the unique generation

Page 1

‫الجيل الفريد جيل عمل وبناء جماعي ‪ ...................................................................................‬أبو ماريت الشامي‬

‫مؤسست المأسدة اإلعالميت ( صوث شبكت شموخ اإلسالم )‬

‫‪1‬‬


‫الجيل الفريد جيل عمل وبناء جماعي ‪ ...................................................................................‬أبو ماريت الشامي‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫مؤسسة املأسدة اإلعالمية‬ ‫‪ -‬تقػدـ ‪-‬‬

‫اجليل الفريد‬ ‫جيل عمل وبناء مجاعي‬ ‫للشيخ ‪ :‬أبي مارية الشامي (حفظو اهلل)‬

‫‪3411‬ىػ | ‪1133‬ـ‬

‫مؤسست المأسدة اإلعالميت ( صوث شبكت شموخ اإلسالم )‬

‫‪2‬‬


‫الجيل الفريد جيل عمل وبناء جماعي ‪ ...................................................................................‬أبو ماريت الشامي‬

‫الحمد هلل ‪ ،‬والصالة والسالـ على رسوؿ اهلل ‪ ،‬وعلى آلو وصحبو ومن وااله ‪..‬‬ ‫يرى كثيروف أف اليهود والنصا رى وغالب المشركين سبقونا إلى التخطيط واإلدارة في أمور دنياىم وحياتهم وما بو خدمة‬ ‫وجدير بدعاة اإلسالـ وىم يريدوف قيادة الناس ومقاومة الفساد ومعاندة الكفر ومواجهة تيارات اإلنحراؼ أف‬ ‫عقائدىم ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫يكونوا مع إيمانهم ورسوخهم العلمي وحماسهم وخبراتهم الميدانية ‪ -‬أىل دراية إدارية ‪ ،‬ألف األمة بحاجة إلى جيل ٍ‬ ‫منقذ‬ ‫يمارس خدمة اإلسالـ بأرقى أساليب التخطيط واإلدارة ‪ ،‬جيل يتجاوز العشوائية والغوغائية ويحتكم إلى الحقائق ال إلى‬ ‫األوىاـ ‪ ،‬وال ينسى وىو يتطلع إلى السماء أنو واقف على األرض ‪ ،‬فال يجري وراء خياؿ كاذب أو حلم فارغ أو أمنية‬ ‫موىومة ‪ ،‬فيسبح في غير ماء ‪ ،‬ويطير بغير جناح ‪.‬‬ ‫جيل كبير اآلماؿ ‪ ،‬ولكنو واقعي التفكير ‪ ،‬يرنو إلى شاطئ األحالـ ‪ ،‬ولكنو يتوقع ىياج البحر وغضب الموج ومفاجآت‬ ‫األعاصير ‪ ،‬يعلم أف الدنيا ُد َوؿ وأف األياـ سجاؿ ‪ ،‬وأف دواـ الحاؿ من المحاؿ " وتلك األياـ نداولها بين الناس " ‪.‬‬ ‫جيل واقعي ال يسبح في البر ‪ ،‬وال يحرث في البحر ‪ ،‬وال يبذر في الصخر ‪ ،‬وال ينسج خيوطاً من الخياؿ ‪ ،‬وال يبني‬ ‫قصوراً على الرماؿ ‪ ،‬وال ييأس من َرْوح اهلل ‪ ،‬وال يقنط من رحمة ربو ‪ ،‬ولكنو يعرؼ حدود قدراتو ودائرة إمكاناتو ‪ ،‬فال‬ ‫يورط نفسو فيما ال يستطيع ‪ ،‬وال ي ِ‬ ‫دخل نفسو في ٍ‬ ‫مأزؽ ال‬ ‫يبتغي الثمرة قبل أوانها ‪ ،‬وال يستعجل األشياء قبل وقتها ‪ ،‬وال ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يعرؼ الخروج منو ‪.‬‬ ‫جيل يراعي سنن اهلل في الكوف كما يراعي أحكامو في شرعو ‪ ،‬يتبنَّى سياسة النَػ َفس الطويل والصبر الجميل ‪ ،‬فهو يصبر‬ ‫على البذرة حتى تنبت وعلى النبتة حتى ت كبر ‪ ،‬وعلى الورقة حتى تزىر وعلى الزىرة حتى تثمر ‪ ،‬وعلى الثمرة حتى تنضج‬ ‫لها بإذف ربِّها ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وتؤتي أُ ُك َ‬ ‫جيل يؤمن بالعلم ويحترـ العقل ويَدين للبرىاف ويرفض الخرافة وال يتبع الظن وما تهوى األنفس ‪ ،‬تعلَّم من القرآف والسنة‬ ‫لمجرد قِ َد ِمو جهل وضالؿ ‪ ،‬وأف‬ ‫أف التفكير فريضة وأف التأمل عبادة وأف طلب العلم جهاد ‪ ،‬وأف الجمود على القديم َّ‬ ‫اإلتباع األعمى لآلباء والكبراء فساد وخباؿ ‪ ،‬فهو لهذا ِّ‬ ‫يفكر قبل أف يَح ُكم ‪ ،‬ويتعلَّم قبل أف يعمل ‪ ،‬ويخطِّط قبل أف ِّ‬ ‫ينفذ‬

