issue 1549 AR

Page 1

‫المقال السياسي‬

‫‪13‬‬

‫‪THE MAJALLA‬‬

‫‪55‬‬



‫المقال السياسي‬

‫هل الحكومة الصومالية أكبر من أن تفشل؟‬ ‫غياب التغطية اإلعالمية جعل الصومال بقعة منسية‬ ‫إن الجهود الدولية لدعم الحكومة االنتقالية في الصومال هي جهود محدودة نوعًا‪ ،‬وال تهدف إال إلى احتواء الفوضى الناجمة عن‬ ‫انهيار الدولة الصومالية‪ ،‬وكما ذكر رئيس الحكومة االنتقالية في الصومال‪ ،‬شيخ شريف أحمد‪ ،‬أخي ًرا‪ ،‬فإن الحكومة الصومالية‬ ‫لن تستطيع النجاح بمفردها‪.‬‬ ‫تحدث رئيس الحكومة االنتقالية في الصومال‬ ‫أخيرًا‪ ،‬شيخ شريف شيخ أحمد‪ ،‬في لقاء نظمته‬ ‫مؤسسة تشاتام هاوس‪ ،‬وهى مؤسسة بحثية يقع‬ ‫مقرها الرئيسي في لندن‪ ،‬مجيبًا عن سؤال وجه له‬ ‫حول المجاالت المحددة في االقتصاد الصومالي‬ ‫ـ التي تعد مناسبة للتعاون مع الشركات‬ ‫األجنبيةـ قائال‪" :‬إن الصومال لديها ثروة‬ ‫حيوانية وسمكية كبيرة‪ ،‬باإلضافة إلى الكثير‬ ‫من الجمال"‪ .‬كما أضاف الرئيس مازحًا "لدينا‬ ‫العديد من الماعز واألغنام‪ ،‬وإن كنت ال أعرف‬ ‫عددها بالضبط‪ ،‬ولكن األهم من ذلك أن ‪٪ 75‬‬ ‫من األراضي الصومالية صالحة للزراعة"‪.‬‬ ‫والجانب الجيد في هذا األمر هو أن الصومال‬ ‫تملك موارد طبيعية‪ ،‬أما الجانب السيئ‪ ،‬فهو‬ ‫أن الرئيس لم يكن قاد ًرا على تحديد قطاع‬ ‫معين في االقتصاد مناسب لالستثمار األجنبي‪،‬‬ ‫وذلك يعود ببساطة لعدم وجود قطاع مناسب‬ ‫ من الناحية القانونية والشرعية على األقل‪.‬‬‫والوضع في الصومال أسوأ كثي ًرا‪ ،‬بجميع‬ ‫المقاييس‪ ،‬مما هو عليه في العراق أو أفغانستان‪.‬‬ ‫ولكنها تعتبر أقل أهمية من الناحية اإلستراتيجية‪.‬‬ ‫فأحد االتجاهات القوية التي يمكن أن نستشفها‪،‬‬ ‫من خالل مجموعة من مقاالت الرأي التي نشرت‬ ‫في مجلة "المجلة" في األشهر القليلة الماضية‪،‬‬ ‫هي كيف تلعب التغطية اإلعالمية دو ًرا مه ًما‬ ‫في تحديد األهمية السياسية‪ ،‬حيث كتب مدير‬ ‫برنامج الشرق األوسط في مركز الدراسات‬ ‫اإلستراتيجية والدولية‪ ،‬الذي يقع في واشنطن‬ ‫العاصمة‪ ،‬الدكتور جون الترمان‪ ،‬في مقال‬ ‫نشر له في مجلة "المجلة" في أكتوبر‪/‬تشرين‬ ‫أول ‪ ،2009‬قائال "من الصعب أن تكسب حربًا‬ ‫ال أحد يعرف أنك تخوضها"‪ .‬والحرب التي‬ ‫يشير إليها الدكتور الترمان هي حرب العراق‪،‬‬ ‫وكيف أدى حدوث أزمة في تمويل وكاالت‬ ‫األنباء‪ ،‬باإلضافة إلى زهد الجمهور في متابعة‬ ‫التطورات في العراق‪ ،‬إلى غياب التغطية‬ ‫اإلعالمية هناك‪ ،‬كما أن واحدة من النتائج‬ ‫السلبية التي يتسبب فيها ما يعرف بـ "تأثير سي‬ ‫إن إن"‪ ،‬وهى دورة إخبارية تسلط الضوء على‬ ‫قضايا سياسية لم يكن يالحظها أحد لوال هذه‬ ‫الدورة‪ ،‬هي أنه إذا لم تكن هناك تغطية إعالمية‬ ‫لحدث معين‪ ،‬فإن هذا الحدث يفقد أهميته بالكلية‪.‬‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫مانويل ألميدا‬ ‫وبالعودة إلى خطاب شيخ شريف أحمد‪ ،‬سنالحظ‬ ‫أن عنوان خطاب الرئيس كان " مفترق طرق‬ ‫الذي تقف فيه الصومال‪ ،‬وواجب المجتمع الدولي‬ ‫تجاهه"‪ .‬فهذا العنوان يعبر عن مدى السوء الذي‬ ‫وصلت إليه األوضاع في الصومال‪ ،‬ومدى حاجة‬ ‫الحكومة الصومالية إلى المساعدة الخارجية‪،‬‬ ‫بكل أنواعها‪ .‬والرسالة األساسية الموجودة في‬ ‫هذا الخطاب‪ ،‬هي أن مطالبة الصومال بالتعامل‬ ‫مع مشكلة التطرف بمفردها‪ ،‬مطلب غير عادل‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى كونه مطلبًا غير واقعي‪ .‬كما شدد‬ ‫الخطاب على حاجة الصومال الملحة للمساعدة‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وقد بينت األسئلة التي وجهت للرئيس‬ ‫الصومالي‪ ،‬خالل اللقاء‪ ،‬مدى التدهور الحادث‬ ‫في الوضع األمني في العاصمة مقديشو‪ ،‬حيث‬ ‫وجه مواطن صومالي سؤاال إلى الرئيس قائال‬ ‫‪":‬لماذا تظل الطائرة الرئاسية مستهدفة دائ ًما من‬ ‫قبل متشددين مسلحين بقذائف الهاون‪ ،‬في كل‬ ‫مرة تذهبون فيها في رحلة رئاسية في الخارج"؟‬ ‫وال أحد‪ ،‬باستثناء تنظيم القاعدة‪ ،‬يرغب في‬ ‫رؤية الصومال دولة ضعيفة‪ .‬بل إن جيرانها‬ ‫أنفسهم‪ ،‬مثل إثيوبيا وكينيا‪ ،‬ال يرغبون في ذلك‪.‬‬ ‫ولكن مع ذلك فإن هذه الرغبة لم تترجم إلى‬ ‫جهود موحدة لمنع البالد من االنهيار‪ .‬فالجهود‬ ‫المبذولة أخي ًرا‪ ،‬من قبل الواليات المتحدة‬ ‫وإثيوبيا واألمم المتحدة واالتحاد اإلفريقي‪،‬‬ ‫كانت كلها جهودًا محدودة من ناحية النطاق‬ ‫والمدة الزمنية‪ .‬وال يصل إلى الصومال اليوم‬ ‫سوى القليل من المساعدات‪ ،‬بينما ال تصل‬ ‫أي مساعدات تقريبًا إلى المواطن الصومالي‬ ‫العادي‪ ،‬وكما ذكرت أخي ًرا صحيفة نيويورك‬ ‫تايمز‪ ،‬فهناك تقرير سيتم رفعه في األيام القليلة‬

‫المقبلة لمجلس األمن الدولي‪ ،‬يوضح أن نحو‬ ‫‪ ٪ 50‬من المساعدات الغذائية يتم نهبها وبيعها‬ ‫لجهات غير مشروعة‪ ،‬تشمل المتشددين‪.‬‬ ‫والسيناريو الذي يطرحه التقريرـ شديد التجهم‬ ‫بمكان ـ بحيث يوصي التقرير مجلس األمن‬ ‫الدولي بتعليق كل جهود اإلغاثة التابعة لألمم‬ ‫المتحدة وبرنامج األغذية العالمي‪ .‬وباإلضافة‬ ‫إلى الفساد فيما يتعلق بالمساعدات‪ ،‬يتهم التقرير‬ ‫السلطات الصومالية بالتعاون مع القراصنة‬ ‫وبيع تأشيرات دبلوماسية للقراصنة والمسلحين‬ ‫للقيام برحالت إلى أوروبا‪ .‬وقد تم توسيع‬ ‫نطاق التحقيقات التي يجريها مجلس األمن‬ ‫الدولي لتعقب انتهاكات حظر تداول السالح‬ ‫المفروض على الصومال من قبل األمم المتحدة‪،‬‬ ‫ليشمل تعقب أي تهديد لالستقرار واألمن في‬ ‫الصومال‪ .‬ومن ضمن الحاالت الواردة في‬ ‫التقرير‪ ،‬حالة اختفاء شحنة كاملة من المواد‬ ‫الغذائية‪ ،‬حيث قام المقاول نفسه بترتيب عملية‬ ‫سرقة الشاحنات الخاصة به‪ ،‬والتي كانت‬ ‫تحمل الشحنة‪ ،‬وبيع ما تحويه من أغذية‪.‬‬ ‫ومع توجه اهتمام المجتمع الدولي ناحية قضايا‬ ‫أخرى في أماكن أخرى من العالم‪ ،‬ال يتم بذل‬ ‫جهد كبير للتصدي لحالة الفوضى الناجمة عن‬ ‫انهيار الدولة الصومالية؛ فاألمم المتحدة تنظر‬ ‫حاليًا في مسألة تعليق جهود اإلغاثة الغذائية‪،‬‬ ‫والواليات المتحدة – نظرًا للقضايا العديدة التي‬ ‫تستنزف طاقتها – ال تقوم سوى بعمليات محدودة‬ ‫لمكافحة اإلرهاب في المنطقة‪ ،‬بينما يقوم االتحاد‬ ‫األوروبي وحلف شمال األطلسي بدوريات أمنية‬ ‫لمحاربة القرصنة البحرية‪ ،‬ولكن رقعة المياه‬ ‫الواسعة المطلوب من هذه الدوريات تغطيتها‪،‬‬ ‫تجعلها غير فعالة‪ .‬وفى نهاية المطاف‪ ،‬فإن كل‬ ‫هذه الجهود ال تسعى سوى إلى احتواء الفوضى‬ ‫الناشئة عن انهيار الدولة الصومالية‪ ،‬دون أن‬ ‫تحاول معالجة األسباب الحقيقية للمشكلة‪ .‬ومن‬ ‫المؤكد أنه بدون الدعم الدولي الالزم لتوفير الحد‬ ‫األدنى من األمن للحكومة ولخلق حياة طبيعية‪،‬‬ ‫فإن األمور ستزداد سو ًءا‪ ،‬بشكل أكبر بكثير مما‬ ‫هي عليه اآلن‪ .‬وكما يقول شيخ شريف أحمد‪:‬‬ ‫"ما أسهل أن نذكر المناطق التي ال تحتاج‬ ‫لمساعدة في الصومال‪ ،‬من أن نذكر تلك التي‬ ‫بحاجة ماسة إلى المساعدة"‪.‬‬ ‫‪69‬‬


‫تقارير‬ ‫التقرير يرصد تطور التجربة الكردية‬ ‫في سوريا منذ منتصف القرن العشرين‪،‬‬ ‫ويسرد األحداث التي وقعت بعد عام‬ ‫‪ ،2004‬حيث شهدت هذه السنة اشتباكات‬ ‫مع قوات األمن السورية في مباراة لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬مما أسفر عن مقتل مشجعين من‬ ‫األكراد‪ .‬وبذلك ظهرت على السطح‬ ‫مشكالت معاناة األكراد التي ظلت طويال‬ ‫في الظل‪ ..‬و خرج األكراد إلى الشوارع في‬ ‫مظاهرات واسعة النطاق ضد االضطهاد‬ ‫الذي يعانون منه في ظل النظام السوري‪.‬‬ ‫وأسفر ذلك عن مصرع ‪ 36‬شخصًا‪،‬‬ ‫معظمهم من األكراد واعتقال أكثر من‬ ‫ألفين آخرين‪ .‬وهنا شعرت الحكومة‬ ‫السورية بتزايد الخطر الكردي‪ ،‬فقررت‬ ‫تضييق الخناق على أي أنشطة تخدم الثقافة‬ ‫الكردية‪ ،‬وكذلك أي أنشطة للمشاركة‬ ‫السياسية الكردية‪ .‬ويعطي التقرير وثائق‬ ‫تنقل لنا جهود الحكومة السورية لفرض‬ ‫حظر على جميع االحتفاالت الكردية‬ ‫وسحق جميع الفعاليات والتظاهرات‬ ‫التي تهدف لتعزيز حقوق األكراد‪.‬‬ ‫يعيش األكراد السوريون أساسًا في‬ ‫األجزاء الشمالية والشرقية من البالد على‬ ‫طول الحدود مع تركيا والعراق‪ .‬وعلى‬ ‫عكس نظرائهم األتراك والعراقيين‪ ،‬ال‬ ‫تطالب أحزاب األكراد السورية باالستقالل‬ ‫واالنفصال عن سوريا‪ .‬فالناشطون‬ ‫األكراد من السوريين يتبعون منهجًا أكثر‬ ‫مرونة ولينًا‪ .‬فتظاهراتهم سلمية وهم‬ ‫يطالبون فقط باالعتراف بهم ومنحهم‬ ‫نفس الحقوق في مجال حرية التعبير‬ ‫الثقافي والسياسي‪ .‬إال أن هذه االحتجاجات‬ ‫السلمية قوبلت بعنف شديد من السلطات‬ ‫السورية‪ .‬حيث تم وقف االحتفاالت بالعام‬ ‫الكردي الجديد 'نوروز' لعدة سنوات على‬ ‫التوالي‪ .‬وتوصلت هيومان رايتس ووتش‬ ‫إلى أن السلطات السورية أوقفت ‪14‬‬ ‫احتفالية ثقافية وسياسية كردية منذ عام‬ ‫‪ ،2005‬بالرغم من أن هذه االحتفاالت‬ ‫ال تشكل أي تهديد الستقرار سوريا‪،‬‬ ‫وهي مجرد تعبير عن التراث الكردي‪.‬‬ ‫والناشطون الرئيسيون من األكراد‬ ‫السوريين مدرجون في األحزاب التي‬ ‫تدافع عن حقوق األقلية الكردية‪ .‬وكشف‬ ‫التقرير أن قادة بارزين من مختلف‬ ‫األحزاب الكردية لم يعد لديهم حصانة‬ ‫من المالحقة واالعتقال‪ ..‬وتم القبض على‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫كاتب التقرير اختار‬ ‫النماذج التي يريد‬ ‫التركيز عليها دون أن‬ ‫يقدم أي أدلة ملموسة‬ ‫تؤكد ما ذكره عن‬ ‫مشاكل األكراد في‬ ‫سوريا‬ ‫أكثر من عشرة من كبار الشخصيات‬ ‫الذين ينتمون إلى أحزاب كردية تقاتل‬ ‫من أجل الحريات منذ عام ‪.2005‬‬ ‫ويكشف التقرير القمع الذي تمارسه‬ ‫الحكومة السورية على جميع سكانها‪.‬‬ ‫فالنظام السياسي السوري ال يتيح أي‬ ‫مساحة النتقاد حزب البعث الحاكم‪ .‬وقانون‬ ‫الطوارئ المعمول به منذ عام ‪،1963‬‬ ‫يعلق الحريات األساسية من خالل حظر‬ ‫أي شكل من أشكال المعارضة للحكومة‪.‬‬ ‫وهناك أحكام قانون العقوبات التي تتعامل‬ ‫مع "أي تجمع ألكثر من سبعة أشخاص‬ ‫بهدف االحتجاج على قرار أو تدبير‬ ‫اتخذته السلطات العامة" على أنه من‬ ‫أعمال الشغب التي يُعاقَب عليها بالسجن"‪.‬‬ ‫وأجرت هيومن رايتس ووتش حوا ًرا‬ ‫مع عدد يقترب من نصف عدد المعتقلين‬ ‫السابقين بقليل فأكدوا أنهم تعرضوا‬ ‫للتعذيب على أيدي قوات األمن السورية‪.‬‬ ‫ويتضمن التقرير معلومات عن األجهزة‬ ‫األمنية السورية المعنية باعتقال وتعذيب‬ ‫النشطاء‪ .‬وأورد التقرير أماكن وأسماء‬ ‫المجموعات األمنية المختلفة المتورطة‬ ‫في عمليات االعتقال والتعذيب مما‬ ‫سلط بعض الضوء على العالم الضبابي‬ ‫لوكاالت االستخبارات السورية‪ .‬وترسم‬ ‫روايات هؤالء السجناء صورة قاتمة‬ ‫لحقوق اإلنسان داخل جدران السجون في‬ ‫سوريا‪ .‬فكل المعتقلين السابقين وعددهم‬ ‫‪ 30‬حُرموا من االتصال بالعالم الخارجي‬ ‫عندما تم إلقاؤهم في السجن‪ .‬واالنتهاكات‬

‫التي تعرضوا لها عبارة عن سلسلة من‬ ‫األهوال تضرب بحقوق اإلنسان عرض‬ ‫الحائط وبتصديق من الحكومة السورية‪.‬‬ ‫وبجانب التعذيب الجسدي‪ ،‬كان هناك تعذيب‬ ‫نفسي وتهكم وإهانة وعنصرية‪ .‬يقول أحد‬ ‫المحققين السوريين‪" :‬جميع األكراد خونة‬ ‫وهم بمثابة ضيف ثقيل على سوريا "‪.‬‬ ‫وقد وجهت هيومان رايتس ووتش ندا ًء‬ ‫إلى المجتمع الدولي إلدانة قمع األكراد‬ ‫السوريين‪ .‬وقالت إن الحكومة السورية‬ ‫وقعت العديد من المعاهدات الدولية التي‬ ‫تصون حقوق اإلنسان ولكن من الواضح‬ ‫أنها ال تلتزم بهذه القوانين‪ .‬ويخلص التقرير‬ ‫إلى أن األمم المتحدة وغيرها من المنظمات‬ ‫الدولية ينبغي أن تراقب الحكومة السورية‬ ‫وأن تحملها مسئولية خرق هذه الحقوق‪.‬‬ ‫ومن جوانب تميز التقرير أنه استطاع‬ ‫أن يعرض القضية بعمق‪ ،‬ولكنه اتبع‬ ‫نهجًا ضيق األفق‪ .‬فقد كان من المفيد أن‬ ‫يسرد المزيد من التفاصيل عن التمييز‬ ‫الذي يواجهه األكراد في حياتهم اليومية‬ ‫وفي أماكن العمل وفي السوق وليس‬ ‫فقط في المجاالت العامة مثل الثقافة أو‬ ‫المعارضة‪ ،‬وركزت قنوات الدراسة فقط‬ ‫على هؤالء األكراد الذين يناضلون من‬ ‫أجل حقوقهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من الواضح‬ ‫أن الكاتب قد اختار ما سيركز عليه‬ ‫ولم يكن لديه نية في تقديم تحقيقات‬ ‫شاملة عن الحقوق الكردية في سوريا‪.‬‬ ‫وال يمكن تجنب هذا النهج ضيق األفق‪،‬‬ ‫وهو يسير جنبا إلى جنب مع المشكلة التي‬ ‫تأتي مع إجراء البحوث في دولة استبدادية‪.‬‬ ‫ومن جانبها‪ ،‬قامت الحكومة السورية بمنع‬ ‫هيومان رايتس ووتش من إجراء المزيد‬ ‫من البحوث داخل البالد‪ .‬واألدلة التي‬ ‫تم جمعها في هذه الدراسة‪ ،‬تغطي فقط‬ ‫حاالت فردية‪ ،‬ومعظم هذه المعلومات تم‬ ‫جمعها من خالل حوارات هاتفية‪ .‬وليس‬ ‫هناك الكثير من األدلة الملموسة التي‬ ‫قدمتها الحاالت التي تمت دراستها‪ .‬واألدلة‬ ‫المتعلقة بانتهاكات حقوق اإلنسان لن تكون‬ ‫كافية كما يوضح هذا التقرير إلظهار‬ ‫حقيقة الوضع اإلنساني السيء لألكراد في‬ ‫سوريا ‪..‬‬ ‫ولمزيد من المعلومات‬

‫‪www.hrw.org‬‬

‫‪68‬‬


‫تقارير‬

‫القضية الكردية‬

‫حرمان األكراد السوريين من حقوقهم‬

‫الحقوق الكردية السياسية والثقافية في سوريا‬ ‫هيومن رايتس ووتش‬ ‫نوفمبر‪/‬تشرين ثا ٍن ‪2010‬‬

‫تقرير هيومن رايتس كشف أحوال األكراد في سوريا‬

‫صدر أخي ًرا تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش يلقي الضوء على المشاكل التي يتعرض لها األكراد في سوريا ‪ ..‬وقد استطاع التقريرسرد‬ ‫معلومات مهمة عن حالة حقوق اإلنسان الراهنة لألكراد في البالد‪ ،‬وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش إنه رغم أن نوايا األكراد سلمية‪،‬‬ ‫لكنهم يواجهون قوانين تمنعهم من الحصول علي حقوقهم السياسية والثقافية‪.‬‬ ‫يشكل األكراد نحو عشرة في المائة من‬ ‫إجمالي عدد سكان سوريا البالغ عددهم‬ ‫‪ 20‬مليون نسمة‪ .‬لكنهم حسب تقرير‬ ‫منظمة حقوق اإلنسان (هيومان رايتس‬ ‫ووتش)‪ ،‬والذي يتكون من ‪ 63‬صفحة‬ ‫يتعرضون لتمييز تحت حكم الحكومة‬ ‫السورية ويعانون من ضغوط شديدة إلي‬ ‫درجة أنك إذا استخدمت كلمة "سباس"‬ ‫(والتي تعني شك ًرا باللغة الكردية)‬ ‫عندما تمد يدك ألخذ كوب شاي من أحد‬ ‫األكراد في دمشق‪ ،‬فإنك ستلمس عالمات‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫التعجب والدهشة والسرور في عينيه‪..‬‬ ‫التقرير الذي صدر تحت عنوان "األكراد‬ ‫السوريون" ركز تحديدًا على الظلم الذي‬ ‫يتعرض له هؤالء األكراد في المجاالت‬ ‫السياسية والثقافية في الوقت الذي ال تسلط‬ ‫فيه وسائل اإلعالم الكثير من الضوء على‬ ‫مصير األكراد السوريين في حين تغطي‬ ‫عناوينها الرئيسية أخبار مقاتلي حزب‬ ‫العمال الكردستاني في تركيا واألكراد‬ ‫في كردستان العراق‪ ،‬الذي يخضع للحكم‬ ‫الذاتي‪ ،‬ولكن تقرير هيومان رايتس ووتش‬

‫عمد إلى توصيل أصوات أكراد سوريا الذين‬ ‫لم يظهروا استعدادًا كبي ًرا للقتال من أجل‬ ‫حقوق األقليات ولكن مشاكلهم ال حصر لها‪.‬‬ ‫ويقدم التقرير رؤية شخصية حول تهميش‬ ‫األكراد من خالل شهادات الناشطين األكراد‬ ‫وأفراد أسرهم ونشطاء حقوق اإلنسان‬ ‫المحليين‪ .‬والتقرير يهدف إلى تقديم أدلة‬ ‫ورفع مستوى الوعي بالظلم الذي يعانونه‬ ‫والسجن وفي بعض األحيان التعذيب بل‬ ‫وحتى القتل على يد السلطات السورية‪.‬‬ ‫‪67‬‬


‫قراءات‬


‫قراءات‬

‫كتب‬ ‫الصراع من أجل السيطرة‬ ‫بين الرؤساء ووسائل اإلعالم‬

‫الدبلوماسية وفن اإلقناع‬

‫النس برايس‬

‫كريستوفر ماير‬ ‫السير كريستوفر ماير هو السفير البريطاني األسبق‬ ‫في واشنطن‪ .‬وقد كتب ماير هذا الكتاب ليمتدح فيه‬ ‫الفضائل والقيم التي كان يتمسك بها الدبلوماسيون‬ ‫قدي ًما‪ ،‬كما يبحث أهمية الدور الذي يلعبه الدبلوماسي‬ ‫في التاريخ البريطاني‪ .‬ويرى ماير أن هذه الشخصية‬ ‫ينبغي أن تمثل المصالح البريطانية وأن تفهم مصالح‬ ‫البالد الذي يتم إرسالها إليه‪ .‬والكتاب يروي تسع‬ ‫قصص من سجالت تاريخ الدبلوماسية البريطانية على‬ ‫مدار الخمسمائة عام األخيرة‪ ،‬والتي تدور أحداثها في‬ ‫فلك الدبلوماسي‪ ،‬وتصور هذه القصص الكيفية التي‬ ‫ظلت بها األركان الثالثة التي تستند عليها المصلحة‬ ‫الوطنية (األمن والرخاء والقيم) تمثل جوهر السياسة‬ ‫الخارجية البريطانية‪ .‬وينصب تركيز ماير في‬ ‫صفحات الكتاب على توضيح حقيقة أنه في حين تغير‬ ‫الكثير‪ ،‬ال تزال أسس الدبلوماسية ثابتة‪ .‬وهذا يقنعنا أنه‬ ‫بالرغم من أن الخارجية البريطانية تعيش حاليًا حالة‬ ‫من االرتباك‪ ،‬فإن المهام التي تواجهها ال حصر لها كما‬ ‫كانت الحال دائ ًما‪.‬‬

‫الغالف‬

‫يسلط النس برايس الضوء على الحالة المؤسفة للسياسة‬ ‫البريطانية اليوم‪ ،‬كاشفًا النقاب عن فترة تقرب من قرن‬ ‫شهدت معارك بين وسائل اإلعالم والزعماء السياسيين‬ ‫في بريطانيا بهدف تحديد من يستحق اللوم‪ ،‬إنها قصة‬ ‫تحكي كيف سعى والرجال النساء األقوياء جاهدين‬ ‫على مدى أجيال ليغيروا الحقائق من أجل تحقيق‬ ‫مآربهم الخاصة‪ .‬وبرايس يعمل مراسلاً للـ بي بي‬ ‫سي ومعروف بنشاطاته السياسية في مجلس الوزراء‬ ‫ومن ثم فإنه لديه خبرة بطرفي النزاع‪ :‬رؤساء الوزراء‬ ‫واإلعالم‪ .‬ويجمع كتابه بين هذه الخبرة والحوارات‬ ‫الرائعة واألبحاث التاريخية المميزة ليروي لنا بأسلوب‬ ‫مبهر كيف أن الساسة ووسائل اإلعالم يرغبون في‬ ‫السيطرة على الرأي العام‪ .‬والكتاب ثري بتفاصيله‬ ‫التاريخية وممتع في رواياته المعاصرة‪ ..‬إنه بمثابة‬ ‫اتهام للمتنمرين والمصابين بجنون العظمة في شارع‬ ‫داونينج وشارع الصحافة البريطانية الذي يطلق عليه‬ ‫"فليت ستريت"‪.‬‬

‫الغالف‬

‫الغالف‬

‫أمة االبتكار‪..‬‬ ‫قصة معجزة إسرائيل االقتصادية‬

‫دان سينور وسول سينجر‬

‫دان سنيور وهو زميل في دارسات الشرق األوسط في مجلس العالقات‬ ‫الخارجية وسول سينجر‪ ،‬المستشار في السياسة الخارجية بالكونجرس‬ ‫األمريكي؛ لديهما خبرة امتدت بسياسة الشرق األوسط لسنوات طويلة‪.‬‬ ‫ويحاول المؤلفان في كتابهما اإلجابة عن سؤال في غاية األهمية‬ ‫وهو‪ :‬كيف تأتي لدولة صغيرة مثل إسرائيل يبلغ تعدادها ‪ 7.1‬مليون‬ ‫نسمة ويحيط بها أعداؤها من كل جانب وفي حالة صراع دائم وليس‬

‫تقارير‬ ‫ابن حماس‬

‫لديها من الموارد الطبيعية شيء – أن يصبح لديها هذا الكم الهائل من‬ ‫الشركات الناشئة مقارنة بدول تتمتع باالستقرار واألمن مثل اليابان‬ ‫والصين والمملكة المتحدة؟ وبنا ًء على أمثلة مستقاة من أبرز المخترعين‬ ‫والمستثمرين اإلسرائيليين‪ ،‬يصف المؤلفان كيف تعزز الثقافة المحفزة‬ ‫بالمحن التجديد واالبتكار‪ .‬لقد ُكتب الكثير عن إسرائيل بالفعل لكن نموها‬ ‫االقتصادي ال يزال يحتاج إلى توضيح‪.‬‬

‫شطآن معادية‪:‬‬ ‫االنتهاكات واإلعادة القسرية بحق ملتمسي‬ ‫اللجوء والالجئين في اليمن‬

‫مصعب حسن يوسف‬

‫منظمة هيومن رايتس ووتش‬

‫"ابن حماس" رواية فريدة من نوعها‬ ‫يحكيها هذا العضو السابق في هذه‬ ‫المنظمة‪ ،‬ومصعب هو االبن األكبر‬ ‫للشيخ حسن يوسف‪ ،‬وهو عضو مؤسس‬ ‫في حركة حماس وقد تم إعداده لتولي‬ ‫القيادة وذلك لسنوات عديدة إلى أن‬ ‫أعطى هذه المنظمة ظهره‪ .‬وفي هذا‬ ‫الكتاب‪ ،‬يتم الكشف عن معلومات جديدة‬ ‫تتعلق بأخطر منظمة في العالم‪ .‬ويتناول‬ ‫المؤلف دور مصعب والقرار الصعب‬ ‫الذي تعين عليه اتخاذه وهو االنفصال‬ ‫عن أهله ووطنه‪.‬‬

‫عانى عشرات اآلالف من ملتمسي حق اللجوء والالجئين‬ ‫الذين فروا من القرن اإلفريقي إلى اليمن لسنوات عديدة من‬ ‫انتهاكات صارخة لحقوق اإلنسان‪ ،‬وهي االنتهاكات التي‬ ‫ُوجهت بالتجاهل من جانب العالم الخارجي‪ ،‬ويظهر هذا‬ ‫التقرير أن طريقة استقبال من يبقون على قيد الحياة حتى‬ ‫يصلوا إلى اليمن تختلف باختالف الدولة التي أتوا منها‪،‬‬ ‫فعلى وجه الخصوص يوثق التقرير المعاملة السيئة لالجئين‬ ‫األفارقة في اليمن‪ ،‬ويدعو الحكومة اليمنية إلى وقف إلقاء‬ ‫القبض بشكل تعسفي على ملتمسي حق اللجوء اإلثيوبيين‪.‬‬ ‫كما يحث التقرير المكون من ‪ 53‬صفحة مجلس األمم المتحدة‬ ‫لحقوق اإلنسان على زيادة الضغوط على الحكومة اليمنية‬ ‫للوفاء بالتزاماتها تجاه ملتمسي حق اللجوء والالجئين‪.‬‬

‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫‪65‬‬


‫كتب‬

‫البحوث المهمة والمفيدة‪ ،‬أصبح تحليلاً‬ ‫سطحيًا محبطًا للطرق التي تتفاعل من‬ ‫خاللها األنظمة الحاكمة والمجتمعات‪.‬‬

‫وهذا يعود‪ ،‬بال شك‪ ،‬لطبيعة التفسيرات‬ ‫التي يقدمها‪ .‬فأي إصالحات تلك‬ ‫التي يمكن تنفيذها لتغيير الممارسات‬ ‫الثقافية للمجتمع؟! ونتيجة لذلك‪ ،‬ال‬ ‫يهتم ويتيكر بإفراد جزء كبير من‬ ‫الكتاب إلمكانية إحداث تغيير تدريجي‬ ‫في المجتمع‪ ،‬يعتمد على تأثير العولمة‪.‬‬

‫وكان من الممكن تالفي هذا العيب لو‬ ‫أن ويتيكر قضى وقتًا أطول في بحث‬ ‫طريقة التفاعل بين الحكومة والمجتمع‪،‬‬ ‫فـ"ويتيكر"‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫يرجع الطبيعة االستبدادية واألبوية‬ ‫للحكومات في العالم العربي‪ ،‬إلى ميل‬ ‫األسر العربية لألبوية والسلطوية‪،‬‬ ‫ومثل هذه النوعية من الحجج التي ال‬ ‫تدحض‪ ،‬تتعرض باستمرار لالنتقادات‬ ‫من جانب األوساط األكاديمية التي‬ ‫تستخدم أسلوب التحليل االستداللي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من كونها مبنية حول‬ ‫مغالطة منطقية‪ ،‬فإن هناك بالفعل عالقة‬ ‫متبادلة بين طبيعة المجتمعات العربية‬ ‫والحكومات العربية‪ .‬وتسليط الضوء‬ ‫على هذه الحقيقة كان من الممكن أن‬ ‫يجعلها نقطة مثيرة لالهتمام بما فيه‬ ‫الكفاية‪ ،‬بحيث تصبح النقطة المحورية‬ ‫التي يدور حولها تحليل ويتيكر للمنطقة‪،‬‬ ‫ولكن لألسف‪ ،‬فإن جعل البعد الثقافي‬ ‫للعالم العربي السبب في إخفاقاته‬ ‫يضع شيئًا من الغطرسة الغربية في‬ ‫طيات الرسالة التي يقدمها الكتاب‪.‬‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يوضح أحد‬ ‫مقتطفات الكتاب أنه "على الرغم‬ ‫من أن تجاوز اآلخرين عن طريق‬ ‫المحسوبية قد تكون مسألة تافهة‪،‬‬ ‫إلى حد ما‪ ،‬ولكن المكانة العالية التي‬ ‫تحتلها صالت القرابة تقوض مبادئ‬ ‫الجدارة والمساواة"‪ .‬وبالرغم من أنه ال‬ ‫جدال في أن المحسوبية تعد‪ ،‬بال شك‪،‬‬ ‫مشكلة حقيقية‪ ،‬ليس فقط في الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬ولكن في معظم المناطق‬ ‫النامية‪ ،‬فإن محاولة الربط بين الفساد‬ ‫في منطقة الشرق األوسط والممارسات‬ ‫الثقافية‪ ،‬تعني ضمنًا أنه فقط من‬ ‫خالل تغريب ثقافتهم يمكن لشعوب‬ ‫منطقة الشرق األوسط ـ وغيرها من‬ ‫شعوب المناطق ذات الثقافة المماثلةـ‬ ‫الخروج من دائرة المحسوبية وشبه‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫ويتيكر‪ ..‬وقع في أخطاء كان يمكن تجنبها ليخرج‬ ‫كتابه بشكل أفضل‬

