليها ،ومن باب أولى أف تجد سبيالً للتطبيق بدالً من ىذه الدساتير.
وكل ما نراه من ترتيب للعبة السياسية في بلداننا ،كقانوف تأسيس األحزاب ،وقانوف تنظيم االنتخابات ،وقانوف البرلمانات أو
مجالس التشريع وقانوف تكوين الحكومات ،وغيرىا من القوانين ،كلها بدوف استثناء صدرت من أجل تحقيق ىذه الغاية السامية
بزعمهم وىي" القانوف فوؽ الجميع".
فصار القانوف أو الدستور إلو من دوف اهلل تعالى ،ال يمكن مناقشتو أو محاسبتو أو تغييره ،وما عدا ذلك فدونكم اللعبة
االنتخابية أو االستفتاءات الشعبية أو ما شابو ذلك من الوسائل التي ال تسمن وال تغني من جوع وال تحرؾ للكفر ساكناً وال
تزعزع لو ركناً .
لكم دينكم ولنا دين لما جاء النبي محمد صلى اهلل عليو وسلم إلى قريش وعرض عليهم اإلسالـ ،وىو يقوؿ بأف بإف دينو ىو دين إبراىيم -عليو السالـ -قالوا:نحن على دين إبراىيم فما حاجتنا إذف إلى ترؾ ما نحن عليو وأتباع محمد ؟! وفي الوقت ذاتو راحوا يحاولوف
انثقرج99 : 99انثروج8 : مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٕٔ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
مع الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم خطة وسطا بينهم وبينو ; وعرضوا عليو أف يسجد آللهتهم مقابل أف يسجدوا ىم إللهو ! وفي
رواية أف يعبد المسلموف آلهتهم عاماً مقابل أف يعبد المشركوف اهلل تعالى عاماً ،وأف يسكت النبي عن عيب آلهتهم وعبادتهم، ٕٔ ولو فيهم وعليهم ما يشترط !
أقوؿ :لقد نجح مشركو اليوـ من عقد صفقة أكثر ربحاً من التي عرضها مشركو قريش على المسلمين ،فهاىم من يتسموف
بالحركات اإلسالمية السياسية قد قبلوا كل شروط األنظمة المرتدة في بلداننا ،وتنازلوا عن كل مبادئ دينهم فيما يخص الحكم
ومنو تتفرع كل المج االت األخرى السياسية واالقتصادية واالجتماعية والعسكرية ،فقبلوا بدستور كفري وضعي ال تجد فيو رائحة
اإلسالـ ،والكلمة الفصل فيها للقوانين الوضعية ،مقابل ماذا؟ مقابل أف يكونوا أعضاء في الحكومة التي تنفذ بنود ىذا الدستور ،أو حتى يكونوا ىم من يرأس ىذه الحكومة ولهم فيها حصة األسد .إف ىؤالء القوـ بحاجة إلى قراءة سورة "
الكافروف" وفهمها ليدركوا في أي مستنقع سقطوا ،وفي أي ىاوية انحدروا : ﴿ قُ ْل يَا أَيػُّ َها الْ َكافِ ُرو َف ،ال أَ ْعبُ ُد َما تَػ ْعبُ ُدو َفَ ،وال أَنْػتُ ْم َعابِ ُدو َف َما أَ ْعبُ ُدَ ،وال أَنَا َعابِ ٌد َما َعبَدتُّ ْمَ ،وال أَنْػتُ ْم َعابِ ُدو َف َما أَ ْعبُ ُد ،لَ ُك ْم ٖٔ ِدينُ ُك ْم َولِ َي ِدي ِن ﴾ " نفي بعد نفي ،وجزـ بعد جزـ ،وتوكيد بعد توكيد ،بكل أساليب النفي والجزـ والتوكيد . (قُ ْل يَا أَيػُّ َها الْ َكافِ ُرو َف) ...ناداىم بحقيقتهم ،ووصفهم بصفتهم ،إنهم ليسوا على دين ،وليسوا بمؤمنين وإنما ىم كافروف، فال التقاء إذف بينك وبينهم في طريق"ٗٔ .
وليس كما يدعي ىؤالء المحسوبين على اإلسالـ أولئك المرتدين بأنهم إخوانهم ،ويسعوف بكل طريقة من أجل االلتقاء بهم
واالجتماع معهم وفق دستور كفري ظهر فساده ونقصو وظلمو للقاصي والداني.
إنها إذف دعوة لعبادة آلهة ىؤالء المرتدين الجديدة ،وىي صنم الديموقراطية إضافة إلى صنم الوطنية الذي يجتمعوف عليو من
دوف اهلل عز وجل ،حتى صارت ىذه الوطنية الوتر الحساس الذي يضرب عليو الجميع ،والمعوؿ الذي يهدموف بو كل القيم
والمبادئ وأصوؿ ديننا الحنيف.
