;‹Ä`;Øât;‡]ât;~Ëå
;ÎÖê]fiŸÂ;ÅËÁ_h ;;ÈŸ]i£\;‡]Ëe÷’ ;;;ÿ]ŸÊë’\;∫;ÏËŸ˜à¸\;k]ÁˆÊ’\;Ô]⁄÷¬’
تأييد ومناصرة
للبػ ػي ػ ػػاف الخػ ػ ػ ػتامي
لعلماء الواليات اإلسػ ػ ػبلمية
فـــي الصــومــال.
1
ا لحمد هلل الغفور الودكد كالصبلة كالسبلـ على صاحب المقاـ المحمود كعلى آلو كصحبو ككل من تمسك بالحبل الممدكد.
أما بعد:فقد قرأت البارحة البياف الختامي لمؤتمر علماء الواليات اإلسبلمية الذم أنار الطريق على كجازتو كح ٌدد
المعالم بعبارتو فوضع المراىم على مواضع األلم في زمن ماتت فيو العزائم كسقطت فيو العمائم كشابت الذكائب من ىوؿ المصائب. الردل ﴿كلو شاء اهلل فجزاىم اهلل خيرا كأكرثهم ٌ لغي ك ٌ عزا كنصرا ،كثبٌتهم على الخير كالهدل كجنٌبهم سبيل ا ٌ لجمعهم على الهدل﴾.
ىذا كمن الغبطة بمكاف كحسن الحظ القراءة لجمع من علماء األمة كىو يطلق األسماء الشرعية على مسمياتها من غير مواربة كال مزايدة فيا بردىا على القلب كاستقامتها على المنهج البلحب كعائدىا المصيرم في بياف كجو الحق البلزب كإطبلقها في الوقت المناسب. ال أخفي تأييدم المطلق لما كرد في البياف من فتاكل كنصائح كاقتراحات بل التشرؼ باالنحياز إليو كاالعتراؼ بالجميل كالتقدير لما قاموا بو جزاىم اهلل عنا كعن المسلمين خيرا. لمحة من المسيرة البيانية الجهادية األخيرة: تساءؿ الناس عن شرعيٌة الدفاع عن النفس كالجهاد ضد أمراء الحرب المرتدين عند بدء االختطاؼ ألىل التوحيد كالجهاد كتسلميهم كقرابين إلى الغرب الصليبي قبل ثورة المحاكم اإلسبلمية فقامت ثلٌة من طلبة العلم بواجب البياف كالتأييد المستطاع آنذاؾ حذار معرة الكتماف كقاـ المستضعفوف بالدفاع عن النفس بالسيف
كالسناف. ثم كانت نهضة المحاكم اإلسبلمية في جنوب البلد كاضطربت اآلراء كاألفكار تجاىها في بداية األمر فبادر السن الذم تراجعوا الحقا لما ظهر لهم جدكل طائفة من أىل العلم إلى الجرم على السنة األكلى خبلفا لكبار ٌ المقاكمة المسلحة كما ح ٌققتو من نجاح.
2
أعقب ذلك النكسة التاريخية للمحاكم كبدء االستعداد للدفاع عن الحرمات كالمقدسات كقاـ المجاىد بالطعاف كالمجالدة ،كآخركف بالبياف البلزـ كالتحريض المفركض كما ال يخفى على متابع لتلك األحداث. ثم خرج من رحم المحاكم كالحادبين عليها التحالف الذم بات يعرؼ بتحالف أسمرا كالذم لقي ترحيبا صاخبا كتأييدا ساخنا من الجمهور ،فعارضو طائفة من طلبة العلم. كيقاؿ :أني من أش ٌد الناقدين لو كأذكر أف الشيخ المجاىد عبد الرحمن معلم نور رحمو اهلل سألني على جناح سفر
عن مفاسد المؤتمر كما عساه أف يسفر عنو كذلك في (ََُِٕٓ/ٗ/ـ) فقلت لوً«:دزن الناظس في مؤجمس أطمسا بالنظسة ألاوليت بؤن فيه مفاطد وفىاكس منها ما ًلي:
.1مىالاة اليافسٍن الحسبيين ولها مظاهس ل ًنفً عنها أهل املؤجمس غالبا مثل: اجخاذهم بطاهت،مداهنتهم ،طاعتهم في ألامىز،السهىن إليهم ،كبىٌ أخبازهم والثلت بهم،الاطدشازة بهم والاطدنازة بآزائهم. .2الخحالف الظياس ي مع الىفسة وله أهداف ومصالح للجاهب ألاكىي. .3الاطخعاهت والخحالف مع املسجدًن وإلاصغاء إليهم واحترامهم وجىكيرهم. .4جىثير طىاد أهل ألاهىاء والبدع الىبري من غير ضسوزة والاطخعاهت بهم. .5إًىاء املجسمين البرملاهيين والدظتر عليهم وإضفاء الشسعيت عليهم فينطلي أمسهم على املظلمين. .6إهه ًصٍد فجىة الخالف بين املجاهدًن في امليدان وطيحدر فسكت بينهم. .7إهه ًلصم تهمت العمالت باملجاهدًن لحظاب ازٍترًا عند السأي العام املعازض. .8جظهس ازٍترًا هناصحت لهم وهي ّ عدوة املظلمين هما هى معلىم. ٌ .9س يء للمظلمين املجاهدًن الازٍترًين وٍىىن وصمت عاز في جبين املجاهد الصىمالي عند مظلمي ازٍترًا. .11إهه خطىة أوليت أو محاولت زاهيت إلجهاض عملياث الجهاد ول ًبعد أن ًىىن من إمالءاث أمسٍيا لخحىٍل مظاز الجهاد اللائم في الصىماٌ إلى جحسٍس وطني فضفاض ل كيمت له في امليزان هظىابله في العالم إلاطالمي هما أن الاهخلاداث ألامسٍىيت ألطمسا ما هي إل جلىٍت للثلت بها والاطمئنان إليها ما دام اهخلدث من كبل أمسٍيا ّ عدوة املظلمين. .11الخحالف حصب جدًد مضمىهه :سحب البظاط من جحذ أكدام املجاهدًن وجعل اللضيت كىميت صىماليت بدٌ هىنها إطالميت صسفت وكد برٌ املجاهدون في إطالميتها شىطا».
كلما كصل خبر الوثيقة إلى من يتش ٌدؽ اليوـ بالحكمة كبعد النظر ىاتفني طالبا عدـ النشر لما قد تحدثو في
الميداف من معارضة كنقد ألنها مبنية في زعمو على التسرع فإف المؤتمر لم يظهر منو بعد ما يستنكر.ككاف ىو كأمثالو من المؤيدين للمؤتمر. ثم أخذ النسخة المطبوعة من الشيخ عبد الرحمن فلم يعثر لها على أثر ثم لما عدت احتفظت بالنسخة األصلية بخط يدم بعد أف كادت تضيع. 3
ثم كثرت الجبهات في البلد كاختلفت االتجاىات كاختلطت األكراؽ ككنت أحد المنحازين إلى مناصرة الجبهة الرد على المخ ٌذلين. الباقية على درب الجهاد كالتوحيد مع مساندتي للجميع بالبياف ك ٌ ثم برزت الحكومة االنتقالية إلى الوجود بزعامة [شريف شيخ أحمد] كالتي لقيت من المجتمع الدكلي كاإلقليمي تأييدا لم يسبق لو مثيل في تاريخ البلد خبلؿ عقدين من الزمن كحاكؿ الناصحوف لملمة الجراح كرأب الصدع كالتحذير من الكفر الصراح ببياف كجوب الكفاح بالمقدكر من السبلح. تبل ذلك اختبلؼ المرجعيات في الرؤية الشرعية حوؿ الطائفة المجاىدة إلى اليوـ في البلد الجريح كاتجو أكثرىم إلى الوصم بالخارجية كالتكفير ،كبعض آخر إلى القوؿ بأف فيهم نزعة حركرية كحملة خارجية.كبذؿ الحادبوف كرد المحتار إلى الرأم المختار .فإلى اهلل المشتكى من حاؿ األشرار جهودا مضنية في درء الفتنة ككشف الغمة ٌ
كالعياذ باهلل من دار البوار.
أعقب ذلك انخراط الجناح العسكرم لبلتحاد اإلسبلمي في إقليم أكجادين في سلك الوحدات األمنية كالعسكرية للجيش اإلثيوبي بزعامة [إبراىيم محمد حسين] بعد سيل من الدماء المهراقة بالعمالة كالمظاىرة للحكومة اإلثيوبية فلم آؿ جهدا في بياف تلك الردة الصلعاء كر ٌد الفرية الخرقاء عن حظيرة الشريعة السمحاء في
«النصائح المنجية» «منجية األفهاـ»؛«إسعاؼ السائل»«،التنبيهات» ،حتى اتضح السبيل لمن عقل كال حاجة إلى من استحمق أك غفل. كأما التحذير عن مزالق التراجعات كالتعديبلت المنهجية كاالنهزامات النفسية تحت شعار التعقل كنبذ العنف مل الخاصة كالتطرؼ للحركات اإلقليمية كالمحلية فقد بالغت في نظرم في النداء كالصراخ ليل نهار حتى ٌ كالعامة كسئموا من ترداد القوؿ كالبياف في التحذير من تلك األساليب كالنكسات فالحمد هلل الذم بنعمتو تتم الصالحات.
4
شكر كتقدير:
قل فيو الناصر كالمعين أشكر أىل التوحيد كالجهاد على صبرىم كجبلدىم في سبل الكرامة كالصمود في زمن ٌ
ككثر فيو الخانع كالمهين.
كأكصيهم بالص بر كالمصابرة كالثبات على درب الجهاد كالتوحيد كعدـ االغترار بأساليب المجرمين﴿إف يمسسكم قرح فقد مس القوـ قرح مثلو كتلك األياـ نداكلها بين الناس﴾﴿ ،إف تكونوا تألموف فإنهم يألموف كما تألموف كترجوف من اهلل ما ال يرجوف﴾. ترؾ الجهاد يوجب الهبلؾ في الدنيا كاآلخرة: عن أبي أمامة رضي اهلل عنو عن النبي صلى اهلل عليو ك سلم قاؿ «:من لم يغزك أك يجهز غازيا ،أك يخلف غازيا في أىلو بخير ،أصابو اهلل بقارعة قبل يوـ القيامة».ركاه أبو داكد كغيره كىو حديث حسن.
كعن أبي بكر الصديق رضي اهلل عنو عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم «:ما ترؾ قوـ الجهاد إال عمهم اهلل بالعذاب».ركاه الطبراني في األكسط كىو حديث حسن كما قالو الحافظ المنذرم كالدمياطي كالشيخ األلباني.
كعن ابن عمر رضي اهلل عنهما عن النبي صلى اهلل عليو كسلم أنو قاؿ: « إذا تبايعتم بالعينة ،كأخذتم أذناب البقر ،كرضيتم بالزرع ،كتركتم الجهاد سلط اهلل عليكم ذالن الينزعو حتى ترجعوا إلى
دينكم» .أخرجو اإلماـ أحمد كأبو داكد كغيرىما كىو حديث صحيح
كالواقع المعاش خير شاىد كالتاريخ الغابر خير ناقد كال عبرة لجاىل أك حاقد.
عدكىا فإنها تهلك ىبلكا عظيما باستيبلء العدك عليها يقوؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية رحمو اهلل«:إف كل أمة ال تقاتل ٌ كتسلٌطو على النفوس كاألمواؿ .كترؾ الجهاد يوجب الهبلؾ في الدنيا كما يشاىده الناس كأما في اآلخرة فلهم عذاب النار». بالذؿ كغيره ،كنزع األمر منو فأعطاه لغيره ،فإف كبيٌن رحمو اهلل في موضع آخر قائبل«:من ترؾ الجهاد عذبو اهلل عذابا أليما ٌ بينهم الفتنة، بينهم العداكة حتٌى تقع ي اس الجهاد في سبيل اهلل ،فقد يبتليهم بأف ييوقع ي ىذا الدين لمن ٌ ذب عنو»«.فإذا ترؾ النٌ ي
بأسهم على ع يد ٌك اهلل كع يد ٌكىم .كإذا لم بينهم ،كجعل ي وبهم ،كألٌف ي فإ ٌف النٌاس إذا اشتغليوا بالجهاد في سبيل اهلل جمع اهللي قيػلي ي بعضهم بأس و بعض» شيعا ،كييذيق ي ينفركا في سبيل اهلل ع ٌذ يبهم اهللي بأف يي ي لبسهم ن ي
5
كقاؿ رحمو اهلل «:إف المكاره التي تحصل ألىل اإليماف كالجهاد يحصل مثلها كأعظم منها لغيرىم فإنو ال تتم مصلحة أحد إف يذؿ لمن يقاتل ،فمن لم يقاتل في سبيل الرحمن قاتل في سبيل لكل إما أف يقاتل ،كإما أف ٌ لم ينب عن نفسو كأرضو .فبل بد ٍّ
الشيطاف..
كمعلوـ أف كونو عزيزان خير من كونو ذليبلن ،كال بد من موت الخلق كلهم ،كخير الموت القتل في سبيل اهلل».
كيقوؿ ابن تيمية رحمو اهلل: « إف الجهاد أعلى ما يحبو اهلل كرسولو ،كالبلئموف عليو كثير ،إذ كثير من الناس الذين فيهم إيماف يكرىونو ،كىم إما مخذلوف مفتركف للهمة كاإلرادة فيو ،كإما مرجفوف مضعفوف للقوة كالقدرة عليو ،كإف كاف ذ لك من النفاؽ».
كيقوؿ العبلمة ابن القيم رحمو اهلل: « أعلى ما يحبو اهلل كرسولو الجهاد في سبيل اهلل ،كالبلئموف عليو كثير ،إذ أكثر النفوس تكرىو ،كالبلئموف عليو ثبلثة أقساـ: مضعف للقوة كالقدرة». منافق ،كمخذؿ مفتر للهمة ،كمرجف ٌ
قاؿ اإلماـ أحمد بن جنبل رحمو اهلل: «كل من قاتل المشركين فهو على الحق ..كأنو إف بطل أمر اإلماـ لم يبطل الغزك كالحج ،كلو اختلفوا على إمامين لم يتعطل الغزك كالحج ى ذاف باباف ال يدفعهما شيء أصبل كما يبالى من قسم الفيء أك من كليهما ..يجب الجهاد ببل إماـ إذا صاحوا النفير ..الغزك دفع عن المسلمين ال يترؾ لشيء»[.مسائل ابن ىانئ (ِ )ُِٗ/اعتقاد اإلماـ المنبل أحمد بن حنبل ألبي الفضل التميمي
صٕٗ )ِٖ-مسائل أبي داكد ألحمد صِّْ.كالفركع البن مفلح (َُ.])ِِٕ/
(ُ) .الدكلة الشرعية ىي اإلمارة اإلسبلمية:
مبالغة في توضيح الواضحات كإمعانا في شرح بعض الضركريات أحببت التعليق على بعض ما جاء في بياف
العلماء في الفقرات التالية:
قاؿ المشايخ في محور الفتاكل«:الواليات اإلسبلمية ىي السلطة الشرعية في الصوماؿ.»..
يصح غيره في ميزاف الشرع كاعتبار كذكركا من األدلة ما تقتضيو طبيعة البيانات الختامية كىو الحق الذم ال ٌ الواقع كال ينكره إال مكابر حاقد أك جاىل سابح في بحار العماية كالضبلؿ. 6
اإلمارة من الواجبات الدينية فبل ب ٌد من إقامتها.
قاؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية «:يجب أف يعرؼ أف كالية أمر الناس من أعظم كاجبات الدين بل ال قياـ للدين كال
للدنيا إال بها .فإف بني آدـ ال تتم مصلحتهم إال باالجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض كالبد لهم عند االجتماع من َّ ً وؿ ىكأ ٍيكلًي األ ٍىم ًر ًم ٍن يك ٍم﴾.قاؿ أبو ىريرة الر يس ى آمنيوا أ ًىطيعيوا اللَّ ىو ىكأ ًىطيعيوا َّ ين ى رأس».يقوؿ المولى جل ذكره﴿:يىاأىيػُّ ىها الذ ى رضي اهلل عنو«:إ ٌف أكلي األمر ىم األمراء».خرجو الطبرم كغيره بسند صحيح . يقوؿ اإلماـ الطبرم في الترجيح بين األقواؿ التفسيرية في اآلية«:أكلى األقواؿ في ذلك بالصواب قوؿ من قاؿ: ىم األمراء كالوالة فيما كاف هلل طاعة كللمسلمين مصلحة». كقاؿ الحافظ ابن كثير رحمو اهلل «:الظاىر أف اآلية عامة في جميع أكلي األمر من األمراء كالعلماء». ككذلك ابن تيمية كابن القيم. دليل على كجوب نصب المطاع ألف اهلل ال كجو االستدالؿ باآلية:أف اهلل أكجب بطاعة أكلي األمر كاألمر بالطاعة ه يأمر بطاعة من ال كجود لو كال يوجب طاعة من ال يجب نصبو فاألمر بالطاعة يقتضي األمر بإيجاده عند العدـ.
قاؿ شيخ اإلسبلـ رحمو اهلل «:فالدين الحق ال بد فيو من الكتاب الهادم كالسيف الناصر ..فالكتاب يبيٌن ما أمر
اهلل بو كما نهى عنو كالسيف ينصر ذلك كيؤيده».
الر يس ً وؿ ىكإًلىى ٍخ ٍو ًؼ أىذىاعيوا بً ًو ىكلى ٍو ىردُّكهي إًلىى َّ كمن األدلة على ذلك قولو تعالى ﴿:ىكإًذىا ىج ىاء يى ٍم أ ٍىم هر ًم ىن ٍاأل ٍىم ًن أ ٍىك ال ى ً ً ً َّ ً ين يى ٍستىػ ٍنبًطيونىوي ًم ٍنػ يه ٍم﴾ أ ٍيكلي ٍاأل ٍىم ًر م ٍنػ يه ٍم لى ىعل ىموي الذ ى
دلت اآلية على أنو البد للنا س من كلي أمر يتولى شؤكنهم كيدبر مصالحهم ،كذلك بداللة إشارة النص.
كمن السنة الدالة على ذلك قولو صلى اهلل عليو كسلم«:ال يى ًح ُّل لًثىبلثىًة نىػ ىف ور يى يكونيو ىف بًىف ىبل وة ًم ىن األ ٍىر ً ىح ىد يى ٍم». ض إًالَّ أ َّىم يركا ىعلىٍي ًه ٍم أ ى
ركاه اإلماـ أحمد من حديث عبد اهلل بن عمرك.
كقولو عليو الصبلة
ىريرة رصي اهلل عنهما
ً ىح ىد يى ٍم».ركاه أبو داكد كغيره من حديث أبي سعيد الخدرم كأبي كالسبلـ«:إًذىا ىخ ىر ىج ثىبلثىةه في ىس ىف ور فىػ ٍلييػ ىؤِّم يركا أ ى
7
كأخرج اإلماـ البزار في مسنده بسند صحيح عن عمر بن الخطاب بلفظ«:إذا كنتم ثبلثة في سفر فأمركا أحدكم ذاؾ أمير أمره رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم».
