issue1545 AR

Page 1

‫المقال السياسي‬

‫‪13‬‬

‫‪THE MAJALLA‬‬

‫‪55‬‬



‫األخيرة‬

‫إجحاف ال إنصاف‬ ‫النجاحات الفردية ال تكفي وحدها لقياس وضع المرأة في البالد‬ ‫كيف يمكن للنماذج الفردية أن ينصفها التاريخ وتجحف هي مجتمعاتها‪ ،‬فاليوم تحفظ المرحلة أسماء ذهبية من األعالم من النساء السعوديات عددًا‬ ‫كبي ًرا ويزداد‪ ،‬لكنهن عند قراءة الواقع ووصف الحالة االجتماعية للمرأة لن يخرجن عن كونهن عددًا ال نسبة وأفرادًا ال مجتمعا‪.‬‬ ‫في غالب المجالس النسائية السعودية‬ ‫ل��ن يشكل استحضار أس��م��اء النماذج‬ ‫الفردية الناجحة أي أثر قاطع في حالة‬ ‫االختالف حول إمكانية استقالل المرأة‬ ‫أو قدرتها على خرق الشروط الواقعية‪،‬‬ ‫كما تتمثل في الذهنية االجتماعية‪ ،‬ذلك‬ ‫ألن العموم من الناس ال يغيرون اعتقادهم‬ ‫أو يراجعون مسلماتهم و بداهتهم بدافع‬ ‫منهم إل��ى األفضل‪ ،‬أو تحت محاكاتهم‬ ‫لسير اآلخرين الذاتية ‪ .‬هذا ألن ما يتردد‬ ‫دائما حول تشكيل النماذج الفردية حالة‬ ‫إلهام لآلخر ال يصح إال ضمن مجال ما‬ ‫كالفن أو الرياضة أو حتى العلم‪ ،‬ما يبدو‬ ‫مع الوقت أن في اإلصرار على تقديم هذه‬ ‫النماذج المختلفة للعامة هو عمل تسويقي‬ ‫ألصحابه أكثر منه محاوالت جادة لتغيير‬ ‫ال��رأي العام أو تعديل اتجاهات الفكر‬ ‫الشعبي ‪.‬‬ ‫إن ف��ي ال��م��ح��اوالت المختلفة ل��ق��راءة‬ ‫وضع المرأة السعودية أو حتى المرأة‬ ‫في السعودية تكرا ًرا واضحًا لخلطين‪،‬‬ ‫األول بين النتائج واألحكام والثاني بين‬ ‫اإلمكانات العامة والنماذج الخاصة‪ ،‬وهي‬ ‫حالة معرفية تتكشف عن تأزم عميق على‬ ‫عدة أصعدة‪ ،‬ففي الخلط الثاني تكشف‬ ‫الحاجة إلى إثبات إمكانات وقدرات األنثى‬ ‫عما يحيل كل تجربة خاصة إلى نموذج‬ ‫يمكن تعميمه‪ ،‬فيجعل على سبيل المثال‬ ‫اً‬ ‫نجاح مديرة األعمال‬ ‫تدليل على قدرات‬ ‫المرأة االقتصادية‪ ،‬لكن واقع هذا األداء‬ ‫الداللي لن يفيد إال في المحاججة والمجادلة‬ ‫فقط‪ ،‬قد نتغلب بالرأي من خالل سردنا‬ ‫للنماذج الفردية كلبنى العليان اً‬ ‫مثل‪ ،‬لكن‬ ‫ربة المنزل أو حتى الموظفة لن تلهمها‬ ‫ام��رأة تدير آالف الموظفين وتتصرف‬ ‫بالماليين وأكثر وقد تؤثر بقرارات الغرفة‬ ‫التجارية‪ ،‬هذا ألن الفرد على المستوى‬ ‫الشخصي ينظر إل��ى من يجده في مثل‬ ‫ظروفه وأحواله وينعكس فيه شيء من‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫لمياء السويلم‬

‫قضايا المرأة التي‬ ‫تمس الجوانب‬ ‫السلبية في‬ ‫مجتمعاتنا نالت‬ ‫النصيب األكبر من‬ ‫االهتمام في وسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬حيث‬ ‫ال يكاد يمر يوم‬ ‫دون أن نرى أو‬ ‫خبرا يدور‬ ‫نسمع ً‬ ‫حول قضية عنف‬ ‫جديدة أو مظهر‬ ‫من مظاهر الظلم‬ ‫تعرضت له المرأة‬ ‫نفسه‪ ،‬إن حالة ام��رأة واح��دة ليست من‬ ‫أع�لام النساء استطاعت خلع زوجها‬ ‫ستشكل حالة واقعية لجاراتها وسكان‬ ‫حارتها ومثالاً يمكن قياس أنفسهن عليه‪،‬‬ ‫ألنهن شهدن معاناتها اليومية وصراعها‬ ‫مع الحرية وما أثمر عنه قرارها الشجاع‪،‬‬ ‫كما أن تقييم وضع النساء في بلد ما ال‬ ‫يعتمد تعداد نماذج النجاح الفردي‪ ،‬فال‬ ‫يمكن بحال قياس حرية المرأة األلمانية من‬ ‫خالل رئيسة الوزراء أنجلينا ميركل‪ ،‬بل‬ ‫من خالل الماليين من النساء األلمانيات‬ ‫الالتي يملكن حقوقهن المدنية كاملة‪ ،‬في‬ ‫المقابل من يرأس دولة الفلبين هي امرأة‬ ‫أيضًا فهل يمكن اعتمادها اً‬ ‫دليل على وضع‬ ‫النساء الفلبينيات ومن ثم تساوي وضعهن‬ ‫مع نساء ألمانيا ‪ ،‬إنجلينا ميركل وجلوريا‬

‫اروي��و هما مثال النماذج الفردية التي‬ ‫تتعادل رغم اختالف الهوية والظروف‬ ‫وش��روط الواقع‪ ،‬لكن أن يتعادل العب‬ ‫فريق مع العب الفريق اآلخر بالمهارة ال‬ ‫يعني بشكل تعادل الفريقين‪ ،‬فالجزء يمثل‬ ‫الكل لكن يساويه والمجتمعات اإلنسانية‬ ‫أعقد وأوسع أفقًا من تناولها أفرادا ‪.‬‬ ‫ال��ن��م��اذج ال��ف��ردي��ة ن��ج��اح��ات شخصية‬ ‫وخاصة وليست حالة نبوة تدعو لالتباع‬ ‫والمجتمعات عموما والنساء هنا لسن‬ ‫بحاجة إل��ى االن��ب��ه��ار وال��ده��ش��ة بتلك‬ ‫النماذج‪ ،‬ال��م��رأة كفرد في مجتمعه ال‬ ‫تبحث عن حقيقة نجاح عالمة كحياة سندي‬ ‫أكثر ما تخضع لخيالها الخاص‪ ،‬والتغيير‬ ‫الذي تنشده النساء أو ينشده البعض لهن‬ ‫لن يتحقق في تعامله مع حياتها كسيرة‬ ‫مهنية تتطلع إلى األنموذج األفضل‪ ،‬بل‬ ‫من خالل اإلدراك لذلك المخيال الشعبي‬ ‫الذي يحركها ويشكل دوافعها على وجه‬ ‫واع‪ ،‬المورث المعرفي الجمعي‬ ‫غير‬ ‫ٍ‬ ‫للشعوب يكمن غالبًا في الالواعي من‬ ‫العقل‪ ،‬وليس في أي محاولة إلقناع األنثى‬ ‫بإمكاناتها وقدراتها ما يفيد طالما لم‬ ‫تتبصر بتلك القيود المعرفية التي تحكمها‬ ‫ويسميها المنظرون وه ًما‪ ،‬الوهم لصاحبه‬ ‫حقيقة‪ ،‬ومعاداته تساعد على ترسيخه‬ ‫أكثر من زحزحته ‪ ،‬ولتفكيك المسلمات‬ ‫والبداهات كونها الواعية باألغلب يحسن‬ ‫معادلتها بنماذج تمثلها كالمرأة التي عانت‬ ‫من زوجها واستطاعت خلعه أو المرأة‬ ‫التي أحالت مطبخها المنزلي إلى مطعم‬ ‫أو مهاراتها في النسيج إلى مشغل‪ ،‬هذه‬ ‫األمثلة البسيطة هي التي يمكن ألنثى‬ ‫الفرد البسيط أن تعيها وتحاكيها‪ ،‬علينا أن‬ ‫نواجه المتدين بمتدين ال بملحد والشيوعي‬ ‫بشيوعي ال بمسلم‪.‬‬ ‫كاتبة وباحثة سعودية‬ ‫‪60‬‬


‫قراءات‬


‫قراءات‬

‫كتب‬

‫الدولة الصامتة‪:‬‬

‫كيف تسبب اليساريون واليمينيون في كسر‬ ‫بريطانيا وكيف يمكن إصالح ذلك؟‬ ‫فيليب بلوند‬ ‫يتراجع مستوى ثقة البريطانيين بالنظام السياسي بينما‬ ‫تناضل بريطانيا للخروج من حالة الركود التي أصابتها‬ ‫بالشلل‪ ،‬وقد نُشر الكثير العام الماضي بشأن األوضاع‬ ‫السيئة التي يعيشها النظام السياسي البريطاني‪ .‬وفي‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬يرى فيليب بلوند أن التغيير الجذري وحده‬ ‫هو الذي يمكن أن يساعد على مواجهة المشكالت التي‬ ‫يعانيها هذا البلد‪ ،‬وينتقد بلوند كلاً من أحزاب العمل‬ ‫والمحافظين ويعرض لنا اتجاهًا جديدًا يُطلق عليه‬ ‫االتجاه التقدمي المحافظ من أجل استعادة المساواة‬ ‫وتقوية االقتصاد‪ ،‬وهذا الكتاب المثير والممتع يعرض‬ ‫رؤية مختلفة بشأن مستقبل بريطانيا ويطلب من القارئ‬ ‫أن يتأمل جديًا االفتراضات السياسية طويلة األمد‪،‬‬ ‫وبالرغم من أن الحلول المقترحة في الكتاب لها أهميتها‬ ‫فإن قيمة الكتاب الحقيقية تتمثل في تسليطه أضواء‬ ‫كاشفة على مجتمع حاد عن الطريق الصحيح‪.‬‬

‫الغالف‬

‫األسرار والمراقبة وأسطورة الديمقراطية البريطانية‬

‫هيذر بروك‬

‫الفضيحة التي كُشف النقاب عنها أخي ًرا بشأن نفقات‬ ‫رئيس الوزراء البريطاني‪ ،‬جوردون براون‪ ،‬أظهرت‬ ‫مدى استغالل من هم في السلطة لألموال العامة‪ ،‬وقد‬ ‫هزت هذه الفضيحة ثقة البريطانيين في الحكومة‪،‬‬ ‫وكما يتضح من كتاب بروك‪ ،‬فإن الفضيحة ليست‬ ‫سوى مجرد قمة لجبل الجليد‪ ،‬ويبين كتاب "الدولة‬ ‫الصامتة" غياب الشفافية على كل مستويات‬ ‫الحكومة‪ ،‬ويرى بروك أنه بدون حرية الوصول إلى‬ ‫معلومات تتعلق بتبديد أموال دافعي الضرائب‪ ،‬لن‬ ‫تنعم بريطانيا أبدًا بالديمقراطية بمعناها الحقيقي‪،‬‬ ‫وهيذر بروك صحفي عُرف عنه اهتمامه بالدعوة إلى‬ ‫إجراء تحقيقات بشأن المخصصات المالية اإلضافية‬ ‫لرؤساء الوزراء‪ .‬ويكشف الكتاب مدى الفساد‪ ،‬الذي‬ ‫أصاب الديمقراطية البريطانية‪ ،‬ويوضح مدى ضآلة‬ ‫المعلومات‪ ،‬التي تصل إلى العامة والتي يمكن أن‬ ‫تساعدهم على تقييم أداء من ينتخبونهم‪ ..‬ونتيجة‬ ‫للفضائح المتعددة التي شهدها العام الماضي‪ ،‬يتشكك‬ ‫الناخبون بالفعل في الكثير من القضايا المطروحة في‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬لكن عرض المؤلف للعديد من الحقائق‬ ‫التي ال تقبل الشك في كتابه بمثابة تأكيد علي مدى‬ ‫الفساد الذي تعيشه البالد وكيف يتم تبديد أموال دافعي‬ ‫الضرائب‪.‬‬

‫حرب الضرورة‬ ‫وحرب االختيار‬

‫الغالف‬

‫الغالف‬

‫ريتشارد هاس‬ ‫ريتشارد هاس‪ ،‬رئيس مجلس العالقات الخارجية‪ ،‬يقدم لنا رؤية كاشفة لبعض األحداث المهمة جدًا التي وقعت أخي ًرا في العالم‪ .‬ويقترح من خالل كتابه "حرب‬ ‫الضرورة وحرب االختيار" كيف يمكن للواليات المتحدة تطبيق الدروس المستفادة من الحرب في العراق وحرب الخليج عام ‪ 1991‬والنزاع المستمر‪ .‬ويري‬ ‫هاس أن هذه الدروس يمكن أن تسمح للحكومة األمريكية بأن تجعل القرارات التي من شأنها تحسين وضع الدولة في العالم قيد التنفيذ‪ ،‬وأن تتجنب تكرار‬ ‫األخطاء التي حدثت‪ .‬ويرى هاس أن العمل العسكري قد ال يؤدي إلى تحسينات طويلة األجل في األمن العالمي بشكل يجعلها تتناسب مع التكاليف البشرية‬ ‫والمالية للنزاع‪ .‬والكتاب في جوهره عبارة عن مذكرات من حياة المؤلف كدبلوماسي‪ ،‬وهو يتمحور حول الحربين اللتين كانتا تمثالن أبرز األحداث في حياته‬ ‫المهنية‪ .‬والتفاصيل األكثر إثارة لالهتمام هي تلك المتعلقة بعمله داخل الحكومة‪ ،‬وفي حين أن االستنتاجات حول الحربين ال تأتي بجديد‪ ،‬يُوصى بقراءة الكتاب‬ ‫من كل مهتم بتفاصيل السياسة الخارجية‪.‬‬

‫تقارير‬

‫تقوية نظام حظر االنتشار النووي‬ ‫مجلس العالقات الخارجية األمريكي‬ ‫استضافت إدارة أوباما أخي ًرا قمة األمن النووي وذلك لتأمين‬ ‫المواد النووية في مختلف أنحاء العالم ضد الخطر الذي‬ ‫تفرضه الجماعات اإلرهابية‪ ،‬خاصة أنه من المتفق عليه‬ ‫منذ فترة طويلة أن التكنولوجيا النووية قادرة على إحداث‬ ‫دمار ضخم‪ ،‬كما أن معاهدات حظر االنتشار النووي تعاني من‬ ‫الفشل‪ ،‬وذلك حسب ما جاء في تقرير تحت عنوان "تقوية‬ ‫نظام حظر االنتشار النووي" صادر عن مجلس العالقات‬ ‫الخارجية األمريكي‪ ،‬وكانت كوريا الشمالية قد انسحبت من‬ ‫معاهدة حظر االنتشار النووي عام ‪ ،2003‬وقامت منذ ذلك‬ ‫الحين بإجراء تجربتين نوويتين‪ .‬وبينما ال تزال إيران من‬ ‫الدول األطراف في المعاهدة‪ ،‬قامت طهران بتطوير القدرة‬ ‫على تخصيب كميات كبيرة من اليورانيوم‪ .‬ويقدم التقرير‬ ‫رؤية تتسم بالعمق حول عوامل القلق الحالية وما يمكن القيام‬ ‫به للتعامل معها‪ ،‬ويقدم معد التقرير بول ليتو إسها ًما مه ًما‬ ‫حول هذا الموضوع الذي يتسم بأهمية كبيرة‪ ،‬وفي ضوء‬ ‫حقيقة أن تلك القضية برزت أخي ًرا في نقاشات السياسة‬ ‫الخارجية‪ ،‬جاء صدور هذا التقرير في التوقيت المناسب‪.‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫س‪:‬‬ ‫حرب قاسية وسالم قا ٍ‬

‫انتهاكات حركة الشباب والحكومة االنتقالية‬ ‫االتحادية وقوات االتحاد اإلفريقي في الصومال‬ ‫منظمة هيومن رايتس ووتش‬

‫يستمر العنف في الصومال دون توقف‪ ،‬وهو ما أدى إلى دعوة منظمة هيومن رايتس ووتش‬ ‫القوى الخارجية بشكل متكرر إلى التعامل مع هذا الوضع بطريقة أفضل‪ ،‬وقد توصل تقرير صدر‬ ‫أخي ًرا عن المنظمة تحت عنوان "حرب قاسية وسالم قاس‪ :‬انتهاكات حركة الشباب والحكومة‬ ‫االنتقالية االتحادية وقوات االتحاد اإلفريقي في الصومال" إلى أن حركة الشباب اإلسالمية‬ ‫المسلحة‪ ،‬والنشطة في المناطق الجنوبية‪ ،‬تقوم بإنزال‬ ‫عقوبات قاسية وتتسم بالعنف بالسكان‪ ،‬فبينما حققت‬ ‫الحركة استقرا ًرا في الوضع السياسي‪ ،‬كان ثمن ذلك‬ ‫االستقرار باهظًا خاصة بالنسبة للمرأة‪ ،‬وذلك طبقًا‬ ‫للمنظمة‪ ،‬حيث يتناول التقرير‪ ،‬معتمدًا على مقابالت‬ ‫كثيرة‪ ،‬العقوبات التي أنزلتها الحركة بالسكان مثل‬ ‫عقوبة الجلد وبتر األعضاء‪ ،‬ويحث التقرير المعنيين‬ ‫بحل النزاع في الصومال بالتوقف عن غض الطرف‬ ‫عن انتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬وتتم اإلشارة إلى أن دولة‬ ‫إريتريا المجاورة ساعدت حركة الشباب في الحصول‬ ‫على األسلحة مما أطال من فترة فرض الحركة لقبضتها‬ ‫على السكان‪ ،‬ويدعو التقرير الالعبين الدوليين إلى‬ ‫إعادة تقييم سياسياتهم تجاه الصومال وإلى المساعدة‬ ‫في إنهاء الحصانة التي تتسبب في تفاقم تلك االنتهاكات‬ ‫لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫إصدارات‬ ‫كتب‬

‫العدد ‪1548‬‬

‫قراءات‬

‫تقارير‬

‫‪57‬‬


THE MAJALLA

31


‫اإلقتصاد العالمي‬ ‫المتالزمة البريطانية‬

‫الخطوة التي جاءت متأخرة تعاني العديد من‬ ‫جوانب القصور‪ ،‬حيث يجب أن يلعب المجلس‬ ‫نفس الدور الذي كانت تلعبه المؤسسة النقدية‬ ‫األوروبية قبل أن يحل محلها البنك المركزي‬ ‫األوروبي‪.‬‬

‫القصة ال تنتهي عند هذا الحد‪ ،‬فمن بين‬ ‫الخالفات األخرى بين الدول األعضاء في‬ ‫مجلس التعاون الخليجي أن الكويت قامت‬ ‫في عام ‪ ،2007‬بوقف ربط عملتها بالدوالر‬ ‫األمريكي‪ ..‬مما أصاب االتحاد النقدي الخليجي وباعتباره اللبنة األولى في تأسيس المصرف‬ ‫بصفعة قوية‪ ،‬وتلى هذا اتفاق بين المصرفيين المركزي الخليجي المنشود‪ ،‬كان الهدف من‬ ‫المركزيين العرب على وضع سياسات المجلس النقدي تنسيق سياسات الدول األربع‬ ‫مستقلة في التعامل مع التضخم المتزايد‪ .‬والتخطيط لتطبيق فكرة المصرف المركزي‬ ‫عندما قامت المملكة المتحدة بالتخلي عن اليورو بصورة تدريجية‪ ،‬إال أن المجلس‪ ،‬ومنذ إنشائه‬ ‫طواعية‪ ،‬كان لديها تحفظات تتعلق بااللتزامات عام ‪ ،2008‬أمضى وقتًا في إجراء البحوث‬ ‫االقتصادية والمالية والسياسية‪ ،‬التي سوف يفوق الوقت الذي أمضاه في بناء إطار مؤسسي‬ ‫يتعين عليها الوفاء بها‪ ،‬وبالمثل‪ ،‬اتخذت عمان لالتحاد النقدي‪ ،‬ولم يقرر المجلس بعد سياسات‬ ‫في عام ‪ 2008‬قرارًا باالنسحاب من االتحاد ربط العملة الخاصة باالتحاد‪ ،‬ولم يحدد‬ ‫النقدي بنا ًء على عجزها عن الوفاء بالشروط األساليب النقدية المشتركة ولم يتوصل إلى‬ ‫المسبقة لالتحاد النقدي في عام ‪.2010‬‬ ‫نظام موحد لمواجهة األزمات المالية‪.‬‬ ‫وحتى يحفظ المصرفيون المركزيون‬ ‫الخليجيون ماء وجوههم ويحاولوا استعادة‬ ‫ما فقدوه من زخم‪ ،‬قاموا في عام ‪،2008‬‬ ‫بإعداد مسودة التفاقية نهائية لالتحاد النقدي‬ ‫واتفقوا على تأسيس مجلس نقدي من أجل‬ ‫تمهيد الطريق أمام تأسيس مصرف مركزي‬ ‫مشترك في عام ‪ ،2008‬بيد أن هذا لم يحُل دون‬ ‫االنسحاب اإلماراتي في عام ‪.2009‬‬ ‫ُرجع كثيرون انسحاب‬ ‫فمن الوهلة األولى‪ ،‬ي ِ‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة إلى قرار مجلس‬ ‫التعاون بأن يكون مقر المصرف المركزي‬ ‫المشترك في المملكة العربية السعودية وليس‬ ‫في دولة اإلمارات‪ ،‬بعد أن كانت اإلمارات‬ ‫العربية هي الدولة األولى التي قدمت طلبًا‬ ‫باستضافة المصرف المركزي الخليجي على‬ ‫أراضيها وذلك في عام ‪ ،2004‬إضافة إلى‬ ‫حقيقة أنها ال تستضيف حاليًا أي مؤسسات‬ ‫تابعة لمجلس التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫و يُظهر المزيد من البحث أن دولة اإلمارات‬ ‫العربية المتحدة لديها تحفظات فيما يتعلق‬ ‫باالتحاد ككل‪ ،‬حيث تعتقد أن "التطبيق‬ ‫التدريجي لعملة قياسية من جانب دول مجلس‬ ‫التعاون خالل فترة زمنية معقولة يعد ضروريًا‬ ‫الختبار سياستهم النقدية الموحدة وتقييم ما يمكن‬ ‫تعديله قبل تطبيقها في االقتصاد‪ ،‬وكذلك تقييم‬ ‫مدى تأثيرها على النظم المصرفية الخليجية"‪،‬‬ ‫معتبرةً االتحاد األوروبي نموذجًا في هذا‬ ‫الصدد‪ ،‬ومن الواضح أن هذا لم يحدث‪ ،‬وبنا ًء‬ ‫عليه لم تنضم اإلمارات مثلها مثل عمان لالتحاد‬ ‫بهدف تجنب المخاطرة‪.‬‬ ‫المجلس النقدي الخليجي‬ ‫ربما كان تأسيس المجلس النقدي الخليجي‬ ‫عام ‪ ،2008‬بمثابة بداية أخذ العملة الموحدة‬ ‫للطابع المؤسسي‪ ،‬ورغم ذلك ال تزال هذه‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫النقدي من التداعيات السلبية‪ ،‬التي كان يمكن‬ ‫أن تنجم عن غياب بريطانيا من االتحاد‪ ،‬أما‬ ‫انسحاب اإلمارات وعمان من االتحاد الخليجي‬ ‫كان معناه حرمانه من الكثير من النفوذ‬ ‫االقتصادي‪.‬‬

‫كانت أجندة توحيد العملة األوروبية قد‬ ‫تعرضت لالنتقاد باعتبار االتحاد النقدي أولوية‬ ‫مقدمة على االتحاد السياسي‪ ،‬كما تعرض‬ ‫االتحاد األوروبي لالنتقاد فيما يتعلق بالفشل‬ ‫الذي كان متوقعًا فيما يتعلق بتخفيف التفاوت‬ ‫في معدالت البطالة‪ ،‬نظرًا لعدم مرونة أسواق‬ ‫العمل وصعوبة الهجرة بين المناطق المختلفة‪،‬‬ ‫وعندما يوجه مثل هذا االنتقاد لالتحاد النقدي‬ ‫الخليجي‪ ،‬فإنه يعد انتقادًا دقيقًا إلى حد ما‪ ،‬ففي‬ ‫الواقع تعد دول الخليج غير قادرة على إقامة‬ ‫أجندة سياسية متسقة فيما بينها‪ ،‬كان هذا هو‬ ‫سبب انسحاب دولتين وتأجيل إقامة االتحاد‬ ‫ويُقال إن اختيار محافظ مؤسسة النقد العربي ككل‪.‬‬ ‫السعودي كأول رئيس للمجلس النقدي الخليجي‬ ‫يهدف إلى إحياء الطموحات فيما يتعلق بمستقبل كما أن مناقشة السياسيات النقدية‪ ،‬التي سوف‬ ‫المجلس وبالتبعية مستقبل االتحاد النقدي‪ ،‬وقد تستخدم لتنظيم معدالت البطالة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫أعلن الرئيس الجديد للمجلس‪ ،‬محمد الجاسر‪ ،‬قضايا ثانوية أخرى‪ ،‬تعد من األمور السابقة‬ ‫أن األولوية للمجلس سوف تكون هي "صياغة ألوانها‪ ،‬على اعتبار أن الدول األعضاء ال‬ ‫اإلطار القانوني والتنظيمي للمصرف المركزي تزال عليها تحقيق المتطلبات الضرورية من‬ ‫بالتنسيق مع المصارف المركزية أو مؤسسات أجل إقامة منطقة جيدة للعملة‪ ،‬وال يعني هذا أن‬ ‫تنظيم األمور الخاصة بمعدالت البطالة بين دول‬ ‫النقد في الدول األعضاء"‪.‬‬ ‫اً‬ ‫تعان‬ ‫الخليج يعد أمرًا‬ ‫مستحيل‪ ،‬فعلى النقيض لم ِ‬ ‫دول الخليج من مشكالت فيها يتعلق بالهجرة وال‬ ‫النموذج األوربي في األذهان‬ ‫من التنوع في التقاليد واللغات‪ ،‬وهي المشكالت‬ ‫لم يكن قرار مجلس التعاون الخليجي بتأجيل التي تتعرض لها الدول األوروبية‪ ،‬ولهذا‬ ‫االتحاد النقدي حتى عام ‪ 2013‬مفاجئًا‪ ،‬وذلك السبب يمكن أن يكون التعامل مع البطالة أسهل‬ ‫في ضوء الضربات التي تعرض لها الواحدة بكثير بمجرد دخول االتحاد النقدي الخليجي‬ ‫تلو األخرى‪ ،‬لكن لماذا لم تصل قصة االتحاد حيز التنفيذ‪ ،‬وذلك مقارنة باالتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫النقدي الخليجي إلى نهاية مماثلة للنهاية التي ومن المفارقة‪ ،‬أنه بينما استغرق االتحاد‬ ‫األوروبي وقتًا للتكيف‪ ،‬تريد دول مجلس التعاون‬ ‫توجت قصة االتحاد النقدي األوروبي؟‬ ‫الخليجي أن تحقق هذه القفزة الهائلة دون تدرج‪،‬‬ ‫بينما تتسم عملية اإلعداد بقدر من األهمية‪ ،‬تتسم وهذا يعد نوعًا من التهور‪ ،‬فاالتحاد األوروبي‬ ‫عملية التنفيذ بقدر أكبر من األهمية‪ ،‬وهذا هو استخدام عملة قياسية الختبار سياسته النقدية حتى‬ ‫ما مميز التجربة األوروبية على عكس نظيرتها يصل في النهاية إلى مرحلة تنفيذ سعر الصرف‬ ‫الخليجية حتى اآلن‪ ،‬فمجلس التعاون الخليجي‪ ،‬العائم‪ ،‬لكن دول مجلس التعاون الخليجي ال‬ ‫الذي يفترض أنه أقيم على غرار االتحاد تزال تقف حائرة بين ربط عملتها بالدوالر‪ ،‬أو‬ ‫األوروبي لم يقم بتنفيذ الكثير من خططه بسبب بسلة عمالت أو اختيار سعر صرف عائم‪ ،‬دون‬ ‫عدم الفاعلية فيما يتعلق بالتنسيق بين أعضائه اهتمام بوجود مرحلة انتقالية‪ ،‬وقد عزز ذلك‬ ‫وعدم قدرتهم على االنتقال من مرحلة التخطيط حالة التردد بين دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫إلى مرحلة التنفيذ‪ ،‬حيث يرجع جانب من نجاح‬ ‫االتحاد األوروبي إلى خطته الجيدة من أجل الطريق إلى العملة الخليجية الموحدة ربما‬ ‫عملة مشتركة‪ ،‬وهي الخطة التي تم تقسيمها إلى كان مفرو ًشا بنوايا شبيهة بالنوايا األوروبية‪،‬‬ ‫عدد من المراحل‪ ،‬التزمت بها الدول األعضاء ولكن المعركة المستمرة ضد التضارب‬ ‫باالتحاد‪ ،‬لكن ال يزال هناك تأخير في تنفيذ دول والفوضى االقتصادية الحالية أدى إلى إرجاء‬ ‫مجلس التعاون ألجندتها‪ ،‬ولم تقم سوى بإقامة النهاية السعيدة‪ .‬والمرحلة القادمة ينبغي‬ ‫مجلس نقدي ال يمارس سوى بعض األنشطة أن تشهد قيام الدول األربع المتبقية بإجراء‬ ‫تغييرات كبيرة‪ ،‬فيما يتعلق بالتنسيق فيما‬ ‫وذلك كخطوة أولى‪.‬‬ ‫بينها‪ ،‬وإذا لم يحدث هذا‪ ،‬فإن قصة العملة‬ ‫وكثرة عدد الدول ذات االقتصادات المستقرة الخليجية الموحدة سوف تبقى بال نهاية مثل‬ ‫في االتحاد األوروبي أدت إلى حماية االتحاد حكايات ألف ليلة وليلة‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫اإلقتصاد العالمي‬