‫‪ ،‬وال يقبل ُحكماً قبل البينة وال دعوى بال برىاف ‪ ،‬وضع نصب عينيو قوؿ اهلل تعالى ‪ " :‬نبِّئوني ٍ‬ ‫بعلم إف كنتم صادقين " ‪،‬‬

‫وقولو تعالى ‪ " :‬قل ىل عندكم من علم فتخرجوه لنا " ‪ ،‬وقولو تعالى ‪ " :‬قل ىاتوا برىانكم إف كنتم صادقين " ‪.‬‬

‫جيل عمل وبناء جماعي ‪ :‬جيل ال يقف أبناؤه عند التغني بأمجاد الماضي ‪ ،‬وال عند النواح على ىزائم الحاضر ‪ ،‬وال عند‬ ‫التمني النتصارات المستقبل ‪ ،‬إنما يؤمن بأف المجد بالعطاء ال بالمفاخرة ‪ ،‬وباإلنتاج ال بالثرثرة ‪ ،‬وأف الفتى من يقوؿ ‪ :‬ىا‬ ‫أنذا وليس الفتى من يقوؿ ‪ :‬كاف أبي‪ ، ..‬وأف االنتصار على مآسي اليوـ ‪ ،‬وتحقيق آماؿ الغد ‪ ،‬إنما يتحقق بالجد ال‬ ‫المدوي ‪ ،‬وأف اإليماف الح ّق ما وقر في القلب وصدقو العمل ‪،‬‬ ‫بالهزؿ ‪ ،‬وبالبناء ال بالهدـ ‪ ،‬وبالعمل الهادي ال بالصراخ‬ ‫ّ‬

‫مؤسست المأسدة اإلعالميت ( صوث شبكت شموخ اإلسالم )‬

‫‪3‬‬


‫الجيل الفريد جيل عمل وبناء جماعي ‪ ...................................................................................‬أبو ماريت الشامي‬

‫وما خلق اهلل الناس إال ليعملوا ‪ ،‬بل ما خلقهم إال ليبلوىم أيهم أحسن عمالً ‪ ،‬ولهذا فإنهم يعتبروف العمل فريضة وإحسانَو‬ ‫عبادة ‪ ،‬والتعاوف عليو جهاداً ‪ ..‬موقنين بأف اهلل ال يضيع أجر من أحسن عمالً ‪ ،‬وال يظلم مثقاؿ ذرة ‪ ،‬وسيرى اهلل عملهم‬ ‫ورسولو والمؤمنوف ‪.‬‬ ‫جيل يؤمن بأف العمل الجماعي لنصرة اإلسالـ واستعادة سلطانو ‪ ،‬فريضة وضرورة ‪ ،‬فريضة يوجبها الدين ‪ ،‬وضرورة يحتِّمها‬ ‫يتم إال في ظل جماعة يعيش في كنفها ‪.‬‬ ‫الواقع ‪ ،‬وأف إصالح الفرد – وإف كاف ىو األساس – ال ُّ‬ ‫جيل تعلم أبناؤه من كتاب ربهم أف اهلل يخاطبهم بالتكاليف بصيغة الجماعة ( يا أيها الذين آمنوا ) حتى يشعروا أنهم‬ ‫متكافئوف في تنفيذ ما أمر اهلل ت عالى ‪ ،‬واإلنتهاء عما نهى عنو ‪ ،‬كما تعلموا منو أنهم يناجوف ربهم ‪ ،‬وإذا قرأ الفرد منهم‬ ‫الفاتحة في كل صالة بصيغة الجماعة ( إياؾ نعبد وإياؾ نستعين ‪ .‬إىدنا الصراط المستقيم ) فهو يتكلم باسم الجماعة ‪،‬‬ ‫وإف كاف وحده خالياً حتى تظل الجماعة حية في ضميره ‪ ،‬مذكورة على لسانو ‪ ،‬وبذلك تذوب فرديتو في سبيل أمتو‬ ‫وتختفي ( أنا ) لتبرز مكانها ( نحن ) ‪.‬‬ ‫وتعلموا كذلك من كتاب ربهم أف يعتصموا بحبل اهلل جميعاً وال يتفرقوا ‪ ،‬وأف يتعاونوا على البر والتقوى وأف يتواصوا‬ ‫بالحق والصبر ‪ ،‬وأال يختلفوا كما اختلف الذين من قبلهم فيهلكوا كما ىلكوا ‪ ،‬وال يتنازعوا فيفشلوا وتذىب ريحهم ‪.‬‬ ‫أجل ‪ ،‬علَّمهم دينهم ‪ ،‬وعلَّمهم تاريخهم وواقعهم ‪ ،‬أف المرء قليل بنفسو ‪ ،‬كثير بإخوانو ‪ ،‬ضعيف بمفرده ‪ ،‬قوي بجماعتو‬ ‫‪ ،‬وأف صيحة الفرد وحده ال تُ ِ‬ ‫سمع ‪ ،‬وأف يد اهلل مع الجماعة ‪ ،‬وأف الذئب إنما يأكل من الغنم القاصية ‪ ،‬وأف اتحاد العدد‬ ‫يقويهم ويعوضهم بقوة الوحدة عن ضعف القلة ‪ ،‬وأف اختالؼ العدد الكثير يضعفهم ‪ ،‬فال تغني عنهم كثرتهم شيئاً ‪ ،‬وأف‬ ‫األىداؼ الكبرى التي يريدوف من األمة تحقيقها من التحرر والوحدة والنهوض والنماء ‪ ،‬وتحكيم اإلسالـ في الداخل ‪،‬‬