كأخرج البزار أيضا بإسناد صحيح من حديث عبد اهلل بن عمر مرفوعا بلفظ«:إذا كانوا ثبلثة فبل يتناجى اثناف دكف
الثالث،كإذا كانوا ثبلثة في سفر فليؤمركا أحدىم».كقاؿ الحافظ في مختصر زكائد البزار«:حديث صحيح». فأمركا عليكم أحدكم كال كأخرج اإلماـ الطبراني من حديث عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنو مرفوعا«:إذا كنتم ثبلثة في سفر ٌ
يتناجى اثناف دكف صاحبهما».إسناد صحيح.
كىي أحاديث يشهد بعضها لبعض كما قالو الشوكاني كصديق حسن خاف كغيرىما من أىل العلم.
من فقو األخبار
قاؿ اإلماـ البغوم رحمو اهلل«:إنما أمرىم بذلك ليكوف أمرىم جميعان كال يتفرؽ بهم الرأم فيحملهم ذلك على
الخبلؼ كالشقاؽ».
كقاؿ اإلماـ الطيبي رحمو اهلل«:إنما أمر ذلك ليكوف أمرىم جميعان كال يقع بينهم خبلؼ فيتعبوا فيو ،كفيو دليل على أف الرجلين إذا ح ٌكما رجبلن بينهما في قضية فقضى بالحق نفذ حكمو».
كقاؿ ابن تيمية رحمو اهلل «:فأكجب صلى اهلل عليو كسلم تأمير الواحد في االجتماع القليل العارض في السفر ،تنبيها بذلك على سائر أنواع االجتماع .كألف اهلل تعالى أكجب األمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر ،كال يتم ذلك إال بقوة كإمارة .ككذلك سائ ر ما أكجبو من الجهاد كالعدؿ كإقامة الحج كالجمع كاألعياد كنصر المظلوـ ،كإقامة الحدكد ال تتم إال بالقوة كاإلمارة ..فالواجب اتخاذ اإلمارة دينا كقربة يتقرب بها إلى اهلل ،فإف التقرب إليو فيها بطاعتو كطاعة رسولو من أفضل القربات كإنما يفسد فيها حاؿ أكثر الناس البتغاء الرياسة أك الماؿ بها. كقد ركل كعب بن مالك عن النبي صلى اهلل عليو كسلم أنو قاؿ «:ىما ًذئٍػبى ًاف ىجائًىع ًاف أ ٍير ًسبل ًفي ىزًريبى ًة غىنى وم بًأىفٍ ىس ىد لى ىها ًم ٍن ًح ٍر ً ص ال ىٍم ٍرًء ىعلىى ال ىٍم ًاؿ ىك َّ الش ىر ًؼ لً ًدينً ًو».فأخبر أف حرص المرء على الماؿ كالرياسة يفسد دينو مثل أك أكثر من فساد
الذئبين الجائعين لزريبة الغنم».
8
كقاؿ رحمو اهلل«:فإذا كاف قد أكجب صلى اهلل عليو كسلم في أقل الجماعات كأقصر االجتماعات أف يولٌى أحدىم كاف ىذا تنبيها على كجوب ذلك فيما ىو أكثر من ذلك». كقاؿ اإلماـ الشوكاني رحمو اهلل«:فيها دليل على أنو يشرع لكل عدد بلغ ثبلثة فصاعدان أف يؤمركا عليهم أحدىم ألف
في ذلك السبلمة من الخبلؼ الذم يؤدم إلى التبلؼ ،فمع عدـ التأمير يستبد كل كاحد برأيو كيفعل مايطابق
ىواه فيهلكوف ،كمع التأمير يقل االختبلؼ كتجتمع الكلمة كإذا شرع ىذا لثبلثة يكونوف في فبلة من األرض كيسافركف فشرعيتو لعدد أكثر يسكنوف القرل كاألمصار كيحتاجوف لدفع التظالم كفصل التخاصم أكلى كأحرل».نيل األكطار (ُٓ )َّْ/تحقيق حسن حبلؽ. كنحوه عند صديق حسن خاف في كتاب[:ظفر البلضي بما يجب في القضاء على القاضي صّْ].
ىذا كقوؿ المشايخ جزاىم اهلل خيرا« :الواليات اإلسبلمية ىي السلطة الشرعية في الصوماؿ .»..فهو الحق الذم ال يمترم فيو أىل التحصيل كاإلدراؾ بالواقع؛
أما كونو ىو الحق كالصواب المحض فمن كجهين: الوجو األكؿ األدلة العامة :نصوص الكتاب كالسنة في األمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر كإقامة الحدكد كاستيفاء الحقوؽ عامة مطلقة لم تخص كلم تقيد بزماف أك مكاف أك بشخص معين. كتخصيص آيات الكتاب كأخبار السنة أك تقييدىما من غير دليل من تحريف الكلم عن مواضعو. كمعلوـ أ ٌف إقامة الحدكد الواجبة بفعل المحرمات كترؾ الواجبات ،كاستيفاء الحقوؽ من باب األمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر. كال يخفى أف ىذا الواجب يقوـ بو كل من قدر عليو القدرة الشرعية كما أف محاربة أىل الفساد من المحاربين كقطاع الطرؽ كنحوىم الذين يفسدكف في األرض كال يصلحوف من باب األمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر كمن
الجهاد في سبيل اهلل.
كإقامة الحدكد كالشرائع من األمور العامة التي شرع لها اإلمارة كسائر الزكاجر كدفع المفاسد كإقامة المصالح كأصل التكليف عاـ لكل متأىل ما لم يمنع منو مانع شرعي فلما لم يقم بذلك إال اإلمارة اإلسبلمية تحقق أنها
ىي السلطة الشرعية في الصوماؿ.
9
الوحو الثاني :األدلة التفصيلية كىي كثيرة. منها حديث عقبة بن مالك رضي اهلل تعالى عنو عن النبي صلى اهلل عليو كسلم أنو قاؿ«:أعجزتم إذا بعثت رجبلن منكم فلم يمض ألمرم أف تجعلوا مكانو من يمضي ألمرم».
[ركاه أبو داكد (ِِٕٔ) كأحمد (ََُٕٕ) كابن حباف (َْْٕ) كالحاكم (ِ )ُُٓ-ُُْ/كابن حزـ في المحلى (ٗ )ِّٔ/كالمزم في التهذيب(َِ.)َِِ/صححو ابن حباف كالحاكم كابن حزـ ،كالحافظ العراقي في األمالي كالعبلمة األلباني كالشيخ شعيب كىو كما قالوا].
من فقو الحديث ما ذكره أىل العلم:
أ -أكرد اإلماـ ابن حباف رحمو اهلل ىذا الحديث تحت ترجمة«:ذكر البياف بأف صاحب السرية إذا خالف اإلماـ فيما أمر بو كاف على القوـ أف يعزلوه كيولوا غيره».فاستوفى فقو الحديث بالترجمة.
ب -قاؿ ابن تيمية رحمو اهلل تعالى «:قد فوض صلى اهلل عليو كسلم إليهم عزؿ من ال يقوـ بالواجب من كالتو ابتداء تولية من يقوـ بالواجب»[.منهاج السنة.ّْٔ/ٕ: فكيف ال ٌ يفوض إليهم ن
ج -كقاؿ العبلمة شرؼ الدين الطيبي رحمو اهلل«:أم إذا أمرت أحدان أف يذىب إلى أمر فلم يذىب إليو فأقيموا غيره مكانو ،كإذا بعثتو ألمر كلم يمض إلمضاء أمرم كعصاني فاعزلوه».شرح المسكاة للطيبي.ّٕٔ/ٕ:
كمنها فعل الصحابة رضواف اهلل عليهم في غزكة مؤتة بعد مقتل األمراء الثبلثة الذين أمرىم النبي صلى اهلل عليو كسلم ،فاتفقوا على تأمير خالد بن الوليد ،كقد ىر ًض ىي النبي صلى اهلل عليو كسلم صنيعهم ىذا. قاؿ ابن حجر أيضا «:فيو جواز التأمر في الحرب بغير تأميرػ أم بغير نص من اإلماـ». كقاؿ اإلماـ الطحاكم رحمو اهلل«:ىذا أصل يؤخذ منو على المسلمين أف يق ٌدموا رجبل إذا غاب اإلماـ يقوـ مقامو إلى أف يحضر».
كقاؿ ابن قدامة الحنبلي رحمو اهلل«:فإف عدـ اإلماـ لم ييؤ ىخر الجهاد ألف مصلحتو تفوت بتأخيره كإف حصلت غنيمة
قسمها أىلها على موجب الشرع .قاؿ القاضي :كيؤخر قسمة اإلماـ حتى يظهر إماـ احتياطا للفركج.
فإف بعث اإلماـ جيشا كأ َّىمر عليهم أميرا ف يقتل أك مات ،فللجيش أف يؤمركا أحدىم كما فعل أصحاب النبي صلى اهلل عليو كسلم في جيش مؤتة لما قتل أمراؤىم الذين أمرىم النبي صلى اهلل عليو كسلم َّأمركا عليهم خالد بن ً ب رأيهم ،كسمى خالدا سيف اهلل». كص َّو ى الوليد ،فبلغ النبي صلى اهلل عليو كسلم ىفرض ىي أىمرىم ى 11
جل كعبل﴿:فقاتل في سبيل اهلل ال تكلف إال نفسك﴾ اآلية. كمنها قولو ٌ
قاؿ اإلماـ ابن حزـ رحمو اهلل «:كىذا خطاب متوجو إلى كل مسلم فكل أحد مأمور بالجهاد كإف لم يكن معو أحد»[.المحلى.]ُّٓ/ٕ: كقاؿ رحمو اهلل أيضا«:يغزل أىل الكفر مع كل فاسق م ن األمراء كغير فاسق ،كمع المتغلب كالمحارب ،كما يغزل مع اإلماـ، كيغزكىم المرء
كحده إف قدر أيضا»[.المحلى البن حزـ.]ٗٗ/َُ(:
كقاؿ اإلماـ القرطبي رحمو اهلل في تفسير اآلية«:لهذا ينبغي لكل مؤمن إف يجاىد كلو كحده». كمعلوـ أف قتاؿ المرء كحده عند انهزاـ الجيش مما يرضي الرب كيعجبو لقولو صلى اهلل عليو كسلم«:عجب ربنا من رجل غزا في سبيل اهلل فانهزـ أصحابو فعلم ما عليو فرجع حتى أىرؽ دمو فيقوؿ اهلل عز كجل لمبلئكتو انظركا إلى عبدم رجع رغبة فيما عندم كشفقةن مما عندم حتى أىريق دمو».ركاه أحمد كأبو داكد كغيرىما.
كعلى ىذا فالجهاد من باب األمر بالمعركؼ كالنه ي عن المنكر لكوف الكفر كالشرؾ أنكر المنكرات ،فإذا كجب أك جاز بغير إماـ كجماعة بنص اآلية فغير الجهاد من الواجبات أكلى بذلك.
كلما لم يقم بالشرائع العامة في البلد على الوجو المشركع إال الواليات اإلسبلمية كانت ىي السلطة الشرعية الوحيدة التي يجب إعانتها على المأمورات كترؾ المحظورات. كمن ذلك قولو عليو السبلـ «:ما من نبي بعثو اهلل في أمة قبلي إال كاف لو من أمتو حواريوف كأصحاب يأخذكف بسنتو كيقتدكف بأمره ثم إنها تخلف من بعدىم خلوؼ يقولوف ماال يفعلوف كيفعلوف ما ال يؤمركف ،فمن جاىدىم بيده فهو مؤمن كمن
جاىدىم بلسانو فهو مؤمن كمن جاىدىم بقلبو فهو مؤمن كليس كراء ذلك من اإليماف حبة خردؿ».
كىو دليل على تفويض النبي صلى اهلل عليو كسلم إلى األمة جهاد المنحرفين من الحكاـ كاألمراء. يقوؿ اإلماـ ابن رجب: « ىذا يدؿ على جهاد األمراء باليد كجهاد األمراء باليد :أف يزيل بيده ما أمركا بو من الظلم إف كاف لو قدرة على ذلك ككل ىذا جائز ،كليس من باب قتالهم كال من الخركج عليهم الذم كرد النهي عنو». عم ،لكن في نوع من الحكاـ المبدلين لشرع اهلل كلسنة نبيو صلى اهلل عليو كسلم كما ىو ظاىر ظاىر الحديث أ ٌ في الحديث كلهذا أنكره أحمد لظنٌو أنو يعارض األحاديث اآلمرة بالصبر على جور األمراء كالوالة.
11
كمنها قولو صلى اهلل عليو كسلم«:لن يبرح ىذا الدين قائمان تقاتل عليو عصابة من المسلمين حتى تقوـ الساعة».
قولو عليو السبلـ«:لن يبرح»؛ «ال يزاؿ».أفعاؿ تفيد االستمرار كالدكاـ أعني استمرار القتاؿ على دين الرسوؿ
صلى اهلل عليو كسلم. كقد نص عليو الصبلة كالسبلـ أنو سيأتي على أمتو زماف ال يكوف لهم فيو سلطاف كال إماـ كما في حديث حذيفة بن اليماف رضي اهلل عنو ،كمع ذلك أخبر استمرار القتاؿ ككجود العصابة المجاىدة القائمة بأمر اهلل كأنها باقية إلى نزكؿ عيسى عليو السبلـ كما في قولو«:ال تزاؿ طائفة من أمتي بأمر اهلل ال يضرىم من خذلهم أك خالفهم حتى يأتي أمر اهلل
كىم ظاىركف على الناس».كالظهور كالغلبة بالحجة كالبياف دائمان كبالسيف كالسناف أحيانان أك غالبان ألف الحرب سجاؿ كاألياـ دكؿ.
كالسلطات تستم ٌد شرعيتها أكال من قيامها بأمر اهلل عز كجل كاتباع سنن المرسلين كما سول ذلك فهو من باب الكماؿ كباهلل تعالى التوفيق.
كمن ذلك قولو صلى اهلل عليو كسلم«:إال أف تركا كفران بواحان عندكم من اهلل فيو برىاف» متفق عليو من حديث عبادة ابن الصامت كاللفظ لمسلم.
إف الخليفة إذا ارتد أك قاـ بو كصف الكفر يجب الخ ركج عليو كما يجب نصب إماـ عدؿ آخر على جماعة المسلمين فمن يقوـ بهذا الواجب يا ترل؟ فهل نتنظر إمامان آخر يخرج من السرداب ليقوـ بأعباء الخبلفة كأحواؿ الرعية؟ أـ يقاؿ :ال يجوز الخركج على اإلماـ المرتد إذ ال إماـ يقاتل من كرائو كيتقى بو كقوؿ أىل اإلفك
كاالفتراء على الشرائع؟
بل الحق الذم عليو أىل العلم من الفقهاء كالمحدثين أف جماعة المسلمين تقوـ مقاـ السلطاف فتخلع كتولٌي كاهلل كلي التوفيق. كمنها حديث أـ سلمة رضي اهلل تعالى عنها قالت«:إف نبي اهلل صلى اهلل عليو كسلم بينا ىو يومان قائل في بيتها كعنده
رجل من أصحابو يتحدثوف إذ جاء رجل فقاؿ يا رسوؿ اهلل كم صدقة كذا ككذا من التمر؟ فقاؿ :رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم علي فأخذ مني كذا ككذا من التمر ،فازداد صاعان ،فقاؿ لو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كذا ككذا فقاؿ الرجل إف فبلنان تعدل ٌ كسلم«:كيف إذا سعى عليكم من يتعدل عليكم أشد من ىذا التعدم».فخاض القوـ كبهرىم الحديث حتى قاؿ رجل منهم: كيف يا رسوؿ اهلل إذا كاف رجل غائبان عنك في إبلو كماشيتو كزرعو كأدل زكاة مالو فتعدل عليو الحق فكيف يصنع كىو غائب 12
عنك؟ فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم :من أدل زكاة مالو طيب النفس بها يريد بها كجو اهلل كالدار اآلخرة فلم يغيب شيئان
من مالو كأقاـ الصبلة ثم أدل الزكاة فتعدل عليو في الحق فأخذ سبلحان فقاتل فقتل فهو شهيد».
[أخرجو اإلماـ أحمد كالطبراني كالبخارم في التاريخ الكبير كالبيهقي كىو حديث حسن].
كفيو دليل على أنو إذا بىػ يعد اإلماـ أك غاب ال يعطٌل استيفاء الحقوؽ كال إقامة األحكاـ من أجل غيبتو أك بعده
فضبلن عند عدمو شرعان أك حسان كاهلل أعلم.
كتأمر عليها ألنو كاف قد في ًصل كوف جماعة مقاتل نة ٌ كمنها أف أبا بصير قاتل كدافع عن نفسو من غير إذف اإلماـ ثم ٌ عن يد اإلماـ كحكمو كقصتو مشهورة في كتب الحديث كالسير [زاد المعاد (ّ ،)َّٗ/كالفركع البن مفلح (َُ.])ُّٕ/
تأمر في غزكة مؤتة من غير تأمير كتولية من اإلماـ بل بتأمير الصحابة كمنها أف خالد بن الوليد رضي اهلل تعالى عنو ٌ
لو كترجم البخارم عليو«:باب من تأمر في الحرب بغير إمرة».
كقاؿ الخطابي كالبغوم رحمهما اهلل«:فيو بياف أف التأمير في الحرب مشركع .كفيو أف خالد بن الوليد تأمر عليهم بعد ما أصيب األمراء من غير تأمير من النبي صلى اهلل عليو كسلم لمكاف الضركرة كذلك أنو نظر فإذا ىو في ثغر مخوؼ لم يأمن فيو ضياع المسلمين فأخذ الراية كتولى أمر المسلمين كرضيو رسوؿ اهلل فصار ىذا أصبلن في كل
أمر حدث مما سبيلو أف يتواله األئمة كلم يشهدكه كخيف عليو الضياع أف القياـ بو كاجب على من شهده من جماعة المسلمين كإف لم يتقدـ منهم في ذلك.
ككذلك إف كقع ذلك في كاحد خاص نحو أف يموت رجل بفبلة فإف على من شهده حف ىظ مالو كإيصالىو إلى
أىلو كإف لم يوص ب و كما يجب عليو تكفينو كتجهيزه ألف أمر الدين على التعاكف كالتناصح ىذا معنى كبلـ الخطابي رحمو اهلل».شرح السنة للبغوم (ُُ.)ٓ-ْ/
كمنها ما ركاه اإلماـ مالك في الموطأ كعبد الرزاؽ كالشافعي كالبيهقي أف عبدان البن عمر سرؽ كىو آبق فأرسل بو عبد اهلل بن عمر إلى سعيد بن العاص كىو أمير المدينة ليقطع يده فأبى سعيد أف يقطع يده كقاؿ :ال تقطع يد
13
اآلبق إذا سرؽ .فقاؿ لو عبد اهلل بن عمر :في أم كتاب اهلل كجدت ىذا؟ ثم أمر بو عبد اهلل بن عمر فقطعت يده .أثر صحيح. قاؿ اإلماـ ابن عبد البر رحمو اهلل«:لم يختلف عن مالك أنو ال يقطع السيد عبده في السرقة ألف قطع السارؽ إلى السلطاف ،فلما لم ير ابن عمر الح ٌد يقاـ على يدم السلطاف كرآه حدان معطبلن قاـ هلل عز كجل».