‫تأجيل النهاية السعيدة‬ ‫القصة الحقيقية للعملة الخليجية الموحدة‬ ‫بقلم ‪ :‬وسام شريف‬ ‫أثبتت العملة الخليجية الموحدة أنها تمثل هدفًا جوهريًا بالنسبة لدول الخليج وركيزة أساسية لتحقيق التكامل االقتصادي المنشود فيما بينها‪ ،‬بيد‬ ‫أنه بالرغم من المكاسب المتوقعة لالتحاد النقدي فإن ثمة عقبات كثيرة تقف في طريق تحقيق هذا الهدف‪.‬‬

‫من منا ال يعرف حكايات ألف ليلة وليلة‬ ‫الشهيرة ‪ ..‬هذا العمل الروائي الرائع الذي يضم‬ ‫عددًا من القصص تم جمعها على مدار قرون‬ ‫من الزمان‪ ،‬ولم يتوقف أبدًا عن تقديم المزيد‬ ‫والمزيد من القصص المثيرة والروايات‬ ‫الجديدة‪ ،‬في كل ليلة تروي شهرزاد للملك‬ ‫قصة مثيرة تجعله في حالة ترقب شديد‪ ،‬ثم‬ ‫تتركه مع طلوع الفجر دون أن تكمل القصة‪،‬‬ ‫مؤجلة بذلك نهاية القصة إلى الليلة التي تليها‪.‬‬ ‫والحلم الذي يراود دول الخليج بتوحيد عملتها‬ ‫يشبه حكايات ألف ليلة وليلة في أنه قصة‬ ‫تتعدد فصولها وتمتلئ باألحداث المثيرة التي‬ ‫تترك المتابعين لها يتساءلون في دهشة‪ :‬لماذا‬ ‫لم يتحقق هذا الحلم إلى اآلن؟‬ ‫ظهرت فكرة العملة الخليجية الموحدة في‬ ‫البداية مع تأسيس مجلس التعاون الخليجي‬ ‫في عام ‪ 1981‬باعتبارها من بين األهداف‬ ‫المستقبلية األساسية للمجموعة‪ ،‬وبنا ًء على‬ ‫فكرة تشكيل كتلة اقتصادية قوية‪ ،‬أقرت‬ ‫الدول الست األعضاء في عام ‪،1982‬‬ ‫اتفاقية لتحقيق التكامل بين سياساتها المالية‬ ‫والنقدية والمصرفية‪ ،‬وكذلك تعزيز التعاون‬ ‫بين الوكاالت النقدية والمصارف المركزية‬ ‫بما في ذلك السعي لتوحيد العملة‪ ،‬وبخالف‬ ‫تأسيس منطقة للتجارة الحرة في عام ‪،1983‬‬ ‫كان التقدم الذي أحرزه المجلس في هذا‬ ‫الصدد متواضعًا‪ ،‬وبمرور الوقت‪ ،‬لم تعد‬ ‫أهداف الماضي على ما يبدو قابلة للتحقق في‬ ‫المستقبل القريب‪.‬‬ ‫لم تمض ‪ 20‬عا ًما على طرح الفكرة في‬ ‫المجلس للمرة األولى حتى طُرحت من‬ ‫جديد وبصورة أكثر جدية للنقاش بين دول‬ ‫المجلس‪ ،‬ولعل نجاح المرحلة الثالثة لالتحاد‬ ‫االقتصادي والنقدي األوروبي والتي من‬ ‫خاللها تبنت ‪ 11‬دولة أوروبية اليورو كعملة‬ ‫موحدة لها في عام ‪ ،1999‬كان بمثابة الحافز‬ ‫للدول األعضاء في مجلس التعاون الخليجي‬ ‫على إحياء الفكرة من جديد‪.‬‬

‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫الحلم الذي يراود دول‬ ‫الخليج بتوحيد عملتها‬ ‫يشبه حكايات ألف ليلة‬ ‫وليلة في أنه قصة تتعدد‬ ‫فصولها وتمتلئ باألحداث‬ ‫المثيرة التي تترك المتابعين‬ ‫لها يتساءلون في دهشة‪:‬‬ ‫لماذا لم يتحقق هذا الحلم‬ ‫إلى اآلن؟‬ ‫ففي يناير‪ /‬كانون الثاني ‪ ،2001‬اتفق األعضاء‬ ‫على سن تشريع يقضي بتوحيد سياساتهم‬ ‫النقدية كخطوة أساسية نحو توحيد العملة‪،‬‬ ‫وتم إعداد جدول زمني لتحقيق االنسجام‬ ‫بين السياسات النقدية والمصرفية الخليجية‪،‬‬ ‫والذي بموجبه تم االتفاق على وضع تشريع‬ ‫لالتحاد النقدي بحلول عام ‪ ،2005‬متبوعًا‬ ‫بتحقيق االتحاد النقدي وتوحيد العملة في عام‬ ‫‪ ،2010‬وهذا بدوره تطلب اتفاقًا على ربط‬ ‫عمالت دول الخليج بالدوالر األمريكي إلى‬ ‫أن يتم تفعيل العملة الجديدة‪.‬‬ ‫وبصورة تدريجية‪ ،‬اكتسبت خطة توحيد‬ ‫العملة زخ ًما جديدًا نتيجة لتأسيس دول مجلس‬ ‫التعاون اتحادًا جمركيًا إضافة إلى تعريفة‬ ‫خارجية في عام ‪ ،2003‬وفي هذه المرحلة‪،‬‬ ‫كانت جميع الدول األعضاء قد ربطت عملتها‬ ‫بصورة جماعية بالدوالر األمريكي‪.‬‬ ‫ووعدت األجندة بأن تصبح كتلة دول مجلس‬ ‫التعاون الخليجي أكبر منطقة اقتصادية خارج‬ ‫منطقة اليورو إذا التزم الجميع بالخطة‪ ،‬لقد‬ ‫دفع استحواذ المنطقة على ‪ 45%‬من الموارد‬ ‫النفطية في العالم دول المجلس إلى االعتماد‬

‫بشكل مكثف على عوائدها النفطية‪ ،‬ومن ثم‬ ‫فإنه ليس هناك شيء أهم بالنسبة لدول مجلس‬ ‫التعاون من تخفيف الضغط على مخزونها‬ ‫من الذهب األسود وتنشيط قطاعات أخرى‬ ‫من اقتصاداتها‪ ،‬والمتوقع للعملة الموحدة أن‬ ‫تعزز التكامل في سياساتها وأن تزيد الشفافية‬ ‫في المنطقة‪ ،‬األمر الذي يمكن أن يؤدي‬ ‫بدوره إلى زيادة االستثمارات المشتركة بينها‬ ‫وتقوية النشاط التجاري نتيجة إزالة تكاليف‬ ‫التعامالت التجارية‪.‬‬ ‫ومن الناحية النظرية‪ ،‬كان االتجاه نحو‬ ‫تحقيق تكامل اقتصادي كامل أمرًا أكيدًا‪ ،‬لكن‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬كانت هناك العديد من‬ ‫جوانب القصور في التخطيط وتنسيق الجهود‬ ‫وتطبيق الخطط التي سبق إعدادها‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫االضطرابات الدولية‪ ،‬التي كان لها تأثير كبير‬ ‫في أن تظل العملة الخليجية الموحدة مجرد‬ ‫سراب وذلك خالل النصف الثاني من العقد‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫ربط العملة الموحدة بالدوالر األمريكي‬ ‫في البداية‪ ،‬أعلنت الدول األعضاء الست أن‬ ‫العملة الخليجية الموحدة سوف يتم ربطها‬ ‫بالدوالر األمريكي بمجرد أن ترى النور‪ ،‬وبنا ًء‬ ‫عليه‪ ،‬تم التوصل إلى اتفاق لربط عمالت دول‬ ‫مجلس التعاون بالدوالر األمريكي على أمل‬ ‫تحقيق اتحاد نقدي قبل إطالق العملة الجديدة‪،‬‬ ‫وقد شهد النصف األول من العقد الماضي ربط‬ ‫ست دول لعمالتها بالدوالر األمريكي بنا ًء‬ ‫على استقرار قيمته المرتفعة في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ومع اندالع األزمة االقتصادية‪ ،‬تراجعت‬ ‫قيمة الدوالر األمريكي وفقد جاذبيته مما‬ ‫أثار جدلاً حول االرتباط بالدوالر األمريكي‪،‬‬ ‫وبنا ًء عليه‪ ،‬بدأت دول الخليج في بحث‬ ‫خيار ربط عملتها بسلة منتقاة من العمالت‪،‬‬ ‫بما فيها اليورو أو نظام الصرف العائم‪.‬‬ ‫بل إن بعض الدول طالبت بأن يتم ربط العملة‬ ‫الموحدة بالذهب الستئصال الربا المحرم‬ ‫من األنظمة المالية اإلسالمية الخليجية‪،‬‬ ‫كل‪ ،‬فإن القضية ال تزال غير مؤكدة‪.‬‬ ‫وعلى ٍ‬ ‫‪54‬‬


‫حالة االقتصاد‬ ‫اقتصاد عالمي‬

‫المستثمر العالمي‬

‫األسواق‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫تأجيل‬ ‫النهاية السعيدة‬ ‫بقلم‬ ‫وسام شريف‬

‫العدد ‪1548‬‬

‫‪53‬‬


‫حوار‬


‫بروفايل‬

‫ويطلق عليه أتباعه األمير والقائد‪ ،‬ولم يعرف‬ ‫عن دراسته غير ما تقوله عنه وسائل اإلعالم‬ ‫اإليرانية ‪ ‬التي تذكر أنه تلقى ً‬ ‫شيئا من العلوم‬ ‫الدينية في المدارس الدينية في باكستان‪ ،‬وما‬ ‫إن عاد حتى انضم إلى حزب "الفرقان"‬ ‫المحظور ذي التوجهات السلفية‪ ،‬ونجاحه في‬ ‫إقناع أكثر أعضائه باالنخراط فيما بعد في‬ ‫صفوف "جند اللـه"‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد سجن ريجي‪ ‬لفترة قبل أن يعلن تمرده‬ ‫على السلطة اإليرانية وتقول السلطات‬ ‫اإليرانية إن اعتقاله تم في مدينة زاهدان بسبب‬ ‫خالفات قبلية‪ ..‬وقد حمل السالح وهو في سن‬ ‫التاسعة عشرة حيث أخذ يتصل برجال الدين‬ ‫السنة (المولويين ) في اإلقليم طالبًا دعمهم‬ ‫لحركته‪ ،‬لكنهم لم يعتنوا به وبطلباته‪.‬‬ ‫وق��د أعلنت "ح��رك��ة المقاومة الشعبية‪ ‬‬ ‫اإلي���ران���ي���ة " أن ه��دف��ه��ا ال��رئ��ي��س��ي‬ ‫ه���و"ال���دف���اع ع���ن ال��ح��ق��وق ال��ق��وم��ي��ة‬ ‫والمذهبية للقومية البلوشية وأه��ل السنة‬ ‫ف��ي إقليم سيستان بلوشستان"‪ .‬وتتهم‬ ‫السلطات اإليرانية "حركة المقاومة الشعبية‬ ‫اإليرانية " بأنها فرع لتنظيم ‪ " ‬القاعدة"‬ ‫ً‬ ‫أي��ض��ا ب��أن لها ع�لاق��ات مع‬ ‫فيما تتهمها‬ ‫ال��والي��ات المتحدة األمريكية وإسرائيل‪،‬‬ ‫والمجموعات الملكية االيرانية في الخارج‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬صارخا من‬ ‫تناقضا‬ ‫وهو ما يراه البعض‬ ‫واق��ع أنه ‪ ‬اليمكن أن يكون ريجي‪ ‬يتلقى‬ ‫الدعم من أمريكا والقاعدة في آن واحد‪.‬‬ ‫وفيما تتهم السلطات اإليرانية منظمة عبد‬ ‫المالك ريجي باإلرهاب والعمليات اإلرهابية‬ ‫تنقسم قوات المعارضة اإليرانية بين مؤيد لها‬ ‫وناقد ألعمالها‪ ..‬لكن الجميع يتفق على أن‬ ‫هذه العمليات تأتي كرد فعل على االضطهاد‬ ‫القومي والطائفي للقومية البلوشية والفقر‬ ‫وال����ح����رم����ان ال��م��ن��ت��ش��ري��ن ه���ن���اك‪.‬‬ ‫ثان من العام الماضي‬ ‫وفي نوفمبر‪/‬تشرين ٍ‬ ‫أعلن ريجي عن شروطه لوقف عمليات‬ ‫جماعته العسكرية ضد السلطات اإليرانية‪،‬‬ ‫منها‪" :‬إزالة قواعد الحرس الثوري وباقي‬ ‫القواعد العسكرية من سيستان بلوشستان‪،‬‬ ‫واإلف��راج عن السجناء السياسيين دون قيد‬ ‫أوشرط‪ ،‬وإقامة نظام فيدرالي في اإلقليم"‪،‬‬ ‫محذرً ا طهران من عدم االستجابة لشروطه‪،‬‬ ‫لكنها لم تستجب بالفعل‪.‬‬ ‫‪ ‬وأعتقل ‪ ‬زعيم " ‪ ‬جند اللـه "‪ ‬في عملية‬ ‫أث��ارت الكثير من التساؤالت حول قدرة‬ ‫إيران‪ ‬على تنفيذ تلك العملية من دون دعم أو‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫تعاون من جهاز مخابراتي‪ ،‬إقليمي أو دولي‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن����ه متهم‪ ‬ب���االرت���ب���اط ب��أك��ث��ر من‬ ‫جهة إستخبارية دول��ي��ة وإقليمية‪ ،‬فقد‬ ‫رُ س��م لعملية اعتقال ريجي الكثير من‬ ‫السيناريوهات‪ ،‬وسربت معظمها أوساط‬ ‫إيران الرسمية‪ ،‬ربما لغاية في نفس يعقوب‪.‬‬ ‫‪ ‬والالفت أن وزير االستخبارات اإليراني‪،‬‬ ‫حيدر مصلحي لم يكن هو الذي أعلن خبر‬ ‫اعتقال ريجي‪ ،‬إال أنه ‪ ‬تحدث عن تفاصيل‬ ‫االعتقال‪ ،‬وقد اختلفت في الكثير من مفرداتها‬ ‫عما ذك��ره ن��واب ب��ارزون في البرلمان‪،‬‬ ‫خصوصا فيما يتعلق بوجهة الطائرة التي‬ ‫ً‬ ‫كانت تقل ريجي من إسالم آباد إلى دولة‬ ‫عربية‪ ،‬بحسب البرلمانيين‪ ،‬وبالعكس‪ ،‬ومن‬ ‫دبي إلى قرغيزستان على حد ما قال مصلحي‪.‬‬ ‫‪ ‬أما وزير الداخلية‪ ،‬مصطفى محمد نجار‪،‬‬

‫رفض معظم زعماء‬ ‫المعارضة طريقة ريجي‬ ‫في المعارضة‪ ،‬التي‬ ‫تشبه ما تقوم به القاعدة‬ ‫وحركة طالبان مما دفعه‬ ‫إلى تغيير اسم حركته‬ ‫إلى ‪" ‬حركة المقاومة‬ ‫الشعبية اإليرانية"‬ ‫الذي كان يرافق الرئيس محمود أحمدي نجاد‬ ‫في جولة في إقليم خراسان المحاذي إلقليم‬ ‫سيستان بلوشستان‪ ،‬حيث ينتمي ريجي‪ ،‬فقد‪ ‬‬ ‫ذكر أن اعتقال زعيم " جند اللـه"‪ ،‬تم خارج‬ ‫األراضي اإليرانية‪.‬‬ ‫وتؤكد طهران أن العملية تمت برمتها‬ ‫دون االستعانة بالغير‪ ،‬لكن ‪ ‬جماعة " جند‬ ‫اً‬ ‫اللـه " المتهمة‬ ‫أصل بالتعاطي مع أجهزة‬ ‫مخابرات أمريكية وغربية‪ ،‬ومع مخابرات‬ ‫الجيش الباكستاني‪ ،‬اتهمت هذه األجهزة‬ ‫بالتواطؤ م��ع إي���ران العتقال زعيمها‪،‬‬ ‫وذهب متحدث باسمها " عبد ال��رؤوف "‬ ‫إلى القول إن القوات األمريكية اعتقلت‬ ‫ريجي في أفغانستان وسلمته إلي��ران في‬ ‫إط��ار صفقة لم يذكر ً‬ ‫شيئا من تفاصيلها‪.‬‬

‫وينفي هذه الفرضية الكثير من المشتغلين‬ ‫بالعمل السياسي المعارض إليران في شأن‬ ‫أدائها مع القوميات‪ ،‬وتحدي ًدا البلوشية‪.‬‬ ‫ويتحدث ه��ؤالء عن دور المال اإليراني‬ ‫في شراء ذمم ضباط في مخابرات الجيش‬ ‫الباكستاني‪ ،‬الداعم األساسي لريجي بحسب‬ ‫طهران‪ ،‬والحصول بالتالي على معلومات‬ ‫عن تحركاته‪ ،‬ساعدت بالتالي في اعتقاله‪،‬‬ ‫فيما ترى فرضية أخرى أن تكون إسالم آباد‬ ‫اعتقلت ريجي وسلمته لطهران‪ ،‬كما فعلت مع‬ ‫شقيقه" عبد الحميد" من قبل‪ ،‬ولكنها فضلت‬ ‫أال تكون في الصورة ألسباب لها صلة‬ ‫بملف القوميات‪ ،‬واإلرهاب المعقد في هذه‬ ‫المنطقة‪ ،‬وترجح مصادر أن تكون باكستان‬ ‫هي التي سلمت ريجي بعد ضغوط مارستها‬ ‫إيران‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بخط الغاز الذي‬ ‫يمر عبر أراضي باكستان إلى الهند‪ ،‬حيث‬ ‫وعد السفير الباكستاني في طهران‪ ،‬محمد‬ ‫عباسي بأن تكشف األيام المقبلة المزيد عن‬ ‫" تعاون إيراني باكستاني " العتقال ريجي‪.‬‬ ‫وي��رى خبراء أن ريجي ال��ذي تحول‪ ‬إلى‬ ‫معضلة أمنية طوال السنوات الخمس الماضية‪،‬‬ ‫لن يُخمد اعتقاله نشاط حركته المزعج إليران‬ ‫والذي تندد به الفاعليات السنية في المنطقة‪،‬‬ ‫وعموم البلوش اإليرانيين‪ ،‬مادام الحرمان‬ ‫والفقر‪ ،‬يسيطران على منطقة تصنفها‪ ‬‬ ‫السلطات نفسها وبعد مرور ثالثين عامًا على‬ ‫انتصار الثورة في خانة المناطق المحرومة‪.‬‬ ‫وإذا صحت رواية الكاتب األمريكي سيمور‬ ‫هرش في مجلة " نيويوكر" وما جاء في مقاله‬ ‫يوم ‪ 29‬يونيه‪/‬حزيران ‪ ،2008‬بشأن أمر‬ ‫من الرئيس األمريكي السابق جورج بوش‬ ‫لالستخبارات األمريكية بدعم جماعة " جند‬ ‫اللـه"‪ ،‬وهو كالم دعمته صحيفة " نيويورك‬ ‫تايمز"‪ ،‬التي نقلت عن أحد كبار المسئولين‬ ‫السابقين في وكالة االستخبارات األمريكية‬ ‫‪ CIA‬روبرت باير‪ ،‬أن " جند اللـه" واحد‬ ‫من التنظيمات اإليرانية المعارضة التي‬ ‫تحظى بدعم وكالة المخابرات المركزية من‬ ‫خالل قواعدها الخاصة بها‪ ،‬التي يستغلها‬ ‫ً‬ ‫أيضا جنود من قوات العمليات الخاصة‬ ‫األمريكية في ممارسة مايسمى بـ" حروب‬ ‫الظل " على إي��ران‪ ،‬ف��إن العارفين ال‬ ‫ّ‬ ‫يشكون أب ًدا أن إيران‪ ،‬ستظل تواجه المزيد‬ ‫من حركات التمرد على شاكلة ريجي‪ ،‬إذا‬ ‫لم تعمد إلى حل مشكلة القوميات بعي ًدا عن‬ ‫النظرة األمنية الضيقة‪ ،‬والتي تجعل كل‬ ‫من يطالب بحقوقه القومية‪ ،‬في منظومة‬ ‫العمالء والخونة ‪..‬والمرتدين‪..‬المحاربين‬ ‫للـه وللرسول ‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫بروفايل‬

‫سلطان الرعب‬ ‫عبد المالك ريجي زعيم حركة‬ ‫المقاومة الشعبية اإليرانية‬

‫كان يحلم بزعامة مبكرة لبني قومه" البلوش‬ ‫السنة" المنقسمين إلى قبائل‪ ،‬وإقامة دولة‬ ‫بلوشستان الموحدة التي قسمها الغزو‬ ‫البريطاني إلى ثالثة أقاليم تتوزع بين إيران‬ ‫وباكستان وأفغانستان‪،‬واتخذ من أسامة بن‬ ‫الدن‪ ،‬ومن أبي مصعب الزرقاوي ‪ ‬نموذجً ا‬ ‫له عندما‪ ‬وزع أول شريط فيديو له‪ ،‬وهو‬ ‫يعلن التمرد " السني" على الجمهورية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬غير أن الصور التي أظهرته‬ ‫وهو يأمر ألول مرة‪ ،‬بقتل شرطي إيراني‬ ‫تم خطفه مع ثمانية آخرين‪ ،‬لتتوالى بعد ذلك‬ ‫صور القتل على طريقة القاعدة في العراق‪،‬‬ ‫حولته ‪ -‬بنظر الكثر من اإليرانيين إلى قاتل‬ ‫مطلوب بدلاً من ثائر يدافع عن حقوق بني‬ ‫‪ ‬خصوصا بعد العملية التي تبناها في‬ ‫قومه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 18‬أكتوبر‪/‬تشرين أول من العام الماضي‬ ‫في بلدة سرباز‪ ،‬في منطقة "بيشين" جنوب‬ ‫إقليم سيستان بلوشستان ‪ ،‬وأودت بحياة ‪42‬‬ ‫من اإليرانيين بينهم ‪ 15‬من كبار قادة الحرس‬ ‫الثوري‪.‬‬ ‫إنه عبد المالك ريجي المولود في بداية انتصار‬ ‫الثورة اإلسالمية في إي��ران العام ‪،1979‬‬ ‫والذي ‪ ‬أجمع المحافظون واإلصالحيون على‬ ‫تسميته بـ"سلطان الرعب"‪ .‬‬ ‫هو أخ ألربعة أشقاء‪ ،‬أحدهم هو عبد الحميد‬ ‫ال��ذي سلمته السلطات الباكستانية إليران‬ ‫التي سربت أن��ه‪ ‬أع��دم ث��م تراجعت بعد‬ ‫اعتقال عبد المالك وقالت إنه حي‪ ،‬و الثاني‬ ‫ُقتل قبل أربع سنوات قبل أن يعلن ريجي‪ ‬‬ ‫انطالق ال��ش��رارة األول��ى لحركته " جند‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫اللـه "‪ ‬في إقليم بلوشستان قبل ‪ 5‬سنوات ‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد أث��ار مقتل شقيقه‪ ‬غضب عبدالمالك‬ ‫الشاب ال��ذي لم يتجاوز عمره آن��ذاك ‪23‬‬ ‫عامًا والذي ينتمي إلى قبيلة ريجي – إحدى‪ ‬‬ ‫كبرى القبائل البلوشية – فجمع ع��د ًدا من‬ ‫رفاقه للقيام بعمليات مسلحة ضد القوات‬ ‫الحكومية في اإلقليم‪ ،‬وله شقيق آخر يقال‬ ‫إنه المنظر الحقيقي لجماعة "جند اللـه"؛‬ ‫وأن ريجي مجرد قائد ميداني للتنظيم‪.‬‬ ‫ح��اول ريجي أن يطرح نفسه مدافعًا عن‬ ‫السنة والبلوش في اإلقليم المحروم إال أن‬ ‫عملياته العسكرية التي لم تميز بين ماهو‬ ‫ديني وسياسي حين فجرأحد أتباعه نفسه‬ ‫في مسجد‪ ،‬أزعجت ق��ادة السنة المعتدلين‬ ‫خصوصا مولوي عبد الحميد إسماعيل‬ ‫ً‬ ‫زه��ي‪ ،‬ال��ذي ك��رر وه��و يرحب باعتقال‬ ‫ريجي أنه يطالب بحقوق السنة والبلوش في‬ ‫إطار السلم األهلي ونبذ التطرف والعنف‪.‬‬ ‫ورفض معظم زعماء المعارضة طريقة ريجي‬ ‫في المعارضة‪ ،‬التي تشبه ما تقوم به القاعدة‬ ‫وحركة طالبان مما دفعه إلى تغيير اسم حركته‬ ‫إلى ‪" ‬حركة المقاومة الشعبية اإليرانية"‪.‬‬ ‫‪ ‬وحصل‪ ‬هذا التغيير بعد أن شعر ريجي بأنه‬ ‫يجب أن يتعلم ‪ ‬فنون العمل السياسي وتكتيكاته‪،‬‬ ‫إلى جانب العمل العسكري‪ ،‬الذي لم يجده‬ ‫ً‬ ‫أيضا حين تورط فيما أصبح يصنف في خانة‬ ‫" اإلرهاب" ‪ ‬دون أن ينجح من الخروج من‬ ‫جلباب العنف الطائفي إلى فضاء أرحب‪ ،‬وكان‬ ‫يحاول توسيع ‪ ‬نطاق جغرافية عمل حركته‪،‬‬ ‫وأخذ بالفعل يطرح مطالب قومية لم يحسن‬ ‫مزجها بدوافعه الطائفية برغم‪ ‬نصائح قدمها‪ ‬‬ ‫له‪ ‬بعض قادة فصائل المعارضة اإليرانية‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫حاول عبدالمالك ريجي أن يطرح نفسه مداف ًعا عن السنة‬ ‫والبلوش في اإلقليم المحروم إال أن عملياته العسكرية التي لم‬ ‫تميز بين ما هو ديني وسياسي حين فجر أحد أتباعه نفسه في‬ ‫صا مولوي عبد‬ ‫مسجد‪ ،‬أزعجت قادة السنة المعتدلين‪ ،‬خصو ً‬ ‫الحميد إسماعيل زهي الذي كرر وهو يرحب باعتقال ريغي‬ ‫أنه يطالب بحقوق السنة والبلوش في إطار السلم األهلي ونبذ‬ ‫التطرف والعنف‪.‬‬

