تربية القران لجيل الايمان

Page 1


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪2‬‬ ‫‪‬‬

‫من الحكمة المنظومة‬

‫َك ّونَنن اُل في الَح َشن انيَ ا َج نِنْينْنَ اً‬ ‫فعظ ام اً وقد كس اه ا لَْح ّمن ن اً‬ ‫تصنُع الّم م ا تش اُء ولكْن‬ ‫فإذا ص اَر َج ْونفنَُه ان منه خلواً‬ ‫ت‬ ‫بْيتُهُ حْج نُرَه انوِل بْي ٌ‬ ‫وله بْين أّمننه وأبْين نِه‬ ‫إسم الكت اب‬ ‫المؤلف‬ ‫الطبعة الولى‬ ‫الطبعة الث انْية‬ ‫رقم الكت اب‬ ‫صفح ات‬ ‫)الورق(‬ ‫)الغل(ف(‬ ‫إشرا(ف‬

‫بِ​ِعن اي ا ِ‬ ‫ت َربِّه َمْش ن نُم ونلً‬ ‫َ‬ ‫وُعُروق اً فك ان ِح ْم نلًنثقْينلً‬ ‫علْيه ا مح افظن ن اً ووكْيلً‬ ‫ص ار ب الُح ّ‬ ‫بن قلبنَُه ان مشغولً‬ ‫ل يريُد الرضْيُع ِم ْننهُ بديلً‬ ‫منزٌل فْيه يُْك ِرنَم ن اِن النِّزيل‬

‫تربْية القرآن لجْيل اليم ان‬ ‫الشْيخ فوزى محمد أبوزيد‬ ‫يولْيو ‪15 1995‬‬ ‫ين اير ‪1 2012‬‬ ‫الكت اب الت اسع من إصدارات الشْيخ‬ ‫صفحة ‪15‬سم*‪ 21‬سم ‪160‬‬ ‫جم طب اعة لون واحد أسود ‪80‬‬ ‫كوشْيه لمْيع ‪250‬ج‪ 4 ،‬لون‪ ،‬سلوف ان لمْيع‬ ‫دار اليم ان والحْي اة‪114،‬ش ‪ 114‬ش ‪105‬‬ ‫المع ادى الق اهرة ‪ -‬ج م ع‪ ، ،‬ت‪:‬‬ ‫‪0020 2 25252140،‬‬ ‫ف اكس‪0020 2 25261618 :‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪3‬‬ ‫‪‬‬

‫إيداع محلى‬

‫‪22231/2011‬‬

‫إيداع دولى‬

‫‪I.S.B.N.: 978-977-716-470-2‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪4‬‬ ‫‪‬‬

‫مقدمة الطبعة الثانية‬ ‫الحمد ل على نعنمه‪ ،‬والصلة والسلم على ب اب فضله وكنز جوده‬ ‫وكرمه‪ ،‬سْيدن ا محمد وآله وصحبه أجمعْين‪ ،‬وبعد ‪...‬‬ ‫ظهر فى الونة الخْيرة مدى شدة ح اجة الع الم كله للسلم؛ وتأكدت‬ ‫تلك الح اجة وأصبحت أكثر إلح اح اً يوم اً بعد يوم ‪ ..‬وخ اصة بعد إنهْي ار أنظمة‬ ‫ع المْية كثْيرة وكبْيرة‪ ،‬أنظمة من وضع البشر؛ سْي اسْية وإجتم اعْية وم الْية ك انت‬ ‫كّل منه ا تدعى أنه ا الق ادرة على رسم سبل إصل ح وسع ادة البشرية! وبإنهْي ار‬ ‫تلك النظم وتفتته ا‪ -‬والب اقى منه ا فى سبْيله لذلك ‪ -‬أص اب الخواء الروحى‬ ‫والتخّبا ط النفسى والجتم اعى بل والقتص ادى مؤخرًا! من آمن به ا من جموع‬ ‫الن اس وع اشوا فى كنفه ا ردح ا من الزم ان ‪ ..‬وم ا أكثر من ن ادوا به ا؛ بل وح اولوا‬ ‫ج اهدين أن يرغموا الن اس علْيه ا!؛ فص اروا يبحثون عن النظ ام الذى لم يفشل‬ ‫أبدًا! بل ويزداد قوة وثب ات ا وجس ارة مع الي ام! فلم يكن إل السلم!‬ ‫ف السلم! يزداد إنتش اراً على مرور الي ام ويتأكد لكل ذى فهم وعْي ان‬ ‫قدرته الب الغة ونظرته الص ائبة لصل ح الخلق على مرور السنْين وتوالى العوام‪،‬‬ ‫وقدرته اله ائلة على التكْيف والستنب اط ب التوازى مع متغْيرات الزم ان والمك ان‪.‬‬ ‫ومن أهم م ا يمْيز السلم عن تلك النظمة البشرية الوضعْية المنه ارة أو‬ ‫التى تص ارع جولته ا الخْيرة على مسر ح الحْي اة؛ أن السلم تفّرد بأنه يؤسس‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪5‬‬ ‫‪‬‬

‫ل‪.‬‬ ‫حض ارته ويقْيم دولته على أس اس بن اء الفرد أولً بن اءاً صحْيح اً متك ام ً‬ ‫ذلك لن الفرد هو الذى لديه الصلحْي ات لتشغْيل كّل م ا فى الكون‬ ‫من ط اق ات‪ ،‬والستف ادة بكّل م ا فْيه من العن اصر وتطويره ا تقنْي ا وتكنولوجْي ا‬ ‫وإجتم اعْي ا بحسب م ا يحت اج إلْيه النس ان فى كل عصر‪ ،‬وهو اللبنة الولى‬ ‫التى تتكون منه ا السرة ثم المجتمع ات ‪ ..‬ولذا يعرج السلم فى بن اء حض ارته‬ ‫من الفرد إلى السرة ‪ ..‬ف الجْيران والقربون ‪ ..‬ف المجتمع ‪....‬‬ ‫ولم ا ك ان لتربْية الفرد فى السلم تلك الهمْية الب الغة؛ تن اوله ا السلم‬ ‫فى كّل م ا يحت اجه الفرد فى هذه الحْي اة من جمْيع جوانبه النفسْية والعقلْية‬ ‫والجسدية والروحْية والمجتمعْية والقتص ادية بصْيغة متوازنة‪ ،‬مْيزانه ا قول النبى‬ ‫‪:‬‬

‫ح ّق ُه {‬ ‫ح قَ َ‬ ‫ل ِذي َ‬ ‫ع طِ ُك ّ‬ ‫} أَ ْ‬

‫‪1‬‬

‫والسلم فى تربْيته للفرد؛ يوّطد العلقة بْينن النسن ان وربه حنتى يصنل إلنى غ اينة‬ ‫يقننول فْيهنن ا الصنن ادق المصنندوق الننذى علّم ن هن مننوله كننل منن ا ينفننع أمتننه إلننى يننوم‬ ‫لق ائه‪:‬‬

‫م َت كُ نْ‬ ‫ن َل ْ‬ ‫ه فَ ِإ ْ‬ ‫ك ترا ُ‬ ‫ع ُب َد ا َك َأ ّن َ‬ ‫ن أ َ نْ َت ْ‬ ‫} الحسا ُ‬

‫‪1‬‬

‫صحْيح بن حب ان ومسند ابى يعلى ومسند البزار عن عون بن أبى جحْيفه عن أبْيه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪6‬‬ ‫‪‬‬

‫ك{‬ ‫ه َف ِإ ّن ُه َمي َرا َ‬ ‫َت َرا ُ‬

‫‪2‬‬

‫ويقّْيم العلقة بْين النس ان وغْيره من بنى جنسه علنى أسن اس الخلق القويمنة والسنلوكْي ات‬ ‫الكريمة‪ ،‬ول يزال يرقى ب النس ان حتى يرقى به إلى مق ام يقول فْيه الحبْيب ‪:‬‬

‫ب‬ ‫خيه ما ُمي حِ ّ‬ ‫ب لّ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م حتى ُمي ِ‬ ‫ن َأح ُد كُ ْ‬ ‫}ل ُمي ْؤ ِم ُ‬ ‫ه { ‪3‬‬ ‫س ِ‬ ‫ِل َن ْف ِ‬

‫بل ويجعل السلم الفرد متوازن ا فى كّل تصرف اته‪ ،‬حكْيمن اً فنى كنّل أقنواله‪ ،‬عظْيمن اً فنى كنّل‬ ‫أفع اله؛ لن النس ان المسلم إخت ار ال ‪ ‬له الوسطّْية فى كّل أحواله‪ ،‬وقد قن ال الن تعن الى‬

‫لن ا فى ذلك فى محكم كت ابه الكريم فى )‪143‬البقرة( ‪:‬‬

‫‪                                   ‬‬ ‫‪                               ‬‬ ‫‪                                    ‬‬ ‫صلنن اه وغْيره فى هذا الكت اب } تربْية القننرآن لجْيننل اليمنن ان {؛ ط البننن ا‬ ‫فلكل هذا الذى ف ّ‬ ‫الجنّم الكنثْير بإعنن ادة طبنن اعته بعنند نفنن اد طبعتننه الولى‪ ،‬فقمننن ا بمراجعتننه مننع إضنن افة منن ا‬ ‫يقتض ننْيه العص ننر م ننن عل ننوم ومع نن ار(ف وأح ننوال جن نّد تن واس ننتجّد تن‪ ،‬وخّرجن نن ا أح نن اديثه‪،‬‬ ‫وجّو دنن ا طب اعته بحْيث يلئم ويواكب م ا حدث من تطور فى أي امن ا هذه‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫سنن الكبرى للبْيهقي عن عمر بن الخط اب‪ ،‬وصحْيح البخ ارى عن ابى هريرة ‪‬‬ ‫صحْيح البخ اري ومسند الم ام أحمد عن أنَ ٍ‬ ‫س‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪7‬‬ ‫‪‬‬

‫أسأل ال ‪ ‬إن ينفنع بنه كنّل منن قنرأه‪ ،‬وأن يصنلح أحنوال المسنلمْين صنغ اراً وشب اب اً‬ ‫وشننْيوخً ا‪ ،‬ذكنوراً وإن اث ن اً ‪ ,‬أف نراداً وقب ائننل وشننعوبً ا‪ ،‬وأن يجعلهننم البلسننم الشنن افى لك نّل‬ ‫أدواء هذا العصر؛ إنّهُ ولّى ذلك والق ادر علْيه‪ ،‬ق ال تع الى فى )‪10‬الكهف(‪.:‬‬

‫‪                                ‬‬ ‫‪                                 ‬‬ ‫وصلى ال على سْيدن ا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬ ‫الربع اء ‪ 19‬من محرم ‪ 1433‬هن‬ ‫الموافق ‪ 14‬من ديسمبر ‪2011‬م‬ ‫‪ :‬الجمْيزة‪ ،‬مح افظة الغربْية‪ ،‬جمهورية مصر العربْية‬ ‫‪ : 5340519-40-0020، :5344460-40-0020‬‬

‫‪: www.fawzyabuzeid.com‬‬

‫‪: fawzy@fawzyabuzeid.com‬‬ ‫‪fawzyabuzeid@hotmail.com‬‬ ‫‪fawzyabuzeid@yahoo.com‬‬ ‫مقدمة الطبعة اللولى‬ ‫ى ورحمًة للمؤمنْين‪،‬‬ ‫الحمد ل الذي أنزل القرآن تبْي انً ا لكل شئ‪ ،‬وهد ً‬ ‫فَ​َم ان من شئ يُه ّمن المسلم في دنْي اه أو أخراه‪ ،‬في نفسه أو في ولده‪ ،‬أو في بْيته‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪8‬‬ ‫‪‬‬

‫أو في مجتمعه‪ ،‬إل والقرآن الكريم و ّ‬ ‫ضحنه وبّْينه بأجلى بْي ان‪ ،‬وأصّح تبْي ان‪.‬‬

‫والصلة والسلم على سْيدن ا ومولن ا محمد بن عبِد ال‪ ،‬علم الهداية‬ ‫الربّ انْية‪ ،‬وسّر العن اية اللهْية‪ ،‬ومشك اة النوار القدسْية‪ ،‬وعلى آله أهل الشريعة‬ ‫السلمْية‪ ،‬وأصح ابه المتجملْين بتلك الحوال القرآنْية‪ ،‬وكل من اهتدى‬ ‫بهديهم‪ ،‬أو تجمل بأحوالهم‪ ،‬أو س ار على دربهم إلى يوم الدين‪ ،‬آمْين‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد ق ال ‪::: ‬‬ ‫م‪َ ،‬و مَ نْ ل َ‬ ‫س ِم ْن ُه ْ‬ ‫ن َف َل ْي َ‬ ‫مي َ‬ ‫س ِل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِب َأ ْم ِر ا ْل ُ‬ ‫ن ل َ َمي ْه َت ّ‬ ‫}َم ْ‬ ‫سو ِل هِ‬ ‫صحا ِل ّل هِ َو ِل َر ُ‬ ‫شي ُيمسي َنا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ص ِب حْ َو ل َ ُمي ْ‬ ‫ُمي ْ‬ ‫مي نَ َف َل ْي سَ‬ ‫س ِل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عا ّم ِة ا ْل ُ‬ ‫عا ّم ِة َو ِل َ‬ ‫ك َتا ِب ِه َو لِ َما ِم ِه وَ ِل َ‬ ‫َو ِل ِ‬ ‫م {‪4‬‬ ‫ِم ْن ُه ْ‬

‫أي أن كل مسلم يجب أن يفكر في أمور المسلمْين‪ ،‬ومش اكلهم بَق ْدن ِرن‬ ‫م ا يفكر به في مش اكل نفسه أو أكثر‪ ،‬خ اصة وأن المش اكل قد زادت والبلء‬ ‫به ا قد عّم‪،‬ن بل إن المر قد أصبح أزمة عسْيرة مستحكمة في الخلق‬ ‫والمع املت‪ ،‬ل يجد كثْيٌر من الن اس له ا مخرًج ان‪ ،‬وأصبح المر كم ا يقول‬ ‫أحمد شوقي‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)طس( عن حذيفةَ ‪ ،‬ج امع المس انْيد والمراسْيل‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪9‬‬ ‫‪‬‬

‫ِ‬ ‫س في أَْخ لنقِ​ِه من فَأَِقنْم َعلَْ​ْيِه ْمن َمأنَتم اً َو َعنِويل‬ ‫وإذا أُص ْين َ‬ ‫ب النّ ا ُ‬

‫ويعكف الخبراء والعلم اء الن على بحث الطرق السديدة للنهوض‬ ‫بمجتمعن ا‪ -‬اقتص اديً ا‪ ،‬وعلمْيً ا‪ ،‬وثق افْيً ا‪ ،‬وأخلقْيً ا‪ ،‬وغْيره ا ‪ -‬ولكنهم ل يهتدون‬ ‫لذلك‪ ،‬لنهم يبحثون عن الحل في تج ارب الخرين!!!‬ ‫فْينظرون مثلً إلى تجربة روسْي ا فْيقومون بتنفْيذه ا في مجتمعن ا‪ ،‬مع‬ ‫علمهم ‪ -‬علم الْيقْين ‪ -‬أن لكل مجتمع طب اعه وع اداته‪ ،‬وأخلق أهله التي‬ ‫ينفرد به ا عن سواه؛ ‪ ..‬فإذا لم تفلح هذه التجربة‪ ،‬نظروا إلى تجربة أمريك ا‬ ‫فْيطبقونه ا!‪ ،‬فإذا ثبت فشله ا‪ ،‬اتجهوا إلى الْي اب ان أو إلى ألم انْي ا‪ ،‬وهم في كل‬ ‫ذلك يريدون أن يطبقوا علْين ا مب ادئ القوم وُمثنُلَُه من لعلن ا نصْير يوم اً إلى مثل‬ ‫ح الهم في الدنْي ا ‪ -‬من العلّو في الرض‪ ،‬والزخر(ف والزينة ‪...‬‬ ‫ونسوا أن أس اس الصل ح في أي مجتمع من المجتمع ات هو الفرد‬ ‫نفسه!! وهذا ل تقومهتقّو منه القوانْين‪ ،‬ول تصلحه اللوائج اللوائح ول التوصْي ات‬ ‫والتعلْيم ات‪ ،‬وإل فأى ق انون يستطْيع أن يمنع الغش نه ائْيً ا!؟!! وأي ق انون يمنع‬ ‫الِغْيبَ​َة والنمْيمة‪ ،‬والمكر والخداع‪ ،‬واللؤم والخْي انة!؟!!‬ ‫ل يوجد إلّ ق انوٌن واحد ‪ ..‬هو ق انون السم اء‪ ،‬الذي أنزله ال في‬ ‫دستوره ‪-‬القرآن الكريم ‪ -‬ووضع يده علْيه النّبِّي ‪ ،‬وأّس سن علْيه دولة‬ ‫المؤمنْين في زم انه وإلى يوم الدين‪ ،‬وإلى هذا الش ارة بقوله الم ام م الك ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪10‬‬ ‫‪‬‬

‫ح به‬ ‫ص ُل َ‬ ‫ما َ‬ ‫} إنما ُميصلح أخ َر هذه المة ِب َ‬ ‫أولها { ‪5‬‬ ‫وأوله ا‪ :‬لم يستمدوا مدنْيتهم وحض ارتهم من الفرس ول من الروم‪ ،‬وإنم ا‬ ‫أخذوه ا من نور كت اب ال ‪. .‬‬ ‫وأس اس إصل ح الفراد ‪ -‬والذي يتوقف علْيه إصل ح المجتمع ات ‪-‬‬ ‫هو إصل ح النفوس والضم ائر‪ ،‬لن النفوس إذا صلحت‪ ،‬والضم ائر إذا طهرت‪،‬‬ ‫ش ‪،‬ن لن الرقْيب في صدورهم‪،‬‬ ‫ل يحت اج الن اس إلى من يمنعهم من الغ ّ‬ ‫والمشر(ف علْيهم والمح اسب لهم قلوبهم وأفئدتهم‪ .‬فل يرهبون من ذي‬ ‫سلط ان‪ ،‬لن سلط ان الضمْير أبلغ في التوبْيخ والتقريع ‪ -‬إذا ك انت النفس‬ ‫الم ارة ب السوء هي المهْيمنة على تصرف ات ‪ -‬وسلوك النس ان‪ ،‬والنفس الّم ارة‬ ‫هي المهْيمنة على أهل النف اق وكل من ل إيم ان له‪.‬‬ ‫فكل من ل ينقعدينعقد في قلبه اليم ان كم ا ج اء به النبي العدن ان ‪‬‬ ‫ وإن تظ اهر يوم اً بْين الن اس ب الم انة والصدق والمروءة ‪ -‬فهو داخل في قول‬‫ال ‪ ‬فى‬ ‫‪                                      ‬‬ ‫‪       [53‬‬

‫‪     ‬يوسف[‬

‫‪ 5‬فت اوى ابن تْيمْية‪ ،.‬وإغ اثة اللهف ان من مص ائد الشْيط ان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪11‬‬ ‫‪‬‬

‫وإنم ا يكون تظ اهرهم ب الخلق الكريمة لخداع غْيرهم‪ ،‬حتى يقعوا‬ ‫تحت سطوتهم‪ ،‬وبعد ذلك ينفذون فْيهم مخطط اتهم البلْيسْية من الغدر‬ ‫والخداع واللؤم والخسة‪.‬‬ ‫والذي يرحمه ال ب اليم ان‪ ،‬ويهذب نفسه ب القرآن‪ ،‬هو الذي يصلحه‬ ‫ال‪ ،‬فْينبه في داخله النفس اللّو انمة التي أقسم به ا ال في قوله‪:‬‬ ‫‪                                   ‬‬ ‫]القْي امة[‬

‫فتلومه وتوبخه عندم ا يعصى ال‪ ،‬أو يفعل م ا نهى عنه ال‪ ،‬أو يخ الف‬ ‫ىنرسول ال ‪ .‬والفرد الذي يتربى على ذلك ل‬ ‫في صغْير أو كبْير َه ْدن َ‬ ‫يحت اج إلى َمْنن يمشي حوله لْيراقبه من شرطة أو مخ ابرات‪ ،‬ول يحت اج من‬ ‫يف اجئه في عمله أو في تج ارته من أي جهة من الجه ات‪ ،‬لن الرقْيب اليم اني‬ ‫الذي بداخله يمنعه أن يتصر(ف أي تصر(ف ‪ -‬بأي ج ارحة من جوارحه ‪ -‬دون‬ ‫الموافقة على ذلك‪ ،‬من هْيئة الرق ابة اليم انْية التي تسكن في صدره‪ ،‬ولس ان‬ ‫ح اله يردد قول الق ائل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َخ لَنو ُ ِ‬ ‫ب‬ ‫تنالّد ْهنَرنَيوم اً َفل تنَُقنْل‬ ‫إذا َم ان َخ لَنْو َ‬ ‫ْ‬ ‫تنَو لَنكْن قُْل َعلَّى َرقْي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫سنبَنّن اَل ينَْغف نُل َس انَع نًة َول أَّن َم ان تُْخ ف نني َعلَْ​ْيه يَغْي ُ‬ ‫َول تَْح َ‬ ‫ي منهم يدخل قصور كسرى – بعد م ابعدم ا ُفتحت‬ ‫فهذا جند ّ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪12‬‬ ‫‪‬‬

‫للمسلمْين ‪ -‬ويعثر على صندوق كبْير يحوي مجوهرات وُح ِلنّي نس اء كسرى‪،‬‬ ‫فْيحمله على ح الته ويسلمه للق ائد‪ ،‬فْيفتحه وينظر م ا فْيه فْيتعجب ويقول له‪:‬‬ ‫هل رأيت م ا فْيه!؟!! ق ال‪ :‬نعم‪ .‬ق ال‪ :‬م ا اسمك!؟ ق ال‪ :‬ولم اذا!؟ ق ال‪ :‬لنَُك ّرنُمك!‪،‬‬ ‫ق ال‪ :‬لو أردت بذلك كرامتي عندك م ا جئتك به لن فْيه الغن اء!! ف استدرك‬ ‫ل‪ :‬نرسل في أمرك إلى عمر لْيعلم بفعلتك هذه هو وأصح ابه فْيثنوا‬ ‫الق ائد ق ائ ً‬ ‫علْيك بسببه ا‪ .‬فق ال الرجل‪ .. :‬إني لم أعمل ذلك من أجلك ول من أجل‬ ‫عمر‪ ،‬وإنم ا عملته ل ‪ ،‬ول أريد أن يعلم بعملي هذا أنت ول عمر‪:‬‬ ‫‪ َ         ‬‬ ‫‪         [105‬التوبة[‪.‬‬

‫هذا الذي رّبى علْيه ُمَح ّمنٌدن ‪ ‬أصح ابَهُ ‪ ..‬فتجد الّرُج َلن منهم ع ارى‬ ‫الجسد إلّ مم ا يستر عورته‪ ،‬وج ائع البطن! لكنك لو عرضت علْيه كنوز الدنْي ا‬ ‫كله ا تجده زاهدازاهداً فْيه ا‪ ،‬لم اذا!؟! ‪ ...‬خوفً ا من ال ‪ ، ،‬ومراقبة ل‬ ‫‪.‬‬ ‫ل يمنعه ق انون ول يخّو فُنه مراقبون‪ ،‬إل هْيئة الرق ابة التي بداخله ‪ -‬والتي‬ ‫ل ُتفتح إل بصدق الْيقْين في هذا الدين ‪ -‬فهي التي تمنعه من مثل هذا‪ ،‬فإذا‬ ‫سألته م ا الذي يمنعك!؟ يقول‪ :‬منعني ال‪ ،‬وم ا الذي جعلك تترك هذا!؟ يقول‪:‬‬ ‫نه اني ال‪ ،‬لن في قلوبهم ننَْف سن اً تتلقى عن ال ‪ ‬أوامره‪ ،‬وُتصدره ا لهذا‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪13‬‬ ‫‪‬‬

‫الجسم لْيكون س ائراً على م ا يُِح بّننه ال ويرض اه‪.‬‬

‫والذي أسعد هؤلء القوم وبّلغهم المن ازل الع الْية‪ ،‬وجعلهم يجت احون في‬ ‫زم انهم المم الراقْية‪ ،‬ل يرجع إلى أّنهم رّبوا أبن اءهم في مدارس أجنبْية‪ ،‬أو‬ ‫لنهم حّف ظنوهم لغ ات أجنبْية‪ ،‬وإنم ا لنهم علموهم هذه اللغة اللهْية‪،‬‬ ‫وجعلوهم في كل ننَف ٍ‬ ‫سن يراقبون الذات العلّْية!! وشع ارهم‪:‬‬

‫) َن ّزه ا أن ميراك حيث نهاك‪ ،‬أو ميفتقدك‬ ‫حيث أمرك (‪.‬‬

‫وك ان اعتن اء الحكومة في زم انهم شديًد ان في تفّقدن هذه التربْية‪ ،‬فْيخرج‬ ‫عَُم ُرن إلى الب ادية ‪ -‬والتي هي بعْيدةٌ عن الع اصمة ‪ -‬لْيتفّقدن هل وصلتهم هذه‬ ‫التعلْيم ات اللهْية!؟ فْيجد ولًد ان صغْيًرا يرعى أغن ام اً فْين اديه ‪ -‬والولد ل يعر(ف‬ ‫أّن من اديه هو خلْيفة المسلمْين ‪ -‬ويقول‪ :‬ي ا غلم بِْع ِلي ش اة من هذا الغنم‪،‬‬ ‫فق ال الغلم‪ ،‬إنه ا لْيست لي‪ ،‬وإنم ا أن ا أجْيٌر !ن وهي ملك لسْيدي؛ فق ال‪:‬‬ ‫ي ا غلم‪ ،‬قُْل له أن الذئب أكله ا‪ .‬فرّد الغلم‪ :‬ي ا سْيدي إذا قلت هذا‬ ‫لسْيدي الصغْير في الدنْي ا!! فم اذا أقول غداً لسْيدي الكبْير يوم القْي امة!؟!!‬

‫ويمشي عمر‪ ‬في طرق ات المدينة ب اللْيل يتفّقدن هذا الُخ لُنق ‪ -‬وهو‬ ‫مراقبة ال ‪ - ‬فْيمشي بمفرده‪ ،‬ولْيس حوله ح اشْيةٌ ول حرس ‪ -‬لنه يحُرُس هن‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪14‬‬ ‫‪‬‬

‫إيم اُنه‪ ،‬وعدالُته بْين الن اس في زم انه ‪ -‬فْيسمع حواراً يدور بْين أّم وابنته ا ‪-‬‬ ‫تختبر فْيه صدق إيم انه ا ‪ -‬فتقول له ا‪ :‬ي ا ُبنّْية‪ ،‬ضعي على اللبن قدراً من الم اء‬ ‫قبل أن نبْيعه في الصب ا ح‪ .‬فق الت البنت‪ :‬ي ا أُّم اه‪ ،‬أّم اأَم ان علمت أن أمْير‬ ‫المؤمنْين قد نهى عن خلا ط اللبن ب الم اء!؟!! ‪ ...‬فق الت الم‪ :‬ي ا ُبنّْيه‪ ،‬وهل أمْير‬ ‫المؤمنْين يران ا الن!؟‬ ‫فق الت البنت‪ :‬ي ا أُّم اه إذا ك ان أمْير المؤمنْين ل يران ا فإّن ال ‪‬‬ ‫يران ا!! ‪ ...‬فوضع ‪ ‬حجًرا أم ام الب اب حتى يعرفه في الصب ا ح‪ .‬وفي الصب ا ح‬ ‫تنقوتي‪ ،‬ووال‬ ‫ضنعُنَف ْ‬ ‫جمع أولده وق ال لهم عمر ‪ :‬ي ا بَنِّى ‪،‬ن لقد َك بنَُر سني َو َ‬ ‫لو ك ان بي قوة لتزوجت هذه الفت اة‪ ،‬فَم ْنن ِم ْننُك من يتزوجه ا‪ ،‬وأن ا أتكفل له‬ ‫بجه ازه ا كّله!؟‪ ،‬فق ال ابنه ع اصم‪ :‬أن ا‪ ،‬فتزّوجه ا فولدت فت اًة أنجبت بدوره ا عمر‬ ‫بن عبد العزيز الخلْيفة الخ امس للخلف اء الراشدين‪ ،‬لنه من بذرة منتق اة‬ ‫تن على تنَْق َونىن ال‪ ،‬وعلى مراقبة ال ‪ ‬في السّر والعلن‪. ،‬‬ ‫أُّس َسن ْ‬ ‫فهذه التربْية اليم انْية التي تؤسس على المب ادىء الت الْية‪:‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫مراقبة ال ‪ ‬فى السر والعلن‪.‬‬ ‫إخل ص العمل ل‪.‬‬ ‫والصندق‪.‬‬ ‫والم انة ‪ ...‬وهي وحده ا التي تستطْيع حّل مش اكل مجتمعن ا بُِرّمتَِه ان‬ ‫ بل حّل مش اكل البشرية كّله ا‪ ،‬لو سمحت له ا الظرو(ف بتطبْيق‬‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

‫‪15‬‬ ‫‪‬‬

‫ُمثله ا وقْيمه ا السلمْية‪.‬‬

‫وهذا الذي دع ان ا إلى عمل مثل هذا الكت اب‪ ،‬والذي يتحدث عن تربْية‬ ‫القرآن للمسلم – جنْين اً ثم ولْيداً ورضْيعً ا‪ ،‬وطفلً وصبْيّ ا‪ ،‬وش ابً ا ورجلً ‪-‬‬ ‫لْيكون َرُج لًن من الرج ال الذين يقول ال في شأنهم‪:‬‬ ‫‪                                             ‬‬ ‫‪                                       ‬‬

‫‪ [110‬‬

‫‪ -                 ‬آل عمران[‪.‬‬

‫ونرجو أن يطلع علي كت ابن ا إخوانن ا المؤمنون‪ ،‬ويسْيروا على نهج القرآن‬ ‫في تربْية أنفسهم وأولدهم‪ ،‬لعل ال ‪ ‬ينظر إلْين ا بعْين عن ايته فْيصلح أحوالن ا‪،‬‬ ‫وينقلن ا من ذّل المعصْية إلى عّز الط اعة‪ ،‬ومن الّتبعّْية لغْيرن ا إلى الّس ْين ادِة بُم ثُنلِنَ ا‬ ‫وقْيمن ا وتع الْيم دينن ا‪ ،‬فقد ق ال سْيدن ا عمر بن الخط اب ‪: ‬‬

‫} إنا قوم أعزنا أع ّزنا ا بالسلم‪ ،‬فلن‬ ‫ز بغيره { ‪6‬‬ ‫نلتمس العز الع ّ‬

‫نسأل ال ‪ ‬أن يجعل بن ا وعلى أيدين ا إع ادة مجد السلم‪ ،‬وإصل ح‬ ‫أحوال المسلمْين وأن يجعلن ا من المعنْيْين بخط ابه في قوله ‪: ‬‬ ‫‪6‬‬

‫مصنف ابن أبي شْيبة‪ ،‬عن ط ارق بن شه اب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب التاسع‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيل الميمان‬ ‫المقدمة‬

16 

                                                                                                                     

             



       

                                                                                                                                                               .[‫[النور‬55

‫وصلى ال على سْيدن ا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬ ‫ هن‬1415 ‫ من صفر‬17 ‫السبت‬ ‫م‬1995 ‫ من يولْيو‬15 ‫الموافق‬

‫الكتاب التاسع‬



‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫من المؤلفات المطبوعة‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 17‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫الفصل اللول‬ ‫‪‬‬

‫أحكام المولود في اللسلم‬ ‫‪‬‬

‫• عجائب لولدة المسلم‬ ‫• الواجب على ال ب نحو المولود‬ ‫• الاذان لوالاقامة‬ ‫• التحنيك‬ ‫• التسمية‬ ‫د ق‬ ‫• الحلق لوالّتص ّ‬ ‫• العقيقة‬ ‫• الختان‬

‫• تنبيه لوعبرة‬ ‫• نبات ا‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 18‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 19‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 20‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫صورة ثلثية البعاد للجنين فى بطن أمه‬ ‫عند خمسة أشهر من الحمل‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 21‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫الفصل اللول‬ ‫أحكام المولود في اللسلم‬ ‫عجائب لولدة المسلم‬ ‫جعل ال ‪ ‬للمولود في السلم أمًرا عجْيبً ا‪ ،‬وشأنً ا غريبً ا‪ ،‬وذلك‬ ‫تأسْيً ا بمْيلد رسل ال الكرام ورسول ال ‪ . ‬فقد ك انت ولدته ‪ ‬خرقً ا‬ ‫س بِنُح في بطن أمه‪،‬‬ ‫للع ادة ‪ -‬ولْيست كأي ولدة ع ادية ‪ -‬لنه ‪:‬ك ان يُ ّ‬ ‫ويُْس َمنْعنويُْس َمنُعن تسبْيحه وصوته وهو في بطنه ا‪ .‬وقد وردأنهورد أنه ‪ُ ‬ولَِد‬ ‫س رنة‪ ،‬يرفع إصبعه ‪ -‬السب ابة ‪ -‬إلى السم اء(‬ ‫س اجًد ان‪ ،‬مختونً ا‪ ،‬مقطوع ال ّ‬ ‫‪7‬‬

‫ض ان‪ :‬أن الملئكة والروا ح الط اهرة نزلت لمولده ‪ ،‬وذُكَِر‬ ‫وقد ورد أي ً‬ ‫ِم َّمنْننِم ّمنْنن حضرن ذلك السْيدة آسْية امرأة فرعون‪ ،‬والسْيدة مريم ابنة عمران‪،‬‬ ‫والحور العْين‪ ،‬كّلهن نزلْن لحضور ولدته ‪‬‬ ‫وكذلك الطفل المسلم تحضر مْيلده لجنةٌ من الملئكة الكرام‪،‬‬ ‫فتس اعد أمه في إتم ام ولدته ‪ -‬وهى ل تشعر ‪ -‬وتكتنفه من جمْيع نواحْيه‬ ‫لحفظه من الشْي اطْين‪ ،‬لن الطفل الذي ُيولَْد يح اول الشْيط ان أن‬ ‫يستحوزيستحوذ علْيه‪ ،‬فنَْيْنُِزُل ال ‪ ‬جنده لحم ايته من مكر الشْيط ان‬ ‫‪ 7‬روى ذلك ابن سعد والبْيهقي وأبو نعْيم وابن عس اكر عن ابن عب اس عن أبْيه العب اس بن عبد المطلب‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 22‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫وكْيده‪ ،‬ويبقون في ذلك المك ان ‪ -‬إم ا أسبوًع ا على رأي‪ ،‬وإم ا أربعْين يوًم ان‬ ‫على الرأي الخر‪.‬‬ ‫فمك ان المْيلد تَنتَنننَّزُل فْيه الرحم ات والبرك ات‪ ،‬ولذلك طلب سْيدن ا‬ ‫جبريل من رسول ال ‪ ‬في رحلة السراء أن ينزل في بْيت لحم حْيث ُولَِد‬ ‫ص ّلن حْيث ُولَِد عْيسى‪ .‬وهذا يدل على‬ ‫سْيدن ا عْيسى‪ ،‬فق ال‪ :‬إنزل ههن ا فَ َ‬ ‫المك انة الكبْيرة والمنزلة العظْيمة لمك ان مْيلد النبْي اء‪ ،‬وقد ق ال ‪:‬‬

‫جا ِر َمي ُة بعث ا ‪ ‬إليها‬ ‫ت ال َ‬ ‫} إذا ُو ِل دَ ْ‬ ‫ف البركة ز ّفا ‪ ، ،‬ميقول‪ :‬ضعيف ٌة‬ ‫َم َلكا ميز ّ‬ ‫م عليها ُمعا نٌ إلى‬ ‫خرجت من ضعيفة!! الق ّي ُ‬ ‫ميوم القيامة‪ .‬وإذا ُو ِل َد الغلم بعث ا إليه‬ ‫َم َلكا من السماء‪ ،‬فق ّبل بين عينيه‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫ا ميقرؤك السلم { ‪.8‬‬ ‫الواجب على ال ب نحو المولود‬ ‫يجب على الب أو من حضر مْيلد الطفل من الق ارب م ا يلي‪:‬‬

‫‪ 8‬روى الطبراني [في الوسا ط] عن أنس ق ال‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 23‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫الذان والقامة‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪.1‬‬

‫أن يؤّذن في أذن الطفل الْيمنى آذان الصلة‪ ،‬ويقْيم الصلة في أذنه‬ ‫الْيسرى؛ على أن يكون ذلك بصوت خ افت ل يؤذي المولود‪ ،‬وف ائدة ذلك‬ ‫حفظ المولود من الشْيط انة الموكلة ب الصبْي ان لقوله ‪:‬‬

‫م َنى‬ ‫ن ِفي أ ُ ُذ ِن ِه ا ْل ُي ْ‬ ‫ن ُو ِل دَ َل ُه وَ َل ٌد َف َأ ّذ َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫ه أُ ّ‬ ‫م‬ ‫ض ّر ُ‬ ‫م َت ُ‬ ‫س َرى َل ْ‬ ‫م ِفي أ ُ ُذ ِن ِه ا لْ ُي ْ‬ ‫َو أ َ َقا َ‬ ‫ن { ‪9‬‬ ‫الص ْب َيا ِ‬ ‫‪ .2‬التحنيك‪:‬‬

‫وقد ك ان ‪ ‬يضع تمرة في فْيه‪ ،‬ويلوكه ا ثم يضع جزءاً يسْيراً في‬ ‫فم المولود التم اس اإلتم اس اً لبركة ريقه صلوات ال وسلمه علْيه‪ ،‬وقد حّبذ‬ ‫ذلك جم اهْير العلم اء‪ ،‬وخ اصة إذا ك ان ذلك على يد رجل ص الح لقوله ‪:‬‬

‫ن شِ َفا ءٌ‬ ‫م ْؤ ِم ِ‬ ‫س ْؤ ُر ال ُ‬ ‫}ُ‬

‫{ ‪10‬‬

‫وكره ذلك بعض المع اصرين خوفً ا من وجود مرض معدي ينتقل عن‬ ‫طريق الريق‪ ،‬وإن اتفق الجمْيع على استحس ان أن يكون أول شئ يصل إلى‬ ‫ب ‪.‬ن‬ ‫جو(ف المولود طع ام أو شراب حلو‪ ،‬ول م انع من اللتزام برأى الط ّ‬ ‫‪ 9‬رواه أبو يعلى وابن السني في الْيوم واللْيلة والبْيهقي في شعب اليم ان عن الحسْين ابن علي‪.‬‬ ‫‪10‬رواه الدار قطني عن ابن عب اس‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 24‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3‬الحلق والتصّد ‪:‬ق‪:‬‬ ‫فقد أمر ‪ ‬عند ولدة الحسن والحسْين الحلق أن يحلق شعرهم ا‬ ‫ووزن مق ابله ذهب اً وأمر بأن يتصدق به ‪ .‬فإذا ك ان المولود ولًد ان أو بنتً ا له‬ ‫شعر فعلن ا معه ذلك تأسْيً ا بهديه صلوات ال وسلمه علْيه‪ ،‬وإن ك ان شعره‬ ‫قصْير وقلْيلقصْيراً وقلْيلً كمعظم الموالْيد في عصرن ا ‪ -‬بسبب أخذ المه ات‬ ‫للدوية أثن اء الحمل ‪ -‬اكتفْين ا ب التصدق عن المولود بم ا يوازي ثمن جرام‬ ‫ذهب تقريب اً أو أقل أو أكثر على حسب الّس عنة‪ ،‬عملً بقول ال تع الى‪:‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪                               [7‬‬

‫‪ ‬الطلق[‪.‬‬

‫‪ .4‬الّتيمسمية‪:‬‬ ‫وتكون ب اختْي ار إسم حسٍن له دللةٌ ومعنى‪ ،‬لقوله ‪ ‬فى الح اديث‪:‬‬ ‫س مَ ُه‬ ‫نا ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ُمي ْ‬ ‫على ا ْل َوا ِل ِد أ َ ْ‬ ‫حق ا ْل َو َل ِد َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫} إِ ّ‬ ‫س نَ أ َ َد َب ُه { ‪،‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ُمي ْ‬ ‫َو أ َ ْ‬ ‫م { ‪12‬‬ ‫س ُنوا أ َ َد َب ُه ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫م‪َ ،‬و أ َ ْ‬ ‫} أ َ ْك ِر ُموا أ َ ْو ل َ​َد ُك ْ‬

‫فمن أول إكرام المولود أن يحسنوا تسمْيته‪ ،‬ولقوله ‪ ‬أيضَ ا‪:‬‬

‫م‬ ‫ك ْ‬ ‫ء آ َبا ِئ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َو أ َ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ما ِئ ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ا ْل ِق َيا َم ِة ِب َأ ْ‬ ‫ن َمي ْو َ‬ ‫ع ْو َ‬ ‫م ُت ْد َ‬ ‫ك ْ‬ ‫} إ ِ ّن ُ‬ ‫‪ 11‬رواه الترمذي والح اكم من حديث علي‬ ‫‪ 12‬الحديث الول‪) :‬بز(‪ ،‬عن َأبي ُه رنيَرَة ‪ ،‬ج امع المس انْيد والمراسْيل‪ ،‬والث انى ‪:‬سنن ابن م اجه عن أنس بن م الك‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 25‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫م { ‪13‬‬ ‫ء ُك ْ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫س ُنوا أَ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ف َأ ْ‬

‫وخْير السم اء ب النسبة للذكور هي المش ار إلْيه ا بقوله ‪:‬‬ ‫ما ءِ إ ِ َلى ا‬ ‫س َ‬ ‫ب الَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ع بّ ُدوا { ‪ } ،‬أ َ َ‬ ‫م َف َ‬ ‫م ْي ُت ْ‬ ‫س ّ‬ ‫} إ ِ َذا َ‬ ‫ع ْب دُ‬ ‫ع ْب ُد ا َو َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ْ‬ ‫سما ِئ ُ‬ ‫خ ْي ُر أ ْ‬ ‫ع ّب ُد َل ُه{ ‪َ } ،‬‬ ‫َما ُمي َ‬ ‫ن { ‪ 14‬وفى روامية‪:‬‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ّر ْ‬ ‫م إلـى ال ّل ِه { ‪ ،‬وروى‪ } :‬أحق‬ ‫ك ْ‬ ‫ب أسما ِئ ُ‬ ‫ن أح ّ‬ ‫} إ ّ‬ ‫اسمائكم{‪.‬‬ ‫أي أسم اء التعبد المض افة إلى ال كعبدال‪ ،‬أو إلى صف ات ال ‪‬‬ ‫كعبد الرحمن‪ ،‬وعبد اللطْيف وغْيره ا‪ ،‬وأيض اً أسم اء الرسول ‪ ‬لقوله ‪:‬‬ ‫ك ْن َي ِتى {‬ ‫ك َت ُنوا ِب ُ‬ ‫مى َو ل َ َت ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْوا ِبا ْ‬ ‫س ّ‬ ‫} َت َ‬

‫‪15‬‬

‫أم ا ب النسبة للن اث؛ فخْير أسم ائهن م ا وافق أسم اء أمه ات المؤمنْين‪،‬‬ ‫أو الصح ابْي ات الجلْيلت‪ ،‬أو النس اء الص الح ات‪.‬‬ ‫والمهم في كل تلك السم اء أن تكون عربْية وله ا معنى معّبر‪ .،‬ويكره‬ ‫‪) 13‬حم د( عن أبي الّد ْرنَداِء رضَي اللّهُ عنهُ‪ ،‬ج امع المس انْيد والمراسْيل‪.‬‬ ‫‪ 14‬الحننديث ان الول والثنن انى فننى معجننم الطننبرانى‪ ،‬وأولهمنن ا مننن حننديث أَب نني زهْيننر الّثقفْيّن ن والثنن انى مننن حننديث ابننن مسننعود‬ ‫مرفوعن اً‪ ،‬والحننديث الثنن الث فننى الفتننح الكننبْير عننن ننن افع عننن ابننن عمننر‪ .‬وأمنن ا منن ا عننر(ف بحننديث‪ } :‬خْيننر السننم اء منن ا ُح ِم نَدن‬ ‫وُعِبد ُح ّمنَدن وُعبَِّد {‪ ،‬فإنم ا هو مم ا اشتهر على ألسنة الن اس ولْيس بحديث نبوى شريف‪.‬‬ ‫‪ 15‬المسند الج امع‪ ،‬عن أبى هريرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 26‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫التسّم ين ب اللف اظ الجنبْية‪ ،‬أو الش اذة‪ ،‬أو التي تثْير السخرية أو الشمئزاز‬ ‫عند سم اعه ا‪ ،‬وربم ا ظهرت أسم اٌء واشتهرت حْين اً من الدهر وأحّبه ا بعض‬ ‫الهل؛ ثم تمحو الي ام شهرته ا! ويبقى للبن اء حسرته ا وندامته ا! ول ننسى‬ ‫أن ننّبه إلى أن إصرار أحد الوالدين أحْي ان ا على التسمْية بأسم اء آب ائهم أو‬ ‫أمه اتهم ‪ -‬حتى لو ك انت قبْيحة ‪ -‬لتخلْيدهم كم ا يّد عنون؛ عقوُق للبن اء‬ ‫ب علْيه! فلْيحذر الهل فأسم اء البن اء لْيست للتسلّْية! وإنم ا هى‬ ‫ومح اس ٌ‬ ‫أم انة! فلْيتقوا ال فْيه ا!‬ ‫‪ .5‬العقيقة‪:‬‬ ‫وهي ذبْيحة تذبح عند الْيوم الس ابع أو بعده للمولود ذكراً ك ان أو‬ ‫أنثى‪ ،‬ويأكل منه ا الهل والق ارب والفقراء والمس اكْين‪ ،‬وفْيه ا قوله ‪:‬‬ ‫مى‬ ‫س ّ‬ ‫ع َو ُمي َ‬ ‫سا ِب ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ح َمي ْو َ‬ ‫ع ِقي َق ِت ِه‪ُ ،‬ت ْذ َب ُ‬ ‫ن ِب َ‬ ‫م ُم ْر َت َه ٌ‬ ‫غل َ ُ‬ ‫} ا ْل ُ‬ ‫س ُه { ‪ ،‬وقوله‪ } :‬مع الغلم عقيقة‪،‬‬ ‫ق َر ْأ ُ‬ ‫ح َل ُ‬ ‫َو ُمي ْ‬ ‫فأهرميقوا عنه دما‪ ،‬وأميطوا عنه الذى {‬

‫‪16‬‬

‫وهي ُس نّنة عند الّس عنة )القدرة علْيه ا(‪ ،‬أم ا غْير المستطْيع فلْيس مط الب اً‬ ‫به ا‪ ،‬ولْيس علْيه شئ بتركه ا لقوله تع الى فى العس ار‪:‬‬ ‫‪ 16‬الحديث الول ‪):‬ت ك( عن سنمرَة ‪ ،‬جن امع المسن انْيد والمراسنْيل ‪ ،‬والثنن انى رواه البخن اري مننن حننديث سنلم ان بنن عن امر‪،‬‬ ‫وإم اطة الذى بحلق شعر الرأس‪ ،‬ويدخل فْيه ا ضمن ا منع تلطْيخ رأس المولود بدم العقْيقة كم ا يحدث فى بعض القرى!‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 27‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪      ‬‬ ‫‪ [280‬‬

‫‪ -         ‬البقرة[‪.‬‬

‫أّم ان م ا يفعله الن اس في عصرن ا يوم الس ابع من الطع ام وتوزيع‬ ‫المعلب ات أو أكْي اس الحلوى والمكسرات فل م انع منه ا إذ هي من ب اب‬ ‫الصدق ات – لو نوى ص احبه ا به ا ذلك‪ -‬وربم ا نوى به ا التوسعة على الهل‬ ‫والجْيران والحب اب أو إدخ ال السرور علْيهم لفرحه لنعم ام ال علْيه‬ ‫ب المولود‪ -‬على أل يسر(ف فْيه ا‪ ،‬ول يضطر للستدانة! ول تخرج إلى‬ ‫المب اه اة لقوله ‪: ‬‬

‫ف َول‬ ‫س َر ٍ‬ ‫غ ْي ِر َ‬ ‫ص ّدقوا في َ‬ ‫ش َربوا َو َت َ‬ ‫}ُكلوا َوا ْ‬ ‫ن ُمي َرى أ َ ْث ُر‬ ‫ب أَ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ا َتعا َلى ُمي ِ‬ ‫خ َي َل ٍة‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫َم ْ‬ ‫ه { ‪17‬‬ ‫ع ْب ِد ِ‬ ‫م ِت ِه ع َلى َ‬ ‫ع َ‬ ‫ِن ْ‬ ‫‪ .6‬الختان‪:‬‬ ‫ب للنس اء؛ لقوله ‪:‬‬ ‫وهو سنّةٌ للرج ال‪ ،‬ومستح ّ‬

‫ك ُر َم ٌة ِلل ّنسا ءِ‬ ‫ل و َم ْ‬ ‫س ّن ٌة ِلل ّرجا ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ختا ُ‬ ‫} الـ ِ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬

‫عن عمرو بن شعْيب عن أبْيه عن جده ‪،‬المستدرك على الصحْيحْين‪.‬‬ ‫رواه أحمد والبْيهقي والطبراني عن الحج اج بن أرطأة‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫{ ‪18‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 28‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫وقد بدأت المم الغربْية في خت ان الذكور والتشديد في ذلك‪ ،‬حفظً ا‬ ‫لسلمة عضو الذكورة من المراض التي تتسبب من تراكم المْيكروب ات‬ ‫والجراثْيم تحت القلفة )القطعة التي تحْيا ط بعضو الذكورة من أعلى‪ ،‬ويأمر‬ ‫السلم بإزالته ا(‪ ،‬وأيض اً حفظ اً لسلمة المرأة‪ ،‬إذ ثبت ب الدلْيل العلمى أن‬ ‫عدم خت ان الرج ال أحد السب اب الس اسْية لص ابة النس اء بأمراض الجهزة‬ ‫التن اسلْية العديدة ومنه ا الخبْيث‪.‬‬ ‫وب النسبة للن اث؛ فكثْير من الب احثْين الغربْيْين أيض اً يط البون بخت انهن‬ ‫عند الح اجة لذلك ‪ -‬نظًرا للفوائد الكثْيرة التي تعود على النثى منه‪ ،‬ولذا‬ ‫تقول الب احثة المريكْية م اري استوبس في كت ابه ا [المرشد في العلق ات‬ ‫الجنسْية]‪:‬‬ ‫)إن من خْير الع ادات عند المسلمْين ع ادة خت ان النثى‪ ،‬لن بعض‬ ‫الن اث يصل حجم البظر عندهن إلى قريب من الّذَك ِرن عند الرجل‪ ،‬ومثل هذه‬ ‫تن ال ّ‬ ‫ش ْهنَونةُنعنده ا(‪.( ،‬‬ ‫كّلم ا احتك بظره ا بملبسه ا الداخلْية تهْيَّج ْ‬

‫والهدي النبوي في خت ان النثى هو قوله ‪ ‬للمرأة النتي كن انت تنزاول‬ ‫ذلك بْين نس اء النص ار فى المدينة وك انت تسمى أم عطْية‪:‬‬ ‫حظى‬ ‫ج ِه وأ ْ‬ ‫ض ُر ِلل َو ْ‬ ‫ضي ول َت ْن َهكي فـ ِإ ّن ُه أ ْن َ‬ ‫خ ِف ِ‬ ‫} ا ْ‬ ‫ج { ‪، 19‬‬ ‫ع ْن دَ ال ّز ْو ِ‬ ‫‪) 19‬طب ك( عن ال ّ‬ ‫ضّح انِك بن قنْيس‪ ،‬الفتح الكبْير‪ ،‬والخفض هو الخت ان للمرأة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 29‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫كي {‬ ‫شمي َو ل َ َت ْن َه ِ‬ ‫ت َف َأ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫خ َف ْ‬ ‫ط ّي َة إ ِ َذا َ‬ ‫ع ِ‬ ‫م َ‬ ‫} َميا أ ُ ّ‬

‫‪20‬‬

‫دللة على المر بأخذ القلْيل )إشم ام( وعدم المب الغة فى الخفض؛‬ ‫لن الشرع الحنْيف ل يقصد حرم ان المرأة من حقه ا فى التمتع بنعمة م ا‬ ‫خلقه ا ال له ا فْيه ا‪ ،‬وإنم ا يقصد رّده ا إلى العتدال والتوّس ا طن كم ا هو‬ ‫منهجه دائم ا من الوسطْية فى المأكل والمشرب والملبس‪.‬‬ ‫وفى الحديث إعج از علمّى رائع على قّلة ألف اظه‪ ،‬لن الوسطْية‬ ‫والعتدال فى هذا الشأن الخ ا ص الذى هو من أشّد م ا يحّرك الجسم‬ ‫والنفس جمْيعً ا؛ يكون أفضل لصحة الفت اة الجسم انْية والنفسْية وينعكس‬ ‫س نن نض ارة فى الوجه ‪-‬الذى هو مرآة الصحة كم ا يقول أهل‬ ‫هذا التح ّ‬ ‫ب لزوجه ا لعتدال ح اجته ا وتوّس طنه ا‪ ،‬وإل‬ ‫الطب‪ ،-‬وأيض اً تصْير المرأة أح ّ‬ ‫ف انظر إلى نس اء الغرب كْيف صرن! إذ يعتر(ف رج الهن بكّل بس اطة! أنهن‬ ‫ل يصبرن على أنفسهن إذا غ ابوا عنهن! فْيسمحوا لهن ب الرذيلة كم ا‬ ‫يقولون! وهذا شْيىء ل يرض اه مسلم ول مسلمةٌ بح ال! ‪ ..‬ف الخت ان للمرأة‬ ‫مكرمة وكرامة وتكريم!‬ ‫ه لوعبرة‬ ‫تنبي ٌ‬ ‫إذا رزق المرء بمولود جديد فهذه نعمة عظمى س اقه ا ال ‪ ‬إلْيه‪،‬‬ ‫‪) 20‬طص عد هق ( واْلخطْيب عن أَنَ ٍ‬ ‫س رضَي اللّهُ عنهُ‪ ،‬ج امع المس انْيد والمراسْيل‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 30‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫فعلْيه أن يق ابله ا ب الشكر‪ ،‬بأن يصلي ركعتْين شكًرا ل ‪ ،‬أو بأن يتصدق‬ ‫على الفقراء والمس اكْين‪ ،‬أو بأن يطعم الطع ام‪ ،‬ومن تم ام الشكر على هذه‬ ‫النعمة أل ُيظهر الفر ح بذلك أكثر من اللزم‪ ،‬أو يتب اهى بذلك بْين الهل‬ ‫ص لنه المرء‬ ‫والصح اب والجْيران ‪ -‬كم ا تفعل النس اء ‪ -‬لن هذا أمٌر ل يح ّ‬ ‫بإرادته‪ ،‬ول ين اله ب اختْي اره‪ ،‬وإنم ا كم ا ق ال ال ‪ ‬فى ]‪50-49‬الشورى[‪:.‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪                                ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪                            ‬‬ ‫وقد نبه إلى العبرة فى الحْي اة منذ مجئ المولود وإلى رجوعه إلى ال‬ ‫الم ام أبو العزائم ‪ - ‬وذلك في قصة رمزية ‪ -‬حْيث ق ال فْيم ا روى عنه‪:‬‬ ‫) ركب رجل البحر مع جم اعة كثْيرة‪ ،‬وبْينم ا هم في عرض البحر‬ ‫هّبت علْيهم ريٌح شديدة أغرقت السفْينة بَِم ْنن فْيه ا‪ ،‬ولم يبق إل لو ح من‬ ‫ألوا ح هذه السفْينة طف ا على سطح الم اء وتعلق به هذا الرجل‪ ،‬وص ارت‬ ‫المواج تتق اذفه حتى اقترب من ش اطئ جزيرة‪ ،‬وهن اك رأى عجبً ا‪ ،‬فقد وجد‬ ‫جموًع ا كثْيرة على الش اطئ تنتظره ومعهم ت اج الُم لنك‪ ،‬وعند وصوله إلى‬ ‫الش اطئ تص ايحوا فرحْين وألبسوه الت اج‪ ،‬ون ادوا به ملًك ان علْيهم‪ ،‬وهتفوا‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 31‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫بحْي اته‪ ،‬وس اروا به في موكب عظْيم حتى أوصلوه إلى قصر الُم لنك‪.‬‬