"( ال أَ ْعبُ ُد َما تَػ ْعبُ ُدو َف) . .فعبادتي غير عبادتكم ،ومعبودي غير معبودكم . ( َوال أَنْػتُ ْم َعابِ ُدو َف َما أَ ْعبُ ُد) فعبادتكم غير عبادتي ،ومعبودكم غير معبودي . ( َوال أَنَا َعابِ ٌد َما َعبَدتُّ ْم) . .توكيد للفقرة األولى في صيغة الجملة اإلسمية وىي أدؿ على ثبات الصفة واستمرارىا . َ (.وال أَنْػتُ ْم َعابِ ُدو َف َما أَ ْعبُ ُد) . .تكرار لتوكيد الفقرة الثانية .كي ال تبقي مظنة وال شبهة ،وال مجاؿ لمظنة أو شبهة بعد ىذا ٘ٔ التوكيد المكرر بكل وسائل التكرار والتوكيد ! " فأقصى ما يمكن أف ينعم بو المسلم الموحد في بلداننا المرتدة ىو أف يجد مسجداً يقيم فيو الصلوات المفروضة سرعاف ما
تصفد أبوابها بعد دقائق معدودة من انتهاء الصالة ،ويمنع الناس من االعتكاؼ في رمضاف وغيره من الشهور ،والعلماء والخطباء
وطلبة العلم من إلقاء بعض الدروس أو عقد حلقات تعليمية خوفاً من نشر الفكر السلفي الجهادي الذي يسمونو بالفكر الضاؿ أو باألفكار اإلرىابية.
يراجع كتة انسيرج نمزيد مه انتفصيم سورج انكافرون 94في ظالل انقرآن :تفسير سورج انكافرون – سيد قطة رحمه هللا وفس انمصدر مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٖٔ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
ويسمحوف لك بممارسة الشعائر األخرى تحت المراقبة مثل الزواج والعقائق والجنائز ،بل غالباً ما تشوبها بدع كثيرة وطواـ عظمى تساىم األنظمة الحاكمة في نشرىا والتشجيع عليها في الوقت الذي يمنعوف فيو الدعاة المخلصين من استغالؿ ىذه المناسبات لنشر بعض الحقائق أو الصدع ببعض الحق.
لقد نجح األعداء في استدراج الكثير من الحركات اإلسالمية ومن يُحسب على اإلسالـ إلى ساحة العمل السياسي بغية توريطهم في جرائم التشريع من دوف اهلل وتشويو سمعتهم بحيث يناقضوف مبادئهم التي يؤمنوف بها وينطلقوف على أساسها في
الساحة.
" (لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم َولِ َي ِدي ِن) . .أنا ىنا وأنتم ىناؾ ،وال معبر وال جسر وال طريق !!! مفاصلة كاملة شاملة ،وتميز واضح دقيق .
إف تصورات الجاىلية تتلبس بتصورات اإليماف ،وبخاصة في الجماعات التي عرفت العقيدة من قبل ثم انحرفت عنها .وىذه الجماعات ىي أعصى الجماعات على اإليماف في صورتو المجردة من الغبش وااللتواء واالنحراؼ .أعصى من الجماعات التي
ال تعرؼ العقيدة أصال .ذلك أنها تظن بنفسها الهدى في الوقت الذي تتعقد انحرافاتها وتتلوى ! واختالط عقائدىا وأعمالها وخلط الصالح بالفاسد فيها ،قد يغري الداعية نفسو باألمل في اجتذابها إذا أقر الجانب الصالح وحاوؿ تعديل الجانب الفاسد
. .وىذا اإلغراء في منتهى الخطورة !
إف الجاىلية جاىلية ،واإلسالـ إسالـ .والفارؽ بينهما بعيد .والسبيل ىو الخروج عن الجاىلية بجملتها إلى اإلسالـ بجملتو .
ىو االنسالخ من الجاىلية بكل ما فيها والهجرة إلى اإلسالـ بكل ما فيو .
وأوؿ خطوة في الطريق ىي تميز الداعية وشعوره باالنعزاؿ التاـ عن الجاىلية:تصورا ومنهجا وعمال .االنعزاؿ الذي ال يسمح بااللتقاء في منتصف الطريق .واالنفصاؿ الذي يستحيل معو التعاوف إال إذا انتقل أىل الجاىلية من جاىليتهم بكليتهم إلى
اإلسالـ .