‫وقال ذات يوم‪" :‬نعم إننا ندافع عن حقوق‬ ‫أه��ل السنة المحرومين المضطهدين مما‬ ‫يمارسه بحقهم النظام"‪ ،‬لكننا "نطالب بنظام‬ ‫ديمقراطي يحترم اعتقادات الناس ومذاهبهم"‪.‬‬ ‫وصرح عبد المالك في مقابلة مع صحيفة‬ ‫"أم��روز" اإليرانية في مايو‪/‬آيار ‪،2008‬‬ ‫أنه متمسك بهويته اإليرانية‪ ،‬نافيًا أن البلوش‬ ‫ً‬ ‫مضيفا أن‬ ‫يسعون إلى االنفصال عن إيران‪،‬‬ ‫غاية مطالبهم هو تحقيق العدالة والمساواة‬ ‫ضمن دولة فيدرالية مكونة من بلوشستان‬ ‫ذات سيادة؛ في مقاربة مع عدد من األحزاب‬ ‫البلوشية المعارضة التي تحظى بتأييد في‬ ‫اإلقليم‪.‬‬ ‫ولم يمنع هذا التحول من أن ‪ ‬تواصل إيران‬ ‫اتهام زعيم "جند اللـه" أو" حركة المقاومة‬ ‫الشعبية‪ ‬اإلي��ران��ي��ة" بأنه م��ارس أعمالاً‬ ‫إرهابية‪ ،‬في إقليم سيستان بلوشستان‪،‬‬ ‫وتعاون مع تجار المخدرات المنتشرون في‬ ‫اإلقليم‪ ،‬وأن مهربي المخدرات هم الذين‬ ‫قدموا الدعم لعبد المالك ريجي ومجموعته‬ ‫وذل��ك لفتح جبهة جديدة أم��ام ق��وات األمن‬ ‫والشرطة في اإلقليم حيث مولوه بالمال و‬ ‫السالح‪ ،‬إال أن عبد المالك ينفي ذلك ويقول إنه‬ ‫يؤمن سالحه من العسكريين اإليرانيين الذين‬ ‫يقوم بنزع سالحهم ومن أموال المتبرعين‪.‬‬ ‫‪ ‬ك��ذل��ك ك���ان ري��ج��ي و ف���ي مقابالته‬ ‫ال��ع��دي��دة م��ع ق��ن��اة " ال��ع��رب��ي��ة " وم��ع‬ ‫تليفزيون " ‪ ‬ص��وت أمريكا الفارسي"‬ ‫وبعض القنوات الفارسية المعارضة في‬ ‫المهجر‪ ،‬ينفي مثل هذه االتهامات وما فتأ يكرر‬ ‫أنه يسعى الستعادة حقوق الشعب البلوشستاني‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫العدد ‪1548‬‬


‫حوار‬ ‫االتجاه أصبح يتزايد حاليًا ورغم أن الخارجية‬ ‫المصرية تعتقد بالفعل أن العالقات ما بين مصر‬ ‫وسوريا عالقات إستراتيجية وينبغي أن تحفظ‬ ‫لها دائمًا الحد األدنى من الوجود‪ ،‬وأن الخصام‬ ‫المصري السوري ال ينبغي أن يكون له مكان‬ ‫وأنه ربما ال يكون المطلوب هو تجميد عالقات‬ ‫سوريا مع إيران‪ ،‬لكن المطلوب هو جر سوريا‬ ‫اً‬ ‫فمثل القضية الفلسطينية‬ ‫إلى الموقف العربي‪،‬‬ ‫هل هي قضية عربية أم قضية إقليمية وحلها‬ ‫هل يتم في إطار البيت العربي أم لكونها جزءًا‬ ‫من مشكلة إقليمية أكبر يصبح حلها ره ًنا بحل‬ ‫مشكالت أخرى‪ ،‬وبالتالي صعوبة حل القضية‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫‪ :‬في هذا اإلطار يتحدث البعض عن أن‬ ‫تحسن العالقات بين مصر والسعودية وتقارب‬ ‫وجهات النظر بين البلدين يأتي من الشعور‬ ‫بالخطر اإليراني الذي يحدق بالمنطقة‪ ..‬بينما‬ ‫البعض اآلخر يرى أن هذه العالقة ترجع إلى‬ ‫العالقات الطيبة بين الرئيس مبارك والملك‬ ‫عبد اللـه ‪ ..‬كيف ترى هذا التقارب المصري‬ ‫السعودي ؟‬ ‫ـ فترة الخالف المصري السعودي في عهد‬ ‫الرئيس عبد الناصر في أعقاب الثورة اليمنية‬ ‫ألحقت أضرارً ا بالجانب المصري وأثبتت أن‬ ‫معادلة مصر في مواجهة السعودية هي معادلة‬ ‫غير صحيحة‪ ،‬والدرس المستفاد من هذه األزمة‬ ‫أن مصر ال ينبغي أن تكون في موقف النقيض‬ ‫من السعودية وأن عليها أن توفق أوضاعها مع‬ ‫أوضاع السعودية على نحو ما‪ً ،‬‬ ‫أيضا الظروف‬ ‫ً‬ ‫قد تغيرت والسعودية أصبحت مركزا للثروة في‬ ‫العالم العربي وزاد تأثيرها ونفوذها بزيادة حجم‬ ‫خزانتها وبزيادة قدرة تأثيرها ليس فقط على‬ ‫محيطها العربي‪ ..‬ولكن ً‬ ‫أيضا على محيطها‬ ‫اإلقليمي والعالمي‪ ،‬وعندما دخلت سوريا في‬ ‫هذا األمر كانت تتوافر لمصر ظروف مثالية‬ ‫كي تجعل من هذه العالقة الثالثية ضابط اإليقاع‬ ‫الموجود في هذا التحالف‪ ..‬لكن السؤال الذي‬ ‫يشغل عقل الجميع هو إل��ى أي حد وصلت‬ ‫العالقات السورية اإليرانية وهل ال تزال سوريا‬ ‫قادرة بالفعل على أن تأخذ قرارها وفق معطيات‬ ‫الموقف العربي فقط أم أن حجم المعونات‬ ‫اإليرانية المتزايد وكثافة العالقات السورية مع‬ ‫إيران يمكن أن تقلل أو تقيد خطوات سوريا في‬ ‫هذا االتجاه؟ هذا هو المحك‪ ،‬وينبغي أن نشير‬ ‫إلى ما قام به الرئيس بشار األسد من قبل عندما‬ ‫أعلن أنه سوف يذهب إلى مفاوضات أنابوليس‪،‬‬ ‫وهو ما أثار غضب إيران ووصل األمر إلى‬ ‫حد الخصام بسبب هذه القضية‪ ،‬لكن بشار صمم‬ ‫على هذه الخطوة‪ ،‬كما أن األسد كان من أوائل‬ ‫الذين انتقدوا التدخل اإليراني في أحداث اليمن‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫والصراع بين الحكومة والحوثيين‪ ،‬كل هذه‬ ‫المؤشرات تدل على أن سوريا ال تزال تتمتع‬ ‫بقدر من حرية الحركة في عالقتها مع إيران ‪..‬‬ ‫باإلضافة إلى أن سوريا كانت واقعة تحت تأثير‬ ‫العزلة الدولية‪ ،‬مما كان يغل يدها ويجعلها تتخذ‬ ‫مواقف معينة‪ ،‬أما اآلن فظروف العزلة على‬ ‫سوريا قد زالت ألن فرنسا فتحت لهم مخرجً ا‬ ‫لكسر هذه العزلة والرئيس أوباما مصمم على‬ ‫تغيير طبيعة العالقات األمريكية السورية برغم‬ ‫المحاوالت اإلسرائيلية للوقيعة وإلفشال هذا‬ ‫الجهد من جانب الرئيس أوباما‪ ،‬لكن أوباما‬

‫فترة الخالف المصري‬ ‫السعودي في عهد الرئيس‬ ‫عبد الناصر في أعقاب‬ ‫الثورة اليمنية ألحقت‬ ‫أضرا ًرا بالجانب المصري‬ ‫وأثبتت أن معادلة مصر‬ ‫في مواجهة السعودية هي‬ ‫معادلة غير صحيحة‬ ‫يرى أن التصالح األمريكي السوري ممكن‬ ‫وأن سوريا لديها رغبة حقيقية في السالم‪ ،‬وأن‬ ‫فرص السالم الشامل لو تهيأت لسوريا فسوف‬ ‫يخفف ذلك من غلواء عالقتها مع إيران‪.‬‬ ‫سهل؟‬

‫‪ :‬هل ضم سوريا إلى المثلث العربي أمر‬

‫ـ ال أستطيع أن أقول ذلك ألن النفوذ اإليراني‬ ‫أصبح له ركيزة كبيرة داخ��ل سوريا اآلن‪،‬‬ ‫وذلك على مستوى الجيش السوري ولدى طبقة‬ ‫السياسيين في سوريا وحتى في اختيار وزير‬ ‫الخارجية ليصبح نائبًا للرئيس السوري وهو ما‬ ‫يمثل رأس الحربة للنفوذ اإليراني في سوريا‪.‬‬ ‫‪ :‬من المالحظ أن العالقات المصرية مع‬ ‫الدول العربية ليست في أحسن حاالتها؛ فقطر‬ ‫في حالة ع��داء مع مصر والجزائر تخاصم‬ ‫مصر وحماس تتهم القاهرة بأنها طرف غير‬ ‫محايد في الصلح بينها وبين حركة فتح ‪ ..‬لماذا‬ ‫كل هذا العداء لمصر؟‬ ‫ـ ألن���ه���م ي���ظ���ن���ون م����ن ال����خ����ارج أن‬ ‫ً‬ ‫ض���ع���ف���ا ف����ي م���رك���ز م��ص��ر‪.‬‬ ‫ه����ن����اك‬

‫‪ :‬هل ضعفت مصر فعلاً ؟‬ ‫ـ ال أقصد أن دور المركز قد ضعف ولكن‬ ‫قدرته على تحقيق خططه ورؤيته اإلستراتيجية‬ ‫تراجع‪ ،‬فمشروع السالم يكاد يكون دمر بأكمله‬ ‫وأوق��ف نهائيًا مع نهاية عهد الرئيس بوش‬ ‫النحيازه الدائم إلسرائيل‪ ،‬وعندما حاول أوباما‬ ‫إحياء عملية السالم في وق��ت لم يكن لدى‬ ‫الفرقاء العرب بديل جاهز لديهم فال سوريا‬ ‫وال حماس أو قطر لديه بديل عن عملية السالم‬ ‫ً‬ ‫مأزقا‬ ‫وبالتالي كان منبر االعتدال العربي يعيش‬ ‫حقيقيًا لكن ما العمل؟ فجهود التسوية وصلت‬ ‫إلى حائط مسدود ولم يكن لدى المعتدلين إجابة‬ ‫واضحة وشفافة على هذا التوجه وبالتالي حدث‬ ‫ارتباك داخ��ل هذا المعسكر المعتدل وربما‬ ‫يكون قد أضعفه‪ ،‬وعندما ألقى أوباما خطبته‬ ‫من جامعة القاهرة احتفى المعتدلون العرب‬ ‫بهذا الخطاب واعتبروه بداية جديدة لكن عندما‬ ‫حدثت النكسة في عملية السالم وتراجع ردود‬ ‫أفعال أوباما على تصرفات نتنياهو وعناده‬ ‫واستمراره في بناء المستوطنات ومحاوالته‬ ‫لتهويد القدس هبطت معنويات التيار المعتدل‪،‬‬ ‫لكن األمور تغيرت أخيرً ا عندما طرأ متغير‬ ‫جديد يتعلق بالرؤية الجديدة للعسكرية األمريكية‬ ‫من أن إسرائيل باتت تشكل خطرً ا على الجنود‬ ‫األمريكيين في الشرق األوسط‪ ،‬وجاء تقرير‬ ‫ديفيد باتريوس ليشكل نقطة تحول إستراتيجية‬ ‫في رأس أوباما الذي قال في مؤتمر صحفي (إن‬ ‫حل مشكلة إسرائيل والفلسطينيين يشكل جزءًا‬ ‫مهمًا وحيويًا لمصلحة أمريكا وأمنها في الشرق‬ ‫األوسط كما يشكل أمرً ا حيويًا في الحفاظ على‬ ‫أمن جهودنا في المنطقة )هذا التصريح يعكس‬ ‫اعتقا ًدا بصحة تقرير باتريوس ‪ ..‬ويحمل ً‬ ‫أيضا‬ ‫طمأنينة كبيرة بأن أوباما الذي يظهر بمظهر‬ ‫الرئيس الضعيف يقوى تدريجيًا خاصة في‬ ‫ظل ارتفاع شعبيته داخليًا‪ ،‬فصحيح أن شعبيته‬ ‫ليست في نفس معدالتها عند ترشحه للرئاسة‬ ‫في العام الماضي كانت ‪ % 62‬تراجعت حاليًا‬ ‫بنسبة ‪ ،9%‬لكن تكون لدى الحزب الديمقراطي‬ ‫قناعة بأن أوباما جدير بالترشح لفترة رئاسة‬ ‫ثانية ‪ ..‬كل هذه الظروف تعكس ارتفاعً ا في‬ ‫الحالة المعنوية للتيار العربي المعتدل بينما‬ ‫تراجع تيار الممانعة الذي كان قد ارتفع قبل‬ ‫التغير في فكر أوباما األخير ‪ ..‬فالحالة المعنوية‬ ‫للتيارات العربية أشبه بمؤشر البورصة الذي‬ ‫يرتفع وينخفض مع كل منحنى من منحنيات‬ ‫السياسة األمريكية‪ ،‬وهو ما يعني ‪ -‬لألسف‪ -‬أن‬ ‫ً‬ ‫عاجزا عن أن يخلق‬ ‫التضامن العربي ال يزال‬ ‫اً‬ ‫بديل صحيحً ا وأن القوة الذاتية العربية ال تزال‬ ‫عاجزة عن خلق موقف عربي يستطيع أن‬ ‫يستمد قوته من عناصره الذاتية وأننا كعرب‪-‬‬ ‫لألسف‪ -‬ال نزال في مواقع االنتظار‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫حوار‬ ‫الدوليين بدخول أي أماكن في إيران دون سابق‬ ‫إنذار أو بإنذار محدود ال يتجاوز الساعة أو أقل‬ ‫من الساعة‪ ،‬وبالتالي كان خاتمي أكثر مرونة في‬ ‫التعامل مع الملف النووي ومع العالم الخارجي‪،‬‬ ‫لذا فإن التيار المحافظ يتهم اإلصالحيين بالتآمر‬ ‫على الثورة اإليرانية وبالتالي انزعجت النخبة‬ ‫الحاكمة في إيران من رسالة الرئيس أوباما في‬ ‫عيد النيروز عندما شعروا بأن أوباما يخاطب‬ ‫اإليرانيين من فوق رءوس وعمائم المحافظين‬ ‫مما أحدث ً‬ ‫قلقا شدي ًدا داخل إيران وجعل هذا‬ ‫التيار المحافظ أكثر تشد ًدا وحتى اآلن ال يزال‬ ‫النقاش العميق يدور داخل الواليات المتحدة حول‬ ‫أن الضغوط على إيران من الخارج يمكن أن‬ ‫تؤدي إلى تصلب موقف المحافظين اإليرانيين‬ ‫وإضعاف موقف اإلصالحيين وعزلهم واتهامهم‬ ‫بالعمالة‪.‬‬

‫الخارجي في إيران ومصر عندما بدأت حوارها‬ ‫مع خاتمي كانت تفتح صدرها لمصالحة حقيقية‬ ‫مصرية إيرانية ومطالب مصر كانت محدودة؛‬ ‫فكان المفترض في ظل المصالحة أن الرئيس‬ ‫مبارك سوف يحضر المؤتمر اإلسالمي في‬ ‫طهران ومفترض أن الرئيس سوف يمشى في‬ ‫الشارع الرئيسي في المدينة الذي يحمل اسم‬ ‫خالد اإلسالمبولي ـ قاتل الرئيس السادات ـ وكان‬ ‫مطلب مصر هو تغيير اسم الشارع وهذا المطلب‬ ‫لم يكن مطلبًا رمزيًا‪ ،‬ولكنه كان مطلبًا حقيقيًا‬ ‫ومتواضعًا في نفس الوقت‪ ،‬أما المطلب الثاني فإنه‬ ‫طالما سوف يكون بين البلدين عالقات اقتصادية‬ ‫وبالتالي البد أن تتوفر لها الثقة المشتركة التي‬ ‫تتطلب فتح الملف األمني المتعلق باألشخاص‬ ‫المقبوض عليهم في السجون اإليرانية من‬ ‫أعضاء التنظيمات الذين ارتكبوا جرائم في مصر‬ ‫وترفض إي��ران تسليمهم للقاهرة‪ ،‬كما ترفض‬ ‫تقديم أي معلومات بشأنهم لمصر‪ ،‬وأعتقد أن‬ ‫هذا الملف األمني كان العائق األساسي الذي حال‬ ‫دون إتمام التوافق المطلوب‪ ،‬ورغم أن هناك وف ًدا‬ ‫أمنيًا إيرانيًا زار مصر منذ ثالثة أشهر ووعد‬ ‫ببحث الملف األمني فإن هذا لم يحدث حتى اآلن‪،‬‬ ‫فالجانب اإليراني لم يكن جا ًدا في هذا الشأن‪ ،‬في‬ ‫النهاية أتصور أن تشجيع التيار اإلصالحي يعنى‬ ‫أفول التيار الذي يطالب بتصدير الثورة اإليرانية‬ ‫ويعني ً‬ ‫أيضا أن الثورة تتجه إلى تقنين أوضاعها‪،‬‬ ‫وبالتالي العالقات الدولية بين إي��ران وبين‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫انزعجت النخبة‬ ‫الحاكمة في إيران من‬ ‫رسالة الرئيس أوباما‬ ‫في عيد النيروز عندما‬ ‫شعروا بأن أوباما‬ ‫يخاطب اإليرانيين من‬ ‫فوق رءوس وعمائم‬ ‫المحافظين‬ ‫جيرانها سوف تخلو من شبهات التدخل ويعني‬ ‫ً‬ ‫أيضا أن العالم الذي يعتقد فيه البعض بسبب‬ ‫التصرفات اإليرانية أن الحرب القادمة هي‬ ‫حرب بين األديان والحضارات‪ ،‬وانتصار تيار‬ ‫اإلصالحيين في إيران يعني إحالل الحوار محل‬ ‫المواجهات في العالقات بين الحضارات القائمة‪،‬‬ ‫ويعني أن كثيرً ا من المشاكل التي كانت موجودة‬ ‫خاصة الملف النووي اإليراني كان يمكن أن‬ ‫تجد اً‬ ‫حل لها‪ ،‬فكلنا يعرف أن خاتمي هو الذي‬ ‫وقع على اتفاقية حظر االنتشار النووي ووقع‬ ‫ً‬ ‫أيضا على ملحق االتفاقية الذي يسمح للمفتشين‬

‫‪ :‬في هذه القضية تحدي ًدا دار كالم حول‬ ‫أن مصر مخيرة بين أمرين إما أن تنعزل أو‬ ‫أن تنضم إلى مثلث القوة العربي الذي يضم‬ ‫السعودية في محاولة إلى جذب سوريا مرة‬ ‫أخرى وسحبها من إيران خاصة أن السعودية‬ ‫لعبت دو ًرا في إقناع مصر بأن تقفا معًا ضد‬ ‫المد اإليراني في المنطقة‪ ..‬ماذا عن دور مصر‬ ‫والسعودية ؟‬ ‫ـ حجم التواصل السياسي ما بين إيران والسعودية‬ ‫أكبر من حجم التواصل السياسي بين إيران‬ ‫ومصر‪ ،‬وذلك ألن مصر لديها إحساس بأنها‬ ‫مستهدفة‪ ،‬وال تنس أن الحدث الخطيئة الذي‬ ‫حدث في أعقاب الغزو الصهيوني لقطاع غزة‬ ‫عندما وجدت مصر نفسها في مواجهة حركة‬ ‫منظمة يشارك فيها اإليرانيون والقطريون‬ ‫ويشارك فيها جماعة اإلخوان المسلمين وحزب‬ ‫اللـه ومظاهرات ضد مصر تنطلق في معظم‬ ‫العواصم العالمية‪ ،‬جميعها ترفع أعالمًا خضراء‬ ‫في إش��ارة ألع�لام حماس وجماعة اإلخ��وان‪،‬‬ ‫وهذه المظاهرات وصلت إلى حد اتهام مصر‬ ‫بالتواطؤ‪ ،‬وأدت بالفعل إلى موقف حرج للقيادة‬ ‫المصرية‪ ،‬كل هذا أدى حدوث هزة داخل النظام‬ ‫في مصر وأعتقد أن هذا هو السبب في التشدد‬ ‫الذي حدث بعد ذلك في القبض على عبد المنعم‬ ‫أبو الفتوح وبعض أعضاء جماعة اإلخوان ألنهم‬ ‫ً‬ ‫وأيضا‬ ‫ساهموا من جانبهم في هذه المظاهرات‪،‬‬ ‫عندما كانت مصر تقترب من إنهاء الفرقة بين‬ ‫الفلسطينيين تراجعت حماس عن التوقيع على‬ ‫االتفاق بدعاوى عديدة آخرها أن مصر عدلت‬ ‫في الوثيقة التي تم االتفاق عليها بين الفصائل‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وبالتالي فإن دعم إيران لحماس أدى‬ ‫إلى أن المصالحة الفلسطينية أصبحت رهينة‬ ‫لعالقة حماس ب��إي��ران‪ ،‬وأصبح المصريون‬ ‫يسعون إلصالح عالقاتهم بالنظام السوري وهذا‬ ‫‪47‬‬


‫حوار‬ ‫كثيرة تمكن األجهزة األمنية دائمًا من اختراقها‪،‬‬ ‫هذا ما حدث في طوال تاريخ اإلخوان المسلمين‬ ‫وح��دث مع الجماعة اإلسالمية وح��دث ً‬ ‫أيضا‬ ‫مع تنظيم الجهاد‪ ،‬حتى أن االختراق للجماعة‬ ‫اإلسالمية وصل لدرجة أن بعض أفرادها كانوا‬ ‫يتصلون بالخارج لعمل ما تحت إشراف األجهزة‬ ‫األمنية‪ ،‬فدائمًا األمن كان يعرف كل تفاصيل‬ ‫الجماعة ولديه خريطة كاملة بمواقعها وأفرادها‬ ‫ولديه صورة متكاملة عن طبيعة التنظيم على‬ ‫كل المستويات‪ ،‬وهذا الوضع اختلف حاليًا ألن‬ ‫الوضع الحالي هو وجود خاليا صغيرة متصلة‬ ‫الرابطة الوحيدة فيها ربما تكون رابطة القرابة‬ ‫أو الزمالة‪ ..‬يتصل أفرادها ببعضهم عن طريق‬ ‫قرب المكان أو عن طريق اإلنترنت‪ ،‬وتحاول‬ ‫استخدام كل إمكاناتها المحلية في التواصل مع‬ ‫التنظيم في الخارج وتعتبر وسيلتها في الترويج‬ ‫ألفكارها عن طريق شبكة اإلنترنت‪ ،‬وتمارس‬ ‫أعمالاً محدودة على قدر إمكاناتها مثلما حدث في‬ ‫تفجيرات األزهر وخان الخليلي‪.‬‬ ‫‪ :‬وتفجيرات شرم الشيخ؟‬ ‫ـ ما حدث في شرم الشيح به شبهة تنظيم القاعدة‬ ‫ألن هذه التفجيرات اتبعت نفس روح وأسلوب‬ ‫القاعدة من حيث وق��وع أكثر من تفجير في‬ ‫وقت واحد في مكانين مختلفين إلحداث كمية‬ ‫ضخمة من اآلثار والضرر والهالك اإلنساني‬ ‫بحيث يصل إلى سمع العالم كله‪ ،‬لكن العمليات‬ ‫الصغيرة األخ��رى ربما يكون بعضها متأثرً ا‬ ‫ببعض أفكار ( حماس) التي يمكن أن تغتصب‬ ‫الحدود المصرية وتخترق بعض أبناء سيناء‪،‬‬ ‫لكن حظهم أن التنظيمات الكبيرة مثل الجماعة‬ ‫اإلسالمية والجهاد قد انتهت‪ ،‬وأظ��ن أن هذه‬ ‫الجماعات الصغيرة أكثر خطرً ا من الجماعات‬ ‫الكبيرة‪.‬‬ ‫‪ :‬لماذا؟‬ ‫ـ ألن الجماعات الكبيرة تستطيع األجهزة األمنية‬ ‫أن تتنبأ بتصرفاتها وأن تخترقها وتعرف قدراتها‬ ‫وخططها‪ ،‬لكن هذه الجماعات الصغيرة يصعب‬ ‫متابعتها والتنبؤ بما سوف تفعله ألنها منغلقة على‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫‪ :‬ننتقل إلى إيران ‪ ..‬أنت من المتحمسين‬ ‫إلجراء حوار بين مصر وإيران منذ عهد خاتمي‬ ‫متحمسا للحوار في ظل وجود نجاد‬ ‫هل ما زلت‬ ‫ً‬ ‫والمحافظين الجدد وسيطرتهم على األمور في‬ ‫طهران‪ ،‬وما تحليلك للداخل اإليراني اآلن؟‬ ‫ـ أوال أنا ما زلت متحمسً ا للحوار مع إيران‪ ،‬وما‬ ‫يحدث حاليًا داخل إيران يعود إلى االنفصال الذي‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫العمليات الصغيرة األخرى‬ ‫ربما يكون بعضها متأث ًرا‬ ‫ببعض أفكار ( حماس) التي‬ ‫يمكن أن تغتصب الحدود‬ ‫المصرية وتخترق بعض‬ ‫أبناء سيناء‪ ،‬لكن حظهم‬ ‫أن التنظيمات الكبيرة مثل‬ ‫الجماعة اإلسالمية والجهاد‬ ‫قد انتهت‬ ‫حدث بين اإلصالحيين والمحافظين داخل طهران‬ ‫فحتى وقت قريب كان مهدي كروبي جزءًا من‬ ‫الحوزة الدينية الحاكمة في عهد خاتمي وكان‬ ‫حسين موسوي رئيسً ا للوزراء في عهد الخوميني‬ ‫وأعطاه الخوميني الثقة كاملة ومن ثم كان الخالف‬ ‫بيت اإلصالحيين والمحافظين أشبه بالحوار‬ ‫داخل البيت الواحد لكن اآلن انفصل اإلصالحيون‬ ‫انفصالاً تاما عن المحافظين‪ ،‬واتهموا من جانب‬ ‫الحوزة الدينية بأنهم خارجون عن الحوزة الدينية‬ ‫بل واتهموا بأنهم خونة وعمالء لألمريكان‪ ،‬وتم‬ ‫االعتداء على خاتمي ومنع موسوي من السفر‬

