ميركل تتعهد بدحر «داعش»

Page 1


‫مظاهرات العراق‪ ..‬انطالق الوعي اخملبوء‬ ‫القوى واألحزاب ِّالدينية‪ ،‬داخل العراق‪ ،‬تظن‬ ‫وقدمت شعارات‬ ‫أنها نجحت في االستغفال؛ َّ‬ ‫اإلم � ��ام ال �ح �س�ين ع �ل��ى أن �ه��ا ال��ش��اغ �ل��ة ع� َّ�م��ا‬ ‫يعاني العراقيون ِمن سوء الحال؛ وأن هذا هو الحاضر‬ ‫ً‬ ‫معكوسا ِمن ماض مكتوب في َّالدفاتر‪،‬‬ ‫واملستقبل املمتد‬ ‫وعلى األجيال العراقية أن تكتفي بقراءتها وتمثلها غذاءً‬ ‫ل�لأرواح واألب��دان‪ ،‬ولو أحصينا شعاراتهم التي قدموها‬ ‫ف��ي م��واس��م االن�ت�خ��اب��ات‪ ،‬م��ا وج��دت واح��دة منها خالية‬ ‫ِم��ن ع �ب��ارة‪« :‬ط��ري��ق ال �ح �س�ين»‪ ،‬م��ع أن��ه ل�ي��س ال�ع��راق�ي��ون‬ ‫ُوحدهم‪ ،‬إنما املسلمون كافة‪ ،‬لهم رأي غير أن الحسني‬ ‫ً‬ ‫مظلوما‪ ،‬وال�ف��رق ليس الجميع يجيد توظيف تلك‬ ‫قتل‬ ‫وتحويلها إلى أداة رزق‪ ،‬وسلم في السياسة‪.‬‬ ‫املظلومية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫غ�ي��ر أن ه��ذه ال��ظ�ن��ون م��ا ه��ي إال أوه� ��ام‪ ،‬ف��ال� َّ�زم��ن‪ ،‬ال��ذي‬ ‫ً‬ ‫يعتقدونه ساكنا قد تحرك‪ ،‬حتى جعلهم فاغري األفواه‪،‬‬ ‫تحرك بحناجر شباب ولدوا في زمن الحروب والحصارات‬ ‫واالجتياحات‪ ،‬ولم يروا ظل ُدنيا‪ ،‬مثلما ُيقال‪ ،‬سوى أنهم‬ ‫ص �ب��روا ف�ف��اض ب�ه��م ال�ك�ي��ل‪ ،‬وان�ت�ف�ض��وا َّ ف��ي ال� َّ�س��اح��ات‬ ‫ورفعوا شعارات كانت مفاجأة للقوى الطائفية ِّ‬ ‫والدينية‪،‬‬ ‫فمن ش��روط املشاركة مع األل��وف املؤلفة‪ ،‬وباملحافظات‬ ‫ِ‬ ‫وب�غ��داد‪ ،‬أن ال ُي��رف��ع علم غير راي��ة ال �ع��راق‪ ،‬وتلك غريبة‬ ‫ومستهجنة ِم��ن قبل القوى التي َّتعدت‬ ‫ومستغربة بل َّ‬ ‫على ً اس��م العراق ك��ل التعدي‪ ،‬ول��م تترك لهؤالء الشباب‬ ‫طريق َّا غير االنفجار‪.‬‬ ‫أما الشرط املتحضر اآلخر فهو أنها «سلمية سلمية»‪..‬‬ ‫كتبوا‬ ‫تجمعوا ف��ي ال�س��اح��ات ال يحملون غ�ي��ر الف �ت��ات ِّ‬ ‫عليها مطاليبهم‪ ،‬وأول�ه��ا محاسبة الفاسدين‪ ،‬على كل‬ ‫فلس أخذوه ِمن غير وجهة حق‪ ،‬ومحاسبتهم على كل دم‬ ‫ُ ٍ‬ ‫أريق ِمن دون حق‪ ..‬محاسبتهم على تسليم رأس العراق‬ ‫«املوصل» لعصابة «داعش» في ليلة دهماء‪ ..‬إعادة األمن‬ ‫واالستقرار‪ ،‬وضع العراقي املناسب في املكان املناسب‪،‬‬ ‫تنظيف ُّ‬ ‫السلطة القضائية ِم��ن ال�ف��اس��دي��ن‪ ،‬وع�ل��ى رأس‬ ‫هؤالء رئيس القضاء‪ ،‬الذي ساهم بفعالية خالل السنوات‬ ‫الثماني في الفواجع‪.‬‬ ‫ال نقول حصل تحول في الوعي العراقي‪ ،‬بل نهض الوعي‬ ‫املخبوء ِمن عقول وص��دور ه��ؤالء الفتية‪ ،‬وهم ينظرون‬ ‫إلى واقعهم األليم‪ ..‬تتحكم بهم أيدي اللؤماء باسم ِّالدين‪،‬‬ ‫فانطلوا بالشعار هاتفني‪« :‬باسم الدين باكونا (سرقونا)‬ ‫ال�ح��رام�ي��ة»! وم��ا ه��ي ّإال لحظات ويظهر املعممون‪ِ ،‬من‬ ‫الذين استفزهم هذا الشعار‪ ،‬فقال أحدهم وبسذاجة غير‬ ‫عادية‪« :‬ال تقولون (باكونا باسم الدين)‪ ،‬قولوا‪( :‬باكونا‬ ‫ً‬ ‫ناصحا ِمن دون أن يعلم أن القوى‬ ‫باسم الوطن)»‪ .‬خرج‬ ‫ِّالدينية الحاكمة لم تذكر الوطن بشيء‪ ،‬إنما كانت تلهج‬ ‫بالدين واملذهب‪ .‬قال هذا‪ ،‬وكأنهم لم يرفعوا شعار الدين‪،‬‬ ‫ولم يظهر أحد معتمري العمائم السياسية ليقول‪« :‬هؤالء‬ ‫املتظاهرون‪ ..‬يريدون دول��ة علمانية‪ ،‬ال يريدون الضبط‬

‫كانت‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫رشيد الخيون‬

‫القوى واألحزاب‬ ‫الدينية ظنت‬ ‫أنها نجحت يف‬ ‫االستغفال وقدمت‬ ‫شعارات احلسني‬ ‫على أنها الشاغلة‬ ‫عما يعاني منه‬ ‫العراقيون‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫معلنة‪.‬‬ ‫الديني»‪ .‬تراه يتحدث بدولة دينية مطبقة َّغير َّ‬ ‫ظ��ن ك�ث�ي��رون أن ال�ع��راق�ي�ين ت �خ��دروا ب��ال��ش�ع��ار الطائفي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وسيطر عليهم باسم ِّالدين والحسني‪ ،‬وما أن خرجوا في‬ ‫ُ‬ ‫ربيع ‪ 2011‬حتى اتهموا بالبعثية ومعاداة الدين‪ ،‬ونهشتهم‬ ‫القوى األمنية‪ ،‬في ظل حكومة نوري املالكي‪ ،‬وانتهى األمر‪،‬‬ ‫وإن ظهروا باملناطق الغربية‪ ،‬فالطائرات جاهزة للقصف!‬ ‫كل هذه املمارسات انتهت‪ ،‬لم تعد صالحة‪ ،‬فاملتظاهرون لم‬ ‫يعطوا فرصة كي يتهموا ببعثية أو معاداة مذهبية‪ ،‬إنما‬ ‫شعارهم العراق‪ ،‬وال يقبلون بينهم َمن يعتدي ويتجاوز‬ ‫على شعارهم املدني «سلمية سلمية»‪.‬‬ ‫حتى إي��ران أصبحت حائرة حرجة‪ ،‬كان يمكنها حماية‬ ‫أزالمها تحت ذريعة حماية الطائفة والعتبات املقدسة‪ ،‬وإذا‬ ‫الطائفة نفسها‪ ،‬بقضها وقضيضها تخرج هاتفة‪« :‬إيران‬ ‫برا برا‪ ..‬بغداد صارت حرة»‪ .‬إنه وعي مخبوء لم يفارق‬ ‫العراقيني ً‬ ‫يوما ِمن األيام‪ ،‬إال أن اإلرهاب والقوى الشريرة‪،‬‬ ‫من انتحاريني وقتلة‪ ،‬كأنهم تضامنوا مع الفاسدين‪ ،‬فما‬ ‫ع��اد العراقي يأمن الخروج في مظاهرة‪ ،‬وه��و املحاصر‬ ‫ب�ين عشائر اإلس �ن��اد‪ ،‬ال�ت��ي أسسها أم�ين ح��زب ال��دع��وة‪،‬‬ ‫والجماعات اإلرهابية‪ ،‬لهذا سكتوا ط��ول ه��ذه السنوات‪،‬‬ ‫حتى ج��اء َّ‬ ‫الصيف الساخن ليحرك فيهم روح املغامرة‬ ‫بمظاهرات شبابية‪ ،‬وكانت مظاهرات الكهرباء‪ ،‬وتجمعت‬ ‫الحشود لتتسع املطالبات إلى محاكمة الفاسدين‪ ،‬واجتثاث‬ ‫الفساد‪ ،‬ولن يحدث هذا دون اإلطاحة بالرؤوس الحامية له‪.‬‬ ‫ظن كثيرون أن العراقيني ال تنفع معهم ديمقراطية‪ ،‬وال‬ ‫يعرفون االحتجاج لتحسني أحوالهم‪ ،‬وابتعدوا عن طريق‬ ‫ينفعهم‬ ‫الوطنية‪ ،‬حتى غالى البعض وتطرف بالقول‪« :‬ال َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫الحجاج َّ بن يوسف الثقفي»‪( ،‬ت‪95 :‬ه �ـ)‪ .‬لقد كذبت‬ ‫إال‬ ‫انتفاضة الشباب تلك االدعاءات وفندتها على أرض الواقع؛‬ ‫أخذت تتسع وتتكرر في أيام الجمع‪ ،‬فبعد‬ ‫باحتجاجات ُ‬ ‫َّ‬ ‫نزول الشمس‪ ،‬وقبيل وقت الغروب‪ ،‬لتجنب الحر الالهب‪،‬‬ ‫القلوب وتتكاثف الجموع لتتحول إل��ى عاصفة‬ ‫تلتهب‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫بوجههم‪ .‬وظن أن هذا السكوت عدم اكتراث بما يحصل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سكوتا‪ ،‬بل ً‬ ‫واستعدادا‬ ‫تأهبا‬ ‫للمواطن والوطن‪ ،‬لم يكن‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫واكتماال للنضج‪ ،‬على م��ا قاله الشاعر النجفي محمد‬ ‫َّ‬ ‫باقر الشبيبي (ت‪ ،)1960 :‬بما ينبيك أن حضارة وتاريخ‬ ‫ً‬ ‫هذه البالد ال تذهب ً‬ ‫هباء‪ ،‬تجد َّلها بني حني وآخر ظرفا‬ ‫ً‬ ‫مناسبا فتخضر أوراقها‪ .‬قال الشبيبي‪:‬‬ ‫أما العراق فإن في تاريخه‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫الفرقد‬ ‫شرفا يضيء كما ُيضيء‬ ‫ُّ‬ ‫ليس السكوت ِمن الخنوع وإنما‬ ‫ُ‬ ‫هذا ُّ‬ ‫وتحشد‬ ‫السكون ّتجمع‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫(عز الدين‪« ،‬الشعر العراقي الحديث»)‪.‬‬ ‫إنها لحظات كانت منتظرة يعيد بها الفتية إلى َّعراقهم‬ ‫الهيبة واملكانة؛ بعد أن خطفتهما منه كائنات الطائفية‬ ‫واملحاصصة <‬


‫العب خط وسط تشيلسي اإلسباني بيدرو‬ ‫يحاول استخالص الكرة من العب خط‬ ‫وسط وست بروميتش كريس برانت خالل‬ ‫مباراة في الدوري اإلنجليزي املمتاز بني‬ ‫وست بروميتش البيون وتشيلسي (غيتي)‬

‫أمامهم فرصة أكبر‪.‬‬ ‫> ما رأيك في فإن غال؟ هل تتخيل أن يفوز‬ ‫بالدوري مع اليونايتد؟‬ ‫ أح��ب ج��رأت��ه‪ ،‬وص��دق��ه م��ع وس��ائ��ل اإلع�ل�ام‪ .‬كما‬‫أن لديه فكرة واضحة عن الطريقة التي يرغب أن‬ ‫يلعب بها فريقه وه��و ال يحيد عنها‪ .‬وأح��ب ذلك‬ ‫فيه‪ .‬ولكنني أرغب في أن أراه يمنح املزيد من الحرية‬ ‫لالعبي خط الهجوم‪.‬‬ ‫> انتقل أنجيل دي ماريا إل��ى باريس سان‬ ‫جيرمان‪ ..‬هل تعلم ملاذا لم تسر أموره على‬ ‫نحو طيب؟‬

‫ هذا هو فان غال‪ ،‬فهو واثق تماما مما يفعل‪ .‬فعلى‬‫سبيل املثال‪« :‬ل��م يكن أداء ه��ذا الالعب جيدا‪ ،‬ولن‬ ‫يكون أداؤه جيدا في املستقبل وال أعتقد أن حظه‬ ‫سيتغير إذن فألدعه يرحل»‪.‬‬ ‫> هل سيسرك أن يحل محله بيدرو؟‬ ‫ أجل بالتأكيد‪ ،‬فهو من الالعبني املتميزين وأعتقد‬‫أنه سيصنع فارقا‪ .‬وأعتقد أنه سيكون له تأثير على‬ ‫كافة النوادي في إنجلترا إذا ما ذهب هناك‪ .‬أعتقد‬ ‫أنه العب ماهر للغاية‪ .‬فهو لديه إيقاع ممتاز ويمكنه‬ ‫أن يوسع مدى الهجوم‪.‬‬ ‫> م��اذا ع��ن ليفربول‪ ،‬إل��ى أي م��دى يمكن أن‬

‫ي��ذه �ب��وا ب �ع��دم��ا أن �ف �ق��وا أم� ��واال ط��ائ �ل��ة على‬ ‫تعزيز هجومهم هذا الصيف؟‬ ‫ ذهبوا بعيدا للغاية‪ .‬أعتقد أن أهم شيء بالنسبة‬‫لهم حاليا هو أن يحافظ دانييل ستوريدج على‬ ‫ل�ي��اق�ت��ه ف�ه��و أف�ض��ل م�ه��اج��م ل��دي�ه��م ب�غ��ض النظر‬ ‫عمن انضم لهم ولكنه يحتاج إل��ى الحفاظ على‬ ‫لياقته‪ .‬ف��إذا ل��م يستعد لياقته‪ ،‬يمكن أن تصبح‬ ‫أم ��ام ك��ري�س�ت�ي��ان بينتيك ف��رص��ة ك �ب �ي��رة‪ .‬وك��ان‬ ‫الفريق يعاني من انضمام العبني وخروج العبني‬ ‫خ�ل�ال األع� ��وام القليلة امل��اض�ي��ة م�م��ا ك��ان يجعل‬ ‫هناك صعوبة ف��ي التفاهم ب�ين الالعبني وه��و ما‬ ‫كان يؤخر الفريق <‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪79‬‬


‫ما زال ريو فيردناند من معجبي لويس فان غال ويأمل أن يكون فريقه الئقا هذا املوسم رغم أن لديه نصيحة‬ ‫تكتيكية يرغب في توجيهها للمدير السابق لهولندا وبرشلونة وبايرن ميونيخ‪.‬‬

‫فيردناند‪ :‬يعجبني األسلوب الحماسي لـ«فان غال» لكنه ال يمنح العبيه الحرية‬

‫مدافع «مانشستر يونايتد» السابق‬ ‫يقدم نصائح لـ«تشيلسي» للفوز بالدوري‬ ‫لندن‪« :‬املجلة»‬

‫ف��رغ��م أن قلب ال��دف��اع ال�س��اب��ق ملانشستر‬ ‫يونايتد يعجبه األسلوب الحماسي للمدرب‬ ‫الهولندي فإنه يرغب في أن يمنح مهاجمي‬ ‫يونايتد ‪ -‬بما في ذلك واين روني وممفيس ديبي ‪-‬‬ ‫املزيد من الحرية بدال من خططه التكتيكية الصارمة‪.‬‬ ‫كما قال أيضا فيردناند الذي سيعمل هذا املوسم‬ ‫كخبير رياضي بدوام كامل ومقدم برامج بمحطة‬ ‫«بي تي سبورت» في حوار مع مجلة «فور فور تو»‬ ‫إن��ه يستطيع تفهم استغناء ف��ان غ��ال ع��ن أنخيل‬ ‫دي ماريا وتحجيم اللعب الهجومي لبيدرو شريطة‬ ‫أن يحاول امل��درب أن يصبح أكثر ارتباطا بالعبي‬ ‫مانشستر يونايتد‪.‬‬ ‫> في رأيك من سيفوز باللقب؟‬ ‫ أتوقع فوز تشيلسي بالبطولة لعدة أسباب أهمها‬‫تمتع الفريق باالستقرار الفني مع مديره جوزيه‬ ‫مورينهو كما أن ل��دى الفريق والالعبني والجهاز‬ ‫ال �ف �ن��ي واإلداري خ �ب��رة ك �ب �ي��رة وت �ج��ان �س��ا‪ .‬وي�ع��د‬ ‫تشيلسي أكثر ال�ف��رق ت��وازن��ا‪ .‬وأعتقد أنهم كانوا‬ ‫محظوظني ال �ع��ام امل��اض��ي ب�ع��دم ت�ع��رض العبيهم‬ ‫للكثير م��ن اإلص ��اب ��ات وأن ��ا ان �ص��ح ال �ف��ري��ق بعدم‬ ‫تغيير سياسته التي اتبعها العام املاضي فإذا ما‬ ‫حدث الشيء نفسه خالل العام الحالي‪ ،‬سيفوزون‬ ‫بالدوري‪.‬‬ ‫> ف��ي رأي ��ك م��ا ال ��ذي يحتاجه آرس �ن��ال لكي‬ ‫يفوز بالدوري؟‬ ‫‪ -‬يحتاج إلى قلب دفاع‪.‬‬

‫ريو فرديناند قلب‬ ‫دفاع مانشستر‬ ‫يونايتد السابق‬

‫‪78‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫> واليونايتد؟‬ ‫ أعتقد أنهم يحتاجون إل��ى قلب دف��اع أيضا كما‬‫يحتاجون للحفاظ على لياقة العبيهم البدنية‪ .‬فقد‬ ‫ك��ان فريقهم يعاني ال�ع��ام امل��اض��ي م��ن الكثير من‬ ‫اإلصابات وبالتالي لم يكن املدير الفني أبدا متأكدا‬ ‫ممن الذي سيشارك فعليا في املباريات ولكن إذا‬ ‫كان الجميع يتمتعون بلياقة بدنية عالية‪ ،‬سيكون‬


‫مفاجئة له‪ ،‬وطلبت منه بإلحاح أن أقرأ قصة «الراقصة والطبال» ف��ي كتاباته‪ ،‬فإحسان يتميز ع��ن غيره م��ن الكتاب بقدرته‬ ‫ُ‬ ‫فأخبرني بأنها لم تطبع وال ت��زال النسخة األصلية مكتوبة الفائقة ف��ي تصوير شخصية امل��رأة م��ن ال��داخ��ل‪ ..‬عواطفها‬ ‫عندما تحب أو تكره‪ .‬قسوتها عندما تنتقم‪ .‬ضعفها عندما‬ ‫بخط يده‪ ،‬فرجوته في قراءتها‪.‬‬ ‫واصطحبني إحسان إلى مكتبه وأعطاني النسخة‪ .‬فأخذتها تحب ب��إخ�لاص‪ .‬باختصار استطاع إحسان أن يجسد في‬ ‫وجلست ف��ي رك��ن الحجرة‪ .‬ول��م أرف��ع عيني ع��ن صفحاتها كتاباته كل انفعاالته وطموحات امل��رأة العصرية‪ .‬كذلك كنت‬ ‫إال بعد أن أكملت قراءتها‪ .‬عندها سرحت طويال في البطل أريد أن يستمر تعاوني مع املخرج أشرف فهمي‪ ،‬ولكن إطالة‬ ‫الذي يقدم شخصية «الطبال»‪ .‬كنت أريده بطال غير تقليدي‪ .‬م��دة تصوير فيلم «ال��راق�ص��ة وال�ط�ب��ال» ج��اءت على حساب‬ ‫وللحقيقة احترت في األمر ملدة ثالثة أسابيع‪ ،‬حتى اتصل بي ه��ذا التعاون فاختلفنا‪ ،‬في الوقت ال��ذي استطاع فيه املخرج‬ ‫املنتج جرجس فوزي‪ ،‬وأخبرني بأنه يبحث عن قصة ينتجها حسني كمال أن يفجر في داخلي طاقات جديدة‪ .‬فقدمني في‬ ‫فيلما لعادل إمام‪ .‬فعرضت عليه أن يلعب بطولة فيلم «الراقصة شخصية أم في فيلم «العذراء والشعر األبيض»‪ .‬ثم قدمني‬ ‫والطبال»‪ .‬وتحمس جرجس‪ ،‬ولكن يبدو أنه اختلف مع عادل بشكل جديد في فيلم «أرجوك أعطني هذا الدواء»‪.‬‬ ‫حول مسائل إنتاجية‪ ،‬ولذلك لم يتم االتفاق بني االثنني‪ .‬بل ثم دخلت مرحلة جديدة من حياتي تشبه تجربتي السابقة‬ ‫ت��م االت�ف��اق م��ع الفنان أحمد زك��ي‪ .‬وفعال لعب بطولة الفيلم في مسرح «تحية كاريوكا» وهى تجربتي في التلفزيون في‬ ‫مسلسل «صاحب الجاللة الحب» لكاتبه مصطفى أمني وإخراج‬ ‫بنجاح وتفوق‪.‬‬ ‫وأثناء تصوير فيلم «الراقصة والطبال» نشر األستاذ إحسان حسن اإلمام‪.‬‬ ‫عبد القدوس في جريدة «األهرام» قصة «أرجوك أعطني هذا ولكن دوري في هذا املسلسل يعتبر عالمة من عالماتي الفنية‪،‬‬ ‫فقد استطعت أن أقدم شخصية «ببا فهمي»‬ ‫ال��دواء»‪ .‬فسارعت لشرائها‪ ،‬وشراء حقوق استغاللها‪.‬‬ ‫وهى شخصية حقيقية لفنانة مصرية‬ ‫وانتهيت من تصوير فيلم «الراقصة والطبال»‪.‬‬ ‫معروفة‪ ،‬أحبت وتزوجت من أحد‬ ‫ول �ش ��دة اإلره� � ��اق ال �ن �ف �س��ي ف�ل�ق��د ش�ع��رت‬ ‫ال�ق�ي��ادات امل�ص��ري��ة العسكرية‬ ‫بأنني بحاجة إلى تغيير جو‪ .‬فاتصلت‬ ‫وال�س�ي��اس�ي��ة‪ ،‬وك��ان��ت سببا‬ ‫بمجموعة من األصدقاء لعرض فكرة‬ ‫م ��ن أس� �ب ��اب ن �ك �س��ة ع��ام‬ ‫رحلة ترفيهية إلى الهند‪ ،‬وكان من‬ ‫‪ ،1967‬ك � �م� ��ا أب �ل �غ �ن��ي‬ ‫بني هؤالء األصدقاء املخرج الكبير‬ ‫األستاذ مصطفى أمني‪.‬‬ ‫حسني كمال‪ ،‬فوافق الجميع على‬ ‫وك� � � ��ان ه � �ن� ��اك ات� �ص ��ال‬ ‫فكرتي وسافرنا‪.‬‬ ‫تليفوني شبه دائم بيني‬ ‫ط ��وال ال��رح�ل��ة ك��ان ح�س�ين كمال‬ ‫وبينه ألع��رف تعليماته‬ ‫ي� �ت� �ف� �ح� �ص� �ن ��ي وي � � ��دق � � ��ق ال� �ن� �ظ ��ر‬ ‫ت � �ج� ��اه ش �خ �ص �ي ��ة «ب �ب ��ا‬ ‫ف ��ي ق �س �م��ات وج � �ه ��ي‪ ،‬ول �ك �ن��ه ل��م‬ ‫فهمي»‪ .‬وف��ى ال�ي��وم الثاني‬ ‫ي� �ص ��ارح� �ن ��ي ب �ح �ق �ي �ق��ة م� ��ا ي �ج��ول‬ ‫كنت في داخ��ل البالتوه أقوم‬ ‫بخاطره إال عندما عدنا إل��ى القاهرة‪.‬‬ ‫بتنفيذ ه��ذه التعليمات بمنتهى‬ ‫فاتصل بي وقال‪« :‬لقد درست شخصيتك‬ ‫الدقة‪.‬‬ ‫جيدا ط��وال الرحلة‪ .‬واآلن هناك مفاجأة لك‪.‬‬ ‫فسألته عنها‪ ،‬فما كان منه إال أن عرض على بطولة‬ ‫وتتابع نبيلة عبيد سرد حكايتها فتقول‪:‬‬ ‫فيلم «العذراء والشعر األبيض»‪ .‬واملفاجأة لم تكن مشهد من فيلم «التخشيبة» م��رة أخ ��رى أع ��ود إل��ى ح�ي��ات��ي ال�ع��ائ�ل�ي��ة‪ .‬فقد‬ ‫في بطولة الفيلم‪ .‬ولكن املفاجأة في الشخصية التي‬ ‫صدمنا أنا وأمي وأختي بوفاة شقيقتي منذ‬ ‫سألعبها‪ ،‬وهى شخصية أم لها ابنة في سن املراهقة‪ .‬وظننت عشر سنوات تقريبا‪ .‬وكانت هذه الصدمة الشديدة كفيلة بأن‬ ‫في البداية أن حسني كمال‪ ،‬بخفة ظله املعهودة‪« ،‬يداعبني»‪ ،‬تذكرني بأن الحياة ال أمان لها‪ .‬فالشهرة واملال والجمال كلها‬ ‫ولكنه أك��د ل��ي أن��ه ج��اد فيما ي�ق��ول‪ ،‬وأن��ه ل��م يعثر على فنانة أشياء عارضة سوف تزول يوما‪ ،‬وجعلتني هذه الصدمة أفكر‬ ‫أخرى غيري تستطيع أن تؤدي هذا الدور‪ ..‬ومن لهجته الجادة مرة أخرى في حنيني الشديد لألمومة‪ .‬بعد وفاة شقيقتي‬ ‫املتحمسة لم أتح لنفسي أي فرصة للتردد‪ .‬فوافقت على الفور‪ .‬أخذت أمي لتعيش معي‪ .‬وأصبحت هي كل شيء بالنسبة لي‬ ‫وك��ان ه��ذا ال��دور يمثل مرحلة ناضجة وج��دي��دة ف��ي حياتي في هذه الحياة‪ .‬هي األب واألخت واألم والصديقة‪ ..‬فإذا سافرت‬ ‫الفنية‪ .‬وأخذت بسببه جائزة التمثيل األولى‪ ،‬وما زالت إلى اآلن كانت برفقتي‪ .‬وإذا عملت في أحد األفالم كانت هي أول من‬ ‫يدخل معي البالتوه‪ .‬وألنني قليلة األصدقاء فإن أمي هي كل‬ ‫أحصل على جوائز عن هذا الدور‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وخالل هذه الفترة دخلت في تجربة زواج ثالثة‪ ،‬ولكنها أيضا صديقاتي‪ ،‬وتكاد تكون الوحيدة التي تخشى على مصالحي‬ ‫لم تستمر طويال‪ ..‬وتأكدت أن زواج الفنانة يأتي دائما على بإخالص دون انتظار ملقابل‪ .‬فالوسط الفني قد علمني أنه ال‬ ‫حساب ال��زوج‪ .‬لكن هذا ليس معناه أن الفنانة ال تسعى إلى صداقة مخلصة إال من خالل تبادل األعمال واملصالح‪.‬‬ ‫االستقرار‪ ،‬بل على العكس تماما‪ .‬فأنا أرغب في إشباع عاطفة وق��د أك��ون مخطئة ف��ي كوني ل��م استكمل تعليمي‪ ،‬ولكنني‬ ‫استطعت عن طريق السفر الكثير والتجربة الطويلة واالحتكاك‬ ‫األمومة بي‪ ،‬ولكن ليس كل ما يتمناه املرء يدركه‪.‬‬ ‫وب�ع��د ن�ج��اح تجربتي م��ع ح�س�ين ك �م��ال‪ ،‬ف��ي فيلم «ال �ع��ذراء املباشر أن أصقل موهبتي وأن أتكلم أكثر من لغة‪.‬‬ ‫والشعر األبيض»‪ .‬عهدت إليه بإخراج فيلم «أرج��وك أعطني فالتجربة كما قلت أثبتت أن الحياة ال أمان لها‪ ..‬ولن يبقى من‬ ‫هذا ال��دواء»‪ ،‬ال��ذي اشتريت قصته من األستاذ إحسان عبد الفنان في نهاية املشوار إال عمله‪ ..‬والذكرى الطيبة‪.‬‬ ‫القدوس‪ ..‬إال أن القدر كان يخفي عني مفاجأة كبرى‪.‬‬ ‫وقبل أن أترككم أقول لكم إنني كنت في أشد الحنني إلى أن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫في‬ ‫ووجدت‬ ‫تتابع نبيلة‪« :‬عدت مرة أخرى إلى أدوار البطولة‬ ‫املرهقة‬ ‫العمل‬ ‫سنوات‬ ‫خالل‬ ‫ضاع‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫بعد‬ ‫ا‬ ‫أم‬ ‫أكون‬ ‫<‬ ‫إح�س��ان عبد ال�ق��دوس الكاتب ال��ذي أستطيع أن أج��د نفسي‬ ‫(نهاية الحكاية)‬

‫العدد املقبل في‬ ‫فريد شوقي وسام‬ ‫على صدر «الترسو»‬

‫سنوات من الدموع‬ ‫والضحكات واللكمات‬ ‫تقدمها «اجمللة» في ثالث حلقات‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪77‬‬


‫حكاييت مع الزمان‬ ‫« احللقة األخرية»‬

‫انتصارات على الساحة الفنية وهزائم في بيت الزوجية‬

‫نبيلة عبيد‪ :‬أعطوني األمومة وخذوا كل ما أملك‬ ‫القاهرة‪ :‬محمد طه‬ ‫في الحلقة السابقة‪ ،‬روت نبيلة عبيد قصة زواجها‬ ‫من عاطف سالم‪ ،‬والظروف التي أدت إلى فشل هذا‬ ‫ال��زواج‪ .‬وكشفت نبيلة عبيد عن فشل تجربتها‬ ‫ً‬ ‫الثانية مع الزواج‪ ،‬وإخفاقها أيضا في رحلة جمع‬ ‫املال في بيروت‪ ..‬وذكرت نبيلة أن فاتن حمامة كانت السبب‬ ‫ف��ي فشل أول فيلم تقوم بإنتاجه وه��و فيلم «وسقطت في‬ ‫بحر العسل»‪.‬‬ ‫وأك��دت أن اتجاهها إل��ى إنتاج األف�لام لحسابها الخاص قد‬ ‫أن�ق��ذه��ا م��ن ال�س�ق��وط ف��ي ش��رك األدوار السطحية الهابطة‪.‬‬ ‫وروت نبيلة عبيد كيف التقت باألستاذ إحسان عبد القدوس‬ ‫وتفاهمت معه على شراء قصة إلنتاجها لحسابها الخاص‪.‬‬ ‫وفى هذه الحلقة‪ ،‬وهى األخيرة‪ ،‬تروى نبيلة عبيد كيف عادت‬ ‫م��ن ج��دي��د لتمثل بطولة األف�ل�ام م��ن خ�لال قصص إحسان‬ ‫عبد القدوس التي تجد فيه الفنان والكاتب الذي يجيد التعبير‬ ‫عما في داخلها‪.‬‬ ‫تقول نبيلة‪« :‬بعد تجربة فيلم (وسقطت في بحر العسل) الذي‬ ‫دخلت به مجال اإلنتاج ألول مرة‪ ،‬اتصل بي امل��وزع صبحي‬ ‫فرحات‪ ،‬وأخبرني بأن هناك فيلما من إنتاج وإخراج أشرف‬ ‫فهمي بعنوان (رحلة داخ��ل ام��رأة)‪ .‬وك��ان في ذهني أن دور‬

‫‪76‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫البطولة في هذا الفيلم ُ‬ ‫سيسند ّ‬ ‫إلي‪ .‬ولكن حساب الحقل لم‬ ‫ينطبق على ح�س��اب ال�ب�ي��در‪ .‬فقد ع��رض على ال��دور الثاني‬ ‫وأعطاني السيناريو ألقرأه‪ .‬فأعجبت بالشخصية جدا‪ ،‬وقبلت‬ ‫تمثيلها‪..‬‬ ‫وبعد هذا الفيلم قبلت العمل في مجموعة أخرى من األفالم‬ ‫وأديت فيها األدوار الثانية مثل «رحلة خارج امرأة» بطولة نادية‬ ‫لطفي‪ ،‬ثم فيلم «املرأة األخرى» من بطولة ميرفت أمني‪ ،‬ثم فيلم‬ ‫«الشريدة» وكانت البطولة فيه لنجالء فتحي‪ ،‬وكل فيلم من هذه‬ ‫األف�لام تركت فيه عالمة مميزة‪ ،‬واستطعت أن أحصل على‬ ‫جوائز عن أدواري في هذه األف�لام‪ .‬وال أخفي عليك أن هذه‬ ‫األدوار قد أكدت لي أن املخرجني واملنتجني قد بدأوا ينظرون‬ ‫إلي نظرة جديدة‪.‬‬ ‫وعندما تأكدت من هذا اإلحساس‪ ،‬بدأت أفكر مرة أخرى في‬ ‫تقديم فيلم ألعب فيه دور البطولة من جديد‪.‬‬ ‫اتصلت باألستاذ إحسان عبد القدوس الذي أعطاني قصته‬ ‫الرائعة «وال يزال التحقيق مستمرا»‪ .‬وصارحت أشرف فهمي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إصرارا‬ ‫سينمائيا‪ ،‬ولكنه أصر‬ ‫برغبتي في إنتاج هذه القصة‬ ‫ً‬ ‫كبيرا على اشتراكي في فيلم «الشريدة»‪.‬‬ ‫ولعالقتي القوية وقتها بأشرف فهمي وافقت‪ ،‬واشتركت معه‬ ‫في الفيلم‪ .‬وأثناء التصوير كان أش��رف قد انتهى من قراءة‬ ‫ً‬ ‫مستمرا» وع��رض علي إنتاجها‬ ‫قصة «وال ي��زال التحقيق‬ ‫لحسابه‪ ،‬فلم أمانع باألمر مع مصارحتي له برغبتي الشديدة‬

‫في أن ألعب بطولة هذا الفيلم‪ ،‬وفعال وافق أشرف‪ ،‬وحقق الفيلم‬ ‫نجاحا جماهيريا وفنيا كبيرا‪ .‬وكان هذا الفيلم بمثابة عودة‬ ‫إلى النجاح الفني الذي كنت قد بدأته في فيلم «رابعة العدوية»‪.‬‬ ‫منذ هذه اللحظة تعلمت أن أشتري كل ما يقع في يدي من‬ ‫قصص جيدة‪ ،‬سواء أنتجتها بمالي الخاص أو أنتجها غيري‪.‬‬ ‫فليس هذا هو املهم‪ .‬ألن اإلنتاج والكسب املادي ليس هوايتي‪،‬‬ ‫بل هوايتي األول��ى هي أن أق��دم األدوار الجديدة التي تحافظ‬ ‫على املستوى الفني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مستمرا»‬ ‫وم��ن النجاح ال��ذي حققه فيلم «وال ي��زال التحقيق‬ ‫ّكونت‪ ،‬أنا وأشرف‪ ،‬ثنائيا فنيا متكامال‪ .‬وتخصصنا معا في‬ ‫تقديم أعمال إحسان عبد القدوس‪ ،‬ولكن بعد انتهاء الفيلم‬ ‫املشار إليه‪ ،‬عرض ّ‬ ‫علي أشرف فهمي بطولة فيلم «الشيطان‬ ‫يعظ» فوافقت‪ .‬وللمرة الثانية يحقق الفيلم نجاحا جماهيريا‬ ‫وفنيا كبيرين‪..‬‬ ‫وكنت قد أحببت الرقص الشرقي جدا‪ ،‬وأصبح حبي له ال يقل‬ ‫عن حبي للتمثيل‪ .‬وكنت أتمنى أن أتقن هذا الفن‪ .‬وحتى أثناء‬ ‫فترة غيابي في لبنان كنت أق��وم بالتمرين والتدريب ألتعلم‬ ‫الرقص وأتقنه‪.‬‬ ‫وك��ان حلم أح�لام��ي أن ألعب بطولة فيلم تكون البطولة فيه‬ ‫راق�ص��ة‪ .‬ولذلك فعندما علمت منذ ث�لاث سنوات تقريبا أن‬ ‫األستاذ إحسان عبد القدوس يكتب قصة بعنوان «الراقصة‬ ‫والطبال»‪ ،‬ويستعد لنشرها في جريدة «األهرام»‪ ،‬قمت بزيارة‬


‫مريحا للعمل‪ ،‬خصوصا أن فريق العمل يضم أساتذة ً‬ ‫كبارا‬ ‫أفتخر بوقوفي أمامهم‪.‬‬ ‫�ددت ألداء الشخصيتني‪ ،‬خ��اص��ة أن‬ ‫> وك�ي��ف اس �ت �ع� ِ‬ ‫واحدة منهما «خرساء»؟‬ ‫ عقدت الكثير من جلسات العمل مع املؤلف واملخرج‪ ،‬وتدربت‬‫ً‬ ‫كثيرا على الصمت لفترات طويلة ومحاولة إبراز ما بداخلي عن‬ ‫طريق النظرات ومالمح الوجه‪ ،‬وعشت مع الشخصيتني‪ ،‬وكنت‬ ‫أكرر الجمل الحوارية نفسها بينهما مع نفسي‪.‬‬ ‫> وماذا عن الفنان خالد النبوي بطل العمل؛ فهو من‬ ‫املمثلني املوهوبني؟‬ ‫ جمعتنا مشاهد رائعة أعتقد أنها مفاجئة للجمهور‪ ،‬وأظن‬‫أن الجمهور يلمس مدى التفاعل في مشاهدنا‪ ..‬وعلى كل هو‬ ‫ً‬ ‫إنسان غير ع��ادي قبل أن يكون ممثال يفوق الوصف‪ ،‬وأنا‬ ‫سعيدة بالتعاون معه‪.‬‬ ‫> وماذا عن فريق العمل؟‬ ‫ في أثناء التصوير تغلب أجواء األلفة والصداقة بيننا وسعيدة‬‫بالعمل مع مجموعة كبيرة من نجوم التمثيل املحترفني‪.‬‬ ‫> تربتك الدرامية األولى كانت من خالل مسلسل «كالم‬ ‫على ورق» واليوم تقدمني التجربة الثانية «مريم»‪..‬‬ ‫برأيك ما الفارق وما العوامل املشتركة بينهما؟‬ ‫ تجربتي في «كالم على ورق» كانت بدورها مفترق طرق‪،‬‬‫ولكن اليوم تجربتي في التمثيل نضجت أكثر وأصبح لدي‬ ‫ج��رأة وس�ه��ول��ة أك�ث��ر إلخ ��راج ك��ل م��ا ف��ي داخ�ل��ي وإع�ط��اء كل‬ ‫مشهد حقه‪.‬‬ ‫> مل��اذا لم تقبلي على تقديم تتر «م��ري��م» (أي أغاني‬ ‫مقدمة املسلسل)؟‬ ‫ أن��ا هنا ممثلة وسعيدة ج��دا باﻷغنية التي يؤديها املطرب‬‫وائ��ل جسار ال��ذي أعشق صوته‪ ،‬وعلى فكرة أسمع اﻷغنية‬ ‫ع �ش��رات امل ��رات ي��وم�ي��ا‪ ،‬وح��اول��ت ال�ف�ص��ل ب�ين ك��ون��ي مطربة‬ ‫ودوري كممثلة‪ ،‬كما أن تجسيدي لشخصيتني في عمل واحد‬ ‫جعلني أقرر التفرغ التام لهما‪ ،‬فكل شخصية منهما لديها‬ ‫انفعاالتها وحياتها وأسلوبها ورد فعلها‪ ،‬والشخصيتان ال‬ ‫عالقة لهما بالغناء‪.‬‬ ‫التصوير ن��زار شاكر‪ ،‬وإخ��راج متميز للمخرج محمد علي‪،‬‬ ‫ومجموعة محترفة من املمثلني‪ ،‬وأتلقى ً‬ ‫يوميا مكاملات كثيرة‬ ‫> أيهما أقرب إليك التمثيل أم الغناء؟‬ ‫م��ن أص��دق��اء ل��ي ب��ال��وس��ط الفني س��واء ف��ي مصر أو لبنان‪،‬‬ ‫ ال يمكن فصلهما‪ ،‬على امل�س��رح أن��ا ملكة مسرحي‪ ،‬وفي وجميعها مليئة بالتشجيع والثناء على أدائي‪ ،‬وهذا يسعدني‬‫ً‬ ‫التمثيل إحساس داخلي ال يمكن وصفه‪ .‬أهم ما نجحت به‬ ‫كثيرا ويضعني في منطقة مسؤولية‪.‬‬ ‫أنني استطعت أن أفصل هيفاء املطربة عن هيفاء املمثلة‪.‬‬ ‫> هل ترين أن املشاهد يفضل الفصل بني صوت الفنان > هناك أكثر م��ن مطرب خ��اض عالم ال��درام��ا‪ ..‬فما‬ ‫بأدائه التمثيلي واملطرب الذي يقدم تتر العمل؟‬ ‫رأيك؟‬ ‫ الوسط الفني يتسع للجميع‪ ،‬ويحق لكل فنان أن يحاول‬‫ بالطبع هذه حرية شخصية لكل فنان وصوت املمثل هو روح والجمهور هو الحكم‪.‬‬‫الشخصية التي يلعبها ً‬ ‫يوميا‪ ،‬ويتتبع أحداثها الجمهور‪ .‬ربما‬ ‫لو غنى صوته قد يفصل الجمهور عن شخصيته التمثيلية‪ > ،‬وم��ا تعليقك عن تصنيفك ممثلة محترفة بعد‬ ‫إال إذا كان يلعب دور فنان في العمل‪.‬‬ ‫فيلم «حالوة روح» ومسلسل «كالم على ورق»؟‬ ‫ الحمد لله‪ ،‬أظن أن اختياراتي الجيدة أوصلت املنتجني‬‫> كيف جاءت ردود الفعل على املسلسل؟‬ ‫وال�ك�ت��اب وامل�خ��رج�ين أن ي�ع��رض��وا علي أه��م األدوار‪..‬‬ ‫محكم‬ ‫سيناريو‬ ‫ إيجابية منذ الحلقات األولى‪ ،‬ما بني‬‫خال وأنا سعيدة بكوني اليوم ممثلة تؤخذ موهبتها على‬ ‫ٍ‬ ‫ملدير‬ ‫رائعة‬ ‫وصورة‬ ‫سالمة‪،‬‬ ‫من الثغرات للسيناريست أيمن‬ ‫الجد‬ ‫محمل‬ ‫<‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪75‬‬


‫قالت إن مسلسل «مريم» نقطة تحول في مسيرتها التمثيلية القصيرة‬

‫هيفاء وهبي لـ‬

‫‪:‬‬

‫أصبح لدي الجرأة إلخراج كل ما في داخلي‬

‫القاهرة‪ :‬عصام الدين راضي‬ ‫ال�ف�ن��ان��ة ه�ي�ف��اء وه �ب��ي ط�ل��ت ع�ل��ى ج�م�ه��وره��ا في‬ ‫امل��وس��م ال��رم�ض��ان��ي امل��اض��ي بشخصية «ن��وس��ة»‬ ‫الفتاة الفقيرة في مسلسل «مولد وصاحبه غايب»‬ ‫الذي خرج للنور بعد تأجيله ألكثر من عامني‪ ،‬وشخصيتني‬ ‫متناقضتني في مسلسل «مريم»‪ ،‬وهما «ملك» سيدة األعمال‬ ‫التي ينصب كل اهتمامها على تحقيق النجاح في حقل املال‬ ‫واألعمال‪ ،‬وشقيقتها التوأم «مريم» التي تلعب دورها هيفاء‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬والتي تعرضت لصدمة نفسية‪ ،‬بسبب وف��اة والدها‪،‬‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫فقدت على أثرها قدرتها على النطق‪ ،‬وحول شخصيتيها في لك السيناريو املفاجأة‪ .‬وبالفعل عندما قرأت قصة املسلسل‬ ‫ً‬ ‫خصوصا أنني سألعب دوري ��ن‪ ،‬وه��ذا ليس‬ ‫أحببته ك�ث�ي� ً�را‪،‬‬ ‫مسلسل «مريم» أجرت معها «املجلة» هذا الحوار‪:‬‬ ‫ً‬ ‫سهال‪ ،‬وبطبعي أحب الشخصيات التي تستفزني‪.‬‬ ‫> حدثينا عن دور «مريم» وماذا يمثل بالنسبة لك؟‬ ‫ «مريم» أعتبره نقطة التحول في مسيرتي التمثيلية القصيرة > وما أهم املعايير في اختيارك للشخصيات؟‬‫بعد مسلسل «ك�لام على ورق»‪ .‬صراحة أحببت شخصية ‪ -‬بكل بساطة ال بد أن ِّ‬ ‫أصدق الشخصية وأتعاطف معها‪.‬‬ ‫مالك ومريم وأنا اليوم أمام ٍّ‬ ‫تحد كبير‪ ،‬ولكن الحمد لله األصداء‬ ‫إيجابية جدا‪.‬‬ ‫واجهتها في أداء‬ ‫صفي لنا مدى الصعوبات التي‬ ‫ِ‬ ‫> ِ‬ ‫شخصيتني في عمل واحد؟‬ ‫> وكيف تم اختيارك للقيام ببطولته؟‬ ‫ ظروف التصوير لم تكن سهلة وامتدت لشهور طويلة‪ .‬ولكن‬‫ منذ رمضان املاضي والكاتب أيمن سالمة يقول لي‪ّ :‬‬‫لدي مخرج العمل األس�ت��اذ محمد علي وك��ل الفريق أضفوا جوا‬


‫ً‬ ‫عربيا‬ ‫األخوات اإلسرائيليات الثالث يحاولن تحقيق الشهرة‬

‫هل يستطيع فريق «أوا» رأب الصدع العربي ـ اإلسرائيلي عبر املوسيقي؟‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫حولت ثالث شقيقات أطلقن على أنفسهن اسم‬ ‫«أوا» األغ��ان��ي الشعبية اليمنية التقليدية التي‬ ‫أوش�ك��ت على االخ�ت�ف��اء إل��ى احتفالية إيقاعية‬ ‫راق �ص��ة‪ ،‬م��ن خ�ل�ال أول ��ى أغ�ن�ي��ات�ه��ن ال�ت��ي حملت ع�ن��وان‬ ‫«حبيب قلبي» والتي تمتاز بالجاذبية واإليجابية‪.‬‬ ‫وفي الفيديو‪ ،‬ظهرت الشابات الثالث وهن ترتدين فساتني‬ ‫وردي��ة براقة ووش��اح��ات تغطي ال��رأس وتجنب الصحراء‬ ‫ف��ي س �ي��ارة ب�ي�ض��اء رب��اع�ي��ة ال��دف��ع‪ .‬وم ��ن خ�ل�ال مقاطع‬ ‫استعراضية متوالية ونغمات عربية تقليدية شجية‪ ،‬بدت‬ ‫أغنية «حبيب قلبي» أغنية أصيلة‪ .‬كما كانت الشابات‬ ‫تتغنني بلهجة يمنية سليمة وكلمات من األغاني الشعبية‬ ‫الجنوبية‪.‬‬ ‫ولكن املشهد الصحراوي ال��ذي ظهر في الفيديو لم يتم‬ ‫تصويره في جبال «حراز» بل تم تصويره على بعد ‪1500‬‬ ‫ميل في «منطقة العربة» على مقربة من البحر املتوسط‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن الشقيقات الثالث تغنني بلسان عربي‬ ‫مبني‪ ،‬فإنهن لم يضعن موطأ قدم في اليمن‪ ،‬حيث إنهن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مميزا‬ ‫ظهورا‬ ‫إسرائيليات‪ .‬وما يجعل ظهور فريق «أوا»‬ ‫تأت مباشرة‬ ‫لم‬ ‫هو أن الضجة املحمومة التي ثارت حولهن‬ ‫ِ‬ ‫م��ن داخ��ل ب�ل��ده��ن‪ ،‬ب��ل إن�ه��ن صنعن ضجة وش�ه��رة في‬ ‫سوق أكثر صعوبة بالنسبة للمطربني اإلسرائيليني وهو‬ ‫العالم العربي‪.‬‬ ‫تنتسب األخ��وات الثالث‪ ،‬تاير‪ ،‬ول�ي��رون‪ ،‬وتاجيل‪ ،‬لعائلة‬ ‫حاييم التي تنحدر أصولها من اليمن وعندما كن صغيرات‬ ‫كن يتغنني باألغاني الشعبية اليمنية في مدرستهن بقرية‬ ‫شحروت في صحراء جنوبي إسرائيل‪ .‬فتقول تاير‪« :‬لقد‬ ‫كنا نعيش فيما يشبه بيت صغير بني املروج‪ .‬وكنا نخرج‬ ‫حفاة ونغني وس��ط ال��ري��ح‪ .‬لقد قضينا طفولة ممتعة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معتادا أن تسمع ذلك من اليهود الشرقيني‬ ‫وبالطبع ليس‬ ‫الذين جاءوا من الدول العربية أو اإلسالمية وكانوا يعيشون‬ ‫ً‬ ‫بني املواطنني األكثر ً‬ ‫فقرا وحرمانا في إسرائيل‪ .‬فلعقود‪،‬‬ ‫كان اليهود الشرقيون يحاربون من أجل الحصول على‬ ‫املساواة مع اليهود األشكيناز األوروبيني‪.‬‬ ‫ول�ك��ن األخ ��وات حاييم ينتمون إل��ى جيل أص�غ��ر يحاول‬ ‫ال�ح�ف��اظ ع�ل��ى ت��راث��ه ال �ش��رق أوس �ط��ي‪ ،‬ف�ه��ن ت�ق��ول��ن اآلن‪:‬‬ ‫«لقد أصبح اليهود الشرقيون مقبولني»‪ .‬واأله��م من ذلك‬ ‫أنهن يتلقني رسائل من معجبني من جميع أنحاء العالم‬ ‫العربي ‪ ،‬ومن ثم تشعر األخوات حاييم أنهن رغم كونهن‬ ‫إسرائيليات‪ ،‬تستمتع الجماهير بموسيقاهن وتتفاعل‬ ‫معها‪.‬‬ ‫وب �ع��د أي ��ام م��ن إط�ل�اق��ه‪ ،‬ح�ص��ل ال�ف�ي��دي��و ع�ل��ى تصنيف‬ ‫«فيديو اليوم» على املنتدى الشهير «محبو موسيقى الجاز‬ ‫اإلسالمية»‪ .‬كما جذبت التغطية اإلعالمية باللغة الفرنسية‬

‫الشقيقات الثالث أطلقن على أنفسهن اسم فريق «أوا» الغنائي‬

‫للفريق مستمعني من لبنان واملغرب‪ .‬وفي انتظار صدور‬ ‫أول ألبوم كامل لهن خ�لال الصيف‪ ،‬جذبت الفيديوهات‬ ‫التي نشرنها على «يوتيوب» جماهير من بلدان مثل اليمن‬ ‫ومصر وليبيا‪.‬‬ ‫وخ�لال محاولة شق طريقهن في العالم العربي‪ ،‬يسعى‬ ‫فريق «أوا» الختراق س��وق صعب يمكن ألي تلميح فيه‬ ‫باملشاركة اإلسرائيلية في مشروع تجاري أن يسفر عن‬ ‫إثارة حمالت مقاطعة‪.‬‬ ‫على أي ح��ال‪ ،‬أص�ب��ح ف��ري��ق «أوا» اآلن ج � ً‬ ‫�زءا م��ن موجة‬ ‫جديدة من املوسيقيني الذين يعلنون بوضوح عن هويتهن‬ ‫اإلس��رائ�ي�ل�ي��ة‪ ،‬وم��ا زال ��وا يستكشفون ويحسبون ً‬ ‫جيدا‬ ‫لتداعيات انحدارهم من اليهود الشرقيني‪.‬‬ ‫ومن خالل املزيج من اللسانيات والتراث الثقافي وبعض‬ ‫املوسيقى الصاخبة‪ ،‬يحاول فريق «أوا» رأب الصدع بني‬ ‫سوقني موسيقيني‪ ،‬وهما إسرائيل والعالم العربي وهو‬ ‫الصدع الذي لم يتم رأبه من قبل سوى عبر عدد محدود‬ ‫من املوسيقيني‪.‬‬ ‫وقبل الهجرة‪ ،‬قامت النساء اليهوديات بتسجيل روايتهن‬ ‫للتاريخ الشفاهي ً‬ ‫بعيدا ع��ن املعابد التي يهيمن عليها‬ ‫ال��ذك��ور م��ن خ�لال تمرير الشعر عبر األج �ي��ال باللهجة‬ ‫اليمنية املحلية‪ .‬وقد امتزجت تلك الرواية للتاريخ باملهام‬ ‫اليومية وفنون الطهي وجمع املياه باإلضافة إلى مآسيهن‪:‬‬ ‫أس��رة تشتت شملها‪ ،‬وول��د ضل طريقه‪ .‬وكانت النساء‬ ‫عادة ما تضيف أبيات شعرية خاصة بهن تحمل أغنياتهن‬ ‫في األشعار التي كان يتم تناقلها عبر السنوات‪.‬‬ ‫وفي ظل روح ذلك النوع من املمارسة الفنية املرنة‪ ،‬صدرت‬ ‫أغنية الفريق األولى «حبيب قلبي»‪ ،‬فتقول تاير حاييم‪ ،‬وهي‬

‫كبرى األخوات الثالث‪« :‬لقد سمح ذلك التقليد لنا باستخدام‬ ‫التاريخ مع إضافة ملساتنا الخاصة على أغنيات األلبوم»‪.‬‬ ‫ولكن في البداية‪ ،‬وحتى والد الفتيات الثالث‪ ،‬الذي كان يحلم‬ ‫ً‬ ‫موسيقيا عندما كان ً‬ ‫ً‬ ‫متحيرا بشأن‬ ‫شابا‪ ،‬كان‬ ‫بأن يصبح‬ ‫إصرار الفتيات على غناء األغاني اليمنية الشعبية‪ .‬ولكن‬ ‫الفتيات الثالث قررن إصدار أغنيات تعتمد على األشعار‬ ‫اليمنية‪ ،‬كن يحفظن بعضها منذ طفولتهن وكانت كلماتها‬ ‫وألحانها منغرسة بعمق ف��ي ذاك��رت�ه��ن‪ .‬فيما اكتشفن‬ ‫بعض األغنيات األخرى وهن يبحثن في التاريخ الغنائي‬ ‫لليهود الشرقيني مثل أغاني املوسيقي اليمني‪ ،‬شلومو‬ ‫موجعا‪ ،‬ال��ذي هاجر إل��ى إسرائيل عقب ال�ح��رب العاملية‬ ‫الثانية‪ .‬وتضمنت الكثير منها أغاني يمنية قديمة لم يتم‬ ‫تسجيلها إال ف��ي أواس��ط ال�ق��رن العشرين عندما وصل‬ ‫املوسيقيون اليهود اليمنيون إلى إسرائيل‪.‬‬ ‫ومن املهم أن نالحظ أن أخوات حاييم لسن أول املطربات‬ ‫اإلسرائيليات الالتي تغنني أغاني يهودية عربية يمنية‬ ‫وباللهجة ال�ت��ي ك��ان يتحدث بها ي�ه��ود اليمن‪ .‬فقد كان‬ ‫هناك‪ ،‬عفراء التي كانت تغني باللهجة اليمنية في محاولة‬ ‫لتقليص الفجوة بني الثقافات اليهودية والعربية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أشينوم نيني‪ ،‬وغيرها من كبار املطربني اإلسرائيليني‪.‬‬ ‫وهناك فريق محلي يطلق عليه «بلوز » يمزج بني األغنيات‬ ‫التقليدية وأغاني غرب أفريقيا من املامبو والفانك‪.‬‬ ‫وع�ل��ى ال��رغ��م م��ن أن ت��أم�لات�ه��م املوسيقية ح��ول الثقافة‬ ‫وال �ه��وي��ة ال�ع��رق�ي��ة اج�ت��ذب��ت ب�ع��ض ال�ج�م��اه�ي��ر ال �ع��رب‪ ،‬ما‬ ‫ً‬ ‫فريق‬ ‫زال الطريق أمامهن غامضا حيث إن الطريق أمام ً‬ ‫إسرائيلي يحاول اقتحام الشرق األوس��ط ما زال طريقا‬ ‫ً‬ ‫محفوفا باملخاطر <‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪73‬‬


‫عرض كتاب‪« :‬الجنس إكس»‬

‫إيران أكثر دول املنطقة من حيث عدد جراحات تغيير الجنس‬

‫غالف الكتاب‬

‫اسم الكتاب‪« :‬الجنس إكس»‬ ‫املؤلف‪ :‬شادي أمني و راها باهريني‬ ‫الناشر‪ :‬العدالة إليران‬ ‫اللغة‪ :‬الفارسية واإلنجليزية‬ ‫نشر في عام ‪ 2015‬في أملانيا‬

‫طهران‪ :‬مهسا شجاعيان‬ ‫على الرغم من أن العالقات املثلية ممنوعة في‬ ‫إي��ران‪ ،‬بل وتعد جريمة أيضا‪ ،‬تسمح الدولة‬ ‫بإجراء جراحات لتحويل الجنس‪ .‬وبمعنى‬ ‫آخ ��ر‪ ،‬يمكن للمثليون م��ن ال��رج��ال وال �ن �س��اء تغيير‬ ‫هويتهم وحياتهم من خالل تغيير جنسهم‪ .‬وتحمل‬ ‫إيران أكبر رقم من حيث عدد جراحات تغيير الجنس‬ ‫في املنطقة‪ .‬وقد صدر أخيرا كتاب بعنوان «الجنس‬ ‫إك��س» باللغتني الفارسية واإلنجليزية‪ .‬والكتاب هو‬ ‫ج��زء م��ن م �ش��روع بحثي م�ش�ت��رك ت �ق��وم ب��ه منظمة‬ ‫«العدالة من أجل إيران» والناشط اإليراني شادي أمني‪،‬‬ ‫مؤسس «‪ 6‬رانغ»‪.‬‬ ‫وع�ل��ى ال��رغ��م م��ن أن الصحف اإلي��ران�ي��ة تحدثت عن‬ ‫ع�م�ل�ي��ة لتغيير ال�ج�ن��س ف��ي ع ��ام ‪ ،1973‬ل��م تصبح‬ ‫ع�م�ل�ي��ات تصحيح ال�ج�ن��س م�ش��روع��ة ف��ي إي ��ران إال‬ ‫‪72‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫إيرانية تمارس لعبة «رمي السهم» في أحد النوادي االجتماعية في وسط طهران (غيتي)‬

‫في عهد الخميني‪ ،‬املرشد األعلى اإلي��ران��ي السابق‬ ‫وزعيم الثورة اإلسالمية الذي أصدر فتوى بجوازها‬ ‫في عام ‪ .1985‬وتعد إيران دولة قائمة على املفاهيم‬ ‫املتعلقة ب��ال�ج�ن��س إل��ى ح��د ب�ع�ي��د‪ ،‬ح�ي��ث ي�ح��دد ن��وع‬ ‫الجنس الحقوق واملسؤوليات وفقا للقوانني الجنائية‬ ‫واألسرية‪.‬‬ ‫و من يقف أمام هذه الثنائية الجنسية في إي��ران هم‬ ‫املثليون واملتحولون جنسيا الذين يتجاوزون التوقعات‬ ‫املجتمعية للجنس ويطالبون بحقوقهم الخاصة‪.‬‬ ‫وفي هذا الكتاب‪ ،‬أجرى املؤلف لقاءات مع مئات املثليني‬ ‫من كال الجنسني واملتحولني جنسيا الذين تعرضوا‬ ‫لعدة أنواع من العالجات‪ .‬ويظهر البحث أن القمع عادة‬ ‫ما يأتي متزامنا مع مجموعة جديدة من املمارسات‬ ‫القانونية والطبية التي تروج لعمليات تحويل الجنس‬ ‫املضرة‪ ،‬والعالجات غير املبررة بالهرمونات والتعقيم‪،‬‬ ‫وج��راح��ات تغيير ال�ج�ن��س‪ ،‬وه��ي جميعها إج ��راءات‬ ‫تستهدف «ش �ف��اء» ه��ذا االن �ج��ذاب ب�ين ذوي الجنس‬ ‫الواحد‪ .‬ويهدف الكتاب إلى القاء الضوء على املثليني‬ ‫ف��ي إي� ��ران وأي �ض��ا ال��ذي��ن خ�ض�ع��وا ل�ع�م�ل�ي��ات تغيير‬ ‫الجنس‪.‬‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى ممارسة عمليات تغيير الجنس في‬ ‫إي��ران‪ ،‬تسمح املؤسسة الطبية في الدولة باستخدام‬ ‫عالجات ضارة لتغيير الجنس املنتشرة في البالد ‪،‬‬ ‫بما في ذلك العالج بالصدمات الكهربائية والهرمونات‬ ‫وأدوية العالج النفسي واألدوية التي تحفز الغثيان‪.‬‬ ‫وي��وض��ح ال�ك�ت��اب ال��وض��ع ف��ي إي ��ران‪ ،‬مشيرا إل��ى أن‬

‫الكثير م��ن املختصني بالصحة العقلية ف��ي إي��ران‬ ‫يشخصون املثليني واملتحولني جنسيا باعتبارهم‬ ‫أشخاصا يعانون اضطرابا ف��ي هويتهم الجنسية‬ ‫أو يعانون من اضطراب التشوهات الجسدية‪ ،‬وهو‬ ‫اضطراب نفسي يدفع األشخاص لتشويه الكيفية التي‬ ‫يرون بها أنفسهم‪ .‬وقد تم إخبار معظم من التقاهم‬ ‫مؤلف الكتاب عقب عدة جلسات من العالج النفسي‬ ‫أنهم يجب أن يخضعوا إلجراءات تغيير الجنس‪ .‬وال‬ ‫يقدم الكثير من األطباء الحقيقة حول فعالية وضرر‬ ‫جراحات تغيير الجنس عندما يقابلون األشخاص‬ ‫غير املتكيفني مع اختالف ميولهم الجنسية‪ .‬ويفيد‬ ‫ال�ك�ت��اب ب��أن الكثير م��ن األش �خ��اص ال��ذي��ن خضعوا‬ ‫ل�ع�م�ل�ي��ات ت�غ�ي�ي��ر ال �ج �ن��س ل��م ي�ت�ل�ق��وا االس �ت �ش��ارات‬ ‫املناسبة قبل العملية ح��ول الرعاية التي يحتاجون‬ ‫إليها بعدها وأهمية املتابعة‪.‬‬ ‫وخ�لال البحث‪ ،‬توفي على األق��ل ثالثة من املتحولني‬ ‫جنسيا بعد إجرائهم للعملية نظرا لعدم وجود رعاية‬ ‫كافية بعد العملية‪.‬‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى أن ال�ك�ت��اب يشير إل��ى أن الكثير من‬ ‫امل �ت �ح��ول�ين ج�ن�س�ي��ا ت �ع��رض��وا مل �ض��اع �ف��ات صحية‬ ‫خطيرة‪ ،‬مثل آالم الصدر املزمنة‪ ،‬وآالم الظهر العنيفة‪،‬‬ ‫وندوب قوية‪ ،‬وفقدان الرغبة الجنسية‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫التعرض املستمر للعدوى نتيجة لتعرضهم لجراحات‬ ‫دون املستوى‪ .‬ويعد الكتاب عمال سياسيا باألساس‪،‬‬ ‫حيث يطالب ب��إج��راء تغييرات على عمليات تغيير‬ ‫الجنس في إيران ونوعية العالجات الطبية <‬


‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬داعش والنصرة و«جهاد األطباء»‬ ‫ط��وال الثمانينات املاضية‪ ،‬وخ�لال فترة اح��ت�لال السوفيات‬ ‫ألفغانستان ال��ت��ي ق��ارب��ت عشر س��ن��وات‪ ،‬ك��ان��ت التنظيمات‬ ‫«ال��ج��ه��ادي��ة» ه���ن���اك‪ ،‬ه���ي أول م���ن ب���دأ ت��دش�ين ح��م��ل��ة تجنيد‬ ‫األطباء إبان «الجهاد اإلسالمي» ضد «اإللحاد السوفياتي»‪،‬‬ ‫بعد أن التحق بصفوفه ع��دد كبير من األط��ب��اء الذين ذهبوا‬ ‫لإلغاثة اإلسالمية‪ ،‬وانتهت بانخراط كثير منهم في القتال‬ ‫واالنضمام إلى صفوف تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن الدن‬ ‫في التسعينات املاضية‪.‬‬ ‫وبعد مضي أشهر م��ع��دودة على ب��داي��ة األزم���ة ال��س��وري��ة في‬ ‫مارس (آذار) ‪ ،2011‬بدأت دعاوى ما يسمى «جهاد األطباء»‬ ‫النشاط عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬إذ تسابقت الجماعات‬ ‫املتطرفة واملتورطة في الصراع نحو تجنيد من أطلقوا عليهم‬ ‫«م�لائ��ك��ة رح��م��ة ال��ج��ه��اد»‪ ،‬الستغاللهم ف��ي ع�لاج اإلص��اب��ات‬ ‫الواقعة بني صفوفهم من جراء املعارك الدائرة‪.‬‬

‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬محاولة للتفسير‬ ‫ظ��اه��رة بهذه ال��غ��راب��ة‪ ،‬التي تصل ح��د امل��ف��ارق��ة امل��ده��ش��ة‪ ،‬من‬ ‫امل��ؤك��د أن لها أب��ع ً��ادا وأس��ب ً��اب��ا ع��دة يتداخل فيها السياسي‬ ‫واآليديولوجي مع السوسيولوجي والسيكولوجي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬يشكل اتساع مدى الحريات السائدة في املجتمع‪ ،‬التي‬ ‫تنعكس على شكل ال��ع�لاق��ة ب�ين العلم وال��دي��ن ع��م��وم��ا‪ ،‬وفي‬ ‫ً‬ ‫تحديدا‪ً ،‬‬ ‫جانبا ً‬ ‫مهما في تفسير هذه‬ ‫داخل التنظيمات الدينية‬ ‫الظاهرة ‪ /‬املفارقة‪ ،‬ففي املجتمعات التي تعلي من شأن الحريات‬ ‫ُ‬ ‫تتسع آفاق التفكير النقدي وتقتلع جذور التفكير اليقيني‪ ،‬وفي‬ ‫املجتمعات التي تنحسر فيها حريات التفكير‪ ،‬أو تضع ضوابط‬ ‫له أو ً‬ ‫قيودا عليه‪ ،‬يطغى ويسود التفكير املطلق واليقيني ويقل‬ ‫أو يتضاءل التفكير النقدي والجدلي‪ .‬وال ننسى أن نظام التعليم‬ ‫القائم ً‬ ‫حاليا على التلقني ال يهيئ عقلية الطالب من البداية‬

‫‪,,‬‬

‫زعيم القاعدة الحالي‬ ‫أيمن الظواهري‬ ‫طبيب وإخصائي في‬ ‫الجراحة‪ ..‬واملغربي‬ ‫سعيد التسولي أخطر‬ ‫خبراء القاعدة في‬ ‫املعلوماتية‬

‫‪,,‬‬

‫ً‬ ‫مزدوجا لـ«القاعدة» و«سي آي إيه» وقتل سبعة ضباط‬ ‫عميال‬ ‫أميركيني وضابطا أردنيا في تفجير انتحاري عام ‪ 2009‬في‬ ‫ً‬ ‫أفغانستان ‪ -‬هو طبيب أيضا‪ ،‬وقائد جبهة النصرة أبو محمد‬ ‫الجوالني هو طالب طب قطع دراسته لاللتحاق بـ«القاعدة»‪.‬‬ ‫وأب��و أن��س الليبي ك��ان ينتمي إل��ى «الجماعة الليبية املقاتلة»‪،‬‬ ‫املعارضة لنظام القذافي‪ ،‬ثم انضم إل��ى تنظيم القاعدة عام‬ ‫صفوفها بفضل درايته في مجال‬ ‫‪ ،1994‬وتقدم بسرعة في‬ ‫ُ‬ ‫املعلوماتية وأنظمة االتصاالت‪ ،‬وألقي القبض عليه في طرابلس‬ ‫يوم ‪ 5‬أكتوبر (تشرين األول) ‪ 2013‬من قبل القوات األميركية‬ ‫الخاصة (قوة دلتا)‪ ،‬وفي أوائل يناير (كانون الثاني) ‪،2015‬‬ ‫أعلن عن وفاة أبو أنس الليبي في أحد مستشفيات نيويورك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضا املغربي سعيد التسولي‪ ،‬الذي أفرجت السلطات املغربية‬ ‫عنه في أوائل أغسطس (آب) آب ‪ ،2015‬ويعد من أخطر خبراء‬ ‫تنظيم القاعدة في املعلوماتية‪ ،‬والذي كان معتقال في بريطانيا‬ ‫منذ عام ‪ ،2007‬ومعروف باسم «العميل ‪ ،»007‬حيث عمل‬ ‫لصالح «تنظيم القاعدة في بالد الرافدين» بقيادة أبو مصعب‬ ‫ال���زرق���اوي‪ ،‬واب��ت��دع طريقة لتحويل ش��رائ��ط الفيديو املخيفة‬ ‫إلى شكل قابل للبث على شبكة اإلنترنت‪ .‬واعتبر عدد من‬ ‫الصحف األجنبية منها «واشنطن بوست» أنه يتميز بمهارات‬ ‫فائقة‪ ،‬ويعد أستاذا في اللصوصية والبرمجة وتنفيذ هجمات‬ ‫على اإلنترنت وإتقان التصميم الرقمي واإلعالمي‪ ،‬وأكبر خبير‬ ‫«متطرف» في كل ما يتعلق باإلنترنت‪.‬‬

‫للحوار والنقاش وأعمال العقل‪.‬‬ ‫‪ - 2‬م��ن الطبيعي واملنطقي أن تلجأ ال��ح��رك��ات والتنظيمات‬ ‫السياسية والدينية إلى محاولة توظيف العلم والعلماء بقوة‬ ‫لتحقيق أه��داف��ه��ا وغ��اي��ات��ه��ا‪ ،‬ل��ذا ف��إن النخب العلمية تصبح‬ ‫في مرمى محاوالت االستقطاب والتجنيد في صفوف هذه‬ ‫التنظيمات وال��ح��رك��ات‪ ،‬س���واء ألس��ب��اب تتعلق ب��ك��ون ه��ؤالء‬ ‫ال��ع��ل��م��اء ن��خ��ب��ة أو ص��ف��وة م��ت��م��ي��زة ف��ي م��ج��االت��ه��م‪ ،‬أو ألنهم‬ ‫يمثلون «رأس��م��ال اجتماعي»‪ ،‬نظرا ملا يحظون به من هيبة‬ ‫ومكانة في املجتمع‪ ،‬تتعلق بكونهم قدوة في التفوق والنبوغ‪،‬‬ ‫والتي تجعل منهم مصدر ق��وة في دع��م «مظهر» و«مكانة»‬ ‫التنظيم أو ال��ج��م��اع��ة ب�ين ال��ن��اس‪ ،‬وأداة رئيسية ف��ي تعزيز‬ ‫نشر آيديولوجيتها بني الجماهير‪ ،‬وتأكيد وجودها املتميز‬ ‫و«نفاذيتها السياسية» في املجتمع‪.‬‬ ‫‪ - 3‬في املقابل‪ ،‬وجدت كثير من الدراسات السوسيولوجية‬

