صحيفة الصباح العدد 198

Page 1

‫نظرا للظروف الراهنة‬

‫اخلارجية الليبية تؤجل زيارة الوفد األوروبي إلى طرابلس لوقت الحق‬

‫المركز الوطني لمكافحة األمراض ‪ 178 ..‬حالة اشتباه باإلصابة بالليشمانيا‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‬ ‫عبدالرزاق مسعود الداهش‬ ‫رئيس التحرير المسؤول‬ ‫نورالدين محمد عبعوب‬

‫الثالثاء ‪ ١١‬جمادى األولى ‪١٤٤١‬‬

‫يوميـة شاملـة تصـدر عـن الهيئـة العامة للصحـافـة‬

‫الموافق ‪ ٧‬يناير ‪٢٠٢٠‬‬

‫الثمن ‪ :‬دينار‬

‫بــــــوضوح‬

‫في العدد‬

‫االتحاد األوروبي ‪ ..‬أما بعد‬

‫آراء‬

‫علي المقرحي‬

‫حين تكون اللغة بكماء‬

‫أحمد الرحال‬

‫لغة الصمت وغضب طرابلس‬

‫في امللحق الثقافي‬

‫أواصر العالقة بين المبدع والمكان‬

‫مريم سالمة‬ ‫هو و هي‬

‫السنـة األولــى‬

‫العــدد ‪١٩٨‬‬

‫ص‪6‬‬

‫لبحث األوضاع وسبل حلحلة األزمة الليبية‬

‫جمال الزائدي‬ ‫مفارقة‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سميرة البوزيدي ‪ ..‬الكتابة معجزة الشاعر‬

‫السيد السراج يصل الجزائر في زيارة قصيرة‬

‫ص‪7‬‬

‫وزير الخارجية التركي ‪ :‬تركيا‬ ‫سترسل خبراء عسكريين وفرقا‬ ‫تقنية لدعم حكومة الوفاق‬

‫الصباح ‪ /‬وكاالت‬ ‫قـــال وزيـــر الخارجيـــة التركـــي مولـــود جاويـــش‬ ‫أوغلـــو أمـــس االثنيـــن إن تركيـــا سترســـل خبـــراء‬ ‫عســـكريين وفرقا تقنيـــة لدعم الحكومـــة المعترف‬ ‫بهـــا دوليـــا فـــي ليبيـــا وذلـــك بعـــد يـــوم مـــن قـــول‬ ‫الرئيـــس التركي رجـــب طيب أردوغـــان إن وحدات‬ ‫عســـكرية مـــن بـــاده تتحـــرك إلـــى طرابلس‪.‬‬ ‫وكانـــت حكومة الوفـــاق قد وقعت مذكـــرة تفاهم‬ ‫للتعـــاون العســـكري واألمني مـــع تركيا في الشـــهر‬ ‫الماضـــي بينمـــا تتصـــدى لهجـــوم تشـــنه قـــوات‬ ‫تتبـــع خليفـــة حفتـــر المدعـــوم مـــن روســـيا ومصر‬ ‫واإلمـــارات واألردن‪.‬‬

‫ألمانيا تعتبر تهديدات ترامب بفرض‬ ‫عقوبات على العراق غير مفيدة‬ ‫الصباح‪-‬وكاالت‬ ‫اعتبـــر وزير الخارجيـــة األلمانـــي هايكو ماس‪،‬‬ ‫أن تهديـــدات الرئيـــس األمريكـــي دونالـــد ترامب‬ ‫بفـــرض عقوبـــات علـــى العراق غيـــر مفيدة‪.‬‬ ‫وأعـــرب ماس‪ ،‬فـــي حديث إذاعي عـــن اعتقاده‬ ‫بـــأن علـــى ترامـــب أال يعمـــل علـــى إقنـــاع العراق‬ ‫بالتهديـــدات بـــل بالحجج‪.‬‬ ‫وجـــاء تصريحـــات ماس ‪ ،‬بعدمـــا هدد الرئيس‬ ‫األمريكـــي بفـــرض عقوبـــات علـــى بغـــداد‪ ،‬بعـــد‬ ‫مطالبتهـــا بانســـحاب القـــوات األمريكيـــة مـــن‬ ‫البـــاد‪ ،‬مضيفا أن االنســـحاب رهـــن بدفع بغداد‬ ‫لواشـــنطن تكلفـــة قاعـــدة جويـــة بنتهـــا هناك‪.‬‬ ‫ولفـــت مـــاس إلـــى أن ألمانيـــا ســـتبحث مـــع‬ ‫بريطانيا وفرنســـا اتفاق إيـــران النووي ‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫الـــدول الثالث ســـترد هذا األســـبوع علـــى إعالن‬ ‫إيـــران بهذا الشـــأن‪.‬‬

‫وصـــل رئيـــس المجلـــس الرئاســـي لحكومـــة الوفـــاق‬ ‫الوطنـــي الســـيد فائـــز الســـراج ‪ ،‬مســـاء أمـــس االثنين‬ ‫علـــى رأس وفـــد رفيع إلـــى الجزائر في زيارة تـــدوم يوما ً‬ ‫واحد اً ‪.‬‬ ‫وكان في اســـتقبال الســـيد الســـراج الرئيس الجزائري‬ ‫عبـــد المجيد تبون‪ ،‬بقصر الرئاســـة‪ ،‬وفق بيان لرئاســـة‬

‫الجمهورية الجزائرية‪.‬‬ ‫وذكـــر البيـــان أن الطرفين بحثا األزمة الليبية‪ ،‬وســـبل‬ ‫حلحلـــة األوضـــاع فـــي هـــذا البلد الـــذي يشـــهد توترات‬ ‫وفتـــرة عصيبة‪.‬‬ ‫كمـــا ناقـــش الطرفـــان األوضـــاع فـــي ليبيـــا‪ ،‬واتفقـــا‬ ‫علـــى ضـــرورة تغليب الحل السياســـي ووقـــف التدخالت‬

‫ا أل جنبية ‪.‬‬ ‫وكان الرئيـــس الجزائـــري‪ ،‬عبـــد المجيـــد تبـــون‪ ،‬قـــد‬ ‫تلقـــى دعوة رســـمية مـــن المستشـــارة األلمانيـــة‪ ،‬أنجيال‬ ‫ميـــركل‪ ،‬لحضـــور المؤتمـــر الدولي حـــول ليبيـــا المزمع‬ ‫عقـــده فـــي برلين‪.‬‬

‫بشكل مباشر‬

‫السفارة األمريكية في ليبيا تحمل حفتر مسؤولية قصف الكلية العسكرية‬ ‫الصباح‪-‬وكاالت‬ ‫حملـــت الســـفارة األمريكيـــة لـــدى‬ ‫ليبيـــا حفتر مســـؤولية قصـــف الكلية‬ ‫العســـكرية الذي أســـفر عـــن مقتل ما‬ ‫ال يقـــل عـــن ‪ 30‬طالبا ً ‪.‬‬ ‫جـــاء ذلـــك فـــي بيـــان للســـفارة‬ ‫بشـــد ة‬ ‫األمريكيـــة ادانـــت فيـــه‬ ‫ّ‬ ‫التصعيـــد العســـكري الـــذي شـــهدته‬ ‫طرابلـــس فـــي األيـــام األخيـــرة‪ ،‬بمـــا‬ ‫فـــي ذلـــك الهجـــوم الـــذي شـــنّ ته‬ ‫قـــوات حفتـــر علـــى الكلية العســـكرية‬ ‫بالهضبـــة الـــذي أ ّد ى إلـــى مقتـــل مـــا‬

‫ال يقـــل عـــن ‪ 30‬طالبـــا ً يتدربـــون‬ ‫ليكونـــوا قـــوة أمنيـــة محترفـــة فـــي‬ ‫العاصمـــة الليبيـــة‪.‬‬ ‫كمـــا أدانـــت الســـفارة فـــي بيانهـــا‬ ‫الهجمـــات التـــي وقعـــت فـــي األيـــام‬ ‫األخيـــرة علـــى مطـــار معيتيقـــة‬ ‫بطرابلـــس والقصف العشـــوائي الذي‬ ‫اســـتهدف البنيـــة التحتيـــة المدنيـــة‬ ‫واألحياء الســـكنية والذي أســـفر عن‬ ‫مقتـــل وجرح العديـــد مـــن المدنيين‪.‬‬ ‫واعتبـــرت الســـفارة أن هـــذا‬ ‫التدهـــور األمنـــي ُيبـــرز مخاطـــر‬

‫التدخـــل األجنبـــي المســـموم فـــي‬ ‫ليبيـــا‪ ،‬وتقـــع علـــى عاتـــق جميـــع‬ ‫األطـــراف الليبيـــة مســـؤولية إنهـــاء‬ ‫هـــذه المشـــاركة الخطيـــرة مـــن‬ ‫قبـــل القـــوات األجنبيـــة ‪ ،‬مؤكـــدة‬ ‫اســـتعدادها لدعـــم جميـــع الجهـــود‬ ‫والحـــد مـــن‬ ‫الليبيـــة إلنهـــاء العنـــف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تدخـــل القـــوات األجنبيـــة‪ ،‬وإعـــادة‬ ‫تيســـره األمم‬ ‫إطـــاق حوار سياســـي ّ‬ ‫المتحـــدة‪ ،‬وهـــو الســـبيل الوحيد إلى‬ ‫الســـام الدائـــم واالزدهـــار‪.‬‬

‫البرلمان العراقي يطالب بإنهاء الوجود العسكري األجنبي في العراق‬ ‫الصباح‪-‬وكاالت‬ ‫طلـــب البرلمـــان العراقـــي مـــن الحكومـــة العمل علـــى إنهاء‬ ‫وجـــود أي قوات أجنبية‪ ،‬بما فيها األمريكيـــة‪ ،‬في العراق وعدم‬ ‫اســـتخدامها ألراضيه ومجالـــه الجوي ومياهه ألي ســـبب‪.‬‬ ‫وصـــوت البرلمـــان علـــى قـــرار يطالب بإلغـــاء طلـــب العراق‬ ‫المســـاعدة األمنيـــة مـــن التحالـــف الدولـــي‪ ،‬بقيـــادة الواليـــات‬ ‫المتحـــدة‪ ،‬الذي يقاتل تنظيم الدولة اإلســـامية بســـبب انتهاء‬ ‫العمليـــات العســـكرية في العـــراق وتحقيـــق النصر»‪.‬‬ ‫ووصـــف القـــرار الضربـــة الجويـــة األمريكية علـــى األراضي‬ ‫العراقيـــة‪ ،‬التـــي اســـتهدفت القائد العســـكري اإليراني قاســـم‬ ‫ســـليماني وعـــددا مـــن قادة الحشـــد الشـــعبي العراقـــي‪ ،‬بأنها‬ ‫انتهـــاك خطيـــر للســـيادة العراقيـــة وتخالـــف شـــروط وجـــود‬ ‫القـــوات األمريكيـــة فـــي العراق‪.‬‬ ‫ورغـــم أن قـــرارات البرلمـــان ال تعد ُملزمة للحكومـــة‪ ،‬إال أن‬ ‫رئيـــس الـــوزراء العراقـــي عـــادل عبـــد المهـــدي دعا فـــي وقت‬ ‫ســـابق إلـــى إنهاء وجـــود القـــوات األجنبية‪.‬‬

‫تســـعة أشـــهر‪ ،‬وندخل في العاشـــر‪ ،‬وحنفية الدم‬ ‫الليبـــي مفتوحـــة‪ ،‬والنـــار التـــي تشـــتعل فـــي آالف‬ ‫المنـــازل الليبيـــة‪ ،‬تأكل قلـــوب مالييـــن الليبيين‪.‬‬ ‫تســـعة أشـــهر ووزراء خارجية أوروبا‪ ،‬يتكلمون كل‬ ‫يـــوم عن ضـــرورة العودة إلى مائـــدة الحوار‪ ،‬وال حل‬ ‫إال الحل السياســـي‪ ،‬وباقي الكالشيه‪.‬‬ ‫(طيـــب) أي عاصمة أوروبية كانـــت جادة بالفعل‪،‬‬ ‫فـــي إيقـــاف الحرب علـــى طرابلـــس‪ ،‬والعـــودة إلى‬ ‫الحوار‪ ،‬وبناء االســـتقرار؟‬ ‫لســـنا مـــع محاكمـــة النوايـــا‪ ،‬ولكـــن الحقيقـــة‬ ‫الواضحـــة‪ ،‬هـــي أن العواصم األوروبيـــة‪ ،‬تتعامل مع‬ ‫الراهـــن الليبـــي‪ ،‬بمنطـــق فخّـــار يكســـر بعضه‪.‬‬ ‫المهـــم أن اوروبـــا بعيدة عن الجمـــر الذي يتطاير‬ ‫مـــن الحريـــق الليبـــي‪ ،‬وصنبـــور الغـــاز ال يتوقـــف‪،‬‬ ‫والنفـــط يتدفـــق‪ ،‬وخفـــر الســـواحل الليبـــي يعمـــل‬ ‫بكفـــاءة عاليـــة‪ ،‬والجميـــع يحـــارب داعش‪.‬‬ ‫لـــو كانـــت أوروبـــا بالفعـــل جـــادة فـــي صناعـــة‬ ‫االســـتقرار‪ ،‬والجلـــوس علـــى الطاولـــة‪ ،‬لكانـــت قد‬ ‫ضغطـــت بقـــوة مـــن أجـــل ذلـــك‪ ،‬وهـــي قـــادرة‪.‬‬ ‫ولـــو كانـــت أوروبا تريـــد الســـام‪ ،‬واالســـتقرار‪،‬‬ ‫ودعـــم مرحلـــة انتقاليـــة بيضـــاء‪ ،‬وقصيـــرة‪ ،‬لفعلت‬ ‫ذلـــك قبـــل الحـــرب‪ ،‬وحتى لمـــا كان هنـــاك حرب‪.‬‬ ‫اليـــوم عندمـــا نتكلم عـــن رقم ثالثـــة آالف قتيل‪،‬‬ ‫هنـــاك مـــن يقول لنـــا إن الرقـــم الحقيقـــي ضعف‬ ‫هـــذا الرقـــم‪ ،‬وأكثر‪.‬‬ ‫اليـــوم نتكلم عن ســـبعة آالف جريـــح‪ ،‬وعن مئتي‬ ‫ألـــف نازح‪ ،‬وقد ندخـــل في رقم الربـــع مليون نازح‪.‬‬ ‫هل كنّا ســـنصل إلى هذه األرقـــام‪ ،‬أو الكوارث لو‬ ‫أن أوروبـــا دخلـــت بثقلها من أجل الحل السياســـي‪،‬‬ ‫وإنهـــاء حالة االحتراب؟‬ ‫هـــل كنـــا ســـنصل إلـــى هـــذه المرحلة الســـوداء‪،‬‬ ‫لـــو كانـــت أوروبـــا تعاملت معنـــا بقلب أبيـــض‪ ،‬ونية‬ ‫سليمة ؟‬ ‫ولكـــن ســـوف نقبـــل مـــن أوروبـــا لـــو قالـــت لنـــا‬ ‫بصراحـــة‪ :‬لـــن نكـــون ليبييـــن أكثـــر مـــن الليبييـــن‪.‬‬ ‫عبدالرزاق الداهش‬

‫بركان الغضب‬

‫صاروخ صيني بطيران إماراتي‬ ‫استهدف الكلية العسكرية‬

‫الصباح‪-‬وكاالت‬ ‫أكـــدت قـــوات عملية بركان الغضـــب حصولها على‬ ‫معلومـــات أوليـــة حول نـــوع الصاروخ الذي اســـتهدف‬ ‫الكلية العســـكرية في طرابلس وأســـفر عن مقتل ‪30‬‬ ‫طالبا‪.‬‬ ‫وقالـــت بركان الغضب على صفحتها الرســـمية إنه‬ ‫وبعد معاينة شـــظايا وبقايا الصاروخ الذي اســـتهدف‬ ‫الكلية العســـكرية تكشـــف أن الصاروخ نـــوع «بلو آيرو‬ ‫ســـفن‪ ،‬بي أي ســـفن» تـــم إطالقه من طائرة مســـيرة‬ ‫نوع «وينـــق لونق» صينية الصنع دعمـــت بها اإلمارات‬ ‫مســـلحي حفتـــر وفقـــا لتقاريـــر لجنـــة خبـــراء األمم‬ ‫المتحـــدة المعنيين بليبيا‪.‬‬

‫الكويت تنفي استخدام أراضيها‬ ‫في اغتيال سليماني‬

‫الصباح‪-‬وكاالت‬ ‫نفـــت الكويـــت بشـــكل قاطـــع اســـتخدام القواعـــد‬ ‫العســـكرية علـــى أراضيها لتنفيذ هجمـــات ضد أهداف‬ ‫محـــددة بإحـــدى دول الجـــوار ‪.‬‬ ‫وقالت رئاســـة األركان الكويتية على موقعها في تويتر‬ ‫إن مـــا يتم تداوله في بعض وســـائل اإلعـــام والتواصل‬ ‫االجتماعـــي مـــن معلومـــات مغلوطـــة حـــول اســـتخدام‬ ‫قواعـــد دولـــة الكويت العســـكرية لتنفيـــذ هجمات ضد‬ ‫أهـــداف محددة بإحـــدى دول الجوار‪ ،‬ال اســـاس له من‬ ‫الصحة‪.‬‬ ‫يأتـــي ذلـــك غـــداة مـــا أعلنته حركـــة «عصائـــب أهل‬ ‫الحـــق» العراقيـــة ‪-‬المقربـــة من إيران‪ -‬مـــن أن الطائرة‬ ‫األميركيـــة التـــي قصفـــت موكـــب قائـــد فيلـــق القـــدس‬ ‫اإليراني قاســـم ســـليماني‪ ،‬انطلقت من الكويت‪ ،‬بحسب‬ ‫بيـــان للحركة ‪.‬‬


‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫الثالثاء ‪ 11‬جمادى األولى ‪1441‬‬

‫‪3‬‬

‫‪WWW. alsabaah.ly‬‬

‫الموافق ‪ 7‬يناي ــر ‪2020‬‬

‫العدد ‪198 :‬‬

‫أخبار و متابعات‬

‫السن ــة األولى‬

‫نظرا للظروف الراهنة ‪:‬‬

‫خارجية الوفاق تؤجل زيارة‬ ‫الوفد األوروبي إلى ليبيا‬ ‫الصباح‪ -‬وكاالت‬ ‫أعلنــت وزارة الخارجيــة بحكومــة الوفــاق الوطنــي تأجيــل زيــارة الوفــد األوروبــي إلــى ليبيــا التــي كان مقــررا لهــا اليــوم الثالثــاء إلــى‬ ‫موعــد الحــق ‪.‬‬ ‫وأرجــع بيــان للــوزارة علــى صفحــة التواصــل االجتماعــي «فيســبوك» تأجيــل زيــارة الوفــد االوروبــي الــذي يضــم الممثــل الســامي‬ ‫لخارجيــة االتحــاد األوروبــي ووزراء خارجيــة كل مــن فرنســا وإيطاليــا وألمانيــا إلــى حيــن إشــعار آخــر للظــروف الراهنــة التــي تمــر بهــا‬ ‫البــاد ‪.‬‬

‫بلدية عين زارة تقدم إعانات وخدمات للنازحين‬

‫كلنا نعلم معاناة النازحين في طربلس‬ ‫جراء الحرب الدائرة وما ترتبت عليه‬ ‫من مشاكل وآثار سلبية أدت إلى زعزعة‬ ‫استقرار المواطن وأثقلت كاهله وجعلت‬ ‫النازح بين المطرقة والسندان‪ ،‬نزوح‬ ‫ومعاناة وغالء اإلجارات و طمع وجشع‬ ‫المستأجر ومن اآلثار السلبية التي‬ ‫هددت النازح ومستقبل الوطن وآزدهاره‬ ‫في المستقبل جراء تعطيل الدراسة‬ ‫وقفل المدارس وال تقتصر اآلثار السلبية‬ ‫على ذلك فقط‪ ،‬بل تفاقمت وأفرزت‬ ‫خروج المستغلين على السطح حيث‬ ‫أصبح الجشع والطمع من بعض سماسرة‬ ‫الحروب يتاجرون بالنازحين وقوتهم‬ ‫واستقرارهم من حيث غالء األسعار في‬ ‫إجارات البيوت فأصبحت بأرقام خيالية‬ ‫لم تؤثر في النازح فقط بل على كل‬ ‫المواطنين ممن يملكون بيوت ًا ويعيشون‬ ‫باإليجار ناهيك عن غالء السلع‬

‫التموينية التي أصبحت تثقل كاهل‬ ‫المواطن‪.‬‬ ‫واالكتظاظ السكاني إثر النزوح الذي‬ ‫سبب في أزدحام الشوارع وعرقلة السير‪،‬‬ ‫كل هذه المشاكل وما ترتبت عليه من‬ ‫آثار سلبية يرزح تحتها المواطن وتثقل‬ ‫كاهله‪ ،‬ومن هذا المنطلق أرتأت صحيفة‬ ‫«الصباح» تسليط الضوء وأجراء عدة‬ ‫لقاءات مع المسؤولين وإبراز دورهم وما‬ ‫قدموه لحل هذه األزمة في سلسلة من‬ ‫أعداد الصحيفة ومن خالل تجوالنا في‬ ‫المبيت الجامعي لطلبة الجامعة والذي‬ ‫تحول إلى مبيت للنازحين ألتقينا بعميد‬ ‫بلدية عين زارة وكان لنا معه هذا اللقاء‪.‬‬

‫استطالع‪ :‬حنان الزنتاني‬ ‫تصوير ‪ :‬ناصر البوراوي‬

‫‪ 530‬أسرة نازحة بالمبيت الجامعي‬ ‫النازحــون ‪ ..‬بين معانـــاة النـــزوح وغــــالء اإليجــــارات‬ ‫ أســتاذ عبدالواحــد بلــوق‪ /‬بمــا أنــك مســؤول مســؤولية‬‫مباشــرة علــى نازحيــن عيــن زارة ومبيــت النازحيــن كونــك عميــد‬ ‫بلديتهــم المنتخــب هــل تحدثنــا عــن دور بلديــة عيــن زارة فــي‬ ‫تقديــم الخدمــات المعيشــية للنازحيــن وكــم أســتوعبتم مــن‬ ‫أعــداد لألســر النازحــة وهــل اقتصــرت تقديــم خدماتكــم علــى‬ ‫مبيــت النازحيــن فقــط أم أن خدماتكــم تشــمل كل النازحيــن‬ ‫الذيــن يتوافــدون إليكــم مــن بلديــات أخــرى ؟!!‬ ‫ رد عميد بلدية عين زارة قائالً‪.‬‬‫قامــت بلديــة عيــن زارة مــن بدايــة األزمــة التــي تمــر بهــا‬ ‫العاصمــة‪ ،‬طرابلــس مــن نــزوح بتاريــخ ‪ 2019.4.4‬ومــا تقدمــه‬ ‫بلديــة عيــن زارة مــن توفيــر كافــة الخدمــات مــن إيــواء عــدد‬ ‫‪ 600‬أســرة تقريبــا ً ومــا يقــارب عــدد ‪ 3700‬فــرد بالمبيــت‬ ‫الجامعــي والتــي تشــرف عليــه بلديــة عيــن زارة مــن تقديــم ســلة‬ ‫إفطــار ووجبــة الغــذاء ووجبــة العشــاء وتــم تســجيل عــدد ‪27‬‬ ‫ألــف أســرة نازحــة حيــث قدمــت لهــم بلديــة عيــن زارة الســات‬ ‫الغذائيــة والتموينيــة‪ ،‬كمــا قامــت بلديــة عيــن زارة بتقديــم‬ ‫خدمــات الرعايــة الصحيــة المتواليــة مــع توفيــر كافــة الحمايــة‬ ‫اآلمنــة لهــم والحــرص علــى راحتهم وتقديم الخدمات المعيشــية‬ ‫الشــاملة لهــم ومــن حيــث الحمايــة األمنيــة تقــوم اإلدارة العامــة‬ ‫لألمــن المركــزي ووحــدة التدخــل الســريع والحمايــة بتأمينهــم‬ ‫وحمايتهــم داخــل المبيــت حرصــا ً منــا علــى راحتهــم وأمنهــم‬ ‫وكذلــك قمنــا بتوفيــر ســبل النظافــة العامــة للمبيــت علــى أكمــل‬ ‫وجــه حرص ـا ً منــا علــى ســامتهم الصحيــة وجاهديــن بتوفيــر‬ ‫كافــة الخدمــات المعيشــية المطلوبــة بقــدر االمــكان والعمــل‬ ‫مســتمر بالتواصــل مــع أصجــاب الخيــر‪.‬‬ ‫وأكــد الســيد العميــد بــأن البلديــة لــم تتوقــف فــي تقديــم‬ ‫الخدمــات مــن طــرق ومشــروعات بقــدر االمــكان شــاكرين‬ ‫للجميــع مجهوداتهــم ونشــكر صحيفــة «الصبــاح» علــى هــذا‬ ‫اللقــاء وتســليط الضــوء علــى مــا تقدمــه مــن خدمــات للنازحيــن‪.‬‬ ‫ألتقينــا بمشــرف المطبــخ‪ /‬عــادل القديــري وكان لنــا معــه‬

‫هــذا الحــوار‬ ‫مــن خــال أشــرافك علــى المطبــخ لنازحيــن عيــن زارة ما هي‬ ‫الوجبــات التــي تقدمونهــا للنــازح ‪ ،‬وكــم عــدد النازحيــن الذيــن‬ ‫يتلقــون هــذه الخدمــات‪.‬‬ ‫فــي البدايــة نرحــب بأســرة صحيفــة الصبــاح ونشــكرها علــى‬ ‫تواجدهــا بيننــا وتســليط الضــوء علــى مــا تقــوم بــه مــن خدمــات‬ ‫للنازحيــن واطالعهــا علــى مــا يحــدث فــي البيــت الجامعــي الذي‬ ‫أصبــح يــأوى النازحيــن والذيــن وصــل عددهــم الــى ‪ 530‬أســرة‬ ‫مــن مختلــف مناطــق لنــزوح وهــي جنــوب طرابلــس ووادي الربيــع‬ ‫وعيــن زارة والمناطــق المحيطــة بطــوق طرابلــس وفــي البدايــة‬ ‫كانــت األمــور صعبــة ولكــن أســتطعنا أن نتغلــب عليهــا‪.‬‬ ‫هــل كانــت تواجهكــم مشــكلة توفيــر المــواد والســلع التموينيــة‬ ‫فــي البدايــة ومــا هــي المشــاكل التــي واجهتموهــا فــي تقديــم‬ ‫خدماتكــم للنازحيــن ؟!!‬ ‫ لــم تكــن المشــكلة التــي واجهتنــا فــي البدايــة فــي توفيــر‬‫الســلع التموينيــة ولكــن فــي العــدد والكــم الهائــل مــن العائــات‬

‫النازحــة فالمجمــع الســكني كان مخصــص لطلبــة الجامعة وكنا‬ ‫نتعامــل مــع ‪ 300‬طالبـا ً تقريبـا ً وبحكــم ظــروف النــزوح خصص‬ ‫هــذا المجمــع إليــواء النازحيــن وتوافــدت إلينــا ‪ 530‬أســرة‬ ‫واألســر الليبيــة تتكــون بأقــل تقديــر مــن ســبعة أفــراد وكحــد‬ ‫أدنــى تتكــون االســرة مــن أربعــة أفــراد وتحتــاج لترتيبــات خاصة‬ ‫ونحــن نقــدم فــي وجبــات اإلعاشــة منهــا وجبــة األفطــار ووجبــة‬ ‫الغــذاء ووجبــة العشــاء لعــدد ‪530‬أســرة وهــذا مــا أربكنــا وكانت‬ ‫الصعوبــات التــي واجهتنــا فــي التحضيــر لوجبــات اإلعاشــة لكل‬ ‫هؤالء حيث أن المكان لم يخصص لهذا الكم الهائل من األســر‬ ‫ولكــن بحكــم خبرتنــا كموظفيــن فــي إدارة الجامعــة وبتوفيــق مــن‬ ‫اللــه أســتطعنا أن نتغلــب علــى تلــك الصعــاب حيــث قمنــا بآليــة‬ ‫عمــل مــع الزمــاء منهــم الزميل عبدالســام وأســماعيل وصالح‬ ‫وعملنــا علــى حصــر وطبــع بطاقــات النازحيــن المتواجديــن فــي‬ ‫هــذا المبيــت تســهيالً للعمــل الخدمــي الــذي نقــوم بــه تجاههــم‬ ‫مــن توفيــر وجبــات المعيشــة بأيــادي طباخيــن ليبييــن منهــم مــن‬ ‫يعمــل براتــب ومنهــم مــن المتطوعيــن‪.‬‬

‫وألتقينــا أيضــا ً بــاألخ‪ /‬عبدالســام الفــرادي عضــو لجنــة‬ ‫األزمــة ببلديــة عيــن زارة وعضــو االســكان بجامعــة طرابلــس‬ ‫حيــث حدثنــا عــن أزمــة النازحيــن والمشــاكل التــي كانــت‬ ‫تواجههــم فــي اســتقبال العائــات النازحــة وتوفيــر الخدمــات‬ ‫لهــم ومــن أهــم المشــاكل التــي كانــت تواجههــم قــال‪.‬‬ ‫كانــت البدايــة فــي ‪ 4.4‬حيــث بدأنــا فــي اســتقبال النازحيــن‬ ‫وتســكينهم فــي المبيــت الجامعــي ومــن تــم بدأنــا فــي تشــكيل‬ ‫لجنــة االزمــة وشــرعنا فــي توفيــر متطلبــات األســر النازحــة‬ ‫مــن فــرش ومــأكل ومشــرب وفــي بدايــة النــزوح كانــت االعــداد‬ ‫قليلــة ولكــن حيــن علــم النازحيــن بمقــر المبيــت واســتقبالهم‬ ‫كنازحيــن بــدأت تتوافــد علينــا أعــداداً كبيــرة منهــم أســكناهم‬ ‫فــي المبيــت ووفرنــا لهــم متطلباتهــم ولكــن مــع تزايــد األعــداد‬ ‫علينــا مــن األســر واجهتنــا صعوبــة فــي توفيــر متطلباتهــم مــن‬ ‫الســلع التموينيــة لكثــرة عددهــم وأصبحنــا مضطريــن لتوفيــر‬ ‫هــذه الســلع عــن طريــق الديــون وأكثــر الســلع التــي نوفرهــا‬ ‫باألجــل ألنــه ال توجــد لدينــا الســيولة لتغطيــة هــذه المتطلبــات‬ ‫فــي الســلع وكانــت بعــض الشــخصيات مــن فاعلي الخيــر ورجال‬ ‫االعمــال يقدمــون المعونــة والمســاعدة ولكــن لطــول الفتــرة التي‬ ‫أمتــدت لتســعة أشــهر بــدأ الوضــع يتفاقــم وتراكمــت علينــا‬ ‫الديــون ويجــب علــى الدولــة الوقــوف وقفــة جــادة لحــل هــذه‬ ‫االزمــة التــي نواجههــا مــن تراكــم ديــون والمتطلبــات المعيشــية‬ ‫لهــذه األســر ومســاهمتها مســاهمة فعالــة حتــى نتخطــى هــذه‬ ‫المشــكالت التــي تفاقمــت وأصبحــت تحتــاج مــن الدولــة التدخل‬ ‫الســريع والعاجــل لرفــع المعانــاة عــن كاهــل النــازح وكاهــل مــن‬ ‫يقومــون بتقديــم الخدمــات لهــم‪.‬‬ ‫ســألناه عــن دور اللجــان ومؤسســات المجتمــع المدنــي‬ ‫ودورهــم فــي رفــع المعانــاة عــن هــذه األســر أجابنــي قائــا‪:‬‬ ‫يأتــي لزيارتنــا العديــد مــن اللجــان ولكنهــم لــم يقدمــوا لنــا‬ ‫شــئيا ورغــم ترددهــم علــى المــكان وأحاطتهــم علمـا ً بمــا نواجهــه‬ ‫مــن ظــروف فــي توفيــر مــا نحتاجــه لخدمــة هــذه األســر وكنــا‬ ‫نتوقــع منهــم المســاعدة ومــد يــد العــون ولكــن ذهبــت آمالنــا فــي‬ ‫وقوفهــم معنــا فــي هــذه الظــروف التــي نواجههــا ومســاعدتهم‬ ‫الجــادة أدراج الريــاح ‪.‬‬ ‫توجهنــا بعــد ذلــك إلــى الفصــول المعــدة مــن قبــل لجنــة‬ ‫األزمــة وعميــد بلديــة عيــن زارة فــي عيــن المــكان وكانــت لنــا‬ ‫جولــة فــي تلــك الفصــول تخللهــا لقــاء قصيــر مــع مشــرفة تلــك‬ ‫الفصــول ‪/‬نجــوى ساســي‪ /‬والتــي أخبرتنــا بإيجــاز عــن الدراســة‬ ‫بمراحلهــا االساســية واألعداديــة والتــي تضــم ‪ 355‬طالبــا‬ ‫بالمرحلتيــن فــي الفتــرة الصباحيــة والمســائية وعند ســؤالنا لها‬ ‫عــن مــا يواجهونــه مــن نقــص فــي األدوات المدرســية وتواجــد‬ ‫المدرســين أجابتنــا بــأن الفصــول تعمــل بشــكل روتينــي مــن‬ ‫تواجــد المدرســين والطلبــة وســألتها عــن العوائــق التــي تعيــق‬ ‫اســتمرارية الدراســة أجابــت بــأن الطلبــة ال يواجهــون مشــاكل‬ ‫‪ ،‬فــاألدوات المدرســية متوفــرة وأيضــا ً المدرســين يقومــون‬ ‫بعملهــم علــى أكمــل وجــه وال يوجــد لدينــا نقــص فــي المدرســين‬ ‫والحمدللــه الدراســة تســير طبيعيــة بجهــود عميــد بلديــة عيــن‬ ‫زارة ولجنــة األزمــة ببلديــة عيــن زارة وال نشــكو مــن أي نقــص‬ ‫وال نواجــه أي مشــاكل‪.‬‬


‫‪2‬‬ ‫شؤون محليــة‬

‫‪WWW.ALSABAAH.LY‬‬

‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫الثالثاء ‪ 11‬جمادى األولى ‪1441‬‬