‫وضرب كروبي وإلقاء عمامته في الشارع وقذف‬ ‫بيته بالطوب أكثر من مرة وأعلن اإلصالحيون‬ ‫ً‬ ‫أيضا أنهم يشكلون جبهة مختلفة وأن هدفهم هو‬ ‫تغيير الوضع برمته وأصبحنا بالفعل أمام حزبين‬ ‫متصارعين وهذا النزاع أدى إلى قسمة مماثلة‬ ‫ومعادلة في الشارع اإليراني‪ ،‬وأصبح باستطاعة‬ ‫اإلصالحيين تسيير مظاهرات مليونية ر ًدا على‬ ‫المظاهرات المليونية للمحافظين‪ ..‬كل هذا أعطى‬ ‫انطباعً ا حقيقيًا بأن المجتمع اإليراني يتحرك‬ ‫وبأن هناك خطرً ا يحدق بالثورة اإليرانية من‬ ‫داخلها وإنها منقسمة على نفسها وتأكل بعضها‬ ‫ً‬ ‫بعضا ورغم رغبة أوباما في عدم إقحام نفسه في‬ ‫الشأن الداخلي اإليراني‪ ..‬لكن تحت ضغوط هذه‬ ‫القسمة التي أقلقت المجتمع الدولي اضطر أوباما‬ ‫بضغوط من المحافظين األمريكيين إلى أن يساند‬ ‫التيار اإلصالحي ويناصره ويعلن دعمه له‪ ،‬مما‬ ‫جعل المحافظين اإليرانيين يتهمون هذا التيار‬ ‫اإلصالحي بأنه تيار عميل للواليات المتحدة‪،‬‬ ‫وفى تصوري أن كل هذه األمور سوف تساعد‬ ‫في النهاية على كسر الحدة األيديولوجية للثورة‬ ‫اإليرانية‪ ،‬فلم يعد الشارع اإليراني يوصف بأنه‬ ‫عقدة واحدة‪ ..‬حيث ظهر أكثر من تيار سياسي‬ ‫في إيران وصار هناك تنوع واختالف وتناقض‪.‬‬ ‫‪ :‬أين مصلحة مصر وسط كل ذلك؟‬ ‫ً‬ ‫طرفا بالتدخل‬ ‫ـ أولاً مصر لم ترغب في أن تكون‬ ‫‪46‬‬


‫حوار‬ ‫‪ :‬ك�لام كثير يثار حاليًا ح��ول فكرة‬ ‫المراجعات الفكرية للجماعة اإلسالمية أبرزها‬ ‫ما أعلنه د‪ .‬ناجح إبراهيم‪ ،‬القيادي بالجماعة من‬ ‫أن هذه المراجعات وان كانت قد حققت المطلوب‬ ‫منها سياسيًا إال أنها لم تحقق نتيجة للجماعة‬ ‫نفسها‪ ،‬فحتى اآلن لم يستوعب المجتمع أعضاء‬ ‫هذه الجماعة ولم يدمجهم فىي داخله‪ ..‬ما رؤيتك‬ ‫لهذه القضية؟‬ ‫المفروض أن هذه المراجعات لم تكن لتحقق‬ ‫ً‬ ‫شيئا‪ ،‬فأقصى ما كان لهذه المراجعات أن تحققه‬ ‫هو أن تعمق إيمان الناس بأن أعضاء الجماعة‬ ‫اإلسالمية قد تخلوا عن العنف‪ ،‬والتأكيد على‬ ‫أن العنف ضد اإلسالم وليس له عالقة بالجهاد‪،‬‬ ‫وفى تقديري أن السلطة التنفيذية هي المسئولة‬ ‫بالفعل عن عالج مشكلة هؤالء العائدين‪ ،‬فالدولة‬ ‫كان ينبغي عليها أن توفر لهم كل الظروف‬ ‫التي تضمن لهم اندماجً ا صحيحً ا في المجتمع‪،‬‬ ‫يعودون ليصبحوا مواطنين عاديين‪ ..‬يعملون‬ ‫ويكونون أس��رً ا ويعيشون حياة هادئة‪ ،‬ولكن‬ ‫جهد الدولة في هذه القضية ‪ -‬مع األسف ‪ -‬كان‬ ‫محدو ًدا ربما ألن الظروف االقتصادية لم تساعد‬ ‫على إيجاد فرص عمل لهؤالء ‪،‬وطبعًا ألن‬ ‫مشكلة البطالة ال تختص بهؤالء فقط إنما تشمل‬ ‫معظم شباب مصر خاصة المتعلمين وبالتالي‬ ‫فالدولة هي الملومة في ذلك واألزمة االقتصادية‬ ‫ليست مبررً ا لذلك‪ ،‬لسبب بسيط هو انه من بين‬ ‫‪ 11‬ألف فرد خرجوا من السجون من أبناء‬ ‫الجماعة اإلسالمية يمثلون نحو أربعة أجيال‬ ‫من الجماعة اإلسالمية لم يضبط عائد واحد‬ ‫منهم يحاول إنشاء تنظيم جديد‪ ،‬وهو ما يؤكد‬ ‫أن المراجعة الفكرية لهؤالء كانت صادقة وأن‬ ‫هذه المراجعة أثمرت تغييرً ا حقيقيًا في أذهان‬ ‫معظم أفراد تلك الجماعات‪ ،‬وأعرف أن كثيرين‬ ‫من أفراد المجتمع يتصورون أن هؤالء الناس‬ ‫قد ع��ادوا عن مسلكهم السابق وأع��ادوا النظر‬ ‫في المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالجهاد وغيره‬ ‫لدواع عملية‬ ‫من المفاهيم الملتبسة في أذهانهم‬ ‫ٍ‬ ‫وبرجماتية‪ ،‬وإن هذه المراجعات ج��اءت في‬ ‫ظروف عانت خاللها الجماعة من إخفاق شديد‬ ‫في وصول أفكارها إلى الناس‪ ،‬وفي أن تتحصل‬ ‫على تعاطف المواطنين‪ ،‬سواء في األقاليم أو‬ ‫في المدن‪ ،‬وأنها ظلت طوال تاريخها محاصرة‪،‬‬ ‫وه��ذا التوجه صحيح‪ ..‬لكن األم��ر المؤكد أن‬ ‫عودة هذه الجماعة وإعالنها عن مراجعاتها لم‬ ‫تكن نتيجة لما يمكن تسميته ب( التقية)‪ ،‬فهؤالء‬ ‫ً‬ ‫صادقا بأفكارهم الجديدة‪،‬‬ ‫يظهرون فعليًا اعتقا ًدا‬ ‫ومنذ اللحظة األول��ى كنت متأك ًدا أن التقية ال‬ ‫تشكل الحاجز األساسي لهؤالء الناس وأنها‬ ‫ً‬ ‫أيضا ال تدخل ضمن حساباتهم‪ ،‬وفى تقديري‬ ‫أن الضعف التنظيمي وانقطاع الموارد المالية‬ ‫القادمة من الخارج لشراء األسلحة والقبض‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫على الكثير من أعضاء الجماعة اإلسالمية‪..‬‬ ‫كلها أسباب ساعدت في عزلة أعضاء الجماعة‬ ‫عن المجتمع‪ ،‬لكن المؤكد أن التقية ال تدخل في‬ ‫حسابات هذه المسألة‪ ،‬والدليل على ذلك أنه لم‬ ‫يحدث على وجه اإلطالق أن عاد أي من أعضاء‬ ‫الجماعة اإلسالمية عن فكره الجديد وعن‬ ‫مراجعاته‪ ،‬وفكر في إنشاء تنظيم جديد‪ ،‬وأتصور‬ ‫بالفعل أن دمج هؤالء في المجتمع مهمة أولى‬ ‫بالرعاية من جانب الدولة‪ ،‬ألن عودة هؤالء‬ ‫ألعمالهم وحياتهم الجديدة سوف تقدم برها ًنا‬ ‫واضحً ا لألجيال األخرى بأن هذا الطريق مغلق‬ ‫في نهايته‪.‬‬ ‫لكن يبدو أن هناك تيارً ا داخل الدولة ما زال‬

‫أن الضعف التنظيمي‬ ‫وانقطاع الموارد المالية‬ ‫القادمة من الخارج لشراء‬ ‫األسلحة والقبض على‬ ‫الكثير من أعضاء الجماعة‬ ‫اإلسالمية‪ ..‬كلها أسباب‬ ‫ساعدت في عزلة أعضاء‬ ‫الجماعة عن المجتمع‬ ‫يتشكك في مراجعات أعضاء الجماعة اإلسالمية‬ ‫الفكرية‪ ،‬ويرى أنه إذا وصل جزء من هؤالء‬ ‫العائدين إلى الوظائف العامة قد يؤدي ذلك إلى‬ ‫تسرب فكرهم مرة أخرى وحتى إذا لم يتسرب‬ ‫العنف فقد يتسرب على األقل الفكر األصولي‪ ،‬ومن‬ ‫ثم قد يظهر جيل خامس من الجماعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ولو أن هذا التشكك يستند إلى أصول حقيقية‬ ‫فالبد أن يخرج من بين ‪ 11‬ألف عضو بهذه‬ ‫شخصا على األقل للعودة‬ ‫الجماعة ‪ 10‬أو ‪15‬‬ ‫ً‬ ‫إلى نفس سلوكهم السابق قبل المراجعات ومن‬ ‫خالل متابعتي الدقيقة لملف الجماعة اإلسالمية‪،‬‬ ‫أؤكد أن هناك مراجعة حقيقية ألعضائها وتوبة‬ ‫عن أفكارهم السابقة‪ ،‬وعندما نتوقف عند رؤية‬ ‫البعض للجماعة اإلسالمية بأنهم خطر على‬ ‫المجتمع في المستقبل‪ ،‬فهذا التفكير يهدم كل‬ ‫األسس التي تقوم عليها عملية المراجعة‪ ،‬ويجب‬ ‫أال ننسى أن عملية المراجعة لم تعد ً‬ ‫وقفا على‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫‪ :‬هل من ضمن المراجعات الفكرية التي‬ ‫كنت شاه ًدا عليها دخول تنظيم الجهاد تحت لواء‬ ‫هذه المراجعات؟‬

‫ـ بالفعل تنظيم الجهاد دخل ضمن هذه المراجعة‬ ‫مع الجماعة اإلسالمية وأول كتاب من الكتب‬ ‫التسعة األولى التي صدرت عن الجماعة‪ ،‬شارك‬ ‫فيه كرم زهدي وعبود الزمر‪ ،‬لكن مشكلة تنظيم‬ ‫الجهاد أن عبود الزمر يعيش بعقلية النجم الكبير‬ ‫ويريد تسليط األضواء عليه‪ ،‬ثانيًا أن تنظيم الجهاد‬ ‫لم يكن كبيرً ا مثل تنظيم الجماعة اإلسالمية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫منضبطا وقويًا‪ ،‬فعبود الزمر‬ ‫لكنه كان تنظيمًا‬ ‫كان لديه مطلب مختلف عن مطلب الجماعة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وذلك أثناء الحوار بين هذه التنظيمات‬ ‫وبين األجهزة األمنية‪ ،‬فطلبت األجهزة من تلك‬ ‫التنظيمات عرض مطالبها‪ ،‬فطلبت الجماعة‬ ‫اإلسالمية أن تكون جماعة دعوية تنشط من أجل‬ ‫توعية الناس بأهمية التيار الوسطي المعتدل في‬ ‫الفكر اإلسالمي‪ ،‬لكن قيل لهم في ذلك الوقت‬ ‫إن الدولة تعترض على خروجكم من السجون‬ ‫كجماعة‪ ،‬فالمطلوب هو خروجكم من السجن‬ ‫كأفكار وليس كجماعة فقط‪ ،‬وكونهم يصيرون‬ ‫جماعة دعوة ال يعني إال تحولهم في المستقبل‬ ‫إل��ى جماعة عملية‪ ..‬مثلما ح��دث مع جماعة‬ ‫اإلخوان المسلمين التي بدأت كجماعة دعوة في‬ ‫منتصف العشرينيات من القرن الماضي‪ ..‬ثم‬ ‫تحولت بعد ثالث سنوات فقط على يد حسن البنا‬ ‫إلى جماعة دعوة وجماعة عمل في نفس الوقت‪،‬‬ ‫وقيل لهم ً‬ ‫أيضا إنه بالضرورة عندما تحافظون‬ ‫على وضعكم كجماعة دعوة سوف تنشأ داخل‬ ‫هذه الجماعة تيارات داخلية تطالب مرة أخرى‬ ‫بأن تكون جماعة دعوة وعمل في نفس الوقت‪،‬‬ ‫وهو ما يشكل خطرً ا على المجتمع‪ ،‬وبالفعل‬ ‫اقتنعت قيادات الجماعة اإلسالمية بهذا الرأي‪،‬‬ ‫لكن الجهاد بقيادة الزمر أصروا على خروجهم‬ ‫من السجون كجماعة وأن يحافظوا على تنظيمهم‬ ‫باعتبارهم جماعة دعوة إلى أن خرج عليهم‬ ‫الشيخ سيد إمام وكتب كتابه في المراجعات الذي‬ ‫أدى إلى تسارع عملية المراجعة داخل تنظيم‬ ‫الجهاد‪.‬‬ ‫‪ :‬بهذا الشكل هل مصر أصبحت في مأمن‬ ‫من خطر هذه التنظيمات؟‬ ‫ال نستطيع أن نقول إن مصر في مأمن من‬ ‫هذه التنظيمات‪ ..‬لكن نستطيع أن نؤكد أن عهد‬ ‫التنظيمات الكبيرة والضخمة والمنظمة قد انتهى‪،‬‬ ‫ألن اإلره��اب في األص��ل فكرة وطالما هناك‬ ‫فكرة فسيظل هناك من يدعون لها وهناك من‬ ‫يتلقفها‪ ،‬لكن عندما يكون لديك مثال آخر لجماعة‬ ‫إسالمية يصل حشدها في حدود عشرات اآلالف‬ ‫وتنتشر في كل القرى ولها تنظيم واحد تأتمر‬ ‫بأمره ويستمد وجهاته وأفكاره األساسية من فقيه‬ ‫يسمونه مرش ًدا للجماعة‪ ،‬في هذا الوضع كله‬ ‫قد تم اختراق هذه الجماعة ألنها تترك ثغرات‬ ‫‪45‬‬


‫حوار‬

‫العرب مازالوا في موقع االنتظار‬ ‫مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين‬ ‫ال بديل لمصر عن توحيد مواقفها مع السعودية‬ ‫إيران لم تكن جادة في مصالحة المصريين‬ ‫المجلة "القاهرة"أحمد أيوب‬ ‫ال يستمد مكرم محمد أحمد أهميته من موقعه كنقيب حالي للصحفيين في مصر وسابق لعدة دورات ‪ ..‬لكن أهميته تأتي من كونه أحد الكتاب القالئل المتميزين‬ ‫بمواقفهم في الوطن العربي‪ ،‬ومن تخصصه الدقيق في واحد من أخطر الملفات الصحفية والفكرية‪ ،‬وهو ملف التيارات اإلسالمية فهو صاحب أكثر من سبق في هذا‬ ‫اإلطار‪ ..‬ويكفي أنه كان من أوائل الكتاب الذين وضعتهم الجماعات الدينية المتطرفة في مصر على قوائم االغتيال ‪..‬‬ ‫تحدث مكرم ‪ -‬إلى "المجلة" – باستفاضة عن آخر المستجدات في هذا الملف واستعرض الكثير من القضايا العربية واإلقليمية وطرح وجهات نظره في أطراف‬ ‫المشهد السياسي الحالي في منطقة الشرق األوسط ‪.‬‬

‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪44‬‬


‫شخصيات‬ ‫حوار‬

‫بروفايل‬

‫العرب مازالوا في موقع االنتظار‬ ‫مكرم محمد أحمد‬

‫العدد ‪1548‬‬

‫‪43‬‬



‫شؤون سعودية‬

‫مضاوي الحسون تعيينها يجعل وجود المرأة في الغرفة التجارية أمراً رسميا ً‬

‫بذلك أول دخول نسائي لمجلس الغرف‬ ‫في السعودية‪.‬‬ ‫تزامن معهن تعيين كل من ألفت‬ ‫قباني ومضاوي الحسون من قبل‬ ‫وزير التجارة والصناعة‪ ،‬وبذلك‬ ‫أصبح وجود المرأة في مجلس إدارة‬ ‫أقدم غرفة تجارية في السعودية أم ًرا‬

‫متحققا ً ‪.‬‬ ‫وعلى رغم من عدم تحقيق المرأة‬ ‫السعودية أي فوز يذكر في عضوية‬ ‫مجالس الغرف السعودية‪ ،‬التي‬ ‫أجريت انتخاباتها الدورية بعد غرفه‬ ‫جدة فإن التجربة الثانية لترشيح المرأة‬ ‫لعضوية مجالس الغرف التجارية‬

‫شهدت إقباال كبي ًرا من قبل السيدات‬ ‫في الغرف السعودية كافة‪ ،‬ولكن ظلت‬ ‫غرفة جدة هي المحتفظة بحق المرأة‬ ‫في هذه العضوية‪ ،‬إذ فازت الدكتورة‬ ‫لمى السليمان للمرة الثانية على‬ ‫التوالي بعضوية المجلس باالنتخاب‬ ‫وبغالبية في األصوات‪ ،‬وأصبحت في‬ ‫عام ‪ 2009‬نائبًا لرئيس مجلس الغرفة‬ ‫التجارية الصناعية في جدة‪.‬‬ ‫وتوج فوز لمى السليمان بعضوية المجلس‬ ‫بقرار وزير التجارة والصناعة السعودي‬ ‫عبداللـه زينل بتعيين سيدتين معها في‬ ‫المجلس هما الدكتورة عائشة نتو وفاتن‬ ‫بندقجي‪ ،‬كما حصلت سيدات المنطقة‬ ‫الشرقية على تعيين آخر للوزير بعد‬ ‫فشلهن في التجربة االنتخابية الثانية وعدم‬ ‫حصولهن على أصوات من الناخبين‬ ‫تمكنهن من العضوية في مجلس إدارة‬ ‫غرفة الشرقية‪ .‬وأُصدر قرار الوزير في‬ ‫بداية هذا العام ‪ ،2010‬القاضي بتعيين كل‬ ‫من هناء عبد المحسن الزهير‪ ،‬وسميرة‬ ‫عبد الرحمن الصويغ في عضوية مجلس‬ ‫إدارة غرفة الشرقية‪.‬‬ ‫ولم تقتصر مشاركة المرأة وتفاعلها علي‬ ‫هذه المجاالت فقط ‪،‬لكن الصورة النسوية‬ ‫تغيرت تماما في مختلف ربوع المملكة‬ ‫ففي الجانب السياسي أصبحت المرأة العبا‬ ‫أساسيا ‪ ،‬وفي األدب والفنون احتلت المرأة‬ ‫السعودية مكانتها وأصبحنا نسمع عن أسماء‬ ‫شهيرة على المستويين المحلي والعربي‬ ‫في الفن التشكيلي واألدب الروائي والشعر‬ ‫‪،‬وفي مجال اإلعالم بأنواعه المرئي‬ ‫والمسموع وااللكتروني والمطبوع وفي‬ ‫كل تقدمت المرأة إلى الصفوف األولى ‪.‬‬ ‫ونستطيع اليوم أن نقول إن المرأة‬ ‫السعودية حققت نجاحات كبيرة في‬ ‫الخمسين عا ًما التي مضت‪ ،‬رغم قصر‬ ‫مدة تجربتها في التعليم والعمل والمساهمة‬ ‫في بناء المجتمع في مجاالته كافة‪ ،‬فإنها‬ ‫أصبحت شري ًكا فاعال فيه‪ ،‬نالت أوسمة‬ ‫ومناصب قيادية‪ ،‬واستطاعت الرد على‬ ‫تلك األصوات التي نادت بعزلها عن‬ ‫مجتمعها‪ ،‬إنها قادرة على العمل والبناء‬ ‫ورفعت اسم بالدها عاليًا بين األمم في‬ ‫العالم أجمع‪.‬‬

‫العدد ‪1548‬‬

‫‪41‬‬


‫شؤون سعودية‬

‫فيما تعتبر الدكتورة هويدا القثامي‬ ‫أول استشارية أولى لجراحة القلب في‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬والثانية في العالم‪،‬‬ ‫وانتخبت واحدة من بين ‪ 50‬شخصية‬ ‫مشهورة على مستوى العالم‪ .‬وتقلدت‬ ‫وسام الملك فيصل من الدرجة الرابعة‪.‬‬ ‫وهناك ايضًا الدكتورة سامية العامودي‬ ‫التي اختيرت ضمن قائمة اشجع‬ ‫عشر نساء بالعالم وهي قائمة تعدها‬ ‫الخارجية األمريكية بعد تجربتها في‬ ‫مواجهة سرطان الثدي‬ ‫وبعيدًا عن المجال الطبي‪ ،‬استطاعت‬ ‫المرأة السعودية أن تكون جز ًءا من‬ ‫مجلس الشورى كمستشارة فيه‪ ،‬إذا‬ ‫صدر قرار في عام ‪ ،2009‬بتعيين‬ ‫أربع سيدات بمنصب مستشارات في‬ ‫مجلس الشورى‪ ،‬كما جددت الموافقة‬ ‫لثالث مستشارات سابقات ليصل عدد‬ ‫المستشارات إلى سبع ألول مرة في‬ ‫تاريخ المملكة؛ وهن الجوهرة بنت‬ ‫محمد العنقري‪ ،‬والدكتورة آسيا بنت‬ ‫عبداللـه آل الشيخ‪ ،‬والدكتورة مها بنت‬ ‫عبداللـه المنيف‪ ،‬والدكتورة مي بنت‬ ‫عبد العزيز العيسي‪.‬‬ ‫إضافة إلى التجديد لثالث مستشارات‬ ‫من بين المستشارات الست المعينات‬ ‫في العام ‪ ،2006‬وهن الدكتورة وفاء‬ ‫بنت محمود طيبة‪ ،‬والدكتورة بهيجة‬ ‫بنت بهاء عزي‪ ،‬والدكتورة نهاد بنت‬ ‫محمد الجشي‪.‬‬

‫حياة سندي إبتكرت جهازاً يسهم في الكشف عن الحاالت المبكرة للسرطان‬

‫سيدات أعمال‬ ‫المجال االقتصادي لم يكن بدوره بعيدًا‬ ‫عن المرأة السعودية‪ ،‬التي أصبحت‬ ‫قاس ًما مشتر ًكا فيه وتمكنت خالل‬ ‫الخمس سنوات الماضية من دخول‬ ‫انتخابات مجالس الغرف السعودية‬ ‫والفوز بعضوية مجلس إدارتها‪.‬‬

‫وكانت البداية عام ‪ ،2005‬عندما‬ ‫صدر قرار يسمح لسيدات األعمال في‬ ‫السعودية ترشيح أنفسهن في انتخابات‬ ‫أعضاء مجالس اإلدارة في الغرف‬ ‫التجارية‪ ،‬وجرت أول تجربة انتخابية‬ ‫في مدينة جدة‪ ،‬استطاعت من خاللها‬ ‫كل من الدكتورة لمى السليمان ونشوى‬ ‫طاهر الفوز بعضوية المجلس‪ ،‬لتسجال‬

‫وبعد هذا القرار صدر قرار آخر‬ ‫بتعيين خمس مستشارات أخريات‬ ‫وهن الدكتورة فاطمة بنت بكر‬ ‫جمجوم‪ ،‬والدكتورة الجوهرة بنت‬ ‫إبراهيم بوبشيت‪ ،‬والدكتورة محاسن‬ ‫بنت حسن فلمبان‪ ،‬والدكتورة نورة‬ ‫بنت عبداللـه األصقة‪ ،‬والدكتورة إلهام‬ ‫بنت محجوب حسنين‪.‬‬ ‫وقد أضاف تمكن المرأة السعودية إلى‬ ‫المجلس ألخذ مشورتها بعدًا جديدًا إلى‬ ‫مسيرتها وجعلها تشارك بشكل كبير‬ ‫وفاعل في بناء مجتمعها‪.‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪40‬‬


‫شؤون سعودية‬

‫على مستوى العالم‪ ،‬وهو ما وضع‬ ‫اسم العالمة السعودية على الئحة أبرز‬ ‫المخترعين الجدد في أمريكا‪ ،‬بعد أن‬ ‫نالت أرفع جائزة للبحث العلمي في‬ ‫بلد العلم وأشاد الجميع باختراعها‬ ‫الجديد‪ ،‬الذي قد يحل محل العمليات‬ ‫الجراحية‪.‬‬ ‫حيث يقوم البحث على استخدم‬ ‫"الفوتون"‪ ،‬وهو معدن يدخل الضوء‬ ‫إلى الجسم في رقائق‪ ،‬للوصول إلى‬ ‫خاليا الجسم البشري‪.‬‬ ‫وتعمل المطيري‪ ،‬التي تترأس مركز‬ ‫أبحاث بجامعة كاليفورنيا في سان‬ ‫دييغو‪ ،‬حاليًا على تطوير اكتشافها‪،‬‬ ‫الذي يرقى إلى ثورة طبية‪ ،‬حيث‬ ‫يصلح كبديل للعمليات الجراحية في‬ ‫عالج بعض األورام السرطانية دون‬ ‫تدخل جراحي أو كتقنية إلدخال العالج‬ ‫لمرضى السرطان‪ ،‬وبالتالي االستغناء‬ ‫عن عمليات التدخل الجراحي‬ ‫واالستئصال‪.‬‬ ‫وكذلك يمكن أن تستخدم تقنية‬ ‫"الفوتون" في عالج عضلة القلب‪،‬‬ ‫واكتشاف ما قد يحدث من خلل في تلك‬ ‫العضلة قبل الوصول لحدوث جلطات‪.‬‬ ‫ومن األسماء البارزة أيضًا الدكتورة‬ ‫إلهام أبو الجدايل‪ ،‬التي استطاعت‬ ‫اكتشاف الخاليا الجذعية قبل أكثر‬ ‫من عشر سنوات‪ ،‬وهو ما اعتبر‬ ‫فتحًا طبيًا هو األبرز في مجالها‬ ‫منذ اكتشاف الشفرة الوراثية عام‬ ‫‪1950‬م‪ ،‬الحديث عن سعوديات‬ ‫مبدعات يطول‪ ،‬خصو صًا في مجال‬ ‫الطب‪ ،‬فالدكتورة حياة سندي‪ ،‬سيّد ةٌ‬ ‫نالت إعجاب مشاهير العلماء في‬ ‫العالم‪ ،‬وتم اختيارها كعضو في‬ ‫مجلس الباحثين المتفوقين‪ ،‬وحصلت‬ ‫على اعتراف قسم الفيزياء الفلكية‬ ‫بكانز بري وأصبحت عضو هيئة‬ ‫التدريس بكلية الطب في جامعة‬ ‫إلنجازاتها‬ ‫ومنحت‬ ‫كمبريدج‬ ‫العضوية الفخرية بكلية المدرسين‬ ‫بجامعة كمبريدج‪ ،‬خصو صًا بعدما‬ ‫اخترعت جهاز مجس يساعد في‬ ‫اكتشاف وفهم األدوية وكيفية عملها‬ ‫في الجسم‪ ،‬مما يساهم في الكشف‬ ‫عن الحاالت المبكرة للسرطان‪.‬‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫الدكتورة لمى السليمان ‪ ..‬نجاح نسائي في مجالس الغرف‬

