majall 1543 arabic

Page 1

‫المقال السياسي‬

‫‪55‬‬


‫العدد ‪1542‬‬

‫‪60‬‬


‫المقال السياسي‬

‫إشارات متداخلة‬

‫دليل طالبان لمواجهة قوات التحالف‬

‫القواعد التي وضعها المال عمر لمقاتلي طالبان تطرح سؤالاً مه ًما‪ :‬هل توافق أفعال الحركة أقوالها؟ وبالرغم من االهتمام بمسألة تجنب سقوط‬ ‫ضحايا مدنيين‪ ،‬فإن القواعد ال تحدد بالضبط المقصود بالمدنيين‪ .‬وصدرت هذه اإلستراتيجية الصيف الماضي وربما يكون هذا هو السبب وراء‬ ‫افتراض حكومة كرزاي أن طالبان تتغير‪ ،‬ومن ثم فإنه قد حان الوقت للتفاوض معها‪ .‬بيد أنه يمكن أن يكون هذا االفتراض بمثابة خطأ جسيم‪.‬‬ ‫بعد "الدليل الميداني لمكافحة التمرد" للجنرال‬ ‫باتريوس و"دليل التقييم" للجنرال ماكريستال‪،‬‬ ‫استطاعت وثيقة إستراتيجية ثالثة تغيير مسار‬ ‫الحرب في أفغانستان على األقل وفقًا لبعض‬ ‫المحللين ووكاالت األنباء‪ .‬وقد صدرت‬ ‫الوثيقة الصيف الماضي‪ ،‬وتتضمن القواعد‬ ‫التي وضعها المال عمر التي تنظم تحركات‬ ‫مقاتلي طالبان وترسي قواعد واضحة للقتال‬ ‫والسلوك‪ .‬ومن بين تلك القواعد‪ ،‬تجنب وقوع‬ ‫س مدنية وهما‬ ‫ضحايا مدنيين أو إحداث مآ ٍ‬ ‫أهم قاعدتين بل إنهما السببان الرئيسيان‬ ‫وراء تغيير السلوك المزعوم‪ .‬وقد عادت‬ ‫الوثيقة إلى ساحة النقاش العام في إطار‬ ‫التطورات األخيرة في أفغانستان‪ ،‬مما‬ ‫يجعل هذا الوقت مالئ ًما لتقييم ما تضمنته‪.‬‬ ‫ويطلق على الوثيقة قواعد إمارة أفغانستان‬ ‫اإلسالمية للمجاهدين‪ .‬وتلك القواعد تتضمن‬ ‫ما يلي‪( :‬أ) "يتعين على المحافظين ورؤساء‬ ‫الضواحي وقائدي الجبهات وجميع أعضاء‬ ‫المجاهدين أن يبذلوا قصارى جهدهم لتجنب‬ ‫سقوط ضحايا مدنيين وإصابات مدنية وأي‬ ‫تدمير للممتلكات المدنية‪ .‬وينبغي االهتمام‬ ‫بهذا األمر جيدًا"‪( ،‬ب) إذا سبب أي مجاهد أو‬ ‫قائد اضطرابًا ألفراد أبرياء فينبغي أن يصدر‬ ‫إليه القائد تحذي ًرا‪ .‬وإذا لم يغير سلوكه فيتعين‬ ‫فصله من الحركة"‪( ،‬ج) "األشخاص الذين‬ ‫لديهم سمعة سيئة أو الذين قتلوا مدنيين خالل‬ ‫الجهاد ينبغي أال يتم قبولهم في حركة طالبان"‪.‬‬ ‫وهذه القواعد تمثل جز ًءا ال يتجزأ من حرب‬ ‫الدعاية للمتطرفين‪ .‬وهي بالنسبة للمجاهدين‬ ‫تثبت بوضوح اعتراف طالبان بأن الطرف‬ ‫الذي يفوز بقلوب وعقول الشعب‪ ،‬سوف‬ ‫يفوز بالحرب‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فإن شعار "التركيز‬ ‫على الشعب" الذي يتم تبنيه في إستراتيجية‬ ‫التحالف الدولي عقب تقرير ماكريستال‬ ‫يبدو أن طالبان قد تبنته بالمثل‪ .‬وبالرغم‬ ‫من هذا‪ ،‬ليس هناك في وثيقة المال عمر‬ ‫اإلستراتيجية تعريف محدد للمدني ما يجعلها‬ ‫عرضة لتأويالت مختلفة من قبل قادة طالبان‪.‬‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫مانويل ألميدا‬ ‫وحقيقة أن حركة طالبان األفغانية ليست‬ ‫بمثابة تنظيم مركزي خاص تتحدى فكرة أن‬ ‫الوثيقة سيكون لها تأثير عميق على سلوكيات‬ ‫طالبان الفعلية‪ .‬وال يمتلك المال عمر ومجلس‬ ‫"شورى كويتا" أي سيطرة على المقاتلين‬ ‫الذين ينتمون أو يدعون االنتماء إلى حركة‬ ‫طالبان‪ .‬وخاصية ارتفاع درجة الحكم الذاتي‬ ‫– هي بالضبط ما يجعل تلك الحركة تمثل‬ ‫خطورة كبيرة جدًا ويسمح لعناصرها بالعمل‬ ‫بسرعة فائقة رغم بعد المسافات بينهم وفي‬ ‫ظل ظروف جغرافية بالغة الصعوبة‪ .‬وهذا‬ ‫يتناقض بشكل كبير مع قوات التحالف الدولي‪،‬‬ ‫الذين يتذمرون من االضطرار النتظار‬ ‫تصريح كتابي قبل إطالق رصاصة واحدة‪.‬‬ ‫وإضافة إلى عدم وجود تعريف لكلمة "مدني"‬ ‫في الوثيقة‪ ،‬فإن السؤال األساسي هو‪ :‬هل‬ ‫حركة طالبان غيَّرت سلوكها منذ أن تم توزيع‬ ‫أوامر المال عمر‪ .‬هناك دالئل مختلطة‪ .‬فال‬ ‫تزال العمليات االنتحارية مستمرة وكذلك‬ ‫غيرها من أشكال الهجوم التي تشنها‬ ‫الحركة والتي يكون معظم ضحاياها من‬ ‫المدنيين‪ .‬غير أنه لوحظ أن طالبان تسلك‬ ‫نهجًا أقل عدوانية في تعاملها مع الشعب‬ ‫األفغاني‪ .‬وكما أشارت صحيفة نيويورك‬ ‫تايمز أخي ًرا‪ ،‬فإن التحول في سلوك طالبان‬ ‫إزاء المدنيين يؤكده مسئولو حلف شمال‬ ‫األطلسي والقرويون األفغان على السواء‪.‬‬ ‫وربما يبدو من العدالة افتراض أن هناك‪ ،‬في‬

‫واقع األمر‪ ،‬نهجًا مختلفًا تسلكه طالبان‪ .‬بيد أن‬ ‫القضية تتعلق بالقيمة التي يتم إعزاؤها لهذا‬ ‫التغيير‪ .‬فالعالقات بين حركة طالبان األفغانية‬ ‫مع القاعدة – التي تكون أهدافها الرئيسية‬ ‫من المدنيين – تعطي شعو ًرا معينًا بالتناقض‬ ‫مع فكرة توقع تغيرات في نهج طالبان بعد‬ ‫إصدار قواعد السلوك من قبل المال عمر‪ .‬وقد‬ ‫رفض المال عمر قطع تلك العالقات بالرغم‬ ‫من محاوالت كثيرة من العديد من الجبهات‬ ‫إلقناع طالبان بالسير في هذا االتجاه‪ .‬ومن‬ ‫بين تلك المحاوالت رسالة عام ‪ ،2008‬من‬ ‫الملك السعودي عبد اللـه إلى المال عمر‬ ‫يطلب فيه أن يتنصل المال عمر من القاعدة‪.‬‬ ‫ومن خالل الحكم استنادًا إلى سؤال ذي‬ ‫صلة يُطرح دائ ًما وهو‪ :‬هل يتم التفاوض مع‬ ‫طالبان‪ ،‬يبدو أن المسئولين األمريكيين لديهم‬ ‫رؤى متباعدة‪ .‬ويعتقد المسئولون األمريكيون‬ ‫أن التفاوض أمر ممكن من الناحية العملية‬ ‫بعد انفصال طالبان عن القاعدة وبعد معاناة‬ ‫األولى من انتكاسات خطيرة‪ .‬وقد قالها‬ ‫روبرت جيتس وزير الدفاع األمريكي‬ ‫صراحة فيما يتعلق بهذا الموقع في آخر‬ ‫زيارة له إلى باكستان‪ .‬ويبدو أن الحكومة‬ ‫األفغانية لديها رؤية مختلفة وأن وثيقة المال‬ ‫عمر والتغييرات التي فرضتها ربما تكون قد‬ ‫أقنعت كرزاي ومساعديه بأن طالبان األفغانية‬ ‫تبنت نهجًا أقل تطرفًا وأكثر تصالحًا‪ .‬ويمكن‬ ‫أن يكون هذا االفتراض بمثابة خطأ جسيم‪.‬‬ ‫والطريقة التي يشار بها إلى حكومة كرزاي‬ ‫– "حكومة العبودية" – في وثيقة قواعد‬ ‫إمارة أفغانستان اإلسالمية للمجاهدين ال‬ ‫تسمح بأي حيز في التشكيك في أنه بينما‬ ‫يمكن أن تصبح طالبان أرفق في التعامل‬ ‫مع هؤالء‪ ،‬الذين تعتبرهم مدنيين‪ ،‬فليس‬ ‫لديهم أي نية في القيام بذلك مع الحكومة في‬ ‫كابول‪ .‬فالعمليات الهجومية لحركة طالبان‬ ‫األسبوع الماضي وسط العاصمة على‬ ‫المباني الحكومية تذكرنا بأنه في حين ترى‬ ‫طالبان أنها تحقق انتصا ًرا‪ ،‬فإن التساهل‬ ‫معها فكرة سيئة‪.‬‬ ‫‪67‬‬


‫تقارير‬ ‫تقرير بروكينجز يبدأ باالعتراف بأن قضية‬ ‫أفغانستان كانت جز ًءا من جدل مهم داخل‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬كانت‬ ‫هناك عقبات سياسية داخلية كبيرة تقف حائلاً‬ ‫في طريق اتخاذ إجراءات حاسمة من جانب‬ ‫اإلدارة‪ .‬ووفقًا لفاندا‪ ،‬فإنه على الرغم من هذا‬ ‫التحدي‪ ،‬فإن إدارة أوباما أعلنت في ديسمبر‪/‬‬ ‫كانون أول ‪ ،2009‬اإلستراتيجية الصحيحة‬ ‫إلنجاز األهداف التي سبق تحديدها بالنسبة‬ ‫ألفغانستان وباكستان‪ .‬كما التزم أوباما‬ ‫بتخصيص الكثير من الموارد الالزمة‬ ‫لتحقيق تلك األهداف‪.‬‬ ‫ووفقًا لتقدير فاندا‪ ،‬فإن الحكم العام لسياسة‬ ‫أوباما ليس إيجابيًا بأكمله‪ ،‬فبينما يضع‬ ‫أوباما إستراتيجية سليمة‪ ،‬ترى فاندا أن‬ ‫عام ‪ ،2009‬ثبُت أنه عام للفرص الضائعة‬ ‫في أفغانستان‪ .‬والسبب في ذلك هو أن زخم‬ ‫تحسين اإلستراتيجيات تأثر سلبًا بانتشار‬ ‫الفساد في أفغانستان والالمباالة من جانب‬ ‫اإلدارة األفغانية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تقول فاندا‬ ‫إن فرصة دحر التمرد متعثرة جزئيًا‪،‬‬ ‫وباعتبار الواليات المتحدة طرفًا مسئولاً‬ ‫داخل أفغانستان‪ ،‬فإنها يجب أن تُحاسب‬ ‫على أوجه القصور في قدرتها على‬ ‫مواجهة القضايا المحلية في أفغانستان‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬فإن التقرير يرى أن أداء إدارة‬ ‫أوباما في أفغانستان وباكستان كان معقولاً‬ ‫وإن لم يكن على المستوى المطلوب ‪.‬‬ ‫والسبب وراء تقييم براون لألداء الكلي‬ ‫للواليات المتحدة كان ذا شقين‪ .‬فقد سجلت‬ ‫الواليات المتحدة أشواطًا كبيرة في مارس‪/‬‬ ‫آذار ‪ ،2009‬بعد شهرين من مراجعة‬ ‫الموقف‪ .‬وعملية المراجعة هذه تألفت‬ ‫من جهد واسع النطاق لمكافحة التمرد‬ ‫الذي كان يهدف إلى تغيير الوضع األمني‬ ‫المتدهور في أفغانستان‪ .‬كما توقع معهد‬ ‫بروكينجز أن هذه التدابير هيأت البيئة‬ ‫الالزمة لجهود واسعة النطاق في مجال‬ ‫التنمية االقتصادية‪ ،‬بما في ذلك برنامج‬ ‫زراعي قوي من شأنه أن يقلل أيضًا‬ ‫زراعة الخشخاش‪.‬‬ ‫ولكن لألسف الشديد‪ ،‬فإن طبيعة المنهج‬ ‫ككل قد أضعفته‪ ،‬وهو ما أطلقت عليه‬ ‫براون التركيز المحدود على مكافحة‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫في باكستان‪ ،‬بحجة أنه على الرغم من‬ ‫أنها ورثت عالقة أمنية متدهورة من‬ ‫أفغانستان‪ ،‬إال أن الواليات المتحدة كانت‬ ‫قادرة علي مساعدة القيادة العسكرية‬ ‫والمدنية في تكريس اإلرادة واإلمكانيات‬ ‫في سبيل مواجهة المجاهدين الباكستانيين ‪.‬‬

‫الحكم العام علي سياسة‬ ‫أوباما ليس إيجابيًا بأكمله‪،‬‬ ‫فبينما يضع أوباما إستراتيجية‬ ‫سليمة‪ ،‬ترى فاندا أن عام‬ ‫‪ ،2009‬ثبُت أنه عام للفرص‬ ‫الضائعة في أفغانستان‬

‫وبشكل عام‪ ،‬فإن تقييم معهد بروكينجز‬ ‫كان إيجابيًا وشاملاً ‪ .‬ولم يقتصر تقييمه‬ ‫إلنجازات الواليات المتحدة في المنطقة‬ ‫على مجرد قياس مدى التقدم الذي حققته‬ ‫المصالح األمريكية‪ .‬وإنما قدم التقرير‬ ‫أيضًا تقيي ًما لكيفية تأثير القرارات التي‬ ‫اتخذتها الواليات المتحدة علي القضايا‬ ‫المحلية‪ ،‬والتي قد تكون لها أهمية أقل‬ ‫بالنسبة للمصالح األمريكية‪ ،‬ولكن لها‬ ‫انعكاسات أكبر بكثير على المنطقة ككل‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى مراعاة مصالح جميع‬ ‫األطراف‪ ،‬فإن تقرير براون يعتبر أيضًا‬ ‫متوازنًا ألنه يأخذ في االعتبار الطريقة‬ ‫التي تحد أو تدعم بها السياسة األمريكية‬ ‫اإلستراتيجيات الناجحة في السياسة‬ ‫الخارجية للبالد‪ .‬ومع ذلك فإن سؤالها عن‬ ‫السرعة التي تم اتخاذ القرارات بها يجعل‬ ‫الواليات المتحدة مسئولة عن إستراتيجيتها‬ ‫في المنطقة التي يمكن زعزعة استقرارها‬ ‫بسهولة‪.‬‬

‫اإلرهاب الذي أكد الحاجة لمنع وجود‬ ‫مالذ للقاعدة في أفغانستان‪" .‬وبالرغم‬ ‫من أن القضاء على مالذ القاعدة في‬ ‫أفغانستان يمثل هدفًا مه ًما بالنسبة للمصالح‬ ‫األمريكية‪ ،‬فيما يتعلق باألهداف الرئيسية‬ ‫لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬ترى براون أن مثل هذه‬ ‫اإلستراتيجية قاصرة في رؤيتها‪ .‬واألهم‬ ‫من ذلك أن التركيز أساسًا على مصالح‬ ‫الواليات المتحدة في المنطقة أدى إلى‬ ‫الفشل في التقارب مع األفغان‪ .‬فعند محاولة‬ ‫كسب قلوب وعقول السكان المحليين‪،‬‬ ‫يصبح هذا اإلغفال ذا تأثير سلبي‪ .‬وعالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬فإن هذه المراجعة ال تتضمن‬ ‫إجراء تحقيق شامل في الموارد الالزمة‬ ‫لوضع إستراتيجية ناجحة لمكافحة التمرد‬ ‫في أفغانستان‪ ،‬وهي القضية التي أثيرت‬ ‫في وقت الحق من قبل القائد العسكري‬ ‫األمريكي الجديد في أفغانستان الجنرال‬ ‫ستانلي ماكريستال‪.‬‬

‫إذن فمن اإلنصاف أن نتفق مع براون‬ ‫على احتمال تورط أمريكا في المنطقة‪.‬‬ ‫فبينما ال يزال الجيش األمريكي في غابات‬ ‫أفغانستان وباكستان‪ ،‬فإن األسس الالزمة‬ ‫قد وضعت من أجل إكمال إستراتيجية‬ ‫مكافحة التمرد بنجاح‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬كانت براون إيجابية‬ ‫في استعراضها ألداء اإلدارة األمريكية‬

‫لمزيد من المعلومات‬ ‫‪www.brookings.edu‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فإن التقرير متوازن في تقييمه‪.‬‬ ‫فبينما ينتقد التقرير جوانب القصور وعدم‬ ‫بعد الرؤية‪ ،‬فإنه يعترف بأنه تم إحراز‬ ‫تقدم‪ .‬وسرعان ما اعترفت براون بأن‬ ‫الجهود التي تبذلها اإلدارة قد نجحت في‬ ‫تحسين الوضع األمني في بعض مناطق‬ ‫البالد‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫تقارير‬

‫يوم الحكم‬ ‫تقرير الحالة‪:‬‬ ‫تحديات أوباما في أفغانستان وباكستان‬ ‫فاندا فيلباب براون‬ ‫معهد بروكينجز‬ ‫يناير ‪2010‬‬

‫رئاسة أوباما أعطت وعودًا بالتغيير لهؤالء الذين يتطلعون لتحسن في الوضع األمني في أفغانستان وباكستان‪ .‬وبعد ذلك بعام‪ ،‬وضعت فاندا‬ ‫فيلباب براون‪ ،‬زميلة معهد بروكينجز إستراتيجية أوباما‪ ،‬وتوصلت إلى أنه بالرغم من وجود انتكاسات كبيرة‪ ،‬فإن األسس المهمة لتحقيق‬ ‫تحسينات واسعة قد وضعت ‪.‬‬ ‫انتخاب الرئيس أوباما استُقبل بحفاوة في‬ ‫العالم كله باعتباره يبشر بتغيرات إيجابية‬ ‫يتوقع الجميع حدوثها‪ .‬فقد جاءت حملته‬ ‫بوعود مليئة بالتغيير مما جعلها تالقي ترحيبًا‬ ‫من المجتمع الدولي‪ ،‬واألهم من ذلك كله‪،‬‬ ‫أنها القت ترحيبًا من أولئك الذين يبحثون‬ ‫عن نهاية ناجحة للتحدي القائم في أفغانستان‬ ‫وباكستان‪ .‬وبعد مرور سنة واحدة فقط على‬ ‫تولي أوباما منصبه‪ ،‬فإنه ال شك أن تقييم‬ ‫سياساته شيء مهم اآلن‪ ،‬وخاصة سياساته‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫المتعلقة بأفغانستان وباكستان حيث يوجد‬ ‫هناك الكثير مما يتعين القيام به‪.‬‬ ‫تعتبر‪ ،‬فاندا فيلباب براون‪ ،‬زميلة معهد‬ ‫بروكينجز‪ ،‬في موقع جيد يسمح لها بقياس‬ ‫مدى التقدم والقصور في إدارة أوباما في‬ ‫هذه المنطقة (باكستان وأفغانستان)‪ .‬وبالرغم‬ ‫من أن هناك إصدارات مختلفة قامت أيضًا‬ ‫بمناقشة سياسة أوباما بعد مرور عامه األول‬ ‫في البيت األبيض‪ ،‬فإن تقرير فاندا كان‬

‫فريدًا من نوعه‪ ،‬ألنه يستند على توصيات‬ ‫محددة قدمتها لإلدارة عندما تم تنصيب‬ ‫أوباما رئيسًا‪ .‬وتقرير الحالة يتناول اآلن‬ ‫كيف اختلفت سياسة أوباما عن مقترحاتهم؟‬ ‫وكيف أن هذه التغييرات حسنت أو أضعفت‬ ‫أهداف الواليات المتحدة في أفغانستان‬ ‫وباكستان؟ وعلى الرغم من صرامة هذا‬ ‫التقييم‪ ،‬فإن مؤسسة بروكنجز أعطت رؤية‬ ‫منصفة ومدهشة وإيجابية لقرارات الرئيس‬ ‫في المنطقة حتى اآلن‪.‬‬ ‫‪65‬‬


‫قراءات‬

‫تقارير‬ ‫اليمن‪ :‬الخوف من الفشل‬ ‫قرير تشاتام هاوس‬ ‫جيني هيل‬ ‫يناير‪/‬كانون ثان ‪2010‬‬

‫وفقًا لتقرير تشاتام هاوس "فإن اليمن يمثل "عاصفة مثالية" من المشكالت بالنسبة للحكومات‬ ‫الغربية التي تواجه احتمال فشل دولة ذات موقع إستراتيجي مهم على البحر األحمر" ‪.‬‬ ‫واستنادا إلى البحوث التي أجريت على مدى ‪ 16‬شه ًرا في اليمن‪ ،‬يذكر هذا التقرير الذي أعده الصحافي‬ ‫والمخرج السينمائي‪ ،‬جيني هيل‪ ،‬أن عدم االستقرار المستقبلي في هذه الدولة الضعيفة وغير المكتملة يمكنه‪،‬‬ ‫أن يؤدي إلى توسيع المنطقة التي ينعدم فيها القانون وتمتد من شمال كينيا مرو ًرا بالصومال وخليج عدن‬ ‫إلى المملكة العربية السعودية‪ .‬وأن القرصنة والتهريب والجهاد العنيف سوف تزدهر‪ ،‬مما سيؤثر علي أمن‬ ‫طرق المالحة البحرية ونقل النفط عبر قناة السويس واألمن الداخلي للدول المجاورة لليمن‪.‬‬

‫تقوض االنتخابات الوشيكة‬ ‫السودان‪ :‬االنتهاكات ِّ‬ ‫هيومن رايتس ووتش‬ ‫يناير‪/‬كانون ثان ‪2010‬‬

‫دعا البيان الصحفي األخير لـ "هيومن رايتس ووتش" المجتمع الدولي إلى التنبه النتهاكات الحقوق المدنية‬ ‫والسياسية التي تقوم بها قوات األمن السودانية في جميع أنحاء البالد‪ .‬ويقول التقرير أيضا‪ :‬إن هذه االتجاهات‬ ‫خطيرة وتق ّوض احتماالت إجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوق بها في أبريل‪/‬نيسان ‪.2010‬‬

‫قانون االعتقال الجديد‪ :‬سن قوانين حاالت المثول في جوانتنامو‬ ‫معهد بروكينجز‬ ‫بنيامين ويتس‪ ،‬روبرت‬ ‫تشيسني وربيع بن حليم‬ ‫يناير‪/‬كانون ثان ‪2010‬‬ ‫قرار الرئيس أوباما بعدم طلب سند تشريعي إضافي لعمليات االحتجاز في خليج جوانتانامو ‪ -‬كوبا ‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى عدم رغبة الكونجرس في المهمة‪ ،‬يعني أن القضاة يجب أن يكتبوا القواعد التي تنظم االعتقال‬ ‫العسكري للمشتبه في كونهم إرهابيين‪ .‬فبينما تقترب الواليات المتحدة من الموعد النهائي إلغالق جوانتانامو‬ ‫في ‪ 22‬يناير‪/‬كانون ثان ‪ ،2010‬الذي ال يزال يحتجز نحو ‪ 200‬معتقل‪ ،‬بدأت عملية صدور قانون للمثول‬ ‫في جوانتانامو في الظهور بوصفه آلية رئيسة للسلطة التشريعية تمكنها من القيام بذلك‪.‬‬

‫العدد ‪1542‬‬

‫‪64‬‬


‫قراءات‬

‫جديد األسبوع‬ ‫كتب‬ ‫بذور األزمة‪ :‬الحرب الباردة والهيمنة األمريكية في الشرق األوسط‬

‫الغالف‬

‫رشيد الخالدي‬ ‫يناير‪/‬كانون ثان ‪2010‬‬

‫كتاب الخالدي األخير يقدم تاري ًخا شاملاً للصراعات الحديثة في الشرق األوسط‪ .‬و يشيرالكتاب "بذور األزمة" إلى أن الصراعات الحالية بمثابة‬ ‫نتائج ثانوية للحرب الباردة‪ ،‬والسياسات واإلستراتيجيات واألولويات الخاصة بالواليات المتحدة واالتحاد السوفيتي السابق‪ .‬ويوضح الخالدي‬ ‫كيف نظر أقطاب الحرب الباردة إلى منطقة الشرق األوسط لموقعها الحيوي واالحتياطيات الهائلة من النفط والغاز‪ ،‬وكيف أنهم اعتبروا ذلك‬ ‫بمثابة أداة لتحقيق مآربهم‪ :‬فالسوفييت واألمريكيون على حد سواء ال يرون أهمية قصوى للسالم العربي اإلسرائيلي‪ ،‬وقاموا بإمداد كل من‬ ‫العراق وإيران باألسلحة مقابل المال خالل حرب الثماني سنوات‪ ،‬كما تسعى الواليات المتحدة إلى مزيد من الهيمنة على المنطقة من خالل دعم‬ ‫انقالب يهدف لإلطاحة بالديمقراطية في إيران‪ .‬واستنتج الخالدي بالرسوم البيانية كيف سمحت حرب جورج دبليو بوش العالمية على اإلرهاب‬ ‫بتوسيع نطاق الوجود العسكري بشكل موسع في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬وأسفر ذلك عن سياسات غير مجدية وعقيمة زادت من المخاطر الفعلية‬ ‫معني بشأن تحقيق االستقرار في منطقة‬ ‫علي المواطنين األمريكيين وعاثت فسادًا في المنطقة‪ .‬ويعتبر كتاب الخالدي مه ًما وأساسيًا ألي شخص‬ ‫ٍّ‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬

‫الحرس الثوري‪ :‬إيران والعالم في عصر "آيات اللـه"‬

‫الغالف‬

‫راي تاكيه‬ ‫يونيو‪/‬حزيران ‪2009‬‬

‫الحرب الكالمية التي ال نهاية لها تشير إلى أن هناك شقاقًا مستعصيًا بين إيران والغرب‪ ،‬وهذه الفجوة قد تؤدي إلي اشتعال‬ ‫الحرب في المستقبل القريب‪ .‬ولكن كما يبين راي تاكيه‪ ،‬خالل عرضه لتاريخ العالقات اإليرانية مع العالم منذ الثورة‪ ،‬فإن‬ ‫وراء الشخصيات المشهورة والشعارات المتطرفة دولة أكثر براجماتية وتعقيدًا مما ُخدع الكثيرون في الغرب باعتقاده‪.‬‬ ‫وينسف تاكيه العديد من األساطير الساذجة عن إيران باعتبارها عد ًوا إسالميًا للغرب‪ .‬ويتتبع تاكيه السياسة‬ ‫اإليرانية منذ قيام الثورة عام ‪ ،1979‬ثم يقوم بتحديد أربع فترات بارزة وهي عصر الثورة في الثمانينيات‪،‬‬ ‫ومذهب التدرج في التغيير في أعقاب وفاة الخميني‪ ،‬وانتهاء الحرب العراقية اإليرانية في عام ‪ ،1989‬وفترة‬ ‫اإلصالح ما بين (‪ )2005-1997‬في عهد الرئيس خاتمي‪ ،‬والتحول نحو المواجهة والتطرف منذ انتخاب الرئيس‬ ‫أحمدي نجاد في عام ‪.2005‬‬

‫التقارب مع العالم اإلسالمي‬

‫الغالف‬

‫جوان كول‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2009‬‬

‫كتاب جوان كول "التقارب مع العالم اإلسالمي" يحاول حل قضايا السياسة الخارجية الرئيسية التي تتصارع‬ ‫معها أمريكا اليوم‪ ،‬وبذلك يعطي الغرب توصيات بشأن كيفية ال ُمضي قد ًما‪ .‬ولكول قدرة فريدة على أخذ المنظور‬ ‫اإلسالمي الصحيح في االعتبار عند النظر في العالقات بين الشرق والغرب‪ ،‬مما يجعل رؤيته جيدة وواسعة‬ ‫األفق‪ ،‬ألنه يشير إلى وجود مسار للعمل في قضايا أساسية مثل الدين والنفط والحرب والسالم‪ .‬كما يعطي‬ ‫توصيات جوهرية لإلدارة المقبلة حول كيفية المضي قد ًما في بلدان رئيسية مثل العراق وباكستان وأفغانستان‬ ‫وإيران‪ .‬ويكشف الكتاب الكيفية التي يمكننا بها إصالح التدهور الرهيب في السياسة الخارجية األمريكية خالل‬ ‫السنوات الثماني الماضية‪ ،‬ومن ثم نتمكن من المضي قد ًما على طريق السالم واالزدهار‪.‬‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫‪63‬‬


‫كتب‬ ‫يفسر ذلك سبب تفاعل البنوك المركزية بشكل‬ ‫سريع وفعَّال مع جفاف أسواق السيولة في‬ ‫عام ‪ ،2007‬بينما تصرفت الحكومات بطريقة‬ ‫مترددة وعشوائية عندما وصل األمر إلى إنقاذ‬ ‫المؤسسات المالية الكبيرة في خريف عام ‪.2008‬‬ ‫واكتفى كثير من المعلقين بمناقشة كيف تؤثر‬ ‫االضطرابات المالية األخيرة على االقتصاد‬ ‫الحقيقي‪ ،‬سواء كان ذلك انخفاضًا كبي ًرا في‬ ‫معدالت النمو أو زيادة هائلة في نسبة البطالة‬ ‫التي أصابت كثي ًرا من البلدان على مدار‬ ‫األشهر القليلة الماضية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يشدد‬ ‫جيمس على أن العواقب االقتصادية المترتبة‬ ‫على األزمات الماضية كثي ًرا ما تفاقمت بسبب‬ ‫الهزات االجتماعية والسياسية التالية‪ .‬ومما‬ ‫يدعو إلى الكآبة‪ ،‬أن األحكام التي تنص على‬ ‫'اشتر المنتج األمريكي" والمدرجة أصلاً في‬ ‫ِ‬ ‫اتفاقية التحفيز الفيدرالية األمريكية‪ ،‬جنبًا إلى‬ ‫جنب مع التيار األخير من السياسات المناهضة‬ ‫للهجرة التي اقترحتها الحكومات األوروبية‪،‬‬ ‫تشير إلى أن صناع السياسات لم يتعلموا إال‬ ‫أقل القليل من أخطاء الماضي‪ .‬وعلى عكس‬ ‫ما قد يقوله المتشائمون‪ ،‬يرى جيمس أنه بينما‬ ‫ال نستطيع فعل الكثير لترويض تقلبات المزاج‬ ‫غير المنطقية من المتعاملين في وول ستريت‪،‬‬ ‫ال يمكن تجنب أي شيء بخصوص السياسات‬ ‫قصيرة الرؤية ذات النتائج العكسية والتي‬ ‫يطرحها المشرعون ذوو النظريات الشعبية‪.‬‬ ‫وربما من المفارقة أن الفصل األخير من‬ ‫نواح كثيرة‪ .‬وفي ذلك‪ ،‬يقول‬ ‫الكتاب ضعيف من‬ ‫ٍ‬ ‫جيمس في الفصل األخير‪ :‬إن الخطر الرئيسي‬ ‫الذي يواجه النظام االقتصادي الدولي هو‬ ‫انهيار القيم التي تدعم االندماج في االقتصاد‬ ‫العالمي والتعاون السياسي الدولي‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫عندما ينظر المرء إلى المشاحنات الدبلوماسية‬ ‫األخيرة بشأن سياسة سعر الصرف في الصين‪،‬‬ ‫والتحول العلماني للقوة االقتصادية بعيدًا عن‬ ‫الغرب الصناعي لصالح الدول الناشئة وهي‬ ‫البرازيل وروسيا والصين والهند‪ ،‬فإننا سندرك‬ ‫أن االعتبارات الجيوسياسية ستفوق أي اتجاه‬ ‫نحو االنهيار األخالقي في المستقبل المنظور‪.‬‬ ‫وفي نهاية المطاف‪ ،‬نقول‪ :‬إنه بالرغم من‬ ‫التأكيد على العديد من أوجه التشابه المثيرة‬ ‫للقلق بين األزمة المالية الحالية وحاالت‬ ‫االنهيار االقتصادي في الماضي‪ ،‬فإن الكتاب ال‬ ‫يتبنى لهجة متشائمة‪ ،‬وإنما يدعونا جيمس مثل‬ ‫كانديد لفولتير إلى إدراك التاريخ بجدية‪ ،‬بدلاً‬ ‫من اإلفراط بشكل أعمى في التفاؤل ويكون ذلك‬ ‫في غير محله‪ .‬وكما يكتب المؤلف نفسه‪' :‬تحليل‬ ‫ما حدث من خطأ هو مفتاح التعلم من األزمات‬ ‫ومنع تكرارها‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫شارع وول ستريت أول ضحايا الركود‬

