THE MAJALLA
13
تقارير
باتت التقارير عن التفجيرات االنتحارية في الشرق األوسط شيئًا روتينيًا ،ملّه المشاهد .والوقائع تتحدث عن نفسها: ففي تقرير وزارة الخارجية الذي رتب تعداد الهجمات اإلرهابية في جميع أنحاء العالم ،وجد أن الغرب يأتي في ترتيب متأخر من التقرير ،في حين سجلت البلدان ذات األغلبية المسلمة من السكان أعلى درجة من حيث وقوع الهجمات عليها .ويقطع تقرير مركز الدراسات اإلستراتيجية والدولية شوطًا طويلاً في وضع اإلرهاب في منظوره الصحيح. التقرير ينقل خط الدفاع األول إلى الشرق األوسط ،ويسلط الضوء على الدول اإلسالمية التي يعتبر اإلرهاب واقعًا يوميًا فيها .ويؤكد تقرير مركز الدراسات اإلستراتيجية والدولية أن اإلستراتيجية األمريكية لمحاربة اإلرهاب ال ينبغي أن تشكلها األحداث البارزة التي تتصدر عناوين األخبار، ولكن يجب بدلاً من ذلك تركيز طاقتها علي التدريب العملي على نهج التعاون مع الدول ذات األغلبية المسلمة في محاربة اإلرهاب في الداخل .مكافحة اإلرهاب ينبغي أال تكون إستراتيجية ذات بعد واحد للدفاع، ولكن يجب أن تستهدف األسباب الحقيقية للتطرف من أجل استئصال اإلرهاب من منبعه قبل أن يتمكن من الوصول إلى حدود الواليات المتحدة. إن تتبع خطوات عبد المطلب من اليمن إلى ديترويت يوضح فشل الحكومة األمريكية في خط الدفاع األول وعلى الجانب اآلخر ،فإن مركز الدراسات اإلستراتيجية والدولية ربط مسئولية اتخاذ تدابير ناجحة لمكافحة اإلرهاب بقدرة الحكومة األمريكية على إقامة عالقات جيدة مع دول الشرق األوسط والوجود على أراضيها بصورة ودية. ويدعو التقرير إلى التطبيق العملي لنهج يبدأ من القاع إلى القمة مع تمثيل داخلي قوي للواليات المتحدة في العالم اإلسالمي .وبدلاً من قيام البيت األبيض بتعنيف الحكومات األجنبية العدد 1553
يؤكد التقريرأن اإلستراتيجية األمريكية لمحاربة اإلرهاب ال ينبغي أن تشكلها األحداث البارزة التي تتصدر عناوين األخبار ،ولكن يجب بدلاً من ذلك تركيز طاقتها علي التدريب العملي على نهج التعاون مع الدول ذات األغلبية المسلمة لمحاربة اإلرهاب في الداخل لعدم تفتيش سكانها بشكل دائم ،هناك حاجه لوجود عالقة متكافئة في مجال مكافحة اإلرهاب .هذا يتضمن إنهاء حالة المواجهة "بيننا" و"بينهم". ويقدم المؤلف شعا ًرا جديدًا هو "الوقاية والشراكة" .وهذا يعني من الناحية العملية ،إمداد الحكومة المحلية باألدوات الالزمة إلنهاء األنشطة اإلرهابية .هذه األدوات تأتي في صورة الدعم المالي والسياسي للحكومات الضعيفة والحفاظ على سيادة القانون. هذا التفاعل بين الحكومات سيؤدي إلى بناء القدرات المحلية الستهداف اإلرهاب .التقرير يأمل في خروج سفراء الواليات المتحدة من أبراجهم العاجية للعب دور نشط في مجال مكافحة اإلرهاب يكون التركيز على التنفيذ العملي أكثر من التركيز على الكالم. اإلرهاب يزدهر في الدول غير المستقرة التي تعاني فق ًرا ماليًا وسياسيًا. والستهداف اإلرهاب ،يجب العمل من أجل تحقيق االستقرار الشامل للدولة وحل المشكالت االجتماعية مثل الفقر والجريمة والبطالة .اليمن على سبيل المثال دولة تعاني من الفساد والحرب األهلية واألمية ومشكالت أخرى كثيرة، وهي تعتبر بمثابة تربة خصبة لنمو اإلرهاب وسط شعب يشعر بخيبة األمل.
وفي الوقت نفسه ،يتعين على الواليات المتحدة االعتراف بأنها ال يمكن أن تحارب وحدها في هذه المعركة. األجندة األمريكية في مكافحة اإلرهاب يمكن أن تحقق نجا حًا فقط إذا أصبح الزعماء الدينيون والسلطات المحلية في صف واحد .فبرغم كل شيء هذه معركة داخل اإلسالم نفسه .ال يمكن ألي قدر من المساعدات المالية األمريكية والسياسية أن تنقذ بلدًا مثل اليمن من محنتها .في المقابل، يجب أن يقوم الزعماء الدينيون باستخدام مواقعهم في التأثير علي السكان وإحداث تغيير .فمع االنفجار السكاني في منطقة الشرق األوسط ستكون هناك بالفعل فرصة لمخاطبة قلوب وعقول الجيل الجديد من أجل صرف تفكيرهم عن الحرب الجهادية واالتجاه إلى بناء األمة .ومن خالل تحسين التعليم الديني والعمل جنبًا إلى جنب مع السلطات الدينية ،ستستطيع الواليات المتحدة سد منابع اإلرهاب في الدول اإلسالمية ومن ثم تضمن عدم شن هجمات إرهابية ضدها. ويذكر مركز الدراسات اإلستراتيجية والدولية التنظيم الذي ينبغي أن يتم تنفيذ كل هذه التغيرات من خالله مثل القيادة المركزية األمريكية الوسطى: مركز قيادة عمليات القوات المسلحة األمريكية في الشرق األوسط ..وإذا أصبحت المقترحات الواردة في تقرير مركز الدراسات اإلستراتيجية والدولية حقيقة واقعة ،فإن أمريكا ستكون لديها فرصة لتغيير صورتها في عيون العالم اإلسالمي بد لاً من استخدام حجة مكافحة اإلرهاب كذريعة لشن حروب وإثارة صراعات .فالسلطات المحلية يمكن أن تعزز األجندة األمريكية في مكافحة اإلرهاب من خالل إبراز صورة أمريكا بصورة المدافع عن اإلسالم وليس بصفتها عد ًو ا له. ولمزيد من المعلومات www.csis.org 59
تقارير
الوقاية والشراكة الدروس الحقيقية من اليمن وديترويت
كيف يتعين على الواليات المتحدة توسيع وإعادة تعريف التعاون الدولي في مكافحة اإلرهاب مركز الدراسات اإلستراتيجية والدولية يناير/كانون ثان 2010
في تقرير عن اإلستراتيجية األمريكية لمكافحة اإلرهاب ،يقول مركز الدراسات اإلستراتيجية والدولية؛ إن أمن الوطن ال يمكن فصله عن التعاون الدولي في مجال مكافحة التطرف الديني .وثمة حاجة إلى إستراتيجية جديدة إلقامة عالقات مع الدول ذات األغلبية المسلمة من أجل مكافحة اإلرهاب في عقر داره .التقرير ينقل خط الدفاع األول من سيطرة الواليات المتحدة على الحدود إلى مصادر اإلرهاب في العالم اإلسالمي.
يحرص أمن المطارات اآلن على التدقيق الشديد في المالبس وعبور المسافرين خالل أكثر من جهاز فحص. وعلى الرغم من هذه التدابير ،نجح شاب في الصعود إلى طائرة متجهة إلى مدينة ديترويت في يوم عيد الميالد وبحوزته متفجرات في مالبسه الداخلية .فمنذ عام ،2001والواليات المتحدة تحاول تعديل وتعزيز درع األمن الخاص بها ضد التهديدات اإلرهابية ،ولكن المتطرفين ال 16إبريل 2010
يزالون يتسللون عبر الشبكة .ففي نهاية المطاف ،بغض النظر عن مدى تعقيد التكنولوجيا ،إذا كان هناك أشخاص يريدون قتل أنفسهم من أجل قضية، فإنهم سوف يجدون وسيلة ما لتنفيذ خطتهم .لذا فإن هناك حاجة لنهج جديد. وفي تقريرعن مكافحة اإلرهاب ،صرف مركز الدراسات اإلستراتيجية والدولية التركيز بعيدًا عن أمن الوطن إلى التعاون الدولي لمكافحة اإلرهاب في إستراتيجية
الواليات المتحدة الجديدة التي تسعى الستئصال اإلرهاب من منبعه. ويقول مركز الدراسات اإلستراتيجية والدولية؛ إنه منذ عام ،2001وأمريكا ترى أنها الضحية الرئيسية لإلرهاب. وجهة النظر هذه شكلتها إلى حد كبير وسائل اإلعالم ،حيث كانت هناك دعاية كبيرة تشير إلى أن هناك هجمات وشيكة على األراضي األمريكية ،في حين 58
قراءات
قراءات
كتب
بين عالمين: حياتي واألسر في إيران
الجائزة: البحث طويل األمد عن النفط والمال والسلطة دانيال يرجين
روكسانا صبري في صبيحة 31يناير/كانون الثاني من عام ،2009 اقتحم أربعة رجال منزل روكسانا صبري ،وهي صحفية أمريكية إيرانية تعمل في إيران واعتقلوها سرًا في سجن إيفين ،وبعد اعتقالها المفاجئ ،سيطرت المحاكمة الزائفة على عناوين الصحف العالمية .وتنقل روكسانا إلى القارئ الواقع المظلم لهذا السجن اإليراني اللعين ،وتروي تفاصيل تجاربها مع الممارسات الظالمة ألنظمة العدل اإليرانية ،ومن خالل روايتها العتقالها الظالم تسلط روكسانا الضوء على االنتهاكات المتواصلة لحقوق اإلنسان والتعديات التي يتعرض لها سجناء الرأي في إيران .وفي حين تُظهر المؤلفة قدرًا كبيرًا من االحترام للشعب اإليراني والثقافة اإليرانية، فإنها تنتقد بشدة الحكومة لسجلها األسود في انتهاك حقوق اإلنسان .والكتاب يكشف لنا الكثير عن هذا البلد المليء باالضطرابات ،كما يصور لنا النضال الدائم من أجل الحرية التي يتم محاربتها داخل سجن إيفين.. بل وفي شوارع إيران.
الغالف
يعرض لنا يرجين ،وهو خبير مرموق في مجال الطاقة تاريخ صناعة النفط ،بأسلوب يثرينا بالمعلومات، والكتاب بمثابة عمل رائع في هذا المجال ويهتم اهتما ًما بال ًغا بالشخصيات البارزة في تاريخ النفط ،وذلك من أجل االستحواذ على اهتمام القارئ .ويبين لنا يرجين كيف أصبحت صناعة النفط وهي أضخم الصناعات العالمية وأوسعها انتشارًا تلعب دورًا محوريًا في العديد من المواقف الدولية الحاسمة في القرن العشرين ،لكنه في الوقت الذي يتطور فيه النظام الدولي ،يتنبأ الكاتب بأن النفط سوف يظل يمثل الجائزة اإلستراتيجية المطلقة. وبالرغم من طول الكتاب ،فإننا نالحظ عبر صفحاته أنه ال يحيد أبدًا عن موضوعاته الرئيسية ،والتي تتمثل في العالقة بين النفط والسياسة والقوة الدولية وعالقة النفط بصعود وهبوط الرأسمالية .ومن المتوقع أن يصبح كتاب "الجائزة" هو الكتاب األساسي في موضوع النفط ،حيث إنه يسهم إسها ًما كبيرًا في فهمنا لسياسة واقتصاد عالمنا اليوم.
الغالف
الغالف
هوامش من غزة
جوي سكو
يسلط جوي سكو ،الصحفي األمريكي والرسام الكاريكاتيري الشهير، الضوء على جريمة طواها النسيان بأسلوب استقصائي رائع .فقد كانت مدينة رفح في قطاع غزة دائ ًما بمثابة حلبة ألعتى الصراعات ،ومن بين أحداثها التي طوتها سجالت التاريخ مجزرة عام ،1956التي راح ضحيتها 111فلسطينيًا .وقد حظي جوي سكو بإشادة عالمية تقديرًا لرسومه الهزلية التي تغطي الحرب ..كما أُشيد بكتابه "فلسطين" .وكتابه
تقارير
األخير "هوامش من غزة" يكشف لنا حقيقة ما حدث في هذه المجزرة. ويروي لنا سكو في كتابه هذا الكثير من التفاصيل عن مدينتي رفح وخان يونس ..وكيف أنه سعى إلجراء حوار مع جميع الشهود ،الذين أمكنه الوصول إليهم لإلدالء بشهادتهم عن هذه المجزرة ،في الحقيقة، هذه الحوارات المأساوية إضافة إلى رسومه الرائعة هي التي تمنح كتابه هذه القيمة الفريدة.
رأب الصدع بين أرمينيا وتركيا توماس دي وول مؤسسة كارنيجي للسالم الدولي
ينظر تقرير صدر أخيرًا تحت عنوان" :رأب الصدع بين أرمينيا وتركيا" في الخطوات التي يمكن اتخاذها لبناء الثقة في إطار عملية المصالحة بين هاتين الدولتين ،فمع اقتراب "يوم اإلبادة الجماعية األرميني"، يبدو أن المرجح هو أن األزمة الحالية بين البلدين سوف تصل إلى مرحلة حاسمة ،ومن هنا يحث معد التقرير الواليات المتحدة على الوساطة في هذا األمر ،لتشجيع تركيا على المشاركة في إحياء هذه الذكرى ألول مرة، وتشمل االستنتاجات الرئيسية لهذا التقرير ،الذي صدر في التوقيت المناسب أن ممانعة تركيا بشكل مستمر في القيام ببعض التحركات التي تدل على حسن النوايا تجاه أرمينيا تعوق إمكانية التصديق قريبًا على بروتوكوالت أرمينية-التركية ترجع لعام ،2009ويشير دي وول إلى أهمية التحركات األخيرة إلقامة عالقات بين البلدين، لكنه يصر على أن تلك الهدنة سوف تكون غير مستقرة ويمكن أن تنهار. 16إبريل 2010
تجاهل تام:
اإلفالت من العقاب على انتهاكات قوانين الحرب أثناء حرب غزة
هيومن رايتس ووتش يوثق التقرير األخير لمنظمة هيومن رايتس ووتش كيفية تعامل إسرائيل وحماس مع المزاعم الموثوقة بارتكاب قوات كل منهما النتهاكات أثناء الحرب التي وقعت في ديسمبر/كانون أول عام ،2008ويناير/ كانون الثاني عام ،2009حيث توصلت المنظمة إلى أنه بعد ما يزيد على العام من وقوع الحرب، لم يقم كال الجانبين باتخاذ اإلجراءات المالئمة للتحقيق في تلك االنتهاكات أو لمعاقبة مرتكبي جرائم الحرب ،وترى المنظمة أن هذا أدى إلى عدم إنصاف الضحايا من المدنيين على الجانبين ،ويدعو التقرير حماس وإسرائيل إلى إجراء تحقيقات موثوقة تلتزم بالمعايير الدولية للتحقيقات ،ويدعو الحكومات ذات النفوذ والمؤسسات الدولية إلى ممارسة الضغط على إسرائيل وحماس إلجراء مثل هذه التحقيقات دون مزيد من التأخير ،وذكرت المنظمة أن السماح بمرور االنتهاكات دون عقاب سوف يعوق المزيد من الجهود لحل الصراع اإلسرائيلي-الفلسطيني ويقوض مبدأ العدالة الدولية.
56
إصدارات كتب
العدد 1553
قراءات
تقارير
55
THE MAJALLA
31
vkازI[ 6kvd? 6oة إ[ 6y;0و? 6kvdا6xvlp8 6^Tg ا-7-6V3gأ0Lyo/ixG2ن [Iة- }hYعالمي إقتصاد ار :Z^8اv$از 6oا 6VhLhg 6k0Zgا ،6pK DZ2 ً6pK 6ypyVLh^gإ |gأن :^`v8اv$از qY 6oاGBgوج إ |gاv] Epk qhZgز ?6cG
?0lس DY0ak 6y3h[,2ا Mh>$اvo0c/Gx0px }] }ZxGO9gن ;0نٍ .2006
وvk :o0cاز 6oا0Zg 6VhLgم D? D` ،2005دت 2ــ 0yhk 2ر و }9.0kوvyhk qxGOYن دو(ر qdg ،ا0Zgم Da8 mg ،2006م ا6kvd@g ا 6ypyVLh^gاv$از eh9g 6oا byS 6>@2 6pLgا :`vgو`Gب إ=Gاء ا(020B9oت ]} vo0c/Gx0pxن ;0نٍ .
و0l? 6cG? iydO8 DpYس ا 6kvd@gا0@gدGOY 6xة G^l2دGY qk qdl98 mg ،0rض vkازG^g ،2007 6pLg 6oض ا l9>$ اDgو 6yg0k 6ZU0ak }gو0l? 6kvd? |hY 6yK0yKس.
و DpYو`vع ا(0Laoم GxI?/tyovx _Q9pkان idN ،2007ا My.Ggاvl@k }pyVLh^gد 03Yس ? _xGQ8 6kvdأ0lYل 6K0.G2 اv9cDgر )Kم ]0yض }] ،ا i20a$ر]0l? 6kvd? :Tس 6K0.G2إG` 6ypr iyY0lKار إ` i3` qk 0s9g0ا ،My.Ggووا:hP 0lkرI[ }] 0sk0sk 6Kة qdg ،أ qk 0ًxاDa8 mg %9kvd@gم vkاز eh9g 6oا6pLg؟ 1
ا 6pLgا6yg0$
2007
ا 6kvd@gاI\2 6g0a$ة
م
2
2008
vyhk 428ن دو(ر
vk Ga8 mgاز6o
? _xGQ8 6kvdا&0lYل 6^Tg02ا6y2G\g
vk Ga8 mgاز 0so& 6oأ` DZ2 :lyا(0Laoم ]} 14/6/2007
337ر 0yhk 3ر دو(ر
3
2009
43L2 0skDa8 mgاG@gب
0yhk 2.900ر دو(ر
4
2010
vyhk 540ن دو(ر
8ر 0yhk 3ر دو(ر
ا'GKاI[ |hY 6yhy.ة.