‫‪39‬‬


‫شؤون سعودية‬

‫إلى الجامعات النسائية المتخصصة‬ ‫في التعليم العالي لفتاة السعودية‪.‬‬ ‫كما اختلفت اليوم النظرة للمرأة‪ ،‬التي‬ ‫اقتصار الوقت‬ ‫استطاعت بعلمها‬ ‫ووصلت بجهدها إلى مناصب قيادية‬ ‫محليًا وعالميًا‪ ،‬ونالت العديد من‬ ‫الجوائز واألوسمة تكري ًما لها واعترافًا‬ ‫بالمكانة التي وصلت إليها‪.‬‬

‫المجال االقتصادي لم يكن بدوره بعيدًا عن المرأة السعودية‪ ،‬التي أصبحت قاس ًما مشتركًا فيه‬

‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫تكريم ملكي‬ ‫قبل أسابيع قلد خادم الحرمين الشريفين‬ ‫الملك "عبد اللـه بن عبد العزيز"‬ ‫الدكتورة خولة بنت سامي الكريّع‪،‬‬ ‫وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة‬ ‫إنجازاتها العلمية‬ ‫األولى نظير‬ ‫المتميزة في مجال البحوث الطبية‪،‬‬ ‫وتعمل الدكتورة خولة‪ ،‬كبيرة علماء‬ ‫أبحاث السرطان بمستشفى الملك‬ ‫فيصل التخصصي ورئيسة مركز‬ ‫األبحاث في الرياض‪ ،‬وبرعت في‬ ‫إنجازات بحثية تخصصية وحققت عدة‬ ‫إنجازات طبية متميزة في مجال أبحاث‬ ‫الصفات الوراثية (الجينية) للخاليا‬ ‫السرطانية هي تقود فريقًا علميًا يتبنى‬ ‫برنامجًا بحثيًا فريدًا‪ ،‬وذلك للتعرف‬ ‫على البصمة الوراثية لدى مرضى‬ ‫السرطان السعوديين‪ ،‬وأثمر البرنامج‬ ‫عن نتائج علمية متميزة تم نشرها في‬ ‫مجالت علمية عالمية والقت صدى‬ ‫دوليًا كبي ًرا ‪.‬‬ ‫وتكريم الكريع ليس األول بالنسبة‬ ‫للمرأة السعودية إذ سبقتها في نيل‬ ‫وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة‬ ‫األولى طبيبة العيون السعودية‬ ‫الدكتورة سلوى الهزاع‪.‬‬ ‫ومنجزات المرأة السعودية في مجال‬ ‫الطب تخطت حدوها المحلية‪ ،‬حيث‬ ‫حصدت البروفيسورة غادة مطلق‬ ‫عبد الرحمن المطيري قبل ما يقارب‬ ‫الثالثة أشهر جائزة اإلبداع العلمي‬ ‫من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي‬ ‫في الواليات المتحدة األمريكي‪،NIH‬‬ ‫وهي جائزة ودعم علمي قيمتها ثالثة‬ ‫ماليين دوالر‪ .‬وتحظى الجائزة‬ ‫بتغطية متميزة في األوساط العلمية‬ ‫الدولية‪ ،‬وتمنح ألفضل مشروع بحثي‬ ‫من بين عشرة آالف باحثة وباحث‬ ‫‪38‬‬


‫شؤون سعودية‬

‫وحاربوا بشتى السبل افتتاح مدارس‬ ‫متخصصة في تعليم البنات‪ ،‬عند صدور‬ ‫القرار الملكي عام ‪ ،1959‬الذي سمح‬ ‫لها بالتعلم أسوة بالرجل‪ ،‬ومن خالل‬ ‫مدارس متخصصة لتعليمها‪ ،‬حتى أن‬ ‫القرار الملكي استثنى مدينة "بريدة"‬ ‫وسط السعودية من ذلك القرار الرتفاع‬ ‫أصوات المعارضة هنالك‪.‬‬ ‫خمسون عا ًما كانت كفيلة بأن تنصب‬ ‫"نورة الفايز" أول امرأة سعودية تتبوأ‬ ‫موقعًا قياديًا في المؤسسات الحكومية‬ ‫السعودية كنائبة لوزير التربية‬ ‫والتعليم‪.‬‬ ‫فقبل ما يقارب الخمسين عا ًما كان‬ ‫تعليم الفتاة السعودية عيبًا‪ ،‬ومصد ًرا‬ ‫للفتن‪ ،‬وكانت أصوات المعارضين‬ ‫لهذا القرار خصوصًا من التيار‬ ‫الديني ترتفع وتعلو مطالبة بإغالق‬ ‫تلك المدارس‪ ،‬التي اعتبرتها في ذلك‬ ‫الوقت بؤ ًرا للفساد‪ ،‬خصوصًا أن‬ ‫النظرة المقصورة للمرأة‪ ،‬في ذلك‬ ‫الوقت‪ ،‬كانت ترى أن تعليمها هو‬ ‫الطريق لفسادها وفساد مجتمعها‪.‬‬ ‫ولم يحظ تعليم البنات في السعودية في‬ ‫بداياته بدعم شعبي كبير‪ ،‬ولم يتجاوز‬ ‫عدد المدارس بعد صدور القرار‬ ‫الملكي بتعليم السعوديات في المدارس‬ ‫الخمس عشرة مدرسة نظامية افتتحت‬ ‫في منطقتين فقط؛ هما الحجاز ونجد‬ ‫في تلك الحقبة الزمنية‪.‬‬ ‫تلك المدارس ظلت تحت سيطرة التيار‬ ‫الديني لمدة تجاوزت ‪ 43‬عا ًما‪ ،‬وتحت‬ ‫إدارة مستقلة هي الرئاسة العامة لتعليم‬ ‫البنات‪ ،‬ليتغير الوضع مع حادثة‬ ‫حريق مدرسة متوسطة لبنات في مكة‬ ‫المكرمة عام ‪2002‬م‪ ،‬منع أفراد‬ ‫الدفاع المدني من اقتحامها إلطفاء لهب‬ ‫النيران المندلعة لعدم وجود "محرم"‪،‬‬ ‫مما أدى إلى صدور قرار ملكي بدمج‬ ‫رئاسة تعليم البنات إلى وزارة التربية‬ ‫والتعليم وانتهى معها عهد الوصاية‬ ‫على تعليم البنات في السعودية لتدخل‬ ‫المرأة بهذا القرار مرحلة أخرى من‬ ‫تطور مسيرتها‪.‬‬ ‫اليوم في السعودية أصبح عدد المعلمات‬ ‫يتجاوز ‪ 188‬معلمة‪ ،‬بعدما كان ال‬ ‫وجود لهن قبل خمسين عا ًما‪ ،‬إضافة‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫غادة المطيري سعودية ترأس واحداً من أهم مراكز األبحاث بجامعة كاليفورنيا‬

‫هويدا القثامي طبيبة القلب التي اختيرت كواحدة من أشهر خمسين شخصية في العالم‬ ‫بسبب نجاحها الطبي‬

‫أصبح عدد المعلمات يتجاوز ‪ 188‬معلمة‪ ،‬بعدما كان ال وجود لهن قبل خمسين عا ًما‪،‬‬ ‫إضافة إلى الجامعات النسائية المتخصصة في التعليم العالي لفتاة السعودية‬

‫‪37‬‬


‫شؤون سعودية‬

‫خولة وأخواتها‬

‫خمس سعوديات وصلن إلى العالمية‬

‫بقلم ‪ :‬منى المنجومي‬ ‫نجحت المرأة السعودية خالل السنوات القليلة الماضية في لفت األنظار إليها بعدما سطرت قصص نجاحات متتالية في مختلف األصعدة‬ ‫مؤكدة أنها ال تقل كفاءة عن الرجل وأنها كانت تحتاج فقط إلى الفرصة‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫خمسون عا ًما من الدأب واالجتهاد‬ ‫كانت كافية لتقفز المرأة السعودية إلى‬ ‫صدارة المشهد ليس على المستوى‬ ‫العربي فقط‪ ،‬ولكن على المستوى‬ ‫الدولي أيضًا‪ ،‬خمسون عا ًما كانت‬ ‫كفيلة بالرد على معارضي تعليم المرأة‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫في السعودية‪ ،‬إذا لم يتوقع هؤالء‬ ‫المعارضون أن نظرتهم القاصرة‬ ‫لتعليمها أثبتت المرأة خطأها‪ ،‬عندما‬ ‫لمعت العالمة والطبيبة والقيادية التي‬ ‫نالت الجوائز واألوسمة ورفعت اسم‬ ‫بالدها عاليًا‪.‬‬

‫المعارضون وقتها لم يدركوا أن تعليم‬ ‫المرأة في السعودية سيكون بداية‬ ‫لعصر جديد وتطور في المجتمع‪ ،‬وهو‬ ‫ما دفعهم بنظرتهم القاصرة إلى شن‬ ‫هجوم كبير في أواخر الخمسينيات من‬ ‫القرن الماضي على قضية تعليمها‪،‬‬ ‫‪36‬‬


35

1548 ‫العدد‬

© Getty Images


‫شؤون سعودية‬

‫خولة و�أخواتها‬ ‫خم�س �سعوديات و�صلن �إىل العاملية‬ ‫بقلم ‪ :‬منى المنجومي‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪34‬‬


‫أفكار‬

‫بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬ ‫ولعل الموقف التالي الذي رواه جديون‬ ‫راتشمان في صحيفة الفاينانشال تايمز‬ ‫يناسب ما نتحدث عنه جيداً‪:‬‬ ‫"في اليوم األخير من المحادثات ‪،‬‬ ‫حاول األمريكيون تنظيم اجتماعات‬ ‫ثنائية بين الرئيس أوباما وكل من‬ ‫زعماء جنوب إفريقيا والبرازيل‬ ‫والهند؛ لكنهم فشلوا في كل مرة‪.‬‬ ‫ويتابع راتشمان كالمه قائال ‪" :‬البد أن‬ ‫الرئيس أوباما شعر بأنه أحمق عندما‬ ‫وصل إلى اجتماع اللحظة األخيرة مع‬ ‫وين جياباو‪ ،‬رئيس الوزراء الصيني‪،‬‬ ‫ليفاجأ بأن جياباو منهمك في المفاوضات‬ ‫مع قادة دول البرازيل وجنوب إفريقيا‬ ‫والهند‪ .‬وقد اضطر القادة إلى إفساح مكان‬ ‫للرئيس األمريكي حول المائدة‪ ،‬ولعل هذا‬ ‫له كان دالالت واضحة"‪.‬‬ ‫لكن فقدان التأثير والنفوذ ليس األمر‬ ‫الوحيد المدهش بالنسبة للواليات المتحدة‪.‬‬ ‫فالطريقة التي تتصرف بها العديد من هذه‬ ‫الدول تدل على تغير في مفهومها عن‬ ‫التطور والتنمية‪ .‬فعلى مدى عقود‪ ،‬كان‬ ‫الكثيرون يظنون أن التنمية االقتصادية‬ ‫يمكن أن تؤدي إلى تقارب سياسي مع‬ ‫الديمقراطيات الغربية‪ ،‬ويمكن أن تلتقي‬ ‫مصالح هذه الدول بشكل واسع النطاق‬ ‫مع مصالح الواليات المتحدة ‪ ..‬وفي‬ ‫التسعينيات‪ ،‬كان هذا هو األساس الذي‬ ‫دفع إلى المزيد من الشراكة االقتصادية‬ ‫األمريكية مع الصين ‪ ..‬فبينما تزداد البالد‬ ‫ثرا ًء‪ ،‬تتحسن بالتالي مسار حقوق اإلنسان‬ ‫لديها لكن اآلن لم تعد األمور تجري على‬ ‫هذا النحو‪.‬‬ ‫وخالل زيارته األخيرة إلى الصين لم‬ ‫يبث التليفزيون الحكومي خطاب الرئيس‬ ‫األمريكي إلى الشعب الصيني‪ ،‬وتم حجب‬ ‫موقع البيت األبيض‪ ،‬وبذلك تم حرمان‬ ‫حتى أولئك الذين سعوا إلى سماع خطابه‪.‬‬ ‫وبعد هذه اإلهانة عاد أوباما إلى الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬ولم يكن بمقدوره أن يفعل شيئاً‪.‬‬ ‫فالواليات المتحدة مدينة للصين بمليارات‬ ‫الدوالرات‪ ،‬وال تثق الصين كثيرا في‬ ‫أن الواليات المتحدة سوف تحترم قيمة‬ ‫األصول المقدرة بالدوالر األمريكي‪.‬‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫وكما قالت هيالري كلينتون‪" :‬هل يمكن‬ ‫للمرء أن يحتد على دائنيه؟"‬

‫أن تأخذها على عاتقها أن تسد احتياجات‬ ‫سكانها الذين يعاني الكثيرون منهم حالة‬ ‫من الفقر‪.‬‬

‫دول مجموعة‬ ‫"البريك" وغيرها من‬ ‫القوى الصاعدة تتخطى‬ ‫تدريجيا مرحلة الفقر‬ ‫وإن كان ذلك بإيقاع‬ ‫بطيء لكنها ال تزال‬ ‫تحمل خوف الدول‬ ‫النامية من الرأسمالية‬ ‫المعولمة والواليات‬ ‫المتحدة وذلك يرجع‬ ‫على األخص إلى‬ ‫األزمة االقتصادية‬

‫وقد أصبحت فكرة أن تساعد البرازيل‬ ‫الواليات المتحدة في منع إيران من بناء‬ ‫ترسانتها النووية مثار سخرية الكثيرين‪.‬‬ ‫فالواليات المتحدة وإسرائيل لديهما على‬ ‫أية حال كم وافر من األسلحة النووية‬ ‫وخاضتا حروبًا أكثر مما خاضتها‬ ‫إيران أخي ًرا‪ .‬صحيح أن تهديدات‬ ‫أحمدي نجاد ال يمكن تجاهلها‪ ،‬لكن‬ ‫أمريكا وإسرائيل قامتا بعمليات غزو‬ ‫عديدة خالل السنوات القليلة الماضية‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن دوالً أخرى مثل الهند‬ ‫وجنوب إفريقيا تعد ديمقراطية في نهجها‬ ‫السياسي‪ ،‬فإنها كثيرا ما لم تقف بجانب‬ ‫الواليات المتحدة في قضايا مهمة مثل‬ ‫التجارة وتغير المناخ أو فرض العقوبات‪.‬‬ ‫وبتأمل الماضي‪ ،‬يبدو من السذاجة أن‬ ‫نظن أن التنمية االقتصادية والتحرير‬ ‫االقتصادي يمكن أن يؤديا إلى التحرير‬ ‫السياسي في أنظمة العالم االستبدادية‪،‬‬ ‫كما يبدو من السذاجة أيضا ً أن نظن أن‬ ‫الدول النامية يمكن أن تساند مراكز القوة‬ ‫التقليدية في الوقت الذي يزداد فيه نفوذها‪.‬‬ ‫وثمة عاملين فاعلين هنا‪.‬‬

‫وقد واجهت السيدة كلينتون أخي ًرا حقيقة‬ ‫صعبة وهي أن العديد من الديمقراطيات‬ ‫الصاعدة في العالم ال تتفق مع الطرح‬ ‫األمريكي الخاص بالدبلوماسية الدولية‬ ‫الحالية‪ .‬وفي رحلة قامت بها كلينتون‬ ‫أخيرًا إلى البرازيل – ثاني أضخم دولة‬ ‫ديمقراطية في نصف الكرة الغربي – أكد‬ ‫الرئيس لوال دا سيلفا ووزير الخارجية‬ ‫سيلسو أموريم بشكل مهذب أن البرازيل‬ ‫لن تشارك في دعم العقوبات التي تسعى‬ ‫أمريكا لفرضها ضد إيران‪ .‬كما تواجه‬ ‫الواليات المتحدة صعوبات مماثلة في‬ ‫إقناع تركيا والصين بهذا الشأن‪.‬‬ ‫وترى البرازيل أن العقوبات من الممكن‬ ‫أن تزيد من استئساد متشددي إيران‪ .‬لكن‬ ‫بغض النظر عن هذه النقطة المحمودة‬ ‫على ما يبدو من جانب البرازيل‪ ،‬ثمة‬ ‫سؤال مهم‪ :‬ما الذي ستجنيه البرازيل‬ ‫من دعم العقوبات؟ فإيران يمكن أن‬ ‫تصبح شريكا ً اقتصاديا مهما بالنسبة‬ ‫للبرازيل وليس من واجبها باعتبارها‬ ‫دولة ديمقراطية أن تحافظ على النظام‬ ‫العالمي‪ ،‬وإنما مهمتها األولى التي ينبغي‬

‫أما األول فهو أن تلك الدول ودول‬ ‫مجموعة "البريك" وغيرها من القوى‬ ‫الصاعدة تتخطى تدريجيا ً مرحلة الفقر‬ ‫وإن كان ذلك بإيقاع بطيء لكنها ال تزال‬ ‫تحمل خوف الدول النامية من الرأسمالية‬ ‫المعولمة والواليات المتحدة وذلك يرجع‬ ‫على األخص إلى األزمة االقتصادية‪.‬‬ ‫أما العامل الثاني فهو أن الواليات‬ ‫المتحدة ظلت لوقت طويل جدا تربط بين‬ ‫مصالحها وفكرة تحقيق أهداف عالمية‬ ‫مثل نشر الديمقراطية ‪.‬‬ ‫هذه النقاط واضحة تماما ً في ساو باولو‬ ‫وبكين وأنقرة‪ .‬لكن واشنطن ينبغي أن‬ ‫تتنبه لها إذا كانت تأمل في أن ينجح قادتها‬ ‫في اإلبحار بنجاح عبر مياه المد الصاعدة‬ ‫في السياسة الجغرافية للقرن الحادي‬ ‫والعشرين التي أدت األزمة االقتصادية‬ ‫إلى اضطراب أمواجها بشدة‪.‬‬ ‫صحفي في صحيفة الجارديان مقيم فى لندن‬ ‫‪33‬‬


‫أفكار‬

‫عصر القوى الصاعدة‬

‫في أي اتجاه تبحر مجموعة "البريك"؟‬

‫بقلم‪:‬فينسنت بيفينز‬

‫وأصبحت كتلة البريك قوة مهمة فى الساحة الدولية‪ ،‬حتى في الوقت الذي تسعى فيه الدول األربع إلى توثيق التعاون فيما بينها‪ .‬ويتفق‬ ‫معظم الخبراء على أن هناك آفاقا رحبة لتعاونها معا‪ .‬تلعب دول مجموعة "البريك" والتي تضم كل من (البرازيل‪ ،‬وروسيا‪ ،‬والهند‪،‬‬ ‫والصين)‪ .‬وغيرها من الدول الناشئة دو ًرا مه ًما على الساحة الدولية‪ ،‬في الوقت الذي تتراجع فيه قوة الغرب وهيمنته‪ .‬وتبدأ هذه الدول‬ ‫في االعتماد على بعضها البعض اقتصاديًا ودبلوماسيًا بعد أن كانت تعول على القوى الغربية كموجه لها‪.‬‬

‫ال يعتبر من قبيل المبالغة أن نقول إن عام‬ ‫‪ 2009‬قد شهد تحول الكثير من الدول‬ ‫المعروفة رسميا ً بـ "األسواق الناشئة"‬ ‫إلى "قوى صاعدة"‪ ..‬فقد أسهم صعود‬ ‫نجم آسيا في تعزيز الطرح الذي يرى‬ ‫أننا نشهد تحوالً في القوة من الغرب‬ ‫إلى الشرق فقد تعافت العديد من الدول‬ ‫من حالة الركود بصورة أسرع بكثير‬ ‫من االقتصادات المتقدمة في أمريكا‬ ‫الشمالية وأوروبا الغربية التي تسببت‬ ‫أساسا في األزمة االقتصادية العالمية‪.‬‬ ‫وأشار الكثير من المراقبين في مؤتمر‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫دافوس االقتصادي هذا العام إلى أن‬ ‫الزعماء والمصرفيين الغربيين الذين‬ ‫كانوا في السابق على ثقة كبيرة في‬ ‫نماذج التنمية الغربية بدءوا في النظر إلى‬ ‫قصص النجاح التي ظهرت في الدول‬ ‫التي اتخذت مسارات بديلة‪.‬‬ ‫صحيح أن االنتباه تركز حول مجموعة‬ ‫"البريك" والتي تشمل البرازيل وروسيا‬ ‫والهند والصين؛ لكن هناك دوالً أخرى‬ ‫مثل جنوب إفريقيا ودول الشرق األوسط‬ ‫المصدرة للنفط تلعب دوراً يزداد أهمية‬ ‫على الساحة الدولية في الوقت الذي‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫هذه القوى الصاعدة أصبحت تعول على بعضها البعض بطرق شتى بدالً من التعويل على مراكز القوة التقليدية‪ ،‬وهو تطور تسبب في‬ ‫ارتباك أمريكي‬

‫تتراجع فيه قوة وهيمنة الغرب‪.‬‬ ‫وحيث إن الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫ال تزال تعد أقوى دولة في العالم وتمثل‬ ‫ديمقراطية ليبرالية‪ ،‬فمن ثم ينبغي أن‬ ‫تشجع التقدم االقتصادي الذي تحققه‬ ‫الدول األخرى‪ .‬وكما قال جون إف‬ ‫كينيدي‪ ،‬فإن جميع القوارب تعلو على‬ ‫أثر ارتفاع موجات المد‪ .‬لكن هذه‬ ‫القوى الصاعدة أصبحت تعول على‬ ‫بعضها البعض بطرق شتى بدالً من‬ ‫التعويل على مراكز القوة التقليدية‪،‬‬ ‫وهو تطور تسبب في عواقب مربكة‬ ‫‪32‬‬


‫عصر القوى‬

‫الصاعدة‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫بقلم‬ ‫فينسنت بيفينز‬

‫‪31‬‬


‫أفكار‬

‫‪30‬‬


‫إﻧﺘﺮﻧﺖ ﻃﻠﻘﺔ‬

‫ﻣﻌﺎك ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن‬

‫ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ اﻣﺎﻛﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﻴﻊ اﻟﺮﺟﺎء زﻳﺎرة ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ‪:‬‬

‫‪800 116 1666‬‬

‫‪www.go.com.sa‬‬

‫ﻳﺴﺮي ﻫﺬا اﻟﻌﺮض ﻓﻲ ا ﻣﺎﻛﻦ واﻟﻤﺪن اﻟﻤﻐﻄﺎه ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ‬

‫العدد ‪1548‬‬

‫ﻟﻤﺪة ﻣﺤﺪودة‬

‫ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺸﺮوط وا ﺣﻜﺎم‬

‫‪33‬‬



‫بينما دعم صادق واألعضاء الـ‪ 11‬اآلخرون في‬ ‫مجلس صيانة الدستور النتائج المتنازع عليها‪.‬‬ ‫بينما فضل األخ الرابع " فاضل الريجاني "‬ ‫كعادته البعد عن السياسة وهمومها‪ ،‬فهو كان‬ ‫يشغل قرابة عقد كامل منصب باحث مساعد‬ ‫في الجامعة الحرة‪ ،‬والمسئول عن وحدات‬ ‫االنتماء الثقافي في الجامعة الحرة وفروعها‬ ‫خارج البالد‪ ،‬وال ننسى أنه كان الملحق الثقافي‬ ‫في السفارة اإليرانية في كندا‪ ،‬ومنذ عودته إلى‬ ‫إيران حافظ على عالقته بالسياسة عبر المشاركة‬ ‫في المجالس اإلستراتيجية في المراكز العملية‪،‬‬ ‫و تعاون مع جامعة " بيام نور"‪ ،‬وقد يكون‬ ‫أهم اختالف بينه وبين إخوته هو؛ ابتعاده عن‬ ‫المناصب السياسية الكبرى‪ ،‬والمعروف عنه أنه‬ ‫يصب اهتمامه على الدبلوماسية الناعمة‪.‬‬ ‫األصغر في عائلة السلطة‬

‫ن في ظل عالقاته المتشعبة والمنطقية برؤساء البرلمان في العالم‬

‫الشيء الوحيد الذي يمكن أن نحسبه لصالح‬ ‫صادق الريجاني‪ ،‬أثناء وجوده في مجلس‬ ‫الخبراء هو؛ ذهاب المرشحين في انتخابات‬ ‫مجلس الخبراء في دورته السابعة إليه‪ ،‬والتوقيع‬ ‫على ورقة تشير إلى أنهم يوافقون على الوالية‬ ‫المطلقة للمرشد علي خامنئي‪ ،‬حتى يتمكنوا من‬ ‫نيل رضا المجلس وتأييد صالحيتهم من أجل‬ ‫خوض االنتخابات‪.‬‬ ‫وقبل توليه منصب رئاسة السلطة القضائية لم‬ ‫يكن اسم صادق الريجاني معروفًا لدى الكثيرين‪،‬‬ ‫لكن تعيينه في هذا المنصب وتصريحاته‬ ‫وإجراءاته تشير إلى أن هذه األسرة مصممة‬ ‫على توريث نفسها السلطة‪.‬‬ ‫وأول إجراء قام به " صادق الريجاني" بعد‬ ‫تعيينه كرئيس للسلطة القضائية هو؛ إيقاف بث‬ ‫المحاكمات المتعلقة باالحتجاجات األخيرة عبر‬ ‫التليفزيون‪ ،‬وإلغاء إعدام سبعة من المحتجين‪،‬‬ ‫إال أنه رضخ أخي ًرا وصادق على إعدام اثنين من‬ ‫الشباب لينهي فترة اليد النظيفة ويلطخها بالدماء‪.‬‬ ‫المحتجون ألعوبة في يد الغرب‬ ‫صادق الريجاني الذي يتقلد عدة مناصب مهمة‬ ‫في البالد من بينها؛ عضويته في جامعة مدرسي‬ ‫الحوزة العلمية بقم‪ ،‬وعضوية مجلس خبراء‬ ‫القيادة‪ ،‬باإلضافة إلى رئاسته للسلطة القضائية‪،‬‬ ‫اعتبر أن المحتجين على نتائج االنتخابات ألعوبة‬ ‫في يد الغرب‪ ،‬لم يكن الناس يريدون النزول إلى‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫الشارع بل جيء بهم عبر التغرير‪ ،‬وأن هناك‬ ‫بعض األفراد الذين كانوا يديرون حملة مير‬ ‫حسين موسوي‪ ،‬هم من دفعوا الناس إلى النزول‬ ‫إلى الشوارع؛ فهل يعقل أن مرشحًا يرفض‬ ‫نتائج االنتخابات قاد ًرا على تأسيس حركة بهذا‬ ‫الحجم في البالد؟ وإذا كان من المقرر أن تخرج‬ ‫الحركة الخضراء وتنزل إلى الشارع من أجل‬ ‫إلغاء نتائج االنتخابات‪ ،‬فهذه األمور تشير إلى‬ ‫مخطط يتحكم بمفاتيحه العدو"‪.‬‬ ‫وحول عدم السماح بإجراء مراسم تأبين لـ‬ ‫"ندا آقا سلطان" التي اغتيلت في االحتجاجات‪،‬‬ ‫قال صادق الريجاني‪ :‬إننا لم نسمح إلقامة هذه‬ ‫المراسم‪ ،‬ألن اإلصالحيين يتصيدون الفرص‬ ‫من أجل النزول إلى الشارع‪ ،‬والبد للتليفزيون‬ ‫اإليراني أن يحذف هذه مشاهد ألنهم سيستغلونها‬ ‫من أجل إبقاء نار االحتجاجات مشتعلة"‪.‬‬ ‫اجتماعات أسبوعية‬ ‫اختالفات السياسة ال تمنع اإلخوة من التقارب‬ ‫األسري‪ ،‬فكما قال صادق الريجاني قبل ذلك‬ ‫لصحيفة " اعتماد ملى ‪ " :‬إننا نجتمع مرة واحدة‬ ‫كل أسبوعين في بيت الوالدة‪ ،‬والدتي تقترح‬ ‫دو ًما أن نتحدث حول القضايا الكبيرة" فاألساس‬ ‫الذي يجمع األشقاء الخمسة هو؛ التعاون من‬ ‫أجل حفظ نفوذ األسرة‪ ،‬حتى وإن كانوا يختلفون‬ ‫أحيانًا في قضايا إيران‪،‬مثلما حدث في إعادة‬ ‫انتخابات الرئيس المطعون فيها فتحدث علي‬ ‫الريجاني مطالبًا أعضاء مجلس صيانة الدستور‬ ‫بعدم الوقوف إلى جانب مرشح رئاسي معين"‪،‬‬