‫الموافق ‪ 7‬يناي ــر ‪2020‬‬

‫العدد ‪198 :‬‬

‫السن ــة األولى‬

‫العدوان يضع ليبيا في‬ ‫الترتيب الثاني ضمن قائمة‬ ‫أخطر دول العالم‬ ‫جــاءت ليبيــا فــي الترتيــب الثانــي ضمــن‬ ‫قائمــة أخطــر دول العالــم‪ ،‬والتــي يقــع‬ ‫العديــد منهــا ضمــن مناطــق تشــهد حروب ـا ً‬ ‫وتنتشــر فيهــا أعمــال العنــف والجريمــة‪،‬‬ ‫وفق ـا ً لدراســة نشــرتها شــركة متخصصــة‬ ‫فــي استشــارات المخاطــر‪.‬‬ ‫واعتمــدت شــركة « ‪International‬‬ ‫‪ »SOS‬علــى عــدة عوامــل فــي تصنيــف‬ ‫الــدول تبعـا ً لمــدى أمــان العيــش فيهــا‪ ،‬منهــا‬ ‫االضطرابــات األمنيــة واألخطــاء الطبيــة‬ ‫وســامة الطــرق‪.‬‬ ‫وبحســب الدراســة‪ ،‬فــإن ليبيــا ليســت‬ ‫فقــط مــن بيــن أخطــر بلــدان العالــم مــن‬ ‫حيــث األمــن‪ ،‬والــذي شــهد اضطربــات‬ ‫كبيــرة ترافقــت مــع العــدوان علــى مدينــة‬ ‫طرابلــس منــذ أبريــل الماضــي‪ ،‬ولكنهــا مــن‬ ‫بيــن الــدول التــي تشــهد أعلــى معــدالت‬ ‫وفيــات علــى الطرقــات بســبب حــوادث‬ ‫الســير وغيرهــا‪ ،‬فضــاً عــن أن الرعايــة‬ ‫الصحيــة بمؤسســاتها تــكاد تكــون معدومــة‪.‬‬ ‫وتصــدرت الــدول اإلفريقيــة صــدارة‬ ‫ّ‬ ‫التصنيــف المذكــور‪ ،‬فحلــت فــي الترتيــب‬ ‫األول‪ ،‬فيمــا جــاءت نيجيريــا فــي الترتيــب‬ ‫الثالــث‪.‬‬

‫بدء العمل بجهاز تفتيت الحصى‬ ‫بمستشفى طرابلس الجامعي‬ ‫أعلــن المديــر التنفيــذي للمستشــفى‬ ‫الجامعــي طرابلــس د‪ .‬نبيــل العجيلــي فــي‬ ‫تصريــح لــه عــن بــدء العمــل بأجهــزة تفتيــت‬ ‫الحصــى الكلــوي يــوم أمــس االثنيــن‪ ،‬حيــث‬ ‫حضــر اليــوم االفتتاحــي للعمــل مديــر إدارة‬ ‫الشــؤون الطبيــة د ‪ .‬يوســف الوافــي‪ ،‬وأطباء‬ ‫قســم المســالك البوليــة والعامليــن فيــه‬ ‫بمختلــف تخصصاتهــم‪.‬‬ ‫والجديــر بالذكــر أن المستشــفى قــد‬ ‫اســتحدتث جهــاز قيــاس تدفــق البــول الذي‬ ‫يعتبــر إضافــة جديــدة للقســم الســتكمال‬ ‫ضمــن خطــة العمــل الموضوعــة لتقديمــه‬ ‫أفضــل الخدمــات الطبيــة للمرضــى خــال‬ ‫العــام « ‪.”2020‬‬

‫األثنين‬ ‫الفجر ‪06 : 40‬‬ ‫الشروق ‪08 : 10‬‬ ‫الظهر ‪01 : 16‬‬ ‫العصر ‪03 : 56‬‬ ‫المغرب ‪06 : 19‬‬ ‫العشاء ‪07 : 44‬‬

‫يوميـة شاملـة تصـدر عـن‬ ‫هيئـة دعـم وتشجيـع الصحـافـة‬

‫مديرا التحرير‬ ‫فتحية حسن الجديدي‬ ‫كمال رمضان الدريك‬ ‫رؤساء األقسام‬ ‫محليات ‪ ..‬طارق بريدعة‬ ‫السياسي ‪..‬عبدالباسط أبودية‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫منتصر بشير الشريف‬ ‫المدير الفني‬ ‫صبري الهادي المهيدوي‬ ‫المدير الفني المساعد‬ ‫محمد الفزاني‬ ‫السكرتير الفني‬ ‫مناف بن دلة‬

‫البريد االلكتروني‬ ‫‪WWW. ALSABAAH.LY‬‬ ‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫العنوان‬

‫شارع ‪ ١٧‬فبراير ‪ -‬الجمهورية سابقًا‬

‫‪ 178‬حالة اشتباه باإلصابة بالليشمانيا‬

‫أكدت استمرارها في أداء واجباتها الوظيفية‬

‫الداخلية تحذر منتسبيها المشاركين في العدوان بتتبعهم أمنيا وقضائيا‬ ‫حــذرت وزارة الداخليــة منتســبيها‬ ‫ـورا تنفيــذ اإلجــراءات‬ ‫بأنهــا ستباشــر فـ ً‬ ‫القانونيــة واإلداريــة والماليــة ضــد‬ ‫كل مــن يثبــت مشــاركته فــي العــدوان‬ ‫علــى العاصمــة بــأي شــكل كان‪ ،‬بغــض‬ ‫النظــر عــن منصبــه أو رتبتــه أو درجتــه‬ ‫الوظيفيــة‪ ،‬وإحالتــه إلــى الجهــات‬ ‫وقضائيــا‪.‬‬ ‫أمنيــا‬ ‫ً‬ ‫المختصــة وتتبعــه ً‬ ‫وقــال الناطــق باســم وزارة الداخليــة‬ ‫العميــد مبــروك عبدالحفيــظ» فــي بيان‬ ‫صحفــي ألقــاه أمــس االثنيــن‪ ،‬بالمركــز‬ ‫اإلعالمــي بديــوان رئاســة الــوزراء‪ ،‬إن‬ ‫اســتنادا لنــص‬ ‫هــذه اإلجــراءات تأتــي‬ ‫ً‬

‫المادتيــن (‪ )11( ،)10‬مــن قانــون رقــم‬ ‫(‪ )10‬لســنة ‪1992‬م بشــأن األمــن‬ ‫والشــرطة إلــى نــص المــادة (‪ )2‬مــن‬ ‫قــرار مجلــس الــوزراء رقــم (‪)145‬‬ ‫لســنة ‪2012‬م بشــأن البنــاء التنظيمــي‬ ‫لــوزارة الداخليــة والمحــدد بــه وصــف‬ ‫ومهــام الشــرطة ‪ ،‬والتــي تنحصــر فــي‬ ‫شــقين ‪ :‬شــق الضبــط اإلداري ‪ ،‬وشــق‬ ‫اختصاصــات الشــرطة فــي مجــال‬ ‫الضبــظ القضائــي‪.‬‬ ‫وأكــد العميــد عبدالحفيــظ‪ ،‬متابعــة‬ ‫وزارة الداخليــة التصعيــد اإلجرامــي‬ ‫الخطيــر مــن ائتــاف الشــر المدعــوم‬

‫البرد يسبب ازدحامًا في مركز سبها الطبي‬

‫مــن قــوى وكيانــات أجنبية بقيــادة مجرم‬ ‫الحــرب خليفــة حفتــر‪ ،‬واالســتهداف‬ ‫المباشــر والمب ّيــت لمؤسســة تعليميــة‬ ‫تضــم طلبــة مــن مختلــف مناطــق ليبيــا‪،‬‬ ‫والتــي وصفهــا بحــرب ضــد اإلنســانية‪.‬‬ ‫وأضــاف العميــد عبــد الحفيــظ إنــه‬ ‫فــي الوقــت الــذي نترحــم علــى علــى‬ ‫الشــهداء األبــرار مــن طلبــة الكليــة‬ ‫العســكرية ‪ ،‬نتقــدم بخالــص العــزاء إلــى‬ ‫أســرهم ســائلين اللــه تعالــى أن يرحمهم‬ ‫ويلهــم أهلهــم وذويهــم جميــل الصبــر‬ ‫والســلوان‪.‬‬ ‫وأوضــح أن وزارة الداخليــة‬

‫وبتعليمــات مــن الســيد وزيــر الداخليــة‬ ‫المفــوض قــد آلــت علــى نفســها عــدم‬ ‫الــزج بمنتســبي وزارة الداخليــة ‪،‬‬ ‫وخاصــة القاطنيــن بمــدن ومناطــق‬ ‫تحــت قبضــة القــوات المعاديــة مــن‬ ‫الخــوض فــي التجاذبــات السياســية‪،‬‬ ‫مؤكــدا اســتمرار الــوزارة فــي أداء‬ ‫ً‬ ‫وماليــا رغــم‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫إداري‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الوظيفي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫واجباته‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خضــوع أغلــب تلــك الكونــات لســلطة‬ ‫إشــرافها المباشــر‪ ،‬مراعــاة للمصلحــة‬ ‫العامــة ومقتضياتهــا‪.‬‬

‫استمرار الجوالت التفتيشية للرقابة على األغذية واألدوية بتاجوراء‬

‫ســجل قســم الباطنيــة «نســاء» بمركــز ســبها الطبــي حــاالت إزدحــام شــديدة‪،‬‬ ‫وصــل عددهــا إلــى ‪ 26 ‬حالــة إيــواء فــي الفتــرة “الصباحيــة” و ‪ 29‬أخــرى‬ ‫فــي الفتــرة المســائية‪ ،‬أغلبهــا‬ ‫حــاالت جلطــة ونــزالت البــرد‪.‬‬ ‫وأشــار المركــز إلــى أن عــدد‬ ‫الحــاالت الخارجيــة وصلــت إلــى‬ ‫‪ 70‬حالــة فحــص تقريبــا‪ ،‬فــي‬ ‫الفترتيــن الصباحية والمســائية‪،‬‬ ‫موضحـا ً أن ســعة القســم تحمــل‬ ‫‪ 23‬ســرير إيــواء فقــط ‪.‬‬

‫قــام مفتشــو مركــز الرقابــة علــى األغذيــة‬ ‫و األدويــة مكتــب تاجــوراء بجولــة تفتيشــية‬ ‫شــملت عــددا مــن المقاصــف المدرســية‬ ‫بالبلديــة ‪.‬‬ ‫وتــم خــال الجولــة تســجيل عــدد مــن‬ ‫المالحظــات بينهــا عــدم وجــود شــهادات‬ ‫صحيــة وعــدم ارتــداء الــزي و القفــازات‬ ‫وعــدم االهتمــام بالنظافــة فــي بعــض هــذه‬ ‫المــدارس ‪.‬‬

‫وما زالت أزمة البنزين مســتمرة‬

‫قلة الوعي واكتناز وتخزين البنزين ستساهم في تفاقم المشكلة‬ ‫مباشرة محطات البنزين المتوقفة عن العمل وصيانة العاطلة‬ ‫منها قد يساهم في الحد من االزدحام‬ ‫استطالع‪ /‬نفيسة حمزة‬ ‫مشــكلة ازدحــام «محطــات البنزيــن» تبــدأ باصطفــاف‬ ‫ســياراتين أو ثــاث تنتهــي بطوابيــر مصطفــة مكونــة‬ ‫حلقــات ال متناهيــة داخــل األزقــة وســط االحيــاء الســكنية‪.‬‬ ‫حالــة هلــع تصيــب المواطــن بمجــرد رؤيتــه لهــذه‬ ‫«الطوابيــر» فتــزداد طــوالً وعرضـا ً ويســرى الخبــر «كالنــار‬ ‫فــي الهشــيم» علم ـا ً بــأن معظــم المصــادر الموثوقــة فيهــا‬ ‫تؤكــد عــدم وجــود أزمــة بنزيــن هــذه الفتــرة‪.‬‬ ‫أذاً مــا هــي المشــكلة هــذا مــا حاولنــا رصــده مــن خــال‬ ‫اجــراء بعــض اللقــاءات مــع بعــض المواطنيــن‪..‬‬ ‫فاألخــت نجــوى عمــر‪ /‬عبــرت عــن اســتيائها مــن تكــرار‬ ‫هــذه األزمــة بيــن الحيــن واآلخــر علمــا ً بــأن االزمــات‬ ‫متالحقــة خلــف بعضهــا فمــا أن تنتهــى أزمــة بنزيــن حتــى‬ ‫تأتينــا أزمــة نقــص خبــز ثــم أزمــة الكهربــاء وانقطاعهــا إلــى‬ ‫أزمــة قطــع ميــاه إلــى أزمــة مصــارف وســيولة وتضيــف‬ ‫النفســية متدمــرة نريــد وضــع حــل لهــذه المشــكلة بالــذات‬ ‫ودراســتها بشــكل مســتفيض لمعرفــة األســباب ووضــع‬ ‫الحلــول الجذريــة‪.‬‬ ‫االخ محمــد‪ /‬قــال أزمــة بنزيــن «مافيــش» بعــض‬ ‫المواطنيــن ســامحهم اللــه يســاهمون فــي ازديــاد هــذه‬ ‫األزمــة بقلــة الوعــي واالكتنــاز والتخزيــن للبنزيــن والــذي‬ ‫يعرضــه هــو وعائلتــه للخطــر فضــرورة وجــود احتيــاط فــي‬

‫البيــت باالضافــة إلــى «تنــك» الســيارة الممتلــئ و«بانقــات»‬ ‫مخبئــات هنــا وهنــاك كل هــذا خطــر وكل هــذا لألســف‬ ‫قلــة وعــى‪.‬‬ ‫ األبلــة مــروة ‪ /‬عبــرت عــن رأيهــا قائلــة يــا أخــت‬‫الحظنــا أن هنــاك محطــات بنزيــن مغلقــة بســبب‬ ‫احتياجاتهــا لصيانــة االســتكمال بنــاء‬ ‫أو أنهــا مقفلــة ألســباب غيــر معروفــة‬ ‫مثــل الموجــودة فــي ســوق الجمعــة‬ ‫أو التــي فــي تاجــوراء بالقــرب مــن‬ ‫مصحــة المتوســط فلمــاذا ال تباشــر‬ ‫هــذه المحطــات عملهــا حتــى تســاهم‬ ‫فــي الحــد مــن االزدحــام الــذي يحــدث‬ ‫بيــن الحيــن واآلخــر…‬ ‫ الحــاج أمحمــد‪ /‬قــل‪ ..‬ازدحــام‬‫البنزيــن حســب وجهــة نظــري ليســت‬ ‫أزمــة أو نقــص فــي البنزيــن وهــذا مــا‬ ‫تعلنــه المصــادر المســؤولة ولكــن أرى‬

‫أن االزمــة فــي طرابلــس هــي بســبب ازديــاد عــدد النازحيــن‬ ‫بالمقابــل أقفــال عــدد كبيــر مــن محطــات البنزيــن نظــراً‬ ‫لوجودهــا فــي مناطــق اشــتباكات فهــذا أدى إلــى االزدحــام‬ ‫داخــل المحطــات وســط المدينــة‪ ..‬فعلينــا بالصبــر والوعى‬ ‫والمســاهمة مــن النظــام وعــدم نشــر الفوضــى‪.‬‬ ‫مواطنــة قالــت أيضـاً‪ /‬أنــا أرى أن هنــاك فعـاً مشــكلة‬ ‫أخــاق وقلــة وعــي لــدى بعــض شــبابنا ســامحهم اللَّــه وذلك‬ ‫بهــدر البنزيــن فــي مشــاوير زايــدة بمــأ بنزيــن لســيارته‬ ‫ويرفــع صــوت المســجل ويلــف بهــا هنــا وهنــاك المشــكلة‬ ‫ليســت أزمــة أكثــر مــن قلــة وعــي لألســف أنــا أرى ضــرورة‬ ‫أخــذ هــذه النقطــة بعيــن االعتبــار‪.‬‬ ‫ األســتاذ صالــح رجــب‪ /‬قــال‪ ..‬لمواجهة هذه المشــكلة‬‫أرى ضــرورة زيــادة عــدد الماكينــات داخــل المحطــات‬ ‫أيضــا ً زيــادة عــدد المحطــات وصيانــة المقفلــة منهــا‬ ‫وتفعيلهــا أيضـا ً تقنيــن تعبئــة «المولــدات» وتنظيــم طوابيــر‬ ‫المواطنيــن المصطفيــن علــى أقدامهــم أمــام المحطــات‬ ‫والمســببين فــي ازدحــام ومشــاكل فــي معظــم االحيــان‪.‬‬

‫يســتمر مــرض الليشــمانيا فــي إثــارة‬ ‫مخــاوف القطــاع الصحــي باعتبــاره أكثــر‬ ‫األمــراض الجلديــة انتشــاراً‪ ،‬بعــد تســجيل‬ ‫‪178‬حالــة اشــتباه ‪ ،‬وفقـا ً للنشــرة الوبائيــة‬ ‫الليبيــة لشــبكة اإلنــذار المبكر واالســتجابة‬ ‫لألســبوع الـــ‪ ،51‬الصــادرة عــن إدارة‬ ‫الرصــد واالســتجابة الســريعة بالمركــز‬ ‫الوطنــي لمكافحــة األمــراض‪.‬‬ ‫وبحســب هــذه النشــرة التــي رصــدت‬ ‫الفترة من ‪ 16‬إلى ‪ 22‬ديســمبر الماضي‪،‬‬ ‫فــإن عــدد حــاالت اشــتباه بالحصبــة‬ ‫وارتفــاع الحــرارة والطفــح الجلــدي وصلــت‬

‫إلــى ‪ ، 7‬فــي حيــن بلــغ عــدد حــاالت‬ ‫االشــتباه باإلصابــة بالتهــاب الســحايا ‪، 4‬‬ ‫فضــا عــن ‪ 6‬بالســعال ديكــي ‪.‬‬ ‫وعــن األمــراض المنقولــة بالميــاه ب ّينــت‬ ‫أن ‪ 87‬حــاالت ســجلت كاشــتباه إصابــة‬ ‫بمتالزمــة اليرقــان‪ ،‬موضحــة أن مــاورد‬ ‫مــن أرقــام فــي النشــرة الوبائيــة هــي فقــط‬ ‫حــاالت اشــتباه يعقبهــا خطــوات للتأكــد‬ ‫واالســتجابة‪.‬‬ ‫وذكرت أن االســباب الرئيســية للمرضى‬ ‫همــا االلتهابــات التنفســية العليــا والســفلى‬ ‫واإلسهاالت‪.‬‬

‫تدشين مكتب السجل المدني بالقداحية‬

‫كتبت ‪ :‬هديل خير‬ ‫شــهدت مدينــة ســرت يــوم األحــد الماضــي افتتــاح المكتــب الخدمــي للســجل المدنــي‬ ‫القداحيــة الــذي يتبــع فــرع الســجل المدنــي ســرت لتســهيل و تقديــم الخدمــات اليوميــة‬ ‫للموطنيــن بالمنطقــة‪ ،‬بحضــور عــدد مــن الشــخصيات مــن بينهــا رئيــس الفــرع البلــدي‬ ‫زمــزم وأعضــاء مجلــس الحكمــاء والشــورى بالمنطقــة ومديــر مكتــب إصــدار الســجل‬ ‫المدنــي ســرت العقيــد يوســف العصلــب ‪ ،‬وعــدد مــن أهالــي وســكان المنطقــة‪.‬‬ ‫وفــي ســياق متصــل أعلــن عــن قــرب افتتــاح مكاتــب بمنطقتــي جــارف والثالثيــن غــرب‬ ‫ســرت خــال األيــام المقبلــة‪.‬‬

‫إشهار منظمة «الحياة أمل» بالكفرة‬

‫أعلــن فــي مدينــة الكفــرة عــن إشــهار منظمــة «الحيــاة أمــل» للدعــم النفســي‪ ،‬ضمــن‬ ‫احتفاليــة مصغــرة حضرهــا المجلــس التســييري ومديــر فــرع الهــال االحمــر بالمدينــة‬ ‫وأوليــاء أمــور المنتســبين لهــذه المنظمــة ‪ ،‬التــي كانــت تعمــل منــذ عــام مضــى تحــت اســم‬ ‫فريــق الدعــم النفســي‪.‬‬ ‫وتــم خــال الحفــل تقديــم عــرض مرئــي لمســيرة الفريق تضمــن أهم البرامــج واألعمال‬ ‫التي قدمها خالل الفترة الماضية‪ .‬‬ ‫وتهــدف المنظمــة التــي ترفــع شــعار « تفــاؤل ‪ ..‬محبــة ‪ ..‬عطــاء” إلــى تقديــم الدعــم‬ ‫النفســي والمشــورة لعــدد مــن الشــرائح بالمجتمــع من بينهــا األطفال الذيــن يتعرضون الى‬ ‫صدمــات نفســية باإلضافــة الــى المصابيــن باألمــراض الخطيــرة والنازحيــن والمهاجريــن‬ ‫غيــر الشــرعيين وكبــار الســن وغيرهــم‪.‬‬

‫تعزية‬

‫نتقــدم بأحــر التعــازي والمواســاة القلبيــة إلــى الزميلــة أمــل الــزادم فــي وفــاة المغفور‬ ‫لهــا بإذنــه تعالــى «والدتها»‬ ‫ســائلين اللــه تعالــى أن يتغمــد الفقيــدة بواســع رحمتــه وأن يلهــم أهلهــا وذويهــا جميــل‬ ‫الصبــر والســلوان‬ ‫إنا لله وإنا إليه راجعون‬ ‫أسرة صحيفة الصباح‬


‫‪5‬‬

‫استطالع‬

‫الثقايف‬

‫أواصر العالقة بين المبدع والمكان‬

‫مدير حترير‬

‫نصرالدين الورشفاني‬ ‫إخراج وتنفيذ ‪ /‬ناصر أبوعزة‬ ‫الثالثاء ‪ 11‬جمادي األولى ‪1441‬‬

‫الموافق ‪ 7‬يناير ‪2020‬‬

‫تمرد اللون‬

‫أشرعة‬

‫تمرد اللون‬

‫مفارقة‬

‫إشــراقة تلتهــم بقايــا عثــرات‬ ‫الضــوء جانبــا ‪ ،‬وترتحــل عبــر‬ ‫مســامع الجــدران ‪ ،‬تختلــط‬ ‫أضــواء المدينــة مــع بصيــص‬ ‫أنــوار هــذا الزخــم المتراكــم‬ ‫مــن الجمــال ‪ ،‬إبــداع مســتمر‬ ‫إلصــرار يســتحيل غرقــا ‪ ،‬أنــت‬ ‫أيهــا اإلنســان تنهمــر لــك‬ ‫الطرقــات أمــا ‪ ،‬تختــال عبــرك‬ ‫فــوق‬ ‫الكلمــات الصامتــة‬ ‫مسالك البهاء ‪ ،‬تجتر عبرات‬ ‫قاتمــة اللــون لتنــزف شــوقا‬ ‫للوصــول إلــى متاهــات أخــرى‬ ‫‪ ،‬لتلتحــم بمكامــن حيرتــك ‪،‬‬ ‫لتوصــل بعضــا منــك إلــى أبــواب‬ ‫تكتــظ فرحــا وتنتهــل ســعادة‬ ‫مــن أيــدي األلــم ‪.‬ومــازال هــذا‬ ‫الضــوء يغمــق ويتطــاول لينفــذ‬ ‫عبــر تلــك المفاصــل المتورطــة‬ ‫فــي الصمــت والســكون ‪.‬‬

‫لوحة ‪ :‬معتوق البوراوي‬

‫ترجمة ‪ :‬مأمون الزائدي‬ ‫‪1‬‬ ‫أنــا ناظــر مدرســة القريــة‪ ،‬أعيــش بالقــرب مــن مطحنــة‪،‬‬ ‫تغطــي الريــاح وجهــي أحيانــا بالطحيــن‪ .‬ســاقاي طويلتــان‪،‬‬ ‫عينــي‪.‬‬ ‫وقــد وســمت ليــال مــن األرق حلقــات داكنــة تحــت‬ ‫ّ‬ ‫حياتــي مكونــة مــن عناصــر فالحيــة‪ ،‬أشــياء ريفــي‪ :‬عويــل‬ ‫المــوت الصــادر مــن القطــار المحلــي‪ ،‬تفــاح فصــل الشــتاء‪،‬‬ ‫والنــدى علــى ثمــار الليمــون حيــن يالمســها صقيــع الصبــاح‬ ‫الباكــر‪ ،‬العنكبــوت الصبــور فــي زاويــة غامضــة مــن زوايــا‬ ‫غرفتــي‪ ،‬والنســيم الــذي يحــرك ســتائري‪ .‬خــال النهــار‪،‬‬ ‫تغســل والدتــي ماليــات ال تحصــى‪ ،‬وفــي المســاء نشــرب‬ ‫بلســم الليمــون بالشــاي ونســتمع إلــى مســرحيات إذاعيــة‬ ‫حتــى تتشــوش الموجــة وتضيــع بيــن عشــرات المحطــات‬ ‫األرجنتينيــة التــي تتحاشــد فــي الليــل‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫قريتــي‪ ،‬كونتيولمــو‪ ،‬أصغــر مــن البلــدة المجــاور ة ترييــان‬ ‫‪ ، Traiguén.‬وقبــل الذهــاب إلــى العاصمــة للحصــول علــى‬ ‫شــهادتي فــي التعليــم‪ ،‬انتهيــت مــن المدرســة الثانويــة فــي‬ ‫أنغــول‪ ،‬وهــي بلــدة أكبــر بكثيــر مــن ترييــان‪ ،‬بينمــا كنــت‬ ‫هنــاك تــم تشــخيص إصابتــي بفقــر الــدم الحــاد‪ ،‬الــذي‬ ‫ســارع األطبــاء فــي عالجــه بوصــف مســتحلب ســكوت‬ ‫وإعطائــي حقــن مقويــة مــن زيــت كبــد الســمك فــي ذراعــي‬ ‫جعلتنــي ممرضــة فــي المستشــفى أشــرع في نقيصــة تدخين‬ ‫الســجائر الرخيصــة‪ ،‬ومــن أجــل دعــم هــذه العــادة ‪-‬والتــي‬ ‫أدت إلصابتــي بالتهــاب القصبــات‪-‬كان علــى إيجــاد وظيفــة‬ ‫ثانيــة‪ .‬كان العمــل متواضعــا جــدا وغيــر منتظــم‪ .‬مــرة واحــدة‬ ‫فــي األســبوع‪ ،‬تأتــي شــاحنة لتنقــل الشراشــف التــي تغســلها‬ ‫أمــي إلــى فنــدق فــي انغــول‪ ،‬بينمــا أودع الســائق بعــض التــر‬ ‫اجــم لقصائــد فرنســية كان رئيــس تحريــر صحيفــة أنغــول‬ ‫ينشــرها فــي ملحــق األحــد‪ .‬والــدي فرنســي رجــع إلــى‬ ‫باريــس قبــل عــام عندمــا عــدت كونتيولمــو بعــد االنتهــاء مــن‬ ‫دراســتي فــي كليــة المعلمين‪.‬مــن القطــار فيمــا صعــد هــو‪.‬‬ ‫قبــل خــدي بحرقــة كانــت أمــي علــى المنصــة أيضــا تلبــس‬ ‫الحــداد عودتــي إلــى المنــزل لــم تعوضهــا أبــدا عــن غيــاب‬ ‫والــدي‪ .‬فقــد كان يغنــي لهــا أغانــي فرنســية (ســأنتظر) (‬ ‫أوراق الخريــف ) وهــذا أمــر جيــد‪.‬‬ ‫كان يعــرف كيفيــة خبــز رغيــف الخبــز المقرمــش‬ ‫الباغيتــس‪ ،‬الــذي كان يختلــف عــن الكعــك المحلــي والخبــز‬ ‫الناعــم‪ .‬كمــا أنــه اعتــاد جلــب الليمــون والبرتقــال إلــى‬ ‫الســوق‪ .‬وكل يــوم كان يمــر بالمطحنــة ليحصــل علــى بعــض‬ ‫الدقيــق‪ ،‬وكان ذلــك كيــف أصبــح ومالــك المطحنــة مــن‬ ‫األصدقــاء‪ .‬عندمــا غادرنــا أبــي‪ ،‬لــم أكــن قــادرا علــى إظهــار‬ ‫مهارتــه فــي خبــز الباغيتــس‪ ،‬ولكنــي واصلــت صداقتــه مــع‬ ‫الطحــان‪ .‬إنــه يعــرف أبــي أكثــر ممــا أعرفــه بنفســي‪ .‬إنــه‬ ‫يعــرف أبــي أكثــر ممــا قــد تعرفــه أمــي‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫عندمــا ذهــب أبــي بعيــدا‪ ،‬انطفــأت والدتــي فجــأة‪ ،‬مثــل‬ ‫شــمعة فــي مهــب عصفــة مــن زمهريــر أحببــت ومثلهــا أحببت‬ ‫إلــى حــد الجنــون‪ .‬وأنــا أيضــا أردتــه أن يحبنــي بالمقابــل‬ ‫لكنــه كان قــد مضــى بعيــدا عــاد إلــى وطنــه‪ ،‬كان قــد كتــب‬ ‫رســائل ليــا علــى الــة الطباعــة رامنغتــون القديمــة خاصتــي‬ ‫وتركهــا مكومــة علــى الطاولــة ألقــوم بتســليمها حيــن تأتــي‬ ‫الشــاحنة لتنقــل المــاءات كانــت رســائل إلــى أصدقائــه كمــا‬ ‫قــال « أصدقائــي القدامــى‪ ».‬فــي بعــض األحيــان‪ ،‬عندمــا‬ ‫نكــون نشــرب البرانــدي‪ ،‬يفلــت الطحــان بعــض المعلومــات‪،‬‬ ‫ولــذا فإننــي دائمــا أســتمع لــه باهتمــام كبيــر‪ .‬ولكــن مســاربه‬ ‫ال تــؤدي إلــى أي مــكان‪ .‬إنــه يبقــي األمــور هادئــة بالحديــث‬ ‫عنهــا‪ .‬أو «باألحــرى» يتحــدث عــن األمــور بينمــا يبقيهــا‬ ‫ســاكنة كمــا لــو كان علــى ميثــاق ســري مــع والــدي‪ ،‬أو عهــد‬ ‫موثــق بالــدم‪ .‬عندمــا قــرر بييــر تركنــا‪ ،‬وكنــت علــى وشــك‬ ‫التخــرج مــن كليــة المعلميــن فــي ســانتياغو‪ .‬أســبوعا يســبق‬ ‫وصولــي إلــى كونتيولمــو‪ ،‬وشــهادة تعليــم المرحلــة االبتدائيــة‬ ‫فــي حوزتــي قــال لوالدتــي أن المناخ البارد في جنوب تشــيلي‬ ‫صــدع عظامــه‪ ،‬وأن الســفينة فــي انتظــاره فــي المينــاء فــي‬ ‫فالبارايســو نزلــت مــن القطــار وصعــد هــو‪ ،‬صعــد إلــى نفــس‬ ‫العربــة‪ .‬فــي جنــوب تشــيلي‪ ،‬الزالــت القطــارات تتجاشــأ‬ ‫الدخــان‪ .‬مــا كان ينبغــي لوالــدي أن يغــادر فــي نفــس الليلــة‬ ‫التــي وصلــت فيهــا‪ ،‬لــم أحصــل حتــى علــى فرصــة أن أفتــح‬ ‫حقيبتــي واريــه دبلومتـ ّـي كلينــا‪ ،‬أنــا وأمــي انتحبنــا معــا‬