و)A qk W?)xل 0o0y2ت ا %9kvd@gأن 0Qkدر ixvl8اv$از 6oا0Zgم Dgى ?0y] 6kvdض |hY Dl9Z8ا'Gxادات ا ،6yh@$و|hY
ا03sgت واDY0L$ات ا 6yg0$اDgو 6ygا 0skDa8 }9gدول 0spY ~Q^8ا qY 6ypr 6kvd? ~Q^8 mg 0lpy2 ،6kvd@gاDgول اmYD8 }9g vkاز ،0s9oواvag02 :^9cل :إن دو( mYD8 6axDPاv$از.%82 63Lp2 6o
من بدايات العقد الثامن من القرن الماضي فمنذ ذلك التاريخ أصبح الفساد من السمات السائدة في العمل السياسي والمؤسساتي الفلسطيني. ويتابع خضر القول ":مع عودة منظمة التحرير الفلسطينية من الخارج الى األراضي الفلسطينية ( )1993جاء معها الفساد المتراكم وتزاوج مع فساد الداخل" أوأنجب فساداً مركبا ً يصعب القضاء عليه من سلطة وليدة . فطوال أربعة عقود وأكثر من تجربة النضال الفلسطيني لم تجر محاسبة حالة فساد واحدة من الحاالت الكبيرة " فلماذا ال يكون الناس فاسدين إن لم يكن هناك أحد يحاسب احدًا". ما قاله خضر يكشف أن الفساد نشأ منذ اللحظة األولى إلنشاء السلطة عندما استخدم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رموز الفساد لتشكيل حكومته األولى " فهؤالء نقلوا الفساد من المنظمة إلى السلطة"،ثم ساعدت البيئة الداخلية المهيأة للمفسدين الكبار علي تجذير فسادهم وتعميقه . وهذا ما جعل غادة زغير مديرة ائتالف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان" تؤكد أن الفساد منتشر في المجتمع الفلسطيني ككل 16إبريل 2010
"بغض النظر عن القطاعات والجغرافيا" ،فهو موجود في القطاع العام بما يمثله من سلطات ثالث ،وفي القطاع الخاص وفي القطاع األهلي " وهذا كالم ليس من الخيال بل من واقع الدراسات واألبحاث التي نجريها . وترفض زغير إعطاء أرقام ونسب عن الفساد " هناك نيابة عامة ليس عندها قدرات بشرية وإمكانات تقنية لفحص ملفات الفساد " وتضيف يحكى عن فساد عظيم وهناك ملفات كثيرة لفساد وفاسدين لكن إن أردت أن تأتي باألدلة لتفحصها يجب أن تكون لديك معامل فحص جنائية وخبرات بشرية قوية في التحقيق الجنائي لتقديم ملفات كاملة للقضاء " لكن معظم الملفات تقدم للقضاء وترد ألنها تكون ناقصة " ،وكثير من أدلة الملفات تكون قائمة على الشبهة وهي ليست محل لالعتماد في القضاء. وترفض الخوض في قضايا الفساد األخالقي" ألن قياس الفساد يقتصر على الجانب المالي واإلداري " ووفق تعريفاته هو "إساءة االئتمان العام وإهدر المال العام واستغالل السلطة لتحقيق مصالح شخصية". لكن على العكس تماما يرى سمير زقوت مدير البحث الميداني في مركز الميزان
لحقوق اإلنسان بغزة أنه من الصعب القول ش " ألن هناك إن هناك فسادًا كبي ًرا ومتف ٍ تقارير صادرة عن هيئة الرقابة والمجلس التشريعي وغيرها من المؤسسات تشير الى حاالت فساد " لكنه ليس فسادا بالحجم الكبير . وينفي نافذ المدهون مدير المجلس التشريعي في غزة وجود فساد ممنهج في حكومة حماس المقالة بغزة " ويقول هناك أخطاء يقع فيها المسئولون الحكوميون " تكون أخطاء غير مقصودة ،ولكن ال يوجد مؤشر باتجاه ممارسة فساد بشكل مقصود " هناك أخطاء في العمل ليس بقصد استغالل المنصب أو إساءة االئتمان " وتعود األخطاء الى حداثة التجربة . ويشدد على أن رجال السلطة وحكومة فياض ال يتسمون بالفساد األخالقي والمالي عموما ً ،وأكثرهم محترمون" لكن هناك حاالت استثنائية وفردية تحدث ليس عندنا فحسب بل في كل دول العالم " وها نحن نرى ونسمع ما يجري في إسرائيل مع كبار المسئولين ، ونحن عندنا بضعه حاالت ولم يتحول الفساد إلى ظاهرة . صحفي فلسطيني 52
إقتصادعالمي كما أثبتت األدلة اختالس حربي صرصور رئيس الهيئة العامة للبترول أكثر من مائة مليون دوالر من عوائد البترول القادم الى األراضي الفلسطينية من إسرائيل ..وهو مبلغ تقاسمه الرجل مع عديد من رجال السلطة والهيئة . ووردت أسماء قادة فلسطينيين سياسيين تنفيذيين كبار جنوا عشرات الماليين من الدوالرات خالل سنوات من عمر السلطة القصير بخالف األسماء التنفيذية المتوسطة التي كانت تجمع األموال لصالح الكبار عبر اإلتاوات والضرائب التي لم تسجل في السجالت الرسمية والمشاريع الوهمية . وتشير التقارير إلي مدير عام جهاز الشرطة اللواء غازي الجبالي الذي أنيط به تأسيس أول جهاز شرطي فلسطيني عند إنشاء السلطة ، إذ أقام وحده إمبراطورية ضخمة تضخ عليه عشرات الماليين من الدوالرات من وراء ترخيص السيارات وحراسة البنوك وفرض اإلتاوات والغرامات على الناس ،وفي النهاية تمكن من الهرب من قطاع غزة رغم قرار منعه من السفر للتحقيق معه . ويحتفظ النائب العام الفلسطيني بخمسين ملفا ً لفاسدين كبار تورطوا في الفساد طوال عقد من الزمن ،وكشفت التقارير المحلية والدولية أن المختلسين تجاوز عددهم الـ( )200من المختلسين من أصحاب الوزن الثقيل ،لكن النائب العام لم يأت على ذكرهم لرمزيتهم من ناحية وألن بعضهم يشغل مواقع حساسة إلى اليوم من ناحية أخري .. ويعد ملف مصنع الشرق األوسط لألنابيب واحداً من الملفات التي لم يتمكن النائب العام من مالحقة المتورطين فيها رغم ضخامة المبالغ المختلسة في المصنع الذي تم تأسيسه بالشراكة بين السلطة الفلسطينية وشركة إيطالية . وتقول رواية اختالس أموال المصنع أن أول وزير مال للسلطة الفلسطينية محمد زهدي النشاشيبي ،عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية غارق في هذا الملف ، إذ كان يشغل إلى جانب منصبه رئيس اللجنة العليا لالستثمار الفلسطيني . وقررت اللجنة العليا لالستثمار التابعة للسلطة الفلسطينية إقامة شراكة مع شركة( ) EHT اإليطالية إلنشاء مصنع الشرق األوسط لألنابيب على ْ أن يت ّم توريد معدات المشروع من شركة ْ وأن يكون المعدات اإليطالية ( ،) T.V.R المشروع برأسمال قدره 6.7مليون دوالر تشكل قيمة معدات المصنع ..باإلضافة إلى 2.5 مليون دوالر تمويل محل ّي.
العدد 1553
وبالرغم من ذلك ّ فإن المشروع لم ينفّذ على األرض رغم قيام اللجنة العليا لالستثمار ومن خالل وزير المال بتحويل كامل المبالغ المستحقة عليها والتي بلغت ()4.138.675 دوالر وهي حصة السلطة من رأسمال المصنع، إضافة إلى رسوم تسجيل الشركة ورسوم الشحنة األولى من معدات المصنع والتخليص عليها ورواتب وبدالت ورحالت المسئولين . وإذا كانت هذه بعض حاالت الفساد التى ارتكبها منتمون لفتح ،فإن الفساد لم يقتصر في فلسطين عليهم وحدهم فبعض المنتمين لحماس ارتكبوا جرائم فساد ربما تفوق في خطورتها ما ارتكبه الفتحاويون وإن كان الحمساويون تمكنوا من التستر عليها وإبعادها عن اإلعالم بطرق شتى حيث يسجل متابعون لشئون حركة حماس أكثر من حالة اختالس ،كما أشاروا إلى اختالسات ببضعة آالف أو عشرات اآلالف من الدوالرات ويقول المتابعون :إن بضعة مختلسين سمح نظام حماس التنظيمي الصارم بتسريب معلومات طفيفة عنهم تمكنوا من االختالس من موازنات حماس ،لكنها سرعان ما اتخذت بحقهم إجراءات سريعة ليس لهدف مكافحة الفساد وإنما التغطية عليه وعدم تسربه إلى االعالم أو رجال فتح .وكما تكشف مصادر فإن حماس تحذر من تسرب أي معلومات أو وثائق تدين رجالها ماليا حتى ال تستخدم ضدها دوليا .وإن كان هذا لم يمنع كثيرين من التساؤل عن مصدر عشرات بل مئات الماليين التي كانت تدخل للتنظيم من دول خارجية عبر االنفاق ولم يعلم أحد مصيرها وتشير مصادر فلسطينيه إلى أن االنفاق على حدود غزه كانت معب ًرا لدخول مساعدات مالية سرية إلى حماس .كانت أيضًا معب ًرا لتهريب االموال لبعض رجال السلطه إضافة إلى أنه في الوقت الذي لعبت فيه حماس دورا في كشف قضايا الفساد داخل فتح .لم تلعب فتح نفس الدور لكن يكفي أن حكومة حماس منذ
إذا كانت بعض حاالت الفساد ارتكبها منتمون لفتح ،فإن الفساد لم يقتصر في فلسطين عليهم وحدهم فبعض المنتمين لحماس ارتكبوا جرائم فساد ربما تفوق في خطورتها ما ارتكبه الفتحاويون وإن كان الحمساويون تمكنوا من التستر عليها وإبعادها عن اإلعالم
تولت مقاليد األمور لم تقدم موازنة واضحة مثلما كانت تفعل حكومة فتح .ويفسر الخبراء ذلك بأن حماس التريد أن يعرف أحد مالديها من أموال وهذا في حد ئاتة أحد أبواب الفساد المعروفة عالميا ويضاف كل هذا إلى ما يسجله البعض على رؤساء مؤسسات المجتمع المدني من اختالسات بشكل أوسع من االختالسات في صفوف حماس وإن كانوا يرونها ال تقارن باالختالسات التي اختلسها رجال السلطة الفلسطينية . إذ يقول مختصون في شئون مؤسسات المجتمع المدني :إن نظام المشاريع الممولة دوليا ً يسمح للرؤساء بااللتفاف عليها بطرق شتى الختالس عشرات اآلالف من كل مشروع . ويشيرون إلى أن حجم الفساد المالي في مؤسسات المجتمع المدني كبير ،إذ إن هناك مؤسسات تتمتع بمصداقية لدى الهيئات الدولية المانحة تمكن رؤساؤها في سنوات قليلة من امتالك أراض وبيوت فخمة وزادت أرصدتهم في البنوك الخارجية من وراء المؤسسات والمشاريع الدولية . ويضرب هؤالء مثالً بمؤسسة تنموية أنشأتها سيدة لم تكن تملك إال راتب زوجها البسيط ، فغدت واحدة من صاحبات األمالك واألثرياء الجدد ،من وراء المشاريع اإلغاثية الضخمة التي كانت تقدم للمؤسسة المحلية من مؤسسات دولية . ويشيرون إلى حالة أخرى سجل فيها رئيس مؤسسة عدة مبان أقامها فوق أرض منحت لمؤسسته من الحكومة إلقامة مبان على حساب المؤسسات الدولية ،فتبين بعد سنوات أنه سجل المباني بأسماء أوالده. ويقول المختصون :إن رئيس المؤسسة اإلغاثية لم يكتف بتسجيل المباني بأسماء أوالده ،بل قام بعد ذلك باستئجار المباني لصالح مشاريع دولية من أوالده لقاء مبالغ مضاعفة عن مثيالها من المباني . وال يقتصر انتشار الفساد حسب التعريفات القانونية إلساءة االئتمان وسوء استغالل السلطة على حكومة فلسطينية دون حكومة، وكل هذا جعل بعض الخبراء يؤكدون أن الفساد بات ثقافة تنتشر بين الفلسطينيين بدرجات متفاوتة ،إلى أن أصبح مؤسسة لها منهج وعقيدة فاسدة. فكما يقول حسام خضر عضو المجلس التشريعي السابق وابرز قادة حركة فتح المناوئين للفساد، فالفساد رافق تجربة الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية الفلسطينية في مراحلها األولى خارج األراضي الفلسطينية 51
إقتصاد عالمي
الفساد باسم القضية
مسئولون بالسلطة يختلسون 700مليون دوالر من أموال الفقراء الفلسطينيين
بقلم :علي البطة رغم العمر القصير للسلطة الوطنية الفلسطينية ورغم نبل القضية التي من المفترض أن تدافع عنها جاءت تصرفات بعض المسئولين بالسلطة علي مدار السنوات الماضيه سواء كانوا من فتح أو منافستها حماس ،لتسيء إلى القضية فلم يتورع هؤالء ،وعدد ليس قليلاً منهم ينتمون لفئة كبار المسئولين الفلسطينيين ،عن االستيالء على نحو عشرة في المائة من أموال التبرعات الدولية التي وصلت إلى السلطة الفلسطينية لدعمها في سنوات تأسيس مؤسساتها ومساعدة فقراء الدولة الناشئة
© Getty Images
تهم الفساد تالحق قيادات فتح وحماس أيضًا
عشرات الشخصيات الفلسطينية التي جاءت من الثورة لبناء الدولة وفق اتفاقية أوسلو()1993 بدت عليها آثار الغنى الفاحش نتيجة االختالس من المال العام ،فأصبح لكل واحد من "القطط السمان" أكثر من فيلال فخمة في رام هللا وغزة وعمان والقاهرة ودبي فضالً عن فيالت في باريس ولندن وعواصم العالم ال فارق في ذلك بين منتمين لفتح او أعضاء في حماس . أسماء كبيرة وكثيرة ارتبطت بالفساد واالختالس المالي في ستة عشر عاما من عمر السلطة الفلسطينية التي تعاني حروبا خارجية وداخلية منذ بدايات نشأتها األولى ،لكن هذه الحروب لم تمنع بعض كبار القوم من زيادة ثرواتهم من مال الشعب . وقد وجه تقرير "هيئة الرقابة العامة" األول ،الذي صدر في العام (-1996 )1997ضربةً قوية للفساد والفاسدين عندما 16إبريل 2010
تناول بالتفصيل عمليات اختالس ضخمة أورد فيها أسماء المختلسين وقضاياهم، وأثيرت حول التقرير ضجة محلية ودولية .. وأمام حرب األثرياء األقوياء الجدد شكل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لجنةً مشتركة من المجلس التشريعي الفلسطيني (كانت تهيمن عليه وقتها حركة فتح) ، فأجهضت اللجنة التشريعية تقرير الهيئة العامة للرقابة بإجراءاتها وقراراتها التجميلية. كانت السلطة الفلسطينية قد تلقت مساعدات من الدول المانحة منذ تأسيسها ()1993 وحتى العام ( )2005بلغت سبعة مليارات دوالر أمريكي ،فضالً عن ملياري دوالر قدمت من المؤسسات الدولية ،وفق ما أكده وزير المالية الفلسطينية آنذاك الدكتور سالم فياض ،وهو رئيس الحكومة الفلسطينية الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وبعد أشهر من إعالن فياض كشف النائب
العام الحالي للسلطة الفلسطينية المستشار احمد المغني عن اختالس سبعمائة مليون دوالر أمريكي من األموال العامة خالل عشر سنوات ،ليصيب الرقم الفلسطينيين بالصدمة والذهول في ظل وجود % 80منهم تحت خط الفقر .. لكن جهات محلية ودولية أخرى تذهب الى أن االختالسات المالية تتجاوز الرقم الذي أعلن عنه النائب العام لتصل ألكثر من مليار ونصف المليار دوالر ،نهبت من قبل عشرات المسئولين. إذ ألقت قوات األمن الفلسطينية على مدير عام وزارة المالية السابق سامي الرمالوي أثناء محاولته الهرب من األراضي الفلسطينية عبر جسر الملك حسين في غور األردن وبحوزته حقيبة دبلوماسية جمع فيها مائة مليون دوالر اختلسها من المالية التي كان أمينا ً عليها طوال سنوات .
50
حالة االقتصاد اقتصاد عالمي
المستثمر العالمي
األسواق
الفساد باسم القضية بقلم علي البطة
العدد 1553
49
إﻧﺘﺮﻧﺖ ﻃﻠﻘﺔ
ﻣﻌﺎك ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن
ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ اﻣﺎﻛﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﻴﻊ اﻟﺮﺟﺎء زﻳﺎرة ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ:
800 116 1666
www.go.com.sa
ﻳﺴﺮي ﻫﺬا اﻟﻌﺮض ﻓﻲ ا ﻣﺎﻛﻦ واﻟﻤﺪن اﻟﻤﻐﻄﺎه ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ
16إبريل 2010
ﻟﻤﺪة ﻣﺤﺪودة
ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺸﺮوط وا ﺣﻜﺎم
حوار التحقيق" ،وتم إلى حد ما إسقاط أسئلة كان يمكن أن تكشف عن أشياء مهمة ،لذا أعتقد أن إحدى المشكالت فيما يتعلق بنتائج التحقيق أن الناس سوف يعتبرونها غير ذات أهمية .. :برر توني بلير غزو العراق أمام لجنة التحقيق باإلطاحة بصدام حسين ،فهل تتفقون أم تختلفون مع هذا الرأي ،بأن الغاية تبرر الوسيلة؟
أتى لها باالحترام في الشرق األوسط ،فهل تعتقدون أنه يمكن تقديم ما يبرر هذا الرأي؟ ـ أعتقد أن مثل هذا السؤال يجب أن يوجه لشعوب دول الشرق األوسط ،ومن المؤكد أن ميليباند يقول هذا ألنه أيّد الحرب ،لكن رد الفعل في الكثير من المناطق في الشرق األوسط هو أن بريطانيا كانت تابعة للواليات المتحدة ،وأن البريطانيين لم يكونوا سوى دمية في أيدي األمريكيين ،وأنا أعتقد بالفعل أن هناك خيبة أمل في الشرق األوسط تجاه ما يتم وصفه بـ "الخبرة البريطانية" الجيدة بشئون الشرق األوسط ،حيث إنها لم تكن ذات جدوى في إدارتهم لشئون العراق. :ما رأيكم في مجريات التحقيق البريطاني في حرب العراق حتى اآلن؟ ـ ما أنجز حتى اآلن هو توفير منبر عام للحديث عن أشياء يعرفها الناس بالفعل ،وال أعتقد أن التحقيق كشف عن أي شيء مهم حتى اآلن ،وبالطبع لم يكن هذا هو المستهدف من التحقيق ،فقد كان من المفترض ،على سبيل المثال ،قيام التحقيق بتوضيح كيف يمكن أن تتعلم المؤسسة السياسية البريطانية دروسًا العدد 1553
ـ لقد تحققت الغاية سريعًا باإلطاحة بالديكتاتور ،لكن المشكلة هي أن مئات اآلالف من األشخاص قتلوا ،وكانت الغاية مروعة ،فهل تلك الغاية مبررة إذا وضع في االعتبار تسببها في الدمار وفي مقتل مئات اآلالف من العراقيين؟ قد تكون هناك مبررات لذلك ،ألنه كلما سئل توني بلير عن ذلك ،كان يقول إن صدام حسين قتل مئات اآلالف من العراقيين ،وقد قام صدام بالفعل بذلك ،وهذا يعني أن هناك تعادلاً بين صورتين للشر يتم في إطارهما تقييم الوضع في ضوء المحصلة المروعة التي تتمثل في عدد القتلى ،فلو أن صدام استمر في الحكم ،ما حجم مئات اآلالف من العراقيين الذين كان يمكن أن يقتلوا؟ وما حجم مئات اآلالف من العراقيين الذين قتلوا نتيجة للحرب؟ إن مثل هذا السؤال يعد حقل ألغام على المستوى األخالقي ،وبموجب القانون الدولي ليس من الشرعي القيام بغزو دولة بحجة أن حكومتها ال تحظى بالقبول، وهذا هو ما حدث مع العراق ،وفي هذا اإلطار ال تعد الحرب مبررة على اإلطالق ..
أغلب الشرق اوسطيون يرون أن البريطانيين لم يكونوا سوى دمية في أيدي األمريكيين ،وأنا أعتقد بالفعل أن هناك خيبة أمل في الشرق األوسط تجاه ما يتم وصفه بـ "الخبرة البريطانية" الجيدة بشئون الشرق األوسط ،حيث إنها لم تكن ذات جدوى في إدارتهم لشئون العراق من خبرة التدخل في العراق ،والمشكلة هي أن التحقيق يُنظر إليه من الجماهير بشكل مختلف تما ًما ،فالواضح أن الكثير من االنتقاد الذي وجه للتحقيق انصب على ضعف جانب االستجواب القضائي فيه ،لكن فريق التحقيق قال مرات عديدة" :إن هذا ال يدخل في نطاق
:وأخي ًرا ،إذا ما أخذنا في االعتبار توجيهكم النصح لتوني بلير قبل غزو العراق في عام ،2003في رأيكم ،كيف سيتم الحكم على قرار اإلطاحة بصدام حسين خالل الـ 20 عا ًما القادمة؟ ـ أعتقد أن هذا يتوقف على من يسجلون التاريخ. وبالنسبة لبلير شخصيًا ،فإنه يأمل أن يبرئه التاريخ .وأرى أن هناك حقيقة تاريخية مرعبة وهي؛ أنه عادة ما يتالشى من ذاكرة الناس مقتل مئات اآلالف من الفقراء .لكن هذا لم يتالش بعد من الذاكرة العراقية ،وخالل سنوات عديدة سوف يظل ذلك األمر عالقًا في أذهانهم حتى وإن كانت العواقب الفعلية المرعبة للحرب سوف تُحفظ في سجالت التاريخ خالل عشرين عا ًما .وهناك حقيقة أخرى هي أن بريطانيا وأمريكا وغيرهما لديهم القدرة على اإلفالت من العقاب على غزوهم دولة أخرى فقط لمجرد أنهم لم يحبوا حكومتها ،وهو اتجاه في غاية الخطورة ،وستكون له تداعيات خطيرة مستقبلاً حال استمراره.