‫هارولد جيمس‬

‫‪62‬‬


‫كتب‬

‫تاريخ الركود‬ ‫االقتصادي‬ ‫صنع القيمة وتدميرها ‪ :‬دورة العولمة‬ ‫هارولد جيمس‬ ‫هارفارد يونيفرستي برس ‪2009‬‬ ‫أصبحت األزمة االقتصادية مصدر إلهام للمؤلفين والكتاب الذين يرغبون في توضيح حالة االرتباك‪ ،‬التي‬ ‫صاحبت الخسائر االقتصادية خالل العامين الماضيين واالستفادة منها‪ .‬ومع ذلك فإن كتاب هارولد جيمس‬ ‫صا قدرته على تسليط‬ ‫كتاب مميز إللمامه التام بالمبادئ واألسس االقتصادية والتاريخ المالي خصو ً‬ ‫الضوء على القضايا المعقدة غير المألوفة بالنسبة لهذا الموضوع‪.‬‬ ‫بالرغم من فشلهم جميعًا في التنبؤ بالعاصفة‬ ‫الوشيكة‪ ،‬كان الركود الكبير في عام ‪،2008‬‬ ‫بمثابة منحة بالنسبة لالقتصاديين النابغين‬ ‫إعالميًا‪ ،‬الذين يرغبون في طرح آرائهم حول‬ ‫األزمة االقتصادية الحالية‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإنه‬ ‫بخالف العدد الهائل من األعمدة الصحفية التي‬ ‫توضح الفارق بين الرهن العقاري المدعوم‬ ‫بالسندات والمقايضات االئتمانية االفتراضية‪،‬‬ ‫أو هؤالء النقاد الذين يتنبئون بأزمة تضخم‬ ‫مستقبلية‪ ،‬فإن هناك حاجة إلى تحليل تاريخي‬ ‫رزين لمشكالتنا االقتصادية المعاصرة‪ .‬وليس‬ ‫من المستغرب أن هذا التنافر في األصوات‬ ‫جعل الكثير من أفراد المجتمع العاديين‬ ‫يتفقون مع تقييم هيجل بأن االقتصاديين لم‬ ‫يتعلموا أي شيء من التاريخ على اإلطالق‪.‬‬ ‫ولذلك فإنه يوصى بقراءة آخر كتاب لهارولد‬ ‫جيمس‪ ،‬خصوصًا بالنسبة للقراء الذين يبحثون‬ ‫عن مقدمة سهلة لتاريخ حاالت الركود‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫االقتصادي المعاصر‪ .‬والبروفسير جيمس‪،‬‬ ‫أستاذ بجامعة برينستون ومتخصص في‬ ‫التاريخ المالي األلماني‪ ،‬خالل القرن العشرين‪.‬‬ ‫وقد حذر جيمس كثي ًرا اقتصاديين احترافيين‬ ‫ومفكرين معروفين من اإلفراط في التفاؤل‬ ‫لسنوات طويلة وعلى العكس من هؤالء الذين‬ ‫رأوا االنتعاش المالي وازدهار العولمة مع‬ ‫بداية األلفية الجديدة دليلاً على نهاية التاريخ‪،‬‬ ‫يؤكد جيمس أن ما يعلمنا التاريخ إياه هو أنه‬ ‫ليس هناك شيء يمكن رده أو تغييره بشأن آخر‬ ‫موجات العولمة‪ ..‬فغالبًا ما تجاوزت األزمات‬ ‫المالية السابقة هبوط أسواق األسهم وتحول‬ ‫مخططات بونزي إلى حروب تجارية وسياسات‬ ‫هجرة منطوية على خوف من األجانب‪.‬‬ ‫وأول ما سيالحظه القارئ عندما يشرع في‬ ‫مطالعة هذا الكتاب هو مدى إلمام جيمس‬ ‫ومعرفته الواسعة بالمبادئ االقتصادية‪،‬‬ ‫والتاريخ المالي‪ ،‬وقدرته على التعبير عن‬

‫القضايا المعقدة بطريقة يسهل وصولها إلى‬ ‫القارئ غير الملم بها‪ .‬ويبدأ الكتاب بالتشكيك‬ ‫في الحكمة التقليدية القائلة بأن الكساد العظيم‬ ‫بدأ مع انهيار سوق األسهم في عام ‪،1929‬‬ ‫وهو اليوم المعروف باسم يوم 'الثالثاء األسود'‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فإن اإلشارة السطحية إلى عام ‪،1929‬‬ ‫كثي ًرا ما تؤدي إلى إساءة تفسير حدوث الكساد‬ ‫العظيم على أنه نتيجة لألزمة المالية التي وقعت‬ ‫في عام ‪ ،1929‬بالرغم من أن الكساد العظيم‬ ‫قد بدأ في الحقيقة مع بداية األزمة المصرفية‬ ‫التي وقعت في عام ‪ 1931‬في النمسا وألمانيا‪.‬‬ ‫وبعيدًا عن المناقشة أكاديمية العقيمة‪ ،‬يترتب‬ ‫على تفسير جيمس آثار مهمة على السياسة‬ ‫العامة‪ .‬ففي حين يدرك صناع السياسات جيدًا‬ ‫كيفية استخدام السياسات النقدية والرقابية‬ ‫لمكافحة االنهيارات المالية‪ ،‬فإن معرفتهم عن‬ ‫كيفية منع حدوث أزمة مصرفية من أن تتحول‬ ‫إلى انهيار اقتصادي كامل أقل بكثير‪ .‬وربما‬ ‫‪61‬‬


‫إصدارات‬ ‫كتب‬

‫العدد ‪1542‬‬

‫قراءات‬

‫تقارير‬

‫‪60‬‬


‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬


‫األسواق‬

‫مجموعة دول بريكس الناشئة‬

‫تعد مجموعة بريكس التي تشمل البرازيل‬ ‫وروسيا والهند وإندونيسيا والصين‬ ‫وجنوب أفريقيا نسخة معدلة من مجموعة‬ ‫بركس‪ ،‬التي وضعها جولدمان وساكس‪،‬‬ ‫والتي تضم (البرازيل وروسيا والهند‬ ‫والصين)‪ .‬وقد اكد د‪ .‬رازين سالي‪،‬‬ ‫المحاضر في االقتصاد السياسي الدولي‬ ‫بكلية االقتصاد في لندن‪ ،‬أن مجموعة‬ ‫بريكس الجديدة قادرة بشكل أكبر على تمثيل‬ ‫التحوالت الجارية في االقتصاد الناشئ‪،‬‬ ‫خاصة في القرن الحادي والعشرين‪.‬‬

‫وكان االقتصاد العالمي في أوائل‬ ‫الثمانينيات مختلفًا اختالفًا كبي ًرا عما عليه‬ ‫اليوم‪ ،‬حيث كانت الصين ال تزال تعيش‬ ‫في مرحلة االكتفاء الذاتي‪ ،‬كما ساعدت‬ ‫الحرب الباردة على بقاء االتحاد السوفيتي‬ ‫معزولاً عما يحدث في الغرب‪ ،‬وكانت‬ ‫البرازيل تعاني من اختالل في توازنات‬ ‫االقتصاد ومن معدالت نمو سلبية‪ .‬أما‬ ‫االقتصاد الهندي فقد كان يعمل في ظل‬ ‫ضوابط رأسمالية قوية ونظام الترخيص‪.‬‬ ‫وكما تبين الرسوم البيانية أدناه‪ ،‬فإن هذه‬

‫االقتصادات حققت تقد ًما هائلاً خالل‬ ‫السنوات الثالثين الماضية‪ .‬وعالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬بينما مرت االقتصادات المتقدمة‬ ‫بضغوط أدت إلى تراجع اقتصادها‪ ،‬وذلك‬ ‫خالل األزمة المالية العالمية‪ ،‬فإن تلك‬ ‫االقتصادات الناشئة نجت من الصدمة‬ ‫المالية واالقتصادية بشكل جيد نسبيًا‪.‬‬ ‫وإذا استمر هذا االتجاه (كما تشير كل‬ ‫المؤشرات)‪ ،‬فإنه ينبغي أن نتساءل إلى‬ ‫أي مدى سوف يصبح العالم مختلفًا بعد‬ ‫مرور ‪ 5‬أو ‪ 10‬سنوات من اآلن‪.‬‬

‫تدفقات االستثمار األجنبي المباشر الواردة بالمليار دوالر أمريكي‬ ‫الخاصة باالقتصادات الحديثة التي حققت أعلى معدالت نمو في الفترة‬ ‫من (‪)2006 – 1980‬‬ ‫وفي فترة التسعينيات‪ ،‬بدأ االقتصاد الصيني فيما أصبح يعرف بأكبر وأسرع تحرير‬ ‫اقتصادي أحادي الجانب على األسواق األجنبية‪ ،‬األمر الذي يعني ظهور مليار مستهلك‬ ‫في السوق العالمي‪ .‬وتحرير حساب رأس المال وااللتزامات القوية التي قطعتها الصين‬ ‫على نفسها عند انضمامها لمنظمة التجارة العالمية‪ ،‬هيأت الظروف لتدفق سريع‬ ‫لالستثمار األجنبي المباشر‪ .‬كما خاضت االقتصادات األخرى لمجموعة بريكس‬ ‫إصالحات اقتصادية مهمة جعلت تلك الدول جذابة بشكل متزايد للمستثمرين الدوليين‪.‬‬ ‫والقطاعات االقتصادية الرئيسية لهذه االقتصادات تحديدًا الزراعة والصناعة (البرازيل)‬ ‫والخدمات (الهند) والنفط والغاز (روسيا)‪.‬‬

‫تدفقات االستثمار األجنبي المباشر الصادرة بالمليار دوالر أمريكي‬ ‫الخاصة باالقتصادات الحديثة التي حققت أعلى معدالت نمو في‬ ‫الفترة من (‪)2008 – 2000‬‬

‫منذ عام ‪ ،2000‬عززت اقتصادات دول مجموعة بريكس من نفسها باعتبارها العبًا‬ ‫رئيسيًا على الساحة االقتصادية والسياسية الدولية‪ .‬واستطاعت البرازيل أن تثبت نفسها‬ ‫للمرة األولى في تاريخها باعتبارها دولة تتمتع بحصانة من عدوى األزمات‪ ،‬التي‬ ‫مرت بها الدول المجاورة لها مثل األرجنتين‪ .‬وبينما نمت اقتصادات مجموعة بريكس‬ ‫وخاضت فترة غير مسبوقة من االستقرار االقتصادي والتنمية المستدامة‪ ،‬تحولت‬ ‫هذه االقتصادات إلى مستثمرين دوليين أقوياء‪ .‬واستفادت الشركات متعددة الجنسيات‬ ‫التابعة لمجموعة بريكس من انخفاض سعر الدوالر منذ عام ‪ ،2005‬ودخلت السوق‬ ‫الدولية بقوة ونافست الشركات متعددة الجنسيات الغربية على قدم من المساواة‪.‬‬

‫‪ ()5"%67 89.:‬‬

‫‪ 34'$‬‬

‫‪ ()0)1+-12‬‬

‫‪ -./'$‬‬

‫‪ ()*+,‬‬

‫‪60.00 ‬‬

‫‪ !"#$%&'$‬‬

‫‪50.00 ‬‬ ‫‪40.00 ‬‬ ‫‪30.00 ‬‬ ‫‪20.00 ‬‬ ‫‪10.00 ‬‬ ‫‪0.00 ‬‬ ‫‪2008 ‬‬

‫‪2007 ‬‬

‫‪2006 ‬‬

‫‪2005 ‬‬

‫‪2004 ‬‬

‫‪2003 ‬‬

‫‪2002 ‬‬

‫‪2001 ‬‬

‫‪2000 ‬‬ ‫‪-­‐10.00 ‬‬

‫نصيب االقتصاديات الحديثة التي حققت أعلى معدالت نمو‪ ،‬في‬ ‫التجارة العالمية في السلع والخدمات خالل عام (‪.)2008‬‬

‫وكانت التجارة الدولية من بين الدوافع الرئيسية وراء الظهور السريع القتصادات‬ ‫بريكس باعتبارها من الالعبين الرئيسيين على الساحة الدولية‪ .‬فخالل فترة‬ ‫التسعينيات‪ ،‬خاضت تلك الدول إصالحات اقتصادية كبيرة‪ ،‬وحررت التدفقات‬ ‫التجارية وحسابات رأس المال‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن الشركات العاملة في دول بريكس‬ ‫لم تضطر للمنافسة من أجل الوجود في السوق الدولي فحسب‪ ،‬ولكن أيضًا من أجل‬ ‫المنافسة في أسواقها المحلية‪ .‬والضغوط من أجل التجديد والتخصص في الميزة‬ ‫التنافسية للبالد أدت إلى تخصيص أكثر كفاءة وفاعلية لرأس المال كما حققت‬ ‫مزيدًا من النمو االقتصادي والتنمية‪ .‬وفي عام ‪ ،2008‬مثّلت تلك االقتصادات ما‬ ‫نسبته ‪ 15%‬من إجمالي تجارة السلع والخدمات في العالم‪.‬‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫‪58‬‬




‫المستثمر العالمي‬

‫إلى متى؟‬

‫اتفاقية التجارة الحرة بين االتحاد األوروبي ومجلس التعاون الخليجي‬

‫ال تزال المفاوضات بين االتحاد األوروبي ومجلس التعاون الخليجي بشأن تحرير التجارة مستمرة منذ عشرين عا ًما‪ .‬ورغم أن‬ ‫تغير موقف كال الطرفين يمكن أن يعطي زخ ًما جديدًا لعملية التفاوض‪ ،‬فإنه ال يمكن التغلب على العقبات التي تقف في طريق تلك‬ ‫المفاوضات بمجرد النوايا الحسنة‪.‬‬ ‫عندما تهل ذكرى معينة‪ ،‬يكون ذلك بمثابة دعوة‬ ‫للتأمل‪ .‬وقد شهدت أوروبا في عام ‪ ،2009‬الكثير من‬ ‫التأمالت حول سقوط حائط برلين في عام ‪.1989‬‬ ‫وهناك مناسبات أخرى في جميع أرجاء العالم‪.‬‬ ‫ومن بين تلك المناسبات مرور ‪ 20‬عا ًما على بدء‬ ‫المفاوضات بين مجلس التعاون الخليجي (البحرين‬ ‫والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية‬ ‫واإلمارات العربية المتحدة) والمجتمع األوروبي‬ ‫من أجل إبرام اتفاقية للتجارة الحرة‪ .‬وثمة أسئلة‬ ‫مطروحة اآلن حول أسباب السعي إلنهاء مثل هذه‬ ‫المفاوضات والعوامل الهيكلية التي تطيل أمد تلك‬ ‫المفاوضات فيما يتصل باالقتصاد السياسي العالمي‪.‬‬ ‫لسنا هنا بصدد إعطاء تحليل تفصيلي حول جميع‬ ‫سمات هذا التفاوض الذي استمر لوقت طويل‪ ،‬وله‬ ‫تاريخ معقد‪ .‬ولكننا نقول إن ذكرى حدث معين‬ ‫تعتبر بمثابة فرصة إلثارة األفكار واستعادة أحداث‬ ‫الماضي والتأمل فيها‪ .‬وهذا ينطبق تما ًما على اتفاقية‬ ‫التجارة الحرة‪ .‬ويرجع ذلك إلى أن اتفاقيات التجارة‬ ‫الحرة قلّما تقتصر على تحرير التجارة وحسب‪،‬‬ ‫وإنما تتضمن في الغالب منهجًا مشتر ًكا في العالقات‬ ‫التجارية واالقتصادية‪ ،‬وهذا المنهج يكون أوسع‬ ‫نطاقًا‪ .‬وفي كثير من األحيان‪ ،‬خصوصًا عندما يؤخذ‬ ‫في االعتبار العالقات بين المناطق غير المتجاورة‪،‬‬ ‫حيث يكون هناك نوع من التحفيز السياسي الذي‬ ‫يهدف إلى نتيجة تتجاوز مجرد التعامالت التجارية‪.‬‬ ‫وغالبًا ما يقال إن العولمة واإلقليمية بمثابة عمليتين‬ ‫تكمل كل منهما األخرى؛ وأنهما وجهان لعملة‬ ‫واحدة‪ .‬بينما قد ال تكون العولمة عالمية بالفعل من‬ ‫نواح شتى‪ :‬وإنما تُظهر العملية نوعًا من عدم التكافؤ‬ ‫الجغرافي الواضح في تركز النشاط االقتصادي‬ ‫في مناطق "الثالثية" التي تشمل أمريكا الشمالية‬ ‫وغرب أوروبا وشرق آسيا‪ .‬وهذه الثالثية تمتلك‬ ‫قدرًا هائلاً من إجمالي الناتج المحلي واالستثمار‬ ‫األجنبي المباشر على المستوى العالمي‪ .‬ولذا‬ ‫يمكننا القول إن العولمة لها مكون إقليمي قوي‪.‬‬ ‫وهذا ليس أمرًا جديدًا‪ ،‬فالعولمة واإلقليمية تمتد‬ ‫جذورهما في تاريخ العالم؛ على األقل منذ اكتشاف‬ ‫العالم الجديد في القرن الخامس عشر‪ ،‬وتشكيل هولندا‬ ‫المتحدة في القرن السادس عشر والواليات المتحدة في‬ ‫القرن الثامن عشر واالتحاد الجمركي في القرن التاسع‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫جون كوك‬

‫ربما يكون إبرام اتفاقية محدودة بين‬ ‫دولتين أو حتى اتفاقية بين مجموعة‬ ‫إقليمية ودولة ثالثة أكثر جاذبية‪،‬‬ ‫صا عندما تغطي االتفاقية‬ ‫خصو ً‬ ‫مجالاً محددًا بعينه‪ .‬ولكن السعي‬ ‫إلى عقد اتفاقية أوسع نطاقًا بمثابة‬

‫غير الثابت للعولمة ما يدفع تلك التكتالت للقيام بذلك‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإنه مهما بلغ اتساع نطاق العالقات بين‬ ‫المجموعات المعقدة‪ ،‬ال يكون بالضرورة من السهل‬ ‫عليها إبرام اتفاقيات‪ .‬فربما يكون إبرام اتفاقية محدودة‬ ‫بين دولتين أو حتى اتفاقية بين مجموعة إقليمية ودولة‬ ‫ثالثة أكثر جاذبية‪ ،‬خصوصًا عندما تغطي االتفاقية‬ ‫مجالاً محددًا بعينه‪ .‬ولكن السعي إلى عقد اتفاقية أوسع‬ ‫نطاقًا بمثابة أمر أكثر تحديًا وإثارة كتلك االتفاقية التي‬ ‫تنص على تحرير التجارة بين مجموعتين من الدول‪.‬‬ ‫وهناك اختالفات في االنسجام بين المجموعتين؛ كدرجة‬ ‫تكاملهم أو تقدمهم مثالً‪ .‬وعلى المستوى الديناميكي‪،‬‬ ‫ثمة أسئلة تتعلق باإليقاع المستقبلي للتغيير الذي‬ ‫يتوقعه كلٌّ لنفسه‪ ،‬ومسائل اجتماعية وسياسية تتعلق‬ ‫بمخاطر ومكافآت التغيير‪ .‬وأخيرًا‪ ،‬يمكن أن يواجه‬ ‫أحد التكتالت في وقت معين تحديات جديدة أو صعبة‪:‬‬ ‫فمثلاً يتعين على االتحاد األوروبي ومجلس التعاون‬ ‫الخليجي بحث مدى إمكانية تحقيق التكامل بين أنظمة‬ ‫الرقابة المالية في أعقاب األزمة االقتصادية العالمية‪.‬‬

‫عشر واالتحاد السوفيتي في القرن العشرين‪ .‬ولكن‬ ‫اإلقليمية ُمنحت زخ ًما جديدًا؛ وشكلاً مختلفًا في العالم‬ ‫في أعقاب الحرب‪ ،‬حيث شعّبت الدول جوانب سيادتها‬ ‫لنيل أهداف أوسع نطاقًا‪ .‬وكان التشكيل الذي شهدته‬ ‫فترة الخمسينيات لما أصبح يعرف باالتحاد األوروبي‬ ‫بمثابة نموذج أوروبي رئيسي‪ .‬ولكن القرن العشرين‬ ‫شهد فيما بعد عددًا وفيرًا من النماذج األخرى حول‬ ‫العالم؛ ومن بين تلك النماذج رابطة دول جنوب شرق‬ ‫آسيا من عام ‪ ،1967‬ومجتمع تنمية أفريقيا الجنوبية‬ ‫من عام ‪ ،1980‬ومجلس التعاون الخليجي من عام‬ ‫‪ ،1981‬ودول الميركسور من عام ‪ .1991‬وجميع‬ ‫هذه األمور أظهرت درجات مختلفة وديناميكيات‬ ‫التكامل اإلقليمي الذي حدث ألسباب مختلفة‪ .‬ولكن‬ ‫جميع هذه النماذج عكست أهمية التكتالت الجغرافية‬ ‫للدول واألسواق كطريقة لتعزيز التعاون المشترك‪.‬‬

‫وكل هذا معناه؛ أن إبرام اتفاقيات بين المناطق المختلفة‬ ‫أيًا كانت جاذبيتها ليس أمرًا يسهل التوصل إليه‪ .‬ويمكن‬ ‫إبرام تلك االتفاقيات في فترات معينة‪ ،‬ولكن التوترات‬ ‫الداخلية والتغيير السياسي والتحديات الجديدة ربما‬ ‫تؤدي إلى الفرقة‪ .‬غير أنني أرى أنه ال بد ألاّ تكون‬ ‫تلك العراقيل سببًا في اإلحباط وعدم المحاولة‪ .‬لقد‬ ‫كانت مدة العشرين عا ًما التي مرت على مفاوضات‬ ‫االتحاد األوروبي ومجلس التعاون بمثابة فترة لنمو‬ ‫اإلقليمية بين دول المنطقة‪ ،‬والفترة الحالية يمكن أن‬ ‫تكون مواتية لذلك‪ .‬فلو نظرنا مثلاً إلى عاملين فقط‬ ‫وهما الحاجة إلى إعادة إعمار االقتصاد الذي عصفت‬ ‫به األزمة االقتصادية‪ ،‬والهدف المشترك الذي تم‬ ‫التوصل إليه عقب قمة كوبنهاجن بشأن التعامل مع‬ ‫ظاهرة تغير المناخ بطريقة ال تنطوي على عداء‬ ‫أو خصومة‪ ،‬بمثابة عاملين أساسيين يحبذان إبرام‬ ‫اتفاقيات بين المنطقتين إزاء تحقيق أهداف اقتصادية‬ ‫مشتركة‪ .‬وأرجو أن يتحقق من هذين العاملين زخ ًما‬ ‫يدفع المفاوضات بين االتحاد األوروبي ومجلس‬ ‫التعاون قد ًما من أجل التوصل إلى اتفاق لتحرير‬ ‫التجارة‪.‬‬

‫ومن خالل هذه الخلفية‪ ،‬نجد أنه من الطبيعي بالنسبة‬ ‫للتكتالت اإلقليمية أن تسعى لالستفادة من ميزة بناء‬ ‫روابط وعالقات مع بعضها البعض‪ .‬ويعزز التقدم‬

‫رئيس اللجنة الدولية للخدمات المالية وتحرير‬ ‫التجارة بلندن‬

‫أمر أكثر تحديًا وإثارة كتلك االتفاقية‬ ‫التي تنص على تحرير التجارة بين‬ ‫مجموعتين من الدول‬

‫‪55‬‬


‫اقتصاد عالمي‬ ‫وشركة ستيتويلهيدرو النرويجية بنسبة‬ ‫‪11%‬؛ أما حقل القورنة الغربي ـ المرحلة‬ ‫األولى ـ باحتياطي يبلغ ‪ 8.7‬مليار برميل‪،‬‬ ‫فكان من نصيب إكسون موبيل التي مقرها‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية بنصيب يبلغ‬ ‫‪ ،60%‬وحصلت شركة شل على نسبة الـ‬ ‫‪ 15%‬المتبقية‪ ،‬أما حقل الرميلة الذي يبلغ‬ ‫احتياطيه ‪ 17‬مليار برميل‪ ،‬فقد كان من‬ ‫نصيب شركة بريتيش بيتروليوم بنسبة‬ ‫‪ ،38%‬وشركة النفط الوطنية الصينية بنسبة‬ ‫‪.37%‬‬ ‫وبالنسبة للحقول األخرى‪ ،‬فإن شركة‬ ‫أوكسيدنتال‪ ،‬هي الشركة األمريكية الوحيدة‬ ‫بخالف إكسون التي شاركت في المزادات‪،‬‬ ‫وقد فازت أوكسيدنتال بحصة ضئيلة ضمن‬ ‫ائتالف تقوده شركة إيني اإليطالية لتطوير‬ ‫حقل الزبير الذي يبلغ احتياطيه ‪ 4.1‬مليار‬ ‫برميل‪ .‬كما حصلت شركة النفط الوطنية‬ ‫الصينية على ما نسبته ‪ 37.5%‬في الحلفاية‪،‬‬ ‫باحتياطي يقدر بـ ‪ 4.1‬مليار برميل‪ ،‬وكانت‬ ‫الشركة الصينية تقود ائتالفًا يضم أيضًا‬ ‫بتروناس وتوتال الفرنسية حيث حصلت كل‬ ‫منهما على ‪.18.75%‬‬ ‫ومن ضمن الفائزين اآلخرين في الحقول‬ ‫األخرى األصغر حج ًما‪ ،‬جابكس وشركة‬ ‫جازبروم الروسية وشركة تابو التركية‪ .‬كما‬ ‫فازت شركة بتروناس بأربع حصص في‬ ‫العديد من الحقول‪ ،‬من بينها اثنان من الحقول‬ ‫الكبيرة‪.‬‬ ‫وعزا الكثيرون الالمباالة األمريكية إلى‬ ‫انعدام األمن وعدم االستقرار وهشاشة‬ ‫اإلطار التنظيمي والفساد‪ ،‬والشروط غير‬ ‫الجذابة التي تقدمها بغداد في شكل عقود‬ ‫خدمية بدال من صفقات تقاسم اإلنتاج التي‬ ‫تفضلها هذه الشركات‪ .‬ولكن جميع الشركات‬ ‫المطروحة للتداول العام قد خضعت لهذه‬ ‫الشروط‪ ،‬بما في ذلك الشركات الفائزة‪.‬‬ ‫وليس هناك شك في أن الشركات األمريكية‬ ‫تميل إلى النفور من تحمل المخاطر الكبيرة‪.‬‬ ‫ولكن من الصحيح أيضًا أنها ببساطة تستخدم‬ ‫النماذج الكالسيكية االقتصادية الخاصة‬ ‫بالتنقيب واإلنتاج‪ .‬وفي حالة العراق‪ ،‬فإن‬ ‫العائد المنخفض وعدم االستقرار معا قد‬ ‫قلال من جاذبية الصفقات‪ .‬فشركة بريتيش‬ ‫بيتروليوم‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ستحصل بالكاد‬ ‫على نسبة ‪ 20‬في المئة كعائد على االستثمار‬ ‫من وراء الصفقة التي أبرمتها‪ ،‬في حين أن‬ ‫الشركات األمريكية تستهدف عادة ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 25‬في المئة كعائد على استثماراتها‪.‬‬ ‫كما تخشى الشركات األمريكية أيضًا أن يتم‬ ‫اعتبار مشاركتها سابقة أولى تمهد الطريق‬ ‫للمزيد من الصفقات المجحفة‪ .‬أو بمعنى‬ ‫أخر ال يبرر تحقيق فوز كبير في العراق‬ ‫المخاطرة بحدوث موجة من عمليات إعادة‬ ‫التفاوض بشأن العقود والصفقات التي‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫‪on‬ﰲ اﻟﻌﺮاق‬ ‫اﻟﻨﻔﻂ‬ ‫ﻋﲆ ﻋﻘﻮد‬ ‫اﻷﻣﻨﻴﺔ‬ ‫أﺛﺮ‬ ‫‪Security fears weigh‬‬ ‫‪second‬‬ ‫‪Iraq‬‬ ‫اﳌﺨﺎوف‪oil‬‬ ‫‪auction‬‬

‫‪Iraq awarded seven service‬‬ ‫‪Oil fields‬‬ ‫‪contracts to international oil‬‬ ‫‪Kurdish‬‬ ‫‪Gas fields‬‬ ‫إدارة ﻛﺮدﻳﺔ‬ ‫ﺗﺤﺖ‬ ‫‪companies to develop‬‬ ‫‪some‬‬ ‫‪administration‬اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬ ‫ﻣﻨﺢ اﻟﻌﺮاق ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻘﻮد ﻟﴩﻛﺎت اﻟﺨﺪﻣﺎت‬ ‫‪pipeline‬‬ ‫‪of its biggest oilfields in‬‬ ‫‪Oil‬ﺑﻌﺾ أﻛﱪ ﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﻟﺒﻼد‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮ‬ ‫ﻣﻦ أﺟﻞ‬ ‫‪the country’s second‬‬ ‫أﺟﺮﻳﺖ‬ ‫اﳌﻨﺎﻗﺼﺎت‬ ‫ﻣﻦ‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺧﻼل ﺟﻮﻟﺔ‬ ‫ﻛﺮﻛﻮك‬ ‫‪Kirkuk‬‬ ‫‪Iraq‬‬‫‪bidding round.‬اﻟﺨﻂ‬ ‫‪postwar‬‬ ‫ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺮب‪.‬‬ ‫‪Turkey‬‬ ‫‪ failure‬اﻟﻌﺮاﻗﻲ ‪-‬‬ ‫إﻻ أن ﻋﺰوف اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻋﻦ‬ ‫‪However,‬‬ ‫‪Bayji‬‬ ‫‪pipeline‬‬ ‫‪bids for‬اﻟﺴﻮري‬ ‫ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﺮوض ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ‬ ‫‪to attract‬‬ ‫اﻟﺤﻘﻮل اﻷﺧﺮى ﻳﺒني أﻧﻬﺎ‬ ‫ﺑﻴﺠﻲ‪many other‬‬ ‫‪fields‬‬ ‫ﺑﻐﺪاد‬ ‫‪Baghdad‬‬ ‫ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺘﺨﻮﻓﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪suggests‬‬ ‫‪ many‬ﺧﻂ أﻧﺎﺑﻴﺐ‬ ‫‪Iraq-Syria‬‬ ‫اﻷوﺿﺎع اﻷﻣﻨﻴﺔ‬ ‫‪-firms‬‬ ‫‪are‬اﻟﻌﺮاﻗﻲ‬ ‫‪still‬اﻟﻨﻔﻂ‬ ‫ﻧﻔﻂ‬ ‫ﺣﻘﻮل‬ ‫‪pipeline‬‬ ‫‪deterred‬‬ ‫‪by‬‬ ‫اﻟﺴﻮري‬ ‫ﺣﻘﻮل ﻏﺎز‬ ‫‪security‬‬ ‫‪Iraq‬‬ ‫أﻧﺎﺑﻴﺐ ﻧﻔﻂ‬ ‫اﻧﺒﻮب‪concerns‬‬ ‫اﻟﻨﻔﻂ‬ ‫‪strategic‬‬ ‫اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ‬ ‫‪DEALS‬‬ ‫‪REACHED‬‬ ‫اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ‬ ‫‪pipeline‬‬ ‫اﻹﻧﺘﺎج اﳌﺴﺘﻬﺪف‪/‬اﻟﻴﻮم‬ ‫ﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ )إﺣﺘﻴﺎط(‬ ‫‪OIL FIELDS Reserves Output target‬‬ ‫ﺳﻌﺮ اﻟﱪﻣﻴﻞ‬ ‫)ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ(‬ ‫)‪(barrels‬‬ ‫‪Price per barrel‬‬ ‫ﻣﻠﻴﻮن*‬ ‫‪1.8‬‬ ‫ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫ﻣﻠﻴﺎر‬ ‫‪8.7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‬‫اﻟﻘﺮﻧﺔ‬ ‫ﻏﺮب‬ ‫‪WEST QURNA-2 12.9bn 1.8m bpd‬‬ ‫‪ 1.15‬دوﻻر‬ ‫اﻟﻜﻮﻧﺴﻮرﺗﻴﻮم‪ :‬ﻟﻮك أوﻳﻞ‪،‬‬ ‫‪Consortium:‬‬ ‫‪LUKOIL,‬‬ ‫اﻟﺒﴫة‪$1.15‬‬ ‫‪ 160‬ﻛﻠﻢ‬ ‫روﺳﻴﺎ ‪ -‬ﺳﺘﺎت أوﻳﻞ‪ ،‬اﻟرنوﻳﺞ‬ ‫‪Russia; Statoil, Norway‬‬ ‫‪Iraq‬‬‫‪1.8‬‬ ‫ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫ﻣﺠﻨﻮن ‪ 12.6‬ﻣﻠﻴﺎر‬ ‫ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫ﻣﻠﻴﻮن‬ ‫‪MAJOON 12.6bn‬‬ ‫‪1.8m bpd‬‬ ‫‪Saudi Arabia‬‬ ‫‪ 1.39 160km‬دوﻻر‬ ‫‪Basra‬اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﴍﻛﺔ )ﺷﻞ(‬ ‫‪Royal‬‬ ‫‪Dutch‬‬ ‫‪Shell,‬‬ ‫‪NED‬‬ ‫‪$1.39‬‬ ‫‪pipeline‬‬ ‫ﺧﻂ أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ‪ -‬اﻟﺴﻌﻮدي‬ ‫ ﺑﱰوﻧﺎس‪ ،‬ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ‪100 miles‬‬‫‪Petronas, Malaysia‬‬