‫أب بعيد‬ ‫‪4‬‬ ‫النصــوص التــي أترجمهــا بســيطة‪ .‬أشــياء يمكــن أن‬ ‫يفهمهــا النــاس هنــا *قصائــد رينيــه غــي كادو قصائــد قرويــة‬ ‫ليســت كاتدرائيــات مــن الكلمات‪.‬وعلــى النقيــض مــن ذلــك‪،‬‬ ‫فــإن صحافــة ســانتياغو تنشــر قصائــد ضخمــة‪ ،‬قصائــد‬ ‫محفــورة فــي الرخــام‪ ،‬غنيــة باإلشــارات إلــى اليونــان‬ ‫القديمــة ورومــا وبالتأمــات عــن الخلــود فــي الجمــال‪.‬‬ ‫فــي ســانتياغو‪ ،‬تطبــع صحيفــة *إلميركوريــو هــذه القصائــد‬ ‫مــع رســوم لباريــس وروما‪.‬وفيمــا يلــي النــص‪ ،‬بيــن قوســين‪،‬‬ ‫يظهــر أســم المترجــم‪ .‬هنــا فــي المحافظــات‪ ،‬ليــس الجمــال‬ ‫خالــدا ابــدا‪ .‬أرفــق أحيانــا بعضــا مــن قصائــدي فــي مغلــف‬ ‫مــع ترجمتــي واطلــب مــن المحــرر النظــر فــي نشــرها‪.‬يكون‬ ‫رده علــى الرغــم مــن ســلبيته ‪ ،‬ممتــازا باللباقــة‪ ،‬نظــرا ألنــه‬ ‫لــم يرفــض قصائــدي أبــدا ولــم ينشــرها كذلــك‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الشــهر األول مــن غيــاب والــي قتــل والدتــي تقريبــا‬ ‫فهــي لــم تتجــاوز ابــدا ذلــك بصــورة تامــة كانــت مجــرد‬ ‫فتــرة نقاهــة عندمــا حصلــت علــى وظيفــة للتدريــس فــي‬ ‫مدرســة غابرييــا ميســترال االبتدائيــة‪ ،‬نشــطت قليــا‪.‬‬ ‫وكان هنــاك أثــر مــن الفــرح فــي موافقتهــا‪ ،‬ألن وظيفتــي‬ ‫الجديــدة تعنــي أننــي لــن أتخلــى عــن القريــة مثــل أوالد‬ ‫المبوتشــي الذيــن غــادروا وانتهــى بهــم األمــر لعجــن العجيــن‬ ‫فــي مخابــز ســانتياغو‪ .‬لــم تصلنــا أي رســائل مــن أبــي‪.‬‬ ‫وهــذا ال يعنــي أنــه لــم يرســل لنــا أيــا منهــا بــل المســألة‬ ‫هــي أن ســعاة البريــد ال يأتــون إلــى هــذه القــرى والطلــب‬ ‫مــن ســائق الشــاحنة االستفســار فــي مكتــب البريــد بانغــول‬ ‫مــا إذا كان هنــاك أي بريــد لهــا ســيجرح كبريــاء والدتــي‪.‬‬ ‫أنهــا حقــا تمطــر كثيــرا هنــا‪ .‬أعانــي البــرد باســتمرار‪ .‬فــي‬ ‫اليــوم العــادي‪ ،‬أقــوم بتدريــس األطفــال األدب والتاريــخ‬ ‫وبعــد المدرســة كنــت أجنــي البطاطــس والليمــون والبرتقــال‬ ‫اعتمــادا علــى الموســم واآلن مــرة أخــرى أنــا أمــأ بضعــة‬ ‫ســال بالتفــاح وأحضــر الطحيــن مــن المطحنــة‪ .‬كريســتيان‬ ‫شــارب دؤوب للنبيــذ األحمــر تلــوث مريلتــه بشــكل أبــدي‬ ‫بقــع أرجوانيــة اللــون دائمــا مــا يقــدم لــي كوبــا ولكنــي أرفــض‬ ‫باســتمرار فشــرب الكحــول يجعلنــي حزينــا وعلــى الرغــم‬ ‫مــن أننــي حزيــن دائمــا تقريبــا‪ ،‬فالنبيــذ يجعلنــي حزينــا‬ ‫بطريقــة مختلفــة‪ .‬كمــا لــو شــوقا عميقــا جــدا ينــدس فجــأة‬ ‫فــي عروقــي منــذ ذهــب أبــي بعيــدا‪ ،‬تملكتنــي الرغبــة فــي‬ ‫أن أمــوت‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أكــرس معظــم وقتــي للتدخيــن وشــحذ أقالمــي نــوع فابــر‬ ‫رقــم ‪ 2‬التــي أســتخدمها لتصحيــح إنشــاء تالميــذي‪ ،‬وإذا‬ ‫رأيــت شــيئا ال أحبــه‪ ،‬أفركــه بالممحــاة التــي علــى الطــرف‬ ‫اآلخــر لقلــم الرصــاص وأقتــرح عبــارة أفضــل‪ ،‬تحصلــت على‬ ‫طابعــة ريمنجاتــون‪ ،‬فــي الحقيقــة عــن طريــق قــرض مــن‬ ‫عمــدة البلديــة‪ ،‬الــذي ســمح لــي بذلــك كــي أتمكــن مــن عمــل‬ ‫نســخ جيــدة لترجماتــي‪ .‬األوالد يكتبــون نصــوص متفائلــة‬ ‫جــدا‪ .‬معظمهــا تبــدأ بقــول شــيء مــن هــذا القبيــل‪« ،‬تتفتــح‬ ‫الشــمس اليــوم»‪ ،‬وتنشــر أصابعهــا الطيبــة علــى الحقــل‪ ،‬أو‬ ‫عندمــا «يصيــح الديــك‪ ،‬يطلــع الفجــر وتلبــس الظــال جلبابــا‬ ‫أصفــر «أوغســتو غوتييريــز» فقــط مــن يشــذ عــن القاعــدة‪.‬‬ ‫فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬كان يكتــب‪« ،‬صيــاح الشــمس يرســل‬ ‫رشــقات ناريــة تثقــب طبلــة أذن الديــك‪ ».‬فــي الرياضيــات‬ ‫كان يمثــل كارثــة‪.‬كان يعيــد العــام الســابق‪ ،‬وكان الولــد‬ ‫الوحيــد فــي الصــف الــذي لــه بــوادر شــارب علــى شــفته‬ ‫العليــا كانــت لــه أختــان‪ ،‬فــي أيــام اآلحــاد أذهــب إلــى ســاحة‬ ‫القريــة‪ ،‬وأشــتري بعــض الفــول الســوداني الملبــس وعلبــة‬ ‫صــودا بيلــز‪ ،‬وأجلــس علــى المقعــد الحجــر ي‪ .‬عندمــا‬ ‫تمــر األختــان بالقــرب مــن المقعــد‪ ،‬تنفجــران بالضحــك‬ ‫واالســتهزاء فأحمــر خجــا يملــك «أوغســتو غوتييريــز»‬ ‫نظــارات ســميكة وشــفاه رقيقة‪.‬وســيبلغ الخامســة عشــر‬ ‫يــوم الجمعــة المقبــل‪ .‬يتمشــى فــي الســاحة حامــا مجالــدا‬ ‫لروبيــن داريــو‪ .‬ويحفــظ عــن ظهــر قلــب « البحــر جميــل‪،‬‬ ‫مارغريتــا ‪ ،‬ورائحــة خفيــة مــن أزهــار البرتقــال تصعــد‬ ‫النســيم»‪ ،‬لكنــه لــم يكــن مهتمــا كثيــرا بأبيــات الشــاعر‬ ‫النيكاراغــوي ‪ ،‬وهــو يواصــل حديــث رجــا لرجــل معــي‬ ‫انــه يريــد أن يعــرف‪ ،‬كمــا أفصــح‪ ،‬إن كنــت قــد ذهبــت إلــى‬ ‫بيــت الفتيــات فــي أنغــول‪ ،‬وكــم يكلــف قضــاء ليلــة هنــاك مــع‬ ‫إحداهــن‪ .‬نفضــت بقايــا الفــول الســوداني عــن ســروالي‬ ‫األزرق‪ ،‬وقلــت إن مثــل هــذا الحديــث غيــر الئــق بيــن التلميــذ‬

‫‪1‬‬

‫أنطونيا سكارميتا‬

‫والمعلــم‪ ،‬فــرد إنــه إن كنــت ال أريــد أن أخبــره عــن الحيــاة‪،‬‬ ‫فســوف يطلــب المشــورة مــن الكاهــن في كرســي االعتراف‪.‬‬ ‫وأضــاف أن حفلــة عيــد ميــاده يــوم الجمعــة المقبــل‬ ‫ســتقدم أكثــر مــن مجــرد الكعكــة والشــموع‪ ،‬ســتكون هنــاك‬ ‫أيضــا الموســيقى الرومانســية مــن أمريــكا الشــمالية‪ ،‬إن‬ ‫النــاس يمكنهــم الرقــص والخــروج معــا‪ ،‬طلبــت أختــاه أن‬

‫يدعونــي‪ ،‬تيريــزا ســبعة عشــر عامــا وإيلينــا تســعة عشــر‪.‬‬ ‫وأنــا إحــدى وعشــرون‪ ،‬الجميــع هنــا محترمــون جــدا‪ ،‬وليــس‬ ‫لــدي أدنــى شــك فــي أن تيريــزا وإيلينــا تنحــدران مــن عائلــة‬ ‫كريمــة‪ ،‬ولكــن فــي كل مــرة تذهبــان فيهــا إلــى ســانتياغو‪،‬‬ ‫تشــتريان فســاتين برقبــة حاســرة وجينــز ضيــق يتشــبث‬ ‫بوركيهمــا ويضغــط الهــواء خــارج رئتـ ّـي‪.‬‬

‫العدد ‪198 :‬‬

‫السنة األولى‬

‫جمال الزائدي‬

‫كل واحــد منــا فــي حياتــه شــخص‪ ،‬قريــب ‪،‬‬ ‫أوصديــق‪ ،‬أو زميــل متديــن‪ ..‬تظهــر عالمــات‬ ‫التقــوى فــي شــكله وطريقــة كالمــه‪ ..‬غالبــا‬ ‫مايكــون طيــب المعشــر يجيــد فــن المخالطــة وفــن‬ ‫الجــدال‪ ..‬قــادر بأســلوب ترديــده لمقــوالت وفتاوي‬ ‫ذات جــرس أن يقنعــك بــأن العصيــدة حــرام وقيــادة‬ ‫المــرأة للســيارة حــرام والتصويــر حــرام وفــوق ذلك‬ ‫يمكنــه أن يشــعرك باالشــمئزاز مــن نفســك ألنــك‬ ‫تدخــن والتعفــي لحيتــك وتحــف شــاربك والترتــدي‬ ‫إزارا أفغانيــا يكشــف نصــف ســاقيك النحيفتيــن‬ ‫كســاقي جــرادة ‪..‬وهــو نفســه يمكنــه أن يغشــك‬ ‫ببيعــك ســيارة معيبــة أو ســلعة منتهيــة الصالحيــة‬ ‫أو يماطــل فــي تســديد ديــن مســتحق أو يــأكل‬ ‫عليــك حقــك المشــروع فــي ميــراث مشــترك أو‬ ‫يفجــر مدرســة أطفالــك بدعــوى محاربــة الطاغوت‬ ‫‪..‬هــذا النصــاب « االخالقــي « مصــاب بمــرض‬ ‫إنعــدام الحــس الســليم يحتــاج للعــزل االجتماعــي‬ ‫قبــل العــزل الصحــي هــذا إذا كنــا ننتمــي لثقافــة‬ ‫غيــر ســقيمة‪..‬لكن المشــكلة أن مرضــه ليــس نتــاج‬ ‫خلــل هرمونــي أو طفــرة جينيــة بــل خلــل فــي فهــم‬ ‫الديــن عمــره مئــات الســنين بــدأ منــذ تحــول النــص‬ ‫مــن منهــج تفكيــر فــي الحيــاة إلــى برنامــج عمــل‬ ‫سياســي يســعى للســلطة والثــروة‪..‬‬ ‫التوظيــف الدينــي ألغــراض براغماتيــة علــى‬ ‫مســتوى األفــراد ليــس هــو األخطــر بــل لعلــه تفريــع‬ ‫ثانــوي لمشــروع إيديولوجــي إســتغل الديــن فــي‬ ‫خدمــة الهيمنــة واالســتغالل الــذي حكــم تاريــخ‬ ‫البشــرية منــذ ظهــور االقطــاع البدائــي وحتــى‬ ‫ظهــور الرأســمالية المتوحشــة فــي لحظتنــا هــذه ‪..‬‬ ‫إن الديــن كنظــام معرفــة وفهــم‪ ،‬هــو مشــترك‬ ‫إنســاني شــأنه شــأن القيــم والمثــل العليــا التــي‬ ‫تشــكل الضابــط القيمــي واالخالقــي فــي حيــاة‬ ‫المجتمعــات وحيــاة االنســان الفــرد وترتقــي‬ ‫بروحانيتــه وعقالنيتــه إلــى المصاف األســمى التي‬ ‫تضعــه فــوق مســتوى بقيــة الكائنات وترســل ملكاته‬ ‫عبــر أفــق المحــدود مــن حريــة التعبيــر والتفكيــر‬ ‫واالبــداع ‪..‬لكنــه تحــول عــن غايتــه األساســية‬ ‫علــى يــد زمــرة مــن الكهنــة المأجوريــن ليصبــح‬ ‫أداة فعالــة للســيطرة السياســية واالقتصاديــة‬ ‫والثقافيــة ‪ ،‬وتدجيــن االنســان لمصلحــة الســلطة‬ ‫الزمانيــة ممثلــة فــي الملــوك والزعمــاء ومــدراء‬ ‫الشــركات وأصحـــــــــاب الثــروات ‪ ..‬رجــال الديــن‬ ‫هــؤالء مــن أيــام معبــد آمــون فــي مصــر القديمــة‬ ‫حاولــوا إنتحــال صفــة اهلل « عــز وجــل» عبــر‬ ‫مشــاركته فــي كل مــا أختــص بــه ذاتــه ‪ ،‬فهــم‬ ‫اليكتفــون بإدعــاء اإلطــاع علــى النوايــا وماتخفــي‬ ‫الصــدور‪ ،‬ومناهضــة مــا ينتجــه العقــل مــن علــوم‬ ‫ومكتشــفات فــي الحيــاة الدنيــا ‪..‬ولكنهــم ينازعونــه‬ ‫فــي أعمــال اليــوم اآلخــرة إذ يوزعــون صكــوك‬ ‫الجنــة وتذاكــر جهنــم بمــا يتالئــم مــع مواقعهــم‬ ‫فــي الصــراع االجتماعــي ووجهــات نظرهــم فــي‬ ‫الخيــر والشر‪..‬مســتغلين خــوف النــاس وجهلهــم‬ ‫بالوظيفــة االخالقيــة للديــن فــي تاريــخ البشــرية‪..‬‬ ‫إنهــم يقفــون بيــن القلــوب والعقــول وبيــن الحقيقــة‬ ‫األســيرة فــي كتــب ومخطوطــات وقــراءات بدائيــة‬ ‫تجاوزتهــا االزمنــة الحضاريــة والفكريــة ‪ -‬ال نفــع‬ ‫منهــا وفيهــا غيــر تكريــس الحكــم بجهــل العــوام‬ ‫‪ ،‬واالعــاء مــن شــأن المشــعوذ الــذي يحتكــر‬ ‫معرفــة فــك طالســمها ورموزهــا الخرافيــة عــن‬ ‫طريــق توريــط المطلــق فــي النســبي والســماء فــي‬ ‫التاريــخ‪..‬‬ ‫المفارقــة أن إقتبــاس المعالجــة الغربيــة «‬ ‫المســيحية» للمســألة الدينيــة ‪ -‬حســب مايــرى‬ ‫الجابــري فــي نقــد العقــل العربــي ‪ -‬والتــي افضــت‬ ‫فــي النهايــة إلــى إختصــار مجــال فاعليــة الديــن‬ ‫داخــل دور العبــادة ‪..‬غيــر متاح بالنســبة لنا‪ ،‬لســبب‬ ‫وحيــد وهــو إفتقــار تجربتنــا الفكريــة والثقافيــة ‪،‬‬ ‫لتــراث عقلــي فلســفي مســتقل عــن االســام ‪ ،‬كمــا‬ ‫هــو الحــال فــي التجربــة االوروبيــة الغربيــة‪..‬‬

‫بلبل الصحراء‬ ‫كتبت ‪ :‬فتحية الجديدي‬ ‫عــن هيئــة قصــور الثقافــة المصريــة‪ ،‬صــدر كتــاب (بلبــل الصحــراء) الــذي يوثــق للشــاعر والفنــان الشــعبي “عــوض المالكــي”‪ ،‬وهــو مــن‬ ‫جمــع وتحقيــق الشــاعر “إبراهيــم ســلومه المالكــي”‪.‬‬ ‫بعــد وفــاة الشــاعر “عــوض المالكــي” فكــرت فــي الكتابــة عنــه وعــن ســيرته وجمــع قصائــده وكلماتــه المغنــاة ولكــن واجهتنــي العديــد‬ ‫مــن العراقيــل والصعــاب‪ ،‬فتوقفــت عــن ذلــك ومــرت الســنوات‪ ،‬وفــي زيــارة إلحــدى المكتبــات بمدينــة االســكندارية فوجئــت بكتــاب (عــوض‬ ‫المالكــي بلبــل الصحــراء) وقــد جمعــه “إبراهيــم ســلومه المالكــي”‪ ،‬وســررت بــه واقتنيتــه فــي غبطــة‪ ،‬وقــد كتــب مقدمــة هــذا الديــوان الشــاعر‬ ‫“قــدورة العجنــي” الــذي أعطــى نبــذة وافيــة عــن الشــاعر “عــوض عبدالقــادر حميــده المالكــي”‪ ،‬ســافر الــى ليبيــا فــي الســبعينيات واشــتغل‬ ‫فــي عــدة أعمــال‪ ،‬وكانــت أشــعاره فــي مختلــف المجــاالت ثــم اتجــه إلــى الغنــاء وأدخــل المزمــار والموســيقى علــى ضــم القشــة والمجــرودة‪،‬‬ ‫فتميــز بهــذا اللــون دون غيــره‪ ،‬وبســبب كلماتــه العذبــة وصوتــه الجميــل‪ ،‬ذاع صيتــه وانتشــرت أغانيــه‪.‬‬ ‫ويعد هذا الكتاب إضافة وإثراء لمكتبة االدب الشعبي‪.‬‬


‫‪4‬‬ ‫تقارير‬

‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫الثالثاء ‪ 11‬جمادي االولى ‪1441‬‬

‫الموافق ‪ 7‬يناير ‪2019‬‬

‫العدد ‪198 :‬‬

‫َّ‬ ‫تواصل اإلدانات المحلية والدولية لمجرزة الكلية العسكرية‬

‫الصباح‪-‬وكاالت‬ ‫قالت اللجنة التأسيسية للهيئة البرقاوية في‬ ‫بيان لها‪ ،‬إنها تابعت ببالغ القلق واألسى مجزرة‬ ‫قتل طلبة الكلية العسكرية بمدينة طرابلس‪،‬‬ ‫وحملت قوات حفتر المعتدية المسؤولية الكاملة‬ ‫َّ‬ ‫عن الدماء الزكية التي سالت على أرض الكلية‬ ‫العسكرية بمدينة طرابلس‪ ،‬وتعتبرها جريمة قتل‬ ‫بشعة جر َّمتها الشريعة اإلسالمية والقانونين‬ ‫واالتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وأضافت الهيئة ‪،‬إننا إذ ندين ونستنكر بشدة هذه‬ ‫األعمال اإلجرامية التي تتنافى مع الدين والقانون‬ ‫واألعراف االجتماعية وتتعارض مع مساعي‬ ‫الصلح التي تبذل من أجل بناء دولة موحدة تنعم‬ ‫باالستقرار بعيدة عن حكم االستبداد والهمجية‪،‬‬ ‫نُطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه‬ ‫هذه الجرائم التي يندى لها الجبين‪.‬‬

‫من جانبه أدان المجلس األعلى ألمازيغ ليبيا‬ ‫القصف بالطائرات والمدفعيات الثقيلة التي‬ ‫تطلقها قوات حفتر على أحياء العاصمة طرابلس‪.‬‬ ‫وأشار المجلس إلى أن القصف تسبب في‬ ‫العديد من األضرار المادية والبشرية‪ ،‬وآخرها ما‬ ‫تعرضت له الكلية العسكرية للتدريب في منطقة‬ ‫الهضبة بالعاصمة‪ ،‬حيث سقط العشرات من‬ ‫الطلبة المنتسبين إليها‪ ،‬حسب بيان نشره مركز‬ ‫زوارة اإلعالمى‪ ،‬على صفحته بموقع التواصل‬ ‫«فيسبوك»‪.‬‬ ‫وقدم المجلس التعازي إلى أسر الضحايا‪ ،‬معلنا‬ ‫إلغاء كافة مظاهر االحتفاالت بعيد رأس السنة‬ ‫العام في المناطق الواقعة ضمن نطاق عضوية‬ ‫المجلس حدادا على أرواح الضحايا وتضامنا مع‬ ‫ذويهم‪.‬‬ ‫عربيا ودوليا أدان وزير الخارجية التركي مولود‬

‫غاويش قصف قوات حفتر للكلية العسكرية في‬ ‫العاصمة طرابلس ‪.‬‬ ‫وقال أوغلو‪ ،‬في تصريحات نشرتها وكالة األنباء‬ ‫التركية «األناضول إن مثل هذه الغارات قد تفتح‬ ‫الطريق لتطورات تؤدي إلى انقسام ليبيا‪.‬‬ ‫من جهتها أدانت حركة النهضة التونسية‪ ،‬بشدة‬ ‫جريمة قصف الطائرات الداعمة لحفتر الكلية‬ ‫العسكرية بطرابلس‪ ،‬معتبرة إياها ترتقي إلى‬ ‫جرائم حرب‪.‬‬ ‫ودعت الحركة‪ ،‬في بيان لها على شبكة التواصل‬ ‫االجتماعي»فيسبوك»‪ ،‬إلى إيقاف العدوان على‬ ‫طرابلس‪ ،‬وإعالء صوت العقل والحكمة والتخلي‬ ‫عن لغة السالح والجلوس إلى طاولة الحوار على‬ ‫أساس احترام وحدة ليبيا وسيادتها‪ ،‬معبرة عن‬ ‫تضامنها الكامل مع الحكومة الشرعية القائمة في‬ ‫البالد ومع الشعب الليبي‪.‬‬

‫ُ‬ ‫الهيئة االنتخابية في بوليفيا توافق‬ ‫على التقويم االنتخابي‬

‫الصباح‪-‬وكاالت‬ ‫وافقت المحكمة االنتخابية العليا في بوليفيا‬ ‫األحد على تقويم إجرائي لجولة جديدة من‬ ‫االنتخابات العامة في ‪ 3‬مايو‪ ،‬حسبما ذكر رئيس‬ ‫المحكمة سلفادور روميرو‪.‬‬ ‫ويحدد التقويم أنه سيتم إجراء جولة إعادة بعد‬ ‫‪ 45‬يوما إذا لم يفز أي مرشح في الجولة األولى‬ ‫بحصوله على ‪ 50‬بالمائة أو أكثر من األصوات‪،‬‬ ‫أو ‪ 40‬بالمائة من األصوات بفارق ‪ 10‬نقاط عن‬ ‫أقرب منافسيه‪.‬‬

‫وقال روميرو للصحفيين في مؤتمر صحفي‬ ‫«نحن نعمل على توفير اليقين للناس بأنها ستكون‬ ‫عملية شفافة»‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن المحكمة االنتخابية العليا راجعت‬ ‫قائمة الناخبين‪ ،‬مضيفا أن األصوات «سيتم‬ ‫احتسابها بدقة»‪.‬‬ ‫وأفاد أن «النشاط األساسي للمواطنين هو‬ ‫عملية التسجيل ‪ ...‬في قائمة الناخبين‪ .‬وهذا‬ ‫النشاط سيجري بعد أسبوعين من اآلن»‪.‬‬ ‫وأوضح أن عملية تسجيل الناخبين ستبدأ في‬

‫‪ 18‬يناير ويستمر لمدة ‪ 9‬أيام‪.‬‬ ‫من المتوقع أن تسجل األحزاب السياسية‬ ‫مرشحيها لمنصب الرئيس ونائب الرئيس‬ ‫والمقاعد التشريعية بحلول نهاية هذا الشهر‪.‬‬ ‫ودخلت بوليفيا في حالة من االضطراب‬ ‫السياسي بعدما رفضت المعارضة إعادة انتخاب‬ ‫إيفو موراليس لوالية رابعة في االنتخابات التي‬ ‫جرت في أكتوبر‪ ،‬مما دفع موراليس إلى االستقالة‬ ‫والذهاب إلى المكسيك‪ ،‬حيث عرضت عليه‬ ‫اللجوء‪ .‬ثم انتقل إلى األرجنتين‪.‬‬

‫صواريخ‬ ‫«عيد الميالد»‬ ‫ليست ك ــورية ب ــل‬ ‫روسي ــة‬ ‫الصباح‪-‬وكاالت‬ ‫يبدو أن «هدية عيد الميالد» التي تنتظرها‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬لم تأت من قبل كوريا الشمالية‬ ‫وفقا لتهديدات زعيمها كيم جونغ أون‪ ،‬وإنما أتت‬ ‫من روسيا بحسب قناة الحرة االمريكية ‪.‬‬ ‫وقالت القناة إن مسؤولين روس أعلنوا أواخر‬ ‫ديسمبر الماضي أن موسكو قد نشرت في منطقة‬ ‫األورال وسط روسيا‪ ،‬أول فوج من مركبات تحمل‬ ‫صواريخ «فانغارد» الخارقة لسرعة الصوت‪.‬‬ ‫وأعلن الكرملين أنه سيتم نشر الفوج بعد أيام‬ ‫من كشف رئيس هيئة أركان الجيش الروسي‪،‬‬ ‫الجنرال فالري غيراسيموف‪ ،‬أن صاورخ «كينجال»‬ ‫الخارق لسرعة الصوت تم إطالقه خالل تدريبات‬ ‫وسط ظروف مناخية مختلفة‪ ،‬بما في ذلك القطب‬ ‫الشمالي‪ ..‬وأضاف غيراسيموف أنه تم تطوير‬ ‫شبكة من المطارات في مختلف أنحاء البالد‪،‬‬ ‫لتوسيع النطاق الجغرافي لهذه الصواريخ‪ ،‬بحسب‬ ‫تقرير لصحيفة «واشنطن تايمز» األميركية‪.‬‬ ‫واستطاعت روسيا والصين إحراز تقدم في‬ ‫مجال األسلحة طويلة المدى والخارقة لسرعة‬ ‫الصوت‪ ،‬مما كان محل تحليل ونقاش من قبل‬ ‫المحللين العسكريين الغربيين‪ ،‬وذلك وسط‬

‫تهنئة بمولود‬

‫تساؤالت في موسكو وواشنطن حول قدرة صواريخ‬ ‫«كينجال» و»أفانغارد»‪ ،‬التأثير بشكل جدي على‬ ‫التوازن العسكري بين الواليات المتحدة وروسيا‬ ‫في المستقبل القريب‪ ،‬وفقا لـ «واشنطن تايمز»‪.‬‬ ‫ويمكن لهذه األسلحة أن تطير بسرعة تتخطى‬ ‫‪ 5‬ماخ‪ ،‬أي أسرع بخمس مرات من الصوت‪.‬‬ ‫وأفانغار هو صاروخ بالستي عابر للقارات برؤوس‬ ‫حربية متحركة تفوق سرعة الصوت‪ .‬ويقدر‬ ‫المحللون مداه بحوالي ‪ 3600‬ميل (‪ 5793‬كلم)‪،‬‬ ‫بحسب االدعاءات الروسية‪ ..‬أما كينزال‪ ،‬فهو‬ ‫صاروخ باليستي يطلق من قواعد أرضية بمدى‬ ‫يصل إلى ‪ 300‬ميل (‪ 483‬كلم)‪ ،‬ويمكن إطالقه‬ ‫من طائرات ‪ Mig-31K‬أو قاذفات من طراز‬ ‫‪ TU-22M3‬الروسية متوسطة المدى‪ .‬ويمكن‬ ‫أن يصل مداه إلى ‪ 1200‬ميالً (‪ 1931‬كلم) إذا‬ ‫أطلق من الميغ‪ ،‬أو ‪ 1800‬ميل (‪ 2896‬كلم) إذا‬ ‫أطلقته ‪ ..TU-22M3‬ويدعي مسؤولون روس أنه‬ ‫ال يوجد أي منصة جوية دفاعية يمكنها اعتراض‬ ‫صواريخهم الفائقة لسرعة الصوت‪ ،‬ويدعون أن‬ ‫بإمكان هذه الصواريخ تسوية تجمعات دبابات‬ ‫وقواعد عسكرية قبل أن يدرك العدو ما حصل‪.‬‬ ‫وينظر هؤالء إلى الصواريخ على أنها غيرت‬

‫أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات محملة بالورد‬ ‫والفل والياسمين نهديها لصالح الزروق محمد ‪،‬‬ ‫الذي رزقه الله بتوأم اختار لهما من األسماء «يوسف‬ ‫وياسمين» ‪ ..‬سائلين الله تعالى أن يقر أعين والديهما‬ ‫بهما‪ ،‬وأن يجعلهما من حملة كتابه العزيز‪.‬‬ ‫عن العائلة ‪ /‬الوالد والوالدة‬

‫تهنئة بمولود‬

‫قواعد اللعبة‪ ،‬وأنه يستحيل على الواليات المتحدة‬ ‫الفوز في حرب تقليدية مع روسيا إن واجهت تلك‬ ‫الصواريخ‪.‬‬ ‫وفي هذا الشأن‪ ،‬يضيف المحلل العسكري‬ ‫ألكساندر سافيليف لصحيفة «واشنطن تايمز»‪ ،‬أن‬ ‫«روسيا تبالغ في كفاءة هذه األنظمة‪ ،‬لكن قيادتها‬ ‫واثقة أن برامج الواليات المتحدة (أنظمة الدفاع‬ ‫ضد الصواريخ البالستية) ستستمر‪ ،‬وسينمو‬ ‫تأثيرها الدفاعي بشكل درامي في المستقبل»‪.‬‬ ‫ويرى سافيليف أن الخوف المتنامي من القدرة‬ ‫األمريكية هو السبب الرئيسي في تطوير روسيا‬ ‫لصواريخ «أفانغارد»‪ ،‬وبقية األسلحة الخارقة‬ ‫لسرعة الصوت‪ ..‬يذكر أن انفجارا نوويا قد وقع‬ ‫في أغسطس الماضي قرب مدينة سفرودفنسك‪،‬‬ ‫فيما يقول مراقبون أن االنفجار نجم عن انفجار‬ ‫صاروخ روسي «بوريفيستنيك» يطلق عليه تحالف‬ ‫الناتو اسما رمزيا ‪.Skyfall‬‬ ‫وقال تقرير لالستخبارات األميركية في ‪،2017‬‬ ‫إن صاروخ ‪ ،Skyfall‬قد خضع الختبار طيران‬ ‫قصير وصل مداه بين خمسة أميال (‪ 8‬كلم) إلى‬ ‫‪ 22‬ميال (‪ 35‬كلم)‪ ،‬وأن الصواريخ األربعة التي تم‬ ‫اختبارها تحطمت‪.‬‬

‫تعالت الزغاريد ودقت الطبول ترحيبا بقدوم‬ ‫التوأمين «خولة وخلود» في بيت خيري المبروك زبعر ‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة السعيدة نتقدم له بأحر التهاني‬ ‫متمنين لتوأمه الصحة وطول العمر«ويتربى في ع ّزك»‬ ‫عن العائلة الوالد المبروك زبعر‬

‫‪-1‬أعلن أنا توفيق سعيد‬ ‫أبو القاسم الجريبي بأنني من‬ ‫مواليد يوم ‪ 1‬يوليو سنة ‪1962‬‬ ‫‪ ..‬وليس كما جاء بالسجل‬ ‫المدني الحرابة ‪ /‬نالوت‬

‫‪WWW. alsabaah.ly‬‬

‫السن ــة األولى‬


‫‪7‬‬

‫‪WWW. ASSABAH.LY‬‬

‫الثالثاء ‪ 11‬جمادي األولى ‪1441‬‬

‫الموافق ‪ 7‬يناير ‪2020‬‬

‫العدد ‪198 :‬‬

‫ثقافة‬

‫السنة األولى‬

‫ثلج‬ ‫توم آبرى (*)‬

‫ترجمة‪ /‬عمر أبوالقاسم الككلي‬

‫تناهــت األصــوات الخشــنة قادمــة مــن الخــارج ثــم صــوت‬ ‫اصطفــاق البــاب‪ ،‬أهــدأ مــن المعتــاد‪ ،‬ألنهــا كانــت قــد أثلجــت‬ ‫خــال الليــل‪ .‬حاولــت مواصلــة عملــي‪ ،‬إال أننــي صــرت مشــتتا‬ ‫تشــتتا بالغــا‪ .‬نظــرة واحــدة‪ ،‬قلــت لنفســي‪ ،‬وتحركــت نحــو النافــذة‬ ‫ببــطء‪.‬‬ ‫تطلعــت مــن خــال شــق فــي الســتارة‪ .‬ربمــا لــم يكــن التخفــي‬ ‫ضروريــا‪ .‬كانــت ثمــة عيــون فــي عــدة نوافــذ حــول الميــدان‪ ،‬إال‬ ‫أن الحــراس لــم يلحظوهــا‪ ،‬فلقــد كانــوا أذرعــة القانــون وأصابعــه‪،‬‬ ‫ومــا يــراه اآلخــرون ويعتقدونــه ال يعنيهــم‪..‬‬ ‫ســمعت الصــوت المكتــوم لحركــة السالســل‪ .‬خــارج المخفــر‬ ‫فقــط فكــوا األصفــاد مــن حــول رجلــي الســجين‪ .‬لــم يســبق لــي‬ ‫أن الحظــت ذلــك‪ .‬مــا الــذي كان يفكــر فيــه قائــد المجموعــة؟‪.‬‬ ‫مــا مــن إمكانيــة للهــرب‪ ،‬حقــا‪ ،‬ومــع ذلــك فلــم ال يتــم اإلبقــاء‬ ‫علــى األصفــاد؟‪ .‬إنهــا مســألة نفســية‪ ،‬فكــرت‪ .‬فالســجين اآلن‬ ‫ســيزن فكــرة الهــروب‪ ،‬ولكنــه لــن يحــاول اإلقــدام عليهــا‪ ،‬وســيكون‬ ‫مضطــرا إلــى االعتــراف لنفســه بأنــه رعديــد وتحــت ســيطرة‬ ‫إرادة رجــل آخــر‪.‬‬ ‫وإذا ما جرى‪ ،‬فحينها سيكون ذلك أفضل للحراس‪.‬‬ ‫يختــار الســجين التحــدي بكبريــاء‪ .‬ســار بــرأس مرفوعــة‪،‬‬

‫سميرة البوزيدي‪...‬‬ ‫حاورتها‪ :‬وجدان ع ّياش‬

‫أبطــأ قليــا ممــا يرغــب الحــراس‪ ،‬ولكــن ليــس إلــى الدرجــة التــي‬ ‫تجعلهــم يصفعونــه‪.‬‬ ‫لو كنت في نفس الموقف‪ ،‬فكرت‪ ،‬فذلك ما كنت سأفعله‪.‬‬ ‫اســتقرت عينــاي علــى آثارهــم فــوق الثلــج‪ ،‬أربعــة مســارب‪،‬‬ ‫ولكنهــا غيــر متميــزة وتضيــع بســبب تداخلهــا مــع بعضهــا‪.‬‬ ‫أعــرف أن قائــد المجموعــة ســيقوم بفعــل مــا إلذالل الســجين‪.‬‬ ‫أعــرف أنــه أخــذ يتقــد غيظــا‪ ،‬وأن غيظــه ينبعــث منــه مثلمــا‬ ‫تنبعــث الحــرارة مــن الجمــرة الحمــراء‪.‬‬ ‫عنــد كل عثــرة أتوقــع أن أرى لمعــة ســاحه وســقوط الســجين‬ ‫فــوق الثلــج‪ .‬لكنــه كبــح نفســه‪ ،‬كمــا يقتضــي الواجــب‪ ،‬ثــم وصلــوا‬ ‫وســط الميــدان‪ .‬ســرعان مــا أوثقــوه إلــى ســارية العلــم‪.‬‬ ‫األمــر فــي يــد قائــد المجموعــة اآلن‪ .‬فــي هــذه الحالــة يمتلــك‬ ‫صالحيــات غيــر محــدودة‪ ،‬تحتمهــا الضــرورة‪ .‬قــال شــيئا مــا‪،‬‬ ‫فتقــدم االثنــان اآلخــران مــن الســجين‪ .‬أرخيــا حزامــه‪ ،‬فنظــر إلــى‬ ‫األســفل بســرعة‪ ،‬مظهــرا أولــى عالمــات الهلــع‪.‬‬ ‫اقتــرب قائــد المجموعــة مــن وجــه الســجين‪ .‬لــم يســبق ألحــد‪،‬‬ ‫ســوى الســجناء‪ ،‬معرفــة مــا قالــه‪ .‬كان للكلمــات دومــا تأثيــر قــوي‬ ‫واليــوم‪ ،‬أيضــا‪ ،‬أخــذ الســجين يتوســل‪ .‬ابتلعــت الكلمــات مــن قبــل‬ ‫الثلــج‪ .‬شــعرت بتقلــص خشــية عــذاب وشــيك‪ ،‬كمــا لــو كنــت أنــا‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكتابة معجزة الشاعر وضوء الشعر‬

‫للموت‬ ‫بالد تبتسم‬ ‫ِ‬ ‫شاعرة تؤمن بنبوءة حرفها في ٍ‬

‫هده ُد َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ؤك ُد أن الحياةَ‬ ‫والعدالة ‪،‬‬ ‫بالحق‬ ‫تعترف إال‬ ‫ليل مدينتها الدامي بحكايا ال‬ ‫شاعرة ُت ِ‬ ‫ِ‬ ‫شاعرة ُت ِ‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بحر‬ ‫طقس الفقد‬ ‫يستبدل‬ ‫بطل حروفها‬ ‫رهافة أرواحنا وصبرنا ‪،‬‬ ‫ممكنة رغم وحشية الحرب على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫برمل ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫شاعرة تؤمن حد اليقين بنبوءة حرفها في‬ ‫يحق له االنتخاب وريح التغيير عالقة بأكفان الرصاص ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫شاعرة ُتوارب ظلها وتتوغل متواربة خلف‬ ‫الصبر ‪،‬‬ ‫حراب‬ ‫الركوع في ِم‬ ‫للموت وتجبره على‬ ‫بالد تبتسم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫القصائد الغالية ‪ ،‬تؤمن إيمان المتصوفة بأن النص هو الذي يقولها دون الحاجة إلى التواجد المستمر‬