ال ترقيع .وال أنصاؼ حلوؿ .وال التقاء في منتصف الطريق . .مهما تزيت الجاىلية بزي اإلسالـ ،أو ادعت ىذا العنواف !
وتميز ىذه الصورة في شعور الداعية ىو حجر األساس .شعوره بأنو شيء آخر غير ىؤالء .لهم دينهم ولو دينو ،لهم طريقهم
ولو طريقو .ال يملك أف يسايرىم خطوة واحدة في طريقهم .ووظيفتو أف يسيرىم في طريقو ىو ،بال مداىنة وال نزوؿ عن قليل من دينو أو كثير !
وإال فهي البراءة الكاملة ،والمفاصلة التامة ،والحسم الصريح (. .لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم َولِ َي ِدي ِن) . .
وما أحوج الداعين إلى اإلسالـ اليوـ إلى ىذه البراءة وىذه المفاصلة وىذا الحسم . .ما أحوجهم إلى الشعور بأنهم ينشئوف اإلسالـ من جديد في بيئة جاىلية منحرفة ،وفي أناس سبق لهم أف عرفوا العقيدة ،ثم طاؿ عليهم األمد (فقست قلوبهم وكثير
منهم فاسقوف ). .وأنو ليس ىناؾ أنصاؼ حلوؿ ،وال التقاء في منتصف الطريق ،وال إصالح عيوب ،وال ترقيع مناىج . .إنما
ىي الدعوة إلى اإلسالـ كالدعوة إليو أوؿ ما كاف ،الدعوة بين الجاىلية .والتميز الكامل عن الجاىلية (. .لكم دينكم ولي دين) . .وىذا ىو ديني:التوحيد الخالص الذي يتلقى تصوراتو وقيمو ،وعقيدتو وشريعتو . .كلها من اهلل . .دوف شريك . . كلها . .في كل نواحي الحياة والسلوؾ .
مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٗٔ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
وبغير ىذه المفاصلة .سيبقى الغبش وتبقى المداىنة ويبقى اللبس ويبقى الترقيع .والدعوة إلى اإلسالـ ال تقوـ على ىذه األسس المدخولة الواىنة الضعيفة .إنها ال تقوـ إال على الحسم والصراحة والشجاعة والوضوح . . . ٔٙ وىذا ىو طريق الدعوة األوؿ (:لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم َولِ َي ِدي ِن). أقوؿ :ىذا ما نجهر بو في وجوه ىؤالء الكافرين الظالمين الفاسقين الذين جعلوا أنفسهم في مقاـ اهلل عز وجل ورضوا بأف يشرعوا ديناً جديداً يخالف أو يوافق دين اهلل عز وجل.
وىذا أيضاً ما نقولو لكل األحزاب السياسية (سواء تمسحت بمسوح الدين أو العلمانية أو غيرىا من المذاىب ) ،لكم دينكم وطريقتكم وسبيلكم وقناعاتكم ،وىي الكفر باهلل ومحاربتو ومنافستو في أخص خصائص األلوىية وىي التشريع ،ونحن لنا دين
التوحيد ،نثبت عليو ونُبت لى في سبيل نشره بين الناس كما أنزلو اهلل عز وجل على نبيو الخاتم دوف زيادة وال نقصاف ،ولنا ربنا الناصر المعين ،يحمينا وينصرنا عليكم وإف طاؿ طريق المحنة والتدافع بيننا وبينكم ،ألننا نؤمن يقيناً جازماً أنو ال طريق غيرىا توصل إلى مرضاة اهلل عز وجل.