47
حوار مسرح للقوى اإلقليمية ..إنني أرى أن من أكبر التحديات التي تنتظر الحكومة العراقية الجديدة .كيف ستحتفظ تلك الحكومة بالسيادة وتنفذ سياسة وطنية في الوقت الذي ترغب فيه قوى إقليمية في التدخل وتشجيع بعض خصومها؟ :ما تصوركم لتطورعالقات العراق مع إيران مع تكوين الحكومة الجديدة؟ ـ بغض النظر عن نوعية االئتالف الذي سوف يكون محصلة هذه المساومات ،لن يستطيع هذا االئتالف تحمل النظر إليه على أنه تابع إليران ،فكل من المالكي في وضعه الجديد وعالوي والصدر ،ليسوا تابعين إليران ،وفي الواقع يعدون جميعًا وطنيين عراقيين فيما يتعلق بالكثير من المناحي ،ويمكن القول إن من مصلحتهم جميعًا أن ينأوا بأنفسهم عن إيران، ليس معنى هذا معاداتها ،لكن معناه الوعي بأن مصداقيتهم وسلطتهم سوف تتداعى إذا تم النظر إليهم على أنهم قريبون جدًا من إيران. :ما رؤيتكم فيما يتعلق بالتأثير المحتمل النسحاب القوات األمريكية من العراق في أغسطس/آب؟ ـ يرى الكثير من السياسيين العراقيين أن المهم هو أن تكون القوات العراقية قادرة على القيام بمهمة حفظ األمن ،وهو ما يبدو أن القوات العراقية تقوم به اآلن بطريقتها الخاصة ،فالمهم هو إظهار أن القوات العراقية ال تعتمد بشكل كامل على األمريكيين وهناك عامل قلق فيما يتعلق بما إذا كان انسحاب األمريكيين سوف يجعل األكراد أكثر حدة، وهو ما سوف يزيد من حدة مشكلة كبرى أخرى ،هي مستقبل كردستان العراق. :ماذا عن بمستقبل كردستان بالعراق؟ ـ أعتقد أنه مستقبل غير مؤكد بدرجة كبيرة، فهناك جيل شاب من األكراد ال يتحدث العربية وال يعتبر العراق جز ًءا من حياته ،لكن في نفس الوقت هناك سياسيون أكبر سنًا يعون جيدًا أن االتجاه نحو االستقالل سوف تكون عواقبه وخيمة ،وهناك أيضًا مسألة ما إذا كان أتباع برزاني أو طلباني سوف تكون لديهم سلطة التعامل مع التوتر الواضح الذي قد يقع في كردستان إذا بدأت الحكومة العراقية في القيام باعتداءات على اإلقليم، فهناك الكثير من النقاط الخالفية ،منها وضع كركوك ووضع مدينة الموصل ومحافظة الموصل ،ومسألة التعاقدات النفطية والمسألة السكانية ،وقضية نوعية التوازن الذي يجب أن يكون قائ ًما بين المنطقة الكردية في العراق وبين العراق بشكله األوسع ،ومن الممكن أن 16إبريل 2010
ورقة االكراد هي األخطر أمام الحكومة الجديدة
أيًا كان االئتالف الذي سيحكم العراق فمن مصلحته االبتعاد عن إيران .ليس بمعنى معادتها ،وإنما االستقالل عنها ،ألن مصداقيتهم وسلطتهم سوف تتداعى إذا تم النظر إليهم على إنهم قريبون ج ًدا من إيران يتوصلوا إلى حل فيما يتعلق بهذه األمور، لكن هناك الكثير من البؤر المحتملة العنف. َ :من األقدر في رأيكم على الحد من تلك البؤر للعنف؟ ـ سوف يتحتم أن تقوم القيادات الكردية بذلك،
ألنه سوف يكون عليها السيطرة على مناطقها، وإذا اختارت القيادات الكردية اللعب بالورقة القومية بشكل قوي ،فإن ذلك يحدث عندما يشعر أتباع طالباني بأنهم مهددون من حركة التغيير الديمقراطي وحركة اإلصالح ،وذلك فيما يتعلق بالسياسة في كردستان ،وفي هذه الحالة سوف يكون هناك خطر أن يميل الناس إلى المبالغة في أخذ حقوقهم بأيديهم ،خاصة عندما يشعرون بأنهم مهددون أو أن وضعهم عرضة للتهديد. إال أنه يمكن الجدل أيضًا بأن هناك سياسيين عراقيين مثل عالوي وربما المالكي لديهم اهتمام أكبر باللعب بالورقة القومية العراقية، وسوف يكون هناك خطر إذا اعتقدوا أن مصلحتهم تتحقق بشكل أفضل باللعب بورقة القومية العربية ،لكن على المستوى البراجماتي ،يمكن القول :إن القيادات الكردية والقيادات العلمانية العراقية لديها مصلحة في كبح التوترات ،ومن ناحية أخرى تتسم القيادات على الجانبين بالطموح وتشعر بعدم األمان .. :لقد زعم وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند ،أن دور بريطانيا في العراق 46
حوار :الرئيس األمريكي ،باراك أوباما، ُ امتدح االنتخابات التي أجريت مارس/آذار الماضي في العراق معتب ًرا إياها "نقطة تحول" .هل تتفقون معه في موقفه هذا؟ ـ في الحقيقة هذا يتوقف على نتيجة االنتخابات. فانتخابات عام ُ ،2005وصفت بأنها نقطة تحول أو نقلة نوعية بسبب الطريقة التي ص ّوت بها العراقيون ،لكن اآلثار المترتبة عليها كانت سيئة .ويرجع ذلك جزئيًا إلى مقاطعة طائفة كاملة من العراقيين لإلنتخابات. وكان الشعور السائد لدى العراقيين آنذاك أنه مهما كانت نتيجة االنتخابات ،فإنها سوف تكون أقل تمثيالً مما ينبغي .وفي االنتخابات السابقة ،بالرغم من تصويت عدد أقل من العراقيين ،فإنها مثلت جميع أطياف الشعب العراقي .لذلك فإنني آمل أن تكون االنتخابات التي أجريت أخي ًرا نقطة تحول. :بالرغم من تحسن األوضاع األمنية ،كانت نسبة اإلقبال على االنتخابات أقل إذا ما قورنت بانتخابات عام ،2005فما تفسيركم لذلك؟ ـ انخفاض نسبة اإلقبال على االنتخابات يرتبط بسجل إنجازات البرلمان السابق والمجالس المحلية .فالناس ال يقبلون على التصويت إذا شعروا بأن التصويت ال يعني الكثير بالنسبة لهم .أعتقد أن الناس أقبلوا على التصويت في عام ،2005إلظهار التحدي للنظام القديم وتحدي اإلرهاب .واألرجح أن العراقيين لم يقبلوا على االنتخابات اآلن لنفس األسباب التي تجعل الشعوب األخرى تحجم عن التصويت؛ إنهم يشعرون بأن الناس الذين انتخبوهم في الماضي لم يفعلوا من أجلهم الكثير. :على النقيض من ارتفاع نسبة سنة في اإلقبال العام ،كانت مشاركة ال ُ االنتخابات أعلى بكثير مقارنة بانتخابات عام ،2005فما تفسيركم لذلك؟ ـ إنني على يقين من أن هذا له عالقة بحقيقة أن السنة قاطعوا انتخابات ،2005بشكل عام .وهم يشعرون اآلن أنه يتعين عليهم أن يجعلوا أصواتهم مؤثرة .ومن المؤكد أن بمقدورهم التأثير على من يتولى زمام األمور ،أعتقد أن مشاعر العجز كانت تمثل مشكلة حقيقية في السابق .لذلك ،أرى أن السنة لديهم دافع أكبر لإلقبال على التصويت. :بخالف المالكي ،من هم الالعبون الرئيسيون في العراق اليوم؟ ـ من الواضح أن الالعبين الرئيسيين هم قادة االئتالفات الرئيسية .أعتقد أنه في فترة العدد 1553
المالكي
العراقيون لم يقبلوا على االنتخابات االخيرة بنفس كثافة اإلقبال على انتخابات 2005 إلنهم شعروا أن التصويت ال يعني الكثير بالنسبة لهم ،وأن من انتخبوهم فى الماضي لم يفعلوا من أجلهم الكثير حكم صدام حسين يمكننا القول؛ إنه كانت هناك دائ ًما دولةُ ظلٍّ وراء الدولة المعلنة، واعتقد أن الوضع ال يزال على هذه الحال. :إذن من هم وسطاء السلطة الحقيقيون في المعارضة الوطنية؟ ـ هناك أناس يسعدهم استخدام العنف إذا لزم األمر ،ونحن ال نعرف من هم هؤالء ألنهم أشخاص غامضون .من الواضح أن هناك قادة في المجتمع العراقي يرأسون االئتالفات ،لكن هناك أشخاصًا يمكن أن يزيدوا الحياة صعوبة .وهؤالء ينبغي أن يتم أخذهم في الحسبان على مستوى أكثر محلية. :هل تعتقد أن استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية سوف يتوقف في العراق؟ ـ ربما يعتقد البعض أنه في ظل الظروف الحالية ،أصبح من غير المجدي كثي ًرا استخدام العنف .والكثيرمن الناس يرون سبلاً أخرى للوصول إلى السلطة بدلاً من اللجوء إلى العنف ،لكن ولألسف الشديد في ظل الظروف
عالوي
الحالية ،ال يزال العنف قوة وأداة فاعلة جدًا. :باإلضافة إلى طول فترة تشكيل االئتالف ،في رأيكم ما التحديات الرئيسية التي ستواجه الحكومة العراقية الجديدة بعد تشكيلها ؟ ـ بالطبع تعد قضية كردستان من أهم التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة .والسؤال المطروح بقوة هو :كيف تستطيع الحكومة الجديدة احتواء األكراد ودمج المنطقة الكردية في العراق من جديد؟ وبخالف الصراعات األخرى ،ينبغي ضمان عدم نشوب حرب في كردستان .أما القضية األخرى فتتمثل ببساطة فيما إذا كانت الحكومة الجديدة ستصبح قادرة على توفير الموارد األساسية للشعب العراقي ؛ فال تزال هناك معاناة في الخدمات العامة مثل الصرف الصحي والمياه والكهرباء. والشعور السائد بين الكثير من العراقيين أن قادتهم يتجاهلونهم. أعتقد أن معظم الناس الذين يحتالون من أجل الوصول إلى مناصب السلطة ورئاسة األحزاب هم أناس أبعد ما يكون عن الشعب العراقي .والواضح أن هناك قلقًا بشأن سجل اإلنجازات التي سيتمكن البرلمان والحكومة الجديدة من تحقيقها فيما يتعلق بالرفاهية العامة. :ما التداعيات المحتملة للنتائج االنتخابية بالنسبة لعالقات العراق مع جيرانه مثل سوريا والمملكة العربية السعودية؟ ـ سوف تحرص أي حكومة عراقية جديدة على إقامة عالقات جيدة مع جيرانها .بيد أنه من بين المشكالت التي تواجه العراق؛ أن الكثيرين يعتبرون هذا البلد بمثابة 45
حوار
الملفات الصعبة أمام حكومة العراق الجديدة البروفسير تشارلز تريب الخبير البريطاني في شئون السياسة العراقية البروفسير تشارلز تريب ،يعمل بكلية الدراسات الشرقية واألفريقية في لندن ،وهو خبير معروف في مجال سياسة وتاريخ العراق. وباعتباره أحد أعضاء فريق األكاديميين الذي قدم النصح لرئيس الوزراء البريطاني السابق ،توني بلير ،بشأن عواقب الحرب قبل غزو العراق ،فإن تريب في موقع فريد يتيح له التعليق على التقصي واالستجواب المستمرين بشأن الحرب .وكتابه الذي تم تحديثه أخي ًرا ويحمل عنوان "تاريخ العراق" يعتبره الكثيرون بمثابة عمال مميزا في تناول هذا الموضوع .تحدث تريب للمجلة عن انعكاسات االنتخابات التي أُجريت أخي ًرا في العراق .وغيرها من القضايا التي من المؤكد أن لها تأثي ًرا على سياسة المنطقة وخاصة العراق التى يرى أن انتخاباتها من الممكن أن تكون نقطة تحول في مسارها لكن المهم أن تتمكن الحكومة العراقية الجديدة أيا كان تواجهها من مواجهة تحديات ما بعد هذه االنتخابات والتعامل مع الملفات الصعبة التي ستفرض نفسها الفترة المقبلة. "لندن"حنا ميتشيل
االنتخابات العراقية يمكن أن تكون نقطة انطالق جديدة للعراق
16إبريل 2010
44
بروفايل مهمة من ناحية أخرى ،ألنها تحكى قصة شائعة في اليمن ،وهى قصة الطفلة العروس .وبالتالي، فإن قصة حياتها تستحق أن تُروى. بداية الكابوس الذي تعيشه معظم الفتيات في اليمن ،ال تختلف كثيرًا عن بداية قصة نجود. فعندما بلغت نجود التاسعة من عمرها ،أخبرتها أسرتها بأنها ستتزوج من رجل يبلغ الثالثين من العمر ،ويعمل كموصل للطلبات ،وبالرغم من أن والد نجود كان قد سبق وأن وعدها بأنه لن يجعلها تتوقف عن الدراسة في المدرسة وأنه لن يجبرها على الزواج ،خاصة وأنها كانت متفوقة في مادتي الرياضيات والقرآن .وعلى الرغم من انبهار نجود في البداية بالهدايا التي تلقتها بمناسبة الزواج ،والتي تضمنت فساتين وعطور وحجابين وفرشاة للشعر وخات ًما، فإنها كانت مستاءة جدًا من فكرة الزواج وترك المدرسة .ولكن تم الزواج في نهاية األمر ،دون أن يستجيب أحد إلعتراضها المستمر. كل ما فعله األب أن اشترط على زوجها أن الزواج سوف يتم ،ينبغي أال يقرب عروسه حتى تصل إلى السن التي تسمح بالمعاشرة الزوجية، وذلك حسب ما يقضي به النظام القانوني اليمني الذي يتسم بالغموض فيما يتعلق بالعروس التي ال تزال في سن الطفولة ،إال أنه وكما هو الحال بالنسبة لحاالت أخرى ،لم يلتزم زوج نجود السابق بتلك المتطلبات ،حيث قام بمجامعتها بالقوة بشكل يومي وبضربها عندما كانت تحاول الفرار منه. وزادت مخاوف وبؤس نجود بشكل ال يطاق، وبعد شهرين من زفافها هربت إلى العاصمة اليمنية صنعاء ،حيث استقلت الفتاة الصغيرة حافلة ثم تاكسيًا بمفردها متوجهة إلى المحكمة الرئيسية في المدينة ،وظلت هناك إلى أن حكم قاض بطالقها ،ورغم صدور ذلك الحكمُ ،وجه أمر لنجود بأن تدفع لزوجها ما يعادل 200 دوالر أمريكي ،وهو مبلغ ضخم في اليمن الذي يعيش فيه معظم السكان تحت خط الفقر. الذي وإن كان هو المتسبب في الكثير من جوانب قصة نجود ،إال أنه ال يبرر أيًا من صور الظلم التي تعانيها النساء أمثال نجود بشكل مستمر ،ورغم أنه من أول وهلة ،يعد من السهولة بمكان اعتبار قصة نجود قصة عداء للمرأة ومن السهل تصنيف أقاربها من الذكور وزوجها ووالدها على وجه الخصوص، على أنهم خصوم ألداء للمرأة ،تعد مشكلة عدم المساواة في اليمن ،ومشكلة استغالل فتيات مثل نجود أعقد من ذلك بكثير ،وتطال ما أهو أكثر من مجرد الرجلين اللذين تسببا في معاناتها. كان والد نجود ،علي محمد األهدل ،يعمل عامل نظافة في السابق ،ولديه 16ابنًا وابنة وزوجتان، العدد 1553
وهو اآلن عاطل عن العمل ،وقد انتهى األهدل إلى أن تزويج ابنته التي تبلغ من العمر تسع سنوات حل لمشكلتين من مشكالته ،األولى غياب األمن ،والثانية الفقر ،فاألهدل الذي قد هاجر إلى صنعاء بأسرته للبحث عن عمل بها ،وجد نفسه وقد أصبح أكثر فقرًا من ذي قبل ،ولعدم قدرته على توفير احتياجات أسرته ،اعتبر تزويج ابنته حلاً جزئيًا لمشكلته ..فمنه سيحصل على مهر نظير ذلك ،وفي الوقت نفسه يمكنة التخلص من أحد األفواه التي تحتاج إلى إطعامها ،وربما ما أقنعه للقيام بذلك أن إحدى شقيقات نجود تعرضت بالفعل لالختطاف ،وتعرضت أخرى لالغتصاب ،وهو ما يعني أن تزويج نجود يمكن أن ينقذها من العار ومن التعرض لالختطاف واالغتصاب مثل الفتيات األخريات.
قصة نجود ليست مجرد قصة عروس طفلة ،بل تتعدى ذلك بكثير .فهى تقدم لنا رؤية عميقة عن الممارسات االجتماعية التي تعوق جهود التنمية في اليمن .فمشكلة العرائس من األطفال ،ومشكلة قمع المرأة بشكل عام في اليمن ،تتعدى كونها مجرد اختالف ثقافي عن الدول الغربية إنه في مثل هذه الظروف يمكن أن يقوم بعض اليمنيين بتفسير زواج األطفال على أنه حل لصور عدم الشعور باألمن والتي يواجهنها بشكل متكرر ،لكن وكما أظهرت نجود للعالم ،يزداد غياب األمن الذي تعانيه الفتيات نتيجة للزواج المبكر بشكل مستمر ،والالفت للنظر بدرجة أكبر هو أنه وألن نهاية قصتها كانت سعيدة حيث انتهاء هذه الزيجة ،لم تُظهر تلك القصة مدى التأثير السلبي لتلك الممارسات على هذا البلد الذي يعاني من االنخفاض الشديد في معدالت التنمية ويعاني من النزاعات ،وذلك في حالة استمرار الزيجات التي يكون األطفال طرفًا فيها. وفي هذا الصدد ،يوضح نيكوالس كريستوف في نيويورك تايمز أنه "ليس من قبيل المصادفة أن اليمن مليء بالفتيات الالتي يتم تزويجهن وباإلرهابيين في الوقت ذاته ،فالمجتمعات التي تضطهد المرأة تعد عرضة للعنف" ،وهذا يمكن أن يكون تفسيرًا شاملاً لتلك المشكلة المعقدة، خاصة وأن مختلف منظمات حقوق اإلنسان والمنظمات غير الحكومية تؤيد هذه الرؤية.
وطبقًا لتلك المنظمات ،فإن السبب في إمكانية عدم استقرار الدول ذات المعدالت المرتفعة لزواج الفتيات صغيرات السن ،هو أن مثل تلك الظروف تؤدي إلى معدالت مواليد مرتفعة بشكل غير عادي ،هو ما يؤدي إلى زيادة كبيرة جدًا في نسبة الشباب بين السكان ،حيث يزيد ارتفاع نسبة الذكور بين سن الخامسة عشرة والرابعة والعشرين من احتماالت العنف ،وهذا االحتمال يزيد برجة أكبر في دولة مثل اليمن، حيث النقص الشديد في الفرص االقتصادية، ففي الواقع يعد ٪70من الرجال في تلك المرحلة العمرية عاطلين عن العمل. ومما يفاقم من الوضع؛ أن ظاهرة تعدد الزوجات وزواج األطفال في اليمن يعدان عاملين يؤديان إلى معدالت أعلى في وفيات النساء ،وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة احتمالية أن يكون الرجل بدون زوجة ،وهو عامل آخر يزيد من احتمال ميل الرجال إلى المشاركة في النزاعات ،حيث يسهل على المتطرفين تجنيد "غير المتزوجين الذين يشعرون اإلحباط" ،وفي الواقع تؤيد إستراتيجية السعودية لمكافحة اإلرهاب هذه الرؤية ،حيث يتم تشجيع الكثير من المتطرفين الذين تم إبعادهم عن صفوف اإلرهابيين على الزواج وعلى إقامة أسر جديدة لمنع عودتهم إلى الجماعات المتعصبة. لقد كتبت راشيل كوك ،في صحفية الجارديان؛ أن اليمن هو أسوأ مكان في العالم بالنسبة للمرأة ،واستشهدت ،بتقرير مؤشر التنمية البشرية لتؤكد ،أن ٪71من النساء في اليمن أميات ،مقارنة بنسبة ٪31بين الرجال ،ونسبة ٪35في معظم الدول الشرق أوسطية األخرى ،كما أن هناك إمكانية لوفاة واحدة من بين كل 39سيدة أثناء الحمل أو الوالدة ،وألن القانون في اليمن ال ينص على حد أدنى لسن الزواج ،تعد نسبة أكبر من الفتيات المتزوجات عرضة للوفاة بسبب الحمل والوالدة ومضاعفاتهما الصحية. وتقول شذى نصار ،وهي محامية نجود، إن "المرأة اليمنية ال تتمتع سوى بالقليل من الحقوق ،بل ال تعرف حتى الحقوق المتاحة لها" ،ورغم أن محاوالت رفع سن زواج الفتيات في اليمن إلى 18عا ًما ُمنيت بالفشل، كان ما قامت به نجود ومحاميتها عامل تشجيع لفتيات صغيرات أخريات للمطالبة بالطالق، فالنساء من أمثال نجود ومحاميتها قمن بمهمة عظيمة تتمثل في النجاح في فتح الباب للمساواة بين الجنسين في اليمن ،فقضيتهما تزيد الوعي بمشكالت زواج األطفال والمشكالت التي يؤدي إليها قمع المرأة ،ليس فقط للمرأة بل لمستقبل اليمن ككل. 43
بروفايل
عمالقة اليمن الصغيرة
الطفله نجود علي تكشف األوضاع االجتماعية المتردية في اليمن تقدم لنا قصة حياة نجود علي ،الكاتبة المعروفة ،والمطلقة التي يبلغ عمرها عشر سنوات فقط ،رؤية عميقة عن تحديات التنمية التي تواجهها اليمن .واألهم من ذلك ،أن قصتها تعد دليال على ما يحدثه استمرار قمع حقوق المرأة من آثار سلبية على احتماالت االستقرار في اليمن.
