The democracy, lakum deenukum wa liya deen

Page 1

‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫ٔ‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية‬ ‫‪ -‬تقػدـ ‪-‬‬

‫لكم دينكم و لنا دين‬ ‫( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية )‬ ‫للشيخ ‪ :‬أبي سعد العاملي (حفظو اهلل)‬

‫‪ 3311‬هـ | ‪ 2132‬م‬

‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫ٕ‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫مقدمة‬ ‫الحمد هلل رب العالمين الذي خلقنا ورزقنا وجعلنا من المسلمين ‪ ،‬وأرسل إلينا رسالً مبشرين ومنذرين ليذكرونا بواجب العبادة‬

‫والخضوع هلل عز وجل شكراً هلل على نعمو الظاىرة والباطنة‪ ،‬وىو سبحانو الذي ارتضى لنا دين اإلسالـ وأكملو وأتمو على خاتم‬ ‫رسلو محمد صلى اهلل عليو وعلى آلو وصحبو ومن اىتدى بهديو واستن بسنتو ولم يتبع غير سبيل المؤمنين‪ ،‬ثم أما بعد‬

‫لقد عادت الجاىلية من جديد وأقوى مما كانت عليو‪ ،‬حيث نشاىد معالمها وآثارىا وسيطرتها على كل مناحي الحياة‪ ،‬وكل ما‬

‫حولنا يوحي بأننا ما زلنا في زمن الجاىلية العمياء لوال بعض المعالم اإلسالمية المشوىة وبعض التحركات المباركة التي يقوـ بها‬

‫عباد اهلل المخلصين لنشر الدين الحق وسط مذاىب جاىلية ىدامة وأدياف انتشرت بين الناس فألفوىا أو فُرضت عليهم فرضاً‪.‬‬

‫ىذا ما نراه في المجاؿ االجتماعي حيث انتشر الفساد الخلقي وصار االختالط والعري رمزاً وشعاراً للتقدـ والتطور وحسن‬ ‫الرأي‪ ،‬وكذلك مقياساً أو رصيداً لتقلد المناصب العليا في ىذه المجتمعات الجاىلية‪ ،‬بينما المحافظة على القيم وااللتزاـ بالدين‬ ‫يعتبر رمزاً للتخلف والجمود وسبباً في التهميش واالزدراء ‪.‬‬ ‫األصناـ محاطة بنا من كل جانب‬ ‫لقد ولى عهد األصناـ الحجرية أو الخشبية المجسدة لروح الجاىلية العمياء‪ ،‬وذلك بمجيء اإلسالـ العظيم وظهوره على تلك‬ ‫األدياف الواىية‪ ،‬حيث انقلب أصحاب ىذه األصناـ أنفسهم على معبوداتهم فهدموىا بأيديهم بعدما رأوا قوة اإلسالـ ورفعتو‬

‫وسمو تعاليمو ‪ ،‬فاكتسح اإلسالـ الساحات واستحوذ على العقوؿ ولم يعد ىناؾ مجاؿ لهذه األصناـ أف تجد لها موقع قدـ في‬ ‫الحياة اليومية للناس وال في عقولهم‪ ،‬فانهارت تلقائياً في أغلب بلداف المسلمين‪ ،‬لتظهر بعد ذلك في صور مختلفة معنوية‬ ‫الطابع وفي أغلب األحياف خفية في الشكل والمضموف‪.‬‬ ‫تلك ىي طبيعة األصناـ الجديدة التي أحاطت بنا من كل جانب ومألت حياة الناس فصارت تُعبد من دوف اهلل بشعور وبال‬ ‫شعور‪ ،‬ال يهم ما داـ أف في األمر عبودية جديدة واستهتار بالقيم اإلنسانية واستغالؿ لإلنساف واستعباده تحت مسميات‬

‫جديدة ‪ ،‬أىمها الباب االقتصادي أو ما يسمونو بالمصالح اإلقتصادية‪ ،‬وغيرىا من األبواب التي دخلوا بها على حياة الناس‬

‫فأغروىم وجعلوىم يطوفوف حوؿ تلك األصناـ ويقدموف لها القرابين من صحتهم وأمنهم ومستقبل أبنائهم وىم فوؽ ذلك‬

‫يضحكوف ويمرحوف‪ ،‬مثلما كاف يفعل الناس في الجاىلية وىم يطوفوف حوؿ الكعبة عراة وىم يغنوف ويرقصوف ﴿ َوَما َكا َف‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ِديَةً ﴾ ٔوىم يحسبوف أنهم يتقربوف بذلك إلى اهلل جل وعال‪ ،‬وسكاف الجاىلية المعاصرة‬ ‫اء َوتَ ْ‬ ‫َ‬ ‫صالتُػ ُه ْم عنْ َد الْبَػ ْيت إال ُم َك ً‬ ‫يعتقدوف أف طاعتهم لحكامهم وخضوعهم لقوانينهم تشفع لهم ما يقترفونو من كبائر وشركيات وكفريات‪.‬‬

‫األوفال‪53:‬‬ ‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫ٖ‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫لقد عادت ىذه األصناـ بقوة وبأشكاؿ خفية توحي للناس أنها رحمة وسعادة لهم بينما ىي في الحقيقة تمتص ثرواتهم وخيراتهم‬

‫بعد أف تخدر عقولهم حتى ال يشعروا بهذا االستغالؿ وال يدركوا ىذه العبودية‪.‬‬

‫وقد طاؿ ىذا االنحراؼ الخطير فئات من الشعب يحسبها الناس ىي المؤىلة إلحداث التغييرات المرتقبة ورفع الظلم الواقع‬

‫على الشعوب ومحاربة الجهل والتبعية لألعداء‪.‬‬ ‫وسائل الطغاة إلفساد وتخدير الشعوب‬

‫الشك أف ىذه األنظمة التي ترونها تحكم البالد والعباد إنما ىي مجموعة من الموظفين المنحرفين أخالقياً والمعوقين عقلياً‪،‬‬ ‫لدى النظاـ العالمي الجديد المتمثل في الصهيوصليبية العالمية أو تحديداً ما يسمى بالحكومة العالمية الخفية‪ ،‬ىذه األخيرة‬ ‫التي تتحكم في االقتصاد والسالح والدواء والغذاء مما يخوؿ لها أف تتحكم بالضرورة في رسم السياسة العالمية في الدوؿ التي‬ ‫تكوف تابعة لها ومنها دولنا العربية بدوف استثناء ولو بدرجات متفاوتة‪.‬‬

‫تملي ىذه الحكومة الخفية مجموعة من السياسات على ىذه الحكومات لتنفيذىا عبر مراحل كشرط أساسي لبقائها في الحكم‪،‬‬

‫ولضماف والء ورضا ىذه األخيرة‪.‬‬

‫الرأي العاـ‬ ‫(ٔ) استراتيجيّة اإللهاء ‪ :‬ىذه االستراتيجيّة عنصر أساسي في التح ّكم بالمجتمعات‪ ،‬وىي تتمثل في تحويل انتباه ّ‬ ‫ويتم ذلك عبر وابل متواصل من اإللهاءات‬ ‫عن المشاكل ّ‬ ‫تقررىا النّخب السياسية واإلقتصاديّة‪ّ ،‬‬ ‫الهامة والتغييرات التي ّ‬ ‫والمعلومات التافهة‪ .‬استراتيجيّة اإللهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من اإلىتماـ بالمعارؼ الضروريّة في ميادين مثل العلوـ‪،‬‬ ‫االقتصاد‪ ،‬علم النفس‪ ،‬بيولوجيا األعصاب وعلم الحواسيب‪" .‬حافظ على تشتّت اىتمامات العامة‪ ،‬بعيدا عن المشاكل‬ ‫االجتماعية الحقيقية‪ ،‬واجعل ىذه االىتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أىمية حقيقيّة‪ .‬اجعل الشعب منشغال‪ ،‬منشغالً‪،‬‬ ‫ٕ‬ ‫منشغالً‪ ،‬دوف أف يكوف لو أي وقت للتفكير‪ ،‬وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات‪".‬‬

‫ردة الفعل ‪ -‬الحل"‪ .‬في األوؿ نبتكر مشكال‬ ‫تسمى أيضا "المشكل ‪ّ -‬‬ ‫(ٕ) ابتكر المشاكل ‪ ...‬ثم ق ّدـ الحلوؿ ‪ :‬ىذه الطريقة ّ‬

‫ردة فعل معيّنة من قبل الشعب‪ ،‬و حتى يطالب ىذا األخير باإلجراءات التي نريده أف يقبل بها‪ .‬مثال‪:‬‬ ‫أو "موقفا" متوق ػَعا لنثير ّ‬ ‫حريتو‪ ،‬أو‪ :‬ابتكار أزمة‬ ‫ترؾ العنف الحضري يتنامى‪ ،‬أو تنظيم تفجيرات دامية‪ ،‬حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب ّ‬ ‫كشر ال ب ّد منو‪.‬‬ ‫يتم تقبّل التراجع على مستوى الحقوؽ االجتماعية ّ‬ ‫وتردي الخدمات العمومية ّ‬ ‫مالية حتى ّ‬

