البسيط في التحكيم

Page 1


‫الب�سيط في التحكيم‬ ‫تأليف وإعداد‪:‬‬ ‫عبد اللطيف سلطان العلماء‬ ‫القاضي بمحاكم دبي‬


‫قسم الدراسات والبحوث ‪ -‬معهد ديب القضايئ‪.‬‬ ‫بطاقة فهرسة أثناء النرش‪.‬‬

‫�لعلماء‪ ،‬عبد �للطيف �صلطان‬ ‫البسيط يف التحكيم ‪ /‬تأليف القايض عبد اللطيف سلطان العلامء‪ - .‬ديب ‪ :‬معهد ديب القضايئ ‪.2011 ،‬‬ ‫‪ 40‬ص‪ .‬؛ ‪ 24‬سم‪( -. .‬سلسلة الدراسات القانونية والقضائية ؛ ‪) 5‬‬ ‫ردمك ‪978-9948-16-244-5 :‬‬ ‫‪.1‬العقارات ‪ -‬قوانني وترشيعات ‪ -‬اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫‪347٫53509‬‬ ‫‪ISBN: 978-9948-16-244-5‬‬

‫الطبعة األوىل‬ ‫‪ 2011‬م ‪ 1432 -‬هـ‬

‫حقوق النرش © ‪2011‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ملعهد ديب القضايئ‬

‫ال يجوز استنساخ أو تخزين أو تحويل أي جزء من هذا املطبوع إىل أي شكل أو وسيط مادي آخر‪ ،‬سواء كان إلكرتونياً‬ ‫أو مطبوعاً أو مصوراً أو مسج ًال إال بإذن خطي من النارش‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫القاضي د‪.‬ﺟماﻝ الﺴميطي‬

‫مدير عام �ملعهد‬ ‫لقد أصبح الترشيع يف العرص الحديث يحتل مكانة‬ ‫مرموقة يف إطار مصادر القانون‪ ،‬فأغلب املجتمعات‬ ‫املتطورة تعتمد عليه‪ .‬فهو املصدر األصيل العام‬ ‫للقاعدة القانونية‪ ،‬إذ إن القايض يتعني عليه أن يلجأ‬ ‫إليه أوالً للوصول إىل القاعدة التي تطبع النزاع‪ ،‬فال‬ ‫ميكنه أن يعدل عنه إىل باقي املصادر األخرى إال يف‬ ‫حالة عدم وجود قاعدة فيه أو إذا أحال هو عىل‬ ‫مصدر آخر‪.‬‬ ‫ونحن يف معهد ديب القضايئ ارتأينا أن تكون لنا بصمة‬ ‫مؤثرة يف الترشيع وخدمة القانونيني والعدليني كافة‬ ‫يف الدولة وخارجها فيام يتعلق بالبحث القانوين من‬ ‫خالل إعداد تلك الترشيعات يف حلة متميزة وعملية‬ ‫يف الوقت ذاته‪ ،‬وتعكس رؤية املعهد ورسالته باعتباره‬ ‫مركزاً إقليمياً للتميز العديل والقانوين‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪6‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫الفهر�س‬ ‫املقدمة‪:‬‬

‫الفهر�س‬

‫‪...............................................................................................................‬‬

‫الف�صل الأول‪ :‬تعريف التحكيم و�أنواعه و�أهميته ونطاقه‪:‬‬ ‫املبحث الأول‪ :‬تعريف التحكيم ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث الثاين‪� :‬أنواع التحكيم ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث الثالث‪� :‬أهمية التحكيم ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬نطاق التحكيم ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪.................................‬‬

‫الف�صل الثاين‪ :‬كيفية االتفاق على التحكيم و�شروط املحكم وحاالت انقطاع‬ ‫اخل�صومة �أمام املحكم وااللتزام الواقع على املحكمني‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . :‬‬ ‫املبحث الأول‪ :‬كيفية االتفاق على التحكيم (وفق ًا لن�ص املادة ‪ 2/58‬واملادة ‪203‬‬ ‫�إجراءات مدنية‪ ،‬ووفق ًا ملبادئ التمييز)‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث الثاين‪� :‬شروط املحكم وبع�ض امل�سائل املتعلقة به‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث الثالث‪:‬حاالت انقطاع اخل�صومة �أمام املحكم‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬االلتزام الواقع على املحكمني ب�ش�أن �سماعهم لل�شهود والأخذ‬ ‫بال�شهادة‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬

‫الف�صل الثالث‪� :‬أنواع الدعاوى املتعلقة بالتحكيم وامل�سائل اخلا�صة بها‪:‬‬ ‫املبحث الأول‪� :‬أنواع الدعاوى املتعلقة بالتحكيم‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬الدفوع والدفاع املبدى من اخل�صوم يف الدعاوى املتعلقة بالتحكيم‪. . . . .‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬الفرق بني التحكيم داخل وخارج املحكمة وما يتفرع عنهما ب�ش�أن‬ ‫الإجراءات الواجب اتباعها بالن�سبة للمحكم وللأطراف‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬القانون املو�ضوعي الواجب التطبيق‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث اخلام�س‪ :‬مواعيد التحكيم‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث ال�ساد�س‪ :‬الت�صديق على التحكيم‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث ال�سابع‪ :‬بطالن حكم املحكم‪ ،‬وبع�ض امل�سائل املتعلقة بحكم املحكم‪. . . . .‬‬ ‫املبحث الثامن‪ :‬طرق الطعن على الأحكام ال�صادرة بتعيني املحكمني �أو ال�صادرة‬ ‫بالت�صديق �أو بالبطالن‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث التا�سع‪ :‬تنفذ �أحكام املحكمني ال�صادرة داخل الدولة �أو الأجنبية‬ ‫و�إجراءات كليهما وفق ًا للقانون ومبادئ التمييز‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪33‬‬

‫الف�صل الرابع‪� :‬أتعاب املحكمني ومراكز التحكيم بدولة الإمارات العربية املتحدة‪:‬‬ ‫املبحث الأول‪� :‬أتعاب املحكمني‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬مراكز التحكيم بدولة الإمارات‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪....................................................................................................‬‬

‫‪39‬‬

‫‪....................‬‬

‫‪.......‬‬

‫‪19‬‬

‫اخلـــــــامتة‪:‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪9‬‬

‫‪8‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الفصل األول‬ ‫تعريف التحكيم وأنواعه وأهميته ونطاقه‬

‫املقـــــدمة‬

‫الحمد لله رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل من بعثه الله رحمة للعاملني وعىل آله وأصحابه ومن‬ ‫تبعهم بإحسان إىل يوم الدين‪ ،‬ال يخفى عىل كل فطن لبيب أهمية التحكيم إذ إن التحكيم وإن عرفته‬ ‫البرشية مذ أمد بعيد‪ ،‬إال أنه قد وصل اليوم‪-‬ويف خضم املدنية الحديثة والتطور الالمحدود خصوصاً يف‬ ‫أشكال االتصال ووسائله‪-‬إىل أوجه وأصبحت حاجة البرشية إليه ألح وأمس مام كانت إليه فيام مىض‪،‬‬ ‫إذ ال يربم عقد وال يخط إال وقد صيغ من ضمن بنوده رشط اللجوء إىل التحكيم ناهيك عن اشتامل‬ ‫البعض عىل تفصيالته وإجراءاته حتى تجاوزته بعض العقود إىل النص عىل محكم بعينه أو مركز خاص‬ ‫بالتحكيم‪ ،‬وإذ كان ذلك‪ ،‬فإنه كان لزاماً عىل رجال القضاء ومن ينحون منحاهم التبرص بأبسط ما يخص‬ ‫التحكيم من مسائل وإجراءات‪ ،‬السيام وقد أصبحنا عىل مشارف عرص يتسم بالرسعة وبكرثة القضايا‬ ‫والنزاعات‪ ،‬لذلك عقدت العزم عىل تأليف كتيب صغري يشتمل عىل أمور ومسائل تتعلق بالتحكيم وفق‬ ‫ما ورد بقانون اإلجراءات املدنية االتحادي رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 1992‬واملعدل بالقانون االتحادي رقم ‪ 30‬لسنة‬ ‫‪ 2005‬ووفقاً ملبادئ محكمة التمييز املوقرة بديب‪ ،‬يستفيد منه الطالب الفهيم ويرى فيه حاجته األريب‬ ‫الفطني فال ُتشبع نهم املستزيد وال تقرص عن إرواء الظآمن‪ ،‬يرى فيه املبتدأ ما تفتأ به قريحته و ُيلم به‬ ‫كنه التحكيم‪ ،‬و ُيدرك به املتبحر ما خفي عليه وما غم‪ ،‬وقد قسمته إىل أربعة فصول يتفرع عن كل منها‬ ‫املباحث الخاصة بها‪:‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬تعريف التحكيم وأنواعه وأهميته ونطاقه‪.‬‬‫الفصل الثاين‪ :‬كيفية االتفاق عىل التحكيم ورشوط املحكم وحاالت انقطاع الخصومة أمام املحكم‬‫وااللتزام الواقع عىل املحكمني‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أنواع الدعاوى املتعلقة بالتحكيم‪.‬‬‫الفصل الرابع‪ :‬أتعاب املحكمني ومراكز التحكيم بدولة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬‫وذلك ليسهل للقارئ تناولها‪ ،‬والله أرجو يف ذلك النفع للجميع إنه ويل ذلك والقادر عليه‪.‬‬ ‫القا�ضي عبد اللطيف �سلطان العلماء‬

‫ويتضمن أربعة مباحث وهي تعريف التحكيم لغوياً واصطالحاً وتعريفه لدى فقهاء القانون الوضعي‬ ‫ثم أنواعه‪ ،‬وأهمية التحكيم‪ ،‬وأخرياً نطاقه‪ ،‬ونعرض لها تباعاً‪:‬‬

‫املبحث األول‬ ‫تعريف التحكيم‬ ‫ال بد للرشوع يف دراسة أي علم معرفة حدّه‪ ،‬واملقصود بحدّه أي تعريفه املانع والجامع‪ .‬فالتحكيم‬ ‫مصدر (ح ّكم) بتشديد الكاف مع الفتح‪ ،‬يقال‪ :‬حكمت فالناً يف مايل تحكي ًام‪ :‬إذا فوضت إليه الحكم فيه‪،‬‬ ‫واستحكم فالن يف مال فالن‪ :‬إذا جاز فيه حكمه‪.‬‬

‫ويف الذكر الحكيم «فال وربك ال يؤمنون حتى يح ّكموك فيام شجر بينهم»‪ ،‬أي يجعلوك حك ًام لحل ما وقع بينهم من‬ ‫خالف‪« .‬وإن خفتم شقاق بينهام فابعثوا حك ًام من أهله وحك ًام من أهلها إن يريدا إصالحاً يوفق الله بينهام‪ ،‬إن الله‬ ‫كان علي ًام خبرياً» «يريدون أن يتحاكموا إىل الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به»‪.‬‬

‫واملحكم هو الشيخ املجرب املنسوب إىل الحكمة‪.‬‬ ‫أ‪-‬التحكيم لغوياً‪ :‬فالتحكيم يف املعنى اللغوي يفيد إطالق اليد يف اليشء‪ ،‬أو تفويض األمر للغري‪ ،‬يقال‪ :‬ح ّكم‬ ‫زيد عمراً يف ماله إذا أطلق يده فيه‪ ،‬وح ّكم الخصامن فالناً إذا جعال له النظر يف منازعتهام‪ ،‬واملفوض إليه‬ ‫النظر يف الخصومة يسمى حك ًام أو محك ًام أو محتك ًام إليه‪.‬‬ ‫ب‪-‬التحكيم اصطالحاً‪ :‬يقصد بالتعريف االصطالحي للتحكيم‪ ،‬املعنى الرشعي الذي أراده الفقهاء‬ ‫املسلمون من التحكيم‪ .‬والتعريف االصطالحي للتحكيم ال يختلف عن املعنى اللغوي الذي يفيد إطالق‬ ‫اليد يف اليشء‪ ،‬أو تفويض الغري‪ .‬فذهب بعضهم إىل أن «التحكيم هو أن يتخذ الخصامن رج ًال من الرعية‬ ‫ليقىض بينهام فيام تنازعاه»‪.‬‬ ‫وعرفته مجلة األحكام العدلية يف املادة ‪ 1790‬بأنه (اتخاذ الخصمني آخر‪ ،‬حاك ًام برضاهام ليفصل‬ ‫يف خصومتهام ودعواهام)‪ .‬فالتحكيم رشعاً يعني تولي ًة وتقليداً من طريف الخصومة لثالث ليفصل فيام‬ ‫تنازعا فيه‪.‬‬ ‫ج‪-‬أما التحكيم لدى فقهاء القانون الوضعي‪ :‬فهو ببساطة وكام عرفه أحد الفقهاء «هو االتفاق عىل‬ ‫طرح النزاع عىل شخص معني أو أشخاص معينني ليفصلوا فيه دون املحكمة املختصة» ((( وكام عرفته‬ ‫محكمة التمييز بديب‪ :‬املقرر يف قضاء هذه املحكمة أن التحكيم هو اختيار املتنازعني طرفاً غريهام للفصل‬ ‫فيام شجر بينهام من خالف دون االلتجاء إىل القضاء (الطعن رقم ‪ 14/2008‬طعن تجاري‪ ،‬القاعدة‬ ‫‪ -1‬التحكيم االختياري واإلجباري‪ ،‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬الطبعة الخامسة سنة ‪ ،1988‬منشأة املعارف باالسكندرية‪ ،‬ص ‪15‬‬

‫‪11‬‬

‫‪10‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫الصادرة سنة ‪ 2008‬حقوق)‪.‬‬ ‫وتعريفه لدى فقهاء القانون الوضعي عىل ما سبق يتضمن ثالث نقاط هي‪:‬‬ ‫التحكيم‪ :‬هو مؤسسة تفصل يف النزاعات وبالتايل فهو قضاء وتكون مهمة املحكم كمهمة القايض لكن‬‫املحكم محصورة واليته مبا ينيطه به املحتكمون‪.‬‬ ‫التحكيم‪ :‬هو قضاء خاص ذلك أن القضاء العام ذو الصالحية الشاملة هو قضاء الدولة العادي لكنه قضاء اقره‬‫القانون استثناء من القضاء العام وذلك لوجود حاجة اجتامعية أو اقتصادية له‪.‬‬ ‫التحكيم‪ :‬هو قضاء اتفاقي منشؤه اتفاق األطراف عليه حيث إنه ينشأ إما بواسطة البند التحكيمي‬‫الذي يدرجه أطراف العقد يف هذا العقد أو االتفاق الخاص باللجوء إىل التحكيم الذي يتم بني األطراف‬ ‫عند نشوب النزاع بينهم‪.‬‬