‫وبعد انصرا(ف تلك الجموع‪ ،‬أحضر كب ار مس اعديه وسألهم عن هذا‬ ‫المر!؟ فأخبروه بأن هذه ع ادتهم المتبعة في كل ع ام حْيث يستقبلون ن اج من‬ ‫البحر وينصبونه َملِنًك ان علْيهم في كل ع ام‪ ،‬ويقومون بعده بقذفه في وسا ط‬ ‫غ ابة مج اورة ملْيئة ب الوحوش الك اسرة‪ ،‬ويبحثون عن غْيره وهكذا دوالْيك‪.‬‬ ‫ف استوضحهم عن الصلحْي ات المخّو لنة له‪ ،‬فأخبروه أن كّل أمٍر له‬ ‫مط اع طوال سنة حكمه؛ فعْين أحدهم وزيًرا ‪ ...‬وأصدر إلْيه ثلث قرارات‬ ‫أَ​َمَرنهُ بتنفْيذه ا فوًرا ‪ ...‬وهي‪:‬‬ ‫‪ .1‬إزالة هذه الغ ابة ب الكلْية‪.‬‬

‫‪ .2‬بن اء قصر مك انه ا يلئم أبهة الملك‪.‬‬ ‫‪ .3‬زراعة حديقة حول القصر تحوي كّل خْيرات الرض‪.‬‬ ‫وعند انته اء الع ام ط البهم بتنفْيذ ع ادتهم‪ ،‬فق الوا‪ :‬لقد فّو ّ‬ ‫تن المر علْين ا‬ ‫بحكمتك وحسن تصرفك(‪.‬‬ ‫ويسوق الم ام أبو العزائم ‪ ‬العبرة في هذه القصة حْيث يقول‪:‬‬ ‫تشْير هذه القصة إلى قصة كل مولود يخرج إلى هذه الحْي اة‪ .‬ف الطفل‬ ‫في بطن أمه ك الغريق وسا ط البحر‪ ،‬وعند ولدته ينزل َملَنك فْيخرجه بلطف‬ ‫ورقة وحن ان على ريشة من جن احه‪ ،‬ك الغريق الذي تعلق بلو ح الخشب‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 32‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫والجنْين في بطن الم يحْيطه ال ‪ ‬ب الم اء من جمْيع الجه ات حتى ل يتأثر‬ ‫بحركته ا واهتزازاته ا‪ ،‬ويتوله الرزاق فْيواصله ب الهواء والم اء والدواء والطع ام‬ ‫ي ‪،‬ن ويخرج منه بواسطته كذلك الفضلت‪.‬‬ ‫عن طريق الحبل السر ّ‬ ‫وبعد نزوله إلى الرض يلتف حوله الهل والحب اب ويقْيمون الزين ات‬ ‫والحتف الت‪ ،‬ويكون له السلط ان على كل َمْنن حوله‪ ،‬وعلى العض اء التي‬ ‫معه‪ ،‬طوال عمره في الدنْي ا حتى تأتْيه المنّْية‪.‬‬ ‫وعنده ا يح اكم فى الخرة! فإن أس اء في تصرف اته وفي سلوكه أثن اء‬ ‫ملكه فى الدنْي ا قذفوا به إلى جهنم وبئس المصْير‪ ،‬وإن أحسن لنفسه‬ ‫واستبدل مقعده في الن ار بقصر في الجنة ‪ -‬بن اه بعمله الص الح وبّره وتقواه‬ ‫ فهْيئ افأعّد له الحْي اة الطْيبة البدية في جوار ال‪ ،‬وفي ذلك يقول الق ائل‪:‬‬‫ِ‬ ‫ت يس ُكنننَه ان إِلّ التي َك انَن قنْبل الْم ون ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ينَْبنِْيَه ان‬ ‫ل َدانَر للَم ْرن ِء نبنَْع َدن الَْم ون َ ْ ُ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ب بَ انِْيَه ان‬ ‫ب َمْسن نَك نُنهُ وإِْن بننَن اَه ان بَِش ّرن َخ ن ا َ‬ ‫فَِإ ْنن بننَن اَه ان بَِخ ْ​ْينٍر طَ ا َ‬ ‫تا‬ ‫نَ​َبا ُ‬ ‫ف النس ان نب ات ال يتولى سبح انه زراعته‪ ،‬ويتعهده برع ايته‪ ،‬ويجني‬ ‫ثمرة عمله ل ‪ ،‬وإلى ذلك الش ارة بقوله عّز شأنه فى )‪ 45‬الكهف(‪:‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 33‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪                                ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪                                   ‬‬ ‫‪.                                      ‬‬ ‫ف الحق ينزلُْينزل الم اء ‪ -‬وهو منْيمنّي الرجل ‪ -‬من سم اء الرفعة للن‬ ‫الرجل أرفع قدًرا أو بتعبْير آخر أعلى مك ان اً في ح الة الوق اع‪ ،‬ويضعه في‬ ‫أرض المرأة التى به ا البذرة ) البويضة( التى تنتظر الم اء يرويه ا لتنبت‪:‬‬

‫‪                                     ‬‬ ‫‪ [17‬نو ح[‪.‬‬

‫وهو يشبه النب ات في هْيئته ولكن ال قلبه ا فْيه لتعتدل ‪ ،‬ف الرأس بم ا‬ ‫فْيه ا من حواس بمث ابة الجذر في النب ات ‪ -‬حْيث به حواس النب ات والقوة‬ ‫الغ اذية وغْيره ا – والجذر لسفل ولكن ال جعل الرأس لعلى متجه اً إلى‬ ‫السم اء ل إلى الرض لكرامته على ال‪ ،‬والجسم ك الجذع للنب ات‪ ،‬والذرع‬ ‫والرجل ك السْيق ان والوراق‪.‬‬ ‫ض ان‬ ‫بل ويمر النس ان بمراحل النب ات فْيكون صغْيًرا ثم ش ابً ا فتْيً ا غ ً‬ ‫طريً ا‪ ،‬ثم رجلً قويً ا ثم شْيًخ ان‪ ،‬ثم يكون حص اده‪ .،‬من الذي يحصده!؟!!‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 34‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫الزارع له ‪ -‬وهو ال ‪ . .‬فإن ك ان زرًع ا له ثمرة من الص الح ات والقرب ات‬ ‫فهنْيئً ا له الجنة‪ ،‬وإن ك ان زرًع ا لْيس له ثمر من الط اع ات والخْيرات فهو‬ ‫ب ‪ -‬توقد به جهنم‪   :‬‬ ‫حط ٌ‬ ‫‪  [6‬التحريم[‪.‬‬ ‫ول دّر الق ائل‪ :‬أيه ا الشْيوخ! آن الحص اد‪ ،‬أيه ا الكهول!قرب الجداد‪،‬‬ ‫أيه ا الشب اب! كم جرد الزرع جراد ‪..‬‬ ‫علْين ننك شن نن املة فن نن العمر معن نندود‬ ‫بكننل شننيء مننن الفنن ات مقصننوّد‬ ‫فننأنت عننند تمنن ام المننر محصننود‬

‫ين ن نن ا ابن ن ننن آدم ل تغن ن ننررك ع افْين ن ننة‬ ‫منن ا أنننت إل كننزرع عننند خض نرته‬ ‫فن ن ننإن سن ن ننلمت من ن ننن الهجمن ن نن ات‬ ‫أجمعهنن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ا‬ ‫ولذلك ورد في الثر أن الن اس ك الشجر؛ فمن الشجر من له ظل‬ ‫وثمر‪ ،‬ومنه من له ظل ولْيس له ثمر‪ ،‬ومنه من لْيس له ل ظل ول ثمر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فأم ا الصنف الول الذي له ظل وله ثمر‪ :‬فمثل العلم اء الع املْين‬ ‫والولْي اء والص الحْين‪ ،‬فمن الن اس من ينتفع ب الجلوس معهم ولو‬ ‫لم يسمع علمهم لنهم يوجهون الن اس بعلمهم وينهضونهم‬ ‫بح الهم‪ ،‬ويدعونهم إلى الصراط المستقْيم بسلوكهم وهديهم‪،‬‬ ‫ومنهم من ُيقبل على علومهم الله امْية يغترفون منه ا ‪ -‬وهي ثمرة‬ ‫ط اع اتهم‪ ،‬ونت اج إخلصهم ‪ -‬لقوله ‪ ‬فى الحديث الشريف‪،‬‬ ‫والذى يصف فْيه ‪ ‬المقربْين فْيقول علْيه أفضل الصلة وأتم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 35‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫السلم‪:‬‬

‫م َما َل مْ‬ ‫ا عِ ْل َ‬ ‫ُ‬ ‫م َو ّر َث هُ‬ ‫ع ِل َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ِب َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫م { ‪21‬‬ ‫ع َل ُ‬ ‫ن َمي ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫َمي ُ‬ ‫‪-‬‬

‫وأم ا الذي له ظٌل ولْيس له ثمر؛ فكأهل الْيمْين من المؤمنْين‪:‬‬ ‫فهم ص الحون في أنفسهم‪ ،‬مطْيعون ل ‪ ‬بأعم الهم‪ ،‬ينتفع بهم‬ ‫من يج السهم ‪ -‬لتأثره بسلوكهم وأخلقهم ‪ -‬وإن ك انوا ل‬ ‫يوجهون غْيرهم بأقوالهم‪ ،‬ول يرشدونهم بتوجْيه اتهم‪ ،‬فْيكفْيهم‬ ‫أنهم يعزلون شّرهم عن غْيرهم‪ ،‬ويَْس لَنُم الَخ ْلنُق من أيديهم‬ ‫وألسنتهم‪.‬‬ ‫وأم ا الذي لْيس له ظل ول ثمر فك الف اسق والف اجر‬ ‫‬‫والعْي اذ ب ال‪:‬فل هو ينفع نفسه ‪ -‬بقوله أو بعمله ‪ -‬ول ينتفع به‬ ‫غْيره‪ ،‬بل إنه يجلب ال ّ‬ ‫ضّرن لنفسه بسوء فعله‪ ،‬ويصْيب غْيره‬ ‫بّ‬ ‫ضّرنه؛ فهو كشجرة الشوك!! كّل َمْنن مّر به ا آذته‪ ،‬وكذلك هو‬ ‫ب وال ّ‬ ‫ش تنم‪ ،‬والِغْيبة والنمْيمة وغْيره ا‬ ‫يؤذي الن اس بلس انه ‪ -‬ب الس ّ‬ ‫ ويؤذيهم بْيده ‪ -‬بشك اية أو سرقة أو قتل – وهكذا‪ ،‬وهو ن‬‫لم يؤذهم بنفسه قصداً ؛ ك انت أذية لوجوده مثلً سْيئ اً بْينهم‪.‬‬ ‫ف المؤمن يجب أن يكون ك الشجرة الطْيبة من يأوي إلْيه يجد‬

‫‪ 21‬رواه أبو نعْيم في الحلْية من حديث أنس‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 36‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫العطف‪ ،‬ويشعر ب الحن ان والرقة‪ ،‬ويحس ب اللطف والنس‪ ،‬ومن يلمسه ا أو‬ ‫حتى يقترب منه ا يشم منه ا رائحة القرآن‪ ،‬وأخلق النبي العدن ان‪ ،‬وأحوال‬ ‫الص الحْين والمتقْين‪ ،‬فْيكون كم ا قْيل في الثر الوارد عن الص الحْين‪:‬‬ ‫} عاشروا الناس معاشرة إن عشتم حنوا ح ّنوا‬ ‫إليكم‪ ،‬وإن متم بكوا عليكم {‬

‫ومثل هذا هو الذي فهم الحكمة من الذان والق امة في أذن‬ ‫المولود‪.‬‬ ‫والذان والق امة يقتضْي ان صلة بعدهم ا!!‬ ‫فمتى تحْين هذه الصلة!؟ ‪..‬‬ ‫إنه ا صلة الجن ازة على هذا العبد! فهى تصلى بدون أذان أو إق امة‬ ‫لنهم ا قد أدي ا له فى أذنه عند مْيلده! فكأن عُ​ُم َرن العبد ‪ -‬مهم ا ط ال ‪ -‬فهو‬ ‫كم ا بْين إق امة الصلة وتكبْيرة الحرام في إفتت ا ح الصلة!!‬ ‫فم ا أصدق قول الق ائل إذًا‪:‬‬

‫ت قنَْل ِ‬ ‫َدقّن ا ُ‬ ‫ب الَم نْر ِء نقَ ائنِلَةٌ لنَهُ‬ ‫إِّن الَح ْيَنن اَة َدقَن نن ائٌِق َو ثنَو اننى‬ ‫ك ِذْك َرنَه ان‬ ‫ك ن بنَْع َدن َم ْونتِن َ‬ ‫فَ اْعَمنْلن ِلننَْف ِسن َ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 37‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫فَ الّذْك ُرن لِ​ِل نْنَس ن نن اِن عُْم ٌرن ثَ اِن‬

‫*****‬

‫وم ا أجمل قول الم ام أبي العزائم ‪: ‬‬ ‫ي ا أيه ا الم اء المهْين من الذي سواك‬ ‫ي ا نطفة بقنراره ا قد صنورت‬

‫ومن الذي في ظلمة الحش اء قد‬

‫والكذا الذي بحن انه أنشن اك‬ ‫من‬ ‫ومن الذي بظهنوره أعلك‬

‫ومن الذي شق العْيون فأبصرت‬ ‫ومن الذي غذاكغّذ انك من نعمنن ائه‬

‫ومن الكروب جمْيعه ا أنج اك‬

‫ومن الذي تعصى ويغفر دائًم ان‬

‫ومن الذي تنسى ول ينس اك‬

‫ت أسمعك النداّ ومن الذي بوصن اله ن اداك‬ ‫ومن الذي بألستبألس ُ‬ ‫وإذا سنألت جن ابه أعطن اك‬ ‫ومن الذي يدنو إلْيك بفضنله‬ ‫ومن الذي عند الشدائد تقصدن‬

‫ومن الذي إن تسنألن لب اك‬

‫ومن المجْيب ذاإذا سنألت جن ابه‬

‫وإذا طلبت وداده أعطن اك‬

‫ومن الذي منح الجمْيل بفضله‬

‫ومن الذي بتلطف أحْينن اك‬

‫ومن الذي كشننف الحج اب توددا‬

‫حتى رأت أن ننواره عْين اك‬

‫ومن الذي مل الفننؤاد بحّبه‬

‫وبسرهوبسّره عند الصنف ا ن اجن اك‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانالقرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 38‬الفصل الول‪ :‬أحكام المولود فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫وبذكره وشهنوده صنن افك‬

‫ومن الذي أولك ننور جم اله‬ ‫فكرفَّك ْرن تراه ظ اهنًرا بجم نن اله‬

‫ت فننَظَْرةٌ‬ ‫تن لَ َ‬ ‫بِ َ‬ ‫ك اْع تنَرفْ ُ‬ ‫ك قَْد َس ِمنْعن ُ‬ ‫والوجه أشنرق حولن ا بجمن اله‬ ‫سلمصّل على المحبوب ننور قلوبن ا‬ ‫والش اعر الحكْيم ق ال‪:‬‬ ‫وفي قنَْب ِ‬ ‫ضكّ‬ ‫ف الطفِل عنَد‬ ‫ِولَ ِ‬ ‫وفيِد هبنس ِطنهن ا عند المم ان ِ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫إش اَرةٌ‬

‫متننزلًمتننّزلً وهنو النذي والك‬ ‫أُْع طَنى بَِه ان يَ ا َس نْيِّد ىن َج ْدنَونانَك‬

‫وعْيونن ا قد تشنهد المنلّك‬ ‫طه الذي بجم نن اله ح ّ‬ ‫لك‬

‫*****‬ ‫ صنالُم رنّك ِ‬ ‫دلْيٌل على الِح ْر ن ِ‬ ‫بن في‬ ‫الح ين‬ ‫تنبل َش ّئن‬ ‫أل َف انُّْظروِني قد خَرْج ُ‬

‫*****‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫المؤلفات المطبوعة )طبع ‪(1996‬‬

‫الكتاب التاسع من‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 39‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الثانى‬ ‫‪‬‬

‫منهج العناية بالطفل في اللسلم‬ ‫‪‬‬

‫• ألسرار الرضاعة الطبيعية‪.‬‬ ‫• تأثير الرضاع في الطباع‪.‬‬ ‫• كراهة الحمل أثناء الرضاع‪،‬‬ ‫لو الرضاع لواقت الجماع‪.‬‬ ‫• رعاية الصبيان‪.‬‬ ‫• التكنولوجيا المتطورة لورعاية‬ ‫الرضيع لوالطفل‪.‬‬ ‫• الحياة الحديثة لوجليسات الفطفال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 40‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫• تهذيب الصبي‪.‬‬ ‫• تدليل الصبي‪.‬‬ ‫• تقويم الصبي‪.‬‬ ‫• التقويم بالعقوبة‪.‬‬ ‫• العقا ب بالضر ب في اللسلم‪.‬‬

‫*****‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫عنَ‬ ‫ت ُميْرضِ ْ‬ ‫‪َ ‬واْلَوالَِدا ُ‬ ‫حْوَليْ ِ‬ ‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫أ َْول َ​َد ُ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 41‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫ن أ َ​َرادَ َأن‬ ‫م ْ‬ ‫َكاِمَلْينِ ِل َ‬ ‫عَة ‪‬‬ ‫ضا َ‬ ‫ُميِتمّ الّر َ‬ ‫)‪ 233‬البقرة(‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 42‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الثاني‬ ‫منهج العناية بالطفل في اللسلم‬ ‫ألسرار الرضاعة الطبيعية‬ ‫صلنت منه بعض المه ات في عصرن ا هذا‪،‬‬ ‫أكد ال ‪ ‬على أَْم ٍرن مهم تن ّ‬ ‫وبدأن ينصحن بعضهن بذلك‪ ،‬ل سْيم ا اللتي يذهبن إلى مْي ادين العم ال‪،‬‬ ‫حْيث تنصح إحداهن الخرى ق ائلة‪ :‬إي اك أن ترضعي طفلك رض اعة طبْيعْية‬ ‫لن ذلك يجعل صدرك يتهدل‪ ،‬ويصبح قوامك غْير رشْيق!!‪ !!.‬لكن ال ‪‬‬ ‫كم ا ق ال في كت ابه‪]       :‬الفجر[‪.‬‬ ‫فقد خرج علْين ا الطب الحديث لْيحذرهن من ترك الرض اعة الطبْيعْية‬ ‫عن طريق ثدي الم أو الته اون به ا‪ ،‬لن ذلك يعرض الم لمرض سرط ان‬ ‫الثدي!! والذي ثبت علمْيً ا أن الرض اعة الطبْيعْية هي خْير وسْيلة لكتس اب‬ ‫المرأة المن اعة من الص ابة به‪ .‬ف المرأة التي تخشى من إرض اع طفله ا خوفً ا‬ ‫على مظهره ا‪ ،‬قد تتعرض لزالة الثديْين ب الكلْيةب الكلّْية إذا أصْيب ا بهذا الداء‬ ‫الخبْيث وصدق ال إذ يقول‪   :‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 43‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪     [233‬البقرة[‪.‬‬

‫والحول هو سنة هجرية ك املة‪ ،‬وكل الحك ام الخ اصة بأمور النس اء في‬ ‫القرآن ‪ -‬من حْيض ونف اس‪ ،‬وعدة وحمل ورض اع ‪ -‬تحسب ب الشهر‬ ‫الهجرية‪ ،‬لنه ا هى التي نزلت به ا الحك ام التشريعْية‪.‬‬ ‫ولذا أمر ال ‪ ‬ب الرض اعة من ثدي الم‪ ،‬وح ّ‬ ‫ث علْيه حتى في أحلك‬ ‫الظرو(ف‪ ،‬فهذا فرعون مصر عندم ا أمر بقتل كل ذكر يولد لبني إسرائْيل‬ ‫خشْية زوال ملكه‪ ،‬وك انت أم موسى ح امًلح املً به‪ ،‬فأعّد تن خطة لخف ائه‬ ‫عن فرعون وجنوده عند ولدته‪ ،‬ولم تفكر في أمر الرض اعة‪ ،‬ولكن ال ‪‬‬ ‫لح اطته سبح انه وتع الى بأثر الرض اعة الطبْيعْية أش ار علْيه ا بذلك ق ائلً‪:‬‬ ‫‪                                   ‬‬ ‫‪                               ‬‬ ‫‪                                   ‬‬ ‫‪          . (7‬القصص(‬

‫ومن أجل أن يؤكد لن ا ال ‪ ‬على أهمْية هذه الرض اعة‪َ ،‬ح ّرنَم على‬ ‫موسى أثداء النس اء ووجه‪ ،‬ووّج هن أخته لتقتفي أثره‪ ،‬وتتعر(ف على خبره‪ ،‬فلم ا‬ ‫وجدته ل يرضع دلتهمدلّْتهم على أمهأّمهن كمرضعة‪ ،‬فأرجعه ال ‪ ‬إلى أمه‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫ منهج العنامية بالطفل فى‬:‫ الفصل الثانى‬44 ‫الميمان‬ ‫السلم‬ 

‫ فى‬ ‫ وإلى ذلك الش ارة بقول ال‬،‫ص انحرص اً علْيه‬ ً ‫لْيرضع من ثديه ا حر‬ :‫محكم التنزيل‬                                                                                                                                                                                                                                         (‫ )القصص‬           َ  !!‫لم اذا كل هذه العن اية من السلم ب الرض اع من ثدي الم!؟‬ ‫ لتغذية وإرواء‬ ‫ذلك لن ب الثدي المعمل اللهي الذي جهزه ال‬ ‫ واخترعت من أجهزة‬،‫ ومهم ا تقدمت البشرية في العلم‬،‫وتحصْين الولدان‬ ‫الكتاب‬



‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 45‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫ومعدات‪ ،‬فلن يستطْيع أفذاذ العلم اء أن يجهزوا معمًليجّه زنوا معملً لتغذية‬ ‫الطفل الرضْيع بهذه الكْيفْية اللهْية والعج از الرب اّنى‪ ،‬وخذوا أمثلة مقتضبة‬ ‫‪...‬‬ ‫فإنه ينزل اللبن بقدر معلوم على قدر ح اجة الصبي‪ ،‬فأول جرعة‬ ‫تخرج من هذا المعمل للطفل عقب ولدته وتسمى )لبن المسم ار( تحوي‬ ‫كل العن اصر التي يحت اجه ا جسم الطفل لتنشْيا ط أعض اءه وتأهْيله لمواجهة‬ ‫هذه الحْي اة‪ ،‬كم ا أنه ا تحوي تطعْيًم ان واقْيً ا لكل المراض التي يتعرض له ا‬ ‫الطفل في هذه الفترة‪.‬‬ ‫وهكذا يقوم الثدي بإمداد الولْيد بم ا يحت اج إلْيه من عن اصر غذائْية‬ ‫وأمص ال وق ائْية كلم ا تقدمت به السن‪ ،‬ولْيس هذا فقا ط بل إنه يجعل اللبن‬ ‫للطفل ح اًرا شت اًءا ب ارًدان في الصْيف‪ ،‬حتى ل يتعرض الطفل للنزلت المعوية‬ ‫والص اب ات الصدرية التي يتعرض له ا من يرضعون ب الوس ائل الصن اعْية‪،‬‬ ‫ويستغنون به ا عن الرض اعة الطبْيعْية‪.،‬‬ ‫والعجب من هذا أن هن اك جه اًزا غْير مرئي يتخ اطب بلغة رب انْية بْين‬ ‫س الطفل ب الجوع‪،‬‬ ‫معمل اللب ان في ثدي الم وبْين الطفل!! ‪ ...‬فعندم ا يح ّ‬ ‫تجد المعمل الرب اني ب الثدي وقد جّه زن الوجبة الك املة !! ‪ ...‬والم تترجم عن‬ ‫ذلذلك ق ائلة‪ :‬أشعر بأن اللبن كثْير في ثديي ويجب على أن أرضع الن!‪،‬‬ ‫فقد طلبه الطفل بطريق غْير مب اشر فجهزه‪ ،‬فجّه زنه له الله الق ادر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 46‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫كْيف يلتقم الطفل حلمة ثدي الم!؟ وكْيف يقوم بمص الثدي لْيدر‬ ‫اللبن!؟ ‪ ...‬إن ذلك كله يتم بإله ام مب اشر من ال‪ ،‬ولذلك حتى بعد نمو‬ ‫أسن انه فإنه ل يؤذي الثديْين به ا؛ بْينم ا ينزل اللبن معقم ا تعقْيم ا ك امًلمعقم اً‬ ‫تعقْيم اً ك املً‪ ،‬مع مراع اة تدرج النمو للطفل فمثًل‪ ،‬فمثلً عند ظهرظهور‬ ‫أسن انه تجد نسبة الك السْيوم تزيد في اللبن لح اجة السن ان إلى هذا العنصر‬ ‫في نموه ا‪.‬‬ ‫ومن بديع صنع ال ‪ ‬أن الم التي ترضع طفله ا من ثديه ا يرجع‬ ‫ب‬ ‫رحمه ا إلى ح الته الع ادية بإذن ال في وقت يسْير!! حْيث أثبت الطب الط ّ‬ ‫الحديث أن هن اك علقة بْين حركة مص الثديْين للطفل وانقب اض عضلت‬ ‫الرحم‪ ،‬أضف إلى ذلك أن الرض اع يحفظ نسبة كبْيرة من المه ات من‬ ‫الحمل أثن اء رض اعه ا لطفله ا‪ ،‬وق اية من ال ‪ ‬وعن اية منه سبح انه وتع الى‬ ‫ب الم وطفله ا‪.‬‬ ‫تأثير الرضاع في الطباع‬ ‫إن السرار الطبْية والعلمْية للرض اعة الطبْيعْية كثْيرة جًد ان‪ ،‬ل نستطْيع‬ ‫حصره ا في هذا المختصر‪ ،‬ولكن القرآن الكريم يلفت نظرن ا إلى أمر غريب‬ ‫يحدث للطفل الذي يرضع من ثدي أمه‪ ،‬وهو أن الم مع رض اعه ا لطفله ا‬ ‫تعطْيه حن انه ا وتمده‪ ،‬وتمّد هن بعطفه ا‪ ،‬وتولْيه شفقته ا‪ ،‬وتؤثر فْيه برحمته ا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 47‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫فْيشب الطفل حلْيًم ان ل يغضب بسرعة‪ ،‬ولذلك تجد الطفل الذي يرضع‬ ‫ب الوس ائل الصن اعْية سريع الحنق والغضب! كثْير الضجر‪ ،‬ملول‪ ،‬لنه لم‬ ‫يرضع الحن ان والعطف والشفقة من أمه!! وقد ق ال الحكم اء في ذلك‪:‬‬ ‫} إن الرضاع ميغير الطباع {‪.‬‬

‫وق ال الش اعر أحمد تقى الدين فى قصْيدته العلم بعد مح اسن‬ ‫الخلق‪:‬‬ ‫وا ُ‬ ‫َتسقْيه من دم قلبه ا الخّف انق‬ ‫لم َأولى الوالَد يْنن بِولِْد هن ا‬ ‫أن يغتدوا من ثديه ا المهراق‬ ‫الم مدرسةُ البنْيَن وحسُبهم‬ ‫في صدره ا من صحة وَخ لنق‬ ‫هي ُترضُع الجس اَم والرواَ ح م ا‬ ‫ت بّش ْرن بنشٍء راقي‬ ‫ت فنشٌء خ امٌل‬ ‫وإذا ارتق ْ‬ ‫فإذا هي انّح طن ْ‬ ‫ي ا أُّم فْيه مح اسَن ا ّ‬ ‫لخلق‬ ‫الطفُل مثُل الشمِع لَْد ٌنن فْ اطبعي‬ ‫ومن أعجب م ا روي في أثر ذلك أن الم ام الحسن البصرى ‪- ‬‬ ‫وهو إم ام الت ابعْين في الزهد والورع والفقه ‪ -‬إنم ا يرجع السبب في ذلك‪ ،‬إلى‬ ‫صهن ا من ثدي السْيدة أم سلمة ‪ ‬زوجة النبي!! وتفصْيل ذلك أن‬ ‫صِةن لبٍن م ّ‬ ‫مّ‬ ‫أّمهن ك انت تخدمه ا‪ ،‬وك انت السْيدة أم سلمة ترسله ا في قض اء مص الحه ا‬ ‫وترقب طفله ا حتى تحضر‪ ،‬فك ان أحْي انً ا يبكي‪ ،‬فك انت تعلله بوضعه ا لثديه ا‬ ‫في فمه؛ وإن ك ان لْيس به لبن‪ ،‬لنه ا ك انت قد تج اوزت الثم انْين‪ .‬وش اءت‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 48‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫إرادة ال ‪ ‬أن تحدث المعجزة! ففي أحدى هذه المرات إذا ب الثديي يمتلئ‬ ‫ب اللبن ويرضع منه الطفل حتى يشبع!! وقد أرجع العلم اء سر علوسّر علّو‬ ‫شأنه في العلم والفقه والورع والزهد إلى هذه الرضعة‪.‬‬ ‫ض ان في عصرن ا أن أسلم رجل نصراني على يد الم ام أبي‬ ‫وقد حدث أي ً‬ ‫العزائم ‪ ،‬فسم اه صهْيبً ا الرومي‪ ،‬ولنه ك ان يجْيد قْي ادة السْي ارات فقد‬ ‫ك لبَن‬ ‫كن التي أرضعْت َ‬ ‫جعله س ائقه الخ ا ص‪ ،‬وذات يوم ق ال له‪) :‬ي ا ُبني ُزْر أُّم َ‬ ‫السلم(‪ .‬فتعجب من هذا الكلم‪ ،‬وذهب إلى أمه ب السم اعْيلْيه وك انت قد‬ ‫هداه ا ال للسلم وسأله ا عمن تكون المرأة التي أرضعته غْيره ا‪ ،‬فأخبرته أنه ا‬ ‫ض ان شديًد ان‪ ،‬وأجرت على أثره عملْية جراحْية‪ ،‬وقد منعه ا‬ ‫بعد ولدته مرضت مر ً‬ ‫ذلك من إرض اعه لمدة ستة أشهر ك املة‪ ،‬فتولى إرض اعه في تلك الفترة َج انَرةٌ‬ ‫لهم مسلمة ذكرته ا له‪ ،‬فعلم علم الْيقْين أن تلك الرض اعة وذلك اللبن هم ا‬ ‫السبب في هدايته إلى التوحْيد‪ ،‬وإص ابته فطرة ال التي فطر الن اس علْيه ا‪.‬‬ ‫لهذا كله أمرن ا ال ‪ ‬أن نرضع الطفل من الم‪ ،‬حتى أنه لو حدث‬ ‫شق اق بْين الزوجْين‪ ،‬وانفصلت الم عن زوجه ا فإن الشريعة السلمْية تلزم‬ ‫الب أن يسلم الطفل إلى الم لترضعه من ثديه ا ويدفع له ا الب تك الْيف‬ ‫ض ان أجًرا على إرض اعه ا لطفله ا‪ .‬إل إذا رفضت الم ذلك‬ ‫رض اعه ا‪ ،‬ويعطْيه ا أي ً‬ ‫ض ان ويتحمل‬ ‫فعلى الب أن يحضر للطفل امرأة أخرى لْيرضع من ثديه ا أي ً‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫ منهج العنامية بالطفل فى‬:‫ الفصل الثانى‬49 ‫الميمان‬ ‫السلم‬ 

:  ‫ وإلى ذلك الش ارة بقول ال‬،‫تك الْيف ذلك‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           .[‫ البقرة‬-[233

!!‫وتلك عن اية لم يسمع به ا الولون ول الخرون نحو الطفل الرضْيع‬ ‫الكتاب‬



‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 50‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫وفي ذلك يقول الع ار(ف ب ال تع الى الشْيخ محمد على سلمة في كت ابه [‬ ‫خواطر إيم انْية ص ‪ :]12‬إن الم ترضع الولد مع لبنه ا الرحمة والعطف‪،‬‬ ‫ب ‪ ،‬نوالوف اء والخل ص والبر‪ ،‬والبّر والود والحس ان‪،‬‬ ‫والحن ان والحبوالح ّ‬ ‫ومع ان كثْيرة تتعلق بصف ات الم من اليم ان والشج اعة‪ ،‬والثب ات على المبدأ‪،‬‬ ‫ب الوطن وغْير ذلك‪ ،‬ويظهر ذلك‬ ‫أو التف اني في سبْيل الحق والواجب‪ ،‬وح ّ‬ ‫من قول ال تع الى‪:‬‬ ‫‪                                   ‬‬ ‫‪ . (7‬‬

‫‪         ‬القصص(‬

‫وم ا أحسن قول ح افظ إبراهْيم‪:‬‬ ‫الّم َمدنَرَس ةٌن إذا أْع َدنْدنتَنه ا‬ ‫ضنإْن تنَعّه َدنهُن الَح ْين ا‬ ‫الّم َرْو ٌ‬ ‫الُّم ُأست اذُ الس اتَِذ ِةن الَُلى‬

‫ب الْعرناِق‬ ‫أْع َدنْدن َ‬ ‫تن َش ْعنبن اً طَْيّ َ‬ ‫ي أْو َرنَق أّيم ا ِإيراِق‬ ‫ب الّر ّ‬ ‫ت َمثآنثُِرُه ْمن َمَدنىن الف اِق‬ ‫َش غَنلَ ْ‬

‫كراهة الحمل أثناء الرضــاع‬ ‫لوالرضاع لواقت الجماع‬ ‫إن السلم بلغ أرقى م ا وصلت إلْيه الحض ارات ق اطبة في عملْية‬ ‫الرض اعة الطبْيعْية‪ ،‬ومن عج ائب وص اي ا رسول ال ‪ ‬في هذه الن احْية قوله‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 51‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫ك ا ْل َفا ِر سَ‬ ‫ل ُمي دْ ِر ُ‬ ‫غ ْي َ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫س ّرا فإ ّ‬ ‫}ل َ َت ْق ُت ُلوا أ ْو ل َ​َد ُكم ِ‬ ‫س ِه {‬ ‫ن َف َر ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ع ِث ُر ُ‬ ‫َف ُي َد ْ‬

‫‪22‬‬

‫والغْيل هو أن تحمل الم وهي ترضع‪.‬‬ ‫وقد نهى رسول ال ‪ ‬عن الحمل أثن اء الرض اعة ن والنهي هن ا على‬ ‫سبْيل الكراهة ن حتى تأخذ الم قسطه ا من الراحة بعد عن اء الحمل والولدة‪،‬‬ ‫ويأخذ الرضْيع حقهحّقهن من الرع اية والعن اية التى أوجبه ا ال ‪ ‬له ‪ -‬ف الم‬ ‫إذا حملت بتغْيريتغْير اللبن في صدره ا فْيضرفْيضّر رضْيعه ا‪ ،‬وهذا ب الض افة‬ ‫إلى أنه ا ل تستطْيع أن تغذي الجنْين والرضْيع في وقت واحد‪ ،‬فل بد أن‬ ‫تتفرع لواحد منهم ا‪ ،‬وفي ذلك يقول الشْيخ محمد على سلمة [في كت ابه‬ ‫)خواطر إيم انْية(]‪:‬‬ ‫)ومعنى الحديث ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬أن ل تأتوا المر المستتر بْينكم ‪-‬‬ ‫وهو الوطأ ‪ -‬أثن اء إرض اع أولدكم فْيتسبب عنه الحمل الذي يودي بحْي اة‬ ‫أولدكم‪ .‬وهذا توجْيه كريم من رسول ال ‪ ،‬وتنبْيه إلى أن مب اشرة الزوجة‬ ‫أثن اء رض اعه ا إغتْي ال لحقلحّق الطفل وهضم له‪ ،‬لن في هذا هلك له سّرا‪،‬‬ ‫أي بطريقة ل يعرفه ا أحد إل الخ اصة من الطب اء والعلم اء بسّنة الّنبّي ‪،‬‬ ‫لنه هو الطبْيب الذي بعثه ال لعلج النس انْية‪ ،‬وحل مش اكل المجتمع في‬ ‫‪ 22‬رواه أحمد وأبو داود وابن م اجه والطبراني عن أسم اء بنت يزيد بن السكن‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 52‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫كل ن احْية من نواحي الحْي اة‪ .‬وهذا الحديث يعتبر من العج از النبوي الذي‬ ‫يخبر عن دق ائق العلوم التي كشف عنه ا الطب بعد طول الزمن مع ملحظة‬ ‫أن الرسول ‪ ‬ق ال‪:‬‬ ‫وهذا الحديث يعتبر من العج از النبوي الذي يخبر عن دق ائق العلوم‬ ‫ب بعد طول الزمن مع ملحظة أن الرسول ‪ ‬ق ال‪) :‬ل‬ ‫التي كشف عنه ا الط ّ‬ ‫تقتلوا أولدكم سّرا؛(‪ ،‬كأن حمل المرأة أثن اء إرض اعه ا الطفل قتلًقتٌل له(‪..‬‬

‫وقد نبه السلم على أمر طبي عظْيم‪ ،‬وهو أل ترضع الم طفله ا بعد‬ ‫قْي امه ا بمجهود جسم اني أو عصبي كبْير‪ ،‬فنهى الم عن إرض اع طفله ا بعد‬ ‫الجم اع إل بعد أن تغتسل‪ ،‬أو تغسل ثديه ا‪ ،‬لم اذا!؟‪.‬‬

‫لن الدم يجري في جمْيع عروقه ا في تلك اللحظة‪ ،‬فربم ا ينزل اللبن‬ ‫مختلطً ا بدم فْيمرض منه الطفل‪ ،‬فتكون هي التي أمرضته‪ ،‬لنه ا لم تلتزم‬ ‫بأحك ام ال‪ ،‬وبأوامر سْيدن ا رسول ال ‪ . .‬وفي ذلك يقول الم ام أبو‬ ‫العزائم ‪‬‬ ‫[في كت ابه )أسرار القرآن( جن ‪ 2‬ص ‪:]52‬‬ ‫ب في إمراض‬ ‫)فإن نك ا ح الرجل زوجته وهي ترضع سببتر ّ‬ ‫ضعن سب ٌ‬ ‫المولود‪ ،‬إل إذا إحت اط لنفسه فأمره ا ب المتن اع عن رض اع الولد حتى تطهر‪،‬‬ ‫لن هذا النك ا ح يجعل الدم يسري في الثديْين‪ ،‬فإذا أرضع الولد عقب‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 53‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫الجم اع مب اشرة تسمم!! وأكثر أمراض الطف ال من هذا العمل الج اهلي(‪.‬‬ ‫وقد أبدى الرسول الكريم صلوات ربي وسلمه علْيه‪ ،‬إعج اًزا في‬ ‫إدراكه لسرار بك اء الطفل‪ ،‬وذلك حْين أش ار علْين ا بعدم التخو(ف من كثرة‬ ‫بك ائه‪ ،‬لخب اره ‪ ‬فى معنى حديثه أن بك اء الطفل تسبْيح‪ ،‬ولم ُيكتشف هذا‬ ‫السّر إل في العصر الحديث حْيث يط الب الطب اء بترك الطفل الرضْيع يبكي‪،‬‬ ‫وعدم التسرع في كّف هن إل إذا زاد عن قدر العتدال‪ ،‬لن ذلك البك اء يعمل‬ ‫لق العلْيم‪ ،‬الذي قدرقّد رن‬ ‫على توسْيع الصدر والرئتْين‪ .،‬فسبح ان الخلق الخ ّ‬ ‫كل شئ خلقهَخ لَنَق هُن ثم هدى‪!!!.‬‬ ‫رعاية الصبيان‬ ‫فإذا شب الطفل ودرج يبدأ الوالدان في ترويضه على المب ادئ الدينْية‪،‬‬ ‫لْيشب علْيه ا‪ ،‬أنًس انآنًس ان به ا‪ ،‬متعشًق ان له ا‪ ،‬ولْيعلم ا علم الْيقْين أن أول طريق‬ ‫يكتسب به الصبي القْيم والداب هو المح اك اة والتقلْيد‪ ،‬وخ اصة لوالديه‬ ‫لنهم ا المثل المثُل العلى لن اظريه في هذه المرحلة المبكرة‪ .‬وقد نّبه إلى‬ ‫خطورة انتق اش م ا يصدر عن الوالدين في أذه ان الولد‪ ،‬وتقلْيدهم فْيه‪،‬‬ ‫ونشأتهم علْيه الرسول‪ ،‬الرسوُل صلوات ال وسلمه علْيه‪ ،‬وقد روى ذلك‬ ‫عبد ال بن ع امر فق ال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 54‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫ع دٌ‬ ‫ل ا ‪ ‬قا ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ع ْت ِني أ ُ ّمي َمي ْوما َو َر ُ‬ ‫}َد َ‬ ‫ل َل َها‬ ‫ك‪َ ،‬فقا َ‬ ‫طي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ل أُ ْ‬ ‫عا َ‬ ‫ها َت َ‬ ‫ت َ‬ ‫في َب ْي ِتنا‪ ،‬فقا َل ْ‬ ‫طي ِه؟ قا َل ْ‬ ‫ت‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ُت ْ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫ل ا ‪َ: ‬و َما أ َ َر ْد ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬ ‫ل ا ‪ : ‬أ ُ َما إ ِ ّن ِ‬ ‫ك‬ ‫سو ُ‬ ‫ل لَ َها َر ُ‬ ‫مرا‪ ،‬فقا َ‬ ‫طي ِه َت ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫أُ ْ‬ ‫ة {‪23‬‬ ‫ك َك ِذ َب ٌ‬ ‫ع َل ْي َ‬ ‫ت َ‬ ‫ش ْيئا ُك ِت َب ْ‬ ‫ط ِه َ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ُت ْ‬ ‫َل ْو َل ْ‬ ‫وتتركز رع اية الصبْي ان في هذه الفترة على الداب والخلق‪ ،‬وقد‬ ‫أش ارالغزالي في كت ابه )إحْي اء علوم الدين( إلى نموذج من ري اضة الصبْي ان‬ ‫منه ا‪:‬‬ ‫عدم لبس الملبس التي توحي ب النوثة والنعومة‪ ،‬ومق اطعة من‬ ‫يلبسونه ا‪ ،‬والجته اد في تعلْيم الصبي حك اي ات الخْي ار لْيغرس في نفسه‬ ‫حبهمحّبهم والقتداء بهم‪ ،‬وعدم تعويده النوم في الفراش الوثْير حتى ل يألف‬ ‫النعومة‪ ،‬وأن يعودهْيعّو دنه الخلق الجتم اعْية‪ ،‬بعدم الفخر على أقرانه بم ا‬ ‫يملكه والده‪ ،‬أو بشئ من مط اعمه وملبسه‪ ،‬وأن يعفْيع ّ‬ ‫ف عم ا في يد غْيره‬ ‫من الغنْي اء أو الفقراء‪ ،‬كم ا يعودهْيعّو دنه الصدق وعدم الحلف‪ ،‬وأن يحسن‬ ‫الستم اع‪ ،‬ول يبدأ الكلم إن ك ان معه من هو أكبر منه‪ ،‬وأن يصون لس انه‬ ‫ب‪ ،‬ول يخ الا ط من يفعلون ذلك‪.‬‬ ‫عن اللغو والسبوالس ّ‬ ‫‪ 23‬رواه أحمد وأبو داود والبْيهقي‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 55‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫وينبه الشْيخ عطْية صقر [في كت ابه )تربْية الولد في السلم( ص‬

‫‪ ]311‬إلى خطورة هذه المرحلة فْيقول‪:‬‬

‫)ولْيحذر الُم رنّبي – أبً ا ‪ ،‬أو أًم ان‪ ،‬أو معلًم ان ‪ -‬أن يلقن النشء معلوم ات‬ ‫خطأ‪ ،‬أو تسلْيتهم بحك اي ات خرافْية‪ ،‬ولْيبعد كل البعد عن القصص الغريب‬ ‫الذي يرّوع الطفل‪ ،‬أو يضلله‪ ،‬أو يشوه أفك اره‪ .‬كم ا يجب أن تنَُّبه الم على‬ ‫الخصو ص إلى خطر الغ اني التي ترّقص به ا الطفل وتدللنه‪ ،‬فإّن سمعه إذا‬ ‫تعوده ا حفظه ا‪ ،‬والمعلوم ات التي تحويه ا ترسخ في ذهنه ويصعب انتزاعه ا‪،‬‬ ‫وهو يتصّر(ف على هديه ا إن ع اجلع اجلً أو آجل‪ .‬وخطر الذاع ات‬ ‫المسموعة والمرئْية في هذا المج ال كبْير‪ ،‬فلنجتهد أن تكون الغ اني‬ ‫والن اشْيد ح املة مع اني الرجولة والبطولة‪ ،‬والعفة والم انة‪ ،‬والخل ص والوف اء‪،‬‬ ‫وط اعة الوالدين وحب الوطن‪ ،‬وس ائر الخلق الحمْيدة(‪.‬‬ ‫التكنولوجيا المتطورة لورعاية الرضيع لوالطفل‬ ‫وهن ا عدة ملحظ ات متعلقة بم ا جّد فى حْي اتن ا الحديثة من تطورات‬ ‫ب أن أدق جرس النذار‬ ‫تكنولوجْية ف ائقة السرعة ل نك اد نلحقه ا! وهن ا أح ّ‬ ‫والتحذير بشدة للوالدين من تأثْيراته ا السلبْية على رع اية الطف ال و الرضع!‬ ‫فقد تدخلت جمْيع الجهزة العصرية الْيوم فى رع اية الطف ال والرضع‬ ‫من الكمبْيوتر أو اللبتوب والجهزة اللوحْية بم ا فْيه ا من برامج ملتْيمدي ا أو‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 56‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫صوتْي ات ومرئْي ات خصصت للطف ال حتى الرضع منهم فى أي امهم الولى‬ ‫لتسكتهم وتلهْيهم عن البك اء! وتسلّْيهم بدلً عن الم‪ ،‬ومنه ا أيض اً أجهزة‬ ‫التخ اطب ونقل الصورة والمراقبة عن طريق اللسلكى أو النترنت والتى‬ ‫يمكن للم فْيه ا أن ترى رضْيعه ا أو إبنه ا من بعْيد وتسمعه وتخ اطبه؛ وهذا‬ ‫حسّن فى ذاته عند الضطرار!ولكن يس اء استخدامه بشدة! لم اذا!؟‬ ‫لنه للسف يوفر للم العذار المريحة لتبتعد عن طفله ا م ادامت‬ ‫مطمئنة علْيه! ولكن هل أجهزة مخ اطبة ورؤية الطف ال وتشغْيل الغ انى أو‬ ‫المسلْيّ ات لهم؛ هل تلك الجهزة ستحضنهم أو ستب ّ‬ ‫ث فْيهم الحن ان!؟! فحتى‬ ‫لو نقلت للطفل صوت الم وصورته ا فهى ل تعدو أن تكون أجهزة ج امدة!‬ ‫والتحذير الث انى هن ا أن تلك الجهزة قد تعّو دن الرضْيع أو الطفل على‬ ‫الكتف اء بصوت أو صورة أمه أو أبْيه عن العلقة الحقْيقْية بْينه وبْين أمه أو‬ ‫أحد من أهله! بل للسف قد يجد الطفل أنه ا أكثر تسلْية وإمت اع اً من أمه إذا‬ ‫تعّو دن علْيه ا وم ا أسهل الكت ابة فى صفحة بْيض اء ن اصعة لم يخا ط فْيه ا شْيىء‬ ‫بعد!! وعنده ا فحتى عندم ا تأتْيه أمه وتعطْيه حن انه ا يبكى ويصرخ ول يسكت‬ ‫حتى تشغل له هذا الجه از سواءا ك ان تلْيفزيون أو كمبْيوتر أو أي ا من‬ ‫الجهزة!‬ ‫وهن ا تخطأ الم خطأً ف ادح ا بأنه ا وبْيديه ا تضع إبنه ا على أول طريق‬ ‫النكف اء والنطواء على نفسه! وتربّْيه دون أن تدرى على أن يستغنى عن‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 57‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫ب وكبر وانعزل عن‬ ‫الحقْيقة " ب الواقع الفتراضى" المزيف! حتى إذا ش ّ‬ ‫المجتمع واكتفى ب الكمبْيوتر والنت فى غرفته! أخذن ا نصرخ نبحث له عن‬ ‫العلج!‬ ‫والتحذير الث الث هن ا ‪ ،‬ن اهْيك عن أن الضرار التى تسببه ا هذه‬ ‫الجهزو من آشعة أو إشع اع ات وتأثْيره ا على عقول وأبص ار الطف ال‬ ‫وسمعهم! وكل هذا م ازال العلم لم يحسم كلمته فْيه ا بعد – وهو لن يفعل‬ ‫إل بعد سنوات عديدة عندم ا تكون مص ائب جّم ةن قد وقعت!! وعموم ا فإن‬ ‫العلم ينصح ب الحذر منه ا ولكن شرك ات التصنْيع والبْيع والتسويق الع المْية‬ ‫تنجح فى خداع أية أمه ات أو آب اء ولوك انوا متعلمْين بم ا يتقنون من حْيل‬ ‫الكذب والخداع لنه ا ل يهمه ا مطلق اً سوى الربح! ‪ ،‬فإنتبهوا أيه ا الب اء!‬ ‫والتحذير الرابع؛ أن تلك الجهزة تعرض الكثْير من الغ انى‬ ‫والمسلْي ات المخصصة للطف ال لتلهْيهم وغ البْيته ا من المنتوج الغربى الذى ل‬ ‫يعنْيه أن أطف الن ا مسلمون! – والطفل الذى نظّن كثآب اء أنه ل يعى م ا حوله هو‬ ‫حقْيقة أفضل جه از كمبْيوتر أو تسجْيل فى الوجود‪ -‬بل والدهى من ذلك‬ ‫أن فْيه ا مسلْي ات كثْيرة صنعت خصْيص ا لطف ال بلد العرب والمسلمْين لتبهر‬ ‫الهل بجودته ا وجم ال روعته ا وتأثْيره ا لله اء الطف ال! وفْيه ا سموم فكرية‬ ‫وعق ائدية أعّد هن ا علم اء متخصصون لْيطبعوا فى ذاكرة الطفل فى مهده م ا‬ ‫يجعله يمْيل للشْي اء الغربْية أو يتعّو دن اللف اظ الغْير إسلمْية!‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 58‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫وتلق ائْي ا يصْير عند الطفل رفض ل إرادى لو أردت أن تسمعه القرآن‬ ‫أو تجعله يأنس بصوت ذكر أو تسبْيح أو حتى الذان! فْيشب وفْيه مْيّل لهذه‬ ‫التس الى الغربْية! وعنده كرهٌ ونفوُر لم ا يقّربه من دينه! بل وللسف فكثْير من‬ ‫المسلم ات يقلن ل تعقدوا الطف ال وهم صغ ار بسم اع م ا يقربهم من دينهم!‬ ‫وهم مرة ث انْية وث الثة ل يدرون أن بهذا يزرعون أول أس افْين كره الدين وسم اع‬ ‫صوت آي ات القرآن فى عقول أبن ائهم الغضة اللْينة!‬ ‫ونحن ل نن ادى بمنع المواد السمعْية والبصرية الق ادمة من الغرب! ول‬ ‫بتحويل مواد الطف ال إلى الدينْية! ولكنن ا نن ادى بترشْيد م ا يستورد منه ا‬ ‫وبتوجْيه الوالدين المسلمْين لْيعلموا م اذا يبت اعون أو يضعون فى عقول أبن ائهم‬ ‫وهم ل يدرون! ول ننسى أن نوجه الس ادة المنتجْين المسلمْين لمثل تلك‬ ‫المواد أّنه لبد مع مواكبة حداثة الجهزة أن يكون هن اك أيض اً تحديث للمواد‬ ‫ب ال والنبى والدين فى عقول أبن ائن ا وهم أطف ال!‬ ‫العلمْية الموجهة لغرس ح ّ‬ ‫وهذه المهمة لْيست سهلة وتحت اج تض افر رج ال الفكر والدين‬ ‫والقتص اد لن إنت اج الدقْيقة الواحدة من رسوم الطف ال الن اطقة ببتلك‬ ‫التكنولوجْي ا التى تسحر ألب اب الطف ال تكلف أكثر من عشرة أل(ف دولر؛‬ ‫وللسف أن غ البْية المواد السلمْية المت احة فى السواق والموجهة إسلمْي ا‬ ‫ل تعدو أن تكون مح اولت فردية أو جم اعْية بْينه ا وبْين م ا ينتج الغرب‬ ‫لطف الهم – أو لحرب أطف الن ا ‪-‬كم ا بْين السم اء والرض!‪.‬ول تعدو أيض ا أن‬ ‫تكون شرائا ط لن اشْيد إسلمْية أو أفلم متحركة للطف ال ولْيس فْيه ا م ا يصلح‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 59‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫للجهزة الحديثة ول لمن اطحة ذلك الغزو الفكرى لعقول أطف الن ا! فأفْيقوا أيه ا‬ ‫الب اء والمستوردون والمنتجون المسلمون!‬ ‫• الحياة الحديثة لوجليسات الفطفال‪.‬‬ ‫وهن ا ومع التطور الذى شمل جمْيع نواحى الحْي اة وكثرة خروج المرأة‬ ‫للعمل‪ ،‬كثرت ح اجة النس اء لجلْيس ات الطف ال أو مربْي ات الطف ال‪ ،‬أو‬ ‫إرس الهن للحض ان ات التى تقبل حتى الرضع منهم‪.‬‬ ‫وأول نقطة أوضحه ا أن العلق ات الجتم اعْية أص ابه ا الضمحلل‬ ‫وتفشت الن انْية فْيه ا فبعد أن ك انت الم يمكنه ا الستع انة ببعض أق اربه ا‬ ‫لتع اونه ا فى العن اية برضْيعه ا أو طفله ا عند اللزوم؛ أصبح الكّل الْيوم يتنصلون‬ ‫من مثل تلك الخدم ات‪ ،‬ويقولون عندن ا م ايكفْين ا من المش اغل‪ ،‬فأضحت‬ ‫الح اجة للمربْي ات أو الحض ان ات قوية وإضطرارية أحْي انً ا! ف استعن ا بهن ثّم كثر‬ ‫التف اخر ب المربْي ات الجنبْي ات الغْير مسلم ات ول يهم م اذا ستعّلم الطفل!؟‬ ‫وأسألوا أهل الخلْيج عن المص ائب جرته ا علْيهم تلك المظ اهر! هذه واحدة!‬ ‫والث انْية هى دور الحض انة الجنبْية التى تعلم الطفل لغة وأغ انى أجنبْية‪،‬‬ ‫ول يعلمونه لفظ اً إسلمْي اً ول خلق اً نبويً ا‪ ،‬بل ويبّثون فْيه الضّد على أنه الرقى‬ ‫والتطور! ويفر ح الهل بل ويس اعدونه بتكرير اللف اظ الجنبْية! وطبع اً ف المر‬ ‫كله يغلف فى مظهر خ ادع ومس الم! وتبدأ مص ائب التنشئة الغْير سوية تتسلل‬ ‫لنفوس أطف الن ا بأيدين ا نحن الهل! علم اً بأن الغرب ل يسمح بتعلْيم الطفل‬ ‫لغة غْير اللغة الم لسنوات حتى يتقن لغته ويعر(ف هويته! فْيجب أن نتخّْير‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 60‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫أين نضع أبن ائن ا إذا أضطررن ا لذلك ونعر(ف أنهم فى ح اجة أشد لتعويض‬ ‫الحن ان الحقْيقى الذى يفقدونه حتى نضمن سلمة نشأتهم التى لن تتكرر مرة‬ ‫أخرى!!‬ ‫والمر جد واسع ولكن المق ام ل يتسع لذكر أطرا(ف قضْية الرع اية‬ ‫وتأثره ا ب الحْي اة الحديث من طع ام ودواء وألع اب ووس ائل إتص ال وتسلْية‬ ‫وغْيره ا ثم المدارس بأنواعه ا والصداق ات وأشك اله ا وغْيره الكثْير والكثْير‪.‬‬ ‫تهذيب الصبي‬ ‫ومع مراقبة الوالدين الف احصة أوصى الم ام الغزالي الب أو المربي ‪:‬‬ ‫أن يتج نن اوز ع ننن المخ الف ننة ال ننتى يح نندثه ا الص ننبي‪ ،‬فل يهت ننك‬ ‫‬‫ستره‪ ،‬ول يك اشفه‪ ،‬ول سْيم ا إذا ستره ا واجتهد في إخف ائهنن ا‪ ،‬لن إظهنن ار ذلننك‬ ‫علْيه ربم ا يزيده جسنن ارة حننتى ل يبنن الي ب المك اشننفة‪ ،‬وإن عنن اد ث انْيننة عننوتب سنًرا‪،‬‬ ‫ويهدده ب العق اب إن تكررت مخ الفته‪.‬‬ ‫وأل يكننثر علْيننه مننن اللننوم فنني كننل حْيننن‪ ،‬فننإنه يهننون علْيننه‬ ‫‬‫سم اع الملمة‪ ،‬وركوب القب ائح‪ ،‬ويسقا ط وقع الكلم في قلبه‪.‬‬ ‫وأن يكن ننون الب ح افظً ن ن ا هْيبن ننة الكلم معن ننه‪ ،‬ول ين ننوبخه إل‬ ‫‬‫أحْي انً ا‪ ،‬كم ا يوصي بأن تكون المؤاخذة ب التعريض ل ب التصريح‪ ،‬حتى ل يجر ح‬ ‫إحس اسه ويغريه ب العن اد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 61‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫فإذا لم يفد ذلك صر ح ب النك ار وع اقب بم ا يراه‪ ،‬وهذا مأخوذ من‬ ‫هدي النبي ‪ ، ،‬فإنه ك ان إذا راىرأى تقصْيًرا من بعضهم نبه علْيه‬ ‫ب العنوان الع ام‪ ،‬أو بعدم تحديد الشخص الذي وقعت منه المخ الفة‪ ،‬فقد ق ال‬ ‫رسول ال ‪: ‬‬ ‫) ما بال أقوام ميرفعون أبصارهم إلى السماء في‬ ‫صلتهم( ‪ ) ،‬كان رسول ا ‪ ‬إذا كره من إنسان شيئا‬ ‫قال‪ :‬ما بال أقوام ميفعلون كذا وكذا( ‪.24‬‬ ‫نصيحة لقمان لبنه‬ ‫ونسوق هن ا نصْيحة لقم ان الحكْيم الج امعة لولده حْيث يقول له‪ :‬ي ا‬ ‫بني خذ عني هذه الخص ال الثم ان‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬إذا كنت في الصلة ف احفظ قلبك‪.‬‬ ‫الث انْية‪ :‬إذا كنت بْين الن اس ف احفظ لس انك‪.‬‬ ‫الث الثة‪ :‬إذا كنت في نعمة ف احفظه ا ب الشكر والدب‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬إذا كنت في دار غْيرك ف احفظ عْينْيك‪.‬‬ ‫الخ امسة‪ :‬كن ذاكًرا ل الخ الق الحْي الحّي الذي ل يموت‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫الحديث الول‪ :‬رواه البخ اري عن أنس بن م الك‪ ،‬والحديث الث انى رواه أبو داود عن ع ائشة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 62‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫الس ادسة‪ :‬كن ذاكًرا للموت لنه كأس يشربه الجمْيع‪.‬‬