‫والسيكولوجية أن انضمام العلميني إلى الحركات والتنظيمات‬ ‫املتطرفة‪ ،‬نبع من تراكمات مشاعر «اإلح��ب��اط» أو «الحرمان‬ ‫النسبي»‪ ،‬الذي يقصد به الفجوة بني التوقعات والوقائع‪ .‬فكثير‬ ‫م��ن ه���ؤالء العلماء ً‬ ‫غالبا م��ا يكونون م��ن املتفوقني ال��ذي��ن ال‬ ‫ي��ج��دون فرصتهم املناسبة‪ ،‬إذ وج���دت أص�ل�ا‪ ،‬ف��ي املجتمع‪،‬‬ ‫بسبب شيوع ثقافة الواسطة واملحسوبية وتفشي الفساد‬ ‫وتقديم أهل الثقة على أهل الخبرة‪ ،‬فتتملكهم مشاعر اإلحباط‬ ‫والسخط على املجتمع والسلطة السياسية القائمة عليه‪ ،‬ال‬ ‫��ال بالذاتية‪ ،‬وال‬ ‫سيما أن معظم املتفوقني لديهم إحساس ع ٍ‬ ‫نقول النرجسية‪ ،‬التي تجعلهم يتصورون أن املجتمع سوف‬ ‫يأخذهم على أكف الراحة‪ ،‬يقدرهم وينزلهم منازلهم ويمنحهم‬ ‫أكاليل الغار والفخار‪ ،‬وعندما ال يجد هذا الشخص النابغ أو‬ ‫املتفوق ال التقدير املالئم وال الفرصة املناسبة‪ ،‬يصبح لقمة‬ ‫سائغة وهدفا سهال لـ«االستقطاب» و«االختطاف» من جانب‬ ‫الحركات والتنظيمات الدينية واملتطرفة‪ ،‬والوقوع في براثنها‬ ‫وجرائمها‪ ،‬عبر تقديمها له مبررات ومسوغات شرعية ودينية‬ ‫ّ‬ ‫يغلف بها رغبة «االنتقام» و«الثأر» التي تعتمل في نفسه تجاه‬ ‫هذا املجتمع وسلطته السياسية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬على أن هذا ال ينفي أن هناك علماء ومهندسني وأطباء‬ ‫حياتهم املعيشية مستقرة‪ ،‬لكن تتملكهم رغبة جارفة نحو‬ ‫املغامرة‪ ،‬وبعضهم يجد في االنضمام إلى حركات ومنظمات‬ ‫متطرفة وإره��اب��ي��ة طريقا لتأكيد ذات���ه‪ ،‬لنفسه ول�لآخ��ري��ن‪،‬‬

‫وق��درت��ه على ام��ت�لاك م��ه��ارات‪ ،‬مثل صناعة ال��ق��ن��اب��ل‪ ،‬ومثل‬ ‫ً‬ ‫نفسيا‪ ،‬حتى وإن لم‬ ‫هؤالء في الحقيقة مرضى‪ ،‬أو مهتزون‬ ‫يظهر ذلك عليهم بالضرورة‪ .‬وهم مختطفون – ذهنيا – من‬ ‫أدنى منهم تعليما وفهما‪ ،‬استطاعت‬ ‫مجموعة قيادية‪ ،‬قد تكون ّ‬ ‫أن تبث في عقولهم أفكارا غلفتها بتفسيرات دينية‪ ،‬مستغلة‬ ‫توجهاتهم الدينية‪ ،‬فتسلطت على عقولهم‪ ،‬واستطاعت التحكم‬ ‫في تصرفاتهم وتحركاتهم‪ - 5 .‬ثمة حقيقة أخرى تشير إلى‬ ‫أن العلماء واألطباء واملهندسني‪ ،‬بسبب ضيق وقتهم وطبيعة‬ ‫تخصصهم العلمي الضيق والبحت‪ ،‬لم يعد لديهم الوقت أبدا‬ ‫ل��ي��ق��رأوا ال��ق��رآن أو كتب الحديث النبوي الكبرى ف��ي متونها‬ ‫األصلية‪ ،‬وال يخطر في بالهم أن يتساءلوا عن كيفية وظروف‬ ‫تشكل التركيبة االجتماعية والتاريخية للشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهم أيضا ال يعبئون إطالقا بعلم تأويل النصوص الدينية‪ ،‬وال‬ ‫بتفسيرها بطريقة عقالنية نقدية حديثة‪ .‬كما ال يعبأون بعلم‬ ‫التاريخ‪ ،‬أي موضعة التراث اإلسالمي داخل منظور تاريخي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا أن يقرأوا ً‬ ‫كتابا في الفلسفة أو‬ ‫وال يخطر في بال هؤالء‬ ‫أن يلقوا على األمور نظرة التأمالت الفلسفية العميقة‪ .‬وتتجلى‬ ‫خطورة هذه املسألة مع األخذ في االعتبار غياب تدريس مادة‬ ‫الدين ب��امل��دارس – كمادة أساسية – تعرف الطالب بأصول‬ ‫العقيدة الدينية الصحيحة‪ ،‬دون تحريف أو تالعب باملعتقدات‬ ‫الدينية‪.‬‬ ‫‪ - 6‬رغم أن التطرف والتعصب يمثالن ظاهرة إنسانية نسبية‬ ‫ال ت��ق��ف ع��ن��د ح����دود ال��ت��دي��ن ول��ه��ا أوج����ه م��ت��ع��ددة ف��ي ات��خ��اذ‬ ‫م��واق��ف م��ت��ش��ددة وع��اط��ف��ي��ة‪ ،‬ف��إن الشخص األص��ول��ي يؤمن‬ ‫بصحة قناعات م��ح��ددة على نحو مطلق وج���ذري ويرفض‬ ‫الجدل والنقاش والنقد والنقض والتنوع واالختالف في اآلراء‪،‬‬ ‫وال يكتفي ب��أن تكون ه��ذه ه��ي قناعاته ومعتقداته الذاتية‪،‬‬ ‫وإنما يسعى لنشرها بني اآلخرين أو فرضها عليهم‪ .‬ولهذا‬ ‫فالناس‪ ،‬في نظره‪ ،‬إما معه وإما ضده‪ ،‬إذ يتسم الفكر اليقيني‪،‬‬ ‫واآليديولوجي عموما‪ ،‬بالحدة في الثنائيات عبر التأكيد على‬ ‫التعارضات املزدوجة بني الفضيلة مقابل الرذيلة‪ ،‬والحشمة‬ ‫مقابل السفور‪ ،‬واألصيل (التراثي) مقابل الدخيل (الحداثي)‪،‬‬ ‫وب��ال��ت��ال��ي ف���إن تشخيص ال��ع�لاق��ة ب�ين ه���ذه ال��ت��ع��ارض��ات يتم‬ ‫ب��إض��ف��اء ال��خ��ي��ر ع��ل��ى ط���رف وال��ش��ر ع��ل��ى ط���رف آخ���ر بصفة‬ ‫مطلقة‪ ،‬ما ينشأ عنه تصوير تمايز ه��ذه املنظومة على أنه‬ ‫مبدأ إلهي‪.‬‬ ‫‪ - 7‬ح�ين يلتقي التطرف الديني م��ع التطرف العلمي في‬ ‫شخص واح��د يترتب على ذل��ك مزيج من التفكير ورؤى‬ ‫للعالم متعصبة في اعتمادها على الدين أكثر من ارتباطها‬ ‫غالبا م��ا يكونون أف ً‬ ‫بالعلم‪ ،‬ف��إن العلماء ً‬ ‫����رادا ذوي «بعد‬ ‫واح���د»‪ ،‬باستعارة تعبير الفيلسوف األم��ي��رك��ي‪ ،‬األملاني‬ ‫األصل‪ ،‬هربرت ماركوزه‪ ،‬ينظرون إلى املواقف والظواهر‬ ‫واألش��ي��اء ال ن��ظ��رة جزئية ‪ /‬نسبية‪ ،‬ب��ل ن��ظ��رة شمولية ‪/‬‬ ‫كلية‪ ،‬تتوزع ألوانها ما بني األبيض واألسود وال ثالث لهما‪،‬‬ ‫وتتحدد مواقفها وآراؤه���ا ما بني «م��ع» أو «ض��د»‪ ،‬وبلغة‬ ‫العلم واملنطق‪ ،‬فإن نظرتهم تختزل الظواهر واملواقف في‬ ‫قضايا منطقية ينبغي أن تأتي نتائجها مطابقة ملقدماتها‪،‬‬ ‫وم��ع ً��ادالت رياضية (حسابية) ينبغي أن يأتي برهانها‬ ‫مطابقا ملعطياتها‪ .‬وهذه العقلية ذات التفكير األحادي نتاج‬ ‫للوضعية املنطقية املفرطة التي تختزل العالم وال��وج��ود‬ ‫اإلنساني في مجرد نسق يمكن تصميمه وفكه وتركيبه‪،‬‬ ‫وه��ك��ذا ينمو التعصب امل����زدوج عبر ان��ص��ه��ار األصولية‬ ‫العلمية واألصولية الدينية ً‬ ‫معا في عقلية واحدة متصالحة‬ ‫ً‬ ‫ومنسجمة تماما مع ما قد يبدو متناقضا‪ ،‬أو مع ما قد‬ ‫يمثل ظاهرة ال تخلو من مفارقة مدهشة <‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪71‬‬


‫ثمة عدد كبير من املهندسني‬ ‫واألطباء والفيزيائيني واملختصني‬ ‫باملعلوماتية والبرمجيات‪ ،‬ينتمون‬ ‫إلى جماعات دينية إصالحية وسلفية‬ ‫أو تنظيمات إرهابية ومتطرفة‪ .‬أما‬ ‫عدد املختصني بالعلوم النظرية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬من مؤرخني وعلماء‬ ‫ألسنية وفلسفة واجتماع وعلم نفس‬ ‫وأنثربولوجيا‪ ،‬فهو قليل ً‬ ‫جدا‪ ،‬وإن لم‬ ‫يعدم ً‬ ‫تماما‪ .‬وهذه ظاهرة ‪ /‬مفارقة‬ ‫ً‬ ‫كبيرة تطرح سؤاال ً‬ ‫هاما يدور حول‬ ‫كيفية تحول أشخاص يتدربون على‬ ‫املنهج العلمي والتجريبي في العلوم‬ ‫الطبيعية والتطبيقية إلى أن يصبحوا‬ ‫متعصبني ومتطرفني ينضمون إلى‬ ‫تيارات وتنظيمات تكفيرية وإرهابية‪،‬‬ ‫أو بمعنى آخر‪ :‬كيف تنتج النظرة‬ ‫االحتمالية واملوضوعية للعلوم‬ ‫الطبيعية نظرة حتمية ومطلقة للفكر‬ ‫نّ‬ ‫والوجود‬ ‫اإلنسانيي وتغذيهما‬ ‫ّ‬ ‫وتغلفهما بعباءة آيديولوجية؟‬

‫ً‬ ‫واحدا من العقول املدبرة وراء اغتيال الرئيس السادات‬ ‫صورة أرشيفية للمتطرف أيمن الظواهري أثناء محاكمته عام ‪ 1982‬باعتباره‬ ‫عام ‪ 1981‬الظواهري‪ ،‬جراح مصري عضو سابق في حركة الجهاد املصرية قبل انضمامه لتنظيم القاعدة (غيتي)‬

‫إجمالي عدد املتخصصني في العلوم الدينية داخل الهرم القيادي لإلخوان ال يتعدى شخصني فقط‬

‫ملاذا يتطرف العلميون؟‬ ‫موسكو‪ :‬أحمد دياب‬ ‫لقد ُكتب كثير حول هذه الظاهرة ‪ /‬املفارقة‪ّ ،‬‬ ‫لكن‬ ‫املفكرين والباحثني الذين تناولوها وكتبوا عنها‬ ‫ً‬ ‫غالبا ما اكتفوا بوصفها ومالحظتها من دون تقديم‬ ‫كاف‬ ‫أي تحليل نقدي عميق لها أو عنها‪ ،‬فليس ًثمة تحليل ٍ‬ ‫شاف لهذه الظاهرة‪ .‬فال أحد توقف طويال عند املسلمات‬ ‫واف ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫واملنطلقات اآليديولوجية والسوسيولوجية والسيكولوجية‬ ‫التي تقف خلفها‪ ،‬وال تشوف أو تهيأ بالقدر الكافي للمآالت‬ ‫والتداعيات التي تطرحها ه��ذه الظاهرة ‪ /‬املفارقة على أمن‬ ‫وسالمة ومستقبل وأفق املجتمعات العربية واإلسالمية‪.‬‬

‫ً‬ ‫أوال‪ :‬حدود الظاهرة‬ ‫تشير الخلفية التعليمية إلى ما يقرب من ‪ 43‬قيادة بارزة داخل‬ ‫‪70‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫ً‬ ‫شخصا‬ ‫جماعة «اإلخ ��وان املسلمني» ف��ي مصر‪ ،‬إل��ى أن ‪30‬‬ ‫منهم حاصلون على شهادات جامعية في العلوم الطبيعية‪،‬‬ ‫أب��رزه��ا ال�ط��ب وال�ه�ن��دس��ة وال�ع�ل��وم بنسبة تصل إل��ى ‪ 70‬في‬ ‫املائة‪ .‬ومن بني هؤالء حصل ‪ 21‬عضوا على درج��ات علمية‬ ‫أعلى وهي املاجستير والدكتوراه بنسبة ‪ 49‬في املائة‪ ،‬خمسة‬ ‫منهم على األق��ل حصلوا على تلك ال�ش�ه��ادات م��ن جامعات‬ ‫غربية‪ ،‬في حني هناك ‪ 8‬أشخاص فقط من قيادات اإلخوان في‬ ‫مصر تخصصوا في مجاالت العلوم االجتماعية واإلنسانية‬ ‫بنسبة تقدر بنحو ‪ 19‬في املائة‪ ،‬إلى جانب خمسة أشخاص‬ ‫في مجاالت أخ��رى‪ .‬وال يوجد بطبيعة الحال أي شخص في‬ ‫الهرم القيادي لإلخوان له خلفية تعليمية في مجال الفلسفة‬ ‫أو اآلداب‪ .‬ومن املفارقات أن يكون إجمالي عدد املتخصصني‬ ‫ف��ي العلوم الدينية داخ��ل ال�ه��رم ال�ق�ي��ادي لجماعة اإلخ ��وان ال‬ ‫يتعدى شخصني فقط وهما‪ :‬عبد الرحمن البر‪ ،‬وسيد عسكر‪.‬‬ ‫وتبدو الظاهرة واضحة أكثر في كون كثير من رموز وقيادات‬ ‫التيار السلفي في مصر من دارسي الهندسة والطب والعلوم‪،‬‬ ‫ف��ال�ش�ي��خ ف ��وزي ال�س�ع�ي��د ون�ب�ي��ل ال �ص��اوي وم�ح�م��د ال��دب�ي��س‬

‫ومصطفي ال �ع��دوي ح��اص�ل��ون على ب�ك��ال��وري��وس الهندسة‪،‬‬ ‫ومحمد إسماعيل امل�ق��دم وأح�م��د فريد وسعيد عبد العظيم‬ ‫وي��اس��ر ب��ره��ام��ي وأس��ام��ة ال�ق��وص��ي ومحمد سعيد رس�لان‬ ‫وعمر عاشور وعماد عبد الغفور حاصلون على بكالوريوس‬ ‫الطب‪ ،‬ومحمد نور ومحمد سالم حاصالن على بكالوريوس‬ ‫ع�ل��وم‪ .‬ومحمد عبد املقصود وأش��رف ثابت ح��اص�لان على‬ ‫بكالوريوس الزراعة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وم��ن ناحية ثانية‪ ،‬يبدو الفتا أن كثيرين من ق�ي��ادات الفكر‬ ‫«امل �ت �ط��رف» ف��ي إط ��اره ال �ع��ام ه��م م��ن ال��وس��ط ال�ط�ب��ي‪ ،‬فزعيم‬ ‫تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري هو طبيب وإخصائي‬ ‫ف��ي ال�ج��راح��ة‪ ،‬إذ ت�خ��رج ف��ي كلية ال�ط��ب جامعة ال�ق��اه��رة عام‬ ‫‪ ،1974‬ثم عمل كطبيب وج��راح‪ ،‬وك��ان يمتلك عيادة في حي‬ ‫املعادي بجنوب القاهرة‪ ،‬وشارك عام ‪ 1985‬كطبيب جراح في‬ ‫مستشفى الهالل األحمر الكويتي في بيشاور على الحدود‬ ‫األف�غ��ان�ي��ة– الباكستانية ل�ع�لاج امل�ص��اب�ين م��ن ج ��راء ال�ح��رب‬ ‫األفغانية السوفياتية‪ .‬وخالد املساعد أح��د مؤسسي العمل‬ ‫املسلح في سيناء هو طبيب أسنان‪ ،‬وهمام البلوي ‪ -‬الذي كان‬


‫عرض عسكري‬ ‫لعناصر‬ ‫«داعش»‬ ‫قبل إعدامهم‬ ‫سوريني‬ ‫في املسرح‬ ‫الروماني في‬ ‫تدمر (أ‪.‬ف‪.‬ب)‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪69‬‬


‫هناك موضة جديدة تغلب على املالبس األنيقة املستوحاة من‬ ‫مالبس الجيش‪ ،‬وهي املوضة التي تم النظر إليها وانتقادها‬ ‫باعتبارها ترويجا لآليديولوجيات املتطرفة خالل عروض أزياء‬ ‫لندن العام الحالي‪.‬‬

‫عروض بيت «مهاريشي» يمكن أن تحمل رسائل خفية‬

‫انتقادات لعرض أزياء في لندن‬ ‫يروج ملالبس «داعش»‬ ‫لندن‪« :‬املجلة»‬ ‫كان بيت األزياء «مهاريشي» الذي يحمل االسم‬ ‫الهندوسي لكلمة معلم قد عاد لعروض األزياء‬ ‫ب�م�ج�م��وع�ت��ه ل �خ��ري��ف‪ /‬وش �ت ��اء ‪ 2015‬م�ق��دم��ا‬ ‫بنطلونات تحاكي بنطلونات الجنود‪ ،‬ونقوشا مموهة‪،‬‬ ‫وأغطية رأس وحقائب يتم ارتداؤها عبر الكتف‪ ،‬وكانت‬ ‫جميع املالبس تحاكي ما يرتديه املقاتلون ورجال الجيش‪.‬‬ ‫واع�ت�م��دت مجموعة مهاريشي على امل��زج ب�ين األس��ود‬ ‫والرمادي واألخضر‪.‬‬ ‫ووف�ق��ا لبيت األزي ��اء «م�ه��اري�ش��ي»‪ ،‬ف��إن ه��ذه املجموعة‬ ‫مستوحاة م��ن مالبس النينجا اليابانية كوسيلة لكي‬ ‫يصبح امل��رء غير مرئي في عالم من الرقابة الحكومية‬ ‫املتزايدة‪ .‬وكانت مهاريشي دائما ماركة تجمع بني تأثير‬ ‫الثقافة الشرقية وخصائص شوارع املدينة‪.‬‬ ‫ظهر أحد عارضي مهاريشي وهو يرتدي سترة سوداء‬ ‫لها غطاء رأس يشبه القناع األسود مغطيا الفم وال يظهر‬ ‫منه سوى العينني وكان العارض يحمل مظلة مريبة على‬ ‫ظهره حيث تشبه بندقية أو سالحا ما‪ ،‬وكان العارضون‬ ‫اآلخرون قد خرجوا على املمشى ورؤوسهم مغطاة أيضا‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن بيت أزياء مهاريشي‪ ،‬الذي أسسه هاردي‬ ‫بلشمان في ‪ 1994‬كان متخصصا في املوضة العسكرية‬ ‫منذ إنشائه‪ .‬كما كان بلشمان يعمل قبل ذلك في تجارة‬ ‫امل�لاب��س العسكرية والصناعية الدولية ث��م اتجه إلنتاج‬ ‫املالبس املصنعة من خيوط القنب وغيرها من األلياف‬ ‫الطبيعية باإلضافة إلى إعادة تدوير مالبس العمل‪.‬‬ ‫ع�ل��ى أي ح ��ال‪ ،‬أث ��ار مظهر امل �ح��ارب امل��دن��ي ال ��ذي قدمه‬ ‫بلشمان جدال واسعا حيث رأى الكثير أنه يشبه مظهر‬ ‫مقاتلي «داع��ش» في سوريا وال�ع��راق‪ .‬ووصفه البعض‬ ‫بالفظاظة خاصة في ظل أن العالم من حوله يرزح تحت‬ ‫وطأة املتطرفني‪.‬‬ ‫وت�ظ�ه��ر ص ��ور م�ق��ات�ل��ي «داع� ��ش» أن ل�ه��م أك �ث��ر م��ن زي‬ ‫وفقا لنوع الحدث الذي يشاركون فيه‪ .‬فأحيانا يرتدون‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫بنطلونات سوداء وقمصانا سوداء وأقنعة ال يظهر منها‬ ‫س��وى العينني (ع�ل��ى غ ��رار م��ا ق��دم��ه م�ه��اري�ش��ي) وه��ي‬ ‫املالبس التي يرتدونها أثناء تمشيط املناطق التي يقاتلون‬ ‫فيها‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬يرتدي مقاتلو «داعش» مالبس سوداء‬ ‫تعكس الظلمة وال�ع��ذاب اللذين يمثالن ما يشعرون به‪.‬‬ ‫فاللون األسود هو غياب للون‪ ،‬وهو لون غامض يرتبط‬ ‫عادة مع ما هو مجهول وسلبي‪ .‬كما يمثل اللون األسود‬ ‫القوة والجدية والقوة والسلطة التي يحاول «داع��ش» أن‬ ‫يفرضها على الشرق األوسط‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يميل مقاتلو «داعش» إلى ارتداء البذالت‬ ‫شبه العسكرية املنقوشة باللونني األس ��ود واألخ�ض��ر‬ ‫(كالتي يرتديها الجنود امل�ح��ارب��ون) عند الهجوم على‬ ‫شخص ما ومن ثم فإن كل زي يرتديه مقاتلو «داعش»‬ ‫يأتي مخصصا للمهمة التي يقوم بها‪.‬‬ ‫وعادة ما يرتدي رهائن مقاتلي «داعش» اللون البرتقالي‬ ‫الذي يحاكي ما يرتديه السجناء في حالة ظهورهم علنا‬ ‫أو في املحاكمة‪.‬‬ ‫وي�ع�ت�ق��د ال�ك�ث�ي��ر م��ن ال �خ �ب��راء أن ال �س �ب��ب وراء ارت� ��داء‬ ‫رهائن «داعش» البذالت البرتقالية هو أنها «رمز ملعتقل‬ ‫غ��وان�ت��ان��ام��و»‪ .‬ووف�ق��ا ملسؤولني أميركيني‪ ،‬ف��إن السبب‬ ‫الرئيسي في ارتداء ضحايا قوات «داعش» للون البرتقالي‬ ‫هو االنتقام من الواليات املتحدة نظرا الستمرار معتقل‬ ‫غوانتانامو‪.‬‬ ‫وبصفة ع��ام��ة‪ ،‬يعد تقديم خ��ط إن�ت��اج ج��دي��د للمالبس‬ ‫تعبيرا عما يشعر به املصمم وإرهاصا لالتجاهات التي‬ ‫ستصبح رائجة في املوسم ال�ق��ادم‪ ،‬كما يعد عمال من‬ ‫األعمال الفنية‪ .‬ويجد الكثير من املصممني أن املوضة‬ ‫التي يقدمونها تصبح ملهمة عندما تكون مستوحاة من‬ ‫املالبس العسكرية‪.‬‬ ‫ويخلق املصممون درام��ا مسرحية باستخدام املوضة‬ ‫يمكن أن تحمل رس��ائ��ل خفية ربما تحمل الكثير من‬ ‫التفسيرات‪ .‬وفي حالتنا ه��ذه‪ ،‬رأى الكثير من املتابعني‬ ‫أن توقيت إعالن املصمم عن مجموعته جاء متزامنا مع‬ ‫توسع «داعش» في الشرق األوسط <‬

‫جانب من عروض‬ ‫بيت أزياء‬ ‫«مهاريشي»‬ ‫املستوحاة من‬ ‫مالبس داعش‬ ‫(غيتي)‬


‫الزوار االجانب ضيوف «سوق عكاظ»‬

‫وحيث يمكن للزائر أن يشاهد «عنترة بن شداد»‬ ‫ممتشقا سيفه‪ ،‬ال ليقاتل بل لينشد شعرا يتغزل‬ ‫فيه بابنة عمه «عبلة بنت مالك»‪ .‬وإلى جواره يتمايل‬ ‫رج ��ال م��ن ال�ع�ص��ر ال�ج��اه�ل��ي ب�خ�ي��ول�ه��م وجمالهم‬ ‫يجسدون لوحة متحركة تنبض بالعنفوان‪ .‬يتعرف‬ ‫ال ��زوار على وج��ه آخ��ر لعنترة ال ب��اع�ت�ب��اره مجرد‬ ‫مقاتل صلد وش��دي��د امل ��راس‪ ،‬ب��ل ك�ف��ارس يتحلى‬ ‫بأخالق رفيعة مع نبل الشمائل وطيب الخصال‪.‬‬ ‫وهو القائل‪:‬‬ ‫«وأغ��ض طرفي إن ب��دت ل��ي ج��ارت��ي‪ ..‬حتى ي��واري‬ ‫جارتي مثواها»‪.‬‬ ‫ينشد‪:‬‬ ‫وهو‬ ‫ربيعة‬ ‫بن‬ ‫لبيد‬ ‫بك‬ ‫يمر‬ ‫كما يمكن أن‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وليته ْ‬ ‫«ط� َ‬ ‫ناه ِذك� َ�رى خلة ٍ‬ ‫يطرب‪ ..‬وع‬ ‫لم‬ ‫الفؤاد‬ ‫ِ‬ ‫�رب َ‬ ‫َ َ‬ ‫ل ْم ت ْصق َ ِب‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫واذلي‪ ..‬فيما ُي ِش ْر َن بهِ بسف ِح‬ ‫َسفها َول ْو أني أطعت ع ِ‬

‫َْ‬ ‫ِاملذن ِب»‪ .‬وفي ساحة عكاظ انتشرت األجنحة ملراكز‬ ‫الثقافة والتعليم الجامعي واألب �ح��اث والصناعة‬ ‫املحلية‪ ،‬وكلهم يعرفون الزائرين بابتكاراتهم‬ ‫وإنتاجهم العلمي والتقني والصناعي‪ .‬بينما‬ ‫انهمك رج��ال ونساء يصنعون بأيديهم فنون‬ ‫الصناعات اليدوية التقليدية التي تمثل البيئة املحلية‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫فقد أصبح املكان نابضا بالحياة‪ ،‬وه��و ال��ذي حمل‬ ‫شعار «ملتقى الحياة»‪ ،‬وأصبح الناس يتزاحمون في‬ ‫امل�ك��ان على م��دى أي��ام��ه العشرة التي يستقبل فيها‬ ‫الزائرين‪ ،‬ولم يعد السوق رمزا للماضي‪ ،‬فهو يتوجه‬ ‫للمستقبل من خالل فعالياته الثقافية وتنوع برامجه‬ ‫التي تقوم على ّ‬ ‫الفن والرؤية البصرية‪ ،‬واألداء الدرامي‪،‬‬ ‫وم��ن خ�لال قدرته على إقناع أه��ل االبتكار واملعرفة‬ ‫على أن يحطوا رحالهم في عكاظ <‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪67‬‬


‫لقطات متنوعة من فعاليات «سوق عكاظ»‬

‫الطائف‪ :‬ميرزا الخويلدي‬ ‫ه� �ن ��اك‪ ،‬ي �ق��ع «س � ��وق ع� �ك ��اظ» ف ��ي م��وق�ع��ه‬ ‫ال� �ت ��اري� �خ ��ي ف ��ي ال� �ع ��رف ��اء ش� �م ��ال ش��رق��ي‬ ‫مدينة الطائف‪ ،‬وكان «عكاظ» الذي ابتكره‬ ‫ال�ع��رب ضمن ث�لاث��ة أس ��واق ف��ي الجاهلية «ع�ك��اظ‪،‬‬ ‫ومجنة‪ ،‬وذي املجاز» موسما سنويا للشعر واألدب‬ ‫والتعريف بالشعراء وإجازة النوابغ ووضع موازين‬ ‫للقوافي ومعايير ل�لأدب ال��رف�ي��ع‪ ،‬وان�ت�خ��اب أفضل‬ ‫ُ‬ ‫القصائد لتصبح من املعلقات‪ ،‬حيث كانت تضرب‬ ‫للنابغة الذبياني‪ ،‬قبة حمراء من أدم‪ ،‬فيأتيه الشعراء‬ ‫ليعرضوا عليه أشعارهم‪ ،‬وذل��ك قبل سبعني عاما‬ ‫من الهجرة‪.‬‬ ‫خ�لال أي��ام قليلة‪ ،‬ال تزيد على نصف شهر‪ ،‬تدب‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫الحياة إلى السوق‪ ،‬وهو الذي غفا في حقب التاريخ‬ ‫اثني عشر قرنا من الزمان‪ ،‬قبل أن يستيقظ بهمة‬ ‫األم �ي��ر امل�ث�ق��ف خ��ال��د ال�ف�ي�ص��ل‪ ،‬ال ��ذي أع ��اد للسوق‬ ‫عنفوانه منذ ع��ام ‪ ،2007‬فأصبح موسما للشعر‬ ‫واألدب والتراث والثقافة‪ ،‬وإجازة القصيد‪ ،‬وملتقى‬ ‫لألدب والفكر‪ ،‬ومكانا تجتمع فيه نخبة من املثقفني‬ ‫واألدباء واملفكرين العرب‪ ،‬وتترامى حوله مسابقات‬ ‫ال�ف� ّ�ن وامل�س��رح وال�خ��ط العربي والتشكيلي‪ ،‬وتقوم‬ ‫ّ‬ ‫منتجاتهن‬ ‫حوله النساء السعوديات يعرضن آخر‬ ‫من املصنوعات اليدوية واملنسوجات واملشغوالت في‬ ‫ما بات يعرف بمنتجات األسر املنتجة‪.‬‬ ‫أما الجانب األب��رز في املكان فهو التاريخ والشعر‪،‬‬ ‫ه�ن��اك ف��ي ج��ادة «س��وق ع�ك��اظ» ال�ت��ي ي�ت��واف��د إليها‬ ‫اآلالف من الزوار الذين يشدهم الحنني إلى أيام العرب‬ ‫الخوالي‪ ،‬وحيث يمكن أن تشم رحيق عمالقة الشعر‬

‫العربي القديم الذين مروا من هناك‪ ،‬أمثال‪ :‬النابغة‬ ‫الذبياني‪ ،‬وامرئ القيس‪ ،‬وطرفة بن العبد‪ ،‬وزهير بن‬ ‫ُ‬ ‫اضر‬ ‫أبي سلمى‪ ،‬وعنترة بن شداد‪ ،‬والخنساء (ت َم ِ‬ ‫بنت عمرو بن الحارث) التي جاءت النابغة تنشده‬ ‫ً‬ ‫شعرا ذات موسم في عكاظ‪ ،‬فقال لها‪« :‬والله لوال‬ ‫أن أبا بصير ‪ -‬أي األعشى ‪ -‬أنشدني آنفا لقلت إنك‬ ‫أشعر الجن واإلنس»‪.‬‬ ‫هناك في جادة عكاظ يمكن بسهولة أن يقابل الزائر‬ ‫رجال كهال ذا هيبة ووقار يرمز لحكيم العرب زهير‬ ‫ب��ن أب ��ي س�ل�م��ى‪ ،‬وه ��و ي �ح��ذر م��ن ال �ح��رب وال�ق�ت��ال‪،‬‬ ‫وينشد‪:‬‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ«وم��ا ال� َ�ح� ُ‬ ‫�رب ِإال ما َع ِلمتم َوذق��ت� ُ�م‪َ ..‬وم��ا ُه� َ�و َعنها‬ ‫ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ديث امل َر َّج ِم‬ ‫الح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َم �ت��ى ت �ب��ع �ث��وه��ا ت �ب��ع �ث��وه��ا ذم� �ي ��م ��ة‪ ..‬وت � �ض� ��ر ِإذا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َّريتموها فت َ‬ ‫ضر ِم»‪..‬‬


‫«عكاظ»‪ ..‬حيث الصخور السمراء تنطق شعراً‬

‫سوق «عكاظ»‪ ..‬إجازة النوابغ‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪65‬‬


‫على بعد نحو ‪ 50‬كيلومترا من وسط الطائف‪ ،‬املدينة التاريخية التي تقع بجوار مكة املكرمة‪ ،‬وترتفع‬ ‫عن البحر نحو ‪ 2500‬متر‪ ،‬لتمثل أجمل املصايف السعودية‪ ،‬تقع «العرفاء»‪ ،‬األرض التي تمتزج‬ ‫صخورها السمراء بالشعر‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬


‫أوسكار وخطيبته القتيلة‬

‫ً‬ ‫واحدا من أنجح الرياضيني على مستوى العالم‬ ‫بعدما كان‬

‫تأجيل اإلفراج عن أوسكار‬ ‫املتهم بقتل صديقته في عيد الحب‬ ‫لندن‪« :‬املجلة»‬ ‫ب �ع��دم��ا ك� ��ان ب �ي �س �ت��وري��اس واح � � � ً�دا م ��ن أن �ج��ح‬ ‫ال��ري��اض �ي�ي�ن ع �ل��ى م �س �ت��وى ال� �ع ��ال ��م‪ ،‬وم �ل �ه� ً�م��ا‬ ‫للماليني‪ ،‬أصبح يحلم بأن يسترد حياته‪ .‬فكان‬ ‫م��ن املتوقع أن يتم إط�ل�اق س��راح بيستورياس‬ ‫املحكوم عليه بالسجن ملدة خمس سنوات لقتله صديقته‪،‬‬ ‫ريفا ستنكامب في ع��ام ‪ ،2013‬من السجن في بريلتوريا‬ ‫(مدينة في الجزء الشمالي من مقاطعة جوتنج في جنوب‬ ‫أفريقيا) لكي يقضي بقية عقوبته ره��ن اإلق��ام��ة الجبرية‬ ‫بمنزل عمه‪.‬‬ ‫ولكن وزير العدل الجنوب أفريقي أعلن أن إطالق سراح‬ ‫بطل املسابقات البارملبية لذوي االحتياجات الخاصة بعد‬ ‫قضاء عشرة أشهر فقط من العقوبة التي تصل إلى خمس‬ ‫ً‬ ‫سنوات يعد «سابقا ألوانه»‪ .‬ومن ثم‪ ،‬أرسل القرار ملجلس‬ ‫اإلفراج املشروط ملراجعته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووف� ��ق� ��ا ل �ق ��ان ��ون ج �ن ��وب أف ��ري �ق �ي ��ا‪ ،‬ي �م �ك��ن اإلف� � � ��راج ع��ن‬ ‫بيستورياس تحت «اإلش��راف اإلصالحي» بعدما يقضي‬ ‫سدس عقوبته‪ .‬ولكن وزير العدل انتقد توقيت اإلفراج عنه‬ ‫قائال‪« :‬سدس عقوبة الخمس سنوات هو عشرة أشهر فقط‬ ‫ووقت صدور القرار كان بيستورياس قد قضى ستة أشهر‬ ‫فقط من عقوبته»‪.‬‬

‫وأوض��ح وزي��ر العدل أن لديه السلطة لرد القرارات التي‬ ‫يتخذها مجلس اإلفراج املشروط فقط في حالة ما إذا كان‬ ‫املتهم يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة‪.‬‬ ‫وج � ��اء ق � ��رار وزي � ��ر ال� �ع ��دل ب �ت��أج �ي��ل اإلف � � ��راج امل �ب �ك��ر عن‬ ‫أوس �ك��ار بيستورياس كصدمة كبيرة ليس فقط لعائلة‬ ‫بيستورياس‪ ،‬وإنما للكثير من األشخاص الذين يتابعون‬ ‫القضايا القانونية هنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ووفقا لقسم السجون‪ ،‬كان سيتم إطالق سراح الرياضي‬ ‫الذي يعاني من بتر مزدوج يوم الجمعة‪ 21 ،‬أغسطس (آب)‬ ‫ً‬ ‫وفقا لقانون جنوب أفريقيا الذي يقضي بإمكانية اإلفراج‬ ‫عن جميع املحكوم عليهم تحت «اإلشراف اإلصالحي» بعد‬ ‫قضائه على األقل لسدس العقوبة‪.‬‬ ‫وبمعنى آخر لم يكن اإلفراج عنه هو رغبة خاصة من إدارة‬ ‫السجن ولكنه كان ً‬ ‫جزء ا من اإلجراءات القانونية الجنوب‬ ‫أفريقية‪.‬‬ ‫وعلى ال��رغ��م م��ن أن الكثير م��ن األش�خ��اص يعتقدون أن‬ ‫ه��ذا ل��ن يتسبب س��وى ف��ي تأخير طفيف إلط�لاق سراحه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫محام أيضا‪،‬‬ ‫فإن تدخل وزير العدل مايكل ماسوثا‪ ،‬وهو‬ ‫ٍ‬ ‫قد تكون له تداعيات على الكثير من القضايا األخرى األقل‬ ‫شهرة‪.‬‬ ‫وك��ان بيستورياس قد أدي��ن بتهمة القتل العمد بعدما‬ ‫أطلق النيران على صديقته‪ ،‬ستينكامب أربع مرات من وراء‬

‫ب� ��اب ال �ح �م��ام‬ ‫امل � � � � � �غ � � � � � �ل� � � � � ��ق‬ ‫ي� � � � � � ��وم ع� �ي ��د‬ ‫ال� � � �ح � � ��ب ف ��ي‬ ‫ع� � ��ام ‪.2013‬‬ ‫وف � �ي � �م � ��ا زع � ��م‬ ‫بيستورياس أنه كان‬ ‫يعتقد أن يطلق النيران‬ ‫على دخيل على املنزل‬ ‫وأن��ه لم يقصد قتلها‬ ‫ب � ��ل ك � � ��ان ف � ��ي ح ��ال ��ة‬ ‫دف � � ��اع ع � ��ن ال �ن �ف ��س‪،‬‬ ‫أكد املدعون أنه أطلق‬ ‫ال� �ن� �ي ��ران ب �ن �ي��ة ال �ق �ت��ل‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن بيستورياس ولد‬ ‫من دون الشظية «عظمة الساق» في كلتا‬ ‫الرجلني ومن ثم أجريت له جراحة لبتر كلتا‬ ‫ً‬ ‫رضيعا‪.‬‬ ‫الرجلني أسفل الركبة وهو ما زال‬ ‫ثم أصبح بيستورياس واح� ً�دا من أشهر‬ ‫نجوم الرياضة في جنوب أفريقيا وكان‬ ‫أول معاق ينافس رياضيني غير معاقني‬ ‫في أوملبياد لندن ‪< 2012‬‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫أوسكار خالل‬ ‫مشاركته في‬ ‫أوملبياد لندن‬ ‫‪2012‬‬

‫‪63‬‬


‫‪ 20‬عاما دون حراك‬ ‫ظلت القضية دون حراك ملدة ‪ 20‬عاما ثم وفي‬ ‫عام ‪ .1994‬وجهت امرأتان اتهامات صادمة لألب‬ ‫ماسكيل تربطه بمقتل الراهبة الشابة‪ .‬وقدمت‬ ‫امل��رأت��ان نفسيهما ف��ي أوراق املحكمة ف��ي ذل��ك‬ ‫ال��وق��ت باسمني مستعارين «ج�ين دو» و«ج�ين‬ ‫رو» واتهمتا ماسكيل بأنه اغتصبهما عندما‬ ‫كانتا طالبتني بكيو‪.‬‬ ‫ورفعت املرأتان قضية ضد ماسكيل‪ ،‬وأبرشية‬ ‫بالتيمور ومدرسة راهبات نوتردام التي كانت‬ ‫تدير كيو وطبيب نساء بالتيمور ال��ذي يدعى‬ ‫كريستيان ريشتر مطالبتني بتعويض يبلغ ‪40‬‬ ‫مليون دوالر‪.‬‬ ‫وكانت امل��رأت��ان خائفتني بشدة من‬ ‫ماسكيل وأصدقائه من رجال الشرطة‬ ‫ومن ثم أخفتا اسميهما الحقيقيني‪.‬‬ ‫ول �ك��ن م��اس�ك�ي��ل م ��ات ف��ي ع ��ام ‪2001‬‬ ‫وأصبحت جني دو وجني رو أخيرا‬ ‫ع� �ل ��ى اس � �ت � �ع� ��داد ل� �ل� �ك�ل�ام ع�ل�ان �ي ��ة‪.‬‬ ‫اس�م��اه�م��ا الحقيقيان ج�ين واه�ن��ر‬ ‫وت ��ري ��زا الك��اس �ت��ر‪ .‬واه �ن��ر ه��ي من‬ ‫زعمت بأن ماسكيل قد اصطحبها‬ ‫ل�ك��ي ت ��رى ج�ث��ة سينسيك ق�ب��ل أن‬ ‫يكتشفها الصيادان‪ .‬قالت واهنر‬ ‫إنها كانت تدفن ذكرياتها لعقود‬ ‫طويلة حول ما حدث في كيو‪ .‬ثم‬ ‫ب� ��دأت ت�ت��ذك��ر االع� �ت ��داء الجنسي‬ ‫بالتفصيل ب��داي��ة م��ن ع��ام ‪1992‬‬ ‫عندما شاهدت صورا ملاسكيل إلى جوار مدير‬ ‫الخدمات الدينية للمدرسة‪ ،‬األب نيل ماجنوس‬ ‫ف��ي ك �ت��اب امل ��درس ��ة ال �ث��ان��وي��ة‪ .‬وك� ��ان ال�ش�خ��ص‬ ‫ال��وح �ي��د ال� ��ذي ي �ح ��اول م �س��اع��دة ال �ف �ت �ي��ات هو‬ ‫الراهبة كاثي سينسيك‪ .‬فتقول واه�ن��ر إن��ه في‬ ‫ع��ام ‪ 1969‬وف��ي ن�ه��اي��ة ع��ام�ه��ا األول‪ ،‬اختلست‬ ‫س�ي�ن�س�ي��ك ل�ح�ظ��ة ك��ان��ت ف�ي�ه��ا ب �م �ف��رده��ا معها‬ ‫بالفصل وسألتها ب��رق��ة‪« :‬ه��ل ي��ؤذي��ك ال�ق��س؟»‪.‬‬ ‫ف��أوم��أت واه�ن��ر برأسها حيث كانت خائفة من‬ ‫أن تفتح فمها‪ .‬فأخبرتها سينسيك بأن تذهب‬ ‫إل��ى منزلها وتستمتع بالصيف ووعدتها بأن‬ ‫تتعامل م��ع ال��وض��ع‪ .‬وق��ال��ت ك��اث��ي ه��وب�ي��ك‪63 ،‬‬ ‫عاما‪ ،‬بأنها طلبت من سينسيك أن تحميها من‬ ‫اعتداءات ماسكيل عندما كانت طالبة بكيو في‬ ‫عام ‪« .1968‬كانت توفر لي الحجج عندما كان‬ ‫يستدعيني ملكتبه‪ .‬كانت تقول إنني في الحصة‬ ‫وال أستطيع الخروج أو كانت تبتكر قصة»‪.‬‬

‫إغراء الفتيات الصغيرات‬ ‫وأف � � ��ادت ال �ط��ال �ب��ات ال �س��اب �ق��ات ب �ك �ي��و ب��أن‬ ‫ماسكيل كان يستغل سحره وخبرته في علم‬ ‫النفس وسلطته الروحية في إغ��راء الفتيات‬ ‫الصغيرات ثم جرهن لعالقات جنسية‪.‬‬ ‫وعندما كان ماسكيل يسمع عن فتاة تواجه‬ ‫م�ش�ك�لات أو ت �م��ارس س�ل��وك�ي��ات س�ي�ئ��ة‪ ،‬ك��ان‬ ‫‪62‬‬

‫العدد ‪ 1609‬تموز ‪( -‬يوليو) ‪2015‬‬

‫ي�س�ت��دع�ي�ه��ا مل�ك�ت�ب��ه م��ن خ�ل�ال م�ك�ب��ر ال�ص��وت‬ ‫لتلقي «العالج النفسي» في مكتبه‪.‬‬ ‫وتتذكر السيدات أن ماسكيل كان لديه صديق‬ ‫يعمل طبيب نساء يدعى الدكتور ريشتر كان‬ ‫ي�ف�ح�ص�ه��ن ل �ل �ت��أك��د م ��ن أن �ه��ن ل �س��ن ح��وام��ل‪.‬‬ ‫وتزعم النكاستر أن ماسكيل اصطحبها لكي‬ ‫يجري لها الطبيب اختبار حمل ثم اغتصبها‬ ‫على الطاولة‪.‬‬ ‫ون �ف��ى ري �ش �ت��ر‪ ،‬ال� ��ذي ت��وف��ي ف��ي ‪ .2006‬أن��ه‬ ‫اع�ت��دى على الفتيات وذل��ك ف��ي ح��وار أجرته‬ ‫معه صحيفة «بالتيمور ص��ن» أث�ن��اء الجدل‬ ‫امل�ث��ار ح��ول قضية ‪ 1994‬ولكنه اع�ت��رف بأنه‬ ‫ك ��ان ي�س�م��ح مل��اس�ك�ي��ل ب��دخ��ول غ��رف��ة الكشف‬ ‫أث�ن��اء إج��رائ��ه للفحوصات املهبلية‪.‬‬

‫األب ماسكل واألب ماغنوس مدرسة (كيو) عام ‪1969‬‬

‫وف ��ي وق ��ت امل �ح��اك �م��ة‪ ،‬أن �ك��ر ك��ل م��ن ماسكيل‬ ‫وريشتر امل��زاع��م ب��االع�ت��داءات الجنسية وفي‬ ‫ع��ام ‪ .1995‬وب�ع��د محاكمة رف�ي�ع��ة امل�س�ت��وى‪،‬‬ ‫ت��م رف��ض القضية ن�ظ��را للعوامل اإلج��رائ�ي��ة‪.‬‬ ‫فوفقا لقوانني ماريالند‪ ،‬يجب على ضحايا‬ ‫االعتداءات الجنسية أن يتقدموا برفع قضية‬ ‫خالل ثالث سنوات من انتهاء حادث االعتداء‬ ‫أو خالل ثالث سنوات من اكتشافهم للواقعة‪.‬‬ ‫واح �ت��ج دف ��اع امل��رأت�ي�ن ب��أن��ه ن�ظ��را ألن واه�ن��ر‬ ‫والنكستر قد بدأتا مؤخرا في تذكر تفاصيل‬ ‫تلك االع �ت��داءات فإنهما م��ا زال�ت��ا خ�لال فترة‬ ‫ال �س �ن��وات ال �ث�ل�اث‪ ،‬ول �ك��ن ال�ك�ن�ي�س��ة اس�ت��دع��ت‬ ‫خ �ب �ي��را ف ��ي «ال� ��ذاك� ��رة امل �ق �م��وع��ة» وه� ��و ع��ال��م‬ ‫النفس الكاثوليكي بول ماكهوف الذي تمكن‬ ‫بنجاح من إقناع املحكمة ط��وال التسعينات‬ ‫بأن الذكريات املتعلقة باالنتهاكات الجنسية‬ ‫خالل الطفولة ال يمكن أن تكمن ثم تستدعى‬ ‫مرة أخرى‪ .‬وفي هذا الوقت‪ ،‬كان هناك رد فعل‬ ‫قوي تجاه مفهوم الذاكرة املقموعة‪.‬‬ ‫ول��م تتمكن امل��رأت��ان م��ن تحقيق النصر في‬ ‫القضية ولكن شهادتهما حثت البوليس على‬ ‫فتح تحقيق في اتهام ماسكيل باالغتصاب‬ ‫والقتل‪ .‬وباءت عملية البحث عن دليل بالفشل‬ ‫حتى اتصل حفار قبور من بالتيمور يدعى‬

‫ويليام ستوري بالشرطة‪ .‬وقال ستوري الذي‬ ‫يعمل بمقبرة «هولي كروس» إن ماسكيل أمره‬ ‫بحفر حفرة ‪ 12‬في ‪ 12‬قدما في عام ‪ 1991‬حتى‬ ‫يستطيع أن يدفن بها حملة سيارة نقل من‬ ‫امللفات الخاصة‪ .‬وق��دم حفار القبور خريطة‬ ‫مرسومة باليد تشير إلى موقع تلك الوثائق‪.‬‬ ‫وفي أغسطس (آب) ‪ ،1994‬استخرجت الشرطة‬ ‫ال �ص �ن��ادي��ق ال �ت��ي ك��ان��ت م�م�ت�ل�ئ��ة بتقييمات‬ ‫نفسية لطالب مدرسة كيو الالتي كن يخضعن‬ ‫لتقييم ماسكيل‪ .‬وكان أحد الصناديق يحتوي‬ ‫على صور عارية لفتيات قاصرات وهو ما كان‬ ‫يمكن أن يصبح دليال كافيا إللقاء القبض على‬ ‫ماسكيل بتهمة التقاط صور خليعة لألطفال‪.‬‬ ‫ولكن تلك الصور لم تصل أبدا إلى املحكمة‪،‬‬ ‫ف�ي�ق��ول امل�ح�ق��ق إن ت�ل��ك ال �ص��ور اخ�ت�ف��ت دون‬ ‫أن ي� � �ع � ��رف أح� � � ��د ال� �س� �ب ��ب‬ ‫ف� ��ي اخ �ت �ف��ائ �ه��ا وال ي��وج��د‬ ‫أث� ��ر ل �ت �ل��ك ال �ص �ن ��ادي ��ق ك�م��ا‬ ‫أن ال� �ت� �ق ��ري ��ر ال � � ��ذي ن �ش��رت��ه‬ ‫«بالتيمور ص��ن» أش��ار فقط‬ ‫إلى أن تلك الصناديق كانت‬ ‫ت � �ح � �ت ��وي ع � �ل ��ى «ت �ق �ي �ي �م��ات‬ ‫ن �ف �س �ي��ة وش� �ي� �ك ��ات م �ل �غ ��اة»‪.‬‬ ‫وي�ق��ول القاضي ك��اب�لان ال��ذي‬ ‫ك ��ان ي �ت��رأس م�ح��اك�م��ة واه�ن��ر‬ ‫والن�ك�س�ت��ر إن ال �ص��ور ل��م يتم‬ ‫تقديمها أب ��دا ك��دل�ي��ل وأن ��ه لم‬ ‫يسمع بها مطلقا‪.‬‬ ‫وت� � � �خ� � � �ل � � ��ت ال� � � � �ش � � � ��رط � � � ��ة ع� ��ن‬ ‫ال � �ت � �ح � �ق � �ي � �ق ��ات ب � �ع� ��دم� ��ا غ� � ��ادر‬ ‫ماسكيل ال�ب�لاد وم��ات م��ن دون‬ ‫أن يتم اتهامه أب��دا‪ .‬من جهتها‪ ،‬قالت واهنر‬ ‫إنها تشعر «بإحباط» شديد لرفض قضيتها‬ ‫ول �ع��دم ت�ق��دي��م أي م��ن امل�ت�ه�م�ين إل��ى ال�ع��دال��ة‪،‬‬ ‫مضيفة أنها تشعر بخيانة الكنيسة واملدرسة‬ ‫والشرطة ونظام العدالة‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي تسعى فيه النساء لتحقيق‬ ‫العدالة‪ ،‬ما زالت الشرطة تحقق في القضية‪.‬‬ ‫ورغ��م أن نساء كيو متشككات بشأن تحقيق‬ ‫ال �ع ��دال ��ة ف ��ي ق �ض �ي��ة س�ي�ن�س�ي��ك ف��إن �ه��ن ب ��دأن‬ ‫يتعايشن مع تلك الحقيقة نظرا ألن مهمتهن‬ ‫أصبحت تتعلق بقضية أكبر؛ فما بدأ كقضية‬ ‫للبحث ع��ن ال�ع��دال��ة ت�ط��ور إل��ى م�ص��در لدعم‬ ‫وعالج النساء الالتي تعرضن العتداء جنسي‪.‬‬ ‫ومن خالل صفحتهن على «فيسبوك»‪ ،‬بدأ عدد‬ ‫متزايد من طالبات مدرسة كيو يتواصلن مع‬ ‫بعضهن البعض ويتحدثن بصراحة ألول مرة‬ ‫منذ عقود ح��ول االنتهاكات ال�لات��ي تعرضن‬ ‫لها في املدرسة‪.‬‬ ‫وت � �خ � �ط� ��ط ج� �ي� �م ��ا ه ��وس� �ك� �ي� �ن ��ز وف ��ري� �ق� �ه ��ا‬ ‫لالستمرار في البحث عن الدليل ولكن واهنر‬ ‫تعتقد أنهن استطعن بالفعل تحقيق أمنيات‬ ‫سينسيك من خالل استطاعتهن لم شمل تلك‬ ‫املجموعة من الفتيات الالتي تعرضن للصدمة‬ ‫في مدرسة كيو <‬


‫سينسيك هو نيك جيانجراسو‪ 28 ،‬عاما‪ ،‬وهو‬ ‫محقق متخصص في جرائم القتل وكان يعمل‬ ‫في شرطة مدينة بالتيمور منذ خمس سنوات‪.‬‬

‫ثم قررت أال تخبر أي أحد‪ .‬فتقول‪« :‬لقد أخافني‬ ‫لدرجة أنني لم أكن أنتوي أن أفتح فمي»‪.‬‬

‫ضاحية بالتيمور‬ ‫ب�ع��د ذل��ك ب�ش�ه��ري��ن‪ ،‬أع�ل�ن��ت ق ��وات ال�ش��رط��ة أن‬ ‫اث �ن�ين م��ن ال �ص �ي��ادي��ن ك��ان��ا ي �م��ران ع�ل��ى مقربة‬ ‫م��ن امل�ك��ب ب�ض��اح�ي��ة ب��ال�ت�ي�م��ور ت�ع�ث��را ف��ي جثة‬ ‫الراهبة املفقودة‪ .‬وكانت هناك آث��ار خنق على‬ ‫رقبة سينسيك فيما كانت هناك فجوة دائرية‬ ‫بحجم عملة معدنية في مؤخرة جمجمتها‪ .‬وأكد‬ ‫تشريح الجثة أنها قتلت بضربة بآلة حادة ربما‬ ‫تكون قالب ط��وب أو مطرقة‪ .‬وم��ع ذل��ك‪ ،‬لم يدل‬ ‫أحد بأي معلومات حول الجريمة كما لم تتمكن‬ ‫الشرطة أبدا من حل لغز الجريمة‪.‬‬ ‫وخالل السنوات املاضية‪ ،‬بدأت واهنر وغيرها‬ ‫م��ن الطالبات الحديث بصراحة ألول م��رة منذ‬ ‫عقود عن الذكريات الصادمة التي حدثت لهن في‬ ‫املدرسة وهي األحداث الالتي اعتقدن أنها ربما‬ ‫تكون ذات صلة بمقتل سينسيك‪.‬‬ ‫وك��ان��ت جيما هوسكينز ق��د رت�ب��ت ل�ق��اء لكي‬ ‫تكتشف من خالله من الذي قتل الراهبة‪ .‬واحدة‬ ‫إثر أخرى‪ ،‬اتخذت كل من ضيفاتها أماكنهن‪ ،‬ثم‬ ‫قالت هوسكينز‪« :‬سأبدأ بتقديم الجميع ألننا‬ ‫لدينا هنا بعض الوجوه الجديدة»‪.‬‬ ‫وح� �ج ��ز ت � ��وم ن ��اج� �ن ��ت‪ ،‬ال �ص �ح ��اف ��ي ال �س��اب��ق‬ ‫بـ«بالتيمور ص��ان» موقعا مميزا على املقعد‬ ‫الخشبي الهزاز في الزاوية‪ ،‬وإلى جانبه جلس‬ ‫محقق متقاعد من شرطة بالتيمور‪.‬‬ ‫ث��م جلست ت��ري��زا الن�ك��اس�ت��ر‪ ،‬خريجة مدرسة‬ ‫كيو ومدعي منطقة بالتيمور إلى جوار زوجها‬ ‫ران� ��دي‪ .‬ث��م سحبت هوسكينز وط��ال�ب��ة سابقة‬ ‫أخ��رى بمدرسة كيو ت��دع��ى‪ ،‬آب��ي ش��وب‪ ،‬مقاعد‬ ‫من قاعة الطعام لكي يشكلون دائرة‪.‬‬

‫النسخة الحقيقية من ماري‬ ‫ك ��ان ��ت ه��وس �ك �ي �ن��ز‪ .62 ،‬ف ��ي ن �ه��اي��ة امل ��درس ��ة‬ ‫ال �ث��ان��وي��ة ب�ك�ي��و ف��ي ع ��ام ‪ 1969‬ع�ن��دم��ا اختفت‬ ‫سينسيك‪ .‬واآلن أصبحت هي من تقود البحث‬ ‫عن قاتلها‪ ،‬فتقول مازحة‪« :‬أعتقد أنني نانسي‬ ‫درو»‪.‬‬ ‫وأضافت هوسكينز أن سينسيك كانت النسخة‬ ‫الحقيقية من ماري‪ ،‬شخصية جولي أندرو في‬ ‫فيلم «صوت املوسيقى»‪ :‬دافئة وحيوية وجميلة‬ ‫على نحو استثنائي‪ .‬وكانت الراهبة تعزف على‬ ‫ال�ج�ي�ت��ار وت�ك�ت��ب امل�س��رح�ي��ات امل��وس�ي�ق�ي��ة التي‬ ‫ستؤديها الفتيات على املسرح‪ .‬وكانت تصطحب‬ ‫طالباتها لكي يشاهدن نسخة ‪ 1968‬م��ن فيلم‬ ‫«روم� �ي ��و وج��ول �ي �ي��ت» ب �ع��دم��ا ي �ق��رأن مسرحية‬ ‫شكسبير‪ .‬وكانت تخترع ألعاب مبتكرة لتعليم‬ ‫امل �ف��ردات حيث تشجع الفتيات على أن تعلمن‬ ‫بعضهن البعض كلمات جديدة وغامضة‪.‬‬ ‫وكانت سينسيك تعيش في شقة متواضعة في‬ ‫جنوب غربي بالتيمور مع راهبة أخرى وكانت‬

‫استجواب قساوسة‬

‫تيريزا النكستر‪ ،‬محامية في بالتيمور‬ ‫تدعي أنها تعرضت لالعتداء من قبل ماسكل‬

‫جان وينر‬

‫طالباتها تمر عليها من وقت آلخر في املساء أو‬ ‫في اإلجازات األسبوعية للدردشة والغناء وعزف‬ ‫املوسيقى‪ .‬فتقول هوسكينز‪« :‬إنها السبب في‬ ‫رغبتي في أن أصبح مدرسة‪ .‬لم أقابل أحد قط‬ ‫مثلها»‪ .‬وف��ي نحو الساعة السابعة والنصف‬ ‫من ‪ 7‬نوفمبر ‪ 1969‬أخبرت سينسيك زميلتها‬ ‫في السكن هيلني راسيل فيليبس بأنها ستمر‬ ‫على البنك ثم ستتسوق لشراء هدية بمناسبة‬ ‫خطوبة ابن عمها‪.‬‬ ‫وعندما لم تعد حتى الساعة الحادية عشرة‬ ‫مساء‪ ،‬اتصلت فيليبس بصديقني من القساوسة‬ ‫اللذين وص�لا إل��ى منزلهما واتصال بالشرطة‪.‬‬ ‫وب �ع��د ذل��ك وف��ي ن�ف��س ال�ل�ي�ل��ة‪ ،‬ت��م ال�ع�ث��ور على‬ ‫سيارة سينسيك الخضراء الجديدة من موديل‬ ‫ف��ورد مافريك مغلقة وتقف على نحو مخالف‬ ‫للقانون على بعد منزل واح��د من شقتها رغم‬ ‫أن لديها مساحة خاصة لركن سيارتها خلف‬ ‫املبنى‪ .‬ولم يكن هناك أي دليل يشير إلى الراهبة‬ ‫في أي مكان‪.‬‬ ‫وك ��ان ال��رج��ل امل�ك�ل��ف ب��ال�ت�ح�ق�ي��ق ف��ي اخ�ت�ف��اء‬

‫وكان جيانجراسو يدير عمليات البحث طوال‬ ‫األشهر الثالثة التي اختفت خاللها سينسيك ثم‬ ‫كان عليه تسليم القضية إلى محققي بالتيمور‬ ‫عندما ظهرت الجثة على أط��راف املدينة‪ .‬ولكن‬ ‫جيانجراسو‪ 72 ،‬عاما حاليا‪ ،‬قضى وقتا كافيا‬ ‫في دراس��ة القضية لكي يشعر بأن هناك شيئا‬ ‫مريبا يحدث بني قسم الشرطة والكنيسة‪ .‬فعن‬ ‫ذلك يقول‪« :‬كان للكنيسة الكاثوليكية نفوذ كبير‬ ‫على قسم الشرطة‪ .‬نفوذ واسع»‪.‬‬ ‫وكان لدى جيانجراسو الذي تقاعد من العمل‬ ‫في الشرطة عام ‪ 1980‬إحساس خفي بأن قاتل‬ ‫س�ي�ن�س�ي��ك ذو ص �ل��ة ب��ال �ك �ن �ي �س��ة‪ .‬ف �ي �ق��ول‪« :‬أن ��ا‬ ‫ش�خ�ص�ي��ا ك �ن��ت أع �ت �ق��د أن ��ه واح� ��د م��ن دائ��رت �ه��ا‬ ‫االجتماعية ‪ -‬القساوسة والنظام الديني»‪.‬‬ ‫وق��ام جيانجراسو باستجواب نصف دستة‬ ‫م��ن القساوسة ال��ذي��ن ي�ع��رف��ون سينسيك أثناء‬ ‫التحقيقات وكان هناك اسم دائما ما يتردد خالل‬ ‫التحقيقات وه��و اس��م األب ماسكيل ال��ذي كان‬ ‫يعمل مع سينسيك بمدرسة «كيو»‪.‬‬ ‫ف �ي �ق��ول ج �ي��ان �ج��راس��و إن ��ه ح� ��اول اس �ت �ج��واب‬ ‫ماسكيل عدة مرات حول اختفاء سينسيك ولكن‬ ‫القس كان دائما يتمكن من املراوغة‪ .‬فيقول‪« :‬كان‬ ‫دائ �م��ا م�ش�غ��وال ول��م ي�ك��ن م�ت��اح��ا أب ��دا‪ .‬ل�ق��د ك��ان‬ ‫ماسكيل هو الشخص األول الذي نريد الحديث‬ ‫معه ولكننا لم نتمكن أبدا من لقائه»‪.‬‬ ‫وأضاف جيانجراسو أنه في بالتيمور في عام‬ ‫‪ 1969‬كان من الصعب للغاية إن لم يكن مستحيال‬ ‫أن يتم التحقيق مع قس كاثوليكي في أي جريمة‪.‬‬ ‫وكان ماسكيل على وجه الخصوص هدفا صعبا‪.‬‬ ‫ففي ذلك الوقت كان يعمل قسا لشرطة مقاطعة‬ ‫ب��ال�ت�ي�م��ور وش��رط��ة والي ��ة م��اري�لان��د وال �ح��رس‬ ‫الوطني ملاريالند‪.‬‬ ‫وكان ماسكيل لديه جهاز ماسح ضوئي خاص‬ ‫ب��ال�ش��رط��ة وب�ن��دق�ي��ة ف��ي س�ي��ارت��ه وك ��ان يجترع‬ ‫البيرة مع الضباط ببار محلي‪ ،‬وك��ان ع��ادة ما‬ ‫يتنقل بصحبة أصدقائه الشرطة خالل الليل إذا‬ ‫ما كانوا يلبون نداء للتحقق من جريمة أو إللقاء‬ ‫القبض على املراهقني الذين يمارسون الجنس‬ ‫في سياراتهم‪.‬‬ ‫وكان األخ األكبر ملاسكيل‪ ،‬تومي‪ ،‬بطال إذ كان‬ ‫شرطيا ث��م أصيب بطلق ن��اري أث�ن��اء محاولته‬ ‫وقف عملية سرقة‪ .‬وبالتالي فإن تعقب ماسكيل‬ ‫كان يعني انتهاك القواعد غير املدونة التي يعمل‬ ‫من خاللها رجال الشرطة فيقول جيانجراسو‪:‬‬ ‫«رجال الشرطة كأفراد األسرة الواحدة‪ .‬فإذا ما‬ ‫ك ��ان ه �ن��اك ش��رط��ي م �ت ��ورط‪ ،‬س�ت�ص�ب��ح األس ��رة‬ ‫جميعها متورطة وسنحاول مساعدته‪ .‬وعندما‬ ‫تعرف أن أخا ماسكيل كان مالزما يصبح لدينا‬ ‫مشكلة»‪.‬‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪61‬‬


‫راهبات بمدرسة املطران كيو‬

‫عملية تحقيق واسعة بشأن جريمة قتل غامضة‬

‫اغتصاب راهبة‬

‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫ت �ش �ت �ه��ر م� ��درس� ��ة «امل� � �ط � ��ران ك� �ي ��و» ف��ي‬ ‫بالتيمور بأنها مدرسة ألبناء الطبقة‬ ‫ال�ع��ام�ل��ة م��ن األس ��ر الكاثوليكية ال��ذي��ن‬ ‫ال يستطيعون تحمل كلفة إرس��ال بناتهم إلى‬ ‫املدارس الخاصة‪ .‬وفي نوفمبر (تشرين الثاني)‬ ‫‪ .1969‬اس �ت��دع��ى األب ج��وزي��ف م��اس�ك�ي��ل‪ ،‬قس‬ ‫مدرسة «املطران كيو» إحدى الطالبات إلى مكتبه‬ ‫واقترح عليها الخروج في جولة معه بالسيارة‪.‬‬

‫مدرسة البنات الكاثوليكية‬ ‫وع� �ن ��دم ��ا دق ج� � ��رس ال� �ح� �ص ��ة ات� �ب� �ع ��ت ج ��ان‬ ‫ه ��ارج ��ادون واه �ن��ر‪ ،‬ال�ط��ال�ب��ة ذات ال�س�ت��ة عشر‬ ‫عاما بمدرسة البنات الكاثوليكية‪ ،‬القس إلى‬ ‫موقف ركن السيارات وقفزت على مقعد الراكب‬ ‫‪60‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫في سيارة البويك رودماستر زرقاء اللون‪.‬‬ ‫ل��م ي�ك��ن م �ع �ت��ادا أن ي �ق��وم م��اس�ك�ي��ل بتوصيل‬ ‫الطالبات إلى منازلهن أو عيادة الطبيب خالل‬ ‫اليوم الدراسي‪ .‬وكان القس ذو الشخصية القوية‬ ‫الذي يبلغ ‪ 30‬عاما في ذلك الوقت هو املستشار‬ ‫النفسي والرئيس الروحاني للمدرسة منذ أكثر‬ ‫من عامني وكان مشهورا في مجتمعه‪.‬‬ ‫ك�م��ا ك��ان ال�ك�ث�ي��ر م��ن آب ��اء ط�ل�اب م��درس��ة كيو‬ ‫ي��واظ�ب��ون على ح�ض��ور ق��داس األح��د ملاسكيل‪.‬‬ ‫كما أنه كان يعمد أطفالهم‪ ،‬ومن ثم فإنهم كانوا‬ ‫يثقون به ثقة مطلقة‪.‬‬ ‫وهذه املرة‪ ،‬لم يوصل ماسكيل واهنر إلى البيت‬ ‫وإنما مر بسيارته على املستشفى الكاثوليكي‬ ‫وامل �ب ��ان ��ي ال �ص �ن��اع �ي��ة امل �ح �ي �ط��ة ب �م��درس��ة كيو‬ ‫منطلقا إلى ضاحية املدينة‪.‬‬ ‫في النهاية‪ ،‬أوقف السيارة على مقربة من مكب‬ ‫نفايات بعيد عن املنازل أو املحال‪ ،‬ثم خرج من‬ ‫السيارة وتبعته املراهقة الشقراء ذات النمش‬

‫حيث مرا بمنطقة واسعة مفروشة بالتراب حتى‬ ‫وصال إلى مكب قمامة داكن الخضرة‪ .‬وفي هذا‬ ‫املكان رأت واهنر الجسد املكوم على األرض‪.‬‬ ‫ف��ي األس� �ب ��وع ال �س��اب��ق‪ ،‬ك��ان��ت ال��راه �ب��ة ك��اث��ي‬ ‫سيسنك وهي راهبة شابة مشهورة كانت تدرس‬ ‫اإلنجليزية وال��درام��ا ب�م��درس��ة كيو ق��د اختفت‬ ‫بعدما خرجت للتسوق مساء يوم الجمعة‪ .‬وأثار‬ ‫اختفاء الراهبة التي تبلغ ‪ 26‬عاما ضجة بني‬ ‫الطالب واآلباء ووسائل اإلعالم املحلية‪ .‬وساعد‬ ‫الناس من كافة أنحاء بالتيمور قوات الشرطة في‬ ‫تمشيط املتنزهات املحلية والغابات بحثا عن أي‬ ‫دليل على اختفائها‪.‬‬ ‫وتمكنت واه�ن��ر على ال�ف��ور م��ن التعرف على‬ ‫جثة مدرستها‪ .‬فتقول‪« :‬عرفت أنها هي‪ .‬لم يكن‬ ‫قد مضى عليها وقت كاف إلخفاء مالمحها»‪.‬‬ ‫مال القس عليها هامسا‪« :‬هل ترين ما يحدث‬ ‫عندما تقولني أشياء سيئة عن الناس؟»‪.‬‬ ‫وأدركت واهنر أن األب ماسكيل يهددها ومن‬


‫اكتشاف علمي باملصادفة‬

‫بطاريات العصر‪ ..‬كرات صغيرة من النار‬ ‫لندن‪« :‬املجلة»‬

‫تأتي معظم االكتشافات العلمية كنتاج للتجارب‬ ‫املتأنية‪ ،‬إال أن بعضها يحدث مصادفة‪ ،‬وقد‬ ‫حدثت إح��دى تلك املصادفات لوانج شانجان‬ ‫من جامعة «تسينغهوا» في بكني ول��ي جو من «معهد‬ ‫ماساشوستس للتكنولوجيا»‪ ،‬وأسفرت عن بطاريات‬ ‫تدوم أربع مرات أكثر من املستخدمة حاليا‪.‬‬ ‫كان الدكتور وانج والدكتور لي‪ ،‬وهما من علماء املواد‪،‬‬ ‫يعكفان على دراسة الجزيئات الدقيقة (املعروفة باسم‬ ‫جزيئات النانو ألنها عبارة عن نانومتر أو ج��زء على‬ ‫مليار من املتر) املصنوعة من األملونيوم‪ .‬ومن املعروف‬ ‫أن األملونيوم من املوصالت الجيدة للكهرباء ولكن فعاليته‬ ‫تقل إثر طبقة رقيقة من األكسيد التي تتكون على سطحه‬ ‫عندما يتعرض للهواء‪.‬‬ ‫ورغم أن هذا ال يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لألشياء ذات‬ ‫الكتل الكبيرة‪ ،‬فإنه يؤثر على الجزيئات الدقيقة منها‪،‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬كان كال الباحثني يعمل على طريقة تمكنه من‬ ‫التخلص من طبقات األكسيد التي تغلف جزيئات النانو‪.‬‬ ‫وتعتمد طريقتهما على غمس الجزيئات في مزيج من‬ ‫حامض الكبريتيك وأكسيسولفيت التيتانيوم‪ ،‬حتى يحل‬ ‫أكسيد التيتانيوم محل أكسيد األملونيوم وهو موصل‬ ‫أكثر جودة للكهرباء‪ .‬ولكن العاملان تركا عن طريق الخطأ‬ ‫مجموعة من الجزيئات في مزيج حامضي لعدة ساعات‬ ‫أطول من املدة املقررة‪ .‬وكانت النتيجة‪ ،‬رغم تكون طبقات‬ ‫م��ن ثاني أكسيد التيتانيوم عليها كما ه��و متوقع‪ ،‬أن‬ ‫الحمض كان لديه الوقت لكي يتخلل الطبقات ويذيب قدر‬ ‫من األملونيوم‪ .‬وكانت النتيجة هي جزيئات نانو تتكون‬ ‫من طبقة خارجية من ثاني أكسيد التيتانيوم تحيط بنواة‬ ‫رخوة من األملونيوم‪.‬‬ ‫ربما كان شخصا آخر ليتخلص مباشرة من تلك الحزمة‬ ‫من الجزيئات ولكن الدكتور وانج والدكتور لي لم يفعال‬ ‫ذلك فقد أدرك��ا مباشرة أنهما ربما يكونان قد حصال‬ ‫على شيء ثمني بني أيديهما‪ ،‬وفقا ملا قااله في حوارهما‬ ‫مع «ناتشر كومينكشني»‪.‬‬ ‫تعتمد بطاريات الليثيوم ‪ -‬أي��ون القابلة إلع��ادة الشحن‬ ‫ع�ل��ى أي��ون��ات الليثيوم ال�ت��ي ت�ت�ح��رك ذه��اب��ا وع ��ودة بني‬ ‫القطبني املوجب والسالب وه��و ما يزيد حجما بنسبة‬ ‫‪ 10‬في املائة عند الشحن‪ .‬ويتسبب التعرض املستمر‬ ‫لإللكتروليت أو الكهرل داخل البطارية إلى ظهور طبقة‬ ‫من مركبات اللثيوم الخاملة على سطح القطب املوجب‬ ‫مع الوقت‪.‬‬ ‫وتعد ب�ط��اري��ات الليثيوم ‪ -‬أي��ون مميزة م��ن الكثير من‬ ‫النواحي‪ ،‬كما أنها تسببت في ثورة في عالم اإللكترونيات‬ ‫وال�س�ي��ارات الكهربائية‪ .‬وم��ع ذل��ك فإنها تستمر لفترة‬ ‫م�ح��دودة ن�ت��اج التمدد والتقلص املستمرين ألقطابهم‬ ‫ال�س��ال�ب��ة الح �ت��واء أي��ون��ات الليثيوم ال�ت��ي ت�ت�ح��رك داخ��ل‬