‫يتم تطبيقو بصفة تدريجيّة‪ ،‬مثل أطياؼ اللوف الواحد (من‬ ‫(ٖ) استراتيجيّة ّ‬ ‫التدرج ‪ :‬لكي يتم قبوؿ إجراء غير مقبوؿ‪ ،‬يكفي أف ّ‬ ‫الفاتح إلى الغامق)‪ ،‬على فترة تدوـ ٓٔ سنوات‪ .‬وقد تم اعتماد ىذه الطريقة لفرض الظروؼ السوسيو‪ -‬اقتصاديّة الجديدة بين‬ ‫مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب ىادئة‬ ‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫ٗ‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫الثمانينات والتسعينات من القرف السابق‪ :‬بطالة شاملة‪ ،‬ىشاشة‪ ،‬مرونة‪ ،‬تعاقد خارجي ورواتب ال تضمن العيش الكريم‪ ،‬وىي‬

‫تم تطبيقها دفعة واحدة‪.‬‬ ‫تغييرات كانت ّ‬ ‫ستؤدي إلى ثورة لو ّ‬

‫يتم تقديمها‬ ‫(ٗ) استراتيجيّة‬ ‫ّ‬ ‫المؤج ػَػل ‪ :‬وىي طريقة أخرى يتم اللجوء إليها من أجل إكساب القرارات المكروىة القبوؿ وحتّى ّ‬

‫كدواء "مؤلم ولكنّو ضروري"‪ ،‬ويكوف ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل‪ .‬قبوؿ تضحية‬ ‫مستقبلية يكوف دائما أسهل من قبوؿ تضحية حينيّة‪ّ .‬أوال ألف المجهود لن يتم بذلو في الحين‪ ،‬وثانيا ألف الشعب لو دائما ميل‬

‫ألف يأمل بسذاجة أف "كل شيء سيكوف أفضل في الغد"‪ ،‬وأنّو سيكوف بإمكانو تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل‪ .‬وأخيراً‪،‬‬ ‫يتعود على فكرة التغيير ويقبلها باستسالـ عندما يحين أوانها‪.‬‬ ‫كل ىذا الوقت للشعب حتى ّ‬ ‫يترؾ ّ‬

‫لعامة الشعب خطاباً وحججاً وشخصيات‬ ‫(٘) مخاطبة الشعب كمجموعة أطفاؿ صغار ‪ :‬تستعمل غالبية اإلعالنات‬ ‫الموجهة ّ‬ ‫ّ‬ ‫معوؽ ذىنيّا‪ .‬كلّما حاولنا‬ ‫ونبرة ذات طابع طفولي‪ ،‬وكثيراً ما تقترب من مستوى التخلّف الذىني‪ ،‬وكأف المشاىد طفل صغير أو ّ‬ ‫مغالطة المشاىد‪ ،‬كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة‪ .‬لماذا؟ "إذا خاطبنا شخصا كما لو كاف طفال في سن الثانية عشر‪ ،‬فستكوف‬

‫ردة فعل أو إجابة الطفل ذي‬ ‫مجردة من‬ ‫الحس النقدي بنفس الدرجة التي ستكوف عليها ّ‬ ‫لدى ىذا الشخص إجابة أو ّ‬ ‫ردة فعل ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلثني عشر عاما‪".‬‬

‫ٖ‬

‫الحس‬ ‫(‪ )ٙ‬استثارة العاطفة بدؿ الفكر ‪ :‬استثارة العاطفة ىي تقنية كالسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ّ‬ ‫يتم زرعو بأفكار‪ ،‬رغبات‪ ،‬مخاوؼ‪،‬‬ ‫النقدي لألشخاص‪ .‬كما أ ّف استعماؿ المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور لالّوعي حتّى ّ‬ ‫نزعات‪ ،‬أو سلوكيّات‪.‬‬ ‫شعب في حالة جهل وحماقة ‪ :‬العمل بطريقة يكوف خاللها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرؽ‬ ‫(‪ )ٚ‬إبقاء ال ّ‬ ‫السفلى ىي النوعيّة األفقر‪ ،‬بطريقة تبقى إثرىا‬ ‫المستعملة للتح ّكم بو واستعباده‪" .‬يجب أف تكوف نوعيّة التّعليم المق ّدـ للطبقات ّ‬

‫السفلى" ٗ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫السفلى عن العليا غير مفهومة من قبل الطّبقات ّ‬ ‫الهوة المعرفيّة التي تعزؿ الطّبقات ّ‬

‫الرائع" أف يكوف غبيّا‪ ،‬ىمجيّاً و جاىالً‪.‬‬ ‫الرداءة ‪ :‬تشجيع ال ّ‬ ‫(‪ )ٛ‬تشجيع ال ّ‬ ‫شعب على أف يجد أنّو من" ّ‬ ‫شعب على استحساف ّ‬ ‫يظن أنّو المسئوؿ الوحيد عن تعاستو‪ ،‬وأف سبب مسؤوليّتو تلك ىو نقص‬ ‫التمرد باإلحساس بالذنب ‪ :‬جعل الفرد ّ‬ ‫(‪ )ٜ‬تعويض ّ‬

‫في ذكائو وقدراتو أو مجهوداتو‪ .‬وىكذا‪ ،‬عوض أف يثور على النّظاـ اإلقتصادي‪ ،‬يقوـ بامتهاف نفسو ويحس بالذنب‪ ،‬وىو ما‬ ‫تحرؾ ال وجود للثورة!‬ ‫التحرؾ‪ .‬ودوف ّ‬ ‫يولّد دولة اكتئابيّة يكوف أحد آثارىا اإلنغالؽ وتعطيل ّ‬ ‫ىوة ال تزاؿ‬ ‫(ٓٔ) معرفة األفراد أكثر ّ‬ ‫التطورات العلميّة المذىلة ّ‬ ‫مما يعرفوف أنفسهم ‪ :‬خالؿ الخمسين سنة الفارطة‪ ،‬حفرت ّ‬ ‫المصدر السابق‬ ‫المصدر السابق‬

‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫٘‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫العامة وتلك التي تحتكرىا وتستعملها النّخب الحاكمة‪ .‬فبفضل علوـ األحياء‪ ،‬بيولوجيا األعصاب وعلم‬ ‫تتّسع بين المعارؼ ّ‬ ‫الصعيدين الفيزيائي والنّفسي‪ .‬أصبح ىذا "النّظاـ "قادراً‬ ‫توصل "النّظاـ" إلى معرفة متق ّدمة للكائن البشري‪ ،‬على ّ‬ ‫النّفس التّطبيقي‪ّ ،‬‬ ‫مما يعرؼ نفسو‪ ،‬وىذا يعني أ ّف النظاـ ‪ -‬في أغلب الحاالت ‪ -‬يملك سلطة على األفراد أكثر‬ ‫على معرفة الفرد‬ ‫ّ‬ ‫المتوسط أكثر ّ‬ ‫من تلك التي يملكونها على أنفسهم ‪.‬‬ ‫سدنة الكعبة وسدنة المساجد‬ ‫لقد كاف للكعبة سدنتها الذين يقوموف على ضماف مصالحهم المادية بخدمة الحجيج والحفاظ على األصناـ وخدمتها لكي تظل‬ ‫قبلة للجاىلين وأصحاب األىواء‪ ،‬وحينما علم وأدرؾ الطغاة في ىذا العصر خطورة أماكن العبادة وعلى رأسها المساجد‪ ،‬عمدوا‬ ‫إلى تنصيب سدنة تابعين لهم يخدموف سياساتهم وينشروف دينهم (أي دين الملوؾ والحكاـ)‪ ،‬ويحاربوف كل الدعاة المخلصين‬ ‫بمنعهم من استعماؿ ىذه المساجد للدعوة إلى اهلل وإلى دين التوحيد ومنعهم من بياف كل صور الشرؾ والتنديد‪.‬‬

‫وج ِّردت من كل مهامها الدعوية التي تجعلها قطباً للمسلمين وصلة وصل‬ ‫فأصبحت المساجد دوراً للعبادة (أي للصالة) فقط‪ُ ،‬‬

‫بين األمة ودعاتها المخلصين‪ ،‬الذين يبلغوف رساالت اهلل وال يخشوف أحداً إال اهلل‪ ،‬صار أغلبهم في عداد المسجونين أو‬ ‫المطاردين أو لقوا ربهم شهداء نحسبهم كذلك وال نزكيهم على ربهم‪ ،‬فبقي في الساحة كل متردية ونطيحة وأدعياء خونة وضعوا‬

