صحيفة الصباح العدد 249

Page 1

‫ملعاجلة أزمة الوقود املستفحلة‬

‫البدء في تزويد محطات وقود العاصمة بـ«‪ »99‬مليون لتر من البنزين‬

‫الوطني لمكافحة األمراض ‪ :‬السلطات الصينية وافقت على تقديم المساعدة لمجابهة فيروس «كورونا»‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‬ ‫عبدالرزاق مسعود الداهش‬ ‫رئيس التحرير المسؤول‬ ‫نورالدين محمد عبعوب‬

‫األحد ‪ ٢٧‬رجب ‪١٤٤١‬‬

‫يوميـة شاملـة تصـدر عـن الهيئـة العامة للصحـافـة‬

‫الموافق ‪ ٢٢‬مارس ‪٢٠٢٠‬‬

‫السنـة الثانية‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫العــدد ‪249‬‬

‫بــــــوضوح‬

‫في العدد‬

‫البتروكورونا‬

‫آراء‬

‫سعاد الوحيدي‬

‫ولكورونا بعض الفضل‬

‫عبدالرزاق الداهش‬

‫نظرية القارب المقلوب‬

‫في امللحق الثقافي‬

‫خالد درويش ‪..‬مفاهيم المكان واقتناص التفاصيل‬

‫ص‪6‬‬

‫خالل اجتماعه مع اللجنة العليا ملواجهة فيروس كورونا ‪:‬‬

‫عمر أبوالقاسم الككلي‬

‫جمال الزائدي‬

‫وصف مدخن‬

‫محطة للسؤال‪..‬‬

‫السيد السراج يؤكد أن االحتواء السريع لهذا الخطر‬ ‫يكمن في تكامل جهود الدولة والمواطنين‬ ‫الصباح‪-‬وكاالت‬

‫وهم المؤامرة و لغة الفن السابع‬

‫ص‪8‬‬

‫ساعات من الدعوات لهدنة إنسانية ‪:‬‬

‫قوات الوفاق تتصدى لمحاولة تقدم‬ ‫أخرى من ِقبل العصابات الغازية‬

‫الصباح – وكاالت‬ ‫دانـــت بعثة األمـــم المتحـــدة للدعم في ليبيـــا‪ ،‬مقتل‬ ‫أربـــع فتيـــات وجرح خمســـة مدنيين بينهـــم طفل‪ ،‬جراء‬ ‫قصف عشـــوائي لمليشيات حفتر اســـتهدف حيا مدنيا‬ ‫بمنطقة عيـــن زارة جنـــوب العاصمة طرابلس‪.‬‬ ‫واتهمـــت البعثـــة‪ ،‬مليشـــيات حفتـــر بتنفيـــذ هـــذا‬ ‫القصف بحســـب تقاريرها‪ ،‬معبرة عن جزعها الشـــديد‬ ‫جـــراء هـــذا الهجوم الدموي الذي وقع بعد ســـاعات من‬ ‫الدعـــوات الدولية لهدنة إنســـانية‪ ،‬وفق ما نشـــرت على‬ ‫صفحتها الرســـمية في «فيســـبوك»‪.‬‬ ‫ودانـــت البعثة األممية‪ ،‬بشـــدة الهجمـــات التي تطال‬ ‫المدنييـــن‪ ،‬مجـــددة دعوتهـــا إلى وقف فـــوري لألعمال‬ ‫العدائيـــة‪ ،‬معربة عـــن تعازيها العميقة ألســـر الضحايا‬ ‫وتمنياتها بالشـــفاء العاجـــل للمصابين‪.‬‬ ‫وكان الناطق باســـم الجيش عقيد طيار محمد قنونو‬ ‫قـــد افاد بأن قـــوات بـــركان الغضب تصـــدت ألكثر من‬ ‫محاولـــة وصفهـــا بـ»البائســـة» للتقدم مـــن ِقبل عناصر‬ ‫حفتر ‪ ،‬مما جعلهم يســـتهدفون عشـــوائيا أحياء متفرقة‬ ‫خلـــف خطـــوط القتـــال باألســـلحة الثقيلـــة والقذائـــف‬ ‫العميـــاء‪ ..‬وقـــال قنونو فـــي إيجاز صحفـــي أنه نتج عن‬ ‫القصـــف العشـــوائي للعصابـــات الغازيـــة مقتـــل أربعـــة‬ ‫نســـاء مع وقوع عـــدد من الجرحى‪ .‬وموجـــة جديدة من‬ ‫النـــزوح خاصة بمنطقـــة عين زارة‪.‬‬ ‫وأشـــار إلـــى أن هذه العصابات الغازيـــة تصر كل يوم‬ ‫على تســـجيل ســـطر جديد في ملف إجرامها‪ ،‬وأنه في‬ ‫الوقـــت الذي يتحد فيه العالم ألجل انقاذ أرواح البشـــر‬ ‫مـــن فايـــروس كورونا‪ ،‬تحـــاول هذه العصابـــات المارقة‬ ‫اســـتغالل الفرصة في القتل والدمـــار والخراب‪.‬‬ ‫ونبـــه قنونـــو علـــى ضـــرورة أخـــذ أقصـــى درجـــات‬ ‫الحيطـــة والحذر في التعامل مع جثث وأســـرى عناصر‬ ‫حفتـــر وأســـلحتهم وآلياتهـــم تفاديـــا النتقـــال فيـــروس‬ ‫كورونـــا المســـتجد‪ ،‬حيـــث أن المرتزقـــة فـــي صفـــوف‬ ‫قـــوات حفتر قد جـــاؤوا من مناطق موبـــوءة بالفيروس‪،‬‬ ‫حســـب قوله‪.‬‬

‫اســتعرض رئيــس المجلــس الرئاســي‬ ‫لحكومــة الوفــاق الوطنــي فائــز الســراج‪،‬‬ ‫مــع رئيــس وأعضــاء اللجنة العليــا لمجابهة‬ ‫جائحــة كورونــا اإلســتراتيجية العامــة‬ ‫لمجابهــة جائحــة كورونــا التــي وضعتهــا‬

‫وزارة الصحــة بالتنســيق مــع المركــز‬ ‫الوطنــي لمكافحــة االمــراض‪ ،‬والخطــط‬ ‫التنفيذيــة المنبثقــة عنهــا‪.‬‬ ‫واطلــع رئيــس المجلــس الرئاســي‬ ‫علــى آليــات التنســيق فــي اإلجــراءات‬ ‫بيــن اللجنــة ومختلــف قطاعــات الدولــة‪،‬‬

‫واإلجــراءات‬ ‫التدابيــر‬ ‫وتفاصيــل‬ ‫االحترازيــة العالجيــة والوقائيــة المتخــذة‬ ‫لمواجهــة هــذه الجائحــة ‪ ،‬وكذلــك ســبل‬ ‫توفيــر االحتياجــات العاجلــة وتســريع‬ ‫إجراءاتهــا‪ ،‬والتنســيق مــن الناحيــة الماليــة‬ ‫مــع الداعميــن الرئيســيين وهمــا الشــركة‬

‫الليبيــة القابضــة لالتصــاالت‪ ،‬وصنــدوق‬ ‫التضامــن االجتماعــي‪.‬‬ ‫ونبــه الســراج خــال االجتمــاع إلــى أن‬ ‫االحتــواء الســريع لهــذا الخطــر ‪.‬‬ ‫التفاصيل ص‪3‬‬

‫بعد دخولهم إلى ليبيا ‪:‬‬

‫وزارة الخارجية تطالب العائدين من الخارج بحجر أنفسهم لمدة ‪ 14‬يوما‬ ‫الصباح‪-‬وكاالت‬ ‫طالبـــت وزارة الخارجيـــة‬ ‫بحكومـــة الوفـــاق‪ ،‬المواطنيـــن‬ ‫العائديـــن مـــن الخـــارج بحجـــر‬ ‫أنفســـهم في مـــكان معـــزول عن‬ ‫عائالتهـــم وذويهـــم وأصحابهـــم‬ ‫يوما‪ ،‬كإجراء احترازي‬ ‫لمـــدة ‪ً 14‬‬ ‫يهـــدف إلـــى التأكد مـــن خلوهم‬

‫من فيروس «كورونا» المســـتجد‪.‬‬ ‫وقالت الـــوزارة في بيان لها إن‬ ‫هذا اإلجراء يصـــب في مصلحة‬ ‫المواطـــن وعائلتـــه ووطنـــه‪،‬‬ ‫مؤكـــدة اســـتمرارها فـــي تقديـــم‬ ‫الخدمـــات الالزمة والمســـاعدة‬ ‫لكل المســـافرين العالقين‪ ،‬الذين‬ ‫لـــم يتمكنـــوا مـــن العـــودة ألرض‬

‫الوطن‪.‬‬ ‫وأكـــدت الوزارة ســـعيها ضمن‬ ‫أجهـــزة حكومـــة الوفـــاق لمنـــع‬ ‫تســـلل الفيـــروس إلـــى التـــراب‬ ‫الليبـــي‪ ،‬موضحـــة أن ليبيا خالية‬ ‫حتـــى اللحظـــة مـــن أي إصابات‬ ‫بـ«كورونـــا» وذلـــك بفضـــل اتبـــاع‬ ‫اإلرشادات والتدابير االحترازية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫أمريكا تحمل إيران مسؤولية هجوم صاروخي في العراق‬ ‫الصباح ‪ -‬وكاالت‬

‫اقتـــرب الرئيـــس األمريكـــي دونالد ترامـــب ووزيـــر خارجيته مايك‬ ‫بومبيـــو مـــن تحميـــل إيـــران المســـؤولية عـــن هجـــوم صاروخـــي وقع‬ ‫فـــي العـــراق األســـبوع الماضي قُتـــل فيه جنديـــان أمريكيـــان وجندي‬ ‫بريطاني‪.‬‬ ‫ورد ترامب على ســـؤال بهذا الشـــأن موجه إلى بومبيو خالل مؤتمر‬ ‫صحفـــي في البيت األبيـــض قائال «ربما يجب أال نقـــول (ذلك) اآلن»‪.‬‬ ‫وقـــال بومبيو «دعونـــي أعود إليكم الحقا بشـــأن اإلجابة عن ذلك»‪.‬‬ ‫وقالـــت وزارة الدفـــاع األمريكيـــة في األســـبوع الماضـــي إن ترامب‬ ‫فـــوض الجيـــش األمريكـــي فـــي الـــرد علـــى الهجـــوم الـــذي وقـــع يوم‬ ‫‪ 11‬مـــارس‪ ..‬وكانـــت الواليـــات المتحـــدة قد حملت جماعة مســـلحة‬ ‫مدعومـــة مـــن إيران المســـؤولية عن الهجـــوم لكنها لم تقـــل حتى اآلن‬ ‫مـــا إذا كان للقيـــادة اإليرانية صلـــة بالهجوم‪.‬‬ ‫وقـــال بومبيـــو ‪ :‬لقد أوضحنا أن الميلشـــيات الشـــيعية فـــي العراق‬ ‫تحصـــل علـــى التمويـــل والتدريـــب والعتـــاد مـــن اإليرانييـــن‪ ،‬ونحـــث‬ ‫اإليرانيين على عدم القيام بذلك‪ ،‬أبلغنا اإليرانيين بأنهم سيحاســـبون‬ ‫عـــن هذه الهجمـــات عندما تهـــدد حيـــاة األمريكيين‪.‬‬

‫ربـــع مليـــار دوالر تخســـره الســـعودية كل يـــوم‬ ‫لهبوط أســـعار النفط في الســـوق العالمي‪ ،‬والسبب‬ ‫مـــا يطلق عليـــه حرب األســـعار‪.‬‬ ‫الســـعودية زادت انتاجها إلى أكثر من ‪ 13‬مليون‬ ‫برميـــل يوميا‪ ،‬وهو مـــا يعادل انتاج ليبيـــا ألكثر من‬ ‫عشر مرات‪.‬‬ ‫روســـيا من كبـــار المنتجيـــن‪ ،‬ولكنها ليســـت من‬ ‫كبـــار المتضرريـــن‪ ،‬فروســـيا بلـــد صناعـــي‪ ،‬ودولة‬ ‫عظمى ‪.‬‬ ‫أمريـــكا أهم رابـــح فقد تعاملت مـــع أزمة هبوط‬ ‫األســـعار بذهنية البزنس‪ ،‬يمكـــن أن تمأل مخزونها‬ ‫بالنفط الرخيص‪.‬‬ ‫انخفـــاض اســـعار النفـــط فـــي المـــرة األولـــى‬ ‫كان بســـبب انخفـــاض الطلـــب عليـــه مـــن قبـــل‬ ‫كبـــار المســـتهلكين مثـــل الصيـــن‪ ،‬واليابـــان وكوريا‬ ‫الجنوبيـــة‪ ،‬وكان ينبغـــي تبعـــا لذلـــك تخفيـــض في‬ ‫معـــدالت االنتـــاج للمحافظة على اســـتقرار ســـوق‬ ‫ا لنفط ‪.‬‬ ‫منظمـــة األوبـــك هي أفضـــل نقابة لـــدول العالم‬ ‫الثالـــث‪ ،‬للحصـــول على عائـــد أفضل مـــن كنوزها‬ ‫البيولوجيـــة‪ ،‬وإلـــى حـــد مـــا حققت ذلـــك‪ ،‬رغم أن‬ ‫مـــا تحققه الـــدول األوروبية من تســـويقها الداخلي‬ ‫للنفـــط أكثر ممـــا تحققه الـــدول المنتجة‪.‬‬ ‫التوقعـــات مـــع زيـــادة حجـــم العرض عـــن حجم‬ ‫الطلـــب‪ ،‬هو اســـتمرار نزول األســـعار‪ ،‬وقد ال نصل‬ ‫نصف ابريل ويصبح البرميل بعشـــرين دوالرا فقط‬ ‫أكثـــر الخاســـرين هـــم العـــراق‪ ،‬والكويـــت‪،‬‬ ‫واالمـــارات‪ ،‬والجزائـــر‪ ،‬ونيجيريـــا‪ ،‬وعمـــان‪ ،‬وقـــد‬ ‫نقـــول ليبيـــا‪ ،‬والســـعودية نفســـها‪.‬‬ ‫ترامـــب لم يعلن التدخل في ما يمكن أن نســـميه‬ ‫فوضى أســـعار النفط‪ ،‬ولكنه قال إن امريكا ســـوف‬ ‫تتدخـــل فـــي الوقـــت المناســـب‪ ،‬يعني بعـــد امتالء‬ ‫الخزانات األمريكية‪.‬‬ ‫هل القرار الســـعودي هو تنفيـــذ ألوامر أمريكية‪،‬‬ ‫لإلضـــرار بروســـيا مـــن جهـــة‪ ،‬وتعبئـــة المخـــزون‬ ‫األمريكـــي مـــن أخرى؟‬ ‫فـــي كل األحـــوال القـــرار كارثـــي علـــى الـــدول‬ ‫المنتجة للنفط ‪ ،‬ســـواء كان تنفيذا لألوامر‪ ،‬أو كان‬ ‫حالـــة تهور‪.‬‬ ‫المحرر‬

‫لظروف إنسانية ‪..‬‬

‫منظمة الصحة العالمية تدعو‬ ‫لوقف العدوان على طرابلس‬ ‫الصباح‪-‬وكاالت‬

‫أكـــدت منظمـــة الصحـــة العالميـــة انضمامها إلـــى بعثة‬ ‫األمـــم المتحـــدة للدعـــم في ليبيـــا إلى وقف العـــدوان على‬ ‫طرابلـــس والســـماح لمنظمـــة الصحـــة العالميـــة وشـــركاء‬ ‫القطـــاع الصحي بالعمل دون عوائـــق في جميع أنحاء البلد‬ ‫لمنع انتشـــار الوباء مشـــيرة إلى أن العمل المبكر والشجاع‬ ‫والفعال ســـينقذ األرواح‪.‬‬ ‫وأوضحـــت المنظمـــة أن جائحـــة فيـــروس كورونـــا هي‬ ‫حالـــة طوارئ صحية عالمية تتطلب إجـــراءات فورية فعالة‬ ‫من قبـــل الحكومات واألفراد وإن العمل الســـريع والجذري‬ ‫ضـــروري إلنقاذ األرواح وحمايـــة المجتمعات ووقف انتقال‬ ‫المـــرض الفتة إلى أن الفيروســـات ال تعتـــرف بالحدود وال‬ ‫تبالي بالتغييرات في الســـيطرة السياســـية‪.‬‬

‫اإلسكوا‪:‬‬

‫«كورونا » ّ‬ ‫يتسبب بخسارة أكثر من ‪7.1‬‬ ‫مليون وظيفة في العالم العربي‬ ‫الصباح‪-‬وكاالت‬

‫حـــذّ رت لجنة األمـــم المتحدة االقتصاديـــة واالجتماعية‬ ‫المســـتجد‬ ‫لغرب آســـيا “اإلســـكوا” مـــن أ ّن فيروس كورونا‬ ‫ّ‬ ‫يمكـــن أن يتســـ ّبب بخســـارة أكثر مـــن ‪ 1.7‬مليـــون وظيفة‬ ‫فـــي العالم العربي‪ ..‬ومن ضمن توقّعـــات اللجنة أن يتراجع‬ ‫الناتـــج المحلـــي اإلجمالـــي للـــدول العربية بمـــا ال يقلّ عن‬ ‫‪ 42‬مليـــار دوالر” هـــذا العـــام علـــى خلفية تراجع أســـعار‬ ‫المســـتجد‪.‬‬ ‫النفـــط وتداعيات تفشـــي فيروس كورونا‬ ‫ّ‬ ‫وأفـــاد تقرير اللّجنة أنّه من المر ّجح أن تخســـر المنطقة‬ ‫أكثـــر مـــن ‪ 1.7‬مليـــون وظيفة في عـــام ‪ ،2020‬مع ارتفاع‬ ‫معـــدل البطالـــة بمقـــدار ‪ 1.2‬نقطـــة مئويـــة”‪ ..‬وأضـــاف‬ ‫ّ‬ ‫التقريـــر أنّـــه “خالفا آلثار األزمة الماليـــة العالمية في عام‬ ‫‪ ،2008‬مـــن المتوقّـــع أ ّن تتأثّـــر فـــرص العمـــل في جميع‬ ‫القطاعـــات‪ . .‬وأكّـــدت اللجنـــة أ ّن قطـــاع الخدمـــات‪ ،‬وهو‬ ‫المصدر الرئيســـي لفـــرص العمل فـــي المنطقـــة العربية‪،‬‬ ‫ضـــا آلثار التباعد االجتماعي‪.‬‬ ‫ســـيكون أكثر القطاعات تع ّر ً‬


‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫األحد ‪ 27‬رجــب ‪١٤٤١‬‬

‫‪3‬‬

‫‪WWW. alsabaah.ly‬‬

‫العدد ‪249 :‬‬

‫الموافق ‪ 22‬م ــارس ‪٢٠٢٠‬‬

‫أخبار ومتابعات‬

‫السن ــة الثانية‬

‫رئيس المركز الوطني لمكافحة األمراض ‪:‬‬

‫خالل اجتماعه مع اللجنة العليا ملواجهة فيروس «كوفيد ‪»19‬‬

‫السراج يؤكد أن االحتواء السريع لهذا الخطر يكمن في تكامل وتكاتف جهود الدولة والتزام المواطنين الكامل‬ ‫الصباح ‪ -‬وكاالت‬

‫اســتعرض رئيــس المجلــس الرئاســي لحكومــة‬ ‫الوفــاق الوطنــي فائــز الســراج‪ ،‬مــع رئيــس وأعضــاء‬ ‫اللجنــة العليــا لمجابهــة جائحــة كورونــا اإلســتراتيجية‬ ‫العامــة لمجابهــة جائحــة كورونــا التــي وضعتهــا وزارة‬ ‫الصحــة بالتنســيق مــع المركــز الوطنــي لمكافحــة‬ ‫االمــراض‪ ،‬والخطــط التنفيذيــة المنبثقــة عنهــا‪.‬‬ ‫واطلــع رئيــس المجلــس الرئاســي علــى آليــات‬ ‫التنســيق فــي اإلجــراءات بيــن اللجنــة ومختلــف‬

‫قطاعــات الدولــة‪ ،‬وتفاصيــل التدابيــر واإلجــراءات‬ ‫االحترازيــة العالجيــة والوقائيــة المتخــذة لمواجهــة‬ ‫هــذه الجائحــة ‪ ،‬وكذلــك ســبل توفيــر االحتياجــات‬ ‫العاجلــة وتســريع إجراءاتهــا‪ ،‬والتنســيق مــن الناحيــة‬ ‫الماليــة مــع الداعميــن الرئيســيين وهمــا الشــركة‬ ‫الليبيــة القابضــة لالتصــاالت‪ ،‬وصنــدوق التضامــن‬ ‫االجتماعــي‪.‬‬ ‫ونبــه الســراج خــال االجتمــاع إلــى إن االحتــواء‬ ‫الســريع لهــذا الخطــر يكمــن فــي تكامــل وتكاتــف جهود‬

‫الدولــة والتــزام المواطنيــن الكامــل بطــرق الوقايــة‬ ‫واإلجــراءات والتعليمــات التــي تُعلــن عنهــا الســلطات‬ ‫المختصــة‪.‬‬ ‫وبحــث االجتمــاع الحلــول الممكنــة لموضــوع‬ ‫الليبييــن العالقيــن عنــد الحــدود البريــة‪.‬‬ ‫و أكــد مديــر عــام المركــز الوطنــي لمكافحــة‬ ‫االمــراض خــال االجتمــاع بأنــه تــم تنفيــذ اإلجــراءات‬ ‫التــي أعلنهــا الســراج فــي كلمتــه إلــى الشــعب الليبــي‬ ‫بشــكل جيد وعبر عن رضاه من اســتجابة المواطنين‪.‬‬

‫وكان المجلــس الرئاســي قــد كلــف لجنــة عليــا‬ ‫برئاســة وزيــر الصحــة‪ ،‬لمواجهــة ومتابعــة مخاطــر‬ ‫وتداعيــات وبــاء كورونــا المســتجد ( كوفيــد ‪،)19‬‬ ‫والتــي تضــم ثمانيــة وكالء وزارات ومديــر عــام المركــز‬ ‫الوطنــي لمكافحــة األمــراض‪ ،‬ومديــر الشــركة الليبيــة‬ ‫القابضــة لالتصــاالت وممثليــن عــن الجهــات ذات‬ ‫العالقــة‪ ،‬وحضــر االجتمــاع وزيــر الماليــة ووكيــل وزارة‬ ‫الصحــة‪.‬‬

‫السلطات الصينية وافقت على تقديم‬ ‫المساعدة لمجابهة فيروس «كورونا»‬

‫الصباح ‪ /‬وكاالت‬ ‫قــال رئيــس المركــز الوطنــي لمكافحــة‬ ‫األمــراض بدرالديــن النجــار‪ ،‬أن الســلطات‬ ‫الصينيــة وافقــت علــى طلــب المســاعدة المقــدم‬ ‫مــن وزارة الخارجيــة؛ لمجابهــة فيروس كورونا‪..‬‬ ‫وأضــاف النجــار أن الســلطات الصينيــة طلبــت‬ ‫مــن المركــز إجــراء مناقشــة فنيــة الحتياجاتــه‪،‬‬ ‫مؤكــدا أن المركــز لــم يســجل حتــى اآلن أيــة‬

‫حــاالت إصابــة بفيــروس كورونــا المســتجد‪..‬‬ ‫وأوضــح أن الرقابــة الصحيــة للمســافرين كانــت‬ ‫ضعيفــة‪ ،‬ولــم يتــم وضعهــم في الحجــر الصحي‪،‬‬ ‫وتــم قيــاس درجــة حــرارة المســافرين‪ ،‬وطلــب‬ ‫منهــم إجــراء عــزل صحــي ألنفســهم‪ .. ‬يشــار‬ ‫إلــى أن وزارة الصحــة أكــدت خلـ ّو ليبيــا مــن أيــة‬ ‫حالــة مصابــة بوبــاء كورونا المســتجد‪ ،‬وأن كافة‬ ‫حــاالت االشــتباه كانــت نتائــج تحليلهــا ســالبة‪.‬‬

‫بين دور الدولة ومساهمة المواطن‬

‫كيف تسير خطوات مقاومة جائحة (كورونا) ؟‬ ‫فجــأة ودون ســابق إنــذار ظهــرت أخبــار عاجلــة أواخــر العــام‬ ‫الماضــي عــن مــرض خطيــر يصيــب المواطنيــن بمدينــة (ووهــان)‬ ‫الصينيــة يتعــرض خاللــه المصابــون بحــرارة عاليــة وضيــق فــي‬ ‫التنفــس ‪ ..‬و مــر بشــكل عــادي كأي خبــر ولــم يهتــم بأمــره أحــد ‪..‬‬ ‫ألن الصيــن بعيــدة جــد ًا ‪،‬وكان أكثــر المتشــائمين يظنــه كالســارس‬

‫أم إنفلونــزا الخنازيــر‪ ..‬مــرت األيــام وأصبحــت العواجــل تتوالــى عــن‬ ‫انتشــار المــرض فــي الصيــن بشــكل غيــر طبيعــي وبازديــاد الحــاالت‬ ‫وقــدرة الفيــروس المســبب للمــرض على االنتشــار بشــكل ســريع ‪ ..‬ثم‬ ‫أخــذت مســيرة هــذا القاتــل الجديــد تتخــذ منحــى جديــد ًا عندمــا‬ ‫انتقــل خــارج حــدود الصيــن وأصــاب عــدة دول‪ ..‬مــن جهتهــا قالــت‬

‫فــي الرابــع مــن فبرايــر الماضــي بــدأت‬ ‫الصفحــات المحليــة علــى مواقــع التواصــل‬ ‫االجتماعــي تحــذر المواطنيــن وتزامــن ذلــك‬ ‫مــع تســجي حــاالت إصابــة فــي بعــض الــدول‬ ‫العربيــة‪ ،‬وتزايــد أعــداد المصابيــن فــي العالــم‬ ‫العربــي ومنطقــة الشــرق األوســط‪.‬‬ ‫وماهــي إال أيــام واقتــرب الفيــروس المســتجد‬ ‫مــن بالدنــا عندمــا أعلــن وزيــر الصحــة التونســي‬ ‫عبــد اللطيــف المكــي تســجيل أول حالــة إصابــة‬ ‫بفيــروس كورونــا فــي البــاد‪ ،‬والتــي تعــود‬ ‫لمواطــن تونســي عائــد مــن إيطاليــا‪ ..‬فيمــا‬ ‫أعلنــت الســلطات المغربيــة تســجيل أول حالــة‬ ‫مؤكــدة بالفيــروس‪.‬‬

‫(ليبيا وفيروس كورونا)‬

‫دق ناقــوس الخطــر فــي ليبيــا ومــع حالــة‬ ‫الحــرب التــي تشــهدها العاصمــة ودفــع الهلــع‬ ‫والخــوف المواطــن إلــى شــراء النواقــص الالزمــة‬ ‫للوقايــة مــن فيــروس كورونــا اتباعــا ً لنصائــح‬

‫شــاهدها عبــر اإلنترنــت وقنــوات التلفزيــون‪.‬‬ ‫وتباعـا ً بــدأ اإلقبــال شــديداً علــى شــراء مــواد‬ ‫التعقيــم والمطهــرات والكمامــات والقفــازات‬ ‫باإلضافــة إلــى المــواد الغذائيــة كإجــراء أولــي‬ ‫لحجــر صحــي تلقائــي رغــم عــدم تســجيل أيــة‬ ‫حالــة مصابــة فــي البــاد‪.‬‬ ‫(الصبــاح) تابعــت تعامــل النــاس مــع‬ ‫(الجائحــة) ونزلــت للشــارع لتقصــي آراء‬ ‫المواطنيــن وفــي إحــدى الصيدليــات المشــهورة‬ ‫بمنطقــة بــن عاشــور‪ ..‬حيــث يتزاحــم النــاس‬ ‫لشــراء مــا يلــزم مــن أدويــة ومعقمــات قابلنــا عبــد‬ ‫القــادر مســلم الــذي قــال ‪« :‬هــذا فيــروس جديــد‬ ‫ال نعلــم مــا هــو ومــا هــي عواقبــه ‪ ..‬ونحــن مثلنــا‬ ‫مثــل بقيــة شــعوب العالــم نترقــب أن يتوفــر عــاج‬ ‫قريــب ونأمــل أن تقــل حــاالت اإلصابــة ‪..‬وربــي‬ ‫يحمــي الجميــع»‪.‬‬ ‫أمــا خالــد ‪ .‬وهــو أحــد الصيادلــة الذيــن‬ ‫يداومــون فــي الصيدليــة فســألناه عــن أهــم‬ ‫األدويــة التــي يطلبهــا النــاس فأجابنــا أن الطلــب‬ ‫متزايــد علــى المطهــرات والمعقمــات (الكحــول‬ ‫اإليثيلــي) والكمامــات والقفــازات وهنــاك مــن‬ ‫أتــى بقائمــة عريضــة يــود شــرائها ألنــه ال يعلــم‬ ‫إن كان ســيخرج مــن بيتــه مــرة أخــرى»‪.‬‬ ‫فــدوى زميلــة خالــد كانــت تراقــب الحديــث‬ ‫بانتبــاه وتدخلــت لتضيــف ‪ « :‬النــاس تتزاحــم‬ ‫لشــراء معــدات وقائيــة للتصــدي لفيــروس‬

‫مواطن‬ ‫مدير المركز الوطني لمكافحة األمراض ‪:‬‬ ‫خمسة أسئلة وأجوبتها‬ ‫الصباح ‪ /‬وكاالت‬ ‫الكثيــر مــن المعطيــات‪ ،‬تخمــة مــن المعلومــات واآلراء‬ ‫والتصريحــات ‪ ..‬تجــد الخبــر على كل الصفحــات األولى للجرائد‬ ‫وموضــوع الســاعة فــي نشــرات األخبــار الرئيســة‪ ..‬ومؤكــد أنــك‬ ‫عرفــت أنــه فيــروس (كورونــا) أو (كوفيــد ‪ .. )19‬هــذا الجســم‬ ‫المجهــري الــذي قــام بغــزو العالــم‪ ،‬وبــث الذعــر فــي صفــوف كامل‬ ‫البشــرية وأغلقــت مــن أجلــه المطــارات ورزحــت مــدن مليونيــة‬ ‫تحــت وطــأة الحجــر الصحــي‪.‬‬ ‫وحيــن يعترضــك مقــال فــي منصــة طبيــة مــن الطبيعــي أن‬ ‫تتوقــع تحليــا علميــا لطبيعــة الفيــروس أو نصائــح طبيــة حولــه‬ ‫لكــن ال تقلــق فلــن تجــد هــذا فقــط‪ ،‬ســوف تجــد أيضــا قصصــا‬ ‫عــن ناجيــن وعــن األمــل الممكــن دائمــا عنــد اتبــاع نصائــح الوقاية‬ ‫ووصايــا الطبيــب‪ ،‬وطريقــة التعاطــي النفســي مــع حــاالت الهلــع‬ ‫والفــزع التــي قــد نصــاب بهــا مــن كثــرة األخبــار اليوميــة التــي‬ ‫نســمعها حــول انتشــار الفيــروس‪.‬‬ ‫ماهو فيروس كورونا أو كوفيد ‪19‬‬ ‫كما أطلق عليه مؤخرا؟‬ ‫صرحــت الجهــات الطبيــة أن هــذا الفيــروس ينتمــي إلــى عائلــة‬ ‫فيروســات كورونــا‪ ،‬وهــي عائلــة مــن الفيروســات تتكــون مــن‬ ‫ســتة أنمــاط تنتقــل عدواهــا بيــن البشــر حتــى اآلن‪ ،‬وبانضمــام‬

‫متابعة ‪ :‬طارق بريدعة‬

‫نتابع آخر المستجدات وفق اإلمكانات المتاحة‬

‫مقرر اللجنة التسييرية لالستجابة للفيروس ‪:‬‬ ‫(هنا بدأ الرعب وبدأ العالم‬ ‫يلتفت لذلك الوباء القاتل)‬

‫منظمــة الصحــة العالميــة إن دول العالــم مطالبــة ببــذل المزيــد مــن‬ ‫الجهــد واالســتعداد لوباء محتمل بســبب االنتشــار الســريع لفيروس‬ ‫أطلــق عليــه اســم (كورونــا)‪ ،‬والــذي انتقــل إلــى عــدة بلــدان أهمهــا‬ ‫كوريــا الجنوبيــة‪ ،‬وإيطاليــا وإيــران‪ ،‬والكويــت والبحريــن‪ ،‬واقتــرب‬ ‫ـاء عالمي ـ ًا‪.‬‬ ‫حينهــا بشــكل كبيــر مــن أن يصبــح وبـ ً‬

‫(كورونــا) ‪ ..‬ونحــن بدورنــا طالبنــا مــن بعــض‬ ‫النــاس التركيــز فــي شــراء المهــم مــن األدويــة»‪.‬‬ ‫غيــر بعيــد عــن تلــك الصيدليــة وفــي محــال‬ ‫بيــع المســتلزمات الطبيــة حيــث الحظنــا أن‬ ‫الكمامــات والمعقمــات قــد نفــدت توجهنــا إلــى‬ ‫ســفيان عبــد الــرزاق الــذي قــال ‪« :‬عــن نفســي‬ ‫أتبــع تعليمــات مركــز مكافحــة األمــراض فــي‬ ‫ليبيــا وكذلــك وزارة الصحــة وأطفالــي اآلن فــي‬ ‫عطلــة مــن المدرســة حســب تعليمــات إدارة‬ ‫المدرســة ووزارة التعليــم وأحــاول قــدر اإلمــكان‬ ‫عــدم مخالفــة أيــة إرشــادات قــد تنقــل عــدوى‬ ‫الفيــروس منهــا عــدم ذهابــي إلــى المقاهــي‬ ‫واألماكــن العامــة»‪.‬‬

‫(اقفال المطاعم ومقاهي‬ ‫األرجيلة قرار حكيم)‬

‫وقبــل أيــام قليلــة أصــدر المجلــس الرئاســي‬ ‫قــراراً يقضــي بإقفــال مقاهــي (األرجيلــة)‬ ‫وصــاالت األفــراح باعتبارهــا أماكــن تجمعــات‬ ‫قــد تكــون ســببا ً فــي انتقــال العــدوى ‪ ..‬وعــن‬ ‫هــذا القــرار يقــول حاتــم (مالــك لمقهــى أرجيلــة)‬ ‫‪« :‬إن كان إقفــال المقهــى فــي صالــح النــاس فأنــا‬ ‫مــع النــاس وأنــا جــزء منهــم»‪.‬‬ ‫أمــا طــال عبدالســام (متــردد يومــي علــى‬ ‫المقهــى) فشــاركنا ‪« :‬هــذا مــرض قــد أنقلــه‬ ‫لبيتــي ولغيــري وتدخيــن األرجيلــة قــد يســبب‬ ‫ذلــك ‪ ..‬لــذا ســأتركه ولعلهــا فرصــة لتــرك‬

‫التدخيــن»‪.‬‬

‫الحجر الصحي ألسبوعين‬

‫مــا أن اعتمــدت الــدول فــي العالــم مبــدأ‬ ‫الســامة ووضــع النــاس فــي الحجــر الصحــي‬ ‫لمــدة أســبوعين باعتبــاره الحــل األنجــع للتقليــل‬ ‫مــن خطــر اإلصابــة بفيــروس (كورونــا)‬ ‫حتــى قــرر المواطنــون فــي ليبيــا التــزام‬ ‫البقــاء فــي بيوتهــم وســبقوا بذلــك قــرارات‬ ‫الحكومــة التــي رآهــا البعــض متأخــرة فــي اتخــاذ‬ ‫اإلجــراءات االحترازيــة الالزمــة‪.‬‬ ‫وعــن هــذا (الحجــر) يقــول عبداللــه‬ ‫المجــذوب‪« :‬علينــا أن نتكاتــف جميعــا ً ونبقــى‬ ‫فــي المنــازل حتــى ال نصــاب أو نصيــب أحــداً‬ ‫بهــذا الفيــروس فيمــا ذكــر مجــدي فــارس أن‬ ‫الحظــر الصحــي التلقائــي هــو إجــراء مناســب‬ ‫لمثــل هــذه األزمــات‪.‬‬ ‫أمــا إســراء محمــد وهــي طالبــة جامعيــة‬ ‫فأكــدت أن الدراســة واألعمــال وكل أماكــن‬ ‫التجمعــات أصبحــت خاليــة واعتبــرت هــذا‬ ‫التصــرف طبيعي ـا ً فهــو الحــل الوحيــد لمقاومــة‬ ‫الوبــاء‪.‬‬

‫مركز مكافحة األمراض في‬ ‫صراع مع الزمن‬

‫وال يكمــل الحديــث عــن الوبــاء الــذي أصبــح‬ ‫حديــث العالــم واالســتعدادات التــي تــم اتخاذهــا‬ ‫فــي بالدنــا لمقاومتــه دون التوجــه إلــى أكثــر‬

‫مــن يعنيــه األمــر فــي هــذه الحــرب الضــروس المــرض الخطيــر مؤكــداً أننــا جــزء مــن العالــم‬ ‫يصيبنــا مــا يصيبــه ولكــن‬ ‫ضــد (كورونــا) وأقصــد‬ ‫يجــب أن يحــذر المواطــن وأن‬ ‫المركــز الوطنــي لمكافحــة‬ ‫صيدالنية ‪:‬‬ ‫يتبــع اإلرشــادات الصــادرة‬ ‫األمــراض‪.‬‬ ‫عــن المركــز الوطنــي‪.‬‬ ‫وبعيــد وصولنــا توجهنــا‬ ‫آخر مستجدات‬ ‫إلــى د‪ .‬محــد العزيبــي‬ ‫االستعدادات‬ ‫مقــرر اللجنــة التســييرية‬ ‫لمكافحة كورونا‬ ‫لفيــروس‬ ‫لإلســتجابة‬ ‫نشــرت إحــدى وســائل‬ ‫كورونــا بالمركــز والــذي‬ ‫االتصــال تصريحــا ً لمديــر‬ ‫أفادنــا بــأن العامليــن فــي‬ ‫المركــز الوطنــي لمكافحــة‬ ‫المركــز يعلمــون علــى‬ ‫األمــراض بــدر الديــن النجــار‬ ‫مــدار الســاعة لمتابعــة‬ ‫مفــاده إن الصيــن أبــدت‬ ‫كل مــا يحــدث فــي العالــم‬ ‫اســتعدادها لتقديــم مســاعدة‬ ‫مــن مســتجدات وفــي‬ ‫فنيــة إلــى ليبيــا فــي مواجهــة‬ ‫نفــس الوقــت مراقبــة‬ ‫فيــروس (كورونــا) المســتجد‪،‬‬ ‫التطــورات فــي الداخــل‬ ‫بعــد اتصــاالت بالخصــوص‬ ‫وفــق اإلمكانــات المتاحــة‪.‬‬ ‫بيــن وزارة الخارجيــة‬ ‫أنهــم‬ ‫وأضــاف‬ ‫والحكومــة الصينيــة‪.‬‬ ‫لتطويــر‬ ‫يخططــون‬ ‫وأكــد النجــار عــدم تســجيل أية حــاالت إصابة‬ ‫مــن إمكانــات المركــز بشــكل دوري ومســتمر‬ ‫لمجابهــة أي مــرض الن العالــم اآلن أصبــح بالفيــروس داخــل ليبيــا‪ ،‬لكنــه اشــتكى فــي ذات‬ ‫عالــم أمــراض وليــس عالــم للحيــاة‪ .‬الوقــت مــن «قلــة اإلمكانــات» المخصصــة‬ ‫أمــا الدكتــور بدرالديــن النجــار مديــر عــام للحجــر الصحــي‪.‬‬ ‫وأشــار إلــى أن الســبب فــي قلــة اإلمكانــات‬ ‫المركــز فأكــد للصبــاح أن ليبيــا خاليــة مــن أيــة‬ ‫حــاالت إصابــة بالكورونا لكنــه أطلق تحذيراً بأن المتاحــة حتــى اآلن يرجــع إلــى الظــروف التــي‬ ‫البــاد ال تملــك أيــة مقومــات لمجابهــة مثــل هــذا تعيشــها البــاد‪ ،‬حســب قولــه‪.‬‬ ‫وكان المركــز قــد نــوه بإشــادة منظمــة الصحــة‬ ‫العالميــة بإجراءاتــه للفحــص المختبــري لعينــات‬ ‫االشــتباه بفيــروس «كورونــا» المســتجد فــي ليبيــا‬ ‫والــذي أثبــت أن فنيــي المختبــر المرجعــي التابــع‬ ‫لمركــز مكافحــة األمــراض (مدربــون بشــكل‬ ‫جيــد علــى فحــص العينــات المخبريــة وفقــا ً‬ ‫للمنظمــة العالميــة‪.‬‬

‫طالبنا من الناس‬ ‫التركيز على شراء‬ ‫األدوية المهمة‬ ‫فقط كالمعقمات‬

‫احلرص ال يكلف شــيئا وهو يفيدنا وال يضرنا ‪ ..‬واحلجر الصحي ضروري لســامة اجلميع‬

‫نتبــع كافــة أســاليب الوقاية فهي األجنع يف ظل ضعف البنيــة التحتية للقطاع الصحي‬