‫الس ابعة‪ :‬كن ن اسْيً ا إحس انك إلى الخرين‪.‬‬ ‫الث امنة‪ :‬كن ن اسْيً ا إس اءات الخرين إلْيك‪.‬‬

‫ي ا بني ل تذكر آلمك للخرين فأغلبهم ل يهتم به ا‪ ،‬اعتبر بمن مضى‬ ‫قبلك‪ ،‬ول تكن عبرة لمن يأتي بعدك‪ ،‬صل ِ‬ ‫ص ْلن من قطعك‪ ،‬وأحسنوأحسْن إلى‬ ‫من أس اء إلْيك‪ ،‬وقلوقْل الحق ولو على نفسك‪ .‬العظْيم من يبتسم عندم ا‬ ‫تكون دموعه على وشك النهْي ار(‪.25‬‬ ‫تدليل الصبي‬ ‫يحث السلم على تدلْيل الطفل بأنواع التدلْيل المختلفة المقبولة‪،‬‬ ‫لين اسه وربا ط قلبه بمن حوله‪ ،‬ويرغبويرّغب الكبْير أن يتنزل إلى درجة ملعبة‬ ‫الطف ال‪ ،‬لْيكون معهم بقلبه وعواطفه وتصرف اته بعض الوقت‪ .‬وقد روي أن‬ ‫جبلة بن سحْيم دخل على مع اوية بن أبي سفْي ان وهو في الخلفة‪ ،‬فرأى في‬ ‫عنقه حبل يقوده به صبي له‪ ،‬فظهر على وجهه الستنك ار‪ ،‬فلم ا رأى مع اوية‬ ‫ذلك قلق ال له‪ :‬ي ا لكع‪ ،‬إني سمعت رسول ال ‪ ‬يقول‪:‬‬

‫ب َل ُه {‪.26‬‬ ‫صا َ‬ ‫ي َف ْل َي َت َ‬ ‫ص ِب ّ‬ ‫ن َل ُه َ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫}َم ْ‬

‫‪ 25‬عن كت اب ) السلم ورع ايته للطفولة( للشْيخ منصور الرف اعي عبْيد ص ‪22‬‬ ‫‪ 26‬أخرجه ابن أبي الدنْي ا وابن عس اكر‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 63‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫وك ان النبي ‪ ‬يَُد لّنُل الحسن والحسْين وأس امة بن زيد‪ ،‬فقد روى‬ ‫البخ اري عن أس امة قوله‪:‬‬

‫} ك ن رسول ا ‪ ‬ي أأخذن فيقعدني‬ ‫على فخذه‪ ،‬وميقعد الحسن على‬ ‫الخرى { ‪ ،‬وروىأحمدوروى أحمد عن ع ائشة‪ } :‬أن أسامة‬ ‫ي‪‬‬ ‫عثر بعتبة الباب فدمي‪ .‬قال‪ :‬فجعل النب ّ‬ ‫جه( ‪ ،‬وميقول ‪َ :‬ل ْو َكا َ‬ ‫ن‬ ‫صه ) وفى روامية ثم ميم ّ‬ ‫ميم ّ‬ ‫ح ّتى أ ُ ْن ِف َقها {‬ ‫س ْو ُتها َ‬ ‫ك َ‬ ‫ح ّل ْي ُتها َو َل َ‬ ‫ُأسا َم ةُ جا ِر َمي ًة َل َ‬

‫وروي عنه ‪ ‬أنه بْينم ا ك ان يصلي ب الن اس إذ ج اء الحسْين فركب‬ ‫عنقه وهو س اجد فأط ال السجود حتى ظّن الن اس أنه حدث أمر‪ ،‬فلم ا قضى‬ ‫صلته؛ ق الوا‪ :‬لملَِم أطلت السجود ي ا رسول ال حتى ظنن ا أمراً حدث!!؟!‬ ‫فق ال‪:‬‬

‫ح ّتى‬ ‫ع جّ َل هُ َ‬ ‫ه تُ أ َ نْ أ ُ َ‬ ‫ك ِر ْ‬ ‫ح َل ِني ‪َ ،‬ف َ‬ ‫} إ نّ ا ْب ِني ا ْر َت َ‬ ‫ج َت ُه {‬ ‫حا َ‬ ‫ضي َ‬ ‫َمي قْ ِ‬

‫‪27‬‬

‫هذا هو الدب النبوي الذي يعلمه لن ا رسول ال ‪ ‬وهو في الصلة‪،‬‬ ‫‪27‬‬

‫رواه النس ائي والح اكم وأحمد عن شداد بن اله اد عن أبْيه‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 64‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫ولذلك فقد تعلق به ‪ ‬الصبْي ان‪ ،‬وك انوا يتلمسون موضعه‪ ،‬فقد ذهب إلْيه‬ ‫الحسن في لْيلة ش اتْية والجو مظلم‪ ،‬وبعد أن أخذ حظه همحّظه هّم ب الذه اب‬ ‫إلى أمه‪ ،‬ف استأذن رجل من أصح ابه ‪ ‬في مص احبته‪ ،‬فق ال ‪ : :‬دعه‪،‬‬ ‫فإذا بمصب ا ح من نور يضئ أم امه وهو يمشي خلفه حتى وصل إلى أمه‪ ،‬وقد‬ ‫ك ان عمره إذ ذاك ثلث سنوات‪.‬‬ ‫وأيض ا ك ان ‪ ‬يخطب على منبره‪ ،‬وإذا ب الحسن يدخل المسجد‬ ‫ويتوجه إلى رسول ال ‪ ،‬وهو يقول‪ :‬أبي أبي‪ ،‬فنزل ‪ ‬من فوق منبره‬ ‫واحتضنه وقبلهوقّبله‪ ،‬ثم حمله وصعد المنبر وأكمل خطبته وهو يحمله‪.‬‬ ‫لْيعلمن ا الرحمة والشفقة‪ ،‬والعطف والحن ان ‪. -‬‬ ‫ولذلك لم ا ج اء أحد العراب القس اةالُقس اة ورآه ‪ ‬يقبلْيقّبل‬ ‫الحسن‪ ،‬فق ال‪ :‬أتقبلون الصبْي ان ي ا رسول ال‪!،‬؟!! إن لي عشرة من الولد م ا‬ ‫قبلت أحًد ان منهم ق ّ‬ ‫ا ط ‪،‬ن فق ال له النبي ‪ ‬وموجه اً المة كله ا‪:‬‬

‫} من ل ميرحم ل ميرحم { ‪ .28‬وفي روامية أخرى ‪:‬‬ ‫} أو أملك أن نزع ا من قلبك الرحمة {‬

‫ب ع اٍل يجب أن نشْير إلْيه‪ ،‬وهو أن السْيدة ف اطمة‬ ‫وإن ك ان هن ا أد ٌ‬ ‫‪ ‬ك انت تحر ص على طه ارة أولده ا الحسن والحسْين‪ ،‬لعلمه ا بشدة‬ ‫ص ان منه ا على دوام طه ارة ثْي ابه‪.‬‬ ‫تعّلقهم برسول ال ‪ ،‬حر ً‬ ‫‪28‬‬

‫رواه البخ اري عن أبي هريرة‪ ،‬والرواية عن ع ائشة‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 65‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫والحق أن هذه الملطفة تهب الطفل دفئ اً وحن ان اً يظهر أثرهم ا على‬ ‫صحته‪ ،‬وتعّلقه بوالديه ومحّبته لهم ا‪ .‬ويصف ذلك الحنف بن قْيس حْين‬ ‫سأله مع اوية عن رأيه في الولد فق ال‪) :‬ثم ار قلوبن ا‪ ،‬وعم اد ظهورن ا‪ ،‬ونحن لهم‬ ‫أرض ذلْيلة‪ ،‬وسم اء ظلْيلة‪ ،‬وبهم نصول على كل جلْيلة‪ ،‬فإن طلبوا ف اعطهم‪،‬‬ ‫وإن غضبوا ف ارضهم‪ ،‬يمنحوك وّدهم‪ ،‬ويَْح بُننوك جهدهم‪ ،‬ول تكن علْيهم ثقلً‬ ‫ثقْيلً فْيمّلوا حْي اتك‪ ،‬ويحّبوا وف اتك‪ ،‬ويكرهوا قربك( ‪.3029‬‬ ‫على أن يحر ص الوالدين الوالدان على أل يصل التدلْيل ب الطفل إلى‬ ‫الفس اد والنحلل‪ ،‬ف المر كم ا ق ال الق ائل‪:‬‬ ‫سن أَْح ْيَن ان اً َعَلى َمْنن ينَْرَح ِمن‬ ‫قَ​َس ىن لِْينَْزَدنِجن ُرننواَوَمنْنن يَ ُ‬ ‫ك َح انِزم اً فنَْلْينَْق ُ‬ ‫ف الوسا ط هو المحمود في كل شئ‪ ،‬فل بد مع اللْين والرحمة من شئ‬ ‫من الشدة ‪ -‬إذا لزم المر ‪ -‬وذلك يقتضي من الوالدين مراقبة الطفل بدقة‬ ‫في كل تصرف اته لتقديم التوجْيه ات المن اسبة في الوقت المن اسب‪ ،‬لن‬ ‫الهم ال يغري الطفل ب الته اون‪ ،‬والنفس تمْيل إلى الراحة والنطلق من‬ ‫القْيود‪ ،‬والغرائز عند الن اشئْين قوية‪ ،‬والمق اومة العقلْيه ضعْيفة عندهم‪.‬‬ ‫ولذلك ف الرسول ‪ ،‬مع شدة رحمته ب الولد عندم ا التقا ط الحسْين‬ ‫تمرة من الصدقة ولكه ا فى فمه ق ال له‪ :‬كخ كخ لْيطرحه ا‪ ،‬وأخذه ا منه‬ ‫‪] 29‬العقد الفريد ج ‪ 1‬ص ‪.[196‬‬ ‫‪ 30‬لعقد الفريد ج ‪ 1‬ص ‪.196‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 66‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫وأبعده ا‪ ،31‬وفْيم ا روى‪ :‬أيض اً من السنة المطهرة‪:‬‬

‫} قدمت على أهلي لي ل ً وقد تشققت‬ ‫ميداي‪ ، .‬فخلقوني بزعفران‪ ،‬فقابلت‬ ‫حا فسلمت عليه ‪ ،‬فلم ميرد‬ ‫الرسول ‪ ‬صبا ً‬ ‫السلم ولم ميرحب بي‪ ، .‬وقال‪ :‬اذهب‬ ‫واغسل عنك هذا؛ فغسلته ثم جئته فسلمت‬ ‫ب ِبي { ‪32‬‬ ‫ي ور حّ َ‬ ‫عليه َف َر ّد عل ّ‬ ‫وقد ج اء في وصْية الرشْيد لمؤدب ولده‪:‬‬

‫) ول تمعن في مسامحته فيستحلى‬

‫الفراغ وميألفه‪ ،‬وَ قَ ِّو ْم ُه بالتقرميب‬ ‫والملمينة فإن أبى فالشدة(‪.‬‬

‫وهكذا ف الطريق في ري اضة الصبْي ان والهتم ام بتربْيتهم من أهم‬ ‫الواجب ات‪ ،‬وأعظمه ا شأن اً وأروعه ا قدراً وأثرًا‪ ،‬لن تربْية الطفل أهم شئ في‬ ‫هذه الحْي اة‪ ،‬وأكبر دع امة في بن اء الجْي ال‪ ،‬ومستقبل الم ال‪ ،‬وقْي ام مجتمع‬ ‫ص الح تعتمد علْيه الروح انْية السلمْية‪ ،‬وتقوم به الخلق الحسنة‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬

‫رواه البخ اري ومسلم‪.‬‬ ‫أخرجه أبو داود عن عم ار بن ي اسر ‪‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 67‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫والصبي أم انة عند والديه‪ ،‬وقلبه الط اهر جوهرة نفْيسة في يديهم ا‪ ،‬ق ابل‬ ‫لكل نقش‪ ،‬م ائل لكل صورة‪ ،‬فإن عّو دنه الخْير وعّلمه نشأ علْيسهعلْيه‪ ،‬وترّبى‬ ‫خْير تربْية‪ ،‬يسعد به ا في الدنْي ا والخرة‪ ،‬وش اركه في ثوابه أبواه وكل من اشترك‬ ‫في تلقْينه الفضْيلة‪ ،‬وتوجْيهه إلى هذه الن احْية من نواحي الحْي اة الدينْية والسع ادة‬ ‫الروحْية‪ ،‬وإن عودته الشر وتركته فْيه‪ ،‬وأهملته في مراتع السوء ومزالق الشرور‪،‬‬ ‫شقي وهلك وك ان الوزر في عنق القّْيم علْيه والمتولي أمره‪.‬‬

‫فْينبغي أن تعّو دن الطفل على الفضْيلة‪ ،‬ونربّْيه على مح اسن الخلق وجمْيل‬ ‫الصف ات‪ ،‬ول تتس امح معه في ترك الصلة والصْي ام وسواهم ا من الواجب ات‬ ‫الشرعْية‪ ،‬ول تدعه يتخبا ط مع الصبْي ان في مْي ادين اللهو واللعب ونوادي الفحش اء‬ ‫والمنكر وغْيره من رذائل الخلق‪ ،‬وم ا استحدث فى عصرن ا من الك افْيه ات ‪..‬؛‬ ‫ثم ك افْيه ات النترنت وم ا تفتحه من ده الْيز الفواحش‪ ،‬ثم مص ايب التش ات‬ ‫ب الصوت والصورة والتى أصبح يتقنه ا الطف ال الصغ ار قبل الكب ار!! فنلحظ ونت ابع‬ ‫حتى يبلغ وتتمتع سنهسّنه ب الحكمة والعقل‪ ،‬ول ننسى ب الطبع التنبْيه إلى مخ اطر‬ ‫الكمبْيوتر والنترنت‪ ،‬وقد أصبحت بْيوتن ا ل تخلو منهم بح ال!!‬

‫ومن المثلة الطْيبة للمت ابعة في هذا المج ال م ا يرويه سهل بن عبد ال‬ ‫عن نفسه حْيث يقول‪ :‬كنت وأن ا ابن ثلث سنْين أقوم ب اللْيل فأنظر إلى صلة‬ ‫خ الي محمد بن سوار‪ ،‬فق ال لي يوًم ان‪ :‬أل تذكر الذي خلقك!؟ فقلت‪ :‬وكْيف‬ ‫أذكره!؟ ق ال‪ :‬قل بقلبك عند تقلبك في ثْي ابك ثلث مرات من غْير أن تحرك به‬ ‫لس انك‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 68‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫ي‪ ،‬ا‬ ‫" ا معي‪ ،‬ا ناظر إل ّ‬ ‫شاهد عل ّ‬ ‫ي"‬ ‫فقلت ذلك لْي الي ثم أعلمته‪ ،‬فق ال‪ :‬قل في كل لْيلة سبع مرات‪ ،‬فقلت‬ ‫ذلك ثم أعلمته‪ ،‬فق ال‪ :‬قل ذلك في كل لْيلة إحدى عشر مرة‪ ،‬فقلته فوقع في‬ ‫قلبي حلوته‪ ،‬فلم ا ك ان بعد سنة ق ال لي خ الي‪ :‬إحفظ احفظ م ا علمتك وُدْم‬ ‫علْيه إلى أن تدخل القبر‪ ،‬فإنه ينفعك في الدنْي ا والخرة‪.‬‬ ‫فلم أزل على ذلك سنْين‪ ،‬فوجدت لذلك حلوة في سري‪ ،‬ثم ق ال لي‬ ‫خ الي يوًم ان‪ :‬ي ا سهل‪ ،‬من ك ان ال معه‪ ،‬ون اظر إلْيه وش اهده‪ ،‬أيعصْيه!؟ إي اك‬ ‫ت القرآن وحفظته‬ ‫والمعصْية‪ .‬فكنت أخلو بنفسي‪ ،‬فبعثوا بي إلى المكتب فتعّلم ُ‬ ‫‪33‬‬ ‫وأن ا ابن ست سنْين‪ ،‬وكنت أصوم الدهر‪ ،‬وكنت أقوم اللْيل كله‪.‬‬ ‫‪،‬فتعود الطفل على الخلق الف اضلة وط اعة ال تع الى منذ نعومة أظ افره‬ ‫تكسب سع ادة الدنْي ا والخرة‪.‬‬

‫تقويم الصبي‬ ‫إن منهج التربْية السلمْية يرّبي الن اس على الخو(ف مم ا ينبغي لهم أن‬ ‫يخ افوه‪ ،‬والتعّلق بم ا ينبغي أن يتعّلقوا به‪ ،‬وينفي عن القلب البشري الخو(ف‬ ‫مم ا ل ينبغي أن يخ ا(ف‪ ،‬والتعلق بم ا ل ينبغي التعلق به‪.‬‬ ‫‪ 33‬من كت اب النفس أمراضه ا وعلجه ا في الشريعة السلمْية لمحمد الفقي ص ‪162‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 69‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫يربْيهم على الخشْية والتقوى ل‪ ،‬والخو(ف من عذاب ال وغضبه‬ ‫المؤدي إلى العذاب‪ ،‬وعدم الخو(ف من شئ أو على شئ آخر‪ .‬ويربّْيهم على‬ ‫التعّلق ب ال‪ ،‬وطلب العون منه وحده ل من أحد من خلقه‪ ،‬والتعّلق ب الخرة‬ ‫ونعْيمه ا‪ ،‬ورضوان ال المؤدي إلى النعْيم‪ ،‬وعدم التعّلق بم ا يشغل النس ان‬ ‫عن هذا المرن المر‪ ،‬ومن النم اذج الطْيبة في ذلك م ا روي‪:‬‬ ‫ن عمر بن الخطاب ‪ ‬م ّر على صبيان ميلعبون‪،‬‬ ‫} أ ّ‬ ‫فلما رأوه نفروا من هيبته‪ ،‬ما عدا عبد ا بن‬ ‫الزبير‪ ،‬فسأله عمر‪ :‬مالك لم تبرح كما فعل‬ ‫سعها لك!‬ ‫أقرانك؟ فأجابه ما الطرميق ضيق ةٌ فأو ّ‬ ‫ب فأخافه {{‬ ‫ول لى ذن ٌ‬

‫‪34‬‬

‫ومن هن ا تكون التربْية ب المثوبة والتربْية ب العقوبة وسْيلتْين أس اسْيتْين من‬ ‫وس ائل التربْية للنس ان ن كل إنس ان ن والطفل أولى بطبْيعة الح ال‪.‬‬ ‫ففي المرحلة الولى تكون عملْية التشجْيع للطفل ضرورية دائًم ان‪ ،‬لن‬ ‫العم ال التدريبْية التي يقوم به ا لْيستكمل نموه ك المشي والوقو(ف والكلم‬ ‫ش اقة ومجهده‪ ،‬ول بد من حفزه علْيه ا حفًزا لكي ل يتوقف نموه‪.‬‬ ‫والتشجْيع قد يكون ب ابتس امة‪ ،‬أو بقبلة ح انْية من الم أو الب‪ ،‬أو‬

‫‪34‬‬

‫تنبه الن ائم الغمر على مواسم العمر لبى الفرج بن الجوزى‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 70‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫ب التربْيت على جسمه‪ ،‬أو بإحداث ضجة كبْيرة حول الطفل يشعر فْيه ا‬ ‫ب الهتم ام الشديد به وبجّو المودة حوله‪ ،‬أو بلعبة تعطى له كمك افأة على‬ ‫الجهد الذي بذله‪ ،‬أو بشئ من الحلوى والطع ام‪ ،‬أو بأي شئ مم ا يعر(ف‬ ‫ب إلْيه‪ ،‬ومن ثّم فهو مشّج ٌعن له‪.‬‬ ‫الوالدان من دراستهم ا لطفلهم ا أنه محبّ ٌ‬ ‫التقويم بالعقوبة‬ ‫أم ا الع ادات السْيئة التي يتعرض له ا الطفل‪ - ،‬وهي كثْيرة ‪ -‬فل بد‬ ‫من إبط اله ا‪ ،‬ولو ك اك ان في ذلك مشقة على الطفل وعلى والديه كذلك‪،‬‬ ‫والخو(ف من إزع اج الطفل أو مض ايقته بمنعه عن ع اداته السْيئة المحببة إلْيه‪،‬‬ ‫أو الخو(ف علْيه من تأثْير عملْية الزجر على مش اعره وأعص ابه‪ ،‬معن اه أنن ا‬ ‫سنتركه لع اداته السْيئة – تلك‪ - ،‬تستفحل وتستعصي على العلج فْيم ا بعد‪،‬‬ ‫أو تترك آث اًرا مفسدة في شخصْيته في المستقبل‪.‬‬ ‫ويرد الست اذ محمد قطب [في كت ابه )منهج التربْية السلمْية( جن ‪2‬‬ ‫ ص ‪ ]139‬على الدع اوي التي سببته ا النظري ات التربوية الحديثة التي تعتمد‬ ‫على التربْية ب المثوبة وحده ا دون التربْية ب العقوبة فْيقول‪:‬‬

‫)ولكن التشجْيع وحده قد ل يكفي‪ ،‬ول يشغله عن الع ادات السْيئة‬ ‫بأخرى‪ ،‬إذ تكون الع ادة السْيئة أشد تأصًلتأصّلً في نفسه‪ ،‬أو يكون هو أشّد‬ ‫تعلًّق ان به ا بحْيث ل يلهْيه شغله عنه ا ول تشجْيعه على تركه ا‪ ،‬عنندئذ لن ا‬ ‫عندن اعندئذ لْيس أم امن ا خْي ار عنفى صرفه عنه ا ب الزجر اللْين في ب ادئ المر‪ ،‬ثم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 71‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫الح اسم في نه اية المر‪ ،‬ولو أدى ذالكذلك إلى استخدام العقوبة البدنْية في نه اية‬ ‫المط ا(ف‪ ،‬ذلك أنه من المحتم – لص الحه هو نفسه – أن يكف عن هذه الع ادات‬ ‫السْيئة‪ ،‬ول بد من الوصول إلى إبط اله ا بأي وسْيلة‪ ،‬فإذا لم تجدتُْج ِدن الوس ائل‬ ‫اللْينة كله ا فم ا العمل إل استخدام وسْيلة خشنة!‪.‬ول خو(ف على الطفل من‬ ‫العَُق ِدن‪،‬ن ول الَك ْبن ِ‬ ‫ت ‪،‬ن نول ضمور الشخصْية‪ ،‬ول شئ مم ا تلوكه النظري ات المريبة‬ ‫كله ا‪ ،‬م ا دام الزجر أو العق اب ل يتج اوز الحد المعقول‪ .‬والحد المعقول تحدده‬ ‫حكمة المربي وخبرته‪ ،‬وتقرره كذلك طبْيعة الطفل ذاته(‪.‬‬

‫ثم إن التشجْيع الذي تريد تلك النظري ات المريبة أن تجعله هو‬ ‫الوسْيلة الوحْيدة للتربْية‪ ،‬لْيس سلًح ان مأمون ا في كل ح الة‪ ،‬ولي مدى من‬ ‫الزمن بل حدود‪ ،‬بل إن له مخ اطر‪ ،‬وينبغي الكف عنه بمجرد أن تظهر هذه‬ ‫المخ اطر‪.‬‬ ‫وأكبر المخ اطر فْيه أن يتحول عند الطفل إلى شرط للقْي ام ب العمل‬ ‫المطلوب‪ ،‬أو الك ّ‬ ‫ف عن العمل غْير المرغوب‪ ،‬أي أنه يمتنع عن التْي ان‬ ‫ب العمل إذا لم يجد ح افًزا علْيه‪ ،‬أو يمتنع عن الكف عن عمل سْيئ حتى‬ ‫ص ان ل خْير فْيه ا‪ ،‬لنه ا تعوق‬ ‫يقبض الثمن للكف‪ .‬هن ا تصبح المثوبة شًرا خ ال ً‬ ‫الحس اس "ب الواجب"‪ ،‬الواجب الذي ينبغي أن يعمل لنه واجب في ذاته‪ ،‬ل‬ ‫لنه هن اك أجر علْيه‪ .‬وهذا تعويق للنمو النفسي‪ ،‬وإفس اد كذلك للشخصْية(‪.‬‬ ‫وهكذا فْينبغي أن ننتقل ب التشجْيع درجة درجة مع مراحل النمو العقلي‬ ‫والنفسي للطفل حتى ينتهي إلى أعلى درج اته‪ ،‬وهى العمل ن‪ -‬أو الكف عن‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 72‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫العمل ن‪ -‬إبتغ اء مرض اة ال‪ .،‬ودرج ات التشجْيع‪.. :‬‬ ‫ في البداية تكون الحلوى أو اللعبة أو النقود أداة التشجْيع‪.‬‬‫ ثم يرتقي التشجْيع درجة فْيصبح‪ :‬من أجل أن تحّبك أمك‪،‬‬‫أو أن يحّبك أبوك‪.‬‬ ‫ ثم يرتقي درجة أخرى فْيصبح‪ :‬من أجل أن تكون ولًد ان طْيبً ا‬‫)أو بنتً ا طْيبة((‪ ،‬ويحّبك أبوك وأمك ويقول الن اس إنك طْيب‪.‬‬ ‫ ثم يرتقي إلى درجته العلْي ا فْيصبح‪ :‬من أجل أن تكون طْيبً ا‬‫ويحّبك ال ويرضى عنك ‪ ...‬وعلى هذه الصورة ينبغي أن يظل‬ ‫حتى يلقى ال‪.‬‬ ‫أم ا العقوبة فل نلجأ إلْيه ا ابتداًءا‪ - ،‬إنم ا نبدأ ب التشجْيع‪ - ،‬ول نلجأ‬ ‫إلْيه ا أبًد ان إل حْين يفشل التشجْيع‪ ،‬أو يبدأ يدخل في الدائرة الض ارة‪ ،‬حْين‬ ‫يصبح شرطً ا مشروطً ا ل يتم العمل أو الكف عن العمل إل به‪.،‬‬ ‫والعقوبة درج ات‪:‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫تبدأ من الكف عن التشجْيع ) وهذه فنني ذاتهن ا عقوبة لمنن كنن ان‬ ‫يتلقى التشجْيع من قبل(‪.‬‬ ‫إلى العراض المؤقت وإعلن عدم الرض ا‪.‬‬ ‫إلى العبوس والتقطْيب!! والزجر بصوت غ اضب‪.‬‬ ‫إلى المخ اصمة الطويلة والمق اطعة )أو التهديد به ا أو بهم ا(‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 73‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫إلى الحرم ان من الشْي اء المحببة إلى الطفل )أو التهديد به(‪.‬‬ ‫إلى التهديد ب اليذاء‪.‬‬ ‫إلى الضرب الخفْيف‪.‬‬ ‫إلى الضرب الموجع‪ ،‬وتلك أقصى الدرج ات‪.‬‬

‫ول ينبغي تخطي ذلك التدرج‪ ،‬والبدء ب النه اية‪ ،‬وهي الضرب ‪ -‬سواء‬ ‫ك ان خفْيًف ان أو موجًع ا ‪ -‬حتى ل يتعود الجسم على الذى فل يعود يتأثر به‬ ‫كثْيًرا‪ ،‬وعندئذ نكون قد فقدن ا كلكّل وس ائلن ا الفع الة دفعة واحدة! لن من‬ ‫س هن على الضرب – وهو أقسى العقوب ات – ل يزجره ول يؤثر فْيه‬ ‫يتبلد ح ّ‬ ‫ت غ اضب ول حرم اٌن ول تهديٌد بحرم ان‪ .‬وعندئذ م اذا‬ ‫َوْج هٌنع ابس ول صو ٌ‬ ‫نفعل!؟!! وهذا خطر السرا(ف في العقوبة‪ ،‬والضرب بصفة خ اصة‪.‬‬ ‫إن العقوبة تظل شْيئً ا مرهوب امرهوب اً قبل تنفْيذه‪ ،‬ثم يكون له ا وقعه ا‬ ‫الك امل في أول مرة تنفذ‪ ،‬ولكن إن تكررت في المدى القريب تظل تفقد‬ ‫س وتصبح بغْير تأثْير‪،‬‬ ‫شْيئ اشْيئ اً من تأثْيره ا كل مرة‪ ،‬حتى يعت اده ا الحس الح ّ‬ ‫ومن ثم تصبح بغْير ف ائدة‪.‬‬ ‫ولذا فْينبغي أن يستهد(ف المربي الصل ح الحقْيقي‪ ،‬ويبحث عن‬ ‫الوس ائل الفع الة الموصلة إلْيه‪ ،‬ويكف عن الوسْيلة إذا ونجدوجد أنه ا ل تؤدي‬ ‫إلى الصل ح المنشود‪ ،‬أو وجد أنه ا – بدلً من أن تصلح – تزيد الفس اد‪.‬‬ ‫العقا ب بالضر ب في اللسلم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 74‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫وعن حكم السلم في العق اب ب الضرب يقول الشْيخ عطْية صقر [في‬ ‫كت ابه )تربْية الولد في السلم( ص ‪:]333‬‬ ‫) والعق اب ب الضرب موجود منذ القدم في تأديب الولد في البْيوت‬ ‫والمدارس‪ ،‬وقد رّخ صن به السلم في ضرب الزوجة الن اشز إذا لم تفلح‬ ‫الموعظة والهجر‪ ،‬وكم ا تقدم في حديث المر ب الصلة والضرب علْيه ا‪:‬‬

‫} مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء سبع‬ ‫سنين‪ ،‬واضربوهم عليها وهم أبناء عشر‪،‬‬ ‫وفرقوا بينهم في المضاجع {‬

‫‪35‬‬

‫غْير أنه ينبغي أل يكون الضرب مبرًح ان‪ ،‬وأن يستعمله عنعند من ل‬ ‫يقوّمهن إل ذلك ‪ .(،‬وقد دخل ولد لعمر بن الخط اب علْيه وقد ترّج لن )م ّ‬ ‫ش ا طن‬ ‫شعره( ولبس ثْي ابً ا حسنة‪ ،‬فضربه ب الدرة حتى أبك اه‪ ،‬فق الت حفصة‪:‬‬

‫ت أن‬ ‫س ُه فأحبب ُ‬ ‫ج َب ْت ُه َن ْف ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م ضربته؟ فقال ‪ :‬أ َ ْ‬ ‫} ِل َ‬ ‫ُأصغرها إليه {{‪.‬‬ ‫وج اء في فتوى نشرت بمجلة الزهر أن النبي ‪ ‬ق ال لمرداس‬

‫المعلم‪:‬‬ ‫‪35‬‬

‫رواه أبو داود بإسن اد حسن عن عمرو بن شعْيب عن أبْيه عن جده‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 75‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬

‫} إاي ك أن تضرب فوق الثلث‪ ،‬فإن ك إن‬ ‫تضربه فوقها اقتص منك {‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫واستنتجت الفتوى جواز الضرب بم ا جرت به الع ادة‪ ،‬وأل يكون على‬ ‫الَم َقن انِتل أو الوجه أو الرأس‪ ،‬وأل ينشأ عن ذلك ضرر كتشويه لحم أو كسر‬ ‫عظم‪ ،‬فإن حصل منه شئ من ذلك ضمنه المعلم‪ ،‬إذ ل يزال الضرر ب الضرر‪.،‬‬ ‫هذا وقد ق ال العلم اء‪ :‬ينبغي أن يكون العق اب جزاءجزاًء على عمل غْير‬ ‫أخلقي‪ ،‬ل لدافع شخصي ينتهز المؤدب فرصة غلا ط الن اشئ فْيتشفى فْيه‬ ‫بضربه أو عق ابه‪ ،‬كم ا يرّد ابن حجر الهْيثمي المتوفي ‪ 974‬هن على أحد مؤدبي‬ ‫الطف ال ويقول‪:‬‬

‫) بأنه ل ميجوز للمعلم ضرب الصغير إل أذا‬ ‫أذن له أبوه‪ .‬ثم ميشترط في جوازه للمعلم أن‬ ‫ظ ّنه زاج ًرا للتلميذ إذا اقتضت الضرورة‪ ،‬وأل‬ ‫مي ُ‬ ‫حا ‪ ،‬فإذا ظن المعلم أن التلميذ ل‬ ‫ميكون مبر ً‬ ‫مينفعه إل الضرب المبرح – أى الشديد الذى ‪ -‬فل ميجوز‬ ‫عا ‪ .،‬وميعلل ذلك بأن العقوبة إنما جازت‬ ‫إجما ً‬ ‫بالنسبة للصبي لظن أنها تفيد الصلح‪ ،‬فإذا كان‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 76‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫الضرر سيأتي منها انتفت(‪ ، .‬وق ال ابن خلدون ‪ ) :36‬ينبغي‬ ‫للمعلم في متعلميه ‪ ،‬والوالد في‬ ‫ولده ‪ ،‬أل ميشتدوا عليهم في التأدميب‬ ‫‪.( .‬‬ ‫وقد ق ال أبو محمد ابن أبي يزيد ‪) :37‬ل مينبغي لمؤدب‬ ‫الصبيان أن ميزميد في ضربهم ‪ -‬إذا احت اجوا إلْيه ‪ -‬على‬ ‫ثلثة أسواط شيئا (‪.‬‬ ‫ومن كلم عمر ‪:‬‬

‫ا {{‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ش ْر عُ ل أ َ ّد َب ُه‬ ‫م ُميؤ دّ ْب ُه ال ّ‬ ‫ن َل ْ‬ ‫}َم ْ‬ ‫صا على صون النفوس عن مذ ّلة التأدميب‪،‬‬ ‫حر ً‬ ‫ع ْلما بأن المقدار الذي ع ّينه الشرع لذلك أملك‬ ‫ِ‬ ‫ن الشرع أعلم بمصلحته ‪.،‬‬ ‫له‪ ،‬فإ ّ‬ ‫وقد أرسل شريح الق اضي مع ولده كت ابً ا إلى معلمه يشكو فْيه لعبه‬

‫ب الكلب ‪ ،38‬ج اء فْيه‪:‬‬

‫‪ 36‬في مقدمته ص ‪399‬‬ ‫‪ 37‬كت اب‪ :‬حكم المعلمْين والمتعلمْين‪.‬‬ ‫‪ 38‬المح اسن للبْيهقي جن ‪ 2‬ص ‪ 216‬والعقد الفريد جن ‪ 1‬ص ‪196‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان القرآن لجيل‬ ‫الميمان ‪ 77‬الفصل الثانى‪ :‬منهج العنامية بالطفل فى‬ ‫السلم‬ ‫‪‬‬

‫صلنَة لَْك لُن ٍ‬ ‫ش مع الِغَو انِة الّرج ِ‬ ‫س‬ ‫تنَرَك ال ّ‬ ‫ب الهرا َ‬ ‫ب يَْس َعننى لَ​َه ان طَلَ َ‬ ‫ظنالّرِفْيِق الَْك ْيَن ِ‬ ‫فَِإ َذنا أَتَ اك فنَعُ ّ‬ ‫س‬ ‫ضهُن بَِم لنَمن نٍة َو ِعنظْننَهُ َمْونِعن َ‬ ‫ت بَِه ان َثلث ن اً فَ اْح بِن ِ‬ ‫س‬ ‫تن بِ َ‬ ‫ض ْرنبِنِه فَبِنُد ّرنٍة فَِإ َذنا بنَلَْغ َ‬ ‫َو إِنَذا َه َمنْمن َ‬

‫فإذا تقررت هذه المب ادئ بوضو ح لم نلتفت إلى الصْيح ات الحديثة‬ ‫التي تريد أن تَُح ّرنم العق اب لكي ل تتعقد نفس الطفل ول يصْيبه الكبت‪،‬‬ ‫فتصْيبه من الن احْية الخرى ب المْيوعة والتحلل!!‬ ‫فإّن وضع ق اعدة مسبقة بتحريم العقوبة الحسّْية أو تحريم العقوبة‬ ‫مطلًق ان ُمْف ِسن ٌد نفي التربْية‪ ،‬كوضع ق اعدة مسبقة بضرورة استخدامه ا في كل‬ ‫ح الة ولو لم تدع الضرورة إلْيه ا‪.‬‬ ‫والمربي الحكْيم يدرس ح الة الطفل الذي بْين يديه‪ ،‬ويقدر من دراسته‬ ‫لظروفة الخ اصة‪ ،‬إن ك ان ممن تصلح له المثوبة أو العقوبة أو المداولة بْين‬ ‫هذه وتلك‪ .‬وبذلك نضع المر في نص ابه ونعطي ن على هدى المنهج الرب اني ن‬ ‫كل ذي حق حقه‪ ،‬آخذين في اعتب ارن ا الفوارق الفردية بْين طفل وطفل‪ ،‬والتي‬ ‫تقرر مقدار الجرعة اللزمة من المثوبة ومن العقوبة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 78‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪‬‬

‫تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫ألول‪ :‬العداد البدني‬ ‫لولسائل إعداد الفرد بدنًيا‬ ‫• الرعاية الصحية‬ ‫• أكل الطيبات‬ ‫• الرياضة البدنية‬

‫ثانيا‪ :‬العداد العقلي‬ ‫•‬

‫التعليم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 79‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫•‬

‫التأمل لوالتفكير‬

‫ثالثا‪ :‬العداد الرلوحي‬ ‫• العناية بالفضائل‬ ‫• القدلوة الطيبة‬ ‫• التدريب على العبادات‬ ‫• الدا ب اللسلمية‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 80‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫‪(11‬‬

‫‪  ‬‬

‫‪-‬‬

‫التحري‪.(.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 81‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫تنشئة الطفل المسلم‬ ‫س من السلم مراحل تربْية الولد إلى ثلث مراحل‪:‬‬ ‫قّ‬ ‫‪ .1‬من لحظة مْيلده إلى سن الس ابعة )الطفولة(‪.‬‬ ‫‪ .2‬من سن الس ابعة إلى سن الرابعة عشر )الصبوة(‪.‬‬ ‫‪ .3‬من سن الرابعة عشر إلى سن الحدى والعشرين )الشب اب(‪.‬‬ ‫وذلك في الثر الوارد عن الم ام علي ‪ ‬والذي يقول فْيه‪:‬‬

‫} لعبه سبعا‪ ،‬وأدبه وأ ّدبه سبعا‪ ،‬وصاحبه‬ ‫سبعا {‪39‬‬ ‫وقد تحدثن ا عن المرحلة الولى في الفصلْين الس ابقْين‪ ،‬وسنتحدث في‬ ‫هذا الفصل عن المرحلة الث انْية والتى تبدأ من سن الس ابعة إىإلى وقت البلوغ‪.‬‬ ‫وطريقة السلم في مع الجة هذه المرحلة وم ا بعده ا هي المع الجة‬ ‫الش املة لكل الدوافع والغرائز التي تسْيطر على حواس النس ان‪ ،‬وتنمْية كل‬ ‫القوى المدركة في ب اطن النس ان‪ ،‬ويشمل ذلك إعداد الطفل بدنْيً ا وعقلْي ا‬ ‫وروحْيً ا‪ ،‬حتى يكون عضواً ن افع اً لنفسه ولمته‪.‬‬ ‫‪ 39‬رواه أبو الشْيخ ابن حب ان عن أنس‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 82‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫وقد أفرد الم ام الغزالي لهذه الحقوق‪ ،‬جزءاً خ اص اً‪ ،‬قدم له بواجب‬ ‫الب اء والمربْين في توجْيه أبن ائهم لتحسْين أخلقهم‪ ،‬فق ال‪:‬‬ ‫)اعلم أن الطريق في ري اضة الصبْي ان من أهم المور وأوكده ا‪ ،‬والصبي‬ ‫أم انة عن والديه‪ ،‬وقلبه الط اهر جوهرة نفْيسة س اذجهس اذجة خ الْية عن كل‬ ‫نقش وصورة‪ ،‬وهو ق ابل لكل م ا نقش‪ ،‬وم ائل إلى كل م ا يم ال به إلْيه‪ ،‬فإن‬ ‫عُِوَدعُ ِّوَد الخْير وعلمه نشأ علْيه وسعد في الدنْي ا والخرة‪ ،‬وش اركه في ثوابه‬ ‫أبوه وكل معلم له ومؤدب‪ ،‬وإن عود الشرعّو دن الشّر وأهمل إهم ال البه ائم‬ ‫شقي وهلك‪ ،‬وك ان الوزر في رقبة القّْيم علْيه والوالي له‪ ،‬وقد ق ال ال ‪ : ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪‬‬

‫‪    ‬‬

‫‪ -(11‬التحريم(‪.‬‬

‫ومهم ا ك ان الب يصونه عن ن ار الدنْي ا فبأن يصونه عن ن ار الخرة‬ ‫أولى‪ ،‬وصْي انته بأن يؤدبه ويهذبه‪ ،‬ويعلمه مح اسن الخلق‪ ،‬ويحفظه من قرن اء‬ ‫السوء‪ ،‬ول يعوده التنعم ول يحبب إلْيه الزينة والرف اهْية‪ .،‬وأوجب أن تكون‬ ‫التربْية من أول مراحل الصبي ونشأته ‪ -‬وهي مرحلة الولدة والرض اعة ‪ -‬بأل‬ ‫تستعمل في حض انته وإرض اعه إل امرأة متدينه تأكل الحلل‪) :‬فإن اللبن‬ ‫الح اصل من الحرام ل بركة فْيه‪ ،‬فإذا وقع علْيه نشوء الصبي انعجنت طْينته‬ ‫من الخبْيث فْيمْيل طبعه إلى م ا ين اسب الخب ائث( ‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪40‬‬

‫إحْي اء علوم الدين للغزالي جن ‪ 3‬ص ‪ 70‬وم ا بعده ا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 83‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫ألول‪ :‬العداد البدني‬ ‫ويقصد به تهْيئة الطفل لْيكون سلْيم الجسم‪ ،‬قوي البنْية‪ ،‬ق ادًرا على‬ ‫مواجهة الصع اب التي تعترضه‪ ،‬بعْيًد ان عن المراض والعلل التي تشل حركته‪،‬‬ ‫وتعطل شأنه‪.‬‬ ‫والسلم وهو يحترم الط اقة الجسمْية احتراًم ان ك امًلك املً‪ ،‬ل يتركه ا‬ ‫على ح اله ا‪ ،‬ول يطلق له ا العن ان! إنه ينظمه ا ويضبا ط منصرف اته ا‪ ،‬لنه ا ن‪-‬‬ ‫هكذا بطبْيعته ا ‪ -‬إذا تركت وشأنه ا ل تقف عند حدحّد‪ ،‬وتدمر الكْي ان‪،‬‬ ‫فلْيس همهّم الحْي اة ن كم ا فطره ا ال ن مجرد أداء المط الب البْيولو جْية‪،‬‬ ‫فحفظ الحْي اة على وجه الرض لْيس هو كل هد(ف الحْي اة! بلهدفه ابل هدفه ا‬ ‫حفظه ا وترقْيته ا على الدوام‪ ،‬ولذلك ل يترك السلم النس ان لشهواته‬ ‫تستعبده وتجرفه إلى حْيث ل يملك لنفسه القْي اد‪ ،‬بل يضبطه ا ويهذبه ا‬ ‫وينطفه اوينظفه ا ولكنه ل يكبته ا‪.‬‬ ‫فمنهج السلم في تربْية النفس أنه ل يكبت رغ ائبه ا فْيقتل‬ ‫حْيوته ا‪،‬حْيويته ا ويبدد ط اقته ا‪ ،‬ويشتت كْي انه ا‪ ،‬فل تعمل ول تنتج ول تصلح‬ ‫لعم ارة الرض وترقّْية الحْي اة‪ ،‬وفي الوقت ذاته ل يطلق رغ ائبه ا بل ضوابا ط‪،‬‬ ‫لن ذلك يبدد ط اقته ا من ج انب آخر‪ ،‬يبدده ا في نش اط الحْيوان وعلى‬ ‫مستوى الحْيوان‪ ،‬ووسْيلته إلى ذلك ‪ -‬كم ا قلن ا ‪ -‬هي الضبا ط‪.‬‬ ‫إنه يعمل على تربْية القوة الض ابطة وتنمْيته ا منذ نعومة الظف ار‪ ،‬وذلك‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 84‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫بربا ط القلب البشري ب ال‪ ،‬وخشْيته وتقواه‪ ،‬ومراقبته في كل عمل وكل شعور‬ ‫وكل فكر‪ ،‬والتطلع إلى عطفه ورض اه‪ ،‬وكذلك يربا ط القلب ب الْيوم الخر‪ ،‬ثم‬ ‫هو دائم التذكْير بأن هذه الشهوات لْيست غ اية في ذاته ا‪ ،‬يستغرق النس ان‬ ‫في طلبه ا والنكب اب علْيه ا‪ ،‬وإنم ا هي وس ائل إلى غ اي ات أخرى أرفع منه ا‬ ‫وأولى ب اللتف ات‪ ،‬وخذوا أمثلة على ذلك ‪:....‬‬ ‫ف الطع ام وسْيلة لحفظ الود‪:‬‬ ‫} ما مل آدمي وعاء ش ًرا من بطنه‪ ،‬بحسب ابن آدم‬ ‫لقيمات ميقمن صلبه {‬

‫‪41‬‬

‫والجنس وسْيلة لنتش ار النوع‪:‬‬ ‫‪                                         ‬‬ ‫‪                                         ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫‪ [1‬‬

‫‪ -‬النس اء[‪.‬‬

‫ووسْيلة كذلك للسكن والراحة ل للسع ار والفتنة‪:‬‬ ‫‪                                     ‬‬ ‫‪                                           ‬‬ ‫‪ 41‬رواه أحمد والترمذي وابن م اجه والح اكم‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 85‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫‪                                     [21‬‬

‫‪ -‬الروم[‪.‬ن‬

‫والم ال وسْيلة لق امة الجم اعة‪:‬‬ ‫‪                                             ‬‬ ‫‪                         [5‬‬

‫النس اء[‪.‬‬

‫وط اقة القت ال لجه اد ال ّ‬ ‫ش ّرن في الرض‪:‬‬ ‫‪                                   ‬‬ ‫‪[73‬‬

‫‪                                      ‬‬

‫التوبة[‪.‬ن‬

‫ولضم ان الحْي اة ضد العتداء‪:‬‬ ‫‪                                        ‬‬ ‫‪                              [179‬‬

‫البقرة[‪.‬‬

‫وهو يبعث النش اط الحْيوي في إتج اه ات شتى‪ ،‬تشمل كل كْي ان‬ ‫النس ان‪ ،‬فل تتدفق الط اقة الحْيوية كله ا في ج انب واحد‪ ،‬ج انب الجنس أو‬ ‫الم ال أو الطع ام ‪ ...‬إلخ‪ ،‬بل يبعث النش اط في العلم والعمل‪ ،‬والتج ارة‬ ‫والصن اعة والزراعة‪ ،‬والفتح والغزو‪ ،‬وعم ارة الرض وإق امة الدولة وتنظْيمه ا‪،‬‬ ‫وسْي استه ا‪ ،‬ومراقبة المور في المجتمع‪ ،‬والمر ب المعرو(ف والنهي عن المنكر‪،‬‬ ‫وهي كله ا أمور تستغرق النش اط النس اني وتوزعه‪ ،‬وتوسع مس احته‪ ،‬فل‬ ‫يتكتل في بقعة واحدة ويترك بقْية الجوانب خواء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 86‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫لولسائل إعداد الفرد بدنياً‬ ‫والوس ائل التي وضعه ا السلم لجعل الفرد صحْيح البدن‪ ،‬بعْيداً عن‬ ‫السق ام والعلل‪ ،‬والتي يجب على المربي أن يأخذ به ا في التربْية تتلخص فْيم ا‬ ‫يلي‪:‬‬

‫ الرعاية الصحية‪:‬‬‫فْيحر ص على نظ افة البدن والثوب والمك ان‪ ،‬إذ أن النظ افة ركن من‬ ‫أرك ان الصحة ودع امة من دع ائمه ا‪ ،‬وأبلغ دلْيل على ذلك أن العب ادات‬ ‫السلمْية تقوم على الطه ارة والنظ افة‪ ،‬وتجعل الطه ارة شرط اً لصحة الدخول‬ ‫في العب ادة وتفسد عند عدمه ا‪ ،‬وفى الحديث الشريف عن النبى النظْيف ‪:‬‬

‫ظ ُفوا‬ ‫ظا َف َة َف َن ّ‬ ‫ب ال ّن َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ف ُمي ِ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫} إ ِ نّ ا َن ِ‬ ‫‪42‬‬ ‫م{‬ ‫ك ْ‬ ‫أ َ ْف ِن َي َت ُ‬ ‫وقد مّر بك أن السلم راعى هذه الن احْية في الجنْين قبل أن يولد‪ ،‬ونّبه‬ ‫إلى خطر إرض اع الطفل "الغْيل")لبن الم الح امل(؛ لتأثْيره السْيئ على صحته‪.‬‬

‫والعن اية بنظ افة الطفل من أهم م ا يس اعد على حفظ صحته من‬ ‫المراض‪ ،‬وعلى تقوية جسمه‪ ،‬وقد ورد عن ع ائشة أنه ا ق الت‪:‬‬ ‫سا َم َة ْب َ‬ ‫ن‬ ‫ج َه أ ُ َ‬ ‫ل َو ْ‬ ‫س َ‬ ‫غ ّ‬ ‫ن أُ َ‬ ‫ل ال ّل ِه أ َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫} أ َ َم َر ِني َر ُ‬ ‫‪َ 42‬أخرجه الترمذ ّ‬ ‫ي عن سعد بن أَبني وقّ ا ص مرفوع اً‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 87‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫ي‪َ ،‬و َما َو َل ْد تُ‬ ‫ص ِب ّ‬ ‫ه َو َ‬ ‫ع ْن ُهما َمي ْوما َو ُ‬ ‫ي ال ّل ُه َ‬ ‫ض َ‬ ‫َز ْمي ٍد َر ِ‬ ‫س ْل ُت ُه‬ ‫غ ّ‬ ‫خ ْذ ُت ُه َف َ‬ ‫ن !َف َأ َ‬ ‫ص ْب َيا ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫س ُ‬ ‫غ ّ‬ ‫ف ُمي َ‬ ‫ف َك ْي َ‬ ‫ع ِر ُ‬ ‫َو ل َ أ َ ْ‬ ‫ج َه هِ‬ ‫ل َو َ‬ ‫س ُ‬ ‫غ ّ‬ ‫ل ُمي َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه َف َ‬ ‫خ َذ ُ‬ ‫ك‪َ ،‬ف َأ َ‬ ‫س ِب َذا َ‬ ‫س ل ً َل ْي َ‬ ‫غ ْ‬ ‫َ‬ ‫جا ِرمي ًة‪َ ،‬و َل ْو‬ ‫ن َ‬ ‫ك ْ‬ ‫م َمي ُ‬ ‫ن ِب َنا إ ْذ َل ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪َ :‬ل َق ْد أ َ ْ‬ ‫َو َمي ُقو ُ‬

‫ك{‬ ‫ط ْي ُت َ‬ ‫ك َو أ َ عْ َ‬ ‫ح ّل ْي ُت َ‬ ‫جا ِر َمي ًة َل َ‬ ‫ت َ‬ ‫ُك ْن ُ‬

‫‪43‬‬

‫والنبي ‪ ‬ننَ​َه ىن عن ترك الصبْي ان يسْيرون في الم اكن الموحشة‪،‬‬ ‫والوق ات التي يظن فْيهُْيظن فْيه ا الخطر علْيهم‪ ،‬فقدق الفقد ق ال‪:‬‬

‫ك ّفوا‬ ‫م ـ َف ُ‬ ‫س ْي ُت ْ‬ ‫ل ـ أ َ ْو أ َ ْم َ‬ ‫ح ال ّل ْي ِ‬ ‫ج ْن ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫} إ ِ َذا َكا َ‬

‫ه بَ‬ ‫حي َن ِئ ذٍ ‪َ.‬ف ِإ َذا َذ َ‬ ‫ش ُر ِ‬ ‫ن َمي ْن َت ِ‬ ‫طا َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م‪َ ،‬فإ ّ‬ ‫ك ْ‬ ‫ص ْب َيا َن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫م‪َ ،‬و أ َ غْ ِل ُقوا ا ل َْب َوا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫خ ّلو ُ‬ ‫ل َف َ‬ ‫ن ال ّل ْي ِ‬ ‫ع ٌة ِم َ‬ ‫سا َ‬ ‫َ‬ ‫ح َبابا‬ ‫ن ل َ ميَ ْف َت ُ‬ ‫طا َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ال ّل ِه‪َ ،‬فإ ّ‬ ‫س َ‬ ‫َوا ْذ ُك ُروا ا ْ‬ ‫غ َلقا‪{.‬‬ ‫ُم ْ‬

‫‪44‬‬

‫وأمر السلم بتحصْين الطف ال ب المص ال المعروفة لوق ايتهم من‬ ‫المراض المعدية‪ ،‬نزولً على عموم قوله تع الى‪:‬‬ ‫‪                                              ‬‬ ‫‪) 43‬ع‪ ،‬كر( عن ع ائشة ‪ ،‬ج امع المس انْيد والمراسْيل‬ ‫‪ 44‬عن َج انبَِر بَْن َعْبِد اللِّه‪ ،‬صحْيح مسلم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 88‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫‪ - [71‬النس اء[‪ .‬وقوله تع الى ‪:‬‬ ‫‪                                             ‬‬ ‫‪ -[195‬البقرة[‪.‬‬

‫وكم ا أمر السلم بتحصْين الطف ال‪ ،‬أمر بعلجهم من المراض التي‬ ‫تصْيبهم ب الطرق الصحْيحة المعروفة لهل الطب والخبرة‪ ،‬والتي يقره ا الدين‪،‬‬ ‫وحذر من الته اون في العلج أو من عدم المب ادرة إلْيه‪ ،‬وذلك في قوله ‪:‬‬ ‫} ميا عباد ا تداووا ‪ ،‬فإن ا لم مينزل داءا إ ل ّ أنزل‬ ‫ج ِه َل هُ مَ نْ َ‬ ‫مه‪َ ،‬و َ‬ ‫م هُ َم نْ عَ ِل َ‬ ‫ع ِل َ‬ ‫له شفاءا‪َ ،‬‬ ‫ج ِه َله { ‪، 45‬‬ ‫م{‬ ‫ح َرا ٍ‬ ‫وروى }َف َت َدا َو ْوا َو ل َ َت َدا َو ْوا ِب َ‬

‫‪46‬‬

‫وحّذ رن السلم كذلك من اللتج اء إلى الطرق غْير الصحْيحة وغْير‬ ‫المشروعة‪ ،‬التي تقوم غ الب اً على الخراف ات والشعوذة أو إستعم ال المحرم ات‪.‬‬ ‫ومن أمثلة ذلك تعلْيق التم ائم والودع والحجبة ‪ -‬غْير المشروعة –‪،‬‬ ‫وفي ذلك يقول الطبْيب العظم للوجود ق اطبة ‪: ‬‬