‫املبحث الثاين‬ ‫أنواع التحكيم‬ ‫كان التحكيم فيام سبق يقترص عىل نوع واحد وهو املسمى بالتحكيم العادي أو التقليدي‪ ،‬وبتطور‬ ‫القانون وفروعه تبعاً لتطور البرشية‪ ،‬فقد أصبح للتحكيم – وهو من أهم فروع القانون – أنواعا نعرض‬ ‫لها فيام ييل‪:‬‬ ‫أ‪-‬داخيل وخارجي‪ ،‬ويكون داخلياً – داخل الدولة – إذا عقدت جلسات التحكيم داخل الدولة إذ‬ ‫العربة بانعقاد جلسات التحكيم وليست بصدور حكم املحكم فالتحكيم يكون داخلياً إذا ما كانت‬ ‫أغلب جلسات التحكيم صدرت داخل الدولة ولو كان حكم املحكم قد صدر بعد ذاك خارج الدولة‪ ،‬أما‬ ‫التحكيم الخارجي – خارج الدولة – فيصدق عليه ذلك الوصف إذا كانت جلسات التحكيم قد عقدت‬ ‫خارج الدولة‪ ،‬وليست العربة بكونه خارج الدولة أن يكون تجارياً دولياً إذ قد يكون تجارياً ودولياً ويف‬ ‫ذات الحني يكون داخلياً ألن املقصود بالتحكيم التجاري الدويل هو التحكيم الذي يكون مضمونه تجارياً‬ ‫وذا نشاط دويل‪.‬‬ ‫ب‪-‬خاص ومؤسيس‪ ،‬واملقصود بالتحكيم الخاص هو الذي يكون املحكم فيه شخصاً طبيعياً معيناً‬ ‫وتتجه إرادة األطراف إىل تعيينه بذاته وفقاً إلجراءات يتفق األطراف عليها أو يحددها املحكم مبوافقة‬ ‫األطراف‪ ،‬واملقصود بالتحكيم املؤسيس هو الذي يتم عن طريق مركز مختص بالتحكيم وبإجراءاته هو‬ ‫وتتجه إرادة األطراف إىل ذلك‪.‬‬ ‫ت‪-‬عادي وإلكرتوين ورقمي‪ ،‬ويكون التحكيم عادياً أو تقليدياً إذا صدر بالطرق العادية من جلسات‬ ‫ومحارض ومن ثم صدور الحكم‪ ،‬أما التحكيم اإللكرتوين – ويسمى لدى البعض بالتحكيم عن بعد – فهو‬ ‫الذي يصدر وتكون اإلجراءات فيه إلكرتونية سواء طريقة انعقاد الجلسات أو صدور الحكم فقد تتم عرب‬ ‫وسائل االتصال اإللكرتونية أو عرب األقامر االصطناعية وبذلك يكون الفرق بينه وبني التحكيم العادي يف‬

‫اإلجراءات فقط‪ ،‬أما التحكيم الرقمي فهو أحدث أنواع التحكيم وهو يشبه التحكيم اإللكرتوين إىل حد‬ ‫كبري ومبا أنه قد ظهر حديثاً فإنه يتطلب املزيد من الوقت ملعرفة كنهه ولتتضح معامله‪.‬‬

‫املبحث الثالث‬ ‫أهمية التحكيم‬ ‫تربز أهمية التحكيم من خالل إجراءاته‪ ،‬إذ تتميز بأنها أقل رصامة ووطأة من القضاء العادي‪ ،‬وأيضاً‬ ‫يتميز التحكيم يف رسعته ومرونته وكونه ناجزاً‪ ،‬وتكمن أهميته بالنسبة لرجال األعامل يف أن التحكيم‬ ‫يعترب رسيا بدء بإجراءاته وانتها ًء بصدور الحكم فيه بعكس القضاء (الذي من أبرز رشوط انعقاد جلساته‬ ‫عالنيتها )‪ ،‬ولهذه األسباب مجتمعه فالتحكيم يشجع عىل االستثامرات الدولية يف الدولة التي يسمح‬ ‫نظامها القانوين بالتحكيم كوسيلة لفض النازعات‪.‬‬

‫املبحث الرابع‬ ‫نطاق التحكيم‬ ‫املبدأ العام هو أن التحكيم ممكن يف القضايا املدنية والتجارية غري أن نطاقه محدود يف النزاعات‬ ‫الناشئة عن هذه القضايا التي تكون قابلة للصلح أو تلك التي ال تحتاج إىل تدخل النيابة العامة‪ ،‬وهو غري‬ ‫جائز أيضاً يف املنازعات الجزائية بسبب تعلقها بالنظام العام وتلك املتعلقة باملسؤولية املدنية والجرمية‬ ‫واملنازعات املتعلقة باإلفالس‪ ،‬وال يخفى عىل أحد أن التحكيم غري ملزم إال ألطرافه وال يرسي إال عليهم‪.‬‬ ‫وقد أكدت محكمة التمييز ذلك فقالت‪ :‬من املقرر – وعىل ما جرى به قضاء هذه املحكمة – أنه ال‬ ‫يجوز التحكيم بصدد إجراء الحجز والتنفيذ وال الدعاوى الالزمة لصحتها – إال إذا اتفق عىل اختصاص جهة‬ ‫التحكيم بها‪ ،‬فإذا تطلب القانون بصدد إجراءات الحجز رفع دعوى معينه فال يجوز أن ترفع إال إىل املحكمة‬ ‫املختصة دون جهة التحكيم ما مل يتفق عىل خالف ذلك (الطعن رقم ‪ 204/2005‬طعن تجاري‪ ،‬القاعدة رقم‬ ‫‪ 228‬الصادرة يف العدد ‪ 16‬سنة ‪ 2005‬حقوق رقم الصفحة ‪.)1455‬‬ ‫إن االتفاق عىل التحكيم – سواء كان يف صورة رشط يف العقد األصيل أو صورة مشارطة تحكيم‬ ‫مستقلة‪ ،‬ال ُيلزم إال أطرافه وبالتايل ال يرسى عىل غريهم (الطعن رقم ‪ 56/2005‬طعن تجاري‪ ،‬القاعدة‬ ‫رقم ‪ 260‬الصادرة يف العدد ‪ 16‬سنة ‪ 2005‬حقوق رقم الصفحة ‪.)1656‬‬ ‫مام يجدر ذكره أنه ليس للمحكم أن يدخل يف التحكيم شخصاً من الغري – حتى ولو كانت مصلحة‬ ‫العدالة تقتىض إدخاله – إال بعد موافقة األطراف‪ ،‬وال ينرصف أثر التحكيم إال ألطرافه ولكنه ينرصف إىل‬ ‫الغري يف أحوال منها الغري صاحب املركز الحقيقي ينرصف إليه أثر التحكيم الذي أبرمه من يظهر مبظهر‬ ‫صاحب هذا املركز‪ ،‬وأيضاً املشرتط لصالحه ينرصف إليه أثر التحكيم الذي يربمه أطراف العقد املتضمن‬

‫‪13‬‬

‫‪12‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫لالشرتاط وأيضاً يف أفراد مجموعة الرشكات عندما تقوم بعملية اقتصادية واحدة وتكون إحداها وحدها‬ ‫مرتبطة مع شخص خارج املجموعة بعقد يتضمن رشط التحكيم ويتعلق بهذه العملية‪ ،‬وما عدا ذلك‬ ‫ال يكون االتفاق عىل التحكيم ملزماً للغري حتى ولو كان التحكيم يتعلق بحق يدعونه ألنفسهم أو ميس‬ ‫مصالحهم‪ ،‬فإذا وجهت دعوى التحكيم إىل أحد ممن ال ينرصف إليهم أثر االتفاق عىل التحكيم كان له‬ ‫(((‬ ‫أن يدفع بعدم نفاذه يف مواجهته وال يكون حكم املحكم حجة عليه‪.‬‬ ‫املادة ‪205‬‬ ‫(ال يجوز تفويض املحكمني بالصلح إال إذا كانوا مذكورين بأسامئهم يف االتفاق عىل التحكيم أو يف‬ ‫وثيقة الحقه)‪.‬‬ ‫تقول محكمة التمييز يف التحكيم بالصلح‪ :‬ملا كان التحكيم بالصلح أخطر من التحكيم بالقضاء عىل‬ ‫اعتبار أن املحكم املفوض بالصلح ال يتقيد بقواعد القانون – عدا ما تعلق منها بالنظام العام – وعىل‬ ‫اعتبار أن الحكم الصادر من املحكمة بالتصديق عىل حكمه أو بطالنه ال يقبل الطعن فيه باالستئناف‪،‬‬ ‫فإنه ال يصلح اعتبار املحكم مفوضاً بالصلح إال إذا وضحت إرادة الخصوم يف التعبري عن ذلك وضوحاً‬ ‫تاماً ورصيحاً – وال يكفي العتبار املحكم مفوضاً بالصلح مجرد االتفاق بوثيقة التحكيم أو مشارطته‬ ‫عىل جعل حكمه باتاً ونهائياً – وعىل إعفائه من التقيد بأحكام إجراءات املرافعات‪ ،‬ألن هذا أو ذاك هو‬ ‫تحصيل حاصل إلجراءات التحكيم وما يرتبه القانون عىل عدم قابلية الحكم الصادر فيه للطعن سواء‬ ‫اتفق عىل ذلك بوثيقة التحكيم أو مل يتفق‪ ،‬ومن ثم فإن االتفاق عىل ذلك ال يكشف مبجرده عن اتجاه‬ ‫نية الخصوم يف اعتبار املحكم مفوضاً بالصلح الذي ينفرد به (الطعن رقم ‪ 186/1996‬طعن حقوق‪،‬‬ ‫القاعدة رقم ‪ 1‬الصادرة يف العدد ‪ 8‬سنة ‪ 1997‬حقوق رقم الصفحة ‪.)15‬‬

‫الفصل الثاين‬ ‫كيفية االتفاق عىل التحكيم ورشوط املحكم وحاالت انقطاع الخصومة‬ ‫أمام املحكم وااللتزام الواقع عىل املحكمني‬ ‫ويتضمن هذا الفصل أربعة مباحث نبدأها بكيفية االتفاق عىل التحكيم‪ ،‬ورشوط املحكم‪ ،‬ثم‬ ‫انقطاع خصومة التحكيم‪ ،‬وآخرها االلتزام الواقع عىل املحكمني‪.‬‬

‫‪- 2‬التحكيم يف العالقات الخاصة الدولية والداخلية‪ ،‬د‪ .‬مصطفى الجامل و د‪ .‬عكاشة عبد العال‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الفتح للطباعة والنرش‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪632‬‬ ‫و‪ 633‬بترصف‬

‫املبحث األول‬ ‫كيفية االتفاق عىل التحكيم (وفقاً لنص املادة ‪ 2/58‬واملادة ‪203‬‬ ‫إجراءات مدنية‪ ،‬ووفقاً ملبادئ التمييز)‪.‬‬ ‫أوالً يجب معرفة أن هناك فرقاً بني رشط التحكيم ومشارطة التحكيم – وتسمى وثيقة التحكيم‬ ‫الخاصة – إذ أن رشط التحكيم هو اتفاق األطراف عىل إحالة النزاع للتحكيم‪ ،‬بينام مشارطة التحكيم‬ ‫تكون عند عرض النزاع عىل املحكم وبعد تعيينه‪ ،‬وإذا كان االتفاق عىل التحكيم – رشطاً كان أم‬ ‫مشارطة – هو مجرد عقد من العقود تنطبق عليه –شأنه شـأن سائر العقود – القواعد العامة يف العقد‬ ‫واملنصوص عليها يف القانون املدين يف األنظمة القانونية الوضعية‪ ((( .‬ورشوط صحتها – أي رشط التحكيم‬ ‫ومشارطة التحكيم – هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬أهلية الترصف ممن يربمهام بأن يكون صالحاً ملبارشة الترصفات القانونية أي أن يكون خالياً من‬ ‫عوارض األهلية وهي الجنون والعته والسفه والغفلة؛ وال يلزم أهلية التربع ألنه ليس من قبيل التربع‬ ‫بالحق ومن ناحية أخرى ال تكفي أهلية االلتجاء إىل القضاء أي أهلية التقايض وإمنا ال يصلح إال ممن له‬ ‫(((‬ ‫أهلية الترصف يف حقوقه‪.‬‬ ‫‪ -2‬قابلية الحق املتنازع عليه كمحل للتحكيم بأن يكون ماالً متقوماً‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يكونا مكتوبني‪ ،‬وتتميز املشارطة باإلضافة إىل ما سبق بأنها يجب أن تتضمن تحديداً للمسائل‬ ‫محل النزاع‪.‬‬ ‫واستخالص توافر أهلية االتفاق عىل التحكيم من سلطة محكمة املوضوع‪ ،‬ويجوز التنازل عن‬ ‫التحكيم رصاحة أو ضمناً واستخالص ذلك أيضاً من سلطة محكمة املوضوع‪.‬‬ ‫ويجب تفسري رشط التحكيم تفسرياً ضيقاً ذلك أن التحكيم ينزع االختصاص من القضاء العادي‬ ‫ال شك فيه أن القضاء العادي أضمن لنظر أي نزاع إال أن املرشع أجاز لألطراف اللجوء للتحكيم ألسباب‬ ‫سبق وأن أبديت‪ ،‬لذلك كان لزاماً عدم التوسع يف ذلك وعدم تفسري رشط التحكيم وتأويله تأوي ًال‬ ‫بعيداً‪.‬‬

‫‪- 3‬أركان االتفاق عىل التحكيم‪ ،‬د‪ .‬محمود السيد عمر التحيوي‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪ ،‬ص ‪141‬‬ ‫‪ - 4‬التحكيم االختياري و االجباري‪ ،‬د‪.‬أحمد ابو الوفا‪ ،‬ص ‪54‬‬

‫‪15‬‬

‫‪14‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫املادة ‪2/58‬‬ ‫(واليصح بغري تفويض خاص اإلقرار بالحق املدين به أو التنازل عنه أو الصلح أو التحكيم فيه‪) ..‬‬ ‫املادة ‪203‬‬ ‫‪-1‬يجوز للمتعاقدين بصفة عامة أن يشرتطوا يف العقد األسايس أو باتفاق الحق عرض ما قد ينشأ بينهم من‬ ‫النزاع يف تنفيذ عقد معني عىل محكم أو أكرث كام يجوز االتفاق عىل التحكيم يف نزاع معني برشوط خاصة‪.‬‬ ‫‪-2‬وال يثبت االتفاق عىل التحكيم إال بالكتابة‪ ،‬ألن التحكيم ال يعدو أن يكون عقداً رضائياً ينعقد مبجرد‬ ‫تبادل اإليجاب والقبول بني أطرافه دون حاجة إىل أي إجراء آخر فهو ليس عقداً شكلياً – ألن الكتابة‬ ‫(((‬ ‫ليست ركناً فيه ال ينعقد بدونها – وال حتى رشطاً لصحته‪ ،‬وإمنا هي وسيلة إلثباته‪.‬‬ ‫‪-3‬ويجب أن يحدد موضوع النزاع يف وثيقة التحكيم أو أثناء نظر الدعوى ولو كان املحكمون مفوضني‬ ‫بالصلح وإال كان التحكيم باط ًال‪.‬‬ ‫‪-4‬وال يجوز التحكيم يف املسائل التي ال يجوز فيها الصلح وال يصح االتفاق عىل التحكيم إال ممن له أهلية‬ ‫الترصف يف الحق محل النزاع‪.‬‬ ‫‪-5‬وإذا اتفق الخصوم عىل التحكيم يف نزاع ما فال يجوز رفع الدعوى به أمام القضاء ومع ذلك إذا لجأ‬ ‫أحد الطرفني إىل رفع الدعوى دون اعتداد برشط التحكيم ومل يعرتض الطرف اآلخر يف الجلسة األوىل جاز‬ ‫نظر الدعوى واعترب رشط التحكيم الغياً‪.‬‬ ‫وللطرفني الحرية يف وضع اإلجراءات التي تتبعها هيئة التحكيم بطريق مبارش بالنص عليها يف اتفاق‬ ‫ً (((‬ ‫التحكيم كبنود فيه أو بتضمينها اتفاقاً مستقال‪.‬‬ ‫تحدثت محكمة التمييز عن إجراءات االتفاق عىل التحكيم وعن سلطة الوكيل يف طلب تعيني‬ ‫املحكم فقالت‪ :‬وفق ما تقىض به املادة ‪ )4( 203‬من قانون اإلجراءات املدنية – وعىل ما جرى به قضاء‬ ‫هذه املحكمة – أنه ال يصح االتفاق عىل اللجوء إىل التحكيم إال ممن كانت له أهلية الترصف يف الحق‬ ‫املتنازع عليه وليست أهلية االلتجاء إىل القضاء‪ ،‬ملا ينطوي عليه التحكيم من تنازل عن رفع الدعوى إىل‬ ‫قضاء الدولة مبا فيه من ضامنات للمتقاضني‪ ،‬إال أن سلطة الوكيل قد تكون رصيحة أو ضمنية أو ظاهره‪،‬‬ ‫ويكون التفويض رصاحة إذا كان بالكالم قوالً أو كتابة‪ ،‬ويكون التفويض ضمناً إذا كان يستنتج من واقع‬ ‫الحال‪ ،‬وكل ما قيل أو كتب أو أسلوب التعامل العادي قد يعترب من واقع الحال‪ ،‬ومن ثم فإنه وأن كان‬ ‫التوكيل العام املمنوح للمحامي من موكله لرفع الدعوى أمام القضاء ال يخول املحامي يف االتفاق عىل‬ ‫التحكيم مبارشة دون رفع الدعوى ومببادرة منه‪ ،‬إال أنه ميتنع عىل الخصم املوكل أن يتمسك بعدم وجود‬ ‫توكيل خاص للمحامي باالتفاق عىل التحكيم إذا كان للمحامي تفويض ضمني بالتحكيم ميكن استخالصه‬ ‫من واقع الحال ومن كافة املستندات املقدمة يف الدعوى القامئة وكان املحامي مل يخرج عن نطاق وكالته‬ ‫‪ - 5‬أركان االتفاق عىل التحكيم د‪.‬محمود عمر التحيوي‪ ،‬ص ‪206‬‬ ‫‪ - 6‬التحكيم يف العالقات الخاصة الدولية والداخلية‪ ،‬د‪ .‬مصطفى الجامل‪ ،‬و د‪.‬عكاشة عبد العال ‪ ،‬ص ‪220‬‬