[االستذكار في
شرح حديث رقم (ُُٖٔ) من باب قطع اآلبق السارؽ].
كقتل جندب الخير للساحر على مرأل كمسمع األمير الوليد بن عقبة ثم قاؿ رضي اهلل عنو :حد الساحر ضربة بالسيف ي
كقرأ﴿ :أفتأتوف السحر كأنتم تبصركف﴾[.ركاه البيهقي بسند صحيح].كأصل القصة عند بعض أىل السنن شهير. كإقامة السيد الحد على عبده كالحديث في الصحيحين.
كقاؿ عبد الرحمن بن أبي ليلى «:أدركت بقايا األنصار يجلدكف كالئدىم في مجالسهم الحدكد إذا زنوا» .ركاه البيهقي كغيره. كحديث عقبة بن عامر قاؿ رضي اهلل عنو«:قلنا يا رسوؿ اهلل إنك تبعثنا فننػزؿ بقوـ ال يقركننا فما ترل فيو؟ فقاؿ لنا:إف
نزلتم بقوـ فأ مركا لكم ما ينبغي للضيف فاقبلوا فإف لم يفعلوا فخذكا منهم حق الضيف الذم ينبغي لهم». فيو دليل على جواز استيفاء بعض الحقوؽ من غير و قضاء كال إماـ في بعض األحياف كفيو دليل لمسألة الظفر المشهورة. كمرت على المسلمين أزمنة لم يكن لهم فيها خليفة،من أشهرىا السنوات الثبلث من ٔٓٔ ىػ كفيها قىػتى ىل التتار
الخليفة العباس المستعصم ببغداد إلى ٗٓٔ ىػ كفيها بويع أكؿ خليفة عباسي بمصر ،كرغم انعداـ اإلماـ إذ ذاؾ فقد خاض المسلموف معركة ىي من مفاخر المسلمين إلى اليوـ كىي معركة عين جالوت ضد التتار في ٖٓٔ ىػ،
حدث ىذا في توافر أكابر العلماء كعز الدين بن عبد السبلـ كغيره كلم يقولوا كيف نجاىد كليس لنا خليفة؟ ،بل ب نفسو بنفسو سلطانا على مصر بعد أف عزؿ إف قائد المسلمين في ىذه المعركة «سيف الدين قطز» كاف قد نى ى صى كع َّد ابن كثير فعل ابن أستاذه من السلطنة لكونو صبيا صغيرا ،كرضي بذلك القضاة كالعلماء كبايعوا قطزا سلطانا ،ى
قطز ىذا نعمة من اهلل على المسلمين إذ بو كسر اهلل شوكة التتار كما عد ابن تيمية ىذه الطوائف التي قاتلت
14
التتار في تلك األزمنة من الطائفة المنصورة ،فقاؿ «:أما الطائفة بالشاـ كمصر كنحوىما فهم في ىذا الوقت المقاتلوف عن دين اإلسبلـ كىم من أحق الناس دخوال في الطائفة المنصورة». كمن أقواؿ أىل العلم المتعلقة بهذا األصل ما يلي: ُ .قاؿ اإلماـ ابن حزـ (ْٔٓق) رحمو اهلل«:ال يجوز الحكم إال ممن كاله اإلماـ القرشي الواجبة طاعتو ،فإف لم يقدر على ذلك فكل من أنفذ حقا فهو نافذ ،كمن أنفذ باطبل
فهو مردكد»[.المحلى البن حزـ.]ّْٓ/ٗ:
ِ .قاؿ إماـ الحرمين الجويني رحمو اهلل«:لو شغر الزماف عن كاؿ تعين على المسلمين القياـ بمجاىدة الجاحدين ،كإذا قاـ بو عصب فيهم كفاية سقط الفرض عن سائر المكلفين فهذا إذا عدموا كاليان .كقد قاؿ العلماء :لو خلى الزماف عن السلطاف
فحق على قطاف كل بلدة كسكاف كل قرية أف يقدموا من ذكم األحبلـ كالنهى كذكم العقوؿ كالحجا من يلتزموف امتثاؿ إشارتو
كأكام ره كينتهوف عن مناىيو كمزاجره ،فإنهم لو لم يفعلوا ذلك ترددكا عند إلماـ المهمات كتبلدكا عند إظبلؿ الواقعات فإذا خلى الزماف عن السلطاف كحب البدار على حسب اإلمكاف إلى درء البوائق عن أىل اإليماف فيستحيل أف يؤمركا بالقعود عما عم الفساد الببلد كالعباد كإذا أمركا بالتقاعد في قياـ السلطاف يقتدركف عليو من دفع الفساد فإنهم لو تقاعدكا عن الممكن ٌ كفاىم ذكا األمر المهمات كأتاىا على أقرب الجهات»[.غياث األمم في التياث الظلم.]ٖٗ/ِ:
ّ .كقاؿ اإلماـ الماكردم أبو الحسن رحمو اهلل«:من كجب لو على شخص حد قذؼ أك تعزير ككاف ببادية بعيدة عن السلطاف لو استيفاؤه إذا قدر عليو بنفسو». ْ .كعلق الشبراملسي على قولو«:بعيدة عن السلطاف :أم كقريبة منو كخاؼ من الرفع إليو عدـ التمكن من إثبات
حقو أك غرـ دراىم فلو استيفاء حقو حيث لم يطلع عليو من يثبت بقولو كأمن الفتنة».قولو(:فلو استيفاؤه) أم
كمع ذلك إذا بلغ اإلماـ ذلك فلو تعزيره الفتياتو عليو» مغني المحتاج (ُْْ/كُْٔ) كاألشباه كالنظائر للسيوطي (ْٕٔ) ،نهاية
المحتاج (ٖ )ّّّ/حاشية القليوبي على شرح المحلى (ْ.)ُٖٓ/
ٓ .كقاؿ القاضي أبو يعلى الحنبلي«:كلو أف أىل بلد قد خبل من قاض أجمعوا على أف قلدكا عليها قاضيا ،نظرت :فإف كاف اإلماـ موجودا بطل التقليد ،كإف كاف مفقودا صح ،كنفذت أحكامو عليهم .فإف تجدد بعد نظره إماـ، نفسين لو لم يستدـ النظر إال بعد إذنو ،كلم ينقض ما تقدـ من حكمو .كقد نص أحمد رحمو اهلل تعالى على أف ى كمو عليهما».كبين التولية كالتحكيم فرؽ ال يخفى. ىح َّكما عليهما نفذ ح ي
السا ًر يؽ ﴿ك َّ ٔ .كيقوؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية رحمو اهلل«:خاطب اهلل المؤمنين بالحدكد كالحقوؽ خطابا مطلقا ،كقولو :ى ً ً اج ًل يدكا﴾ كقولو﴿:كالَّ ًذين يػرمو ىف الٍم ٍح ً ﴿الزانًيىةي ىك َّ السا ًرقىةي فىاقٍطىعيوا﴾.كقولوَّ : ىك َّ الزانًي فى ٍ ى ى ىٍي ي ى صىنات ثي َّم لى ٍم يىأٍتيوا بأ ٍىربىػ ىعة يش ىه ىداءى فى ً ﴿كىال تىػ ٍقبىػليوا لى يه ٍم ىش ىه ىادةن أىبى ندا﴾ لكن قد علم أف المخاطب بالفعل البد أف يكوف قادرا اجل يد ي ٍ كى ٍم﴾ ككذلك قولو :ى 15
عليو ،كالعاجزكف ال يجب عليهم ،كقد يع ًل ىم أف ىذا فرض على الكفاية ،كىو مثل الجهاد ،بل ىو نوع من الجهاد. ً ً ﴿كقىاتًليوا ًفي ىسبً ًيل اللَّ ًو﴾ كقولو﴿:إًَّال تى ًنف يركا ييػ ىع ِّذبٍ يك ٍم﴾ كنحو ذلك ىو فرض ب ىعلىٍي يك ٍم الٍقتى ياؿ﴾كقولو :ى فقولو ﴿:يكت ى على الكفاية من القادرين .كالقدرة ىي السلطاف ،فلهذا :كجب إقامة الحدكد على ذم السلطاف كنوابو.
كالس نة أف يكوف للمسلمين إماـ كاحد كالباقوف نوابو ،فإذا فرض أف األمة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها كعجز من الباقين أك غير ذلك ،فكاف لها عدة أئمة لكاف يجب على كل إماـ أف يقيم الحدكد كيستوفي الحقوؽ ،كلذا قاؿ العلماء :إف أىل البغي ينفذ من أحكامهم ما تنفذ من أحكاـ أىل العدؿ ،ككذلك لو شاركوا اإلمارة كصاركا أحزابان لوجب على كل حزب
فعل ذلك في أىل طاعتهم ،فهذا عند تفرؽ األمراء كتعددىم ،ككذلك لو لم يتفرقوا لكن طاعتهم لؤلمير الكبير ليست طاعة
تامة ،فإف ذلك أيضان إذا أسقط عنو الزامهم بذلك ،لم يسقط عنهم القياـ بذلك ،بل عليهم أف يقيموا ذلك ،ككذلك لو فرض عجز بعض األمراء عن إقامة الحدكد كالحقوؽ أك إضاعتو بذلك لكاف ذلك الفرض على القادر عليو (.كالقدرة السلطاف).
كقوؿ من قاؿ:ال يقيم الحدكد إال السلطاف كنوابو :إذا كانوا قادرين فاعلين بالعدؿ كما يقوؿ الفقهاء :األمر إلى الحاكم
إنما ىو العادؿ القادر ،فإذا كاف مضيعا ألمواؿ اليتامى أك عاجزان عنها لم يجب تسليمها إليو مع إمكاف حفظها بدكنو ،ككذلك
االمير إذا كاف مضيعان للحدكد أك عاجزان عنها لم يجب تفويضها إليو مع إمكاف إقامتها بدكنو.
كاألصل أف ىذه الواجبات تقاـ على أحسن الوجوه فمتى أمكن إقا متها مع أمير لم يحتج إلى اثنين ،كمتى لم يقم إال بعدد كمن
غير سلطاف أقيمت إذا لم يكن في إقامتها فساد يزيد على إضاعتها فإنها من باب األمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر ،فإف كاف
في ذلك من فساد كالة األمر أك الرعية ما يزيد على إضاعتها لم يدفع فساد بأفسد منو كاهلل أعلم».مجموع الفتاكل (ّٔ-ُٕٓ/
ُٕٔ).
كلهذا كاف شيخ اإلسبلـ يعمل بهذا األصل الذم قرره فيعزر كيقيم الحدكد لما ضيع السبلطين إقامة الحدكد في زمانو كال يخفى ىذا على مطلع سيرة الشيخ رحمو اهلل .البداية كالنهاية (ُْ.)-ُِ/ ٕ .كقاـ جماعة من أىل الفقو كالحديث في سنة (َُِىػ) بإقامة حد الحرابة على قطاع الطرؽ كأىل الفساد إلىماؿ الخلفية كتضييعو لذلك في بغداد كخراساف. انظر[:تاريخ الملوؾ كاألمم البن جرير (ُ )ُِٕٖ/كالمنتظم في تاريخ الملوؾ البن الجوزم (ٔ )َّٔ/كالبداية كالنهاية (ُُُْٖ/كَُّ)
حوادث سنة (َُِك ُِّ]ىػ.
كوف جماعةن ٖ .كقاـ الشيخ أبو محمد حسن بن خلف البربهارم صاحب "شرح السنة" بمحاربة أىل الفسوؽ في بغداد ك ٌ كأعوانان لذلك فحطموا دكر الخمور كالدعارة سنة (ِّّ) ىػ. انظر :الكامل في التاريخ البن األثير ،كالبداية كالنهاية في حوادث ىذه السنة مع كجود الخليفة في بغداد إال أنو كاف مضيعان لبعض األحكاـ. 16
ٗ .كقاـ الشيخ كاجاج بن زلو اللمطي من أىل السوس األقصى كالشيخ عبد اهلل بن ياسين كتبلميذىما بمحاربة القبائل المتمردة على الشريعة في المغرب كالجزائر كموريتانيا بمشورة كأمر من اإلماـ أبي عمراف الفاسي فقامت دكلة المرابطين على أكتافهم كالشيخاف المذكوراف حجرا أساس لهذه الدكلة.انظر:
[االستقصاء ألخبار دكؿ المغرب األقصى (ُ )ُِٖ-ُٕٕ/كاألثر السياسي للعلماء في عصر المرابطين (صٕٓ.]ٔٗ-
َُ .كما قامت جماعة من أىل العلم بقتاؿ المغيرين كقطاع الطرؽ من عرب المغرب .انظر فتاكل العلماء في ذلك كجهادىم مع ىؤالء[.المعيار المعرب )-ُّٓ/ٔ:ك(ِ )ّْٓ/في عاـ ٕٔٗىػ]
ُُ .كسئل اإلماـ أبو جعفر أحمد بن نصر الداكدم (َِْق) رحمو اهلل عن ببلد «ربما لم يكن عندىم سلطاف كتجب الحدكد على السواؽ كشربة الخمور كغيرىم من أىل الفساد ،ىل لعدكؿ ذلك الموضع كفقهائو أف يقيموا الحدكد ،إذا لم يكن سلطاف كينظركا في أمواؿ اليتامى كالغيب كالسفهاء؟ فأجاب رحمو اهلل«:ذلك لهم ككل بلد ال سلطاف فيو أك فيو سلطاف يضيع الحدكد أك السلطاف غير عدؿ فعدكؿ الموضع كأىل العلم يقوموف في جميع ذلك مقاـ
السلطاف»[.المعيار المعرب كالجامع المغرب عن فتاكل علماء إفريقية
كاألندلس كالمغرب.]َُِ/َُ: ُِ .كسئل أيضان عن بلد ال قاضي فيو كال سلطاف أيجوز فعل عدكلو في بيوعهم كأشربتهم كنكاحهم؟ فأجاب :بأف العدكؿ يقوموف مقاـ القاضي كالوالي في المكاف الذم ال إماـ فيو كال قاض.
ُّ .قاؿ أبو عمراف الفاسي من أئمة القرف الرابع كالخامس«:أحكاـ الجماعة الذين تمتد إليهم األمور عند عدـ عماؿ السلطاف نافذ منها كل ما جرل على الصواب كالسداد في كل ما يجوز فيو حكم السلطاف ،ككذلك كل ما حكم فيو ٌ
المنازؿ من الصواب ينفذ لئلقامة إياىم الحكم».المعيار المعرب (َُ.)َُّ/
ُْ .كما سئل الشيخاف أبو عمراف الفاسي كأبو بكر بن عبد الرحمن عمن توفي في سفر كلم يوص ألحد فاجتمع المسافركف كق ٌدموا رجبلن باع ىناؾ تركتو ثم قدموا لبلد الميت فقاـ الورثة كأرادكا نقض البيع إذ لم يبع عن إذف حاكم ،كبلده بعيد عن موضع موتو فهل المسافركف حكمهم حكم القاضي أـ ال ؟
فأجابا«:بأف من مات في سفر كموضع ال قرار فيو كال قضاة كال عدكؿ فما فعلو جماعة الرفقة من بيع أك غيره فجائز كقد كقع مثل ىذا لعيسى بن مسكين فصوب فعلو كأمضاه».
ُٓ .كقاؿ اإلماـ أبو عبد اهلل العربي الفاسي«:كمن المعلوـ في الفقو أ ٌف جماعة المسلمين تتنزؿ منػزلة السلطاف إذا عدـ ،كعليو من الفركع ماال يكاد يحصى ،كمسألة من غاب عنها زكجها كىي في بلد ال سلطاف فيو فإنها ترفع أمرىا إلى عدؿ من صالحي جيرانها فيكشف عن أمرىا كيجتهد لها ثم تعتد كتتزكج ،ألف الجماعة في بلد ال 17
سلطاف فيو تقوـ مقاـ السلطاف قالو القابسي كأبو عمراف الفاسي كغيرىما من شيوخ المذىب (المالكي) مع أف ىذا من كظائف اإلماـ أك نائبو الذم ىو القاضي التي ال يباشرىا غيره مع كجوده ،كمع ذلك لم يتوقف األمر فيها على كجوده».النوازؿ الجديدة الكبرل (ّ )ُْ-ُّ/للوزاني.
ُٔ .كقاؿ اإلماـ الشوكاني مفنٌدان لمقولة«:الحدكد إلى اإلماـ أك نائبو» على ىذا اإلطبلؽ:
«ىذا مبني على أف الحدكد إلى األئمة كأنو ال يقيمها غيرىم على من كجبت عليو ،كليس على ىذا أثارة من علم كالشك أف اإلماـ كمن يلي من جهتو ىم أكلى من غيرىم كما قدمنا.
كأما أنو ال يقيمها إال األئمة كأنها ساقطة إذا كقعت في غير زمن إماـ أك في غير مكاف يليو فباطل ،كإسقاط لما
أكجبو اهلل من الحدكد في كتابو كاإلسبلـ موجود كالكتابة كالسنة موجوداف ،كأىل العلم كالصبلح موجواف فكيف تهمل حدكد الشرع بمجرد عدـ كجود كاحد من المسلمين».السيل الجرار المتدفق على حدائق األزىار (ْ.)ُُّ/
على ىذا األصل الذم دؿ عليو الكتاب كالسنة انعقد إجماع أىل السنة كالجماعة من الصحابة كالتابعين كغيرىم كال عبرة بخبلؼ من خالف ىذا األصل من أىل األىواء كالبدع.
كىذا قليل من كثير في إقامة الحدكد كاستيفاء الحقوؽ كنصب الشرائع بحسب القدرة الشرعية عند عدـ السلطاف أك غيبتو أك تعطيلو لؤلحكاـ كالحقوؽ كعليو كأف الواجب على أىل العلم كالجهاد الذين يبسطوف السيطرة على القرل كالمدف إقامة الحدكد كاستيفاء الحقوؽ نصحان هلل كلكتابو كلرسولو كللمؤمنين.