‫السلطوية التي تحد من إمكاناتها‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن ويتيكر في‬ ‫محاولته تسليط الضوء على مشكالت‬ ‫الشرق األوسط في كتابه‪ ،‬يكتفي‬ ‫بعرض هذه المشكالت‪ ،‬بدون أن يقدم‬ ‫لها حلوال‪ .‬فبينما يضع‪ ،‬من خالل‬ ‫كتابه‪ ،‬نظا ًما لفهم المشكالت التي‬ ‫تعاني منها منطقة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫على الرغم من اإلمكانات المحدودة‬ ‫لهذا النظام‪ ،‬فإنه ال يوضح اإلصالحات‬ ‫التي ينبغي تنفيذها لحل هذه المشكالت‪،‬‬

‫ال توجد أدلة واضحة‬ ‫على أن التجارة‬ ‫والسفر واالتصاالت‬ ‫العالمية ستعمل على‬ ‫إحداث تغيير جذري‬ ‫في المجتمع العربي‬ ‫يؤدي إلى تشجيع‬ ‫الحكومة على تبني القيم‬ ‫الليبرالية‬

‫ويبين ويتيكر‪ ،‬بشكل محدد‪ ،‬أن‬ ‫"التجارة والسفر واالتصاالت العالمية‬ ‫تؤدي إلى إضعاف نفوذ الدول القومية‬ ‫وقدرة الحكومات على السيطرة على ما‬ ‫يحدث داخل حدودها‪ .‬وفي الوقت نفسه‪،‬‬ ‫فإن المواطنين العاديين يتعرضون‬ ‫ألفكار وطرق جديدة إلنجاز أمور لم‬ ‫يسبق لهم معرفتها‪ ..‬وليست القضية‬ ‫حدوث التغيير من عدمه‪ ،‬بقدر المدة‬ ‫التي سيستغرقها حدوث هذا التغيير"‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ال توجد أدلة واضحة على أن‬ ‫التجارة والسفر واالتصاالت العالمية‬ ‫ستعمل على إحداث تغيير جذري في‬ ‫المجتمع العربي يؤدي إلى تشجيع‬ ‫الحكومة على تبني القيم الليبرالية‪.‬‬ ‫والنموذج الصيني يعد من أوضح‬ ‫األمثلة على عدم صحة هذه الفرضية‪.‬‬ ‫فقد تمكنت الصين‪ ،‬باعتبارها قوة مهمة‬ ‫في مجال التجارة الدولية‪ ،‬من التحرر‬ ‫اقتصاديًا بدون أن تنفتح سياسيًا‪.‬‬ ‫كما يمكن للحكومات الحد من تأثير‬ ‫وسائل االتصال العالمية‪ ،‬من خالل‬ ‫سيطرتها على شبكة اإلنترنت‪ ،‬كما‬ ‫هي الحال في منطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وبدال من إضعاف الدول القومية‪،‬‬ ‫فإن العولمة قد شجعت العديد منها‬ ‫على تشديد سيطرتها على مجتمعاتها‪.‬‬ ‫وتنبع أهمية كتاب ويتيكر مما يحتويه‬ ‫عن رؤية العرب أنفسهم للمشكالت‬ ‫التي تواجه منطقتهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫الفرضية التي يدور حولها الكتاب‬ ‫تعاني من ضعف البناء وسطحية‬ ‫البحث‪ ،‬مما يضعف بشكل كبير من‬ ‫حجم اإلضافة التي يقدمها هذا الكتاب‬ ‫للمؤلفات والكتابات التي تعرضت‬ ‫لمنطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫‪64‬‬


‫كتب‬

‫تحليل سطحي‬ ‫لمشاكل مزمنة‬

‫بريان ويتيكر‬ ‫ما علة الشرق األوسط الحقيقية؟‬ ‫ساكي ‪2009‬‬

‫يحاول براين ويتيكر الصحفي بجريدة الجارديان ‪ ،‬في كتابه األخير إعطاء تفسير لألسباب الحقيقية وراء المشكالت التي تواجه منطقة‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬حيث يفترض أن هناك تشاب ًها أساسيًا بين الممارسات الثقافية للدول العربية والطبيعة االستبدادية للدولة‪ ..‬مؤكدا أن‬ ‫تحسين أنظمة الحكم العربية لن يتأتى إال من خالل حدوث تغييرات جذرية في المجتمعات العربية‪.‬‬

‫في كتابه األخير الذي بعنوان "ما علة‬ ‫الشرق األوسط الحقيقية"‪ ،‬ينظر براين‬ ‫ويتيكر‪ ،‬الصحفي بجريدة الجارديان‪،‬‬ ‫في العقبات التي تواجه منطقة الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬من خالل بحثه في العديد‬ ‫من القضايا البارزة‪ ،‬بد ًءا من النضال‬ ‫ضد الفساد‪ ،‬والتمييز‪ ،‬والبيروقراطية‪،‬‬ ‫وانتها ًء بالطابع االستبدادي لبعض‬ ‫الحكومات واألسر العربية‪ ..‬ويأخذ‬ ‫تحليل ويتيكر لمنطقة الشرق األوسط‬ ‫طابع البيان والتقرير دون أن يطرح‬ ‫الكثير من األسئلة‪ ،‬حيث يدور الكتاب‬ ‫حول فرضية أساسية مفادها أنه دائ ًما‬ ‫ما يتم إلقاء اللوم على شخص آخر‬ ‫أو جهة أخرى‪ ،‬عندما يتم النظر في‬ ‫المشكالت التي تعاني منها منطقة‬ ‫الشرق األوسط ‪ ،‬بينما يرى ويتيكر أن‬ ‫اللوم ال يقع على المنطقة وحدها‪ ،‬أو‬ ‫على الغرب وحده‪ ،‬فالجميع مخطئون‪.‬‬ ‫ويوضح ويتيكر أن لعبة إلقاء اللوم تلك‬ ‫نتج عنها فشل كل من الغرب والشرق‬ ‫األوسط في إدراك حقيقة أن الحكومات‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫يعاني كتاب ويتيكر‬ ‫من سطحية التحليل‬ ‫لمشكالت الشرق‬ ‫األوسط وعدم تقديم‬ ‫حلول لها ‪ ..‬وكان يمكن‬ ‫تالفي هذه العيوب لو‬ ‫قضى الكاتب وقتًا أطول‬ ‫فى البحث‬ ‫"ما هي إال نتاج المجتمعات التي‬ ‫تحكمها ‪ .‬وفي البلدان العربية غالبًا ما‬ ‫يقف المجتمع في طريق التقدم‪ ،‬بقدر ما‬ ‫تقف الحكومة نفسها"‪ .‬ويزعم ويتيكر‬ ‫من خالل مالحظته لنماذج المعوقات‬ ‫الثقافية التي تقف في وجه التقدم في‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪ ،‬أن قدرة الحكومة‬ ‫على الحكم بفعالية وإنصاف تتوقف‬

‫على الطابع السوسيولوجي للدولة‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن األدلة التي يقدمها تؤكد‬ ‫صحة رؤيته إلى حد ما‪ ،‬فإن االستنتاج‬ ‫النهائي الذي يخلص له‪ ،‬بعد إجرائه‬ ‫للعديد من المقابالت‪ ،‬يبدو بحاجة‬ ‫إلى المزيد من األدلة إلثبات صحته‪.‬‬ ‫كما أن النهج العام الذي يتبعه في‬ ‫البحث‪ ،‬والقائم على النظر إلى ما‬ ‫وراء األنظمة الحاكمة من مجتمعات‪،‬‬ ‫ليس جديدًا‪ ،‬فقد حاول الكثير من علماء‬ ‫االجتماع واألنثروبولوجيا السياسية‬ ‫من قبل النظر في القرائن الثقافية‬ ‫لكيفية تطور الحكومات‪ ،‬والفرق بين‬ ‫تحليالتهم وتحليل ويتيكر االستداللي‪،‬‬ ‫هو أن األخير يفتقر إلى اإلطار النظري‬ ‫الذي يستطيع من خالله تنظيم مختلف‬ ‫األمثلة والشهادات التي تدعم رؤيته‬ ‫‪ .‬فاقتباسه‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬لقول‬ ‫الصحفي خالد دياب "إن مصر لديها‬ ‫مليون مبارك"‪ ،‬ال يكفي إلثبات وجهة‬ ‫نظره‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن هذا الكتاب‪،‬‬ ‫الذي كان من الممكن أن يكون أحد‬ ‫‪63‬‬


‫إصدارات‬ ‫كتب‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫قراءات‬

‫تقارير‬

‫‪62‬‬


THE MAJALLA

31


‫مؤشرات‬

‫‪0 ‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪8/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪8/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪8/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3/‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪8/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪8/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 0‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪2/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 0‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪7/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪2/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪7/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪2/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪8/‬‬

‫‪3/‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ 0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9/‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪9/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪9/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 0‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪3/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 0‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪8/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪3/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪8/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪3/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪0 ‬‬

‫‪7,200.000 ‬‬ ‫‪7,050.000 ‬‬ ‫‪6,900.000 ‬‬ ‫‪6,750.000 ‬‬ ‫‪6,600.000 ‬‬ ‫‪6,450.000 ‬‬ ‫‪6,300.000 ‬‬ ‫‪6,150.000 ‬‬

‫‪6,600.000 ‬‬ ‫‪6,500.000 ‬‬ ‫‪6,400.000 ‬‬ ‫‪6,300.000 ‬‬ ‫‪6,200.000 ‬‬ ‫‪6,100.000 ‬‬ ‫‪6,000.000 ‬‬ ‫‪5,900.000 ‬‬

‫‪1,900.000 ‬‬ ‫‪1,800.000 ‬‬ ‫‪1,700.000 ‬‬ ‫‪1,600.000 ‬‬ ‫‪1,500.000 ‬‬ ‫‪1,400.000 ‬‬

‫‪1,500.000 ‬‬

‫‪1,450.000 ‬‬

‫‪1,400.000 ‬‬

‫‪6,900.000 ‬‬ ‫‪6,800.000 ‬‬ ‫‪6,700.000 ‬‬ ‫‪6,600.000 ‬‬ ‫‪6,500.000 ‬‬ ‫‪6,400.000 ‬‬ ‫‪6,300.000 ‬‬ ‫‪6,200.000 ‬‬ ‫‪6,100.000 ‬‬

‫‪ 0‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ !"#$%‬‬

‫‪1,550.000 ‬‬

‫‪7,500.000 ‬‬ ‫‪7,400.000 ‬‬ ‫‪7,300.000 ‬‬ ‫‪7,200.000 ‬‬ ‫‪7,100.000 ‬‬ ‫‪7,000.000 ‬‬ ‫‪6,900.000 ‬‬ ‫‪6,800.000 ‬‬ ‫‪6,700.000 ‬‬ ‫‪6,600.000 ‬‬

‫‪8/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪8/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪8/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪8/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪6/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪6/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪1/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 2‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪7/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1/‬‬

‫‪2/‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 1‬‬

‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪8/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪8/‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 0‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪2/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 0‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪7/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪2/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪7/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫‪0 ‬‬ ‫‪2/‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪0 ‬‬

‫‪0 ‬‬

‫‪01‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪3/‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪ 0‬‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫*‪ !"#$%& '()#‬‬

‫‪ !"#$%& '&()*# +,-. /0(12‬‬

‫('&‪ !"# $%‬‬

‫"'&‪ !"# $%‬‬

‫‪ !"#$%&' ()*+,‬‬


‫األسواق‬

‫ارتفاع التمويل اإلسالمي‬ ‫بلغت قيمة أصول السوق العالمية للخدمات المالية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬المتوافقة مع الشريعة اإلسالمية‪،‬‬ ‫‪ 951‬بليون دوالر أمريكي في نهاية عام ‪،2008‬‬ ‫بزيادة قدرها ‪ % 25‬على قيمتها في عام ‪2007‬‬ ‫(‪ 758‬بليون دوالر)‪ ،‬و‪ 75%‬على قيمتها في‬ ‫عام ‪ .2006‬ومع ذلك‪ ،‬فقد شهد عام ‪2009‬‬ ‫تباط ًؤا في معدل النمو القوي الذي استمر طوال‬ ‫السنوات السابقة‪ ،‬وتشكل البنوك التجارية القسم‬ ‫األكبر من األصول‪ ،‬بينما تتكون باقي األصول‬

‫من بنوك االستثمار‪ ،‬والصكوك‪ ،‬والصناديق‪،‬‬ ‫والتكافل‪ .‬وفي حين أن صناعة التمويل اإلسالمي‬ ‫في البداية كانت أقل تأثرً ا باألزمة المالية العالمية‪،‬‬ ‫واالنكماش الذي أصاب االقتصادي العالمي‪ ،‬إال‬ ‫أن هناك تحديات مستمرة‪ ،‬خاصة بالنسبة لسوق‬ ‫الصكوك وبعض المصارف اإلسالمية‪ .‬فقد‬ ‫تراجعت سوق الصكوك في عام ‪ ،2008‬ولكن‬ ‫على الرغم من االنتعاش في إصدارها‪ ،‬والذي‬

‫بلغت قيمته ‪ 20‬بليون دوالر خالل عام ‪،2009‬‬ ‫فإن االختبار الحقيقي لهذه السوق يكمن في قدرتها‬ ‫على التغلب على العقبات التي تواجهها أخيرً ا‪.‬‬ ‫وقد أنقذ القرض المقدم من أبو ظبي شركة دبي‬ ‫العالمية من التعثر في سداد صكوك شركة نخيل‬ ‫العقارية في ديسمبر‪/‬كانون أول من عام ‪.2009‬‬ ‫وما زال هناك إقبال من قبل المستثمرين على‬ ‫جهات إصدار الصكوك المميزة‪.‬‬

‫التوزيع الجغرافي‬

‫تزدهر سوق التمويل اإلسالمي حاليًا في ماليزيا وإيران وغالبية دول مجلس‬ ‫التعاون الخليجي‪ ،‬ولكن التمويل اإلسالمي بدأ في تجاوز حدوده التاريخية في‬ ‫هذه البلدان إلى مناطق جديدة‪ ،‬تشمل بال ًدا أخرى في منطقة الشرق األوسط‬ ‫وشمال إفريقيا‪ ،‬مثل تركيا والسودان ومصر واألردن وسوريا‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫دول آسيوية مثل إندونيسيا‪ ،‬والتي وجد بها أكبر عدد من السكان المسلمين في‬ ‫العالم‪ ،‬فضال عن هونج كونج وسنغافورة وبنجالديش وباكستان والصين‪ .‬كما‬ ‫يتراوح عدد السكان المسلمين‪ ،‬في بلدان مثل الواليات المتحدة وفرنسا وألمانيا‬ ‫والمملكة المتحدة‪ ،‬من واحد إلى خمسة ماليين نسمة‪ .‬ويوجد في روسيا أكبر‬ ‫عدد من السكان المسلمين في أوروبا‪ ،‬حيث يبلغ تعدادهم ‪ 30‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫وقاعدة العمالء في البلدان الغربية ليست بالضرورة مقصورة على المسلمين‪،‬‬ ‫فهناك عمالء آخرون قد يجذبهم األساس األخالقي والبيئي للتمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫الصكوك‬

‫المصدر‪ :‬مجلة ذي بانكر‬

‫تزايد إصدار الصكوك بشكل سريع من ‪ 1‬مليار دوالر أمريكي في عام ‪ 2002‬إلى ‪34‬‬ ‫مليار دوالر أمريكي في عام ‪، 2007‬ونتيجة لتباطؤ نشاط سوق رأس المال الدولي على‬ ‫نطاق واسع‪ ،‬تراجع إصدار الصكوك خالل عام ‪ 2008‬إلى ‪ 15‬مليار دوالر أمريكي‬ ‫نتيجة هبوط قيمة األسهم وضعف السيولة وغياب الثقة في السوق‪ .‬وفي‪2009‬قدر‬ ‫اإلصدار بنحو ‪ 20‬مليار دوالر أمريكي بارتفاع قدره ‪ 30%‬مقارنة بعام ‪.2008‬‬ ‫وكان معظم جهات اإلصدار في عام ‪ ،2009‬إما مؤسسات حكومية وإما شبه‬ ‫حكومية‪ ..‬وارتفع معدل القلق نتيجة مشكالت التمويل في شركة دبي العالمية‪ ،‬التي‬ ‫تم حلها حينذاك من خالل قرض من أبو ظبي يقدر بـ ‪ 10‬مليارات دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫وقد آثار هذا األمر الخوف من التخلف عن سداد الصكوك إضافة إلى العديد من‬ ‫ً‬ ‫ووفقا لخدمة المعلومات المالية اإلسالمية (أي إف أي إس)‪،‬‬ ‫المشكالت األخرى‪.‬‬ ‫فإن العوامل الرئيسية التي تعوق إنعاش سوق الصكوك في دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي تشمل تعثر شركات االستثمار الكويتية والسوق العقاري في اإلمارات‬ ‫العربية المتحدة وتوافر االئتمان في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫الصناديق اإلسالمية‬

‫ً‬ ‫ووفقا لتقديرات منظمة يوريكا هيدج‪ ،‬فإن إجمالي‬ ‫تشهد هذه السوق توسعًا مستمرً ا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عدد الصناديق التي تعمل ً‬ ‫وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية بلغت ‪ 680‬صندوقا نهاية‬ ‫عام ‪ ، 2008‬لتتضاعف أكثر من ثالث مرات بعد أن كان عددها ‪ 200‬فقط في‬ ‫ً‬ ‫ووفقا لتقديرات إرنست ويانج‪ ،‬فإن إجمالي قيمة هذه الصناديق ارتفع‬ ‫عام ‪.2003‬‬ ‫من ‪ 20‬مليار دوالر أمريكي في عام ‪ 2003‬إلى ‪ 44‬مليار دوالر أمريكي في عام‬ ‫‪( 2008‬رسم بياني ‪ ،)5‬وأغلب الصناديق اإلسالمية صغيرة وثلثاها أقل من ‪100‬‬ ‫مليون دوالر أمريكي والعديد منها استطاع أن يجذب رءوس أموال تتراوح ما بين‬ ‫‪ 10‬ماليين و ‪ 15‬مليون دوالر أمريكي فقط‪ .‬ويتركز ثلثا الصناديق اإلسالمية تقريباً‬ ‫في خمس دول هي ماليزيا (‪ )23%‬والمملكة العربية السعودية (‪ )19%‬والكويت‬ ‫(‪ )9%‬ولكسمبرج (‪ )7%‬والبحرين (‪ .)6%‬ونسبة كل من كايمان وأيرلندا‬ ‫وإندونيسيا من هذه الصناديق تتراوح بين ‪ ،3-4%‬لكن النسبة المتبقية وهي ‪25%‬‬ ‫موزعة على ‪ 23‬دولة أخرى بما فيها المملكة المتحدة (‪.)1%‬‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫المصدر‪:‬زاويا‪ ،‬مراقب الصكوك المالية اإلسالمية العامة‬

‫المصدر‪ :‬ارنست أند يونغ‪ ،‬تقرير الصناديق واالستثمارات اإلسالمية ‪2009‬‬ ‫‪59‬‬


‫اآلن أصبح بإمكانك متابعة المجلة من أي مكان و في أى وقت من خالل األيفون‬


‫المستثمر العالمي‬

‫وصفة للفشل المحقق‬

‫غياب القيادة الفعالة وراء فشل جولة الدوحة‬ ‫تواجه جولة الدوحة للمفاوضات التجارية حالة من التعثر‪ .‬ومن بين األسباب الرئيسية وراء ذلك تلك األفكار الخاطئة التي ظهرت مع بدء‬ ‫الجولة أعمالها‪ .‬ومن المتوقع أن تُضطر الدول األعضاء إلى تعديل توقعاتها عند اختتام الجولة‪.‬‬ ‫يتضمن النموذج التقليدي للمفاوضات التجارية‬ ‫متعددة األطراف تحرير التجارة من خالل تخفيضات‬ ‫التعريفة الجمركية وإزالة العوائق غير الجمركية‪.‬‬ ‫وينطوي هذا النموذج على توقعات بمشاركة نشطة‬ ‫من قبل ‪ 40‬دولة؛ تمثل ‪ 90%‬من التجارة الدولية‪،‬‬ ‫ومن بين النتائج األخرى أن انصرف اهتمام‬ ‫العديد من أعضاء اتفاقية الجات في فترة الستينيات‬ ‫والسبعينيات عن هذه المفاوضات‪ ،‬وقد أدى ذلك‬ ‫إلى تشويه النتائج مع تضاؤل التقدم المحرز في‬ ‫الجوانب التي تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لمصالح‬ ‫الدول النامية‪ ،‬والتي اتخذ فيها الالعبون الرئيسيون‬ ‫موقفًا دفاعيًا من خالل الزراعة والمنسوجات‪.‬‬ ‫وقد بدأت جولة الدوحة بنموذج مماثل وباختالفين‬ ‫رئيسيين؛ أولهما أنه عقب التقدم الذي تم إحرازه‬ ‫في التعامل مع النوعيات األخرى من العوائق‪،‬‬ ‫تم التأكيد بشكل مكثف على الحاجة للتعامل‬ ‫مع التشوهات التجارية؛ خصوصًا تأثيرات‬ ‫التصدير والدعم الحكومي للقطاع الزراعي‬ ‫في الواليات المتحدة وأوروبا‪ ،‬وثانيهما تزايد‬ ‫عدد المشاركين النشطين ليصبح ‪ 120‬أو أكثر‪.‬‬ ‫وعلى مدار أكثر من ثمانية أعوام – من نوفمبر‪/‬تشرين‬ ‫ثان ‪ 2001‬إلى مارس‪/‬آذار ‪ ،2010‬تمر مفاوضات‬ ‫ٍ‬ ‫جولة الدوحة بلحظات قصيرة من التقدم بين فترات‬ ‫طويلة من الفشل؛ حيث ال يتم الوفاء بالمواعيد‬ ‫النهائية المتفق عليها‪ ،‬ويحدث انهيار للمناقشات‬ ‫دون تحقيق أي نتائج‪ ،‬ورغم التركيز الشديد على‬ ‫قطاعي الزراعة والتخفيضات الجمركية التي تيسر‬ ‫إجراءات دخول السوق غير الزراعي‪ ،‬فإن الجولة‬ ‫أخفقت في تحقيق النتائج المتفق عليها؛ وأخفقت‬ ‫أيضًا في تحقيق التقدم المطلوب في جوانب أخرى‬ ‫مثل الخدمات والتنظيمات والقواعد والملكية الفكرية‬ ‫الذي كان من الممكن أن يحقق اتفاقًا أكثر توازنًا‪.‬‬ ‫وعلى األقل هناك شك فيما إذا كانت جولة الدوحة‬ ‫ستحقق نجاحًا أم ال‪ .‬إذن ما أسباب ذلك؟‬ ‫أكثر األسباب وضوحًا تتمثل في أن المفاوضات‬ ‫حاولت لوقت طويل جدًا التوصل إلى صيغة اتفاق‬ ‫مقبولة للدول األعضاء في منظمة التجارة العالمية‬ ‫والبالغ عددها ‪ 150‬دولة دون تحقيق نجاح كبير‪.‬‬ ‫وحتى قبل بدء الجولة في الدوحة بدولة قطر في نهاية‬ ‫عام ‪ ،2001‬كان قد حدث انهيار فعلي للمحادثات في‬ ‫ثان في كانكون‬ ‫سياتل عام ‪ ،1999‬كما حدث انهيار ٍ‬ ‫بالمكسيك في عام ‪ ،2003‬خالل سريان المفاوضات‪.‬‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫رودريك أبوت‬ ‫وفي عام ‪ ،2005‬عُقد مؤتمر وزاري لم يحقق تقد ًما‬ ‫فعليًا؛ ثم توالت انتكاسات الجولة في عامي ‪2007‬‬ ‫و‪ ،2008‬كما أنه لم يتحقق أي نجاح مطلقًا في جولة‬ ‫عام ‪2009‬؛ والذي يمثل العام األول إلدارة أوباما‪.‬‬ ‫ومن بين األسباب الرئيسية التي تقف وراء إخفاق‬ ‫جولة الدوحة أن نموذج التفاوض المصمم في نهاية‬ ‫التسعينيات لم يعد يناسب احتياجات األعضاء‪ .‬وقد‬ ‫بُذلت الجهود في مؤتمر الدوحة إلعادة صياغة النموذج‬ ‫بطريقة تعزز التنمية‪ ،‬لكن هذا أيضًا لم يكن مرضيًا‬ ‫بالشكل الكافي‪ .‬فقد أثار توقعات مبال ًغا فيها أنه سيتم‬ ‫التعامل مع مشكالت الفقر والتهميش بشكل جاد‪ ..‬لكن‬ ‫هذه الجهود لم تُكلل بتحقيق شيء على أرض الواقع‪.‬‬ ‫ومن بين العوامل األخرى وراء فشل الجولة غياب‬ ‫القيادة الفاعلة سواء على أعلى مستوى سياسي‬ ‫(قمة مجموعة الثماني أو مجموعة العشرين) أو بين‬ ‫المشاركين بشكل رئيسي في التفاوض‪ .‬وفي أعقاب‬ ‫جولة أورجواي كان من المنتظر أن يتم التحرك‬ ‫بشكل سريع إليجاد مجموعة تخلف المجموعة‬ ‫الرباعية (وهي تضم الواليات المتحدة والمفوضية‬ ‫األوروبية واليابان وكندا) التي كانت تتولى القيادة‬ ‫في السابق‪ .‬ولم يتم تشكيل مجموعة المصدرين‬ ‫الزراعيين سوى في عام ‪ ،2003‬والتي تم تحويلها‬ ‫بعد ذلك إلى مجموعات أصغر (مجموعة األربعة‬ ‫مع مجموعة الخمسة أو مجموعة الستة أحيانًا)؛ لكنه‬ ‫ثبُت عدم قدرتها على التوصل من خالل التفاوض‬ ‫إلى تسوية تقبلها المجموعات المختلفة من الدول‬ ‫التي لديها مصالح متشعبة‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪،‬‬ ‫يزداد انقسام األعضاء إلى مجموعات ذات أهداف‬ ‫متضاربة؛ كتأييد ومعارضة التعريفات الجمركية‬ ‫أو تركيز بعضها على الصادرات الزراعية في‬ ‫حين يدافع بعضها اآلخر عن األمن الغذائي‪.‬‬ ‫والعامل الرئيسي الثالث قد يكون هو تحقيق نتيجة‬ ‫"طموحة ومتوازنة"‪ ،‬تبدو اآلن بعيدة عن متناول‬

‫معظم المشاركين‪ .‬ويكفي إلقاء نظرة سريعة على‬ ‫تعقيدات المفاوضات في مجال "تخفيض التعريفة‬ ‫الجمركية من أجل الوصول إلى السوق غير‬ ‫الزراعي"‪ ،‬وعلى الجهد المبذول لخفض الدعم‬ ‫المحلي في القطاع الزراعي‪ ،‬إلثبات مدى صحة هذه‬ ‫النقطة‪ .‬ومن الواضح أن العملية أصبحت متطورة جدًا‬ ‫(وبالغة التعقيد)‪ ،‬ومن ثم فهي في حاجة إلى التبسيط‪،‬‬ ‫بحيث يمكن التحكم فيها و إداراتها بشكل جيد‪.‬‬ ‫ومن ثم هل مازال باإلمكان العثور على حل؟ لقد‬ ‫كتب الكثير من المراقبين في العالم األكاديمي‬ ‫ووسائل اإلعالم عن فشل الجولة‪ ،‬بعد سنوات طويلة‬ ‫من وجودها في غرفة العناية المركزة‪ ،‬لينتهي بها‬ ‫المطاف في نهاية األمر إلى حرق جثتها المتعفنة في‬ ‫محرقة الجثث‪ .‬ولكنني متفائل نوعًا‪ ،‬حيث مازال‬ ‫باإلمكان إنقاذ الجولة‪ ،‬إذا ما أدركت الدول الرئيسية أن‬ ‫األهداف األصلية الطموحة للتحرير‪ ،‬التي تم وضعها‬ ‫في عام ‪ ،2001‬لم يعد باإلمكان تحقيقها‪ .‬فالدول‬ ‫الرئيسية ال تفعل شيئًا في الوقت الحالي سوى ضرب‬ ‫رءوسها في الصخر‪ ،‬و ليست هناك إرادة سياسية‬ ‫كافية لبذل الجهد للتغلب على العقبات الموجودة‪.‬‬ ‫وقد شرعت منظمة التجارة العالمية في القيام بعملية‬ ‫تقييم لمعرفة ما يمكن تحقيقه في عام ‪ ،2010‬ولكن‬ ‫في رأيي‪ ،‬فإن تقليل الطموحات‪ ،‬ومحاولة تنفيذ‬ ‫األهداف على مرحلتين‪ ،‬مرحلة أولى اآلن‪ ،‬ومرحلة‬ ‫ثانية في وقت الحق‪ ،‬تبدو هي أفضل بديل ممكن‪.‬‬ ‫وهناك حاجة إلى وضع أهداف أكثر واقعية وثباتًا‬ ‫بالنسبة لخفض التعريفة الجمركية وتيسير إجراءات‬ ‫دخول السوق إضافة إلى االلتزام بتجميد معدالت‬ ‫اإلنفاق الحالية المتعلقة بالدعم الحكومي للزراعة‬ ‫والتقليل التدريجي من هذه المعدالت‪ .‬وسوف تؤدي‬ ‫األساليب األقل صرامة في خفض التعريفات إلى‬ ‫تقليل االستثناءات واالتفاقات الخاصة لألخذ في‬ ‫الحسبان سمات معينة تتسم بها كل دولة على حدة‪.‬‬ ‫ربما يكون سقف الطموح هذا أقل مما هو مخطط له؛‬ ‫لكن من الممكن بلوغه ويمكن أن يكون أفضل من‬ ‫الفشل التام‪ .‬بيد أنه ال تزال أفكار كهذه تسبب حالة من‬ ‫عدم االرتياح في واشنطن وبروكسيل بالرغم من أنها‬ ‫قد تستحوذ على اهتمام دلهي وبكين‪.‬‬

‫نائب المدير العام األسبق لإلدارة التجارية العامة‬ ‫بالمفوضية األوروبية ونائب المدير العام بمنظمة‬ ‫التجارة العالمية‬ ‫‪57‬‬


‫اإلقتصادعالمي‬ ‫التي تتمتع بالدعم الحكومي‪ ،‬حيث سيتم تحديد أسعار‬ ‫منتجات مثل الوقود وفقًا ألسعار الخليج الدولية‪ ،‬مع‬ ‫السماح بنسبة خصم ال تتجاوز ‪ .% 10‬كما سيتم تحديد‬ ‫أسعار استهالك الغاز والمياه والكهرباء بحيث تتناسب‬ ‫مع تكاليف اإلنتاج‪.‬‬