‫وخارج تلك األقطاب خالل كل دورة استخدام‪.‬‬ ‫ولكن التمدد والتقلص في حد ذاتهما ليسا سبب املشكلة‬ ‫بل إن املشكلة هي أنه خالل عمل البطارية‪ ،‬تتراكم طبقة‬ ‫رقيقة من مركبات الليثيوم على سطح األقطاب‪ .‬وإذا لم‬ ‫يتم الحيلولة دون ذلك فلن تكون هناك صعوبة‪.‬‬ ‫ول�ك��ن اس�ت�م��رار ال�ت�م��دد وال�ت�ق�ل��ص ي ��ؤدي إل��ى تباطئها‬ ‫وتشكل طبقة جديدة على سطح القطب الذي أصبح اآلن‬ ‫مكشوفا‪ .‬وتدريجيا‪ ،‬تضعف ه��ذه العملية الليثيوم ‪-‬‬ ‫أيون الذي تحتاجه البطارية للعمل حتى تتوقف تماما‬ ‫عن العمل‪.‬‬ ‫ويفضل مصممو البطاريات استخدام الجرافيت أكثر من‬ ‫األملونيوم ألن األملونيوم يتمدد ويتقلص أكثر مما يفعل‬ ‫الجرافيت‪ .‬ولكن األملونيوم ربما يكون مادة أفضل‪ .‬ومع‬ ‫ذل��ك ف��إن دكتور وان��ج ودك�ت��ور لي يعتقدان أن األقطاب‬ ‫املصنوعة من جزيئات النانو التي اكتشفوها ربما ال‬ ‫تغير شكلها على اإلطالق‪ ،‬فربما يحدث التمدد والتقلص‬ ‫داخل طبقة أكسيد التيتانيوم‪ ،‬وتتراكم مركبات الليثيوم‬ ‫على الطبقة ولكن نظرا لصالبة تلك الطبقة‪ ،‬فإنها لن‬ ‫تتسلل للداخل‪.‬‬ ‫ومن ثم بدأ دكتور وانج ودكتور لي بناء بعض البطاريات‬ ‫بجزيئات النانو ال�ت��ي صمماها وجعالها تعمل ‪500‬‬ ‫دورة من الشحن وإفراغ الشحن‪ .‬وفي نهاية هذا الوقت‪،‬‬ ‫كانت البطاريات الجديدة لديها قدرة تزيد أربع مرات‬ ‫على نظيراتها من بطاريات أقطاب الجرافيت‪ .‬وإذا‬ ‫ما استطاعوا تصنيع جزيئات النانو تلك وهو ما ال‬ ‫يبدو مستحيال‪ ،‬يمكن تمديد عمر بطاريات الليثيوم‬ ‫‪ -‬أيون إلى حد كبير <‬

‫مختص بإحدى الشركات‬ ‫اإللكترونية يفحص بطاريات‬ ‫للطاقة (غيتي)‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪59‬‬


‫جدال بني املبرمجني قد يشق صف مجتمع «بيتكوين» األميركية‬

‫مشروع «الدوالر الرقمي»‬ ‫حائر بني خيارين‬ ‫لندن‪« :‬املجلة»‬ ‫م��ن املستبعد تماما أن ت��رى مثل ال�ع�ن��وان التالي‬ ‫متصدرا للصحف‪« :‬االحتياطي الفيدرالي منقسم‬ ‫تماما‪ ،‬حيث تعتزم مجموعة متمردة من أعضاء‬ ‫مجلس اإلدارة ط��رح دوالر أم�ي��رك��ي م�س�ت�ق��ل»‪ ..‬ول�ك��ن ذل��ك‬ ‫هو ما يحدث بالفعل في ما يتعلق بالعملة الرقمية املعروفة‬ ‫باسم «البيتكوين»‪ .‬ففي ‪ 15‬أغسطس (آب)‪ ،‬أصدر اثنان من‬ ‫املبرمجني الخمسة للبيتكوين نسخة منافسة من البرنامج‬ ‫ال��ذي يدير العملة‪ ،‬وهي الخطوة التي يتخوف البعض من أن‬ ‫تؤدي إلى شق صف مجتمع البيتكوين‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬يبدو هذا النزاع غامضا للغاية‪ ،‬حيث يتمحور الخالف‬ ‫حول حجم «الكتلة ‪ »Block -‬التي هي مجموعة من معامالت‬ ‫البيتكوين ال�ت��ي يتم جمعها قبل العملية‪ .‬وك��ان ساتوشي‬ ‫ناكاموتو‪ ،‬املبتكر الغامض للبيتكوين الذي لم يعد يظهر على‬ ‫اإلنترنت منذ ع��ام ‪ ،2011‬قد وض��ع ح��دا أقصى لحجمها ال‬ ‫يتجاوز ميغابايت واحدا‪ ،‬وهو ما يكفي ملعامالت تصل إلى‬ ‫‪ 300‬أل��ف عملية ي��وم�ي��ا‪ ،‬مما يناسب العملة ال�ت��ي تستخدم‬ ‫أساسا للمغرمني بالتشفير‪ ،‬ولكنه ليس كافيا على اإلطالق‬ ‫ألنظمة الدفع التقليدية املنافسة‪ .‬فبإمكان أنظمة مثل الفيزا‬ ‫واملاستركارد إنتاج عشرات اآلالف من عمليات الدفع في الثانية‬ ‫الواحدة إذا ما كان ذلك ضروريا‪.‬‬ ‫وك ��ان م �ق��دار وت��وق�ي��ت زي ��ادة ه��ذا ال�ح��د األق �ص��ى موضوعا‬ ‫دائما للجدل في مجتمع البيتكوين‪ ،‬حيث يذهب البعض إلى‬ ‫ضرورة رفع ذلك الحد على الفور‪ ،‬فيما يحتج الفريق املضاد‬ ‫بأن النظام يمكن أن ينهار نظرا ألن مساحته ستنتهي ببداية‬ ‫‪58‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫العام الحالي‪ .‬وبالتالي يمكن أن تستغرق العمليات التي يتم‬ ‫إجراؤها ببيتكوين عدة ساعات حتى يتم تأكيدها‪ ،‬وهو ما‬ ‫ي��ؤدي بالضرورة إل��ى تزايد املصروفات‪ ،‬وفقا ملا قاله مايك‬ ‫ه��رن‪ ،‬أه��م مطور للبيتكوين؛ فقد كتب ف��ي م��دون��ة ف��ي مايو‬ ‫(أيار)‪« :‬يمكن أن تصمد بيتكوين‪ ،‬ولكنها ستفقد زخمها»‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يخشى االتجاه املقابل الذي يتزعمه الثالثة‬ ‫اآلخرون من مبرمجي البيتكوين‪ ،‬أن تؤدي زيادة حجم الكتلة‬ ‫إل��ى م��رك��زي��ة البيتكوين وت�ح��ول��ه لنظام أش�ب��ه بأنظمة الدفع‬ ‫التقليدية‪ .‬وه��و م��ا يعد أم��را مهما لداعمي البيتكوين الذين‬ ‫يدافعون دائ�م��ا ع��ن ال مركزية إدارة العملة‪ .‬ويعتمد النظام‬ ‫حاليا على آالف من «النقاط ‪ »Nodes‬املستقلة‪ ،‬حيث تنتشر‬ ‫أجهزة الكومبيوتر في جميع أنحاء العالم لكي تتحقق مما إذا‬ ‫كانت «كتل» املعامالت املالية صالحة أم ال وتسجل معلومات‬ ‫بشأن من يمتلك أي بيتكوين‪ .‬وبالتالي فإن زيادة حجم هذه‬ ‫«الكتل» سوف تجعل النظام ثقيال للغاية مما يعرقل مشاركة‬ ‫تلك «النقاط» ويزيد التراجع املقلق لعدد املشاركني الذي كان‬ ‫يحدث أخيرا‪.‬‬

‫كيف تعمل البيتكوين؟‬ ‫لهذا الجدال الدائر جانبان آيديولوجي وتقني‪ .‬فعلى الرغم من‬ ‫أن مجتمع البيتكوين لديه عملية يمكن عبرها حسم مثل تلك‬ ‫الخالفات فإنه بطيء بحكم تصميمه وينتج قرارات فقط عندما‬ ‫يكون الجميع سعداء‪.‬‬ ‫ونظرا إلحباطهم من استمرار هذا الجدال املطول‪ ،‬قرر هرن‬ ‫وج��اف�ين أن��دري �س��ون‪ ،‬أح��د املبرمجني امل�ت�م��ردي��ن‪ ،‬أن يحركا‬

‫القضية م��ن خ�ل�ال تنظيم اس�ت�ف�ت��اء م��ن ن��وع م��ا‪ :‬ف�ق��د دع� َ�وا‬ ‫«العاملني»‪ ،‬الذين يديرون النقاط املتخصصة التي تجمع الكتل‬ ‫وتشكل بيتكوين جديدة؛ ألن يشغلوا نسختهم الجديدة التي‬ ‫يطلق عليها «بيتكوين إكس تي»‪.‬‬ ‫وعندما يتم تشغيل ‪ 75‬في املائة من كتل «البيتكوين إكس تي»‬ ‫وهو ما لن يحدث قبل يناير (كانون الثاني) املقبل‪ ،‬سوف يزيد‬ ‫الحجم إلى ثمانية ميغابايت (وضعف هذا الحجم كل عامني)‪.‬‬ ‫ومن ثم سوف تجد النقاط التي ما زالت تدير البرنامج األصلي‬ ‫للبيتكوين نفسها مستبعدة من النظام‪.‬‬ ‫وب��ال�ط�ب��ع‪ ،‬زادت ه��ذه ال�خ�ط��وة م��ن ح��دة ال �ج��دال؛ ف�ف��ي م��واق��ع‬ ‫املناقشات مثل «ريديت»‪ ،‬وضع املراقبون رقابة على «بيتكوين‬ ‫إكس تي» ألنهم يرون أنها مساع للحد من مجتمع البيتكوين‪.‬‬ ‫ونفيت التعليقات التي أدلى بها ناكاموتو والتي تحذر من أن‬ ‫ذلك قد يدفعه إلى إع�لان «فشل املشروع» باعتبارها كالما‬ ‫غير حقيقي‪ .‬وعلى الرغم من كل هذا الضجيج‪ ،‬فإنه ما زال‬ ‫حدوث ذلك مستبعدا؛ فعلى غرار النزاع بني الصقور والحمائم‬ ‫على البنك املركزي التقليدي‪ ،‬سوف يتفق الجانبان في الغالب‬ ‫على ن��وع من التسوية‪ ،‬وف��ي ه��ذا اإلط��ار سيتم عقد ورشتي‬ ‫عمل يبدو اسمهما غريبا خالل العام الحالي؛ إذ تحمالن اسم‬ ‫«ورش عمل التوسع في بيتكوين»‪ .‬حتى وإن اتخذ العاملون‬ ‫ق��راره��م‪ ،‬فربما ال ي��ؤدي ذل��ك إل��ى انهيار البيتكوين؛ فعندما‬ ‫يصبح واضحا أي النسخ هي التي ستسود‪ ،‬س��وف ينطلق‬ ‫الجميع باتجاهها‪ .‬وقد انضم بالفعل ‪ 8‬في املائة منهم لفصيل‬ ‫«إكس تي»‪ ،‬وهو ما يعد تحوال سريعا‪ .‬ولكن مسألة ما إذا كان‬ ‫حكم األغلبية هو أفضل طريقة إلدارة نظام البيتكوين املعقد‬ ‫للغاية هي مسألة مختلفة تماما <‬


‫قناة السويس متى سيبدأ العمل بها؟‬ ‫ ان�ت�ه�ي�ن��ا ب��ال�ف�ع��ل م��ن ت�ح��دي��د امل �س��ار وامل��وق��ع ال�ن�ه��ائ��ي‬‫لثالثة أنفاق جديدة تمر أسفل القناة وسننفذ ‪ 3‬أنفاق‬ ‫ببورسعيد‪ ،‬بينها اثنان للسيارات وثالث للقطارات سيكون‬ ‫مرتبطا بشبكة السكك الحديدية الحالية‪ ،‬كما تحديد موقع‬ ‫‪ 3‬أنفاق باإلسماعيلية تشمل أيضا نفقني للسيارات وثالثا‬ ‫للسكك الحديدية وتعاقدنا مع ‪ 4‬شركات مقاوالت مصرية‬ ‫م��ن كبرى ال�ش��رك��ات العاملية لحفر وتنفيذ ه��ذه األنفاق‬ ‫بتكلفة نحو ‪ 8‬مليارات جنيه‪ ،‬وسيبدأ العمل بها في شهر‬ ‫أكتوبر املقبل‪.‬‬

‫التقاطر‪ ،‬وعندما ينتهي التطوير قد نقدم خدمة مميزة في‬ ‫بعض القطارات مقابل سعر مختلف ولن تضر بأسعار‬ ‫القطارات العادية للمواطنني‪ ،‬املشكلة أن اإلي��راد الرئيسي‬ ‫للسكك الحديدية في دول العالم يأتي من نقل البضائع‪،‬‬ ‫لكن في مصر نقل البضائع كان يعاني مشكالت ومؤخرا‬ ‫بدأنا نسترد نقل البضائع‪ ،‬ونقلنا العام املاضي ‪ 4‬آالف‬ ‫حاوية ونعمل حاليا في نقل الغالل ونجدد أحواش التخزين‬ ‫ولكن املشكلة أن ق�ط��ارات ال��رك��اب والبضائع تسير على‬ ‫نفس السكك الحديدية ونتيجة زيادة قطارات الركاب قلت‬ ‫الفراغات الزمنية التي تسمح بسير قطار البضائع البطيء‪.‬‬

‫> أال يستلزم حفر قناة السويس وتطوير املوانئ‬ ‫االهتمام باألسطول البحري التجاري املصري؟‬ ‫ بالطبع‪ ،‬فاألسطول البحري التجاري املصري الذي يعاني‬‫من تدهور إذ يبلغ عدد سفنه حاليا ‪ 7‬أو ‪ 8‬سفن فقط‪،‬‬ ‫وتحدثنا مع شركات مالحة مصرية إلنشاء شركة جديدة‬ ‫تمثل ش��راك��ة ب�ين ال��دول��ة وال�ق�ط��اع ال�خ��اص لعمل أسطول‬ ‫ب�ح��ري ت �ج��اري م �ص��ري‪ ،‬ول�ك��ن ال�ع�ق�ب��ة أن ه��ذه الشركة‬ ‫ستحتاج إلى تمويل عبارة عن حد أدن��ى من االتفاقيات‬ ‫املسبقة لتشغيل هذه السفن مع الجهات الحكومية التي‬ ‫تعتمد في عملها على العقود وسيكون نتيجتها أن البنوك‬ ‫ستمول الشركة الجديدة وهي مطمئنة‪.‬‬

‫> تعرضت السكك الحديدية لخسائر فادحة عقب‬ ‫ثورة ‪ 30‬يونيو ‪ 2013‬بسبب توقف تشغيل الخطوط‬ ‫واالعتداءات التخريبية على املرفق‪ ،‬هل تجاوزتم‬ ‫تلك األمور؟‬ ‫ ف ��ي ش �ه��ر ي��ون �ي��و (ح� ��زي� ��ران) ‪ 2014‬ع �ن��دم��ا تسلمت‬‫منصبي ك��ان لدينا عجز في ج��دول التشغيل يبلغ ‪137‬‬ ‫قطارا وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) ‪ 2014‬وصلت‬ ‫نسبة التشغيل إلى ‪ 98.5‬في املائة من جدول التشغيل عبر‬ ‫تطوير العربات في ورش أبو راضي ببني سويف التي كان‬ ‫إنتاجها شهريا تطوير ‪ 74‬عربة تضاعفت إلى ‪ 145‬عربة‬ ‫شهريا وكذلك ورشة إير ماس لصيانة الجرارات التي كانت‬ ‫تقوم بعمرات شهرية لـ‪ 3‬قطارات وصلت اآلن إلى ‪ 13‬جرارا‬ ‫شهريا‪ ،‬الخسائر املادية ال يمكن تعويضها بسعر التذكرة‬ ‫الحالي ألن العجز يبلغ ‪ 4‬مليارات جنيه (‪ 511‬مليون دوالر)‪.‬‬

‫> عملتم طوال الفترة املاضية على تطوير شبكة‬ ‫الطرق القومية‪ ،‬ما الهدف منها؟‬ ‫ ال��رئ�ي��س عبد ال�ف�ت��اح السيسي أط�ل��ق ف��ي نفس توقيت‬‫مشروع قناة السويس الجديدة مشروع الشبكة القومية‬ ‫للطرق تضم ‪ 3400‬كيلومتر جديدة‪ ،‬وهو مشروع قومي‬ ‫عمالق‪ ،‬وهو ليس رفاهية ألن من يراجع التاريخ سيجد‬ ‫أن بداية نهضة أي دولة بدأت بشبكة طرق قومية متطورة‪،‬‬ ‫وفي مصر الشبكة القومية للطرق تربط محافظات البحر‬ ‫األحمر (شرق) بموانئ البحر األحمر‪ ،‬ومحافظات الصعيد‬ ‫(ج�ن��وب) بموانئ البحر األح�م��ر (ش��رق) وج�ن��وب البالد‬ ‫بشمالها‪ ،‬وستنشأ حولها تنمية اق�ت�ص��ادي��ة وزراع�ي��ة‬ ‫واجتماعية‪.‬‬ ‫وبلغ إجمالي تكلفة مشروعات الطرق والكباري عام ‪2014‬‬ ‫– ‪ 2015‬ألعمال اإلنشاء والصيانة ‪ 3.2‬مليار جنيه (نحو‬ ‫‪ 410‬ماليني دوالر) وشملت إنشاء طرق وكباري جديدة‬ ‫وصيانة املوجود منها ف��وزارة النقل تتولى تنفيذ ‪1250‬‬ ‫ك��م م��ن إجمالي الشبكة القومية للطرق بتكلفة إجمالية‬ ‫‪ 17‬مليار جنيه (‪ 2.1‬مليار دوالر)‪ ،‬ونحن يحكمنا في‬ ‫عملية تجديد ورصف الطرق الجودة وتقديم أفضل خدمة‬ ‫للمواطن املصري‪.‬‬

‫ قناة السويس هي ممر مالحي ولن يستفاد منها سوى‬‫في تقصير املسافة بني شرق العالم وغربه‪ ،‬ولكن العبقرية‬ ‫ف��ي ه��ذا ال�ق��رار ه��ي التوقيت وأن��ه سيعقبه تنمية املنطقة‬ ‫املحيطة بالقناة كلها‪ ،‬وقد بدأنا بالفعل عقب افتتاح القناة‬ ‫في تنفيذ املخطط العام لتنمية قناة السويس ويشمل تطوير‬ ‫موانئ شرق بورسعيد وغرب بورسعيد والعني السخنة‬ ‫واألدبية والسويس والطور وهي املوانئ الواقعة في محيط‬ ‫القناة‪ ،‬وإنشاء وتشغيل محطات حاويات جديدة‪ ،‬تعمل‬ ‫بجانب املحطات املوجودة فعليا‪ ،‬ومحطات بضائع عامة‪،‬‬ ‫ومحطات إصالح وصيانة سفن‪ ،‬ومحطات لتخزين وتداول > م��رف��ق ال�س�ك��ك ال�ح��دي��دي��ة ال ��ذي يعتبر م��ن أق��دم‬ ‫تموين السفن بالوقود‪ ،‬وإقامة أنشطة لوجيستية على طول وس��ائ��ل امل ��واص�ل�ات ف��ي م �ص��ر‪ ،‬ك �ي��ف ت �ت��م ج�ه��ود‬ ‫قناة السويس‪ ،‬في بورسعيد واإلسماعيلية والسويس‪.‬‬ ‫تطويره؟‬ ‫ السكك الحديدية تنقل سنويا أكثر من ‪ 520‬مليون مواطن‬‫> هل بدأت أي من هذه املشروعات بالفعل؟‬ ‫أي ‪ 5‬أض�ع��اف ت�ع��داد سكان مصر (أك�ث��ر م��ن ‪ 90‬مليون‬ ‫ نعم عقب افتتاح القناة ب��دأن��ا ف��ي إن�ش��اء محطة ت��داول نسمة) ويبلغ إجمالي أط��وال السكك الحديدية ‪ 5500‬كم‪،‬‬‫ح��اوي��ات بميناء ش��رق بورسعيد بطول ‪ 1200‬متر على ون�ح��ن نعمل على تطوير البنية األس��اس�ي��ة م��ن قضبان‬ ‫مساحة ‪ 540‬ألف متر مربع وعمق ‪ 17‬مترا وطاقة تداول وم��زل �ق��ان��ات وم �ح �ط��ات واإلش� � ��ارات وال ��وح ��دات املتحركة‬ ‫تبلغ ‪ 2.25‬مليون حاوية سنويا‪.‬‬ ‫(العربات) وبتمويل من البنك الدولي تم االنتهاء من كهربة‬ ‫إشارات السكك الحديدية األمر الذي سيؤدي إلى تشغيل‬ ‫> تدرسون حاليا تنفيذ أنفاق جديدة تمر أسفل قطارات جديدة وزي��ادة الطاقة االستيعابية وتقليل زمن‬

‫> وم� ��اذا ع��ن ال �ق �ط��ار ف��ائ��ق ال �س��رع��ة ال ��ذي أعلنت‬ ‫الحكومة عن اعتزامها تشغيله؟‬ ‫ تم االتفاق مع الحكومة الصينية خالل زيارة الرئيس عبد‬‫الفتاح السيسي لبكني في شهر ديسمبر (كانون األول)‬ ‫املاضي على تنفيذ مشروع القطار فائق السرعة من القاهرة‬ ‫لإلسكندرية‪ ،‬بنظام (‪ )BOT‬وبدأ الجانب الصيني بالفعل‬ ‫إجراء دراسة نقل ودراسة مسار ودراسة هندسية ودراسة‬ ‫جدوى اقتصادية ودراسة بيئية وسيعدون تقريرهم الثاني‬ ‫عن األمر في شهر سبتمبر (أيلول) املقبل لبحث اإلجراءات‬ ‫التنفيذية عقب ذلك‪ ،‬كما تم االتفاق مع الحكومة اإلسبانية‬ ‫على إسناد دراسات املرحلة الثانية من القطار فائق السرعة‬ ‫م��ن ال�ق��اه��رة ألس ��وان إل��ى املكتب االس�ت�ش��اري الحكومي‬ ‫اإلسباني للقيام بدراسات هذا الخط ال��ذي سيتم تنفيذه‬ ‫على مسار مواز للسكك الحديدية الحالية‪.‬‬ ‫>وماذا عن مترو األنفاق؟‬ ‫ مترو األنفاق ينقل يوميا نحو ‪ 2.5‬مليون مواطن على‬‫الخطوط الثالثة لذلك نعمل على صيانته وتطويره بدأنا‬ ‫في الصيانة بالخط األول الذي دخل الخدمة منذ ‪ 25‬عاما‪،‬‬ ‫وحاليا نعمل على تحديث أسطول القطارات واشترينا‬ ‫‪ 20‬قطارا مكيفا للخط األول من كوريا الجنوبية منهم‬ ‫‪ 11‬يتم استيرادها بالكامل و‪ 9‬يتم إنتاجها بالتعاون‬ ‫مع الهيئة العربية للتصنيع (جهة محلية)‪ ،‬ودخل منهم‬ ‫قطاران الخدمة في شهر رمضان املاضي‪ ،‬وستدخل‬ ‫بقية القطارات إل��ى الخدمة تباعا‪ ،‬كما نطور املحطات‬ ‫ونركب بها ساللم كهربائية‪ ،‬كما نعمل على تنمية موارد‬ ‫شركة املترو فالعام املاضي كان إيراد اإلعالنات في مترو‬ ‫األنفاق ‪ 300‬ألف جنيه (‪ 39‬ألف دوالر)‪ ،‬وهذا العام بلغت‬ ‫‪ 7.5‬مليون جنيه (نحو ‪ 960‬ألف دوالر) <‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪57‬‬


‫قال املهندس هاني ضاحي وزير النقل‬ ‫املصري إن قناة السويس الجديدة‬ ‫ستكون القاطرة التي ستقود اقتصاد‬ ‫مصر واملنطقة خالل الفترة املقبلة‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن املشروع ليس مجرد ممر‬ ‫مالحي يقصر مسافة السفر بني الشرق‬ ‫والغرب وإنما هو مشروع لتنمية كل‬ ‫املنطقة املحيطة بالقناة‪.‬‬ ‫وأضاف ضاحي في حوار مع «املجلة»‬ ‫أن وزارته عقب افتتاح القناة بدأت‬ ‫في تنفيذ مخطط عام لتطوير املوانئ‬ ‫الواقعة في نطاق قناة السويس وبدأت‬ ‫بميناء شرق بورسعيد‪.‬‬ ‫وأوضح أن املخطط يشمل إنشاء‬ ‫وتشغيل محطات حاويات جديدة‪،‬‬ ‫تعمل بجانب املحطات املوجودة‬ ‫فعليا‪ ،‬ومحطات بضائع عامة‪،‬‬ ‫ومحطات إصالح وصيانة سفن‪،‬‬ ‫ومحطات لتخزين وتداول تموين‬ ‫السفن بالوقود‪ ،‬وإقامة أنشطة‬ ‫لوجيستية على طول قناة السويس‪،‬‬ ‫في بورسعيد واإلسماعيلية‬ ‫والسويس‪ ،‬مشيرا إلى أن شهر أكتوبر‬ ‫(تشرين األول) املقبل سيشهد بدء حفر‬ ‫‪ 6‬أنفاق جديدة أسفل قناة السويس‬ ‫بينها ‪ 4‬للسيارات و‪ 2‬للقطارات‪.‬‬ ‫وفيما يلي نص الحوار‪..‬‬

‫املهندس هاني ضاحي‬ ‫وزير النقل املصري‬

‫بدء حفر ‪ 6‬أنفاق جديدة أسفل املجرى املالحي بينها ‪ 4‬للسيارات و‪ 2‬للقطارات‬

‫وزير النقل املصري لـ‬

‫‪:‬‬

‫قناة السويس الجديدة قاطرة القتصاد مصر واملنطقة‬

‫القومي التاريخي‪ ،‬واستطعنا جمع ‪ 62‬مليار جنيه (نحو‬ ‫القاهرة‪ :‬محمد عبد الرءوف‬ ‫‪ 8‬مليارات دوالر) في أسبوع واح��د وحصلوا على أرباح‬ ‫الستثمارهم قبل أن يبدأ املشروع في العمل‪ ،‬هناك وجه آخر‬ ‫> كيف ترى قناة السويس الجديدة؟‬ ‫لإلعجاز وهو أن املشروع تم تنفيذه بأيد مصرية بالكامل‬ ‫فألول‬ ‫ القناة الجديدة بها عدة أوجه لإلعجاز‪،‬‬‫فمصر قادرة بشعبها على تخطي الصعاب وهذا املشروع‬ ‫في‬ ‫اصطفوا‬ ‫م��رة يسجل التاريخ أن املصريني‬ ‫هو مشروع القرن وأظهر التفاف الشعب حول نفسه وحول > وك �ي��ف س�ت��ؤث��ر ال �ق �ن��اة ال �ج��دي��دة ف��ي االق�ت�ص��اد‬ ‫املشروع‬ ‫هذا‬ ‫لتمويل‬ ‫طوابير ليدفعوا أموالهم عن طيب خاطر‬ ‫رئيسه وسيمثل القاطرة القتصاد مصر واملنطقة كلها‪ .‬املصري؟‬ ‫وج��ه ث��ال��ث ه��و أن م �ش��روع ق�ن��اة ال�س��وي��س ال�ج��دي��دة أنقذ‬ ‫ش��رك��ات امل�ق��اوالت والحفر ف��ي مصر م��ن أوض��اع صعبة‬ ‫ونقل الروح املعنوية للمصريني من حالة سيئة إلى عنان‬ ‫السماء وخلف حراكا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬


‫عيوب خطة إنقاذ البنوك البريطانية من أزمتها‬ ‫يشير‬

‫بقلم‪ :‬ليونيد‬ ‫برشيديسكي *‬

‫خطة اإلنقاذ‬ ‫األمريكية أكثر‬ ‫ذكاء وأقل ضررا‬ ‫لدافعي الضرائب‬ ‫من اخلطة‬ ‫الربيطانية‬

‫السعر ال��ذي باعت به الحكومة البريطانية إحدى‬ ‫حصصها في «رويال بنك أوف اسكوتالندا» املؤمم‬ ‫إلى أنها سوف تخسر األم��وال التي وضعتها في‬ ‫خطة إنقاذ البنك في ذروة األزمة املالية وهو ما استطاعت الواليات‬ ‫املتحدة تفاديه‪ .‬ومع ذلك نالت بريطانيا الثناء‪ ،‬في ذروة األزمة املالية‪،‬‬ ‫نظرا للحزم ال��ذي تعاملت به مع املصرفيني املتمردين فيما كانت‬ ‫الواليات املتحدة تتعرض لالنتقادات وتتهم بالتساهل حيث لم تقم‬ ‫بالتأميم الكامل ألي من البنوك الكبرى‪.‬‬ ‫إذن م��ن ال��ذي ك��ان محقا؟ ه��ذه ه��ي امل�ع��ادل��ة‪ :‬باعت حكومة اململكة‬ ‫املتحدة‪ ،‬التي كانت تمتلك ‪ 78.3‬في املائة من «بنك أوف اسكوتالندا»‬ ‫في أعقاب خطة إنقاذ ‪ .2008‬ما نسبته ‪ 5.4‬في املائة من البنك بسعر‬ ‫‪ 3.3‬مليار دوالر‪ .‬وهو ما يجعل قيمة «بنك أوف اسكوتالندا» تصل‬ ‫إلى ‪ 66.1‬مليار دوالر ويجعل الحصة املتبقية للحكومة هي ‪ 44.5‬مليار‬ ‫دوالر‪ .‬وهو ما يعني أن يتكبد دافعو الضرائب البريطانيني خسائر‬ ‫صافية بعدما ضخوا ما قيمته ‪ 71‬مليار دوالر ببنك أوف اسكوتالندا‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬اتخذت اململكة املتحدة إجراءات أفضل عندما أممت‬ ‫حصة تبلغ ‪ 41‬في املائة من «مجموعة لويدز املصرفية» وهو ما سمح‬ ‫لها بشراء بنك «هاليفاكس» املتعثر وبنكني آخرين هما «نورثرين‬ ‫روك» و«برادفورد آند بينجلي»‪ .‬واستثمرت اململكة املتحدة ‪ 32‬مليار‬ ‫دوالر في البنك بسعر الصرف الحالي واستردت حتى اآلن ‪ 21‬مليار‬ ‫دوالر عبر عمليات بيع تدريجية خفضت الحصة املؤممة إلى ‪ 15‬في‬ ‫املائة‪ .‬وتعادل هذه الحصة حاليا نحو ‪ 13.8‬مليار دوالر‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫دافع الضرائب البريطاني أفضل حاال على األقل نظريا‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬ال تشير هذه األرقام إال إلى التكلفة االسمية للحصص‬ ‫التي اشتراها دافعو الضرائب البريطانيون في بنكني وليس التكلفة‬ ‫املالية لالستثمار‪ .‬وقد أوضح «املكتب الوطني ملراجعة الحسابات»‬ ‫خالل العام املاضي أن تكلفة تمويل خطة إنقاذ «لويدز» لم تسترد‬ ‫حتى اآلن‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬يتكبد دافع الضرائب البريطاني خسارة‬ ‫صافية على املبيعات الجماعية للبنكني‪ :‬وبالتالي وعند هذه النقطة‬ ‫يبدو م��ن املستبعد أن يتم اس�ت��رداد املصاريف النقدية املبدئية‬ ‫التي قدمتها الحكومة والتي تصل إلى ‪ 190‬مليار دوالر بسعر‬ ‫الصرف الحالي‪ .‬وعلى النقيض‪ ،‬حققت الحكومة األميركية‪ ،‬أرباحا‬ ‫محدودة (مرة أخ��رى‪ ،‬تجاهل التمويل وتكلفة الفرصة البديلة) من‬ ‫خ�لال برنامجها إلغ��اث��ة األص ��ول امل�ت�ع�ث��رة‪ .‬فقد استثمرت ‪426.4‬‬ ‫مليار واستعادت ‪ 441.7‬مليار عندما تم وقف برنامج اإلنقاذ أواخر‬ ‫العام املاضي‪ .‬ولم يتعثر في السداد سوى عدد محدود من البنوك‬ ‫الصغيرة حيث تبقى عليها ما قيمته ‪ 700‬مليون دوالر من املساعدات‬ ‫الحكومية‪.‬‬ ‫ف��ي ال�ب��داي��ة وعندما ط��رح��ت خطتا اإلن�ق��اذ على ع�ج��ل‪ ،‬ن��ال��ت الخطة‬ ‫ال�ب��ري�ط��ان�ي��ة ال�ث�ن��اء ن�ظ��را ل�ص��رام�ت�ه��ا‪ .‬ف�ق��د ك�ت��ب االق �ت �ص��ادي‪ ،‬ب��ول‬ ‫كروجمان في «نيويورك تايمز» أن حكومة العمال برئاسة جوردون‬ ‫براون «أظهرت أنها على استعداد للتفكير بوضوح في األزمة املالية‬ ‫والعمل بسرعة وفقا للنتائج»‪ .‬وانتقد وزير الخزانة األميركي هنري‬ ‫بولسون لبطئه في تبني تأميم البنوك‪.‬‬ ‫وفي النهاية‪ ،‬ضخت الواليات املتحدة رأسماال في ‪ 707‬بنوك‪ ،‬ولكن‬ ‫في مقابل الحصص غير املسيطرة ومن دون استبدال مديري البنوك‪.‬‬ ‫وشعر أكبر الحاصلني على مثل هذه املساعدات ‪ -‬أمثال «غولدمان‬ ‫ساكس» و«جي بي مورغان تشيس» و«مورغان ستانلي» ‪ -‬باإلهانة‬ ‫وسارعوا للخروج مما أطلق عليه «برنامج ش��راء رؤوس األم��وال»‪،‬‬

‫الذي يعد جزءا من «برنامج إغاثة األصول املتعثرة» وسددوا أموال‬ ‫داف�ع��ي ال�ض��رائ��ب وأرب��اح �ه��م‪ .‬وب�ن�ه��اي��ة ع��ام ‪ 2009‬ل��م ي�ل�ت��زم س��وى‬ ‫البنوك الصغيرة باملعايير الصارمة وظلوا في برنامج شراء رؤوس‬ ‫األموال (بيعت بعد ذلك حصص هذه البنوك في املزاد العلني خاصة‬ ‫للصناديق الخاصة)‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬كانت املقاربة البريطانية أكثر صرامة؛ ففي «رويال‬ ‫بنك أوف سكوتالندا» غيرت الحكومة املديرين التنفيذيني مرتني منذ‬ ‫خطة اإلنقاذ في إطار جهودها لتحسني وضع املقرضني‪ .‬وفي الشهور‬ ‫الثالثة وصوال إلى نهاية يونيو (حزيران)‪ ،‬حقق البنك أرباحا تصل‬ ‫إلى ‪ 457‬مليون دوالر إال أن هذا التحول استغرق أكثر من ست سنوات‬ ‫لكي يتحقق‪ .‬ولكن الواليات املتحدة لم يكن لديها رغبة في مثل هذه‬ ‫التجارب كما أنها قدمت نتائج أفضل من خالل مقاربتها التي كانت‬ ‫بعيدة عن التدخل املباشر‪.‬‬ ‫وبالطبع ف��إن «روي��ال بنك أوف اسكوتالندا» أوق��ع نفسه من خالل‬ ‫ش��راء بنك «إي��ه ب��ي إن أم��رو» الهولندي قبل االن�ه�ي��ار ‪ -‬كانت أكبر‬ ‫عملية استحواذ على بنك في ذلك الوقت‪ .‬ورغم أن املقاربة األميركية‬ ‫رب�م��ا ل��م تكن صالحة للمملكة امل�ت�ح��دة‪ ،‬ف��إن��ه وف�ق��ا ل��دراس��ة نشرت‬ ‫أواخر العام املاضي‪ ،‬أفاد بيبر كالبيبر من «معهد الجامعة األوروبية»‬ ‫ورافييل رينك من جامعة «زيوريخ» بأن خطة إنقاذ الواليات املتحدة‬ ‫كانت أفضل لدافعي الضرائب ألن الواليات املتحدة كان لديها نفوذ‬ ‫أقوى على بنوكها القوية القادرة على السداد واستخدمت هذا النفوذ‬ ‫بفعالية‪ :‬لم تكن البنوك املتعثرة تستطيع تحدي الحكومة في أي من‬ ‫البلدين‪ .‬فكان عليهم قبول أي نوع من السياسات التي تفرضها عليهم‬ ‫الحكومة ألنهم ال يستطيعون النجاة من دون مساعدات الحكومة‪.‬‬ ‫ولكن البنوك غير املتعثرة لم تكن تعتمد على مساعدات الدولة‪ .‬وكانت‬ ‫البنوك غير املتعثرة في بريطانيا في وضع أفضل يمكنها من مقاومة‬ ‫الدولة وقد حصلوا على صفقة أفضل ألنفسهم مما استطاعت البنوك‬ ‫األميركية الحصول عليه‪ .‬ومن ثم‪ ،‬تعرضت الحكومة البريطانية إلى‬ ‫قدر أكبر من املخاطر من تلك التي تعرضت لها الحكومة األميركية‬ ‫كما أنها كبدت دافعي الضرائب ق��درا أكبر من الخسائر‪ .‬ففعليا‪،‬‬ ‫قدمت اململكة املتحدة مساعدة غير مكلفة للبنوك غير املتعثرة التي‬ ‫استفادت من االستقرار الذي وفرته خطط اإلنقاذ من دون أن تضطر‬ ‫إل��ى املشاركة في التكلفة‪ .‬وف��ي املقابل‪ ،‬حققت الحكومة األميركية‬ ‫أرباحا من خطتها لإلنقاذ املصرفي ألنها كانت قادرة على التنمر‬ ‫على البنوك الكبرى غير املتعثرة مثل «ج��ي ب��ي م��ورغ��ان» و«ويلز‬ ‫فارغو» وإجبارهم على املشاركة في خطة جماعية إلعادة الرسملة‪.‬‬ ‫ووفقا لكالبيبر ورينك‪ ،‬أجبر بالسون البنوك الكبرى على قبول ضخ‬ ‫رؤوس األموال إلى جانب البنوك الضعيفة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإنه مول خطة‬ ‫اإلنقاذ عبر الدعم املتبادل بني البنوك‪.‬‬ ‫وعلى النقيض‪ ،‬فشل براون في اململكة املتحدة في إشراك بنكي «إتش‬ ‫إس بي س��ي» و«باركليز» القادرين على ال�س��داد في خطته إلع��ادة‬ ‫الرسملة ألنه أعتقد أن لديهم السلطة لتحدي قوانينه نظرا ألن كبرى‬ ‫البنوك البريطانية أقل اعتمادا على االقتصاد املحلي من نظيراتها‬ ‫األميركية‪ .‬وقد اتضح الحقا أن خطة اإلنقاذ األميركية أكثر ذكاء‬ ‫وأقل ضررا لدافعي الضرائب من الخطة البريطانية حتى وإن بدت‬ ‫في ذلك الوقت أقل صرامة مع البنوك املتأزمة ومن ثم أقل جاذبية‬ ‫على املستوى الشعبي <‬ ‫* باالتفاق مع «بلومبيرغ»‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪55‬‬


‫جانب من املناقشة في كلية‬ ‫االقتصاد (لندن)‬

‫مناقشة في كلية لندن لألقتصاد بحضور ثلة من رجال األعمال الطموحني‬

‫كيف يمكن أن تغير املشروعات اجملتمعات؟‬ ‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬ ‫هل يمكن أن تصبح املشروعات االقتصادية قوة‬ ‫تغير مجتمعية؟ تعد املشروعات االقتصادية‬ ‫مهمة بالنسبة لكافة مناحي حياتنا‪ ،‬فهي تؤثر‬ ‫على حياتنا اليومية وعملنا بل وحتى صحتنا‪.‬‬ ‫مايكل هايمان ونيك جايلز مؤلفا كتاب «املهمة‪ :‬كيف‬ ‫ي�س��ود األف�ض��ل ف��ي م�ج��ال األع �م��ال»‪ ،‬كما ش��ارك��ا في‬ ‫ت��أس�ي��س ش��رك��ة «س�ي�ف�ين ه�ي�ل��ز» وه ��ي ش��رك��ة إلدارة‬ ‫ال �ح �م�لات ال�ن��اج�ح��ة ت��م ت��أس�ي�س�ه��ا ل�خ�ل��ق زخ ��م ح��ول‬ ‫الشركات البريطانية النامية وأهم رجال األعمال بها‪.‬‬ ‫وق ��د ج��ذب��ت امل �ح ��اض ��رات ال �ت��ي ق��دم��اه��ا ب�ك�ل�ي��ة ل�ن��دن‬ ‫ل�لاق�ت�ص��اد ن�ح��و ‪ 250‬م��ن رج ��ال األع �م��ال الطموحني‬ ‫والطالب الراغبني في مناقشة كيف ينجح املشروع الذي‬ ‫له مهمة وتديره حملة‪.‬‬ ‫يعتقد هايمان وجايلز أن املشروعات باملفهوم القديم قد‬ ‫انتهت‪ ،‬وأن اإليمان هو العملة الجديدة‪ .‬فيؤمن الرجالن‬ ‫بأنه عند تقديم فرص جديدة للشباب وإعدادهم للطريقة‬ ‫التي يتغير بها مشهد املشروعات‪ ،‬نكون قد قدمنا لهم‬ ‫إح��دى الطرق التي يمكن أن نتأكد عبرها من أن هذه‬ ‫املشروعات ستتجه للطريق الصحيح‪.‬‬ ‫وي��زع��م ال ��رج�ل�ان أن ��ه ل�ك��ي ت�ن�ج��ح ع�ل�ي��ك ات �ب��اع ق��واع��د‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫جديدة‪ :‬الهدف باعتباره الطريق إلى الربح‪ ،‬تقديم جهد‬ ‫ذهني للحصول على حصة من السوق‪ .‬ويؤمنان بأن‬ ‫األفضل في مجال األعمال تحدده املهمة‪ :‬قضية مميزة‪،‬‬ ‫وطموح واض��ح‪ .‬جدير بالذكر أن الرجلني يعمالن في‬ ‫إدارة الحمالت كما أنهما ضمن نشطاء يقاتلون لقيادة‬ ‫الصناعات وإع��ادة تشكيلها‪ .‬ويحققان نجاحا عبر‬ ‫ال��زخ��م‪ ،‬وم��ن خ�لال تقديم نمو هائل ي��ؤدي إل��ى الفوز‬ ‫في املسابقة‪.‬‬ ‫ويعرض الكتاب عبر ن�م��اذج‪ ،‬تبدأ من كبرى شركات‬ ‫التكنولوجيا مثل «غوغل» و«إير بي إن بي» وصوال إلى‬ ‫كبرى متاجر الطعام وقصص النجاح في بريطانيا مثل‬ ‫«مطبخ إي�لا»‪ ،‬كيف يمكن للمشروعات أن تغير حياة‬ ‫الناس عبر قوة الهدف‪ ،‬والثقافة وإدارة الحمالت‪ .‬حيث‬ ‫فتحت مدى اهتمام ومشاركة وجرأة الشركات فصال‬ ‫جديدا في عالم األعمال‪.‬‬ ‫إنه عصر مدهش من التغيير ونحن نشهد مجرد بدايته‪،‬‬ ‫فمن املدهش أن تعلم أن نحو ‪ 40‬في املائة من إجمالي‬ ‫الناتج املحلي األميركي يعتمد على ش��رك��ات ل��م تكن‬ ‫موجودة قبل ‪ 15‬عاما ونحن نرى أن معظم الشركات‬ ‫التي لها تأثير على حياتنا هي تلك التي سوف نتذكرها‬ ‫وال�ت��ي كانت تتحرك ف��ي عقول ال�ن��اس ومنازلهم مثل‬ ‫«غوغل» و«مايكروسوفت»‪.‬‬

‫ويؤكد الكتاب أننا لم نشهد سوى بداية التغيير الذي لن‬ ‫يؤثر فقط على حياتنا ولكنه سيؤثر أيضا على حياة‬ ‫الشباب القادم‪.‬‬ ‫تصنع الشركات الجديدة فارقا هائال في اقتصاد العالم‬ ‫وفي البلدان التي تقع بها مقراتها‪ .‬ولهذا هناك أهمية‬ ‫للمهمة حيث يؤكد الكتاب أن األمر يعتمد على معادلة‬ ‫أس��اس��ة‪ :‬إذا ك��ان لديك مهمة وزخ��م تستطيع تحقيق‬ ‫النجاح‪.‬‬ ‫وت�ع��د امل�ه�م��ة م�س��أل��ة أس��اس�ي��ة ألن�ه��ا ستصبح ال�ه��دف‬ ‫املحرك في العالم‪.‬‬ ‫فيقول ه��اي�م��ان‪« :‬ل�ق��د أع��ددن��ا ال�ك�ت��اب لنحو ‪ 700‬ألف‬ ‫شركة جديدة تم تأسيسها في اململكة املتحدة‪ ،‬وهذا‬ ‫مهم للغاية ألن ه��ذه ال�ش��رك��ات ستحدد م��ا سيصبح‬ ‫عليه املستقبل»‪.‬‬ ‫ويؤمن املؤلفان بأنه‪« :‬إذا كنت تؤمن بأن لديك ما يجب‬ ‫قوله‪ ،‬يجب أن تمثل قناعتك هذه خطوة مهمة في خلق‬ ‫الجمهور الذي يرغب في أن يستمع»‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن الكتاب جذب اهتماما واسعا‪ ،‬فيقول‬ ‫األمير أن��درو‪ ،‬دوق ي��ورك‪ ،‬أن‪« :‬مايكل هايمان ونيك‬ ‫جايلس يوضحان مل��اذا أصبحت الشركات الناشئة‬ ‫تعتمد ع�ل��ى ال �غ��رض وال �ط �م��وح ل�ك��ي ت�ج��ري تغييرا‬ ‫إيجابيا» <‬


‫إيرانية تزور‬ ‫معرض‬ ‫للسيارات‬ ‫في طهران‬ ‫(غيتي)‬

‫للمستهلك اإليراني في انخفاض أسعار السيارات بعد تنفيذ‬ ‫االتفاق والعودة إلى مستويات األسعار قبل ‪ 2012‬و‪.2013‬‬ ‫ففي تلك السنوات ق��ررت شركات صناعة السيارات رفع‬ ‫أسعار السيارات بحجة ارتفاع سعر العملة الصعبة رغم‬ ‫أنها تصنع السيارات محليا‪ .‬وبعد فترة قصيرة من التوصل‬ ‫لالتفاق‪ ،‬أعلن وزير الصناعات والتعدين والتجارة أنه لن يتم‬ ‫تخفيض األسعار في إيران‪.‬‬

‫بشائر أمل‬ ‫على الرغم من أن وزير الصناعة قال إن أسعار السيارات‬ ‫لن يتم تخفيضها‪ ،‬ما زال املصنعون بحاجة إلى تغيير‬

‫الطريقة التي يتم بها التسعير‪ ،‬ليس إلرضاء املستهلك‪،‬‬ ‫ولكن ألنه عندما يتم رفع العقوبات فسوف يتم إنتاج‬ ‫املزيد من السيارات‪ ،‬وهو أمر متوقع بحلول الربع األول‬ ‫من عام ‪ .2016‬وهو ما يعني أن السوق السوداء سوف‬ ‫تصبح أقل أهمية أو ستختفي تماما‪ ،‬كما سيتراجع‬ ‫الفارق بني سعر املصنع وسعر السوق‪.‬‬ ‫ف ��إذا ك��ان ه�ن��اك امل��زي��د م��ن ال �ع��رض‪ ،‬فيجب أن يكون‬ ‫هناك املزيد من الطلب‪ .‬وهو ما يعززه إما قوة شرائية‬ ‫أكبر أو شروط أفضل‪ .‬فيمكن أن تقدم البنوك قروضا‬ ‫بشروط أفضل‪ ،‬كما يمكن أن تسهل الشركات على‬ ‫املستهلكني شراء السيارات‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬سوف‬ ‫تعاني شركات السيارات إذا ما خفضت األسعار لكي‬

‫تضبط ميزانيتها لهذا العام وترضي املساهمني أخذا‬ ‫في االعتبار أنها باألساس شركات حكومية أو شركات‬ ‫تابعة للحكومة‪.‬‬ ‫ولحسن الحظ‪ ،‬ابتعد الالعبون الرئيسيون في السنوات‬ ‫األخيرة في صناعة السيارات عن الصني‪ ،‬وبالتالي لن‬ ‫تكون هناك مقاومة كبيرة أمام السماح لشركات غربية‬ ‫جديدة بالتعاون مع شركات السيارات املحلية‪.‬‬ ‫وسوف يعني اتفاق فيينا تقديم منتجات أفضل جودة‬ ‫وش��روط أف�ض��ل للمستهلك اإلي��ران��ي‪ .‬ول�ك��ن بالنسبة‬ ‫ملن ينتظرون انخفاض أسعار السيارات فاألفضل أن‬ ‫ينسوا ذلك‪ .‬فكما يقال في إيران فإن الشيء الذي يرتفع‬ ‫سعره لن ينخفض مرة أخرى <‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪53‬‬


‫هناك أشياء ال تحدث إال في إيران‪ .‬فمثال‪ ،‬إذا اشتريت سيارة مثل «كيا‬ ‫برايد»‪ ،‬وهي سيارة مصنعة محليًا‪ ،‬واستخدمتها لعشر سنوات ثم‬ ‫قررت أن تبيعها‪ ،‬فسوف تحصل على األموال نفسها التي دفعتها‬ ‫فيها‪ ،‬وربما أكثر رغم مرور عقد على شرائها‪.‬‬

‫تالعب في أسواق غير مستقرة‬

‫مافيا صناعة السيارات في إيران‬ ‫وبخالف ما يمكن أن نعتقد‪ ،‬فإن صناع السيارات سعداء‬ ‫طهران‪« :‬املجلة»‬ ‫بذلك الوضع ألنهم يستطيعون إل��ى حد بعيد التحكم في‬ ‫سعر ال�س��وق ال�س��وداء واالس�ت�ف��ادة منه‪ ،‬ب��ل إن العديد من‬ ‫ف��ي ‪ ،2005‬و‪ ،2006‬ك��ان س�ع��ر س�ي��ارة «ب��راي��د» املسؤولني بـ«خودرو إيران» و«سايبا» متورطون في صفقات‬ ‫جديدة يصل إل��ى سبعة ماليني ت��وم��ان‪ ،‬وه��و ما السوق السوداء‪.‬‬ ‫ي �ع��ادل ‪ 2400‬دوالر أم�ي��رك��ي‪ .‬ويمكنك أن تبيع‬ ‫السيارة نفسها اآلن بما يعادل ‪ 3400‬دوالر وهو ما يحدث غياب القطاع الخاص الحقيقي‬ ‫نتيجة الطريقة الفريدة التي تعمل بها صناعة السيارات‬ ‫عن صناعة السيارات‬ ‫اإليرانية‪.‬‬

‫السوق السوداء‬ ‫ب �خ�لاف م�ع�ظ��م امل �ن��اط��ق األخ� ��رى ف��ي ال �ع��ال��م‪ ،‬ي�ع�م��ل ت�ج��ار‬ ‫السيارات في إيران بفعالية كبنوك غير رسمية‪ .‬فبالنسبة‬ ‫ملوديالت معينة‪ ،‬يعادل سعر السوق تقريبا ضعفي سعر‬ ‫تصنيع السيارة‪ .‬فلنأخذ «الرينو ميغان ‪ »2000‬على سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬وهي السيارة التي تصنعها شركة «بارس خودرو»‬ ‫التابعة لشركة «سايبا» لصناعة السيارات‪ .‬في املصنع‪ ،‬تبلغ‬ ‫تكلفة السيارة نحو ‪ 26‬ألف دوالر‪ ،‬لكنك فعليا تشتريها بنحو‬ ‫‪ 40‬ألف دوالر‪ .‬كما أن هذا هو الحال بالنسبة للسيارات التي‬ ‫تصنعها شركة «خودرو إيران»‪ ،‬وهي شركة كبرى أخرى‬ ‫لصناعة السيارات‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬يبلغ سعر سيارة‬ ‫«بيجو ‪ »207‬في املصنع نحو ‪ 15‬أل��ف دوالر‪ ،‬لكنها تباع‬ ‫بنحو ‪ 18‬ألف دوالر‪ .‬وهذا هو ما يدفع العديد من األشخاص‬ ‫املوسرين إلى استثمار أموالهم في صناعة السيارات بدال من‬ ‫ادخارها في البنك أو البورصة أو غيرهما‪ .‬فلماذا يفعل الناس‬ ‫غير ذل��ك؟ حيث إن ش��راء «ميغان» مباشرة م��ن «خ��ودرو‬ ‫بارس» يعني تحقيق أرباح تتجاوز ‪ 13‬ألف دوالر في وقت‬ ‫قصير للغاية وهو مبلغ ال يعد بسيطا‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن مبيعات السيارات مرتفعة للغاية في إيران‪.‬‬ ‫ففي الفترة بني َ‪ 22‬مايو (أي��ار) و‪ 21‬يونيو (حزيران) من‬ ‫عام ‪ 2015‬وحده‪ ،‬أنتجت نحو ‪ 100‬ألف سيارة ونحو سبعة‬ ‫آالف شاحنة صغيرة‪ .‬ولكي نقدم مثاال أكثر دق��ة‪ ،‬أنتجت‬ ‫شركة «خ��ودرو إي��ران» نحو ثالث آالف سيارة من موديل‬ ‫«إل ‪ »90‬في الفترة من أواخر مارس (آذار) وحتى يونيو من‬ ‫العام الحالي‪ .‬وبالنسبة لهذا النموذج‪ ،‬هناك فارق بني سعر‬ ‫املصنع والسوق يصل إلى نحو ‪ 1700‬دوالر‪ .‬وهو ما يعني‬ ‫أن السوق السوداء تمكنت في هذه الشهور الثالثة فقط من‬ ‫تحقيق أرباح تصل إلى خمسة ماليني دوالر على األقل‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫في أعقاب الثورة اإلسالمية التي اندلعت في ‪ ،1979‬كانت‬ ‫صناعة السيارات واح��دا من القطاعات الباقية التي تتمتع‬ ‫بحصة ف��ي ال�ن��ات��ج امل�ح�ل��ي اإلج�م��ال��ي ل�ل��دول��ة‪ .‬وب�ع��د ظهور‬ ‫البترول‪ ،‬أصبحت صناعة السيارات ثاني أكبر س��وق في‬ ‫إي��ران وإن كان بهامش صغير‪ ،‬وهو ما يفسر أيضا ملاذا‬ ‫كانت إي��ران واح��دة من أعلى ‪ 20‬دول��ة على مستوى العالم‬ ‫ف��ي صناعة ال�س�ي��ارات قبل ف��رض ال�ع�ق��وب��ات عليها‪ .‬لكن‬ ‫الصناعة واجهت أوقاتا صعبة بعد العقوبات القاسية التي‬ ‫فرضت على إي��ران في ‪ .2010‬وهو ما يتجلى عبر العديد‬ ‫من اإلحصاءات‪ .‬فعلى سبيل املثال تراجع اإلنتاج الشهري‬ ‫من «بيجو ‪ »207‬إلى ‪ 10‬وحدات فقط في فترات معينة‪.‬‬ ‫ل�ك��ن ال��وض��ع ل��م ي�ك��ن س�ي�ئ��ا ب��ال�ن�س�ب��ة ل�ل�ج�م�ي��ع‪ .‬ف�ف��ي ال��وق��ت‬ ‫ال��ذي ك��ان��ت فيه ال�ش��رك��ات التابعة ل�ل��دول��ة ت��واج��ه صعوبات‪،‬‬ ‫تحركت ال�ش��رك��ات التي يطلق عليها «ق�ط��اع خ��اص» وحلت‬ ‫محلها‪ .‬وبدال من العمل مع الشركات الفرنسية مثل «خودرو‬ ‫إيران»‪ ،‬أو الشركات الكورية واليابانية مثل «سايبا»‪ ،‬اتجهت‬ ‫تلك الشركات إل��ى الصني خاصة شركات «م��ودي��ران فيكل»‬ ‫و«كيرمان موتور»‪ .‬وبالتالي‪ ،‬في الوقت الذي توقفت فيه خطوط‬ ‫التجميع التابعة ل �ـ«خ��ودرو» و«س��اي�ب��ا» كانت تلك الشركات‬ ‫ق��ادرة على العمل‪ .‬وعلى الرغم من أن سعر السوق ع��ادة ما‬ ‫يتغير لصالح املستهلك عند اشتداد املنافسة بني املوردين‪ ،‬كان‬ ‫ذلك الوضع مستحيال في إيران‪ ،‬حيث إن شركات السيارات‬ ‫الكبرى في إيران مثل «خودرو إيران»‪ ،‬و«سايبا» تابعة للدولة‪،‬‬ ‫وهو ما يعني أنهما ليستا جزءا من هيئات إدارية أكبر‪ .‬فعلى‬ ‫سبيل امل�ث��ال‪ ،‬تخضع شركة «مهر اجتيساد» االستثمارية‬ ‫التي يديرها الباسيج إلدارة مجموعة «ب��اه�م��ان» التي تبيع‬ ‫س�ي��ارات «م ��ازدا» ف��ي ك��ل أن�ح��اء إي ��ران‪ .‬وب��امل�ث��ل‪ ،‬يمتلك بنك‬ ‫«س�ي��درات»‪ ،‬وه��و أكبر بنك في إي��ران‪ ،‬ومؤسسة االستثمار‬ ‫في األمن االجتماعي التابعة للقوات املسلحة وغيرها‪ ،‬شركة‬

‫«غدير» االستثمارية‪ .‬وبالتالي فإنه ال توجد منافسة حقيقية‬ ‫بني املصنعني ألنهم جميعا ينتمون إلى الهيئة نفسها‪ .‬وباملثل‪،‬‬ ‫تباع م��ودي�لات «م��ازدا ‪ »6‬ف��ي املناطق ال�ح��رة بسعر ‪ 24‬ألف‬ ‫دوالر‪ .‬ولكن عندما تبيع «باهمان» تلك السيارات في السوق‬ ‫املحلية‪ ،‬يقفز السعر إلى ما يزيد على ‪ 60‬ألف دوالر‪ .‬وتأتي‬ ‫ه��ذه القفزة الهائلة في السعر نتاجا لالحتكار املعلن وغير‬ ‫املعلن‪ ،‬باإلضافة إلى اللوائح التي تعمل من خاللها صناعة‬ ‫السيارات في إيران‪.‬‬

‫أحالم ما بعد العقوبات‬ ‫أع��ادت محادثات فيينا والنتائج التي توصلت إليها األمل‬


‫بورصة بكني (غيتي)‬

‫كان أداؤها جيدا (ومن ثم قد يبالغ في تقييمها)‪ ،‬إذ‬ ‫يميل مديرو الصناديق إلى السعي وراءها بمنطق‬ ‫تأثير الزخم‪.‬‬ ‫وب��دال م��ن ذل��ك‪ ،‬يعتقد وول��ي أن العمالء يجب أن‬ ‫يستخدموا مؤشرا يعتمد على العائدات على النقد‬ ‫أو مقياس اقتصادي مثل التضخم أو نمو الناتج‬ ‫املحلي اإلجمالي‪.‬‬ ‫وي�ج��ب أن يعينوا مديرين يبحثون ع��ن األص��ول‬ ‫الرخيصة باستخدام مقاربات القيمة (ولكن ليس‬

‫صناديق التحوط التي تتقاضى أج��ورا عالية وال‬ ‫تميل إلى االنتظار)‪.‬‬ ‫وأظهرت استراتيجيات القيمة أنها األفضل على‬ ‫املدى البعيد‪ ،‬ومن ثم فإن أداء املديرين يجب تقييمه‬ ‫على مدار فترة من خمس سنوات أو أكثر‪.‬‬ ‫وال يجب أن يكون املقياس الرئيسي للخطر هو‬ ‫احتمالية تعرض قيمة املحفظة للخطر ولكن تدفقها‬ ‫النقدي (األسهم ومدفوعات الفائدة)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويجب أن يتحقق العمالء أيضا من أن محافظهم‬

‫ال يتم تداولها على نحو مفرط (مثال أكثر من مائة‬ ‫في املائة في السنة)‪.‬‬ ‫إن عاملا يعج بمديري صناديق صبورين سوف‬ ‫يمنح التنفيذيني املتنفس لكي يستثمروا على املدى‬ ‫البعيد‪ ،‬أو على األقل هذا هو األمل‪.‬‬ ‫كاف‬ ‫على أية حال فإن مسألة إذا ما كان هناك عدد ٍ‬ ‫من املستثمرين في األسهم طويلة األمد لقلب املعادلة‬ ‫في عالم تتحول فيه صناديق املعاشات وشركات‬ ‫التأمني إلى سندات هو قضية أخرى <‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪51‬‬


‫تباطأت الشركات في االستثمار منذ األزمة املالية على نحو مخيب‬ ‫لآلمال‪ .‬ووفقا لوكالة التصنيف االئتماني العاملية «ستاندرد أند‬ ‫بورز»‪ ،‬من املتوقع أن تنخفض نفقات رأس املال العاملي للشركات‬ ‫غير املالية بنسبة ‪ 1‬في املائة هذا العام وبنسبة أكبر تصل إلى ‪ 4‬في‬ ‫املائة في ‪ .2016‬وإذا صحت هذه التوقعات‪ ،‬ستكون بذلك رابع سنة‬ ‫على التوالي من االنخفاض رغم تبني العالم املتقدم ملعدالت فائدة‬ ‫منخفضة لتشجيع الشركات على االقتراض واالستثمار‪.‬‬

‫توقعت بانخفاض نفقات رأس املال العاملي‬ ‫للشركات العام املقبل بنسبة تصل إلى ‪% 4‬‬

‫ستاندرد أند بورز‪ :‬عقد جديد للنمو‬ ‫لندن‪« :‬املجلة»‬ ‫ق��ر الجميع ب��أن االن�خ�ف��اض األخ�ي��ر كان‬ ‫يتركز في قطاعي الطاقة واملواد الصناعية‬ ‫اللذين تأثرا بتراجع أسعار السلع‪.‬‬ ‫وبعيدا عن هذين القطاعني‪ ،‬سوف يرتفع اإلنفاق‬ ‫الرأسمالي بنسبة ‪ 8‬في املائة خالل العام الحالي‪،‬‬ ‫ول�ك��ن ذل��ك ل��ن ي�ك��ون ل��ه س��وى أث��ر م �ح��دود‪ ،‬إذ إن‬ ‫االستثمار في الطاقة واملواد الصناعية كان يكتسي‬ ‫أهمية كبرى خالل السنوات األخيرة حتى أصبحا‬ ‫يشكالن نحو ‪ 39‬في املائة من اإلنفاق الرأسمالي‬ ‫في عام ‪.2014‬‬ ‫ويعكس انخفاض أسعار البضائع مخاوف بشأن‬ ‫التوقعات املتعلقة باالقتصاد العاملي‪.‬‬ ‫وت�س��اع��د ت�ل��ك امل �خ��اوف ع�ل��ى تفسير ل�ي��س فقط‬ ‫السبب في انخفاض أسعار الفائدة ولكن تفسير‬ ‫السبب في تردد الشركات في االستثمار‪ .‬فلماذا‬ ‫تزيد عرضها إذا كانت زيادة الطلب مستبعدة؟‬ ‫ويعتقد البعض أن هناك عامال هيكليا يأتي على‬ ‫ق�م��ة أس �ب��اب ض�ع��ف االس �ت �ث �م��ارات‪ ،‬إذ أصبحت‬ ‫ال�ش��رك��ات ت��رك��ز على ال�ح��اج��ة إل��ى تحقيق أرب��اح‬ ‫على امل��دى القصير ول��م تعد تركز على العائدات‬ ‫بعيدة املدى‪.‬‬ ‫ويشجعهم املساهمون على أن يفعلوا ذلك حينما‬ ‫يطالبون ب��أن يعود إليهم النقد عبر إع��ادة شراء‬ ‫األسهم «‪ »buy – backs‬ويعيد املساهمون تدوير‬ ‫محافظهم بسرعة أكبر مما كان يحدث في املاضي‪،‬‬ ‫كما انخفضت املدة املتوسطة لالحتفاظ باألسهم‬ ‫في أميركا وبريطانيا من ست سنوات في ‪1950‬‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫إلى أقل من ستة أشهر اليوم‪.‬‬ ‫ومن جهتها‪ ،‬وصفت هيالري كلينتون تلك املشكلة‬ ‫مؤخرا بأنها «رأسمالية فصلية»‪ ،‬وهو مصطلح‬ ‫استخدمه أندرو هالدين‪ ،‬الذي أصبح حاليا الرئيس‬ ‫االقتصادي لبنك إنجلترا في ورق��ة بحثية كتبها‬ ‫بالتعاون مع ريتشارد ديفيس‪ ،‬الصحافي السابق‬ ‫بهذه الصحيفة‪ ،‬في عام ‪.2011‬‬ ‫اك�ت�ش��ف ه��ال��دي��ن ع�ب��ر اإلح� �ص ��اءات دل �ي�لا كبيرا‬ ‫على الرغبة في تحقيق أرب��اح قصيرة املدى أثناء‬ ‫تسعير أسهم الشركات حيث يخفض املستثمرون‬ ‫تقديراتهم لتدفق النقد في املستقبل‪.‬‬ ‫وع �ل��ى ن �ح��و أب �س��ط‪ ،‬س ��وف ي�خ�ف��ق امل�س�ت�ث�م��رون‬ ‫الحاليون في «اختبار املارشملو»‪ ،‬إذ يسعون إلى‬ ‫الربح الفوري بدال من انتظار األرباح األكبر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتشير ورقة بحثية أخرى ساعد هالدين أيضا في‬ ‫كتابتها إلى أن تعجل املساهمني يؤثر على قرارات‬ ‫الشركات‪ :‬تميل الشركات املدرجة علنا إلى تقديم‬ ‫استثمارات أقل مما تقدم الشركات الخاصة التي‬ ‫تحقق أرباحا مشابهة‪.‬‬ ‫ويضع هالدين ع��ددا م��ن امل�ق��ارب��ات لتلك املشكلة‬ ‫بما ف��ي ذل��ك تغيير طريقة ال��دف��ع ل�ل��رؤس��اء ومنح‬ ‫ح �ق��وق ت�ص��وي�ت�ي��ة أك �ب��ر ل�ل�م�س��اه�م�ين ع�ل��ى امل��دى‬ ‫الطويل وتعديل قانون الشركات‪ .‬وهناك فكرة بديلة‬ ‫طرحها بول وولي‪ ،‬مدير الصناديق السابق الذي‬ ‫يعمل حاليا كأكاديمي بكلية لندن لالقتصاد‪ ،‬فهو‬ ‫يرغب في أن يرى تغييرا في العقود بني املستثمرين‬ ‫ومديري الصناديق‪.‬‬ ‫فيرى وولي أن ذلك نموذج تقليدي ملعضلة «الوكيل‬ ‫الرئيسي»‪ ،‬حيث يعني العمالء مديرين للصناديق‬ ‫لرعاية استثماراتهم ولكنهم ال يثقون تماما في‬

‫مهارتهم‪ ،‬فكل ما لديهم هو أداؤه السابق‪ ،‬وهو ما‬ ‫يمكن أن يكون نتاجا للحظ‪.‬‬ ‫وألخ��ذ االح�ت�ي��اط��ات ال�لازم��ة‪ ،‬ي�ق��ارن ال�ع�م�لاء أداء‬ ‫م��دري الصناديق بمؤشر مثل مؤشر ستاندرد‬ ‫أند بورز ‪.500‬‬ ‫وبالتالي يجب أن يتوخى امل��دي��رون «النشطون»‬ ‫(في مقابل الصناديق السلبية التي تتبع ببساطة‬ ‫املؤشر) الحذر من االبتعاد كثيرا عن املؤشر‪ ،‬وهو‬ ‫ما يمكن أن يؤدي إلى إساءة تسعير األسهم التي‬


‫باستثناء لبنان ومصر وتونس واملغرب‪.‬‬ ‫ومن املرتقب أن تساعد تلك الضريبة على تشجيع الصادرات‬ ‫وفتح أسواق جديدة للتصدير‪ ،‬مما يزيد التنافسية‪ ،‬وذلك‬ ‫ألن ه��ذه الضريبة ع��ادة ال ت�ف��رض على ال �ص��ادرات‪ .‬كما‬ ‫ً‬ ‫أن إحدى مزاياها أيضا أن العبء الضريبي الذي تتحمله‬ ‫ً‬ ‫السلع املحلية يكون مساويا أو مقاربا للعبء الضريبي‬ ‫الذي تتحمله الواردات‪ ،‬مما يشجع املنتج املحلي على زيادة‬ ‫املنافسة مع املنتج املستورد‪.‬‬ ‫كما أن اإلي ��رادات املرتقبة في ح��ال تطبيق تلك الضريبة‪،‬‬ ‫ستتجه إلى سد العجز أو مشاريع تنموية أخرى‪.‬‬