‫ٍ‬ ‫بجهود جماعية بناءة ‪ ،‬وما ال يتم الواجب إال بو فهو واجب ‪.‬‬ ‫وتبليغو في الخارج ‪ ،‬ال يمكن أف تتم إال‬

‫وقد علموا من قراءة الواقع ‪ :‬أف أىل الباطل يتكتلوف حوؿ باطلهم ‪ ،‬فأولى بأىل الحق أف يتجمعوا على حقهم ‪ ،‬وأف َمن‬

‫توحد المختلفين أماـ العدو المشترؾ ( إف‬ ‫أىل لئن يجتمعوا في ساعة الشدة ‪ ،‬وأف المعارؾ الكبرى ِّ‬ ‫َّ‬ ‫فرقتهم أياـ الرخاء ‪ٌ ،‬‬

‫اهلل يحب الذين يقاتلوف في سبيلو صفاً كأنهم بنياف مرصوص ) ‪.‬‬

‫إف اللبنات المتناثرة – مهما يكن عددىا ‪ ،‬ومهما تكن متانة كل واحدة منها – ال يكوف منها بناء ينتفع بو الناس طالما‬ ‫بقيت متناثرة ‪ ،‬بل إف نفعها مرىوف بتجمعها وتماسكها بصورة منتظمة ‪ ،‬وفقاً لتصميم معلوـ ونظاـ مرسوـ ‪.‬‬ ‫لهذا صمموا على أف يبحثوا عن أمثالهم ِم َّمن ي ِ‬ ‫نشدوف الحق ويرفضوف الباطل ‪ ،‬ويدعوف إلى الخير وينكروف الشر ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويأمروف بالمعروؼ وينهوف عن المنكر ‪ ،‬ليضعوا أيديهم في أيديهم ‪ ،‬ويضموا جهدىم إلى جهدىم ‪ ،‬لتتكوف من اللبنات‬ ‫المتناثرة جدار متين ‪ ،‬ومن الجدراف المتعددة دار شامخة ‪ ،‬ومن الدور المتنوعة مدينة عامرة ‪ ،‬فمضوا في طريق العمل‬ ‫مؤسست المأسدة اإلعالميت ( صوث شبكت شموخ اإلسالم )‬

‫‪4‬‬


‫الجيل الفريد جيل عمل وبناء جماعي ‪ ...................................................................................‬أبو ماريت الشامي‬

‫الجماعي ‪ ،‬يعملوف في صمت ‪ ،‬يعيشوف متواصين بالحق والصبر ‪ ،‬متواصلين في العسر واليسر ‪ ،‬يبنوف في صبر ‪،‬‬ ‫ويجاىدوف بال كلل وال ملل ‪ ،‬متعاونين على البر والتقوى ‪ ،‬متكاتفين في السراء والضراء ‪ ،‬فالمؤمن للمؤمن كالبنياف‬ ‫المرصوص ‪..‬‬ ‫وآخر دعوانا أف الحمد هلل رب العالمين ‪..‬‬ ‫وكتبو أبو مارية الشامي‬

‫مع تحيات إخوانكم في‬

‫مؤسسة المأسدة اإلعالمية‬ ‫(صوت شبكة شموخ اإلسالـ)‬ ‫ادعوا إلخوانكم‬

‫مؤسست المأسدة اإلعالميت ( صوث شبكت شموخ اإلسالم )‬

‫‪5‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.