المقال السياسي
55
العدد 1537
60
المقال السياسي
دبلوماسية التطلع إلى الجحيم
متكي :يقول أشياء تفعل إيران عكسها
في األسبوع الماضي ،استمعتُ في البحرين إلى كلمة شائقة ،ولكنها شائقة ألسباب خاطئة .فألول وهلة ،بدت وكأنها كلمة عميقة الفكر، إال أن معرفتك بمؤلفها تغيِّر تصورك تما ًما .ويبدو أن الذين استطاعوا فهمها هم جمهور واسع النطاق من السياسيين والدبلوماسيين والقادة العسكريين ،والصحفيين ،من جميع أنحاء الشرق األوسط على اتساعه ،ومن الواليات المتحدة ،وأوروبا. في األسبوع الماضي ،استمعت في البحرين إلى كلمة شائقة جدًا ،ولكنها شائقة ألسباب خاطئة .بدأت الكلمة بالتأكيد على أهمية "تكوين حكومة ديمقراطية ومستقلة في العراق ،ودعم التنوع السياسي هناك". واسترسلت الكلمة عن أهمية مجلس حقوق اإلنسان والجمعية العامة لألمم المتحدة .ثم دعا المتحدث "إلى دعم االستقالل والتنمية واألمن في اليمن" ،وكذلك "وجوب اتحاد المجتمع الدولي بشأن هذه المبادئ" .وحذرت الكلمة ،فيما يتعلق بالوضع في شمال غرب اليمن ،من أن "هذه الصراعات لن تكون في مصلحة اليمن بشكل خاص" ،وال في مصلحة منطقة الشرق األوسط بشكل عام. ثم استطردت الكلمة عن لبنان قائلة "تمهد مشاركة جميع الفئات السياسية الطريق هناك أمام التضامن الوطني ،ونحن نقوم بدور رائد في هذا الصدد" .وركزت المالحظات الختامية للكلمة على سلبيات إضعاف معاهدة حظر االنتشار النووي ،والحاجة إلى تعزيز األمن واالستقرار ،وعلى محورية العالقة بين التنمية االقتصادية واألمن. وألول وهلة ،بدا الخطاب عميق الفكر .إال أن معرفتك بمصدره تغير تصورك تما ًما. في الواقع ،لم يتلفظ بهذه الكلمات ذات النوايا الحسنة والمذكور أعاله األمين العام لألمم المتحدة ،ولكنها صدرت من وزير الخارجية اإليراني منوشهر متكي .ويبدو أن الذين استطاعوا فهمها هم جمهور واسع النطاق من السياسيين والدبلوماسيين والقادة العسكريين ،والصحفيين ،من جميع أنحاء الشرق األوسط على اتساعه ،والواليات المتحدة ،وأوروبا .وبالرغم من أن الكلمة كانت فريدة نظرًا للمجموعة الواسعة من القضايا التي غطتها ،فإن تصريحات متكي ال تقدم أي جديد ،ولكنها تتسق مع سلوك ونوعية الخطاب اللذين اعتمدتهما الحكومة اإليرانية منذ أغسطس آب ،2005 عندما تم انتخاب أحمدي نجاد ألول مرة. 18ديسمبر 2009
مانويل ألميدا
وعند استعراض معظم القضايا التي تناولها متكي ،وتحليل سياسة إيران تجاه كل واحدة منها في اآلونة األخيرة ،يكاد يبدو أن وزير الخارجية اإليراني يعني النقيض تما ًما لكل ما قاله .ولنبحث ذلك معًا .في العراق ،تبذل إيران كل ما في وسعها إلنشاء حكومة موالية إليران في بغداد .وتضمنت هذه الجهود دعم الجماعات المسلحة التي صعبت كثيرًا من الجهد المبذول لتحقيق االستقرار في العراق. ومثلاً بالنسبة لحديث متقي عن حقوق اإلنسان ومجلس حقوق اإلنسان ،عندما نلقى نظرة على القمع والعنف وفصول التعذيب التي أعقبت االنتخابات المزورة في إيران ،فذلك أبلغ من أي حديث .وكيف يمكن إليران االدعاء بدعم حكومة عبد اللـه صالح واستقرار اليمن ،بينما هي تساند بوضوح تمرد الحوثيين ،على األقل فكريًا أو لوجيستيًا ،كما تؤكد الحكومة اليمنية. وحين يؤكد أن إيران لعبت دورًا رائدًا في تشجيع مشاركة جميع الفئات السياسية والتضامن الوطني في لبنان ،فهذا أمر أقرب للمزاح عندما نتذكر أن إيران هي األب الروحي لحزب هللا .وأخيرًا ،كيف يمكن للمرء تعزيز االستقرار واألمن عندما تحدت إيران جميع القواعد الدولية بمواصلة برنامج للطاقة النووية يشكك الجميع في نواياه الحقيقية بشكل كبير.
وعندما ننظر إلى الطموحات النووية إليران بشكل خاص ،فإن هذا النوع من الدبلوماسية إذا كانت تستحق هذا االسم -يصبح سببًاللقلق الشديد ،ففي السياسة الدولية ،ال يوجد مجال للسذاجة ويخفي معظم السياسيين ،إن لم يكن جميعهم ،الحقائق ،ويتم دفعهم إلى تصوير الواقع بشكل مختلف ،أي بالطريقة التي يريدون أن يراهم بها اآلخرون. إال أن الغياب التام الهتمام أحمدي نجاد ومتكي ومسئولين إيرانيين آخرين بإظهار التوافق بين الكلمات واألفعال يكشف، في حد ذاته ،عن شعور النظام اإليراني الحالي بأنه فوق المساءلة .وفي حين تعد القوة المسلحة ،التي هي أداة للضغط على الحكومة اإليرانية ،لتتنازل عن برنامجها النووي هي األسوأ بين كل الخيارات ،كانت الدبلوماسية والحوار محاوالت غير مجدية حتى يومنا هذا .ولذا يصبح فرض مزيد من العقوبات في هذه الحالة الخاصة جدًا، مع إبقاء خيار الحوار مفتوحًا دائ ًما ،هو الطريق الصحيح التباعه .وتظهر العقوبات التصميم ،ولكن ليس بشكل عدواني صريح. مضى حتى اآلن أكثر من أربع سنوات منذ حاولت الواليات المتحدة وعدة دول أوروبية التقارب مع الحكومة اإليرانية الحالية من أجل التفاوض بشأن الملف النووي .ولم يعد مقبولاً التبرير ،أو التذرع بأن المشكلة كانت تتمثل في إدارة بوش .فمع وجود إدارة أمريكية جديدة مستعدة إلجراء محادثات، ليس هناك أي تقدم .ويسير المخطط اإليراني على ما يرام لكسب الوقت حتى تحقق ايران بالفعل سعيها إلي القدرة على امتالك أسلحة نووية .لقد ذكرني ازدراء وغطرسة متكي، والطريقة التي قال بها وزير الخارجية اإليراني للحاضرين :إن إيران هي القوة اإلقليمية األكثر مسالمة ،ذكرني ذلك ببعض ما قاله أحدهم :إن الدبلوماسي "هو الشخص الذي يقول لك اذهب إلى الجحيم بطريقة تتطلع بها فعلاً إلى هذه الرحلة". 58
تقارير
المقاعد التي فازت بها أحزاب اسالمية
نسبة التصويت في اإلنتخابات النيابية
المغرب (46 )2006( * 42 )2002( 9 )1997 (88)2005( 17 )1999 مصر (1 )2009 الكويت (6 )2006 األردن (6 )2007( 17 )2003
مصر )2005( 23% المغرب 37% )2007( )2002( 52% 42% )2009( )2003( 59% األردن 50% )2009( )2006( 65% الكويت البحرين 72 % )2007( )2003( 53%
ولكن أوتاواي الحظت بذكاء أن عدم الترويج للديمقراطية لم يكن ناتجًا عن خطأ أو فشل دول الشرق األوسط وحدها ،بل جاء أيضا نتيجة فشل المجتمع الدولي في التعامل مع من اعتبرهم مرشحين أقل مقبولية وتأييدًا .فبدلاً من محاولة المجتمع الدولي دمج الشخصيات السياسية التي يزعم أنها تمثل خطورة في النظام الديمقراطي، تعامل بشكل سيئ مع الكثيرين منهم مما أدى إلى دفعهم بعيدًا عن السياسة الديمقراطية. في هذا الصدد ،ترى أوتاواي أن الواليات المتحدة، بما في ذلك إدارة أوباما ،تفتقد إلى أي جهود جادة لتشجيع اإلصالح السياسي في الشرق األوسط. وباستخالص الدروس من التاريخ ،يوضح تقرير كارنيجي أنه كي يقتنع المحاورون المعارضون بأن مبادئ الديمقراطية هي أساس حكوماتهم ،يتعين على الواليات المتحدة أن تكون على استعداد لمناقشة المبادئ العامة التي تدعم سياساتها المتعلقة بالشرق األوسط. وعالوة على ذلك ،فإن من بين االنتقادات التي يسوقها التقرير؛ أنه بعد مرور عام على تولي أوباما اإلدارة األمريكية ،فإنه لم يتحدث عن السياسة في الشرق األوسط إال للضرورة: طموحات إيران النووية والحرب في أفغانستان والصراع اإلسرائيلي الفلسطيني .ولذا فإن محدودية اهتمام الواليات المتحدة بتحقيق النمو الديمقراطي ينبغي إعادة تقييمه .ومع ذلك ،فإن التقرير يؤكد أن الظروف السياسية في منطقة الشرق األوسط ال تتماشى مع المصالح األمريكية، وهذا من شأنه إعادة توجيه نهج اإلدارة األمريكية في التعامل مع أنظمة الحكم في المنطقة. إذن ما هي بالضبط الطريقة التي يتعين على الواليات المتحدة االلتزام بها في عالقتها مع الشرق األوسط؟ من النادر في مجال السياسة التوصل إلي إجابات دقيقة ،وهذا التقييم ليس استثنا ًء .وبدلاً من شرح ما ينبغي على إدارة أوباما القيام به ،شدد التقرير على ما ينبغي ألاَّ تفعله إدارة أوباما ،وذلك بتجنب نهج إدارة بوش لبناء الديمقراطية ،ليس فقط ألن طريقة بوش كانت غير فاعلة ،بل ألكثر من ذلك وهو أن الوضع الحالي يختلف اختالفًا جذريًّا العدد 1537
ع َّما كانت عليه الحال في أوائل عام .2000
مسئولية كبيرة ضمن أجندة سياستها الخارجية.
وبعد إعطاء تقييم متعمق لمختلف القوى المؤثرة على المسرح السياسي ،والتي تحدد مستوى الديمقراطية في الشرق األوسط ،ينتقل التقرير لشرح القضايا التي ينبغي على إدارة أوباما أن تركز عليها .وال شك أن اتباع منهج موضوعي به الكثير من المزايا ،السيما أنه يأخذ في االعتبار خصوصيات المنطقة التي قد تؤثر على الحكم. خلل ينبغي التعامل معه. إال أن هناك جانب ٍ
وجانب مثير من هذا التقرير يكمن في ما لم يذكره .فهل مبادئ الديمقراطية في الشرق األوسط كانت ستصبح أفضل حالاً ،لو لم تتدخل الواليات المتحدة كما كانت عليه الحال في الماضي؟ ألم تُحدث الجهود الماضية التي بذلتها إدارة بوش على وجه الخصوص ردة فعل قوية مما أدى إلى تعويق نشر الديمقراطية في المنطقة؟
فالعالقة التاريخية بين الغرب والشرق األوسط تنطوي على عنصر مؤسف يتمثل في هدف تحقيق التحضر في الشرق األوسط، مما أمد القوى الغربية بذريعة أو حجة للوجود في المنطقة .وعلى الرغم من أن هذا الهدف يرتبط أصلاً بتكتيك ديني ،فإنه تطور شيئًا فشيئًا ليأخذ غطا ًء سياسيًا؛ وهو نشر الديمقراطية فالعالقة التاريخية بين الغرب والشرق األوسط تنطوي على عنصر مؤسف يتمثل في هدف تحقيق التحضر في الشرق األوسط ،مما أمد القوى الغربية بذريعة أو حجة للوجود في المنطقة .وعلى الرغم من أن هذا الهدف يرتبط أصلاً بتكتيك ديني ،فإنه تطور شيئًا فشيئًا ليأخذ غطا ًء سياسيًا؛ وهو نشر الديمقراطية. وبينما ال تهدف التقارير التي تقدمها مؤسسة كارنيجي للسالم الدولي ،إلاَّ أن تقييمها لمساعي الواليات المتحدة من أجل نشر الديمقراطية في الشرق األوسط يطرح تساؤلاً عما إذا كان من حق الواليات المتحدة وحدها أن تقرر أن نشر الديمقراطية في المنطقة بمثابة
ويتضمن التقرير الحل الذي في حالة تنفيذه بشكل جيد ،يمكن أن يصبح للواليات المتحدة تأثير مهم وإيجابي على االستقرار في المنطقة من خالل ترويج الديمقراطية .وعالوة على ذلك ،فإن التقرير يقدم أدلة مقنعة على أن تعزيز الديمقراطية وزيادة االستقرار -بالرغم من أن ذلك ال يُشترط أن يكون على طريقة الواليات المتحدة -سيكون مفيدًا إن لم يكن ملز ًما للمنطقة. "ليس غياب الديمقراطية وإهمال حقوق اإلنسان هما السبب وحدهما في مثالب األنظمة العربية، بالرغم من أنهما أمران جد خطيرين .إنما السبب األبرز هو العجز الواضح الذي تعانيه العديد من الحكومات في االستجابة لألزمات التي تلوح في األفق .وفي أكثر الحاالت تطرفًا، خصوصًا في اليمن ،فإن اإلصالح السياسي ربما يكون شرطًا للبقاء واالستمرارية". فهْم مؤسسة كارنيجي لوضع الديمقراطية في الشرق األوسط يجعل من هذا التقرير األفضل من خالل ما يعطيه من توصيات إلدارة اوباما. فإضافة إلى إدراك التقرير أن األدوات السابقة لإلصالح السياسي لم تعد مجدية ،فإن اعترافه بأن الجهود المبذولة في مجال تعزيز اإلصالح ال تزال ضرورية ،تجعله يستنتج أنه ليست هناك طريقة واضحة أمام الواليات المتحدة كي تتبعها في تعاملها مع قضية الديمقراطية في الشرق األوسط .ومن جهة أخرى فإن األمر الواضح هو الضرورة التي تمثلها الديمقراطية للمنطقة، وقدرة الواليات المتحدة على تزويد شعوب المنطقة بالحوافز المناسبة لتعزيز الديمقراطية.
لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع: http://www.carnegieendowment.org 57
تقارير
قضية حياة أو موت ديمقراطية الشرق األوسط: الترويج للديمقراطية ليس طريقًا يسير في اتجاه واحد مؤسسة كارنيجي للسالم الدولي موجز السياسة مارينا أوتاواي نوفمبر /تشرين ثان 2009
الديمقراطية تزايدت أهميتها في منطقة الشرق األوسط ،وعلى الواليات المتحدة بذل المزيد لتعزيز نموها .وبصفة خاصة فإن إدارة أوباما تحتاج إلمداد منطقة الشرق األوسط بالحوافز الالزمة لاللتزام باإلصالح الديمقراطي هذا ما أكده تقرير حديث لمؤسسة كارنيجي للسالم الدولي. فمن بين النتائج القليلة التي لها داللة إحصائية في العلوم السياسية؛ مسألة التأكيد على أن الدول الديمقراطية أكثر سال ًما واستقرارًا من الدول غير الديمقراطية .وفي حين أن هناك تحفظات على نظرية السالم الديمقراطي ،فإن هذا المبدأ األساسي مقبول بشكل كبير في أوساط األكاديميين والمستشارين الذين يشكلون جدول أعمال السياسة الخارجية للدول الغربية ،وال سيما في الواليات المتحدة .ومؤسسة كارنيجي للسالم الدولي تعكس هذه الفكرة من خالل تقييم فاعلية التدابير 18ديسمبر 2009
التي وضعتها الواليات المتحدة محل التنفيذ من أجل نشر الديمقراطية في الشرق األوسط. مارينا أوتاواي؛ مؤلفة "الديمقراطية في الشرق األوسط :الترويج للديمقراطية ليس طريقًا يسير في اتجاه واحد" تبدأ بفرضية أن إدارة أوباما تتعرض لضغوط كبيرة إلحياء جهود الديمقراطية في الشرق األوسط .إال أنها تالحظ، وهي ُمحقة في ذلك ،أن أحوال الديمقراطية قد ساءت في الشرق األوسط خالل السنوات القليلة
الماضية" .فزخم اإلصالح السياسي توقف في معظم أنحاء المنطقة .وأحزاب المعارضة في أدنى مستوياتها ،والحكومات أكثر سيطرة من أي وقت مضى .وفي حين انتشرت صور جديدة من الحراك السياسي على نطاق واسع مثل االحتجاجات العمالية وزيادة حجم المدونات التي تنتقد الحكومة وانتشار أحزاب المعارضة ،إال أن كل هذا لم تثبت فاعليته بعد كوسيلة من وسائل التأثير على القادة من أجل تغيير السياسات التي وضعت منذ أمد بعيد. 56
العدد 1537
قراءات
جديد األسبوع كتب
الصواب السياسي :تاريخ علم المعاني والثقافة
الغالف
جيفري هيوز ويلي بالكويل 23نوفمبر/تشرين ثان 2009
أصبح مصطلح الصواب السياسي يستخدم في األحاديث اليومية العادية ،كما أصبح جز ًءا من العقلية الحديثة .ولكن بالرغم من أن الجميع يعتقدون أنهم يعرفون معنى هذا المصطلح ،فإن معناه يتغير بشكل مستمر .والظهور المفاجئ لهذا المصطلح أدى إلى اندماجه في الثقافة المعاصرة بشكل مثالي ومثير للسخرية على حد سواء .وخالل رحلته الستكشاف أصول وتطور ومضمون وأسلوب هذا المصطلح ،نتعرف مع الكاتب ،هيوز ،على مجموعة متنوعة من الكتَُّاب مثل تشوسر وشكسبير وسويفت وفيليب الركن وديفيد ماميت وجى إم كوتزي .كما يقودنا خالل رحلته في جولة رائعة تبدأ من أناشيد الطفولة وتنتهي بأفالم سبايك ليي.
دافع عن المملكة :التاريخ المعتمد للمخابرات البريطانية
الغالف
كريستوفر أندرو نوبف 3نوفمبر/تشرين ثان 2009
اً احتفال بالذكرى المئوية لتأسيسة ،قام جهاز المخابرات البريطاني أو ما يعرف بـ MI5ألول مرة بفتح إصدار غير مسبوق: أرشيفه لمؤرخ مستقل .وهذا الكتاب يكشف عن الدور المحدد الذي قام به الجهاز المخابراتي البريطاني عبر تاريخ بريطانيا خالل القرن العشرين ،منذ تأسيسه على يد النقيب بالجيش البريطاني كيل في أكتوبر /تشرين األول ، 1909مرو ًرا بحربين اً وصول إلى دوره الحالي في مكافحة اإلرهاب والتجسس .ويصف الكتاب كيف تتم إدارة جهاز عالميتين ،حتى اآلن ،أي المخابرات البريطاني وعالقته مع الحكومة ،كما يستعرض الكتاب أبرز نجاحات وكبوات هذا الجهاز ،وفي كل هذا ،لم يخضع المؤلف ألي قيود على أحكامه المتعلقة بالجهاز المخابراتي البريطاني.
حوار األمن والسياسة يصطدمان في العراق
مجلس العالقات الخارجية 14ديسمبر /كانون األول 2009
استضاف مجلس العالقات الخارجية ،سام باركر ،مسئول برنامج العراق بالمعهد األمريكي للسالم .وعلق باركر على عملية انسحاب الواليات المتحدة من العراق ،وهل ستمضي كما هو مخطط لها أم ال .وتتناول محادثات باركر التفجيرات األخيرة في بغداد ودور تنظيم القاعدة في ظل تزايد اعتماد النظام العراقي على دعم الواليات المتحدة.