‫‪ ،‬ديوانها األول كجدوى لهذا التواري الطويل ُكلها أمل بأن يكون ذا جدوى كما تزعم‪ ،‬أنها الشاعرة‬ ‫والكاتبة الليبية سميرة البوزيدي ‪..‬‬

‫بالدنا عظيمة وشعبنا‬ ‫سيتجاوز كل شيء‬ ‫ليمضي نحو السالم‬ ‫والرقي والحرية‬ ‫ُ‬ ‫الوطن‬ ‫نحلم في‬ ‫ِ‬ ‫الكلمة‬ ‫بحرية‬ ‫ِ‬ ‫الجديد ً ِ‬ ‫لتصبح يدا تعلو في‬ ‫والخوف‬ ‫الظلم‬ ‫وجه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سالم العالم‬

‫الســجين‪.‬‬ ‫قــال قائــد المجموعــة شــيئا للحارســين وهــو يقرفــص وأخــذ‪،‬‬ ‫تقريبــا بمــرح‪ ،‬يجمــع كومــة ثلــج‪ .‬تظاهــر بأنــه يســلي نفســه‪ .‬قــال‬ ‫شــيئا مــا‪ ،‬ثــم اغتــرف الثلــج وأقحمــه‪ ،‬ببــطء‪ ،‬داخــل ســروال‬ ‫الســجين‪.‬‬ ‫طارت عبر الميدان ولولة مدوية‪.‬‬ ‫صــاروا كلهــم اآلن يشــتغلون علــى الســجين‪ .‬صــب الحارســان‬ ‫حفنــات مــن الثلــج فــي ســرواله وقــام قائدهمــا بضغطهــا علــى‬ ‫حجــر ه‪ .‬التصقــت خصيتــاي بجســدي‪.‬‬ ‫لــم يمــض طويــل وقــت حتــى تراخــت ســاقا الســجين‪ .‬ســقط‬ ‫علــى األرض‪ ،‬مجهشــا‪ .‬ضحــك الحارســان ثــم حشــوا قميصــه‬ ‫أيضــا‪.‬‬ ‫حــدث صــوت فــي الغرفــة‪ .‬لــم يكــن ثمــة شــيء‪ ،‬إال أن ذلــك‬ ‫جعلنــي أنتبــه إلــى أننــي أقــف فــي غرفتــي‪ ،‬ولســت جالســا‬ ‫فــي الثلــج‪ ،‬وســط الميــدان‪ .‬أوليــت ظهــري للنافــذة خجــا مــن‬ ‫مشــاهدتي مــا شــاهدته‪.‬‬ ‫تبــع الحارســان آثــار األقــدام عائديــن إلــى المبنــى‪ ،‬وواصــل‬ ‫قائدهمــا عابــرا الميــدان محدثــا فــوق الثلــج مســربا جديــدا‪.‬‬ ‫رأيتــه يخــرج األوامــر مــن الجيــب الــذي علــى صــدره‪ .‬توقــف كــي‬

‫يوقــع الورقــة ثــم واصــل ســيره‪ .‬وســرعان مــا عــدت ال أراه‪.‬‬ ‫تنهــدت وســرت نحــو مكتبــي‪ .‬أردت الجلــوس‪ ،‬إال أننــي لــم‬ ‫أســتطع‪ .‬ثــم إذا بطرقــة علــى البــاب‪.‬‬ ‫“ادخــل‪ ”.‬قلــت‪ .‬فوجئــت لســماع صوتــي بهــذه القــوة وهــذا‬ ‫الوضــوح‪.‬‬ ‫ُفتــح البــاب وخطــا قائــد المجموعــة نحــو الداخــل‪ .‬حيانــي‪.‬‬ ‫هــززت رأســي هــزة خفيفــة‪ ،‬ومــددت يــدي‪.‬‬ ‫عبــر األرضيــة‪ .‬دقــت قاعــدة حذائــه الصلبــة علــى الرخــام‪.‬‬ ‫كان مــدركا تمامــا‪ ،‬فكــرت‪ ،‬لآلثــار البليلــة التــي يتركهــا‪ ،‬إال أن‬ ‫التنبيــه إلــى ذلــك مســألة دون مســتواي‪.‬‬ ‫“فضيلتكم‪ ”.‬قال‪ ،‬ماداً التعليمات‪.‬‬ ‫و أنــا أتنــاول الورقــة‪ ،‬نظــرت فــي عينيــه‪ .‬كانتــا جامدتيــن‬ ‫وباردتيــن علــى الســطح‪ ،‬ولكــن فــي األعمــاق الحظــت أنــه كان‬ ‫يضحــك‪.‬‬ ‫“شكرا‪ ”.‬قلت‪”.‬انصرف‪.”.‬‬ ‫(*) ‪ Tom Abray‬أديب كندي‪.‬‬

‫صــدر لهــا ( جــدوى المواربــة ‪ ،‬أخــاط الوحشــة‪،‬‬ ‫ـب‬ ‫الســير فــي توقــع ‪ ،‬يضــيء نفســه ‪ ،‬معابــر زلقــة‪ ،‬خشـ ٌ‬ ‫يدخــ ُن فــي العــراء ‪ ،‬بوابــة الحلــم وهــو قــراءات فــي‬ ‫المشــهد األدبــي ‪ ،‬ولهــا مخطوطــان شــعريان تحــت‬ ‫الطبــع ‪ ،‬ولهــا أيضـاً كتابــان قــراءات نقديــة تحــت الطبــع‬ ‫أيضــاً ‪.‬‬ ‫بِكفــاء ِة طيـ ٍـر مثابـ ٍـر علــى الهجــر ِة ‪ ،‬تُهندســين ُعـ َ‬ ‫ـش‬ ‫التأمــل وتحتفظيــن ببقايـــا قــش البدايـــات كــي تؤنســين‬ ‫ـض تجليـــات‬ ‫وحشــة الــدرب ‪ ،‬تصوغيــن مــن رهافــةِ النبـ ِ‬ ‫حـ ٍ‬ ‫ـرف عاشـ ٍـق ‪ ،‬وتنحتيــن فــي جــدارِ البدايــات هاجــس‬ ‫ُ‬ ‫التصــدي للعــدم ‪ ،‬للعطــب ‪ ،‬للتالشــي ‪ ،‬دعينــا نصغــي‬ ‫الحــرف علــى تولــهِ‬ ‫ِ‬ ‫لمواويــل النهــرِ وبدايــةِ فيضــانِ‬ ‫ُروحـ ِـك ‪ ،‬مــن أول ( جــدوى المواربــة ‪،‬أخــاط الوحشــة ‪،‬‬ ‫الســير فــي توقــع ‪ ،‬يضــيء نفســه ‪ ،‬معابــر زلقــة‪ ،‬خشــب‬ ‫يدخــن فــي العــراء ‪ .....‬وحتــى بوابــة الحلــم ؟‬ ‫يــااااه ‪ ..‬البدايــات كــم كانــت طريــة بنــدى الشــعر ‪،‬‬ ‫ال أذكرنــي إال وأنــا ملتفــة فــي خمائلــه ‪ ،‬أنــام وأصحــو‬ ‫علــى فــوران الحــروف ونــداوة المعانــي ‪ ( ..‬جــدوى‬ ‫المواربــة) كان الديــوان األول ‪ ،‬جــاء طافحــا بــكل مــا فـ َّـي‬ ‫‪ ،‬ماســكا بيــدي نحــو عوالــم مــن ســحر وأخيلــة خصبــة‬ ‫علــى الــدوام ‪ ..‬جــدوى المواربــة كان تذكرتــي لذائقــة‬ ‫العديــد مــن محبــي الشــعر قوبــل بترحــاب كبيــر وبعــدد ال‬ ‫يحصــى مــن القــراءات التــي ســبرت بمحبــة نصوصــه ‪.‬‬ ‫وطــن يتخلــق مــن جديــد ‪،‬‬ ‫رحــم‬ ‫كالريــح تأتيــن مــن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـلب‬ ‫يتأرج ـ ُح علــى ميــزانِ قــوى التغييــر والرغبــة فــي سـ ِ‬ ‫الرصــاص قــوة غــدره ‪ ،‬واإلصــرار علــى الصعــودِ ِلقُبــةِ‬ ‫ـدم ‪ ،‬لتبعيــةِ الفــردِ‬ ‫ال ُرقــي بإعــدادِ الكمائــن للفشــلِ ‪ ،‬للهـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫كتــف البِنــاء كــي تتعاظــم‬ ‫المســتبد ‪ ،‬واالســتنا ُد علــى‬ ‫اللحمــ ُة الوطنيــ ُة الواحــدة ‪ ،‬كيــف لِطفولــةِ ُر ِ‬ ‫وحــك أن‬ ‫تُعايـ َ‬ ‫ـش هــذه الفوضــى ( البنــاءة ) فــي مســير ِة وطـ ٍـن مــن‬ ‫ُحلـ ٍـم ونــدى وقهــر التجــاوزات التــي أربكــت وهــج الثــورة ؟‬ ‫هــي ارتبــاكات مشــروعة جــداً وطبيعيــة لــدى‬ ‫كل الشــعوب فــي مرحلــة مــا بعــد الثــورات ‪ ،‬بــل أنهــا‬

‫عندنــا أخــف وطــأة ‪ ،‬الحيــاة تعــود إلــي وتيرتهــا‬ ‫رغــم كل شــيء ‪ ،‬صحيــح أنــه ثمــة فوضــى ولكنهــا‬ ‫ليســت بالفداحــة المتخيلــة ‪ ..‬بالدنــا عظيمــة وشــعبنا‬ ‫ســيتجاوز كل شــيء ليمضــي نحــو الســام والرقــي‬ ‫والحريــة ‪ ..‬وقــد حاولــت عبــر نصوصــي قبيــل وبعــد‬ ‫التحريــر مواكبــة هــذا الحــدث العظيــم ‪.‬‬ ‫ـروح ونحــن نل ـ ُج نف ـ َق‬ ‫أيُهمــا أكث ـ ُر وجــداً لِمتاهــةِ الـ ِ‬ ‫الحــرف ‪ ،‬الزهــو الــذي يتملكنــا ويغرينــا بالمزيــدِ مــن‬ ‫ـوت بديمومــةِ الحـ ِ‬ ‫الكتابــة حينمــا ننتصـ ُر علــى المـ ِ‬ ‫ـرف‬ ‫‪ ،‬أم الفنــاء الــذي يترص ـ ُد لِنقــاءِ بقاءنــا حينمــا نُك ِث ـ ُر‬ ‫مــن الجفــاء ؟‬ ‫هــذا الزهــو البــد منــه ‪ ..‬زهــو يطــال خالــق النــص‬ ‫ولــه الحــق تمامــا فــي ذلــك ويجعلــه علــى تمــاس مــع‬ ‫الشــعر كممارســة وجوديــة تحقــق لــه حيــاة مــا بعــد‬ ‫الحيــاة ‪ ،‬فمــا أحلــى الشــعور بأحفــاد يقرئــون شــعر‬ ‫جدتهــم وجدهــم ‪ ،‬ســنورث لهــم زهــوا بنــا بمــا صنعنــاه‬ ‫فــي حيــاة مــا ليصــل إلــي الســاالت القادمــة منــا ‪،‬‬ ‫يــا لروعــة الشــعور بذلــك ‪..‬شــكرا يــا ربــي علــى نعمــة‬ ‫الشــعر‪.‬‬ ‫يقــول الشــاعر الفلســطيني محمــد القيســي ‪( -:‬‬ ‫آ ِه أيهــا الوطــن الجميــل ‪ ،‬كــم تبــدو أســراً وفاتِنــاً‬ ‫فــي زمــنِ المـ ِ‬ ‫ـب‬ ‫ـوت والتحــوالت ) ‪ُ ،‬كلنــا نحمِ ـ ُل صليـ َ‬ ‫اللجــوء واالنتمــاء لرايــةِ وطـ ٍـن نس ـ ِن ُد علــى خاصرتــه‬ ‫ـام الحريــات ‪ ،‬كيــف ِلــرؤى‬ ‫هــذا الخلــق الجديــد مــن قيـ ِ‬ ‫الثــورة أن تتجــاو َز فداحــة مــا ُســفِ ح مــن ٍدم علــى‬ ‫بِســاط التغييــر كــي نكــون عاصف ـ ًة فــي وجــهِ الزيـ ِ‬ ‫ـف‬ ‫والتملــق ‪ ،‬ونُع ـ َد كمائ ـ َن التســامح لمــن أوجعــه الظلــم‬ ‫بســياطه ؟‬ ‫هــذه الــرؤى ‪ -‬بمــا أوتيــت مــن حــرار ِة النزيـ ِ‬ ‫ـف الــذي‬ ‫جلــب للوطــنِ حريــ ًة كانــت مســلوبة – كفيلــة بتجــاوزِ‬ ‫كل شــيء ‪ ،‬تجــاوز لوعــة فقــد األحبــة والدمــار الــذي‬ ‫خلفتــه مرحلــة االســتبداد فــي النفــوس ‪ ..‬فــي الحقيقــة‬ ‫أنــا متفائلــة فالوقــت والتضامــن اإلنســاني كفيــل بالبــدء‬ ‫بمرحلــة جديــدة لــن تكــون بيــن يــوم وليلــة ولكنهــا‬ ‫ســـتأخذ وقتهــا ‪،‬وهــذا كمــا أســلفت طبيعــي فــي تاريــخ‬ ‫ثــورات الشــعوب‪.‬‬ ‫ـعري وأدبــي يُضاهــي أن نشـ ُع َر بأننــا‬ ‫أ ُهنا ِلــك مجـ ٌد شـ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫تمتلــك ماهيــة فعــلِ الكتابــة وجــرأة الرؤيــا ‪،‬‬ ‫كائنــات‬ ‫ٌ‬ ‫لوطــن مــن رائحــةِ‬ ‫ُمنطلقيــن مــن فكــر ِة االنتمــاءِ‬ ‫بحــر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ورمـ ٍـل ونــدى ‪ ،‬ومــن دمعــةِ صبـ ٍـر علــى ُفــراقِ مــن رحلــوا‬ ‫غــدراً وبُهتانـاً ‪ ،‬ومــن مــرار ِة الفقــدِ ونحــن نقــو ُد الخُ طــى‬ ‫لوجــع اليتامــى والثكالــى‬ ‫شــجر وارف االنتمــاء‬ ‫لِظــلِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وأرامــل الحــق ؟‬ ‫بلــى هــو قمــة المجــد والتيــه الشــعري ‪ ،‬فهــذا الوطــن‬ ‫الــذي علــى شــاكلة قلــب كبيــر ســيضمنا جميع ـاً تحــت‬

‫ـري بالشــعر أن‬ ‫عبــاءة الحريــة والتقــدم والكرامــة ‪ ،‬وحـ ٌ‬ ‫يواكــب هــذا الحــدث العظيــم ‪.‬‬ ‫يقــول الشــاعر الفلســطيني محمــود درويــش ‪( -:‬‬ ‫الزحــام إلــى ِ‬ ‫نفســك ‪ ،‬إلــى خلــو ِة الكتابــة ‪،‬‬ ‫تحــ ّ ُن فــي‬ ‫ِ‬ ‫ـراب واغتــراب يتبــادالن الماضــي والحاضــر‬ ‫الكتاب ـ ُة اقتـ ٌ‬ ‫وانقــاب التشــبيه علــى ال ُم َشــ َّبه ‪ ،‬وتمويــه الواقــع‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ـروض المســافة‬ ‫ـدي الحنيــن الحريريتيــن تُـ ُ‬ ‫بالصــور ِة ‪ ،‬بيـ ّ‬ ‫) ‪ ،‬أترانــا نمت ِلـ ُ‬ ‫ـرف ننثــره صرخ ـ ًة فــي وجــهِ‬ ‫ـك رمــا َد حـ ٍ‬ ‫الخـ ِ‬ ‫ـوف ونُحــرض الجمــو َد علــى تقبــلِ النقــدِ كــي نظ ـ َل‬ ‫بوهــم التحــدي ؟‬ ‫مســكونين‬ ‫ِ‬ ‫هــو ترويــض مســافة حقــاً ‪ ..‬نحلــ ُم فــي الوطــنِ‬ ‫الجديــد بحريــةِ الكلمــةِ لتصبــح يــداً تعلــو فــي وجــهِ‬ ‫الظلـ ِـم والخـ ِ‬ ‫ـوف ‪ ..‬الكتابــة تســتلز ُم دائم ـاً المزيــد مــن‬ ‫ـص يقــو ُل‬ ‫الوعــي بالحيــا ِة بــكلِ شــيء يشــك ُل موضوعـاً لنـ ٍ‬ ‫شــيئاً جديــداً أو يحــاو ُل علــى األقــل ذلــك‪.‬‬ ‫ـرب ‪ ،‬وغالبـاً‬ ‫نــادراً مــا تأتينــا الحيــاةُ موشــا ًة بوهـ ِـج القـ ِ‬ ‫مــا يُغادرنــا اإلشــراق حينمــا ال نســتظ ُل بذكــرى الغائــب‬ ‫ِ‬ ‫بوطــن يحتضــ ُن كل الطوائــف‬ ‫أراك مثلــي تحلُميــن‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ـراب علــق علــى حجــارة‬ ‫المختلفــة مــع الــوالءِ لرائحــةِ تُـ ٍ‬

‫وجــذوع أشــجار حقولــه ‪ ،‬كيــف لنــا أن نكــو َن فــي‬ ‫مســتوى هــذا الــوالء ‪ ،‬ومــا الــذي تُعنيــه كلم ـ ُة وطــن‬ ‫ـاعرك وامتــداد ُروحـ ِـك مــع أطيـ ِ‬ ‫لمــن فــي رقــةِ مشـ ِ‬ ‫ـاف‬ ‫أحبـ ٍـة توســدوا الثــرى ‪ ،‬ورحلــوا خلــف البحــر والريــح‬ ‫؟‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عظيمــة تلمســناها فــي‬ ‫لكلمــة‬ ‫الوطــن معنــى‬ ‫اإلصــرارِ علــى المقاومــةِ وفــي رعشــةِ النصــرِ ‪..‬‬ ‫ـس هــواءاً ُمختلف ـاً‬ ‫الوطــن أغنيــة فــي فـ ِـم طفـ ٍـل يتلمـ ُ‬ ‫ـس أن الذيــن رحلــوا فــي ســبيلِ هــذه القيمــة‬ ‫‪ ..‬وأحـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫زمــن انحســرت فيــه‬ ‫مــن ذوي‬ ‫الحــظ العظيــم فــي ٍ‬ ‫كبيــر‬ ‫حلــم‬ ‫ٍ‬ ‫المقاومــة وماتــت الثــورات ‪ ،‬يــا لــه مــن ٍ‬ ‫بفــرح التحقــق يومــاً بعــد يــوم‪.‬‬ ‫نتلمســه‬ ‫ِ‬ ‫واقــع مأســاوي ‪ ،‬ويرقــى‬ ‫وطــ ٌن‬ ‫ُ‬ ‫ينهــض بِجــالِ‬ ‫ٍ‬ ‫بِنبيــذِ‬ ‫شــهداءِ‬ ‫حريتــه إلــى مســتوى الرمــزِ فــي‬ ‫المنــح والعطــاء ‪ ،‬وطــ ٌن مــن ٍ‬ ‫فــادح‬ ‫أرث‬ ‫أســطور ِة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ـفوح علــى‬ ‫بلوعتــهِ ‪ ،‬يمنـ ُح الذاكــرة وجهـا بِلــونِ ٍدم مسـ ٍ‬ ‫أرض أنهكــت وتعبــت مــن حصــادِ األســى ‪ ،‬مــا الــذي‬ ‫ٍ‬ ‫يمكــن أن يُضيفــه وهــج الكلمــة لهــذا الخــراب الــذي‬ ‫ـب أوتــا َد خيامــه ُقــرب ربيـ ٍـع عربـ ٍـي ٍ‬ ‫آت ُرغــم ُشــح‬ ‫ينصـ ُ‬ ‫المطــر فــي أجــواء التضامــن العربــي ؟‬ ‫يضيـ ُ‬ ‫ـراب مؤقــت‬ ‫ـ‬ ‫ـف الكثي ـ َر يــا عزيزتــي ‪ ..‬هــو خ ٌ‬ ‫ـس وقعهــا‪ ..‬بــرأي‬ ‫‪..‬الكلمـ ُة الزلزلــة ال ينبغــي أن نبخـ َ‬ ‫ينبغــي أن ال نتشــائم ‪ ،‬يكفــي أن معظــم الثــورات أتــت‬ ‫أُكلهــا وأنهــا أزاحــت مثاقيــل طغــاة مــا حســبنا أن‬ ‫نشــهد ســقوطهم ‪ ..‬والزمــن كفيــل بمحــو كل خــراب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫للثابــت وال ُمحــدد‬ ‫لُغــ ُة الســرد الشــعري ال تخضــع‬ ‫ُؤجـ ُج‬ ‫وال ُمؤطــر ‪،‬‬ ‫ـب ذاكــرةَ المبــدع وت ِ‬ ‫ُ‬ ‫المحهــا ت ُِطـ ُل ‪ ،‬تنهـ ُ‬ ‫مــا حولــه ‪ ،‬بــأي لُغـ ٍـة ُمبدعـ ٍـة أتقنـ ِـت كتاب َة النص الشــعري‬ ‫وكتابــة القــراءات النقديــة فــي المشــهد األدبــي ‪ ،‬كل هــذا‬ ‫كــي تُأكديــن العالقــة الوثيقــة بيــن خيــال الكاتــب وواقعــه‬ ‫ـض الكاتــب‬ ‫‪ ،‬وبيــن بـ ٍ‬ ‫ـركان يمــو ُج بشــجنه لِفهـ ِـم الحيــاة بنبـ ِ‬ ‫وبيــن مــا تنجــزه الكتابــة كــي نكتشــف اآلخــر ؟‬ ‫الكتاب ـ ُة هــي اكتشـ ٌ‬ ‫ـاف للــذات أوال هــي نتــاج أخيلــة‬ ‫أججهــا الشــعر فطفقــت ترســم ذاتهــا ‪ ..‬الكتابــ ُة‬ ‫معجــزةُ الشــاعر ‪ ،‬والشــعر مــاذه الدائــم هــو طريقتــه‬ ‫فــي فهــم الحيــاة والتواصــل مــع اآلخــر‪ ..‬ومــن جهتــي‬ ‫كانــت القصيــدة والزالــت رئتــي الثالثــة وكمــا قلــت هــي‬ ‫ممارســة وجوديــة فعليــة تــكاد تكــون يوميــة بالنســبة‬ ‫لــي‪ ..‬يكفــي أن الشــعر منحنــا هــذا الهــواء النظيــف فــي‬ ‫غرفــة الكــون‪.‬‬

‫عاهرة الجمهورية [السيرة والسلطة]‬ ‫اســم مثيــر لروايــة مثيــرة ولعــل إثــارة هــذه الروايــة تنبــع مــن كونهــا ســيرة‬ ‫ذاتيــة ومذكــرات شــخصية لكاتبتهــا ( كريســتين دوفييــه – جونكــور ) التــي‬ ‫أهــدت روايتهــا إلــى والديهــا وأبنائهــا ثــم قدمــت لروايتهــا بالتالــي ‪“ :‬كان‬ ‫المــراد فــي خريــف عــام ‪ 1997‬اإليقــاع بعاهــرة الجمهوريــة كمــا قيــل لــي ‪:‬‬ ‫فامــام مــن مِ ــن الشــهود جــرى هــذا الحديــث ؟ ومــن تفــوه بــه ؟ ‪ ...‬ال يــزال‬ ‫لغــزاً ‪...‬‬ ‫مهمــا يكــن فإننــي مدينــة بعنــوان هــذا الكتــاب ألحــد مــا ‪ .‬أريــد أن‬ ‫أضطلــع بهــذه التســمية رغــم معارضــة أهلــي وحزنهــم ‪.‬‬ ‫إن كانــت محكمــة وســائل اإلعــام قــد شــ ّدت إلــى ( عامــود التشــهير‬ ‫) وثــاق صــورة مشــوهة المــرأة ال أمــت لهــا بصلــة ‪ ,‬فإننــي اليــوم وللمــرة‬ ‫األولــى أتوجــه بكتابــي هــذا إلــى محكمــة الــرأي العــام “‪.‬‬ ‫الكتــاب صــدر فــي طبعتــه العربيــة األولــى عــام ‪ 2007‬عــن دار الحــوار‬ ‫بســوريا وعــن ترجمــة لألســتاذ ( بشــير بــاش إمــام ) وفــي ‪ 205‬صفحــة مــن‬ ‫الحجــم المتوســط ‪.‬‬ ‫الروايــة تــروي قصــة بطلتهــا الكاتبــة ( كريســتين دوفييــه – جونكــور‬ ‫) التــي تربطهــا عالقــة صداقــة قويــة بوزيــر خارجيــة فرنســا فــي عهــد‬ ‫الرئيــس الفرنســي ( فرنســوا ميتــران ) وهــو ( روالن دومــا ) حيــث قــام‬ ‫زوجهــا بدفعهــا للعمــل فــي شــركة كبــرى مــن شــركات البتــرول ( شــركة ألــف‬ ‫– كيتيــن ) كمنســقة للعالقــات بيــن الشــركة ووزارة الخارجيــة الفرنســية‬ ‫التــي يتوالهــا صديقهــا ( روالن دومــا ) حيــث قامــت الشــركة باســتغالل‬ ‫صداقتهــا بالوزيــر لتمريــر صفقاتهــا لــدى الــوزارة لينتهــي بهــا األمــر فــي‬ ‫الحبــس االحتياطــي متهمــة بعــدة تهــم ( ســلب أمــوال – رواتــب وهميــة ‪-‬‬ ‫اســتغالل المصلحــة العامــة – تكتــم – تواطــؤ – محاولــة نصــب واحتيــال‬ ‫) ورغــم أن هــذه القضيــة قــد تــورط فيهــا أربعــة وأربعــون رج ـ ً‬ ‫ا لكــن لــم‬ ‫يســجن منهــم ســوى الكاتبــة لكونهــا امــرأة لذلــك فــإن الروايــة تفضــح أول‬ ‫مــا تفضــح التمييــز الجنســاني فــي فرنســا تقــول الكاتبــة فــي ص ‪(( 72‬‬ ‫كان لــدي – ومازلــت – اليقيــن بأنهــا معركــة امــراة عوقبــت ألنهــا أرادت‬ ‫اســترجاع حريتهــا ‪ ,‬أن تغيــر قدرهــا ‪ ,‬أن تناضــل دون أن تعــرف جيــداً‬ ‫القواعــد وبســاح غيــر متكافــئ ‪ ,‬أظهــرت أســلحتي عــدم جدواهــا فــي‬

‫معركــة األســود )) ‪ .‬وتعــود فــي ص ‪ (( 162‬هــل كان هــذا ليحــدث لــو إننــي‬ ‫لــم أشــغل منصب ـاً “للرجــل” ؟ المــرأة التــي تنجــح ي هــذا العالــم ليســت‬ ‫نقيــة ‪ .....‬ثــم تضيــف ‪ :‬وجــود امــرأة فــي وســط يكــره النســاء مزعــج )) ‪.‬‬ ‫كمــا تســلك الكاتبــة فــي روايتهــا الضــوء علــى معانــاة الســجناء فــي‬ ‫الســجون الفرنســية علــى الصعيديــن الجســدي والنفســي و اإلنســاني ((‬ ‫توقــف النحيــب فــي حلقــي ‪ ,‬بعثــروا رســائل األصدقــاء ‪ .‬هنــا تُغتصــب‬ ‫كل حميميــة صغيــرة وضروريــة وحيويــة لــكل كائــن بشــري ‪ ,‬مــن الصعــب‬ ‫قضــاء الحاجــات الشــخصية أمــام اآلخريــن ‪ .‬فــي زنزانــات فرنســا بلــد‬ ‫حقــوق اإلنســان يجــب إيجــاد اللحظــة المناســبة بيــن جولتيــن للحــرس ونــوم‬ ‫شــريكة الزنزانــة ‪ ,‬أمــا ً االســترخاء علــى كرســي المرحــاض ‪ ,‬وعينــاك‬ ‫متســمرتان علــى عيــن البــاب الســحرية ‪ .‬أصبــح التفكيــر والذاكــرة مــن‬ ‫النفائــس ‪ ,‬فهمــا كل مــا تبقــى لنــا وال أحــد يســتطيع أن يحتجزهمــا أو‬ ‫يفتشــهما )) ‪ .‬وبهــذا أوضحــت لنــا الكاتبــة حجــم الظلــم الــذي تتعــرض لــه‬ ‫المــرأة مــن قِ بــل الرجــل فــي المجتمــع الفرنســي ‪ -‬مجتمــع العــدل واإلخــاء‬ ‫والمســاواة – خاصــة عندمــا تطغــى المصالــح الشــخصية علــى روح اإلنســان‬ ‫‪ .‬تقــول “كريســتين”‪ (( :‬يتســرب المــاء إلــى القــارب ‪ ,‬يتركــه الرجــال ‪,‬‬ ‫يجــدون امــرأة يســجنونها فــي قعــر المركــب لتغــرق وحدهــا )) ص ‪. 130‬‬ ‫وال يقتصــر األمــر فقــط عــل ظلــم الرجــال للنســاء بــل إن الكاتبــة تفضــح‬ ‫لنــا فســاد ذوي المــال والنفــوذ والســلطة ولعبهــم بمصائــر البشــر وتســخير‬ ‫الحكومــات لغــرض خدمــة مصالــح شــركات كبــرى واســتغالل النفــوذ‬ ‫والســلطة لتحقيــق منافــع شــخصية – يبــدو أن هــذه األمــراض ليســت حكــراً‬ ‫علــى دول العالــم الثالــث – تقــول الكاتبــة)) ‪ :‬أدركــت أن ســلطة المــال لهــؤالء‬ ‫الرجــال مــا هــي إال لعبــة يحرصــون عليهــا كثيــراً وتنســيهم كل شــيء ‪ .‬كانــت‬ ‫سياســة األرض المحروقــة هــي المطبقــة علــى الصعيــد العائلــي ‪ .‬كنــت‬ ‫أرى مــن حولــي رجــاالً بينهــم القليــل مــن اآلبــاء المســئولين ‪ .‬يســمح رجــال‬ ‫الســلطة ألنفســهم بالكثيــر مــن الضعــف ‪ .‬صحيــح إن هــذا عــام منفصــل‬ ‫‪ .‬إنــه عــام وحشــي ‪ .‬رجــال الســلطة مشــغولون دائم ـاً ‪ .‬عندمــا يخرجــون‬ ‫مــن بيتــك ال تعــرف أيــن يذهبــون ‪ :‬إلــى عشــاء ؟ إلــى القصــر الجمهــوري‬ ‫؟ إلــى زوجاتهــم أم إلــى عشــيقاتهم ؟ إنهــم رجــال يتكلمــون قليـ ً‬ ‫ا وال يمكــن‬

‫اإلمســاك بهــم ‪ .‬يملصــون أكثــر مــن غبرهــم ‪ .‬اعتــادوا علــى الحفــاظ علــى‬ ‫أقوالهــم وليــس علــى وعودهــم ‪ .‬إنــه عالــم القــوة والضعــف ‪ ....‬فهــؤالء‬ ‫الرجــال غيــر قادريــن علــى االبتــكار ومــا الســلطة إال تعويــض عــن شــعورهم‬ ‫بالنقــص )) ص ‪. 173‬‬ ‫ومثلمــا يحــدث فــي أغلــب المجتمعــات الغربيــة المفككــة اجتماعيــا‬ ‫والمترديــة إنســانياً لعــب اإلعــام دور الصيــاد فــي المــاء العكــر أو القــراد‬ ‫التــي يقتــات علــى دمــاء اآلخريــن وآالمهــم (( كانــت الصــورة ملتقطة بعدســة‬ ‫مقربــة ‪ .‬كان وجهــي مكبــراً مائــة مــرة ‪ ,‬يبــدو ملطخــاً ‪ ,‬مشــوهاً كوجــه‬ ‫مجــرم حقيقــي ‪ ,‬وكتبــت الصحــف ‪ :‬هــل كانــت دميــة أم العقــل المدبــر ؟‬ ‫‪ ...‬صديقــة الوزيــر الســابق ؟ تســمرت مندهشــة أمــام الشاشــة الصغيــرة !‪.‬‬ ‫مــاذا فعلــت هنــاك ؟ “ الوزيــر الســابق ‪ ...‬صديقتــه “ كل شــيء كان‬ ‫يتدافــع فــي رأســي ‪ ,‬وانهــرت علــى ســريري ‪ ,‬لقــد اســتولت علـ ّـي وســائل‬ ‫اإلعــام ‪ ,‬وراحــوا يشــكلون ويكونــون شــخصيتي كلعبــة الصــور المركبــة ‪,‬‬ ‫فيلصقــون صــورة هنــا وإشــاعة هنــاك وخبــر غيــر أكيــد فــي مــكان أبعــد ‪...‬‬ ‫دت جميــع المنافــذ ‪ :‬قطــن فــي أذنــي ‪,‬‬ ‫لقــد شــهروا بــي وفضحونــي ‪ .‬س ـ ّد ُ‬ ‫وقميــص علــى عينــي ‪ .‬أردت أن أختفــي ‪ ,‬ولــو أســتطاع قلبــي أن يتوقــف ع‬ ‫الخفقــان ‪ ...‬إلــى أيــن يأخذوننــي ؟ )) ص‪. 38‬‬ ‫وفــي مقطــع أخــر (( أشــعلت أخبــار التلفزيــون واإلذاعــة والصحــف‬ ‫الفتيــل ز كل شــيء ينفجــر‪“ ...‬كريســتين – جونكــور فــي الصفحــات األولــى”‬ ‫“ المــرأة التــي جعلــت الدولــة ترتجــف “ ص‪. 49‬‬ ‫وتضيــف بمــرارة ((مــا يحــز فــي قلبــك كثيــراً هــو المشــاعر الحساســة‬ ‫والمخلصــة جــداً التــي تلصلصــث عليهــا وســائل اإلعــام ‪ .‬مــن لــم يعــرف‬ ‫هــذا االغتصــاب ال يمكنــه أن يفهــم )) ص‪. 151‬‬ ‫وكمــا جــاء فــي ثعليــق الناشــر فــإن (( هــذه الســيرة التــي كتبتهــا “‬ ‫كريســتين دوفييــه – جونكــور” فــي قالــب روائــي بالــغ التشــويق واإلثــارة‬ ‫وبالــغ األهميــة أيضــا بمــا يفضــح مــن كبــار المســئولين والــوزراء ورجــال‬ ‫األعمــال ‪ .‬لقــد ذاقــت عاهــرة الجمهوريــة عذابــات الســجن والتحقيــق ‪,‬‬ ‫فــكان أن كتبــت هــذا الــذي يبــدو أغــرب مــن الخيــال ‪ ,‬لــكأن الكتابــة حق ـاً‬ ‫نــداء الحريــة والحقيقــة )) ‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫‪WWW. ASSABAH.LY‬‬