كعلى ىذا األصل قامت الحركات اإلسبلمية في كل قطر من األقطار اإلسبلمية تأمر بالمعركؼ كتنهى عن المنكر
كتعلم المجتمع أمر دينو كتس ٌد حاجات بعض المعوزين لما عطل ذلك جميع األنظمة الحاكمة في العالم اإلسبلمي. أم جماعة قادرة إقامة الحدكد كالشرائع كأف ال تتعلل بعلل كاىية كأعذار ساقطة في ميزاف الشرع كالبرىاف. كعلى ٌ
كفي ىذا كلو إبطاؿ للرؤية الشيطانية الضالة المضلة«:الجهاد الشرعي ىو الذم يكوف بإذف اإلماـ..كال يجوز لجماعة
الدعوة إقامة الحدكد كإعبلف الجهاد» كما يقولو الطوائف الربيعية المدخلية كاالعتصامية إلخ
18
فباف بما تقدـ: اجفاق املغازبت واملشازكت على أن أهل البلد ًلىمىن ملام الظلطان عند فلده أو غيبخه إذا لم ًمىن الاهخظاز ّ ً وهرلً إذا وان مضيعا للحدود والحلىق هيف إذا ازجد وعطل الشسائع وحازب الدًن وأهله؟. أن الدولت وطيلت من الىطائل وإكامت الشسائع غاًت وملصد بالنظبت لإلمامت فئذا حعرزث الىطيلت املعينت لم ٌظلط امل لصد ألن املعهىد في كىاعد الشسع طلىط الىطائل سظلىط امللاصد ،ل العىع فئن مساعاة امللاصد أولى من مساعاة الىطائل ،بل جلام بما جيظس من وطائل أخسي على حد كىله حعالى﴿:فاجلىا هللا ما اطخطعخم﴾ وكىله صلى هللا عليه وطلم«:إذا أمسجىم بؤمس فؤجىا منه ما اطخطعخم». وكىٌ الفلهاء«:امليظىز ل ٌظلط باملعظىز». جمع هؤلء اجحاد املنهج وفهم امللاصد الشسعيت من مشياة واحدة ألن امللصىد من إزطاٌ السطل وإهصاٌ الىخب الظماوٍت :إكامت الشسائع وإظهاز الشعائس. وامللصىد من هصب الشسائع :جمع الخلم على الحم. وامللصىد من جمعهم :حعسٍفهم باهلل وبما ًسضيه. وامللصىد من حعسٍفهم له :عبادتهم هلل زب العاملين. ً ً فيل من أزشد ألامت إلى هرا امللصد أو كادها إليه هال أو سعضا فهى أحم الناض وأولهم بالطاعت لطيما عند خلى ً ً الصمان عن الظلطان حظا أو شسعا. ً ولهرا كامذ الجماعاث إلاطالميت في ألاكطاز إلاطالميت داعيت إلى الخمظً بالىخابت والظنت وجطبيم شسع هللا في ألازض ً حين أدزهذ جماما أن حيام هره ألاشمنت هبروا هخاب هللا وزاء ظهىزهم ول بلدز زدجه عن الدًن واطدبدلىه بنظم طاغىجيت هفسٍت .وكد هجص بهرا اللىٌ في جلسٍس ألاصل املرهىز.
حقيقة اإلمامة كتفسير أكلي األمر عند أىل العلم. قاؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية: «أكلوا األمر :أصحاب األمر كذككه ،كىم الذين يأمركف الناس ،كذلك يشترؾ فيو أىل اليد كالقدرة كأىل العلم كالكبلـ ،فلهذا كاف أكلوا األمر صنفين :العلماء كاألمراء فإذا صلحوا صلح الناس ،كإذا فسدكا فسد الناس ،كما ىحم ًسيَّة لما سألتو :ما بقاؤنا على ىذا األمر؟ قاؿ :ما استقامت لكم قاؿ أبو بكر الصديق رضي اهلل عنو لؤل ي أئمتكم .كيدخل فيهم الملوؾ كالمشايخ كأىل الديواف ،ككل من كاف متبوعا فإنو من أكلى األمر ،كعلى كل كاحد من ىؤالء أف يأمر بما أمر اهلل بو ،كينهى عما نهى عنو ،كعلى كل كاحد ممن عليو طاعتو أف يطيعو في طاعة اهلل، كال يطيعو في معصية اهلل».
19
كيقوؿ رحمو اهلل تعالى«:اإلمامة عندىم -أىل السنة كالجماعة -تثبت بموافقة أىل الشوكة عليها ،كال يصير الرجل مقصود اإلمامة. إماما حتى يوافقو أىل الشوكة عليها الذين يحصل بطاعتهم لو ي
فإف المقصود من اإلمامة إنما يحصل بالقدرة كالسلطاف ،فإذا بويع بيعة حصلت بها القدرة كالسلطاف صار إماما.
مقصود الوالية فهو من أكلي األمر الذين أمر اهلل كلهذا قاؿ أئمة السلف :من صار لو قدرة كسلطاف يفعل بهما ى بطاعتهم مالم يأمركا بمعصية اهلل.
فاإلمامة ملك كسلطاف كالملك ال يصير ملكا بموافقة كاحد كال اثنين كال أربعة إال أف تكوف موافقة ىؤالء تقتضي موافقة غيرىم بحيث يصير ملكا بذلك.
كىكذا كل أمر يفتقر إلى المعاكنة عليو ال يحصل إال بحصوؿ من يمكنهم التعاكف عليو. كلهذا لما بويع علي رضي اهلل عنو كصار معو شوكة صار إماما كلو كاف جماعة في سفر فالسنة أف يؤمركا أحدىم
كما قاؿ صلى اهلل عليو كسلم .. فإذا ٌأمره أىل القدرة منهم صار أميرا ،فكوف ال رجل أميرا كقاضيا ككاليا كغير ذلك من األمور التي مبناىا على القدرة كالسلطاف متى حصل ما يحصل بو من القدرة كالسلطاف حصلت كإال فبل.
إذ المقصود بها عمل أعماؿ ال تحصل إال بقدرة فمتى ما حصلت القدرة التي بها يمكن تلك األعماؿ كانت حاصلة كإال فبل. كىذا مثل:كوف الرج ل راعيا للماشية متى سلمت إليو بحيث يقدر أف يرعاىا كاف راعيا لها كإال فبل .فبل عمل إال بقدرة عليو فمن لم يحصل لو القدرة على العمل لم يكن عامبل كالقدرة على سياسة الناس إما بطاعتهم لو كإما
بقهره لهم فمتى صار قادرا على سياستهم بطاعتهم أك بقهره فهو ذك سلطاف مطاع إذا أمر بطاعة
اهلل»[.منهاج
السنة.]ِٓٗ-ِٕٓ/ُ: كقاؿ أيضا رحمو اهلل«:اإلماـ ىو الذم يؤتم بو كذلك على كجهين :
أحدىما :أف يرجع إليو في العلم كالدين بحيث يطاع باختيار المطيع لكونو عالما بأمر اهلل عز كجل آمرا بو فيطيعو المطيع لذلك كإف كاف عاجزا عن إلزامو الطاعة .
كالثاني :أف يكوف صاحب يد كسيف بحيث يطاع طوعا ككرىا لكونو قادرا على إلزاـ المطيع بالطاعة .كقولو فسر باألمراء بذكم القدرة كأمراء تعالى﴿:ي ا أيها الذين آمنوا أطيعوا اهلل كأطيعوا الرسوؿ كأكلي األمر منكم﴾ قد ٌ الحرب ،كفسر بأىل العلم كالدين ككبلىما حق.
21
كىذاف الوصفاف كانا كاملين في الخلفاء الراشدين فإنهم كانوا كاملين في العلم كالعدؿ كالسياسة كالسلطاف كإف كاف بعضهم أكمل في ذلك من بعض﴾ .منهاج السنة (ْ،)َُٕ-َُٔ/ كقاؿ الشيخ عبد الرحمن بن محمد المعركؼ بشيخ زاده الحنفي رحمو اهلل (َُٖٕ)
«كاإلماـ يصير إماما بالمبايعة معو من األشراؼ كاألعياف كبأف ينفذ حكمو في رعيتو خوفا من قهره كجبركتو فإف بايع الناس كلم ينفذ حكمو فيهم لعجزه عن قهرىم ال يصير
إماما».مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر (ْ.)ُْٓ/
(ِ) .الحكومة االنتقالية حقيقتها كحكمها قاؿ المشايخ بالنسبة للحكومة االنتقالية: أس ست من قبل الدكؿ الصليبية العالمية كالدكؿ المجاكرة يسمى بالحكومة الفدرالية غير شرعية أصبل ألنها ٌ «ما ٌ المعادية كىي موالية ألعداء المسلمين كيتكوف أعضاؤىا من زعماء الحرب الذين أفسدكا الببلد كالعلمانيين الذين
تربوا في أحضاف أعداء اإلسبلـ كاإلسبلميين الذين انسلخوا من الدين..كأما حكمها في الشريعة اإلسبلمية فهي حكومة مرتدة باألدلة التالية.».. ثم أخذكا في سرد األدلة مع التلخيص البلزـ في مثل ىذا المقاـ.ح ٌقا إنو حدث تاريخي كحكم شرعي نوعي في
تاريخ البلد ال أعرؼ لو مثيبل.
إف صدكر مثل ىذا الحكم عن ىذا الجمع من المشايخ مما يب ٌشر بأف في األمة من ينشد الحق كالهدل فإذا عثر عليو باح بو كال يبغي بو بديبل مع كثرة العوارض كظهور العوائق من كل شيطاف مارؽ.
مستند حكم المشايخ على الحكومة الفدرالية.
استند المشايخ الفضبلء في حكمهم الجرمء كالصريح في آف كاحد على مستندات إجماعية بين أىل
العلم:
ُ .مواالة الكافرين التي تستلزـ معاداة المسلمين فمن نصر الكافرين على المسلمين فقد عاداىم بالضركرة كىي من المسائل الظاىرة الجلية التي ال تخفى على العامة فضبل عن الخاصة كما قرره شيخ اإلسبلـ ابن تيمية رحمو
اهلل في[:مجموع الفتاكل.)ْٓ/ْ:كالدرر السنية.]ّّٕ،ّٖٖ-ِّٕ/َُ:
كيقوؿ اإلماـ عبد اهلل بن محمد النجرم اليماني(788ىػ) في قولو تعالى: ﴿ال يتخذ المؤمنوف الكافرين أكلياء من دكف المؤمنين﴾ اآلية«.دلت على حرمة مواالة الكافر ،كىو معلوـ من ضركرة الدين.. كعلى إباحة التقية باإلظهار فقط ،كالقلب مطمئن بعداكتو»[.شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنػزيل.]493/1: 21
كيقوؿ الشيخ حمد بن
عتيق«:فأما معاداة الكفار كالمشركين فاعلم أف اهلل سبحانو كتعالى قد أكجب ذلك كأكد
كحرـ مواالتهم كش ٌدد فيها حتى أنو ليس في كتاب اهلل تعالى حكم فيو من األدلة أكثر كال أبين من ىذا الحكم بعد إيجابو ٌ
كجوب التوحيد كتحريم ضده»[.النجاة كالفكاؾ من مواالة المرتدين كأىل اإلشراؾ]. يقوؿ العبلمة نجم الدين الطوفي رحمو اهلل (ُٕٔق):
عدك، العدك صديق ،كصديق الصديق صديق ،كعدك الصديق عدك ،كصديق العدك ٌ عدك ٌ «كقد استمرت العادة :أ ٌف ٌ كلي اهلل عد ٌك اهلل فبل جرـ يحاربو اهلل فكذلك ٌ عدك ٌ
تعالى»[.التعيين في شرح األربعين صُّٖ].
كال يخفى أف مناط الحكم «الكفر» المناصرة كالمعاكنة فمتى تحققت النصرة ثبت الحكم كاألصل عدـ المانع كالعمل بالمقتضي.
كالدليل قولو تعالى ﴿:ال يتخذ المؤمنوف الكافرين أكلياء من دكف المؤمنين كمن يفعل ذلك فليس من اهلل في شيء إال أف تتقوا منهم تقاة﴾.
قاؿ اإلماـ البغوم رحمو اهلل ﴿«:كمن يفعل
ذلك﴾ .أم مواالة الكفار في نقل األخبار إليهم كإظهارىم على عورة
المسلمين ﴿ فليس من اهلل في شيء﴾ أم ليس من دين اهلل في شيء.
كمعنى اآلية :أف اهلل تعالى نهى المؤمنين عن مواالة الكفار كمداىنتهم كمباطنتهم إالٌ أف يكوف الكفار غالبين ظاىرين ،أك يكوف المؤمن في قوـ كفار يخافهم فيداريهم باللساف كقلبو مطمئن باإليماف دفعان عن نفسو من غير أف يستحل دمان حرامان أك ماالن حرامان أك غير ذلك من المحرمات ،أك يظهر الكفار على عورة المسلمين. ٌ
كالتقيٌة ال تكوف إال مع خوؼ القتل مع سبلمة النية ،قاؿ اهلل تعالى﴿ :إال من أكره كقلبو مطمئن باإليماف﴾ ثم ىذه التقية رخصة فلو صبر على إظهار إيمانو حتى قتل كاف لو بذلك أجر عظيم»[.معالم التنزيل.]ِٓ-ِْ/ِ:
كقاؿ الزمخشرم رحمو اهلل(ِٖٓق) ﴿«:كمن يفعل ذلك فليس من اهلل في شيء﴾ كمن يوالي الكفرة فليس من كالية اهلل في عدكه شيء يقع عليو اسم الوالية يعني أنو منسلخ من كالية اهلل رأسان كىذا أمر معقوؿ فإف مواالة الولي كمواالة ٌ
متنافياف»[.الكشاؼ].َِٕ-ِٔٗ/ُ:
22
كقاؿ علم الدين السخاكم رحمو اهلل (ِْٔق) في تفسيره:»ُّٔ/ُ«: «﴿ ال يتخذ المؤمنوف الكافرين أكلياء﴾ يخصونهم بالمو ٌدة أم يطلعونهم على عورات المسلمين كيو ٌدكف لو ظهر الكفار على المؤمنين».
كمن األدلة على ذلك قولو تعالى ﴿:يا أيها الذين آمنوا ال تتخذكا اليهود كالنصارل أكلياء بعضهم أكلياء بعض كمن يتولهم
منكم فإنو منهم إف اهلل ال يهدم القوـ الظالمين* فترل الذين في قلوبهم مرض يسارعوف فيهم يقولوف نخشى أف تصيبنا دائرة ﴾ اآلية. قاؿ أبو إسحاؽ إبراىيم الزجاج رحمو اهلل (ُُّق): «أم من عاضدىم على المسلمين فإنو من عاض ىده»﴿ .فترل الذين في قلوبهم مرض يسارعوف فيهم﴾ كالمرض ىنا النفاؽ في الدين كمعنى ﴿يسارعوف فيهم﴾:أم في معاكنتهم على المسلمين»[ .معاني القرآف.]ُُٖ/ِ:
بيٌن رحمو اهلل أ ٌف من عاضد الكافرين على المسلمين فهو منهم كأ ٌف المرض المذكور ىو النفاؽ األكبر كأ ٌف المسارع إلى معاكنتهم مسارع إلى الكفر كالعياذ باهلل. كقاؿ أبو جعفر النحاس رحمو اهلل (ّّٖق) «:ىذا في المنافقين ألنهم كانوا يمالئوف المشركين كيخبركنهم بأسرار المؤمنين﴿...
يسارعوف فيهم ﴾ المعنى :يسارعوف في معاكنتهم»[.معاني القرآف ِ.]ُِّ/
كقاؿ أيضا رحمو اهلل«:كتولٌيهم :معاضدتهم على المسلمين كاختصاصهم دكنهم﴿.كمن يتولٌهم﴾ أم ألنو قد خالف اهلل تعالى كرسولو كما خالفوا ككجبت معاداتو كما كجبت معاداتهم ككجبت لو النار كما كجبت لهم فصار منهم أم من أصحابهم »[.إعراب القرآف للنحاس.]ُِٕ/ُ:
كىذا تصريح منو بتكفير المعاضد ككجوب معاداتو كما تجب معاداة الكافر ككجوب النار لو كما تجب للكافر األصلي.كأف المماألة كتقديم األسرار من مواالة المنافقين لليهود التي ىي السبب في النزكؿ. كقاؿ أبو منصور اللغوم الفقيو األزىرم (َّٕق) رحمو اهلل بعد تحقيق معاني الوالية:
كأما قولو تعالى﴿:كمن يتولٌهم منكم﴾ معناه:من يتٌبعهم كينصرىم»[.تهذيب اللغة.]ِّٓ/ُٓ : « ٌ
23
قد أحسن األزىرم ما شاء في تحقيق معنى الولي كأنو الناصر على المسلمين موافقا لغيره من أىل اللساف كالفقو أحب تضرر مسلم أك انتصار كافر عليو فقد تح ٌقق فيو المقتضي للتكفير. فمن نصر كافرا على مسلم أك ٌ كقاؿ أبو منصور السمرقندم الماتريدم رحمو اهلل (ّّّ ق): «يحتمل قولو تعالى﴿:ال تتخذكا اليهود كالنصارل أكلياء﴾ كجوىان:
أحدىا :يحتمل :ال تتخذكىم أكلياء في الدين أم ال تدينوا بدينهم فإنكم إذا دنتم بدينهم صرتم أكلياءىم في النصر كالمعونة. كالثاني :يحتمل :ال تتخذكىم أكلياء في النصر كالمعونة ألنهم إذا اتخذكىم أكلياء في النصر كالمعونة صاركا أمثالهم ألنهم إذا
نصركا الكفار على المسلمين كأعانوىم فقد كفركا كىو كقولو تعالى﴿ :يا أيها الذين آمنوا ال تتخذكا بطانة من دكنكم﴾ سرىم كخفيٌاتهم فعلى ذلك األكؿ كاهلل أعلم. نهاىم أف يتخذكا أكلئك موضع ٌ
كالثالث :يحتمل﴿ :ال تتخذكا اليهود كالنصارل أكلياء﴾ في المكسب كالدنيا فإنهم إذا فعلوا ذلك الب ٌد من أف يميلوا إليهم يفسقهم كيخرج شهادتهم فهذا النهي يحتمل ىذه الوجوه الثبلثة التي ذكرنا. كيصدركا عن رأيهم في شيء فذلك مما ٌ
كقولو﴿:كمن يتولهم منكم فإنو منهم﴾ الوجوهي التي ذكرنا :الوالية في الدين ،كالوالية في النصر كالمعونة ،فإنهم إذا فعلوا ذلك
صاركا منهم في حكم الدنيا كاآلخرة ،كالوالية في المكسب كالدنيا فإنهم إذا فعلوا ذلك فيصيركف منهم في حكم الدنيا ..أخبر
المسمى بتأكيبلت أىل السنة.]ْٔ/ِ: أف من يتولهم من المسلمين فسيصير منهم » [.تفسير القرآف ٌ
تحقيق بالغ قاطع لدابر الجبهة التحريفية في أ ٌف الوالية المنهية عنها تشمل الوالية في الدين ،كالوالية في المعونة كالنصرة ،كالوالية في المكسب الدنيوم من حيث العموـ اللفظي.
عدكىم كىو منهم كعدك ٌ عدكىم فهو كليٌهم ٌ فإف من داف بدين قوـ فهو منهم جملة كتفصيبل.كمن نصرىم على ٌ بالضركرة.كأما من ماؿ إليهم من أجل أغراضو من غير تدي ون بدينهم أك و األكلىين نصرة لهم على عدكىم فهو دكف َّ ٌ كما ىو ظاىر.
قسمها إلى نوعين: كأما من حيث الحكم الشرعي الخاص فقد ٌ
النوع األكؿ :الوالية المك ٌفرة كالمخرجة من الملة كيدخل فيها صنفاف من الناس:
الصنف األكؿ :من داف بدينهم« ال تتخذكىم أكلياء في الدين أم ال تدينوا بدينهم فإنكم إذا دنتم بدينهم صرتم أكلياءىم في
النصر كالمعونة».ألف التدين يقتضي النصرة كالمعونة.
24
الصنف الثاني :من نصرىم على المسلمين كإف لم يدف بدينهم«:فإنهم إذا فعلوا ذلك صاركا منهم في حكم الدنيا كاآلخرة» «.ال تتخذكىم أكلياء في النصر كالمعونة ألنهم إذا اتخذكىم أكلياء في النصر كالمعونة صاركا أمثالهم ألنهم إذا نصركا الكفار على المسلمين كأعانوىم فقد كفركا». كىذا مما أكضحو اإلماـ أبو جعفر النحاس في قولو«:ككجبت معاداتو كما كجبت معاداتهم ككجبت لو النار كما كجبت لهم فصار منهم أم من أصحابهم ».