تقارير تحت مسمي الوحدة
منظمة حقوق اإلنسان 15ديسمبر /كانون األول 2009 هذا التقرير يحقق في انتهاكات حقوق اإلنسان في اليمن ،في ظل الصراع الذي نشب أخي ًرا بين الحكومة اليمنية وأنصار الحركة الجنوبية .وتبحث منظمة حقوق اإلنسان الطرق التي سلكتها السلطات اليمنية في التعامل مع وسائل اإلعالم ،كما تغطي المنظمة النزاع في أكثر من 80مقابلة مع شهود عيان في جنوب اليمن. 18ديسمبر 2009
54
كتب
رغم نجاحه في التصدي للفساد المالي إال أن ريتشارد سكراجز فشل في حماية منزله من ويالت إعصار كاترينا
الدول المتقدمة ،ولكن اليوم ،أصبح تدفق رأس المال الدولي يشمل الصين ،والتي تعتبر دولة نامية ،ويرى الكاتب ظاهرة “أمريكا الصينية” على أنها “ بلد مزدوج رائع” ،يمثل ما يزيد قليلاً على ُعشر مساحة أراضي العالم ،ورُبع سكانه، وثلث الناتج االقتصادي العالمي ،وأكثر من نصف النمو االقتصادي العالمي خالل السنوات الثماني الماضية”. ورغم اعتبار البعض أن الحرب العالمية األولى نقطة النهاية لعولمة القرن الـ ،19فإن فيرجسون ينظر من ناحية أخرى إلى العالقات األمريكية- الصينية باعتبارها نهاية محتملة للعولمة الحديثة .ويعتمد فيرجسون في افتراضاته العدد 1537
على توقعه اشتعال حرب تجارية محتمله بين القوتين االقتصاديتين.
أن كتاب “صعود المال” كان ينبغي أن يتضمن بنية تحتية تاريخية أكثر.
وتدحض هذه الفكرة حجج العلماء والذين يعود تاريخهم إلى “كانط” ،الذي يدعي أن الترابط االقتصادي بمثابة وسيلة أمان ضد أي كارثة عالمية .وبالرغم من استنتاجات الكتاب المستقلة ،فإنه يمكن انتقاده لعدم احتوائه على الكثير من التحليالت لدور المنظمات الدولية في معالجة المعضالت االقتصادية والمالية وإدارة المخاطر .ويعتبر فيرجسون أن صندوق النقد الدولي ال يمكن لومه على رد فعله تجاه األزمة المالية اآلسيوية خالل حقبة التسعينيات .وتوجد ثغرة إضافيةـ أيضًا ـ بالكتاب عبر عنها أولئك الذين يعتقدون
ويختتم فيرجسون حديثه بقوله :إن “األسواق بمثابة مرآة للبشرية ،وتكشف لنا في كل ساعة من كل يوم عمل الطريقة التي نقَّيم بها أنفسنا ،ونقَّيم بها أيضًا موارد العالم الموجودة من حولنا .وال يمكن إلقاء اللوم على المرآة إذا أظهرت عيوبنا بوضوح ،كما تظهر جمالنا”. وتثير هذه الجملة بالتحديد عدة تساؤالت، خاصة أنها تأتى من شخص يقدر النهج االستعماري بشكل كبير .غير أن السؤال المطروح اآلن :ما العيوب التي تدمر النظام المالي الحالي؟ واألهم من ذلك، كيف يمكن التخلص منها؟ 53
كتب
رحلة المال عبر التاريخ صعود المال: التاريخ المالي للعالم نيال فيرجسون دار بنجوين للنشر2008 ، رحلة زمنية لتطور المال، يرويها أحد المؤرخين البارزين في األدب الحديث تعرض نيال فيرجسون ،بشكل متكرر، النتقادات شديدة نتيجة اعتماده في كتاباته على نهج استعماري ،إال أن قدراته األكاديمية والبحثية كمؤرخ ال خالف عليها .ويعرض كتابه “صعود المال” التطور التاريخي للمال ،ابتدا ًء من أنظمة االئتمان البابلية إلى المأزق المالي الحالي .ويروي الكتاب ـ ببراعةـ صعود النظم المصرفية ،واألهم من ذلك ،إدخال مفهوم المال في المجتمعات األولى. ويقول فيرجسون عن اقتناع :إن المال في الواقع عبارة عن “ثقة منقوشة” على الورق أو المعدن ،وتحفظ هذه الثقة المجتمعات من الفقر .ويستخدم الكتاب العديد من دراسات الحالة ليصور كيف تطور مفهوم المال عبر الزمن .فعلى سبيل المثال ،يبين الكتاب كيف أصبح أباطرة القروض في إيطاليا بمثابة المصرفيين األوائل ،وكيف تبلورت فكرة األسواق المالية مع صعود نجم أمستردام كعاصمة العالم المالية .ويستخدم 18ديسمبر 2009
فيرجسون في كتابه مهاراته الرائعة في الرواية القصصية إلظهار كيف أصبح قاتل خارج على القانون أحد األسباب التي أدت إلى تدمير النظام المالي الفرنسي ،مما تسبب في انطالق الثورة الفرنسية وكيف أسهم دور ناثان روتشيلد
رغم اعتبار البعض أن الحرب العالمية األولى نقطة النهاية لعولمة القرن الـ ،19 فإن فيرجسون ينظر من ناحية أخرى إلى العالقات األمريكية-الصينية باعتبارها نهاية محتملة للعولمة الحديثة كمه ِّرب للذهب في سقوط نابليون. ويرى المؤلف أن المؤسسات المالية نمت
لتصبح العمود الفقري للمجتمعات الحديثة، والدليل على ذلك األزمة المالية الحالية التي أثرت على مختلف قطاعات االقتصاد. غير أن المثير لالهتمام أن األبحاث التي قام بها فيرجسون من أجل الكتاب قد تمت قبل األزمة المالية ،مما يضفي مزيدًا من المصداقية على المادة التي نشرها في كتابه ،والتي أشار فيها إلى أن القطاع المالي نما بشكل متزايد على مدى العقود الماضية بغض النظر عن الخلل االقتصادي والمالي .ود َّعم تحليالت فيرجسون الركود االقتصادي الراهن ،حيث يربط بين األحداث الماضية واألحداث المالية الحالية. ويعقد المؤلف مقارنة مهمة يبين من خاللها أوجه التشابه بين االستثمار الدولي في أواخر القرن الـ ،19عندما كانت العولمة ظاهرة متأججة ،وأنماط االستثمار الدولي الحالية .إال أن هذا يؤدي إلى ظهور ما سماه فيرجسون “أمريكا الصينية” .فمنذ القرن الـ 19كان االستثمار يتم بين 52
إصدارات كتب
العدد 1537
قراءات
تقارير
51
األسواق
onﰲ اﻟﻌﺮاق اﻟﻨﻔﻂ Iraqﻋﲆ ﻋﻘﻮد اﻷﻣﻨﻴﺔ أﺛﺮ Security fears weigh second اﳌﺨﺎوفoil auction
Iraq awarded seven service Oil fields contracts to international oil Kurdish Gas fields إدارة ﻛﺮدﻳﺔ ﺗﺤﺖ companies to develop some administrationاﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻨﺢ اﻟﻌﺮاق ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻘﻮد ﻟﴩﻛﺎت اﻟﺨﺪﻣﺎت pipeline of its biggest oilfields in Oilﺑﻌﺾ أﻛﱪ ﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﻟﺒﻼد ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻦ أﺟﻞ the country’s second ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻗﺼﺎت أﺟﺮﻳﺖ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺟﻮﻟﺔ ﻛﺮﻛﻮك ﺧﻼل Kirkuk Iraqbidding round.اﻟﺨﻂ postwar ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺮب. Turkey failureاﻟﻌﺮاﻗﻲ - إﻻ أن ﻋﺰوف اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻋﻦ However, Bayji pipeline bids forاﻟﺴﻮري ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﺮوض ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ to attract اﻟﺤﻘﻮل اﻷﺧﺮى ﻳﺒني أﻧﻬﺎ ﺑﻴﺠﻲmany other fields ﺑﻐﺪاد Baghdad ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺘﺨﻮﻓﺔ ﻣﻦ suggests many ﺧﻂ أﻧﺎﺑﻴﺐ Iraq-Syria اﻷوﺿﺎع اﻷﻣﻨﻴﺔ firms are still اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺮاﻗﻲ - ﺣﻘﻮل ﻧﻔﻂ pipeline deterred by اﻟﺴﻮري ﺣﻘﻮل ﻏﺎز security اﻧﺒﻮب Iraq ﻧﻔﻂ أﻧﺎﺑﻴﺐ concerns اﻟﻨﻔﻂ strategic اﻟﺼﻔﻘﺎت اﳌﱪﻣﺔ اﺗﻴﺠﻲDEALS REACHED اﻹﺳﱰ pipeline ﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ )إﺣﺘﻴﺎط( اﻹﻧﺘﺎج اﳌﺴﺘﻬﺪف/اﻟﻴﻮم OIL FIELDS Reserves Output target ﺳﻌﺮ اﻟﱪﻣﻴﻞ )ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ( )(barrels Price per barrel ﻏﺮب اﻟﻘﺮﻧﺔ 8.7 2 -ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ 1.8ﻣﻠﻴﻮن* WEST QURNA-2 12.9bn 1.8m bpd 1.15دوﻻر اﻟﻜﻮﻧﺴﻮرﺗﻴﻮم :ﻟﻮك أوﻳﻞ، Consortium: LUKOIL, $1.15 160ﻛﻠﻢ اﻟﺒﴫة اﻟرنوﻳﺞ روﺳﻴﺎ -ﺳﺘﺎت أوﻳﻞ، Russia; Statoil, Norway Iraq1.8 ﻣﺠﻨﻮن 12.6ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ MAJOON 12.6bn 1.8m bpd Saudi Arabia 160km دوﻻر 1.39 Basraاﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ، ﴍﻛﺔ )ﺷﻞ( Royal $1.39ﺧﻂ NED pipeline Dutchاﻟﺴﻌﻮدي Shell,اﻟﻌﺮاﻗﻲ - أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻨﻔﻂ ﺑﱰوﻧﺎسﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ، 100 miles Petronas, Malaysia ﺑﺮﻣﻴﻞ 535.000 ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻣﻠﻴﺎر 4.1 اﻟﺤﻠﻔﺎﻳﺔ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ HALFAYA 4.1bn 535,000 bpd DEALS FAILED 1.40دوﻻر ،CNPCاﻟﺼني - CNPC, China $1.40 إﺣﺘﻴﺎط )ﺑﺮاﻣﻴﻞ( OIL FIELDSﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ Reserves )(barrels ﺗﻮﺗﺎل ﺑﱰوﻧﺎس - ﻓﺮﻧﺴﺎ ، ;Petronas 8.1 Total, Franceﻣﻠﻴﺎر ﴍﻗﻲ ﺑﻐﺪاد ،اﻟﺠﺰء اﻟﺸامﱄ E AST B AGHDAD 230.000ﺑﺮﻣﻴﻞ 8.1bnاف 0.9ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ اﻟﻐﺮ GHARAF 0.9bn 230,000 bpd ﻣﻠﻴﺎر 0.6 ات ﺮ اﻟﻔ وﺳﻂ دوﻻر 1.49 ﺟﺎﺑﻜﺲ ﺑﱰوﻧﺎس، اﻟﻴﺎﺑﺎن ، MIDDLE FURAT 0.6bn Petronas; Japex, Japan $1.49 اﻟﻜﻔﻞ -ﻏﺮب اﻟﻜﻔﻞ ﻣﺮﺟﺎن( )) (Kifl, West Kifl, Merjanﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺪرة 0.1ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ 170.000ﺑﺮﻣﻴﻞ 170,000اﻟﴩﻗﻴﺔ BADRA 0.1bn bpd اﻟﺤﻘﻮل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ 0.3ﻣﻠﻴﺎر ASTERN دوﻻرE 5.50 FIELDS ﻏﺎزﺑﺮوم، 0.3bnروﺳﻴﺎ -ﻛﻮﻏﺎز ،ﻛﻮرﻳﺔ Gazprom, Russia; Kogas, $5.50 ﺗﺮﻛﻴﺎ ) (Nau Doman,ﻧﺎودوﻣﺎن ،ﻗﻤﺮ ،ﻛﻼﺑﺎت( Gilabat, )Qumar ، TPAO ﺑﱰوﻧﺎس اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ S. Korea; Petronas; TPAO, Turkey ﻣﻜﻌﺐ( ﻗﺪم )ﺗﺮﻟﻴﻮن اﻟﻐﺎز ﺣﻘﻮل (Trillion )feet IELDS GAS F120.000ﺑﺮﻣﻴﻞ cubicﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ اﻟﻘﻴﺎرة 0.8 QAIYARAH 0.8bn 120,000 bpd 0.1 اﻟﺴﻴﺒﺔ دوﻻر 5 ,أﻧﻐﻮﻻ ﺳﻮﻧﺎﻧﻐﻮل، 0.1 SIBA Sonangol, Angola $5 0.1 ﺧﺸﻢ اﻻﺣﻤﺮ ﺑﺮﻣﻴﻞ 110.000 AL-AHMAR 0.1اﻟﻨﺠﻤﺔ 0.9ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ KHASHEM NAJMAH 0.9bn 110,000 bpd ﺳﻮﻧﺎﻧﻐﻮل Sonangol 6دوﻻر Source: EIAاﳌﺼﺪر$6: ادارة ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ © GRAPHIC NEWS
ضريبة المصرفيين أعلنت بريطانيا العظمى وفرنسا األسبوع الماضي عن فرض ضريبة بنسبة ٪ 50 على مكافآت البنوك .وأشار المحللون إلى أنه بالرغم من أن هذا اإلجراء من المحتمل أن يساعد بشكل طفيف جدًا في معالجة العجز المتنامي في الميزانية العامة ،فإن السبب الرئيسي وراء ذلك هو اإلستراتيجية السياسية المتعلقة باالنتخابات المقبلة. وعالوة على ذلك ،أشار عضو مجلس إدارة البنك المركزي األوروبي ،أكسل ويبر ،إلى أن فرض ضريبة على مكافآت المصرفيين من المرجح أال يكون له تأثير كبير على تشجيع أنماط السلوك التي تنطوي على تحمل المخاطر.
ﺗﻮﻗﻌﺎت اﻹﻧﺘﻌﺎش اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻌﺎم 2010 0.0%اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤﲇ اﻹﺟامﱄ 0.0%ﺗﻮﻗﻌﺎت ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ
IRAQ
ﺗﺸري ﺗﻮﻗﻌﺎت اﻟﻨﻤﻮ اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎﳌﻲ إﱃ اﻧﻪ ﰲ ﻋﺎم 2010ﺳﻴﻨﺨﻔﺾ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤﲇ اﻹﺟامﱄ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻜﱪى اﻟﻌﴩ اﳌﺘﻄﻮرة إﱃ ﻣﺘﻮﺳﻂ ،% 2ﺑﻴﻨام ﺗﺒني اﻟﺪراﺳﺎت أن اﻹﻗﺘﺼﺎدات اﻵﺳﻴﻮﻳﺔ وﰲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺼني واﻟﻬﻨﺪ ﺳﻮف ﺗﻨﻤﻮ مبﻌﺪل % 6.5 اﻳﺮﻟﻨﺪا اﻟﻴﻮﻧﺎن أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻟﺪمنﺎرك ﻫﻮﻟﻨﺪا إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ اﻟﱪﺗﻐﺎل اﻳﻄﺎﻟﻴﺎ اﳌﺠﺮ
-2.5% 14.0%
ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ
0.6% 9.3%
-1.0% 10.3%
-0.8% 19.3%
0.1% 10.1%
0.4% 8.5%
0.8% 7.1%
0.8% 9.7%
0.9% 9.9%
1.3% 10.3%
اﻟﻨﻤﺴﺎ
ﻓﻨﻠﻨﺪا
ﻓﺮﻧﺴﺎ
اﻟﺴﻮﻳﺪ
0.4% 5.2%
اﻟرنوﻳﺞ
0.5% 6.9%
0.5% 9.2%
1.4% 3.7%
0.5% 10.4% ﻛﻨﺪا
2.0% 8.7%
روﺳﻴﺎ
اﻟﻴﺎﺑﺎن
1.3% 5.6%
اﻟﺼني
2.8% 3.6%
4.5% 8.4%
ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا
ﻓﻨﺰوﻳﻼ
-3.4% 7.4%
10.1% 4.3%
ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ
1.9% 7.1%
5.3% 7.6%
1.7% 6.3%
أﺳﱰاﻟﻴﺎ
إﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ
3.1% 24.5%
ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
1.4% 9.1%
اﻷرﺟﻨﺘني
اﳌﺼﺪر(Economist Intelligence Unit, OECD, Morgan Stanley (GDP growth of China, India, Russia, Brazil : العدد 1537
اﳌﻜﺴﻴﻚ
4.8% 7.5%
اﻟﻬﻨﺪ
زميﺒﺎﺑﻮي
2.4% 9.9%
اﻟﱪازﻳﻞ
8.0% 6.8% 1.9% 80%
اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة
3.0% 6.3%
3.9% 7.8% ﺗﺸﻴﲇ
© GRAPHIC NEWS
اﻟﻌﺮاق
مشكالت دبي أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذا األسبوع ،أن أبو ظبي قررت تقديم 10مليارات دوالر إلى شركة دبي العالمية لالستثمار لمساعدتها على الخروج من أزمتها المالية .كما أكد أيضا أن ما يقرب من ٪ 40من هذا المبلغ سيستخدم لدفع صكوك شركة نخيل العقارية التي تقدر بـ 4.1 مليار دوالر أمريكي ،إذا ما وافق الدائنون على طلب شركة دبي العالمية بإعطائها مهلة لتسديد ديونها. 49
المستثمر العالمي
أمل جديد أم مجرد سراب ؟
أزمة الثقة العائق األكبر أمام زيادة االكتتاب المبدئي بالشرق األوسط
بالرغم من التطورات األخيرة المشجعة ،فإن معظم أسواق الطرح المبدئي العام في الشرق األوسط ال تزال على حالها من التخلف .وض ْبط هذا القصور يمكن أن يكون مفيدًا ج ًّدا للمنطقة. أعلن أكبر بنوك التسليف اإلسالمية في البحرين الشهر الماضي عن تجاوز فرعه السوري لحد االكتتاب المبدئي العام .ومن الوهلة األولى يمثل هذا اإلعالن بصيص أمل يدعو للتفاؤل وسط حالة التشاؤم التي أحاطت بأسواق االكتتاب المبدئي العام في منطقة الشرق األوسط .وبالرغم من ذلك، فإن السنوات األخيرة إن دلت على شيء ،فإنها تدل على أن المحللين والمستثمرين من المحتمل أن يتو َّخوا الحذر في خطواتهم عقب هذه الفورة في نشاط بنك البركة لالستثمار .وكما اتضح في األنظمة المالية للمنطقة بأكملها ،فإن مثل هذا النشاط المفاجئ غالبًا ما يكون خادعًا ،حيث يؤدي إلى نوع من التفاؤل الزائف لدى المستثمرين. وبالرغم من ذلك ،وبغض النظر عن المسار الذي تأخذه هذه الحالة الخاصة على المدى الطويل ،فإنها على األقل تبرز تراجع نمو االكتتاب المبدئي العام في المنطقة ككل؛ والذي يعد بمثابة عقبة هائلة في طريق النمو االقتصادي طويل األمد وواسع النطاق. واالكتتاب المبدئي العام في األساس يمثل الطريقة التي تقوم من خاللها الشركات بسبْر أغوار أي تعامل تجاري عام وهو أساس يتم بنا ًء عليه تدبير المزيد من رأس المال .ومن خالل إصدار األسهم العادية المتاحة للمستهلكين والمستثمرين األفراد، ترسل الشركات رسالة إلى السوق تفيد بأنها على استعداد للتوسع وتسعى للنمو؛ تلك الرسالة التي إن وصلت المستثمرين األذكياء ،يمكن أن تُقابَل بتدفقات كبيرة من رأس المال الخاص .لكن االكتتاب العام يتطلب من الشركة في ذات الوقت أن فصح عن معلوماتها الخاصة التي بدونها لن يكون تُ ِ الناس قادرين على اتخاذ قرارات استثمارية دقيقة. وبالفعل فإن هذا يمكن أن يكون بمثابة تضحية في جانب المزايا النسبية (خصوصًا في القطاعات التنافسية التي تعتمد بشكل هائل على التجديد والتطوير مثل التكنولوجيا)؛ ومع ذلك فإن مثل هذا اإلفصاح في نهاية المطاف يظل ميزة للناشطين في السوق والمستثمرين بشكل عام .فإذا تحقق مستوى من الشفافية الدائمة الذي يخضع لرقابة جيدة في أي تعامل تجاري عام ،فمن المؤكد أن يتدفق رأس المال بحرية أكبر؛ وأي اقتصاد كان معزوالً في السابق يمكن أن يصبح أكثر تحررًا وانفتاحًا. لكنه كما حدث في الربع المالي األخير ،فإن النمو في سوق االكتتاب المبدئي العام بمنطقة الشرق األوسط شهد تراجعًا ،كما يشير إلى ذلك تقرير صدر عن مؤسسة إرنست ويانج .فوفقًا لتحديث المؤسسة بشأن االكتتاب المبدئي العام في منطقة الشرق األوسط عن الربع الثالث من العام الجاري، 18ديسمبر 2009
بالتعافي اإلقليمي من األزمة االقتصادية العالمية. لكنه تابع كالمه قائلاً ":بمجرد أن تكون هناك أدلة على أن المنطقة تشهد تعافيًا بشكل ثابت، فإنه من المحتمل أن تكون هناك زيادة في جمع األموال بأسواق األسهم اإلقليمية ،وشركات الطرح المبدئي العام البالغ عددها 152شركة سوا ًء كانت معلنة أم مؤجلة أم تسربت معلومات عنها سوف تسعى إلى أن يتم إدراجها".