رغم أن اليمن ظلت طوال الفترة الماضيه مصدرًا لألخبار المحزنة وتركزت التغطة اإلعالمية لها على أنباء الحرب والصراعات الجارية على أرضها .لكن كل هذا لم يشغل أي وسيلة إعالم محلية أو عالمية عن البحث والجري وراء أخبار أمرأة صغيرة أو باألحرى طفلة صغيرة إسمها نجود. "نجود علي" هي أول عروس صغيرة في اليمن تطلق زوجها بشكل قانوني .وتصرفها الشجاع هذا لم يمكنها فقط من إنقاذ نفسها ،بل إنها أرست بذلك سابقة للعرائس األخريات من األطفال للدفاع عن حقوقهن في اليمن .وباإلضافة إلى ذلك ،فإن نجود ،التي ال يتعدى عمرها العشر سنوات ،ألفت كتابًا من أفضل الكتب مبيعًا ،على المستوى الدولي ،حيث تُرجم كتابها ،الذي يحمل عنوان "أنا نجود المطلقة التي ال يتعدى عمرها العشر سنوات" ،والذي كتب باللغة العربية ،إلى أكثر من 18لغة .وسمح لها هذا النجاح الكبير بأن تصبح العائل الرئيسي ألسرتها .ونتيجة لهذه اإلنجازات المبهرة التي حققتها نجود ،فقد وصفتها هيالري كلينتون ،بأنها واحدة من أعظم النساء الالتي شاهدتهن في حياتها على اإلطالق. وقصة نجود ليست مجرد قصة عروس طفلة ،بل إنها تتعدى ذلك بكثير .فهى تقدم لنا رؤية عميقة عن الممارسات االجتماعية التي تعوق جهود التنمية في اليمن .فمشكلة العرائس من األطفال ،ومشكلة قمع المرأة بشكل عام في اليمن ،تتعدى كونها مجرد اختالف ثقافي عن الدول الغربية ،حيث إن التخلف الموجود في اليمن ،هو المسئول إلى حد كبير عن األنواع العديدة من انعدام األمن التي اعتاد عليها اليمنيون. وعلى الرغم من النهاية السعيدة لقصة نجود، فإن طفولتها ستظل تذكرنا بالواقع القاسي الذي تعيشه العديد من الفتيات في اليمن حتى يومنا هذا. فقصة نجود تكتسب أهميتها من كونها سلطت الضوء على مشكلة متفشية في البالد .كما أنها 16إبريل 2010
الطفلة المطلقة نجود بين أحضان أمها
42
شخصيات بروفايل
حوار
عمالقة
اليمن الصغيرة نجود علي
العدد 1553
41
اآلن أصبح بإمكانك متابعة المجلة من أي مكان و في أى وقت من خالل األيفون
العدد 1553
أنها بغير حاجة إلى إجابة .بصراحة ،لم يتغير المشهد فحسب ،بل إن ثورة إعالمية شهدها العالم العربي في السنوات األخيرة أدت إلى ما نحن عليه اليوم. ثورة تستحق الثناء والوقوف عندها مطولاً لمعرفة حجم تأثير وفاعلية هذا اإلعالم في شعوب المنطقة ،وكذلك في صناعة سياساتها من حيث ال ندري. وهذا قدر اإلعالم في العالم على أي حال، أي أن يكون سلطة رابعة حقيقية ،ولو أننا لم نصل بعد إلى النسبة المطلوبة .ولكننا لن نستطيع تحقيق تلك النسبة إال عندما نثمن هذا اإلنجاز .مما ال شك فيه ،أن عامل الحريات اإلعالمية المحدودة ،الممنوعة في بعض الدول العربية ،المقبولة في دول أخرى، والجيدة في أقلها ،ليست العائق الوحيد أمامنا. فهناك أيضًا عامل معوق ومهم جدًا ،أال وهو النمط االجتماعي والثقافي السائد في العالم العربي .كثي ًرا ما نحسد الفضائيات األجنبية على برامجها الساخنة والتي تطرح بسالسة وبساطة وحرية وصراحة، كأن يناقش مذيع مع عائلة أمريكية مشاكلها الخاصة جدًا والتي تعتبر من التابوهات أو المحرمات في عالمنا ،أو أن يتحدث بعضهم عن مشاكله النفسية والجنسية وأمراضه بدون تغطية وجهه وتغيير صوته .مع موجة أنفلونزا الخنازير التي اجتاحت العالم أخي ًرا تحدثنا إلى أكثر من مريض ليشرح تجربته للناس ورفض الفكرة. إنه الخوف من المجتمع .لن يتحرر اإلعالم ما دام المجتمع لم يتحرر .فال يزال هناك الكثير من المحاذير االجتماعية المبنية على عادات وتقاليد شعوب هذه المنطقة ما يكفي ليحرمنا متعة الكثير من القصص اإلنسانية واالجتماعية والثقافية المطلوبة .في ظل هذه الظروف نعمل ،ورغم كل ذلك ،نسعى إلى التغيير .ويجب أن يعترف لنا الجميع بأننا نجحنا وأننا سائرون على الطريق الصحيح. وبهذا يجب أن تتعاون الطبقة السياسية مع اإلعالم وصانعيه والعاملين في قطاعه .وقد يبدو ذلك غريبًا للبعض ألن السلطتين عادة ما كانتا على طرفي نقيض ،ولكن ال بأس أن يتم إرساء األسس والمبادئ في مرحلة النمو والتطور لكي يشعر رجل السياسة بأهمية هذا اإلعالم فعلاً ولكي تعمق روابط الثقة ويؤمن المسئولون بدور هذه الوسائل ليس من منطلق التحكم وإنما من منطلق التدخل لتصحيح الخطأ وفك القيد من قبل من أحكمه في كثير من الحاالت .لقد كان 16إبريل 2010
العالم بأسره يتباهى بالرأسمالية والحرية االقتصادية ،ولكن عندما انهار االقتصاد، تدخلت الدول بشراسة وفرضت القوانين واستحوذت على شركات ،فلماذا إذن ال تتدخل هذه الدول لدعم تطور وضمان عمل واستمرارية هذا القطاع المرآة لشعوبه؟ من نافل القول ،إن اإلعالم بدأ يقوم بدوره االجتماعي ،بغض النظر عن ضرورات محو األمية ونشر التعليم والتثقيف وسن القوانين وإصدار الفتاوى التي تراعي ضرورات العصر .ونضرب هنا قناة العربية مثلاً عن التغيير الذي بدأت تحدثه. إن من يشاهد هذه المحطة اآلن ،يعرف أن كثي ًرا مما تقدمه قد ال تجده في أي قناة عربية أخرى ،ال بالمضمون وال بالشكل اللذين اجتذبا في سنوات قصيرة جدًا شرائح كثي ًرا ما يسألوننا عن توجهات محطة عربية واسعة جدًا. نعمل فيها وعن مدى إيماننا بها أو مدى التزامنا بها ..الحيادية والموضوعية في العالم العربي ممكنتان ولو على صعيد لن يتحرر اإلعالم ما دام المجتمع الفرد وليس المجموعة حتى اآلن .ولدينا لم يتحرر .فال يزال هناك الكثير حاليًا عدد ملحوظ يفعل ذلك .ولألسف فإن من المحاذير االجتماعية المبنية هناك من لم يفهم اللعبة حتى اآلن ،ويعتقد أن الميكروفون الذي يذيع من خالله هو على عادات وتقاليد شعوب هذه منبر حزبي انتخابي أو أن قلمه الصحفي المنطقة ما يكفي ليحرمنا متعة يجب أن يكون مسخ ًرا لخدمة قضية يؤمن الكثير من القصص اإلنسانية بها .إذن ،إعالميون وصحفيون محايدون واالجتماعية والثقافية المطلوبة. في وسيلة إعالمية لها توجهات معينة تفرضها عليها انتماءاتها وتمويلها ،طرفان في ظل هذه الظروف نعمل، في معادلة مؤقتة ناجحة ،نتيجتها تساوي ورغم كل ذلك ،نسعى إلى كسب المشاهد .هنا يكمن الغرض .نعم البد التغيير .ويجب أن يعترف لنا لآلخر أن ينتقد ،خصوصًا إذا كان قد سبقنا الجميع بأننا نجحنا وأننا سائرون بمراحل ،ولكن على اآلخر أن ينظر إلى المشهد ككل وأن يكيل بمكيال عادل يناسب على الطريق الصحيح طبيعة اإلعالم الذي يعاينه ،ال أن يخصص حادثة واحدة بعينها أو حدثًا واحدًا ليبني ليست فقط السياسة واستقباالت الملوك عليه أحكامه وخالصاته ،ذلك أن التعميم والبحث في العالقات الثنائية بين رئيسين المطلق المستند إلى الخاص والضيق أي وتحليالت بعض أحداث اليوم هي ما يهمها االنطالق من الخاص إلى العام في األحكام بل كل ما اتفق مع كلمة خبر ومعلومة أكانت على اإلعالم ،ليس إال ظل ًما لجهود خارقة سياسية أو أمنية أو عسكرية أو اقتصادية أو ومخلصة يبذلها بصدق من يؤسس هذه رياضية أو فنية أو إنسانية أو صحية أو الوسائل اإلعالمية والصحفية ومن يديرها تكنولوجية أو دينية أو حتى طريفة .كل ذلك ويعمل فيها في ظل هذه الظروف الصعبة بطريقة إخبارية رصينة وقريبة من الناس واالنتقالية التي نعيشها على واقع الرمال في الوقت عينه .لو تخيلنا المشهد قبل ذلك ،المتحركة ووقع الرصاص الطائش .قلنا قد نصاب بالذهول .إما أخبار قاسية جافة في البداية بصراحة :شك ًرا لإلعالم العربي فقط وإما استقباالت السياسيين على موسيقى ويجب أن نقولها في النهاية أيضًا :ومعها كالسيكية .ال للتعميم ولكن نعم للتذكير يجب أن نتذكر ،ل َّما نصل بعد إلى ما نصبو باإلجحاف الذي كان حاصلاً بحق اإلعالم إليه ،وإلى ما نحن قادرون على أن نكونه. والمجتمع وإعطاء الفرصة لهذين ليتطورا .وها نحن نحاول. ألن ما هو حاصل اليوم ينمي اإلنسان، يثقفه ،يعلمه ويبعده عن الجهل والتطرف. إعالمي بقناة العربية وتركيزنا هنا على التليفزيون ألنه األقرب إلى الناس ،والذي يغزو كل يوم ماليين العرب ليشكل آراءهم وقناعاتهم عبر القضايا التي يطرحها .وألن المواطن العربي لألسف ال يقرأ كما يجب ،قلة قليلة تفعل ذلك ،حتى قيل فينا :أمة اقرأ ال تقرأ. وفي هذا حديث آخر .أضعف اإليمان أن المحطات الرائدة في عالمنا حتى ولو كانت لها توجهات معينة ،غير أنها ال تفرض بالمعنى الحرفي للكلمة هذه التوجهات على مذيعيها ومراسليها .نعم ،إن هناك خطوطًا حمراء ال تزال موجودة ،لكن يمكن للعامل الصحفي أن يلتف عليها ليقدم ما يفرضه عليه دوره فقط ويمضي.
38
أفكار الكثير من الفوارق ،شروط التمويل واإلعالنات واالنتماءات السياسية لهذه الوسيلة اإلعالمية أو تلك .ولكن هذه الضغوط بعناوينها المتشابهة تختلف كثي ًرا بتفاصيلها .وكم هي مؤذية ومكلفة هذه التفاصيل .في الغرب ،عندما ينقسم اإلعالم ،غالبًا ما يكون الخالف على قرار أو نظام صحي أو سياسة محافظة ينتقدها الديمقراطيون أو األحزاب األخرى المناوئة بحسب البلد ،أو العكس .ويقول الكل رأيه بشكل صريح وواضح والحكم يبقى للمشاهد أو القارئ أو المستمع .أما في الدول العربية ،عندما ينقسم اإلعالم، فغالبًا ما يكون الخالف على وطن كأقل تقدير. ولنعطي الواقع حجمه الطبيعي الحالي، يكون على مشروعين إقليميين أو ثالثة تقسم هذه الدول وتفتك بها بالخالفات واألزمات والحروب والمعارك .هنا ينقسم اإلعالم أيما انقسام .أكثر ما يضحكني أحيانًا أنه عندما يريد بعض السياسيين أن يتهرب من سؤال يحرجه على الهواء من خالل برامجنا التليفزيونية اإلخبارية والحوارية ،يلجأ إلى اتهام اإلعالم بصب الزيت على النار في هذه المسألة أو تلك ويحاول اإليحاء بأن" الدنيا ربيع والجو بديع" كما تقول األغنية المصرية الشعبية ،فنعود إلى بعض التصريحات والمقاالت والعناوين ،التي نكون قد دوناها تحضي ًرا للمقابلة لنقنع أنفسنا من جديد بأن ما طرحناه في أسئلتنا مثار ومقلق وتتناوله األفواه واألقالم من كبارات رجال السياسة إلى الشباب الجالسين في المقهى يتحدثون في السياسة .وبالعودة إلى الضغوط ،فإن ما نتيجته قول صريح وحر ومحمي في الغرب ،نتيجته في بعض الدول العربية قتل غامض ،وحر ومحمي أيضًا! وفي أحسن الظروف اعتقال! ومن تلك التحديات أيضًا ،األحكام المسبقة المبنية على أساس الفرز العرقي والطائفي والمذهبي المقيت .وهذا ما يتقنه كثيرون إتقانًا شديدًا .عندما تنشب حرب أو تجرى انتخابات أو يحصل أي حدث، تحسب كل محطة أو صحيفة أو إذاعة على جهة معينة ،بعضها لألمانة هو الذي يصنف نفسه ،ولكن في بعض األحيان األخرى تضيع جهود كثيرين بسبب حكم جائر على هذه الوسيلة اإلعالمية .ينتقد المشاهد العربي إعالميًا ما على سؤال ألنه يعتقد أن مذهبه أو طائفته أو جنسيته العدد 1553
في الغرب عندما ينقسم اإلعالم ،غالبًا ما يكون الخالف على قرار أو نظام صحي أو سياسة محافظة ينتقدها الديمقراطيون أو األحزاب األخرى المناوئة بحسب البلد ،أو العكس .ويقول الكل رأيه بشكل صريح وواضح والحكم يبقى للمشاهد أو القارئ أو المستمع. أما في الدول العربية ،عندما ينقسم اإلعالم ،فغالبًا ما يكون الخالف على وطن كأقل تقدير قد فرضته عليه .وينزعج القارئ من مقال أو تغطية لصحيفة ما ،ألنه يعتقد أن من يحركها أو يمولها يفرض عليها ذلك ،مع أن ذلك في كثير من األحيان يكون من ضرورات العمل الصحفي واإلعالمي. ويحرم الصحفي من أداء واجبه ،بل حقه المهني بسبب دينه أو طائفته ،ألن تغطيته لقصة ما في بلد ما قد يكون ثمنها الموت. واألمثلة كثيرة في عالمنا ومخيفة أيضًا. ولن نكون أمهر من بعض المنظمات
العالمية التي تنشر قوائم سنوية بأسماء الزمالء الصحفيين القتلى الذين يجب أن نرفع القبعة احترا ًما لوفائهم لمهنتهم وتضحياتهم الجسيمة .ولكن المزعج في األمر استغالل هذه المنظمات لبعض الحوادث الفردية كقتل واعتقال ومالحقات قضائية في تسجيل دول بحالها على الئحة سوداء تحت عناوين التخوف على حرية التعبير والنشر ومراعاة اإلعالم في هذه الدولة أو تلك لشروطها الالمحدودة .كثي ًرا ما تساءلنا ،أال تلحظ هذه المؤسسات التطور الحاصل؟ أال تذكر بعض وسائل اإلعالم باالسم تقدي ًرا لما تقدمه في خدمة مجتمعاتها؟ أال تكرم أحدًا ،أال تؤشر إلى حجم التقدم الذي حققته الفضائيات العربية ،إلى مدى التغيير الذي خلقته في مجتمعاتها؟ ألم يتغير المشهد بعد ظهور قنوات إخبارية متخصصة كالجزيرة والعربية وغيرهما .ألم يتبدل المشهد بعد هذا الحجم الهائل من المعلومات الذي تقدمه الصحافة المسموعة والمقروءة والمرئية يوميًا عبر آالف اإلذاعات والتليفزيونيات والصحف والمواقع اإللكترونية .بطبيعة الحال ،ال نسأل هذه األسئلة لنسمع اإلجابة بل لنسلط الضوء على القضية أكثر .فهذه األسئلة تسمى بلغة الشعر اإلنجليزي واألمريكي خصوصًا (ريتوريكال) أي 37
أفكار
حكايتــــي مع اإلعالم العربي
كيف واجه اإلعالميون الرصاص الطائش وضغوط التمويل واالنتماء السياسي؟
بقلم :طاهر بركة يجب أن تكون هناك مقاييس واحدة ومعايير ثابتة لإلعالم ولكن ليس أن تطبق على كل الدول باختالف نشأتها وتطورها وأنماطها الثقافية واالجتماعية السائدة .لهذا نقول إن هناك إجحافًا بحق اإلعالم العربي ،ليس من قبل صانعيه ،وإنما من قبل الناظرين إليه .يجب أن ننظر إلى هذا اإلعالم من منظور الواقع الذي نعيش فيه والمشهد السياسي واالجتماعي الذي يحتضنه ،وليس من حيث مطابقته للمثل العليا التي تدرسها جامعات ومعاهد اإلعالم والصحافة في العالم.