دعوة الى التوحيد من جديد من أجل ىذا وغيره من صور الشرؾ والكفر والنفاؽ ،وجب على أبناء اإلسالـ أف يقوموا من سباتهم ويتنبهوا لما يحاؾ لهم في السر والعلن من قبل الطغاة حتى يخرجوىم من دين التوحيد الذي أمر اهلل بو عباده وبعث من أجلو رسلو ،ووجب على علماء
األمة ودعاتها بصفة خاصة أف ينفروا جماعات وأفراداً لكي ينشروا دين التوحيد ،ويدعوا إليو من جديد ويفضحوا كل رموز الشرؾ وينسفوا تعاليمو بقوة الحق الذي يؤمنوف بو ويحاولوف تطبيقو في حياتهم ،وسيجدوف في ذلك كل العنت وشدة االبتالء وكل أنواع المحنة ،ولكنو ىو طريق األنبياء والمرسلين ،ولو عرفنا طريقاً آخر غيره لسلكناه. نحن نعتبر أف الديموقراطية دين مناقض ومحارب لدين اهلل تعالى ،وفَ ِهمنا أبعاد ىذه اللعبة القذرة ،فلم ولن نلهث وراء سرابها،
وسلكنا الطريق األصوب في بلوغ الغاية وتحقيق األىداؼ الشرعية ،طريق الكفر بالطػاغوت وبأالعيبو ،واإليماف باهلل تعػالى ِ ِّين لِل ِو ﴾[األنفاؿ .]ٖٜ وبأوامره المنزلة ﴿ َوقَاتِلُ ُ وى ْم َحتى ال تَ ُكو َف ف ْتػنَةٌ َويَ ُكو َف الد ُ فلم تنطل علينا اللعبة ،ولن نعطي الفرصة لهؤالء الطواغيت لمعرفة مكامن قوتنا ومواطن ضعفنا ،بل عمدنا إلى أسلوب الكر
والفر ،وإلى اإلعداد الحقيقي بعيداً عن أعين ىؤالء األعداء ،ونجحنا في كبح جماح نفوسنا للحصوؿ على فتات السلطة وأوىامها مقابل التنازؿ ولو عن مثقاؿ ذرة من مبادئنا ،ففهنا قولو تعالى في شأف ىؤالء األعداء ﴿ َودُّوا ل َْو تُ ْد ِى ُن فَػيُ ْد ِىنُوف ﴾ [القلم ،]ٜبل إننا سارعنا إلى قطع كل الحباؿ الشيطانية التي ستؤدي بنا يوماً ما أو في لحظة من اللحظات إلى مجرد القعود ضل ِ شاءُ َواهللُ ذُو اهلل يػُ ْؤتِ ِيو َم ْن يَ َ معهم لمناقشة ىذا األمر فضالً عن المشاركة فيو واالنغماس في فتنو حتى النخاع .و﴿ ذَلِ َ ك فَ ْ ُ ض ِل ال َْع ِظيم ﴾[الجمعة ٗ]. الْ َف ْ فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اهلل ،وال تلتفتوا إلى إغراءات أىل الباطل ،وال تفتننكم انتصاراتهم الزائفة وال علوىم الموىوـ فهو
علو سيتبعو سقوط محتوـ.
انمصدر انساتق مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
٘ٔ
لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) .........................................................................أبو سعد العاملي
وسوؼ يورثكم اهلل أرضهم وأموالهم وسوؼ يدخل أنصارىم المخدوعوف في دين اهلل أفواجاً حينما يروف منكم الصدؽ والثبات
والتضحية في سبيل نصرة دين اهلل ،فيكفي.
فاربأوا بأنفسكم أف تكونوا من أعوانهم أو أنصارىم أو تسوؿ لكم أنفسكم المشاركة معهم ولو برأي أو مشورة إال ما يفرضو ِ ِ ِ اب عليكم دينكم من واجب األمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر وبياف الحق للناس ﴿ َوإِ ْذ أ َ ين أُوتُوا الْكتَ َ َخ َذ اللوُ ميثَا َؽ الذ َ ِِ ِِ ِ ِ لَتُبَػيِّػنُػنوُ لِلن ِ س َما يَ ْشتَػ ُرو َف ﴾ .ٔٚ اس َوال تَ ْكتُ ُمونَوُ فَػنَبَ ُذوهُ َوَراءَ ظُ ُهورى ْم َوا ْشتَػ َرْوا بو ثَ َمنًا قَليال فَب ْئ َ وركزوا جهودكم في إنقاذ من تستطيعوف من الناس والمستضعفين والغافلين من براثن الشرؾ والكفر والبدعة ،وأخرجوىم من ىذه الظلمات إلى نور اإلسالـ والتوحيد ،وأعدوا العدة لبناء أسس الخالفة اإلسالمية ودولة التوحيد ،فإف بنياف القوـ سرعاف ما
سيتهدـ على رؤوسهم.
أحسنوا الظن بربكم واعلموا أنكم منصوروف بإيمانكم وإخالصكم وثباتكم على دينكم ،واف ما ترونو من حولكم من الضجيج
مجرد مفرقعات صابوف وسحابة صيف وسراب.
أقوؿ ما تسمعوف وتقرأوف وحفظنا اهلل من شرور خلقو وأبعد عنا فتنهم ووساوس الشيطاف وشركو
وصلى اهلل وسلم وبارؾ على سيدنا محمد وعلى آلو وصحبو أجمعين.
وكتبو الفقير إلى عفو ربو :أبو سعد العاملي -صفر الحراـ ٖٖٔٗ-ىجري.
مع تحيات إخوانكم في
مؤسسة المأسدة اإلعالمية (صوت شبكة شموخ اإلسالـ) ادعوا إلخوانكم آل عمران 98 : مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )
ٔٙ