‫بأن أقام الدعوى نيابة عن موكله أمام القضاء يف البداية ثم وافق الحقاً عىل إحالة النزاع إىل التحكيم‬ ‫استناداً إىل رشط التحكيم املربم بني موكله وخصمه الذي متسك به خصمه‪ ،‬ذلك أن املحامي املوكل يف‬ ‫الخصومة يقوم مقام موكله يف الرتافع نيابة عنه يف الدعوى املرفوعة منه أو عليه‪ ،‬وهو ال يحتاج إىل‬ ‫توكيل خاص من موكله فيام يبديه من موافقة – أثناء مواالة نظر الدعوى أمام املحكمة – عىل إحالتها‬ ‫للتحكيم طبقاً لرشط التحكيم يف العقد املربم بني موكله وخصمه باعتبار أن ذلك يقع ضمن وكالته ومن‬ ‫صميم اإلجراءات املوكل بالقيام بها أثناء ترافعه نيابة املوكل إذ هو ال يحتاج يف هذه الحالة إىل توكيل‬ ‫خاص فيام يبديه من رد عىل خصمه املتمسك بوجود رشط التحكيم الذي ال خالف عليه بني الطرفني‬ ‫(الطعن رقم ‪ 273/2006‬طعن تجاري‪ ،‬القاعدة الصادرة سنة ‪ 2007‬حقوق)‪.‬‬ ‫وقالت أيضاً موضحة لكيفية استخالص اتفاق األطراف عىل التحكيم وما إذا كانت هناك إحالة من‬ ‫األطراف يف العقد إىل وثيقة تتضمن رشط التحكيم‪ :‬من املقرر أن التحكيم هو اتفاق الخصوم رصاحة عىل‬ ‫اختصاص املحكم دون املحاكم بالفصل فيام بينهم من نزاع وسواء كان االتفاق عىل التحكيم يف صورة‬ ‫رشط أو مشارطة فإنه ال يثبت إال بالكتابة سواء كانت الكتابة محرراً وقعه الطرفان أو ما تبادله الطرفان‬ ‫من رسائل وبرقيات أو غريها من وسائل االتصال املكتوبة‪ ،‬ويعترب اتفاقاً عىل التحكيم كل إحالة ترد يف‬ ‫العقد األصيل إىل الوثيقة التي تتضمن رشط التحكيم إذا كانت اإلحالة واضحة ورصيحة يف اعتامد هذا‬ ‫الرشط‪ ،‬وال يتحقق أثر اإلحالة إال إذا تضمنت تخصيصاً لرشط التحكيم الذي تضمنته الوثيقة املحال إليها‪،‬‬ ‫فإذا كانت اإلحالة إىل الوثيقة املذكورة مجرد إحالة عامة لنصوص هذه الوثيقة دون تخصيص لرشط‬ ‫التحكيم املذكور تخصيصاً يفيد علم الطرفني بورود يف الوثيقة فإن اإلحالة ال متتد إليه وال يكون التحكيم‬ ‫متفقاً عليه بني أطراف العقد (الطعن رقم ‪ 174/2005‬طعن تجاري‪ ،‬القاعدة رقم ‪ 335‬الصادرة يف العدد‬ ‫‪ 16‬سنة ‪ 2005‬حقوق رقم الصفحة ‪ ،)2084‬إذا حتى تقبل إحالة أي عقد إال وثيقة تتضمن رشط التحكيم‬ ‫يجب أن تتوافر فيها ثالثة رشوط وهي أوالً أن تكون اإلحالة واضحة ال تحتاج إىل تفسري‪ ،‬ثانياً أن تكون‬ ‫صحيحة غري مبهمة‪ ،‬ثالثاً أن تتضمن تخصيصاً لرشط التحكيم الوارد بالوثيقة املحال عليها كأن يذكر رقم‬ ‫البند أو رقم املادة التي تتكلم عىل التحكيم تحديداً‪.‬‬ ‫وغني عن البيان أنه متى كان رشط التحكيم وارداً يف عقد أو سند كسند الشحن وكان غري مقروء أو‬ ‫دقيق يعجز اإلنسان العادي عن قراءته فإنه ال يعتد به‪.‬‬ ‫كان مكتوباً بخطٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وإذا تعذر تنفيذ رشط التحكيم ألي سبب كان فإنه يجوز اللجوء إىل القضاء لنظر النزاع‪.‬‬ ‫وال يجوز االتفاق عىل التحكيم بشأن الوكاالت املسجلة بسجل الوكالء التجاريني‪.‬‬ ‫ويجوز االتفاق عىل رشط التحكيم من حيث هو ال عىل التفاصيل ومن ضمنها كيفية اختيار املحكم‬ ‫الذي عينته املحكمة بناء عىل طلب الخصوم فمث ًال إذا اتفق األطراف عىل التحكيم ثم اختلفوا حول‬ ‫تعيني أعضاء هيئة التحكيم املكلفة بالفصل يف النزاع موضوع رشط التحكيم كلهم أو بعضهم فإنه يجوز‬ ‫(((‬ ‫ألي منهم أن يلجأ للقضاء لتعيني املحكمني‪.‬‬ ‫‪ - 7‬التحكيم الحر والتحكيم املقيد‪ ،‬د‪ .‬محمود السيد عمر التحيوي‪ ،‬طبعة سنة ‪ ،2002‬مطبعة منشأة املعارف باالسكندرية‪ ،‬ص ‪86‬‬

‫‪17‬‬

‫‪16‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫ويجب أن يكون عددهم فردياً‪ ،‬وذلك حسب نص املادة ‪ 204‬واملادة ‪ 2/206‬من قانون اإلجراءات‬ ‫املدنية‪.‬‬ ‫املادة ‪2/206‬‬ ‫(وإذا تعدد املحكمون وجب يف جميع األحوال أن يكون عددهم وتراً)‪.‬‬ ‫املادة ‪204‬‬ ‫‪-1‬إذا وقع النزاع ومل يكن الخصوم قد اتفقوا عىل املحكمني أو أمتنع واحد أو أكرث من املحكمني‬ ‫املتفق عليهم عن العمل أو اعتزله أو عزل عنه أو حكم برده أو قام مانع من مبارشته له ومل يكن هناك‬ ‫ا تفاق يف هذا الشأن بني الخصوم عينت املحكمة املختصة أص ًال بنظر النزاع من يلزم من املحكمني وذلك‬ ‫بنا ًء عىل طلب أحد الخصوم باإلجراءات املعتادة لرفع الدعوى ويجب أن يكون عدد من تعينهم املحكمة‬ ‫مساوياً للعدد املتفق عليه بني الخصوم أو مكم ًال له‪.‬‬ ‫‪-2‬وال يجوز الطعن يف الحكم الصادر بذلك بأي طريق من طرق الطعن‪،‬وو أي أنه إذا صدر حكم‬ ‫بتعيني املحكمني فإنه ال يجوز الطعن عىل ذلك الحكم‪ ،‬وإذا صدر الحكم برفض الدفع بعدم قبول‬ ‫الدعوى لوجود رشط التحكيم‪ ،‬وكان الحكم غري من ٍه للخصومة فإنه ال يجوز الطعن عىل هذا الحكم‬ ‫باالستئناف‪ ،‬ومثال ذلك صدور حكم متهيدي يقيض يف شقه األول برفض الدفع بعدم قبول الدعوى‬ ‫لوجود رشط التحكيم والقضاء بقبول الدعوى‪ ،‬والشق الثاين بتعيني خبري أو إحالة الدعوى للتحقيق أو‬ ‫االستجواب ‪ .......‬إلخ‪ ،‬فإنه يف هذه الحالة ال يجوز الطعن عىل الشق األول من الحكم باالستئناف ألنه‬ ‫غري من ٍه للخصومة‪.‬‬ ‫بينت محكمة التمييز ماهية املسائل التي يجب اشتامل وثيقة التحكيم عليها فقالت‪ :‬إن املقصود‬ ‫باملسائل التي يشملها التحكيم والتي يتعني تحديدها يف وثيقة التحكيم وإال كانت باطلة – وفق ما‬ ‫تقىض به الفقرة الثالثة من املادة ‪ 203‬السالفة الذكر – هي العالقة القانونية التي يكون النزاع الناشئ‬ ‫حولها مح ًال للتحكيم بحيث يكون تحديدها بذاته كافياً العتبار وثيقة التحكيم صحيحة وإن مل تتضمن‬ ‫بياناً ملاهية النزاع الذي قام بالفعل بشأنها واملطلوب عرضه عىل التحكيم (الطعن رقم ‪ 167/2002‬طعن‬ ‫حقوق‪ ،‬القاعدة رقم ‪ 84‬الصادرة يف العدد ‪ 13‬سنة ‪ 2002‬حقوق رقم الصفحة ‪.)486‬‬ ‫ورسخت أيضاً ما سبق فجاء قضاؤها مستقراً عىل‪ :‬أن مفاد نص املادة ‪ 203‬من قانون اإلجراءات املدنية‬ ‫– وعىل ما جرى به قضاء هذه املحكمة – أن التحكيم هو طريق استثنايئ لفض املنازعات قوامه الخروج عن‬ ‫طرق التقايض العادية وما تكفله من ضامنات ويكون مقصوراً عىل ما تنرصف إليه إرادة املحتكمني يف نزاع‬ ‫معني بوثيقة خاصة أو انرصف إىل جميع املنازعات التي تنشأ عن عقد معني‪ ،‬وملا كان الهدف من التحكيم‬ ‫هو الفصل يف نزاع بني طريف الخصومة بتحريك إجراءاته أمام املحكم‪ ،‬لذلك فإنه يفرتض قيام نزاع بالفعل‬

‫بني الطرفني‪ ،‬واملقصود بالنزاع‪ :‬الخصومة التي يكون الغرض منها حامية حق أو مركز قانوين للخصم إذا ما‬ ‫نازعه خصمه فيه‪ ،‬كام أن املقصود باملسائل التي يشملها التحكيم والتي يتعني تحديدها يف وثيقة التحكيم‬ ‫أو رشط التحكيم الوارد يف العقد وإال كانت باطله – وفق ما تقىض به املادة ‪ 203‬سالفة الذكر – هي العالقة‬ ‫القانونية التي يكون النزاع الناشئ حولها مح ًال للتحكيم بحيث يكون تحديدها بذاته كافياً العتبار وثيقة‬ ‫التحكيم أو رشط التحكيم الوارد يف العقد صحيحاً وأن مل تتضمن بياناً ملاهية النزاع الذي قام بالفعل بشأنها‬ ‫واملطلوب عرضه عىل التحكيم‪ ،‬وإنه وإن كان التحكيم يجب قرصه عىل ما اتفق الطرفان عىل عرضه عىل‬ ‫املحكم‪ ،‬إال أنه يجوز لكل من طريف التحكيم إثارة كل ما يكون متعلقاً أو متص ًال أو مرتبطاً به أو داخ ًال يف‬ ‫النزاع املتعلق برشط التحكيم‪ ،‬وأن تقدير ذلك هو مام تستقل محكمة املوضوع بتقديره مبا لها من سلطة‬ ‫فهم الواقع يف الدعوى وتفسري االتفاقات واملشارطات واملحررات وسائر الرشوط املختلف عليها مبا تراه أوىف‬ ‫إىل نية عاقديها مستهدية يف ذلك بوقائع الدعوى وظروفها دون رقابة عليها يف ذلك من محكمة التمييز ما‬ ‫دامت مل تخرج يف تفسريها عن املعنى الذي تحتمله عبارات املحرر‪ ،‬وكانت أسبابها يف هذا الخصوص سائغة‬ ‫ولها أصلها الثابت يف األوراق (الطعن رقم ‪ 40/2004‬طعن تجاري‪ ،‬القاعدة رقم ‪ 235‬الصادرة يف العدد ‪15‬‬ ‫سنة ‪ 2004‬حقوق الصفحةرقم ‪.)1601‬‬

‫املبحث الثاين‬ ‫رشوط املحكم وبعض املسائل املتعلقة به‬ ‫‪-1‬األهلية املدنية الكاملة إذ ال يتصور أن يكون املحكم قارصاً أو به عارض من عوارض األهلية أو‬ ‫محجوراً عليه‪.‬‬ ‫‪-2‬أال تكون له مصلحة يف النزاع ألن املحكم عند نظره للنزاع يكون قاضياً بني األطراف‪ ،‬وال يشرتط‬ ‫فيه أن يكون قانونياً أو صاحب شهادة يف القانون إذ العربة أن يكون مل ًام مبوضوع النزاع املعروض عليه‬ ‫كأن يكون خبرياً هندسياً إذا كان النزاع متعلقاً ببناء عقار أو يكون ذا خربة حسابية إذا كان النزاع متعلقاً‬ ‫بأمور محاسبية‪.‬‬ ‫املادة ‪1/206‬‬ ‫(ال يجوز أن يكون املحكم قارصاً أو محجوراً عليه أو محروماً من حقوقه املدنية بسبب عقوبة‬ ‫جنائية أو مفلساً ما مل يرد إليه اعتباره)‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫‪18‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫املبحث الثالث‬

‫انقطاع الخصومة ووقفها أمام املحكم والحاالت التي يجب عليه الرجوع إىل املحكمة‬ ‫املادة ‪209‬‬ ‫‪-1‬تنقطع الخصومة أمام املحكم إذا قام سبب من أسباب انقطاع الخصومة املقررة يف هذا القانون‬ ‫ويرتتب عىل االنقطاع آثاره املقررة قانوناً ما مل تكن الدعوى قد حجزت للحكم‪.‬‬ ‫‪-2‬وإذا عرضت خالل التحكيم مسألة أولية تخرج عن والية املحكم أو طعن بتزوير ورقة أو اتخذت‬ ‫إجراءات جنائية عن تزويرها أو عن حادث جنايئ آخر‪ ،‬أوقف املحكم عمله حتى يصدر فيها حكم انتهايئ‪ ،‬كام‬ ‫يوقف املحكم عمله للرجوع إىل رئيس املحكمة املختصة إلجراء ما يأيت‪-:‬‬ ‫أ‪-‬الحكم بالجزاء املقرر قانوناً عىل من يتخلف من الشهود عن الحضور أو ميتنع عن اإلجابة‪.‬‬ ‫ب‪-‬الحكم بتكليف الغري بإبراز مستند يف حوزته رضوري للحكم يف التحكيم‪.‬‬ ‫ج‪ -‬التقرير باإلنابات القضائية‪.‬‬ ‫املادة ‪1,3/103‬‬ ‫‪-1‬ينقطع سري الخصومة بحكم القانون بوفاة أحد الخصوم أو بفقده أهلية الخصومة أو بزوال صفة‬ ‫من كان يبارش الخصومة عنه من النائبني إال إذا حدث يشء من ذلك بعد إقفال باب املرافعة يف الدعوى‪،‬‬ ‫وإذا تعدد الخصوم قضت املحكمة باعتبار الخصومة منقطعة بالنسبة ملن قام به سبب االنقطاع وأجلت‬ ‫نظرها بالنسبة للباقني‪.‬‬ ‫‪-2‬ويرتتب عىل انقطاع الخصومة وقف جميع مواعيد اإلجراءات التي كانت جارية يف حق الخصم‬ ‫الذي قام به سبب االنقطاع وبطالن جميع اإلجراءات التي تحصل أثناء االنقطاع‪.‬‬ ‫ال تخضع خصومة التحكيم للشطب‪ ،‬فلم ينظم القانون الشطب كجزاء لغياب األطراف‪ ،‬بل أجاز‬ ‫لهيئة التحكيم االستمرار يف اإلجراءات وإصدار الحكم‪ ،‬وذلك ما دام املدعي قدم بيان لدعواه ومستنداته‬ ‫وأتيحت الفرصة للمدعى عليها لتقديم دفاعه‪ ،‬فإن مل يقم املدعي بياناً بدعواه أمرت هيئة التحكيم‬ ‫(((‬ ‫بإنهاء اإلجراءات‪.‬‬ ‫فإذا مل تعجل الخصومة بعد زوال سبب االنقطاع بقيت الخصومة يف حالة وقف قانوين حتى يتم‬ ‫تعجيلها‪ ،‬وال تنطبق قواعد سقوط الخصومة وانقضائها مبيض املدة‪ ،‬وإمنا يجوز لهيئة التحكيم إذا طالت‬ ‫(((‬ ‫املدة بعد زوال سبب االنقطاع دون تعجيل الخصومة من أي من الطرفني أن تقرر إنهاء اإلجراءات‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لوقف سري خصومة التحكيم فمعنى الوقف هو عدم سريها لسبب أجنبي عن املركز‬