‫م ا له‪ ،‬ومن‬ ‫ق تميمة فل أتم أت ّ‬ ‫ع ّل َ‬ ‫ن َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫ع ّل َ‬ ‫َ‬ ‫ق ودعة فل أودع ا له { ‪ ،‬وفي روامية‬

‫‪ 45‬رواه أحمد عن ابن مسعود‬ ‫‪46‬‬ ‫)د( عن َأبي الدرداِء رضَي اللّهُ عنُه‪ ،‬ج امع المس انْيد والمراسْيل‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 89‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫عائشة‪ } :.:‬من علق تميمة فقد أشرك {‬

‫‪47‬‬

‫أم ا اللتج اء إلى ال ‪ ‬ب الدع اء‪ ،‬أو التوسل إلْيه سبح انه ب القرآن وم ا‬ ‫أُثَِر عن النبي ‪ ،‬وب العمل الص الح‪ ،‬والجمع بْينه بْين العلج الم ادي‪ ،‬فهذا‬ ‫أقرب للشف اء‪ ،‬فقد ورد في الصحْيحْين عن ع ائشة‪:‬‬ ‫{ أمر ال ّنب يّ ‪ ‬أن نسترقي من العين( ‪ ،‬وورد‪:‬‬

‫م عْ تُ‬ ‫س ِ‬ ‫}َ‬

‫ب‪.‬‬ ‫ع ْق َر ٌ‬ ‫ج ل ً مِ ّنا َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫غ ْ‬ ‫ل‪َ :‬ل َد َ‬ ‫ع ْب ِد ال ّل ِه َمي ُقو ُ‬ ‫ن َ‬ ‫جا ِب َر ْب َ‬ ‫َ‬ ‫سو لَ‬ ‫ل ‪َ :‬ميا َر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ال ّل ِه ‪َ.‬ف َقا َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ع َر ُ‬ ‫س َم َ‬ ‫ج ُلو ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫َو َن ْ‬ ‫خا ُ‬ ‫ه‬ ‫ع أَ َ‬ ‫ن َمي ْن َف َ‬ ‫ع أَ ْ‬ ‫طا َ‬ ‫س َت َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ال ّل ِه أ َ ْر ِقي؟ َقا لَ ‪َ:‬م ِ‬ ‫ل{‬ ‫ع ْ‬ ‫َف ْل َي ْف َ‬

‫‪48‬‬

‫وورد في الصحْيحْين حك اية عن سْيِّد الحّي الذي ُلدغ ورق اه‬ ‫المسلمون بف اتحة الكت اب‪ ،‬وأخذوا على ذلك أجًرا‪ ،‬وأقرهموأقّرهم النبي ‪‬‬ ‫علْيه‪ ،‬وقد أورد ابن القْيم [في زاد المع اد جن ‪ 3‬ص ‪:]118‬‬ ‫ي ‪ ‬فقال‪ ) :‬باسم ا أرقيك‬ ‫ن جبرميل َر َقى ال ّن ِب ّ‬ ‫} أ ّ‬ ‫من كل داء ميؤذميك‪ ،‬من شر كل ش رّ ك لّ نفس أو عين‬ ‫حاسد ا ميشفيك‪ ،‬باسم ا أرقيك{‪.‬‬ ‫‪ 47‬حديث "فل أتم له"‪ :‬رواه أحمد وأبو يعلى بإسن اد جْيد عن عقبة بن ع امر‪ ،‬أم ا رواية "أشرك" فعن ع ائشة ‪.‬‬ ‫‪ 48‬صحْيح مسلم عن ج ابر بن عبدال‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 90‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫ومن الّرَقى المشروعة‪ :‬الكث ار من قراءة المعوذتْين وف اتحة الكت اب‬ ‫وآية الكرسي‪ ،‬وم ا أثر عن الرسول ‪ ‬كثْيٌر ل يحصى؛‪ .‬مثل‪:‬‬

‫ن‬ ‫طا ٍ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ن ُك لّ َ‬ ‫ت ال ّل ِه ال ّتا ّم ِة‪ِ ،‬م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ك ِل َ‬ ‫عو ُذ ِب َ‬ ‫} أَ ُ‬ ‫عو ُذ‬ ‫ن ل َّم ٍة { ‪ ،‬ومثل ‪ } :‬أ َ ُ‬ ‫ع ْي ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُك ّ‬ ‫ها ّم ٍة‪َ ،‬و ِم ْ‬ ‫َو َ‬ ‫ن َب ّر ول‬ ‫ه ّ‬ ‫جا ِو ُز ُ‬ ‫ت التي ل ُمي َ‬ ‫ت ا ال ّتا ّما ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ك ِل َ‬ ‫ِب َ‬ ‫ع ُر جُ‬ ‫ء‪ ،‬و َما َمي ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل ِم نَ ال ّ‬ ‫ش ّر َما َمي ْن ِز ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ج ٌر‪ِ ،‬م ْ‬ ‫َفا ِ‬ ‫ض‪ ،‬و َما َمي خْ ُر ُ‬ ‫ج‬ ‫ش ّر َما َذ َر أ َ في َأل ْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ِفي َها‪ ،‬و ِم ْ‬ ‫ش رّ‬ ‫ل‪ ،‬و ِف َت نِ ال ّن َها ِر‪ ،‬و مِ نْ َ‬ ‫ش رّ ِف َت نِ ال ّل ْي ِ‬ ‫ِم ْن َها‪ ،‬و ِم نْ َ‬ ‫خ ْي ٍر ميا‬ ‫ق ِب َ‬ ‫طا ِرقا َميط ُر ُ‬ ‫ل وال ّن َها ِر إ ِ ل ّ َ‬ ‫ق ال ّل ْي ِ‬ ‫ط َوا ِر ِ‬ ‫َ‬

‫ن {‪.‬‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬

‫‪49‬‬

‫وقد ق ال ابن حجر عن الرقْية [في فتح الب اري]‪:‬‬ ‫أجمع العلم اء على جواز الرقْية عند اجتم اع ثلثة شروط‪ :‬أن تكون‬ ‫بكلم ال أو بأسم ائه أو بصف اته‪ ،‬وب اللس ان العربي‪ ،‬أو بم ا يعر(ف معن اه من‬ ‫غْيره‪ ،‬وأن يعتقد أن الرقْية ل تؤثر بذاته ا بل بتقدير ال ‪. ‬‬ ‫ أكل الطيبات‪:‬‬‫‪ 49‬ا عن ابن عب اس ‪ ،‬سنن ابن م اجة وك ان ‪ ‬يعوذ به ا الحسنْين‪ ،‬والث انى عن عبد الرحمن بن خنبش ‪ ،‬مصنف بن ابى شْيبه‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 91‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫أمر السلم برع اية البن اء‪ ،‬ورّغب الب اء في النف اق علْيهم‪ ،‬وجعل‬ ‫ض َلن النف اق كبْيرًا‪ ،‬وثوابه عظْيمً ا‪ ،‬وذلك في قول النبي ‪:‬‬ ‫فَ ْ‬

‫ل ال ّل ِه َو ِدمي َنا ٌر أ َ ْن َف ْق َت ُه ِفي‬ ‫س ِبي ِ‬ ‫}ِدمي َنا ٌر أ َ ْن َف ْق َت هُ ِفي َ‬

‫ن ‪َ.‬و ِدمي َنا ٌر أ َ ْن َف ْق َت هُ‬ ‫كي ٍ‬ ‫س ِ‬ ‫ع َلى ِم ْ‬ ‫ت ِب ِه َ‬ ‫ص ّد ْق َ‬ ‫َر َق َب ٍة ‪َ.‬و ِدمينا ٌر َت َ‬ ‫ه ِل كَ‬ ‫ع َلى أ َ ْ‬ ‫جرا ا ّل ِذي أ َ ْن َف ْق َت ُه َ‬ ‫م َها أ َ ْ‬ ‫ظ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ك ‪ .‬أَ ْ‬ ‫ه ِل َ‬ ‫ع َلى أ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫{‪ ، 50‬وقد حذر السلم من إهمال هذه الرعامية لقوله ‪:‬‬

‫ظ أ َ مْ‬ ‫ح ِف َ‬ ‫ه َ‬ ‫عا ُ‬ ‫س َت ْر َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ع عَ ّ‬ ‫ل َرا ٍ‬ ‫ل ُك ّ‬ ‫سا ِئ ٌ‬ ‫ن ال ّل َه َ‬ ‫} إ ّ‬ ‫ه لِ َب ْي ِت ِه { ‪َ} ،‬ك َفى‬ ‫ج لَ عَ نْ أ َ‬ ‫س َأ لَ ال ّر ُ‬ ‫ح ّتى َمي ْ‬ ‫ض ّي عَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪51‬‬

‫ت {‪ ، 52‬وروى مسلم‪:‬‬ ‫ض ّي عَ َم نْ ُمي ِقي ُ‬ ‫ن ُمي َ‬ ‫ء إ ْثما أ ْ‬ ‫م ْر ِ‬ ‫بال َ‬ ‫ك‪ُ ،‬قو َت ُه {‪.‬‬ ‫م ِل ُ‬ ‫ن َمي ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫س َ‬ ‫ح ِب َ‬ ‫ن َمي ْ‬ ‫ء إ ِ ْثما أ َ ْ‬ ‫م ْر ِ‬ ‫}َك َفى ِبا ْل َ‬ ‫ويقول شوقي‪:‬‬

‫هذي الحْي اة وخّلف اه‬ ‫لْيس الْيتْيم من انتهى أبواه من‬ ‫أّم ا‬ ‫إن الْيتْيم هو الذي تلقى له‬ ‫ت أَْو َأب اً َمْشنغُننولً‬ ‫ذلْين تَلًَخ لّن ْ‬ ‫ب الطفَل الكَل من الطْيب ات‬ ‫وقد حر ص السلم في ذلك أن ينَُعّو َدن ال ُ‬ ‫التي تنُغَِذ ين البدن وتقويه‪ ،‬مع البعد عن المحرم ات والسرا(ف اللذين يضران‬ ‫‪50‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬

‫رواه مسلم عن أبي هريرة‬ ‫رواه ابن حب ان في صحْيحه عن أنس‬ ‫رواه أبو داود وغْيره عن عبد ال ابن عمروا بن الع ا ص وصححه‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 92‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫الجسم ويعرض انه للمراض‪ ،‬ق ال تع الى‪:‬‬

‫‪-      [31‬‬

‫العرا(ف[‪ ،‬ويرشدن ا الم ام الغزالي إلى ذلك بقوله‪:‬‬

‫)وأول م ا يغلب علْيه من الصف ات َش َرنهُ الطع ام‪ ،‬فْينبغي أن يؤّدبن فْيه‪،‬‬ ‫مثل أن ل يأخذ الطع ام إل بْيمْينه‪ ،‬وأن يقول‪) :‬بسم ال( عند أخذه‪ ،‬وأن‬ ‫يأكل مم ا يلْيه‪ ،‬وأن ل يسرع في الكل‪ ،‬وأن يجْيد المضغ‪ ،‬وأن ل يوالي بْين‬ ‫‪53‬‬ ‫اللقم‪ ،‬ول يلطخ يده ول ثوبه(‪[ . (،‬إحْي اء علوم الدين ج ‪ 3‬ص ‪]72‬‬ ‫ الرياضة البدنية‪:‬‬‫وقد أوله ا السلم عن اية كبْيرة‪ ،‬لنه يريد للنشء أن يكون قويً ا في‬ ‫جسمه كم ا يكون قويً ا في عقله وخلقهوُخ لنقه وروحه‪ ،‬ففي الحديث الشريف‪:‬‬

‫) المؤمن القوي خير وأحب إلي ا من‬ ‫المؤمن الضعيف(‪.54‬‬ ‫وقد ذكر ابن القْيم [في )زاد المع اد(] بعض فوائد الري اضة فق ال‪:‬‬

‫)إن الحركة هي عم اد الري اضة‪ ،‬وهي تخلص الجسم من الرواسب‬ ‫والفضلت بشكل طبْيعي‪ ،‬وتعّو دن البدن الخفة والنش اط‪ ،‬وتجعله ق ابلً‬ ‫للغذاء‪ ،‬وتصلب المف اصل‪ ،‬وتقوي الوت ار والرب اط ات‪ ،‬وتؤمن جمْيع المراض‬ ‫الم ادية وأكثر المراض المزاجْية‪ ،‬إذا استعمل القدر المعتدل منه ا في دقة‪،‬‬ ‫صلن ا ذلك الموضوع في كت ابن ا‪[ :‬م ائدة المسلم بْين الدين والعلم]‪.‬‬ ‫وقد فصلن اف ّ‬ ‫‪53‬‬

‫‪ 54‬رواه مسلم عن أبي هريره‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 93‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫وك ان يأتي التدبْير صوابً ا(‪.‬‬ ‫ول ننسى في هذا المق ام ح اجة الولد إلى اللعب والترويح عن النفس‪،‬‬ ‫حتى ل يحدث عنده ملل ول ضجر ول تبرم‪ ،‬وقد ورد في الثر‪:‬‬

‫عة‪،‬‬ ‫سا َ‬ ‫ع ًة َب عْ َد َ‬ ‫سا َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّن ُفو ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫حوا َ‬ ‫}َر ّو ُ‬ ‫م َي تْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ت‪ ،‬وإذا َم ّل ْ‬ ‫ت َم ّل ْ‬ ‫س إذا َك ّل ْ‬ ‫ن ال ّن ْف َ‬ ‫َف ِإ ّ‬ ‫{‪.‬‬

‫ولنقرأ مم ا أوصى به الم ام الغزالي المربْين [في إحْي ائه] فْيقول‪) :‬ينبغي‬ ‫أن يؤذن للصبي بعد النصرا(ف من الُك تّن اب أن يلعب لعب اً جمْيلً يستريح فْيه‬ ‫من تعب المكتب‪ ،‬بحْيث ل يتعب في اللعب‪ ،‬فإن منع الصبي من اللعب‬ ‫وإره اقه ب التعلم دائًم ان ض اّر بمستقبله وينْبُِط ُلن زك اؤه‪ ،‬ويمّغص علْيه العْيش حتى‬ ‫يطلب الحْيله في الخل ص من الُك تن اب رأسً ا(‪ .‬وم ا أش ار إلْيه الغزالي ب الُك تن اب‬ ‫هو م ا يس اوي المدرسة في عصرن ا‪.‬‬ ‫ومم ا يدل على عن اية السلم الشديدة ب الري اضة م ا ج اء في أن النبي‬ ‫ص ّ‬ ‫فن الطف ال الذين يأنسون به ويقول كم ا روى أحمد فى مسنده‪:‬‬ ‫‪ ،‬ك ان يَ ُ‬

‫ي َف َل ُه َكذا و َكذا؛ فيستبقون‬ ‫ق إل ّ‬ ‫س َب َ‬ ‫ن َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫إليه‪ ،‬فيقعون على ظهره وصدره‪،‬‬ ‫فيلتزمهم وميق ّبلـهم‪{.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 94‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫وما رواه البخاري‪ } :‬أن النبي ‪ ‬م رّ على نفر‬ ‫من ) أسلم( مينتضلون بالسوق – أي يتعلمون الرمي‪-‬‬ ‫فقال ‪ :‬ارموا بني اسماعيل فإن أباكم كان‬ ‫رام ًيا‪ ،‬ارموا وأن مع بني فلن‪ .‬فأمسك أحد‬ ‫الفرميقين عن الرمي!! فقال رسول ا ‪ :‬ما لكم‬ ‫ل ترمون؟ فقالو فقالوا كيف نرمي وأنت‬ ‫معهم ؟ ؟!! فقال ‪ :‬ارموا وأنا معكم جميعا {{‪.‬‬ ‫ء َل ْي سَ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫وعنه ‪ ‬فيما رواه الطبراني‪ُ} :‬ك ّ‬ ‫س ْه ٌو إ ل ّ أ َ ْر َب عَ‬ ‫ل َف ُه َو َل ْه ٌو‪ ،‬أ َ ْو َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ع ّز َو َ‬ ‫ن ِذ ْك ِر ال ّل ِه َ‬ ‫ِم ْ‬ ‫ن‪ -‬الرمى‬ ‫ض ْي ِ‬ ‫غ َر َ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫ل َب ْي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ي ال ّر ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ل ‪َ:‬م ْ‬ ‫صا ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫ِ‬ ‫ع َب َت ُه‬ ‫س ُه‪َ ،‬و مُ ل َ َ‬ ‫بالسهام أو الجري ‪َ ، -‬و َت ْأ ِدمي َب ُه َف َر َ‬ ‫ح ِة { ‪ ،‬ولذلك كتب عمر بن‬ ‫س َبا َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ع ِلي َ‬ ‫ه َل ُه‪َ ،‬و َت ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫الخطاب إلى الولة‪ } :‬أما بعد‪ ،‬فع ّلموا أولدكم‬ ‫السباحة والرمامية وركوب الخيل {‪.‬‬ ‫وروى عنه أميضا زميد بن حارثة أنه كتب إلى أمراء‬ ‫ب أن‬ ‫الشام وهى بلد زرع وليست كصحراء العرب فأح ّ‬

‫م رَ‬ ‫ع َ‬ ‫ميعلمهم أميضا القوة والخشونة والعلم فقال ‪ }:‬أ َ نّ ُ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 95‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫موا ال ّر مْ يَ‬ ‫ع ّل ُ‬ ‫ن َمي َت َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫شا ِ‬ ‫ء ال ّ‬ ‫ب ِإلى أ ُ َم َرا ِ‬ ‫‪َ ‬ك َت َ‬ ‫موا أ َ ْو ل َدَ ُك ُ‬ ‫م‬ ‫عل ُ‬ ‫ة‪َ ،‬و َ‬ ‫ح َفا ً‬ ‫ن ُ‬ ‫ض ْي ِ‬ ‫غ َر َ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫شوا َب ْي َ‬ ‫م ُ‬ ‫َو َمي ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ك َتا َب َة َوالس َبا َ‬ ‫ا ْل ِ‬ ‫ة {‪.‬‬

‫وقد روى أحمد وأبو داود‪ } :‬أن النبي ‪ ‬سابق‬ ‫عائشة فسبقته‪ ،‬ثم سابقها بعد ذلك فسبقها‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬هذه‬

‫بتلك {( ‪ .،‬وورد‪:‬‬

‫ط َو ةٍ‬ ‫خ ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ن َل ُه ِب كُ ّ‬ ‫ن َكا َ‬ ‫ض ْي ِ‬ ‫غ َر َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫شى َب ْي َ‬ ‫ن َم َ‬ ‫}َم ْ‬ ‫ة{ ‪.‬‬ ‫س َن ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫‪55‬‬

‫كذلك ورد أنه ‪ ‬س ابق بْين الخْيل‪ ،‬وس ابق بْين الجم ال‪ ،‬ونهى عن‬ ‫التحريش بْين الحْيوان ات أو مص ارعته ا لبعضه ا والري اض ات التى تؤذيه ا‪.‬‬ ‫وقد ص ارع النبي ‪ ،‬رك انة بن عبد يزيد بن ه اشم بن عبد المطلب‪،‬‬ ‫وك ان بمكة ويحسن الصراع‪ ،‬ويأتْيه الن اس من البلد فْيصرعهم ‪ -‬فصرعه ‪‬‬ ‫ثلت مرات‪ ،‬حتى وقف رك انة معجبً ا وق ال‪) :‬إن شأنك لعجْيب‪ ،‬وأسلم‬ ‫‪56‬‬ ‫عقبه ا‪ ، .(.‬وكذلك ص ارع ‪ ‬أب ا السود الجمحي فصرعه‪ ،‬وك ان رجلً‬ ‫شديداً‪ ،‬بلغت قوته أنه ك ان يقف على جلد بقرة فْيشد الجلد عشرة لْينزعوه‬ ‫من تحته فْيتفرى الجلد ول يتزحز ح عنه‪.‬‬ ‫‪ 55‬وروى الطبراني عن أبي الدرداء ‪ ،‬والغرض ان علمت ان يحّد بهم ا مج ال السب اق‪ ،‬أو يرمى بْينهم ا الرم اة ب السهم‪.‬‬ ‫‪ 56‬رواه الح اكم في المستدرك وأبو داود والترمذي‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 96‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫والتك الْيف السلمْية نفسه ا يشتمل كثْير منه ا على ري اض ات‬ ‫للعض اء‪ ،‬إلى ج انب إف ادته ا قوة الرو ح واستق امة السلوك‪ ،‬ف الصلة بم ا فْيه ا‬ ‫من طه ارة وحرك ات لمعظم أعض اء الجسم‪ ،‬والحج ومن اسكه‪ ،‬والزي ارات‬ ‫والرحلت والجه اد والمشي إلى المس اجد‪ ،‬وأنواع النش اط الجتم اعي‪ ،‬كله ا‬ ‫تمرين لعض اء الجسم وتقوية له‪ ،‬م ا دامت في الحد المعقول‪.‬‬ ‫على أنن ا يجب أن نؤصل في نفس الطفل أن الرتب اط الري اضي ل‬ ‫يكون على حس اب واجب ات أخرى يكلف به ا‪ ،‬فلكل وقته‪ ،‬والعتدال‬ ‫والوسطْية وإيج اد التوازن مع س ائر الواجب ات من المور المط الب به ا‪ ،‬فعلْيه‬ ‫أن يتعلم التع ادل على يد المربي‪ ،‬استله ام اً من قوله ‪ ‬لسْيدن ا أبى الدرداء‪:‬‬

‫ه ِل كَ‬ ‫ح ّقا‪َ ،‬ول ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ع َل ْي َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِل َرب َ‬ ‫ء إِ ّ‬ ‫)َميا أ َ َبا ال دّ ْر َدا ِ‬ ‫ط ُك لّ‬ ‫ع ِ‬ ‫ك حَ ّقا‪َ ،‬ف َأ ْ‬ ‫ع َل ْي َ‬ ‫ك َ‬ ‫س ِد َ‬ ‫ج َ‬ ‫ح ّقا‪َ ،‬و ِل َ‬ ‫ك َ‬ ‫ع َل ْي َ‬ ‫َ‬ ‫ه (‪57.‬‬ ‫ق حَ ّق ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ِذي َ‬

‫هذا مع الش ارة إلى أن السلم ل يرضى أن نم ارس الري اضة بشكل‬ ‫يؤذي الن اس ك اللعب في الشوارع الضْيقة‪ ،‬وكذلك ل يرضى ب التحزب‬ ‫الممقوت لفريق أو لشخص‪ ،‬ويحرم المرهن اتويحّرم المراهن ات على النت ائج‪،‬‬ ‫كم ا ل يبْيح اشتراك الذكور مع الن اث في لعبة واحدة جم اعْية‪ ،‬ول يرضى‬ ‫عن كشف العورات بصورة تثْير الشهوات ب اسم الري اضة‪ ،‬ول يسمح بإطلق‬ ‫الكلم ات الن ابْية‪ ،‬والتعلْيق ات اللزعةاللذعة أثن اء المب اري ات أو بعده ا‪ ،‬وذلك‬ ‫‪57‬عن أبى جخحْيفه‪) ،‬ع‪،‬خ(ج امع المس انْيد والمراسْيل‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 97‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫للق اعدة الشرعْية السلمْية‪) :‬ل ضرر ول ضرار(‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العداد العقلي‬ ‫ويقصد به إعداد الطفل عقلْي اعقلْيً ا‪ ،‬وتهْيئته كي يكون سلْيم التفكْير‪،‬‬ ‫ق ادًرا على النظر والتأمل‪ ،‬يستطْيع أن يفهم البْيئة التي تحْيا ط به‪ ،‬ويحسن‬ ‫الحكم على الشْي اء‪ ،‬ويمكنه أن ينتفع بتج اربه‪ ،‬وتج ارب الخرين‪.‬‬ ‫ف السلم دين الفطرة فهو يحترم الط اق ات البشرية كله ا‪ ،‬لنه ا هبة ال‬ ‫المنعم الوه اب‪        :‬‬ ‫‪ -       [23‬الملك[‪ ،[.‬ولكنه‬ ‫يعطْيه ا أقداره ا الصحْيحة‪ ،‬ومن ثم فهو يحترم الط اقة العقلْية‪ ،‬ويشجعه ا‬ ‫ويربْيه ا لتتجه نحو الخْير‪ .،‬ويمكن تلخْيص هذا العداد ب اتخ اذ الوس ائل‬ ‫التْية‪:‬‬ ‫ التعليم‪:‬‬‫وقد أرشد الم ام الغزالي [في كت ابه )إحْي اء علوم الدين( ج ‪ 3‬ص ‪ ]73‬إلى‬ ‫تدعْيم هذه الن احْية التربوية والعقلْية بقوله‪( :‬ينبغي حفظ الصبْي ان عن رداءة‬ ‫الخلق من كذب وحسد ونمْيمة‪ ،‬وإنم ا يحفظ عن جمْيع ذلك بحسن‬ ‫التأديب‪ ،‬ثم ُيشغل في المكتب فْيتعلم القرآن وأح اديث الرسول ‪‬‬ ‫بن الص الحْين)‪.‬‬ ‫وحك اي ات البرار‪ ،‬لْينغرس في نفسه ُح ّ‬ ‫وفي مقدمة ابن خلدون إش ارة إلى أهمْية تعلْيم القرآن الكريم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 98‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫للطف ال‪ ،‬وتحفْيظه لهم‪ ،‬وأوضح أن تعلْيم القرآن الكريم هو أس اس التعلْيم‬ ‫في جمْيع المن اهج الدراسْية في مختلف البلد السلمْية‪ ،‬لنه شع ار من‬ ‫شع ائر الدين‪ ،‬يؤدي إلى تثبْيت العقْيدة ورسوخ اليم ان‪ .‬ويقول سعد ابن أبي‬ ‫وق ا ص‪: :‬‬ ‫} كنا نع ّلم أولدنا مغازي رسول ا ‪ ، ‬كما نعلمهم‬ ‫السورة من القرآن{‬

‫ولهذا يجب علْين ا أن نقف أم ام المعلم الول والمربي الحكْيم مولن ا‬ ‫رسول ال ‪ ‬لنتعلم منه م ا يجب على المربي أن يفعله مع الطفل‪ ،‬إذ ق ال‬ ‫‪:‬‬ ‫} افتحوا على صبيانكم أول كلمة بل إله إل ا‬ ‫{‬

‫‪58‬‬

‫ويقول ابن عب اس ‪ } : ‬ا عولوا بطاعة ا‪،‬‬ ‫واتقوا معاصي ا‪ ،‬ومُ ُراوا أولدكم‬ ‫بامتثال الوامر واجتناب النواهي‪،‬‬ ‫فذلك وقامية لهم ولكم من النار { ‪،‬‬ ‫وروى الطبراني عن الم ام على كّرم ال وجهه أنه ق ال‪ } :‬أأدبوا أأ ِّدبوا‬ ‫‪58‬‬

‫روى الح اكم عن ابن عب اس رضي ال عنه‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 99‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫أولدكم على ثلث خصال‪ :‬حب‬ ‫نبيِك‪ ،‬وحبِّ آل بيته‪،‬‬ ‫نبيكم‪ ،‬وحب ح ِّب ّ‬ ‫وتلوة القرآن الكرميم‪ ،‬فإن حملة‬ ‫القرآن الكرميم في ظل عرش‬ ‫الرحمن ميوم ل ظل إل ظله مع‬ ‫أنبيائ ه وأصفيائه { ‪.‬‬ ‫فل يجب علْين ا أن نترك عقول أولدن ا للكمبْيوتر والنترنت والتش ات الذين‬ ‫يأخذ وقتهم ب الس اع ات فْيجدوا أم امهم جمْيع أبواب الموبق ات والمغري ات‬ ‫والمحرم ات! ول للتلْيفزيون أو السْيديه ات بم ا تحوى من موبق ات أو حتى على‬ ‫أفضل الحوال المسلسلت الت افهة‪ ،‬والفلم الف ارغة والمسرحْي ات الع ابثة فتمل‬ ‫عقولهم ب الفك ار المنحرفة والفّج ةن‪ ،‬والمعلوم ات المغرضة والغّثة‪ ،‬لن هذه‬ ‫مسئولْيتن ا‪.‬‬ ‫بل يجب أن نطبق منهج النبوة علْيهم‪ ،‬فكم ا أنك مسئول عن توفْير الطع ام‬ ‫ض ان مسئول مسئولْية أكبر أن تحفظ له‬ ‫والكسوة والعلج والتعلْيم لبنك‪ ،‬فأنت أي ً‬ ‫قلبه وتنَُعّم َرن له عقله ب اليم ان‪.‬‬

‫فإذا كنت حريص اً على صحته الجسدية‪ ،‬فْيجب أن يكون حرصك أكبر‬ ‫ت حريص اً على أن أوفر له جلب اب اً يحمْيه من‬ ‫على صحته اليم انْية‪ ،‬وإذا كنتكن ُ‬ ‫الحّر والبرد في الدنْي ا‪ ،‬فل بد أن أخْيا ط له جلب اب اً يحمْيه من حّر وزمهرير جهنم‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 100‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫وذلك ل يكون إل من كت اب ال ‪ ،‬وفي ذلك قْيلْيقول الش اعر‪:‬‬ ‫إذا الم رن ُء نلم ينْلب ِ ِ‬ ‫ب عُْرين انً ا‪َ ،‬و إنن ك اَن ك اِس ْيَن ا‬ ‫َْ‬ ‫س ثْي اب اً م َنن التنَّق ىن تنَق لّن َ‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫بن القرآن والقب ال علْيه وعلى‬ ‫ولكي يتم ذلك فعلْين ا تعلْيم أولدن ا ُح ّ‬ ‫حفظه وفهمه‪ ،‬حتى يصْيروا مغموسْين بأنوار القرآن‪ ،‬وبأنوار حضرة الرحمن‪.‬‬ ‫بن رسول ال ‪ .‬فأغلب أطف الن ا الن ل يعرفون غْير‬ ‫ثم نعلمهم حبُح ّ‬ ‫لعبي الكرة‪ ،‬والممثلْين والممثلت‪ ،‬والمطربْين والمطرب ات العرب‬ ‫والجنبْي ات‪ ،‬وب الت الي ل يحّبون غْيرهم‪ ،‬مع أن معظم هؤلء سْيكونون يوم‬ ‫القْي امة في الفئة التي يقول ال ‪ ‬فْيه ا‪    :‬‬ ‫‪ -        [41‬القصص[‪.‬‬ ‫لكني أريد أن أربْيهم في صفو(ف القوم الذين يقول ال فْيهم‪:‬‬ ‫ن إِ َما ًما ‪ - [74‬الفرق ان[‪ .‬وهم أئمة أهل الجنة‪،‬‬ ‫م ّت ِقي َ‬ ‫ع ْل َنا ِل ْل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫‪َ ‬وا ْ‬ ‫وهؤلء ل بدلبد أن ترتبا ط قلوبهم بقلب رسول ال ‪.‬‬ ‫ب رلسول ا ‪‬؟‬ ‫ح ّ‬ ‫مهم ُ‬ ‫كيف أعلِ ّ ُ‬ ‫أحكي لهم سْيرته‪ ،‬وأوضح لهم حْي اته‪ ،‬وأبْين لهم مواقفه ومت اعبه في‬ ‫الدعوة إلى ال‪ ،‬وم ا تحمله في سبْيل نشر دين ال‪ ،‬وأعرض علْيهم الفض ائل‬ ‫صهن ال ‪ ،‬خ اصة وأن محبته ‪ ،‬سّر الفوز ب النعْيم المقْيم يوم لق اء‬ ‫التي خ ّ‬ ‫ال‪ ،‬لقوله ‪:‬‬

‫} ميحشر المرء مع من أحب ميوم القيامة { ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 101‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫وقوله أيضً ا‪ } :‬ما اختلط حبي بقلب عبد مؤم نٍ إ ل ّ‬ ‫رمه ا على النار {‪59.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫وقد ك ان لهذه التربْية أثر ب الغ في نفوس أبن اء أصح ابه الكرام‪ ،‬فقد‬ ‫روي أنه بعد بْيعة الرضوان التي تمت في صلح الحديبْية فوجئت السْيدة‬ ‫ع ائشة رضى ال عنه ا بمظ اهرة كبْيرة من الطف ال الصغ ار يدخلون علْيه ا‪،‬‬ ‫ويتقدمهم ابن أخته ا عبد ال بن الزبْير‪ ،‬فسألتهم عن سبب مجْيئهم‪،‬‬ ‫فأخبروه ا أنهم سمعوا عن مب ايعة الرسول ‪ ،‬لصح ابه‪ ،‬فأرادوا أن ين الهم‬ ‫شر(ف ذلك‪ ،‬فأخبرت رسول ال ‪ ‬بذلك‪ ،‬فأمر بإدخ الهمم وص افحهم‪،‬‬ ‫وُس ّرن بهم‪ ،‬ودع ا لهم‪.‬‬ ‫وعلْين ا بعد ذلك أن نحببهمنحّببهم في الص الحْين من عب اد ال‪ ،‬وهم‬ ‫التقْي اء والعلم اء الع املْين‪ ،‬والحكم اء‪ ،‬ونجعلهم يمْيلون إلْيهمم ويتشبهون‬ ‫ب ‪ ،‬نوالخل ص‬ ‫بهم لْيتعلموا منهم الخشْية والتواضع‪ ،‬والوق ار والدب والح ّ‬ ‫والصدق‪ ،‬وفي ذلك يقول الم ام الش افعي ‪: ‬‬ ‫عسى أني أن ال بهم‬ ‫أحب الص الحْين ولست‬ ‫شف اعةّكن ا سويّ ا في‬ ‫منهمنره من تج ارته المع اصي وإن‬ ‫وأك‬ ‫البض اعة‬ ‫وقد ردت علْيه السْيدة نفْيسة رضى ال عنه ا ق ائلة‪:‬‬ ‫لعلهم ين الوا بك الشف اعنة‬ ‫تحب الص الحْين وأنت‬ ‫منهم‬ ‫‪ 59‬الول‪ :‬متفق علْيه عن أنس ‪ ،‬والث انى‪:‬رواه الطبراني عن أنس‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 102‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫وتكنره من تج ارته المع اصي حم اك ال من تلك‬ ‫البض اعة‬ ‫فإذا عّم رنت عقله وقلبه بكت اب ال‪ ،‬وأح اديث رسول ال‪ ،‬وقصص‬ ‫ش‬ ‫ب على النق اء والصف اء‪ ،‬وقد طَُه َرن من الِغّل والغ ّ‬ ‫الص الحْين‪ ،‬فإنه يش ّ‬ ‫والحقد‪ ،‬فْيصْير رجلً ن افع اً لنفسه ولهله ولمجتمعه‪.‬‬ ‫ التأمل لوالتفكير‬‫وهم ا ضروري ان لتنمْية العقل واستقلله ب الفهم والدراك‪ ،‬والقرآن‬ ‫الكريم ح افل ب الي ات التي تدعو النس ان إلى التأمل وإيق اظ النفس‪،‬‬ ‫واستشع اره ا لعظمة ال وقدرته في الكون‪ ،‬لقوله تع الى فى ]‪ -164‬البقرة[‪:[.:‬‬ ‫‪                                   ‬‬ ‫‪                             ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪                                      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪                                ‬‬ ‫‪                                      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 103‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫‪                         ‬‬ ‫ويبدأ السلم التربْية العقلْية هن ا بتحديد مج ال النظر العقلي‪ ،‬فْيصون‬ ‫الط اقة العقلْية أن تتبدد وراء الغْيبْي ات التي ل سبْيل للعقل البشري أن يحكم‬ ‫فْيه ا‪ ،.‬وهو يعطي النس ان نصْيبه من هذه الغْيبْي ات ب القدر الذي يلبي مْيله‬ ‫للمجهول‪ ،‬ولكنه يَِكُل أمر ذلك إلى الرو ح فهي الق ادرة على ذلك‪ ،‬المزودة‬ ‫بوس ائل الوصول‪ ،‬أم ا العقل فوسْيلته ‪ -‬إلى ال وإلى معرفة الحق‪ - ،‬هي‬ ‫س والُم ْدنَرنِك ب العقل‪.‬‬ ‫تدبرتدّبر الظ اهر للح ّ‬ ‫ثم بعد ذلك يأخذ في تدريب الط اقة العقلْية على طريقة الستدلل‬ ‫المثمر والتعر(ف على الحقْيقة‪ ،‬فْيتخذ إلى ذلك وسْيلتْين كم ا يلى‪:‬‬ ‫الوسْيلة الولى‪:‬‬ ‫وضع المنهج الصحْيح للنظر العقلي‪ ،‬فْينعى على المقلدين الق ائلْين‪:‬‬ ‫هم‬ ‫ع َلى آ َثا ِر ِ‬ ‫ج ْد َنا آ َباء َنا عَ َلى أ ُ ّم ٍة َو إ ِ ّنا َ‬ ‫‪ ‬إِنّ ا َو َ‬ ‫ن ‪ - [23‬الزخر(ف[‪ ،[.‬وينعي على الذين يتبعون الظن‪ِ  :‬إن‬ ‫ّم ْق َت ُدو َ‬ ‫ن َو َما َت ْه َوى ا ْ َ‬ ‫لنُف سن ‪ - [23‬النجم[‪،[.‬‬ ‫ظ ّ‬ ‫ن ِإل اّ ال ّ‬ ‫عو َ‬ ‫َمي ّت ِب ُ‬ ‫لنُف ُ‬ ‫سن ا َ ُ‬ ‫ف َما‬ ‫ثم يأمر ب التثبت من كل أمر قبل العتق اد به واقتف ائه‪َ  :‬و ل َ َت ْق ُ‬

‫ص َر َوا ْل ُف َؤا دَ‬ ‫ع َوا لْ َب َ‬ ‫م َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ع ْل ٌ‬ ‫ك ِب ِه ِ‬ ‫س َل َ‬ ‫َل ْي َ‬ ‫ؤو ل ً ‪ - [36‬السراء[‪.‬‬ ‫ع ْن ُه َم سْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ك َكا َ‬ ‫ل ُأولـ ِئ َ‬ ‫ُك ّ‬ ‫والوسْيلة الث انْية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 104‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫هي تدبرتدّبر نوامْيس الكون ‪ -‬تطبع العقل بط ابع من الدقة والتنظْيم‪،‬‬ ‫فْيوجه السلم الط اقة العقلْية أول م ا يوجهه ا إلى التأمل في حكمة ال‬ ‫وتدبْيره‪ .‬وهذا التأمل غ ايته إصل ح القلب البشري‪ ،‬وإق امة الحْي اة على‬ ‫الرض على أسس من الحق والعدل الزلْيْين الك امنْين في بنْية الكون وبنْية‬ ‫الحْي اة‪ ،‬وفي ذلك يقول كريس موريسون [في كت ابه (العلم يدعو لليم ان])‪:‬‬ ‫)إّن وجود الخ الق يدّل علْيه تنظْيم ات ل نه اية له ا‪ ،‬تكون الحْي اة‬ ‫بدونه ا مستحْيلة‪ ،‬وإن وجود النس ان على ظهر الرض‪ ،‬والمظ اهر الف اخرة‬ ‫لذك ائه‪ ،‬إنم ا هي جزء من برن امج ينفذه ب ارئ الكون(‪.‬‬ ‫ويوجّه السلم الط اقة العقلْية كذلك إلى النظر في حكمة التشريع‪،‬‬ ‫ولذلك فقد عنى القرآن في آي ات التشريع بأن يوقظ العقل البشري لتدبر‬ ‫هذه الي ات‪ ،‬وفهمه ا ووعْيه ا‪ ،‬حتى يستطْيع تطبْيقه ا على خْير وجه‪.‬‬ ‫ومنذ العصر الول ظهرت حتى في التشريع ات التفصْيلْية الث ابتة‬ ‫المحكمة‪ ،‬ح الت تستدعي إعم ال الفكر‪ ،‬وفهم الحكمة‪ ،‬وفهم الترابا ط‬ ‫الع ام بْين جمْيع التشريع ات‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬عدم تطبْيق عمر لحّد السرقة على‬ ‫غلم ان ح اطب بن أبي بلتعة الذين سرقوا ن اقة رجل من مزينة‪ ،‬لنه اعتبر‬ ‫الجوع الذي يق اسونه ُش بنَْه ةًن تدرأ عنهم الحّد‪ ،‬وق ال لعبدالرحمن بن ح اطب‪:‬‬ ‫}‪:‬‬

‫} أما وا لول أني أظن أنكم تستعملونهم‬ ‫ن أحدهم ميجد ما‬ ‫وتجيعونهم‪ ،‬حتى لو أ ّ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 105‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫حرم ح ّرم ا عليه لكله‪ ،‬لقطعت ل َك َل ُه‪ ،‬لقطع تُ‬ ‫أميدميهم {‪.60‬‬

‫ومن ج انب آخر فإن التشريع ات المتعلقة بأمور متغْيرة في الحْي اة‬ ‫البشرية‪ ،‬وهي سْي اسة الحكم وسْي اسة الم ال‪ ،‬قد اقتضت حكمة ال فْيه ا أن‬ ‫يشمل التشريع السس والمب ادئ دون التفصْيلت والشك ال‪ ،‬لن أية‬ ‫تفصْيلت وأية أشك ال ستكون موقوته بفترة معْينة‪ ،‬بْينم ا السس والمب ادئ‬ ‫هي الط ار الذي ينبغي أن تسْير المور في حدوده‪ ،‬متجددة بتجدد كل‬ ‫عصر ودرجته من العلم‪ ،‬ودرجته من التف اعل من الكون الم ادي‪ ،‬وصورة‬ ‫المجتمع الذي يعْيش فْيه‪.‬‬ ‫ل‪ :‬ورد أس اس ان ش املن هم ا العدل والشورى‪:‬‬ ‫ففي سْي اسة الحكم؛ مث ً‬

‫مو اْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫س َأن َت ْ‬ ‫ن ال ّنا ِ‬ ‫م ُتم َب ْي َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ح َ‬ ‫‪َ ‬و إ ِ َذا َ‬ ‫ل ‪ - [58‬النس اء[‪.‬‬ ‫ع ْد ِ‬ ‫ِبا ْل َ‬ ‫م ‪ -[38‬الشورى[‪.‬‬ ‫شو َرى َب ْي َن ُه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫‪َ ‬و أ َ ْم ُر ُ‬ ‫ولكنه لم يبّْين أي طريقة تكون علْيه ا الشورى!؟ أهي مجمع من‬ ‫رؤس اء القب ائل والعش ائر!؟ أم مجلس برلم اني منتخب أو معْين‪ ،‬أو‬ ‫خلفةخلفه‪ ،‬لن هذه صورة متغْيرة بتغْير صورة المجتمع وإمك انْي اته‪.‬‬

‫ن الأَْغنِْيَ اء‬ ‫ن ُدو َل ًة َب ْي َ‬ ‫كو َ‬ ‫ي ل َمي ُ‬ ‫وج اء في سْي اسة الم ال‪َ  :‬ك ْ‬

‫‪ 60‬مصنف عبد الرزاق الصنع اني‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 106‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫م ‪ - [7‬الحشر[‪ .‬فقرر كراهْية حصر الم ال في يد فئة قلْيلة يتداولونه‬ ‫ِمن كُ ْ‬ ‫بْينهم وبقْية المة محرومة منه‪ .‬أم ا طريقة الشتراك في هذا الخْير فقد تركه ا‬ ‫لكل جْيل يصوغ ا في الصورة التي تلئم ظروفه وعلمه وإمك انْي اته‪ ،‬بحْيث ل‬ ‫يخرج على تلك الق اعدة الكبرى‪.‬‬ ‫لهذا وذاك طلب الْيقظة من النس ان لحكمة التشريع اللهي‪ ،‬ووعْيه‬ ‫وتدبره‪ ،‬ضم ان اً لسْير المور في الرض على نهج من العدالة والحق‬ ‫المستمدين من العقْيدة في ال‪ .‬ومن هن ا يمتزج التشريع ب التوجْيه‪ ،‬وتمتزج‬ ‫الحك ام ب التقوى التي تضئ الوجدان‪.‬‬ ‫ويوّج هن السلم الط اقة العقلْية كذلك لضم ان سْير المور في‬ ‫المجتمع على منهج صحْيح‪ .‬فكل فرد في المة المسلمة مط الب ب الرق ابة‬ ‫على المجتمع‪ ،‬ومسئول عن كل م ا يقع فْيه‪ ،‬وإلّ أص ابه جزاء غفلته ولو لم‬ ‫مو ْا‬ ‫ظ َل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ا ّل ِذمي َ‬ ‫صي َب ّ‬ ‫يكن هو ذاته من الظ المْين‪ِ  .‬ف ْت َن ًة ل ّ ُت ِ‬ ‫ة ‪ - [25‬النف ال[‪،‬‬ ‫ص ً‬ ‫خآ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِمن كُ ْ‬ ‫وإنم ا تصْيبكم جمْيًع ا جزاء قعودكم عن المر ب المعرو(ف والنهي عن المنكر‪.‬‬ ‫هذا التك افل في المجتمع والرق ابة على سْير المور فْيه‪ ،‬يقتضْي ان‬ ‫وعْي اً ك افْيً ا‪ ،‬ويستلزم ان عقولً ن اضجة‪ ،‬ول بدولبد من توجْيه الط اقة العقلْية‬ ‫للعمل في هذا المْيدان‪ ،‬فهذا هو الضم ان لحسن سْير المور‪.‬‬ ‫والقرآن يوجه المسلمْين في ذلك توجْيه ات شتى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 107‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫ فهو مّرًة يبصرهم بأعدائهم الذين يتربصون بهم لِْيَْح َذنُرنوهم‪،‬‬‫ويكونوا على الدوام متْيقظْين لهم‪ ،‬واعْين لمؤامراتهم ودس ائسهم‪.‬‬ ‫ وت ارة يوجههم لطريقة تلقي النب اء والتصر(ف في المور حْين تشْيع‬‫الش ائع ات حول أمر من المور‪.‬‬ ‫ وت ارة يوجههم إلى حسن الحكم على الشْي اء والشخ ا ص‪ ،‬وعدم‬‫التسرع في إصدار حكم على أمر لم تتبْين كل خطوطه‪.‬‬ ‫ وت ارة يوجههم إلى ط اعة أولي المر في حدود ط اعة هؤلء ل‬‫والرسول ‪. ‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬مع ملحظة أن كل توجْيه تنظْيمي يصحبه ويلزمه التوجْيه‬ ‫إلى ال والدعوة إلى تقواه‪.‬‬ ‫ويوّج هن القرآن الط اقة العقلْية إلى النظر في سنةسّنة ال في الرض‪،‬‬ ‫وأحوال المم والشعوب على مدار الت اريخ فقد ق ال ال فى )‪109‬يوسف(‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪                                        ‬‬ ‫‪                                          ‬‬ ‫‪                ‬‬

‫ثم يوّج هن السلم العقل البشري إلى استخل ص الط اقة الم ادية‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 108‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫والمكون ات والعن اصر الرضْية وتذلْيله ا لخدمة النس ان‪:‬‬

‫م ِفي َها‬ ‫ك ْ‬ ‫ع ْل َنا َل ُ‬ ‫ض َو جَ َ‬ ‫م ِفي ا ل َْر ِ‬ ‫ك ّنا ُك ْ‬ ‫‪َ ‬و َل َق دْ َم ّ‬ ‫ش ‪ - [10‬العرا(ف[‪.‬‬ ‫عا ِمي َ‬ ‫َم َ‬ ‫فْيوجهه إلى استخل ص الط اقة الم ادية‪ ،‬وقد وّج هن ُروَح هن من قبل إلى‬ ‫الرتب اط ب ال وخشْيته وتقواه؛ ومن ثم يعمل العقل البشري في استخل ص هذه‬ ‫الط اقة غْير مفتون به ا‪ ،‬ول ش اعر بأنه ا خلصة الحْي اة وجوهره ا الوحد؛ فْينتفع‬ ‫بثم اره ا وهو م الك لمره منه ا‪ ،‬غْير مستعبد له ا ول منجر(ف في طريقه ا‪ ،‬وهذا‬ ‫ف ارق ح اسم فْيم ا بْين السلم وغْيره من النظم والعق ائد والفك ار‪.‬‬ ‫ولذلك فإن المسلمْين لم يفتنهم التقدم الم ادي فْينقطعوا عن ال‬ ‫ومنهجه وعب ادته والسْير على هداه‪ ،‬ولم يفتنهم فْينقطعوا عن ع الم الرو ح‪ ،‬ولم‬ ‫يفتنهم فْيستغلوا علمهم في سبْيل الشرالشّر‪ ،‬ولم يفتنهم فْيَُح ّونلُنهم إلى الم ادية‬ ‫الكريهة التى تسْيطر الْيوم على الغرب‪ ،‬ولم يفتنهم فْينبذوا أخلقهم ج انب اً‬ ‫بُح ّجنِةن أنهم تقّد منّْيون‪.‬‬

‫بل س ار العلم في ظلل العقْيدة يكشف ويصل كل يوم إلى جديد‪،‬‬ ‫وهو م اض في طريق الخْير‪ ،‬لنه س ائر في طريق ال‪ ،‬ولذلك يحر ص السلم‬ ‫أشد الحر ص على ربا ط القلب دائًم ان ب ال‪ ،‬وتوجْيه العقل ‪ -‬وهو يعمل في‬ ‫استنب اط الط اقة الم ادية في الرض ‪ -‬إلى حكمة ال من الخلق‪ ،‬وآي اته في‬ ‫رح اب الكون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 109‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫والعلقة بن العقل والرو ح ق ائمة أبًد ان ل تنفصم في منهج السلم‪.‬‬ ‫ومن ثم ل يضل العقل ‪ -‬وهو يتعلم ‪ -‬ول ينحر(ف عن طريق الخْير‪ ،‬ول‬ ‫يستخدم معلوم اته في سبْيل الشرالشّر‪.‬‬

‫والعلقة بْين الرو ح والم ادة ق ائمة‪ :‬فل يستعبد النس ان الم ادة‪ ،‬ول‬ ‫ظ لكْي انه المتك امل‪،‬‬ ‫يقع فريسة لللة تستعبده وتسْيطر علْيه‪ ،‬لنه ح اف ٌ‬ ‫مستمٌد قوته من ال‪ ،‬من ثم يظل هو المسْيطر وهو العنصر اليج ابي‬ ‫الفع ال‪.‬‬ ‫تلك طريقة السلم في تربْية العقل‪:‬‬

‫ة‪‬‬ ‫ص ْب غَ ً‬ ‫س نُ ِم نَ ال ّل هِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫غ ةَ ال ّل ِه وَ َم نْ أ َ ْ‬ ‫ص ْب َ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫‪ -[138‬البقرة[‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العداد الرلوحي‬ ‫ويقصد ب العداد الروحي أن يكون الطفل جْي اشجْيّ اش العواطف‪،‬‬ ‫ينبسا ط للخْير ويفر ح به ويحر ص علْيه‪ ،‬وينقبض عن الشّر ويضْيق به ويفّر‬ ‫منه‪ .‬ويوّج هن السلم عن اية خ اصة لتربْية الّرو ح لنه ا في نظره مركز الكْي ان‬ ‫البشرى ونقطة ارتك ازه‪ ،‬والمهْيمن الكبر على حْي اة النس ان‪ ،‬لنه ا صلة‬ ‫النس ان ب ال‪:‬‬

‫عو اْ‬ ‫حي َف َق ُ‬ ‫ت ِفي ِه ِمن ّرو ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫س ّو ْمي ُت ُه َو َن فَ ْ‬ ‫‪َ ‬ف ِإ َذا َ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 110‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫سا جِ ِدمي نَ‬ ‫َل ُه َ‬

‫‪ - [29‬الحجر[‪.‬‬

‫ف الّرو ح تلك الط اقة المجهولة التي ل نعر(ف كنهه ا ول طريقة عمله ا‪،‬‬ ‫هي وسْيلتن ا للتص ال ب ال ‪....‬‬ ‫وهى الط اقة التي يتصل به ا النس ان ب المجهول‪ ،‬ب الغْيب المحجوب‬ ‫عن الحواس‪ ،‬ف الستشف ا(ف عملْية من عملْية الّرو ح‪ ،‬والحلم التنبؤي عملْية‬ ‫من عملْي ات الرو ح‪ ،‬والتخ اطر عن بعد ) التلب اثي( كح ادثة عمر الشهْيرة مع‬ ‫س ارية‪ ،‬حْين ن اداه على بعد ألو(ف المْي ال‪ ) :‬ي ا س ارية الجبل!!!!(‪ ،‬فسمعه‬ ‫س ارية ونج ا من الكمْين وانتصر‪ ،‬هذا التخ اطر عملْية من عملْي ات الرو ح‪.‬‬ ‫وهي كله ا عملْي ات جلْيلة عظْيمة ب اهرة معجزة‪ ،.‬يقف النس ان ح ائًرا أم امه ا‪،‬‬ ‫مبهوًرا من العجب والعج اب‪.‬‬ ‫ومهمة العقْيدة هى مس اندة الفطرة وتوجْيهه ا وجهته ا‪ .‬مهمته ا أن‬ ‫تس اعد الفطرة في الهتداء إلى ال‪ ،‬الهتداء الذي هو ك امن في كْي انه ا ولو‬ ‫حجبته ا عنه المراض‪ .‬مهمته ا أن تطلق الّرو ح من إس اره ا لكي ترى ال‪.‬‬

‫فْيعتقد الطفل أن ال الذي خلقه معه ويراه‪ ،‬وهو مطلع على سّره‬ ‫وعلنْيته‪ ،‬وأنه سو(ف يح اسبه في يوم ل شفْيعشفْيٌع فْيه ول نصْير‪ ،.‬وأن‬ ‫جوارحه سو(ف تشهد علْيه‪ ،‬وأن ال قد فرض علْيه فرائض فل يضْيعه ا‬ ‫ك الصلة والصْي ام والزك اة‪ ،‬وإكرام الوالدين‪ ،‬والحس ان إلى الجْيران‪ ،‬وصلة‬ ‫الرحم‪ ،....‬وغْيره ا‪ ..... ،‬فطريقة السلم في تربْية الرو ح هي ‪:‬‬ ‫أن يعقد صلة دائمة بْينه ا وبْين ال‪ ،‬في كل لحظة‪ ،‬وكل عمل‪ ،‬وكل‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 111‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫فكرة‪ ،‬وكل شعور‪ ،‬ويستخدم لذلك وس ائل شتى‪:‬‬ ‫ فهو من ن احْية يثْير حس اسْية القلب بْيد ال المبدعة في صفحة الكننون‪ ،‬لتحننس‬‫دائم ادائم اً بوجود ال‪ ،‬وقدرته المطلقة التي لْيست له ا حدود‪.‬‬ ‫ ومن ن احْية يثْير حس اسْية القلب برق ابة ال الدائمة علْيه‪ .‬فهو منع النسن ان أينمن ا‬‫كنن ان‪ ،‬وهنو مطّلن ٌع علننى فننؤاده‪ ،‬عنن الم بكننل أسنراره‪ ،‬وبمنن ا هننو أخفننى مننن‬ ‫السرار‪.‬‬ ‫ ومن ن احْيننة يننثْير فنني القلننب وجدان التقننوى والخشننْية الدائمننة لنن‪ ،‬ومراقبتننه فنني‬‫كل عمل‪ ،‬وكل فكرة‪ ،‬وكل شعور‪.‬‬ ‫ب ل‪ ،‬والتطلع الدائم إلى رض اه‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن ن احْية يثْير فْيه الحب الح ّ‬

‫سن ّرناء وال ّ‬ ‫ضن ّرناء‪ ،‬وتقبّنل قدرهَقن َدنِرنِه‬ ‫ ومن ن احْينة يبعنث فْينه الطمأنْيننة إلنى الن فني ال ّ‬‫ب التس ن نلْيم والرض نن اء‪ .‬والهن نند(ف فن نني النه اين ننة واحن نند‪ :‬هن ننو وص ننل القلن ننب‬ ‫البشري البَ​َش ِرني ب ال‪.‬‬