‫فيروس كورونا بين الحقائق العلمية واألمل الدائم في الشفاء‬

‫الفيــروس الجديــد (كوفيــد ‪ )19‬يصبــح عددهــا ســبعة وترجــع‬ ‫تســمية كورونــا إلــى الشــكل التاجــي للفيــروس‪.‬‬ ‫ماهي أعراض هذا الفيروس؟‬ ‫تبــدأ أعــراض هــذا الفيروس بحمـّــى‪ ،‬ثم ســعال جــاف‪ ،‬وبعدها‬ ‫يبــدأ المريــض فــي المعانــاة مــن صعوبــة فــي التنفــس قــد يحتــاج‬ ‫المصــاب علــى إثرهــا إلــى رعايــة طبيــة داخــل المستشفى‪.‬وتشــير‬ ‫اإلحصــاءات إلــى أن واحــدا مــن كل أربعــة تكــون إصابتــه خطيــرة‪.‬‬ ‫ومــن النــادر أن تتضمــن األعــراض األوليــة للمــرض رشــح األنــف‬ ‫والعطــس‪ .‬وقــد وقــع اكتشــاف أول حالــة مصابــة بفيــروس كورونــا‬ ‫فــي األول مــن ديســمبر الماضــي‪.‬‬ ‫وتظهــر علــى المصابيــن بفيــروس كورونــا مجموعــة متنوعة من‬ ‫األعــراض التــي تتــراوح بيــن أعــراض نزلــة البــرد الخفيفــة وتصــل‬ ‫خاصــة إذا كان المريــض مــن حاملــي أحــد األمــراض المزمنــة‪-‬‬‫إلــى الوفــاة‪ ،‬لكــن هنــاك عديــد الحــاالت مــن المصابيــن بأمــراض‬ ‫مزمنــة تماثلــوا للشــفاء واســتقرت حالتهم‪.‬‬ ‫وتعتبــر منظمــة الصحــة العالميــة أن وضــع الفيروس يســتدعي‬ ‫إعــان حالــة طــوارئ صحيــة عالميــة‪ ،‬ودعــت كافــة الــدول للتوقــي‬ ‫مــن هــذا االنتشــار الوبائــي‪.‬‬ ‫متى تنتقل العدوى من المصابين؟‬ ‫المعطيــات الحاليــة تفيــد أن المصابين الذين تأكدت إصابتهم‬ ‫يمكنهــم نقــل العــدوى حتــى قبــل أن تظهــر عليهــم األعــراض‪ ،‬وهنا‬

‫تحديدا يظهر ســبب االنتشــار الســريع للفيروس وخطورته‪.‬‬ ‫ويقــدر الوقــت بيــن اإلصابــة الفعليــة وظهــور األعــراض‪،‬‬ ‫المعــروف بفتــرة حضانــة الفيــروس‪ ،‬بمــا يتــراوح بيــن يــوم و‪14‬‬ ‫يومــا‪ ،‬وهــي الفتــرة التــي قــدرت لمــدة الحجــر الصحــي‪.‬‬ ‫والكورونــا أو كوفيــد ‪ 19‬هــي عكــس فيروســات الســارس‬ ‫واإليبــوال‪ ،‬التــي ال تنتقــل فيهــا العــدوى إال بعــد ظهــور األعــراض‪،‬‬ ‫وهــي كذلــك مشــابهة لإلنفلونــزا فهــي مــن األمثلــة الشــائعة‬ ‫للفيروســات التــي تنتقــل عدواهــا‪ ،‬حتــى قبــل أن يــدرك المصــاب‬ ‫بهــا أنــه مريــض‪. .‬‬ ‫وينتقــل الفيــروس عبــر االحتــكاك المباشــر بأحــذ حامليــه أو‬ ‫عنــد لمــس أي جســم يمكــن للفيــروس العيــش فيــه‪ ،‬ومــن ثــم لمس‬ ‫الوجــه دون تعقيــم وغســل اليديــن‪ .‬لهــذا فــإن الحجــر الصحــي‬ ‫الكامــل كان الحــل األنجــع الــذي مكــن الصيــن مــن الســيطرة علــى‬ ‫رقعــة انتشــار الفيــروس‪ ،‬وأنــه بمجــرد ال مســؤولية أحــد حاملــي‬ ‫الفيــروس يمكــن أن تحــدث طفــرة فــي عــدد المصابيــن بــه كمــا‬ ‫حــدث مــع إحــدى الحــاالت فــي كوريــا الجنوبيــة رغــم تقدمهــا‬ ‫التقنــي الهائــل‪.‬‬ ‫لذلــك اليــوم اختــارت دول مثــل فرنســا الحجــر الصحي الكامل‬ ‫وحظــر التجــوال إال أمــام الحــاالت الخاصــة ومــع توقيــع عريضــة‬ ‫تفســر فيهــا ســبب خروجــك مــن المنــزل تســتظهر بهــا لرجــال‬ ‫األمــن‪.‬‬

‫هل هناك عالج للفيروس؟‬ ‫ال يوجــد أمصــال مضــادة للفيــروس وال أدويــة للعــاج منــه‪،‬‬ ‫لكــن هنــاك عمــل علــى تطويــر أمصــال وأدويــة لفيــروس كورونــا أو‬ ‫كوفيــد ‪ 19‬يجــري فــي الوقــت الراهــن علــى قــدم وســاق‪.‬‬ ‫وتنعقــد اآلمــال علــى األبحــاث التــي أُجريــت لتطويــر مصــل‬ ‫مضــاد لفيــروس ميــرس‪ ،‬وهــو أيضــا من عائلــة فيروســات كورونا‪،‬‬ ‫فــي أن تكــون المهمــة أســهل وتتســابق مخابــر فرنســية وأمريكيــة‬ ‫وألمانيــة علــى إيجــاد اللقــاح‪ ،‬وقــد أجريــت تجــارب أمصــال فعــا‬ ‫علــى متطوعيــن‪ ..‬كمــا أن عديــد المستشــفيات وخاصــة فــي‬ ‫الصيــن تجــرب مضــادات الفيروســات المتوافــرة بالفعــل لمعرفــة‬ ‫مــا إذا كان أي منهــا يمكنــه عــاج هــذا الفيــروس‪.‬‬ ‫وأغلــب أعــراض الفيــروس يمكــن التعاطــي معهــا وعالجهــا‬ ‫وهــذه المنطقــة هــي منطقــة األمــل والمقاومــة‪ ،‬فقــد بثــت أحــد‬ ‫التقاريــر التلفزيونيــة قصــة نجــاة رجــل تســعيني صينــي وأيضــا‬ ‫نجــاة عمــدة منطقــة بادوفــا الســبعيني اإليطالــي وال ننســى أصغر‬ ‫ناجيــة وهــي الرضيعــة الصينيــة مــن ووهــان التــى تبلــغ مــن العمــر‬ ‫اآلن أربعــة أشــهر‪ ،‬عــادت إلــى حضــن أمهــا الدافــئ والتــي شــفيت‬ ‫كذلــك مــن الفيــروس‪.‬‬ ‫فقــط حاولــوا االلتــزام بإجــراءات النظافــة وااللتــزام بالحجــر‬ ‫وتقليــل الحركــة أكثــر مــا يمكــن مــع التواصــل مــع الجهــات الطبية‬

‫المعنيــة عنــد الشــعور بــأي مــن أعــراض الفيــروس‪ ،‬وطبعــا تطبيق‬ ‫كل التوصيــات الطبية‪.‬‬ ‫كيف نحافظ على صحتنا النفسية‬ ‫ونتجنب الهلع المفرط؟‬ ‫تتعــدد المقاربــات والنصائــح النفســية التــي ســوف تجدهــا‬ ‫علــى اإلنترنــت أو تســمعها مــن الطبيــب النفســي أو األخصائــي‬ ‫النفســي وتتفــق أغلبهــا علــى محاولــة التأكد من مصــادر المعلومة‬ ‫واالتصــال بالجهــات الطبيــة عنــد اإلحســاس بأحــد أعــراض‬ ‫الفيــروس حــاول أيضــا أن ال تشــاهد فيديوهــات غيــر موثــوق‬ ‫بمصادرهــا عبــر شــبكة اإلنترنــت وتجنــب كل النصائــح مــن‬ ‫المختصيــن‪ ..‬وحــاول أن تكــون إيجابيــا فــي التعامــل مــع‬ ‫غيــر‬ ‫ّ‬ ‫إلزاميــة البقــاء فــي المنــزل ‪ ..‬إنــه وقــت للهــروب مــن نســق الحيــاة‬ ‫المعاصــرة الســريعة‪ ،‬وقــت للجلــوس أمــام التلفــاز ومشــاهدة‬ ‫األفــام أو العــودة للنقاشــات والحلقــات العائليــة‪.‬‬ ‫الحيــاة المعاصــرة نســقها ســريع جــدا وهــي ال تقــدم دائمــا‬ ‫مثــل هــذه الفــرص‪ ،‬أنــا متأكــد أن لــكل منكــم برنامجــه الخــاص‬ ‫الجميــل الــذي تخيلــه فــي فتــرة الحجــر فلنعــد إلــى مخيلتنــا‬ ‫ونتســلح باألمــل‪ ،‬ذلــك الرجــل الصينــي التســعيني الــذي نجــا مــن‬ ‫الكورونــا طلــب رؤيــة مشــهد غــروب الشــمس قبــل فتــرة الحجــر‬ ‫الصحــي‪ ،‬ربمــا مــن يتعلــق بخيــوط الضــوء ينجــو‪ ،‬دعونــا نســمع‬ ‫كالم الطبيــب ونتســلح بالتفــاؤل‪.‬‬


‫‪2‬‬ ‫شؤون محليــة‬

‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫الموافق ‪ ٢٢‬مارس ‪2020‬‬

‫األحــد ‪ ٢٧‬رجب ‪1441‬‬

‫وصول جهاز حديث لتشخيص حاالت االشتباه بـ(كورونا)‬ ‫الصباح‪ /‬وكاالت‬ ‫اســتقبل مطــار معيتيقــة‬ ‫طائــرة جهــاز اإلســعاف الطائــر‬ ‫(سيســنا سايتيشــن) والتــي‬ ‫حملــت علــى متنهــا جهــازا‬ ‫مخبريــا يســتخدم لتحليــل‬

‫تعقيم‬ ‫شوارع طرابلس‬

‫الصباح‪ /‬وكاالت‬ ‫بــدأت بلديــة طرابلــس المركــز حملــة‬ ‫تعقيــم وتطهيــر لشــوارع المدينــة‪ ،‬ضمــن‬ ‫اإلجــراءات االحترازيــة للوقايــة مــن‬ ‫انتشــار فيــروس «كورونــا» المســتجد‪.‬‬ ‫وقــال المكتــب اإلعالمــي للبلديــة‪،‬‬ ‫إن فريــق عمــل النظافــة العامــة ببلديــة‬ ‫طرابلــس المركــز‪ ،‬وبإشــراف مــن عميــد‬ ‫ووكيــل البلديــة‪ ،‬قامــوا بتعقيــم وتطهيــر‬ ‫شــوارع البلديــة بمــادة الكلــور‪.‬‬

‫وتشــخيص‬ ‫الفيروســات‬ ‫حــاالت اإلصابــة بفيــروس‬ ‫كورونــا المســتجد)‪ ،‬والــذي‬ ‫يعــد مــن أحــد أحــدث األجهــزة‬ ‫المســتخدمة فــي هــذا المجــال‪.‬‬ ‫وبحســب تصريــح مديــر‬

‫مكتــب الوكيــل العــام الســيد‬ ‫(محمــود بــن محمــود) فــإن‬ ‫الجهــاز المقــدم مــن شــركة‬ ‫«ألفــا» للمعــدات الطبيــة‪ ،‬وصــل‬ ‫مــع كامــل ملحقاتــه وسيســتخدم‬ ‫لرفــع جاهزيــة مختبــر المركــز‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫منتصر بشير الشريف‬ ‫المدير الفني‬ ‫صبري الهادي المهيدوي‬

‫السكرتير الفني‬ ‫مناف بن دلة‬

‫البريد االلكتروني‬ ‫‪WWW. ALSABAAH.LY‬‬ ‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫العنوان‬

‫شارع ‪ ١٧‬فبراير ‪ -‬الجمهورية سابقًا‬

‫وزارة الداخلية تقفل‬ ‫المطاعم والمقاهي بشكل كامل‬

‫البدء في تزويد محطات وقود العاصمة بـ«‪ »99‬مليون لتر من البنزين‬ ‫الصباح‪ /‬وكاالت‬ ‫أعلنــت لجنــة أزمــة الوقــود المشــكلة‬ ‫بقــرار مــن المجلــس الرئاســي بدءهــا بتزويــد‬ ‫محطــات الوقــود فــي مدينــة طرابلــس‬ ‫وضواحيهــا بعــد تفريــغ كل مــن الناقلــة «أنــوار‬ ‫أفريقيــا « حمولــة تقدربـــ «‪ 34‬مليــون لتــر» و‬ ‫أنــوار الخليــج «‪ »31‬مليــون لتــر‪ ،‬وأنــوار ليبيــا‬ ‫«‪ »34‬مليــون لتــر‪.‬‬ ‫جــاء ذلــك خــال االجتمــاع الــذي عقدتــه‬ ‫أمــس الســبت برئاســة مديــر إدارة الدعــم‬ ‫المركــزي العميــد «محمــد فتــح اللــه» لبحــث‬ ‫‪ ،‬األســباب الرئيســة لنقــص الوقــود خــال‬ ‫هــذه األيــام نظــرا لســوء األحــوال الجويــة فــي‬ ‫مينــاء طرابلــس البحــري وعــدم تمكــن الناقلــة‬ ‫«أنــوار أفريقيــا»‪ ،‬مــن دخــول المينــاء إلفــراغ‬ ‫حمولتهــا‪ ،‬األمــر الــذي أدى إلــى التأخيــر‬ ‫فــي تزويــد المحطــات بالوقــود وتوفيــره مــن‬ ‫مســتودع مصراتــة النفطــي لتغطيــة النقــص‬ ‫الموجــود بالمحطــات لحيــن تحســن األوضــاع‬ ‫الجويــة ودخــول الناقــات‪ ،‬داعيــة المواطنيــن‬ ‫إلــي عــدم اإلنجــرار وراء الشــائعات التــي‬ ‫ترهقهــم وتدفعهــم إلــى االصطفــاف لســاعات‬ ‫طويلــة أمــام المحطــات وخلــق المختناقــات‬ ‫المروريــة و اإلزدحــام غيــر المبــرر‪ ،‬خاصــة‬ ‫فــي ظــل اإلجــراءات اإلحترازيــة ضــد فيــروس‬

‫«كورونــا»‪ ٠٠‬كمــا تــم خــال االجتمــاع تأكيــد‬ ‫وجــود ناقلــة فــي مينــاء الزاويــة النفطــي فــي‬ ‫انتظــار منحهــا اإلذن لتفريــغ الحمولــة تحمــل‬ ‫علــى متنهــا عــدد»‪ »40‬مليــون لتــر بنزيــن‬ ‫باإلضافــة لتفريــغ عــدد» ‪« 40‬مليــون لتــر‬ ‫أخــرى فــي مســتودع مصراتــة النفطــي‪.‬‬ ‫وكانــت ‬شــركة‬ ‪‭‬البريق ـة‬ ‪‭‬لتســويق‬ ‪‭‬النفــط قــد‬

‫الصحة العالمية تثني على إجراءات فحص‬ ‫«كوفيد ‪ »19‬بالمختبر المرجعي‬

‫أكــدت‬ ‪‭‬أن‬ ‪‭‬عملي ـة‬ ‪‭‬توزي ـع‬ ‪‭‬الوقــود‬ ‪‭‬عب ـر‬ ‪‭‬مســتودع‪‭‬‬ ‫‬مصراتــة‬ ‪‭‬النفطــي‬ ‪‭‬مســتمرة‪‭ ‬،‬لتزويــد‬ ‪‭‬كافــة‪‭‬‬ ‫‬المحطــات‬ ‪‭‬بمدينــة‬ ‪‭‬طرابلــس‬ ‪‭‬وضواحيهــا‬‪‭.‬‬ ‫وفــي ســياق ذي الصلــة‪ ،‬قــام ‬نائ ـب‬ ‪‭‬رئي ـس‪‭‬‬ ‫‬المجلـس‬ ‪‭‬الرئاسـي‬ ‪‭‬الســيد‬ ‪‭‬أحمـد‬ ‪‭‬عمـر‬ ‪‭‬معيتيـق‪‭‬‬ ‫‬ ‬يــوم‬ ‪‭‬الخمي ـس‬ ‪‭‬الماض ـي‬ ‪‭‬بجول ـة‬ ‪‭‬داخ ـل‬ ‪‭‬مينــاء‪‭‬‬ ‫‬طرابل ـس‬ ‪‭‬البحــري‬ ‪‭‬وق ـف‬ ‪‭‬خالله ـا‬ ‪‭‬عل ـى‬ ‪‭‬عملي ـة‪‭‬‬

‫‬تفريــغ‬ ‪‭‬الوقــود‬ ‪‭‬مــن‬ ‪‭‬الناقلــة‬ ‪‭‬‮«‬ ‪‭‬أنــوار‬ ‪‭‬النصــر‮»‬‪‭،‬‬ ‫‬وانســيابية‬ ‪‭‬تزويــده‬ ‪‭‬إلــى‬ ‪‭‬شــركات‬ ‪‭‬التوزيــع‪‭،‬‬ ‫‬وآليــة‬ ‪‭‬تفريــغ‬ ‪‭‬الغــاز‬ ‪‭‬الســائل‬ ‪‭‬المخصــص‪‭‬‬ ‫‬للمنــازل‪‭ ‬،‬واطل ـع‬ ‪‭‬عل ـى‬ ‪‭‬اإلجــراءات‬ ‪‭‬االحترازي ـة‪‭‬‬ ‫‬المتخــذة‬ ‪‭‬للوقايــة‬ ‪‭‬مــن‬ ‪‭‬وبــاء‬ ‪‭‬‮»‬كورونــا‮»‬‪‭ ‬،‬مــن‪‭‬‬ ‫‬خــال‬ ‪‭‬الدليـل‬ ‪‭‬اإلرشــادي‬ ‪‭‬الموحـد‬ ‪‭‬لإلجــراءات‪‭‬‬ ‫‬االســتثنائية‬ ‪‭‬الوقائيــة‬ ‪‭‬للســفن‬ ‪‭‬النفطيــة‬‪‭ .‬‬

‫يســتعد المجلــس البلــدي‬ ‫ســوق الجمعــة إلطــاق حملــة‬ ‫الــرش والتعقيــم لمختلــف‬ ‫والمؤسســات‬ ‫المرافــق‬ ‫واالحيــاء الســكنية ‪ ،‬حيــث‬ ‫وصلــت الدفعــة األولــى مــن‬ ‫ســيارات الــرش لمدينــة‬ ‫طرابلــس ضمــن الحملــة‬ ‫الوطنيــة ضــد فيــروس كورونــا‪.‬‬ ‫وذكــر المجلــس أن الفــرق‬ ‫الفنيــة بــدأت فــي التجيهــزات‬ ‫وتركيــب معــدات الــرش علــي‬ ‫الســيارات المخصصــة مــن‬ ‫قبــل البلديــة بمســاعدة فريــق‬ ‫العمــل التطوعــي وبمشــاركة‬ ‫رئيــس غرفــة الطــوارئ واألزمــة‬ ‫الدكتــور خالــد المغبــوب وعميد‬ ‫البلديــة الدكتــور هشــام بــن‬ ‫يوســف‪ . .‬وأفــاد أن التجهيــزات‬

‫التــي تــم توفيرهــا ألجــل هــذه‬ ‫الحملــة هــي ‪ 5 :‬ســيارات رش‬ ‫‪ 50 ،‬جهــاز رش محمــول ‪2 ،‬‬ ‫ســيارات «صهريــج» لتطهيــر‬ ‫الطــرق ‪ ،‬باإلضافــة إلــى‬ ‫صيانــة ‪ 3‬ســيارات إطفــاء‬ ‫وتجهيزهــا للمســاهمة فــي‬ ‫تنظيــف الطــرق وتطهيرهــا ‪..‬‬ ‫وأضــاف أن الحملــة ســتتضمن‬ ‫أيضــا ً توريــد بضاعــة التعقيــم‬ ‫و الوقايــة والبــدل لكافــة فــرق‬ ‫العمــل ‪ ،‬تجهيــز اماكــن حجــر‬ ‫وعــاج ‪ ،‬توفيــر اجهــزة كشــف‬ ‫للمرافــق الصحيــة ‪،‬تجهيــز‬ ‫عــدد ‪ 8‬ســيارات أســعاف‬ ‫‪ ،‬تدريــب العناصــر الطبيــة‬ ‫والطبيــة المســاعده وتشــكيل‬ ‫فريــق العمــل التطوعــي‪،‬كل‬ ‫وفــق المهــام المختــص بــه‬

‫مراقبة تعليم سوق الجمعة‬

‫كتبت ‪ :‬نفيسة حمزة‬ ‫أقامــت وحــدة دعــم وتمكيــن المــرأة بمراقبــة تعليــم ســوق الجمعــة ببلدية ســوق الجمعة‬ ‫األســبوع الماضي احتفاالً بمناســبة يومي المرأة العالمي والمعلم‪ ،‬تخلله فقرات متنوعة‬ ‫وتكريــم للمعلمــات المتقاعــدات التابعــات للمراقبــة وتقديــم هدايــا للمدارس المشــاركة‪..‬‬ ‫الحفــل حضــره الســيد رشــاد بشــر وعــدد مــن مــدراء المــدارس والســيدة ســميرة والــي‬ ‫رئيــس قســم دعــم وتمكــن المــرأة‪ ،‬والتــي ألقــت كلمــة شــكرت فيهــا المشــرفين عــل تنظيــم‬ ‫الحفــل خاصــة مدرســة رســل الحضــارة التــى قــدم تالميذهــا لوحــة فنيــة غنائيــة والفريق‬ ‫المســرحي بمدرســة الجهــاد‪ ،‬الــذي ســاهم بمســرحية بعنــوان «نســاء ليبيــا ودور المــرأة‬ ‫فــي دعــم المجتمع»‪.‬‬

‫أوقاف زليتن تعقد اجتماعا لمكافحة «كورونا»‬

‫كتب ‪ :‬فتحى الســلينى‬ ‫عقــد مكتــب األوقــاف والشــؤون اإلســامية‬ ‫بزليتــن األســبوع الماضــي اجتماعــه غيــر العــادي‬ ‫بقاعــة االجتماعــات بالمعهــد العالــي للتقنيــات‬ ‫الهندســية‪ ،‬حيــث ناقــش العديــد مــن المواضــع‬ ‫التــى تركــزت فــي مجملهــا حــول خطــوات مواجهــة‬ ‫انتشــار فيــروس «كورونــا» المســتجد ‪.‬‬ ‫وأفــاد الســيد يوســف الهــادي غبيــق مديــر‬ ‫مكتــب األوقــاف والشــؤون اإلســامية بزليتــن أنهــم‬ ‫تباحثــوا آليــة عمــل الهيئــة الداخليــة المنظمــة‬ ‫لعمــل المســاجد ومتابعتهــا ‪ ،‬باإلضافــة إلــى‬ ‫متابعــة المســاجد لمعرفــة مــدى التــزام القيميــن‬

‫كتــب ‪ :‬معتز محمد‬ ‫أصــدر العميــد خالــد مــازن وكيــل وزارة الداخليــة كتابــا‬ ‫لرئيــس جهــاز الحــرس البلــدي يأمــر فيــه بإغــاق كل‬ ‫المطاعــم والمقاهــي بشــكل نهائــي‪ ،‬وذلــك ضمــن إجــراءات‬ ‫احترازيــة تهــدف إلــى منــع تســلل فيــروس «كورونــا» المســتجد‬ ‫إلــى ليبيــا‪.‬‬ ‫وقالــت الــوزارة فــي بيــان‪ ،‬إن عمــل المطاعــم ســيقتصر علــى‬ ‫تقديــم خدمــات التوصيــل للزبائــن‪ ، ،‬كمــا طالبــت المطاعــم‬ ‫بضــرورة االلتــزام بقــرار اإلقفــال حســب التوقيــت المحــدد‬ ‫مســاء‪ ،‬والتقيــد بشــروط الســامة‬ ‫وهــو الســاعة الرابعــة‬ ‫ً‬ ‫الصحيــة التــي حددهــا المركــز الوطنــي لمكافحــة األمــراض‬ ‫بشــأن الوقايــة مــن الفيــروس‪.‬‬ ‫وقــرر وكيــل وزارة الداخليــة تكليــف األجهــزة األمنيــة‬ ‫ومديريــات األمــن بمتابعــة هــذا اإلجــراء بمرافقــة جهــاز‬ ‫الحــرس البلــدي‪.‬‬ ‫يشــار إلــى أن الــوزارة أعلنــت يــوم الخميــس الماضــي ‪،‬‬ ‫إقفــال األســواق الشــعبية كافــة للحفــاظ علــى أمــن وصحــة‬ ‫الجميــع‪ ،‬كمــا قــررت عــدم الســماح ألي شــخص بالدخــول‬ ‫إلــى المصــارف التجاريــة إال بعــد التزامــه بارتــداء الكمامــات‬ ‫والقفــازات‪ ،‬وتجنــب االزدحــام وتــرك مســافة آمنــة‪ ،‬واالمتثــال‬ ‫لتعليمــات رجــال األمــن بالمصــارف فــي المحافظــة علــى‬ ‫النظــام‪.‬‬

‫بلدي سوق الجمعة يطلق حملة تعقيم للمؤسسات‬

‫أثنــت منظمــة الصحــة العالميــة علــى إجــراءات الفحــص المختبــري التــي تجــرى‬ ‫داخــل المختبــر المرجعــي لصحــة المجتمــع التابــع للمركــز الوطنــي لمكافحــة األمــراض‬ ‫ووصفتهــا بالجيــدة‪.‬‬ ‫جــاء ذلــك خــال زيــارة فريــق مــن منظمــة الصحــة العالميــة الخميــس الماضــي‬ ‫للمختبــر «الفيرولوجــي» التابــع للمركــز الوطنــي لمكافحــة األمــراض فــي طرابلــس‬ ‫لمراقبــة إجــراءات الفحــص التشــخيصية لفيــروس «كوفيد ‪ »19‬المســبب لوبــاء «كورونا»‬

‫يوميـة شاملـة تصـدر عـن‬ ‫هيئـة دعـم وتشجيـع الصحـافـة‬

‫رؤساء األقسام‬ ‫محليات ‪ ..‬طارق بريدعة‬ ‫السياسي ‪..‬عبدالباسط أبودية‬

‫ضمن اإلجراءات االحترازية لمجابهة (كورونا)‬

‫الوطنــي لمكافحــة األمــراض‬ ‫فــي إجــراء الفحوصــات‬ ‫المخبريــة للكشــف عــن الحــاالت‬ ‫التــي يشــتبه بإصابتهــا بفيــروس‬ ‫«كورونــا»‪.‬‬

‫احتفال بيومي المرأة العالمي والمعلم‬

‫مديرا التحرير‬ ‫فتحية حسن الجديدي‬ ‫كمال رمضان الدريك‬

‫العدد ‪٢ ٤٩ :‬‬

‫السن ــة الثانية‬

‫لمعالجة أزمة الوقود المستفحلة‬

‫األحـــد‬ ‫الفجر ‪05 : 53‬‬ ‫الشروق ‪07 : 17‬‬ ‫الظهر ‪01 : 20‬‬ ‫العصر ‪04 : 40‬‬ ‫المغرب ‪07 : 18‬‬ ‫العشاء ‪08 : 38‬‬

‫‪WWW.ALSABAAH.LY‬‬

‫باألعمــال الموكلــة إليهــم‪ ،‬منوهــا ً أن‬ ‫هنــاك جملــة مــن اإلرشــادات يجــب‬ ‫علــى متابعــي المســاجد إتباعهــا كذلــك‬ ‫تنفيذهــا تفاديــا مــن مــرض فايــروس‬ ‫كورونــا المســتجد ‪.‬‬ ‫وأشــار إلــى أن الهيئــة العامــة‬ ‫لألوقــاف أكــدت علــى اســتمرارية‬ ‫منــح المرتبــات والمكافــأت لجميــع‬ ‫المتعاونيــن والوعــاظ التابعيــن لهــا‪،‬‬ ‫مضيفــا ً أن هنــاك إجــراءات ســوف‬ ‫تتخــذ حيــال المخالفيــن هــذه التعليمــات‬ ‫حســب اللوائــح المعمــول بهــا بالهيئــة ‪.‬‬

‫اإلمداد الطبي يواصل دعم المستشفيات‬ ‫يواصــل جهــاز اإلمــداد الطبــي تســليم المستشــفيات وإدارات‬ ‫الخدمــات الصحيــة بالمناطــق احتياجاتهــا مــن األدويــة ومــواد التشــغيل‬ ‫والمــواد الطبيــة الخاصــة بالتعقيــم للوقايــة مــن وبــاء « كورونــا›‪ ،‬طيلــة‬ ‫األيــام الماضيــة‪.‬‬ ‫ويأتــي ذلــك تنفيــذا لتعليمــات رئيــس لجنــة ادارة الجهــاز‬ ‫الدكتورالطاهــر بالخيــر‪ ،‬بتســليم االحتياجــات تنفيــذا لخطــة الطــوارئ‬ ‫الموضوعــة مــن قبــل المختصيــن فــي الجهــاز للمستشــفيات والمرافــق‬ ‫الصحيــة حتــى يتمكنــوا مــن أداء المهــام الموكلــة لهــم خدمــة للمرضــى‬ ‫علــى مــدار الســاعة ‪ ،‬والعمــل علــى مكافحــة الوبــاء بالطــرق العلميــة‬ ‫المتعــارف عليهــا ‪.‬‬

‫تعزية‬

‫نتقــدم بأحــر التعــازي والمواســاة القلبيــة إلــى أســرة الزميــل بالهيئــة‬ ‫العامــة للصحافــة «عمــر ذياب»فــي وفــاة المغفــور لهــا بــإذن اللــه «والدتــه»‪.‬‬ ‫ســائلين اللــه تعالــى أن يتغمــد الفقيــدة بواســع رحمتــه وأن يلهــم أهلهــا‬ ‫وذويهــا جميــل الصبــر والســلوان‪.‬‬ ‫إنا لله وإنا إليه راجون‬ ‫أسرة صحيفة الصباح‬

‫تعزية‬

‫نتقــدم بأحــر التعــازي والمواســاة القلبيــة إلــى الزميــل بالقســم الثقافــي‬ ‫«مهنــد شــريفة» فــي وفــاة المغفــور لــه بــإذن اللــه «والــده»‪.‬‬ ‫ســائلين اللــه تعالــى أن يتغمــد الفقيــد بواســع رحمتــه وأن يلهــم أهلــه‬ ‫وذويــه جميــل الصبــر والســلوان‪.‬‬ ‫«إنا لله وإنا إليه راجعون»‬ ‫أسرة صحيفة الصباح‬


‫حوار العدد‬

‫‪5‬‬

‫الثقايف‬

‫مفاهيم المكان واقتناص التفاصيل‬

‫مدير حترير‬

‫نصرالدين الورشفاني‬ ‫إخراج وتنفيذ ‪ /‬ناصر أبوعزة‬ ‫األحد ‪ 27‬رجب ‪1441‬‬

‫الموافق ‪ 22‬مارس ‪2020‬‬

‫أشرعة‬

‫تمرد اللون‬

‫محطة‬ ‫للسؤال‪..‬‬

‫إشــراقة تلتهــم بقايــا عثــرات‬ ‫الضــوء جانبــا ‪ ،‬وترتحــل‬ ‫عبــر مســامع الجــدران ‪،‬‬ ‫تختلــط أضــواء المدينــة‬ ‫مــع بصيــص أنــوار هــذا‬ ‫الزخــم المتراكــم مــن‬ ‫الجمــال ‪ ،‬إبــداع مســتمر‬ ‫إلصــرار يســتحيل غرقــا ‪،‬‬ ‫أنــت أيهــا اإلنســان تنهمــر‬ ‫لــك الطرقــات أمــا ‪ ،‬تختــال‬ ‫عبــرك الكلمــات الصامتــة‬ ‫فــوق مســالك البهــاء ‪،‬‬ ‫تجتــر عبــرات قاتمــة اللــون‬ ‫لتنــزف شــوقا للوصــول إلــى‬ ‫متاهــات أخــرى ‪ ،‬لتلتحــم‬ ‫بمكامــن حيرتــك ‪ ،‬لتوصــل‬ ‫بعضــا منــك إلــى أبــواب‬ ‫تكتــظ فرحــا وتنتهــل ســعادة‬ ‫مــن أيــدي األلــم ‪.‬ومــازال‬ ‫هــذا الضــوء يغمــق ويتطــاول‬ ‫لينفــذ عبــر تلــك المفاصــل‬ ‫المتورطــة فــي الصمــت‬ ‫والســكون ‪.‬‬

‫لوحة ‪ /‬مرعي التليسي‬

‫ما يمكن معرفته من طاعون ألبير كامي‬ ‫عن الكارثة والعدوى والحالة البشرية‬

‫ترجمة ‪ /‬عبدالسالم الغرياني‬ ‫هــذا الســؤال يكــون عــاد ًة نظر ًيــا‪ :‬مــا هــو‬ ‫شــعورك عندمــا تجــد مدينتــك ‪ ،‬ودولتــك ‪ ،‬معزولة‬ ‫عــن بقيــة العالــم ‪ ،‬مواطنوهــا يقتصــر وجودهــم‬ ‫فــي منازلهــم ‪ ،‬مــع انتشــار العــدوى ‪ ،‬وإصابــة‬ ‫اآلالف ‪ ،‬وإخضــاع آالف أخــرى للحجــر الصحــي؟‬ ‫كيــف تتأقلــم إذا تســبب الوبــاء فــي تعطيــل‬ ‫الحيــاة اليوميــة ‪ ،‬وإغــاق المــدارس ‪ ،‬وازدحــام‬ ‫المرضــى فــي المستشــفيات ‪ ،‬وتعليــق التجمعــات‬ ‫االجتماعيــة ‪ ،‬واألحــداث الرياضيــة والحفــات‬ ‫الموســيقية ‪ ،‬والمؤتمــرات ‪ ،‬والمهرجانــات‬ ‫وخطــط الســفر إلــى أجــل غيــر مســمى؟‬ ‫فــي عــام ‪ ، 1947‬عندمــا كان عمــره ‪ 34‬عا ًمــا ‪،‬‬ ‫قــدم ألبيــر كامــي ‪ ،‬الكاتــب الفرنســي‪ ،‬الجزائــري‬ ‫المولــد (الــذي فــاز بجائــزة نوبــل لــآداب بعــد‬ ‫عشــر ســنوات ‪ ،‬ومــات فــي حــادث ســيارة بعــد‬ ‫مفصلــة ومذهلــة‬ ‫ذلــك بثــاث ســنوات) إجابــة‬ ‫ّ‬ ‫علــى هــذه أســئلة فــي روايتــه الطاعــون‪ .‬يــؤرخ‬ ‫الكتــاب الوصــول المفاجــئ والرحيــل البطــيء‬ ‫لتفشــي طاعــون خيالــي إلــى مدينــة وهــران‬ ‫الســاحلية الجزائريــة فــي شــهر أبريــل ‪ ،‬فــي‬ ‫وقــت مــا فــي األربعينيــات‪ .‬وبمجــرد أن اســتقر‬ ‫‪ ،‬ظــل الوبــاء يخيــم علــى حيــاة وعقــول ســكان‬ ‫البلــدة حتــى شــهر فبرايــر التالــي ‪ ،‬عندمــا يغــادر‬ ‫بالســرعة التــي جــاء بهــا‪ ،‬بمــا ال يمكــن تفســيره‬ ‫«ينزلــق مــرة أخــرى إلــى المخبــأ الغامــض الــذي‬ ‫خــرج منــه خلســة”‪.‬‬ ‫ســواء قــرأت الطاعــون أم ال ‪ ،‬فــإن الروايــة‬ ‫تتطلــب القــراءة ‪ ،‬أو إعــادة القــراءة ‪ ،‬فــي هــذه‬ ‫اللحظــة الوطنيــة والدوليــة المتوتــرة ‪ ،‬حيــث‬ ‫يكتســح المــرض الجديــد (كوفيــد ‪ ، )19‬مــن‬ ‫فيــروس كورونــا ‪ ،‬الكــرة األرضيــة‪.‬‬

‫العدد ‪249 :‬‬

‫السنة الثانية‬

‫منــذ ظهــوره فــي أواخــر العــام الماضــي فــي‬ ‫مدينــة ووهــان الصينيــة (كانــت المدينــة مغلقــة‬ ‫منــذ ينايــر) ‪ ،‬فقــد انتشــر بســرعة هائلــة ‪،‬‬ ‫وغــزا أكثــر مــن مائــة دولــة ‪ ،‬وأذعــر الســكان‬ ‫واألســواق الماليــة ووضــع المــدن ‪ ،‬والمناطــق ‪،‬‬ ‫ودولــة بأســرها وهــي إيطاليــا ‪ ،‬تحــت الحجــر‬ ‫الصحــي‪ .‬أغلقــت أماكــن العمــل والمــدارس‬ ‫والكليــات أو انتقلــت إلــى اإلنترنــت فــي العديــد‬ ‫مــن المــدن األمريكيــة‪ .‬أُلغيــت الفعاليــات ؛ و‬ ‫وصنــف الوبــاء‬ ‫ُحظــر الســفر غيــر الضــروري‪ُ .‬‬ ‫بـــالجائحة‪ .‬قــد تجــد لنفســك وقتًــا للقــراءة‬ ‫أكثــر مــن المعتــاد‪ .‬روايــة كامــي لهــا صلــة‬ ‫جديــدة وإلحاحيــة ‪ -‬ودروس لتقديمهــا‪.‬‬ ‫اطمئــن ‪ ،‬قبــل أن تتنــاول هــذا الكتــاب ‪،‬‬ ‫أنــه مهمــا كان الخــوف المرعــب مــن (كوفيــد‬ ‫‪ ، )19‬فإنــه ليــس قري ًبــا مــن الدمــار مثــل‬ ‫طاعــون كامــي‪ .‬فــي القــرن الرابــع عشــر ‪،‬‬ ‫قتــل الطاعــون النزفــي ‪ ،‬المعــروف ً‬ ‫أيضــا‬ ‫باســم «المــوت األســود» مــا يقــرب مــن ثلــث‬ ‫النــاس فــي قــارة أوروبــا‪ .‬عندمــا اجتــاح لنــدن‬ ‫فــي ‪ 1656‬و ‪ ، 1657‬قتــل مــا يقــرب مــن ربــع‬ ‫الســكان‪ .‬فــي حــال لــم تكــن تعلــم ‪ ،‬ال يــزال‬ ‫الطاعــون ال ُدملــي أو النزفــي موجــو ًدا اليــوم‬ ‫‪ ،‬ليــس فقــط فــي جيــوب آســيا وأفريقيــا‬ ‫‪ ،‬ولكــن فــي الجنــوب الغربــي األمريكــي‪.‬‬ ‫ينتقــل عــن طريــق البراغيــث مــن القــوارض‬ ‫المصابــة ‪ ،‬ويتســبب فــي ارتفــاع درجــة الحــرارة‬ ‫والقــيء وتــورم مؤلــم ونــزف (ومــن هنــا جــاء‬ ‫اســم «النزفــي»)‪ .‬حتــى عنــد العــاج بالمضــادات‬ ‫الحيويــة يكــون معــدل الوفيــات ‪ 10‬فــي المائــة‬ ‫؛ وفــي حالــة عــدم معالجتهــا ‪ ،‬تصــل إلــى ‪90‬‬ ‫بالمائــة‪ .‬فيــروس كورونــا ليــس بعيــدا عــن ذلــك‪.‬‬

‫عندمــا كتــب كامــي هــذه الروايــة ‪ ،‬لــم يكــن‬ ‫هنــاك وبــاء الطاعــون فــي وهــران‪ .‬ومــع ذلــك ‪،‬‬ ‫فقــد دمــرت المدينــة فــي القــرن الســادس عشــر‬ ‫والســابع عشــر‪ .‬ولكــن فــي حيــن أن الطاعــون‬ ‫ينقــل أعراضــا وعواقــب واقعيــا و ســريريا ‪ ،‬هــذا‬ ‫الوبــاء تحــت عدســة المؤلــف ليســت فســيولوجية‬ ‫بقــدر مــا هــي اجتماعيــة وفلســفية‪ .‬علــى الرغــم‬ ‫مــن أن روايتــه تتتبــع تطــور وبــاء معيــن فــي مدينــة‬ ‫وبلــد وإطــار زمنــي معيــن ‪ ،‬فــإن موضــوع كامــي‬ ‫الحقيقــي يقــع خــارج الزمــان والمــكان‪.‬‬ ‫قصــده مجــازي‪ :‬يعالــج أي عــدوى قــد تجتــاح‬ ‫أي مجتمــع‪ .‬مــن مــرض مثل الكوليــرا أو اإلنفلونزا‬ ‫اإلســبانية أو اإليــدز أو الســارس أو لــ َم ال حتــى‬ ‫مــع (كوفيــد )‪ 19‬؛ إليديولوجيــة المتآكلــة ‪ ،‬مثــل‬ ‫الفاشــية أو الشــمولية ‪ ،‬التــي يمكــن أن تصيــب‬ ‫شــع ًبا بأكملــه‪ .‬كان كامــي قــد رأى النازييــن‬ ‫يجتاحــون باريــس عــام ‪ 1940‬خــال الحــرب‬ ‫العالميــة الثانيــة‪ .‬بينمــا كان يكتــب الطاعــون ‪ ،‬كان‬ ‫رئيــس تحريــر مجلــة (كومبــات) ‪ ،‬مجلــة المقاومــة‬ ‫الفرنســية ‪ ،‬التــي كان مــن بيــن المســاهمين‬ ‫أندريــه مالــرو ‪ ،‬جــان بــول ســارتر وريمونــد آرون‪.‬‬ ‫رأى عالقــة بيــن العــدوى الجســدية والنفســية ‪،‬‬ ‫التــي ينســجها بخيــط واحــد فــي الروايــة‪.‬‬ ‫مــع بدايــة القصــة ‪ ،‬تتســرب الفئــران مــن ظــال‬ ‫وهــران ‪ ،‬واحــدة تلــو األخــرى ‪ ،‬ثــم فــي «دفعــات»‬ ‫تنتهــي بشــكل مــروع فــي عمليــات اإلنــزال أو فــي‬ ‫الشــارع‪ .‬أول مــن واجــه هــذه الظاهــرة هــو طبيــب‬ ‫محلــي يدعــى ريــو ‪ ،‬الــذي اســتدعى حارســه ‪،‬‬ ‫ميشــيل ‪ ،‬للتعامــل مــع هذا اإلزعــاج ‪ ،‬و ُذهل عندما‬ ‫رأى ميشــيل «غاض ًبــا» بــدالً مــن االشــمئزاز‪.‬‬ ‫ميشــيل مقتنــع بــأن الشــباب «المحنكيــن» يجــب أن‬ ‫يكونــوا قــد زرعــوا الحشــرات فــي رواقــه كمزحــة‪.‬‬ ‫مثــل ميشــيل ‪ ،‬يســيء معظــم مواطنــي وهــران‬ ‫تفســير «البــوادر المحيــرة» المبكــرة ‪ ،‬ويفقــدون‬ ‫أهميتهــا األوســع‪ .‬لبعــض الوقــت ‪ ،‬فــإن اإلجــراء‬ ‫الوحيــد الــذي يتخذونــه هــو إدانــة إدارة الصــرف‬ ‫الصحــي المحليــة والتذمــر مــن الســلطات‪ .‬يعكــس‬ ‫الــراوي‪« :‬فــي هــذا الصــدد ‪ ،‬كان ســكان بلدتنــا‬ ‫مثــل أي شــخص آخــر ‪ ،‬ملفوفيــن فــي أنفســهم»‪.‬‬ ‫«لقــد كانــوا إنســانيين‪ :‬نكــروا األوبئــة»‪ .‬يُظهــر‬ ‫كامــي مــدى ســهولة الخلــط بيــن وبــاء ومزعــج‪.‬‬ ‫ولكــن بعــد ذلــك مــرض ميشــيل ومــات‪ .‬بينمــا‬ ‫يتعامــل ريــو مــع الجثــة ‪ ،‬الحــظ عالمــات منبهــة‬ ‫للطاعــون ‪ ،‬ولكــن فــي البدايــة يقنــع نفســه بأنــه ‪،‬‬ ‫«ال يجــب أن ينزعــج العامــة ‪ ،‬وهــذا لــن يحــدث‬ ‫علــى اإلطــاق‪ ».‬يوافــق بيروقراطيــو وهــران‬ ‫علــى ذلــك‪ .‬الحاكــم (مثــل العمــدة أو الحاكــم‬