‫ثقافة‬

‫الثالثاء ‪ 11‬جمادي األولى ‪1441‬‬

‫إستطالع ‪ :‬مهنَّد شريفة‬

‫أواصر العالقة بين المبدع والمكان‬

‫تمــاه النصهــار طــردي فكلّمــا أنضجــت األيــام المبــدع‬ ‫عالقــة المبــدع بالمــكان‬ ‫ٍ‬ ‫ترســخت وشــائجه بالمــكان أكثــر‪،‬ذاك الشــارع الــذي ركــض فيــه طفــل صغيــر بكرتــه‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫الجوربيــة ثــم مــا لبــث أن صــار وطنً ــا فــي حــارة نجيــب محفــوظ يتق ّلــب بيــن فكـ ّ‬ ‫الحــق والباطــل ‪ ،‬وتأصلــت جــذوره داخــل ُتربــة األمــل فــي قصيــدة محمــود درويــش‬ ‫فعــاش عمـ ًـرا يحيــك أمنيــة عودتــه ‪ ،‬ولمســنا إنســيابيته بيــن أزقــة الكبــت واإلنتصــار‬ ‫لــدى الروائــي خليفــة حســين مصطفــى إذ بــدا المــكان فــي خصوصيتــه الروائيــة بطـ ً‬ ‫ـا‬ ‫يقابــل هزيمتــه بإنتصــار وهنــا يتقاطــع معــه وإن علــى المقلــب اآلخــر عمــق المــكان‬ ‫عنــد تجربــة القــاص كامــل المقهــور فــا نــدرك أيهمــا إمتشــق لــواء البطولــة المــكان‬ ‫أم الحنيــن إلــى المــكان‪ ،‬وفــي هــذا المقــام نعــود مــرة أخــرى لنبحــر فــي دنيــا المــكان‬ ‫نحــاول توخــي المزيــد مــن تفاصيلــه المتداخلــة التــي يســتعصي علينــا ظهورهــا‬ ‫للوهلــة األولــى‪.‬‬ ‫إن المــكان عنــد المبــدع والدة للمســتقبل وحاضــن‬ ‫لذكريــات الخطــو والعثــر‪ ،‬وربمــا فــي هــذا الســياق‬ ‫المــكان ليــس النمــوذج الصــارم الــذي تحــدده ســل ًفا‬ ‫عمــارة الجــدران المطل ّيــة بالجيــر واأللــوان‪ ،‬المــكان هــو‬ ‫تجربــة انتظــار للمنتظــر يكتشــف فيــه المبــدع العالــم مــن‬ ‫حولــه يخاطبــه ويُقامــر بــه فيُمـ ِّرن جوارحــه بالتالــي علــى‬ ‫قســوة الحنظــل وضــوع الياســمين‪ ...‬ومــا يم ّيــز المبــدع‬ ‫عــن ســواه أنــه ال يكتفــي بنزعــة اإلكتشــاف وحســب بــل‬ ‫يســتجيب لنزعــات أخــرى تجعلــه ذا قــدرة علــى خلــق‬ ‫أمكنــة داخــل عمــق المــكان الواحــد ورســم أبعــاد جديــدة‬ ‫ألطــوار الزمــكان تكــون بمثابــة المــاذ للهاربيــن من جحيم‬ ‫الح ّيــز الواحــد ‪...‬وعبــر هــذا االســتطالع نحــاول الوقــوف‬ ‫علــى عالقــة المبــدع عمو ًمــا بالمــكان ومــا يحملــه فــي‬ ‫أغــواره مــن قداســة وقســاوة تجعلــه المؤثــر والمتأ ِثــر مــن‬ ‫خــال االضــاءة علــى وجهــات نظــر أهــل الفــن واإلبــداع‪.‬‬ ‫محيي الدين المحجوب ‪ :‬شاعر وكاتب ليبي‬ ‫قبــل أن ألــج هــذا الموضــوع‪ ،‬يمكننــي اســتدعاء معجــم‬ ‫المديــح احتفــا ًء بالمــكان باعتبــاره يتســامى فــي الحضــور‬ ‫الخـ ّ‬ ‫اق لإلنســان‪.‬‬ ‫مــن هنــا‪ ،‬يتغيــا المــكان – ســواء كان واق ًعــا أو متخ ّيـ ً‬ ‫ا‬ ‫نصــي‬ ‫الســامية وحضــوره الف ّيــاض داخــل ّ‬ ‫ بمكانتــه ّ‬‫ّ‬ ‫الشــعري‪ ،‬أشــعر أ ّننــي مشــدود إليــه بخيــط خفــي‪ ،‬أنشــغل‬ ‫بــه مثــل رضيـ ٍـع بثــدي أ ّمــه‪.‬‬ ‫بعــض األمكنــة عاد ّيــة ومه ّمشــة لكــن باقتــراب ّ‬ ‫الشــاعر‬ ‫منهــا يُبلّلهــا بنفحـ ٍـة شــعر ّي ٍة تُنفــخ فيهــا الحيــاة‪ ،‬أمكنتــي‬ ‫خاصــة وعا ّمــة‪ ،‬لكنّنــي أجــد نفســي‬ ‫فــي القصيــدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـاص‪ ،‬الغائــر فــي مناطــق‬ ‫مشــدودا غريزيــا إلــى مكانــي الخـ ّ‬ ‫ال ّداخلــي والج ّوانــي ال أراه إ ّال علــى ضــوء الـ ّروح‪ ،‬مطلقــا‬ ‫ال أختــار هــذا المــكان لكنــه يلــج إلــى الفضــاء النّصــي‬ ‫ً‬ ‫فارضــا حضــوره ال ّذهنــي الواعــي ليصبــح‬ ‫مــن ثقــب خفــي‬ ‫وتأججهــا‪ ،‬بــل‬ ‫مفتوحــا علــى عنفــوان الحيــاة‬ ‫بذلــك مكا ًنــا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫هــو عنــوان هــذه الحيــاة‪.‬‬ ‫أعــرف أمكنتــي مثلمــا أعــرف لغتهــا‪ ،‬لــك ّل مــكان لغتــه‪،‬‬ ‫تمامــا مثلمــا لــك ّل نــص لحظتــه‪ ،‬قــد تطـ ّل بعذاباتهــا كنهــر‬ ‫يمنــح ّ‬ ‫للطفولــة والمــرأة حضــوره‪ ،‬وقــد تأتــي علــى هيــأة‬ ‫ذميمــة كحــرب لــم تســتيقظ الشــمس فــي مفاصلهــا‪.‬‬ ‫بعــض األمكنــة ســرقوا منهــا اســمها‪ ،‬لك ّنــي أســتر ّدها‬ ‫ـال جامـ ٍـح كــي تتنّفــس برئــة القصيــدة‪ ،‬أنتشــلها مــن‬ ‫بخيـ ٍ‬ ‫ذاكــرة الخــراب إلــى ذاكــرة النّــص‪ ،‬والقــارئ لنصوصــي‬ ‫يلمــس هــذا التعالــق الشــفيف بالفضــاء المكانــي بمختلــف‬ ‫تجلياتــه وصــوره‪.‬‬ ‫أمكنــة عديــدة تســللت كموســيقى إلــى قصائــدي‪:‬‬ ‫“إســكافي األمكنــة”‪“ ،‬موســيقى”‪،‬‬ ‫“أحــ ّدق مــن نعــاس”‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫غيــر أنّ أكثرهــا مثــوالً يفصــح عــن جغرافيــا مســقط‬ ‫الــ ّرأس‪..‬‬ ‫نجالء شوكت ‪ :‬فنّ انة تشكيلية ليبية‬ ‫دور المــكان مهــم ج ـدًا للفنــان وتركــه أثــر فــي وجــدان‬ ‫المشــاهد أو القــارىء يعــزز مــن التــراث اإلنســاني فــي‬ ‫كل مــكان يبصــم فيــه ابتــكاره وإلهامــه خاصــة الفنــان‬ ‫الصــادق‪.‬‬

‫الموافق ‪ 7‬يناير ‪2020‬‬

‫العدد ‪198 :‬‬

‫السنة األولى‬

‫لــذا نحــن نمــر بمرحلــة إنتقــال فــي كل المجــاالت‬ ‫فالعالقــة بيــن المــكان والمبــدع هــي التأثيــر المباشــر‬ ‫والغيــر مباشــر علــى نفســية المتلقــي وروحــه ألنــه عندمــا‬ ‫يفجــر الفنــان فنــه ينقــل معــه عطــاء ال حــدود لــه وتالحــم‬ ‫تــام و تــوازن جميــل خاصــة حيــن نتكلــم عــن اللوحــة كعمــل‬ ‫صامــت يجســد مشــهد واحــد فيــه حكايــة مــا‪ ،‬ألتقــط‬ ‫لــك هــذه اللحظــة بــدفء المــكان واللــون فيهــا بإيجابيتــه‬ ‫وســلبيته بمثابــة جســر بيــن الوعــي والالوعــي وإنعــكاس‬ ‫العمــل علــى المتلقــي لــه خصوصيتــه السـ ّيما فــي داخلــك‬ ‫‪ ،‬واألهــم مــن ذلــك كلــه أن تبقــى اللوحــة خالــدة‪ ،‬وليســت‬ ‫ديكــو ًرا أو تر ًفــا فقــط ‪ ،‬ومحصلــة ذلــك أن يعطــي رصيـدًا‬ ‫وتراك ًمــا للــكل‪ ،‬المهــم هــو مقــدار الشــجاعة و مقــدار‬ ‫ثقافــة الجمهــور أو القــ ّراء للعمــل الفنــي‪ ،‬فالنقــاش‬ ‫والحــوار يقلــص مــن مســاحة الغربــة بينهــم ‪،‬وبالتالــي ال‬ ‫ينفصــل الفنــان عــن معانــاة شــعبه أو أهلــه فلذلــك تأثيــر‬ ‫كبيــر وســاحر‪..‬‬ ‫والعمليــة الفنيــة شــديدة التعقيــد ومجهولــة المصــدر‬ ‫أحيا ًنــا إال أنهــا قــادرة علــى إدهاشــنا خاصــة حيــن أتذكــر‬ ‫أن عــد ًدا البــأس بــه مــن لوحاتــي ينعــم بحريــة كبيــرة‬ ‫داخــل بيــوت أصدقائــي جذورهــا ممتــدة إليهــم وهــي‬ ‫حقيقــة أعتــز بهــا ‪.‬‬ ‫يوسف خديم اهلل ‪ :‬شاعر وكاتب تونسي‬ ‫أنا والمكان؟‬ ‫ر ّبما كان سؤا ٌل كهذا‪ ،‬سؤاالً خاطئا‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫انطولوجــي‬ ‫وتــازم‬ ‫بداهــة‬ ‫خاطــئ‪ ،‬لقيامــه علــى‬ ‫هــو‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫بيــن المــكان واإلنســان‪ ،‬بيــن الجغرافيــا والتّاريــخ‪.‬‬ ‫صحــت هــذه البداهــ ُة بشــأنِ اإلنســان‪ ،‬مطلقــا‪،‬‬ ‫وإن ّ‬ ‫فهــي قــد ال تكــون كذلــك إذا مــا كان اإلنســان ذاك كائنــا‬ ‫اجتماع ّيــا مخصوصــا مــن قبيــلِ مــن يتعامــل مــع اللغــة‬ ‫باعتبارهــا فضــاء إلنتــاج المعانــي والرمــوز ‪ ،‬يتظافــر‬ ‫خاللهــا الجمالــي و الفكــري‪ ،‬كالشــاعر مثــا‪.‬‬ ‫والشــاعر‪ ،‬بذلــك المعنــى‪ ،‬ال يتحقــق لــه «وجــود» خــارج‬ ‫عالمــه الســيميائي ذاك‪ .‬وعليــه‪ ،‬يكــون المــكان مجــ ّرد‬ ‫عامــل مــن بيــن عوامــل الحيــاة األخــرى‪ ،‬المتح ّركــة‪ ،‬بــل‬ ‫يمكــن أ ّال يكــون ذا تأثيــر مباشــر طالمــا أنــه أي الشــاعر‪-‬‬ ‫كائ ـ ٌن اجتماعـ ّـي مفــارقٌ‪ ،‬و بمعنــى أدقّ ‪ :‬منفـ ٌّـي‪.‬‬ ‫منفــي بالضــرورة‪ ،‬ال بمعنــى مفارقتــه‬ ‫كائــن‬ ‫الشــاع ُر‬ ‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ـكان «أصلـ ّـي» مــا‪ ،‬بــل لمفارقتــه للزمــن‪ ،‬زمــن المــكان‬ ‫لمـ ٍ‬ ‫الــذي يتعي ـ ُن بــه‪.‬‬ ‫ـروط بحيــاةٍ‬ ‫هــو منفـ ّـي «اختيار ّيــا» تقريبــا مــن زمـ ٍـن مشـ ٍ‬ ‫تُعـ ُ‬ ‫ـاش حســب «مقاييــس» اإلنتــاج التــي ســلعنت ك ّل شــيء‬ ‫تقريبــا‪ ،‬حتــى الفـ ّـن نفســه‪ .‬وكــون المــكان مج ـ ّرد فضــاء‬ ‫الســلعنة الشــمول ّية‪ ،‬يصــارع الشــاعر كل‬ ‫موضوعـ ّـي لتــك ّ‬ ‫ذلــك بمــا تب ّقــى مــن أوهـ ٍـام عالقـ ٍـة بـ»قيــم» اإلبــداع‪.‬‬ ‫إن التضــارب بيــن تلــك المقاييــس وتلــك القيــم ال يجــد‬ ‫لــه الشــاعر حــ ّ‬ ‫ا راديكاليــا فــي اإلقامــة «الموضوعيــة»‬ ‫فــي مكانــه الموضوعــي‪ ،‬حيــث يعمــل ليــأكل و ينــام كأي‬ ‫دا ّبــة داهمهــا الجــوع فأكلــت و داهمهــا الليــل فنامــت‪ ،‬إ ّال‬ ‫إذا كان شــاعرا توفيقيــا انتهاز ّيــا أو بلغـ ٍـة عصريــة ناعمــة‪:‬‬ ‫براغمات ّيــا!‬ ‫لقائــل متعاطـ ٍـف أن يقــول‪ :‬إنــه يجــد الحـ ّل فــي إبداعه‬

‫نجالء شوكت‬

‫مريم جنجلو‬

‫ال غيــر‪ ،‬مــن دون أن «يكســر دماغــه» فــي مســاءلة شــروط‬ ‫إنتاجــه وتســويقه وتداولــه التــي‪ ،‬فــي النهايــة‪ ،‬ال قــدرة لهــا‬ ‫علــى اختــراق قوانيــن الســوق المع َّمــم‪.‬‬ ‫صحيـ ٌح‪ ،‬نحــن ال نريــد للشــاعر أن يكــون «آلــة» تفكيــر‬ ‫لكــن عجــزَه ‪ -‬واألســوأ ســكوته‬ ‫تنســف هو ّيتــه كشــاعر‪ّ ،‬‬ ‫خصوصــي فــي‬ ‫فعــل‬ ‫أو‬ ‫قــول‬ ‫ عــن اجتــراح مســاحة‬‫ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫الشــأن العــام‪ ،‬مــن خــال الشــأن الثقافــي‪ ،‬يجعلــه مجـ ّرد‬ ‫مــكان ليــس لــه أصــا‪ ،‬لكنــه ال‬ ‫ٍ‬ ‫متصالــح مــع‬ ‫متواطــئ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يفع ـ ُل ســوى تبريــر اغترابــه فيــه با ّدعــاء امتالكــه‪ ،‬واقعــا‬ ‫فــي مــا يعيــش‪ ،‬أو مجــازا فــي مــا يكتــب‪..‬‬ ‫شخص ّيا‪ ،‬لم يكن يعنيني هذا األمر من طويل‪.‬‬ ‫نهائــي‪ ،‬حتــى موطنــي‬ ‫لــي أو‬ ‫ٍ‬ ‫لــم أرتبــط‬ ‫ّ‬ ‫بمــكان أ ّو ٍ‬ ‫ـب تاريخــي الشــخصي الباكــر‪ .‬لقــد‬ ‫ومســقط رأســي و ملعـ ُ‬ ‫مــكان آخــر ال أعــرف عنــه شــيئا‬ ‫ٍ‬ ‫اختــرت مغادرتــه إلــى‬ ‫ســاحلي فــي خريطــة تونــس الشــقيقة‪..‬‬ ‫رأس‬ ‫عــدا أنــه ٌ‬ ‫ّ‬ ‫غادرتــه فــي اللحظــة التــي يعــود فيهــا النــاس‪ ،‬عــادة‪ ،‬إلــى‬ ‫ـخصي‬ ‫موطنهــم و مســقط رأســهم وملعــب تاريخهــم الشـ‬ ‫ّ‬ ‫الباكــر‪ ،‬أل ّننــي أعــرف أننــي منفـ ٌّـي أصــا‪ ،‬م ّرتيــن‪:‬‬ ‫مواطنا غالبا و‪...‬شاعرا دائما‪.‬‬ ‫ومن قبلنا‪ ،‬كتب كافافيس‪:‬‬ ‫(‪ )...‬ال سفين َة لك‪،‬‬ ‫ال طريقَ‪.‬‬ ‫بت حياتك‪ ،‬هنا‪،‬‬ ‫دمت قد خ ّر َ‬ ‫فما َ‬ ‫ـكان‬ ‫الصغيــر ِة فقــد دمرتهــا فــي ك ّل مـ ٍ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الزاوي‬ ‫ـذه‬ ‫فــي هـ‬ ‫ّ‬ ‫آخــر مــن العالَــم‪.‬‬ ‫روناك عزيز ‪ :‬شاعرة وتشكيلية عراقية‬ ‫للمــكان دوره العظيــم دون أي شــك فــي مــا يبدعــه أي‬ ‫فنــان أو أي كاتــب أو شــاعر ‪،‬‬ ‫وكذلــك الشــئ نفســه مــع المبــدع حيــث أننــا نــدرك‬ ‫بالبداهــة أن ليــس كل الفنانيــن مبدعيــن بالضــرورة‬ ‫وكذلــك ليــس كل الشــعراء‪.‬‬ ‫تلــك العالقــة الوطيــدة بيــن المــكان واإلنتــاج واإلبــداع‬ ‫الفنــي تختلــف مــن شــخص إلــى آخــر ومــن زمــن إلــى‬ ‫آخروتتغيــر كمــا فصــول العــام ‪.‬‬ ‫ولذلــك نجــد أهميــة وقداســة المــكان فــي الفنــون‬ ‫عامــة ‪،‬المــكان قــد يكــون الوطــن عنــد الكثيريــن وقــد‬ ‫يكــون االنتمــاء المقــدس لمــكان مــا تجلــى فيــه الشــاعر‬ ‫وكتــب نصــه حيــن إلتقــى حبيبتــه ‪،‬قــد يكــون المــكان قلــب‬ ‫العاشــق والمعشــوق وقــد يكــون جــدران واهيــة توشــك‬ ‫علــى اإلنهيــار لكــن فــي ظاللهــا حــدث الكثيــر‪ ،‬المــكان‬ ‫ذاك البــراح الــذي يلهمنــا يمنحنــا خصوبــة الخيــال ودفــق‬ ‫البــوح مــا يجعــل أصابعنــا ترســم علــى وتــر الــروح المكان‬ ‫جميــل ومرعــب فــي الوقــت نفســه نــدور فــي فلكــه حتــى‬ ‫آخــر العمــر ‪.‬‬ ‫قــد تبــدع وأنــت فــي الســجن وتكتــب مــا التكتبــه وأنــت‬ ‫طائــر طليــق ‪ ،‬وقــد ترســم وأنــت تعيــش فــي حــي بائــس‬ ‫أجمــل لوحــة وقــد تعيــش اإلغتــراب ألــف مــرة وأنــت فــي‬ ‫وطنــك وبيــن أهلــك لكنــك التبــدع‪ ،‬بينمــا اآلالف أبدعــوا‬ ‫فقــط بعــد أن أصبحــوا الجئيــن وكأن بــاد الغربــة‬ ‫منحتهــم كل مايريدونــه لينطلقــوا مبدعيــن ملهميــن‬ ‫فيكتبــون ويرســمون وينافســون فــي مجــاالت اإلبــداع‬

‫الكيالني عون‬

‫محي الدين المحجوب‬

‫المختلفــة‪.‬‬ ‫لعنــة المــكان تطاردنــا نعــم أينمــا نذهــب‪ ،‬إننــا نحــن‬ ‫المــكان المتغيــر مــن حولنــا‪.‬‬ ‫الكيالني عون ‪ :‬شاعر وأديب ليبي‬ ‫صوت القذيفة‬ ‫(يد ِّوي‬ ‫ُ‬ ‫ال تدري أين تختبئ‬ ‫ّ‬ ‫قطتنا المرسومة على الجدار)‬ ‫المــكان ذريعتنــا فــي إقتبــاس المعنــى ولملمــة مــا ينــدر‬ ‫اإلحتفــاظ بــه‪ ،‬وهــو وعينــا المتخ َّيــل بوجهــات إمتالكــه‬ ‫الحــدس بنــا ‪ ،‬وبمعنــى مــا المــكان هــو نحــن بصياغــة تُبنى‬ ‫فقــط علــى تجــاوز العالقــة بمفهومهــا العــام والوصفــي‪.‬‬ ‫المــكان بيتنــا ونحــن بيتــه‪ ،‬صنــوان فــي مــزج األدوار‬ ‫وخلــق الالحــدود بيــن هــذه الثنائيــة المرتبكــة بقوانيــن‬ ‫حجــة كبــرى إلنبنــاء مفاهيمــي‬ ‫الســلف التأويلــي وهــي ّ‬ ‫مغايــر‪.‬‬ ‫ال يمكننــي وصــف المــكان كشــيء ســاكن أو غيــر مالــك‬ ‫ألدوات تعبيريــة خاصــة ‪ ،‬وهــو ظـ ٌّـل للعديــد مــن الصــور‬ ‫واألحــداث الزاخــرة بضــرورة تحديــد تلــك التقاويــم‬ ‫المرتبطــة بجريــان ســيل األيــام ‪ ،‬وطلبــات الحمايــة‬ ‫التاريخيــة للجســد فــي إختالســه لبقــع النجــاة مــن‬ ‫الالجــدار‪.‬‬ ‫جــدار أو فضــاء لكنــه يمشــي ويقــول ويعتــرض‪ ،‬يبــارك‬ ‫ويبتهــج ويشــارك بــكل تناقضــات اليومــي‪.‬‬ ‫عالقــة المبــدع مــع المــكان تشــبه بــكل بســاطة كل‬ ‫يتوجــب‬ ‫العالقــات المكتفيــة بالوفــاء‪ ،‬بألفــة تقديــر مــا‬ ‫ّ‬ ‫فعلــه إزا َء العالــم بدالالتــه المختلفــة‪.‬‬ ‫مــكان المبــدع صورتــه األخــرى التــي تختنــق وتتّســع‬ ‫لكنهــا ال تخــون وال تســقط فــي تهويمــات االغتســال‬ ‫ٍ‬ ‫بدرايــة‬ ‫الخاطــئ أو المرتبــك بميــاهٍ مل َّوثــة‪ ،‬صبــران‬ ‫واحــدة تخشــى فقــط عنـ َ‬ ‫ـف التأويــل الظاهــري لألناشــيد‪.‬‬ ‫بهــذا الوصــف الحميمــي تتبــدى انعكاســات المــكان‬ ‫فــي المنجــز الخطابــي للمبــدع‪ ،‬ويندمــج الصوتــان حتــى‬ ‫يصعــب تحديــد الجســد مــن الظــل‪.‬‬ ‫اآلن مثـ ًـا يتضــاءل الشــارع وتأخــذ الجــدران أشــكاالً‬ ‫ـاس وصلــوا أمكنتهــم البعيــدة وآخريــن‬ ‫ـاس ذهبــوا‪ ،‬ألنـ ٍ‬ ‫ألنـ ٍ‬ ‫مــا زالــوا ربمــا فــي غياهــب النــزوح والبحــث عــن مــأوى‪،‬‬ ‫البيــت أبــاً‬ ‫اآلن ً‬ ‫مثــا بينمــا القذائــف تتســاقط يصيــر‬ ‫ُ‬ ‫ويصيــر الفضــاء القريــب أبــاً ويصيــر الشــارع الخائــف‬ ‫َ‬ ‫رونــك مــن الخــروج‪.‬‬ ‫أبــاً‪ ،‬وكل هــؤالء اآلبــاء يح ِّذ‬ ‫يســتميلك المــكان الــذي تعــ ّودت أن تحتمــي بــه‬ ‫وبالمقابــل فأنــت األب الــذي يتفقّــده كل لحظــة‪.‬‬ ‫ال أســتطيع الخــوض كثيــراً فــي هــذه المســألة رغــم‬ ‫أنهــا مــن واقــع الراهــن المؤلــم ولكــن ببســاطة يمكننــي‬ ‫القــول إن المــكان بتنوعاتــه يضــع بصمتــه علــى منجــزي‬ ‫الشــخصي كمــا أ ّدعــي‪ ،‬هنــاك دائم ـاً مــكان فــي ذاكرتنــا‬ ‫مه ّي ـأٌ للكتابــة أو القــراءة‪ ،‬هنــاك جــزء مكانــي ال يغادرنــا‬ ‫وال نغــادره فــي كل نــص وكل نظــرة صــوب شــيء ربمــا هــو‬ ‫فــي علــم ابتســامة غامضــة ال أكثــر‪.‬‬ ‫المكان ضا ّلتنا ونحن ضا ّلته‪.‬‬

‫يوسف خديم اهلل‬

‫وقاصة لبنانية‬ ‫مريم جنجلو ‪:‬شاعرة‬ ‫ّ‬ ‫أعتقــد أنّ العالقــة بيــن المــكان والفنــان تخضــع لِحالــة‬ ‫الحســي الــذي يألــف أصغــر‬ ‫مســتمرة مــن اإلعتيــاد‬ ‫ّ‬ ‫المــادي مــن جهــة ‪ ،‬فيخزّنهــا بشــكل‬ ‫تفاصيــل المــكان‬ ‫ّ‬ ‫تراكمــي ال إرادي فــي ســريرة الشــخص الــذي يمتــاز‬ ‫بقــدرات إبداعيــة عاليــة‪.‬‬ ‫إنّ َعيــن الفنــان تك ـ ّون روابــط مــع أشــياء وحــاالت قــد‬ ‫ال تعنــي الكثيــر بالنســبة للشــخص العــادي‪ ،‬ولعــ ّل ذلــك‬ ‫مرتبــط بظـ ٍ‬ ‫ـروف شــعورية مع ّينــة م ـ ّر بهــا الشــخص‪ ،‬مــا‬ ‫إنطباعــا شــبه ُمس ـبَق بمطــاردة َطيــف‬ ‫رســخ فــي ذاكرتــه‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫هــذه الحالــة ‪ ،‬مــا يــؤدي بــدوره إلــى اعتمــاد الفنــان ُسـبُل‬ ‫اإلســقاط العاطفــي تفري ًغــا لمــا اختبــره وإن علــى هيئــة‬ ‫بمــكان مــا يرتــاح فيــه ويشــعر بِنــوع مــن اللجــوء‬ ‫ٍ‬ ‫تعلُّــق‬ ‫اآلمــن بعيـدًا عــن فكــرة األلــم التــي يرافقهــا فــي األســاس‬ ‫الكثيــر مــن الشــعور بالغربــة والــا إنتمــاء‪.‬‬ ‫يقــول ألبيــر كامــو‪ ،‬الروائــي والفيلســوف الوجــودي‪:‬‬ ‫«فــي عمــق أعمــاق نفســي مدينــة حيــة أحبهــا»‪ ،‬مــا قــد‬ ‫ً‬ ‫إرتباطــا وثي ًقــا‬ ‫يشــير بقــوة إلــى أن فكــرة المــكان مرتبطــة‬ ‫بِوجــود األنــا العليــا للمبــدع‪ ،‬إذ أن فكــرة البيــت أو المــكان‬ ‫ترافــق ك ّل إنســان منــذ نشــأته الصغــرى ‪ ،‬حيــث يكــون‬ ‫عالــم‬ ‫الرحــم هــو بيتــه‪ ،‬وســرعان مــا يخــرج منــه نحــ َو‬ ‫ٍ‬ ‫ُمســ ّو ٍر باألشــخاص والجــدران ‪ ،‬وهنــا يكمــن تحــ ّدي‬ ‫الشــخص المبــدع لنفســه فــي البقــاء تــارة هائ ًمــا علــى‬ ‫ـكان يلبــي تطلعاتــه‪ ،‬حالم ـ ًة كانــت أم‬ ‫وجهــه باح ًثــا عــن مـ ٍ‬ ‫واقعيــة‪َ ،‬‬ ‫وطــو ًرا ُم ِ‬ ‫ـكان بِعينــهِ ‪،‬‬ ‫نش ـ ًئا عالقــة خاص ـ ًة مــع مـ ٍ‬ ‫ســوا ًء كان ذلــك المــكان َمنشــو ًدا فــي خيالــه أم متموض ًعــا‬ ‫فــي أرض الواقــع ً‬ ‫أيضــا‪.‬‬ ‫مــكان يشــهد فيــه الفنــان موتَــه وحياتــه‬ ‫ٍ‬ ‫إنّ وجــود‬ ‫ـزل عــن األبصــار والمســامع‪ ،‬لَهـ َو‬ ‫ويختبــر فيــه تقلباتــه بمعـ ٍ‬ ‫واع لجهــود البحــث عــن الطمأنينــة المخطوفــة‬ ‫ترســيخ ال ٍ‬ ‫أو الفــردوس المفقــود الــذي نشــأ العــرق البشــري علــى‬ ‫اختــاف انتماءاتــه الفكريــة وهــو مقتنـ ٌع بأنــه ُطــرد منــه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وســيلة‬ ‫ّ‬ ‫ولكــن الفــرق أن الفنــان يســخّ ر هــذا المــكان َ‬ ‫ّ‬ ‫اختياريــة تمكنــه مــن االنفصــال عــن العالــم متــى مــا شــاء‬ ‫‪ ،‬ال سـ ّيما فــي أكثــر أوقاتــه أل ًمــا أو عاطفـ ًة أو أثنــاء مروره‬ ‫بمخــاض عقلــي ســببُه حالــة حياتيــة متطرفــة قــد يمــ ّر‬ ‫بهــا وتش ـ ّكل بيئــة حاضنــة لتحقيــق إبداعــه‪ .‬مــا يُفضــي‬ ‫بطبيعــة الحــال إلــى تفســير أهميــة العزلــة للمبــدع فــي‬ ‫اســتنطاق ال جــدوى المنطــق والحيــاة بر ّمتهــا بالنســبة‬ ‫إليــه وبمواجهــة ذاتــه العليــا بــكل مكنوناتهــا فــي أغلــب‬ ‫األحيــان‪.‬‬


‫‪E MAIL : INFO @ALSABAAH.LY‬‬

‫الثالثاء ‪ 11‬جمادي االولى ‪1441‬‬

‫‪9‬‬

‫‪WWW. alsabaah.ly‬‬

‫الموافق ‪ 7‬يناير ‪2019‬‬

‫العدد ‪198 :‬‬

‫السن ــة األولى‬

‫آراء‬

‫أهمية المكتبة المدرسية‬ ‫من الروافد المهمة في العملية التعليمية والمكملة لها‪،‬‬ ‫المكتبة المدرسية وهي تقريبا ً اآلن مغيبة لدرجة أن الكثير‬ ‫من ال يعرفها وقد ال يسمع بها‪ ،‬وبالتالي يفتقر إلى مفهومها‬ ‫ودورها وأهدافها‪.‬‬ ‫فالمكتبة هي حجرة من حجرات المؤسسة التعليمية‬ ‫معدة خصيصا ً على نسق معين تودع فيه ما يمكن أن تتحصل‬ ‫عليه المدرسة في وسائل المعرفة وأولها الكتاب والصحف‬ ‫والمجالت والمراجع وال‪B‬شرطة المرئية والمسموعة وغيرها‬ ‫من المواد التي تساعد الطالب في البحث واتساع المدارك‪.‬‬ ‫وهي تهدف إلى تعويد الطالب والتلميذ القراءة والعمل‬ ‫الجماعي المنظم وااللتزام بالنظم واللوائح التي تضعها‬ ‫المكتبة والمؤسسة التعليمية والمحافظة على الممتلكات‬ ‫العامة والبعد عن األنائية والتعصب وأشباع رغبات النشء‬ ‫من خالل المواد الموجودة بها‪ ،‬وكذلك خلق اإلنسان المعتز‬ ‫بوطنه ودينه والحريص على الدفاع عنهما بالنفس قبل المال‬ ‫والطموح إلى الرقي والتقدم من خالل العلم والمعرفة والعارف‬ ‫أكثر من غيره لما يحيط به‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك ‪ ،‬فالمكتبة المدرسية مكملة للمنهج‬ ‫الدراسي وخاصة عندما يكون هناك تنسيق بين مدرسي‬ ‫المواد وأمين المكتبة بحيث يتمكن أمين المكتبة من إيجاد‬ ‫المطبوعات والكتب التي تساعد التالميذ والطالب في‬ ‫االتساع في الدروس المقررة ثم أن المكتبة وما تعده من‬ ‫برامج ومسابقات تساهم مساهمة كبيرة في إيجاد بيئة‬ ‫علمية ثقافية تنشيطية داخل المؤسسة‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫الكتابة في البحوث العلمية واألدبية واالجتماعية‪ ،‬ومن خالل‬ ‫كتابة القصص والقصائد الشعرية‪ ،‬والرواية والمقالة األدبية‬ ‫والخاطرة والتأليف المسرحي وكتابة التقارير العامة‪ ،‬وغيرها‬ ‫من األعمال التي يجد الطالب فيها نفسه ويبنى من خاللها‬ ‫شحصيته المستقلة إضافة إلى تعويد الطالب عن كيفية‬ ‫التعامل مع محتويات المكتبة بطرق علمية وفنية‪ ،‬مثل تسجيل‬ ‫المطبوعات في السجل المعد لذلك والتصنيف واالعارة‪،‬‬ ‫وكيفية التزويد والتبادل مع المكتبات األخرى واالهداء‪،‬‬ ‫إضافة إلى معرفة المصطلحات المكتبية كالبيبلوغرافيا‬ ‫والفهرسة واالستخالص وغيرها من النواحى‪ ،‬التي يمكن أن‬ ‫تفيد الطالب في المراحل العلمية المتقدمة‪.‬‬ ‫نسأل الله أن يوفق الجميع لخير هذا البلد‪.‬‬