أمار تور جمعت أربع شركات فقط من بين تلك المدرجة في منطقة الشرق األوسط إجماليًّا يعادل 871.79 مليون دوالر أمريكي خالل الربع األخير ،وهذا أقل بكثير من الربع الثالث من العام الذي جمعت فيه خمس شركات حوالي 1.021مليار دوالر أمريكي .وبالمقارنة ،فإنه في الربع الثالث من عام 2008وحده ،فإن 14عملية طرح مبدئي عام جمعت 3.74مليار دوالر أمريكي .وخالل الثالثة أرباع األولى من عام ،2008فإنه تم جمع إجمالي تراكمي يقدر بـ 12.44مليار دوالر .أما هذا العام؛
وفقًا لتحديث المؤسسة بشأن االكتتاب المبدئي العام في منطقة الشرق األوسط عن الربع الثالث من العام الجاري، جمعت أربع شركات فقط من بين تلك المدرجة في منطقة الشرق األوسط إجماليًّا يعادل 871.79مليون دوالر أمريكي خالل الربع األخير ،وهذا أقل بكثير من الربع الثالث من العام الذي جمعت فيه خمس شركات حوالي 1.021مليار دوالر أمريكي فإنه تم جمع 1.97مليار دوالر أمريكي فقط! ويتوقع الشريك اإلداري لمؤسسة إرنست ويانج فيل جاندلر ،أن التراجع في النشاط يمكن أن يكون ناتجًا عن حالة من التردد لدى المستثمرين والشركات التي ربما ال تكون على قناعة تامة
ومع ذلك ،فإن االكتتاب المبدئي العام الذي يتسم بالسرعة ال يعني بالضرورة سوقًا جيدة .فمثلاً في عامي 1997و ،1998شهدت اإلمارات العربية المتحدة ارتفاعًا متهورًا في نشاط االكتتاب المبدئي العام واالستثمار ثم تبعه هبوط حاد .والفورة المبدئية في النشاط كان سببها إدراج شركة واحدة في الطرح المبدئي العام وهي شركة دبي لالستثمار التي أنعشت سوق االكتتاب المبدئي العام الذي ظل هامدًا لعقود .وفي أعقاب هذا النجاح المبدئي، حذت شركات أخرى حذو شركة دبي لالستثمار، وكما الحال في بنك البركة ،فإنها واجهت معدالت فادحة في تجاوز حد االكتتاب .وبالرغم من ذلك فإن المشكلة تمثلت في أن العديد من شركات االكتتاب المبدئي العام هذه لم تكن في حقيقة األمر شركات حقيقية لها وجود فعلي ،وإنما كانت في أغلب األحيان مجرد أصول ومشروعات .ومع هذه السابقة التاريخية ،ربما يكون أكبر عائق إقليمي هو الثقة؛ وأقصد بالثقة هنا ثقة المستثمرين في الشركات العامة الجديدة إضافة إلى ثقة الشركات المترددة في أن الناس سيتقبلون طرحها أو مشروعاتها التي تطلقها في السوق المفتوحة. ومن السابق ألوانه أن نحدد ما إذا كان تجاوز حد االكتتاب المبدئي العام لبنك البركة بمثابة إشارة إلى اتجاهات مستقبلية أم أنه مجرد أمل كاذب. لكن مع تعافي االقتصاد العالمي بشكل تدريجي، ومع ارتفاع أسعار النفط بشكل مستمر ،سرعان ما سيصبح لدى المستثمرين المزيد من رأس المال الحر .وإذا كانت المنطقة تريد االستفادة من هذا التعافي ،وتوجيه دفة األنظمة المالية على الطريق الموصلة إلى النمو السليم ،فإن الوصول بسوق االكتتاب المبدئي العام إلى درجة النضج واالنتعاش أمر حيوي للغاية .ولكن الوصول إلى هذا الهدف بأمان سوف يتطلب توجيه عقول المستثمرين بوعي من أجل تحقيق نوع من الثقة الجماعية.
استشاري في قسم التجارة األوروبية بمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية 46
اقتصاد عربي مشروعات إنشائية ضخمة النور.
سياسات اقتصادية غير فعالة من ماضيها ال تزال تعرقل تقدمها االقتصادي.
في عام ،2009مما أحدث زخ ًما لتحقيق مزيد من التعاون.
من بين الرؤى الشائعة في المجتمع االقتصادي والمالي أنه بالرغم من التقدم الكبير الذي حققته سوريا نتيجة اإلصالحات ،فإن انفتاحها على االقتصاد الدولي ال يزال محدودًا جدًا .وفي حين أن هذا االنفتاح المحدود يتضمن حقيقة أن سوريا ال يمكنها أن تستفيد من تحسن االقتصاد العالمي، فإنه يحمل ،أيضًا ،فكرة أن االقتصاد السوري لم يعان بشدة من حاالت الركود االقتصادي العالمي ِ مثل األزمة االقتصادية المالية التي يشهدها العالم. وكما أكد وزير المالية السوري محمد الحسين في "المؤتمر الدولي للمال" "أن ،سوريا هي األقل تأثرًا نظرًا النفتاحها االقتصادي المحدود على رأس المال األجنبي في أسواق الغرب".
ومن بين القيود الداخلية في سوريا ،تعد البيروقراطية واحدة من أكبر التحديات التي تعرقل التنمية .وبدأ اإلصالح التنظيمي بتأسيس نظام "النافذة الواحدة" في مدن صناعية مثل دمشق وحلب وحمص .ومثل هذا النظام يضع كل الخدمات في مكان واحد ،يتيح لكل مكتب أن يتمتع بمزيد من الكفاءة والفعالية .وبتطبيق هذه الممارسات على القطاع العام ككل ،يمكن أن تتحسن العملية البيروقراطية بشكل كبير.
وثمة شريك دولي آخر له أهميته بالنسبة لسوريا وهو ألمانيا التي تساعد دمشق حاليًا في تطوير قطاع توزيع المياه بالبالد .وفي الوقت الحالي ،يعمل نحو 50خبيرًا ألمانيًا كمشرفين أو مستشارين في مشروعات اقتصادية مختلفة. وبخالف التمويل ،يتم تقديم العديد من المنح الدراسية لتعزيز برامج التبادل الطالبي .وهذه المنح يتم تقديمها لعدد ال بأس به من السوريين في كل عام ،مما يجعل من ألمانيا أكثر البالد األوروبية تأثيرًا في سوريا .فهذا تقدم ملحوظ إذا ما أخذنا في االعتبار الغياب السابق لالهتمام األلماني باالقتصاد السوري نتيجة للديون العامة المتراكمة التي كانت تعانيها سوريا في الماضي.
مواجهة األزمة
ومع ذلك فإن هذا التصريح يتعارض مع الطريق األمثل الذي يمكن أن يعزز االقتصاد السوري. والذي يمكن أن يستفيد بالكثير من اقتصادات البرازيل وروسيا والهند والصين .فكل من هذه الدول تواجه مشكالت داخلية هائلة ،لكن العزلة لم تحقق نفعًا أبدًا ألي منها .فالبرازيل التي لديها تاريخ سيئ مليء بالمشكالت الهيكلية االقتصادية ،نجت من عقود الركود االقتصادي بعد تطبيق إصالحات اقتصادية مهمة .ولم تزدهر الشركات المملوكة للدولة بشكل خاص إال بعد أن أبعدتها الخصخصة الجزئية أو الكلية عن قبضة الحكومة .وبالمثل ،عاد االقتصاد بأكمله إلى مساره الصحيح بعد أن حد من استقالل البنك المركزي من صعوبة استخدام الحكومة للنظام النقدي في دعم إنفاقها الذي كان أساسه التبذير. وبنا ًء على هذه اإلصالحات ،فإنه وفقًا لتنبؤات تقرير جولدمان ساكس فإن البرازيل ،كما الدول الثالث األخرى (روسيا والصين والهند) ،سوف تتفوق على المجموعة السداسية بحلول عام .2050 لكنه ،كما نرى اآلن ،ال يُسمح في سوريا للمؤسسات المملوكة للدولة بالعمل بعيدًا عن قبضة الحكومة .فبالرغم من أن البنك المركزي السوري يتبع سياسة محافظة في تعامله مع األسواق الدولية ،فإن نفس السياسات التي أتاحت لسوريا عدم تكبد خسائر كبيرة خالل األزمة االقتصادية تقيد أيضًا نمو االقتصاد السوري وتطوره على المديين المتوسط والبعيد.
اإلصالحات البطيئة
من المؤسف أن عجلة اإلصالح االقتصادي في سوريا تدور بإيقاع أبطأ مما كان مأمولاً .ووفقًا لتقرير تنافسية العالم العربي الصادرعن المنتدى االقتصادي العالمي ،تقع سوريا في المرتبة الثانية عشرة بين 48اقتصادًا في أدنى مرحلة من مراحل التنمية .فمثلاً ،تقع األردن المجاورة لسوريا في المرتبة الثالثة عشرة بين 40دولة في المرحلة الوسطى من مراحل التنمية نتيجة للمؤسسات العامة التي تتمتع بالشفافية والقوانين والتشريعات المعززة لمجال األعمال التي يسهل االلتزام بها .وعلى عكس األردن ،ورثت سوريا العدد 1537
وواجهت المحاوالت ،التي قامت بها الحكومة، في سبيل دمج االقتصاد السوري في األسواق العالمية عقبة كبيرة ،أيضًا ،عندما أصبحت القدرة اإلنتاجية السورية موضع جدل كبير. وكانت المحاولة األولى عندما تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا في عام ،2004بهدف تسويق السلع المحلية للمستهلكين األتراك. ومع ذلك ،أثبتت المنتجات سورية الصنع عدم قدرتها على المنافسة في األسواق التركية نظرًا النخفاض جودتها .وأصل المشكلة يعود إلى غياب إجراءات الرقابة على الجودة في سوريا التي يفترض أنها ترصد كلاً من عملية اإلنتاج وجودة المخرجات .لكن األهم من ذلك هو غياب التنافسية بين الشركات السورية نفسها ،تلك التنافسية التي من شأنها تعزيز عملية التنمية وتطبيق إستراتيجيات فعالة وتحفيز االستثمار في مجالي البحث والتطوير.
بالرغم من التقدم الكبير الذي حققته سوريا نتيجة اإلصالحات ،فإن انفتاحها على االقتصاد الدولي ال يزال محدو ًدا ج ًدا وفي محاولة منها للتغلب على مشكالتها وتعويض العجز المتزايد في الميزانية ومواردها البشرية غير المالئمة ،تعين على سوريا أن تعتمد على المساعدات األجنبية .فمثلاً أسهم برنامج األمم المتحدة اإلنمائي بنحو 970ألف دوالر أمريكي من أجل بناء القدرات في البيروقراطيات الحكومية .كما حصلت سوريا على مساعدات ال يمكن إغفالها من جارتها الشمالية تركيا .وشهد االجتماع األخير لرئيسي وزراء كال البلدين في أكتوبر /تشرين األول ،2009توقيع أكثر من 40صفقة واتفاقية تغطي القضايا االقتصادية والبيئية ،ومن ثم تعزز بشكل كبير العالقات االقتصادية الثنائية بين البلدين .وبلغ حجم االستثمارات التركية 400مليون دوالر أمريكي
آفاق جديدة
إذا حاولنا تحليل دوافع الشركاء األجانب نحو دعم االقتصاد السوري ،ينبغي علينا أن نضع في الحسبان حقيقة مهمة مفادها أنه ال شيء يُعطى بدون مقابل .فمما ال شك فيه أن طموح تركيا لالنضمام إلى االتحاد األوروبي يدفع إستراتيجيتها االقتصادية الشاملة وطويلة األمد نحو مزيد من التكامل االقتصادي مع الدول المجاورة (القوقاز والبلقان والشرق األوسط). وبالنسبة أللمانيا التي تفخر بكونها أحد أكثر اقتصادات االتحاد األوروبي رخا ًء ،من المؤكد أن القطاع الخاص القوي والنشط والذي يبحث دائ ًما عن المزيد من المكاسب يقف وراء الدافعية نحو تحقيق تكامل اقتصادي دولي .ويتجاوز التأثير األلماني الشئون االقتصادية والمالية. فألمانيا تطمح أيضًا في تعزيز ثقافتها ولغتها خاصة في مراكزها الثقافية التابعة لمعهد جوتة. وفي ضوء العوائق الحالية ،يحتمل أن يواجه التحرير المستقبلي لالقتصاد السوري تحديات جديدة .والخسائر الكبيرة التي تكبدتها أسواق األسهم بدبي الشهر الماضي يمكن أن تؤدي إلى نضوب تدفقات رأس المال التي تأتي من دول الخليج .وهذا يمكن أن يكون بمثابة عائق ،إذا ما أخذنا في االعتبار حقيقة أن هذه التدفقات بلغت 750مليون دوالر أمريكي في عام .2007 وحسب تقديرات صندوق النقد الدولي ،فإن نمو إجمالي الناتج المحلي الفعلي لعام 2009يبلغ 3%وهو يقل بشكل ملحوظ عنه في عام ،2008 حيث بلغ .6%وهذا الهبوط يرجع في األساس إلى تراجع أسعار النفط إلى ما دون المستوى المخطط له بالميزانية .وبالرغم من مشكالتها الداخلية وصعوبة الظروف االقتصادية الدولية، فإن الطريق الذي من شأنه أن يساعد سوريا على التقدم حاليًا يتمثل في الدخول في اتفاقية شراكة مع االتحاد األوروبي .فمثل هذه االتفاقية من شأنها أن تعزز إصالحاتها االقتصادية واالجتماعية. صحفي مقيم في سوريا 45
اقتصاد عربي
إعادة ترتيب البيت
رياح التغيير بدأت عام 2004 و الخصخصة نقطة االنطالق لالقتصاد السوري بالرغم مما تحقق من إصالحات تبعث على التفاؤل في االقتصاد السوري،ال تزال هناك حاجة للقيام بالكثير .فخصخصة القطاع العام وإعادة تنظيم االقتصاد وتحقيق المزيد من الشفافية في عملية وضع السياسات ال تزال تشكل عوائق مهمة في طريق التنمية االقتصادية السريعة وتحقيق النمو .وبأخذ األوضاع االقتصادية الدولية الحالية في االعتبار ،فإن الحل يمكن أن يكون كامنًا في تحقيق التكامل اإلقليمي والثنائي.
© Getty Images
محمد الحسين يمسك بجرس اإلنذار ليقول أن اقتصاد السوري قادم رغم التحديات
جذبت األضواء المتأللئة والموسيقى الصاخبة التي صاحبت افتتاح محل "زارا" للمالبس اإلسبانية ،األسبوع الماضي في سوريا ،أنظار الكثير من السوريين إلى هذا االفتتاح .فالمحل يحمل اس ًما تجاريًا أجنبيًا من بين العديد من األسماء األخرى التي ظهرت في مراكز التسوق في جميع أنحاء البالد ،مما جعل الكثيرين يتوقعون موجة جديدة من النشاط التجاري وتعزيز ديناميكية مجال األعمال في سوريا .وفي ضوء الزيادة المتنامية في السلع المستوردة بالسوق السوري ،تزداد رغبة المواطنين في االستفادة من المزيد من التنوع في السلع والخدمات؛ ذلك التنوع الذي نشأ من التحرر االقتصادي الذي تشهده البالد في الوقت الراهن. 18ديسمبر 2009
وبإلقاء نظرة سريعة ،يمكن أن نستشعر رياح التغيير التي تكتنف االقتصاد السوري .فقد كان عام ،2004هو بداية مرحلة جديدة في التاريخ االقتصادي لسوريا حيث تعد الخصخصة بمثابة المحرك الرئيسي للتغيير .ومن بين التغيرات البارزة ظهور مؤسسات تعليمية أجنبية وتأسيس 15جامعة خاصة في سوريا تستخدم فيها اللغتان اإلنجليزية والفرنسية في التعليم .كما ظهرت شركات تأمين خاصة وأخرى أجنبية إضافة إلى ظهور بنوك خاصة أغلبها لبناني وبنوك أخرى تلتزم بالشريعة اإلسالمية. وأساس هذه التغيرات ذلك االستقرار السياسي الفريد من نوعه الذي تتمتع به سوريا إذا ما
قورنت بالعديد من جاراتها .فعلى العكس من لبنان ،فإن التركيب الطائفي المتناغم للمجتمع السوري لم يقم أبدًا على أساس التنافس .وعلى العكس من فلسطين ،ليس هناك أي ضغائن تتسم بالعنف بين األحزاب السياسية .وعلى العكس من العراق ،لم يحدث أبدًا أن تمزقت اإلدارة السورية لاللتزام بتوجهات الوافدين الجدد. وهذا االستقرار السياسي جذب رجال األعمال األجانب الباحثين عن مكان يتمتع بإمكانات كبيرة كي يقوموا باستكشاف فرصه االقتصادية. وتسارعت تدفقات رأس المال األجنبي بعد إقرار الحكومة السورية المرسوم التشريعي رقم .8 ومنذ ذلك الحين ،ازدهر سوق العقارات ورأت 44
حالة االقتصاد اقتصاد عربي
المستثمر العالمي
األسواق
إعادة ترتيب
البيت بقلم إلسي ميلكونيان
العدد 1537
43
حوار
بروفايل
© Getty Images
يُنظر إلى محمد المطوع على أنه واحد من أبناء جيل عاش االنتكاسات العربية ،ثم تابع بزوغ نجم مجلس التعاون لدول الخليج العربي ،كما أن توليه منصبه الجديد سينهي حالة من الخالف، وسيفتح صفحة جديدة بين الدول األعضاء
السعودية و االمارات و الكويت ساهموا في حسم األمر لصالح المرشح البحريني
الرسمي عام ،2006ليكون مستشارا خاصا لملك البحرين ،ليتقرر بعدها تسميته مستشارا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الثقافية منذ عام 2005 وحتى تاريخه.
وفي يونيو الماضي ،سلمت مملكة البحرين طلب ترشيح محمد المطوع أمينا عاما لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ،وأرسل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى رسائل لقادة دول المجلس بهدف حشد الجهود الدبلوماسية وتقديم الدعم لمرشحه وأبدت جميع الدول موافقتها بإستثناء قطر وعمان جميع الدول ،رغم أن القطري عبد الرحمن العطية أتى خلفا للسعودي جميل الحجيالن عام ،2002فيما كانت األنظار متجهة وقتها ناحية المنامة لتسمية مرشحها حسب اتفاق الدول الخليجية ،إال أن قطر طلبت من البحرين التنازل لمصلحة مرشحها ،الذي استمر في منصبه 3دورات امتدت بين ،2011 – 2002وهو ما حدا بالبحرين للتشبث بأحقيتها بتولي المنصب هذه المرة وخالل القمة األخيرة التي أنهت أعمالها في الكويت األسبوع الماضي ،حاشدة لذلك جميع الجهود الالزمة.ووسط األجواء التحضيرية لقمة الكويت بدا واضحا أن هناك تحركا مضادا لمحمد المطوع تحديدا ،وتجسد بوجود تحفظ قطري وعماني عليه عند مناقشة القادة لهذا البند على جدول أعمالهم ،ليحسم اختياره بالتصويت. ولم ينتبه كثيرون إلى انعكاس حالة الخالف القطري -البحريني على أعمال القمة ،رغم أن العدد 1537
© Getty Images
وبحكم وظيفته نال عضوية اللجنة الوزارية لشؤون مجلسي الشورى والنواب ،وتولى رئاستها في فترة من الفترات ،باإلضافة إلى عضويته في اللجان الوزارية البحرينية المتعلقة بالشؤون القانونية ،والشؤون المالية واالقتصادية، والخدمات االجتماعية واألسرة ،وأيضا له عضوية في المجلس األعلى للشباب والرياضة، والمجلس األعلى للنفط.