‫فــي الجزائــر االســتعمارية) «شــخصيا مقتنــع‬ ‫أنــه إنــذار كاذب‪ ».‬يصــر ريتشــارد ‪ ،‬البيروقراطــي‬ ‫مــن درجــة منخفضــة ‪ ،‬علــى أنــه ال يجــب تحديــد‬ ‫المــرض رســم ًيا علــى أنــه طاعــون ‪ ،‬ولكــن يجــب‬ ‫اإلشــارة إليــه فقــط علــى أنــه «نــوع خــاص مــن‬ ‫الحمــى»‪ .‬ولكــن مــع زيــادة وتيــرة عــدد الوفيــات‬ ‫‪ ،‬يرفــض ريــو التعبيــر الملطــف ‪ ،‬ويضطــر قــادة‬ ‫المدينــة إلــى اتخــاذ إجــراءات‪.‬‬ ‫يشــير كامــي أن الســلطات مســؤولة عــن‬ ‫التقليــل مــن خطــر الوبــاء ‪ ،‬إلــى أن يصبــح الدليــل‬ ‫ال يمكــن إنــكاره أن ردة الفعــل أكثــر خطــورة مــن‬ ‫ردة الفعــل المفرطــة‪ .‬ويكتــب أن معظــم النــاس‬ ‫يشــاركون هــذا االتجــاه ‪ ،‬إنهــا هشاشــة إنســانية‬ ‫عالميــة‪« :‬الــكل يعــرف أن األوبئــة لديهــا طريقــة‬ ‫للتكــرار فــي العالــم‪ .‬ومــع ذلــك نجــد بطريقــة مــا‬ ‫أنــه مــن الصعــب أن نصــدق تلــك التــي تتحطــم‬ ‫علــى رؤوســنا مــن ســماء زرقــاء «‪.‬‬ ‫وفــرض‬ ‫ســرعان مــا تُغلــق بوابــات المدينــة‬ ‫ْ‬ ‫الحجــر الصحــي ‪ ،‬ممــا يعــزل ســكان وهــران عــن‬ ‫بعضهــم البعــض وعــن العالــم الخارجــي‪ .‬يقــول‬ ‫الــراوي‪« :‬إن أول شــيء جلبــه الطاعــون إلــى‬ ‫بلدتنــا كان المنفــى»‪ .‬صحفــي يدعــى رامبــرت ‪،‬‬ ‫عالــق فــي وهــران بعــد إغــاق البوابــات ‪ ،‬يطلــب‬ ‫مــن ريــو الحصــول علــى شــهادة صحيــة حتــى‬ ‫يتمكــن مــن العــودة إلــى زوجتــه فــي باريــس ‪ ،‬لكــن‬ ‫ريــو ال يمكنــه مســاعدته‪ .‬يقــول‪« :‬يوجــد اآلالف‬ ‫مــن األشــخاص مثلــك فــي هــذه البلــدة»‪ .‬مثــل‬ ‫رامبــرت ‪ ،‬ســرعان مــا يشــعر المواطنــون بعــدم‬ ‫جــدوى االســتكانة فــي محنتهــم الشــخصية ‪ ،‬ألن‬ ‫الطاعــون يمحــو «تفــرد حيــاة كل رجــل» حتــى مــع‬ ‫زيــادة وعــي كل شــخص بضعفــه‪ ،‬وإنكســاره فــي‬ ‫التخطيــط للمســتقبل‪.‬‬ ‫هــذه الكارثــة الجماعيــة‪« :‬الشــعور الطبيعــي‬ ‫كفــرد مثــل آالم االنفصــال عــن أولئــك الذيــن‬ ‫يحبهــم‪ ،‬فجــأة أصبــح شــعو ًرا يتقاســمه الجميــع‬ ‫علــى حــد ســواء» ‪ ،‬يكتــب كامــي‪ .‬هــذا األلــم ‪،‬‬ ‫إلــى جانــب الخــوف ‪ ،‬يصبــح «أعظــم آالم فتــرة‬ ‫المنفــى الطويلــة التــي تنتظرنــا‪ ».‬يمكــن ألي‬ ‫شــخص اضطــر مؤخ ـ ًرا إلــى إلغــاء رحلــة عمــل ‪،‬‬ ‫أو فصل دراســي ‪ ،‬أو حفلة ‪ ،‬أو عشــاء ‪ ،‬أو إجازة‬ ‫‪ ،‬أو لــم شــمل مــع شــخص محبــوب ‪ ،‬أن يشــعر‬ ‫بعدالــة تشــديد كامــي علــى التداعيــات العاطفيــة‬ ‫لوقــت الطاعــون‪ :‬مشــاعر العزلــة والخــوف‬ ‫وفقــدان الســلطة‪ .‬هــذا هــو ‪« ،‬تاريــخ مــا يدونــه‬ ‫المــؤرخ العــادي» ‪ ،‬الــذي تســجله روايتــه ‪ ،‬والــذي‬ ‫ينشــره فيــروس كورونــا الجديــد اآلن علــى الحيــاة‬ ‫المدنيــة الحاليــة‪.‬‬

‫إذا قــرأت الطاعــون منــذ فتــرة طويلــة ‪ ،‬فمــن‬ ‫المحتمــل أن تكــون أكثــر مــن تأثــرت بالعــذاب‬ ‫الجســدي الــذي يصفــه راوي كامــي ببراعــة ولكــن‬ ‫بشــكل صريــح‪ .‬ربمــا كنــت تولــي اهتما ًمــا أكبــر‬ ‫باألدغــال والحفــر الجيريــة أكثــر مــن تصويــر‬ ‫الــراوي لـــ «تمجيــد محمــوم» للنــاس العادييــن‬ ‫المحاصريــن فــي فقاعــة الوبــاء ‪ ،‬الذيــن حاربــوا‬ ‫شــعورهم بالعزلــة مــن خــال ارتــداء المالبــس ‪،‬‬ ‫والتجــول بــا هــدف علــى طــول شــوارع وهــران‬ ‫؛ وارتيــاد المطاعــم ‪ ،‬التــي تتأهــب لإلجــاء‬ ‫عنــد ســقوط ضحيــة فــي مطعــم آخــر ‪ ،‬عال ًقــا‬ ‫فــي «الرغبــة المحمومــة فــي الحيــاة التــي تزدهــر‬ ‫فــي قلــب كل كارثــة كبيــرة»‪ :‬راحــة المجتمــع‪ .‬لــم‬ ‫يكــن لــدى ســكان وهــران المــاذ الــذي يتمتــع بــه‬ ‫المواطنــون العالميــون اليــوم ‪ ،‬فــي أي مدينــة‪:‬‬ ‫البحــث عــن مجتمــع فــي الواقــع االفتراضــي‪.‬‬ ‫مــع اســتقرار الوبــاء الحالــي واســتمراره فــي هــذا‬ ‫العصــر الرقمــي ‪ ،‬فإنــه تطبيقــا متجــددا علــى‬ ‫رؤيــة كامــي الحــادة للخلفيــة العاطفيــة للعــدوى‪.‬‬ ‫اليــوم ‪ ،‬يكتســب المنفــى والعزلــة مــن‬ ‫الطاعــون ظاللهمــا الخاصــة ‪ ،‬ويعيــدان تلويــن‬ ‫صــورة كامــي‪ .‬بينمــا نســير علــى طــول شــوارعنا‬ ‫‪ ،‬نذهــب إلــى البقالــة ‪ ،‬نعتمــد بشــكل عكســي‬ ‫علــى العــادات الوقائيــة التــي توصــي بهــا وســائل‬ ‫التواصــل االجتماعــي‪ :‬غســل أيدينــا ؛ اســتبدال‬ ‫للمصافحــة بحــركات خجولــة؛ وممارســة‬ ‫«االبتعــاد االجتماعــي»‪ .‬يمكننــا القيــام بعملنــا‬ ‫عــن بعــد لتجنــب إصابــة اآلخريــن‪ .‬يمكننــا تجنــب‬ ‫المناســبات والحفــات الموســيقية والمطاعــم‪.‬‬ ‫لكــن إلــى متــى؟ عــرف كامــي الجــواب‪ :‬ال يمكننــا‬ ‫أن نعــرف‪.‬‬ ‫مثــل الرجــال والنســاء الذيــن عاشــوا فــي وقــت‬ ‫مضطــرب منــذ مــا يقــرب مــن قــرن مــن الزمــان‬ ‫‪ ،‬والــذي تخيلــه كامــي لتوضيــح موضوعــه غيــر‬ ‫القابــل للتصــرف ‪ ،‬كل مــا يمكننــا معرفتــه هــو‬ ‫أن هــذا االضطــراب لــن يســتمر إلــى األبــد‪.‬‬ ‫ســوف يذهــب «بشــكل ال يمكــن تفســيره « عندمــا‬ ‫يرضــي‪ .‬وذات يــوم ‪ ،‬ســيظهر اآلخــرون‪ .‬حــذرت‬ ‫روايتــه منــذ فتــرة طويلــة ‪ ،‬وتبيــن لنــا بشــكل أكثــر‬ ‫وضوحــا اآلن ‪ ،‬يجــب أن نحــرص علــى قــراءة‬ ‫ً‬ ‫«المواهــب المحيــرة» بشــكل صحيــح‪ .‬يكتــب‬ ‫كامــي‪« :‬كان هنــاك العديــد مــن األوبئــة مثــل‬ ‫الحــروب فــي التاريــخ»‪« .‬ومــع ذلــك ‪ ،‬فــإن األوبئــة‬ ‫والحــروب دائ ًمــا تفاجــئ النــاس بالتســاوي»‪.‬‬ ‫عن مجلة‬

‫جمال الزائدي‬

‫منذ غادرت البشــرية طورها االمومي «الماطرياركية»‬ ‫لتلــج أقســى وأفظصصــع أطوارهــا مــع النظــام األبــوي‬ ‫«الباطرياركية»‪..‬شــهدت العالقــة بيــن العمــل كقيمــة‬ ‫انســانية واخالقيــة وبيــن المــوارد ورأس المــال إنفصامــا‬ ‫أبديــا ال لقــاء بعــده برغــم توالــي المحــاوالت الشــجاعة‬ ‫عبــر التاريــخ العــادة التــوازن للمعادلــة المختلــة ‪..‬‬ ‫القــوة الوحشــية للحضــارة ماكانــت لتتحقــق اال في ظل‬ ‫هــذا االنفصــام المؤلــم الــذي وضــع المســيرة على ســكتي‬ ‫قطــار متوازيتــان متجانبتــان ‪..‬هكــذا تحالــف رأس المال‬ ‫والعقــل بعيــدا عــن رقابــة الحــس الفطــري بالعدالــة‬ ‫والحــق وبقيــة القيــم االنســانية ‪..‬تواتــرت الفتوحــات‬ ‫الفكريــة والكشــوفات العلميــة فــي متواليــات بطيئــة حتــى‬ ‫اشــرق عصرنــا الحديــث الحافــل باالنجــازات التقنيــة‬ ‫الهائلــة فــي حقــل االتصــاالت والمعلوماتيــة وغــزو‬ ‫الفضــاء وحــل شــيفرة الخارطــة الوراثيــة‪..‬‬ ‫كل هــذه الخطــوات الواثقــة نحــو قمــة ســيطرة الكائــن‬ ‫البشــري علــى كوكبــه ومصيــره كانــت تتحقــق بعيــدا عــن‬ ‫الضميــر والحــس االخالقــي االنســاني الــذي شــكلته‬ ‫مراحــل مــا قبــل ديكتاتوريــة العقــل ومفاهيمــه ومبادئــه‬ ‫الصمــاء برغــم ادعائهــا الموضوعيــة والبرهــان القائــم‬ ‫علــى الشــك‪..‬‬ ‫االحســاس بالســيطرة وهتــك ســجف غمــوض الطبيعــة‬ ‫والحيــاة ‪ ،‬الــذي كان قــد فــرض علــى اســاف مخلــوق‬ ‫الحداثــة ومابعــد الحداثــة عبــادة الشــمس والقمــر‬ ‫والرعــد والبــرق والبراكيــن وكل مظاهرالوجــود المخيفــة‬ ‫‪..‬هــو مــا اطلــق العنــان لــكل طاقــة التوحــش والدمويــة‬ ‫وأغــرق التاريــخ الحديــث فــي حــروب ومواجهــات واقتتــال‬ ‫بربــري ذهــب ضحيتــه مئــات المالييــن ‪ ،‬غيــر الكــوارث‬ ‫التــي طالــت النظــام البيئــي وتســببت فــي االحتبــاس‬ ‫الحــراري وزيــادة نســبة التلــوث وأخيــرا نشــر االوبئــة‬ ‫مجهولــة المصــدر وغيــر معروفــة السلســلة الجينيــة ‪..‬‬ ‫اليــوم والجنــس البشــري يحــدق فــي وجــه الفنــاء‬ ‫نتيجــة الرعــب مــن المــوت االســود الجديــد الــذي‬ ‫انطلــق مــن عقالــه متمثــا فــي فايــروس كورونــا « كوفيــد‬ ‫‪..« 19‬تســتحق هــذه المحطــة ‪ -‬ان لــم تكــن محطــة‬ ‫النهايــة ‪ -‬ان تكــون مناســبة لمراجعــة مســيرة الحضــارة‬ ‫فــي تمظهرهــا االخيــر ‪ ،‬المتهــم وفــق فرضيــات عــدة‬ ‫بالمســؤولية عــن هــذا البــاء اللعيــن الذي يحيــق بالوجود‬ ‫اإلنســاني برمتــه ‪..‬فثمــة فرضيــة تقــول ان الفايــروس‬ ‫مخلــق فــي معامــل ســرية وتــم تســريبه قصــدا لغــرض‬ ‫التخفيــف مــن الزحــام البشــري الــذي لــم تعــد المــوارد‬ ‫الطبيعيــة المحــدودة علــى ظهــر الكوكــب االزرق تغطــي‬ ‫احتياجاتــه ‪..‬فرضيــة اخــرى منســوبة لعــدد مــن علمــاء‬ ‫« ناســا» تشــبه الــى حــد كبيــر قصــص افــام الخيــال‬ ‫العلمــي التــي تنتجهــا بتقنيــات عاليــة وســيناريوهات‬ ‫مبهــرة ‪..‬تقــول أن عينــات احضرتهــا وكالــة الفضــاء‬ ‫االمريكيــة مــن كوكــب المريــخ قــد تكــون احتــوت علــى‬ ‫نــوع مــن الحيــاة هــي أصــل الفايــروس المرعــب الــذي‬ ‫يقــول العلمــاء مــن اهــل االختصــاص انــه ال يتأثــر بتبــدل‬ ‫الفصــول والمنــاخ بعكــس معظــم الفايروســات ذات‬ ‫المنشــأ االرضــي‪..‬‬ ‫بغــض النظــر عــن وجاهــة وصوابيــة هاتيــن‬ ‫الفرضيتيــن وغيرهمــا مــن الفرضيــات األخــرى التــي‬ ‫تتناولهــا مســاهمات المهتميــن ‪ ،‬فــإن مســؤولية العنصــر‬ ‫البشــري عــن هــذه الكارثــة التاريخية ‪ ،‬مســؤولية مباشــرة‬ ‫مبرهنــة بالقرائــن واالدلــة ‪ ..‬واذا نجــا الجنــس البشــري‬ ‫مــن هــذه الحماقــة فهــو بــكل تأكيــد ملــزم بإعــادة فحــص‬ ‫االساســات التــي نهضــت عليهــا فكرتــه عــن التقــدم‬ ‫والحضــارة ‪..‬‬

‫قارئ يتحدى كتاب‬

‫إذا ما سقطت سن القراءة ستنمو بدلها‬ ‫سن لبنية ترعاها الشيخوخة بماء حكمتها‬ ‫القديمة !‬

‫أصدقاء الكتاب ‪. .‬‬ ‫فــي ســباق المتعــة والقــراءة والتحصيــل المعرفــي‬ ‫علــى موعــد فيمــا تقترحــه عليكــم أســرة تحريــر‬ ‫الملحــق الثقافــي بصحيفــة الصبــاح عبــر مســابقة‬ ‫شــهرية ألكمــل تلخيــص قــراءة فــي كتــاب علــى أن‬ ‫يراعــى اآلتــي ‪:‬‬ ‫أن تكــون الكتابــة نصــا يلخــص األفــكار الرئيســية‬ ‫للكتــاب مــع ابــداء رأيــك فــي الكتــاب وأهــم مــا جــاء‬ ‫بــه ‪.‬‬ ‫ملخــص لمحتــوى الكتــاب يشــمل العناويــن والمواضيع‬ ‫األساســية خاتمــة تجمــع الخيــوط مــع نقــاط القــوة‬ ‫والضعــف أن وجــدت حســب رأيــك‪.‬‬ ‫علمــا بــأن للقــارئ حريــة اختيــار الكتــاب الــذي يــراه‬ ‫مناســبا‬ ‫تقدم جوائز ألكمل قراءة تستوفى شروط المسابقة‬


‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫االحد ‪ 27‬رج ــب‬

‫‪1441‬‬

‫‪4‬‬

‫‪WWW. alsabaah.ly‬‬

‫الموافق ‪ 22‬م ـ ــارس ‪2020‬‬

‫العدد ‪249 :‬‬

‫ترجمات‬

‫السن ــة الثانية‬

‫رواية يف حلقات‬

‫ِ‬ ‫‪‭‬أتيت‮»‬؛‬‪‭‬المـــرآة‬‪‭‬تبدو‪‭‬‬ ‫‮«‬‪‭‬التتطفلـــي‪‭‬،‬ابتعـــدي‬ !‪‭‬ال‬‪‭‬تلوثـــي‬‪‭‬هذا‬‪‭‬المـــكان‬ !‪‭‬عودي‬‪‭‬من‬‪‭‬حيـــث‬‬ ‫‬كأنهـــا‬‪‭‬ســـتنبح‬ ‪‭.‬حقا‪‭‬،‬تفكـــر‬‪‭‬في‬‪‭‬حالة‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬الرهبـــة‪‭‬،‬كيف‬‪‭‬يمكـــن‬‪‭‬ألعصابي‬‪‭‬تحمـــل‬‪‭‬البقاء‪‭‬‬ ‫‬فـــي‬‪‭‬غرفة‬‪‭‬مثل‬‪‭‬هذه‪‭‬،‬في‬‪‭‬هـــذا‬‪‭‬العالم‬‪‭!‬،‭‬ما‬‪‭‬هذا‬‪‭‬اإلحراج‬‪‭‬لخالتي‬‪‭!‬،‭‬يجب‬ ّ‬ ‫‪‭‬أل‬‪‭‬أرتدي‬‪‭‬أي‬‪‭‬شـــيء‪‭‬‬ ‫‬فاخـــر؛‬‪‭‬قالـــت‪‭‬،‬وبإمكاني‬‪‭‬التعايـــش‬‪‭‬مع‬‪‭‬غير‬‪‭‬ذلـــك‬‪‭!‬،‭‬ال؛‬‪‭‬لن‬‪‭‬أهبـــط‪‭‬،‬أود‬‪‭‬البقاء‬‪‭‬هنـــا؛‬‪‭‬أفضل‪‭‬‬ ‫‬العودة‪‭‬،‬لكن‬‪‭‬كيف‬‪‭‬ســـأختفي‪‭‬،‬كيف‬‪‭‬يمكنني‬‪‭‬االختفاء‬‪‭‬بســـرعة‬‪‭‬قبل‬‪‭‬أن‬‪‭‬يراني‬‪‭‬أحد‬‪‭‬و‬‪‭‬يســـيء‪‭‬‬ ‫‬إلـــي‬‪‭‬أو‬‪‭‬يهاجمنـــي؟‪‭‬،‬تراجعـــت‬‪‭‬إلى‬‪‭‬أقصـــى‬‪‭‬ما‬‪‭‬يمكنهـــا‬‪‭‬عن‬‪‭‬المـــرآة‪‭‬،‬إلى‬‪‭‬الشـــرفة‪‭‬،‬و‬‪‭‬حدقت‪‭‬‬ ‫َّ‬ ‫‬إلى‬‪‭‬األســـفل‪‭‬،‬يدها‬‪‭‬على‬‪‭‬الحاجز‬‪‭‬الحديدي‪‭‬،‬تنهيدة‬‪‭‬واحدة‬‪‭‬وســـينتهي‬‪‭‬كل‬‪‭‬شيء‪‭‬،‬مرة‬‪‭‬ثانية‪‭‬‬

‫الحلقة (‪)7‬‬

‫‪‭‬عمهـــا‬‪‭‬ينتظرانها‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬الصالة‪‭،‬‬ ‫‬ر َّن‬‪‭‬الجـــرس‬‪‭‬من‬‪‭‬األســـفل‪‭‬،‬رباه‪‭‬،‬الجـــرس‬‪‭‬يعنيهـــا‪‭‬،‬خالتها‬‪‭‬و‬ ّ‬ ‫‬وهاهـــي‬‪‭‬تتلـــكأ‪‭‬،‬إنها‬‪‭‬لـــم‬‪‭‬تغتســـل‪‭‬،‬حتى‬‪‭‬أنها‬‪‭‬لـــم‬‪‭‬تخلـــع‬‪‭‬معطفها‬‪‭‬المقـــرف‪‭‬،‬محمومـــة‬‪‭‬ف ّكت‪‭‬‬ ‫‬أربطـــة‬‪‭‬الحقيبـــة‬‪‭‬المصنوعة‬‪‭‬من‬‪‭‬القـــش‪‭‬،‬وأخرجت‬‪‭‬حاجيـــات‬‪‭‬الحمام‬‪‭‬خاصتهـــا‪‭‬،‬لكن‬‪‭‬وهي‪‭‬‬ ‫‬تنشـــر‬‪‭‬حزمة‬‪‭‬أشـــيائها‬‪‭‬المطاطيـــة‬‪‭‬وتضع‬‪‭‬كالً‬‪‭‬منهـــا‬‪‭‬على‬‪‭‬ســـطح‬‪‭‬الزجاج‬‪‭‬الناعـــم‪‭‬،‬الصابون‪‭‬‬ ‫‬الخشـــن‪‭‬،‬الفرشاة‬‪‭‬الخشبية‬‪‭‬الصغيرة‬‪‭‬الشائكة‪‭‬،‬واألشـــياء‬‪‭‬رخيصة‬‪‭‬الثمن‬‪‭‬التي‬‪‭‬يمكن‬‪‭‬غسلها‪‭‬‬ ‫‬مرارا‪‭‬،‬تشـــعر‬‪‭‬مرة‬‪‭‬أخـــرى‬‪‭‬بأنها‬‪‭‬تفضح‬‪‭‬مســـتواها‬‪‭‬الطبقـــي‬‪‭‬المتواضع‬‪‭‬في‬‪‭‬الحيـــاة‬‪‭‬لفضول‬‪‭‬و‪‭‬‬ ‫‬ســـخرية‬‪‭‬المغروريـــن‪‭‬،‬ماذا‬‪‭‬ســـتعتقد‬‪‭‬خادمـــة‬‪‭‬الغرف‬‪‭‬عندمـــا‬‪‭‬تأتي‬‪‭‬لترتيـــب‬‪‭‬الغرفة‪..‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََْ ْ‬ ‫َ‬ ‫يـــد‬ ‫فتــــاة مكتـب الب ِر ِ‬

‫ترجمة ‪ :‬عبدالسالم الغرياني‬

‫لـ«ستيـفـــــــان زفــــــــــايــــــــــغ» *‬

‫‬‪‭‬بالتأكيـــد‬‪‭‬ســـوف‬‪‭‬تعـــود‬‪‭‬وتحكـــي‬‪‭‬لبقيـــة‬‪‭‬الموظفيـــن‪‭‬‬ ‫‬عـــن‬‪‭‬الضيـــف‬‪‭‬المعـــدم‬‪‭‬القاطـــن‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬الغرفـــة‬‪‭‬المعنيـــة‪‭،‬‬ ‫‬والواحـــد‬ ‪‭‬يخبـــر‬ ‪‭‬التالي‪‭ ‬،‬وبالتالـــي‬ ‪‭‬ســـيعرف‬ ‪‭‬الجميع‬ ‪‭‬في‪‭‬‬ ‫‬وقـــت‬‪‭‬واحـــد‪‭‬،‬و‬‪‭‬سأتمشـــى‬‪‭‬أمامهـــم‬‪‭‬كل‬‪‭‬يـــوم‪‭‬،‬و‬‪‭‬ســـأنظر‪‭‬‬ ‫‬إلـــى‬ ‪‭‬األســـفل‬ ‪‭‬بســـرعة‬ ‪‭‬وكل‬ ‪‭‬منهـــم‬ ‪‭‬يطلـــق‬ ‪‭‬تعليقـــا‬ ‪‭‬مـــن‪‭‬‬ ‫‬خلفـــي‪‭ ‬،‬ال؛‬ ‪‭‬خالتهـــا‬ ‪‭‬ال‬ ‪‭‬يمكـــن‬ ‪‭‬أن‬ ‪‭‬تســـاعدها‪‭ ‬،‬ال‬ ‪‭‬يمكـــن‪‭‬‬ ‫‬إخفـــاء‬‪‭‬األمـــر‪‭‬،‬سيتســـرب‬‪‭‬الخبـــر‪‭‬،‬كل‬‪‭‬خطـــوة‬‪‭‬تخطوهـــا‪‭‬‬ ‫‬ستشـــقها‬‪‭‬شقا‪‭‬،‬مالبســـها‬‪‭‬و‬‪‭‬حذاؤها‬‪‭‬سيكشـــفان‬‪‭‬للجميع‪‭‬‬ ‫‬حقيقـــة‬ ‪‭‬خســـتها‪‭ ‬،‬لكـــن‬ ‪‭‬حـــان‬ ‪‭‬الوقـــت‬ ‪‭‬اآلن‬ ‪‭‬للذهـــاب‪‭،‬‬ ‫‪‭‬وعمهـــا‬‪‭‬يفقـــد‬‪‭‬الصبـــر‬‪‭‬بســـهولة‪‭‬،‬مـــاذا‪‭‬‬ ‫‬خالتهـــا‬‪‭‬تنتظـــر‪ّ ‬،‬‬ ‫‬ســـترتدي؟‪‭‬،‬رباه؛‬‪‭‬ماذا‬‪‭‬ســـتفعل؟‪‭‬،‬فكـــرت‬‪‭‬أوال‬‪‭‬في‬‪‭‬ارتداء‪‭‬‬ ‫‬نُقبـــة‬‪‭‬أختهـــا‬‪‭‬الخضراء‪‭‬،‬لكـــن‬‪‭‬ما‬‪‭‬كان‬‪‭‬تحفـــة‬‪‭‬باألمس‬‪‭‬في‪‭‬‬ ‫‬خزانتهـــا‬‪‭‬ببلدتهـــا‬‪‭‬يبـــدو‬‪‭‬بائســـا‬‪‭‬بشـــكل‬‪‭‬مبهرج‬‪‭‬وســـوقي‪‭‬‬ ‫‬هنـــا‪‭‬،‬مـــن‬‪‭‬األفضل‬‪‭‬اختيـــار‬‪‭‬األبيـــض‬‪‭‬العادي‪‭‬،‬ألنـــه‬‪‭‬غير‪‭‬‬ ‫‬ملفـــت‬‪‭‬لألنظـــار‪‭‬،‬و‬‪‭‬األزهـــار‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬اإلنـــاء؛‬‪‭‬ربمـــا‬‪‭‬اإلنـــارة‪‭‬‬ ‫‬المتوهجـــة‬ ‪‭‬مـــن‬ ‪‭‬المصابيـــح‬ ‪‭‬علـــى‬ ‪‭‬نُقبتهـــا‬ ‪‭‬ســـتصرف‪‭‬‬ ‫‬االنتبـــاه‪‭ ‬،‬ثـــم‬ ‪‭‬تســـرع‬ ‪‭‬فـــي‬ ‪‭‬نـــزول‬ ‪‭‬الســـلم‬ ‪‭‬وهـــي‬ ‪‭‬مســـبلة‪‭‬‬ ‫‬العينيـــن‪‭‬،‬وتعبـــر‬‪‭‬ضيـــوف‬‪‭‬الفندق‬‪‭‬كـــي‬‪‭‬ال‬‪‭‬يدققـــوا‬‪‭‬النظر‪‭‬‬ ‫‬إليهـــا‪‭‬،‬شـــاحبة‬‪‭‬و‬‪‭‬تلتقـــط‬‪‭‬أنفاســـها‪‭‬،‬وقلبهـــا‬‪‭‬يخفـــق‪‭‬،‬مع‪‭‬‬ ‫‬الشـــعور‬ ‪‭‬القاســـي‬ ‪‭‬بأنهـــا‬ ‪‭‬تســـير‬ ‪‭‬علـــى‬ ‪‭‬منحـــدر‪‭ ‬،‬تراهـــا‪‭‬‬ ‫‬خالتهـــا‬‪‭‬وهـــي‬‪‭‬قادمـــة‬‪‭‬إليهـــا‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬الردهـــة‪‭‬،‬ثمـــة‬‪‭‬شـــيء‪‭‬‬ ‫‬مضحـــك‬‪‭‬لهـــذه‬‪‭‬الفتاة‪‭‬،‬كيـــف‬‪‭‬أنها‬‪‭‬تنزل‬‪‭‬الدرجات‬‪‭‬بشـــكل‪‭‬‬ ‫‬مرتبـــك‪‭‬،‬غيـــر‬‪‭‬متـــوازن‪‭‬،‬طريقـــة‬‪‭‬محرجـــة‬‪‭‬أمـــام‬‪‭‬الناس‪‭،‬‬ ‫‬شـــيء‬‪‭‬يثيـــر‬‪‭‬األعصـــاب‪‭‬،‬ربما‬‪‭‬ســـيخبروننا‪‭‬،‬وربـــاه‪‭‬،‬كيف‪‭‬‬ ‫‬ســـيكون‬‪‭‬الموقـــف‬‪‭‬المحـــرج‬‪‭‬اآلن‪‭‬،‬ربما‬‪‭‬يركـــز‬‪‭‬عليها‬‪‭‬أحد‪‭‬‬ ‫‬اآلن‬ ‪‭‬النظـــر‬ ‪‭‬أو‬ ‪‭‬شـــيئا‬ ً ‪‭‬آخـــر‬ ‪‭‬غيـــر‬ ‪‭‬مريـــح‪،‬‮«‬ ‪‭‬هـــل‬ ‪‭‬أنـــت‪‭‬‬ ‫ِ‬ ‫‪‭‬أنـــت‬‪‭‬مريضة؟‮»‬‪‭،‬‬ ‫‬بخيـــر‬‪‭‬يـــا‬‪‭‬طفلتـــي‬‪‭‬تبدين‬‪‭‬شـــاحبة‪‭‬،‬هـــل‬‬ ‫‬‪‭‬‮«‬‬ال‪‭‬،‬ال‮«‬‪‭‬؛‬‪‭‬أجابـــت‬‪‭‬بتلعثـــم‪‭‬،‬وبحيـــرة‪‭‬،‬مـــازال‬‪‭‬ثمـــة‬‪‭‬الكثير‪‭‬‬ ‫‬مـــن‬‪‭‬النـــاس‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬الصالـــة‪‭‬،‬و‬‪‭‬تلك‬‪‭‬الســـيدة‬‪‭‬التـــي‬‪‭‬ترتدي‪‭‬‬ ‫‬األســـود‬‪‭‬و‬‪‭‬تحمل‬‪‭‬بيدهـــا‬‪‭‬نظارة‬‪‭‬ذات‬‪‭‬مقبـــض‪‭‬،‬والطريقة‪‭‬‬ ‫‬التـــي‬‪‭‬تحـــدق‬‪‭‬بهـــا‬‪‭‬ربمـــا‬‪‭‬وهـــي‬‪‭‬بحذائهـــا‬‪‭‬غيـــر‬‪‭‬األنيـــق‪‭،‬‬ ‫‮«‬‬تعالـــي‬‪‭‬يـــا‬‪‭‬طفلتـــي‮»‬؛‬‪‭‬تحثهـــا‬‪‭‬خالتهـــا‪‭‬،‬ووضعـــت‬‪‭‬ذراعها‪‭‬‬ ‫‬حولهـــا‪‭‬،‬ال‬‪‭‬تتخيـــل‬‪‭‬الفضـــل‬‪‭‬واحتضانها‬‪‭‬البنـــة‬‪‭‬أختها‬‪‭‬من‪‭‬‬ ‫‬الســـكينة‬‪‭‬التـــي‬‪‭‬حلـــت‬‪‭‬علـــى‬‪‭‬كرســـتين‬‪‭‬المرعوبـــة‪‭‬،‬ألنـــه‪‭‬‬ ‫‬أخيـــرا‬‪‭‬لديها‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬يحميها‬‪‭‬تحـــت‬‪‭‬رعايتهـــا‬‪‭‬ولتختبىء‬‪‭‬من‪‭‬‬ ‫‬هـــول‬‪‭‬حالتهـــا؛‬‪‭‬خالتهـــا‬‪‭‬تقيهـــا‬‪‭‬بلطفهـــا‪‭‬،‬لفّتهـــا‬‪‭‬بدثارهـــا‪‭‬‬ ‫‬وهـــي‬ ‪‭‬تضـــع‬ ‪‭‬ذراعهـــا‬ ‪‭‬عليهـــا‪‭ ‬،‬علـــى‬ ‪‭‬األقـــل‬ ‪‭‬مـــن‬ ‪‭‬جانـــب‪‭‬‬ ‫‬واحـــد‬‪‭‬بجســـدها‪‭‬،‬بمالبســـها‪‭‬،‬بمظهرهـــا‬‪‭‬المهيـــب‪‭‬،‬مـــع‪‭‬‬ ‫‬هـــذه‬‪‭‬الرفقـــة‬‪‭‬ظلـــت‬‪‭‬كرســـتين‬‪‭‬متوتـــرة‬‪‭‬األعصـــاب‬‪‭‬كمـــا‪‭‬‬ ‫‬هـــي‪‭ ‬،‬و‬ ‪‭‬تخطـــت‬ ‪‭‬المرحلـــة‬ ‪‭‬األولـــى‬ ‪‭‬بنجـــاح‬ ‪‭‬وهـــي‬ ‪‭‬تعبـــر‪‭‬‬ ‫‬حجـــرة‬ ‪‭‬الطعـــام‪‭ ‬،‬إلـــى‬ ‪‭‬الطاولـــة‬ ‪‭‬حيـــث‬ ‪‭‬أنطونـــي‬ ‪‭‬البدين‪‭‬‬ ‫‬زوج‬ ‪‭‬خالتهـــا‬ ‪‭‬كثيـــر‬ ‪‭‬البلغـــم‬ ‪‭‬ينتظـــر‪‭ ‬،‬نهـــض‬ ‪‭‬وابتســـامة‪‭‬‬ ‫‬مرحبـــة‬‪‭‬تعلـــو‬‪‭‬وجهـــه‬‪‭‬المرتخـــي‬‪‭‬العريـــض‪‭‬،‬قـــدم‬‪‭‬تحيتـــه‪‭‬‬ ‫‬للوافـــدة‬ ‪‭‬الجديـــدة‬ ‪‭‬بعينيـــن‬ ‪‭‬هولنديـــة‬ ‪‭‬محمـــ ّرة‬ ‪‭‬لكنهـــا‪‭‬‬ ‫‬مشـــرقة‬‪‭‬ويـــد‬‪‭‬ثقيلـــة‬‪‭‬هرمة‪‭‬،‬الســـبب‬‪‭‬الرئيســـي‬‪‭‬البتهاجه‪‭‬‬ ‫‬هـــو‬‪‭‬أنـــه‬‪‭‬اآلن‬‪‭‬لـــن‬‪‭‬ينتظـــر‬‪‭‬طويـــا‬‪‭‬الغـــداء‪‭‬،‬كأي‬‪‭‬هولندي‪‭‬‬ ‫‬صريـــح‪‭‬،‬يحـــب‬‪‭‬األكل‬‪‭‬كثيـــرا‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬أوقـــات‬‪‭‬الفـــراغ‪‭‬،‬يكره‪‭‬‬ ‫‬االضطرابـــات‪‭‬،‬باألمـــس‬‪‭‬تضايـــق‬‪‭‬كثيـــرا‬‪‭‬و‬‪‭‬في‬‪‭‬ســـره‬‪‭‬من‪‭‬‬ ‫‬شـــخص‬‪‭‬ســـخيف‬‪‭‬ثرثار‬‪‭‬بكثـــرة‬‪‭‬أســـئلته‬‪‭‬وهو‬‪‭‬يـــأكل‪‭‬،‬لكن‪‭‬‬ ‫‬اآلن‬‪‭‬يـــرى‬‪‭‬أمامـــه‬‪‭‬ابنة‬‪‭‬أخـــت‬‪‭‬زوجتـــه‪‭‬،‬خجولـــة‬‪‭‬و‬‪‭‬فاتنة‪‭،‬‬ ‫‬ومرتبكـــة‪‭‬،‬ووديعـــة‪‭‬،‬بـــدأ‬‪‭‬يشـــعر‬‪‭‬أنـــه‬‪‭‬يتحســـن‪‭‬،‬ســـتكون‪‭‬‬ ‫‬رفقتهـــا‬ ‪‭‬جيـــدة‪‭ ‬،‬منحهـــا‬ ‪‭‬نظـــرة‬ ‪‭‬ودودة‪‭ ‬،‬وقـــال‬ ‪‭‬بحمـــاس‪‭‬‬ ‫‬يســـتحثها‪،‬‮«‬‪‭‬أوال‬‪‭‬نتنـــاول‬‪‭‬الغـــداء‬‪‭‬ثـــم‬‪‭‬نتحـــدث‮»‬‪‭‬،‬وافقتـــه‪‭‬‬ ‫‬مع‬‪‭‬الشـــكر‪‭‬،‬هـــذه‬‪‭‬الفتـــاة‬‪‭‬الخجولـــة‬‪‭‬التي‬‪‭‬ال‬‪‭‬تجـــرؤ‬‪‭‬على‪‭‬‬ ‫‬الرفـــض‪‭ ‬،‬خالف‬ ‪‭‬أولئـــك‬ ‪‭‬الفتيـــات‬ ‪‭‬الموجـــودات‬ ‪‭‬حولهم‪‭،‬‬ ‫‬هـــذا‬‪‭‬الرجـــل‬‪‭‬الذي‬‪‭‬يمقـــت‬‪‭‬العبـــوس‬‪‭‬لخشخشـــة‬‪‭‬الحاكي‪‭‬‬ ‫‬الموســـيقي‬‪‭‬المترنـــح‬‪‭‬عبـــر‬‪‭‬الغرفة‬‪‭‬كأنه‬‪‭‬ليـــس‬‪‭‬ثمة‬‪‭‬امرأة‪‭‬‬ ‫‬فـــي‬‪‭‬هولنـــدا‬‪‭‬حظـــي‬‪‭‬بها‬‪‭‬يومـــا‪‭‬،‬صب‬‪‭‬بعضـــا‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬النبيذ‪‭‬‬ ‫‬بنفســـه‬ ‪‭‬لكرســـتين‪‭ ‬،‬علـــى‬ ‪‭‬الرغـــم‬ ‪‭‬مـــن‬ ‪‭‬انحنائـــه‬ ‪‭‬الـــذي‪‭‬‬ ‫‬يجعلـــه‬‪‭‬ينخـــر‬‪‭‬قليال‪‭‬،‬وأشـــار‬‪‭‬للنادل‬‪‭‬أن‬‪‭‬يأتـــي‬‪‭‬ليطلب‬‪‭‬منه‪‭‬‬ ‫‬بعـــض‬‪‭‬الخدمـــات‪‭‬،‬أتـــى‬‪‭‬النـــادل‬‪‭‬بأطبـــاق‬‪‭‬شـــهية‬‪‭‬وغريبة‪‭‬‬ ‫‬ليضعهـــا‬‪‭‬أمامهـــا‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬صحنهـــا‪‭‬،‬كل‬‪‭‬هذه‬‪‭‬األصنـــاف‬‪‭‬غير‪‭‬‬ ‫‬المألوفـــة‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬المقبالت‬‪‭‬والزيتـــون‬‪‭‬المبرد‪‭‬،‬والســـلطات‪‭‬‬ ‫‬المتنوعـــة‪‭‬،‬واألســـماك‬‪‭‬الفضية‪‭‬،‬وأكوام‬‪‭‬من‬‪‭‬الخرشـــوف‪‭،‬‬ ‫‬وأنـــواع‬‪‭‬القشـــدة‬‪‭‬غير‬‪‭‬المألوفة‬‪‭‬أيضا‪‭‬،‬وقشـــدة‬‪‭‬كبد‬‪‭‬األوز‪‭‬‬ ‫‬الناعمة‪‭‬،‬و‬‪‭‬شـــرائح‬‪‭‬لحم‬‪‭‬الســـلمون‬‪‭‬الوردي‪‭‬،‬كل‬‪‭‬ذلك‬‪‭‬رائع‪‭‬‬ ‫‬دون‬‪‭‬شـــك‪‭‬،‬و‬‪‭‬مغـــرٍ‬‪‭‬لـــأكل‪‭‬،‬و‬‪‭‬التمتع‬‪‭‬بكل‬‪‭‬هـــذه‬‪‭‬األصناف‪‭‬‬ ‫‬العجيبـــة‪‭‬،‬أكثـــر‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬عشـــرة‬‪‭‬أصنـــاف‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬األكل‬‪‭‬أمامها‪‭‬‬ ‫‬ولهـــا‬‪‭‬حريـــة‬‪‭‬األكل‬‪‭‬منها‬‪‭‬كلهـــا‬‪‭‬ومن‬‪‭‬المفتـــرض‬‪‭‬أن‬‪‭‬تتناول‪‭‬‬ ‫‬مـــن‬‪‭‬تلك‬‪‭‬األصنـــاف‪‭‬،‬بالملعقـــة‬‪‭‬الصغيرة‬‪‭‬أو‬‪‭‬بالســـكين‬‪‭‬أو‪‭‬‬ ‫‬بـــكل‬‪‭‬األدوات‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬مـــرة‬‪‭‬واحدة‪‭‬،‬كيـــف‬‪‭‬لها‬‪‭‬أن‬‪‭‬تســـتخدم‪‭‬‬ ‫‬هـــذه‬‪‭‬المالعق‬‪‭‬واألشـــواك‬‪‭‬والســـكاكين‬‪‭‬دون‬‪‭‬اإلفالت‬‪‭‬من‪‭‬‬ ‫‬عيـــن‬‪‭‬النـــادل‬‪‭‬أو‬‪‭‬الجيـــران‬‪‭‬وهـــي‬‪‭‬تســـتخدم‬‪‭‬مـــا‬‪‭‬أمامهـــا‪‭‬‬ ‫‬ألول‬‪‭‬مـــرة‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬غرفـــة‬‪‭‬الطعـــام‬‪‭‬الفاخـــرة‬‪‭‬هـــذه؟‬ ‪‭!..‬كيف‪‭‬‬ ‫‬يمكنهـــا‬‪‭‬تجنـــب‬‪‭‬بعـــض‬‪‭‬الرعونـــة‬‪‭‬أو‬‪‭‬زلة؟‪‭‬،‬فتحـــت‬‪‭‬طيات‪‭‬‬ ‫‬المنديـــل‬‪‭‬ببطء‬‪‭‬لتكســـب‬‪‭‬بعـــض‬‪‭‬الوقت‬‪‭‬و‬‪‭‬في‬‪‭‬اآلن‬‪‭‬نفســـه‪‭‬‬ ‫‬تختلـــس‬‪‭‬النظـــر‬‪‭‬إلـــى‬‪‭‬يـــدي‬‪‭‬خالتهـــا‬‪‭‬لتنســـخ‬‪‭‬ما‬‪‭‬تـــراه‬‪‭‬من‪‭‬‬ ‫‬يديهـــا‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬طريقـــة‬‪‭‬األكل‪‭‬،‬وفـــي‬‪‭‬اآلن‬‪‭‬نفســـه‬‪‭‬تجيب‬‪‭‬عن‪‭‬‬ ‫‪‭‬تحـــدث‬ ‪‭‬بمفـــردات‪‭‬‬ ‫‬األســـئلة‬ ‪‭‬الـــودودة‬ ‪‭‬لـــزوج‬ ‪‭‬خالتهـــا‪‬،‬‬ ‫ّ‬ ‫‬هولنديـــة‬ ‪‭‬ألمانيـــة‬ ‪‭‬منحوتـــة‪‭ ‬،‬األمـــر‬ ‪‭‬الـــذي‬ ‪‭‬يحتـــاج‬ ‪‭‬مـــن‪‭‬‬ ‫‬الســـامع‬ ‪‭‬بـــذل‬ ‪‭‬جهـــد‬ ‪‭‬ومتابعتـــه‬ ‪‭‬عـــن‬ ‪‭‬كثـــب‪‭ ‬،‬و‬ ‪‭‬يط ّعمهـــا‪‭‬‬ ‫‬بمفـــرادت‬‪‭‬إنجليزيـــة‬‪‭‬ممـــا‬‪‭‬يزلق‬‪‭‬األمر‬‪‭‬إلـــى‬‪‭‬صعوبة‬‪‭‬أكثر‪‭،‬‬ ‫‬إنهـــا‬ ‪‭‬تحتـــاج‬ ‪‭‬لشـــحذ‬ ‪‭‬أعصابها‬ ‪‭‬فـــي‬ ‪‭‬المعركـــة‬ ‪‭‬المفتوحة‪‭‬‬ ‫‬علـــى‬‪‭‬جبهتين‪‭‬،‬شـــعورها‬‪‭‬المســـتمر‬‪‭‬بالنقص‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬تخيلها‪‭‬‬ ‫‬لهمســـات‬ ‪‭‬مـــن‬ ‪‭‬وراء‬ ‪‭‬ظهرهـــا‬ ‪‭‬ومشـــاعر‬ ‪‭‬مشوشـــة‬ ‪‭‬أو‪‭‬‬ ‫‬متعاطفـــة‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬النـــاس‪‭‬،‬وخوفهـــا‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬افتضـــاح‬‪‭‬فقرهـــا‪‭‬‬ ‫‬أمـــام‬‪‭‬عالـــم‬‪‭‬زوج‬‪‭‬خالتها‪‭‬،‬و‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬خالتها‪‭‬،‬ومـــن‬‪‭‬النادل‪‭‬،‬و‪‭‬‬ ‫‬مـــن‬‪‭‬جميع‬‪‭‬المتواجدين‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬الحجرة‪‭‬،‬إنهـــا‬‪‭‬تكافح‬‪‭‬لجعل‪‭‬‬