‫خالفات خليجية‬

‫التي ستخضع لالستثناءات مثل األغذية والسلع الزراعية‬ ‫واألدوية والسلع االستثمارية‪ .‬وتجارب الدول األخرى تشير‬ ‫إل��ى أهمية وج��ود ال��دراس��ات العلمية والتطبيقية‪ ،‬واتخاذ‬ ‫الخطوات التمهيدية قبل فرضها‪.‬‬ ‫كما أن مجمل األعمال التجارية هو من سيقوم بتحصيل‬ ‫تلك الضريبة‪ ،‬وهنا ينبغي إجراء تدريبات مكثفة للعاملني‬ ‫واملديرين على كيفية تحصيل تلك الضريبة دون محاولة‬ ‫البيع خ��ارج األط��ر املعتادة‪ ،‬فال تضيع اإلي��رادات على تلك‬ ‫ال��دول‪ .‬وهنا تبرز أهمية شفافية قطاع األع�م��ال م��ن أجل‬ ‫التطبيق السلس لتلك الضريبة‪.‬‬ ‫وهناك مشكلة إضافية تتعلق ب��اإلم��ارات العربية املتحدة‬ ‫ً‬ ‫دونا عن غيرها من دول الخليج‪ ،‬وهي أن نظامها فيدرالي‪،‬‬ ‫فهناك ص�ع��وب��ات إداري� ��ة‪ ،‬تتمثل ف��ي ت��وزع�ه��ا ب�ين اإلدارة‬ ‫االت�ح��ادي��ة والسلطات املحلية‪ .‬كما أن الحكومات املحلية‬ ‫تتباين من حيث قدراتها اإلداري ��ة‪ ،‬فالعبء األكبر سيقع‬ ‫على اإلم��ارات التي تتمتع بأنظمة إداري��ة متقدمة مثل دبي‬ ‫وأبوظبي والشارقة‪ ،‬بينما ستنعم إمارات أخرى بإيرادات‬ ‫دون بذل جهود مقابلة بسبب أن أنظمتها اإلداري��ة ليست‬ ‫بالكفاءة نفسها لإلمارات املذكورة‪ .‬ولن تعاني الدول األخرى‬

‫كاف‬ ‫من تلك امللكة ألن نظامها م��رك��زي‪ ،‬وإص��دار ال�ق��رار ٍ‬ ‫لوحده بأن تطبقه كافة املناطق دون تفاوت إداري‪.‬‬ ‫كما تتخوف دول املجلس م��ن ارت �ف��اع م�ع��دالت التضخم‬ ‫وان�ح�س��ار اإلن �ف��اق بسبب ترشيد اإلن �ف��اق االستهالكي‪،‬‬ ‫األمر الذي قد يؤثر ً‬ ‫سلبا على مجمل الحركة التجارية في‬ ‫ً‬ ‫دول مجلس التعاون‪ ،‬وبالتالي التأثير سلبا على النمو‪ .‬وال‬ ‫تستطيع تلك الدول أن تفرض ضريبة القيمة املضافة على‬ ‫ً‬ ‫املقيمني مثال‪ ،‬دون أن تفرضها على املواطنني حتى ال يتأثر‬ ‫مستوى رفاهيتهم!‬

‫فوائد مرتقبة‬ ‫رغم أن تطبيق ضريبة القيمة املضافة لم يبدأ إال قبل نحو‬ ‫ً‬ ‫‪ 50‬ع��ام��ا‪ ،‬ف��إن ه��ذه الضريبة أصبحت م �ص� ً‬ ‫رئيسيا‬ ‫�درا‬ ‫لإليرادات في غالبية دول العالم‪ .‬وتشكل هذه الضريبة اآلن‬ ‫نحو ربع اإليرادات الضريبية وما يقارب من ‪ 5‬في املائة من‬ ‫جملة الناتج املحلي اإلجمالي في معظم الدول التي تطبقها‪.‬‬ ‫ومن بني الدول الـ‪ 193‬األعضاء في األمم املتحدة‪ ،‬فإن ‪ 41‬دولة‬ ‫فقط هي التي ال تطبق هذه الضريبة‪ ،‬أهمها الدول العربية‪،‬‬

‫تبدو اإلمارات العربية املتحدة متشجعة على تطبيق الضريبة‬ ‫في دول املجلس‪ ،‬فقد قالت وزارة املالية اإلماراتية في أغسطس‬ ‫املاضي إن الدولة تعمل بالتعاون مع جيرانها لفرض ضريبة‬ ‫القيمة املضافة في املنطقة‪ ،‬لكن لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق‬ ‫بشأن نسبة الضريبة واإلعفاءات الخاصة بها‪.‬‬ ‫وقالت الوزارة في بيان خال من املوعد املحتمل للتوصل إلى‬ ‫اتفاق «في حال توصل دول مجلس التعاون إلى اتفاق نهائي‬ ‫على املواضيع املتعلقة بتطبيق ضريبة القيمة املضافة‪ ،‬فإنه‬ ‫سيتم اإلعالن عن ذلك بشكل مباشر»‪.‬‬ ‫واعترف وكيل الوزارة يونس حاجي الخوري في تصريحات‬ ‫صحافية إن هناك خالفات بني دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫بشأن كيفية تطبيق ضريبة القيمة املضافة على القطاعات‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬على سبيل املثال هناك دولة ال تريد فرض ضريبة‬ ‫القيمة املضافة على األغذية واملشروبات‪ ،‬وبصفة خاصة على‬ ‫غذاء األطفال‪ ،‬بينما تبدو دول أخرى أكثر ً‬ ‫ترددا في فرضها‬ ‫على قطاع الخدمات وما إذا كانت ستؤثر على القطاع املالي‬ ‫أم ال‪ ،‬وعلى وجه الخصوص في اإلمارات»‪.‬‬ ‫وقال الخوري إن لجنة فنية ستناقش مثل تلك املوضوعات‬ ‫في الرياض‪ ،‬وترفع تقريرها بحلول أكتوبر (تشرين األول)‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مضيفا أن املحادثات لم تصل بعد إلى مستوى وكالء الوزارة‬ ‫أو الوزراء‪ .‬وأوضحت الوزارة في البيان أنه فور التوصل لقرار‬ ‫بخصوص فرض ضريبة القيمة املضافة‪ ،‬ستعطى القطاعات‬ ‫املعنية بتطبيقها مهلة زمنية ال تقل عن ‪ً 18‬‬ ‫شهرا للتحضير‬ ‫للتطبيق واستيفاء متطلبات االلتزام بالضريبة‪.‬‬ ‫ف��ي ال��وق��ت ذات ��ه‪ ،‬استبعد رئ�ي��س مجلس ال �غ��رف التجارية‬ ‫الصناعية السعودية عبد الرحمن ال��زام��ل ف��ي تصريحات‬ ‫صحافية في أغسطس (آب) املاضي تطبيق ضريبة القيمة‬ ‫املضافة في اململكة ً‬ ‫حاليا‪ ،‬وذل��ك بسبب ع��دم ق��درة املواطن‬ ‫السعودي على تحملها وقوة اقتصادات دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي‪.‬‬ ‫املستورد‬ ‫على‬ ‫تؤثر‬ ‫لن‬ ‫املضافة‬ ‫القيمة‬ ‫ضريبة‬ ‫أن‬ ‫وأضاف‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أو املصنع‪ ،‬ولكن سيتحملها املستهلك‪ .‬ودعا إلى استثناء‬ ‫ً‬ ‫معتبرا‬ ‫السلع األساسية من هذه الضريبة في حال تطبيقها‪،‬‬ ‫أن تطبيقها أمر بالغ الحساسية!‬ ‫وبالنظر إلى تاريخ مسار العمل على تطبيق أو اقتراح‬ ‫تلك الضريبة عبر العقود املختلفة‪ ،‬فإن تطبيقها يحتاج‬ ‫إل��ى إرادة وإم�ك��ان��ات هائلة‪ ،‬إض��اف��ة إل��ى تسويقها في‬ ‫مجتمعات عرفت في التاريخ الحديث بأنها ال تحب أن‬ ‫تدفع إال قيمة ما تشتريه أو تلمسه من خدمات‪ ،‬وال تؤمن‬ ‫بدفع مبالغ إضافية على شكل ضرائب لحكومات تراها‬ ‫شعوبها بالغة الثراء! <‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪49‬‬


‫لطاملا اشتهرت دول مجلس التعاون الخليجي عبر عقود بأنها منطقة‬ ‫«منزوعة الضرائب»‪ ،‬ولكن‪ ،‬ومنذ أواخر التسعينات‪ ،‬كلما شعر صناع‬ ‫ً‬ ‫القرار املالي الخليجيون بأن هناك هبوطا في ريع النفط‪ ،‬الذي يشكل‬ ‫الحصة الوازنة في إيرادات دولهم‪ ،‬فإنهم يكثرون الحديث عن ضرورة فرض‬ ‫ً‬ ‫مجددا‪ ،‬فإن‬ ‫رسوم ما على السلع أو الخدمات‪ .‬وما إن تنتعش أسعار النفط‬ ‫الحديث عن الرسوم أو الضرائب يخفت أو يختفي من األجندات املالية حتى‬ ‫يحني املوعد مع انخفاض جديد ألسعار النفط‪.‬‬

‫تخوف الخليجيني من تأثر مستوى الرفاهية للمواطنني‬

‫هل تدخل دول الخليج في عصر ضريبة القيمة املضافة؟‬ ‫الرياض‪ :‬معتصم موسى‬ ‫يكشف ذلك التردد تخوف الخليجيني‪ ،‬حكومات‬ ‫ً‬ ‫وشعوبا‪ ،‬من تأثر مستوى الرفاهية للمواطنني‪،‬‬ ‫وهو أمر تضعه تلك الدول على سلم أولوياتها‪ ،‬لذا‬ ‫كان تأجيل الحديث عن فرض الضرائب ً‬ ‫نهجا ً‬ ‫دائما‪ .‬ولعل‬ ‫أحد أمثلة ذلك هو إشارة أطلقها وزير الدولة لشؤون املالية‬ ‫والصناعة اإلماراتي الدكتور محمد خلفان بن خرباش عام‬ ‫‪ ،2004‬ورج��ح فيها تطبيق ضريبة القيمة املضافة ألنها‬ ‫أنسب من كل أنواع الضرائب من حيث عدالتها وشمولها‪،‬‬ ‫فهي تشمل النطاق األوسع في املجتمع‪ ،‬وهي ليست موجهة‬ ‫ضد فئة ملصلحة فئة أخرى‪ ،‬كما أنها ضريبة غير مباشرة‬ ‫على الدخل‪ ،‬وتتناسب مع مدى وقيمة االستهالك‪ ،‬على حد‬ ‫قوله آن��ذاك‪ .‬ومن املبررات األخ��رى التي ساقها الوزير في‬ ‫تفضيل ه��ذا النوع من الضرائب هو أنها ليست متحيزة‬ ‫ضد االدخار واالستثمار‪ .‬وبعد أكثر من ‪ً 11‬‬ ‫عاما‪ ،‬لم تفرض‬ ‫اإلمارات حتى اآلن تلك الضريبة بسبب عقبات مختلفة‪.‬‬

‫مبادرات خجولة‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هناك مبادرات خجولة من فترة ألخرى لفرض‬ ‫نوع من الرسوم أو الضرائب «الخفيفة» على بعض الخدمات‬ ‫ً‬ ‫أو السلع‪ .‬فالسعودية مثال فرضت رسم خدمة في أواخر‬ ‫التسعينات قدره ‪ 10‬رياالت على فواتير الكهرباء‪ ،‬كما رفعت‬ ‫الرسوم املفروضة على رخص إقامة العاملني املقيمني في‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬واستطاعت توليد‬ ‫القطاع الخاص قبل ‪ 3‬سنوات‬ ‫ً‬ ‫نحو ‪ 12‬مليار ري��ال (‪ 3.2‬مليار دوالر سنويا) للخزينة‬ ‫ً‬ ‫رسوما‬ ‫السعودية‪ .‬أم��ا البحرين واإلم ��ارات‪ ،‬فقد فرضتا‬ ‫على قطاع السياحة قبل أع��وام قليلة؛ تؤخذ م��ن السياح‬ ‫تحت مسمى رس��وم بلدية أو خدمات عامة‪ ،‬مع مجموعة‬ ‫من اإلج ��راءات الضريبية املتنوعة التي ال تمس املواطنني‬ ‫بشكل مباشر‪ .‬وأعلنت الكويت قبل فترة قريبة أنه لن يكون‬ ‫هناك خدمات مجانية في وزارة الداخلية للخدمات املقدمة‬ ‫‪48‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫للوافدين‪ .‬ويضاف إلى ذلك ضرائب متنوعة على الشركات‬ ‫واالستثمارات األجنبية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دوالرا للبرميل‪،‬‬ ‫وم��ع تدني أسعار النفط إل��ى ما دون ‪50‬‬ ‫بدأ الحديث ً‬ ‫جديا عن محاوالت لفرض رسوم على ضريبة‬ ‫القيمة امل�ض��اف��ة‪ ،‬وه��ي الضريبة ال�ت��ي ت�ف��رض على طائفة‬ ‫م��ن ال�خ��دم��ات وال�س�ل��ع (تستثنى ف��ي ال�غ��ال�ب�ي��ة األس��اس�ي��ة‬ ‫منها) بنسب مختلفة وت��دف��ع م�ب��اش��رة عبر منافذ البيع‬ ‫عبر إضافتها م�ب��اش��رة إل��ى إي �ص��االت ال�ف��وات�ي��ر‪ .‬وتطبق‬ ‫ً‬ ‫حصرا على مواطني ال��دول واملقيمني فيها‪،‬‬ ‫هذه الضريبة‬ ‫وتستثني ال�س�ي��اح وال� ��زوار‪ ،‬ويمكنهم استرجاعها وقت‬ ‫مغادرتهم البالد‪.‬‬

‫خطوة ملموسة‬ ‫وكان أول تحرك جدي في هذا السياق هو اعتماد مشروع‬ ‫لضريبة القيمة املضافة بدول مجلس التعاون الخليجي في‬ ‫مايو (أيار) املاضي‪ ،‬وذلك بوصفها اتفاقية تتضمن األحكام‬ ‫واملبادئ املشتركة املتفق عليها بني ال��دول األعضاء؛ على‬ ‫أن تصادق الدول األعضاء على االتفاقية حسب اإلجراءات‬ ‫الداخلية املتبعة في كل دولة‪.‬‬ ‫وتضمن القرار الخليجي إصدار كل دولة من دول املجلس‬ ‫ً‬ ‫قانونا ً‬ ‫محليا لضريبة القيمة املضافة‪ ،‬تعكس فيه األحكام‬ ‫املشتركة الواردة في االتفاقية‪ .‬كما تم االتفاق على تكليف‬ ‫ص �ن��دوق ال�ن�ق��د ال��دول��ي ب��إع��داد دراس� ��ات ح��ول تقييم أث��ر‬ ‫انخفاض أسعار النفط على دول املجلس خاصة فيما يتعلق‬ ‫بتأثر ذلك على االستقرار املالي وأسعار الطاقة وسياسات‬ ‫الضرائب في الدول األعضاء‪.‬‬

‫عقبات كأداء‬ ‫ولعل أهم عقبة تواجه تطبيق ضريبة القيمة املضافة هي‬ ‫ضرورة اتفاق الدول الخليجية الست على تطبيقها في وقت‬ ‫واح��د‪ ،‬وذلك ملنع االختالل في األس��واق ومنع التهريب بني‬ ‫دول املجلس‪ .‬كما أن مسألة التمتع بحق استرجاع الضريبة‬ ‫شائكة ومعقدة‪ .‬فماذا لو أصبحت هناك «تجارة حدودية»‬

‫بني دول الخليج‪ ،‬يتم من خاللها ش��راء السلع واسترجاع‬ ‫قيمة الضريبة للمواطنني الخليجيني واملقيمني في غير الدولة‬ ‫التي تمت منها عملية ال�ش��راء‪ ،‬ثم تم إدخالها م��رة أخرى‬ ‫وبيعها مرة أخرى دون ضريبة؛ في عملية تهريب تتضمن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضريبيا؟‬ ‫احتياال‬ ‫وف��ي ه��ذا ال�س�ي��اق‪ ،‬ق��ال وك�ي��ل وزارة املالية ي��ون��س حاجي‬ ‫الخوري أواسط أغسطس (آب) املاضي‪« :‬ال نستطيع فرض‬ ‫الضريبة في بلدنا فقط‪ .‬يجب أن تكون على مستوى دول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي‪ .‬لكن إذا اتفقت دول املجلس على‬ ‫موعد نهائي فإن أي دولة تستطيع تطبيقها قبل األخرى»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬فإن تطبيق نظام ضريبة القيمة املضافة يتطلب‬ ‫جهودا كبيرة واستعدادات في مجاالت اإلدارة واملحاسبة‬ ‫ومراقبة منافذ الدول‪ ،‬وبخاصة أن دول الخليج عديمة الخبرة‬ ‫في وضع النظم الضريبية ولم تنشئ حتى اآلن هيئات أو‬ ‫إدارات لتحصيل الضرائب بهذا املسمى‪ ،‬وهو أمر يؤخر‬ ‫تطبيقها‪ .‬ورغم الفوائد املالية التي ستتأتي من تطبيقها‪،‬‬ ‫فإن تكاليف فرضها ليست بالهينة‪ .‬كما أن حجم اإليرادات‬ ‫املتأتية منها سيعتمد على جملة م��ن ال�ع��وام��ل م��ن أهما‬ ‫معدل الضريبة‪ ،‬وم��دى الجدية في تطبيقها‪ ،‬وع��دد السلع‬


‫وحقق االقتصاد املصري نموا خالل التسعة أشهر األولى من‬ ‫إنشاءات عقارية في أحد الشوارع‬ ‫العام املالي املاضي نسبته ‪ 4.7‬في املائة‪ .‬ويتوقع التقرير ارتفاع‬ ‫الرئيسية في الرياض (غيتي)‬ ‫أسعار التمليك واإليجارات‪ ،‬لعدم نمو املعروض من العقارات‬ ‫السكنية في السوق بشكل كبير‪ ،‬نتيجة تأخر استكمال بعض‬ ‫املشروعات‪.‬‬ ‫وفي قطاع العقارات التجارية (امل�ح�لات)‪ ،‬من املتوقع ارتفاع‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا من‬ ‫إيجاراتها‪ ،‬فخالل عام ‪ 2014‬تحسن الطلب‬ ‫قبل قطاع األغذية واملشروبات‪ ،‬وأدى ذلك إلى انخفاض معدالت‬ ‫املحال الشاغرة إلى ‪ 19‬في املائة العام املاضي مقارنة بـ‪ 25‬في‬ ‫املائة عام ‪.2013‬‬ ‫«على الرغم من أن اإليجارات ظلت مستوياتها مستقرة في‬ ‫ع��ام ‪ ،2014‬زاد الطلب على امل�ح��ال التجارية م��ن الشركات‬ ‫صاحبة العالمات التجارية الجديدة‪ ،‬ومع التأخر في إنجاز‬ ‫بعض املشاريع الجديدة‪ ،‬فإن ذلك سيدعم أسعار اإليجارات»‪،‬‬ ‫وفقا للتقرير‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق ب��ال��وح��دات اإلداري ��ة‪ ،‬ق��ال التقرير إن التوقعات‬ ‫ليست جيدة‪ ،‬حيث أدى تراجع الطلب عليها أدرى إلى ارتفاع‬ ‫الوحدات املكتبية الشاغرة إلى ‪ 35‬في املائة العام املاضي من‬ ‫‪ 22‬في املائة عام ‪ ،2013‬ولذلك ظلت أسعار اإليجارات ثابتة‪،‬‬ ‫وفقا للتقرير‪.‬‬ ‫وأض��اف التقرير أن املخاطر الرئيسية في السوق العقارية‬ ‫ه��و ع��دم اس �ت �ق��رار األوض� ��اع األم �ن �ي��ة‪ ،‬وال�ت��أخ�ي��ر ف��ي تنفيذ‬ ‫اإلصالحات الهيكلية‪.‬‬ ‫وتسعى الحكومة إلى تحسني مناخ األعمال في مصر‪ ،‬وحل‬ ‫مشكالت املستثمرين‪ ،‬لدعم اقتصاد البالد الذي يعاني من‬ ‫االض�ط��راب��ات األمنية والسياسية منذ ان��دالع ث��ورة يناير‪25‬‬ ‫يناير ‪.2011‬‬ ‫وقال التقرير إن أسعار العقارات في القاهرة أعلى من أسعار‬ ‫شركات أجنبية إليها تعمل في قطاعات مختلفة‪.‬‬ ‫خالل الـ‪ 12‬شهرا املاضية‪ ،‬بجانب زيادة املعروض الكبير العقارات في أوروبا الغربية‪ ،‬وضعف أسعار العقارات في دول‬ ‫السكنية‪.‬‬ ‫والوحدات‬ ‫املكاتب‬ ‫من‬ ‫السكنية‬ ‫العقارات‬ ‫وفي العراق‪ ،‬قال التقرير إن النقص في قطاع‬ ‫الخليج وأعلى بأربعة أضعاف من أسعار ال��والي��ات املتحدة‬ ‫السكاني‬ ‫النمو‬ ‫�دالت‬ ‫بسبب نمو الطلب عليها‪ .‬وبسبب م�ع�‬ ‫األميركية‪ ،‬وذلك عند مقارناتها بدخول الفرد‪.‬‬ ‫العجز‬ ‫ارتفاع‬ ‫التقرير‬ ‫يتوقع‬ ‫املترفعة التي تصل إلى ‪ 3‬في املائة‪،‬‬ ‫الجزائر وصعوبة تملك العقارات‬ ‫في السوق العقارية من ‪ 2.9‬مليون وحدة سكنية إلى ‪ 4.7‬مليون‬ ‫يتوقع التقرير أن ترتفع أسعار العقارات بالجزائر‪ ،‬فيما ستظل األردن‬ ‫وحدة سكنية في ‪.2018‬‬ ‫تعاني‬ ‫هناك‬ ‫العقارات‬ ‫أنواع‬ ‫كل‬ ‫إن‬ ‫التقرير‬ ‫أما في لبنان‪ ،‬فيقول‬ ‫عائدات اإليجار مستقرة‪ .‬وأضاف التقرير أن أسعار العقارات‬ ‫بسبب االضطرابات السياسية‪ ،‬مشيرا إلى أن الطلب محدود السكنية ال تزال أقل بنسبة تتراوح بني ‪ 30‬إلى ‪ 50‬في املائة ت��وق��ع التقرير ارت�ف��اع أس�ع��ار ال��وح��دات السكنية‪ ،‬فيما يرى‬ ‫ج��دا‪ ،‬وأن الوضع األمني والسياسي غير املستقر‪ ،‬أدى إلى من ذروتها في ‪ ،2007‬ولكنها تتزايد‪ .‬وأرج��ع سبب الزيادة التقرير أن أسعار الوحدات اإلدارية ستبقى مستقرة‪ .‬وقال إن‬ ‫زيادة معدالت بيع األجانب للعقارات لتصل إلى ‪ 1.7‬في املائة إلى النقص في املساكن والتي تقدر بنحو ‪ 1.2‬مليون وحدة قلة املعروض من الوحدات السكنية‪ ،‬سيؤدي إلى زيادة أسعار‬ ‫في ‪ 2014‬إلى ‪ 1.9‬في املائة في عام ‪ ،2012‬مما أدى إلى تراجع سكنية‪ ،‬وندرة األراضي الصالحة إلقامة مساكن عليها إذ إن العقارات واإليجارات‪.‬‬ ‫أسعار الشقق الفاخرة بنسبة ‪ 20‬في املائة‪ .‬ويرى التقرير أن أغلب تلك األراض��ي مملوكة للحكومة‪ ،‬وفي عام ارتفع سعر وأشار التقرير إلى أن االضطرابات في الدول املجاورة لألردن‬ ‫القطاع العقاري سواء السكني أو التجاري أو اإلداري سيظل العقارات بنسبة ‪ 26.1‬مرة من متوسط دخل الفرد‪ ،‬مما يجعل أدت إلى ارتفاع معدل النمو السكاني وهو ما يؤدي إلى زيادة‬ ‫متأثرا مع مخاوف املستثمرين األجانب بسبب االضطرابات تملك املساكن أمر بالغ الصعوبة بالنسبة ملعظم املواطنني‪ ،‬وهو الطلب على الوحدات السكنية‪ .‬وذكر التقرير إلى أن األسعار‬ ‫ف��ي ل�ب�ن��ان‪ ،‬بجانب ال�ح��رب ف��ي س��وري��ا‪ ،‬واألزم ��ات ف��ي ال��دول ما قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية في املستقبل‪ .‬ونتيجة حاليا ارتفعت بنسبة ت�ت��راوح بني ‪ 100‬في املائة إل��ى ‪300‬‬ ‫لهذا األم��ر‪ ،‬التزمت الحكومة ببناء ‪ 1.6‬مليون وح��دة سكنية في املائة‪ ،‬وذل��ك مقارنة باألسعار خ�لال الفترة قبل األزم��ة‬ ‫املجاورة للبنان‪.‬‬ ‫السورية‪ .‬وأضاف التقرير الطلب على العقارات زاد بنحو ‪90‬‬ ‫الدوحة‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫السكني‬ ‫القطاع‬ ‫إن‬ ‫التقرير‬ ‫يقول‬ ‫وف��ي قطر‪،‬‬ ‫ملحدودي الدخل بني عامي ‪ 2015‬و‪.2019‬‬ ‫من املتوقع أن يشهد ازدهارا وارتفاعا في األسعار‪ ،‬إال أن وأش��ار التقرير إلى أن الطلب من املتوقع أن يواصل االرتفاع ألف وحدة إضافية بسبب الالجئني السوريني‪ ،‬هذا بجانب‬ ‫أسعار ال��وح��دات التجارية واإلداري ��ة من املتوقع أن تشهد بسبب ارت �ف��اع م�ع��دالت النمو السكاني بنسبة ‪ 2‬ف��ي املائة متوسط االح�ت�ي��اج��ات السنوية ل�لأردن�ي�ين البالغة ‪ 32‬ألف‬ ‫تراجعا محدودا‪ .‬وأشارت إلى أن قلة املعروض في القطاع سنويا‪ ،‬وزيادة التوسع العمراني والذي بلغت نسبته ‪ 74‬في وحدة‪ .‬ويشير التقرير إلى أن وضع القطاع العقاري متفاقم‬ ‫السكني يؤدي إلى ارتفاع اإليجارات‪ ،‬التي زادت بنسبة ‪ 14‬املائة في ‪ ،2014‬بجانب الناتج املحلي املرتفع نسبيا للفرد البالغ بسبب نقص األراضي املتاحة في عمان‪.‬‬ ‫وعلى مستوى شريحة العقارات اإلدارية‪ ،‬فإن املعروض الكبير‬ ‫في املائة العام املاضي‪ ،‬كما زادت مستوى أسعار التملك نسبته ‪ً 5536‬‬ ‫دوالرا للفرد‪.‬‬ ‫العام املاضي أيضا‪ .‬وسبب قلة املعروض في القطاع زيادة يتوقع التقرير ارتفاع أسعار الوحدات السكنية والتجارية في نسبيا سيؤدي إلى ثبات استقرار األسعار‪ .‬ويرى التقرير أن‬ ‫الطلب م��ن املغتربني ال��ذي��ن يساهمون ف��ي زي ��ادة الكثافة القاهرة‪ ،‬في الوقت الذي يتوقع ركودا في قطاع الوحدات اإلدارية‪ .‬الخطر الرئيسي في األردن هو التوتر املستمر بني اإلخ��وان‬ ‫ال�س�ك��ان�ي��ة ب�ن�ح��و ‪ 9‬ف��ي امل��ائ��ة س�ن��وي��ا‪ .‬وي ��رى ال�ت�ق��ري��ر أن وأضاف التقرير أن أسعار بيع الشقق والفيالت ارتفعت بنحو املسلمني والحكومة‪ ،‬والتداعيات السلبية للصراع في سوريا‪،‬‬ ‫املخاطر الرئيسية بالقطاع ال�ع�ق��اري ف��ي قطر يتمثل في ‪ 15‬في املائة و‪ 25‬في املائة على التوالي خالل عام ‪ ،2014‬بسبب وزي��ادة أس�ع��ار األراض��ي نتيجة القواعد التي تحظر إنشاء‬ ‫وحدات سكنية أعلى من خمس طوابق <‬ ‫تراجع أسعار الغاز ال��ذي وصلت نسبته إلى ‪ 35‬في املائة تحسن البيئة السياسية والتوقعات االقتصادية للبالد‪.‬‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪47‬‬


‫قال تقرير صادر عن مؤسسة «إيكومونيتور» األميركية‪ ،‬إن آفاق نمو القطاع‬ ‫العقاري في منطقة الشرق األوسط ستبقى كبيرة رغم التوترات في املنطقة‬ ‫السياسية واالقتصادية‪.‬‬

‫ً‬ ‫مؤسسة «إيكومونيتور» األميركية تظهر تفاؤال تجاه‬ ‫العقارات السكنية والتجارية في الرياض‬

‫تأثير التوترات السياسية‬ ‫في املنطقة على أداء القطاع العقاري‬

‫القاهرة‪ :‬شريف اليماني‬ ‫أش��ار التقرير إلى أن معدل النمو االقتصادي في‬ ‫املنطقة من املتوقع أن يظل في حدود ‪ 2.2‬في املائة‬ ‫خ�ل�ال ع��ام��ي ‪ 2015‬و‪ 2016‬ب�س�ب��ب ال �ص��راع��ات‬ ‫السياسية في سوريا واليمن والعراق وليبيا‪ ،‬بجانب تراجع‬ ‫أسعار النفط التي أدت إلى تقليص اإلي��رادات ومعدالت النمو‬ ‫ً‬ ‫في ال��دول املنتجة له‪ ،‬وأيضا تراجع وتيرة اإلصالحات التي‬ ‫تعيق االستثمارات‪.‬‬ ‫وأرجع التقرير توقعاته لنمو القطاع العقاري في املنطقة إلى‬ ‫معدالت النمو السكاني الكبيرة وارتفاع دخل الفرد وتحسني‬ ‫التمويل العقاري‪ ،‬وكل هذه العوامل تحفز الطلب على القطاع‪.‬‬ ‫وأضاف التقرير‪« :‬على سبيل املثال يوجد في منطقة الشرق‬ ‫األوسط نحو ‪ 6‬في املائة من سكان العالم‪ ،‬وهي تقريبا التعداد‬ ‫السكاني نفسه في االتحاد األوروبي»‪.‬‬ ‫وأض��اف التقرير في م�ب��ررات توقعاته اإليجابية للقطاع في‬ ‫امل�ن�ط�ق��ة‪ :‬ت�ش�ه��د م�ع�ظ��م ب �ل��دان امل�ن�ط�ق��ة ارت �ف��اع��ا ف��ي م�ع��دالت‬ ‫النمو السكاني بسبب معدالت الخصوبة األعلى بكثير من‬ ‫االقتصادات األخرى املشابهة من حيث الدخل الحقيقي للفرد‬ ‫الواحد‪ .‬ويعيش نصف السكان في املدن وتحت سن ‪ 15‬سنة‪.‬‬ ‫وعلى ال��رغ��م م��ن م�ع��دالت اإلع��ال��ة العالية‪ ،‬ف��إن أكثر م��ن ‪100‬‬ ‫مواطن تتراوح أعمارهم بني ‪ 15‬إلى ‪ 29‬عاما‪ ،‬من املتوقع أن‬ ‫يشكلون الطلب على العقارات في املستقبل‪ .‬وخالل الفترة من‬ ‫‪ 2009‬إلى ‪ 2014‬نما نصيب الفرد من الدخل بنحو ‪ 4‬في املائة‬ ‫سنويا‪ ،‬وزادت قوة العاملة بمعدالت أعلى من النمو السكاني‪.‬‬ ‫وقسم التقرير دول املنطقة إلى قسمني‪ ،‬ويتضمن القسم األول‬ ‫ال��دول التي يتماشى نمو املشاريع العقارية بها مع معدالت‬ ‫النمو املتوقعة مثل السعودية وقطر واإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫أما القسم الثاني فيتضمن الدول التي لديها فجوة كبيرة في‬ ‫العرض مثل الكويت واألردن والجزائر والعراق ومصر وليبيا‪.‬‬

‫الرياض‪ ،‬بينما يرى أن هناك وفرة في املعروض من الوحدات‬ ‫التجارية‪ .‬وأشار التقرير أن القطاع السكني ال يزال جيدا‪ ،‬ولكن‬ ‫األسعار من املتوقع أن تهبط بشكل طفيف بعد زيادة األسعار‬ ‫بنسبة ‪ 10‬في املائة في ‪ ،2014‬مع انخفاض املعروض بأقل‬ ‫من مستويات الطلب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وذكر التقرير أن هناك ً‬ ‫متزايدا على املساكن متوسطة‬ ‫طلبا‬ ‫األسعار‪ ،‬مع تزايد معدل النمو السكاني الذي زاد بنسبة ‪2.8‬‬ ‫في امل��ائ��ة‪ ،‬خ�لال الفترة من ‪ 2009‬إل��ى ‪ ،2014‬بجانب تزايد‬ ‫م�ع��دالت التحضر‪ ،‬وان�خ�ف��اض م�ع��دالت تملك امل �ن��ازل‪ .‬وق��ال‬ ‫التقرير إن السوق يحتاج مليون وحدة سكنية‪ ،‬خالل الخمس‬ ‫سنوات املقبلة‪ .‬وذكر التقرير أن لوائح التمويل العقاري الجديدة‬ ‫قد تعيق نمو األسعار‪.‬‬ ‫وبالنسبة للعقارات التجارية‪ ،‬قال التقرير إن هذا القطاع أصبح‬ ‫مستقرا اآلن بعد زيادة في أسعار اإليجارات في ‪ ،2014‬تسبب‬ ‫فيها تأخر االنتهاء من بعض املشاريع‪ ،‬مشيرا إلى أن معدالت‬ ‫العقارات التجارية الشاغرة قد تزداد في ‪ ،2015‬وخصوصا‬ ‫في املراكز التجارية القديمة‪.‬‬ ‫وي��رى التقرير أن املخاطر الرئيسية على القطاع في اململكة‬ ‫تتمثل ف��ي ت��راج��ع الطلب خ��اص��ة م��ن ال�ق�ط��اع ال�ح�ك��وم��ي‪ ،‬مع‬ ‫توقعات بتباطؤ اإلن�ف��اق على البنية التحتية بسبب تراجع‬ ‫أسعار النفط‪ .‬كما أن الحد األقصى املفروض على القروض‬ ‫العقارية‪ ،‬قد يؤدي إلى تحول في الطلب من التملك إلى التأجير‪.‬‬

‫اإلمارات وتوقعات بتراجع األسعار ‪% 10‬‬

‫قال التقرير إنه من املتوقع أن تتراجع أسعار الوحدات السكنية‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ .2015‬ف�ف��ي ال��رب��ع األخ�ي��ر م��ن ‪ 2014‬ظ�ل��ت أس�ع��ار‬ ‫العقارات السكنية مستقرة دون تغيير بعد ارتفاعها بنسبة‬ ‫‪ 60‬في املائة على مدار العامني املاضيني‪ .‬وقال التقرير إن زيادة‬ ‫املعروض من الوحدات السكنية بنحو ‪ 25‬ألف وحدة عقارية‪،‬‬ ‫بجانب زيادة رسوم نقل امللكية من ‪ 2‬إلى ‪ 4‬في املائة‪ ،‬والقروض‬ ‫العقارية والتي وصلت نسبتها إلى ‪ 75‬في املائة للوافدين و‪80‬‬ ‫السعودية‬ ‫في املائة للمواطنني‪ ،‬من املرجع أن ي��ؤدي إل��ى تراجع بنسبة‬ ‫‪ 10‬في املائة في كل من أسعار العقارات وأسعار اإليجارات‪.‬‬ ‫أظهر التقرير تفاؤال بالنسبة للعقارات السكنية والتجاري في أم��ا فيما يتعلق بقطاع العقارات التجارية‪ ،‬فمع زي��ادة تدفق‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫العالمات التجارية الجديدة‪ ،‬زاد النمو في قطاع التجزئة‪ .‬وفي‬ ‫الربع األخير من ‪ ،2014‬زادت اإليجارات بنسبة ‪ 28‬في املائة‪،‬‬ ‫ف��ي ح�ين انخفضت م�ع��دالت ال��وح��دات ال�ش��اغ��رة م��ن ‪ 12‬في‬ ‫املائة إلى ‪ 8‬في املائة‪ ،‬مقارنة بنفس الفترة في ‪ .2013‬أما فيما‬ ‫يتعلق بقطاع العقارات اإلدارية‪ ،‬فمن املتوقع أن تظل مستقرة‬ ‫مع زيادة املعروض‪.‬‬

‫الكويت‬ ‫ت �ع��ان��ي ال �ك��وي��ت م��ن ق �ل��ة امل �ع ��روض م��ن ال ��وح ��دات السكنية‬ ‫والتجارية‪ ،‬لكن الوحدات اإلدارية تعتبر متوفرة‪ .‬وقال التقرير‬ ‫إن قلة املعروض املزمن في القطاع السكني أدى إل��ى ارتفاع‬ ‫اإليجارات لسنوات‪ ،‬وذلك بسبب ارتفاع الكثافة السكانية‪ ،‬مع‬ ‫تدفق العمالة الوافدة والتي وصلت إلى ‪ 2.7‬مليون نسمة‪ ،‬ومن‬ ‫املتوقع أن تزيد بنسبة ‪ 2.9‬في املائة خالل الفترة من ‪ 2014‬إلى‬ ‫‪ .2019‬وقال إن زيادة معدالت االستثمار في العقارات أدت إلى‬ ‫زيادة الضغوط في السوق‪ .‬وفي قطاع العقارات التجارية‪ ،‬من‬ ‫املتوقع أن تزيد أسعارها نظرا لقلة املعروض الحالي‪ .‬وأرجعت‬ ‫توقعاتها تلك إلى ارتفاع القوة الشرائية حيث يصل نصيب‬ ‫الفرد من الناتج املحلي اإلجمالي في الكويت إلى ‪ 43‬ألف دوالر‪،‬‬ ‫ارتفاع معدل النمو السكاني وكل تلك العوامل تدفع إلى زيادة‬ ‫الطلب على تلك الوحدات‪.‬‬ ‫أم ��ا ف��ي ق �ط��اع ال ��وح ��دات اإلداري� � ��ة‪ ،‬ف �ي��رى ال�ت�ق��ري��ر أن زي ��ادة‬ ‫املعروض سيؤثر على مستويات أسعار إيجارات تلك الوحدات‪،‬‬ ‫خصوصا مع وجود زيادة في املعروض تقدر بنحو ‪ 176‬ألف‬ ‫متر مربع من الوحدات اإلدارية‪ ،‬وهو ما سيؤثر على مستويات‬ ‫إيجار الوحدات‪ ،‬إال إذا قامت الكويت بتنويع اقتصادها وجذبت‬


‫انحسار التضخم في مصر‬ ‫إلى أدنى مستوى في ‪ً 13‬‬ ‫شهرا‬ ‫القاهرة‪ :‬هبط ًمعدل التضخم السنوي ألسعار املستهلكني في املدن املصرية بشكل‬ ‫كبير‪ ،‬مسجال أدنى مستوى في ‪ً 13‬‬ ‫شهرا‪ ،‬مما قد يدعم جهود الحكومة للموازنة‬ ‫بني النمو االقتصادي واستقرار األسعار‪.‬‬ ‫وق ��ال ال�ج�ه��از امل��رك��زي للتعبئة ال�ع��ام��ة واإلح �ص��اء ف��ي م�ص��ر إن تضخم أس�ع��ار‬ ‫املستهلكني في املدن انخفض إلى ‪ 8.4‬في املائة على أساس سنوي في يوليو ليبلغ‬ ‫أقل مستوى منذ يونيو (حزيران) ‪ 2014‬عندما سجل ‪ 8.2‬في املائة‪ ،‬وذلك مقارنة‬ ‫مع ‪ 11.4‬في املائة في يونيو املاضي‪.‬‬ ‫وتكافح مصر ارت�ف��اع التضخم منذ أن خفضت الحكومة ال��دع��م ف��ي يوليو ‪2014‬‬ ‫ورفعت أسعار البنزين والسوالر والغاز الطبيعي بنسب وصلت إلى ‪ 78‬في املائة‪ .‬وعزا‬ ‫الجهاز املركزي للتعبئة تراجع معدل التضخم إلى انخفاض أسعار اللحوم والدواجن‬ ‫والفاكهة وبعض الخضراوات‪.‬‬ ‫وتتوقع الحكومة املصرية خفض معدالت التضخم لتبلغ ما بني ‪ 10‬و‪ 11‬في املائة في‬ ‫‪ 2016 - 2015‬وما بني ‪ 7‬و‪ 8‬في املائة بحلول عام ‪.2019 - 2018‬‬

‫الغارد تدعو أوروبا‬ ‫ملنح اليونان إعفاءات «كبيرة»‬ ‫أثينا‪ :‬دعت املديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستني الغ��ارد‪ ،‬أوروب��ا إلى منح‬ ‫اليونان إعفاءات «كبيرة» من الديون‪ ،‬وقالت إن أثينا ال يمكنها ترتيب أوضاعها املالية‬ ‫ً‬ ‫اعتمادا على نفسها‪.‬‬ ‫وأوضحت الغارد في بيان عقب انتهاء محادثات لوزراء مالية منطقة اليورو بشأن‬ ‫اليونان أن من الضروري كي تتمكن اليونان من تحمل الديون املتوسطة والطويلة‬ ‫األجل وأن يقدم شركاء اليونان األوروبيون التزامات‪ ..‬بإعفاءات كبيرة من الديون‬ ‫أكبر بكثير مما جرى بحثه حتى اآلن‪.‬‬

‫بناء املساكن الجديدة بأميركا يرتفع ألعلى مستوى في ‪ 8‬سنوات‬ ‫واشنطن‪ :‬ارتفع معدل البدء في بناء املساكن الجديدة بالواليات املتحدة إلى أعلى مستوياته في نحو ‪8‬‬ ‫سنوات في يوليو مع تسارع وتيرة تشييد شركات البناء للمنازل‪ ،‬بما يشير إل��ى أن االقتصاد يسير‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪.‬‬ ‫بأقصى طاقته‬ ‫وزاد معدل البدء في بناء املساكن ‪ 0.2‬في املائة إلى وتيرة سنوية قدرها ‪ 1.21‬مليون وحدة بعد التعديل في‬ ‫ضوء العوامل املوسمية‪ ،‬وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر ‪.2007‬‬ ‫وجرى تعديل بيانات يونيو املاضي بالرفع إلى ‪ 1.20‬مليون وحدة من ‪ 1.17‬مليون وحدة في التقديرات‬ ‫السابقة‪ ،‬وبذلك يتجاوز معدل البدء في بناء املساكن الجديدة املليون وحدة للشهر الرابع على التوالي‪.‬‬

‫نمو اقتصاد منطقة اليورو ‪% 0.3‬‬ ‫في الربع الثاني‬ ‫بروكسل‪ :‬قال مكتب إحصاءات االتحاد األوروبي (يوروستات) إن اقتصاد منطقة‬ ‫اليورو نما بوتيرة أقل من املتوقع في الربع الثاني من العام‪.‬‬ ‫وذكر «يوروستات» في تقديراته األولية أن الناتج املحلي اإلجمالي باملنطقة التي تضم‬ ‫‪ 19‬بلدا نما بنسبة ‪ 0.3‬في املائة على أس��اس فصلي في الفترة بني أبريل ويونيو‬ ‫املاضيني‪ ،‬وبنسبة ‪ 1.2‬في املائة على أساس سنوي‪.‬‬ ‫وتأتي التقديرات األولية للناتج املحلي اإلجمالي بمنطقة اليورو في الربع الثاني بعد‬ ‫صدور بيانات تظهر انكماش الناتج الصناعي أكثر من املتوقع في يونيو‪.‬‬

‫«سيتي غروب» يدفع ‪ 180‬مليون دوالر‬ ‫لتسوية اتهامات بتضليل مستثمرين‬ ‫واشنطن‪ :‬قالت لجنة األوراق املالية والبورصات في الواليات املتحدة إن وحدتني لبنك‬ ‫سيتي غروب األميركي ستدفعان نحو ‪ 180‬مليون دوالر لتسوية اتهامات ترجع‬ ‫إلى فترة األزمة املالية العاملية بخداع مستثمرين في صندوقني للتحوط بإبالغهم أن‬ ‫الصندوقني آمنان وينطويان على مخاطر منخفضة‪.‬‬ ‫وقالت اللجنة إن وحدتي سيتي غروب لألسواق العاملية وسيتي غروب لالستثمارات‬ ‫البديلة ستسويان التهم من دون اإلقرار بها أو نفيها‪ ،‬وإن الصندوقني سيتحمالن‬ ‫جميع نفقات توزيع األموال على املستثمرين املتضررين‪.‬‬ ‫وأضافت اللجنة أن الوحدتني أبلغتا املستثمرين ببيانات «كاذبة ومضللة» بشأن‬ ‫صندوقي التحوط «إيه إس تي إيه إم إيه تي» و«فالكون» اللذين جمعا ً‬ ‫معا نحو ‪3‬‬ ‫مليارات دوالر قبل انهيارهما‪.‬‬

‫‪ % 40‬ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى تايالند في يوليو‬ ‫بانكوك‪ :‬قالت وزيرة السياحة التايالندية إن عدد السائحني الوافدين للبالد في يوليو ارتفع بنحو ‪ 40‬في املائة‬ ‫على أساس سنوي مع استمرار تعافي القطاع من تراجع حاد في ‪ 2014‬الذي شهد احتجاجات في الشوارع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عسكريا‪ .‬وقالت وزيرة السياحة والرياضة كوبكارن واتانافرانجكول للصحافيني‬ ‫وانقالبا‬ ‫شهورا‬ ‫استمرت‬ ‫إن تايالند استقبلت ‪ 2.64‬مليون زائر في يوليو بزيادة قدرها ‪ 38‬في املائة على أساس سنوي‪.‬‬ ‫وتعد السياحة أحد الجوانب املضيئة القليلة في اقتصاد تايالند الذي يواصل أداءه الضعيف بعد أكثر من‬ ‫عام من تولي الجيش السلطة في مايو ‪ ،2014‬فيما يشكل القطاع نحو ‪ 10‬في املائة من ثاني أكبر اقتصاد‬ ‫في جنوب شرقي آسيا‪ .‬وتتوقع الحكومة وفود عدد قياسي من الزائرين في ‪ .2015‬ووصل إجمالي عدد‬ ‫الزائرين في األشهر السبعة األولى من عام ‪ 2015‬إلى ‪ 17.5‬مليون زائر بارتفاع نسبته ‪ 31.6‬في املائة على‬ ‫أساس سنوي‪ .‬وتشير اإلحصاءات إلى أن إي��رادات السياحة بلغت ‪ 818.4‬مليار بات (‪ 23.30‬مليار دوالر)‬ ‫بارتفاع ‪ 30.6‬في املائة على أساس سنوي‪.‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪45‬‬


‫العقوبات الغربية قد تقضم‬ ‫عشر الناتج احمللي الروسي‬ ‫موسكو‪ :‬ق��ال ص�ن��دوق النقد ال��دول��ي إن العقوبات املرتبطة‬ ‫بأزمة أوكرانيا قد تؤدي في نهاية املطاف إلى تراجع إجمالي‬ ‫الناتج املحلي لروسيا بنسبة تسعة في املائة‪.‬وقال الصندوق‬ ‫في إيجاز لنتائج بعثة في مايو (أيار) املاضي‪« :‬آثار العقوبات‬ ‫من حيث الوصول الخارجي إل��ى أس��واق امل��ال وتكنولوجيا‬ ‫االستثمار الجديدة ستستمر»‪.‬‬ ‫وكانت روسيا ودول غربية فرضت عقوبات تحد من التمويل‬ ‫الدولي املتاح للبنوك وشركات الطاقة الروسية ومن صادرات‬ ‫التكنولوجيا املتطورة إلى قطاع الطاقة‪.‬‬ ‫وردت روسيا بحظر واردات معظم منتجات الغذاء األوروبية‪.‬‬ ‫تشير ت�ق��دي��رات ال�ص�ن��دوق إل��ى أن األث��ر ال �ف��وري للعقوبات‬ ‫واإلجراءات املضادة هو تقليص إجمالي الناتج املحلي بنسبة‬ ‫تتراوح بني واحد و‪ 1.5‬في املائة ترتفع إلى تسعة في املائة‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫خالل السنوات القليلة‬ ‫ً‬ ‫وتنبأ صندوق النقد الدولي أيضا بنمو اقتصادي «ضعيف»‬ ‫يبلغ نحو ‪ 1.5‬ف��ي امل��ائ��ة سنويا ف��ي األج��ل املتوسط‪ .‬وك��ان‬ ‫اقتصاد روس�ي��ا سجل ن�م��وا نسبته نحو سبعة ف��ي املائة‬ ‫ً‬ ‫سنويا قبل األزمة املالية العاملية في عام ‪.2008‬‬

‫لبنان يعتزم إصدار ‪ 1.5‬مليار دوالر من السندات الجديدة‬

‫رياض سالمة‬ ‫حاكم مصرف لبنان‬

‫بيروت‪ :‬قال رياض سالمة‪ ،‬حاكم مصرف لبنان املركزي‪ ،‬إن بالده‬ ‫تخطط إلصدار ما يصل إلى ‪ 1.5‬مليار دوالر من السندات الجديدة‬ ‫املقومة بالدوالر األميركي هذا العام‪ً ،‬‬ ‫مرحبا بالخطوة التي من شأنها‬ ‫تجنب استخدام الحكومة الحتياطيات النقد األجنبي لسداد ديونها‪.‬‬ ‫وأضاف أنه يتوقع أن يصدر لبنان حزمة جديدة من إجراءات التحفيز‬ ‫االقتصادي في عام ‪ 2016‬بقيمة نحو مليار دوالر ألن البالد تجد‬ ‫صعوبة في تحقيق النمو بالنظر إل��ى الوضع السياسي واألمني‬ ‫في املنطقة‪.‬‬ ‫وقال سالمة‪« :‬أبلغتنا وزارة املالية أنهم سيصدرون سندات مالية‬ ‫قبل نهاية العام الحالي‪ .‬لديهم السلطة القانونية لفعل ذلك»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬يمكنهم إصدار ما يصل إلى ‪ 1.5‬مليار دوالر إن أرادوا‬ ‫استخدام كل الحدود القانونية املتاحة لهم»‪.‬‬ ‫وفي فبراير (شباط) املاضي طرح لبنان أكبر إصدار له من السندات‬ ‫الدولية املقومة بالدوالر األميركي والذي بلغت حصيلته ‪ 2.2‬مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬

‫اتساع عجز امليزان التجاري األميركي‬

‫تباطؤ نمو قطاع البناء في بريطانيا‬ ‫لندن‪ :‬أظهر مسح أن نمو صناعة البناء في بريطانيا تباطأ‬ ‫بشكل غير متوقع في يوليو مع فقدان الزخم في بناء املنازل‬ ‫وأعمال الهندسة املدنية‪ ،‬وهو ما يلقي الضوء على اعتماد‬ ‫اقتصاد البالد على قطاع الخدمات‪.‬‬ ‫وتراجع مؤشر ماركت «سي آي بي إس» ملديري املشتريات‬ ‫في قطاع البناء البريطاني إلى ‪ 57.1‬بعد أن بلغ أعلى مستوى‬ ‫له في ‪ 4‬أشهر عند ‪ 58.1‬في يونيو املاضي‪ ،‬مقابل تقديرات‬ ‫بارتفاع إلى ‪.58.4‬‬ ‫وأظ�ه��ر املسح زي��ادة نشاط بناء املساكن بأقل وت�ي��رة من‬ ‫نوعها منذ أبريل (نيسان) في أحد أضعف مستويات النمو‬ ‫منذ منتصف عام ‪ ،2013‬وهو ما يلقي الضوء على التحدي‬ ‫الذي يواجهه صناع السياسة في معالجة النقص املزمن في‬ ‫الوحدات السكنية في بريطانيا‪.‬‬ ‫وأعلنت الحكومة الشهر املاضي عن خطة إلزالة العقبات أمام‬ ‫بناء املنازل الجديدة بعدما ساعدت على زيادة أسعار املنازل‬ ‫من خالل دعم األفراد الذين يحاولون شراء وحدات سكنية‪.‬‬

‫تراجع مؤشر لثقة املستثمرين‬ ‫بمنطقة اليورو في أغسطس‬ ‫ب��رل�ي�ن‪ :‬أظ �ه��ر م �س��ح ت��راج��ع امل �ع �ن��وي��ات ب�م�ن�ط�ق��ة ال� �ي ��ورو في‬ ‫أغسطس‪ ،‬لكن بقدر قليل‪ ،‬مما يشير إلى أن املنطقة نجحت‬ ‫في الصمود رغم تباطؤ االقتصاد العاملي وحالة عدم التيقن‬ ‫بشأن مصير اليونان‪.‬‬ ‫وتراجع مؤشر مجموعة سنتكس لألبحاث ال��ذي يقيس ثقة‬ ‫املستثمرين واملحللني في منطقة اليورو إلى ‪ 18.4‬في أغسطس‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 18.5‬في يوليو‪.‬‬ ‫وأظهرت املؤشرات الفرعية تحسن تقييم املستثمرين لألحوال‬ ‫الحالية قليال إلى ‪ 50.3‬وهو أعلى مستوى منذ يوليو ‪،2011‬‬ ‫بينما تراجع املؤشر الذي يقيس التوقعات إلى ‪ 21.5‬من ‪22.3‬‬ ‫في الشهر السابق بفعل تباطؤ االقتصاد ًالعاملي‪.‬‬ ‫وأظهر مؤشر أملانيا تراجع املعنويات قليال في أكبر اقتصاد‬ ‫ب��أوروب��ا م��ع ارت�ف��اع مؤشر ال��وض��ع ال��راه��ن ف��ي مقابل تراجع‬ ‫مؤشر التوقعات‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫ً‬ ‫متوقعا‪ ،‬إذ إن تسارع‬ ‫واشنطن‪ :‬أظهرت بيانات أن عجز امليزان التجاري للواليات املتحدة اتسع في يونيو أكثر مما كان‬ ‫الطلب املحلي في الربع الثاني للعام وصعود الدوالر عزز واردات األغذية والسيارات‪.‬‬ ‫وقالت وزارة التجارة األميركية إن عجز امليزان التجاري ارتفع بنسبة ‪ 7.1‬في املائة إلى ‪ 43.8‬مليار دوالر‪ .‬وهو ما يعزى‬ ‫ً‬ ‫أيضا إلى ثاني تراجع شهري على التوالي للصادرات‪.‬‬ ‫وعدلت الوزارة رقم العجز التجاري لشهر مايو إلى ‪ 40.9‬مليار دوالر من القراءة السابقة البالغة ‪ 41.9‬مليار‪.‬‬ ‫وكان محللون تنبأوا بعجز قدره ‪ 42.8‬مليار دوالر‪ .‬وعند حساب التضخم‪ ،‬يكون العجز التجاري قفز إلى ‪ 59.3‬مليار‬ ‫دوالر في يونيو من ‪ 57.6‬مليار الشهر السابق‪.‬‬ ‫وقالت الوزارة إن الصادرات هبطت ‪ 0.1‬في املائة إلى ‪ 188.6‬مليار دوالر في يونيو في تراجع يعزى إلى صعود الدوالر‬ ‫وركود الطلب العاملي‪ .‬كما ارتفعت الواردات في يونيو ‪ 1.2‬في املائة إلى ‪ 232.4‬مليار دوالر‪.‬‬


‫«أرامكو السعودية» تدرس مشروع‬ ‫مدينة صناعية في شرق البالد‬ ‫الخبر‪ :‬قالت مصادر‪ ،‬إن شركة النفط العمالقة‬ ‫أرامكو السعودية ت��درس إقامة مدينة صناعية‬ ‫ج ��دي ��دة ج �ن��وب م �ح��اف �ظ��ة األح� �س ��اء ب��امل�ن�ط�ق��ة‬ ‫الشرقية ف��ي إط��ار مساعي السلطات لتوسعة‬ ‫القاعدة الصناعية للمملكة‪.‬‬ ‫وأض��اف��ت امل�ص��ادر العاملة بالقطاع أن شركات‬ ‫الهندسة العاملية قدمت عروضها بالفعل‪ ،‬لكنها‬ ‫لم تذكر التفاصيل ألسباب تجارية‪ ،‬فيما أحجمت‬ ‫أرامكو عن التعليق‪ .‬وقال أحد املصادر إن املدينة‬ ‫الجديدة ستركز على الصناعات املرتبطة بقطاع‬ ‫الطاقة مثل خدمات الدعم لتوليد ونقل الكهرباء‪ ،‬وأن ذلك قد يشمل الطاقة املتجددة مثل‬ ‫الطاقة الشمسية‪ .‬وفي حالة املضي قدما في املشروع‪ ،‬فقد يشير ذلك إلى أن السلطات‬ ‫االستثمار بكثافة في الجهود طويلة األجل لتوفير فرص العمل‬ ‫ما زالت عازمة على‬ ‫ً‬ ‫وتنويع موارد االقتصاد‪ ،‬بدال من االعتماد على النفط رغم انحدار أسعار الخام منذ‬ ‫العام املاضي وما ترتب على ذلك من تقلص إيرادات أرامكو والحكومة السعودية‪.‬‬

‫ليبيا تنتج نحو ‪ 400‬ألف برميل نفط ً‬ ‫يوميا‬ ‫طرابلس‪ :‬قال وزير النفط بالحكومة الليبية املوازية في طرابلس ما شاء الله الزوي‪ ،‬إن‬ ‫إنتاج ليبيا من الخام يبلغ ‪ 400‬ألف برميل ً‬ ‫يوميا ً‬ ‫تقريبا‪.‬‬ ‫وقال الزوي إن انقطاعات الكهرباء في البالد لم تؤثر على إنتاج النفط‪ .‬وأغلقت السلطات‬ ‫أكبر شركة منتجة للصلب في ليبيا الشهر املاضي بسبب نقص الكهرباء بعد األضرار‬ ‫التي لحقت بشبكة الكهرباء من جراء القتال الدائر في البالد‪.‬‬ ‫وقدرت مصادر بقطاع النفط في وقت سابق إنتاج ليبيا من الخام بما بني ‪ 400‬ألف‬ ‫برميل و‪ 450‬ألف برميل يوميا‪ ،‬وهو ربع ما كانت ليبيا تضخه قبل االنتفاضة التي‬ ‫أطاحت بمعمر القذافي في عام ‪ .2011‬وقال الزوي إن زعماء قبائل يتوسطون إلنهاء‬ ‫إغالق خط أنابيب يمتد من حقل الشرارة النفطي في جنوب غربي البالد والذي تبلغ‬ ‫طاقته ‪ 340‬ألف برميل يوميا‪.‬‬

‫إصالح سعر الوقود سيحقق املزيد لإلمارات خالل سنوات‬ ‫دبي‪ :‬قال مسؤول بصندوق النقد الدولي إن حكومة اإلمارات العربية املتحدة ستوفر القليل من املال عن طريق‬ ‫إصالحات نظام سعر الوقود في ‪ ،2015‬لكن من املرجح أن يحقق حجم ما ستوفره زيادة كبيرة في األعوام املقبلة‪.‬‬ ‫وقال املستشار بإدارة الشرق األوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد زين زيدان إن اإلصالح اإلماراتي سيوفر‬ ‫ما يقدر بنحو ‪ 500‬مليون دوالر بنهاية العام الحالي‪ ،‬أي أكثر قليال من ‪ 0.1‬في املائة من الناتج املحلي اإلجمالي‬ ‫للبالد‪ ،‬لكنه أضاف أنه من املتوقع أن تزيد الوفورات السنوية بقوة على املدى املتوسط لتصل إلى نحو ‪ 0.6‬في‬ ‫املائة من الناتج املحلي اإلجمالي‪.‬‬ ‫وتحولت الحكومة في الشهر املاضي من نظام األسعار املحلية الثابتة واملدعومة للبنزين والديزل إلى نظام يتضمن‬ ‫تعديل األسعار شهريا ً‬ ‫بناء على االتجاهات العاملية‪ .‬وفي أول تعديل‪ ،‬ارتفع سعر البنزين ‪ 24‬في املائة وانخفض‬ ‫سعر الديزل ‪ 29‬في املائة‪.‬‬ ‫وقال زيدان إنه إلى جانب البنزين والديزل فإن اإلمارات تستطيع توفير الكثير ًمن املال عن طريق تقليص دعم‬ ‫الغاز الطبيعي‪ ،‬وقدر ذلك بنحو ثالثة ًفي املائة من الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬مضيفا أن إصالح نظام تسعير الغاز‬ ‫الطبيعي بالسوق املحلية سيكون ممكنا في املستقبل‪.‬‬

‫حقالن جزائريان يرفعان إنتاج النفط‬ ‫الجزائر‪ :‬قال مسؤول بوزارة الطاقة الجزائرية إن الجزائر زادت إنتاج النفط الخام ‪32‬‬ ‫ألف برميل يوميا بعد بدء اإلنتاج بحقلني جديدين‪.‬‬ ‫وأضاف أن اإلنتاج زاد عندما بدأ حقل بئر سباع إنتاج ‪ 20‬ألف برمل ً‬ ‫يوميا‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى ‪ 12‬ألف برميل ً‬ ‫يوميا من حقل بئر مسنة في منطقة‬ ‫حاسي مسعود‪ً .‬‬ ‫ً‬ ‫وكانت الجزائر أنتجت في املتوسط ‪ 1.1‬مليون برميل يوميا في يوليو وفقا لنتائج‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا‪ .‬وتكافح الجزائر لجذب االستثمارات األجنبية في قطاع النفط‬ ‫مسح أجري‬ ‫لتزيد إنتاجها الذي أصابه الجمود لسنوات ومنحت تراخيص ألربع مناطق فقط من‬ ‫‪ 31‬منطقة طرحتها في جولة عطاءات في سبتمبر ‪.2014‬‬ ‫وتعتمد الجزائر على الطاقة في ‪ 60‬في املائة من امليزانية العامة‪ ،‬بينما تشكل صادرات‬ ‫النفط والغاز ‪ 95‬في املائة من إجمالي الصادرات‪.‬‬

‫قطر تعتزم إنشاء محطة للكهرباء وتحلية‬ ‫املياه بتكلفة ‪ 2.75‬مليار دوالر‬ ‫الدوحة‪ :‬قالت شركة الكهرباء واملاء القطرية إنها ستبدأ العمل في أكتوبر (تشرين‬ ‫األول) املقبل في تشييد محطة لتوليد الطاقة وتحلية املياه بقيمة ‪ 10‬مليارات ريال‬ ‫(‪ 2.75‬مليار دوالر) هي األكبر من نوعها في البالد‪.‬‬ ‫وستبلغ الطاقة اإلنتاجية للمحطة التي تسمى أم الحول ‪ 2520‬ميغاوات من الكهرباء‬ ‫و‪ 136‬مليون غالون من مياه الشرب في اليوم‪.‬‬ ‫وتمتلك شركة الكهرباء وامل��اء القطرية ‪ 60‬ف��ي امل��ائ��ة م��ن امل �ش��روع‪ ،‬وم��ن بني‬ ‫املساهمني اآلخرين شركة قطر للبترول ومؤسسة قطر‪.‬‬

‫انخفاض محصول القمح العراقي إلى ‪ 3.25‬مليون طن‬ ‫بغداد‪ :‬قال مجلس الحبوب العراقي إن محصول القمح املحلي في العراق تراجع إلى ‪ 3.25‬مليون طن في ‪،2015‬‬ ‫مقابل ‪ 3.4‬مليون طن العام املاضي في الوقت الذي تكافح فيه البالد لتحقيق االكتفاء الذاتي‪.‬‬ ‫وأضاف املجلس أن اإلنتاج املحلي من القمح يغطي نحو ‪ 80‬في املائة من االستهالك املحلي‪ ،‬لكن وزارة الزراعة‬ ‫األميركية قدرت حجم االستهالك بنحو ضعف معدل اإلنتاج املحلي‪ ،‬أي نحو ‪ 6.3‬مليون طن في ‪2016 - 2015‬‬ ‫بانخفاض طفيف عن استهالك ‪ 2015 - 2014‬الذي بلغ ‪ 6.5‬مليون طن‪.‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪43‬‬


‫السعودية تشتري ‪ 505‬آالف طن‬ ‫من القمح الصلد‬ ‫ال��ري��اض‪ :‬قالت املؤسسة العامة لصوامع الغالل ومطاحن الدقيق‬ ‫السعودية إن اململكة اشترت في أغسطس املاضي ‪ 505‬آالف طن‬ ‫من القمح الصلد في مناقصة عاملية‪ .‬وكانت املؤسسة طلبت ً‬ ‫قمحا‬ ‫بنسبة بروتني ‪ 12.5‬في املائة‪.‬‬ ‫وقال مدير عام املؤسسة أحمد الفارس‪ ،‬إن جهات املنشأ التي تمت‬ ‫املوافقة عليها ه��ي االت�ح��اد األوروب ��ي وأميركا الشمالية وأميركا‬ ‫الجنوبية وأستراليا وكندا مع ترك االختيار للجهات البائعة‪.‬وأضاف‬ ‫أنه تم شراء القمح على ‪ 9‬شحنات تسلم في ميناءي جدة والدمام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مستوردا رئيسيا للقمح الصلد واللني منذ‬ ‫وأصبحت السعودية‬ ‫تخليها عن خطط االكتفاء الذاتي في ‪ ،2008‬إذ تستنزف الزراعة في‬ ‫الصحراء كميات هائلة من املياه‪ .‬وتهدف اململكة إلى الحد تدريجيا‬ ‫من الزراعة وتخطط لالعتماد بشكل كلي على ال��واردات لترشيد‬ ‫استهالك املياه‪.‬‬

‫إنتاج عمان النفطي يتجاوز مليون‬ ‫ً‬ ‫برميل يوميا للمرة األولى‬

‫مسقط ‪ :‬ذكرت وزارة النفط والغاز العمانية في تقريرها الشهري‬ ‫أن إنتاج النفط واملكثفات تجاوز مليون برميل ً‬ ‫يوميا في يوليو‬ ‫ألول مرة في تاريخ السلطنة‪ .‬وتعمل عمان على رفع إنتاج النفط‬ ‫رغم تخمة املعروض التي دفعت أسعار الخام للهبوط‪.‬وذكرت‬ ‫ال��وزارة على موقعها على شبكة اإلنترنت‪« :‬حققت السلطنة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قياسيا‬ ‫وألول م��رة ف��ي ت��اري��خ صناعة النفط العمانية‪ ،‬رق� ً�م��ا‬ ‫ج��دي� ً�دا ف��ي م�ع��دل اإلن�ت��اج اليومي م��ن النفط ال�خ��ام واملكثفات‬ ‫النفطية خالل شهر يوليو ‪ ،2015‬حيث تجاوز معدل اإلنتاج‬ ‫اليومي خالل شهر يوليو حاجز املليون برميل ألول مرة وبلغ‬ ‫‪ 1.0181‬مليون برميل»‪ .‬وقال وكيل وزارة النفط والغاز سالم‬ ‫العوفي‪ ،‬إن زيادة اإلنتاج ترجع بصفة أساسية النخفاض أعمال‬ ‫الصيانة املقررة‪.‬‬

‫السعودية ترفع سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف آلسيا‬ ‫نيويورك‪ :‬قالت شركة ًأرامكو السعودية‪ ،‬إن البالد رفعت أسعار البيع الرسمية لخامها العربي الخفيف إلى املشترين في آسيا لشحنات‬ ‫سبتمبر (أيلول) ‪ 50‬سنتا عن مستواها في شحنات أغسطس (آب) إلى متوسط أسعار خامي عمان ودبي مضافا إليه ‪ 0.40‬دوالر للبرميل‪.‬‬ ‫وخفضت الشركة سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف إلى شمال غربي أوروبا ‪ 0.40‬دوالر للشحن في سبتمبر الحالي‪ ،‬باملقارنة‬ ‫مع الشهر السابق إلى املتوسط املرجح ألسعار خام برنت منقوصا منه ‪ 3.05‬دوالر للبرميل‪.‬‬ ‫واستقر السعر الرسمي للخام العربي الخفيف إلى زبائن الواليات املتحدة دون تغير عند معادل مؤشر أرجوس للخامات العالية املحتوى‬ ‫الكبريتي مضافا إليه ‪ 1.55‬دوالر للبرميل‪.‬‬

‫الخرطوم تتلقى وديعة‬ ‫بمليار دوالر من الرياض‬

‫الخرطوم‪ :‬قال وزير الدولة بوزارة املالية واالقتصاد الوطني السودانية‬ ‫عبد الرحمن ضرار إن البنك املركزي السوداني تسلم مليار دوالر‬ ‫من اململكة العربية السعودية في شهري يوليو وأغسطس املاضيني‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬تسلم البنك امل��رك��زي ال�س��ودان��ي ودي�ع��ة استثمارية من‬ ‫اململكة العربية السعودية عبارة عن مليار دوالر‪ .‬تسلمنا الشهر‬ ‫املاضي ‪ 500‬مليون دوالر وتسلمنا خالل هذا الشهر الجزء الثاني‬ ‫منها وهي ‪ 500‬مليون دوالر»‪.‬‬

‫تراجع معدل البطالة املغربية‬ ‫إلى ‪% 8.7‬‬

‫ال��رب��اط‪ :‬أظ�ه��رت ب�ي��ان��ات رسمية أن م�ع��دل البطالة ف��ي امل�غ��رب في‬ ‫ال��رب��ع الثاني للعام انخفض إل��ى ‪ 8.7‬م��ن ‪ 9.3‬ف��ي امل��ائ��ة ف��ي الفترة‬ ‫نفسها من العام املاضي؛ بسبب خلق وظائف في قطاعات الخدمات‬ ‫والصناعة والبناء واألشغال العمومية‪ .‬وقالت إحصائيات املندوبية‬ ‫السامية للتخطيط في بيان لها إن معدل البطالة انخفض من ‪14.2‬‬ ‫إلى ‪ 13.4‬في املائة بالوسط الحضري‪ ،‬ومن ‪ 3.6‬إلى ‪ 3.3‬في املائة‬ ‫بالوسط القروي‪ .‬وأضاف البيان أن «االقتصاد ًاملغربي أحدث ‪ 38‬ألف‬ ‫حني بلغ عدد العاطلني مليونا و‪ 41‬ألف شخص‪،‬‬ ‫منصب شغل»‪ ،‬في ً‬ ‫منخفضا بمعدل ‪ 73‬ألفا‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫السعودية تبيع سندات سيادية بقيمة ‪ 20‬مليار ريال‬ ‫الرياض‪ :‬باعت السعودية سندات بقيمة ‪ 20‬مليار ريال (‪ 5.33‬مليار دوالر) في أغسطس املاضي‪ ،‬وقالت إنها ستصدر‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من السندات السيادية في إطار محاوالتها لتغطية عجز امليزانية الناجم عن انهيار أسعار النفط‪ .‬ونقلت وكالة‬ ‫األنباء السعودية عن وزارة املالية قولها إن التسعير النهائي لشريحة السندات ألجل ‪ 5‬سنوات بلغ ‪ 1.92‬في املائة‪ .‬وتم‬ ‫تسعير شريحة السندات ألجل ‪ 7‬سنوات عند ‪ 2.34‬في املائة‪ ،‬وألجل ‪ 10‬سنوات عند ‪ 2.65‬في املائة‪.‬‬ ‫وكان بيع السندات مفتوحا للبنوك التجارية للمرة األولى منذ عودة اململكة إلى السوق‪ .‬وباعت السعودية سندات في يوليو‬ ‫(تموز)‪ ،‬لكنها اقتصرت على مؤسسات مالية تسيطر عليها الدولة‪ ،‬وهو اإلصدار هو الثاني من نوعه في السعودية منذ‬ ‫‪ .2007‬وتخطط السلطات لبيع مزيد من السندات‪ ،‬لكن أحجام اإلصدارات لم تحدد بعد‪.‬‬


‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪41‬‬


‫سكان هافانا‬ ‫يحتفلون بجون كريي‬ ‫ً‬ ‫صورا تذكارية «سيلفي»‬ ‫كوبيون يلتقطون‬ ‫مع وزير الخارجية األميركية جون كيري‬ ‫في هافانا خالل زيارته التاريخية لكوبا ‪14‬‬ ‫أغسطس املاضي وذلك لتكريس املصالحة بني‬ ‫البلدين العدوين السابقني خالل الحرب الباردة‬ ‫(غيتي)‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬


‫توفيق عكاشة‪ ،‬املذيع التلفزيوني‪ :‬عائلة الفقي ممثلة‬ ‫في البرملان منذ ‪( 1866‬تصوير‪« :‬املجلة»)‬