‫رؤى‬

‫العجيلي العبيدي‬

‫العناد السياسي ‪...‬وصفة لغياب العقل‬

‫ربما لن يختلف اثنان على توصيف أن األزمات االجتماعية‬ ‫والسياسية واألمنية التي تُلقي بظاللها على أي مجتمع من‬ ‫المجتمعات‪ ،‬كتلك الفوضى التي تضرب في أكثر من بلد‬ ‫عربي‪ ،‬على أنها حالة من الظلمة بالغة الحلكة أنتجتها حالة‬ ‫العناد السياسي‪ ،‬وهي ظلمة‪ ،‬لألسف ال تتيح مجاال للرؤية‬ ‫الموضوعية والتقدير الصائب للموقف؛ طالما لم يحسن من‬ ‫يعيشون واقعها والفاعلين فيها كيفية التعامل معها؛ عبر نضج‬ ‫فكري وسياسي ومجتمعي وحس إنساني باآلخر المختلَف‬ ‫معه‪ ،‬ضمن جغرافيا الوطن‪.‬‬ ‫والتجربة تقول إن هذه األزمات بما تجلبه من فوضى؛‬ ‫تصبح ككرة الثلج التي تكبر كلما تباعدت لغة الحوار المسؤول‪،‬‬ ‫وتُرك الباب مفتوحا لكي يحل العناد محل الحوار بين القوى‬ ‫السياسية‪ ،‬وهذا أمر ربما يشجع البعض على استثمار ذلك‬ ‫لمصالحه؛ ألنه يرى أنها مشروعه‪ ،‬دون أن يمنح نفسه فرصة‬ ‫اكتشاف أين يقف هو نفسه في المشهد؟ وأنه بالتأكيد ليس‬ ‫الفاعل الوحيد في الواقع الموضوعي‪ ،‬وأن هناك مصالح‬ ‫لقوى وجماعات أخرى ال يمكن تجاهلها‪.‬‬ ‫لكن السؤال هل جرى استيعاب ذلك الواقع بمكوناته‬ ‫وديناميكياته وتعقيداته وربما هشاشه‪ ،‬وشبق وتسرع البعض‬ ‫الختطاف السلطة؟ الواقع يقول ال‪ ،‬ألن النتائج كانت طوال‬ ‫األعوام الماضية وما تزال حتى اآلن مخيبة لآلمال بالنسبة‬ ‫للشعوب العربية المعنية‪ ،‬وهي التي راهنت على تغيير ثوري‬ ‫بالمعني التقدمي اإلنساني‪ ،‬الذي يحقق لها حريتها وكرامتها‬ ‫وحقها في المواطنة وفق المفهوم الذي كانت قد رسخته قيم‬ ‫الديمقراطية لدى الكثير من شعوب العالم‪.‬‬ ‫كانت تلك الشعوب تريد دولة ومؤسسات واحدة موحدة‬ ‫تحفظ كيان الدولة وتؤمنها في وجه المتربصين بها من‬ ‫الداخل والخارج‪ ،‬لذلك شكل غياب الدولة أحد تجليات الواقع‬ ‫المجافي لما بعد حراك عام ‪2011‬؛ كون القوى التي أفرزها‬ ‫التغيير لم تتمكن من بناء الدولة المنشودة كسلطة وحيدة‬ ‫جامعة‪.‬‬ ‫وإنه لمن الطبيعي والحال هذه؛ أن يكون لتراجع حضور‬ ‫وبناء الدولة الديمقراطية كمحتكر وحيد للسلطة من قبل‬ ‫حراك عام ‪ ،2011‬أن باتت الدولة إما غائبة كليا أو جزئيا‪،‬‬ ‫بفعل التداعيات غير المحسوبة لذلك الحراك الذي كان‬ ‫األمل يراود جميع الشعوب المنتفضة‪ ،‬أن يحقق لها انتقاال‬ ‫آمنا ومضمونا نحو المستقبل‪ ،‬بأن يشكل لها قطعا مع كل ما‬

‫هو ظالم وغير ديمقراطي وإنساني؛ كانت قد تجرعته تلك‬ ‫الشعوب خالل العقود الماضية‪.‬‬ ‫وبدال من أن تمسك تلك الشعوب بالمستقبل وهو حق‬ ‫طبيعي مشروع لها‪ ،‬بعد أن كانت قد حرمت منه؛ بفعل كوابح‬ ‫نظم االستبداد واالستغالل وغياب الحرية والديمقراطية‪ ،‬فإن‬ ‫الواقع يقول بأن بوصلة العديد من تلك الدول مع توفر حسن‬ ‫النوايا‪ ،‬حادت عن اتجاهها‪ ،‬وبدا ألغلبية تلك الشعوب؛ وكأن‬ ‫حلم المستقبل يبتعد تدريجيا كلما تفاقمت الفوضى والعناد‬ ‫السياسي الذي يتكئ على وهم امتالك الحق والصواب‬ ‫المطلق في مواجهة الخطأ المطلق‪ ،‬بين األطراف التي تشكل‬ ‫وتدير المشهد الراهن في تلك الدول‪.‬‬ ‫وهي لألسف مقاربة ال يمكن تصورها في عالم السياسة‬ ‫بين الدول والشعوب‪ ،‬ناهيك عن مفردات قوى الشعب الواحد‪،‬‬ ‫لذلك كان أكثر المتضررين من هذا الواقع؛ كان النسيج‬ ‫االجتماعي في تلك الدول‪ ،‬كون حالة االنقسام هذه؛ وبكل‬ ‫تجلياتها السياسية أو المجتمعية وحتى الجغرافية‪ ،‬لعبت‬ ‫دورا مركزيا في تضرر هذا النسيج من خالل استمرار هذا‬

‫التطاحن؛ الذي بلغ ذروته في بعض تلك الدول في السنوات‬ ‫األخيرة‪ ،‬وهو ما نلمسه في العديد من الدول التي تعيش مثل‬ ‫هذه الحالة من االنقسام الحاد والعنيف‪.‬‬ ‫والخشية أن تصبح هذه الحالة من الفوضى في بعض‬ ‫الدول العربية‪ ،‬واقعا مستمرا حتى إشعاراً آخر‪ ،‬مما يفتح‬ ‫الباب أمام سايكس ـ بيكو جديد ولكن هذه المرة بأيديها‬ ‫أبنائها‪ ،‬إذا لم تتمكن القوى المعنية من وعي ما يجري‬ ‫ومخاطره المدمرة على وجود تلك الدول في ذاتها‪ ،‬وتجاوز‬ ‫حالة العناد السياسي بين هذه األطراف الفاعلة والتقاط‬ ‫اللحظة السياسية‪ ،‬وإعادة التوازن إلى تلك الدول بجهد‬ ‫الجميع قبل أن تفلت منها تلك اللحظة إلى غير رجعة‪ ،‬هذا‬ ‫إذا ما عرفنا أن العناد السياسي عادة ما يورث ما ال تحمد‬ ‫عقباه كما تقول لنا تجربة الحياة اإلنسانية‪.‬‬ ‫وأستطيع التقدير أن هذا العناد من شأنه أن يكون حاجبا‬ ‫لصفاء العقل والتفكير‪ ،‬وهو الذي يقف وراء أن يصبح الواقع‬ ‫المعاش بهذه الكيفية من التعقيد وربما حتى (الفنتازيا)‬ ‫بالنسبة للبعض؛ ومن لّم ال نستطيع أن نبرئه ـــــ أي العناد‬

‫ــــــ من أنه هو من أوصل تلك الدول إلى ما تعيشه اآلن‪ ،‬من‬ ‫انفجار للصراع الداخلي‪ ،‬لكن في الوقت نفسه إنه لمن‬ ‫السذاجة في القراءة إغفال أن هناك عوامل كامنة محرضة‬ ‫سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية داخلية كانت الحاضنة‬ ‫لهذه الفوضى‪ ،‬وكانت وراء إنتاج هذا الواقع‪ ،‬فهو لم يأت من‬ ‫العدم‪ ،‬وإنما له أسبابه الذاتية والموضوعية التي حددت‬ ‫سيرورته تلك القراءات المتباينة للواقع ولجملة المشكالت‬ ‫التي تعاني منها تلك الدول وكيفية حلها؛ بسبب عقود من‬ ‫احتجاز التطور في كل المجاالت‪.‬‬ ‫ونعتقد أنه بسبب الحماس غير المحسوب بدقة‪ ،‬لم‬ ‫يجرِ التعامل مع حالة االنتقال لتلك الدول نحو المستقبل‬ ‫بنزاهة وشفافية‪ ،‬فكان أن حضرت الحسابات الخاصة‬ ‫بكل أنواعها‪ ،‬األمر الذي ساهم في ازدياد عوامل الفرقة‬ ‫على الوحدة‪ ،‬لذلك بدا المشهد بالغ القتامة والحلكة‪ ،‬وزاد‬ ‫في الوقت نفسه من حالة الشك لدى الشعوب بشرائحها‬ ‫االجتماعية المختلفة‪ ،‬في أن هناك خطأ ما ارتكب‪ ،‬فيما‬ ‫السؤال الحارق حول ما الذي يجري؛ يكاد يصم اآلذان؟!! في‬ ‫وقت يستمر جميع الفاعلين في تبادل االتهامات حول السبب‬ ‫في الوصول إلى هذه الحالة من الفوضى‪ ،‬وكأن هذا الواقع‬ ‫نبت شيطاني‪ ،‬هكذا اقتحم حياة تلك الشعوب دون فاعل‪ ،‬في‬ ‫حين أن نخبها تتحمل المسؤولية ألنها لم تنتبه للمخاطر التي‬ ‫تهدد أمنها‪ ،‬كون قراءتها للوقائع كانت أحادية وقاصرة‪ ،‬ولذلك‬ ‫كانت نتيجتها أنها تعيش اآلن وقائع هذه الدائرة الجهنمية من‬ ‫العنف والشك المتبادل‪ ،‬وهي ثنائية مفادها أنه كلما ازدادت‬ ‫السدود بين أبناء الوطن الواحد وبرزت الشكوك وعدم الثقة‪،‬‬ ‫ابتعدوا عن الحل الذي كان من المحتم أن يحتوي الجميع على‬ ‫أساس المواطنة‪.‬‬ ‫والنتيجة أن فئة واسعة من تلك الشعوب‪ ،‬وجدت نفسها‬ ‫في حالة من التشاؤم وعدم اليقين النفسي والسياسي‪،‬‬ ‫وازدادت خشيتها من تبدد حلم المستقبل‪ ،‬وعوضا عن القبض‬ ‫على المستقبل‪ ،‬تنفتح األبواب على تخوم التناقض في أشكاله‬ ‫العنفية المختلفة‪ ،‬الذي أصبح لألسف واقعا معاشا لألسف‪.‬‬ ‫وأجرؤ على القول أن ما يجري في بعض جوانبه هو نوع‬ ‫العناد السلبي الضار‪ ،‬الذي يفتح الباب كي يحل التباغض‬ ‫وتقبل اآلخر بعيدا عن األحكام المسبقة‬ ‫ُمحل التسامح‬ ‫ُّ‬ ‫باستثناء مظلة الدستور والقانون‪ ،‬ذلك أنه في غيبة الحكمة‬ ‫تحضر االتهامات المتبادلة بدال من النقاش والحوار‪ ،‬ولكن‬

‫دعوة لدعم أعضاء هيئات التدريس حملة المؤهالت المحلية‬ ‫اقترب العام الذي قررت وزارة التعليم بحكومة الوفاق‬ ‫الوطني ان تُسميه العام التقني ولم يشهد تجسيداً لتلك‬ ‫التسمية أو تطبيقا ً لهذا الوصف على ارض الواقع ‪ ،‬حيث‬ ‫حرص العديد من المسؤولين بالوزارة بدءاً من الوزير‬ ‫المستقيل مروراً برئيس لجنة إدارة الهيئة الوطنية للتعليم‬ ‫ُ‬ ‫التقني والفني وغيرهما في عديد المناسبات والمحافل‬ ‫بترديد قول مفاده ان هذا العام ُمخصص لدعم التعليم التقني‬ ‫والفني في الدولة الليبية األمر الذي سمعنا له ضجيجا ً ولم‬ ‫نرى له طحيناً‪ ،‬وان كان هذا المقام ال يتسع لبيان مدى أهمية‬ ‫التعليم التقني والفني يمكن االكتفاء باإلشارة إلى ما أورده‬ ‫احد ضيوف برنامج مرئي تبثه إحدى القنوات الفضائية‬ ‫المصرية تحت عنوان «مصر تستطيع» وال ُعهدة على الراوية‬ ‫حين تحدثت على ان كلمة السر في نجاح دولة ألمانيا كان‬ ‫قرار اتخذه أصحاب القرار هناك بدعم التعليم التقني‬ ‫والفني في ألمانيا وليس خافيا على احد وضع ألمانيا قبل‬ ‫سبعين عاما ووضعها اليوم بل ووضعها بعد اتخاذها لذلك‬ ‫القرار بسنوات قليلة‪ ،‬أيضا يمكن القياس على تجربة كوريا‬ ‫الجنوبية والتي للعلم فقط وأيضا ال ُعهدة على الراوي وهو هنا‬ ‫ليس أي راوي فهو العالم المصري الشهير فاروق الباز حيث‬ ‫صرح في لقاء مرئي أن المال الذي دعم الطفرة الكورية‬ ‫الجنوبية تحصلت عليه الشركات الكورية من مشروع النهر‬ ‫الصناعي‪ ،‬وحيث أن االقتداء بالنماذج الناجحة ُيعتبر من‬ ‫األساليب اإلدارية الحديثة ويساعد على التفكير االبداعى‬ ‫خارج الصندوق‪ -‬لما يتضمنه من االطالع على أفضل‬‫التطبيقات في مختلف المجاالت يمكن توجيه دعوة لعملية‬ ‫استنساخ مزدوج بحيث تكون الدعوة األولى موجهة لذوى‬ ‫العالقة من المسؤولين سواء في مجلس الوزراء أو للسادة‬ ‫بوزارة التعليم أو لإلخوة في الهيئة الوطنية للتعليم التقني‬ ‫والفني للقياس على التجربة األلمانية والكورية وغيرهما‬

‫والبناء عليها‪ ،‬والدعوة الثانية موجهة ألصحاب القنوات‬ ‫الفضائية الليبية خاصة ذات اإلمكانيات المادية الكبيرة‬ ‫مثل قنوات ‪ 218‬وليبيا األحرار وليبيا روح الوطن وسالم‬ ‫وممكن أيضا أن توجه لإلخوة في قناة ليبيا األولى (ليبيا‬ ‫ون) مع مراعاة فارق اإلمكانيات بينها وبين تلك القنوات التي‬ ‫يبدوا أنها تعمل بميزانيات مفتوحة بدون سقف ُمحدد‬ ‫وغيرها منن القنوات الستنساخ فكرة البرنامج المصري‬ ‫لتقديم برنامج تحت عنوان «ليبيا تستطيع» بحيث‬ ‫ُيعرض في رمضان القادم إن شاء الله مستعرضا ً‬ ‫رحلة النجوم الليبية الساطعة في بلدان العالم‬ ‫مع عدم إغفال ان بعضهم تم إيفاده على حساب‬ ‫الدولة للدراسة بشرط العودة وتعهدوا بالعودة‬ ‫لكنهم لم يفوا بوعدهم ولم يعودوا ألرض الوطن‬ ‫لينطبق علي كل منهم الوصف الذي ُينشر أحيانا‬ ‫في صفحات الجرائد «خرج ولم يعد» ويبقى هذا‬ ‫الملف في حاجة إلى ُمقاربة في مرة الحقة بحيث‬ ‫يتم استعراض المشكلة باألرقام ومناقشة عدد من‬ ‫الممكنة التطبيق‪ ،‬مع عدم إغفال أن وزارة‬ ‫الحلول ُ‬ ‫التعليم أعطت هذا الملف بعض االهتمام وقد قامت‬ ‫بعدة إجراءات بالخصوص نتمنى أن ال تقف خاصة في‬ ‫المكلف بان العمل سيكون بشكل‬ ‫ظل تصريح وزير التعليم ُ‬ ‫مؤسسي مما قد ُيعطى انطباعا ً بأن منهجية العمل في الوزارة‬ ‫المكلف ستكون باعتماد اإلجراءات الصحيحة‬ ‫في ظل الوزير ُ‬ ‫والعمل بها ومعالجة اإلجراءات المعيبة وتصحيحها‪ ،‬وذات‬ ‫األمر ينطبق على قرار وزير التعليم رقم (‪ )1084‬لسنة ‪2019‬‬ ‫بتقرير ُحكم في شان التعليم العالي الخاص فهذا القرار‬ ‫خطوة أولى في مسار يجب ان ُيستكمل وستكون هناك وقفة‬ ‫في ُمقاربة قادمة مع هذا القرار‪.‬‬ ‫وان كانت وزارة التعليم تُدار حاليا ً بوزير ُمكلف بصورة‬

‫مؤقتة إال انه يصعب في ليبيا تصور مدى المدة المؤقتة‬ ‫فالحكومة التي كلفها المؤتمر الوطني منذ سنوات وسماها‬ ‫مؤقتة مازالت إلى هذه الساعة تعمل بصفة المؤقتة‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن ُمسمى وزارة الدفاع في النظام السابق حيث استمرت‬

‫عمر علي أبوبكر‬

‫لعقود وهى تتصف بالمؤقتة‪ ،‬ومع ذلك فأن النجاح ال ُيقاس‬ ‫المدد‪،‬‬ ‫بالمدد الزمنية إنما ُيقاس باالنجازات وان قصرت ُ‬ ‫ُ‬ ‫هذه االنجازات التي سمعنا عنها حتى ثملنا ولم نرى لها‬ ‫المفترض ان‬ ‫طيفا ً أو نسمع لها همساً‪ ،‬ولهذا من ُ‬ ‫تتضافر الجهود لمحاولة تحقيق انجازات على‬ ‫أكثر من صعيد وفي أكثر من مجال‪ ،‬وان كانت‬ ‫مسؤولية التنفيذ تقع على عاتق الحكومة‬ ‫المشاركة‬ ‫وأدواتها نتمنى ان تكون إمكانية ُ‬ ‫مفتوحة أمام الجميع لطرح األفكار وتبادل‬ ‫النظر حول ما يمكن القيام به هذا اذ‬ ‫و جها ت‬ ‫قبلت الحكومة بذلك‪ ،‬ومن هذا المنطلق‬ ‫وفى إطار الحرص على تطوير قدرات‬ ‫الكوادر العاملة بمؤسسات التعليم العالي‬ ‫سيسهم في تطوير قدراتها والرفع‬ ‫مما ُ‬ ‫من مستوى أدائها‪ ،‬وعمالً بالهدف العام‬ ‫المعتمدة لوزارة التعليم‬ ‫لخطة العمل ُ‬ ‫على موقعها‬ ‫لسنة ‪ 2019‬والمنشورة‬ ‫الرسمي‪ ،‬والتي تنص على توفير وتأهيل‬ ‫الموارد البشرية للعملية التعليمية‪ ،‬حيث ينص‬ ‫الهدف العام األول بالخطة على العمل على تلبية‬ ‫حاجات المنظومة التعليمية ومواكبة التطورات‪،‬‬ ‫ومن سياسات هذه الخطة بناء القدرات والتدريب‬ ‫المستمر‪ ،‬هذه دعوة إلطالق برنامج يهدف لتطوير ودعم‬ ‫أعضاء هيئات التدريس العاملين بمؤسسات التعليم العالي‬ ‫الذين تحصلوا على جميع مؤهالتهم العلمية من المؤسسات‬ ‫التعليمية الليبية‪.‬‬ ‫وتتلخص الفكرة في إطالق برنامج تحت عنوان «‬ ‫البرنامج الوطني لدعم أعضاء هيئات التدريس حملة‬ ‫المؤهالت المحلية “ وذلك على غرار البرنامج الوطني لدعم‬

‫على قاعدة أن الكل حريص على الوطن‪ ،‬وإن اختلفت األفكار‬ ‫وزوايا الرؤية‪ ،‬طالما أنها كانت ضمن منظومة القيم التي يقر‬ ‫بها الجميع كإطار ناظم للحياة في تلك الدول‪.‬‬ ‫والخشية أن تساهم هذه األوضاع التي بات بعضها‬ ‫تناحريا متفجرا‪ ،‬في ازدياد جرعة العناد‪ ،‬لدى البعض ارتباطا‬ ‫المتبادل بمعناه السلبي في القوى المتنازعة أو المتحاربة‪،‬‬ ‫وفي تقديري أن هذا الشكل من العناد هو عامل مدمر في‬ ‫منظومة التفكير كونه يتكئ في أحد جوانبه على ثنائية النفي‬ ‫(المتبادل) من جانب‪ ،‬ووهم امتالك كل األطراف لليقين من‬ ‫جانب آخر‪ ،‬وهذا يعني في الجوهر‪ ،‬أن على الجميع عدم‬ ‫تجاهل شرط الحقوق المتساوية مهما كان االختالف بينهم‪،‬‬ ‫وأنهم موضوعيا جزء من الواقع ال يمكن للرغبات الذاتية‬ ‫مهما كانت أن تنفيه‪ ،‬وهذا من شأنه إذا ما تفاقم أن يمثل‬ ‫وصفة لنسف مبدأ التعايش المتساوي بين جميع مكونات‬ ‫المجتمع مهما اختلفت أيديولوجياتهم وإثنياتهم ومذاهبهم‬ ‫ومناطقهم‪ ،‬والمعني هنا هي المواطنة كواقع ومفهوم؛ أي أن‬ ‫يقبل الكل الحق المتساوي تحت مظلة دولة القانون والدستور‬ ‫والشرائع واألعراف المستقرة‪ ،‬والحقوق والمتساوية وكذلك‬ ‫الواجبات المتساوية‪.‬‬ ‫وأخيرا مع أن المشهد في العديد من الدول العربية‬ ‫التي تعيش هذه الفوضى؛ يبدو قاتما وشديد الحلكة طالما‬ ‫استمرت حالة العناد السياسي بدال من البحث عن نقطة‬ ‫التوازن التي تحقق مصالح الجميع‪ .‬إال أنني أعتقد من‬ ‫واقع التجربة التاريخية للشعوب التي حققت أهدافها رغم‬ ‫تجاربها المريرة‪ ،‬أن الجميع سيدرك أن عملية التدمير‬ ‫الذاتي واالحتراب وسياسة الغلبة‪ ،‬ستتراجع لصالح قوة العقل‬ ‫العاقل والتسامح بحيث يصل الجميع إلى الحقيقية السياسية‬ ‫واالجتماعية التي تقرر أن الجميع مواطنون ال رعايا‪ ،‬وأنه ال‬ ‫مجال أمامهم إال العمل على تجاوز حالة العناد المتبادل‪ ،‬ألن‬ ‫البديل لن يكون إال التشظي والضعف للكل‪ .‬لكن بشرط أن‬ ‫يكون ذلك في الواقع وفي النفوس ابتداء‪ ،‬ألن ثمن استمرار‬ ‫هذا العناد سيكون باهظا جدا على الجميع‪.‬‬ ‫والخطوة األولى على هذا الطريق هو أن تنتصر الذات‬ ‫على الذات لصالح الكل‪ ،‬ومن هنا على ما أعتقد تكون الخطوة‬ ‫األولى في طريق األلف ميل‪.‬‬

‫سليم يونس‬

‫‪1/2‬‬ ‫العناصر الطبية الذي اعتمده المجلس الرئاسي في يوم‬ ‫عطلة تقريبا بإحدى العطلتين الرسميتين في شهر أكتوبر‬ ‫أو ديسمبر من العام الماضي‪ ،‬وحقيقة يصعب التحقق من‬ ‫موعد اعتماد البرنامج أو محاولة الحصول عليه لالطالع‬ ‫على بنوده للقياس عليها في البرنامج الُمقترح ذلك إنه اذ‬ ‫لم يكن من المستحيل فقد صار من الصعوبة بمكان االطالع‬ ‫على قرارات مجلس الوزراء حيث أنها غير ُمتاحة على الموقع‬ ‫الرسمي للمجلس أو غيره‪ ،‬األمر الذي يبدو ان المجلس سار‬ ‫فيه على نهج سلفه حيث حسب ما يتوارد فأن التعتيم على‬ ‫قرارات مجلس الوزراء بدأ من عهد حكومة زيدان وهذا‬ ‫مجرد نقل لما ُيتداول‪ ،‬وقد يكون الوقت قد حان لتصحيح‬ ‫هذا الوضع بان يتم اعتماد وسيلة ما سواء كانت الكترونية‬ ‫أو غيرها لتكون ُمتاحة لالطالع على القرارات الحكومية‪.‬‬ ‫الممكن ان يتضمن البرنامج عدة محاور‪ ،‬ويستهدف‬ ‫ومن ُ‬ ‫عدة شرائح‪ ،‬يكون أولها محور اللغة اإلنجليزية‪ ،‬حيث أن‬ ‫المستهدفين تحصلوا على جميع مؤهالتهم العلمية من‬ ‫ُ‬ ‫المؤسسات التعليمية الليبية‪،‬األمر الذي من المؤكد اعتزازهم‬ ‫به إال ان ذلك قد يكون أفقدهم فرصة اكتساب إجادة اللغة‬ ‫االنجليزية بشكل ُممتاز‪ ،‬مما قد ينعكس سلبا على إمكانية‬ ‫متابعتهم لألبحاث والدراسات والمراجع العلمية‪ ،‬ومما قد‬ ‫ُيعيق من إمكانية تطوير المحتوى الذي ُيقدمونه للطالب‪،‬‬ ‫بحيث تستهدف المرحلة األولى من البرنامج شريحة‬ ‫أعضاء هيئات التدريس العاملين بالمؤسسات التابعة للهيئة‬ ‫الوطنية للتعليم التقني والفني‪ ،‬وذلك تناغما ً مع التسمية التي‬ ‫أطلقتها وزارة التعليم للسنة الدراسية الحالية «العام التقني»‪،‬‬ ‫والمرحلة الثانية تستهدف شريحة ثانية وهي أعضاء هيئات‬ ‫التدريس العاملين بالجامعات‪.‬‬

‫م‪ .‬هيثم الدغري‬


‫‪8‬‬

‫‪WWW. ASSABAH.LY‬‬

‫ثقافة‬

‫الثالثاء ‪ 11‬جمادي األولى ‪1441‬‬

‫الموافق ‪ 7‬يناير ‪2020‬‬

‫العدد ‪198 :‬‬

‫السنة األولى‬

‫نقطة بيضاء‬

‫هو‬ ‫و هي‬

‫سينما‬ ‫عبد الحكيم كشاد‬

‫هــي طفلــة ســابحة فــي الوهــم‪ ..‬غارقــة فــي التفكيــر‬ ‫بــأن العالــم ســيخرج وردة مــن الرمــاد بقليــل مــن الصبــر‬ ‫الحــب والشــعر‪.‬‬ ‫هــو خوفــي المطلــق تتفتــح حواســه إلــى حــد يلتهــم‬ ‫الدنيــا بأســرها فــي فعــل الســباحة بوعــي‪.‬‬ ‫لكنــه ذلــك التفتــح المخــدوع ألنــه رتــب كل شــيء فــي «‬ ‫غرفــة « لــم تكــن تحــوي ســواه‪ .‬شــعر ورســم مــن محبــرة‬ ‫خيالــه الواســع الــذي كان يســبح فيــه وحيــداً متخــذا مــن‬ ‫أمطــار وحدتــه كــوات نظــر ‪...‬ومــن فعــل الغيــاب ضميــر‬ ‫مســتتر تقديــره (هــم)‬ ‫ً‬ ‫هــو العنيــد الســاذج تربــي فــي أرض األحــام بعيــدا عــن‬ ‫منجــل الواقعيين‪.‬‬ ‫تغذى على الس َّير العظيمة لرواد المعارف ‪.‬‬ ‫نهل من ينابيع الشعر قريباً من شموع المحبين‪.‬‬ ‫هــو الحلــم والشــعر والعشــق فــي فضــاء لــم يجــد مــن‬ ‫يحتضنــه فضــل ذروا ال مهــرب للحــواس منــه‪.‬‬ ‫هي طفلة وحيدة الصمت‪.‬‬ ‫الصمــت مملكــة األطفــال الذيــن تربــوا فــي خيــال‬ ‫الشــعر والحلــم‪ ..‬الحلــم الــذي لــم يعــرف جوعـاً إال لعلبــة‬ ‫ألــوان وعطشــاً إال لمــاء الخيــال‪ ..‬الخيــال األبعــد مــن‬ ‫زمــان ومــكان‪.‬‬ ‫المكان قفص الشاعر ‪ .‬قال هو‬ ‫المكان ضرورة المسافر‪ .‬قالت هي‬ ‫رأيتنــي جذلــى بطفولتــي المكتنــزة‪ .‬رأيتنــي أراقــص‬ ‫الشــوارع وطرابلــس هجيــر‪.‬‬ ‫رأيتنــي أبيــع األحــام واآلمــال مجانـاً‪ .‬رأيتنــي أواســي‬ ‫الحزانــى وأرســم لهــم بطاقــات مــاء وزهــر ألعيــاد‬ ‫ميالدهــم المنســية‪.‬‬ ‫القاعدة هي الحزن‪ .‬قال هو‬ ‫االستثناء هو أنا‪ .‬قالت هي‬ ‫لكل صحراءٍ حكاية عطش‪ .‬قال هو‬ ‫لكل حكاية عطش نبع‪ .‬قالت هي‬ ‫هــي وهــو كلمــات خــارج الســياق‪ ..‬خــارج الجملــة‬ ‫المكتنــزة بالســمع والطاعــة‪ ..‬يبحثــان عــن (هــم) تليــق‬ ‫بــأدوات الرفــض تليــق بســياق المعانــي إلــى بــراح الفهــم‬ ‫وقبــول األخــر أو إيجــاد (نحــن) تجمــع الشــمل ولكــن‬ ‫فــي وجــود فاصــل مــرن يرســم الحــد ويرعــى البــراح‬ ‫المشــترك‪.‬‬ ‫هــو و هــي أغصــان خــارج الشــجرة‪ ..‬خــارج الرمــل‬ ‫المكتنــز بالســماد و المــاء‪ ..‬يبحثــان عــن عــش يليــق بجنــاح‬ ‫مــارد إذا هــم بالمــدى يطيــر و إذا هــم بالتــراب يبيــض‪..‬‬ ‫وإذا حــان الوقــت خــرج مــن التــراب ســرب يلتصــق بالجــذر‬ ‫كمــا يلتصــق الفعــل و الفاعــل عندمــا يكــون الفاعــل ضميــر‬ ‫مســتتر تقديــره (هــو) والفعــل (يســتقر)‪.‬‬

‫األيقونة الضائعة‪ ..‬الذئب األخير!‬

‫تتفــرع هــذه الروايــة األدبيــة التــي كتبهــا يانــغ رونــغ‬ ‫الصينــي ‪ 2007‬وهــي مــادة فيلــم “الذئــب األخيــر” للمخــرج‬ ‫الفرنســي جــان جــاك أنــو عــن مــادة معرفــة مهمــة وأساســية‬ ‫عــن حيــوان تماهــى مــع الخرافــات بالدنــاءة والخســة والغــدر‬ ‫طالمــا وصــف مــا يضعــه دائمــا بالنســبة للبشــر فــي خانــة‬ ‫العــداء وهــي وإن كانــت طبيعــة بعــض الحيوانــات فهــي‬ ‫مــاذ بيئــة ومكونــات وجــود وبقــاء فــي طبيعــة تســتدعي كل‬ ‫هــذه الخــواص ولكــن مــاال ندركــه هــو أن هــذه الحيوانــات‬ ‫ال تســتهدف غيــر مــا وظفــت لــه وهــي فــوق ذلــك مدرســة‬ ‫لبعــض التجــارب المهمــة لبشــر تعايشــوا معهــا فعرفــوا مــاذا‬ ‫تعمــل وكيــف ؟ وتعلمــوا منهــا الكثيــر ممــا دخــل التاريــخ‬ ‫! كيــف يمكــن أن نســترجع بعــد ذلــك تعريفــات اإلنســان‬ ‫الضاحــك وذو التاريــخ تميــزا عــن الحيــوان ؟! فــي هــذه‬ ‫الروايــة الحيــوان يقــدم التاريــخ كقيمــة تحتــذى ! ‪ ..‬واإلنســان‬ ‫المحكــوم بمــا يحيــط بــه مــن طبائــع وســلوك الزال يتعلــم‬ ‫الكثيــر‪ ..‬الغابــة و الســهل مرتــع لعلــوم ليســت مكتوبــة ‪..‬‬ ‫نرجــع أيضــا ألدبيــات كتــاب حكايــات كليلــة ودمنــة مــع أن‬ ‫اإلنســان أنطقهــا فــأن الحيــوان الصامــت هنــا يقــدم أمثولتهــا‬ ‫ويفــك شــفرتها اإلنســان ‪ ..‬واحــدة مــن أروع مــا اســتنطقت‬ ‫الحيــوان فــي معايشــة حياتــه وتأمــل مــا يقــوم بــه مــن ســلوك‬ ‫هــذه الروايــة «رمــز الذئــب» ‪ ..‬الذئــب الــذي دخــل الذاكــرة‬ ‫الشــعبية بصفتــه الشرســة والغــادرة تنقطــع هنــا مــا يعنــي‬ ‫فــي حقيقــة األمــر ســوى مــا صــور عنــه أو لنقــل مكوناتــه‬ ‫التــي جعلــت منــه‬ ‫وألســباب العيــش بطبيعــة الغابــة أو الســهوب‪ .‬مــاذا‬ ‫حيــن يواجــه البشــر بعضهــم بعــض ويتحولــون إلــى أكثــر‬ ‫ذئبنــة بعيــدا عــن الوفــاء بالعهــد بأظافــر ملوثــة ! يبــدو‬ ‫أن الذئــب مدينــا لنــا فهــو يحافــظ علــى بيئتــه فــي هــذه‬ ‫الســهوب وعلــى الحيــاة الكبــرى المتمثــل فــي العشــب‬ ‫حيــن يقضــي علــى الفائــض مــن الغــزالن التــي هــي بمثابــة‬ ‫طفيليــات تســتنزف العشــب فهــو مــن جانــب يحافــظ علــى‬ ‫تــوازن الطبيعــة ومــن جانــب يوفــر وليمــة للبشــر أيضــا مــن‬ ‫لحــم الغــزالن حيــن يتركهــا عالقــة فــي انجــراف الثلــج بيــن‬ ‫ومهــارات الذئــاب !‬ ‫ميتــة وحيــة لكــن اإلنســان بجشــعة يأبــى أن يتــرك شــيئا فهــو‬ ‫فــي عــرض بانورامــي تبــدأ المصالحــة مــع الطبيعــة فــي‬ ‫زيــادة علــى حصتــه يأخــذ مــا تركتــه الذئــاب بالكامــل وهــو مــا‬ ‫يمثــل غذائــه فــي الموســم القــادم وقــد كفــل الثلــج بالحفــاظ البــراري المنغوليــة أحــد أقاليــم التبــت والحيوان الــذي لطالما‬ ‫عليــه ! بعــد كل هــذه الخطــط واالســتراتجيات هنــا يكمــن شـ ّكل تحديــا لنــا يصبــح صديــق اإلنســان رغــم شراســته !‬ ‫أن إعــادة تأهيــل الثــورة الثقافيــة فــي الســتينيات هــو مــا‬ ‫الســؤال التاريخــي الــذي لــم يجيــب عنــه عبــر التاريــخ الســبب‬ ‫الــذي كمــن وراء تلــك اإلنجــازات العســكرية التــي حققهــا جــاء “بشــين شــوا فينــك” إلــى منغوليــا لتدريــس الرعــاة‬ ‫فاتــح “كجنكيــز خــان” كيــف تأ ّتــى لــه أن يكتســح وذريتــه آســيا ليأخــذ هــو الــدرس األكبــر مــن حيــوان ال يعــرف عنــه الكثيــر‬ ‫وأوروبــا بأقــل مــن مائــة ألــف مــن المقاتليــن ؟! ‪ ..‬واحتلــوا فتجــرأ أن يربــي ذئبــا صغيــرا علــى غيــر عــادة النــاس هنــاك‬ ‫أصقــاع روســيا وهاجمــوا أممــا متحضــرة كبيــرة مثــل بــاد والذيــن اعتبــروا ذلــك خرقــا للطبيعــة مــع مــا يمثلــه الذئــب مــن‬ ‫فــارس وإيــران والصيــن والهنــد ‪ ..‬لقــد أســس المنغوليــون قداســة لديهــم وبعــد مخاطــر وهجــوم الذئــاب ولعــل هجــوم‬ ‫أعظــم امبراطوريــة فــي تاريــخ العالــم ‪ ..‬كيــف لشــعب بــدوي الذئــاب علــى الخيــول فــي البحيــرة مــن أجمــل المشــاهد فــي‬ ‫متحضــر ليــس لديهــم نظــام للكتابــة أن يحــوز علــى مثــل الفيلــم ردا علــى دنــاءة اإلنســان فــي معاملــة هــذا الحيــوان‬ ‫غيــر‬ ‫ّ‬ ‫هــذه القــدرات العســكرية المتق ّدمــة وهــذه الحكمــة فــي فــن ومــع محاولــة النظــام القضــاء عليهــا يصبــح ذلــك الجــرو هــو‬ ‫القتــال ؟! كان ذلــك الســؤال مــن بيــن أحــد األســئلة الكبــرى الباعــث علــى األمــل فــي الســالة مــن جديــد حيــن يطلقــه‬ ‫التــي ال جــواب عنهــا فــي التاريــخ وكان الجــواب علــى هــذا شــين فــي الســهوب بيــن أرض وســماء‪.‬‬ ‫الســؤال بالــذات يكمــن فــي معرفــة وثيقــة لطبــاع وعــادات‬