‫ ‬

‫‬ ‪‭‬بالتأكيد‬ ‪‭‬سوف‬ ‪‭‬تعو ‪‭‬د‬ ‫‬وحتكي‬ ‪‭‬لبقي ‬ة ‪‭‬املوظفني‪‭‬‬ ‫ف ‪‭‬املعدم‪‭‬‬ ‫‬عن‬ ‪‭‬الضي ‬‬ ‫يف ‪‭‬الغرفة‪‭‬‬ ‫‬القاط ‬ن ‪‬ ‭‬‬ ‫‬املعنية‪‭ ‬،‬والواح ‬د ‪‭‬يخبر‪‭‬‬ ‫‬التالي ‬‪ ،‬و‪‭‬سيعرف‪‭‬‬ ‫ت ‪‭‬واحد‪‭.‬‬ ‫‬اجلميع‬ ‪‭‬يف‬ ‪‭‬وق ‬‬

‫ ‬

‫‬الحديـــث‬‪‭‬مبهجـــا‬ ً‪‭‬وكأنهـــا‬‪‭‬تتابعـــه‬‪‭‬باهتمـــام‬‪‭‬لتجعل‬‪‭‬نصف‪‭‬‬ ‫‬الســـاعة‬‪‭‬هـــذه‬‪‭‬كأنهـــا‬‪‭‬أبديـــة‪‭‬،‬وبـــدت‬‪‭‬صامدة‬‪‭‬حتـــى‬‪‭‬جاء‪‭‬‬ ‫‬النـــادل‬‪‭‬بالفاكهـــة‬‪‭‬بعـــد‬‪‭‬الغـــداء‪‭‬،‬عندهـــا‬‪‭‬أدركـــت‬‪‭‬خالتها‪‭‬‬ ‫ِ‬ ‫‪‭‬أنـــت‬‪‭‬مرهقة‬‪‭‬يا‪‭‬‬ ‫‬ارتباكهـــا‪‭‬،‬دون‬‪‭‬معرفـــة‬‪‭‬مـــا‬‪‭‬يجـــري‬‪‭‬لها؛‮«‬‬ ‫‬طفلتـــي‪‭‬،‬ال‬‪‭‬عجب‬‪‭‬عندما‬‪‭‬يســـافر‬‪‭‬المرء‬‪‭‬طـــوال‬‪‭‬الليل‬‪‭‬في‪‭‬‬ ‫‬واحـــدة‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬تلـــك‬‪‭‬القطـــارات‬‪‭‬األوروبية‬‪‭‬التعيســـة‬ ‪‭.‬ال‪‭‬،‬ال‪‭‬‬ ‫‬تحرجـــي‬‪‭‬نفســـ ِ‬ ‫ك‪‭‬،‬ال‬‪‭‬تتـــرددي‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬منـــح‬‪‭‬نفســـك‬‪‭‬قيلولة‪‭‬‬ ‫‬لنصـــف‬‪‭‬ســـاعة‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬غرفتـــ ِ‬ ‫ك‪‭‬،‬ثـــم‬‪‭‬نخـــرج‬‪‭‬ســـويةً‪‭‬،‬ليس‪‭‬‬ ‫‬لدينـــا‬‪‭‬مـــا‬‪‭‬نقـــوم‬‪‭‬بـــه‬‪‭‬اآلن‪‭‬،‬أنطونـــي‬‪‭‬أيضـــا‪‭‬،‬يغفـــو‬‪‭‬دائما‪‭‬‬ ‫‬لبعـــض‬‪‭‬الوقت‬‪‭‬بعد‬‪‭‬الغداء‬‪‭‬‮»‬نهضت‬‪‭‬و‬‪‭‬ســـاعدت‬‪‭‬كرســـتين‪‭‬‬ ‫‬علـــى‬‪‭‬النهـــوض؛‮«‬‪‭‬اصعـــدي‬‪‭‬الســـلّم‬‪‭‬وحســـب‬‪‭‬و‬‪‭‬اســـتلقي‪‭،‬‬ ‫‬ثـــم‬‪‭‬ستشـــعرين‬‪‭‬باالنتعـــاش‪‭‬،‬ثم‬‪‭‬نقـــوم‬‪‭‬بنزهة‬‪‭‬مشـــيا‬‪‭‬على‪‭‬‬ ‫‬األقـــدام‮»‬‪‭ ‬،‬تنفســـت‬ ‪‭‬كرســـتين‬ ‪‭‬هـــواء‬ ‪‭‬الشـــكر‬ ‪‭‬عميقـــا‪‭،‬‬ ‫‬ســـاعة‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬االنـــزواء‬‪‭‬وراء‬‪‭‬البـــاب‪‭‬،‬هـــي‬‪‭‬ســـاعة‬‪‭‬رابحة ‪‭.‬‬ ‫‮«‬‬إذًا؛‬ ‪‭‬هـــل‬ ‪‭‬أعجبتـــك؟‮»‬‪‭ ‬،‬ســـألته‬ ‪‭‬وهـــي‬ ‪‭‬تدخـــل‬ ‪‭‬الغرفـــة‪‭،‬‬ ‫‬أجابهـــا‬‪‭‬أنطونـــي‬‪‭‬وهـــو‬‪‭‬يخلع‬‪‭‬ســـترته‬‪‭‬وقميصـــه‬‪‭‬للقيلولة؛‪‭‬‬ ‫‮«‬‬لطيفـــة‬‪‭‬جـــدا‮»‬‪‭‬،‬وهو‬‪‭‬يتثائـــب‮«‬‪‭‬وجه‬‪‭‬لطيف‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬فيينا‪‭...‬‬ ‫‬أوه‪‭‬،‬أعطنـــي‬‪‭‬المخـــدة‬ ‪‭..‬حقـــا‬‪‭‬لطيفة‬‪‭‬جـــدا‬‪‭‬و‬‪‭‬متواضعة ‪‭.‬‬ ‫‬مالبســـها‬‪‭‬بســـيطة‬‪‭‬قليال‪‭‬،‬هذا‬‪‭‬كل‬‪‭‬شـــيء‪‭‬،‬أعتقد‪‭‬،‬لذلك‪‭،‬‬ ‫‬علـــى‬‪‭‬كل‬‪‭‬حـــال‬ ‪‭...‬أعنـــي‬ ‪‭...‬ال‬‪‭‬أعـــرف‬‪‭‬كيـــف‬‪‭‬أقولها‪‭...‬‬ ‫‪‭‬قدمناها‪‭‬‬ ‫‬لـــم‬‪‭‬نعـــد‬‪‭‬نرى‬‪‭‬مثـــل‬‪‭‬هذه‬‪‭‬األشـــياء‬‪‭‬كثيـــرا‬ ‪‭...‬لـــو‬ ّ‬ ‫‬إلـــى‬ ‪‭‬أســـرة‬ ‪‭‬كنســـلي‬ ‪‭‬أو‬ ‪‭‬ألي‬ ‪‭‬أحـــد‬ ‪‭‬آخـــر‬ ‪‭‬كابنـــة‬ ‪‭‬أختـــ ِ‬ ‫ك‪‭،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪‭‬فتحـــت‪‭‬‬ ‫‬يجـــب‬‪‭‬أن‬‪‭‬ترتـــدي‬‪‭‬مالبـــس‬‪‭‬أكثـــر‬‪‭‬أناقـــة‬ ‪‭...‬هـــا‬‬ ‫‬لهـــا‬‪‭‬خزانتـــ ِ‬ ‫ك‬‪‭‬لتنتقـــي‬‪‭‬المناســـب؟‮»‬!‪،‭‬‮«‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬يـــدي‬‪‭‬مفتاح‪‭‬‬ ‫‬الخزانـــة‬‪‭‬بالفعـــل‬‪‭‬‮»‬ابتســـمت‬‪‭‬الســـيدة‬‪‭‬فـــان‬‪‭‬بولـــن؛‮«‬‪‭‬لقد‪‭‬‬ ‫‬تفاجـــأت‬‪‭‬عندمـــا‬‪‭‬رأيتهـــا‬‪‭‬مذهولـــة‬‪‭‬وهـــي‬‪‭‬بهـــذا‬‪‭‬الزي‪‭...‬‬ ‫‪‭‬تر‪‭‬‬ ‫‬كانـــت‬‪‭‬كأنهـــا‬‪‭‬شـــخص‬‪‭‬قُبـــض‬‪‭‬عليه‬‪‭‬وهـــو‬‪‭‬ميت‪‭‬،‬أولـــم‬ َ‬ ‫‬معطفهـــا‪‭‬،‬كصفـــار‬‪‭‬البيـــض‬‪‭‬عينـــه‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬ذلكم‬‪‭‬الـــذي‬‪‭‬تعثر‪‭‬‬

‫الهوامش‬ ‫* أديب‪ ‬وكاتب‪ ‬نمســـاوي‪ ‬ويعـــد مـــن أبـــرز‬ ‫كتّاب‪ ‬أوروبا‪ ‬فـــي بدايات‪ ‬القرن العشـــرين‪ ‬وقد اشـــتهر‬ ‫بدراســـاته المســـهبة التـــي تتنـــاول حياة المشـــاهير‬ ‫مـــن األدباء‪ ‬أمثال‪ ‬تولستوي‪ ،‬وديستوفســـكي‪ ‬وبلزا‬ ‫ك ورومـــان‪ ..‬قـــرر االنتحار ســـنة ‪ 1942‬بعـــد أن كتب‬ ‫‪ 192‬رســـالة وداع أوضح فيها أســـباب إنتحـــاره ‪ ..‬والتي‬ ‫عزاهـــا إلى خيبـــة أمله بســـبب انهيار الســـلم العالمي‬ ‫وويالت‪ ‬الحـــرب العالميـــة الثانيـــة‪.‬‬

‫‬عليـــه‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬متجـــر‬‪‭‬التحف‬‪‭‬عند‬‪‭‬الهنود‬ ‪‭...‬شـــيء‬‪‭‬مـــزرٍ ‪‭‬،‬لو‪‭‬‬ ‫‬عرفـــت‬‪‭‬فقـــط‬‪‭‬كيف‬‪‭‬كانـــت‬‪‭‬تزين‬‪‭‬نفســـها‬‪‭‬كالبرابـــرة‪‭‬،‬لكن‪‭‬‬ ‫‬ربّـــاه‪‭‬،‬كيـــف‬‪‭‬لهـــا‬‪‭‬أن‬‪‭‬تعـــرف‬ ‪‭..‬‭.‬الحـــرب‬‪‭‬اللعينـــة‬‪‭‬أفقرت‪‭‬‬ ‫‬كل‬‪‭‬نمســـاوي‪‭‬،‬ســـمعتها‬‪‭‬تقـــول‬‪‭‬بأنها‬‪‭‬لـــم‬‪‭‬تتجـــاوز‬‪‭‬الثالثة‪‭‬‬ ‫‬أميـــال‬ ‪‭‬خـــارج‬ ‪‭‬فيينـــا‪‭ ‬،‬لـــم‬ ‪‭‬تقابـــل‬ ‪‭‬النـــاس‬ ‪‭...‬مســـكينة‪‭‬‬ ‫‬عزيزتـــي‪‭‬،‬نقـــدر‬‪‭‬أن‬‪‭‬نقـــول‬‪‭‬إنهـــا‬‪‭‬من‬‪‭‬هـــذا‬‪‭‬المـــكان‪‭‬،‬إنها‪‭‬‬ ‫‬تجـــول‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬فزع‬‪‭‬هنـــا‬ ‪‭...‬لكـــن‬‪‭‬ضع‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬اعتبـــارك‬‪‭‬بأنك‪‭‬‬ ‫‪‭‬علـــي‪‭‬‬ ‫‪‭‬علـــي‪‭ ‬،‬ســـأعرف‬ ‪‭‬مـــا‬ ‪‭‬يتعيـــن‬‬ ‫‬تســـتطيع‬ ‪‭‬االعتمـــاد‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‬عملـــه‪‭‬،‬عنـــدي‬‪‭‬الكثيـــر‬‪‭‬هنا‪‭‬،‬و‬‪‭‬مـــا‬‪‭‬ليس‬‪‭‬عندي‬‪‭‬ســـأقتنيه‪‭‬‬ ‫‬مـــن‬‪‭‬المتجـــر‬‪‭‬االنجليزي؛‬‪‭‬لـــن‬‪‭‬يعلم‬‪‭‬أحد‪‭‬،‬لماذا‬‪‭‬لـــم‬‪‭‬تقتني‪‭‬‬ ‫‬شـــيئا‬ ‪‭‬جميـــا‬ ‪‭‬لبضعة‬ ‪‭‬أيـــام‪‭ ‬،‬غير‬ ‪‭‬األشـــياء‬ ‪‭‬البائســـة‬‪‭.‬‮»‬‬ ‫‬‪‭‬بينمـــا‬‪‭‬غلـــب‬‪‭‬النعـــاس‬‪‭‬زوجهـــا‬‪‭‬تفقـــدت‬‪‭‬الحقيبتيـــن‪‭‬‬ ‫‬الكبيرتيـــن‬ ‪‭‬المحتويتيـــن‬ ‪‭‬علـــى‬ ‪‭‬المالبـــس‬ ‪‭‬عنـــد‬ ‪‭‬مدخـــل‪‭‬‬ ‫‬الغرفـــة‬ ‪‭.‬خالل‬‪‭‬األســـبوعين‬‪‭‬اللذين‬‪‭‬قضتهمـــا‬‪‭‬في‬‪‭‬باريس‪‭‬‬ ‫‬ذهبت‬‪‭‬الســـيدة‬‪‭‬فـــان‬‪‭‬بولن‬‪‭‬إلى‬‪‭‬عدد‬‪‭‬من‬‪‭‬محـــال‬‪‭‬المالبس‪‭‬‬ ‫‬الجيـــدة‪‭‬،‬ليـــس‬‪‭‬المعرض‬‪‭‬وحســـب‪‭‬،‬بل‬‪‭‬األلبســـة‬‪‭‬الناعمة‪‭‬‬ ‫‬والحريريـــة‬‪‭‬واألقمشـــة‬‪‭‬الفاخـــرة‪‭‬،‬ســـحبت‬‪‭‬العديـــد‬‪‭‬مـــن‪‭‬‬ ‫‬األلبســـة‬‪‭‬و‬‪‭‬االثـــواب‪‭‬،‬واحـــدة‬‪‭‬تلـــو‬‪‭‬االخـــرى‪‭‬،‬ووضعتهـــم‪‭‬‬ ‫‬أمامهـــا‪‭‬،‬تتفحصهـــا‬‪‭‬وتفاضـــل‬‪‭‬أيهـــا‬‪‭‬تمنحه‬‪‭‬البنـــة‬‪‭‬أختها‪‭،‬‬ ‫‬تفـــرز‬‪‭‬و‬‪‭‬تفاضـــل‬‪‭‬بيـــن‬‪‭‬األثـــواب‬‪‭‬قزحيـــة‬‪‭‬اللـــون‬‪‭‬واألثواب‪‭‬‬ ‫‬الســـوداء‪‭ ‬،‬واألقمشـــة‬ ‪‭‬الحساســـة‬ ‪‭‬والخشـــنة‬ ‪‭‬بتأ ِن‪‭ ‬،‬ولكن‪‭‬‬ ‫‪‭‬كدســـت‬ ‪‭‬المنتقـــى‬ ‪‭‬مـــن‬ ‪‭‬المالبـــس‪‭‬‬ ‫‬باســـتمتاع‪‭ ‬،‬أخيـــرا‬ ّ‬ ‫‬الفاخـــرة‬ ‪‭‬المتأللئـــة‬ ‪‭‬علـــى‬ ‪‭‬الكرســـي‬ ‪‭‬جنبـــا‬ ‪‭‬بجنـــب‬ ‪‭‬مـــع‪‭‬‬ ‫‬الجوارب‬ ‪‭‬والمالبـــس‬ ‪‭‬الداخلية‪‭ ‬،‬كلها‬ ‪‭‬رائعـــة‬ ‪‭‬يمكن‬ ‪‭‬حملها‪‭‬‬ ‫‬بيـــد‬‪‭‬واحـــدة؛‬‪‭‬أخذتهـــا‬‪‭‬إلـــى‬‪‭‬غرفة‬‪‭‬كرســـتين‪‭‬،‬لدهشـــتها‪‭‬‬ ‫‬تأرجـــح‬‪‭‬البـــاب‬‪‭‬مفتوحا‬‪‭‬عندمـــا‬‪‭‬دفعته‬ ‪‭.‬بدايـــةً‬‪‭‬ظنت‬‪‭‬أنها‪‭‬‬ ‫‬ليســـت‬‪‭‬بالغرفـــة‪‭‬،‬النافـــذة‬‪‭‬مفتوحة‬‪‭‬على‬‪‭‬اتســـاعها‪‭‬،‬تطل‪‭‬‬ ‫‬مباشـــرة‬‪‭‬علـــى‬‪‭‬الجانـــب‬‪‭‬الريفـــي؛‬‪‭‬ليـــس‬‪‭‬ثمة‬‪‭‬أحـــد‬‪‭‬على‪‭‬‬ ‫‬الكراســـي‪‭‬،‬ال‬‪‭‬أحـــد‬‪‭‬عنـــد‬‪‭‬الطاولـــة‪‭‬،‬وضعـــت‬‪‭‬المالبـــس‪‭‬‬ ‫‬علـــى‬‪‭‬أحـــد‬‪‭‬الكراســـي‬‪‭‬ثم‬‪‭‬وجـــدت‬‪‭‬كرســـتين‬‪‭‬نائمـــة‬‪‭‬على‪‭‬‬ ‫‬المقعـــد‬‪‭‬الطويـــل‬‪‭‬المنجـــد‬‪‭‬ذي‬‪‭‬الذراعين‬ ‪‭.‬لقـــد‬‪‭‬ثملت‬‪‭‬من‪‭‬‬ ‫‪‭‬عمها‪‭‬‬ ‫‬كـــؤوس‬‪‭‬النبيـــذ‬‪‭‬التي‬‪‭‬لـــم‬‪‭‬تعتدها‬‪‭‬من‬‪‭‬قبل‪‭‬،‬ذلـــك‬‪‭‬أن‬ ّ‬ ‫‬أنطوني‬‪‭‬ســـكب‬‪‭‬لها‬‪‭‬الـــكأس‬‪‭‬تلو‬‪‭‬اآلخر‬‪‭‬بمـــرح‬‪‭‬كبير‪‭‬،‬وهي‪‭‬‬ ‫‬تشـــرب‬ ‪‭‬بســـرعة‪‭ ‬،‬ال‬ ‪‭‬تلـــوي‬ ‪‭‬علـــى‬ ‪‭‬شـــيء‪‭ ‬،‬تريـــد‬ ‪‭‬فقـــط‪‭‬‬ ‫‬الجلـــوس‬ ‪‭‬والتفكيـــر‬ ‪‭‬فـــي‬ ‪‭‬بعـــض‬ ‪‭‬األشـــياء‪‭ ‬،‬و‬ ‪‭‬تديـــر‬ ‪‭‬كل‪‭‬‬ ‫‬شـــيء‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬ذهنها‪‭‬،‬لكـــن‬‪‭‬غلبهـــا‬‪‭‬النعاس‬‪‭‬ووضعت‬‪‭‬رأســـها‪‭‬‬ ‫‬بلطـــف‬‪‭‬علـــى‬‪‭‬الوســـائد‪‭‬،‬عجـــز‬‪‭‬النائـــم‬‪‭‬دائمـــا‬‪‭‬يكـــون‬‪‭‬إما‪‭‬‬ ‫‬الحركـــة‬‪‭‬أو‬‪‭‬النوم‬‪‭‬بشـــكل‬‪‭‬مضحـــك‪‭‬،‬بينما‬‪‭‬تتقـــدم‬‪‭‬الخالة‪‭‬‬ ‫‬بالقـــرب‬‪‭‬منهـــا‪‭‬،‬تقلبت‬‪‭‬كرســـتين‪‭‬،‬وضعت‬‪‭‬الفتـــاة‬‪‭‬الجزعة‪‭‬‬

‫‬يديهـــا‬‪‭‬علـــى‬‪‭‬صدرهـــا‬‪‭‬كمـــا‬‪‭‬لو‬‪‭‬أنهـــا‬‪‭‬تحمي‬‪‭‬نفســـها‪‭‬،‬هذه‪‭‬‬ ‫‬الحركـــة‬‪‭‬يتميـــز‬‪‭‬بها‬‪‭‬األطفال‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬حماية‬‪‭‬أنفســـهم‪‭‬،‬فمها‪‭‬‬ ‫‬مفتـــوح‬‪‭‬نصف‬‪‭‬انفتاح‪‭‬،‬بشـــكل‬‪‭‬مخيف‬‪‭‬تقريبـــا‪‭‬،‬الحاجبان‪‭‬‬ ‫‬مرتفعـــان‬‪‭‬إلـــى‬‪‭‬أعلـــى‪‭‬،‬كمـــا‬‪‭‬لـــو‬‪‭‬أنهـــا‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬قبضـــة‬‪‭‬حلم‪‭،‬‬ ‫‬حتـــى‬‪‭‬فـــي‬‪‭‬نومهـــا‪‭‬،‬فكـــرت‬‪‭‬خالتها‬‪‭‬بشـــيء‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬التبصر‪‭،‬‬ ‫‬حتـــى‬‪‭‬في‬‪‭‬نومهـــا‬‪‭‬خائفة‪‭‬،‬وكم‬‪‭‬كانت‬‪‭‬شـــفتاها‬‪‭‬شـــاحبتين‪‭،‬‬ ‫‬كـــم‬‪‭‬هـــي‬‪‭‬باهتـــة‬‪‭‬لثتهـــا‪‭‬،‬وكم‬‪‭‬هـــي‬‪‭‬شـــاحبة‬‪‭‬بشـــرتها‬‪‭‬بلون‪‭‬‬ ‫‬العجيـــن‪‭ ‬،‬مـــع‬ ‪‭‬هـــذا‬ ‪‭‬الوجـــه‬ ‪‭‬الناعـــس‬ ‪‭‬مـــازال‬ ‪‭‬شـــابا‬ ‪‭‬و‪‭‬‬ ‫‬صبيانيـــا‪‭ ‬،‬ربمـــا‬ ‪‭‬ســـوء‬ ‪‭‬التغذيـــة‪‭ ‬،‬المبالغـــة‬ ‪‭‬فـــي‬ ‪‭‬العمـــل‪‭‬‬ ‫‬عنـــد‬‪‭‬ســـن‬‪‭‬مبكـــرة‪‭‬،‬تعبـــة‪‭‬،‬مالبـــس‬‪‭‬رثـــة‪‭‬،‬ال‬‪‭‬تبـــدو‬‪‭‬أنهـــا‪‭‬‬ ‫‬فـــي‬‪‭‬ربيعهـــا‬‪‭‬الثامن‬‪‭‬والعشـــرين‪‭‬،‬فتاة‬‪‭‬مســـكينة‬‪‭!‬،‭‬شـــعور‪‭‬‬ ‫‬كرســـتين‬ ‪‭‬الداخلـــي‬ ‪‭‬الـــذي‬ ‪‭‬ظهـــر‬ ‪‭‬عليهـــا‬ ‪‭‬أثنـــاء‬ ‪‭‬نومهـــا‪‭،‬‬ ‫‬جعل‬‪‭‬الســـيدة‬‪‭‬فـــان‬‪‭‬بولن‬‪‭‬تشـــعر‬‪‭‬بالخجل‬‪‭‬فجـــأة‪‭‬،‬يعترينا‪‭‬‬ ‫‬الخـــزي‬‪‭‬جميعـــا‪‭‬،‬حقـــا‪‭‬،‬مرهقة‬‪‭‬جـــدا‪‭‬،‬معـــوزة‪‭‬،‬قلقة‬‪‭‬من‪‭‬‬ ‫‬المـــوت‪‭‬،‬يحتاجـــون‬‪‭‬مســـاعدة‬‪‭‬و‬‪‭‬كان‬‪‭‬يجـــب‬‪‭‬تقديمها‬‪‭‬لهم‪‭‬‬ ‫ِ‬ ‫‬منـــذ‬‪‭‬زمـــن‬‪‭‬طويـــل‪ِ ‬،‬‬ ‫‪‭‬منحـــت‬‪‭‬جمعيـــات‬‪‭‬خيريـــة‬‪‭‬كثيرة‪‭‬‬ ‫‪‭‬أنت‬‬ ‫‬العديـــد‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬المســـاعدات‪‭‬،‬و‬‪‭‬تبرعـــات‬‪‭‬ألعيـــاد‬‪‭‬الميالد‪‭،‬‬ ‫ك‬‪‭‬ال‬‪‭‬تعرفيـــن‬‪‭‬لمـــن‬‪‭‬ذهبـــت‪‭‬،‬وشـــقيقت ِ‬ ‫‬حتـــى‬‪‭‬أنـــ ِ‬ ‫ك‬‪‭‬أقرب‪‭‬‬ ‫‬النـــاس‬ ‪‭‬إليـــ ِ‬ ‫ك‬ ‪‭‬نســـيتيها‬ ‪‭‬تمامـــا‪‭ ‬،‬ولكـــن‬ ‪‭‬بضـــع‬ ‪‭‬مئـــات‪‭‬‬ ‫‬مـــن‬‪‭‬الـــدوالرات‬‪‭‬كان‬‪‭‬لهـــا‬‪‭‬فعل‬‪‭‬العجـــب‪‭‬،‬نعـــم‪‭‬،‬كان‬‪‭‬يجب‪‭‬‬ ‫‬عليهـــا‬ ‪‭‬الكتابـــة‪‭ ‬،‬تعفـــف‬ ‪‭‬الفقـــراء‬ ‪‭‬الدائـــم‬ ‪‭‬عـــن‬ ‪‭‬ســـؤال‪‭‬‬ ‫‬الحاجـــة‬‪‭!‬،‭‬لحســـن‬‪‭‬الحـــظ‬‪‭‬يمكننـــا‬‪‭‬اآلن‬‪‭‬منح‬‪‭‬هـــذه‬‪‭‬الفتاة‪‭‬‬ ‫‬الرائعـــة‬‪‭‬والشـــاحبة‬‪‭‬القليـــل‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬الســـعادة‬ ‪‭.‬تحركت‬‪‭‬مرة‪‭‬‬ ‫‬أخـــرى‪‭‬،‬ال‬‪‭‬تعـــرف‬‪‭‬لمـــاذا‪‭‬،‬ذهبـــت‬‪‭‬بذهنهـــا‬‪‭‬إلـــى‬‪‭‬الصور‪‭‬‬ ‫‬القديمـــة‪‭‬،‬هـــذه‬‪‭‬صورتهـــا‬‪‭‬كمـــا‬‪‭‬تراهـــا‬‪‭‬على‬‪‭‬المـــرآة‬‪‭‬منذ‪‭‬‬ ‫‬زمـــن‬‪‭‬طويل؟‪‭‬،‬هـــل‬‪‭‬تتذكر‬‪‭‬الصـــور‬‪‭‬المبكـــرة‬‪‭‬لوالدتها‬‪‭‬في‪‭‬‬ ‫‬إطارهـــا‬‪‭‬المذهـــب‬‪‭‬المعلـــق‬‪‭‬فوق‬‪‭‬أعلـــى‬‪‭‬ســـرير‬‪‭‬طفولتها‪‭،‬‬ ‫‬أو‬‪‭‬بقاءهـــا‬‪‭‬لوحدهـــا‬‪‭‬في‬‪‭‬صالـــة‬‪‭‬البيت؟‪‭‬،‬في‬‪‭‬كل‬‪‭‬مناســـبة‪‭‬‬ ‫‬تتغلـــب‬ ‪‭‬على‬ ‪‭‬الالمتوقـــع‬ ‪‭‬بفضل‬ ‪‭‬تدبيرها‬ ‪‭‬الهـــاديء‪‭ ‬،‬برفق‪‭‬‬ ‫‬و‬ ‪‭‬لطـــف‬ ‪‭‬لمســـت‬ ‪‭‬الشـــعر‬ ‪‭‬األشـــقر‬ ‪‭‬للنائمـــة‪‭ ‬،‬اســـتيقظت‪‭‬‬ ‫‬كرســـتين‬‪‭‬على‬‪‭‬الفـــور‪‭‬،‬عنايتهـــا‬‪‭‬بأمها‬‪‭‬جعلهـــا‬‪‭‬تتأهب‬‪‭‬من‪‭‬‬ ‫‬أدنـــى‬‪‭‬لمســـة‪‭‬،‬‮«‬‪‭‬هـــل‬‪‭‬تأخرت‬‪‭‬بالفعـــل؟‮»‬‪‭ ‬،‬تمتمـــت‬‪‭‬بلهجة‪‭‬‬ ‫‬المذنبـــة‪‭ ‬،‬كل‬ ‪‭‬العامليـــن‬ ‪‭‬بالمكتـــب‬ ‪‭‬يخشـــون‬ ‪‭‬التأخـــر‬ ‪‭‬عن‪‭‬‬ ‫‬العمـــل‬ ‪‭.‬لســـنوات‬‪‭‬تنـــام‬ ‪‭‬وتســـتيقظ‬‪‭‬علـــى‬‪‭‬وقـــع‬‪‭‬الخوف‪‭‬‬ ‫‬ألول‬‪‭‬دقـــة‬‪‭‬مـــن‬‪‭‬منبـــه‬‪‭‬الســـاعة‪‭‬،‬أول‬‪‭‬مـــا‬‪‭‬تقـــوم‬‪‭‬بـــه‬‪‭‬هـــو‪‭‬‬ ‫‬تفحـــص‬‪‭‬الوقـــت‮«‬ ‪‭:‬هـــل‬‪‭‬تأخـــرت؟‮»‬‪‭‬،‬اليـــوم‬‪‭‬يبـــدأ‬‪‭‬دائمـــا‪‭‬‬ ‫‬بالفـــزع‬ ‪‭‬مـــن‬ ‪‭‬احتمـــال‬ ‪‭‬إهمالهـــا‬ ‪‭‬بعـــض‬ ‪‭‬مســـؤولياتها‪‭،‬‮«‬ ‪‭‬‬ ‫ِ‬ ‫‪‭‬أنـــت‬‪‭‬مذعـــورة؟‮»‬‪‭‬،‬تقـــول‬‪‭‬خالتها‪‭‬‬ ‫‬لكـــن‬‪‭‬يـــا‬‪‭‬طفلتي‬‪‭‬لمـــاذا‬‬ ‫‬لتهد ئتها‬ ‪‭.‬‬

‫ ‬

‫‬هذ ‬ه ‪‭‬الفتاة‬ ‪‭‬اخلجول ‪‭‬ة‬ ‫‬الت ‬ي ‪‭‬ال‬ ‪‭‬جترؤ‬ ‪‭‬على‪‭‬‬ ‫‬الرفض‪‭ ‬،‬خالف‪‭‬‬ ‫‬أولئك‬ ‪‭‬الفتيات‪‭‬‬ ‫‬املوجودات‬ ‪‭‬حولهم‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ب ‪‭‬عليه ‪‭‬ا‬ ‫‬كان‬ ‪‭‬يج ‬‬ ‫‬الكتابة ‬‪‭ ،‬تعفف‪‭‬‬ ‫‬الفقرا ‬ء ‪‭‬الدائم‬ ‪‭‬عن‪‭‬‬ ‫‬سؤال‬ ‪‭‬احلاج ‪‭‬ة‪‭!‬،‬‬ ‫ظ ‪‭‬ميكننا‪‭‬‬ ‫‬حلسن‬ ‪‭‬احل ‬‬ ‫‬اآلن‬ ‪‭‬منح‬ ‪‭‬هذه‬ ‪‭‬الفتاة‪‭‬‬ ‫‬الرائع ‬ة ‪‭‬والشاحبة‪‭‬‬ ‫‬القلي ‬ل ‪‭‬من‬ ‪‭‬السعادة‪‭‬‬

‫ ‬


‫‪7‬‬

‫‪WWW. ASSABAH.LY‬‬

‫األحد ‪ 27‬رجب ‪1441‬‬

‫الموافق ‪ 22‬مارس ‪2020‬‬

‫العدد ‪249 :‬‬

‫ثقافة‬

‫السنة الثانية‬

‫وصف مدخن‬ ‫قصة‬

‫حتــى وهــي جافــة ومدعوكــة ومهملــة‪ ،‬فــإن أعقــاب الســكائر‬ ‫عديمــة األهميــة تقــول عــن الرجــل أكثــر ممــا يمكــن ألطفالــه أن‬ ‫يقولــوه عنــه‪ .‬مــن هــو‪ ،‬ومــاذا كان‪ ،‬ال يمكــن أن يكــون متاحــا بوضــوح‬ ‫ألي شــخص مــن أقربائــه أو لزوجتــه الســابقة أو لزمــاء الدراســة‬ ‫فــي المرحلــة الثانويــة‪ ،‬بقــدر مــا يمكــن أن تكشــف عنــه المعرفــة‬ ‫التفصيليــة بكيــف‪ ،‬ومــاذا‪ ،‬يدخــن‪:‬‬ ‫تســحب[ الورقــة الرقيقــة]‪ ،‬وهــي منثنيــة مــن منتصفهــا‪ ،‬مــن‬ ‫جــراب جلــدي بــال‪ ،‬وتــدار بمهــارة الواعيــة فــي خــط متعــرج بيــن‬ ‫الســبابة واإلبهــام‪ ،‬وتلــف بحركــة يــد واحــدة‪ .‬تربيتــة متلهفــة مــن قبــل‬ ‫لعــاب بــرأس لســانه تقفــل الورقــة علــى نفســها وســرعان مــا ينبــض‬ ‫غطــاء الوالعــة منفتحــا‪ ،‬قبيــل أن يومــض رأس الســيكارة محمــرا‪.‬‬

‫ترجمة ‪ :‬عمر أبوالقاسم الككلي‬

‫كان ذلك ما كان عليه‪.‬‬ ‫ولكــن ذلــك لــم يكــن مــا كانــه دائمــا‪ .‬فلقــد تحــول إلــى شــخص مــن‬ ‫ذلــك النــوع ذات صيــف‪ ،‬منــذ ســنوات مضــت‪ ،‬فــي شــاحنة صندوقيــة‬ ‫مخطوفــة صحبــة أصدقــاء‪ .‬خــال حركــة الســيارة المضطربــة‬ ‫المتمايلــة شــقت ســيكارة ســيئة اللــف طريقهــا إلــى فــم صبــي‪ .‬صبــي‬ ‫ذي ابتســامة متكلفــة خبيثــة وميــل نحــو التهريــج‪ .‬صبــي ســعى إلــى‬ ‫حيــازة رباطــة جــأش أبطالــه وهــو فــي بدايــات تبلــور الرجولــة‪ .‬عنــد‬ ‫ذلــك ابتــدأ تحولــه‪ ،‬حيــن كانــت طموحــات المراهقــة غيــر الملجومــة‬ ‫قــد تطــورت ببــطء إلــى عاطفــة متميــزة‪ ،‬خانقــة تثيــر الرغبــة فــي‬ ‫الحديــث لــدى الجميــع‪ ،‬مــا عــداه‪.‬‬ ‫بالطبــع انبثــق دخــان مــن بيــن شــفتي الرجــل أكثــر ممــا تدفــق مــن‬ ‫الــكالم‪ ،‬لضآلــة حاجتــه إلــى المحادثــة‪ .‬كانــت الســكائر أكثــر مــن‬ ‫يرافقــه‪ ،‬أكثــر ناصحيــه الهامســين الموثوقيــن‪ .‬ومثلمــا هــو متوقــع‬ ‫وطبيعــي‪ ،‬كمــا هــو الشــأن مــع أنــف أو نمــش علــى وجــه غريــب عابــر‬