المفسقة كىي الوالية في المكسب كالدنيا مثل مجالستهم كمصادقتهم كائتمانهم كقد النوع الثاني:الوالية ٌ
خونهم اهلل من غير أف يدين بدينهم أك ينصرىم على ٌ
المسلمين«.الوالية في المكسب كالدنيا فإنهم إذا فعلوا
ذلك فيصيركف منهم في حكم الدنيا»«.كالثالث :يحتمل﴿ :ال تتخذكا اليهود كالنصارل أكلياء﴾ في المكسب كالدنيا فإنهم إذا
يفسقهم كيخرج شهادتهم». فعلوا ذلك الب ٌد من أف يميلوا إليهم كيصدركا عن رأيهم في شيء فذلك مما ٌ
كقاؿ العبلمة سليماف بن عبد القوم الطوفي رحمو اهلل (ُٕٔق): «عاـ في ترؾ مواالتهم كاالستعانة بهم بطريق المواالة في أمر دين أك دنيا..كالمواالة ىي :العناية الظاىرة عن موادة باطنة
﴿بعضهم أكلياء بعض﴾ أم :إنما يصلح مواالة بعضهم لبعض لما بينهم من جامع الكفر ال للمؤمنين،ال أنهم في الواقع متوالوف كيف كقد ألقى بينهم العداكة كالبغضاء إلى يوـ القيامة﴿.كمن يتولهم منكم فإنو منهم إف اهلل ال يهدم القوـ الظالمين﴾.ظاىره :أنو يكفر بمواالتهم،كىو كذلك،إذ مواالتهم تستلزـ معاداة المؤمنين،كىي كفر.
أما من اعتنى بأمر بعضهم على جهة الرحمة أك رعاية الذمة ،أك استمالتهم إلى اإلسبلـ كنحو ذلك مجردان من مواالتهم فبل بأس
لقولو عز كجل﴿ :ال ينهاكم اهلل عن الذين لم يقاتلوكم في الدين كلم يخرجوكم من دياركم أف تبركىم كتقسطوا إليهم أف اهلل يحب المقسطين﴾[ .اإلشارات اإللهية إلى المباحث األصولية ص.]َِِ، ُِٗ:
بيٌن رحمو اهلل أف ظاىر كتاب اهلل تكفير الموالي لهم كأنو كذلك ثم ذكر أف مناصرة الكافرين تستلزـ معاداة المفسرين كالزجاج كالطبرم أنها تستلزـ الرضا بالكفر كعلى أم فالحكم الشرعي مناط المؤمنين.كذكره غيره من ٌ بالمناصرة الظاىرة كما ىو ظاىر الكتاب العزيز كتقتضيو القواعد العلمية كما سيأتي.
25
تحقيق معنى المواالة في كتاب اهلل موادة باطنة»[.اإلشارات اإللهية صُِٗ]. يقوؿ العبلمة الطوفي رحمو اهلل«:المواالة ىي:العناية الظاىرة عن ٌ كقاؿ ابن تيمية رحمو اهلل«:إف المواالة يم ٍو ىجبيها :التعاكف كالتناصر»[.جامع الرسائل.]ُّٗ/ِ: ط المواالة :المناصرة»[.نظم الدرر.]ُِٗ/ ّ: كيقوؿ العبلمة البقاعي رحمو اهلل«:مح ٌ
يحب تضرر المسلم كانتصار الكافر قبل أف ينصره كمع ذلك أدار أىل كال شك أ ٌف معين الكافر على المسلم ٌ التحقيق التكفير على المناصرة كالمعاضدة ال على المحبة القلبية للتبلزـ بين الظاىر كالباطن إال في حالة اإلكراه
كالتقية كىي رخصة من اهلل كحالة استثنائية.فإذا تحقق التناصر كالتعاكف فقد تح ٌققت المحبة القلبية. كلهذا قاؿ أىل األصوؿ:يجوز االستدالؿ بانتفاء األثر على انتفاء المؤثِّر المعيٌن.
فيجوز القوؿ بوجود المحبة القلبية إذا تحقق الظاىر الداؿ عليها كبانتفائها إذا انتفت الموافقة كالمناصرة ألف
التعاكف كالتناصر مح ٌط المواالة عند أىل العلم كما سبق.
كالحكم الشرعي يدار على المظنة الظاىرة المنضبطة ال على الحكم الخفية المنتشرة؛
يقوؿ ابن تيمية رحمو اهلل «:تنازع الفقهاء في المنافق الزنديق الذم يكتم زندقتو ىل يرث كيورث؟ على قولين؛ كالصحيح :أنو يرث كيورث كإف علم في الباطن أنو منافق كما كاف الصحابة على عهد النبي صلى اهلل عليو كسلم ،ألف الميراث مبناه على المواالة الظاىرة ال على المحبة التي في القلوب،فإنو لو علٌق بذلك لم تمكن معرفتو ،كالحكمة إذا كانت خفية أك منتشرة علق الحكم بمطنتها ،كىو ما أظهره من مواالة المسلمين»[.مجموع الفتاكل.]َُِ/ٕ:
كيقوؿ العبلمة ابن دقيق العيد رحمو اهلل «:تقتضي العادة الشرعية اإلعراض عن آحاد الصور المضطربة كإدارة الحكم
على المظنة»[.شرح اإللماـ.]ْٕٓ/ْ:
كيقوؿ الحافظ صبلح الدين العبلئي(ُٕٔق) رحمو اهلل«:األمور الخفية أك المنتشرة دأب الشارع أف بضبطها بوصف ظاىر يدكر الحكم عليو كما أشرنا إليو في المسربة لما كانت تخفى على العياف ككانت مما يحصل اإلنقاء فيها بالثبلث ضبطت بهذا العدد.
26
ككذلك قصر الصبلة في السفر إنما كاف للمشقة كمشاؽ المسافرين تختلف فضبط بمسافة معينة ىي مظنة المشقة غالبا. ككذلك األمور المتعلقة بالباطن كال يطلع عليها ضبطت بالوصف الظاىر الذم ىو مظنتو غالبا كبيانو بصور:
منها :العقل الذم ىو مناط التكليف يختلف باختبلؼ الناس بل يختلف فيو حاؿ الواحد بحسب األكقات
بالسن أك باالحتبلـ. فضبطو الشارع بأف جعلو مناطا بالبلوغ إما ٌ
كمنها :ال تصديق الموجب للنجاة من القتل كلحقن الدماء كالماؿ لما تعذر اإلطبلع عليو ضبطو الشارع باإلتياف بالشهادتين حتى لو توافرت القرائن على مخالفة الظاىر الباطن لم يلتفت إليها كما في إسبلـ المرتد عند العرض على السيف كإسبلـ الحربي باإلكراه إذ لو اعتبر ذلك لم يكن لو ضابط. كمنها :أف التراضي يعتبر في العقود بقولو تعالى﴿ :إال أف تكوف تجارة عن تراض منكم﴾كذلك أمر باطن فناطو الشافعي رضي اهلل عنو باإليجاب كالقبوؿ كمن قاؿ من األصحاب بالمعاطاة جعل القرائن القائمة فيما اعتاده الناس تدؿ على الرضا.
ككذلك أكقع الطبلؽ من الهازؿ كنحوه إحالة على الوصف الظاىر الذم نيطت بو األحكاـ ضابطا.
كمنها :العدة االستبرائية ،ناطها الشارع بالوطء كناطها من الوطء بتغيب الحشفة كلو حصلت البراءة يقينا كما لو طلقها بعد تلك اإلصابة أك باعها ألربع سنين أك علق طبلقها على براءتها من الحبل. كمنها :لو قاؿ :إف شئت فأنت طالق أك إف رضيت فقالت :شئت أك رضيت كىي كارىة بقلبها فالصحيح أنو يقع ألف المناط اللفظ الداؿ على ذلك،كقاؿ أبو يعقوب األبيوردم :ال يقع لعدـ المعلق عليو كإليو ماؿ القاضي
حسين كاهلل أعلم»[.المجموع المذىب في قواعد المذىب.]ٖٔ-ٖٓ/ِ:
و الولي يحب انتصار تحقيق بالغ في أ ٌف المواالة عناية ظاىرة عن مو ٌادة باطنة كأف موجبها التعاكف كالتناصر ألف ٌ
عدكه. كليٌو على ٌ
أم ،فالحكم كبالجملة :فالمناصرة كالمعاضدة الظاىرة إما أف تكوف ىي العلة ،كإما أف تكوف مظنة العلة كعلى ٌ
منوط بها كمدار عليها فإف العادة الشرعية تقتضي اإل عراض عن آحاد الصور المضطربة كإدارة الحكم على
المظنة كما قاؿ أىل األصوؿ .فمن نصر الكافرين على المسلمين فهو كافر بنص التنزيل
27
خالصة القول فً حقٌقة المواالة: «إن المواالة موجبها التناصر والتعاون».ابن تٌمٌة. «المواالة هً :العناٌة الظاهرة عن موادّة باطنة».الطوفً. «مح ّط المواالة :المناصرة».البقاعً. « ال شك أن الوالٌة المنهً عنها هً الوالٌة بمعنى النصرة».الرازي. « والمراد من النهً عن اتخاذهم أولٌاء أن ٌعاملوا معاملة األولٌاء فً المصادقة والمعاشرة والمناصرة». الشوكانً.
مسألة التجنٌد مع الكافرين.
قاؿ العبلمة عبد اهلل بن محمد النجرم اليماني: «من تجنٌد مع الظلمة ليستعينوا بو في الجبايات كالمظالم فبل إشكاؿ في فسقو.
كأما الكفار فإذا تجنٌد معهم أحد فقد أفتى اإلماـ علي بن محمد (ْٕٕىػ) بكفر من تجنٌد مع سبلطين اليمن كحكم بر ٌدتو..
قاؿ :كقد حكم المنصور باهلل بأف مناصرة الكافر على المسلم كفر لقولو صلى اهلل عليو كسلم للعباس يوـ بدر كقد اعتذر أنو خرج مكرىا«:ظاىرؾ علينا».كنظر كبلمو»[.شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل صّْٗ.]ّٕٗ-
كفي البخر الز ٌخار من كتب الزيدية ٔ:ِْٕ/
«فرع :فأما التعاىد على المناصرة بين ا لمؤمن كالفاسق أك الكافر فقد ذكر المنصور باهلل عليو السبلـ أنها مواالة توجب الكفر كالفسق».
كقاؿ الفقيو يوسف الزيدم«:كقاؿ المنصور باهلل:إ ٌف مناصرة الكفار على المسلمين توجب الكفر ألنو صلى اهلل عليو كسلم
قاؿ للعباس :ظاىرؾ علينا.كقد اعتذر أنو خرج مكرىا».شافي العليل صّٓٗ الهامش.
28
استعانة الكفار كالضركرة يستعين بعض المجرمين بالكفار ثم يدعي الضركرة كاإللجاء إلى ذلك من جانب المجاىدين كما كقع للسلطاف السعدم عاـٖٗٔ(:ق). المخلوع أبي عبد اهلل محمد بن عبد اهلل ٌ
عمو أبي مركاف المعتصم باهلل بعث رسالة إلى علماء المغرب مبرران فإنو لما استنصر بنصارل البرتغاؿ على ٌ الستعانتو بالكفار قائبل:
«ما استصرخت بالنصارل حتى عدمت النصرة من المسلمين كقد قاؿ العلماء أنو يجوز لئلنساف أف يستعين على من غصبو حقو بكل ما أمكنو»..
فأجابو علماء المغرب بقولهم«:كبعد :فهذا جواب من كافة الشرفاء كالعلماء كالصلحاء كاألجناد من أىل المغرب كفقهم اهلل لموالنا محمد ابن موالنا عبد اهلل السعدم عن كتابو الذم استدعاىم فيو لحكم الكتاب كالسنة كاستدؿ بحججو الواىية المنكبة عن الصواب قائلين لو عن أكؿ حجة صدر بها الخطاب لو رجعت على نفسك اللوـ كالعتاب لعلمت أنك المحجوج
كالمصاب.»..
إلى أف أتوا على جميع شبهاتو كأحسنوا في ذلك ما شاءكا من ذلك قولهم لو: «كفي قولك :يجوز لئلنساف أف يستعين على من غصبو حقو بكل ما أمكنو.كجعلت قولك ىذا قضية انتجت لك دليبل على جواز االستعانة بالكفار على المسلمين كفي ذلك مصادمة للقرآف كالحديث كىو عين الكفر أيضا كالعياذ باهلل..
كفي كتاب القضاء من نوازؿ اإلماـ البرزلي رحمو اهلل أف أمير المسلمين يوسف بن تاشفين اللمتوني رحمو اهلل استفتى علماء زمانو رضي اهلل عنهم كىم ما ىم في استنصار ابن عباد األندلسي بالكتابة إلى اإلفرنج على أف يعينوه على المسلمين فأجابو جلٌهم رضي اهلل عنهم بردتو ككفره فتأمل ىذا مع قضيتك تجدىا أحركية مناسبة لقضية ابن عباد في عقدىا ابتداء كأنو متى طرأ الكفر كجب العزؿ كناىيك بقوؿ النبي صلى اهلل عليو كسلم عليكم بالسمع كالطاعة كبما أفتى العلماء رضواف اهلل عليهم بردة من استنصر بالنصارل على المسلمين فهو نص جلي في كجوب خلعك كسقوط بيعتك فلم
يبق لك إال منازعة الحق سبحانو في حكمو ﴿:كمن يشاؽ اهلل كرسولو فإف اهلل شديد العقاب﴾» ..ككيف ال تنظر لقضايا تلمساف كتونس كغيرىما من سائر البلداف ككيف كقع ألمرائهم المستنصرين بالكفار على المسلمين ىل حصلوا على شي ء مما قصدكه أك بلغوا شيئا مما أملوه على أف أكثر العلماء حكموا بردتهم ففاتتهم الدنيا كاآلخرة كالعياذ باهلل»[.االستقصاء ألخبار دكؿ المغرب االقصى.]ِٕٕ-َِٕ/ِ :
كجو علماء المغرب إلى السلطاف المخلوع أسئلة يجب توجيو مثلها إلى الحكومة المرتدة كبالذات إلى رئيسها ٌ
أخراه اهلل في الدنيا كاآلخرة كإلى مناصريها المنتسبين للعلم كالدعوة. 29
ثم انظر إلى إبطاؿ شبهة الضركرة كاإللجاء كالتسجيل عليو بالكفر كاالرتداد الستعانتو بالكفار على المسلمين من قبل علماء المغرب كالشرفاء ألف الضركرة ال تبيح الكفر كاإلشراؾ.
سن القوانين الوضعية أك العمل بها. ِ) ٌ .
المجرد كافر مرتد كيدخل تحت ىذا األصل المشرع بالرأم ٌ تقرر بدليل الكتاب كالسنة كإجماع سلف األمة إف ٌ
أصناؼ:
المشرع الواضع للقانوف فهو كافر خارج من الملة سبيلو سبيل عمرك بن لحي كجنكيزخاف كغيرىما﴿.أـ األكؿِّ : لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذف بو اهلل﴾﴿.اتخذكا أحبارىم كرىبانهم أربابا من دكف اهلل﴾﴿.كال يأمركم أف تتخذكا المبلئكة كالنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلموف﴾﴿.ككذلك زيٌن لكثير من المشركين قتل أكالدىم شركاؤىم﴾.
المشرع مفتر ،كالمفترم على اهلل كافر باتفاؽ ،أل ف التشريع من البشر افتراء ،كالمستحسن برأيو مشرع ،ك ِّ فهذا ِّ كجاعلو شرعا كافر كما تقرر في موضعو.
الثاني :الحاكم بذلك التشريع الجاىلي اختيارا فهو كافر أيضا كفرا مخرجا من الملة ،حكمو حكم العرب الذين َّ حكموا تشريعات عمرك بن لحي ،كالتتار الذين أسلموا مع تحكيمهم لقوانين أجدادىم ،كحكم تيمورلنك العامل بقوانين جد ٌأمو ﴿فبل كربك ال يؤمنوف حتى يحكموؾ فيما شجر بينهم﴾﴿ .أفحكم الجاىلية يبغوف كمن أحسن من اهلل حكما لقوـ يوقنوف﴾﴿ .أفغير اهلل ابتغي حكما كىو الذم أنزؿ إليكم الكتاب مفصبل﴾﴿.أفغير دين اهلل يبغوف كلو أسلم من في السموات كاألرض طوعا ككرىا كإليو يرجعوف﴾﴿.كإف أطعتموىم إنكم لمشركوف﴾﴿.كمن لم يحكم بما أنزؿ اهلل فأكلئك ىم الكافركف﴾.
الثالث:المتحاكم إلى القانوف الوضعي فالمتحاكم إليو طوعا كافر أيضا حكمو حكم السابقين سواء بسوء سبيلو سبيل قتيل عمر بن الخطاب رضي اهلل عنو﴿:ألم تر إلى الذين يزعم وف أنهم آمنوا بما أنزؿ إليك كما أنزؿ من قبلك يريدكف أف يتحاكموا إلى الطاغوت كقد أمركا أف يكفركا بو﴾.
يستثنى من ىذا الحكم عند بعض المعاصرين المتحاكم إليو اضطرارا كليس بشيء أل ٌف قضيٌة الرد كالتحاكم إلى غير
المحرمات التي تجوز بالضركرة كإنما ىي من باب الكفر باهلل كاإلشراؾ بو فبل يجوز إال باإلكراه شرع اهلل ليس من باب ٌ الشرعي.
الرابع :اآلمر بتقنين القوانين الجاىلية في الببلد أك الجالب لها ألف اآلمر بالكفر كافر،كما أف الجالب لو راض بو كالرضا بالكفر كفر إجماعا. 31
قاؿ شيخ اإلسبلـ تقي الدين«:كمعلوـ باالضطرار من دين المسلمين كباتفاؽ جميع المسلمين :أف من سو ٌغ اتباع الشريعة
غير شريعة محمد صلى اهلل عليو كسلم فهو كافر»(ُ).
محل خبلؼ الخامس:الحاكم بغير ما أنزؿ اهلل في قضايا جزئية معيٌنة لرشوة كنحوىا من المعاصي كتكفير ىذا ٌ بين السلف.
ذىب عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنو كطائفة من أصحابو إلى أنٌو من الكفر األكبر قاؿ مسركؽ األجدع رحمو
اهلل «:سألت عبد اهلل بن مسعود عن الجور في الحكم؟ قاؿ :ذاؾ الكفر ،قاؿ :كسألتو عن الرشا فقاؿ :الرجل يقضي للرجل حاجة فيهدم إليو بهدية».
الرشا في الحكم؟ قاؿ :ذلك الكفر؛ ثم كفي ركاية«:كنت جالسا مع عبد اهلل فجاءه رجل ققاؿ :يا أبا عبد الرحمن السحت ِّ قرأ﴿:كمن لم يحكم بما أنزؿ اهلل فأكلئك ىم الكافركف﴾.