‫كما أن انخفاض األسعار الناتج عن الدعم الحكومي‬ ‫يشجع على اإلسراف وإهدار موارد الطاقة‪ ،‬خاصة‬ ‫من جانب الصناعة واألسر الغنية‪ ،‬حيث أدى الطلب‬ ‫المتزايد للوقود والغاز والكهرباء إلى جعل إيران تعتمد‬ ‫بشكل متزايد على الواردات األجنبية المكلفة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫لما يمثله ذلك من حواجز إضافية جديدة أمام الصادرات‪.‬‬ ‫ففي حالة الغاز الطبيعي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تتسبب‬ ‫التشوهات في أسواق الطاقة في فقدان إيران نحو ‪20%‬‬ ‫من ناتجها المحلي اإلجمالي في شكل مبيعات غاز‬ ‫طبيعي ممكنة‪ ،‬وذلك طبقًا لصندوق النقد الدولي‪ ،‬وهو‬ ‫ما يتناقض بشكل صارخ مع أهداف السياسة الخارجية‬ ‫الطموحة إليران‪ ،‬في ضوء النفوذ الجيوبوليتيكي الكبير‬ ‫الذي يمكن أن يصاحب األسعار األعلى لصادرات الغاز‬ ‫الطبيعي‪.‬‬ ‫وتتعرض اإلنتاجية هي األخرى لمعوقات بسبب‬ ‫الدعم‪ ،‬فالتكاليف المنخفضة بشكل غير واقعي للطاقة‬ ‫الصناعية تقضي على الرغبة في تحسين الفعالية‬ ‫الصناعية‪ ،‬مما يجعل المنتجات اإليرانية بشكل عام‬ ‫تتسم بدرجة منخفضة من الجودة‪ ،‬وذلك رغم كونها‬ ‫تعد أحيانًا أكثر غالء من المنتجات األجنبية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تفقد المنتجات اإليرانية اإلقبال عليها في األسواق‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫كما أدى انخفاض أسعار البنزين إلى زيادة التهريب‬ ‫عبر الحدود‪ ،‬فطبقًا لتقديرات السلطات تصل الخسائر‬ ‫إلى نحو خسارة ‪ % 17‬من اإلنتاج المحلي من الوقود‬ ‫ـــ أي ما يعادل ‪ 11‬مليون جالون يوميًا ــــ بسبب‬ ‫التهريب‪.‬‬ ‫إن ما يجعل خفض الدعم من األمور الملحة حقيقة‬ ‫أن سياسيات أحمدي نجاد التي كانت تهدف إلى زيادة‬ ‫شعبيته تسببت في ارتفاع التضخم وتزايد البطالة‪،‬‬ ‫فقد انكشف خطر تلك السياسات مع تسبب األزمة‬ ‫االقتصادية العالمية في انخفاض أسعار النفط‪،‬‬ ‫وهو ما أدى إلى اضطرار الحكومة إلى استخدام‬ ‫احتياطياتها‪ ،‬مع عدم تقييد الطلب المحلي‪.‬‬ ‫وتأتي خطة إصالح الدعم مع قيام الغرب بزعامة‬ ‫الواليات المتحدة بزيادة الضغط الدبلوماسي من أجل‬ ‫زيادة العقوبات المفروضة على طهران بسبب تحديها‬ ‫فيما يتعلق ببرنامجها النووي‪ ،‬حيث أمر أحمدي نجادـ‬ ‫الذي ال يزال يواجه توترات واضطرابات بسبب‬ ‫اتهامات بتزوير االنتخابات ـــ بتخصيب اليورانيوم‬ ‫بدرجة تزيد بنسبة ‪ ،20%‬عن الدرجة المطلوبة‬ ‫لألغراض العلمية‪ ،‬ويكون اليوانيوم الصالح لتصنيع‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫فحتى اآلن ال تزال الحكومة تدعم أسعار الطاقة بشكل‬ ‫غير مباشر عن طريق تنظيم االستهالك‪ ،‬دون وضع‬ ‫أي اعتبار ألسعار السوق الدولية أو تكاليف اإلنتاج التي‬ ‫تتحملها شركات الطاقة المملوكة للدولة‪ .‬وقد أسهم هذا‬ ‫في خلق عجز هائل في الميزانية‪ ،‬يصل ألكثر من ‪20‬‬ ‫‪ %‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫البنك المركزي اإليراني سيلعب دورًا في عملية‬ ‫اإلصالح االقتصادي‬

‫األسلحة مخصب إلى درجة تزيد على ‪.90%‬‬ ‫وزادت خطة أحمدي نجاد إلصالح الدعم أيضًا من‬ ‫التشكك داخل إيران‪ ،‬فينظر إليها كثيرون إليها على‬ ‫أنها حيلة لحشد المزيد من التأييد لفصيله السياسي‪ ،‬فقد‬ ‫حارب من أجل السيطرة الكاملة على المدخرات‪ ،‬وذلك‬ ‫رغم محاوالت مجلس الشورى الحد من اإلجراءات‬ ‫التدخلية‪.‬‬ ‫إن الميزانية اإليرانية المقترحة‪ ،‬والتي سوف تحتاج‬ ‫إلى إقرارها من جانب البرلمان‪ ،‬تقوم على أن سعر‬ ‫النفط سوف يكون ‪ 60‬دوالرًا للبرميل‪ ،‬وهو ما يعد‬ ‫أعلى بكثير من السعر الذي استخدم في ميزانية العام‬ ‫الماضي وهو ‪ 37.5‬دوالر للبرميل‪ ،‬وتعد الميزانية التي‬ ‫تصل قيمتها إلى ‪ 370‬مليار دوالر أعلى بنسبة ‪25%‬‬ ‫عن ميزانية العام الماضي التي كانت بقيمة ‪ 298‬مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫وقد زاد من التشكك قيام أحمدي نجاد بمفاجئة البرلمان‬ ‫بتضمين ‪ 40‬مليار دوالر لإلنفاق في الميزانية‪ ،‬وهو‬ ‫المبلغ الذي سوف يتم تدبيره عن طريق المدخرات‬ ‫التي يتم توفيرها عن طريق عمليات خفض الدعم‪،‬‬ ‫وذلك طبقًا لوسائل اإلعالم اإليرانية‪ ،‬وبينما تراجع‬ ‫الرئيس بعد رفض مجلس الشورى لهذا التحرك ـــ‬

‫الهدف النهائي‬ ‫من خطة اإلصالح‬ ‫اإليرانية توفير‬ ‫‪ 100‬مليار دوالر‬ ‫سنويا لمساعدتها‬ ‫في تحديث اقتصادها‬ ‫وجعله أقل عرضة‬ ‫للخطر‬

‫مذكرًا الرئيس بأن الخطة تدعو إلى ‪ 20‬مليارًا مدخرات‬ ‫بشكل سنوي ـــ يبدو أن عوامل القلق من أن أحمدي‬ ‫نجاد يمكن أن يسيء إدارة التمويالت تعد ذا أساس جيد‪.‬‬ ‫إن القضية‪ ،‬وكما هي الحال بالنسبة للكثير من األشياء‬ ‫في إيران‪ ،‬تظل غير مؤكدة حتى يتم إقرارها‪ ،‬فالخطة‬ ‫تقترح إعادة توزيع نصف المدخرات تقريبًا في صورة‬ ‫دعم موجه إلى األشخاص األكثر فقرًا‪ ،‬وسوف تذهب‬ ‫‪ 30%‬أخرى إلى تحسين فعالية الطاقة‪ ،‬وسوف تحتفظ‬ ‫الحكومة بنسبة العشرين في المائة المتبقية لتعويض‬ ‫خسائر الشركات المملوكة للدولة‪ ،‬لكن يظل السؤال هو‬ ‫كيف سيتم تطبيق اإلصالح وهو ما يعد مكمن الخطر؟!‬ ‫وفيما يتعلق بالتوتر‪ ،‬يعد ‪ 40%‬من اإليرانيين تحت خط‬ ‫الفقر‪ ..‬و‪ 11%‬على األقل عاطلون عن العمل‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تنطوي إساءة إدارة مسألة إصالح الدعم على مخاطر‬ ‫كبيرة فيما يتعلق باالستقرار الداخلي‪ ،‬وسوء اإلدارة‬ ‫من جانب الحكومة يمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر‪،‬‬ ‫خاصة في البيئة السياسية الحالية‪ ،‬لكن الخطر األكبر‬ ‫يتعلق في الواقع بالتضخم‪ ،‬فخفض الدعم بشكل مفاجئ‬ ‫يعني أن األسعار سوف ترتفع‪ ،‬وسوف يتبعها التضخم‬ ‫هو اآلخر في االرتفاع‪ ،‬لكن إصالح الدعم يعد أمرًا‬ ‫ممكنًا تحقيقه‪ ،‬لكن إذا تم بشكل صحيح‪.‬‬ ‫إن معدالت التضخم حاليًا تعد منخفضة جدًا‪ ،‬وهو ما يعد‬ ‫إنجا ًزا كبيرًا في ضوء أنه قبل عام واحد كانت معدالت‬ ‫التضخم تتراوح بين ‪ 20%‬و ‪ ،30%‬ويرى صندوق النقد‬ ‫الدولي أيضًا أن خطة إصالح الدعم يجب أال يصاحبها‬ ‫بالضرورة ارتفاع كبير في معدالت التضخم‪ ،‬فماليزيا على‬ ‫سبيل المثال زادت أسعار الديزل بنسبة تزيد على ‪80%‬‬ ‫والكيروسين بنسبة تزيد على ‪ ،70%‬وصاحب ذلك زيادة‬ ‫التضخم بنسبة ‪ 4%‬فقط‪ ،‬وهناك أمثلة مشابهة‪ ،‬وإن لم تكن‬ ‫بنفس الدرجة من النجاح‪ ،‬ففي إندونيسيا وتركيا‪ ،‬وهي‬ ‫األمثل التي تؤكد أهمية السياسات عندما يتم خفض الدعم‪.‬‬ ‫وعلى أي حال هذا يوضح الفائدة التي تعود على االقتصاد‬ ‫من اإلدارة المالئمة لعملية خفض الدعم‪ ،‬وسوف يعتمد‬ ‫هذا بالطبع في حالة إيران على كيفية إدارة عملية إصالح‬ ‫الدعم‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد يبدو أن أحمدي نجاد لديه خطة‪ ،‬على‬ ‫الورق على األقل‪ ،‬وتقوم هذه الخطةـ على حد قوله ـ‬ ‫لدى عرضه الميزانية على "تأكيد خفض االعتماد على‬ ‫عوائد النفط وزيادة العوائد غير النفطية‪ ،‬مع التركيز على‬ ‫الصناعة والزراعة واإلسكان"‪ ،‬فعلى سبيل المثال يعد‬ ‫نصيب االستثمار العام على مجال اإلنشاءات في الميزانية‬ ‫‪ 110‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫إال أن التحدي الحقيقي يتمثل في تحقيق أكبر درجة ممكنة‬ ‫من التنويع االقتصادي‪.‬‬ ‫وقد كتب جواد صالحي‪-‬أصفهاني‪ ،‬وهو زميل "مبادرة‬ ‫دبي" بمركز بلفر للعلوم والشئون الدولية بجامعة هارفرد‬ ‫في مدونته أخيرًا‪" :‬ال يجب إضاعة فرصة فريدة تعرضها‬ ‫حكومة تتسم بالشجاعة الكافية لرفع األسعار إلى معدالت‬ ‫السوق‪ ،‬وهو العرض الذي سوف ينجح إذا استطاعت مع‬ ‫الحكومة تحقيق درجة أكبر من المساواة في توزيع الدخل‬ ‫جنبًا إلى جنب مع إصالح األسعار‪.‬‬

‫صحفي مستقل يعمل في مدريد‬ ‫‪56‬‬


‫اإلقتصاد عالمي‬

‫هذا ما فعلته العقوبات‬

‫إيران تبدأ خطة إصالح اقتصادي بإلغاء الدعم الحكومي‬ ‫تعرضت الحكومة الشعبية في إيران لضغوط شديدة من أجل إنعاش وتحديث اقتصادها عن طريق اإللغاء التدريجي للدعم الحكومي‬ ‫المكلف‪ ،‬وعلى الرغم من أن القادة السياسيين السابقين لم يكونوا مستعدين لتحمل العواقب التي قد تترتب على حدوث تغيير في‬ ‫السياسات‪ ،‬فإن العقوبات التعجيزية‪ ،‬المتوقع أن يفرضها الغرب على إيران‪ ،‬قد دفعت القيادة السياسية العتماد خطة خمسية لإلصالح‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن تؤدي هذه اإلصالحات إلى توفير مبلغ ‪ 100‬مليار دوالر أمريكي سنويًا من الدعم الحكومي‪ ،‬وتصحيح تشوهات السوق‪،‬‬ ‫وتعزيز الطبقة الوسطى وتنويع اقتصاد البالد‪ ،‬ولكن هذا اإلصالح لم يتحقق بسهولة‪ ،‬نظ ًرا للتحديات المتمثلة في التضخم الذي سيعقب‬ ‫ارتفاع التكاليف‪.‬‬

‫مما يثير السخرية أن تؤدي الضغوط الغربية على‬ ‫إيران إلى إنجاز ما ال يمكن تصوره‪ ،‬وهو إقناع حكومة‬ ‫الرئيس محمود أحمدي نجاد الشعبية بالقيام باإللغاء‬ ‫التدريجي للدعم الحكومي المكلف‪ ،‬وإحداث حالة من‬ ‫االنتعاش االقتصادي في البالد‪.‬‬ ‫فعلى مدى العقود الماضية‪ ،‬ظل النقاش في الدوائر‬ ‫السياسية العليا في طهران حول كيف ومتى يمكن أن‬ ‫تتم معالجة كعب أخيل الموجود في االقتصاد اإليراني‪،‬‬ ‫وبالرغم من أنه لم يكن هناك‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬استعداد لدى‬ ‫أي زعيم سياسي إيراني لتحمل أي ضربة سياسية‪،‬‬ ‫وعلى األخص أحمدي نجاد‪ ،‬فإن الضغوط التي نتجت‬ ‫عن "العقوبات التعجيزية"‪ ،‬قد نجحت أخيرًا في توحيد‬ ‫صفوف القوى السياسية الرئيسية‪ ،‬والتي تتكون من‪،‬‬ ‫المرشد األعلى‪ ،‬والبرلمان (المعروف أيضًا باسم‬ ‫المجلس)‪ ،‬والبنك المركزي‪ ،‬والحكومة‪.‬‬ ‫ومن المقرر أن تبدأ إيران هذا الشهر في تنفيذ خطتها‬ ‫الخمسية إلصالح الدعم الحكومي‪ ،‬مع التركيز بشكل‬ ‫خاص على منتجات الطاقة‪ .‬والهدف النهائي هو توفير‬ ‫نحو ‪ 100‬مليار دوالر سنويًا من أجل مساعدة إيران‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫على تحديث اقتصادها وجعله أقل عرضة للخطر‪ ،‬وهو‬ ‫ما قد يتحقق بالفعل‪ ،‬إذا ما تم تطبيق السياسة المصاحبة‬ ‫للخطة بشكل صحيح‪.‬‬ ‫ورغم أن الخطة‪ ،‬بال شك‪ ،‬ستكون مؤلمة ومحفوفة‬ ‫بالمخاطر‪ .‬لكنها شر البد منه لتصحيح تشوهات‬ ‫السوق الشديدة‪ ،‬وتعزيز الطبقة الوسطى‪ ،‬التي بدأت‬ ‫في الصعود‪ ،‬وتنويع القطاع اإلنتاجي‪ ،‬وتقليل اعتماده‬ ‫على النفط‪.‬‬ ‫الخطة ليست جديدة‪ ،‬فقد دأب صندوق النقد الدولي‬ ‫والبنك الدولي والبنك المركزي اإليراني‪ ،‬ومعظم‬ ‫االقتصاديين‪ ،‬على نصيحة إيران‪ ،‬وغيرها من بلدان‬ ‫الشرق األوسط األخرى‪ ،‬بتنفيذ خطة مشابهة لخطة‬ ‫اإلصالح الحالية‪ .‬وقد قام العراق بالفعل بإلغاء معظم‬ ‫الدعم الحكومي للوقود‪ ،‬بغض النظر عن حجم ثروتها‬ ‫النفطية الكبير‪ .‬وإذا ما تم تطبيق هذه الخطة بشكل‬ ‫صحيح في إيران‪ ،‬فإن هذا سيؤدى‪ ،‬بال شك‪ ،‬إلى تقوية‬ ‫وتحديث وإنعاش اقتصادها‪ ،‬دون التخلي عن الفقراء‬ ‫وتركهم يواجهون مصيرهم‪.‬‬ ‫وخطة اإلصالح االقتصادي‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬قد تم‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫تدريجيًا ستلغي إيران الدعم الحكومي لتستبدله بإعانات نقدية تقدم للفقراء‬ ‫الذين يمثلون نحو ‪ ٪40‬من السكان‬

‫ثان بعد مناقشات عديدة وجدل‬ ‫إعدادها في يناير‪/‬كانون ٍ‬ ‫كثير‪ ،‬ومن المتوقع تنفيذها في بداية السنة اإليرانية‬ ‫المقبلة (‪ 21‬مارس‪/‬آذار)‪ ،‬جنبًا إلى جنب مع الميزانية‬ ‫الجديدة‪ ،‬والخطة الخمسية اإليرانية الجديدة‪.‬‬ ‫وسوف يتم إلغاء الدعم الحكومي تدريجيًا على مشتقات‬ ‫النفط والغاز الطبيعي والكهرباء والمياه والغذاء‬ ‫والصحة والتعليم‪ .‬وستتولى الحكومة مهمة إنفاق‬ ‫الوفورات االقتصادية التي ستتحقق‪ ،‬والتي ستبلغ قيمتها‬ ‫‪ 100‬مليار دوالر مع نهاية الخطة الخمسية (‪ 20‬مليار‬ ‫دوالر سنويًا)‪ ،‬تحت إشراف المحكمة اإليرانية العليا‬ ‫لمراجعة الحسابات‪ ،‬التي تتولى اإلشراف على اإلنفاق‬ ‫الحكومي‪.‬‬ ‫وسيتم استخدام جزء من األموال التي تم توفيرها‬ ‫لمساعدة العائالت ذات الدخل المنخفض‪ ،‬حيث سيتم‬ ‫تقديمها لهم في صورة إعانات نقدية‪ ،‬وهو نوع الدعم‬ ‫الحكومي المفضل لدى صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن تسهم المشتقات النفطية في تحقيق‬ ‫أكبر قدر من الوفورات‪ ،‬فهي من أكبر القطاعات‬ ‫‪55‬‬


‫حالة االقتصاد‬ ‫اقتصاد عالمي‬

‫المستثمر العالمي‬

‫األسواق‬

‫هذا ما فعلته‬

‫العقوبات‬ ‫بقلم‬ ‫اندريه كاالس‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫‪54‬‬


‫إﻧﺘﺮﻧﺖ ﻃﻠﻘﺔ‬

‫ﻣﻌﺎك ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن‬

‫ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ اﻣﺎﻛﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﻴﻊ اﻟﺮﺟﺎء زﻳﺎرة ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ‪:‬‬

‫‪800 116 1666‬‬

‫‪www.go.com.sa‬‬

‫ﻳﺴﺮي ﻫﺬا اﻟﻌﺮض ﻓﻲ ا ﻣﺎﻛﻦ واﻟﻤﺪن اﻟﻤﻐﻄﺎه ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ‬

‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫ﻟﻤﺪة ﻣﺤﺪودة‬

‫ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺸﺮوط وا ﺣﻜﺎم‬


‫العدد ‪1549‬‬


‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫‪52‬‬


‫بروفايل‬

‫المهمة الخامسة‬ ‫تقوية النفوذ األمريكي في سوريا بتعزيز العالقات‬ ‫االقتصادية‬ ‫هجمات إرهابية في عام ‪ ،2007‬األمر الذي‬ ‫أدى إلى إثارة حالة من الفوضى في العاصمة‪،‬‬ ‫إلى حد أن وسائل اإلعالم الرسمية قد استغلت‬ ‫ذلك كذريعة للمطالبة بطرده من الجزائر‪.‬‬ ‫ولكن الشيء الذي أثار قلق الحكومة حقًا هو؛‬ ‫استعداده لالجتماع مع جماعات المعارضة علنًا‪.‬‬ ‫ومن الصعب تحديد ما إذا كان تصرفه هذا مجرد‬ ‫تدريب أكاديمي أم خطوة محسوبة بدقة لتعزيز‬ ‫المشاركة الديمقراطية‪ .‬ولكن محاولة القيام‬ ‫بذلك في سوريا ستكون بمثابة مغامرة كبيرة‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن كل هذا‪ ،‬فإن فورد نجح‪،‬‬ ‫خالل العامين اللذين قضاهما في الجزائر كسفير‬ ‫للواليات المتحدة‪ ،‬في االرتقاء بالعالقة بين‬ ‫البلدين إلى آفاق جديدة‪ ،‬كما لعب دورًا محوريًا‬ ‫في التفاوض على اتفاق ثنائي للتعاون النووي‬ ‫بين البلدين‪ ،‬مما أكسبه خبرة يمكن أن تخدم‬ ‫سوريا بشكل جيد إذا ما أصرت على تطوير‬ ‫برنامجها النووي‪ ،‬خصوصًا إذا كان البديل‬ ‫الوحيد للتعاون النووي المشترك هو طهران‪.‬‬ ‫وتأتى على رأس األولويات التي تحتويها أجندة‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫المهمة السادسة‬ ‫إقناع دمشق بكبح جماح البعثيين الموجودين في‬ ‫أراضيها لوقف التفجيرات في العراق‬

‫فورد؛ محاولة استمالة سوريا وإقناعها بعزل‬ ‫إيران‪ ،‬وهى مهمة تبدو غير قابلة للتحقيق‪،‬‬ ‫بالنظر إلى العالقات التاريخية واالقتصادية‬ ‫الوثيقة التي تربط بين سوريا وإيران‪ .‬ولكنه‬ ‫من الممكن بكل تأكيد أن يلعب دورًا مه ًما في‬ ‫واحدة من أهم القضايا التي تؤدي إلى زعزعة‬ ‫االستقرار في المنطقة‪ ،‬وهي قضية مرتفعات‬ ‫الجوالن‪ .‬فهو يتمتع بخبرة تفاوضية يمكن‬ ‫أن تكون مفيدة في محادثات السالم السورية‬ ‫مع إسرائيل‪ ،‬والتي ستكون لها تأثيرات بعيدة‬ ‫المدى‪ ،‬تمتد من لبنان إلى فلسطين‪ ،‬خاصة مع‬ ‫زيادة حدة خطاب تل أبيب العدائي تجاه دمشق‪.‬‬ ‫كما يمكن لسوريا أيضا أن تلعب دورًا حاس ًما‬ ‫في أي اتفاق مستقبلي بين الفصائل الفلسطينية‪،‬‬ ‫وفى تحقيق المصالحة في لبنان‪ ،‬عبر عالقاتها‬ ‫مع حماس وحزب اللـه‪ .‬ودور سوريا أيضًا‬ ‫حاسم بالنسبة لمستقبل العراق‪ ،‬ليس فقط من‬ ‫خالل الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه في كبح‬ ‫جماح حزب البعث المسلح الذي يعمل انطالقًا‬ ‫من أراضيها‪ ،‬ولكن ببساطة عن طريق تأمين‬ ‫حدودها‪ .‬كما ستتضمن مهمة فورد أيضًا تقوية‬

‫نفوذ الواليات المتحدة في البالد‪ ،‬من خالل‬ ‫تعزيز العالقات االقتصادية الثنائية‪ .‬فموقع‬ ‫سوريا الجغرافي يجعلها حلقة مهمة في توصيل‬ ‫الغاز الطبيعي من دول منطقة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫وتحديدًا من مصر والعراق وإيران‪ ،‬إلى أوروبا‪.‬‬ ‫وفورد حاصل على درجة الماجستير من كلية‬ ‫جون هوبكنز في مجال االقتصاد والدراسات‬ ‫الدولية‪ .‬وقد خدم في فيالق السالم في المغرب‪،‬‬ ‫والتي تعد بداية معرفته بالبلدان اإلسالمية‪ .‬وبدأ‬ ‫فورد عمله في السلك الدبلوماسي كمسئول‬ ‫اقتصادي في عام ‪ ،1985‬وبنى مستقبله المهني‬ ‫كدبلوماسي في تركيا ومصر والكاميرون‬ ‫والبحرين‪ ،‬حيث شغل منصب نائب الرئيس‬ ‫قبل أن يتم إرساله إلى العراق للمرة األولى‪.‬‬ ‫وحصل فورد على العديد من الجوائز العالمية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى إجادته للعربية والفرنسية والتركية‬ ‫واأللمانية‪ .‬وتعمل زوجته‪ ،‬أليسون باركلي‪ ،‬أيضا‬ ‫كدبلوماسية أمريكية في السفارة العراقية‪ .‬وهما‬ ‫يقيمان في بالتيمور بوالية ماريالند‪ .‬وسوف‬ ‫تكون األيام القادمة شاهدًا على الكيفية التي‬ ‫سيستخدمها فورد في إعادة العالقات مع دمشق‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫بروفايل‬

‫المهمة الثالثة‬ ‫تحقيق المصالحة في لبنان عبر عالقات دمشق مع‬ ‫حزب الـله‬ ‫ال تزال قائمة‪ .‬ولكن دمشق نجحت في استعادة‬ ‫الكثير من نفوذها في المنطقة منذ ذلك الحين‪ .‬فقد‬ ‫تمكن الرئيس بشار األسد من إصالح عالقاته مع‬ ‫جيرانه العرب‪ ،‬ولم يسلمهم إلى طهران‪ ،‬ويقوم‬ ‫في الوقت الحالي بتملق إحدى القوى اإلقليمية‬ ‫الرئيسية في المنطقة‪ ،‬وهى تركيا‪ ،‬لزيادة‬ ‫قدرته على المساومة في مواجهته مع إسرائيل‪.‬‬ ‫ومن المؤكد أن سوريا قد نجحت في إقناع‬ ‫الدبلوماسيين الغربيين بأنها تستطيع أن تلعب‬ ‫دورًا فاعلاً في كال االتجاهين‪ .‬فاليد الخفية‬ ‫لدمشق كان لها الفضل في إقناع حماس بقبول‬ ‫اتفاقية السالم‪ ،‬التي اقترحها العرب مع إسرائيل‬ ‫والفضل في تخفيف حدة التوتر الطائفي في‬ ‫العراق‪ ،‬من خالل الجهود المشتركة مع‬ ‫السياسيين السُّنة‪ ،‬والفضل فيما أظهره حزب اللـه‬ ‫أخيرًا من ضبط النفس‪ ،‬سواء داخل أو خارج‬ ‫لبنان‪ .‬والرئيس باراك أوباما‪ ،‬على عكس سلفه‪،‬‬ ‫ال يطالب سوريا بقطع عالقاتها مع إيران والجهاد‬ ‫اإلسالمي وحزب اللـه وحماس‪ ،‬ولكنه بدلاً من‬ ‫ذلك يطالبها بالمشاركة في تعزيز االستقرار‬ ‫اإلقليمي‪ .‬وهذه هي مهمة السفير الجديد‪،‬‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫المهمة الرابعة‬ ‫بدء محادثات السالم بين سوريا و إسرائيل حول‬ ‫الجوالن‬

‫الذي من المرجح أن يصل إلى سوريا في هذا‬ ‫الصيف‪ ،‬بعد أن يعتمد مجلس الشيوخ ترشيحه‪.‬‬ ‫و برغم كل الصعاب التي قد يواجهها فورد فإن‬ ‫سجله حافل بنجاحات تجعله قادرا على التوصل‬ ‫إلى حلول جديدة في مهمتة‪ .‬فقد لعب دورًا مه ًما‬ ‫في ْ‬ ‫رأب االنقسامات الطائفية العراقية‪ ،‬من خالل‬ ‫عمله من وراء الكواليس كمستشار للشئون‬ ‫السياسية في السفارة األمريكية في بغداد‪ ،‬حيث‬ ‫كان له الفضل في الكثير من الخطوات السياسية‬ ‫المهمة‪ ،‬والتي تضمنت‪ :‬انتخابات يناير‪/‬كانون‬ ‫ثان ‪ ،2005‬وتكوين حكومة انتقالية‪ ،‬وكتابة‬ ‫الدستور الجديد‪ ،‬واالستفتاء الذي تم في أكتوبر‪/‬‬ ‫تشرين أول‪ ،2005 ،‬واالنتخابات الوطنية التي‬ ‫جرت في ديسمبر‪ /‬كانون أول ‪ ،2005‬وانتخابات‬ ‫المحافظات التي جرت في عام ‪.2009‬‬ ‫ورغم أن فورد‪ ،‬قد تم استبعاده مع بداية غزو‬ ‫العراق في عام ‪ ،2003‬من قِبل صقور واشنطن‬ ‫الذين لم يكونوا يرون أن هناك حاجة ملحة‬ ‫إلقناع العراقيين بالتعاون معهم‪ .‬ولكنهم كانوا‬ ‫بحاجة إلى االستعانة بخبراته‪ ،‬عندما قررت‬

‫إدارة الرئيس جورج بوش أن تتراجع وتعيد‬ ‫دمج السنة في الحياة السياسية العراقية‪ .‬ويبدو‬ ‫أنه هو أيضًا قد عزز من مبادئه الديمقراطية‬ ‫المثالية أثناء وجوده في العراق‪ .‬فقد صرح‬ ‫في عام ‪،2006‬في حوار أجراه عبر اإلنترنت‬ ‫مع األمريكيين عندما كان يعمل في السفارة‬ ‫األمريكية‪ ،‬قائال‪" :‬هناك نوعان من القوى‬ ‫المؤثرة في العالم العربي اآلن‪ :‬أولئك الذين‬ ‫يريدون مزيدًا من حرية االختيار‪ ،‬واألصوليون‬ ‫الدينيون الذين يريدون غلق باب االختيار"‪.‬‬ ‫وقبل عودته إلى العراق في عام ‪ ،2008‬لمنصبه‬ ‫الحالي‪ ،‬كنائب لرئيس البعثة‪ ،‬كان السيد فورد‬ ‫سفيرًا في الجزائر لمدة عامين‪ .‬ولكن سجل‬ ‫خدمته هناك كانت تشوبه بعض الشوائب‪.‬‬ ‫فبالرغم من أنه خدم مصالح الواليات المتحدة‬ ‫بشكل جيد‪ ،‬ونجح في تنشيط التجارة بين‬ ‫البلدين‪ ،‬باإلضافة إلى نجاحه في توطيد العالقات‬ ‫الدبلوماسية بين البلدين‪ ،‬فإنه تعرض النتقادات‬ ‫الذعة لتدخله في الشئون الداخلية للجزائر‪ .‬فقد‬ ‫احتج الجزائريون على تحذير سابق ألوانه صدر‬ ‫عن السفارة األمريكية في الجزائر‪ ،‬من وقوع‬ ‫‪49‬‬


‫بروفايل‬ ‫العراق‪ ،‬من خالل الجهود المشتركة مع‬ ‫السياسيين السُّنة‪ ،‬والفضل فيما أظهره حزب اللـه‬ ‫أخيرًا من ضبط النفس‪ ،‬سواء داخل أو خارج‬ ‫لبنان‪ .‬والرئيس باراك أوباما‪ ،‬على عكس سلفه‪،‬‬ ‫ال يطالب سوريا بقطع عالقاتها مع إيران والجهاد‬ ‫اإلسالمي وحزب اللـه وحماس‪ ،‬ولكنه بدلاً من‬ ‫ذلك يطالبها بالمشاركة في تعزيز االستقرار‬ ‫اإلقليمي‪ .‬وهذه هي مهمة السفير الجديد‪،‬‬ ‫الذي من المرجح أن يصل إلى سوريا في هذا‬ ‫الصيف‪ ،‬بعد أن يعتمد مجلس الشيوخ ترشيحه‪.‬‬ ‫و برغم كل الصعاب التي قد يواجهها فورد فإن‬ ‫سجله حافل بنجاحات تجعله قادرا على التوصل‬ ‫إلى حلول جديدة في مهمتة‪ .‬فقد لعب دورًا مه ًما‬ ‫في ْ‬ ‫رأب االنقسامات الطائفية العراقية‪ ،‬من خالل‬ ‫عمله من وراء الكواليس كمستشار للشئون‬ ‫السياسية في السفارة األمريكية في بغداد‪ ،‬حيث‬ ‫كان له الفضل في الكثير من الخطوات السياسية‬ ‫المهمة‪ ،‬والتي تضمنت‪ :‬انتخابات يناير‪/‬كانون‬ ‫ثان ‪ ،2005‬وتكوين حكومة انتقالية‪ ،‬وكتابة‬ ‫الدستور الجديد‪ ،‬واالستفتاء الذي تم في أكتوبر‪/‬‬ ‫تشرين أول‪ ،2005 ،‬واالنتخابات الوطنية‬ ‫التي جرت في ديسمبر‪ /‬كانون أول ‪،2005‬‬ ‫وانتخابات المحافظات التي جرت في عام ‪.2009‬‬ ‫ورغم أن فورد‪ ،‬قد تم استبعاده مع بداية غزو‬ ‫العراق في عام ‪ ،2003‬من قِبل من أهم الصفات‬ ‫التي تميز السفير األمريكي المقبل لسوريا‪،‬‬ ‫روبرت ستيفن فورد‪ ،‬والذي يعد أول سفير‬ ‫أمريكي لدى دمشق منذ أن سحبت واشنطن‬ ‫سفيرها في عام ‪ ،2005‬أنه "دبلوماسي وقارئ‬ ‫نهم للتاريخ"‪ .‬وهذه هي الصفات التي يحملها‬ ‫ملفه الشخصي على موقع "أمازون"‪ .‬ولكن ما‬ ‫ال يذكره هذا الدبلوماسي الحصيف في ملفه هو؛‬ ‫أنه أصبح واحدًا من أهم المستعربين في وزارة‬ ‫الخارجية األمريكية‪ ،‬ظل يترقى في منصبة‬ ‫كسفير في معظم البلدان العربية خالل الربع‬ ‫األخير من هذا القرن‪ .‬إنه دبلوماسي داهية‪،‬‬ ‫نجح في التأثير في السياسة الشرق أوسطية‪،‬‬ ‫وخاصة في العراق‪ .‬ولكن للمرة األولى في‬ ‫تاريخه المهني‪ ،‬سيضطر السيد فورد للعمل‪،‬‬ ‫بينما األضواء مسلطة عليه‪ ،‬وهو يجاهد من‬ ‫أجل محاولة جذب سوريا بعيدًا عن إيران‪ ،‬في‬ ‫نفس الوقت الذي تشتد فيه لهجة الخطاب العدائي‬ ‫اإلسرائيلي ضد دمشق‪ .‬فهل ستكون لديه القدرة‬ ‫على تح ِّمل كل هذه الضغوط؟‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫المهمة الثانية‬ ‫جعل دمشق تلعب دورًا حاسما في اتفاق الفصائل الفلسطينية للبدء في‬ ‫عملية السالم‬