‫بالنســبة لمعظــم النــاس‪ ،‬ســيبدو هــو غريبــا وناقصــا‪ ،‬مشــوها علــى‬ ‫نحــو مــا‪ ،‬إذا مــا حــل الفــراغ علــى نحــو غريــب بشــفتيه فــي الموقــع‬ ‫الــذي ينبغــي أن يكــون الموقــع المالئــم للســيكارة‪.‬‬ ‫أن تراه يعني أن ترى السيكارة‪.‬‬ ‫األعقــاب المبللــة المصفــرة‪ ،‬التــي يشــحنها بأنفاســه‪ ،‬تــرد لــه‬ ‫الجميــل بلثــم أطــراف أصابعــه وأنفــه بالشــحوب الــذي يضفيــه‬ ‫الفورمالديهايــد‪ ،‬مبقعــة بشــرته بمــا يشــبه وشــم افتخــار بحبــه‬ ‫الحقيقــي الوحيــد‪ .‬كمــا أنــه يحمــل نــدوب الســكائر علــى كل قميــص‬ ‫وبنطلــون وجــورب ومعطــف وســروال قصيــر يملكــه‪ ،‬علــى هيئــة‬ ‫جــدري بفعــل الشــرارات الملتهبــة أو الرمــاد الســاقط‪ .‬نفــس الشــيء‬ ‫يمكــن أن يقــال عــن أرائكــه وبطاطينــه ووســائده وشراشــفه وبســطه‬ ‫ومقاعــد ســيارته‪ ،‬فلقــد كان ينشــر تلــك الهيئــة الدالــة علــى المــرض‬ ‫أينمــا ذهــب‪.‬‬ ‫لكــن الشــيء األكثــر حضــورا‪ ،‬األكثــر اســتفزازا‪ ،‬كان رائحتــه‪.‬‬ ‫فالرجــل كان التدخيــن مجســدا‪ .‬لقــد كان التدخيــن يســتوطن كل‬ ‫مســام وكل خليــة‪ ،‬ينــدس تحــت أظافــر قدميــه ويلــوب مــع طبلتــي‬ ‫أذنيــه‪ .‬وبالنســبة لمعارفــه الجــدد فــإن رائحتــه الفاغمــة‪ ،‬الزنخــة‪،‬‬ ‫تغثــي المعــدة وكانــت جــزءا منــه‪ ،‬كمــا لــو أنهــا تنبعــث مــن روحــه‬ ‫مباشــرة‪.‬‬ ‫زوجتــه تعرفــه بقــدر مــا تســتطيع‪ .‬تعــرف أنــه ليــس أبــا ألطفالــه‬ ‫وأنــه مســتاء مــن اكتنــاف أطفالهــا معــه فــي بيتــه والصــرف علــى‬ ‫احتياجاتهــم‪ .‬وتعــرف كذلــك أن أي حــب تبــاداله فــي الســابق قــد‬ ‫زال‪ ،‬تــاركا إياهــا بــدون مــكان تذهــب إليــه‪.‬‬ ‫لــذا عرفــت مــا الــذي يحبــه ومتــى يريــده‪ :‬بيضــا رائبــا تكــون‬

‫تشاد نورتون‬

‫شمســه مواجهــة‪ ،‬مــع شــرائح خنزيــر‪ ،‬خبــزا محمصــا وركــوة قهــوة‬ ‫قبــل الذهــاب إلــى العمــل‪ ،‬غــداء وافــرا حيــن يأتــي عنــد منتصــف‬ ‫النهــار‪ ،‬مارتينــي جــن جافــا كالصحــراء حالمــا يجتــاز البــاب ليــا‪،‬‬ ‫وعلبــا مــن التبــغ‪ ،‬زجاجــات مــن شــراب أخــف وعلبــا مــن ورق اللــف‬ ‫مخزنــة فــي الخزانــة مــن أجــل الســكائر التــي سيســتمتع بهــا قبــل و‬ ‫أثنــاء وبعــد كل وجبــة وخــال بقيــة نهــاره‪.‬‬ ‫زوجته ال تدخن‪.‬‬ ‫إال أنهــا كانــت تهتــم بســكائره قــدر اهتمامهــا بــه‪ .‬فهــي‬ ‫توليهــا العنايــة التــي تحتاجهــا‪ .‬تمتلــك منافــض مــن كافــة المــواد‬ ‫والتصاميــم الممكنــة موزعــة‪ ،‬حســب نســق مرســوم‪ ،‬عبــر البيــت‬ ‫فــوق أي مســطح تكــون ســعته وتســطحه كافييــن الســتيعابها‪ .‬بعضهــا‬ ‫كان حديــث الطــراز مصنوعــا مــن الزجــاج وجــاء كهدايــا‪ .‬وبعضهــا‬ ‫كان قــد ســرق مــن المطاعــم‪ ،‬وكانــت تبــدو منبتــة العالقــة بالمــكان‬ ‫فــي وضعهــا قــرب التحــف الخزفيــة المتســخة بفعــل لمســات أيــدي‬ ‫األطفــال التــي كان الرجــل يتعمــد تجاهلهــا وراء غيــوم دخانــه‪ .‬وقبــل‬ ‫أن تســنح الفرصــة أليــة منفضــة باحتــواء أكثــر مــن عقــب أو عقبيــن‪،‬‬ ‫مــن الســكائر المصنوعــة يدويــا‪ ،‬امتــص منهــا أو منهمــا الــزوج‬ ‫الحيــاة‪ ،‬تهــب الزوجــة‪ .‬وفــي زوبعــة نشــاط‪ ،‬تكــون األشــياء المتســخة‬ ‫قــد أبعــدت ورميــت محتوياتهــا فــي المدفــأة‪ ،‬قبــل اختتــام الشــطف‬ ‫بـــ (البالموليــف) والمــاء الســاخن فــي حــوض المطبــخ بدعــكات مــن‬ ‫منشــفة صحــون مالئمــة لخــزف صينــي راق‪.‬‬ ‫تكــررت هــذه الشــؤون اليوميــة آالف المــرات طــوال مــا يزيــد‬ ‫علــى خمــس وعشــرين ســنة مــن الــزواج‪ ،‬وفــي كل مــرة كانــت‬ ‫زوجتــه تبحــث عــن شــيء مــا فــي تلــك المنافــض الالمعــة‪ .‬علــى ذرة‬ ‫استحســان أو ومضــة امتنــان‪ .‬هنــاك كانــت تبحــث عــن زوجهــا ولــم‬ ‫تعثــر عليــه أبــدا‪.‬‬

‫يُســتدل علــى وجــوده فقــط مــن خــال الحيــز المــادي الــذي‬ ‫يشــغله كســحابة دخــان عابــرة‪ .‬ذلــك كل مــا كان هنالــك‪ .‬مــا يشــابه‬ ‫كثيــرا الطيــات الملتفــة مغلفــة مــادة ســكائره ‪ -‬المحتــوى اإلنســاني‬ ‫للرجــل لــم يتكشــف أبــدا‪.‬‬ ‫كان‪ ،‬فعــا‪ ،‬عالمــا منغلقــا علــى نفســه‪ ،‬طبوغرافيــا نيكوتينيــة‬ ‫مشوشــة مــن الطيــات والتغضنــات والشــقوق محاطــة بضبــاب‬ ‫دخانــي مســتدام صــادر عــن الســكائر المســتهلكة‪ .‬نفثــات طويلــة‬ ‫رقيقــة مــن الهــواء المشــبع بالقــار ونثــار التبــغ المزفــور تنبعــث‬ ‫مــن جســده بمجــرد جلوســه فــوق كرســي علــى رأس مائــدة غرفــة‬ ‫األكل‪ .‬األصابــع الشــبحية المعلقــة فــي الهــواء علــى ارتفاعــات‬ ‫متباينــة والتــي تزحــف بطيئــا عبــر بقيــة الغرفــة حيــث تنتشــر فــوق‬ ‫المصابيــح‪ ،‬والكراســي والكتــب‪ ،‬مثــل ضبــاب منخفــض فــوق تــال‬ ‫خفيضــة جــرداء وشــواهد قبــور منســية‪ .‬وحيــن ينقشــع الدخــان فــي‬ ‫النهايــة‪ ،‬يكــون الرجــل قــد ذهــب‪.‬‬ ‫جــرة مــن خشــب الماهوغنــي مغلفــة بقطــع نحاســية صقيلــة‬ ‫توضــع أحيانــا فــوق رف المدفــأة المزدحــم فــي بيــت الرجــل‪.‬‬ ‫المنافــض المتألقــة تحيــط بالصنــدوق فــي إجــال صامــت وهــي‬ ‫تنتظــر احتمــال وضعهــا فــي محــل بيــع خــردوات أو الذهــاب فــي‬ ‫رحلــة إلــى ســوق الخــردوات رفقــة مجموعــة مــن المالبــس الرجاليــة‬ ‫الخلقــة المغطــاة بثقــوب ســوداء ضئيلــة غريبــة‪ .‬وأدنــى مــن ذلــك‪،‬‬ ‫قــرب قطــع الخشــب البــاردة المتفحمــة التــي مضــى عليهــا أســبوع‬ ‫فــي المدفــأة‪ ،‬تظهــر أيضــا بقايــا الســكائر المرميــة الملطخــة‬ ‫مســتقرة أكوامــا فــي المنافــض‪.‬‬ ‫* اســتخدمنا هنــا إســم الموصــول الــدال علــى العاقل ألن الســياق‬ ‫يضفي على الســكائر ســمات إنســانية‪.‬‬

‫أيام وليال أو “ ضحكة سارة “‬

‫(رواية األحالم واألساطير‪ ,‬والحب والموت)‬

‫سالم العالم‬ ‫غالب ـاً مــا يحــدث لنــا عنــد تعرضنــا لموقــف مــا أو االســتماع‬ ‫لحديــث مــا أن نشــعر بأننــا ســبق لنــا أن مررنــا بمثــل هــذا الموقــف‬ ‫أو ســمعنا هــذا الحديــث مــن قبــل فيمــا يشــبه الرؤيــة ولكننــا ال‬ ‫نســتطيع أبــداً أن نحــدد متــى حــدث ذلــك أو أيــن ‪ .‬ودائمــاً مــا‬ ‫أجهدنــا أنفســنا فــي تفســير هــذه الظاهــرة بمفاهيمنــا البســيطة‬ ‫والشــعبية وربمــا كان أحــد التفســيرات مــا نطلــق عليــه تناســخ‬ ‫األرواح أو التقمــص دون أن تكــون لنــا درايــة تمامـاً بهــذا المفهــوم‬ ‫الموجــود لــدى الهنــدوس وفــي بعــض الديانــات الشــرقية القديمــة‬ ‫رغــم عــدم إيمــان الكثيــر منــا بهــذه الظاهــرة‬ ‫و روايــة أيــام وليــال أو”ضحكــة ســارة” تضعنــا فــي مواجهــة‬ ‫أمــام معتقداتنــا الخاصــة بهــذه الظاهــرة ‪ ( .‬كانــت “ ميزانــي “‬ ‫قــد أشــعلت ســيجارة جديــدة قبــل أن تنتهــي األولــى ‪ .‬بــدا لهــا‬ ‫الهــواء وكأنــه قــد نقــص فجــأة ‪ .‬كانــت قــد كتبــت ذات يــوم‪ :‬أنــا‬ ‫مســجلة منــذ أقــدم العصــور‬ ‫علــى قناعــة بــأن ماهيــة كل شــيء‬ ‫ّ‬ ‫فــي ال شــعورنا ‪ .‬وبــأن ثغــرة تنفتــح أحيانـاً ‪ ,‬وفــي لحظــات مميــزة‬ ‫‪ ...‬علــى العمــوم ‪ ,‬لــم تكــن ثغــرة بــل انفجــار للذاكــرة وللزمــن‬ ‫‪ .‬التقمــص ‪ ...‬أســطورة قديمــة قــدم العالــم ‪ .‬مــا مــن موضــوع‬ ‫اســتحوذ مثلــه علــى كل هــذه التعليقــات ‪ ....‬وتتذكــر بوضــوح‬ ‫تعليــق يونــغ الــذي أربكهــا عندمــا قــال ‪ :‬عندمــا يغمــس اإلنســان‬ ‫نظــره ولفتــرة طويلــة فــي ثقــب أســود ‪ ,‬ينتهــي بــه األمــر إلــى أن‬ ‫يــرى العيــن التــي تنظــر إليــه مــن داخــل الثقــب ) ‪ .‬ص ‪184‬‬ ‫كمــا تطــرح الروايــة تســاؤالت عميقــة عــن عالقــة قصــص‬ ‫الحــب العظيمــة بالمــوت فكمــا جــاء علــى لســان أحــد شــخصيات‬ ‫الروايــة مخاطبـاً “ ريــكاردو فاكاريســا “ بطــل الروايــة ص ‪( 248‬‬ ‫لقــد قلــت لــك قبــل لحظــة إن هــذا الحــب الــذي تتأهبــان لتعيشــاه‬ ‫‪ ,‬هــذا الحــب القريــب مــن الحــب اإللهــي ‪ ,‬المجنــون ‪ ,‬المجنّــح‬ ‫‪ ,‬المطلــق ‪ ,‬أال ينتمــي إلــى قصــص الحــب المســتحيلة؟ فكــر‬ ‫بــاألزواج الذيــن عاشــوا هــذا الحــب المص َّعــد ‪ ,‬أيــن هــم؟ مــاذا‬ ‫حــل بهــم؟ أنهــار كرونــواي تفيــض بدمــوع إيزولــت ‪ .‬يمكــن أن نــرى‬ ‫علــى أحــد جــدران قصــر قديــم فــي بريطانيــا صــورة تريســتان‬ ‫وهــو يقضــي يأسـاً‪ ,‬وصــورة إيزولــت الشــقراء وهــي مرتميــة علــى‬ ‫جثــة حبيبهــا ‪ .‬مايــزال الســم يســري تحــت جلــد جولييــت البيــض‬

‫قصة‬

‫وفــي عــروق روميــو ‪ :‬ولتــات فيرونــا كلهــا ‪ .‬وفــي فرنســا مــا يــزال‬ ‫ديــر أرجانتــوي يــر ّدد أصــداء توســات هيلويــز وهــي تنــادي المــوت‬ ‫علــى نعــش ابيــار ‪ .‬هــل فهمــت ؟ المــوت مح ّتــم ‪ .‬دائم ـاً المــوت‬ ‫‪ .‬إنــه صنــو قصــص الحــب العظيمــة التــي ال تتــاح لهــا أن تعيــش‬ ‫اكتمالهــا ‪ .‬كمــا لــو أن هنــاك قــدراً مكتوب ـاً تحــت جلــد العشــاق‬ ‫تجســد‬ ‫منــذ غابــر األزمــان ‪ .‬وإذا كانــت قصــص الحــب المطلــق‬ ‫ّ‬ ‫كمــال الحيــاة مقابــل المــوت ‪ ,‬فهــي ال يمكنهــا أن تتحقــق إال عبــر‬ ‫المــوت ) إنهــا لقضيــة كبيــرة فحتــى تاريخنــا العربــي ال يخلــو‬ ‫مــن قصــص حــب عظيمــة انتهــت بالمــوت ‪ .‬فهــل هــذه النهايــة‬ ‫الطبيعيــة لقصــص الحــب الكبيــرة؟ أم أن المــوت هــو ســمة مــن‬ ‫ســماتها ؟ أو ربمــا هــي ال تكتســب عظمتهــا إال باقترانهــا بالمــوت ‪.‬‬ ‫تضعنــا الروايــة أمــام تحــدي مهــم أخــر وهــو مــاذا تفعــل عندمــا‬ ‫تجــد أن كل مــا حققتــه أو مــا تملكــه أو مــا قمــت بــه فــي حياتــك‬ ‫ال يعبــر عنــك وال يحقــق ذاتــك ‪ ,‬أو أن كل خطواتــك لــم تكــن مــن‬ ‫تدبيــرك ‪ ,‬بــل تــم رســمها لــك ‪ .‬يجيــب بطــل الروايــة وهــو يحــادث‬ ‫خطيبتــه لينهــي عالقتــه بهــا بعدمــا واجهتــه بأنــه هــو الــذي أراد‬ ‫الــزواج بهــا وتســأله‪ :‬هــل كنــت تخدعنــي‪ .‬فيــرد قائــ ً‬ ‫ا‪ ( :‬ال‪,‬‬ ‫كنــت صادق ـاً فــي اللحظــة ‪ ,‬فــي اللحظــة فقــط‪ .‬أنــا أعــرف أن‬ ‫ُ‬ ‫تفســيراتي قــد تكــون مضطربــة ‪ ,‬ومــع ذلــك ‪ ,‬أرجـ ِ‬ ‫ـوك أن تحاولــي‬ ‫فهمــي ‪ .‬لقــد رســموا خطــي منــذ والدتــي ‪ ,‬ولقــد ُر ِّبيــت بحيــث أال‬ ‫افقــده بنظــري أبــداً ‪ .‬طريــق جميلــة بالطبــع ‪ ,‬مفروشــة بالســعادة‬ ‫ورخــاء البــال وعلــى األخــص باليقينيــات‪ .‬ليــس يقينياتــي أنــا‪ ,‬بــل‬ ‫ـت ثوبـاً غيــر ثوبــي زمنـاً طوي ً‬ ‫ال‬ ‫تلــك التــي لقنّونــي إياهــا ‪ .‬لقــد لبسـ ُ‬ ‫‪ .‬مهمــا كان تفصيلــه جمي ـ ً‬ ‫ا فقــد صــار ضيق ـاً علـ ّـي ) ص ‪.169‬‬ ‫“ ريــكاردو فاكاريســا “ الثــري األرجنتينــي الــذي يحلــم أثنــاء‬ ‫نومــه بامــرأة ال يعرفهــا ويتكلــم أثنــاء نومــه بلغــة ال يعرفهــا ولــم‬ ‫يســمعها أبــداً فــي حياتــه وتقــوده أحالمــه ليــرى نفســه يعيــش مــع‬ ‫حبيبتــه فــي زمــن ســابق لزمنــه بـــثالثة آالف وخمســمائة ســنة‬ ‫فــي حضــارة أندثــرت مــن علــى وجــه األرض ‪ ,‬وتتكــرر معــه‬ ‫هــذه األحــام بشــكل مســتمر ويصــل بــه األمــر إلــى مشــاهدة‬ ‫رؤى حتــى أثنــاء صحــوه فيلجــأ إلــى الطــب النفســي الــذي كان‬ ‫يخطــو خطواتــه األولــى فــي األرجنتيــن ســنة ‪ 1930‬م ‪ ,‬فيقــف‬

‫* نبذة عن المؤلف‬ ‫{ ٍولــد جيلبيــر ســينويه فــي القاهــرة عــام ‪ , 1947‬وبعــد أن‬ ‫درس عنــد اليســوعين ‪ ,‬انتســب إلــى دار المعلميــن فــي باريــس‬ ‫لدراســة الموســيقى فــدرس الغيتــار الكالســيكي ‪ ,‬ثــم صــار‬ ‫فيمــا بعــد أســتاذ ًا يعلــم هــذه اآللــة ‪.‬‬

‫كمــا عمــل جيلبيــر ســينويه كاتب ـ ًا للســيناريو والحــوار ‪ ,‬بمــوازاة‬ ‫عملــه كروائــي }‪.‬‬

‫رجـــــل مــن ورق‬

‫إلهام الغرياني‬

‫مضــت أيــام عــن آخــر لقــاء بيننــا ‪ ,,,‬كنــا حينهــا نستنشــق رحيــق‬ ‫الذكريــات ‪ ،،،‬وشــدى الحماقــات البريئــة ‪ ،،‬تلــك الحماقــات التــي لــم‬ ‫تتعــدى نظــرة مســروقة‬ ‫أو كلمــة مقتولــة الحــروف ‪ ،،‬أو إهــداء عابــر ال يتعــدى قطعــة شــوكوال‬ ‫‪ ،،‬أو علبــة مناديــل لونهــا بيضــاء !!!‬ ‫ومضــت أيــام أخــرى بعدهــا ‪ ،،‬إستنشــقنا خاللهــا رائحــة الزنبــق‬ ‫والتوليــب ‪ ،،‬خاللهــا مضــت ســاعات أيامــي وكأنهــا لحظــات‬ ‫كانــت أيــام بنكهــة العســل وبلــون التفــاح األحمــر كنــت حينهــا أجلــس‬ ‫علــى فــراش الحلــم وأتكــيء علــى عــكاز الســعادة‬ ‫وأمشــي بحــذاء األمــل ‪ ،،‬وأنــام علــى ســرير مــن جناحــي فراشــة‬ ‫اإلنتظــــــــــــــار !!!!!‬ ‫كنــت مســكينة متأججــة بنــار الكلمــة ‪ ،،‬وســجينة مــا أراه حولــي مــن‬ ‫مسلســات واقعيــة قصيــرة ‪ ،،‬مــا يحــدث لصديقتــي وألختــي ولخالتــي‬ ‫ولعمتــي ولزميلتــي‬ ‫كنــت تائهــة وضائعــة بيــن‪ ‬زوايــا الحقيقــة التــي تشــتعل نــاراً واقعي ـاً‬ ‫‪ ،،‬فهــا أنــا أعتــرف أن اســمه وطيفــه قــد اســتجمع مواطــن قلبــي وأرهــق‬ ‫ســديم‪ ‬فكــري !!‬ ‫والمشــكلة أنــه لــم يكــن ســوى رجـ ً‬ ‫ا مــن ســراب ‪ ...‬مــن وهــم ‪ ...‬مــن‬ ‫ورق ‪ ...‬كان رج ـ ً‬ ‫ا مــن ورق‬ ‫كنــت فــي كل ليلــة أختــار لــه إســماً ‪ ..‬وأتخيــل لــه صوتـاً ‪ ..‬وألبــس لــه‬ ‫ثوبـاً ‪ ...‬وأشــتري لــه عطــراً‬ ‫كنــت أنشــغل بــه وســط الزحــام ‪ ،،‬كنــت آخــذ رأيــه فــي أدق تفاصيــل‬ ‫يومــي ‪ ،،‬كثيــر مــا ســألني بائــع الخبــز وبائــع اللحــم وبائــع الحليــب‬ ‫لماذا تفكرين كثيراً قبل أن تقولي بكم تريدين الشراء يا آنســـــــة؟؟‬ ‫إال أننــي أبتســم خج ـ ً‬ ‫ا وأدنــدن همس ـاً ‪ ،،‬أنــا ال أتحــدث إال بعــد أن‬ ‫أستشــيره و آخــذ رأيــه و أنتظــره هــو أن يبــدأ فــي الطلــب‪ ،،‬ألنــه يغيــر‬ ‫يغيــر عليــا مــن كل أحــد وال يحــب أن يســمع صوتــي أحــد حتــى وإن كان‬ ‫بائــع أو جــار أو قريــب فــي عمــر والــدي وفــي هيئــة جــدي!!!‬ ‫ثــم آخــذ أغراضــي وأجــر خطواتــي جــراً وأمشــي وســط زحــام‬ ‫الطرقــات ‪ ،،‬وأظــل أتذكــر وأســتذكر ‪ ،،،‬أبحــث عــن ذكــرى جميلــة‬ ‫وذات مســاء صافحتنــي ذكــرى تعرفــي علــى ذاك الغريــب ‪ ،،‬أســميته‬ ‫غريــب ألنــه دخــل ســديم ذاكرتــي وجلــس بجــوار فرحــي‬ ‫وعانــق طفقــات حزنــي وصافــح خطــوط كفــي بكــف زجاجــي أملــس ‪،،‬‬ ‫هكــذا تخيلــت شــكل كفــه !!‬ ‫كنــت كل يــوم ثالثــاء أجلــس فــي مكتبــة صغيــرة أنتظــر خــروج ابــن‬ ‫جيراننــا مــن مدرســته حتــى أعيــده إلــى البيــت‬ ‫لطالمــا انزعجــت مــن رجــاء أمــي ألن ال أخــذل طلــب الجــارة فــي أن‬ ‫أعينهــا فــي مهمتهــا فقــط ليــوم واحــد مــن كل اســبوع ‪ ،،‬يــوم الثالثــاء‬ ‫كنــت منزعجــة فــي البدايــة ‪ ،،‬لكننــي ســرعان مــا أدخلــت مشــوار‬ ‫المدرســة إإلبتدائيــة إلــى قائمــة اهتماماتــي ‪ ...‬وذات مســاء رأيته‪.‬رآنــي‬ ‫ورآيتــه‬ ‫عندما اخترت مكان جلوسي ‪ ،،‬واخترت ماذا سأقرأ‬ ‫واختــرت أيــن ســأضع هاتفــي المظلــم ســوى مــن ضــوء خافــت جــداً مــا‬ ‫كنــت ســأحصل عليــه إال ألننــي أضبــط منبهــي علــى لحظــة خــروج أيهــم‬ ‫الطفــل المدلــل !‬ ‫وبينمــا بــدأ منبهــي المزعــج فــي مهمتــه كنــت أنــا قــد وصلــت تمام ـاً‬ ‫عنــد ‪ :‬بــاب مــن أحــب مــن نظــرة واحــدة !!‬ ‫رفعــت رأســي دونمــا أن أدري أبحــث عــن أي تقاســيم أي معالــم أي‬ ‫صفــات أي عنــوان يشــبه عنــوان ســيد المعانــي‬ ‫كنــت أبحــث وكان منبــه هاتفــي المزعــج يقــوم بمهمتــه ‪ ،،‬لــم أنتبــه‬

‫العلــم عاجــزاً أمــام تفســير حالتــه ‪ ,‬فيتخلــى عــن خطيبتــه وعــن‬ ‫ممتلكاتــه وعــن كل شــيء بوطنــه ليطــارد حلمــه إلــى النهايــة ففــي‬ ‫حــوار مــع طبيبتــه النفســية “ميزانــي” ص ‪ 185‬يقــول لهــا ‪ - ( :‬مــن‬ ‫وجهــة نظــري ال فائــدة مــن البقــاء‪ ,‬يجــب الذهــاب حتــى النهايــة ‪.‬‬ ‫نهاية ماذا ؟‬ ‫نهايــة قصتنــا ‪ .‬قصتهــا وقصتــي ‪ .‬يجــب علـ ّـي أن التقــي بهــا‬ ‫قبــل أن يفــوت األوان ‪ ,‬وقبــل أن يمنعنــا القــدر مــرة أخــرى مــن‬ ‫أن ننهــي قصتنــا ‪ .‬هــل تدركيــن الفرصــة الهائلــة لمتاحــة لــي ؟ى‬ ‫كــم مــن النــاس يموتــون بســبب إضاعتهــم لمواعيدهــم؟ وكــم كانــوا‬ ‫يتم ّنــون أن ينهــوا مــا بــدؤوه ؟ وكــم مــن المحتضريــن قالــوا قبــل‬ ‫رحيلهــم‪ :‬لبــس اآلن يــا إلهــي ‪ ,‬يــوم آخــر فقــط ســاعة ‪ ,‬وهــي‬ ‫الوقــت الــازم ألنهــي مهمتــي ‪ ...‬القــدر يقــدم لــي هديــة وحيــدة‬ ‫مــن الطيــش إضاعتهــا ‪.‬‬ ‫حملق في عيني المحلّلة النفسية ثم أضاف ‪:‬‬ ‫ال مجــال بعــد اآلن ‪ ,‬لقــد فاتتنــي قطــارات كثيــرة‪ .‬أمــا هــذا‬ ‫القطــار فســأركبه ‪).‬‬ ‫فهــل فعـ ً‬ ‫ا لهــذا الحــب هــذه القــوة؟ وهــل تســتحق أحالمنــا أن‬ ‫نطاردهــا إلــى النهايــة حتــى لــو كانــت نهايتهــا المــوت ؟‬ ‫يحــاور” ريــكاردو” نفســه وهــو بجزيــرة كريــت وعلــى وشــك أن‬ ‫يلتقــي بفتــاة أحالمــه ص ‪ ( 262‬هاهــو هنــا نائــ ٌم فــي الغبــار‬ ‫الكريتــي ‪ ,‬يفتــرش ارض البريــة ‪ ,‬علــى بعــد آالف الكيلومتــرات‬ ‫عــن بــاده ‪ ,‬مقطوع ـاً عــن كل مــا كان يمثــل حياتــه ‪ .‬لقــد احــرق‬ ‫الرمــوز كلّهــا واقتلــع الجــذور كلّهــا وكأنهــا أعشــاب مجنونــة ‪,‬‬ ‫وهجــر البيــت الــذي ُولــد فيــه ‪ ,‬واإلستانســيا ‪ ,‬وجــرح قلــب المــرأة‬ ‫التــي أح ّبتــه بــكل جوارحهــا ‪ ....‬ســأكتفي بمــا تعطينــي إيــاه ‪...‬‬ ‫اليقيــن مقابــل الزيــغ‪ ,‬واالمتــاء مقابــل خــواءٍ ممكــن ‪ ...‬انتبــه!‬ ‫أشــعر أنــك تحــت تأثيــر قــوةٍ ال اعــرف اســمها‪ ,‬إلــى أيــن تريــد أن‬ ‫تجذبــك؟ ومــا هدفهــا؟‬ ‫صحيــح ‪ ,‬مــا هدفهــا؟ لقــد ارتــاع مــن التأكــد مــن القــدرة التــي‬ ‫جلبتــه بهــا تلــك القــوةُ إلــى هنــا‪ .‬هــل كانــت قــوة الحــب؟ قــوة نــداء‬ ‫ال يقــاوم؟ قــوة رغبــة مســيطرة فــي أن يُســتهلك حتــى يصيــر‬ ‫رمــاداً؟ هــل علــى اإلنســان أن يتح ـ ّول إلــى عــدم لكــي يولــد مــن‬

‫جديــد عظيمـاً؟ أم أنهــا لــم تكــن ســوى لحظــة مــن تخـ ٍّـل ؟ ) ‪.‬‬ ‫روايــة[ أيــام وليــال أو “ ضحكــة ســارة “] لـــ “ جيلبيــر‬ ‫ســينويه “ فــي طبعتهــا األولــى ‪ 2007‬تقــع فــي ‪ 319‬صفحــة‬ ‫مــن القطــع المتوســط صــادرة فــي طبعــة فاخــرة عــن دار ورد‬ ‫للطباعــة والنشــر والتوزيــع بدمشــق – ســوريا وعــن ترجمــة‬ ‫متميــزة لـــ “عدنــان محمــد “ ‪ .‬وتعتبــر الروايــة فــي الكثيــر‬ ‫مــن جوانبهــا كتــاب للتعريــف بنظريــات “كارل غوســتاف‬ ‫يونــغ “ حــول الالشــعور الجمعــي وتفســير األحــام ‪ .‬وكمــا‬ ‫جــاء فــي تقديــم الروايــة‬ ‫( فهــي روايــة غريبــة وجريئــة ومربكــة ‪ ...‬ومحببــة جــداً‬ ‫‪ ,‬وال يلبــث القــارئ أن يجــد قناعاتــه ويقينياتــه تتهــاوى علــى‬ ‫مــر الصفحــات ‪ ,‬ولــن تنــي مبادئــه الراســخة أن تتشــظى‬ ‫كلمــا أراد أن يبحــث لهــا عــن أســس ‪ ,‬ويتيــه فــي متاهــة‬ ‫عويصــة الشــعاب ‪ ...‬نعــم‪ ,‬إن المخاطــر لتحيــق بمــن يقــرأ‬ ‫هــذه الروايــة ‪ ,‬تمام ـاً كمــا حاقــت بمؤلفهــا ‪.‬وهــو يكتبهــا )‬ ‫ص‪. 11‬‬ ‫ـس العجائبــي‪ .‬وهــذا الكتــاب – الــذي‬ ‫( يمتلــك ســينويه حـ ّ‬ ‫يحلّــق بقصــد قطــع األنفــاس – هــو استكشــاف عظيــم‬ ‫للعوالــم الخبيئــة ‪ ,‬وهــو تنويــع علــى أســطورة أورفيــوس ‪,‬‬ ‫إنــه قصــة حــب رائعــة ‪.‬روايــة “أيــام وليــال” دعــوةٌ لتذ ّكــر‬ ‫البديهيــة التاليــة‪ :‬باألحــام كانــت اآللهــة‪ ,‬فــي الماضــي‬ ‫‪ ,‬تخاطــب أولئــك الذيــن اختاروهــا‪ ,‬وباألحــام تعطينــا‬ ‫ذكرياتنــا القــوة للنظــر إلــى األمــام ‪ .‬فــي أحالمنــا يكمــن‬ ‫مفتــاح قدرنــا ‪ .‬ريــكاردو وســارة ال يعرفــون هــذه الحقيقــة‬ ‫‪ ,‬ولكنهمــا النجمــان الخالــدان اللــذان ُوجــدا لينيــرا عالمــاً‬ ‫تكتنفــه الظلمــة ‪ ,‬عال َمنَــا ‪).‬‬

‫عندمــا هاجمنــي صوتــه الحــازم ‪ ،،‬تســلل إلــى طاولتــي‬ ‫ســلك ذاك الممــر الضيــق الــذي يفصــل بينــي وبيــن الحائــط !!! وصــل‬ ‫أخيــراً إلــي ‪ ،،،‬ووصلــت أناملــه إلــى زر ‪!! STOP‬‬ ‫وقــال بصــوت واضــح ‪ :‬عليـ ِـك أن تحترمــي يــا آنســة هــذا المــكان ‪،،،‬‬ ‫إقــرأي قوانيــن المكتبــة قبــل جلوســك فــي المــرة المقبلــة !!!‬ ‫عجــزت عــن الــرد عليــه ‪ ،،،‬فقــد فاجأنــي اختراقــه لخصوصيــة‬ ‫جلوســي ‪ ،،‬كانــت الطاولــة طاولتــي ‪ ،،‬والهاتــف هاتفــي ‪ ،،‬وممــر المشــاة‬ ‫طريقــي العقيــم !!‬ ‫فمــن أيــن لــه بــكل ذاك التطفــل إلختــراق هـــــــــــــامتي الزائفــة المختبئة‬ ‫هــذه المــرة خلــف تفاصيــل قارئة لكتــــــــاب «» طوق الحمـــــــــــامة «»‬ ‫أعتــرف أنــه انســجمت هــذه المــرة كثيــراً مــع الفصــل الــذي وصلــت‬ ‫إليــه لــذا لــم أنتبــه إلــى إقفــال رنيــن هاتفــي المزعــج‬ ‫وأعتــرف أكثــر أننــي لــم أكــن أعيــر هاتفــي أي اهتمــام ‪ ،،‬ال أعــرف‬ ‫حتــى مــن أيــن أبــدأ فــي االهتمــام بــه ‪ ،،‬لــم أكــن مــن هــواة ســماع األغانــي‬ ‫وال النغمــات‬ ‫ولــم تســتهويني مطلقــاً ال ألوانــه وال صفاتــه وال مــكان صنعــه وال‬ ‫ملمــس غطائــه وال شــكل حقيبتــه الصغيــرة !!‬ ‫وبالرغــم مــن ذلــك كان هاتفــي ذكيــاً أنيقــاً تمــأ شاشــته صــورة‬ ‫حــــــــــذاءاً أحمــر وقلــم رمــــــــــادي بجانبــه !! لــم أتوقــع يومـاً أن يــرى صورة‬ ‫هاتفــي شــخصاً مــا غيــري‬ ‫لــم يحصــل أن أخرجتــه أمــام أحــد لوقــت طويــل ‪ ،،‬كنــت ال أحــب‬ ‫الثرثــرة أمــام اآلخريــن ‪ ،،‬ال أحــب أن يقــرأ تفاصيــل وجهــي أحــد وأنــا‬ ‫أجــري أي مكالمــة‬ ‫ألننــي أعلــم جيــداً هوايــات مــن حولــي حــب إختــراق الحواجــز‬ ‫والمســافات للوصــول إلــى نقطــة تالقــي الهواجــس مــع األقــوال واألفعــال !‬ ‫أنــــــــــــا ‪ ،،،‬أجــل أنـــــــــا أعــرف جيــداً أن هــذا مــكان مكتبــة ‪ ،،‬وليــس‬ ‫مــن عادتــي إزعــاج اآلخريــن ‪ ،،‬لكننــي كنــت منشــغلة قلي ـ ً‬ ‫ا بقــراءة فصــل‬ ‫مهــم مــن فصــول كتــاب إخترتــه‬ ‫ال يحــق لــك إطالقــاً تنبيهــي بهــذه الطريقــة المزعجــة !!! مــن أنــت‬ ‫حتــى تصــل إلــى مــكان جلوســي بهــذا التطفــل الغيــر الئــق ؟؟؟‬ ‫كنــت قويــة الصــوت حــادة اللحــن ‪ ،،‬أمــا هــو فقــد كان منشــغ ً‬ ‫ال عنــي‬ ‫بانســجامه وســط أوراقــه المبعثــرة فــوق الطاولــة أمامــه‬ ‫كان واضعـاً فــوق طاولتــه أكثــر مــن أربعــة هواتــف ‪ ،،‬وفنجانيــن قهــوة ‪،،‬‬ ‫ومجموعــة أقــام ودفتــراً أســود !!‬ ‫هاجمتــه بصوتــي ‪ ،،‬ولــم يــرد ‪ ،،‬بــل حتــى إلــي لــم ينظــر ‪ ،،،‬الغريــب‬ ‫أنــه كان يجلــس علــى الطاولــة التــي خلفــي ‪ ،،،‬والغريــب أكثــر أنــه جلــس‬ ‫عليهــا قبلــي‬ ‫هكــذا قالــت الورقــة التــي وجدتــه موقعـاً عليهــا كانــت طاولتــي رقــم ‪7‬‬ ‫وطاولتــه رقــم ‪ ،، 8‬كان وقــت دخولــه قبــل موعــد دخولــي‬ ‫إال أن خروجي كان األول ! ‪ ،،‬تناولت بطاقتي بغضب وخرجت‬ ‫أيهــم إبــن جيراننــا وجدتــه ينتظرنــي بالشــارع ‪ ،،‬وعينــاه غلــب عليهــا‬ ‫النعــاس ‪ ،،‬كان طفــل الثامنــة ربيع ـاً ‪ ،،‬أعطانــي قطعــة شــوكوال‬ ‫دعهــا علــى الكرســي ســآخذها الحقـاً ‪ ،،‬ابتســم ببــراءة لــم يكــن يتوقــع‬ ‫أن أرفــض هديتــه التــي عودنــي عليهــا كليــوم ثالثــاء‬ ‫كنت حينها عصبية المزاج وصعبة الميراس‬ ‫لــم أتفــوه حتــى بربــع كلمــة ‪ ،،‬كان المســكين طــوال الطريــق يتحــدث لــي‬ ‫علــى اجتهاداتــه فــي الصف‬ ‫وكيــف أن المعلمــة رســمت لــه فــي دفتــره تفاحــة ووردة وكيــف ســاعدته‬ ‫علــى تلويــن قــاع البحــر ‪ ،،‬كان يــروي لــي تفاصيــل ســاعاته فــي المدرســة‬ ‫هذا بيت صديقتي ندى ‪ ,,‬ذلك الذ أمامه الشجرة الكبيرة‪ ‬‬

‫كان الصغيــر يســألني بحمــاس وكنــت أجيبــه بهــزة رأس و رمشــة عيــن‬ ‫المباليــة !‬ ‫كنــت أنــا عالقــة اللحظــة والكلمــة فــي كتــاب طــوق الحمامــة وصلــت‬ ‫إلــى الفصــل الــذي عنوانــه ‪ :‬بــاب مــن ال يحــب إال مــع المطاولــة !!‬ ‫كنــت حينهــا أدنــدن بكلماتــه ‪ ،،‬وأهــز رأســي معــه وكأننــي أقــول البــن‬ ‫حــزم ‪ :‬نعــم نعــم ‪ ،،‬معــك حــق ‪ ،،‬أجــل أجــل‬ ‫يــــــــــــا اهلل ‪ ،،‬يــا ويلــي إذا كان يراقــب ذاك الغريــب تصرفاتــي الغبيــة‬ ‫التــي ال توحــي إال بفــراغ عقلــي الصغيــر مــن أي مســئولية اهتمامــات‬ ‫بمــن حولــي !!‬ ‫عندمــا وصلــت أمــام بيــت الجيــران ‪ ،،‬كعــادة الكبـــــــــــــار ‪ ،،‬أبديــت‬ ‫اهتمامــي بأيهــم‬ ‫فتحــت لــه البــاب بهــدوء ‪ ،،‬صافحتــه بــا بتســامة حــب يبــدو أننــي‬ ‫اســتعرت عنوانهــا مــن كتــاب الطــوق !!!!‬ ‫وضعــت لــه حقيبتــه فــوق كتفيــه ‪ ،،‬وأضفــت لــه بضــع أمنيــات مســائية‬ ‫شــتائية كان آخرهــا ‪:‬‬ ‫إعتنــي بنفســك جيــداً ‪ ،،‬ال تســهر طوي ـ ً‬ ‫ا ‪ ،،‬هــذه الليلــة بــاردة عليــك‬ ‫بالمكــوث بجانــب أمــك‬ ‫قلــت لــه مالحظتــي األخيــرة ألننــي لطالمــا راقبــت أيهــم مــن شــرفة‬ ‫غرفتــي ‪ ،،‬كان يحــب الســهر طوي ـ ً‬ ‫ا أمــام شاشــة الكمبيوتــر‬ ‫فقــد كانــت نافــدة غرفتــه مقابلــة لشــرفتي لطالمــا حيانــي ببــراءة‬ ‫الطفولــة التــي لطالمــا عشــقتها فــي عينيــه‬ ‫كان أيهــم يلعــب إلكترونيـاً وكنــت أنــا أجلــس بهــدوء شــديد إمــا ألراقــب‬ ‫شــارعنا البــارد والفــارغ مــن كل شــيء ‪ ،،،‬ســوى مــن حلكــة الليــل ومــن‬ ‫بــرد الشــتاء !!‬ ‫أو ألجــل التأمــل بمــزاج حزيــن فــي تفاصيــل ألبــوم صــور قديــم‬ ‫ألصافحــه دمعــاً وقهــراً وشــوقاً‬ ‫وفــي بعــض اآلحاييــن ألراجــع تفاصيــل روايــة طويلــة قرأتهــا منــذ حيــن‬ ‫طويــل ونســيت الكثيــر مــن تفاصيلهــا‬ ‫إال أننــي كنــت أطــوي بعــض وريقاتهــا كعالمــة مميــزة منــي تســتدعي‬ ‫المراجعــة مــن حيــن لآلخــر لبعــض زوايــا المشــاهد واللوحــات !!‬ ‫فكثيــرة هــي تلــك اللوحــات التــي نقرأهــا فــي بعــض صفحــات الروايــات‬ ‫إال أن المفاجئــأة نجــد مــا يحصــل لنــا فــي حياتنــا الخاصــة أهــم وأثمــن‬ ‫وأغــرب مــن الــذي نقــرأه فــي تنايــا الصفحــات !!‬ ‫وأغــرب الــذي حصــل لــي فــي بعــض المســائات الشــتوية ‪ ،،‬هــو أننــي‬ ‫الحظــت أن أيهــم تلــك الليلــة لــم يكتــرث لمالحظاتــي وهــا هــو يســهر أمــام‬ ‫الكمبيوتــر كعادتــه الليليــة‬ ‫إال أننــي علــى يقيــن أن هنــاك بجانبــه يوجــد ضــوء خافــت يشــتعل مــن‬ ‫ســيجارة ‪ ،،‬أنــا علــى يقيــن أن هنــاك مــن يشــارك أيهــم غرفتــه‬ ‫إال أنــه مــن الواضــح أنــه جامــد الحــراك ‪ ،،،‬يجلــس مقابـ ً‬ ‫ا لــي ‪ ،،‬وبــكل‬ ‫ثقــة تتحــرك أناملــه بحركــة آليــة بشــكل منتظم‬ ‫كان منهمــك فــي اســتهالك صحتــه بدخــان ســيجارته ‪ ،،،‬وكنــت منهمكة‬ ‫فــي مراجعــة بعــض صفحــات روايــة ماجدوليــن ‪ /‬تحــت ظــال الزيزفون‬ ‫تلــك الليلــة كان مزاجــي نشــط يســتذكر الحــروف والمعانــي ويســتدعي‬ ‫كل حــاالت الحنيــن‬ ‫لذلــك لــم يربكنــي ذاك الغريــب الــذي مــن الواضــح أنــه يراقبنــي‬ ‫مســتخفياً تحــت ســتار الظــام‬ ‫هــادئء وصامــد كالجــدار المتــكأ عليــه ‪ ،،،‬وبــارد كالطقــس الــذي‬ ‫يحتويــه ‪ ،،،‬ويحتوينــي !‬ ‫تلــك كانــت الليلــة األولــى ‪ ،،،،‬وبعدهــا تكــرر المشــهد أمامــي ‪ ،،،‬لــذا‬ ‫حرمــت علــى نفســي دخــول الشــرفة ‪ ،،،‬وحتــى فتــح النافــدة ‪ ،،،‬ومضــى‬