‫س بمراقبنة الن الدائمنة لنه فنني كننل تصنر(ف‪ ،‬وكل فكنرة‪ ،‬وكل شننعور‪،‬‬ ‫ وحْين يحن ّ‬‫وكل ه اجسة في النفس مستورة‪ ،‬وكل خ ائنننة فنني العْيننن خ افْيننة‪ ... :‬يهننتز‬ ‫ويرتعش‪ ،‬ويِخ ّر نخ اشًع ا‪ ،‬ويراقنب الن فنني الصنغْيرة والكنبْيرة‪ ،‬وفي الجهنر‬ ‫س ‪،‬ن‬ ‫وفي الخف اء‪ ،‬ويراقبه وهو يعمننل‪ ،‬يراقبننه وهنو يفّكن رن‪ ،‬يراقبننه وهنو يحن ّ‬ ‫فل يعمننل شننْيئً ا بغْيننر إخل ص‪ ،‬ول يعمننل شننْيئً ا بقصنند الش نّر‪ ،‬ول يعمننل‬ ‫شننْيئً ا دون تمعننن وتفكننر‪ ،‬ول يعمننل مسننتهتًرا ول مسننتهْينً ا بنن العواقب‪ ،‬ول‬ ‫يعمل شْيئً ا لغْير ال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 112‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫لولسائل العداد الرلوحي‬ ‫ويمكن أن نلخص وس ائل العداد الروحي فْيم ا يلى‪:‬‬ ‫‪ .1‬العناية بالفضائل‬ ‫وذلك بإبراز قْيمة الفض ائل وآث اره ا الفردية والجتم اعْية‪ ،‬وأبرزه ا‪:‬‬ ‫العدل‪ ،‬والصدق‪ ،‬وبر الوالدين‪ ،‬والشج اعة والصبر‪ ،‬والرحمة والعفو‪ ،‬والم انة‬ ‫والعفة‪ ،‬والتواضع والحلم‪ ،‬والصمت وكف الة الْيتْيم‪ ،‬وبّر الج ار والج ارة‪،‬‬ ‫والوف اء للصديق‪ ،‬والوف اء ب العهد‪ ،‬وغْيره ا‪.‬‬ ‫وإظه ار مس اوئ الرذائل ك الكبرك الِكْبر‪ ،‬والظلم والحسد‪ ،‬والكذب‬ ‫والنف اق‪ ،‬والنمْيمة والغْيبة‪ ،‬والبخل والبغي‪ ،‬والغرور والسخا ط‪ ،‬وحب الدنْي ا‬ ‫واللعن‪ ،‬وصحبة الشرار وشه ادة الزور‪ ،‬والغدر وخلف الوعد‪ ،‬والجدال‬ ‫والمراء‪ ،‬والري اء والعجبوالُعجب‪ ،‬والغش والتجسس‪ ،‬والهمز واللمز‬ ‫والشم اتة‪ ،‬والزن ا واللواط‪ ،‬وعقوق الوالدين واتب اع الهوى‪ ،‬وقطْيعة الرح ام‬ ‫والرب ا‪ ،‬وغْيره ا‪.‬‬ ‫وبْي ان آث اره ا أم ام الطفل بقدر م ا يتسع له فهمه‪ ،‬وذلك بمراقبته‬ ‫وتعويده على الحْي اء والحتش ام‪ ،‬وأن يحبب إلْيه اليث ار‪ ،‬ويحفظه عن‬ ‫الصبْي ان الذين ُعودوا التنعم والرف اهْية ولبس الثْي اب الف اخرة‪ ،‬وعن مخ الطة‬ ‫كل من ُيسمعه م ا ُيرغبه فْيه‪ ،‬ويمنعوُيمنع من لغو الكلم وفحشه‪ ،‬من اللعن‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫ الفصل‬113 ‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان‬ ‫ تنشئة الطفل المسلم‬:‫الثالث‬ 

‫ فإن ذلك يسرى‬،‫ ومن مخ الطة من يجري على لس انه شئ من ذلك‬،‫والسب‬ .‫ل مح الة من قرن اء السوء‬ ‫ولذلك فإّن من الضروري أن يحبب الب اء أبن اءهم في اختْي ار‬ ‫ لن الطف ال‬،‫ ومزاولةومزاملة أصح اب الخلق الف اضل‬،‫الصدق اء الخْي ار‬ .‫يح اكي بعضهم بعض اً ويتشبه كلّ ب الخر‬ ‫والصورة المثلى للتربْية الحسنة هي م ا يرويه القرآن الكريم في‬ :‫حديث لقم ان وهو يعظ ابنه إذ يقول‬                                           .[ ،[‫ لقم ان‬-                        [13                                                                                                                                                                                                                                                                     

‫الكتاب‬



‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬


‫ الفصل‬114 ‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان‬ ‫ تنشئة الطفل المسلم‬:‫الثالث‬ 

                                                











                                           .[[‫لقم ان‬                     [19:16

‫ وأخذه ا ب الهم ف المهم في‬،‫ففي هذه الي ات نرى تدرج الدعوة‬ :‫ وهي‬،‫خطوات أو مراحل متت ابعة ومتك املة ل انفص ال بْينه ا‬ : ‫ متمثل في قوله‬: ‫ جانب العقيدة‬: ‫أول‬                                                          ،[‫ لقمان‬-       [13                 .[‫ لقمان‬-  [16

‫وبعد تثبْيت العقْيدة واستقراره ا في الضمْير بعد اليم ان ب ال وحده ل‬ ‫ والثقة بعدالة الجزاء ل يفلت منه‬،‫ والْيقْين ب الخرة ل ريب فْيه‬،‫شريك له‬ .‫ بعد ذلك تأتي المرحلة الث انْية‬،.‫مثق ال حبة من خردل‬ :‫ث انْيً ا ن تطبْيق العقْيدة‬ ‫الكتاب‬



‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 115‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫متمثلً فنني التننوجه إلننى ال ن ب الصننلة‪ ،‬وإلننى الننن اس ب النندعوة إلننى ال ن‪،‬‬ ‫والصبر على تك الْيف الدعوة ومت ابعته ا التي ل بد أن تكون‪:‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪                                             ‬‬ ‫‪                                      ‬‬

‫‪ [17‬‬

‫‪ -        ‬لقم ان[‪.‬‬

‫ث الثً ا ن الج انب الخلقي والتربوي‪:‬‬ ‫ثننم ينتقننل إلننى أدب الداعْيننة إلننى النن‪ ،‬ف النندعوة إلننى الخْيننر ل تجْيننز‬ ‫التعنن الي علننى الننن اس والتطنن اول علْيهننم ب اسننم قْينن ادتهم إلننى الخْيننر‪ ،‬ومنن بنن اب‬ ‫أولى يكون التع الي والتط اول بغْير دعوة إلى الخْير أقبح وأرذل‪: :‬‬ ‫‪                                     ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -            [18،‬لقمان[‪.‬‬ ‫‪[18، 19‬‬

‫ويوضح الم ام الغزالي كْيفْية العن اية بهذا الج انب [ في كت ابه )إحْي اء‬ ‫علوم الدين( جن ‪ 3‬ص ‪ ]73‬فْيقول‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 116‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫)مهم ا ظهر من الصبي ُخ لُنٌق جمْيل‪ ،‬وفِْع ٌلن محمود‪ ،‬فْينبغي أن يَُك ّرنم‬ ‫علْيه وُيج ازى علْيه بم ا يفر ح به‪ ،‬وُيمد ح بْين أظهر الن اس‪ ،‬فإن خ الف ذلك‬ ‫في بعض الحوال مّرًة واحدة فْينبغي أن يتغ افل عنه‪ ،‬ول يهتك ستره‪ ،‬ول‬ ‫يك اشفه‪ ،‬ول يظهر له أن يتصور أن يتج اسر أحد على مثله‪ ،‬ول سْيم ا إذا‬ ‫ستره الصبي واجتهد في إخف ائه‪ ،‬فإن إظه ار ذلك علْيه ربم ا يفْيده جس ارة‬ ‫حتى ل يب الي ب المك اشفة‪ .‬فعند ذلك إن ع اد ث انْية فْينبغي أن يع اتب سّرا‬ ‫ويعظم المر فْيه‪ .‬ول تكثر القول علْيه ب العت اب في كل حْين‪ ،‬فإنه يهون‬ ‫علْيه سم اع الملمة وركوب القب ائح‪ ،‬وُيسقا ط َوقْنَع الكلم من قلبه‪ ،‬ولْيكن‬ ‫الب ح افظً ا هْيبة الكلم معه‪ ،‬فل يوبخه إل أحْي انً ا‪ ،‬والم تخّو فُنهُ ب الب‬ ‫وتزجره عن القب ائح(‪.‬‬ ‫‪ .2‬القدلوة الطيبة‬ ‫أن يكون الب اء أنفسهم مثلً ص الح اً لبن ائهم‪ ،‬فإن الطف ال من‬ ‫ع اداتهم أن يتشبهوا بثآب ائهم ويح اكونهم في أقوالهم وأفع الهم‪ ،‬والقدوة‬ ‫سنٌمن للفض ائل‪ .‬وإن الطفل الذي يرى والديه‬ ‫ضن ُمَج ّ‬ ‫الص الحة م ا هي إل َعْر ٌ‬ ‫يهتم ان بأداء الشع ائر والبعد عم ا يخل بتع الْيم الدين ‪ -‬مثل الكذب والغدر‪،‬‬ ‫والنمْيمة والثرة‪ ،‬والبخل وغْير ذلك من الصف ات الذمْيمة ‪ -‬ل بد وأن يتأثر‬ ‫تأثًرا ب الغً ا بم ا يراه ويش اهده من والديه‪ ،‬وفي ذلك يقول الغزالي [في إحْي ائه]‪:‬‬

‫) فأول المور التي ينبغي أن تراعى فإنأّن الصبي بجوهره خلقُخ لنق‬ ‫ق ابل للخْير والشر جمْيًع ا‪ ،‬وإنم ا أبواه يمْيلن به إلى أحد الج انبْين‪ ،‬ق ال‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 117‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫رسول ال ‪: ‬‬ ‫ه ُميه ّودان ِه أو‬ ‫ة‪ ،‬فأ َبوا ُ‬ ‫ل مولو ٍد ميو َل ُد على ال ِفطر ِ‬ ‫} ك ّ‬ ‫جسا ِنه {‬ ‫صرا ِنه أو ُميم ّ‬ ‫ُمين ّ‬

‫‪61‬‬

‫ولكي تكتمل القدوة الطْيبة لدى الطفل فإنن ا نحت اج إلى أن يكون‬ ‫ب في تنشئة ذلك‬ ‫الش ارع والمدرسة والمجتمع على الصورة التي ُترغّبننَْ َ‬ ‫رغ ُ‬ ‫الطفل علْيه ا‪ ،‬فإن تربْية طفل واحد على السلم‪ ،‬كتربْية ألف طفل‪ ،‬كتربْية‬ ‫جمْيع الطف ال‪ ،‬تحت اج إلى البْيت المسلم‪ ،‬والش ارع المسلم‪ ،‬والمدرسة‬ ‫المسلمة‪ ،‬والمجتمع المسلم‪.‬‬

‫فم ا دمت ل تستطْيع ‪ -‬ول ينبغي لك ‪ -‬أن تحبس طفلك عن‬ ‫النزول إلى الش ارع للعب أو السْير والنتق ال فْيه؛ ول عن الذه اب إلى‬ ‫المدرسة لْيتعلم؛‪ ،‬ول عن الختلط ب المجتعب المجتمع ومف اهْيمه‪ ،‬وع اداته‬ ‫وتق الْيده‪ ،‬وأنم اط سلوكه‪ ،‬ول عن التأثْيرات الن اشئة من ذلك كله؛ فلن‬ ‫تستطْيع إذن أن تنشئ هذا الطفل كم ا تريد أنت‪ ،‬مهم ا كنت في بْيتك على‬ ‫أعلى درج ات المث الْية في سلوكك الشخصي أو في منهجك التربوي‪ .‬فإن‬ ‫كن ا نريد إذن أن نربي أطف الن ا تربْية إسلمْية ‪ -‬وذلك هو الطبْيعي لكونن ا‬ ‫مسلمْين ‪ -‬فل بد أن يكون لدين ا البْيت المسلم‪ ،‬والش ارع المسلم‪،‬‬ ‫والمدرسة المسلمة‪ ،‬والمجتمع المسلم‪.‬‬ ‫ومن بديهْي ات المجتمع المسلم أن يكون البْيت والش ارع والمدرسة‬ ‫‪ 61‬الشْيخ ان عن أبى هريرة‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 118‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫والمجتمع كله ا س ائرة في طريق واحد هو طريق السلم والتربْية السلمْية؛‬ ‫وألّ يوجد الصراع بْينه ا‪ ،‬م ادامت كله ا تنهج نهًج ان واحًد ان‪ ،‬وتستمد من معْين‬ ‫واحد؛ وأن تتثآزر جمْيًع ا على تكوين الشخصْية اليم انْية المسلمة‪ ،‬وتوحْيد‬ ‫أنم اط سلوك المجتمع وع اداته‪ ،‬وجعله ا ط ابًع ا ممْيًزا للمجتمع السلمي‬ ‫كله‪ ،‬ينعكس في السلوك الفردي لكل مسلم‪ ،‬ك الداب الع امة‪ ،‬وطريقة‬ ‫التع امل في البْيع والشراء‪ ،‬وآداب الزي ارة‪ ،‬وآداب الحديث‪ ،‬وآداب‬ ‫الزوج الزواج‪ ،‬وآداب السرة‪ ،‬وغْيره ا‪ ،‬وإن ك ان هذا التوحْيد الع ام لنم اط‬ ‫السلوك وع اداته ل يلغي الفوارق الذاتْية بْين البشر المسلمْين‪ ،‬ول يجعلهم‬ ‫نسًخ ان مكررة‪ ،‬وإنم ا يسمح بوجود درج ات من الختل(ف؛ لن لكل مسلم‬ ‫ط ابعه الخ ا ص‪.‬‬ ‫ومع عن اية السلم بأن يكون البْيت والش ارع والمدرسة والمجتمع‬ ‫كله ا س ائرة في طريق واحد ومؤدية إلى غ اية واحدة‪ ،‬فقد ك ان تركْيز السلم‬ ‫الكبر على السرة والبْيت‪ ،‬لن البْيت هو المحضن الذي ينشأ فْيه الطفل‬ ‫حتى يكبر‪ ،‬ويلتقا ط منه النطب اع الول الذي قد يؤثر فْيه مدى الحْي اة‪.‬‬ ‫وتتضح لن ا عن اية السلم ب البْيت والسرة من مراجعة تشريع ات‬ ‫السلم وتنظْيم اته‪ ،‬وتوجْيه اته جمْيًع ا‪ .‬فأم ا التشريع ات والتنظْيم ات فقد‬ ‫كفلت قْي ام السرة على رب اط شرعي معلن ق ائٌم بسمب اسم ال‪ ،‬وفي ذلك‬ ‫حفظ النس اب‪ ،‬واطمئن ان الب إلى أبن ائه‪ ،‬واطمئن ان البن اء إلى أبويهم‪،‬‬ ‫وذلك عنصر مهم من عن اصر الستقرار في نفس الطفل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 119‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫كم ا كفلت التشريع ات والتنظْيم ات قْي ام الزوج بكف الة الزوجة وإراحة‬ ‫أعص ابه ا من جهد الكد ح من أجل لقمة الخبز‪ ،‬وذلك لكي تتفرغ لمهمته ا‬ ‫العظمى في تنشئة الجْي ال‪.‬‬ ‫ولئن ك ان الداء الذي أص اب الع الم الم ادي هو تشغْيل المرأة‪،‬‬ ‫وَش غَنلَ​َه ان بقضْية المس اواة مع الرجل‪َ ،‬وَح َمنلَنَه انعلى أن تستنكف التفرغ‬ ‫للمومة وبن اء الجْي ال الق ادمة من البشرية‪ ،‬وتعّد هن حطً ا من قْيمته ا وتضْيْيع اً‬ ‫لمواهبه ا‪ ،‬وتصعْيب الحْي اة القتص ادية وتعقْيده ا ن بخبث ن‪ -‬بُِخ ْبن ٍ‬ ‫ث ‪ -‬بحْيث‬ ‫ل يكفي فْيه ا إيراد الرجل وحده لق امة بْيت وأسرة‪ ،‬لكي ُتكره المرأة على‬ ‫العمل‪ ،‬أو لكي تجد المبرر الظ اهري لهجر البْيت والخروج للعمل‪ ،‬فإن‬ ‫المرأة الع املة المتزوجة ذات الولد لهي التي تصرخ مستجْيرة من ذلك‬ ‫الجهد المهلك المضني‪ ،‬خ اصة بعد أن تكثر مط الب السرة وتتعدد‪ .‬ولقد‬ ‫ك ان السلم أرأ(ف به ا وأرحم‪ ،‬وأعلم ب احتْي اج اته ا واحتْي اج ات الطفولة‬ ‫واحتْي اج ات البشرية كله ا وهو يضع هذه التشريع ات وهذه التنظْيم ات‪.‬‬ ‫وأم ا توجْيه ات السلم فهي تدعو إلى توفْير أكبر قدر من الستقرار‬ ‫لهذا البْيت الذي ينشأ فْيه الطفل‪ ،‬لتكون تنشئة الطف ال في أفضل وضع‬ ‫لهم‪ ،‬وفي أنسب الظرو(ف ملئمة لنموهم السوي على الفطرة السلْيمة‪.‬‬ ‫فهو أولً‪:‬‬ ‫يستثْير وجدان المودة والرحمة بْين الزوجْين‪ ،‬لْيكون هذا هو الرب اط‬ ‫القوى الذي يربا ط قلب الب وقلب الم‪ ،‬فْيربا ط معهم ا كْي ان البْيت كله‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 120‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫ك مْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن َأن ُف ِ‬ ‫كم ّم ْ‬ ‫ق َل ُ‬ ‫ن خَ َل َ‬ ‫ن آ َميا ِت ِه أ َ ْ‬ ‫‪َ ‬و ِم ْ‬ ‫كم ّم َو ّد ةً‬ ‫ل َب ْي َن ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ك ُنوا إ ِ َل ْي َها َو جَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫جا ّل َت ْ‬ ‫أ َ ْز َوا ً‬ ‫ن‪‬‬ ‫ك ُرو َ‬ ‫م ميَ َت َف ّ‬ ‫ك ل َميا تٍ لّ قَ ْو ٍ‬ ‫ن ِفي َذ ِل َ‬ ‫م ًة إ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫َو َر ْ‬ ‫‪ -[21‬الروم[‪.‬‬

‫ثم هو ث انْيً ا‪:‬‬ ‫يوصي كلّ منهم ا بإحس ان المع املة من ج انبه‪ ،‬والحر ص على هذا‬ ‫ف‪‬‬ ‫م عْ ُرو ِ‬ ‫ن ِبا ْل َ‬ ‫ه ّ‬ ‫عا شِ ُرو ُ‬ ‫الرب اط من أن تنفصم عراه‪َ  :‬و َ‬ ‫‪ -[19‬النس اء[‪ ،‬ويدعو إلى علج كل ب ادرة من بوادر الخل(ف قبل أن تصل‬ ‫للقطْيعة ]‪ 35 -34‬النساء[‪:.‬‬ ‫‪                                       ‬‬ ‫‪                            ‬‬ ‫‪                                    ‬‬ ‫‪                                      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪                                  ‬‬ ‫‪                                  ‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 121‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫‪                              ‬‬ ‫‪                                        ‬‬ ‫ا‪‬‬ ‫والملحوظ في هذه التوجْيه ات كله ا‪:‬‬ ‫كم ا هو الملحوظ في التشريع ات والتنظْيم ات أن تكون المور في‬ ‫الوضع المثل ب النسبة للرجل والمرأة كلْيهم ا‪ ،‬ولكن من الواضح كذلك أنه ا‬ ‫تهد(ف إلى م ا وراء الرجل والمرأة في ذاتهم ا‪ ،.‬فهي تهد(ف ‪ -‬بتوفْير‬ ‫الستقرار النفسي والعصبي والجتم اعي والقتص ادي للرجل والمرأة ‪ -‬إلى‬ ‫تهْيئة الجو الص الح للمومة والبوة‪ ،‬لتنشئة الجْي ال المقبلة في أنسب وضع‬ ‫لهذه التنشئة وأفضل وضع‪.‬‬ ‫فل شئ يْيسر التربْية السلْيمة ويجعله ا أقرب إلى إيت اء الثمرة‬ ‫المرجّو ةن من الجو المستقر حول الطفل‪ ،‬والحب المرفر(ف حوله من خلل‬ ‫البوين‪ ،‬ول شئ يفسد التربْية ويجعله ا أبعد عن إيت اء ثمرته ا من ‪ -‬جو‬ ‫القلق العصبي والنفسي والفكري والروحي‪ ،‬والجو المشحون ب البغض اء‬ ‫والشق اق والتوتر‪.‬‬ ‫ومن هن ا ك ان حر ص السلم الشديد على تربْية الن اس على نهج‬ ‫السلم‪ ،‬لكي يكون الب اء هم القدوة المب اشرة لبن ائهم في الفترة التي‬ ‫ينحصر ع الم الطفل فْيهم‪ ،‬فتتكون في نفوس الطف ال ن‪ -‬ب اللتق اط‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 122‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫والمح اك اة ن‪ -‬تلك القْيم السلمْية بغْير جهد يذكر‪ ،‬وينشأوتنشأ في نفوسهم‬ ‫منذ الصغر فتكون عمْيقة الجذور‪ ،‬ثم يزيده ا التعلْيم رسوًخ ان‪ ،‬ويزيده ا‬ ‫المجتمع السلمي قوة‪.‬‬ ‫فحْين توجد القدوة الحسنة متمثلة في الب المسلم والم ذات‬ ‫الدين فإن كثْيًرا من الجهد الذي يبذل في تنشئة الطفل على السلم يكون‬ ‫جهًد ان مْيسًرا وقريب الثمرة في ذات الوقت‪ ،‬لن الطفل سْيتشرب القْيم‬ ‫السلمْية من الجو المحْيا ط به تشّربً ا تلق ائْيً ا‪ ،‬وستكون تصرف ات الم والب‬ ‫أم امه في مختلف المواقف ‪ -‬مع بعضهم ا البعض ومع الخرين ‪ -‬نم اذج‬ ‫يحتذيه ا ويتصر(ف على منواله ا‪.‬‬ ‫ولذا فعلى الب والم واجب ات عديدة فى هذا الشأن‪:‬‬ ‫علْيهم ا أن يترفع ا أم ام أولدهم ا عن دن اي ا المور‪ ،‬وسف اسف الع ادات‪،‬‬ ‫وقب ائح الخلق‪ ،‬وأن ينّزه ا ألسنتهم ا من السب اب والشت ائم والكلم ات الن ابْية‬ ‫والقبْيحة‪ ،‬وعن كل م ا يْنُِبي عن فس اد الخلق ك الكذب الذى استشرى فى‬ ‫البْيوت‪ ،‬لن مسئولْيتهم ا في هذا المج ال مسئولْية ش املة‪.‬‬ ‫ومن المور المسلم به ا لدى علم اء التربْية أن الطفل يولد على‬ ‫الفطرة النقّْية والطه ارة والبراءة‪ ،‬فإذا تهْيأت له التربْية المنزلْية الواعْية‪ ،‬والبْيئة‬ ‫التعلْيمْية المؤمنة‪ ،‬نشأ الولد على أخلق ف اضلة‪ ،‬وترّبى تربّْية ص الحة‪.‬‬ ‫والصبي أم انة عند والديه‪ ،‬وقلبه الط اهر جوهرة نفْيسة‪ ،‬فإذا عُّو َدن‬ ‫الخْير وعُلَّم هن‪ ،‬نشأ علْيه وسعد به في الدنْي ا والخرة‪ ،‬وإن نشأ في بْيت‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 123‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫مهمل‪ ،‬وخ الا ط جم اعة ف اسدة‪ ،‬فإنه سْيرضع لب ان الفس اد ويتربى على أسوأ‬ ‫الخلق‪ ،‬وسرع ان م ا يتحول من السع ادة إلى الشق اء‪.‬‬ ‫‪ .3‬التدريب على العبادات‬ ‫وفي هذه المرحلة يجب أن‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ُيلقّن الطفل مب ادئ الدين‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ونعّو دنه على مم ارسة فعل الخْير‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ونَُم ّرننُهُ على العب ادات‪.‬‬

‫لن ذلك يجعل منه نواة ص الحة لمجتمع سلْيم راق‪ ،‬وفي ذلك يقول‬ ‫الم ام الغزالي [في إحْي ائه جن ‪ 3‬ص ‪:]73‬‬ ‫)ومهم ا بلغ سن التمْيْيز‪ ،‬فْينبغي أن ل يس امح في ترك الطه ارة‬ ‫ب لبس الديب اج والحرير‬ ‫والصلة‪ ،‬ويؤمر ب الصوم في بعض أي ام رمض ان‪ ،‬ويَُج نّن ُ‬ ‫والذهب‪ ،‬وينَُعّلم كل م ا يحت اج إلْيه في حدود الشرع(‪.‬‬ ‫ض حن اً الواجب على الب في هذه‬ ‫وقد ق ال رسول ال ‪ -، ‬مو ّ‬ ‫الفترة ‪ -‬فْيم ا رواه الكثْيرون من أصح اب الكتب‪:‬‬

‫ن‪،‬‬ ‫ع سني َ‬ ‫س ْب ِ‬ ‫ة ِل َ‬ ‫ن بالصل ِ‬ ‫}ُم ُروا الصبيا َ‬ ‫ش ٍر‪ ،‬و َف ّر ُقوا و َف رّ ُقوا‬ ‫ع ْ‬ ‫ع َل ْي َها في َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ِر ُب ْو ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫ع {‪62‬‬ ‫ج ِ‬ ‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م في ال َ‬ ‫َب ْي َن ُه ْ‬

‫‪ 62‬عن عمرو بن شعْيب عن أبْيه عن جده‪ ،‬سنن الكبرى للبْيهقي‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 124‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫ع‬ ‫سا ِب ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ع ْن ُه َمي ْو َ‬ ‫ق َ‬ ‫ع ّ‬ ‫م ُمي َ‬ ‫غل َ ُ‬ ‫وأميضا‪ } :‬ال ُ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫س ِني َ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ّ‬ ‫غ ِ‬ ‫ع ْن ُه ا ل َ​َذى ؛ ‪َ ،‬ف ِإ َذا َب َل َ‬ ‫ط َ‬ ‫ما ُ‬ ‫مى َو ُمي َ‬ ‫س ّ‬ ‫َو ُمي َ‬ ‫ش ُه‪َ ،‬ف ِإ َذا َب َل َ‬ ‫غ‬ ‫ل ِف َرا ُ‬ ‫ن عُ ِز َ‬ ‫س ِني َ‬ ‫س عَ ِ‬ ‫غ ِت ْ‬ ‫ب‪َ ،‬ف ِإ َذا َب َل َ‬ ‫أ ُ ّد َ‬ ‫ة‪َ ،‬ف ِإ َذا َب َل غَ‬ ‫صل ِ‬ ‫ب عَ َلى ال ّ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫س َن ًة ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ش َر َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ث َ‬ ‫َث ل َ َ‬ ‫خ َذ ِبـ َي ِد ِ‬ ‫ه‬ ‫م أَ َ‬ ‫ه؛ ُث ّ‬ ‫ج ُه أ َ ُبو ُ‬ ‫س َن ًة َز ّو َ‬ ‫ة َ‬ ‫ش َر َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ت َ‬ ‫س ّ‬ ‫ِ‬

‫عو ُذ ِبالله‬ ‫ك‪ ،‬أ َ ُ‬ ‫ح ُت َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك َو أ َ ْن َ‬ ‫م ُت َ‬ ‫ع ّل ْ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ل ‪َ:‬ق ْد أ َ ّد ْب ُت َ‬ ‫َو َقا َ‬

‫ك ِفي‬ ‫ك ِفي ال دّ ْنيا َو عَ َذا ِب َ‬ ‫ن ِف ْت َن ِت َ‬ ‫ِم ْ‬

‫ة{‪63 .‬‬ ‫خ َر ِ‬ ‫ال ِ‬

‫فقد ج اء التوجْيه النبوى أن نروضنرّو ضن أولدن ا على القْي ام ب العب ادات‬ ‫لتتأصل في نفوسهم‪ ،‬ويتعودوا علْيه ا منذ نشأتهم الولى‪ ،‬حتى يتربى الطفل‬ ‫ض ان‬ ‫على ط اعة ال ‪ ‬والقْي ام بحّقهن‪ ،‬والثقة به والعتم اد علْيه‪ ،‬ويجد فْيه ا أي ً‬ ‫طُْه ًرننا لروحه‪ ،‬وصف اءاً لنفسه‪ ،‬وصحًة لبدنه‪ ،‬وتهذيب اً لخلقه‪ .‬فقد ق ال‪: :‬‬ ‫س ُنوا أ َ َد َب ُه ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫م‪َ ،‬و أ َ ْ‬ ‫} أ َ ْك ِر ُموا أ َ ْو ل َ​َد ُك ْ‬ ‫م ‪ ، {،‬وورد‪:‬‬ ‫} آدابهم { ‪، 65 {64‬‬

‫ل وال ٌد ولدا خيرا َل ُه من أد بٍ‬ ‫ح َ‬ ‫} وقوله ‪َ }:‬ما َن َ‬ ‫‪ 63‬ابن حب ان عن أنس‪ ،‬وفى تخريج أح اديث الحْي اء ق ال العراقى ‪ :‬أخرجه أبنو الشنْيخ ابنن حبن ان فني كتن اب الضنح اي ا والعقْيقنة‬ ‫إل أنه ق ال"وأدبوه لسبع وزوجوه لسبع عشرة ولم يذكر الصوم" وفي إسن اده من لم يسم‪.‬‬ ‫‪ 64‬سنن ابن م اجه‪ ،‬عن أنس‬ ‫‪ 65‬سنن ابن م اجه‪ ،‬عن أنس‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 125‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫س ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫ن { ‪.66‬‬

‫إن الطفل عندم ا ينشأ منذ نعومة أظف اره على اليم ان ب ال والعتم اد‬ ‫علْيه والمراقبة له‪ ،‬فإنه يصبح وعنده الملكة الفطرية‪ ،‬والستج ابة الوجدانْية‪،‬‬ ‫لتقبللتقّبل كل فضْيلة وَمْكن ُرنَمةن‪ ،‬ويتأتى ذلك بإبراز مش اعر الطهر والنق اء في‬ ‫نفسه‪ ،‬وإشع اره بمراقبة ال علْيه‪.‬‬ ‫ولذلك فْيبدأ البوان في هذه المرحلة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫بتعلْيم الطفل الطه ارة والوضوء والصلة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ويصحبه الب معه إلى المسجد للصلة معه‪ ،‬على أن يبْين‬ ‫له آداب المسجد والجلوس فْيه‪ ،‬ويوضح له كْيفْية الصلة‬ ‫في جم اعة ‪ -‬ويجتهد في إقن اعه بأهمْية الصلة وفض ائله ا‪،‬‬ ‫ويكشف له عن بعض أسراره ا‪ ،‬حتى تكون عب ادته عن‬ ‫بن وشوق‪ ،‬ل عن خو ٍ‬ ‫(ف ورهبة‪ ،‬فذلك يجعله يصلي‬ ‫ُح ّ‬ ‫ت ح اضًرا أو غ ائبً ا‪ ،‬لنه يصلي ل ‪ ،‬ولْيس خوفً ا‬ ‫سواء ُك ْنن ُ‬ ‫مني أو رغبة في إرض ائي‪ ،‬بل رغبة في إرض اء ال ‪. .‬‬

‫‪-‬‬

‫وكذلك الصْي ام فنبدأ بتدريب الطفل على صْي ام بعض‬ ‫الْيوم‪ ،‬ثم نصفه‪ ،‬ثم صْي ام بعض أي ام الشهر الكريم‪.‬‬ ‫وتحكي السْيدة ع ائشة ‪ ‬عن ذلك فتقول‪:‬‬

‫صوم ونحن صغار‪ ،‬وكانوا ميصنعون‬ ‫} كنا ن ُ‬ ‫‪ 66‬رواه أيوب بن موسى عن أبْيه عن جده سنن الكبرى للبْيهقي‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 126‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫لنا اللعبة من العهن )الصو(ف( ميلهوننا بها عن‬ ‫الجوع {‪.‬‬ ‫‪ .4‬الدا ب اللسلمية‬ ‫وفي تلك المرحلة اله امة يجب تعويدهم على الداب السلمْية‬ ‫اله امة‪ ،‬وخ اصة في النوم‪ ،‬فنجعل الولد في غرفة والبن ات في غرفة‪ ،‬ونجعل‬ ‫لكل ولد أو بنت سريراً خ اص اً به‪ ،‬فإذا اضطررن ا لن ين ام ولدان على سرير‬ ‫واحد‪ ،‬أو بنت ان في فراش واحد‪ ،‬فْيجب أن نجعل لكل ولد أو بنت غط اًءا‬ ‫ص ان به ول نشركهم ا في غط اء واحد‪ ،‬لن احتك اك العض اء ببعضهم ا قد‬ ‫خ ا ً‬ ‫يحرك الشهوة‪ ،‬أو يثْير الغرائز‪ ،‬وهذا من الحْيطة الب الغة التي يحر ص السلم‬ ‫علْيه ا‪.‬‬ ‫وكذلك يجب تعلْيمهم أدب الستئذان كم ا و ّ‬ ‫ضحنه القرآن‪ ،‬لنه من‬ ‫قواعد الدب الع الي والخلق الرفْيع‪ .‬ف الرجل عندم ا يدخل إلى غرفة نومه ‪-‬‬ ‫ومعه زوجته ‪ -‬علْيه أن يعلمْيعّلم أولده أن ل يدخلوا علْيه إل إذا استأذوا‪،‬‬ ‫حتى ل تقع أنظ ارهم علْيه في صورة ل يحب منهم أن يطّلُِعوا علْيه ا‪ ،‬وذلك‬ ‫م ا وّج هن إلْيه القرآن الكريم في قوله تع الى فى )‪58‬النور(‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪       ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪         ‬‬

‫‪‬‬

‫‪           ‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 127‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫‪                                       ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫‪‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪‬‬

‫‪                                    ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪        ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪                                      ‬‬ ‫‪                                      ‬‬ ‫ونركز في هذه الفترة على تعلْيمهم أدب الطع ام‪ ،‬وأدب الكلم‪،‬‬ ‫وأدب المشي‪ ،‬وأدب الجلوس‪ ،‬وأدب الزي ارة‪ ،‬وأدب السلم‪ ،‬وغْيره ا من‬ ‫الداب السلمْية التي تجعل الطفل ينشأ على القْيم السلمْية‪ ،‬وينَْع تنَّز به ا‪،‬‬ ‫ويفتخر ب التمسك به ا‪.‬‬ ‫وعلْين ا أن نحذر هذا التقلْيد الذي سرى في بلدن ا ك الن ار في‬ ‫الهشْيم‪ ،‬وهو الدفع بأولدن ا إلى مدارس أجنبْية ومع اهد تبشْيرية‪ ،‬مع ترك‬ ‫قْي ادة الولد في تعلْيمهم لمربْين ملحدين‪ ،‬يغرسون في أنفسهم بذور الحقد‬ ‫واللح اد‪ ،‬والتأفف من العف ا(ف وكره الحج اب‪ ،‬ويزودونهم بكتب وأفلم‬ ‫الخلعة والمجون على أنه ا ثق افة وم ا كتبه المستشرقون ضد دينن ا الحنْيف‬ ‫لكى تعر(ف الرأى الخر! وتتعود حرية الفكر!!!‪ ،‬ويصبونويصّبون في آذانهم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 128‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫كلم ات الستهج ان ب الدين والستخف ا(ف به وإن لم يصرحوا بذلك ولكنهم‬ ‫يبثوه فى نفوسهم!‬ ‫و فى أحسن الحوال يتعمدون تنفْيرهم من اللغة العربْية وصعوبة‬ ‫القرآن وفهمه كم ا يصورون لهم من طر(ف خفى مع عرض أنم اط الحْي اة‬ ‫الغربْية علْيهم مع م ا فْيه ا من حرية وإختلط وسهوله ول مط البة ب الصلة كل‬ ‫وقت ول مح افظة على طه ارة وأشْي اء ل أهمْية له ا!! كم ا يقولون لهم!‬ ‫فعلْين ا أن نتنبه لهذا ونستشعر المسئولْية الضخمة والخطر الجسْيم‪،‬‬ ‫وهذا يتطلب الْيقظة الت امة والحْيطة الك املة فى اختْي ار المدرسة ومت ابعة‬ ‫البن اء‪.‬‬ ‫ى‬ ‫‪،‬ولنضرب مثلً للذين تربنّْو ان على اليم ان ب الحسن والحسْين سْيد ّ‬ ‫شب اب أهل الجنة ‪:‬‬ ‫تن فْيهم ا التربْية السلمْية الحكمة في مع الجة‬ ‫‬‫فقد غَ​َرَس ْ‬ ‫المور التي تعن لهم ا‪ ،‬ولذلك ورد أنهم ا رأي ا رجلً ل يحسن‬ ‫الوضوء‪ ،‬فلم ينبه اه بطريقة مب اشرة حتى ل يجرح ا مش اعره‪ ،‬بل‬ ‫اصطنع ا شج اًرا وخلفً ا بْينهم ا على أيهم ا أحسن وضوًءا‪ ،‬ثم اقترب ا‬ ‫منه وطلب ا منه أن يتوضئ ا أم امه ويحكم بْينهم ا‪ ،‬فلم ا رآهم ا الرجل تنّبه‬ ‫إلى خطئه‪ ،‬وشكر لهم ا حسن صنْيعهم ا‪.‬‬ ‫ضن ن ان ه ننذه الحكم ننة ه نني ال ننتي دفع ننت الحس ننْين ‪ -‬وهننو‬ ‫‬‫وأي ً‬ ‫(ف بْين ننه وبْي ننن الحسننن‪ ،‬أن يرسننل إلْيننه‬ ‫الصننغر ‪ -‬عن نندم ا حنندث خل ٌ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــان ‪ 129‬الفصل‬ ‫الثالث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫‪‬‬

‫رس الة يقول فْيه ا‪:‬‬

‫ي ا أخى الحبْيب ‪:‬ق ال ‪:): ‬‬ ‫} ل مينبغي لمسلم أن ميهجر أخاه فوق ثلث‪ ،‬وخيرهما‬ ‫الذي ميبدأ بالسلم{‬

‫(فإذا وصلك خط ابي هذا فأت إلّي‪ ،‬لني ل أرضى أن تكون الخْيرية‬ ‫لي وأنت أخي الكبر‪.‬‬ ‫فج اء إلْيه وتص افْي ا!! لنهم ا تربْي ا على منهج السلم القويم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 30‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الرابع‬ ‫‪‬‬

‫رعاية شبا ب اللسلم‬ ‫‪‬‬

‫ألو ً‬ ‫ل‪ :‬التثقيف لوالتربية الجنسية‬ ‫ نمااذج من اللسئلة التى فطرحت على الرلسول‬‫ اللفاظ القرآنية فى المواضيع الجنسية‬‫ ألسبا ب عناية اللسلم بالتربية الجنسية‬‫ تربية الفطفال جنسياً‬‫ألو ً‬ ‫ل‪ :‬لستر العورة‬ ‫ثانيًا‪ :‬التفريق بينهم فى المضاجع‬ ‫ثالثًا‪ :‬تعليم البناء أحكام المراهقة‬ ‫رابعًا‪ :‬تجنب اللولد الثارات الجنسية‬ ‫خامسا‪ :‬تعليمهم أد ب الدخول على النساء‪،‬‬ ‫لواللستئذان على الوالدين‬ ‫ علج اللسلم للزنى‬‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 31‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ ألسبا ب إنتشار الفات الجنسية فى المجتمع‬‫‪ -1‬الختلء بالمرأة الجنبية‬ ‫‪ -2‬النظر المحرم إلى محالسن المرأة‬ ‫خم‬ ‫‪ -3‬اللستماع إلى صوت المرةالمرأة المر ّ‬ ‫‪ -4‬شم أنفاس المرأة لوالستنشا ق عطرها‬ ‫‪ -5‬لمس أعضائها‪.‬‬ ‫‪ -6‬نقص التربية متمثل ً فى اقلة المرلوءة‪.‬‬ ‫‪ -7‬نقص التربية مثمثل ً فى عدم الوعى بأخطار الزنا‬ ‫‪ -8‬عدم الزلواج المبكر‬ ‫‪ -9‬فقدان الرادع‬

‫‪ -‬العلج اللسلمى لنتشار الفات الجنسية‬

‫ثانيًا‪ :‬التربية اليمانية‬ ‫ مسئولية الباء فى متابعة البناء‬‫ ألسس التربية اللسلمية‬‫ألو ً‬ ‫ل‪ :‬القيم اللسلمية‬ ‫ثانيًا‪ :‬مكارم الخل ق‬ ‫ثالثًا‪ :‬بناء المرااقبة اليمانية )الضمير(‬ ‫رابعًا‪ :‬جهاد النفس‬ ‫ نور القرآن‬‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 32‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬ميادين جهاد المؤمنين‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 33‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الرابع‬ ‫رعاية شبا ب اللسلم‬ ‫عني السلم عن اية كبْيرة جًد ان ب الشب اب‪ ،‬لنهم عم اد المة‪ ،‬ومطمح‬ ‫آم اله ا‪ ،‬وعلْيهم ُج ّلن اعتم اده ا في أي نهضة تقوم به ا‪ .‬وقد ك ان لجْيل‬ ‫الشب اب المسلم في بدء الدعوة السلمْية ‪ -‬أمث ال علّي ابن أبي ط الب‪،‬‬ ‫وعّم انر بن ي اسر‪ ،‬ومصعب بن عمْير‪ ،‬وزيد بن ح ارثة‪ ،‬وأس امة بن زيد‪- ،‬‬ ‫وغْيرهم ‪ -‬الفضل الول في نشر الدعوة السلمْية‪ ،‬وتثبْيت أرك انه ا‪.‬‬ ‫وتعتبر فترة الشب اب أهم فترة في حْي اة النس ان لنه ا تبدأ من لحظة‬ ‫البلوغ‪ ،‬أو من سن الرابعة عشر تقريبً ا‪ ،‬وفي هذه الفترة تكون قد اكتملت‬ ‫للنس ان ‪ -‬ذكًرا ك ان أو أنثى ‪ -‬أعض اؤه الجسم انْية‪ ،‬وتنشا ط جمْيع غرائزه‬ ‫مح اولة إبراز ملمح شخصْيتة‪ ،‬ويقترب العقل من النضوج فْيسعى لللم ام‬ ‫بكل م ا حوله‪.‬‬ ‫ومن هن ا فإن الش اب يخضع لدوافع داخلْية كثْيرة وخطْيرة‪ ،‬غْير‬ ‫المؤثرات الخ ارجْية تؤثر في سلكوكه وع اداته‪ ،‬وتح اول أن تلقي بظّله ا على‬ ‫شخصْيته وتصرف اته‪.‬‬ ‫والسلم بطبْيعته الشمولْية لم يهمل هذه المؤثرات‪ ،‬ولم يط الب‬ ‫بتنحْيته ا ج انبً ا‪ ،‬لكنه وضع أمثل الطرق لستخدامه ا والستف ادة به ا في حْي اة‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 34‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫المرء‪ ،‬حتى يكون المرء متوازنً ا بْين مط الب الجسد ومط الب الرو ح‪ ،‬ع املً‬ ‫لسع ادة نفسه وبني جنسه في الدنْي ا‪ ،‬ونج اة نفسه في الخرة‪ ،‬وذلك م ا نجده‬ ‫واضًح ان في بن اء السلم للشب اب في هذه الفترة‪ ،‬فهو يهتم بكل م ا له علقة‬ ‫ب الجنس‪ ،‬بدًءا من المراهقة‪ ،‬ف البلوغ وعلم اته‪ ،‬إلى الخطبة‪ ،‬ف الزواج‪ ،‬وم ا‬ ‫يتعلق بذلك من أحك ام شرعّْية وآداب ُخ لُنِق ْيّنة‪.‬‬ ‫ويحر ص على توضْيح صف ات النف اق والمن افقْين ‪ -‬مع شدة التحذير‬ ‫منه ا ‪ -‬لْيتجنبه ا الشب اب في سلوكهم‪ ،‬فْيخلو المجتمع من مرض النف اق‪،‬‬ ‫فْيصلح ويسعد‪ ،‬وهو حريص على تكوين جه از الرق ابة اليم انْية في نفوس‬ ‫الشب اب ضم انً ا لستق امتهم‪ ،‬ورغبة في سع ادتهم‪.‬‬ ‫ثم هو يضع اللمس ات اليم انْية في ك افة فروع العلوم الطبْيعْية‬ ‫صننن اً ب الفضْيلة‪ ،‬محفوظ اً من‬ ‫والنس انْية لْيمتزج الدين ب العلم‪ ،‬فْيكون العلم ُمَح ّ‬ ‫التج اه به نحو الفس اد أو الرذيلة‪.‬‬ ‫وسنح اول إبراز بعض هذه الجوانب لْيتضح لن ا عظمة السلم في‬ ‫تربْية شب ابه‪ ،‬وُس ُمنّونهنفي توجْيه عواطفهم ورغب اتهم؛ والخذ بأيدهم إلى من ازل‬ ‫الكم ال‪ ،‬والحر ص على بلوغهم شأو الرج ال‪.‬‬ ‫ألول‪ :‬التثقيف لوالتربية الجنسية‬

‫‪67‬‬

‫‪ 67‬نحن بصدد إخراج كت اب } الثق افة الجنسْية للمرأة فى السلم { قريب ا‪ ،‬لم ا وجدن اه من كثرة إنتش ار الكتب المغرضة فى‬ ‫السواق إض افة إلى نقص علم الكثْيرين من المسلمْين والمسلم ات بتلك النواحى من الج انب السلمى‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 35‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫اهتم السلم ب الجنس اهتم اًم ان منقطع النظْير‪ ،‬ويظهر ذلك في إشب اع‬ ‫الفقه اء القول في كل م ا له علقة ب العض اء التن اسلْية‪ .‬فقد تكلموا بإسه اب‬ ‫عن خت ان الذكورة وأنه من الفطرة‪ ،‬وخف اض النس اء وأنه مكرمة‪ ،‬وتكلموا عن‬ ‫الخطبة والزواج‪ ،‬وأعطوا لهم ا حقهم ا من البحث والتنقْيب‪ ،‬وإصدار الفت اوى‬ ‫الشرعْية‪ ،‬وذكروا العْيوب التي تنَُرّد به ا الزوجة‪ ،‬ومنه ا عْيوب الفرج التي ل‬ ‫يمكن معه ا المع اشرة‪ ،‬ولم يهملوا الكلم عن قض اي ا العذارة والبك ارة والثْيبوبة‪،‬‬ ‫ل‪ ،‬ل سْيم ا‬ ‫وقد فّرقوا بْين العذراء والبكر‪ ،‬وأعطوا لكل منهم ا ُح كنًم ان مستق ً‬ ‫عندم ا يصل المر إلى القض اء‪.‬‬ ‫وتكلموا عن الحمل والولدة والرض اع‪ ،‬وحكم جم اع المرضعة‪ ،‬وزواج‬ ‫المتعة‪ ،‬والزنى‪ ،‬والشذوذ الجنسي‪ ،‬واللواط‪ ،‬والسح اق‪ ،‬وغْير ذلك‪.‬‬ ‫ويم ارس الزهر بْين طلبته من البنْين والبن ات ‪ -‬كّل في معهده ‪-‬‬ ‫بداية من سن الولى العدادية تدريس هذه الثق افة في الط ار السلمي الذي‬ ‫يهد(ف إلى إيص ال الحقْيقة ‪ -‬العلمْية أو النظرية ‪ -‬بواقعه ا إلى ذهن الط الب‬ ‫في وضو ح؛ مح اطة بسلوك ُخ لُنِق ّين رفْيع‪ ،‬يجعل الط الب يم ارسه ا عن قن اعة‪.‬‬ ‫وهذه لمحة سريعة لبعض م ا يدرسه الط الب الزهري والط البة في‬ ‫معهديهم ا‪ ،‬فْيثقف ان ثق افة جنسْية في إط ار الحك ام الشرعْية‪ ،‬تنْير لهم ا سبل‬ ‫المعرفة مع دين صحْيح سلْيم‪ ،‬نقلن اه ا من مق ال الدكتور علي أحمد الخطْيب‬ ‫رئْيس تحرير مجلة الزهر بعنوان )الزهر والثق افة الجنسْية( عدد ربْيع الول‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 36‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1416‬هن ‪1416‬هن أغسطس ‪ 1995‬م ‪1995‬م حْيث يقول‪ ) :‬ونقدم هن ا ج انبً ا‬ ‫مختصًرا للغ اية عن بعض هذه الدراسة(‪.‬‬ ‫ل‪ :‬لكي يتعر(ف الط الب والط البة بدقة على الوضوء‪ ،‬ينبغي أن يعلم ا‬ ‫أو ً‬ ‫أولً نواقض الوضوء عند الرجل والمرأة على سواء‪ ،‬وب الت الي يتعرف ان على كل‬ ‫م ا يخرج من السبْيلْين لديهم ا مم ا ينقض الوضوء‪ ،‬فْيعرف ان ألوان الم اء‬ ‫الخ ارج من الرجل‪ ،‬ومك ان خروجه صراحة‪ ،‬ويتعرف ان على خصْيصة هذا الم اء‬ ‫ين‪،‬ن وَم نِنّي ‪،‬ن ووقت خروج كل من هذه الثلثة الخْيرة‪،‬‬ ‫ي ‪،‬ن ووْد ّ‬ ‫من‪ :‬بول‪ ،‬وَم ذن ّ‬ ‫وسبب خروجه‪ ،‬ثم كْيفْية الطه ارة منه‪ ،‬ومتى يكون خروج أي من الربعة‬ ‫ض ان للوضوء‪ ،‬أو موجبً ا للغسل‪ ،‬ومتى ل يوجب وضوًءا ول غسلً!؟‪!.‬؟!!‬ ‫ن اق ً‬ ‫ل‪ ،‬أو‬ ‫وتقتضي دراسة خروج المني معرفة أسب ابه‪ ،‬وم ا ك ان منه ا حل ً‬ ‫حراًم ان‪ ،‬أو مكروًه ان‪ ،‬وأحوال كّل‪ ،‬وم ا يقتضْيه خروج الَم نِنّي شرًع ا من وجوب‬ ‫الغسل! ويتعرف ان ‪ -‬كّل من الط الب والط البة ‪ -‬على ألوان الخ ارج من ُقبل‬ ‫المرأة صراحًة م اء أو دم اء‪ ،‬وأسب ابه ا‪ ،‬ومتى تَْم نَنُع هذه الدم اء مب اشرة الرجل‬ ‫لزوجته!؟ ومتى ل تمنع مع وجوده ا!؟ ويعتبر الط الب الزهري ‪ -‬ومثله الط البة‬ ‫ على علم دقْيق ب التفريق بْين دم الحْيض والنف اس‪ ،‬ودم الستح اضة‪،‬‬‫ودرج ات هذه الدم اء كث افة ورقة‪ ،‬وم اء المرأة الذي يعقب الحْيض تم اًم ان‪،‬‬ ‫ض ان على‬ ‫وهذا الخْير ل تعلمه أكثر النس اء!! ثم هم ا ‪ -‬الط الب والط البة ‪ -‬أي ً‬ ‫ت الحْيض‪ ،‬ومن اعت ادته‪ ،‬وم ا ينبغي‬ ‫ِع ْلنٍم ‪ -‬في هذا المق ام ‪ -‬بح ال من ابتدأ ْ‬ ‫لكل منهم ا ن حْي ال هذا الخ ارج منه ا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 37‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ث انْيً ا‪ :‬وإذا درس ا الغسل ك ان علْيهم ا أن يدرس ا موجب اته الخمس‪ ،‬وفي‬ ‫مقدمته ا المب اشرة الزوجْية‪ ،‬وكْيف تتم‪ ،‬فْيدرس كل منهم ا أمره ا‪ ،‬وواجب‬ ‫ض ان‪ ،‬وآداب هذه المواصلة حتى ل يقع‬ ‫المرأة حْي اله ا‪ ،‬وواجب الرجل أي ً‬ ‫الرجل على زوجته كم ا تقع البهْيمة على أنث اه ا ‪ ....‬الخ (‪ .‬انتهى‪.‬‬ ‫وإذا انتقلن ا إلى الحديث النبوي الشريف فإنن ا نجد الصح ابة الكرام‬ ‫رضوان ال علْيهم‪ ،‬والصح ابْي ات الم اجدات رضوان ال علْيهن‪ ،‬لم يترددوا أن‬ ‫يسألوا عن دينهم ‪ -‬سواء تعّلق المر ب الجنس أو بغْيره ‪ -‬يستعملون الوس اطة‬ ‫في السؤال أحْي انً ا لظرو(ف خ اصة‪ ،‬ويسألون طوًرا آخر الرسول ‪ ‬مب اشرة‬ ‫ومواجهة استف ادة وإف ادة‪.‬‬ ‫نمااذج من اللسئلة التى فطرحت على الرلسول‬

‫وهذه نم اذج قلْيلة من السئلة التي طرحت على رسول ال ‪ ،‬لْيعطي‬ ‫فْيه ا الحكم والدب اللئق به ا‪ ،‬وقد استمع إلْيه ا ‪ ‬وأج اب عنه ا بوضو ح‬ ‫ت ام بدون لوم ول تثريب‪ ،‬مع العلم بأن النس اء طرحن بعضه ا فى وجود رج ال‬ ‫ب المسجد وك ان صلى ال علْيه وسلم يشجعهن ويحثهن على التفقه فى‬ ‫الدين‪:‬‬ ‫الحيض‪:‬‬ ‫روى الم ام البخ اري عن ع ائشة ‪ ‬ا‪ :‬أن امرأة سألت النبْي النبّي ‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 38‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫عن ُغسله ا من المحْيض فق ال له ا‪ } :‬خذي فرصة من‬ ‫مسك فتطهري بها‪ ،‬قالت‪ :‬كيف‬ ‫أتطهّر؟ قال تطهّري بها‪ .‬قالت‪ :‬كيف؟‬ ‫قال سبحان ا !! تطّهري‪ ،‬فاجتذبتها‬ ‫إل ّ‬ ‫ي فقلت‪ :‬تبتغي تتبّ يعي بها أثر الدم { ‪.‬‬ ‫الغيمسل‪:‬‬ ‫روى الم ام م الك‪:‬‬ ‫} أن الصحابي الجليل أبا موسى الشعري ‪‬‬ ‫أتى السيدة عائشة ‪  ‬زوج النبي ‪ ، ‬فقال لها‪:‬‬ ‫ي اختلف أصحاب النبي ‪ ، ‬في‬ ‫لقد شق ش قّ عل ّ‬ ‫أمر إني لعظم أن أستقبلك به! فقالت‪ :‬ما هو؟‬ ‫ما كنت سائ ل ً عنه أ ُ ّمك فسلني عنه‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫الرجل ميصيب أهله ثم ميكسل ول مينزل ُينزل ‪،‬‬ ‫فقالت‪ :‬إذا جاوز الختان فقد وجب الغسل‪ ،‬فقال‬ ‫أبو موسى الشعري ‪:‬ل أسأل عن هذا أحدا‬ ‫بعدك أب ًدا(‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 39‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫التحتل‪:‬م‪:‬‬ ‫عن عروة بن الزبْير ‪ ‬أن أم سلْيم ق الت لرسول ال ‪: ‬‬ ‫} المرأة ترى في المنام ما ميراه الرجل‪،‬‬ ‫أتغتسل؟ فقال لها رسول ا ‪ : ‬نعم فلتغتسل‪.‬‬ ‫ك‪ ،‬وهل ترى ذلك‬ ‫فل ِ‬ ‫فقالت لها عائشة‪ :‬أ ّ‬ ‫ك‪ ،‬ومن أمين‬ ‫ت ميمي ُن ِ‬ ‫المرأة؟ فقال لها ‪ : ‬ترب ْ‬ ‫ميكون الشبه؟{‪.‬‬ ‫وفي رواية السْيدة أم سلمة ‪ ‬ارضى ال عنه ا زوج النبي ‪ ‬أنه ا ق الت‪:‬‬ ‫} جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة النصاري‬ ‫إلى رسول ا ‪ ‬فقالت‪ :‬ميا رسول ا‪ ، :‬إن ا ل‬ ‫ل إذا‬ ‫س ٍ‬ ‫غ ْ‬ ‫ق‪ ،‬هل على المرأة من ُ‬ ‫ميستحي من الح ّ‬ ‫هي احتلمت؟ فقال‪ :‬نعم إذا رأ تْ الماء {‬ ‫الزواج وقضية العيمسيلة‪:‬‬ ‫روى الم ام البخ اري عن السْيدة ع ائشة ‪:‬‬ ‫} أن رفاعة القرظي تز ّوج امرأة ثم ط ّلقها‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 40‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ت له‬ ‫ي ‪ ‬فذكرت فذكر ْ‬ ‫ت النب ّ‬ ‫ت من آخر‪ ،‬فأت ْ‬ ‫فتزوج ْ‬ ‫ل هدبه ِم ْث لُ‬ ‫أنه ل ميأتيها‪ ،‬وأنه ليس معه إل ِم ُث ُ‬ ‫هدبة ‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬حتى تذوقي عسيلته وميذوق‬ ‫عسيلتك {‪.‬‬ ‫مباشرة الحائض‪:‬‬ ‫عن أبي مْيسرة عن السْيدة ع ائشة ‪‬رضى ال عنه ا ق الت‪:‬‬