‫‪IRAQ‬‬

‫اﻟﻌﺮاق‬

‫‪ 535.000‬ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫اﻟﺤﻠﻔﺎﻳﺔ ‪ 4.1‬ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ‬ ‫‪HALFAYA 4.1bn‬‬ ‫‪535,000‬‬ ‫‪bpd‬‬ ‫‪DEALS‬‬ ‫‪FAILED‬‬ ‫دوﻻر‬ ‫‪1.40‬‬ ‫‪ ،CNPC‬اﻟﺼني ‪-‬‬ ‫‪CNPC,‬‬ ‫‪China‬‬ ‫‪$1.40‬‬ ‫إﺣﺘﻴﺎط )ﺑﺮاﻣﻴﻞ(‬ ‫‪ OIL FIELDS‬ﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ‬ ‫‪Reserves‬‬ ‫)‪(barrels‬‬ ‫ﺑﱰوﻧﺎس ‪-‬‬ ‫ﺗﻮﺗﺎل‪ ،‬ﻓﺮﻧﺴﺎ‬ ‫;‪Petronas‬‬ ‫‪Total, France‬‬ ‫‪ 8.1‬ﻣﻠﻴﺎر‬ ‫ﴍﻗﻲ ﺑﻐﺪاد‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺸامﱄ‬ ‫‪E‬‬ ‫‪AST‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪AGHDAD‬‬ ‫‪8.1bn‬‬ ‫‪ 230.000‬ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫اﻟﻐﺮاف ‪ 0.9‬ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫‪GHARAF 0.9bn‬‬ ‫‪230,000 bpd‬‬ ‫ﻣﻠﻴﺎر‬ ‫‪0.6‬‬ ‫اﻟﻔﺮات‬ ‫وﺳﻂ‬ ‫دوﻻر‬ ‫‪1.49‬‬ ‫ﺟﺎﺑﻜﺲ‬ ‫ﺑﱰوﻧﺎس‪،‬‬ ‫اﻟﻴﺎﺑﺎن‬ ‫‪،‬‬ ‫‪MIDDLE‬‬ ‫‪FURAT‬‬ ‫‪0.6bn‬‬ ‫‪Petronas; Japex, Japan‬‬ ‫‪$1.49‬‬ ‫اﻟﻜﻔﻞ ‪ -‬ﻏﺮب اﻟﻜﻔﻞ ﻣﺮﺟﺎن(‬ ‫)‪) (Kifl, West Kifl, Merjan‬ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ‬ ‫ﺑﺪرة ‪ 0.1‬ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫‪ 170.000‬ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫‪BADRA 0.1bn‬‬ ‫‪170,000‬‬ ‫‪bpd‬‬ ‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺤﻘﻮل اﻟﴩﻗﻴﺔ‬ ‫‪ 0.3‬ﻣﻠﻴﺎر‬ ‫‪ASTERN‬‬ ‫دوﻻر‪E‬‬ ‫‪5.50 FIELDS‬‬ ‫ﻏﺎزﺑﺮوم‪،‬‬ ‫‪ 0.3bn‬روﺳﻴﺎ ‪ -‬ﻛﻮﻏﺎز‪ ،‬ﻛﻮرﻳﺔ‬ ‫‪Gazprom, Russia; Kogas,‬‬ ‫‪$5.50‬‬ ‫ﻗﻤﺮ‪ ،‬ﻛﻼﺑﺎت(‬ ‫ﺗﺮﻛﻴﺎ ‪) (Nau Doman,‬ﻧﺎودوﻣﺎن‪،‬‬ ‫‪Gilabat,‬‬ ‫)‪،TPAOQumar‬‬ ‫اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ‪ -‬ﺑﱰوﻧﺎس ‪-‬‬ ‫‪S. Korea; Petronas; TPAO, Turkey‬‬ ‫ﻣﻜﻌﺐ(‬ ‫)ﺗﺮﻟﻴﻮن ﻗﺪم‬ ‫‪ GAS‬ﺣﻘﻮل اﻟﻐﺎز‬ ‫‪(Trillion‬‬ ‫)‪feet‬‬ ‫‪IELDS‬‬ ‫‪F120.000‬ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫‪cubic‬ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫اﻟﻘﻴﺎرة ‪0.8‬‬ ‫‪QAIYARAH 0.8bn‬‬ ‫‪120,000 bpd‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫اﻟﺴﻴﺒﺔ‬ ‫ﺳﻮﻧﺎﻧﻐﻮل‪, ،‬أﻧﻐﻮﻻ‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪ 5‬دوﻻر‪SIBA‬‬ ‫‪Sonangol,‬‬ ‫‪Angola‬‬ ‫‪$5‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫ﺧﺸﻢ اﻻﺣﻤﺮ‬ ‫ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫‪110.000 AL-AHMAR‬‬ ‫اﻟﻨﺠﻤﺔ ‪ 0.9‬ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ‬ ‫‪KHASHEM‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪NAJMAH 0.9bn‬‬ ‫‪110,000‬‬ ‫‪bpd‬‬ ‫ﺳﻮﻧﺎﻧﻐﻮل‬ ‫‪Sonangol‬‬ ‫‪ 6‬دوﻻر ‪Source: EIA‬اﳌﺼﺪر‪$6:‬‬ ‫ادارة ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ‬ ‫‪© GRAPHIC NEWS‬‬

‫أبرمتها هذه الشركات في أي مكان آخر في‬ ‫العالم‪ .‬وقد سبق أن رفضت شركات النفط‬ ‫العالمية في الواليات المتحدة االستثمار في‬ ‫فنزويال من قبل عندما قامت فنزويال بتغيير‬ ‫القواعد‪ ،‬بينما وافقت الشركات األوروبية‬ ‫على الشروط الجديدة‪.‬‬ ‫ومن المؤكد أن الشركات األوروبية واآلسيوية‬ ‫قبلت هذه الخطوة بالفعل‪ ،‬ولكن األمريكيين‬ ‫ليسوا مستعدين بعد على األقل‪ ،‬ألن عقود‬ ‫الخدمة ال تحتسب في حجز االحتياطي‪ ،‬وهو‬ ‫الحافز األكثر جاذبية للمساهمين‪.‬‬ ‫وليس هذا بالضرورة أمرًا سيئًا‪ .‬ولم تتعرض‬ ‫شركات النفط العالمية األمريكية لعقوبات‬ ‫نتيجة قرار إداراتها بالبقاء بعيدًا‪ ،‬مما يشير‬ ‫إلى دعم المساهمين لها لكونها من المساومين‬ ‫األقوياء‪.‬‬ ‫من الناحية المالية‪ ،‬كانت الشركات األمريكية‬ ‫ستواجه أيضًا مسئوليات أكبر‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تتطلب عوائد أفضل من نظيراتها األوروبية‬ ‫واآلسيوية‪ .‬وربما يكون السبب أن الشركات‬ ‫األمريكية تفضل الدخول من الباب الخلفي‪،‬‬ ‫وتدع الفائزين بالمناقصات يتعاملون مع‬ ‫جميع المشاكل األولية ومخاطر البداية حتى‬ ‫يشتروا ألنفسهم حصة أقلية فيما بعد‪.‬‬ ‫على أية حال‪ ،‬تسمح عقود الخدمات للشركات‬ ‫باالنسحاب بسهولة‪ ،‬على النقيض من‬ ‫عقود تقاسم اإلنتاج والتي تتطلب التزامات‬

‫أطول أجال‪ .‬وتفضل شركات النفط العالمية‬ ‫األمريكية االنتظار لحين االنتخابات الرئاسية‬ ‫المقبلة وصدور قانون للنفط‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫صدور قرار حول المأزق الكردي الخطير‬ ‫والمستمر مع الحكومة المركزية‪ .‬وقد يثمر‬ ‫هذا الفعل نظرًا ألنه ال تزال هناك سبعة‬ ‫حقول تم عرضها في الجولتين األوليين‪،‬‬ ‫والتي لم تتلق عروضًا‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬ ‫ال يزال العراق غير مستكشف إلى حد كبير‬ ‫وسوف يكون هناك المزيد من الفرص في‬ ‫المستقبل بالتأكيد‪.‬‬ ‫وال يعنى هذا أن الشروط االقتصادية ستكون‬ ‫أفضل‪ ،‬ولكن على األقل ستكون المخاطرة أقل‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تتنازل معظم شركات النفط‬ ‫العالمية األمريكية عن ميزة الدخول المبكر‪.‬‬ ‫وإذا سارت األمور كما يخطط العراقيون‪،‬‬ ‫فسوف تشتد المنافسة فقط‪ ،‬وكذلك الشروط‪.‬‬ ‫إال أنه إذا لم يتمكن العراقيون من تدعيم‬ ‫طريقهم نحو االستقرار‪ ،‬فإن أول الوافدين‬ ‫سيطرقون األبواب األمريكية ساعين وراء‬ ‫المزيد من األموال لتلبية عقودهم‪.‬‬ ‫غير أنه في كلتا الحالتين فإن مليارات‬ ‫الدوالرات التي أنفقها العم سام وآالف‬ ‫األرواح األمريكية التي أُزهقت لتأمين‬ ‫العراق‪ ،‬لن تترجم إلى ما يتوقعه الكثيرون‬ ‫من غنائم الحرب الضخمة‪ .‬وهذا األمر‬ ‫أفضل للجميع‪.‬‬ ‫بقلم أندريه كاال‬ ‫‪54‬‬


‫اقتصاد عالمي‬

‫كعكة النفط العراقي‬

‫الشركات النفطية األمريكية تتخلى عن غنيمة الحرب في العراق‬ ‫لم يكن من السهل التنبؤ بنتيجة مزادات النفط العراقي‪ .‬ففي حين سارعت الشركات األوروبية واآلسيوية واألفريقية‬ ‫إلى ضمان نصيبها من الكعكة‪ ،‬لم تشارك الشركات األمريكية بعطاءات مهمة في تلك المزادات‪.‬‬

‫منذ وقت طويل‪ ،‬قامت القوات األمريكية بغزو‬

‫الطريق أمام شركات النفط األمريكية‪ ،‬فإن‬ ‫هدفه لم يتحقق‪ .‬فمن بين ‪ 15‬شركة أجنبية‪،‬‬ ‫لم تحظ سوى شركتين أمريكيتين بعطاءات‬ ‫خاصة بالحقول العشرة التي تم منحها‪.‬‬

‫وقد أثير جدل واسع حول نظرية المؤامرة‬ ‫حتى في األوساط الدبلوماسية رفيعة‬ ‫المستوى‪ ،‬مثل األمم المتحدة‪ .‬واعتقد‬ ‫الكثيرون أن أمريكا قامت‪ ،‬تحت قيادة صقور‬ ‫النفط في البيت األبيض بد ًءا من الرئيس‬ ‫األمريكي جورج دبليو بوش‪ ،‬بتعبئة أقوى‬ ‫جيوش العالم في ظل مزاعم زائفة بتأمين‬ ‫احتياطيات النفط الخام والغاز في العراق‪.‬‬

‫والسبب أنها ببساطة لم تكترث كثيرًا باألمر‪.‬‬ ‫فلم تهتم سوى شركة أمريكية واحدة بالتقدم‬ ‫بعطاء في الجولة الثانية‪ ،‬والتي أُعلنت‬ ‫نتائجها في ديسمبر‪/‬كانون أول‪ .‬أما الجولة‬ ‫األولى فلم تشارك فيها سوى أربع شركات‬ ‫أمريكية‪ .‬وال تزال وزارة النفط بصدد توقيع‬ ‫عقود مدتها ‪ 20‬عا ًما مع تمثيل قوي من‬ ‫شركات أوروبية وآسيوية وروسية بل وحتى‬ ‫أفريقية‪ .‬وسوف تستولي شركة النفط الوطنية‬ ‫العراقية على ‪ 25%‬من جميع الحقول‪ .‬وليس‬ ‫من المخطط له إجراء جولة ثالثة‪.‬‬

‫العراق لإلطاحة بالنظام الديكتاتوري للرئيس‬ ‫صدام حسين‪ ،‬وقد ألمحت قلة إلى أن الدافع‬ ‫وراء الغزو يتمثل في النفط‪.‬‬

‫وبعد مرور سنوات‪ ،‬توقع حتى أكثر‬ ‫المراقبين اعتدالاً أن يتم توزيع غنائم الحرب‬ ‫خالل أول مزادين على حقول النفط منذ غزو‬ ‫عام ‪ ،2003‬إذا لم يتم التعويض بأي شيء‬ ‫آخر عن مليارات من أموال دافعي الضرائب‬ ‫األمريكيين التي ذهبت لتعزيز بلد مزقته‬ ‫الحرب‪.‬‬ ‫لكن إذا كان هدف بوش تمثل في تمهيد‬

‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫ويتوقع العراق أن يزيد إنتاجه ألكثر من‬ ‫أربعة أضعاف ليصل إلى إنتاجية تقدر بنحو‬ ‫‪ 11.14‬مليون برميل يوميًا خالل سنوات‬ ‫لليكون منافسا ً قويا ً ألكبر الدول المنتجة للنفط‬ ‫في العالم وهي المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫وهذا تقدير ح ِذر إذا ما أخذنا في االعتبار‬

‫الموارد التي لم يتم اكتشافها بعد‪.‬‬ ‫وعدم مشاركة شركات النفط األمريكية بقوة‬ ‫في المزادات كان بمثابة قرار إستراتيجي‪.‬‬ ‫ويعزو البعض ذلك إلى استعداد الشركات‬ ‫اآلسيوية أو المملوكة للدولة لمستوى مرتفع‬ ‫من المخاطر‪ .‬ولكن بإلقاء نظرة أعمق‪،‬‬ ‫يتبين لنا أن الشركات األوروبية وشركات‬ ‫التداول العام من جميع أرجاء العالم كانت‬ ‫بمثابة الرابح األكبر‪ ،‬تلك الشركات التي‬ ‫تلتزم بنفس منطق السوق الذي تتمسك‬ ‫به شركات النفط العالمية في أمريكا‪.‬‬ ‫ولنلق نظرة على الحقول العمالقة األربعة‬ ‫التي تم منحها‪ :‬حقل مجنون الذي يبلغ‬ ‫احتياطيه نحو ‪ 12.6‬مليار برميل‪ ،‬كان من‬ ‫نصيب شركة شل الهولندية وهي أكبر شركة‬ ‫تداول عام في أوروبا‪ ،‬حيث بلغت حصتها‬ ‫‪ ،45%‬وحظيت شركة بيتروناس المملوكة‬ ‫للحكومة الماليزية بنسبة ‪ ،30%‬وكان حقل‬ ‫القورنة ـ المرحلة الثانية ـ باحتياطي يبلغ‬ ‫‪ 12.9‬مليار برميل من نصيب الشركة‬ ‫الروسية العمالقة لوكويل‪ ،‬بنحو ‪،64%‬‬ ‫‪53‬‬


‫حالة االقتصاد‬ ‫اقتصاد عربي‬

‫المستثمر العالمي‬

‫األسواق‬

‫كعكة النفط العراقي‬ ‫بقلم‬ ‫أندريه كاال‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫‪52‬‬


‫حوار‬


‫بروفايل‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه ال تعدو كونها رؤية سطحية‪،‬‬ ‫فخالل عودته إلى الواليات المتحدة كي يستكمل‬ ‫دراساته العليا‪ ،‬تواصل العولقي مع ثالثة من مختطفي‬ ‫الحادي عشر من سبتمبر‪ /‬أيلول‪ .‬وخالل الوقت الذي‬ ‫قضاه في سان ديجو‪ ،‬عمل العولقي كنائب لرئيس‬ ‫الجمعية الخيرية للرعاية االجتماعية‪ ،‬التي تأكد الحقًا‬ ‫أنها منظمة تقوم بتمويل اإلرهابيين‪ ،‬كما كشف براين‬ ‫مورفي‪ ،‬عميل مكتب التحقيقات الفيدرالية األمريكي‬ ‫في عام ‪.2004‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬نمت عالقات أنور العولقي‬ ‫بالمنظمات اإلرهابية بموازاة شعبيته بين المسلمين‬ ‫الذين يتحدثون اللغة اإلنجليزية‪ .‬وهناك غموض بشأن‬ ‫الكيفية واألسباب التي تقف وراء قدوم هذا األمريكي‬ ‫اليمني لدعم الحركات المتشددة‪ .‬وبالرغم من أن ما‬ ‫كان يلقيه خالل عمله إما ًما في الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية ُوصف بأنه بمثابة خطب محايدة‪ ،‬فإنه‬ ‫فعليًا كان مرتبطًا بعالقات قوية مع بعض المنظمات‬ ‫اإلرهابية‪.‬‬

‫تواصل العولقي مع ثالثة من مرتكبي تفجيرات ‪ 11‬سبتمبر‪ /‬أيلول ثم عمل كنائب لجمعية خيرية ‪..‬تأكد بعد ذلك أنها‬ ‫تمول اإلرهابيين‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإنه في عام ‪ ،2002‬وفي أعقاب أحداث‬ ‫الحادي عشر من سبتمبر‪ /‬أيلول‪ ،‬رحل العولقي من‬ ‫الواليات المتحدة متجهًا إلى المملكة المتحدة‪ ،‬مما أثار‬ ‫موجة من الخوف والفزع‪ .‬وبعد قضاء عدة أشهر في‬ ‫بريطانيا‪ ،‬عاد إلى اليمن مع زوجته وأبنائه الخمسة‪،‬‬ ‫حيث كان يقوم بالتدريس في جامعة اإلمام‪ .‬وكان عمله‬ ‫في هذه الجامعة بالذات أمرًا مثيرًا للجدل‪ ،‬حيث كان‬ ‫يرأسها "الزيندين" الذي كان تصنِّفه الواليات المتحدة‬ ‫والمملكة المتحدة من بين اإلرهابيين‪ ،‬كما أنه كان يُعتقد‬ ‫أن معظم المناهج الدراسية في المدارس تقوم على‬ ‫أساس األفكار اإلسالمية المتطرفة‪.‬‬ ‫والشيء الذي يبدو واضحًا في رحلة العولقى إلى‬ ‫التطرف هو؛ أنه أصبح منذ انتقاله إلى اليمن أكثر حدة‬ ‫في انتقاداته العلنية للغرب وأكثر دع ًما ألعمال العنف‪.‬‬ ‫وقد ارتبط هذا على نحو ما بفترة الـ ‪ 18‬شهرًا التي‬ ‫قضاها في السجون اليمنية‪.‬‬ ‫ففي ‪ 31‬أغسطس‪/‬آب‪ ،‬اعتقلت السلطات اليمنية العولقى‬ ‫بتهمة خطف شاب للحصول على فدية‪ ،‬واشتراكه في‬ ‫مؤامرة مع تنظيم القاعدة لخطف الملحق العسكري‬ ‫األمريكي‪ .‬ومن جانبه ألقى العولقي باللوم على الواليات‬ ‫المتحدة لقيامها بالضغط على السلطات اليمنية إللقاء‬ ‫القبض عليه‪ .‬وقد تم اإلفراج عن العولقى أخيرًا بعدما‬ ‫قضى ‪18‬شهرًا في السجن‪ ،‬خضع فيها لالستجواب من‬ ‫قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي لمعرفة حجم صالته‬ ‫بالجماعات اإلرهابية‪ ،‬وخاصة مدى ما يعرفه عن‬ ‫هجوم الحادي عشر من سبتمبر‪/‬أيلول‪.‬‬ ‫ومن خالل تأثيره القوى على إرهابيين مثل الرائد‬ ‫نضال حسن مالك‪ ،‬وأخيرًا‪ ،‬عمر فاروق عبد المطلب‪،‬‬ ‫أصبح واضحًا أن العولقي يدرك جيدًا حجم مسئوليته‬ ‫عن الجهاد كداعم للقضية والمسئول عن تجنيد‬ ‫مجاهدين جدد‪.‬‬ ‫وتمشيًا مع هذا االعتقاد‪ ،‬تبادل العولقى في العام‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫براين ميرفي‬

‫الماضي رسائل علنية على شبكة اإلنترنت مع حركة‬ ‫الشباب‪ ،‬المنظمة اإلرهابية الصومالية التي نجحت في‬ ‫اجتذاب العديد من المجندين من الشباب األمريكيين‬ ‫ذوي األصول الصومالية تحت شعارات إسالمية‪ .‬وقال‬ ‫العولقي لجمهوره‪" :‬إن نجاحهم يعتمد على دعمكم‪،‬‬ ‫حيث يقع على عاتق األمة مسئولية مساعدتهم بالرجال‬ ‫والمال الالزم"‪.‬‬

‫وقال إيفان خوالمن‪ ،‬وهو أحد الباحثين في مكافحة‬ ‫"يحو ل فلسفة القاعدة إلى‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬إن العولقي‬ ‫ِّ‬ ‫أطروحات مكتوبة بشكل جيد وسهلة الفهم"‪.‬‬ ‫فطالقته في التحدث باللغة اإلنجليزية‪ ،‬ودفاعه‬ ‫المستميت عن الجهاد والمنظمات الجهادية‪،‬‬ ‫واستخدامه لشبكة اإلنترنت لنشر أفكاره‪ ،‬تشكل‬ ‫مزيجًا قو يًا يصعب قهره‪.‬‬

‫وال تعد منظمة الشباب هي المنظمة اإلرهابية الوحيدة‬ ‫التي لها صلة بالعولقي‪ ،‬فهو على صلة أيضا بتنظيم‬ ‫القاعدة بسبب نفوذها المتزايد في اليمن‪ .‬حيث يعمل‬ ‫العولقي من خالل قبيلته القوية على حماية أعضاء‬ ‫تنظيم القاعدة في اليمن‪ ،‬ويقف معهم ضد الحكومة‪.‬‬

‫وبالرغم من إغالق موقعه على اإلنترنت‪ ،‬فإنه ال‬ ‫يزال هناك قلق متزايد بشأن تأثير صفحته على‬ ‫موقع الفيس بوك‪ ،‬وغيرها من مؤلفاته األخرى‬ ‫والتي تتضمن نصًا يحمل عنوان "‪ 44‬طريقة‬ ‫لدعم الجهاد"‪.‬‬

‫وعلي الرغم من صالته القوية بالمنظمات اإلرهابية‪،‬‬ ‫فإن جز ًءا كبيرًا من قوته يعود على قدرته المذهلة على‬ ‫اإلقناع‪ .‬فوفقًا لصحيفة نيويورك تايمز‪ ،‬يعتقد الخبراء أن‬ ‫"قدرته على التحدث بالعامية اإلنجليزية بلكنة أمريكية‬ ‫قد ساعد على تحويل مجموعة كبيرة من المسلمين في‬ ‫الغرب إلى إرهابيين وإقناعهم بأن العنف واجب ديني"‪.‬‬

‫وفضلاً عن قدرته على إقناع األفراد باالنضمام‬ ‫إلى قضية الجهاديين‪ ،‬تُلقي مسألة العولقي الضوء‬ ‫على قضية مهمة أخرى‪ .‬حيث تعطينا طريقة‬ ‫العولقي وتالميذه في تجنيد أفراد جدد‪ ،‬فكرة ال‬ ‫بأس بها حول كيفية تحويل األفراد العاديين إلى‬ ‫متطر فين ‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫بروفايل‬

‫الرجل األفعى‬ ‫أنور العولقي‪ ،‬أمريكي الميالد ورجل دين متشدد ومجند لإلرهابيين‬ ‫يحظى العولقي باهتمام متزايد من قِبل وسائل اإلعالم والمسئولين الرتباط اسمه بالعديد من العمليات الهجومية اإلرهابية في المملكة المتحدة‬ ‫والواليات المتحدة وكندا‪ .‬ولد العولقي ‪ -‬وهو رجل دين متشدد ‪ -‬في أمريكا‪ ،‬ويعتبر صوت اإلرهاب اإلعالمي الموجه للمتحدثين باإلنجليزية‪.‬‬ ‫في العديد من قضايا اإلرهاب بالواليات المتحدة‬ ‫األمريكية وبريطانيا وكندا‪ ،‬ادعى المشتبه فيهم‬ ‫والءهم ألنور العولقي‪ ،‬وهو رجل دين مسلم يتمتع‬ ‫بالفصاحة ومقيم في اليمن‪ .‬وقد سُلطت األضواء‬ ‫على العولقي ليس لهذا السبب وحده‪ ،‬ولكن أيضا‬ ‫لتورطه مع عدد من اإلرهابيين آخرهم عمر فاروق‬ ‫عبد المطلب‪ ،‬النيجيري المسئول عن محاولة تفجير‬ ‫الطائرة األمريكية المتجهة إلى ديترويت‪ ،‬وكذلك‬ ‫عالقته بالمختطفين الثالثة في أحداث الحادي عشر‬ ‫من سبتمبر‪/‬أيلول‪ .‬وقد حظي العولقي باهتمام متزايد‬ ‫نظرًا للطريقة التي غرس من خاللها مبادئ فكره‬ ‫المتطرف في هؤالء األفراد معتمدًا بشكل أساسي‬ ‫على اإلنترنت في الترويج للتطرف‪.‬‬ ‫المثير في قصة العولقي هو كونه مواطنًا أمريكيًا‪،‬‬ ‫يمثل تيارًا متناميًا في األعمال اإلرهابية التي تستهدف‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬التي تأتيها معظم التهديدات من‬ ‫داخلها‪.‬‬ ‫ُولد العولقي في الس كروسيز‪ ،‬بوالية نيوميكسكو في‬ ‫عام ‪ ،1971‬بينما كان والده ناصر العولقي يستكمل‬ ‫درجة الماجستير في االقتصاد الزراعي بجامعة والية‬ ‫نيومكسيكو‪ .‬وعادت أسرته إلى اليمن في عام ‪،1979‬‬ ‫حيث عمل ناصر العولقي وزيرًا للزراعة ورئيسًا‬ ‫لجامعة صنعاء‪ .‬وكان من المفترض أن يظل أنور في‬ ‫اليمن لمدة أحد عشر عا ًما‪.‬‬ ‫غير أنه عاد في عام ‪ ،1991‬إلى الواليات المتحدة‬ ‫إلكمال دراساته العليا‪ ،‬حيث حصل على درجة‬ ‫الماجستير في قيادة التعليم من جامعة سان ديجو‪،‬‬ ‫ودرجة الدكتوراه في تنمية الموارد البشرية في‬ ‫جامعة جورج واشنطون‪ .‬وخالل دراساته‪ ،‬ظل أنور‬ ‫منخرطًا في الجالية اإلسالمية حيث كان يعمل إما ًما‬ ‫لمسجد الرباط في سان ديجو ومركز دار الهجرة‬ ‫اإلسالمي في فيرجينيا‪.‬‬ ‫وبنظرة بسيطة لسيرة حياة العولقي‪ ،‬نجد أنه يبدو‬ ‫مجرد أمريكي من أصل أجنبي احتفظ بروابط قوية‬ ‫مع بلده األصلي‪ ،‬لكنه تميز أيضًا في المؤسسات‬ ‫األمريكية‪ .‬وعلى أية حال‪ ،‬فإن الهويات األمريكية‬ ‫المختلطة شائعة في الواليات المتحدة‪ ،‬ومعظم‬ ‫األمريكيين لديهم القدرة على التوفيق بين ثقافاتهم‬ ‫المتعددة‪.‬‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫أنور العولقي‬

‫‪49‬‬


‫العدد ‪1542‬‬


‫حوار‬

‫المجلة‪ :‬يرتبط بالملف السوري وضع العالقات‬ ‫العراقية اإليرانية‪ ،‬فهناك حديث عن طبيعة التواجد‬ ‫اإليراني في العراق؟‬ ‫إيران مؤثرة ولها تواجد دبلوماسي وقنصلي موسع‬ ‫ولديها عالقات مع جميع األطراف العراقية‪ ،‬ولم‬ ‫تتخل عن وجودها في العراق‪ ،‬رغم تعرض بعثتها‬ ‫وسفارتها ودبلوماسيها للقتل واالعتقال والتهديد‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬البعض يتحدث عما هو أكثر من ذلك ‪..‬‬ ‫يرون إيران متحكمة في القرار العراقي أو على‬ ‫األقل توجهه؟‬ ‫هذا كالم مرفوض‪ ،‬إيران أو غيرها ال يمكن أن‬ ‫تتحكم في العراق أو قرارها‪ ،‬القرار العراقي بيد‬ ‫العراقيين و مستقل‪ ،‬لكن كل دولة تحاول أن تؤثر‬ ‫عليه‪ ،‬كما يحدث اآلن من محاوالت البعض التأثير‬ ‫على نتيجة االنتخابات‪ ،‬وواجبنا نحن العراقيين أن‬ ‫نمنع هذا التدخل ‪.‬‬

‫التفجيرات هدفها إحراج حكومة المالكي أمام الشعب العراقي‬

‫المجلة‪ :‬وهل لديكم القدرة على ذلك ؟‬ ‫قادرون إذا كنا موحدين‪ ،‬و األهم من ذلك أن تساعدنا‬ ‫الدول العربية في هذا األمر‪ ،‬أنت تتحدث عن تدخل‬ ‫إيراني‪ ،‬و أنا قلت ليس هناك تدخل‪ ،‬لكن هناك‬ ‫إصرارًا إيرانيًا على التواجد بالعراق‪ ،‬على عكس‬ ‫الدول العربية التي ال نجد من أغلبها هذا اإلصرار‬ ‫إال مؤخرًا من بعض الدول كمصر أعادت سفيرها‬ ‫وهذا تطور في غاية األهمية و نأمل من باقي الدول‬ ‫أن تتخذ نفس الخطوة ‪ .‬فالعراق بحاجة إلى مساندة‬ ‫الدول العربية كلها وفي مقدمتها الدول الكبرى مثل‬ ‫السعودية و مصر‪ ،‬حتى تستطيع مواصلة التنمية‪ ،‬و‬ ‫نحن اآلن لدينا سفارات لمصر والبحرين والكويت‬ ‫واألردن و اإلمارات‪ .‬و بقية الدول لديها تمثيل‪،‬‬ ‫لكن ليس على مستوى السفراء مثل اليمن ولبنان‬ ‫وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين‪ ،‬و نريد أن‬ ‫تكمل الدول العربية تمثليها ألن هذا سيقدم صورة‬ ‫متميزة خارجيًا‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬وهل كل الدول التي ليس لديها سفير في‬ ‫العراق لسيت متعاونة ؟‬ ‫بالطبع ال‪ ..‬هناك دول عربية ليس لها تمثيل بدرجة‬ ‫سفير ‪ .‬لكنها تتعاون مع العراق في كل الملفات ‪.‬‬ ‫وربما يكون هاجس الوضع األمني هو السبب في‬ ‫عدم فتح سفارات‪ ،‬لكن نحن من جانبنا نؤكد أن‬ ‫الوضع في العراق أصبح آمنًا‪ ،‬و ليس هناك ما يمنع‬ ‫أي دولة عربية شقيقة من فتح سفارتها مجددًا‪ ،‬كما‬ ‫أننا ندعو للتحرك العربي بشكل عام نحو العراق‪،‬‬ ‫فما نلمسه اآلن هو وجود تنافس تركي إيراني علي‬ ‫العراق ‪ ..‬لكن ليس هناك دور عربي أو تحرك‬ ‫عربي مؤثر لمواجهة هذه المحاوالت التركية‬ ‫اإليرانية ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ما نوعية هذا التحرك الذي تطلبونه من‬ ‫العرب ؟‬

‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫الخالف مع سوريا مستمر والسبب البعثيين‬

‫أوالً المساهمة في الملف األمني إلن هذا هو األهم‬ ‫في العراق اآلن‬ ‫ثانيا ً العراق األن سوق واعدة يتحرك بسرعة‬ ‫وهناك دول كثيرة بدأت تلتفت إليها ‪..‬والدول‬ ‫العربية لديها ما يمكنها من التعاون مع العراق في‬ ‫هذا االتجاه‪ ،‬ونحن نسعى أن تكون االستثمارات في‬ ‫العراق أغلبها عربي‪ ،‬ونسعد بأي تحركات عربية‬ ‫في هذا االتجاه‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬نعود إلى العراق داخليًا واالنتخابات‬ ‫البرلمانية التي تخوضها ضمن التحالف‬ ‫الكردستاني‪ ،‬كيف ترى هذه االنتخابات؟ و هل‬ ‫نجاحا؟‬ ‫تتوقع‬ ‫ً‬ ‫أعتقد أنها ستكون نقطة فارقة في تاريخ العراق‪،‬‬ ‫ورغم محاوالت عرقلة هذه االنتخابات فإنني أتوقع‬ ‫بشدة نجاحها‪ ،‬وهذا النجاح سيؤكد نجاح السياسات‪،‬‬ ‫التي تم اتباعها خالل السنوات الماضية و بداية‬ ‫لنهاية أعمال العنف الطائفية‪.‬‬

‫المجلة‪ :‬كيف ترى فرص الجبهات المتنافسة ؟‬ ‫بالتأكيد سيكون لهذه المناقشة الساخنةتأثيرها علي‬ ‫شكل الحياة السياسيةبعد اإلنتخابات فغالبا ً ستكون‬ ‫الحكومة القادمة ائتالفية واسعة ‪ .‬فالراجح أال تكون‬ ‫كتلة واحدة قادرة على تشكيل الحكومة‪ ،‬كما يمكن‬ ‫أن تكون الكتل البرلمانية عديدة ومتقاربة في القوة ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬كثيرون يتحدثون عن تدخالت خارجية‬ ‫في هذه االنتخابات ؟‬ ‫بالشك هناك دول إقليمية تحاول التدخل في‬ ‫االنتخابات وتوجهها لتحقيق أجندتها‪ ،‬لكن الحكومة‬ ‫العراقية تتخذ العديد من اإلجراءات‪ ،‬التي من شأنها‬ ‫منع هذا التأثيرأيًا كان نوعه ماليًا أو سياسيًا أو‬ ‫إعالميًا‪.‬‬