‫وف��ي م��رك��ز ك��وم ح �م��ادة ت��وج��د ع��ائ�ل��ة ج�ب��ري��ل امل�ع��روف��ة‬ ‫بتاريخها البرملاني‪ .‬وفي محافظة الغربية تسعى عائلة‬ ‫هرميل للدخول بقوة للبرملان الجديد‪ .‬وتعد من العائالت‬ ‫البرملانية املشهورة في تلك املحافظة‪.‬‬

‫تحالف «في حب مصر»‪.‬‬ ‫مهما كان الوضع إال أنه ال ينبغي أن ننسى أن املصريني‬ ‫ح�ين أرادوا اإلط��اح��ة بحكم جماعة اإلخ ��وان‪ ،‬ل��م يلجأوا‬ ‫إلى األحزاب‪ ،‬أو العائالت الكبيرة فقط‪ ،‬ولكن التفوا حول‬ ‫مجموعة م��ن الشباب ال�ج��دد ال��ذي��ن ل��م يكونوا معروفني‬ ‫من قبل‪ ،‬وه��م شباب «حركة تمرد»‪ ،‬وم��ن بينهم محمد‬ ‫نبوي نفسه‪ ،‬مع العلم أن تمرد قررت خوض االنتخابات‬ ‫واملنافسة ضمن تحالف يطلق عليه «في حب مصر»‪.‬‬ ‫ويقول نبوي إنه منذ ظهور جبهة اإلنقاذ في ‪ 30‬يونيو‬ ‫(ح��زي��ران) ‪ ،2013‬وال�ت��ي ك��ان��ت ت�ض��م مجموعة أح��زاب‬ ‫سياسية وشخصيات اعتبارية‪ ،‬فشلت فشال كبيرا‪ ،‬لكن‬ ‫حني خرج خمسة شباب ودعوا للتوقيع على ورقة تمرد‪،‬‬ ‫التف حولهم الناس دون أن يعلموا من هم هؤالء الشباب‪،‬‬ ‫حيث لم يكن ألي منهم أي باع سياسي أو حزبي‪ ،‬إال أنه‬

‫يزيد موضحا أن هذا ال يعني أن الناخبني في انتخابات‬ ‫البرملان املقبلة سوف يختارون الشباب فقط‪ .‬وهو ال يراهن‬ ‫على ن�ج��اح مرشحي ال�ع��ائ�لات إذا ق��دم��ت نفس ال��وج��وه‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫ويعتقد نبوي أن االنتخابات هذه املرة «ستأتي بوجوه‬ ‫لم يتوقعها السياسيون والنخب»‪ ،‬قائال إنه‪ ،‬في السابق‪،‬‬ ‫لم يكن هناك من يمكنه أن يشارك في السياسة عادة‬ ‫إال إذا كانت له أطماع شخصية‪«َ ..‬م� ْ�ن يريد أن يحمي‬ ‫أم��وال��ه أو التقرب من السلطة‪ .‬القصة هي أن الناخبني‬ ‫سيبحثون عن وجوه جديدة»‪ .‬ويقلل نبوي في الوقت‬ ‫نفسه من ف��رص التيار الديني‪ ،‬ال��ذي يمثله في الوقت‬ ‫الراهن حزب النور‪ ،‬مشيرا إلى أن الحزب يسعى إلعادة‬ ‫عقارب الساعة إلى الوراء ويريد أن يكرر تجربة جماعة‬ ‫اإلخ ��وان ف��ي ال�ب��رمل��ان‪ ،‬وه��و أم��ر ل��ن ي��واف��ق عليه غالبية‬ ‫املصريني‪ .‬املشكلة‪ ،‬كما يراها فراويلة ‪ -‬وه��و يتحدث‬ ‫لـ«املجلة» وي��راق��ب عبر زح��ام امل��ارة تقلبات امل��وج على‬ ‫كورنيش اإلسكندرية ‪ -‬ليست ف��ي ال�ج��دل ح��ول رغبة‬ ‫العائالت االنتخابية في العودة للمشهد‪ ،‬ولكنها تتركز‬ ‫في وجود متغيرات وقعت على األرض بسبب صروف‬ ‫ال��زم��ن‪ ،‬مثل زي��ادة السكان وتكدس امل��دن وال�ق��رى‪ .‬كل‬ ‫هذا أدى إلى خلل سياسي واجتماعي‪ .‬ويضيف أن أحد‬ ‫أهم الحلول ملشكلة التمثيل النيابي هو العمل على إعادة‬ ‫الحكم املحلي الذي كان موجودا في البالد منذ نحو مائة‬ ‫سنة‪« ..‬ال بد من تقسيم املناطق إلى ُعمد وشياخات من‬ ‫جديد‪ .‬كان هذا النظام موجودا حتى بداية السبعينات ثم‬ ‫اختفى»‪ .‬نشأ فراويلة في عائلة ريفية محافظة‪ ،‬واستقر‬ ‫في محافظة اإلسكندرية‪ .‬ووال��ده يحمل رتبة ل��واء في‬ ‫الجيش‪ .‬وجده لوالدته‪ ،‬الشيخ محمد خضر‪ ،‬كان قاضيا‬ ‫ومؤسسا‪ ،‬مع يوسف الجندي‪ ،‬ملا يعرف في التاريخ‬ ‫بـ«جمهورية زفتى»‪ ،‬وهي بلدة صغيرة في الدلتا أعلنت‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 1919‬بواسطة ال�ع��ائ�لات‪ ،‬استقاللها منفردة‬ ‫عن االحتالل اإلنجليزي ملصر‪ ،‬قبل أن يغزو اإلنجليز‬ ‫البلدة مجددا‪.‬‬ ‫وي�ح�ظ��ى ف��راوي�ل��ة بشعبية ف��ي م�ن��اط��ق عائلية وقبلية‪..‬‬ ‫ول��ه ن�ف��وذ ف��ي معاقل تشهد منافسة ب�ين التيار الديني‬ ‫واملدني باإلسكندرية‪ ،‬خاصة في ضواحي «محرم بك»‬ ‫و«العصافرة» و«امليناء» و«سيدي بشر» و«املتنزه»‪ .‬ويعده‬ ‫البعض شخصية وسطية في خضم الصراع السياسي‪.‬‬ ‫واعتمادا على هذه املعادلة بدأت إجراءات الترشح للرئاسة‬ ‫في ‪ 2012‬وقام محامي التيار الديني‪ ،‬سعد حسب الله‪،‬‬ ‫وقتها‪ ،‬بسحب أوراق الترشح بالفعل‪ ،‬لكن اإلخوان قرروا‬ ‫أن يخوضوا االنتخابات بأنفسهم‪ .‬وف��ي ال��وق��ت الراهن‬ ‫يشارك فراويلة‪ ،‬مع عدة عائالت معروفة في اإلسكندرية‬ ‫وغيرها‪ ،‬في جلسات اختيار مرشحني للبرملان املقبل‪.‬‬

‫إخوان إسكندرية‬

‫ياسر فراويلة اختاره التيار اإلسالمي كمرشح رئاسي‬ ‫ثم تراجع (تصوير «املجلة»)‬

‫ويقول إن اإلخوان في اإلسكندرية ما زال لديهم تواجد‬ ‫في مناطق «بحري» و«كليوباترا» و«محطة الرمل» في‬ ‫وسط املدينة‪ ،‬مشيرا إلى أن اإلخوان اعتادوا طوال العقود‬ ‫املاضية‪ ،‬منافسة باقي التيارات الدينية في املدينة‪ ،‬وكانوا‪،‬‬ ‫كلما أقامت جماعة مسجدا‪ ،‬أقاموا أمامها مسجدا لهم‪،‬‬ ‫و«كان هذا األمر يرسم خارطة أي انتخابات قادمة»‪ .‬بيد‬ ‫أن فراويلة يعود ويقول بخصوص حظوظ العائالت في‬ ‫االنتخابات البرملانية املقبلة‪ ،‬مقارنة بالتيار الديني‪ ،‬إن‬

‫هذا التيار «خسر مصداقيته عند ناخبي اإلسكندرية‪.‬‬ ‫وساهم في هذا الزخم من الكراهية ما يقع من تفجيرات‬ ‫بمصر وما يقوم به تنظيم داعش عموما من مذابح في‬ ‫املنطقة»‪.‬‬ ‫إج�م��اال ي�ب��دو ال��واق��ع ع�ل��ى األرض ال�ي��وم مختلفا‪ .‬ليس‬ ‫ف�ق��ط بسبب ص�ح��وة ال �ع��ائ�لات‪ ،‬ول�ك��ن ألس �ب��اب أخ��رى‬ ‫تتعلق بالتيار الديني نفسه‪ .‬فقد وقعت داخله خالفات‬ ‫وانقسامات طالت املوقف من املشاركة في االنتخابات‬ ‫املقبلة أي�ض��ا‪ .‬وع�ل��ى عكس كثير م��ن ق��ادة الجماعات‬ ‫املتشددة التي ترفض االعتراف بالسلطات الحالية‪ ،‬خرج‬ ‫بعض القادة اآلخرين‪ ،‬مثل عضو مجلس شورى الجماعة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬عبود الزمر‪ ،‬ليعلن أنه ال مانع من املشاركة في‬ ‫االنتخابات في حال لم تكن هناك‪ ،‬لدى هذا التيار‪ ،‬رؤية‬ ‫بديلة‪ ،‬لإلصالح‪ ،‬رغ��م أن اب��ن عمه ط��ارق الزمر‪ ،‬رئيس‬ ‫ح��زب البناء والتنمية‪ ،‬التابع للجماعة نفسها‪ ،‬ك��ان قد‬ ‫أطلق أوصافا على الراغبني في التنافس في انتخابات‬ ‫البرملان تعكس رفضه املشاركة فيها‪.‬‬ ‫أما حزب الوسط الذي ما زال يعمل رغم سجن عدد من‬ ‫زع�م��ائ��ه‪ ،‬وه��و ح��زب أق��رب إل��ى جماعة اإلخ ��وان‪ ،‬فأعلن‬ ‫عن طريق املتحدث باسمه‪ ،‬أحمد ماهر‪ ،‬أن املشاركة في‬ ‫االنتخابات املقبلة بالنسبة للحزب «نوع من الغباء»‪ .‬يأتي‬ ‫هذا وسط حالة من التفكك واالضمحالل أصابت أيضا‬ ‫تكتالت شبابية مدنية ظهرت بقوة في خضم ثورة ‪.2011‬‬ ‫وك��ان بعض أعضائها نوابا في أول برملان بعد الثورة‪،‬‬ ‫مثل ائتالف الشباب االشتراكي‪ ،‬ومجموعة «االشتراكيون‬ ‫ال�ث��وري��ون»‪ ،‬وح��رك��ة ال�س��ادس م��ن أب��ري��ل وح��رك��ة كفاية‪،‬‬ ‫وغيرها‪ .‬وعاد بعض هؤالء للعمل مع نواب سابقني من‬ ‫عائالت معروفة بهيمنتها منذ عقود على البرملان‪ ،‬مثل‬ ‫عائلة‪« :‬مطر» وعائلة‪« :‬الحداد» في جنوب القاهرة‪.‬‬ ‫ومن أشهر امليادين التي يمكن أن ترى فيها نشاط ممثلي‬ ‫العائالت الذين يطمحون للمنافسة في االنتخابات املقبلة‬ ‫ف��ي ال�ق��اه��رة‪ ،‬م�ي��دان «ال �ب��واب��ة» ال��ذي يصل ب�ين ضواحي‬ ‫«املعادي» و«مصر القديمة» و«دار السالم»‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫امليادين الصغيرة في ضواحي «مصر الجديدة» و«مدينة‬ ‫نصر» و«شبرا»‪ .‬هنا ما زالت توجد الفتات التأييد ملشروع‬ ‫قناة السويس الذي افتتحه السيسي في بداية أغسطس‬ ‫املاضي‪ .‬وهنا يمكن أن تحدد من لديه العزم والقدرة املالية‬ ‫على اجتياز العملية االنتخابية أكثر من اآلخرين‪.‬‬ ‫في كثير من املنتديات السياسية يمكن أن تسمع عبارة‬ ‫تقول إن الحزب هو الذي يجري وراء العائلة لكي يترشح‬ ‫أحد أبنائها على قوائمه‪ ،‬بينما املفترض أن العائلة هي التي‬ ‫تجري وراء الحزب‪ .‬الوضع معكوس ليس من اليوم‪ ،‬ولكن‬ ‫منذ زمن‪ .‬واألح��زاب في مصر تعاني من مشكلة تكمن‬ ‫في ع��دم ال�ق��درة على التواصل مع القواعد الجماهيرية‪.‬‬ ‫يقول هيبة إن حزب الوفد الذي كان حزبا حاكما قبل ثورة‬ ‫‪ .1952‬وكان يتصدر الساحة السياسية حينذاك‪ ،‬أصبحت‬ ‫ق��درات��ه‪ ،‬كما ت��رى ال �ي��وم‪ ،‬م�ت��واض�ع��ة‪ ،‬بسبب تخليه عن‬ ‫العائالت وقياداتها التي كانت تدعمه في الدلتا والصعيد‪.‬‬ ‫ويضيف أنه لهذا السبب «ال يمكن أن تخرج العائالت من‬ ‫املعادلة السياسية أبدا‪ ،‬وإال سيكون هناك فراغ سياسي‪،‬‬ ‫فهذه العائالت ربما أقوى من األحزاب نفسها»‪ .‬وفي سؤال‬ ‫أخير لهيبة‪ :‬هل ستخوض انتخابات البرملان الجديدة؟‬ ‫أجاب وهو يلقي نظرة على زهور تتفتح في الحقل‪ ،‬قائال‪:‬‬ ‫أنا في انتظار قرار العائلة‪ .‬يوجد أكثر من مرشح والعائلة‬ ‫تعقد اجتماعات وستحسم األمر قريبا <‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪39‬‬


‫عهد السادات‪ ،‬وذلك بعضوية النائب صالح بسيوني في‬ ‫مجلس األمة (أي البرملان في ذلك الحني)‪.‬‬ ‫ويضيف أنه في انتخابات البرملان عام ‪ 2005‬لم يتمكن‬ ‫م��رش��ح ال�ع��ائ�ل��ة م��ن ال �ف��وز أم ��ام م��رش��ح اإلخ� ��وان‪ ،‬زك��ري��ا‬ ‫الجنايني‪ ..‬كانت هذه املرة األولى التي يطيح فيها اإلخوان‬ ‫بنا‪ ،‬لكن العائلة استردت املقعد في انتخابات عامي ‪2010‬‬ ‫و‪ 2011‬رغ��م تصدر اإلخ ��وان للمشهد‪ .‬ول��دى هيبة ثقة‬ ‫كبيرة في قدرة العائالت على العودة للمنافسة على مقاعد‬ ‫البرملان الجديد‪ ،‬قائال إن هذه العائالت احتلت مكانتها في‬ ‫البرملانات السابقة جميعا ألن لديها كتلة تصويتية على‬ ‫األرض من نفس العائلة ومن العائالت األخرى من األنساب‬ ‫واألصهار والجيران من داخل الدائرة االنتخابية‪.‬‬ ‫وي �ق��ول أي�ض��ا إن ه��ذه ال�ع��ائ�لات اس�ت�م��دت وج��وده��ا في‬ ‫البرملانات السابقة نتيجة رحلة كفاح طويلة بدأت مع العمل‬ ‫ضد االحتالل الفرنسي واإلنجليزي ملصر‪« ..‬فاستمرت‪،‬‬ ‫منذ ذلك الوقت‪ ،‬في قيادة العمل االجتماعي والسياسي‬ ‫في القرى وال��دوائ��ر التي تقيم بها‪ ،‬وبالتالي وج��ود هذه‬ ‫العائالت في البرملان القادم أمر حتمي‪ ،‬قد ال يكون بنفس‬ ‫األشخاص أو بنفس الوجوه القديمة‪ .‬أعتقد أن العائالت‬ ‫ستقدم وجوها جديدة ولن تصر على الوجوه القديمة‪ .‬إن‬ ‫عودة العائالت تشبه الصحوة‪ .‬تصحح أخطاء املاضي لكي‬ ‫تستمر في املستقبل»‪.‬‬ ‫كانت الكثير من األسماء املحسوبة على عائالت كبيرة‬ ‫انخرطت في حزب مبارك الذي ثار عليه املصريون‪ .‬كما‬ ‫حاولت بعض العائالت الدفع بأسماء أبنائها املحسوبني‬ ‫على التيار الديني للمنافسة‪ ،‬أثناء حكم اإلخوان‪ ،‬رغم أن‬ ‫والء مثل هؤالء النواب ‪ -‬كما يقول نصر ‪ -‬كان للتيار الديني‬ ‫الذي ينتمون إليه وليس ألبناء الدائرة الذين انتخبوهم‪ .‬وهو‬ ‫أمر يؤكد عليه أيضا فراويلة الذي جرت محاوالت للدفع به‪،‬‬ ‫من جانب اإلخوان والجماعة اإلسالمية‪ ،‬كمرشح للرئاسة‬ ‫عن التيار الديني في ‪ ،2012‬قبل أن يتخلى اإلخ��وان عن‬ ‫الفكرة ويعلنوا عن مرشحهم الرسمي‪ ،‬خيرت الشاطر‪،‬‬ ‫ثم حل محله محمد مرسي‪.‬‬ ‫أن �ظ��ر إل ��ى ال �خ �ل��ف‪ ..‬ل�ق��د ان�ق�ض��ت س �ن��وات ك�ث�ي��رة ج��رى‬ ‫خاللها تقليم أظافر العائالت االنتخابية التي كان يأتي‬ ‫منها نواب ووزراء ورجال دولة أيضا‪ .‬قصمت مصادرة‬ ‫األراضي واملمتلكات ظهور عائالت كثيرة من ُز َّراع قصب‬ ‫السكر واألرز والقطن في الصعيد والدلتا‪ .‬وخاض بعض‬ ‫أبناء هذه العائالت‪ ،‬مثل عائلة الفقي‪ ،‬معارك ضد قوانني‬ ‫الرئيس الراحل جمال عبد الناصر‪ ،‬خاصة قانون اإلصالح‬ ‫الزراعي‪.‬‬ ‫يبدو اإلرث السياسي الطويل ظاهرا للعيان‪ ،‬وهو يلقي‬ ‫بظالله على التجربة برمتها حتى اآلن‪ .‬حني عادت الروح‬ ‫لألحزاب في أواخر عهد السادات وبداية عصر مبارك‪ ،‬كان‬ ‫الدستور ما زال يحمل بنودا عن االشتراكية ويعطي أكثر‬ ‫من نصف مقاعد البرملان للعمال والفالحني‪ .‬كل هذا تغير‬ ‫بعد ثورتني‪ ،‬وإن كان التغيير قد بدأ بالفعل‪ ،‬لكن ببطء‪،‬‬ ‫في سنوات مبارك األخيرة‪ .‬ط��وال عقود حكم مبارك لم‬ ‫يكن املصريون يعولون كثيرا على أحزاب املعارضة‪ .‬كانت‬ ‫غالبية األصوات تذهب للرئيس وحزبه‪ .‬وفي القلب من هذا‬ ‫الحراك املوالي للسلطة‪ ،‬كانت العائالت تدفع بأبنائها تحت‬ ‫املظلة نفسها للتواجد على خشبة املسرح‪.‬‬ ‫يمكن القول‪ :‬إن عهد مبارك تميز بمنافسة شرسة بني أربع‬ ‫شرائح‪ .‬األولى هم نواب العائالت البرملانية العتيدة‪ .‬والثانية‬ ‫ن��واب طبقة رج��ال األع�م��ال الذين استفادوا من عمليات‬ ‫‪38‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫اإلصالح االقتصادي خاصة منذ تسعينات القرن املاضي‪.‬‬ ‫والثالثة شريحة التيارات الدينية وأشهرها جماعة اإلخوان‪،‬‬ ‫والرابعة طبقة العمال والفالحني التي كانت تقاوم املتغيرات‬ ‫السياسية واالقتصادية الجديدة‪ ،‬مع مالحظة أن الكثير من‬ ‫أبناء العائالت القديمة كانوا‪ ،‬رغم ثرائهم‪ ،‬يترشحون تحت‬ ‫بند «العمال والفالحني»‪ ،‬وال يتورعون عن توجيه انتقادات‬ ‫الذعة لحزب مبارك الذي ينتمون إليه أيضا‪ .‬ومنذ دخوله‬ ‫البرملان عام ‪ 1975‬كان نائب الصعيد الراحل عبد الرحيم‬ ‫الغول أحد كبار املدافعني عن زراع قصب السكر‪.‬‬

‫أبناء كمال الشاذلي‬ ‫باقتراب موعد انتخابات البرملان ظهرت أسماء جديدة‬ ‫ألبناء عائالت بينهم أبناء ن��واب قدامى ومعروفني‪ ،‬من‬ ‫ب�ي�ن�ه��م‪ ،‬ف��ي م�ن�ف�ل��وط بصعيد م �ص��ر‪ ،‬ع��ائ�ل��ة ال�ت��ون�س��ي‪.‬‬ ‫وفي أسيوط عائلة أبو سديرة‪ ،‬وفي الدلتا‪ ،‬وتحديدا في‬ ‫محافظة املنوفية‪ ،‬هناك أبناء النائب املخضرم الراحل كمال‬ ‫الشاذلي‪ ،‬الذي كان يوصف بأنه أقدم برملاني في العالم‪.‬‬ ‫وهناك أيضا ابن النائب السابق عبد الله طايل‪ ،‬الذي كان‬ ‫ي��رأس اللجنة االقتصادية ف��ي البرملان ف��ي عهد مبارك‪.‬‬ ‫ويستعد أبناء من عائلة النائب الشهير‪ ،‬حمدي الطحان‪،‬‬ ‫لخوض التجربة في محافظة البحيرة‪.‬‬ ‫كان الطحان حتى سنوات مبارك األخيرة نائبا ذا مواقف‬ ‫معتدلة وملء البصر‪ ،‬وتميز باستقالليته في الرأي‪ ،‬رغم‬ ‫أنه كان عضوا في الحزب الحاكم وقتها‪ .‬وفي انتخابات‬ ‫‪ 2011‬ف��از أح��د عناصر التيار الديني م��ن العائلة‪ ،‬وهو‬ ‫حامد الطحان‪ ،‬لكن مصادر العائلة تقول اليوم إنها ستدفع‬ ‫بـ«مرشح مدني» في االنتخابات املقبلة‪.‬‬ ‫ف��ي محافظة املنوفية هناك أيضا عائلة الفقي التي لها‬ ‫ف��رع ف��ي م��دي�ن��ة امل �ن �ص��ورة‪ .‬و«ال �ف �ق��ي» ه��م أخ ��وال امل��ذي��ع‬ ‫التلفزيوني املثير ل�ل�ج��دل‪ ،‬توفيق ع�ك��اش��ة‪ ،‬وه��ي عائلة‬ ‫لها كتلة تصويتية كبيرة‪ ،‬وك��ان لها واقعة شهيرة على‬ ‫ممتلكاتها من األراضي مع الفالحني في قرية كمشيش‪،‬‬ ‫في زمن «تصفية اإلقطاع» في عهد عبد الناصر‪ .‬يقول‬ ‫عكاشة لـ«املجلة»‪ :‬جدي أبو والدتي‪ ،‬ووالده وأعمامه‪ ،‬كان‬ ‫لديهم مقعد في البرملان عن مديرية املنوفية من عام ‪1866‬‬ ‫حتى عام ‪ 1960‬وهو تاريخ «بداية الفتنة» بني عبد الناصر‬ ‫والعائالت الكبيرة‪.‬‬ ‫ويضيف أنه بعد قيام ثورة ‪ 1952‬لم يكن عبد الناصر يريد‬ ‫أن يضرب العائالت اإلقطاعية‪ ،‬بل كان يريد أن يأخذها‬ ‫تحت جناحه‪« ..‬لكن حدثت مؤامرة لعب فيها اليساريون‬ ‫والشيوعيون دورا‪ ،‬وقالوا لعبد الناصر إن هذه العائالت‬ ‫تجمع أمواال من أجل اإلطاحة به»‪.‬‬ ‫الطابع العام للعائالت املصرية‪ ،‬يميل‪ ،‬رغم كل الظروف‬ ‫والتقلبات‪ ،‬لالنحياز للسلطة واالس�ت�ق��رار واألم ��ن‪ ،‬كما‬ ‫يقول نصر اب��ن عائلة اللهاد‪ .‬وش��ارك ه��ذا ال��رج��ل‪ ،‬الذي‬ ‫كان عضوا في حزب مبارك‪ ،‬مع أبناء عائالت كبيرة من‬ ‫ع��دة م�ح��اف�ظ��ات‪ ،‬ب��األم��وال وامل �ظ��اه��رات‪ ،‬ف��ي ال �ث��ورة ضد‬ ‫ح�ك��م اإلخ ��وان «وه��و ح�ك��م اق�ت��رن ب�م��وج��ة م��ن الفوضى‬ ‫واالض �ط��راب عمت ال�ب�لاد»‪ .‬وح�ين أعلن بعضهم اعتزام‬ ‫الترشح‪ ،‬خرجت أصوات تحذر مما سمته «عودة النظام‬ ‫ال �ق��دي��م»‪ .‬ي��رى ن�ص��ر أن ق ��ادة ع��ائ�لات ك �ب��ارا م�م��ن أي��دوا‬ ‫الرئيس عبد الفتاح السيسي يتخوفون م��ن تعرضهم‬ ‫قبيل انتخابات البرملان لحملة تحريض مشابهة لتلك التي‬ ‫جرت في الخمسينات ضد العائالت اإلقطاعية‪.‬‬

‫أيمن هيبة نائب برملاني سابق من عائلة أبو الحجاج‬ ‫في انتظار اختيار مرشح (صورة أرشيفية)‬

‫َّ‬ ‫على أي حال‪ ،‬يبدو في كتاب «فلسفة الثورة» الذي ألفه عبد‬ ‫الناصر نفسه وأصدره عام ‪ .1954‬عدم ثقته‪ ،‬منذ البداية‪،‬‬ ‫في قدرة «الكثيرين» على اتخاذ موقف واضح‪ ،‬وهذا يبدو‬ ‫أمرا مقلقا ألي حاكم‪ .‬يقول عبد الناصر في صفحة ‪:41‬‬ ‫«أحيانا‪ ،‬مثال‪ ،‬يخيل إل� ّ�ي أن كثيرين يقفون من الثورة‬ ‫موقف املتفرج الذي ال يعنيه األمر إال مجرد انتظار نتيجة‬ ‫معركة يتصارع فيها طرفان ال تربطه بأيهما عالقة»‪ .‬بيد‬ ‫أن نصر يعلق قائال إن األم��ر مختلف ألن عبد الناصر‬ ‫كان وقتها يتحدث عن ثورته‪ ،‬بينما اليوم نحن نتحدث‬ ‫عن ثورة قمنا بها كمصريني أوال‪ ،‬ثم طالبنا بالسيسي‬ ‫رئيسا‪« ..‬هذا اختيارنا»‪.‬‬ ‫وفي محافظة الشرقية هناك عائلة أباظةُ التي لها باع طويل‬ ‫في العمل البرملاني والحكومي‪ .‬ولم يخل أي مجلس نواب‬ ‫منذ ع�ش��رات السنني م��ن ممثل لهم‪ ،‬وم��ن الشخصيات‬ ‫املعروفة من هذه العائلة‪ ،‬الدكتور محمود أباظة‪ ،‬وأحمد‬ ‫أباظة‪ ،‬وعدد من األقطاب في حزب الوفد‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫عائلة أب��و الحجاج التي ينتمي إليها املهندس هيبة‪ ،‬في‬ ‫محافظة ال�ب�ح�ي��رة‪ ،‬ه�ن��اك ف��ي املحافظة نفسها عائالت‬ ‫أخ��رى ستدخل حلبة املنافسة من بينها عائلة املصري‬ ‫في مركز أبو حمص‪ ،‬وك��ان منها طاهر املصري عضو‬ ‫مجلس الشورى‪ .‬وأيضا في دمنهور هناك عائلة نوار‪.‬‬

‫محمد نبوي املتحدث باسم حركة تمرد‬ ‫وجوه جديدة في الطريق (صورة أرشيفية)‬


‫«أفندينا» و«الباشا» و«العمدة» و«شيخ العائلة»‪ .‬ما زال‬ ‫البعض يتخذ من هذه الصور السينمائية مقياسا للحط‬ ‫من قدر العائالت السياسية‪ .‬أمر سائد رغم أنه ليس‪ ،‬في‬ ‫الحقيقة‪ ،‬على هذه الشاكلة‪.‬‬

‫شخصيات تاريخية‬

‫وسياسية قديمة وجديدة أيضا‪ .‬كان من السهل في عهد‬ ‫الرئيس التالي‪ ،‬حسني مبارك‪ ،‬الذي استمر حكمه ثالثة‬ ‫أحفاد من عائالت كان لها أدوار‬ ‫عقود‪ ،‬التعرف على وجوه‬ ‫ٍ‬ ‫على املسرح السياسي واالجتماعي قبل ‪ ،1952‬وبعضها‬ ‫بدأ العمل النيابي مع املجلس ال��ذي يعود عمره إلى نحو‬ ‫‪ 150‬سنة‪ ،‬منها عائالت الشوربجي وأبي مندور وامللواني‬ ‫والجزار والصيرفي وأبو سحلي وأباظة والطحان وبدراوي‬ ‫وهرميل وأبو سديرة والتونسي والفقي وغيرهم‪.‬‬ ‫قبل أن تتمكن عائالت كثيرة من ترسيخ أقدامها من جديد‬ ‫في الدولة املصرية‪ ،‬أطاحت عاصفة «الربيع العربي» في‬ ‫‪ 2011‬بكل شيء‪ .‬كأنها عاصفة رملية َّ‬ ‫حارة أفسدت الزرع‪،‬‬ ‫كما يقول عبد الحميد نصر‪ ،‬ابن عائلة اللهاد في ضاحية‬ ‫الخطاطبة غرب القاهرة‪ .‬لقد أزاح ما يعرف باسم «تيار‬ ‫اإلسالم السياسي» مرشحي العائالت عن الطريق‪.‬‬ ‫يلخص نصر تفاصيل العملية‪ ،‬قائال إنها كانت‪ ،‬بما في‬ ‫ذل��ك التربيطات االنتخابية‪ ،‬ت��دور‪ ،‬على أي��دي متشددين‬ ‫يرتدون ثياب التدين‪ ،‬من ف��وق منابر املساجد وال��زواي��ا‪،‬‬ ‫بدال من جلسات االتفاقات االنتخابية املعتادة التي كان‬ ‫ممثلو العائالت ينسقونها وهم جلوس في غرف الضيافة‬ ‫الواسعة أو على ُ‬ ‫الحصر واألكلمة في بساتني البرتقال‬

‫والعنب‪ .‬في تلك األث�ن��اء‪ ،‬أي في انتخابات برملان ‪2011‬‬ ‫والرئاسة ‪ ،2012‬حاول أحد أبناء العائالت‪ ،‬وهو السياسي‬ ‫ي��اس��ر ف��راوي�ل��ة‪ ،‬ش��ق ط��ري��ق وس��ط ب�ين التركيبة العائلية‬ ‫وتركيبة التيار الديني‪ ،‬لكن األمر لم يكن بتلك البساطة‪.‬‬ ‫وبينما الشمس تبث الحر في األرج��اء في األيام األخيرة‬ ‫من شهر أغسطس (آب) املاضي‪ ،‬نصب عدد من أحفاد‬ ‫أبو الحجاج مظلة كبيرة تشرف على مساحات شاسعة‬ ‫من الحقول الخضراء قرب مدينة كفر الدوار شمال غربي‬ ‫القاهرة‪ .‬بدأت مشاورات بني فرع العائلة هنا للدفع بأحد‬ ‫أبنائها لخوض انتخابات البرملان التي ستجرى قبل نهاية‬ ‫هذا العام‪ ،‬وذلك ضمن زخم للعائالت االنتخابية الشهيرة‬ ‫وه ��ي تستعد ل�ل�ع��ودة للمنافسة ع�ل��ى م�ق��اع��د «مجلس‬ ‫ال�ن��واب»‪ ،‬لكن املتحدث باسم حركة تمرد‪ ،‬محمد نبوي‪،‬‬ ‫ومصادر من التيار الديني‪ ،‬قللوا من فرص نجاح العائالت‬ ‫في تحقيق أغلبية في البرملان الجديد‪.‬‬ ‫في املقهى‪ ..‬في أوس��اط خريجي الجامعات وأبناء املدن‬ ‫املزدحمة الذين شاركوا في ثورتي ‪ 2011‬و‪ .2013‬يمكن أن‬ ‫ترى في األذهان صورة ضبابية للعائالت القديمة‪ ..‬صورة‬ ‫مشوشة ومشوهة تركتها أف�لام ومسرحيات أنتجتها‬ ‫الدولة بعد ‪ 1952‬وسخرت فيها من طبقة األثرياء ومن‬

‫في املقهى مرة أخ��رى‪ .‬هنا ش��ارع «معروف» القريب من‬ ‫مقر الجامعة العربية‪ ،‬والذي يقع ضمن «دائرة قصر النيل‬ ‫االنتخابية»‪ .‬املكان معبق بأسماء شخصيات تاريخية‪.‬‬ ‫وقعت ف��ي ه��ذا ال�ش��ارع وال�ش��وارع امل�ج��اورة املمتدة حتى‬ ‫ميداني «التحرير» و«طلعت حرب»‪ ،‬معارك سياسية طاحنة‬ ‫بني أبناء عائالت منتمني ألح��زاب متعارضة التوجهات‪،‬‬ ‫كان منها‪ ،‬في العشرين سنة املنصرمة‪ ،‬معارك بني حزبي‬ ‫الوفد والحزب الوطني الحاكم وقتها‪ .‬ويعد النائب السابق‬ ‫ه�ش��ام مصطفى خ�ل�ي��ل‪ ،‬وه��و اب��ن رئ�ي��س وزراء مصر‬ ‫األسبق‪ ،‬مصطفى خليل‪ ،‬أحد أقطاب الصراع في الدائرة‪.‬‬ ‫يغني املطرب على شاشة التلفزيون ويعلو الصخب بني‬ ‫طاوالت املقهى‪ .‬وفي الخلفية يأتي ضجيج ورش إصالح‬ ‫السيارات التي كان من زبائنها شخصيات حازت شهرة‬ ‫واس�ع��ة ف��ي السياسة وال�ف��ن‪ ،‬منها عصمت عبد املجيد‪،‬‬ ‫األم�ين العام األسبق لجامعة ال��دول العربية‪ ،‬والفنان عبد‬ ‫ال�ح�ل�ي��م ح��اف��ظ‪ .‬إذا ذك ��رت ه�ن��ا أن اب ��ن ال�ع��ائ�ل��ة الفالنية‬ ‫سيترشح لالنتخابات البرملانية املقبلة‪ ،‬يأتيك ال��رد من‬ ‫جيل الشباب الذي لم يخبر الحياة بعد‪ ،‬بأن البرملان املقبل‬ ‫لن يتسع ملثل هؤالء املرشحني‪.‬‬ ‫ملاذا؟ يجيب أحد الشبان الذين شاركوا في اإلطاحة بحكم‬ ‫مبارك واإلخوان‪« :‬ال نريد عودة الوجوه القديمة» ملاذا مرة‬ ‫أخرى؟ يسود اعتقاد بأن الكثير من أسماء عائالت النواب‬ ‫السابقني ارتبطت بالحكام وأحزابهم طوال العقود األخيرة‪،‬‬ ‫مثل الحزب الوطني الديمقراطي الذي ترأسه السادات‪ ،‬عند‬ ‫تأسيسه عام ‪ ،1978‬وخلفه فيه مبارك‪ ،‬حتى جرى حله‬ ‫بحكم محكمة قبل أربع سنوات‪.‬‬ ‫لكن ابن عائلة أبو الحجاج‪ ،‬املهندس هيبة‪ ،‬وهو يتحدث‬ ‫لـ«املجلة» من منطقته الريفية في كفر ال��دوار‪ ،‬ال يخشى‬ ‫من كالم األجيال الجديدة عن حظ العائالت في االنتخابات‬ ‫املقبلة‪ ،‬وهم يزجون الوقت في مقاهي املدن وعلى مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬ألنه يرى أن املجتمع ككل وأصحاب‬ ‫املصالح فيه خاصة‪ ،‬يدركون جيدا ض��رورة عودة الدور‬ ‫ال��ذي ك��ان��ت تلعبه ال�ع��ائ�لات ف��ي السياسة وف��ي ال�ش��ؤون‬ ‫ٌ‬ ‫خبير في ش��ؤون الطاقة‬ ‫االجتماعية م��رة أخ��رى‪ .‬وهيبة‬ ‫والطاقة املتجددة‪ .‬وكان نائبا في مجلس الشورى ويشغل‬ ‫موقع نائب رئيس حزب «غد الثورة» ويعد أحد مؤسسي‬ ‫ما يعرف باسم «التيار املدني» بمصر‪.‬‬ ‫وكثير من أبناء العائالت الذين يسعون لخوض االنتخابات‬ ‫املقبلة لديهم خلفيات مرتبطة بالدولة واإلدارة‪ .‬ضباط‬ ‫م�ت�ق��اع��دون م��ن الجيش وال�ش��رط��ة وامل �خ��اب��رات‪ .‬م��دي��رون‬ ‫لشركات عامة‪ .‬رجال أعمال‪ .‬دبلوماسيون قدامى‪ .‬أطباء‪.‬‬ ‫ونواب سابقون مثل املهندس هيبة‪.‬‬ ‫هل العائلة لم تمثل في البرملان في فترة من الفترات؟ يجيب‬ ‫هيبة قائال‪ :‬نعم‪ ..‬لم تمثل في البرملان بعد ثورة ‪ .1952‬لقد‬ ‫غابت عن املجلس النيابي في ذلك الوقت ألنها اعتبرت من‬ ‫اإلقطاع‪ ،‬وجرى مصادرة بعض ممتلكات العائلة‪ .‬استمر‬ ‫حجبها عن العمل السياسي حتى عودتها مرة أخرى في‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪37‬‬


‫من جلسات مجلس‬ ‫النواب قبل حله بقرار‬ ‫املحكمة (صورة‬ ‫أرشيفية)‬

‫يجلس أحد أبناء «أبو الحجاج» بني ‪ 75‬من الحاضرين ممثال لعائلته وأقاربه ومريديه‪ ،‬في أول برملان مصري كان‬ ‫اسمه «مجلس شورى النواب» عام ‪ .1866‬يدخل الخديو إسماعيل‪ ،‬صباح الخامس والعشرين من أكتوبر (تشرين‬ ‫األول) من تلك السنة‪ ،‬لكي يفتتح االجتماعات‪.‬‬

‫بدأ األجداد مع برملان الخديو إسماعيل واألحفاد يعودون للمنافسة بعد ‪ً 150‬‬ ‫عاما‬

‫صحوة «العائالت االنتخابية» في مصر‬ ‫القاهرة‪ :‬عبد الستار حتيتة‬ ‫حني تستمع اليوم للتفاصيل من أحفاد عائلة‪:‬‬ ‫«أبو الحجاج»‪ ،‬ومنهم النائب السابق‪ ،‬أيمن هيبة‪،‬‬ ‫ومن أحفاد عائالت أخرى‪ ،‬تشعر كأن هذا حدث‬ ‫باألمس القريب‪ .‬كأن أشجار البرتقال وغيطان األرز هنا لم‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫َّ‬ ‫مر الزمن سريعا بحروبه وصراعاته ومآسيه‪.‬‬ ‫تتبدل‪ .‬لم يكن في مقدور الخديو وال في مقدور األحزاب‬ ‫املصرية العتيقة‪ ،‬أن تعمل دون االعتماد على رموز العائالت‬ ‫الكبيرة‪ ،‬من الصعيد جنوبا حتى الدلتا والساحل شماال‪.‬‬ ‫استمر هذا الوضع إلى أن جاءت «ث��ورة ‪ .»1952‬بعد هذا صلح السادات‬ ‫التاريخ تغير كل شيء‪ ،‬حتى طعم الفواكه‪ .‬بدأت السلطات‬ ‫الجديدة في مالحقة العائالت ضمن موجة كراهية لألغنياء بعدها تصالح الرئيس الراحل‪ ،‬السادات‪ ،‬مع بعض العائالت‬ ‫أو من كان يطلق عليهم «اإلقطاعيون» و«الباشاوات»‪ .‬هكذا ف��ي ال�س�ب�ع�ي�ن��ات‪ ،‬وظ �ه��رت ف��ي ع �ه��ده ع��ائ�ل�ات انتخابية‬


‫‪,,‬‬

‫شهرامي‪ :‬االستعانة‬ ‫بالعفاريت والجن‬ ‫وصلت إلى حد‬ ‫أن يسيطر السحر‬ ‫والشعوذة على سياسة‬ ‫الدولة الخارجية‬

‫‪,,‬‬

‫ً‬ ‫مضيفا «إذا قمت بجولة في املدن والقرى اإليرانية‬ ‫س��وف ت�لاح��ظ وج ��ود امل �ئ��ات ب��ل اآلالف م��ن أئمة‬ ‫املاللي واملئات من املراقد‪ ،‬وهذا إن دل على شيء‬ ‫ف�ه��و ي��دل ع�ل��ى أن ال�ح�ك��وم��ات اإلي��ران �ي��ة امل�ت��وال�ي��ة‬ ‫شجعت ودع�م��ت ه��ذا التوجه م��ن التفكير ورب��ط‬ ‫الناس بالغيبيات‪ ،‬مع ب��روز ظاهرة ارتياد املراقد‬ ‫ً‬ ‫وص ��وال للجوء إل��ى امل�ش�ع��وذي��ن وال��دج��ال�ين لتبلغ‬ ‫ذروتها خالل العقدين األخيرين»‪.‬‬ ‫ويوضح كارباسي أن «اللجوء إلى الخرافات في‬ ‫معالجة املشكالت واألزم��ات السياسية في إيران‬ ‫حاضرا ً‬ ‫ً‬ ‫دائما‪ ،‬ففي الثمانينات؛ أي بالتحديد‬ ‫كان‬ ‫الحرب اإليرانية العراقية‪ ،‬كان النظام يوزع مفاتيح‬ ‫الجنة على ج�ن��وده البسطاء؛ حيث ك��ان الجنود‬ ‫اإلي��ران�ي��ون يعلقون مفاتيح خ�ض��راء ف��ي رقابهم‬ ‫على اعتبارها مفاتيح الجنة من الخميني‪ ،‬وفي‬ ‫جبهات القتال كان يأتي لهم بشخص وهو يرتدي‬ ‫عمامة ومالبس كلها بيضاء ً‬ ‫راكبا فرسه األبيض‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مناديا بأعلى صوته على الجنود‬ ‫وشاهرا سيفه‬ ‫اإليرانيني (من تبعني فهو في الجنة ومن تخلف‬ ‫عني فهو ف��ي ال �ن��ار)‪ .‬وم�م��ا ي��دع��و للسخرية‪ ،‬أنه‬ ‫على مدى الـ‪ 36‬سنة املاضية تم إلقاء القبض على‬ ‫مئات األشخاص الذين يدعون ارتباطهم باإلمام‬ ‫املهدي والكثير منهم تم إعدامهم‪ ،‬وهذه التهم طالت‬ ‫شخصيات سياسية ودي�ن�ي��ة ق��ري�ب��ة م��ن م��راك��ز‬ ‫صنع القرار في إيران»‪.‬‬ ‫وي�ش�ي��ر ك��ارب��اس��ي إل��ى أن «أح �م��دي ن�ج��اد ال��ذي‬ ‫ً‬ ‫تأثيرا في العالم‬ ‫اعتبر بني املائة شخصية األكثر‬ ‫ً‬ ‫ل �ع ��ام ‪ 2006‬ك� ��ان ف ��ي إي� � ��ران أي��ض��ا‬ ‫أكثر رئيس مثير للجدل واملشكالت‬ ‫لخامنئي‪ ،‬ففي عهده انكشف الستار‬ ‫ع��ن اس�ت�خ�ف��اف ن �ظ��ام امل�لال��ي عقول‬ ‫الناس‪ ،‬حيث ادع��ى أحمدي نجاد أنه‬ ‫مرتبط باإلمام املهدي الغائب منذ ألف‬ ‫عام‪ ،‬إلى املشعوذ عباس غفاري الذي‬ ‫للحكومة اإليرانية‬ ‫أهداه أحمدي نجاد‬ ‫ً‬ ‫وص��رح ب��أن��ه ك��ان وس�ي��ط��ا ب�ين نجاد‬ ‫والجن وأنه لم يكن ليفوز باالنتخابات‬ ‫لوال دعم الجن له‪ ،‬واتهام نسيب نجاد‬ ‫رحيم مشائي املعروف في األوس��اط‬ ‫اإليرانية بـ (ممارسة السحر والشعوذة‬ ‫واالرت � �ب� ��اط ب��ال �ج��ن)‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى‬ ‫مزاعمه حول االتصال بـ (قوى خفية)‪،‬‬ ‫وب��أن��ه س�ح��ر ن�ج��اد وأن تصريحاته‬ ‫السابقة ومواقفه املثيرة للجدل التي‬ ‫ً‬ ‫كثيرا ما كانت مناوئة لوالية الفقيه‪،‬‬ ‫كانت تحت تأثير تعرضه للسحر»‪.‬‬ ‫م��ن جهته‪ ،‬يؤكد اإلع�لام��ي اإلي��ران��ي‬ ‫ح� �س�ي�ن ش � �ه� ��رام� ��ي م � ��ا ذه � � ��ب إل �ي��ه‬ ‫كارباسي‪ ،‬ويقول إن «النظام اإليراني‬ ‫يدعم الخرافة التي تتماشى مع بقائه‬ ‫ف��ي ال�س�ل�ط��ة»‪ ،‬م��وض� ً‬ ‫�ح��ا أن��ه «عندما‬ ‫ي�ط�ل��ق امل�ح��اف�ظ��ون امل �ت �ش��ددون على‬ ‫أع�ض��اء ف��ري��ق أح�م��دي ن�ج��اد (حلقة‬ ‫االن � �ح� ��راف)‪ ،‬وه� ��م إس �ف �ن��دي��ار رح�ي��م‬ ‫مشائي ومحمد رضا رحيمي وحميد‬

‫ب �ق��اي��ي‪ ،‬رغ ��م أن ح�ك��وم��ة أح �م��دي ن �ج��اد ك��ان��ت‬ ‫تحظى بالدعم ال�لام�ح��دود م��ن امل��رش��د األع�ل��ى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بعيدا في‬ ‫إال أن تصديق أحمدي نجاد وذهابه‬ ‫الغيبيات جعلته في موقع املنافس مع ولي الفقيه‬ ‫وه��و تطاول عندما بشر بظهور اإلم��ام الغائب‬ ‫ويعني ذل��ك ان�ت�ه��اء سلطة خامنئي‪ ،‬وف��ي هذه‬

‫مناوئة للنظام اإليراني تحمل صورة كارتونية‬ ‫لرئيس الجمهورية السابق أحمدي نجاد (غيتي)‬

‫الحالة من الواجب عليه تسليم مقاليد الحكم إلى‬ ‫اإلمام الغائب على اعتبار خامنئي هو نائبه لحني‬ ‫عودته»‪.‬‬ ‫ويتابع شهرامي أن «االستعانة بالعفاريت والجن‬ ‫وص�ل��ت إل��ى ح��د أن تسيطر ه��ذه املصطلحات‬ ‫(ال� �س� �ح ��ر وال � �ش � �ع� ��وذة) ع �ل��ى س �ي��اس��ة ال ��دول ��ة‬ ‫الخارجية‪ ،‬على سبيل املثال هناك مانشيتات من‬ ‫نوع (صراع الجن مع إسرائيل)‪ ،‬أو أن (إسرائيل‬ ‫تسخر الجن لضعضعة الحكم ف��ي إي ��ران)‪ ،‬أو‬ ‫(زوال السحر على العالقات اإليرانية ‪ -‬التركية)‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أو أن فالنا من املسؤولني ينتمي إلى الشيطان‬ ‫ً‬ ‫في الباطن ويمارس اصطياد الجن منذ ‪ 20‬عاما‬ ‫لينال رض��ا خامنئي‪ ،‬أو ف�لان م��ن املعارضني‬ ‫يحمل نجمة داود معه ً‬ ‫دائما»‪.‬‬ ‫وي �ض �ي��ف‪« :‬وف ��ي ع�ه��د ال��رئ �ي��س ال �ح��ال��ي حسن‬ ‫روحاني يسيطر حديث الجن والعفاريت على‬ ‫ً‬ ‫مشيرا إلى أن «الباسيج‬ ‫تفكير الزمرة الحاكمة‪،‬‬ ‫وال�ح��رس ال�ث��وري وميليشياته ف��ي دول الجوار‬ ‫ما زال يعتمد على السحرة واملشعوذين‪ ،‬حيث‬ ‫ً‬ ‫هنديا‬ ‫ي �ش��اع أن �ه��ا اس�ت�ق��دم��ت م��ؤخ� ً�را س��اح� ً�را‬ ‫ً‬ ‫منافسا للحاجة ندى اسمه سمورا ومنح رتبة‬ ‫جنرال‪ ،‬وهو يستعني بأتباعه من الجن ملساعدة‬ ‫ق��وات الحشد الشعبي التي تقاتل (داع��ش) في‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا أنه قتل خالل‬ ‫العراق‪ ،‬وترددت شائعات‬ ‫املعارك وحضر مراسيم جنازته قاسم سليماني‬ ‫وأحمدي نجاد في إيران»‪.‬‬ ‫يؤكد الكاتب فارزين كارباسي على أن «ظهور‬ ‫ه ��ذه ال �ج �م��اع��ة ف ��ي ق �ل��ب ال�ج�م�ه��وري��ة‬ ‫اإلس�ل�ام� �ي ��ة ك ��ان ��ت ض ��رب ��ة ق ��وي ��ة ف��ي‬ ‫صميم سلطة ولي الفقيه واملحافظني‪،‬‬ ‫ولكن ال يمكن محاربتهم ألنه ببساطة‬ ‫يعني م�ح��ارب��ة أس��اس م��ا بنيت عليه‬ ‫الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬على‬ ‫س�ب�ي��ل امل �ث��ال ال ي�م�ك��ن ال��وق��وف ضد‬ ‫سياسة أح�م��دي نجاد التي يعتبرها‬ ‫تخدم ظهور اإلم��ام الغائب‪ ،‬ال��ذي دفع‬ ‫أح�م��دي ن�ج��اد ف��ي مقر األم��م املتحدة‬ ‫لدعوة جميع الدول إلى تسهيل ظهور‬ ‫املهدي واملسيح ليخلصا العالم‪ ،‬بالطبع‬ ‫ال يمكن أن يعلن الحرب على شخص‬ ‫يسهل ظ�ه��ور امل�ه��دي وخامنئي كان‬ ‫يدرك مخاطر الوقوع في مثل هذا األمر‬ ‫مما دع��اه إل��ى تهدئة املحافظني لحني‬ ‫انتهاء والية أحمدي نجاد»‪.‬‬ ‫وي � �ض � �ي� ��ف‪« :‬ن� �ت� �ي� �ج ��ة ح � �ك� ��م ع� �ق ��ود‬ ‫م ��ن ال �س �ح��ر وال �خ��زع �ب�ل�ات وارت� �ب ��اط‬ ‫امل�س�ت�ش��اري��ن ب�ع��ال��م ال�غ�ي��ب ب��دل عالم‬ ‫الواقع‪ ،‬خسرت إيران مئات املاليني من‬ ‫ال� ��دوالرات‪ ،‬وص��درت بحقها عشرات‬ ‫ال �ق��رارات ف��ي ال�ح��اف��ل ال��دول�ي��ة‪ ،‬وذاق��ت‬ ‫ضراوة الحصار نتيجة حكم السحرة‪،‬‬ ‫وي �خ �ت��م ح � ��واره ب �م �ق��ول��ة ل�ل�ف�ي�ل�س��وف‬ ‫الهولندي سبينوزا ع��ن ال�خ��راف��ة (إذا‬ ‫غاب العقل ظهرت الخرافة‪ ،‬وإذا سادت‬ ‫الخرافة ضاع العقل)» <‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪35‬‬


‫سلماني يعتقل إيرانية‬ ‫تخصصت في صنع «أحجبة »‬ ‫للتقرب من خامنئي‬

‫غرائب‬ ‫روحاني مع‬ ‫ندى العرافة‬

‫مهاباد‪ :‬روشن قاسم‬ ‫يرى مثقفون وكتاب إيرانيون أن العالقة‬ ‫بني السلطة السياسية والخرافة‪ ،‬ال تزال‬ ‫عميقة وأن ال�ن�ظ��ام اإلي��ران��ي مستمر في‬ ‫إغراق املجتمع بالخرافات‪ ،‬واملخالفة في جوها ألي‬ ‫نظام سياسي تقوم عليه الدول‪ ،‬ويعتبر مراقبون‬ ‫أن الخرافة والشعوذة املعتمدة في أس��اس الحكم‬ ‫ع�ل��ى م ��دار ال�ع�ق��ود األخ �ي��رة م��ع ت��وات��ر ف��ي ات�س��اع‬ ‫ً‬ ‫الظاهرة وخروجها أحيانا عن سيطرة السلطات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وعودتها أحيانا أخرى لتنحصر ملا يروج له النظام‬ ‫من خرافات إلطفاء نور العقل وإثارة دهشة العوام‬ ‫من قوى خفية ودعمها للولي الفقيه‪.‬‬ ‫ف�م��ن امل�ف��ات�ي��ح ال �ت��ي ك ��ان ال�خ�م�ي�ن��ي ي��وزع �ه��ا على‬ ‫الجنود اإليرانيني على اعتبارها مفاتيح الجنة‪ ،‬إلى‬ ‫«حلقة االن�ح��راف» للرئيس السابق أحمدي نجاد‬ ‫ومستشاريه الذين استعانوا بالجن والعفاريت في‬ ‫االنتخابات اإليرانية التي لوال دعم الجن والعفاريت‬ ‫ملا فاز نجاد بالرئاسة بحسب مقربني من الرئيس‬ ‫ً‬ ‫مرورا باعتقال أحد أبرز مقربي‬ ‫اإليراني السابق‪،‬‬ ‫الرئيس الحالي حسن روحاني‪ ،‬وهو رجل الدين‬ ‫الشيعي مجيد جعفري تبار‪ ،‬وزوجته الحاجة ندى‬ ‫املتخصصة في صنع «أحجبة» للتقرب إلى الولي‬ ‫الفقيه علي خامنئي‪ ،‬بتهمة ادعاء االرتباط بالجن‬ ‫واملهدي املنتظر‪ ،‬وانتهاء بظاهرة استعانة الحرس‬ ‫الثوري وميليشياته في العراق وسوريا بالسحرة‬ ‫واملشعوذين‪ ،‬في الحرب ضد (داعش)»‪.‬‬ ‫وت ��ؤك ��د م� �ص ��ادر م�ط�ل�ع��ة أن إل� �ق ��اء ال �ق �ب��ض على‬ ‫‪34‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫الحاجة ندى وزوجها تم ج��راء وشاية من مقرب‬ ‫لقاسم سلماني‪ ،‬ت�ح��ذره م��ن إق ��دام ال�ح��اج��ة ندى‬ ‫على صنع «حجاب» يضر بموقعه لدى خامنئي‪.‬‬ ‫وتشير املصادر إلى اعتماد روحاني إلى حد كبير‬ ‫ع�ل��ى ال�ح��اج��ة ن��دى ف��ي ات �خ��اذ ق��رارات��ه املصيرية‬ ‫وانها صنعت له حجابا يمكنه من تجاوز املحن‬ ‫واملصاعب السياسية التي تواجهه‪.‬واكدت املصادر‬ ‫استعادة روحاني للحاجة ندى قبل أيام من إجتماع‬ ‫فيينا بعد وساطة من مهدي طالب رئيس «مقر‬ ‫عمار االستراتيجي للحروب الناعمة» التابع ملكتب‬

‫امل��رش��د األع �ل��ى اإلي��ران��ي‪ ،‬وه��و أك�ث��ر امل�ق��رب�ين من‬ ‫خامنئي‪.‬‬ ‫الكاتب اإليراني فارزين كارباسي‪ ،‬يرى أن «بعد‬ ‫الثورة اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬وربط االنقالب اإليراني‬ ‫ب�ظ�ه��ور امل �ه��دي امل�ن�ت�ظ��ر إلص�ل�اح ال�ع��ال��م وإح�ل�ال‬ ‫ال�س�لام‪ ،‬وات�خ��اذ ك��ل ذل��ك ذري�ع��ة ف��ي ف��رض الفكر‬ ‫الخميني في الداخل ونشره في الخارج من خالل‬ ‫ال �ت��روي��ج ل�ن�ظ��ري��ة م�ح�م��د الري �ج��ان��ي (أم ال �ق��رى)‬ ‫كمنطلق لسياسة تصدير الثورة اإليرانية‪ ،‬لتصبح‬ ‫ق��م (إي� ��ران) ه��ي أم ال �ق��رى‪ ،‬أي ه��ي دار اإلس�ل�ام»‪،‬‬



‫بو‬

‫ر‬

‫تر‬

‫يه‬

‫ديلما روسيف‪ :‬دخلت إلى القصر بالصندوق‬ ‫وال تريد الخروج بالطناجر‬ ‫ مع خيوط شمس اليوم األول في سماء البرازيل من سنة ‪ ،2011‬كانت بنت‬‫املهاجر البلغاري املولودة في البرازيل ّ‬ ‫تتقدم واثقة الخطوة نحو القصر‬ ‫الرئاسي‪ ،‬وتكتب اسمها‪ :‬ديلما روسيف‪ .‬إنها املرأة البرازيلية األولى التي‬ ‫ّ‬ ‫الرئاسي‪.‬‬ ‫الوشاح‬ ‫تتقلد ْ ّ‬ ‫اليساري الرئيس السابق ل��وال داسيلفا‪،‬‬ ‫رفيقها‬ ‫من‬ ‫ترثه‬ ‫ها‬ ‫كأن‬ ‫ وب� َ�دت‬‫ً‬ ‫الذي انتهت واليته‪ ،‬وعملت معه وزيرة للطاقة واملناجم ثم مستشارة في‬ ‫شؤون الرئاسة‪.‬‬ ‫ ال‪ ،‬لم يكن إرثا وال توريثا‪ ،‬فقد كان استحقاقا‪ ،‬كما قال صندوق االقتراع‪.‬‬‫ فالسيدة ديلما روسيف‪ ،‬الناشطة في حزب العمال ذاقت التنكيل في أقبية‬‫التعذيب أيام النضال ضد بطش حكم العسكر وكانت لها أدوار رشحتها‬ ‫لنيل لقب «جان دارك حرب العصابات»‪.‬‬ ‫ كما ّأنها حاملة لشهادة جامعية في علم االقتصاد‪.‬‬‫ وصنفتها مجلة «فورباس» ضمن أقوى عشر نساء في األعوام األخيرة‬‫برتبة متقدمة جدا‪ ،‬وها هي أقوى سيدة البرازيل منذ ‪2011‬؟‬ ‫ البرازيل؟ بلد صعب‪ ،‬واسمه مشتق من شجرة في لون الجمر‪ ،‬والبرازيل أمّ‬‫الالعب بيلي‪ ،‬ورونالدينو‪ ،‬وسيدة النب والقهوة في العالم‪ ،‬ورقصة السامبا‪،‬‬ ‫وكرنفال ريو دي جانيرو‪ ،‬والروائي جورج أمادو‪ ،‬وباولو كويهلو‪ ،‬وفيها‬ ‫القوميات واللغات واألجناس والطبقات املتفاوتة واألحزاب مطروحة على‬ ‫اليمني والوسط ّواليسار‪.‬‬ ‫ لذا‪ ،‬ال ّبد من توفر سحر ما‪ ،‬وموهبة لقيادة هذا البلد وكاريزما خاصة‪.‬‬‫ فهل يكفي أن تكون قادمة من أفق اليسار حتى ينتخبها الشعب البرازيلي‬‫(ذو املائتي مليون نسمة) للرئاسة ّ‬ ‫مرتينْ اثنتينْ متتاليتينْ ؟‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ وهل مل وكل البرازيليون السياسيني الرجال‪ ،‬وق� ّ�رروا أن يغيروا جنس‬‫الرئيس؟‬ ‫ّ‬ ‫ رغم هذا‪ ،‬فإن حكومة الرئيسة ديلما روسيف واجهت احتجاجات واسعة‪،‬‬‫في يونيو (حزيران) ‪ ،2013‬ونزل إلى الشوارع نحو ‪ 800‬ألف متظاهر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ولعل البرازيليني رأوا في ديلما روسيف سيدة استثنائية تذكرهم بالسيدة‬‫الحديدية اإلنجليزية مارغريت ثاتشر‪ ،‬وباألملانية الحازمة إنجيال ميركل‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫ً‬ ‫ الشعوب تعشق القوة‪ ،‬وتبحث عنها عند الجنسينْ ‪ ،‬فالقوة ليست رجال‬‫كما أنها ليست امرأة‪.‬‬ ‫ وه��ل وع��ود ديلما االنتخابية بإجراء إصالحات اجتماعية‪ ،‬وبالحوار‪،‬‬‫وبمواصلة اإلص�لاح‪ ،‬كانت إغ��راء كافيا لينتخبوها ثانية للرئاسة سنة‬ ‫‪2014‬؟‬ ‫ّ‬ ‫ وه��ل س��وف تنجح الرئيسة ف��ي امل�س��ك ب��دف��ة السلطة ف��ي ‪2015‬؟ فطقس‬‫الفضائح‪ ،‬وروائح الفساد اإلداري والقضائي والسرقات والرشى وتبييض‬ ‫ّ‬ ‫والتحيالت املالية في إدارة‬ ‫األم��وال والتشكيك في تمويالت االنتخابات‪،‬‬ ‫«بتروبراس‪ :‬شركة البترول الحكومية» وكل هذه اللعنات القديمة والجديدة‬ ‫تالحق الرئيسة وتطالبها بمغادرة القصر‪.‬‬ ‫ رغ��م أن�ه��ا م�ع��روف��ة بنظافة ي��ده��ا‪ ،‬وشخصيتها ال�ق��وي��ة والعصية على‬‫ُ‬ ‫فاسمها غير مذكور ضمن قوائم املتهمني بالفساد‪.‬‬ ‫االستمالة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫قطاع من الشعب البرازيلي من حكم اليسار طيلة َ‪ 12‬عاما؟‬ ‫هل مل‬ ‫ َ​َُ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الضجر املؤسسة الزوجية‪ ،‬كما‬ ‫نفوس الشعوب‪ ،‬كما يصيب‬ ‫ امللل يجتاح‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيرغب في النوم على الجنب األيمن أو على‬ ‫النائم على جنبه األيسر‬ ‫يتعب‬ ‫الظهر أو على البطن‪.‬‬ ‫ وما ُّرد الرئيسة على مطالبتها بالرحيل؟‬‫َ‬ ‫القصر بناء على رغبة بعض الشارع‪.‬‬ ‫ قالت ديلما‪ :‬ال‪ ،‬واضحة‪ .‬لن أغادر‬‫ هي تعلم أن مظاهرات نسائية ورجالية خرجت ملساندتها ونادت بشرعية‬‫الصندوق‪.‬‬ ‫ وال ت�ن� َ�س أن�ه��ا س�ي��دة طلقت م��رت�ْي�نْ ‪ ،‬وم��ؤخ��را أص�ي�ب��ت ب�س��رط��ان ال�غ��دد‬‫اللمفاوية وأعلن األطباء انتصارها على هذا السرطان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكن ً‬ ‫شعبا من املتظاهرين في الشارع السياسي ّيريد االنتصار عليها‪،‬‬ ‫‬‫وها هو يهتف بالحناجر ويضرب بالطناجر‪ ،‬ويغني في البرازيل أغنية‬ ‫ألفها شاعر امل��رأة نزار قباني‪ ،‬ولحنها محمد عبد الوهاب‪ّ ،‬‬ ‫وأدتها نجاة‬ ‫َ‬ ‫الصغيرة وعنوانها‪« :‬أسالك الرحيل»‪.‬‬

‫نص‪ :‬منصف املزغين‬ ‫ريشة‪ :‬علي املندالوي‬


‫سياسة أوباما تجاه إيران‪ ..‬وجه سياسي غير معلن‬ ‫ا لسياسة‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫طوني بدران‬

‫اهلدف‬ ‫االسرتاتيجي‬ ‫لالعبني اإلقليميني‬ ‫يف املرحلة املقبلة‬ ‫هو صد محاولة‬ ‫طهران ترسيخ أمر‬ ‫واقع جديد‬

‫املنتهجة م��ن قبل الرئيس األميركي ب��اراك‬ ‫أوباما تجاه إيران معقدة ولها وجه سياسي‬ ‫غير معلن في االتفاق‪ ،‬مما يجعل الطرفني‬ ‫يسعيان لتحقيق أهداف متداخلة وإبراز الدينامية الجديدة املزعومة‬ ‫في املنطقة‪ ،‬التي يفترض أن تنتج عن االتفاق النووي‪ .‬وفي حني‬ ‫كان وزير الخارجية اإليراني محمد جواد ظريف يطوف في املنطقة‪،‬‬ ‫كانت اإلدارة األميركية منهمكة في تسويق االتفاق داخليا‪ .‬الالفت‬ ‫كان مدى التطابق في خطاب الطرفني من ناحية تشديدهما على‬ ‫الجانب اإلقليمي من االتفاق‪.‬‬ ‫في حديث مع وكالة «رويترز» الشهر املاضي‪ ،‬سعى وزير الخارجية‬ ‫األميركي جون كيري جاهدا إلقناع مستمعيه بأن االتفاق يقدم‬ ‫فرصة فريدة من نوعها لالنخراط مع إيران حول املسائل اإلقليمية‪،‬‬ ‫وهي فرصة ستضيع دون هذا االتفاق‪(« .‬اإليرانيون) قالوا لي‪ ،‬إذا‬ ‫استطعنا أن ننجز هذا االتفاق‪ ،‬عندها سنصبح جاهزين للجلوس‬ ‫والتكلم حول املسائل اإلقليمية‪ ،‬وقد نستطيع أن نعمل على أشياء‬ ‫في أماكن مختلفة»‪ .‬وأثناء زيارته لبيروت‪ ،‬أوضح ظريف في حديث‬ ‫مع صحيفة «السفير» أنه بالنسبة إلي��ران‪ ،‬ليست املسألة النووية‬ ‫جوهر االتفاق مع واشنطن‪« :‬برأينا أن املوضوع النووي كان شأنا‬ ‫هامشيا وق��د تمت معالجته‪ ،‬لكن ال�ش��يء الحقيقي واألس��اس��ي‬ ‫يتعلق بهذه املنطقة بالذات»‪ .‬بكالم آخر‪ ،‬األولوية بالنسبة للطرفني‬ ‫هي لترجمة االتفاق إقليميا‪ .‬كما يبدو أنه هنالك تنسيقا ما على‬ ‫صعيد نقاط ال�ك�لام؛ إذ كشف كيري ف��ي املقابلة نفسها ع��ن أن‬ ‫نظيره اإليراني قد بعث له برسالة عند وصوله إلى بيروت‪ .‬وأضاف‬ ‫كيري بحماسة‪« :‬هل تعلمون أين كان (ظريف) األسبوع املاضي؟‬ ‫ك��ان ف��ي الكويت وق�ط��ر‪ .‬إن��ه يمد ي��ده إل��ى تلك ال ��دول‪ .‬ه��ل سندير‬ ‫ظهرنا إلى احتمال أن روحاني وظريف يريدان أن يحاوال إيجاد‬ ‫(طريقة تعامل) مختلفة؟»‪ .‬م��ن ناحيته‪ ،‬أكثر ظريف م��ن الكالم‬ ‫عن «التعاون» و«التنسيق» و«ال�ح��وار» وم��ا شابه‪ .‬كما تم توقيت‬ ‫جولته مع إعالن طهران عن مبادرات لها حول سوريا واليمن‪ .‬على‬ ‫السطح‪ ،‬تسعى إيران من وراء هذه املناورات لكسب دعم واشنطن‬ ‫لحركتها‪ ،‬وأيضا ملساعدة أوباما على تسويق صورة إيجابية عن‬ ‫إيران‪ ،‬بسبب االتفاق‪ ،‬التي يريد الرئيس األميركي تعويمها داخليا‬ ‫لكي يحشد التأييد لالتفاق في الكونغرس‪ .‬أم��ا الهدف الحقيقي‬ ‫وراء هذا الخطاب هو أن طهران تريد أن ّ‬ ‫تثبت االنطباع بأنها اآلن‬ ‫الالعب الرئيسي وأنها مدعومة أميركيا في هذا الدور‪ ،‬وأن على الكل‬ ‫التأقلم مع هذا الواقع اإلقليمي املستجد‪ .‬هنا يبرز تداخل األهداف مع‬ ‫أوباما‪ ..‬فالرئيس األميركي يريد مأسسة نظام إقليمي جديد يقوم‬ ‫على مقاربة الطاولة املستديرة في املنطقة‪ ،‬ويضمن مقعدا إليران‬ ‫للتفاوض على امللفات اإلقليمية‪ .‬األول��وي��ة بالنسبة ألوب��ام��ا‪ ،‬إذن‪،‬‬ ‫ليست بالضرورة حل األزمات العالقة بقدر ما هي تحقيق رؤيته‬ ‫وفرضها على حلفاء واشنطن اإلقليميني‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬ال تعني‬ ‫املبادرة اإليرانية حول سوريا أي شيء بحد ذاتها‪ ..‬إنما الهدف من‬ ‫إطالقها تزامنا مع جولة ظريف هو مجرد التشديد على أن إيران‬ ‫هي عنوان إج�ب��اري على الجميع التفاوض معه‪ .‬وه��ذا ما يدعمه‬ ‫أوباما علنا؛ فالرئيس األميركي يردد بشكل روتيني أن األزمات‬