‫القانوين ألطرافها‪ ،‬وهو إما يكون اتفاقياً بإرادة أطرافها‪ ،‬أو بقرار من املحكمني وهو يكون يف حالة توقف‬ ‫حكم املحكمني عىل الفصل يف مسألة أولية تخرج عن والية املحكمني‪ ،‬وأخرياً الوقف بقوة القانون كأن‬ ‫يكون هناك طعن عىل الحكم الصادر بتعيني املحكمني فتوقف الدعوى التحكيمية لحني الفصل يف‬ ‫الطعن‪ ،‬وإذا زال سبب الوقف فإن الخصومة تستأنف سريها بتعجيلها وذلك بطلب األطراف؛ فإذا مل‬ ‫(‪((1‬‬ ‫يطلب أحد من األطراف تعجيلها فإن للمحكم أن يقرر إنهاء اإلجراءات‪.‬‬

‫املبحث الرابع‬ ‫االلتزام الواقع عىل املحكمني بشأن سامعهم للشهود واألخذ بالشهادة‬ ‫املادة ‪211‬‬ ‫(عىل املحكمني أن يحلفوا الشهود اليمني وكل من أدى شهادة كاذبة أمام املحكمني يعترب مرتكباً‬ ‫لجرمية شهادة الزور)‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫أنواع الدعاوى املتعلقة بالتحكيم واملسائل الخاصة بها‬ ‫ويتضمن هذا الفصل مثاين مباحث‪ ،‬أولها أنواع الدعاوى املتعلقة بالتحكيم‪ ،‬الدفوع املبداة من الخصوم‬ ‫حال نظر الدعوى‪ ،‬التفرقة بني التحكيم داخل وخارج املحكمة‪ ،‬القانون املوضوعي الواجب التطبيق‪ ،‬مواعيد‬ ‫التحكيم‪ ،‬دعوى التصديق عىل التحكيم‪ ،‬دعوى البطالن‪ ،‬طرق الطعن عىل األحكام الصادرة بتعيني املحكمني أو‬ ‫الصادرة بالتصديق أو بالبطالن‪ ،‬وأخرياً تنفيذ أحكام املحكمني‪.‬‬

‫املبحث األول‬ ‫أنواع الدعاوى املتعلقة بالتحكيم‬ ‫(دعوى عادية يدفع بها بعدم قبولها لوجود رشط التحكيم‪ ،‬تعيني محكم‪ ،‬التصديق عىل حكم‬ ‫املحكم وطلب بطالنه)‬ ‫إجراءات الدفع بعدم قبول الدعوى لوجود رشط التحكيم‪ :‬يجب إبداءها يف الجلسة األوىل سواء‬ ‫أكانت الدعوى موضوعية أم مقامة بطلب إجرايئ كدعوى ندب خبري‪ ،‬واملقصود بالجلسة األوىل هي‬

‫‪ - 8‬قانون التحكيم يف النظرية والتطبيق‪ ،‬د‪ .‬فتحي وايل‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مطبعة منشأة املعارف باالسكندرية‪ ،‬ص ‪ 375‬بترصف‪.‬‬ ‫‪ - 9‬املرجع السابق ص ‪378‬‬

‫‪ - 10‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 385-379‬بترصف‬

‫‪21‬‬

‫‪20‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫التي يحرض فيها سواء املدعى عليه بشخصه إذا كان شخصاً طبيعياً أو مدير املدعى عليه إذا كان شخصاً‬ ‫اعتبارياً – ما عدا املؤسسة الخاصة ‪ -‬أو املحامي حتى وإن مل يربز وكالته وطلب أج ًال إلبرازها‪ ،‬وقد‬ ‫استقرت مبادئ محكمة التمييز عىل ذلك‪.‬‬ ‫وإذا أقيمت دعوى بطلب تعيني محكم ثم التصديق عليه‪ :‬فإذا توافرت رشوط القضاء بقبولها قبلت وعينت‬ ‫املحكمة املحكم‪ ،‬وقضت يف الشق الثاين –التصديق‪ -‬بعدم قبوله لرفعه قبل األوان‪.‬‬ ‫وإذا عينت املحكمة محك ًام سواء يف التحكيم الذي يتم خارجها أو داخلها فإنه ال يجوز ألحد األطراف‬ ‫رده إال لذات األسباب التي يرد من أجلها القايض وخالل خمسة أيام من تحقق السبب أو من معرفته‪.‬‬ ‫وقد حددت محكمة التمييز املواد التي ذكرت األسباب التي يرد من أجلها املحكم فقد جاء يف‬ ‫قضائها‪ :‬النص يف املادة ‪ 207‬من قانون اإلجراءات املدنية يدل عىل أن املرشع قد جعل أسباب رد القايض‬ ‫وعدم صالحيته للحكم هي بذاتها األسباب التي تؤدى إىل رد املحكم وعدم صالحيته للحكم ‪،.........،‬‬ ‫والنص يف املادة ‪ 114‬من قانون اإلجراءات املدنية الواردة يف الباب الخاص بعدم صالحية القضاة وردهم‬ ‫(الطعن رقم ‪ 250/2001‬طعن حقوق‪ ،‬القاعدة رقم ‪ 113‬الصادرة يف العدد ‪ 12‬سنة ‪ 2001‬حقوق رقم‬ ‫الصفحة ‪.)762‬‬ ‫نص املادة ‪114‬‬ ‫‪-1‬يكون القايض غري صالح لنظر الدعوى ممنوعاً من سامعها ولو مل يرده أحد من الخصوم يف األحوال‬ ‫اآلتية‪-:‬‬ ‫أ‪-‬إذا كان زوجاً ألحد الخصوم أو قريباً أو صهراً له إىل الدرجة الرابعة‪.‬‬ ‫ب‪-‬إذا كان له أو لزوجته خصومة قامئة مع أحد الخصوم أو مع زوجته‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إذا كان وكي ًال ألحد الخصوم يف أعامله الخاصة أو وصياً أو قي ًام عليه أو مظنونة وراثته له أو كان‬ ‫زوجاً لويص أحد الخصوم أو القيم عليه أو كانت له صلة قرابة أو مصاهرة للدرجة الرابعة بهذا الويص أو‬ ‫القيم أو بأحد أعضاء مجلس إدارة الرشكة املختصة أو أحد مديريها وكان لهذا العضو أو املدير مصلحة‬ ‫شخصية يف الدعوى‪.‬‬ ‫د‪-‬إذا كان له أو لزوجته أو ألحد أقاربه أو أصهاره عىل عمود النسب أو ملن يكون هو وكي ًال عنه أو وصياً‬ ‫أو قي ًام عليه مصلحة يف الدعوى القامئة‪.‬‬ ‫هـ‪-‬إذا كان بينه وبني أحد قضاة الدائرة صلة قرابة أو مصاهرة للدرجة الرابعة ويف هذه الحالة يتنحى‬ ‫القايض األحدث‪.‬‬ ‫و‪-‬إذا كان بينه وبني ممثل النيابة العامة أو املدافع عن أحد الخصوم صلة قرابة أو مصاهرة للدرجة‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫ز‪-‬إذا كان قد أفتى أو ترافع عن أحد الخصوم يف الدعوى أو كتب فيها ولو كان ذلك قبل اشتغاله بالقضاء أو‬ ‫كان قد سبق له نظرها قاضياً أو خبرياً ومحك ًام أو كان قد أدى شهادة فيها‪.‬‬

‫ح‪-‬إذا رفع دعوى تعويض عىل طالب الرد أو قدم ضده بالغاً لجهة االختصاص‪.‬‬ ‫‪-2‬ويقع باط ًال عمل القايض أو قضاؤه يف األحوال السابقة ولو تم باتفاق الخصوم‪.‬‬ ‫‪-3‬وإذا وقع هذا البطالن يف حكم صدر يف طعن بالنقض جاز للخصم أن يطلب من املحكمة إلغاء هذا الحكم‬ ‫وإعادة نظر الطعن أمام دائرة ال يكون فيها القايض الذي قام به سبب البطالن‪.‬‬ ‫وال يلزم املحكم بالقيام باملهمة إال بعد قبوله لذلك كتابة‪ ،‬والكتابة هنا رشط لإلثبات‪ ،‬وإذا قبله‬ ‫املحكم فإنه ال ميكنه العدول عن ذلك إال لسبب جدي يبديه‪.‬‬ ‫املادة ‪207‬‬ ‫‪-1‬يجب أن يكون قبول املحكم بالكتابة أو بإثبات قبوله يف محرض الجلسة‪.‬‬ ‫‪-2‬وإذا تنحى املحكم بغري سبب جدي عن القيام بعمله بعد قبوله التحكيم جاز الحكم عليه‬ ‫بالتعويضات‪.‬‬ ‫‪-3‬وال يجوز عزله إال مبوافقة الخصوم جميعاً غري أنه يجوز للمحكمة املختصة أص ًال بنظر النزاع وبناء‬ ‫عىل طلب أحد الخصوم إقالة املحكم واألمر بتعيني بديل عنه بالطريقة التي جرى تعيينه بها ابتداء وذلك‬ ‫يف حالة ثبوت أن املحكم أهمل قصداً العمل مبقتىض اتفاق التحكيم رغم لفت نظره خطياً بذلك‪.‬‬ ‫‪-4‬وال يجوز رده عن الحكم إال ألسباب تحدث أو تظهر بعد تعيني شخصه ويطلب الرد لذات‬ ‫األسباب التي يرد بها القايض أو يعترب بسببها غري صالح للحكم‪ .‬ويرفع طلب الرد إىل املحكمة املختصة‬ ‫أص ًال بنظر الدعوى خالل خمسة أيام من أخبار الخصم بتعيني املحكم أو من تاريخ حدوث سبب الرد‬ ‫أو علمه به إذا كان تالياً إلخباره بتعيني املحكم‪ .‬ويف جميع األحوال ال يقبل طلب الرد إذا صدر حكم‬ ‫املحكمة أو أقفل باب املرافعة يف القضية)‪.‬‬ ‫ويستفاد مام سبق أنه يف حالة إقالة املحكمة للمحكم أو صدور قرار باستبداله ال ُيكتفى بتوقيع‬ ‫رئيس الدائرة املختصة عىل القرار بل يجب توقيع جميع أعضاء الدائرة‪.‬‬ ‫وإذا تخلف رشط من رشوط املحكم خالف املنصوص عليها فإنه يجوز للطرف ذي املصلحة أن يعرتض‬ ‫عليه بدعوى يرفعها قبل صدور حكم التحكيم يطلب فيها بطالن اختيار املحكم ومنع املحكم من مبارشة‬ ‫مهمته‪ ،‬وتختص بهذه الدعوى املحكمة املختصة نوعياً ومحلياً وفقاً للقواعد العامة‪ ،‬ويكون الحكم يف‬ ‫(‪((1‬‬ ‫هذه الدعوى عىل خالف الحكم الصادر يف طلب الرد قاب ًال للطعن فيه وفقاً للقواعد العامة‪.‬‬ ‫وبعد أن تعني املحكمة املحكم وبعد أن يصدر حكمه ويودعه فإنه يحق ألي من الطرفني رفع دعوى‬ ‫تصديق حكم املحكم ويحق لآلخر طلب البطالن وسنتكلم عنهام بالتفصيل الحقاً‪.‬‬

‫‪ - 11‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 270‬و‪ 271‬بترصف‬

‫‪23‬‬

‫‪22‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫املبحث الثاين‬ ‫الدفوع والدفاع املبدى من الخصوم يف الدعاوى املتعلقة بالتحكيم‬ ‫‪-1‬عدم قبول الدعوى لرفعها من غري ذي صفة أو عىل غري ذي صفة‪ :‬وذلك كأن تقام الدعوى من‬ ‫الغري الذي مل يكن طرفا يف اتفاقية التحكيم أو عىل الغري‪.‬‬ ‫‪-2‬عدم قبول الدعوى لرفعها قبل األوان‪ :‬كأن يتضمن العقد الذي نص عىل التحكيم يف ذات البند‬ ‫عىل اتفاق األطراف وتعيينهم ملحكم يف مدة قدرها ستون يوماً وعند عدم االتفاق يجوز ألي من الطرفني‬ ‫اللجوء للقضاء لتعيني املحكم فإذا ما أقيمت الدعوى قبل مىض املدة فإنها تكون غري مقبولة لرفعها قبل‬ ‫األوان‪.‬‬ ‫‪-3‬رفض الدعوى لبطالن رشط التحكيم لصدوره ممن ال ميلك االتفاق عليه‪ :‬كأن يكون فاقد األهلية‪،‬‬ ‫رفض الدعوى إللغاء رشط التحكيم وفقاً التفاق اإلطراف‪ ،‬كأن يتفق األطراف عىل عقد جديد يلغي‬ ‫عقداً سابقاً بجميع بنوده مبا فيه بند التحكيم ومن ثم فإنه ال يحق لهم بعد ذلك التمسك بوجود رشط‬ ‫التحكيم‪.‬‬ ‫وال يجوز الدفع باإلحالة إىل املحكم أو التحكيم‪ ،‬وذلك يف حالة وجود نزاع بني الخصوم أمام القضاء‬ ‫وأمام املحكم يف ذات الوقت؛ إذ أن اإلحالة ال تكون إال بني املحاكم ويف الجهة القضائية الواحدة‪،‬‬ ‫واملقصود باإلحالة أي طلب إحالة النزاع من املحكمة للمحكم أو العكس‪ ،‬ولكن يجوز إحالة النزاع‬ ‫ملحكم واحد أو لهيئة تحكيم واحدة وذلك إذا قام نزاع واحد بذات املوضوع وذات األطراف والسبب‬ ‫أمام محكمني أو هيئتني ويبدى ذلك أمام الهيئة األحدث أو املحكمة التي أصدرت حك ًام بتعيني املحكم‬ ‫(‪((1‬‬ ‫إلحالتها للهيئة األوىل وتلتزم األخرية بنظر الدعوى املحالة إليها‪.‬‬