‫أي ديهم في أيدي الطغاة يحرفوف الكلم عن مواضعو ويقطعوف الطريق إلى اهلل عن عباده المؤمنين وبخاصة شباب األمة التواؽ إلى‬ ‫الدعوة الحقيقية وإلى الجهاد بالماؿ والنفس لنصرة الدين‪.‬‬

‫مما خلق قطيعة كبيرة وواضحة بين األمة وبين ىؤالء الدعاة‪ ،‬بل وأخطر من ىذا‪ ،‬استبدلت األنظمة الطاغوتية ىؤالء الدعاة‬

‫المخلصين بدعاة مزيفين يسبحوف بحمد الطغاة وينشروف دينهم ويسعوف في األرض فساداً بسكوتهم عن كفر وظلم وفسق‬

‫ىؤالء الحكاـ‪ ،‬ويبحثوف لهم عن مبررات شرعية وأوراؽ توت أو أثواب سابرية يواروف بها سوءاتهم‪ ،‬وأنى لهم وقد أزكمت‬ ‫رائحتها النتنة األنوؼ وباف عوارىا حتى لألعمى‪.‬‬

‫فحاولوا نشر علم مبتور بعيداً عن العمل والتطبيق على أرض الواقع‪ ،‬وبعيداً ‪-‬بعد السماء عن األرض‪ -‬عن الفقو الحركي الذي‬ ‫يتفاعل مع قضايا األمة المختلفة‪ ،‬ويقودىا إلى التحرر من كل عبودية غير العبودية هلل‪ ،‬ويجعلها رائدة وقائدة لكل األمم‪.‬‬

‫فلم يبق سوى ىؤالء األدعياء يعيثوف في األرض فساداً وينشروف دين الملك وعقيدة اإلرجاء والتجهم وفقو الخنوع واالنبطاح‬ ‫وبقية المناىج البدعية‪ ،‬لتكوف وقاية للطغاة وسياجاً لهم فيستمروا في تعبيد الناس تحت عباءة الدين تارة وباسم الديموقراطية‬

‫تارة أخرى‪ ،‬فضاع الدين ا لصحيح بين ىذا وذاؾ‪ ،‬بين دين مزيف جعلوا فيو القرآف عضين‪ ،‬وبين دين الديموقراطية الذي صار‬ ‫إلو القوـ الجديد ومعبودىم الفريد‪.‬‬

‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫‪ٙ‬‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫ىناؾ صنف آخر من ىؤالء السدنة‪ ،‬انتكسوا بعدما ابتالىم اهلل بمحنة األسر‪ ،‬ىذه المحنة التي من المفروض أف تكوف شرفاً‬ ‫لهم واصطفاء رباني وفرصة لرفع مقامهم عند اهلل وفي دنيا الناس‪ ،‬فلم يستطيعوا أف يصبروا تلك اللحظات األخيرة من عمر‬ ‫المحنة‪ ،‬فأحبط اهلل أعمالهم ونسفوا بأيديهم تلك الجباؿ من الحسنات التي بنوىا خالؿ فترة االبتالء‪ ،‬حيث ركنوا إلى الذين‬

‫ظلموا وسارعوا إلى طلب العفو والتراجع عن عقيدتهم التي كانت سبباً في دخولهم إلى ىذه السجوف‪.‬‬

‫فبعد أف كانوا رموزاً في الحق صاروا رموزاً لدعم الباطل وتزيين أعماؿ ىؤالء الطواغيت وصبغتها بالصبغة الشرعية‪ ،‬مقابل أف‬ ‫يحظوا بوالئهم ورضاىم وأف يسمحوا لهم بالعودة إلى حياتهم الطبيعية‪ ،‬واالنغماس في ملذات الدنيا وفتنها كالعواـ من الناس‪،‬‬ ‫والنزوؿ إلى الدونية بعد أف أكرمهم اهلل بالسمو‪.‬‬

‫فالحمد هلل الذي كتب المحنة على ىؤالء لتظهر حقيقتهم أماـ الناس‪ ،‬ولكي تصفو صفوؼ المؤمنين فال يبقى فيها إال‬

‫المخلصوف والصادقوف‪.‬‬

‫فهؤالء كانوا سينتكسوف في كل حاؿ‪ ،‬ألنهم لم تكن ىجرتهم إلى اهلل ورسولو في البدء‪ ،‬بل كانت إلى دنيا يصيبونها أو سمعة‬ ‫يبتغونها أو غير ذلك من شهوات ىذه الدنيا الفانية الزائلة‪.‬‬

‫والحمد هلل أف دين اهلل فوؽ الجميع ومنزه عن أخطاء وتعامالت الناس – كيفما كاف وزنهم ومهما كانت مراتبهم العلمية ‪ ،-‬فكل‬ ‫من انتكس فإنما ينتكس على نفسو والدين منو براء‪ ،‬ومن ثبت فإنما يثبت لنفسو وال ينفع أحداً‪.‬‬

‫حقيقة الديموقراطية ‪ :‬احتواء وىدـ‬ ‫إف األمر البد أف يكوف هلل من قبل ومن بعد‪ ،‬أي أف التمكين يكوف لشرع اهلل وحده وليس للديموقراطية أو للقوانين الوضعية‬

‫كما تنادي بذلك جل ىذه الحركات العاملة في الساحة‪ ،‬وتؤيدىا في ذلك ىذه األنظمة المرتدة التي تغض الطرؼ عنها وتمد‬ ‫لها يد العوف من أجل تثبيت مؤسساتها في المجتمع وتزيين صورتها أماـ الشعوب على أنها حركات معتدلة ووطنية تسعى إلى‬

‫الصالح العاـ وليس إلى التخريب واإلفساد كما ىو شأف الحركات اإلرىابية حسب زعمهم‪.‬‬ ‫أوىاـ وشبهات داحضة‬

‫من أصوؿ ديننا الكفر بالطاغوت ‪ ،‬إال أف ىناؾ الكثير من الجماعات التي تؤمن بالعمل السياسي وتسعى إلى المشاركة حتى‬ ‫في الحكم في ظل دين الطاغوت ‪ ،‬وىي تبرر ذلك بأف ىذه المشاركة إنما ىي وسيلة لتبليغ الدعوة وآلية من آليات " خلوا بيني‬

‫وبين الناس" ‪.‬‬

‫ونحن بدورنا نقوؿ بأف ىذه المشاركة السياسية مواالة لمن حاد اهلل و رسولو‪ ،‬وال يمكن اعتبارىا آلية من آليات ( خلوا بيني و‬ ‫بين الناس ) كما يزعموف‪.‬‬

‫لرفع اللبس عن ىذه الشبهة ينبغي الوقوؼ على حقيقة المشاركة السياسية‪ ،‬ىل ىي آلية كما تعتقد ىذه الجماعات أـ ىي‬

‫عقيدة في حد ذاتها ؟‬

‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫‪ٚ‬‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫الذي ندين اهلل بو أف الممارسة السياسية وفق ما يُسمى بالديموقراطية‪ ،‬دين قائم بذاتو‪ ،‬لو أصوؿ وشروط البد من االلتزاـ بها‬

‫واحترامها‪.‬‬

‫فالذي يمارس السياسة ينبغي أف يعترؼ أوالً بالدستور والقوانين التي تسيّر ىذه السياسة والتي يسعى جميع الفرقاء إلى‬ ‫تجسيدىا واقعاً وفعالً ضمن برنامج سياسي واضح ال يمكن أف يخرج عن قبة القوانين والدستور الذين اتفقوا وأجمعوا وأقسموا‬ ‫على احترامو قبل بدء اللعبة‪.‬‬

‫وكل من يخرج عن ىذه القوانين يُعتبر ناقضاً للعهد الذي التزـ بو مع خصومو‪ ،‬وبالتالي يصبح عنصراً منبوذاً وغير قانوني‪.‬‬ ‫فمسألة " خلوا بيني وبين الناس" ال يمكن أف نطبقها ىنا في المجاؿ السياسي إال إذا كانت لدينا الحرية المطلقة في عرض ديننا‬ ‫كلو والتحرؾ باسم عقيدتنا التي نؤمن بها ونسعى إلى تطبيقها في الواقع وأعني ىنا عقيدة التوحيد‪.‬‬

‫وأوؿ ما سندعو الناس إليو ونحذرىم منو ىو الكفر بالطاغوت‪ ،‬وما الطاغوت سوى ىذا النظاـ الحاكم وتلك القوانين الوضعية‬ ‫التي يفرضونها على الناس؟!‬

‫وال يقولن قائل بضرورة التدرج وعدـ البدء بهذه األمور الكبيرة التي ستكوف سبباً في منعنا من التعبير وخلق أجواء من التوتر‬