‫اإلقليمية‪ ،‬وعلى رأسها سوريا‪ ،‬ال يمكن أن تحل إال بالتفاوض مع‬ ‫إيران‪ .‬وبالفعل‪ ،‬وردت تقارير مؤخرا عن اتفاق كيري مع روسيا‬ ‫على إنشاء مجموعات اتصال حول سوريا تتضمن إي��ران‪ ،‬رغم‬ ‫معارضة حلفاء واشنطن لهذه الخطوة عندما ت��م طرحها العام‬ ‫امل��اض��ي‪ .‬أض��ف إل��ى ذل��ك التلميحات املتزايدة إل��ى اع�ت��راف اإلدارة‬ ‫األميركية بمصالح إيران الحيوية ومناطق نفوذها خصوصا في‬ ‫سوريا‪ .‬رؤي��ة أوباما هذه معطوفة على االتفاق ال��ذي يعده تركته‬ ‫الكبرى‪ ،‬وتفرغ الضمانات والوعود التي تعطيها إدارته بالتصدي‬ ‫إلي��ران إقليميا من أي معنى‪ .‬فلن يقامر أوب��ام��ا بانهيار إنجازه‬ ‫الوحيد في السياسة الخارجية بمواجهة أعمال طهران التخريبية في‬ ‫املنطقة‪ ،‬وهو ما لم يفعله أثناء املفاوضات كي ال يغضب اإليرانيني‪،‬‬ ‫بل سيستمر أوباما في الدعوة إلى الحوار مع طهران إليجاد حلول‬ ‫سياسية ف��ي املنطقة‪ .‬وإذ ي��درك اإلي��ران�ي��ون ذل��ك‪ ،‬فإنهم يعلمون‬ ‫أن لديهم هامشا للمناورة ولالستمرار في لعبتهم املزدوجة‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫فتصريحات ظريف‪ ،‬املتعالية أصال‪ ،‬واملقاالت التي نشرها تزامنا‬ ‫مع جولته‪ ،‬تضمنت كلها هجوما على خصوم إيران اإلقليميني‪ ،‬أي‬ ‫السعودية على وجه الخصوص‪ ،‬باإلضافة إلى تركيا وإسرائيل‪.‬‬ ‫مناورة ظريف مكشوفة وهدفها عزل السعودية تحديدا وإظهار‬ ‫إي��ران لواشنطن على أنها الطرف املستعد للحوار وللتعاون في‬ ‫مكافحة اإلرهاب («السني» حصرا)‪ ،‬وهو ما يريده أوباما أن يكون‬ ‫أولوية الجميع‪ .‬والشق الثاني من لعبة إيران هو رفع وتيرة التهديد‬ ‫في املنطقة‪ ..‬فإلى جانب الكالم «االنفتاحي» هناك الخاليا التخريبية‬ ‫التابعة للحرس الثوري التي تم الكشف عنها في الكويت وقبلها في‬ ‫البحرين‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬الهجوم الصاروخي على شمال إسرائيل‬ ‫الشهر املاضي ال��ذي ّ‬ ‫حملت الحكومة اإلسرائيلية املسؤولية عنه‬ ‫إليران مباشرة‪.‬‬ ‫خالصة الرسالة اإليرانية املزدوجة هي أن االتفاق مع أميركا يؤسس‬ ‫ًّ‬ ‫أميركيا بإيران العبا أساسيا في‬ ‫ملرحلة جديدة يتم فيها االعتراف‬ ‫املنطقة‪ ..‬أو أن ‪ -‬كما قال أوباما في مقابلة مع «نيويورك تايمز» ‪-‬‬ ‫«إيران سوف تكون‪ ،‬وينبغي أن تكون‪ ،‬قوة إقليمية»‪ .‬كالم ظريف‬ ‫عن التعاون ملكافحة اإلره��اب‪ ،‬في الواقع يرمي الستغالل املوقف‬ ‫األميركي لتثبيت منظومة جديدة تؤسس لهيمنة إي��ران‪ ..‬وعلى‬ ‫الكل أن يأتوا إلى طاولة املفاوضات حيث تجلس طهران على رأس‬ ‫الطاولة‪ ،‬وأن «يروا الحقائق كما هي»‪ ،‬كما قال ظريف في بيروت‪.‬‬ ‫طبعا‪ ،‬حلفاء واشنطن القدامى لن يقبلوا بفرض هذا الواقع‪ .‬لم يكن‬ ‫لالعبني اإلقليميني مثل السعودية ودول خليجية وأيضا إسرائيل‪،‬‬ ‫كلمة في إنجاز االتفاق بني أوباما وطهران‪ ..‬إنما كلمتهم ستكون‬ ‫على األرض‪ ،‬دون انتظار وع��ود أوباما للتصدي لـ«أنشطة إي��ران‬ ‫املؤذية»‪ ،‬فالسعودية تقول كلمتها في اليمن‪،‬‬ ‫وعلى األرجح‪ ،‬ستسعى إسرائيل عاجال أم آجال لقلب الطاولة على‬ ‫حدودها الشمالية‪.‬‬ ‫ال�ه��دف االستراتيجي ال��ذي سيكون ع�ن��وان املرحلة اآلن ه��و صد‬ ‫محاولة إي��ران ترسيخ أم��ر واق��ع ج��دي��د‪ ،‬ومقاومة محاولة أوباما‬ ‫فرض رؤيته املؤيدة لدور إيراني رئيسي‪ ،‬في انتظار رئيس جديد‬ ‫في البيت األبيض <‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪31‬‬


‫من املعروف أن الكحول ممنوع في إيران منذ اندالع الثورة اإلسالمية في ‪1979‬؛ حيث يفرض النظام قوانني صارمة‬ ‫على مبيعات الكحول وعلى تناوله‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتحدى بعض اإليرانيني الذين ال يخشون هذه القوانني ومنهم من‬ ‫كان يشرب الكحول لسنوات طويلة‪.‬‬

‫إدمان الكحول بات أخطر من املخدرات في إيران‪ ..‬وخطط إلنشاء مراكز للعالج‬

‫إيرانيون يصنعون «الفودكا» و«الويسكي» في املنازل‬

‫إعالن لشراب «الشعير» في طهران (غيتي)‬

‫طهران‪« :‬املجلة»‬ ‫ك�ش��ف ت�ق��ري��ر لصحيفة «ال�ف��اي�ن�ن�ش�ي��ال‬ ‫تايمز» أن وزارة الصحة اإليرانية تخطط‬ ‫ح��ال �ي��ا إلن � �ش ��اء أك� �ث ��ر م ��ن ‪ 150‬ع �ي��ادة‬ ‫خارجية للعالج من إدمان الكحول وستة مراكز‬ ‫تأهيل لعالج املدمنني‪.‬‬ ‫ويرحب سعيد سيفاتيان‪ ،‬وهو أحد كبار املسؤولني‬ ‫عن الوقاية من اإلدمان بمجلس تشخيص مصلحة‬ ‫النظام بتلك األخبار‪ ،‬مضيفا‪« :‬على األقل اعترف‬ ‫املسؤولون بالدولة اإلسالمية ب��أن عليهم إنشاء‬ ‫مراكز إلعادة تأهيل مدمني الكحول»‪.‬‬ ‫ورغم وجود حظر واضح بشأن شرب املسلمني‬ ‫اإليرانيني للكحول‪ ،‬يشرب الكثير من اإليرانيني‬ ‫الكحول بمنازلهم حيث يهربون الفودكا والويسكي‬ ‫أو املشروبات املصنعة في املنزل والتي ع��ادة ما‬ ‫يصنعها األرمن اإليرانيون‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬تشير األدلة الظاهرية إلى تزايد‬ ‫ع ��دد اإلي��ران �ي�ي�ن ال��ذي��ن ي�ص�ن�ع��ون م�ش��روب��ات�ه��م‬ ‫الكحولية باملنزل وهي مشروبات عادة ما تحتوي‬ ‫على نسب عالية من الكحول الصافي‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫وق��د دق ن��اق��وس ال�خ�ط��ر ع�ن��دم��ا أف� ��ادت «منظمة‬ ‫الصحة ال�ع��امل�ي��ة» ب��أن م��ن ي�ش��رب��ون ال�ك�ح��ول في‬ ‫إي� ��ران يستهلكون ن�ح��و ‪ 24.8‬ل�ت��ر م��ن ال�ك�ح��ول‬ ‫الصافي سنويا وهو أكثر بكثير مما يستهلكه‬ ‫ش��ارب الخمر ف��ي روس �ي��ا‪ ،‬أو أمل��ان�ي��ا‪ ،‬أو اململكة‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫ورغم أن عدد شاربي الخمر في إيران أقل‪ ،‬فإنهم‬ ‫عادة ما يتناولون مشروبات تحتوي على نسب‬ ‫أعلى من الكحول‪ .‬فيقول مسؤول بوزارة الصحة‪:‬‬ ‫«يتم استهالك نحو ‪ 420‬مليون لتر من املشروبات‬ ‫الكحولية سنويا» رغم أن الوزارة سرعان ما نفت‬ ‫هذا الرقم‪.‬‬ ‫ك��ان ش��اي��ان‪ ،‬وه��و سمسار ع�ق��ارات مسلم يبلغ‬ ‫‪ 32‬عاما يشرب الخمر منذ نعومة أظافره‪ ،‬ولجأ‬ ‫ش��اي��ان وه ��و اب ��ن م��دم��ن أف �ي��ون إل ��ى امل �ش��روب��ات‬ ‫الكحولية واملخدرات لتخفيف آالمه‪ .‬فيقول شايان‪:‬‬ ‫«كنت تعيسا وغاضبا ولم تكن لدي حيلة»‪.‬‬ ‫منذ أن أصبح في السادسة عشرة من عمره‪ ،‬أصبح‬ ‫شايان يشرب نحو أربعة لترات من «األراغ» وهو‬ ‫نوع من الفودكا محلية الصنع التي تحتوي على‬ ‫‪ 45‬في املائة من الكحول النقي أسبوعيا ويأخذ‬ ‫جرامني من الهيروين يوميا‪.‬‬

‫مدمن مخدرات إيراني (غيتي)‬

‫واآلن بعدما أق�ل��ع ع��ن كليهما مل��دة أرب�ع��ة أشهر‪،‬‬ ‫يصلي شايان‪ ،‬الذي لم يفصح عن اسمه الحقيقي‪،‬‬ ‫ع �ل��ى األق � ��ل م ��رت�ي�ن ي��وم �ي��ا وي ��ذه ��ب ي��وم �ي��ا إل��ى‬ ‫اجتماعات املتعافني املجهولني من إدمان الكحول‪.‬‬ ‫وال يوجد وعي كبير بمخاطر الكحول في إيران‪،‬‬ ‫فحتى وقت قريب لم يكن شايان يعلم أن شرب‬ ‫الكحول يمكن أن يتحول إلى إدمان‪.‬‬ ‫ف�ي�ق��ول ش��اي��ان‪« :‬ع �ن��دم��ا ذه �ب��ت مل�ع�س�ك��ر إع ��ادة‬ ‫التأهيل‪ ،‬ق��ال��وا‪ :‬إن الكحول يمكن أن يتحول إلى‬ ‫إدمان وقد قلت إن ذلك ليس صحيحا»‪.‬‬ ‫وأضاف شايان أنه يدين بإقالعه عن اإلدمان إلى‬ ‫مجموعة من املتعافني املتطوعني الذين قابلهم في‬ ‫إحدى املتنزهات‪ ،‬وليس لتدخل الحكومة‪.‬‬ ‫ولحسن الحظ بالنسبة لشايان ومن هم في مثل‬ ‫حالته‪ ،‬أن املسؤولني انتبهوا ألزماتهم‪.‬‬ ‫فبعدما ك��ان يتم النظر لتلك املشكلة باعتبارها‬ ‫مشكلة قانونية‪ ،‬بدأ رجال الدين يدركون أن هناك‬ ‫حاجة للعالج‪.‬‬ ‫فيقول سيفاتيان‪« :‬إذا تجاهلنا الكحول‪ ،‬يمكنه أن‬ ‫يتجاوز معدالت تناول املخدرات خالل السنوات‬ ‫القليلة القادمة»‪ .‬ولكنه يمكن أن يظل تحت السيطرة‬ ‫إذا ما نفذت الحكومة خططها <‬


‫مؤيدو ميشال عون‬ ‫زعيم التيار الوطني‬ ‫الحر خالل مظاهرة‬ ‫احتجاجية دعا‬ ‫إليها عون يوليو‬ ‫املاضي (غيتي)‬

‫لعون تتحدث عن مؤامرات تحاك ضده من خصومه بغية‬ ‫إقصائه‪ ،‬وتحدثت عن انتصار تيار املستقبل على عون‪.‬‬ ‫وب��دأ التجييش للتحرك الثاني للعونيني‪ ،‬فاعتبر ع��ون في‬ ‫م��ؤت�م��ر ص�ح��اف��ي ق�ب��ل أي ��ام م��ن ال�ب��دء ب��ال�ت�ح��رك ال�ث��ان��ي أن��ه‬ ‫ه��و م��ن ح��رر لبنان وليس دم��اء رفيق ال�ح��ري��ري‪ ،‬ف��ي لفتة‬ ‫استفزازية واضحة لجمهور كبير من اللبنانيني ّ‬ ‫يكن كل‬ ‫احترام للرئيس «الشهيد» ويقدر له «استشهاده» الذي جمع‬ ‫اللبنانيني ّ‬ ‫ووح��ده��م تحت راي��ة املطالبة بالحرية والسيادة‬ ‫واالستقالل عام ‪.2005‬‬ ‫ث��م ج��اء ال�ت�ح��رك ال�ث��ان��ي‪ ،‬خ�ج��وال ه��و اآلخ ��ر‪ ،‬ول�ك�ن��ه مفعم‬ ‫بكراهية‪ ،‬تجاه شريك في الوطن‪ ،‬قل نظيره حتى في أيام‬ ‫الحرب األهلية اللبنانية‪.‬‬ ‫أذهل اللبنانيون من الشعارات املرفوعة ومن الخطاب املذهبي‬ ‫من قبل قادة التيار العوني‪.‬‬ ‫من الصعب التصور أن عون اقتنع يوما بأن أي حوار مع تيار‬ ‫املستقبل قد يفتح له أبواب قصر الرئاسة في بعبدا‪ .‬كما أنه‬ ‫ملن الصعب االقتناع بأن الرئيس الحريري قد قطع وعدا في‬ ‫هذا االتجاه‪ .‬عون يعرف ً‬ ‫تماما أنه بمجرد تحالفه مع إيران‬ ‫ً‬ ‫وحزب الله ودعمه لألسد فقد أصبح طرفا في الصراع الدائر‬ ‫في املنطقة‪ ،‬وتوليه رئاسة الجمهورية أو حتى اإلناطة بقيادة‬ ‫الجيش لصهره يعتبر انكسارا لفريق لصالح فريق آخر‪،‬‬ ‫وهو أمر ليس متاحا اليوم في لبنان‪ ،‬ألن الرعاة اإلقليميني‬ ‫وحتى الدوليني ال يريدون للبلد الغرق في صراع مذهبي‪ ،‬ال‬

‫يناسب في املرتبة األولى حزب الله املنغمس في حرب مكلفة‬ ‫جدا في سوريا‪ .‬وعون يدرك أن حوار املستقبل مع حزب الله‬ ‫هدفه تنفيس االحتقان‪ ،‬أي االبتعاد عن أي مواجهة يمكن أن‬ ‫تشعل النزاع املذهبي الذي يلف املنطقة‪ .‬انتخاب عون رئيسا‬ ‫إن تم ُ‬ ‫سيفهم على أنه تحد لفريق‪ ،‬وسيفضي إلى مواجهة‬ ‫يريد أن يتفادها الفريقان‪ .‬من هنا قول نصر الله في خطابه‬ ‫األخير إن عون ممر إلزامي لالنتخابات الرئاسية‪ ،‬من دون أن‬ ‫يكون املرشح الوحيد‪ .‬الرسالة وصلت ولو تراجع أمني عام‬ ‫حزب الله عن هذا الكالم بعد يومني من إطالقه على أثر نوبة‬ ‫غضب انطلقت من الرابية لتطال الضاحية‪.‬‬ ‫ل��ذا م��ن املنطقي االس� ًت�ن�ت��اج ب��أن تصعيد ع��ون ض��د تيار‬ ‫املستقبل‪ ،‬ليس مرتبطا بقضية مطالب لم تعرف طريقها‬ ‫للتحقق إنما قد يكون له أهداف أبعد‪.‬‬ ‫ف��ال �ش �ع��ار امل ��رف ��وع ف��ي ي ��وم امل �ظ��اه��رة امل �ط��ال �ب��ة ب �ـ«ح �ق��وق‬ ‫املسيحيني» لم يتناوله قادة التيار العوني في اإلعالم أو في‬ ‫الصحافة أو حتى اليافطات التي حملها مناصرو عون إال من‬ ‫باب التهجم على تيار املستقبل والطائفة السنية‪.‬‬ ‫على الرغم من انشغاالت حزب الله الكثيرة خارج الحدود‬ ‫وعلى الرغم من إرادت��ه تخفيف االحتقان السني الشيعي‪،‬‬ ‫وت �ف��ادي امل��واج �ه��ة ب��امل�ل�ف��ات ال�خ�لاف�ي��ة‪ ،‬ف��إن��ه ال ي�م��ان��ع أب� ً�دا‬ ‫اس�ت�ع�م��ال ع��ون وم�ط��ال�ب��ه ب�ـ«ح�ق��وق املسيحيني» م��ن أج��ل‬ ‫مهاجمة تيار املستقبل بهدف إضعافه ومحاصرة اململكة‬ ‫العربية السعودية في لبنان‪ ،‬من دون أن يكون لتلك املواجهة‬

‫نكهة الصراع املذهبي‪ ،‬فالكالم الذي قيل في يوم العراضة‬ ‫العونية من قبل قياديي التيار الوطني الحر كان نابيا بحق‬ ‫تيار املستقبل وحتى اململكة العربية السعودية التي لم َ‬ ‫تتوان‬ ‫ً‬ ‫يوما عن مساعدة لبنان وشعبه دون أية تفرقة‪ ،‬والشعارات‬ ‫ُ‬ ‫التي ر ِفعت من قبل مناصري عون كانت استفزازية بحق‬ ‫الشارع السني‪ ،‬ول��م تكن لها عالقة بالهدف ال��ذي ن��زل من‬ ‫أجله بضعة من الناس‪ .‬وللمصادفة فإن أغلب ما قيل من‬ ‫قبل العونيني قيادة وجمهورا جاء متناغما بشكل كبير مع‬ ‫ما كان نشره ظريف في صحيفة «حرييت» التركية حيث‬ ‫ً‬ ‫دوال إقليمية‪ ،‬لم ِّ‬ ‫يسمها صراحة‪ ،‬بالتغاضي عن‬ ‫اتهم فيه‬ ‫نمو تنظيم داعش وتقديم التسهيالت والدعم له‪.‬‬ ‫وق ��ال إن م��ن «أس �ب��اب ت�ن��ام��ي ع�ص��اب��ات داع ��ش اإلره��اب�ي��ة‬ ‫وهيمنتها على أجزاء من العراق وسوريا ضعف الحكومات‬ ‫امل��رك��زي��ة‪ ،‬وال��دع��م امل��ال��ي وال�ع�س�ك��ري ل�ه��ذه ال�ع�ص��اب��ات من‬ ‫قبل بعض ال ��دول اإلقليمية‪ ،‬وال�ض�ع��ف ع��ن عمد أو سهو‬ ‫ف��ي السيطرة على ال �ح��دود‪ ،‬وت�ه��ري��ب النفط م��ن قبل هذه‬ ‫العصابات»‪.‬‬ ‫إن االتفاق اإلي��ران��ي األميركي فيه ج��زء معلن عنه‪ ،‬ن��ووي‪،‬‬ ‫وآخر غير معلن عنه‪ ،‬سياسي‪ .‬وفي هذا اإلطار يقول وزير‬ ‫خارجية إيران ّجواد ظريف إن «الشيء الحقيقي واألساسي‬ ‫في االتفاق يتعلق بهذه املنطقة بالذات»‪ .‬مما يعني أن إيران‬ ‫أصبحت شريكة في املنطقة من دون تقديم أي تنازالت فيما‬ ‫يخص سيطرتها على أربع عواصم عربية‪.‬‬ ‫إذن أحد أوجه السياسة اإليرانية في املنطقة اليوم يقوم على‬ ‫إضعاف دول الخليج ومحاصرتها في كل مكان‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا ال�س�ي��اق‪ ،‬ال يمكن فصل تهجم ع��ون على تيار‬ ‫املستقبل بالشكل املنحدر ال��ذي وص��ل إليه إال م��ن خالل‬ ‫كونه ً‬ ‫جزءا من مخطط الحرب على اململكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫فمنذ عام ‪ ،2005‬ومع اغتيال الرئيس رفيق الحريري دخل‬ ‫مواجهة سنية شيعية مقنعة‪ ،‬طالت‬ ‫لبنان املجهول‪ ،‬عبر ً‬ ‫معظم الجسم العربي الحقا‪.‬‬ ‫ت�ط��ورت ه��ذه امل��واج�ه��ة‪ ،‬لتصبح علنية‪ ،‬م��ع ان�ط�لاق ال�ث��ورة‬ ‫السورية وتدخل حزب الله فيها‪ ،‬ثم حرب اليمن‪ ،‬والفوضى‬ ‫العراقية‪ ،‬وتعقدت املواجهة أكثر بفعل االنفتاح األميركي على‬ ‫إيران واعتراف الرئيس أوباما ضمنيا بمناطق نفوذ للحرس‬ ‫الثوري على حساب العرب‪.‬‬ ‫كل ما يجري في املنطقة خاصة في مناطق املواجهة‪ ،‬مثل‬ ‫ل�ب�ن��ان وال �ع��راق وس��وري��ا وال�ي�م��ن‪ ،‬ال يمكن أن يفصل عن‬ ‫الصراع السني الشيعي‪.‬‬ ‫لبنان إذن أحد مسارح هذا الصراع وإن لم يكن أكثره دموية‪،‬‬ ‫وك��ل م��ن ي�ح��اول أن يوحي بغير ذل��ك‪ ،‬أو يقول ك ً‬ ‫�لام��ا عن‬ ‫ضرورة تحييد لبنان عن صراعات املنطقة يكون واهما أو‬ ‫مخادعا‪ ،‬لسبب أساسي‪ ،‬وهو انخراط حزب الله عسكريا‬ ‫في هذا الصراع القائم‪ ،‬تحديدا في سوريا‪.‬‬ ‫انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان‪ ،‬أو تعيني قائد للجيش‪،‬‬ ‫أو اختيار رئيس للحكومة اللبنانية يمر ً‬ ‫حتما عبر بوابة‬ ‫هذا الصراع‪.‬‬ ‫م��ن هنا رف��ض خصوم ع��ون انتخابه ً‬ ‫رئيسا للجمهورية‬ ‫ً‬ ‫ل�ي��س م��رت�ب��ط��ا ب��إه��دار «ح �ق��وق م�س�ي�ح�ي��ة»‪ ،‬ب �ق��در م��ا هو‬ ‫مرتبط بالصراع السني الشيعي وموقفه منه‪ .‬وعون مدرك‬ ‫ّ‬ ‫مصرا على التحرك وعلى‬ ‫لهذا األم��ر‪ ،‬ومع هذا كله ما زال‬ ‫زيادة نسبة االحتقان في البلد من خالل خطاب وشعارات‬ ‫تحريضية على تيار املستقبل‪.‬‬ ‫ل��ذا يغدو ال�س��ؤال املنطقي‪ :‬هل يكون العماد ع��ون حصان‬ ‫طروادة الفارسي في لبنان؟! <‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪29‬‬


‫عندما أعلن النائب ميشال عون‪،‬‬ ‫مع بدء تقاربه من تيار املستقبل‪،‬‬ ‫ولقاءاته مع الرئيس الحريري‪،‬‬ ‫أنه رئيس وفاقي‪ ،‬بمعنى أنه‬ ‫يقرب األفرقاء بعضها من‬ ‫بعض‪ ،‬على رغم اختالفاتهم‬ ‫الكبيرة آمل الناس خيرا‪ .‬وبدأت‬ ‫حملة تلميع صورة العماد‬ ‫عون في اإلعالم على أساس أنه‬ ‫منفتح على الجميع‪ ،‬وأنه يقارب‬ ‫امللفات الخالفية بعني املصلحة‬ ‫الوطنية التي تفرض ً‬ ‫دائما‬ ‫املساومة على املواجهة‪.‬‬

‫هل يكون العماد عون حصان طروادة الفارسي في لبنان؟!‬

‫الخطاب املذهبي في بيروت‬ ‫بيروت‪ :‬إيلي فواز‬ ‫ب��دأ الكالم في إعالمه بشيء من اإليجابية عن‬ ‫الرئيس الحريري‪ ،‬بعد فترة اتسمت بالتهجم على‬ ‫تيار املستقبل من قبله واتهامه بسرقة البلد في‬ ‫كتاب أطلقه عون وعنونه «اإلبراء املستحيل»‪.‬‬ ‫لكن األمور تبدلت حتى وصل األمر إلى نشر وزير الخارجية‬ ‫ج �ب��ران ب��اس �ي��ل ع �ل��ى ح �س��اب��ه ف��ي أح ��د م��واق��ع ال �ت��واص��ل‬ ‫االجتماعي ص��ورة له من داخ��ل م��رأب قصر الحريري في‬ ‫جدة‪.‬‬ ‫الصحافة املوالية لعون تناولت ً‬ ‫كثيرا الصداقة الناشئة بني‬ ‫باسيل ومدير مكتب الرئيس الحريري‪ ،‬نادر الحريري‪ ،‬حتى‬ ‫خيل للناس أن «اإلب ��راء املستحيل» بوجه تيار املستقبل‬ ‫ً‬ ‫أصبح «ممكنا»‪.‬‬ ‫لم يعرف اللبنانيون ما يمكن أن يأملوه من هذا التقارب‪ ،‬وهم‬ ‫املعتادون على تقلبات العماد‪ ،‬وم��ع ه��ذا شعروا أن تأثيره‬ ‫ً‬ ‫إيجابيا‪ ،‬وقد يخفف من االحتقان في بلد بات كل‬ ‫سيكون‬ ‫شيء فيه يبشر بمواجهات قاتلة‪.‬‬ ‫أولم الرئيس الحريري لعون‪ ،‬ومن بيت الوسط أطفأ األخير‬ ‫شمعاته الثمانني بجو فيه الكثير من الحميمية‪ ،‬أوحى بأن‬ ‫الخالفات الكثيرة املوجودة بني الطرفني ليست مستعصية‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫على الحلول وقد تكون في حدها اإلقصاء مجرد اختالف‬ ‫في وجهات النظر‪.‬‬ ‫ولكن سرعان ما تدهورت األمور عندما أدرك عون أن غاياته‬ ‫السياسية صعبة املنال‪ ،‬وأنه لن يحصل من الحريري وكالة‬ ‫إلدارة الوطن في الرئاسة وقيادة الجيش‪ .‬والسبب بسيط‪:‬‬ ‫فاملنطقة‪ ،‬ساعاتها م��ا زال��ت مضبوطة على وق��ع الصراع‬ ‫السني الشيعي‪ ،‬وألن عون أساسا كان اختار حلفاءه في‬ ‫هذا الصراع‪ :‬إيران إلى الرئيس السوري األسد وحزب الله‪.‬‬ ‫فكان ال بد لهذا التقارب بني عون والحريري أن يصل إلى‬ ‫حدوده القصوى بوقت قصير ً‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫امل �ف��اج��أة ك��ان��ت إص � ��رار ع ��ون ع�ل��ى ال�ت�ص�ع�ي��د ال�س�ي��اس��ي‬ ‫ً‬ ‫واإلعالمي وصوال إلى التحرك بالشارع‪ ،‬بدل التهدئة وربط‬ ‫النزاع مع الحريري في انتظار ما ستؤول إليه املنطقة‪.‬‬ ‫بدأ التيار العوني يضغط على حكومة الرئيس تمام سالم‬ ‫ويعرقل أي بحث في أي موضوع قبل بت مسألة التعيينات‬ ‫األمنية‪ ،‬رافضني فكرة التمديد للقادة العسكريني املنتهية‬ ‫واليتهم في الجيش أو األم��ن الداخلي‪ .‬ثم بدأ وزراء التيار‬ ‫يطالبون بآلية عمل حكومية ج��دي��دة ت�ف��رض م��واف�ق��ة كل‬ ‫الوزراء في أي قرار ُيتخذ‪ ،‬في غياب رئيس ّ الجمهورية‪ ،‬مما‬ ‫يعني عمليا استحالة العمل الحكومي وشله‪.‬‬ ‫ثم تدريجيا بدأ الخطاب العوني املوجه ضد تيار املستقبل‬ ‫باستعادة عدائيته‪ .‬وبدأ التهديد باللجوء إلى الشارع وتعطيل‬

‫كل مؤسسات الدولة في حال لم ِّ‬ ‫تلب مطالب الجنرال عون إن‬ ‫كان في إقرار تعيينات أمنية جديدة واالمتناع عن التمديد‬ ‫للقادة األمنيني‪ ،‬أو في االتفاق على آلية العمل الحكومية في‬ ‫غياب رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫وبدأت الصحافة املوالية لعون واملقربة من حزب الله بتصوير‬ ‫عون ضحية مؤامرات ليست فقط داخلية‪ ،‬في إش��ارة إلى‬ ‫تيار املستقبل‪ .‬إنما حتى عاملية‪ ،‬باإلشارة إلى دول الخليج‬ ‫ّ‬ ‫وهذا من أجل تجنيد الشارع املسيحي خلفه ضد سنة لبنان‪.‬‬ ‫التحرك العوني األول جاء على خلفية صالحيات الحكومة‬ ‫وطريقة أخذها ال�ق��رارات‪ .‬فجأة تحول ع��ون من شخصية‬ ‫وف��اق�ي��ة إل��ى «ض�ح�ي��ة» ص��دام�ي��ة ت�ح��اول اس�ت�ع��ادة «حقوق‬ ‫املسيحيني» من الرئيس تمام سالم على أساس أنه يتعداها‬ ‫في أي ق��رار يتخذه ال يقف عند خاطر ع��ون‪ ،‬كونه املمثل‬ ‫األول لدى املسيحيني‪.‬‬ ‫قرر عون النزول إلى الشارع‪ .‬فشل الحراك العوني في املرة‬ ‫األولى ولم يحشد‪ ،‬ولكن التوتر زاد بني التيارين البرتقالي‬ ‫واألزرق‪ .‬حتى أتى قرار التمديد لقائد الجيش لسنة واحدة‬ ‫من وزير الدفاع‪ ،‬مما أطاح بمطلب تعيني روكز صهر ومرشح‬ ‫الجنرال‪ .‬شعر عون أن انتشار صور تجمع معارضي عون‬ ‫في دارة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان‪ ،‬وصور‬ ‫أخرى لقائد الجيش قيل إنها احتفاال بالتمديد له على رأس‬ ‫قيادة العسكرية‪ٍّ ،‬‬ ‫تحد مباشر له‪ .‬وب��دأت الصحافة املوالية‬


‫تحديا أمنيا كبيرا للقوات األمنية التركية‪ ،‬ذلك أن هذه السيارات‬ ‫تستخدم في عمليات الغتيال رجال األمن وتدمير املنشآت‬ ‫األمنية‪ .‬وعلى سبيل املثال فقد استهدفت سيارة مفخخة‬ ‫في الحادي عشر من يوليو املاضي مركز شرطة في منطقة‬ ‫عشرة جرحى بينهم سبعة مدنني‬ ‫سلطان بيلي‪ ،‬بما أوق��ع ُ‬ ‫وثالثة من رجال األمن‪ .‬كما قتل جنديان تركيان في عملية‬ ‫مماثلة في ‪ 26‬يوليو امل��اض��ي‪ ،‬وذل��ك بعد أن استهدفت رتال‬ ‫عسكريا بني ديار بكر وبينغول جنوب شرقي تركيا‪ .‬وكانت‬ ‫تركيا قد شهدت سابقا قيام تنظيم داعش بتفجير سيارة‬ ‫مفخخة عند الباب الرئيسي ملعبر ب��اب الهوى ال�ح��دودي مع‬ ‫تركيا في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا)‪ ،‬بيد أن التطور‬ ‫النوعي في هذه العمليات أن تنظيم حزب العمال الكردستاني‬ ‫بات يستنسخ تكتيك السيارات املفخخة التي يتبعها تنظيم‬ ‫داعش‪ ،‬ولكنه درج في الفترة األخيرة على استغالل الفوضى‬ ‫األمنية التي تفضي إليها هذه التفجيرات للدخول في مواجهة‬ ‫مسلحة مع عناصر األمن التركية‪.‬‬

‫استهداف البعثات األجنبية‬

‫الضرر بالحكومة التركية‪ ،‬وذلك وفق عدد من التكتيكات‪:‬‬ ‫يقول الناشط السياسي التركي م��و ينتور " إن تكتيكات‬ ‫خطف الرهائن تعد أقرب إلى عمليات التنظيمات اليسارية في‬ ‫تركيا والتي قامت في مارس (آذار) املاضي بخطف املدعي‬ ‫العام التركي محمد سليم كيراز‪ ،‬وقتله حينما حاولت الشرطة‬ ‫التركية ت�ح��ري��ره‪ ،‬ف��ي مكتبه بالقصر ال�ع��دل��ي بإسطنبول"‪.‬‬ ‫يضيف ي�ن�ت��ور "وم ��ع ذل��ك ف�ق��د أع�ل�ن��ت هيئة األرك ��ان العامة‬ ‫للجيش التركي مؤخرا اختطاف حزب العمال الكردستاني‬ ‫اإلرهابي املحظور ‪ 10‬ضباط بالجمارك‪ ،‬وسائق‪ ،‬يعملون على‬ ‫البوابة الحدودية مع إيران خالل عودتهم من العمل‪ .‬وقالت هيئة‬ ‫األركان‪ ،‬في بيان رسمي‪ ،‬إن الضباط اختطفوا أثناء عودتهم‬ ‫من العمل في حافلة عند بوابة كابيكوي الحدودية مع إيران‪".‬‬ ‫ويمثل ذلك األسلوب أحد التكتيكات التي اتبعها الحزب من‬ ‫قبل‪ ،‬ففي التاسع من يوليو عام ‪ 2008‬قام الحزب بخطف ثالثة‬ ‫متسلقني أملان‪ ،‬لدفع الحكومة التركية على إيقاف عملياتها‬ ‫العسكرية ضد عناصر الحزب في منطقة جبل آرارات‪ ،‬وقد‬ ‫تم تحريرهم بعد ذلك‪ .‬وفي نوفمبر (تشرين الثاني) ‪2011‬‬ ‫قتلت وحدة من القوات الخاصة التركية شخصا ينتمي إلى‬ ‫حزب العمال الكردستاني قام بخطف عبارة ركاب تقل أكثر‬ ‫من عشرين شخصا كانت تقوم برحلة بحرية داخلية‪.‬‬ ‫تزايدت ظاهرة «السيارات املفخخة» في كثير من مدن جنوب‬ ‫شرقي تركيا وكذلك في مدينة إسطنبول‪ ،‬بما ب��ات يشكل‬

‫أصبح استهداف البعثات األجنبية أح��د تكتيكات األس��راب‬ ‫الهائمة التي ت�ح��اول استغالل ه��ذه األح��داث إلل�ح��اق الضرر‬ ‫بصورة الدولة التركية‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وإلعالن رفض سياسات‬ ‫ال��دول املستهدفة بعثاتها ف��ي األراض��ي التركية‪ ،‬م��ن ناحية‬ ‫أخ��رى‪ ،‬فرغم أن محاولة استهداف القنصلية األميركية في‬ ‫إسطنبول في يوليو املاضي لم يلحق أضرار بالقنصلية‪ ،‬غير‬ ‫أنه عبر عن تنامي قدرات بعض العناصر املوالية للتنظيمات‬ ‫ال�ي�س��اري��ة على اخ �ت��راق ال�ح�ص��ون األم�ن�ي��ة ال�ت��ي تحيط بهذه‬ ‫الهيئات‪ ،‬وذلك على غرار ما حدث عام ‪ 2013‬حيال السفارة‬ ‫األميركية في أنقرة‪ ،‬والتي استهدفت من قبل عناصر تابعة‬ ‫لحزب التحرير الشعبي الثوري اليسارية‪ ،‬بما أدى إلى مقتل‬ ‫حارس أمن تركي‪.‬‬ ‫وفي هذا الشأن كانت صحيفة «حرييت» التركية قد أشارت‬ ‫في ‪ 19‬فبراير (شباط) املاضي إلى أن تنظيم الدولة يمكن أن‬ ‫ينفذ هجمات بأسلحة أو قنابل ضد البعثات الدبلوماسية‬ ‫للدول املشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في كل‬ ‫من العراق وسوريا بقيادة الواليات املتحدة األميركية‪ .‬وأكدت‬ ‫الصحيفة أن التحذير قد صدر عن وكالة االستخبارات الوطنية‬ ‫التركية (‪.)MIT‬‬

‫استهداف املواقع السياحية‬ ‫أث��ارت حادثة إط�لاق ن��ار في ‪ 9‬أغسطس بالقرب من قصر‬ ‫دوملا بهجة‪ ،‬الذي يضم مكاتب حكومية‪ ،‬في إسطنبول‪ ،‬ويعتبر‬ ‫معلما سياحيا‪ ،‬املخاوف من أن يفضي ذلك إلى نمط مختلف‬ ‫من أعمال العنف قد تستهدف األماكن السياحية‪ ،‬ال سيما أنه‬ ‫قد استخدم في الهجوم قنابل يدوية وبندقية آلية‪ ،‬ولم تعلن‬ ‫أي جهة مسؤوليتها عن الحادث‪ ،‬بما يعكس طريقة «الطيور‬ ‫الهائمة» التي باتت تنتشر في تركيا‪.‬‬ ‫ويؤكد املحرر االقتصادي بصحيفة "زم��ان" التركية كمال‬ ‫أونال "يجسد هذا النمط من الفعل اإلرهابي الرغبة في التأثير‬ ‫على الوضع االقتصادي الذي يعتمد إلى حد كبير على عائدات‬ ‫ال�س�ي��اح��ة امل��رت�ف�ع��ة‪ ،‬خ�ص��وص��ا أن ال �ب�لاد ب��ات��ت تشهد أزم��ة‬ ‫تضخم من جراء تراجع سعر صرف الليرة التركية بنحو ثلث‬ ‫قيمتها منذ بداية العام‪ .‬هذا في وقت باتت تعبر فيه قطاعات‬

‫واسعة من املستثمرين عن القلق املتزايد من أن تواجه البالد‬ ‫موجة من العنف تدفع بتشكل «عاصفة عاتية» من الغموض‬ ‫السياسي واالضطراب األمني"‪.‬‬ ‫وقد ذك��رت شبكة «بلومبرغ» اإلخبارية األميركية أن تراجع‬ ‫أع��داد السائحني الوافدين لتركيا منذ شهر أبريل (نيسان)‬ ‫املاضي بالتزامن مع تصاعد أعمال العنف‪ ،‬خصوصا بعد‬ ‫الهجوم اإلره��اب��ي ف��ي محيط قصر دومل��ا بهجة‪ ،‬ال��ذي يمثل‬ ‫أحد أشهر املواقع األثرية في إسطنبول‪ ،‬أضحى يعزز مخاوف‬ ‫السائحني من «الوجود في املكان الخطأ في التوقيت الخطأ»‪.‬‬

‫العبوات الناسفة والعمليات االنتحارية‬ ‫يعتبر أس �ل��وب اس�ت�خ��دام ال�ع�ب��وات ال�ن��اس�ف��ة م��ن التكتيكات‬ ‫التقليدية لعناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني وكذلك‬ ‫للتنظيمات اإلرهابية في تركيا‪ .‬وب��ات أسلوب قنص رجال‬ ‫األمن أحد التكتيكات املتبعة من قبل ذئاب الجماعات املتطرفة‬ ‫ف��ي ت��رك�ي��ا‪ ،‬وق ��د ت �ع��رض ك�ث�ي��ر م��ن ع�ن��اص��ر ق ��وة العمليات‬ ‫الخاصة التركية إلى عمليات قنص‪ ،‬فقد قتل أحد العناصر‬ ‫قرب مدينة سيمدنيلي قرب الحدود مع العراق‪ ،‬هذا بينما قتل‬ ‫شرطيني في فضاء جيالن بينار التابع ملدينة شانلي أورفا‪،‬‬ ‫وذل��ك داخ��ل منزليهما‪ .‬وأصبحت العمليات االنتحارية أحد‬ ‫التكتيكات املتبعة من قبل عناصر التنظيمات اإلرهابية في‬ ‫تركيا‪ ،‬وعلى الرغم من أن ه��ذا النمط يرتبط أكثر بعناصر‬ ‫تنظيم داعش‪ ،‬إال أن عناصر حزب العمال أضحت تستنسخ‬ ‫أغلب تكتيكات التنظيم‪ ،‬في ظل التفاعل العسكري النشط بني‬ ‫الجانبني على أكثر جبهة‪ .‬وتشير اتجاهات تطور األحداث في‬ ‫تركيا ومساراتها إلى احتماالت تزايد ظاهرة الذائب املنفردة‬ ‫أو األسراب الهائمة في تركيا‪ ،‬وذلك بالنظر إلى التصعيد غير‬ ‫املسبوق إعالميا من قبل تنظيم داعش حيال تركيا‪ ،‬فقد أصدر‬ ‫تنظيم داعش مؤخرا كثيرا من البيانات واإلصدارات التي تدعو‬ ‫إلى شن عمليات إرهابية داخل مدن تركيا املختلفة‪ ،‬كما أشار‬ ‫البعض من مناصري ومريدي التنظيم داخل تركيا عبر موقع‬ ‫التواصل االجتماعي «تويتر» إلى أن «الذئاب املنفردة في تركيا‬ ‫تنتظر إشارة من األمير» الداعشي‪ .‬ويتوقع الناشط السياسي‬ ‫مو ينتور تصاعد التوتر األمني بتركيا في ظل كثافة وجود‬ ‫األتراك واألكراد في صفوف التنظيمات اإلرهابية‪ ،‬يقول ينتور"‬ ‫ثمة تقديرات تشير إلى وجود أكثر من ‪ 600‬مقاتل في صفوف‬ ‫التنظيمات املتطرفة من بلدة بينغول وحدها‪ ،‬التي تقع في شرق‬ ‫األن��اض��ول‪ ،‬والتي يبلغ عدد سكانها نحو ‪ 250‬ألف مواطن‪،‬‬ ‫معظمهم من األكراد الزازا (أكراد من أصول عرقية وإيرانية)‪،‬‬ ‫بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن العدد أكبر من ذلك‪ ،‬وأن‬ ‫أغلب املناطق الكردية لم تعد تشمل ذئاب منفردة تابعة لحزب‬ ‫العمال الكردستاني‪ ،‬الذي تزايدت قدراته العسكرية على نحو‬ ‫ً‬ ‫الفت‪ ،‬وإنما أيضا لتنظيمات داعش والنصرة‪ ،‬في مدن مثل‬ ‫ديار بكر وبيتليس وباتمان وأدايمان‪ ،‬والذين يأتون من الجيل‬ ‫الثاني لـ«حزب الله» الكردي املتطرف‪.‬‬ ‫هذا األم��ر يدفع إلى القول إن «اإلره��اب الفردي» في صيغته‬ ‫القومية املتشددة والدينية املتطرفة بات يشكل خطرا متزايدا‬ ‫ف��ي ت��رك �ي��ا‪ ،‬ه ��ذا ف��ي ح�ي�ن ي�ش�ي��ر ت �ن��وع ت�ك�ت�ي�ك��ات��ه وأدوات � ��ه‬ ‫واس�ت��رات�ي�ج�ي�ت��ه إل ��ى اح �ت �م��االت ت�ص��اع��د ت �ه��دي��دات «ال��ذئ��اب‬ ‫املنفردة» أو «األس��راب الهائمة» خالل الفترة املقبلة‪ ،‬لتتبلور‬ ‫تدريجيا حالة أمنية قد تكون أقرب إلى ما يعرف بـ«سنوات‬ ‫الكابوس املظلمة» التي شهدت تركيا موجتها األخيرة خالل‬ ‫تسعينات القرن املاضي <‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪27‬‬


‫تنذر العمليات اإلرهابية املتزايدة‬ ‫التي تشهدها تركيا في اآلونة األخيرة‬ ‫بمواجهة قطيع من «الذئاب املنفردة»‬ ‫يتحرك على نحو فردي وعبر خاليا‬ ‫متناهية الصغر الستهداف أية رموز‬ ‫أمنية ثابتة كانت أو متحركة‪ ،‬فضال‬ ‫عن كثير من املؤسسات املحلية‬ ‫واألجنبية واملقرات الحزبية‪ ،‬بما يشكل‬ ‫تهديدات متصاعدة الحدة ألجهزة‬ ‫األمن التركية‪ ،‬التي باتت تواجه‬ ‫عمليات نوعية بأدوات غير تقليدية‪،‬‬ ‫يصعب التنبؤ بها أو تتبع مسارها أو‬ ‫الرصد املسبق لها‪ ،‬وذلك على جبهات‬ ‫ثالث‪ ،‬ترتبط من جانب أول بعناصر‬ ‫تنظيم داعش وتابعيه من األتراك‬ ‫ثان بأعضاء‬ ‫واألجانب‪ ،‬ومن جانب ٍ‬ ‫حزب العمال الكردستاني ومريديه‪،‬‬ ‫ومن جانب ثالث بأعضاء ومناصري‬ ‫األحزاب اليسارية املتطرفة في تركيا‪.‬‬

‫متظاهر كردي‬ ‫يحمل قنبلة‬ ‫مولوتوف مضاءة‬ ‫خالل محاولة‬ ‫الشرطة لتفريق‬ ‫تجمع مسيرة‬ ‫احتجاجية في حي‬ ‫غازي في إسطنبول‬ ‫(غيتي)‬

‫الجيل الثاني لـ «حزب الله» الكردي املتطرف‬

‫حروب «الذئاب املنفردة» في تركيا‬ ‫أنقرة‪ :‬محمد عبد القادر خليل‬ ‫ح��اص��ل جمع وت�ف��اع��ل ت�ه��دي��دات الجبهات الثالث‬ ‫يخلق مشكالت مركبة ف��ي بيئة أمنية ضاغطة‪،‬‬ ‫فالذئب املنفرد يرتبط بأشخاص تعتنق آيديولوجيا‬ ‫متطرفة‪ ،‬من دون أن يكون شرطا لذلك انتماؤه تنظيما إلى‬ ‫إح��دى ال�ج�م��اع��ات اإلره��اب �ي��ة‪ ،‬فالعمليات اإلره��اب�ي��ة ف��ي هذه‬ ‫ال �ح��ال��ة ت�خ�ض��ع ل�ت�م��وي��ل وت�ج�ه�ي��ز وت�خ�ط�ي��ط ش �ب��ه ذات� ��ي أو‬ ‫عبر مجموعات م�ح��دودة ال�ع��دد نسبيا‪ ،‬وال تمتلك األجهزة‬ ‫األمنية لها سجالت جنائية أو إرهابية مسبقة‪ ،‬بما يساهم‬ ‫في تنامي ظواهر اإلره��اب البدائي أو العشوائي‪ ،‬الذي تتنوع‬ ‫أهدافه وعملياته حيال كل ما يمكن أن يلحق خسائر سياسية‬ ‫وأمنية واقتصادية بالحكومة التركية‪.‬‬

‫الحرب املركبة‬ ‫أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أعقاب أحداث‬ ‫مدينة سروج بمحافظة شانلي أورفا جنوب البالد في يوليو‬ ‫(ت�م��وز) امل��اض��ي ‪ -‬التي أفضت إل��ى مقتل نحو ‪ 32‬مواطنا‬ ‫ت��رك�ي��ا وإص��اب��ة ال �ع �ش��رات م��ن األك � ��راد‪ ،‬ع�ل��ى ي��د ان�ت�ح��اري‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫ع�ش��ري�ن��ي ت��رك��ي ‪ -‬خ ��وض ح ��رب ض��د ج�م�ي��ع ال�ج�م��اع��ات‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬بما شمل تنظيم داعش وحزب التحرير الشعبي‬ ‫الثوري اليساري وحزب العمال الكردستاني‪ .‬وبينما كانت‬ ‫العالقة بني األط��راف الثالثة وتركيا تشهد حالة أق��رب إلى‬ ‫«السالم املؤقت» أو الترقب الحذر‪ ،‬فإن تصريحات إردوغان‬ ‫وسياسات التصعيد العسكري ضمن م��ا يمكن تسميته‬ ‫«ال�ح��رب بالجملة» أع��ادت امل��واج�ه��ة املسلحة ض��د األط��راف‬ ‫الثالثة ونقلتها من حالة الكمون النسبي إلى وضعية الحرب‬ ‫الالمتماثلة (‪ ،)Asymmetric Warefare‬متعددة الجبهات‪،‬‬ ‫بما جعل العمليات اإلرهابية متنوعة الخلفيات واألط��راف‬ ‫تأتي في بعض األحيان متزامنة‪.‬‬ ‫وبينما ك��ان ح�ص��اد التصعيد ح�ي��ال ك��ل م��ن تنظيم داع��ش‬ ‫وح��زب التحرير الشعبي ال�ث��وري يعكس م��ا يمكن اعتباره‬ ‫تداعيات «الحادث الطارئ» أو «املوجات املتقطعة»‪ ،‬فإن تداعيات‬ ‫التصعيد حيال عناصر حزب العمال جاءت أقرب إلى «حمم‬ ‫البركان النشط»‪.‬‬ ‫فقد أش ��ارت إح �ص��اءات تركية ن�ش��رت ف��ي ‪ 22‬أغسطس‬ ‫(آب) إلى أن حصيلة ضحايا األمن التركي جراء هجمات‬ ‫املنظمات اإلرهابية بلغت نحو ‪ 56‬شخصا‪ ،‬ال سيما في‬ ‫شرق وجنوب شرقي تركيا‪ ،‬حيث مناطق تمركز األكراد‪،‬‬ ‫بينما بلغ ع��دد الضحايا املدنيني نحو ‪ 15‬شخصا‪ .‬كما‬

‫شهدت البالد إح��راق عناصر تابعة للعمال الكردستاني‬ ‫زهاء ‪ 203‬مركبات‪ ،‬أغلبها شاحنات‪.‬‬ ‫هذا في حني بلغ إجمالي قتلى حزب العمال الكردستاني نحو‬ ‫‪ 812‬شخصا‪ ،‬خ�لال العمليات التي نفذتها القوات التركية‬ ‫داخل البالد وخارجها‪ ،‬منذ ‪ 22‬يوليو املاضي‪ ،‬كما أدت الغارات‬ ‫الجوية خارج البالد إلى إصابة ‪ 450‬شخصا‪ ،‬بينما أصيب‬ ‫ما بني ‪ 300 - 250‬آخرين في عمليات جوية داخ��ل البالد‪.‬‬ ‫وحسب املؤشرات التركية فقد ألقت قوات األمن القبض على‬ ‫نحو ‪ 2057‬شخصا في عمليات أمنية ضد عناصر العمال‬ ‫الكردستاني و«داع ��ش» وح��زب التحرير الشعبي ال�ث��وري‪،‬‬ ‫بواليات تركية كثيرة‪ ،‬اعتبارا من ‪ 24‬يوليو الفائت‪ ،‬وصدرت‬ ‫قرارات قضائية باعتقال ‪ 502‬منهم‪.‬‬

‫األسراب الهائمة‬ ‫إن ه��ذه ال �ح��وادث املتتالية ع�ب��رت ع��ن ت�ن��ام��ي ق ��درات خاليا‬ ‫عنقودية المركزية لجماعات ومجموعات صغيرة بال قيادة‬ ‫تنظيمية‪ ،‬بما أفضى إلى عجز أجهزة األم��ن التركية نسبيا‬ ‫عن مواجهة تلك األس��راب الهائمة (‪ ،)Swarming Birds‬أو‬ ‫الجيوش اإلرهابية الصغيرة أو اإلرهابيني دون قيادة‪ ،‬والذين‬ ‫يمارسون ما يمكن تسميته بـ«إرهاب النكاية» بهدف إلحاق‬


‫التحالف العربي صمود املقاومة الشعبية الجنوبية وإصرار‬ ‫أبناء الجنوب على تحمل املوت والنزوح على أن يقبلوا املشروع‬ ‫التوسعي الفارسي‪ ..‬دول التحالف العربي بقيادة السعودية‬ ‫لعبت دورا كبيرا جدا في حسم املعارك من خالل دك تجمعات‬ ‫العدو والتعزيزات وإنزال األسلحة النوعية وتقديم املعلومات‬ ‫العسكرية الدقيقة»‪ ،‬ويعتقد الحريري أن «الحوثي واملخلوع لم‬ ‫يكونوا يتوقعون‪ ،‬قبل بدء التمدد نحو الجنوب‪ ،‬أن يجابهوا‬ ‫بهذه املقاومة الشرسة ولم يضعوا في حسابهم أن السعودية‬ ‫ومعها دول التحالف سوف تتدخل عسكريا كانوا يراهنون‬ ‫على سياسة فرض األمر الواقع وكانوا يظنون أن السعودية‬ ‫سوف تكتفي فقط باإلدانة وعقد قمة طارئة ملجلس التعاون‬ ‫والجامعة ال�ع��رب�ي��ة»‪ ،‬وي�ج��زم ب��أن «التحالف العربي أضعف‬ ‫االنقالبيني الحوثيني على األرض ودمر الترسانة العسكرية‬ ‫التي كانت تهدد أبناء اليمن والجنوب الذي بناها صالح طيلة ‪33‬‬ ‫عاما ليقمع بها الشعب»‪ ،‬كما يجزم بأن «السيناريو األسود»‬ ‫للحوثيني واملخلوع صالح‪ ،‬سقط و«سقط معه املشروع اإليراني‬ ‫ال��ذي من أه��م أهدافه السيطرة على ب��اب املندب وحضرموت‬ ‫وإكمال املثلث الشيعي ح��ول الخليج العربي»‪ ،‬وأن «الحوثي‬ ‫واملخلوع ليسوا سوى أداة بيد إي��ران لتنفيذ أجندتها دفعوا‬ ‫بأتباعهم إلى محرقة في الجنوب حيث إن الشوارع كانت تعج‬ ‫بجثث تلك امليليشيات البربرية الغازية لعدن التي لقيت حتفها‬ ‫على يد املقاومة الشعبية الجنوبية وطيران التحالف»‪.‬‬

‫البقاء‪ ..‬االقتصاص‬ ‫القوات املوالية للرئيس هادي خالل القبض‬ ‫على عضوين من ميليشيا الحوثي في إب‬ ‫(اليمن) أثناء محاولتهما تفجير مناطق‬ ‫سكنية باملدينة (غيتي)‬

‫يشهدها اليمن‪ ،‬منذ أواخ��ر العام املاضي وحتى اآلن‪ ،‬ففي‬ ‫الوقت ال��ذي سكتت فيه كل القوى واألح��زاب والفصائل في‬ ‫شمال اليمن‪ ،‬انبرت فصائل وقوى الجنوب لتشكل مقاومة‬ ‫للدفاع عن مناطقهم ضد عملية االجتياح التي حدثت أمام‬ ‫العالم اجمع‪ ،‬ويتحدث لـ«املجلة» الحريري‪ ،‬عن بدايات املقاومة‬ ‫الجنوبية‪ ،‬ويقول إنها «عند اجتياح ميليشيات الحوثي واملخلوع‬ ‫للجنوب‪ ،‬عانت الكثير من املتاعب والعقبات في طريقها‪ ،‬فقد‬ ‫كانت تلك امليليشيات ف��ي مرحلة ال��وص��ول إل��ى كريتر‪ ،‬إلى‬ ‫قصر الرئاسة‪ ،‬وهي عنفوانها وفي نشوة والغطرسة النصر‬ ‫ال�ك��اذب‪ ،‬وق��د الحظنا ذل��ك ال��وض��ع وانعكاسه السياسي في‬ ‫دهاليز السياسية وبان ذلك واضحا في مباحثات جنيف»‪،‬‬ ‫ويؤكد أن املقاومة الجنوبية كانت تعاني‪ ،‬في البداية‪ ،‬نقصا في‬ ‫السالح «حيث كان املقاتل يتناوب على قطعة الكالشنيكوف‬ ‫هو وزميله ن��وب��ات‪ ،‬أض��ف إل��ى ذل��ك انشغال بعض النازحني‬ ‫بإخالء عائالتهم لكون الحوثي استخدم إرهاب قصف املدنيني‬ ‫في محاولة إلخضاع املقاومة‪ ،‬حيث كان يركز قصفه على‬ ‫األحياء السكنية‪ ،‬وسقط ضحايا كثر أطفاال ونساء ومن تلك‬ ‫املجازر ما حصل في كريتر واملعال والتواهي وخور مكسر‬ ‫كانت مشاهد قاسية ج��دا»‪ ،‬ويضيف أن��ه «ف��ي املقابل كانت‬ ‫امليليشيات تمتلك سالحا ثقيال ونحن في املقاومة ال نمتلك‬ ‫ذلك‪ ،‬عندما كانت املقاومة تستعيد شارعا أو مدينة‪ ،‬يحرك‬ ‫العدو دبابات وال توجد لدينا في املقاومة أسلحة مضادة وإن‬ ‫وجدت تكون نادرة وعلى مسافات بعيدة ولم تكن املقاومة في‬ ‫البداية تمتلك أجهزة تواصل واتصال آمنة والهواتف التي يتم‬ ‫استخدامها تخضع لرقابة العدو»‪ ،‬ويمضي املقاوم واملتحدث‬

‫باسم املقاومة‪ ،‬على شايف الحريري قائال‪« :‬أعطيك مثاال‪،‬‬ ‫ففي جبهة خور مكسر كنت أنا مع الشباب هناك وتحديدا‬ ‫يوم حررنا السفارة الروسية ومنزل الرئيس هادي والفنادق‬ ‫املجاورة بعدما سيطرنا على املكان تحركت إلينا مدرعتني‬ ‫تابعه للعدو‪ ،‬من اتجاه بيت علي محسن وشكل لنا موقفا‬ ‫عصيبا ل��م نكن نمتلك ق��اذف��ا وب�ع��د البحث وج��دن��ا ف��ي أحد‬ ‫املنازل املجاورة طلقة قاذف ولم نجد القاذف نفسه واستعنا‬ ‫بأحد املقاومني من حي السعادة املجاور لكن بعد أن أرهقتنا‬ ‫املدرعتان»‪.‬‬ ‫وال ينكر اليمنيون الجنوبيون الدور الكبير الذي لعبته قوات‬ ‫التحالف‪ ،‬وفي املقدمة اململكة العربية السعودية‪ ،‬في تعزيز‬ ‫ودع ��م امل �ق��اوم��ة ل�ل��وق��وف أم ��ام ع�ن�ت��ري��ة امل�ي�ل�ي�ش�ي��ات‪ ،‬وك��ان��ت‬ ‫عملية «السهم الذهبي» أبرز وأقوى دعم للمقاومة الجنوبية‪،‬‬ ‫ويقول الحريري إن العملية بدأت‪ ،‬في مراحلها األولى‪ ،‬بـ«دعم‬ ‫املقاومة بسالح نوعي شكل ذلك رافدا قويا ومهما في تغير‬ ‫موازين القوى في الجبهات أض��ف إل��ى ذل��ك تدريب املقاتلني‬ ‫في املعسكرات‪ .‬وبعد انتصار املقاومة الشعبية الجنوبية في‬ ‫الضالع شكل ذل��ك عامال هاما لالنتصار في ع��دن حيث تم‬ ‫تدريب مقاتلني هناك تم تعزيز بهم جبهات القتال‪ ،‬ودخلت‬ ‫كتيبة الحزم إلى رأس عمران وإلى جانبها املقاومة وطيران‬ ‫التحالف فتحقق نصر كبير وصل إلى مفرق الوهط وصبر‬ ‫ث��م خ��ور مكسر وع��دن وامل�ع�لا وال�ت��واه��ي وك��ري�ت��ر‪ ،‬واتجهت‬ ‫املرحلة الثانية لعاصفة الحزم وتم تحرير العند ولحج وأبني ثم‬ ‫شبوة»‪ ..‬يؤكد املقاوم الحريري أن «الحوثيني وكالء املشروع‬ ‫اإلي��ران��ي ال��ذي��ن تحطموا على أس��وار ع��دن بفضل دع��م دول‬

‫يرى كثير من اليمنيني‪ ،‬أن بقاء الرئيس املخلوع علي عبد الله‬ ‫صالح وزعيم حركة التمرد الحوثية‪ ،‬عبد امللك الحوثي‪ ،‬طلقاء‪،‬‬ ‫لن يكون مناسبا للعملية السياسية‪ ،‬على اإلط�ل�اق‪ ،‬ألنهم‬ ‫لن يدعوا املنطقة تنعم باألمن واالستقرار وسوف يوظفون‬ ‫أموالهم الطائلة لزعزعة األمن واالستقرار‪ ،‬وفي ضوء الوقائع‬ ‫امليدانية والتدخل‪ ،‬الذي بات مباشرا‪ ،‬من قبل قوات التحالف‬ ‫التي أدخلت قوات إلى اليمن‪ ،‬وفي ضوء تحرير الجنوب كامال‬ ‫واس�ت�م��رار العمليات ف��ي املناطق الشمالية‪ ،‬ي��رى املراقبون‬ ‫أن هناك سيناريوهات كثيرة تنتظر البالد‪ ،‬وأن االنقالبيني‬ ‫سيسعون إلى إدخال البالد في أتون حروب داخلية متشعبة‪،‬‬ ‫وق��د ب��دأت ب��وادر ذل��ك عبر نشاط لتنظيم القاعدة ف��ي عدن‬ ‫وبعض املناطق الجنوبية‪ ،‬في ظل اتهامات للمخلوع صالح‬ ‫بتحريك هذه العناصر وتسليحها وتمويلها‪ ،‬وهناك ملف‬ ‫آخر سوف يحاول صالح والحوثي إيجاد سيناريو من خالله‬ ‫للحرب األهلية‪ ،‬وهو انفصال الجنوب‪ ،‬فاملراقبون يعتقدون أن‬ ‫صالح والحوثي سيسعون إلى تشجيع بعض األطراف إلى‬ ‫إعالن االنفصال ليكون ذلك ذريعة لحرب أهلية طويلة األمد‪،‬‬ ‫غير أن القراءة املتكاملة في الوضع اليمني‪ ،‬يعتقد البعض أنها‬ ‫تكمن في الحسم العسكري‪ ،‬أوال‪ ،‬ومن ثم التسوية السياسية‬ ‫التي تضمن قيام كيان ودولة فيدرالية بأقاليم ستة‪ ،‬كتجربة‬ ‫جديدة بني الشمال والجنوب لعدة سنوات‪ ،‬قبل تقرير املصير‪،‬‬ ‫ويذهب املراقبون إل��ى أن ال��وص��ول إل��ى ه��ذه املرحلة يتطلب‬ ‫جهدا كبيرا ويتطلب جهدا أكبر من دول التحالف وفي املقدمة‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬من أجل ترسيخ نظام في اليمن‬ ‫ال تكون فيه الغلبة لطرف على حساب اآلخر‪ ،‬وذلك من أجل‬ ‫استقرار اليمن واملنطقة عموما‪ ..‬ولعل األي��ام املقبلة حبلى‬ ‫بالكثير من املفاجآت على صعيد تحرير املحافظات الشمالية‬ ‫وف��ي مقدمتها العاصمة صنعاء‪ ،‬لكن ال�ش��يء األك�ي��د لدى‬ ‫اليمنيني‪ ،‬هو سقوط السيناريو الذي رسمته إيران والحوثيني‬ ‫واملخلوع صالح <‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪25‬‬


‫في منتصف شهر يونيو‬ ‫(حزيران) املاضي‪ ،‬انعقدت‬ ‫مشاورات جنيف‪ ،‬غير املباشرة‪،‬‬ ‫بني األطراف اليمنية املتنازعة‪،‬‬ ‫ألحكومة اليمنية الشرعية‪،‬‬ ‫وتحالف االنقالبيني‪ ،‬ممثال في‬ ‫امليليشيات الحوثية والقوات‬ ‫املوالية للمخلوع علي عبد‬ ‫الله صالح‪ ،‬الذين انقلبوا‬ ‫على شرعية الرئيس عبد ربه‬ ‫منصور هادي وحكومة الكفاءات‬ ‫برئاسة‪ ،‬خالد محفوظ بحاح‪،‬‬ ‫مطلع أواخر عام ‪.2014‬‬

‫مراقبون‪ :‬ملفات اليمن شائكة‪ ..‬ومستقبله في دولة اتحادية‬

‫سقوط سيناريو «الزعيم» و«السيد» في اليمن‬ ‫صنعاء‪ :‬عرفات مدابش‬ ‫ع�ن��دم��ا اج�ت��اح��ت امل�ي�ل�ي�ش�ي��ات ال�ح��وث�ي��ة العاصمة‬ ‫ص�ن�ع��اء ب��ال�ت��واط��ؤ وال�ت�ن�س�ي��ق م��ع ال �ق��وات امل��وال�ي��ة‬ ‫للمخلوع صالح في الحرس الجمهوري وكثير من‬ ‫وحدات الجيش وقوات األمن الخاصة (األمن املركزي ‪ -‬سابقا)‪،‬‬ ‫وع�ن��دم��ا ج��رت ت�ل��ك امل �ش ��اورات ف��ي ج�ن�ي��ف‪ ،‬ك��ان ال�ح��وث�ي��ون‬ ‫ي�ف��اوض��ون م��ن منطقة ال �ق��وة وال�غ�ط��رس��ة وال�ت�ع��ال��ي‪ ،‬فمعظم‬ ‫املحافظات اليمنية‪ ،‬كانت‪ ،‬حينها‪ ،‬تحت سيطرتهم‪ ،‬بما فيها‬ ‫العاصمة املؤقتة عدن وعدد من محافظات الجنوب‪ ،‬ورفضوا‬ ‫كافة املقترحات من أجل التوصل لتسوية سياسية‪ ،‬كما أفشلوا‬ ‫كل الهدن التي حاولت األمم املتحدة أن تطبقها في اليمن‪ ،‬من‬ ‫أجل إيصال املساعدات اإلنسانية العاجلة إلى ماليني اليمنيني‪،‬‬ ‫ال��ذي��ن يعانون ج��راء ال�ح��رب وج��راء سيطرة تلك امليليشيات‬ ‫على مدنهم وبلداتهم‪ .‬غير أن سيناريو األح��داث والتطورات‬ ‫على األرض‪ ،‬تغير كثيرا عقب تلك املشاورات مباشرة‪ ،‬حيث‬ ‫كانت قوات التحالف بقيادة اململكة العربية السعودية وقوات‬ ‫الجيش الوطني واملقاومة الشعبية‪ ،‬تعد الخطط وتجهز نفسها‬ ‫ل�لاح�ت�م��االت األس� ��وأ‪ ،‬وم ��ن أب��رزه��ا ف�ش��ل م�س��اع��ي التسوية‬ ‫السياسية‪ ،‬وجرى التخطيط املحكم لعملية «السهم الذهبي» التي‬ ‫حررت مدينة عدن‪ ،‬كبرى مدن جنوب البالد‪ ،‬في منتصف يوليو‬ ‫(تموز) املاضي‪ ،‬ثم تتالت هزائم الحوثيني وانتصارات الجيش‬ ‫الوطني واملقاومة املسنودة من قوات التحالف‪ ،‬فسقطت لحج ثم‬ ‫أبني ثم ما تبقى من محافظة الضالع‪ ،‬ثم انسحبت امليليشيات‬ ‫‪24‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫من محافظة شبوة‪ ،‬وهناك الكثير من التفاصيل التي يمكن‬ ‫الحديث عنها والتي يعرفها الكثير من الناس‪ ،‬غير أن الشيء‬ ‫املؤكد الذي بات واضحا للعيان‪ ،‬هو سقوط املشروع اإليراني‬ ‫في اليمن وسقوط السيناريو‪ ،‬الذي يمكن وصفه بـ«األسود»‬ ‫لعبد امللك الحوثي‪ ،‬املدعوم من إيران‪ ،‬الذي يطلق عليه أنصاره‬ ‫لقب «السيد»‪ ،‬وللرئيس املخلوع علي عبد الله صالح‪ ،‬الذي يطلق‬ ‫عليه أنصاره في حزب املؤتمر الشعبي العام لقب «الزعيم»‪.‬‬

‫غايات‪ ..‬وأهداف‬

‫أن «إي��ران وعلى م��دى س�ن��وات بذلت جهدا كبيرا لكي ينمو‬ ‫ذراعها العسكري في اليمن (الحوثي) وظل رجال مخابراتها‬ ‫في عمل مستمر الستثمار أي متغيرات على الساحة اليمنية‬ ‫أو اإلقليمية للبحث ع��ن حليف ق��وي للحوثي‪ ،‬حتى أب��رزت‬ ‫املتغيرات املخلوع صالح الذي يمتلك شهوة كبيرة في حب املال‬ ‫والسلطة واالنتقام ولم تكتف إي��ران بذلك بل صنعت حلفاء‬ ‫للحوثي‪ ،‬ك��ل ه��ؤالء‪ ،‬الحوثي وش��رك��اءه ال��ذي يرضعون من‬ ‫ثدي إيران ويشرف عليهم حزب الله‪ ،‬انهزموا عسكريا على‬ ‫األرض في الجنوب‪ ،‬وهم ما زال��وا على قيد الحياة سيبذلون‬ ‫كل جهد وطريق إلفشال االنتصار وسوف يستخدمون طرقا‬ ‫كثيرة وه��م أس��ات��ذة ف��ي ذل��ك‪ ،‬وم��ن تلك األوراق ال��ذي سوف‬ ‫يلعبون بها‪ :‬ملف القضية الجنوبية‪ ،‬ملف تنظيم القاعدة‪ ،‬ملف‬ ‫املناطقية الجنوبية»‪ ،‬ويفند الحريري على النحو التالي‪« :‬أوال‪،‬‬ ‫ملف القضية الجنوبية‪ ،‬كلنا نعلم كيف قامت الوحدة اليمنية‬ ‫وم ��اذا ح��ل بشعب ال�ج�ن��وب طيلة ‪ 25‬ع��ام��ا م��ن قتل وسحل‬ ‫وتنكيل‪ ،‬وك�ي��ف اس�ت��ول��ى الشماليون على أراض ��ي الجنوب‬ ‫الحديث عنها يطول‪ً ،‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬ورقة القاعدة وهذه هي الورقة‪ ،‬حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬يلعب بها املخلوع منذ أن استقطب عناصره العائدين من‬ ‫أفغانستان في حرب ‪ ،1994‬ورفدهم بعناصر جديد ومنحهم‬ ‫ً‬ ‫الرتب واالمتيازات‪ ،‬وثالثا املناطقية الجنوبية‪ ،‬أي تأليب محافظة‬ ‫ضد أخرى وتوظيف األحداث القديمة والجديدة»‪.‬‬

‫بنظر الكثير من اليمنيني‪ ،‬فإن مخطط إيران في اليمن‪ ،‬الذي‬ ‫كان الحوثيون واملخلوع وجيشه املتمرد على الشرعية‪ ،‬أدوات‬ ‫لتنفيذه‪ ،‬س��رع��ان م��ا كشف عنه‪ ،‬حتى أم��ام امل��واط��ن اليمني‬ ‫العادي‪ ،‬الذي لم يعد يتأثر بشعارات الحوثيني أو مزاعمهم أو‬ ‫خطابات املخلوع صالح ومزاعمه بأنه «صانع الوحدة»‪ ،‬وبات‬ ‫اليمنيون ي��درك��ون أن امل�ب��ررات التي ساقها تحالف الحوثي‬ ‫ ص��ال��ح‪ ،‬ل�ش��ن ح��رب ع�ل��ى امل�ح��اف�ظ��ات ال�ي�م�ن�ي��ة‪ ،‬وب��األخ��ص‬‫الجنوبية‪ ،‬ليست سوى «شعارات زائفة»‪ ،‬فكثير من املواطنني‬ ‫ال يصدقون هذا التحالف الذي يزعم أنه يحارب «الدواعش»‬ ‫و«التكفيريني» وعناصر «القاعدة»‪ ،‬وللسياسيني لغة أخرى‪،‬‬ ‫حيث يقول علي شايف ال�ح��ري��ري‪ ،‬املتحدث باسم املقاومة‬ ‫الجنوبية إن ميليشيات الحوثي وعفاش (علي عبد الله صالح)‬ ‫وحلفائهم هزمت في الجنوب‪ ،‬بفضل دعم دول التحالف العربي املقاومة‪ ..‬قصة معاناة وانتصار‬ ‫وانكسر بهذا االنتصار املشروع الفارسي «الوصول إلى باب‬ ‫املندب وحضرموت»‪ ،‬ويؤكد الحريري‪ ،‬في حديث مع «املجلة» تمثل املقاومة الجنوبية قصة وعنوانا بارزا في األحداث التي‬


‫راجي‪ ..‬الرهان الخاسر‬

‫‪,,‬‬

‫أبو يوسف الفارسي وصديقته‬

‫والدة طباخ التنظيم‬ ‫قصة‬ ‫تكشف لـ‬ ‫انضمام نجلها‬ ‫أبو طلحة لـ «داعش»‬ ‫والسر وراء مقتله‬