‫يــوم وراء يــوم‬ ‫وليلــة وراء أخــرى ‪ ..‬وكنــت فــي كل صبــاح أجــد وردة زنبـــــق صغيــرة‬ ‫ملقــاة فــي شــرفتي ‪..‬أو حــول حــوض الزهــور الــذي علــى نافدتــي‬ ‫لــم يحتــوي بيتــي علــى وردة زنبــق واحــدة ‪ ،،‬كنــت مــن هــواة التوليــب‬ ‫والجــوري ‪ ،،‬لــذا يبــدوا أننــي فرحــت كثيــراً بالهديــة التــي كانــت تصلنــي‬ ‫ا واســتلمها صباح ـاً‬ ‫لي ـ ً‬ ‫كنــت أعــرف مــن كان صاحبهــا ‪ ،،‬ذاك الغريــب ضيــف أيهــم‪ ،،‬وألول‬ ‫مــرة تمنيــت لــو أننــي أقــوم بمهمتــي اتجــاه أيهــم كل يــوم‬ ‫حتــى أعــرف منــه هويــة ظيفــه الغامــض ‪،،‬إال أنــه شــاعري بعبــق زهــرة‬ ‫الفـــــل الصغيرة !!!‬ ‫وتكــررت المســاءات ‪ ،،‬وفــاح شــدى الزنبــق ‪ ،،‬فقــد أصبحــت أســتدعيه‬ ‫كل صبــاح ليشــاركني فنجــان قهوتــي !!‬ ‫يومـاً وراء آخــر ‪ ،،‬وهــا هــو قــد حضــر مســاء الثالثــاء ‪ ،،،‬ومــن جديــد‬ ‫مارســت طقوســي التــي إعتــدت عليهــا‬ ‫عندمــا ســلمت بطاقتــي لعامــل المكتبــة حاولــت أن أكــون أكثــر إنتبــاه‬ ‫هــذه المــرة ‪ ،،‬ال لــم أرى أحــداً جالســاً علــى الطاولــة رقــم ‪ 7‬وال ‪ 8‬وال‬ ‫حتــى ‪ ،،، 10‬ال يوجــد غيــري فــي المكتبــة‬ ‫كان المســاء ممطــر ‪ ،،،‬وكان إزدحــام الشــارع شــديد ‪ ،،‬والضجيــج قــوي‬ ‫كعــادة الكثيــر مــن البشــر يتشــائمون مــن الغيــوم الســوداء ومــن األمطــار‬ ‫الغزيــرة‬ ‫ألنهــا تربــك الطرقــات وتتعطــل بســببها الكثيــر مــن الســيارات‪،‬لم‬ ‫أنتبــه لفنجــان القهــوة الــذي أحضــره لــي العامــل ‪ ،،‬كنــت أتــردد عندهــم‬ ‫بانتظاممــرة واحــدة مــن كل اســبوع‬ ‫وأجلــس علــى ذات الطاولــة ‪ ،،‬ألنهــا الوحيــدة التــي تقابــل مدرســة أيهــم‬ ‫‪ ،،‬فــي المــرات األولــى كنــت أدخــل لهــم بفنجــان قهوتــي ‪ ،،‬لكــن بعدهــا‬ ‫عرضــوا علــي هــم تحضيرهــا إلــي‬ ‫جلســت بحــرص شــديد وكأن هنــاك مــن يراقبنــي بالرغــم مــن فــروغ كل‬ ‫الزوايــا ســوى مــن بعض الكراســي !!‬ ‫أذكــر أننــي وصلــت فــي الصفحــة رقــم ‪ ،،،،‬البــاب ‪ ،،،،‬لكتــاب ابــن حــزم‬ ‫األندلســي طــوق الحمامــة !!‬ ‫حاولــت هــذه المــرة الجلــوس علــى ســجادة هامتــي الزائفــة ‪ ،،‬وارتــداء‬ ‫قنــاع الثقـــــــــــــافة الكاذبــة ‪ ،،،‬وضعــت قدمــاً فــوق أخــرى ‪ ،،‬وأســندت‬ ‫ظهــري علــى مســند الكرســي‬ ‫وبــدأت بعقــل وحكمــة ونضــوج أنثــى لطالمــا تمنــت معانقــة أنامــل‬ ‫حمامــة !!‬ ‫ومــا هــي إال لحظــات حتــى أنســجمت مضــت ثــاث ســاعات وبعدهــا‬ ‫عــاد جــرس منبهــي المزعــج ودونمــا أن أدري وجــدت نفســي فــوراً أغلقــه‬ ‫والتفــت حولــي فــي كل اإلتجاهــات بقلــب يخفــق بســرعة ‪ ،،‬لــم أكــن‬ ‫أعلــم أننــي أصبحــت أخافــه ‪ ،،،‬أم أننــي كنــت أعيــش حالــة انتظــــــــــار‬ ‫عندمــا خرجــت مــن المكتبــة خرجــت بهــدوء شــديد ‪ ،،،‬خرجــت وأنــا‬ ‫ألتفــت ورائــي بيــن لحظــة وأخــرى ‪ ،،‬كنــت أبحــث عــن شــيء مــا غــاب عنــي‬ ‫شــيء مــا تســتر خلــف صــوت قــوي ‪ ،،‬وتطفــل أحمــق ‪ ،،‬وأســلوب فــظ‬ ‫‪ ،،،‬كانــت هــي صفــات ذاك الرجــل‬ ‫إال أن دهشتي كانت كبيرة عندما وجدت عامل المكتبة يلحق بي‬ ‫بخطوات سريعة مردداً ‪ :‬لحظة يا آنسة‪ ،،،‬أنسة ‪!!,,,‬‬ ‫إلتفت فوراً نصف إلتفاتة ‪ ،،،‬كعادة أولئك المغرورين المساكين !!!‬ ‫ال أعلــم تحــت المطــر تحديــداً يســتحضرني معطــف الغــرور للقــاء‬ ‫عابــر ‪ ،،‬ال أســتلطفه‬ ‫فقــط أستشــعر مــن ورائــه بعضـاً مــن طفقــات هامــة لطالمــا حضرتنــي‬ ‫مختزلــة فــي هيئــة كعــب حــذاء أحمــر !!!‬

‫هذه الورقة ِ‬ ‫لك ‪ ،،،،‬أعطاني الورقة وغاب ‪ ،،،،‬غاب في الزحام‬ ‫عندمــا ســتقرأين ورقتــي هــذه ســأكون أنــا قــد ســافرت ‪ ،،‬أردت‬ ‫إبالغــك أننــي ســرقت منــك ثالثــة أشــياء صــورة كعــب الحــذاء األحمــر‬ ‫وقلمــك الرمــادي ‪ ،،،‬وعلبــة مناديلــك البيضــاء التــي لطالمــا تركتهــا‬ ‫خلفــك فــوق الطاولــة ‪،،،‬و أهديتــك ثالثــة أشــياء‬ ‫هــو فنجــان القهــوة الــذي كان يصلــك كل مســاء ثالثــاء علــى الطاولــة‬ ‫رقــم ‪ ،،، 7‬وقطعــة الشــوكوال التــي يهديهــا إليـ ِـك أيهــم ‪ ،،،‬وإهــداء خــاص‬ ‫علــى صفحــات كتــاب !!!‬ ‫عنــد كلماتــه األخيــرة ركضــت مســرعة نحــو بــاب المدرســة ‪ ،،‬ألول مــرة‬ ‫أبتســم وأشــعر أننــي بالفعــل كــدت أعانــق الســماء تمامـاً وكأننــي حمامة‬ ‫لكــن أيهــم كان حزيــن هكــذا بــدت مالمــح وجهــه ‪ ،،‬ســألته فــوراً ‪،،،‬‬ ‫كانــت إجابتــه ‪:‬‬ ‫اليــوم ســافر خالــي ‪ ,,‬خالــي الــذي لطالمــا ســألني عنــك كان يريــد‬ ‫معرفــة كل التفاصيــل التــي تحيطــك ‪ ,,‬ال أكــذب عليـ ِـك فكــرت كثيــراً فــي‬ ‫ترتيــب لقــاء بينكمــا‬ ‫لكــن عندمــا لــم تعيــري أي اهتمــام لحديثــي إليـ ِـك عــن نــدى صديقتــي‬ ‫‪ ,,‬يــوم أريتــك حتــى بيتهــا ‪ ,,‬عندهــا غضبــت منــك ‪ ,,‬ألنــك لــم تهتمــي‬ ‫إطالقــاً بموضوعــي المســتقبلي !!‬ ‫يــــــــــا اهلل كنــت ذاهلــة ودائخــة مــن وراء حديــث الصغيــر األحمــق ‪,,,‬‬ ‫أربكتنــي مهمــة الــرد ‪ ,,,‬مثلمــا أســكنتني صدمــة اإلســتماع ! ! !‬ ‫إذ كيــف لطفــل صغيــر لــم يحتفــل بعيــده التاســع‪ ‬بعــد‪ ,‬كيــف لــه أن‬ ‫يتحــدث إلــي عــن حماقــات وتراهــات ‪ ,,‬عنوانهــا زميلتــه نــدى إبنــة صفــــــه‬ ‫‪ ,,‬التــي عنونهــا مشــروع مســتقبلي فــي ذاكرتــه الصغيــرة !‬ ‫يبــدو أن لحظــات صمتــي واندهاشــي طالــت ‪ ,,‬فهــا هــو عــاد يتحــدث‬ ‫بوضــوح إلــي ‪ ,,,‬كان يقــدم لــي عـــــــــــزاءاً الئق ـاً فــي صــورة كالم لــم ولــن‬ ‫أنســاه ‪:‬‬ ‫ال عليـ ِـك ‪ ,,‬ال عليـ ِـك يــا هومــي ‪ ,,‬إن كان خالــي هــو نصيبــك ‪ ,,‬فحتمـاً‬ ‫ســيعود إليـ ِـك ‪ ,,‬وإن لــم يعــود ‪ ,,‬فهــو لــم يكــن لـ ِـك منــذ البدايــة‬ ‫هيــا هيــا ‪ ,,‬المطــر بــدأ يســقط ‪ ,,‬وأخــاف أن تمطــر الســماء هــذا‬ ‫المســاء ونــدى ليســت معــي !!!‬ ‫أهــــااا ‪ ,,‬تعــرف قيمــة كتــاب الطــوق وتقــرأ لنــزار ‪ ,,,‬وتتقــن جيــداً مهمــة‬ ‫اللعــب بالكلمــات ‪ ,,,‬رجـ ً‬ ‫ا فــي هامــة طفــل !!‬ ‫ويلــي منــك وويــل أمــك منــك ‪ ,,‬كــم هــي مربكــة تربيــة طفــل مــن هــذا‬ ‫الجيــل !‬ ‫أصابنــي خــذالن شــديد ألجــل كــذب المعلومــات التــي نقلهــا عنــي‬ ‫لخالــه ‪ ،،‬لكننــي ال أنكــر أننــي اســتفدت مــن نصائحــه التــي أهدانــي إياهــا‬ ‫بقــوة‬ ‫معــه حــق عليــا أن ال أكتــرث لــكل مــا يحصــل حولــي ‪ ,,‬خاصــة تلــك‬ ‫التفاصيــل ‪ ,,‬التــي أنــا بريئــة منهــا ‪ ,,‬إختلقهــا الذيــن حولــي لــي !!‬ ‫أعتــرف أننــي داهمنــي حــزن مفاجــيء ‪ ,,‬خاصــة لخســارة الهديــة‬ ‫الليليــة ‪ ,,‬والتــي أســتلمها كل صبــاح‬ ‫إال أننــي ســرعان مــا ســتعدت توازنــي ألننــي أدرك جيــداً أننــي‬ ‫ســأصبح ســعيدة بالنهايــة‪ ‬‬ ‫وبقي الـــــــــــسؤال يحيرني ‪:‬‬ ‫كيــف لعـــــــاشق كان فــي هامــة رجــل مــن ورق إســتحضرته بذاكرتــي‬ ‫الرماديــة تمام ـاً كلمــا جلســت أمــام صفحــات روايــة طويلــة‬ ‫كيــف لــه أن يصبــح رجـ ً‬ ‫ا مــن روح وعقــل ودم وكيــف لــه أن يرتــب كل‬ ‫تلــك التفاصيــل التــي لطالمــا اســتهوتني ‪ ،،‬يبــدو أننــا حقــاً يوجــد مــن‬ ‫يُشبهنـــــــــــا ‪,,‬‬ ‫جنـــــس آخر ؟؟ !!‬ ‫وإن كان من‬ ‫ٍ‬


‫‪6‬‬

‫‪WWW. ASSABAH.LY‬‬

‫ثقافة‬

‫األحد ‪ 27‬رجب ‪1441‬‬

‫العدد ‪249 :‬‬

‫الموافق ‪ 22‬مارس ‪2020‬‬

‫السنة الثانية‬

‫الشاعر خالد درويش‪..‬‬

‫مفاهيم المكان واقتناص التفاصيل‬

‫حاورته ‪ /‬سمرالزريعي‬

‫حيــن تطــل مــن فضــاءات الكلمــات معانــي الحــب والحريــة وحيــن تتفجــر مــن ينابيــع الوطــن روح‬ ‫الشــعراء ينطلــق صوتــه حامــا بيــده اليمنــى «أنــا الليبــي متصــل النشــيد»‪ ،‬وبيــده اليســرى باقــة مــن‬ ‫دواوينــه ليغســل وجــه حرفــه حبــا وتألقــا ووطنــا‪ ،‬يغنــي ونــردد مــن بعــده صمتــا جميــا‪ ،‬فيحمــل بيــن‬ ‫كفيــه لــون شــباب القصيــدة‪ ،‬ليــزرع قصائــد بحجــم الوطــن وهــل للوطــن حجــم ‪ ،‬هــو الشــاعر والشــعر‬ ‫فقــط هــو إن مــل منــه ‪ ،‬خالــد درويــش ؛ بدايــة نرحــب بــك كاتبنــا وشــاعرنا علــى صفحــات مــن بيــاض‬ ‫الحلــم كبيــاض حرفــك‪ ،‬واســمح لــي بعــد أن قطفــت ثمــرة طيبــة مــن زخــم عطائــك « بصيــص حلــق‪،‬‬ ‫زقزقــة الغــراب فــوق رأس الحســين‪ ،‬أنــا مــن راود التحنــان یا وب‪ ،‬أنــا الليبــي متصــل النشــيد مــن أيــن يأتــي‬ ‫كل هــذا الليــل‪ ،‬عنــدي مــن التســبيح فاكهــة‪ ،‬مختــارات فــي الحــب والحريــة ‪ ،‬أحبــك والهــوى ‪....‬الــخ ‪ ،‬أن‬ ‫أســألك‬

‫وبعــد اثنــي عشــر إصــدارا مــا بيــن دواويــن وكتــب‪ ،‬كيــف حــال‬ ‫خالــد درويــش أثنــاء رحلتــه الرائــدة عبــر بــوح القلــم والفكــر؟ وهــل‬ ‫بعــد هــذه المســيرة تشــعر بأنــك حققــت مــا تتمنــاه؟‬ ‫إذا اعتبرنــا أنهــا رحلــة ‪،‬فهــي رحلــة مضنيــة جــدا‪ ،‬ولكنــي‬ ‫ســعيد بهــا‪ ،‬علــى األقــل تركــت بعــض النصــوص التــي أعتبرهــا‬ ‫تفيــد وتهــم القــارئ‪ ،‬فأنــا أعتــز بهــا ولربمــا هــذا أهــم شــيء‬ ‫لــي‪ ،‬ثــم مســيرة التعريــف بــاألدب الليبــي وتقديمــه بميثولوجياتــه‬ ‫للعالــم هــذا شــيء أعتــز بــه ألنــه يهــم األدب الليبــي ويهمنــي‪،‬‬ ‫ولذلــك أعتــز بمســيرتي جــدا وراض عنهــا ‪.‬‬ ‫لماذا قلت بأنك « مللت من الشعر» ؟‬ ‫أنــا مــن اآلن لــم أعــد أكتــب الشــعر‪ ،‬فدائمــا أقــول بأننــي شــاعر‬ ‫ســابق‪ ،‬أي الشــعر بمعنــى الدفقــة والوهــج‪ ،‬فمشــاغل الصحافــة‬ ‫والعمــل اإلداري والحيــاة نفســها أخذتنــا مــن الشــعر‪.‬‬ ‫ربمــا فــي فتــرات ســابقة مــن العمــر هنــاك شــيء يأخــذك منــك‬ ‫ويجعلــك تكتــب الشــعر‪ ،‬واآلن ال أعتقــد بأنــه يمكــن أن تكــون‬ ‫هنــاك إضافــة للشــعر‪ ،‬فــا يوجــد ذلــك الدافــع الــذي يجعلــك‬ ‫تكتــب الشــعر‪ ،‬فــإذا قلنــا بــأن كل قصائــدي كانــت تتجســد بطلــب‬ ‫الحريــة وضــد االضطهــاد ومــن أجــل المواطــن واآلن جــاءت‬ ‫الثــورة‪ ،‬وأزيــل الطاغيــة فمــاذا ســأكتب ؟؟‪.‬‬

‫وقفــت بنبــرة تحــد أمــام الشــابي ‪ ،‬عندمــا اعترضــت‬ ‫علــى قصيدتــه « إذا الشــعب يومــا أراد الحيــاة» ‪ ،‬مــاذا‬ ‫يقــول اآلن خالــد درويــش بعــد ثــورة ‪ 17‬فبرايــر للشــابي؟‬ ‫نعــم عارضــت الشــابي ومعارضتــي جــاءت فــي إطــار الوطنيــة‬ ‫والتحريــض علــى الحريــة‪ ،‬واآلن بعــد ثــورة ‪ 17‬فبرايــر وبعــد الثورة‬ ‫التونســية طلــب منــي الشــعراء العــرب وأصدقائــي االعتــذار‬ ‫للشــابي فاعتــذرت لــه بقصيــدة ‪ »..‬إذا الشــعب يومــا أراد الحيــاة‬ ‫فالبــد أن يســقط األنظمــة» ‪ ،..‬فالقصيــدة الســابقة فيهــا نــوع‬ ‫مــن التحريــض غيــر المباشــر لخــاص الشــعوب المســتكينة‪ ،‬أي‬ ‫أن القصيــدة هــي نــوع مــن قلــب الصــورة فقــط ‪ ،‬و لكــن اآلن‬ ‫اعتذرنــا للشــابي فالشــعب أراد الحيــاة والحمــد هلل‪ ،‬فنظريــة‬ ‫الشــابي صحيحــة رغــم أن االســتكانة اســتمرت ‪ 42‬عامــا ‪.‬‬ ‫مــا يقــول خالــد درویــش لـــ ‪ /‬كل مــن اآلتــي‪ :‬صالــح‬ ‫قادربــوه ‪ -‬صــاح الديــن الغــزال ‪ -‬الروائــي واســيني‬ ‫األعــرج ‪ -‬أدونيــس؟‬ ‫ صالــح قادربــوه ‪ :‬هــو رفيــق‪ ،‬و أنــا وإيــاه مدرســة واحــدة ومــن‬‫جيــل واحــد نفــس الهمــوم فنحــن صنــوان دائما‪.‬‬ ‫ صــاح الديــن الغــزال‪ :‬تجربــة كالســيكية فــي وقتنــا مهمــة‬‫جــدا ‪.‬‬

‫الفتى العاق‬ ‫عبدالحكيم كشاد‬

‫ضيع ‪..‬‬ ‫الفتى الذي ّ‬ ‫أجنحة المالك ‪..‬‬ ‫في سماء البيت‬ ‫تقوده‬ ‫كانت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قهوتها َ‬ ‫مساء‬ ‫كل‬ ‫رائحة‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫متكئا ‪ ..‬هناك تغزل‬ ‫بأصابعها من شعره‬ ‫ضفائر حنان !‬ ‫‪.......‬‬ ‫الفتى الذي خرج‬ ‫دون قبلتها‬ ‫وحيدا ذلك الصباح‬ ‫عاد ليجدها جثة‬ ‫بال روح !‬ ‫‪....‬‬ ‫يتذكر‬ ‫ُ‬ ‫ابتسامتها‬ ‫حيث‬ ‫حكمة ‪..‬‬ ‫رأس‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أب‪..‬‬ ‫امام‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫زوبعة ٍ‬ ‫غاضب !‬ ‫ْ‬

‫……‬ ‫الفتى العاق الذي‬ ‫اختزل في دمعة‬ ‫غامت شفافيتها‬ ‫ارتعشت !‬ ‫على خديه‬ ‫واحترقت بلسعة ‪..‬‬ ‫كاوية !‬ ‫ولم يصدق !‬ ‫‪...‬‬ ‫الفتى الذي رمى‬ ‫بكل أحزانه ‪ ..‬لعل‬ ‫ماتوهم الظن يسعفه‬ ‫في التفاتة واحدة !‬ ‫‪..‬‬ ‫الفتى العاق‬ ‫الذي ضحك كثيرا‬ ‫بكى كما لم يضحك ‪..‬‬ ‫من قبل !‬

‫ الروائــي الجزائــري واســيني األعــرج‪ :‬كاتــب متميــز وقــرأت‬‫لــه كثيــرا وأحــب أدبــه خصوصــا «مريــم» وبعــض رواياتــه مــن‬ ‫«نــوار اللــوز» ورواياتــه األخــرى‪.‬‬ ‫ أدونيــس‪ :‬قــرأت لــه الكثيــر ممــا كتــب ككتابــه «الكتــاب» و‬‫قصائــده وإصداراتــه ولكننــي ال أميــل إلــى أدونيــس ‪.‬‬ ‫هل تتفق مع أدونيس بعدم الرد على منتقديه؟‬ ‫أدونيــس يتمتــع بالــذكاء وميزتــه أنــه يشــتغل صــح»‪ ،‬نقــد كثيــرا‬ ‫لكنــه يشــتغل‪ ،‬فــكل ســنة يؤلــف كتابيــن ‪..‬ثالثــة ‪ ،‬لكــن ميزتــه أنــه‬ ‫منتــج‪ ،‬والشــخص المنتــج ال أخــاف عليــه أبــدا‪ ،‬حتــى لــو نقــد‬ ‫ألنــه لــو التفــت إلــى النقــد وخصوصــا النقــد الجــارح والنقــد‬ ‫اإلقصائــي واالنطباعــي ســوف يضيــع كثيــرا مــن وقتــه وجهــده‪،‬‬ ‫فأنــا معــه فــي بعــض األمــور ولكــن لــو كان النقــد توجيهيــا وليــس‬ ‫انتقــادا‪ ،‬فلــم ال يلتفــت ويصحــح إن كان هنــاك مــن خطــأ‪.‬‬ ‫مــا الثقافــة التــي يطمــح خالــد درویــش أن تتوفــر فــي‬ ‫المتلقــي الــذي يذهــب لحضــور أمســيته ؟‬ ‫صعــب جــدا التواصــل بينــي وبيــن المتلقــي‪ ،‬فقــد تكــون‬ ‫القصيــدة متجــاوزة نظــرا لظــروف المتلقــي مــن غيــاب الصحيفــة‬ ‫وغيــاب الثقافــة والتعليــم «المضــروب »‪ ،‬فهــو لــم يتعــود علــى‬ ‫مثــل هــذه القصائــد‪ ،‬فمابيــن الشــاعر والمتلقــي بــون شاســع‪ ،‬إال‬ ‫أن بعــض المتلقيــن والنخبــة ومــن لهــم عالقــة عضويــة بالكتابــة‬ ‫هــؤالء هــم جمهورنــا‪ ،‬لكــن الســواد األعظــم ال أعتقــد أنهــم كذلك‪.‬‬ ‫هل أنت شاعر نخبة ؟‬ ‫ال‪ ،‬ليــس بهــذا المعنــى‪ ،‬فأنــا واضــح جــدا و أحــب الوضــوح‪،‬‬ ‫فالقصيــدة عنــدي فيهــا رمزيــة فقــط‪ ،‬وهــذه الرمزيــة هــي‬ ‫الجماليــة‪ ،‬وإن ســقطت القصيــدة فــي المباشــرة فأنــا مقــرر إذن‪،‬‬ ‫أي خطيــب ولســت بشــاعر فالشــاعر هــو رمــز‪.‬‬ ‫راجــت مقولــة‪« :‬أن الكاتــب العربــي يأتــي اليــوم مــن حيــث ال‬ ‫نتوقعــه»‪ ،‬وهــل حقــا باتــت الكتابــة واألدب وجاهــة ومنظــرا فقــط‬ ‫؟‬ ‫أكيــد‪ ،‬يعنــي مثــل رئاســة التحريــر‪ ،‬ففــي ليبيــا اآلن تريــن‬ ‫رئيــس تحريــر صحيفــة‪ ،‬يــرأس عــددا أو عدديــن ويصبــح رئيــس‬ ‫تحريــر مــدى الحيــاة‪ ،‬فهــذه نــوع مــن الوجاهــة ‪.‬‬ ‫هــل نعانــي مــن الكاتــب الــذي يأخــذ مــن األدب وجاهــة‪،‬‬ ‫وأنــه ليــس لدينــا كاتــب حقيقــي‪ ،‬ومــا تفســيرك لكثــرة‬ ‫الصحــف؟‬ ‫ليســوا بالكثيريــن فــي ليبيــا‪ ،‬أمــا كثــرة الصحــف‪ ،‬فتعــود‬ ‫لالنفــات الحاصــل‪ ،‬حيــث ال توجــد ضوابــط‪ ،‬وألن هنــاك رغبــة‬ ‫لــكل واحــد فــي أن يكــون رئيــس تحريــر ومحــررا و‪ ،...‬وأنــا مــع‬ ‫هــذا لكــن لفتــرة محــدودة‪ ،‬بمعنــى « تــروح الســكرة وتجــي الفكــرة‬ ‫«‪ ،‬واآلن بعــد ســنوات مــن الثــورة مــن المفــروض أن تكــون هنــاك‬ ‫صحــف مهمــة جــدا‪ ،‬بعــد أن أشــبع كل واحــد رغبتــه بــأن يكــون‬ ‫شــيئا مــا‪ ،‬ممــن كان مغضوبــا عليــه وال يســتطيع أن يكتــب‪ ،‬أو ذاك‬ ‫الــذي لــم يحصــل علــى فرصــة مــن مصوريــن فنانيــن تشــكيليين‬ ‫‪ ...‬إلــخ ‪ ،‬نعــم اآلن هنــاك حريــة‪ ،‬ولكننــا نكتشــف أن المســألة لــم‬ ‫تكــن أزمــة حريــة فــي ليبيــا‪ ،‬وإنمــا أزمــة مهنيــة‪ ،‬بدليــل أننــا اآلن‬ ‫نعيــش الحريــة لكــن ال توجــد صحــف‪ ،‬أو أن هنــاك صحفــا لكنهــا‬ ‫مهلهلــة جــدا ال ترقــى إلــى مســتوى القــارئ ‪.‬‬ ‫كيــف يقيــم الشــاعر خالــد درويــش الصفحــات‬ ‫الثقافيــة فــي الصحــف والمجــات ؟‬ ‫لألســف ســامحيني‪ ،‬ال توجــد اآلن صفحــات ثقافيــة ترتقــي‬ ‫إلــى مســتوى القــارئ الــذي نطمــح بــه‪ ،‬فمــا قبــل الثــورة كانــت‬ ‫الصفحــات الثقافيــة أفضــل عمــا هــي عليــه اآلن‪.‬‬ ‫كتبــت فــي الســابق وال زلــت تكتــب فــي الصحــف‪ ،‬هــل تعرضــت‬ ‫لمقــص الرقابة؟؟‬ ‫كنــت رئيــس تحريــر ومديــر تحريــر ورئيــس ملحــق ومشــرف‬ ‫تحريــر‪ ،‬ومقاالتــي الخاصــة التــي تعبــر عــن الــرأي الحقيقــي كنــت‬ ‫أكتبهــا فــي الخــارج وأنشــرها فــي «ليبيــا اليــوم» و»ليبيــا الجيــل»‬ ‫‪ ،‬بيــد أننــي فــي أويــا وقورينــا تعرضــت لإلقصــاء وإللغــاء زاويتــي‬ ‫وقصقصتهــا‪ ،‬رغــم أننــا كنــا نتوقــع منهــا مســاحة حريــة أكبــر ‪.‬‬ ‫كيــف يمكــن أن يوفــق خالــد درويــش بيــن أمريــن ‪ ،‬مــا‬ ‫بيــن شــرط الناقــد وحاجــة المتلقــي ؟‬ ‫عندمــا أكتــب نصــي ال أضــع الناقــد فــي رأســي‪ ،‬فأنــا قــد أكــون‬ ‫أكثــر فهمــا للشــاعرية وللشــعر منــه‪ .‬فــأي ناقــد ال يعنينــي أبــدا‬ ‫كمــا ال ألتفــت إلــى المتلقــي أثنــاء كتابتــي للنــص‪.‬‬ ‫برأيــك‪ ..‬هــل تعانــي مــن أزمــة نقــد أدبي‪،‬ومــا أهــم‬ ‫أســباب هــذه األزمــة ؟‬ ‫فعــا نحــن نعانــي مــن عــدم وجــود نقــاد فأيــن النقــاد برأيــك؟‪،‬‬ ‫فالنقــد علــم مرتبــط بمنظومــة ثقافيــة‪ ،‬ونحــن ليــس لدينــا هــذه‬ ‫المنظومــة الثقافيــة‪ ،‬فنحــن كالنبــات‪ ،‬أي مثــل النخلــة‪ ،‬خالــد‬ ‫درويــش ‪ ..‬رامــز النويصــري ‪ ..‬يوســف الشــريف‪ ..‬أي نخــات‬ ‫متباعــدة األطــراف‪.‬‬ ‫لكــن منظومتنــا الثقافيــة كان قــد كســرها النظــام والتغــول‪،‬‬ ‫وألن النقــد جــزء مــن عمليــة إبداعيــة‪ ،‬فهــي مفقــودة لدينــا‪ ،‬فنحــن‬ ‫ليــس لدينــا مثــا ســينما أو إذاعــات ومهرجانــات ثقافيــة أو أوبــرا‬ ‫وال منــاخ ثقافــي أو مســرح‪ ،‬فمــاذا بقــي إذن؟‬ ‫هــذا رغــم أن لدينــا شــعراء وكتــاب إال أن هــذه المنظومــة هــي‬ ‫التــي تنتــج وتفــرز نقــدا مبنيــا علــى هــذه المكونــات‪.‬‬ ‫ولذلــك ال أرى بــأن لدينــا نقــدا‪ ،‬فمــا يوجــد فقــط هــو نقــد‬ ‫«طبطبــة»‪ ،‬أي مهنــة ليعيشــوا منهــا‪ ،‬أي يكتــب نصــا لصحيفــة‬

‫خالد درويش‬ ‫ليأخــذ ثمنــه‪.‬‬ ‫وهــذه القــراءة تبســيطية للقــارئ الــذي تكلمنــا عنــه‪ ،‬ولكــن‬ ‫النقــد بمعنــى النقــد أيــن؟ لكــن النقــد الــذي يكشــف مكمــن‬ ‫الخطــأ ومكمــن الصــواب ال يوجــد ألن ذلــك يتطلــب أكاديمييــن‬ ‫«قاريــة تاعبــة علــى روحهــا كثيــر مــش بالطريقــة الســهلة هــاذي» ‪.‬‬ ‫مــا الســر الــذي يجعــل أديبــا ينــال مــا يســتحق مــن‬ ‫مجــد وهــو علــى قيــد الحيــاة ويجعــل آخــر رمــزا مؤجــا‬ ‫كأبــي القاســم الشــابي ؟‬ ‫هــذه مشــكلتنا نحــن العــرب‪ ،‬فعندمــا « كان حيــا مشــتاق إلــى‬ ‫بلحــة‪ ،‬ولمــا مــات علقــوا ليــه عرجــون « مثــا الشــاعر الجيالنــي‬ ‫طريبشــان عندمــا كان حيــا كان مطــاردا ومنفيــا وبعــد أن توفــى‬ ‫أصبــح علمــا‪ ،‬وأقيمــت لــه مهرجانــات كثيــرة‪ ،‬ألنهــم يعتقــدون بــأن‬ ‫الشــاعر الليبــي لــو کرم فــي حياتــه مــن الممكــن أن يتمــرد‪ ،‬ولهــذا‬ ‫فإنهــم يفضلــون تهميشــه ولذلــك فهــم يستخســرون فيــه األلقــاب‬ ‫والجوائــز والتكريــم رغــم أن هــذا مــن حقــه ‪.‬‬ ‫هــل شــعرت أنــك تســرعت يومــا فــي نشــر عمــل لــم‬ ‫يحــز علــى رضــاك ؟‬ ‫نعــم‪ ،‬شــعرت وتحديــدا فــي المقــاالت حيــث هاجمــت فيهــا‬ ‫أنــاس‪ ،‬ولكننــي اآلن وبعــد األربعيــن نضجــت أكثــر ‪.‬‬ ‫ترجمــت أعمالــك إلــى العديــد مــن اللغــات العالميــة‪،‬‬ ‫مــا هــي اإلضافــة التــي شــكلتها الترجمــة لخالــد الشــاعر‬ ‫والشــعر؟‬ ‫صدقــا‪ ،‬لــم تضــف لــي شــيئا‪ ،‬فــا أعــرف إن كان هنــاك مــن‬ ‫قــرأ ذلــك أو أعجبهــم ‪ ،‬كمــا ال أعتقــد أننــي أثــرت فــي الثقافــة‬ ‫الفرنســية بهــذه الترجمــة وحتــى لــو ترجــم لــي فأنــا لســت إال‬ ‫نقطــة فــي محيــط‪ ،‬ربمــا قرأنــي شــخص أو اثنــان أو عشــرة ال‬ ‫أعــرف ‪.‬‬ ‫طالبــت بإنشــاء بيــت الشــعر الليبــي إلــى أيــن وصلــت‬ ‫مطالبتــك‪ ،‬ولمــاذا بيــت للشــعر؟ وهــل يمكــن أن ينســحب‬ ‫ذلــك علــى أجنــاس األدب كالروايــة والقصــة؟‬ ‫تــم وأد الموضــوع فــي أمانــة الثقافــة ســابقا وتمــت مســاوامتنا‪،‬‬ ‫وتمييــع الموضــوع وتسييســه‪ ،‬ولكــن وزيــر الثقافــة واألمانــة‬ ‫آنــذاك اشــترطوا أشــياء وكان المبلــغ مغريــا ليدعموننــي بــه‪،‬‬ ‫ولكــن الموضــوع كان ذا طابــع سياســي ونســبة « األخضــر» فيــه‬ ‫كبيــرة وأنــا لــم أرد ذلــك ‪.‬‬ ‫وأمــا لمــاذا بيــت للشــعر فهــو علــى غــرار بيــت الشــعر التونســي‬ ‫واليمنــي والفلســطيني‪ ،‬وبيــت الشــعر قديــم منــذ أيــام عــكاظ ‪،‬‬ ‫حيــث درجــت العــادة أن يكــون هنــاك بيــت للشــعر‪ ،‬لذلــك رأيــت‬ ‫بأنــه ينقصنــا بيــت للشــعر كونــي شــاعرا وجميــع الشــعراء وافقنــي‬ ‫الــرأي وبترحيــب كبيــر‪ ،‬وحتــى اآلن أنــا مســتمر فــي هــذه الفكــرة‪،‬‬ ‫ففــي ليبيــا الحــرة يجــب أن يكــون لدينــا بيــت للشــعراء وليــس‬ ‫بالضــرورة أن يكــون علــى رأس هــذا البيــت خالــد درويــش المهــم‬ ‫أن يوجــد بيــت للشــعر وال يكــون فيــه «أخضــر»‪. .‬‬ ‫الحظنــا أنــك قــد طبعــت أغلــب دواوينــك علــى‬ ‫حســابك الخــاص‪ ،‬أيــن الدولــة مــن دعــم المبــدع وهــل‬ ‫الدولــة مقصــرة فــي دعــم الشــعراء الشــباب ؟‬ ‫لألمانــة طبعــت فقــط ثالثــة كتــب علــى حســابي الخــاص فــي‬ ‫بداياتــي‪ ،‬ومــن بعدهــا تــم احتواؤنــا‪ ،‬وبــدأت األمانــة تطبــع لنــا‪،‬‬

‫أي لــم يكــن هنــاك دعــم للشــعراء الشــباب ألن دعمهــا كان منصبــا‬ ‫علــى الشــعراء المعروفيــن‪.‬‬ ‫كيــف تــرى مســتقبل الشــعر بعــد انتشــار برامــج‬ ‫مســابقات الشــعر ؟‬ ‫أوال لقــد دعيــت فــي أكثــر مــن مــرة ألشــارك بهــذه البرامــج‪،‬‬ ‫لكننــي ال أقبــل أن يقيمنــي الجمهــور «بمســج» فأنــا لســت هــذا‪،‬‬ ‫أنــا شــاعر أحتــرم نفســي‪ ،‬وال أضــع نفســي فــي مــأزق إن قيمنــي‬ ‫صــاح فضــل أو عبــد الملــك مرتــاض مــن مدرســة متخلفــة جــدا‪،‬‬ ‫فهــم ال يفقهــون فــي الشــعر مــع احترامــي لهــم‪.‬‬ ‫و ثانيــا إذا كان الحكــم للجمهــور‪ ،‬فألقــم أمســية وليحضرهــا‬ ‫الجمهــور بــدل أن أقــول للجمهــور صــوت لــي‪ ،‬إضافــة إلــى أن‬ ‫طابــع جهــوي فــي هــذه البرامــج‪ ،‬مثــا األردن تفتــح االتصــاالت‬ ‫بأكثــر مــن خــط لمــن يريــد ودولــة أخــرى تفعــل نفــس الشــيء إذن‬ ‫هــي عمليــة تجاريــة‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك فــإن ميــزة هــذا البرنامــج أنــه أعــاد االهتمــام‬ ‫بالشــعر حقيقــة‪ ،‬أي أنــه أجبرنــا علــى حضــور كافــة الشــعراء‬ ‫وكأنــه كان يجــب أن نتنافــس حتــى نســمع شــعرا‪ ،‬فــكل الشــعراء‬ ‫الذيــن قدمــوا فــي برنامــج «أميــر الشــعراء» كانــوا جيديــن‬ ‫وقصائدهــم رائعــة جــدا لدرجــة أننــي كنــت أتمنــى أن أكــون‬ ‫قــد شــاركت‪ ،‬ولكننــي أتراجــع احترامــا لنفســي عندمــا أرى أن‬ ‫الموضــوع مرتبــط بالتصويــت ‪.‬‬ ‫لمــاذا لــم نشــاهد شــعراء ليبيــن بشــكل كبيــر فــي هــذه‬ ‫البرامــج رغــم وجــود شــعراء قــد يترشــحون للجــوالت‬ ‫األخيــرة فيــه ؟‬ ‫هــذا الســبب يعــود ألن الشــعراء الليبييــن لديهــم أنفــة عاليــة‬ ‫أنفــة كبيــرة‪ ،‬فأنــا أعرفهــم مــا « يحطــوش» أنفســهم بهــذه‬ ‫المواقــف ‪.‬فهــم ليســوا بالباحثيــن عــن الشــهرة ‪.‬‬ ‫كيف تقيم الشعر والشعراء في ليبيا ؟‬ ‫مؤخــرا‪ ،‬حضــرت مهرجــان الشــعر الفصيــح فــي مصراتــة‬ ‫الــذي غلبــت عليــه القصيــدة الكالســيكية‪ ،‬حيــث اكتشــفت أنهــا‬ ‫لــم تخــرج بعــد مــن عبــاءة الخليــل وذي األصبــع العدوانــي‪ ،‬أي‬ ‫عبــاءة القديــم القديــم بمعنــى هنــاك شــباب أكاديمــون يتقنــون‬ ‫اللغــة بشــكل ممتــاز جــدا‪ ،‬ولكــن مشــكلتهم أنهــم توقفــوا ولــم‬ ‫يلتفتــوا إلــى آداب العالــم ليأخــذوا منه‪،‬شــباب لم تســحره الســينما‬ ‫ليقتــات منهــا وال الروايــة واآلداب الغربيــة‪ ،‬إنمــا وقــف عنــد أمــرئ‬ ‫القيــس وعنــد عبيــد ابــن الحســحاس‪ ،‬الذيــن ال اســتصغرهم‬ ‫فهــم قامــة كبيــرة ولكــن هــؤالء الشــعراء الذيــن اســتمعت لهــم‬ ‫فــي مصراتــة أتمنــى أن يطــوروا قصيدتهــم فــا بــأس أن تكــون‬ ‫القصيــدة عموديــة مقفــاة ولكــن بــروح هــذا العصــر بثقافتــه‬ ‫وتســتلهم أدواتــه‪.‬‬ ‫اآلن هــل تشــعر بحريــة أكبــر فــي كتاباتــك عــن‬ ‫ا لســا بق ؟‬ ‫لقــد كنــت حــرا مــن قبــل‪ ،‬أي أننــي كنــت أكتــب مــا أريــد ألننــي‬ ‫ولــدت حــرا‪ ،‬ثانيــا أنــا أشــعر ككل الليبييــن بأنــه ال توجــد حريــة‬ ‫اآلن‪ ،‬هنــاك حريــة منفلتــة‪ ،‬فحريتــك تقــف عندمــا يالمــس‬ ‫أصبعــك أنــف مــن هــو أمامــك‪ ،‬فهنــا األشــجار المســتطيلة يجــب‬ ‫أن تقلــم لكــي تنبــت هــذه الحريــة‪ ،‬فمــا حــدث علــى ســبيل المثــال‬ ‫فــي اإلعــام أنــه أصبــح إعالمــا منفلتــا ضــارا جــدا وليــس بنافــع ‪.‬‬