‫‪© getty images‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬لن تكون مهمة السيد فورد‬ ‫إحياء صداقة قديمة‪ .‬حيث إن سوريا قد أُدرجت‬ ‫في عهد الرئيس بوش ضمن "محور الشر" في‬ ‫عام ‪ .2002‬كما أنها أصبحت منبوذة عالميًا‬ ‫لدورها‪ ،‬الذي لم يتضح بعد‪ ،‬في اغتيال رئيس‬ ‫الوزراء اللبناني األسبق‪ ،‬رفيق الحريري‪ ،‬في‬ ‫‪ 14‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬من عام ‪ .2005‬وباإلضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬فإن العقوبات األمريكية ضد سوريا‬

‫المهمة األولى‬ ‫محاولة استمالة سوريا وعزل إيران‬

‫‪48‬‬


‫بروفايل‬

‫سفير المهام الست‬ ‫روبرت ستيفن فورد ‪ ..‬السفير األمريكي القادم لدى سوريا‬ ‫روبرت فورد المبعوث األمريكي الجديد إلى دمشق ‪ ،‬هو أحد السياسيين المخضرمين‪ ،‬الذين يعملون من وراء الكواليس‪ .‬وهو واحد من‬ ‫أهم المستعربين في وزارة الخارجية األمريكية‪ ،‬وقد لعب دو ًرا مه ًما في العراق‪ ،‬كما أمضى عامين في الجزائر‪ .‬ولكنه اآلن مكلف بمهمة‬ ‫صعبة‪ ،‬حيث يتعين عليه أن يسعى إلى دفع سوريا للعمل على تعزيز االستقرار اإلقليمي‪ ،‬وأن يحاول جذب سوريا بعيدًا عن نفوذ إيران‬ ‫ومجال تأثيرها‪ ،‬في نفس الوقت الذي تشتد فيه حدة الخطاب العدائي اإلسرائيلي ضد دمشق‪ .‬والسؤال هو‪ :‬هل سيتمكن فورد من النجاح‬ ‫في تنفيذ مهمته؟‬ ‫من أهم الصفات التي تميز السفير األمريكي‬ ‫المقبل لسوريا‪ ،‬روبرت ستيفن فورد‪ ،‬والذي‬ ‫يعد أول سفير أمريكي لدى دمشق منذ أن‬ ‫سحبت واشنطن سفيرها في عام ‪ ،2005‬أنه‬ ‫"دبلوماسي وقارئ نهم للتاريخ"‪ .‬وهذه هي‬ ‫الصفات التي يحملها ملفه الشخصي على موقع‬ ‫"أمازون"‪ .‬ولكن ما ال يذكره هذا الدبلوماسي‬ ‫الحصيف في ملفه هو؛ أنه أصبح واحدًا من أهم‬ ‫المستعربين في وزارة الخارجية األمريكية‪،‬‬ ‫ظل يترقى في منصبة كسفير في معظم البلدان‬ ‫العربية خالل الربع األخير من هذا القرن‪ .‬إنه‬ ‫دبلوماسي داهية‪ ،‬نجح في التأثير في السياسة‬ ‫الشرق أوسطية‪ ،‬وخاصة في العراق‪ .‬ولكن‬ ‫للمرة األولى في تاريخه المهني‪ ،‬سيضطر‬ ‫السيد فورد للعمل‪ ،‬بينما األضواء مسلطة عليه‪،‬‬ ‫وهو يجاهد من أجل محاولة جذب سوريا بعيدًا‬ ‫عن إيران‪ ،‬في نفس الوقت الذي تشتد فيه لهجة‬ ‫الخطاب العدائي اإلسرائيلي ضد دمشق‪ .‬فهل‬ ‫ستكون لديه القدرة على تح ِّمل كل هذه الضغوط؟‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬لن تكون مهمة السيد فورد‬ ‫إحياء صداقة قديمة‪ .‬حيث إن سوريا قد أُدرجت‬ ‫في عهد الرئيس بوش ضمن "محور الشر" في‬ ‫عام ‪ .2002‬كما أنها أصبحت منبوذة عالميًا‬ ‫لدورها‪ ،‬الذي لم يتضح بعد‪ ،‬في اغتيال رئيس‬ ‫الوزراء اللبناني األسبق‪ ،‬رفيق الحريري‪ ،‬في‬ ‫‪ 14‬فبراير‪/‬شباط‪ ،‬من عام ‪ .2005‬وباإلضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬فإن العقوبات األمريكية ضد سوريا‬ ‫ال تزال قائمة‪ .‬ولكن دمشق نجحت في استعادة‬ ‫الكثير من نفوذها في المنطقة منذ ذلك الحين‪ .‬فقد‬ ‫تمكن الرئيس بشار األسد من إصالح عالقاته مع‬ ‫جيرانه العرب‪ ،‬ولم يسلمهم إلى طهران‪ ،‬ويقوم‬ ‫في الوقت الحالي بتملق إحدى القوى اإلقليمية‬ ‫الرئيسية في المنطقة‪ ،‬وهى تركيا‪ ،‬لزيادة‬ ‫قدرته على المساومة في مواجهته مع إسرائيل‪.‬‬ ‫ومن المؤكد أن سوريا قد نجحت في إقناع‬ ‫الدبلوماسيين الغربيين بأنها تستطيع أن تلعب‬ ‫دورًا فاعلاً في كال االتجاهين‪ .‬فاليد الخفية‬ ‫لدمشق كان لها الفضل في إقناع حماس بقبول‬ ‫اتفاقية السالم‪ ،‬التي اقترحها العرب مع إسرائيل‬ ‫والفضل في تخفيف حدة التوتر الطائفي في‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫فورد‪ ..‬مهام صعبة لكنها ليست مستحيلة‬

‫‪47‬‬



‫حوار‬

‫قمة ليبيا ستكون مثل غيرها من القمم العربية‪ ..‬تتخذ قرارات ال تنفذ‬

‫ هناك مبادرات للمصالحة إما تعكس رؤية معينة للحل‬‫أو تكتي ًكا ما‪ ،‬وال أستطيع الحكم على مبادرة الحوثيين‪،‬‬ ‫ولكن الصراع إن لم توجد آليات سياسية إلنهائه سيطول‬ ‫وخاصة فيما يتعلق بالحروب األهلية وخير شاهد‬ ‫على ذلك القضية الكردية بالعراق فهي مستمرة منذ‬ ‫خمسينيات القرن الماضي‪.‬‬ ‫بم تفسر تراجع دور جامعة الدول العربية عن‬ ‫القيام بمهامها؟‬ ‫ جامعة الدول العربية هي ع َرض من أعراض المرض‬‫العربي‪ .‬فالجامعة بمثابة منظمة بين الحكومات العربية‬ ‫تنفذ إرادتهم المشتركة‪ ،‬ونظرًا ألن إرادة العرب واهنة‬ ‫وضعيفة وتكاد تكون غائبة يبدو للبعض أن الجامعة‬ ‫ضعيفة‪.‬‬ ‫أين دور األمين العام للجامعة عمرو موسى؟‬ ‫ بصراحة جهاز األمانة العامة للجامعة برئاسة عمرو‬‫موسى في أحسن حاالته ولكن ال يستطيع التصرف من‬ ‫وحي أفكاره أو تلقاء نفسه ‪ ..‬فاألمين العام مؤمن بقضية‬ ‫العمل العربي المشترك ويتمتع بخبرة عميقة وشخصية‬ ‫تحظى باالحترام‪ ،‬وله مبادرات دبلوماسية في بعض‬ ‫األزمات العربية ومع ذلك يوجد حدود لمهامه ألنه ال‬ ‫يتصرف بمفرده ‪.‬ويكفي الجامعة اآلن أنه ال يوجد وفد يأتي‬ ‫لمصر إال ويلتقي األمين العام وهذا لم يحدث في السابق‪.‬‬ ‫ولكن ما التأثير الفعلي للجامعة؟‬ ‫ تأثيرها في النظام العربي يتوقف على إرادة عربية‬‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫مشتركة وهذا غير متوفر وبالتالي تأثير الجامعة محدود‪.‬‬ ‫أصبح الشارع العربي ال يعول كثيرًا على القمم‬ ‫العربية‪ ،‬فهل قمة ليبيا القادمة ستخالف كل التوقعات؟‬ ‫ قمة ليبيا ستكون كغيرها من القمم‪ ،‬األخيرة فالقمم لم‬‫تحقق شيئا النها كانت تتخذ قرارات جيدة ولكنها ال تجد‬ ‫طريقها للتنفيذ‪.‬‬ ‫هناك أصوات تطالب بإلغاء القمم العربية‬ ‫بدعوى عدم جدواها‪ ،‬فما رأيك ؟‬ ‫ أنا ضد وقف القمم العربية ألنها الخيط الرفيع الذي‬‫يربط بين العرب حتى اآلن‪ ،‬ويشعرنا بعروبتنا‪ ،‬وأنا‬ ‫سعيد بها وإن كانت ال تفعل شيئًا‪ ،‬لكن علها تصل لشيء‬ ‫في موقف من المواقف‪.‬‬ ‫بم تفسر تراجع األنظمة العربية؟‬ ‫ معظم األنظمة مأزومة إما ألسباب اقتصادية‬‫أو انقسام بعض الدول إلى طوائف أو غياب‬ ‫الشرعية السياسية عن بعض الدول؛ الصومال‬ ‫مثال مفككة منذ تسعينيات القرن الماضي والعراق‬ ‫تعاني االحتالل والنزاعات الطائفية‪ ،‬واليمن‬ ‫يعاني من المتمردين في الجنوب والحوثيين في‬ ‫الشمال‪ ،‬فضال عن خالفات فتح وحماس في‬ ‫فلسطين‪ ،‬عالوة على األزمات اللبنانية الممتدة‬ ‫ومحاوالت النفصال في السودان عام ‪ ،2011‬إذن‬ ‫معظم الدول مشغولة بمشكالتها الداخلية‪.‬‬

‫أختلف مع د‪ .‬بطرس غالي في أن إفريقيا أهم‬ ‫لمصر من العرب‬

‫دور مصر في إفريقيا‪ ،‬هل يشهد تراجعًا كما‬ ‫يؤكد بعض المراقبين؟‬ ‫ دور مصر تراجع في إفريقيا منذ أواخر القرن‬‫الماضي ألن مصر كان لها دور فاعل في حركات‬ ‫التحرر الوطني‪..‬وزادت فاعلية الدور المصري تجاه‬ ‫إفريقيا عندما تولى بطرس غالي وزارة الدولة للشئون‬ ‫الخارجية فقد كان يؤمن بأن الدائرة اإلفريقية لمصر أهم‬ ‫من العربية‪ ،‬ورغم أنني أختلف معه‪ ،‬فإنه بذل جهدًا‬ ‫كبيرًا على المستوى اإلفريقي ‪ .‬وأخيرًا ظهرت صحوة‬ ‫متأخرة في الدور المصري ناحية إفريقيا وخاصة بعد‬ ‫تزايد مشكالت دول حوض النيل مع مصر والتلويح‬ ‫بالمساس بحصة مصر من المياه‪.‬‬ ‫وهل كان بطرس غالي محقًا فيما ذهب إليه‬ ‫بأن الدائرة اإلفريقية أهم من العربية بالنسبة لمصر؟‬ ‫ ليس صحيحًا‪ ،‬والسياسة المصرية تعاني من عدم‬‫وضع األولويات في ترتيبها الصحيح‪ ،‬كما أن الدائرة‬ ‫العربية أهم من إفريقيا التي تأتي في الترتيب الثاني‪،‬‬ ‫وأخشى أن يكون الدور المصري بإفريقيا مرهونًا‬ ‫بموقف معين‪.‬‬ ‫البعض طالب مصر بالتخلي عن دورها تجاه‬ ‫القضية الفلسطينية عقب الحمالت التي تشنها حماس‬ ‫على مصر؟‬ ‫ـ مصر ال تستطيع التخلي عن القضية فال يمكن اختزال‬ ‫فلسطين في حماس‪ ،‬ألنها ترتبط بأمن مصر‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫حوار‬ ‫ بالتأكيد فعلها بدعوى الحرص على القضية العربية‬‫ولم ينجح فيما دعا إليه بالرغم من وجود متعاطفين‬ ‫مصريين مع نصر اللـه في مقاومته ضد إسرائيل‪ ،‬إنما‬ ‫رفضوا تدخله في الشأن المصري الداخلي‪ ،‬وعمو ًما‬ ‫تأثير حزب اللـه خارج الساحة اللبنانية ال يذكر‪.‬‬ ‫نبرة الخطاب اإليراني يراها الخبراء أنها ال‬ ‫تخدم سوى الطرف اإلسرائيلي؟‬ ‫ بطبيعة الحال الخطاب السياسي اإليراني والنبرة‬‫اإلعالمية الزاعقة ال تخدم سوى الطرف اإلسرائيلي‬ ‫ألنها تظهر المسلمين عمو ًما وإيران على وجه‬ ‫التحديد بأنهم وحوش ينفون عن إسرائيل حقها في‬ ‫البقاء في ظل تأييد المجتمع الدولي إلسرائيل ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬في ظل كل هذا الوضع العربي الراهن يقودنا‬ ‫إلى أين؟‬ ‫ في صورته الحالية يمكن أن يصل بنا لدرجة االختفاء‬‫الفعلي للنظام العربي من ساحة التاريخ ونتحول إلى‬ ‫مجموعة من الدول ال تتحرك حركة مشتركة من قريب‬ ‫أو بعيد‪ ،‬وربما ينشأ نظام إقليمي جديد على خلفية الوضع‬ ‫الحالي قوامه تركيا وإيران وسوريا وربما العراق في‬ ‫حالة خروج االحتالل األمريكي من أراضيها‪ ،‬إذن‬ ‫االحتماالت صارت خطيرة ولم تعد مسالة ضعف‬ ‫طارئ يمكن التغلب عليه‪.‬‬ ‫وكيف نتصدى لمثل هذه االحتماالت ؟‬ ‫ األمل في تعاون عربي فعال على األقل اقتصاديًا‬‫وسياسيًا‪ ،‬ألن التعاون الراهن باهت وواهن للغاية‪.‬‬ ‫ولماذا ال يتحقق على األقل التعاون االقتصادي‬ ‫ونرى السوق العربية المشتركة ؟‬

‫دمشق عام ‪.1991‬‬ ‫وإلى أي مدى نجح النظام اإليراني في الشروع‬ ‫في مخططاته؟‬ ‫ إيران نجحت جزئيًا حتى اآلن‪ ،‬فقد أصبح إليران‬‫مناطق في الوطن العربي تتمتع بحضور قوي فيها مثل‬ ‫العراق ولبنان من خالل العالقات الرسمية بين البلدين‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى بعض الدول العربية التي تربطها عالقات‬ ‫ال بأس بها مع إيران فضال عن حماس وحزب اللـه‪.‬‬ ‫العربية؟‬

‫حزب اللـه ال تأثير له على‬ ‫العالقات العربية ودوره‬ ‫مقصور على الساحة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وتحدي ًدا مقاومة‬ ‫إسرائيل‬

‫ما أسباب اختراق إيران لبعض األنظمة‬

‫ األمر يعود إلى تراجع النظام العربي بصفة عامة‪،‬‬‫ألن أغلب األنظمة العربية غير متماسكة وبالتالي ال‬ ‫تستطيع التصدي للمشروع اإليراني‪ ،‬وال يخفى على‬ ‫أحد أن ما تسعى إليه إيران كان مرفوضًا جملة وتفصيال‬ ‫قبل الثورة ألنه كان مشروعًا أمريكيًا بامتياز‪ ،‬إنما اآلن‬ ‫مشروعها نابع منها مما أغرى قطاعات من الوطن‬ ‫العربي على تأييده‪.‬‬ ‫يرى الخبراء أن حزب اللـه اللبناني أداة في يد‬ ‫إيران للعبث بالمنطقة وتحديدًا لبنان؟‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫ حزب اللـه يعتز بعالقته بإيران ولكنه ينكر أن‬‫يكون أداة في يدها إنما هناك إستراتيجيات مشتركة‬ ‫بين الجانبين‪ ،‬وحزب اللـه أقوى في عالقته بإيران‬ ‫من حركة حماس‪ .‬وللعلم حزب اللـه ال تأثير له على‬ ‫العالقات العربية ودوره مقصور على الساحة اللبنانية‪،‬‬ ‫وتحديدًا مقاومة إسرائيل ‪.‬‬ ‫ولكن حسن نصر اللـه حاول تأليب الشعب‬ ‫المصري على حكومته إبان العدوان اإلسرائيلي على‬ ‫غزة؟‬

‫ نحن واجهنا األمرين في إقامة منطقة للتجارة الحرة‬‫العربية‪ ،‬فما بالك بالسوق المشتركة‪ .‬والمشكلة أن‬ ‫القرارات في هذا الصدد سياسية‪..‬فضال عن ضرورة‬ ‫تهيئة االقتصادات العربية سوق عربي مشترك‪..‬‬ ‫والتقدم في تلك المجاالت يحتاج إلى مناخ سياسي‬ ‫مغاير تما ًما لما نحن عليه ومستقر مثلما كانت الحال‬ ‫في أوروبا الغربية قبل عام ‪ 57‬بعد الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ ،‬فاالستقرار في المناخ األوروبي سمح ببروز‬ ‫وتقدم مشروع االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫ماذا؟‬

‫أزمة الحوثيين األخيرة في اليمن‪ ،‬كشفت عن‬

‫عن ضعف دولة اليمن‪ ،‬حيث إن المناهج المتبعة مع‬‫المتمردين والقوى المعارضة ليست ناجحة‪،‬عالوة على‬ ‫وجود اختراق خارجي للنظام العربي من جانب إيران‬ ‫وليس أدل على ذلك من امتداد الحرب إلى الحدود‬ ‫السعودية ‪.‬‬ ‫الموقف السعودي كان حاز ًما تجاه تلك األزمة؟‬ ‫ هذا طبيعي ومنطقي ‪..‬فمن حق المملكة الدفاع عن‬‫حدودها والتصدي ألي محاوالت تسعى إلى اختراق‬ ‫أراضيها ‪.‬‬ ‫كيف ترى المصالحة بين اليمن والحوثيين التي‬ ‫تمت أخيرًا؟‬

‫‪44‬‬


‫حوار‬ ‫ المشكلة تكمن في أن معظم الدول العربية مهما حاولت‬‫الحياد فهي تواجه اتها ًما من أحد األطراف الفلسطينية‬ ‫بأنها منحازة إلى الطرف اآلخر وعلى سبيل المثال‬ ‫مصر حافظت على أقصى درجات الحياد والموضوعية‬ ‫في رأب الصدع بين فتح وحماس‪ ،‬ولكن في النهاية‬ ‫دخلت مصر في مشكلة أخيرًا مع حماس فيما يتعلق‬ ‫بالحدود وتحديدًا معبر رفح مما أدى لوجود اتهامات‬ ‫متبادلة‪..‬وحتى عندما يكون اإلخالص موجودًا كما في‬ ‫الحالة السعودية األولى فإن التناقض بين الطرفين يدمر‬ ‫االتفاق‪ ،‬فقد كان من الممكن أن يتم تنفيذ االتفاق‪ ،‬ولكن‬ ‫نوايا فتح أو حماس كانت تتجه لعدم تنفيذه‪.‬‬ ‫ماذا عن مبادرة الملك عبد اللـه بن عبد العزيز‬ ‫خادم الحرمين الشريفين التي أطلقها في قمة الكويت‬ ‫الماضية؟‬ ‫ المبادرة كانت لرأب الصدع في الصف العربي‬‫وهذا الدور مهم جدًا لتوحيد الصف وأيضًا لتوفير‬ ‫ظهير عربي قوي يدعم المقاومة الفلسطينية ألن‬ ‫الدعم ضعيف وال يرقى لحجم القضية‪.‬ولألسف‬ ‫مبادرة خادم الحرمين لم تحقق األهداف المرجوة منها‬ ‫نظرًا للخالفات العربية و يأتي في مقدمتها استمرار‬ ‫الخالف المصري السوري بغير سبب واضح في‬ ‫رأيي الشخصي‪ ،‬فقد قيل في السابق إن الخالف حول‬ ‫لبنان‪ ،‬وكان هذا الخالف أيضًا بين السعودية وسوريا‬ ‫ولكن تم التوافق على الوضع اآلن‪ ،‬وقيل مرة أخرى‬ ‫إن سوريا تشجع حماس وغيرها على عدم المصالحة‪،‬‬ ‫عالوة على أن الدبلوماسية السورية النشيطة تجاه إيران‬ ‫قد تكون أحد أسباب الخالف بين مصر وسوريا ‪.‬‬ ‫هل سوريا بدخولها في تحالف مع إيران تكون‬ ‫قد خرجت عن الصف العربي ؟‬ ‫ سوريا من حقها كدولة لها مصالحها وتواجه تهديدات‬‫دولية ارتأت أن تواجهها من خالل االمتداد بسياستها‬ ‫عبر النظام العربي إلى تركيا وإيران وربما يكون ذلك‬ ‫السبب أحد معوقات المصالحة‪.‬‬ ‫بمناسبة هذا تردد في الفترة األخيرة أن بعض‬ ‫القوى تسعى للقيام بأدوار في المنطقة على حساب كل‬ ‫من مصر والسعودية؟‬ ‫ هناك أدوار عربية ال يمكن أن تخضع للمنافسات أو‬‫المماحكات أو شيء من هذا القبيل كالدور المصري‬ ‫والسعودي وحتى السوري ‪.‬وفى تقديري هذه األدوار‬ ‫باقية ومهمة‪ ،‬لكن المشكلة أنه رغم إخالص الكثير منها‪،‬‬ ‫فإنها تحتاج إلعادة نظر في المنهج‪.‬‬ ‫قد يفهم من كالمك أنه دعوة للحرب على‬ ‫إسرائيل بعدما تعثرت جهود السالم ؟‬ ‫ كالمي ليس دعوة للحرب وإنما البد من إعادة النظر‬‫في اإلستراتيجية العامة نحو التحرك إزاء القضية‪،‬‬ ‫وموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن‬ ‫يحسب له في هذا االتجاه فرغم اعتداله الشديد يرفض‬ ‫الدخول في مفاوضات لمجرد أنها ال تثمر عن شيء ‪.‬أنا‬ ‫ال أطالب بوضع عراقيل ألنها التصل بنا لشيء‪.‬لكن‬ ‫االمتناع عن التفاوض مع إسرائيل يضعها في مأزق‪.‬‬ ‫خالل السنوات الماضية برز دور الملك عبد‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫أنا معجب بدبلوماسية الملك عبدهللا في لم الشمل العربي لكن لألسف هناك دول ال‬ ‫يسعدها تحقيق المصالحة العربية‬

‫هناك أدوار عربية ال يمكن‬ ‫أن تخضع للمنافسات أو‬ ‫المماحكات كالدور المصري‬ ‫والسعودي وحتى السوري‬ ‫‪.‬وفى تقديري هذه األدوار‬ ‫باقية ومهمة‬ ‫اللـه بن عبد العزيز في تحقيق أكبر قدر ممكن من‬ ‫المصالحات بين الزعماء العرب كيف ترى مستقبل هذه‬ ‫المصالحات ؟‬ ‫ ال أخفي أنني من المعجبين بهذا الدور‪ ،‬ألنه ينم‬‫عن إخالص حقيقي للقضية ورغبة حقيقية من خادم‬ ‫الحرمين الشريفين في التوفيق بين الدول العربية‬ ‫لتحقيق وحدة الصف العربي‪ ،‬وقد بدأ الملك مبادرات‬ ‫اإلصالح منذ قمة الكويت وقد تحدث عن مسئولية‬ ‫الجميع في تدني الوضع العربي ولم يستثن نفسه‬ ‫وبالتالي يحاول خلق مناخ لجمع العرب‪ ،‬ولكن لألسف‬ ‫بعض العوامل ال ترقى لمستوى الهموم اإلستراتيجية‬

‫التي يواجهها العالم العربي ‪ .‬وهذا ال يمنع االعتراف‬ ‫بأن دبلوماسية العاهل السعودي استطاعت حل كثير‬ ‫من المشاكل وحققت انفراجة كبيرة على الصعيد‬ ‫العربي وكانت فرصة ثمينة أمام العرب لبدء صفحة‬ ‫جديدة في العالقات‪ ،‬لكن اليد الواحدة ال تصفق‪.‬‬ ‫ماذا تعنى؟‬ ‫ بعض الدول العربية لها مواقف تتعارض مع إمكانية‬‫وصول هذه المبادرات لغايتها الحقيقية‪،‬عالوة على أن‬ ‫إيران وإسرائيل برغم فارق المقارنة بينهما فإن كلتيهما‬ ‫لن تكونا سعيدتين بمصالحة حقيقية ألن إيران مثال لها‬ ‫مشروعها اإلقليمي في المنطقة وهذا يتطلب نظا ًما‬ ‫إقليميًا وليس عربيًا‪ ،‬فإذا نجح الملك عبد اللـه في رأب‬ ‫الصدع في النظام العربي فإن هذا يؤدي لفشل المخطط‬ ‫اإليراني‪ ،‬ولو تم المشروع اإليراني سيكون على أساس‬ ‫من الندية بين العرب وإيران‪.‬‬ ‫إذن إيران تعادى كال من الدور المصري‬ ‫والسعودي في المنطقة؟‬ ‫ نعم‪ ،‬ألن صعود الدورين المصري والسعودي في‬‫المعادلة العربية يعتبر معوقًا لمخططات إيران وهذا‬ ‫ظهر جليًا عندما عارضت إيران بشدة فحوى إعالن‬ ‫‪43‬‬


‫حوار‬ ‫من واقع رؤيتك للقضية الفلسطينية‪ ،‬كيف‬ ‫ترى األزمة التي تمر بها حاليًا في ظل انشقاقات‬ ‫الفصائل‪ ،‬وتحديدًا فتح وحماس؟‬ ‫ القضية تمر حاليًا بأسوأ مراحلها منذ وقوع االحتالل‬‫اإلسرائيلي على فلسطين‪ ،‬فمثلاً رغم فداحة هزيمة‪67‬‬ ‫على مصر‪ ،‬لكن أعقبها صمود ومقاومة وتضامن‬ ‫عربي في حربي االستنزاف وأكتوبر‪/‬تشرين أول‬ ‫‪ ..73‬أما اآلن فنحن بصدد حقائق صادمة تواجه‬ ‫مستقبل القضية الفلسطينية تتلخص في ثالث مالحظات‬ ‫أوالها‪ :‬االنقسام غير المسبوق بين فتح وحماس الذي‬ ‫وصل لحد االحتكام للسالح‪ ،‬مما أدى لفصل قطاع غزة‬ ‫عن الضفة الغربية‪ ،‬وإن كانت كل حركات التحرر‬ ‫الوطني عرفت ظاهرة االنقسام ولجأت إلى السالح‬ ‫ولكن ليس لهذا الحد بين فتح وحماس‪ ،‬فاالنقسام‬ ‫الراهن يهدد بتصفية القضية‪ .‬ولألسف ال توجد أفاق‬ ‫حتى اآلن لعبور هذا التشرذم‪ ،‬ومازال مشروعا فتح‬ ‫وحماس يسيران في خطين متوازيين ال تالقى بينهما ‪.‬‬ ‫وثانيها‪ :‬إن أفق التسوية مسدود منذ سنوات ألن ميزان‬ ‫القوى مختل لصالح إسرائيل‪ ،‬التي ليس لديها رغبة في‬ ‫السالم وال دافع لتحقيق تسوية مع الفلسطينيين والعرب‬ ‫ألنها في وضع مريح رغم ما عانته من مصاعب أثناء‬ ‫عدوانها على جنوب لبنان في عام‪ 2006 ،‬على قطاع‬ ‫غزة في ‪ 2009‬حيث تسود حاليًا حالة من الهدوء على‬ ‫الجبهتين بالنسبة إلسرائيل مما يساعدها على إبقاء‬ ‫الوضع على ما هو عليه‪ ،‬عالوة على أن كل مبررات‬ ‫العرب الدبلوماسية لم تؤد لشيء محدد حتى اآلن ‪.‬‬ ‫وثالثها‪ :‬وهو األخطر على القضية للمرة األلف أن‬ ‫المتغير الدولي لن يكون فاعال في دعم الحق العربي‬ ‫في مسألة التسوية‪ ،‬وليس أدل على ذلك من باراك‬ ‫أوباما‪ ،‬فقد قدم طرحًا مغايرًا من الناحية النظرية‬ ‫لحل القضية واختلفت لغة الخطاب والتعالي األمريكية‬ ‫وقتها ولكن بعد مرور عام على رئاسة أوباما اعترف‬ ‫بأن إدارته بالغت في تقدير فرص التوصل إلى تسوية‪.‬‬ ‫إذن إلى أي اتجاه تسير القضية؟‬ ‫ نحن أمام قضية بالغة الخطورة أطرافها منقسمون‬‫على أنفسهم‪ ،‬وخصمهم ال يريد من قريب أو بعيد‬ ‫التوصل إلى تسوية ففي الوقت الذي نطالب فيه بوقف‬ ‫االستيطان يعلن نتنياهو رئيس الوزراء اإلسرائيلي‬ ‫أنه في حالة التوصل إلى معاهدة سالم مع فلسطين‬ ‫سيتم االحتفاظ بقوات في غور األردن وما إلى ذلك‪،‬‬ ‫إذن الموقف اإلسرائيلي تجاه السالم يتراجع كل يوم‪،‬‬ ‫والعامل الدولي ال يبدو مواتيًا لنا‪ ،‬كما أن الطرف‬ ‫العربي غير موحد الكلمة في هذا الصدد إما ألن‬ ‫الدول العربية فقدت اهتمامها بالقضية أو بعض الدول‬ ‫المعنية تختلف في المناهج التي تتبعها في التعامل مع‬ ‫القضية‪ ،‬وبالتالي القضية اآلن في أسوأ مراحلها‪.‬‬ ‫البعض يرى أن اتفاقية أوسلو هي القشة التي‬ ‫قصمت ظهر المقاومة الفلسطينية؟‬ ‫ نعم‪ ،‬االتفاقية سمحت للطرف الفلسطيني بتشكيل‬‫سلطة لها رئيس ومجلس تشريعي وأخذت شكل‬ ‫الدولة وما هي بدولة‪ ،‬وصارت المقاومة الفتحاوية‬ ‫التي كانت تتصدى لالحتالل في السابق مجرد قوات‬ ‫أمن داخلي وتدير عالقة مع االحتالل على أمل جالء‬ ‫المحتل بالطرق السلمية وهذا لم يتم‪ ،‬بقيت بعد هذا‬ ‫فصائل المقاومة األخرى وعلى رأسها حماس التي‬ ‫ابتلعت الطعم بدخول انتخابات عام ‪ 2006‬وفازت‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫القضية الفلسطينية تمر اآلن بأسوأ مراحلها وأهم األسباب التي أدت إلى ذلك هو انقسام الفصائل‬ ‫ووصول خالفاتهم إلى حد السالح‬

‫بها فقامت بتشكيل حكومة وتحولت هي األخرى إلى‬ ‫سلطة وليس إلى حركة مقاومة مما أسفر عن حدوث‬ ‫صراع بين قوتين سياسيتين حول السلطة ألن حماس‬ ‫تحولت إلى شبه دولة لها تشكيلها الوزاري وقواتها‬ ‫األمنية ولها حساباتها ‪.‬‬

‫دبلوماسية العاهل السعودي‬ ‫استطاعت حل كثير من‬ ‫المشاكل وحققت انفراجة كبيرة‬ ‫على الصعيد العربي وكانت‬ ‫فرصة ثمينة أمام العرب لبدء‬ ‫صفحة جديدة في العالقات‪ ،‬لكن‬ ‫اليد الواحدة ال تصفق‬

‫هل بذلك تحولت الساحة الفلسطينية إلى‬ ‫صراع على السلطة؟‬ ‫ بالتأكيد أصبحت الساحة ومازالت مسرحًا لالختالف‬‫بين فتح وحماس حول مغانم السلطة التي ال تفيد‬ ‫القضية من قريب أو بعيد بل أضاعت القضية تما ًما‪.‬‬ ‫هل توجد أمور أجدى من المصالحة بين‬ ‫الطرفين؟‬ ‫أعتقد ذلك‪ ،‬فمثال لو سادت الديمقراطية ربما تظهر‬‫قوى أخرى تقوم بدور مهم في العمل السياسي‬ ‫الفلسطيني كما أن إعادة بناء منظمة التحرير أهم من‬ ‫المصالحة‪ ،‬فضال عن أن جز ًءا من األزمة يتمثل في‬ ‫افتخار حماس بأنها جزء من المشروع اإلسالمي العام ‪.‬‬ ‫وما مدى صحة ذلك؟‬