‫‪,,‬‬

‫وفي ‪ 18‬أبريل (نيسان) ‪ 2015‬اتصل أبو يوسف الفارسي‬ ‫ب��وال��دي��ه وأخ�ب��ره��م أن��ه بخير ومستعد للذهاب إل��ى القتال‪،‬‬ ‫واس�ت�غ��رق االت �ص��ال م��دة ‪ 30‬دق�ي�ق��ة‪ ..‬ي�ق��ول وال ��ده إن ابنه‬ ‫«ع ��ادة ك��ان يتصل م��ن رق��م ه��ول�ن��دي‪ ،‬و(م �ج��اه��دو ال��دول��ة)‬ ‫عادة يستخدمون أرقاما هولندية وبلجيكية وفرنسية في‬ ‫اتصاالتهم‪ ،‬وأحيانا يأتي االتصال من شريحة رقم خاص‪،‬‬ ‫يتبادلون الشرائح فيما بينهم‪ ،‬وأيضا في كثير من األحيان‬ ‫يتحدث إلينا أصدقاؤه؛ أي ال يتحدث هو بنفسه‪ ،‬بل أصدقاؤه‬ ‫يتحدثون إلينا ويخبروننا أن ابننا بخير»‪ ،‬مشيرا إلى أنه‬ ‫«فشل وأم��ه في إقناع ابنهما بالعودة رغم إخباره أن أخته‬ ‫مريضة وترقد في املشفى‪ ،‬إال أنه لم تؤثر فيه كل توسالتنا‬ ‫له بالعودة»‪ ،‬مستأنفا‪« :‬كانت عالقته معي جد جيدة قبل‬ ‫ثالثة أشهر من التحاقه ب�ـ(داع��ش)‪ ،‬ك��ان فتى طبيعيا قبل‬ ‫أن يتعرف على الرجل الداعشي املشهور الذي ألقي القبض‬ ‫عليه أخيرا في أميركا بتهمة تجنيد الشباب وإرسالهم إلى‬ ‫س��وري��ا‪ .‬ص��ادق شخصا سلفيا‪ ،‬وبعد ثالثة أشهر غ��ادر‬ ‫وترك خطيبته قبل ‪ 5‬أيام فقط من التحاقه بـ(داعش)‪ ،‬حاولت‬ ‫معه خطيبته لتعرف منه سبب ذهابه‪ ،‬إال أنه رفض اإلفصاح‬ ‫عن أي شيء»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬هو ال يريد العودة؛ بل دعاني أيضا لالنضمام‬ ‫إلى (داعش)‪ ،‬عادة يتصل من رقم خاص‪ ،‬وأحيانا يتبادلون‬ ‫ال �ج��واالت‪ ،‬ويتحدث م��ن ج��وال أح��د أص��دق��ائ��ه‪ .‬ابني مقتنع‬ ‫جدا بفكر (داعش) ولن يتركه‪ ،‬وما فهمته أن (داعش) عادة‬ ‫يوفر النوادي الرياضية أوال للترفيه عن املقاتلني األوروبيني‬ ‫الذين عادة يقصدون النوادي الترفيهية‪ ،‬إضافة إلى ضرورة‬ ‫تمتعهم باللياقة الضرورية في ال�ح��رب‪ ،‬ل��ذا (داع��ش) يوفر‬ ‫نوادي بناء األجسام في مناطقهم»‪ ،‬ولم يخف األب مواجهة‬ ‫ابنه قائال‪« :‬قلت له إننا شيعة‪ ،‬فلماذا تفعل هذا بنفسك وبنا؟‬ ‫لكنه رد علي قائال‪ :‬ال أعرف إن كنت أنا على صواب أم أنت‪،‬‬ ‫في النهاية ال أعرف ّأيا منا على حق»‪ .‬وبحسب مصادر في‬ ‫الرقة‪ ،‬فإن أبو يوسف الفارسي أصيب بجروح ودخل على‬ ‫أثرها املشفى‪ ،‬وخرج مجددا للقتال‪ ،‬وأصيب مرة ثانية في‬ ‫َ‬ ‫قدمه اليمنى‪ ،‬وهو يعالج اآلن في مشفى بالرقة ولم يتعاف‬ ‫بشكل كامل‪ .‬وبحسب املصادر نفسها‪ ،‬ف��إن هناك كثيرا‬ ‫م��ن الشيعة حاليا ضمن صفوف «داع ��ش»‪ ،‬غالبيتهم من‬ ‫تلعفر جنوب محافظة نينوى بنحو ‪ 60‬كيلومترا في العراق‪،‬‬ ‫التي هاجمها «داعش» واختطف املئات من األسر التركمانية‬ ‫الشيعية هناك‪ ،‬حيث تم غسل أدمغة أبنائهم‪ ،‬خاصة املراهقني‬ ‫والتحقوا بالتنظيم‪ .‬ال تقتصر خطورة تنظيم «داعش» على‬ ‫التخريب والدمار الذي يمارسه في املدن املحتلة فحسب‪ ،‬بل‬ ‫في تدمير النسيج االجتماعي من خالل غسل األدمغة وسلخ‬ ‫من يلتحق به عن نسيجه االجتماعي ومعتقده وبيئته‪ ،‬وحتى‬ ‫دينه‪ ،‬بمختلف األساليب؛ الترهيبية منها والترغيبية‪.‬‬ ‫هروب من الهروب‬ ‫أبو شجاع‪ ،‬الرجل اإليزيدي منقذ السبايا ومحررهم‪ ،‬الذي‬ ‫أصبحت ص��وره تتصدر أغلفة امل�ج�لات ال��دول�ي��ة‪ ،‬التقيناه‬ ‫مجددا‪ ،‬ليكشف في حوار مع «املجلة» عن فشله في تحرير‬ ‫أطفال إيزيديني‪ ،‬ليس بسبب اكتشافهم من قبل عناصر‬ ‫«داع ��ش» أو وق��وع�ه��م ف��ي ك�م�ين‪ ،‬ب��ل بسبب رف��ض األط�ف��ال‬ ‫أنفسهم العودة إلى حاضنتهم االجتماعية‪.‬‬ ‫وي �ق��ول أب��و ش �ج��اع‪« :‬ح��اول �ن��ا أن ن �ح��رر ع ��ددا م��ن األط �ف��ال‬ ‫أعمارهم تتراوح بني ‪ 6‬أع��وام و‪ 16‬عاما‪ ،‬في مدرسة دينية‬ ‫بمدينة سلوك التابعة للطبقة‪ ،‬وسلوك شمالي مدينة الرقة‬ ‫والقريبة من مركز تدريب لألطفال في الطبقة‪ ،‬إال أنهم رفضوا‬ ‫العودة‪ ،‬وهددونا بالقتل إن حاولنا االقتراب منهم مجددا‪،‬‬

‫حتى إنهم كشفوا عن محاوالتنا ملسؤولهم أو ألمير سلوك»‪.‬‬ ‫ويشير إلى أن «أمهات الفتية أيضا رفضن العودة ألن أبناءهن‬ ‫ال يقتنعون بترك التنظيم‪ ،‬وألن أدمغتهم تم غسلها ولم يبق‬ ‫فيها سوى الوالء لـ(الدولة)‪ .‬األمهات في البيوت عادة يخدمن‬ ‫في بيوت أمرائهم‪ ،‬أما أطفالهن فإن (داعش) يحرص على أن‬ ‫يتلقى األطفال دروس الشريعة ويقيمون دورات لهم فيما بعد‬ ‫للتدريب على القتال‪ ،‬وخ�لال ‪ 3‬أشهر‪ ،‬وفي أحسن األح��وال‬ ‫خ�لال ستة أش�ه��ر‪ ،‬يتم ال��زج بهم ف��ي ال�ق�ت��ال وي�س��اق��ون إلى‬

‫وه�بن ل��ه‪ ،‬ويصف حالتهن قائال‪« :‬هناك مراهقات عرضنا‬ ‫عليهن ال�ه��رب‪ ،‬إال أنهن رفضن بسب تعلقهن بالشخص‬ ‫الذي وهنب له‪ ،‬الفتيات لم يعتنقن اإلسالم‪ ،‬إنما ما منعهن من‬ ‫الهرب هو العشق‪ ،‬ليس حبا لدينهن‪ ،‬وإنما حبا لعاشقيهن‪..‬‬ ‫بالنهاية هن مراهقات»‪ .‬وبحسب إحصاءات رسمية‪ ،‬اختطف‬ ‫التنظيم بعد سيطرته على سنجار وأطرافها ‪ 5838‬إيزيديا‪،‬‬ ‫غالبيتهم من النساء والفتيات واألطفال‪ ،‬فيما تم تحرير حتى‬ ‫اآلن ‪ 2014‬شخصا‪ ،‬وهناك أكثر من ‪ 3000‬إيزيدي ما زالوا‬ ‫مختطفني لدى «داعش»‪.‬‬

‫الجبهات»‪.‬‬ ‫ويكشف أبو شجاع عن «قتل (داع��ش) في املوصل أمهات‬ ‫ح��اول��ن ال �ه��رب ب�ع��د وض�ع�ه��ن م��وال�ي��د م��ن آب ��اء داع�ش�ي�ين»‪،‬‬ ‫موضحا‪« :‬نساء إيزيديات حملن بعد اغتصابهن من قبل‬ ‫من اشتراهن من الداعشيني‪ ،‬وتم قتلهن ألنهن حاولن الهرب‬ ‫بعد الوالدة مباشرة ورفضن أن يعتنني باملولود على اعتباره‬ ‫من أب داعشي‪ ،‬وبسبب موقفهم هذا تم قتلهن»‪.‬‬ ‫ويلفت أب��و ش�ج��اع إل��ى ح��االت أخ��رى م��ن ال��ذي��ن يرفضون‬ ‫العودة‪ ،‬وهن الفتيات املراهقات الالتي تم وهبهن لعناصر‬ ‫من «داع��ش» في الرقة وتعلقن‪ ،‬بسبب صغر سنهن‪ ،‬بمن‬

‫«اس�ت�ع��ادة األب �ن��اء م��ن (داع ��ش) تشبه لعبة ال�ق��ط وال�ف��أر‪،‬‬ ‫ه�ن��اك الع�ب��ون أس��اس�ي��ون واح�ت�ي��اط‪ ،‬وال�ف��ائ��ز م��ن يضحك‬ ‫ف��ي ال�ن�ه��اي��ة»‪ ..‬هكذا يصف أب��و شجاع مجريات تحريره‬ ‫الطفل راجي‪ ،‬ويفصل ما جرى قائال‪« :‬أرسلت إلي صورة‬ ‫للطفل راج��ي (‪ 4‬أع��وام إي��زي��دي)‪ ،‬ب��زي (داع ��ش)‪ ،‬اختطف‬ ‫مع أمه التي تم بيعها إلى داعشي سعودي يدعى أبو عبد‬ ‫ال�ل��ه ال�س�ع��ودي‪ .‬راج��ي ف��ي ال�ص��ورة ي�ص��وب مسدسه إلى‬ ‫الكاميرا في إش��ارة إلى أنه سينال مني‪ ،‬والصورة مرفقة‬ ‫بتسجيل صوتي للمدعو عبد الله السعودي يهددني فيه‬ ‫ويقول إن هذا الطفل سوف يكبر ويقتلكم ويسبي نساءكم‪،‬‬ ‫ويقطع رأس اإليزيديني‪ ..‬إلخ»‪ ،‬منوها بأنه قبلها «أبو عبد‬ ‫الله السعودي مع جد الطفل راج��ي‪ ،‬ليطالب الجد املسكني‬ ‫بعشرة آالف دوالر مقابل تحرير الحفيد واألم‪ ،‬وبالفعل‬ ‫أرس��ل الجد املبلغ املطلوب‪ ،‬إال أن الداعشي طالب مجددا‬ ‫بعشرين ألف دوالر»‪ ،‬مضيفا‪« :‬جاء جد الطفل إلي يبكي‬ ‫وطلب مساعدتي‪ ،‬وطلبت منه أن يتواصل الداعشي معي‬ ‫مباشرة على أساس أني مروان خال خالدة أم راجي‪ ،‬وأني‬ ‫ع��دت م��ن أملانيا خصيصا إلن�ق��اذ خ��ال��دة وابنها وابنتها‬ ‫الحديثة الوالدة»‪.‬‬ ‫ويتابع أبو شجاع‪« :‬وبدأ أبو عبد الله االتصال بي من خالل‬ ‫إرسال مقاطع صوتية عن طريق (واتساب)‪ ،‬ومن أرقام يطلق‬ ‫عليها األرقام األميركية؛ أي يكون النداء مثال‪0088 - 0044 :‬‬ ‫ ‪ ،0011 - 0066‬وأيضا كان لديه خط تركي‪ ،‬ولكن قليال‬‫ما كان يتصل من خطه التركي‪ ،‬وعادة هم يطلبون تحويل‬ ‫املبالغ عن طريق مكاتب حوالة في أورفا التركية‪ .‬هذه املكاتب‬ ‫يتم تحويل أي مبلغ منها إلى الرقة واملوصل وجميع املناطق‬ ‫التي يسيطر عليها (داعش)»‪ ،‬منوها بأنه «يتم تحويل النقود‬ ‫أيضا عن طريق أشخاص»‪.‬‬ ‫ويتابع قصة تحريره راجي وأمه خالدة‪ ،‬قائال‪« :‬طلبت من عبد‬ ‫الله السماح لي بالحديث إلى خالدة‪ ،‬وإال فلن أرسل له املبلغ‬ ‫الذي طلبه مقابل تحريره‪ ،‬وعندما أعطى الجوال لها تحدثت‬ ‫إليها وأفهمتها أني لست خالها وأنه عليها إعطائي عنوانها‬ ‫بحلب وتنتظر أن نتصل بها مجددا‪ ،‬وبعد ع��دة محاوالت‬ ‫تمكنت أم راجي من إرسال العنوان إلينا‪ ،‬وبعدها بيوم قلت‬ ‫للداعشي خالل يومني سوف أرسل لك املبلغ‪ ،‬وهو وثق بي‪،‬‬ ‫وقبل موعد تحويل املبلغ بيوم اتفقنا على موعد لخروج‬ ‫خالدة مع طفليها‪ ،‬يكون املوعد نفسه الذي سنتفق عليه مع‬ ‫الداعشي لتسليم املبلغ من مكتب تحويل في الطبعة‪ ،‬وهكذا‬ ‫تم استدراجه إل��ى أن تمكنا من تحرير راج��ي وأم��ه وأخته‬ ‫الحديثة الوالدة‪ ،‬وكسبنا رهاننا مع الجبان الداعشي»‪.‬‬ ‫ويختم حواره ضاحكا‪« :‬وعندما تسلمتهم أرسلت له صورتي‬ ‫مع راجي عن طريق (واتساب) وقلت له‪ :‬أنتم من ستخسرون‬ ‫دائما‪ ،‬ورد علي مهددا إياي بقطع راسي» <‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪23‬‬


‫‪22‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫شيعة‪ ..‬ولكن دواعش‬ ‫أبو شجاع يحمل الطفل راجي الذي كان‬ ‫ً‬ ‫مختطفا بعد تحريره (خاص لـ«املجلة»)‬

‫‪,,‬‬

‫أبو شجاع‪ :‬حاولنا أن نحرر‬ ‫عددا من األطفال في مدرسة‬ ‫دينية بمدينة سلوك‬ ‫إال أنهم رفضوا العودة‬ ‫وهددونا بالقتل‬

‫‪,,‬‬

‫بابني‪ ،‬األم��ر ال��ذي ت��رك تأثيرا سلبيا على نفسية ابني ‪15‬‬ ‫عاما‪ ،‬خاصة بعد أن قامت الشرطة الدنماركية بتبرئتهم‪..‬‬ ‫أصبح يقصد املسجد ويتردد عليه باستمرار‪ ،‬وتعرف هناك‬ ‫على مجوعة من السلفيني‪ ،‬كان عمره ‪ 15‬عاما وهناك تمت‬ ‫تعبئته ضد األوروبيني والدنماركيني مستغلني الحادثة التي‬ ‫تعرض لها ابني‪ ،‬وبثوا سمومهم في عقله وهم يرددون على‬ ‫مسامعه أن الدنماركيني لم يدافعوا عنك ألنك مسلم‪ ..‬وكالما‬ ‫من هذا القبيل‪ ،‬إلى أن حاول الهروب»‪ ،‬مضيفة‪« :‬في البداية‬ ‫كانوا يجتمعون في املسجد‪ ،‬فيما بعد أصبحوا يجتمعون‬ ‫في بيوت بعضهم ويدرسون الشريعة عن طريق اإلنترنت‪,‬‬ ‫م��واق��ع التواصل االجتماعي‪ ،‬ويرسلون ص��ورا للشباب في‬ ‫سوريا على أنهم مجاهدون‪ ،‬والبعض منهم كان يقول إننا ليس‬ ‫بالضرورة أن نحارب‪ ،‬وإن القتال ال يفرض على الجميع‪ ،‬وإنهم‬ ‫في سوريا يتلقون رواتب شهرية ويسكنون بيوتا واسعة ويتم‬ ‫تزويجهم‪ .‬كثير من الشباب صدقوا ما يشيعه املتخصصون‬ ‫في التنظيم الستقطاب الشباب»‪ ،‬موضحة‪« :‬رفيق ابني الذي‬ ‫غسل دماغه لعب وأخذه من حضني وهو دنماركي األصل‪،‬‬ ‫وهو اآلن مبتور الرجل وما زال يعيش في الرقة ال يريد العودة‪..‬‬ ‫أسلم وسافر عن طريق (فيسبوك) وأصبح ينشر صوره وهو‬ ‫يحمل الكالشنيكوف‪ ،‬وأن مغامرته تستحق التجربة‪ ،‬وابني‬ ‫صدقه وتبعه»‪.‬‬ ‫وت��ؤك��د قائلة‪« :‬أبلغت عنه امل�خ��اب��رات‪ ،‬وم��زق��ت ج��واز سفره‪،‬‬ ‫وقدمت طلب منع سفر للسلطات في الدنمارك‪ ،‬إال أنه تمكن‬ ‫من تزوير توقيعي وحصل على جواز سفر جديد‪ ،‬وسافر‬ ‫بشكل نظامي من املطار متوجها إلى إسطنبول‪ .‬أما الشرطي‪،‬‬ ‫فقال له‪( :‬ما تتأخرش)»‪.‬‬ ‫أبو طلحة كان عمره ‪ 16‬عاما عندما غادر الدنمارك متوجها‬ ‫إل��ى ت��رك�ي��ا‪ ،‬وال�ش��رط��ي ق��ال م�م��ازح��ا ال�ط�ف��ل‪« :‬ال ت�ت��أخ��ر في‬ ‫العودة»؛ األمر الذي تؤكده األم‪ ،‬والذي يدل‪ ،‬حسب قناعاتها‪،‬‬ ‫على أن السلطات تتهاون بموضوع التحاق األوروبيني املسلمني‬ ‫بالتنظيمات اإلرهابية‪.‬‬ ‫وتشير إلى أن السلطات التركية أوقفت أبو طلحة وتم سجنه‬ ‫ملدة أسبوع‪ ،‬وبعد التحقيق معه أرسل إلى دار لأليتام‪ ،‬وهناك‬ ‫تمكن من ال�ه��روب من ال��دار ال��ذي يسمح في ال�ع��ادة لألطفال‬ ‫بالخروج ملدة ثالث ساعات في النهار‪ ،‬وهذا ما مكن أبو طلحة‬ ‫من التواصل مجددا مع أصدقائه والهروب معهم إلى الحدود‬ ‫السورية‪ ،‬ودخل سوريا‪.‬‬ ‫أبو طلحة قال ألمه إنه سوف يساعد أحد أصدقائه في طالء‬ ‫جدران بيته‪ ،‬إال أنه بعد أسبوعني من غيابه‪ ،‬أرسل صورة له‬ ‫وأخبر أمه أنه في حلب وأنه لن يعود مرة أخرى إلى الدنمارك‪.‬‬ ‫التحق أبو طلحة في البداية بفصيل لـ«الجيش الحر»‪ ،‬ثم التحق‬ ‫بـ«أحرار الشام»‪ ،‬إال أن أصدقاءه أقنعوه باالنضمام إلى التنظيم‬ ‫اإلرهابي‪.‬‬ ‫األم تجهش بالبكاء وتقول‪« :‬تعرف على وجههم الحقيقي‪،‬‬ ‫فتخلصوا منه‪ .‬ك��ان محاصرا لم يستطع ال�ه��روب‪ .‬ابني‬ ‫كان يخاف‪ .‬كان حزينا ومقهورا‪ ،‬بعد إشاعة نبأ مقتله‬ ‫في سنجار‪ ،‬اتصل بي‪ ،‬وقال إنه كان مسجونا‪ ،‬انقطعت‬ ‫أخباره ولم أعرفت أي شيء»‪ ،‬مضيفة‪« :‬اتصل بي أحد ما‬ ‫من الدنمارك وأخبرني أن ابني قتل في األول من رمضان‪،‬‬ ‫اتصلت وسألت إلى أن وصلت ألصدقائه‪ ،‬هناك قالوا إنه‬ ‫قتل في قصف جوي ولم يبق شيء من جسمه‪ ،‬وبعد فترة‬ ‫قال أحدهم‪ ،‬ال فقط قطع رأسه‪ ،‬وقبل أيام اتصل بي معي‬ ‫ص��دي��ق ل��ه وق��ال إن جسمه فقط مقطع‪ ،‬وإن معه فيديو‬ ‫مقتله‪ ،‬طلبت منه إرسال الفيديو إلي‪ ،‬فرد بأني لن أتعرف‬

‫على ابني ونصحني بعدم مشاهدة املقطع»‪.‬‬ ‫واحد ممن تمكن من الهروب من «داعش»‪ ،‬كان كثيرا ما يلتقي‬ ‫بأبو طلحة‪ ،‬املعروف بـ«أبو طلحة الطباخ»‪ ،‬ويقول عنه‪« :‬لقد كان‬ ‫طباخ الجرحى‪ ،‬والطباخ في الحروب‪ ،‬حتى إنه كان يطبخ أحيانا‬ ‫في السجون‪ ،‬لذا كثيرون من األسرى والسبايا والجرحى التقوا‬ ‫أو سمعوا على أقل تقرير بـ(أبو طلحة الطباخ)»‪ ،‬ويضيف أبو‬ ‫عمر السويدي‪« :‬دخل أبو طلحة الرقة وبقي فيها قرابة الشهر‪،‬‬ ‫لكنه لم تعجبه‪ ،‬كنا معا‪ ،‬بقينا شهرا بالرقة‪ ..‬درسنا الشريعة‪،‬‬ ‫وبعدها مباشرة قصدنا منبج‪ .‬الرقة لم تكن تعجبنا‪ ،‬عادة‬

‫ويقول بهذا الصدد‪« :‬بعد مضي عدة أشهر من التحاق أبو‬ ‫طلحة ب�ـ(داع��ش) وبسبب طيبة قلبه‪ ،‬فقد ك��ان ينتقدهم في‬ ‫بعض األحيان‪ .‬بعد أن أصبحوا يضغطون عليه للقتال في‬ ‫سنجار‪ ،‬أصبح إحساسه بالندم يكبر يوما بد يوم‪ ..‬أصبح‬ ‫مراقبا‪ ،‬وفضل أي شيء على أن يقاتل‪ ،‬وحتى فضل السجن‬ ‫ع�ل��ى أن ي��ذه��ب إل��ى ال�ق�ت��ال‪ ،‬وب��ال�ف�ع��ل س�ج��ن‪ ،‬وح�ت��ى يخفوا‬ ‫أسباب سجنه ألن كثيرين سيتعاطفون معه‪ ،‬فقد أشاعوا‬ ‫خبر قتله ووصل الخبر ألمه‪ .‬كل هذا صعب على شاب في‬ ‫عمر أب��و طلحة‪ ،‬وك��ان ف��ي كثير م��ن األح�ي��ان يهيج بالبكاء‪،‬‬ ‫لكنه ال يستطيع الهرب‪ ،‬ثم إن التنقل من مدينة أو من منطقة‬ ‫إل��ى منطقة أخ ��رى‪ ،‬يحتاج إل��ى تصريح م��ن األم �ي��ر‪ .‬م��ا كنا‬ ‫نجرؤ على إجراء أي مكاملة أو طلب أي مساعدة ألن هواتفنا‬ ‫الجوالة مراقبة‪ ،‬وعادة يتم أخذها منا وفحصها ومسح جميع‬ ‫الرسائل‪ ،‬وحتى استرجاع ما تم مسحه في كثير من األوقات‪،‬‬ ‫أي في حال قمنا بمسح أي محادثة‪ ،‬فإنهم بإمكانهم استرجاع‬ ‫املحادثة املحذوفة»‪.‬‬ ‫ويكشف ع��ن أن��ه ت��م «سجن أب��و طلحة‪ ،‬وش��اه��د التصفيات‬ ‫الجسدية م��ن قبل (داع ��ش) مل��ن ال ي��رون ل��ه مصلحة لديهم‪،‬‬ ‫أو يمكن أن يشكل خ�ط� ً�را على التنظيم أو أف ��راده‪ .‬أم��ا حالة‬ ‫ال�س�ج��ون‪ ،‬ف�ه��ي ع�ب��ارة ع��ن م�ق��اب��ر جماعية وف��ردي��ة‪ ،‬وح��ال��ة‬ ‫مزرية من الناحية الصحية‪ ،‬فالسجون رطبة ً‬ ‫جدا‪ ،‬وهناك من‬ ‫الحشرات ما يكفي لقتل فيل‪ ،‬ناهيك بالقمل‪ ،‬والجرب‪ ،‬هناك‬ ‫سجن تحت ملعب ال��رق��ة‪ ،‬وس�ج��ن ل�لأج��ان��ب‪ .‬ع��دد السجون‬ ‫في الرقة كبير جدا‪ ،‬وأيضا في املوصل هناك عدد كبير من‬ ‫السجون يزج فيها كل من يخالف (داعش)»‪.‬‬

‫هناك قصف‪ ،‬وأيضا درجات الحرارة فيها مرتفعة‪ ..‬كثير من‬ ‫الدواعش األوروبيني يقصدون منبج أو جرابلس‪ ..‬ال يحبون‬ ‫الرقة التي عادة يبقى يعيش فيها الدواعش من الجزيرة ومن‬ ‫الشيشان والجزائر وامل�غ��رب وال�ع��راق وم��ن ليبيا‪ ..‬وغيرها‪،‬‬ ‫ولكننا كنا نذهب إلى الباب كل جمعة ألداء صالة الجمعة‪ .‬أبو‬ ‫طلحة كان يقول إن منبج حلوة وأمان‪ ،‬وأغلب أصدقائنا كانوا‬ ‫يقيمون في الباب‪ .‬عادة الدواعش األوروبيون كانوا يفضلون‬ ‫الباب عن الرقة»‪.‬‬ ‫أبو عمر يكشف لـ«املجلة»‪ ،‬كيفية تصفية «داعش» لطباخهم‪،‬‬

‫قضية تجنيد الشباب األجانب في صفوف بعض التنظيمات‬ ‫اإلره��اب�ي��ة امل�ت�ش��ددة‪ ،‬وت�ح��دي��دا «داع� ��ش»‪ ،‬أث ��ارت كثيرا من‬ ‫عالمات االستفهام حول قدرات وتأثير هذا التنظيم‪ ،‬لكن أن‬ ‫يصل األمر إلى تفشي امل��زاج الداعشي في بيئة غير سنية‬ ‫ليخترق الشيعة‪ ،‬ففي األمر غرابة تستحق االهتمام‪.‬‬ ‫أبو يوسف الفارسي أو «‪ ،»reza‬البالغ ‪ 19‬عاما‪ ،‬ولد في طهران‬ ‫من أب كردي وأم فارسية‪.‬‬ ‫التقت «املجلة» بوالد أبو يوسف الفارسي خالل رحلته للبحث‬ ‫عن ابنه في العراق وسوريا رغ��م أن��ه على يقني ت��ام من أنه‬ ‫لن يتمكن متعقب «داعش»‪ ،‬في بؤره اإلرهابية التي أقامها‬ ‫ورفدها بفلذات أكباد اآلباء واألمهات‪ ،‬من اإلمساك بالخيط‬ ‫الوهمي‪ .‬أبو «رازا» يعرف أنه في صحراء قاحلة فكل الخيوط‬ ‫وهمية‪ .‬تجربته تحد فردي لـ«الدولة» التي تتحالف ضدها‬ ‫ال��دول العظمى والدنيا والسفلى‪ ..‬هكذا يصف رحلته‪« :‬أنا‬ ‫قصدت البحث عنه بنفسي لعله يقتنع أن ما اختاره هالك‬ ‫له ولنا وألم��ه التي تموت كل ي��وم أل��ف م��رة»‪ ،‬مستأنفا‪« :‬ال‬ ‫أجد مبررا لشاب وسيم يعيش في عائلة متفاهمة‪ ،‬له أخت‬ ‫صغيرة متعلقة به‪ ..‬خطيبة تتجانس معه في العرق والدين‬ ‫وتحبه‪ ..‬حتى يترك كل هذا ويرتمي في أحضان (داعش)»‪.‬‬ ‫أبو يوسف الفارسي‪ ،‬شاب أميركي الجنسية‪ ،‬يمتلك لياقة‬ ‫بدنية عالية‪ ،‬تعرف على مجموعة من الشبان وب��دأ يرتاد‬ ‫املسجد‪ ،‬والتحق ب �ـ«داع��ش» ف��ي ‪ ،2015 - 1 - 14‬بعد هذا‬ ‫التاريخ بعدة أيام اتصل شخص يتحدث اإلنجليزية بلكنة‬ ‫أفغانية وأخبر والدي رازا أن ابنهم أصبح اسمه «أبو يوسف‬ ‫الفارسي» وأنه يتمرن في ناد رياضي بالرقة‪ ،‬وبعد شهرين‬ ‫سيلتحق بالقتال‪.‬‬


‫أبو طلحة طباخ داعش («املجلة»)‬

‫دواعش خالل تناولهم الطعام في تدمر (سوريا)‬

‫الرحلة إلى سوريا‬ ‫ويكمل ديمتري حديثه‪« :‬شاهدت مقاطع مصورة ألصدقاء‬ ‫ابني في سوريا‪ ،‬تأكدت أن جون أيضا بينهم‪ ،‬وخياري الوحيد‬ ‫ك��ان اللحاق ب��ه‪ ،‬شعرت أن��ي وحيد‪ ،‬وعلي مواجهة مصيري‬ ‫وحيدا»‪.‬‬ ‫ف��ي أب��ري��ل (ن��ي��س��ان) ‪ 2013‬ق��رر ديمتري ال��ذه��اب إل��ى حلب‪،‬‬ ‫ويقول‪« :‬عندما وصلت إليها انتابني شعور مختلف‪ ،‬شعور‬ ‫ب��أن��ن��ي ش��خ��ص يستحق االح���ت���رام بالنسبة ل��ل��س��وري�ين‪ ،‬أن‬ ‫ي��ع��رض أب حياته للخطر ويلتحق بابنه ويبحث ع��ن��ه‪ ،‬أمر‬ ‫يستحق االحترام‪ ،‬واحترمتهم أنا أيضا واحترمت اإلسالم‬ ‫ألني وجدت أن املسلمني متحدون يحترمون اآلباء واألمهات‪..‬‬ ‫هذا ما ملسته لدى السوريني الذين التقيت بهم الذين توسطوا‬ ‫وساعدوني في رحلة استعادة ابني‪ .‬عندما وصلت ملنطقة‬

‫‪,,‬‬

‫ديمتري‪ :‬ابني ضحية‬ ‫إعالم التطرف ومواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‬ ‫التي يتعذر على‬ ‫الحكومات حظرها‬ ‫ومتابعتها ومراقبتها‬

‫‪,,‬‬

‫في ‪ 2013 - 2 - 22‬كان أكمل ت ًّ��وا ال��ـ‪ 18‬عاما‪ ،‬وفي ‪- 2 - 28‬‬ ‫‪ 2013‬أرس��ل رسالة إل��ى ديمتري أخبره فيها أن��ه في مصر‬ ‫بقصد دراسة الشريعة اإلسالمية في األزهر‪.‬‬ ‫وبعد تاريخ ‪ 2013 - 2 - 29‬انقطعت اتصاالت جون‪ ،‬في ‪- 11‬‬ ‫‪ 2013 - 3‬قصد ديمتري األجهزة األمنية البلجيكية ليخبرهم‬ ‫عن اختفاء ابنه وعن شكوكه حول احتمال التحاقه بإحدى‬ ‫الجماعات املتطرفة‪ ،‬ولكن مجددا الشرطة قالت هذه املرة إن‬ ‫جون أكمل ‪ 18‬عاما‪ ،‬وإنه يملك حرية التنقل والسفر‪.‬‬ ‫ف��ي ‪ 2013 - 3 - 26‬أعلنت ع��ائ�لات بلجيكية ع��ن انضمام‬ ‫أطفالها إل��ى مجموعة «الشريعة» في املسجد نفسه‪ ،‬وأنهم‬ ‫سافروا إلى سوريا‪.‬‬

‫سيطرة (داعش) فورا ألقي القبض علي وحققوا معي وسجنت‬ ‫ع��دة أي��ام وت��م تعذيبي أيضا‪ ،‬حيث كانوا يشكون بأني من‬ ‫املخابرات أو أن��ي ج��اس��وس‪ ،‬التقيت (أمير داع��ش) في حلب‬ ‫عن طريق الشيخ أبو أثير‪ ،‬أحد الوسطاء‪ ،‬وهذا الشخص حاليا‬ ‫مالحق ومطلوب من قبل (داع���ش)‪ ،‬وبعد أن عرفوا قصتي‬ ‫وع��دون��ي بأنهم سيوافقون على لقاء ابني‪ ،‬ولكن ابني كان‬ ‫يرفض‪ ،‬وبعد أن عرفوا ما تعرضت له من مخاطر قبلوا أن‬ ‫يخبروني بمكانه‪ ..‬عذبوني وحققوا معي وسجنوني ظنا‬ ‫منهم أني جاسوس‪ ،‬فكيف يأتي أوروبي ويطرق باب داعش‬ ‫ويطالب بابنه؟ هذا كان أمرا غريبا بالنسبة لهم»‪.‬‬

‫تمكن ديمتري من استعادة ابنه‪ ،‬ولكن جون ليس أول وال آخر‬ ‫من ت��ورط ب��اإلره��اب؛ فبحسب تقارير دولية‪ ،‬هناك عشرات‬ ‫اآلالف من مواطني دول االتحاد األوروب��ي التحقوا بصفوف‬ ‫تنظيم «داعش» اإلرهابي‪ .‬واملتطرفون الذين يحملون السالح‬ ‫في الشرق األوسط هم من أبناء املهاجرين من الجيل الثالث‬ ‫والرابع إضافة إلى مشاركة أعداد من األوروبيني األصليني‪.‬‬ ‫إن عدد املواطنني األوروبيني الذين التحقوا بصفوف «داعش»‬ ‫على األراضي السورية والعراقية قد يصل إلى اآلالف؛ بل وإلى‬ ‫عشرات اآلالف‪ ،‬منهم من قتل من قبل «داعش» نتيجة ندمه‬ ‫على االنضمام ومحاولته الهروب‪.‬‬

‫طباخ «داعش»‬ ‫أب��و طلحة‪ ،‬أو «طباخ داع���ش»‪ 16 ،‬عاما‪ ،‬ش��اب دنماركي من‬ ‫أصل فلسطيني‪ ،‬ليس فقط أصدقاؤه‪ ،‬بل حتى السبايا الالتي‬ ‫اختطفهن «داعش» من اإليزيديات‪ ،‬يتذكرون الحزن في عني‬ ‫الشاب املمتلئ الجسم‪.‬‬ ‫أم أبو طلحة التي فضلت عدم الكشف عن اسمها الحقيقي‪،‬‬ ‫تحكي قصة الطفل الذي ترك املدرسة وتوجه إلى سوريا عابرا‬ ‫ال��ح��دود تحت أن��ظ��ار ح��رس��ه‪ ،‬ليقع ف��ي النهاية فريسة إغ��واء‬ ‫املتطرفني‪.‬‬ ‫تقول أم طلحة لـ«املجلة»‪« :‬ابني كان عاقال ومستواه جيد في‬ ‫امل��درس��ة»‪ ،‬مستأنفة بأسف‪« :‬لكنه كان (أخبل) طيب القلب‪،‬‬ ‫تعرض لتجربة قاسية أثرت عليه وبدا متعبا في الفترة األخيرة‬ ‫قبل ذهابه بعدة أشهر‪ ،‬أصدقاؤه في املدرسة سرقوا بيتنا‬ ‫وح��رق��وا سيارتنا ألن��ن��ي طلبت منهم أن يقطعوا عالقتهم‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪21‬‬


‫عالم «داعش» قاس وحزين‪ ..‬يظهر ذلك من خالل عيون اآلباء واألمهات‬ ‫الذين التحق أبناؤهم بالتنظيم اإلرهابي‪ ..‬بني التخلص من وصمة‬ ‫العار «اإلرهاب»‪ ،‬والشعور بأنه ليس لهم مكان في مجتمع يعاتبهم‪،‬‬ ‫في أحسن األحوال‪ ،‬مع أنهم ينتمون إليه‪ ،‬هناك رحلة مضنية وشاقة‬ ‫الستعادة ما سلبه منهم «داعش» في لحظة غفلة‪.‬‬

‫مسيحيون وايزيديون وشيعة في صفوف التنظيم‬

‫الرقص مع «داعش»‬ ‫كيف التقى أمير‬ ‫البلجيكي ديمتري يروي لـ‬ ‫داعش» في حلب خالل رحلته الشاقة الستعادة ابنه‬ ‫«راقص الروك» من «التنظيم»‬ ‫مهاباد (ايران)‬ ‫السلمانية (العراق)‪ :‬روشن قاسم‬ ‫دي�م�ت��ري ب��ون�ت�ي�ن��ك (‪Dimitri Bontinck‎‬‏)‪ ،‬وال��د‬ ‫ال ��داع � �ش ��ي ال� �س ��اب ��ق ج � ��ون ب��ون �ت �ي �ن��ك (‪Jejoen‬‬ ‫‪ ،)Bontinck‬ي�ص��ف ن�ف�س��ه ق��ائ�ل�ا‪« :‬أن ��ا شخص‬ ‫ع��ادي‪ ،‬بلجيكي وزوجتي نيجيرية كاثوليكية‪ ،‬أنجبت ابني‬ ‫جون في نيجيريا»‪ ،‬إال أن ديمتري نفسه يعرف جيدا أنه لم‬ ‫يعد شخصا عاديا‪ ،‬فقد تصدرت صور اختراقه معاقل تنظيم‬ ‫داعش الصحف البلجيكية‪ ،‬وكذلك أصبحت قضية محاكمة‬ ‫ابنه الذي نجح في انتشاله من قبضة «داعش»‪ ،‬واملتهم حاليا‬ ‫بالتورط في اإلرهاب‪ ،‬حديث الصحافة الغربية‪.‬‬ ‫ي ��روي دي�م �ت��ري ل �ـ«امل �ج �ل��ة» رح�ل�ت��ه ال �ش��اق��ة ل�ل�ب�ح��ث ع��ن اب�ن��ه‬ ‫راقص الروك «دانس جون»‪ ،‬واملخاطر التي واجهها فيما بعد‬ ‫ملساعدة عائالت أخ��رى ذاق��وا م��رارة تجربة اختيار أبنائهم‬ ‫االلتحاق بـ«داعش»‪ ،‬يقول ديمتري الجندي السابق في الجيش‬ ‫البلجيكي‪ ،‬واصفا ابنه جون بونتينك‪« :‬كان شابا ذا شعبية‬ ‫كبيرة في بلجيكا‪ ،‬راقص محترف لـ(بريك دانس)‪ ،‬وله مقاطع‬ ‫فيديو وظهر في كثير من البرامج املوسيقية‪ .‬نتيجة فشله‬ ‫عاطفي‪ ،‬أصيب باالكتئاب‪ ،‬وبعد أن تخلت عنه حبيبته في‬ ‫املدرسة تعرف على فتاة أخ��رى مغربية األص��ل وتعرف من‬ ‫خاللها على عالم التطرف»‪ ،‬مضيفا‪« :‬ما لبث أن اعتنق اإلسالم‬ ‫تحت تأثير صديقته الجديدة‪ ،‬وأصبح يتردد على املساجد‬ ‫بشكل منتظم وي�ح�ض��ر دروس ال�ش��ري�ع��ة‪ ،‬ل�ق��د ك�ن��ا نشعر‬ ‫باالمتعاض أنا وأمه من تصرفاته التي كانت جد غريبة على‬ ‫‪20‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫بيت بعيد كل البعد عن عالم اإلسالم‪ ،‬ولكن هذا لم يجعلنا نقف‬ ‫في طريق حرية اختياره اعتناق اإلسالم»‪.‬‬ ‫ويشير إلى أنه «بعد ‪ 8‬أشهر كان جون قد تغير بشكل جذري‪،‬‬ ‫وبدأ رويدا رويدا يبتعد عنا‪ ،‬وتغير سلوكه وتصرفاته‪ ،‬حتى‬ ‫شكل وألوان مالبسه‪ ،‬شعرنا أن هناك شيئا ما على غير ما‬ ‫ي��رام‪ ،‬ولم يكن ي��روق لنا ما يحدث‪ ،‬أصبح يعود متأخرا إلى‬ ‫املنزل‪ ،‬ويذهب إلى املدرسة متعبا‪ ،‬إلى أن شاهدناه في تقرير‬ ‫خبري في نشرة أخبار املساء عن مسجد في بلجيكا يرتاده‬ ‫متطرفون‪ ،‬أصبت وزوج�ت��ي بالهلع عندما رأينا ج��ون الذي‬ ‫لم يبلغ بعد ‪ 16‬من عمره يقف بجانب إمام املسجد ويتحلق‬ ‫حوله شباب في مقتبل العمر أشكالهم وهيئتهم توحي أنهم‬ ‫متطرفون»‪.‬‬

‫مناطق املتطرفني في بلجيكا‬ ‫ويضيف‪« :‬شعرنا بالخطر وما كان علي سوى إبالغ السلطات‬ ‫األمنية أن ابني يهوي إلى التطرف وعليهم منعه أو على األقل‬ ‫مساعدتنا ف��ي منعه م��ن س�ل��وك ه��ذا ال�ط��ري��ق‪ ،‬ومساعدتنا‬ ‫إلبعاد ابني عن هؤالء وإغالق هذا املكان‪ ،‬إال أنهم قالوا إن هذا‬ ‫مخالف للقوانني وإن ما يجري في املسجد يدخل في إطار‬ ‫حرية املعتقد وممارسة الطقوس‪ ،‬وت��ذرع��وا بأنه ل��م يرتكب‬ ‫هؤالء جرما ليعاقبوا عليه أو ليتم التصرف معهم على وجه‬ ‫مختلف‪ .‬وتطورت األمور أمام أنظار الجميع وهم يشاهدون‬ ‫أمام أعينهم أن هناك من يقتطع قطعا من أكبادنا ويرمي بها‬ ‫خارج الحدود‪ ،‬دون أن يحركوا ساكنا‪ .‬أدركنا وقتها أن جون‬ ‫بدأ ينتهي ويحيط به الخطر ولم يبق أمامي خيار إال أن أتحرك‬

‫ديمتري وابنه جون‬ ‫خالل االحتفال‬ ‫بإنقاذه من قبضة‬ ‫«داعش» (خاص‬ ‫لـ«املجلة»)‬

‫من نفسي»‪ ،‬مضيفا‪ 53« :‬مرة دخلت إلى مناطق املتطرفني‬ ‫في بلجيكا‪ ،‬حتى أتعرف عليهم وأبقى قريبا من ابني‪ ،‬كان‬ ‫هناك العشرات من أبناء األوروبيني‪ ،‬وتمنيت أن أوقف كل هذا‪..‬‬ ‫كنت أراهم َّ‬ ‫يدمرون‪ ،‬في ذلك املسجد تم تنظيم مجموعات من‬ ‫الشباب وتوجيههم للسفر‪ ،‬لكن فشلت في اإلمساك بالدليل‬ ‫القاطع الذي يدين هؤالء‪ ..‬وأنهم مع دروس الشريعة وحلقات‬ ‫قراءة القرآن‪ ،‬ودعوة املارة في الشوارع والساحات العامة إلى‬ ‫مساعدة (املجاهدين) في سوريا‪ ،‬وإضافة إلى إطالقهم على‬ ‫أنفسهم ألقابا بدال من األسماء الحقيقة‪ ،‬كان هناك ما يخفونه‬ ‫ويخططون له س��را‪ ..‬كنت مقتنعا أن هناك ما يخفونه رغم‬ ‫فشلي في الحصول على أي دليل يثبت شرعية مخاوفي»‪.‬‬

‫مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫يستعيد ديمتري مشاهد ما كان يجري في املسجد الذي كان‬ ‫يتردد عليه ابنه‪ ،‬قائال‪« :‬ك��ان اإلم��ام يسأل بشكل جماعي‪:‬‬ ‫أيهما أحب إلى قلوبكم‪ ،‬الله أم أمهاتكم؟ الكل بصوت واحد‬ ‫يقولون‪ :‬الله»‪ ،‬مستأنفا‪« :‬كنا نعاني ونحن نشاهد هذا الشاب‬ ‫الجميل يتغير وينقلب بني ليلة وضحاها إلى شخص آخر‪،‬‬ ‫مئات الشباب مثل ابني ضحية إعالمهم وم��واق��ع التواصل‬ ‫االجتماعي التي يتعذر على الحكومات حظرها ومتابعتها‬ ‫ومراقبتها‪ .‬هم ال يرعبون الشباب أو يجبرونهم على االلتحاق‬ ‫بهم؛ بل يتالعبون بعواطفهم وعقولهم‪ ،‬حتى املدرسة لم تفعل‬ ‫شيئا إلنقاذهم»‪.‬‬ ‫في ‪ 2013 - 1 - 22‬أخبر ج��ون أبويه أن��ه سيذهب في رحلة‬ ‫سياحية إلى هولندا مع مجموعة من أصدقائه‪.‬‬


‫القدرات الذاتية ويقوم بها شخص واحد دون وجود ارتباط‬ ‫تنظيمي م�ب��اش��ر أي ع��دم وج ��ود ات �ص��االت م�ب��اش��رة مع‬ ‫التنظيم‪ .‬هذا النوع من الخاليا ممكن أن يقوم بمحاولة صنع‬ ‫قنابل بإمكانيات ذاتية وفقا لدروس خضع لها على النت‪،‬‬ ‫وباستخدام الكلور أو مواد كيميائية متوفرة في السوق‬ ‫يمكن تحويلها ألغراض إرهابية‪ .‬وهذا النوع من العمليات‬ ‫يعتبر تحديا كبيرا إلى االستخبارات عموما‪ ،‬لعدم وجود‬ ‫اتصاالت يمكن مراقبتها أو كشفها بوقت سابق‪.‬‬

‫إجراءات استباقية‬ ‫لقد اعتبرت أملانيا تنظيم داعش تنظيما إرهابيا وحظرت‬ ‫أنشطته في ‪ 12‬سبتمبر ‪ ،2014‬ورغم أن هذه الخطوة جاءت‬ ‫متأخرة لكنها تبدو أكثر جرأة من باقي الدول األوروبية‬ ‫في مواجهة «داعش»‪ .‬فقد أعلنت أملانيا أنها تعتبر «داعش»‬ ‫تنظيما إرهابيا واعتبرت أي أنشطة دعم وتأييد وترويج له‬ ‫مخالفة للقانون‪ .‬الحظر يشمل املشاركة في هذا التنظيم‬ ‫وربما الجماعات املتطرفة األخ��رى والتجنيد له وأي دعم‬ ‫له بما في ذلك املظاهرات املؤيدة‪ .‬وأك��د دي ميزيير وزير‬ ‫الداخلية األملاني أن قرار الحظر له مفعول فوري ويشمل‬ ‫تجنيد امل�ق��ات�ل�ين ون�ش��ر أي ش ��ارات أو رم ��وز ع�ل��ى صلة‬ ‫بالتنظيم‪ .‬تصريحات وزارة الداخلية األملانية تعكس حجم‬ ‫القلق الذي تعيشه أملانيا‪ ،‬في أعقاب إعالن دعمها للعراق‬ ‫وإلى استراتيجية أوباما بمواجهة «داعش» في العراق‪.‬‬ ‫أم ��ا ال �ط��ري �ق��ة أو ال �خ �ط��ط ال �ت��ي وض�ع�ت�ه��ا االس �ت �خ �ب��ارات‬ ‫األمل��ان�ي��ة ف��ي تعاملها م��ع قضية املقاتلني األج��ان��ب فهي‬ ‫تقوم على االحتواء ومد يد العون لهم بالتزامن مع فرض‬ ‫رقابة استخبارية فاعلة على مدار الساعة إلى الفئة التي‬ ‫تمثل تهديدا أو خطرا حقيقيا ويقدر عددهم بالعشرات‪.‬‬ ‫االستخبارات األملانية قامت بعدد من اإلجراءات االستباقية‬ ‫ملواجهة التحدي أبرزها تطوير ق��درات مكافحة اإلره��اب‬ ‫بتشكيل وحدة خاصة تابعة إلى الشرطة االتحادية ملكافحة‬ ‫اإلره ��اب ‪ -‬املقاتلني األج��ان��ب‪ .‬وأص ��درت ق��ان��ون مكافحة‬ ‫إره��اب جديدا في يناير ‪ 2015‬يفوض االستخبارات من‬ ‫سحب الهويات وال �ج��وازات من األش�خ��اص املشتبه بهم‪.‬‬ ‫وت�ع�ت�ب��ر أمل��ان �ي��ا واح� ��دة م��ن أف �ض��ل ال� ��دول بتطبيق ق��رار‬ ‫مجلس األم��ن رقم ‪ 2178‬الخاص بمنع تدفق األشخاص‬ ‫ل�لال�ت�ح��اق ب��ال�ج�م��اع��ات اإلره��اب �ي��ة‪ .‬ك�ش��ف م��وظ��ف سابق‬ ‫بهيئة االستخبارات األملانية االتحادية (بي إن دي) خالل‬ ‫شهر نوفمبر ‪ 2014‬أن الهيئة تراقب االتصاالت الخاصة‬ ‫ب��امل��واط�ن�ين األمل ��ان ف��ي ال �خ��ارج دون تصريح ق��ان��ون��ي في‬ ‫حاالت معينة‪.‬‬ ‫وأعلن املوظف السابق بالهيئة عن هذه التصريحات في‬ ‫لجنة تحقيقات بالبرملان األملاني (بوندستاج)‪ .‬وفي هذا‬ ‫ال �س �ي��اق‪ ،‬ن�ف��ى وزي ��ر ال �ع��دل األمل��ان��ي أن ت�ك��ون اإلج� ��راءات‬ ‫القانونية الجديدة حول اإلره��اب أمرا مبالغا فيه‪ ،‬معتبرا‬ ‫أنها تقع ضمن إج��راءات دولية ملكافحة اإلره��اب‪ .‬ويجرم‬ ‫القانون الجديد التخطيط لاللتحاق بمقاتلني في الخارج‬ ‫أو جمع تبرعات لهم‪ .‬ويتبنى ن��واب االئتالف الحاكم في‬ ‫البرملان األملاني مواقف مختلفة إزاء ما يسمى بالترويج‬ ‫للتعاطف م��ع الجماعات اإلره��اب�ي��ة‪ ،‬حيث يؤيد التحالف‬ ‫املسيحي املنتمية إليه املستشارة أنجيال ميركل تجريم‬ ‫تلك امل�م��ارس��ات‪ ،‬بينما ي�ع��ارض ذل��ك ال�ح��زب االش�ت��راك��ي‬ ‫الديمقراطي املنتمي إليه ماس‪.‬‬

‫وزير الخارجية األملانية فرانك‬ ‫فالتر خالل مؤتمر صحافي‬ ‫في برلني يونيو املاضي بعد‬ ‫يوم من الهجوم اإلرهابي‬ ‫لـ«داعش» في منتجع شاطئ‬ ‫بتونس أدى إلى مقتل ‪ 38‬من‬ ‫السياح (غيتي)‬

‫تعاون استخباري‬ ‫أكدت املستشارة األملانية أنجيال ميركل استمرار بالدها‬ ‫في دعم العراق بمجال التجهيزات العسكرية وتدريب‬ ‫القوات األمنية‪ ،‬ضمن سياسة برلني في مواجهة خطر‬ ‫اإلره� ��اب‪ .‬وت�ش�ي��ر ال�ت�ق��دي��رات ب��أن أمل��ان�ي��ا وب�ع��ض دول‬ ‫االت �ح��اد األوروب� ��ي فتحت أب��واب��ا خلفية م��ع امل�ع��ارض��ة‬ ‫ال �س��وري��ة م��ن أج��ل ال�ح�ص��ول ع�ل��ى ب�ي��ان��ات وتفاصيل‬

‫املقاتلون األجانب‪ .‬وقد اعتمدت أملانيا سياسة جديدة‬ ‫وهي عرض ونشر تجارب املنشقني أو العائدين من القتال‬ ‫خالل محاكماتهم لكي يكونوا درسا إلى بقية الشباب‬ ‫ضمن مواجهة دعاية «داعش» أما اإلنترنت فقد فرضت‬ ‫أيضا رق��اب��ة على وس��ائ��ل التواصل االجتماعي لتغلق‬ ‫أح��د األب��واب املهمة في مصادر التجنيد إل��ى «داع��ش»‪.‬‬ ‫واتخذت أملانيا خطوات مشتركة إلعادة سياساتها في‬ ‫مكافحة اإلره��اب‪ ،‬فإصدار القانون الجديد الذي يجرم‬ ‫جمع التبرعات أو تأييد الجماعات اإلرهابية هو خطوة‬ ‫من شأنها أن تحجم نشاط الجماعات املتطرفة‪ .‬إن تغيير‬ ‫ال�س�ي��اس��ات وتحجيم ه��ذه ال�ج�م��اع��ات ج ��اءت متأخرة‬ ‫نسبيا‪ ،‬ف��ي أع�ق��اب تنامي خطر املتطرفني العائدين‪.‬‬ ‫يبقى العمل االستخباري في مواجهة اإلره��اب يحتل‬ ‫األولية أكثر من العمل العسكري واألمني عند الحكومة‬ ‫األملانية فالبحث والتحري عن التنظيمات اإلرهابية يعتبر‬ ‫أول��ى الخطوات‪ ،‬وتبقى املصادر البشرية التقليدية في‬ ‫جمع املعلومات أكثر أهمية إل��ى جانب املصادر الفنية‬ ‫التقنية‪ .‬يبقى جمع املعلومات واتخاذ خطوات وإجراءات‬ ‫استباقية معلوماتية وتنفيذية ض��د أه ��داف محتملة‬ ‫أن ت�ك��ون إره��اب�ي��ة أه��م ال��رك��ائ��ز ف��ي مكافحة اإلره ��اب‪.‬‬ ‫االس �ت �خ �ب��ارات األمل��ان �ي��ة ح ��ذرة وم�ت��أه�ب��ة ل��ذل��ك نجحت‬ ‫بإفشال أي عملية إره��اب�ي��ة على أراض�ي�ه��ا وأخضعت‬ ‫بعض الخاليا إلى القضاء‪ .‬وتعتبر أملانيا ساحة نظيفة‬ ‫من العمليات اإلرهابية مقارنة بدول أوروبا األخرى‪ .‬إن‬ ‫توازي العمل االستخباري مع الدعم السياسي من شأنه‬ ‫أن يأتي بنتائج إيجابية‪ ،‬لذا تمكنت االستخبارات األملانية‬ ‫من تفكيك عدد من الخاليا لتنظيم داعش قبل تنفيذها‬ ‫وكشفت أجهزة األمن أيضا عن تفكيك بعض الخاليا‬ ‫التابع لتنظيم داعش <‬

‫سياسة أملانيا في مواجهة الجماعات املتطرفة‬

‫> شن حملة عبر وسائل اإلعالم ملواجهة د‬ ‫عاية «داعش» و«القاعدة» وتنظيمات أخرى عبر‬ ‫وس��ائ��ل التواصل االجتماعي واإلنترنيت وو‬ ‫س��ائ��ل اإلع�ل�ام ويتضمن امل�ش��روع أيضا نشر‬ ‫مقابالت ملقاتلني تائبني عا‬ ‫ئدين من سوريا والعراق ومناطق الصراع األخرى‪.‬‬ ‫> مراقبة اإلنترنت عبر‬ ‫مح‬ ‫ركات‬ ‫غ‬ ‫وغل و«‬ ‫فيسبوك» من أجل غلق حسابات املتطرفني ورفع‬ ‫الصور الدعائية لهذه الجماعات‪.‬‬ ‫> التعاون املعلوماتي داخ��ل دول االتحاد ا‬ ‫ألوروب��ي أي تعزيز جمع وتبادل املعلومات داخل‬ ‫االتحاد األوروبي والتي من املتوقع‬ ‫أن تواجه بتحفظات القضاء والنواب األوروبيني‪.‬‬ ‫> التعاون املعلوماتي بتعقب املطلوبني في‬ ‫معاقل اإلره��اب ومنها ال�ع��راق وس��وري��ا واليمن‬ ‫وشمال أفريقيا‪ ،‬أي فتح قنوات للتعاون اال‬ ‫ستخباري وتبادل املعلومات مع دول املنطقة حول‬ ‫املقاتلني األجانب‪.‬‬ ‫> مراجعة اتفا‬ ‫قيات‬ ‫اال‬ ‫تحاد‬ ‫األو‬ ‫روبي أبرزها‬ ‫اتفاقية «الشنغن»‪ ،‬وربما تحديد حركة التنقل‪.‬‬ ‫> إعادة فهم وتعريف وضوابط إنشاء ون‬ ‫شاط الجمعيات اإلسالمية الناشطة في أوروبا‪.‬‬ ‫> تقديم بيانات املسافرين من قبل‬ ‫خطوط الطيران إلى أجهزة األمن واالستخبارات‪.‬‬ ‫> مراجعة القوانني وال�ق�رارات والتشريعات‬ ‫التي تحد أجهزة األم��ن من مراقبة املطلوبني أو‬ ‫املحتمل أن يكونوا إرهابيني‪.‬‬ ‫> فرض‬ ‫إجراءات جديدة في حق اللجوء واإلقامة لألجانب‪.‬‬ ‫> اتخاذ إجراءات استباقية استخباراتية في ت‬ ‫عقب املشتبه بهم واتخاذ إجراءات تنفيذية ضدهم‬ ‫وتصعيد حالة التأهب عند الشرطة واألمن‬ ‫وإعادة النظر بمهام دوريات الشرطة وتسليحها‪.‬‬ ‫> تعزيز أمن املعلومات‪.‬‬ ‫> سحب جوازات السفر من املشتبه بهم‪.‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪19‬‬


‫املستشارة األملانية‬ ‫أنجيال ميركل‬

‫طرحت أملانيا سياستها وخططها بشكل واضح في مواجهة الجماعات املتطرفة التي تتخذ من الدين غطاء‬ ‫لنشاطها باسم «الدعوة» وتميزت سياستها بعدم التطرف بقدر ما هو احتواء إلى هذه الجماعات وعدم‬ ‫استفزازها أمنيا‪ .‬وبالتزامن من ذلك تبنت الحكومة سياسة دعم املنابر واملراكز التي تقدم النصح إلى الشباب‬ ‫خاصة من النساء لعدم التورط أو مناصرة هذه الجماعات املتطرفة‪.‬‬

‫الشرطة الجنائية االتحادية لـ‬

‫ً‬ ‫مسرحا لعمليات اإلرهاب‬ ‫‪ :‬أملانيا باتت‬

‫كيف تواجه ميركل املقاتلني األجانب؟‬ ‫برلني‪ :‬حسن الرماحي‬ ‫ك �ش �ف��ت ت� �ق ��اري ��ر امل �ك �ت��ب االت � �ح � ��ادي ل�ح�م��اي��ة‬ ‫ال��دس �ت��ور ف��ي أمل��ان �ي��ا‪ ،‬أن ال �ج �م��اع��ات امل�ت�ط��رف��ة‬ ‫ترفض سياسات االندماج والتكامل االجتماعي‪.‬‬ ‫وتتركز هذه الجماعات بشكل خاص في مدن مثل كولونيا‬ ‫ودوس�ل��دورف وبوخوم وفوبرتال وزولينغن‪ ،‬كما تعتبر‬ ‫م��دي�ن��ة ب��ون أح��د م�ع��اق��ل ال�ج�م��اع��ات امل�ت�ط��رف��ة ف��ي أمل��ان�ي��ا‬ ‫وكذلك مدينة فرانكفورت وترتبط هذه الجماعات بشبكات‬ ‫مسلحة متطرفة تدار من مصر وسوريا واليمن والعراق‬ ‫وأفغانستان ودول أخرى‪.‬‬ ‫وف��ي تصريح إل��ى ي��ورغ سيركه رئ�ي��س مكتب الشرطة‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫الجنائية االتحادية في هذا السياق‪ ،‬أن أملانيا ليست مهددة‬ ‫فقط م��ن قبل اإلره ��اب ال��دول��ي ول��م تعد م�م� ً�را لإلرهابيني‬ ‫ب��ل أص�ب�ح��ت م�س� ً‬ ‫�رح��ا لعمليات اإلره ��اب ال�ت��ي ي�ق��وم بها‬ ‫إره��اب �ي��ون ب��دواف��ع دي�ن�ي��ة‪ .‬وه ��ذا ي�ع�ن��ي أن تنظيم داع��ش‬ ‫والجماعات املتطرفة األخرى كانت تتخذ أملانيا من وجهة‬ ‫نظرهم «أرض مدد» لكن اآلن تحولت إلى أرض «جهاد» في‬ ‫منظور ومفاهيم هذه الجماعة‪ .‬وهذا يعني أن أملانيا باتت‬ ‫فعال مهددة‪ ،‬ووقوع عمليات «فردية» بات متوقعا‪ .‬يضيف‬ ‫سيركه " إن خطر املقاتلني األجانب اعتبرته االستخبارات‬ ‫التحالف‬ ‫األملانية تهديدا قائما إلى أمنها منذ أشهر وما بعد‬ ‫الخاليا الفردية‬ ‫الدولي في سبتمبر (أيلول) ‪ .2014‬لكن السياسة األملانية‬ ‫كانت مهنية كثيرا وتعاملت مع هذه القضية بحكمة‪ ،‬في الخاليا الفردية‪ ،‬أو الذئاب املنفردة املتوحدة ربما هي األكثر‬ ‫إصدار قوانني واتخاذ إج��راءات جديدة دون أن تثير ريبة احتماال في أوروب��ا‪ ،‬هذه الخاليا تنشط كونها تقوم على‬ ‫التنظيم أو تستفز املسلمني املوجودين في أملانيا‪ .‬الحكومة‬ ‫األملانية عبرت بأكثر من خطوة تقربها من املسلمني من‬ ‫خ�لال التصريحات وزي��ارات إل��ى املسلمني وإل��ى ومقرات‬ ‫الالجئني لسحب أي فرصة لجماعة «داع��ش» استثمارها‬ ‫للدعاية ضد أملانيا"‪.‬‬ ‫يذكر أن أملانيا كان لها تواجد في قوات إسناد وداعمة في‬ ‫أفغانستان أكثر من تواجدها ألغراض قتالية‪ ،‬لكنها اآلن‬ ‫في العراق هي تدعم تسليح الكرد وحكومة بغداد‪.‬‬


‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫هل يكون العماد عون‬ ‫حصان طروادة الفارسي‬ ‫في لبنان؟!‬

‫اشرتك اآلن‬ ‫واحصل على‬ ‫نسختك الورقية‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫سقوط سيناريو‬ ‫«الزعيم» و«السيد»‬ ‫في اليمن‬

‫طرائف وغرائب‬ ‫روحاني مع ندى‬ ‫العرافة‬

‫علي سالم يكتب‪ :‬خذوني معكم في الحوار اإليراني الخليجي‬ ‫وزير النقل املصري‪ :‬قناة السويس الجديدة قاطرة القتصاد املنطقة‬

‫التنظيم يهدد بإمارة يف أوروبا عاصمتها برلني‬

‫ميركل تتعهد بدحر «داعش»‬ ‫< داخل العدد‪:‬‬

‫الذئاب املنفردة‬ ‫في تركيا‪ ..‬الجيل‬ ‫الثاني لـ «حزب الله»‬ ‫الكردي املتطرف‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ‫‪09‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫فورن أفيرز‪ /‬أيار‪ /‬مايو ‪57 - 2014‬‬

‫‪Issue 1611 - September 2015‬‬

‫‪2015‬‬ ‫أيلول‬ ‫‪1611‬‬ ‫العددالعدد‬ ‫(سبتمبر)‪2015‬‬ ‫أيار ‪(--‬يوليو)‬ ‫(يونيو)‬ ‫(مايو)‬ ‫تموز‬ ‫حزيران‬ ‫‪1607‬‬ ‫‪1609‬‬ ‫‪1608‬‬ ‫العدد‬

‫‪17‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪51‬‬


‫شاركوا في معارك حقيقية‪ ،‬وهذا ما تعمل السلطات األمنية كبيرة من الفتيات لالنضمام إلى تنظيم داع��ش في العراق التي تجذب الفتاة خاصة املراهقة‪ .‬وعندما تعلق واحدة في‬ ‫على الكشف عنه‪.‬‬ ‫وسوريا‪ ،‬من بينهن فتيات من أملانيا‪ ،‬لذا يعتقد املكتب بوجود الصنارة تظل تالحقها إلى أن تقنعها بجمال الحياة «في ظل‬ ‫ت�ع��اون ب�ين نساء مثل أم أسما يقمن حاليا ف��ي س��وري��ا أو الدولة اإلسالمية والزواج بمجاهد مسلم»‪ ،‬والخطوة األخيرة‬ ‫العراق ومتعاونات معهن في أملانيا من أجل البحث عن فتيات‪ .‬تكون التخطيط للوصول إلى سوريا أو العراق‪ .‬وهناك داعشية‬ ‫أرملة تخون أميرا داعشيا‬ ‫وع��ن مصير الفتيات عند وصولهن يقول امل�ص��در بأنهن أملانية تطلق على نفسها اسم «املهاجرة» ترافق الفتيات عن‬ ‫الفضل في توقيف التركي عصمت د‪ 41( .‬سنة) ويعرف يصلن إلى سوريا غالبا من أوروب��ا ويجمعن في معسكر طريق «فيسبوك» وتكتب لهن عن حياتها الجميلة في العراق‬ ‫باألمير ويسكن حي موابيت في برلني وغالبيته من األتراك بمدينة الرقة السورية‪ ،‬وهو بحراسة مشددة من قبل نساء‪ ،‬على أساس الدين اإلسالمي‪ .‬كما أنها تقدم نصائح ومعلومات‬ ‫والعرب‪ ،‬يرجع إلى معلومات أدلت بها أرملة أحد املقاتلني الذين ويحجزن هناك إلى حني اختيار أزواج لهن‪ ،‬ومن أملانيا وحدها قد تحتاج إليها زوجات املجاهدين في أملانيا أو الوعد بالعثور‬ ‫قتلوا في سوريا‪ ،‬وهي من أذربيجان‪ .‬واملوقوف اعتقل مع تقدر املخابرات األملانية وجود مائة فتاة‪ ،‬لكن املشكلة الكبرى على عريس مقاتل لوجود الكثير من املقاتلني غير متزوجني‪.‬‬ ‫وتستخدم بعض ال��داع�ش�ي��ات «تويتر»‬ ‫أمني (‪ 43‬سنة) وهو صديق له بتهمة املشاركة في عمليات التي تخشى أملانيا مواجهتها إغراء‬ ‫خ�ط�ي��رة ف��ي س��وري��ا وال �ش �ك��وك ب�ق�ي��ام عصمت‬ ‫إلرسال تغريدات لوصف املجتمع املسلم‬ ‫ب �غ �س��ل أم � ��وال ل �ص��ال��ح ت�ن�ظ�ي�م��ه‪،‬‬ ‫حسب التشريعات الداعشية والحديث‬ ‫وأطلق سراح االثنني بعد وضعهما‬ ‫ع ��ن م �ب��اه��ج ال �ح �ي��اة األس ��ري ��ة وت��رب �ي��ة‬ ‫تحت املراقبة ومنعهما من مغادرة‬ ‫األطفال لكي يصبحوا مقاتلني من أجل‬ ‫أملانيا‪ .‬كما أفشت األرملة الحزينة‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫معلومات عن أربعة داعشيني في‬ ‫وال �خ �ط �ي��ر ظ �ه��ور م �ن �ح��ى ج��دي��د عن‬ ‫برلني من الشيشان وداغستان وتم‬ ‫طريق «تويتر» وه��و موقع «أس��ك إف‬ ‫تفتيش شققهم‪.‬‬ ‫إم» ي �ش��رح ك�ي�ف�ي��ة ب�ح��ث ال �ق��اص��رات‬ ‫عن سبل لكيفية التعامل مع الوالدين‬ ‫وزير الداخلية‪ :‬أعضاء‬ ‫ال � �ل� ��ذي� ��ن ي� ��رف � �ض� ��ان ال � �س � �م� ��اح ل �ه��ن‬ ‫بااللتحاق ب�ـ«داع��ش» وأيضا السبل‬ ‫«داعش» في تزايد‬ ‫ل�ل��وص��ل إل��ى س��وري��ا أو ال �ع��راق‪ ،‬إال‬ ‫أن بعضهن ف��ي أمل��ان�ي��ا تغلنب على‬ ‫ل��م ي�خ��ف ت��وم��اس دي م��زي�ي��ر وزي��ر‬ ‫رفض الوالدين بادعاء السفر إلى بلد‬ ‫الداخلية األملاني قلقه من تعاظم شأن‬ ‫«داعش»‪ ،‬فهو قال في حديث له إن عدد‬ ‫أوروب��ي شرقي له حدود مع تركيا‪،‬‬ ‫وهذا َّ‬ ‫املنتسبني في أملانيا إلى هذا التنظيم مع‬ ‫سهل ‪ -‬حسب وزارة الداخلية‬ ‫الجنسية أيوب (‪ً 27‬‬ ‫م��ن غ��ادر للقتال ف��ي س��وري��ا وال�ع��راق‬ ‫األملانية ‪ -‬سفر نحو ‪ 600‬فتاة من‬ ‫عاما) بتهمة االنتساب إلى تنظيم داعش‬ ‫محاكمة التونسي أملاني‬ ‫يوليو املاضي وأخفى املتهم وجهه بملف القضية الذي يحمله معه (أ‪.‬ف‪.‬ب)‬ ‫ي�ص��ل إل��ى ‪ 6500‬م��ا ي��دف��ع إل��ى ال�ق��ول‬ ‫أمل��ان�ي��ا ي��وج��دن حاليا ف��ي مناطق‬ ‫بأن أملانيا تعيش تطورات شبيهة بتلك‬ ‫لتنظيم داعش في العراق وسوريا‬ ‫التي تعيشها فرنسا وبلجيكا‪ ،‬إال أن‬ ‫بأعمار ما بني ‪ 16‬و‪ 27‬سنة‪ ،‬من‬ ‫بينهن زوج��ات مقاتلني‪ ،‬نصف‬ ‫أج �ه��زة األم ��ن تمكنت ع�ب��ر ع��دة سبل‬ ‫هذا العدد سافر الصيف املاضي‬ ‫ووس��ائ��ل م��ن ج�م��ع م�ع�ل��وم��ات ال ب��أس‬ ‫بها حول أنشطة اإلسالميني املتشددين‬ ‫والسيل ال ينقطع‪ ،‬مع أن شرطة‬ ‫في أملانيا‪ ،‬وم��ن تحديد هوية أكثر من‬ ‫الحدود أوقفت العشرات منهن‪.‬‬ ‫أل��ف ش�خ��ص يشكلون بالفعل تهديدا‬ ‫وح � �ي ��ال ه � ��ذا ال �ن �ف ��وذ امل �ت��زاي��د‬ ‫ألم��ن أمل��ان�ي��ا‪ ،‬وع ��دد امللتحقني بمناطق‬ ‫ل �ـ«داع ��ش» وه ��ذا م��ا ال يعترف‬ ‫ب��ه السياسيون األمل ��ان‪ ،‬ال يتم‬ ‫ال�ت��وت��ر ب�ه��دف ال�ق�ت��ال ي ��زداد ش�ه��را بعد‬ ‫بالفعل اتخاذ إجراءات قانونية‬ ‫ش�ه��ر‪ .‬ك�م��ا يحقق االدع� ��اء ال �ع��ام بشأن‬ ‫ص ��ارم ��ة ج ��دا ل �ل �م��واج �ه��ة‪ ،‬ما‬ ‫مقاتلني متهمني ليس فقط باالنتماء إلى‬ ‫ي�س�م��ح ألن �ص��ار ه��ذا التنظيم‬ ‫تنظيم محظور‪ ،‬بل وتعذيب معتقلني لدى‬ ‫ب��ال�ع�م��ل ب �ه ��دوء‪ ،‬م�ث��ل السفر‬ ‫التنظيم وعملوا في معتقالت جرت فيها‬ ‫عمليات قطع رؤوس الرهائن األميركيني‬ ‫من دون صعوبات‪ ،‬باألخص‬ ‫وال �ب��ري �ط��ان �ي�ين وال �ي��اب��ان �ي�ين‪ ،‬وه� ��ذه ك��ان��ت‬ ‫عن طريق بلدان مثل رومانيا‬ ‫اعترافات شاب أملاني عاد إلى أملانيا وكان‬ ‫وبلغاريا‪ ،‬أو حتى من البلدان‬ ‫ض�م��ن م�ع��اه��دة شنغن التي‬ ‫قد عمل في عدة معتقالت تابعة لـ«داعش»‪،‬‬ ‫رف�ع��ت ال �ح��دود‪ ،‬مثل ق�ب��رص أو مالطا‬ ‫والتحقيقات جارية معه ملعرفة السبل التي‬ ‫جانب من تدريب الجيش األملاني للبيشمركة الكردية ضمن خطة أملانيا‬ ‫لتجهير القوات الكردية ملواجهة التطرف وتنظيم داعش اإلرهابي (غيتي)‬ ‫تمكن بها م��ن ال�خ��روج م��ن املناطق التي تسيطر‬ ‫ال�ق��ري�ب��ة م��ن ل�ي�ب�ي��ا‪ .‬وامل�ش�ك�ل��ة األخ��رى‬ ‫التي تجب مواجهتها بسرعة سهولة‬ ‫عليها قوات «داعش»‪.‬‬ ‫األمهات بالتوجه إلى تنظيم داعش برفقة أوالده��ن فهذا ما دخولهم إلى تركيا‪ ،‬فإذا ما تواصل الوضع فإن منابع تزويد‬ ‫حدث في بعض البلدان‪.‬‬ ‫«داع��ش» بوقود بشري لن تنضب‪ .‬وم��ا يزيد الطني بلة أن‬ ‫داعشيات يلعنب دورا مهما‬ ‫وأسهل الكمائن الصطياد الفتيات هو املنتديات الصغيرة القوانني التي ناقشتها أملانيا ملواجهة سهولة السفر والعودة‬ ‫ما يقلق أملانيا اليوم هو تزايد عدد الفتيات اللواتي يلتحقن التي تحاول القائمات عليها إقناع الفتاة كي تصبح جزءا لم تقر بجدية بعد‪ ،‬مثل سحب الهوية وجواز السفر من كل‬ ‫بتنظيم داعش‪ .‬وحسب معلومات مكتب حماية الدستور من من مجتمع النخبة اإلسالمية الجديدة‪ ،‬أي «الدولة اإلسالمية» من تحوم حوله الشبهات بانتمائه أو نيته السفر لاللتحاق‬ ‫النساء املتخصصات بصيد الفتيات سيدة يطلق عليها اسم التي يريد «داعش» بناءها‪ .‬وهناك فتيات ينتمني إلى «داعش» بصفوف «داع��ش»‪ ،‬وهذا يسهل أيضا عملية سفر الفتيات‬ ‫«أم أسما»‪ ،‬تمكنت خالل العامني املاضيني من إرسال أعداد لهن نشاط على شبكة التواصل االجتماعي لنشر املعلومات دون السن القانونية إلى سوريا عبر تركيا <‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬


‫متطرف أملاني‬ ‫يجلس يسار‬ ‫الصورة مع زميل‬ ‫له داخل معسكر‬ ‫لتدريب املقاتلني‬ ‫األجانب‬ ‫في تدمر‬

‫لحظة وصول بريشا (‪ً 20‬‬ ‫عاما) أملاني الجنسية إلى املحكمة اإلقليمية العليا في فرانكفورت (هيسن)‬ ‫في أول محاكمة في البالد لعضو أملاني بتنظيم داعش شارك في القتال بسوريا والعراق عام ‪( 2014‬غيتي)‬

‫جوعا ونساء مسلمات تغتصب‪ .‬وكان أوسيف يغري الشباب‬ ‫في املسجد بإمكانية حصولهم على سيارات فخمة والزواج‬ ‫بأربع نساء إذا ما التحقوا بتنظيم داعش‪.‬‬ ‫كما نقلت أقوال إبراهيم ب‪ .‬صورة لم تكن متوفرة من قبل عن‬ ‫أمور داخلية لتنظيم داعش‪ ،‬منها أن قيادة «داعش» مصابة‬ ‫بالقلق والخوف دائما من وجود جواسيس في معسكراتها‬ ‫أو ضمن كوادرها؛ لذا يوضع كل من يلتحق بها تحت املراقبة‬ ‫لفترة طويلة جدا‪ ،‬وقد يكون في السجن بعكس املاضي‪ ،‬حتى‬ ‫إن البعض منهم وكان هو واحدا من بينهم وضعوا في زنزانة‬ ‫ملطخة بالدماء‪ ،‬بعدها قرر الهرب ونجح في نهاية أغسطس‬ ‫عام ‪ ،2014‬وكان قبل ذلك قد فشل في تنفيذ عملية انتحارية‬ ‫في بغداد بعد كشف أمرها قبل تنفيذها‪ ،‬وق��ال أيضا إن‬ ‫ممارسات «داعش» ال عالقة لها بالدين اإلسالمي‪.‬‬ ‫وسبق أن أصدرت محكمة في ميونيخ في شهر يونيو املاضي‬ ‫حكما بالسجن على شاب هارون ب‪ 24( .‬عاما) وهو أفغاني‬ ‫يحمل الجنسية األملانية ملدة ‪ 11‬عاما وذل��ك بتهمة االنتماء‬ ‫إلى تنظيم داعش واملساعدة على محاولة القتل والقتال في‬ ‫سوريا‪ .‬ولقد اعترف أمام املحكمة بأنه أطلق قذيفة هاون أثناء‬ ‫هجوم إرهابي على السجن املركزي في مدينة حلب السورية‪.‬‬ ‫ورغم الحكم الطويل بحقه زود هارون السلطات بمعلومات‬ ‫مهمة تتعلق بمحاكمات إرهابيني في برلني ودوسلدورف‪.‬‬ ‫خاليا داعشية بقدرات تقنية عالية‬ ‫يقول هانز دلكر مسؤول باألمن القومي األملاني لـ «املجلة»‪:‬‬ ‫يشكل تنظيم «داعش» ً‬ ‫خطرا على أوروبا أكثر من دول املنطقة‬ ‫العربية حيث حملت ث��ان��ي محاكمة ألع�ض��اء ف��ي التنظيم‬ ‫معلومات ج��دي��دة تشير إل��ى التقنية العالية التي يتم فيها‬ ‫التحضير للعمليات اإلرهابية وأن املشرفني عليه أو على‬ ‫العمليات ليسوا هواة تكنولوجيا بل خبراء ذوو معرفة حتى‬ ‫بكيفية استعمال األسلحة الحديثة‪ ،‬ولقد تمكن التنظيم أيضا‬ ‫من بناء شبكة إرهابية في أملانيا عالية االحترافية تجعله‬ ‫على اتصال بمساعديه واملنتسبني إليه أو املوالني له‪ ،‬مع ذلك‬ ‫استطاعت السلطات األمنية عبر الثغرات التقنية الكشف‬ ‫عن مكاملات هاتفية ألعضاء لها‪ ،‬منها تونسي يعتقد أنه‬ ‫رئيس الشبكة في أملانيا (لم يعلن عن اسمه ألسباب أمنية‬ ‫حسب املسؤول االمني) وعمره ‪ 39‬سنة تم التنصت على‬ ‫مكاملاته وقال في أحدها إن الشبكة في أملانيا تابعة لـ«داعش»‬ ‫ومهمتها رعاية مئات من عائالت أعضاء تنظيم داعش في‬ ‫الخارج‪ ،‬وهي تتلقى بشكل متواصل الدعم املالي من «داعش»‬ ‫ليوزع بعد ذلك على املقاتلني وعائالتهم‪ .‬وهذا التونسي كان‬ ‫مالكما وق��ال م��درب��ه عنه إن��ه يمتلك ق��درات ّجسدية هائلة‪،‬‬ ‫فهو يتحمل التعذيب وله قدرة كبيرة على تعلم ما يصعب‬ ‫على اآلخرين تعمله‪.‬‬ ‫ويضف دلكر "ال يستطيع مكتب حماية الدستور تحديد‬ ‫رقم لعدد السلفيني اإلرهابيني في أملانيا فقد يصل اليوم‬ ‫إلى ‪ 6300‬وحتى نهاية هذا العام إلى ‪ 7‬آالف وكان العدد‬ ‫في األعوام املاضية ال يتجاوز ‪ ."2800‬بينما يقول هانس‬ ‫جيورج ماسن مدير مكتب االدعاء العام األملاني " بالطبع‬ ‫هناك أشخاص نعرفهم باالسم إال أن سبب عدم التمكن‬ ‫من تحديد رقم ملن يغادر لاللتحاق بصفوف «داعش» في‬ ‫سوريا أو العراق هو دائما وجود أشخاص جدد يريدون‬ ‫التوجه إل��ى هناك ال نعرفهم أب��دا‪ ،‬ل��ذا يمكن الحديث فقط‬ ‫ع��ن أرق��ام مخيفة‪ ،‬لكن م��ا ه��و مؤكد أن م��ا ب�ين سبع إلى‬ ‫عشر عمليات انتحارية قام بها أشخاص من أملانيا‪ ،‬وعدد‬ ‫العائدين إلى أملانيا نحو ‪ 150‬الكثير منهم ال نعرف ماذا‬ ‫فعلوا في معسكرات التدريب‪ ،‬لكن ‪ 25‬شخصا على األقل‬ ‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪15‬‬


‫تدل تصريحات كبار السياسيني األملان على أن بالدهم لم تعد بمنأى عن‬ ‫خطر تنظيم داعش‪ ،‬ويجب اتخاذ خطوات حاسمة تدل على حقيقة حجم‬ ‫هذا التنظيم في أملانيا وأنه لم يعد يقتصر على مجموعات صغيرة‪ ،‬بل‬ ‫له شبكة تعمل ضمنها‪ ،‬ولقد ارتفع عدد املوقوفني العائدين من ساحات‬ ‫القتال إن في سوريا أو العراق ملحاكمتهم‪ ،‬وتجري حاليا ثاني محاكمة‬ ‫لشابني تونسيني وعدد ال بأس به ينتظر املحاكمة‪.‬‬

‫في أعقاب نشر التنظيم اإلرهابي‬ ‫شريط فيديو يتوعد فيه «أملانيا» وميركل‬

‫«داعش» يهدد بإمارة له‬ ‫في أوروبا عاصمتها برلني‬ ‫برلني‪ :‬اعتدال سالمة‬ ‫في أول شريط فيديو باللغة األملانية كشفت عنه‬ ‫دوائ��ر امل�خ��اب��رات األمل��ان�ي��ة‪ ،‬دع��ا تنظيم داع��ش إلى‬ ‫قتل كل كافر‪ ،‬كما هدد املستشارة األملانية أنجيال‬ ‫ميركل وهدد بالقيام بعمليات إرهابية في أملانيا والنمسا‪.‬‬ ‫وفي الفيديو أيضا مشاهدة لعملية إعدام رهينتني في مدينة‬ ‫حلب‪ .‬وكتحد للسلطات األملانية يظهر في الفيديو الذي يبلغ‬ ‫طوله خمس دقائق ونصف الكثير من أعضاء التنظيم في‬ ‫أملانيا والنمسا‪ ،‬من بينهم املدعو أبو عمر األملاني‪ ،‬ويعتقد أنه‬ ‫أملاني األصل‪ ،‬والنمساوي املتشدد محمد محمود امللقب بأبو‬ ‫أسامة الغريب‪ ،‬وكان يعيش في فيينا‪ ،‬ودعا كل املسلمني في‬ ‫أملانيا لذبح الكفار‪ ،‬قائال‪« :‬ال تحتاج سوى إلى سكني كبيرة من‬ ‫أجل ذبح الكفار كما الكالب»‪ .‬كما وجه تهديده إلى املستشارة‬ ‫ميركل ب��ال�ق��ول‪ ،‬س��وف ن�ث��أر مل��ا وج��ه إل��ى النبي (ص�ل��ى الله‬ ‫عليه وسلم) من شتائم وملا سببتموه من دم��اء ولألسلحة‬ ‫التي أرسلتموها إلى أعدائنا في أفغانستان‪ ،‬وستكون أعمال‬ ‫الثأر في بالدكم‪.‬‬ ‫وك ��ان "أب ��و ع�م��ر األمل��ان��ي" ال�ق�ي��ادي بتنظيم « داع ��ش» ه��دد‬ ‫ب��إم��ارة للتنظيم ف��ي أوروب��ا عاصمتها ب��رل�ين‪ .‬وم��ن جانبها‬ ‫دعت املستشارة األملانية أنجيال ميركل الى التصدى بحسم‬ ‫لإلرهاب الدولي‪،‬وتوعدت بالقضاء على التطرف‪.‬‬

‫ب (‪ 27‬سنة) بتهمة االنتساب إلى تنظيم داعش والقتال في‬ ‫صفوفه في سوريا والعراق وتقديم الدعم املالي له ومحاولة‬ ‫تجنيد شباب لاللتحاق بالتنظيم‪ُ .‬ويتهم إبراهيم بالتدرب على‬ ‫القتال العام املاضي والتخطيط لعملية انتحارية في بغداد‪،‬‬ ‫بينما ي��واج��ه أي��وب تهمة انتسابه طواعية إل��ى «داع��ش» من‬ ‫أج��ل القيام بعمليات انتحارية‪ ،‬ويعيش الشابان في مدينة‬ ‫فولفسبورغ األملانية وتعتبر قلعة للمتطرفني اإلسالميني‪ ،‬إذ‬ ‫سافر منها حسب السلطات األملانية نحو ‪ 20‬شخصا التحقوا‬ ‫بتنظيم داع��ش‪ .‬وسبق إلبراهيم أن اعترف بأن السجن في‬ ‫أملانيا بالنسبة له أرحم من الحرية في سوريا لفظاعة ما يجري‬ ‫هناك‪ .‬وتراهن السلطات األملانية على أقوال الشابني للحصول‬ ‫على معلومات حول السبل التي يسلكها «داع��ش» من أجل‬ ‫تنظيم أو جذب الشباب في أملانيا وغيرها‪.‬‬

‫أيوب يهوى كرة القدم والنساء‬

‫والحكم الذي يطالب به االدع��اء العام هو السجن ملدة عشرة‬ ‫أع��وام‪ ،‬في الوقت ال��ذي يحاول فيه املتهمان التنصل من كل‬ ‫ال�ت�ه��م رغ��م وج ��ود أدل ��ة ت��ؤك��د مشاركتهما ف��ي م �ع��ارك في‬ ‫سوريا والعراق‪ .‬واالدع��اء العام على قناعة بأنهما عادا إلى‬ ‫أملانيا بالفعل لكنهما ما زاال متمسكني بآيديولوجية «داعش»‬ ‫اإلرهابية ألنهما على قناعة بها‪ ،‬ما يدفع إل��ى التشكك في‬ ‫نيتهما القيام بأعمال إرهابية ف��ي أملانيا‪ .‬كما يستند في‬ ‫مطالبته بإنزال أشد العقوبات إلى سلوك أي��وب في السجن‬ ‫محاكمة تونسييان يحمالن الجنسية األملانية بأنه يتصرف عكس ما يدلي به أمام املحكمة بأنه أجبر على‬ ‫القتال‪ ،‬أيضا إلى اتصاالت له عبر «تويتر» يتحدث فيها عن‬ ‫ب ��دأت ف��ي م��دي�ن��ة س��ال�ي��ه ش��رق أمل��ان�ي��ا م�ح��اك�م��ة التونسيني معركة مثال في البوكمال عن الحدود السورية ‪ -‬التركية في‬ ‫ويحمالن الجنسية األملانية إبراهيم هـ ب (‪ 26‬سنة) وأيوب ‪ 11‬من أغسطس (آب) ‪ 2014‬وص��ور أرسلها إلى أصدقائه‬ ‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫وهو يحمل بندقية كالشنيكوف‪ ،‬لكن أيوب ينفي ذلك‪ ،‬ويحاول‬ ‫محامي دفاعه توفير أدل��ة تثبت أن موكله وم��ن دون إرادت��ه‬ ‫التحق بصفوف «داعش» وأنه فوجئ عند وصوله إلى سوريا‬ ‫بأنه لدى تنظيم داعش الذي فرض عليه إما القتال أو القيام‬ ‫بعمليات انتحارية‪ ،‬وكان عليه اختيار حل يضمن بقاءه على‬ ‫قيد الحياة‪ .‬وتقول معلومات من أوساط أيوب بأنه كان يهوى‬ ‫كرة القدم والحفالت والشرب والنساء وال يسلك حياته بناء‬ ‫على التعاليم اإلسالمية‪ ،‬وقبل فترة وجيزة من سفره مطلع‬ ‫شهر يونيو (حزيران) ‪ 2014‬تلقى من شركة «فولكس فاغن»‬ ‫عقد عمل‪ ،‬لكنه ألغي بسبب غيابه املستمر عن الدوام‪ .‬ولقد‬ ‫اعترف بأنه هو الذي اتصل بـ«داعش» وكان يعتقد أن األمر‬ ‫يتعلق بسفره لتلقي دروس بالدين اإلسالمي‪ .‬أما صديقه‬ ‫إبراهيم فيعتبر ضمن محيطه رجال هادئ الطباع وألغى زفافه‬ ‫الذي كان سيقام قبل أيام من سفره إلى سوريا‪.‬‬ ‫وحسب االدعاء العام في محكمة ساليه سافر إبراهيم وأيوب‬ ‫نهاية شهر مايو (أيار) ‪ 2014‬جوا إلى تركيا ثم عبرا الحدود‬ ‫ووصال إلى ما يسمى معسكر االستقبال وأجبرا على تسليم‬ ‫جوازات سفرهما وهواتفهما الجوالة‪.‬‬ ‫وس�ل��وك إب��راه�ي��م ب‪ .‬الف��ت للنظر‪ ،‬فهو أول إره��اب��ي يحاكم‬ ‫يتحدث قبل املحاكمة مع اإلعالم من سجن االحتراز وسمح‬ ‫له بذلك؛ ففي إحدى مقابالته تحدث عن تجربته املرة حسب‬ ‫وصفه‪ ،‬وقال بأنه كان يريد أن يكون انتحاريا ليصبح بطال‪،‬‬ ‫لكنه غير رأي��ه ألن��ه اكتشف حقيقة تنظيم داع��ش‪ ،‬واعترف‬ ‫ب��أن��ه ك��ان م��ن مجموعة فولفسبورغ املشكلة م��ن عشرين‬ ‫شابا التفوا حول املتشدد ياسني أوسيف في مسجد االتحاد‬ ‫اإلسالمي التركي (ديتيب) في هذه املدينة وأقفلته السلطات‬ ‫األمنية اليوم‪ .‬وكان أوسيف يحثهم على االنتماء إلى «داعش»‬ ‫بالقول كيف بإمكانهم العيش بهناء وشبان مسلمون يموتون‬


‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪13‬‬


‫إندونيسيا حتتفل‬ ‫بالذكرى الـ‪ 70‬لالستقالل‬ ‫مجموعة من الرجال اإلندونيسيني‬ ‫خالل محاولتهم لتسلق قطب «مدهون»‬ ‫بالزيت من أجل الحصول على جوائز‬ ‫مرتبطة بنجاح التسلق إلى األعلى‬ ‫في جاكرتا‪ .‬وقدمت بعض الفرق‬ ‫االستعراضية بعض األلعاب التقليدية‬ ‫ً‬ ‫واملوسيقى احتفاال بذكرى استقالل‬ ‫البالد (غيتي)‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬


‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪11‬‬


‫بريطانيا حتتفل بالذكرى الـ‪ 70‬ليوم االنتصار على اليابان‬ ‫كاميال‪ ،‬دوقة كورنوول ترقص مع الضابط املخضرم بالبحرية امللكية جيم بوث (‪ً 94‬‬ ‫عاما) خالل احتفاالت‬ ‫الذكرى الـ‪ 70‬ليوم االنتصار على اليابان في حدائق كنيسة وستمنستر في ‪ 15‬أغسطس ‪ 2015‬املاضي في‬ ‫لندن‪ .‬ويصادف الحدث نهاية الحرب العاملية الثانية‪ .‬حضر الحفل األمير تشارلز واألمير فيليب‪ ،‬ورئيس‬ ‫الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وأسرى الحرب السابقون (غيتي)‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬


‫لندن تعلن إلغاء معرض لرسوم النبي محمد‬ ‫قررت بريطانيا إلغاء معرض لرسوم النبي محمد‬ ‫(صلى الله عليه وسلم) في لندن بعد أن رأت‬ ‫امل �س��ؤول��ة ع ��ن ت�ن�ظ�ي�م��ه أن ��ه ي�م�ث��ل خ �ط��ورة‬ ‫شديدة‪ .‬وكانت مرشحة سابقة في الحزب‬ ‫املستقل في بريطانيا‪ ،‬وهي املسؤولة عن‬ ‫جماعة مراقبة الشريعة في بريطانيا‪ ،‬هي‬ ‫من يقوم بتنظيم املعرض‪ .‬وكان من املقرر‬ ‫أن يلقي السياسي الهولندي اليميني خيرت‬ ‫ف �ل��درز ك�ل�م��ة ف��ي امل �ع��رض‪ .‬ووص ��ف ف�ل��درز‬ ‫ال��رس��ول (صلى الله عليه وس�ل��م)‪ ،‬في السابق‪،‬‬ ‫بعبارات مسيئة لسيد الخلق ووصف القرآن الكريم‬ ‫آن ماري ووترز‬ ‫بأنه كتاب فاشي يجب منعه‪ .‬وي�ق��ول مناهضو‬ ‫الخوف من اإلسالم إن دعوة فلدرز للحديث في املعرض‪ ،‬الذي كان مقررا إقامته‬ ‫في سبتمبر (أيلول) الجاري‪ ،‬تظهر أن الهدف من املعرض كان إشعال التوتر وليس‬ ‫الدفاع عن حرية التعبير‪.‬‬ ‫وكتبت منظمة املعرض آن ماري ووترز على موقع مراقبة الشريعة أنه «كان هناك‬ ‫احتماالت حقيقية للغاية أن يؤدي املعرض إلى إيقاع األذى بأشخاص أو مقتلهم‬ ‫أثناء أو قبل أو بعد تنظيمه»‪ .‬وقالت‪« :‬خالل األسابيع املاضية تحدثت كثيرا مع‬ ‫مسؤولني من اسكوتلنديارد ومكافحة اإلره��اب‪ ،‬ورأي��ت أن الخطر في إقامة هذا‬ ‫املعرض كبير للغاية»‪ .‬وكان مكان املعرض مجهوال حتى اآلن خوفا من أي ردود‬ ‫فعل غاضبة‪ .‬وقالت‪ :‬ووترز «إن التصرف املسؤول‪ ،‬بسبب حالة الخوف‪ ،‬هو إلغاء‬ ‫املعرض‪.‬‬ ‫واملهم أن يتعلم الناس الدروس من تلك املواقف»‪ .‬وأضافت‪« :‬إنني لم أتعلم دروسا‬ ‫بقدر ما تأكدت شكوكي‪ .‬هناك رسالتان أساسيتان نعرفهما من هذا األمر‪ )1 :‬إن‬ ‫بريطانيا أمة خائفة‪ )2 .‬إن حريتنا ليست في طريقها لالختفاء‪ ،‬بل اختفت»‪ .‬وكان‬ ‫السياسي الهولندي فلدرز قد منع من دخول بريطانيا عام ‪ 2009‬عندما كانت جاكي‬ ‫سميث وزيرة للداخلية‪ ،‬بسبب أنه «شخص غير مرغوب فيه» بعد تصريحاته عن‬ ‫اإلسالم‪ .‬لكنه رغم ذلك وصل إلى هيثرو وتم ترحيله إلى هولندا‪ .‬وتم إلغاء حظر‬ ‫دخوله في موعد الحق في نفس العام‪.‬‬

‫املنطقة العازلة التركية في سوريا‬ ‫دفاع عن النفس أم استهداف لألكراد‬ ‫نشرت صحيفة «اإلندبندنت» البريطانية تحليال ملراسلها للشؤون الدبلوماسية‬ ‫كيم سينغوبتا يتناول فيه ال��دور التركي في سوريا وتقاطعه مع الخالف بني‬ ‫أنقرة واألكراد‪.‬‬ ‫فتحت عنوان «املنطقة العازلة التركية في سوريا‪ :‬دفاع عن النفس أم استهداف‬ ‫لألكراد» يقول سينغوبتا إن قرار الحكومة التركية بدعم ميلشيات التركمان في‬ ‫املنطقة العازلة التي تعتزم أنقرة إنشاءها في سوريا قد أثار انتقادات كردية‪ .‬ويتهم‬ ‫ق��ادة تركمان امليليشيات الكردية بإجبار اآلالف من التركمان على الرحيل من‬ ‫مدنهم وقراهم ما دفعهم إلى النزوح إلى املناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش‪.‬‬ ‫ويقول سينغوبتا إن هناك من يرى أن السبب وراء إصرار تركيا على إنشاء منطقة‬ ‫عازلة في سوريا يكمن في سعي أنقرة إلى الحيلولة دون سيطرة امليليشيات‬ ‫الكردية على شمال سوريا وهو ما ظهر واضحا في أن الطائرات الحربية التركية‬ ‫شنت في الشهر املاضي ما يقرب من ‪ 500‬غارة ضد املسلحني األكراد في العراق‬ ‫وسوريا بينما استهدفت تنظيم داعش ثالث مرات فقط‪.‬‬ ‫وينقل الكاتب عن مسؤول دبلوماسي بريطاني لم يسمه قوله إن «الغرب يسعى إلى‬ ‫إقناع تركيا‪ ،‬التي تعد حليفا هاما في املواجهات ضد تنظيم داعش‪ ،‬بتغيير موقفها‬ ‫من األكراد وأن قرار أنقرة بدعم التركمان لن يساعد في تهيئة األجواء بني الطرفني»‪.‬‬

‫سفري اململكة املغربية بالقاهرة‪:‬‬ ‫مشاركة الرباط يف «عاصفة احلزم» يفرضها الواجب‬

‫‪ :‬عالقات املغرب‬ ‫العلمي لـ‬ ‫بالسعودية نموذج يحتذى به‬ ‫القاهرة‪ :‬محمد عبد الرءوف‬ ‫قال الدكتور محمد سعد العلمي سفير اململكة‬ ‫املغربية بالقاهرة إن عالقات بالده مع اململكة‬ ‫العربية السعودية هي مثال ملا يجب أن تكون‬ ‫عليه العالقات بني الدول العربية‪.‬‬ ‫وأضاف العلمي مع «املجلة» أن مشاركة املغرب‬ ‫في عاصفة الحزم تأتي مشاركة منه ألشقائه‬ ‫وه��ي املشاركة التي يفرضها ال��واج��ب‪ .‬وإلى‬ ‫نص الحوار‪.‬‬ ‫> ك� �ي ��ف ت �ق �ي��م ال � �ع �ل�اق� ��ات امل �غ��رب �ي��ة‬ ‫السعودية؟‬ ‫ العالقات املغربية السعودية كانت وستظل‬‫ب��اس�ت�م��رار ع�لاق��ات استراتيجية ت�ق��وم على‬ ‫امل�ح�ب��ة ال�خ��ال�ص��ة وال �ت �ع��اون ب�ي�ن اإلخ� ��وة في‬ ‫مختلف املجاالت في البلدين الشقيقني وهي‬ ‫عالقات أكثر من ممتازة ونحرص على أن تظل‬ ‫كذلك في كل املستويات‬ ‫> ش��ارك��ت امل�غ��رب ف��ي عاصفة الحزم‬ ‫وتشاركون حاليا في إعادة األمل‪ ،‬ملاذا‬ ‫حرصتم على تلك املشاركة؟‬ ‫ هذه املشاركة جزء من واجبنا تجاه أشقائنا‬‫في اليمن واململكة العربية والسعودية وهو‬ ‫ال �ق��رار ال ��ذي ل��م ت �ت��ردد ف��ي امل �غ��رب‪ ،‬وق��دم�ن��ا‬ ‫شهيدا هو الطيار ياسني بحتي‪ ،‬الذي سقطت‬ ‫طائرته ف��ي شهر م��اي��و (أي ��ار) امل��اض��ي فوق‬ ‫صعدة شمالي اليمن‪ ،‬ونحن مستعدون لبذل‬ ‫كل جهدنا للوقوف بجوار أشقائنا‪.‬‬ ‫> زي��ارة العاهل املغربي امللك محمد‬ ‫ال �س��ادس إل��ى ال��ري��اض م��ؤخ��را ولقائه‬ ‫بخادم الحرمني الشريفني امللك سلمان‬ ‫ب��ن ع �ب��د ال �ع��زي��ز خ��رج��ت ب �ع��دة ن�ت��ائ��ج‬ ‫ت�ص��ب ف��ي ص��ال��ح ال�ب�ل��دي��ن‪ ،‬ك�ي��ف ت��رى‬ ‫تلك الزيارة؟‬ ‫ ال ��زي ��ارة ع�ك�س��ت ط �م��وح ع��اه �ل��ي ال�ب�ل��دي��ن‬‫نحو املزيد من النمو في العالقات في جميع‬ ‫امل �ج ��االت‪ ،‬ون��أم��ل دائ �م��ا أن ت �ك��ون ال�ع�لاق��ات‬ ‫املغربية السعودية نموذجا ملا يجب أن تكون‬ ‫عليه ال�ع�لاق��ات العربية ‪ -‬العربية م��ن إع�لاء‬ ‫املصالح العليا واستحضار أواص��ر التعاون‬

‫محمد سعد العلمي‬

‫وال �ت �ض��ام��ن ب�ي�ن األش � �ق� ��اء‪ ،‬وه � ��ذا ه ��و ح��ال‬ ‫العالقات املغربية السعودية منذ سنوات وليس‬ ‫وليد اليوم‪.‬‬ ‫> وم � ��اذا ع ��ن ال �ت �ع ��اون ف ��ي م�ك��اف�ح��ة‬ ‫اإلرهاب؟‬ ‫ اإلرهاب هو آفة العصر حاليا‪ ،‬وضرب الكثير‬‫من ال��دول العربية الشقيقة‪ ،‬ونتعاون مع كل‬ ‫األش �ق��اء للقضاء ع�ل��ى ت�ل��ك اآلف ��ة ال�ت��ي باتت‬ ‫تهدد العالم كله وليس منطقتنا العربية فقط‪،‬‬ ‫وشهدنا مؤخرا ع��ددا من األعمال اإلرهابية‬ ‫في السعودية ومصر وتونس‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫ما يحدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن‪..‬‬ ‫اإلره ��اب ب��ات يتمدد وال وط��ن ل��ه وال ب��د من‬ ‫التعاون املكثف للقضاء عليه‪.‬‬ ‫> ي�ع��ان��ي امل �غ��رب م��ن ظ��اه��رة ال�ه�ج��رة‬ ‫غير الشرعية‪ ،‬كيف تتعاملون مع تلك‬ ‫الظاهرة؟‬ ‫ يتوافد على املغرب سنويا آالف املهاجرين‬‫السريني أغلبهم م��ن دول جنوب الصحراء‪،‬‬ ‫الذين يحاولون العبور إل��ى دول أوروب��ا عبر‬ ‫إسبانيا‪ ،‬كما يستقر ع��دد منهم في املغرب‬ ‫ويحولها على محطة استقرار ال نقطة عبور‬ ‫ف �ق��ط‪ ،‬األم� ��ر ال� ��ذي ي�خ�ل��ق م�ش�ك�لات ك�ث�ي��رة‪،‬‬ ‫ون �ع �م��ل ب��ال �ت �ع��اون م��ع ال �س �ل �ط��ات ف��ي ال ��دول‬ ‫املعنية باألمر بالقضاء على تلك الظاهرة التي‬ ‫يمكن أن تستغلها عناصر إرهابية للعبور‬ ‫إلى بالدنا أو أوروبا <‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪9‬‬


‫املرشح لزعامة حزب العمال البريطاني يعتزم‬ ‫االعتذار العلني عن مشاركة بالده في حرب العراق‬ ‫أبرزت صحيفة «الغارديان» التصريحات التي أدلى بها املرشح‬ ‫لزعامة ح��زب العمال البريطاني جيرمي ك��ورب�ين التي قال‬ ‫فيها إن��ه سيتقدم باعتذار علني عن مشاركة ب�لاده في‬ ‫ح��رب العراق إذا تولى زعامة الحزب‪ .‬وق��ال كوربني في‬ ‫تصريحات للصحيفة إنه سيعتذر عن «ال�خ��داع» الذي‬ ‫سبق الحرب كما أن اعتذاره سيكون موجها للشعب‬ ‫العراقي‪ .‬وتقول الصحيفة إن ذلك االعتذار سيكون له‬ ‫داللة رمزية كبيرة خاصة أن املشاركة في الحرب تثير‬ ‫الكثير من الذكريات األليمة داخل حزب العمال رغم مرور‬ ‫‪ 12‬عاما على الحرب‪ .‬وقال كوربني إن حزب العمال «لن‬ ‫يدعم أي تدخل عسكري خارجي غير ضروري» إذا تولى‬ ‫زعامته‪ .‬وتشير الصحيفة إلى أن تصريحات الزعيم العمالي‬ ‫تستهدف األعضاء الذين تركوا الحزب نتيجة الحرب في‬ ‫جيرمي كوربني‬ ‫العراق‪ .‬كما تقول «الغارديان» إن حديث كوربني عن االعتذار‬ ‫يخالف موقف رئيس الوزراء السابق والزعيم العمالي توني بلير الذي رفض االعتذار عن الحرب‬ ‫في العراق مكتفيا بإبداء أسفه حيال األرواح التي أزهقت في الحرب‪.‬‬

‫دولفني يتجسس على «حماس»‬ ‫لحساب إسرائيل‬ ‫نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية موضوعا‬ ‫ل�غ��ري��غ ك��ارل �س �ت��ورم ع��ن إع�ل�ان ح �م��اس اإلم �س��اك‬ ‫ب��دول�ف�ين ك��ان يتجسس ل�ح�س��اب إس��رائ �ي��ل قبالة‬ ‫سواحل غزة‪ .‬وتقول وكالة صفا لألنباء‪ ،‬املقربة من‬ ‫حماس‪ ،‬إن رجال البحرية في حماس وجدوا الكثير‬ ‫من «أجهزة التجسس وكاميرات االستطالع» مثبتة‬ ‫على جسد الدولفني‪ .‬وقالت الحركة في بيان لها إن‬ ‫الدولفني ربما ك��ان يلعب دورا مهما في تصوير‪،‬‬ ‫والتجسس على الضفادع البشرية الفلسطينية الذين‬ ‫تخشى إسرائيل قيامهم بعمليات تسلل إليها‪ .‬ولم‬ ‫تنشر حماس ص��ورا تدعم الخبر‪ .‬ويقول الكاتب‬ ‫إن الدولفني ينضم بذلك إلى الحيوانات التي تدعي‬ ‫حكومات عربية أن ج�ه��از امل�خ��اب��رات اإلسرائيلية‬ ‫املوساد يستخدمها في عملياته‪.‬‬ ‫وكان أحد الصيادين في مصر قد أمسك بطائر اللقلق منذ عامني عندما الحظ جسما معدنيا‬ ‫غريبا مثبتا إلى جسد الطائر وشك أنه جهاز للتجسس‪ .‬وفي عام ‪ 2013‬أمسكت الشرطة املصرية‬ ‫بطائر خارج القاهرة مثبت على رجله ميكروفيلم‪ .‬إال أن الطائر لم ُيتهم بشيء وتم إطالق سراحه‪،‬‬ ‫بحسب الكاتب‪ .‬وفي عام ‪ 2010‬اتهم محمد عبد الفاضل شوشة محافظ جنوب سيناء إسرائيل‬ ‫بأنها تتحكم في حيوانات القرش باستخدام أجهزة التحكم عن بعد (الريموت كنترول) ملهاجمة‬ ‫السياح في مصر وتعريضها للخطر‪ .‬ويقول الكاتب إنه من املعروف أن املخابرات اإلسرائيلية هي‬ ‫األكفأ في املنطقة وأنه كانت هناك الكثير من القصص املنتشرة عنها‪ ،‬منها قصة انتشرت في‬ ‫التسعينات من القرن املاضي تقول إن املوساد وزعت علكا (لبان املضغ) يمنح النساء الفلسطينيات‬ ‫رغبة جنسية جامحة ويجعلهن في الوقت ذاته عاقرات (غير قادرات على اإلنجاب)‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫الخيال العلمي بات حقيقة‬ ‫علمية‪ ..‬ثقب مغناطيسي‬ ‫إلخفاء األجساد‬ ‫كأنه جزء من إحدى روايات الخيال العلمي‪ ،‬ابتكر‬ ‫ال�ف�ي��زي��ائ�ي��ون ج �ه��ازا ي�ش��ق م �ج��اال مغناطيسيا في‬ ‫الفضاء‪ ،‬ويخلق ثقبا دودي��ا «‪ »Worm Hole‬كرويا‬ ‫يمكنه أن يخفي األشياء‪ ،‬والجهاز يخلق الثقب الكروي‬ ‫ال��ذي يسبب في وج��ود املجال املغناطيسي‪ ،‬ويمكنه‬ ‫تمرير األشياء من طرف لتظهر في الطرف اآلخر كما‬ ‫لو أنها قادمة من العدم‪ ،‬فهو يعمل على إنشاء نفق‬ ‫غير مرئي بني نقطتني‪ .‬وتعد فكرة الثقب الدودي هذه‬ ‫مستوحاة من نظريات ألبرت أينشتاين‪.‬‬ ‫ففي عام ‪ 1935‬الحظ أينشتاين وزميله ناثان روزين‬ ‫أن النظرية العامة للنسبية تسمح بوجود جسور يمكن‬ ‫أن تربط بني نقطتني في الزمكان (‪.)Space - time‬‬ ‫ونظريا تستطيع جسور أينشاتني ‪ -‬روزين أو الثقوب‬ ‫الدودية أن تسمح بمرور شيء على الفور بني مسافات‬ ‫كبيرة (رغم أن األنفاق في هذه النظرية ضيقة للغاية‬ ‫ومن ثم ال يمكنها تمرير مسافر بالفضاء)‪.‬‬ ‫ولكن الثقوب الجديدة ليست ثقوب زمكانية في حد‬ ‫ذاتها ولكنها تحقيق لفكرة «طاقية أو عباءة اإلخفاء»‬ ‫املستقبلية التي ظهرت ألول مرة في ‪.2007‬استخدم‬ ‫الباحثون م��واد خارقة «‪ »metamaterials‬وأسطحا‬ ‫خارقة «‪ – »metasurfaces‬مصممتني خصيصا لكي‬ ‫تكون لهما خواص لم تكتشف في الطبيعة بعد ‪ -‬لخلق‬ ‫نموذج لـ «الثقوب الدودية»‪.‬‬ ‫وبدال من نقل موجات كهرومغناطيسية – التي تكون‬ ‫ضوءا ‪ -‬استخدموا مجاال مغناطيسيا من مغناطيس‪.‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬بدأ أن املجال املغناطيسي املنتج يختفي داخل‬ ‫«الثقب» الكروي‪ ،‬ثم يعود ويظهر في الجانب اآلخر‪.‬‬ ‫وي�ق��ول الباحثون إن ج�ه��ازه��م أث�ب��ت أن ه��ذه التقنية‬ ‫ممكنة ويمكن استخدامها لتطوير «أجهزة الخفي»‬ ‫ألش �ك��ال اإلش �ع��اع الكهرومغناطيسي م�ث��ل ال�ض��وء‬ ‫املرئي‪.‬‬ ‫وق� ��ال ال��دك �ت��ور أل� �ف ��ارو س��ان �ش �ي��ز‪ ،‬أس �ت��اذ ال�ف�ي��زي��اء‬ ‫التجريبية بجامعة إسبانيا ف��ي ات�ص��ال هاتفي مع‬ ‫«امل�ج�ل��ة»‪« :‬تعد الثقوب أش�ي��اء كونية خالبة يمكنها‬ ‫الوصل بني منطقتني بعيدتني من الكون‪.‬‬ ‫ونظرا لطبيعتها الخالبة‪ ،‬فإن تصنيع ثقب في املعمل‬ ‫يبدو مهمة صعبة للغاية»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬يبدو الثقب الذي صنعناه كأنه كرة تقريبا‬ ‫في معظم مناطق املجال الكهرومغناطيسي بما في‬ ‫ذلك الضوء املرئي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وفيما يتعلق باملجاالت‬ ‫املغناطيسية‪ ،‬يسمح ذلك الثقب بمرور خطوط املجال‬ ‫عبر تصميمه الداخلي فيما يظل مرئيا على املستوى‬ ‫املغناطيسي‪.‬‬ ‫وم��ن ثم ف��إن ثقبنا املغناطيسي يخلق وهما بمجال‬ ‫مغناطيسي يأتي من الالمكان»‪.‬‬


‫رانيا العبد الله تؤكد أهمية االستثمار‬ ‫في الشباب العربي‬ ‫أكدت امللكة رانيا العبد الله‪ ،‬قرينة عاهل األردن‪ ،‬أهمية الشباب في العالم العربي‬ ‫وض��رورة االستثمار فيهم ومنحهم الفرص في ظل التحديات التي يواجهونها‪.‬‬ ‫وقالت إن ما يحتاجه الشباب العربي للتميز هو التعليم والفرص والوظائف ووجود‬ ‫أشخاص يؤمنون بقدراتهم‪ ،‬مؤكدة أن «أفضل وقت لالستثمار في هؤالء الشباب‬ ‫في الشرق األوس��ط هو اآلن»‪ .‬وأضافت امللكة رانيا العبد الله خ�لال مشاركتها‬ ‫ف��ي اف�ت�ت��اح مؤتمر تجمع رج��ال األع �م��ال الفرنسيني «م�ي��دي��ف» بفرنسا نهاية‬ ‫الشهر املاضي بحضور العديد من الشخصيات املتميزة على املستوى العاملي‬ ‫ف��ي م �ج��االت األع �م��ال والتعليم والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫إن العالم العربي بحاجة إل��ى أكثر م��ن ‪100‬‬ ‫مليون وظيفة بحلول عام ‪ 2020‬الستيعاب‬ ‫ال��داخ�ل�ين ال�ج��دد إل��ى س��وق العمل فقط‪،‬‬ ‫داع�ي��ة الجميع إل��ى العمل معا لتوفير‬ ‫املزيد من فرص العمل واالستثمار‬ ‫في هؤالء الشباب ليس من أجلهم‬ ‫فقط ب��ل م��ن أج��ل األم��ن الجماعي‬ ‫في املنطقة والعالم‪ .‬من جانبه‪ ،‬قال‬ ‫بيير غ��ات��از‪ ،‬رئ�ي��س تجمع رج��ال‬ ‫األع�م��ال الفرنسيني «ميديف» إن‬ ‫الشباب العربي يستحقون تحقيق‬ ‫أحالمهم بمستقبل أفضل‪.‬‬

‫الشبلي‪ :‬دول «التعاون» تعمل على وضع‬ ‫استراتيجية شاملة لألمن الغذائي‬ ‫أكد عبد الله بن جمعة الشبلي‪ ،‬األمني العام املساعد للشؤون االقتصادية‬ ‫والتنموية في األمانة العامة ملجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬أنه يتم العمل‬ ‫حاليا على استراتيجية لألمن الغذائي من جميع جوانبه سواء الزراعية أو‬ ‫التجارية أو الصناعية أو غيرها‪ .‬كما أكد خالل اجتماعه في ‪ 26‬أغسطس (آب)‬ ‫املاضي في مقر األمانة العامة ملجلس التعاون في الرياض مع الدكتور محمد‬ ‫الصلح مدير عام املركز الدولي للبحوث الزراعية في املناطق الجافة «إيكاردا)‬ ‫اهتمام دول التعاون باملشاريع التي تسهم في التنمية الزراعية‪ ،‬مشيرا إلى أن‬ ‫دول املجلس لديها استراتيجية للتنمية الزراعية وللمياه‪.‬‬

‫الجامعة العربية تعلن تأجيل اجتماع‬ ‫مجلس الدفاع العربي املشترك‬ ‫أعلنت األمانة العامة لجامعة الدول العربية تأجيل عقد اجتماع مجلس الدفاع‬ ‫العربي املشترك بني وزراء الدفاع ووزراء الخارجية العرب‪ ،‬والذي كان مقررا‬ ‫عقده نهاية أغسطس (آب) املاضي‪ ،‬إلى موعد يحدد الحقا‪ .‬وذكرت األمانة‬ ‫العامة للجامعة العربية في بيان رسمي لها أنها تلقت أيضا مذكرات من‬ ‫كل من مملكة البحرين ودولة الكويت ودولة قطر واإلمارات العربية املتحدة‬ ‫وجمهورية العراق تؤيد التأجيل‪ .‬وأكدت األمانة العامة في بيانها أنه بناء على‬ ‫ما تقدم‪ ،‬وبعد املشاورات التي أجراها األمني العام للجامعة العربية الدكتور‬ ‫نبيل العربي مع رئاسة القمة العربية (مصر)‪ ،‬تقرر تأجيل عقد هذا االجتماع‬ ‫إلى موعد يحدد الحقا‪.‬‬

‫خذوني معكم‬ ‫في الحوار‬

‫للتفاعل مع الكاتب يرجى ارسال‬ ‫تعليقاتكم على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫أسمع اآلن أن جهودا تبذل لعمل جلسات حوار بني إيران‬ ‫ودول الخليج‪ ،‬بهدف تنقية األج��واء في املنطقة والحد‬ ‫من العنف الذي وصل إلى حد ال يصدق‪ .‬وأنا اآلن أتقدم‬ ‫بطلب لكل األطراف املعنية باملوافقة على قبولي عضوا‬ ‫مراقبا لجلسة واحدة ليس له حق التصويت أو املوافقة‬ ‫أو الرفض‪ ،‬ولكن له حق الكالم فقط‪ .‬اسمحوا لي أن أبدأ‬ ‫كالمي فأقول‪:‬‬ ‫أيها السادة‪ ..‬الجماعة التي تجلس في هذه القاعة قادرة‬ ‫على ف��رض ال�ع��دل والعقل والخير األس�م��ى ف��ي الشرق‬ ‫األوس��ط‪ .‬كما تستطيع‪ ،‬عندما تتمسك ببعض األفكار‬ ‫الخاطئة‪ ،‬إضاعة ما تبقى من شعوب املنطقة التي تواجه‬ ‫أش��د ال�ظ��روف ش��را وتعاسة وض ��راوة‪ .‬أن��ا ال أعتقد أن‬ ‫التاريخ شاهد شرا مماثال من قبل‪ .‬واآلن أيها السادة‬ ‫اسمحوا لي بإبداء مالحظة شكلية أعتقد أنها ستؤثر‬ ‫بشدة على خط سير ال�ح��وار‪ ..‬كل من يجلس هنا من‬ ‫األطراف العربية مسؤولون أرسلهم مسؤولون‪ .‬عندما‬ ‫ي��وق�ع��ون ع�ل��ى ات �ف��اق ف��ي ن�ه��اي��ة ج�ل�س��ات ال �ح��وار فهم‬ ‫مسؤولون ع��ن توقيعاتهم‪ .‬ه��م يمثلون شعوبا ودوال‬ ‫وحكومات‪ ..‬هذه الحكومات ستكون مسؤولة عن تنفيذ‬ ‫ما تم االتفاق عليه في جلسات الحوار‪.‬‬ ‫ولكن هل األمر ينطبق على السادة ممثلي الوفد اإليراني‬ ‫الذي أثق في إخالصه ونواياه الطيبة ورغبته فعال في‬ ‫عالقة ود وصداقة وتعاون مثمر بني إيران وبقية دول‬ ‫املنطقة؟!‪ ..‬لقد الحظنا في االتفاقية التي عقدتها أميركا‬ ‫وأوروب��ا مع إي��ران‪ ،‬بشأن التوقف عن النشاط النووي‪،‬‬ ‫نوعني من التصريحات متناقضني تماما بني املسؤولني‪.‬‬ ‫تصريحات تتعهد باالستمرار في النكد والعكننة‪ ،‬وأخرى‬ ‫تتكلم عن الود والسالم‪ .‬وكأن حكومة إيران الحقيقية‪،‬‬ ‫أق�ص��د امل��رش��د األع �ل��ى‪ ،‬ليست م�س��ؤول��ة ع��ن توقيعات‬ ‫موظفيها ع�ل��ى ه��ذه االت�ف��اق�ي��ة‪ .‬ول��ذل��ك‪ ،‬ول�ك��ي يوصف‬ ‫عملنا بالجدية‪ ،‬أن��ا أط�ل��ب أن يحضر ه��ذه املفاوضات‬ ‫سيادة املرشد األعلى أو نائب شخصي عنه‪ ،‬أو يرشح‬ ‫رئيس ال�ح��رس ال�ث��وري ليكون رئيسا للوفد اإلي��ران��ي‪.‬‬ ‫م��ا سنصل إليه ه��و بالقطع سيكون م�ض��ادا ملصلحة‬ ‫العاملني بالحرس ال�ث��وري‪ .‬ه��ؤالء الناس عندهم‪ ،‬ككل‬ ‫أجهزة العمل السري في العالم الثالث‪ ،‬ميزانيات ضخمة‬ ‫واملطلوب منهم فقط هو إنفاقها على نشاطات تستهدف‬ ‫جيرانهم باإلزعاج‪ .‬نشاطهم املعتمد هو التخريب‪ .‬ولذلك‬ ‫أي اتفاق سنصل إليه نحن بغير أن يوافقوا هم عليه علنا‬ ‫سيكون مصيره الفشل‪ ،‬وتكون النتيجة أن يبتعد العالم‬ ‫العربي عنكم أكثر وأكثر‪ .‬وبالتالي املزيد من التعاسة‬ ‫لشعوب املنطقة وضياع ثروتها‪.‬‬ ‫انتهت كلمتي‪ ..‬أشكركم وأتمنى لكم التوفيق‪ .‬واسمحوا‬ ‫لي ّ‬ ‫أروح قبل ما حد يزعل مني‪.‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪7‬‬


‫تحول جذري في مسيرة االنتخابات البلدية‬

‫املرأة السعودية في عهد امللك سلمان بن عبد العزيز ناخبة ومرشحة‬ ‫تجربة جديدة للمرأة السعودية‪ ،‬في عهد‬ ‫خ��ادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬في دعمها ودخولها في الدورة الثالثة‬ ‫ل�لان �ت �خ��اب��ات ال �ب �ل��دي��ة ب��ال �س �ع��ودي��ة‪ ،‬ك�ن��اخ�ب��ة‬ ‫ومرشحة في العمل البلدي‪ ،‬في خطوة وصفها‬ ‫امل ��راق � �ب ��ون ب��أن �ه��ا ت� �ح ��ول ج� � ��ذري ف ��ي م �س �ي��رة‬ ‫البلديات في السعودية‪.‬‬ ‫ج ��اء دع ��م خ ��ادم ال �ح��رم�ين ال�ش��ري�ف�ين امل�ل��ك‬ ‫سلمان بن عبد العزيز للمرأة السعودية ليؤكد‬ ‫دوره � ��ا ال��رئ �ي �س��ي إل ��ى ج��ان��ب ال��رج��ل ف��ي ب�ن��اء‬ ‫وتنمية الوطن عبر دخولها كشريكة أساسية‬ ‫لصنع القرار في ما يتعلق بإدارة أعمال املجالس‬ ‫البلدية وبضوابط شرعية تضمن خصوصيتها‬ ‫ومكانتها في املجتمع وتتناسب مع تكوينها‬ ‫البشري‪.‬‬ ‫ودخ �ل��ت امل� ��رأة ال �س �ع��ودي��ة م��رح�ل��ة ج��دي��دة‬ ‫ب�ع��د خ��وض�ه��ا س�ب��اق��ا م�ت�ك��اف�ئ��ا م��ع ال��رج��ل في‬ ‫االن �ت �خ��اب��ات ال �ب �ل��دي��ة ب��دورت �ه��ا ال �ث��ال �ث��ة ال�ت��ي‬ ‫ب��دأت منتصف أغسطس (آب) املاضي كناخبة‬ ‫ومرشحة‪ ،‬كخطوة تمثل إضافة جديدة في إدارة‬ ‫أعمال املجالس البلدية في املناطق السعودية‬ ‫وإتاحة الفرصة لها لترشيح وانتخاب من ترى‬ ‫فيه القدرة على النهوض بالخدمات البلدية في‬ ‫منطقتها‪.‬‬

‫سعوديات في إحدى جلسات مجلس الشورى بالرياض (أ‪.‬ف‪.‬ب)‬

‫وبحسب تقرير ص��ادر ع��ن وزارة ال�ش��ؤون‬ ‫البلدية السعودية‪ ،‬فإن املرأة السعودية ستسهم‬ ‫في إث��راء املوضوعات واملعامالت البلدية التي‬ ‫ت�م��س خ��دم��ة امل��واط�ن�ين بشكل م�ب��اش��ر‪ ،‬وتلبي‬ ‫احتياجاتهم من خالل الرقابة واملتابعة للخدمات‬ ‫املقدمة‪ ،‬ووض��ع الخطط وتوصيل االقتراحات‬ ‫وتنفيذ ال�ب��رام��ج ال�لازم��ة لتعزيز عمل املجلس‬ ‫ً‬ ‫فعليا ضمن إطار تنظيمي روعيت فيه‬ ‫البلدي‬ ‫خصوصية املكان‪ ،‬ليتسنى للمرأة خدمة النساء‬

‫ف��ي أم��اك��ن مخصصة لهن ت��ؤدي إل��ى خدمتهن‬ ‫بالشكل املطلوب‪ ،‬حيث شهدت األيام األولى من‬ ‫فترة قيد الناخبني والناخبات‪ ،‬تفاعال ً‬ ‫كبيرا من‬ ‫الناخبات الالتي أقبلن على املراكز االنتخابية‬ ‫ال�خ��اص��ة ب��امل��رأة ف��ي مختلف م��دن ومحافظات‬ ‫اململكة لتسجيل أسمائهن كناخبات ومرشحات‬ ‫كونه حقا من حقوقهن كمواطنات يحملن الرؤى‬ ‫والبرامج القادرة على النهوض بالعمل البلدي‬ ‫في مناطقهن‪.‬‬

‫قال إن عالقة السعودية مع بريطانيا قوية وتتجه لتصبح أقوى في الفترة املقبلة‬

‫ً‬ ‫الجبير‪ :‬الرياض ولندن تعمالن ًمعا لبقاء تأثير إيران خارج حدودها محدودا‬

‫عادل الجبير‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫قال عادل الجبير‪ ،‬وزير الخارجية السعودي‪ ،‬في‬ ‫تصريحات للشقيقة «الشرق األوسط»‪ ،‬إن عالقة‬ ‫بالده مع اململكة املتحدة قوية وتتجه لتصبح أقوى‬ ‫في الفترة املقبلة‪ ،‬مضيفا أن البلدين يعمالن معا‬ ‫للتأكيد على أن يبقى تأثير إيران خارج حدودها‬ ‫محدودا‪ ،‬والعمل على تحقيق األمن واالستقرار‬ ‫في املنطقة‪ .‬وجاء رد الجبير عقب تبادل السفراء‬ ‫بني لندن وطهران الشهر املاضي‪.‬‬ ‫وف��ي ال�س�ي��اق ذات ��ه‪ ،‬ق��ال فيليب ه��ام��ون��د‪ ،‬وزي��ر‬ ‫الخارجية البريطاني‪ ،‬في املؤتمر الصحافي الذي‬ ‫عقده مع نظيره السعودي‪ ،‬إن إعادة فتح السفارة‬ ‫البريطانية في طهران لن تضعف ال�ت��زام بالده‬ ‫تجاه حلفائها في الخليج لضمان االستقرار في‬ ‫املنطقة وكبح أي تدخل في شؤونها الداخلية‪.‬‬ ‫وج��اء حديث ال��وزي��ر البريطاني عقب اجتماعه‬ ‫بنظيره ال�س�ع��ودي ع��ادل الجبير ف��ي العاصمة‬ ‫البريطانية لندن ملناقشة مستقبل منطقة الشرق‬

‫األوسط‪ ،‬وتبعات االتفاق النووي مع إيران‪ ،‬وسبل‬ ‫التوصل إلى حل سياسي في سوريا واليمن‪.‬‬ ‫وبالعودة إلى الجبير‪ ،‬فقد أكد أن عالقات بالده مع‬ ‫اململكة املتحدة قوية سواء على الطابع السياسي‬ ‫أو االق� �ت� �ص ��ادي أو األم� �ن ��ي‪ .‬وق � ��ال‪« :‬أع �ت �ق��د أن‬ ‫عالقة السعودية باململكة املتحدة قوية وتتجه‬ ‫لتصبح أقوى في الفترة املقبلة‪ .‬فالبلدان يعمالن‬ ‫معا للتأكد من أن تأثير إي��ران خ��ارج حدودها‬ ‫يبقى محدودا‪ ،‬كما يسعيان إلى تحقيق األمن‬ ‫واالستقرار في املنطقة»‪ .‬وحول االتفاق النووي‬ ‫الذي أبرم بني إيران ومجموعة «‪ »1+5‬منتصف‬ ‫ش�ه��ر ي��ول�ي��و (ت �م��وز) امل��اض��ي‪ ،‬ق��ال ال�ج�ب�ي��ر إن‬ ‫ن�ظ�ي��ره ال�ب��ري�ط��ان��ي ق � ّ�دم تطمينات ح��ول متانة‬ ‫التدابير املعتمدة في االتفاق لضمان اإلش��راف‬ ‫الفعال على البرنامج النووي اإليراني‪ ،‬فضال عن‬ ‫إعادة فرض العقوبات على طهران إن لم تحترم‬ ‫شروط االتفاق‪.‬‬


‫‪..‬‬ ‫رساله المحرر‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫سلمان بن يوسف الدوسري‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬ ‫‪Acting CEO of NASHR Co.‬‬

‫<‪Salman^¤ 7yG* Ò* ^d‬‬ ‫‪Aldossary‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫‪Editor-in-Chief‬‬ ‫‪¥E¢ 6^G* £ }H‬‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ ‪of‬‬ ‫‪NASHR Co.‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫هل يكون العماد عون‬ ‫حصان طروادة الفارسي‬ ‫في لبنان؟!‬

‫‪ǀżȤƾƪƵƴŽ‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫‪of NASHR Co.‬‬

‫‪ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬

‫سكرتري التحرير‬ ‫‪ ȝƾżȚǍƄŵȚ‬‬

‫‪ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ‬‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫سقوط سيناريو‬ ‫«الزعيم» و«السيد»‬ ‫في اليمن‬

‫طرائف وغرائب‬ ‫روحاني مع ندى‬ ‫العرافة‬

‫علي سالم يكتب‪ :‬خذوني معكم في الحوار اإليراني الخليجي‬ ‫وزير النقل املصري‪ :‬قناة السويس الجديدة قاطرة القتصاد املنطقة‬

‫‪ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬ ‫‪ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍‬‬ ‫‪ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍‬‬

‫‪ Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍‬‬

‫مصطفى الدسوقي‬

‫‪ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ‬‬ ‫ ‪ ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍‬‬

‫‪ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH‬‬

‫‪ZZZ PDMDOOD FRP HQJ‬‬

‫‪ ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍‬‬ ‫‪ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ‬‬

‫للمشاركة‬

‫ ‪LVVXH $XJXVW‬‬

‫التنظيم يهدد بامارة يف اوروبا عاصمتها برلني‬

‫ميركل تتعهد بدحر «داعش»‬

‫‪ ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG‬‬ ‫ ‪$UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ‬‬ ‫‪/RQGRQ :& 9 $3‬‬ ‫ [‪7HO )D‬‬

‫‪KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬ ‫‪ ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ‬‬

‫< داخل العدد‪:‬‬

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫‪ ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ‬كلمة‬ ‫‪ editorial@majalla.com‬ملحوظة‪ :‬جميع املقاالت يجب أال تزيد على ‪800‬‬

‫‪ ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬

‫اشتراكات‬

‫الذئاب املنفردة‬ ‫في تركيا‪ ..‬الجيل‬ ‫الثاني لـ«حزب الله»‬ ‫الكردي املتطرف‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬

‫االتصال بـ‪subscriptions@majalla. :‬‬ ‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى‬ ‫�شركات ن�شر‬ ‫‪ com‬لالشتراك في االلكترونية‪www.issuu.com/majalla :‬‬

‫ ‪ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι‬‬

‫‪09‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪Issue 1611 - September 2015‬‬

‫‪ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη‬‬

‫‪áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬

‫‪www.sspc.com.sa‬‬

‫‪www.arabmediaco.com‬‬

‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة ‪ 2009‬التي تصدر عن الشركة‬ ‫السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة) شركة محدودة‪.‬‬ ‫‪©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ‬‬ ‫املجلة أو أي جزء‬ ‫وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة‬ ‫‪ ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ‬‬ ‫‪ ©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو‬ ‫منها أو تخزينها‬ ‫أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه‬ ‫دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث‬ ‫والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر املجلة شهريًا‪ .‬لتلقي‬ ‫استفسارات االشتراك الرقمي‪ ،‬يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫\‪6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ‬‬

‫‪ ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬

‫مرخص لها الرياض ‪ -‬حي املؤتمرات ‪ -‬طريق مكة ‪-‬‬ ‫تقاطع التخصصى‬ ‫الرياض‪ :‬هاتف ‪ - 4419933‬لندن‪+44 207 831 8181 :‬‬

‫الوكيل اإلعالني‬ ‫موقع إلكتروني‪،www.alkhaleejiah.com :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪hq@alkhaleejiah.com :‬‬ ‫من داخل اململكة ‪ ،920 000 417 :‬دبي‪+ 9714 3 914440 :‬‬ ‫باريس‪ +00764 537 331 :‬لندن‪+44 207 404 6950 :‬‬ ‫ومن مختلف الدول ‪+966 11 441 1444 :‬‬

‫يرجى إرسال تعليقاتكم‬ ‫على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫ً‬ ‫هل أصبحت أملانيا «أرض جهاد» بعد أن كانت «أرض مدد»؟ طبقا لقاموس التطرف‪.‬‬ ‫هذا سؤال محوري في هذا العدد من «املجلة» نحاول االقتراب منه عبر أكثر من محور‪..‬‬ ‫في امللف الرئيسي لهذا العدد (ميركل تتعهد بدحر «داع��ش») مقاربة ملا نشره التنظيم‬ ‫اإلرهابي ً‬ ‫أخيرا كأول شريط فيديو كشفت عنه دوائر املخابرات األملانية‪ .‬في هذا الشريط‬ ‫دعا «داع��ش» ‪ -‬وباللغة األملانية ‪ -‬إلى «قتل الكفار»‪ ،‬كما هدد املستشارة األملانية أنجيال‬ ‫ميركل وتوعد بالقيام بعمليات إرهابية في أملانيا والنمسا وإقامة «إم��ارة» للتنظيم في‬ ‫أوروبا عاصمتها برلني‪.‬‬ ‫تشير الصحافية اللبنانية اعتدال سالمة‪ ،‬في هذا املوضوع‪ ،‬إلى قلق الحكومة األملانية من‬ ‫تزايد عدد األملان الذين يلتحقون بالتنظيم‪ .‬وتضيف سالمة املقيمة في برلني أن تصريحات‬ ‫كبار السياسيني األملان تشير إلى أن «بالدهم لم تعد بمنأى عن خطر داعش‪ ،‬ويجب اتخاذ‬ ‫خطوات حاسمة»‪ .‬وه��و ما يؤشر إل��ى حقيقة حجم ه��ذا التنظيم في أملانيا وأن��ه «ل��م يعد‬ ‫يقتصر على مجموعات صغيرة»‪ ،‬خاصة أن عدد املوقوفني العائدين من ساحات القتال‬ ‫في سوريا أو العراق في تزايد‪« ،‬وتجري ً‬ ‫حاليا ثاني محاكمة لشابني من أصول تونسية»‪،‬‬ ‫وهناك أعداد ال بأس بها تنتظر املحاكمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في امللف ذاته أيضا‪ ،‬يشير الباحث العراقي حسن الرماحي تحت عنوان «كيف تواجه ميركل‬ ‫املقاتلني األجانب» إلى تقارير املكتب االتحادي لحماية الدستور في أملانيا‪ ،‬التي تؤكد أن‬ ‫الجماعات املتطرفة ترفض سياسات االندماج والتعايش االجتماعي‪ .‬وتتركز هذه الجماعات‬ ‫بشكل خاص في مدن مثل كولونيا ودوسلدورف وبوخوم وفوبرتال وزولينغن‪ ،‬وكذلك‬ ‫مدينتا بون وفرانكفورت اللتان تعدان من معاقل الجماعات املتطرفة في أملانيا‪ .‬وقد كشفت‬ ‫هذه التقارير أن تلكم الجماعات ترتبط بشبكات مسلحة متطرفة تدار من مصر وسوريا‬ ‫واليمن والعراق وأفغانستان ودول أخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اتساقا مع هذه التقارير‪ ،‬يشير تصريح لرئيس مكتب الشرطة الجنائية االتحادية‪ ،‬إلى أن‬ ‫ً‬ ‫أملانيا ليست مهددة فقط من قبل اإلرهاب الدولي‪ ،‬وأنها لم تعد فقط ممرا لإلرهابيني‪ ،‬بل‬ ‫ً‬ ‫مسرحا لعمليات يقوم بها إرهابيون بدوافع دينية‪ .‬وهو ما يعني أن أملانيا باتت‬ ‫أصبحت‬ ‫مهددة‪ ،‬بعمليات «فردية»‪ ،‬وهو التهديد الذي تعاطت معه الصحافية الكردية روشن قاسم في‬ ‫موضوعها «الرقص مع (داعش)»؛ حيث نقلت عن ديمتري بونتينك والد الداعشي السابق‬ ‫جون لـ«املجلة» رحلته الشاقة للبحث عن ابنه راقص الروك‪ ،‬وروى املخاطر التي واجهها فيما‬ ‫بعد‪ ،‬ملساعدة عائالت أخرى ذاقت مرارة تجربة التحاق أبنائها بـ«داعش»‪.‬‬ ‫أشارت روشن في تحقيقها إلى تمكن ديمتري من استعادة ابنه راقص الروك‪ ،‬ولكن جون‬ ‫ليس أول وال آخر من تورط باإلرهاب‪ ،‬فبحسب تقارير دولية‪ ،‬هناك عشرات اآلالف من‬ ‫مواطني دول االتحاد األوروبي التحقوا بصفوف تنظيم داعش اإلرهابي‪.‬‬ ‫إض��اف��ة إل��ى ذل��ك‪ ،‬ت�ق��دم «امل�ج�ل��ة» مجموعة م��ن امل�ق��االت وامل�ل�ف��ات والتحقيقات والتقارير‬ ‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬كما تعرض معالجات متميزة ألب��رز وأه��م األح��داث والقضايا‬ ‫الثقافية والفنية واالجتماعية والرياضية‪ .‬في عدد هذا الشهر‪ ،‬ندعوك عزيزي القارئ ملتابعة‬ ‫هذه املوضوعات وغيرها الكثير على موقعنا «‪ ،»majalla.com‬كما نرحب دائما بآرائك‬ ‫وتعليقاتك‪ ،‬أو االتصال بنا إذا رغبت في التواصل معنا‪.‬‬

‫‪A Monthly Political News Magazine‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬ ‫‪HH Saudi Research and Marketing (UK) Ltd‬‬ ‫‪Arab Press House, 184 High Holborn, London WC1V 7AP‬‬ ‫‪Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310‬‬ ‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم»‬

‫وكيل اإلشتراكات‬ ‫بريد إلكتروني‪info@arabmediaco.com :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.arabmediaco.com :‬‬ ‫هاتف مجاني‪2440076-800 :‬‬

‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة»‬

‫شركات نشر‬ ‫‪Saudi Specialized‬‬ ‫‪Publishing‬‬ ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫‪ Company‬الشركة‬

‫وكيل التوزيع‬ ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات ‪-‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ - 62116‬الرياض ‪ ،11585‬هاتف‪+966 11 4419933 :‬‬ ‫فاكس‪+ 966 11 2121774 :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.saudidistribution.com :‬‬

‫للحصول على املزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني ‪8002440014‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪5‬‬


‫تالعب يف أسواق غري مستقرة‬

‫مافيا صناعة السيارات‬ ‫يف إيران‬ ‫جدال بني املربمجني قد يشق صف‬ ‫مجتمع «بيتكوين» األمريكية‬

‫مشروع «الدوالر الرقمي»‬ ‫حائر بني خيارين‬

‫انتقادات لعرض أزياء يف لندن يروج ملالبس «داعش» ‪32‬‬ ‫‪68‬‬

‫تأجيل اإلفراج عن أوسكار املتهم بقتل صديقته يف عيد احلب ‪63‬‬ ‫‪32‬‬

‫اكتشاف علمي باملصادفة‬

‫بطاريات العصر‪..‬‬ ‫كرات صغرية من النار‬ ‫عملية حتقيق واسعة‬ ‫بشأن جرمية قتل غامضة‬

‫‪76‬‬ ‫نبيلة عبيد‪ :‬أعطوني األمومة وخذوا كل ما أملك ‪32‬‬

‫اغتصاب راهبة‬ ‫إجمالي عدد املتخصصني يف العلوم‬ ‫الدينية داخل اهلرم القيادي لإلخوان‬ ‫ال يتعدى شخصني فقط‬

‫ملاذا يتطرف العلميون؟‬

‫فريدناند‪ :‬يقدم نصائح لـ«تشيلسي» للفوز بالدوري ‪78‬‬

‫عرض كتاب‪« :‬اجلنس إكس»‬

‫إيران أكثر دول املنطقة‬ ‫من حيث عدد جراحات تغيري اجلنس‬ ‫األخوات اإلسرائيليات الثالث يحاولن‬ ‫ً‬ ‫عربيا‬ ‫حتقيق الشهرة‬

‫هل يستطيع فريق «أوا» رأب الصدع‬ ‫العربي ـ اإلسرائيلي عرب املوسيقي؟‬ ‫‪4‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫عكاظ»‪ ..‬حيث الصخور السمراء تنطق ً‬ ‫شعرا« ‪64‬‬

‫هيفاء وهبي ‪ :‬أصبح لدي الجرأة إلخراج كل ما في داخلي ‪74‬‬



‫داخل العدد‬

‫إيرانيون يصنعون «الفودكا»‬ ‫و«الويسكي» يف املنازل‬

‫‪30‬‬

‫صحوة «العائالت االنتخابية»‬ ‫يف مصر‬

‫‪36‬‬ ‫قصة الغالف‬

‫تأثري التوترات السياسية يف املنطقة‬ ‫على أداء القطاع العقاري‬

‫‪46‬‬

‫الرقص مع «داعش» ‪20‬‬ ‫مسيحيون وايزيديون وشيعة يف صفوف التنظيم‬ ‫سفري اململكة املغربية بالقاهرة‪ :‬مشاركة الرباط‬ ‫يف «عاصفة احلزم» يفرضها الواجب‬

‫وزير النقل املصري لـ‬ ‫قناة السويس اجلديدة قاطرة‬ ‫القتصاد مصر واملنطقة‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪:‬‬

‫‪56‬‬

‫‪ :‬عالقات املغرب‬ ‫العلمي لـ‬ ‫بالسعودية نموذج يحتذى به‬

‫‪9‬‬


‫هل يكون العماد عون‬ ‫حصان طروادة الفارسي‬ ‫في لبنان؟!‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫سقوط سيناريو‬ ‫«الزعيم» و«السيد»‬ ‫في اليمن‬

‫طرائف وغرائب‬ ‫روحاني مع ندى‬ ‫العرافة‬

‫علي سالم يكتب‪ :‬خذوني معكم في الحوار اإليراني الخليجي‬ ‫وزير النقل املصري‪ :‬قناة السويس الجديدة قاطرة القتصاد املنطقة‬

‫التنظيم يهدد بإمارة يف أوروبا عاصمتها برلني‬

‫ميركل تتعهد بدحر «داعش»‬ ‫< داخل العدد‪:‬‬

‫الذئاب املنفردة‬ ‫في تركيا‪ ..‬الجيل‬ ‫الثاني لـ «حزب الله»‬ ‫الكردي املتطرف‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ‫‪09‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1611‬أيلول ‪( -‬سبتمبر) ‪2015‬‬

‫‪Issue 1611 - September 2015‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.