‫والفوضى ستحرمنا من الحركة‪.‬‬

‫فهذا الكالـ دليل على أف قائلو لم يفهم من دين اهلل شيئاً ألف األساس الذي ينبغي الدعوة إليو ىو التوحيد وليس الشرؾ‪،‬‬ ‫فالكفر بالطاغوت مقدـ على التوحيد في العمل‪ ،‬البد أف يكوف ىناؾ نفي ألي شرؾ مع اهلل عز وجل ثم إثبات ألوىية اهلل تعالى‬

‫وربوبيتو بعد ذلك‪ ،‬وىو المعنى الجامع لكلمة التوحيد (ال إلو إال اهلل) وفق ىدي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وسنتو (محمد‬

‫رسوؿ اهلل)‪ ،‬فهل يريدوننا أف ندعو إلى التوحيد بممارسة الشرؾ ؟!‪.‬‬

‫أما والمسألة غير ذلك فال معنى وال قيمة لهذه المقولة ما دامت أنها محصورة في المفهوـ الوضعي الذي يفرضو القانوف القائم‬

‫المخالف لشرع اهلل أصالً‪ ،‬وبالتالي فال يمكن أف تصل إلى الناس وتوصل لهم الدين الحق عن طريق ىذه الديموقراطية‬ ‫المزعومة‪ ،‬فهي ىنا وسيلة للشرؾ والكفر وليس وسيلة للدعوة إلى التوحيد كما يزعموف‪.‬‬ ‫ومن أصوؿ ديننا أيضاً في ىذا الباب‪ ،‬سب آلهة القوـ وفضحها وتعريتها ليعلم الناس حقيقة أمرىا‪ .‬بينما الجماعات التي تنادي‬

‫ب "اإلصالح" عن طريق الديموقراطية‪ ،‬تدعو إلى السكوت عنها ومداىنتها حتى حين‪ ،‬واالكتفاء بالخطاب العاـ في ىذه‬ ‫المرحلة من عمر الدعوة كما يقولوف‪.‬‬

‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫‪ٛ‬‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫كيف نسكت عن إثارة العدو وعدـ الدعوة إلى الخروج عليو؟ وىو جوىر الدعوة كلها؟! وىل تقوـ دعوة التوحيد في ديننا‬

‫والعقيدة إال على نفي وإثبات؟! نفي صفات األلوىية والربوبية عن ىؤالء الطواغيت‪ ،‬وإثباتها هلل رب العالمين "ال إلو إال اهلل"؟!‬

‫فهل سكت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم واألنبياء من قبلو عن سب آلهة أقوامهم‪ ،‬وفضحهم وتحريض الناس على الكفر بهم‬

‫وبها؟!‬

‫فهذه ىي الطريقة المثلى لبناء القاعدة الصلبة الصحيحة‪ ،‬وليس بالسكوت عن ىذه القوانين وعن ىؤالء الطواغيت‪ ،‬لكي ال‬

‫تتأذى الدعوة كما يزعموف!!‬

‫فالدعوة إلى التوحيد الخالص‪ ،‬وإلى عقيدة الوالء والبراء ونشرىا بين الناس‪ ،‬ىو من اإلعداد النظري الحقيقي‪ ،‬وىو عرض حقيقة‬

‫األسس والركائز التي يقوـ عليها الباطل‪ ،‬والسعي إلى تدميرىا ونسفها من األساس‪.‬‬

‫ثم ما ىذا الخطاب العاـ الذي يجب أف نسلكو في شرح اآليات واألحاديث؟! أتريدوف أف نداىن‪ ،‬أـ تراكم تريدوف أف نؤمن‬

‫ببعض الدين ونكفر ببعض حتى ال ينزعج ىؤالء الطغاة ويغضبوا فيسدوا علينا أبواب الدعوة‪ ،‬ويسلبونا ىذه الحريات في‬

‫الحركة؟! وكأننا أحرار في ظل ىذه األنظمة المرتدة!!‬

‫إف الطغاة المرتدوف يضعوف لنا حدوداً وسدوداً حتى في ميداف الدعوة‪ ،‬فهم يحددوف لك خطوطاً ودوائر ال ينبغي تجاوزىا أو‬ ‫لنقزـ ديننا ونشوىو فينطبق علينا قوؿ ربنا‬ ‫الخروج منها‪ ،‬وىو دين الملك كما سماه رب العزة‪ .‬فكيف يمكننا قبوؿ ىذه الشروط ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َج َمعِين ﴾ ٘‪.‬‬ ‫ين‪ ،‬فَػ َوَربِّ َ‬ ‫ك لَنَ ْسأَلَنػ ُه ْم أ ْ‬ ‫ين َج َعلُوا الْ ُق ْرآ َف عض َ‬ ‫عز وجل ﴿ الذ َ‬ ‫حينما تكوف لدينا الحرية في مجاؿ الدعوة فتزوؿ العقبات المادية والمعنوية التي تحوؿ بيننا وبين الناس لنوصل لهم عقيدة‬ ‫التوحيد كما أُنزلت على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‪ ،‬يمكننا القوؿ بأننا قد حققنا مكسباً سياسياً معتبراً‪.‬‬

‫ويمكننا القوؿ بالتالي أننا اقتربنا من بلوغ أىدافنا السياسية وىي تبليغ رسالة اإلسالـ كاملة غير ناقصة وال محرفة كما تفرض‬

‫علينا القوانين الوضعية ذلك‪.‬‬

‫نعم ‪ ،‬إف المشاركة السياسية وفق المفهوـ والشروط التي يفرضها المشرع الوضعي تعتبر مواالة للباطل ولمن حاد اهلل ورسولو‪،‬‬ ‫وال ينبغي أف نتحرج أو نلوي أعناؽ النصوص الشرعية لكي تتوافق مع أىوائنا فنكذب على اهلل وعلى أنفسنا‪ ،‬ونوىمها بأننا‬

‫نحقق مكاسب لإلسالـ ونحن على العكس من ذلك‪.‬‬

‫األمثلة من الواقع أكثر من أف تُحصى‪ ،‬والتجارب التي خاضها بعض المسلمين في ىذا المجاؿ تعتبر أحسن جواب وخير دليل‬

‫على صحة ما ذىبت إليو‪ ،‬حيث لم يحصدوا سوى السراب ولم يحققوا أدنى مكسب لدينهم بل على العكس‪ ،‬وال داعي ألف‬

‫نكرر التجارب الفاشلة بنفس الوتيرة‪.‬‬

‫والبعض اآلخر اضطر إلى تغيير اسمو‪ ،‬وإزالة كل ما ىو إسالمي – ظاىراً وباطناً – ليلقى القبوؿ لدى األنظمة الحاكمة‪ ،‬بل إنهم‬ ‫أصبحوا أكثر علمانية من العلمانيين أنفسهم وأكثر ليبيرالية من الليبيراليين أنفسهم‪ ،‬وأكثر ديموقراطية من الديموقراطيين‬ ‫سورج انحجر ‪19-19:‬‬ ‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫‪ٜ‬‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫أنفسهم‪ ،‬كل ىذا ليشاركوا في ىذه اللعبة السياسية إلى جانب بقية األحزاب القائمة – وأغلبها مرتدة ‪.-‬‬

‫‪ٙ‬‬

‫والبعض اآلخر أراد أف يُبقي على جوىر اإلسالـ ويرفع شعاراتو وادعاء الخضوع لتعاليمو فيما يتعلق بالمجاالت األخرى غير‬ ‫السياسية‪ ،‬وفي الوقت ذاتو يرضى بحكم الطاغوت فيما يتعلق بالجانب السياسي‪ ،‬وىي معادلة يستحيل على المرء تحقيقها‪ ،‬إذ‬

‫كيف يمكن للمسلم أف يجمع بين النقيضين في آف واحد‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر بمسائل الحكم والتشريع‪ .‬فإما حكم اهلل وإما‬ ‫ْح ِّق إِال الضالَؿ ﴾ ‪.ٚ‬‬ ‫حكم الطاغوت‪ ،‬فليس بينهما التقاء ﴿ فَ َما َذا بَػ ْع َد ال َ‬ ‫وفي نهاية المطاؼ نرى تورط ىذه الجماعات وسقوطها في فخ العدو‪ ،‬الذي يريد أف يصل إلى ضبط الساحة والتحكم في كل‬

‫الخيوط‪ ،‬حتى تكوف جميع األطراؼ المتحركة في ساحة العمل السياسي بعامة وفي ساحة العمل اإلسالمي بخاصة‪ ،‬تحت‬

‫مجهره‪ ،‬لكي يضبط كل حركاتها وسكناتها‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى المكاسب الكبيرة التي تحصل عليها األنظمة الحاكمة من جراء‬

‫التنازالت المتواصلة لهذه الجماعات‪ ،‬حتى لقد أصبح الكثير منها جزء من الكياف السياسي‪ ،‬وطرفا مباشراً في الحكم والتشريع‬

‫‪ – ،‬وفق أسس الديموقراطية ‪ -‬حتى وإف كانت في موقع المعارضة الصورية – كما يزعموف‪. -‬‬