كفي ركاية«:سألت ابن مسعود عن السحت ،أىو رشوة في الحكم؟ قاؿ:ال ،كمن لم يحكم بما أنزؿ اهلل فأكلئك ىم الكافركف
كالظالموف كالفاسقوف كلكن السحت أف يستعينك رجل على مظلمة إماـ فتعينو فيهدم لك فذلك السحت».كفي
ركاية«:سألت عبد اهلل عن السحت فقاؿ :الرشى.كسألتو عن الجور في الحكم؟ فقاؿ :ذالك الكفر». كقاؿ مسركؽ األجدع«:قلت لعمر بن الخطاب رضي اهلل عنو يا أمير المؤمنين ،أرأيت الرشوة في الحكم أمن السحت ىي؟ قاؿ:ال ،كلكن كفر.قاؿ :عمر بن الخطاب :أما السحت أف يكوف للرجل عند السلطاف حاجة كمنزلة كيكوف لآلخر إلى
السلطاف حاجة فبل يقضي حاجتو حتى يهدم إليو ىدية».
كقاؿ مسركؽ األجدع رحمو اهلل «:إذا قبل القاضي الهدية أكل السحت كإذا أكل الرشوة بلغت بو الكفر».
كىذه آثار ثابتة عن ابن مسعود كأصحابو.
[تفسير سعيد بن منصور رقم )ِْٕ-ّٕٗ:كعبد الرزاؽ )ُْٔٔٔ:كمسند أبي
يعلى )ِٓٔٔ:كتاب الدعاء للطبراني (ََُُِِِٔ-؛ كأحكاـ القرآف للقاضي إسماعيل صُّٗ.َُْ-كاألكسط البن المنذر (ِْٓٔ- ْٗٓٔ] ٔ )ُُٔ-َٖٔ/كالبيهقي في السنن َُ.ُّٖ-ُّٕ/
كفيها من الفقو :التفريق بين كفر المعاصي كبين كفر االرتداد كأف الحكم بغير ما أنزؿ اهلل كفر مطلقا بدكف التفصيل الذم يؤثر عن ابن عباس كبعض أصحابو كالداللة على ذلك من كجوه: الوجو األكؿ:أف األصل في اإلطبلؽ الكفر األكبر كالشرؾ األكبر كعلى األصل تحمل أقواؿ السلف إال بصارؼ.
( ) مجموع الفتاوى (.)485/82 31
قاؿ ابن تيمية رحمو اهلل «:الكفر المطلق ال يجوز أف يراد بو إال الكفر الذم ىو خبلؼ اإليماف ألف ىذا ىو المعنى الشرعي ..إف الكفر المطلق ىو الكفر األعظم المخرج عن الملة فينصرؼ اإلطبلؽ
إليو».شرح العمدةِ.ِٖ-َٖ/
كليس ىنا شيء يوجب صرفو عن الظاىر. كقاؿ الحافظ ابن حجر رحمو اهلل«:إف ع رؼ الشارع إذا أطلق الشرؾ إنما يريد بو ما يقابل التوحيد كقد تكرر ىذا اللفظ في الكتاب كاألحاديث حيث ال يراد بو إال ذلك» .فتح البارم.ْٖ/ُ:
معرؼ بالبلـ غير من ٌك ر كىو يحمل على الكفر األكبر عند أىل التحقيق .قاؿ شيخ الوجو الثاني :أف ىذا الكفر ٌ المعرؼ ينصرؼ إلى الكفر المعركؼ كىو المخرج من الملة ..كفرؽ بين اإلسبلـ ابن تيمية رحمو اهلل«:كالكفر ٌ
منكر في اإلثبات» .شرح العمدة ِ ِٖ/كاقتضاء الصراط المستقيمُ.ِّٕ/ المعرؼ بالبلـ كبين كفر ٌ الكفر ٌ
المحرمات في كتاب اهلل كالسحت كبين الكفر في الحكم مما يدؿ على أف الوجو الثالث :التفريق الصريح بين ٌ المراد بو الكفر األكبر كإال بطل معنى التفريق المنصوص. كىو ظاىر الكتاب مؤيدا باالعتبار فإف الجائر كالمرتشي في الحكم يظهر الباطل في صورة الحق كيسوقو مساؽ شرعة رب العالمين. كبالجملة :فإف النزاع المأثور عن السلف في المسألة إنما ىو في الوقائع المعيٌنة التي قد يجور فيها القاضي كنحوه ال التشريع العاـ بالرأم المجرد الذم ىو كفر مخرج من الملة باإلجماع.
32
ّ .إف الرضا بالكفر كفر باإلجماع.
مما استند المشايخ في الحكم الصريح قاعدة الرضا بالكفر كىو كفر باإلجماع.
كأظهر سند لهذا اإلجماع قولو تعالى ﴿:كقد نزؿ عليكم في الكتاب إف إذا سمعتم آيات اهلل يكفر بها كيستهزأ بها فبل تقعدكا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إف اهلل جامع المنافقين كالكافرين في جهنم جميعا﴾. يقوؿ اإلماـ أبو جعفر النحاس(ّّٖىػ) رحمو اهلل: دؿ بهذا على كجوب اج تناب أصحاب المعاصي،إذا ظهر منهم منكر،ألف من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ،كالرضى بالكفر « ٌ كفر» (ِ).
كقاؿ نجم الدين الطوفي (ُٕٔق) رحمو اهلل في عموـ حكم اآلية«:عاـ مطرد»(ّ).
كقاؿ اإلماـ مكي بن أبي طالب رحمو اهلل«:المعنى :قد أخبرتم أيها المنافقوف في القرآف﴿:أف إذا سمعتم﴾
فاتٌخذتموىم أكلياء﴿ ،إنكم إذا مثلهم﴾ كفار إذا جالستموىم على تلك الحاؿ،ألف من لم يجتنبهم فهو راض بفعلهم، فالرضا بالكفر كفر»(ْ).
كيقوؿ العبلمة البقاعي رحمو اهلل «:كأما ىذه اآلية فمدنية فالتغيير عند إنزالها باللساف كاليد ممكن لكل مسلم،
فالمجالس من غير نكير راض ،فلهذا علٌل بقولو﴿:إنكم إذان﴾ أم إذا قعدتم معهم كىم يفعلوف ذلك﴿:مثلهم﴾ أم في الكفر المصرح للكفراف دالة على أف إظهاره لما أظهر نفاؽ،كأنو راض بما يصرح بو ىذا الكافر، ألف مجالسة المظهر لئليماف ٌ كالرضى بالكفر كفر ..كالتسوية بينهم في الكفر بالقعود معهم دالة على التسوية بين العاصي كمجالسو بالخلطة من غير
إنكار».
(ٓ)
كقاؿ اإلماـ النجرم اليماني رحمو اهلل : «دلٌت على أنو ال يجوز مشاىدة المنكر ،كعلى أف الرضا بالكفر كفر ،كأف تارؾ اإلنكار مع القدرة كفاعل المنكر
سياف.فإذا أذف كلي المرأة لها بالتكلم بالكفر لينفسخ نكاحها صار كافرا ،ككذلك المفتي..كقولو﴿:إنكم إذا
دؿ على أ ٌف فاعل المنكر كغير المنكر سيٌاف». مثلهم﴾ ٌ
(ٔ)
( )8إعراب القرآن ( )855/ ( ) اإلشارات اإللهٌة إلى المباحث األصولٌة ص24 ( )5تفسٌر الهداٌة () 458- 45 /8 ( )4نظم الدرر فً تناسب اآلٌات والسور (). 3 - 3/8 ( )3شافً العلٌل فً شرح الخمسمائة آٌة من التنزٌل ( )33 / 33
كالتحقيق :أف مناط الحكم تح ٌق يق الرضا بالسكوت كالقعود مع القدرة على اإلنكار أك القياـ اللذين ىما دليل يدؿ على عدمو كحالة اإلكراه ا لمعتبر كالجاسوس المسلم فبل تكفير النتفاء الرضا بالكفر .فإف كجد سبب ظاىر ٌ مناط الحكم كانتفاء المناط يدؿ على انتفاء الحكم المعلق بو.
الرجل إذا سمع آيات اهلل يكفر كقاؿ الشيخ سليماف بن عبد اهلل رحمو اهلل«:إف معنى اآلية على ظاىرىا ،كىو أ ٌف ٌ بها كيستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين من غير إكراه كال إنكار كال و قياـ عنهم حتى يخوضوا في و حديث غيره فهو كافر مثلهم ،كإف لم يفعل فعلهم أل ٌف ذلك يتضمن الرضا بالكفر ،كالرضا بالكفر كفر. استدؿ العلماء على أف الراضي بالذنب كفاعلو ،فإف ادعى أنو يكره ذلك بقلبو لم ييقبل منو؛ ألف كبهذه اآلية كنحوىا ٌ
الحكم على الظاىر كىو قد أظهر الكفر فيكوف كافران ».)ٕ(.
ْ .ال عبرة لتصرفات الحكومة الفدرالية المرتدة
ىذه حقيقة ال ب ٌد من القوؿ بها لتحقق المقتضي للحكم كترتيبا لآلثار على األسباب.
يقوؿ المشايخ الفضبلء في ىذه المسألة بالخصوص«:جميع اال تفاقات التي كقعتها ىذه الطائفة من استيراد الكفار كبيع األراضي كتسليم المواني كالمطارات كغيرىا كلها ملغاة ال شرعية لها».
نعم اختبلؼ بعض الفقهاء في اعتبار بعض تصرفات المرتد شيء ال عبلقة بمثل ىذه المسائل التي يتكلم عنها المشايخ الكراـ جزاىم اهلل خيرا. كأضيف ىنا ما ىو مندرج في مضموف كبلـ المشايخ فأقوؿ :كال عبرة أيضا بعهدىم كإجارتهم كأمانهم للكافرين المؤمن. المؤمن ك َّ سواء كانوا أفرادا أك طوائف بل الواجب قتاؿ الجميع أعني ِّ
جاء في فتاكل البرزلي:جامع مسائل األحكاـ لما نزؿ من القضايا بالمفتين كالحكاـ«:)ِِ/ْ :كل طائفة من أىل اإليماف اجتمعت كنصبت إماما كامتنعت من حكم اإلماـ العادؿ فهي باغية. فإف استعانت الباغية بأىل الحرب على قتاؿ الفئة العادلة كجب قتاؿ أىل الحرب كسبيهم. كليس أمانهم بأماف كال إجارتهم لهم بإجارة .كإنما تكوف على ما أجازىا اهلل كرسولو من أف ال يكوف غرر على
يؤمنوا على قتاؿ المسلمين كسبيهم كأخذ أموالهم فبل». المسلمين.كأما أف ٌ
( )3مجموعة التوحٌد ص.52: 34
نعم كيف يصح أمانهم كإجارتهم لهم كىم يكفركف باالستعانة؟ قاؿ اإلماـ البرزلي رحمو اهلل«:كلم يتكلم في حكم الطائفة التي كقعت استعانتها بالعدك .كاحفظ أني رأيت البن الصيرفي في دكلة لمتونة من صنهاجة :أف المعتمد بن عباد استعاف بهم في حرب المرابطين فنصرىم اهلل عليو كىرب ىو ثم نزؿ على حكم يوسف بن تاشفين أمير صنهاجة فاستفتى فيو الفقهاء فأكثرىم أفتى أنها ردة،كقاضيو مع بعض الفقهاء لم يرىا ردة كلم يبح دمو بالردة.» ..فتاكل البرزلي.ِِ/ْ:
(ٓ).نصيحة عامة إلى المسلمين. كجو المشايخ الفضبلء نصائح متنوعة إلى المسلمين عامتهم كخاصتهم فأكصوىم بتقول اهلل كاالعتصاـ بالكتاب ٌ
كالسنة كالتوبة من جميع الذنوب كاآلثاـ كاالجتماع على كلمة الحق.
كح ٌذركا من الركوف إلى الكفار كالمرتدين مع التوصية باالبتعاد عن مجامع المرتدين.كما ح ٌذركا عواـ المسلمين من االغترار بفتاكل علماء السوء الذين يفتوف لبلعداء.
أقوؿ ىاىنا تسكب العبرات كتخرس األلسن عن الكلمات كتصم األسماع عن األصوات لفداحة الهاجم من األزمات كالنكبات من قبل تلك البهائم من الحيوانات.علماء السوء كما أدراؾ ما علماء السوء قطاع طريق الجنة كالعياذ باهلل كالمنة. متنوعة؛ إف القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كالحي ال تؤمن عليو الفتنة كأسبابها كثيرة ٌ
كالشبو خطٌافة كالقلوب ضعيفة.
مسرجة طويلة كمن أشدىا على الدىماء كأبعدىا غورا في اإلغواء فتنة أناس ظهركا بأزياء العلماء كالصالحين بلحى ٌ
كعمائم كاألبراج يتظاىركف بمظهر الدعوة كاإلصبلح كالحقيقة االنطواء على الزغل كالسعي إلى ما فيو ذىاب
اإلسبلـ كالهد ألركاف الدين. ً الرزية إذا كانت كل ٌ كتقل الخطورة إذا كانت قاصرة غير متعدية لكن ٌ كمن ٌ الرزية ٌ ثم قيل :زلة العالم زلٌة العالىمٌ ، كلبس حق بباطل كخدمة ألعداء الدين ،كمعارضة ألىل الحق كالجهاد. متعدية ى
35
كتبح حناجر تعلو في ىذه األياـ صيحات النفاؽ من ىنا كىناؾ كلٌما ٌ كجهت ضربة قاسية إلى المرتدين كأتباعهم ٌ
المنافقين بالتنديد كالتشنيع على المجاىدين مداىنة ألىل الباطل أك محاماة عن المجرمين ،كترتفع صرخات
أحبار السوء كآ ىات الخذالف فلزـ النظر إلى أمارات علماء السوء كذكر شيء من أحكامهم. كإذا كاف الساكت عن بياف الحق الواجب شيطانا أخرس ،فالناطق بالباطل المناكئ للحق شيطاف ناطق فواغوثاه من بليٌة ىذا!
من أمارات أحبار السوء:
(ُ) .الطعن في أىل التوحيد كالجهاد بالخارجية كالتكفير: اعتاد أىل اإلرجاء كالجفاء كأصحاب البدع كاألىواء كشيوخ مكافحة اإلرىاب رمي الصابر المجاىد في زمن الفتن كأعصار الخنوع كاالستخذاء بهذه التهمة الرخيصة الزائفة المبنية على غير أساس بل على الفهم المنكوس كالرأم المعكوس لمسائل اإليماف كالكفراف. يقوؿ العبلمة عبد الرحمن بن الحسن آؿ الشيخ رحمو اهلل عن ىذه التهمة:
«إذا قلنا :ال ييعبد إال اهلل كال ييدعى إال ىو ،كال ييرجى سواه كال يتوكل إال عليو ،كنحو ذلك من أنواع العبادة التي
ال تصلح إال هلل ،كأف من توجو بها لغير اهلل فهو كافر مشرؾ ،قاؿ:ابتدعتم كك ٌفرتم أمة محمد ،أنتم خوارج ،أنتم
مبتدعة».
الدرر السنٌة (
.)552،554/
تخوفهم ىذه القعاقع كال ىذه الفراقع تن ٌفره. كليس المجاىد كأنصاره من أىل التوحيد بحمد اهلل بالذين ٌ كيقوؿ الشيخ صالح القوزاف في مثل ىذا المقاـ:
« كأقوؿ بهذه المناسبة لما كانت حقيقة الخوارج أنهم يكفركف من المسلمين من ارتكب كبيرة دكف الشرؾ ،فإنو قد كجد في ىذا الزماف من يطلق ىذا اللقب -لقب الخوارج -على من حكم بالكفر على من يستحقو من أىل الردة كنواقض اإلسبلـ كعباد القبور ،كأصحاب المبادئ الهدامة كالبعثية كالعلمانية كغيرىا .كيقولوف :أنتم تكفركف المسلمين فأنتم خوارج ،ألف ىؤالء ال يعرفوف حقيقة اإلسبلـ كال يعرفوف نواقضو ،كال يعرفوف حقيقة مذىب الخوارج بأنو الحكم بالكفر على من ال يستحقو من المسلمين .كأف الحكم بالكفر على من يستحقو بأف ارتكب ناقضا من نواقض اإلسبلـ ىو مذىب أىل السنة كالجماعة»[.أضواء من فتاكل شيخ اإلسبلـ ابن تيمية في العقيدة.]َِٕ/ُ:
36
كفي عصرنا ىذا يقاؿ لمن أطلق الكفر على أىلو ،كقاتل المرتدين كأذنابهم:إنو خارجي تكفيرم يستحل دماء تجرع كأس االفتراء كالنبز المسلمين ،كقد اكتول بنار ىذه الفتنة كثير من علماء التوحيد كالسنة كمن أبرز من ٌ
بتهمة الخارجية كالتكفير:
اإلم اـ القدكة عامر بن عبد قيس العنبرم الزاىد العابد كالعالم الخاشع. اتهم بأنو يرل الخركج على األئمة لدفعو عن ذمي مظلوـ ،كال يأكل ذبائح المسلمين ،كال السمن ،كال يتزكج تمس بشرتو بشرة أحد ،كأنو مثل إبراىيم عليو السبلـ .كىذه كلها تهم باطلة عند أىل العلم نساء المسلمين ،كال ٌ
كالتحقيق.
يراجع لذلك :كتاب الزىد البن المبارؾ (ِ ،ّْٔ/ثقات ابن حباف (ٓ ،)ُٖٕ/كالجرح كالتعديل (ٔ )ِّٓ/كالتاريخ للبخارم (ٔ )-ِّٕ/كتاريخ دمشق البن عساكر (ِٔ )-ّ/كسير أعبلـ النببلء (ْ.)ُٓ/
اإلماـ أحمد بن حنبل إماـ أىل السنة كالجماعة اتهم بالخارجية كالتكفير لما تصلٌب في التمسك بالسنة عند كيستحل دماء المسلمين. محنة خلق القرآف قيل :إنو من الخوارج يكفر الناس بغير موجب ٌ قاؿ اإلماـ أحمد رحمو اهلل«:بلغني َّ أف أبا خالد كموسى بن منصور كغيرىما يجلسوف في ذلك الجانب فيعيبوف
قولنا ،كي ٌدعوف َّ أف ىذا القوؿ :أنَّو ال ييقاؿ :مخلوؽ ،كغير مخلوؽ ،كيعيبوف من يك ٌفر ،كيقولوف :إنٌا نقوؿ بقوؿ الخوارج، تبسم أبو عبد اهلل كالمغتاظ ،ثم قاؿ :ىؤالء قوـ ثم ٌ
سوء».)ٖ(.
كفي ىذه عبرة ألىل التوحيد كالجهاد ،فإذا كاف إماـ التابعين العنبرم ،كإماـ أىل السنة كالجماعة الشيباني ،من القائلين بقوؿ الخوارج كالمعتقدين لعقائد الصفرية كاألزارقة عند الجهلة كأحبار السوء في عصرىم فبل غرك أف أىل الجهاد كالتوحيد بعقائد الخوارج كاستحبلؿ الدماء يطعن شيوخ مكافحة اإلرىاب في عصر الفتنة كاالرتداد ى
المعصومة!