‫} كان النبي ‪ ‬ميباشرني وأنا حائض‪،‬‬ ‫وميدخل معي في لحاف وأنا حائض‪ ،‬ولكنه‬ ‫كان أملككم لربه {‪.‬‬ ‫سن‬ ‫والمقصود من قوله ا‪ ) :‬ميباشرني(‪ ،‬الُقبنْلَ​َة والُم َعن اننَق َةن وَم ّ‬ ‫ض ان كم ا هو في‬ ‫الثديْين‪ ،‬ولْيس معن اه ا الجم اع‪ ،‬بدلْيل حديث ع ائشة ‪ ‬أي ً‬ ‫مسند أحمد عن جمْيع بن عمْير التمْيمى حْيث انطلق مع عمته وخ الته لْيسأل‬ ‫ع ائشة ‪ ‬ق ال ‪:‬‬ ‫} فسألتها‪ :‬كيف كانت إحداكن تصنع لرسول‬ ‫ا ‪ ‬إذا عركت ) حاضت( ؟ فقالت‪ :‬كان إذا كان‬ ‫ذلك من إحدانا ائتزرت بالزار الواسع‪ ،‬ثم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 41‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫التزمت رسول ا ‪ ‬بيدميها ونحرها{ ‪ ،‬وفي رواية الم ام‬ ‫ن مي ْأ مُ ُر َنا إ ِ َذا‬ ‫النس ائي فى السنن الصغرى عن جمْيع بن عمْير‪َ} :‬كا َ‬ ‫م َمي ْل َت ِز ُ‬ ‫م‬ ‫ع ُث ّ‬ ‫حدانا َأن َت ّت ِز َر ِب ِإ َزا ٍر َواس ٍ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ض ْ‬ ‫حا َ‬ ‫َ‬ ‫ص ْد َرها َو َث ْد َمي ْي َها {‬ ‫َ‬ ‫اللفاظ القرآنية فى المواضيع الجنسية‬ ‫هذا وإذا انتقلن ا إلى القرآن الكريم والسلوب الراقى فى التعبْير؛ فإن ا‬ ‫نجده الكت اب الحكْيم يذكر‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الحْيض أربع مرات‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ويذكر النك ا ح ثلثً ا وعشرين مرة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ويصر ح بلفظة الزواج إسًم ان أو فعلً إحدى وثم انْين مرة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪(1‬‬

‫ويذكر العملْية الجنسّْية بعب ارات مختلفة‪ ،‬تؤدي كله ا نفس‬ ‫المعنى الذي هو الجم اع‪ ،‬ولكن بتعبْيرات راقْية‪ ،‬وألف اظ‬ ‫س امْية‪ ،‬ل تخدش الحْي اء‪ ،‬ول تستثْير الغرائز‪ .،‬منه ا‪:‬‬

‫المب اشرة ‪ ،‬في قوله تع الى فى ]‪ -187‬البقرة[‪َ  :.‬علَِم‬ ‫ك ْ‬ ‫م‬ ‫س ُ‬ ‫ن َأن ُف َ‬ ‫ختا ُنو َ‬ ‫م َت ْ‬ ‫م ُكن ُت ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫ال ّل ُه أ َ ّن ُ‬ ‫م َفال َ‬ ‫ن‬ ‫ك ْ‬ ‫عن ُ‬ ‫ع َفا َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ع َل ْي ُ‬ ‫ب َ‬ ‫َف َتا َ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 42‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫م‪‬‬ ‫ك ْ‬ ‫غو ْا َما َك َت بَ ال ّل هُ َل ُ‬ ‫ه نّ َوا ْب َت ُ‬ ‫ش ُرو ُ‬ ‫َبا ِ‬ ‫‪(2‬‬

‫سآ ؤُ ُك مْ‬ ‫‪ ،‬في قوله تع الى‪ِ  :‬ن َ‬ ‫التْي ان‬ ‫ش ْئ ُت مْ ‪‬‬ ‫م أ َ ّنى ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك مْ َف أْ ُتو ْا حَ ْر َث ُ‬ ‫ث ّل ُ‬ ‫ح ْر ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪ -[223‬البقرة[‪:.‬‬

‫‪(3‬‬

‫‪ ،‬في قوله تع الى ‪َ  :‬و َك ْي فَ‬ ‫الفض اء‬ ‫م إ ِ َلى‬ ‫ك ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ضى َب ْ‬ ‫خ ُذو َن ُه َو َق ْد أ َ ْف َ‬ ‫َت ْأ ُ‬ ‫ظا [ ‪‬‬ ‫غ ِلي ً‬ ‫كم ّمي َثا ًقا َ‬ ‫ن ِمن ُ‬ ‫خ ْذ َ‬ ‫ض َو أ َ َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫َب ْ‬ ‫‪ -21‬النس اء[‪:.‬‬

‫‪(4‬‬

‫م‬ ‫س ُت ُ‬ ‫الملمسة ‪ ،‬في قوله تع الى‪  :‬أ َ وْ ل َ​َم ْ‬ ‫مو ْا ‪- [43‬‬ ‫م ُ‬ ‫ج ُدو اْ َماء َف َت َي ّ‬ ‫م َت ِ‬ ‫ساء َف َل ْ‬ ‫ال نّ َ‬

‫النس اء[‪.‬‬

‫‪(5‬‬

‫التغ ّ‬ ‫ما‬ ‫‪ ،‬في قوله تع الى‪َ  :‬ف َل ّ‬ ‫ش ين‬ ‫ت ِب ِه‬ ‫م ّر ْ‬ ‫م ل ً خَ ِفي ًفا فَ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬ ‫م َل ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ها َ‬ ‫شا َ‬ ‫غ ّ‬ ‫َت َ‬ ‫‪ - [189‬العرا(ف[‪.‬‬

‫‪(6‬‬

‫سآ ُؤ ُك مْ‬ ‫‪ ،‬في قوله تع الى‪ِ  :‬ن َ‬ ‫الحرث‬ ‫ش ْئ ُت مْ ‪‬‬ ‫م أ َ ّنى ِ‬ ‫ك ْ‬ ‫ك مْ َف أْ ُتو ْا حَ ْر َث ُ‬ ‫ث ّل ُ‬ ‫ح رْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪ -[223‬البقرة[‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 43‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪(7‬‬

‫‪ ،‬في قوله تع الى‪َ  :‬و ِإن‬ ‫س‬ ‫الم ّ‬ ‫ن‪‬‬ ‫ه ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ل َأن َت َ‬ ‫ن ِمن َق ْب ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫ط ّل ْق ُت ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ -[237‬البقرة[‪.‬‬

‫‪(8‬‬

‫‪(9‬‬

‫‪(10‬‬

‫م َل ْي َل َة‬ ‫ك ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫الرفث ‪ ،‬في قوله تع الى‪  :‬أ ُ حِ ّ‬ ‫م ‪ - [187‬البقرة[‪.‬‬ ‫ك ْ‬ ‫سآ ِئ ُ‬ ‫ث إ ِ َلى ِن َ‬ ‫م ال ّر َف ُ‬ ‫ص َيا ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫ط ّل َق َها‬ ‫‪ ،‬في قوله تع الى‪َ  :‬ف ِإن َ‬ ‫النك ا ح‬ ‫جا‬ ‫ح َز ْو ً‬ ‫ك َ‬ ‫ى َتن ِ‬ ‫ح ّت َ‬ ‫ع ُد َ‬ ‫ل لَ هُ ِمن َب ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫َف ل َ َت ِ‬ ‫ه ‪ - [230‬البقرة[‬ ‫غ ْي َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫الستمت اع ‪ ،‬في قوله تع الى‪َ  :‬ف َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن‬ ‫جو َر ُ‬ ‫ن أُ ُ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن َفآ ُتو ُ‬ ‫ع ُتم ِب ِه ِم ْن ُه ّ‬ ‫م َت ْ‬ ‫س َت ْ‬ ‫ا ْ‬ ‫ة ‪ - [24‬النس اء[‪.‬‬ ‫ض ً‬ ‫َف ِرمي َ‬

‫ول أنسى أن أذكر هن ا من ب اب العلم أن بعض علم اء الدي ان المق ارنة‬ ‫أسلموا لم ا تكشف لهم رقى اللف اظ القرآنْية المستعملة فى المواضْيع‬ ‫الحس اسة مق ابل ألف اظ فجة وخ ادشة للحْي اء فى كتب أخرى )سم اوية( غْير‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫ألسبا ب عناية اللسلم بالتربية الجنسية‬ ‫لقد ك ان اهتم ام السلم ب التربْية الجنسْية‪ ،‬لن الع اطفة الجنسْية مظهر‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 44‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫إنس اني يؤثر في سلوك النس ان‪ ،‬فك ان ل بدلبد من أن يتن اوله التهذيب مع‬ ‫عدم البعد عن الحقْيقة‪ ،‬ولذلك ف السلبْية المطلقة والرد على تس اؤلت النشء‬ ‫عن هذه الع اطفة بقولن ا‪) :‬عْيب ‪ ..‬ل يصح(‪ ،‬طريقة غْير سلْيمة في إفه امهم‬ ‫هذه النواحي الجنسْية الطبْيعْية‪.‬‬ ‫وفي ذلك يقول الست اذ أحمد عبد اللطْيف بدر [في كت ابه )الع اطفة‬

‫الجنسْية في ضوء الدين والعلم( ص ‪:]40‬‬

‫) ونحن نترك أبن اءن ا يتْيهون فْيم ا يشعرون به في دور البلوغ من‬ ‫اختل(ف جسمي وعقلي ونفسي‪ ،‬ونتركهم للطبْيعة‪ ،‬وانحرافهم راجع إلى‬ ‫إهم الهم وعدم اللب اقة في وقوفهم على حق ائق واضحة‪ ،‬فحْين يجد الن اشئ‬ ‫نفسه قد أفرز في حلمه وهولموهو لم يألف! ذلك يخشى أن يص ار ح أب اه في‬ ‫أمره‪ ،‬وكذلك البنت‪ ،‬ويتلقى كلهم ا من المحْيا ط الخ ارجي في صورة مشوهة‬ ‫م ا يدور حول الن احْية الجنسْية وبذلك يكون النحرا(ف!! إن واجب كل أم‬ ‫(ف ابنته ا حقْيقة الع اطفة الجنسْية من أنه ا شئ طبْيعي يراد به حفظ‬ ‫أن تنَُعّر َ‬ ‫النوع‪ ،‬وله ا في الحْيوان اللْيف في البْيت م ا يذلل له ا الصعوبة ( انتهى‪.‬‬ ‫ض ان [في ص ‪ 23‬من نفس الكت اب]‪:‬‬ ‫ويقول أي َ‬

‫( تربْية الغريزة في دور البلوغ تحت اج إلى حسن القْي ادة وجم ال‬ ‫التصر(ف‪ ،‬فإن مح اصرة الب الغْين والب الغ ات‪ ،‬والخذ ب العنف في تقبْيح نداء‬ ‫الغريزة يوّلد شعوًرا خفْيّ ا بأن المب اشرة الجنسْية شْيئً ا غريبً ا مستكرًه ان بعْيًد ان عن‬ ‫النس انْية‪ ،‬وقد يضل كثْير من البن اء والبن ات لعدم التوجْيه السديد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 45‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫وفي أوائل البلوغ تمْيل النثى إلى النوم كثْيًرا‪ ،‬ويغرق الذكر في‬ ‫أحلمه‪ ،‬ويغْيب عم ا حوله‪ ،‬ويريد التنفْيس عم ا يلقي من مظهر غريب عنه لم‬ ‫يألفه‪ ،‬وبخ اصة حْين يفرز في نومه الم ادة المنوية‪ ،‬ويخْيل إلْيه أنه فريد في‬ ‫ظ اهرته‪ ،‬ف الواجب على الم أن تعّر(ف ابنته ا كل م ا يتصل ب الحْي اة الجنسْية في‬ ‫صراحة مع التحفظ وعدم التنزل والبتذال كم ا يفعل الك اتبون الذين‬ ‫يكشفون لْيثْيروا ل لْيفْيدوا) ‪.‬‬ ‫هذا إلى أن الجهل ب التربْية الجنسْية يؤدي إلى ارتك اب مخ الف ات‬ ‫شرعْية يقع فْيه ا المرء وهو يظن أنه على صواب مثل‪:‬‬ ‫• قد يمس الرجل ذكره بب اطن كفه‪ ،‬أو المرأة ب اطن فرج افرجه ا‬ ‫فْيبطل الوضوء من كل منهم ا وهم ا ل يشعران‪.‬‬ ‫• كم من فت اة اغتسلت بعد الطهر من المحْيض بدون رفع موانع‬ ‫الحْيض‪ ،‬وبدون احترام لشرائا ط الغسل وفرائضه‪ ،‬إنم ا أفرغت الم اء على‬ ‫نفسه ا مصحوبً ا بعق اقْير وعطر وشبهه‪ ،‬لنه ا ك انت تعتقد أن النْيةالنّْية‬ ‫والشروط والفرائض تخص المتزوج ات‪.‬‬ ‫• وكم من ملمس ات سطحْية وقعت بعد مراكنة الخطْيبْين لبعضهم ا‬ ‫وقبل العقد الشرعي‪ ،‬وهم ا يحسب ان أن الِخ طْنَبة عقد! وقد أدت تلك‬ ‫الملمس ات إلى حمل غْير شرعي‪ ،‬والطب يثبت الحمل بمثل هذه‬ ‫الملمس ات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 46‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫• وكم من مص ائب أفرزه ا م ا يعر(ف ب الزواج العرفى الذى انتشر فى‬ ‫الوس اط الج امعْية ولْيس فى حقْيقته إل صورة من الزن ا!‬ ‫ولهذا يقول الدكتور عبد الرحمن ط الب الجزائري [في كت ابه )التربْية‬

‫الجنسْية في السلم( ص ‪:]213‬‬

‫( لقد دلتدّلت الدراس ات عن المراهقْين ‪ -‬من الفتْي ان ‪ -‬دللة‬ ‫واضحة على أن فترة المراهقة هي فترة رغب ات جنسْية قوية‪ ،.‬وقد ثبت أن م ا‬ ‫يزيد على ‪ %95‬من المراهقْين الذكور في المجتمع المريكي يكونون فع الْين‬ ‫جنسْيً ا حْين بلوغهم الخ امسة عشر من العمر‪ .‬وفي هذا دلْيل على الح اجة‬ ‫الكبرى للتربْية الجنسْية‪ .‬ذلك بأن المراهق بح اجة لمس اعدته فْيم ا خصْيخص‬ ‫مشكلته الجنسْية‪ ،‬وفي إمك ان المدرسة والبْيت أن يس اعدا المراهق كثْيًرا‬ ‫في هذا الخصو ص) انتهى‪.‬‬ ‫تربية الفطفال جنسياً‬ ‫ويراعى فْيه ا أن تواكب مراحل نموهم وتتلخص فْيم ا يلي‪:‬‬ ‫أو ل ً ‪ :-‬ستر العورة‪:‬‬

‫ف المطلوب من الب اء أن يربوايرّبوا أولدهم منذ الصغر على تغطْية‬ ‫عوراتهم حتى ينشأوا على الحْي اء والحشمْيةوالحشمة‪ .‬وعورة الصغ ار اختلفت‬ ‫فْيه ا المذاهب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 47‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ف الش افعْية شّد دنوا وجعلوا عورة الصغْير‪ -‬ولو غْير ممْيز‪ -‬ك الرجل‪ ،‬م ا‬ ‫بْين السرةالسّرة والركبة‪ ،‬والم الكْية خّففنوا فجعلوا ابن ثم اني سنوات ل عورة‬ ‫له‪ ،‬فجّو زنوا النظر إلى جمْيع بدنه‪ ،‬وتغسْيله مْيتً ا‪ ،‬وكذا بنت ثلث سنوات‬ ‫وثم انْية أشهر ل عورة له ا‪ ،‬ولكن بنت ثلث سنوات له ا عورة ب النسبة للمس‪،‬‬ ‫فلْيس للرجل أن يغسله ا‪ ،‬أم ا بنت ست سنوات فهي ك المرأة‪ ،‬أم ا الحن ابلة‬ ‫والحن ا(ف فإنهم توّس طنوا في قضْية عورة الطف ال ب النسبة للنظر والصلة‪.‬‬ ‫ثان ًيا ‪ :-‬التفرقة بينهم في المضاجع‪:‬‬

‫ف الشرع يطلب أن يفرقْيفّرق البوان بْين أبن ائهم وبن اتهم في النوم إذا‬ ‫م ا بلغوا عشر سنْين‪ ،‬وذلك فْيم ا رواه الم ام ان الح اكم وأبو داود بسنديهم ا‬ ‫عن النبي ‪ ‬أنه ق ال‪:‬‬

‫} مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء سبع‬ ‫سنين‪ ،‬واضربوهم عليها وهم أبناء عشر‪،‬‬ ‫وفرقوا وف ّرقوا بينهم في المضاجع {‪.‬‬ ‫ق ال السْيد عبد ال علوان معلًق ان على هذا الحديث‪) :‬فْيؤخذ من هذا‬ ‫النص أن الب اء والمه ات مأمورون شرع اً بأن يفرقوايفّرقوا بْين أبن ائهم في‬ ‫المضجع إذا بلغوا سن الع اشرة‪ ،‬مخ افة إن اختلطوا في فراش ‪ -‬وهم في سن‬ ‫المراهقة أو م ا يق اربه ا ‪ -‬أن يروا من عورات بعضهم البعض في ح ال النوم أو‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 48‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫في الْيقظة م ا يثْيرهم جنسْيً ا أو يفسدهم خلقْيً اُخ لنقْيً ا( انتهى‪.‬‬ ‫وفي صحْيح البخ اري‪:‬‬

‫} أن النبي ‪ ‬أردف الفضل بن العباس ‪‬‬ ‫ما ‪ ‬ميوم النحر خلفه‪ ،‬وكان الفضل قد ناهز‬ ‫البلوغ‪ ،‬فطفق الفضل مينظر إلى امرأة وضيئة‬ ‫من خثعم‪ ،‬كانت تسأل النبي ‪ ‬عن أمور دمينها‪،‬‬ ‫ج َه ُه عن‬ ‫فأخذ النبي ‪ ‬بذقن الفضل‪ ،‬فح ّول َو ْ‬ ‫النظر إليها {‪ .‬وفي روامية المام الترمذي‪:‬‬ ‫} أن العباس قال للرسول ‪ : ‬لوميت عنق ابن‬ ‫عمك؟ فقال ‪ : ‬رأميت شابا وشابة فلم آمن‬ ‫عليهما الفتنة {‪.‬‬ ‫وهذا الحديث وشبهه كثْير في السنة‪ ،‬ويؤخذ منه اهتم ام الرسول ‪‬‬ ‫بأخلق المراهقْين والشب اب حتى يربوايرّبوا وينشئوا تنشئة حسنة إسلمْية‪.‬‬ ‫ثال ًثا ‪ :-‬تعليم الولد أحكام المراهقة‪:‬‬

‫يدعو السلم المربْين إلى مص ارحة من هم تحت تربْيتهم ووص ايتهم‪،‬‬ ‫بكل م ا له علقة ب الحك ام الشرعْية المتصلة ب الجنس‪ ،‬وعلق ات البلوغ‪ ،‬مثل‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 49‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ج منّي‪ ،‬والمذى‪،‬‬ ‫الحْي ٌ‬ ‫ض‪ :‬الحْيض‪ ،‬والستح اضة والحمٌل‪ ،‬والحمل‪ ،‬وخرو ُ‬ ‫وإنب ات شعر الع انة‪ ،‬وب الطبع يبدأون بعلم ات البلوغ وهي المش ار إلْيه ا في‬ ‫"المرشد المعْين" بقوله‪:‬‬ ‫وكل تكلْيف بشرط العقل‬ ‫أو بمنّي أو بإنب ات شنعر‬

‫مع البلوغ بدم أو حمننل‬ ‫أو بثم ان عشرة حولً ظهر‬

‫عا ‪ :-‬تجنيب البناء الثارات الجنسية‪:‬‬ ‫راب ً‬

‫وهذا ب اب فى غ اية الهمْية فقد فتحتُفتنحت أبواب الث ارة الجنسْية‬ ‫على مصراعْيه ا فى هذا العصر‪ ،‬ونذكر منه ا على سبْيل الشهرة ل الحصر‬ ‫فمنه ا‪:‬‬ ‫النترنت وموقع الب احْي ات والخلعة والفجور والتع ار(ف‬ ‫‪.1‬‬ ‫التى لتعدل تعد ول تحصى‪ ،‬ووس ائل العرض المختلفة من أجهزة الكمبْيوتر‬ ‫والهواتف النق الة‪ ،‬وغْيره ا من الجهزة الصغْيرة الحجم السهلة التدوال‬ ‫والمتطورة‪ ،‬بم ا يشمل الوس ائل الحديثة للتواصل الجتم اعى من التش ات الش ات‬ ‫والمح ادثة المصورة على النترنت أو قْيديو على الموب ايلت ‪ ،‬حْيث قلتقّلت‬ ‫التكلفة وانعدمت الرق ابة وانفتحت السم اوات‪.‬‬ ‫أفلم الخلعة التي تعرض في السْينم ا أو على ش اشة‬ ‫‪.2‬‬ ‫التلْيفزيون‪ ،‬ق ادمة من الفض ائْي ات وقنوات الغ انى‪ ،‬والكلْيب ات والتسويق‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 50‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫وقنوات الفجور العلنى‪ ،‬وتلك الفلم التي تتكلم عن الجنس ل لغرض‬ ‫تربوي شرعي‪ ،‬وإنم ا للث ارة‪.‬‬ ‫الصور الع ارية المصورة والمعروضة في أندية السْي احة‬ ‫‪.3‬‬ ‫والندية عموم اعمومً ا‪ ،‬ودور بْيع الصحف‪ ،‬وحتى على الوراق البريدية‬ ‫وطوابعه ا‪.‬‬ ‫الجرائد والمجلت التي تعرض الجم ال الجسمي والملبس‬ ‫‪.4‬‬ ‫الداخلْية‪ ،‬والتى تظهر من خلله ا المف اتن الجسدية‪ ،‬ن اهْيك عن المجلت‬ ‫الب احْية الجنسْية المعروفة والمنتشرة‪ ،‬وأيض اً المجلت الجتم اعْية وأخب ار‬ ‫الفن وغْيره ا‪ ،‬وحتى المحلت التى كثرت وانتشرت لعرض اللبسة الداخلْية‬ ‫أو اللنجْيرى للسْيدات وكل ف اترين ات العرض الخ ارجْية ملْيئة ب المعروض ات‬ ‫المجسمة‪.‬‬ ‫الكتْيب ات التي ترسم العض اء التن اسلْية وتصوره ا‪،‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫ووتشرحوُتصوره ا‪ ،‬وتشر ح جمْيع الفع ال المخلة ب الحْي اء والتى تشمل بعضه ا‬ ‫أيض ا الشذوذ‪ ،‬والتي توجد ب المكتب ات وحتى على الرصفة وب الكش اك‪ ،‬والتي‬ ‫تعرضُتعرض أحْي انً ا جهًرا بل خجل ول حْي اء‪ ،‬وطوًرا في الظلم وفي الخف اء‪.‬‬ ‫قصص وسلسل المطبوع ات ورواي ات الخلعة التي تصور‬ ‫‪.6‬‬ ‫العشق والمجون‪ ،‬وتدعو للث ارة والرذيلة وترك القْيم والداب السلمْية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 51‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫الختلط مع الشرار الم ائعْين المنحرفْين من الجنسْين‬ ‫‪.7‬‬ ‫الذين انتشروا فى كل حدب وصوب‪ ،‬وقد ق ال في ذلك الش اعر‪:‬‬ ‫عن المرء ل تسأل وسل عن قرينه‬

‫فكّل قَِريٍن ب المق ارن يقتنندي‬

‫الحتك اك ب النس اء ل سْيم ا في المواصلت الع امة‪ ،‬أو‬ ‫‪.8‬‬ ‫الحضور معهن في الحفلت المختلطة‪.‬‬ ‫إنتش ار الك افْيه ات التى يتع اطون فْيه ا التدخْين بأنواعه‬ ‫‪.9‬‬ ‫ويجلس الشب اب والش اب ات مع ا بل رقْيب ول حْي اء وكم فْيه ا من أم اكن منعزلة‬ ‫أصبحت مرتع ا لنشر الرذيلة وتسويق ب ائع ات الهوى!‬ ‫خاميمساً ‪ ::‬تعليم أدب الدخول على النيمساء‬ ‫والتستئذان على الوالدين‬ ‫وال تع الى قد أب ا ح للطفل أن يحضر مع النس اء فْيم ا إذا لم يكن‬ ‫ط ْف ِ‬ ‫ل‬ ‫يفرقْيفّرق بْين المرأة الجمْيلة والدمْيمة‪ ،‬لقول ال تع الى‪  :‬أ َ ِو ال ّ‬ ‫ساء ‪- [31‬‬ ‫ت ال ّن َ‬ ‫ع ْو َرا ِ‬ ‫ع َلى َ‬ ‫ظ َه ُروا َ‬ ‫م َمي ْ‬ ‫ن َل ْ‬ ‫ا ّل ِذمي َ‬ ‫النور[‪.‬‬

‫يقول ابن كثْير في تفسْيره لهذه الية‪ ) :‬يعني لصغرهم ل يفهمون‬ ‫أحوال النس اء وعوراتهن‪ ،‬من كلمهن الرخْيم‪ ،‬وتعطفهن في المشْية‪،‬‬ ‫وحرك اتهن وسكن اتهن‪ ،‬فإذا ك ان الطفل صغْيًرا ل يفهم ذلك فل بأس بدخوله‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 52‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫على النس اء‪ ،‬أم ا إذا ك ان مراهًق ان أو قريبً ا من المراهقْين بحْيث يعر(ف ذلك‬ ‫ويدريه‪ ،‬ويفرق بْين الشوه اء والحسن اء فل يَُم ّكنْنن من الدخول على النس اء(‪.‬‬ ‫وقد ثبت في الصحْيحْين عن سْيدن ا رسول ال ‪ ‬أنه ق ال‪:‬‬

‫} إمياكم والدخول على النساء‪ ،‬قيل ميا‬ ‫م َو ‪ -‬أي قرميب الزوج ؟‬ ‫ح ْ‬ ‫رسول ا‪ ،‬أ َ َف َر أ َ ْمي تَ ال َ‬ ‫ت{‬ ‫م ْو ُ‬ ‫م ُو ال َ‬ ‫ح ْ‬ ‫قال‪ :‬ال َ‬ ‫وهؤلء الطف ال ‪ -‬وإن سمحَس َمنَحن لهم الشرع ب الدخول على أهلْيهم‪،‬‬ ‫والدخول علْيهم بدون استئذان ‪ -‬فإنه حذرهم وألزمهم الستئذان حتى على‬ ‫الب اء في أوق ات ثلثة‪ ،‬فق ال جّل شأنه فى )‪58‬النور(‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪       ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪         ‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪                                       ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫‪‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪‬‬

‫‪                                    ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪‬‬ ‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 53‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪        ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪                                      ‬‬ ‫‪                                      ‬‬ ‫ففي هذه الوق ات الثلثة لبد أن يستأذن الخدم والطف ال على‬ ‫آب ائهم وأهلْيهم حتى ل تقع أعْينهم على عورات مكشوفة‪.‬‬ ‫والوق ات التي يجب الستئذان فْيه ا هي‪ :‬حْين يكون الن اس ع ادة في‬ ‫لب اس النوم‪ ،‬ووقت القْيلولة حْين يتخفف المرت احون من الثْي اب الثقْيلة‬ ‫الضْيقة‪ ،‬وم ا بعد العش اء حْين يتهْيأ الرج ال والنس اء للنوم والستراحة‪.‬‬ ‫والستئذان قبل الدخول هن ا يتن اول الذكور والن اث معً ا‪ ،‬ويجب‬ ‫ض ان على إن اث الطف ال في العورات الثلث‪ ،‬أم ا الب الغ ات منهن‬ ‫الستئذان أي ً‬ ‫ض ان‪ ،‬وهذا أمر بديهي‪.‬‬ ‫ففي غْير هذه الوق ات أي ً‬ ‫علج اللسلم للزنى‬ ‫الزن ا ع ادة سْيئة قديمة تحدث بْين الرج ال والنس اء‪ ،‬فتؤدي إلى‬ ‫اختلط النس اب‪ ،‬وهتك العراض‪ ،‬وإذه اب العفةالعّفةن والفضْيلة‪ .‬وحديثن ا‬ ‫ض ان لنهم ا من هذا الب اب‪ ،‬بل إن‬ ‫عن الزن ا يشمل اللواط والسح اق أي ً‬ ‫التحريض على الفحش اء بجمْيع أنواعه ا من الزن ا‪ ،‬لن الدال على الشئ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 54‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫كف اعله‪.‬‬

‫وال تع الى لم ا حّرم الزن ا حّرم كذلك مقدم اته‪ ،‬فق ال‪  :‬وَ ل َ‬ ‫س ِبي ل ً ‪‬‬ ‫ساء َ‬ ‫ن َفا حِ شَ ًة َو َ‬ ‫َت ْق َر ُبو ْا ال ّز َنى إ ِ ّن ُه َكا َ‬ ‫‪ -] 32‬السراء[‪.‬‬

‫وأم ا اللواط وهو إتْي ان الذكر للذكر فقد ذكره ال تع الى في قصة لوط‬ ‫علْيه السلم‪ ،‬فق ال فى ]‪ -81 ،80‬العرا(ف[‪:‬‬

‫ش َة َما‬ ‫ح َ‬ ‫ن ا ْل َفا ِ‬ ‫ل لِ َق ْو ِم ِه أ َ َت ْأ ُتو َ‬ ‫طا إ ِ ْذ َقا َ‬ ‫‪َ ‬و ُلو ً‬ ‫م‬ ‫ك ْ‬ ‫ن ‪ .‬إ ِ ّن ُ‬ ‫مي َ‬ ‫عا لَ ِ‬ ‫ن أ َ حَ ٍد ّمن ا ْل َ‬ ‫كم ِب َها ِم ْ‬ ‫س َب َق ُ‬ ‫َ‬ ‫ساء َب لْ‬ ‫ن ال ّن َ‬ ‫ة ّمن ُدو ِ‬ ‫ل شَ ْه َو ً‬ ‫جا َ‬ ‫ن ال ّر َ‬ ‫َل َت ْأ ُتو َ‬ ‫ن‪‬‬ ‫س ِر ُفو َ‬ ‫م ّم ْ‬ ‫َأن ُت مْ َق ْو ٌ‬ ‫وأم ا السح اق أو المس احقة ‪ -‬التي تسمى بلغة العصر )الملمسة‬ ‫السطحْية وتحدث بْين النس اء (‪ ،‬فهي محرمة ب اتف اق العلم اء لقوله ‪:‬‬ ‫د { ‪68‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ا ْل َوا ِ‬ ‫ة ِفي ال ّث ْو ِ‬ ‫م ْر أ َ ِ‬ ‫ة إ ِ َلى ا ْل َ‬ ‫م ْر أ َ ُ‬ ‫ضي ا ْل َ‬ ‫}َو ل َ ُت ْف ِ‬

‫ألسبا ب إنتشار الفات الجنسية فى المجتمع‬ ‫وأسب اب هذه الف ات أو المراض كم ا وضحته ا الشريعة كم ا يلي‪:‬‬ ‫‪ 68‬صحْيح مسلم عن أبى سعْيد الخدرى عن أبْيه‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 55‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬الختلء ب المرأة الجنبْية‪:‬‬ ‫أي مج السته ا في مك ان مغلق بدون محرمَم ْحنَرننم‪ ،‬وقد إنتشر الته اون‬ ‫فى هذا المر‪ ،‬وكم نتج عنه من المص ائب بْين الخ اطبْين‪ ،‬وزملء الج امعة‪،‬‬ ‫والجْيران والق ارب بل وازع ول ض ابا ط!!!؟!! ولقد نهى رسول ال ‪ ‬عن‬ ‫ذلك نهْيً ا ق اطًع ا في عدة أح اديث‪ ،‬منه ا قوله ‪ ‬الذى رواه ابن عب اس فى‬ ‫المسند الج امع‪:‬‬

‫ع َها ُذو َم حْ َر مٍ‬ ‫ة إ ِ ل ّ َو َم َ‬ ‫ج لٌ ِبا ْم َر أ َ ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫خ ُل َو ّ‬ ‫}ل َ َمي ْ‬ ‫{‪.‬‬ ‫‪ .2‬النظر المحرم إلى مح اسن المرأة بأى وسْيلة ك انت‪:‬‬

‫وقد منع السلم عن النظر إلى مح اسن المرأة ومف اتنه ا وزينته ا في‬ ‫عدة آي ات قرآنْية‪ ،‬منه ا قوله‪:‬‬

‫‪                              ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪                                   ‬‬ ‫‪                                   ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪‬‬ ‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 56‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪                                       ‬‬ ‫‪[30، 31‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -     ‬النور[‬

‫وقد أش ار إلْيه ا الرسول ‪ ‬في قوله‪:‬‬

‫م‬ ‫ة ُث ّ‬ ‫ن ا ْم َر أ َ ٍ‬ ‫حا سِ ِ‬ ‫ظ ُر إ ِ َلى َم َ‬ ‫م َمي ْن ُ‬ ‫س ِل ٍ‬ ‫ن ُم ْ‬ ‫}َما ِم ْ‬ ‫ج دُ‬ ‫ة َمي ِ‬ ‫ه إ ِ ل ّ أ َ حْ َد ثَ ال ّل ُه لَ ُه عِ َبا َد ً‬ ‫ص َر ُ‬ ‫ض َب َ‬ ‫غ ّ‬ ‫َمي ُ‬ ‫ها {‪69‬‬ ‫ح ل َ​َو َت َ‬ ‫َ‬ ‫والنظر محّرم على الرج ال والنس اء على حد سواء‪ ،‬وعمى أحد‬ ‫الجنسْين ل يسمح للطر(ف الخر برفع بصره للنظر فْيه‪ ،‬وفي حديث أم‬ ‫سلمة رضى ال عنه ا فى سنن أبى داود وغْيره ا م ا يدل على ذلك حْيث ق الت‪:‬‬

‫مو َن َة‪،‬‬ ‫ه َم ْي ُ‬ ‫ع ْن َد ُ‬ ‫ي ‪َ ‬و ِ‬ ‫ع ْن َد ال ّنب ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫}ُك ْن ُ‬ ‫ن أ ُ مِ ْر َنا‬ ‫ع َد أ ْ‬ ‫ك َب ْ‬ ‫م‪َ ،‬و َذ ِل َ‬ ‫م َم كْ ُتو ٍ‬ ‫ن أُ ّ‬ ‫ل اب ُ‬ ‫ف َأ ْق َب َ‬ ‫ج َبا ِم ْن ُه‪َ ،‬ف قُ ْل َنا‬ ‫ي ‪ :‬ا حْ َت ِ‬ ‫ل ال ّنب ّ‬ ‫ب‪ ،‬فقا َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫با ْل ِ‬ ‫ص ُر َنا وَ ل َ‬ ‫مى ل ُمي ْب ِ‬ ‫ع َ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ل ا أ َل ْي َ‬ ‫سو َ‬ ‫َميا َر ُ‬ ‫ما؟‬ ‫م َيا َوا نِ أ ْن ُت َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ي ‪ ‬أ َ َف َ‬ ‫ل ال ّنب ّ‬ ‫ع ِر ُف َنا؟ فقا َ‬ ‫َمي ْ‬ ‫ص َرا ِن ِه؟ {‬ ‫ما ُت ْب ِ‬ ‫س ُت َ‬ ‫أ َل ْ‬

‫‪ 69‬مجمع الزوائد‪ ،‬رواه أحمد والطبرانى عن أبى أم امه‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 57‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3‬الستم اع إلى صوت المرأة المرخم المرّخ من‪:‬‬ ‫لن صوت المرأة في حد ذاته لْيس بعورة‪ ،‬بدلْيل أنه ا يجوز له ا‬ ‫التعلْيم والتعلم‪ ،‬والبْيع والشراء‪ ،‬وأداء الشه ادة‪ ،‬والعلن عن الجر ح‬ ‫والتعديل‪ .‬وقد ب اشرت الصح ابْي ات رضوان ال علْيهن مثل هذه العم ال في‬ ‫العصر النبوي وعصر الخلف اء الراشدين‪ ،‬وإنم ا الممنوع الصوت المرّخ من الذي‬ ‫يحدث شهوة وطمًع ا عند الرج ال‪.‬‬ ‫وفي القرآن الكريم تربْية واضحة للنس اء عند مخ اطبتهن الرج ال حْيث‬ ‫ق ال جل شأنه فى )‪32‬الحزاب(‪::‬‬

‫ع ا لّ ِذي ِفي َق ْل بِ هِ‬ ‫م َ‬ ‫ط َ‬ ‫ل َف َي ْ‬ ‫ن ِبا لْ َق ْو ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْ‬ ‫خ َ‬ ‫‪َ ‬فل َت ْ‬ ‫ع ُرو ًفا ‪.‬‬ ‫ن َق ْو ل ً ّم ْ‬ ‫ض وَ ُق ْل َ‬ ‫َم َر ٌ‬ ‫ف الخضوع ب القول‪ :‬ترقْيقه وترخْيمه‪ ،.‬والقول المعرو(ف‪ :‬الكلم الحسن‬ ‫العفْيف الذي ل لْين فْيه ول تكسْير‪.‬‬ ‫وقد بْين القرآن تربْية أخرى للنس اء اللئي يحدثن صوتً ا بسبب‬ ‫احتك اك حلْيهنُح ِلنّْيهن‪ :‬الخلخل‪ ،‬أو القلئد والس اور‪ ،‬وشبهه ا ب القربُقرب من‬ ‫الرجل‪ ،‬لن السم اع ك النظر‪ ،‬ف الكل يحدث إث ارة جنسْية‪ ،‬ق ال تع الى‪:‬‬

‫ن ِمن‬ ‫خ ِفي َ‬ ‫م َما ُمي ْ‬ ‫ع َل َ‬ ‫ن لِ ُي ْ‬ ‫ج ِل ِه ّ‬ ‫ن ِب َأ ْر ُ‬ ‫ض ِر ْب َ‬ ‫‪َ ‬ول َمي ْ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 58‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ن ‪ [31‬‬ ‫ِزمي َن ِت ِه ّ‬

‫النور[‬

‫ق ال ابن عب اس ‪ ‬م ا في هذه الية‪:‬‬

‫} كانت المرأة تم ّر بالناس فتضرب برجلها‬ ‫ل ُتسمع صوت خلخالها‪ ،‬فنهى ا عن ذلك‬ ‫لنه من عمل الشيطان {‬ ‫‪ .4‬شم أنف اس المرأة واستنش اق عطره ا الذي تعطرت به‪:‬‬ ‫فأم ا شم أنف اسه ا فْيحدث عند القتراب منه ا‪ ،‬والحتك اك به ا‪ ،‬وهذه‬ ‫النف اس مثْيرة للجنس ولو لم تكن مشوبة بعطر‪ ،‬ول يمكن التحرز من هذه‬ ‫النف اس إل ب البتع اد‪ ،‬ولذلك أورد ابن الح اج في المدخل حديث‪:‬‬

‫ء َو أ َ ْن َفا سِ‬ ‫سا ِ‬ ‫س ال ّن َ‬ ‫ن أ َ ْن َفا ِ‬ ‫ع ُدوا َب ْي َ‬ ‫} َبا ِ‬ ‫ل{‬ ‫جا ِ‬ ‫ال ّر َ‬

‫وأم ا استنش اق عطر الجنبْية‪ ،‬فقد ورد فْيه قوله ‪ ‬فى صحْيح بن‬ ‫حب ان عن أبى موسى الشعرى ‪:‬‬

‫م ّر تْ على َق ْو مٍ‬ ‫ت‪َ ،‬ف َ‬ ‫طر ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ة اس َت ْ‬ ‫ما ا ْم َرأ ٍ‬ ‫} أ َ ّمي َ‬ ‫ن َزا ِن َي ٌة {‬ ‫ع ْي ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫حها فهي َزا نِ َي ٌة‪ ،‬و ُك ّ‬ ‫ج ُدوا ِرمي َ‬ ‫ِل َي ِ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 59‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪.5‬‬

‫لمس أعض اء المرأة‪ :‬ب المب اشرة الجسدية أو التقبْيل أو المص افحة‪،‬‬ ‫فقد روى معقل بن يس ار ‪ ‬فْيم ا أخرجه الطبرانى والبْيهقى قوله‬ ‫‪ ) : ‬أل ن ميطعن في رأس أحدكم‬

‫بمخيط من حدميد خير له من‬ ‫أن ميمس امرأة ل تحل له(‪.‬‬

‫ح ِدمي دٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ط ِم ْ‬ ‫خ َي ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِب ِ‬ ‫ح ِد ُك ْ‬ ‫س أَ َ‬ ‫ن ِفي َر ْأ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ط َ‬ ‫ن ُمي ْ‬ ‫}ل َ ْ‬ ‫ه { )المخْيا ط هو‬ ‫ل َل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ة ل َت ِ‬ ‫س ا ْم َر أ َ ً‬ ‫ن َمي مَ ّ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫خ ْي ٌر َل ُه ِم ْ‬ ‫َ‬ ‫م ا يخ اط به ك البرة والمسلة ونحوهم ا(‪.‬‬ ‫‪ .6‬نقص التربْية متمثلُ‪ -‬متمثلً فى قلة المروءة من طر(ف الزن اة‪:‬‬ ‫لن المزني به ا هي ابنة أو زوجة أو أخت‪ ،‬أو أم لمسلم‪ ،‬أو قريبته‪،‬‬ ‫ول يرضى الزاني مهم ا ك ان متسّْيب اً أن تهتك حرم اته ب الزنى‪ ،‬ول يقبل أن‬ ‫ُيمس في شرفه‪ ،‬وحرمة أسرته أو أهله‪ ،‬فلو استعمل الزاني عقله ملْيّ ا لم ا‬ ‫ارتكب ف احشة الزن ا! وفي الحديث عن أبي أم امة أن فتًى ش ابً ا أتى النبي ‪‬‬ ‫فق ال‪:‬‬ ‫} ميا رسول ا إئذن لي في الزنا‪ ،‬فأقبل‬ ‫القوم عليه فزجروه‪ ،‬وقالوا‪ :‬مه مه‪ ،‬فقال ‪ : ‬أدنه‬ ‫فدنا منه قرمي ًبا‪ ،‬فقال‪ :‬أتحبه لمك؟ قال‪ :‬ل‪،‬‬ ‫وجعلني ا فداك‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك الناس ل ميحبونه‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 60‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫لمهاتهم‪ ،‬قال‪ :‬أفتحبه لبنتك؟ قال ‪:‬ل وا ميا‬ ‫رسول ا‪ ،‬جعلني ا فداءك‪ .‬قال‪ :‬ول الناس‬ ‫ميحبونه لبناتهم‪ ،‬قال أفتحبه لختك؟ قال ‪:‬ل وا‪،‬‬ ‫جعلني ا فداءك‪ .‬قال‪ :‬ول الناس ميحبونه‬ ‫لخواتهم‪ .‬قال‪ :‬أفتحبه لعمتك؟ قال ‪:‬ل وا‪،‬‬ ‫جعلني ا فداءك‪ .‬قال‪ :‬ول الناس ميحبونه‬ ‫لعماتهم‪ ،‬قال‪ :‬أفتحبه لخالتك؟ قال ‪:‬ل وا‪،‬‬ ‫جعلني ا فداءك‪ ،‬قال‪ :‬ول الناس ميحبونه‬ ‫غ فِ رْ‬ ‫لخالتهم‪ .‬قال‪ :‬فوضع ميده عليه وقال‪ :‬اللهم ا ْ‬ ‫ن فرجه‪ ،‬فلم ميكن بعد‬ ‫ص ْ‬ ‫ذنبه‪ ،‬وط ّه ْر قلبه‪ ،‬وح ّ‬ ‫ذلك الفتى ميلتفت إلى شئ {‪.‬‬

‫‪ -7‬نقص التربْية أيض اً ‪ -‬ولكن متمثلُمتمثلً فى عدم الوعي بم ا‬ ‫يحدثه الزنى من أخط ار صحْية ونفسْية وخلقْيةوُخ لنقْية ودينْية‪:‬‬ ‫ف الخطرفأم ا الخطر الصحي‪:‬‬ ‫فمرضفإّن مرض السْيلن ينتقل عن طريق الزنى‪ ،‬وهو يسبب الته ابً ا‬ ‫ح اًدان ومزمنً ا في الرحم والخصْيتْين‪ ،‬وقد يؤدي إلى العقم‪ ،‬وإلى الته اب في‬ ‫المف اصل‪ ،‬وقد يؤثر على المولود فْيص اب ب العمى‪ .‬وكذلك أمراض التقرح ات‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 61‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫الجنسْية؛ والتي تنتقل ب اللتق اء الجنسي المحرم‪ ،‬وتسبب في العقد البلغمْية‪،‬‬ ‫وقد تؤدي إلى خراج ات قْيحْية مزمنة‪ ،‬والته اب ات في المج اري البولْيه‪ ،‬وكذلك‬ ‫مرض الزهرى‪.‬‬ ‫وقد يص اب بعض الولد بمرض النضج الجنسي المبكر نتْيجة لتهْيج‬ ‫الشهوة قبل أوانه ا‪ ،‬واستث ارة الغريزة قبل اكتم اله ا‪.‬‬ ‫وب الطبع وأخطر م ا يسببه الزن ا مرض )اليدز( والذي يؤدي إلى فقدان‬ ‫من اعة الجسم المكتسبة للجسم وهو م ا يع انى منه الع الم مع انة ف ادحة ول‬ ‫علج له إلى الن ويعد أحد أسب اب الوف اة الرئْيسْية فى الع الم‪.‬‬ ‫أم ا الخطر النفسي والخلقي‪:‬‬ ‫قدفقد يص اب هذا الشهواني المندفع نحو البهْيمْية بمرض اللواط‬ ‫والسح اق‪ ،‬وهو مرض خطْير من نتْيجته اكتف اء الرج ال ب الرج ال‪ )،‬وبدوره‬ ‫يؤدى إلى اليدز( والنس اء ب النس اء ‪ ،‬وقد يص اب بمرض الهوس الجنسي‪،‬‬ ‫حْيث ترى المريض الشهواني المندفع مشغولً في جمْيع أوق اته بتخْيلت‬ ‫شهوانْية غريزية من نك ا ح وتقبْيل‪ ،‬وضم وعن اق‪ ،‬وشبه ذلك‪ ،‬وتراه منصرفً ا عن‬ ‫كل شئ‪ ،‬فْيكثر نسْي انه ويقل اهتم امه‪ ،‬وتشتد غفلته ويضعف انتب اهه ويفشل‬ ‫فى عمله‪ ،‬وتراه كأنه مخمور‪ ،‬أو كأنه محزون‪ .‬وتسبب هذه الظ اهرة اللْيمة‬ ‫نحولً في الجسم‪ ،‬وضعًف ان في الذاكرة‪ ،‬وقلًق ان في النفس وع ادة م ا تقوده تلك‬ ‫المم ارس ات للمخدرات أو المسكرات أثن اء سْيره فْيه ا أو نتْيجة لمع ان اته‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 62‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫بسببه ا!‪،‬‬ ‫وهن اك أخط ار اجتم اعْية لذلك‪:‬‬ ‫وهي عدم تكوين السر‪ ،‬وظلم الموالْيد الذين يولدون من غْير زواج‬ ‫شرعي‪ ،‬ارتف اع نسب الطلق عندم ا عندم ا تت ا ح فر ص الزواج الطبْيعى لهؤلء‬ ‫الزن اة أو الشواذ فهم كثْيرا م ا يفشلون إم ا لتعودهم على الس اقط ات! أو على‬ ‫المخدرات أو الع ادة السرية أوالمم ارسة ب التخْيل فقا ط أو الشذوذ مع الرج ال‬ ‫أو النس اء‪ ،‬أو لعدم ثقتهم فى أية نس اء فْيقتلهم الشك والغْيرة فْيطلقون! وكم‬ ‫من زيج ات وزيج ات فشلت بسبب ذلك!!‬ ‫والخطروأم ا الخطر الديني‪:‬‬ ‫ف الفرد الذي ل يستعف عن مح ارم ال‪ ،‬ول يصون نفسه عن مزالق‬ ‫الشهوة والفتنة‪ ،‬يص اب بأربع خص ال ذمْيمة‪ ،‬ذكره ا النبي ‪، ‬النبّي ‪ ‬فْيم ا‬ ‫رواه الطبراني في الوسا ط‪ ،‬حْيث يقول ‪ } : ‬إمياكم والزني‪ ،‬فإن‬ ‫فيه أربع خصال‪ :‬ميذهب البهاء من الوجه‪ ،‬وميقطع‬

‫الرزق‪ ،‬وميسخط الرحمن‪ ،‬وميسبب‬ ‫دخول النار { ‪.‬‬

‫ب‬ ‫ه ُ‬ ‫ل ‪ُ :‬مي ْذ ِ‬ ‫صا ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ِفي ِه أ َ ْر َب َ‬ ‫م َوالز َنا َفإ ّ‬ ‫} إ ِ ّميا ُك ْ‬ ‫ط‬ ‫س خِ ُ‬ ‫ق‪َ ،‬و ُمي ْ‬ ‫ع الر ْز َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ج ِه‪َ ،‬و َمي ْق َ‬ ‫ن ا ْل َو ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ا ْل َب َها َ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 63‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫خ ُلو َد ِفي ال ّنا ِر {‪.70‬‬ ‫ن‪َ ،‬وا ْل ُ‬ ‫حم َ‬ ‫ال ّر ْ‬ ‫ومن الخطر الدينى أيض اً أن الزاني حْين يزني ينسلخ من ربقة اليم ان‪،‬‬ ‫فقد روى الم ام ان البخ اري ومسلم عن النبي ‪، ‬النبّي ‪ ‬أنه ق ال‪:‬‬

‫}ل ميزني الزاني حين ميزني وهو مؤمن {‬

‫‪ -8‬عدم التبكْير ب الزواج‪:‬‬ ‫ف التبكْير ب الزواج مم ا يس اعد المرء على التقوي والبتع اد عن الزنى‪،‬‬ ‫وقد ق ال ‪ ‬فى الحديث المحفوظ للجمْيع الذى هو علمة ف ارقة لجمْيع‬ ‫الشب اب‪:‬‬ ‫م ال َبا ءَ ةَ‬ ‫ك ُ‬ ‫ع ِم ْن ُ‬ ‫طا َ‬ ‫س َت َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ب َم ِ‬ ‫ش َبا ِ‬ ‫ش َر ال ّ‬ ‫ع َ‬ ‫} َميا َم ْ‬ ‫ج‪َ ،‬و َم ْ‬ ‫ن‬ ‫ن ِل ْل َفر ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ِر‪َ ،‬و أ َ ْ‬ ‫ض ِل ْل َب َ‬ ‫ج ‪َ ،‬ف ِإ ّن ُه أ َ غَ ّ‬ ‫َف ْل َي َت َز ّو ْ‬ ‫ء{‬ ‫جا ٌ‬ ‫م‪َ ،‬ف ِإ ّن ُه َل ُه َو َ‬ ‫ص ْو ِ‬ ‫ع َف عَ َل ْي ِه ِبال ّ‬ ‫طي ْ‬ ‫س َت ِ‬ ‫م َمي ْ‬ ‫َل ْ‬ ‫والشب اب الذين ن ادى علْيهم الرسول ‪ ،‬هم من بلغوا الحلم الُح لنم‬ ‫ولم يتج اوزوا ثلثْين سنة‪.‬‬ ‫والب اءة الجم اع‪ ،‬والوج اء كخص اء لفظً ا ومعنى أي‪ :‬ق امع للشهوة‪.‬‬ ‫وإذن فكل من بلغ وك انت له القدرة على النف اق والجم اع‪ ،‬فهو‬ ‫مط الب ب الزواج‪.‬‬ ‫‪ 70‬طس عد( عن ابِن عبّ ا ٍ‬ ‫س رضَي اللّهُ عنُه َمن ان‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 64‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫الزنى‪.‬‬

‫ض البصر عم ا ل يحّل‪ ،‬ويحفظ فرجه من‬ ‫والزواج يس اعد على غ ّ‬

‫والزواج شرع ال‪ ،‬فمن فمن تركه متعمًد ان فقد ترك سنة محمودة‪،.‬‬ ‫وفي الحديث الذي يرويه أبي هريرة فى سنن البْيهقى الكبرى عن رسول ال‬ ‫‪:‬‬

‫} وفي الحدميث الذي ميروميه أبي هرميرة عن‬ ‫ن َمي ْن كِ حَ‬ ‫سرا ل َ ْ‬ ‫ن ُم ْو ِ‬ ‫ن كا َ‬ ‫رسول ا ‪ ‬قال‪َ :‬م ْ‬ ‫س ِم ّنا‬ ‫ح‪َ ،‬ف َل ْي َ‬ ‫ك ْ‬ ‫م َمي ْن ِ‬ ‫َف َل ْ‬ ‫وإذا عجز المرء عن الزواج لسب اب ق اهرة‪:‬‬

‫‪ ،‬فعلْيه ب الصوم‪ ،‬فإنه يخفف من حرارة الشهوة‪ ،‬ويقلل من الغلمة‬ ‫لقوله ‪: ‬‬

‫م‪َ ،‬ف ِإ ّن هُ َل هُ‬ ‫ص ْو ِ‬ ‫ع َل ْي هِ ِبال ّ‬ ‫ع َف َ‬ ‫طي ْ‬ ‫س َت ِ‬ ‫}َو َم نْ َل مْ َمي ْ‬ ‫ء{‬ ‫جا ٌ‬ ‫َو َ‬

‫تع الى‪:‬‬

‫ولْيلزم ج انب العّفةن حتى يتْيسر له أمر الزواج‪ ، ،‬وفى كت اب ال‬

‫ح ّتى‬ ‫حا َ‬ ‫كا ً‬ ‫ن ِن َ‬ ‫ج ُدو َ‬ ‫ن ل َمي ِ‬ ‫ف ا لّ ِذمي َ‬ ‫ع ِف ِ‬ ‫س َت ْ‬ ‫‪َ ‬و ْل َي ْ‬ ‫ه ‪ - [33‬النور[‪.‬‬ ‫ض ِل ِ‬ ‫م ال ّل ُه ِمن َف ْ‬ ‫غ ِن َي ُه ْ‬ ‫ُمي ْ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 65‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫أي فلْيجتهد المسلم في العفةالعّفةن وقمع الشهوة‪ ،‬م ا دامت لم تْيسر‬ ‫له سبل الزواج‪ ،‬فإن العبد إذا اتقى ال جعل له من عسره مخرًج ان‪.‬‬ ‫ويجب على المجتمع أن يجتهد لتْيسْير الزواج وتوفْير السكن وفر ص‬ ‫العمل‪ ،‬وأقول فى ذلك أن عودة الخلق والمع املت السلمْية الرحْيمة‪،‬‬ ‫والس الْيب التى تمسك به ا سلفن ا فى الزواج علْيه ا معول كبْير لتْيسْير الزواج‪.‬‬ ‫‪ -9‬فقدان الرادع‪:‬‬ ‫أم ا ردع الزن اة ب الجلد والتغريب أو الرجم‪ ،‬فهو آخر السلحة لعلج‬ ‫هذه القضْية الفتّ اكة‪.‬‬ ‫فمن لم يستطع غلق البواب المفتحة على الزنى المش ار إلْيه ا س ابًق ان‪،‬‬ ‫ولم يقدر على دفع الفحش اء‪ ،‬ولم يمتثل للسنةللسّنة النبوية التي أمرت‬ ‫ي وق ائي ق امع للشهوة‪ ،‬ثم ارتكب الزنى‪،‬‬ ‫ب الزواج‪ ،‬ولم يقم ب الصوم كعلج نبو ّ‬ ‫ف الشرع أمر بجلده وتغريبه إذا ك ان عزبً ا‪ ،‬أو رجمه ب الحج ارة حتى يموت إن‬ ‫ك ان محصنً اُمحصنً ا‪ ،‬والمحصن رجلً ك ان أو إمرأة‪ ،‬هو كل من سبق له زواج‬ ‫شرعي‪ ،‬سواء بقي في زواجه أو طلق وأصبح ثّْيبً ا‪ ،‬ق ال تع الى‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪                                        ‬‬ ‫‪                                            ‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 66‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪    ‬‬ ‫‪[2‬‬