ال يجب أن نستغرب ..بل يجب أن نرى النقاط المضيئة في هذا اإلعالم واألخرى التي ال تزال مطفأة ،لكي نستطيع أن نضيئها في المستقبل القريب .لسنا أمريكا وال أوروبا .ال بالتاريخ وال بالجغرافيا وال بالظروف االجتماعية والثقافية والتربوية والسياسية واإلعالمية ،وقد يتطلب األمر وقتًا لكي نبدأ بالمقارنة .ولكن ذلك سيحصل ،إن استمرينا على هذا النحو، وتعلمنا من نواقصنا واستطعنا التخلص منها.إذ ال يمكننا أن نقارن إعالم دول نشأت منذ سنوات قليلة بمقياس حضارات الشعوب ،أو استقلت حديثًا جدًا أو ال تزال ترزح تحت االحتالل ،بإعالم دول 16إبريل 2010
مضى على تطورها مئات السنين ،فتطور إعالمها وصحافتها كما تطورت بنيتها السياسية واالجتماعية .فإعالم أمريكا إبان حربها األهلية ليس إعالمها اليوم، وإعالمها في الحربين العالميتين ليس إعالمها وهي دولة القطب الواحد الذي يتسيد العالم. بالطبع ،يجب أن تكون هناك مقاييس واحدة ومعايير ثابتة لإلعالم ولكن ليس أن تطبق على كل الدول باختالف نشأتها وتطورها وأنماطها الثقافية واالجتماعية السائدة .لهذا نقول إن هناك إجحافًا بحق اإلعالم العربي ،ليس من قبل صانعيه، وإنما من قبل الناظرين إليه .يجب أن ننظر
إلى هذا اإلعالم من منظور الواقع الذي نعيش فيه والمشهد السياسي واالجتماعي الذي يحتضنه ،وليس من حيث مطابقته للمثل العليا التي تدرسها جامعات ومعاهد اإلعالم والصحافة في العالم .وبالمناسبة، هذه النظريات ال يرقى إلى مالءمتها أحد في العالم ،إعالميًا كان أم وسيلة إعالمية، وهذا ما قد نعزوه للكثير من الضغوط والتحديات التي تفرض على الجميع القبول بالحد األدنى من هذه المثل العليا أو الحد األوسط كأقصى تقدير. قد تكون أبرز الضغوط التي تواجه اإلعالمين العربي واألجنبي ،ولو مع 36
حكايتــــي
مع اإلعالم العربي طاهر بركة 35
إعالم
34
أكثر من رأي
الفوز مقابل االنفصال انسحاب المنافسين للبشير صفقة سياسية أرضت أمريكا وجميع األطراف السودانية في سادس انتخابات تشهدها السودان منذ استقالل البالد عام ،1955وأول انتخابات تجرى منذ 24عا ًما ،لم يكن كافيًا أن يصف البشير االنتخابات بأنها أمينة وحرة ونزيهة وشفافة ومثالية لتستقر األمور ،في ظل انسحاب موجع ألربعة من أبرز المنافسين للبشير على منصب الرئاسة؛ وهم ياسر عرمان ،مرشح الحركة الشعبية ،والصادق المهدي ،زعيم حزب األمة ،ومبارك الفاضل المهدي زعيم حزب األمة -اإلصالح والتجديد -ومحمد إبراهيم نقد ،زعيم الحزب ضا في ظل اتهامات المعارضة للحكومة بتزوير االنتخابات وأن ما جرى لم يكن سوى مسرحية هزلية النتخابات غير شرعية. الشيوعي ،الجانب اآلخر ،وأي ً
ولم يغير وجود بعثة مراقبة االنتخابات التابعة لجامعة الدول العربية ومراقبون من مؤسسة كارتر األمريكية ،واالتحاد اإلفريقي ،واليابان، أو حتى ثناء الرئيس األمريكي األسبق ،جيمي كارتر على عملية التحضير لالنتخابات ودور المفوضية العليا في إخراجها بهذا الشكل ،قناعة المعارضة بتزوير االنتخابات. فالسودان التي شهدت والدة أول مجلس تشريعي ،في عام ،1953قبل خروج المستعمر اإلنجليزي ،مهد الستقالل السودان من داخل البرلمان وشهدت في عام ،1955انتخابات جمعية تأسيسية "برلمان مؤقت" ،شاركت فيها األحزاب السودانية ،أتت بمجلس سيادة من 5أشخاص من حزبي األمة الوطني االتحادي ،شكل رأس الدولة ،بالتناوب بين الحزبين الفائزين ،ورئيس الوزراء من الوطني االتحادي ،وهو الزعيم إسماعيل األزهري، أعلن من داخل هذه الجمعية استقالل السودان في عام - ،1965انتخابات في عام ،1965 بعد عام من ثورة أكتوبر/تشرين أول الشعبية ،1964التي أقصت الرئيس العسكري ،الفريق إبراهيم عبود ،الذي أتى بانقالب عسكري في عام ،1958وأتت بمجلس السيادة المكون من 5أشخاص ،ورأس دولة واحد ثابت ،وهو إسماعيل األزهري (الوطني االتحادي) ،ورئيس الوزراء محمد أحمد المحجوب (حزب األمة ). وقدر له أن يشهد انتخابات جديدة عام ،1986 بعد عامين من انتفاضة شعبية ،أقصت الرئيس جعفر نميري من الحكم ،شكل من خاللها مجلس رأس الدولة برئيس ثابت وهو الراحل أحمد الميرغني (االتحادي الديمقراطي)، ورئيس الوزراء الصادق المهدي رئيس حزب األمة ،كان ينتظر ميالدًا جديدًا عبر انتخابات أبريل/نيسان ،2010تعيد وصل ما انقطع بين شماله وجنوبه وتؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوطني يستوعب الجنوبيين ويتخطى أحداث دارفور وما جرى فيها. لكن شواهد كثيرة تقودنا لسؤال مهم في ظل حتمية فوز الرئيس الحالي ،عمر البشير بمقعد الرئيس ،وهو هل كان الفوز باالنتخابات ثمنًا للقبول باالنفصال؟ والسؤال على غرابته تدعمه أسانيد كثيرة كلها تسير في نفس االتجاه ،وأول هذه العدد 1553
د.هشام جبران
خيار االنفصال ليس طرحا جدي ًدا لواشنطن، ً لكنه ظل خطًا أمريكيًا ثابتًا منذ مفاوضات السالم ،التي جرت بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية الجنوبية بقيادة جون جارانج الشواهد هي انسحاب المرشح األقوى في مواجهة البشير ،ياسر عرمان ،الذي ينتمي لتحرير السودان الشعبية إلى الحركة ( المسلحة) ،وهي شريك الحكم في الخرطوم شمالاً ،وتسيطر فعليًا على مقاليد األمور، وليس الحكم فقط في الواليات الجنوبية ،وكانت حجة االنسحاب الخوف من تزوير االنتخابات، ليعود عرمان عقب انسحابه مباشرة ويؤكد أن استفتاء الجنوب سيُجرى في موعده شاء من شاء وأبى من أبى ،ألنه استحقاق واجب النفاذ. وهنا يسير األمر نحو االنفصال ،فالحركة الشعبية ،التي ينتمي إليها عرمان ،خاضت حربًا طاحنة من أجل انفصال الجنوب ،وجندت كل إمكاناتها مستهدفة نظام الحكم في السودان، وهي ال تملك سوى أجندة واحدة عنوانها االنفصال وال تعرف شيئًا عن أي أجندات وحدوية، ولذلك نجدها أقرب وأحرص على شركاء المعارضة ،وخاصة لقاء جوبا مع شركائها في الحكم ،الرئيس البشير وحزبه وهو ما يجعلنا نفكر في أن االنسحاب والقبول بالبشير لم يكن سوى صفقة سياسية أرضت جميع األطراف. الواليات المتحدة األمريكية كان موقفها من االنتخابات بشكل عام والرئيس البشير بشكل خاص الفتًا للنظر ،فالقوة األعظم في العالم لم تجد حرجًا في التغاضي عن فوز الرجل الذي
طالما اعتبرته مطلوبًا على المستوى الدولي وفق اتهامات المحكمة الجنائية الدولية ،لكن تصريحات سكوت جريشن ،المبعوث الرئاسي األمريكي إلى السودان وقوله إن بالده تتوقع انفصال جنوب السودان وإنها مستعدة لذلك ،جاء ليضع النقاط علي الحروف خاصة أن أمريكا دعمت إجراء االنتخابات العامة السودانية بجميع مستوياتها في موعدها المقرر على اعتبار االنتخابات هي الخطوة التي ستؤدي مباشرة إلى إجراء االستفتاء في جنوب السودان في يناير/ كانون ثان ،2011الذي تتوقع الواليات المتحدة أن يسفر عن تحقق خيار االنفصال وبالتالي قيام دولة مستقلة جديدة في الجنوب. وخيار االنفصال ليس طرحًا أمريكيًا جديدًا لواشنطن ،لكنه ظل خطًا أمريكيًا ثابتًا منذ مفاوضات السالم ،التي جرت بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية الجنوبية بقيادة جون جارانج ،قبل سنوات(اتفاقية نيفاشا)، التي انتهت خطوطها األولى عام ،2003 في كينيا ودخلت حيز التطبيق الفعلي عام ،2005ونصت على تمكين شعب جنوب السودان من ممارسة حق تقرير المصير عن طريق استفتاء عام يطرح خيارين: ولم يكن (اتفاق نيفاشا ) سوى ترجمة للمشروع الذي قدمه معهد الدراسات اإلستراتيجية والدولية بواشنطن إلى إدارة الرئيس بوش، يهدف إلى وضع نهاية للحرب في جنوب السودان وتقرير مستقبل الجنوب من خالل مفاوضات بين الجنوب ،كما تمثله الحركة الشعبية والشمال كما يمثله نظام اإلنقاذ. وما بين رؤية غالبية الجنوبيين أنه ال حل يرضيهم سوى االنفصال بعد أن أصبحوا في ظل حكم الشمال مواطنين من الدرجة الثانية، ورفع الشماليون شعار "ال جنوب بال شمال وال شمال بال جنوب" يبقى الحديث عن صفقة سياسية نجح بمقتضاها البشير مقابل السماح بانفصال الجنوب ،هو االحتمال األكثر منطقية ويبقى االنفصال في انتظار إعالنه رسميًا بعد أن تحقق بالفعل على أرض الواقع. باحث مصري متخصص في الشئون السياسية ،مقيم بالسعودية 33
أكثر من رأي
2011إعالن دولة جنوب السودان العالم يعتقد أن النزاع بين شمال مسلم وجنوب مسيحي جنوب السودان مقبل على االنفصال عن شماله ،وإعالن دولته المستقلة مع بداية العام 2011م ،لم تعد هذه المقولة من قبيل التنبؤات ،فالواقع الذي عاشه الجنوب ويعيشه حتى اآلن يثبت بما ال يدع مجالاً للشك ،أن العالم كله يجب أن يستعد منذ اآلن الستقبال نبأ استقالل جنوب السودان وإعالن دولته نهاية يوم ثان 2005م". التاسع من يناير/كانون ثان المقبل"موعد إجراء االستفتاء على تقرير مصير الجنوب ،وفق مقررات اتفاق نيفاشا للسالم الموقع 9يناير/كانون ٍ
أما لماذا نجزم بأن انفصال الجنوب قادم ال محالة ،وتحميه اتفاقية يضمنها العالم كله وليس حكومة السودان فحسب ،يستلزم أن نعي ما يلي: أولاً :تجارب التاريخ أثبتت أن ما من شعب يتعرض للظلم والتهميش واإلبعاد عن المشاركة في الحكم ،وفي الحصول على قدر ولو بسيطًا من التنمية لسنوات طويلة ،ولديه ثروات طبيعية "الجنوب لديه أغلب حقول النفط 12 ،معدنًا أبرزها الذهب ،غابات التك والماهوجني ،مياه النيل والمستنقعات ،ثروة حيوانية "يقبل بأن يظل خاضعًا لنظام حكم ديكتاتوري ْ إن هو ُخيِّر بين االستمرار في الخضوع أو في االستقالل وتكوين دولته الخاصة به"مثل شعب البوسنة والهرسك، الجبل األسود ،إقليم أتشيه في إندونيسيا". ثانيًا :ظل الجنوب يحاول توفيق أوضاعه السودانية الحكومة مع بالتفاوض عشرات السنين دون إحراز أي تقدم. ثالثًا :كان الدكتور جون جارانج ،الرئيس الراحل للحركة الشعبية لتحرير السودان عاملاً مه ًما الستمرار الوحدة التي كان يدعمها رغم توقيعه اتفاق نيفاشا، وبوفاته فقدت عناصر الوحدة ركيزتها. رابعًا :تدخالت دول أجنبية لدعم استقالل الجنوب غير أن هذه التدخالت ما كانت لتستطيع تحقيق نتائج ملموسة لوال وجدت التربة الخصبة المالئمة للتدخل ،ومنها أن الحكومات السودانية المتعاقبة رفعت راية الجهاد االسالمي ضد الجنوبيين ،مما دفع العالم إلى االعتقاد بأن النزاع ديني عرقي ،وأن الدول العربية آثرت عدم التدخل إرضاء لشمال السودان واتقاء لشبهات التدخل ،فوجدت دول مثل النرويج وأمريكا ت والسويد وبريطانيا وإسرائيل أن الظرف موا ٍ للسيطرة على ثروات غير مستغلة وتهديد دول الجوار. الدعوة لالنفصال ولننظر إلى الكيفية التي سارت عليها الدعوة لحق تقرير مصير الجنوب عل ًوا أو انخفاضًا مع ظهور الحركات المسلحة والحرب األهلية في الجنوب منذ استقالل السودان عن مصر في أول يناير/كانون ثان1956 ،م ،لنصل إلى قناعة بأن الجنوبيين سئموا نفور الشماليين منهم وتعاملهم 16إبريل 2010
رفعت حسن الزهري
الحكومات السودانية المتعاقبة رفعت راية الجهاد االسالمي ضد الجنوبيين ،مما دفع العالم إلى االعتقاد بأن النزاع ديني عرقي معهم بازدراء ونكوصهم عن كل اتفاق معهم . وكان إغفال الشماليين إلشراك الجنوبيين عقب االستقالل في عملية سودنة الوظائف التي نقلت اإلدارة المدنية من اإلدارة المصرية البريطانية المشتركة إلى السودانيين ،ولم يحصل الجنوب إال على 7وظائف من إجمالي ، 800وبدأت أولى بذور تمرد الجنوب ،بتمرد الفرقة االستوائية التابعة للقوات المسلحة السودانية يوم 18أغسطس/آب عام ،1955وتولدت بعد ذلك مشكلة عدم ثقة إثر تراجع السياسيين الشماليين عن تلبية الوعد الذي قطعوه على أنفسهم ،حيث وعدوا الجنوبيين ـ قبل االستفتاء على استقالل السودان ـ بمنح الجنوب حك ًما فيدراليًا ،كما حصل الجنوبيون على ثالث حقائب وزارية فقط في عهد أول حكومة بعد االستقالل، رأسها إسماعيل األزهري ،لذلك ظهر الحديث في الجنوب عن إقامة دولة مستقلة ،أو حكم ذاتي ضمن دولة فيدرالية ،وعلى خلفيته ظهرت في عام ،1963منظمة " األنيانيا ."1 وكان أن عقدت حكومة ثورة 1964م ،برئاسة سر الختم الخليفة ،مؤتمر المائدة المستديرة في مارس/آذار ،عام 1965م ،إليجاد حل لمشكلة الجنوب حضرها 28ممثلاً لألحزاب الشمالية، و 27ممثلاً للجنوب ،ومراقبون من مصر، الجزائر ،نيجيريا ،كينيا ،وغانا ،وكانت أهم قراراتها ،إشراك الجنوبيين في الحكم وتنمية
مناطقهم ،ولم يحدث شيء. مع مجيء ثورة جعفر نميري في 25مايو/آيار، عام 1969م ،توصل نظام حكم نميري مع الجنوبيين إلى اتفاقية أديس أبابا في 27فبراير/ شباط ،عام 1972م ،وتقضي بالحكم الذاتي للجنوب "مديريات بحر الغزال واالستوائية وأعالي النيل" في إطار جمهورية السودان الديمقراطية ،وتعرف باسم المنطقة الجنوبية وعاصمتها مدينة جوبا ،ونعم السودان بفترة سالم ألكثر من عشر سنين ،غير أن نميري خرق االتفاقية بإعادة تقسيم جنوب السودان إلى ثالثة أقاليم جديدة ،وفرض قوانين الشريعة اإلسالمية ،فعادت الحرب األهلية من جديد بظهور الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون جارانج ،الذي رفض طرح نميري بتعيينه نائبًا للرئيس ،ومنحه صالحيات واسعة إلدارة الجنوب وترشيح ستة وزراء جنوبيين للحكومة المركزية على أن يوقف تمرده. في 24مارس/آذار 1986 ،م ،خالل حكومة الصادق المهدي وقّع التجمع الوطني بيان " كوكادام ،ثم سعى الحزب االتحادي الديمقراطي السوداني لتوقيع اتفاق سالم مع الحركة الشعبية، ْ فالتقى زعيمه ،محمد عثمان الميرغني ،ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان العقيد جون جارانج في أديس أبابا ،ووقعا يوم 16نوفمبر/ تشرين ثان ،من عام ،1988مبادرة السالم السودانية ،لكن سرعان ما وقع انقالب اإلنقاذ الوطني يوم 30يونيه/حزيران ،عام 1989م، برئاسة الفريق عمر البشير ،ولم تنفذ المبادرة. والحقًا دخلت اإلنقاذ -التي قبلت مبادرة اإليجاد التي تنص على حق تقرير مصير الجنوب ،ووقعت بروتوكول "مشاكوس" الذي ينص أيضًا على هذا الحق -في اتصاالت ولقاءات ومفاوضات منذ 2يوليو/تموز، ،1989حتى تم توقيع اتفاقية نيفاشا للسالم برعاية اإليجاد وشركاء اإليجاد ،وعلى رأسهم أمريكا ،والذي يتضمن قسمة السلطة والثروة وتقرير مصير جنوب السودان بعد فترة انتقالية مدتها 6سنوات. كاتب متخصص في الشأن السوداني
32
أكثر من رأي
هل حان وقت االنفصال؟
شائعات الصفقة تفسد فرح االنتخابات السودانية
قبل أن تغلق لجان االنتخابات الرئاسية بالسودان أبوابها وتبدأ في فرز األصوات استعدادًا إلعالن اسم الرئيس القادم .أعلن السودانيون االسم وهو عمر البشير ..يعتبرونه فائ ًزا منذ بدء الترشيحات ،ليس ألنه الرئيس الحالي .وال ألن تزوي ًرا قد حدث .وإنما ألن السودانيين يعتقدون أن صفقة سياسية قد تمت في الخفاء بمقتضاها إنسحب كل معارضي البشير من سباق االنتخابات ليفوز بالرئاسة مجددًا ودون إرهاق في مقابل أن يتحقق للجنوب حلم االنفصال . فهل هذه األقاويل لديها ظل من الحقيقة؟ الكاتبان رفعت الزهري وهشام جبران يجيبان عن هذا التساؤل.
العدد 1553
31
العدد 1553
قضايا
صعدة بعد انتهاء الجولة السادسة من الحرب ،عاد الهدوء ،لكن حتى اآلن مازالت في انتظار عودة المهجرين وبدء عمليات التنمية
ونفوذها الغائبين في صعدة من خالل إظهار دورها الحاسم في عملية إعادة اإلعمار وتنمية مناطق ما بعد النزاع، واإلشراف على عودة المواطنين المهجّرين إلى ديارهم وتعويض المتضررين منهم، واإلعالن رسميًا عن ح ّل الميليشيات القبلية غير الرسمية التي شاركت في القتال باعتبار ذلك مقدمةً الزمة وال مناص منها إلجراء مصالحات قبلية ومجتمعية واسعة في مناطق الحرب وامتداداتها المجاورة، بالتوازي مع المصالحات السياسية التي ستُجرى والتي قد تفضي إلى السماح للحوثيين بتكوين حزب سياسي مدني ،ومن ث ّم تشجيعهم في مرحلة تالية على إقامة تحالفات مع القوى واألحزاب السياسية الوطنية والديمقراطية األخرى ،بحيث يتم قطع الطريق أمام عودتهم لرفع السالح في وجه الدولة مجددًا. وإذا كان السالم ال ُمستدام في صعدة سيعمل على تغيير المشهد اإلستراتيجي في اليمن بشكل عام شمالاً وجنوبًا وعلى نحو يتيح للسلطات شن حملة أكثر فاعلية ضد خاليا تنظيم القاعدة اليقظة والنائمة الموجودة في مناطق مختلفة من البالد، لكن الحقيقة البديهية التي ينبغي تذ ّكرها واإلشارة إليها هنا أن هذا السالم ،ووفق كل المعطيات ،لن يُح ِدث -على األقل في المديين القريب والمتوسط – أي تغيير يذكر في خارطة التوازنات السياسية واالجتماعية في قلب محافظة صعدة ذاتها؛ 16إبريل 2010
بل على العكس سيُك ِّرس من الوضع الحالي للحوثيين ،األسرة والجماعة/الحركة - وتحت أي غطاء كان -بوصفهم قوة نافذة – إن لم يكن القوة الرئيسية – في صعدة. وهذه المرة سيتمتع الحوثيون ،إن أرادوا بالفعل االستمتاع بذلك ،بشرعية سياسية كانوا قد فشلوا في الحصول عليها عن طريق سلطة .األمر الواقع أو عبر ست جوالت متتالية من الحرب مع حكومة صنعاء المركزية ،وهذا يعني أن األوضاع حال إلى ما كانت في صعدة لن تعود بأي ٍ عليه في سنة ،2004وما قبلها؛ فالدولة - وفق أي ترتيبات ناجحة للسالم مع الحوثيين لن تكون الالعب الشرعي الوحيد فيصعدة كما كانت وقتذاك ،بل سيشاركها خصومها الشرعية والوجود ،وربما اإلدارة أيضًا وبالوسائل الديمقراطية بالذات.
إذا كان السالم ال ُمستدام في صعدة سيعمل على تغيير المشهد اإلستراتيجي في اليمن على نحو يتيح للسلطات شن حملة أكثر فاعلية ضد tخاليا تنظيم القاعدة الموجودة في مناطق مختلفة من البالد، لكن الحقيقة البديهية أن هذا السالم لن يتحقق ،على األقل في المديين القريب والمتوسط
وعليه ،فإنه إذا لم تتمكن الدولة اليمنية خالل األشهر والسنوات القليلة المقبلة من فرض هيبتها المطلقة وشرعيتها الناجزة والمعترف بها في تلك األرجاء، في مقابل تم ّكن الحوثيين من تعزيز وجودهم وشرعيتهم هناك؛ وإذا حدث هذا بالتزامن مع تواصل مسلسل تهريب السالح والنشاطات اإلجرامية األخرى التي تتخذ من صعدة مسرحًا ومعب ًرا أساسيًا لها، وكذلك استمرار االتصاالت بين الحوثيين وشركائهم الرسميين أو غير الرسميين في الضفة األخرى من الخليج ،فسوف نصحو ذات يوم فجأةً لنجد أمامنا نسخة يمنية مطورة من "حزب اللـه" اللبناني، تتبنى -وقد أسكرتها غواية القوة والسطوة – أحد هذين الخيارين ،اوكالهما معًا ..إما االستقواء على القوى السياسية األخرى، وفرض شروط ورؤى تق ّوي موقفها وتعظّم من دورها ومكاسبها على حساب الجميع بما فيهم الدولة ذاتها؛ وإما العمل على التمدد أفقيًا ورأسيًا – مثلها مثل أي قوة أخرى في عالمنا – والتورط في تحالفات عابرة للحدود ،قد تدفعها يو ًما ما للدخول في حروب وكالة ال تنتهي مع خصوم شركائها ومنافسيهم اإلقليميين (وتاليًا مع من تعتقد أنهم أضحوا خصومها بالمثل)، وهو أم ٌر -إن حصل -ال يمكن توقّع حدود نتائجه أو عواقبه الكارثية. باحث بمركز سبأ للدراسات اإلستراتيجية 28
قضايا تجاوزه من خالل قيام جهات يمنية محايدة باإلشراف -ولو بشكل غير رسمي -على تطبيق اآللية ،وتقييم مستوى تنفيذها وقدرة الطرفين على التعاطي إزاءها ،وتحديد المسئولية عن حدوث أي إخالل بتنفيذ االلتزامات.
الرئيس علي عبد هللا صالح ..ابتسامة االنتصار بعد إجبار الحوثيين على قبول الهدنة
ورافدهم البشري في حال استمرت الحرب لمدة أطول مما يمكن احتماله أو التسامح معه وال جدال ،في هذا السياق ،أن الحوثيين ظلوا يعولون (ويراهنون) على قاعدتهم االجتماعية لتنفيذ تكتيكات حرب العصابات الشرسة التي يخوضونها ضد القوات الحكومية – بنجاح نسبي -منذ أكثر من خمس سنوات.
على أراضي المملكة العربية السعودية. وألن الحوثيين هم من بادر إلى اإلعالن بالتزام تنفيذ هذه الشروط أو المطالب التي قدمتها الحكومة ،فإن ما حدث كان كفيلاً بإحداث انفراجة كبيرة لألزمة الدائرة في صعدة؛ إذ إنه – والحالة هذه -أعطى الحكومة اليمنية دفعة معنوية كبيرة توازي تستطع األخيرة تحقيقه بقوة تأثيرها ما لم ِ بالقوة العسكرية وحدها؛ أي الحسم النهائي في ميدان القتال .وهذا األمر سيدرأ عنها – إلى حد بعيد – أي اتهامات بالضعف وعدم التمكن من إنهاء القتال لصالحها ،رغم توفر الظروف الكفيلة بتحقيق نصر عسكري وميداني على المتمردين الحوثيين.
والحقيقة أن الوصول في هذه المرحلة إلى تطبيق كامل من قبل الحوثيين للشروط التي حددتها الحكومة (وهو أم ٌر يبدو أنه يحتاج بعض الوقت) ،من شأنه تغيير المشهد اإلستراتيجي للصراع الدائر في شمال اليمن برمته ،وحت ًما فإن له تأثيره اإليجابية على مجمل األوضاع التي تعيشها البالد حاليًا وجعلتها تقف على مفترق طرق حقيقي ،فمن جهة ،تُعطي نهاية الحرب في صعدة القوى السياسية الداخلية (السلطة والمعارضة بشكل أساسي) فرصة اللتقاط األنفاس وتهدئة الخواطر بعد سنة حافلة باالستقطاب والشد والجذب ،لم يفلح اتفاق شباط/فبراير ،الذي وقّع العام الماضي ،2009بين حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم وأحزاب "اللقاء المشترك" المعارضة من التخفيف من حدتها إن لم يكن َمدعاةً للمزيد منها ،ومن المتوقع أن يعقب مرحلة االرتخاء النسبي هذه قيام الفاعلين السياسيين الرئيسيين بإعادة جدولة األولويات التي يدور حولها الصراع السياسي بين الفرقاء داخل الساحة اليمنية ،وال يعني ذلك أن معضلة صعدة ستغيب عن هذا المشهد وأجنداته المتضاربة ،إذ ستكون حاضرة بشقيها السياسي واإلنساني"/اإلعماري" إن جاز التعبير ،بحكم أن إدامة السالم في صعدة يحتاج إلى إجراءات لبناء الثقة بين طرفي الصراع المنقضي يتم تجسيدها عمليًا على األرض ،والتوافق على شكل من أشكال التسوية السياسية تضمن تلبية الحد األدنى من المطالب لجميع األطراف ،وهذا األمر يستدعي وجود طرف ثالث وربما أكثر من طرف إلنجاحه.