‫أجرى الحوار في المنامة ‪ -‬أحمد أيوب‬ ‫‪47‬‬


‫حوار‬ ‫مساحة حرية الرأي والديمقراطية في العراق‪ ،‬و‬ ‫سوف ينتهي كل هذا بانتهاء االنتخابات ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ربما يكون هذا على المستوى السياسي‪،‬‬ ‫لكن المستوى األمني مازال يحمل غيو ًما كثيرة‪،‬‬ ‫والدليل التفجيرات األخيرة التي شهدتها بغداد؟‬ ‫نعم هى تفجيرات سياسية تفجيرات‪ ،‬منذ عدة أشهر‬ ‫وهناك استهداف ألبنية حكومية بشكل مخطط‬ ‫ومقصود ونعرف هذا ونقصدة جيداً ونعرف أهدافة‬ ‫السياسية أيضا ً ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬تعني أنها تفجيرات سياسية ؟‬ ‫نعم بل ومتوقعة‪ ،‬فقبل االنتخابات تحاول الشبكات‬ ‫والمجموعات المخططة لهذه التفجيرات أن‬ ‫تصعد من أعمال العنف والتفجيرات من أجل هز‬ ‫االستقرار وتعطيل االنتخابات ‪.‬‬

‫إيران أو غيرها ال تتحكم في القرار العراقي‬

‫المجلة‪ :‬هناك فعلاً من فسر التفجيرات على أنها‬ ‫لمنع االنتخابات‪ ،‬لكن البعض اآلخر فسرها على‬ ‫أنها "لعبة" أمريكية‪ ،‬هدفها عدم خروج القوات‬ ‫األمريكية من العراق ؟‬ ‫هذه نظرية المؤامرة التي ال أؤمن بها على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬فأمريكا ليست لها مصلحة في البقاء أكثر‬ ‫من هذا‪ ،‬بل مصلحتها األكيدة أن تخرج من العراق‬ ‫اليوم قبل غد‪.‬‬ ‫المجلة‪:‬هل ألن العراق أصبحت مستنق ًعا جديدًا‬ ‫يغرق فيه األمريكان؟‬ ‫ليست مستنقعًا‪ ،‬و إنما أمريكا وقعت االتفاقية مع‬ ‫الحكومة العراقية بتسليم السلطات والصالحيات‬ ‫كلها وعودة السيادة العراقية إلى أهلها منذ بداية‬ ‫العام الماضي‪ ،‬لذلك ما يشغل أمريكا اآلن هو‬ ‫الخروج في أسرع وقت ممكن‪ ،‬واتهام أمريكا بأنها‬ ‫وراء التفجيرات غير حقيقي‪ ،‬كما أن معلوماتنا‬ ‫المؤكدة تشير بوضوح الي ان عودة العنف متوقع‬ ‫ألن الهدف هو شل وتعطيل الحقوق وإحراج‬ ‫الحكومة أمام الشعب بأنها غير قادرة على توفير‬ ‫الحماية لهم ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬هل هو استهداف خارجي ؟‬ ‫استهداف داخلي‪ ،‬لكن هناك أطرافًا خارجية تلعب‬ ‫دورًا مؤثرًا فية إما بتمويل أو رعاية عناصرة ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬تقصد سوريا؟‬ ‫سوريا مستبعدة‪ ،‬و إنما نحن نتحدث عن عناصر‬ ‫بعثية من أزالم وبقايا النظام الص َّدامي السابق‪،‬‬ ‫الذين يعيشون داخل سوريا ويعملون ضد العراق ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬و ما مسئولية سوريا في هذا األمر؟‬ ‫هؤالء البعثيون موجودون في األراضي السورية‬ ‫ويمارسون نشاطهم اإلجرامي من داخل األراضي‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫أمريكا ليست لها مصلحة في البقاء أكثر من هذا‪ ،‬بل مصلحتها األكيدة‬ ‫أن تخرج من العراق اليوم قبل غد‬

‫السورية‪ ،‬وكان يمكن للسلطات السورية منعهم‪،‬‬ ‫وعلى سبيل المثال هناك بعثيون في األردن‬ ‫واإلمارات ومصر و عمان‪ ،‬لكن السلطات في هذه‬ ‫الدول لديها مسئولية وتتصدى ألي تحركات إجرامية‬ ‫من العراق وحتى لو كان هؤالء البعثيون لهم نشاط‬ ‫سياسي أو إعالمي حتى ولو كان تعبويًا‪ ،‬لكنه ليس‬ ‫نشاطًا إجراميًا‪ ،‬اما البعثيين في سوريا يمارسون‬ ‫النشاط اإلجرامي في العراق ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬قد يكون البعثيون في هذه الدول ليست‬ ‫لديهم القدرات واإلمكانات على التحرك اإلجرامي‪،‬‬ ‫على عكس البعثيين في سوريا؟‬ ‫بالتأكيد لدي البعثيين في سوريا اإلمكانات والقدرات‪،‬‬ ‫والدليل أن العمليات التي تمت مخططة ومنظمة‬ ‫بفكر إستراتيجي‪ ،‬لكن كل ما نقوله إن السلطات‬ ‫السورية كان يجب أن يكون لها دور في مواجهة‬ ‫هذه التنظيمات‪ ،‬ليس فقط من أجل العالقة مع العراق‬ ‫وإنما أيضًا ألن سوريا من دول الجوار‪ ،‬التي من‬ ‫المفترض أن تلتزم بالقرارات الدولية‬

‫واإلقليمية التي تدعو لحفظ األمن واستقرار العراق‪،‬‬ ‫لكن هذا لم يحدث ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬وهل من الممكن التوصل إلى حل في هذا‬ ‫الملف ؟‬ ‫الخالف مع سوريا موجود ومستمر‪ ،‬والبعض‬ ‫يتصور أننا نتهم سوريا بشكل مباشر ‪ ..‬هذا لم‬ ‫يحدث‪ ،‬وإنما نحن نتهم بعثيين مطلوبين‪ ،‬و حمايتهم‬ ‫وتسهيل تحركاتهم مسئولية الدول‪ ،‬التي يقيمون‬ ‫فيها وهي هنا سوريا‪ ،‬نحن نطالب من دول الجوار‬ ‫وبينها سوريا بأال تصبح مأوى إلرهابيين وال‬ ‫تمولهم أو تسهل عمليات العداء من بعض القوى‬ ‫داخل العراق وكنا نتمنى تجاوبًا سريعًا من سوريا‪،‬‬ ‫لكن هذا لم يحدث ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬ماذا تطلبون تحديدًا من سوريا؟‬ ‫ليس سوريا و حدها و إنما كل دول الجوار عليها‬ ‫االلتزام بالقرارات الصادرة من مجلس وزراء‬ ‫الداخلية العرب والجامعة العربية ‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫حوار‬

‫تفجيرات سياسية‬

‫هوشيار زيباري وزير خارجية العراق‬ ‫يحب هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي أن يصف نفسه "بالجندي"‪ ،‬فهو يرى انه في مهمة قتال دبلوماسية من أجل العراق‪،‬‬ ‫ومثلما استعاد العراقيون حريتهم من سيطرة نظام صدام البعثي يحمل زيباري على عاتقه معركة عودة العراق إلى مكانتها دوليًا‬ ‫ويقول‪" :‬بعد خمس سنوات من التحرك المحسوب استطعنا أن نعيد العراق على رقعة الساحة الدولية‪ ،‬وأعدنا عالقات مع دول عديدة‪،‬‬ ‫لكن مازال المشوار طويلاً و يحتاج إلى جهد أكبر‪ .‬أسلحه هوشيار في معركته الدبلوماسية‪ ،‬طالقته اللغوية بالعربي و اإلنجليزي‪،‬‬ ‫و ثقافته الغربية‪ ،‬ماجستير في علم االجتماع من المملكة المتحدة‪ ،‬و حنكته السياسية‪ ،‬عضو بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي‬ ‫الكردستاني منذ ‪ ،1979‬و خمس سنوات ممثلاً للحزب في أوروبا وقبل كل هذا قوة العراق التي يراها كافية لعودته أقوى مما كان ‪.‬‬ ‫زيباري يرى العراق تتقدم‪ ،‬والمستقبل أفضل بكثير‪ ،‬لكنه يطمع في تحرك عربي ليواجه محاوالت التدخل التركية اإليرانية‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫المجلة‪ :‬إلى أي مدى وصل الوضع في العراق ألن ؟‬ ‫العراق تتقدم كثيرًا منذ ‪ 2005‬في العديد من‬ ‫النواحي‪ ،‬سواء على مستوى تحقيق األمن‬ ‫و االستقرار والثقة من الشعب في حكومته و في‬ ‫مستقبل العراق‪ ،‬أو على مستوى انتعاش الحياة‬ ‫االقتصادية بشكل أفضل‪ ،‬فاألسواق اآلن مفتوحة‬ ‫لما بعد منتصف الليل وفيها حركة ونشاط ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬لكن ما زالت هناك تخوفات أمنية؟‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫أقل كثيرًا مما كانت عليه منذ عدة سنوات و يكفى‬ ‫دليلاً على هدوء األوضاع األمنية أن عراقيي‬ ‫المهجر بدأوا في العودة إلى بالدهم لالستثمار‪،‬‬ ‫كما حقق العراق خطوات مهمة في إعادة مناخ‬ ‫االستثمار إلى ما كانت عليه‪ ،‬و العقود التي منحت‬ ‫مؤخراً لشركات نفطية عالمية بعدمزايدة تنافست‬ ‫فيها العديد من كبرى الشركات تعد مؤشرًا على‬ ‫عودة قوية للعراق في مجال الطاقة‪ ،‬وسوق النفط‬ ‫العالمية‪ ،‬فالعراق يتغير وسوف يكتمل هذا التغيير‬ ‫بشكل كبير بعد إنجاز االنتخابات المقبلة‪ ،‬والتي‬

‫أصبح الطريق ممهدًا إلجرائها بعد تعديل القانون‪،‬‬ ‫هذه االنتخابات بعد إجرائها سوف تكون بداية‬ ‫أخرى لتثبيت اإلستقرار في العراق‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬لكن البعض يرى عكس ذلك ؟‬ ‫اعتبرها وجهات نظر‪ ،‬وأنا شخصيا ً أرى أن كل‬ ‫األجواء التي تسبق االنتخابات والخالفات التي‬ ‫شهدتها الساحة العراقية خالل الفترة األخيرة ليست‬ ‫سوى أجواء صحية تؤكد إلى أي مدى وصلت‬ ‫‪45‬‬


‫شخصيات‬ ‫بروفايل‬

‫حوار‬

‫تفجيرات‬ ‫سياسية‬ ‫هوشيار زيباري‬ ‫وزير خارجية العراق‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫‪44‬‬


‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫‪36‬‬


‫أفكار‬ ‫عند إجراء االستفتاء إلى حرب طاحنة ال يحمد عقبها‪.‬‬

‫ولكن ماذا عن عمر البشير؟ إن لعبة إلقاء اللوم على‬ ‫اآلخرين لن تكتمل بدون القيام بمناقشة جادة حول كيف‬ ‫سيسمح السودان‪ ،‬والمجتمع الدولي‪ ،‬بإعادة انتخاب‬ ‫رجل متهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب‬ ‫جرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية‪ .‬وإذا كان الغرض‬ ‫الرئيسي من اتفاق السالم الشامل هو السماح للمؤسسات‬ ‫الديمقراطية بالقيام بعملية مصالحة بين مختلف‬ ‫الجماعات التي كانت في حالة حرب في السودان‪،‬‬ ‫فإن السماح لعمر البشير‪ ،‬المتهم بمحاولة القضاء على‬ ‫القبائل غير العربية من دارفور‪ ،‬بقيادة البلد‪ ،‬يتنافى‬ ‫تما ًما مع المبادئ التي قام عليها اتفاق السالم الشامل‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن الجهود التي تقوم بها المحكمة الجنائية‬ ‫الدولية لتعزيز عملية السالم في السودان‪ ،‬ينظر إليها‬ ‫أهل الشمال على أنها مجرد خدعة استعمارية جديدة‪.‬‬ ‫والحقيقة المؤكدة هي قبضة المؤتمر الوطني القوية‬ ‫على السلطة‪ ،‬والذي يتبعه البشير‪ ،‬سيوفر للبشير‬ ‫الحماية األزمة‪ ،‬على األقل في الوقت الحاضر‪ ،‬من‬ ‫المساءلة حول اإلبادة الجماعية التي وقعت في دارفور‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من عدم ثقة البعض في تحقيق اتفاق‬ ‫السالم الشامل لآلمال المرجوة منه‪ ،‬فال تزال هناك‬ ‫مجموعة من الطرق التي يمكن أن يؤدي اتباعها إلى‬ ‫تعزيز هذا االتفاق‪ .‬فاالتفاق يعد فرصة بالنسبة للمجتمع‬ ‫الدولي للبرهنة على مدى التزامه بتحقيق السالم‪ ،‬حيث‬ ‫تم تنفيذ اتفاق السالم الشامل بسبب الضغوط الدولية‬ ‫التي كان يواجهها السودان في ذلك الوقت‪ .‬والسودان‬ ‫اآلن بحاجة إلى هذا الضغط والموارد المصاحبة له‪،‬‬ ‫لتعزيز التدابير الموصى بها في اتفاق السالم الشامل‪.‬‬ ‫ولألسف‪ ،‬فقد الحظ العديدون كيف أن األزمة التي‬ ‫وقعت في دارفور‪ ،‬والتي تزامنت مع توقيع االتفاق‪،‬‬ ‫استنزفت الكثير من الموارد الدبلوماسية الموجودة في‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫المعارضة يمكن أن تتحول إلى جزء من الوحدة إذا قدمت مصلحة السودان‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫وإذا لم تكن كل هذه الظروف كافية‪ ،‬فإن الحركة الشعبية‬ ‫لتحرير السودان قد فاجأت الكثيرين بالتخلي عن فكرة‬ ‫تعزيز ما سمته جريدة اإليكونومست بـ"إستراتيجية‬ ‫حقيقية لالنتخابات الوطنية"‪ .‬فمع توقع إعادة انتخاب‬ ‫الفريق عمر البشير من حزب المؤتمر الوطني‪ ،‬يشك‬ ‫الكثيرون‪ ،‬في أن الحركة الشعبية لتحرير السودان سوف‬ ‫تقدم مرشحًا لها‪ .‬وتعتبر الكثير من المجموعات العرقية‬ ‫هذا التصرف نوعًا من السلبية من جانب الحركة الشعبية‬ ‫لتحرير السودان‪ ،‬خاصة أن هذه المجموعات كانت‬ ‫مهمشة سياسيًا من قبل حزب المؤتمر الوطني‪ ،‬وكانت‬ ‫ترى في الحركة الشعبية لتحرير السودان وسيلة لتحسين‬ ‫األوضاع المتردية‪ .‬ولكن بدلاً من ذلك‪ ،‬يبدو أن الحركة‬ ‫الشعبية لتحرير السودان تعتمد على االستفتاء وعلى أمل‬ ‫أن االنفصال سوف يضمن لهم الوصول للسلطة التي من‬ ‫المؤكد أن هذه االنتخابات لن تمكنهم من الحصول عليها‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫ويعد توجيه أصابع االتهام لعبة غير حاسمة في هذه‬ ‫الحالة‪ ،‬ألن كال الطرفين قد أهمل القيام بأمور تعتبر‬ ‫في غاية األهمية لتعزيز مصداقية العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫فكال الطرفين قد أهمل االهتمام بمشاكل ناخبيهم‪.‬‬ ‫وفي بلد يعاني من نسبة عالية من األمية‪ ،‬تعد برامج‬ ‫التربية المدنية ضرورية لضمان حصول المدنيين على‬ ‫فكرة دقيقة عن الخيارات المتاحة أمامهم‪ .‬وعالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬يعد ارتباط العديد من الوظائف اإلدارية‬ ‫بالجماعات المسلحة من األمثلة المهمة على إخفاق‬ ‫األطراف المحلية في االلتزام بتعزيز االستقرار‪.‬‬

‫ياسر عرمان أشعل أنتخابات الرئاسة وزاد األزمة السودانية‬

‫المكان‪ .‬وعلى الرغم من أن هذه عقبة كبيرة يصعب‬ ‫التغلب عليها‪ ،‬فإنها ال تصلح أن تكون سببًا شرعيًا‬ ‫كافيًا لعدم التزام المجتمع الدولي‪ .‬فينبغي أن تحاول‬ ‫مختلف الدول تحقيق االستقرار في السودان‪ ،‬ولو‬ ‫حتى بغرض تحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة‪.‬‬ ‫وقد أدركت الواليات المتحدة هذه المشكلة بشكل يثير‬ ‫اإلعجاب‪ ،‬وأعلنت عن عزمها تطبيق سياسة جديدة‬ ‫بد ًءا من أكتوبر ‪ 2009‬توازن بين الحاجة إلنهاء‬ ‫العنف وبين الحاجة إلى دعم اتفاق السالم الشامل‪.‬‬ ‫ولكن كالعادة‪ ،‬يجب أن تكون الحكومة األمريكية‬ ‫حذرة في عالقتها مع السودان بحيث ال يؤثر ذلك‬ ‫على سياستها الداخلية‪ .‬ونظرًا ألن جز ًءا كبيرًا من‬ ‫مستقبل السودان سيظل رهنًا بما سيقرره كبار الساسة‪،‬‬ ‫يوضح إدوارد توماس إن سياسة اإلقصاء التي تقوض‬ ‫استقراره يمكن أن تزداد سو ًءا إذا ما اختار هؤالء‬ ‫الساسة أن يزيدوا من انخراطهم واهتمامهم بالصراعات‬ ‫الدولية بدلاً من اهتمامهم بالشعب السوداني‪ .‬وفي هذه‬ ‫الحالة‪ ،‬يمكن للجهات الفاعلة اإلقليمية‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫االتحاد اإلفريقي‪ ،‬أن تدعم السودان وتساعده على‬

‫إتمام تنفيذ اتفاق السالم الشامل في المواعيد المحددة‬ ‫له‪ .‬واألهم من ذلك‪ ،‬أن هذه الهيئات يمكنها تعزيز‬ ‫نوع من الحوار بين األطراف المحلية والوطنية من‬ ‫شأنه أن يقوض التوتر الحالي السائد في السودان‪.‬‬ ‫وأخيرًا‪ ،‬فإن هناك أملاً في أن يتمكن الطرفان من‬ ‫التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يشجع على حدوث تحول‬ ‫سلمي‪ ،‬بغض النظر عن نتائج االنتخابات‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬فإن إبرام اتفاق نفطي يدعم على قدم المساواة‬ ‫كل من الشمال والجنوب سوف يكون آلية هامة لخلق‬ ‫حوافز لتحقيق المصالحة‪ .‬فمن الممكن أن تؤدى مثل‬ ‫هذه المصالح المشتركة خالل الشهور القادمة إلى‬ ‫تقويض عدم الثقة الذي ساد العالقة بين الطرفين‪.‬‬ ‫ومستقبل اتفاق السالم الشامل متوقف على االنتخابات‬ ‫التي سيتم إجراؤها في أبريل‪/‬نيسان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فال‬ ‫ينبغي أن نفقد األمل‪ ،‬وينبغي أن يقوم الالعبون على‬ ‫الصعيدين الوطني والدولي بدورهم للتأكد من أن بناء‬ ‫مؤسسات ديمقراطية يخلق األسس لتحقيق المصالحة في‬ ‫هذا البلد الذي مزقته الحرب‪.‬‬ ‫‪42‬‬


‫أفكار‬

‫طريق السودان الجديد‬

‫حوار الشمال والجنوب خطوة لتقويض التوتر فى السودان‬

‫اتفاقية السالم الشامل التي أنهت الحرب األهلية في السودان أصبحت اآلن في مفترق طرق‪ .‬واالنتخابات التي ضمنتها االتفاقية تعد بمثابة‬ ‫صا لكون االستفتاء الشعبي حول مستقبل منطقة الجنوب قد أصبح وشي ًكا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تشير‬ ‫فرصة لتحقيق االستقرار الضروري‪ ،‬خصو ً‬ ‫الظروف الحالية إلى أن االنتخابات المنتظر إجراؤها في أبريل‪/‬نيسان من غير المحتمل أن تبدأ في بناء المؤسسات بالصورة الضرورية‬ ‫لتحقيق المصالحة‪.‬‬

‫بعد عقود من الحرب األهلية‪ ،‬حصل السودان‬ ‫على الفرصة المناسبة لتنفيذ مجموعة من التدابير‬ ‫التحويلية التي من شأنها أن تؤدي إلى معالجة‬ ‫المظالم التي كانت السبب وراء الصراع‪ .‬فقد كان‬ ‫اتفاق السالم الشامل الذي تم توقيعه في عام ‪،2005‬‬ ‫بين الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب‪،‬‬ ‫وحكومة حزب المؤتمر الوطني‪ ،‬وسيلة لتحقيق‬ ‫آمال السودانيين التي فشلوا في تحقيقها منذ الحقبة‬ ‫االستعمارية‪ ،‬والمتمثلة في الحق في تقرير المصير‪.‬‬ ‫ولم تكن أهداف اتفاق السالم الشامل مقصورة على‬ ‫ضمان نزاهة انتخاب المسئولين الحكوميين على جميع‬ ‫المستويات‪ ،‬بل كانت هذه االنتخابات خطوة صغيرة‬ ‫في طريق االستفتاء الذي من شأنه أن يسمح للجنوب‬ ‫باالختيار بين بقاء جزء من السودان‪ ،‬أو االنفصال‬ ‫وإقامة دولتهم المستقلة‪ .‬وفي حين أن اتفاق السالم‬ ‫الشامل قد نجح في وضع حد للحرب األهلية‪ ،‬فإنه لم‬ ‫يفلح في تحقيق الكثير من أهدافه‪ ،‬إن لم يكن معظمها‪.‬‬ ‫وكان التأجيل المتكرر لالنتخابات أحد األمثلة على‬ ‫الفشل الذي مني به اتفاق السالم الشامل‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫القرار الخاطئ الذي تم اتخاذه بشان اقتصار االنتخابات‬ ‫على منصب الرئيس بدلاً من أن تشمل الهيئة اإلدارية‬ ‫برمتها‪ .‬فقد تم تأجيل االنتخابات التي كان من المقرر أن‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫يتم إجراؤها قبل نهاية يوليو‪/‬تموز‪ ،2009‬لكي يتم عقدها‬ ‫في أبريل‪/‬نيسان‪ ،‬بعدما تم تأجيلها ثالث مرات من قبل‪.‬‬ ‫وأدى العجز الواضح للحكومة‪ ،‬والمجتمع الدولي‪،‬‬ ‫عن الوفاء بالمواعيد النهائية التي حددها اتفاق السالم‬ ‫الشامل إلى إضعاف مصداقية واحترام الدستور‪،‬‬ ‫وقوض من إمكانية ضمان استقرار السودان‪ .‬وتعد‬ ‫التحديات التي يواجهها السودان اآلن درسًا مه ًما في‬ ‫عملية بناء السالم‪ .‬ولو أننا أعدنا النظر في المظالم‬ ‫التي أدت إلى حدوث الحرب األهلية في المقام األول‪،‬‬ ‫سنجد أن حرمان المجتمعات المحلية من حقوقها‬ ‫السياسية كانت السبب الرئيسي وراء اشتعال الصراع‪،‬‬ ‫وقد أدى انعدام الثقة في السنوات الالحقة الذي‬ ‫ساد الحياة السياسية السودانية‪ ،‬خاصة بين الحركة‬ ‫الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني‪،‬‬ ‫إلى زيادة أهمية إجراء انتخابات شرعية‪ ،‬حتى‬ ‫يتمكن اتفاق السالم الشامل من تعزيز عملية السالم‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد الحظ المراقبون مرارًا وتكرارًا أن هناك‬ ‫احتمالاً ضعيفًا في أن يتم إجراء انتخابات حرة ونزيهة‬ ‫وسلمية‪ .‬فقد أعربت الواليات المتحدة عن قلقها إزاء‬ ‫الزيادة التي حدثت أخيرًا في تدفق األسلحة إلى جنوب‬ ‫السودان‪ ،‬الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫األسلحة الثقيلة‪ .‬كما أكدت التقارير التي صدرت أخيرًا‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫السودان الجديد‪ ..‬شعارات أنتخابية ربما لن تدوم طويال‬

‫عن منظمة أوكسفام ومنظمة هيومن رايتس واتش أيضًا‬ ‫أن السودان يعاني من انعدام األمن‪ ،‬حيث حذرت منظمة‬ ‫هيومن رايتس وتش من أن قمع المعارضين السياسيين‬ ‫في شمال السودان وجنوبه شبه المستقل قد أصبحت‬ ‫صارخة‪ ،‬خاصة مع استهداف كال الجانبين للمعارضة‪.‬‬ ‫وقد الحظ توماس إدوارد من معهد شاثام هاوس أن‬ ‫اإلجراءات التي تهدف إلى مساعدة الشعب السوداني‬ ‫"من الممكن أن تؤدي إلثارة العنف" ‪ ..‬حيث تمثل‬ ‫االنتخابات المزمع عقدها مفترق طرق مه ًما في تاريخ‬ ‫السودان‪ ،‬مما يجعل أي شك في عدم شرعيتها يؤثر‬ ‫بشكل سلبي على االستفتاء الذي سيعقبها‪ .‬وعالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬كما يالحظ توماس في تقريره الذي كتبة أخيرًا‪،‬‬ ‫والذي يحمل عنوان "القرارات والمواعيد النهائية‪ :‬عام‬ ‫الحسم بالنسبة للسودان"‪ ،‬أنه بالرغم من أن الحركة‬ ‫الشعبية لتحرير السودان كانت تحبذ في البداية رفض‬ ‫االنفصال‪ ،‬فإن "اإلدراك الذي ساد على نطاق واسع‬ ‫في جنوب السودان بأن الحكومة المركزية قد فشلت‬ ‫في اغتنام الفرصة إلصالح نفسها قد عزز من قوة تلك‬ ‫القيادات الموجودة في الحركة الشعبية لتحرير السودان‬ ‫والتي تميل لتأييد االنفصال"‪ .‬ومن المؤكد أن هذا‬ ‫التصور السلبي للحكومة في الجنوب سيزداد قوة لو‬ ‫شاب العملية االنتخابية أي ريب في نزاهتها وشرعيتها‪،‬‬ ‫كما من الممكن أن يؤدي احتمال تكرار نفس األخطاء‬ ‫‪41‬‬


‫طريق السودان‬

‫العدد ‪1542‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫الجــــديـد‬

‫‪40‬‬


‫أفكار‬

‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫‪39‬‬




‫أكثر من رأي‬

‫نهاية العنف المسلح‬

‫شبح القاعدة صناعة غربية بسبب أطماع النفط‬

‫عصر القاعدة انتهي في المغرب العربي وتحديداً الجزائر وما التفجيرات التي تشهدها البالد ما بين وقت وأخر‬ ‫إال أعمال فردية وغير تنظيمية تشهد مثلها بالد عديدة بسبب تفشي حاالت البطالة والفقر وغياب دور الدولة‬ ‫يستطيع كل مراقب للحالة الجزائرية أن يرصد‬ ‫وبسهولة كيف تمكنت هذه الدولة العتية من‬ ‫توديع زمن العنف المسلح بعد فترة طالت‬ ‫ألكثر من عشر سنوات ارتبط خاللها اسم‬ ‫الجزائر عالميا ً بعمليات العنف واإلرهاب التي‬ ‫راح ضحيتها نحو مائتي ألف جزائري بدئ‬ ‫لكن رغم هذا انتهي العنف المسلح علي غير ما‬ ‫كان يتوقع كثيرون ممن كانوا يرون أن اإلرهاب‬ ‫سرطان خبيث إذا تمكن من جسد دولة لم يفارقه‬ ‫حتى الموت لكن الجزائر أثبتت عدم صحة هذه‬ ‫النظرية وتمكنت من إنهاء حالة العنف‪.‬‬ ‫بفضل صالبة المجتمع قبل الحكومة فقد تعلم‬ ‫الجزائريون الدرس جيداً وصاروا يحبذون ثقافة‬ ‫السالم‪ .‬ولكن الغريب أن االتهامات مازالت‬ ‫تالحق الجزائر بأن القاعدة في المغرب العربي‬ ‫تسيطر عليها رغم أن الحقائق تؤكد أن هذا ربما‬ ‫كان في وقت مضى وان القاعدة حاليا ً ال وجود‬ ‫لها علي أرض الجزائر فقد كان تواجدها مرتبطا ً‬ ‫بظرف معين ساد فيه حب وإعجاب الجزائريين‬ ‫بهذا التنظيم العنكبوتي في أعقاب أحداث الحادي‬ ‫عشر من سبتمبر‪/‬أيلول ‪ 2001‬التي دمرت‬ ‫مركز التجارة العالمي ومبني البنتاجون بأمريكا‪،‬‬ ‫فقد رأى الجزائريون وقتها أن هذا انتقام من‬ ‫السياسات األمريكية الظالمة التي أضرت شعوب‬ ‫المنطقة العربية وأضاعت القضية الفلسطينية‬ ‫بفضل تراخيها‪ .‬ولكن سرعان ما تراجعت شعبية‬ ‫القاعدة لدي الجزائريين وخاصة بعد قبولها‬ ‫بانضمام جماعة الدعوة والقتال لها والتي ساهمت‬ ‫في تعكير صفو الجزائريين بقيامها بدعم وتبرير‬ ‫العديد من العمليات اإلرهابية التي راح ضحيتها‬ ‫آالف األبرياء دون ذنب جنوه أو إثم اقترفوه‪.‬‬ ‫ثم جاءت مبادرة الوفاق التي طرحها الرئيس‬ ‫عبد العزيز بوتفليقة لتكمل القضاء تماما ً علي‬ ‫شبح اإلرهاب بل وتسهم في خلق ثقافة المقاومة‬ ‫علي المستوي الدولي وخاصة أن ذلك يعد حماية‬ ‫وتأمين ليس للجزائر وحدها أو منطقة المغرب‬ ‫العربي وإنما ألوروبا بأسرها وكذلك أمريكا‪.‬‬ ‫وقد يري البعض أن القاعدة مثلما عادت في اليمن‬ ‫يمكن أن تعود في الجزائر وهذا أيضا افتراض‬ ‫ال يدعمه أي سند فشتان الفارق بين الحالتين‬

‫العدد ‪1542‬‬

‫خالد بن ققة‬ ‫الجزائرية واليمنية فعلي صعيد الجزائر ال‬ ‫توجد قاعدة بالمعني الحقيقي ولكن تحاول القوى‬ ‫العظمي خلق حالة من الوهم لدي الرأي العام‬ ‫بوجود قاعدة علي أرض الجزائر لتكون ذريعة‬ ‫فيما بعد للتدخل في شئونها وتحديداً التواجد‬ ‫في الصحراء الكبرى التي تشترك فيها مالي‬ ‫والمغرب وليبيا والجزائر ألمور تتعلق بالطاقة‬ ‫والحصول علي النفط‪.‬‬

‫يري البعض أن القاعدة مثلما‬ ‫عادت في اليمن يمكن أن تعود‬ ‫في الجزائر وهذا افتراض‬ ‫ال يدعمه أي سند فشتان‬ ‫الفارق بين الحالتين الجزائرية‬ ‫واليمنية ففي الجزائر ال توجد‬ ‫قاعدة بالمعنى الحقيقي ولكن‬ ‫وهم خلقته قوى غربية كذريعة‬ ‫للتدخل في شئون البالد‬ ‫إذن الطرح الغربي باستفحال القاعدة علي بالدنا‬ ‫يعلم الجزائريون جيداً الهدف منه وتزيد شكوكهم‬ ‫حول النوايا الخبيثة التي تحركه‪ .‬وربما يكون ما‬ ‫حدث مع اليمن مؤخراً يثبت صحة هذه الشكوك‬ ‫فقد ظل الغرب يالحق صنعاء بتهمة بوجود‬ ‫قاعدة إلى أن انتهي األمر بعقد مؤتمر دولي في‬ ‫لندن وصف اليمن بالدولة الفاشلة والعاجزة عن‬ ‫القيام بدورها وهو ما يعني وفقد منهجهم ضرورة‬ ‫التدخل الدولي علي أراضيها لحمايتها من‬ ‫مخاطر القاعدة إذن المغرب يحاول التدخل في‬ ‫شئون الدول بحجة المطالبة بتفعيل الديمقراطية‬ ‫وحقوق اإلنسان ولكن الهدف أكبر من ذلك حيث‬ ‫سيسعون إلى خلق أنظمة عربية تابعة لهم وليست‬ ‫تحقيق سياسة دولية أو ديمقراطية حقيقة علي‬ ‫أرض الواقع تخدم مصالح الشعوب‪.‬‬