‫ألنكم هنا !‬ ‫ألنكم هنا ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫لبون ما ال رأت‬ ‫تط َ‬ ‫عين وسمعت أذن‬ ‫ْ‬ ‫َ ‬ ‫االحالم‬ ‫وتنسون‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫البسيطة ‪,‬‬ ‫التي في المتناول‬ ‫‪....‬‬ ‫فقط‪ ..‬ألنكم ُهنا ‪.‬‬ ‫الناس عن ‪..‬‬ ‫نون‬ ‫تفت َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫يومهم فال يرو َن ْه !‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫المكان ‪..‬‬ ‫شغلون‬ ‫وت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫كاذب‪.‬‬ ‫فراغ‬ ‫ْ‬ ‫بحيز ٍ‬ ‫فقط ‪..‬ألنكم ُهنا‪..‬‬ ‫مطي ًة‬ ‫األين‬ ‫كان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫غامض ‪,‬وفكرة‬ ‫لغد‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫عبيد ‪..‬‬ ‫تشنق‬ ‫َ‬ ‫حريتها‬ ‫ِ‬ ‫فقط‪ ..‬ألنكم ُهنا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫المشغول‬ ‫انتم المتْ ُن‬ ‫ْ‬

‫عبدالحكيم كشاد‬

‫ُ‬ ‫سقط ‪..‬‬ ‫وغيركم‬ ‫ْ‬

‫متاع ‪.‬‬

‫‪.......‬‬

‫وألنكم ُهنا ‪.‬‬ ‫ُكنَّ ا‪ُ ..‬هناك‬

‫ً‬ ‫مكيدة‪..‬‬ ‫بر‬ ‫ُ‬ ‫ند ِّ‬

‫للوقت‪ ..‬فيما‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫بيننا‪. .‬‬

‫‪..‬هنا ‪..‬‬ ‫وألنكم ُ‬

‫قلت‪ :‬يا إلهي !‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تخلق ما تشاء‪..‬‬

‫الح ْس َبان ؟‬ ‫َ‬ ‫أكان في ُ‬ ‫وج َد ْت‬ ‫بعد أن ِ‬ ‫ُ‬ ‫وظيفة النسل‬

‫أن نرى مثل هذه ‪..‬‬

‫المخلوقات‪ .‬؟ !!‬


‫‪E MAIL : INFO @ALSABAAH.LY‬‬

‫االحد ‪ ٢٧‬رجب ‪1441‬‬

‫‪9‬‬

‫‪WWW. alsabaah.ly‬‬

‫العدد ‪ ٢٤٩ :‬‬

‫الموافق ‪ ٢٢‬مارس ‪2020‬‬

‫إرشادية‬

‫السن ــة الثانية‬

‫مرض فيروس كورونا ‪2019‬‬

‫مرض فيروس كورونا ‪2019‬‬

‫)‪(COVID-19‬‬

‫كيفية حماية الطالب والعاملين‬ ‫ودور الحضانة‬ ‫في المدارس ُ‬

‫شجع الطالب والعاملني على‬ ‫ِّ‬ ‫عدم تبادل األحضان والقبالت‬ ‫سيما إذا بدا‬ ‫عند التحية‪ ،‬ال ّ‬ ‫عليهم أحد األعراض‪.‬‬

‫انصح الطالب والعاملني بعدم‬ ‫تبادل األغراض الشخصية‪،‬‬ ‫مثل األكواب واملناشف‪ ،‬وجتنب‬ ‫مالمسة العينني والفم‬ ‫واألنف بي ٍد غير مغسولة وغير‬ ‫نظيفة‪.‬‬

‫قم بتغطية األنف والفم‬ ‫مبنديل وحيد االستعمال عند‬ ‫السعال أو العطس‪ ،‬وتخل َّص‬ ‫منه فورًا بعد االستخدام‪.‬‬

‫تواصل مع أقرب مقدم‬ ‫خدمات رعاية صحية إذا كنت‬ ‫تعاني من حمى يصحبها‬ ‫سعال أو صعوبة في التنفس‪،‬‬ ‫وكنت قد سافرت إلى أحد‬ ‫البلدان املوبوءة‪.‬‬

‫عليك بالسعال أو العطس‬ ‫في اجلزء العلوي من أكمامك‬ ‫أو ذراعك املَث ْني‪ ،‬إذا لم جتد‬ ‫منديالً‪.‬‬

‫عيادة‬ ‫املدرسة‬

‫أمور يجب تجنبها‬

‫‪WHO-EM/CSR/267/A‬‬

‫يجب ضمان بقاء الطالب‬ ‫والعاملني الذين تبدو عليهم‬ ‫األعراض في املنزل‪.‬‬

‫رتب مواعيد دخول الطالب إلى‬ ‫الفصول الدراسية وخروجهم‬ ‫منها‪ ،‬للح ّد من االزدحام بقدر‬ ‫اإلمكان‪.‬‬

‫دائما باملاء اجلاري‬ ‫اغسل يديك ً‬ ‫والصابون عند اتساخهما‪.‬‬ ‫وفي حالة عدم ظهور اتساخ‬ ‫على يديك‪ ،‬ميكنك فركهما‬ ‫طهر كحولي لليدين‪ ،‬أو‬ ‫مب ُ ِّ‬ ‫غسلهما باملاء والصابون‬ ‫للمحافظة على نظافتهما‪.‬‬

‫‪Design and Illustration by YAT Communication‬‬

‫يجب مالحظة األعراض‬ ‫الرئيسية للمرض‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫احلمى‪ ،‬والسعال‪ ،‬وصعوبة في‬ ‫التنفس‪.‬‬

‫في حال ظهور األعراض‬ ‫فجأة على أحد الطالب‪،‬‬ ‫يجب عزله عن باقي زمالئه‪،‬‬ ‫وإخطار والديه ومقدم الرعاية‬ ‫الصحية في أسرع وقت ممكن‪.‬‬

‫اتبع هذه الممارسات الجيدة‬

‫جتنب اخملالطة اللصيقة‬ ‫لألشخاص الذين سافروا إلى‬ ‫مناطق تشهد فاشية‪ ،‬أو‬ ‫الذين تظهر عليهم أعراض‬ ‫الزكام أو أعراض تشبه‬ ‫األنفلونزا‪.‬‬

‫جتنب التعامل املباشر دون‬ ‫وقاية مع حيوانات املزرعة أو‬ ‫احليوانات البرية واألسطح‬ ‫التي تالمسها احليوانات‪.‬‬

‫جتنب تناول املنتجات احليوانية‬ ‫غير املطهية‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫اللحوم النيئة والبيض‪ ،‬وجتنب‬ ‫شرب احلليب غير املغلي أو‬ ‫غير املبستر‪.‬‬

‫جتنب تناول حلوم احليوانات‬ ‫النافقة من جراء املرض‪.‬‬

‫‪emro.who.int/ar/cov‬‬

‫‪@WHOEMRO‬‬

‫‪emro.who.int/ar/cov‬‬

‫‪@WHOEMRO‬‬

‫‪/WHOEMRO‬‬

‫‪/WHOEMR‬‬

‫‪/WHOEMRO‬‬

‫‪/WHOEMR‬‬

‫‪WHO-EM/CSR/255/A‬‬

‫يجب املواظبة على تنظيف‬ ‫احلمامات واألرضيات واملناضد‬ ‫والكراسي واأللعاب وغيرها‬ ‫من األسطح‪ ،‬مثل مقابض‬ ‫األبواب والنوافذ‪ ،‬مب ُ َط ِّهر‪.‬‬

‫احرص على تهوية الفصول‬ ‫الدراسية جي ًدا‪ ،‬أثناء احلصص‬ ‫أو في أوقات الراحة على األقل‪،‬‬ ‫حتى في فصل الشتاء‪.‬‬

‫كيف تحمي نفسك‬ ‫واآلخرين من العدوى‬

‫‪Design and Illustration by YAT Communication‬‬

‫يجب على الطالب والعاملني‬ ‫غسل اليدين باملاء اجلاري‬ ‫والصابون ملدة تتراوح بني‬ ‫‪ 40‬و‪ 60‬ثانية عندما يظهر‬ ‫عليهما اتساخ‪ .‬وإذا لم يظهر‬ ‫عليهما اتساخ‪ ،‬فيمكن‬ ‫طهر كحولي أو‬ ‫فركهما مب ُ ِّ‬ ‫غسلهما باملاء والصابون‪.‬‬

‫احرص على توعية الطالب‬ ‫والعاملني بأهمية تغطية‬ ‫الفم واألنف باجلزء العلوي‬ ‫من األكمام أو مبنديل وحيد‬ ‫االستعمال عند السعال أو‬ ‫العطس‪ ،‬والتخلُّص من هذا‬ ‫املنديل بعد استعماله مباشرة‬ ‫في سلة مهمالت مغلقة‪.‬‬

‫)‪(COVID-19‬‬


‫‪8‬‬

‫‪WWW. ASSABAH.LY‬‬

‫ﺛﻘﺎﻓﺔ‬

‫اﻷﺣﺪ ‪ 27‬رﺟﺐ ‪1441‬‬

‫‪ 12+‬א‪/0%‬א‪ )*% + ,-.‬א‪ '(%‬א‪!"#$%‬‬

‫سـينمـا‬ ‫ﻧﺼﺮاﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻲ‬

‫الشــك ان لغــة الســينما تختلــف كثيــرا عــن عــدة لغــات‬ ‫اخــرى تنــدرج تحــت لغــات الفــن ‪ ،‬فــإذا مــا اعتبرنــا‬ ‫وع ّرفنــا الفــن ماهــو إال حالــة مميــزة قــد تمــر فــي وقــت‬ ‫محــدد ومــكان محــدد عبــر اثيــر جســماني او عبــر خيــال‬ ‫كائــن فــإن كل ماقيــل عــن الفــن وتعاريفــه المختلفــة ماهــي‬ ‫إال ضــرب مــن احتمــاالت ونــوع مــن التجديــف خــارج‬ ‫امــواج الفــن كلغــة ‪ ،‬حتمــا صــارت ســينما العالــم الحديــث‬ ‫تختلــف كثيــرا عــن انتاجيــة مفهــوم ســينما العالــم القديمــة‬ ‫تلــك التــي قــد تفتقــر للمضمــون والهــدف والرســالة ‪،‬‬ ‫ولقــد عبرالفيلــم الســينمائي مراحــل تفــوق الوصــف لكــي‬ ‫يصــل الــى ماهوعليــه اليــوم ‪ ،‬ومــن الطبيعــي والمحتمــل‬ ‫عبــر الزمــن ان تصبــح الســينما لغــة لالرقــام بــدال مــن‬ ‫ان تكــون كلمــات فقــط تقــال امــام عدســة خاصــة ‪ ،‬وقــد‬ ‫ســاهم فــي ذلــك التطــور المهــوول الدوات الســينما ‪ ،‬كل‬ ‫هــذه الســنين او الســنون الماضيــة عبــر عقــول خطيــرة ‪،‬‬ ‫الزالــت تمضــي فــي محــاكاة الزمــن ‪ ،‬والحقيقــة ان الســينما‬ ‫هــي الفــن الوحيــد الــذي يبعــث االمــل ويجــدد لديــك‬ ‫نشــاط االحســاس بانــك انســان وليــس غيــر ذلــك ‪ ،‬وانهــا‬ ‫الفــن الوحيــد الــذي يامــرك عقلــك بــان تحــاول مــرارا‬ ‫وتكــرارا فــي فهــم مايــدور امامــك ‪ ،‬عكــس ذلــك تمامــا‬ ‫عندمــا تحــرك مشــاعرك لوحــة فنيــة متقنــة وغايــة فــي‬ ‫االبــداع فهــي لــن تاخــذ مــن وقتــك ســوى بضــع دقائــق‬ ‫فينتهــي تاثيرهــا تقريبــا حتــى وان عاشــت لســنين‪ ،‬امــا‬ ‫عنــد مشــاهدتك لفيلــم يحــرك مشــاعرك ايضــا فانــه‬ ‫ياســرك تمامــا وقــد تصبــح منقــاذ الــي مايــود ان يقولــه‬ ‫ذلــك الفيلــم ‪ ،‬بــل وقــد يؤثر في منابع احاسيســك وجذورك‬ ‫االنســانية ‪ ،‬بــل ربمــا سيشــكلك ويكونــك تقريبــا ‪ ،‬ويرســم‬ ‫لــك حــدودا لقمــة انســانيتك وبشــريتك شــئت ام ابيــت ‪،‬‬ ‫مختلفــا تمامــا عــن مشــاهدتك لتمثــال منحــوت يحمــل ذات‬ ‫القيــم االبداعيــة وذات الصفــات الشــعورية ‪ ،‬ومــن هنــا‬ ‫تأتــي خطــورة الفــن الســابع برغــم قــدم هــذا التعبيــر‬

‫اﻟﻤﻮاﻓﻖ ‪ 22‬ﻣﺎرس ‪2020‬‬

‫اﻟﻌﺪد ‪249 :‬‬

‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫) ﺗﺮف اﻟﻤﺸﺎﻫﺪة وﻋﻨﺎء اﻟﻔﻬﻢ (‬ ‫اال انــه الزال يطلــق علــى فــن الســينما اذا مــا ربطنــا ذلــك‬ ‫بمفهــوم رقــم ســبعة ورمزيتــه ودالالته عبــر االديان والتاريخ‬ ‫االنســاني‪ ،‬وهــذا حقــا مايميــز الســينما‪ ،‬ونحــن نقولهــا ربمــا‬ ‫جــاءت تلــك التســمية علــى غــرار ذلــك والناكــد بــل هــو‬ ‫مجــرد تخميــن فقــط‪ ،‬ومــن هنــا ايضــا حبكــت للســينما‬ ‫عــدة مؤامــرات عبــر الزمــن واتهمــت بالعديــد مــن الســلبيات‬ ‫برغــم انهــا عاريــة عــن الصحــة ‪ ،‬واول هــذه االتهامــات انهــا‬ ‫نجحــت فــي توصيــل الكثيــر مــن الرســائل المشــفرة لعــدو‬ ‫مــا بــل وشــاركت فــي بعــض االزمنــة فــي هزيمــة شــعب دون‬ ‫اآلخــر‪ ،‬هــذه احــدى االتهامــات واكثرهــا حيــرة‪ ،‬فمــن بــاب‬ ‫اولــى ان يكــون الراديــو او المســرح مثــال او الفــن التشــكيلي‬ ‫اســهل بكثيــر ان يوصــل رســالة مــا الــى كيــان مــا ضــد‬ ‫كيــان مــا ‪ ،‬ولكــن هــذا االتهــام قصيــر النظــر قــد دفــن مــع‬ ‫الســنين وصــار نوعــا مــن الهذيــان وطويــت صفحــات الفهــم‬ ‫الخاطــيء والمخطــيء ‪ ،‬والحقيقــة ان الســينما لعبــت دورا‬ ‫كبيــرا فــي تقــارب الشــعوب والتئــام بعضنــا ببعــض بــل‬ ‫حقــا انهــا كانــت مرســلة ولكــن مرســلة للجمــال واالبــداع‬ ‫وللحقيقــة ‪،‬ولعــب االنتــاج دورا كبيــرا فربمــا كلمــا كان‬ ‫االنتــاج عــن فــن مــا ضخمــا كان تأثيــره اكبــر ولهــذا تراجــع‬ ‫المســرح خطــوات عديــدة امــام غــول الســينما وتراكمهــا‬ ‫عبــر الزمــن فــان تقــوم بتصويــر مشــهد واحــد فــي فيلــم‬ ‫بتكلفة مليون دوالر اي مايعادل عشــر مســرحيات فتلك‬ ‫حســابات تجعلك تتراجع عن االســتهزاء والســخرية من‬ ‫فــن الســينما بــكل أنواعــه‪ ،‬حتــى ان قــد صارت المسلســالت‬ ‫نفســها تصــور االن بكاميــرا ســينمائية الشــيء الــذي‬ ‫يــدل عــن اســتقطاب الســينما للبشــرية وهــي اللغــة الوحيــدة‬ ‫المناســبة لتجعلنــي افهــم مشــاعر انســان مــن اصــل يابانــي‬ ‫او ألمانــي نازي‪.‬فمــا فائــدة الفــن اذا لــم يفهــم اآلخــر اي‬ ‫كان هــذا اآلخــر‪ .‬ومافائــدة االدب ايضــا ان جــاز االمــر‪.‬‬

‫ﺗﻜﺮﻳﻢ‬ ‫ﻓﺎﻃﻤﺔ‬ ‫اﻟﺤﺎﺟﻲ‬ ‫في إطار االحتفاء‬ ‫باألدب الليبي تم تكريم‬ ‫الدكتورة األديبة ”فاطمة‬ ‫الحاجي“ من جمعية‬ ‫الكاتبات المغاربيات بتونس‬ ‫تقديرا لمسيرتها األدبية‬ ‫في الثاني من فبراير‬ ‫‪ 2020‬وبالمناسبة وقد تم‬ ‫بالمناسبة تأثيث ندوة أدبية‬ ‫بعنوان ”الحب في مواجهة‬ ‫الدكتاتورية“ من خالل‬ ‫روايتها «صراخ الطابق‬ ‫السفلي»‬

‫ﻋﺒﺪاﻟﺤﻜﻴﻢ اﻟﻔﻴﺘﻮري‬

‫رﺳﺎﺋﻞ ﻋﻤﺮ‬ ‫اﻟﻤﺨﺘﺎر ﻓﻲ ﻛﺘﺎب‬ ‫صــدر عــن دار كنــوز للنشــر‬ ‫والتوزيــع كتــاب رســائل عمــر‬ ‫المختــار وإدريــس السنوســي‬ ‫للكاتبــة إينــاس مرشــد والكتــاب‬ ‫يأتــي فــي ســياق الرســائل المتبادلــة‬ ‫بيــن الملــك إدريــس وشــيخ الشــهداء‬ ‫عمــر المختــار‬ ‫مــا يكشــف عــن فتــرة مهمــة‬ ‫وحرجــة فــي الجهــاد الليبــي‬ ‫لالســتعمار االيطالــي خاصــة بعــد‬ ‫إقامــة إدريــس فــي مصــر قبــل أن‬ ‫يصبــح ملــكا ومواصلــة الجهــاد‬ ‫بقيــادة عمــر المختــار فــي تلــك‬ ‫الفتــرة ضــد الطليــان فــي برقــة‬ ‫ومــا حصــل بعــد ذلــك مــن اتفاقيــات‬ ‫ومعاهــدات قبيــل الحــرب العالميــة‬ ‫األولــى ‪.‬‬


‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫االحد ‪ ٢٧‬رج ــب ‪1441‬‬

‫‪11‬‬

‫‪WWW. alsabaah.ly‬‬

‫الموافق ‪ ٢٢‬مارس ‪2020‬‬

‫العدد ‪ ٢٤٩ :‬‬

‫السن ــة الثانية‬

‫إعداد‪ /‬مناف بن دله‬

‫رياضـــــة‬

‫في ظل توقف البطوالت‬

‫هل ستتغير الرياضة ّبعد زمن (الكورونا) ؟‬

‫فيروس (كوفيد ‪ )19‬عطل األنشطة الرياضية على مستوى العالم بشكل غير مسبوق‬

‫توقفــت المباريــات والبطــوالت الرياضيــة فــي معظــم أرجــاء‬ ‫العالــم وأغلقــت المالعــب وانطفــأت أنوارهــا‪ ،‬وأخفــت صــوت‬ ‫المعلقيــن وتراجعــت األخبــار الرياضيــة لتصبــح خلــف‬ ‫أخبــار شــاغل العالــم والنــاس (فيــروس كورونــا)‪.‬‬ ‫هل ستتراجع الرياضة ؟‬ ‫وأخيــر ًا تــم تأجيــل الحــدث الكــروي األبــرز هــذا الصيــف‬ ‫لعقــود‪ ،‬ظلــت الرياضــة جــزءاً مــن التكويــن‬ ‫الطبيعــي لحياتنــا‪ ،‬بــل إن التطــور التكنولوجــي‬ ‫وهــو كأس أمــم أوروبــا ‪ 2020‬إلــى العــام القــادم‪ ،‬فــكان‬ ‫خاصــة فــي أنظمــة البــث المرئــي جعلهــا تتغلغــل‬ ‫مصيــره ذات مصيــر الدوريــات األوروبيــة لكــرة القــدم‬ ‫فــي حياتنــا أكثــر وأكثــر ‪ ،‬حتــى أضحــت أمــراً‬ ‫وبطــوالت التنــس والفورمــوال ‪ 1‬والــدوري األمريكــي‬ ‫أساســيا ً لــدى الكثيريــن‪ ،‬ومعلمــة مــن معلمــات‬ ‫لمحترفــي الســلة‪.‬‬ ‫ثقافتنــا العامــة‪ ،‬وأينمــا يممنــا وجوهنــا وجدناهــا ‪..‬‬ ‫ومــع بدايــة فصــل الربيــع كان مــن المفتــرض‬ ‫علــى شاشــات التلفزيــون‪ ،‬أثيــر الراديو وعبــر تغريدات‬ ‫أن تدخــل العديــد مــن الدوريــات األوروبيــة‬ ‫تويتــر ومنشــورات فيســبوك وفــي مناقشــاتنا وفــي كل‬ ‫والمســابقات الرياضيــة طويلــة األمــد مراحلهــا‬ ‫مــكان‪.‬‬ ‫األخيــرة‪ ،‬حيــث تــزداد اإلثــارة والتشــويق ويصــل‬ ‫وبــدءاً مــن الشــهر الماضــي‪ ،‬بــدأت المنافســات‬ ‫التنافــس أقصــى مــدى‪ ،‬وعندهــا تبلــغ المتابعــة‬ ‫الرياضيــة تفقــد بريقهــا علــى وســائل اإلعــام شــيئا ً‬ ‫الجماهيريــة مــن علــى المدرجــات أو عبــر‬ ‫فشــيئاً‪ ،‬وبــدالً مــن متابعــة األخبــار الرياضيــة ركــز النــاس‬ ‫وســائل النقــل المرئــي ذروتهــا‪.‬‬ ‫علــى األخبــار السياســية خاصــة تلــك التــي توضــح آخــر‬ ‫لكــن الحــال اليــوم تغيــر‪ ،‬فالمالعــب قــد‬ ‫تطــورات انتشــار وبــاء (كورونــا) ولــم تعــد األيــام تــؤرخ عنــد‬ ‫هجرهــا الجميــع ‪ ..‬أوالً الجماهيــر ثــم‬ ‫الكثيريــن بمواعيــد المباريــات‪ ،‬بل بمســتجدات تلك الجائحة‬ ‫الالعبــون ‪ ..‬وأغلقــت أبوابهــا خوفــ ًا مــن‬ ‫المنتشــرة فــي بلــدان العالــم انتشــار النــار فــي الهشــيم‪.‬‬ ‫انتشــار فيــروس (كورونــا) الــذي زلــزل العالــم‬ ‫وهكــذا لــم يهتــم كثيــرون بصــراع الكراســي الموســيقية‬ ‫وغ ّيــر نمــط الحيــاة بشــكل قــد ال تعــود بعــده‬ ‫علــى صــدارة الــدوري اإلســباني فــي آخــر أيامــه (قبــل‬ ‫كمــا كانــت‪ ،‬والرياضــة كذلــك مهــددة بتغييــر‬ ‫التوقــف) بيــن برشــلونة وريــال مدريــد‪ ،‬ولــم يتناقــل محبــو‬ ‫دائــم فــي بنيتهــا الكليــة‪.‬‬ ‫الســاحرة المســتديرة خبــر خــروج ليفربــول مــن دوري األبطــال‬ ‫ومــن يفكــر بهــذه الطريقــة معــذور‪ ،‬فربمــا‬ ‫بشــكل كبيــر‪ ،‬واختفــى نجــوم التنــس والفورمــوال ‪ 1‬مــن علــى‬ ‫ألول مــرة ينظــر إلــى النشــاطات الرياضيــة‬ ‫الشاشــات والمواقــع االلكترونيــة‪ ،‬وأخيــرا حــلّ خبــر تأجيــل‬ ‫كتهديــد النتقــال الوبــاء‪ ،‬بعدمــا كانــت‬ ‫كأس أمــم أوروبــا لكــرة القــدم إلــى العــام القــادم دون أن يحــدث‬ ‫وســيلة لنشــر التآلــف والتآخــي – أو علــى أقــل‬ ‫صــدى كبيــراً‪ ،‬فالجميــع تأقلــم مــع الوضــع الجديــد والرياضــة‬ ‫أن‬ ‫كفرجــة وتســلية – وباتــت مشــكلة بعــد‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫وب‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫نواج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ونح‬ ‫‬‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫يحس‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ترف‬ ‫ـارت‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مجمله‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خطيــراً ‪ -‬أن نفكــر فيــه‪.‬‬ ‫كانــت مســلية تبعــد محبيهــا عــن المشــاكل‪.‬‬ ‫التأثير المالي سيشكل الفارق األكبر‬ ‫المشــكلة بالنســبة للفــرق الرياضيــة ســتزداد إذا اســتمر‬ ‫فيــروس (كوفيــد ‪ )19‬فــي انتشــاره الكبيــر‪ ،‬فعندهــا‬ ‫ستســتمر سلســلة اإلجــراءات االحترازيــة وعلــى رأســها منــع‬ ‫التجمعــات وتأجيــل المنافســات الرياضيــة أو لعبهــا خلــف‬

‫أبــواب موصــدة‪ ،‬ممــا يعنــي خســائر ماديــة كبيــرة لألنديــة‬ ‫الرياضيــة قــد ال تحتملهــا إن اســتمرت علــى المــدى البعيــد‪.‬‬ ‫وتأكيــداً لذلــك قــال بيتــر فالندايــز رئيــس رابطــة دوري‬ ‫الركبــي األســترالي ‪« :‬إذا اســتمر اإليقــاف لفتــرة طويلــة‬ ‫ســنفقد أموالنــا (يقصــد الفــرق) ‪ ..‬وســنكون فــي ورطــة كبيــرة‬ ‫حينهــا»‪ ،‬وجــاء هــذا التصريــح فــي معــرض تفســير الرجــل‬ ‫لقــرار الرابطــة باســتمرار منافســاتها دون جمهــور رغم انتشــار‬ ‫(كورونــا)‪.‬‬ ‫ووف ًقــا لصحيفــة (الجازيتــا ديللــو ســبورت) اإليطاليــة فــإن‬ ‫خســائر أنديــة كــرة القــدم األوروبيــة هــذا الموســم تنــذر بتوقيع‬ ‫عواقــب وخيمــة عليهــا وف ًقــا لقانــون اللعــب المالــي النظيــف‬ ‫الــذي يطبقــه االتحــاد األوروبــي للعبــة (اليويفــا)‪.‬‬ ‫وأشــارت إلــى أن (اليويفــا) يــدرس تجميــد تطبيــق القانــون‬ ‫هــذا العــام‪ ،‬بســبب الظــروف االســتثنائية التــي تعيشــها الكــرة‬ ‫العالميــة‪ ،‬وأنــه بصــدد وضــع خطــة طــوارئ لمواجهــة تأثيــرات‬ ‫فيــروس كورونــا علــى الكــرة‪.‬‬ ‫وقــدرت الخســائر الماليــة التــي مــن المنتظــر أن تتكبدهــا‬ ‫األنديــة بحوالــي ‪ 4‬مليــارات يــورو‪ ،‬وذلــك بحســب دراســة‬ ‫أجرتهــا شــركة (كاي‪.‬بي‪.‬أم‪.‬جــي) الرائــدة عالميــا فــي مجــال‬ ‫المحاســبة ‪ ،‬والتــي أرجعــت الخســائر هــذه إلــى عــدم الحصول‬ ‫علــى أمــوال حقــوق البــث التلفزيونــي والعائــدات التجاريــة‬ ‫والتســويقية بشــكل رئيــس‪.‬‬ ‫وهذه الخســائر ســتتضاعف إن اســتمر تجميد المســابقات‪،‬‬ ‫وســتؤثر علــى قــدرة الفــرق فــي تقويــة صفوفهــا ممــا ســيجعل‬ ‫شــكل المســابقات باهتــا ً أكثــر‪ ،‬وال يجــب أن ننســى األمــوال‬ ‫المتدفقــة علــى اللعبــة فــي الســنوات األخيــرة هــي التــي‬ ‫ســاهمت فــي انتشــارها وجعلهــا العب ـا ً أساســيا ً فــي حياتنــا‬ ‫‪ ..‬واالفتقــار لهــذه األمــوال ســيصيب كــرة القــدم (وهــي مثــال‬ ‫لبقيــة المنافســات الرياضيــة) فــي مقتــل‪.‬‬ ‫البعيد عن العين بعيد عن القلب‬ ‫تغيــرات متوقعــة ســتصاحب انتشــار جائحــة (كورونــا)‬ ‫علــى كافــة المســتويات‪ ،‬ومنهــا الجانــب االجتماعــي‪ ،‬حيــث‬

‫ا‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫أل‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ة‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ؤ‬ ‫ال‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫حادات‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫لوراء‬

‫يقــول لــوران هنــري فينيــو مــن جامعــة (بورغونــي) الفرنســية‬ ‫أن «انتشــار أي وبــاء يشــكل دوم ـا ً امتحان ـا ً لمجتمــع وحقبــة»‪،‬‬ ‫مقلـاً مــن تأثيــر التطــور التكنولوجــي علــى تصرفــات البشــر‪.‬‬ ‫ويوضــح أن الوبــاء «يهــدد الروابــط االجتماعيــة‪ ،‬ويطلــق‬ ‫العنــان لشــكل خفــي مــن حــرب أهليــة يكون فيها الجميــع حذراً‬ ‫مــن جــاره»‪ ،‬معتمــداً فــي تصــوره هــذا علــى مــا حــدث بعيــد‬ ‫انتشــار اإلنفلونــزا اإلســبانية ســنة ‪ 1920‬وتشــابهه (علــى‬ ‫المســتوى االجتماعــي) بمــا يحــدث اآلن‪.‬‬ ‫وســبب ذكــر هــذه المقدمة البســيطة للتغييــرات االجتماعية‬ ‫المتوقعــة بســبب (كورونــا) يرجــع إلــى أنها (أي هــذه التغيرات)‬ ‫قــد تؤثــر بطريقــة ســلبية علــى الرياضــة ‪ ..‬فــإن اســتمر توقــف‬ ‫المســابقات لفتــرة طويلــة ســيعتاد الجمهــور علــى غيابهــا‬ ‫وســتكون عودتهــا فــي البدايــة مقترنــة بمتابعــة عاديــة أو أقــل‬ ‫‪ ..‬ومــن يــدري فقــد تســتمر فتــرة التوجــس مــن الحضــور‬ ‫إلــى المالعــب لزمــن طويــل حتــى بعــد انحســار المــرض‬ ‫مســتقبالً‪ ،‬وتنشــأ بســبب ذلــك أجيــال لــم تتعــود علــى مشــاهدة‬ ‫المســابقات الرياضيــة مــن المدرجــات‪ ،‬ويلحــق ذلــك فتــور فــي‬ ‫متابعــة األحــداث الرياضيــة ككل‪.‬‬ ‫وقــد يقــول قائــل إن كل مــا ذكــر مجــرد افتراضــات نظريــة‬ ‫موغلــة فــي التشــاؤم‪ ،‬وإن الجميــع ســيعود أشــد شــوقا ً وأكثــر‬ ‫جنون ـا ً إلــى متابعــة رياضتــه المفضلــة بمجــرد إعطــاء إشــارة‬ ‫ضربــة البدايــة فــي عــدة منافســات رياضيــة‪ ،‬لكــن هــذا الــرأي‬ ‫يظــل نظري ـا ً فــي انتظــار مــا ستســفر عنــه األبحــاث العلميــة‬ ‫واإلجــراءات اإلحترازيــة فــي مقاومــة فيــروس (كوفيــد ‪.)19‬‬ ‫فاالنفلونــزا اإلســبانية مثــاً ظلــت تضــرب بقــوة ألكثــر‬ ‫مــن ســنة ‪ ..‬ولــو تكــرر هــذا األمــر مــع كورونــا فــإن توقفــا ً‬ ‫للمســابقات الرياضيــة وحجــرا صحيـا ً طويـاً للنــاس قــد يغيــر‬ ‫طبــاع كثيريــن وربمــا يقلــل مــن شــعبية العديــد مــن الرياضــات‬ ‫ويبعدهــا عــن دائــرة األحــداث‪.‬‬ ‫طوكيو تكابر ‪ ..‬وحال األولمبياد سيكون مؤسفا‬ ‫وبعــد أن تســببت جائحــة (كورونــا) فــي إيقــاف وتأجيــل‬ ‫العديــد مــن المناســبات الرياضيــة يعتقــد كثيــرون أن التأجيــل‬

‫ســيكون مصيــراً لــدورة األلعــاب األولمبيــة فــي اليابــان هــذا‬ ‫الصيــف‪ ،‬رغــم إصــرار طوكيــو علــى المضــي قدمـا ً فــي تنظيــم‬ ‫الحــدث الرياضــي األكبــر هــذا العــام‪.‬‬ ‫وأمــس األول اســتقبلت الشــعلة األولمبيــة فــي اليابــان‬ ‫بصمــت وفــي غيــاب أي حضــور جماهيــري‪ ،‬فــي إشــارة قويــة‬ ‫إلــى أن الــدورة لــن تشــهد مشــاركة كبيــرة – فــي حــال أقيمــت‬ ‫فعالياتهــا‪.‬‬ ‫وهكــذا فــإن أولمبيــاد طوكيــو لــن تــرى النــور فــي ‪2020‬‬ ‫غالباً‪ ،‬وإن لعبت فإنها ســتفتقد لكل شــيء‪ ،‬ال ســيما األهداف‬ ‫التــي الــدوق دي كوبرتــان األلعــاب األولمبيــة مــن جديــد قبــل‬ ‫أكثــر مــن ‪ 120‬عامـاً‪.‬‬ ‫وفــي المحصلــة قــد يكــون الــكالم عــن تأثيــر مســتدام ألزمــة‬ ‫وبــاء (كورونــا) علــى الرياضــة أمــراً مبالغ ـا ً فيــه ‪ ..‬لكــن هــذه‬ ‫الجائحــة قــد تصنــع نظامـا ً عالميـا ً جديــداً ‪ ،‬وليــس مســتبعداً‬ ‫أن يغيــر بشــكل كامــل عالــم الرياضــة ‪ ..‬ومــا لنــا إال أن ننتظــر‬ ‫األيــام واألشــهر القادمــة لنــرى ‪ :‬هــل ســتتغير الرياضــة بعــد‬ ‫زمــن (الكورونــا) ؟‬

‫يعتقد علماء‬ ‫اجتماع أن الجائحة‬ ‫ستشكل نظامًا‬ ‫عالميا جديدا ولن‬ ‫تكون الرياضة‬ ‫بمعزل عن ذلك‬


‫‪10‬‬

‫ريـاضة‬

‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫االحد ‪ 27‬رجب‬

‫إعداد ‪ :‬محمد ترفاس‬

‫‪1441‬‬

‫العدد ‪249 :‬‬

‫الموافق ‪ 22‬مارس ‪2020‬‬

‫‪WWW.ALSABAAH.LY‬‬

‫السن ــة الثانية‬

‫اللجنة األولمبية تعقد اجتماعًا لمناقشة حماية الرياضيين‬ ‫الشباب والرياضة تدخل على خط مقاومة‬ ‫«كوفيد ‪»١٩‬‬

‫أطلقـــت الهيئة العامة للشـــباب والرياضـــة الحملة الثانيـــة للوقاية من فيروس كورونا المســـتجد‬ ‫داخـــل مقرهـــا فـــي منطقة الســـبعة بالعاصمة طرابلـــس‪ ،‬بعد تقليص عـــدد الموظفين للحـــد األدنى‬ ‫بواقـــع شـــخصين لـــكل إدارة والبالغ عددها ‪ 13‬كإجـــراء وقائي‪.‬‬ ‫وقـــام مكتـــب األمن والســـامة بتركيـــب وتوزيع مـــواد للتعقيم في كافـــة أرجاء المبنى كما ســـيتم‬ ‫تعقيـــم المكاتـــب بعد دخـــول وخـــروج الموظفين ‪،‬وســـتتواصل سلســـلة الحمالت داخل وخـــارج مقار‬ ‫الهيئـــة خالل الفتـــرة القادمة ‪.‬‬ ‫وســـيقوم مكتب الشـــباب والرياضـــة في بلدية ابو ســـليم بتوزيع مواد تعقيم مجانيـــة للمارة ‪ ،‬كما‬ ‫ستشـــرع الهيئة بالتعاون مع الهالل األحمر في تســـيير ‪ 10‬ســـيارات إســـعاف تجوب الشـــوارع لتقوم‬ ‫بتوعيـــة الناس عبـــر مكبر الصوت ‪.‬‬

‫المحمودي يوقع للصفاقسي‬

‫وقع الليبي الدولي الشـــاب‪ ،‬معتصم المحمودي‪ ،‬بشـــكل‬ ‫رســـمي‪ ،‬على عقود انضمامه لنادي الصفاقســـي التونســـي‪،‬‬ ‫لمدة خمســـة مواسم مقبلة‪.‬‬ ‫معتصـــم المحمـــودي‪ ،‬ابـــن الــــ ‪ 18‬ربيعـــا مـــن مواليد‬ ‫‪ ،2002‬وســـبق له الدفاع عـــن غاللة فريق األهلي طرابلس‬ ‫للفئـــات الســـنية‪ ،‬كمـــا شـــارك رفقـــة المنتخـــب الليبي في‬ ‫جميـــع الفئات‪.‬‬ ‫ويتميـــز العبنا الصاعد‪ ،‬بكونه ســـريع الحركة ومهاري‪،‬‬ ‫وترغـــب إدارة الصفاقســـي فـــي اســـتثمار قدراتـــه خـــال‬ ‫الســـنوات المقبلة وتصعيده للفريق األول‪ ،‬أو االســـتفادة منه‬ ‫ماديا عبر تســـويقه عربيـــا وأوربيا‪.‬‬ ‫الجديـــر بالذكر أن المحمودي أصبح الالعب الســـادس‬ ‫الـــذي ينضـــم إلـــى صفـــوف الصفاقســـي حيـــث ســـبقه ‪4‬‬ ‫العبيـــن هم زيـــاد علي أبوغنيـــة ‪ -‬محمد جمعـــة ‪ -‬معتصم‬ ‫ســـالم ‪-‬يوســـف فايق – محمـــد الجورني‪.‬‬

‫«رياضة أبوسليم» تطلق حملة‬ ‫توعوية لمكافحة «كورونا»‬ ‫اكـــد مســـؤول ملـــف الشـــباب والرياضـــة بابوســـليم‬ ‫الصديـــق العباســـي ان اجتماعـــا عقـــد بقاعـــة اجتماعات‬ ‫نادي ابوســـليم ضم مدير مكتب الشـــباب والرياضة محمود‬ ‫العلوص رئيس نادي ابوســـليم وحســـين النائب والمســـؤول‬ ‫عـــن ملـــف الشـــباب والرياضة ببلديـــة ابوســـليم ومندوبين‬ ‫عـــن شـــركة ســـيول للمعـــدات الطبيـــة‪ .‬والحركـــة العامـــة‬ ‫للكشـــافة والهالل األحمر واألمن المركزي ابوســـليم ومكتب‬ ‫اإلعـــام بالبلديـــة ومكتب اإلعـــام بالهيئة العامة للشـــباب‬ ‫والرياضة نوقشـــت فيه الســـبل الكفيلـــة بالبرنامج التوعوي‬ ‫للتعريـــف بفيروس كورونـــا وطرق الوقاية منـــه وتم االتفاق‬ ‫علـــى جملـــة مـــن االجـــراءات مـــن بينهـــا توزيـــع مطويـــات‬ ‫إرشـــادية ومعـــدات طبيـــة مباشـــرة للمواطـــن بعـــدة نقاط‬ ‫باالضافـــة الـــى القيـــام بحمـــات تعقيـــم للمقـــار اإلدارية‬ ‫والمؤسســـات الخاصـــة والعامـــة بدايـــة من أمس الســـبت‬ ‫‪21‬مـــارس كإجـــراءات احترازيـــة لمكافحة هـــذه الجائحة‬ ‫التي تعصف بالعالم‪..‬واضاف العباســـي ان بلدي ابوســـليم‬ ‫قـــرر ايضـــا اتخاذ جملة مـــن االجـــراءات من بينهـــا إغالق‬ ‫كافـــة الحدائق والمنتزهات والصـــاالت الرياضية والرفيهية‬ ‫والمناســـبات االجتماعيـــة العامه والخاصـــة الواقعة داخل‬ ‫بلديـــة‪ .‬ابوســـليم وإلـــزام شـــركات الدعايـــة واإلعـــان الى‬ ‫تملـــك لوحات إعالنيه داخـــل نطاق البلديه بتخصيص ‪40‬‬ ‫‪ %‬مـــن اجمالـــي اللوحات لنشـــر مـــواد إعالنيهـــة تثقيفية‬ ‫للتوعيه مـــن الوبـــاء العالمي فيـــروس كورونا‪.‬‬