السنة أليب بكر اخلالل ( )202/2رقم)4 01( : 37
اإلماـ الحافظ العبلمة أحمد بن محمد أبو عمرك الطلمنكي رحمو اهلل (ِْٗق) شيخ ابن عبد البر كابن حزـ كغيرىما من الطبقة. « كاف رأسا في علم القرآف حركفو كإعرابو كناسخو كمنسوخو كأحكامو كمعانيو ككاف ذا عناية تامة بالحديث كمعرفة الرجاؿ حافظا للسنن إماما عارفا بأصوؿ الديانة عالي اإلسناد ذا ىدل كسمت كاستقامة .ككاف فاضبل ضابطا شديدا في السنة. قاؿ خلف بن بشكواؿ :كاف سيفا مجردا على أىل األىواء كالبدع قامعا لهم غيورا على الشريعة شديدا في ذات
اهلل.كاف زعرا في إنكار المنكر ،فقاـ عليو طائفة من المخالفين ،كشهدكا عليو بأنٌو حركرم؛ يرل كضع السيف في صالحي الناس ،ككانوا خ مسة عشر شاىدا من الفقهاء كالنبهاء فنصره قاضي سرقسطة في عاـ خمس كعشرين كىو القاضي محمد بن عبد اهلل بن فربوف فأشهد على نفسو بإسقاط
الشهود».
كقاؿ الذىبي في سير أعبلـ النببلء (ُٕ «:)-ٖٓٔ/عاش تسعين عاما سول أشهر ،كقد امتحن لفرط إنكاره ،كقاـ عليو طائفة من أضداده ،كشهدكا عليو بأنو حركرم يرل كضع السيف في صالحي المسلمين ،ككاف الشهود عليو خمسة عشر فقيها ،فنصره قاضي سرقسطة ،في سنة خمس كعشرين كأربع مئة ،كأشهد على نفسو بإسقاط الشهود ،كىو القاضي محمد بن عبد اهلل بن قرنوف». ممن اتهم بالخارجية ظلما كعدكانا شيخ اإلسبلـ ابن تيمية كما ىو مشهور كمنتشر في مقاالت مناكئيو ال سيما كشجى في حلوؽ أىل الكفر المتأخرين منهم كالكوثرم كأتباعو ألنو كاف جذعا في أعين أىل البدع كالضبلؿ ن
كالطغياف بل قاؿ فيو الكوثرم«:صار كفره مجمعا عليو»«.كقع االتفاؽ على تضليلو كتبديعو كزندقتو»«.ليس من الفرؽ الثبلث كالسبعين». ككذلك تلميذه العبلمة ابن القيم بل ك ٌفره الكوثرم بقولو« :كافر أك حمار .بلغ في كفره مبلغا ال يجوز السكوت عليو».
اإلماـ الذىبي رحمو اهلل اتهم من جهة علماء السوء فقاؿ فيو الكوثرم«:عنده نزعة خارجية». الشيخ محمد بن عبد الوىاب كأتباعو اتهموا بذلك بل كفركا من أجلها. كأشهر ما أنكر عليو علماء السوء :األكلى :تكفير المشركين المنتسبين إلى اإلسبلـ. الثانية :قتاؿ المشركين كتسمية قتالهم جهادا في سبيل اهلل.
38
(ِ).مداىنة أىل الباطل من عبلمات علماء السوء. يقوؿ اإلماـ اإلماـ الذىبي رحمو اهلل:
القواؿ بالحق ،بل لو نطق العالًم بصدؽ كإخبلص لعارضو ع ٌدة من كقل ٌ «فقد كاهلل ٌ عم الفساد ،كظهرت البدع ،كخفيت السننٌ ، كجهلوه فبل حوؿ كال قوة إال باهلل[.»..سير أعبلـ النببلء.]ُٔٔ/ُْ: علماء الوقت ،كلمقتوه ٌ
بمر الحق: كيقوؿ في ترجمة اإلماـ األكزاعي كمصارحتو ألبي العباس عبد اهلل بن علي الس ٌفاح ٌ
اس ،كمع ى ىذا فىا ًإلماـ األ ً ً اهلل بن ىعلً ٍّي م ًلكان جبَّاران ،س َّفاكان لًلدِّم ًاء ،صعب ً الح ِّق ىك ىما تىػ ىرل ،الى ىي ى الم ىر ً ى ى ى ى ىكزاع ُّي يى ٍص ىدعيوي بً يم ِّر ى ى ى ى ى ى ى «قى ٍد ىكا ىف ىع ٍب يد ي الس ً وء الَّ ًذين يح ِّسنيػو ىف لًؤليمر ًاء ما يػ ٍقت ًحمو ىف بً ًو ًمن الظُّل ًم كالعس ًف ،كي ًقلبػو ىف لىهم الب ً اط ىل ىح ٌقان -قىاتىػلى يه يم اهللي - ىك ىخل وٍق ًم ٍن عيلى ىم ًاء ُّ ى ى ٍ ىى ي ٍ ي ي ى ٍ ى ي ى ٍ ىى ى ى ى ي ٍ ى ً ً الح ِّق». أ ٍىك يىس يكتيػ ٍو ىف ىم ىع ال يق ٍد ىرة ىعلىى بىػيىاف ى
كيقوؿ اإلماـ الشوكاني رحمو اهلل في محنة جرت لو مع الشيعة في الذب عن الصحابة كخوؼ الفقهاء عن نصرة الحق كالقياـ مع أىل الحق «:كلكن أىل العلم يخافوف على أنفسهم ،كيحموف أعراضهم ،فيسكتوف عن العامة ،ككثيرا منهم كاف يصوبهم مداراة لهم. ٌ
كىذه الدسيسة ىي الموجبة الضطهاد علماء اليمن كتسلط العامة عليهم كخموؿ ذكرىم كسقوط مراتبهم ألنهم يكتموف الحق، فإذا تلكم بو كاحد منهم كثارت عليو العامة صانعوىم كداىنوىم كأكىموىم أنهم على الصواب فيجترئوف بهذه الذريعة على
كضع مقادير العلماء كىضم شأنهم. عرفوا العامة إذا سألوىم الحق كزجركىم عن االشتغاؿ بما ليس من شأنهم كلو تكلموا بالصواب أك نصركا من يتكلم بو أك ٌ لكانوا يدا كاحدة على الحق كلم يستطع العامة كمن يلتحق بهم من جهلة المتفقهة إثارة شيء من الفتن فإنا هلل كإنا إليو راجعوف»[ .البدر الطالع صِْٓ.]ِْٔ-
(ّ) .التزلف إلى السبلطين بتسويغ الضبلؿ. يقوؿ األمير شكيب أرسبلف رحمو اهلل في علماء السوء في زمانو: «من أكبر المسئولين عن انحطاط اإلسبلـ أماـ اهلل كالنٌاس ىم ىذه الطبقة التي تقاؿ لها العلماء فإنهم إال النادر منهم اتخذكا ال ٌدين مصيدة للدنيا كجعلوا ديدنهم التزلف إلى األمراء بتسويغ جميع موبقاتهم باألدلة الشرعية كاإلفتاء عليها من الدين.
كقلٌما أتى أحد الملوؾ أ ك األمراء المستبدين عمبل منكرا إال أتوا لو من اآليات كاألحاديث بما يثبتوف لو مشركعية ذلك العمل
بصرؼ اآليات الكريمة عن معناىا كتحريف الكلم عن مواضعو كركاية الضعاؼ كالموضوعات إلى غير ذلك من االستشهادات التي يتو ٌخوف بها الزلفى كالجائزة».
39
العدك المحتل (ْ) .عالم السوء في خندؽ ٌ يقوؿ األمير شكيب رحمو اهلل:
«كما زالوا يتمادكف في غيهم ىذا -كالمسلموف غاضوف النظر عن لعبهم ىذا -حتى صاركا يتقربوف بهذه األشياء نفسها إلى الحكومات غير المسلمة في المسائل التي فيها خراب اإلسبلـ كىبلكو. فكلما سقطت مملكة إسبلمية في يد دكلة أجنبية ،أك نهضت أمة إسبلمية لدفع دكلة عادية عليها من األجانب كجدت الدكلة األجنبية من ىؤالء العلماء أسرع الخادمين ألغراضها المفتين من الكتاب كالسنة بزعمهم على مقتضى أىوائها». (ٓ).التذبذب في المواقف كالجرم كراء األغراض التافهة من أماراتهم يقوؿ األمير رحمو اهلل «:كحسبك أف عددا عديدا من علماء سورية أفتوا أثناء الحرب العامة ببغي الشريف حسين أمير مكة تقربا إلى جماؿ باشا قائد سورية يومئذ ،فلما فازت دكؿ الحلفاء في الحرب كاحتلوا سورية بايعت ىذه الفئة نفسها الشريف حسينا الذم كاف عندىا من قبل باغيا خارجا على الخليفة .ثم لما دخل الفرنسيس الشاـ نفضت أيديها ثانية من صاحب الحجاز كجعلت تفتي بحسب ىول فرنسا كع ٌدت الملك حسينا أجنبيا».
(ٔ) .علماء السوء باعة ضمائر كطبلب منافع. التلوف ككلما عاتبهم اإلنساف على ىذا التذبذب أجابوه :إنما ىذه يقوؿ شكيب رحمو اهلل«:أكثر ىؤالء العلماء برز منهم ىذا ٌ تقية نبتغي بها النجاة من الظبلـ.
كالصحيح :أف عذرىم غير مقبوؿ ،كأف عملهم ىذا مخالف للشرع مناؼ للكتاب كالسنة ،كأف دعواىم مداراة الظبلـ ىي كركاد سفاسف ،كطبلب كظائف ،ىذا يريد أف يكوف قاضيا ،كذاؾ مفتيا ،كذلك رئيس علماء ،كمنهم باطلة ،بل ىم باعة ضمائرٌ ،
من يقبض أجرة إمضائو نقدان دراىم معدكدة.
المعممين كينظركف إلى العزائم ال إلى العمائم»[ .حاضر العالم كال نعلم إلى متى يصبر أىل سورية عن تأديب ىؤالء الجهبلء ٌ اإلسبلمي.]ْْ/ْ:
(ٕ).االفتتاف بالدنيا الفانية. الواجب النظر إلى العزائم ال إلى العمائم كما قاؿ األمير ،كافتتاف المنتسب إلى العلم يرجع إلى االفتتاف بالشهوات كالشبهات كاألكؿ أكثر من الثاني في العصور المتأخرة كما افتتن بها كثير من علماء المغرب مثل: اإلماـ علي بن منصور
تشرؽ (تشيٌع) كراـ أف يستر لو ذلك عن العامة كالجماعة الصفار«:اضطره الفقر كاإلقبلؿ كمحبة السؤدد إلى أف ٌ
فأبى اهلل أف يستر ذلك عليو».قضاة قرطبة كفقهاء أفريقية :صِّٖ.
41
كمنهم اإلماـ عبد الملك بن محمد الضبي المعركؼ بابن
فتشرؽ البرذكف«:غلب حب الدراىم مثل أنداده من كتٌاب الوثائق ٌ
كافتخر بذلك كلم يستتر بو كاستتار ابن خالتو علي بن منصور فهو اليوـ ممن أثرل كأفاد كاكتسب بما التزمو من أخذ الدراىم في كتب الوثائق».
قضاة قرطبة كفقهاء أفريقية صِْٖ.
التشرؽ (التشيع كمساندة الدكلة) ككعدكه قضاء (باجة) فلما كالشيخ قاسم بن خبلد الواسطي ،دعاه الشيعة إلى ٌ
تشرؽ قيل لو :استغنينا عن قاض لباجة (مدينة .تاريخ فضاة قرطبة كفقهاء أفريقية صِِٗ.
تشرؽ سيما إف كاف ممن يأخذ عليها يجعبل كمنهم أبو بكر بن سليماف«:كاف في إمبلؽ شديد كال ينتصب لكتاب الوثائق بالقيركاف إال من ٌ
تشرؽ استحكم لو كتابها فقد كسب منها ماال جسيما».قضاة قرطبة كفقهاء أفريقية للخشني صِْٗ. فلما ٌ
إف المعصوـ من عصمو اهلل كقع ألبي الحسن علي بن عبد اهلل المديني شيخ البخارم كالطبقة ما ىو عبرة للمعتبرين. تقرب إلى يقوؿ الحافظ ابن رجب رحمو اهلل«:كاف ابن المديني قد امتحن في محنة القرآف ،فأجاب مكرىان ،ثم إنو ٌ
ابن أبي داكد ،حيث استمالو بدنياه ،كصحبو كعظٌمو ،فوقع بسبب ذلك في أم ور صعبة ،حتى إنو كاف يتكلم في طائفة من أعياف أىل الحديث يرضي بذلك ابن أبي داكد ،فهجره اإلماـ أحمد لذلك ،كعظمت الشناعة عليو،حتى
صار عند الناس كأنو مرتد.
كترؾ أحمد الركاية عنو ،ككذلك إبراىيم الحربي كغيرىما.ككاف يحيى بن معين يقوؿ«:ىو رجل خاؼ فقاؿ ما عليو».كل و اقتصر على ما ذكره ابن معين لعذر ،لكن حالو كما كصفنا،كقد ركل عنو أنو قاؿ :من قاؿ :القرآف مخلوؽ ،فهو كافر .كاهلل تعالى يرحمو كيسامحو بمنو ككرمو»[.شرح علل الترمذم].
كلقد أحسن أبو الفرج ابن الجوزم رحمو اهلل
بقولو«:باهلل عليك تف ٌكر فيمن قطع أكثر العمر في التقول كالطاعة ،ثم عرضت فتنة
في الوقت اآلخر ،كيف نطح مركبيو الجرؼ فغرؽ كقت الصعود» .صيد الخاطر صَُّ.
41
(ٔ) .التحذير من دكؿ الطوائف المرتدين.
المفرقة ألمر يجب التحذير من األنظمة اإلقليمية الموالية لدكؿ النصارل المجاكرة المعادية فإف ىذه الحكومات ٌ
المسلمين المحاربة هلل كلرسولو قد ظهر أمرىا لمن لم يكن على بيٌنة من أمره من قبل.كالواجب:بياف حالهم لؤلمة كالتنفير عنهم كالتشنيع عليهم بما يستحقونو من الحكم باالرتداد كسحب الشرعية من تحت أقدامهم كما كاف الفقهاء يفعلوف في مثلها.
سئل اإلماـ ابن حزـ رحمو اهلل عن دكؿ الطوائف األندلسية في عهده فقاؿ:
«كأما ما سألتم عنو من أمر ىذه الفتنة كمبلبسة الناس بها مع ما ظهر من تربٌص بعضهم ببعض فهذا أمر امتحنا بو نسأؿ اهلل السبلمة كىي فتنة سوء أىلكت األدياف إال من كقى اهلل من كجوه كثيرة يطوؿ لها الخطاب.
كعمدة ذلك :أف كل مدبٌر مدينة أك حص ن في شيء من أندلسنا ىذه أكلها عن آخرىا محارب هلل تعالى كرسولو كساع في األرض بالفساد للذم تركنو عيانا من شنٌهم الغارات على أمواؿ المسلمين من الرعية التي تكوف في ملك من
ضارىم .كإباحتهم لجندىم قطع الطريق على الجهة التي يقضوف على أىلها .ضاربوف للمكوس كالجزية على ٌ رقاب المسلمين مسلٌطوف لليهود على قوارع طرؽ المسلمين في أخذ الجزية كالضريبة من أىل اإلسبلـ معتذركف حرـ اهلل .غرضهم فيها استداـ نفاذ أمرىم كنهيهم. بضركرة ال تبيح ما ٌ
الفساؽ كالمنتسبوف إلى الفقو البلبسوف جلود الضأف على قلوب السباع المزيٌنوف يغرنكم ٌ فبل تغالطوا أنفسكم كال ٌ شرىم الناصركف لهم على فسقهم. ألىل الشر ٌ فالمخلص لنا فيها :اإلمساؾ لؤللسنة جملة كاحدة إال عن األمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر كذـ جميعهم ،فمن
عجز منا عن ذلك رجوت أف تكوف التقية تسعو .كما أدرم كيف ىذا؟ فلو اجتمع كل من ينكر ىذا بقلبو لما كيصوب غيلبوا..فأما الغرض الذم ال يسع أحدا فيو تقية فأف ال يعين ظالما بيده كال بلسانو كال أف يزيٌن لو فعلو ٌ
شره كيعاديهم بنيٌتو كلسانو عند من يأمنو على نفسو. ٌ
فإف اضطر إلى دخوؿ مجلس أحدىم لضركرة حاجة أك لدفع مظلمة عن نفسو أك عن مسلم أك إلظهار حق يرجو
إظهاره أك االنتصاؼ من ظالم آخر كما قاؿ تعالى﴿:ككذلك نولٌي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبوف﴾ أك لصداقة سالفة فقد يصادؽ اإلنساف المسلم اليهودم كالنصراني لمعرفة تقدمت أك لطلب يعانيو أك لبعض ما شاء اهلل عز كجل فبل يزيٌن لو شيئا من أمره كال يعينو كال يمدحو على ما ال يجوز كإف أمكنو كعظو فليعظو كإال فليقصد إلى ما قصد
غير مصوب لو شيئا من معاصيو فإف فعل فهو مثلو قاؿ اهلل تعالى﴿ :كال تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار﴾ كفي
ىذا كفاية ..كاهلل لو علموا أف في عبادة الصلباف تمشي ىة أمورىم لبادركا إليها ،فنحن نراىم يستمدكف النصارل 42
فيمكنونهم من حرـ المسلمين كأبنائهم كرجالهم يحملونهم أسارل إلى ببلدىم ..كربما أعطوىم المدف كالقبلع طوعا فأخلوىا من اإلسبلـ كعمركىا بالنواقيس لعن اهلل جميعهم كسلط عليهم سيفان من
لوجوه التخليص ضمن رسائل ابن حزـ]ُٕٔ-ُّٕ/ِ:
سيوفو»[.رسالة التلخيص
كقاؿ شيخو الحافظ ابن عبد البر رحمو اهلل: « كانقطع ملك بني أمية من األندلس بعد األربعمائة بأعواـ يسيرة فصار كل من غلب منها على موضع ملكو ،استعبد أىلو ككثر فيها األمراء فضعفوا ،كصاركا خوالن للنصارل يؤدكف إليهم أضعاؼ ما كاف المسلموف منهم اليوـ»[.القصد كاألمم في
التعريف بأصوؿ العرب ك العجم:صّٓ].
كمع أ ٌف دكؿ الطوائف األندلسية أفضل بكثير من الدكيبلت اإلقليمية العميلة لليهود كالنصارل إال أف في ذلك عبرة للمعتبرين كعظة لمن يتعظ كالقليل يكفي المنصف كال كافي للمعتسف.
كمما يلزـ التحذير منو في ىذا الظرؼ علماء السوء الموالين لؤلنظمة اإلقليمية مثل:حكومة شريف شيخ أحمد،
كحكومة صوماالند ،كبوتبلند ،كاإلقليم الخامس في إثيوبيا ككذلك المقيمين في المهجر المنافحين عن تلك األنظمة فإف ضرر
ىؤالء على األمة مما ال يخفى على أحد ،نعم قد شرحت بعض ذلك في رسالتي«:اإلرشاد إلى جواز تعزير المفسدين من أىل التقليد كاالجتهاد». التضليل كالتبديع ،كالتكفير ألحبار السوء
إف المصلحة الشرعية تقتضي تنفير عواـ المسلمين من تلك األنظمة كمن أحبار السوء كما فعل فقهاء المغاربة من أىل القيركاف كغيرىم بدكلة بني عبيد المرتدة س ٌدا لباب الفتنة على العواـ.