‫فنحن نعلم أف الديموقراطية ال قيمة لها وال معنى بدوف ما يسمى بالمعارضة‪ ،‬فسواء كانت ىذه الجماعات طرفاً مباشراً في‬

‫الحكم أو طرفاً من المعارضة‪ ،‬فهي من الناحية الشرعية آثمة بمشاركتها في الحكم والتشريع‪ .‬بمجرد جلوسها في ىذه‬ ‫المجالس التشريعية حيث األغلبية تكوف دائماً للمرتدين وكلمة الفصل لهم في جميع القرارات والتشريعات‪ ،‬حتى وإف حصل‬ ‫ىؤالء اإلسالميوف على أغلبية مريحة – كما يقولوف – في ىذه المجالس التشريعية‪ ،‬فإنهم سيجدوف أنفسهم أماـ العقبة الكبرى‬

‫وىي إرادة الملك أو الرئيس أو المجلس األعلى أو غيرىا من األصناـ واآللهة التي لها كلمة الفصل ولها األمر من قبل ومن بعد‬ ‫– تعالى اهلل عن ذلك علواً كبيراً ‪ ﴿ -‬وقَ ْد نَػز َؿ َعلَي ُكم فِي ال ِ‬ ‫اب أَ ْف إِذَا س ِم ْعتُم آي ِ‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫ات الل ِو يُ ْك َف ُر بِ َها َويُ ْستَػ ْه َزأُ بِ َها فَال تَػ ْق ُع ُدوا‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫معهم حتى ي ُخ ُ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َوالْ َكاف ِري َن في َج َهن َم َجميعاً ﴾ ‪.‬‬ ‫َ​َُ ْ َ َ‬ ‫وضوا في َحديث غَْي ِره إِن ُك ْم إذاً مثْػلُ ُه ْم إف اللوَ َجام ُع ال ُْمنَافق َ‬ ‫إف الديموقراطية وسيلة ناجعة لهذه األنظمة الحاكمة وألسيادىم الكفار‪ ،‬إلدخاؿ ىذه الجماعات في حظيرة الجمود أو التيو‪،‬‬

‫وتجريدىا من كل عناصر المقاومة والقوة‪ ،‬بل توريطها في مسلسل الحكم لتغرؽ في متاىات ال أوؿ لها وال آخر‪ ،‬وتتحوؿ إلى‬ ‫مجموعة من الدجالين السياسيين‪ ،‬يقولوف فال يفعلوف‪ ،‬ويَِع ُدوف فال يُوفُوف‪ ،‬ال لشيء إال بسبب غياب الوسائل وعدـ امتالؾ زماـ‬ ‫األمور‪.‬‬ ‫وىكذا تتحوؿ الديموقراطية إلى ورطة حقيقية ومأزؽ محرج لهذه الجماعات‪ ،‬فينقلب سحرىا عليها‪ ،‬وتؤتى من الجهة التي‬

‫كانت تظن أنها الوسيلة األنجع واألسلم واألسرع لتحقيق مآربها وأىدافها الشرعية‪ .‬ويأبى اهلل إال أف يبين لهؤالء أف طريق الحق‬

‫أرفع وأشرؼ وأسمى من ىذه السفاسف‪ ،‬طريق البد فيو من بالء وعنت وتضحية وفداء‪ ،‬بالغالي والنفيس‪ ،‬بل بأغلى ما يملكو‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ْجنةَ يُػ َقاتِلُو َف فِي َسبِ ِ‬ ‫يل الل ِو فَػيَػ ْقتُػلُو َف َويُػ ْقتَػلُو َف َو ْعداً َعلَْي ِو َح ّقاً‬ ‫س ُه ْم َوأ َْم َوال َُه ْم بِأَف ل َُه ُم ال َ‬ ‫البشر ﴿ إِف اللوَ ا ْشتَػ َرى م َن ال ُْم ْؤمن َ‬ ‫ين أَنْػ ُف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فِي التػوراةِ و ِ‬ ‫األنْ ِج ِ‬ ‫يم ﴾ ‪.ٜ‬‬ ‫استَْب ِش ُروا بِبَػ ْي ِع ُك ُم ال ِذي بَايَػ ْعتُ ْم بِ ِو َو َذلِ َ‬ ‫يل َوالْ ُق ْرآف َوَم ْن أ َْوفَى بِ َع ْهده م َن اللو فَ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ك ُى َو الْ َف ْوُز ال َْعظ ُ‬ ‫الح َك ُم‬ ‫واألغرب من ىذا كلو‪ ،‬أننا نجد بعضاً من ىذه الجماعات تقاتل في سبيل ىذه الديموقراطية وفي سبيل ترسيخها وجعلها َ‬ ‫بينها وبين الشعوب‪ ،‬بدالً من القتاؿ في سبيل اهلل وإحقاؽ الحق عن طريق الجهػاد‪.‬‬

‫اوظر عهى سثيم انمثال ما حصم في تووس وتركيا وانجزائر وانمغرب‪.‬‬ ‫يووس‪59:‬‬ ‫انىساء‪941:‬‬ ‫‪ 1‬انتوتح‪999:‬‬ ‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫ٓٔ‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫فمن خالؿ ما سبق استطاع الطغاة أف يحققوا ىدفين وغايتين عظيمتين في نفس الوقت‪ ،‬األولى احتواء ىذه التيارات اإلسالمية‬ ‫وجعلها تحت مجهرىم‪ ،‬يحسبوف تحركاتهم ويورطونهم في خدمة أىدافهم دوف أف يشعروا ‪ ،‬بل إنهم يحسبوف أنهم يخدموف‬

‫اإلسالـ والمسلمين‪ ،‬وقد طالت ىذه الخديعة الكثير ممن كانوا باألمس القريب يجهروف بفضح الديموقراطية ونعتها بالكفر‬

‫ووصف كل من يرضى بها ويقبلها باالنحراؼ عن الدين وربما وصلوا إلى تكفيره‪ ،‬لكننا نجد ىؤالء اليوـ في صف الطواغيت ‪،‬‬ ‫وبقدرة قادر‪ ،‬أصبحت الديموقراطية وسيلة مقبولة بل شرعية لتطبيق اإلسالـ في المجتمع‪.‬‬

‫وقد صارت ىذه الديموقراطية مفتاحاً لكل األبواب وحالً لكل المعضالت‪ ،‬حتى صار الطواغيت في بلداننا يشترطوف على‬ ‫اإلخوة في السجوف بتحرير طلب العفو من الطواغيت ونبذ العنف والكفر بالمنهج الجهادي مقابل السماح لهم باالنتماء‬ ‫السياسي ألي حزب أو جماعة ترضى بالديموقراطية كوسيلة للتعبير وتحقيق المطالب السياسية‪.‬‬

‫والغاية الثانية‪ :‬ىي ىدـ لمعالم وقيم وأسس ىذا الدين التي تتمثل في الحاكمية والتشريع والوالء والبراء وأحكاـ الردة والدعوة‬ ‫إلى الكفر وغيرىا من الطواـ التي جاء اإلسالـ أصالً لهدمها والقضاء عليها‪.‬‬

‫سنرى ماذا ستفعل الحكومة الجديدة التي يترأسها حزب العدالة والتنمية المتأسلم في المغرب األقصى في حل المشاكل‬

‫العالقة‪ ،‬وتصفية الملفات الكبرى وعلى رأسها ملف ما يسمى " بالسلفية الجهادية" الذي أصبح وصمة عار في جبين كل‬

‫المسلمين ‪ ،‬وفي كل القضايا والمشاكل التي تعيشها األمة سواء في الميداف اإلجتماعي أو االقتصادي أو السياسي‪ ،‬وما أكثرىا‬

‫وما أثقلها وما أعقدىا من ملفات‪.‬‬

‫سيضعهم في المحك الحقيقي أماـ الشعب المظلوـ‪ ،‬وسيعلم ىؤالء أنهم ال حوؿ لهم وال قوة ‪ ،‬وال يملكوف من ألنفسهم وال‬

‫يغيرىم نفعاً وال ضراً ألنهم مجرد عبيد أو في أفضل الحاالت أجراء لدى الطاغوت ‪ ،‬يأتمروف بأمره وينتهوف عن نهيو‪ ،‬أما‬

‫اإلسالـ فسيظل مجرد شعار والفتة يخدعوف بها من ال يزاؿ مغيباً في جهلو وغيو‪.‬‬

‫وسنرى ماذا بوسعها أف تفعلو حكومة النهضة في تونس ‪ ،‬وإسالميو الحرية والعدالة وحزب النور في مصر لقضايا األمة وعلى‬ ‫رأسهم أسرانا المظلومين‪ ،‬ولنصرة الدين ورفع الظلم عن الشعب وإنصاؼ كل مظلوـ فيهم‪.‬‬