‫ في اعتقادي أن تلك النظرة لحماس غير‬‫ألن الظروف أصعب من جعل‬ ‫صائبة‬ ‫حماس رأس رمح للمشروع اإلسالمي ‪.‬‬ ‫المجلة‪ :‬هل يمكن الحكم على جهود المصالحة‬ ‫العربية بين فتح وحماس وآخرها المصرية بالفشل؟‬ ‫ رغم أن جهود المصالحة العربية وصلت إلى أفاق‬‫غير مسبوقة مرة بجهود العاهل السعودي الملك‬ ‫عبد اللـه بن عبد العزيز وأخرى بواسطة الرئيس‬ ‫اليمني علي عبد اللـه صالح في صنعاء وأخيرًا جهود‬ ‫الوساطة التي يبذلها الوزير عمر سليمان‪ ،‬رئيس جهاز‬ ‫المخابرات المصري‪ ،‬فإن كل هذه الجهود لم يكتب لها‬ ‫النجاح فكان البد من طريق آخر أعتقد أنه يتحقق‬ ‫اآلن من خالل فكرة المفاوضات غير المباشرة‪ ،‬فقد‬ ‫كنا نتساءل لماذا ال نسلك طريقًا آخر ويتم االتفاق مثال‬ ‫على أجندة للتفاوض بين الطرفين بشأن القضايا المتفق‬ ‫والمختلف عليها بين الجانبين‪ ،‬ولماذا ال يتفاوض مع‬ ‫إسرائيل وفد بعيد عن فتح وحماس كما كانت تجربة‬ ‫مدريد األولى‪ ..‬حيث رأس الوفد الفلسطيني حيدر عبد‬ ‫الشافي برغم عدم انتمائه لمنظمة التحرير‪ ،‬وهذا من‬ ‫الممكن أن يتحقق بالمفاوضات غير المباشرة إذا تم‬ ‫تنفيذها فلسطينيًا وعربيًا بشكل جيد‪.‬‬ ‫إذن أنت رافض لجهود المصالحة؟‬ ‫ال يجب التوقف كثيرًا عند حد المصالحة بين فتح‬‫وحماس ألن ذلك يعني وضع "العقدة في المنشار"‪،‬‬ ‫فلماذا ال نتحرك فهذا ربما يؤدي للصلح وخاصة‬ ‫بعدما فشل المنهج المباشر في التعامل مع الطرفين‪.‬‬ ‫ولكن كيف يكون هناك تحرك في ظل انقسام‬ ‫فلسطيني؟‬ ‫ بالطبع غياب وحدة الصف الفلسطيني لن يكون‬‫في صالح القضية ألن االنقسام يضعف المقاومة‬ ‫والتفاوض معًا‪ ،‬حيث ال تستطيع حركة حماس‬ ‫المقاومة بشكل فعال وال فتح يمكنها التفاوض بقوة‪.‬‬ ‫ولكن البد من االلتفات إلى الوضع الحالي بنهج‬ ‫غير مباشر وإال سيبقى الوضع على ما هو عليه‪.‬‬ ‫وما الذي يعرقل دور الدول العربية وتحديدًا‬ ‫مصر والسعودية في رأب صدع الفصائل الفلسطينية؟‬ ‫‪42‬‬


‫حوار‬

‫فرصة عربية ثمينة‬ ‫د‪.‬أحمد يوسف أحمد‪ -‬مدير معهد البحوث والدراسات العربية‪-‬‬ ‫ال يخفي د‪.‬احمد يوسف أحمد‪ -‬مدير معهد البحوث والدراسات العربية إعجابه بدبلوماسية الملك عبد الـله ويراها حققت الكثير في طريق‬ ‫التضامن العربي‪ ،‬بل يعتبرها فرصة ثمينة للعرب إلنهاء كل ما بينهم من خالفات‪ ،‬لكن لالسف بعض الدول العربية لها مواقف تتعارض‬ ‫مع إمكانية وصول هذه المبادرات لغايتها الحقيقية‪.‬عالوة على أن إيران ليست سعيدة بهذه التحركات ألنه لو نجح الملك عبد اللـه في‬ ‫رأب الصدع العربي فسيفشل المخطط اإليراني‬ ‫يوسف يؤكد أن القضية الفلسطينية تمر اآلن بأسوأ مراحلها بسبب انقسام أهلها ‪.‬‬ ‫"القاهرة"وائل فايز‬

‫د‪ .‬احمد يوسف‪ ..‬لو إستجاب العرب ونجحت مبادرة العاهل السعودي سيفشل المخطط اإليراني في المنظمة‬

‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫‪41‬‬


‫شخصيات‬ ‫بروفايل‬

‫حوار‬

‫فرصة عربية‬

‫ثمينة‬

‫د‪.‬أحمد يوسف أحمد‬ ‫مدير معهد البحوث والدراسات العربية‪-‬‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫‪40‬‬



‫‪ %54‬من الفتيات في صعيد مصر غير مسجالت في المدارس‬

‫المجاالت الرئيسية التي ركزت عليها‬ ‫برامج المنظمة زيادة االلتحاق بالمدارس‬ ‫وإقامة أندية يستطيع األطفال إيجاد أماكن‬ ‫آمنة للقراءة واللعب بها‪ ،‬وعلى تعزيز‬ ‫حقوق الفتيات والمرأة وعلى برامج‬ ‫مدخرات وقروض القرية‪ ،‬وعلى إحياء‬ ‫وتوسيع البرامج الصحية وبرامج تغذية‬ ‫األطفال وزيادة القدرة على الحصول‬ ‫على المياه النظيفة وعلى خدمات الصرف‬ ‫الصحي الجيدة‪.‬‬ ‫وتوجه منظمة بالن إنترناشونال اهتما ًما‬ ‫خاصًا لتوعية األطفال بحقوقهم وتوفير‬ ‫الفرصة لهم للتعبير عن همومهم وعن‬ ‫احتياجاتهم عن طريق وسائل اإلعالم‬ ‫والتجمعات المجتمعية واللقاءات مع‬ ‫المسئولين الحكوميين‪ ،‬وللتعبير عن‬ ‫تجاربهم مع الحرمان من حقوق اإلنسان‬ ‫الخاصة بهم‪ ،‬وبينما تعمل المنظمة على‬ ‫المستوى المحلي لتقديم الدعم لألطفال‬ ‫ولتمكينهم من التمتع بالحق في الحياة‬ ‫الكريمة وفي التنمية والحماية‪ ،‬تناضل‬ ‫أيضًا من أجل تعزيز رفاهية األطفال على‬ ‫نطاق واسع في مختلف أنحاء البالد‪.‬‬ ‫ويتمثل التحدي األكبر لمصر في تعزيز‬ ‫أنشطة المنظمات غير الحكومية مثل برامج‬ ‫منظمة بالن إنترناشونال‪ ،‬التي تركز على‬ ‫تنمية المجتمع وفي استخدام الموارد المالية‬ ‫والبشرية للدولة للقيام بذلك‪ ،‬مع التنسيق‬ ‫مع تلك المنظمات بشكل فعال‪ ،‬فهناك حاجة‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫إلى توسيع كبير للبرامج الحالية التي تتسم‬ ‫بالمحدودية وتصل إلى نسبة صغيرة من‬ ‫األطفال والشباب المصريين‪ ،‬فعلى سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬يعد ‪ 54%‬من الفتيات في المناطق‬ ‫الريفية في صعيد مصر غير مسجالت‬ ‫في المدارس‪ ،‬وذلك طبقًا لمنظمة "انقذوا‬ ‫األطفال"‪ ،‬وبالتالي يعد توفير التعليم‬ ‫لجميع األطفال المصريين وتحسين طرق‬ ‫التدريس ـــ التي ال تقوم عادة على الفهم‬ ‫وتقوم على الحفظ بدال من التعلم التفاعلي‬ ‫وبدال من الطرق األكثر فعالية لتشجيع‬ ‫األطفال على المشاركة ـــ من المجاالت‬ ‫التي يجب أن تعتبرها الحكومة المصرية‬ ‫من األولويات‪.‬‬

‫ردًا جزئيًا‪ ،‬ومن غير المرجح أن يؤدي‬ ‫إلى خفض عدد األطفال الذين يتجهون‬ ‫إلى الحياة في الشارع أو إلى التعامل مع‬ ‫العوامل التي تتسبب في جعلهم يفعلون‬ ‫ذلك‪ ،‬ويعد عدم وجود حل منظم وذي‬ ‫تمويل جيد من جانب الحكومةـ في إطار‬ ‫من الشراكة مع المجتمع المدني ـ لمشكالت‬ ‫فقر األطفال وحرمانهم من حقوقهم من‬ ‫األمور الشائعة في مختلف الدول النامية‪،‬‬ ‫وال يقتصر هذا األمر على مصر‪ ،‬لكن‬ ‫وفي ضوء ارتفاع عدد األطفال والشباب‬ ‫في مصر‪ ،‬تفرض العواقب االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والسياسية لعدم معالجة هذه‬ ‫القضية بشكل مكثف وشامل تهديدًا على‬ ‫استقرار الدولة المصرية‪ ،‬كما تتسبب‬ ‫في الحرمان على المستويين اإلنساني‬ ‫والمالي في المجتمع المصري وبالنسبة‬ ‫ألطفال مصر على وجه الخصوص‪.‬‬

‫وترتبط بعض التحديات االجتماعية‪ ،‬مثل‬ ‫زيادة عدد أطفال الشوارع في القاهرة‬ ‫واإلسكندرية بشكل غير مباشر بمجموعة‬ ‫من المشكالت االجتماعية المعقدة‬ ‫والمستعصية‪ ،‬مثل الجريمة والفقر والعنف إن نجاح مصر في خفض وفيات األطفال‬ ‫األسري واالعتداءات على األطفال والتي خالل العقدين الماضيين يظهر أن هناك‬ ‫ال تتم المعاقبة عليها‪ .‬وهناك الكثير من من األسباب ما يدعو لألمل‪ ،‬وإذا توافقت‬ ‫المشروعات في مصر تتعامل مع هذه اإلرادة السياسية مع الموارد االقتصادية‬ ‫المشكلة بشكل فعال‪ ،‬مثل توفير مراكز والبشرية التي تمتلكها مصر‪ ،‬سوف يكون‬ ‫لرعاية أطفال الشوارع‪ ،‬لتوفير االحتياجات ألطفالها مستقبل أفضل‪ ،‬تصان فيه حقوق‬ ‫األساسية المباشرة لألطفال ومنع تعرضهم اإلنسان الخاصة بهم ونحفظ فيه كرامتهم‪،‬‬ ‫للخطر‪ ،‬لكنها ال تعالج األسباب األساسية ويصاحب ذلك إمكانية أن تتحقق فائدة‬ ‫التي تجعلهم أطفاال بال مأوى‪ ،‬وهذا ال يقلل للمجتمع المصري ككل‪.‬‬ ‫من أهمية تزويد األطفال الذين يعيشون‬ ‫في الشوارع باحتياجاتهم‪ ،‬بل ينطوي على باحث مقيم في لندن متخصص في حقوق‬ ‫التأكيد أن هذا الحل يعد من حيث طبيعته اإلنسان‬ ‫‪38‬‬


‫أفكار‬ ‫إلحصائيات اليونيسيف‪ ،‬فإن معدل وفيات‬ ‫األطفال دون الخامسة في المغرب في عام‬ ‫‪ 1990‬كانت نسبته قريبة جدًا من مصر‪،‬‬ ‫حيث بلغت ‪ 89‬طفال لكل ‪ 1000‬مولود‪،‬‬ ‫ولكن بحلول عام ‪ 2007‬فإن هذا المعدل قد‬ ‫انخفض إلى حد كبير ليصل إلى ‪ 34‬طفال‬ ‫لكل ‪ 1000‬مولود‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫إال أن مسارات التنمية في مصر‬ ‫والمغرب يمكن أن تتغير‪ ،‬بشكل كبير‬ ‫خالل السنوات المقبلة‪ ،‬وذلك مع قيام‬ ‫حكومتي البلدين بتوجيه األولية فيما‬ ‫يتعلق باإلنفاق الحكومي إلى مجاالت‬ ‫مختلفة‪ ،‬ويبدو أن المغرب تستثمر أكثر‬ ‫حاليًا في تحسين القدرة على الوصول إلى‬ ‫المعلومات‪ ،‬وتعزيز حقوق المرأة وزيادة‬ ‫الفرص التعليمية‪ ،‬ومن المرجح أن يؤدي‬ ‫االستثمار في تلك المجاالت إلى تحسن‬ ‫في التنمية البشرية في المغرب وتحسن‬ ‫في الرعاية المقدمة لألطفال‪ ،‬وذلك في‬ ‫حالة حصول تلك المجاالت على التمويل‬ ‫الكافي وفي حالة تطويرها بشكل مستدام‪،‬‬ ‫أما إنفاق مصر العسكري الكبير على‬ ‫وجه الخصوص فيقوض من قدرتها على‬ ‫محاربة الفقر بشكل فعَّال ومن قدرتها على‬ ‫توفير احتياجات أطفالها‪.‬‬ ‫لكن رغم وجود فجوة كبيرة بين حاجة‬ ‫أطفال مصر إلى الحصول على حقوقهم‬ ‫المنصوص عليها في معاهدة األمم المتحدة‬ ‫حول حقوق الطفل ـــ بما في ذلك الحصول‬ ‫على التعليم الجيد وعلى الرعاية الصحية‬ ‫وعلى المأوى وعلى خدمات الصرف‬ ‫الصحي الجيد وعلى الغذاء والحصول على‬ ‫ما يقتضيه الواقع االجتماعي المصري‬ ‫ـــ فإنه توجد مشروعات جيدة خاصة‬ ‫باألطفال تركز على المجتمع في مختلف‬ ‫أنحاء البالد‪ ،‬وتحقق تلك المشروعات‬ ‫تغيي ًرا ملموسًا في جودة حياة األطفال‬ ‫والشباب المصريين‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد تعمل مجموعة متنوعة‬ ‫من المنظمات غير الحكومية بشكل نشط‬ ‫في مجال الطفولة‪ ،‬ويعمل بعضها تحت‬ ‫رعاية منظمات غير حكومية أكبر مثل‬ ‫منظمة بالن إنترناشونال ومنظمة انقذوا‬ ‫األطفال ومنظمة أوكسفام ومنظمة كير‪،‬‬ ‫والتي تدخل في شراكات مع المنظمات‬ ‫غير الحكومية المصرية‪ ،‬والمنظمات‬ ‫األخرى تعد منظمات حكومية أصغر ليس‬ ‫لها انتماءات دولية‪.‬‬ ‫ويحظى مشروع أطفال الشوارع الذي‬ ‫زرته في اإلسكندرية برعاية منظمة‬ ‫بالن إنترناشونال غير الحكومية التي‬ ‫تهتم بالتنمية في مجال الطفولة‪ ،‬وتشمل‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫أطفال الشوارع وعمالة األطفال ‪t‬في الريف ظاهرتان خطيرتان في مصر‬

‫‪37‬‬


‫أفكار‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫من النصف‪ ،‬كم أن معدل وفيات األطفال‬ ‫الرضع‪ ،‬الذين تقل أعمارهم عن سنة‬ ‫واحدة‪ ،‬والذي بلغ في عام ‪68 ،1990‬‬ ‫طفال لكل ‪ 1000‬طفل‪ ،‬قد انخفض بحلول‬ ‫عام ‪ 2007‬إلى ‪ 30‬طفال فقط لكل ‪1000‬‬ ‫طفل‪ .‬ولكن على الرغم من هذا التقدم‪،‬‬ ‫فإن مصر مازال لديها طريق طويل‬ ‫لتقطعه لضمان حقوق اإلنسان لمواطنيها‬ ‫من األطفال‪.‬‬ ‫كما يضع التقرير‪ ،‬الذي أصدرته منظمة‬ ‫"انقذوا األطفال" غير الحكومية‪ ،‬والذي‬ ‫يرصد أوضاع األمهات في العالم في عام‬ ‫‪ ،2009‬مصر في المرتبة ‪ 22‬بين الدول‬ ‫النامية فيما يتعلق بدرجة رفاهية الطفل‪،‬‬ ‫وفى سياق الدول العربية المجاورة‪،‬‬ ‫فإن هذه المرتبة التي تحتلها مصر تعد‬ ‫أفضل من سوريا‪ ،‬التي تحتل المرتبة الـ‬ ‫‪ ،55‬والمغرب‪ ،‬التي تحتل المرتبة الـ‬ ‫‪ ،57‬وليبيا التي تحتل المرتبة الـ ‪،46‬‬ ‫والجزائر‪ ،‬التي تحتل المرتبة الـ ‪.41‬‬ ‫فهناك ثالث دول عربية فقط هي التي‬ ‫حققت تقد ًما ملموسًا في هذا الشأن عن‬ ‫مصر‪ ،‬وهى األردن وقطر والبحرين‪.‬‬ ‫بيد أن هذه األرقام المذكورة عن مصر‬ ‫مبالغ فيها بعض الشئ‪ ،‬ألن الرعاية التي‬ ‫تقدمها مصر لألمهات والنساء بشكل كلي‬ ‫تتسم بالضعف الشديد‪ .‬فدرجة الرفاهية‬ ‫التي يحظى بها الطفل تعتمد ـ إلى حد كبيرـ‬ ‫على مدى ما تحصل عليه أمه من التعليم‬ ‫والرعاية الصحية والموارد االقتصادية‪،‬‬ ‫والمساواة في الحقوق القانونية‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫فإن النتائج الفقيرة التي تحققها مصر‬ ‫باستمرار في هذه النواحي‪ ،‬من المحتمل‬ ‫جدًا‪ ،‬إن لم يكن من المرجح‪ ،‬أن تجعل‬ ‫مصر تفقد مكانتها وأن يتدنى مستوى‬ ‫رعاية الطفل فيها وينخفض بسرعة‪.‬‬ ‫وقد ركز أول تقرير أصدرته األمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬عن التنمية البشرية العربية في‬ ‫عام ‪ ،2002‬على ثالث عقبات رئيسية‬ ‫تحول دون حدوث التنمية في العالم العربي‬ ‫وتؤدي إلى تباطؤها‪ ،‬وهى انتشار الجهل‬ ‫واألمية‪ ،‬وحرمان المرأة من حقوقها‪،‬‬ ‫وغياب الحرية السياسية‪ .‬وهى أمور لم‬ ‫يتم التوصل إلى حل لها حتى اآلن‪ .‬ومن‬ ‫المؤكد أن نقص فرص الحصول على‬ ‫التعليم‪ ،‬وحرمان المرأة من حقوقها‪ ،‬قد‬ ‫يكون له تأثير بالغ الضرر على األطفال‪،‬‬ ‫حيث قد يؤدي إلى وقوعهم في براثن‬ ‫الفقر‪ ،‬إلى جانب تهميش دور الفتيات في‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫وتعد مصر دولة فريدة من نوعها في العالم‬ ‫العربي‪ ،‬حيث تواجه الكثير من التحديات‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫رعاية الطفل تعتمد‪ -‬إلى حد كبير على ما تحصل عليه أمه من رعاية تعليمية وصحية‬

‫االستثنائية في مجال التنمية البشرية‪..‬‬

‫مصر قطعت شوطًا‬ ‫كبي ًرا في خفض‬ ‫معدالت وفيات األطفال‬ ‫لكنها مازال أمامها‬ ‫مشوار طويل لضمان‬ ‫استمتاع أطفالها‬ ‫بحقوق اإلنسان‬

‫نظ ًرا لتعدادها السكاني الكبير‪ ..‬فمعظم‬ ‫الدول العربية التي كانت قادرة على‬ ‫تحقيق تحسينات كبيرة في رفاهية الطفل‪،‬‬ ‫كان لديها تعداد سكاني أصغر‪ ،‬مثل‬ ‫األردن‪ ،‬وكانت أكثر ثراء بشكل ملحوظ‪،‬‬ ‫مثل البحرين وقطر‪ .‬وقد يكون من المفيد‬ ‫أن نقارن بين المغرب ومصر‪ ،‬فالمغرب‬ ‫بلد مماثل لمصر فيما يتعلق بنصيب الفرد‬ ‫من الناتج المحلي اإلجمالي (ووفقًا إلحدى‬ ‫البيانات الصادرة عن البنك الدولي في‬ ‫عام ‪ ،2009‬يبلغ نصيب الفرد من الناتج‬ ‫المحلي اإلجمالي في المغرب ‪2،580‬‬ ‫دوالر‪ ،‬ويبلغ نصيب الفرد في مصر‬ ‫‪ 1،800‬دوالر)‪ .‬كما يعاني المغرب‪ ،‬مثل‬ ‫مصر‪ ،‬من الفقر المدقع والتفاوت الكبير‬ ‫في دخل األفراد‪ ،‬باإلضافة إلى معدالت‬ ‫البطالة المرتفعة في كال البلدين‪ .‬ووفقًا‬ ‫‪36‬‬


‫أفكار‬

‫أطفال مصر‬ ‫األمر ليس لعبة‬

‫رغم االنخفاض الكبير الذي حدث في معدل وفيات األطفال في مصر فإنها ال يزال لديها طريق طويل لتقطعه لتحسين مستويات المعيشة‬ ‫لمواطنيها من األطفال‪ ،‬حيث تبرز أهمية تقييم برامج التنمية التي تنفذها الحكومة المصرية عندما تتم مقارنة التقدم الحادث في مصر‬ ‫بذلك الحادث في المغرب‪ ..‬ولكن على الرغم من التحديات المماثلة الموجودة في كال البلدين‪ ،‬فإن مسارات التنمية في كليهما تختلف‬ ‫بدرجة كبيرة نتيجة للمبادرات الحكومية المختلفة‪ ،‬وينبغي أن تركز مصر على معالجة أسباب الفقر بين األطفال بدال من محاولة معالجة‬ ‫كل التحديات في وقت واحد‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫يضع التقرير‪ ،‬الذي أصدرته منظمة "انقذوا األطفال" في عام ‪ ،2009‬مصر في المرتبة ‪ 22‬بين الدول النامية من حيث درجة رفاهية الطفل‬

‫أخذني صبي‪ ،‬يبلغ من العمر عشرة أو‬ ‫ربما أحد عشر عا ًما‪ ،‬وعيناه مملوءتان‬ ‫بالحماس‪ ،‬إلى الطابق الثاني من ملجأ‬ ‫لأليتام وأطفال الشوارع في اإلسكندرية‪،‬‬ ‫لكي يريني غرفته‪ .‬وعندما وصلنا‪ ،‬أخذ‬ ‫يبحث عن شيء بجانب سريره‪ ،‬وبعد‬ ‫لحظات‪ ،‬كان يمد لي يده بقطعة من‬ ‫الشيكوالتة‪.‬‬ ‫وبالرغم من الصور الكثيرة‪ ،‬التي ال تزال‬ ‫محفورة في ذاكرتي بعد زيارتي لمشاريع‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫التنمية المجتمعية في مصر‪ ،‬فإن أكثر ما‬ ‫أثر في نفسي هو هذا الصبي ورغبته في‬ ‫المشاركة‪ ،‬رغم أنه ال يكاد يمتلك شيئًا‬ ‫تقريبًا من الناحية المادية‪ ،‬لقد كان امتنانه‬ ‫واضحًا للفرصة التي أتيحت له للعيش في‬ ‫بيئة آمنة‪ ،‬وحصوله على التعليم وعلى ما‬ ‫يكفي من الطعام‪ ،‬ولكنه لم يكن يعبر عن‬ ‫امتنانه فقط في هذا الموقف‪ ،‬بقدر ما كان‬ ‫يعبر عن مدى فرحه وسعادته للكرامة‬ ‫واالحترام الذي أصبح يحظى بهما‪،‬‬ ‫وللفرصة التي أتيحت له‪.‬‬

‫وقد قطعت مصر شوطًا كبي ًرا في‬ ‫خفض معدالت وفيات األطفال‪ ،‬حيث‬ ‫يوضح تقرير اليونيسيف‪ ،‬الذي يرصد‬ ‫حالة األطفال في العالم في عام ‪،2009‬‬ ‫التحسن الكبير الذي طرأ على مؤشرات‬ ‫الرعاية التي يتمتع بها الطفل في مصر‪.‬‬ ‫ففي عام ‪ 1990‬وصل معدل وفيات‬ ‫األطفال دون الخامسة في مصر إلى ‪93‬‬ ‫طفال لكل ‪ 1000‬مولود‪ ،‬ولكن بحلول عام‬ ‫‪ ،2007‬فإن هذا المعدل قد انخفض ألكثر‬ ‫‪35‬‬


‫أطفال‬ ‫مصـر‬

‫األمر ليس لعبة‬ ‫‪© Getty Images‬‬

‫بقلم‬ ‫نعوم شيمل‬

‫‪34‬‬


‫أفكار‬

‫‪33‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫ديمقراطية الفوضى‬ ‫ماحدث طفرة في إدراك العراقيين للفهم الديمقراطي‬ ‫العراق يدخل االن مرحلة تاريخية جديدة ‪ ،‬وألي نوع من المجتمعات‪ ،‬تمثل هذة المرحله درجة معينة من النضج السياسي والثقافة السياسية‪ .‬والديمقراطية‬ ‫بمفهومها العام ال تعني الفوضى والخروج عن القيم والقوانين‪ ،‬بل هي على العكس من ذلك‪ ،‬تعبر عن نموذج لاللتزام واالحترام‪ ،‬وعلى الرغم من معرفتنا‬ ‫التامة بأن الديمقراطية ال تشكل نمطًا واحدًا ومحددًا بل هي أنماط وسبل مختلفة ولحماية الحريات وممارسة الحقوق‪ .‬وهي – أي الديمقراطية – ال تخلو من‬ ‫الهفوات والتفاوتات في عملها‪ ،‬فإنها تبقى تشكل العنصر األساسي في الحفاظ على المجتمعات من السقوط في وهاد الظالم‪.‬‬

‫ما ظهر من جو ديمقراطي ومتابعة‬ ‫ديمقراطية في العراق خالل األيام القليلة‬ ‫الماضية ما هو إال وجه من وجوه الممارسة‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬على األقل مظهرها الخارجي‪.‬‬ ‫ولكن المتابع لذلك النموذج من الفعل‬ ‫الديمقراطي سيواجه ال محال من مجموعة‬ ‫ليست بالقليلة من المفاجآت ومن بينها ‪:‬‬ ‫فال يخفى على أحد أن العراق‪ ،‬هو صاحب‬ ‫التاريخ العريق‪ ،‬والمجد التليد‪ ،‬فهو أول من‬ ‫سن القوانين ومارسها على وجه الخليقة‪،‬‬ ‫وهو أول من أدخل العلم في العمل‪،‬‬ ‫ونقل اإلنسان من حالة الالوعي إلى بناء‬ ‫المجتمعات وزرع األمل‪ .‬لكن الحقيقة أيضًا‬ ‫تقول‪ ،‬أنه مع ذلك فقد ظل حبيسًا للنظم‬ ‫السلطوية في معظم تاريخه الطويل وأصبح‬ ‫نموذجًا للخروج على الجو الديمقراطي‪،‬‬ ‫على الرغم من بعض المحاوالت التي‬ ‫أرادت له االنتقال إلى حالة الممارسة‬ ‫الديمقراطية الصحيحة‪.‬‬ ‫فاالحتالل الذي أقدمت عليه الواليات‬ ‫المتحدة وحليفاتها عام ‪ ،2003‬لم يكن إال‬ ‫احتالال من النوع الشرس المدمر الذي‬ ‫بنى إستراتيجية في العراق على أساس‬ ‫" الفوضى غير الخالقة "‪ ،‬بل كانت في‬ ‫محتواها ومرماها " فوضى ه ّدامة "‪ .‬وقد‬ ‫التزمت بذلك النمط الهدمي منذ االحتالل‬ ‫حتى يومنا هذا‪ .‬وبذلك فإن ما دعت إليه‬ ‫من بناء جو ديمقراطي صحي في العراق‬ ‫لم يبتعد كثيرًا عن حقيقة التسلطية الهدمية‪.‬‬ ‫ولهذا السبب ظلت التجارب الديمقراطية‬ ‫التي مارسها الشعب العراقي ال ترتقي إلى‬ ‫مستوى أبسط الديمقراطيات التي تمارس‬ ‫في مناطق أخرى في العالم‪.‬‬ ‫وعلى مدى األعوام السبعة من االحتالل‪،‬‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫د‪.‬حسن البزاز‬

‫الديمقراطية التي‬ ‫دخلت العراق فجأة‬ ‫وبدون سابق إنذار‪،‬‬ ‫جوا من‬ ‫خلقت ً‬ ‫الفوضى التي يمكن‬ ‫أن يطلق عليها‬ ‫تسمية الديمقراطية‬ ‫الفوضوية‬ ‫مارس الشعب العراقي نوعًا من‬ ‫الديمقراطية‪ .‬وخاض عددًا من االنتخابات‬ ‫من بينها انتخابات ‪ 2005‬وانتخابات‬ ‫المحافظات والمجالس المحلية ‪.2008‬‬ ‫لكنها لم تكن بالدرجة الكافية التي تؤهل‬ ‫المجتمع العراقي لالدعاء بالممارسة‬ ‫الديمقراطية المقبولة‪.‬‬ ‫وانتظر الشعب العراقي على اختالف فئاته‬ ‫وتوجهاته وطموحاته لالنتخابات الحالية‬ ‫التي أجريت أخيرًا‪.‬‬ ‫وبالرغم من االهتمام الدولي واإلقليمي‬ ‫باالنتخابات العراقية األخيرة فإن عناصر‬ ‫التأثير اختلفت من حالة إلى أخرى‪ .‬ففي‬ ‫الوقت الذي كان على الدولة المحتلة‪ ،‬وهي‬ ‫الواليات المتحدة أن يكون لها دور إيجابي‬ ‫فيما يخص االنتخابات ونتائجها التي تمس‬ ‫بشكل مباشر المصالح األمريكية وخاصة‬ ‫قرار االنسحاب العسكري األمريكي‬ ‫وتمشيته بموجب الجداول التي ألزمت‬

‫نفسها بها‪ ،‬وكانت عملية المراوغة واالنتقال‬ ‫بالمواقف على حساب الوضع السياسي‬ ‫العراقي ومستقبله واضحة وحاجته الماسة‬ ‫لتهدئة األحوال وتوفير حالة من األمن‬ ‫تبعث في الفرد العراقي األمل بإعادة البناء‬ ‫والعودة والمساهمة في خلق جو سياسي‬ ‫مريح لكل العراقيين‪ ،‬ونشر حالة من التآلف‬ ‫والتقارب فيما بين أطرافه المختلفة‪.‬‬ ‫ولكل هذا فإن ما جرى في االنتخابات‬ ‫الحالية يشكل طفرة في إدراك اإلنسان‬ ‫العراقي للفهم الديمقراطي‪ ،‬والممارسة‬ ‫المقبولة‪.‬‬ ‫ولكنها مع ذلك ال يمكن أن تكون نموذجية‬ ‫أو خالية من الهفوات المؤثرة‪ .‬والتي‬ ‫يقع ضحيتها بعض الفئات من المجتمع‬ ‫العراقي‪..‬من هذا المنطلق يمكننا القول‪،‬‬ ‫إن الديمقراطية التي دخلت على العراق‬ ‫فجأة وبدون سابق إنذار‪ ،‬قد خلقت ج ًوا‬ ‫من الفوضى التي يمكن أن يطلق عليها‬ ‫تسمية الديمقراطية الفوضوية‪ ،‬ولكنها مع‬ ‫هذا أصبحت تشكل في الوقت ذاته‪ ،‬مفتاحًا‬ ‫للقبول الديمقراطي‪ ،‬الذي ربما سيكون‬ ‫في المستقبل القريب الخيار األفضل‬ ‫لكل الشعب العراقي بعد أن يدرك مزايا‬ ‫الديمقراطية ويمارسها بفهم وعلم وصدق‬ ‫وقناعة وبعد أن يتحرر الجميع من تبعات‬ ‫الماضي الثقيلة و ٌعقده وأن يختاروا شعلة‬ ‫الحياة لتتغلب على ظالم األنظمة الفاسدة‬ ‫المنحرفة فكرًا وممارسة‪ .‬وأال نضع خيارنا‬ ‫فقط بالقول القائل‪ " ،‬الحياة شعلة‪ :‬إما أن‬ ‫نحترق بنارها‪ ،‬وإما أن نطفئها ونعيش في‬ ‫ظالم "‪.‬‬

‫أستاذ عالقات دولية بجامعة بغداد‬

‫‪32‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫فيدرالية االنقسامات‬

‫تسوية إيران قد تخرج المالكي وعالوي من اللعبة‬ ‫يقال إن االنتصارات في المعارك وميادين القتال‪ ،‬تقاس بالنتائج الفعلية المتحققة على األرض وليس بالشعارات‪ ،‬أي بتحقق الهدف المباشر من الصراع‪ ،‬وليس بأي هدف آخر‬ ‫مهما كانت أهميته‪ .‬وفي المعارك السياسية واالنتخابية؛ فإن هذه النتائج تقاس بما يتحقق من األهداف التي تضعها القوى المتنافسة لنفسها‪ ،‬أو ترفعها كشعارات جماهيرية‪،‬‬ ‫صاخبة وجذابة‪ .‬وألن الهدف الكبير في االنتخابات العراقية كان شعار (التغيير) فقد غدا من المنطقي اعتباره هدفًا مركزيًا‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فقد كان شعار التغيير واحدًا من أكثر‬ ‫الشعارات‪ ،‬جاذبية وإغراء‪ ،‬فقد رفعته القائمة العراقية بقيادة عالوي‪ ،‬وقائمة (التغيير) الكردية بقيادة نوشروان مصطفى (القيادي المنشق عن حزب جالل الطالباني) فضلاً عن‬ ‫قائمة رجل الدين الشيعي إياد جمال الدين‪.‬‬