‫لكن هذه األحالم الغربية أصبحت مفضوحة‬ ‫فعصر القاعدة انتهي في المغرب العربي وتحديداً‬ ‫الجزائر وما التفجيرات التي تشهدها البالد ما‬ ‫بين وقت وأخر إال أعمال فردية وغير تنظيمية‬ ‫تشهد مثلها بالد عديدة بسبب تفشي حاالت‬ ‫البطالة والفقر والظلم وغياب دور الدولة فكل‬ ‫هذا يدفع بعض األفراد العاديين للقيام بأعمال‬ ‫تفجيرية احتجاجا ً علي الوضع القائم لكن هؤالء‬ ‫ال عالقة لهم من قريب أو بعيد بتنظيم القاعدة‬ ‫وإن كانت وسائل األعالم الغربية تلعب دوراً‬ ‫في تضخيم الموضوع وربطه بالقاعدة حتي يتم‬ ‫خلق حالة من الهلع من شبح القاعدة لدي أبناء‬ ‫الشعب الجزائري ولكن الكثيرين أيقنوا تلك‬ ‫اللعبة ولم تعد تشغل اذهانهم وقد يظن البعض أن‬ ‫ربط التفجيرات بالجماعة السلفية دليل علي أنها‬ ‫تنفيذ لمخطط تنظيم القاعدة لكن من يتابع تطور‬ ‫األحداث جيداً في الجزائر يتأكد أن الجماعة‬ ‫السلفية أصبح دورها محدود للغاية في أحداث‬ ‫العنف التي تندلع من وقت ألخر وإن كانت تتبني‬ ‫أفكار خارجية سواء كانت علي باطل أو حق‬ ‫وهم في النهاية اشخاص جزائريين ربما يحاولوا‬ ‫االعتراض علي سياسة الحكومة بشكل أو بأخر‬ ‫ولكن يبقي في النهاية أن التجربة الجزائرية ال‬ ‫يمكن أن ترجع للوراء بعدما ذاقت األمرين من‬ ‫جراء عمليات العنف واإلرهاب في فترات سابقة‬ ‫كما أن ثقافة السلم واآلمن اعتمدها الشعب وال‬ ‫مكان بينهم للدخالء سواء القاعدة أو الجماعات‬ ‫المتشددة وأخيراً يبقي ماهو أخطر علي الجزائر‬ ‫من العنف المسلح‪.‬‬ ‫إنه العنف غير المصحوب بالدماء الذي يستهدف‬ ‫تدمر مؤسسات الدولة بسبب ما شهدته الفترة‬ ‫األخيرة من تحالف جماعات مختلفة وصلت‬ ‫لمواقع قيادية بالتعاون مع تيارات دينية وتسعي‬ ‫إلى مهن مقدرات الوطن مما أدي إلى تفشي‬ ‫الفساد لدرجة تزكم األنوف وتحول األمر إلى‬ ‫ثقافة عامة حيث طغت الرشوة والمحسوبية في‬ ‫معظم قطاعات الدولة‪ .‬وهذا يشير إلى أن الدولة‬ ‫مقبلة علي مرحلة عنف وخالف من نوع جديد‬ ‫يحتاج إلى وقفة من الشعب والحكومة مثلما حدث‬ ‫ضد اإلرهاب المسلح‬ ‫كاتب وصحفي جزائري‬ ‫‪36‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫قاعدة الجزائر‬

‫من فكرة الجهاد إلى ممارسة اللصوصية‬

‫المتتبع لنشاط تنظيم القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي الذي يتخذ من واليات الشرق الجزائري معقال له‪،‬‬ ‫يدرك بما ال يدع مجاال للشك‪ ،‬أن هذا التنظيم أوشك على التالشي والزوال لمجموعة عوامل بعضها داخلي‬ ‫واآلخر إقليمي ودولي ‪.‬‬ ‫بدأ هذا التنظيم نشاطه المسلح تحت اسم "الجماعة‬ ‫السلفية للدعوة والقتال " التي أسسها أمير التنظيم‪،‬‬ ‫حسان حطّاب‪ ،‬منتصف التسعينيات بعد انشقاقه‬ ‫عن "الجماعة اإلسالمية المسلحة " المعروفة‬ ‫اختصارًا " الجيا"‪.‬‬ ‫فقد بدأ التنظيم في عهد حطاب ـ منشق حاليًا على‬ ‫القاعدة وموجود لدى أجهزة األمن الجزائرية‬ ‫ـ عملياته اإلرهابية العشوائية التي لم تكن تفرِّ ق‬ ‫بين عسكري ومدني ‪..‬فاعتمد على زرع القنابل‬ ‫والعبوات الناسفة في األسواق واألماكن العمومية‬ ‫ووسائل النقل‪ ،‬مما تسبب في حرج بالغ للدولة‬ ‫الجزائرية التي بدت وكأنها ال تسيطر على‬ ‫األوضاع‪ ،‬خاصة وأن عمليات التنظيم تركزت في‬ ‫المدن الكبرى ومن بينها الجزائر العاصمة‪.‬‬ ‫كما اتبع التنظيم أسلوب الهجوم المباشر على‬ ‫تجمعات الدرك الوطني واألمن الوطني والحرس‬ ‫البلدي‪ ،‬مما أحدث حالة من عدم االتزان لدى‬ ‫األجهزة األمنية التي بدأت جهودها مشتتة في‬ ‫مطاردة عناصر التنظيم التي كانت تضرب بقوة‬ ‫في كل مكان ‪.‬‬ ‫استمر هذا األسلوب على ما هو عليه حتى وصول‬ ‫الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم عام‬ ‫‪..1999‬حيث أصدر قانون الوئام المدني في‬ ‫محاولة منه الحتواء األوضاع وفتح الطريق أمام‬ ‫الجماعات المسلحة للعودة إلى المجتمع ووضع‬ ‫السالح ‪.‬‬ ‫وقد كان لهذا القانون نتائج عظيمة‪ ،‬حيث أعلن‬ ‫ما يزيد على ‪ 6‬آالف عنصر من عناصر الجيش‬ ‫اإلسالمي المسلح بزعامة مدني مزراق‪ ،‬التخلي‬ ‫عن السالح والعودة إلى أحضان المجتمع وتطليق‬ ‫الفكر المتطرف ‪.‬‬ ‫وفى الوقت الذي استمر فيه" تنظيم الجماعة السلفية‬ ‫للدعوة والقتال " في عملياته اإلرهابية ضد المدنيين‬ ‫والعسكر‪ ،‬كانت هناك حالة من السخط واالستنكار‬ ‫الشعبي العام لممارسات هذا التنظيم‪ ،‬األمر الذي‬ ‫جعل قياداته تفكر في اللجوء إلى أساليب أخرى في‬ ‫مواجهتها مع الدولة ‪.‬‬ ‫من هنا دخل التنظيم في مرحلة ثانية ركز فيها‬ ‫جهده على تعقب عناصر الجيش واألمن واستهداف‬ ‫تجمعاتهم‪ ،‬مع االبتعاد قدر اإلمكان عن استهداف‬ ‫المدنيين ‪ .‬واستمر الوضع على ما هو عليه حتى‬ ‫جاءت االنتخابات الرئاسية التي خاضها الرئيس‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫محمود النجار‬ ‫بوتفليقة للمرة الثانية في ربيع عام ‪. 2004‬‬ ‫وما إن بدأ بوتفليقة فترة واليته الثانية حتى عاد‬ ‫ليطرح من جديد ما ُس ِّمي بالميثاق من أجل السلم‬ ‫والمصالحة الوطنية‪ ،‬الذي طُرح لالستفتاء الشعبي‬ ‫العام‪ ،‬وز ّكاه الشعب بنسبة كاسحة فى ‪ 29‬سبتمبر‪/‬‬ ‫أيلول‪.2005 ،‬‬ ‫ويفتح الميثاق الباب من جديد أمام العفو عن‬ ‫العناصر المسلحة التي تعلن تخلِّيها عن العمل‬ ‫المسلح شريطة ألاّ تكون تورطت في ارتكاب‬ ‫مذابح جماعية ‪ ..‬أو وضع متفجرات في أماكن‬ ‫عمومية أو ارتكاب جرائم اغتصاب ‪.‬‬ ‫وقد أسهمت هذه القوانين في تطليق كثير من‬ ‫العناصر اإلرهابية للعمل المسلح ووضع السالح‬ ‫والعودة إلى أحضان المجتمع ‪ ..‬وبلغ عدد هؤالء‬ ‫التائبين حتى اآلن أكثر من ‪ 3‬آالف عنصر‪ ،‬وكانت‬ ‫هذه ضربة موجعة للتنظيمات المسلحة جميعها‬ ‫وعلى رأسها " الجماعة السلفية للدعوة والقتال" ‪.‬‬ ‫وزادت عزلة التنظيم بعد أن كثف الدرك الوطني‬ ‫والجيش ضرباتهما‪ ،‬ومالحقة هذه العناصر‬ ‫وإسقاط العديد من رموزها ما بين قتيل أو معتقل‬ ‫أو مستسلم تائب ‪.‬‬ ‫كما زادت عملية التنسيق األمني بين الجزائر ودول‬ ‫الساحل والصحراء األفريقية‪ ،‬وهذا ما جعل التنظيم‬ ‫يبدِّل من أسلوبه ليدخل مرحلة جديدة هي‪ ،‬مرحلة‬ ‫األحزمة الناسفة التي لم يكن يستخدمها من قبل ‪.‬‬ ‫وقد بدأ " تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال‬ ‫اتباع هذا األسلوب مباشرة بعد أن أعلن انضمامه‬ ‫لتنظيم القاعدة الدولي في بداية عام ‪،2007‬‬ ‫وأطلق على نفسه اسم " تنظيم القاعدة في بالد‬ ‫المغرب اإلسالمي" بزعامة عبد المالك دوركدال‪،‬‬ ‫المعروف باسم أبو مصعب عبد الودود ‪.‬‬ ‫وقد نفذ التنظيم منذ ذلك الحين سلسلة من العمليات‬ ‫الكبيرة جدا من بينها؛ تفجير قصر الحكومة‬ ‫بالعاصمة في ‪ 11‬أبريل‪/‬نيسان ‪ 2007‬ثم تفجير‬ ‫مقر األمم المتحدة بحي حيدرة وسط العاصمة‬ ‫في ‪ 11‬ديسمبر‪/‬كانون أول ‪ ،2007‬أيضا ليروح‬ ‫ضحية العمليتين عشرات القتلى والمصابين‪،‬‬ ‫إضافة إلى الخسائر المادية الجسيمة‪ ،‬ولتدخل‬

‫الجزائر مرحلة جديدة في الصراع مع القاعدة التي‬ ‫بدت وقتها حديث العالم ‪.‬‬ ‫ومضت قوات الجيش والدرك الوطني الجزائري‬ ‫من جانبها وعلى إثر هذه العمليات‪ ،‬في تكثيف‬ ‫جهودها لمالحقة عناصر هذا التنظيم وتضييق‬ ‫الخناق عليها‪ ،‬وأوقعت العديد من قياداته بين قتيل‬ ‫ومعتقل وأفقدته التنسيق ‪.‬‬ ‫ودخلت الواليات المتحدة األمريكية على الخط‪،‬‬ ‫واقترحت فكرة إنشاء مقر لقيادة " أفريكوم"‬ ‫للتنسيق مع الدول المغاربية ودول الساحل‬ ‫األفريقي في مالحقة عناصر القاعدة‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫الدول رفضت استضافة هذه القاعدة األمريكية‬ ‫على أراضيها‪ ،‬لتُنقل القاعدة مؤقتًا إلى ألمانيا‪،‬‬ ‫فيما يستمر التنسيق والتعاون بين واشنطن ودول‬ ‫المغرب العربي والساحل األفريقي لمواجهة خطر‬ ‫القاعدة ‪.‬‬ ‫وتأتي فترة الوالية الرئاسية الثالثة للرئيس بوتفليقة‬ ‫في ربيع عام ‪ ،2009‬ليكشف عزمه إكمال أضالع‬ ‫مثلث المصالحة بالتلميح بإصدار قانون العفو‬ ‫الشامل‪ ،‬إال أن أجنحة متنفذة في السلطة رفضت‬ ‫ذلك لتستمر مواجهة الجيش واألمن لعناصر‬ ‫التنظيم خاصة في واليات الشرق ‪.‬‬ ‫وأمام جهود األمن الجزائري داخليًا والتنسيق‬ ‫اإلقليمى والدولي‪ ،‬أصبح تنظيم القاعدة يعاني‬ ‫العزلة‪ ،‬ويفتقد للتنسيق والتمويل ونقص العناصر‪،‬‬ ‫وهو ما أدخله في المرحلة الرابعة التي تمهد‬ ‫الطريق لتالشيه وزواله‪ ،‬وهى مرحلة اللجوء‬ ‫إلى عمليات خطف السياح األجانب بغرض طلب‬ ‫الفدية المالية وتهريب السلع والبضائع في منطقة‬ ‫جنوب الصحراء الجزائرية‪ ،‬لتنتهي فكرة الجهاد‬ ‫التي بدأ بها التنظيم شيئًا فشيئًا وتتحول عناصر إلى‬ ‫مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق ‪.‬‬ ‫ويدلل على صدقية كالمنا؛ أن التنظيم لم ينفذ عملية‬ ‫نوعية واحدة منذ أغسطس‪/‬آب عام ‪ ،2008‬فيما‬ ‫تعيش عناصره في الغابات والجبال دون تنسيق‬ ‫بين قياداته وهو ما جعل الكثير منهم يجري‬ ‫اتصاالت مع األجهزة األمنية عبر وسطاء لوضع‬ ‫السالح والعودة من جديد إلى أحضان المجتمع ‪.‬‬

‫صحفي متخصص في الشئون المغاربية ومدير‬ ‫مكتب وكالة أنباء الشرق األوسط السابق بالجزائر‬ ‫‪35‬‬


‫أكثر من رأي‬ ‫عصر القاعدة‬

‫هل انتهى في الجزائر ودول المغرب العربي؟‬ ‫القاعدة اللغز األكبر لإلرهاب في العالم ارتبط اسمها لسنوات بالجزائر وإتخذت منها قاعدة النطالق عملياتها في دول المغرب العربي‬ ‫فهل مازالت القاعدة متمركزة في الجزائر ؟‬ ‫وما وضعها هناك؟‬ ‫وهل ينذر تاريخها الدموي بعودة العنف إلى الجزائر مرة أخري بعد فترة سكون؟‬ ‫أم أن مبادرة الرئيس بوتفليقة للمصالحة نجحت في اجتثاث التنظيم من قاعدته في المغرب العربي؟‬ ‫وهل تبقي وهران في أيامها الهادئةأم أن القاعدة تستعد إلنهاء الهدوء وإعادة العنف للشارع الجزائري مرة أخرى مثلما فعلت أخيراً مع‬ ‫اليمن والواليات المتحدة؟‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫العدد ‪1542‬‬

‫‪34‬‬



‫قصة الغالف‬

‫لوالية ثالثة‪ .‬وأعيد انتخابه في عام‬ ‫‪ 2009‬بنسبة ‪ ٪ 90‬من األصوات‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ضعف اإلقبال والجدل‬ ‫الساخن حول االنتخابات‪ ،‬فإن بوتفليقه‬ ‫اعتبر أنه حظي بتأييد شعبي لم يسبق له‬ ‫مثيل‪ .‬ويبدو التهديد الجهادي‪ ،‬الذي كان‬ ‫مريعا في عام ‪ ،2007‬هامشيًا اآلن في‬ ‫المناقشات العامة‪ ،‬ولكن في األحاديث‬ ‫الجانبية‪ ،‬ال يزال شبح تنظيم القاعدة في‬ ‫المغرب اإلسالمي أم ًرا رهيبًا‪.‬‬

‫في األنتخابات الرئاسية األخيرة أعتبر بوتفليقة نفسه حظي بأغلبية لم يسبق‬ ‫لها مثيل وأصبح التهديد الجهادي هامشياً في المناقشات العامة‪ .‬لكن في‬ ‫األحاديث الجانبية ال يزال شبح القاعدة في المغرب اإلسالمي أمراً رهيباً‬

‫‪‎‬كانت الجزائر طرفا فاعلاً في "الحرب‬ ‫العالمية على اإلرهاب" بقيادة الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬وانضمت إلي "شراكة مكافحة‬ ‫اإلرهاب عبر الصحراء" التي ترعاها‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬ولكن من الواضح‬ ‫أن الجزائر تفضِّ ل التعاون اإلقليمي‬ ‫مع جيرانها في الجنوب دون أي تدخل‬ ‫غربي‪ .‬وتحث الدبلوماسية الجزائرية‬ ‫على االلتزام الدولي الخاص بحظر دفع‬ ‫أي فدية إلى الجماعات اإلرهابية‪ .‬ولكي‬ ‫تشجع مثل هذا االنضباط الجماعي‪،‬‬ ‫قالت الجزائر‪ :‬إن تنظيم القاعدة في‬ ‫المغرب اإلسالمي يعتمد اعتمادًا كبي ًرا‬ ‫على خطف المواطنين الغربيين لتمويل‬ ‫شبكاته بشكل عام‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫وحاصرهم‬

‫العدد ‪1542‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫التأبين زاد الضغط والحصار االمنيعلي‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫‪‎‬وبعد "الحقبة السوداء" في التسعينيات‪،‬‬ ‫والبداية "الرمادية" إلى حد ما لهذه‬ ‫األلفية‪ ،‬عندما تمكن تنظيم القاعدة من‬ ‫دمج الجماعة السلفية الجزائرية معه‪،‬‬ ‫سوف تنبئنا السنوات القادمة ما إذا‬ ‫كانت الجزائر تستطيع أخي ًرا أن تطوي‬ ‫صفحة هذا العنف السياسي‪.‬‬

‫زاد التعاون بين دروكدال (المسمي بأبو مصعب عبد الودود ) وبين ابو‬ ‫مصعب الزرقاوي في العراق رغم انهما لم يلتقيا وجهاً لوجة‬

‫‪32‬‬


‫قصة الغالف‬

‫قدرت حصيلة ضحايا الحرب األهلية ما بين مئة ومائتي الف قتيل ‪ .‬وتضاعفت التكلفة‬ ‫االنسانية نتيجة الخروج المكثف للطبقة الوسطى الذين فروا الي الخارج خشية االرهاب‬

‫وتتعاون بنشاط لمكافحة تنظيم القاعدة في‬ ‫المغرب اإلسالمي‪ ،‬الذي حاول دون جدوى‬ ‫اجتذاب وتجنيد أعضاء جدد‪.‬‬

‫‪‎‬امام كل هذا اضطر دروكدال إلى االعتماد‬ ‫أكثر على فرع التنظيم في الصحراء‪،‬‬ ‫والذي يديره في جنوب الجزائر واحد‬ ‫من أكثر القادة وال ًء له وهو؛ يحيى‬ ‫جوادي‪ .‬ولكن الوحدتين العسكريتين‬ ‫الكبيرتين (المسماة بالكتيبة)‪ ،‬رغم أنهما‬ ‫كانتا تحظيان بمالذ آمن في األراضي‬ ‫الجزائرية فإن تركيزهما كان على الدول‬ ‫المجاورة‪ ،‬وهما كتيبة مختار بلمختار في‬ ‫موريتانيا‪ ،‬وكتيبة أبو زيد في مالي‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫‪‎‬وجميع هؤالء القادة جزائريون‪ ،‬ولكن‬ ‫جنودهم من خليط واسع‪ ،‬ويضم أعضاء‬ ‫من موريتانيا‪ ،‬ومالي‪ ،‬وليبيا‪ ،‬أو حتى من‬ ‫تشاد‪ .‬ورغم الخطاب الديني السطحي‪،‬‬ ‫فإن النشاط الرئيسي لهذه القوات‪ ،‬كثيرة‬ ‫الحركة‪ ،‬هو التهريب غير المشروع‪ ،‬مع‬ ‫القيام أحيانًا بعمليات تعتمد علي الكر والفر‬ ‫ضد قوات األمن المحلية‪ .‬وأصبح خطف‬ ‫المواطنين الغربيين أمرًا مربحًا جدًا‪ ،‬ليس‬ ‫فقط بالنسبة لفرع التنظيم في الصحراء‪،‬‬ ‫ولكن لتنظيم القاعدة في المغرب اإلسالمي‬ ‫ككل‪ .‬ولم تكن هناك سوى حالة واحدة‬ ‫عندما أعدم سائح بريطاني في مايو‪ /‬آيار‬ ‫‪ ،2009‬تحت ضغط مباشر من القيادة‬ ‫العليا لتنظيم القاعدة‪ ،‬حيث كانوا يريدون‬ ‫"االنتقام من جرائم الصليبيين "‪.‬‬ ‫‪‎‬في الجزائر‪ ،‬شعر الرئيس عبد العزيز‬ ‫بوتفليقة بثقة كافية لتعديل الدستور من‬ ‫خالل التصويت في البرلمان‪ ،‬في ديسمبر‪/‬‬ ‫كانون أول ‪ ،2008‬مما يسمح له بالترشح‬

‫حسن حطاب تعرضت هيبته لإلنتقاد داخل الجماعة السلفية تنحية وموافقتة‬ ‫علي مبادرة الوفاق‬

‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫مثلما أعلن بوتفليقة سياسة التسامح مع الجهاديين‬

‫الجماعات المتحدية و‬

‫‪32‬‬


‫قصة الغالف‬ ‫مطورة من خالل الشبكات المطلعة لتنظيم‬ ‫القاعدة‪ ،‬لكنه كان يأمل أيضًا في تفادي تأثير‬ ‫"المصالحة الوطنية" وسط أتباعه‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن كثيرًا من الجهاديين السابقين تجاوبوا‬ ‫معها وفي مقدمتهم حطّاب‪ ،‬مؤسس الجماعة‬ ‫السلفية للدعوة والقتال‪ ،‬الذي رد باإليجاب‬ ‫على نداء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بإنهاء‬ ‫العنف‪ .‬ولهذا تحول دروكدال إلى االتجاه‬ ‫العالمي للهروب من هذا الفخ السياسي‪،‬‬ ‫حيث كانت جميع الجماعات الجهادية‬ ‫تتساقط الواحدة تلو األخرى‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫السلفية ومن وقتها وجد بن الدن شركاء له في الجزائر والمغرب العربي‬ ‫حت الجماعة رسميا ً الي تنظيم القاعدة في بالد المغرب األسالمي‬

‫مصعب عبد الودود (ويرجع كال اللقبين إلى‬ ‫مصعب بن عمير‪ ،‬والذي مات شهيدًا في‬ ‫غزوة أحد في عام (‪ 625‬ميالدية)‪ .‬وازداد‬ ‫التعاون بين كال المصعبين في الشرق‬ ‫والغرب‪ ،‬رغم أنهما لم يلتقيا وجهًا لوجه أبدًا‪.‬‬ ‫وأصبحت الجماعة السلفية للدعوة والقتال‬ ‫مرك ًزا إقليميًا لتنظيم القاعدة في العراق‪،‬‬ ‫وحولت المتطوعين من جميع أنحاء شمال‬ ‫أفريقيا لالنضمام إلى "الجهاد المبارك"‬ ‫ضد االحتالل األمريكي‪ .‬فقرر الزرقاوي‬ ‫رد الجميل فقام بخطف وإعدام اثنين من‬ ‫الدبلوماسيين الجزائريين في بغداد‪ ،‬في‬ ‫شهر يوليو‪ /‬تموز لعام ‪ .2005‬واعتبرت‬ ‫القيادة األمريكية أن ربع االنتحاريين في‬ ‫العراق في عام ‪ ،2005‬قدموا من شمال‬ ‫أفريقيا‪ ،‬وأغلبهم عبر الجماعة السلفية‬ ‫للدعوة والقتال‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫ثم قرر دروكدال التقدم لالندماج رسميا مع‬ ‫تنظيم القاعدة‪ .‬وكان يبحث عن رؤية دولية‬

‫‪‎‬‬ ‫وفي عام ‪ ،2006‬تعهد دروكدال علنًا‬ ‫بالوالء ألسامة بن الدن‪ ،‬وفي يناير‪/‬كانون‬ ‫ثان ‪ ،2007‬تحولت الجماعة السلفية للدعوة‬ ‫والقتال رسميًا إلى "تنظيم القاعدة في‬ ‫بالد المغرب اإلسالمي" لتفاجئ الجميع ـ‬ ‫مواطنين ونظام حاكم ـ في أبريل‪ /‬نيسان‪،‬‬ ‫من نفس العام بثالثة تفجيرات انتحارية في‬ ‫الجزائر العاصمة‪ .‬ولكن األسوأ لم يأت بعد؛‬ ‫ففي ‪ 11‬ديسمبر‪ /‬كانون أول ‪ ،2007‬وقع‬ ‫هجومان متزامنان حيث ضربا المحكمة‬ ‫الدستورية ومقر األمم المتحدة في المنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‎‬ثم أعيد انتخاب الرئيس بوتفليقه في شهر‬ ‫أبريل‪ /‬نيسان ‪ ،2004‬بنسبة ‪ ٪ 85‬من‬ ‫األصوات‪ .‬وخصص بوتفليقه جز ًءا كبيرًا‬ ‫من عائدات النفط ‪ ،‬من أجل بدء برنامج‬ ‫ضخم للبنية األساسية في مختلف أنحاء‬ ‫الجزائر‪ .‬حيث شعر بوتفليقة أن رصيده‬ ‫ومكانته الدولية تتعرضان للتحدي‪ .‬ولذلك‬ ‫عاودت األجهزة األمنية الهجوم وسحقت‬ ‫الخاليا الجهادية المعزولة في عام ‪،2008‬‬ ‫وبذلك احتوت "تنظيم القاعدة في بالد‬ ‫المغرب اإلسالمي" في مثلث الموت"‬ ‫(ثالث مقاطعات وهم بومرداس والبويرة‬ ‫وتيزي أوزو‪ ،‬حيث يتمركز دروكدال‬

‫ورفاقه شرق الجزائر)‪.‬‬ ‫‪‎‬وانهارت آليات تجنيد األنصار التي أدخلها‬ ‫الجهاد المناهض للواليات المتحدة في‬ ‫الشرق األوسط مع أزمة تنظيم القاعدة في‬ ‫العراق‪ ،‬حيث تحولت المقاومة الوطنية‬ ‫ضد أتباع بن الدن‪ .‬ولم يعد دروكدال‬ ‫قادرًا على ربط شبكته بهذا اإلقليم العامر‬ ‫بالمقاتلين المحتملين‪ ،‬وشعر أيضًا باإلحباط‬

‫شعر بوتفليقة أن رصيده‬ ‫ومكانته الدولية تتعرضان‬ ‫للتحدي‪ .‬ولذلك عاودت‬ ‫األجهزة األمنية الهجوم‬ ‫وسحقت الخاليا الجهادية‬ ‫المعزولة في عام ‪،2008‬‬ ‫وبذلك احتوت "تنظيم القاعدة‬ ‫في بالد المغرب اإلسالمي"‬ ‫في مثلث الموت" (ثالث‬ ‫مقاطعات وهم بومرداس‬ ‫والبويرة وتيزي أوزو‪ ،‬حيث‬ ‫يتمركز دروكدال ورفاقه شرق‬ ‫الجزائر‬ ‫تجاه جهوده لدمج الجماعات الجهادية سويًا‬ ‫من المغرب وتونس‪ .‬وعلى هذا فشل تنظيم‬ ‫القاعدة في المغرب اإلسالمي في تحقيق‬ ‫التزامه بتوسيع الجماعة السلفية للدعوة‬ ‫والقتال في "بالد المغرب اإلسالمي"‪.‬‬ ‫كما أصيب التنظيم باإلحباط في محاوالته‬ ‫المتكررة لتصدير اإلرهاب إلى شمال‬ ‫البحر األبيض المتوسط؛ ألن أجهزة األمن‬ ‫األوروبية كانت دائ ًما في حالة تأهب‪،‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫التنحي عن الرئاسة‬

‫تحولت إلى تنظيم القاعدة في المغرب‬

‫العدد ‪1542‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫األمين زروال استطاع إعالن النتصار علي التمرد الجهادى قبل نهاية واليته ثم أعلن‬

‫التفجير األنتحاري الذي ضرب مقر األمم المتحدة كان أول عمليات الجماعة السلفية بعدما‬

‫‪30‬‬


‫قصة الغالف‬

‫في سبتمبر‪ /‬أيلول‪ ،‬عام ‪ ،1997‬وقف إطالق‬ ‫النار‪ ،‬في حين استمرت الجماعة اإلسالمية‬ ‫المسلحة أكثر عنفا‪ ،‬مع تزايد عزلتها‪،‬‬ ‫وارتكبت سلسلة من المجازر الجماعية‬ ‫المروعة‪ .‬وهو ما دفع أحد قادة الجماعة‬ ‫اإلسالمية المسلحة‪ ،‬حسن حطّاب‪ ،‬إلى إدانة‬ ‫سفك الدماء‪ ،‬وقاد فصيلاً منشقًا عنها وأسماه‬ ‫"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"‪ ،‬في شهر‬ ‫سبتمبر‪ /‬أيلول عام ‪.1998‬‬

‫صاحبت سياسة التسامح تجاه‬ ‫الجهاديين التائبين الذين يلقون‬ ‫أسلحتهم زيادة الضغط العسكري‬ ‫على الجماعات المتحدية‪ .‬وبدا‬ ‫أن انحدار الجماعة اإلسالمية‬ ‫المسلحة ال رجعة فيه‪ ،‬وتحول‬ ‫فرعها في الصحراء لينضم‬ ‫إلى الجماعة السلفية للدعوة‬ ‫والقتال‪ ،‬وأصبحت الجماعة‬ ‫اإلسالمية المسلحة آخر تنظيم‬ ‫جهادي يتحدى الدولة الجزائرية‬ ‫‪‎‬‬ ‫واستطاع زروال إعالن االنتصار على‬ ‫التمرد الجهادي قبل نهاية واليته المقدرة‬ ‫بأربعة أعوام‪ ،‬وقرر التنحي عن الرئاسة‪.‬‬ ‫وقدرت حصيلة الضحايا الهائلة للحرب‬ ‫األهلية ما بين مئة ومائتي ألف شخص من‬ ‫القتلى‪ ،‬ولكن تضاعفت التكلفة اإلنسانية‬ ‫لألزمة نتيجة الخروج المكثف للطبقة‬ ‫الحضرية من الناطقين باللغة الفرنسية من‬ ‫البالد‪ ،‬والذين فروا من اإلرهاب الجهادي‬

‫إلى الخارج‪ ،‬وخرجوا إلى مناطق بعيدة مثل‬ ‫كندا‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وكان خليفة زروال في شهر أبريل‪ /‬نيسان‪،‬‬ ‫لعام ‪ ،1999‬هو عبد العزيز بوتفليقة‪ ،‬الذي‬ ‫كان وزيرًا للشئون الخارجية في بالده خالل‬ ‫عقد السبعينيات‪ ،‬الذي يعتبرونه "العصر‬ ‫الذهبي" لحكم جبهة التحرير الوطنية‪ .‬ولكن‬ ‫بوتفليقة دخل االنتخابات بوصفه مرشحًا‬ ‫مستقلاً ‪ ،‬وحصد ثالثة أرباع األصوات‬ ‫(انسحب منافسوه احتجاجًا على االنتخابات‬ ‫المدبرة)‪ .‬وتعهد بتكريس معظم عائدات‬ ‫النفط لتضميد الجروح المفتوحة من جراء‬ ‫الحرب األهلية‪ .‬ولقي "قانون الوفاق المدني"‬ ‫الذي شرعه تأييدًا واسعًا ألن أغلبية السكان‬ ‫الجزائريين أرادوا إغالق هذا "العقد األسود"‬ ‫أكثر من أي شيء آخر‪.‬‬ ‫وصاحبت سياسة التسامح تجاه الجهاديين‬ ‫التائبين الذين يلقون أسلحتهم زيادة الضغط‬ ‫العسكري على الجماعات المتحدية‪ .‬وبدا‬ ‫أن انحدار الجماعة اإلسالمية المسلحة ال‬ ‫رجعة فيه‪ ،‬وتحول فرعها في الصحراء‬ ‫لينضم إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال‪،‬‬ ‫وأصبحت الجماعة اإلسالمية المسلحة آخر‬ ‫تنظيم جهادي يتحدى الدولة الجزائرية‪.‬‬ ‫وكان حطّاب يتملكه هاجس الحفاظ على‬ ‫مظهره‪ ،‬وتوارى عن األضواء على الساحة‬ ‫الدولية‪ ،‬وركز هجماته على قوات األمن‪.‬‬ ‫ولكنه صادف متاعب في محاولة كبح جماح‬ ‫مقاتلي الجماعة السلفية للدعوة والقتال في‬ ‫جنوب الجزائر‪ .‬والذين استمروا في التجوال‬ ‫في منطقة الصحراء‪ ،‬من موريتانيا إلى‬ ‫مالي‪ ،‬وحتى تونس أو ليبيا‪ .‬وكان تهريبهم‬ ‫للمخدرات واألسلحة والمهاجرين غير‬ ‫الشرعيين مربحًا جدًا‪ ،‬ولكن كان اختطافهم‬ ‫للسياح الغربيين أكثر ربحًا‪.‬‬

‫تنحي حطاب وقتل صحراوي فأصبح عبد الملك دروكدال زعيما ً للجماعة ا‬ ‫واصبحت الجماعة مركزاً أقليميا ً لتنظيم القاعدة وفي ‪ 2007‬أصبح‬