‫الترغيب والتهديد مقابل ترؾ التوحيد‬ ‫في الجهة األخرى والوجو اآلخر لهذه األنظمة المرتدة ىو طرؽ التعامل مع الموحدين الذين يرفضوف االيماف بدينهم والدخوؿ‬ ‫معهم في ىذه اللعبة القذرة ‪ ،‬ففي الوقت الذي يمدوف أيديهم الناعمة لدعاة الديوقراطية من اإلسالميين ‪ ،‬فهاىم يمدوف يدىم‬

‫األخرى الحديدية لمواجهة وإسكات أصوات المعارضة الحقيقية وىم ىؤالء الموحدوف الذين ال يرضوف عن دين التوحيد بديالً‪،‬‬ ‫ويسعوف بكل إخالص وتفاني لنشره بين الناس وبياف الحقائق المخفية والمفاىيم المهجورة من دين اهلل عز وجل‪.‬‬

‫ىناؾ وسائل كثيرة سارع الطغاة إلى استعمالها إلسكات صوت الحق إلخراج الناس من دين التوحيد إلى دين الشرؾ والتنديد‪،‬‬

‫فالشيطاف وأتباعو يودوف لو أف كل الناس تدخل جهنم وتلقى سخط اهلل وعذابو مثلهم‪ ،‬لذلك تراىم يحسدوف الموحدين على‬

‫ىذه الهداية الربانية ويسعوف بكل ما يملكوف للصد عن سبيل اهلل بكل الطرؽ والوسائل الممكنة‪.‬‬

‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫ٔ​ٔ‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعوا ﴾ ٓٔ‪﴿ ،‬‬ ‫استَطَ ُ‬ ‫كما ىي سنة اهلل منذ أف بعث آدـ وإلى قياـ الساعة ﴿ َوال يَػ َزالُو َف يُػ َقاتلُونَ ُك ْم َحتى يَػ ُردُّوُك ْم َع ْن دين ُك ْم إِف ْ‬

‫وما نقموا منهم إال أف يؤمنوا باهلل العزيز الحميد ﴾ ٔ​ٔ‪ ،‬فالنقمة والتعذيب والحرب والقتاؿ قائم ما داـ المؤمنوف ثابتوف على‬ ‫دينهم‪ ،‬كافروف بدين الطواغيت‪ ،‬فلن يتوقف ىذا العداء حتى نتبع دينهم أو في أخف الحاالت نترؾ ديننا الحق‪.‬‬

‫فالجنة ىي البوصلة التي توجو المؤمن في حركتو وسكنتو ووسط ىذه الفتن المدلهمة من حولو ‪ ،‬وابتغاء الجنة ىي الميزاف الذي‬

‫يزف بو المؤمن المكاسب فيجدىا ال تزف شيئا أماـ ىذه الجنة ‪ ،‬فيكوف ذلك دافعاً لو على االستقامة ومقاومة كل االغراءات‬ ‫التي تدعوه إلى االنحراؼ أو التنازؿ أو الردة عن دينو‪.‬‬

‫فكل امرئ حسيب نفسو‪ ،‬واهلل ىو الغني الحميد‪ .‬قوموا وواصلوا ثباتكم وعملكم هلل عز وجل وال تلتفتوا إلى ىؤالء المتساقطين‬

‫في طريق الدعوة‪ ،‬فالطريق وعرة وأحمالهم الدنيوية كثيرة‪ ،‬ومن الحكمة والخير أف يتساقطوا حتى ال يؤخروا قافلة التوحيد‪.‬‬ ‫دستورىم فوؽ قرآننا‬

‫" القانوف فوؽ الجميع" عبارة تتردد على لساف كل الحكومات القائمة من أجل التعبير على قدسية الدساتير المعموؿ بها‪ ،‬وىي‬

‫مخالفة بل مناقضة لشريعة اإلسالـ جملة وتفصيالً‪ ،‬وىي تعني ‪ -‬من جملة ما تعني‪ -‬أنو ال يحق ألي قانوف أو رأي مهما كاف‬ ‫ومن أي جهة صدر‪ ،‬ال يحق لو أف يعلو على ىذه القوانين المعموؿ بها‪ ،‬وبالتالي فإف الشريعة اإلسالمية نفسها ال يمكن أف تعلو‬

‫عليها‪ ،‬ومن باب أولى أف تجد سبيالً للتطبيق بدالً من ىذه الدساتير‪.‬‬

‫وكل ما نراه من ترتيب للعبة السياسية في بلداننا‪ ،‬كقانوف تأسيس األحزاب‪ ،‬وقانوف تنظيم االنتخابات‪ ،‬وقانوف البرلمانات أو‬

‫مجالس التشريع وقانوف تكوين الحكومات‪ ،‬وغيرىا من القوانين‪ ،‬كلها بدوف استثناء صدرت من أجل تحقيق ىذه الغاية السامية‬

‫بزعمهم وىي" القانوف فوؽ الجميع"‪.‬‬

‫فصار القانوف أو الدستور إلو من دوف اهلل تعالى‪ ،‬ال يمكن مناقشتو أو محاسبتو أو تغييره‪ ،‬وما عدا ذلك فدونكم اللعبة‬

‫االنتخابية أو االستفتاءات الشعبية أو ما شابو ذلك من الوسائل التي ال تسمن وال تغني من جوع وال تحرؾ للكفر ساكناً وال‬

‫تزعزع لو ركناً ‪.‬‬

‫لكم دينكم ولنا دين‬ ‫لما جاء النبي محمد صلى اهلل عليو وسلم إلى قريش وعرض عليهم اإلسالـ‪ ،‬وىو يقوؿ بأف بإف دينو ىو دين إبراىيم ‪ -‬عليو‬ ‫السالـ ‪ -‬قالوا‪:‬نحن على دين إبراىيم فما حاجتنا إذف إلى ترؾ ما نحن عليو وأتباع محمد ؟! وفي الوقت ذاتو راحوا يحاولوف‬

‫انثقرج‪99 :‬‬ ‫‪ 99‬انثروج‪8 :‬‬ ‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫ٕٔ‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫مع الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم خطة وسطا بينهم وبينو ; وعرضوا عليو أف يسجد آللهتهم مقابل أف يسجدوا ىم إللهو ! وفي‬

‫رواية أف يعبد المسلموف آلهتهم عاماً مقابل أف يعبد المشركوف اهلل تعالى عاماً‪ ،‬وأف يسكت النبي عن عيب آلهتهم وعبادتهم‪،‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫ولو فيهم وعليهم ما يشترط !‬

‫أقوؿ‪ :‬لقد نجح مشركو اليوـ من عقد صفقة أكثر ربحاً من التي عرضها مشركو قريش على المسلمين‪ ،‬فهاىم من يتسموف‬

‫بالحركات اإلسالمية السياسية قد قبلوا كل شروط األنظمة المرتدة في بلداننا‪ ،‬وتنازلوا عن كل مبادئ دينهم فيما يخص الحكم‬

‫ومنو تتفرع كل المج االت األخرى السياسية واالقتصادية واالجتماعية والعسكرية‪ ،‬فقبلوا بدستور كفري وضعي ال تجد فيو رائحة‬

‫اإلسالـ ‪ ،‬والكلمة الفصل فيها للقوانين الوضعية‪ ،‬مقابل ماذا؟ مقابل أف يكونوا أعضاء في الحكومة التي تنفذ بنود ىذا‬ ‫الدستور‪ ،‬أو حتى يكونوا ىم من يرأس ىذه الحكومة ولهم فيها حصة األسد‪ .‬إف ىؤالء القوـ بحاجة إلى قراءة سورة "‬

‫الكافروف" وفهمها ليدركوا في أي مستنقع سقطوا‪ ،‬وفي أي ىاوية انحدروا ‪:‬‬ ‫﴿ قُ ْل يَا أَيػُّ َها الْ َكافِ ُرو َف‪ ،‬ال أَ ْعبُ ُد َما تَػ ْعبُ ُدو َف‪َ ،‬وال أَنْػتُ ْم َعابِ ُدو َف َما أَ ْعبُ ُد‪َ ،‬وال أَنَا َعابِ ٌد َما َعبَدتُّ ْم‪َ ،‬وال أَنْػتُ ْم َعابِ ُدو َف َما أَ ْعبُ ُد‪ ،‬لَ ُك ْم‬ ‫ٖٔ‬ ‫ِدينُ ُك ْم َولِ َي ِدي ِن ﴾‬ ‫" نفي بعد نفي ‪ ،‬وجزـ بعد جزـ ‪ ،‬وتوكيد بعد توكيد ‪ ،‬بكل أساليب النفي والجزـ والتوكيد ‪.‬‬ ‫(قُ ْل يَا أَيػُّ َها الْ َكافِ ُرو َف) ‪ ...‬ناداىم بحقيقتهم ‪ ،‬ووصفهم بصفتهم ‪ ،‬إنهم ليسوا على دين ‪ ،‬وليسوا بمؤمنين وإنما ىم كافروف‪،‬‬ ‫فال التقاء إذف بينك وبينهم في طريق"ٗٔ ‪.‬‬