‫أما أصغر اإلخوة وهو باقر الريجاني‪ ،‬المولود‬ ‫عام ‪ ،1961‬اشتهر عنه‪ ،‬طوال نشاطاته‬ ‫السياسية االنخراط في المسئوليات الجامعية‬ ‫على خوض المعترك السياسي‪ ،‬ففي بداية‬ ‫التسعينيات كان يشغل منصب وكيل وزارة‬ ‫الصحة أثناء تولي "علي رضا مرندي" لهذه‬ ‫الوزارة في عهد رفسنجاني‪ ،‬وأثناء وصول‬ ‫الرئيس اإلصالحي " محمد خاتمي " إلى رئاسة‬ ‫الجمهورية‪ ،‬عاد إلى تقبل مسئوليات في المراكز‬ ‫العلمية من جديد‪ ،‬وبعد فوز أحمدي نجاد‬ ‫‪ ،2005‬كان مرشحًا لنيل وزارة الصحة لكنه‬ ‫تراجع بشكل مفاجئ عن قراره هذا وانسحب‪،‬‬ ‫ثم عاد ليتقلد منصب وكيل وزارة الصحة من‬ ‫جديد في الحكومة التاسعة السابقة‪ ،‬ثم بدأ بحوثه‬ ‫العلمية في مجال" الخاليا الجذعية"‪ ،‬ويشغل‬ ‫اآلن منصب رئيس جامعة طهران للطب‪.‬‬ ‫رسالة احتجاجية‬ ‫أرسل بعض أعضاء الهيئات العلمية في جامعة‬ ‫طهران للطب رسالة لباقر الريجاني‪ ،‬يحتجون‬ ‫على سياسات االعتقال واالستجواب ووضع قيود‬ ‫وحرمان الطلبة من إكمال دراساتهم الجامعية‬ ‫بسبب مشاركتهم في االحتجاج على نتائج‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وأن هذا النوع من التصرفات يصيب‬ ‫األساتذة والطلبة على حد سواء باإلحباط‪ ،‬وجاء‬ ‫في الرسالة أيضًا" أنتم تعلمون بأن أولياء بعض‬ ‫هؤالء الطلبة هم أساتذة في الجامعة وأعضاء‬ ‫في الهيئات العلمية‪ ،‬وهذا األمر لم يسبق حدوثه‬ ‫تاريخ الجامعة أن يعتقل الطالب أثناء حضور‬ ‫األستاذ في الصف‪ ،‬أو يتلقى األستاذ استدعاء‬ ‫قضائيًا أو أمنيًا‪ ،‬وأن يتم استجوابهم بهذا الشكل‪،‬‬ ‫وهناك حادثة أخرى كذلك أن يؤخذ أستاذ جامعي‬ ‫من عيادته ويؤخذ وهو معصوب العينين ويتم‬ ‫اإلبقاء عليه معصوب العينين لمدة ثالث ساعات‬ ‫خلف أبواب المدعي العام في الوقت الذي هناك‬ ‫الكثير من المرضى ينتظرون في عيادته‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫قضايا‬ ‫اإلصالحيين بضلوعهم في جرائم القتل التي‬ ‫استهدفت صحفيين وسياسيين‪ ،‬وعرفت باسم "‬ ‫القتل المتسلسل" ونسب إلى أحد الضالعين في‬ ‫هذه الجرائم باسم " خسرو خوبان" بأنه واحد‬ ‫من اإلصالحيين‪.‬‬ ‫ولم يكن الفساد وحده هو المالحظ على أداء‬ ‫هيئة اإلذاعة والتليفزيون في فترة رئاسة‬ ‫علي الريجاني‪ ،‬بل يثير الكثير من االنتقادات‬ ‫خصوصًا دورها في تشويه البرلمان ذي‬ ‫األغلبية اإلصالحية‪ ،‬بل وتشويه اإلصالحيين‬ ‫بشكل عام‪ ،‬وعدم التغطية اإلعالمية ألداء‬ ‫حكومة خاتمي بشكل موضوعي ومنصف‪،‬‬ ‫واالستهزاء بالنواب اإلصالحيين خصوصًا‬ ‫عند استقالة عدد منهم اعتراضًا على بعض‬ ‫إجراءات مجلس صيانة الدستور المهيمن عليه‬ ‫متشددو المحافظين‪.‬‬ ‫المجلس األعلى لألمن القومي‬ ‫حتى بعد تركه هيئة اإلذاعة والتليفزيون‪،‬‬ ‫احتفظ بعضويته في مجمع تشخيص مصلحة‬ ‫النظام والمجلس األعلى للثقافة‪ ،‬وفي ‪ 25‬مايو‪/‬‬ ‫آيار ‪ ،2004‬أصدر المرشد قرارًا بتنصيب "‬ ‫علي الريجاني " كممثل له في المجلس األعلى‬ ‫لألمن القومي‪ ،‬كذلك شارك في االنتخابات‬ ‫الرئاسية التاسعة ‪ ،2005‬والتي تلقى فيها خسارة‬ ‫قاسية‪.‬‬ ‫وعندما وصل أحمدي نجاد إلى منصب الرئاسة‬ ‫قرر تنصيب " علي الريجاني " كأمين عام‬ ‫مجلس األمن القومي‪ ،‬وكبير المفاوضين في فريق‬ ‫المباحثات في الشأن النووي اإليراني‪ ،‬وبمهارة‬ ‫فائقة تمكن "الريجاني" من نقل صالحيات‬ ‫السياسة الخارجية من وزارة الخارجية إلى‬ ‫المجلس األعلى لألمن القومي‪ ،‬لكن في خريف‬ ‫‪ ،2007‬قدم استقالته بسبب خالفات مع الرئيس‬ ‫أحمدي نجاد‪ ،‬الذي قبلها هذه المرة‪ ،‬رغم رفضه‬ ‫لها مرات سابقة‪.‬‬ ‫وأرجع الخبراء الخالف إلى أن الرئيس أحمدي‬ ‫نجاد صرح بأن نقل ملف إيران النووي إلى‬ ‫مجلس األمن الدولي‪ ،‬يعني أن على إيران أن‬ ‫تدير ظهرها للمفاوضات‪ ،‬في الوقت الذي كان "‬ ‫علي الريجاني" ال يزال يتفاوض مع " خافيير‬ ‫سوالنا "‪ ،‬المفوض األعلى للسياسة الخارجية‬ ‫في االتحادي األوروبي في هذا الخصوص‪،‬‬ ‫وعكست استقالته حجم خالفاته مع أحمدي نجاد‪.‬‬ ‫احتجاجات ما بعد االنتخابات بعد أن فاز علي‬ ‫الريجاني بمقعد في البرلمان عن مدينة " قــم "‬ ‫تم انتخابه كرئيس للبرلمان بعد انعقاده في جلسته‬ ‫الرابعة( هذا أرفع منصب يحصل عليه بشكل‬ ‫ديمقراطي بعد فشله في االنتخابات الرئاسية)‪.‬‬ ‫وفي أول إجراء له‪ ،‬قام الريجاني بإرسال تهنئة‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫الريجاني‪ :‬البرلمان يلعب دورا دوليا يتجاوز حدود سلطة البرلمان‬

‫إلى مير حسين موسوي مباشرة وبعد إغالق‬ ‫أبواب االقتراع‪ ،‬والهجوم على الحرم الجامعي‬ ‫أثناء احتجاجات الطلبة على نتائج االنتخابات‬ ‫الرئاسية‪ ،‬شكل الريجاني لجنة خاصة للتحقيق‬ ‫في مالبسات هذا الحادث‪.‬‬ ‫كما قام بتوجيه الكثير من االنتقادات للزعيم‬ ‫اإلصالحي‪ ،‬مهدي كروبي‪ ،‬بسبب الرسائل‬ ‫واالنتقادات التي كان يوجهها كروبي لـ"‬ ‫الريجاني"‪ ،‬طالبًا منه التدخل للتحقيق في‬ ‫تعرض معتقلين لالغتصاب‪.‬‬ ‫ورغم أن "الريجاني" كان من أكثر المنتقدين‬ ‫لحكومة أحمدي نجاد بسبب مشروع‬ ‫الميزانية والسياسة الخارجية ومشروع‬ ‫الحكومي‬ ‫حذف اإللغاء التدريجي للدعم‬ ‫والمخالفات القانونية في التشريعات‪.‬‬ ‫ورغم سخريته من الخطب المتأنقة التي ألقاها‬ ‫األشخاص الذين تم تعيينهم في الحكومة اً‬ ‫قائل‪:‬‬ ‫"يجب أن نجمع هذه القصائد في كتاب! إال أنه‬ ‫كان حريصًا خالل الجلسات على أن تتم الموافقة‬ ‫على منح الثقة للحكومة سريعًا‪.‬‬ ‫وخالل الشهور الماضية هاجم "علي الريجاني"‬ ‫كثي ًرا قيادات اإلصالحيين من جهة والمتشددين‬ ‫من مؤيدي حكومة أحمدي نجاد من جهة أخرى‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى إدانته للغرب بسبب انتقاده طريقة‬ ‫تعاطي السلطة مع مظاهرات عاشوراء األخيرة‪،‬‬ ‫وطالب قيادات اإلصالحيين باالستسالم‪.‬‬ ‫ورغم الدور الكبير الذي يلعبه "الريجاني" في‬

‫إيران‪ ،‬فإنه يفضل أن تكون تحركاته السياسية في‬ ‫الخفاء‪ ،‬فهو ال يخاطر باللعب علنًا حتى ال تصيبه‬ ‫موجات االنتقاد التي قد تنال من هيبته السياسية‪.‬‬ ‫فهو ال ينسى خطابه في جامعة شريف الصناعية‬ ‫عام ‪ ،2003‬الذي قال فيه‪ " :‬قبل دخول اإلسالم‬ ‫إلى إيران كان اإليرانيون أميين ال يعرفون‬ ‫القراءة والكتابة ومتوحشين وال ثقافة لهم‪،‬‬ ‫وأنهم كانوا يفضلون البقاء أميين"‪ ،‬فأثار الكثير‬ ‫من االنتقادات ضده وال يريد أن تتكرر هذه‬ ‫االنتقادات التي يعتبرها خص ًما من رصيده‪.‬‬ ‫صادق الريجاني‬ ‫يدان ناعمتان تلطختا بالدم‬ ‫هو األخ الثالث الذي فضل على عكس كل‬ ‫إخوته االستمرار في الحوزة العلمية‪ ،‬لذا كان‬ ‫اإلصالحيون يصفونه بصاحب اليدين النظيفتين‬ ‫والناعمتين‪ ،‬ألنه قضى كل وقته في الدرس‬ ‫والتحصيل العلمي في أقبية قم الباردة‪.‬‬ ‫أكمل صادق الريجاني دراسته في الحوزة‬ ‫العلمية منذ السنوات األولى من انتصار الثورة‪،‬‬ ‫وهو من المؤيدين المتشددين " للوالية المطلقة‬ ‫لولي الفقيه "‪ ،‬وفي ‪ ،2006‬تم تنصيبه كأحد‬ ‫أعضاء مجلس صيانة الدستور‪ ،‬وهو من أشد‬ ‫المؤيدين لفكرة أن الناس ال يمكنهم أن يُفقدوا‬ ‫شرعية الحكومة حتى في حال عدم موافقتهم‬ ‫عليها عندما قال‪ ":‬يمكن للناس أن يحددوا فقط‬ ‫كفاءة أو عدم كفاءة الحكومة‪ ،‬وال يمكن لرأي‬ ‫الناس أن يعطي الشرعية للحكومة"‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫قضايا‬ ‫رئيس هيئة اإلذاعة والتليفزيون‪.‬‬ ‫كان علي الريجاني األمين العام للمجلس األعلى‬ ‫لألمن القومي‪ ،‬وهو الذي كان كبير المفاوضين‬ ‫في الشأن النووي اإليراني‪ ،‬وفي الوقت الحالي‬ ‫يشغل منصب رئاسة البرلمان‪ ،‬وهو أحد أعضاء‬ ‫مجمع تشخيص مصلحة النظام وعضو في‬ ‫المجلس االستشاري األعلى للثقافة‪.‬‬ ‫تليفزيون الريجاني والفساد‬ ‫في إيران يعتبرون فترة تولي " علي الريجاني‬ ‫" رئاسة هيئة اإلذاعة والتليفزيون والتي طالت‬ ‫لعشر سنوات مختلفة من كل النواحي‪ ،‬ففي‬ ‫حين شهدت هذه الفترة الكثير من التغييرات‪،‬‬ ‫ازداد عدد القنوات التليفزيونية من ثالث إلى‬ ‫سبع‪ ،‬وأحدث نوعًا من النظرة األحادية الجانب‬ ‫في الهيئة بحيث كانت تروج لسياسة معاداة‬ ‫اإلصالحيين والمشروع اإلصالحي؛ وانتُقد‬ ‫بشدة بشكل غير مسبوق بسبب هذه السياسات‪.‬‬

‫صادق الريجاني‬

‫فوز اليمين في االنتخابات سيضمن مصالح‬ ‫بريطانيا والغرب في إيران‪ ،‬وفي ذلك اللقاء‬ ‫المثير للجدل أظهر " محمد جواد الريجاني"‬ ‫صورة راديكالية ومتطرفة لمناصري "‬ ‫خاتمي" حتى يضمن دعم البريطانيين لليمين‬ ‫في إيران من أجل الفوز باالنتخابات الرئاسية‪.‬‬ ‫وهو اآلن يعمل مستشار رئيس السلطة القضائية‪،‬‬ ‫وسكرتير عام لجنة حقوق اإلنسان في السلطة‬ ‫القضائية‪ ،‬ورئيس مركز البحوث للفيزياء‬ ‫النظرية والرياضيات‪.‬‬ ‫وذهب " محمد جواد " إلى جنيف "الشهر‬ ‫الماضي" لكي يمثل إيران في مجلس حقوق‬ ‫اإلنسان التابع لألمم المتحدة هناك‪ ،‬وأثناء لقاء‬ ‫صحفي هناك قال‪ :‬ال يسجن أحد في إيران بسبب‬ ‫االحتجاج إال إذا استخدم المحتجون العنف‪ ،‬في‬ ‫االحتجاجات األخيرة التي ذكر أنها تسببت‬ ‫في قتل ‪ 20‬من أفراد الباسيج و‪ 13‬مدنيًا‪.‬‬ ‫ويعتقد الخبراء بأن "محمد جواد الريجاني"‬ ‫قام بصياغة األطروحة و المفهوم السياسي‬ ‫بشكل مختلف تما ًما‪ ،‬بحيث فصل فيها مفهوم‬ ‫مقبولية النظام عن مفهوم شرعيتها‪ .‬وهو‬ ‫فصل يفتح الباب واسعًا أمام اليمين المحافظ‬ ‫في إيران لممارسة التسلط واالستبداد‬ ‫العلنيين من أجل المحافظة فقط على السلطة‪.‬‬ ‫علي الريجاني‬ ‫رجل هادئ بمناصب مثيرة للجدل‬ ‫هو األخ الثاني ‪ 53‬عا ًما‪ ،‬لكنه أكثر أفراد األسرة‬ ‫شهرة في إيران‪ ،‬في عام ‪ ،1957‬تزوج وهو في‬ ‫سن العشرين من ابنة المفكر اإلسالمي المعروف‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫" مرتضى مطهري"‪ ،‬فعالوة على دراسته‬ ‫الحوزوية ودراسة الرياضيات والكمبيوتر‬ ‫والفلسفة‪ ،‬انضم إلى الحرس الثوري وهو في سن‬ ‫‪ 24‬ثم أصبح الرئيس العام للقسم الدولي ثم رئيسًا‬ ‫لمركز األخبار في هيئة اإلذاعة والتليفزيون‪،‬‬ ‫ليسلك بعد ذلك طريقه في الوظائف القيادية متقلدًا‬ ‫منصب وكيل وزارتي األشغال والمواصالت‬ ‫حتى أصبح نائبًا لقائد الحرس الثوري‪.‬‬ ‫وأثناء فترة رئاسة " رفسنجاني في عام ‪،1991‬‬ ‫تقلد علي الريجاني منصب وزير الثقافة واإلرشاد‬ ‫خلفًا لمحمد خاتمي‪ ،‬الذي كان قد استقال من هذا‬ ‫المنصب بسبب خالف بينه وبين رفسنجاني‬ ‫آنذاك‪ ،‬و بقي " على الريجاني " في هذا المنصب‬ ‫إلى أن عينه المرشد "على خامنئي" في منصب‬

‫اإلخوة الخمسة "علي‬ ‫وصادق ومحمد جواد‬ ‫وباقر وفاضل‪ ،‬تقلدوا‬ ‫مناصب متعددة في‬ ‫الجمهورية اإلسالمية‪،‬‬ ‫ليس عن طريق االنتخابات‬ ‫فحسب بل عن طريق‬ ‫تنصيبهم بسبب تقربهم‬ ‫التدريجي إلى رأس الهرم‬ ‫في النظام‪ ،‬آية اللـه علي‬ ‫خامنئي‬

‫دار أيضًا الحديث حول الفساد المستشري داخل‬ ‫الهيئة الخاصة للمرشد‪ ،‬بحيث دفع البرلمان‬ ‫في دورته السادسة والذي كانت تسيطر عليه‬ ‫األغلبية من اإلصالحيين‪ ،‬إلى طلب إجراء‬ ‫تحقيقات في هذا الخصوص‪ ،‬لكن مجلس الخبراء‬ ‫منع هذه الجهود والتحركات بحجة أن " المرشد‬ ‫فوق الكل و(القانون)"‪ ،‬لكن مع ازدياد إصرار‬ ‫النواب في البرلمان استسلم المرشد لهذا القرار‬ ‫واشترط على البرلمان الخوض فقط في ثالث‬ ‫مسائل هي‪ " :‬الميزانية و طريقة صرف األموال‬ ‫فيها والدخل الناتج عن عرض اإلعالنات" و"‬ ‫مشتريات الهيئة من الخارج البالد" و" إهداء‬ ‫الهدايا"‪.‬‬ ‫ولم تتعاون الهيئة حتى في هذا الخصوص‪،‬‬ ‫فحصلت انتهاكات ومضايقات لعمل البرلمان‬ ‫بشكل أعاق التحقيقات وتسبب في تأخر صدور‬ ‫النتائج النهائية مدة عام كامل؛ بحيث قامت كل‬ ‫من هيئة اإلذاعة والتليفزيون بتهديد البرلمان‬ ‫بمحاكمة المسئولين عن هذا الملف ما لم تتوقف‬ ‫هذه اإلجراءات‪ .‬وامتدت التحقيقات إلى البرلمان‬ ‫في دورته السابعة بهيمنة المحافظين‪ ،‬ثم أغلق‬ ‫نهائيًا دون الوصول إلى نتيجة‪.‬‬ ‫إال أن ما كشفه تقرير أصدره البرلمان السادس‬ ‫عن نتائج بعض ما قام به من تحقيقات يقول فيها‬ ‫‪ :‬انه استطاع فقط التحقيق في خمسة من أصل‬ ‫‪ 200‬حساب مصرفي خاص بالهيئة وتم رصد‬ ‫مخالفات مالية تصل قيمتها اإلجمالية إلى قرابة‬ ‫خمسة مليارات‪ ،‬و‪ 250‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫لكن " علي الريجاني" سخر من هذا التقرير‪،‬‬ ‫ثم بدأت الهيئة ببث برنامج كان يقدمه رجل‬ ‫الدين المتشدد جدًا ضد اإلصالحيين "روح‬ ‫اللـه حسينيان" بعنوان "المصباح" اتهم فيه‬ ‫‪25‬‬


‫قضايا‬ ‫مصطفى محقق داماد " ‪" ،‬محمد يزدي"‪.‬‬ ‫وبسبب ضغوط الشاه على علماء الدين‪ ،‬قام‬ ‫الريجاني األب في عام ‪ ،1932‬بالهجرة إلى‬ ‫النجف بالعراق‪ ،‬وعاش هناك لثالثة عقود‪،‬‬ ‫ولهذا السبب ولد جميع أبنائه في النجف‪ ،‬أما‬ ‫أمهم فهي بنت أحد المجتهدين في مدينة بهشهر‬ ‫في محافظة مازندارن بشمال إيران‪ ،‬وهو " آية‬ ‫اللـه سيد محسن أشرفي"‪.‬‬ ‫وإثر الثورة غيرت أسرة " آملي " اسمها‬ ‫العائلي إلى " الريجاني "‪.‬‬ ‫بعد ثالثة عقود قضاها "الريجاني" األب في‬ ‫الغربة عاد إلى إيران‪ ،‬لكن هذه المرة اختار‬ ‫اإلقامة في مدينة قم الدينية‪ ،‬ومكنت هذه‬ ‫الهجرات اإلخوة الخمسة من الدراسة وفي‬ ‫سطوح عليا‪ ،‬في الحوزات العلمية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى تحصيلهم الجامعي ‪.‬ماعدا " باقر " و "‬ ‫فاضل " اللذين أكمال دراستهما الحوزوية فقط‬ ‫في مراحلها االبتدائية‪.‬‬ ‫وحصر آل "الريجاني" مصاهراتهم باألسر من‬ ‫علماء الدين المشهورين‪ ،‬فقد بدأ "الريجاني"‬ ‫األب هذه المصاهرة بزواجه من ابنة " آية اللـه‬ ‫أشرافي"‬ ‫وتزوج " علي " من ابنة " آية اللـه مرتضى‬ ‫مطهري " و "صادق" تزوج من ابنة " آية اللـه‬ ‫العظمى وحيد خراساني " و" باقر" تزوج من‬ ‫ابنة " آية اللـه حسن زاده آملي" وتزوجت البنت‬ ‫الوحيدة في أسرة "الريجاني" من أحد طلبة‬ ‫"الريجاني" األب‪ ،‬وهو" آية اللـه مصطفى‬ ‫محقق داماد " والذي كان ولسنوات عض ًوا‬ ‫في المجلس األعلى في القضاء‪ ،‬ورئيس دائرة‬ ‫التفتيش المركزية‪ ،‬وانتقد أخي ًرا صهره صادق‬ ‫الريجاني بسبب موافقته على إعدام شابين بحجة‬ ‫المشاركة في االحتجاج على نتائج االنتخابات‬ ‫الرئاسية‪ ،‬التي اندلعت في يونيه‪/‬حزيران‬ ‫الماضي‪ ،‬وخاطبه ‪ ":‬ل ّوثت يديك بدماء األبرياء"‪.‬‬ ‫كذلك فإن النائب البرلماني األصولي البارز "‬ ‫أحمد توكلي" هو ابن خالة اإلخوة "الريجاني" ‪.‬‬ ‫رجل الظل‬ ‫األخ األكبر محمد جواد ـ ‪ 59‬ـ شخصية‬ ‫إستراتيجية أصولية يلقبونه برجل الظل‬ ‫للدبلوماسية في الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‬ ‫أو الرجل المتحرك خلف الستار‪ .‬ويعتبره‬ ‫كثيرون الشخصية األكثر إثارة للجدل‪.‬‬ ‫دخل محمد جواد بعد تخرجه في الحوزة‬ ‫العلمية في شبابه جامعة شريف الصناعية‬ ‫لدراسة هندسة الكهرباء‪ ،‬وتوجه بعد بعدها‬ ‫إلى بركلي في الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫درجة الدكتوراه‪ ،‬وعاد‬ ‫وحصل على‬ ‫بعد انتصار الثورة اإلسالمية إلى إيران‪،‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫باقر الريجاني‬

‫وانخرط بشكل سريع في المجال السياسي‪.‬‬

‫دبلوماسيين أجانب دون أي تنسيق مع مرءوسيه‪.‬‬

‫وأثناء رئاسة " مير حسين موسوي" للوزراء‪،‬‬ ‫كان " محمد جواد " يتولى منصب مساع ٍد في‬ ‫الشئون الدولية بوزارة الخارجية وكان إلى‬ ‫جانب "علي أكبر واليتي" يدير الدبلوماسية‬ ‫الخارجية للجمهورية اإلسالمية‪ ،‬و ترك بعدها‬ ‫وزارة الخارجية بسبب موقفه من فتوى قتل "‬ ‫سلمان رشدي"‪ ،‬لكنه ظل يعمل في الظل‪ ،‬حيث‬ ‫عرف برجل الدبلوماسية الخفية‪ ،‬لكن بعد ثمانية‬ ‫أشهر من توقيع إيران معاهدة وقف إطالق النار‬ ‫مع العراق العام ‪ ،1988‬تسربت معلومات عن‬ ‫أن جواد تم طرده من وزارة الخارجية نهائيًا‬ ‫بقرار من وزارة االستخبارات بسبب خالف بينه‬ ‫وبين وزير الخارجية آنذاك " على أكبر واليتي‬ ‫" واكتشاف مباحثات سرية أجريت بينه وبين‬

‫ومن األحداث المهمة التي ميزته آنذاك‪،‬‬ ‫سفره إلى موسكو في ديسمبر‪/‬كانون أول‬ ‫من عام ‪ ،1988‬برفقة أحد تالميذ والده‪،‬‬ ‫وهو ( آية اللـه جوادي آملي ) من أجل تسليم‬ ‫رسالة من " اإلمام الخميني إلى "ميخائيل‬ ‫جورباتشوف " آخر رئيس لالتحاد السوفيتي‪.‬‬

‫يمكن القول‪ :‬إن أسرة‬ ‫اإلخوة " الريجاني"‬ ‫أصبحت بمرور الوقت‬ ‫حزبًا أسريًا وواح ًدا‬ ‫من مراكز القوة‬ ‫على شاكلة األحزاب‬ ‫الخاصة‪ ،‬وباتت‬ ‫مناهضا‬ ‫تيارا‬ ‫ً‬ ‫تحرك ً‬ ‫لإلصالحات‬