إعتراضات قطر لم تنجح في االبقاء على العطية
أمين عام مجلس التعاون القطري عبد الرحمن العطية أشار في مؤتمره الصحافي في ختام أعمال القمة إلى أن أمين عام المجلس بعده سيكون مرشح مملكة البحرين ،دون أن يسمي محمد المطوع ،وهو ما فُسر بأنه انسجام مع الموقف القطري المرحب بالمرشح البحريني ،وليس محمد المطوع باسمه ،وفي الوقت ذاته أعلنت البحرين وعبر وسائل إعالمها أن مرشحها محمد المطوع سيكون األمين العام المقبل .وتح ّمل ويعود الموقف القطري من المطوع إلي أنها مسؤولية تطاول مؤسسات إعالمية بحرينية على الدوحة واإلساءة بحقها إبان الفترة التي كان فيها وزيرا لإلعالم والتي تزامنت مع خالفها مع البحرين حول أحقيتها بجزر حوار الواقعة بين البلدين ،قبل أن تفصل فيها محكمة العدل الدولية لمصلحةالبحرين. لكن من الجانب اآلخر يُنظر إلى محمد المطوع على أنه واحد من أبناء جيل عاش االنتكاسات العربية ،ثم تابع بزوغ نجم مجلس التعاون لدول الخليج العربي ،كما أن توليه منصبه الجديد سينهي حالة من الخالف ،وسيفتح صفحة جديدة بين الدول األعضاء ،كونه أحد الالعبين الرئيسيين في فترة الخالف القطري البحريني ،ما يحسسه بطعم
أي خالف سينشأ بين أي من الدول األعضاء في المجلس ،إلى جانب اعتباره أمينا عاما في فترة يتوقع أن يتم فيها دخول جميع األعضاء االتحاد النقدي الخليجي وأن تتم خاللها المرحلة األخيرة من مشروع الربط الكهربائي الذي دخل حيز التنفيذ مؤخراً.وتعاقب على منصب األمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ،الكويتي عبد هللا بشارة ،1993 – 1981اإلماراتي الشيخ فاهم القاسمي ،1996 1993-السعودي جميل الحجيالن ،2002 – 1996القطري عبد الرحمن العطية .2011 – 2002 وبموجب النظام األساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربي فإن منصب األمين العام يشغل بالتناوب بين الدول األعضاء ،على أن يكون شاغله من مواطني دول مجلس التعاون ،وتمتد فترة واليته ثالث سنوات ،على أن تجدد مرة واحد ،وباإلمكان االستثناء من ذلك بموجب موافقة المجلس األعلى الذي يتشكل من قادة الدول الست ،ويرشح األمين العام مساعديه ،ويعين كذلك موظفي األمانة العامة من مواطني الدول األعضاء ،وال يحق له االستثناء دون حصوله على موافقة المجلس الوزاري المؤلف من وزراء خارجية الدول األعضاء. 41
بروفايل
رجل بحجم دولة
محمد المطوع
األمين العام الجديد لمجلس التعاون الخليجي يُنظر إلى محمد المطوع على أنه واحد من أبناء جيل عاش االنتكاسات العربية ،ثم تابع بزوغ نجم مجلس التعاون لدول الخليج العربي، كما أن توليه منصبه الجديد سينهي حالة من الخالف ،وسيفتح صفحة جديدة بين الدول األعضاء ،فللمطوع صفات يندر أن تتكرر في شخص واحد . ما أن أعلن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتمادهم البحريني محمد إبراهيم المطوع أمينا عاما للمجلس اعتبارا من مارس 2011خلفا للقطري عبد الرحمن العطية التي تنتهي واليته في هذا التاريخ ،حتى انتشر الخبر عبر المواقع اإلخبارية والمنتديات والمدونات االلكترونية، العتبارين األول مرتبط بكونه أول بحريني يتولى هذا المنصب ،والثاني ألن تسميته أتت بعد تحفظ قطري – عماني منعه من الحصول على إجماع الدول الست. ومن المحتم أن يستأنف المطوع مهامه حامال على عاتقه رأب الصدع الذي خلفه قرار اختياره بتصويت 4دول لمصلحته هي اإلمارات والبحرين والسعودية والكويت ،مقابل تحفظ قطر وعمان. كما سيرتبط توليه منصبه بإنعقاد الدورة في عاصمة بالده البحرين عام 2011بعد اإلمارات العام مستضيفة الدورة الحالية ،بحسب التسلسل األبجدي لمواقع عقد القمم الخليجية في ديسمبر من كل عام ،والمطوع هو أول أمين عام للمجلس يحترف اإلعالم ،كونه تولى وزارة األعالم لمدة سبع سنوات ،وأطلع على القطاع الثقافي بحكم وظيفته األخيرة كمستشار الشؤون الثقافية لرئيس مجلس الوزراء البحريني منذ عام ،2005ما سيعطي األمانة العامة بعدا إعالميا أكبر ،يتوافق مع حجم الطموح التي بدأت تلبيه على مستوى الخليج باعتمادها مشاريع إقليمية، كالربط الكهربائي واالتحاد النقدي.وسيتقلد محمد إبراهيم المطوع منصبه وهو يخطو في عامه الثالث والستين ،حيث ولد في سبتمبر ،1947 وأتم تعليمه الجامعي مصر التي حصل فيها على ليسانس آداب في الفلسفة وعلم النفس واالجتماع من جامعة اإلسكندرية. وللمطوع صفات يندر ان تتكرر في شخص واحد فهو متواضع وهادئ ،ودقيق في عمله ويلم بتفاصيل ما يقوم به جيدا ،وهو ما تجده محل اتفاق كل من تسأله عنه ،الطريف ان المطوع سيكون أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي يمارس مهامه مرتديا ً "البدلة" ،وليس الزي الرسمي التقليدي ،المكون من عباءة وثوب وغطاء رأس 18ديسمبر 2009
والذي حرص أسالفه األربعة علي إرتداءه طوال فترة تواجدهم في المنصب. بدأ محمد المطوع مسيرته العملية في البحرين بتوليه مسؤولية األنشطة الشبابية والوطنية بوزارة العمل والشؤون االجتماعية عام ،1972 ثم مدير شؤون مجلس الوزراء بوزارة الدولة
لشئون مجلس الوزراء عام ،1974وبعدها بثالثة أعوام تمت تسميته مدير عام مكتب رئيس الوزراء ،ثم وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء في ،1993وبعدها وزير شؤون مجلس الوزراء واإلعالم عام ،1995ووزير شؤون رئاسة مجلس الوزراء ،2001ووزير شؤون مجلس الوزراء ،2002ثم ابتعد عن العمل الوزاري 40
حوار كل من سوريا وإسرائيل بشكل منفرد .ولكنني ما زلت أعتقد أن التوصل التفاق بين إسرائيل وسوريا أسهل من التوصل التفاق بين اإلسرائيليين والفلسطينيين ،على األقل من الناحية النظرية. فالخالف بين إسرائيل و سوريا يدور حول أربع قضايا رئيسية هي :االنسحاب والتطبيع واألمن والمياه .وهناك بالطبع مسألة كيفية ترتيب التطبيع واالنسحاب وأيهما سيتم تنفيذه أولاً .في رأيي الشخصي أنه يمكن بسهولة التوصل التفاق بشأن هذه القضايا ،بعكس محاولة التوصل التفاق بشأن القضايا المتنازع عليها بين اإلسرائيليين و الفلسطينيين والتي تشمل القدس والالجئين والحدود واألمن ،فهي قضايا أصعب بكثير. المجلة :إذا كان الوضع سهلاً فيما بين سوريا وإسرائيل .فلماذا تتعطل المفاوضات؟ التعقيد الحادث اآلن في المفاوضات اإلسرائيلية- السورية يعود إلى كون مبدأ «األرض مقابل السالم» لم يعد يصلح ،أساسًا ،مناسبا للمفاوضات. ومن المؤكد أن اإلسرائيليين سيطالبون بدعم خارجي من الواليات المتحدة ،بأن تبذل سوريا جهودًا الحتواء حزب هللا في لبنان وحماس في فلسطين .كما ستتضمن المفاوضات ،أيضًا ،مسألة إيران والعالقات السورية-اإليرانية ،مما سيصعب من عملية التوصل إلى اتفاق .كما أنه من المؤكد أن اإلسرائيليين سيرغبون في أن تنهى سوريا عالقاتها القوية من الناحية األمنية ،بحماس وحزب اللـه وإيران .فلم تعد إسرائيل ترى في تحسين العالقات الثنائية سببًا كافيًا للتوصل إلى اتفاق، كما كان الحال عليه في الماضي ،فقد أصبحت القضايا المتعلقة بالحدود والتهديدات الخارجية تحظى باالهتمام و باألولوية بالنسبة إلسرائيل. ولن تجد إسرائيل صعوبة في الحصول على دعم حقيقي من واشنطن فيما يتعلق بهذا األمر. المجلة :وهل لدى الطرفين استعداد للتفاوض؟ األمر يبدو لي اآلن على النحو التالي :ال أرى كثيرًا من التحفيز أو الدافعية لدى الجانب اإلسرائيلي في التقارب مع السوريين ما لم تعتبر سوريا ذلك بمثابة جزء من معادلة معقدة وأوسع نطاقًا لثني السوريين بعيدًا عن اإليرانيين وهذا من الصعب جدًا تحقيقه .فالعالقة السورية اإليرانية صمدت أكثر من أي تحالف عربي في التاريخ الحديث لمنطقة الشرق األوسط .ألنها عالقة تقودها الحاجات واالهتمامات الفعلية .والبلدان ليسا متنافسين على المستوى اإليديولوجي مثل التحالف المصري السوري ،مما يشير إلى أن هذه العالقة مهمة بالنسبة لكال الطرفين .وتحجم سوريا عن التخلي عنها ولن تتخلى عنها .فاالهتمامات المشتركة قوية ،ومن شأنها أن تحول دون المساس بهذه العالقة لبعض الوقت في المستقبل. المجلة :البعض يرى أنه لم تعد هناك حاجة ملحة لدى كال الطرفين السوري واإلسرائيلي للتوصل إلى اتفاق سريع؟ الحاجة الملحة أحد العوامل التي تدفع إلى الجلوس على طاولة المفاوضات والنجاح فيها، العدد 1537
ما زلت أعتقد أن التوصل التفاق بين إسرائيل وسوريا أسهل من التوصل التفاق بين اإلسرائيليين والفلسطينيين ،على األقل من الناحية النظرية وهذه الحاجة ليست موجودة اآلن .فليس هناك من مغنم أو مغرم محتمل .وربما يتطلب األمر من الجانب اإلسرائيلي أو السوري أن يقرر توليد شعور بالحاجة الملحة من أجل التفاوض بهدوء وحكمة؛ وعلى المستوى الثنائي دون إقحام طرف ثالث .وال أرجح كثيرًا حدوث ذلك. المجلة :أال ترون أن الخالف بين الواليات المتحدة األمريكية وإسرائيل بشأن مطالبة أوباما منذ فترة للدولة العبرية بتجميد االستيطان في الضفة الغربية أمر غير مفيد؟ نعم ،طالبت اإلدارة األمريكية بذلك ،وأعلنت عن هدف ال يمكن تحقيقه أبدًا وهو التجميد الشامل للمستوطنات ،بما فيها النمو الطبيعي للمستوطنات ،وما تحقق على أرض الواقع أقل بكثير مما طُلب وهذا أمر سيئ للغاية .وبمرور عام على إدارة أوباما الجديدة ،فإنها تواجه ثالثة اعتراضات .االعتراض األول يأتيها من قبل إسرائيل بشأن تجميد االستيطان ،وأما االعتراض الثاني فيأتيها من قبل الدول العربية بشأن التطبيع الجزئي ،االعتراض الثالث يأتيها من قبل الفلسطينيين بشأن العودة إلى طاولة المفاوضات. المجلة :هل الشلل الذي أصاب المفاوضات الفلسطينية اإلسرائيلية يحول دون التحرك على المسار اإلسرائيلي السوري؟ إنها مسألة وجهات نظر .فالكثير من الناس يقولون إن السوريين ال يمكن أن يتفاوضوا مع إسرائيل طالما أن المسار اإلسرائيلي الفلسطيني في أزمة .فدمشق مقيدة بصورتها وحريصة على أال تفقد مصداقيتها لدى الشارع السوري .فسوريا ال تستطيع أن تبرم اتفاقًا مثلما فعل المصريون. وأعتقد ،إلى حد كبير ،أن تلك هي الحقيقية .وأنا ال أرى فرصة كبيرة للتوصل إلى اتفاق إسرائيلى سوري ما لم يكن ذلك مرتبطًا بشكل أساسي بتحسين سوريا لعالقتها مع الواليات المتحدة، وهو ما يريده السوريون ،باإلضافة إلى مرتفعات الجوالن ،وذلك كصفقة تعويضية .ويفترض أن سوريا سوف تبتعد عن إيران ،لذا فإنها ستحتاج لمليارات الدوالرات في مقابل ذلك ،باإلضافة إلى وجود قوات أمريكية في الجوالن .وسيتعين على السوريين اعتماد عالقة جديدة مع حماس وحزب اللـه .وما سيحتاجه السوريون هو اقتراض صفحة من المصريين واألردنيين وحتى الفلسطينيين، حتى يفهموا أن العالقة مع واشنطن تتغير جذريًا إذا تم االتفاق مع إسرائيل .فسوريا تريد أن تتغير
األمور ألنها تحتاج إلى أمريكا بوصفها راعيًا جادًا ومانحًا مه ًما .وثمة معضلة هنا :سوريا ليست مثل األنظمة العربية األخرى والدول التي تعقد اتفاقات مع إسرائيل .إنها ليست متجانسة .إنها ال تملك تاري ًخا مع بريطانيا ،كما الحال بالنسبة لألردنيين، كما أنها ليست معتمدة على الواليات المتحدة مثلما أصبح الفلسطينيون .إنها دولة بإحساس عميق من االستحقاق ،تحركها أيديولوجيات وساللة حاكمة، كما أن لديها شعورًا عميقًا بعدم األمن وذلك يجعل العالقة معقدة للغاية بين الواليات المتحدة وسوريا ،لذا فإنه من الصعب بالنسبة لي أن أتوقع تحولاً في موقف دمشق بحيث تتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يكون مماثلاً التفاقات الدول التي سبقتها في ذلك .ال أعرف كيف يمكن أن يحدث ذلك .فهناك الكثير من المفارقات والتشابكات. المجلة :وماذا عن لبنان؟ من الواضح أن بشار األسد يتعامل من موقع قوة كبيرة وثقة عالية اآلن .فالنفوذ السوري في لبنان أعلى مما كان عليه في السنوات القليلة الماضية، بالرغم من انسحاب القوات السورية من لبنان .أنا ال أرى الناس يدقون طبول المطالبة بإجراء التحقيقات حول اغتيال رئيس الوزراء السابق «الحريري». وبالرغم من نتائج االنتخابات األخيرة ،فإن الحركات السياسية المتنافسة يبدو أنها قد راجعت بعضها البعض ،ويبدو أن حزب هللا وزعيم الكتائب المسيحية ميشيل عون قد استفادا بدرجة كبيرة .أما بشار األسد فيشعر بارتياح كبير جدًا. المجلة :هل نجح األسد في التخلص من عناصر نظام والده؟ قراءة السياسة الداخلية لسوريا أمر صعب ،ولكن ثقة دمشق نابعة من شعور أكبر باألمن والسلطة وربما الشرعية. المجلة :كل هذا يبدو مفزعًا للغاية. نعم ،أشعر باليأس من احتماالت إحراز تقدم على المسار اإلسرائيلي السوري .هل من الممكن أن أصاب بالدهشة إذا فتحت صحيفة «الواشنطن بوست» األسبوع القادم وقرأت أن إسرائيل وسوريا تجريان محادثات سرية وأن هناك تقد ًما كبيرًا؟ لن أشعر بالدهشة .فعلى الورق تبدو األمور أسهل دائ ًما حيث إن األمر ال يتضمن أيًا من التعقيدات االنفعالية واأليديولوجية والدينية للمسار األمريكي الفلسطيني ،كما ال يتضمن تعثر المسار اإلسرائيلي الفلسطيني .فلديك اثنتان من الدول لدى كل منهما القدرة على السيطرة على قوى العنف في مجتمعهما .فحكومة دمشق حكومة مركزية تسيطر على كل األمور في البالد .لكنني لست متفائلاً للغاية .ففي الحكومة ،تعاملنا مع الجميع من ثالث زوايا :الخيار رقم واحد هو الصراع الكارثي. والخيار رقم اثنين هو إحالل السالم ،والخيار رقم ثالثة هو تحقيق شيء من النجاح رغم التخبط. ويبدو أننا سنظل قابعين في الخيار رقم ثالثة لبعض الوقت في المستقبل.
أجرى الحوار ستيفن جلين 39
حوار
شيء من النجاح آرون ديفيد ميلر الخبير االمريكي فى شؤون المفاوضات العربية اإلسرائيليه تحدث آرون ديفيد ميلر ،الباحث والكاتب والمستشار السياسي ،مع مجلة «المجلة» عن سوريا ونفوذها المتنامي في منطقة الشرق األوسط ،والوضع الراهن بين إسرائيل والدول العربية – خاصة سوريا -واإلمكانات المحتملة بشأن إحياء عملية السالم.