‫وبعد سنوات من الشقاء وانسداد أفق الحل الوطني‬ ‫الشامل‪ ،‬يجد العراقيون أن خروج العراق من مأزقه‬ ‫لن يكون ممكنًا دون وجود قوى قادرة على صياغة‬ ‫هذا الخيار على أساس شعبي‪ ،‬أي على أساس‬ ‫صياغة أسس جديدة للتعايش التاريخي‪ ،‬يجري من‬ ‫خاللها إسقاط ثقافة المحاصصة الطائفية‪ ،‬وتمكين‬ ‫المجتمع العراقي من العودة إلى مبدأ المواطنة‬ ‫الدستوري‪ .‬على هذا النحو بدا‪ ،‬أن شعار التغيير‬ ‫كان يالمس وجدان العراقي وعقله‪.‬‬ ‫بيد أن الجموع التي أقبلت على صناديق االقتراع‪،‬‬ ‫بحماسة وأمل من أجل (حكومة خامسة) قادرة على‬ ‫تحقيق االنعطافة التاريخية‪ ،‬وكانت تحت تأثير هذا‬ ‫الشعار لوقت طويل‪ ،‬سرعان ما اكتشفت استحالة إنجاز‬ ‫أي تحول حقيقي في هذا االتجاه تحت ظل االحتالل‪.‬‬ ‫وقراءة موضوعية ونزيهة لنتائج االنتخابات يجب‬ ‫أن تالحظ أنها رسمت مالمح الحقبة القادمة وحددت‪،‬‬ ‫تقريبًا– مستقبل الشخصيات والقوى المتنافسة‪ ،‬في‬ ‫ضوء عدة حقائق‪.‬‬ ‫أولها ‪ :‬إن معركة التغيير لم تحسم‪ ،‬والقوى التي‬ ‫خاضتها (وبشكل أخص القائمة العراقية بقيادة‬ ‫عالوي) فشلت في تحقيق وعودها بخوض معركة‬ ‫مصير حاسمة‪ .‬وهذا يعني أنها أخفقت في إنجاز‬ ‫الهدف من معركتها االنتخابية بالصورة التي‬ ‫وعدت بها‪ ،‬وبالتالي؛ فإن العراقيين الذين ذهبوا إلى‬ ‫صناديق االقتراع متحدون الموت‪ ،‬لن يحصلوا على‬ ‫أي انعطافة كبرى في حياتهم‪ .‬كما أن القوى التي‬ ‫رفعت هذا الشعار باتت أمام معادالت سياسية جديدة‬ ‫أكثر تعقيدًا‪.‬‬ ‫ويرتبط بهذه الحقيقة أن ‪ :‬االنتخابات أدت فعليًا‬ ‫إلى نوع من تقاسم (تحاصص) جديد بين القوى‬ ‫المتنازعة والمتنافسة‪ ،‬وهذه المرة على أساس‬ ‫جغرافي‪ .‬وبكالم آخر‪ ،‬سوف تفرض النتائج التي‬ ‫أسفرت عنها االنتخابات على الطبقة السياسية أن‬ ‫تتجه نحو خيار (إعادة إنتاج نفسها) ال في الخريطة‬ ‫السياسية‪ ،‬وإنما كذلك في الخريطة الجغرافية‪.‬‬ ‫وليس دون معنى أن ائتالفي المالكي والحكيم‬ ‫وحلفائهما تمكنوا من االحتفاظ بالنفوذ في المناطق‬ ‫الشيعية‪ ،‬بينما انتصر ائتالف عالوي والبوالني‬ ‫(وزير الداخلية) في المناطق ذات األغلبية السنية‬ ‫مثل الموصل وديالي وصالح الدين واألنبار‪ .‬أما‬ ‫األكراد‪ ،‬فقد بسطوا نفوذهم رسميًا على كركوك‪.‬‬ ‫الحقيقة الثالثه‪ :‬إن الصراع األمريكي‪ -‬اإليراني في‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫فاضل الربيعي‬

‫لم يعد باإلمكان‬ ‫اعتماد فكرة‬ ‫التسوية التقليدية‬ ‫"التوافق الوطني"‬ ‫كمخرج من األزمة‬ ‫العراقيه فاألمر‬ ‫يحتاج حلاً‬ ‫مبتكرا‬ ‫ً‬ ‫العراق بات يتحكم بصورة وثيقة في قواعد اللعبة‬ ‫السياسية ومسارها‪ ،‬والقوى المتنافسة التي وجدت‬ ‫نفسها في قلب هذا الصراع‪ ،‬سوف تتغذى منه في‬ ‫المرحلة المقبلة وتصبح جز ًءا منه؛ بل وقد تغدو‬ ‫تعبيرًا من تعبيراته‪ ،‬وهو ما يعني أن هدف التغيير‬ ‫سوف يصبح ضربًا من الخيال‪ .‬وحين يستمر‬ ‫الصراع الداخلي كتعبير عن صراع قوى خارجية‪،‬‬ ‫فإن األمل بالتغيير المنشود سوف يتالشى ويتبدد‪.‬‬ ‫الرابعه‪ :‬إن لعبة التسوية التقليدية (التوافق الوطني)‬ ‫والتي طبعت بطابعها كامل الحياة السياسية طوال‬ ‫السنوات المنصرمة من االحتالل‪ ،‬قد تغيرت هي‬ ‫األخرى‪ ،‬ولم يعد باإلمكان اعتمادها كإستراتيجية‬ ‫إليجاد مخرج من األزمة‪ ،‬وهذا يعني أن التحالفات‬ ‫القادمة بين القوى ستكون نوعًا من إعادة إنتاج‬ ‫(المحاصصة الطائفية) وهذه المرة على أساس‬ ‫مناطق النفوذ الجغرافي‪ .‬ولذلك‪ ،‬فمن المتوقع أن‬ ‫تتخذ أي تسوية بين القائمة العراقية واالئتالفين‬ ‫الشيعيين (المالكي والحكيم) مثال‪ ،‬طابع تسوية‬ ‫على أساس مراكز النفوذ الجغرافي الجديد‪ ،‬وليس‬ ‫تسوية على أساس الحجم السياسي‪ ،‬وهذا وضع‬ ‫شبيه ومماثل للحالة في كردستان‪ ،‬فهي ال تقوم على‬ ‫أساس التوافق السياسي التقليدي؛ بل على أساس‬ ‫النفوذ الجغرافي للحزبين الكرديين في كردستان‪،‬‬ ‫بوصفه أمرًا واقعًا ال فكاك منه‪.‬‬ ‫حقيقه مهمه خامسه‪ :‬إن المتغيّر األهم يكمن في ظهور‬ ‫قوى جديدة‪ ،‬ولدت من (رحم القوى القديمة) وهي‬

‫قادرة على مواصلة الصراع والتنافس في مناطق‬ ‫النفوذ الجغرافي‪ ،‬مثال‪ :‬إن قائمة التغيير التي يقودها‬ ‫القيادي الكردي نوشيروان مصطفى‪ ،‬تستطيع أن‬ ‫تنقل صراعها مع االتحاد الوطني الكردستاني إلى‬ ‫قلب السليمانية معقل جالل الطالباني‪ ،‬فهي تسيطر‬ ‫تقريبًا على المدينة‪ ،‬بينما سيكتفي الطالباني بنفوذه‬ ‫في الريف الكردي‪ .‬وإذا ما أضفنا إلى هذه المعادالت‬ ‫الجديدة‪ ،‬حقيقة أن كل القوى العربية (الشيعية‬ ‫والسنية) سوف تطرح مرشحها العربي لرئاسة‬ ‫الجمهورية في إطار مواصلة التنافس على بغداد؛‬ ‫فإن هذا سيعني ببساطة‪ ،‬أن األكراد باتوا على أعتاب‬ ‫مرحلة من الصراع المركب‪ ،‬فهم سوف يصارعون‬ ‫المركز على منصب الرئاسة‪ ،‬بينما سيتصارعون‬ ‫فيما بينهم على مراكز النفوذ الجغرافي داخل اإلقليم‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن االنتخابات قادت العراقيين (العرب‬ ‫واألكراد) إلى إعادة صياغة عالقاتهم انطالقًا من‬ ‫(فيدراليات األمر الواقع)‪.‬‬ ‫أخر الحقائق ‪ :‬إن أي تسوية بين القوى المنتصرة‬ ‫في هذه االنتخابات لن تكون ممكنة إال في ظل‬ ‫شروط جديدة‪ .‬مثال‪ ،‬لن يوافق ائتالف دولة القانون‬ ‫وحليفه االئتالف الوطني‪ ،‬مهما كان الثمن‪ ،‬بإسناد‬ ‫منصب رئيس الوزراء لعالوي‪ ،‬بينما لن يوافق‬ ‫عالوي وحلفاؤه‪ ،‬ومهما كان الثمن على عودة‬ ‫المالكي رئيسًا للوزراء‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬سوف‬ ‫يكون المخرج الوحيد إيجاد مرشحي تسوية‪ ،‬وإبعاد‬ ‫المالكي وعالوي نهائيًا من الساحة السياسيةً‪.‬‬ ‫وليس دون معنى أن طهران وقبيل اإلعالن عن‬ ‫النتائج الرسمية‪ ،‬سارعت إلى طرح مرشح تسوية‬ ‫هو جعفر باقر الصدر‪ .‬وهو ابن المرجع الشيعي‬ ‫الصدر‪ ،‬وكان طفال صغيرًا عندما قتل والده‬ ‫في نهاية السبعينيات‪ ،‬وتم تهريبه إلى إيران‪.‬‬ ‫لقد أدخلت نتائج االنتخابات‪ ،‬العراق في حقبة‬ ‫جديدة من التقسيم‪ .‬ولنتذكر أن خطة جوزيف‬ ‫بايدن‪ ،‬تربط بين االنسحاب األمريكي وبين‬ ‫الحرب الطائفية ونشوء الفيدراليات‪ .‬ترى‪ ،‬هل‬ ‫سيكون من قبيل التشاؤم‪ ،‬القول إن العراق يتجه‬ ‫نحو صراعات عنيفة تؤدي إلى الفيدراليات؟‪.‬‬ ‫تأملوا في النتائج وسترون أن الطوائف أعادت‪،‬‬ ‫عبر قواها السياسية‪ ،‬إنتاج المحاصصة‪ ،‬وهذه المرة‬ ‫بنقلها من حيز السياسة إلى حيز الجغرافيا‪.‬‬

‫باحث متخصص في الشأن العراقي‬

‫‪31‬‬


‫أكثر من رأي‬

‫العراق القادم‬ ‫مالكي أم عالوي‬

‫انتهت عملية التصويت في االنتخابات العراقية وقاربت عملية إعالن النتائج األوليه على االنتهاء ‪ ،‬لكن لم تنته األسئلة حول ما الذي‬ ‫ستسفر عنه هذه االنتخابات‪ ،‬وكيف سيتحدد على أساسها مصير العراق‪ ،‬ورغم أن النتائج النهائية لم تعلنها حتى اآلن المفوضية العليا‬ ‫لالنتخابات فإن قراءات كثيرة دارت حول خالصة هذه االنتخابات وتوقعات حول نتائجها ومن الكاسب فيه ومن الخاسر‪ ،‬وإن كانت أغلبها‬ ‫تصب في أحد اتجاهين إما المالكي أو عالوي فقد اخترنا قراءتين مختلفتين حول االنتخابات العراقية يقدمهما كل من فاضل الربيعي‬ ‫الباحث المتخصص في الشئون العراقية وحسن البزاز األستاذ بجامعة بغداد‪.‬‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫‪30‬‬



‫العدد ‪1549‬‬


‫قضايا‬

‫من الصعب معرفة الدور الحقيقي لنجاد دون حل ألغاز الشبكة المعقدة لعالقات القوة التي تحكم مؤسسة الرئاسة والمرشد األعلى للثورة ومجلس األمن القومي‬

‫الحقيقية لنجاد‪ ،‬سوف يتعين علينا حل ألغاز الشبكة‬ ‫المعقدة لعالقات القوة التي تحكم مؤسسة الرئاسة‬ ‫والمرشد األعلى للثورة ومجلس األمن القومي‪،‬‬ ‫حيث من الصعب تحديد الدور الحقيقي لنجاد في‬ ‫سياسة إيران الخارجية والتي تمليها هذه األطراف‬ ‫الثالثة‪.‬‬ ‫وبينما يمكن أن نستنتج الكثير من تصرفات نجاد‪،‬‬ ‫يظل السياق التفصيلي لألمور ذا أهمية كبيرة‪ ،‬فلغة‬ ‫خطاب نجاد قد تكون نارية‪ ،‬وخطاباته قد تكون‬ ‫قوية‪ ،‬لكن من المهم وضع تصرفات نجاد األخيرة‬ ‫في سياقها التفصيلي‪ ،‬وهو السياق الذي شهد‬ ‫تحوالت كبيرة مؤخرا ‪..‬‬ ‫نجاد وإنقاذ النظام‬ ‫ربما يكون النظام اإليراني قد استمع الصيف‬ ‫الماضي لما كتبه روجر كوهين حول "المسمار‬ ‫األخير في نعش نظام ما بعد الثورة"‪ ،‬وردًا على‬ ‫ذلك لجأت القيادة اإليرانية إلى تركيز االنتباه على‬ ‫مسألة تخصيب اليورانيوم‪ ،‬عن طريق زيادة إيقاع‬ ‫برنامج التخصيب‪ ،‬وعن طريق التركيز على دور‬ ‫نجاد في ذلك‪.‬‬ ‫إن "الدولة النووية" من وجهة نظر النظام اإليراني‪،‬‬ ‫تكون مؤهلة لتصبح العبًا على الساحة الدولية‪،‬‬ ‫والدول التي تصبح نووية ضد رغبة كل الحكومات‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫تقريبًا تكون بهذا المنظور أكثر استقاللية‪ ،‬وبناء‬ ‫عليه اتخذت إيران مسار المواجهة‪ ،‬والذي قوبل‬ ‫بمعارضة من جانب القادة من أمثال أوباما‬ ‫وساركوزي وميركل‪.‬‬

‫بالنفي‪ ،‬لكن يجب أن نركز دائ ًما على السياق‬ ‫العام‪ ،‬ويجب أن ندرك أنه بينما يلعب نجاد‬ ‫وإيران دور المتحدي للغرب‪ ،‬فإنهما ال يمثالن‬ ‫خطورة فعلية‪.‬‬

‫وال يزال من غير المعروف ما إذا كانت إيران‬ ‫تخطط فعليًا الستخدام اليوارانيوم المخصب في‬ ‫األغراض العسكرية من عدمه‪ ،‬وقد يكون هذا غير‬ ‫معروف للقيادة اإليرانية ذاتها‪ ،‬لكن يبدو أن نجاد‬ ‫يعتبر الحصول أو مجرد السعي من أجل الحصول‬ ‫على القدرات النووية‪ ،‬يمكن أن يكون كافيا لتعافي‬ ‫دولة ظهرت مؤشرات على هشاشتها‪.‬‬

‫غير أنه ال يجب أن نتوقع الشفافية من نجاد‬ ‫في أي وقت قريب‪ ،‬فغموض النوايا يعزز‬ ‫من وضع إيران في المساومة على مستوى‬ ‫الدبلوماسية الدولية‪ ،‬فمثل بيتر سلرز‪ ،‬يعد‬ ‫الرئيس اإليراني قاد ًرا على لعب العديد من‬ ‫األدوار أو على التنقل بين دور "رجل الشعب"‬ ‫"ورجل الحكومة"‪.‬‬

‫لكن األمر الذي يثير القلق‪ ،‬أن مجرد بناء القدرات‬ ‫النووية لن يكون كافيًا‪ ،‬وأن المواجهة الدولية هي‬ ‫التي ترضي غرور حكومة مصممة على استعادة‬ ‫السيطرة على البالد‪.‬‬

‫‪‎‬إن أحمدي نجاد قد يأتي بتصرفات تثير الدهشة‪،‬‬ ‫فهو فعليًا مثير للجدل ويتسم بالغموض‪ ،‬لكنه‬ ‫في نهاية المطاف ليس دكتور "سترانجالف"‪،‬‬ ‫إنه مجرد شخصية غريبة األطوار تعيش في‬ ‫فترة يسودها الفوضى‪ ،‬وعندما نتمكن من‬ ‫فضح أسطورة أحمدي نجاد‪ ،‬عندها سوف‬ ‫نصبح جميعًا قادرين على التوقف عن القلق‪،‬‬ ‫وربما نبدأ في إعادة النظر في حقيقة وضع‬ ‫"القنبلة" الموجودة في بؤرة سيناريوهاتنا‬ ‫حول إيران‪.‬‬

‫ال داعي للقلق‬ ‫ينبغي علينا أال نضيع وقتًا هائلاً في تخيل‬ ‫النهاية المأساوية للفيلم النووي اإليراني‪ .‬فما‬ ‫يدعو إلى االطمئنان هو؛ أننا ال نتعامل مع‬ ‫سترانجالف حقيقي‪ ،‬بل مع مجرد رجل ودولة‬ ‫يمران بمرحلة انتقالية في عملية تطورهما‪ ،‬فهل‬ ‫يجب أن نتعامل مع التهديد الذي تفرضه إيران‬ ‫حال تسلحها نوويًا بعدم اكتراث؟ اإلجابة طبعا‬

‫مستشار بهيئة و التجارة التابع التابعة التعاون‬ ‫اإلقتصادي و التنمية‬ ‫‪27‬‬


‫قضايا‬

‫"كل من يعترف باسرائيل سيحترق"‬

‫"كما قال االمام ‪ ،‬يجب ان تمحى اسرائيل‬ ‫من الخريطة"‬

‫البالد كانت تعمل سرًا منذ عام ‪ ،1985‬من أجل‬ ‫بناء قدرتها النووية‪ ،‬ودشن بإعالنه عن ذلك‪ ،‬لعبة‬ ‫القط والفأر‪ ،‬التي تتضمن عمليات التفتيش وفرض‬ ‫العقوبات والتي ال تزال مستمرة على أشدها حتى‬ ‫اليوم ‪..‬‬

‫قررت إيران نقل كل مخزونها من الوقود النووي‬ ‫المخصب إلى موقع فوق األرض‪ ،‬وذلك بعد شهور‬ ‫قليلة من زعمها أنها ليس أمامها خيار سوى بناء‬ ‫منشأة نووية تحت األرض بالقرب من مدينة قم‪،‬‬ ‫بسبب التهديد القائم بتعرضها لهجوم‪.‬‬

‫وبينما اضطرت إيران إلى استيراد البنزين بشكل‬ ‫مكثف في عام ‪ ،2007‬لعدم توافر اإلمكانات لديها‬ ‫لتكرير احتياطياتها الكبيرة من النفط‪ ،‬استمر أحمدي‬ ‫نجاد في الدفع ببرنامجه النووي إلى األمام بقوة‪،‬‬ ‫والكشف عن تفاصيل مساعيه النووية للعالم بشكل‬ ‫تدريجي‪.‬‬

‫وقد اعتبر الكثيرون هذا التحرك غريبًا‪ ،‬وزادت‬ ‫التكهنات حول احتمال أن تكون الجمهورية‬ ‫اإلسالمية تريد تحريض إسرائيل على القيام بضرب‬ ‫تلك المنشأة كوسيلة لتوحيد ناخبيها الذين أصيبوا‬ ‫باالنقسام بشكل مفاجئ‪ ،‬وافترض آخرون أن الهدف‬ ‫من هذا التحرك هو؛ أن يكون بمثابة مواجهة أخرى‬ ‫تنم عن الشجاعة مع الغرب‪ ،‬في محاولة الكتساب‬ ‫قوة دفع في المفاوضات الدبلوماسية المستقبلية‪.‬‬

‫وبدا أحمدي نجاد أكثر تمردًا عن ذي قبل‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد قيامه بجولة تفقدية‪ ،‬تم الترويج لها كثيرًا‪ ،‬بمنشأة‬ ‫ناتانز الجديدة لتخصيب اليورانيوم‪ ،‬في أبريل‪/‬نيسان‬ ‫عام ‪ ،2008‬وذلك رغم عقوبات متزايدة فرضها‬ ‫مجلس األمن التابع لألمم المتحدة‪.‬‬ ‫ولم يكتف نجاد بإعالنه بفخر أن إيران "دولة‬ ‫نووية"‪ ،‬أثناء االحتفال بالذكرى الحادية والثالثين‬ ‫للثورة اإلسالمية الشهر الماضي‪ ،‬بل قام أيضًا‬ ‫بتوجيه بعض الكلمات التي تمت صياغتها بعناية‬ ‫للقوى الغربية التي تشعر بالقلق‪.‬‬ ‫وبينما كان بعض المتظاهرين يرددون شعار "الموت‬ ‫للديكتاتور"‪ ،‬طلب الرئيس من الغرب أن يدرك "أن‬ ‫الشعب اإليراني يتسم بالشجاعة التي سوف تجعله‬ ‫يعلن عن تصنيع القنبلة إذا أراد تصنيعها ‪..‬‬ ‫وقد زعمت إيران في العديد من المناسبات أنها‬ ‫تجاوبت مع كل متطلبات عمليات التفتيش والتوثيق‬ ‫الخاصة باألمم المتحدة‪ ،‬ولكن يزعم المفتشون على‬ ‫الجانب اآلخر أنهم لم تصلهم أي أخبار من إيران منذ‬ ‫منتصف عام ‪.2008‬‬ ‫وطبقًا لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫وبطبيعتة نجاد فإنه دائ ًما يفضل التزام الصمت‬ ‫وترك التكهنات تتزايد‪ ،‬عندما يكون ثمن الوضوح‬ ‫والصراحة كبيرا ‪..‬‬

‫كما لم نعرف بالضبط‪،‬‬ ‫من خالل الفيلم‪ ،‬حجم‬ ‫نفوذ سترانجالف في‬ ‫اإلدارة األمريكية‪ ،‬فإننا‬ ‫لن نعرف مدى نفوذ‬ ‫أحمدي نجاد هو اآلخر‬ ‫على إيران‪ ،‬فهو ال‬ ‫يمارس سلطة مطلقة‬ ‫وليس مكلفًا بالقيام بمهام‬ ‫بعينها من وراء الستار‬

‫"ال ينبغي أن نستسلم للبلطجة في العالقات‬ ‫الدولية"‬

‫مجرد رجل غريب األطوار؟‬ ‫والسؤال ‪ :‬هل يعد أحمدي نجاد اليوم مثل‬ ‫سترانجالف؟ ليس األمر كذلك بالضبط‪ .‬وهل يريد‬ ‫لعب دور العالِم النووي المجنون الذي لعبه سيلرز؟‬ ‫ليس األمر كذلك تما ًما‪ .‬إ ًذا هل هو يتمتع بالجاذبية‬ ‫وغرابة األطوار مثل التي ابتكرها كوبريك؟ اإلجابة‬ ‫باإليجاب بالطبع‪ ،‬بل إن إيران بأكملها تتسم بذلك‪.‬‬ ‫إن أحمدي نجاد وحياته يعدان نموذجًا مصغرًا‬ ‫للوضع الحالي في إيران‪ ،‬فشخصيته‪ ،‬كما هي الحال‬ ‫بالنسبة لسياسيات إيران النووية والخارجية‪ ،‬تحيطها‬ ‫حالة من السرية والغموض‪.‬‬ ‫وتتسم تصريحات نجاد عادة باالنفصام والتناقض‪،‬‬ ‫وتعكس انقسا ًما بين التيارات الدينية المحافظة وبين‬ ‫الدفع المستمر باتجاه ال ُمثل الغربية للتحديث‪.‬‬ ‫ومثل شخصية سترانجالف على شاشة السينما‪،‬‬ ‫يشغل أحمدي نجاد مكانا غريبا وغير واضح‬ ‫في الخطاب السياسي الدولي حول إيران‪ ،‬وكما‬ ‫لم نعرف بالضبط‪ ،‬من خالل الفيلم‪ ،‬حجم نفوذ‬ ‫سترانجالف في اإلدارة األمريكية‪ ،‬فإننا لن نعرف‬ ‫مدى نفوذ أحمدي نجاد هو اآلخر على إيران‪ ،‬فهو ال‬ ‫يمارس سلطة مطلقة وليس مكلفًا بالقيام بمهام بعينها‬ ‫من وراء الستار‪.‬‬ ‫شخصية نجاد‪ ،‬كما هي الحال بالنسبة‬ ‫لـ"سترانجالف" تعد لغز يصعب حله‪ ،‬فكما يظل‬ ‫مقدار التقدم الحقيقي الذي أحرزته إيران في‬ ‫برنامجها النووي يحيطه الغموض‪ ،‬تظل الشخصية‬ ‫"الحقيقية" لنجاد غامضة كذلك‪ ،‬فمن الصعب‬ ‫سبر أغوار شخصيته على المستوى اإلنساني أو‬ ‫المستوى السياسي‪.‬‬ ‫وحتى إذا حاولنا تكوين فكرة واضحة عن النوايا‬ ‫‪26‬‬


‫قضايا‬

‫"العالقات مع الواليات المتحدة ليست‬ ‫عالجا لمشكالتنا"‬

‫ينتمون للطبقة العاملة‪ ،‬التي أعلن محاباته لها علنًا‬ ‫خالل االنتخابات الرئاسية التي عقدت في عام‬ ‫‪.2005‬‬ ‫ومما يؤكد نظرته الشعوبية والتزامه برعاية مصالح‬ ‫الطبقة العاملة المحافظة‪ ،‬التصرف الرمزي الشهير‬ ‫الذي قام به‪ ،‬حيث استبدل األثاث الفاخر الذي كان‬ ‫موجودًا في قصر الرئاسة بأثاث متواضع‪ .‬كما أن‬ ‫زوجته ال تزال تع ُّد له وجبة الغداء التي يأخذها‬ ‫معه للعمل كل يوم‪ .‬وملبسه أيضا شديد التواضع‬ ‫والبساطة‪ .‬وهذا السلوك المتقشف والمتشدد هو ما‬ ‫يميز أحمدي نجاد عن األنظمة االجتماعية المعتدلة‬ ‫التي سبقته‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬يكشف لنا سلوك أحمدي نجاد‪،‬‬ ‫المتناقض في بعض األحيان‪ ،‬عن جوانب غامضة‬ ‫ومحيِّرة في شخصيته‪.‬‬ ‫فالرجل الذي قاد عهدًا جديدًا يسود فيه التيار‬ ‫االجتماعي المحافظ‪ ،‬هو أيضًا نفس الرجل الذي‬ ‫تحدى الجميع‪ ،‬في الصيف الماضي‪ ،‬ليدعم اختياره‬ ‫السفنديار رحيم مشائي‪ ،‬كنائب الرئيس األول‪ .‬ولم‬ ‫تزعج هذه الخطوة المرشد األعلى فقط‪ ،‬الذي قدم‬ ‫استقالته على الفور‪ ،‬ولكنها أيضًا أغضبت الكثيرين‬ ‫من المحافظين‪ ،‬الذين لم يقبلوا أن يحتل هذا المنصب‬ ‫الرفيع رجل تم تصويره علنًا وهو يستمتع بمشاهدة‬ ‫رقصة تركية خليعة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن أحمدي نجاد‪ ،‬الذي يلقب بـ‬ ‫"رجل الشعب"‪ ،‬كان هو نفس الرجل الذي ادعى‬ ‫أن هناك هالة من الضوء المقدس كانت تحوم فوق‬ ‫رأسه خالل كلمته التي ألقاها في عام ‪ ،2005‬في‬ ‫األمم المتحدة‪ .‬كما أنه زعم أيضًا أن زعماء العالم‬ ‫الذين استمعوا إليه لم يجرؤ أحدهم على االلتفات‬ ‫جانبًا طوال مدة الـ ‪ 27‬دقيقة التي استغرقها خطابه‪.‬‬ ‫ومن الغريب أن يخرج هذا االدعاء من رجل‬ ‫متقشف محافظ‪ ،‬واألغرب من ذلك‪ ،‬أن يصدر مثل‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫"الطاقة الذرية نعمة من هللا تعالى"‬

‫هذا الكالم من رجل حاصل على درجة الدكتوراه‬ ‫في الهندسة‪.‬‬ ‫ورغم كل التناقضات‪ ،‬فإن نجاد ال يزال يصر‪،‬‬ ‫من خالل الخطب العامة التي يلقيها‪ ،‬على أنه‬ ‫شخص عادي وطبيعي‪ .‬وأنه إذا ما قورن بغيره‬ ‫من السياسيين اإليرانيين الذين ينتمون لنفس التيار‪،‬‬ ‫سيتضح أنه أكثرهم تماس ًكا ومنطقية‪.‬‬ ‫ومع كل هذه العيوب والسلبيات‪ ،‬إال أن نجاد ال يصل‬ ‫لدرجة الطيش أو الخرف الموجودة في شخصية‬ ‫كيم يونج‪ .‬كما أننا لم نره يرتدي في يوم من األيام‪،‬‬ ‫تلك المالبس الغريبة المضحكة التي يرتديها بعض‬ ‫الرؤساء‪.‬‬ ‫فلماذا إ ًذا كل هذا السخط من قبل المجتمع الدولي‬ ‫على شخص عادي؟ هل من الممكن أن يكون هذا‬ ‫السخط نتيجة لكونه شخصًا عاديًا جدًا؟ وهل من‬

‫مع كل هذه العيوب‬ ‫والسلبيات‪ ،‬إال أن‬ ‫نجاد ال يصل لدرجة‬ ‫الطيش أو الخرف‬ ‫الموجودة في شخصية‬ ‫كيم يونج‪ .‬كما أننا لم‬ ‫نره يرتدي في يوم من‬ ‫األيام‪ ،‬تلك المالبس‬ ‫الغريبة المضحكة‬ ‫التي يرتديها بعض‬ ‫الرؤساء‬

‫"إيران مستعدة لنقل المعرفة النووية إلى‬ ‫الدول اإلسالمية"‬

‫الممكن أن يكون الغرب مدر ًكا لالزدواجية‬ ‫الموجودة في خطب أحمدي نجاد‪ ،‬ولكنه‪ ،‬مع ذلك‪،‬‬ ‫غير مدرك للتهور الذي تتسم به شخصية زعيم‬ ‫كوريا الشمالية المحبوب؟‬ ‫ربما يكون هذا هو التفسير المنطقي الوحيد‪ ،‬حيث‬ ‫إن أي عدو مخادع غامض يكون جديرا باالهتمام‪،‬‬ ‫خاصة إذا كان يمتلك أسلحة نووية‪.‬‬ ‫ولكن هل يعني ذلك بالضرورة أن أحمدي نجاد‬ ‫هو سترانجالف آخر؟ وهل لديه األسلحة النووية‬ ‫القادرة على تحويل زعيم وقائد عالمي حكيم ومتزن‬ ‫إلى دجال ومشعوذ؟ إن اإلجابة بالطبع تعتمد على‬ ‫تصورنا لطموحات نجاد النووية‪ ،‬وعلى طريقة‬ ‫إخراجنا للفيلم الذي سنصنعه عن قصة حياته‪ ،‬حيث‬ ‫يجب أن نولي اهتما ًما شديدًا‪ ،‬أثناء القيام بعملية‬ ‫المونتاج‪ ،‬للتفاصيل الموجودة في كل مشهد على‬ ‫حدة‪ ،‬حتى نستطيع إماطة اللثام عن حقيقة تلك‬ ‫الشخصية‪.‬‬ ‫كيف وقع نجاد في حب القنبلة ؟‬ ‫في مرحلة ما من مسار رئاسته‪ ،‬توقف أحمدي‬ ‫نجاد‪ ،‬مثل شخصيات فيلم "سترانجالف" عن‬ ‫القلق‪ ،‬وبينما لم يقم بشيء بخطورة إطالق صاروخ‬ ‫نووي‪ ،‬زادت حدة لهجة خطابه النووي‪ ،‬وفضّل‬ ‫اللجوء للمواجهة في بعض األحيان‪.‬‬ ‫ورغم أنه من المؤكد أن نجاد ليس هو المسئول‬ ‫عن بدء تخصيب اليوارنيوم في إيران‪ ،‬لكن عملية‬ ‫التخصيب زادت في عهده بدرجة أكبر من أي وقت‬ ‫مضى‪ ،‬حيث أكد‪ ،‬محمد خاتمي‪ ،‬في عام ‪2003‬‬ ‫ أثناء شغله لمنصب الرئيس‪ ،‬وبعد قيام مجموعة‬‫من اإليرانيين في المنفى بالكشف عن استئناف‬ ‫إيران ألنشطة تخصيب اليورانيوم‪ ،‬والتي كان قد‬ ‫تم تعليقها منذ الثورة اإلسالمية عام ‪ - 1979‬أن‬ ‫‪25‬‬


‫قضايا‬

‫نجاد ‪ ..‬الهدوء الذي يخفي وراءه شخصية متهورة‬

‫‪..‬أكثر ما يميزه عن رئيس كوريا الشمالية أن كيم‬ ‫يونج صاحب شخصية غامضة‬

‫‪..‬كما يختلف عن شافيز في أن األخير أكثر ميالً‬ ‫لالستعراض‬

‫ثانوية ُخطط لها أن تلعب دورًا بسيطًا ومحددًا لكنها‬ ‫أدته بنجاح منقطع النظير؟‬

‫لكن هل شخصية الرئيس اإليراني التي تبدو ظاهريًا‬ ‫هادئة تخفي وراءها شخصية أخرى مجنونة ‪ ..‬كل‬ ‫شيء يتعلق بنجاد يدل على أنه شخصية غير سوية‪،‬‬ ‫وأكثر ما يميزه عن بقية الزعماء سواء الذين يمثلون‬ ‫تهديدات نووية حقيقية أو متخيلة‪ ،‬أنه شخصية‬ ‫متهورة ال تفكر في العواقب‪ .‬ويرى معظم المحللين‬ ‫أن رئيس كوريا الشمالية‪ ،‬كيم يونج‪ ،‬صاحب‬ ‫شخصية مجنونة‪ ،‬وأن لديه نزعات ديكتاتورية‬ ‫وعُقدًا نفسية تدفعه إلى الشعور بالدونية مثل عُقد‬ ‫نابليون‪.‬‬