‫‪                             ‬‬

‫‪-          ‬‬

‫النور[‪ ،‬أم ا المحصن الذي سبق له زواج شرعي فْيرجم ب الحج ارة حتي يموت‬ ‫وقد ورد حديث الرجم في الصح ا ح عن عبد ال بن عب اس ‪ ‬م ا ق ال‪:‬‬ ‫أم ا المحصن الذي سبق له زواج شرعي فْيرجم ب الحج ارة حتي يموت‪.‬‬ ‫وقد ورد حديث الرجم في الصح ا ح عن عبد ال بن عب اس رضى ال عنهم ا ق ال‪:‬‬ ‫} خطب عمر فقال‪ :‬إن ا تعالى بعث محم ًدأ‬ ‫‪ ‬بالحق‪ ،‬وأنزل عليه الكتاب‪ ،‬فكان فيما أنزل عليه‬ ‫آمية الرجم‪ ،‬فقرأناها ووعيناها‪ ،‬ورجم رسول ا ‪‬‬ ‫ورجمنا‪ ،‬وإني خشيت إن طال زمان أن ميقول‬ ‫قائل‪ :‬ما نجد الرجم في كتاب ا تعالى‪ ،‬فيضلون‬ ‫ق على‬ ‫بترك فرميضة أنزلها ا تعالى‪ ،‬فالرجم ح ّ‬ ‫من زنى من الرجال والنساء إذا كان محص ًنا إذا‬ ‫قامت البينة أو كان حمل أو اعتراف‪ ،‬وأميم ا لول‬ ‫أن ميقول الناس‪ :‬زاد عمر في كتاب ا تعالى‬ ‫لكتبتها {‪.‬‬ ‫وقد أخرج الم ام ان أحمد وابن حنبل‪ ،‬والطبراني في الكبْير من‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 67‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫حديث أبي أم امة بن سهل عن خ الته العجم اء أن فْيم ا نسخ مم ا أنزل ال من‬ ‫القرآن‪:‬‬ ‫} الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة‪ ،‬بما‬ ‫قضيا من اللذة {‪.‬‬ ‫علج اللسلم لنتشار الفات الجنسية فى‬ ‫المجتمع‬ ‫سا‬ ‫وعلج السلم لهذه المراض الخطيرة ميقوم أسا ً‬ ‫على‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫سد البواب المفتًّح ةن التي تؤدي إلْيه ا‪ ،‬وغلق الدواعي التي‬ ‫تتسبب فْيه ا‪ ،‬وهذا أمر واسع يتطلب تض افر وتع اون الجمْيع‬ ‫وبدون استثن اء وعلى جمْيع الصعدة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تخصْيص دروس تربوية واعْية في هذا المْيدان للتوعْية‬ ‫وتكوين المروءة وتهذيب الخلق‪ ،‬وترسْيخ المعنى لدى‬ ‫الشب اب أن التنظْيم والتشريع السلمى لتصريف الط اقة‬ ‫الجنسْية إنم ا جعل لمصلحة الش اب والفت اة والمجتمع‬ ‫برمته‪ ،‬ل للتعنت ول لحرم ان أحد من سع ادته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 68‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬‬

‫ثم التعجْيل بتزويج الي امى بعد انته اء سن المراهقة‬ ‫والدخول في سن الشب اب ويدخل فى ذلك تْيسْير الزواج‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫مع الرجوع إلى إق امة الحدود الشرعْية لنه ا الص الحة للردع‬ ‫في كل زم ان ومك ان‪.‬‬

‫وهكذا نجد أن نظرة السلم إلى الجنس ق ائمة على إدراك فطرة‬ ‫النس ان‪ ،‬ورامْية إلى تلبْية أشواقه ومْيوله‪ ،‬حتى ل يتج اوز أي فرد حدود‬ ‫فطرته‪ ،‬ول يسلك سبْيلً منحرفً ا يصطدم مع غريزته‪ ،‬وقد أنزل ال من‬ ‫التشريع ات والحك ام م ا يلبي ح اج ات هذه المْيول والغرائز‪ ،‬وم ا يكفل له ا‬ ‫الستمرار والنم اء والبق اء‪ .‬وم ا الزواج الشرعي إل تلبْية لغريزة المْيل إلى‬ ‫الجنس الخر‪ ،‬لْيسْير النس ان مع فطرته الجنسْية‪ ،‬ومْيله الغريزي بكل تلؤم‪.‬‬ ‫ولذلك حّرم السلم العزو(ف عن الزواج والزهد فْيه‪ ،‬ولو بنْية التفرغ للعب ادة‪،‬‬ ‫والتقرب إلى ال‪،‬‬ ‫بل من نظرة السلم الص ائبة إلى الجنس أنه اعتبر تصريف الشهوة‬ ‫ب الحلل‪ ،‬وإشب اع الغريزة ب الزواج‪ ،‬من العمل الص الح الذى يث اب علْيه‬ ‫المسلم‪ .‬ففى الحديث الشريف روى مسلم في صحْيحه عن أبي ذر الغف اري‬ ‫‪:‬‬ ‫} إن لكم بكل تسبيحة صدقة‪ ،‬وبكل تكبيرة صدقة‪،‬‬ ‫وبكل تهليلة صدقة‪ ،‬وبكل تحميدة صدقة‪ ،‬وأمر‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 69‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ي عن منكر صدقة‪ ،‬وفي بضع‬ ‫بمعروف صدقة‪ ،‬ونه ٌ‬ ‫أحدكم صدقة؟ قالوا‪ :‬ميا رسول ا‪ ،‬أميأتي أحدنا‬ ‫شهوته وميكون له فيها أجر؟ قال ‪ : ‬أرأميتم لو‬ ‫وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قالوا‪ :‬بلى‪،‬‬ ‫قال‪ :‬فكذلك إذا وضعها في الحلل كان له فيها‬ ‫أجر {‪.‬‬ ‫ثانًيا ‪ :‬التربية اليمانية‪.‬‬ ‫‪71‬‬

‫ويقصد ب التربْية اليم انْية هن ا تربْية الشب اب على أخلق أهل اليم ان‪،‬‬ ‫وتدريبهم على السلوكْي ات السلمْية؛ حتى يصْيرون يمثلون السلم في كل‬ ‫حرك اتهم وسكن اتهم‪ ،‬ويكونون هم المعنْيون بقول ال ‪: ‬‬

‫ه ًدى ‪‬‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫م َو ِز ْد َنا ُ‬ ‫م ِف ْت َي ٌة آ َم ُنوا ِب َر ّب ِه ْ‬ ‫‪ ‬إ ِ ّن ُه ْ‬ ‫‪ -[13‬الكهف[‪.‬‬

‫مسئولية الباء في متابعة البناء‬

‫وهذه المسئولْية كلفهم به ا ال ‪ ‬ورسوله ‪. .‬‬ ‫فْيجب على كل مؤمن أن يكون له عْين يقظة على تصرف ات أولده‬ ‫‪71‬‬

‫البند الث انى من" رع‪.‬ايةرع اية شب اب السلم"‪ ،‬البند الول ك ان ‪ ،‬ك انتك‪ :‬التربْية الجنسْية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 70‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫وبن اته‪ ،‬ترع اهم عند الصلة‪ ،‬وترع اهم عند مش اهدة التلف از‪ ،‬وترع اهم عند‬ ‫اختْي ارهم للصدق اء حتى ل يصطحبون قرن اء السوء‪ ،‬وترع اهم عند مم ارسة‬ ‫هواي اتهم‪ ،‬وتراقبهم في ع اداتهم‪ ،‬ويوجهونهم إلى الكم الت النس انْية‪،‬‬ ‫والخلق اليم انْية ب اللطف والرقة واللْين‬

‫ه َل كَ‬ ‫فْي ا أخي المؤمن اجعل نصب عْينْيك قوله تع الى‪  :‬وَ ْأ ُم ْر أ َ ْ‬ ‫ن َن ْر ُز ُق كَ‬ ‫ح ُ‬ ‫ك ِر ْز ًقا ّن ْ‬ ‫س َأ ُل َ‬ ‫ط ِب ْر عَ َل ْي َها ل ا َن ْ‬ ‫ص َ‬ ‫صل اِة َوا ْ‬ ‫ِبال ّ‬

‫عا ِق َب ُة ِلل ّت ْق َوى‬ ‫َوا ْل َ‬

‫‪ - [132‬طه[‪.‬‬

‫وإي اك أن تأخذك الشفقة بولدك أو ببنتك أي ام المتح ان ات‪ ،‬وتقول‪:‬‬ ‫الولد مشغول ولْيس من المهم أن يح افظ على الصلة الن؛ لنه مشغول‬ ‫ب الستذك ار ‪ -‬وهذا م ا يلجأ إلْيه بعض ضع ا(ف النفوس‪ ،‬مع أن ال ‪ ‬ل‬ ‫يب ارك في عمل يلهي عن الصلة‪.‬‬ ‫أو ربم ا تقول له ‪ :‬اذهب أولً إلى الدرس‪ ،‬واجمع الظهر مع العصر‪،‬‬ ‫ول بأس علْيك في ذلك‪ .‬بل علْيك أن تجعل أكبر هّم هن‪ ،‬وأعظم حر ِ‬ ‫ص ِهن على‬ ‫العمل بأحك ام دينه‪ ،‬والقتداء بسنن نبّْيه‪ ،‬وتنفْيذ أوامر ربه‪ ،‬حتى تكون‬ ‫مطمئن الب ال إلى أنك أنجبت رج الً يمتثلون لمر ال‪ ،‬وينفذون تع الْيم ال‪.‬‬ ‫واحكْيواح ِ‬ ‫ك لهم المثلة الطْيبة من قصص سلفن ا الص الح‪ ،‬بل ومن‬ ‫عبر هذه الحْي اة بم ا يجعلهم يتمسكون ب الفضْيلة‪ ،‬ول ينخدعون بم ا تنشره‬ ‫لهم بعض وس ائل العلم‪ ،‬والتي تصور لهم براعة الغش ومه ارة الخداع‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 71‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫وتزّين لهم أن أقصر طريق للوصول إلى مثآربهم الدنْيوية وآم الهم الف انْية هو‬ ‫الخداع والمؤامرات وأس الْيب النف اق‪ .‬فإذا فعلت ذلك فنم بعد ذلك في‬ ‫قبرك قرير العْين‪ ،‬وتأكد أنهم في حصن ال وفي كنفه ‪.‬‬ ‫فقد ورد عن عمر بن عبد العزيز ‪ ‬أنه خلف وراءه ثلثة عشر ولًد ان‪،‬‬ ‫ولم يترك لكل واحد منهم إل دين اًرا واحًد ان عند وف اته ‪ -‬مع أنه ك ان خلْيفة‬ ‫المسلمْين ‪ -‬فع اتبه بعض أق اربه وق الوا ي ا أمْير المؤمنْين‪ ،‬تركت أولدك‬ ‫ضْي اًع ا!! فق ال ‪ ‬أولدي أحد رجلْين‪ :‬أم ا الص الح منهم‪ ،‬فْيتوله ال‪:‬‬ ‫ن ‪- [196‬العرا(ف[‪ ،‬وأم ا الط الح‬ ‫حي َ‬ ‫صا ِل ِ‬ ‫ه َو َمي َت َو ّلى ال ّ‬ ‫‪َ ‬و ُ‬ ‫منهم‪ ،‬فم ا كنت أترك له م ا أعْينه به على فسقه وفجوره؛ فأش اركه في الوزر‪،‬‬ ‫صلن كل رجل منهم م ائة ألف‬ ‫فلم يمر علْيهم ع ام واحد بعد وف اته إل وقد ح ّ‬ ‫دين ار من التج ارة الحلل بركة من ال ‪ ‬بسبب هذا الب الص الح‪.‬‬ ‫وقد حكى القرآن الكريم أن ال ‪ ‬أرسل نبْيّ ا كريم اً وولْيّ ا عظْيم اً‬ ‫حا ‪‬‬ ‫صا ِل ً‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫وَك انَن أ َ ُبو ُ‬ ‫إكراًم ان للجد الس ابع في قوله سبح انه‪َ  :‬‬ ‫‪ -[82‬الكهف[‪.‬‬

‫فقد روي أن المقصود ب الب الص الح في هذه الية ك ان الجد الس ابع‬ ‫لهؤلء البن اء‪ ،‬فأرسل ال إلْيهم نبْيً ا كريًم ان‪ ،‬وولْيً ا ص الًح ان لْيقْيم ا الجدار الذي‬ ‫تصّدع ببْيتهم‪ ،‬حتى يبلغ ا الرشد لْيستخرج ا كنزهم ا عن اية من ال بسبب‬ ‫صل ح جّد هنم الس ابع!! فم ا ب الك إذا ك ان الب الصلب ص الحً ا!؟ وم اذا يكون‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 72‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ح ال أولده وأهله وذويه!؟!!‬ ‫وهن اك المث ال المغ اير‪ ،‬أولد الخلْيفة الموي هش ام بن عبد الملك‪،‬‬ ‫فقد ترك ثم انْية عشر ولًد ان‪ ،‬وترك لكل واحد منهم م ائة ألف دين ار‪ ،‬فلم يمر‬ ‫علْيهم ع ام واحد إل وص اروا يتكففون الن اس بعد أن ذهبت أموالهم في اللهو‬ ‫والشهوات؛ وذلك لنه لم يربْيهمْينَُرْبهم على الّتقى واليم ان‪.‬‬

‫فأول تكلْيف كّلفك به ال ‪ ‬نحو أولدك أن تحفظ علْيهم اليم ان‪،‬‬ ‫وأن تربْيهم على قْيم السلم وعلى تع الْيم النبي العدن ان‪ ،‬وأن توالي هذه القْيم‬ ‫بنفسك؛ لن مجتمعن ا لن تنصلح أحواله إل إذا ظهرت القْيم السلمْية‪.‬‬ ‫فإن المجتمع لن ينصلح ح اله ولو ك ان كله مهندسو وأطب اء‪ ،‬إل إذا‬ ‫ك انوا متخلقْين بأخلق السم اء‪ ،‬لكن م اذا ينفع الكم الكبْير من المهندسْين‬ ‫والطب اء وغْيرهم‪ ،‬إذا لم يكن عندهم مراقبة ل‪ ،‬ول يتورعون عن الغش لعب اد‬ ‫ال‪ ،‬ول يرحمون الب ائس والفقْير والمسكْين ويتن ازلون له عن الجر ابتغ اء وجه‬ ‫ال! فقد وصف ال ‪ ‬مجتمع المؤمنْين بوصف جمْيل فْيقول فى )‬ ‫‪29‬الفتح(‪:‬‬

‫ع َلى‬ ‫ش ّداء َ‬ ‫ع ُه أ َ ِ‬ ‫ن َم َ‬ ‫ل ال ّل ِه َوا لّ ِذمي َ‬ ‫سو ُ‬ ‫م دٌ ّر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫‪ّ ‬م َ‬ ‫ج ًدا‬ ‫س ّ‬ ‫عا ُ‬ ‫م ُر ّك ً‬ ‫ه ْ‬ ‫م َت َرا ُ‬ ‫ماء َب ْي َن ُه ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ك ّفا ِر ُر َ‬ ‫ا ْل ُ‬ ‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫سي َ‬ ‫ض َوا ًنا ِ‬ ‫ن ال ّل ِه َو ِر ْ‬ ‫ض ل ً ّم َ‬ ‫ن َف ْ‬ ‫غو َ‬ ‫َمي ْب َت ُ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 73‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫جو ِد ‪‬‬ ‫س ُ‬ ‫ن أ َ َث ِر ال ّ‬ ‫ه ِهم ّم ْ‬ ‫جو ِ‬ ‫ِفي ُو ُ‬ ‫ولْيس معنى هذا أنن ا ننكر م ا يفعله الب اء نحو أولدهم من تس ابق إلى‬ ‫حجز الدروس الخصوصْية لضم ان تفوقهم في الدراسة‪ ،‬ومت ابعتهم الج ادة في‬ ‫تحصْيل علوم الحْي اة الحديثة‪ ،‬فإن هذا م ا دع ا إلْيه السلم‪ .‬بل إن السلم‬ ‫يجعل كل شئ يوفره الب لبنه من طع ام أو شراب‪ ،‬أو ملبس أو درس‪،‬‬ ‫ُيث اب الب علْيه إذا صدقت نْيتهنّْيته ‪ ،‬لقوله ‪: ‬‬ ‫} نفقة الرجل على أهله كالنفقة في سبيل‬

‫ا‪ ،‬الدرهم بمائة ألف درهم } ‪ ، {،‬وقوله ‪ } :‬دمينار‬ ‫أنفقته في سبيل ا‪ ،‬ودمينار تصدقت به على‬ ‫الفقراء والمساكن‪ ،‬ودمينار أعتقت به رقبة‪،‬‬ ‫ودمينار أنفقته على أهلك‪ ،‬خيرهما‬ ‫وأعظمهما خيرهم وأعظمهم أج ًرا عند ا الذي‬ ‫أنفقته على أهلك { ‪.‬‬ ‫‪72‬‬

‫فكل م ال ينفقه على أهله وولده فله ثوابه عند ال ‪ ،‬وأل يط الب‬ ‫ولده بعد تخرجه بعوض م ا أنفقه علْيه‪ ،‬أو يعْيرهْيعّْيره بم ا أنفقه علْيه ويقول له‪:‬‬ ‫لقد أنفقت علْيك كذا وكذا‪ ،‬ولكن كل هذا لم ينفع‪ ،‬ولم يؤثر فْيك‪.‬‬ ‫‪72‬‬

‫رواه مسلم عن أبي هريرة رضي ال عنه‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 74‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫لكن الذي أريد أن أنبه نفسي وإخواني المسلمْين إلْيه‪ ،‬هو أن معظمن ا‬ ‫يظن أن كل م ا علْيه نحو أولده هو تربْية أجس امهم‪ ،‬وقد يزيد البعض على‬ ‫ذلك تعلْيمهم العلوم العصرية في المدارس والج امع ات ويفسرون بذلك قوله‬ ‫‪ } : ‬كك راع‪ ،‬وكلكم مسئول عن‬ ‫رعيته { ‪ ،‬ونسْين ا المهمة العظمى وهي التربْية اليم انْية والتي إلْيه ا‬ ‫الش ارة بقول ال فى )‪6‬التحريم(‪: :‬‬

‫م‬ ‫ك ْ‬ ‫ه ِلي ُ‬ ‫م وَ أ َ ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن آ َم ُنوا ُقوا َأن فُ َ‬ ‫‪َ ‬ميا أ َ ّمي َها ا ّل ِذمي َ‬ ‫ة‪‬‬ ‫جا َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫س َوا لْ ِ‬ ‫ها ال ّنا ُ‬ ‫َنا ًرا َو ُقو ُد َ‬ ‫و)قوا( يعني‪ :‬احموا واحفظوا أنفسكم وأزواجكم وأولدكم وبن اتكم‬ ‫من غضب ال وعذاب ال بتربْيتهم التربْية اليم انْية الحقة‪.‬‬ ‫وهن ا ي ا إخوانى الكرام أجمل لكم تلك السس فْيم ا يلى‪:‬‬ ‫ألسس التربية اليمانيـــة‬ ‫ألول‪ :‬القيم اللسلمية‬ ‫ف الصدق والم انة‪ ،‬والمروءة والوف اء‪ ،‬والسم احة والعدالة والمس اواة‪،‬‬ ‫وغْيره ا‪ ،‬قْيم ذبحته ا الم ادية الخبْيثة لتنشر مب ادئه ا الهدامة ك الشْيوعْية‬ ‫والوجودية‪ ،‬مع أن الحْي اة بغْير هذه القْيم تتحول إلى جحْيم ل يط اق‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 75‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫والسلم ل ين ادى بهذه المب ادئ كشع ارات جوف اء‪ ،‬وإنم ا يدعو إلى تطبْيقه ا‬ ‫على مسر ح الحْي اة‪ ،‬حتى نراه ا على أولدن ا‪ ،‬ونلمسه ا في بْيوتن ا‪،‬‬ ‫س به ا في أعم الن ا‪ .‬وإلْيك هذا المث ال الرائع لحر ص السلم على‬ ‫ونحسونح ّ‬ ‫هذه القْيم‪:‬‬ ‫وإلْيك هذا المث ال الرائع لحر ص السلم على هذه القْيم‪ :‬فهذا رجل‬ ‫مسلم دخل في السلم حديثً ا‪ ،‬وقد ك ان ذلك أثن اء سفره بتج ارة كبْيرة‬ ‫لقريش إلى بلد الش ام ‪ -‬وهو الع ا ص بْين الربْيع‪ ،‬زوج السْيدة زينب بنت‬ ‫رسول ال ‪ - ‬وعندم ا ك ان في طريق العودة على مقربة من المدينة‪ ،‬أش ار‬ ‫علْيه بعض المن افقْين ق ائل‪ :‬م ا دمت قد أسلمت فخذ هذا الم ال غنْيمة لك‪،‬‬ ‫ول ترجع إلى مكة‪ ،‬فقد استولوا على أموال إخوانك المسلمْين ‪ -‬وهؤلء‬ ‫يقول ال تع الى فْيهم وفي أمث الهم في كل زم ان ومك ان ففى )‪112‬النع ام( ‪: :‬‬

‫م إ ِ َلى‬ ‫ض ُه ْ‬ ‫حي َب عْ ُ‬ ‫ن ُميو ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫س َوا ْل ِ‬ ‫لن ِ‬ ‫طي َ‬ ‫ش َيا ِ‬ ‫‪َ ‬‬ ‫نا ِ‬ ‫غ ُرو ًرا ‪[ ‬‬ ‫ل ُ‬ ‫ف ا لْ َق ْو ِ‬ ‫ض ُز خْ ُر َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫َب ْ‬ ‫وم ا أكثرهم في زم انن ا يزينون للن اس الشرالشّر ‪،‬ن فْيقول أحدهم‪ :‬أنت‬ ‫رجل فقْير ول بأس أن تأخذ من م ال الدولة لنك محت اج‪ ،‬فإذا لم يتْيسر لك‬ ‫ذلك فل م انع من الرشوة ن‪ -‬لكن انظر إلى هذا الرجل الذي مل اله ال قلبه‬ ‫بحقْيقة اليم ان حْيث ق ال‪) :‬ل ‪ ...‬ل أبدأ حْي اتي في السلم ب الخْي انة(‪.‬‬ ‫وذهب إلى مكة‪ ،‬وسلم التج ارة والموال لهله ا‪ ،‬ثم ق ال لهم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 76‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫) ميا أهل مكة ماذا تعلمون عني؟ فقالوا ‪:‬ل‬ ‫نعلم عنك إ ل ّ كل خير‪ .‬فقال‪ :‬هل بقي لكم شئ‬ ‫في ذمتي؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬وجزاك ا خيرا‪ .‬قال‪:‬‬ ‫فإني أشهدكم أنه ل إله إل ا وأن محم ًدا‬ ‫رسول ا(‪.‬‬ ‫وقد ك ان المثل العلى في ذلك نبْيكمنبّْيكم الكريم ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫فقد ك ان أهل مكة يح اربونه ويؤذونه‪ ،‬بل ويتفنون في إيذائه‪،‬‬ ‫ومع ذلك ك انوا يسلمون له أم ان اتهم لْيحفظه ا عنده‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ولم يغره استْيلؤهم على أموال أصح ابه‪ ،‬وعلى دورهم‪،‬‬ ‫وعلى تج اراتهم أن يأخذ شْيئً ا من هذه الم ان ات حْين‬ ‫ص ان ‪ ‬أن يثبت دع ائم الم انة‪،‬‬ ‫هجرته‪ ،‬لنه ك ان حري ً‬ ‫وقواعد الوف اء في هذا الدين‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ويشهد على ذلك أنه عّرض حْي اة ابن عمه الم ام علي بن‬ ‫أبي ط الب للخطر وللقتل حْين أمره أن يبْيت مك انه لْيؤدي‬ ‫الم ان ات إلى أهله ا بعد هجرته‪ ،‬لْيعلملْيعّلم الع الم أجمع أن‬ ‫السلم دين القْيم والمب ادئ والمثل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 77‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬مكارم الخل ق‬ ‫وهي الغ اية التي حدده ا ‪ ‬من أجل بعثته حْيث يقول‪:‬‬

‫ق{‬ ‫خل َ ِ‬ ‫م الَ ْ‬ ‫كا ِر َ‬ ‫م َم َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ل َُت ّ‬ ‫ع ْث ُ‬ ‫ما ُب ِ‬ ‫} إ ِ ّن َ‬

‫‪73‬‬

‫فمك ارم الخلق‪ :‬ك العفو عند المقدرة‪ ،‬والتج اوز عن المسئ‪ ،‬والعفو‪،‬‬ ‫والصفح‪ ،‬والحس ان إلى من أس اء‪ ،‬وغْيره ا‪ ،‬هي الهد(ف السمى من العب ادات‬ ‫ل‪ :‬لم اذا فرضت علْين ا الصلة!؟‬ ‫السلمْيه‪ .‬فمث ً‬ ‫يجْيب على هذا السؤال قول ال ‪: ‬‬ ‫ك رِ‬ ‫من َ‬ ‫شاء َوا ْل ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ا ْل َف ْ‬ ‫صل اَة َت نْ َهى عَ ِ‬ ‫‪ ‬إ ِ نّ ال ّ‬

‫‪- [45‬‬

‫العنكبوت[‬

‫ف الهد(ف من الصلة هن ا‪ ،‬أن تبقي الملحظة اليم انْية في وادي قلبك‪،‬‬ ‫فتراقب النوافذ التي يدخل منه ا الشْيط ان ك العْين والذن واللس ان والفرج‬ ‫والبطن‪ ،‬ول تسمح ب الدخول منه ا إل لمن أذن ال له ب الدخول‪ ،‬أو أذن له‬ ‫حضرة الرسول ‪. ‬‬ ‫فإذا دخل عن طريق العْين مثلً شئ يغضب ال‪ ،‬دق جرس اليم ان‬ ‫في قلبك منبًه ان‪ ،‬لتتنبه إلى أن هن اك شئ غريب تسلل إلى مملكتك‪ ،‬وهذا لو‬ ‫تركته ولم تقض علْيه‪ ،‬ربم ا يفسد علْيك ح الك‪ ،‬أو ُيذهب صل ح قلبك‪ ،‬أو‬ ‫‪ 73‬سنن الكبرى للبْيهقي عن أبى هريرة‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 78‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ربم ا يجعل ح الك ح ال غوي‪ ،‬أو ض ال شقي ‪ -‬والعْي اذ ب ال‪ .‬وربم ا م ال بك‬ ‫إلى ح ال المن افقْين‪ ،‬وكل هؤلء تبغضهم السم اء‪ ،‬وتلعنهم الملئكة‪ .‬أم ا أهل‬ ‫اليم ان فْيقول في شأنهم ال ‪‬فى ]‪ -201‬العراف[‪:.‬‬

‫ف ّم نَ‬ ‫طا ِئ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن ا ّت َقو ْا إ ِ َذا َم سّ ُه ْ‬ ‫ن ا ّل ِذمي َ‬ ‫‪ ‬إِ ّ‬ ‫ن‪‬‬ ‫ص ُرو َ‬ ‫هم ّم ْب ِ‬ ‫ن َت ذَ ّك ُرو ْا َف إِ َذا ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ال ّ‬ ‫وقد أجمل ذلك أكثم بن صْيفي حْيث ق ال‪:‬‬ ‫م ٌد ‪ ‬دمي ًنا لكان في أخلق‬ ‫ح ّ‬ ‫} لو لم ميكن ما أتى به ُم َ‬ ‫الناس حس ًنا {‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬بناء المرااقبة اليمانية )الضمير(‬ ‫أخي المؤمن‪ :‬مهم ا شرعشّرع المشرعون‪ ،‬ومهم ا قلدقّلد المقلدون‪،‬‬ ‫ومهم ا أصدر مجلس الشعب أو مجلس الشورى‪ ،‬أو غْيرهم من لوائح‬ ‫وقوانْين‪ ،‬فلن تنصلح أحوالن ا إل إذا ربْين ا الضمْير في نفوسن ا‪ ،‬وفي نفوس‬ ‫آبن ائن ا وبن اتن ا‪ ،‬فهو العلج الوحْيد‪ ،‬ول علج سواه‪ ،‬ولن ينجْين ا من تخبطن ا‬ ‫شرقً ا وغرب اوغرب اً إل الضمْير‪ ،‬ولن يصلح أحوالن ا إل الضمْير‪ ،‬ولن يصلح‬ ‫الضمْير إل الدين الذي ج اءن ا به اللطْيف الخبْير سبح انه‪ .‬وإلّ فب ال علْيك‬ ‫خبرني‪ ،‬خبّرني أي ق انون في دنْي ا الن اس يجعل المرء يعتر(ف بذنبه على رؤوس‬ ‫الشه اد!؟‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 79‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫فإنن ا نرى في زم انن ا من يرتكب الخطْيئة‪ ،‬ويفعل الف احشة‪ ،‬ويعمل‬ ‫المنكر‪ ،‬وإذا وقع تحت ط ائلة العقوبة لجأ إلى التزوير وإلى الكذب‪ ،‬وأع انه‬ ‫شهود الزور وم ا أكثرهم! وس اعده تلفْيق المح امْين‪ ،‬وم ا أكثر تلفْيقهم!‪ ،‬بل‬ ‫ربم ا لجأوا إلى رشوة القض اة لْيأخذوا حًق ان من مظلوم ويعطوه لظ الم‪.‬‬ ‫ونقص هن ا قصة رجل وإمرأة زنْي ا على عهد رسول ال و ك ان ا ثْيبْين‪،‬‬ ‫فذهب كل واحد منهم ا على حده لرسول ال لْيطهره! م ا الذى دفعهم ا‬ ‫لذلك!؟ وهم ا لم يخرج ا من ج امعة! ولْيس معه أحدهم ا دكتوراه‪ ،‬ولم يتتعلم ا‬ ‫في مدارس أجنبْية ول فى طوكْيو أو لندن أو واشنطن‪ ،‬ولكنهم ا تربْي ا على‬ ‫م ائدة اليم ان‪ ،‬وكل م ا اكتسب اه من العلوم والمع ار(ف إنم ا هو اليم ان القوي‬ ‫ب ال ‪ ،‬واستمع إلى قصتهم ا وقد رويت بصور عديدة وفْيه ا عبر ل حصر‬ ‫له ا‪:‬‬

‫ل‪ :‬ميا‬ ‫ي ‪ ‬وقا َ‬ ‫ك إلى النب ّ‬ ‫ن مال ٍ‬ ‫ء ماع ُز ب ُ‬ ‫} جا َ‬ ‫غ ِف ِر‬ ‫س َت ْ‬ ‫ع فا ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ك ا ْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪َ:‬و ْمي َ‬ ‫ط ّه ْر ِني‪ ،‬فقا َ‬ ‫لا َ‬ ‫رسو َ‬ ‫ج عَ غي َر بعي ٍد‪ ،‬ثم جا ءَ‬ ‫ل ‪َ:‬ف َر َ‬ ‫ب إلي ِه‪ ،‬قا َ‬ ‫ا َو ُت ْ‬ ‫ي ‪:‬‬ ‫ل النب ّ‬ ‫ط ّه ْر ِني‪ ،‬فقا َ‬ ‫لا َ‬ ‫ل‪ :‬ميا رسو َ‬ ‫فقا َ‬ ‫ج َ‬ ‫ع‬ ‫ب إ ِ َل ْي ِه‪ ،‬قال ‪َ:‬ف َر َ‬ ‫غ ِف ِر ا َو ُت ْ‬ ‫س َت ْ‬ ‫ع َفا ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ك ا ْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َو ْمي َ‬ ‫ط ّه ْر ِني‪،‬‬ ‫لا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل ‪َ :‬ميا َر ُ‬ ‫ء َف َقا َ‬ ‫جا َ‬ ‫م َ‬ ‫عي ٍد‪ُ ،‬ث ّ‬ ‫غ ْي َر َب ِ‬ ‫َ‬ ‫ت الرابع ُة‬ ‫ح ّتى إ َذا كان ِ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ل ذل َ‬ ‫ي ‪ ‬مث َ‬ ‫فقال ال ّن ِب ّ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 80‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ل‪ :‬من ال ّز َنا‪،‬‬ ‫ك‪ ،‬فقا َ‬ ‫ط ّه ُر َ‬ ‫م أُ َ‬ ‫ي ‪: ‬مِ ّ‬ ‫ل ل ُه النب ّ‬ ‫قا َ‬ ‫س‬ ‫خ ِب َر أن ُه لي َ‬ ‫ن‪َ ،‬ف ُأ ْ‬ ‫ي ‪ : ‬أ َ ِب ِه جنو ٌ‬ ‫ل النب ّ‬ ‫سأ َ‬ ‫َف َ‬ ‫م رج ٌ‬ ‫ل‬ ‫ب خمرا‪ ،‬فقا َ‬ ‫ل ‪َ :‬أش ِر َ‬ ‫ن‪ ،‬فقا َ‬ ‫بمجنو ٍ‬ ‫ل النب يّ ‪:‬‬ ‫ح خم ٍر‪ ،‬فقا َ‬ ‫ج ْد من ُه رمي َ‬ ‫م مي ِ‬ ‫ك َه ُه َف َل ْ‬ ‫س َت ْن َ‬ ‫فا ْ‬ ‫م‪ ،‬فكا َ‬ ‫ن‬ ‫ج َ‬ ‫م‪َ ،‬ف َأ َم َر ِب ِه َف ُر ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل ‪َ :‬ن َ‬ ‫ت‪ ،‬قا َ‬ ‫ب َأن َ‬ ‫أ َ َث ّي ٌ‬ ‫ك ماع زٌ‬ ‫ه َل َ‬ ‫ل ِف ْر َق ُة ‪َ :‬ل َق ْد َ‬ ‫س في ِه َف ِرمي َق ْي نِ تقو ُ‬ ‫النا ُ‬ ‫طي ئَ ُت ُه‪ ،‬وقائ لٌ‬ ‫خ ِ‬ ‫ت ِب ِه َ‬ ‫ط ْ‬ ‫حا َ‬ ‫م ِل ِه لق ْد أ َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫على أسو إ ِ َ‬ ‫ء إلى‬ ‫جا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل من توب ِة ما عِ ٍز‪ ،‬أ َ ْ‬ ‫ل ‪َ:‬ما َت ْو َب ٌة أ َ ْف ضَ ُ‬ ‫ميقو ُ‬ ‫ل‪ :‬ا ْق ُت ْل ِني‬ ‫ه فقا َ‬ ‫ه في َمي ِد ِ‬ ‫ع َمي َد ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ل ا ‪َ ‬ف َو َ‬ ‫رسو ِ‬ ‫ن أو ثلث ًة‪ ،‬ثم‬ ‫ك ميومي ِ‬ ‫ل ‪َ:‬ف َل ِب ُثوا بذل َ‬ ‫ة‪ ،‬قا َ‬ ‫بالحجار ِ‬ ‫ل‪:‬‬ ‫م ثم قا َ‬ ‫س ّل َ‬ ‫س َف َ‬ ‫ي ‪ ‬وهم جلو ٌ‬ ‫ء النب ّ‬ ‫جا َ‬ ‫غ ِف ُر‬ ‫ل‪ :‬فقا ُلوا ‪َ :‬مي ْ‬ ‫ك‪ ،‬قا َ‬ ‫ن َما ِل ٍ‬ ‫ماع ِز ب ِ‬ ‫غ ِف ُروا ل َ‬ ‫س َت ْ‬ ‫ا ْ‬ ‫ي ‪َ : ‬ل َق ْد َتا َ‬ ‫ب‬ ‫ل النب ّ‬ ‫ل‪ :‬فقا َ‬ ‫ك‪ ،‬قا َ‬ ‫ن َما ِل ٍ‬ ‫ع ِز ب ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ا ِل َ‬ ‫ع ْت َها‪ ) .‬ثم يأتى دور المرأة‬ ‫س َ‬ ‫ت بي نَ أ ُ ّم ٍة َل َو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫َت ْو َب ًة لو ُق ِ‬ ‫ة من‬ ‫ء ْت ُه امرأ ٌ‬ ‫جا َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ُ :‬ث ّ‬ ‫التى عرفت ب الغ امدية فى القصة ( قا َ‬ ‫ط ّه ْر ِني‪،‬‬ ‫لا َ‬ ‫ت‪ :‬ميا رسو َ‬ ‫غا ِم ٍد من ا ل َْز ِد‪ ،‬قال ْ‬ ‫َ‬ ‫غ ِف ِري ا و ُتو ِبي إلي ِه‪،‬‬ ‫س َت ْ‬ ‫عي فا ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك ا ْر ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل ‪َ:‬و ْمي َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن‬ ‫ت ماع َز ب َ‬ ‫ما َر ّد ْد َ‬ ‫ن ُت َر ّد َد ِني َك َ‬ ‫ك ترمي ُد أ َ ْ‬ ‫ع ّل َ‬ ‫ت ‪َ :‬ل َ‬ ‫قال ْ‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 81‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ن ال ّز َنا‪،‬‬ ‫ح ْب َلى مِ َ‬ ‫ت ‪ :‬إ ِ ّن َها ُ‬ ‫ك‪ ،‬قال ْ‬ ‫ل‪ :‬و َما َذا َ‬ ‫ك‪ ،‬قا َ‬ ‫َما ِل ٍ‬ ‫م كِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل ‪ِ :‬إذا ل َن ْر ُ‬ ‫م‪ ،‬قا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ت ‪َ :‬ن َ‬ ‫ت‪ ،‬قال ْ‬ ‫ب أ َ ْن ِ‬ ‫ل ‪ :‬أ َ َث ّي ٌ‬ ‫فقا َ‬ ‫ل من‬ ‫ك ِف لَ َها رج ٌ‬ ‫ل ‪َ:‬ف َ‬ ‫ك‪ ،‬قا َ‬ ‫ط ِن ِ‬ ‫عي ما ِفي َب ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ح ّتى َت َ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪َ:‬ق ْد‬ ‫ي ‪ ‬فقا َ‬ ‫ت‪َ ،‬ف َأ َتى النب ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ح ّتى َو َ‬ ‫النصار َ‬ ‫م َها و َن َد ُ‬ ‫ع‬ ‫ج ُ‬ ‫ل ‪ِ :‬إذا ل َن ْر ُ‬ ‫غا ِم ِد ّمي ُة ‪ ،‬فقا َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ض َ‬ ‫َو َ‬ ‫م رج ٌ‬ ‫ل‬ ‫ع ُه‪ ،‬فقا َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ن ُمي ْر ِ‬ ‫س َل ُه َم ْ‬ ‫ها صغيرا لي َ‬ ‫َو َل َد َ‬ ‫ي ا‪،‬‬ ‫ضا عُ ُه َميا َن ِب ّ‬ ‫ي َر َ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِ َل ّ‬ ‫من النصا ِر فقا َ‬ ‫ح ّتى َت ِل ِدي‪،‬‬ ‫ه ِبي َ‬ ‫م َها‪ 74 {.‬وفى رواية } إ ِ ّما ل َ َفا ْذ َ‬ ‫ج َ‬ ‫َف َر َ‬ ‫ه َذا َق ْد‬ ‫ت ‪َ:‬‬ ‫خ ْر َق ٍة َقا َل ْ‬ ‫ي ِفي ُ‬ ‫ص ِب ّ‬ ‫ت أ َ َت ْت ُه ِبال ّ‬ ‫ما َو َل َد ْ‬ ‫َف َل ّ‬ ‫ما‬ ‫مي ِه‪َ ،‬ف َل ّ‬ ‫ط ِ‬ ‫ح ّتى َت ْف ِ‬ ‫عي ِه َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ه ِبي َف َأ ْر ِ‬ ‫ل‪ :‬ا ْذ َ‬ ‫َو َل ْد ُت ُه‪َ ،‬قا َ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫خ ْب ٍز َف َقا َل ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫س َر ُ‬ ‫ه َك ْ‬ ‫ي ِفي َمي ِد ِ‬ ‫ص ِب ّ‬ ‫م ْت ُه أ َ َت ْت ُه ِبال ّ‬ ‫ط َ‬ ‫َف َ‬ ‫م {‪75‬‬ ‫عا َ‬ ‫ط َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م ُت ُه َو َق ْد أ َ َك َ‬ ‫ط ْ‬ ‫ي ال ّل ِه َق دْ َف َ‬ ‫ه َذا َميا َن ِب ّ‬ ‫َ‬ ‫ما أ َ َم رَ‬ ‫ي ‪َ ‬ل ّ‬ ‫ن ال ّن ِب ّ‬ ‫كما ورد فيها أميضا }‪ :‬أ َ ّ‬ ‫خا ِل ُد ْب ُ‬ ‫ن‬ ‫ل َ‬ ‫غا ِم ِد ّمي َة ‪ ،‬أ َ ْق َب َ‬ ‫موا ا ْل َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن َمي ْر ُ‬ ‫س أَ ْ‬ ‫ال ّنا َ‬ ‫خا ِل ٍد‬ ‫على َ‬ ‫م َ‬ ‫ح ال ّد ُ‬ ‫ض َ‬ ‫س َها َف َت َن ّ‬ ‫ا ْل َو ِلي ِد ‪َ ‬ف َرمى َر ْأ َ‬ ‫ل ‪َ:‬م ْه ل ً‬ ‫ها‪َ ،‬ف َقا َ‬ ‫س ّب ُه إ ّميا َ‬ ‫ل ال ّل ِه َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ع َر ُ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫س ّب َها‪َ ،‬ف َ‬ ‫َف َ‬ ‫ه!‬ ‫سي ِب َي دِ ِ‬ ‫س ّب َها‪َ ،‬ف َوا ّل ِذي َن ْف ِ‬ ‫ن ا ْل َو ِلي ِد !ل َ َت ُ‬ ‫خا ِل َد ْب َ‬ ‫َميا َ‬ ‫‪ 74‬رواه مسلم في الصحْيح عن أبي ُك َرنيْ ٍ‬ ‫ب عن يحْيى بِن ينَْعلَنى‬ ‫‪ 75‬رواه أحمد ومسلم وأبوداود عن بريدة‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 82‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫غ ِف رَ َل ُه‪،‬‬ ‫س َل ُ‬ ‫ك ٍ‬ ‫ب َم ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ت َت ْو َب ًة‪َ ،‬ل ْو َتا َب َها َ‬ ‫َل َق ْد َتا َب ْ‬ ‫ظ ‪َ :‬ل ْو َتا َب َها‬ ‫ع َل ْي َها ـ َو ِفي َل ْف ٍ‬ ‫ص ّلى َ‬ ‫َف َأ َم َر بها‪َ ،‬ف َ‬ ‫م ِدمي َن ِة َل ُق ِب لَ ْ‬ ‫ت‬ ‫ل ا ْل َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫عو َ‬ ‫س ْب ُ‬ ‫س‪ ،‬أ َ ْو َ‬ ‫ب َم كْ ٍ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬ ‫م{‬ ‫ِم ْن ُه ْ‬ ‫حا َ‬ ‫ب‬ ‫ص َ‬ ‫وروى أيض اً ‪ :‬م ا ك انت الصح ابة تتن اقله ‪ ،‬فقْيل‪ُ} :‬ك ّنا أ َ ْ‬ ‫ن َما لِ ٍ‬ ‫ك‬ ‫ع َز ْب َ‬ ‫غا ِم ِد ّمي َة َو َما ِ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫ث أَ ّ‬ ‫ح ّد ُ‬ ‫ل ال ّل ِه ‪َ ‬ن َت َ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬ ‫ع َد‬ ‫عا َب ْ‬ ‫ج َ‬ ‫م َمي ْر ِ‬ ‫ما أ َ ْو َل ْو َل ْ‬ ‫ع ِت َرا ِف ِه َ‬ ‫عد ا ْ‬ ‫عا َب ْ‬ ‫ج َ‬ ‫َل ْو َر َ‬ ‫‪76‬‬

‫م َها‬ ‫ج َ‬ ‫ما َر َ‬ ‫ما ) رسول ال ‪َ (‬و إ ِ ّن َ‬ ‫ط ُل ْب ُه َ‬ ‫م َمي ْ‬ ‫ما َل ْ‬ ‫ع ِت َرا ِف ِه َ‬ ‫ا ْ‬ ‫ع ِة { وذلك لنه يقول لرسول ال طهرنى والنبى يأمره أن‬ ‫ع َد ال ّرا ِب َ‬ ‫َب ْ‬ ‫يرجع ويستغفر! ول يسأله ‪ ‬مم يطهره!؟ حتى ق اله ا للمرة الرابعة!‬ ‫‪77‬‬

‫فعمل من هذا!؟ هذا عمل هْيئة الرق ابة الداخلْية التى دفعت الرجل‬ ‫والمرأة إلى طلب التطهْير من ال ! مع أن رسول ال ‪ ‬فتح الب اب‬ ‫للستغف ار! وفتح ب اب العذار! دفع اوأراد ‪ ،‬أن يلتمس له ا المع اذير‪- ،‬‬ ‫والنْي ابة المحمدية دائم ا في ج انب المتهم تلتمس له مخرًج ان‪ ،‬وتح اول أن‬ ‫تجد له عذًرا‪ ،‬لنه ا ل تريد أن تعّذ بن أحًد ان‪ ،‬أو تحكم على أحد بغْير حق‪،‬‬ ‫ت { ‪ ،‬ولم ا‬ ‫ش ُب َها ِ‬ ‫ح ُدو َد ِبال ّ‬ ‫لقوله ‪ } : ‬ا ْد َر ُءاوا ال ُ‬

‫ورد فى المهذب } أل ن ميخطئ المام في‬ ‫‪ 76‬عن ُبريدَة بن اْلحصْيب )ابن جرير(‪ ، .‬ج امع المس انْيد والمراسْيل‬ ‫‪ 77‬رواه أبو داود‪ .‬وعن بريدة‪ ،‬نْيل الوط ار شر ح منتقى الخب ار‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 83‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫العفو‪ ،‬خير من أن ميخطئ في‬ ‫العقوبة {أي لن يخطئ فْيحكم ب البراءة على مجرم‪ ،‬خْير من أن‬

‫يحكم ب العقوبة على برئ‪ ،‬فْيكون إثم اً كبْيركبْيراً يوم لق اء العلي الكبْير‪. ،‬‬

‫من الذي يبني هذه المراقبة اليم انْية في قلب ابني!؟!! ل المدرسة‪،‬‬ ‫ول الدروس الخصوصْية التعلْيمْية!! وإنم ا الدروس الخصوصْية اليم انْية التي‬ ‫نتعلمه ا من الج امعة القرآنْية‪ ،‬ومن قن اة التلْيفزيون اليم انْية؛ فهي التي تبني‬ ‫عند الولد مراقبة ال‪ ،‬وتجعلهم يراقبون ال ‪ ‬في السّر والعلنْية‪ ،‬والجهر‬ ‫ش علْيهم لقول ال ‪: ‬‬ ‫والخف اء‪ ،‬وهؤلء حتى ولو ك انوا فقراء فل تخشىتخ َ‬

‫م ُذ ّر ّمي ًة‬ ‫ن خَ ْل ِف ِه ْ‬ ‫ن َل ْو َت َر ُكو ْا ِم ْ‬ ‫ش ا ّل ِذمي َ‬ ‫خ َ‬ ‫‪َ ‬و ْل َي ْ‬ ‫م َف ْل َي ّت ُقوا ال ّل َه َو ْل َي ُقو ُلو اْ‬ ‫خا ُفو ْا عَ َل ْي ِه ْ‬ ‫عا ًفا َ‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫س ِدمي ًدا‬ ‫َق ْو ل ً َ‬

‫‪ - [9‬النساء[‪.‬‬

‫أم ا الذي ك افحت معه حتى تخرج من الج امعة وأصبح في منصب‬ ‫كبْير‪ ،‬ولم يحصل على شه ادة مراقبة الرقْيب ‪ ،‬فإنه يتعرض للهواء‪ ،‬وقد‬ ‫يسْير في طريق الفحش اء‪ ،‬أو تحتوشه شْي اطْين النس‪ ،‬فْيكون مصْيره جهنم‪،‬‬ ‫وهن اك يتعلق بك‪ ،‬ويكون المر كم ا ق ال ‪ ‬فْيم ا رواه الطبراني‪:‬‬

‫} إذا كان ميوم القيامة ميتعلق بالرجل‬ ‫أهله وذوميه وذووه وميقولون‪ :‬ميا ربنا خذ لنا‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 84‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫بحقنا من هذا‪ ،‬فيقول ا ‪ : ‬وما ذاك؟‬ ‫فيقولون‪ :‬كان ميطعمنا من الحرام‪ ،‬ولم‬ ‫ميعلمنا أحكام السلم {‬ ‫فلو دّربت أولدك ي ا أخي على مراقبة ال‪ ،‬وعلمتهم قْيم اليم ان‪،‬‬ ‫ونزعت بعن ايتك‪ ،‬وأخرجت بحسن تربْيتك‪ ،‬واقتلعت بحسن طريقتك في‬ ‫توجْيههم م ا في صدورهم من غّل وحقد لبعضهم أو لجْيرانهم‪ ،‬أو لق اربهم‬ ‫وأحب ابهم‪ ،‬فأطمأنف اطمئن كل الطمئن ان أنهم سْيع املون بقرار الحن ان المن ان‪:‬‬ ‫ه َو ُم ْؤ ِم نٌ‬ ‫حا ّمن َذ َك ٍر أ َ ْو ُأن َثى َو ُ‬ ‫صا ِل ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫‪َ ‬مْنن َ‬ ‫هم‬ ‫ج َر ُ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ج ِز َمي ّن ُه ْ‬ ‫ط ّي َب ًة ‪ -‬في الدنْي ا ‪َ -‬و َل َن ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ح َيا ً‬ ‫ح ِي َي ّن ُه َ‬ ‫َف َل ُن ْ‬ ‫ن ‪ -‬في الخرة ‪ - [97‬النحل[‬ ‫م ُلو َ‬ ‫ن َما َكا ُنو ْا َمي عْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ِب َأ ْ‬ ‫وتدخل أنت في قوله ‪ ‬فْيم ا رواه الم ام مسلم عن أبى هريرة ‪:‬‬

‫م ُل ُه إ ل ّ ِم نْ‬ ‫ع َ‬ ‫ع َ‬ ‫ط َ‬ ‫ن ا ْن َق َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ت ا لِ ْن َ‬ ‫} إ َذا َما َ‬ ‫ع ِب ِه‪ ،‬أ َ وْ‬ ‫م ُمي ْن َت َف ُ‬ ‫ع ْل ٍ‬ ‫جا ِر َمي ٍة‪ ،‬أ َ ْو ِ‬ ‫ص دَ َق ٍة َ‬ ‫ث ‪َ:‬‬ ‫َث ل َ ٍ‬ ‫عو َل ُه {‬ ‫ح َمي ْد ُ‬ ‫صا ِل ٍ‬ ‫َو َل ٍد َ‬

‫فإذا ربْيتهم على تع الْيم الرحمن‪ ،‬وأجلستهم على م ائدة القرآن‪،‬‬ ‫وحببتهم في الصف ات والخص ال التي أثنى على أهله ا القرآن‪ ،‬وبّغضت إلْيهم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 85‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫الخلق والفع ال التي حّذ رن منه ا القرآن‪ ،‬ونّفرن منه ا النبي العدن ان‪ ،‬فسْيأتون‬ ‫في مْيزان حسن اتك يوم لق اء حضرة الدي ان فْيكون عملهم ش افع لك‪ ،‬ويكون‬ ‫لك مثل أجرهم جمْيًع ا‪ ،‬لنك السبب في هذه العم ال‪ ،‬والصل في غرس‬ ‫هذه الخص ال والفع ال‪ ،‬فقد ك ان منك هذه العن اية‪ ،‬وبك ن الوا تلك الرع اية‪،‬‬ ‫ل‪.‬‬ ‫وال ل يضْيع أجر من أحسن عم ً‬

‫رابعا‪ :‬جهاد النفس‬

‫‪78‬‬

‫لن يستطْيع شب ابن ا مق اومة التْي ارات اللح ادية المع اصرة‪ ،‬أو مواجهة‬ ‫أتون الشهوات المستعرة‪ ،‬أو الوقو(ف أم ام تْي ارات الم ادة الج ارفة‪ ،‬إل بجه اد‬ ‫النفس على وفق الشريعة المطهرة‪ ،‬وغرس ُمثله ا وقْيمه ا في قلوبهم‪ ،‬لتكون‬ ‫هي الحصن الذي يتحطم علْيه كل التْي ارات الوافدة‪ .‬فإن النتص ار في مْيدان‬ ‫القت ال في زمنن ا ص ار سهلً لنه يتم بواسطة المدافع والدب اب ات والط ائرات‬ ‫وغْيره ا من وس ائل الدم ار‪ ،‬لكن التغلب على نزع ات النفس وحظوظه ا‬ ‫وأهوائه ا ورغب اته ا هو الذي يحت اج إلى الجه اد العظم‪ ،‬جه اد النفس‪.‬‬ ‫فنحن ل نحت اج لصل ح أحوال مجتمعن ا لتغْيْير اللوائح والقوانْين‪،‬‬ ‫بقدر ح اجتن ا الم اسة إلى تغْيْير م ا ب النفوس لقول ال ‪ ‬فى ]‪ -11‬الرعد[‪:.‬‬ ‫غ ّي ُرو ْا َما‬ ‫ح ّتى ُمي َ‬ ‫م َ‬ ‫غ ّي ُر َما ِب َق ْو ٍ‬ ‫‪ ‬إِّن ال ّل َه ل َ ُمي َ‬ ‫م‪‬‬ ‫س ِه ْ‬ ‫ِب َأ ْن ُف ِ‬ ‫‪ 78‬ك انت هذه المح اضرة بْين المغرب والعش اء بمسجد سْيدي محمد أبو ع امر ب الزق ازيق يوم الخمْيس ‪6/10/1994‬م‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 86‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ف الذي ب النفس ويجعله ا ترضخ للمغري ات‪ ،‬وُتقبل على الشهوات‪،‬‬ ‫وتنسلخ من مب ادئه ا‪ ،‬هو الطمع والشح‪ ،‬والحر ص وال ّ‬ ‫ش رنه‪ ،‬والغفلة والحقد‪،‬‬ ‫والحسد والغل‪ ،‬وغْيره ا من الصف ات الذمْيمة‪ .‬ول تتغْير النفس من نفس أّم ارة‬ ‫أو خبْيثة إلى نفس لوامة أو مطمئنة إل ب التخلي عن هذه الصف ات‪ ،‬واقتلع‬ ‫هذه الف ات‪ ،‬مصداقً ا لقول ال ‪ ‬فى ]‪ -47‬الحجر[‪: .‬‬ ‫س ُر رٍ‬ ‫ع َلى ُ‬ ‫خ َوا ًنا َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫ن غِ ّ‬ ‫هم ّم ْ‬ ‫ص ُدو ِر ِ‬ ‫‪َ ‬و ننَ​َزْع نَن ا َما ِفي ُ‬ ‫ن‪‬‬ ‫ّم َت َقا ِب ِلي َ‬ ‫فكل صف ات النفس التي تحجبه ا عن النوار‪ ،‬وُتقعده ا عن مت ابعة‬ ‫النبي المخت ار‪ ،‬وتجعله ا تخلد إلى دار البوار‪ ،‬يجب على شب ابن ا التنبه إلى‬ ‫أخط اره ا‪ ،‬والعمل على اقتلعه ا من جذوره ا‪ .،‬ف النفس كم ا ق ال الم ام أبو‬ ‫العزائم فْيه ا‪:‬‬ ‫هي النفس للداني تحُن وترغب‬

‫وللع اجل الف اني تمْيل وتطلب‬

‫هذه النفس كْيف نع الجه ا!؟ وكْيف نقضي على شروره ا ونزغ اته ا!؟‬ ‫أب اللوائح والقوانْين!؟ أم ب الدب اب ات والمدافع!؟‬ ‫ل هذا ول ذاك‪ .‬أنستطْيع أن ننَُق ّونَمنَهن ان ب العلم الحديث!؟ ك ّ‬ ‫ل!‬

‫فإن أورب ا جعلت العلم الم ادي إله اً يعبدونه من دون ال‪ ،‬ويّد عنون أنه‬ ‫يهْيمن على كل شئ‪ ،‬فإذا سألن اهم‪ :‬م ا رأي العلم الحديث في تع اطي‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 87‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫الخمر!؟ ق الوا‪ :‬يحرمه ا ويجرمه ايحّرمه ا ويجّرمه ا ‪ -‬لسب اب كثْيرة يضْيق حّْيز‬ ‫هذه الصفح ات عن ذكره ا ‪ -‬فلم اذا تشربونه ا رغم كشف العلم عن‬ ‫مض اره ا!؟!‬ ‫ض ان رأي العلم في الزن ا وغْيره ا من منكرات الطب اع والخلق‪،‬‬ ‫وهذا أي ً‬ ‫ولكن العلم وحده لْيس عنده القوة التي تدفعني إلى هذه المج اهدات وتلك‬ ‫المك ابدات‪ .... ،‬لكن الذي يدفعني له ا نور القرآن‪ ،‬وهدي النبي العدن ان‪،‬‬ ‫وصلبة اليم ان‪.‬‬ ‫نور القرآن‬ ‫معلوٌم أن سْيدن ا عثم ان وقْيل أيض اً عمر بن الخط اب ‪ ‬ق ال‪:‬‬