آرون ديفيد ميلر ،باحث سياسي في مركز وودرو ويلسون ،يقود حلقة نقاش حول 'خيارات لسياسة الواليات المتحدة تجاه الصراع العربي اإلسرائيلي' © Getty Images
يعمل آرون ديفيد ميلر كباحث في السياسة العامة في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين .كما أنه عمل أيضًا مستشا ًراً سابقًا في المفاوضات العربية اإلسرائيلية لوزراء خارجية الواليات المتحدة، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين .وألن عمله بالخارجية امتد لعشرين عا ًما ،فقد شارك في الجهود الدبلوماسية التي قامت بها الواليات المتحدة لتقريب وجهات النظر بين سوريا وإسرائيل واألردن والفلسطينيين .وآخر كتاب صدر لميلر في عام 2008بعنوان أرض الميعاد :البحث المراوغ ألمريكا عن السالم العربي اإلسرائيلي. ميلر أيضًا بصدد تأليف كتاب آخر في الوقت الحاضر .ليصدر في عام .2012حول ما إذا كان من الممكن أن يظهر رئيس أمريكي عظيم يقود 18ديسمبر 2009
العالم من جديد .و قد تحدث ميلر مع مجلة «المجلة» عن سوريا ونفوذها المتنامي في منطقة الشرق األوسط ،والوضع الراهن بين إسرائيل والدول العربية – خاصة سوريا -وإمكانية إحياء عملية السالم ،آرون يكشف في هذا الحوار العقدة التي تعطل عملية السالم بين السوريين واإلسرائيليين. المجلة :بِ َم تفسر تلكؤ الواليات المتحدة في تعيين سفير جديد لها في دمشق؟ أنا لم أنظر أبدًا إلى هذا األمر على أنه أمر مهم أو له داللة سياسية معينة .فالسفير ليس أكثر من مجرد أداة من أدوات الدبلوماسية .وأعتقد أن المسألة إجراءات ال أكثر و ال أقل .فليس هناك معوقات
سياسية ،على حد علمي ،تقف في طريق قرار اإلدارة األمريكية الحالية و تمنعها من القيام بذلك. المجلة :نصحتم الواليات المتحدة وغيرها من األطراف المعنية في الشرق األوسط بتركيز جهودهم على محاولة التوصل التفاق سالم إسرائيلي-سوري ،لكون التوصل إليه ،في الوقت الراهن ،على األقل ،أكثر سهولة من التوصل التفاق سالم إسرائيلي -فلسطيني .كيف ترى تقدم األمور على هذا الصعيد؟ من الصعب معرفة ما يجري حاليًا في المفاوضات الدبلوماسية التي تتم من خالل وساطة تركية ،و مدى ارتباطها بالجهود الدبلوماسية التي تقوم بها 38
شخصيات بروفايل
حوار
شيء
من النجاح
آرون ديفيد ميلر الخبير االمريكي فى شؤون المفاوضات العربية اإلسرائيليه
العدد 1537
37
18ديسمبر 2009
36
أفكار
جديدًا .فالبرغم من أن كال النظامين اختار حكومات بعثية في حقبة الستينيات من القرن الماضي ،فإن العراق وسوريا حكمتهما أجنحة مختلفة من حزب البعث بعد االنشقاق األيديولوجي .وبمجرد أن تولى حافظ األسد وصدام حسين الحكم في كل دولة منهما ،تم نقل هذه المعارضة النظرية نتيجة ازدراء شخصي عميق .وأسهم هذا األمر في خرق دمشق للصف العربي لتدعم طهران في حرب إيران والعراق بين عامى 1980و ،1988ثم أرسلت قوات إلى الكويت متحالفة مع الواليات المتحدة في أزمة الخليج في عامي .1991-1990 إال أن سقوط نظام صدام في عام ،2003 وما أعقب هذا من حركة التمرد جعل العالقات السورية-العراقية أكثر تعقيدًا بكثير .فمن ناحية ،خشيت دمشق من نجاح المشروع األمريكي في العراق بقيادة المحافظين الجدد ،وعارض الرئيس بشار األسد ،شأنه مثل معظم القادة العرب ،الغزو األمريكي للعراق علنًا. واتهمت إدارة بوش سوريا بالترويج لعدم االستقرار ،وادعت أن دمشق تسهل حركة التمرد بسماحها للمسلحين في العراق باستخدام أراضيها كقاعدة .من ناحية أخرى تحرك األسد نحو إصالح العالقات مع نظام العراق الجديد .واعترفت دمشق بحكومة المالكي وذلك إلعادة العالقات كاملة معها في عام ،2006وصرحت الواليات المتحدة بانخفاض ملحوظ في نشاط المتمردين الذي ينشأ من سوريا. وكانت المخاوف االقتصادية والسياسية أمرًا أساسيًا في تناقض دمشق الظاهر نحو نجاح أو فشل تحول العراق الذي تقوده الواليات المتحدة .وتزامنت السنوات األولى من التمرد ،حيث غضت دمشق – كحد أدنى -الطرف عن المقاتلين الذين يعبرون حدودها ،مع موجة ضخمة من فرار الالجئين العراقيين إلى سوريا حيث بلغ عددهم ما ال يقل عن 1.2 مليون الجئ .وفي حين جلب بعض الالجئين مهارات كانت البالد تحتاجها بجانب رأس المال ،كانت غالبيتهم من الفقراء السنة الفارين من الطائفية والذين انهالوا على مدن سوريا المكتظة أصلاً بالسكان ،باإلضافة إلى الخدمات المثقلة باألعباء .وعالوة على ذلك بدا نظام األسد في هذه السنوات األولى أكثر عرضة للتهديد من قبل بوش والمحافظين العدد 1537
الجدد ،ونادى كثيرون في واشنطن بدخول القوات األمريكية إلى دمشق بعد بغداد .ولذلك كانت الفوضى في العراق أكبر قيمة لسوريا من رخاء العراق. إال أن الصورة تغيرت في السنوات األخيرة .وتضاءل خطر مجيء نظام جديد تفرضه الواليات المتحدة مكان النظام الحالي حيث أقنعت الصراعات المزمنة في العراق وأفغانستان صانعي السياسة األمريكية بالعدول عن سعيهم لتكرار نفس النموذج في سوريا أو في
يبدو إلقاء المالكي بالالئمة على دمشق بعد التفجيرات أم ًرا يفتقد للحكمة نظ ًرا لزيادة مستوى الترابط بين الدولتين. واألرجح أن دوافعه وراء ذلك سياسية أي مكان آخر .وباإلضافة إلى ذلك ،دفع االستقرار في العراق النمو االقتصادي في سوريا ،وارتفع إجمالي الناتج المحلي بنحو .٪ 6.5وفي عام ،2008كان العراق أكبر شريك تصدير لسوريا ،مع اتجاه ٪ 30من الصادرات السورية نحو الشرق .وكانت سوريا أكبر شريك استيراد للعراق ،وكان ٪ 26من واردات العراق يأتيها من جارتها في الغرب. واألهم من ذلك ،بدأ العمل في العام الماضي إلعادة تشغيل خط أنابيب النفط المهم بين كركوك وبانياس ،والمتوقع أن تربح سوريا ما يصل إلى 1.5مليار دوالر سنويًا من رسوم عبور النفط. ومع ذلك ليست المزايا من جانب واحد ،فالعراق يجني فوائد جمة من عالقاته المتجددة مع سوريا .ويعتبر خط األنابيب الجديد مع بانياس ،مثل خط كركوك-جيهان الحالي عبر تركيا، أمرًا أساسيًا للحفاظ على االستقالل االقتصادي لمحافظات العراق الشمالية وكذلك لحراسة االقتصاد القائم على
النفط ضد أي انقطاع في المستقبل في طرقه عبر مضيق هرمز .باإلضافة إلى ذلك ،وافقت بغداد أخيرًا على ربط شبكتها الكهربائية مع سوريا إلى جانب إيران وتركيا .ويعتمد العراق أيضًا على حسن النية السوري للحفاظ على تدفق نهر الفرات --وهي مسألة ذات أهمية حيوية ،نظرًا لحاالت الجفاف األخيرة في العراق .وثمة عامل آخر يشغل بغداد وهو الماليين من الجئيها الذين ال يزالون يعيشون في سوريا .وكشف تقرير حديث لقناة "العربية" كيف يمكن لتدهور العالقات بين بغداد ودمشق أن يؤدي إلى طردهم – مما يدفع بأعداد كبيرة ال تلقى الترحيب داخل الدولة العراقية الهشة. ولذلك يبدو إلقاء المالكي بالالئمة على دمشق بعد التفجيرات أمرًا يفتقد للحكمة نظرًا لزيادة مستوى الترابط بين الدولتين. واألرجح أن دوافعه وراء ذلك سياسية وقصيرة األجل .وسوف يذهب العراقيون قريبًا إلى صناديق االقتراع وسوف يسعى المالكي إلعادة انتخابه على أساس األمن والوحدة الوطنية --وهما أمران محل شكوك نتيجة الدمار من هجمات القنابل .ويعد إلقاء اللوم على قوة خارجية كبش فداء مناسبًا ،ونظرًا لتاريخ سوريا مع المتمردين وضعفها النسبي مقارنة بالدول المجاورة المؤثرة األخرى مثل المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا، فإنها تناسب هذا اللوم أفضل من غيرها. وحتى اآلن تعتمد سوريا على العراق بشكل كبير من أجل استمرار نموها االقتصادي ،لدرجة أنها ال تستطيع إبداء إحباطها بطريقة أكثر قوة من التصريحات والكلمات الالذعة .وباإلضافة إلى ذلك، ربما اختارت دمشق التريث إلى ما بعد انتخابات العراق حيث ربما تواجه رئيس وزراء جديدًا في بغداد .غير أن رد فعل سوريا على هذه االتهامات سوف يتحول نتيجة المفارقة في عالقتها مع العراق. ويحتاج كال الجانبين اآلخر ويصبحان أكثر ترابطًا عا ًما تلو اآلخر نتيجة العالقات االقتصادية والثقافية .ومع ذلك، تتوفر للعداء مزايا في المدى القصير على المستوى السياسي. زميل في مركز السياسية الخارجية وكاتب مقال عن سياسات الشرق األوسط في موقع صحيفة "الجارديان" على اإلنترنت 35
أفكار
من الحب ما قتل
دمشق و بغداد عشق اقتصادي وإنفجارات سياسية
بالرغم من التصعيد األخير في الخطاب العدائي بين النظامين العراقي والسوري ،تصل حاالت التعاون االقتصادي والثقافي بين البلدين إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات .إذن هل هذا التوتر مجرد مناورات سياسية قصيرة ،أم هو عودة إلى سنوات مظلمة من العداء؟
© Getty Images
االبتسامات المتبادلة و تحالف األيدي و متانة العالقات االقتصادية ،لم تمنع يبادل االتهامات السياسية بين المالكي و القيادة السورية حول رغم المتمردين العراقيين .
جاء رد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تفجيرات الثامن من ديسمبر/ كانون أول في بغداد ،والتي خلفت أكثر من 110قتلى ليحمل في طياته شعورًا بأن ذلك قد حدث من قبل .وكما كان الحال مع الهجوم الدموي المماثل في 19أغسطس/ آب ،ادعى المالكي أن البعثيين السابقين المتشددين والمقيمين في سوريا يقفون 18ديسمبر 2009
وراء الهجوم ،واتهم دمشق بإيواء أعداء بغداد .وتدل هذه االتهامات على وجود انحدار في العالقات السورية العراقية أخيرًا حيث تبادل الجانبان الشتائم ليحاكيا أيام العداء التي شهداها البلدان في عهد صدام حسين وحافظ األسد .ومع ذلك، بالرغم من هذا التصعيد األخير في الخطاب العدائي بين النظامين والذي
وصل إلى استدعاء السفيرين خالل فصل الصيف ،فإن حاالت التعاون االقتصادي والثقافي بين البلدين تبلغ أعلى مستوى لها منذ سنوات .فهل اتهامات المالكي مجرد مناورات سياسية قصيرة ،أكثر منها عودة إلى سنوات مظلمة من العداء؟ وليس العداء بين دمشق وبغداد أمرًا 34
من الحب
ما قتل بقلم كريس فيليبس
العدد 1537
33
أفكار
18ديسمبر 2009
32
العدد 1537
أكثر من رأي
عربون الصداقة الدبلوماسية السورية وفن الخطوط المتوازية في السياسة الدولية ! من الخطأ االعتقاد بأن القيادة السورية ستحذو حذو السادات خاصة و أنها قد عبرت عنق الزجاجة في عالقاتها العربية و اإلقليمية دون أن تخسر إيران أو أن تقدمها قربانا ٌ للواليات المتحدة و أوربا. ليس من شك في أن سوريا برعت في إدارة أزمتها (المستحكمة) مع الغرب وتحديداً الواليات المتحدة األمريكية التي وصفتها ضمن محور الشر، وسنت قانونا يعرف بقانون محاسبة سوريا ... أما العالقات مع (فرنسا – جاك شيراك) فقد وصلت الي طريق مسدود بعد أن هُدمت جسور الثقة التي كانت بين الدولتين (سوريا وفرنسا).بسبب اختالف الرؤي بشأن لبنان ،ولم يتورع الرئيس األمريكي جورج بوش عن االشارة في حديث لصحفية لو فيجارو الفرنسية في حينه – الي أن القرار 1009 الذي صدر عن مجلس األمن ويقضي بخروج الجيش السوري من لبنان ،هو اقتراح فرنسي محض ،وأن الرئيس جاك شيراك حادثه عبر الهاتف لمدة ساعة كاملة وكاد يُمليه بنود هذا القرار.. وبدأ واضحا ً أن سوريا وجدت نفسها في مأزق حقيقي بعد أن مارست الدول الكبري ضغوطا ً أدت إلي عزلتها الي حد كبير ،وعندما جاء نيكوال ساركوزي الي مقعد الرئاسة من قصر األليزيه بدأ واضحا ً أن العداء لسوريا كان ضمن االرث الذي تركه شيراك له ،وكلنا يعلم أن آخر اجتماع أجراه شيراك قبيل أن يترك قصر األليزيه مباشرة كان يجمع معه سعد الحريري ،والرئيس ساركوزي.. وحينها تحدثت األوساط السياسية الفرنسية أن شيراك ألف بين قلبي الحريري وساركوزي وجعلهما يتعاهدا أمامه ،وهو الشاهد الوحيد، علي ضرورة اإلستمرار في الضغط علي سوريا. كانت هذه مقدمة البد منها للتأكيد علي أن سوريا لم تجد الطريق ُممهداً لبناء الثقة مجدداً مع الغرب الذي بدا وكأنه يرفض اإلنفتاح علي دمشق رغم نصيحة قدمتها عدد من التقارير األمريكية وأهمها تقرير بيكر -هاملتون الذي رأي أنه ليس من الحكمة عزل سوريا أو عدم اشراكها عن عمد في كل ما يجرى ويُطرح من حلول في الشرق األوسط . واإلنصاف يجب أن نذكر أن سوريا في ضوء تعقد عالقاتها مع عدد من الدول العربية ومنها مصر حيث األجواء ليست علي مايرام – لم تجد أمامها سوى صدر ايران ،فارتمت فيه وازدادت العالقات حميمية نظراً للصالت القوية التي تربط بين القيادتين ،ناهيك عن شعور سوريا وايران بأنهما في خندق واحد بأوامر غربية (امريكية) ،وما اعتبار الدولتين إال عضوين بارزين في محور الشر إال اكبر دليل علي ذلك.أريد أن اقول انه كلما زادت العالقات السورية -الغربية تباعداً كما تقاربت العالقات السورية –االيرانية. وفي كل األحوال ،ولعل هذا من براعة الدبلوماسية 18ديسمبر 2009
د .سعيد الالوندي السورية ،لم تفقد سوريا األمل في أن تُعيد قراءة األحداث المتواترة إقليميا ً ودوليا ً – لتنسج ،وهذا ما حدث فعال ال قوال ،عالقات جديدة مع امريكا وفرنسا تتأسس علي مبدأين هما :المصالح المشتركة، واالحترام المتبادل "وكان أمراً غير مألوف أن نسمع برنار كوشيه وزير خارجية فرنسا يثني علي سوريا وقيادتها واعتدال مواقفها بعد أن كان يتهكم علي سياستها ويطالب بمزيد من التهميش لها ...أما الرئيس ساركوزي ،قلق كان برداً وسالما ً في عالقته بسوريا والرئيس بشار األسد بعد ان كان لسانه كالسيف! ويُعزي ذلك – بحق الي الدبلوماسية السورية التي استطاعت ان تطفئ نيران العدواة التي كانت ألسنتها في كل مكان وتعيد فرنسا الي سابق عهدها داعما ً أساسيا ً للموقف السوري.وليس خافيا ً اليوم أن العالقات السورية – الفرنسية قد حققت قفزات في طريق التنسيق الثنائي، كشفت عنه الزيارات المتبادلة بين القيادتين السورية والفرنسية في الفترة القليلة الماضية.
في الوقت الذي كانت العالقات بين سوريا و أمريكا وفرنسا ،تتسم بالسيولة ،و تبدد الغيوم ،أكملت دمشق باقي بنود اتفاقية الدفاع المشترك مع إيران خصوصا ً بعد أن أثارت الوكالة الدولية للطاقة النووية مشكلة المفاعل النووي السوري المزعوم وعلي نفس المنوال نسجت الدبلوماسية السورية نجاحا ً أخر مع الواليات المتحدة األمريكية خصوصا ً بعد مجئ باراك اوباما ..حيث انتهزت سوريا فرصة إعالن الرجل (القطيعة) مع سياسة سلفه ،وتأكيده علي أنه علي استعداد أن يبدأ الملفات من الصفحة الجديدة وليس من حيث انتهى سابقه (جورج دبليو بوش).و ليس من قبيل المبالغة القول أن واشنطن و باريس كانتا تعلمان أن األمن و االستقرار في لبنان أو العراق ال يمكن أن يتحقق إال عبر بوابة دمشق فضال عن قدرة سوريا في التأثير علي قوي
المقاومة مثل حزب هللا و حماس ..و هو ما حدث بالفعل ،و ربما كان ذلك عربون صداقة جديدة بين العواصم الثالث ( دمشق و واشنطن و باريس ) صحيح أن أمريكا و فرنسا تضعان ضمن خطة التطبيع الجديدة مع سوريا أن يأتي ذالك علي حساب العالقات األكثر من جيده بين دمشق و طهران .. لكن ما يحسب للدبلوماسية السورية أنها لم يغب هذا الرهان عن عقلها السياسي ،فانتهزت أكثر من فرصة لتؤكد أن اقترابها من الغرب لن يأتي علي أنقاض العالقات السورية – اإليرانية ..وأن بشار األسد لن يلبس ثوب الرئيس أنور السادات الذي يعتبرونه باع عالقاته اإلقليمية و العربية من اجل السراب األمريكي – علي حد تعبير السوريين – وقد يرجح هذا الموقف السوري إلي إدراك القيادة السورية أن العالقات السورية – األمريكية ال يمكن أن تكون لبنا ً و عسالً مصفى ما دامت هناك إسرائيل ،لكن األهم أن سوريا أيقنت أن أمريكا و فرنسا في حاجة إليها ربما أكثر من حاجة سوريا إليهما ..و الشئ األخر هو أن سوريا ال يمكن أن تضحي بإيران التي كانت من الدول القليلة جدا التي وقفت بجانبها عند اشتداد الحصار األمريكي ،و ضراوة قانون محاسبة سوريا. و ال بد أن نشير الي انه في الوقت الذي كانت العالقات بين سوريا و أمريكا وفرنسا ،تتسم بالسيولة ،و تبدد الغيوم ،أكملت دمشق باقي بنود اتفاقية الدفاع المشترك مع إيران خصوصا ً بعد أن أثارت الوكالة الدولية للطاقة النووية مشكلة المفاعل النووي السوري المزعوم ،وهو األمر الذي أكد للعقل السياسي السوري أن السياسة الغربية تجاه سوريا ال تزال (مثقلة) بإرث عدواني قد يحتاج إلي وقت أطول لكي يزول ..ناهيك عن أن نظرة الغرب العدوانية لدمشق و طهران كانت دافعا ٌ للتقريب بشكل حميم و دافئ بين الدولتين اللتين لم يكد يمر شهر إال وتكون هناك زيارات متبادلة علي مستوي القيادتين أو الوزراء. باختصار :كل هذا يؤكد انه من الصعب االعتقاد بأن القيادة السورية ستحذو حذو السادات خاصة و أنها قد عبرت عنق الزجاجة في عالقاتها العربية و اإلقليمية دون أن تخسر إيران أو أن تقدمها قربانا ٌ للواليات المتحدة و أوربا. و يرجع ذلك إلي قدرتها الفائقة -كما ذكرت صحفية لوموند الفرنسية – علي رسم الخطوط المتوازية في السياستين اإلقليمية و الدولية .
خبير في العالقات السياسية الدولية بمؤسسة األهرام المصرية. 30
أكثر من رأي
اهتزاز الثقة
بشار ليس السادات ولن يكون
نهجا مشاب ًها للنهج الذي اتبعه الرئيس المصرى الراحل أنور السادات ،ويحظى بتقدير من المستبعد أن ينتهج بشار األسد ً ضا إلى عدم استقرار قواعد نظامه مما يهدد بتداعيه وانهياره. أي ولكن المتقلب، مزاجه واحترام الغرب .وال يعود هذا فقط إلى ً ترغب الواليات المتحدة في حدوث تحول في عالقاتها بسوريا ،حيث إنها تتطلع إلى إقامة عالقات طيبة مع جميع الدول ،ولكن ليس من المحتمل أن تجرؤ الحكومة السورية على القيام بمثل هذا التحول .فمن المستبعد أن يكون بشار األسد هو أنور السادات القادم ،ألن السادات كان رجلاً شديد الثقة بالنفس ،بينما يبدو األسد على العكس تما ًما من ذلك. وقد تكون طبيعته المزاجية هي أحد األسباب وراء ذلك ،ولكن السبب األول والرئيسي هو ما يتسم به النظام السوري من عدم استقرار .فهو ال يستند إلى إرادة الشعب بقدر ما يستند إلى قاعدة أيديولوجيه وأساس عرقي. وتتمثل القاعدة األيديولوجية فيما يعرف بـ"البعثية" ،وهى مزيج غريب من أسوأ فكرتين أنتجهما الغرب ،هما الفاشية والشيوعية ،وفكرة واحدة أنتجها الشرق ،والتي أثبتت فشلها الذريع، أال وهي العروبة .إنها باختصار شديد ،فكرة حمقاء وعديمة الجدوى ،وليس من المحتمل أن يكون هناك من ال يزال يؤمن بها ،ولكن حزب البعث ال يزال باقيًا ألنه يمثل الفئة الحاكمة. وأما القاعدة العرقية ،فتتمثل في اإلرث العلوي المشترك الذي يشمل عائلة األسد وأكثر الشخصيات قوة ونفو ًذا في قوات األمن السورية والنظام الحاكم .وبما أن العلويين يشكلون أقلية صغيرة فقط من السوريين ،فمن الطبيعي أن نفترض أن هناك الكثيرين من المواطنين السوريين مستاءون من احتكار هذه الطائفة للسلطة ،وأن الحكام بدورهم يخشون من رد الفعل العنيف للشعب إذا خففوا من قبضتهم الحديدية عليه. ووفقًا للدراسة السنوية التي يقوم بها مركز أبحاث "فريدم هاوس" ،تعد سوريا واحدة من ضمن الـ 17دولة التي تعتبر من أكثر الدول قمعًا من بين الـ 193دولة المستقلة في العالم. وذلك ،على ما يبدو ،يعود إلى أن حكامها يخافون من مواطنيهم( .وأعتقد أنه لنفس هذا السبب أيضًا ترفض الحكومة السورية إعطائي تأشيرة لزيارة سوريا ،والتي أرغب في زيارتها حتى أقوم بعقد محادثات مع غيري من الكتاب واألكاديميين السوريين). العدد 1537
جوشوا مورافتشيك
ويبدو أن النظام السوري يزداد شعوره أكثر باألمن عندما يطرح نفسه باعتباره عض ًوا في كتلة المقاومة ،ضد إسرائيل وأمريكا والغرب. وتضم هذه الكتلة إيران وحماس وحزب اللـه، ومختلف الجماعات الجهادية األخرى .وغني عن القول إن هذا التحالف يؤكد عبثية "البعثية" التي من المفترض أن تكون أيديولوجيه علمانية .ولدى النظام أيضًا أوهام إمبراطورية، حيث يعتقد النظام أن سوريا سوف تعزز من سيطرتها على لبنان وربما على فلسطين أيضًا على المدى الطويل. وكل هذا ال يخدم مصالح الشعب السوري .بل على العكس ،يدفع الشعب السوري ثمنًا فادحًا لما يفعله نظام األسد القاسي الذي يعيشون في ظله ،فهم معزولون عن العالم الحديث ،ويعانون من انخفاض النمو االقتصادي نظرًا لندرة االستثمارات األجنبية ،وعدم كفاءة مؤسسات الدولة ،واإلسراف في اإلنفاق على القوات العسكرية واألمنية.