‫املبحث الثالث‬ ‫الفرق بني التحكيم داخل وخارج املحكمة وما يتفرع عنهام بشأن اإلجراءات الواجب‬ ‫اتباعها بالنسبة للمحكم ولألطراف‬ ‫يعترب التحكيم خارج املحكمة وذلك عند اتفاق األطراف عىل التحكيم قبل نظر املحكمة للنزاع وال‬ ‫يغري من ذلك رفع أي من األطراف دعوى تعيني املحكم‪ ،‬إذ إن التحكيم ال يعترب داخل املحكمة إال إذا‬ ‫كانت املحكمة تنظر نزاعاً عادياً بني طرفني ثم اتفقا عىل إحالة النزاع للتحكيم أمام املحكمة وطلبا من‬ ‫القايض ذلك‪ ،‬والفرق بينهم هو فقط يف إجراءات إيداع املحكم لحكمه وطريقة التصديق عليه ففي‬ ‫حالة التحكيم داخل املحكمة يجب عىل املحكمني إيداع حكمهم مع أصل وثيقة التحكيم واملحارض‬ ‫واملستندات قلم كتاب املحكمة املختصة أص ًال بنظر الدعوى وذلك خالل مدة قدرها خمسة عرش يوماً‬ ‫‪- 12‬التحكيم االختياري واإلجباري‪ ،‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬ص ‪ 371‬و‪ 372‬بترصف‬

‫تكون تالية لصدور الحكم‪ ،‬كام يجب عليهم إيداع صورة من الحكم قلم كتاب املحكمة لتسليمها إىل كل‬ ‫طرف وذلك خالل خمسة أيام من إيداع األصل ويحرر كاتب املحكمة محرضاً بهذا اإليداع يعرضه عىل‬ ‫القايض أو رئيس الدائرة حسب األحوال لتحديد جلسة خالل خمسة عرش يوماً للتصديق عىل الحكم‪،‬‬ ‫ويعلن الطرفان بها‪ ،‬أما يف حالة التحكيم خارج املحكمة فيجب عىل املحكمني أن يسلموا صورة من الحكم‬ ‫إىل كل طرف خالل خمسة أيام من صدور قرار التحكيم وتنظر املحكمة يف تصديق أو إبطال القرار بنا ًء‬ ‫عىل طلب أحد الخصوم باإلجراءات املعتادة لرفع الدعوى‪.‬‬ ‫املادة ‪213‬‬ ‫‪-1‬يف التحكيم الذي يتم عن طريق املحكمة يجب عىل املحكمني إيداع الحكم مع أصل وثيقة‬ ‫التحكيم واملحارض واملستندات قلم كتاب املحكمة املختصة أص ًال بنظر الدعوى خالل الخمسة عرش يوماً‬ ‫التالية لصدور الحكم‪ ،‬كام يجب عليهم إيداع صورة من الحكم قلم كتاب املحكمة لتسليمها إىل كل‬ ‫طرف وذلك خالل خمسة أيام من إيداع األصل‪ ،‬ويحرر كاتب املحكمة محرضاً بهذا اإليداع يعرضه عىل‬ ‫القايض أو رئيس الدائرة حسب األحوال لتحديد جلسة خالل خمسة عرش يوماً للتصديق عىل الحكم‬ ‫ويعلن الطرفان بها‪.‬‬ ‫‪-2‬وإذا كان التحكيم وارداً عىل قضية استئناف كان اإليداع يف قلم كتاب املحكمة املختصة أصالً‬ ‫بنظر االستئناف‪.‬‬ ‫‪-3‬أما يف التحكيم الذي يتم بني الخصوم خارج املحكمة فيجب عىل املحكمني أن يسلموا صورة من‬ ‫الحكم إىل كل طرف خالل خمسة أيام من صدور قرار التحكيم وتنظر املحكمة يف تصديق أو إبطال‬ ‫القرار بنا ًء عىل طلب أحد الخصوم باإلجراءات املعتادة لرفع الدعوى)‪.‬‬ ‫تقول محكمة التمييز يف التفرقة بني التحكيم داخل وخارج املحكمة‪ :‬إن نص املادة ‪ 213‬من قانون‬ ‫اإلجراءات املدنية يدل – وعىل ما جرى به قضاء هذه املحكمة – عىل أن التحكيم يجوز أن يتم عن‬ ‫طريق املحكمة كام يجوز أن يتم بدون تدخل املحكمة يف حالة التحكيم الخاص أو التحكيم املؤسيس‪ ،‬أما‬ ‫التحكيم عن طريق املحكمة فهو يتم بقرار منها بنا ًء عىل اتفاق الخصوم إذا كان النزاع مطروحاً عليها‪،‬‬ ‫ويف هذه الحالة يتعني اتباع اإلجراءات املنصوص عليها يف الفقرتني (‪ )1‬و (‪ )2‬من املادة املذكورة‪ ،‬أما يف‬ ‫حالة التحكيم الذي مل يكن النزاع فيه معروضاً عىل املحكمة‪ ،‬أي يف التحكيم الذي يتم بني الخصوم خارج‬ ‫املحكمة فإن اإلجراءات الالزم اتباعها هي تلك املنصوص عليها يف الفقرة الثالثة من ذات املادة‪ ،‬فإذا أراد‬ ‫أحد الخصوم – يف التحكيم الذي تم خارج املحكمة – التصديق عىل حكم املحكم أو إبطاله فإنه يجب‬ ‫عليه طلب ذلك باإلجراءات املعتادة لرفع الدعوى بإيداع صحيفة الدعوى قلم كتاب املحكمة مستوفيه‬ ‫البيانات الواردة باملادة ‪ 42‬من قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬وال يعد مجرد طلب تعيني محكم أو أكرث بواسطة‬ ‫املحكمة يف التحكيم الخاص إعامالً لنص املادة ‪ 204‬من ذات القانون اعتبار أن التحكيم قد جرى عن‬ ‫طريق املحكمة التي مل يكن النزاع مطروحاً عليها للفصل يف موضوعه ذلك أن ما تقوم به املحكمة يف هذه‬

‫‪25‬‬

‫‪24‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫الحالة ال يعدو أن يكون تنفيذاً لنص قانوين مبا مي ِّكن الخصوم من إجراء التحكيم الذي يتم بينهم خارج‬ ‫املحكمة بغري تدخل منها (الطعن رقم ‪ 33/2009‬طعن مدين‪ ،‬القاعدة الصادرة سنة ‪ 2009‬حقوق)‪.‬‬ ‫وتقول أيضاً‪ :‬من املقرر عىل نحو ما تقىض به املادة ‪ 213‬من قانون اإلجراءات املدنية أنه يجب عىل املحكم‬ ‫يف التحكيم الذي يتم عن طريق املحكمة إيداع الحكم مع أصل وثيقة التحكيم واملحارض واملستندات قلم كتاب‬ ‫املحكمة املختصة أص ًال بنظر الدعوى خالل الخمسة عرش يوماً التالية لصدور الحكم وإيداع صور من الحكم‬ ‫لتسليمها إىل أطراف الدعوى خالل خمسة أيام من إيداع األصل‪ ،‬ويحرر كاتب املحكمة محرضاً بهذا اإليداع‬ ‫يعرضه عىل القايض أو رئيس الدائرة حسب األحوال لتحديد جلسة خالل خمسة عرش يوماً للتصديق عىل الحكم‬ ‫ويعلن الطرفان بها‪.‬‬ ‫أما يف التحكيم الذي يتم بني الخصوم خارج املحكمة فال يلتزم املحكم بإيداع يشء قلم كتاب املحكمة وإمنا‬ ‫يجب عليه أن يسلم لكل طرف صوره من الحكم خالل خمسة أيام من صدور الحكم والخصوم وشأنهم يف رفع‬ ‫الدعوى بالتصديق عىل حكم املحكم أو إبطاله باإلجراءات املعتادة لرفع الدعوى (الطعن رقم ‪ 268/2007‬طعن‬ ‫تجاري‪ ،‬القاعدة الصادرة سنة ‪ 2008‬حقوق)‪.‬‬

‫املبحث الرابع‬ ‫القانون املوضوعي الواجب التطبيق‬ ‫يجب هنا التفرقة بني حالتني من حاالت االتفاق عىل التحكيم وهام‪:‬‬ ‫‪-1‬إذا كان تحكي ًام بالصلح‪ ،‬فإنه يكون التحكيم عىل مقتىض قواعد العدالة واإلنصاف دون التقيد‬ ‫بأحكام القانون (مثال ذلك عدم التقيد مبا ورد يف القانون بشأن مدد التقادم)‪.‬‬ ‫‪-2‬أما إذا كان التحكيم عادياً فإن املحكم ملزم بتطبيق القانون املتفق عليه شأنه شأن القايض‪ ،‬وغني‬ ‫عن البيان أنه إذا اتفق األطراف عىل قانون معني وكان القانون أجنبياً فإن املحكم يطبق ذلك القانون‬ ‫عىل النزاع بقواعده املوضوعية دون قواعد اإلسناد الواردة به‪.‬‬ ‫أكدت محكمة التمييز عىل تطبيق القانون األجنبي يف حالة االتفاق بني األطراف عىل تطبيقه يف التحكيم‬ ‫فقالت‪ :‬النص يف املادة األوىل من قواعد تحكيم اليونسرتال ‪ UNCITRAL‬التي اعتمدتها لجنة األمم املتحدة‬ ‫للقانون التجاري الدويل)‪ UNCITRAL .‬والتي طبقت عىل إجراءات التحكيم محل النزاع املاثل يدل عىل أنه‬ ‫يف حالة اتفاق طريف النزاع عىل التحكيم وفق اإلجراءات املنصوص عليها يف قواعد تحكيم اليونسرتال تطبق‬ ‫تلك القواعد إال ما يكون منها مخالفاً ألحكام القانون الواجب التطبيق عىل التحكيم وهو ما يتعني تطبيقه‬ ‫(الطعن رقم ‪ 503/2003‬طعن حقوق‪ ،‬القاعدة رقم ‪ 155‬الصادرة يف العدد ‪ 15‬سنة ‪ 2004‬حقوق رقم الصفحة‬ ‫‪.)1028‬‬

‫املبحث الخامس‬ ‫مواعيد التحكيم‬ ‫جرى العمل يف محاكم ديب بالنسبة للدعاوى التي تصدر بتعيني املحكمني عىل إمهالهم ملدة ستة‬ ‫أشهر إليداعهم الحكم تبدأ من تاريخ جلسة التحكيم األوىل‪ ،‬ومل يشرتط القانون مدة معينة للتحكيم‬ ‫بخالف بعض القوانني األخرى‪.‬‬ ‫املادة ‪210‬‬ ‫‪-1‬إذا مل يشرتط الخصوم يف االتفاق عىل التحكيم أج ًال للحكم كان عىل املحكم أن يحكم خالل ستة أشهر‬ ‫من تاريخ جلسة التحكيم األوىل وإال جاز ملن شاء من الخصوم رفع النزاع إىل املحكمة أو امليض فيه‬ ‫أمامها إذا كان مرفوعاً من قبل‪.‬‬ ‫‪-2‬وللخصوم االتفاق – رصاحة أو ضمناً – عىل مد امليعاد املحدد اتفاقاً أو قانوناً ولهم تفويض املحكم يف‬ ‫مده إىل أجل معني ويجوز للمحكمة بناء عىل طلب املحكم أو أحد الخصوم مد األجل املحدد بالفقرة‬ ‫السابقة التي تراها مناسبة للفصل يف النزاع‪.‬‬ ‫‪-3‬ويوقف امليعاد كلام أوقفت الخصومة أو انقطعت أمام املحكم ويستأنف سريه من تاريخ علم املحكم بزوال‬ ‫سبب الوقف أو االنقطاع‪ ،‬وإذا كان الباقي من امليعاد أقل من شهر امتد إىل شهر‪.‬‬ ‫ومواعيد التحكيم الذي يجب عىل املحكمني أن يصدروا حكمهم خالله ليست من األمور ذات‬ ‫(‪((1‬‬ ‫الطبيعة اآلمرة التي ال يجوز الخروج عليها وال تتعلق بالنظام‪.‬‬ ‫ويجوز للخصوم مد املواعيد‪ ،‬وذلك بطلبهم رصاحة من املحكم مد امليعاد أو من حضورهم لديه‬ ‫بعد انقضاء امليعاد ويكون مد املدة بطلب يقدمه املحكم للمحكمة إذا كان قد عني عن طريقها‪،‬‬ ‫وتستخلص املحكمة موافقة األطراف رصاحة أو ضمناً عىل مد امليعاد‪ ،‬وال يبطل حكم املحكم عدم طلبه‬ ‫من املحكمة ذلك‪ ،‬إذ العربة مبوافقة األطراف وال يغري من ذلك موافقة الطرف بنفسه أو وكيله املخول‬ ‫بحضور جلسات التحكيم‪.‬‬ ‫يف ذلك تقول محكمة التمييز‪ :‬من املقرر يف قضاء هذه املحكمة أنه ال يجوز للوكيل يف الوكالة‬ ‫بالتحكيم إال مبارشة األمور املعينة فيها‪ ،‬وما يتصل بها من توابع رضورية تقتضيها طبيعة الترصفات‬ ‫املوكل بها‪ ،‬وأن مفاد النص يف املادة ‪ 210‬من قانون اإلجراءات – وعىل ما جرى به قضاء هذه املحكمة‪-‬‬ ‫أن االتفاق يف مشارطة التحكيم عىل ميعاد محدد النتهاء مهمة املحكم ال مينع من االتفاق رصاحة أو‬ ‫ضمناً عىل مد هذا امليعاد ملدة أو ملدد أخرى‪ ،‬أو تفويض املحكم يف تقرير هذا املد‪ ،‬ويجوز أن يستفاد‬ ‫هذا االتفاق ضمناً من حضور أطراف النزاع أثناء نظر التحكيم ومناقشة املوضوع بعد فوات امليعاد‪،‬‬ ‫وهو ما تستخلصه محكمة املوضوع مام هو معروض عليها من أوراق دون معقب عليها من محكمة‬ ‫‪- 13‬التحكيم يف العالقات الخاصة الدولية‪ ،‬د‪ .‬أرشف عبد العليم الرفاعي‪ ،‬طبعة سنة ‪ ،2006‬مطبعة دار الكتب القانونية‪ ،‬ص ‪517‬‬

‫‪27‬‬

‫‪26‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫التمييز متى أقامت قضاءها عىل أسباب سائغة لها ما يساندها يف األوراق‪ ،‬ملا كان ذلك‪ ،‬وكان من توابع‬ ‫التحكيم الرضورية تقرير مد مدته‪ ،‬ومن ثم يكون للوكيل بالتحكيم املوافقة رصاحة أو ضمناً عىل متديد‬ ‫مدة التحكيم‪ ،‬كام يكون له املوافقة املسبقة عليها بتفويض املحكم بالتمديد إذا كان الوكيل هو من بارش‬ ‫تحرير وثيقة التحكيم (الطعن رقم ‪ 268/2007‬طعن تجاري‪ ،‬القاعدة الصادرة سنة ‪ 2008‬حقوق)‪.‬‬ ‫وتقول أيضاً‪ :‬إن النص يف املادة ‪ 210‬من قانون اإلجراءات املدنية مفاده – وعىل ما جرى به قضاء‬ ‫هذه املحكمة – أن االتفاق يف مشارطة التحكيم عىل ميعاد محدد النتهاء مهمة املحكم ال مينع من‬ ‫االتفاق رصاحة أو ضمناً عىل مد هذا امليعاد ملدة أو ملدد أخرى‪ ،‬أو تفويض املحكم يف تقرير هذا املد‪،‬‬ ‫ويجوز أن يستفاد هذا االتفاق ضمناً من حضور أطراف النزاع أثناء نظر التحكيم ومناقشة املوضوع بعد‬ ‫فوات امليعاد‪ ،‬وهو ما تستخلصه محكمة املوضوع مام هو معروض عليها من أوراق دون معقب عليها‬ ‫من محكمة التمييز متى أقامت قضاءها عىل أسباب سائغة لها‪ ،‬ما يساندها يف األوراق (الطعن رقم‬ ‫‪ 39/2007‬طعن تجاري‪ ،‬القاعدة الصادرة سنة ‪ 2007‬حقوق)‪.‬‬ ‫وجاءت أحكامها أيضاً مستقرة عىل ذلك ومؤكدة إذ تقول‪ :‬من املقرر يف قضاء هذه املحكمة وفق ما‬ ‫تقيض به املادة ‪ 210‬من قانون اإلجراءات املدنية أنه إذا مل يشرتك الخصوم يف االتفاق عىل التحكيم أج ًال‬ ‫للحكم كان عىل املحكم أن يحكم خالل ستة أشهر من تاريخ جلسة التحكيم األوىل‪ ،‬ويجوز للخصوم‬ ‫االتفاق رصاحة أو ضمناً عىل مد امليعاد املحدد اتفاقاً أو قانوناً‪ ،‬ولهم تفويض املحكم يف مده إىل أجل‬ ‫معني ويجوز للمحكمة بناء عىل طلب املحكم‪ ،‬أو أحد الخصوم‪ ،‬مد األجل املحدد قانوناً للمدة التي تراها‬ ‫مناسبة للفصل يف النزاع (الطعن رقم ‪ 222/2006‬طعن مدين‪ ،‬القاعدة الصادرة سنة ‪ 2007‬حقوق)‪.‬‬