‫‪‎‬وتعرضت هيبة حطّاب كزعيم للجماعة‬ ‫السلفية لالنتقاص‪ ،‬بسبب وقفة التحدي من‬ ‫مرؤوسيه في جنوب الصحراء‪ ،‬واالنتقادات‬ ‫التي وجهت إليه من النشطاء األصغر سنًا‪،‬‬ ‫وهما نبيل صحراوي وعبد الملك دروكدال‪،‬‬ ‫اللذان انبهرا بتنظيم القاعدة‪ ،‬وأمام كل هذا‬ ‫أجبر حطاب على التنحي في أغسطس‪ /‬آب‬ ‫‪ ،2003‬لمصلحة صحراوي‪ ،‬والذي قتل في‬ ‫وقت الحق في كمين أمني‪ ،‬مما فتح الطريق‬ ‫أمام دروكدال ليصبح زعي ًما بال منازع‬ ‫للجماعة السلفية‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وبتزعم دروكدال للجماعة وجد بن الدن‪،‬‬ ‫بعد سنوات من رفضه من قبل الجهاديون‬ ‫المناهضون لألجانب في الجزائر‪ ،‬شركاء‬ ‫محتملين له‪ .‬وإن كان دروكدال كنموذج كان‬ ‫أقل أهمية بالنسبة إلى مؤسس القاعدة من‬ ‫أبو مصعب الزرقاوي‪ ،‬زعيم فرع تنظيم‬ ‫القاعدة في العراق‪ .‬حتى إن دروكدال اختار‬ ‫لقب حرب يحاكي لقب الزرقاوي‪ ،‬وهو أبو‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫قداما المقاتلين ضد اإلتحاد السوفيتي قضوا علي هذا االلتزام‬

‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫الشاذلي من جديد كان صادقا ً في التزامة بتحقيق التحرر السياسي لكن قلة يسمون انفسهم‬

‫محمد بوضياف ‪ ..‬أعادوه من منفاه ليكون رئيساً للجزائر ‪ ..‬لكنه قتل علي يد‬ ‫حارسه الشخصي في حادث غامض‬

‫‪29‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الهجمات االنتحارية غير معروفة (وحدث‬ ‫االستثناء الوحيد نتيجة لخطأ على األرجح‪،‬‬ ‫حين فجر إرهابي نفسه بشكل غير متوقع‬ ‫باستخدام القنبلة التي كان يحملها)‪ .‬وكان‬ ‫من المفترض دفن أهوال الحرب األهلية‬ ‫ضد المقاتلين اإلسالميين في الماضي‪ .‬كما‬ ‫أن توصُّ ل الرئيس الجزائري عبد العزيز‬ ‫بوتفليقة إلى "قانون للوفاق المدني" حظي‬ ‫بموافقة واسعة حين طرح لالستفتاء‪ .‬وبعد‬ ‫ستة أعوام‪ ،‬وسّع الرئيس عبد العزيز‬ ‫بوتفليقة مبادرته من خالل "ميثاق من أجل‬ ‫السلم والمصالحة الوطنية"‪ ،‬وأقره االستفتاء‬ ‫أيضًا‪ .‬ورغم كل هذا عاد اإلرهاب ليضرب‬ ‫الجزائر مرة أخرى باسم الجهاد‪ ،‬تحت لواء‬ ‫تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫ولكي نفهم هذه العملية برمتها‪ ،‬ال بد أن‬ ‫نعود إلى تاريخ الجزائر الحديث‪ ،‬ففي‬ ‫أكتوبر‪ /‬تشرين أول ‪ ،1988‬عندما اندلعت‬ ‫أعمال شغب اجتماعية في العاصمة‪ .‬كان‬ ‫المحتجون من الشبان المحرومين يقلدون‬ ‫"ثورة الحجارة" الفلسطينية ضد االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬فقاموا باستفزاز قوات األمن‬ ‫بالطوب والنبال‪ ،‬وتحدوا نظام الحزب‬ ‫الواحد المتمثل في جبهة التحرير الوطنية‪،‬‬ ‫كما نددوا بتفشي الفساد والفشل االقتصادي‬ ‫الذي تعاني منه الجزائر رغم كل ثروة‬ ‫البالد النفطية‪ .‬فسحقت السلطات هذه‬ ‫االنتفاضة االجتماعية دون رحمة‪ ،‬ولقي‬ ‫مئات من مثيري الشغب مصرعهم‪ .‬ومع‬ ‫مرور السنين لم يعد مقبولاً احتكار جبهة‬ ‫التحرير الوطنية للحياة السياسية‪ ،‬واقتضت‬ ‫الضرورة الموافقة على أحزاب أخرى‪ ،‬بما‬ ‫فيها الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ‪ ،‬وهى ائتالف‬ ‫من أشكال مختلفة من اإلسالم السياسي‪.‬‬ ‫واعتبرت الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ أن‬ ‫الجزائر ال تزال "تحت االحتالل"‪ ،‬على‬ ‫األقل من الناحية الثقافية‪ ،‬وتعهدت باستعادة‬ ‫"الهوية اإلسالمية" للبالد من خالل قتال‬ ‫"حزب فرنسا" وهم النخبة العلمانية التقدمية‬ ‫الناطقة باللغة الفرنسية‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وكانت الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ تراهن على‬ ‫آليات التحول الديمقراطي لتحقيق أهدافها‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬واكتسبت هذه المقامرة على‬ ‫"الجهاد السياسي" زخ ًما بعد تحقيق الجبهة‬ ‫النتصار ساحق في االنتخابات البلدية في‬ ‫شهر أبريل‪/‬نيسان لعام ‪ .1990‬لكن الرياح‬ ‫جاءت بماال تشتهي الجبهة بسبب قلة وصفوا‬ ‫أنفسهم بقدامى المقاتلين خالل الحرب ضد‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫بعد نجاح جبهه اإلنقاذ في الجولة االولى لإلنتخابات التشريعية ‪ 1991‬تزايد قلق الجيش من تصاعد التيار المتطرف فتدخلت‬ ‫وعزلت الرئيس الشاذل بن جديد وأوقفت اإلنتخابات لتبدأ المواجهات‬

‫االتحاد السوفيتي في أفغانستان‪ ،‬خرجوا إلى‬ ‫الشوارع الجزائرية يرتدون الزي األفغاني‬ ‫(عيونهم مكتحلة ولحاهم مصبوغة بالحناء)‪:‬‬ ‫يستعرضون قوتهم ويدعون للجهاد‬ ‫العسكري ضد الكفار‪ ،‬ورغم أن الرئيس‬ ‫الجزائري وقتها‪ ،‬الشاذلي بن جديد‪ ،‬كان‬ ‫صادقًا في التزامه بتحقيق التحرر السياسي‪.‬‬ ‫إال ان تصرفات هذه القلة الصاخبة أثارت‬ ‫حفيظه مسئولي االختيار العسكريين‪،‬‬ ‫الذين كان يصفهم الشعب الجزائري بأنهم‬ ‫"صناع القرار" فقد تزايد قلقهم من تصاعد‬ ‫التيار المتطرف ‪ .‬لذلك عندما فازت الجبهة‬ ‫بالجولة األولى في االنتخابات التشريعية‬ ‫‪ ،1991‬تدخلت القيادة وعزلت الرئيس بن‬ ‫جديد‪ ،‬ووضعته قيد اإلقامة الجبرية في‬ ‫منزله و"أوقفت" العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫كما ألقت قوات األمن القبض على اآلالف‬ ‫من نشطاء وأنصار الجبهة اإلسالمية‬ ‫لإلنقاذ‪ ،‬في حين توارت الشبكات "األفغانية"‬ ‫وشنت الخاليا الجهادية هجمات عنيفة‬ ‫على موظفي الخدمة المدنية والمفكرين‬ ‫العلمانيين‪ .‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬اندمجت‬ ‫هذه القوى في أكتوبر‪/‬تشرين أول ‪،1992‬‬ ‫ليشكلوا (الجماعة اإلسالمية المسلحة)‪،‬‬ ‫بينما أسست الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ الجناح‬ ‫العسكري الخاص بها‪ ،‬وسمته الجيش‬ ‫اإلسالمي لإلنقاذ‪ .‬وطردت المملكة العربية‬ ‫السعودية أسامة بن الدن في ذلك الحين‪.‬‬ ‫ومن مقره الجديد في السودان‪ ،‬كان بن الدن‬ ‫يعزز تنظيم القاعدة في جميع أنحاء العالم‬

‫اإلسالمي‪ .‬ولكن انفتاحه على الجماعة‬ ‫اإلسالمية المسلحة لم يكن متبادال‪ ،‬ألنه‬ ‫حتى الجهاديين المتشددين رفضوا أي تدخل‬ ‫من خارج الجزائر في كفاحهم ضد النظام‬ ‫الجزائري‪ .‬وأصبحت الجماعة اإلسالمية‬ ‫المسلحة غارقة أيضًا في دوامة من المذابح‬ ‫الدموية‪ ،‬أوال ضد التجمعات المؤيدة‬ ‫للحكومة‪ ،‬ثم ضد معاقل الجبهة اإلسالمية‬ ‫لإلنقاذ المنافسة‪ ،‬ثم في نهاية المطاف ضد‬ ‫الجماعات الجهادية المنشقة‪.‬‬ ‫‪‎‬‬

‫في نفس الوقت ساد االرتباك في صفوف‬ ‫النظام‪ ،‬حيث أعادوا أحد األعضاء‬ ‫المؤسسين لحزب جبهة التحرير الوطنية‪،‬‬ ‫وهو محمد بوضياف‪ ،‬من منفاه في المغرب‬ ‫ليكون رئيسًا جديدًا للدولة‪ .‬إال أنه لقي‬ ‫مصرعه على يد حارسه الشخصي في‬ ‫شهر يونيو‪ /‬حزيران ‪ ،1992‬في ظروف‬ ‫غامضة‪ .‬وهكذا أصبحت الجزائر تحت‬ ‫حكم زعامة جماعية‪ ،‬وخرج منها الجنرال‬ ‫اليميني زروال‪ ،‬بوصفه الرجل األقوى‪.‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫وفي نوفمبر‪/‬تشرين ثان ‪ ،1995‬أقيمت أول‬ ‫انتخابات رئاسية متعددة األطراف‪ ،‬وحصل‬ ‫فيها زروال على ‪ ٪ 61‬من األصوات‪،‬‬ ‫بينما حصل منافسه إسالمي الذي ال ينتمي‬ ‫للجبهة اإلسالمية لإلنقاذ على ‪ .٪ 25‬وهو‬ ‫ما منح زروال الشرعية والقوة التي مكنته‬ ‫من التوصل إلى مفاوضات مع الجبهة‬ ‫اإلسالمية لإلنقاذ‪ ،‬من أجل إيقاف الحرب‬ ‫األهلية‪ .‬وبالفعل استجابت الجبهة وأعلنت‬ ‫‪28‬‬


‫قصة الغالف‬

‫الجزائر‬

‫هل انتهى زمن العنف؟‬

‫يستقي فيليو معلوماته من تاريخ الجزائر حين يشرح كيف ازداد اختراق تنظيم‬ ‫القاعدة للبالد‪ ،‬وأصبح عقبة منذ عقد التسعينيات‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫‪‎‬في صباح يوم ‪ 11‬أبريل‪ /‬نيسان من عام‬ ‫‪ ،2007‬هز انفجار مدمر وسط الجزائر‬ ‫العاصمة‪ ،‬عندما انفجرت سيارة مفخخة‬ ‫أمام قصر الحكومة‪ .‬في نفس اللحظة‪ ،‬وقع‬ ‫هجومان إرهابيان آخران في الضواحي‬ ‫الشرقية للعاصمة‪ ،‬وأصابا مركزين أمنيين‪.‬‬ ‫وسرعان ما ارتفع عدد الوفيات إلى ‪30‬‬ ‫شخصا‪ ،‬بينما أصيب مئات آخرون‪ .‬وأعلن‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫تنظيم القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي‬ ‫مسئوليته عن المذبحة‪ ،‬وتعهد "بتحرير‬ ‫أرض اإلسالم من الصليبيين وحلفائهم‬ ‫المرتدين"‪ .‬ونشر موقع إلكتروني للناشطين‬ ‫الجهاديين صورًا للثالثة انتحاريين‪ ،‬وتم‬ ‫التعرف على االنتحاري الوحيد الذي أظهر‬ ‫وجهه‪ ،‬وكان يدعى مروان بودينا‪ ،‬وهو‬ ‫فتى جانح ومارق من ضواحي العاصمه‬

‫المكتظة بالسكان وتحول للتطرف على يد‬ ‫إمام يتمتع بالجاذبية‪ ،‬ولقي حتفه تحت اسم‬ ‫الحرب المستعار معاذ بن جبل‪.‬‬ ‫‪‎‬‬

‫وكانت صدمة المجتمع الجزائري رهيبة‬ ‫في هذا الحادث الذي فاق في تأثيراته كل‬ ‫التوقعات‪ ،‬حتى أثناء ذروة العنف السياسي‪،‬‬ ‫أي خالل "العقد األسود" للتسعينيات كانت‬ ‫‪27‬‬


‫الجزائر‬

‫هل انتهى زمن العنف؟‬ ‫بقلم‬ ‫جين بيير فيليو‬

‫العدد ‪1542‬‬

‫‪26‬‬


‫قصة الغالف‬

‫‪© Getty Images‬‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫‪25‬‬


‫مجلة العرب الدولية مجلة العرب الدولية مجلة العرب الدولية‬

‫مجلة العرب الدولية مجلة العرب الدولية مجلة العرب الدولية مجلة العرب الدولية‬

‫‪www.majalla.com‬‬


‫تحليالت‬

‫انقالب في اإلخوان‬ ‫بديع يعين ‪ 4‬نواب له و‪ 3‬ناطقين إعالميين باسم الجماعة‬ ‫"القاهرة" ‪ :‬محمد إسماعيل‬ ‫أجرت جماعة اإلخوان المسلمين تعديالت غير‬ ‫مسبوقة في تشكيل مكتب اإلرشاد – أعلى هيئة إدارية‬ ‫بالجماعة‪ ،-‬حيث قرر الدكتور محمد بديع‪ ،‬المرشد‬ ‫العام الثامن للجماعة‪ ،‬تعيين ‪ 3‬نواب له هم جمعة أمين‬ ‫ورشاد البيومي ومحمود عزت‪ ،‬باإلضافة إلى خيرت‬ ‫الشاطر‪ ،‬الصادر ضده حكم من المحكمة العسكرية‬ ‫العليا بالسجن لمدة ‪ 5‬سنوات‪ ،‬ليصبح إجمالي عدد‬ ‫نواب المرشد ‪ 4‬نواب للمرة األولى في تاريخ الجماعة‬ ‫ونص القرار‪ ،‬الذي أصدره بديع"اليوم" على‬ ‫تنصيب نفسه متحدثًا رسميًا باسم الجماعة وتعيين‬ ‫‪ 3‬متحدثين إعالميين باسم اإلخوان من أعضاء‬ ‫مكتب اإلرشاد؛ هم الدكتور عصام العريان‬ ‫والدكتور سعد الكتاتني والدكتور محمد مرسى‬ ‫وكشفت مصادر مطلعة بمكتب اإلرشاد أن عدد نواب‬ ‫المرشد قد يرتفع إلى ‪ 5‬نواب خالل الـ‪ 3‬أشهر القادمة في‬ ‫حالة تعيين نائب للمرشد من الخارج‪ ،‬خلفًا لحسن هويدي‬ ‫القيادي اإلخواني السوري الذي توفي قبل نحو عام ‪.‬‬ ‫ووصفت مصادر وثيقة الصلة بالجماعة اإلجراءات‬ ‫التي اتخذها بديع بالسابقة في تاريخ اإلخوان وقالت‬ ‫‪":‬لم يحدث في تاريخ الجماعة منذ تأسيسها عام‬ ‫‪ 1928‬إن اتخذ مرشدًا عا ًما لإلخوان ‪ 4‬نواب له‬ ‫باإلضافة إلى ‪ 3‬متحدثين إعالميين‪"،‬الفتة إلى‬ ‫أن هذه اإلجراءات تؤكد أن األزمة التي مرت بها‬ ‫الجماعة أثناء انتخابات مكتب اإلرشاد لم تنته بعد‪.‬‬ ‫بدوره أكد عصام العريان‪ ،‬عضو مكتب اإلرشاد‬ ‫والناطق اإلعالمي باسم اإلخوان أن الالئحة الداخلية‬ ‫للجماعة تمنح للمرشد العام حق تعيين نائب أو أكثر‪،‬‬ ‫حسبما يرى ولم تحدد حدًا أقصى لعدد النواب‪.‬‬ ‫وقال عصام العريان‪ ،‬في تصريحات خاصة‬ ‫لـ"المجلة"‪:‬هذه اإلجراءات تم اتخاذها بعد أن تبين‬ ‫لإلخوان أن االكتفاء بنائب واحد أحدث مشاكل داخل‬ ‫الجماعة"في إشارة إلى الدكتور محمد حبيب‪ ،‬النائب‬ ‫األول السابق للمرشد الذي أعلن استقالته أخيرًا من‬ ‫مكتب اإلرشاد ومجلس الشورى العالمي لإلخوان‪.‬‬ ‫وأشار العريان إلى أن تنصيب ‪ 4‬نواب للمرشد‬ ‫من داخل مصر ال يعني االستغناء عن تنصيب‬ ‫قيادي من إخوان الخارج نائبًا للمرشد‪ ،‬كما‬ ‫جرت العادة وقال‪":‬أرجو أن تتمهلوا قليلاً‬ ‫وتنتظروا قرارات الجماعة خالل الفترة القادمة"‬ ‫ونفى العريان اتجاه الجماعة لفرض حظر‬ ‫إعالمي على المرشد العام الثامن الدكتور‬ ‫"محمد بديع" بعد تنصيب ‪ 3‬أعضاء بمكتب‬ ‫اإلرشاد ناطقين إعالميين باسم الجماعة‪ ،‬الفتًا‬ ‫إلى أن بديع هو المتحدث الرسمي باسم الجماعة‪.‬‬ ‫وفى السياق ذاته أكد الدكتور أسامة نصر‪ ،‬عضو‬ ‫مكتب اإلرشاد أن تحديد عدد نواب المرشد أمر يتعلق‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫بسير العمل داخل الجماعة وقال في تصريحات خاصة‬ ‫لـ"المجلة"‪":‬في فترة المستشار مأمون الهضيبي‪،‬‬ ‫المرشد العام األسبق لإلخوان‪ ،‬لم يكن هناك نواب‬ ‫للمرشد من األساس وفى فترة مصطفى مشهور كان‬ ‫هناك نائب واحد واليوم اختار بديع ‪ 4‬نواب وهذا حقه"‬

‫قبل عدة أشهر نصت على احتفاظ عضو مكتب‬ ‫اإلرشاد بعضويته للمكتب أثناء وجوده داخل السجن‬ ‫إال أن مصادر أكدت أن هذه هي المرة األولى التي‬ ‫يحتفظ فيها قيادي بالجماعة هو خيرت الشاطر‬ ‫بمنصبه كنائب للمرشد أثناء وجوده داخل السجن‪.‬‬

‫ورفض نصر الربط بين تنصيب ناطقين إعالميين‬ ‫باسم اإلخوان واتجاه الجماعة إلى االنغالق في التعامل‬ ‫مع وسائل اإلعالم‪ ،‬مشيرًا إلى أن القرار لم يحظر‬ ‫على باقي قيادات الجماعة اإلدالء بتصريحات لوسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬وإنما اختص المتحدثين اإلعالميين باإلعالن‬ ‫عن المواقف والبيانات الرسمية الصادرة عن اإلخوان‪.‬‬

‫من ناحيته وصف ثروت الخرباوي‪ ،‬القيادي السابق‬ ‫بجماعة اإلخوان المسلمين‪ ،‬اإلجراءات التي اتخذها‬ ‫بديع بغير الطبيعية‪ ،‬مشيرًا إلى أنها تؤكد أن أزمة‬ ‫االنتخابات مازالت تتحكم في مصير الجماعة‪.‬‬

‫وأوضح نصر أن القرار األخير ألغى الترتيب‬ ‫المعروف لنائب المرشد‪ ،‬والذي كان يتضمن"‬ ‫نائب أول" و"نائب ثاني" و"نائب ثالث" كان بديع‬ ‫أصدر قرارًا األسبوع الماضي بتنصيب محمود‬ ‫حسين عضو مكتب اإلرشاد أمينًا عا ًما للجماعة‪،‬‬ ‫خلفًا لمحمود عزت‪ ،‬الذي تمت ترقيته وفقًا للقرار‬ ‫األخير إلى نائب للمرشد وأكدت مصادر وثيقة‬ ‫الصلة بالجماعة أن مكتب اإلرشاد أرجأ تسمية نواب‬ ‫المرشد لمدة أسبوع بسبب ضغوط مارسها جمعة أمين‬ ‫عضو مكتب اإلرشاد‪ ،‬حتى يتم تنصيبه نائبًا للمرشد‪.‬‬ ‫وقالت المصادر‪":‬كان من المفترض أن تعلن الجماعة‬ ‫األسبوع الماضي عن تسمية كل من محمود عزت‬ ‫نائبًا أول ورشاد البيومي نائبًا ثانيًا مع االحتفاظ‬ ‫بخيرت الشاطر بمنصبه كنائب مرشد إال أن‬ ‫جمعة أمين مارس ضغوطًا قوية حتى يتم تنصيبه‬ ‫نائبًا للمرشد‪ ،‬ويبدو أن ضغوطه أتت بثمارها"‪.‬‬ ‫كانت الجماعة أجرت تعديالت على الئحتها الداخلية‬

‫وقال الخرباوي لـ"المجلة"‪":‬أتفهم أن يختار المرشد‬ ‫منافسه في االنتخابات نائبًا أول وأن يختار شخصية‬ ‫ذات ملكات خاصة نائبًا ثانيًا‪ ،‬لكن أن يختار ‪ 4‬نواب‬ ‫دفعة واحدة فهذا أمر غير منطقي على اإلطالق"‪.‬‬ ‫وأكد الخرباوي أن إقدام المرشد على اختيار ‪3‬‬ ‫متحدثين إعالميين يؤكد أن الهدف من االختيارات هو‬ ‫ترضية بعض أعضاء مكتب اإلرشاد من خالل توزيع‬ ‫مناصب رسمية عليهم ( ترضيات انتخابية ) واعتبر‬ ‫الخرباوي أن اإلجراءات األخيرة كانت تهدف أيضًا‬ ‫إلى ترقية قيادات بعينها داخل الجماعة مثل محمود‬ ‫عزت الذي تم تصعيده إلى منصب نائب المرشد بعد‬ ‫أن شغل منصب أمين عام الجماعة لفترة طويلة‪.‬‬ ‫وأضاف‪":‬هذه اإلجراءات تؤكد أن محمد بديع الحول‬ ‫له وال قوة وأنه مجرد واجهة فقط‪ ،‬بينما هناك قيادات‬ ‫أخرى تدير الجماعة "‪ ،‬مشيرًا في الوقت ذاته إلى اأن‬ ‫احتفاظ خيرت الشاطر بمنصبه من داخل محبسه دليل‬ ‫على قوته التنظيمية و"كأنه االبن السجين الذي تنتظر‬ ‫الجماعة خروجه ليقودها"ـ على حد تعبير الخرباوي‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫من قتل مسعود؟!‬

‫طهران تستدعي القائم باألعمال السويسري وتبلغه اتهامها لواشنطن بالتورط في‬ ‫اغتيال عالم الذرة ‪ ..‬اإلصالحيون يتهمون نظام نجاد بارتكاب الجريمة‬ ‫"دبي" ‪ :‬نجاح محمد علي‬ ‫‪ ‬وقالت هيئة الطاقة النووية إن محمدي لم يكن من بين‬ ‫موظفيها‪ .‬غير أنه ليس من الواضح فيما إذا كان كل‬ ‫خبير يعمل لدى البرنامج النووي‪ ،‬ينبغي أن يكون أيضًا‬ ‫موظفًا رسميًا في الهيئة المذكورة‪.‬‬

‫استدعت وزارة الخارجية اإليرانية القائم بأعمال‬ ‫السفارة السويسرية بطهران‪ ،‬التي ترعى بالده‬ ‫المصالح األمريكية في إيران‪ ،‬وسلمته مذكرة احتجاج‬ ‫على ماتقول بتورط واشنطن في اغتيال عالم الذرة‬ ‫اإليراني "مسعود علي محمدي" ‪.‬‬

‫‪ ‬وقام التليفزيون الرسمي بتغطية واسعة «للشهيد»‬ ‫وعرض موقع التفجير خارج منزله‪ ،‬وقد حطم باب‬ ‫المبنى الواقع في شمال طهران وحطم نوافذ المنازل‬ ‫المجاورة‪.‬‬

‫وقالت مصادر في الخارجية إن المذكرة أشارت أيضًا‬ ‫إلى ما سمته طهران "إيواء الواليات المتحدة للجمعية‬ ‫الملكية المعارضة الضالعة في أعمال إرهابية"‪ ،‬حيث‬ ‫تتهمها طهران بالوقوف خلف اغتيال محمدي األسبوع‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫‪ ‬وعلم أن‪ ‬مسئول الشئون األمريكية في وزارة الخارجية‬ ‫اإليرانية قال في هذا اللقاء "بناء على األدلة والوثائق‬ ‫الدامغة غير القابلة لإلنكار فإن الشبكة اإلرهابية‬ ‫الضالعة في قتل عالم الذرة‪ ،‬والتي كانت تنوي أيضًا‬ ‫ارتكاب أعمال إرهابية أخرى داخل إيران تتلقى الدعم‬ ‫والتوجيه من زمرة معادية للثورة مستقرة في أمريكا"‪.‬‬ ‫وأضاف "أن هذه الزمرة المعادية للثورة قامت من داخل‬ ‫األراضي األمريكية باالستفادة من اإلمكانات اإلعالمية‬ ‫وشبكة اإلنترنت بتجنيد اإلرهابيين ودعمهم ماليًا‬ ‫وتدريبهم وإرسالهم إلى داخل إيران‪ ،‬وقد تبنت رسميًا‬ ‫مسئولية اغتيال محمدي وأعمال إرهابية أخرى" ‪.‬‬ ‫وطلب المسئول اإليراني من الحكومة األمريكية‬ ‫العمل بواجباتها والتزاماتها الدولية فيما يخص‬ ‫قضية مكافحة اإلرهاب وتسليم قادة وعناصر‬ ‫المجموعة المعارضة إلى إيران من أجل مقاضاتها‪.‬‬ ‫وتتضارب المعلومات الواردة من طهران حول اغتيال‬ ‫أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران‪ ،‬والذي تصفه‬ ‫السلطات بأنه عالم نووي‪ ،‬لكن اإلصالحيين يقولون‬ ‫إنه ‪ ‬مؤيد لحركة المعارضة ‪ ‬الخضراء بقيادة مير‬ ‫حسين موسوي‪.‬‬ ‫ويؤكد اإلصالحيون أن محمدي الذي اغتيل الثالثاء من‬ ‫األسبوع قبل الماضي أمام منزله في ضاحية قيطرية‬ ‫شمال طهران بانفجار دراجة بخارية تم التحكم بها عن‬ ‫بعد‪ ،‬كان من بين ‪ 420‬أستا ًذا في جامعة طهران وقعوا‬ ‫على بيان ‪ ‬بتاريخ ‪ 9‬يونيه‪/‬حزيران الماضي‪ ،‬أي قبل‬ ‫االنتخابات الرئاسية التي جرت في ‪ 12‬يونيو‪/‬حزيران‬ ‫الماضي بثالثة أيام‪ ،‬أيدوا فيه المرشح اإلصالحي مير‬ ‫حسين موسوي‪.‬‬ ‫وأشارت المواقع اإللكترونية التابعة لإلصالحيين إلى‬ ‫أن هذه الحقيقة – وليس دوره المحتمل في البرنامج‬ ‫النووي – قد تكمن خلف مقتله‪ ،‬إذ ربط الموقع الرسمي‬ ‫لموسوي " كلمه "‪ ،‬اغتيال ‪ ‬األستاذ الجامعي بمقتل‬ ‫نجل شقيقة موسوي خالل مظاهرات يوم عاشوراء‬ ‫(‪ 27‬من الشهر الماضي) ‪ ‬في إيحاء غير مباشر‬ ‫إلى أن مقتل هذا الشخص األكاديمي جاء كطريقة‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫‪ ‬وربط محمود أحمدي‪ ،‬وهو نائب أصولي وعضو في‬ ‫لجنة األمن الوطني‪ ،‬عملية القتل باألزمة التي وقعت‬ ‫بعد االنتخابات‪.‬‬

‫لممارسة مزيد من الضغط على معارضي النظام‪.‬‬ ‫‪ ‬وقال الموقع"‪ ،‬في أعقاب عملية االغتيال المشبوهة‬ ‫البن أخت موسوي (بتاريخ ‪ 27‬كانون األول (ديسمبر)‬ ‫الماضي‪ ،‬حدثت عملية اغتيال األستاذ الملتزم بجامعة‬ ‫طهران"‪.‬‬ ‫وسارع ‪ ‬الكثير من اإلصالحيين إلى االشتباه في أن‬ ‫عملية القتل كانت مؤامرة من جانب " غالة المحافظين"‬ ‫لترويع ‪ ‬الناس العاديين‪ .‬ذلك أن االغتيال خارج منازل‬ ‫الضحايا باستخدام القنابل‪ ،‬أو المسدسات سوف يذكر‬ ‫كثيرًا من اإليرانيين بسنوات انعدام األمن‪ ،‬التي أعقبت‬ ‫انتصار الثورة اإلسالمية في عام ‪.1979‬‬ ‫‪ ‬وقالت مواقع إخبارية‪ ،‬ومنها موقع " آينده نيوز" الذي‬ ‫يعتقد أن مهدي هاشمي رفسنجاني‪ ،‬نجل رئيس مجمع‬ ‫تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني يديره‪" ،‬إن‬ ‫محمدي لم تكن له عالقة بالبرنامج النووي‪ ،‬بل كان‬ ‫أستا ًذا متمي ًزا للفيزياء لديه ميول إصالحية‪.‬‬

‫وتتضارب المعلومات‬ ‫الواردة من طهران حول‬ ‫اغتيال أستاذ الفيزياء‬ ‫النووية في جامعة طهران‪،‬‬ ‫والذي تصفه السلطات بأنه‬ ‫عالم نووي‪ ،‬لكن اإلصالحيين‬ ‫يقولون إنه ‪ ‬مؤيد لحركة‬ ‫المعارضة ‪ ‬الخضراء بقيادة‬ ‫مير حسين موسوي‬

‫‪ ‬واتهم التليفزيون والرسميون والمتشددون من‬ ‫المحافظين‪ ،‬المخابرات األمريكية واإلسرائيلية‬ ‫بالوقوف خلف االغتيال وأنهما " وضعتا عمليات القتل‬ ‫على أجندتهما الجديدة كجزء من مؤامراتهما المزعومة‬ ‫بهدف إثارة االضطرابات الداخلية في إيران"‪.‬‬ ‫‪ ‬وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية والتابعة للحرس‬ ‫الثوري إن جمعية مملكة إيران‪ ،‬وهي جماعة مؤيدة‬ ‫للنظام الملكي ادعت مسئوليتها عن الهجوم‪.‬‬ ‫‪ ‬ويعتقد أن نحو عشرة من أعضاء الجمعية موجودون‬ ‫في السجن منهم ما ال يقل عن أربعة محكوم عليهم‬ ‫باإلعدام‪ ،‬بزعم االشتراك في إثارة األزمة التي وقعت‬ ‫بعد االنتخابات‪.‬‬ ‫وقد نفت ‪ ‬الجمعيةُ الملكية اإليرانية مسئوليتَها عن عملية‬ ‫االغتيال‪ ،‬وح ّمل ٌ‬ ‫بيان نشرته الجمعية على موقعها على‬ ‫ت اإليرانية مسئوليةَ االغتيال‪.‬‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬االستخبارا ِ‬ ‫وقالت الجمعيةُ إن خبر تبني العملية من قبلها ‪ ‬نُشر على‬ ‫ُ‬ ‫االستخبارات‬ ‫موقع ال يتبع الجمعية بل هو موقع أنشأته‬ ‫اإليرانية على ح ّد البيان‪.‬‬ ‫‪ ‬بالمقابل اعتبرت واشنطن أن اتها َمها بالضلوع في‬ ‫التفجير الذي أودى بحياة عالم نووي إيراني بارز "ليس‬ ‫له معنى"‪.‬‬ ‫‪ ‬في هذه األثناء‪ ،‬قال مسئول في مكتب الحاكم العام‬ ‫لمدينة طهران لوكالة أنباء الطلبة المعروفة اختصارًا‬ ‫باسم ‪ ‬ايسنا ‪« ‬إن أحد االحتماالت هو أن منظمة‬ ‫"مجاهدين خلق"‪ ،‬وهي جماعة معارضة مسلحة تعيش‬ ‫في المنفى ولديها سجل من عمليات القتل المشابهة‪ ،‬تقف‬ ‫وراء الحادث‪.‬‬ ‫‪ ‬وهناك بعض األعضاء الذين ينتمون لهذه المنظمة‬ ‫موجودون أيضًا بالسجن بتهمة إثارة األزمة األخيرة‪.‬‬ ‫‪ ‬ولم يتضح فيما إذا كان مقتل محمدي سيؤدي إلى سرعة‬ ‫تنفيذ حكم اإلعدام بحق هؤالء األشخاص وإلى مزيد من‬ ‫قمع المعارضة‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫شعارات التغيير واإلصالح لم تغفر‬ ‫أخطاء أوباما‬ ‫‪ 40%‬من األمريكيين اعتبروا خطاب حالة االتحاد غير مرضى‬ ‫"القاهرة" ‪ :‬وسام شريف‬