‫وكان "محمد جواد الريجاني " نائبًا في البرلمان‬ ‫اإليراني في دوراته الثانية والرابعة والخامسة‬ ‫قبل أن ينتقل إلى السلطة القضائية كمستشار‬ ‫أعلى‪ ،‬إضافة إلى أنه كان عض ًوا من ثالثة‬ ‫أعضاء يشرفون على إدارة مؤسسة اإلذاعة‬ ‫والتليفزيون أثناء إدارة محمد هاشمي" شقيق‬ ‫رفسنجاني" لها‪ ،‬وأسس مركز " دراسات األقوام‬ ‫البشرية" لتقديم تقارير إستراتيجية ألولي األمر‪.‬‬ ‫ثم أصبح مستشا ًرا لألمن القومي‪ ،‬وهو منصب‬ ‫ابتكره محمد جواد اً‬ ‫أمل في أن يصبح " هنري‬ ‫كيسنجر" الجمهورية اإلسالمية‪ ،‬لكنه فشل‬ ‫تما ًما‪ ،‬وأثناء سباق االنتخابات الرئاسية عام‬ ‫‪ ،1997‬دعم كبقية المحافظين ـ كانوا يسمون‬ ‫اليمين الديني ـ علي أكبر ناطق نوري" والذي‬ ‫كان ينافس اإلصالحي (اليسار الديني) " محمد‬ ‫خاتمي "‪ ،‬إذ كان محمد جواد حينها يترأس‬ ‫مركز الدراسات في مجلس الشورى اإلسالمي‬ ‫( البرلمان)‪ ،‬والتقى سرًا في رحلة إلى لندن‬ ‫بالمدير العام لوزارة الخارجية البريطانية "نيك‬ ‫براون " وع ّرف نفسه على أنه أحد المعارضين‬ ‫لعملية اقتحام السفارة األمريكية في طهران في‬ ‫نوفمبر‪/‬تشرين ثان‪ ،1979 ،‬ويعارض الفتوى‬ ‫الصادرة ضد " سلمان رشدي " و نقل له أن‬ ‫‪24‬‬


‫قضايا‬ ‫هم خمسة أشقاء‪ ،‬عرفوا بأن لديهم حاسة‬ ‫شم قوية القتناص الفرص في بازار السلطة‬ ‫والنفوذ‪ ،‬مستفيدين من موقع والدهم الرفيع‬ ‫في المؤسسة الدينية كمرجع كبير‪ ،‬والزيجات‬ ‫" الكبرى" التي جعلتهم من األسر الراقية في‬ ‫إيران‪ ،‬وهم يجمعون بين علوم الدين والدنيا‪،‬‬ ‫ليمسكوا بأرفع المقامات والمسئوليات الحساسة‬ ‫في نظام الجمهورية اإلسالمية‪ .‬وهم اليوم في‬ ‫صدارة األسر الكبيرة في تاريخ العائالت التي‬ ‫فرضت هيمنتها على سدة بعض المناصب‬ ‫في الحكومة في عهد ما بعد الثورة في إيران‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫ويمكن القول‪ :‬إن أسرة اإلخوة " الريجاني"‬ ‫أصبحت بمرور الوقت حزبًا أسريًا وواحدًا‬ ‫من مراكز القوة على شاكلة األحزاب الخاصة‪،‬‬ ‫وباتت تحرك تيا ًرا مناهضًا لإلصالحات‪،‬‬ ‫وطرحت نفسها كمنقذ للتيار المحافظ من‬ ‫خطر الحركة اإلصالحية‪ ،‬ومن الزعماء‬ ‫اإلصالحيين‪ ،‬و تقوم كذلك بالدفاع عن أربعة‬ ‫أصول متشددة ومحافظة هي؛ حكومة العائالت‬ ‫والنظرة التقليدية للدين الرسمي في البالد‪،‬‬ ‫وتقديس الملكية الخاصة والنظم االستبدادية‪،‬‬ ‫بعد أن أصبحت أسرة الريجاني ركنًا أساسيًا من‬ ‫أركان السلطة في إيران‪.‬‬ ‫اإلخوة الخمسة "علي وصادق ومحمد جواد‬ ‫وباقر وفاضل‪ ،‬تقلدوا مناصب متعددة في‬ ‫الجمهورية اإلسالمية‪ ،‬ليس عن طريق‬ ‫االنتخابات فحسب بل عن طريق تنصيبهم‬ ‫بسبب تقربهم التدريجي إلى رأس الهرم في‬ ‫النظام‪ ،‬آية اللـه علي خامنئي‪ ،‬الذي يملك وحده‬ ‫حق التعيين في المؤسسات التي تتعامل خارج‬ ‫نطاق القانون‪:‬‬ ‫فاألخ األكبر محمد جواد‪ ،‬المعروف برجل‬ ‫الدبلوماسية في النظام‪ ،‬والمنظّر الفكري للتيار‬ ‫الديني المتشدد وعموم المحافظين التقليديين‪،‬‬ ‫يعمل مستشا ًرا لرئيس السلطة القضائية الذي‬ ‫يشغله شقيقه صادق‪ .‬وعلي يتولى منصب رئيس‬ ‫السلطة التشريعية‪ ،‬وباقر يشغل موقع رئيس كلية‬ ‫راقية متخصصة في الطب بجامعة طهران‪ .‬أما‬ ‫األخ األصغر "فاضل" والمعرف بالدبلوماسي‬ ‫الهادئ‪ ،‬والذي كان يعيش في كندا طوال‬ ‫السنوات الماضية‪ ،‬فيشغل اآلن عضوية العديد‬ ‫من المجالس اإلستراتيجية والمراكز العلمية‪.‬‬ ‫وتعود جذور آل الريجاني إلى قرية " پردمه‬ ‫" من توابع مدينة الريجان‪ ،‬في مازندران في‬ ‫شمال إيران‪ ،‬ووالدهم آية اللـه العظمى الراحل؛‬ ‫" ميرزا هاشم آملي " كان من علماء الدين‬ ‫البارزين في الحوزة الدينية‪ ،‬وكان أحد طالب‬ ‫" ميرزائي نائيني" ومدرسًا لعلماء دين آخرين‬ ‫أصبحوا مراجع وشخصيات نافذة في النظام‪،‬‬ ‫منهم " ناصر مكارم الشيرازي " ‪ " ،‬عبد اللـه‬ ‫جوادي آملي " ‪ " ،‬حسن حسن زاده آملي" ‪،‬‬ ‫" محمد گيالني " ‪ " ،‬مرتضى مفتح " ‪" ،‬‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫خطوات نجاد توازيها أو تسبقها دائ ًما خطوة الريجاني الذي نجح في أن يصبح قوة موازية لقوة الرئيس‬

‫‪23‬‬


‫قضايا‬

‫األخوة "الريجاني"‪ :‬الدبلوماسية الناعمة‬

‫نموذج العائلة الحاكمة في الجمهورية اإلسالمية‬ ‫صا بعد‬ ‫أصبح اسم العائلة "الريجاني " مألوفًا لدى اإليرانيين‪ ،‬ولدى الغربيين على السواء في فترات مختلفة‪ ،‬منذ انتصار الثورة اإلسالمية‪ ،‬خصو ً‬ ‫أن أصدر اإلمام الخميني الراحل فتوى إعدام الكاتب الهندي البريطاني األصل‪ ،‬سلمان رشدي‪ ،‬بسبب نشره كتاب" آيات شيطانية"‪ ،‬وإعالن محمد‬ ‫جواد الريجاني‪ ،‬عندما كان نائبًا لوزير الخارجية لشئون أوروبا وأمريكا‪ ،‬أن الفتوى غير ملزمة للحكومة اإليرانية بشأن عالقاتها مع بريطانيا‪،‬‬ ‫ما أدى إلى انحسار دوره كمنظّر لألمن القومي اإليراني‪ ،‬لكن اإلخوة " الريجاني" ظلوا يحافظون على دورهم في قيادة البلد واإلمساك بمفاصله‬ ‫الرئيسة‪ ،‬وهم اليوم يتمتعون بنفوذ قوي في نظام الجمهورية اإلسالمية برغم موقفهم غير الودي من الرئيس محمود أحمدي نجاد‪.‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫العائله "الالريجانية" دائما ً في صدارة المشهد اإليراني‬

‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪22‬‬


‫األخوة‬

‫"الريجاني"‬ ‫نجاح محمد علي‬

‫العدد ‪1548‬‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫بقلم الناعمة‬ ‫الدبلوماسية‬

‫‪21‬‬


‫قضايا‬

‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪20‬‬


‫تحليالت‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫خروقات الحوثيين‬ ‫هل تشعل الحرب‬ ‫السابعة ؟‬ ‫"القاهرة"أحمد ربيع‬ ‫لم يمنع اتفاق الهدنة بين الحكومة اليمنية‬ ‫والمتمردين الحوثيين من إزالة المخاوف بشأن‬ ‫اندالع حرب سابعة في اليمن‪ ،‬والتي بدأت تلوح‬ ‫مؤشراتها في األفق نتيجة عدم التزام الحوثيين‬ ‫باالتفاق المبرم مع الحكومة‪ .‬آخر هذه الخروقات‬ ‫إطالق بعض العناصر الحوثية النار على طائرة‬ ‫عسكرية كانت تحلق فوق مدينة صعدة وتقوم‬ ‫برحالت روتينية لنقل قادة عسكريين وإداريين إلى‬ ‫محافظة صعدة للقيام بعملهم‪ ،‬غير أنها لم تصب‬ ‫نتيجة إطالق النار‪.‬‬ ‫لم يكن هذا االختراق الوحيد للهدنة من قبل‬ ‫المتمردين الحوثيين وإنما سبقتها خروقات كثيرة‬ ‫دفعت بإحدى اللجان العاملة على إحالل السالم‬ ‫في مديرية "حرف سفيان" بمحافظة عمران شمال‬ ‫اليمن إلى التوقف عن عملها نتيجة الخروقات‬ ‫الحوثية للهدنة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من عودة اللجنة لمواصلة عملها فإن‬ ‫القلق ما زال قائما ويهدد حلم السالم الذي يسعى‬ ‫إليه الشعب اليمني بعد معاناة في حروب ست‬ ‫راح ضحاياها آالف األبرياء من المواطنين‪ ،‬كان‬ ‫آخرها الحرب السادسة التي انتهت منتصف ليلة‬ ‫الحادي عشر من فبراير ‪ /‬شباط الماضي‪ ،‬بقرار‬ ‫من رئيس الجمهورية‪ ،‬علي عبد اللـه صالح‪ ،‬األمر‬ ‫الذي دفع اليمنيين إلى االستبشار ببدء مرحلة جديدة‬ ‫يلتف فيها الجميع على مائدة حوار وطني لدراسة‬ ‫جدوى ما يريده اليمن‪ ،‬وماذا ينبغي عمله إلنقاذ هذا‬ ‫البلد من مآسيه المتتابعة‪ ،‬غير أن األحالم اليمنية‬ ‫بدأت تتالشى مع أول اختراق حوثي لالتفاق تمثل‬ ‫في اقتحام عناصر متمردة حوثية لمبنى الوحدة‬ ‫الصحية بمديرية الزاهر بمحافظة الجوف‪،‬‬ ‫وتحطيم أبوابها ونهب األثاث واألدوية وتمركزت‬ ‫داخل المبنى مخالفةً إعالن قياداتها االلتزام بتنفيذ‬ ‫شروط الدولة الستة‪ ،‬إضافة إلى قيامهم في وقت‬ ‫سابق بنهب سيارة مديرة مشروع الصحة اإلنجابية‬ ‫بمحافظة الجوف واختطاف ‪ 2‬من مرافقي مديرة‬ ‫المشروع‪ ،‬فيما أصيب بمديرية المالحيظ جندي‬ ‫يعمل في نزع األلغام بشظايا في أنحاء جسمه‪،‬‬ ‫جراء انفجار لغم أرضي‪ ،‬وأصيب ‪ 3‬آخرون‬ ‫بانفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون في منطقة تم‬ ‫مسحها بمديرية حرف سفيان‪.‬‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫القلق ما زال قائما‬ ‫ويهدد حلم السالم الذي‬ ‫يسعى إليه الشعب‬ ‫اليمني بعد معاناة‬ ‫في حروب ست راح‬ ‫ضحاياها آالف األبرياء‬ ‫من المواطنين‬ ‫من جانبهم‪ ،‬نفى المتمردون الحوثيون هذه‬ ‫االتهامات‪ ،‬واعتبروا أن اتهام السلطة لهم هو‬ ‫هروب من مسئوليتها األمنية واألخالقية‪.‬‬ ‫وسط هذه األحداث يبرز الدور الذي تلعبه إيران‬ ‫بالتدخل في شئون اليمن‪ ،‬فإيران ‪ -‬بحسب محللين‬ ‫سياسيين ‪ -‬تأبى إيقاف الحرب في اليمن من خالل‬ ‫دعمها للمتمردين الحوثيين‪.‬‬ ‫هذا التدخل كشفت عنه أوراق القضية التي يحاكم‬ ‫فيها اآلن أربعة من مؤيدي المتمردين الحوثيين‪،‬‬ ‫أمام المحكمة االبتدائية الجزئية المتخصصة‬ ‫بالعاصمة اليمنية صنعاء‪ ،‬بتهمة التخابر مع إيران‪،‬‬ ‫وتسليمها صورا لمنشآت أمنية وعسكرية وموانئ‬ ‫وجزر‪.‬‬ ‫زيد الشامي‪ ،‬نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب‬ ‫اإلصالح اليمني‪ ،‬لم يستبعد اشتعال حرب سابعة‬ ‫بين الحوثيين والحكومة اليمنية‪ ،‬مستندًا في ذلك‬ ‫على بعض الشواهد التي تشير إلى إمكانية العودة‬ ‫إلى الحرب مرة أخرى على حساب السالم الذي‬ ‫يسعى إليه الجميع‪ ،‬وأول هذه الشواهد تتمثل في أن‬ ‫الجميع سواء كان المتمردون الحوثيون أم الحكومة‬ ‫اليمنية ما زالوا مبرمجين على الحرب وليس على‬ ‫السالم‪ ،‬فما زال لدى المتمردين الحوثيين أسلحة‬

‫لم يتم تسليمها للحكومة وفقًا لبنود اتفاق وقف‬ ‫إطالق النار والحرب‪ ،‬إضافة إلى رغبتهم في‬ ‫تحقيق الحكومة لمطلبهم الخاص باإلفراج عن كل‬ ‫المسجونين‪ ،‬وفي المقابل بدأت السلطات القضائية‬ ‫في اليمن بمحاكمة بعض العناصر المتمردة الحوثية‬ ‫المتهمة بالتخابر مع إيران وإمدادها بمعلومات عن‬ ‫جميع األوضاع في اليمن‪ ،‬فهذه كلها شواهد تؤكد‬ ‫إمكانية نشوب حرب سابعة في اليمن‪ ،‬وإن كنا‬ ‫ال نأمل ذلك‪ ،‬نظ ًرا ألن الشعب اليمني تعب من‬ ‫الحروب ويسعى إلى االستقرار والسالم‬ ‫ولفت الشامي النظر إلى وعد الرئيس اليمني‪ ،‬علي‬ ‫عبد اللـه صالح‪ ،‬بإطالق سراح جميع المسجونين ‪-‬‬ ‫الصادر بحقهم أحكام من القضاء ‪ -‬الذين كانت لهم‬ ‫عالقة بالحرب األخيرة‪ ،‬وهو األمر الذي يمكن أن‬ ‫يسهم في استمرار الهدنة بين الحكومة والمتمردين‬ ‫الحوثيين‪ ،‬إضافة إلى أن اللجان الحكومية المشكلة‬ ‫من أعضاء بالبرلمان للعمل على إحالل السالم‬ ‫ما زالت تمارس عملها‪ ،‬ولكن توقف القتال بشكل‬ ‫نهائي يحتاج إلى وقت وال يمكن الجزم به اآلن‪.‬‬ ‫اللواء منصور عبد الجليل‪ ،‬عضو مجلس الشورى‬ ‫اليمني‪ ،‬ورئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ شروط‬ ‫وقف الحرب بين الحكومة والمتمردين الحوثيين‬ ‫في صعدة‪ ،‬أكد استمرار العمل في اللجنة على قدم‬ ‫وساق‪ ،‬بعد أن توقف أليام بسبب انتهاك المتمردين‬ ‫الحوثيين لالتفاق‪ ،‬مشي ًرا إلى استمرار الخروقات‬ ‫من جانب المتمردين الحوثيين للهدنة‪ ،‬لكن رغم‬ ‫هذا‪ ،‬اللجنة مستمرة في عملها‪ ،‬وإن كان ليس‬ ‫بالسرعة المطلوبة‪ ،‬فكل يوم نسعى إلى تالشي أية‬ ‫مشاكل قد تظهر لنا‪.‬‬ ‫ورفض عبد الجليل الربط بين موضوع اإلفراج‬ ‫عن المعتقلين الحوثيين‪ ،‬وبين تأخر التوصل إلى‬ ‫اتفاق نهائي معهم‪ ،‬وقال ‪ ":‬ال توجد عالقة بين‬ ‫اإلفراج عن السجناء وبين تأخر التوصل إلى سالم‬ ‫شامل" الفتًا النظر إلى أن بعض النقاط الست التي‬ ‫تم االتفاق عليها بين الحكومة والمتمردين الحوثيين‬ ‫لم يتم تنفيذها من جانب المتمردين‪ -‬ويعد اإلفراج‬ ‫عن السجناء آخر هذه النقاط ‪ -‬وهو ما تسعى إليه‬ ‫اللجنة من خالل استدعاء بعض العناصر المتمردة‬ ‫الحوثية ومطالبتها بتنفيذ ما تم االتفاق عليه إلنهاء‬ ‫الحرب في اليمن إلى األبد‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫تحليالت‬

‫أزمة جديدة‬ ‫بين األزهر‬ ‫وإيران‬ ‫"القاهرة" وائل فايز‬ ‫تجددت األزمة مرة أخري بين األزهر الشريف‬ ‫وإيران‪ ،‬عقب التحذيرات شديدة اللهجة التي وجهها‬ ‫الدكتور أحمد الطيب‪ ،‬شيخ األزهر‪،‬إليران من‬ ‫محاوالت نشر التشيع بين أهل السنة ملمحا إلي‬ ‫محاوالت استهداف جرت مؤخ ًرا ‪،‬تقف وراءها‬ ‫عناصر إيرانية‪ .‬مشددًا على أنه سيكون يقظًا‬ ‫ومنتبهًا وسيقف بالمرصاد ألي محاوالت اختراق‬ ‫من جانب الشيعة للبالد السنية وخاصة مصر‪ ،‬معلنًا‬ ‫عزمه على إبطال أي أجندة سياسية ألي طالب‬ ‫شيعي يدرس في مصر‪،‬‬ ‫فهو ال يريد أن يتحول األمر إلى مصيدة للشباب‬ ‫السني للتحول للمذهب الشيعي لتتحول بعدها إلى‬ ‫بؤرة‪ ،‬ثم مركز شيعي يعقبه قتال‪ ،‬فهذا أمر ال يمت‬ ‫لإلسالم أو للفكر بصلة‪ ،‬مؤكدًا أن أهل السنة هم أهل‬ ‫المنطق‪ ،‬وأن التقارب بين السنة والشيعة هو تقارب‬ ‫على المستوى الفكري وفي الحدود العلمية فقط‪.‬‬ ‫لهجة اإلمام األكبر أثارت غضب واستياء الجانب‬ ‫اإليراني‪ ،‬حيث وصف آية اللـه هاشم بوشهري‪ ،‬إمام‬ ‫صالة الجمعة في "قم" وعضو مجلس خبراء القيادة‬ ‫اإليرانية‪ ،‬تصريحات شيخ األزهر حول السنة‬ ‫والشيعة بأنها رسائل حساسة وتصريحات متعصبة‬ ‫ال تحل مشاكل المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬واصفًا الشيعة‬ ‫بأنهم أهل المنطق وليس السنة‪ .‬معتب ًرا أن الدكتور‬ ‫أحمد الطيب يخلق بتصريحاته أجواء متوترة‬ ‫ويمنح الذريعة للذين ال يعرفون إال لغة التخويف‬ ‫واإلرهاب‪ .‬وهذا ما رفضه اإلمام األكبر مؤكدًا أنه‬ ‫ال يثير الفتنة فهو دارس للمنطق ويعي ما يتحدث فيه‬ ‫جيدًا من قضايا ومسائل دينية‪.‬‬ ‫ولفت النظر إلى أن ما يصدر منه ال يمكن أن يتراجع‬ ‫عنه فيما بعد مشي ًرا إلى أنه ال يحب الدخول في جدل‬ ‫وسجال مع آخرين حول أحاديث أو فتاوى تصدر‬ ‫من األزهر كأعلى مرجعية إسالمية سنية في العالم‪.‬‬ ‫الدكتور محمد رأفت عثمان – عضو مجمع البحوث‬ ‫اإلسالمية وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‪،‬‬ ‫أكد أن تحذيرات شيخ األزهر من الخطر الشيعي في‬ ‫محلها وال تخلق أجواء متوترة أو أنها تكون ذريعة‬ ‫ألي خالف بين دول العالم اإلسالمي كما يزعم‬ ‫البعض‪ ،‬وال يخفى على أحد استخدام طهران لكل‬ ‫الوسائل بما فيها الدين لتحقيق سيطرتها والوصول‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫وصف آية اللـه هاشم‬ ‫بوشهري‪ ،‬إمام صالة‬ ‫الجمعة في "قم" وعضو‬ ‫مجلس خبراء القيادة‬ ‫اإليرانية‪ ،‬تصريحات‬ ‫شيخ األزهر حول السنة‬ ‫والشيعة بأنها رسائل‬ ‫حساسة وتصريحات‬ ‫متعصبة ال تحل مشاكل‬ ‫المجتمعات اإلسالمية‬ ‫إلى أهدافها من خالل بث الفرقة والنزاع بين طرفي‬ ‫األمة‪ ،‬وخير دليل على ذلك ما يحدث في العراق‬ ‫حيث تدعم الطوائف الشيعية على حساب السنية‪.‬‬ ‫وأوضح عثمان أن األزهر قائم على الوسطية‬ ‫واالعتدال ويقوم بتدريس كل المذاهب الفقهية بما‬ ‫فيها الشيعية من الزيدية والجعفرية‪ .‬وسيواصل‬ ‫دوره في مسألة التقريب الفكري التي بدأها مع‬ ‫المذهب الشيعي منذ عهد شيخ األزهر األسبق محمود‬ ‫شلتوت‪ ،‬وأشار عثمان إلى أن الحوار بين الطرفين‬ ‫أدى لتقليل الكثير من التوترات والحساسيات‪.‬‬ ‫وشدد على أن التقارب بين السنة والشيعة هو تقارب‬ ‫على المستوى الفكري وفي الحدود العلمية فقط‪،‬‬ ‫مثلما أوضح شيخ األزهر‪ ،‬ودائما ما يرحب بدراسة‬ ‫الطالب الشيعة في األزهر ألن في ذلك فرصة‬ ‫لتعرفهم على المذهب السني‪.‬‬ ‫د‪ .‬محمد عبد المنعم البري‪ ،‬رئيس جبهة علماء‬ ‫األزهر السابق‪ ،‬أشار إلى أن إيران تسعى الختراق‬ ‫البالد السنية ال سيما مصر والسعودية‪ ،‬بنشر التشيع‬ ‫للوصول إلى أطماعها اإلقليمية‪ ،‬وتلعب على وتر‬ ‫الجهل والفقر فضال عن حب أهل السنة آلل البيت‬ ‫لزيادة عدد مناصريها من خالل التبشير بالتشيع في‬

‫العالم السني‪.‬‬ ‫واستبعد البرى حدوث تقارب بين أهل السنة والشيعة‪،‬‬ ‫طالما تمسك الشيعة بعقيدتهم في اإلمامة وما يترتب‬ ‫عليها من مبادئ باطلة أخرى مثل العصمة‪ ،‬والعلم‪،‬‬ ‫وخوارق العادات‪ ،‬والغيبة‪ ،‬والرجعة‪ .‬فاألئمة عندهم‬ ‫معصومون من الخطأ والنسيان ‪.‬‬ ‫ويضيف د‪ .‬البري‪ ،‬أنه ال يمكن أن ينجح أي تقريب‬ ‫إذا أصر الشيعة على اإليمان بمبدأ التقية التي‬ ‫اً‬ ‫يعدونها‬ ‫أصل من أصول الدين‪ ،‬ومن تركها كان‬ ‫بمنزلة ترك الصالة‪ .‬كما تقف المتعة حجر عثرة‬ ‫أمام التقريب المزعوم‪ ،‬فالشيعة يرون بأن متعة‬ ‫النساء خير العادات وأفضل القربات‪.‬‬ ‫ومن العوائق التي يراها د‪ .‬البري في طريق‬ ‫التقريب بين السنة والشيعة هي؛ مسألة التعصب‬ ‫والتشدد لدى الشيعة عالوة على سبِّ الصحابة‪.‬‬ ‫حيث يعتمدون على مبدأ البراءة الذي يتبرأ من‬ ‫الخلفاء الثالثة أبو بكر وعمر وعثمان رضوان اللـه‬ ‫عليهم جميعًا‪ .‬وأشار البرى إلى أن الشيعة بكل هذه‬ ‫المخالفات الشرعية ليسوا أهل المنطق كما يدعون‪،‬‬ ‫وعليهم أن يعودوا إلى صوابهم بعد أن دخلوا في‬ ‫مرحلة االرتداد عن الدين‪ ،‬ويحاولون التوغل داخل‬ ‫المجتمعات السنية لتحقيق مآربهم‪.‬‬ ‫أما الشيخ محمود عاشور – مقرر دار التقريب بين‬ ‫المذاهب‪ -‬فيرى أن العالم اإلسالمي يواجه استعما ًرا‬ ‫قويًا يسعى لتفتيت وحدة األمة اإلسالمية‪ ،‬ويحاول‬ ‫إشاعة الخالف ما بين السنة والشيعة حتى ال يلتفتون‬ ‫إلى قضاياهم األساسية‪.‬‬ ‫ويؤكد عاشور أن االختالف في وجهات النظر‬ ‫أمر طبيعي‪ ،‬فالجميع مسلمون وال يوجد اختالف‬ ‫في األصول‪ ،‬بينما يقتصر على بعض الفروع ‪،‬‬ ‫وبحسب عاشور‪ -‬فإن التقريب بين السنة والشيعة‬ ‫يمكن أن يحدث ليس على أساس تنازل أحد‬ ‫الطرفين عن شيء من قناعاته لآلخر‪ ،‬وإنما على‬ ‫أساس اإلقرار بجامعية اإلسالم للطرفين واالحترام‬ ‫المتبادل واعتماد نهج الحوار في قضايا الخالف‬ ‫وتفعيل التعاون في خدمة المصلحة العامة لإلسالم‬ ‫والمسلمين‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫تحليالت‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫أزمة جديدة بين األزهر وإيران‬

‫خروقات الحوثيين هل تشعل الحرب السابعة ؟‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫‪17‬‬


‫جيوبوليتيكا‬ ‫نهاية غيرسعيدة لقصة مأساوية‬ ‫االنتصار األمريكي المزعوم في‬ ‫العراق‬

‫قضايا‬

‫اليمن ما بعد الهدنة‬ ‫هل تكون الجولة السادسة آخر‬ ‫الحروب بين الدولة والحوثيين؟‬