‫املبحث السادس‬ ‫التصديق عىل التحكيم‬ ‫تكون دعوى التصديق بالنسبة لحكم املحكم بذات اإلجراءات السابق بيانها يف املبحث الثالث‪،‬‬ ‫ويجب التفريق يف ذلك بني كون التحكيم داخل أو خارج املحكمة‪ ،‬ويجوز للمحكمة عند نظرها لدعوى‬ ‫التصديق أن تعيد الحكم للمحكم يف الحاالت التي نصت عليها املادة ‪ 214‬من قانون اإلجراءات املدنية‪.‬‬ ‫املادة ‪214‬‬ ‫(يجوز للمحكمة أثناء النظر يف طلب تصديق حكم املحكمني أن تعيده إليهم للنظر فيام اغفلوا الفصل‬ ‫فيه من مسائل التحكيم‪ ،‬أو لتوضيح الحكم إذا كان غري محدد بالدرجة التي ميكن معها تنفيذه‪ ،‬وعىل‬ ‫املحكمني يف هاتني الحالتني أن يصدروا قرارهم خالل ثالثة أشهر من تاريخ إبالغهم بالقرار إال إذا قررت‬ ‫املحكمة خالف ذلك‪ ،‬وال يجوز الطعن يف قرارها إال مع الحكم النهايئ الصادر بتصديق الحكم أو إبطاله)‪.‬‬

‫وحتى تكون دعوى التصديق صحيحة وفقاً للقانون‪ ،‬فإنه يجب أن تكون مشتملة عىل حكم املحكم‬ ‫(‪((1‬‬ ‫وترجمته إن مل يكن باللغة العربية‪ ،‬ومرفوعة أمام القايض املختص من صاحب الصفة وهو املحكوم له‪.‬‬ ‫ال تلزم املحكمة عند نظرها لدعوى التصديق عىل حكم املحكم التعرض للحكم من الناحية‬ ‫املوضوعية‪ ،‬وال تنظر لتقديره لألدلة املقدمة لديه‪ ،‬ويف ذلك تقول محكمة التمييز‪ :‬من املقرر يف قضاء‬ ‫هذه املحكمة أن محكمة املوضوع عند نظرها يف دعوى التصديق عىل حكم املحكم ليس لها أن تعرض‬ ‫لحكمه من الناحية املوضوعية‪ ،‬وال تلتفت لتقديره لألدلة املقدمة من الخصوم أمامه‪ ،‬وال يف مدى كفايتها‬ ‫أو عدم كفايتها يف اإلثبات أو مدى مطابقة حكمه للقانون – ألن املحكمة يف هذا ال تنظر الدعوى‬ ‫باعتبارها طعناً عىل حكم التحكم‪ ،‬بل تنظر فقط يف مدى مراعاته للقواعد سالفة البيان‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫كل منازعة يثريها الخصم وتكون متعلقة بتقدير املحكم تكون غري مقبولة‪ ،‬سواء وردت هذه القاعدة‬ ‫يف قانون اإلثبات أو قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬أو غري ذلك من القوانني (الطعن رقم ‪ 270/2008‬طعن‬ ‫تجاري‪ ،‬القاعدة الصادرة سنة ‪ 2009‬حقوق)‪.‬‬

‫املبحث السابع‬ ‫بطالن حكم املحكم‪ ،‬وبعض املسائل املتعلقة بحكم املحكم‬ ‫وهي ترد يف حالتني فقط هام‪:‬‬ ‫‪-1‬أحوال تتعلق بعيب يف االتفاق عىل التحكيم‪.‬‬ ‫‪-2‬أحوال تتعلق بعيب يف خصومة التحكيم ذاتها‪ ،‬أي يكون الحكم باط ًال إذا شابه عيب يف اإلجراء‬ ‫من أي زاوية كان هذا العيب‪ ،‬ويكون صحيحاً إذا خىل من العيوب اإلجرائية‪ ،‬ولكن إذا شابه عيب‬ ‫فالتقدير كان حك ًام غري عادل‪ ،‬وبالبناء عىل ذلك فإن العيوب التي يجوز التمسك بها بدعوى البطالن‬ ‫يجب أن تكون خطأ يف اإلجراء‪ ،‬إذ هي وحدها تؤدي إىل البطالن‪ ،‬أما الخطأ يف التقدير فإنه مهام كانت‬ ‫(‪((1‬‬ ‫جسامته فهو ال يؤدي للبطالن‪.‬‬ ‫نص املادة (‪)216‬‬ ‫‪-1‬يجوز للخصوم طلب بطالن حكم املحكمني عندما تنظر املحكمة يف املصادقة عليه وذلك يف األحوال‬ ‫اآلتية‪-:‬‬ ‫أ‪ -‬إذا كان قد صدر بغري وثيقة تحكيم أو بناء عىل وثيقة باطلة أو سقطت بتجاوز امليعاد أو إذا خرج‬ ‫املحكم عن حدود الوثيقة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إذا صدر الحكم من محكمني مل يعينوا طبقاً للقانون‪ ،‬أو صدر من بعضهم دون أن يكونوا مأذونني بالحكم‬ ‫‪-14‬التحكيم يف املواد املدنية والتجارية الوطنية والدولية‪ ،‬د‪ .‬نبيل إسامعيل عمر‪ ،‬طبعة سنة ‪ ،2004‬دار الجامعة الجديدة للنرش‪ ،‬ص ‪ 225‬و ‪ 226‬بترصف‪.‬‬ ‫‪- 15‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 312‬بترصف‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫‪28‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫يف غيبة اآلخرين أو صدر بناء عىل وثيقة تحكيم مل يحدد فيها موضوع النزاع أو صدر من شخص ليست له‬ ‫أهلية االتفاق عىل التحكيم أو من محكم ال تتوفر فيه الرشائط القانونية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إذا وقع بطالن يف الحكم أو بطالن يف اإلجراءات أثر يف الحكم‪.‬‬ ‫‪ -2‬وال مينع من قبول البطالن تنازل الخصم عن حقه فيه قبل صدور حكم املحكمني‪.‬‬ ‫ويتضح من املادة سالفة الذكر أن طلب البطالن ميكن أن يكون بدعوى مستقلة ترفع بعد رفع دعوى‬ ‫التصديق‪ ،‬ويجب عىل القايض ضمهام معاً‪ ،‬أو بطلب عارض يبدى يف دعوي تصديق حكم املحكم‪ ،‬ويجب‬ ‫أن تقدم للمحكمة صورة رسمية من حكم التحكيم‪ ،‬أو أن يضم امللف الخاص بالتحكيم‪ ،‬الذي يحتوي عىل‬ ‫حكم املحكم وإال قضت املحكمة بعدم قبول الدعوى‪ ،‬وتقبل دعوى البطالن ولو نزل طالبها عن حقه يف‬ ‫الطعن يف حكم املحكم‪ ،‬وذلك ألن دعوى البطالن ال تعترب طريقاً من طرق الطعن باملعنى الصحيح‪ ،‬والنزول‬ ‫عنها قبل صدور الحكم ال يحول دون قبول الدعوى بعد ذلك‪ ،‬ويجب أن تتوافر يف رافعها الرشوط العامة‬ ‫لقبول أي طلب أو دفع أو طعن‪ ،‬وال تقبل دعوى البطالن إال من املحكوم عليه بحكم املحكم‪ ((1( .‬ووفقاً‬ ‫ملا ورد حرصاً باملادة ‪ 216‬إجراءات مدنية‪ ،‬ومن ضمنها طلب بطالن حكم املحكم لصدوره دون وثيقة‬ ‫تحكيم‪ ،‬أو استناداً لوثيقة باطلة أو لتجاوزه وثيقة التحكيم‪ ،‬بطالن حكم املحكم وفقاً ملبدأ املواجهة بني‬ ‫الخصوم‪ ،‬بطالن حكم املحكم ملخالفته النظام العام‪.‬‬ ‫وتنصب دعوى البطالن عىل الخطأ يف اإلجراءات وليس يف التقدير‪ ،‬وعىل املحكم االلتزام باملبادئ‬ ‫األساسية للتقايض‪ ،‬ويجوز للخصوم االتفاق عىل تطبيق إجراءات معينة كاتفاقهم عىل تطبيق قانون‬ ‫اإلجراءات املدنية لدولة معينة‪.‬‬ ‫ويجب أن يكون الحكم مسبباً إال أن املحكم ال يلتزم يف ذلك الشكل املنصوص عليه يف قانون‬ ‫اإلجراءات املدنية‪ ،‬ويجب أن يكون الحكم الصادر من املحكم داالً بذاته عىل استكامل رشوط صحته من‬ ‫حيث إرفاق املشارطة وغري ذلك‪ ،‬وإال جاز لألطراف طلب بطالنه‪.‬‬ ‫وإذا اتفق األطراف عىل أن يكون قرار املحكم نهائياً فإنه ال يجوز الطعن يف موضوع هذا القرار‪،‬‬ ‫ويحوز حجية األمر املقيض مبجرد صدوره‪.‬‬ ‫وميكن القضاء ببطالن شق بالنسبة لحكم املحكم دون الشق اآلخر‪ ،‬وتقدير االرتباط لعدم التجزئة‬ ‫من سلطة محكمة املوضوع‪ ،‬ويخضع ذلك لسلطة املحكمة يف تعديل أحكام املحكمني كأن تفصل بني‬ ‫الحكم وجزء مل يكن ضمن االختصاص املعروض عىل املحكمني‪ ،‬أو أن هناك خطأ كتابياً ويكون تعديلها‬ ‫(‪((1‬‬ ‫بالقدر الذي يزيل هذا الخطأ‪ ،‬أو إذا كان هناك جزء يف ظاهره مخالفة للقانون‪.‬‬ ‫ويف حالة التحكيم خارج املحكمة‪ ،‬وعند عدم تسليم املحكم نسخة الحكم لألطراف خالل امليعاد‬ ‫املحدد‪ ،‬وهو خمسة أيام‪ ،‬فإن محكمة التمييز مل ترتب البطالن عىل مخالفة ذلك‪ ،‬ألنه إجراء الحق‬ ‫لصدور الحكم ال ميتد إىل ذاتيته‪.‬‬ ‫‪- 16‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 310‬و ‪ 311‬بترصف‪.‬‬ ‫‪-17‬التحكيم الدويل والداخيل‪ ،‬د‪ .‬عبد الحميد املنشاوي‪ ،‬طبعة سنة ‪ ،1995‬مطبعة منشأة املعارف باالسكندرية‪ ،‬ص ‪ 234‬بترصف‪.‬‬

‫ويجوز للمحكم إصدار حكمه بناء عىل املستندات املتوفرة لديه وإن كانت مسلمة له من طرف‬ ‫واحد‪ ،‬وذلك بعد إخطار األطراف بتاريخ أول جلسة ومبكان انعقادها والتأكد من علمهم بذلك إال أن‬ ‫يكون أحد األطراف مجهول محل اإلقامة فإنه يتبع يف ذلك اإلجراءات العامة بشأن اإلعالن‪ ،‬وفقاً للامدة‬ ‫‪.1,2 /208‬‬ ‫املادة ‪1,2 /208‬‬ ‫‪-1‬يقوم املحكم خالل ثالثني يوماً عىل األكرث من قبول التحكيم بإخطار الخصوم بتاريخ أول جلسة‬ ‫تحدد لنظر النزاع ومبكان انعقادها وذلك دون تقيد بالقواعد املقررة يف هذا القانون لإلعالن ويحدد لهم‬ ‫موعداً لتقديم مستنداتهم ومذكراتهم وأوجه دفاعهم‪.‬‬ ‫‪-2‬ويجوز الحكم بنا ًء عىل ما يقدمه جانب واحد إذا تخلف اآلخر عن ذلك يف املوعد املحدد‪.‬‬ ‫ويف حالة تعدد املحكمني فإنه ال يلزم توقيع جميعهم عىل جميع صفحات الحكم‪ ،‬ولكن فقط عىل‬ ‫املنطوق وهو إجباري‪ ،‬وال يلزم تحرير مسودة‪ ،‬بل يكتفى بالنسخة األصلية والتوقيع عليها‪ ،‬ومجرد‬ ‫توقيع املحكمني عىل الحكم يفيد اشرتاكهم يف التحكيم‪ ،‬وإذا كان هناك رأي مخالف ألحدهم أثبت ذلك‪،‬‬ ‫ويصدر الحكم باألغلبية ما مل يتفق عىل وجوب صدوره باإلجامع‪ ،‬ويجب توقيع األغلبية‪ ،‬وإذا امتنع أحد‬ ‫املحكمني عن التوقيع أثبت ذلك عىل ورقة الحكم مع السبب‪ ،‬وال يلزم النطق به‪ ،‬بل تلزم كتابته‪ ،‬وتكون‬ ‫املداولة بني املحكمني رسية‪.‬‬ ‫املادة ‪3/208‬‬ ‫(وإذا تعدد املحكمون وجب أن يتولوا مجتمعني إجراءات التحقيق وأن يوقع كل منهم عىل املحارض)‪.‬‬ ‫املادة ‪212‬‬ ‫‪-1‬يصدر املحكم حكمه غري مقيد بإجراءات املرافعات عدا ما نص عليه يف هذا الباب واإلجراءات‬ ‫الخاصة بدعوة الخصوم وسامع أوجه دفاعهم ومتكينهم من تقديم مستنداتهم ومع ذلك يجوز للخصوم‬ ‫االتفاق عىل إجراءات معينة يسري عليها املحكم‪.‬‬ ‫‪-2‬ويكون حكم املحكم عىل مقتىض قواعد القانون إال إذا كان مفوضاً بالصلح‪ ،‬فال يتقيد بهذه‬ ‫القواعد عدا ما تعلق منها بالنظام العام‪.‬‬ ‫‪-3‬وتطبق القواعد الخاصة بالنفاذ املعجل عىل أحكام املحكمني‪.‬‬ ‫‪-4‬ويجب أن يصدر حكم املحكم يف دولة اإلمارات العربية املتحدة وإال اتبعت يف شأنه القواعد‬ ‫املقررة ألحكام املحكمني الصادرة يف بلد أجنبي‪.‬‬ ‫‪-5‬ويصدر حكم املحكمني بأغلبية اآلراء‪ ،‬وتجب كتابته مع الرأي املخالف‪ ،‬ويجب أن يشتمل بوجه خاص‬