وفي ضوء هذه الخلفية بتركيبتها المعقدة، لم يكن أمام المتصارعين في صعدة إال اللجوء إلى هدنة طويلة األمد بينهما أو إيقاف الحرب بشكل نهائي ،وبكلمة واحدة. ومن خالل عملية تقييم عميقة ،سبقت اإلعالن عن نهاية القتال بعدة أسابيع ،بادر المتمردون الحوثيون في آخر المطاف على أن الخطوة الحقيقية في طريق إلى رفع راية التهدئة وإنهاء الحرب من إنهاء الحرب بصعدة ال ترتبط بطبيعة جانبهم ،من خالل قبولهم بالنقاط الست التي الحال بمجرد اإلعالن اللفظي /الكالمي اشترطتها الحكومة اليمنية إلنهاء المعارك ،من قبل الحوثيين بوقف القتال والموافقة وهي )1 :وقف إطالق النار ،وفتح الطرق على شروط الدولة ،ومن ث ّم فإن القيام وإزالة األلغام والنزول من المرتفعات بتطبيق هذه الشروط عبر آلية تنفيذ محددة من جهة ثانية ،يوفر انتهاء القتال في صعدة وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب ومبرمجة زمنيًا -مع أهمية اتسامها ببعض معتر ًكا جديدًا ،حساسًا ومفصليًا أمام الدولة الطرق؛ )2االنسحاب من المديريات ،المرونة – تعد بمثابة تحول حاسم ،وهو اليمنية ،وهو كسب عقول وقلوب سكان وعدم التدخل في شئون السلطة المحلية؛ ما تحقق بالفعل عبر إقرار آلية لوقف صعدة بشكل خاص وتطبيع األجواء تمهيدًا )3إعادة المنهوبات من المعدات المدنية إطالق النار ،ومراقبة تطبيق الشروط لمصالحة شاملة في المنطقة التي شهدت والعسكرية اليمنية والسعودية؛ )4إطالق وتقييم اإلنجاز فيها أولاً بأول ،صحيح أن ست جوالت من الحروب ،وحتى تنجح المحتجزين المدنيين والعسكريين اليمنيين تنفيذ هذه اآللية قد يتخلله بعض المشكالت الدولة في هذه المعركة المخملية األكثر سارع إلى القيام بإعادة والسعوديين؛ )5التزام الدستور والنظام الفنيّة أو غيرها (كمسألة تسليم السالح الذي أهمية ،يجب أن تُ ِ والقانون؛ )6االلتزام بعدم االعتداء بحوزة الحوثيين) ،غير أن هذا األمر يمكن بناء ما هدمته الحرب وفرض سلطتها العدد 1553
27
قضايا التأييد للحكومة اليمنية بعد دخول المملكة العربية السعودية طرفًا في الحرب مع الحوثيين على خلفية اعتداء األخيرين على حدودها الجنوبية ،ومحاولتهم التسلل إلى داخل األراضي السعودية. وبالتوازي مع ذلك ،عملت صنعاء جاهدةً على االستفادة من "صمت" الدول الغربية، وبصفة خاصة الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي ،إزاء مكونات الحرب وتفاعالتها في صعدة باستثناء تذكيرها الخجول وحثّها جانب ّي الصراع على ضرورة مراعاة التبعات اإلنسانية للحرب وما تترتب عيها من التزامات يعيرها القانون الدولي اإلنساني اهتما ًما ،وهو الصمت الذي فهمته صنعاء – على نحو أو آخر -بأنه بمثابة "ضوء دولي أخضر" يتيح لها مواصلة حملتها العسكرية ضد المتمردين. غير أن الضوء األمريكي والغربي األخضر سرعان ما بدأ في إعطاء ومضات متقطّعة تشير إلى حدوث نوع من التغيّر في المواقف ،وذلك على خلفية الهجوم الفاشل للنيجيري عمر فاروق عبد المطلب والذي استهدف طائرة مدنية أمريكية كانت متوجهة من أمستردام إلى ديترويت ليلة عيد الميالد (أواخر كانون األول/ديسمبر الماضي) ،وهو الهجوم الذي تبناه تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ،الذي يتخذ من اليمن مق ًرا إقليميًا لنشاطاته اإلرهابية ،منذ اإلعالن الرسمي عن اندماج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة في تنظيم وكيان واحد مطلع العام الماضي .2009 فعلى إثر المحاولة اإلرهابية هذه ،رأى األمريكيون أن مواجهة إرهاب القاعدة ينبغي أن يكون أولوية قصوى للحكومة اليمنية وضغطوا بشدة في هذا االتجاه، لكنهم أدركوا سريعًا أن استمرار الصراعات والتوترات المختلفة في اليمن من شأنه عرقلة جهود محاربة اإلرهاب في هذا البلد ،والذي يعتقد جزء كبير من الساسة والمحللين األمريكيين أنه أخذ ينحدر إلى هاوية "الفشل" بصورة مضطردة ،تبعث على القلق ،والظاهر أن واشنطن ،وإلى جانبها كل العواصم الغربية تقريبًا ،رأت أن تطبيع األوضاع في اليمن والنأي بها من الوقوع في دوامة الفوضى ،بات أم ًرا ال مفر منه .وأنه من األهمية بمكان أن تعمل صنعاء ،وبأسرع وقت ممكن، على إنهاء جيوب الصراعات العنيفة المختلفة – وفي مقدمتها الحرب المستعرة في صعدة -التي تشتت جهود الحكومة 16إبريل 2010
نجاح القوات السعودية في دحر المتمردين على حدودها سهل للقوات اليمنية مهمة حصار الحوثيين الذين لم يجدو مفرًا من الرضوخ
اليمنية وقدراتها ومواردها وتثنيها عن أداء دور فاعل في محاربة تنظيم القاعدة، الذي ازداد قوة أخي ًرا وكثّف نشاطاته انطالقًا من األراضي اليمنية ،مستغلاً حالة االحتقان األمني والسياسي ،وانتشار الفقر والبطالة في صفوف اليمنيين، السيما الشباب منهم وصغار السن. ومن ناحية ثانية ،كانت الجولة السادسة من الحرب بين الدولة اليمنية والمتمردين الحوثيين األكثر ُكلفةً من الناحيتين االقتصادية واإلنسانية ،وعلى نحو تتضاءل أمامه الخسائر التي تسببت بها الجوالت الخمس السابقة من الصراع بين الجانبين (والتي تخللت األعوام .)2008 – 2004 فقد ش ّردت الحرب األخيرة آالف األسر من منازلهم ،أو ما يقرب من ربع مليون نسمة من سكان محافظتي صعدة وعمران، وحولتهم إلى الجئين داخل وطنهم .ناهيك عن آالف القتلى والجرحى الذين سقطوا نتيجة لهذه الجولة من الصراع ،كما أن آالف المنازل والمباني العامة والخاصة، وما يندرج ضمن البنى التحتية من طرقات ومنشآت ،في مناطق القتال قد دمرت أو تضررت كليًا أو جزئيًا ،إلى جانب المزارع والبساتين التي تحولت مرة أخرى إلى خرائب أو مجرد تحصينات وثكنات عسكرية يتمترس فيها المتحاربون ،وتشير بعض التقديرات إلى أن االقتصاد اليمني
– المنهك أصلاً ،والمعتمد أساسًا على المساعدات األجنبية وعائدات اإليرادات النفطية التي بدأت تنخفض بصورة حادة – كاد يصاب في مقتل لو استمرت الحرب مدة أطول ،السيما أن الخزينة العامة تكبدت خسائر كبيرة وصلت إلى نحو مليار ونصف المليار لاير يوميًا بفعل التداعيات المباشرة وغير المباشرة للحرب ،ناهيك عما ستتكبده الحقًا ،وتحديدًا في مرحلة إعادة إعمار ما دمرته الحرب. ويبدو أن فداحة هذه الخسائر قد دفعت شريحة كبيرة من اليمنيين ،وبصورة خاصة سكان صعدة وما جاورها (تحديدًا منطقة حرف سفيان التابعة إداريًا لمحافظة عمران ،وبعض مناطق محافظة الجوف النائية) ،وهي المنطقة التي تشكل بمجملها الحاضنة الديمغرافية والقبلية للمتمردين الحوثيين ومجالهم الجغرافي "الحيوي" إن جاز القول ،إلى إبداء امتعاضهم من استمرار ب رأوها "عبثية"؛ ويمثل الطرفين في حر ٍ المدنيون أبرز ضحاياها ،وثمة دالئل على أن دائرة التململ واالمتعاض من المتمردين الحوثيين خصوصًا قد بدأت في االتساع أخي ًرا ،وإن ببطء وبتفاوت في الدرجة، في المناطق التي يسيطرون عليها ،األمر الذي أخذ يلقي بظالله على الحركة الحوثية برمتها وربما يُهدد قياداتها وعناصرها بإمكانية فقدان قاعدتهم االجتماعية والقبلية 26
قضايا
بعد الهدنة ..سيكون أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن هم الهدف القادم
زهاء ستة أشهر ،هي "األخيرة" حقًا؟ وهل سيلتزم أطراف الصراع بالهدنة وبوقف كامل إلطالق النار ،تمهيدًا إلرساء قواعد راسخة للسالم على األرض؟ وبغض النظر – ابتدا ًء -عن الحيثيات الحقيقية التي أدت إلى نهاية الحرب (سنحاول شرحها أدناه) ،فإن األسئلة الموازية األكثر أهمية في هذه اللحظة أخذت تطفو على السطح ،أسئلة من قبيل: ماذا بعد ،وما التسوية السياسية التي ستلحق بذلك؛ وكيف يمكن تجاوز تكاليف الحرب اإلنسانية واالقتصادية الهائلة؛ وما الضمانات العملية التي تكفل عدم تجدد الصراع مرة سابعة وربما ثامنة؛ وكيف سيبدو المشهد اليمني في المرحلة التالية النتهاء الحرب في صعدة ،سواء على جبهة الجنوب التي تستعر رويدًا رويدًا ،أو على جبهة الحرب ضد تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب ،والذي اتخذ من اليمن مق ًرا إقليميًا له؛ وكذلك على جبهة االقتصاد المنهك والذي يكاد يسقط مغشيًا عليه بفعل الضربات المؤلمة التي تلقاها وال يزال؟! أسئلة كثيرة ما زالت تتوالى أخي ًرا بزخم تخذةً أصداء إقليمية ودولية غير مسبوقُ ،م ِ مهجوسة بمآالت الوضع األمني والسياسي واإلنساني في اليمن ،في وقت تسيطر مشاعر التفاؤل الحذر على أطياف واسعة من المجتمع اليمني ،السيما أن هناك إدرا ًكا عا ًما أخذ يتعاظم في اآلونة األخيرة ،مفاده أن الوضع في البلد لم يعد يحتمل مزيدًا من الصراعات والمغامرات والتجاذبات التي العدد 1553
يدفع ثمنها ،أولاً وأخي ًرا ،اليمنيون ،دما ًء ودموعًا ،وإلى جانبهم اقتصادهم القومي ورخاؤهم كما سالمهم األهلي واستقرار بلدهم ووحدته المهددة في الصميم. على أنه إذا وضعنا رغبة طرفي الصراع في صعدة (الدولة اليمنية والمتمردين الحوثيين) ،على محك ال ُمسا َءلة هذه المرة، سنجد عددًا من المؤشرات التي تدل على أن حظ الهدنة في االستمرار والنجاح قد يكون أفضل من أي وقت مضى. فمن ناحية ،تبدو الحكومة اليمنية في وضع تفاوضي أقوى من خصومها المتمردين الحوثيين ،عسكريًا و -إلى ح ٍّد ما -سياسيًا. فحتى آخر لحظة كان الجيش اليمني يواصل ضرباته الهجومية ،ب ًرا وج ًوا ،ضد مواقع المتمردين وتحصيناتهمُ ،محققًا تقد ًما ملحوظًا على جبهات القتال ،وفي أكثر من محور. في المقابل ،وتحديدًا خالل األسابيع
شردت الحرب األخيرة آالف ّ األسر من منازلهم ،أو ما يقرب من ربع مليون نسمة من سكان محافظتي صعدة وعمران، وحولتهم إلى الجئين داخل وطنهم .ناهيك عن آالف القتلى والجرحى الذين سقطوا نتيجة لهذه الجولة من الصراع
المحاولة الفاشلة للنيجيري عمر فاروق تفجير طائرة أمريكية جعلت واشنطن تدرك أهمية دعم اليمن لمواجهة القاعدة
األخيرة من الحرب ،بدا المتمردون الحوثيون عالقين بين ف ّكي كماشة أخذت تزداد ضراوة ،بفعل الضربات المتواصلة التي قامت بها القوات السعودية ب ًرا وج ًوا وانكفأ على إثرها هؤالء إلى الوراء معلنين انسحابهم من األراضي السعودية ،وأيضًا بفعل استمرار ضربات القوات اليمنية والتي أوقعت خسائر عديدة في صفوف المتمردين وصلت حد إصابة قائدهم الميداني عبدالملك الحوثي بجروح متوسطة ،وأجبرت بعض مجاميعهم تاليًا على محاولة فتح جبهات قتال جديدة شرقًا ،باتجاه محافظة الجوف تحديدًا ،بهدف التخفيف على مجموعاتهم المتمركزة شمالاً وتشتيت انتباه وجهد القوات الحكومية بعيدًا عن مسرح القتال الرئيسي في صعدة ومنطقة حرف سفيان. أما من الناحية السياسية ،فقد بدت الحكومة اليمنية ،خالل هذه الجولة من الحرب، متمتعةً بتأييد خليجي وعربي كبير وصريح وربما ع ّز نظيره في مراحل وحروب سابقة ،في مقابل دعم إيراني سافر وأكثر وضوحًا للمتمردين الحوثيين، وقد رجّح االختالل الواضح في موازين القوى الدبلوماسية بين طرفي الصراع، كفة صنعاء التي عملت بكل ما لديها من قوة وروابط ونفوذ دبلوماسي ،على تدعيم حربها ضد المتمردين المحسوبين على العب إقليمي من خارج المنطقة "غير مرغوب بتدخله" فيها ،ومن ث ّم نيل تأييد واسع النطاق – خليجيًا وعربيًا على األقل – لمواقفها ،وقد ازدادت وتيرة 25
قضايا
اليمن ما بعد الهدنة
هل تكون الجولة السادسة آخر الحروب بين الدولة والحوثيين؟ كانت الجولة السادسة من الحرب بين الدولة اليمنية والمتمردين الحوثيين، هي األكثر ُكلفةً من الناحيتين االقتصادية واإلنسانية ،وعلى نحو تتضاءل أمامه الخسائر التي تسببت بها الجوالت الخمس السابقة من الصراع بين الجانبين ،حيث تشير بعض التقديرات إلى أن االقتصاد اليمني كاد يصاب في مقتل لو استمرت الحرب مدة أطول.. ولكن إدامة السالم في صعدة تحتاج إلى إجراءات لبناء الثقة بين طرفي الصراع المنقضي يتم تجسيدها عمليًا على األرض ،والتوافق على شكل التسوية السياسية التي تضمن تلبية الحد األدنى من المطالب لجميع األطراف .علي األقل لمنع الخروقات التي بدأت تتكرر أخي ًرا من جانب المتمردين
الوضع في اليمن لم يعد يحتمل مزيدًا من الصراعات والمغامرات والتجاذبات التي يدفع ثمنها ،أولاً وأخيرًا ،اليمنيون
16إبريل 2010
تعلمنا دروس التاريخ أن أكثر الفترات مدعاة للقلق وللوجل في بل ٍد ما عاش ظروف قتال وصراع ُمسلّح عنيف ،وبدأت تلوح في أفقه تباشير سالم محتمل أو ُمفترض، ليست فترة الحرب ذاتها وإنما المرحلة التي تلي انتهاء الحرب مباشرة؛ أي مرحلة بناء السالم بين األطراف المتصارعة، وإدامة تفعيله على األرض ،ينطبق األمر نفسه على المشهد اليمني الذي بدأ يُهيئ نفسه لمرحلة ما بعد وقف الجولة السادسة من الحرب في محافظة صعدة الشمالية بين الدولة اليمنية والمتمردين الحوثيين ،وهي الجولة التي كانت قد اندلعت في الثامن من شهر آب/أغسطس من العام ،2009لتنتهي أواخر شباط/فبراير من العام الجاري ،2010إثر إعالن الحوثيين عن قبولهم شروط الحكومة اليمنية لوقف القتال. يمكن القول إنه بشكل أو بآخر ،ووفق المنهج الذي يميز التاريخ والسياسة اليمنيين ،كان البد لحرب صعدة أن تنتهي، لكن السؤال الكبير الذي ما انفك يُلقي بظالله على المشهد ،كما في كل مرة تنتهي فيه إحدى جوالت هذا الصراع الدامي: هل ستكون الجولة السادسة ،والتي دامت 24
اليمن
ما بعد الهدنة محمد سيف حيدر
العدد 1553
23
قضايا
16إبريل 2010
22
تحليالت
حرب العقوبات بين واشنطن والحرس الثوري "دبي"نجاح محمد علي مع تطور الحديث ليصبح أكثر جدية بشأن العقوبات التي سيفرضها المجتمع الدولي ضد إيران خاصة بعد التحركات االمريكية االخيرة وقمة مكتفحة اإلنتشار النووي .واإلتفاق على مواجهة إيران بعقوبات والتي تستهدف تحديدًا الحرس الثوري كشف أحد قيادي " الحرس الثوري" :إن الهدف من طرح مشروع العقوبات ليس إال حرب أعصاب وحربًا دعائية، موضحًا أنه ال توجد أي حدود لإلعالن عن مواقف عقابية تخص الحرس الثوري. ودون أن يشير اللواء حسين عالئي ،رئيس هيئة األركان السابق في الحرس الثوري ،إلى نشاطات الحرس الثوري في المجاالت االقتصادية كالمشاريع النفطية واالستثمارات الكبرى في المنطقة قال " :ال توجد أي حدود لنشاطات الحرس الثوري في المسائل الداخلية ،وعلى هذا األساس لن تؤثر أي عقوبات يفرضها الغرب على الحرس الثوري ،مؤكدًا أن الحرس الثوري قوة ،ويعتمد على إمكانياته وقدراته المحلية ،ووزارة الدفاع تؤمن أغلب احتياجاته ". ما يقوله عالئى ،وإن لم يض ِّمنه معلومات واضحة عن قوة الحرس الثوري االقتصادية ،إال أن وزارة الخزانة األمريكية نفسها تؤكده ،فقد ذكرت أن أنشطة الحرس الثوري تتسع في مجالي التجارة والبناء مما يعني أنه يمكن أن يوجه األرباح التي يجنيها إلى أنشطة غير مشروعة مثل تمويل اإلرهاب وبرامج أسلحة الدمار الشامل .وأضافت ،إن الشركة تمثل ذراع الحرس الثوري في مجال البناء مثل بناء الطرق واألنفاق. وتجدر اإلشارة إلى أن وزارة الخزانة األمريكية قامت في العاشر من فبراير/شباط الماضي ،في أول خطوة عملية ردًا على إعالن إيران نيتها تخصيب اليورانيوم إلى درجة 20بالمائة ،باإلعالن عن عقوبات جديدة ستستهدف وحدة "خاتم األنبياء" الهندسية لإلنشاءات التابعة للحرس الثوري ،والمعروف أن الواليات المتحدة قامت من قبل بفرض عقوبات مماثلة على هذه الوحدة االقتصادية الضخمة في عام ،2007 والعقوبات الجديدة ستستهدف اللواء " رستم قاسمي" العدد 1553
الذي يرأس وحدة "خاتم األنبياء" ،وأربع شركات متفرعة منها ،وهي شركات "مكين" و "رهاب " و "فاطر" و"مهندسين أيمن ساز ". وكانت وحدة " خاتم األنبياء" حلت محل شركات أجنبية كبرى مثل توتال وشل في بعض المشروعات. وتأسست وحدة "خاتم األنبياء" في العام ،1990 وتعتبر أهم وحدة مالية تابعة إلى الحرس الثوري، وأكبر متعهد للمشروعات الحكومية في البالد .وتتولى في السنوات األربع األخيرة أهم 1500مشروع. وأشار عالئي ،وكان أيضًا القائد السابق للبحرية التابعة للحرس الثوري ،إلى العقوبات المترقب فرضها ضد الحرس الثوري والتي تلح عليها الواليات المتحدة ،وقال :مسار العقوبات التي فرضت على إيران لن تؤتي أكلها ،ومن المستحسن لألمريكيين أن يغيروا من سياساتهم حيال ملف المشروع النووي اإليراني السلمي ،وهو ما يؤيده خبراء يرون أن العقوبات على الحرس الثوري سيكون تأثيرها محدودًا بسبب ضآلة احتمال وجود أرصدة للحرس الثوري في الواليات المتحدة ،لكنه سيجعل األنشطة الخارجية لهذه الشركات أكثر صعوبة. وفي هذا الواقع يستعد الحرس الثوري لهذه العقوبات الجديدة ،وأثار قراره أواخر مارس/آذار ،سحب مليار دوالر من صندوق احتياطي العمالت األجنبية الستكمال مشروع غاز ضخم في جنوب بارس ،قلقًا عميقًا في األوساط اإليرانية التي تعتبره مؤشرًا جديدًا علي هيمنة الحرس على اقتصاد إيران ونفطه وغازه وصناعته النووية. ويقول حسين عالئي :إيران قضت سنوات طويلة من العقوبات الدولية في مجال استيراد األسلحة والنشاطات االقتصادية األمريكية ،والهدف من المساعي الحالية ألمريكا هو توسيع نطاق العقوبات على إيران ،مشد دًا على أن المساعي األمريكية في منع إيران من تطوير مجالها
النووي لم يكن لها تأثير يذكر. وأكد على الشكل الدفاعي لنشاطات إيران قائال: إنها كانت وال تزال في موقف الدفاع عن نفسها، وأن سياساتها كانت بعيدة كل البعد عن إثارة الحروب أو الهجوم على أي بلد جار ،وأن سياسات الرئيس األمريكي ،باراك أوباما ،مبنية على إثارة المخاوف ضد إيران وإظهار إيران على أنها خطر يتهدد جيرانها ،وهذا مغاير جدًا لحقيقة الجمهورية اإلسالمية. والمعروف أن إيران تنفي جميع االتهامات التي وجهتها كل من أمريكا والغرب ضدها حتى اآلن فيما يتعلق بنشاطاتها النووية .كما أسس الحرس الثوري، إمبراطورية مالية مترامية األطراف منذ ثورة ،1979 يقدر دخلها السنوي بنحو 12مليار دوالر ،بما يشمل استثمارات في قطاعات النفط والغاز والكيماويات والسيارات والكباري والطرق وغيرها. يشار إلى أن وحدة "خاتم األنبياء" قد حصلت في عام ،2006من شركة الغاز الوطنية ،على مشروع الصالحية –إيرانشهر ،لمد خط ألنابيب الغاز قيمته 1,3مليار دوالر .كما حصل منذ عامين على مشروع لوزارة النفط في حقل غاز جنوب بارس قيمته 2,97 مليار دوالر ،لكنه فشل في إنهاء المشروع في الوقت المحدد لذلك. ففي مطلع ذلك العام ،عندما أوشكت والية الرئيس محمد خاتمي الثانية على نهايتها ،تولى الحرس مطار اإلمام الخميني الدولي وألغى مناقصة كانت قد رست جزئيا على كونسرتيوم من شركات تركية ونمساوية. كما اضطر البرلمان والحكومة ،تحت الضغط آنذاك، إلى إلغاء مناقصة دولية حصلت شركة «تيركسيل» التركية من خاللها على ترخيص بإقامة شبكة هواتف خلوية في إيران.