‫شخصيات‬

‫عمالقة اليمن الصغيرة‬ ‫الطفله نجود علي تكشف‬ ‫األوضاع االجتماعية المتردية‬ ‫في اليمن‬

‫االقتصاد‬

‫الفساد باسم القضية‬ ‫مسئولون بالسلطة يختلسون ‪700‬‬ ‫مليون دوالر من أموال الفقراء‬ ‫الفلسطينيين‬

‫الغالف‬

‫اقرأ لهؤالء‬ ‫إدوارد بولز‬ ‫رئيس الشئون العامة‪ ،‬لمنطقة‬ ‫أوروبا‪ ،‬في بنك ستاندر‬

‫فواز جرجس‬ ‫برفيسور السياسة الدولية بمدرسة‬ ‫لندن لالقتصاد والسياسة‬

‫هيو بوب‬ ‫صحفي غربي يروي حكاية‬ ‫العشاء األخير مع القاعدة‬

‫د‪ .‬جمال عبد الجواد‬ ‫رئيس مركز األهرام للدراسات‬ ‫السياسية واإلستراتيجية‬



‫الموجز رسائل‬

‫رسائل‬ ‫العدد السابق‬

‫عمالقة اليمن الصغيرة‬ ‫مشكلة زواج القاصرات والزواج المبكر مشكلة يئن‬ ‫منها عالمنا العربي واإلسالمي وينبغي أن تتضافر‬ ‫الجهود لمحاربتها بشتى الطرق‪.‬‬ ‫زينب األحمدى‬

‫الفساد باسم القضية‬ ‫مقالة أحزنتني كثيراً كيف نقضي على العدوان إذا‬ ‫كنا نحن أنفسنا غارقين في الفساد‪ .‬ينبغي أن نهزم‬ ‫فسادنا الداخلي أوالً قبل أن نتجه إلى عدونا األكبر‬ ‫وهو إسرائيل‪.‬‬ ‫طارق زيدان‬

‫اليمن ما بعد الهدنة‬

‫الملفات الصعبة أمام حكومة العراق الجديدة‬

‫كثيراً ما أتساءل إلى متى يقف العرب مكتوفي األيدي أمام هذه‬ ‫الدولة التي تنهار‪ .‬أرى أنه ينبغي أن تُعقد قمة عربية خاصة‬ ‫لمناقشة األحوال المتردية في هذا البلد الشقيق واالتفاق على‬ ‫خطة من أجل إنقاذها‪.‬‬

‫أرى أن العراق في حاجة ماسة إلى تشكيل حكومة‬ ‫وحدة وطنية عن طريق االنتخاب النزيه تضم كافة‬ ‫الطوائف كي تمسك بزمام األمور في هذا البلد الذي‬ ‫تفتك به أيدي الغدر‪.‬‬

‫احمد موافي‬

‫محمود المرسى‬

‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪14‬‬


‫‪ 2‬النيوزويك‬ ‫اتهامات إلدارة اوباما‬

‫تسلط النيوزويك الضوء على حملة إعادة انتخاب ريك بيري‪ ،‬حاكم والية تكساس الذي يعتبر‬ ‫علي عالقة وثيقة بصعود القوى السياسية واالجتماعية اليمينية في والية تكساس وغيرها‪.‬‬ ‫الحديث عن كون أوباما يأخذ أمريكا نحو االشتراكية يمكن أن يبدو سخيفًا‪ ،‬لكن بيري وجد أنه‬ ‫يتناسب بشكل جيد مع نخبة معينة من السكان الذين تمثلهم حركة حزب تي ‪ ..‬وتشير النيوزويك‬ ‫إلى أن ما يحدث في تكساس يدل على سخط واسع النطاق علي السياسة المتبعة في واشنطن‪ ،‬التي‬ ‫يتهمها الكثيرون ـ بمن فيهم بيري ـ باالنفصال التام عن الحياة في أرجاء أمريكا‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ 3‬اإليكونوميست‬ ‫العالم الغني يفقد قيادته لألسواق‬

‫منذ ثالثين عا ًما‪ ،‬شعر رؤساء شركات صناعة السيارات في أمريكا بالصدمة عندما علموا أن‬ ‫اليابان تفوقت على أمريكا في هذا المجال لتصبح أهم منتج للسيارات في العالم‪ ،‬وبينما شهدت‬ ‫ديترويت تراجعًا‪ ،‬كانت اليابان قد حولت اقتصادها إلى مركز حيوي للنشاط واألعمال‪ ،‬ويرى‬ ‫تقرير خاص صادر عن اإليكونوميست أن العالم الغني يفقد قيادته في األسواق الناشئة بصورة لم‬ ‫تحدث من قبل‪ .‬وتجد اإليكونوميست أن هذا يرجع بصورة جزئية إلى أن شركات العالم الغني تقوم‬ ‫بالمزيد من البحث والتطوير في األسواق الناشئة‪ .‬كما يرجع ذلك أيضًا إلى أن شركات ومستهلكي‬ ‫األسواق الناشئة يرفعون السوق إلى مستوى أعلى‪ ،‬ومن الواضح أن هذا أمر طيب بالنسبة لماليين‬ ‫الناس الذين يعيشون في الصين والهند وغيرها من البالد النامية‪ ،‬لكنه أمر مؤسف بالنسبة للعديد‬ ‫من الشركات الغربية القوية التي تواجه منافسة شرسة‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫غالفاألسبوع‬

‫‪ 4‬نيوستيتسمان‬ ‫االختيار الكبير‬ ‫بينما تزداد المعركة االنتخابية في بريطانيا اشتعالاً ‪ ،‬ثمة قضية ترى "النيوستيتسمان"‬ ‫أنها ستصبح السمة األساسية المميزة للحملة أيًا كانت نتائجها‪ ..‬وكما قال جوردون‬ ‫براون منذ عدة شهور‪ ،‬فإن هذه االنتخابات ستمثل "االختيار الكبير" بالنسبة لبريطانيا‪،‬‬ ‫ويسلط الكاتبان مهدي حسن وجيمس ماسينتير الضوء على ماهية هذا االختيار‪..‬‬ ‫ويرى التقرير أن ثمة تشابهات بين حملة المحافظين البريطانيين وتعهد جورج دبليو بوش‬ ‫عندما تولي الحكم في الواليات المتحدة بالسعي الستهالل حقبة جديدة تقوم على أساس‬ ‫المسئولية ‪.‬‬

‫العدد ‪1548‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪13‬‬


‫الموجز بانوراما الصحافة‬

‫الموجز قالوا‬

‫أقوال‬

‫بانوراما‬ ‫الصحافة‬

‫"إن ما يقال األن عن ان في لبنان‬ ‫صواريخ ضخمة يشبه ما قالوه‬ ‫عن اسلحة الدمار الشامل في‬ ‫العراق‪ .‬تريد اسرائيل ان تكرر نفس‬ ‫السيناريو في لبنان"‬ ‫سعد الحريري‬ ‫رئيس الوزراء اللبناني‬

‫"صحيح أن نسبة المشاركة في‬ ‫االنتخابات السودانية كانت مرتفعة‬ ‫جدا‪ ،‬لكنها لم تلتزم بالمعايير‬ ‫الدولية"‬ ‫فيرونيكا دي كايسر‪ ،‬رئيسة اللجنة المنبثقة‬ ‫عن االتحاد األوروبي لمراقبة االنتخابات‬ ‫في السودان‬

‫"لن نخرج عن الخط الذي سارت‬ ‫فيه حكومات إسرائيل المتعاقبة‬ ‫حيال القدس على مدى الـ ‪42‬‬ ‫عا ًما الماضية"‬ ‫بنيامين نتنياهو‪ ،‬رئيس الوزراء‬ ‫اإلسرائيلي‬

‫"أتمنى أن تكون تشكيلة‬ ‫الحكومة القادمة قائمة‬ ‫على أساس األغلبية وليس‬ ‫المحاصصة"‬ ‫نوري المالكي‬ ‫رئيس الوزراء العراقي‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬التايم‬ ‫جوانب الفشل العسكري في افغانستان‬ ‫في قلب قندهار‪ ،‬معقل طالبان‪ ،‬حاولت القوات‬ ‫األمريكية بقيادة أحد الضباط الشباب كسب قلوب‬ ‫وعقول السكان المحليين من خالل إعادة فتح مدرسة‪،‬‬ ‫وكما يشير الكاتب جوي كلين‪ ،‬فإن هذا الحدث يمثل‬ ‫بالضبط ما تسعى أمريكا لتحقيقه في أفغانستان‪،‬‬ ‫طالبان قامت بإغالق المدارس واألمريكان قاموا‬ ‫بإعادة فتحها‪ ،‬وهذه المدرسة بعينها تقع في قلب‬ ‫منطقة يطلق عليها الروس قلب الظالم الذي تسيطر‬ ‫طالبان على ‪ 80%‬منها‪ ،‬وهو ما جعل مهمتهم أكثر‬ ‫صعوبة بكثير‪ ..‬ويرصد هذا التقرير وثائق توضح‬ ‫رد الفعل العدائي من قبل السكان المحليين‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى الجهود التي تبذلها القوات لخطب ودهم‪ ،‬ويطرح‬ ‫هذا المقال من جديد جوانب الفشل العسكري في‬ ‫أفغانستان ويسلط الضوء على مدى خطورة الوضع‬ ‫الذي تعيشه القوات األمريكية هناك‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪ 8‬سوريا‬ ‫نفى رئيس الوزراء اللبناني‪ ،‬سعد‬ ‫الحريري‪ ،‬أن يكون حزب اللـه قد حصل‬ ‫على صواريخ سكود طويلة المدى من‬ ‫سوريا‪ ،‬وقال إن هذه المزاعم من اختراع‬ ‫إسرائيل لتهديد بالده‪ .‬وأضاف الحريري‬ ‫اً‬ ‫قائل إن هذه االتهامات تعيد لألذهان‬ ‫المزاعم بوجود أسلحة دمار شامل ضد‬ ‫الرئيس العراقي‪ ،‬الراحل صدام حسين‪،‬‬ ‫والتي لم يعثر عليها قط ولم يكن لها‬ ‫وجود‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪ 9‬إيران‬

‫أعلن البريجادير‪ ،‬جنرال حسين سالمي‪،‬‬ ‫أن الحرس الثوري اإليراني سيجري‬ ‫مناورات حربية في مضيق هرمز‪ ،‬وهو‬ ‫ممر مائي مهم إلمدادات النفط العالمية‪،‬‬ ‫هذا األسبوع‪ ،‬وذلك في وقت تتزايد فيه‬ ‫التوترات بين إيران والدول الغربية التي‬ ‫تخشى من أن يكون البرنامج النووي‬ ‫اإليراني يهدف إلى صنع قنابل‪ ،‬وهو‬ ‫االتهام الذي تنفيه طهران‪ .‬وكانت إيران‬ ‫قد ردت بشكل غاضب على ما تصفه‬ ‫بتهديد الرئيس األمريكي باراك أوباما‬ ‫بمهاجمتها بأسلحة نووية‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ 7‬السودان‬ ‫‪ 6‬تركيا‬ ‫أبدى أحمد داود أوغلو‪ ،‬وزير الخارجية‬ ‫التركي‪ ،‬استعداد بالده للتوسط في المواجهة‬ ‫النووية بين الغرب وإيران في مسعى‬ ‫لتفادي عقوبات اقتصادية جديدة معوقة‪،‬‬ ‫وأضاف داود أوغلو أن تركيا بوسعها إحياء‬ ‫الحل الدبلوماسي للنزاع‪ ،‬والذي سيقضي‬ ‫بأن ترسل إيران جز ًءا من مخزونها من‬ ‫اليورانيوم للخارج مقابل الحصول على‬ ‫وقود نووي مخصب لمستويات أعلى‪.‬‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫قال علي عثمان طه‪ ،‬النائب الثاني‬ ‫للرئيس السوداني‪ ،‬بعد لقائه رئيس‬ ‫حكومة الجنوب‪ ،‬سلفا كير في جوبا‪،‬‬ ‫عاصمة الجنوب‪" ،‬أجرينا لقا ًء إيجابيًا‬ ‫التزمنا بقبول نتائج االنتخابات‪ ،‬حسب ما‬ ‫تعلن عنه المفوضية القومية لالنتخابات‪،‬‬ ‫وقبول ما يقرره القضاء بشأن الطعون"‪،‬‬ ‫وأضاف طه‪ :‬إنه تم االتفاق مع سلفاكير‬ ‫على ضرورة المضي قد ًما في تنفيذ‬ ‫بنود اتفاقية معاهدة السالم الموقعة بين‬ ‫الطرفين في ‪ ،2005‬وفي مقدمتها ترسيم‬ ‫الحدود بين الشمال والجنوب واالستعداد‬ ‫الستفتاء تقرير مصير جنوب السودان‬ ‫في العام المقبل"‪.‬‬

‫‪ 10‬بوليفيا‬ ‫قال الرئيس البوليفي إيفو موراليس‪،‬‬ ‫إن الضرر الذي تسببت فيه الرأسمالية‬ ‫الغربية لكوكب األرض هو المسئول‬ ‫المباشر عن ظاهرة التغير المناخي‪.‬‬ ‫واتهم الرئيس موراليس‪ ،‬الذي كان‬ ‫يخاطب آالف المشاركين في حفل افتتاح‬ ‫مؤتمر بديل للتغير المناخي يعقد في مدينة‬ ‫كوتشابامبا البوليفية‪ ،‬الدول الصناعية‬ ‫بنكث الوعود التي قطعتها على أنفسها‬ ‫بمعالجة األضرار التي تسببت فيها‬ ‫غازات االحتباس الحراري‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫الموجز‬

‫حول العالم‬

‫حول العالم‬ ‫‪5‬‬

‫‪68‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪7‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ 1‬فرنسا‬ ‫صرّح الناطق باسم الحكومة الفرنسية‪،‬‬ ‫لوك شاتل‪ ،‬بأن الحكومة ستقدم مشروع‬ ‫قانون في آيار‪/‬مايو المقبل لحظر النقاب‬ ‫بكل األماكن العامة وفي سائر أنحاء‬ ‫البالد‪ ،‬وذلك على الرغم من أن مجلس‬ ‫الدولة كان قد استبعد في وقت سابق‬ ‫مسألة الحظرًا الشامل‪ ،‬كون المشروع‬ ‫يفتقر ألي سند قانوني‪ ،‬وأوضح شاتل‬ ‫أمام الصحفيين أن الرئيس الفرنسي‬ ‫نيكوال ساركوزي شدد خالل جلسة‬ ‫مجلس الوزراء على أن للنقاب يشكل‬ ‫"مساسًا بكرامة النساء"‪.‬‬

‫‪ 2‬بريطانيا‬ ‫يسعى رئيس الوزراء البريطاني‪ ،‬جوردن‬ ‫براون إلى تحضير األجواء أمام احتمال‬ ‫تشكيل ائتالف مع الليبراليين الديمقراطيين‬ ‫بعد االنتخابات التشريعية المقرر إجراؤها‬ ‫في السادس من مايو‪ /‬آيار‪ ،‬لكن هذه‬ ‫المساعي لم تلق اهتمام زعيمهم‪ ،‬نيك كليغ‪.‬‬ ‫وتوقعت استطالعات الرأي منافسة‬ ‫شديدة بين حزب العمال بزعامة براون‪،‬‬ ‫والمحافظين بزعامة ديفيد كاميرون‬ ‫والليبراليين الديمقراطيين‪ ،‬وقد يشكل‬ ‫الليبراليون حجر زاوية ائتالف حكومي‬ ‫في حال لم يتمكن أي من الحزبين األولين‬ ‫من الحصول على أغلبية مطلقة في مجلس‬ ‫العموم‪.‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪ 3‬تايالند‬ ‫أعرب رئيس الوزراء التايالندي‪ ،‬أبهيسيت‬ ‫فيجاجيفا‪ ،‬عن استعداده للتفاوض مع "القمصان‬ ‫الحمر" شريطة أال يقوموا بتصعيد التوتر‪ .‬وكان‬ ‫اثنان من زعماء المحتجين قد أعلنا في وقت‬ ‫سابق عن استعداد المعارضة لفتح الحوار‪ ،‬وقال‬ ‫المتحدث باسم الحكومة التايالندية‪ :‬إن رئيس‬ ‫الوزراء مستعد للجلوس والتحدث في هذا الشأن‪،‬‬ ‫وكذلك لمناقشة شروط إجراء االنتخابات وتعديل‬ ‫الدستور في البالد‪.‬‬

‫‪ 4‬أمريكا‬

‫دعا الرئيس األمريكي‪ ،‬باراك أوباما‪ ،‬إلى‬ ‫إصالح مالي‪ ،‬مؤكدًا أن الواليات المتحدة‬ ‫ستواجه أزمة مالية جديدة إذا لم يتم ذلك ‪..‬‬ ‫وقال أوباما "من الضروري أن نستخلص‬ ‫الدروس من هذه األزمة حتى ال يحكم علينا‬ ‫بتكرارها"‪.‬‬

‫‪ 5‬إيطاليا‬ ‫اشترط رئيس الحكومة اإليطالية‪،‬‬ ‫سيلفيو برلسكوني موافقة المعارضة‬ ‫لتنفيذ اإلصالحات الدستورية ألن‬ ‫األمر يتعلق بالمعاهدة التأسيسية‬ ‫للشراكة التي تتمثل في الدولة‪.‬‬ ‫وأعرب برلسكوني عن أمله بأن تحظى‬ ‫مسألة اإلصالحات بموافقة الغالبية‬ ‫العظمى من المواطنين‪ ،‬مؤكدًا أن الهدف‬ ‫من اإلصالحات هو وضع الذين يحملون‬ ‫مسئولية حكم البالد في موقف يتيح لهم‬ ‫التدخل في الوقت المناسب وبشكل فاعل‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫الموجز‬ ‫حول العالم‬

‫قالوا‬

‫بانوراما الصحافة‬

‫رسائل‬

‫‪© Getty Images‬‬

‫بغداد تختار‬ ‫أعاد قرار الهيئة القضائية لالنتخابات‬ ‫الخاص بإعادة عملية العد والفرز‬ ‫بشكل يدوي لبطاقات االقتراع في‬ ‫العاصمة العراقية بغداد والضواحي‬ ‫التابعة لها‪ ،‬الوضع السياسي داخل‬ ‫العراق إلى نقطة الصفر‪ ،‬بحيث بات‬ ‫قرار تشكيل الحكومة العراقية حائرًا‬ ‫بين ائتالف "دولة القانون"‪ ،‬الذي‬ ‫يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية واليته‬ ‫نوري المالكي وائتالف " العراقية "‬ ‫الذي يتزعمه رئيس الوزراء األسبق‬ ‫إياد عالوي‪ ،‬ولتستمر الخالفات بينهما‬ ‫لمدة أسبوعيين على األقل نظرًا‬ ‫ألن انتهاء عملية الفرز سيستغرق‬ ‫أسبوعين وفق ما أعلنته حمدية‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫الحسيني‪ ،‬رئيس اإلدارة االنتخابية‬ ‫بالمفوضية العليا المستقلة لالنتخابات‬ ‫بالعراق‪ ،‬والتي أبدت استعداد‬ ‫المفوضية لتنفيذ قرار الهيئة القضائية‬ ‫القاضي بإعادة العد والفرز في بغداد‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تأكيد الحسيني أن‬ ‫عملية الفرز ستتم تحت أنظار المراقبين‬ ‫المحليين والدوليين ووكالء الكيانات‬ ‫السياسية واإلعالميين‪ ،‬فإن ذلك لم‬ ‫يمنع تشكيك إياد عالوي في نتائج‬ ‫الفرز‪ ،‬مبررًا ذلك بعدم العلم بمكان‬ ‫صناديق االقتراع والجهة المسئولة‬ ‫عن حمايتها‪ ،‬ومطالبًا المفوضية بإعادة‬ ‫الفرز والعد في بعض المحافظات‬

‫الجنوبية لوجود شكوك في نتائجها‪.‬‬ ‫وفى الوقت الذي أشار فيه محللون‬ ‫سياسيون إلى أن مسألة إعادة الفرز ما‬ ‫هي إال حيلة من المالكي لتغيير مسار‬ ‫النتائج حتى يظل محتفظًا برئاسة‬ ‫الوزراء وتشكيل الحكومة بعدما‬ ‫أصبح مهددًا بالمساءلة القانونية عن‬ ‫سوء األوضاع وتفشي الفساد وغياب‬ ‫األمن أثناء فترة توليه زمام األمور‪،‬‬ ‫فإن هناك مساعي كردية لجمع الفرقاء‬ ‫دون استثناء في حوار مشترك من‬ ‫أجل سد الفراغ السياسي الموجود على‬ ‫الساحة العراقية‪ ،‬لكن يبقى في النهاية‬ ‫قرار تشكيل الحكومة العراقية معلقًا‬ ‫بين بين المالكي وعالوي‪.‬‬ ‫‪09‬‬



‫‪ 34‬شؤون سعودية‬ ‫خولة وأخواتها‬

‫‪ 43‬شخصيات‬ ‫حوار‬ ‫العرب مازالوا في موقع االنتظار‬

‫مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين‬ ‫المصريين‬

‫بروفايل‬ ‫سلطان الرعب‬

‫‪ 53‬االقتصاد‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫العدد ‪ 23 ،1554‬ابريل ‪2010‬‬

‫للمشاركة‬ ‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على‬ ‫البريد اإللكتروني‬

‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ملحوظة‪ :‬جميع المقاالت يجب أال تزيد عن ‪ 800‬كلمة‬

‫اإلعالن‬ ‫لإلعالن في النسخة الرقمية يرجى االتصال بـ‪:‬‬

‫تأجيل النهاية السعيدة‬

‫‪ 57‬إصدارات‬ ‫قراءات‬

‫‪ 30‬األخيرة‬ ‫إجحاف ال إنصاف‬

‫مكتب المملكة العربية السعودية‬ ‫الرياض‪-‬الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫شارع التخصصى‪-‬تقاطع طريق مكة‪-‬حى المؤتمرات‬ ‫ص‪-‬ب‪ 478 :‬رمز بريدى ‪11411:‬‬ ‫هاتف ‪ 966-1-4419933 :‬فاكس ‪966-1-4429555‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب القاهرة‬ ‫‪14‬شارع الحجاز ‪ -‬المهندسين ‪ -‬القاهرة‬ ‫هاتف ‪ -00202 3388654 -‬فاكس ‪00202 7492884 -‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫مكتب لندن‬

‫‪Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬ ‫‪E-Mail: editorial@majalla.com‬‬ ‫العدد ‪1548‬‬

‫‪Mr. Wael Al Fayez‬‬ ‫‪w.alfayez@alkhaleejiah.com‬‬ ‫‪Tel.: 0096614411444‬‬ ‫‪F.: 0096614400996‬‬ ‫‪P.O.BOX 22304‬‬ ‫‪Riyadh 11495, Saudi Arabia‬‬

‫اشتراكات‬

‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى االتصال بـ‪:‬‬ ‫‪subscriptions@majalla.com‬‬

‫تنويه‬ ‫اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأي‬ ‫مؤلفيها فقط وال تعبر بالضرورة عن آراء مجلة‬ ‫المجلة وهيئه تحريرها‪.‬‬

‫حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة ‪ 2009‬التي‬ ‫تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق‬ ‫(المملكة المتحدة) شركة محدودة‪ .‬وال يجوز بأي‬ ‫حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء‬ ‫منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها‬ ‫بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو‬ ‫تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول‬ ‫على تصريح مسبق من الشركة السعودية‬ ‫لألبحاث والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر‬ ‫المجلة أسبوعيًا باستثناء إصدارين مدمجين في‬ ‫واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة‬ ‫أو موسعة‪ .‬لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي‪،‬‬ ‫يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫‪07‬‬


‫المحتـوى‬

‫‪34‬‬

‫‪ 09‬الموجز‬

‫حول العالم‬ ‫قالوا‬ ‫بانوراما الصحافة‬ ‫رسائل‬

‫‪ 17‬تحليالت‬ ‫ أزمة جديدة بين األزهر وإيران‬‫‪ -‬خروقات الحوثيين هل تشعل الحرب السابعة ؟‬

‫‪ 20‬قضايا‬ ‫األخوة "الريجاني"‪ :‬الدبلوماسية الناعمة‬

‫‪ 30‬أفكار‬ ‫عصر القوى الصاعدة‬

‫‪20‬‬

‫إدارة التحرير‬ ‫مدير مكتب لندن‬ ‫مانويـل أمليـدا‬ ‫محرر الطبعة العربية‬ ‫أحمـد أيـوب‬ ‫احملـــررون‬ ‫بوال ميجا‬ ‫وسام شريف‬ ‫دانيال كاباريلى‬ ‫سكرتيرة التحرير‬ ‫جان سينجفيلد‬

‫‪ 23‬إبريل ‪2010‬‬

‫‪06‬‬


‫كاريكاتير‬

‫العدد ‪1548‬‬

‫‪05‬‬


‫اإلفتتاحية‬

‫الغالف‬

‫أسسهــا سنة ‪1987‬‬

‫األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫أسسهــا هشام ومحمد علي حافظ‬

‫رئيس التحرير‬

‫عادل بن زيد الطريفي‬ ‫المدير العام‬

‫طارق القين‬

‫عزيزي القارئ‬

‫مرحبًا بك ضيفًا على عدد هذا األسبوع من "المجلة الرقمية"‪،‬‬ ‫اً‬ ‫تحليل مه ًما لقصة صعود عائلة الريجاني‬ ‫نعرض لك في هذا العدد‬ ‫في دائرة صنع القرار اإليراني‪ ،‬وكيف توغلت بكل الطرق في قلب‬ ‫نظام الجمهورية اإلسالمية‪ ،‬ففي المقال الذي يحمل عنوان "األخوة‬ ‫الريجاني‪..‬الدبلوماسية الناعمة"‪ ،‬يرصد نجاح محمد علي ‪ ،‬الباحث‬ ‫في الشئون اإليرانية قصة األشقاء الخمسة‪ ،‬وكيف صنعوا خطابًا‬ ‫محافظًا جديدًا في مواجهة الحركة اإلصالحية وهو ما قربهم من‬ ‫النظام الحاكم في إيران‪.‬‬ ‫لذا ندعوك إلى قراءة هذه المقاالت وغير ذلك كثير على موقعنا‬ ‫اإللكتروني "‪ "Majalla.com‬وكالعادة‪ ،‬فإننا نرحب بتقييم قرائنا‬ ‫وندعوهم إلى كتابة تعليقاتهم على موقع "المجلة" أو االتصال بنا إذا‬ ‫كانت لديهم الرغبة في النشر لدينا‪.‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬ ‫‪The Majalla Magazine‬‬ ‫‪HH Saudi Research & Marketing‬‬ ‫‪(UK) Limited Arab Press House‬‬ ‫‪182-184 High Holborn,‬‬ ‫‪LONDON WC1V 7AP‬‬ ‫‪DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337,‬‬ ‫‪Tel.: +44 (0)20 7821 8181,‬‬ ‫‪Fax: +(0)20 7831 2310‬‬

‫مع أطيب التمنيات‬

‫عادل الطريفي‬ ‫رئيس التحرير‬

‫‪04‬‬




‫خولة وأخواتها‬

‫العرب مازالوا في موقع االنتظار‬

‫عصر القوى الصاعدة‬

‫منى المنجومي‬

‫مكرم محمد أحمد‬

‫فينسنت بيفينز‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫األخوة "الريجاني"‬ ‫الدبلوماسية الناعمة‬ ‫نجاح محمد علي‬

‫العدد ‪ 23 ،1554‬ابريل ‪2010‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.