‫كان الشعب األمريكي يعلق آماالً عريضة‬ ‫على خطاب "حالة االتحاد" الذي ألقاه‬ ‫أوباما للمرة األولى وكانت لديهم توقعات‬ ‫كبيرة بشأن خطط الرئيس المدروسة حول‬ ‫المستقبل وتقييم الحاضر‪ .‬وكان أوباما قد‬ ‫حظي خالل حملته الرئاسية والفترة القصيرة‬ ‫التي أعقبت تلك الحملة بقدر هائل من‬ ‫الدعم لسياساته التي رفعت شعار التغيير‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن العام األول من الرئاسة‬ ‫أوضح للسياسي المتابع أن األمر يحتاج‬ ‫إلى أكثر من مجرد اإلخالص والطموح‪.‬‬ ‫ووفقا ً ألوباما فإن بشائر التحسن في الوضع‬ ‫الراهن للبالد قد بدأت تظهر بالرغم من‬ ‫االنتكاسات العديدة التي شهدتها الفترة‬ ‫األخيرة ‪ ،‬وشدد أوباما على أهمية تعزيز‬ ‫االقتصاد في سبيل التغلب على التحديات‬ ‫المستقبلية‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن الرئيس األمريكي‬ ‫سلط الضوء على وقوف األمة بعد عثرتها‬ ‫االقتصادية بفضل اإلصالح المالي الذي تم‬ ‫تحقيقه منذ أن وطأت قدماه البيت األبيض‪.‬‬ ‫واألمر الذي كان واضحا ً في خطابه هو ذلك‬ ‫التحول من فكرة التغيير التي استخدمت‬ ‫العام الماضي إلى فكرة تعزيز اإلصالح في‬ ‫مختلف قطاعات االقتصاد‪ ،‬والتي أظهرت‬ ‫بدورها تحوالً في االهتمام من الرعاية‬ ‫الصحية إلى البطالة‪ .‬وربما يكون أوباما‬ ‫قد الحظ خالل العام الماضي تزايد مشاعر‬ ‫اإلحباط نتيجة لمعدالت البطالة وبنا ًء عليه‬ ‫أعطى األولوية لتلك المشكلة في خطابه‪.‬‬ ‫وقد تباهى أوباما في خطابه بخفض‬ ‫الضرائب بشكل كبير األمر الذي من شأنه‬ ‫أن يساعد الطبقة الوسطى ويتيح المزيد من‬ ‫فرص العمل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا الجزء من‬ ‫أجندة اإلصالح الخاصة بأوباما أثار الدهشة‬ ‫اكثر مما اثار االهتمام ‪ ‬حيث يبدو ان هناك‬ ‫شيئا ً من التناقض الواضح بين إستراتيجيات‬ ‫إزالة الضرائب وقرار أوباما زيادة عدد‬ ‫القوات األمريكية العاملة في أفغانستان ألن‬ ‫المال الذي يتم توفيره من أجل التعامل مع‬ ‫مشكلة البطالة ينفق علي الحرب‪ .‬وقد أفاض‬ ‫في توضيح فكرة أن حرب أمريكا مع القاعدة‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫تعد بمثابة حجر األساس على طريق عودة‬ ‫الجنود األمريكيين‪ .‬وعلى أية حال‪ ،‬يبدو‬ ‫أن الحرب على اإلرهاب أصبحت بمثابة‬ ‫"كبش الفداء" الذي يُستغل لتفسير أي أزمات‬ ‫داخلية‪ ،‬حيث إنها لم تحظ بأدنى قدر من‬ ‫االهتمام خالل التحليل الذي أعقب الخطاب‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬ظل أوباما ثابتا ً فيما‬ ‫يتعلق بمبادرته إلصالح الرعاية الصحية‬ ‫األمر الذي أدى إلى شيء من العبوس‬ ‫على وجوه الجمهوريين نتيجة لما أثارته‬ ‫تلك المبادرة من نزاعات ومشاعر‬ ‫معادية للحكومة عند عرضها للمرة‬ ‫األولى‪ .‬واستغل أوباما بالغته الخطابية‬ ‫في وصف الوضع السيئ الذي ستواجهه‬

‫يرى المحللون أن‬ ‫أوباما على أفضل‬ ‫تقدير لم يزد على‬ ‫"تجميل" حملته‬ ‫االنتخابية عام‬ ‫‪2008‬‬

‫أمريكا إذا لم يتم تطبيق خطة الرعاية‬ ‫الصحية ووضع المتحدثين المعارضين‬ ‫في مواجهة مع الرأي العام عندما قال‪:‬‬ ‫"لقد نلت حظي من اللوم عندما لم أوضح‬ ‫الخطة للشعب األمريكي بصورة جلية"‪ .‬‬ ‫وبصرف النظر عن األهداف الجديدة‬ ‫البراقة في خطاب اوباما ‪" ،‬فإن التغيير لم‬ ‫يحدث بالسرعة الكافية" وال تزال الساحتان‬ ‫المحلية والدولية تتعثران‪ .‬ويرى المحللون‬ ‫أن أوباما على أفضل تقدير لم يزد على‬ ‫"تجميل" حملته االنتخابية عام ‪2008‬‬ ‫بمفاهيم جديدة مثل اإلصالح وتحويل‬ ‫االهتمام العام نحو أهداف تنموية أطول‬ ‫أمداً وأبقى أثراً مثل زيادة فرص العمل‪ .‬وقد‬ ‫أظهرت استطالعات للرأي عقب خطاب‬ ‫أوباما أجرته شبكة البي بي سي وشبكة‬ ‫أمريكا اإلخبارية الدولية ومؤسسة هاريس‬ ‫إنترأكتيف أن ‪ 84%‬من الذين أجري‬ ‫عليهم االستطالع كانت لديهم رؤية سلبية‬ ‫حول خطاب حالة االتحاد و‪ 40%‬اعتبروا‬ ‫الخطاب من وجهة نظرهم سيئا ً للغاية ‪..‬‬ ‫وذكر أوباما في خطابه أن الديمقراطيين‬ ‫يشهدون أعلى درجة من الشعبية خالل‬ ‫األعوام العشرة الماضية‪ ،‬غاضا ً الطرف‬ ‫عن الخسائر االنتخابية الثالثة المتتالية التي‬ ‫مني بها الديمقراطيون خالل شهر نوفمبر‪.‬‬ ‫وأوضح الصحفيون السياسيون مثل جون‬ ‫هيلمان ومارك هالبيرن عبر شبكة أخبار‬ ‫سي بي إس بعد الخطاب أن أوباما باعتباره‬ ‫سياسيا ً ذكيا ً نجح في تجنب إعطاء حلول‬ ‫للعديد من التحديات التي تواجهها األمة‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن هيلمان وهالبيرن‬ ‫يرون أن الديمقراطيين قد استوعبوا‬ ‫الدرس أكثر من الالزم فيما يتعلق باتباع‬ ‫خطة إجرائية تم وضعها من قبل‪ .‬وخالل‬ ‫حملة أوباما الرئاسية‪ ،‬اعتاد الديمقراطيون‬ ‫اتباع خطة إجرائية بغض النظر عن‬ ‫المتغيرات الخارجية‪ ،‬ولكنه مع وضع‬ ‫الخلفية االقتصادية واالجتماعية الحالية في‬ ‫الحسبان‪ ،‬فإنهم في حاجة إلى بدء التكيف‬ ‫مع التغيرات على الساحة‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫تحليالت‬

‫استمرار الجدل حول شرعية نجاد‬ ‫خامنئي يرفض رسالة من خاتمي لحل األزمة ورفسنجاني يتحدث‬ ‫عن مؤامرة ضده‬ ‫"دبي" ‪ :‬نجاح محمد على‬

‫قالت‪ ‬مصادر قريبة من إالصالحيين‬ ‫ان المرشد علي خامنئي رفض دعوة‬ ‫وجهها له‪ ‬الرئيس السابق محمد‬ ‫خاتمي‪ .‬في رسالة لحل االزمة الداخلية‪.‬‬ ‫وقالت المصادر ان مخابرات أحمدي نجاد تعمل‬ ‫للوقيعة بين زعماء االصالح عبر ترويج فكرة‬ ‫انهم مختلفون حول االعتراف بشرعية الرئيس‪.‬‬ ‫من جهته نفى محمد تقي كروبي نجل الزعيم‬ ‫االصالحي مهدي كروبي ان يكون والده‬ ‫قد ‪ ‬اعترف بشرعية أحمدي نجاد بأي شكل‬ ‫ألنها جاءت نتيجة ‪ ‬التالعب بأصوات الشعب‪.‬‬ ‫وأكد محمد تقي ‪ ‬أن‪ ‬خاتمي‪ ‬لم ينسق مع والده‬ ‫عندما بعث رسالته الى‪ ‬خامنئي‪ ‬لكنه شدد على‬ ‫أن المطلوب من الرئيس السابق أو المقربين‬ ‫منه توضيح تفاصيل الرسالة ومضمونها‬ ‫لمنع المتصيدين في األجواء ممن سماهم‬ ‫أدعياء الصحافة الذين حذر االصالحين منهم‪.‬‬ ‫وكانت وكالة فارس التابعة للحرس الثوري قالت‬ ‫إن الرئس السابق محمد خاتمي وجه انتقادات‬ ‫حادة للزعيمين االصالحيين المعترضين على‬ ‫نتائج االنتخابات مير حسين‪ ‬موسوي ومهدي‬ ‫كروبي بسبب رفضهما اقتراحا منه بتقديم رسالة‬ ‫للمرشد علي خامنئي حول رأيهما في تزوير‬ ‫نتائج االنتخابات قبل ان يذهب خامنئي اللقاء‬ ‫خطبة الجمعة بعد االنتخابات‪ ‬يوم ‪ 19‬يونيو‬ ‫ويعلن فيها تأييده صحة النتائج لكنهما لم يفعال‬ ‫ذلك وأغلقا كل الطرق نحو حل االزمة الداخلية‪.‬‬ ‫ويتهم االصالحيون وكالة فارس بنشر أخبار‬ ‫غير صحيحة لشق وحدة الحركة االصالحية‪.‬‬ ‫ونقل‪ ‬موقع برلمان نيوز لسان حال كتلة‬ ‫النواب االصالحيين في البرلمان االيراني‬ ‫عن الرئيس السابق محمد خاتمي قوله ان‬ ‫كل مايقوله الزعيم االصالحي مير حسين‬ ‫موسوي يعكس رأيه في االزمة الراهنة‪.‬‬ ‫‪ ‬وتسربت معلومات جديدة عن‪ ‬رسالة خاتمي‪ ‬‬ ‫الى خامنئي إذ تقول المصادر إن خاتمي‪ ‬دعا‬ ‫المرشد الى حل األزمة عبر تفويض جزء من‬ ‫صالحياته لرئيس مجمع تشخيص مصلحة انظام‬ ‫هاشم رافسنجاني‪ ،‬وأبلغه استعداد االصالحيين‬ ‫االعتراف بأحمدي نجاد رئيسا للبالد‪ ،‬ليس‬ ‫باالستناد‪ ‬الى تثبيت خامنئي صحة االنتخابات‬ ‫‪،‬وانما الى قيامه كولي فقيه‪ ‬بتنصيبه رئيسا‬ ‫بشكل رسمي‪ ،‬على أن يجري وقف عمليات‬ ‫القمع والمالحقة بحق أنصار االصالح‪ ،‬ويفرج‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫عن المعتقلين‪ ،‬ويعمل علي العودة بايران الى‬ ‫أجواء من المودة والهدوء‪ ،‬تسحب البساط من‬ ‫المتطرفين الساعين ‪ ‬لجر ايران الى نفق مظلم‪.‬‬ ‫وفيما ‪ ‬ينفي البعض توجيه خاتمي الرسالة‬ ‫الى خامنئي‪ ،‬ويختلف البعض االخر حول‬ ‫مضمونها‪ ،‬يشير الرسالة ‪ ‬الى أن االصالحيين‬ ‫يرغبون‪ ‬بالفعل في أن يكلف المرشد ‪،‬‬ ‫رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي‬ ‫رافسنجاني‪ ،‬ليقوم بدور الوسيط االيجابي بينهم‬ ‫وبين الولي الفقيه‪..‬‬ ‫‪ ‬من جهته رد‪ ‬رافسنجاني على من يوصفون‬ ‫بغالة المحافظين الذين هاجموه كثيرا هذه‬ ‫األيام ‪ ‬بهدف ‪ ‬احباط‪ ‬أي مشروع يمكن‬ ‫أن يناط به من قبل المرشد ‘اذا قبل بالفعل‬ ‫برسالة خاتمي‪ ،‬وإذا كانت الرسالة أرسلت‬ ‫فعال من خاتمي الى خامنئي‪ ،‬وأكد أن‪ ‬‬ ‫هجوم‪ ‬متشددي المحافظين عليه تكشف‬ ‫عن مؤامرة ضده لم يكشف عن تفاصيلها‪.‬‬ ‫وأشار رافسنجاني بشكل خاص‪ ‬إلى تصريحات‬ ‫رئيس رابطة مدرسي الحوزة العملية في قم آية هللا‬ ‫محمد يزدي التي هاجمه فيها بعنف غير مسبوق‪،‬‬ ‫وقال(رافسنجاني) ‪ " :‬أني اشم رائحة مؤامرة "‪.‬‬ ‫وأوضح رافسنجاني‪ ‬انه كان يعتبر تصريحات‪ ‬‬ ‫محمد يزدي السابقة ضده نتيجة لجهل‬ ‫وعصبية " وكان جوابه له دائما ‪ :‬سالما"‬

‫( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سالما ) ‪ ،‬ولكنه‬ ‫اليوم أخذ يشعر ان هناك مؤامرة ضده وضد‬ ‫المخلصين في نظام الجمهورية االسالمية‪.‬‬ ‫وفي تفاصيل حديث رافسنجاني‪ ‬عن مؤامرة‬ ‫ضده قال الرئيس األسبق ورئيس مجلس الخبراء‬ ‫أثناء لقائه مجموعة من أساتذة العلوم السياسية‬ ‫في مدينة قم‪ :‬كما قلت في السابق كنت أخذ كالم‬ ‫يزدي التي كانت توجه لى بعصيبة على إنها‬ ‫كلمات‪ ‬الرد عليه بقول " سالما "‪ , ‬لكن‪ ‬ومع‬ ‫الكالم الذي صدر عنه يوم أمس شعرت بأن‬ ‫هناك مؤامرة وراء كالمه و على هذا األساس‬ ‫سوف أرسل رسالة إلى السلطة القضائية‬ ‫أوضح فيها ما حدث منه من تصرف في مجلس‬ ‫الخبراء بُعيد وفاة اإلمام الخميني و الذي تم‬ ‫فيه انتخاب السيد‪ ‬خامنئي خليفة لإلمام"‪..‬‬ ‫وأضاف رافسنجاني ‪ " :‬أهم سبب لهذه‬ ‫الهجمات ضدي هو موقفي النابع من‪ ‬إيماني‬ ‫الراسخ‪ ‬بأهمية مراعاة حقوق الناس و‬ ‫الدفاع عن شخص القائد و تجنب التشدد‪.."،‬‬ ‫‪ ‬وأكد رافسنجاني أن ‪ ‬أساس نظام الجمهورية‬ ‫اإلسالمية مبني على اإلسالم و رأس ماله هو‬ ‫ثقة الشعب بهذا النظام‪ ,‬و أن أي انحراف عن‬ ‫مبادئه سوف يسبب في أكبر خسارة للنظام‬ ‫اليمكن تعويضها " و سوف اذكر من جديد‬ ‫بأن اإلسالم و الجمهورية هما أصالن ال يمكننا‬ ‫التفريق بينهما في نظام الجمهورية اإلسالمية"‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫تحليالت‬

‫المملكة تشترط حسن النية لتثبيت الهدنة‬ ‫مع المتمردين الحوثيين‬ ‫"الرياض"‬ ‫أكد مساعد وزير الدفاع السعودي األمير خالد بن‬ ‫سلطان أن المتمردين اليمنيين الحوثيين "لم ينسحبوا‬ ‫من أراضي المملكة" طواعية بل "دحروا عنها بالقوة"‪.‬‬

‫أي مفاوضات مع المتمردين‪ ،‬مشيرا إلى أن‬ ‫السعودية ال تتعامل إال مع الحكومات‪.‬وقال‬ ‫إن عمليات إخراج المتسللين من السعودية لم‬ ‫يتدخل فيها أحد غير السعوديين ‪ 100‬في المئة‪.‬‬ ‫وقال إن بالده تحترم القبائل وتكرمهم وتعزهم ألنها‬ ‫قبائل مشتركة بين المملكة واليمن وعلى جانب‬ ‫أخر مرتبط التقى وزير خارجية المملكة العربية‬ ‫السعودية األمير سعود الفيصل اليوم برئيس الوزراء‬ ‫اليمنى الدكتور‪ ‬على محمد مجور ‪ ،‬وتناول اللقاء‪-‬‬ ‫الذى عقد على هامش المؤتمر الدولى الذى تستضيفه‬ ‫العاصمة البريطانية لندن بشأن دعم اليمن ‪ -‬مناقشة‬ ‫عالقات التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين في‬ ‫المجاالت السياسية واالقتصادية والتنموية‪ ،‬وما‬ ‫تشهده من تطور مستمر على كافة المستويات‪.‬‬

‫وأضاف مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي‬ ‫في مؤتمر صحافي عالمى ‪ ‬اليوم ‪ ‬األربعاء ‪ ‬أن‬ ‫بالده تحتجز ‪ 1500‬متسلل حوثي‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أنهم سيعودون إلى بالدهم بعد انتهاء األزمة‪.‬‬

‫كما تطرق اللقاء إلى ‪ ‬الجهود والدعم الذى‬ ‫ستقدمه الدول المشاركة فى المؤتمر لليمن‬ ‫ومساعدته‬ ‫مكافحة‬ ‫لمواجهته‬ ‫االرهاب‪ ‬‬ ‫والتنموية‪.‬‬ ‫االقتصادية‬ ‫المجاالت‬ ‫فى‬ ‫وأكد األمير سعود الفيصل ‪ -‬بحسب ما ذكرته‬ ‫وكالة االنباء اليمنية ‪ -‬دعم المملكة لليمن خالل‬

‫وكشف ‪ ‬األمير خالد أن المملكة ‪ ‬لن تثبت‬ ‫الهدنة ما لم يبد المتمردون حسن النية وسحب‬ ‫القناصة وإطالق سراح األسرى الستة‪ .‬ودعا‬ ‫إلى توخي الحذر في التعامل مع الحوثيين‪،‬‬ ‫وقال إنهم نقضوا اتفاقاتهم السابقة مع الحكومة‬ ‫اليمنية وخاضوا معها خمسة حروب سابقة‪.‬‬ ‫وشدد األمير خالد خالل على ضرورة االنسحاب‬ ‫النهائي للحوثيين وإعادة المفقودين السعوديين‬ ‫وتسلم القوات اليمنية أمن الحدود مع المملكة‪.‬‬

‫وشدد األمير خالد على أن بالده لن تدخل في‬

‫هذا االجتماع بما في ذلك عدم التدخل في‬ ‫شؤونه الداخلية‪ ،‬الفتا ً إلى حرص المملكة ‪ ‬على‬ ‫مساندة برامج اليمن التنموية واالقتصادية‪.‬‬ ‫من جانبه أشاد رئيس الوزراء بالتعاون القائم‬ ‫بين اليمن والمملكة العربية السعودية في مختلف‬ ‫المجاالت‪ ،‬معربا عن تقدير الحكومة لمواقف‬ ‫المملكة الداعمة لجهود التنمية والحفاظ على األمن‬ ‫واالستقرار ومكافحة اإلرهاب في اليمن‪.‬‬

‫بترايوس ‪ :‬هيئة المساءلة والعدالة أداة‬ ‫في يد طهران‬ ‫"القاهرة" ‪ :‬وسام شريف‬ ‫أكد الجنرال ديفيد بترايوس قائد الجيش األمريكي‬ ‫في الشرق األوسط وشرق أفريقيا وآسيا الوسطى‬ ‫أن هيئة "المساءلة والعدالة" في العراق‪،‬‬ ‫أداة في يد إيران مشي ًرا إلى أن قيادات الهيئة‬ ‫تولوا مواقعهم عنوة دون مصادقة قانونية‪.‬‬ ‫‪ ‬وعليه‪،‬‬ ‫"التايمز"‬ ‫الثاني ‪،‬‬ ‫في يد‬

‫أشار‪ ‬بترايوس في حوار لصحيفة‬ ‫اللندنية بتاريخ ‪ 25‬يناير‪ /‬كانون‬ ‫إلى أن قيادة الهيئة ما هي إال أداة‪ ‬‬ ‫فيلق القدس التابع للنظام اإليراني‪.‬‬

‫وحول إدراج مئات المرشحين لإلنتخابات في القائمة‬ ‫السوداء وما يمكن أن يؤدي اليه من اضطرابات‬ ‫جديدة داخل العراق و التي من شأنها أن تزيد‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫العراقيل في طريق انسحاب القوات األمريكية‪،‬‬ ‫أكد بترايوس أنه على الرغم من قلقه خالل‬ ‫األسبوع الماضي من أن تؤثر الظروف السياسية‬ ‫المحتدمة بالسلب على مجهودات المصالحة‬ ‫‪ ،‬إال أن قادة العراق قد أعادوا إحكام قبضتهم‬ ‫على مقاليد األمور خالل األيام القليلة الماضية‪.‬‬ ‫ونوه بترايوس إلى أن المزاعم التي تؤكد أن معظم‬ ‫المشطوبين من قوائم االنتخابات هم مرشحون من‬ ‫السنّة وأن قائمة المشطوبين تهدف إلى تهميش‬ ‫المرشحين السنة‪ ،‬قد جانبها الصواب ‪ ،‬حيث أنه من‬ ‫المقرر أن يقوم القادة العراقيون بتسوية هذه القضية‬ ‫من خالل المصالحة بين جميع الفئات داخل العراق‪.‬‬ ‫واختتم بترايوس تصريحاته بالتأكيد على ثقته في‬

‫القيادة العراقية التي لن تدع المجهودات التي بذلت‬ ‫خالل أكثر من عامين تذهب هبا ًء‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫تحليالت‬

‫استمرار الجدل حول شرعية نجاد‬ ‫شعارات التغيير واإلصالح لم تغفر أخطاء أوباما‬

‫من قتل الدكتور مسعود‬ ‫انقالب في جماعة اإلخوان‬

‫العدد ‪1542‬‬

‫‪19‬‬




‫الموجز رسائل‬

‫رسائل‬ ‫العدد السابق‬ ‫الملك عبد هللا‬ ‫نحو إسالم متسامح‬ ‫كاريل ميرفي‬

‫المرشد الباكي‬ ‫محمد بديع المرشد العام الثامن‬ ‫لجماعة اإلخوان‬

‫اقتصاد اإلرهاب‬ ‫من حماس إلى طالبان‬ ‫بوال ميجيا‬

‫المالذ اآلمن‬

‫بالتأكيد يجب التدخل في الصومال من اجل منعها من أن تكون‬ ‫مالذاً لإلرهابيين و لكني اختلف مع الكاتب في شكل التدخل ‪ ,‬أي‬ ‫يجب أن ال يكون التدخل أجنبي حتى ال تتسع الفجوة بين العالم‬ ‫اإلسالمي و العربي من جهة و الغرب من جهة أخري و لذا أري‬ ‫أن التدخل يجب أن يكون عربي بحيث يتم اتخاذ موقف بشان‬ ‫الصومال من جامعه الدول العربية التي يجب أن تنسق الجهود و‬ ‫تقوم كل الدول العربية بإرسال قوات من عندها بحيث يتم مواجهه‬ ‫اإلرهاب بقوة و حسم خاصة أن تلك الدول ستكون أول متضرر‬ ‫من تفشي اإلرهاب بالصومال ‪.‬‬

‫وليد عبد الغني‬

‫قراءة في وثيقة الحزب الجديدة‬

‫عمالقة النفط‬ ‫بقلم‬ ‫سـتيفـن جـليـن‬

‫العدد ‪ 22 ،1542‬يناير ‪2010‬‬

‫الشك انه من الصعب تغيير سياسة حزب هللا ‪ ,‬خاصة في‬ ‫ظل تملص إسرائيل من إتباع السياسات التي تؤدي إلي‬ ‫تحقيق السالم الحقيقي في المنطقة ‪ ,‬مما يجعل حزب هللا‬ ‫في موقف صعب جدا ‪ ,‬فهو ال يستطيع أن يبتعد عن إيران‬ ‫و سياساتها و بذلك يصبح اعزل في مواجهه إسرائيل ‪,‬‬ ‫فتخليه عن دعم إيران من مال و سالح سوف يجعله يقف‬ ‫ضعيفا أمام العدو الصهيوني ‪ ,‬و لذا فان تخلي حزب هللا‬ ‫عن سياسة رفع السالح ‪ ,‬لن تتحقق إال إذا اتخذت إسرائيل‬ ‫أوال خطوات حقيقية نحو السالم ‪.‬‬

‫احمد الجاسم‬

‫عمالقة النفط‬

‫االنفتاح هو الحل‬

‫ال شك أن قرار الشركات الوطنية بان تتولي أمر البترول الخاص بها‬ ‫سوف يغضب الشركات األجنبية العمالقة و التي قد تضغط علي حكومتها‬ ‫بالتدخل العسكري حتى تمنع حدوث ذلك ‪ ,‬و ال شك أن كثير من الدول‬ ‫النامية ستدفع ثمن هذا القرار ‪ ,‬و مع ذلك فإننا يجب أن نشجع هذه الدول‬ ‫علي االستمرار في طريقها للتنمية و االستفادة من ثرواتها بشكل مطلق ‪.‬‬

‫نصر الدين عبدهللا‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫أرى أن الدول العربية في حاجة لالنفتاح على العالم‬ ‫الغربي‪ .‬فاالنفتاح سيعزز االستثمارات العربية ويؤدي‬ ‫إلى جذب المزيد من رؤوس األموال إلى المنطقة‪ .‬غير‬ ‫أنه ينبغي على الدول العربية أن تحقق نوعا ً من التكامل‬ ‫االقتصادي والسياسي بينها حتى تستطيع أن تشكل تكتالً‬ ‫يقوى على الوقوف أمام التكتالت األخرى ويتعامل معها‬ ‫من منطلق الندية‪.‬‬

‫يوسف حسام‬

‫‪16‬‬


‫‪ 2‬التايم‬ ‫عندما ال تساوي المؤشرات االقتصادية كل هذا‬ ‫ترى جوستين فوكس أن الركود االقتصادي األخير ربما يكون قد جعل الناس يتجاهلون حقيقة‬ ‫أن العالم يتغير‪ ،‬وأن المؤشرات االقتصادية قد ال تكون دقيقة‪ ،‬كما يُنظر إليها‪ .‬ففوكس ترى أن‬ ‫المؤشرات االقتصادية ما هي إال طريقة تسلط الضوء على فهم الفرد لالقتصاد وتعزيز هذا الفهم‪،‬‬ ‫ولكنها قد ال تكون مفيدة جدًا فيما يتصل بالتنبؤ بمستقبل االقتصاد‪ .‬ومن ثم فإن فوكس تفند النصيحة‬ ‫التي يؤمن أصحابها بالتركيز على االتجاهات وتجنب ما هو بخالف ذلك"‪ ،‬حيث إنه عندما تتغير‬ ‫االتجاهات‪ ،‬يكون للسياق االقتصادي األسبقية‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ 3‬فورين أفيرز‬ ‫التوترات ليست بهذه الشدة‬ ‫هذا المقال الذي تم نشره ضمن اإلصدار الحالي لفورين أفيرز يرى أنه سواء استمرت الحكومة‬ ‫األمريكية أم لم تستمر في دعم تايوان في مواجهتها مع الصين إذا ما أخذنا في االعتبار الوضع‬ ‫السياسي الجديد‪ .‬فالصين وتايوان يسلكان مسارات اقتصادية وسياسية من أجل تعزيز الروابط بين‬ ‫البلدين‪ .‬وتمثل هذه العالقة الجديدة تحديًا بالنسبة للطموحات األمريكية الرامية إلى تحجيم النفوذ‬ ‫الصيني في المنطقة‪.‬‬

‫‪ 4‬نيو رببليك‬

‫‪3‬‬

‫المحارب المحنك‬ ‫تسببت المحاولة اإلرهابية األخيرة‪ ،‬ضد طائرة الركاب األمريكية‪ ،‬في إثارة الرأي العام ضد‬ ‫اإلجراءات األمنية األمريكية عمو ًما واالستخبارات على وجه الخصوص‪ .‬وتدرس هذه المقالة‬ ‫إمكانيات إنقاذ االستخبارات األمريكية المتعثرة‪ ،‬والتي كانت في تدهور تحت إدارة دينيس بلير‪ .‬كما‬ ‫تناقش المقالة السياق الذي من خالله أصبح األدميرال بلير مدي ًرا للمخابرات الوطنية األمريكية‪،‬‬ ‫والمتغيرات التي أدت إلى اتساع االنقسامات داخل الحكومة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫غالفاألسبوع‬

‫النيويوركر‬ ‫منذ برهة قصيرة‬ ‫تروي إيدويج دانتيكات ببراعة في هذا العدد من مجلة "نيويوركر" قصة ابن عمها‬ ‫المتوفى‪ ،‬الذي كان يعيش في هاييتي‪ .‬وتزين دانتيكات القصة بتعاقب األحداث قبل وبعد‬ ‫الزالزل في هاييتى‪ ،‬موضحة ليس فقط الوضع اإلنساني األليم ‪ ،‬ولكن أيضًا التعقيدات‬ ‫السياسية التي طالما ابتُليت بها هذه الدولة التعيسة‪.‬‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫‪15‬‬


‫الموجز بانوراما الصحافة‬

‫الموجز قالوا‬

‫أقوال‬ ‫"ما نريده قبل كل شيء هو االلتزام‬ ‫بتنمية وبناء قدراتنا لمكافحة‬ ‫التطرف"‬

‫بانوراما‬ ‫الصحافة‬

‫وزير الخارجية اليمني أبو‬ ‫بكر القربي معلنًا نواياه قبل‬ ‫االجتماع في لندن لمناقشة‬ ‫الخطر المتنامي لتنظيم القاعدة‬ ‫في اليمن‬

‫"ال يمكن مواجهة هذا الخطر إال من‬ ‫خالل التعاون المشترك"‬ ‫جوردون براون يسلط الضوء‬ ‫على الخطر الذي يشكله اإلرهاب‬ ‫في اليمن‪ ،‬مما قد يمهد الطريق‬ ‫لصعود تنظيم القاعدة‬

‫"من أجل مواصلة الحوار‪ ،‬ال ينبغي‬ ‫أن يُعزل أحد"‬ ‫وزير الخارجية الروسي‪،‬‬ ‫سيرغي الفروف يؤكد أهمية‬ ‫إشراك جميع األطراف في‬ ‫مفاوضات السالم في الشرق‬ ‫األوسط‬

‫"ليس هناك خطة عمل لمعاونة‬ ‫العملية السياسية على المضي قد ًما"‬ ‫الرئيس الفلسطيني‪ ،‬محمود‬ ‫عباس‪ ،‬في إشارة إلى عملية‬ ‫السالم بالشرق األوسط‬

‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬نيوزويك‬ ‫النزاع حول كلمة "اللـه"‬ ‫يتناول هذا المقال زيادة المشاعر العنصرية‬ ‫والدينية بين المسلمين الماليزيين‪ .‬فقد أوشكت‬ ‫االضطرابات العرقية في ماليزيا على أن‬ ‫تصبح واقعًا يعزز مخاوف الماليزيين‪ ،‬حيث‬ ‫تم شن هجوم على عشر كنائس هذا الشهر في‬ ‫أنحاء البالد عقب إصدار حكم محكمة مدنية‬ ‫في عيد رأس السنة ينص على أن القانون‬ ‫الذي يحظر على غير المسلمين استخدام لفظ‬ ‫الجاللة "اللـه" لوصف إلههم غير دستوري‪،‬‬ ‫مما أثار جدلاً واسعًا‪ ،‬حيث إن الماليزيين‬ ‫المسحيين ظلوا يستخدمون نفس الكلمة لوقت‬ ‫طويل للتعبير عن إلههم‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن انطالق‬ ‫شرارة العداء الديني بشكل مفاجئ في البالد‪،‬‬ ‫التي عرفت بتسامحها الديني‪ ،‬صار موضع‬ ‫جدل وتساؤل‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪5‬‬

‫‪8‬‬

‫فرنسا‬

‫أوصى المشرعون الفرنسيون بفرض‬ ‫حظر جزئي على أي شكل من أشكال‬ ‫النقاب‪ ،‬الذي يغطي الوجه‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫البرقع‪ ،‬وهو الثوب الذي يغطي جسد‬ ‫المرأة بالكامل والذي ترتدية بعض النساء‬ ‫المسلمات‪ .‬ووفقًا إلحدى اللجان التابعة‬ ‫للبرلمان الفرنسي‪ ،‬سوف يطبق هذا‬ ‫الحظر في األماكن العامة مثل المستشفيات‬ ‫والمدارس‪ ،‬كما سيطبق أيضًا في وسائل‬ ‫النقل العام‪.‬‬

‫‪ 9‬روسيا‬

‫أعربت روسيا عن تفاؤلها بأن المقاتلة‬ ‫الميدانية ميج ‪ 35‬ستثبت تفوقها على‬ ‫منافسيها الغربيين ‪ ،‬و جاء ذلك بعد فوز‬ ‫سالح الجو الهندي بمناقصة لشراء ‪126‬‬ ‫مقاتلة متعددة األدوار (‪ )MMRCA‬و‬ ‫قال رئيس وكالة روسوبورون اكسبورت‬ ‫الحربية أن روسيا تنافس كبار مصنعي‬ ‫الطائرات في الواليات المتحدة و أوروبا ‪.‬‬