21
تحليالت
حوارات اإلخوان وأزمة أحزاب المعارضة "القاهرة"محمد اسماعيل قبل أسابيع من إجراء انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى واصلت جماعة اإلخوان المسلمين في مصر اللقاءات مع أحزاب المعارضة حيث التقى وفد من قيادات الجماعة ضم المهندس سعد الحسيني ،عضو مكتب اإلرشاد والنائب بمجلس الشعب والدكتور محمد البلتاجي أمين الكتلة البرلمانية للجماعة وأحمد دياب ،عضو مجلس الشعب بقيادات الحزب الدستوري االجتماعي. وشهد المؤتمر الصحفي ،الذي عقب االجتماع مشادات بين ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري وممدوح رمزي المحامي القبطي البارز وعضو الهيئة العليا للحزب بسبب اعتراض األخير على موقف اإلخوان من ترشيح المسيحيين إلى رئاسة الجمهورية. وفى حين اعتبرت مصادر بلجنة السياسات في الحزب الوطني أن الهدف من سلسلة اللقاءات التي تجريها جماعة اإلخوان المحظورة قانونًا مع أحزاب المعارضة هو االحتماء بمظلة الشرعية القانونية التي تتمتع بها األحزاب ألمح ممدوح قناوي ،رئيس الحزب الدستوري إلى إمكانية التنسيق بين الجماعة والحزب في االستحقاقات االنتخابية التي ستشهدها مصر خالل العام الحالي –انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى وانتخابات مجلس الشعب. إلى ذلك فجر اللقاء الذي أجرته الجماعة مع حزب التجمع اليساري انقسا ًما عنيفًا داخل الحزب حيث طالب أغلبية أعضاء المكتب السياسي للتجمع بوقف الحوار مع اإلخوان وقرر المكتب السياسي للحزب عدم الموافقة على االستقالة التي تقدم بها عبد الرحيم علي عضو اللجنة المركزية للحزب اعتراضًا على الحوار مع اإلخوان ،كما قرر في الوقت نفسه عدم الموافقة على طلب أنيس البياع ،نائب رئيس الحزب ومنسق الحوار مع اإلخوان بتجميد نشاطه داخل التجمع احتجاجًا على توقف الحوار بين التجمع واإلخوان. من جانب آخر أعلنت جماعة اإلخوان المسلمين أن الكتلة البرلمانية لإلخوان تدرس التقدم بطلب إنشاء حزب سياسي إلى لجنة شئون األحزاب إال أنها تمسكت برفض الفصل بين المجالين الدعوي والسياسي ،وقال سعد الحسيني":اعتقد أن فصل الدين عن السياسة لن يفيد أحدًا". كان ممدوح قناوي طالب جماعة اإلخوان المسلمين بتشكيل حزب سياسي وقال":حان الوقت لكي يشكل اإلخوان المسلمين حزبًا يفصل بين المجال الدعوي والسياسي ،حتى ال يصبح 16إبريل 2010
وجود اإلخوان عائقًا أمام اإلصالح السياسي في مصر". ورفض قناوي وصف جماعة اإلخوان بالمحظورة وهو الشائع بين الغالبية في مصر وقال":كيف تكون جماعة محظورة ولها 88نائبًا داخل البرلمان؟"واصفًا الجماعة بالقوة الدعوية والسياسية التي ال يمكن إنكارها داخل الشارع المصري. وطالب قناوي اإلخوان. وأكد قناوي أن اللقاء مع اإلخوان أسفر عن االتفاق على ضرورة توفير ما وصفه بـ"مطالب الحد األدنى"قبل إجراء انتخابات مجلس الشورى لضمان نزاهة العملية االنتخابية مثل الرقابة الدولية وعودة اإلشراف القضائي الكامل وإسقاط حالة الطوارئ. وأكد قناوي أن الحزب ال يمانع في التنسيق مع اإلخوان في االستحقاقات االنتخابية التي ستشهدها مصر خالل الفترة القادمة مته ًما الحزب الوطني بإجراء صفقة مع الجماعة أثناء االنتخابات البرلمانية الماضية التي جرت عام 2005حصلت الجماعة بمقتضاها على 88مقعدًا داخل مجلس الشعب وقال ":ما المشكلة في التنسيق مع اإلخوان ؟..الكل يعرف أن فتحي سرور رئيس مجلس الشعب نجح في االنتخابات البرلمانية الماضية بالتعاون مع اإلخوان وحصلت الجماعة في المقابل على 88مقعدًا داخل المجلس "..وأضاف متسائال :هل يحل الحزب الوطني لنفسه التعاون مع اإلخوان ويحرمه علينا؟ في حين أبدى ممدوح رمزي المحامي القبطي البارز الذي أعلن عزمه الترشح إلى رئاسة الجمهورية استياءه من رفض جماعة اإلخوان المسلمين لترشيح القبطي إلى رئاسة الجمهورية ..مؤكدًا أن هذا الموقف مخالف لنصوص الدستور وقال ":الدستور قال إن المرشح لرئاسة الجمهورية يجب أن يكون من أبوين مصريين ولم يقل من أبوين مسلمين". ورد سعد الحسيني قائال":إن هذا الموقف لم يلزم اإلخوان به أحدًا ولم نفرضه على أحد"..مشيرًا إلى أن الجماعة ال تمانع في تولي األقباط جميع المناصب بالدولة باستثناء منصب رئيس الدولة باعتبارها قضية خالفية في الوقت ذاته أكد محمد البلتاجي ،أمين الكتلة البرلمانية لإلخوان أن الهدف من الحوارات التي تجريها جماعة اإلخوان المسلمين مع أحزاب المعارضة هو إنهاء حالة الطوارئ قبل انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى وتمرير مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية التي تقدمت به كتلة نواب اإلخوان والمعارضة داخل مجلسالشعبوتعديلالمواد 76و 77و 88منالدستورالمصري. وأعلن البلتاجي أن الجماعة حددت موعدًا للحوار مع حزب الجبهة الديمقراطية الليبرالي وتوصلت لتفاهم من حيث المبدأ على
عقد حوار مع حزب الوفد ،أكبر أحزاب المعارضة في مصر ،إال أنها لم تحدد موعدًا للحوار. واتهم البلتاجي الدكتور رفعت السعيد ،رئيس حزب التجمع اليساري بإنهاء الحوار بين الجماعة والحزب قبل أن يبدأ. وبالتزامن شهد حزب التجمع اجتماعًا عاصفًا للمكتب السياسي على خلفية لقاء وفد جماعة اإلخوان المسلمين مع قيادات بالحزب قبل أسبوعين حيث طالب أغلبية أعضاء المكتب بوقف الحوار استنادًا إلى أنه لن يفيد الحزب في شيء. وقرر المكتب السياسي للحزب عدم الموافقة على طلب أنيس البياع نائب رئيس الحزب ومنسق الحوار مع اإلخوان بتجميد نشاطه داخل التجمع احتجاجًا على تصريحات منسوبة لرئيس الحزب ،الدكتور رفعت السعيد أعلن فيها توقف الحوار مع اإلخوان ،كما أصدر المكتب تكليفًا لعدد من قيادات الحزب بالترتيب للقاء يجمع البياع مع السعيد. وقرر المكتب السياسي عدم الموافقة على االستقالة التي تقدم بها عبد الرحيم على عضو األمانة المركزية للحزب احتجاجًا على القبول بإجراء حوار مع اإلخوان ،وأشار إلى ضرورة مراجعته فيها على الرغم من األخير أعلن عدم تراجعه عن االستقالة. من جانبه قلل الدكتور مصطفى علوي ،عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم من تأثير الحوارات التي تجريها جماعة اإلخوان المسلمين مع أحزاب المعارضة على نفوذ الحزب الوطني في الشارع السياسي قبل االنتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها نهاية هذا العام. وقال علوي ":الحزب الوطني هو حزب األكثرية وهو الحزب األقوى في الشارع المصري من حيث عدد األعضاء والهيكل التنظيمي" ..مشيرًا إلى أن الحزب أجرى عملية إصالح شاملة منذ عام 2002أدت إلى وجود مساحة من تبادل الثقة بينه وبين المواطنالمصري. وأكد علوي أن الغرض الذي تسعى إليه جماعة اإلخوان المسلمين من االتصال بأحزاب المعارضة هو اكتساب شرعية قانونية من خالل أحزاب قائمة تحظى بهذه الشرعية نظرًا ألن الجماعة محظورة بنص القانون في مصر. وانتقد علوي موافقة األحزاب على الحوار مع اإلخوان وقال: "ما عرفه أن الهدف الحقيقي لألحزاب هو التواجد في الشارع بين الجماهير وتقديم برامج سياسية وانتخابية قادرة على اجتذاب أعضاء جدد إلى داخل الحزب وليس التواصل مع الجماعات المحظورة قانونًا.
20
تحليالت
حوارات اإلخوان وأزمة أحزاب المعارضة حرب العقوبات بين واشنطن والحرس الثوري العدد 1553
19
جيوبوليتيكا
المصالحة الفلسطينية مؤجلة ج ًدا التناقض األيديولوجي بين فتح شبه العلمانية ،وحماس األصولية المتشددة زاد االنقسام
اقرأ لهؤالء
الغالف
إدوارد بولز
قضايا
رئيس الشئون العامة ،لمنطقة أوروبا ،في بنك ستاندر
انبعاث العنقاء تأمالت في أزمة دبي المالية
فواز جرجس برفيسور السياسة الدولية بمدرسة لندن لالقتصاد والسياسة
شخصيات
الحوار في مواجهة اإلرهاب كاي إيدي مبعوث األمم المتحدة السابق إلى أفغانستان
هيو بوب صحفي غربي يروي حكاية العشاء األخير مع القاعدة
د .جمال عبد الجواد
االقتصاد
رئيس مركز األهرام للدراسات السياسية واإلستراتيجية
المقامرة على الدوالر تصور مستقبلي لالقتصاد وأسواق العمالت
الموجز حول العالم
قالوا
بانوراما الصحافة
قضايا
رسائل
انبعاث العنقاء
تأمالت في أزمة دبي المالية
إيران :البحث عن عقوبة
أحرزت الجهود الدولية ،التي تقودها الواليات المتحدة األمريكية لفرض عقوبات على إيران تقدمًا ملموسًا،هذا األسبوع وبات من الواضح أن العالم يخطو بسرعة نحو حسم هذا الملف بعد التطور األخير الذي حدث مع إعالن الصين عن مشاركتها في اجتماع مجموعة خمس زائد واحد(الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس األمن الدولي إضافة إلى ألمانيا) والذي تم تخصيصه لبحث فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي. ويأتي اإلعالن عن مشاركة الصين عقب إعالن وزير الخارجية اإليراني ،منوشهر متقي ،أن فرض عقوبات جديدة على بالده العدد 1552
لن يكون لها أي تأثير يذكر ،لكنها ستقلل فقط من مصداقية مجلس األمن الدولي.
كانت قضية فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة ضد إيران قد شهدت ً جدال واسعًا بسبب خالل الفترة الماضية العالقات االقتصادية ،التي تربط إيران بروسيا والصين ،وهو ما جعل الكثير من المراقبين يشككون في إمكانية دعم الدولتين لقرار فرض العقوبات على طهران. وتشكل المشاركة الصينية في اجتماع دول خمس زائد واحد خطوة مهمة ،إذا وضعنا في االعتبار أن الخبراء يقدرون إجمالي تدفقات التجارة الصينية مع
دانيل كابرللي إيران بما ال يقل عن 36,6مليار دوالر سنو يًا. وقد أكدت المتحدثة باسم وزارة جيانغ الصينية، الخارجية يوي" :إن الصين ستشارك في المحادثات ،رغم أنها ال تزال تعتبر أن الحوار والتشاور هما الطريق األفضل لحل المسألة النووية اإليرانية" ..سوف تبدو الصورة أكثر وضوحً ا خالل األيام القليلة القادمة عقب اإلعالن عن نتائج المحادثات لكي نعرف أي االعتبارات كان األقوى من وجهة نظر الصين: السياسة ورغبة المجتمع الدولي في وضع حد لطموحات إيران النووية ،أم االقتصاد ومصالح بكين المشتركة مع طهران؟ 11
9إبريل 2010
24
العدد 1552
25
الموجز رسائل
رسائل العدد السابق
المالذ اآلمن للقاعدة أرى أن الصومال في حاجة إلى تشكيل حكومة قوية حيث إن حالة عدم االستقرار السياسي تؤدي إلى زعزعة األمن وتصبح الصومال تربة خصبة لإلرهاب.
ياسر قرداحي
الردع الناعم أرى أن إستراتيجية إعادة التأهيل إستراتيجية فعالة للغاية، ويا ليت الدول األخرى تحذو حذوها.
عطية الخوصي نجاح السعودية في هذة القضية يعد نموذجًا ال بد من دراسته جيدًا خاصة في الوقت الحالي.
خلود الزيدي
المصالحة الفلسطينية مؤجلة ج ًدا
انبعاث العنقاء أزمة دبي ال تزيد على كونها زوبعة في فنجان .وقد مرت األزمة بسالم .لكن على حكومة دبي أن تتخذ التدابير الالزمة للحد من تبعاتها ولتجنب األزمات مستقبال. حسام البيومي
شكراً للدكتور جمال عبد الجواد على هذه المقارنة بين حركتي حماس وفتح ونرجو المزيد في نفس الموضوع كيف نتبين معًا طبيعة كلتا الحركتين وأهدافهما الخفية والمعلنة.
شيرين فتوح ليست المصالحة وحدها المؤجلة جدًا فالسالم أيضًا مؤجل والتنمية معطلة بسبب الفلسطينيين.
جهاد ابو سمرة 16إبريل 2010
16
2نيوزويك استعادة المجد الضائع
2
في أعقاب األزمة المالية التي حدثت في عام ،2008أصبح من المعتاد على الساحة الدولية مناقشة التراجع والركود اللذين شهدتهما أمريكا بعد أن كانت إمبراطورية قوية في وقت من األوقات ..لكن هذا المقال يختلف مع اآلراء القائلة بأن النموذج األمريكي في الرأسمالية العالمية تم توجيهه بالشكل الخاطئ كما يثني المقال على التعافي المذهل الذي حققته أمريكا .ويستعرض المؤلف المؤشرات االقتصادية الحديثة ويرى أن بوادر التعافي تعتبر دليال على أن التنبؤات بأفول نجم أمريكا كانت سابقة ألوانها ..ويُختتم هذا المقال المتفائل للغاية باإلشارة إلى أن النجاح المتواصل لموقعي جوجل وآبل األمريكيين بالرغم من الركود العالمي ،سوف يحققان زخ ًما مستمرًا لمزيد من التجديد والنمو في االقتصاد األمريكي.
3نيو ستيتسمان العقيدة والعلم يبدو أن االهتمام بأمور العقيدة يتزايد في مختلف أنحاء العالم ،فعلى سبيل المثال تخصص مجلة نيو ستيتسمان معظم تغطياتها هذا األسبوع ألمور تتصل بالعقيدة ،حيث تدحض افتتاحية المجلة فكرة االنقسام بين العقيدة الدينية وبين العلم ،وهي االفتتاحية التي تطرح رؤية مفادها أنه ليس هناك تعارض بين العلم والعقيدة ،وتتم مناقشة أمور مختلفة تتصل بقضية العلم والعقيدة بشكل مطول، خاصة فيما يتعلق بما يجب تدريسه في المدارس من المنظور العلمي والديني.
3 4اإليكونوميست
غالفاألسبوع
من الذي سوف يتحدث باسم بريطانيا؟ من المرجح تعرض الحزب الموجود في السلطة في بريطانيا للهزيمة ألول مرة منذ سنوات طويلة خالل االنتخابات العامة المقرر اجراؤها يوم 6مايو/آيار ،وذلك طبقًا لمجلة اإليكونوميست ،وسوف يكون التأثير الذي ينجم عن تغيير الحكومة كبيرًا ليس فقط على المستوى المحلي ،فمع خروج بريطانيا كالبطة العرجاء من حرب العراق ومع معاناتها من تكاليف حرب أفغانستان ،يبدو أنه حان الوقت إلعادة تقييم مكانها في العالم ،ومع اقتراب االنتخابات تلقي مجلة اإليكونوميست نظرة على ما تقدمه األحزاب الرئيسية ،فبريطانيا تواجه تغييرًا مضطردًا ،حيث تجعل الضغوط المالية الطاحنة من الصعب الحفاظ على نفوذ بريطانيا وأهميتها على المستوى العالمي.
4 العدد 1553
15
الموجز بانوراما الصحافة
الموجز قالوا
أقوال
بانوراما الصحافة
"ال نتدخل في الشئون الداخلية ،ونقف مع وحدة العراق واستقالله وسيادته على أراضيه ،ونقف على مسافة واحدة من جميع السياسيين" األمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي
" سنكون سعداء جدًا بمعاودة بحث كل الموضوعات الممكنة مع باكستان ،إذا ما اتخذت إجراءات جادة إلحالة المسئولين عن اعتداءات "مومباي" ،التي وقعت في نوفمبر /تشرين الثاني عام ،2008إلى القضاء " مانموهان سينغ رئيس الوزراء الهندي
1 1التايم أحدث دولة في العالم
"الواليات المتحدة لديها خيارات أخرى للقاعدة الجوية في قرغيزستان التي تم استخدامها في عمليات في أفغانستان ،ولكن ال بديل أفضل من هذه القاعدة" روبرت جيتس وزير الدفاع األمريكي
"االنتخابات السودانية أفرزت د ًما جديدًا في الحياة السياسية رجالاً ونساء وفتحت الشهية للتحول الديمقراطي" الصادق المهدي زعيم حزب األمة السوداني رئيس الوزراء األسبق
16إبريل 2010
انقسام السودان يبدو اآلن حتميًا ،كما تشير لذلك مجلة التايم .فهناك تزايد في التوقعات بشأن احتماالت تفضيل السودانيين تقسيم دولتهم ،التي تعد أكبر دولة إفريقية وذلك خالل استفتاء المصير ثان القادم ..ويثار كثير المقرر له يناير/كانون ٍ من النقاش حول مدى استعداد السودان الجنوبي للحكم ،بينما تتزايد المخاوف من سوء حكومة الجنوب واحتماالت تعرضها كدولة لكثير من المخاطر مستقبلاً .العديد من الخبراء الذين تم االستشهاد بهم في هذا المقال يشعرون بالتشاؤم من تشكيل السودان الجنوبي كدولة حديثة.. وتكشف التايم النقاب عن أن خبراء التنمية صكوا مصطلحًا جديدًا لوصف وضعها الفريد من نوعه هو" :دولة ما قبل الفشل" .ويُختتم المقال بالقول: إنه بينما هناك حالة من التشاؤم تحيط بدولة السودان الجنوبي ،فإن الخيارات محدودة ويبدو االستقالل اآلن بمثابة السبيل الوحيد لوقف األزمة في هذه المنطقة.