‫ٌ‬ ‫ماء بشرايين الزمن‬ ‫مالذي يُبقيني هكذا‬ ‫ظل شجرة‬ ‫دمية حزينة‬ ‫تخاف َرعش األنامل‬ ‫تتوجس من الحكايا‬ ‫مترنحا‬ ‫جس ًدا‬ ‫ً‬ ‫قل ًبا مكشو ًفا ‪..‬‬ ‫وروحا منطفئة‬ ‫ً‬ ‫ماذنبي حين ش َّرعت للعالم قلبي‬

‫وتوسدت وجعي‬ ‫ومت‪...‬‬ ‫فلتبدأ الحرائق األن‬ ‫ولتبدأ البدايات ولتنتهي النهايات‬ ‫ألرى الركام‬ ‫وألرى للمرة األخيرة‬ ‫الخراب‬ ‫كيف تصير روحي نا ًرا سحيقة‬ ‫كيف لي أن أط ّهر روحي‬

‫مريم سالمة‬

‫حنين عمر‬ ‫نار هادئة‬ ‫وأطهو ليلي على ِ‬ ‫كيف لي أن أفصل بين الوجود وبيني‬ ‫مالذي يبقيني هكذا‬ ‫طفلة تغتسل بالدموع‬ ‫ما ًء بشرايين الزمن‬ ‫تعض شفتيها قل ًقا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويتمشى األرق على جفنيها‬ ‫مالذي يبقيني هكذا‬ ‫أبغض العالم ويبغضني‪!...‬‬


‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫الثالثاء ‪ 11‬جمادى األولى ‪1441‬‬

‫‪11‬‬

‫‪WWW. alsabaah.ly‬‬

‫الموافق ‪ 7‬يناي ــر ‪2020‬‬

‫العدد ‪198 :‬‬

‫رياضـــــة‬

‫السن ــة األولى‬

‫إعداد‪ :‬مناف بن دلة‬

‫ســـيكون عـــام ‪ ،2020‬عام ًا رياضيـــ ًا بامتيـــاز تُهيمن عليـــه دورة األلعاب األولمبيـــة في طوكيو‪،‬‬ ‫بيـــد أن األلعـــاب األولمبيـــة لـــن تكون الحـــدث الوحيد خـــال الســـنة الحالية الذي ســـيتيح‬ ‫ً‬ ‫أبطـــال‪ .‬وإليكـــم بعض األســـماء التـــي نتوقع أن‬ ‫الفرصـــة لنجـــوم واعدين جـــدد ليصبحـــوا‬ ‫تحظـــى بشـــهرة كبيرة حـــول العالـــم في العـــام المقبل‪.‬‬

‫سكار وفيرون وأندريسكو‬

‫ميهو نوناكا – اليابان (رياضة التسلق)‬ ‫إن النجــاح فــي األلعــاب األولمبيــة‪ ،‬فــي أي‬ ‫رياضــة كانــت‪ ،‬قــد يجعــل أي رياضــي غيــر معــروف‬ ‫يقفــز إلــى النجوميــة‪ ،‬كمــا هــي الحــال مــع العــب‬ ‫رياضــة القفــز بالزانــة‪ ،‬تياغــو بــراز دا ســيلفا‪ ،‬فــي‬ ‫أولمبيــاد ريــو‪.‬‬ ‫لكــن القيــام بذلــك فــي رياضــة بــدأت تشــق‬ ‫طريقهــا فــي األلعــاب األولمبيــة مثلمــا الحــال مــع‬ ‫رياضــة التســلق‪ ،‬يجــب أن يكــون أمــراً مثيــرا علــى‬ ‫وجــه الخصــوص يحلــم المــرء بالوصول إليــه‪ ،‬وهذا‬ ‫مــا تفعلــه ميهــو نونــاكا فــي مطــاردة هــذا الحلــم‪.‬‬ ‫وتعــد ميهــو إحــدى أكثــر الممارســين لهــذه‬ ‫الرياضــة دربــة ومهــارة‪ ,‬وكانــت بطلــة كأس العالــم‬ ‫فــي تســلق الصخــور عــام ‪ ،2018‬وســتحظى أيضــا‬ ‫بحشــد كبير من المشــجعين ألن األولمبياد ســيقام‬ ‫فــي موطنهــا‪.‬‬ ‫وعلــى الرغــم مــن أنهــا مدافعــة كبيــرة عــن‬ ‫رياضة التســلق‪ ،‬إال أنها لم تكن تتوقع أن ســتصبح‬ ‫حدثـا ً أولمبيـاً‪ ،‬وكانــت ســعيدة عندمــا قبلــت ضمــن‬ ‫األلعــاب األولمبيــة‪.‬‬ ‫وقالــت ‪« :‬إن مــا يجــذب لرياضــة التســلق هــو‬ ‫الشــعور باإلنجــاز الــذي تحصــل عليــه عندمــا‬ ‫تتســلق قمــة بنجــاح‪ ،‬والنظــر مــن أعلــى‪ .‬إنــه أمــر‬ ‫مدهــش»‪.‬‬ ‫سكار ‪ -‬الواليات المتحدة‬ ‫توم َ‬ ‫(التزلج على اللوح)‬ ‫ثمــة رياضــة أخــرى شــقت طريقهــا إلــى دورة‬ ‫األلعــاب األولمبيــة فــي اليابــان‪ ،‬وهــي التزلــج علــى‬ ‫ســكار ( ‪ 20‬عام ـا ً )‬ ‫اللــوح ومــن المتوقــع أن يكــون َ‬ ‫أحــد أبــرز المنافســين إدهاشــا فيها عند مشــاركته‬ ‫فــي األولمبيــاد‪.‬‬ ‫وقــد حقــق «ســكار» أول هبــوط ناجــح علــى‬ ‫اإلطــاق بعــد دوران فــي الهــواء لنحــو ‪ 1080‬درجــة‬ ‫(أي ثــاث دورات كاملــة فــي الهــواء)‪ .‬ويعــد أصغــر‬ ‫رياضــي يفــوز بميداليــة ذهبيــة فــي ألعــاب «اكــس‬ ‫غيمــز»‪ ،‬ولديــه اآلن مــا مجموعــه تســع ميداليــات‪.‬‬ ‫وتحــرص دورة األلعــاب األولمبيــة فــي طوكيــو‬ ‫علــى توســيع األلعــاب لتجــذب جمهــوراً جديــداً‬ ‫أصغــر ســنا ً ويأمــل القائمــون عليهــا فــي أن يصبــح‬ ‫«ســكار» أبطــاال أولمبييــن‪ ،‬مــع‬ ‫أشــخاص مــن أمثــال َ‬ ‫اعتمــاد اســتراتيجية الســتخدام وســائل التواصــل‬ ‫االجتماعــي وطــرق أخــر قريبــة مــن األجيــال‬ ‫الجديــدة للمشــجعين‪ ،‬لتضييــق الهــوة الموجــودة‬ ‫عــادة بيــن الرياضييــن ومــن يشــاهدونهم‪ ،‬وتســاهم‬ ‫فــي جذبهــم إلــى األلعــاب األولمبيــة‪.‬‬ ‫بريانا ويليامز‪ -‬جامايكا (ألعاب القوى)‬ ‫كان مــن المتوقــع أن يكــون عــام ‪ 2019‬عــام بــزوغ‬ ‫نجمــة أولمبيــة جامايكيــة ثانيــة‪ ،‬لكــن األمــور لــم‬ ‫تســر علــى مــا يــرام فالخليفــة المحتملــة للبطلتيــن‬ ‫أليــن تومســون (‪ )2016‬وشــيلي ‪ -‬آن فريــز برايــس‬ ‫(‪ ، )2012‬هــي بريانــا ويليامــز البالغــة مــن العمــر‬ ‫‪ 17‬عامـا ً فقــط‪ ،‬التــي ســجلت بالفعل رقما ً قياســيا ً‬ ‫فــي ألعــاب القــوى للفئــة العمريــة األقــل مــن ‪20‬‬ ‫عامـاً‪ ،‬لكنهــا وقعــت فــي نــوع مــن البدايــة الخاطئــة‬ ‫فــي مســارها المهنــي االحترافــي‪.‬‬ ‫إذ أثبــت الفحــص الطبــي تناولهــا مــادة محظــورة‬ ‫قبــل أن تتــاح لهــا الفرصــة للتقــدم للمــرة األولى في‬ ‫مســارها االحترافــي فــي بطولــة العالــم فــي قطر‪.‬‬ ‫ادعــى ممثــل ويليامــز‪ ،‬أميــر كــراون‪ ،‬أن المــادة‬ ‫كانــت دواء أعطــاه لهــا أحــد أقربائهــا مــن دون‬ ‫وصفــة طبيــة‪ ،‬لمعالجــة البــرد والــزكام ولــم يكــن‬ ‫مســجال فــي مكوناتــه أي مــادة منشــطة‪ .‬وأنهــا‬ ‫ســبق أن أبلغــت لجنــة المراقبــة عــن تناولهــا‬ ‫هــذا الــدواء أثنــاء فحصهــا علــى أيــدي مســؤولي‬ ‫مكافحــة المنشــطات فــي جامايــكا‪.‬‬ ‫ويبــدو أن هــذا التفســير قــد قبــل‪ ،‬إذ وبخــت‬ ‫ويليامــز ولــم يتــم منعهــا مــن ممارســة اللعبــة ‪.‬‬ ‫ولعــل قــوة ويليامــز الرئيســية تكمــن فــي طاقتهــا‬ ‫المتفجــرة فهــي مندفعــة بقــوة الطبيعــة‪ ،‬وقــد‬ ‫كرســت نفســها كليــا لرياضــة الجــري‪.‬‬

‫أسماء قد تسطع في رياضة ‪2020‬‬ ‫تمثل دورة األلعاب األولمبية في طوكيـــو‬ ‫الصيف القـادم فرصة لظهور أبطال جــدد‬ ‫وســبق أن أعلن عن اســمها ضمن وفد رياضيي‬ ‫جامايــكا فــي قطــر ‪ ،2019‬لكنهــا‬ ‫انســحبت بعــد أن وجــدت أن‬ ‫الضجــة التــي (التــي اثيــرت‬ ‫بشــأن تنــاول المنشــطات)‬ ‫أحبطــت اســتعداداتها‬ ‫للتنافــس كليــا وبــدالً مــن‬ ‫ذلــك‪ ،‬وضعــت نصــب‬ ‫عينيهــا دورة األلعــاب‬ ‫فــي‬ ‫األولمبيــة‬ ‫‪ 2020‬لجعلهــا‬ ‫حة‬ ‫ســا‬ ‫ا نطال قتهــا‬ ‫العالميــة‪.‬‬

‫غابرييل فيرون ‪ -‬البرازيل (كرة القدم)‬ ‫قــد يبــدو غابرييــل فيــرون أنــه العــب أرجنتينــي‬ ‫واعــد جديــد‪ .‬وبالفعــل‪ ،‬فقــد ســمي غابرييــل‬ ‫علــى اســم نجــم خــط الوســط األرجنتينــي خــوان‬ ‫سباســتيان فيــرون‪.‬‬ ‫لكــن فيــرون هــذا برازيلــي‪ ،‬ويبــدو أكثــر تصميمــا‬ ‫علــى تتبــع خطــى مواطنــه الالعــب غابرييــل‬ ‫جيســوس‪.‬‬ ‫ومثــل مهاجــم مانشســتر ســيتي (جيســوس)‬ ‫كان فيــرون نتــاج أكاديميــة تدريــب ناشــئة نــادي‬ ‫بالميــراس البرازيلــي‪ ،‬وظهــر فــي نوفمبرالماضــي‬ ‫العبــا فــي فريــق البرازيــل المتنافــس للفــوز بــكأس‬ ‫العالــم للشــباب‪ ،‬أمــام جمهــور كــرة القــدم فــي‬ ‫بــاده‪.‬‬ ‫وســجل فيــرون ثالثــة أهــداف وفــاز بالكــرة‬

‫الذهبيــة ولــذا ليــس مــن المســتغرب أن ُيختــار‬ ‫لالنتقــال إلــى أوروبــا ‪ -‬مــع ناديــي مانشســتر علــى‬ ‫وجــه الخصــوص‪.‬‬ ‫وإذا انتهــى بــه األمــر فــي مانشســتر يونايتــد‪،‬‬ ‫ســيأمل فــي أن يحقــق هنــاك مــا هــو أفضــل‬ ‫مــن خــوان سباســتيان‪ ،‬الــذي تعــرض النتقــادات‬ ‫بوصفــه أحــد أكثــر تعاقــدات أليكــس فيرجســون‬ ‫المخيبــة لآلمــال هنــاك‪.‬‬ ‫بيانكا آندريسكو ‪-‬كندا (تنس)‬ ‫قــد يكــون إيــراد اســم أندريســكو هنــا بوصفهــا‬ ‫رياضيــة واعــدة نوعــا مــن الغــش فــي النهايــة‪،‬‬ ‫إذ ســبق لهــا أن فــازت بالفعــل بلقــب واحــدة مــن‬ ‫بطــوالت التنــس الكبــرى «غرانــد ســام» فــي عــام‬ ‫‪ 2019‬فــي بطولــة الواليــات المتحــدة المفتوحــة‪،‬‬ ‫لــذا مــن الصعــب القــول إنهــا رياضيــة واعــدة غيــر‬

‫هل يسير فيرون البرازيلي على خطى سلفه األرجنتيني ؟ وهل تستمر أندريسكو في تألقها ؟‬

‫معروفــة‪.‬‬ ‫لكــن اســمها وضــع فــي هــذه القائمــة‪ ،‬ألن عــام‬ ‫‪ 2020‬قــد يكــون العــام الــذي سيشــهد أخبــارا‬ ‫جيــدة منهــا تنقلهــا إلــى مصــاف أكبــر الالعبيــن‬ ‫الكبــار المتفوقيــن فــي هــذه اللعبــة‪.‬‬ ‫ومــع تراخــي قبضــة ســيرينا ويليامز علــى اللقب‬ ‫األول فــي كــرة التنــس للســيدات‪( ،‬كمــا تجلــى علــى‬ ‫ســبيل المثــال فــي فــوز آندريســكو عليهــا فــي‬ ‫نهائــي بطولــة الواليــات المتحــدة المفتوحــة)‪ ،‬فقــد‬ ‫تصبح أندريســكو المنافســة الرئيســة التي ســتحل‬ ‫محلهــا‪.‬‬ ‫وال تــزال أندريســكو فــي ســنوات المراهقــة‪،‬‬ ‫ويطلــق عليهــا فــي مســقط رأســها في تورنتو‪ ،‬اســم‬ ‫«إلهــة التنــس»‪ ،‬بينمــا تســاءل موقــع عالــم التنــس‬ ‫فــي الواليــات المتحــدة «هــل أنهــا فعــا أفضــل‬ ‫العبــة تنــس؟»‪.‬‬ ‫وأشــار الموقــع إلــى أن «المتنافســين (الصغــار‬ ‫والكبــار) سيتنافســون فــي المســابقة‪ ،‬لكــن يبدو أن‬ ‫أيـا ً منهــم ال يمتلــك جميــع األســلحة التــي تمتلكهــا‬ ‫أندريســكو»‪.‬‬ ‫وربمــا يكــون هــذا هــو الوقــت األكثــر إثــارة‪،‬‬ ‫والــذي ال يمكــن التنبــؤ بنتائجــه في تنس الســيدات‬ ‫منــذ ســنوات عديــدة‪ ،‬مــع مشــاركة العبــات مــن‬ ‫أمثــال‪ :‬آشــلي بارتــي‪ ،‬ونعومــي أوســاكا‪ ،‬وبلينــدا‬ ‫بنســيك‪ ،‬وجميعهــن فــي أوائــل العشــرينات مــن‬ ‫أعمارهــن ومفعمــات بالموهبــة بيــد أن أندريســكو‬ ‫قــد تبزهــن جميعــا فــي عــام ‪.2020‬‬ ‫أليكس ألبون ‪-‬تايالند‬ ‫(سباق السيارات فورميوال ‪)1‬‬ ‫يعــد ســائق «ريــد بــل» أليكس ألبــون‪ ،‬آخر إضافة‬ ‫إلــى الفئــة «أ» غيــر الرســمية مــن الفورميــا ‪،1‬‬ ‫والتــي تضــم الســائقين الســتة المؤهليــن للفــوز فــي‬ ‫الســباق (ويمثلــون ميرســيدس وفيــراري وريــد بل)‪.‬‬ ‫وســبق أن وقــع ألبــون عقــدا أوليــا مــع فريــق‬ ‫الشــباب «تــورو روســو جونيــور» التابــع «ريــد ُبــل»‬ ‫لعــام ‪ ،2019‬لمــلء الفــراغ الــذي حصــل جــراء‬ ‫مغــادرة بييــر غاســلي إثــر صعــوده للفريــق األول‬ ‫بعــد انتقــال دانييــل ريــكاردو إلــى فريــق رينــو‪.‬‬ ‫وقــد أدى ألبــون بشــكل جيــد (علــى العكــس مــن‬ ‫غاســلي الــذي كان أداؤه ســيئا للغايــة) لدرجــة أن‬ ‫اإلدارة بدلــت موقعيهمــا فــي منتصــف الموســم‬ ‫وهــذا مــا دفــع الســائق التايالنــدي الشــاب‬ ‫إلــى واحــد مــن أكثــر المواقــع المرغوبــة فــي كل‬ ‫ســباقات الســيارات‪.‬‬ ‫أداء جيــداً بمــا فيــه الكفايــة للحفــاظ‬ ‫وقــد حقــق ً‬ ‫علــى تقدمــه هــذا لعــام ‪ .2020‬لكنــه ســيتنافس مــع‬ ‫ماكــس فيرســتابن‪ ،‬الــذي هــو بــا شــك واحــد مــن‬ ‫أفضــل اثنيــن مــن الموهوبيــن فــي هــذه الرياضــة‬ ‫حاليـا ً إلــى جانــب لويــس هاميلتــون‪.‬‬ ‫ففيرســتابن ســريع بــا هــوادة‪ ،‬وســيتعين علــى‬ ‫ألبــون أن يثبــت أنــه حصــل علــى كل االســتعدادات‬ ‫الالزمــة للتفــوق عليــه‪.‬‬ ‫وإذا فعــل ذلــك‪ ،‬ســيكون عــام ‪ 2020‬عاما حســنا‬ ‫بالنســبة لــه بالفعــل وإذا لــم يتمكــن مــن تحقيــق‬ ‫ذلــك‪ ،‬فمــن المحتمــل أن يكــون عــام ‪ 2020‬عامــه‬ ‫األخيــر فــي فريــق كبيــر كهــذا‪ .‬وهــذه هــي طريقــة‬ ‫التنافــس القاســية للفــوز بفورميــوال ‪ 1‬الحديثــة‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫الرياضة‬

‫الثالثاء ‪ 11‬جمادى األولى ‪١٤٤١‬‬

‫الموافق ‪ 7‬يناير ‪2020‬‬

‫العدد ‪198 :‬‬

‫‪WWW.ALSABAAH.LY‬‬

‫السن ــة األولى‬

‫األولمبية الليبية تدشن أنشطة ‪2020‬‬

‫اختتام ناجح لدورة اإلعداد البدني الثانية‬

‫البنزرتي يبدأ في تجهيز‬ ‫كتيبة المحليين‬ ‫وضــع الجهــاز الفنــي للمنتخــب الليبــي األول لكــرة القدم‪ ،‬اإلطــار العام لخطة‬ ‫إعــداد الفريــق التــي تبــدأ خــال اليوميــن المقبليــن بتجمعيــن فــي المنطقتيــن‬ ‫الغربية والشــرقية‪.‬‬ ‫وكان الطاقــم الفنــي للمنتخــب‪ ،‬بقيــادة التونســي فــوزي البنزرتــي‪ ،‬قــد‬ ‫عــددا مــن األســماء لاللتحــاق بالتجمعــات وتركــزت القائمــة علــى‬ ‫اســتدعى‬ ‫ً‬ ‫األســماء الشــابة‪.‬‬ ‫وعلــم أن االتحــاد الليبــي اتفــق منــذ أيــام مــع الطاقم الفنــي للمنتخب الليبي‪،‬‬ ‫علــى إقامــة تجمعيــن لالعبين المحليين في المنطقتين الشــرقية والغربية‪.‬‬ ‫وضمت قائمة المنتخب الليبي ً‬ ‫كل من‪-:‬‬ ‫حراسة المرمى‪ :‬عبد الحكيم التركي‪ ،‬مراد الوحيشي وجواد رزق‪.‬‬ ‫خــط الدفــاع‪ :‬طاهــر بــن عامــر‪ ،‬ســعد جبــارة‪ ،‬بوبكــر بوعقيلــة‪ ،‬معتصم صبو‪،‬‬ ‫معــاذ العمامــي‪ ،‬عبــد اللــه جديدو‪ ،‬صــاح فكرون‪.‬‬ ‫خــط الوســط‪ :‬محمــد األجنــف‪ ،‬عــاء القجــدار‪ ،‬أحمــد القديــري‪ ،‬بلقاســم‬ ‫رجــب‪ ،‬مالــك الرابطــي‪ ،‬الشــامخ العبيــدي‪ ،‬ربيــع شــادي‪ ،‬عمــران التاورغــي‪،‬‬ ‫عبــد اللــه بلعــم ومحمــد الغنيمــي‪.‬‬ ‫خط الهجوم‪ :‬معاذ عيسى‪ ،‬معتز المهدي‪ ،‬خالد مجدي ومحمد التاورغي‪.‬‬ ‫ويســتعد المنتخــب الليبــي لخــوض عــدد مــن االســتحقاقات المقبلة‪ ،‬ســيكون‬ ‫أبرزهــا تصفيــات أمــم إفريقيــا ‪ 2021‬المقــررة بالكاميــرون‪ ،‬والمرحلــة الثانيــة‬ ‫مــن التصفيــات المؤهلــة لــكأس العالــم قطــر ‪.2022‬‬

‫اختتمــت اليوميــن الماضييــن باألكاديميــة‬ ‫األولمبيــة بطرابلــس دورة المعــد البدنــي فئــة‬ ‫«ب» التــي تواصلــت ألســبوعين بمشــاركة ‪12‬‬ ‫متدربــا مــن المشــاركين الذين اجتــازوا الدورة‬ ‫األولــى «فئــة أ»‪.‬‬ ‫وقــد حضــر حفــل ختــام الــدورة كل مــن‬ ‫الســيد محســن الســباعي النائــب األول‬ ‫لرئيــس اللجنــة األولمبيــة والســيد علــي صابر‬ ‫النائــب الثاني والســيد خالــد الزنكولي األمين‬ ‫العــام والســيد بــدر الشــريف أميــن الصنــدوق‬

‫والســيدة عواطــف أبوشويشــة عضــو مجلــس‬ ‫اإلدارة والدكتــور محمــد عبدالرحيــم عميــد‬ ‫كليــة التربيــة البدنيــة وعلــوم الرياضة بجامعة‬ ‫طرابلــس والدكتــورة حدهــم العابــد المديــر‬ ‫التنفيــذي لألكاديميــة األولمبيــة‪.‬‬ ‫وقــد أشــاد الســيد محســن الســباعي فــي‬ ‫كلمتــه أثنــاء احتفاليــة الختــام بنجــاح الــدورة‬ ‫مؤكــدا ُمضــي اللجنــة األولمبيــة قُدمــا لتنظيــم‬ ‫الــدورة القادمــة مســتوى «ج» والســعي لتمكيــن‬ ‫األوائــل لحضــور دورة متقدمــة فــي إســبانيا ‪.‬‬

‫وقــد تـ ّم خــال الحفــل توزيــع الشــهائد على‬ ‫المتدربيــن المشــاركين الذيــن أعربــوا عــن‬ ‫ســعادتهم بتنظيــم هــذه الــدورة مؤكديــن علــى‬ ‫االســتفادة الكبــرى منهــا ‪.‬‬ ‫مــن جهتهــا قالــت دكتــورة حدهــم العابــد إن‬ ‫الــدورة حققــت نجاحــا كبيــرا وســارت بشــكل‬ ‫جيــد مــع االلتــزام الــذي تميــز بــه المشــاركون‬ ‫وحرصهــم علــى االســتفادة ‪.‬‬ ‫هــذا وتضمنــت الــدورة ‪ 22‬محاضــرة‬ ‫وورشــتي عمــل ‪.‬‬

‫وكانــت هــذه الدورة التي نظمتها األكاديمية‬ ‫األولمبيــة بالتعــاون مــع كليــة التربيــة البدنيــة‬ ‫وعلــوم الرياضــة بطرابلــس ضمــن خطــة‬ ‫اللجنــة االولمبيــة الليبيــة لالهتمــام بتأهيــل‬ ‫وصقــل الكــوادر الرياضيــة الســيما فــي مجــال‬ ‫مهــم جــدا وهــو مجــال االعــداد البدنــي‪.‬‬ ‫ُيذكــر أن األكاديميــة االولمبيــة ســتنظم‬ ‫خــال هــذا العــام عــدة دورات فــي مختلــف‬ ‫التخصصــات الرياضيــة ‪.‬‬

‫الهوني أبرز المرشحين لجائزة األفضل في الدوري التونسي‬ ‫تشــتعل المنافســة بيــن ‪ 5‬العبيــن مــن نجــوم الــدوري التونســي‪ ،‬للحصول‬ ‫علــى جائــزة أفضــل العــب عن شــهر ديســمبر من العام المنصــرم ‪.2019‬‬ ‫وكان البوركينــي باســيرو كومبــاوري‪ ،‬قــد تــوج بلقــب أفضــل العــب فــي‬ ‫الــدوري التونســي لشــهر نوفمبــر الماضــي‪ ،‬لكنــه لــم يتواجــد فــي القائمــة‬ ‫النهائيــة للشــهر التالــي‪.‬‬ ‫وأُعلنــت األحــد الماضــي القائمــة النهائيــة لالعبيــن المتنافســين علــى‬ ‫الجائــزة وهــم‪-:‬‬ ‫«حمــدو الهونــي العــب الترجــي‪ ،‬أنطونــي أكبوتــو العــب االتحــاد‬ ‫المنســتيري‪ ،‬خليــل القصــاب العــب اإلفريقــي‪ ،‬جــي مبينــزا العــب الملعــب‬ ‫التونســي‪ ،‬ورشــاد العرفــاوي العــب مســتقبل ســليمان»‪.‬‬ ‫وينتظــر أن تكــون المنافســة علــى أشــدها بيــن الثالثــي الهونــي ‪،‬أكبوتــو‬ ‫ومبينــزا‪.‬‬ ‫وتجــدر اإلشــارة إلــى أن اختيــار العــب الشــهر فــي الــدوري التونســي‪ ،‬يتم‬ ‫أيضــا قطــاع‬ ‫عــن طريــق التصويــت مــن قبــل الجماهيــر التونســية‪ ،‬ويشــارك ً‬ ‫كبيــر مــن اإلعالميين التونســيين‪.‬‬

‫الصبــــو على أبواب‬ ‫السلط األردني‬ ‫الوداد المغربي يرغب‬ ‫في ضم السلتو‬ ‫خاطــب نــادي الســلط األردنــي نظيــره االتحــاد الليبــي‪ ،‬مــن أجــل‬ ‫الســماح لــه بالتعاقــد مــع مدافــع األخيــر‪ ،‬المعتصــم باللــه صبــو‪.‬‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬قــال المعتصــم صبــو‪ ،‬عبــر صفحتــه الشــخصية علــى‬ ‫«فيســبوك»‪« :‬تجربــة احترافيــة جديــدة إن شــاء اللــه مــع الســلط‬ ‫األردنــي»‪.‬‬ ‫وأردف‪« :‬الفضــل يعــود إلــى ربــي‪ ،‬ثــم نــادي االتحــاد‪ ،‬الــذي جعــل منــي‬ ‫العبــا محترفــا‪ ..‬أشــكر االتحــاد وجمهــوره الكبيــر»‪.‬‬ ‫ويعتبر صبو (‪ 26‬عاما) من أبرز المدافعين في ليبيا‪.‬‬ ‫وقــد لعــب مــع االتحــاد أساســيا‪ ،‬خــال الســنوات األخيــرة‪ ،‬كمــا مثــل‬ ‫المنتخــب الليبــي للشــباب والمنتخــب األول‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يفسخ‬ ‫عقد الهريش‬ ‫فســخ اتحــاد طنجــة عقــد المحتــرف الليبــي زكريــاء الهريــش‪ ،‬ثالــث‬ ‫العبيــه فــي فتــرة االنتقــاالت الشــتوية الحاليــة بعــد صالــح الطاهــر‬ ‫وأيــوب الكعــداوي‪.‬‬ ‫وجــاء القــرار مــن المــدرب هشــام الدميعــي‪ ،‬الــذي لم يقتنــع بمؤهالت‬ ‫الالعــب الــذي انضــم للفريــق فــي ســبتمبر الماضي‪ ،‬قــرر إبعاده‪.‬‬ ‫وعقــد مجلــس اإلدارة اجتماعــا مــع الهريــش نهايــة األســبوع الماضــي‬ ‫وتوصــل الطرفــان إلــى اتفــاق أفضــى إلــى فســخ العقــد‪.‬‬ ‫وقــرر هشــام الدميعــي إجــراء تغييــرات علــى قائمــة الفريــق بســبب‬ ‫النتائــج الســلبية منــذ انطــاق الموســم‪ ،‬ويحتــل اتحــاد طنجــة المركــز‬ ‫الـــ‪ 14‬فــي المســابقة برصيــد ‪ 9‬نقــاط مــن ‪ 10‬مباريــات‬

‫ذكــرت تقاريــر صحفيــة أن نــادي الــوداد المغربــي يقتــرب مــن ضــم‬ ‫نجــم المنتخــب الوطنــي أنيــس الســلتو العــب فريــق النجــم الســاحلي‬ ‫التونســي‪.‬‬ ‫ويكثــف الفريــق المغربــي هــذه األيــام مــن اتصاالتــه مــع الالعــب مــن‬ ‫أجــل التعاقــد معــه فــي ســوق االنتقــاالت الشــتوية الحاليــة بعدمــا أبــدى‬ ‫رغبتــه فــي الخــروج مــن النجــم الســاحلي التونســي‪.‬‬ ‫ويبلــغ الســلتو مــن العمــر ســبعة وعشــرين عامــا ووقــع علــى عقــد‬ ‫االنضمــام للفريــق التونســي لمــدة ثــاث ســنوات قبــل أن ينتقــل إلــى‬ ‫فريــق األهلــي طرابلــس علــى ســبيل اإلعــارة لمــدة موســمين‪.‬‬

‫ليبيــــان ينضمــان‬ ‫لشبــــابالتـــرجي‬

‫الورفلي يتألق في دوري أبطال العرب‬ ‫قطــع محترفنــا ســند الورفلــي رفقــة فريقــه الرجــاء‬ ‫البيضــاوي المغربــي نصــف الطريــق نحــو نصــف نهائــي‬ ‫بطولــة كأس محمــد الســادس لألنديــة العربيــة األبطــال‬ ‫بعــد تفوقــه علــى مضيفــه فريــق مولوديــة الجزائــر بهدفيــن‬ ‫لواحــد‪.‬‬ ‫وشــارك الورفلــي أساســيا وقــدم مــردودا طيبــا فــي‬ ‫المبــاراة التــي أقيمــت علــى ملعــب مصطفــى تشــاكر‬ ‫لحســاب ذهــاب ربــع نهائــي البطولــة‪ ،‬وقــد افتتــح المولوديــة‬ ‫النتيجــة بهــدف ســامي فريــوي فــي الدقيقــة التاســعة‬

‫والعشــرين مــن الشــوط األول‪.‬‬ ‫لكــن الرجــاء اســتفاق فــي الشــوط الثانــي وســجل هــدف‬ ‫التعــادل مــن ضربــة نفذهــا بنجــاح محســن متولــي فــي‬ ‫الدقيقــة الثامنــة والخمســين‪ ،‬وقبــل نهايــة الوقــت األصلــي‬ ‫للمبــاراة بثمانــي دقائــق أضــاف “بيــن ماالنغــو نغيتــا”‬ ‫الهــدف الثانــي الــذي أهــدى الفــوز للرجــاء‪ ،‬فــي انتظــار‬ ‫مبــاراة الحســم التــي ســتقام يــوم التاســع مــن شــهر فبرايــر‬ ‫القــادم علــى أرضيــة المركــب الرياضــي محمــد الخامــس‬ ‫فــي المغــرب‬