من المؤكد أن السوريين سيكونون أفضل اً حال ،لو أنهم كانوا يعيشون في بلد عادي ،يتمتع بعالقات سالم مع الدول المجاورة، كلبنان والعراق ،وليس إسرائيل فقط من المؤكد أن السوريين سيكونون أفضل حالاً ، لو أنهم كانوا يعيشون في بلد عادي ،يتمتع بعالقات سالم مع الدول المجاورة ،كلبنان والعراق ،وليس إسرائيل فقط ،بلد مندمج في
االقتصاد العالمي ،ويلقى وراء ظهره بكل هذه الشعارات الكاذبة والزائفة مثل "الثورة" و "المقاومة "و" سوريا العظمى" .فسيتمتع أفراد الشعب في مثل هذا البلد بحريتهم في التركيز على وظائفهم وأعمالهم التجارية ومعتقداتهم ومصالحهم ،وفى كيفية تيسير سبل الحياة بالنسبة لهم وتوفير حياة أفضل ألبنائهم الذين قد يرسلونهم إلى أفضل الجامعات في العالم. والخاسر الوحيد في مثل هذا السيناريو هم الحكام السوريون الحاليون (بصرف النظر عن الجماعات المسلحة التي تتمتع اليوم برعاية النظام السوري ،وطهران التي تستفيد من سوريا باعتبارها عينها في المنطقة) .فبدون هذه القصة المختلقة حول قتال األعداء المتربصين بسوريا في الخارج ،كيف يمكن للنظام الحاكم أن يبرر استمرار القمع الشرس ،وإغالق الصالونات الثقافية ،وسجن المثقفين والمحامين ودعاة حقوق اإلنسان السلميين؟ وإذا عدنا إلى المقارنة مع أنور السادات ،فسنجد أنه بطبيعة الحال لم يكن ديمقراطيًا ،ولكنه نجح في تحويل مصر بعيدًا عن االستبداد الذي كانت تعيش فيه في ظل عبد الناصر ،وتحرير اقتصادها وغيره من جوانب الحياة العامة والحياة السياسية ،بينما لم يظهر بشار األسد حتى اآلن أي بوادر لمثل هذه الرؤية أو تلك الشجاعة. ومن سوء حظه ،فإن الوقت لم يعد في صالحه. فهو ما يزال شابًا ويريد ،بال شك ،أن يحكم لفترة طويلة .ولكن العالم قد أصبح أكثر حرية وديمقراطية وتكاملاً .وبينما تخلف الشرق األوسط في هذا الصدد ،إال أن الهواء قد أصبح محملاً بنسمة الحرية التي تهب من ناحية شوارع طهران .و إذا ما سقطت ديكتاتوريه خامنئي /نجاد فإن بشار سيجد نفسه وحيدًا بال سند .ولذلك فمن الحكمة بالنسبة له أن يمد يده بالسالم للعالم الخارجي اآلن .ولكن يتعين عليه أولاً أن يمد جسور المحبة و السالم مع شعبه. زميل كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جون هوبكنز ،ومؤلف كتاب "المؤسسين القادمين :أصوات ديمقراطية في الشرق األوسط" 29
أكثر من رأي
تغيير المسار
بشار يتجه غربا ً في مخاطرة غير مضمونة العواقب مع انتقال بؤرة الصراع الدولي إلى الشرق األوسط والخليج بخاصة حيث تتشابك األزمات الدولية الكبرى ،أدركت سورية أن ثمة تحوالً جديداً في نظرة القوى الغربية للصراع العربي اإلسرائيلي الذي أصبح عبئا ً على سياساتها الرامية إلى بناء منظومة إقليمية لألمن والسالم تتمحور حول التواجد العسكري الغربي في الخليج وإغالق منطقة الخليج في وجه األقطاب الدولية الصاعدة. شكلت السنوات الثماني األولى من هذا القرن تحديا ً لسورية ولقيادتها الجديدة .وتصاعدت المخاطر أمامها سواء من وجهة االتفاق الذي تم بين شارون وبوش والذي قبلت به الرباعية بإطالق يد اسرائيل في محاولة إلغالق الصراع العربي اإلسرائيلي وساحاته لفرض سالم األمر الواقع أو من وجهة اإلستراتيجية العدوانية للمحافظين الجدد بعد الحادي عشر من أيلول في إعادة هيكلة المنطقة وتفكيك دولها من منطق الفوضى البناءة وإعادة تشكيل سايكس -بيكو جديد يكون عاموده الفقري التحالف اإلسرائيلي األمريكي. وفي هذا السياق ،شاهدنا التدمير المنهجي للسلطة الفلسطينية وتصفية قياداتها ثم احتالل أفغانستان فالعراق ثم تداعي عدد من الدول تحت ضغوط هائلة من قوى الهيمنة الدولية .وشكل مجمل هذه المخاطر المخاوف الرئيسية التي واجهت السياسة الخارجية السورية والتي كانت تقوم على السعي إلحباط منطق القوة ودرء المخاطر وردع احتماالت العدوان في وقت انطلقت فيه صرخات اإلطاحة بالنظام السوري واحتالل سورية .وترافق ذلك مع الضرر الذي تعرض له األمن القومي العربي من تشتت وتداع سواء حرب تموز أو مع ضرب اسرائيل لبعض المواقع السورية ثم في غزة .لكن سرعان ما اتضحت خيبة منطق كل من بوش وشارون إذ لم يتمكن شارون من إغالق ساحات الصراع بعد االنسحاب من غزة كما أدرك بوش متأخراً استحالة سيطرته على فوضى بناءة في حدود مغلقة لدولة مثل العراق ،فكيف له أن يديرها في فضاء الشرق األوسط الكبير؟
سمير التقي الصعوبات المتراكمة التي كانت تسود المناخات العربية وبالرغم من المراهنات العديدة ،شكل اجتماع القمة العربية االقتصادي في الكويت مناسبة هامة لوضع حجر األساس كي تستعيد العالقات السورية السعودية زخمها السابق في ظل الموقف التاريخي الذي اتخذه جاللة الملك عبد هللا في قمة الكويت والذي هدد من خالله بسحب المبادرة العربية األمر الذي وضع أرضية حقيقة هامة تفسح المجال إلعادة تأسيس مرحلة جديدة من العالقات العربية فيما بعد بوش. ولم يكن بالمقابل من بد لسورية أن تلحظ صعود قوى اقليمية جديدة في المنطقة تستند في صعودها إلى الفراغ االقليمي الحاصل .فبعد ان تعرضت المنظومة السابقة في المنطقة لشرخ جوهري جراء انقسام العرب وأمنهم القومي على مفهوم المقاومة ودور الواليات المتحدة فيما بعد احداث الحادي عشر ،كانت ثمة قوى صاعدة في الشرق األوسط ترسخ مواقفها باالستفادة من عدة عوامل، أهمها عدم قدرة الواليات المتحدة في االستمرار في سياساتها القائمة على االنخراط والتورط المباشر في المنطقة وانتقالها عمليا ً إلى االنكفاء بحراً بعد أن ظهر بوضوح نضج الحرب الال متناظرة في ردع العدوان وحدود قوة الواليات المتحدة الفعلية .وكان واضحا ً منذ إطالق تقرير بيكر هاميلتون أن الواليات المتحدة ستجنح في المرحلة الالحقة لبوش إلى منطق القوة الذكية القائمة على إنابة بعض من حلفائها اإلقليميين الصاعدين في تسوية أوضاع المنطقة وإدارة أهدافهم السياسية المشتركة .أضف إلي ذلك إفالت زمام األزمات الدولية واإلقليمية من يد السياسة األمريكية وتراجع قدرتها على تحديد نتائج سياساتها ،واتجاه العالم إلي نظام تعدد األقطاب خاصة بعد اندالع األزمة االقتصادية العالمية.
ومع انتهاء حرب تموز – يوليو 2006وتبلور قدرات الحرب غير المتناظرة في خلق توازن لردع العدوان ،انتقلت السياسة الخارجية السورية إلى تكتيك التبريد والتهدئة ولجم الميول المغامرة إلدارة بوش .وفتحت الدبلوماسية السورية جملة من المحاور الستعادة زمام المبادرة بعد أن اتضح اإلرباك الشديد للمعسكر اآلخر وعدم قدرته على انتاج سياسات جديدة تخرجه من مأزقه االقليمي .لذلك انطلقت المبادرات نحو الوسطاء الراغبين في تبريد األوضاع ولجم منطق التداعي المتسلسل الدارة بوش .فكانت مبادرتها بالتشارك مع عدد من الدول العربية ومع فرنسا وتركيا سواء في اتجاه عملية السالم أو في اتجاه إخراج لبنان من المأزق االقليمي أو مساعدة الشعب العراقي على تحرير أرضه واعادة بناء دولته.
إزاء هذه التطورات ،ومع انتقال بؤرة الصراع الدولي إلى الشرق األوسط والخليج بخاصة حيث تتشابك األزمات الدولية الكبرى ،أدركت سورية أن ثمة تحوالً جديداً في نظرة القوى الغربية للصراع العربي اإلسرائيلي الذي أصبح عبئا ً على سياساتها الرامية إلى بناء منظومة إقليمية لألمن والسالم تتمحور حول التواجد العسكري الغربي في الخليج وإغالق منطقة الخليج في وجه األقطاب الدولية الصاعدة.
ومع المزيد من تداعي سياسة بوش وارتباكه، شعرت سورية بارتياح أكبر .وبدأت تعمل تدريجيا ً على رأب الصدع في التنسيق العربي حتى ولو بالحد األدنى .وفي هذه الظروف وبالرغم من
وبذلك ،أصبح التناقض اإلقليمي جلياً ،فرغم أن المنطقة أصبحت محور الصراعات الدولية فان القوى الغربية قد أصبحت أقل قدرة على ادارة الصراع فيها بل ومضطرة للوصول إلى توافقات
18ديسمبر 2009
إقليمية إستراتيجية لتحقيق مصالحها مما سمح للدول اإلقليمية الصاعدة مثل تركيا بأن تلتقط زمام المبادرة وتسعى لترسيخ نفوذها ودورها اإلقليمي وتعزيز التحالفات مع القوى الصاعدة األخرى في محاولة لملء الفراغ المركب الناجم عن االنكفاء االستراتيجي األمريكي وتشتت التنسيق العربي. في واجهة هذه اللوحة المعقدة تجد سورية نفسها مضطرة العتماد سياسة متعددة المحاور تأخذ بعين االعتبار احتماالت انعطاف المنطقة نحو نزاع اقليمي من جهة ،وضرورة البحث عن فرص السالم واالستمرار في السياسات السابقة لترسيخها وتعزيز المكاسب المتحققة من جهة أخرى. وتنطلق سورية من فكرة مركزية جوهرها أن كل الصراعات في المنطقة ليست صراعات أصيلة (باستثناء الصراع العربي اإلسرائيلي بوصفه مشروع استعماري من نوع خاص) بل هي من مخلفات الحقبة االستعمارية او نتائج مباشرة الستمرار تدخالت هذه القوى لتمرير مصالحها وبذلك عملت سورية على العمل ارداء خالفاتها اإلقليمية إلى الصفر من خالل العمل الدبلوماسي والسياسي .يسمح هذا المنطق لسورية بإعادة تعريف دورها اإلقليمي االستراتيجي السياسي االقتصادي سوا ًء فيما يتعلق بإعادة اعمار العراق وبناءه كدولة وطنية عربية ،إذ ال تحتمل سورية رؤية دولة طائفية ضعيفة أخرى على حدودها الشرقية ،أو فيما يتعلق بدورها اإلقليمي كجسر من وإلى مخازن ونقل الطاقة والمياه في المنطقة ونحو أوربا. يشكل الجوالن والتنمية الوطنية واإلقليمية الهاجسان الرئيسيان للسياسة الخارجية السورية. لذلك فلقد دأبت على العمل على اثبات انه ال يمكن اغالق الصراع العربي االسرائيلي إال على اساس الحل العادل والشامل وعلى دعم كل من يعمل في هذا االتجاه .وبالمقابل فان همها الثاني تمثل في دفع عملية التنمية من خالل فتح آفاق التحالفات االقليمية ليصبح مجالها االقتصادي ممتداً من جنوب الفولغا ( في ضوء تطور المصالحة األرمينية التركية األذرية ) إلى الخليج العربي إلى حدود الباكستان وأوربا .وهي بذلك ال تتطلع إلى تحقيق هذا المجال الحيوي بشكل منفرد بالطبع ،بل من خالل جملة من التحالفات مع القوى الناهضة مادة يدها إلخوانها العرب وألخوتها من الدول االسالمية المحيطة .انها سياسة متعددة المحاور ومتعددة الطبقات ،تحاول الموازنة بين مخاطر الحرب المفروضة على سورية واوليات التنمية وفرصها.
محلل سياسي سوري. 28
أكثر من رأي الخيار الصعب
هل يسير األسد على خطى السادات؟ نموذجا للرئيس السوري بشار األسد ..يقتدي به في سياسته هل يصلح الرئيس المصري الراحل" محمد أنور السادات" ً ً الخارجية لكسب تحالف الغرب ،حتى لو كلفه ذلك ثمنٌا باهظا في العالم العربي؟ ليس هذا مجرد سؤال ،وإنما واحد من الخيارات المطروحة أمام الرئيس بشار ،الذي يعتبر نفسه محو ًرا مه ًما في تيارالممانعة والمقارنة في المنطقة ،هناك من يرون أن يسير األسد على ُخطى السادات واآلخرون يقولون :إن ذلك األمر لم يعد عسي ًرا على بشار بعدما اكتسب الخبرة ،التي تؤهله لذلك ،هذا ما يكشف أسبابه المحلل السياسي السوري سمير التقي ،زميل كلية الدراسات الدولية بجامعة جون هوبكنج ،جوشوا مورافتشيك وخبير العالقات السياسة الدولية د.سعيد الالوندي.
العدد 1537
27
قصة الغالف ألنفسهم على حساب حرية التعبير محاكين النظم االستبدادية اآلسيوية منذ عقود .وتتمتع سوريا بقدر من النهضة الفنية؛ ويزدهر مجتمعها الفني وتتحول أحياء دمشق وحلب القديمة إلى فنادق ومقا ٍه ومحالت تجارية. ولكن ثقافة البالد السياسية تتخذ الشكل المحافظ أكثر من الحديث .وحتى قبل وفاة حافظ ،أبرز المتنافسون عداءهم لوريثه. وفي أكتوبر/تشرين أول عام ،1999داهمت القوات بقيادة بشار فيلال عمه رفعت في مدينة الالذقية الساحلية في سوريا .وبالرغم
بعد عشر سنوات من المناورات و المكائد السياسية يشعر بشار األسد باألمان في سلطته بشكل واضح ويثق في إدارته .غير أن األمان في الشرق األوسط شيء نسبي .ونظ ًرا لتزايد التوريث في السياسة العربية
العدد 1537
© Getty Images
من أن رفعت كان في لندن ،حيث كان في المنفى بعد قيامه بمحاولة انقالب فاشلة ضد شقيقه ،سرت الشائعات أنه سوف يستغل أي فراغ في السلطة قد يتبع وفاة الرئيس .ويقول الدبلوماسيون :إن الغارة في الالذقية في ذلك الوقت ،أسفرت عن سقوط 30قتيلاً وأشارت للمنافسين المحتملين إلى أن الرئيس المكلف لديه رغبة داخلية كافية للبقاء. وبعد ما يقرب من عشر سنوات في السلطة، أحاط األسد نفسه بزمرة من المستشارين الشباب والطموحين .ومن بين مساعدي األسد األكثر أهمية مناضلون مثله من أجل اإلصالح االقتصادي ،وأيضًا منافسون له مثل عبد اللـه الدردري ،نائب رئيس الوزراء للشئون االقتصادية ،ووزير المالية محمد الحسين .وال يحظى الدردري، خالف حسين ،بعضوية حزب البعث، وبالتالي يفتقر إلى ركيزة النفوذ ،وتسبب في استياء شديد لدى عدد من البيروقراطيين المتزمتين واألوليجاركيين (القلة) .ويعتبر
بعد مجيء اوباما إلي البيت األبيض أصبح جورج ميشيل زائراً دائما ً إلي سوريا لكن مازالت محادثات ميشيل في دمشق غامضة .
بقاؤه في السلطة مؤشرًا على التزام الرئيس بإصالحات السوق الحر بالرغم من المعارضة القوية .وفي تحرك فسره المراقبون لسوريا بأنه دليل على أن التحول في القيادة السورية قد اكتمل ،قام األسد في تموز /يوليو بترقية صهره آصف شوكت وهو عسكري له وزنه وكان حليفًا مقربًا لحافظ األسد ليشغل منصبًا بوزارة الدفاع ذا أهمية رمزية فقط. وبعد ما يقرب من عشر سنوات من المناورات الجغرافية السياسية والمكائد
السياسية المحدودة ،يشعر بشار األسد باألمان في سلطته بشكل واضح ويثق في إدارته .غير أن األمان في الشرق األوسط شيء نسبي .ونظرًا لتزايد التوريث في السياسة العربية – سواء في سوريا أو غيرها من الجمهوريات العربية ،فضلاً عن الممالك واإلمارات – يتوقع بشار األسد أن يحكم إلى أجل غير مسمى بال شك .وهذا يعني فرصًا مستمرة ألن يشكل المستقبل وفق إرادته ،وكذلك المزيد من التحديات لحكمه .وهذا واقع يالئم منطقة ،تعد اللعبة الطويلة هي الوحيدة المتاحة ،على األقل في الوقت الراهن. 25
قصة الغالف
© Getty Images
بدأ الزعماء األوروبيون يشقون طريقهم إلي باب الرئيس السوري بشار األسد في قصره الرئاسي ،علي أمل اجتذاب دمشق بعيدا عن طهران .
باستثناء جورج دبليو بوش – يعود الفضل في صحوة البالد االقتصادية إلى الرئيس السوري بشار األسد إلى حد كبير( .إال أنه في هذا المجال أيضًا لعبت إدارة بوش دورًا مه ًما .ففي عام ،2007فرضت هذه اإلدارة قيودًا على الحسابات السورية الموجودة في الخارج ،مما حض أصحاب تلك الحسابات على تحويل أموالهم إلى الوطن .وكانت النتيجة طفرة اقتصادية في أسعار األصول تدفعها السيولة ).وبعد فترة وجيزة من توليه رئاسة البالد ،قام األسد بجولة ذات مغزى في المعارض التجارية بدمشق والتي كانت خاملة من قبل ،حيث أثار حماسة الموجودين بإشارات إلى عصر سوريا الذهبي كموطن الحبوب والتقنية خالل فترة اإلمبراطوريات العربية القديمة .في البداية ،رفض التجار المحليون وكذلك المستثمرون األجانب مثل هذا الحديث واعتبروه لغ ًوا .إال أنه في غضون سنوات قليلة ،ألغت الحكومة، تدريجيًا ،دعم أسعار السلع المستوردة، ورفعت الرقابة على رأس المال ،ومررت قوانين مصرفية شاملة .وارتفعت عائدات التصدير ،وكذلك االستثمارات األجنبية. 18ديسمبر 2009
بعد فترة وجيزة من توليه رئاسة البالد ،قام األسد بجولة ذات مغزى في المعارض التجارية بدمشق والتي كانت خاملة من قبل ،حيث أثار حماسة الموجودين بإشارات إلى عصر سوريا الذهبي كموطن الحبوب والتقنية خالل فترة اإلمبراطوريات العربية القديمة وفي شهر مارس/آزار ،فتحت بورصة دمشق لألوراق المالية أبوابها أمام األعمال وتستعد البالد للتوقيع على اتفاق تاريخي للتجارة مع االتحاد األوروبي. ويقول جويجاتي "اإلصالح االقتصادي ال رجعة فيه ،وقد اعترف بشار بأن والده
دمر البالد تقريبًا ،وأنه يريد لعملية التحديث أن تتم .ولكن ال تزال هناك مقاومة ،بداية من البيروقراطية وتأتى اآلن من رجال الصناعة ،والذين يدركون أنهم ال يستطيعون التنافس مع األوروبيين .ولهذا اضطر بشار لالحتفاظ بثقافة والده السياسية .فهو مجدد، وليس مصلحًا". ويشبه بشار األسد والده ،إلى حد كبير، في المجال السياسي ،وأبدت الدولة فصلاً قصيرًا من التسامح الرسمي عقب تنصيب الرئيس بشار األسد مما بعث اآلمال بأن يطلق الزعيم الجديد سراح السجناء السياسيين وينهى األحكام العرفية ويشجع حرية الصحافة .غير أن البعثيين المتشددين قاوموا ذلك ،وما سموه "ربيع دمشق" انتهى على عجل. ويعد التحرر السياسي فاكهة محرمة في سوريا ،كما هو الحال في جميع أنحاء الشرق األوسط ،فمن مراكش إلى دبي ،اتبع الزعماء العرب ،بقدر من النجاح ،وسيلة للحفاظ على أنفسهم ،ويطلقون الحرية 24
قصة الغالف في الشرق األوسط ،فرصة تذكر للتوصل إلى اتفاق سالم بين العرب واإلسرائيليين في أي وقت قريب ،كما أشار في حواره الذي أجرته معه أخيرًا مجلة" المجلة" .وتم إغالق قناة االتصال اإلسرائيلية-السورية
اعترف بشار بأن والده دمر البالد تقريبًا ،وأنه يريد لعملية التحديث أن تتم .ولكن ال تزال هناك مقاومة بداية من البيروقراطية وتأتى اآلن من رجال الصناعة ،والذين يدركون أنهم ال يستطيعون التنافس مع األوروبيين. © Getty Images
شق القديمة مقاهيه و فنادق الزالت سوريا تعتمد علي الثقافة السياسية المحفظة .