14
8تركيا يبدأ البرلمان التركي ،يوم االثنين 19 أبريل /نيسان الحالي ،أولى جلساته للمناقشة والتصويت على حزمة تعديالت دستورية مقدمة من الحكومة ،تتألف من 26مادة بينها 3مواد احتياطية. ويتم التصويت على التعديالت سرًا في جلستين للتصويت بفاصل زمني 72ساعة بين الجلستين ،ويتعين أن تحصل التعديالت المقترحة على أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان ( 367من 550عض ًوا) حتى تكون مجازة لمصادقة رئيس الجمهورية عليها.
9
3
9فرنسا
أكد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برنار أكواييه ،إنه ال توجد أسباب موضوعية الندالع نزاع جديد بين إسرائيل ولبنان، معربًا عن رغبته في مشاركة اللبنانيين في تجديد الثقة المستعادة في المستقبل. وأكد أكواييه على تفوق الحوار على السالح في لبنان ،معتبرًا أن المؤسسات اللبنانية تفوقت على الحروب العرقية والدينية. وشدد على حرص وتمسك فرنسا بسيادة لبنان واستقالله ،وبحماية العيش المشترك، مشيرًا إلى أن إعادة اإلعمار والتطوير تنسجم مع صون الحريات العامة والقيم الديمقراطية.
6مصر في أول ظهور للرئيس المصري ،بعد تعافيه الكامل وانتهاء فترة النقاهة ،عقب رحلة عالجية ناجحة في ألمانيا ،عقد الرئيس مبارك صباح الخميس 15أبريل/نيسان ،بمدينة شرم الشيخ أول اجتماع وزاري لمناقشة عدد من القضايا السياسية والداخلية المهمة. حضر االجتماع الدكتور أحمد نظيف ،رئيس مجلس الوزراء ،والدكتور يوسف بطرس غالي ،وزير المالية ،و الدكتور عثمان محمد عثمان ،وزير التنمية االقتصادية، والمهندس أحمد المغربي ،وزير اإلسكان، والدكتور زكريا عزمي ،رئيس ديوان رئيس الجمهورية. العدد 1553
7روسيا أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ،أن أنظمة "بانتسير" الصاروخية المتطورة المضادة للجو ،المصممة لحماية المنشآت المدنية والعسكرية ،ستشارك في عرض النصر في موسكو يوم 9مايو / آيار المقبل ألول مرة في تاريخ البالد. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية لألنباء عن المتحدث قوله :إنه "ستمر عبر الساحة الحمراء في موسكو ألول مرة بالنسق االستعراضي ثماني منظومات من طراز "بانتسير" البعيدة المدى والمخصصة لحماية األنظمة الصاروخية المضادة للجو، مثل "س ـ "300و"س ـ."400
10العراق ادعى ائتالف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي المنتهية واليته ،نوري المالكي ،خسارة 750ألف صوت في االنتخابات ،بسبب التالعب وقدم طعونًا في نتائجها بسبب «تالعب في عمليات العد والفرز» .وقال الناطق باسم االئتالف ،حاجم الحسني ،إنه تقدم بأدلة للمفوضية العليا المستقلة لالنتخابات توضح أن التالعب تسبب في خسارة 750ألف صوت الئتالف دولة القانون في خمس محافظات وهي، بغداد والبصرة والقادسية ونينوى واألنبار. 13
الموجز
حول العالم
حول العالم 7
1
5
2
1أفغانستان أمهل البرلمان األفغاني الرئيس ،حامد كرزاي ،عشرة أيام الختيار مرشحين لشغل 11منصبًا وزاريًا شاغرًا في أحدث مؤشر على أن البرلمان الذي كان مهادنًا في فترة سابقة أصبح يميل بشكل متزايد إلي تحدي الرئيس. وقال مصدر مسئول في البرلمان األفغاني أمس :إن قرارًا اتخذه البرلمان السبت يمهل كرزاي عشرة أيام الختيار الوزراء و 20يو ًما لتشكيل لجنة لتفسير الدستور وشهرًا لوضع تصور عام لسياسة الدولة .
2الكويت بحث الشيخ ناصر المحمد األحمد الجابر الصباح ،رئيس مجلس الوزراء الكويتي، أثناء زيارته إلى فرنسا هذا األسبوع، والتي بدأت الخميس 15أبريل /نيسان مع الرئيس الفرنسي ،نيكوال ساركوزي، سبل تعزيز العالقات بين البلدين والقضايا اإلقليمية والدولية ذات االهتمام المشترك. وتأتي الزيارة تتويجًا للزيارة التي قام بها أمير الكويت ،الشيخ صباح األحمد الجابر ثان الصباح إلى باريس في نوفمبر/تشرين ٍ عام ،2006والتي أعقبتها زيارة للرئيس ساركوزي إلى الكويت في فبراير/شباط عام ،2008أسفرت عن اتفاقية شراكة إستراتيجية بين البلدين. 16إبريل 2010
8 6
10
4
3البرتغال طالبت المفوضية األوروبية البرتغال بتبني مزيد من إجراءات التقشف ،اعتبارًا من العام الحالي ،مشيرة في الوقت نفسه إلى أن برنامج االستقرار والنمو االقتصادي للفترة من عام ،2011إلى عام ،2013الذي تبنته حكومة لشبونة يعتبر طموحًا وعمليًا ..ولكنه يتضمن مخاطر. وأوضح المفوض األوروبي للشئون االقتصادية والنقدية ضرورة تصحيح األوضاع االقتصادية واإلصالح الضريبي في البرتغال ،خالل العام الحالي لمواجهة أية مخاطر في الموازنة والحد من الخلل الذي يمكن أن ينتج عند تنفيذ بعض البرامج الحكومية.
4السودان
5لبنان
أشادت األمم المتحدة بقرار المفوضية القومية لالنتخابات في السودان تمديد االنتخابات ليومين إضافيين لمعالجة األخطاء الفنية التي برزت خالل عملية االقتراع . وقال المتحدث باسم األمم المتحدة ،مارتين نيسركي" :إن هذا التمديد ساعد على مشاركة عدد أكبر من السودانيين في عملية التصويت، خصوصًا في المناطق التي أدت فيها األخطاء الفنية إلى تأخير عملية التصويت ،أو في الحاالت التي لم يتمكن فيها الناخبون من تحديد المراكز التي تم تسجيل أسمائهم فيها".
قال وزير الخارجية والمغتربين اللبناني علي الشامي ان تصور لبنان لمفهوم حظر إنتشار األسلحة النووية ضمن الثوابت اللبنانية التي تدعو الى شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، مؤكدا تأييده للجهود الرامية الى استخدام الطاقة النووية الغراض سلمية. جاء ذلك خالل مشاركة الوزير اللبنانى فى المؤتمر الذي دعت اليه طهران حول حظر إنتشار األسلحة النووية والذي عقد يومي السبت واألحد . 12
الموجز حول العالم
قالوا
بانوراما الصحافة
رسائل
واشنطن :قمة االنتصار
لم تختلف كل الدول الـ 47المشاركة في قمة األمن النووي بواشنطن على أهمية مكافحة اإلرهاب النووي ومواجهة احتماالت وصوله إلى أيدي جماعات اإلرهاب في العالم، وتحديدًا تنظيم القاعدة. االتفاق الذي وصل إلى مرحلة بين يسم إيران الدول المشتركة وإن لم ِ بشكل صريح ،إال أن اإلشارات كانت واضحة على نجاح واشنطن في استغالل المؤتمر لتوحيد الصف العالمي وراء رغبتها في منع إيران ،إن لم يكن بالتفاوض فبالعقوبات ،على التنازل عن العدد 1553
برنامجها النووي ،وهو ما جعل الرئيس األمريكي أوباما هو األكثر سعادة وشعو ًرا باالنتصار في نهاية المؤتمر ،وأرجع مسئول أمريكي سبب هذه السعادة بأن القمة أظهرت عزلة طهران ،لكن ما لم يقله المسئول األمريكي؛ إن السبب اآلخر للسعادة ،أن أوباما استطاع تحويل موقف الصين الرافض تما ًما للعقوبات إلى موقف أكثر مرونة وتقبل لمناقشة األمر والمسار المزدوج للتعامل مع طهران ،كان أوباما خالل القمة حاس ًما ليس فقط في كلماته وعباراته التي اختارها بعناية لضمان التأييد الدولي لموقفه
من إيران ،وإنما أيضًا في تحذيره من الخطر النووي الذي بات يهدد العالم ،وقال إن تهديد الهجوم النووي ارتفع وال نريد كال ًما فقط بل يجب التحرك ،لم يذكر أوباما إيران باالسم لكن كلماته كانت معبرة عما يقصده ،وأكدتها مناقشات الوفود في أروقة القمة التي دارت كلها حول إيران الحاضر الغائب في هذه القمة ،والتي لن يتوقف الحديث عنها طوال الشهور القادمة سواء من خالل تحركات واشنطن لتفعيل ما تم االتفاق عليه ،أو خالل اجتماع مراجعة نظام منع االنتشار النووي في مايو/آيار القادم. 11
جيوبوليتيكا
نهاية غيرسعيدة لقصة مأساوية االنتصار األمريكي المزعوم في العراق هناك حديث متزايد عما يسميه البعض بـ"االنتصار أخي ًرا" في العراق ،خاصة بعد االنتخابات التي فاز فيها تكتل القائمة العراقية العلماني ،الذي يتزعمه إياد عالوي ،بهامش طفيف على تكتل ائتالف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي ،وهذه الرؤية تتناقض بشكل صارخ مع رؤية الكثير من المحللين في الشرق األوسط وأوروبا وآسيا ،الذين يرون أنه من الصعب الحديث عن أي انتصار مزعوم في العراق . يعتقد األمريكيون أنهم انتصروا في حرب العراق، خاصة وأن عددًا كبيرًا من المسئولين واإلعالميين األمريكيين أخذوا على عاتقهم إقناع األمريكيين بأن نصرًا عظي ًما تحقق في بغداد ،ويمكن أن يكون هذا صاد ًما للذين يعيشون خارج الواليات المتحدة ،بل يمكن أن يكون هذا التصور ُمستغربًا لدى األمريكيين الذين ال يعيشون في واشنطن ونيويورك ،اللتين تعدان مقر صناعة السياسات ومقركبار كتّاب االفتتاحيات الصحفية واإلعالمية، ففي الواقع ،وباعتباري أمريكيًا ،كانت قوة هذه الحملة الدعائية مفاجأة لي. االستعراض االستباقي للنصر بدأ الشهر الماضي على غالف مجلة نيوزويك ،حيث قُدمت للقراء صورة لجورج بوش يمشي فيها فوق حاملة طائرات ،وهي نفس حاملة الطائرات التي ألقى من عليها خطابًا يزعم فيه أن المهمة التي تم من أجلها شن حرب العراق قد تحققت ،و ُكتب على الغالف "االنتصار أخيرًا" ،وبعد صيحات النصر التي عبرت عنها النيوزويك ،كتب توماس فريدمان ،الذي يعد من أشد المتحمسين لحرب العراق ،ومن أبرز مؤيديها ،مقالاً تحت عنوان" :األمر متروك لكم أيها العراقيون وحظ سعيد لكم" ،جاء فيه؛ أن الحرب أثبتت مصداقية "القدرات الطبيعية الحكيمة" للرئيس السابق جورج بوش ،وأكد فريدمان ،أن العراقيين "قاموا ببناء ديمقراطية" ،وفيما يتعلق بمدى الفائدة التي تحققت من شن الحرب ،ذكر فريدمان أن هذه األمر متروك "ليقرره المؤرخون" ،ومع نهاية الشهر جاء قول السيناتور ،جون ماكين ،على صفحات "وول ستريت جورنال" إن العراق سوف يكون بمثابة "نموذج يُحت َذى للدول األخرى في الشرق األوسط". لقد كانت نتائج االنتخابات التي أجريت الشهر الماضي ،والتي ألحق فيها تكتل القائمة العراقية برئاسة رئيس الوزراء السابق ،إياد عالوي، الهزيمة بائتالف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء ،نوري المالكي ،السبب في اإلعالن 16إبريل 2010
ويعد أهم ما يميز المالكي وعالوي هو صورة الرجل القوي الذي يعد في صالبة صدام حسين، حيث صرح السفير األمريكي السابق لدى العراق، ريان كروكر ،للواشنطن بوست؛ أن كال الرجلين يمثالن "وجهين لعملة واحدة" في دولة يبدو أنها تتحرك باتجاه "الديكتاتورية" وليس الديمقراطية.
مايكل هاستينجس
ال يزال الشكل الذي سوف تكون عليه الحكومة العراقية الجديدة من األمور غير المؤكدة ،فهناك الكثير من العقبات التي يجب التغلب عليها في حالة رغبة أي من المالكي أو عالوي في تولي منصب رئيس الوزراء ،لكن المؤكد أن السياسة ذات التوجهات الطائفية لم تنته اخيرًا عن النصرحيث قيل لألمريكيين إن االنتخابات حالفها النجاح ،حيث لم يُقتل سوى 38 عراقيًا يوم إجرائها ،ولم يقع سوى عشرات قليلة من الهجمات ،كما أن عودة عالوي أحيت آمال واشنطن في أن الطائفية بالعراق سوف تنتهي، ولكن اآلن دخل العراق دخل األن مرحلة سوف تتسم بالفوضى والعنف المتقطع لتشكيل الحكومة، وهي العملية التي من المرجح أن تستمر حتى نهاية الصيف. وال يزال الشكل الذي سوف تكون عليه الحكومة من األمور غير المؤكدة ،فهناك الكثير من العقبات التي يجب التغلب عليها في حالة رغبة أي من المالكي أو عالوي في تولي منصب رئيس الوزراء ،لكن األمر المؤكد هو أن السياسة ذات التوجهات الطائفية لم تنته ..
إال أن أيًا من تلك التفاصيل ال تهم من يزعمون تحقق النصر في واشنطن ،فمعظم الموجودين في مؤسسة السياسة الخارجية األمريكية أيّدوا الحرب ،وكانوا يتوقون دائ ًما إلى أي دليل لتبرير سوء تقديرهم ،لكن ما يحدث ال يمثل تحولاً مه ًما في الجدل األمريكي حول العراق ،فرغم أن الجدل القوي بشأن السياسات والذي احتدم لسنوات قد انتهى فعليًا ،ال يزال السؤال الذي لم يحسم هو كم من القوات ستظل في العراق بعد عام 2011؟ فبالنسبة للواليات المتحدة ،الحرب في طريقها إلى االنتهاء ،أما العراق فعلى النقيض من ذلك سوف يظل في صراع مستمر لسنوات قادمة ،وهو الصراع الذي يصل متوسط ضحاياه إلى حوالي 300قتيل شهريًا. والجدل الجديد سوف يدور حول طول المدة التي يستمر فيها تذ ُّكر األمريكيين للحرب ،وسوف يكون الجدل حول قصة الحرب نفسها ،وحول رؤيتنا للطريقة التي انتهت بها ،وليس المهم أن يسعى األمريكيون إلقناع أنفسهم بتحقق النصر، فمن الصعب إيجاد أي مفكر في مجال السياسات ينتمي إلى الشرق األوسط أو أوروبا أو آسيا ،يرى أن شيئًا يرقى إلى مستوى االنتصار حدث في بغداد ،لكن بدالً من االعتراف بأن الحرب كانت خطأ ،والقسم بعدم تكرار ذلك الخطأ الكارثي مرة أخرى ،نرى بالفعل دوائر السياسة الخارجية واإلعالم األمريكية تدفع باتجاه تقديم نهاية سعيدة لقصة كانت وسوف تظل مأساوية ،وبناء عليه نحن ال نحتاج إلى انتظار قيام المؤرخين بتحديد مصداقية تلك النهاية السعيدة. صحفي متخصص في شئون العراق ومؤلف كتاب "فقدت حبي في بغداد" 08
41شخصيات بروفايل عمالقة اليمن الصغيرة حوار
الملفات الصعبة أمام حكومة العراق الجديدة
البروفسير تشارلز تريب اخلبير البريطاني في شئون السياسة العراقية
مجلة العرب الدولية العدد 19 ،1549مارس 2010
للمشاركة إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على البريد اإللكتروني
editorial@majalla.com
59االقتصاد الفساد باسم القضية
مسئولون بالسلطة يختلسون 700مليون دوالر من أموال الفقراء الفلسطينيين
55إصدارات قراءات تقارير الوقاية والشراكة
الدروس احلقيقية من اليمن وديترويت
ملحوظة :جميع المقاالت يجب أال تزيد عن 800كلمة
اإلعالن لإلعالن في النسخة الرقمية يرجى االتصال بـ:
Mr. Wael Al Fayez w.alfayez@alkhaleejiah.com Tel.: 0096614411444 F.: 0096614400996 P.O.BOX 22304 Riyadh 11495, Saudi Arabia
اشتراكات
لالشتراك في الطبعة الرقمية ،يرجى االتصال بـ: subscriptions@majalla.com
تنويه مكتب المملكة العربية السعودية الرياض-الشركة السعودية لألبحاث والتسويق شارع التخصصى-تقاطع طريق مكة-حى المؤتمرات ص-ب 478 :رمز بريدى 11411: هاتف 966-1-4419933 :فاكس 966-1-4429555 E-Mail: editorial@majalla.com مكتب القاهرة 14شارع الحجاز -المهندسين -القاهرة هاتف -00202 3388654 -فاكس 00202 7492884 - E-Mail: editorial@majalla.com مكتب لندن
العدد 1553
Arab Press House 182-184 High Holborn, LONDON WC1V 7AP DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337, Tel.: +44 (0)20 7821 8181, Fax: +(0)20 7831 2310 E-Mail: editorial@majalla.com
اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأي مؤلفيها فقط وال تعبر بالضرورة عن آراء مجلة المجلة وهيئه تحريرها.
حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة 2009التي تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (المملكة المتحدة) شركة محدودة .وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (شركة محدودة) .وتصدر المجلة أسبوعيًا باستثناء إصدارين مدمجين في واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة أو موسعة .لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي، يرجى زيارة www.majalla.com 07
المحتـوى
08جيوبوليتيكا
34
نهاية غيرسعيدة لقصة مأساوية
11الموجز
حول العالم قالوا بانوراما الصحافة رسائل
19تحليالت حوارات اإلخوان وأزمة أحزاب المعارضة -حرب العقوبات بين واشنطن والحرس الثوري
22قضايا اليمن ما بعد الهدنه
31أكثر من رأي هل حان وقت االنفصال؟
34إعالم
41
حكايتــــي مع اإلعالم العربي
إدارة التحرير
مدير مكتب لندن مانويل أمليدا مدير مكتب القاهرة أحمد أيوب سكرتيرة التحرير جان سينجفيلد احملـــررون بوال ميجا وسام شريف دانيال كاباريلى
16إبريل 2010
06
كاريكاتير
العدد 1553
05
اإلفتتاحية
الغالف
أسسهــا سنة 1987
األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز
مجلة العرب الدولية أسسهــا هشام ومحمد علي حافظ
رئيس التحرير
عادل بن زيد الطريفي المدير العام
طارق القين
www.srpc.com The Majalla Magazine HH Saudi Research & Marketing (UK) Limited Arab Press House 182-184 High Holborn, LONDON WC1V 7AP DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337, Tel.: +44 (0)20 7821 8181, Fax: +(0)20 7831 2310
عزيزي القارئ مرحبًا بك ضيفًا على عدد هذا األسبوع من "المجلة الرقمية"، نعرض لك في هذا العدد رؤية تحليلية لألوضاع في اليمن على خلفية الهدنة ،التي عقدتها الحكومة اليمنية مع المتمردين الحوثيين ،وتقييم األوضاع بعد مرور أسابيع على االتفاق ،ففي المقال الذي يحمل عنوان "اليمن ما بعد الهدنة" ،يرصد محمد سيف حيدر ،الباحث بمركز سبأ للدراسات اإلستراتيجية عن قرب األوضاع من الداخل وجهود الحكومة اليمنية إليواء آالف المشردين وإعادة الروح إلى االقتصاد اليمني، الذي تضرر كثي ًرا من تمرد الحوثيين ،ولم يكن ليصمد حتى اآلن، لوال الدعم الذي القته اليمن من دول الخليج ،وعلى رأسها السعودية. وحول االنتخابات الرئاسية ،التي ستحدد بشكل كبير ،مستقبل الوحدة بين الشمال والجنوب يفسر كل من د.هشام جبران ورفعت حسن الزهري ،حتمية االنفصال ،ولماذا وافقت أمريكا على انتخابات بدون مشاركة جنوبية ،وهي التي ترعى "اتفاق نيفاشا". لذا ندعوك إلى قراءة هذه المقاالت وغير ذلك كثير على موقعنا اإللكتروني " "Majalla.comوكالعادة ،فإننا نرحب بتقييم قرائنا وندعوهم إلى كتابة تعليقاتهم على موقع "المجلة" أو االتصال بنا إذا كانت لديهم الرغبة في النشر لدينا. مع أطيب التمنيات
عادل الطريفي رئيس التحرير
نهاية غيرسعيدة لقصة مأساوية مايكل هاستينجس
الرصاص الطائش في اإلعالم العربي
الملفات الصعبة أمام حكومة العراق البروفسير تشارلز تريب الخبير البريطاني في شئون العراق
طاهر بركة
مجلة العرب الدولية
اليمن
ما بعد الهدنة محمد سيف حيدر
العدد 16 ،1553إبريل 2010