‫‪31‬‬

‫‪30‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫عىل صورة من االتفاق عىل التحكيم‪ ،‬وعىل ملخص أقوال الخصوم ومستنداتهم‪ ،‬وأسباب الحكم ومنطوقه‪،‬‬ ‫وتاريخ صدوره‪ ،‬واملكان الذي صدر فيه‪ ،‬وتوقيعات املحكمني‪ ،‬وإذا رفض واحد أو أكرث من املحكمني توقيع‬ ‫الحكم ذكر ذلك فيه‪ ،‬ويكون الحكم صحيحاً إذا وقعته أغلبية املحكمني‪.‬‬ ‫‪-6‬ويحرر الحكم باللغة العربية ما مل يتفق الخصوم عىل غري ذلك‪ ،‬وعندئذ يتعني أن ترفق به عند‬ ‫إيداعه ترجمة رسمية‪.‬‬ ‫‪-7‬ويعترب الحكم صادراً من تاريخ توقيع املحكمني عليه بعد كتابته‪.‬‬ ‫تقول املحكمة توضيحاً ملا سبق‪ ،‬وبياناً لكون املحكم غري ملزم باتباع إجراءات املرافعات املنصوص‬ ‫عليها وفقاً لقانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬إن النصوص يف املواد ‪ 213،212،208،13‬تدل عىل أن املحكم ال‬ ‫يتقيد – بحسب األصل – بإجراءات املرافعات املتبعة يف الدعاوى أمام املحاكم‪ ،‬ولكنه يلتزم باتباع‬ ‫اإلجراءات الواردة يف باب التحكيم‪ ،‬وما يتفق عليه الخصوم من إجراءات معينة‪ ،‬فإذا كان التحكيم عن‬ ‫طريق املحكمة – وهو الذي يتم بقرار منها بنا ًء عىل اتفاق الخصوم إذا كان النزاع مطروحاً عليها – فإنه‬ ‫يتعني عىل املحكم اتباع اإلجراءات املنصوص عليها يف الفقرتني األوىل والثانية من املادة ‪ 213‬املذكورة‪،‬‬ ‫أما يف التحكيم خارج املحكمة – أي يف التحكيم الخاص‪ ،‬أو التحكيم املؤسيس – فإن اإلجراءات الالزم‬ ‫اتباعها هي تلك املنصوص عليها يف الفقرة الثالثة من ذات املادة‪ ،‬وبالتايل ال يشرتط – يف الحكم الذي يتم‬ ‫بني الخصوم خارج املحكمة – إن يحرر املحكم محرضاً بجلسات نظر النزاع ما دام أن الخصوم أو نظم‬ ‫التحكيم املؤسيس – بحسب األحوال – مل يلزموه باتخاذ هذا اإلجراء‪ ،‬واملناط يف بطالن حكمه بسبب‬ ‫مخالفة إجراءات التقايض هو خروجه عن القواعد األساسية منها التي تحقق مبدأ املواجهة واملساواة‬ ‫بني الخصوم ومخالفته اإلجراءات املتفق عليها بينهم يف هذا الخصوص‪ ،‬وأنه ولنئ كانت املادتان ‪ 208‬و‬ ‫‪ 212‬سالفتا البيان توجبان عليه دعوة الخصوم للحضور أمامه وسامع أوجه دفاعهم ومتكينهم من تقديم‬ ‫مستنداتهم إعامالً ملبدأ املواجهة بني الخصوم‪ ،‬إال أنه إعامالً بذات املادتني ال يتقيد عند الخصوم إخطاره‬ ‫للحضور أمامه بالقواعد املقررة يف قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬والغاية من هذه الدعوة هي متكينهم من‬ ‫اإلدالء مبا يعن لهم من طلبات ودفاع‪ ،‬وعىل ذلك فال يكفي للحكم ببطالن حكمه ثبوت إغفاله دعوة‬ ‫الخصوم للحضور أمامه‪ ،‬وإمنا يجب أن يكون هذا العيب قد أدى إىل عدم تحقق الغاية منه‪ ،‬والبطالن‬ ‫الناشئ عن إغفال املحكم دعوة الخصوم للحضور أمامه هو بطالن نسبي وغري متعلق بالنظام العام‬ ‫ألنه مقرر ملصلحة الخصم الذي مل ُيدع أمام املحكم‪ ،‬واألصل يف إجراءات التحكيم أن تكون قد روعيت‬ ‫وعىل من يدعي أنها خولفت إقامة الدليل عىل صحة ما يدعيه‪ ،‬واملناط يف هذا الخصوص هو االعتداد‬ ‫بالبيانات املثبتة بحكم املحكم‪ ،‬ملا كان ذلك وكان التحكيم الذي صدر فيه حكم املحكم محل النزاع قد‬ ‫تم بني الطرفني خارج املحكمة‪ ،‬وكان الحكم املطعون فيه قد قىض ببطالن حكم املحكم استناداً إىل أنه‬ ‫املحكم تقيد‬ ‫مل يثبت من محارض جلسات تحكيمية أو بأي أوراق موقعة من ا ُملحكم أو من الخصوم أن ُ‬ ‫باإلجراءات الخاصة بدعوة الخصوم وبسامع أوجه دفاعهم ومتكينهم من تقديم مستنداتهم سوى وجود‬ ‫مذكرتني واحدة من املطعون ضدهام واألخرى من الطاعن‪ ،‬مع أن الثابت من البندين الثاين والثالث من‬

‫املحكم بنا ًء عليها أن‬ ‫وثيقة التحكيم املؤرخة ‪ 2006-3-21‬التي حدد فيها موضوع النزاع وصدر حكم ُ‬ ‫الطرفني قد اتفقا عىل أن املحكم مفوضاً بالصلح وله الحرية يف اتخاذ اإلجراءات الرضورية دون التقيد‬ ‫باإلجراءات املعمول بها يف قانون اإلجراءات املدنية إال ما كان منها متعلقاً بالنظام العام‪ ،‬وبالتايل فال‬ ‫املحكم إن هو مل يحرر محرضاَ بالجلسات التي نظر فيها النزاع‪ ،‬والبطالن الناشئ عن إغفال‬ ‫ترثيب عىل ُ‬ ‫املحكم دعوة املطعون ضدهام للحضور أمامه – وأياً كان وجه الرأي يف مدى حدوث هذا اإلغفال من‬ ‫ُ‬ ‫عدمه – قد ارتفع بتقدميهام ملذكرة دفاعهام التي أشار إليها الحكم املطعون فيه‪ ،‬ومن ثم فإن الحكم‬ ‫املطعون فيه يكون قد خالف القانون وأخطأ يف تطبيقه مبا يوجب نقضه (الطعن رقم ‪ 32/2009‬طعن‬ ‫مدين‪ ،‬القاعدة الصادرة سنة ‪ 2009‬حقوق)‪.‬‬ ‫وتقول محكمة التمييز تأكيداً عىل رضورة اشتامل حكم املحكم عىل توقيعه وبياناً للمقصود بحكم‬ ‫املحكم أنه‪ :‬من املقرر وفق ما تقيض به الفقرة الخامسة من املادة ‪ 212‬من قانون اإلجراءات املدنية –‬ ‫أن من بني البيانات التي يجب أن يشتمل عليها حكم املحكم توقيع املحكم الذي نظر التحكيم‪ ،‬باعتبار‬ ‫أن هذا التوقيع هو السند الوحيد الذي يشهد بوجود الحكم من الناحية القانونية‪ ،‬وألنه من دونه ال‬ ‫ميكن نسبته إىل املحكم‪ ،‬واملقصود بحكم التحكيم منطوقه وأسبابه‪ ،‬ولذا ال يكفي بصحة حكم املحكم‬ ‫مجرد توقيع املحكم عىل الورقة التي تحوي املنطوق‪ ،‬ألن القضاء كام يرد يف املنطوق قد يرد يف األسباب‪،‬‬ ‫كام أن الغرض من التسبيب هو حمل املحكم عىل بذل الجهد يف متحيص النزاع ليجيء الحكم ناطقاً‬ ‫بالعدالة (الطعن رقم ‪ 218/2006‬طعن تجاري‪ ،‬القاعدة الصادرة سنة ‪ 2006‬حقوق)‪.‬‬ ‫تقول أيضاً النصوص يف املواد ‪ 213،212،208،13‬تدل عىل أن املحكم ال يتقيد – بحسب األصل –‬ ‫بإجراءات املرافعات املتبعة يف الدعاوى أمام املحاكم‪ ،‬ولكنه يلتزم باتباع اإلجراءات الواردة يف باب التحكيم‬ ‫وما يتفق عليه الخصوم من إجراءات معينة‪ ،‬فإذا كان التحكيم عن طريق املحكمة – وهو الذي يتم بقرار‬ ‫منها بنا ًء عىل اتفاق الخصوم إذا كان النزاع مطروحاً عليها – فإنه يتعني عىل املحكم اتباع اإلجراءات‬ ‫املنصوص عليها يف الفقرتني األوىل والثانية من املادة ‪ 213‬املذكورة‪ ،‬أما يف التحكيم خارج املحكمة – أي يف‬ ‫التحكيم الخاص أو التحكيم املؤسيس – فإن اإلجراءات الالزم اتباعها هي تلك املنصوص عليها يف الفقرة‬ ‫الثالثة من ذات املادة‪ ،‬وبالتايل ال يشرتط – يف التحكم الذي يتم بني الخصوم خارج املحكمة – إن يحرر‬ ‫املحكم محرضاً بجلسات نظر النزاع ما دام أن الخصوم أو نظم التحكيم املؤسيس‪ ،‬بحسب األحوال – مل‬ ‫يلزموه باتخاذها هذا اإلجراء‪ ،‬واملناط يف بطالن حكمه بسبب مخالفة إجراءات التقايض هو خروجه عن‬ ‫القواعد األساسية منها التي تحقق مبدأ املواجهة واملساواة بني الخصوم ومخالفته اإلجراءات املتفق عليها‬ ‫بينهم يف هذا الخصوص‪ ،‬وأنه ولنئ كانت املادتان ‪ 208‬و ‪ 212‬سالفتا البيان توجبان عليه دعوة الخصوم‬ ‫للحضور أمامه وسامع أوجه دفاعهم ومتكينهم من تقديم مستنداتهم إعامالً ملبدأ املواجهة بني الخصوم‪ ،‬إال‬ ‫أنه إعامالً بذات املادتني ال يتقيد عند إخطاره الخصوم للحضور أمامه بالقواعد املقررة يف قانون اإلجراءات‬ ‫املدنية والغاية من هذه الدعوة هي متكينهم من اإلدالء مبا يعن لهم من طلبات ودفاع‪ ،‬وعىل ذلك فال‬ ‫يكفي للحكم ببطالن حكمه ثبوت إغفاله دعوة الخصوم للحضور أمامه‪ ،‬وإمنا يجب أن يكون هذا العيب‬

‫‪33‬‬

‫‪32‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫قد أدى إىل عدم تحقق الغاية منه‪ ،‬والبطالن الناشئ عن إغفال املحكم دعوة الخصوم للحضور أمامه هو‬ ‫بطالن نسبي وغري متعلق بالنظام العام ألنه مقرر ملصلحة الخصم الذي مل ُيدع أمام املحكم‪ ،‬واألصل يف‬ ‫إجراءات التحكيم أن تكون قد روعيت وعىل من يدعي أنها خولفت إقامة الدليل عىل صحة ما يدعيه‪،‬‬ ‫واملناط يف هذا الخصوص هو االعتداد بالبيانات املثبتة بحكم املحكم (الطعن رقم ‪ 32/2009‬طعن مدين‪،‬‬ ‫القاعدة الصادرة سنة ‪ 2009‬حقوق)‪.‬‬

‫املبحث الثامن‬ ‫طرق الطعن عىل األحكام الصادرة بتعيني املحكمني‬ ‫أو الصادرة بالتصديق أو بالبطالن‬ ‫سبق وأن أرشنا يف الفصل الخامس واملتعلق بكيفية االتفاق عىل التحكيم أن األحكام الصادرة بتعيني‬ ‫املحكمني غري قابلة للطعن‪ ،‬وأن األحكام الصادرة برفض الدفع بعدم قبول الدعوى لوجود رشط التحكيم‬ ‫ال يجوز الطعن عليها باالستئناف استقالالً إذ إنها غري منهية للخصومة‪ ،‬أما األحكام الصادرة بالتصديق‬ ‫عىل حكم املحكمني أو ببطالن حكم املحكمني فإنه يجوز لذوي الشأن الطعن عليها باالستئناف ومن‬ ‫ثم بالتمييز‪.‬‬ ‫املادة ‪217‬‬ ‫‪-1‬أحكام املحكمني ال تقبل الطعن فيها بأي طريق من طرق الطعن‪.‬‬ ‫‪-2‬أما الحكم الصادر باملصادقة عىل حكم املحكمني أو ببطالنه فيجوز الطعن فيه بطرق الطعن‬ ‫املناسبة‪.‬‬ ‫‪-3‬واستثناء من حكم الفقرة السابقة ال يكون الحكم قاب ًال لالستئناف إذا كان املحكمون مفوضني‬ ‫بالصلح‪ ،‬أو كان الخصوم قد نزلوا رصاحة عن حق االستئناف‪ ،‬أو كانت قيمة النزاع ال تزيد عىل عرشة‬ ‫آالف درهم‪.‬‬

‫وال يجوز أن ترفع دعوى مبتدأة بطلب بطالن حكم املحكمة الصادر بالتصديق عىل حكم املحكم‪ ،‬بل‬ ‫يجب الطعن عىل ذلك الحكم بطرق الطعن العادية‪ ،‬ويف ذلك تقول محكمة التمييز‪ :‬ولنئ كان التكييف‬ ‫القانوين الصحيح للدعوى – وفقاً لوقائعها وما ابتغاه الطاعن منها – أنها دعوى بطلب بطالن الحكم الصادر‬ ‫من محكمة ديب االبتدائية يف الدعوى رقم ‪ 1666‬لسنة ‪ 88‬حقوق ‪ -‬بالتصديق عىل حكم املحكم – إال أنه ملا‬ ‫كان ال يجوز سواء قبل العمل بقانون اإلجراءات املدنية أو بعد العمل به – رفع دعوى مبتدأة ببطالن األحكام‬ ‫الصادرة من املحاكم – سواء تلك التي تكون قد قضت بالتصديق عىل حكم املحكم أو بأي قضاء آخر – وكان‬ ‫السبيل إىل تصحيح ما قد يقع يف تلك األحكام من خطأ يف تطبيق القانون أو ما قد يشوبها من بطالن – هو‬ ‫الطعن عليها بطرق الطعن املناسبة وباإلجراءات التي قررها القانون (الطعن رقم ‪ 327/1993‬طعن حقوق‪،‬‬

‫القاعدة رقم ‪ 59‬الصادرة يف العدد ‪ 5‬سنة ‪ 1994‬حقوق رقم الصفحة ‪.)333‬‬

‫املبحث التاسع‬ ‫تنفذ أحكام املحكمني الصادرة داخل الدولة أو األجنبية‬ ‫وإجراءات كليهام وفقاً للقانون ومبادئ التمييز‬ ‫تنفيذ أحكام املحكمني التي تصدر داخل الدولة بعد التصديق عليها بنفس إجراءات تنفيذ األحكام‬ ‫املحلية‪ ،‬أما تنفيذ األحكام التي تصدر عن املحكمني خارج الدولة فإن لها حاالت‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬يجب تفعيل مبدأ املعاملة باملثل وأن تتساوى إجراءات التصديق وتنفيذ أحكام املحكمني يف‬ ‫كلتا الدولتني – املراد تصديق الحكم بها والتي صدر بها التحكيم – أو أن تقل اإلجراءات يف الدولة التي‬ ‫صدر بها التحكيم عن الدولة املراد تنفيذ حكم املحكمني بها‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أن تكون بني دولة اإلمارات وبني الدولة التي صدر بها حكم املحكم اتفاقية ثنائية بشأن تنفيذ‬ ‫األحكام ومن ضمنها أحكام املحكمني فتنفذ األحكام طبقاً لذلك‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬أن تكون دولة اإلمارات منضمة التفاقية إقليمية ومن بني أعضاء تلك االتفاقية الدولة التي‬ ‫صدر بها حكم املحكم فينفذ الحكم أيضاً طبقاً لذلك‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬أن تكون الدولة التي صدر بها الحكم منضمة التفاقية دولية كاتفاقية نيويورك‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫الحكم ينفذ وفقاً لالتفاقية السيام وأن دولة اإلمارات قد انضمت مؤخراً لتلك االتفاقية‪.‬‬ ‫وال يخفى عىل أحد أن إيداع حكم التحكيم رضوري حتى يكون تحت برص قضاء الدولة لتمكني الخصوم‬ ‫من االطالع عليه‪ ،‬فبدون اإليداع ال ميكن للقايض أن يراقب هذا الحكم أو يتحقق من توافر الرشوط الالزمة‬ ‫إلصدار األمر‪ ،‬وال ميكن إصدار األمر بتنفيذه‪ ،‬والذي يتم إيداعه هو أصل الحكم أو صورة منه باللغة التي‬ ‫ً (‪((1‬‬ ‫صدر بها مرتجمة للغة العربية ومصدق عليها أصوال‪.‬‬ ‫املادة ‪215‬‬ ‫‪-1‬ال ينفذ حكم املحكمني إال إذا صادقت عليه املحكمة التي أودع الحكم قلم كتابها وذلك بعد اإلطالع‬ ‫عىل الحكم ووثيقة التحكيم والتثبت من أنه ال يوجد مانع من تنفيذه‪ ،‬وتختص هذه املحكمة بتصحيح‬ ‫األخطاء املادية يف حكم املحكمني بناء عىل طلب ذوي الشأن بالطرق املقررة لتصحيح األحكام‪.‬‬ ‫‪-2‬ويختص قايض التنفيذ بكل ما يتعلق بتنفيذ حكم املحكمني‪.‬‬ ‫وجاءت أحكام محكمة التمييز لتؤكد ذلك‪ ،‬فمن تلك املبادئ ما قررته محكمة التمييز بأن مفاد ما‬ ‫تقيض به املادة ‪ 238‬من قانون اإلجراءات املدنية – وعىل ما جرى به قضاء هذه املحكمة – أن املعاهدات‬ ‫‪ 18‬تنفيذ أحكام املحكمني ‪ ،‬د‪ .‬أحمد هندي ‪ ،‬طبعة ‪ 2001‬دار الجامعة الجديدة للنرش ‪ ،‬ص ‪ 83 - 81‬بترصف‪ .‬‬