الذي استشاط غضبًا من اغتيال الحريري، بشار األسد بجانب قادة كل من مصر والكويت في نداء رفيع المستوى من أجل المصالحة. شريك مرحب به ومن خالل التقدير الحكيم والحظ المواتي، وطدت سوريا نفسها كطرف أساسي يالئم جميع األغراض في مجموعة معقدة من القضايا التي تؤرق الواليات المتحدة وحلفائها في الشرق األوسط --وخاصة فيما يجب فعله تجاه إيران وكيفية إحالل سالم شامل في الشرق األوسط .ونجد المقولة القديمة عن مصر وسوريا --ال يمكن قيام حرب بدون مصر وال سالم بدون سوريا -مرة أخرى في رواج.العدد 1537
ويقول آرون ديفيد ميلر ،الباحث في السياسة العامة بمركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين والمستشار المحنك في المفاوضات بين العرب وإسرائيل في اإلدارتين الجمهورية والديمقراطية" :إن الناحية اإليجابية للتواصل مع سوريا هي أنها ال تسعى لتحقيق السالم فقط من أجل السالم بينها وبين إسرائيل ،فإيران تحتل موقعًا مركزيَّا في المسار السوري ،ألن إيران تقع عند نقطة التقاء كل القضايا التي تهتم بها الواليات المتحدة – والتي تتمثل في العراق وأفغانستان واالنتشار النووي ولبنان وحتى فلسطين .إذن يقول المنطق :إنك يمكنك ربح الكثير من وراء معاهدة سالم بين إسرائيل وسوريا أكثر من أي وقت آخر. ال يرى ميلر ،على غرار معظم الخبراء
بعد حصار الدولة اليهودية لقطاع غزة قبل عام .وال يبدو الطرفان مستعدين إلعادة تفعيلها .وعلى عكس مصر واألردن ،اللتين أبرمتا سال ًما مع إسرائيل ،ألن الحرب الدائمة أصبحت مكلفة للغاية ،تتمتع سوريا باقتصاد قوي ،كما كانت عليه منذ عقود ،فما بين عامي 2004و ،2008وفقًا لصندوق النقد الدولي ،حققت القطاعات غير النفطية في االقتصاد السوري نم ًوا بنسبة ،42% في حين انخفضت المبيعات المتعلقة بالنفط بشكل مطرد .ويرجع االقتصاديون الفضل إلى الحكومة نتيجة لحملتها الطموح للتنويع والتي جمعت بين تحرير العمالت وتخفيض التعريفة الجمركية واإلصالح الضريبي. وبينما كان االقتصاد السوري معتمدًا على النقد بشكل حصري ،تزخر سوريا اليوم ببنوك مملوكة لألجانب تقوم باالستثمار وتعيد بشكل فعال تقديم اإلقراض الخاص القتصاد شارف على الفناء في الماضي نتيجة لعقود من اشتراكية حزب البعث. وفي حين ال يقف شخص محدد وراء استعادة سوريا لموقعها الجغرافي-السياسي --ربما 23
قصة الغالف التي يتم من خاللها تمويل اإلرهاب ،وفقًا لمسئولين سوريين .وأدلى هؤالء العمالء بشهادتهم في الكونجرس حول عرقلة دمشق للتحقيقات.
من خالل التقدير الحكيم والحظ المواتي ،وطدت سوريا نفسها كطرف أساسي يالئم جميع األغراض في مجموعة معقدة من القضايا التي تؤرق الواليات المتحدة
غير أنه بحلول نهاية ذلك الصيف ،عندما حولت حركة التمرد العراقية األمة إلى حفرة ثعابين استنزفت القوات األمريكية فضلاً عن العراقيين ،كانت سوريا هي التي أمسكت بزمام األمور .وتسلل الجهاديون الذين تاقوا لالنضمام إلى المعركة عبر الحدود الطويلة وغير المؤمنة بين سوريا والعراق .ولم تساند دمشق هذا التسلل علنًا ،ولكنها لم تفعل الكثير لتحبطه .وجاء انتخاب محمود أحمدي نجاد المتشدد رئيسًا إليران في عام ،2005وهى الحليف الوثيق لسوريا في الربع األخير من القرن ،ليصور األسد كشريك علماني منضبط نسبيًا لنظام متطرف يعتبره الكثيرون قريبًا من امتالك سالح نووي .وفي فبراير/شباط ،2006 فازت حركة حماس في االنتخابات الوطنية في فلسطين ،مما رفع أهميتها كالعب في الصراع العربي اإلسرائيلي وأعلى النفوذ السوري معها .وفي شهر أغسطس/آب من ذلك العام ،انتصر حزب اللـه ،على األقل رمزيًا ،في حرب شرسة استمرت شهرًا مع إسرائيل. 18ديسمبر 2009
رغم االزدهار االقتصادي الواضح .و النهضة الفنية و تحول أحياء و مقاهي دمش
وفي غضون سنة بعد اغتيال رفيق الحريري، فرض األسد نفسه كمتحكم في أمور خارجة عن سيطرة إسرائيل وحلفائها الغربيين، واألنظمة العربية ذات الميول الغربية. وحيث إن إسرائيل أزعجها تنامي قوة ونفوذ حماس ،وبالرغم من الرفض المعلن من جانب الرئيس األمريكي وقتها جورج دبليو بوش ،شاركت إسرائيل في محادثات بوساطة تركيا مع سوريا في عام .2007 وبينما زاد الصراع الطائفي في العراق وكثف أحمدي نجاد من حدة تصريحاته المعادية إلسرائيل ،هدأت الضغوط الغربية على سوريا للتعاون مع األمم المتحدة خالل التحقيق في اغتيال الحريري .وبدأ الزعماء األوروبيون يشقون طريقهم إلى باب الرئيس السوري بشار األسد في قصره الرئاسي، على أمل اجتذاب دمشق بعيدًا عن طهران
حتى بعدما أعلن األسد عن صالبة التحالف السوري اإليراني. ومنذ انتخاب الرئيس األمريكي باراك أوباما في العام الماضي ،والذي أكد على الحلول الدبلوماسية ،بدلاً من الحلول العسكرية لمواجهة التحديات في الخارج ،شارفت إعادة تأهيل سوريا على االكتمال .وبعد أن استدعت الواليات المتحدة سفيرها من دمشق احتجاجًا على اغتيال الحريري، أبلغت واشنطن سوريا أخيرًا أنها ستعين بديلاً للسفير .وأصبح جورج ميتشل ،مبعوث أوباما الخاص إلى الشرق األوسط ،زائرًا معتادًا لدمشق ضمن جوالته الدبلوماسية، وسرت أقاويل حول حدوث تبادالت بين الجيشين األمريكي والسوري .وفي شهر مارس /آزار ،استضاف الملك عبد اللـه، 22
قصة الغالف
ويبدو أن األسد نجح أيضًا في التقليل من العدد الكبير لمستشاري والده لصالح حفنة من الرجال انتقاهم بنفسه .ونجد أنه حتى جماعة اإلخوان المسلمين في سوريا ،والتي طردها والده حافظ األسد من البالد خالل الحرب األهلية الدموية في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ،أبدت رغبة أخيرًا في التقارب مع النظام بعد اختالفهم مع عبد الحليم خدام .وشكل خدام ،نائب الرئيس العدد 1537
© Getty Images
اليوم المشئوم .ولكن الفكرة القائلة بأن مهمته أصبحت أكثر صعوبة ربما لم تكن بعيدة عن تفكيره .كان األسد أمضى خمسة عشر شهرًا فقط في منصب الرئاسة ،ونظرًا للربط بين دمشق والجماعات اإلسالمية المتطرفة ،كان محقًا في افتراض أن اسمه كان ضمن قائمة أشخاص سوف يسعى البيت األبيض إلى التخلص منهم. ً وكما تبين ،الحقا ،كانت حرب أمريكا على اإلرهاب مفيدة لكال الرجلين --ولو بطرق مختلفة وألسباب مختلفة – فاألسد البالغ من العمر 44عا ًما ينظر إليه ـ اآلن ـ على أنه أحد أهم الزعماء العرب ،ويعد ،أكثر تأثيرًا في بعض النواحي من والده ،حافظ األسد ،والذي خلَّف المنصب الرئاسي البنه قبل وفاته في يونيو /حزيران .2000 وفى حين كانت سوريا منبوذة دوليًا ،من قبل ،بسبب دورها المزعوم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام ،2005أصبحت سوريا اآلن قوة تفاوض رئيسية ويحتمل أن تفسخ تحالفها مع إيران – والتي تمثل تهديدًا لوجود األنظمة العربية فضلاً عن إسرائيل – بجانب عالقتها مع الحركتين اإلسالميتين المتشددتين حماس وحزب هللا .وال يزال نفوذ سوريا قويًا في لبنان ،والتي تعتبر إقطاعيتها التاريخية ،رغم االنسحاب المذل لقواتها العسكرية من هناك تحت الضغط الدولي عقب اغتيال الحريري .وتتمتع سوريا أيضًا بنهضة اقتصادية لم تكسب األسد فقط قدرًا من الشرعية في المنطقة ،حيث تندر فيه مثل هذه العملة السياسية ،ولكنها حررت دمشق أيضًا من أي حاجة ملحة لعقد صفقة سالم مع إسرائيل من أجل الرعاية األمريكية التي ستتحقق على إثر ذلك.
يبقى السؤال األهم ..هل تتمسك سوريا بحليفتها األساسية " إيران" أم ستفسخ تحالفها معها .
السابق في سوريا ،حزبًا سياسيًا في المنفى في عام ،2006بعد االنقالب على أسرة األسد. ويقول مرهف جويجاتي ،أستاذ دراسات الشرق األوسط في مركز الشرق األدنى وجنوب آسيا للدراسات اإلستراتيجية في واشنطن" :إنه أمر يسترعي االنتباه أن تفكر كيف وصل بشار األسد إلى السلطة وهو شاب ،وسرعان ما تعرض لضغوط هائلة من الغرب بشأن العراق ،وهى ضغوط حتى والده لم يتعرض لها .ثم أصبح اآلن بدون منافس ،ويخطب األمريكيون واألوربيون والعرب ود سوريا حاليًا".
"بشار" جديد أم قوة ناشئة عن عواقب غير مقصودة! ويرجع السبب وراء خالص بشار األسد واستعادة سوريا لدورها كالعب أساسي في الشرق األوسط إلى تأثير تطورات لم يتم التخطيط لها .فقد عارض األسد الغزو األمريكي للعراق في عام ،2003وكان هذا بمثابة تح ٍد ألمريكا دفع المحافظين الجدد البارزين في الواليات المتحدة للضغط من أجل عزل دمشق ،في أعقاب المناخ المسمم بعد انهيار بغداد .ولفترة من الوقت ،بدا أن األجواء مشحونة ضد بشار فعلاً ،وخاصة بعد العمل بشكل وثيق وبناء مع عمالء وزارة الخزانة األمريكية لمعرفة الطرق 21
قصة الغالف
عودة سوريا
فصل جديد في حياة الرئيس السوري السياسية
في حين أزاح بشار األسد عن كاهله الضغوط الهائلة عليه من قبل الغرب عندما تولى منصبه ،ال يوجد اآلن من ينازعه .فاألمريكيون واألوربيون والعرب أصبحوا يخطبون ود سوريا حاليًا .ويرجع السبب وراء هذا الخالص واستعادة سوريا لدورها كالعب ،ال غنى عنه في الشرق األوسط ،إلى تأثير تطورات لم يتم التخطيط لها.
© Getty Images
بعد سنوات من المواجهة تمكن بشار من التمكن من كرسي الرئاسة و ال يوجد اآلن من ينازعه علية .
توازن جديد للقوى في الشرق األوسط لكي نفهم توازن القوى الجديد في الشرق األوسط ،يجب أن نتأمل كيفية استجابة القيادة المصرية للهجمات اإلرهابية على الواليات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول .يردد البعض رواية عن أن 18ديسمبر 2009
الرئيس المصري حسني مبارك ،عندما كان يشاهد لقطات لبرجي مركز التجارة العالمي المحترقين ،التفت إلى أحد مساعديه وتمتم قائلاً " :لقد سهلت مهمتي" .وينطوي هذا التصريح على غريزة طبيعية تجاه كيفية سماح واشنطن له ،بعد أن أزعجتها اتجاهات اإلسالميين المتطرفين ،بحرية
التصرف تجاه المتطرفين وبعض التيارات اإلسالمية السياسية في الداخل كجزء من الرد األمريكي القاسي. هذه الرواية لم نعرف إذا كانت ملفقة أم غير ذلك ،لكن في كل األحوال لم ترد مثلها ،عن رد فعل الرئيس السوري بشار األسد في ذلك 20
عودة
سوريا بقلم ستيفن جلين
العدد 1537
19
قصة الغالف
© Getty Images 18ديسمبر 2009
18
الموجز رسائل
رسائل العدد السابق
مستقبل الحوثيين الحقيقة أن الحوثيين مدعومين دعما كبيرا من دول خارجية باالضافة الى ما اعدوه واستعدوا به لمحاولة قلب نظام الحكم والعودة باليمن الى ما قبل قيام ثورة الـ 26من سبتمبر عام 1962م وإعادة حكم االمامة؟ وأبرز الدول التي تقوم بدعمهم الدولة االيرانية التي تسعى دوما للتوسع في المنطفة العربية على حساب اراضي الجيران بهدف اقامة دولة فارس الكبرى. والحكومة اليمنية حاليا ليست مخطئة في ما تقوم به من تضييق ومحاصرة لعوى التمرد ولكنها كانت مخطئة فيما مضى حين كانت تسمح لهذه القوى بالعودة من جديد الى الحياة كلما وصلوا الى اقصى مراحل الضعف من خالل اعطاء هذه القوى المتمردة مجاال الستعادة االنفاس تحت مسمى الهدنة أو ماشابه ذلك. واننا كمواطنين يمنيين نحمل الحكومة مسؤلية اي تهاون مع هؤالء المتمردين والساعين الى تدمير مستقبل وحاضر االمة اليمنية
فاضل الهجري
الحرب بالوكالة أستغرب حقيقة مدى الدور األيرانى فى المنطقة العربية أم هو مبالغة مقصودة من المسئولين العرب يستهدفون من وراءه الضغط على القيادة األيرانية لتبتعد عن شئون المنطقة .وسوف تتضح الحقائق قريبا على أية حال. مشاري العادلي
عبد هللا حميد الدين : اليمن علي حافة الهاوية إن النقاط التي أوردها الكاتب في مقالها تحتاج إلى وقفة مسئولة من أصحاب القرار في اليمن وخارج اليمن ،فقد وضع الكاتب يده على الجرح النازف وما على أصحاب القرار سوى معالجة هذا الجرح ومنع تكراره ،تحياتي الخالصة للكاتب الحصيف ومزيدا من الكتابات الراقية والموضوعية ،وشكرا لموقع المجلة على هذه االختيارات الموفقة. اللبيب اليماني 18ديسمبر 2009
احتضار الخمينية أؤيد تماما التعليقات.الدراسة واقعية ومعمقة وكاتبها االستاذ نجاح محمد علي عودنا على تحليالته ف قناة العربية وأنا مدمنة على مشاهدته في القناة مع أنني ال أحب العربية وانما الرجل متخصص بشكل يفوق التصور. أقترح على " المجلة " أن تجري لقاء معه عن نشاطه االعالمي وكيف يتمكن من الحصول على أخبار ومعلومات انفرادية تبثها العربية قبل كل التلفزيونات. أعتقد أن المقابلة ستكون مفيدة ومكسبا للمجلة الرائدة.
سعاد النصر 16
2ذا نيويوركر الحرب والسالم التناقض الظاهر في قرار أوباما بإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان بالتزامن مع حصوله على جائزة نوبل للسالم لفت انتباه السياسيين وغير السياسيين على السواء .ويعطي هذا المقال تحليلاً للخط الرفيع الذي يفصل بين السالم والحرب الذي يسير عليه أوباما بحذر شديد منذ توليه مقاليد الرئاسة.
2 3نيوستاتسمان "عيسى المسلم" يعرض هذا المقال رؤية جدلية عميقة لكتاب مثير للجدل بعنوان "عيسى المسلم" الذي ألفه طريف خالدي أستاذ اللغة العربية والدراسات اإلسالمية بجامعة كامبريدج سابقًا .ويتناول الكتاب دور عيسى في اإلسالم ويعترف بأن عيسى مسلم ،وفقًا لشريعة اإلسالم ،ويحاول المقال بوجه عام توظيف هذه الرؤية في بناء جسور بين العقيدتين؛ اإلسالم والمسيحية .وهذه المقالة الجدلية تقدم فكرة فريدة من نوعها جديرة باالطالع.
3
4فورين بوليسي المنشق عن القاعدة سيد إمام الشريف معتقل مصري ،يبلغ من العمر 59عا ًما ،وهو أحد مؤسسي تنظيم القاعدة التي يعارض الشريف سياستها ويرى كاتب المقال أن كتاباته في السجن تكشف الكثير عن القاعدة، حيث ينبذ العنف ويهاجم التنظيم على أساس من العقيدة إسالمي.
4
غالفاإلسبوع
نيوزويك ألد أعداء إيران يبحث هذا المقال قلق إسرائيل البالغ من طموحات إيران النووية ،ويعطي تقيي ًما لالنعكاسات السياسية لمخاطر هجوم عسكري من جانب إسرائيل على طهران .ويعترف المقال بأنه بقدر ما يعطي هذه المخاطر دفعة سياسية للواليات المتحدة في مفاوضاتها ،بقدر ما تعوق أيضًا المفاوضات بشكل ملحوظ. العدد 1537
15
الموجز بانوراما الصحافة
الموجز قالوا
أقوال «مرجعيات دينية مازالت تتدخل في شؤون اليمن ونعتبرها متورطة في إشعال فتنة صعدة»
بانوراما الصحافة
حسن اللوزي -وزير اإلعالم و الناطق الرسمي بإسم الحكومة اليمنية
«أثار البعض االضطرابات وشجعوا الناس على الوقوف ضد النظام ...فاتحين الطريق أمام أعدائنا اليائسين كي يقللوا من شأن الثورة اإلسالمية» المرشد األعلى آية اللـه خامنئي ،موجها ً المعارضة إلى العودة إلى «الطريق الصواب»
«نحن نقف بجانب حركات األمل والتاريخ».
الرئيس األمريكي باراك أوباما بعد تسلمه جائزة نوبل للسالم ،وهو يعلن اً نضال في سبيل تحقيق أن العالم يشهد العدالة وإرساء دعائم الحق في دول مثل إيران.
«بعد مرور 22عا ًما على تأسيسها استطاعت حماس أن تحقق جز ًءا كبي ًرا من أهدافها، وأن تتغلب على كل عقبة واجهتها ،بد ًءا من السجن ومرو ًرا اً ووصول إلى بالنفي واالغتياالت االنتخابات». كبير قياديي حماس محمود الزهار 18ديسمبر 2009
1 1التايم ريتشارد ستينجل :حصاد 2009 "الصحافة المصورة نافذة مهمة على أكثر األحداث سخونة في وقتنا الحالي" وإيمانًا منها بهذه الفكرة ،تعرض مجلة التايم األحداث المهمة في عام ،2009في صور. فمن صور خلف الكواليس للرئيس أوباما إلى صور حصرية لقاعدة عسكرية في العراق، إصدار مجلة التايم للصحافة المصورة في عددها الحالي بمثابة طريقة فعالة ومثيرة السترجاع األحداث المهمة في عام .2009
14
8ألمانيا
8
10
9
واجهت الحكومة األلمانية اتهامات عديدة بالتستر على الضربة الجوية التي قام بها حلف شمال األطلسي في سبتمبر/أيلول الماضي ضد طالبان لقيامها بخطف اثنين من صهاريج الوقود .هذه االتهامات ستؤدي إلى فتح التحقيق في األحداث المحيطة بالغارة الجوية التي تم تنفيذها في كندز ،والتي قتل فيها 142شخصًا من بينهم مدنيون أفغان .وقد أدى هذا إلى زيادة ضغط الرأي العام على وزير الدفاع كارل ثيودور زو جتنبرج ،حيث يطالبه باالستقالة من منصبه.