‫وليس كما يدعي ىؤالء المحسوبين على اإلسالـ أولئك المرتدين بأنهم إخوانهم‪ ،‬ويسعوف بكل طريقة من أجل االلتقاء بهم‬

‫واالجتماع معهم وفق دستور كفري ظهر فساده ونقصو وظلمو للقاصي والداني‪.‬‬

‫إنها إذف دعوة لعبادة آلهة ىؤالء المرتدين الجديدة‪ ،‬وىي صنم الديموقراطية إضافة إلى صنم الوطنية الذي يجتمعوف عليو من‬

‫دوف اهلل عز وجل‪ ،‬حتى صارت ىذه الوطنية الوتر الحساس الذي يضرب عليو الجميع‪ ،‬والمعوؿ الذي يهدموف بو كل القيم‬

‫والمبادئ وأصوؿ ديننا الحنيف‪.‬‬

‫"( ال أَ ْعبُ ُد َما تَػ ْعبُ ُدو َف)‪ . .‬فعبادتي غير عبادتكم ‪ ،‬ومعبودي غير معبودكم ‪.‬‬ ‫( َوال أَنْػتُ ْم َعابِ ُدو َف َما أَ ْعبُ ُد) فعبادتكم غير عبادتي ‪ ،‬ومعبودكم غير معبودي ‪.‬‬ ‫( َوال أَنَا َعابِ ٌد َما َعبَدتُّ ْم)‪ . .‬توكيد للفقرة األولى في صيغة الجملة اإلسمية وىي أدؿ على ثبات الصفة واستمرارىا ‪.‬‬ ‫‪َ (.‬وال أَنْػتُ ْم َعابِ ُدو َف َما أَ ْعبُ ُد)‪ . .‬تكرار لتوكيد الفقرة الثانية ‪ .‬كي ال تبقي مظنة وال شبهة ‪ ،‬وال مجاؿ لمظنة أو شبهة بعد ىذا‬ ‫٘ٔ‬ ‫التوكيد المكرر بكل وسائل التكرار والتوكيد ! "‬ ‫فأقصى ما يمكن أف ينعم بو المسلم الموحد في بلداننا المرتدة ىو أف يجد مسجداً يقيم فيو الصلوات المفروضة سرعاف ما‬

‫تصفد أبوابها بعد دقائق معدودة من انتهاء الصالة‪ ،‬ويمنع الناس من االعتكاؼ في رمضاف وغيره من الشهور‪ ،‬والعلماء والخطباء‬

‫وطلبة العلم من إلقاء بعض الدروس أو عقد حلقات تعليمية خوفاً من نشر الفكر السلفي الجهادي الذي يسمونو بالفكر الضاؿ‬ ‫أو باألفكار اإلرىابية‪.‬‬

‫يراجع كتة انسيرج نمزيد مه انتفصيم‬ ‫سورج انكافرون‬ ‫‪ 94‬في ظالل انقرآن‪ :‬تفسير سورج انكافرون – سيد قطة رحمه هللا‬ ‫وفس انمصدر‬ ‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫ٖٔ‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫ويسمحوف لك بممارسة الشعائر األخرى تحت المراقبة مثل الزواج والعقائق والجنائز ‪ ،‬بل غالباً ما تشوبها بدع كثيرة وطواـ‬ ‫عظمى تساىم األنظمة الحاكمة في نشرىا والتشجيع عليها في الوقت الذي يمنعوف فيو الدعاة المخلصين من استغالؿ ىذه‬ ‫المناسبات لنشر بعض الحقائق أو الصدع ببعض الحق‪.‬‬

‫لقد نجح األعداء في استدراج الكثير من الحركات اإلسالمية ومن يُحسب على اإلسالـ إلى ساحة العمل السياسي بغية‬ ‫توريطهم في جرائم التشريع من دوف اهلل وتشويو سمعتهم بحيث يناقضوف مبادئهم التي يؤمنوف بها وينطلقوف على أساسها في‬

‫الساحة‪.‬‬

‫" (لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم َولِ َي ِدي ِن)‪ . .‬أنا ىنا وأنتم ىناؾ ‪ ،‬وال معبر وال جسر وال طريق !!!‬ ‫مفاصلة كاملة شاملة ‪ ،‬وتميز واضح دقيق ‪.‬‬

‫إف تصورات الجاىلية تتلبس بتصورات اإليماف‪ ،‬وبخاصة في الجماعات التي عرفت العقيدة من قبل ثم انحرفت عنها ‪ .‬وىذه‬ ‫الجماعات ىي أعصى الجماعات على اإليماف في صورتو المجردة من الغبش وااللتواء واالنحراؼ ‪ .‬أعصى من الجماعات التي‬

‫ال تعرؼ العقيدة أصال ‪ .‬ذلك أنها تظن بنفسها الهدى في الوقت الذي تتعقد انحرافاتها وتتلوى ! واختالط عقائدىا وأعمالها‬ ‫وخلط الصالح بالفاسد فيها ‪ ،‬قد يغري الداعية نفسو باألمل في اجتذابها إذا أقر الجانب الصالح وحاوؿ تعديل الجانب الفاسد‬

‫‪ . .‬وىذا اإلغراء في منتهى الخطورة !‬

‫إف الجاىلية جاىلية ‪ ،‬واإلسالـ إسالـ ‪ .‬والفارؽ بينهما بعيد ‪ .‬والسبيل ىو الخروج عن الجاىلية بجملتها إلى اإلسالـ بجملتو ‪.‬‬

‫ىو االنسالخ من الجاىلية بكل ما فيها والهجرة إلى اإلسالـ بكل ما فيو ‪.‬‬

‫وأوؿ خطوة في الطريق ىي تميز الداعية وشعوره باالنعزاؿ التاـ عن الجاىلية‪:‬تصورا ومنهجا وعمال ‪ .‬االنعزاؿ الذي ال يسمح‬ ‫بااللتقاء في منتصف الطريق ‪ .‬واالنفصاؿ الذي يستحيل معو التعاوف إال إذا انتقل أىل الجاىلية من جاىليتهم بكليتهم إلى‬

‫اإلسالـ ‪.‬‬

‫ال ترقيع ‪ .‬وال أنصاؼ حلوؿ ‪ .‬وال التقاء في منتصف الطريق ‪ . .‬مهما تزيت الجاىلية بزي اإلسالـ ‪ ،‬أو ادعت ىذا العنواف !‬

‫وتميز ىذه الصورة في شعور الداعية ىو حجر األساس ‪ .‬شعوره بأنو شيء آخر غير ىؤالء ‪ .‬لهم دينهم ولو دينو‪ ،‬لهم طريقهم‬

‫ولو طريقو ‪ .‬ال يملك أف يسايرىم خطوة واحدة في طريقهم ‪ .‬ووظيفتو أف يسيرىم في طريقو ىو‪ ،‬بال مداىنة وال نزوؿ عن قليل‬ ‫من دينو أو كثير !‬

‫وإال فهي البراءة الكاملة ‪ ،‬والمفاصلة التامة ‪ ،‬والحسم الصريح ‪ (. .‬لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم َولِ َي ِدي ِن) ‪. .‬‬

‫وما أحوج الداعين إلى اإلسالـ اليوـ إلى ىذه البراءة وىذه المفاصلة وىذا الحسم ‪ . .‬ما أحوجهم إلى الشعور بأنهم ينشئوف‬ ‫اإلسالـ من جديد في بيئة جاىلية منحرفة ‪ ،‬وفي أناس سبق لهم أف عرفوا العقيدة ‪ ،‬ثم طاؿ عليهم األمد (فقست قلوبهم وكثير‬

‫منهم فاسقوف ‪). .‬وأنو ليس ىناؾ أنصاؼ حلوؿ ‪ ،‬وال التقاء في منتصف الطريق ‪ ،‬وال إصالح عيوب ‪ ،‬وال ترقيع مناىج ‪ . .‬إنما‬

‫ىي الدعوة إلى اإلسالـ كالدعوة إليو أوؿ ما كاف ‪ ،‬الدعوة بين الجاىلية ‪ .‬والتميز الكامل عن الجاىلية ‪(. .‬لكم دينكم ولي‬ ‫دين)‪ . .‬وىذا ىو ديني‪:‬التوحيد الخالص الذي يتلقى تصوراتو وقيمو ‪ ،‬وعقيدتو وشريعتو ‪ . .‬كلها من اهلل ‪ . .‬دوف شريك ‪. .‬‬ ‫كلها ‪ . .‬في كل نواحي الحياة والسلوؾ ‪.‬‬

‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫ٗٔ‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫وبغير ىذه المفاصلة ‪ .‬سيبقى الغبش وتبقى المداىنة ويبقى اللبس ويبقى الترقيع ‪ .‬والدعوة إلى اإلسالـ ال تقوـ على ىذه‬ ‫األسس المدخولة الواىنة الضعيفة ‪ .‬إنها ال تقوـ إال على الحسم والصراحة والشجاعة والوضوح ‪. . .‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫وىذا ىو طريق الدعوة األوؿ‪ (:‬لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم َولِ َي ِدي ِن)‪.‬‬ ‫أقوؿ‪ :‬ىذا ما نجهر بو في وجوه ىؤالء الكافرين الظالمين الفاسقين الذين جعلوا أنفسهم في مقاـ اهلل عز وجل ورضوا بأف‬ ‫يشرعوا ديناً جديداً يخالف أو يوافق دين اهلل عز وجل‪.‬‬

‫وىذا أيضاً ما نقولو لكل األحزاب السياسية (سواء تمسحت بمسوح الدين أو العلمانية أو غيرىا من المذاىب ) ‪ ،‬لكم دينكم‬ ‫وطريقتكم وسبيلكم وقناعاتكم‪ ،‬وىي الكفر باهلل ومحاربتو ومنافستو في أخص خصائص األلوىية وىي التشريع ‪ ،‬ونحن لنا دين‬

‫التوحيد‪ ،‬نثبت عليو ونُبت لى في سبيل نشره بين الناس كما أنزلو اهلل عز وجل على نبيو الخاتم دوف زيادة وال نقصاف‪ ،‬ولنا ربنا‬ ‫الناصر المعين‪ ،‬يحمينا وينصرنا عليكم وإف طاؿ طريق المحنة والتدافع بيننا وبينكم‪ ،‬ألننا نؤمن يقيناً جازماً أنو ال طريق غيرىا‬ ‫توصل إلى مرضاة اهلل عز وجل‪.‬‬

‫دعوة الى التوحيد من جديد‬ ‫من أجل ىذا وغيره من صور الشرؾ والكفر والنفاؽ‪ ،‬وجب على أبناء اإلسالـ أف يقوموا من سباتهم ويتنبهوا لما يحاؾ لهم في‬ ‫السر والعلن من قبل الطغاة حتى يخرجوىم من دين التوحيد الذي أمر اهلل بو عباده وبعث من أجلو رسلو‪ ،‬ووجب على علماء‬

‫األمة ودعاتها بصفة خاصة أف ينفروا جماعات وأفراداً لكي ينشروا دين التوحيد‪ ،‬ويدعوا إليو من جديد ويفضحوا كل رموز‬ ‫الشرؾ وينسفوا تعاليمو بقوة الحق الذي يؤمنوف بو ويحاولوف تطبيقو في حياتهم‪ ،‬وسيجدوف في ذلك كل العنت وشدة االبتالء‬ ‫وكل أنواع المحنة‪ ،‬ولكنو ىو طريق األنبياء والمرسلين‪ ،‬ولو عرفنا طريقاً آخر غيره لسلكناه‪.‬‬ ‫نحن نعتبر أف الديموقراطية دين مناقض ومحارب لدين اهلل تعالى‪ ،‬وفَ ِهمنا أبعاد ىذه اللعبة القذرة‪ ،‬فلم ولن نلهث وراء سرابها‪،‬‬

‫وسلكنا الطريق األصوب في بلوغ الغاية وتحقيق األىداؼ الشرعية‪ ،‬طريق الكفر بالطػاغوت وبأالعيبو‪ ،‬واإليماف باهلل تعػالى‬ ‫ِ‬ ‫ِّين لِل ِو ﴾[األنفاؿ ‪.]ٖٜ‬‬ ‫وبأوامره المنزلة ﴿ َوقَاتِلُ ُ‬ ‫وى ْم َحتى ال تَ ُكو َف ف ْتػنَةٌ َويَ ُكو َف الد ُ‬ ‫فلم تنطل علينا اللعبة‪ ،‬ولن نعطي الفرصة لهؤالء الطواغيت لمعرفة مكامن قوتنا ومواطن ضعفنا‪ ،‬بل عمدنا إلى أسلوب الكر‬

‫والفر‪ ،‬وإلى اإلعداد الحقيقي بعيداً عن أعين ىؤالء األعداء‪ ،‬ونجحنا في كبح جماح نفوسنا للحصوؿ على فتات السلطة‬ ‫وأوىامها مقابل التنازؿ ولو عن مثقاؿ ذرة من مبادئنا‪ ،‬ففهنا قولو تعالى في شأف ىؤالء األعداء ﴿ َودُّوا ل َْو تُ ْد ِى ُن فَػيُ ْد ِىنُوف ﴾‬ ‫[القلم ‪ ،]ٜ‬بل إننا سارعنا إلى قطع كل الحباؿ الشيطانية التي ستؤدي بنا يوماً ما أو في لحظة من اللحظات إلى مجرد القعود‬ ‫ضل ِ‬ ‫شاءُ َواهللُ ذُو‬ ‫اهلل يػُ ْؤتِ ِيو َم ْن يَ َ‬ ‫معهم لمناقشة ىذا األمر فضالً عن المشاركة فيو واالنغماس في فتنو حتى النخاع‪ .‬و﴿ ذَلِ َ‬ ‫ك فَ ْ ُ‬ ‫ض ِل ال َْع ِظيم ﴾[الجمعة ٗ]‪.‬‬ ‫الْ َف ْ‬ ‫فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اهلل‪ ،‬وال تلتفتوا إلى إغراءات أىل الباطل‪ ،‬وال تفتننكم انتصاراتهم الزائفة وال علوىم الموىوـ فهو‬

‫علو سيتبعو سقوط محتوـ‪.‬‬

‫انمصدر انساتق‬ ‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫٘ٔ‬


‫لكم دينكم و لنا دين ( اإلسالميون اجلدد و الدميوقراطية ) ‪ .........................................................................‬أبو سعد العاملي‬

‫وسوؼ يورثكم اهلل أرضهم وأموالهم وسوؼ يدخل أنصارىم المخدوعوف في دين اهلل أفواجاً حينما يروف منكم الصدؽ والثبات‬

‫والتضحية في سبيل نصرة دين اهلل‪ ،‬فيكفي‪.‬‬

‫فاربأوا بأنفسكم أف تكونوا من أعوانهم أو أنصارىم أو تسوؿ لكم أنفسكم المشاركة معهم ولو برأي أو مشورة إال ما يفرضو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب‬ ‫عليكم دينكم من واجب األمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر وبياف الحق للناس ﴿ َوإِ ْذ أ َ‬ ‫ين أُوتُوا الْكتَ َ‬ ‫َخ َذ اللوُ ميثَا َؽ الذ َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لَتُبَػيِّػنُػنوُ لِلن ِ‬ ‫س َما يَ ْشتَػ ُرو َف ﴾ ‪.ٔٚ‬‬ ‫اس َوال تَ ْكتُ ُمونَوُ فَػنَبَ ُذوهُ َوَراءَ ظُ ُهورى ْم َوا ْشتَػ َرْوا بو ثَ َمنًا قَليال فَب ْئ َ‬ ‫وركزوا جهودكم في إنقاذ من تستطيعوف من الناس والمستضعفين والغافلين من براثن الشرؾ والكفر والبدعة‪ ،‬وأخرجوىم من ىذه‬ ‫الظلمات إلى نور اإلسالـ والتوحيد‪ ،‬وأعدوا العدة لبناء أسس الخالفة اإلسالمية ودولة التوحيد‪ ،‬فإف بنياف القوـ سرعاف ما‬

‫سيتهدـ على رؤوسهم‪.‬‬

‫أحسنوا الظن بربكم واعلموا أنكم منصوروف بإيمانكم وإخالصكم وثباتكم على دينكم‪ ،‬واف ما ترونو من حولكم من الضجيج‬

‫مجرد مفرقعات صابوف وسحابة صيف وسراب‪.‬‬

‫أقوؿ ما تسمعوف وتقرأوف وحفظنا اهلل من شرور خلقو وأبعد عنا فتنهم ووساوس الشيطاف وشركو‬

‫وصلى اهلل وسلم وبارؾ على سيدنا محمد وعلى آلو وصحبو أجمعين‪.‬‬

‫وكتبو الفقير إلى عفو ربو‪ :‬أبو سعد العاملي ‪ -‬صفر الحراـ ‪ٖٔٗ​ٖ-‬ىجري‪.‬‬

‫مع تحيات إخوانكم في‬

‫مؤسسة المأسدة اإلعالمية‬ ‫(صوت شبكة شموخ اإلسالـ)‬ ‫ادعوا إلخوانكم‬ ‫آل عمران ‪98 :‬‬ ‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية ( صوت شبكة مشوخ اإلسالم )‬

‫‪ٔٙ‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.