‫تواصل مباريات دورة شطرنج الجنوب‬ ‫تتواصـــل بقاعـــة المســـرح الشـــعبي بســـبها نهائيـــات‬ ‫بطولة الشـــطرنج ألندية الجنـــوب ‪ ..‬ووفقا ً لصفحة اندية‬ ‫الجنـــوب الرياضيـــة فـــإن نهائـــي الفئات الســـنية ســـيجمع‬ ‫صابـــر العجمي (االخاء هون ) مع بشـــير مصباح ( المهدية‬ ‫) وفـــى نهائـــي الكبار محمـــد ادريس من نـــادي الجزيرة مع‬ ‫احمـــد ســـالم ( الشـــرارة ) وفـــى نهائي فئة الهواة ســـيلتقى‬ ‫عبدالحكيـــم الشـــريف مع صالح ساســـي ‪.‬‬ ‫إعالنات إجتماعية‬

‫‪ 3‬ـ إعلــن أنــا خيــري علــي عثمــان ديــة أن اســم ابنتــي‬ ‫الصحيــح هــو ســاجدة وليــس كمــا جــاء بالســجل المدنــي‬ ‫الزهــرة ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أعلــن أنــا نــوري محمــد شــهوب النعمــي بأننــي مــن‬ ‫مواليــد ‪ 1963‬وليــس كمــا جــاء بســجالت بلديــة تاجــوراء‬

‫عقـــد الدكتـــور جمـــال‬ ‫الزروق رئيـــس اللجنة األولمبية‬ ‫الليبيـــة ونائبـــه الثانـــي علـــي‬ ‫صابـــر‪ ،‬اجتماعـــا موســـعا مـــع‬ ‫كل مـــن الدكتـــور محمد راشـــد‬ ‫رئيـــس االتحـــاد الليبـــي للطب‬ ‫الرياضي والدكتور عبدالحميد‬ ‫ليـــاس أميـــن عـــام االتحـــاد‪،‬‬ ‫ومديـــر مكتب اإلعـــام محمود‬ ‫الغرابلـــي‪.‬‬ ‫وناقـــش رئيـــس اللجنة مع‬ ‫الحاضريـــن إمكانيـــة اتخـــاذ‬ ‫اجـــراءات وخطـــوات توعويـــة‬ ‫تثقيفيـــة مـــن شـــأنها أن تقـــي‬ ‫الرياضييـــن الليبيين من عدوى‬ ‫فيـــروس كورونـــا‪ ،‬وتـــم التأكيد‬ ‫على ضرورة مواصلة التدريبات‬ ‫واســـتعدادات الرياضيين الذين‬ ‫تنتظرهـــم مشـــاركات فـــي‬ ‫بطوالت ومســـابقات دولية على‬ ‫أن تكون هذه االســـتعدادات في‬ ‫ظروف صحية مناســـبة تتضمن‬ ‫اجـــراءات الوقايـــة الالزمة‪.‬‬

‫قشوط ‪ :‬مواهب واعدة في بطولة ربيع التنس بطرابلس‬ ‫وعمـــر دغيم‪.‬‬ ‫مؤنس شحاتة بطال تحت ‪ 12‬عاما‬ ‫تـــوج الالعـــب مؤنـــس شـــحاتة بـــكأس وذهبيـــة بطولة‬ ‫‪ 12‬عامـــا ونـــال الميداليـــة الفضية الالعـــب محمد جمعة‬ ‫والميداليـــة البرونزيـــة لالعبيـــن عبـــد الحميـــد الشـــريف‬ ‫وشـــعيب الكوني‪.‬‬ ‫ابراهيم الشتيوي بطال تحت ‪ 14‬عاما‬ ‫توج الالعب ابراهيم الشتيوي‬ ‫بكأس وذهبيـــة بطولة ‪ 14‬عاما ونـــال الفضية الالعب‬ ‫عبدالرحمن أبوقصيعة ‪.‬‬ ‫الياس اسكندر بطال تحت ‪ 16‬عاما‬ ‫تـــوج الالعب الياس اســـكندر بكأس وذهبيـــة ‪ 16‬عاما‬ ‫ونال الفضية الالعـــب محمود الطيب والميدالية البرونزية‬ ‫لالعبين هاشـــم الفزاني وعبـــد النور الوحيدي‬ ‫ازار ابوحليقة بطلة للبنات‬ ‫توجت الالعبة ازار أبوحلقة‬ ‫بـــكأس وذهبية بطولـــة البنات الترتيـــب ونالت الفضية‬ ‫الالعبـــة هبة عبد الســـام‬ ‫والميداليـــة البرونزيـــة لالعبتين غنى عاشـــور و فاطمة‬ ‫ابوقصيعة‪.‬‬

‫اكـــد رئيـــس االتحـــاد الفرعـــي للتنـــس طرابلـــس علي‬ ‫قشـــوط على نجاح بطولة الربيـــع لتنس الطاوله التى جرت‬ ‫علـــى مالعب المدينهـــة الرياضية طرابلس وبمشـــاركة ‪70‬‬ ‫العبـــا للفئـــات ( ‪ 12، 10‬؛ ‪ 16 ، 14‬باالضافة الى البنات‬ ‫) واضـــاف قشـــوط برزت فـــى البطولة عـــدة مواهب واعدة‬ ‫ينتظرهـــا مســـتقبل زاهـــر متى وجـــدت االهتمـــام والرعايه‬ ‫وأتيحـــت أمامهـــا فـــرص المشـــاركة ومـــن بينهـــا ابراهيـــم‬ ‫الشـــتيوي وعبدالرحمن ابوقصيعة والياس اسكندر ومحمد‬ ‫الطيـــب واحمد رفيق وغنـــي عاشـــور وازار ابوحليقه‬ ‫النتائج النهائية للبطولة‬ ‫وجـــاءت النتائج النهائيه للبطولـــه لمختلف الفئات على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ / 1‬انس الطيب بطال ‪ 9 -‬سنوات‬ ‫تـــوج الالعـــب انس الطيب بـــكأس وذهبيـــة بطولة ‪9 -‬‬ ‫ســـنوات ونـــال الفضيـــة مالـــك فلفـــل والبرونزيـــه لالعبين‬ ‫عبدالرحمـــن الســـوكني ومحمد عاشـــور ‪.‬‬ ‫احمد رفيق بطال تحت ‪ 10‬سنوات‬ ‫توج الالعب الموهبة أحمد رفيق‬ ‫بـــكاس وذهبيـــة بطولـــه ‪ 10 -‬ســـنوات ونـــال الفضيـــه‬ ‫عبيدة الشـــوكاني وتـــوج بالبرونزيه الالعبيـــن محمد الجبو‬

‫اختتام دورة إدارة المؤسسات الرياضية‬

‫أختتمت األســـبوع الماضي دورة إدارة المؤسســـات الرياضية‬ ‫التي أقيمت بمدرســـة الرماية الرياضية بنادي نجوم قرقارش‬ ‫تحـــت إشـــراف وتنظيم االتحـــاد الليبـــي للرمايـــة بالتعاون مع‬ ‫اللجنة األولمبيـــة الليبية بمشـــاركة ‪ 15‬متدربـــ ًا من مختلف‬ ‫األنديـــة الرياضيـــة والكـــوادر اإلداريـــة واللجـــان المختلفـــة‬ ‫التابعة التحاد الرماية ومن أهم محـــاور الدورة تعريف ومفهوم‬ ‫الســـيد ‪ /‬عـــادل إبراهيـــم قريـــش ‪ ..‬رئيـــس‬ ‫االتحـــاد الليبـــي للرمايـــة‬ ‫بالنســـبة إلـــى دورة اإلدارة‬ ‫الرياضيـــة داخـــل المؤسســـات‬ ‫الرياضيـــة التي قمنـــا بتنظيمها‬ ‫خـــال الفتـــرة الماضيـــة والتي‬ ‫يلقيهـــا المـــدرب والخبيـــر‬ ‫الدولـــي عـــادل المغـــزازي‬ ‫الحقيقـــة الهـــدف مـــن الـــدورة‬ ‫تطويـــر الـــكادر اإلداري فـــي‬ ‫االتحـــاد والفئـــة المســـتهدفة‬ ‫هـــم إداريـــون األنديـــة وأعضاء‬ ‫المكتـــب التنفيـــذي ورؤســـاء‬ ‫لجان االتحـــاد هدفنـــا االرتقاء‬ ‫بالمســـتوى اإلداري وتشـــكيل‬ ‫فريـــق عمـــل يتميـــز بتوحيـــد‬ ‫األفـــكار بحيـــث يفهـــم مـــا هـــو‬ ‫مطلـــوب منـــه في األنشـــطة القادمـــة ‪ ،‬هذه الـــدورة تعتبر‬ ‫بدايـــة أول حقيبـــة تدريبيـــة وســـوف تليها خمســـة دورات‬ ‫بمعـــدل كل شـــهرين تقـــام دورة ‪ ،‬أن هـــذا األمـــر مهم جدا‬ ‫في أحـــداث نقلـــة مهمة ســـتنعكس باإليجاب علـــي تطور‬ ‫المســـتوى الفني بالحركـــة الرياضية والشـــبابية في ليبيا‬ ‫‪ ،‬نحـــن نحتـــاج إلي تخطيط ورســـم خطة ســـنوية من أجل‬ ‫تحقيـــق األهـــداف التي يعمل اتحـــاد الرماية على تنفيذها‬

‫اإلدارة بشـــكل عـــام واإلدارة الرياضية بشـــكل خـــاص وأهمية‬ ‫اإلدارة اإلســـتراتيجية في المجال الرياضـــي وتأتي هذه الدورة‬ ‫فـــي إطار التطويـــر والتدريب لكافـــة الكوادر اإلداريـــة والفنية‬ ‫في الوســـط الرياضي ‪.‬‬ ‫صحيفـــة الصبـــاح تابعت حفـــل الختـــام ورصـــدت اللقاءات‬ ‫التالية ‪.‬‬

‫وتحقيقهـــا مســـتقبالً ‪.‬‬ ‫الســـيد ‪ /‬عادل المغزازي ‪ ..‬المحاضر والخبير‬ ‫الدولي‬ ‫بدعـــوة كريمة من االتحـــاد الليبي للرماية التابع للجنة‬ ‫االولمبيـــة الليبيـــة ‪ ،‬اليوم بـــإذن الله تعالـــى نختتم برنامج‬ ‫اإلدارة اإلســـتراتيجية فـــي المؤسســـات الرياضيـــة هـــذا‬ ‫البرنامـــج يشـــمل العديـــد مـــن المحـــاور بما فيهـــا مفهوم‬ ‫اإلدارة بشـــكل عـــام ومفهوم اإلدارة اإلســـتراتيجية وعملية‬ ‫التخطيط االســـتراتيجي التي تنبطق مـــن اإلدارة ومفهوم‬ ‫التغييـــر داخـــل المؤسســـات‬ ‫الرياضيـــة ‪ ،‬وبنـــاء فريـــق‬ ‫العمـــل وعدت محـــاور أخرى‬ ‫التـــي مـــن شـــأنها الرقـــي‬ ‫بالمســـتوي اإلداري داخـــل‬ ‫مؤسســـاتنا الرياضية أقيمت‬ ‫الـــدورة لمـــدة خمســـة أيـــام‬ ‫أبتـــداء مـــن يـــوم ‪ /1‬مـــارس‬ ‫‪2020/‬م بواقـــع ‪ 15‬ســـاعة‬ ‫تدريبيـــة العـــدد المســـتهدف‬ ‫مـــن ‪10‬الـــى ‪12‬متدربـــا ً ‪،‬‬ ‫الحقيقـــة كان التفاعـــل جـــد‬ ‫مميـــز وكانـــت األجـــواء وبيئة‬ ‫التدريـــب مميزة وأنـــا بدوري‬

‫نشـــكر اتحاد الرماية على هذا االهتمـــام بالمجال اإلداري‬ ‫ونحـــن نعرف القاعـــدة تقول بـــدون إدارة التوجد رياضة ‪،‬‬ ‫نشـــكر الســـادة باتحاد الرماية والى صحيفة الصباح على‬ ‫المتابعـــة وتغطيـــة كافـــة المناشـــط الرياضيـــة ‪.‬‬ ‫الســـيد ‪ /‬نصرالديـــن محمد الشـــاوش ‪ ..‬حكم‬ ‫لعبـــة الرماية ‪.‬‬ ‫فـــي بداية األمر نشـــكركم‬ ‫علـــي تغطيـــة هـــذه الـــدورة ‪،‬‬ ‫طبعـــا نحـــن اآلن فـــي إعـــداد‬ ‫الحقائـــب التدريبيـــة باالتحاد‬ ‫الليبـــي للرمايـــة وتطويـــر‬ ‫اللعبـــة فـــي اســـتراتيجياتها‬ ‫وتحديـــد المعلومـــات الجديدة‬ ‫‪ ،‬الحقيقـــة تفتقـــد لمثـــل هذه‬ ‫الـــدورات حيـــث رأى االتحـــاد‬ ‫الليبـــي للرماية إعـــداد حقيبة‬ ‫تدريبيـــة لجميع منتســـبي هذه‬ ‫اللعبة مـــن إداريين ومشـــرفين‬ ‫من أجـــل تفعيـــل اإلدارة اإلســـتراتيجية لالتحـــاد وتطوير‬ ‫المنظومـــة اإلداريـــة ‪ ،‬وإن شـــاء اللـــه نكـــون النـــواة األولى‬ ‫للدورات القادمة طبعا ســـوف تكـــون هناك دورات متقدمة‬ ‫بـــإذن اللـــه تعالى نشـــكر اتحـــاد الرماية على هـــذه اللفتة‬ ‫الكريمة كما نشـــكر اللجنة األولمبيـــة الليبية عن متابعتها‬

‫متابعة وتصوير ‪:‬‬ ‫محمود كريدغ‬

‫لهـــذه الـــدورة ونشـــكركم انتم علـــى التغطيـــة اإلعالمية ‪.‬‬ ‫الســـيد ‪ /‬محمـــود‬ ‫عبدالـــرزاق تليب ‪ ..‬رئيس‬ ‫مجلـــس إدارة نـــادي نجوم‬ ‫قرقـــارش‬ ‫أوال أســـرنا أن يكـــون أحد‬ ‫أعضـــاء إدارة النـــادي من بين‬ ‫المتدربيـــن فـــي هـــذه الـــدورة‬ ‫‪ ،‬الحقيقـــة الـــدورة كانـــت في‬ ‫مســـتوى عـــالٍ جداً واســـتفدنا‬ ‫منهـــا من عدت جوانـــب إدارية‬ ‫وتخطيط استراتيجي وإن شاء‬ ‫الله نتمني أن تســـتمر مثل هذه‬ ‫الـــدورات فـــي مجـــال التنمية‬ ‫البشـــرية وكافـــة المجـــاالت‬ ‫الرياضيـــة نحـــن كأندية نعاني‬ ‫مـــن نقص في الجانـــب اإلداري والتخطيط االســـتراتيجي‬ ‫‪ ،‬بالنســـبة للمحاضـــر األســـتاذ عـــادل المغـــزازي كان في‬ ‫مســـتوى راق وســـلس في توصيل المعلومـــة ‪ ،‬طبعا الدورة‬ ‫كانـــت ناجحة بكل المقاييس ونتمنـــى أن تحدو االتحادات‬ ‫االخري حـــدوا اتحاد الرماية هذه الـــدورة تعتبر جزءا من‬ ‫البنية التحتية لألندية الرياضية وكيفية إدارة المؤسســـات‬ ‫الرياضيـــة في مختلـــف المجاالت ‪.‬‬


‫مهرجان «كان» إليواء المشردين‬ ‫أعلــن مســؤولون فــي «كان»‬ ‫الفرنســية أنهــا ســتفتح الجنــاح‬ ‫المخصــص لمهرجانهــا الســينمائي‬ ‫الســنوي الــذي أُرجــئ‪ ،‬بســبب فيــروس‬ ‫كورونــا‪ ،‬للمشــردين مــع انتشــار الوبــاء‬ ‫فــي فرنســا‪.‬‬

‫األحد ‪ 27‬رجب ‪ - ١٤٤١‬الموافق ‪ 22‬مارس ‪2020‬‬

‫ـي مهرجــان كان الســينمائي‬ ‫وقــد أُلغـ َ‬ ‫الــذي كان مقــررا أن يقــام فــي الفتــرة‬ ‫الممتــدة مــن ‪ 12‬مايــو إلــى ‪ 23‬منــه‬ ‫بســبب انتشــار وبــاء «كوفيــد ‪ »19‬الناتــج‬ ‫عــن فيــروس كورونــا المســتجد‪.‬‬ ‫وســجلت فرنســا ‪ 78‬حالــة وفــاة‬

‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫األخيرة‬

‫جديــدة بســبب فيــروس كورونــا خــال‬ ‫‪ 24‬ســاعة الماضيــة ليصــل عــدد‬ ‫وفيــات المــرض فــي البــاد إلــى ‪.450‬‬ ‫وتــم تأكيــد نحــو ‪ 12612‬إصابــة‪ ،‬لكــن‬ ‫الســلطات تحــذر مــن أن الرقــم الحقيقــي‬ ‫قــد يكــون أعلــى بكثيــر‪.‬‬

‫السنـة الثانية‬

‫‪WWW. ALSABAAH.LY‬‬

‫العــدد ‪249‬‬

‫فنلندا الدولة‬ ‫األكثر سعادة‬

‫فــي خضــم أزمــة صحيــة عالميــة‬ ‫يســببها فيــروس «كورونــا» المســتجد‪،‬‬ ‫تصـ ّـدرت فنلنــدا قائمــة الــدول األكثــر ســعادة‬ ‫فــي العالــم للمــرة الثالثــة علــى التوالــي‪،‬‬ ‫بحســب التصنيــف الســنوي لألمــم المتحدة‪،‬‬ ‫وفقــا ً لوكالــة الصحافــة الفرنســية‪.‬‬ ‫ويصــادف صــدور هــذا التقريــر مــع‬ ‫اليــوم العالمــي للســعادة الــذي يحتفــى بــه‬ ‫فــي العشــرين مــن مــارس‪ ،‬فيمــا جــاءت‬ ‫الدنمــارك فــي المرتبــة الثانيــة مــن تصنيــف‬ ‫«وورلــد هابييســت ريبــورت» الــذي يســتند‬ ‫مجمعــة مــن مواطنين فــي ‪156‬‬ ‫إلــى بيانــات ّ‬ ‫بلــداً عــن مــدى ســعادتهم‪ ،‬فضالً عــن معايير‬ ‫مرتبطــة بمتوســط العمــر المتوقــع ومعـ ّـدل‬ ‫الدخــل والدعــم االجتماعي‪ ،‬وتلتها سويســرا‬ ‫فــي المرتبــة الثالثــة‪.‬‬ ‫واحتــل جنــوب الســودان وأفغانســتان‪،‬‬ ‫وهمــا دولتــان مزقتهمــا الحــرب‪ ،‬المركــز قبل‬ ‫األخيــر واألخيــر علــى التوالــي‪.‬‬

‫دفق‬

‫سعاد الوحيدي‬

‫بدون سقف‬

‫نظرية‬ ‫القارب‬ ‫المقلوب‬

‫كاريكاتير‬

‫طالمــا زركــش الفالســفة إلمكانيــة قهــر الحــدود والحواجــز‬ ‫بيــن البشــر‪ ،‬والحديــث بلغــة إنســانية مشــتركة‪ .‬تســتند لمــا‬ ‫يجمــع‪ ،‬ويربــط بيــن ســكان أرض واحــدة يتشــاركون ترابهــا‬ ‫وســماءها وماءهــا‪ ،‬وإن اختلفــت مواقعهــم عليهــا‪ .‬والتــي ظلــت‬ ‫مجــرد أفــكاراً طوباويــة اســتحال تحققهــا‪ ،‬وحتــى جــاء «كائــن‬ ‫طفولــي»‪ ،‬بائــس‪ ،‬ليلغــي‪ ،‬عبــر كارثــة غيــر مســبقة‪ ،‬هــذه الحــدود‬ ‫العصية‪/‬الغبيــة‪ ،‬التــي صنعتهــا الحــروب والمجــازر‪.‬‬ ‫لقــد أنتصــرت كورونــا علــى عبــث االنســان‪ ،‬وأسســت دون‬ ‫شــك لبدايــة عهــد جديــد للبشــرية‪ ...‬وقــد صــار قــادة العالــم‬ ‫يتحدثــون عــن مراجعــة قيــم السياســة واالقتصــاد والحــدود‬ ‫والعلــم والمعرفــة ‪...‬وأن كينونــة‪ /‬أو صيــرورة بلــد فــي ذاتهــا لــن‬ ‫تكــون بــدون الــكل‪ .‬وقــد تســاقط أمــن واقتصــاد العالــم‪ ،‬وتوقفــت‬ ‫المــدارس والجامعــات والطيــران والحيــاة فــي ازقــة وشــوارع‬ ‫وســماوات بلــدان االرض بأســرها امــام «عطســة» ُمصــاب‬ ‫واحــد‪ .‬وصــار المســتقبل باتجــاه التفكير المشــترك‪ ،‬واإلنســانية‬ ‫المتشــاركة فــي التخطيــط لحمايــة الجنــس البشــري‪.‬‬

‫فقــد تمكنــت كورونــا بضربــة واحــدة مــن تحقيــق الكثيــر‬ ‫مــن الطوباويــات «المســتحيلة»‪ ،‬وعلــى رأســها «عدالــة التوزيــع»‪.‬‬ ‫حيــث أوصلــت اخطارهــا دون تقصيــر‪ ،‬لكافــة األغنيــاء كمــا‬ ‫الفقــراء‪ ،‬للمشــاهير والمغموريــن‪ ،‬للقــادة وللصعاليك‪...،‬فبينمــا‬ ‫فشــلت اإلنســانية فــي تقاســم الثــروات‪ ،‬والســلطات‪ ،‬أو ميــاه‬ ‫المحيطــات‪ ،‬تقاســمت دون تفرقــة ذات الوبــاء‪ ،‬وذات االرتجــاف‬ ‫والخــوف المفجــع مــن المــوت‪ .‬فاختفــى البــذخ والتبــرج‪ ،‬وتــوارت‬ ‫الوجــوه جميعهــا خلــف األقنعــة الواقيــة‪ ،‬وغابــت المجاميــع عــن‬ ‫األضــواء‪ ،‬ولــم يعــد المشــهور مشــهوراً إال بمصــاب الوبــاء‪.‬‬ ‫لقــد انســحق المــال واالقتصــاد والســفر والطيــران وحفــات‬ ‫األثريــاء‪ ....‬وصــار العالــم بأســره ســجنا كبيــرا‪ .‬حيــث أجبــرت‬ ‫كورونــا كل هــؤالء المثخنيــن بالثــراء واألضــواء علــى االنفــراد‬ ‫والوحــدة‪ ،‬والمكــوث خلــف الجــدران دون جمهــور أو كاميــرات‪.‬‬ ‫وصــار النجــم الحقيقــي الســاطع اليــوم‪ ،‬هــو نجــم عمــال اإلنقــاذ‬ ‫واالســعاف والممرضيــن واألطبــاء ‪ ....‬هــؤالء الذيــن يقفــون فــي‬ ‫الخــط األول لمواجهــة الكارثــة‪ .‬إليهــم تقــف الجموع المحضورة‬

‫هل يزيد المراهقون خطر «كورونا» ؟‬ ‫بعــد قــرار إغــاق معظــم المطاعــم والمقاهــي والنــوادي الليليــة‬ ‫فــي الواليــات المتحــدة‪ُ ،‬يطــرح ســؤال بــارز وهــو‪ :‬هــل ســيكون‬ ‫المراهقــون قادريــن علــى تحمــل المســؤولية فــي مواجهــة فيــروس‬ ‫«كورونــا المســتجد»؟‬ ‫وكان الرئيــس األميركــي دونالــد ترمــب‪ ،‬قــد صــرح‪ ،‬بــأن‬ ‫«الشــباب ال يدركــون مــدى خطــورة الوضــع‪ ،‬إنهــم يشــعرون‬ ‫بأنهــم ال ُيقهــرون»‪.‬‬ ‫وصــادف هــذا الوبــاء وقت «عطلة الربيــع»‪ ،‬أي إجازات‬ ‫الطــاب التــي عــاد ًة مــا تكــون فرصــة للتجمعــات الحاشــدة‬ ‫فــي جنــوب الواليــات المتحــدة‪ ،‬ودعــت شــخصيات شــهيرة‬ ‫الشــباب لتحمــل المســؤولية‪ ،‬مثــل النائبــة الديمقراطيــة‬ ‫ألكســاندريا أوكازيــو كورتيــز‪ ،‬والمغنيتيــن أريانــا غرانــدي‬ ‫وتايلــور ســويفت‪.‬‬

‫وجـــــــوه‬ ‫فاشينيستا «الحب في زمن الكورونا»‬

‫ولكورونا بعض الفضل‬

‫فــي بيوتهــا عبــر العالــم‪ ،‬علــى الثامنــة مــن كل مســاء‪ ،‬إجــاالً‬ ‫وإكبــاراً‪ .‬وتصفــق لهــم فــي تناغــم أســطوري لــم يتحقــق البته ألي‬ ‫ســلطان أو رئيــس أو إمبراطــور‪....‬أو ألي مليارديــر أو بليارديــر‬ ‫أو نجــم مشــهور‪ .‬أن مــا يتــم لهــوالء البســطاء ذوي األجــور األدنى‬ ‫فــي سلســلة الرواتــب المهنيــة‪ ،‬يرتقــي لمســتوى الثــورة‪ ،‬وإنتصــار‬ ‫اإلنســانية علــى أوهامهــا‪.‬‬ ‫وتحولــت الحقنــة‪( ،‬والســرير والمستشــفى)‪ ،‬إلــى الســلعة‬ ‫االســتراتيجية العالميــة األولــى بامتيــاز‪ ،‬والســد المناعــي‪/‬‬ ‫الدفاعــي األهــم إلنقــاذ البشــرية‪ .‬لقــد ســقطت نظريــات الدفــاع‬ ‫النووي‪/‬والتكنولوجــي‪ ،‬أو الســاح الجــوي أو البــري‪ ،‬والبحــري‬ ‫‪ ...‬وتأكــد أن ثمــة أداة دفــاع واحــدة‪ ،‬قــد تنقــذ الجنــس البشــري‬ ‫أمــام هــذه ِ‬ ‫المضــاد‪ .‬لقــد عــاد‬ ‫المحنــة العصيبــة‪ :‬وهــي اللقــاح ُ‬ ‫الطــب والبحــث العلمــي للصــف األول‪ ،‬وتقهقــر العســكر‪ .‬كمــا‬ ‫تأكــد لقــادة العالــم أن ثمــة وحــدة إنســانية جامعــة‪ ،‬تضمهــم‬ ‫الجميــع فــي قريــة جامعــة‪ ،‬أن تداعــى أحــد جدرانهــا‪ ،‬إنهــارت‬ ‫بالكامــل فــوق كل الــرؤوس‪.‬‬

‫علــى أن ثمــة تطــرف متناقــض‪ ،‬شــديد الحدة‪/‬والبشــاعة‬ ‫أثارتــه الكارثــة ذاتهــا‪ .‬فبقــدر هــذا التوحــد البشــري الــذي‬ ‫اســتفزه فيــروس بائــس علــى المســتوى الجمعي‪/‬العالمــي‪ ،‬تبلــور‬ ‫فــي ذات الوقــت‪ ،‬وبشــكل شــديد القســوة والفردانيــة‪ ،‬منحــى‬ ‫بدائيــا بشــع االنانيــة لــدى االفــراد‪ .‬والــذي أبــرز بشــكل مفاجــيء‬ ‫لــدى البشــر‪ ،‬تطرفـا ً مقلقـا ً نحــو الذاتيــة‪ ،‬والتضحيــة بالعالقــات‬ ‫الرابطــة باآلخــر مــن أجــل حمايــة النفــس‪ .‬علــى النحــو الــذي‬ ‫خلــق فــي أجــواء «الســجون اإلنفراديــة» داخــل البيــوت‪ ،‬إنغالقـا ً‬ ‫مفرطــا ً علــى الــذات‪ ،‬صــار يهــدد‪ ،‬إذا مــا اســتمرت األزمــة‪،‬‬ ‫بحــدوث فاجعــة اجتماعيــة وإنســانية غيــر مســبقة‪( .‬أضطر بابا‬ ‫الفاتيــكان أمامهــا إلــى أن يطلــب مــن األســر المســكونة بالهلــع‪،‬‬ ‫أن «عانقــوا بعضكــم داخــل بيوتكــم»)‪ .‬وترجــح التحليــات‪ ،‬علــى‬ ‫عكــس بعــض األزمــات التــي خلفــت طفــرة فــي الــوالدات‪ ،‬حــدوث‬ ‫حــاالت مفرطــة مــن الطــاق واالنفصــال‪ ،‬نتيجة إلكتشــاف غربة‬ ‫الفــرد مــع الشــخص الــذي كان يعتقــد أنــه اقــرب النــاس إليــه‪.‬‬

‫عريس «مئوي» يتفوق على العزل‬ ‫لــم يمنــع التهديــد الــذي يمثلــه فيــروس كورونــا المســتجد‬ ‫علــى كبــار الســن‪ ،‬الصحفــي يافــار عبــاس (‪ 100‬عــام) الــذي‬ ‫يعيــش بلنــدن مــن الــزواج‪ ،‬بــل أنــه ســارع بإتمامــه قبــل اتخــاذ‬ ‫الحكومــة البريطانيــة قــراراً بعــزل كبــار الســن فــي محاولــة‬ ‫للســيطرة علــى الفيــروس الــذي يشــهد انتشــاراً واســعاً‪.‬‬ ‫ووفقـا ً لموقــع صحيفــة «داون» الباكســتانية‪ ،‬كان لــدى‬ ‫عبــاس مخــاوف مــن تأثيــر خطــة الحكومــة لمواجهــة‬ ‫«كورونــا» علــى زفافــه الــذي كان مــن المقــرر عقــده‬ ‫فــي ‪ 27‬مــارس لكــن الحفــل أصبــح مهــدداً بتفشــي‬ ‫الفيــروس ونصائــح الحكومــة لألشــخاص الذيــن تزيــد‬ ‫أعمارهــم علــى ‪ 70‬عامــا ً باالســتعداد لفتــرة مــن‬ ‫العــزل الذاتــي‪.‬‬

‫عبدالرزاق الداهش‬

‫مـــاذا لـــو غـــرق مركـــب فـــي البحـــر‪ ،‬وعليـــه‬ ‫شـــخص مســـلم وآخر مســـيحي وثالث هندوســـي‪،‬‬ ‫ورابـــع يهـــودي‪ ،‬ومعهـــم رجـــل فقير‪ ،‬وآخـــر غني‪،‬‬ ‫وبائـــع ذهب‪ ،‬وبائع ســـمك‪ ،‬فمن ســـيخرج ســـالما‬ ‫في تصـــورك؟‬ ‫بالتأكيـــد ســـيخرج مـــن يجيـــد الســـباحة‪،‬‬ ‫بصـــرف النظـــر عـــن دينـــه‪ ،‬أو لونـــه‪ ،‬أو مهنته‪ ،‬أو‬ ‫ثروتـــه‪ ،‬أو بلـــده‪.‬‬ ‫النوايـــا الطيبة جيدة‪ ،‬والخـــوف أحيانا مفيد‪،‬‬ ‫ولكـــن المعرفـــة هي أفضل رأســـمال فـــي التعامل‬ ‫مع األزمـــات‪ ،‬وفي إدارة هـــذه االزمات‪.‬‬ ‫كورونـــا فيـــروس ال يظهـــر من تحـــت األرض‪،‬‬ ‫وال ينـــزل مـــن الســـماء‪ ،‬وال يملـــك اقدامـــاً‪ ،‬وال‬ ‫أجنحـــة‪ ،‬يعنـــي أنه لن يجيء إلـــى ليبيا إال بصحبة‬ ‫شـــخص قادم مـــن منطقـــة انتشـــار الفيروس‪.‬‬ ‫الشـــخص الحامـــل للفيروس يمكـــن أن يكون‬ ‫ايطاليـــاً‪ ،‬مصريـــاً‪ ،‬ليبيـــاً‪ ،‬نقصـــد أن أي قادم من‬ ‫الخـــارج يمكـــن أن يكـــون قنبلة بيولوجيـــة متنقلة‪.‬‬ ‫خـــط دفـــاع ليبيـــا األول ليس في شـــارع عمر‬ ‫المختـــار فـــي طرابلس‪ ،‬أو جمـــال عبدالناصر في‬ ‫بنغـــازي‪ ،‬أو في أية مدينة ليبيـــة‪ ،‬بل في كل منفذ‪،‬‬ ‫وكل معبـــر‪ ،‬مع العالم‪.‬‬ ‫لـــو أننـــا ضبطنـــا كل المنافـــذ فبوســـعنا أن‬ ‫نعيش حيـــاة عادية‪ ،‬المقاهي مفتوحة‪ ،‬واألســـواق‬ ‫الشـــعبية‪ ،‬والمآتـــم مزدحمـــة‪ ،‬كمـــا لـــو ال وجـــود‬ ‫لفيـــروس كورونـــا‪ ،‬ولكـــن هـــل يمكـــن أن يتحقـــق‬ ‫ذ لك ؟‬ ‫نقصـــد هـــل نضمـــن ان االنضباط تـــم بعدم‬ ‫مـــرور أي شـــخص‪ ،‬حتـــى بـــدون فحـــص‪ ،‬بســـبب‬ ‫الواســـطة‪ ،‬بســـبب المجاملـــة‪ ،‬التســـيب‪ ،‬وقلـــة‬ ‫المعرفـــة تـــؤدي إلـــى ســـوء التقدير‪.‬‬ ‫اســـبانيا التـــي يتخطـــى فيها رقـــم اإلصابات‬ ‫العشـــرين ألف إصابة‪ ،‬وأكثر من ألـــف حالة وفاة‪،‬‬ ‫انتقـــل لهـــا فيـــروس كورونا عبـــر مباراة فـــي كرة‬ ‫القـــدم‪ ،‬بـــدون حضـــور الجمهـــور‪ ،‬جمعـــت فريـــق‬ ‫اســـباني بآخـــر إيطالي‪.‬‬ ‫لـــذا فنحـــن محتاجون إلى أكثر من ســـيناريو‪،‬‬ ‫فكيـــف نتعامـــل مـــع الموقـــف مـــع عدم تســـجيل‬ ‫أيةحالـــة إصابـــة‪ ،‬وكيـــف نتعامل بعـــد أول إصابة‪،‬‬ ‫وكيـــف نديـــر األزمـــة‪ ،‬مع فرضيات أســـوأ‪.‬‬ ‫رش الشـــوارع بالمـــواد المطهـــرة عمـــل جيد‪،‬‬ ‫ولكـــن ال عالقـــة لـــه بمقاومـــة فيـــروس كورونـــا‪،‬‬ ‫وارتـــداء كمامـــات الغبـــار ال تحمـــي مـــن كورونا‪.‬‬ ‫البـــد أن نفهـــم طبيعـــة هـــذا الفيـــروس‪ ،‬ألن‬ ‫مقاومتـــه تعتمد على ســـلوكنا الجمعـــي والفردي‪.‬‬ ‫الفيـــروس علـــى خطورتـــه ضعيـــف‪ ،‬وعلـــى‬ ‫ســـرعة انتشـــاره فهو ثقيل‪ ،‬وعلى تكاثـــره المرتفع‬ ‫فهـــو ال يتكاثـــر إلـــى داخـــل الخلية البشـــرية‪.‬‬ ‫التهويـــل ضار‪ ،‬واالســـتخفاف مكلـــف‪ ،‬ونحن‬ ‫في عصـــر التدفـــق المعلوماتـــي‪ ،‬وليـــس التعاويذ‬ ‫وصدريـــة النجـــاة هـــي المعرفة‪.‬‬

‫ترامب يهين صحفيا‬ ‫هاجــم الرئيــس األميركــي‪ ،‬دونالــد ترامــب‪ ،‬مراســا‬ ‫صحفيــا فــي البيــت األبيــض بعــد ســؤاله عــن فيــروس‬ ‫كورونــا المســتجد «كوفيــد ‪ »19‬وإمكانيــة إنتــاج لقــاح‬ ‫لمكافحتــه‪ ..‬وحيــن ســأل مراســل قنــاة «إن بــي ســي»‬ ‫األميركيــة‪ ،‬بيتــر ألكســندر‪ ،‬ترامب‪»:‬ماذا تقــول لألميركيين‬ ‫المذعوريــن اآلن‪ ،‬حيــث توفــى أكثــر مــن ‪200‬‬ ‫شــخص وأصيــب أكثــر مــن ‪ 14‬ألــف مصــاب‬ ‫بفيــروس كورونــا ومالييــن األميركييــن‬ ‫خائفيــن اآلن؟ مــاذا تقــول لهــم؟‬ ‫ليــرد الرئيــس األميركــي قائــا‪« :‬أنــت‬ ‫مراســل ســيئ وســؤالك بغيــض‪ .‬أعتقــد‬ ‫أنــك تبعــث برســالة ســيئة جــدا للشــعب‬ ‫األميركــي»‪.‬‬

‫«ساميت» قد يوقف انتشار‬ ‫«كوفيد ‪»19‬‬

‫فوز الفهد ‪ :‬زفافي في رقم‬ ‫قياسي ووقت صعب‬

‫قــدم العديــد مــن الفنانيــن والمشــاهير التهانــي‬ ‫للناشــطة اإللكترونيــة فــي مجــال األزيــاء والموضــة‬ ‫«الفاشينيســتا» فــوز الفهــد ومــن بينهــم الفنــان أحــام‬ ‫وغيرهــا‪ ،‬وأعربــوا عــن دهشــتهم مــن توقيــت الزفــاف‬ ‫الــذي تزامــن مــع الحجــر الصحــي المطبــق فــي معظــم‬ ‫بلــدان العالــم كإجــراء وقائــي فــي مواجهــة وبــاء «كورونا»‪.‬‬ ‫وأحــدث زفــاف فــوز المفاجــئ ضجــة كبيــرة عبــر‬ ‫«السوشــيال ميديــا» بعــد أن فاجــأت العــروس محبيهــا‬ ‫بلقطــات مــن أجــواء الحفــل عبــر حســابها علــى «ســناب‬ ‫شــات» بينــت مــن خاللهــا الشــبكة الفاخــرة التــي أهداهــا‬ ‫لهــا عريســها‪،‬‬ ‫لكــن العــروس ردت قائلــة عبــر صفحتهــا الخاصــة‬ ‫زفافــي هــو الرقــم القياســي الــذي جــاء فــي الوقــت‬ ‫الصعــب بالرغــم مــن اإلجــراءات الوقائيــة للحمايــة مــن‬ ‫الكورونــا اال أن زفافهــا ســيحفظ فــي التاريــخ بأنــه جــاء‬ ‫زمــن الكورونــا‪.‬‬ ‫ورغــم حــرص الفاشينيســتا الكويتيــة فــوز الفهــد‬ ‫علــى إخفــاء هويــة عريســها وعــدم إظهــاره‪ ،‬إال أنهــا‬ ‫نشــرت صــورة لدعــوة الزفــاف التــي أظهــرت اســمه‬ ‫ولقــب عائلتــه بوضــوح‪ ،‬وهــو رجــل األعمــال الشــاب‬ ‫عبداللطيــف أحمــد الصــراف‪.‬‬ ‫وكانــت فــوز قــد أعلنــت خبــر زفافهــا فــي مقطــع‬ ‫فيديــو مؤثــر منــذ نحــو ‪ 3‬أشــهر‪ ،‬وذكــرت فيــه أنهــا‬ ‫تبحــث عــن رجــل يتفهــم طبيعــة عملهــا‪.‬‬

‫تمكــن أســرع حاســوب عمــاق فــي العالــم‬ ‫مــن تحديــد المــواد الكيميائيــة التــي يمكــن أن‬ ‫توقــف انتشــار فيــروس «كورونــا»‪ ،‬وهــي خطــوة‬ ‫حاســمة نحــو تطويــر لقــاح مضــاد للفيــروس‪.‬‬ ‫وبحســب شــبكة «ســي إن إن» األميركيــة‪،‬‬ ‫فقــد أجــرى «ســاميت»‪ ،‬الكمبيوتــر العمــاق‬ ‫المملــوك لشــركة «آي بــي إم» والمجهــز بـ«دمــاغ‬ ‫الــذكاء الصناعــي»‪ 8 ،‬آالف محــاكاة لتحليــل‬ ‫أي مركبــات دوائيــة قــد توقــف الفيــروس عــن‬ ‫إصابــة الخاليــا المضيفــة بشــكل فعــال‪.‬‬ ‫وحــدد الكمبيوتــر العمــاق ‪ 77‬مــن‬ ‫بنــاء علــى‬ ‫هــذه المركبــات‪ ،‬وقــام بترتيبهــم‬ ‫ً‬ ‫مــدى احتماليــة تصديهــم للفيــروس‪ ،‬مــا يعــد‬ ‫خطــوة واعــدة نحــو تطويــر لقــاح فعــال مضــاد‬ ‫للفيــروس‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.