‫اســتهل العبــا أكاديميــة «وســباك برشــلونة» ‪ -‬فــرع ليبيــا‪ ،‬محمــد الــزوق‬ ‫وعبــد الرحمــن المصراتــي‪ ،‬تدريباتهمــا مــع فريــق الشــباب بالترجــي‪ ،‬تمهيــدا‬ ‫لتوقيــع عقــود رســمية خــال أيــام‪.‬‬ ‫وتألق الالعبان خالل منافسات بطولة الدوحة‪ ،‬األسبوع الماضي‪.‬‬ ‫وتحصــل الــزوق علــى جائــزة أفضــل العــب فــي البطولــة‪ ،‬بينمــا قــدم‬ ‫قويــا‪.‬‬ ‫أداء‬ ‫المصراتــي ً‬ ‫دفاعيــا ً‬ ‫ً‬ ‫وقــال رئيــس أكاديميــة وســباك برشــلونة ‪ -‬فــرع ليبيــا‪ ،‬محمــد احــواس‪ ،‬إنــه‬ ‫تلقــى اتصــاال هاتفيــا مــن العربــي القطــري‪ ،‬لضــم المدافــع محمــد الــزوق‪.‬‬ ‫فضــل عــرض الترجــي‪ ،‬بعــد‬ ‫وأضــاف فــي تصريحــات صحافيــة أنــه ّ‬ ‫مشــاورات مــع أســرة الالعــب‪ ،‬ومدربــه التونســي طــارق بــن شــرودة‪.‬‬ ‫وتطمــح األكاديميــة أن تكــون إحــدى بوابــات احتــراف الالعبيــن الليبييــن‬ ‫فــي الخــارج‪.‬‬


‫مقتل رجل في منزل نانسي عجرم‬ ‫أصيبــت الفنانــة اللبنانيــة نانســي عجــرم بجــرح‬ ‫طفيــف بعــد أن تعرضــت فيالتهــا لمحاولــة ســرقة من‬ ‫جانــب شــاب ســوري الجنســية‪.‬‬ ‫فيمــا واجهــه زوجهــا‪ ،‬فــادي الهاشــم‪ ،‬ووقــع إطــاق‬ ‫نــار أدى إلــى مقتــل الســارق‪ .‬وطمأنــت عجــرم‬ ‫جمهورهــا‪ ،‬وقالــت‪« :‬أشــكر كل مــن اطمــأ ّن عــن‬

‫الثالثاء ‪ 11‬جمادى األولى ‪ - ١٤٤١‬الموافق ‪ ٧‬يناير ‪٢٠٢٠‬‬

‫عائلتــي وأوالدي بخيــر ولســت فــي صــدد الــكالم‬ ‫حاليـاً»‪ ،‬حســبما ذكــرت لقنــاة «إم تــي فــي» اللبنانيــة‪.‬‬ ‫وذكــرت «الوكالــة الوطنيــة لإلعــام أن الســارق‬ ‫فوجــئ بــزوج المطربــة‪ ،‬فعمــد الــزوج إلــى إشــهار‬ ‫مسدســه فــي وجهــه‪ ،‬ووقــع إطــاق نــار بيــن االثنيــن‬ ‫أدى إلــى مقتــل الســارق علــى الفــور‪.‬‬

‫وحضــرت إلــى المــكان عناصــر مــن القــوى األمنيــة‬ ‫واألدلــة الجنائيــة‪ ،‬والتحقيقــات جاريــة كمــا ذكــرت‬ ‫وســائل إعــام لبنانيــة أن الهاشــم تــم إيقافــه مــن أجــل‬ ‫اتخــاذ اإلجــراءات القانونيــة‪ .‬ونشــرت وســائل إعــام‬ ‫لبنانيــة ومغــردون فيديــو مــن عدســة مراقبــة لواقعــة‬ ‫تســلل الســارق إلــى المنــزل وهــو يحمــل مسدســا‪.‬‬

‫السنـة األولــى‬

‫‪E MAIL : INFO@ALSABAAH.LY‬‬

‫األخيرة‬ ‫‪WWW. ALSABAAH.LY‬‬

‫العــدد‪198‬‬

‫الرئيس األوغندي يبدأ‬ ‫مسيرة «التحرير» في الغابة‬

‫بــدأ الرئيــس األوغنــدي يــوري موســيفيني‬ ‫مســيرة لمــدة ‪ 6‬أيــام عبــر الغابــة‪ ،‬لمســافة نحــو‬ ‫‪ 195‬كــم (‪ 121‬ميــاً)‪ .‬وقــال إن المســيرة‬ ‫تهــدف إللقــاء الضــوء علــى مســيرة التحريــر‪،‬‬ ‫وذلــك بتتبــع طريــق قواتــه عــام ‪ ،1986‬عندمــا‬ ‫ســيطروا علــى الســلطة بعــد ســقوط عيــدي أمين‬ ‫وميلتــون أوبوتــي‪.‬‬ ‫ووجهــت انتقــادات لمســيرة الرئيس باعتبارها‬ ‫حيلــة قبــل انتخابــات أوغنــدا العــام المقبل‪ ،‬حيث‬ ‫مــن المتوقــع أن يســعى موســيفيني إلــى فتــرة‬ ‫واليــة سادســة‪ ،‬حســب تقريــر لوكالــة الصحافــة‬ ‫الفرنســية‪.‬‬ ‫وصــل موســيفيني (‪ 75‬عامــاً) إلــى الحكــم‬ ‫فــي ‪ ،1986‬ويعـ ّـد أحــد الزعمــاء األطــول حكمـا ً‬ ‫فــي إفريقيــا‪ .‬ويواجــه الرئيــس األوغنــدي تحديـا ً‬ ‫مــن نجــم البــوب الســابق بوبــي وايــن فــي الســباق‬ ‫للرئاســة‪ ،‬ويصــور وايــن نفســه بطـاً للفقــراء‪.‬‬ ‫ومــن المتوقــع أن ينهــي موســيفيني مســيرته‬ ‫فــي بلــدة بيريمبــو الغربيــة ‪ -‬وهــي موقــع شــهد‬ ‫واحــدة مــن أعنــف المعــارك بيــن متمــردي‬ ‫موســيفيني وقــوات الرئيــس أوبوتــي ‪.‬‬

‫عمق‬

‫علي المقرحي‬

‫كاميرا خلفية‬

‫لغة الصمت‬ ‫وغضب‬ ‫طرابلس‬

‫كاريكاتير‬

‫قــد تصــاب اللغــة بالبكــم ‪ ،‬فتثرثــر وتثرثــر دون أن تقــول‬ ‫شــيئا ودون أن تفيــد معنــىٓ ‪ ،‬يحــدث ذلــك فــي فتــرات‬ ‫االنحطــاط الثقافــي والحضــاري للمجتمعــات التــي تتعاطــى‬ ‫تلــك اللغــة ‪ ،‬واللغــة كائــن اجتماعــي حــي يتأثــر بمجتمعــه‬ ‫ومــا يكتــظ بــه مــن فاعليــات الحيــاة وصراعاتهــا ‪ ،‬تقدمهــا‬ ‫وتخلفهــا ‪ ،‬رفعتهــا وترديهــا ‪ ،‬ســموها وانحطاطهــا ‪ ،‬واللغــة‬ ‫إضافــة إلــى مشــاركتها األحيــاء حياتهــم وتأثرهــا بتلــك‬ ‫الحيــاة وتأثيرهــا فيهــا ‪ ،‬هــي الكيــان الوحيــد أو هــي األداة‬ ‫المباشــرة الرتباطهــم بعضهــم ببعــض ‪ ،‬واإلمكانيــة األكثــر‬ ‫موافقــة لتفاهمهــم “ ‪ ‬إذا قيــض لذلــك التفاهــم أن يتحقــق‬ ‫فــي الواقــع المعــاش فعــا “ ّ‬ ‫وأل يظــل مجــرد حلــم طوبــاوي‬ ‫‪ ،‬وال مثــاالً أفالطوني ـا ً مقطــوع الصلــة بالحيــاة واألحيــاء ‪.‬‬ ‫ولكــن لنســأل قبــل أن نسترســل فــي ثرثــرة ال تقــول شــيئا ً‬ ‫‪ ،‬لنســأل عمــا تعنيــه مفردتــا ( الحيــاة ) و ( األحيــاء ) ؟‬ ‫وهــل يمكــن للغــة أن تفيدنــا فــي هــذا الســياق وأن تســندنا‬ ‫فــي بحثنــا عــن إجابــة ‪ ،‬وتقينــا التــردي فــي وهــدة االبتــذال‬ ‫والثرثــرة الفارغــة ؟ ‪.‬‬ ‫‪ ‬يقــول الســيد المســيح عليــه الســام ( الحــرف يقتــل ‪،‬‬ ‫أ ّمــا الــروح فتحيــي ) ‪ ،‬وإذا نحــن تأملنــا فــي هــذا القــول‬ ‫الحكيــم ‪ ‬وفــي حــدود مــا نحــن بصــدده ‪ ، ‬فلــن نجــد مــن‬ ‫معنــىٓ لــروح اللغــة ســوى ( المعنــى ) ‪ ،‬فمــا تفيــده مفــردة‬ ‫مــن مفــردات اللغــة هــو مــا يعبــر عــن حياتهــا أو عــن موتهــا‬ ‫‪ ،‬وليــس يتوقــف مــدى حيــاة وحيويــة لغــة مــن اللغــات علــى‬ ‫عــدد مفرداتهــا وتفوقهــا فــي ذلــك علــى غيرهــا مــن اللغــات ‪،‬‬ ‫بــل علــى قــدر مــا تنطــوي مــن مفــردات معافــاة مــن االبتــذال‬

‫حين تكون اللغة بكماء‬

‫واإلســفاف وقــادرة علــى التعبيــر بدقــة عمــا ُوجِ ـ َـد ْ‬ ‫ت للتعبيــر‬ ‫عنــه أساس ـا ً ‪.‬‬ ‫مؤكــد أن الحيــاة ليســت هــذا اللهــاث العبثــي فــي حلبــة‬ ‫العيــش القمــيء ‪ ،‬وليســت أيضــا ً صــراع الــكل ضــد الــكل‬ ‫والمفضــي فــي النهايــة إلــى إخفــاق وخســارة الــكل ‪ ،‬كمــا أن‬ ‫الحيــاة ال تتجســد فــي أي مظهــر مســتعار أو مصطنــع مــن‬ ‫مظاهــر الحيــاة ‪ ،‬وال يبــدو مــن أمــل فــي تحقــق الحيــاة دون‬ ‫الوعــي بالــذات ‪ “ ،‬وعــي الحيــاة بذاتهــا ‪ ،‬ووعــي األحيــاء‬ ‫بذواتهــم وبالحيــاة “ ‪.‬‬ ‫ومــا مــن شــك فــي أهميــة اللغــة هنــا ‪ ،‬فاللغــة هــي صــوت‬ ‫الوعــي المعبــر عنــه ‪ ،‬األمــر الــذي يعنــي بداهـةً أن لغــة فــرد‬ ‫أو مجتمــع تدلــل بدقــة علــى مســتوى الوعــي لديــه ‪ ،‬فلــن‬ ‫يكــون لــدى مــن يســيء اســتعمال اللغــة نطق ـا ً أو كتابــة ( إن‬ ‫مــن حيــث نحوهــا أو حتــى تركيــب مفرداتهــا ) واعيـا ً اللهــم‬ ‫ّإل فــي أدنــى مســتويات الوعــي ‪ ،‬والــذي ال يعلــو كثيــرا عــن‬ ‫مســتوى مــن‬ ‫مســتوى التحســس اللمســي المباشــر ‪ ،‬فــأي‬ ‫ً‬ ‫الوعــي ‪ ،‬لــدى مــن يكتــب مخاطبـا ً امــرأة بقولــه ( إنتــي بــدالً‬ ‫ك أو منكــي بديــا عــن منــ ِ‬ ‫أنــت ‪ ،‬أو َلكــي بــدل لــ ِ‬ ‫عــن ِ‬ ‫ك‬ ‫) ‪ ‬ومــاذا عــن الــذي يكتــب الرشــيد هكــذا ( الراشــيد‬ ‫) ‪ ،‬وتلــك أمثلــة ملتقطــة مــن الصحــف الحائطيــة ( علــى‬ ‫الطريقــة الليبيــة ) ومــن منشــورات المواقــع االجتماعية على‬ ‫اإلنترنــت ‪ ،‬أمــا إذا مــا التفتنــا إلــى اإلعــام ‪ ،‬الــذي يقــال‬ ‫( واللــه أعلــم ) أن مهمتــه األولــى ومبــرر وجــوده ورســالته‬ ‫االساســية هــي االرتقــاء بوعــي النــاس ‪ ،‬فســنفجع فعــاً‬ ‫بمــدى اإلســفاف والتهافــت والفقــر فــي المفــردات المعبــرة‬

‫‪ ،‬وضمــور المعانــي وتحجرهــا وهــي تقــدم فــي كليشــيهات‬ ‫منتحلــة تعانــي منهمــا لغــة المذيعيــن والمذيعــات ‪ ،‬خصوصـا ً‬ ‫فــي برامــج ‪ ‬البــث المباشــر ‪ ،‬حيــث تعتمــد العاميــة لغــة‬ ‫رســمية وتســتبعد الفصحــى ‪ ،‬و مــا مــن ســبب يفســر ذلــك‬ ‫اإلمــر ســوى الخــوف مــن الفصحــى الــذي يدفع إلــى تجاهلها‬ ‫والهــروب منهــا بســبب الجهــل بهــا ‪ ،‬إعالمنــا (خصوصــا ً‬ ‫المباشــر منــه ) ومســؤولوه والعاملــون فيــه يعــادون اللغــة‬ ‫الفصحــى ألن النــاس أعــداء مــا جهلــوا ‪.‬‬ ‫وليــس ذلــك لتأثــر منهــم بدعــوات اعتمــاد العاميــة ونبــذ‬ ‫الفصحــى ‪ ‬التــي ‪ ‬ظهــرت فــي فتــرات ســابقة ومازالــت‬ ‫أصداؤهــا تتــردد بيــن وقــت وآخــر وإن بخفــوت وبأســاليب‬ ‫مراوغــة ‪ ،‬وليــت اإلمــر كان كذلــك ‪ ،‬إذن َل َــد َّل علــى وعــي‬ ‫وإن كان مجافيــا للعقــل والمنطــق ‪ ،‬لكنــه يظــل وعي ـا ً وتظــل‬ ‫إمكانيــة التحــاور معــه ودحــض مســوغاته أو التســليم بهــا‬ ‫متاحــة ‪ ،‬لكــن مــا مــن فرصــة للتحــاور مــع مــن ال يعــي أهميــة‬ ‫الحــوار وخطورتــه ‪ ،‬وال فــارق لديــه بيــن ثرثــرة فــي مقهــى أو‬ ‫( مربوعــة ) أو علــى رصيــف عنــد ناصيــة زقــاق ‪ ،‬أو أمــام‬ ‫ناقــل صــوت فــي قاعــة بــث مباشــر ‪ ،‬فــكل ذلــك ســواء لديــه‬ ‫‪ ،‬وعندمــا تهيمــن لغــة الشــارع بمــا يريــن عليهــا مــن ملوثــات‬ ‫اإلبتــذال واإلســفاف علــى فكــر ولغــة ( اإلعالمــي ) الــذي‬ ‫يفتــرض أنــه المخ ـ ّول بتهذيــب تلــك اللغــة واالرتقــاء بهــا ‪،‬‬ ‫فمعنــى ذلــك أن إعالمنــا يرســف فــي أزمــة مركبــة ‪ ،‬تهيمــن‬ ‫علــى لغتــه وعلــى وعيــه ‪ .‬‬ ‫ثــم أليــس مــن المفارقــات التــي انتجتهــا مناهــج التعليــم‬ ‫المتخلفــة التــي أسســت لهــذا االبتــذال ‪ ،‬أن يدعــي لهــا‬

‫يابانية تشكك في تقديراتنا لسن معمرينا‬ ‫مــع بدايــات العــام الجديــد احتفظــت امــرأة يابانيــة‬ ‫برقمهــا القياســي المســجل فــي موســوعة غينيــس‬ ‫لألرقــام القياســية‪ ،‬كأكبــر شــخص ُمعمــر فــي العالــم‪،‬‬ ‫بعــد أن احتفلــت األحــد بعيــد ميالدهــا الســابع عشــر‬ ‫بعــد المئــة فــي دار للرعايــة فــي فوكــوكا‪ ،‬الواقعــة جنوبــي‬ ‫اليابانوأظهــرت لقطــات مصــورة بثتهــا قنــاة “تــي فــي كيــو”‬ ‫التلفزيونيــة المحليــة اليابانيــة كيــن تانــاكا وهــي تحتفــل‬ ‫بعيــد ميالدهــا ‪ ،117‬فــي حفــل حضــره العاملــون فــي دار‬

‫وجـــــــوه‬

‫صغيرة بسنها كبيرة بابداعاتها‬

‫األنوثة ليست وظيفة‬ ‫والقيمة بالعطاء‬

‫هــل جمــال المــرأة فــي مظهرهــا الخارجــي‪ ،‬وهــو مــا يعنــي‬ ‫تســليعها‪ ،‬واختزالهــا كأداة متعــة للرجــل‪.‬‬ ‫هــل جمــال المــرأة فــي حضورهــا كإنســان‪ ،‬حيــث ال تكــون‬ ‫األنوثــة مجــرد وظيفــة لجنــس بحالــه؟‬ ‫هــل الجمــال هــو مــا تقــدم مــن مســاهمات فــي الحضــارة‬ ‫البشــرية؟ هنــاك كاتــب شــابة تحــاول أن تقــاوم معاييــر جمــال‬ ‫المــرأة التقليديــة‪ ،‬بمعاييــر جديــدة وهــو مــا تقدمــه مــن‬ ‫مســاهمات ابداعيــة فــي األدب‪.‬‬ ‫إنها (أليسا أركاديفنا جانيفا)‬ ‫ولــدت جانييفــا أليســا فــي ‪ 23‬ســبتمبر‪ 1985‬فــي‬ ‫موســكو‪.‬‬ ‫نشــأت وتخرجــت مــن المدرســة فــي داغســتان ‪ ،‬فــي‬ ‫ماخاتشــكاال‪ .‬فــي عــام ‪ ، 2002‬فــي موســكو ‪ ،‬دخلــت‬ ‫المعهــد األدبــي الــذي ســمي علــى اســم غوركــي ‪ ،‬فــي قســم‬ ‫النقــد األدبــي‪.‬‬ ‫من أهم أعمالها‪:‬‬ ‫روايــة «جبــل األعيــاد» هــي محاولــة لوصــف القوقــاز كمــا‬ ‫لــو كان قــد انفصــل ووجــد خــارج روســيا‪ .‬أبطــال الروايــة هــم‬ ‫أنــاس فقــدوا جذورهــم‪.‬‬ ‫روايــة «العريــس والعــروس «تــروي عــن خصوصيــات الــزواج‬ ‫فــي القوقــاز‪ .‬الشــباب يريــدون الحصــول علــى مزيــد مــن‬ ‫الحريــة فــي اختيــار الــزوج‪ ،‬والجيــل األكبــر ســنا ليــس علــى‬ ‫اســتعداد للتخلــي عــن التقليــد‪.‬‬ ‫علــى الرغــم مــن المســار اإلبداعــي القصيــر ‪،‬أليســا لهــا‬ ‫العديــد مــن الجوائــز والترشــيحات‪ .‬علــى حســابها جوائــز‬ ‫مرموقــة «بوكيــر الروســية» ‪« ،‬الكتــاب الكبيــر» ‪« ،‬طالــب بوكــر»‬ ‫‪« ،‬الوطنيــة األكثــر مبيعــا» وغيرهــا‪.‬‬

‫الرعايــة وأصدقاؤهــا‪ .‬وأثنــاء االحتفــال بعيــد ميالدهــا‪،‬‬ ‫أخــذت تانــاكا‪ ،‬التــي ولــدت فــي ‪ 2‬ينايــر ‪ ،1903‬قضمــة‬ ‫مــن كعكــة عيــد الميــاد الكبيــرة‪ ،‬وطالبــت وهــي تبتســم‬ ‫بالمزيــد قائلــة “لذيــذة‪ ..‬أريــد المزيــد”‪ ،‬بحســب مــا ذكرت‬ ‫وكالــة “رويتــرز”‪.‬وكان القائمــون علــى موســوعة غينيــس‬ ‫لألرقــام القياســية تأكــدوا العــام الماضــي مــن أن تانــاكا‬ ‫هــي أكبــر ُمعمــر علــى وجــه األرض عندمــا بلغــت مــن‬ ‫العمــر ‪ 116‬عامــا و‪ 66‬يومــا فــي التاســع مــن مــارس‪.‬‬

‫واضعوهــا والمروجــون لهــا ومســوقوها أنهــا جــاءت بعــد‬ ‫دراســات علميــة مســتفيضة وروعــي فــي إعدادهــا كل‬ ‫اإلعتبــارات والحاجــات التــي تتطلبهــا التنميــة والرقــي‬ ‫المعرفــي األخالقــي واالجتماعــي للطالــب ‪ ،‬ثــم ال تنتــج إال‬ ‫جحافــل ليــس فقــط مــن الجاهليــن باللغــة ومكونــات الوعي ‪،‬‬ ‫بــل واألمييــن بالمعنــى الحرفــي ال المجــازي ‪.‬‬ ‫فأيــة مناهــج ‪،‬وأيــن العقالنية والموضوعيــة والواقعية من‬ ‫مناهــج تعتمــد فــي موادهــا المتعلقــة باللغــة من نحــو وصرف‬ ‫ومطالعــة وإنشــاء وإمــاء ‪ ،‬علــى اجتــرار نتــاج العصــر‬ ‫ـريء القيــس وعنتــرة وتأبــط شــراً ‪ ،‬فــي‬ ‫الجاهلــي وشــعر إمـ َ‬ ‫الوقــت الــذي يتجاهــل فيــه واضعــو تلــك المناهــج ( واألرجــح‬ ‫أنهــم يجهلــون ) كتابــات يوســف الشــريف وخليفــة الفاخــري‬ ‫وعلــي مصطفــى المصراتــي وزعيمــة البارونــي والصــادق‬ ‫النيهــوم وخليفــة حســين مصطفــى وشــريفة القيــادي ونــادرة‬ ‫العويتــي ومحمــد الشــلطامي ومرضيــة النعــاس وخديجــة‬ ‫الجهمــي علــى ســبيل المثــال ‪.‬‬ ‫وذلــك فــوق جهلهــم بحقيقــة ال يختلــف عليهاعاقــان ‪،‬‬ ‫وهــي صلــة المبــدع الليبــي األقــوى واألوثق بوجــدان المواطن‬ ‫الليبــي معلم ـا ً ومتعلم ـا ً ‪ ،‬ويقيــن أن إبداعــه وحــده البلســم‬ ‫الشــافي واألمــل الباقــي أمامنــا إلنقــاذ لغتنــا ووجداننــا‬ ‫ووعينــا مــن وهــدة االنحطــاط وغياهــب التــردي ‪ ،‬وتبقــى‬ ‫أمنيــة غاليــة أن تــدرج القــراءة فــي مناهــج العمــل واالعــداد‬ ‫والتأهيــل االعالمــي ( قــراءة االبــداع األدبــي والفكــري ) وأن‬ ‫تهتــم وزارتــا الثقافــة واإلعــام بتجهيــز مكتبــة فــي كل مرفــق‬ ‫إعالمــي ‪ ،‬علّنــا نشــهد تطــوراً فــي لغتنــا ووعينــا وحياتنــا‪.‬‬

‫أحمد الرحال‬

‫لــم يعــد ألي حديــث آخــر معنــى‪ ،‬ولــم أعــد قــادرا‬ ‫علــى البحــث فــي ذاكرتــي أو فــي معاجم أو أشــباه أو‬ ‫نظائــر‪ ،‬ولــن أتحــدث بمــا ســمعته مــن أنــاس أو بمــا‬ ‫رأيتــه علــى شــفاههم مــن حــركات ناطقــة أو معبــرة‬ ‫بأســاليب غيــر أســاليب الــكالم‪.‬‬ ‫إنــه الصمــت الــذي يجتاحنــي وأحســه يســيطر‬ ‫علــى كل شــيء علــى الرغــم مــن الــكالم والهتافــات‬ ‫والغضــب‪.‬‬ ‫فالــكالم كالم‪ ،‬والهتافــات كالم‪ ،‬والغضــب أيضــا‬ ‫كان كالمــا حيــن كنــت هنــاك‪ .‬لكــن الصمــت ولغــة‬ ‫الصمــت كانــا أقــوى وأبلــغ مــن الــكالم وأعلــى منــه‬ ‫حتــى لــو كان ضجيجا‪.‬فــي ميــدان الشــهداء شــدني‬ ‫منظــر آخــر لــه درجاتــه وحواشــيه وألوانــه وتعابيــره‪.‬‬ ‫إنــه منظــر طرابلــس الــذي رأيتــه فــي نخيلهــا‬ ‫وأشــجارها وحيطانهــا وســمائها وأرضهــا وطيورهــا‬ ‫وغيومهــا وأمواجهــا ونســيمها وأمطارهــا‪.‬‬ ‫أثنــاء ذلــك الصمــت الــذي فــرض نفســه علــى‬ ‫الرغــم مــن غضــب الجمــوع فــي ميــدان الشــهداء‬ ‫رأيــت كمــا بــدا لــي للوهلــة األولــى حزنــا ووجعــا‬ ‫بطــان مــن فــوق أعالــي النخيــل والشــجر‪ ،‬وبيــن‬ ‫نســمات الهــواء وقطــرات المطــر وحــركات الطيــور‬ ‫فــي الجــو وبــطء الغيــوم‪.‬‬ ‫بيــن ذلــك كلــه بــدا لــي فــي أولــى مراحــل تأملــي‬ ‫حــزن يســيطر علــى طرابلــس وهــي التــي يعتــدي‬ ‫عليهــا مجرمــون ال يهمهــم قتــل االنســان حتــى لــو‬ ‫كان شــابا يافعــا يتطلــع إلــى مســتقبله فــي بــاده أو‬ ‫إزهــاق روح ســيدة مســنة تتمنــى األمــان فــي بقيــة‬ ‫أيامهــا فــي هــذه الدنيــا أو تدميــر بيــت علــى رؤوس‬ ‫أطفــال أبريــاء‪.‬‬ ‫لكــن منظــرا فــرض نفســه علــى المشــهد الــذي‬ ‫كنــت أتأملــه‪ ،‬إنــه حمــام ميــدان الشــهداء الــذي‬ ‫حلــق فــي ســماء الجمــوع الغاضبــة وهــي تســتعد‬ ‫لتصلــي الجنــازة علــى أرواح شــباب صغــار طالتهــم‬ ‫يــد الغــدر‪.‬‬ ‫إنــه الحمــام يحلــق فــي تلــك الســماء ويتجمــع‬ ‫بعضــه اآلخــر علــى أرض الميــدان أمــام مــن‬ ‫يســتعدون لصــاة الجنازة‪.‬حينهــا نظــرت إلــى‬ ‫ت؟ رأيــت‬ ‫أعالــي األشــجار والنخيــل‪ ،‬فمــاذا رأيــ ُ‬ ‫جريــد النخيــل يتحــرك وكأنــه يعبــر عــن غضبــه‬ ‫وهــو يتناغــم مــع نســيم فيــه حــرارة علــى الرغــم مــن‬ ‫بــرودة الجــو فــي هــذا الشــتاء‪.‬‬ ‫ســألت نفســي‪ :‬هــل طرابلــس حزينــة أم غاضبــة؟‬ ‫لكننــي اســتدركت‪ :‬ولــم ال يجتمــع الحــزن والغضــب‬ ‫كشــعورين حــق لهمــا أن يجتمعــا؟وكأن طرابلــس‬ ‫كلهــا‪ ،‬بجمالهــا كلــه علــى الرغــم مــن اإلهمــال الــذي‬ ‫تعانيــه‪.‬وكأن طرابلــس بقضهــا وقضيضهــا حتــى‬ ‫وإن خلــت مــن النــاس‪ ،‬وكأنهــا بذلــك كلــه تنــادي‬ ‫علــى المعتــدي الغاشــم قائلــة‪ :‬لــن تدخلنــي مهمــا‬ ‫فعلــت ومهمــا قتلــت ومهمــا دمــرت ومهمــا تآمــرت‬ ‫ومهمــا تلقيــت مــن دعــم ظالم‪.‬واســأل التاريــخ الــذي‬ ‫تدعــي معرفتــه وأنــت لــم تقــرأ فــي صفحاتــه ســطرا‬ ‫واحدا‪.‬الهيبــة التــي زينــت طرابلــس‪ ،‬والشــموخ الذي‬ ‫ظهــرت بــه طرابلــس وهــي تــودع شــبابها المغــدور‬ ‫ليســت كهيبــة مــن ادعــى هيبــة‪.‬‬ ‫وليســت كشــموخ من يتصنع شــموخا‪ ،‬إنه شــموخ‬ ‫طرابلــس الكبيــرة القديمــة الجديــدة والمتجــددة‬ ‫علــى الرغــم مــن الحقــد القــادم إليهــا وســيتحطم‬ ‫علــى أســوارها وســيحرق نفســه بنفســه‪ .‬فالحقــد‬ ‫ال يحــرق الجمــال‪ ،‬بــل يحتــرق حيــن يعجــزه الجمــال‬ ‫عــن أذيتــه‪.‬‬

‫طائرة كندية تقلد سيارات سباقات «إندي كار»‬ ‫فقــدت طائــرة تابعــة لشــركة طيــران كنديــة عجلــة بعيــد إقالعها من‬ ‫مطــار مونتريــال تــرودو الدولــي‪ ،‬مــا أجبــر قائــد الطائــرة علىالعــودة‪.‬‬ ‫وكانــت طائــرة الرحلــة رقــم ‪ 8684‬التابعــة لشــركة “إيــر كنــدا‬ ‫إكســبرس” متجهــة إلــى باغوتفيــل‪ ،‬علــى بعــد حوالــي ‪ 370‬كيلومتــرا‬ ‫إلــى الشــمال مــن مونتريــال عندمــا وقــع الحادث‪.‬وعلــى الرغــم مــن‬ ‫فقدانهــا العجلــة‪ ،‬مــع ظهــور شــرارات ونــار خفيفــة‪ ،‬فإنــه لــم يصــب‬ ‫أي مــن ركاب الطائــرة بــأذى أثنــاء هبوطهــا مجددا‪.‬والتقــط أحــد‬ ‫الــركاب الخمســين الذيــن كانــوا علــى متــن الطائــرة فيديــو للعجلــة‬

‫أثنــاء انفصالهــا عــن جهــاز الهبــوط الرئيــس للطائــرة‪ ،‬علــى شــاكلة‬ ‫مــا يحــدث فــي ســباقات الســيارات األمريكيــة «إنــدي كار» وشــاركها‬ ‫علــى مواقــع التواصــل االجتماعــي‪ ،‬بحســب مــا ذكــرت شــبكة “ســي‬ ‫إن إن” اإلخباريــة األميركية‪.‬وأرفــق الراكــب علــى حســابه فــي تويتــر‬ ‫بتعليــق ســاخر‪ ،‬قــال فيــه‪“ :‬أنــا حاليــا علــى متــن طائــرة فقــدت للتــو‬ ‫عجلــة القيــادة ‪ ..‬انطالقــة جيــدة للعــام ‪.”2020‬وأوضحــت الشــبكة‬ ‫اإلخباريــة أن الطياريــن كانــوا قادريــن علــى االلتفــاف بالطائــرة مــن‬ ‫طــراز “داش ‪ ”300-8‬والعــودة والهبــوط بأمــان‪.‬‬

‫المرأة الشبح‬ ‫تحارب المافيا اإليطالية‬

‫بييــرا ييلــو‪ ،‬ســيدة إيطاليــة مــن صقليــة تبلــغ مــن‬ ‫العمــر ‪ 52‬عامــا‪ ،‬وهــي عضــو فــي مجلــس النــواب‬ ‫اإليطالــي منــذ نحــو عاميــن‪ ،‬إال أنــه قبــل انتخابهــا‪ ،‬لــم‬ ‫تكــن موجــودة فــي الســجالت الرســمية‪ ،‬علــى األقــل‬ ‫بهويتهــا الحاليــة‪.‬‬ ‫وفــازت ييلــو فــي مــارس ‪ ،2018‬بمقعــد عــن حــزب‬ ‫حركــة “خمــس نجــوم” الشــعبوي فــي مجلــس نــواب إقليم‬ ‫ترابانــي مســقط رأســها‪.‬‬ ‫وكــي تدخــل ييلــو المعتــرك السياســي‪ ،‬كان يتعيــن‬ ‫عليهــا أوال الخــروج إلــى العلــن‪ ،‬بعــد أن قضــت الســبعة‬ ‫والعشــرين عامــا الماضيــة تحــت غطــاء برنامــج حمايــة‬ ‫الشــهود‪ ،‬حيــث عاشــت بهويــة أخــرى لحمايتهــا مــن‬ ‫تهديــدات المافيــا بالقتل‪.‬وبــدأت بيلــو حياتها المســتعارة‬ ‫عــام ‪ 1991‬حينمــا تمــردت عندمــا كان عمرهــا وقتهــا‬ ‫‪ 18‬عامــا علــى عــرف “أوميرتــا” الســائد فــي صقليــة‬ ‫بشــأن التــزام الصمــت حيــال جرائــم العنــف‪ ،‬وأبلغــت‬ ‫الشــرطة عــن قتلــة زوجهــا‪.‬وكان زوج بيلــو المدعــو نيكوال‬ ‫أتريــا‪ ،‬رجــل عصابــات تــم إرغامهــا علــى الــزواج منــه‪،‬‬ ‫وقــد أعدمــه خصومــه مــن رجــال العصابات أمــام عينيها‬ ‫فــي مطعــم البيتــزا الــذي كان يديــره الزوجــان ســويا‪.‬‬ ‫وفــي حــوار مــع وكالــة األنبــاء األلمانيــة‪ ،‬قالــت ييلــو‪:‬‬ ‫“حيــن توفــي زوجــي قلــت لنفســي بــأن هــذا يكفــي وأننــي‬ ‫أدرك أننــي أتخــذ القــرار الصائــب”‪.‬‬ ‫وخــال حملتهــا االنتخابيــة‪ُ ،‬عرفــت ييلــو “بالمرشــحة‬ ‫الشــبح”‪ ،‬ألن وجههــا كان مخفيــا فــي الملصقــات والمواد‬ ‫الدعائيــة األخــرى ألســباب أمنية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.