‫‪ 6‬إسرائيل‬ ‫شارك رئيس الوزراء اإلسرائيلي في‬ ‫زراعة األشجار في الضفة الغربية في‬ ‫الوقت الذي صرح فيه بأن إسرائيل لن‬ ‫تترك أبدًا تلك المناطق‪ .‬وقال بنيامين‬ ‫نتنياهو‪ :‬إن المستوطنات اليهودية ستظل‬ ‫دائ ًما جز ًءا من دولة إسرائيل‪ .‬وقد جاءت‬ ‫تعليقاته بعد ساعات من زيارة قام بها‬ ‫المبعوث األمريكي جورج ميتشل‪ ،‬الذي‬ ‫يحاول أن يعيد فتح محادثات السالم بين‬ ‫إسرائيل والفلسطينيين‪.‬‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫‪ 7‬كوريا الشمالية‬ ‫أطلقت كوريا الشمالية قذائف مدفعية‬ ‫بالقرب من الحدود البحرية المتنازع عليها‬ ‫مع كوريا الجنوبية وردت كوريا الجنوبية‬ ‫بإطالق النيران في المقابل‪ .‬وأطلقت كوريا‬ ‫الشمالية قذائف مدفعية في البحر بالقرب من‬ ‫بيونجيانج على جزيرة تقع خارج الساحل‬ ‫الغربي لكوريا الجنوبية‪ ،‬وفقًا لما ذكرته‬ ‫وكالة األنباء الكورية الجنوبية يونهاب‪.‬‬ ‫وصرحت كوريا الشمالية بأن إطالق النيران‬ ‫كان جز ًءا من تدريب عسكري سنوي‪،‬‬ ‫وأضافت أن ذلك التدريب سوف يستمر‪.‬‬

‫‪ 10‬أفغانستان‬ ‫رفعت األمم المتحدة أسماء خمسة‬ ‫مسئولين سابقين في حركة طالبان‬ ‫األفغانية من قائمة العقوبات التي فرضتها‬ ‫بسبب صالتهم المزعومة مع القاعدة‪.‬‬ ‫وقالت األمم المتحدة إن المسئولين الخمسة‬ ‫لن يخضعوا بعد اآلن لحظر على سفرهم‬ ‫الدولي وتجميد أرصدتهم‪ .‬وبشكل منفصل‪،‬‬ ‫قالت المستشارة األلمانية أنجيال ميركل‬ ‫إن وضع موعد محدد لسحب قواتها من‬ ‫أفغانستان سيكون خطأ‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫الموجز‬

‫حول العالم‬

‫حول العالم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ 1‬السعودية‬ ‫أجتمع صاحب السمو الملكي األمير‬ ‫سعود الفيصل وزير الخارجية في لندن‬ ‫مع وزيرة خارجية الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية هيالري كلينتون و ذلك على‬ ‫هامش حضورهما اجتماعات مؤتمر‬ ‫لندن حول أفغانستان‪ ،‬وتناول االجتماع‬ ‫العالقات الثنائية بين البلدين واألوضاع‬ ‫في اليمن وأفغانستان والتطورات الراهنة‬ ‫في الشرق األوسط ‪.‬‬

‫‪ 2‬المملكة المتحدة‬ ‫عاد االقتصاد البريطاني أخي ًرا إلى النمو‬ ‫في الربع األخير من العام الماضي‪ ،‬بعد‬ ‫أشد ركود منذ بدء تسجيل األرقام منذ‬ ‫أكثر من نصف قرن مضى‪ ،‬ولكن بمعدل‬ ‫أضعف بكثير مما كان متوقعًا‪ .‬ونما‬ ‫االقتصاد بنسبة ‪ 0.1%‬في األشهر الثالثة‬ ‫األخيرة من العام‪ ،‬ألن كلاً من قطاع‬ ‫الخدمات والصناعات التحويلية شهد زيادة‬ ‫في اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫‪3‬‬

‫سريالنكا‬

‫انتخبت سريالنكا الرئيس ماهيندا راجاباكسي‬ ‫لفترة والية ثانية في أول انتخابات رئاسية‬ ‫في زمن السلم في البالد خالل أكثر من‬ ‫عقدين ـ حسبما أعلن التليفزيون الحكومي ـ ولم‬ ‫يعترف منافس راجاباكسا‪ ،‬الجنرال ساراث‬ ‫فونسيكا‪ ،‬بالهزيمة على الفور واتهم الرئيس‬ ‫الحالي بممارسة التهديد‪ .‬غير أن النتائج‬ ‫الرسمية تشير إلى أن راجاباكسا حصل على‬ ‫أكثر من ‪ 50%‬من األصوات الالزمة لتجنب‬ ‫خوض جولة ثانية من االنتخابات‪.‬‬

‫‪ 1‬فنزويال‬ ‫استمرت االحتجاجات حول حرية اإلعالم في‬ ‫فنزويال لمدة يوم واحد‪ ،‬بعدما لقي اثنان من‬ ‫الطالب المحتجين مصرعهم في اشتباكات‬ ‫منفصلة‪ .‬وقد قام قادة الطالب المعارضين‬ ‫لقرار شركات تليفزيون الكابل بإلغاء خمس‬ ‫قنوات تليفزيونية‪ ،‬بما في ذلك قناة المعارضة‬ ‫ـ لعدم اتباعها قوانين البث ـ بتنظيم مظاهرة‬ ‫أمام هيئة اإلذاعة‪ ،‬التي تديرها الدولة للمطالبة‬ ‫بوضع حد للعنف‪ .‬ومن جانبها قامت وزارة‬ ‫الداخلية بتكليف أربعة محققين للبحث في‬ ‫حادثة إطالق النار‪ ،‬الذي أدى لمقتل اثنين من‬ ‫الطالب في والية ميريدا الواقعة في غرب‬ ‫البالد‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫نيجيريا‬

‫ألقت وزيرة الخارجية األمريكية هيالري‬ ‫كلينتون باللوم على القادة النيجيريين إلخفاقهم‬ ‫في تقليل التطرف بين شباب نيجيريا‪ .‬وأشارت‬ ‫إلى سوء مستويات المعيشة والفساد المستشري‪.‬‬ ‫تصريحات كلينتون جاءت بعد توجيه اتهام‬ ‫لشاب نيجيري من أسرة ثرية بمحاولة تفجير‬ ‫طائرة في األجواء األمريكية في عيد رأس‬ ‫السنة الميالدية‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫الموجز‬ ‫حول العالم‬

‫قالوا‬

‫بانوراما الصحافة‬

‫رسائل‬

‫مخاوف منطقية‬

‫تصاعدت حالة التوتر على الجبهة اللبنانية‬ ‫– اإلسرائيلية‪ ،‬تزامنًا مع التدريبات التي‬ ‫يجريها الجيش اإلسرائيلي على الحدود‬ ‫الشمالية‪ ،‬والحديث عن توجيه إسرائيل‪ ‬‬ ‫ضربة عسكرية في المستقبل القريب للبنان‪ .‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬لم تفلح التطمينات الفرنسية‬ ‫في إزالة شكوك لبنان من قيام إسرائيل‬ ‫بتوجيه ضربة عسكرية لها‪ ،‬أو باألخص‬ ‫حزب اللـه خالل الفترة القادمة‪.‬‬ ‫المخاوف ‪ ‬اللبنانية لم تأت من فراغ‪ ،‬وإنما‬ ‫بعد معلومات تلقتها لبنان بأن تل أبيب‬ ‫تُجهِّز لعمل عسكري يستهدف األراضي‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وزاد منها ‪ ‬التدريبات التي يجريها‬ ‫الجيش اإلسرائيلي على حدوده الشمالية‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫المتاخمة للبنان‪ ،‬والتي قابلتها حالة استنفار‬ ‫داخل صفوف حزب اللـه‪ ،‬الذي طلب من‬ ‫كوادره اتخاذ إجراءات "التنبه التام" تحسبًا‬ ‫ألي عملية إسرائيلية مفاجئة تستهدف‬ ‫مقرات الحزب ومواقعه‪ ،‬إضافة إلى تردد‬ ‫أنباء ‪ ‬عن قيام سوريا باستدعاء قوات‬ ‫االحتياط وإعالن حالة التأهب في الجيش‪.‬‬

‫وكان ‪ ‬رئيس الوزراء اللبناني‪ ،‬سعد‬ ‫الحريري‪ ،‬التقى قبل أيام‪ ‬الرئيس‬ ‫من‬ ‫وتلقى‬ ‫ساركوزي‪،‬‬ ‫الفرنسي‬ ‫باريس خالل زيارته تطمينات بالعمل‬ ‫على منع إسرائيل من ضرب البنى‬ ‫التحتية في لبنان وليس أكثر من ذلك‪.‬‬

‫وعلى الرغم من عدم وجود مبرر لضرب‬ ‫لبنان في ظل التزام حزب اللـه بعدم إطالق‬ ‫أي صواريخ أو القيام بعمليات عسكرية ضد‬ ‫إسرائيل منذ انتهاء حرب يوليو‪ /‬تموز ‪،2006‬‬ ‫فإنه ‪ -‬وبحسب محللين سياسيين ‪ -‬ليس مستبعدًا‬ ‫احتمالية‪ ‬قيام إسرائيل بشن حرب على حزب‬ ‫اللـه في ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية‬ ‫متطرفة على رأسها نيتنياهو وليبرمان‪.‬‬

‫وفى الوقت الذي تسعى فيه المملكة العربية‬ ‫السعودية ودول عربية أخرى حاليًا‬ ‫بتكثيف جهودها لدى اإلدارة األمريكية‬ ‫لكي تضغط على إسرائيل لمنعها من القيام‬ ‫بأي عمل عسكري ضد لبنان‪ ،‬نفى مسئول‬ ‫كبير في الجيش اإلسرائيلي وجود أي نية‬ ‫عسكرية‪ ‬الستهداف ‪ ‬لبنان‪ ،‬وذلك بحسب‬ ‫تصريحات نقلها راديو إسرائيل‪.‬‬ ‫‪11‬‬



‫جيوبوليتيكا‬ ‫المرموقة للرئيس اإليراني سواء في‬ ‫الداخل أو في الخارج‪ ،‬لم يتحمل خامنئي‬ ‫المسئولية عن ضعف إيران االقتصادي‪،‬‬ ‫والقمع السياسي‪ ،‬والقيود االجتماعية‪ .‬إال‬ ‫أنه بعد انتخابات يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬لم يعد‬ ‫خامنئي يتمتع بهذه الحصانة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى متاعبه الداخلية‪ ،‬يواجه‬ ‫خامنئي تدقيقًا دوليًا لم يسبق له مثيل‪ .‬بينما‬ ‫خالل إدارة بوش‪ ،‬انتقد جزء كبير من‬ ‫المجتمع الدولي واشنطن لعدم التواصل‬ ‫مع طهران‪ ،‬في حين يمكن القول إن‬ ‫باراك أوباما بذل أكثر من محاولة لتغيير‬ ‫لهجة وسياق العالقة بين الواليات المتحدة‬ ‫وإيران أكثر من أي رئيس أمريكي منذ‬ ‫‪.1979‬‬ ‫باإلضافة إلى العديد من مبادراته الخطابية‬ ‫تجاه "جمهورية إيران اإلسالمية"‪ ،‬فهو‬ ‫أول رئيس أمريكي يعترف باسم إيران‬ ‫بعد الثورة‪ ،‬فقد بعث أوباما برسالتين‬ ‫خاصتين لخامنئي‪ ،‬مكر ًرا رغبة واشنطن‬ ‫في التغلب على انعدام الثقة في الماضي‬ ‫وبناء الثقة مع طهران‪ .‬كما تعامل أوباما‬ ‫بحذر وحرص خالل مرحلة انتفاضة ما‬ ‫بعد االنتخابات في إيران‪ ،‬وقاوم الدعوات‬ ‫لدعم المعارضة هناك‪.‬‬ ‫غير أن استجابات خامنئي للمبادرات‬ ‫األمريكية كانت في أحسن األحوال‬ ‫غير ملتزمة‪ ،‬إن لم تكن ساخرة بشكل‬ ‫صريح‪ .‬ففي رسائله العلنية‪ ،‬سخر‬ ‫خامنئي من شعار أوباما للتغيير واعتبره‬ ‫مجرد تحول تكتيكي‪ ،‬قائال‪ :‬إنه يجب‬ ‫على واشنطن تغيير تصرفاتها أولاً ‪،‬‬ ‫عن طريق رفع العقوبات واإلفراج عن‬ ‫األصول اإليرانية‪ ،‬وتقليص تأييدها‬ ‫إلسرائيل‪ ،‬والتوقف عن انتقاد إيران‪،‬‬ ‫وذلك إلظهار جديتها‪ .‬وفي رسائله‬ ‫الخاصة‪ ،‬ي َّدعى مسئولون أمريكيون أن‬ ‫تأخر رد خامنئي على خطاب الرئيس‬ ‫أوباما‪ ،‬والذي ورد بعد شهر‪ ،‬لم يقدم‬ ‫"أي شيء ملموس للتصرف على بنائه"‪.‬‬ ‫خلف األبواب المغلقة‪ ،‬يقر كبار‬ ‫المسئولين اإليرانيين بأن مبادرات أوباما‬ ‫كانت مقلقة لخامنئي‪ ،‬ووضعت ضغوطًا‬ ‫عليه لتبرير استمرار عداء طهران تجاه‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬وقال احد المسئولين‬ ‫اإليرانيين‪" :‬إذا لم نعامل باراك حسين‬ ‫أوباما بلطف‪ ،‬والذي ينادي باالحترام‬ ‫المتبادل كل أسبوع‪ ،‬ويرسل إلينا‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫بالتحيات في عيد النيروز‪ ،‬فإنه سيكون‬ ‫من الواضح تما ًما أن المشكلة تكمن في‬ ‫طهران وليس واشنطن "‪.‬‬ ‫في حين بدا قبل االنتخابات الرئاسية‬ ‫أن خامنئي سيظل المرشد األعلى مدى‬ ‫الحياة‪ ،‬فإن مصيره تحوطه كثير من‬ ‫الشكوك اليوم‪ .‬وبغض النظر عن األسئلة‬ ‫المقلقة حول ضعف صحته المزعوم‪،‬‬ ‫فإن خامنئي لم يظهر أبدًا نفس الوالء‬ ‫واالحترام ألقرانه كما فعل مع سلفه آية‬ ‫اللـه الخميني‪ .‬وينتظر منافسه الرئيسي‬ ‫رافسنجاني‪ ،‬والذي تعرض إلهانة‬ ‫علنية بأنه خائن فاسد من قِبل أحمدي‬ ‫نجاد‪ ،‬فرصة لالنقضاض عليه‪ .‬وفي‬ ‫دولة يشار إلى أكبر انتماء سياسي فيها‬ ‫باسم حزب الرياح على سبيل الدعابة‪،‬‬ ‫فإن أنصار خامنئي الحاليين يمكنهم أن‬

‫يتخلوا عنه بسرعة إذا شعروا بهبوب‬ ‫رياح سياسية أقوى في مكان آخر‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫بغض النظر عن عمق االستياء الشعبي‬ ‫والغضب‪ ،‬فإنه من الصعب تصور‬ ‫سيناريو يتخلى بموجبه خامنئي عن‬ ‫السلطة سلميًا أو يذهب إلى المنفى‪،‬‬ ‫كما فعل الشاه منذ ثالثة عقود مضت‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬فإن أحد الدروس المهمة‬ ‫التي تعلمها خامنئي أثناء الثورة ضد الشاه‬ ‫هو؛ ألاّ تقدم تنازالت أبدًا تحت الضغط‪.‬‬ ‫وعندما حاول الشاه تهدئة المتظاهرين‬ ‫عندما ظهر على شاشة التليفزيون في‬ ‫أواخر عام ‪ ،1978‬واعترف بتجاوزات‬ ‫الماضي حين أعلن اعترافه الشهير "أنه‬ ‫سمع صوت الثورة"‪ ،‬فإنه شجعها دون‬ ‫أن يدري‪.‬‬ ‫واألكثر من ذلك‪ ،‬أنه بينما تلقت العديد‬ ‫من النخب السياسية والعسكرية‪،‬‬ ‫واالستخبارات‪ ،‬بما في ذلك الشاه نفسه‪،‬‬ ‫تعليمها في الواليات المتحدة وأوروبا‬ ‫وكان أمامها خيارات أخرى‪ ،‬عندما‬ ‫بدأ نظام بهلوي الملكي ينهار‪ ،‬فإن‬ ‫نخبة الجمهورية اإلسالمية بما في ذلك‬ ‫خامنئي نفسه‪ ،‬أمضوا سنوات تكوينهم في‬ ‫الحوْ زات العلمية في مدينة قم‪ ،‬وفى ساحة‬ ‫المعركة ضد العراق‪ .‬وألنهم افتقروا إلى‬ ‫الخيارات في الخارج‪ ،‬ساد االفتراض‬ ‫دائما بأنهم لن يتخلوا عن السلطة دون‬ ‫قتال دموي‪.‬‬ ‫لم تعد إيران تحت سلطة خامنئي هي‬ ‫الجمهورية اإلسالمية‪ ،‬ولكنه اتحاد‬ ‫متماسك للغاية من رجال الدين المتشددين‬ ‫ورجال الحرس الثوري األثرياء حديثًا‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬على الرغم من ادعاءاته‬ ‫كزعيم ديني‪ ،‬فإن مستقبل خامنئى اليوم‬ ‫يعتمد إلى حد كبير على الحرس الثوري‪.‬‬ ‫وبينما يثير تزايد االنشقاق والتصدع‬ ‫بين كبار آيات اللـه في قم‪ ،‬قلق خامنئي‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬فإن االنشقاق والتصدع بين كبار‬ ‫قادة الحرس الثوري سيكون قاتال بالنسبة‬ ‫له‪ .‬ورغم أنهم في الحاضر يبدون موالين‬ ‫له‪ ،‬وحيث إن الحالة االقتصادية في‬ ‫تدهور مستمر والغضب الشعبي ال يزال‬ ‫قائما‪ ،‬فال بد لخامنئي نفسه أن يعلم أن‬ ‫منصب المرشد األعلى يبدو أقل عل ًوا من‬ ‫أي وقت مضى‪.‬‬ ‫زميل في مؤسسة كارنيجى للسالم الدولى‪.‬‬ ‫ويسهم بشكل منتظم في تليفزيون وإذاعة بي بي‬ ‫سي الدوليين‪ ،‬وشبكة سي إن إن‪.‬‬

‫‪09‬‬


‫جيوبوليتيكا‬

‫مستقبل خامنئى الغامض‬

‫طريق من الوحدة أمام المرشد األعلى في إيران‬

‫في حين بدا قبل االنتخابات الرئاسية أن خامنئي سيظل المرشد األعلى مدى الحياة‪ ،‬فإن مصيره تحوطه كثير من الشكوك اليوم‪ ،‬ويتحداه‬ ‫القادة اإلصالحيون علنًا‪ .‬كما أنه يواجه معارضة من كبار آيات اللـه‪ ،‬ويتحداه الناس في المظاهرات العامة‪ .‬ورغم الضرر الذي لحق‬ ‫بسمعته‪ ،‬فإن شبكة خامنئي الواسعة والقوية ال تزال سليمة في الوقت الراهن‪ ،‬ويعتمد مستقبله إلى حد كبير على الحرس الثوري‪.‬‬ ‫كانت شرعية المرشد األعلى‪ ،‬آية اللـه‬ ‫علي خامنئي‪ ،‬من بين الضحايا العديدين‬ ‫النتخابات إيران الرئاسية المشكوك فيها‬ ‫في عام ‪ .2009‬وبينما حاول خامنئي‬ ‫خالل عقدين من الزمن أن يشكل صورته‬ ‫على أنه مرشد نزيه وس ْمح‪ ،‬يسمو فوق‬ ‫الخالفات السياسية‪ ،‬فإن دعمه العلني‬ ‫الجريء للرئيس المتشدد محمود أحمدي‬ ‫نجاد ‪ -‬في خضم االنتقادات الشعبية‬ ‫الضخمة واالنقسامات غير المسبوقة‬ ‫بين النخب السياسية في البالد ‪ -‬كشفته‬ ‫باعتباره مستبدًا قليل الشأن ومتحزبًا‪.‬‬ ‫وعلى المستوى الشعبي‪ ،‬تحطمت‬ ‫المحرمات المقدسة سابقًا‪ ،‬حيث تحدى‬ ‫مئات اآلالف من اإليرانيين تهديدات‬ ‫خامنئي المستترة ضد المتظاهرين‬ ‫بالخروج إلى الشوارع وهم يهتفون‬ ‫"الموت للديكتاتور" وحتى "الموت‬ ‫لخامنئي"‪ .‬وانتشرت صور على نطاق‬ ‫واسع من المعاملة الوحشية للمدنيين‬ ‫بمباركة الحكومة‪ ،‬مثل القتل المروع لندا‬ ‫أغا سلطان‪ ،‬ذات السبعة وعشرين عا ًما‪،‬‬ ‫فضلاً عن المزاعم المتكررة لعمليات‬ ‫التعذيب‪ ،‬واالغتصاب‪ ،‬واالعترافات‬ ‫القسرية في السجن‪ .‬وق ّوضت كل هذه‬ ‫األمور صورة خامنئي كزعيم روحي‬ ‫"عادل" بين الطبقات المتدينة في إيران‪.‬‬ ‫وانتشرت مزاعم واسعة النطاق عن‬ ‫الدور المتنامي البنه مجتبي‪ ،‬والذي‬ ‫يعتبرونه حليفًا رئيسيًا ألحمدي نجاد‪ ،‬في‬ ‫أجهزة األمن القمعية إليران لتزيد من‬ ‫تشويه الصورة الشعبية لخامنئي‪.‬‬ ‫وعلى الصعيد السياسي‪ ،‬يتحدى‬ ‫المرؤوسون الذين كانوا يكنُّون االحترام‬ ‫له من قبل‪ ،‬وبينهم القادة اإلصالحيون مثل‬ ‫محمد خاتمي ومهدي كروبي ومير حسين‬ ‫موسوي‪ ،‬خامنئي اآلن علنًا‪ ،‬ويرفضون‬ ‫نبذ دعاوى التزوير االنتخابي والوحشية‪.‬‬ ‫وتحول النقاد الملتزمون بضبط النفس‬ ‫من قبل إلى صاخبين‪ .‬وندد آية اللـه‬ ‫األكبر منتظري الراحل‪ ،‬وهو أكبر‬ ‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫منافس خامنئي‪ ،‬هاشمي رافسنجاني‪.‬‬

‫كريم سادجابور‬ ‫رجال الدين في إيران‪ ،‬والوريث آلية‬ ‫اللـه الخميني من قبل‪ ،‬بخامنئي باعتباره‬ ‫مرشدًا "غير مؤهل وغير شرعي"‪.‬‬

‫خامنئي‪ ،‬رغم مظهره الديني‪،‬‬ ‫تع َّود على االعتماد على‬ ‫دعم االستخبارات واألمن‬ ‫والجهاز العسكري أكثر‬ ‫بكثير من اعتماده على رجال‬ ‫الدين‪ .‬وبصفته قائ ًدا للحرس‬ ‫الثوري‪ ،‬فهو ينتقى بنفسه‬ ‫القيادة العليا في المنظمة‬ ‫ويغيرهم بانتظام‪ ،‬ويشرف‬ ‫على صعودهم السريع‬ ‫ليصبحوا أقوى مؤسسة‬ ‫سياسية واقتصادية في إيران‬ ‫وانتقد عبد الكريم سروش‪ ،‬وهو أبرز‬ ‫مفكر ديني في إيران (يعيش حاليًا في‬ ‫المنفى)‪ ،‬خامنئي باعتباره "قاتلاً غشا ًشا‬ ‫وغاد ًرا وملعونًا"‪ .‬وجاءت المعارضة‬ ‫غير المسبوقة حتى من داخل مجلس‬ ‫الخبراء‪ ،‬وهو المنظمة المشكلة من‬ ‫‪ 86‬رجل دين‪ ،‬ولديها سلطة دستورية‬ ‫لتنصيب وتنحية المرشد األعلى ويرأسها‬

‫ورغم الضرر الذي لحق بسمعته‪ ،‬ال تزال‬ ‫شبكة خامنئي الواسعة والقوية سليمة في‬ ‫الوقت الراهن‪ .‬وال تزال أقوى مؤسسات‬ ‫الدولة مثل الحرس الثوري والرئاسة‬ ‫والبرلمان ومجلس صيانة الدستور‬ ‫والسلطة القضائية تحت قيادة أفراد‪،‬‬ ‫إما يعينون مباشرة من قِبل خامنئي أو‬ ‫مخلصين له بشدة‪ .‬كما يحتفظ خامنئي‬ ‫بتأثير هائل على االقتصاد اإليراني‪.‬‬ ‫ويتمتع بقول نافذ أكثر من أي شخص آخر‬ ‫في كيفية إنفاق عائدات البالد الضخمة‬ ‫من النفط (نحو ‪ 300‬مليار دوالر خالل‬ ‫فترة الوالية األولى ألحمدي نجاد) ولديه‬ ‫صالحيات في المؤسسات الدينية التي‬ ‫تسيطر عليها الدولة وتمتلك مليارات‬ ‫الدوالرات من األصول‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫ماليين أخرى يستقبلها مكتبه في صورة‬ ‫تبرعات خيرية تقدمها جهات عديدة‬ ‫لمزارات إيران المقدسة‪.‬‬ ‫ونظ ًرا النعدام ثقته في القوى األجنبية‬ ‫وفي شعبه‪ ،‬فإن خامنئي‪ ،‬رغم مظهره‬ ‫الديني‪ ،‬تع َّود على االعتماد على دعم‬ ‫االستخبارات واألمن والجهاز العسكري‬ ‫أكثر بكثير من اعتماده على رجال الدين‪.‬‬ ‫وبصفته قائدًا للحرس الثوري‪ ،‬فهو‬ ‫ينتقى بنفسه القيادة العليا في المنظمة‬ ‫ويغيرهم بانتظام‪ ،‬ويشرف على صعودهم‬ ‫السريع ليصبحوا أقوى مؤسسة سياسية‬ ‫واقتصادية في إيران‪.‬‬ ‫ومع الدعم الذي يبدو راس ًخا من قِبل أجهزة‬ ‫البالد األمنية‪ ،‬رفض خامنئي التنازل عن‬ ‫أي مكانة سياسية منذ االنتخابات‪ ،‬لشدة‬ ‫اعتقاده بأن التنازل يظهر الضعف ويفتح‬ ‫الباب أمام مزيد من الضغط‪ .‬غير أن‬ ‫تحديه ال يخلو من ثمن‪ .‬طوال العقدين‬ ‫الماضيين‪ ،‬كان أسلوب عمله يعتمد‬ ‫على القبض على زمام السلطة دون‬ ‫مساءلة‪ .‬ورغم تمتعه بنصيب األسد من‬ ‫سلطة إيران الدستورية‪ ،‬ونظ ًرا للمكانة‬ ‫‪08‬‬


‫‪ 44‬شخصيات‬ ‫حوار‬ ‫تفجيرات سياسية‬ ‫بروفايل‬ ‫الرجل األفعى‬

‫‪ 52‬االقتصاد‬ ‫اقتصاد عربي‬ ‫كعكة النفط العراقي‬ ‫المستثمر العالمي‬ ‫إلى متى؟‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 22 ،1542‬يناير ‪2010‬‬

‫للمشاركة‬ ‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على‬ ‫البريد اإللكتروني‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ملحوظة‪ :‬جميع المقاالت يجب أال تزيد على ‪ 800‬كلمة‬

‫اإلعالن‬ ‫لإلعالن في النسخة الرقمية يرجى االتصال بـ‪:‬‬

‫‪ 61‬إصدارات‬ ‫كــــتب‬ ‫تاريخ الركود االقتصاديقراءات‬ ‫تقارير‬ ‫يوم الحكم‬

‫‪Mr. Wael Al Fayez‬‬ ‫‪w.alfayez@alkhaleejiah.com‬‬ ‫‪Tel.: 0096614411444‬‬ ‫‪F.: 0096614400996‬‬ ‫‪P.O.BOX 22304‬‬ ‫‪Riyadh 11495، Saudi Arabia‬‬

‫اشتراكات‬

‫‪ 67‬المقال السياسي‬ ‫إشارات متداخلة‬ ‫مكتب المملكة العربية السعودية‬ ‫الرياض‪-‬الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫شارع التخصصى‪-‬تقاطع طريق مكة‪-‬حى المؤتمرات‬ ‫ص‪-‬ب‪ 478 :‬رمز بريدى ‪11411:‬‬ ‫هاتف ‪ 966-1-4419933 :‬فاكس ‪966-1-4429555‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب القاهرة‬ ‫‪14‬شارع الحجاز ‪ -‬المهندسين ‪ -‬القاهرة‬ ‫هاتف ‪ -00202 3388654 -‬فاكس ‪00202 7492884 -‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب لندن‬

‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn،‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337،‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181،‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫العدد ‪1542‬‬

‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى االتصال بـ‪:‬‬ ‫‪subscriptions@majalla.com‬‬

‫تنويه‬ ‫اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأي‬ ‫مؤلفيها فقط و ال تعبر بالضرورة عن آراء مجلة‬ ‫المجلة وهيئه تحريرها‪.‬‬

‫حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة ‪ 2009‬التي‬ ‫تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫(المملكة المتحدة) شركة محدودة‪ .‬وال يجوز بأي‬ ‫حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء‬ ‫منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها‬ ‫بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو‬ ‫تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول‬ ‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية‬ ‫لألبحاث والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر‬ ‫المجلة أسبوعيا ً باستثناء إصدارين مدمجين في‬ ‫واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة‬ ‫أو موسعة‪ .‬لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي‪،‬‬ ‫يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫‪07‬‬


‫المحتـوى‬

‫‪49‬‬

‫‪ 08‬جيوبوليتيكا‬ ‫مستقبل خامنئى الغامض‬

‫‪ 11‬الموجز‬ ‫حول العالم‬ ‫قالوا‬ ‫بانوراما الصحافة‬ ‫رسائل‬ ‫تحليالت إخبارية‬

‫‪ 24‬قصة الغالف‬ ‫هل انتهى زمن العنف؟‬

‫‪ 34‬أكثر من رأي‬ ‫عصر القاعدة‬

‫‪39‬‬

‫‪ 39‬أفكار‬ ‫طريق السودان‬

‫إدارة التحرير‬

‫مدير مكتب لندن‬ ‫مانويل أمليدا‬ ‫مدير مكتب القاهرة‬ ‫أحمد أيوب‬ ‫احملـــررون‬ ‫بوال ميجا‬ ‫ستيفن جلني‬ ‫وسام شريف‬ ‫دانيال كاباريلى‬ ‫سكرتيرة التحرير‬ ‫جان سينجفيلد‬ ‫مدير املوقع اإللكتروني‬ ‫محمد صالح‬

‫‪ 22‬يناير ‪2010‬‬

‫‪06‬‬


‫كاريكاتير‬

‫العدد ‪1542‬‬

‫‪05‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫الغالف‬

‫أسسهــا سنة ‪1987‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫أسسهــا هشام ومحمد على حافظ‬

‫رئيس التحرير‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬ ‫المدير العام‬

‫طارق القين‬

‫عزيزي القارئ‬ ‫مرحبًا بك ضيفًا على عدد هذا األسبوع من "المجلة الرقمية"‪ .‬نعرض‬ ‫لك في هذا العدد رؤية تحليلية حول الدور الذي يلعبه تنظيم القاعدة‬ ‫في الجزائر‪ ،‬حيث يستعرض البروفيسور والدبلوماسي السابق‬ ‫"جان بيير فيليو" في قصة الغالف التاريخ الجزائري ليشرح كيف‬ ‫تسلل تنظيم القاعدة ونما في البالد منذ التسعينيات وحتى اليوم‪.‬‬ ‫وحول الوضع اإليراني المتأزم مؤخراً قمنا بدعوة كريم سادجابور‬ ‫كبير الباحثين في مؤسسة كارنيجي للسالم الدولي‪ ،‬للنظر في المصير‬ ‫المحتمل الذي ينتظر خامنئي بعد أزمة اإلنتخابات ‪ .‬فبالرغم من‬ ‫الضرر الذي لحق بسمعته‪ ،‬فال تزال لدى خامنئي شبكة واسعة من‬ ‫العالقات‪ ،‬ولكن مستقبله يقع إلى حد كبير في أيدي الحرس الثوري‪.‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬ ‫‪The Majalla Magazine‬‬ ‫‪HH Saudi Research & Marketing‬‬ ‫‪(UK) Limited Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬

‫لذا ندعوك إلى قراءة هذه المقاالت وغير ذلك كثير على موقعنا‬ ‫اإللكتروني ‪ Majalla.com‬وكالعادة‪ ،‬فإننا نرحب بتقييم قرائنا‬ ‫وندعوهم إلى كتابة تعليقاتهم على موقع "المجلة" أو االتصال بنا إذا‬ ‫كانت لديكهم الرغبة في النشر لدينا‪.‬‬ ‫مع أطيب التمنيات‬

‫عادل الطريفي‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫‪04‬‬




‫مستقبل‬ ‫خامنئى الغامض‬

‫تفجيرات سياسية‬

‫كريم سادجابور‬

‫هوشيار زيباري‬ ‫وزير خارجية العراق‬

‫إلى متى‬ ‫يستمر التفاوض؟‬ ‫جون كوك‬

‫الجزائر‬

‫هل انتهى زمن العنف‬ ‫بقلم‬ ‫جين بيير فيليو‬

‫العدد ‪ 22 ،1542‬يناير ‪2010‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.