‫وهذا الرجل يُطلق عليه في بالده "القائد العزيز"‬ ‫وقد حاك أسطورة سخيفة عن أصوله الكريمة‪،‬‬ ‫حيث تصف السجالت الرسمية في كوريا الشمالية‬ ‫ميالده المهيب على قمة بايكتو‪ ،‬كحدث جلل أحاطته‬ ‫الطبيعة باألضواء وأصوات الرعد‪.‬‬

‫سترانجالف‪ ،‬لم يكن رئيس دولة لكنه كان‬ ‫شخصية انتحارية وبالغة التهور‪ .‬ورغم أن هناك‬ ‫مبالغة محسوسة في الطريقة التي رُسمت بها هذه‬ ‫الشخصية‪ ،‬إذا ما قورنت بشخصية أحمدي نجاد‪،‬‬ ‫لكن رغم هذه االختالفات ال تمنع أن هناك جوانب‬ ‫تشابه بين الشخصيتين‪.‬‬

‫كل شيء يتعلق بنجاد يدل‬ ‫على أنه شخصية غير‬ ‫واقعية‪ ،‬وأكثر ما يميزه عن‬ ‫بقية الزعماء سواء الذين‬ ‫يمثلون تهديدات نووية‬ ‫حقيقية أو متخيلة‪ ،‬أنه‬ ‫شخصية ال تفكر‬ ‫في العواقب‬

‫وبالرغم من أن سترانجالف بطل فيلم كوبريك‪ ،‬لم‬ ‫يظهر سوى في مشاهد معدودة‪ ،‬إال أن شخصية‬ ‫علقت بالذهان بوصفه العالِم النازي الغامض الذي‬ ‫طار عقله‪ .‬وفي أداء متألق‪ ،‬يلعب بيتر سلرز‪ ،‬دور‬ ‫الشخصية األلمانية التي يكتنفها الغموض وهي‬ ‫غارقة في االنحراف وأبعد ما تكون عن االستواء‬ ‫في التفكير‪.‬‬

‫وبالرغم من أن سترانجالف كان يعمل لصالح‬ ‫النظام األمريكي‪ ،‬فإنه يبدو لنا كما لو كان شخصية‬ ‫كاريكاتورية تمت المبالغة في رسمها‪ ،‬لديها استعداد‬ ‫للتدمير وتتحدث بلغة غامضة أخافت الكثيرين في‬ ‫أمريكا خالل فترة الستينيات‪ .‬وتلك هي السمات التي‬ ‫ترى العديد من وسائل اإلعالم الغربية أنها تنطبق‬ ‫على أحمدي نجاد‪.‬‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫وعندما يفتخر كيم يونج بأسلحته النووية‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫يؤدي‪ ،‬بكل تأكيد‪ ،‬إلى إثارة موجة من القلق في‬ ‫جميع أنحاء المجتمع الدولي‪ .‬ولكن ال ينبغي أن يثير‬ ‫ذلك دهشة أحد‪ ،‬فما أكثر ادعاءات الرئيس الكوري‬ ‫واألشياء التي ينيبها لنفسيه دون أن تحدث ‪.‬‬ ‫ولكن ال يبدو أن الزهو والغرور يشكالن جز ًءا من‬ ‫شخصية أحمدي نجاد‪ .‬فهو حتى ال يميل كثيرًا إلى‬ ‫االستعراض‪ ،‬مثلما يفعل الرئيس الفنزويلي‪ ،‬هوجو‬ ‫شافيز‪ ،‬أو آخرين‪ ،‬معمر القذافي‪ ،‬بل إن أسلوبه‬ ‫يوشك أن يصيب جمهوره بالملل‪.‬‬ ‫وبينما تبدو مالمح وجه أحمدي نجاد خامة صالحة‬ ‫لرسم الكاريكاتير السياسي‪ ،‬إال أن سلوك نجاد‬ ‫الفعلي ال يتسم بشيء من الخروج عن المألوف‪.‬‬ ‫فهذا الرجل وصل إلى منصبه باعتباره رجلاً عاديًا‬ ‫من عامة الشعب‪ ،‬فكان الشعار الذي قامت عليه‬ ‫حملته االنتخابية بالكامل هو أنه "مواطن عادى"‪،‬‬ ‫يعمل ويكدح كغيره من المواطنين اإليرانيين‪ ،‬الذين‬ ‫‪24‬‬


‫قضايا‬

‫د‪ .‬أحمدي نجاد‬

‫كيف توقفت عن القلق وأحببت القنبلة‬ ‫يتناول الفيلم الكالسيكي "‬ ‫سترانجالف‪ : ..‬كيف توقفت عن القلق‬ ‫وأحببت القنبلة " والذي أخرجه‪،‬‬ ‫ستانلي كوبريك‪ ،‬في عام ‪،1964‬‬ ‫بمنظور شديد التهكم المخاوف النووية‬ ‫الرهيبة التي سادت في حقبة الحرب‬ ‫الباردة‪ .‬ويحكي الفيلم؛ الذي عُرض‬ ‫في ذروة الحرب الباردة‪ ،‬قصة جنرال‬ ‫أمريكي يملؤه الشر‪ ،‬فقد عقله وأصابه‬ ‫يفجر روسيا‬ ‫جنون العظمة‪ ،‬وأراد أن ّ‬ ‫الشيوعية باألسلحة النووية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يهدد كوكب األرض بأكمله‪.‬‬

‫الهيستريا النووية التي بنى على أساسها كوبريك‬ ‫فيلمه التهكمي ‪ ،‬تالشت بالفعل‪ ،‬لكن الكثير من‬ ‫المخاوف النووية ال تزال مصدر قلق شديد لدى‬ ‫العالم‪ .‬وتأتي إيران في مقدمة الدول التي تهدد‬ ‫الجنس البشري لما لديها من طموحات نووية ‪..‬‬ ‫سترانجالف اإليراني‬ ‫بعد مرور أكثر من ‪ 40‬عا ًما من بدء عرض الفيلم ‪..‬‬ ‫وبينما تنجذب أنظار العالم إلى إيران بشكل متزايد‪،‬‬ ‫وفي الوقت الذي يزداد فيه القلق من حصولها على‬ ‫السالح النووي‪ ،‬تُسلط األضواء على شخصيات‬ ‫محورية تلعب الدور األكبر في هذا الملف‪.‬‬

‫بيتر سيلرز نجح في تقديم شخصيات الرؤساء وبرع في‬ ‫شخصية د‪.‬سترانجالف الذي يملؤه الشر النووي‬

‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫والساحة السياسية اإليرانية ربما تكون معقدة وشديدة‬ ‫التنوع‪ ،‬لكنها ال تستعصي على أساليبنا الروائية‪.‬‬ ‫فرغم أن الهيكل السياسي للبالد ثالوثي في طبيعته‪،‬‬ ‫حيث تشكله ثالثة أنظمة هي الثيوقراطية والنظام‬ ‫الرئاسي والجيش‪ ،‬يظل أحمدي نجاد دون منازع‪،‬‬ ‫الشخصية الوحيدة التي تمثل وجه إيران بتعقيداته‬ ‫وتفاصيله‪.‬‬ ‫والسؤال هو‪ :‬ما هي طبيعة شخصية أحمدي نجاد‪،‬‬ ‫وكيف يمكن تصنيفه؟ وما هو موقعه في الدراما‬ ‫السياسية الحالية التي رسمناها في عقولنا من خالل‬ ‫وسائل اإلعالم؟ وما الدور الذي يلعبه؟ وهل يتمتع‬ ‫بجاذبية في الشخصية وروعة في األداء تمكنه من‬ ‫أن يكون بطلاً في فيلم نووي؟ أم أنه مجرد شخصية‬ ‫‪23‬‬


‫د‪ .‬أحمدي نجاد‬

‫كيف توقفت عن القلق وأحببت القنبلة‬ ‫بقلم‬ ‫أمــار تـــور‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫‪22‬‬


‫قضايا‬

‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫‪21‬‬


‫تحليالت‬

‫أمن‬

‫الشرق األوسط‬ ‫يبدأ من الرياض‬ ‫ال يكاد يمر يوم إال وتكون السعودية‬ ‫في بؤرة الحدث السياسي من خالل‬ ‫زيارة مهمة لرئيس دولة ما أو مسئول‬ ‫سياسي كبير في دولة أخرى‪ ،‬وإن لم يكن‬ ‫فحدث سياسي أو مباحثات دبلوماسية‬ ‫أو اجتماعات إقليمية‪ ،‬وجميعها تعكس‬ ‫األهمية التي تحظى بها المملكة كالعب‬ ‫رئيسي في المعادلة السياسية ِ وتأكيد على‬ ‫حقيقة باتت راسخة لدى الجميع وهي أن‬ ‫أمن المنطقة يبدأ من الرياض‪.‬‬

‫"القاهرة" عبد الجواد أبو كب‬ ‫وخالل فترة وجيزة كانت المملكة مقصدًا لساسة العالم‬ ‫وشهدت عددًا من الفعاليات المهمة؛ أبرزها المباحثات‬ ‫التي عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد اللـه‬ ‫بن عبد العزيز آل سعود‪ ،‬مع كل من وزير الدفاع‬ ‫األمريكي روبرت جيتس‪ ،‬ورئيس الوزراء التركي‬ ‫رجب طيب أردوغان على التوالي لبحث مجمل‬ ‫األحداث والتطورات على الساحتين اإلقليمية والدولية‪.‬‬

‫أن االقتصاد السعودي قد تضاعف حجمه أربع مرات‬ ‫منذ عام ‪ 1990‬وشهد تنوعًا كبيرًا وتعزي ًزا للقطاع‬ ‫غير النفطي منوهًا بالمدن االقتصادية الطموحة التي‬ ‫ستضيف المزيد من القوة والقدرة لالقتصاد السعودي‪،‬‬ ‫وستعمل على توفير المزيد من فرص العمل للشباب‬ ‫وتعزيز ثقل ومتانة االقتصاد المحلي على الصعيد‬ ‫الدولي‪.‬‬

‫وقبلها بأيام كان خادم الحرمين الشريفين قد ترأس‬ ‫جلسة المباحثات المهمة مع العماد ميشال سليمان‪،‬‬ ‫رئيس الجمهورية اللبنانية‪ ،‬التي عقدها الجانبين في‬ ‫قصر خادم الحرمين الشريفين بالرياض‪ ،‬التي جاءت‬ ‫في توقيت مهم على الصعيد اللبناني‪ ،‬الذي يشهد عقد‬ ‫الحوار الوطني هذه األيام‪ ،‬وتناولت األوضاع اللبنانية‬ ‫على مختلف األصعدة والجهود السعودية المتواصلة‬ ‫لحفظ االستقرار هناك‪ ،‬إضافة إلى بحث تطورات‬ ‫األحداث‪ ،‬التي تمر بها المنطقة والمستجدات على‬ ‫الساحتين اإلقليمية والدولية وموقف البلدين منها‬ ‫إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها‬ ‫في جميع المجاالت‪.‬‬

‫وقد أكد الجانبان السعودي والهندي دعم السالم في‬ ‫المناطق وجددا موقفهما الرافض لكل أشكال اإلرهاب‬ ‫وعلي نفس الخط جاءت زيارة هيالري كلينتون وزيرة‬ ‫الخارجية األمريكية للمملكة التي ترى الواليات المتحدة‬ ‫أن حكمة الملك عبد اللـه بن عبد العزيز وتحركاته‬ ‫الدبلوماسية العاقلة ضمانة كافية الستقرار المنطقة‪،‬‬ ‫ويعد الدور السياسي الذي تقوم به المملكة عربيًا‬ ‫وإقليميًا ودوليًا من أصعب وأنجح المهمات السياسية‬ ‫علي اإلطالق‪ ،‬نظرًا للتعقيدات الكبيرة والعالقات‬ ‫المتشابكة المتعلقة بكل قضية تدخل المملكة طرفًا‬ ‫لحلها‪ ،‬خاصة على المستوى اإلسالمي باعتبارها قبلة‬ ‫المسلمين من كل أنحاء العالم‪ ،‬لكن أداءها المتوازن كان‬ ‫مدعاة الختيار العاهل السعودي كأكثر حاكم إسالمي‬ ‫يثق المواطنون في ‪ 25‬دولة إسالمية في قرارهم‬ ‫السياسي ـ وفق استطالع دولي محايد أجري أخيرًا‪،‬‬ ‫وهو أمر ليس غريبًا‪ ،‬حيث شاركت المملكة العربية‬ ‫السعودية بدور فاعل في حل األزمات التي تتعرض‬ ‫لها الدول اإلسالمية‪ ،‬وعربيًا ال يخفى على أحد ما‬ ‫قامت به على الساحة اللبنانية وتوفيقها بين الفرقاء‬ ‫اللبنانيين فيما يعرف باتفاق الطائف ودورها المهم‬ ‫في معركة تحرير الكويت‪ ،‬وكذلك في عام ‪،2002‬‬ ‫عندما أطلقت مبادرة السالم العربية ودورها الكبير في‬ ‫وقف االقتتال الفلسطيني ودعوة الفرقاء الفلسطينيين‬ ‫والتوفيق بينهم بما يعرف باتفاق مكة‪ ،‬وكذلك وثيقة‬ ‫المصالحة العراقية في مكة المكرمة والدور الكبير في‬ ‫مشكلة دارفور واتفاق المصالحة السودانية التشادية‬ ‫في الرياض‪ ،‬وكذا اتفاق المصالحة الصومالية‪.‬‬

‫وكانت السعودية قد شهدت الشهر الماضي زيارة‬ ‫مهمة على المستويين السياسي واالقتصادي لرئيس‬ ‫الوزراء الهندي مانموهان سينغ‪ ،‬هي األولى‬ ‫من نوعها لرئيس وزراء الهند منذ ‪ 28‬عا ًما‪.‬‬ ‫وقال سينغ إن الزيارة التاريخية التي قام بها خادم‬ ‫الحرمين الشريفين لبالده في عام ‪ ،2006‬كانت‬ ‫لحظة حاسمة في تاريخ العالقات الثنائية‪ ،‬مشيرًا‬ ‫إلى أنه تمخض عن تلك الزيارة توقيع إعالن دلهي‬ ‫التاريخي‪ ،‬الذي حدد زيادة تدفقات التجارة واالستثمار‬ ‫وتحسين االتصال بين البلدين وتبادل األفكار بينهما‪.‬‬ ‫وأعرب عن تطلع بالده إلى دفع وتعزيز هذه‬ ‫العالقات إلى مستويات أعلى بجهود خادم الحرمين‬ ‫الشريفين وهو ما سيثري االقتصاد الهندي‪ ،‬خاصة‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫وفيما يتعلق بالملف النووي اإليراني‪ ،‬فقد نجحت‬ ‫الدبلوماسية السعودية في الحفاظ علي التوازن العاقل‬ ‫وتغليب المنطق السياسي على لغة الحرب التي كان‬ ‫البعض يحاول يدفع نحوها وهو ما كان سيعني ببساطة‬ ‫إدخال المنطقة إلى دائرة التوتر مرة أخرى‪ ،‬ولم‬ ‫يتعارض ذلك مع التأكيد على مواقف المملكة الثابتة‬ ‫بشأن أهمية االلتزام بمبادئ الشرعية الدولية ورفضها‬ ‫لمحاوالت إدخال المنطقة في صراع تسلح نووي‪،‬‬ ‫والتمسك بحل النزاعات بالطرق السلمية‪ ،‬وموقفها‬ ‫الرامي إلى جعل منطقة الشرق األوسط‪ ،‬بما فيها‬ ‫منطقة الخليج‪ ،‬منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل‬ ‫واألسلحة‪.‬‬ ‫وفي الشأن العراقي‪ ،‬لم تغب المملكة أبدًا‬ ‫وحرصت على الحفاظ على احترام وحدته وسيادته‬ ‫واستقالله وسالمته اإلقليمية‪ ،‬وعدم التدخل في‬ ‫شئونه الداخلية‪ ،‬والحفاظ على هويته العربية‬ ‫واإلسالمية وتحقيق األمن واالستقرار والدفع‬ ‫المتواصل نحو تحقيق المصالحة الوطنية العراقية‪.‬‬ ‫ولم يغب الدور السعودي عن الجانب اليمني‬ ‫وكان آخر المستجدات فيه الدورة التاسعة عشرة‬ ‫لمجلس التنسيق السعودي اليمني‪ ،‬التي عقدت في‬ ‫الرياض بتاريخ‪27‬فبراير‪/‬شباط ‪ ،2010‬برئاسة‬ ‫صاحب السمو الملكي األمير سلطان بن عبد‬ ‫العزيز آل سعود‪ ،‬ولي العهد‪ ،‬نائب رئيس مجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬وزير الدفاع والطيران والمفتش العام‪،‬‬ ‫و الدكتور علي محمد مجور‪ ،‬رئيس مجلس‬ ‫الوزراء بالجمهورية اليمنية والتي تمت عقب‬ ‫نجاح الجهود السعودية اليمنية في إعادة الهدوء‬ ‫إلى الشريط الحدودي بين المملكة العربية السعودية‬ ‫والجمهورية اليمنية‪ ،‬ووقف العمليات العسكرية‬ ‫في المنطقة الشمالية الغربية من اليمن بعد أن تمت‬ ‫الموافقة على شروط الحكومة اليمنية بنقاطها الست‬ ‫من قبل المتمردين الحوثيين‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫تحليالت‬

‫الصراع بين‬ ‫واشنطن وطهران‬ ‫هل ينتقل إلى‬ ‫أفغانستان؟‬ ‫تصاعدت حدة التوترات في العالقات‬ ‫األمريكية اإليرانية ولم تعد تقف عند‬ ‫حد تحدي إيران للمجتمع الدولي‬ ‫واستمرارها في برنامجها النووي أو‬ ‫تدخالتها المستمرة في العراق‪ ،‬فإيران‬ ‫أصبحت على موعد جديد من المواجهة‬ ‫مع الواليات المتحدة‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫المرة ‪ ‬علي أرض أفغانستان‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫اتهام وزير الدفاع األمريكي‪ ،‬روبرت‬ ‫جيتس ‪ -‬في تصريحات له مؤخرا ‪-‬‬ ‫طهران بدعمها لحركة‪ ‬طالبان‪.‬‬ ‫"القاهرة"أحمد ربيع‪-‬وائل فايز‬

‫جيتس الذي كان في زيارة إلى أفغانستان‪ ‬‬ ‫قال" إن إيران تلعب دو ًرا مزدوجًا في‬ ‫أفغانستان‪ ..‬وأن اإليرانيين يريدون‬ ‫المحافظة على عالقات جيدة مع الحكومة‬ ‫األفغانية‪ ،‬ولكنهم يريدون أن يفعلوا‬ ‫كل ما يمكنهم إليذائنا أو إلفشالنا من‬ ‫خالل دعمها لحركة طالبان بالمال‬ ‫أو أي من أشكال الدعم األخرى‪".‬‬ ‫وجاءت زيارة جيتس في الوقت الذي يستعد‬ ‫فيه الرئيس اإليراني محمود أحمدي نجاد‬ ‫لزيارة أفغانستان‪ ،‬واللقاء بالرئيس األفغاني‬ ‫حامد كرزاي ‪ -‬كأول لقاء بين الرئيسيين‬ ‫منذ إعادة انتخابهما‪ -‬إال أنه قرر تأجيلها‬ ‫إلى االإسبوع الماضي‪ ،‬بعد أن سبقه وزير‬ ‫الدفاع األمريكي إلى هناك‪.‬‬ ‫وتسعى الواليات المتحدة إلى كسب حربها‬ ‫ضد حركة طالبان من خالل عملية "‬ ‫مشترك" التي تقودها القوات األمريكية‬ ‫مع قوات حلف شمال األطلنطي على‬ ‫مدينة"مرجة" الواقعة في إقليم هلمند جنوب‬ ‫البالد‪ ،‬وهي العملية التي بدأت في ‪13‬‬ ‫فبراير‪ /‬شباط الماضي‪ ،‬وتعد أكبر عملية‬ ‫منذ الغزو الذي قادته أمريكا في أواخر عام‬ ‫‪ ،2001‬غير أن وزير الدفاع األمريكي حذر‬ ‫من أن‪ ‬قوات األطلنطي ستواجه معارك‬ ‫ضارية ضد طالبان‪ .‬فيما أعلن قائد القوات‬ ‫الدولية في أفغانستان أن حلف األطلنطي‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫يستعد للهجوم الصيف المقبل على قندهار‪،‬‬ ‫مهد طالبان في جنوب البالد‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى تزامنت زيارة جيتس في‬ ‫الوقت الذي قام فيه الرئيس األفغاني‪ ،‬حامد‬ ‫كرزاي‪ ،‬بزيارة إلى مدينة مرجة (جنوب)‬ ‫حيث يشن الحلف األطلسي والجيش األفغاني‬ ‫هجو ًما واسعًا منذ ثالثة أسابيع لتطهير‬ ‫المنطقة من مسلحي "طالبان"‪ .‬وطلب‬ ‫كرزاي ‪ -‬في خطاب له أمام حوالي ‪300‬‬ ‫من زعماء القبائل المحلية الذين تجمعوا في‬ ‫أحد المساجد قرب سوق مرجة المركزي –‬ ‫دعمهم‪ ،‬وهو ما حظي باالستجابة‪ ،‬إال أن‬ ‫بعضهم تذمر من وجود مسئولين "فاسدين"‬ ‫وضعوا في مراكزهم قبل سيطرة "طالبان"‬ ‫على المنطقة‪.‬‬ ‫وما بين زيارة جيتس وكرزاي‪ ،‬ينظر‬ ‫محللون سياسيون إلى زيارة الرئيس‬ ‫اإليرانى أحمدي نجاد إلى كابول على‬ ‫أنها محاولة إيرانية‪ ،‬لتكريس وجودها‬ ‫في أفغانستان وتوريط القوات األمريكية‬ ‫في حربها هناك‪ ،‬خاصة وأن العالقات‬ ‫اإليرانية األفغانية على قدر كبير من القوة‪،‬‬ ‫وهو ما أكده محمود عبد اللـه – صحفي‬ ‫أفغاني‪ -‬بأن إيران تتمتع بنفوذ ‪ ‬يفوق أمريكا‬ ‫على الساحة األفغانية‪ ،‬نظ ًرا لما تقدمه من‬ ‫دعم سواء للحكومة أو لحركة طالبان‬

‫معًا‪ ،‬مؤكدًا أن الغرب وعلى رأسه أمريكا‬ ‫يحاوالن تعليق جزء من ‪ ‬إخفاقهما في وأد‬ ‫اإلرهاب والقضاء على عناصر طالبان‪ ‬‬ ‫بأن إيران ‪ ‬تسعى ‪ ‬الستمرار القالقل وغياب‬ ‫االستقرار عن كابول وباقي المدن األفغانية‬ ‫لضمان وجودها‪ ،‬حيث تقوم بإمداد طالبان‬ ‫بالسالح خاصة أن الحدود بين البلدين‬ ‫مفتوحة‪ ،‬فضال عن وجود مافيا للمخدرات‬ ‫والسالح بين الطرفين‪ .‬ولفت عبد اللـه‬ ‫النظر إلى أن إيران تلعب على وتر آخر‬ ‫وهو اللغة الفارسية المشتركة بينها وبين‬ ‫بعض المناطق األفغانية‪ ،‬وخاصة شمال‬ ‫البالد‪ ،‬عالوة على األقلية الشيعية ممثلة في‬ ‫الحكومة وعلى رأسها حامد كرزاي الرئيس‬ ‫األفغاني‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن أفغانستان ‪ ‬تمثل العمق‬ ‫اإلستراتيجي إليران‪ ،‬وبالتالي تسعى‬ ‫طهران دائ ًما إلى الحفاظ على عالقاتها‬ ‫بحكومة كابول‪ ،‬باإلضافة إلى وجود‬ ‫مصالح اقتصادية وثقافية إليران على‬ ‫أرض أفغانستان‪ ،‬وهذا يزيد من حدة‪ ‬‬ ‫المخاوف اإليرانية على مصالحها في ظل‬ ‫وجود قواعد أمريكية وقوات حلف الناتو‬ ‫تهدد حدودها من جهة أفغانستان‪ ،‬وبالتالي‬ ‫الدعم اإليراني ليس حبًا في طالبان بقدر ما‬ ‫هو ضرب ألمريكا ومصالحها على أرض‬ ‫طالبان‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫تحليالت‬

‫الصراع بين واشنطن وطهران هل ينتقل إلى أفغانستان؟‬ ‫أمن الشرق األوسط يبدأ من الرياض‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫‪18‬‬




‫الموجز رسائل‬

‫رسائل‬ ‫العدد السابق‬

‫تجميل اإلرهاب‬ ‫ليس من المستبعد أن تكون األجهزة األمنية الباكستانية‬ ‫و األمريكية هي المسئولة عن التفجيرات األخيرة و ذلك‬ ‫إلضفاء المبرر علي التواجد األمريكي في هذه المنطقة و‬ ‫كذلك من اجل شغل العالم بتنظيم القاعدة و أفعاله و شغله‬ ‫عن قضايا أخري ‪.‬‬

‫محمد سيد‬

‫من يحسم القضية؟‬ ‫من الواضح أن أنقرة تفضل عالقتها و شراكتها مع طهران‬ ‫علي الوعود الغربية ‪،‬فتركيا لم تعد تثق بالغرب و لم تعد تثق‬ ‫بإسرائيل بسبب توتر العالقات بينهما مؤخرا بعد سنوات من‬ ‫العالقات الجيدة ‪ ،‬و اعتقد أن تركيا ستظل علي موقفها من‬ ‫إيران ‪.‬‬

‫ابو أياد الجعفري‬

‫نصير الديمقراطية‬

‫دبلوماسية العثمانيين الجدد‬ ‫تركيا تعد أقوى تجاريًا مما كانت عليه قبل عقد من الزمان‪،‬‬ ‫هناك مؤشرات على إمكانية حدوث تصدعات في بنيان‬ ‫الدبلوماسية التركية‪ ،‬يبدو أن أردوغان‪ ‬مصر على التركيز‬ ‫الوجود الصهيوني بدلاً من التركيز على استغالل المساعي‬ ‫الحميدة والوساطة وهو ما قد يؤدي الى فشل االنفتاح الدبلوماسي‬ ‫لحزب العدالة‪.‬‬

‫بالرغم من تضارب اآلراء حول رئيس الوزراء اإلثيوبي‬ ‫ميليس زيناوي‪،‬فهناك من يقول انه ديمقراطي و هناك من‬ ‫يقول العكس ‪ ،‬إال أنني أري أن الشعب األثيوبي هو فقط من‬ ‫سيحدد صالحية ميليس زيناوي او ال ‪ ،‬و لذا يجب أن يتم‬ ‫التركيز هنا علي ضرورة أن تكون االنتخابات نزيهة ‪.‬‬

‫عبد الرحيم عامر‬

‫صبري الهواري‬

‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫‪15‬‬


‫‪ 2‬التايم‬ ‫اللغز اإليراني‬

‫‪2‬‬

‫مقال مهم يتناول لغز الحكومة اإليرانية‪ .‬ويتهم المؤلف بارسي الحكومة بمحاولة إرباك العالم‬ ‫الخارجي فيما يتصل بأهدافها‪ .‬ويشير المؤلف إلى أن القادة في طهران على قناعة بأن التعتيم‬ ‫هو السبيل األفضل لضمان األمن‪ ..‬وبنا ًء على ذلك‪ ،‬يعترف بارسي بأنه من غير المستغرب أن‬ ‫يسعى أوباما جاهدًا للتوصل إلى سياسة ناجحة في التعامل مع إيران‪ ..‬ويرى بارسي أن الحكومة‬ ‫األمريكية ينبغي أن تتحلى بالصبر وأن تتجنب المواجهة في عالقاتها مع إيران‪.‬‬

‫‪ 3‬النيويوركر‬ ‫أزمة االئتمان‬

‫تسلط هذا العدد الضوء على سياسات االستقرار المالي لوزير المالية تيموثي إف جيثنر من أجل‬ ‫إزاحة األصول السامة عن كاهل البنوك وتخفيف العبء عن كاهل أصحاب المنازل‪ .‬ويرى‬ ‫المؤلف أن مثل هذه السياسات أسهمت بنجاح في التخفيف من حدة األزمة االقتصادية التي تواجهها‬ ‫أمريكا‪ .‬غير أن دافعي الضرائب والمسئولين ال تروق لهم كثيرًا هذه السياسات‪ .‬ويعطينا المقال‬ ‫رؤية كاشفة لألسباب التي تقف وراء ذلك ويتضمن تعليقًا مثيرًا لالهتمام من جيثنر وغيره من‬ ‫المشاركين بشكل مباشر في عملية التعافي المالي‪.‬‬

‫‪ 4‬سبيكتاتور‬

‫‪3‬‬

‫بريطانيا على حافة الهاوية‬

‫‪4‬‬

‫بد ًءا من الغالف تقدم مجلة سبيكتاتور رؤية متشائمة للوضع في بريطانيا‪ ،‬فإضافة إلى اإلشارة‬ ‫إلى االنتخابات العامة المقبلة‪ ،‬والتي سوف يتحدد فيها مصير رئيس الوزراء جوردن براون‪،‬‬ ‫تركز المجلة على التصدعات التي بدأت تظهر في حزب المحافظين‪ ،‬وينتهي المقال الذي يتناول‬ ‫هذا الموضوع إلى أن تغير الحكومة قد ال يأتي بالحل لهذا البلد الذي يعاني من مشكالت خطيرة‪.‬‬

‫غالفاألسبوع‬

‫‪ 5‬اإليكونومست‬ ‫لغز إختفاء ‪ 100‬نليون فنان‬ ‫من المعروف على نطاق واسع أن الدول الفقيرة يكون لديها عدد كبير من الذكور الشباب‬ ‫بشكل غير عادي‪ ،‬ويناقش مقال في اإليكونومست العواقب الكارثية الوشيكة لهذه الظاهرة‪،‬‬ ‫والمثال الصارخ على ذلك يتمثل في الصين‪ ،‬والتي يوجد بها شباب غير متزوج من الذكور‬ ‫يعادل عدد شباب الواليات المتحدة من الذكور واإلناث على السواء‪ .‬وفي عام ‪ 1990‬وضح‬ ‫أمارتيا سين أن عدد اإلناث المفقودات بلغ نحو ‪ 100‬مليون‪ ،‬وطبقًا لهذا المقال يعد العدد‬ ‫أعلى بكثير اآلن‪ .‬إال أنه ليس كل ما جاء في المقال سلبيًا‪ ،‬حيث تتم اإلشارة إلى نجاح كوريا‬ ‫الجنوبية في خفض معدالت جرائم القتل التي تتعرض لها اإلناث‪ ،‬حيث تتم مناقشة سياستها‬ ‫االجتماعية كمثال على الطريقة التي تستطيع من خاللها دول مثل الصين تحويل النظرة إلى‬ ‫اإلناث من سلبية إلى إيجابية وتستطع تحقيق توازن بين الجنسين‪.‬‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪14‬‬


‫الموجز بانوراما الصحافة‬

‫الموجز قالوا‬

‫أقوال‬ ‫ال أرى سببًا من شأنه أن يؤدي إلى‬ ‫إدخال تعديالت على الجدول الزمني‬ ‫المقرر إلكمال بناء محطة بوشهر‬ ‫باستثناء األسباب التقنية‪.‬‬

‫بانوراما‬ ‫الصحافة‬

‫سيرجي شماتكو‬ ‫وزير الطاقة الروسي‬

‫باكستان هو البلد الوحيد في المنطقة‬ ‫الذي يستطيع أن يلعب دو ًرا بارزًا في‬ ‫عودة االستقرار بأفغانستان‪.‬‬ ‫سيد يوسف رضا جيالني‬ ‫رئيس الوزراء الباكستاني‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬نيوزويك‬ ‫المرأة المناسبة للوظيفة‬

‫يجب أن نرفض التطرف‪ ،‬ولدينا ما يكفي من‬ ‫الشكوك والمخاوف المشتركة‪ ،‬وعلي شعوب العالم‬ ‫أن ينأوا بأنفسهم عن التطرف ويسعوا جاهدين‬ ‫لتحقيق مزيد من التفهم بين اتباع األديان‪.‬‬ ‫بان كي­مون‬ ‫أمين عام األمم المتحدة‬

‫إن مبادرات إيران الجديدة في الميدان‬ ‫النووي تشير إلى أن طهران ما زالت‬ ‫تواصل رفضها عروض الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية‪.‬‬ ‫برنار فاليرو‬ ‫الناطق الرسمي باسم وزارة‬ ‫الخارجية الفرنسية‬

‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫توشك حكومات أوروبا‪ ،‬التي تعاني باألساس‬ ‫من مشكلة الديون‪ ،‬على مواجهة أزمة تكشف‬ ‫عن تصدع خطير في االتحاد األوروبي‪ ،‬فحالة‬ ‫عدم االستقرار االقتصادي أدت إلى انخفاض‬ ‫قيمة اليورو بنسبة ‪ ٪10‬مقابل الدوالر كما‬ ‫ضرب الركود والبطالة الدول األعضاء في‬ ‫االتحاد األوروبي‪ ،‬البالغ عددهم ست عشرةدولة‬ ‫التي تستخدم العملة الموحدة‪ .‬ويرى هذا المقال‬ ‫أن أنجيال ميركيل رئيسةالوزراء األلمانية هي‬ ‫األقدرعلى قيادة االتحاد األوروبي للخروج من‬ ‫هذه األزمة‪ .‬غير أن هذه السيدة التي تقود اقتصاد‬ ‫بالدها والذي يأتي في المرتبة السابعة من حيث‬ ‫المنافسة العالمية يبدو أنها ال تزال‪ ،‬إلى اآلن‪ ،‬غير‬ ‫مستعدة لالضطالع بدور القيادة‪ .‬ويرى ستيفان‬ ‫ثيل الكاتب بمجلة النيوزويك أنه إذا صرفت‬ ‫ألمانيا تركيزها بعض الشيء عن الوضع الراهن‬ ‫للزعامة السياسية المنصبة على الداخل‪ ،‬فربما‬ ‫تكون هي األقدر لالضطالع بهذا الدور‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪ 8‬الهند‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫وقّع رئيس الوزراء الروسي "فالديمير‬ ‫بوتين" ونظيره الهندي "مانموهان سينغ"‬ ‫في ختام المحادثات التي جرت بينهما في‬ ‫نيودلهي‪ ،‬على عدد من الوثائق المهمة منها؛‬ ‫اتفاقية تعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية‬ ‫لألغراض السلمية‪ ،‬وكذلك وضع خارطة‬ ‫طريق لتطوير التعاون الواسع النطاق في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬وإنشاء ‪ 12‬مفاعلاً ذريًا في الهند‬ ‫وترى الهند في روسيا شري ًكا يمكن االعتماد‬ ‫عليه وتتزايد أهميته مع مرور الزمن وقال‬ ‫مانموهان سينغ "إن روسيا بالنسبة إلينا‬ ‫شريك إستراتيجي أمين وموثوق به"‪.‬‬

‫‪ 9‬كوريا الشمالية‬ ‫شبّهخبيرفياألممالمتحدةفيتقريرله‪،‬كوريا‬ ‫الشمالية بـ"سجن مترام" ينشر فيه النظام‬ ‫"الرعب"‪ ،‬وأورد التقرير الذي أعده‪ ،‬فيتيت‬ ‫مونتاربورن‪ ،‬مقرر األمم المتحدة الخاص‬ ‫لحقوق اإلنسان في كوريا الشمالية‪ ،‬أن نظام‬ ‫بيونج يانج أرسى "دولة رعب شاملة"‪،‬‬ ‫يتعرض فيها الشعب النتهاكات "مرعبة"‪.‬‬ ‫جدير بالذكر‪ ،‬أن الخبير أعد تقريره استنادًا‬ ‫إلى شهادات ألناس فروا من كوريا الشمالية‪.‬‬

‫‪ 7‬سوريا‬ ‫‪ 6‬تركيا‬ ‫أعلن رئيس الوزراء التركي‪ ،‬رجب‬ ‫طيب أردوغان‪ ،‬أن بالده لم تعد في حاجة‬ ‫إلى توقيع اتفاق جديد مع صندوق النقد‬ ‫الدولي رغم التسهيالت التي قدمها لها‪،‬‬ ‫والمفاوضات التي استمرت ألكثر من‬ ‫سنتين‪ ،‬بهدف أن تحصل على قروض‬ ‫بنحو ‪ 20‬بليون دوالر‪ .‬و تترك تركيا‬ ‫بذلك نصف قرن من اتفاقات لم تنقطع مع‬ ‫الصندوق الذي ساعدها كثيرًا على تجاوز‬ ‫أزماتها المالية من خالل ‪ 19‬اتفاقًا منذ‬ ‫‪ 1961‬حتى اآلن ‪.‬‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫أعرب سريان وأرمن سوريا عن‬ ‫ارتياحهم إلقرار البرلمان السويدي بـ‬ ‫"المذابح" التي ارتكبتها اإلمبراطورية‬ ‫العثمانية عام ‪ ،1915‬ضد األرمن‬ ‫واآلشوريين‪ ،‬وطالب ناشط آشوري‬ ‫بأن "تقتدي برلمانات الدول العربية"‬ ‫بما قام به البرلمان السويدي‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬قال ناشط سوري‪:‬‬ ‫إن السريان واألرمن في سوريا تلقوا‬ ‫"بارتياح شديد" إقرار البرلمان السويدي‬ ‫بـ"المذابح" التي ارتُكبت بحق مسيحيي‬ ‫اإلمبراطورية العثمانية عام ‪ ،1915‬من‬ ‫أرمن وآشوريين ويونانيين‪ ،‬واعتبارها‬ ‫"جرائم إبادة جماعية"‪.‬‬

‫‪ 10‬إندونيسيا‬ ‫بدأ رئيس إندونيسيا‪ ،‬يودويونو‪ ،‬زيارة‬ ‫الستراليا تستمر ثالثة أيام إلجراء‬ ‫محادثات بشأن توسيع التجارة الثنائية‬ ‫بين البلدين‪ ،‬وقيمتها ‪ 9.3‬مليار دوالر‬ ‫أسترالي (‪ 8.4‬مليار دوالر أمريكي)‬ ‫والعمل على إيقاف تدفق طالبي حق‬ ‫اللجوء الذين يستخدمون موانئ إندونيسيا‬ ‫كنقطة انطالق لرحلتهم ألستراليا‪ ،‬وهو‬ ‫ما يضر بشعبية الرئيس األسترالي في‬ ‫الداخل في عام يشهد انتخابات‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫الموجز‬

‫حول العالم‬

‫حول العالم‬ ‫‪9‬‬

‫‪6 5‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 1‬السعودية‬ ‫حيَّت جامعة الدول العربية جهود األمير‬ ‫نايف بن عبد العزيز‪ ،‬النائب الثاني‬ ‫لرئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وزير الداخلية‪،‬‬ ‫الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية‬ ‫العرب؛ في ترسيخ األمن العربي‬ ‫وتحقيق األمن الشامل للمنطقة العربية‪.‬‬ ‫وأشاد األمين العام للجامعة العربية بمسيرة‬ ‫وجهود األمانة العامة لمجلس وزراء‬ ‫الداخلية العرب وجامعة نايف العربية‬ ‫للعلوم األمنية ومختلف أجهزة المجلس‪.‬‬

‫‪ 2‬بريطانيا‬ ‫قال سفير بريطانيا لدى الصين‪" :‬إن بكين‬ ‫ستخاطر بأن تعزل نفسها إذا رفضت‬ ‫االنضمام إلى جبهة دولية تستهدف فرض‬ ‫عقوبات على إيران‪ ،‬بسبب برنامجها‬ ‫النووي"‪.‬و أضاف السفير سيبستيان وود؛‬ ‫الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في‬ ‫لندن قبل زيارة وزير الخارجية البريطاني‪،‬‬ ‫ديفيد ميليباند للصين‪ ،‬إن الصين وبريطانيا‬ ‫تشتركان في هدف م ْنع إيران من الحصول‬ ‫على أسلحة نووية‪ ،‬ولذا ليس من مصلحة‬ ‫الصين أن تجد نفسها معزولة عن الدول‬ ‫الخمس دائمة العضوية في مجلس األمن‪.‬‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫‪ 3‬أمريكا‬ ‫قال المتحدث باسم البيت األبيض‪ ،‬روبرت‬ ‫جيبس‪ ،‬إن الرئيس األمريكي باراك أوباما‪،‬‬ ‫أشار إلى أنه يريد ويأمل أن تتناول الصين‬ ‫عملتها باستخدام تفسير يقوم أكثر على السوق‪.‬‬ ‫وكان جيبس يتفاعل مع جهود من الحزبين‬ ‫األساسيين في مجلس الشيوخ األمريكي‪،‬‬ ‫التي من شأنها أن تفرض رسو ًما على بعض‬ ‫صادرات الصين إلى الواليات المتحدة إذا‬ ‫لم تعدل بكين عملتها وهي اليوان‪ ،‬والتي‬ ‫من المعتقد على نطاق واسع أن يتم تخفيض‬ ‫قيمتها بصورة مفتعلة في تنفيذ إعانات‬ ‫الصادرات الصينية والضرائب لتتنافس مع‬ ‫واردات البالد‪.‬‬

‫‪ 4‬إسرائيل‬ ‫تراجعت إسرائيل عن مناوراتها بجانب لبنان‬ ‫وسوريا بناء على طلب الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ .‬وقال مسئولون أمريكيون‪ ،‬إن‬ ‫إدارة أوباما قد طلبت من إسرائيل أن توقف‬ ‫هذه المناورات على الفور‪ ،‬حيث إنها ستؤدي‬ ‫إلى إثارة القلق والمشاحنات في المنطقة‪،‬‬ ‫وربما تؤدي إلى االشتباك مع سوريا وحزب‬ ‫اللـه‪.‬‬

‫‪ 5‬األردن‬ ‫قرر العاهل األردني الملك عبد اللـه‪،‬‬ ‫ملك األردن‪ ،‬زيادة األمن والحماية على‬ ‫السفارة اإلسرائيلية باألردن خشية أن‬ ‫تتعرض ألي هجمة إرهابية‪ .‬وسمح‬ ‫الملك للسفارة بأن تستعين بأجهزة متقدمة‬ ‫من أجل توفير الحماية لها وللعاملين بها‪،‬‬ ‫كما قام الملك بإهداء السفارة سيارة جيب‬ ‫تستطيع استكشاف القنابل من على بُعد‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪7‬‬


‫الموجز‬ ‫حول العالم‬

‫قالوا‬

‫بانوراما الصحافة‬

‫رسائل‬

‫من يحكم العراق؟‬ ‫بين عشية وضحاها تغيَّرت النتائج‬ ‫األولية لالنتخابات العراقية بتقدم‬ ‫ائتالف "العراقية" ‪ -‬للمرة األولى منذ‬ ‫بدء عمليات التصويت في السابع من‬ ‫مارس ‪ /‬آذار الجاري وفرز األصوات‬ ‫في المحافظات العراقية ‪ -‬الذي يتزعمه‬ ‫رئيس الوزراء العراقي األسبق إياد‬ ‫عالوي على ائتالف "دولة القانون"‬ ‫الذي يتزعمه رئيس الوزراء نورى‬ ‫المالكي‪ ،‬فيما أعلنت المفوضية العليا‬ ‫المستقلة لالنتخابات أن المركز الوطني‬ ‫للعد والفرز سيقوم بتدقيق جميع البيانات‬ ‫ونتائج االنتخابات من جديد في عموم‬ ‫المحافظات من أجل التأكد من صحتها‪،‬‬ ‫وذلك على خلفية قيام أنصار المالكي‬ ‫العدد ‪1549‬‬

‫بتقديم شكاوى إلى المفوضية العليا تفيد‬ ‫تزوير االنتخابات‪ ،‬والمطالبة بإعادة‬ ‫فرز أصوات الناخبين‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من إعالن مفوضية‬ ‫االنتخابات نحو ‪ 85%‬من النتائج‪،‬‬ ‫فإن التضارب بدا واضحًا في تقديرات‬ ‫األطراف المختلفة لما يمكن أن تؤول إليه‬ ‫مقاعد البرلمان‪ ،‬خصوصًا في مستوى‬ ‫التقارب الذي أظهرته النتائج بين قائمتي‬ ‫رئيسي الوزراء الحالي نوري المالكي‬ ‫والسابق إياد عالوي‪ ،‬حيث كشفت‬ ‫األرقام التي أعلنتها مفوضية االنتخابات‬ ‫تفوق عالوي على المالكي بنحو تسعة‬ ‫آالف صوت في عموم العراق‪.‬‬

‫وحصلت قائمة عالوي على ‪2,102,981‬‬ ‫صوت في مقابل ‪ 2,093,997‬للمالكي‪،‬‬ ‫وأقل من ‪ 1,6‬مليون لـ"االئتالف الوطني‬ ‫العراقي" و‪ 1,132‬مليون لـ"التحالف‬ ‫الكردستاني"‪.‬‬ ‫وينتظر العراقيون إعالن النتائج النهائية‬ ‫لتتحدد بشكل نهائي الصورة التي‬ ‫سيكون العراق عليها خالل الخمس‬ ‫سنوات المقبلة‪ ،‬عقب عملية انتخابية‬ ‫كشفت عن التدخالت اإليرانية الواضحة‬ ‫في العراق ومحاولة تسيير االنتخابات‬ ‫وفق ما تريده طهران‪ ،‬وعلى عكس ما‬ ‫تروجه الحكومة اإليرانية من أن تدخلهم‬ ‫إيجابي ويخدم المصالح العراقية‪.‬‬ ‫‪10‬‬



‫جيوبوليتيكا‬

‫وضع الملك عبد الـله التعليم كأولوية قصوى‪ ،‬خاصة تعليم النساء‬

‫المتحدة األمريكية‪ ،‬عندما قاد الرشيد حملة‬ ‫من أجل االستعاضة عن التلقين بطرق تعليم‬ ‫أكثر فاعلية‪ ،‬أبدى ‪ 400,000‬من المعلمين‬ ‫بالتعليم األساسي السعودي اعتراضهم‪،‬‬ ‫وعلق الرشيد على ذلك قائلاً ألنهم "لم‬ ‫يكونوا معتادين على ذلك"‪ ،‬وبالرغم من أن‬ ‫كبار المسئولين في الوزارة‪ ،‬كانوا يتفقون‬ ‫معي في الرأي الخاص بالمبادرات الجديدة‪،‬‬ ‫فقد تبين لي بعد ذلك أنهم كانوا ينفذون شيئًا‬ ‫مختلفًا عما كنت أريده‪".‬‬ ‫ووفقًا لما ذكره أحمد بن محمد العيسى‪،‬‬ ‫مؤلف كتاب "إصالح التعليم في المملكة"‪،‬‬ ‫والذي صدر في عام ‪ ،2009‬تعد هذه‬ ‫المقاومة‪ ،‬والتي تنبع من ثقافة دينية ال‬ ‫ترغب في حدوث أي تغيير‪ ،‬واحدة من‬ ‫ثالث عقبات رئيسية تقف أمام تحسين نظام‬ ‫التعليم السعودي‪ ،‬ويتمثل باقي العقبات‪،‬‬ ‫وف ً‬ ‫ق لكتاب العيسى‪ ،‬في عدم وجود رؤية‬ ‫تفصيلية إلصالح التعليم لدى القيادة‬ ‫السياسية‪ ،‬والهيكل التعليمي القائم على‬ ‫المركزية الشديدة‪ ،‬كما يوضح العيسى‪،‬‬ ‫الذي عمل في مجال التعليم لمدة ‪ 30‬عا ًما‪،‬‬ ‫وشغل منصب أول رئيس لجامعة اليمامة‪،‬‬ ‫أنه ينبغي‪ ،‬بدلاً من تجديد النظام الحالي‪ ،‬أن‬ ‫يعاد بناؤه من األلف إلى الياء‪ ،‬وقد وصف‬ ‫العدد ‪1546‬‬

‫وزير العمل‪ ،‬غازي القصيبي‪ ،‬كتاب‬ ‫العيسى‪ ،‬والذي نشر في لبنان وال تتوافر‬ ‫نسخة منه في المكتبات هنا‪ ،‬بأنه "أهم كتاب‬ ‫يتحدث عن قضية عامة في غضون العقدين‬ ‫الماضيين‪ ،‬كما ذكر القصيبي أيضًا في‬ ‫كتاباته أن المقاومة إلصالح التعليم ترجع‬ ‫إلى وجود "عالقات قوية بين القيم السائدة‬ ‫ونظام التعليم"‪ ،‬مما يخلق انطباعًا بأن "أية‬ ‫محاولة لتغيير التعليم هي اعتداء على القيم‬ ‫الثابتة للمجتمع"‪ ،‬خاصة عندما يتعلق األمر‬ ‫بتعليم النساء والفتيات‪ .‬ومن ثم يتضح أن‬ ‫كل الكتابات اإلصالحية تتجه في اتجاه‬ ‫تنموي واحد‪ ،‬وهو حصول المرأة السعودية‬ ‫على المزيد والمزيد من فرص التعليم في‬ ‫كل يوم‪ ،‬حيث تشكل النساء اليوم أكثر من‬ ‫‪ ٪ 58‬من طالب الجامعات‪.‬‬

‫"لوضع إستراتيجية إلصالح تعليم الفتيات‬ ‫تتضمن إحداث تغييرات هيكلية كبيرة‬ ‫في النظام المدرسي من شأنها االستجابة‬ ‫لمطالب وأولويات مجتمع دينامي متغير"‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير أن مناهج التعليم الثانوي‬ ‫في مدارس البنات "تسيطر عليها الدراسات‬ ‫الدينية واللغة العربية "‪ .‬كما أن مجاالت‬ ‫الدراسة المتاحة أمام النساء في الجامعات‬ ‫"محدودة"‪ ،‬و"ال تتوافق مع احتياجات‬ ‫سوق العمل"‪ .‬وقالت المنجد‪ ،‬في واحدة‬ ‫من المقابالت التي أجرتها‪" ،‬ينبغي علينا‬ ‫نحن معشر النساء أن نسعى لتطوير أنفسنا‪،‬‬ ‫وأن نكون على دراية بما يحدث من حولنا‪.‬‬ ‫واألهم من ذلك‪ ،‬أنه ينبغي علينا أن نفرق‬ ‫بين العادات والتقاليد المحلية‪ ،‬والدين‪ ،‬حيث‬ ‫إن هناك الكثير من الخلط بينها"‪.‬‬

‫ولكن وفقًا لتقرير جديد وجريء كتبته‬ ‫منى المنجد‪ ،‬فإن هناك الكثير من األمور‬ ‫اإلضافية التي ينبغي القيام بها‪ .‬وتعمل منى‬ ‫المنجد كعالمة اجتماع ومستشارة أولى‬ ‫لمركز "الفكر" الموجود في مدينة الرياض‪،‬‬ ‫والتابع لشركة بوز أند كومباني‪ .‬ووفقًا لما‬ ‫ورد في تقرير المنجد‪ ،‬والذي يحمل عنوان‬ ‫"تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية‪ ،‬صحفية مستقلة تعمل في الرياض‪ ،‬فازت‬ ‫الطريق إلى األمام"‪ ،‬فإن الحكومة بحاجة بجائزة بوليتزر في الصحافة عام ‪1991‬‬

‫ومن المؤكد أن إزالة هذا الخلط لن تكون‬ ‫عملية سهلة‪ .‬وهذا هو السبب في ضرورة‬ ‫وجود قيادة قوية‪ ،‬وجبال من الصبر‬ ‫والمثابرة‪ ،‬إلصالح التعليم السعودي‬ ‫وتحقيق أقصى استفادة منه‪.‬‬

‫‪08‬‬


‫جيوبوليتيكا‬

‫االستفادة من إمكانات األمة‬ ‫‪ ٪26‬من الموازنة الوطنية للسعودية موجهة إلى قطاع التعليم‬ ‫يعد إصالح النظام التعليمي السعودي مسعى مه ًما للتعامل مع التحديات االجتماعية الديموجرافية واالقتصادية طويلة األمد‪ ،‬وهي‬ ‫المهمة التي ليس بالسهلة بل يتطلب تحقيقها قيادة قوية وصب ًرا ومثابرة‪.‬‬

‫بينما كان يجلس في مكتبه في الرياض‪،‬‬ ‫ابتسم خالد الخضير عندما تذكر كيف‬ ‫أن"الجميع ضحكوا"عندما بدأ في‬ ‫بناء جامعة اليمامة في الضواحي‬ ‫الصحراوية لهذه المدينة‪ ،‬حيث قال‬ ‫الناس في ذاك الوقت إنها "بعيدة جدًا"‪.‬‬ ‫وانخفضت الدفعة األولى من الطلبة‬ ‫من ‪ 126‬إلى ‪ 40‬طالبًا في أول موسم‬ ‫دراسي‪ ،‬ألن الكثيرين منهم لم يستطيعوا‬ ‫االستمرار في الدراسة ‪ .‬و قال الناس‬ ‫إن الجامعة الجديدة كانت "صعبة جدًا"‪.‬‬ ‫لكن الخضير ثابر وأصبح في اليمامة‬ ‫اليوم‪ 1,400 ،‬طالب‪ ،‬نصفهم من‬ ‫النساء‪ ،‬وأصبحت الجامعة معروفة بأنها‬ ‫واحدة من جامعات المملكة الخاصة‬ ‫األكثر ابتكا ًرا وتطلعًا‪ ،‬ولكن النقاد‬ ‫ما زالوا موجودين‪ ،‬يرسلون لـ "الخضير"‬ ‫رسائل بريد إلكتروني ورسائل‬ ‫نصية تنتقده بشدة وتتهمه بأنه ينشر‬ ‫أفكا ًرا "ليبرالية" ضارة بين الشباب‬ ‫السعودي‪ ،‬بعض األشخاص يبتعدون‬ ‫في بعض األحيان عندما يكتشفون أن‬ ‫الخضير هو مؤسس اليمامة‪ .‬الخضير‬ ‫هو رجل أعمال في منتصف العمر‬ ‫وهو ليس منزعجًا من االنتقادات الموجهة‬ ‫إليه‪ ،‬ألنه يرى نفسه في مهمة تاريخية‪.‬‬ ‫يقول الخضير "إذا عدنا إلى تاريخنا‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬سنجد أنفسنا قد ابتكرنا الكثير‬ ‫من األشياء "‪ ،‬وأضاف "أعتقد أن علينا أن‬ ‫نكون جز ًءا من العالم‪ ،‬لدينا شعب ذكي‪..‬‬ ‫وأريد من تالميذي أن يفكروا في أنهم‬ ‫يستطيعون الحصول على جائزة نوبل في‬ ‫يوم من األيام"‪.‬‬ ‫نجاح اليمامة في هذا الوقت القصير‪-‬‬ ‫افتتحت في ‪ - 2004‬دليل على التعطش‬ ‫لفرص أفضل للتعليم في هذه المملكة‬ ‫الغنية بالنفط‪ .‬في العقد الماضي‪ ،‬خصوصًا‬ ‫منذ اعتالء الملك عبد اللـه بن عبد العزيز‬ ‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫كانت تمثل‪ % 51‬من إجمالي القوة العاملة‬ ‫في البالد عام ‪ ،2007‬فسيكون عليها أن‬ ‫تطور قدرات شعبها كي يصبحوا عمالاً‬ ‫مهرة ومتعلمين‪.‬‬

‫كاريل ميرفي‬

‫منذ عقد من الزمان‪ ،‬كان‬ ‫في السعودية ثماني جامعات‬ ‫عامة فقط‪ ،‬واآلن توجد‬ ‫‪ 26‬جامعة عامة‪ ،‬فضال‬ ‫عن ‪ 8‬جامعات يديرها‬ ‫القطاع الخاص‪ .‬وهناك‬ ‫‪ 70,000‬سعودي يدرسون‬ ‫في الخارج كمنحة دراسية‬ ‫حكومية‬ ‫العرش في عام ‪ ،2005‬كان هناك إدراك‬ ‫متزايد بين صانعي السياسة أن المملكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬يجب أن تصلح وتوسع‬ ‫نطاق النظام التعليمي بأكمله‪ ،‬إذا أرادت أن‬ ‫تواجه التحديات الديموجرافية واالقتصادية‬ ‫للمملكة‪ .‬وتشمل تلك التحديات زيادة تعداد‬ ‫الشباب ‪ :‬فنحو ‪ 70‬في المائة من سكان‬ ‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬البالغ عددهم‬ ‫‪ 22‬مليون نسمة تحت سن الـ‪ ،30‬وبهم‬ ‫معدل بطالة مرتفع‪ ،‬ما يقرب من ‪% 7‬‬ ‫منهم من الرجال و ‪ % 25‬من النساء‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬إذا كانت المملكة العربية‬ ‫السعودية تنوي تنويع اقتصادها بعيدًا عن‬ ‫االعتماد شبه الكلي على النفط‪ ،‬فضال‬ ‫عن اعتمادها على العمالة األجنبية‪ ،‬التي‬

‫وقد جعل الملك عبد الـله بن عبد العزيز‬ ‫للتعليم أولوية قصوى؛ حيث إن ‪ 26‬في‬ ‫المائة من الميزانية الوطنية مكرسة اآلن‬ ‫لهذا القطاع‪ .‬في عام ‪ ،2009‬بلغ المبلغ‬ ‫المرصود لذلك ‪ 32.5‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫قدر كبير من هذه األموال ذهب نحو‬ ‫توسيع قاعدة التعليم العالي‪ .‬منذ عقد من‬ ‫الزمان‪ ،‬كان في المملكة العربية السعودية‬ ‫ثماني جامعات عامة فقط‪ ،‬اآلن هناك‬ ‫‪ 26‬جامعة عامة‪ ،‬فضال عن ‪ 8‬جامعات‬ ‫يديرها القطاع الخاص‪ .‬وهناك اآلن‬ ‫‪ 70,000‬سعودي يدرسون في الخارج‬ ‫كمنحة دراسية حكومية‪.‬‬ ‫كثير من السعوديين يقدرون الحاجة‬ ‫إلصالح التعليم منذ عقود‪ .‬ولكن هذه‬ ‫الحاجة أصبحت أكثر إلحاحًا بعد الهجمات‬ ‫اإلرهابية في‪ 11‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪2001‬‬ ‫على الواليات المتحدة‪ ،‬والتي نفذها ‪19‬‬ ‫من االنتحاريين‪ 15 ،‬منهم من السعودية‪.‬‬ ‫هذا يعطي دفعة قوية لجهود أولئك الذين‬ ‫يرغبون في توسيع آفاق الشباب السعودي‬ ‫من خالل تطوير التعليم‪ ،‬محمد الرشيد‪،‬‬ ‫الذي شغل منصب وزير التعليم من ‪1995‬‬ ‫إلى ‪ ،2005‬كان واحدًا منهم‪ ،‬وقال في‬ ‫مقابلة أجريت معه‪ ،‬إنه فخور بما أنجزه‪،‬‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬وضع مدارس البنات‬ ‫تحت إشراف الوزارة مثل مدارس الفتيان‪،‬‬ ‫وتحديث مناهج الرياضيات والعلوم‪.‬‬ ‫ويقول الرشيد "لكن في كثير من األحيان‪،‬‬ ‫تواجه عملية اإلصالح مقاومة من قبل‬ ‫المحافظين الذين يخشون من أن التغيير‬ ‫سيعني إضعاف مكون التعليم الديني‪.‬‬ ‫حيث يرون أن اإلصالح يمثل استرضاء‬ ‫خطي ًرا للغرب‪ ،‬خصوصًا الواليات‬ ‫‪07‬‬


‫‪ 40‬شخصيات‬ ‫بروفايل‬ ‫روبرت ستيفن فورد‬ ‫سفير أمريكا الجديد في سوريا‬ ‫حوار‬ ‫د‪ .‬احمد يوسف‬ ‫مدير معهد البحوث والدراسات العربية‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 19 ،1549‬مارس ‪2010‬‬

‫للمشاركة‬ ‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على‬ ‫البريد اإللكتروني‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫‪ 55‬االقتصاد‬ ‫هذا ما فعلته العقوبات‬

‫وصفة للفشل المحقق‬

‫ملحوظة‪ :‬جميع المقاالت يجب أال تزيد عن ‪ 800‬كلمة‬

‫اإلعالن‬ ‫لإلعالن في النسخة الرقمية يرجى االتصال بـ‪:‬‬

‫‪ 62‬إصدارات‬ ‫كــــتب‬ ‫تحليل سطحي لمشاكل مزمنة‬ ‫قراءات‬ ‫تقارير‬ ‫القضية الكردية‬ ‫حرمان األكراد السوريين من حقوقهم‬

‫‪ 69‬المقال السياسي‬ ‫هل الحكومة الصومالية أكبر من أن تفشل؟‬ ‫مكتب المملكة العربية السعودية‬ ‫الرياض‪-‬الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫شارع التخصصى‪-‬تقاطع طريق مكة‪-‬حى المؤتمرات‬ ‫ص‪-‬ب‪ 478 :‬رمز بريدى ‪11411:‬‬ ‫هاتف ‪ 966-1-4419933 :‬فاكس ‪966-1-4429555‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب القاهرة‬ ‫‪14‬شارع الحجاز ‪ -‬المهندسين ‪ -‬القاهرة‬ ‫هاتف ‪ -00202 3388654 -‬فاكس ‪00202 7492884 -‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب لندن‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬

‫‪Mr. Wael Al Fayez‬‬ ‫‪w.alfayez@alkhaleejiah.com‬‬ ‫‪Tel.: 0096614411444‬‬ ‫‪F.: 0096614400996‬‬ ‫‪P.O.BOX 22304‬‬ ‫‪Riyadh 11495, Saudi Arabia‬‬

‫اشتراكات‬

‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى االتصال بـ‪:‬‬ ‫‪subscriptions@majalla.com‬‬

‫تنويه‬ ‫اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأي‬ ‫مؤلفيها فقط وال تعبر بالضرورة عن آراء مجلة‬ ‫المجلة وهيئه تحريرها‪.‬‬

‫حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة ‪ 2009‬التي‬ ‫تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫(المملكة المتحدة) شركة محدودة‪ .‬وال يجوز بأي‬ ‫حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء‬ ‫منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها‬ ‫بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو‬ ‫تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول‬ ‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية‬ ‫لألبحاث والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر‬ ‫المجلة أسبوعيًا باستثناء إصدارين مدمجين في‬ ‫واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة‬ ‫أو موسعة‪ .‬لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي‪،‬‬ ‫يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫‪06‬‬


‫المحتـوى‬

‫‪ 08‬جيوبوليتيكا‬

‫‪21‬‬

‫االستفادة من إمكانات األمة‬

‫‪ 10‬الموجز‬

‫حول العالم‬ ‫قالوا‬ ‫بانوراما الصحافة‬ ‫رسائل‬

‫‪ 18‬تحليالت‬ ‫ الصراع بين واشنطن وطهران هل ينتقل‬‫إلى أفغانستان؟‬ ‫‪ -‬أمن المنطقة يبدأ من الرياض‬

‫‪ 21‬قضايا‬ ‫هستيريا نووية‬

‫‪ 30‬أكثر من رأي‬ ‫العراق القادم‪ ..‬مالكي أم عالوي‬

‫‪ 34‬أفكار‬

‫‪30‬‬

‫أطفال مصر‪ ..‬األمر ليس لعبة‬

‫إدارة التحرير‬

‫مدير مكتب لندن‬ ‫مانويل أمليدا‬ ‫مدير مكتب القاهرة‬ ‫أحمد أيوب‬ ‫سكرتيرة التحرير‬ ‫جان سينجفيلد‬ ‫احملـــررون‬ ‫بوال ميجا‬ ‫وسام شريف‬ ‫دانيال كاباريلى‬

‫‪ 19‬مارس ‪2010‬‬

‫‪05‬‬


‫كاريكاتير‬

‫العدد ‪1549‬‬

‫‪04‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫الغالف‬

‫أسسهــا سنة ‪1987‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫أسسهــا هشام ومحمد علي حافظ‬

‫رئيس التحرير‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬ ‫المدير العام‬

‫طارق القين‬

‫عزيزي القارئ‬ ‫مرحبًا بك ضيفًا على عدد هذا األسبوع من "المجلة الرقمية"‪.‬‬ ‫حيث نعرض لك تحليلاً لطموحات الرئيس أحمدي نجاد النووية‪،‬‬ ‫"أمار تور" المستشار بهيئة التجارة التابعة لمنظمة التعاون‬ ‫االقتصادي والتنمية يعقد مقارنة بين شخصية أحمدي نجاد وشخصية‬ ‫"د‪ .‬سترانجالف"‪ ،‬التي ابتكرها المخرج "ستانلي كوبريك"‪ ،‬هذه‬ ‫المقارنة تعطينا رؤية كاشفة حول شخصية هذا الرجل‪ ،‬الذي يقف‬ ‫وراء طموحات إيران النووية‪ ،‬وذلك بأسلوب سلس وممتع وثري‬ ‫بالمعلومات‪.‬‬ ‫وإضافة إلى ذلك‪ ،‬تقدم "كاريل ميرفي" الحائزة على جائزة "بوليتزر"‬ ‫تقيي ًما لعملية إصالح نظام التعليم السعودي والتوسع فيه باعتبار ذلك‬ ‫وسيلة لمواجهة التحديات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وذلك في مقالتها‬ ‫التي بعنوان "االستفادة من إمكانات األمة"‪.‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬ ‫‪The Majalla Magazine‬‬ ‫‪HH Saudi Research & Marketing‬‬ ‫‪(UK) Limited Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬

‫لذا ندعوك إلى قراءة هذه المقاالت وغير ذلك كثير على موقعنا‬ ‫اإللكتروني "‪ ،"Majalla.com‬وكالعادة‪ ،‬فإننا نرحب بتقييم قرائنا‬ ‫وندعوهم إلى كتابة تعليقاتهم على موقع "المجلة" أو االتصال بنا إذا‬ ‫كانت لديهم الرغبة في النشر لدينا‪.‬‬ ‫مع أطيب التمنيات‬

‫عادل الطريفي‬ ‫رئيس التحرير‬




‫االستفادة‬ ‫من إمكانات األمة‬ ‫كاريل ميرفي‬

‫فرصة عربية ثمينة‬ ‫د‪ .‬أحمد يوسف‬ ‫مدير مركز الدراسات العربية‬

‫وصفة‬ ‫للفشل المحقق‬ ‫رودريك أبوت‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫د‪.‬أحمدي نجاد‬

‫كيف توقفت عن القلق وأحببت القنبلة ؟‬ ‫أمـــار تـور‬

‫العدد ‪ 19 ،1549‬مارس ‪2010‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.