‫} إن ا ميزع بالسلطان ما ل ميزع بالقرآن {‬ ‫أى أن الخو(ف من السلط ان له أثر عظْيم فى نفوس بنى النس ان!‬ ‫فهذا فّع اٌل لردع أهل الفجور وإش اعة الف احشة والمج اهرين به ا علنً ا! ولكن‬ ‫هذا الردع يحدث عندم ا يكون الجرم واضح ا وبّْين اً للعن ان! إم ا إذا خفى عن‬ ‫العْيون‪ ،‬وأصبح بْين النس ان وبْين موله! أو ص ارت المور كم ا هى الْيوم‬ ‫حتى يقدر الش اب أو الفت اة أن يغلق علْيه ب ابه وبجه از صغْير معه يش اهد‬ ‫ويتكلم ويرى م ا لم تكون جْيوش ك املة تستطْيع أن تأتى به لذى قوة أو‬ ‫سلط ان أو ج اه ‪ ...‬فمن الذى يستطْيع إذاً أن يمسك بزم ام إبنى أو‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 88‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫إبنتى! !؟!؟!؟ من الذى يحمى أبن ائن ا من هذه المواج المتلطمة والري ا ح الع اتْية!؟‬ ‫إنه وفقا ط! نور القرآن! فهو الذي يستطْيع أن يمنعني من العصْي ان‪،‬‬ ‫لكن أمر السلط ان أستطْيع أن أفر منه أو أتنصل‪ ،‬بل أستطْيع أن أضْيعأضّْيع‬ ‫كل ملبس ات الجريمة‪ ،‬حتى ولو ك ان هن اك ش اهد ملموس علّي ك البصمة‬ ‫على الصبع‪ ،‬ف البعض يبتر إصبعه حتى تذهب آث ار جريمته‪ ،‬لكن من الذي‬ ‫يستطْيع أن يمحو آث ار جريمته ممن يقول للشئ كن فْيكون!؟!؟! إنه ‪ ‬يقول‬

‫ك مْ‬ ‫م َل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م ُلو ْا َف سَ َي َرى ال ّل ُه َ‬ ‫ع َ‬ ‫لا ْ‬ ‫‪َ ‬و ُق ِ‬ ‫ن ‪ - [105‬التوبة[‪:‬‬ ‫م ْؤ ِم ُنو َ‬ ‫سو ُل ُه َوا ْل ُ‬ ‫َو َر ُ‬ ‫ف المؤمن الذي يشعر بداخله أن ال ‪ ‬يراه‪ ،‬يرى حرك اته وسكن اته‪،‬‬ ‫ويطلع على خواطره وعلى توجه اته وعلى نْي اته‪ ،‬كْيف يعص اه!؟‪.‬‬ ‫إنه ل يستطْيع عصْي انه ‪ ‬حتى ولو ك ان في خلء من الن اس‪ ،‬لنه‬ ‫تْيقن بقلبه أن ال ‪ ‬ل يخلو منه زم ان ول مك ان‪ ،‬وإن ك انت عْيون الحس‬ ‫لقصوره ا وضعفه ا ل تراه‪ ،‬لكن عْيون القلب تشهد صف ات ال وجم الت ال‬ ‫وكم الت ال ظ اهرة في كل مظهر في هذه الحْي اة‪.‬‬ ‫وإذا نظرت عْيني إلى أي ك ائن‬

‫تغْيب المب اني والمع اني سواطع‬

‫إذاً م ا الذي يسوق الن اس إلى البّر وفعل الخْيرات‪ ،‬ويجعلهم‬ ‫يتمسكون ب الفض ائل ك الهدى والعف ا(ف‪ ،‬ويبتعدون عن الرذائل والمنكرات!؟‬ ‫جه اد النفس على نهج شريعة ال‪ ،‬ولْيس هذا الكلم الذي نقوله نظريً ا‪ ،‬ولكن‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 89‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫هن اك التجربة العملْية الن اجحة التى خ اضه ا محمد رسول ال ‪ ‬والذين معه‪.‬‬ ‫وكلن ا نعلم م ا ك ان علْيه القوم من أخلق ج اهلْية‪ ،‬ونزع ات إبلْيسْية‪ ،‬فقد ك ان‬ ‫بْينهم من هو أشد من الشْي اطْين فس ادا وضللفس اداً وضللً‪ ،‬ولذلك قّد من‬ ‫ال ‪ ‬ذكرهم في الية لخطورتهم على شْي اطْين الجن‪ ،‬وذلك في قوله‬ ‫م إ ِ َلى‬ ‫ض ُه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫حي َب ْ‬ ‫ن ُميو ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫س َوا ْل ِ‬ ‫لن ِ‬ ‫سبح انه‪َ  :‬ش ْيَن اِط ْينَن ا ِ‬ ‫را ‪ - [112‬النع ام[‪.‬‬ ‫ل غُ ُرو ً‬ ‫ف ا ْل َق ْو ِ‬ ‫خ ُر َ‬ ‫ض ُز ْ‬ ‫ع ٍ‬ ‫َب ْ‬ ‫وك ان بعضهم في أفع اله وأحواله أضل من النع ام ولذلك يقول ال ‪‬‬ ‫ل ‪ - [179‬العرا(ف[‪.‬‬ ‫ض ّ‬ ‫م أَ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫م َب ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫ك َكا ل َنْ َ‬ ‫في شأنهم‪  :‬أُْو لَنئِ َ‬

‫فلم يكن عندهم مع اني ول فض ائل تلْيق بتكريم ال للنس ان‪ ،‬أو‬ ‫تن اسب الكم ال الذي أعد ال له النس ان‪ ،‬لكن م اذا الذى حدث!؟ ‪...‬‬ ‫كل هذا تغْير في طرفة عْين على يد رسول ال ‪ ،‬فقد أصبحوا بعد‬ ‫السف اهة حلم اء وبعد الجه الة علم اء‪ ،‬وبعد الضللة هداة‪ ،‬حتى ق ال فْيهم ‪‬‬ ‫‪ ) :‬علماء حكماء فقهاء‪ ،‬كادوا من فقههم أن ميكونوا‬ ‫أنبياء(‪.‬‬

‫لقد طهرهم ‪ ،‬من صف ات الج اهلْية‪ ،‬وخّلقهم بعد جه اد أنفسهم‬ ‫ب الصف ات الرب انْية‪ :‬من الرحمة والشفقة والعطف‪ ،‬والبذل واليث ار‪ ،‬والعفو‬ ‫والصفح وغْيره ا‪ ،‬وكذلك الخلق القرآنْية‪ :‬من التواضع والخشوع‪،‬‬ ‫والخب ات والبته ال‪ ،‬والتبتل وغْيره ا‪ ،‬فلم ا نصروا ال بإق امة شريعته‪ ،‬وحفظ‬ ‫كت ابه‪ ،‬والعمل بأحك ام دينه‪ ،‬والحر ص على وص اي اه وتوجْيه اته‪ ،‬نصرهم ال ‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 90‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ن آ َم ُنوا‬ ‫على أعدائهم تنفْيذاً لقوله ‪ ‬فى)‪7‬محمد(‪َ : :‬ميا أ َ ّمي َها ا ّل ِذمي َ‬ ‫م‪- (7‬محمد(‪.‬‬ ‫ك ْ‬ ‫ت أ َ ْق َدا َم ُ‬ ‫م َو ُمي َث ّب ْ‬ ‫ص ُروا ال ّل َه َمين صُ ْر ُك ْ‬ ‫ِإن َتن ُ‬ ‫ميادين جهاد المؤمنين‬ ‫إن الذي أض اع ح ال معظم الن اس في هذا العصر‪ ،‬اعتق ادهم أن مْيدان‬ ‫الجه اد في الحصول على الموال فقا ط‪ ،‬لن به ا تتْيسر لهم وس ائل الحصول‬ ‫على الشهوات‪ ،‬ونْيل جمْيع الرغب ات‪ ،‬ولذلك سولت لهم أنفسهم أن كل‬ ‫طريق للحصول على الم ال فهو مب ا ح‪ ،‬ولو ك ان الغش أو الخداع‪ ،‬أو السلب‬ ‫أو النهب‪ ،‬أو النصب والحتْي ال أو الكذب‪ ،‬ف المهم أن يحصل على الم ال‬ ‫بأي وسْيلة وبأي كْيفْية‪ ،‬ويبررون ذلك بقولتهم المغلوطة‪ :‬الغ اية تبرر الوسْيلة‪.‬‬ ‫لكن المؤمن يج اهد لتحصْيل الم ال من طريق حلل‪ ،‬فإذا انتهى من‬ ‫غ تَ‬ ‫سعْيه على مع اشه عمل بقول ال ‪ ‬لحبْيبه ومصطف اه ‪  : ‬فَِإ َذنا َف َر ْ‬ ‫ب ‪ [ 7‬و ‪ -8‬النشرا ح[‪ ،‬فتجده‬ ‫غ ْ‬ ‫ك َفا ْر َ‬ ‫ب َو إ ِ َلى َر ّب َ‬ ‫ص ْ‬ ‫َفان َ‬ ‫يج اهد في مْيدان من المْي ادين التي أش ار إلْيه ا القرآن‪ ،‬فبعضهم يج اهد لْيكون‬ ‫مع القوم الذين يقول ال ‪ ‬فْيهم‪:‬‬ ‫عن ِذْك ِرن ال ّل ِه‬ ‫ع َ‬ ‫ة َول ا َب ْي ٌ‬ ‫جا َر ٌ‬ ‫م ِت َ‬ ‫‪ِ ‬رَج انٌل ل ُت ْل ِهي ِه ْ‬ ‫ب ِفي ِه‬ ‫خا ُفو َ‬ ‫ة َمي َ‬ ‫صل اِة َو ِإمي َتاء ال ّز َكا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫َو إ ِ َقا ِ‬ ‫ن َمي ْو ًما َتتنَ​َق لّن ُ‬ ‫ص انُر ‪ - [37‬النور[‪.‬‬ ‫ا ْل ُق ُلو ُ‬ ‫ب َوالأَبْ َ‬ ‫وبعضهم يرغب في الدخول في مق ام‪  :‬يُِح بننُّه ْمن َو ُمي حِ ّبو َن ُه ‪‬‬ ‫‪ -[54‬الم ائدة[ ويكتب في ديوان المحبْين‪ ،‬فجه اده في التخلق بقول ال‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 91‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫ن َل ْو مَ َة ل ِئ مٍ‬ ‫خا ُفو َ‬ ‫ل ال ّل ِه َو ل َ َمي َ‬ ‫س ِبي ِ‬ ‫‪  : ‬يَُج انِه ُدنونَن ِفي َ‬ ‫‪ - [54‬الم ائدة[‬

‫م ال ّل هُ‬ ‫ن أ َ ْن عَ َ‬ ‫ع ا لّ ِذمي َ‬ ‫ومنهم من يوّد أن يكون‪َ  :‬م َ‬ ‫ش َه َداء‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ص ّدمي ِقي َ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫ن ال ّن ِب ّيي َ‬ ‫ع َل ْي ِهم ّم َ‬ ‫َ‬ ‫قا ‪- [69‬‬ ‫ك َر ِفي ً‬ ‫ن ُأو َلـ ِئ َ‬ ‫ح سُ َ‬ ‫ن َو َ‬ ‫حي َ‬ ‫صا ِل ِ‬ ‫َوال ّ‬

‫النساء[‪.‬‬

‫ونحن نطلب هذا المق ام في كل ركعة من ركع ات الصلة حْيث‬ ‫م ِ‬ ‫عم تَ‬ ‫ن َأن َ‬ ‫ط ا ّل ِذمي َ‬ ‫مس َت ِقي َ‬ ‫ص َرا طَ ال ُ‬ ‫نقول‪  :‬اهِد ننَ ا ال ّ‬ ‫ص َرننا َ‬ ‫م ‪ - [ 7،8‬الف اتحة[‪ .‬والصراط المستقْيم ل يكون ب الصلة فقا ط‪،‬‬ ‫ع َلي ِه ْ‬ ‫َ‬ ‫ع ال ّل َه‬ ‫ط ِ‬ ‫ولكن ب الجه اد في التحقق بقول ال ‪َ  : ‬وَمننن ُمي ِ‬ ‫ل ‪ - [69‬النس اء[‪.‬‬ ‫سو َ‬ ‫َوال ّر ُ‬ ‫فإذا كنت أطْيع ال ‪ ‬في القْي ام ب الصلة وأخ الفه ب الكذب على عب اد‬ ‫ال‪ ،‬أو الخْي انة للمؤمنْين ب ال‪ ،‬فهذه ط اعة مردودة لن الدين ل بد أن يؤخذ‬ ‫جملة واحدة‪ ،‬ف الط اعة كم ا أقوم به ا في العب ادات لبد أن أقوم به ا في‬ ‫المع املت‪ ،‬ول بد أن أتصف به ا في الخلق‪ ،‬بل قد وصل المر ببعض‬ ‫الص الحْين إلى التأسي برسول ال ‪ ‬حتى في الع ادات‪ ،‬ك النوم والكل‬ ‫والشرب وم ا ش ابه ذلك‪ ،‬وذلك لرغبتهم الشديدة في أن يكونوا في معْيته ‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إذن ف المؤمن يج اهد في مْيدان من مْي ادين الجه اد التي وضحه ا‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 92‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫القرآن‪ ،‬أو بّْينته ا سنة النبي العدن ان‪ ،‬ويطلب بذلك النس ب ال‪ ،‬أو التلذذ‬ ‫بذكر ال‪ ،‬أو التمتع بمن اج اة ال بكلم ال‪ ،‬أو الدخول في معْية سْيدن ا رسول‬ ‫ال‪ ،‬أو الحصول على الدرج ات الع الْية في الجنة‪ ،‬أو ضم ان الم ان في الدار‬ ‫الخرة من عذاب ال والدخول في المق ام الكريم الذي يقول فْيه ال ‪ : ‬‬ ‫ن ‪ - [82‬النع ام[‪.‬‬ ‫هم ّم ْه َت ُدو َ‬ ‫ن َو ُ‬ ‫م ا ل َْم ُ‬ ‫ك َل ُه ُ‬ ‫أ ُ ْو َلـ ِئ َ‬ ‫ومن يفعل ذلك فهو النس ان الذي تحقق بخلفة ال‪ ،‬واستحق تكريم‬ ‫ه ْ‬ ‫م‬ ‫م ْل َنا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م َو َ‬ ‫ال في قوله جل شأنه‪َ  :‬و لَنَق ْدن َك ّر ْم َنا َب ِني آ َد َ‬ ‫ط ّي َبا ِ‬ ‫ت‬ ‫ن ال ّ‬ ‫هم ّم َ‬ ‫ح ِر َو َر َز ْق َنا ُ‬ ‫ِفي ا ْل َب ّر َوا ْل َب ْ‬ ‫ضي ل ً ‪- [70‬‬ ‫خ َل ْق َنا َت ْف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َلى َك ِثي ٍر ّم ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ْل َنا ُ‬ ‫َو َف ّ‬ ‫السراء[‪ .[،‬وقد ننَّبه إلى بعض هذه المع اني الم ام علّي ‪ ‬وكّرم ال وجهه‬ ‫حْيث يقول‪:‬‬ ‫أتزعم أنك جرم صغْير وفْيك انطوى الع الم الكبر‬ ‫دواؤك فْيك وم ا تبصر وداؤك منك ول تشنعر‬ ‫وأش ار إلى ذلك الم ام أبو العزائم ‪ ‬في قوله‪:‬‬ ‫ي ا صورة الرحمن والنور العلي‬ ‫فْيك المع اني كله ا طويت فهل‬

‫ي ا سدرة الوص ا(ف والغْيب الجلي‬ ‫أدركت ِس ّرنافْيك من معنى الولي!؟‬

‫فنحن نريد إصل ح النفوس أولأولً قبل إصل ح القوانْين واللوائح‪،‬‬ ‫وإق امة النفوس الف اضلة قبل إق امة المب اني والمنشثآت‪ ،‬فإصل ح النفس هو‬ ‫الذي علْيه المعّو لن الول في الصل ح‪ ،‬فلو أن فرًدان واحدا فقا ط استط اع‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 93‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫إصل ح نفسه‪ ،‬لفتح ال ‪ ‬به دولً ك املة‪ ،‬لن ال ‪ ‬يهْيئ له السب اب‪،‬‬ ‫ويفتح له القلوب‪ ،‬ويجري الخْير على يديه‪ ،‬ويسوق البرالبّر في رك ابه تحقْيًق ان‬ ‫لقوله سبح انه‪:‬‬

‫م ُلوا‬ ‫ع ِ‬ ‫م َو َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ن آ َم ُنوا ِمن ُ‬ ‫ع َد ال ّل ُه ا ّل ِذمي َ‬ ‫‪َ ‬و َ‬ ‫ما‬ ‫ض َك َ‬ ‫خ ِل َف ّن ُهم ِفي ا ل َرْ ِ‬ ‫س َت ْ‬ ‫ت َل َي ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صا ِل َ‬ ‫ال ّ‬ ‫ن َل ُه مْ‬ ‫ك َن ّ‬ ‫م ّ‬ ‫م َو َل ُي َ‬ ‫ن ِمن َق ْب ِل ِه ْ‬ ‫ف ا ّل ِذمي َ‬ ‫خ َل َ‬ ‫س َت ْ‬ ‫ا ْ‬ ‫م َو لَ ُي َب ّد َل ّن ُهم ّمن َب عْ ِد‬ ‫ضى َل ُه ْ‬ ‫م ا ّل ِذي ا ْر َت َ‬ ‫ِدمي َن ُه ُ‬ ‫ش ْي ًئا ‪‬‬ ‫ن ِبي َ‬ ‫ش ِر ُكو َ‬ ‫ع ُب ُدو َن ِني َل ُمي ْ‬ ‫م أ َ ْم ًنا َمي ْ‬ ‫خ ْو ِف ِه ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ -[55‬النور[‪.‬‬

‫وفي هذا العصر الذي نحن فْيه لن ينصلح ح ال مجتمعن ا إل إذا انتشر‬ ‫العلم اء الع املون‪ ،‬والحكم اء الرب انْيون‪ ،‬والئمة المخلصون‪ ،‬يهذبون النفس‬ ‫بعلمهم وح الهم‪ ،‬ويخلعون منه ا الحقد والحسد والغل والبغض‪ ،‬ويملئونه ا‬ ‫ب الحب والشوق والوجد واليث ار‪ ،‬وينشرون أخلق النبْي اء وصف ات الولْي اء‪.‬‬ ‫فنإذا امتلت القلننوب بهنذه المعن اني فسننتتقلص الجريمننة فني المجتمننع‪،‬‬ ‫وتنننزوي الخلق السننْيئة‪ ،‬وتتننوارى الرذائننل‪ ،‬وسننجد فنني قلننوب شننب ابن ا وبن اتننن ا‬ ‫سًد ان إيم انْيً ا منْيًع ا يصد التْي ارات اللح ادية والم ادية الج ارفة التي يسلطه ا علْيننن ا‬ ‫شْي اطْين أورب ا وغواة أمريك ا‪ ،،‬هذا السنند اليمن اني يجعننل أهلننه مننن الفتْينة النذين‬ ‫يقن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننول فْيهن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننم الن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن‪:‬‬ ‫دى ‪‬‬ ‫ه ً‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫م َو ِز ْد َنا ُ‬ ‫م ِف ْت َي ٌة آ َم ُنوا ِب َر ّب ِه ْ‬ ‫‪ ‬إ ِ ّن ُه ْ‬

‫‪ -[13‬الكهف[‪.‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمان ‪1‬‬ ‫‪ 94‬الفصل الرابع‪ :‬رعامية شباب السلم‬ ‫‪‬‬

‫فلو ألقي في وسا ط جهنم المع اصي في لندن أو ب اريس أو غْيره ا‪ ،‬أو‬ ‫مهم ا يعلم أنه موجود على النت فى غرفته أو ب الموب ايل وهو س ائر فى طريقه‬ ‫ول ينقصه إل ضغطة زر كم ا يق ال! مهم ا يكن من ذلك! فلن يستطْيع أي‬ ‫إغراء أو إغواء أن يؤثر فْيه أو يفتنه أو يحْيد به عن سبْيل الرشد‪ ،‬لن السّد‬ ‫اليم اني بداخله يحفظه من ذلك‪ ،‬من أين ُبني هذا السد!؟ من كلم ال‪ ،‬ومن‬ ‫سنة رسول ال‪ ،‬والعمل بهم ا بإخل ص طلبً ا لمرض اة ال ‪. ‬‬

‫فهو ب النه اية حتى لو تبرجت له الدنْي ا‪ ،‬وتزينت له المع اصي ! ولس ان‬ ‫ح اله ا ين اديه ويقول له ‪ :‬هْيت لك!! يجْيبه ا لس ان ح اله فى الح ال ق ائلً ‪ :‬‬ ‫ي إ ِ ّن ُه ل َ ُمي ْف ِل ُ‬ ‫ح‬ ‫ن َم ْث َوا َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫عا َذ ال ّل ِه إ ِ ّن ُه َر ّبي أ َ ْ‬ ‫قَ اَل َم َ‬ ‫ن ‪ - [23‬يوسف[‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫ظا ِل ُ‬ ‫ال ّ‬

‫من الذي يصنع هذا السد ويبنْيه في قلوب بنْين ا وبن اتن ا!؟ إنهم العلم اء‬ ‫الع املون والدع اء المخلصون الذين يقول فْيهم ال جل شأنه‪:‬‬

‫ص َب ُروا‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِب َأ ْم ِر َنا َل ّ‬ ‫م ًة َمي ْه ُدو َ‬ ‫م أ َ ِئ ّ‬ ‫ع ْل َنا ِم ْن ُه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫‪َ ‬و َ‬ ‫ن ‪  [24‬السجدة[[‪ ،،‬وصلى ا على سيدنا‬ ‫َو َكا ُنوا ِبآ َميا ِت َنا ُميو ِق ُنو َ‬ ‫محم د وعلى آل ه وصحبه وسلم[‪.‬‬ ‫أم ا الذي لْيس عنده هذا السد اليم اني فتجده يبحث عن المع اصي لْيرتكبه ا‪،‬‬ ‫ويلح في طلب الدواعي التي تهْيئ له الظرو(ف والحوال! أع اذن ا ال وأبن ائن ا‬ ‫وبن اتن ا من هذا الح ال‪ ،‬وأخذ بأيديهم جمْيع اً إلى خْير ح ال وم ا ذلك على ال‬ ‫بمح ال‪ ،‬وصلى ال على سْيدن ا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪195‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫خاتمــــــة‬ ‫ب كن ا نود أن نضعه في هذا الكت اب حتى يكمل في ب ابه‪،‬‬ ‫بقى لن ا ب ا ٌ‬ ‫وهو نَظَْرةٌ في المن اهج التعلْيمْية الحديثة لض افة اللمس ات اليم انْية علْيه ا‪،‬‬ ‫ض علْيه ويرغب فْيه‪.‬‬ ‫خ اصة وأن دينن ا ل يع ارض العلم بل يح ّ‬ ‫ومن إعج از هذا الدين أن كل م ا يستجد من نظري ات علمْية يقْينّْية‬ ‫تجده ا مسطرة في صفح ات كت ابه المكنون‪ ،‬أو مذكورة بدقة ب الغة في سّنة‬ ‫الّنبّي الكريم‪ ،‬أم ا الفروض والتخمْين ات التي م ازالت في مرحلة الظّن أو‬ ‫التجربة ولم تتأكد مصداقْيته ا فل ح اجة لن ا به ا الن‪ .‬لكنن ا وجدن ا أن هذا‬ ‫الموضوع يحت اج إلى كتْيب خ ا ص‪ -‬أع انن ا ال على إنج ازه ‪ -‬لكثرة تشعب‬ ‫العلوم في عصرن ا‪.‬‬ ‫س في الزهر‬ ‫فنحن نحت اج إلى مراجعة المواد الدراسْية التي تَُد ّرن ُ‬ ‫الشريف لحذ(ف الحشو منه ا‪ ،‬وصْي اعته اوصْي اغته ا بأسلوب عصري‪.‬‬ ‫ونحت اج لمراجعة جمْيع العلوم التى تدرس ب المدارس من العلوم‬ ‫النس انْية والدبْية‪ ،‬والجتم اعْية والعلمْية ‪ -‬حتى الت اريخْية ‪ -‬لوضعه ا على‬ ‫س فْيه ا بسبب الهواء والغراض‪،‬‬ ‫منهج استقرائي علمي‪ ،‬وإخراج م ا اند ّ‬ ‫والصراع ات والعصبْي ات‪ ،‬والتن افس بْين المم والشعوب‪ ،‬أو بْين الحزاب‬ ‫السْي اسْية والفرق الدينْية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪196‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫ثم نحن بح اجة بعد ذلك إلى إض افة اللمس ات اليم انْية بربا ط الي ات‬ ‫القرآنْية والح اديث النبوية ب المن اهج العصرية بطريقة تربوية‪ ،‬مع التركْيز على‬ ‫القْيم والخلق‪ ،‬والمثل والمب ادىء‪ ،‬التي تتم اشى مع الشريعة السلمْية‪،‬‬ ‫وإزاحة الراء العلمْية التي ثبت زيفه ا‪ ،‬وم ا زالت تدرس عندن ا على أنه ا نظرية‬ ‫س في‬ ‫ث ابتة‪ ،‬لْيس هن اك من العلم م ا يدحضه ا كنظرية دارون ‪ -‬مع أنه ا ل تَُد ّرن ُ‬ ‫أوروب ا إلّ على أنه ا ك انت نظرية علمْية في حقبة الزمن ثم ثبت خطأه ا!!‬ ‫كذلك إزالة م ا علق بأبط الن ا وزعم ائن ا من أب اطْيل اندست في ُك تنبن ا‬ ‫أثن اء وجود الستعم ار ببلدن ا أو بعد ذلك‪.‬‬ ‫ونحن فى ح اجة شديدة لتقوية قْيم العمل والخذ بأسب اب الرقى‬ ‫والحض ارة بكل إخل ص وإجته اد فى من اهجن ا‪ ،‬ولتثبْيت دع ائم الحق والخْير‬ ‫والحض علْيه ب السلوب العلمى الراقى المن اسب لعصرن ا‪ ،‬مع تحديث‬ ‫الخط اب الدينى الموّج هن لبن ائن ا وبن اتن ا وتسلْيحه بكل أدوات الخط اب‬ ‫الحديثة العلمّْية والسْيكولوجّْية والتربوّية والتكنولوجْية المت احة لذلك ‪....‬‬ ‫هذا إلى ج انب كثْير من الراء والمقترح ات التي تتعلق بهذا‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫نسأل ال ‪ ‬أن يحي الِغْيرة على هذا الدين في قلوب شب ابن ا وبن اتن ا‪،‬‬ ‫حتى يقوموا بهديه مستمسكْين‪ ،‬ويكونوا بشريعته ع املْين‪ ،‬وله ‪ ‬في عملهم‬ ‫ق اصدين‪ ،‬فنحن أمة السلم كم ا ق ال عمر بن الخط اب رضى ال عنه‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪197‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫} نحن قوم أعزنا ا بالسلم‬ ‫فإن ابتغينا الهدى في غيره‬ ‫أذلنا أذ ّلنا ا ‪.{ ‬‬ ‫وصلى ال على سْيدن ا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬

‫‪ -----‬تّم بحمد ال تع الى ‪-----‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪198‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫المراجـــــــــــع‬ ‫‪ -1‬القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتب السنة‪.‬‬

‫‪ -3‬أسرار القرآن‪ :‬الم ام أبوالعزائم ‪ ،‬دار المدينة المنورة ‪ -‬الق اهرة‬ ‫‪ -4‬المح اسن‪ :‬البْيهقي ‪ -5 ،‬المقدمة‪ :‬ابن خلدون‪ ،‬دار الشعب – الق اهرة‬ ‫‪ -6‬العقد الفريد‪ :‬ابن عبد ربه ‪.‬‬

‫‪ -7‬إحْي اء علوم الدين‪ :‬الم ام الغزالي‪ ،‬دار الشعب – الق اهرة‬

‫‪ -8‬الفضنن ائل الخلقْينة فنني السننلم‪ :‬دأحمنند عبنندالرحمن إبراهْيننم‪ ،‬دار الوف اء‪ ،‬المنصننورة‪،‬‬ ‫‪88‬‬

‫‪ -9‬الع اطف ن ننة الجنس ن ننْية ف ن نني ض ن ننوء ال ن نندين والعل ن ننم‪ ،‬أحم ن نند عب ن نند اللطْي ن ننف ب ن نندر‪ ،‬دار‬ ‫التألْيف‪،‬الق اهرة‬

‫‪ -10‬الخت ان‪ :‬الشْيخ ج اد الحق علي ج اد الحق‪ ،‬كت اب الزهر ‪1995‬م‬ ‫‪ -11‬علقة الب اء ب البن اء في الشريعة السلمْية‪ :‬د‪.‬سننع اد إبراهْيننم صنن الح كتنن اب التعنن اون‬ ‫‪1995‬م‪.‬‬

‫‪ -12‬تربْيتن ا الروحْية‪ :‬سعْيد حوى‪.‬‬

‫‪ -13‬السلم والشب اب‪ :‬عبد التواب رضوان‪ ،‬رس الة الم ام ‪1987‬م‪.‬‬

‫‪ -14‬السلم والعقل‪ :‬د‪ .‬عبد الحلْيم محمود‪ ،‬دار المع ار(ف ‪1988‬م‪.‬‬ ‫‪ -15‬التربْي ننة الجنس ننْية ف ننى الس ننلم‪ :‬دعب نند الرحم ننن ط نن الب الجزائ ننرى ال نندار المصن نرية‬ ‫‪1992‬م‪.‬‬

‫‪ -16‬تربْية الولد فى السلم‪ :‬عبد ال ن اصح علوان‪ ،‬دار السلم – الق اهرة ‪1992‬م‪.‬‬ ‫‪ -17‬صورة البْيت المسلم‪ :‬عص ام بن محمد الشريف‪..‬دار الصفوة ‪1993‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪199‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫‪ -18‬تربْية الولد فى السلم‪ :‬عطْية صقر الدار المصرية للكت اب‪ -‬الق اهرة ‪1990‬م‪،.‬‬ ‫‪ -19‬المنهننج السنلْيم إلننى طريق الن المسننتقْيم‪ :‬عطْيننة صننقر‪،‬مجمننع البحننوث السننلمْية‬ ‫‪1992‬م‪ -20 ،‬النفس أمراضه ا وعلجه ا‪ :‬محمد الفقى صبْيح ‪ -‬الق اهرة ‪1970‬م‪.‬‬ ‫‪ -21‬منهج القرآن فى التربْية‪ :‬محمد شديد دار التوزيع والنشر السلمْية ‪1979‬م‪.‬‬

‫‪ -22‬توجْيهننن ات فن ننى بنننن اء السن ننرة‪ :‬الشنننْيخ محمن نند علن ننى سن ننلمة‪.‬دار اليمننن ان والحْين نن اة‬ ‫‪1991‬م‪.‬‬

‫‪ -23‬حق ننوق النس نن ان ف ننى الس ننلم الش ننْيخ محم نند عل ننى س ننلمة دار اليم نن ان والحْي نن اة‬ ‫‪1992‬م‪.‬‬

‫‪ -24‬خواطر إيم انْية حول تنظْيم السرة والمشكلة السك انْية‪ :‬الشْيخ محمد على سلمة‬ ‫‪ -25‬منهج التربْية السلمْية )جزءان(‪ :‬محمد قطب ‪.‬دار الشروق الق اهرة ‪1992‬م‪.‬‬

‫‪ -26‬السلم ورع ايته للطفولة منصور الرف اعى عبْيد الهْيئة المصرية للكت اب ‪1991‬م‪.‬‬ ‫‪ -27‬السننلم ومنهجننه فننى تربْيننة البننن اء‪ :‬منصننور الرف اعى عبْينند الهْيئننة المصنرية للكتنن اب‬ ‫‪1991‬م‪.‬‬

‫===========================================‬

‫رموز إختصار أسماء كتب تخرميج الحدميث‬ ‫كما ورد بالجامع الصغير نقل ً عن كنز العمال‬ ‫)خ( للبخاري‪) ،‬م( لمسلم‪) ،‬ق( لهما‪) ،‬د( لبي داود‪) ،‬ت(‬ ‫للترمذي‪) ،‬ن( للنسائي‪) ،‬ه( لبن ماجة‪ (4) ،‬لهؤلء‬ ‫الربعة‪ (3) ،‬لهم إل ابن ماجه‪) ،‬حم( لحمد في مسنده‪،‬‬ ‫)عم( لبنه في زوائده‪) ،‬ك( للحاكم في مستدركه وإل‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪200‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫فمبين‪) ،‬خد( للبخاري في الدب‪) ،‬تخ( له في التارميخ‪،‬‬ ‫)حب( لبن حبان في صحيحه‪) ،‬طب( للطبراني في‬ ‫الكبير‪) ،‬طس( له في الوسط‪) ،‬طص( له في الصغير‪،‬‬ ‫)ص( لسعيد ابن منصور في سننه‪) ،‬ش( لبن أبي شيبة‪،‬‬ ‫)عب(لعبد الرزاق في الجامع‪) ،‬ع( لبي ميعلى في‬ ‫مسنده‪) ،‬قط( للدارقطني في السنن وإل فمبين‪،‬‬ ‫)فر(للدميلمي في مسند الفردوس‪) ،‬حل( لبي نعيم في‬ ‫الحلية‪) ،‬هب( للبيهقي في شعب الميمان‪) ،‬هق( له في‬ ‫السنن‪) ،‬عد( لبن عدي في الكامل‪) ،‬عق(للعقيلي في‬ ‫الضعفاء‪) ،‬خط(للخطيب في التارميخ وإل فمبين‪).‬إنتهى(‪.‬‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪201‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫•‬

‫ترجمة المؤلف الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬

‫‪ ‬نبذة‪ :‬ولد الشيخ فوزى محمد أبوزميد فى الثامن عشر من‬ ‫أكتــوبر ‪1948‬م ‪،‬الموافــق ‪ 15‬مــن ذى الحجــة‬ ‫‪1367‬هـ بالجميزة‪ ،‬مركز السنطة‪ ،‬غربيــة‪ ،‬ج م‬ ‫ع‪ ،‬وحصل على ليسانس كلية دار العلــوم مــن‬ ‫جامعــة القــاهرة ‪1970‬م‪ ،‬ثــم عمــل بالتربيــة‬ ‫والتعليم حــتى وصــل إلــى منصــب مــدمير عــام‬ ‫بمدميرمية طنطا التعليمية‪ ،‬وتقاعد سنة ‪2009‬م‪.‬‬ ‫‪‬النشاط‪ :‬ميعمل رئيسا للجمعية العامــة‬ ‫للــدعوة إلــى اــ بجمهورميــة مصــر العربيــة‪،‬‬ ‫والمشهرة برقم ‪ 224‬ومقرها الرئيسى ‪ 114‬شــارع ‪ 105‬حــدائق‬ ‫المعادى بالقاهرة‪ ،‬ولها فروع فى جميع أنحــاء الجمهورميــة‪ ،.‬كمــا‬ ‫ميتجول بمصر والدول العربية والسلمية لنشر الــدعوة الســلمية‪،‬‬ ‫مثــل والخلق الميمانيــة؛ بالحكمــة والموعظــة الحســنة‪.‬‬ ‫وإحياء ال ُ‬ ‫هذا بالضافة إلى الكتابات الهادفة إلى إعادة مجد الســلم‪ ،‬ولــه‬ ‫الكثير من التسجيلت الصــوتية والوســائط المتعــددة للمحاضــرات‬ ‫والدروس واللقاءات على الشرائط والقراص المدمجة‪.‬‬ ‫وأميضــا مــن خلل مــوقعه علــى شــبكة المعلومــات الدوليــة‬ ‫النــترنت ‪ WWW.Fawzyabuzeid.com‬وهــو أصــبح أحــد أكــبر‬ ‫المواقع السلمية فى بابه وجــارى إضــافة تــراث الشــيخ العلمــى‬ ‫الكامل على مــدى خمســة وثلثيــن عــام مضــت‪ ،‬وجــاري إضــافة‬ ‫النجليزمية‪.‬‬ ‫‪‬دعـوته‪ -1 :‬ميدعو إلى نبــذ التعصــب والخلفــات‪ ،‬والعمــل‬ ‫علــى جمــع الصــف الســلمى‪ ،‬وإحيــاء روح الخــوة الســلمية‪،‬‬ ‫والتخلص مــن الحقــاد والحســاد والثــرة والنانيــة وغيرهـا مـن‬ ‫أمراض النفس‪ -2 ،‬ميحــرص علــى تربيــة أحبــابه بالتربيــة الروحيــة‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪202‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫الصافية بعد تهــذميب نفوســهم وتصــفية قلــوبهم‪ -3 ،.‬ميعمــل علــى‬ ‫تنقيــة التصــوف ممــا شــابه مــن مظــاهر بعيــدة عــن روح الــدمين‪،‬‬ ‫وإحياء التصــوف الســلوكى المبنــى علــى القــرآن الكرميــم وعمــل‬ ‫الرسول ‪ ‬وأصحابه الكرام‪.‬‬ ‫‪ ‬هدفه ‪ :‬إعادة المجد الســلمى ببعــث الــروح الميمانيــة‪،‬‬ ‫ونشر الخلق السلمية‪ ،‬وكذلك بترسيخ المبادئ القرآنية‪.‬‬ ‫‪ ‬قائمة مؤلفات الشيخ ‪ :‬عدد سبعون كتابا فى ست سلسل‪:‬‬ ‫أول ‪ :‬سلسلة من أعلم الصوفية ‪ :‬عدد ‪ 5‬كتب‪:‬‬ ‫‪ -1‬المام أبو العزائم المجدد الصوفى)‪2‬ط( ‪ -2‬الشيخ محمد على‬ ‫سلمه سيرة وسرميرة‪ -3 ،.‬المربى الربانى السيد أحمد البــدوى ‪-4‬‬ ‫شيخ السلم السيد إبراهيم الدسوقى ‪ -5‬الشيخ الكامل السيد أبو‬ ‫الحسن الشاذلى‬

‫ثانيا ‪ :‬سلسلة الدمين والحياة ‪:‬عدد ‪ 15‬كتاب‪:‬‬ ‫‪6‬و ‪ -7‬نفحات من نور القرآن ج ‪1‬و ‪ -8 .2‬مائدة المسلم بين الدمين‬ ‫و العلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم‪.‬‬ ‫‪ -9‬نور الجواب على أسئلة الشــباب‪ -10 .‬فتــاوى جامعــة للشــباب‪.‬‬ ‫‪ -11‬مفاتــح الفــرج )‪7‬ط( )ترجــم للندونســية(‪ -12.‬تربيــة القــرآن‬ ‫لجيل الميمان )‪2‬ط( )ترجم للنجليزميــة والندونســية(‪ -13 .‬إصــلح‬ ‫الفراد و المجتمعات فى الســلم‪ -14.‬كيــف ميحّبــك ا ـ )ميــترجم‬ ‫للندونيســـية(‪-15.‬كونـــوا قرآنـــا ميمشـــى بيـــن النـــاس )ميـــترجم‬ ‫للندونيسية (‪ -16.‬المؤمنات القانتات ‪ -17‬فتاوى جامعــة للنســاء‪.‬‬ ‫‪ -18‬قضاميا الشــباب المعاصــر‪ -19.‬زاد الحــاج و المعتمــر )‪2‬ط(‪) ،‬‬ ‫‪ (67‬بنو إسرائيل ووعد الخرة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬سلسلة الخطب اللهامية‪ :‬عدد ‪ 7‬كتب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪203‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫مج ‪ :1‬المناسبات الدمينية ‪2:‬ط طبعة مجزأة و طبعة‬ ‫مجلدواحد‪:‬‬ ‫‪ -20‬ج ‪ :1‬المولد النبوى‪ -21 .‬ج ‪ :2‬السراء و المعــراج‪ -22 .‬ج ‪: 3‬‬ ‫شهر شعبان و ليلة الغفران‪-23 ،‬ج ‪ :4‬شهر رمضان و عيد الفطــر‪.‬‬ ‫‪ -24‬ج ‪ : 5‬الحج و عيد الضحى المبارك‪ -25 .‬ج ‪ : 6‬الهجرة و ميوم‬ ‫عاشــوراء‪ -26 .‬الخطــب اللهاميــة ‪:‬مــج ‪:1‬المناســبات الدمينيــة ط‬ ‫‪،2‬مجلد‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬سلسلة الحقيقة المحمدمية‪ :‬عدد ‪ 8‬كتب‪:‬‬ ‫‪ -27‬حدميث الحقائق عن قدر ســيد الخلئــق )‪3‬ط(‪ -28 .‬الرحمــة‬ ‫المهداة‪ 30-29 .‬إشراقات السراء‪:‬ج ‪2)1‬ط(‪ ،‬ج ‪ -31 .2‬الكمالت‬ ‫المحمدميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬ ‫‪ -32‬واجـــب المســـلمين المعاصـــرمين نحـــو الرســـول )ترجـــم‬ ‫للنجليزميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة(‪.‬‬ ‫‪-33‬السراج المنير‪ (70) ،.‬ثانى اثنين‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬سلسلة الطرميق إلى ا‪ :‬عدد ‪ 12‬كتاب‪:‬‬ ‫‪ -34‬أذكــار البــرار‪ -35 .‬المجاهــدة للصــفاء و المشــاهدة ‪-36‬‬ ‫علمــات التوفيــق لهــل التحقيــق‪ -37 .‬رســالة الصــالحين‪-38.‬‬ ‫مراقى الصــالحين‪ -39 .‬طرميــق المحبــوبين و أذواقهــم‪ -40.‬كيــف‬ ‫تكون داعيا علــى بصــيرة‪ -41 .‬نيــل التهــانى بــالورد القرآنــى‪-42.‬‬ ‫تحفة المحبين ومنحة المسترشدمين فيما ميطلب فى ميوم عاشــوراء‬ ‫للقــاوقجى )تحقيــق(‪ -43 ،.‬طرميــق الصــدميقين إلــى رضــوان رب‬ ‫العالمين) ترجم للندونسية(‪ -44 .‬نوافــل المقربيــن‪(64).‬أحســن‬ ‫القول‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬سلسلة دراسات صوفية معاصرة‪ :‬عدد ‪ 14‬كتاب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪204‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫‪ -45‬الصوفية و الحياة المعاصــرة‪ -46 .‬الصــفاء والصــفياء‪-47.‬‬ ‫أبواب القرب و منازل التقرميب‪ -48 ،.‬الصوفية فى القرآن والسنة )‬ ‫‪2‬ط( )ترجم للنجليزمية(‪ -49 .‬المنهج الصوفى والحيــاة العصــرمية‪.‬‬ ‫‪ -50‬الولميـــة والوليـــاء‪ -51 .‬مـــوازمين الصـــادقين‪ -52 .‬الفتـــح‬ ‫العرفــانى‪ -53.‬النفــــــــــــس وصــفها وتزكيتهــا‪ -54.‬ســـــــياحة‬ ‫العارفين‪-55.‬منهاج الواصلين‪ (65).‬نسمات القرب‪ (68) .‬العطاميــا‬ ‫الصمدانية للصفياء‪ (69).‬الجوبة الربانية فى السئلة الصوفية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬سلسلة شـفاء الصدور‪ :‬عدد ‪ 9‬كتب‪:‬‬ ‫‪ -55‬مختصــر مفاتــح الفــرج )‪4‬ط(‪ -56 .‬أذكــار البــرار )‪3‬ط(‪-57.‬‬ ‫أوراد الخيــار )تخرميــج وشــرح(‪2).‬ط(‪ -58 ،‬علج الــرزاق لعلــل‬ ‫الرزاق )‪2‬ط(‪ -59.‬بشائر المؤمن عند المــوت )‪3‬ط( ‪ - 60‬أســرار‬ ‫العبد الصالح وموسى‪(.2‬ط(‪ -61 ،‬مختصر زاد الحاج والمعتمــر‪) .‬‬ ‫‪ (63‬بشرميات المؤمن فى الخرة‪ (66) .‬بشائر الفضل اللهى‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬تحت الطبع للمؤلف ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الصوم شرميعة وحقيقة‪ ،‬طرميق الصدميقين إلى رضوان ر ّ‬ ‫ب‬ ‫ي‪..‬‬ ‫العالمين )ط ‪ ،(2‬حقائق التصّوف النق ّ‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪205‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫أمين تجد مؤلفات فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫إسم المكتبة‬

‫المجلد العربي‬ ‫الجندي‬ ‫دار المقطم‬ ‫جوامع الكلم‬ ‫التوفْيقْية‬ ‫ب ازار أنوار الحسْين‬

‫العزيزية‬ ‫الفنون الجمْيلة‬ ‫الحسْينْية‬ ‫القلعة‬ ‫نفْيسة العلم‬ ‫المكتب المصري‬ ‫الحديث‬

‫رقم اله اتف‬

‫‪25912524‬‬

‫‪ 116‬ش جوهر الق ائد الزهر‬

‫‪25901518‬‬

‫سوق أم الغلم مْيدان الحسْين‬

‫‪27958215‬‬

‫‪ 52‬ش الشْيخ ريح ان‪،‬ع ابدين‬

‫‪25898029‬‬

‫‪ 17‬الشْيخ ص الح الجعفرى الدراسة‬

‫‪25904175‬‬

‫‪ 1‬عم ارة الوق ا(ف ب الحسْين‬

‫‪0127475931‬‬

‫‪ 2‬زق اق السويلم خلف مسجد الحسْين‬

‫‪25915224‬‬

‫‪ 11‬مْيدان حسن العدوى ب الحسْين‬

‫‪25900786‬‬

‫‪ 130‬ش جوهر الق ائد ب الدراسة‬

‫‪25902541‬‬

‫‪ 22‬ش المشهد الحسْينى ب الحسْين‬

‫‪25108109‬‬

‫‪ 1‬ش محمد عبه خلف الزهر‬

‫‪25104441‬‬

‫‪ 9‬مْيدان السْيدة نفْيسة ‪.‬‬

‫‪23934127‬‬

‫عم ارة اللواء ‪ 2‬ش شريف‬

‫الديب ك امل كْيلنى ‪23961459‬‬ ‫دار النس ان‬ ‫‪33350033‬‬ ‫مكتبة مدبولى‬

‫الق اه ن ننرة‬

‫‪ 28‬ش البست ان بب اب اللوق‬ ‫‪ 109‬ش التحرير‪ ،‬مْيدان الدقي‬

‫‪25756421‬‬

‫‪ 6‬مْيدان طلعت حرب‬

‫النهضة المصرية‬

‫‪24015602‬‬

‫طْيبة ‪ ،2000‬ش النصر مدينة نصر‬

‫‪23910994‬‬

‫‪ 9‬ش عدلى جوار السنترال‬

‫المكتبة الزهرية للتراث‬

‫‪0105042797‬‬

‫درب التراك‪ ،‬خلف الج امع الزهر‬

‫‪25898253‬‬

‫‪ 128‬ش جوهر الق ائد الزهر‬

‫‪25934882‬‬

‫‪ 9‬ش الصن ادقْية ب الزهر‬

‫مدبولى مدينة نصر‬

‫هل للنشر والتوزيع ‪33449139‬‬ ‫أم القرى‬ ‫الدبْية الحديثة‬

‫‪ 6‬ش دحج ازي‪ ،‬خلف ن ادي الترس انة‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪206‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫الروضة الشريفة‬

‫‪26444699‬‬

‫‪21‬ش د‪.‬أحمد أمْين‪ ،‬مصر الجديدة‬

‫كشك سون ا‬

‫‪0124609082‬‬

‫محطة الرمل‪ ،‬أم ام مطعم ج اد‬

‫‪0101232698‬‬

‫محطة الرمل‪ ،‬صفْية زغلول‬

‫‪0114114300‬‬

‫‪ 66‬ش ارع النبى دانْي ال‪ ،‬محطنة مصر‬

‫مكتبة سْيبويه‬

‫‪3928549-03‬‬

‫‪ 4‬ش النبى دانْي ال‪ ،‬محطة مصر‬

‫‪5462539-03‬‬

‫‪ 23‬المشْيرأحمد إسم اعْيل‪ ،‬سْيدى ج ابر‬

‫كشك عبد‬ ‫الح افظعب ادة‬ ‫مكتبة‬

‫محمد ‪-------‬‬

‫الزق ازيق‪ ،‬بجوار مدرسة عبد العزيز على‬

‫‪2326020-055‬‬

‫الزق ازيق – ش ارع نور الدين‬

‫‪3334651-040‬‬

‫طنط ا أم ام السْيد البدوى‬

‫‪3323495-040‬‬

‫طنط ا ‪9‬ش سعْيد والمعتصم أم ام كلْية التج ارة‬

‫‪0108935182‬‬

‫كفر الشْيخ ش السودان أم ام السنترال‬

‫‪--------‬‬

‫ف ايد‪ -‬الح اج أحمد غزالى بربرى‬ ‫السويس‪ -‬ش ارع الشهداء‪ ،‬الح اج حسن‬ ‫محمد‬ ‫ْيرى الج امعة‪ ،‬أم ام الشب ان‬ ‫المنْي ا‪ ،‬أبخراج‬

‫الكت اب السكندرى‬ ‫كشك محمد سعْيد‬ ‫موسى‬

‫مكتبة الصْي اد‬

‫مكتبة ت اج‬ ‫مكتبة قربة‬ ‫كشك التحرير‬ ‫س امى أحمد‬ ‫مكتبة اليم ان‬ ‫كشك الصح افة‬ ‫دار الحمدي للنشر‬

‫أولد عبدالفت ا ح‬ ‫السم ان‬ ‫كشك أبو الحسن‬ ‫كشك ه انى‬ ‫محمود‬

‫‪--------‬‬‫‪2347802-068‬‬ ‫‪2327599-093‬‬

‫‪0169518616‬‬ ‫‪0199303939‬‬

‫السن ننكندرية‬

‫الق ن ن نن الْيم‬

‫المسلمْين‬ ‫ش احمد عرابي أم ام التكوين‬ ‫سوه اج‬ ‫المهنى‬ ‫أم ام مسجد سْيدي عبد الرحْيم‬ ‫قن ا‬

‫القن اوى‬ ‫مْيدان الس اعة‪ ،‬ه انى محمود عبد‬ ‫قن ا‬ ‫المولى‬

‫أيض اً بدور الهرام والجمهورية والخب ار للتوزيع و دار الشعب والدور القومْية‬ ‫للتوزيع والنشر ومن المكتب ات الكبرى الخرى ب الق اهرة والجْيزة والسكندرية‬ ‫والمح افظ ات‪ ،‬ويمكن أيض اً الطلع إلْيكترونْي ا على نبذة مختصرة عن‬ ‫المؤلف ات مع المقدمة والفهرست على أكبر موقع علمى للكت اب العربى على‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪207‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫النترنت ‪ ، www.askzad.com‬كم ا يمكن تنزيل الكتب إلْيكترونْي ا‬ ‫بشروط الموقع‪ ،‬ويمكن طلب الكتب من الن اشر‪ :‬دار اليم ان والحْي اة‪114 ،‬‬ ‫ش ‪ 105‬المع ادي ب الق اهرة‪،‬‬ ‫ت‪ ، 0020225252140 :‬ف اكس‪0020225261618:‬‬ ‫=====================================‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪208‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة الطبعة الث انْية‬ ‫مقدم ننة الطبعة الولى‬ ‫الفصل الول‪ :‬أحك ام المولود فى السلم‬ ‫عج ائب ولدة المسلم‬ ‫الواجب على الب نحو المولود‪:‬‬ ‫‪ :2‬التحنْيك‬ ‫‪ -1‬الذان والق امة‪،‬‬ ‫‪ -3‬الحلق والتصّد قن‪ -4 ،‬التسمّْية‬ ‫‪ -5‬العقْيقة‬ ‫‪ -6‬الخت ان‬ ‫تنبْيه وعبرة‬ ‫نب ات ال‬ ‫الفصل الث انى‪ :‬منهج العن اية ب الطفل فى السلم‬ ‫أسرار الرض اعة الطبْيعْية‬ ‫تأثْير الرض اع فى الطب اع‬ ‫كراهْية الحمل أثن اء الرض اع‪ ،‬والرض اع وقت الجم اع‬ ‫رع اية الصبْي ان‬ ‫التكنولوجْي ا المتطورة ورع اية الرضع والطف ال‬ ‫الحْي اة الحديثة وجلْيس ات الطف ال‬ ‫تهذيب الصبى‬ ‫نصْيحة لقم ان لبنه‬ ‫تدلْيل الصبى‬ ‫تقويم الصبى‬ ‫التقويم ب العقوبة‬ ‫العق اب ب الضرب فى السلم‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪209‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الث الث‪ :‬تنشئة الطفل المسلم‬ ‫تنشئة الطفل المسلم‬ ‫ل‪ :‬العداد البدنى‬ ‫أو ً‬ ‫وس ائل إعداد الفرد بدنْي اً‬ ‫‪ -1‬الرع اية الصحْية‬ ‫‪ -2‬أكل الطْيب ات‬ ‫‪ -3‬الري اضة البدنْية‬ ‫ث انْيً ا‪ :‬العداد العقلى‬ ‫‪ -1‬التعلْيم‬ ‫ كْيف أعلمهم حب رسول ال ‪‬‬‫‪ -2‬التأمل والتفكْير‬ ‫ث الثً ا‪ :‬العداد الروحى‬ ‫وس ائل العداد الروحى‬ ‫‪ -1‬العن اية ب الفض ائل‬ ‫‪ -2‬القدوة الطْيبة‬ ‫‪ -3‬التدريب على العب ادات‬ ‫‪ -4‬الداب السلمْية‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬رع اية شب اب السلم‬ ‫رع اية شب اب السلم‬ ‫ل‪ :‬التثقْيف والتربْية الجنسْية‬ ‫أو ً‬ ‫نم اذج من السئلة التى طرحت على الرسول‬ ‫اللف اظ القرآنْية فى المواضْيع الجنسْية‬ ‫أسب اب عن اية السلم ب التربْية الجنسْية‬ ‫تربْية الطف ال جنسْي اً‬ ‫ل‪ :‬ستر العورة‬ ‫أو ً‬ ‫ث انْيً ا‪ :‬التفريق بْينهم فى المض اجع‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪59‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪112‬‬ ‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪210‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫ث الثً ا‪ :‬تعلْيم البن اء أحك ام المراهقة‬ ‫رابعً ا‪ :‬تجنب الولد الث ارات الجنسْية‬ ‫خ امس ا‪ :‬أدب الدخول على النس اء والستئذان‬ ‫على الوالدين‬ ‫علج السلم للزنى‬ ‫اسب اب إنتش ار الف ات الجنسْية فى المجتمع‬ ‫‪ -1‬الختلء ب المرأة الجنبْية‬ ‫‪ -2‬النظر المحرم إلى مح اسن المرأة بأى وسْيلة‬ ‫‪ -3‬الستم اع إلى صوت المرأة المرّخ من‬ ‫‪ -4‬شم أنف اس المرأة واستنش اق عطره ا‬ ‫‪ -5‬لمس أعض اء المرأة‬ ‫‪ -6‬نقص التربْية متمثلً فى قلة المروءة من الزن اة‪.‬‬ ‫‪ -7‬نقص التربْية مثمثلً فى عدم الوعى بأخط ار الزن ا‬ ‫‪ -8‬عدم الزواج المبكر‬ ‫‪ -9‬فقدان الرادع‬ ‫العلج السلمى لنتش ار الف ات الجنسْية فى‬ ‫المجتمع‬ ‫اليم انْية‬ ‫ث انْيً ا‪ :‬التربْية‬ ‫مسئولْية الب اء فى مت ابعة البن اء‬ ‫أسس التربْية السلمْية‬ ‫ل‪ :‬القْيم السلمْية‬ ‫أو ً‬ ‫ث انْيً ا‪ :‬مك ارم الخلق‬ ‫ث الثً ا‪ :‬بن اء المراقبة اليم انْية )الضمْير(‬ ‫رابعً ا‪ :‬جه اد النفس‬ ‫نور القرآن‬ ‫مْي ادين جه اد المؤمنْين‬ ‫خ اتمن ننة‬ ‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫‪113‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪149‬‬

‫الكتاب‬


‫تربية القـرآن لجيــــــــل الميمـــــــانلجيـل الميمـان‬ ‫‪211‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫المراج ننع‬ ‫نبذة عن المؤلف الشْيخ فوزى محمد أبوزيد‬ ‫ق ائمة مؤلف ات الشْيخ فوزى محمد أبوزيد‬ ‫أين تجد مؤلف ات الشْيخ‬ ‫الفهرست‬

‫‪151‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪158‬‬

‫وصلى ا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬

‫‪‬‬

‫فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزميد‬ ‫التاسع من المؤلفات المطبوعة‬

‫الكتاب‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.