9أمريكا يبدو أن اإلدارة األمريكية في سبيلها للوفاء بوعودها باغالق ملف سجن جوانتنامو حيث قررت نقل عدد من معتقلي السجن المتهمين باالرهاب الى سجن في والية ايلينوي االمريكية. وقد طلب الرئيس اوباما من الحكومة الفدرالية شراء سجن في ايلينوي اليواء عدد من معتقلي جوانتنامو البالغ عددهم .215
7الصين 6الفلبين قامت السلطات الفلبينية يوم الثالثاء الماضي بإجالء 50ألف شخص من السكان الذين يعيشون حول البركان الذي يعد من أكثر البراكين نشاطًا في البالد. ويجرى حاليًا إيواء السكان الفارين بشكل مؤقت في األبنية التعليمية وقاعات الرياضة البدنية العامة .كما أنشأت الحكومة مراكز لإلغاثة من الفيضانات. العدد 1537
كشفت مؤسسات حقوقية أن الصين مازالت تعاني من الرقابة الحكومية المتشددة على اإلنترنت ،والتي تعد األشد من نوعها حتى اآلن .فقد منعت الحكومة الصينية األفراد من إنشاء مواقع بأسمائهم ،وشرعت في مراجعة الماليين من المواقع الشخصية الموجودة على شبكة اإلنترنت .كما قامت إدارة اإلذاعة والتليفزيون الحكومية بإغالق عدد من مواقع مشاركة الفيديو كجزء من حملة الحكومة للسيطرة على وسائل اإلعالم ومواقع اإلنترنت.
10بريطانيا أعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أن وزيرة الخارجية االسرائيلية السابقة تسيبي ليفني سوف "تكون دائما موضع ترحيب" في بريطانيا ،رغم صدور أمر بإلقاء القبض عليها و أضاف انه يشعر "بخيبة أمل" أنها لم تتمكن من زيارة بريطانيا .و كانت ليفني قد ألغت زيارة كانت مقررة لها إلى بريطانيا خالل عطلة نهاية االسبوع خوفا من تعرضها لالعتقال ،على الرغم من أن مكتبها قال أن الزيارة تأجلت بسبب مشاكل الجدولة . 13
الموجز
حول العالم
حول العالم 7
1أفغانستان
1
أعلن الرئيس األفغاني حامد كرزاي أن دولته بحاجة إلى 15عا ًما على األقل لكي تتمكن من دفع تكاليف قواتها األمنية، كرزاي دعا عقب المحادثات التي أجراها مع وزير الدفاع األمريكي ،المجتمع الدولي إلى مواصلة تمويل أفغانستان.
3
4
6
5
3فلسطين
2إيطاليا وصف خبراء حكوميون ايطاليون الهجوم على رئيس الوزراء اإليطالي سيلفيو برلسكوني يوم األحد الماضي بأنه متعمد مع سبق اإلصرار و الترصد .وقال وزير الداخلية اإليطالي ،روبرتو ماروني ،أن غضبًا عار ًما قد تولد في نفس المشتبه به ضد رئيس الوزراء خالل الفترة الماضية. وقد أصيب برلسكوني بجروح في وجهه، ونتيجة لذلك فقد نصحه األطباء باالمتناع عن القيام بأي أنشطة سياسية خالل األسبوعين القادمين .ويعد هذا الهجوم نتيجة حتمية لتصاعد حدة موجة الرفض اإليطالية تجاه رئيس الوزراء اإليطالي المثير للجدل. 18ديسمبر 2009
2
أعلن زعيم حركة حماس ،خالد مشعل ،في مؤتمر صحفي أن "كل الجماعات اإلسالمية المتشددة ستشكل جبهة موحدة مع إيران ضد إسرائيل إذا ما فكرت في الهجوم على إيران" .تهديد مشعل جاء ردًا على إعالن إسرائيل أنها ستتخذ جميع التدابير الالزمة لوقف تقدم البرنامج النووي اإليراني.
4
إيران
كشف مسئولون بالوكالة الدولية للطاقة الذرية عن بدء تحقيق للتأكد من صحة إحدى الوثائق السرية التي أفرج عنها أخيرًا و تبين أن إيران كانت تعمل على صنع سالح نووي في عام .2007مسئولو الوكالة قالوا إنهم لم يطلبوا مزيدًا من المعلومات حول الموضوع من الجانب اإليراني .وأشار رئيس معهد العلوم واألمن الدولي ،ديفيد أولبرايت ،إلى أن هذه الوثائق تظهر أن إيران تقوم بتطوير قدرتها على صنع أسلحة نووية أو أنها تتحرك لتنفيذ هذا النوع من البرامج النووية.
5
زيمبابوي
أعلن الرئيس روبرت موجابى أن "االنتخابات ليست بعيدة" .و أنه وينوى استعادة سلطته من خالل االنتخابات ،بعد القتال الشديد الذي نشب حول تقاسم السلطة في زيمبابوي .وتأتي تصريحات موجابي وسط تجدد التوتر بينه وبين رئيس وزراء البالد ،الذي كان قد اتفق معه على تقاسم السلطة بعد االنتخابات األخيرة. 12
الموجز حول العالم
قالوا
بانوراما الصحافة
رسائل
© Getty Images
تضامن خليجي في وجه اإلرهاب
تشكيل قوة تدخل سريع للتعامل مع المخاطر األمنية اختتمت في الكويت أعمال الدورة 03 للمجلس األعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ،بالتضامن التام مع المملكة العربية السعودية في مواجهة محاوالت االعتداءات على أراضيها والتسلل عبر حدودها ،في إشارة واضحة إلى أن أي مساس بأمن واستقرار المملكة هو مساس بأمن واستقرار وسالمة دول المجلس كافة واتفق قادة دول مجلس التعاون علي تشكيل قوة لـ "التدخل السريع" للتعامل مع المخاطر األمنية التي تهدد أحدى دول المجلس مثلما حدث من الحوثيين. و أقر القادة اإلستراتيجية الدفاعية لمجلس العدد 1537
التعاون لدول الخليج العربية ،وشددوا على أهمية تطوير قدرات قوات درع الجزيرة المشتركة والمشاريع العسكرية المشتركة ،وشددوا على تعزيز التعاون بين دولهم في مكافحة تهريب األسلحة إلى دول المجلس.
وجدد المجلس األعلى لدول الخليج موقفه بمكافحة اإلرهاب ومحاربة تمويله والفكر المتطرف المؤدي له ،وتكثيف الجهود الجماعية والدولية في مواجهة اإلرهاب وتبادل المعلومات وعدم استخدام أراضي الدول والتحضير والتخطيط والتحريض على ارتكاب أنشطة إرهابية.
وجاءت القمة في الوقت الذي تختبر فيه إيران طرا ًزا مطورًا من صاروخ "سجيل" متوسط المدى ،و هو ما اِعتبره المجتمع الدولي "اشارة سيئة للغاية". يذكر أن مدى الصاروخ الذي اختبرته إيران يمتد لدول الخليج ،وهو ما يٌنبئ بتنامي حدة التوتر بين القيادة اإليراتية و دول الخليج .ذلك باإلضافة الى تعالي األصوات التي تؤكد أن برنامج إيران البالستي ليس اال ذراعًا عسكريًا لبرنامجها النووي والذي اثار جدل واسع في اآلونة األخيرة. 11
جيوبوليتيكا
سيلقي طوق النجاة؟ من ُ
اليمن مهدد بانفجار داخلي و المنطقة ستكون الخاسر األكبر
يتدهور الموقف األمني في اليمن بشكل سريع بما يمثل تهديدًا الستقرارالبالد وينذر بانفجار داخلي ،مما سيكون له بطبيعة الحال انعكاسات خطيرة على المنطقة بأسرها .وفي نهاية المطاف ليس هناك حل يمني أو أمريكي لمشكالت اليمن ،ومن ثم يجب التأكيد أن األزمة لن تُحل دون مساعدة الدول المجاورة لليمن ،وكذلك شركاؤها الدوليون وإذا لم يتم اتخاذ الخطوات المالئمة ،فإن اليمن يمكن أن تصبح دولة فاشلة ومرت ًعا خصبًا لإلسالميين المتشددين .. خالل القمة الثالثين لمجلس التعاون الخليجي التي عُقدت في الكويت هذا األسبوع ،ناقش المجتمعون عددًا من القضايا ذات االهتمام المشترك .و كان من بين القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة طموحات إيران النووية والعملة الخليجية الموحدة والموقف المالي العالمي الراهن .وبصرف النظر عن كل هذه الهموم المطروحة ،فإن مستقبل اليمن يعتبر من أكبر القضايا الحساسة التي تواجه دول مجلس التعاون. فالموقف األمني في اليمن يتدهور بشكل سريع بما يهدد استقرار البالد ،وينذر بانفجار داخلي. وكل هذا بطبيعة الحال سوف يكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة .فاليمن يواجه مجموعة خطيرة من التحديات غير المسبوقة تشمل التطرف والعنف واالنهيار االقتصادي ومشكلة نقص المياه التي تلوح في األفق والحركة االنفصالية المتنامية .وإذا ما بلغت أي من هذه التحديات نقطة الذروة ،فإنها يمكن أن تُغرق الحكومة اليمنية .وما لم يتم اتخاذ الخطوات المالئمة ،فإن اليمن يمكن أن تصبح دولة فاشلة ومرتعًا خصبًا لإلسالميين المتشددين ،وفي كلتا الحالتين سوف تنعكس مشكالت هذا البلد سلبًا على المنطقة بأكملها. ونظرًا لضعف سيطرة الحكومة المركزية ،غالبًا ما واجه هذا البلد ،على مدار تاريخه ،مخاطر الفوضى واالضطراب .وقد نجا هذا البلد من عدة أزمات متفرقة في الماضي ،لكن تجتمع عليه اليوم العديد من التحديات المتداخلة في ذات الوقت. وتمثل األزمة االقتصادية لب مشكالت اليمن. فسرعان ما ستنضب احتياطيات النفط اليمني، وال تملك البالد سوى القليل جدًا من الخيارات لبناء اقتصاد قوي عقب نضوب النفط .أضف إلى ذلك أن هذا البلد يستهلك موارده المائية المحدودة بصورة أسرع بكثير من معدل تعويض النقص في تلك الموارد .وهناك زيادة هائلة في عدد السكان الذين يعانون الفقر ومن ثم فإن هذا يمثل عبئًا ثقيلاً يجعل الحكومة عاجزة عن توفير الخدمات األساسية .ومما يزيد من مخاطر تعرض البالد لعدم االستقرار داخليًا ذلك اإلرهاب الذي يدعمه تنظيم القاعدة والعصيان المسلح في الشمال وتصاعد أنشطة الحركة االنفصالية في الجنوب. ومن الناحية التاريخية ،دخلت الحكومة المركزية مواجهة شرسة في محاوالتها توسيع نطاق سلطاتها حيث يربط الشعب اليمني بين هذه الحكومة والفساد والمحسوبية وتضاؤل الفرص االقتصادية واالجتماعية .ويفكر المسئولون اليمنيون في تطبيق سياسة الالمركزية ،بحيث يتم 18ديسمبر 2009
اجتماعية واقتصادية واضحة ،ومظالم تاريخية .وبمرور الوقت يزداد العداء ،وتزداد رغبة المتمردين في االنفصال عن النظام.
كريستوفر بوسيك منح المزيد من االستقالل الذاتي للسلطات المحلية ومن ثم تحويل أنظمة المحسوبية غير الرسمية إلى مؤسسات تعمل بدلاً من حكومة وطنية فعالة . ويظل الفساد هو التحدي األكبر الذي يواجه الحكومة اليمنية بين المزاعم التي تشير إلى أن 30%تقريبًا من إيرادات الحكومة ال يتم إيداعه أبدًا في الحسابات الحكومية .ولمواجهة المشكلة المتنامية والمستمرة البتزاز األموال الحكومية، سوف تكون البالد في حاجة إلى إجراء إصالحات قضائية صارمة بما يحقق مقاضاة عادلة وشفافة. ومما يزيد الموقف تعقيدًا ذلك التحول السياسي الوشيك .فالرئيس اليمني علي عبد هللا صالح يحكم جمهورية اليمن منذ توحيدها عام ،1990ومن المقرر أن تُجرى االنتخابات الرئاسية المقبلة في عام .2013وليس واضحًا ما إذا كان صالح سيكون مؤهلاً من الناحية الدستورية لخوض تلك االنتخابات من أجل تولي مقاليد الحكم لفترة رئاسية ثالثة له ،كما أنه ليس هناك خليفة واضح له. وفي الوقت نفسه ،تخوض الحكومة اليمنية منذ عام ،2004حربًا أهلية متقطعة ضد مناصري إحياء الشيعية الزيدية في محافظة صعدة الشمالية والمعروفين باسم الحوثيين .وتحول هذا الصراع مرة أخرى إلى قتال مفتوح في شهر أغسطس /آب عندما شنت الحكومة عملية "األرض المحروقة". وعلى مدار الصراع ،كان القتال شرسًا ودون تمييز ،وتخلله فترات من الهدوء النسبي. وكانت الخسائر فادحة في صعدة نفسها ،مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة في البنية التحتية ونزوح نحو 175,000شخص داخل اليمن. ويأتي الصراع من مزيج معقد من الهويات الطائفية المتنافسة ،والتخلف اإلقليمي ،ومظالم
وتسبب النزاع في حدوث توتر في الجيش اليمني، مما أدى إلى تساؤالت حول قدرته على االشتراك في مهمات أخرى في نفس الوقت ،بما في ذلك عمليات مكافحة اإلرهاب .وباإلضافة إلى ذلك، أثار فشل الحكومة في إخماد التمرد الخوف من أن يرى منافسون محليون آخرون النظام ضعيفًا، وربما يتحركون ضد الحكومة المركزية. وهناك احتمال أن يشن متشددون إسالميون أو غيرهم من الجماعات المتطرفة هجمات على جبهات أخرى ،بينما تنشغل الحكومة بالحرب في صعدة .وفي نهاية المطاف ،تزيد الحرب من حدة األزمة االقتصادية في اليمن. ويتوقع االقتصاديون عج ًزا كبيرًا في الموازنة العام القادم ،كما أن الحكومة تنفق احتياطياتها من العملة األجنبية بمعدل ينذر بالخطر. وفي نوفمبر تشرين الثاني ،2009اتسع نطاق الصراع ،ودخلت فيه القوات السعودية بعد توغل المتمردين الزيديين داخل األراضي السعودية، وهو ما يمثل تدهورًا كبيرًا في الوضع ،ويقدم مثالاً آخر على االنعكاسات السلبية لعدم االستقرار في اليمن بالنسبة للمنطقة بأسرها. وبالرغم من أن المنطقة يمكن أن تخسر الكثير نتيجة لالنهيار الحالي في اليمن ،فإنها يمكن أن تجني الكثير من المكاسب من خالل تنسيق تحرك دولي لتحسين االستقرار هناك .وينبغي على المجتمع الدولي تشجيع دول الخليج على منح اليمن عضوية أو على األقل 'عالقة خاصة' مع -دول مجلسالتعاون الخليجي في مقابل خطوات صارمة، بما فيها إحراز تقدم بشأن المخاوف األمنية، والحد من اإلعانات الحكومية ،والتصدي للفساد. وفي نهاية المطاف ،ليس هناك حل يمني أو أمريكي لمشكالت اليمن .وال يمكن حلها دون مساعدة جيران اليمن والشركاء الدوليين .وربما تصبح عواقب التقاعس عن ذلك أكبر من أن يتم عالجها خاصة أن مشكالت البالد الديموغرافية واالقتصادية تزيد من تدهور الوضع األمني.
زميل برنامج الشرق األوسط بمؤسسة كارنيجي للسالم الدولي 08
37شخصيات حوار شيء من النجاح -آرون ديفيد ميلر بروفايل رجل بحجم دولة -محمد المطوع
43االقتصاد اقتصاد عالمي إعادة ترتيب البيت المستثمر العالمي أمل جديد أم مجرد سراب ؟
مجلة العرب الدولية العدد 18 ،1537ديسمبر 2009
للمشاركة إلرسال مقاالت أو آراء يرجى المراسلة على البريد اإللكتروني
editorial@majalla.com
ملحوظة :جميع المقاالت يجب أال تزيد على 800كلمة
اإلعالن لإلعالن في النسخة الرقمية يرجي االتصال بـ:
51إصدارات كــــتب رحلة المال عبر التاريخ قراءات تقارير قضية حياة أو موت
58المقال السياسي دبلوماسية التطلع إلى الجحيم مكتب المملكة العربية السعودية الرياض-الشركة السعودية لألبحاث والتسويق شارع التخصصى-تقاطع طريق مكة-حى المؤتمرات ص-ب 478 :رمز بريدى 11411: هاتف 966-1-4419933 :فاكس 966-1-4429555 E-Mail: editorial@majalla.com مكتب القاهرة 14شارع الحجاز -المهندسين -القاهرة هاتف -00202 3388654 -فاكس 00202 7492884 - E-Mail: editorial@majalla.com مكتب لندن
العدد 1537
Arab Press House 182-184 High Holborn, LONDON WC1V 7AP DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337, Tel.: +44 (0)20 7821 8181, Fax: +(0)20 7831 2310 E-Mail: editorial@majalla.com
Mr. Wael Al Fayez w.alfayez@alkhaleejiah.com Tel.: 0096614411444 F.: 0096614400996 P.O.BOX 22304 Riyadh 11495, Saudi Arabia
اشتراكات
لالشتراك في الطبعة الرقمية ،يرجى االتصال بـ: subscriptions@majalla.com
تنويه اآلراء الواردة في هذه المجلة تعبر عن رأى مؤلفيها فقط و ال تعبر بالضرورة عن أراء مجلة المجلة و هيئه تحريرها.
حقوق النشر محفوظة لمجلة المجلة 2009التي تصدر عن الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (المملكة المتحدة) شركة محدودة .وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة المجلة أو أي جزء منها أو تخزينها في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث والتسويق (شركة محدودة) .وتصدر المجلة أسبوعيا ً باستثناء إصدارين مدمجين في واحد بصورة دورية وإصدارات إضافية أو مزيدة أو موسعة .لتلقي استفسارات االشتراك الرقمي، يرجى زيارة www.majalla.com 07
المحتـوى
32
08جيوبوليتيكا
من سُيلقي طوق النجاة؟
11الموجز حول العالم قالوا بانوراما الصحافة رسائل
18قصة الغالف
جمهورية بشار
27أكثر من رأي
هل يختار األسد طريق السادات
32أفكار من الحب ما قتل إدارة التحرير
مدير مكتب لندن مانويل أمليدا مدير مكتب القاهرة احمد أيوب احملـــررون ستيفن جلني بوال ميجا دينا وهبه وسام شريف دانيال كاباريلى سكرتيرة التحرير جان سينجفيلد مدير املوقع اإللكتروني محمد صالح
18ديسمبر 2009
40 06
كاريكاتير
العدد 1537
05
اإلفتتاحية
الغالف سيلقي من ُ طوق النجاة؟ كريستوفر بوسيك
رجل بحجم دولة
إعادة
األمين العام الجديد لمجلس التعاون الخليجي
إلسى ميلكونيان
محمد المطوع
ترتيب البيت الداخلى
مجلة العرب الدولية
أسسهــا سنة 1987
األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز
عودة سوريا بقلم ستيفن جلين
مجلة العرب الدولية
العدد 17 ،1537ديسمبر 2009
أسسهــا هشام ومحمد على حافظ
رئيس التحرير
عادل بن زيد الطريفي المدير العام
طارق القين
أعزائي القراء مرحبًا بكم ضيوفًا على عدد هذا األسبوع من المجلة الرقمية. نعرض لكم في هذا العدد تقيي ًما للتغيير الذي طرأ على سياسة الحكومة السورية خالل العام الماضي .وفي هذا المقال ،يستكشف المحلل والصحفي ستيفن جلين الشخصية صا قدرته الجديدة للرئيس السوري بشار األسد ،خصو ً على استعادة دور سوريا كالعب رئيسي في سياسة الشرق اً واستكمال لهذا المقال ،قمنا بتوجيه دعوة إلى ُكتاب األوسط. متخصصين ليشاركونا بآرائهم حول السياسات الحالية لألسد. لذا ندعوكم إلى قراءة هذه المقاالت وغير ذلك كثير على موقعنا اإللكتروني www.majalla.comوكالعادة ،فإننا نرحب بتقييمكم وندعوكم إلى كتابة تعليقاتكم على موقع المجلة أو االتصال بنا إذا كانت لديكم الرغبة في النشر لدينا.
www.srpc.com The Majalla Magazine HH Saudi Research & Marketing (UK) Limited Arab Press House 182-184 High Holborn, LONDON WC1V 7AP DDI: +44 (0)20 7539 2335/2337, Tel.: +44 (0)20 7821 8181, Fax: +(0)20 7831 2310
مع أطيب التمنيات
عادل الطريفي رئيس التحرير
سيلقي من ُ طوق النجاة؟ كريستوفر بوسيك
رجل بحجم دولة
إعادة
األمين العام الجديد لمجلس التعاون الخليجي
إلسى ميلكونيان
محمد المطوع
ترتيب البيت الداخلى
مجلة العرب الدولية
عودة سوريا بقلم ستيفن جلين
العدد 17 ،1537ديسمبر 2009