بل قد تقتضي المصلحة البوح بتكفير أتباع األنظمة المرتدة سواء كانوا من العلماء أك من العامة كإف لم يعتقدكا
معتقدىا ،ككذلك معاقبة من خالف من الدعاة بالهجر كالقطيعة كالتبديع أك التفسيق كما فعل فقهاء المالكية بأتباع بني عبيد الزنادقة. من ذلك:ما كقع ألبي إسحاؽ التونسي إبراىيم بن حسن رحمو اهلل من المحنة العظيمة. سبب المحنة :أنو استفتي في عاـ (ّْٕق) من مدينة باغاية؛ قاؿ ابن الدباغ رحمو اهلل:
43
«ككانت المسألة مسألة طبلؽ كمراجعة كذكر السائل :أف النكاح كاف من الفرقة المعركفة بإفريقيا بالمشارقة كىم أىل دعوة بني عبيد فأجاب الشيخ أبو إسحاؽ :أف ىذه الفرقة على قسمين: أحدىما :كافر مباح الدـ. كالقسم اآلخر :كىم الذين يقولوف بتفضيل علي بن أبي طالب على سائر الصحابة ال يلزمهم القتل كال يبطل نكاحهم. فأنكر عليو جميع فقهاء أفريقية بالقيركاف كغيرىا كاحتجوا عليو بأف جماعة من أىل الزىد كالعلم كالعبادة
بالقيركاف كانوا أشد الناس مباينة بالعداكة كالتكفير لبني عبيد كأتباعهم منهم أبو إسحاؽ السبائي كمركاف العابد كربيع القطاف كأضرابهم.».. كقاؿ القاضي عياض رحمو اهلل «:شاعت فتواه فأنكرىا فقهاء أفريقية بالقيركاف كغيرىا ككانوا من التشديد على ىذه الطائفة المارقة ككل من يتعلٌق بهم حيث كانوا .كالعامة أشد من ذلك ال سيما بظهورىم عليهم كبغضهم فيهم.
كأرسلوا إلى أبي إسحاؽ في معاكدة النظر كأف يرجع فأبى إباء شديدا كخالف الجميع كاستحقر شأف مخالفتو
المعز فجمعهم ببعض الجمع عنده في المقصورة كناظركه فأظهر اإلنابة إلى قولهم كانتهت القصة إلى السلطاف ٌ كالرجوع إليهم ثم خبل بأصحابو فأنكركا عليو رجوعو عن قولهم كأنو الحق الذم ال يجب سواه.
ككاف رأم الفقهاء س ٌد ىذا الباب للعامة على ىؤالء الكفرة كأف بني عبيد زنادقة كأف الداخل في دعوتهم كإف لم يقل بقولهم
كافر لتوليو الكفرة.
فأظهر أبو إسحاؽ التمادم على قولو كإنكار الرجوع عنو فمشى الناس في ىذا بعضهم إلى بعض ،كامتزج فيو القياـ هلل عز كجل بالشهوة من العصبية للفقهاء في ذلك كأتتهم مكاتبات علماء الجهات بإنكار ذلك ،كأف
كسر بو من في قلبو مرض المفتين بهذه المقالة الخبيثة من المصريين كالشاميين قد استحسنوا جوابو كنهضوا ليفتنوا بو الناس ٌ
كاحتج بو.
التبرؤ فأطلق الفقهاء الفتيا بما عليو بمقالتو ىذه بالتضليل كالتبديع كقاؿ فيها الشعراء قصائد كثيرة تضمنت إيذاء أبي إسحاؽ ك ٌ
منو كأنشدىا الشعراء كالطلبة عند الفقهاء غيره في دكرىم كجموعهم كأطلقوا فيها عليو .»..
كقاؿ ابن الدباغ « :كقاؿ فيها الشعراء قصائد كثيرة تضمنت أبا إسحاؽ كالت ٌبرم منو ،كأنشدىا الشعراء كالطلبة عند الفقهاء في
دكرىم»[.معالم اإليماف في معرفة أىل القيركاف ال بن الدباغ[ ]ُٕٗ-ُٕٕ/ّ [:ترتيب المدارؾ كتقريب المسالك للقاضي عياض
(ّ.)ٕٕٓ-ٕٓٓ/
44
كسئل اإلماـ أبو بكر إسماعيل بن إسحاؽ بن عزرة األزدم رحمو
اهلل(،فقيو فاضل زاىد قيركاني من أصحاب أبي محمد بن
أبي زيد كطبقتو)«:عن خطباء بني عبيد كقيل لو :إنهم يثنوف عليهم .قاؿ :أليس يقولوف :اللهم صل على عبدؾ ككرثو األرض؟ الحاكم ٌ
قالوا :نعم .قاؿ :أرأيتم لو أ ٌف خطيبا خطب فأثنى على اهلل كرسولو فأحسن الثناء ثم قاؿ :أبو جهل في الجنة أشر من أبي جهل» .ترتيب المدارؾ]ُْٓ/ّ: أيكوف كافرا؟ قالوا :نعم ،قاؿ :فالحاكم ٌ الذاب عن الطواغيت كجنود االحتبلؿ؟ إذا كاف ىذا حكم اإلماـ في الداعي للمرتدين فما حكم الفقيو المساند لهم ٌ
كسئل اإلماـ أحمد بن نصر أبو جعفر الداكدم (َِْق) رحمو اهلل عن ذلك أيضا ،فقاؿ: « خطيبهم الذم يخطب لهم ،كيدعو لهم يوـ الجمعة كافر يقتل كال يستتاب كتحرـ عليو زكجتو كال يرث كال يورث ،كمالو فيء للمسلمين كتعتق أمهات أكالده كيكوف مدبركه للمسلمين يعتق أثبلثهم بموتو ألنو لم يبق لو ماؿ .كيؤدم مكاتبوه للمسلمين كيعتقوف باألداء ،كيرقوف بالعجز .كأحكامو كلها أحكاـ الكفر. فإف تاب قبل أف يعزؿ إظهارا للندـ كلم يكن أخذ دعوة القوـ قبلت توبتو كإف كاف بعد العزؿ أك بشيء منعو لم تقبل. كمن صلى كراءه خوفا أعاد ظهرا أربعا ثم ال يقيم إذا أمكنو الخركج كال عذر لو بكثرة عياؿ كال
المدارؾ للقاضي عياض.]ُْٓ/ّ :
غيره»[.ترتيب
ىذا حكم اإلماـ شارح البخارم على الخطيب الداعي ،فما حكم المدافع عنهم كالمساند لهم بما ىو فوؽ ذلك بكثير؟
كسئل اإلماـ أبو محمد بن الكبراني من فقهاء القيركاف: « عمن أكرىو بنو عبيد على الدخوؿ في دعوتهم أك يقتل؟ قاؿ :يختار القتل ،كال يعذر أحد بهذا إال من كاف أكؿ دخولهم البلد قبل أف يعرؼ أمرىم. كأما بعد؛ فقد كجب الفرار فبل يعذر أحد بالخوؼ بعد إقامتو ألف المقاـ في موضع يطلب من أىلو تعطيل الشرائع ال يجوز. عدكىم فيفتنونهم عن دينهم. كإنما أقاـ فيها من العلماء كالمتعبدين على المباينة لهم لئبل يخلو بالمسلمين ٌ
كعلى ىذا كاف حبيب بن حمدكف كنظراؤه :ربيع القطاف كأبو الفضل الممسي كمركاف بن نصركف كالسبائي
كالجبنياني يقولوف كيفتوف».ترتيب المدارؾ]ُٓٓ/ّ : 45
كقاؿ اإلماـ أبو يوسف بن عبد اهلل الرعيني في كتابو: «أجمع علماء القيركاف :أبو محمد بن أبي زيد ،كأبو الحسن القابسي ،كأبو القاسم بن شبلوف ،كأبو علي بن خلدكف ،كأبو محمد الطبيقي ،كأبو بكر بن عزرة األزدم: أف حاؿ بني عبيد حاؿ المرتدين كالزنادقة بما أظهركه من خبلؼ الشريعة فبل يورثوف باإلجماع ،كحاؿ الزنادقة بما أخفوه من التعطيل فيقتلوف بالزندقة. قالوا :كال يعذر أحد باإلكراه على الدخوؿ في مذىبهم بخبلؼ سائر أنواع الكفر ،ألنو أقاـ بعد علمو بكفرىم فبل يجوز لو ذلك إال أف يختار القتل دكف أف يدخل في الكفر على ىذا الرأم أصحاب سحنوف يفتوف
المسلمين».ترتيب المدارؾ كتقريب المسالك ّ.]ُٓٓ/
كقاؿ اإلماـ أبو القاسم الدىاف: «كىم بخبلؼ الكفار ،أل ٌف كفرىم خالطو سحر ،فمن اتٌصل بهم خالطو السحر كالكفر ..كلما حمل أىل طرابلس إلى بني عبيد أضمركا أف يدخلوا في دينهم عند اإلكراه ،ثم ر ٌدكا من الطريق سالمين فقاؿ ابن أبي زيد ىم ك ٌفار العتقادىم ذلك
»[.راجع ىذه الفتاكل من ترتيب المدارؾ كتقريب المسالك للقاضي عياض .]ُٓٔ-ُْٓ/ّ:
رد التنازع إلى اهلل كإلى رسولو صلى اهلل عليو كسلم (ٕ)ٌ .
رد المتنازع فيو من مسائل الدين كالوقائع إلى اهلل كإلى رسولو ال إلى العلماء كالفقهاء كغيرىم من الناس يجب ٌ باإلجماع.كما قاؿ تعالى﴿:فإف تنازعتم في شيء فردكه إلى اهلل كالرسوؿ إف كنتم تؤمنوف باهلل كاليوـ اآلخر﴾﴿.
فبل كربك ال يؤمنوف حتى يحكموؾ فيما شجر بينهم ثم ال يجدكا في أنفسهم حرجا مما قضيت كيسلموا تسليما﴾. قاؿ اإلماـ أبو المظفر السمعاني في قواطع األدلة (ٓ:)َُْ/
« أمر عند كقوع االختبلؼ برد المتنازع فيو إلى الكتاب كالسنة فوجب بحق الظاىر أف ال يرد إلى غيرىما من أقاكيل
الصحابة كالعلماء .كيدؿ عليو أيضا إجماع الصحابة فإنهم اختلفوا في مسائل كثيرة كتناظركا كاجتهدكا كلم يرك عن أحد منهم أنو قلد غيره أك دعا أحدا إلى تقليد نفسو .كخالف أبو سلمة بن عبد الرحمن ابن عباس في مسألة
46
فتحاكم ا إلى أـ سلمة كلم يقل ابن عباس :ال يسوغ لك مخالفتي ألني صحابي كانت تابع لي فتقليدؾ لي كاجب عليك جوز التقليد مع إطباؽ الصحابة على المنع منو فقد خالف اإلجماع». فثبت أف من ٌ
كقاؿ اإلماـ ابن القيم رحمو اهلل تعالى: رد موارد النػزاع ف ي كل ما تنازع فيو الناس من الدين كلو إلى اهلل كرسولو ال إلى «ىذا دليل قاطع على أنو يجب ٌ أحد غير اهلل كرسولو .فمن أحاؿ الرد على غيرىما فقد ضاد أمر اهلل .كمن دعا عند النػزاع إلى تحكيم غير اهلل كرسولو فقد دعا بدعول الجاىلية .فبل يدخل العبد في اإليماف حتى يرد كل ما يتنازع فيو المتنازعوف إلى اهلل كرسولو .كلهذا قاؿ اهلل تعالى﴿:إف كنتم تؤمنوف باهلل كاليوـ اآلخر﴾ كىذا شرط ينتفي المشركط بانتفائو. فدؿ على أف من ح ٌكم غير اهلل كرسولو في موارد النػزاع كاف خارجا من مقتضى اإليماف باهلل كاليوـ اآلخر. ٌ
كحسبك بهذه اآلية القاصمة العاصمة بيانا كشفاء فإنها قاصمة لظهور المخالفين لها عاصمة للمتمسكين بها الممتثلين لما أمرت بو﴿ليهلك من ىلك عن بينة كيحيى من حي عن بينة كإف اهلل لسميع عليم﴾. كقد اتفق السلف كالخلف على أ ٌف الرد إلى اهلل ىو الرد إلى كتابو كالرد إلى الرسوؿ ىو الرد إليو في حياتو كالرد إلى سنتو بعد
كفاتو»[.الرسالة التبوذكية صُّّ]ُّْ-
كيقوؿ شيخ اإلسبلـ «:فلم يأمر عند التنازع إال بالرد إلى اهلل كالرسوؿ دكف الرد إلى أكلي األمر كلهذا كاف أكلوا األمر إذا اجتمعوا ال يجتمعوف على ضبللة ،فإذا تنازعوا فالرد إلى كتاب اهلل كسنة رسولو ال إلى غير ذلك من عالم أك أمير
كمن يدخل في ذلك من المشايخ كالملوؾ كغيرىم. يرد إليو مواقع النزاع». كلو كاف غير الرسوؿ معصوما أك محفوظا فيما يأمر بو كيخبر بو لكاف ممن ٌ
[جامع الرسائل.]-ِْٕ/ُ:
بل الرد إلى غير كتاب اهلل كرسولو من اإلشراؾ باهلل كاالنسبلخ من الدين«:ألنو لم يحكم بما أنزؿ اهلل فمن جمع إلى ىذا استحبلؿ مخالفة ما ركم عن النبي صلى اهلل عليو كسلم مما يعتقد صحتو عنو عليو السبلـ لقوؿ أحد دكنو كاعتقد أف ىذا جائز فهو كافر مشرؾ مرتد عن الديانة منسلخ عن اإلسبلـ حبلؿ الدـ كالماؿ.. كاعلموا أف ىذا الذم قلت ىو رأم الشافعي كمالك كإسحاؽ بن راىويو كذكر محمد بن نصر عن إسحاؽ بن رد حديثا مسندا سب رسوؿ اهلل أك ترؾ صبلة فرضا متعمدا حتى خرج كقتها ببل عذر أك ٌ راىويو أنو قاؿ :من ٌ صحيحا بلغو عن رسوؿ اهلل فهو كافر مشرؾ».قاؿ اإلماـ ابن حزـ [رسائل ابن حزـ ِ].ُٖٔ/
47
كقاؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية رحمو اهلل في قولو تعالى﴿:اتخذكا أحبارىم كرىبانهم أربابا من دكف اهلل﴾ كحرموا متعمدين للمخالفة أك متأكلين مخطئين ال سيما كعلماء النصارل ىم عند اآلية«.كىذا يتناكؿ ما إذا أحلٌوا ٌ أنفسهم لم يفعلوا إال ما يسوغ لهم فعلو كالرؤساء إذا قدر أنهم اجتهدكا كأخطأكا يغفر لهم فإف من اتبعهم مع علمو
بأنهم أخطأكا كخالفوا الرسوؿ فقد عبد غير اهلل كأشرؾ بو» .الرد على اإلخنائي صُُٔ .
كيقوؿ العبلمة ابن حزـ رحمو اهلل في قولو ﴿:فبل كربك ال يؤمنوف حتى يحكموؾ فيما شجر بينهم﴾ اآلية«.كأنا أقوؿ:كاهلل ما آمن من ح ٌكم غير رسوؿ اهلل في دينو».رسائل ابن حزـِ.ُٖٔ/
كقاؿ العبلمة ابن القيم رحمو اهلل: « أقسم سبحانو بنفسو المقدسة قسما مؤكدا بالنفي قبلو على عدـ إيماف الخلق حتى يحكموا رسولو في كل ما شجر بينهم من األصوؿ كالفركع كأحكاـ الشرع كأحكاـ المعاد كسائر الصفات كغيرىا.
كلم يثبت لهم اإليماف بمجرد ىذا التحكيم حتى ينت في عنهم الحرج كىو ضيق الصدر كتنشرح صدكرىم لحكمو كل االنفساح كتقبلو كل القبوؿ. كل االنشراح كتنفسح لو ٌ ٌ
كلم يثبت لهم اإليماف بذلك أيضا حتى ينضاؼ إليو مقابلة حكمو بالرضى كالتسليم كعدـ المنازعة كانتفاء
المعارضة كاالعتراض. فهاىنا ثبلثة أمور :التحكيم ،كانتفاء الحرج ،كالتسليم. فبل يلزـ من التحكيم انتفاء الحرج إذ قد يح ٌكم الرجل غيره كعنده حرج من حكمو.
كال يلزـ من انتفاء الحرج الرضا كالتسليم كاالنقياد إذ قد يح ٌك مو كينتفي الحرج عنو في تحكيمو كلكن ال ينقاد
قلبيو كال يرضى كل الرضى بحكمو.
فالتسليم أخص من انتفاء الحرج ،فالحرج مانع كالتسليم أمر كجودم كال يلزـ من انتفاء الحرج حصوليو بمجرد انتفائو إذ قد ينتفي الحرج كيبقى القلب فارغا منو كمن الرضى بو كالتسليم لو فتأملو.
كعند ىذا تعلم أف الرب تبارؾ كتعالى أقسم على انتفاء إيماف أكثر الخلق كعند االمتحاف تيعلىم مثل ىذه األمور
الثبلثة ىل ىي
موجودة في قلب أكثر من يدعي اإلسبلـ أـ ال».التبياف في أيماف القرآف صِٓٔ.)-
كبالجملة:فإف الرد إلى اهلل كإلى رسولو من أصوؿ اإليماف باهلل كبرسولو كمن لم يفعل ذلك مع العلم كالقدرة كاف كافرا مشركا كالعياذ باهلل من الخيبة كالشقاء في الدارين. 48
يقوؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية رحمو اهلل«:متى ترؾ العالم ما علمو من كتاب اهلل كسنة رسولو كاتبع حكم الحاكم
المخالف لحكم اهلل كرسولو كاف مرتدا كافرا ،يستحق العقوبة في الدنيا كاآلخرة ،قاؿ تعالى﴿:المص.كتاب أنزؿ إليك فبل يكن في صدرؾ حرج منو لتنذر بو كذكرل للمؤمنين .اتبع وا ما أنزؿ إليكم من ربكم كال تتبعوا من دكنو أكلياء قليبل ما تذكركف﴾. كلو ضرب كحبس كأكذم بأنواع األذل ليدع ما علمو من شرع اهلل كرسولو الذم يجب اتباعو كاتبع حكم غيره؛ كاف مستحقا لعذاب اهلل ،بل عليو أف يصبر كإف أكذم في اهلل؛ فهذه سنة اهلل في األنبياء كأتباعهم». كبناء على ىذه الحقائق العلمية القرآنية يلزـ الرد لمسائل النزاع بين المجاىدين كالمخالفين لهم إلى كتاب اهلل كسنة رسولو عليو الصبلة كالسبلـ ال إلى غيرىما كاف تباعدت المراتب في العلم فإف العصمة في األصلين ال في غيرىما كباهلل تعالى التوفيق. كبهذا القدر أكتفي كأعتذر للعلماء عن التطاكؿ على البياف. كالسبلـ على المرسلين كالحمد هلل رب العالمين.
كتبو:أبو سلماف الصومالي حساف حسين آدـ. ُٗمحرـُّّْ/ق
49