‫‪35‬‬

‫‪34‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫بني دولة اإلمارات العربية املتحدة وبني غريها من الدولة األجنبية أو االتفاقيات الدولية املصدق عليها‬ ‫منها تكون هي الواجبة التطبيق يف شأن تنفيذ أحكام املحاكم األجنبية وأحكام املحكمني – ملا كان ذلك‬ ‫وكانت دولة اإلمارات العربية املتحدة ترتبط باتفاقية تعاون قضايئ مع الجمهورية العربية الليبية‪ ،‬وقد‬ ‫تم املصادقة عليها مبوجب املرسوم االتحادي رقم ‪ 53‬لسنة ‪ 99‬بتاريخ ‪ 99-4-15‬وكان مؤدى نصوص‬ ‫املواد ‪ 37،31،30‬من هذه االتفاقية أن اعرتاف كل من البلدين املتعاقدين بأحكام املحكمني الصادرة من‬ ‫محاكم البلد اآلخر وتنفيذها بإقليمه يكون ألحكام املحكمني الحائزة لقوة األمر املقيض بحسب قوانني‬ ‫الطرف الذي صدرت منه‪ ،‬ووفقاً لإلجراءات الخاصة باالعرتاف بالحكم أو تنفيذه لقانون البلد املطلوب‬ ‫إليه التنفيذ‪ ،‬وذلك بعد التحقق من باقي الرشوط املنصوص عليها يف هذه االتفاقية – ملا كان ذلك وكان‬ ‫الطاعن مل يقدم ملحكمة املوضوع املطلوب تنفيذ حكم املحكمني يف دائرتها ما يفيد أن ذلك الحكم قد‬ ‫حاز قوة األمر املقيض طبقاً لقانون البلد الذي صدر فيه وهي (الجمهورية العربية الليبية) وإذ قىض‬ ‫الحكم املطعون فيه بتنفيذ حكم املحكمني املشار إليه يف الدولة رغم خلو األوراق مام يفيد أنه صار‬ ‫حائزاً لقوة األمر املقيض طبقاً ملا سلف‪ ،‬فإنه يكون قد خالف القانون (الطعن رقم ‪ 320/2005‬طعن‬ ‫تجاري‪ ،‬القاعدة رقم ‪ 327‬الصادرة يف العدد ‪ 16‬سنة ‪ 2005‬حقوق رقم الصفحة ‪.)2036‬‬ ‫وكان املقرر أيضاً وفقاً ملبادئ التمييز من أن نصوص املواد ‪ 253‬و ‪ 236‬و ‪ 238‬من قانون اإلجراءات‬ ‫املدنية تدل مجتمعة عىل أن أحكام املعاهدات بني دولة اإلمارات وبني غريها من الدول األجنبية أو‬ ‫االتفاقيات الدولية املصدق عليها تكون هي الواجبة التطبيق يف شأن تنفيذ أحكام املحاكم األجنبية‬ ‫وأحكام املحكمني ولو مل تتوافر الرشوط الوارد ذكرها باملادة ‪ 235‬من القانون‪ ،‬فإذا مل تكن دولة اإلمارات‬ ‫قد انضمت إىل اتفاقية دولية أو ارتبطت مبعاهدة مع الدولة األجنبية بشأن تنفيذ أحكام املحكمني‪،‬‬ ‫فإنه يتعني عىل محاكم دولة اإلمارات التحقق من توافر الرشوط الواردة يف املادة املشار إليها قبل األمر‬ ‫بتنفيذ تلك األحكام يف دولة اإلمارات‪ ،‬وقد أكدت الفقرة األوىل من املادة املذكورة مبدأ املعاملة باملثل‬ ‫بني دولة اإلمارات وبني الدولة األجنبية الصادر فيها حكم املحكمني بأن تكون رشوط تنفيذ األحكام فيها‬ ‫هي ذات الرشوط يف دولة اإلمارات أو أقل عبئاً منها‪ ،‬وذلك فض ًال عن التحقق من الرشوط التي أوردتها‬ ‫تفصي ًال الفقرة الثانية من تلك املادة مام مقتضاه أن يكون القانون األجنبي الخاص بالدولة التي صدر‬ ‫فيها حكم املحكم تحت برص محكمة املوضوع حتى تتمكن من التحقق من متاثل رشوط تنفيذ األحكام‬ ‫األجنبية يف قانون بلد التحكيم مع رشوط تنفيذ األحكام األجنبية بدولة اإلمارات‪ ،‬ولو توافرت الرشوط‬ ‫األخرى الواردة يف الفقرة الثانية من املادة املذكورة (الطعن رقم ‪ 17/2001‬طعن حقوق‪ ،‬القاعدة رقم‬ ‫‪ 30‬الصادرة يف العدد ‪ 12‬سنة ‪ 2001‬حقوق رقم الصفحة ‪.)208‬‬ ‫وأكدت محكمة التمييز عىل أن التصديق عىل أحكام املحكمني الصادرة داخل دولة اإلمارات هي وحدها‬ ‫التي تدخل يف والية املحاكم الوطنية دون غريها التي تصدر خارج الدولة إذ إنه يف حالة عدم وجود اتفاقيات‬ ‫بني دولة اإلمارات وغريها من الدول تنظم كيفية تصديق أحكام املحكمني الصادرة بها يف الدولة األخرى‬ ‫ومن ضمنها دولة اإلمارات فإن دور املحاكم الوطنية يقترص عىل تنفيذ أحكام املحكمني فقط وفقاً للقواعد‬

‫املتبعة يف تنفيذ األحكام الصادرة خارج الدولة دون التطرق للتصديق عليها‪ ،‬وذلك بعد أن تتأكد املحكمة‬ ‫من توافر الرشوط املنصوص عليها يف املادة ‪ 253‬من قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬تقول محكمة التمييز يف ذات‬ ‫املعنى‪ :‬إن املرشع قد نظم يف الباب الثالث من قانون اإلجراءات املدنية القواعد املتعلقة بالتحكيم يف دولة‬ ‫اإلمارات العربية واإلجراءات الواجب إتباعها عند طلب الخصوم التصديق عىل حكم املحكم أو بطالنه‪ ،‬وقد‬ ‫نصت الفقرة الرابعة من املادة ‪ 212‬من هذا القانون عىل أنه (يجب أن يصدر حكم املحكم يف دولة اإلمارات‬ ‫العربية املتحدة وإال اتبعت يف شأنه القواعد املقررة إلحكام املحكمني الصادرة يف بلد أجنبي)‪ .‬كام نصت‬ ‫الفقرة الثالثة من املادة ‪ 213‬منه عىل أنه (يف التحكيم الذي يتم بني الخصوم خارج املحكمة يجب عىل‬ ‫املحكمني أن يسلموا صورة من الحكم إىل كل طرف خالل خمسة أيام من صدور قرار التحكيم وتنظر املحكمة‬ ‫يف تصديق أو إبطال القرار بناء عىل طلب أحد الخصوم باإلجراءات املعتادة لرفع الدعوى) ونصت الفقرة‬ ‫األوىل من املادة ‪ 215‬من ذات القانون عىل أنه (ال ينفذ حكم املحكمني إال إذا صادقت عليه املحكمة التي‬ ‫أودع الحكم قلم كتابها‪ ،‬وذلك بعد االطالع عىل الحكم ووثيقة التحكيم والتثبت من أنه ال يوجد مانع من‬ ‫تنفيذه)‪ ،‬ومفاد هذه نصوص مجتمعة أن التصديق عىل أحكام املحكمني الصادرة داخل دولة اإلمارات هي‬ ‫وحدها التي تدخل يف والية املحاكم الوطنية دون أحكام املحكمني الصادرة يف دولة أجنبية يستوي يف ذلك أن‬ ‫تكون هذه األحكام مام يجوز التصديق عليها يف الدولة التي صدرت فيها من عدمه‪ ،‬وال يغري من ذلك ما تقيض‬ ‫به املادتان ‪ 236،235‬من ذات القانون الواردتان يف الفصل الخاص بتنفيذ األحكام واألوامر‪ ،‬وأحكام املحكمني‬ ‫الصادرة يف بلد أجنبي‪ ،‬حيث أجاز املرشع ملحاكم دولة اإلمارات العربية األمر بتنفيذها يف الدولة بعد أن‬ ‫تتحقق املحكمة من توافر الرشوط املنصوص عليها يف املادة ‪ ،235‬ذلك أن األحكام الواردة يف ذلك الفصل إمنا‬ ‫تتعلق فحسب بتنفيذ تلك األحكام ومل يرد بها ما يشري إىل امتداد والية املحاكم الوطنية إىل التصديق عليها‬ ‫أو النظر يف بطالنها‪ ،‬وبالتايل فإنه ال يجدي الطاعنة التحدي بحكم النص الوارد يف املادة ‪ 235‬املشار إليها‬ ‫أو التحدي بأن القانون اإلنجليزي ال يخول املحاكم الربيطانية سلطة التصديق عىل حكم املحكم الصادر يف‬ ‫دائرتها‪ ،‬أو عدم االنضامم إىل اتفاقية نيويورك وعدم وجود اتفاقية ثنائية بني دولة اإلمارات وبريطانيا بشأن‬ ‫تنفيذ أحكام املحكمني بدعوى أن كل ذلك يضفى الوالية عىل محاكم الدولة بنظر طلب التصديق عىل حكم‬ ‫املحكم محل النزاع الصادر يف بريطانيا‪ ،‬ذلك أن قواعد االختصاص وجميع املسائل اإلجرائية – وفق ما تقيض‬ ‫به املادتان ‪ 22،21‬من قانون املعامالت املدنية – يرسي عليها قانون الدولة التي تقام فيها الدعوى‪ ،‬أو تبارش‬ ‫فيها اإلجراءات ما مل يكن هناك معاهدة دولية نافذة يف دولة اإلمارات تتعارض أحكامها مع تلك القواعد‪،‬‬ ‫ومن ثم فال محل ملا تستند إليه الرشكة الطاعنة عىل خالف ما تقيض به القواعد املنظمة للتحكيم يف القانون‬ ‫الوطني (قانون اإلجراءات املدنية) (الطعن رقم ‪ 218/2004‬طعن مدين‪ ،‬القاعدة رقم ‪ 171‬الصادرة يف العدد‬ ‫‪ 16‬سنة ‪ 2005‬حقوق رقم الصفحة ‪.)1067‬‬ ‫تقول محكمة التمييز – وذلك قبل انضامم دولة اإلمارات التفاقية نيويورك ‪ -‬ملا كانت دولة اإلمارات‬ ‫العربية املتحدة مل توقع عىل اتفاقية نيويورك لسنة ‪ 1958‬بشأن االعرتاف بأحكام املحكمني وتنفيذها ومل‬ ‫تنضم إليها بعد‪ ،‬ومل يصدر بها قانون داخيل‪ ،‬ومل تقدم اللجنة الطاعنة ما يثبت أن دولة الهند – الصادر‬

‫‪37‬‬

‫‪36‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫فيها حكم املحكمني املطلوب تنفيذه يف دولة اإلمارات العربية – قد وقعت عىل االتفاقية املشار إليها‪ ،‬أو‬ ‫أنها انضمت إليها – ومن ثم فإنه حينام ُيطلب من محاكم دولة اإلمارات العربية املتحدة تنفيذ حكم فيها‬ ‫صادر من محكمني يف دولة الهند – يتعني الرجوع إىل كل من قانون اإلجراءات املدنية الصادر يف دولة‬ ‫اإلمارات العربية والقوانني الخاصة بالتحكيم وباإلجراءات يف دولة الهند للتحقق مام إذا كان يجوز يف دولة‬ ‫الهند تنفيذ حكم محكمني فيها صادر يف دولة اإلمارات العربية أم أنه ال يجوز‪ ،‬وليس معنى أن يكون‬ ‫حكم املحكمني الصادر يف دولة اإلمارات مام يجوز تنفيذه يف دولة الهند أن تشري قوانني دولة الهند إىل‬ ‫اسم دولة اإلمارات العربية عىل وجه التعيني‪ ،‬بل معناه أن تكون رشوط تنفيذ هذا الحكم فيها هي ذاتها‬ ‫رشوط تنفيذه يف دولة اإلمارات العربية أو أقل عبئاً من هذه الرشوط – وهو ما ميكن معرفته مبقارنة هذه‬ ‫الرشوط بعضها بالبعض – وهو ما يعرف برشط املعاملة باملثل املنصوص عليها يف املادة ‪ 1/235‬من قانون‬ ‫اإلجراءات املدنية لدولة اإلمارات (الطعن رقم ‪ 258/1999‬طعن حقوق‪ ،‬القاعدة رقم ‪ 98‬الصادرة يف العدد‬ ‫‪ 10‬سنة ‪ 1999‬حقوق رقم الصفحة ‪ )653‬وميكن النظر أيضاً للطعن رقم م‪ 267/1999‬طعن حقوق‪.‬‬ ‫املادة ‪235‬‬ ‫‪-1‬األحكام واألوامر الصادرة يف بلد أجنبي يجوز األمر بتنفيذها يف دولة اإلمارات العربية املتحدة بذات‬ ‫الرشوط املقررة يف قانون ذلك البلد لتنفيذ األحكام واألوامر الصادرة يف الدولة‪.‬‬ ‫‪-2‬ويطلب األمر بالتنفيذ أمام املحكمة االبتدائية التي يراد التنفيذ يف دائرتها باألوضاع املعتادة لرفع‬ ‫الدعوى‪ ،‬وال يجوز األمر بالتنفيذ إال بعد التحقق مام يأيت‪:‬‬ ‫أ‪-‬أن محاكم الدولة غري مختصة باملنازعة التي صدر فيها الحكم أو األمر وأن املحاكم األجنبية التي‬ ‫أصدرته مختصة بها طبقاً لقواعد االختصاص القضايئ الدويل املقررة يف قانونها‪.‬‬ ‫ب‪-‬أن الحكم أو األمر صادر من محكمة مختصة وفقاً لقانون البلد الذي صدر فيه‪.‬‬ ‫ج‪-‬أن الخصوم يف الدعوى التي صدر فيها الحكم األجنبي قد كلفوا بالحضور‪ ،‬ومثلوا متثي ًال صحيحاً‪.‬‬ ‫د‪ -‬أن الحكم أو األمر حاز قوة األمر املقيض طبقاً لقانون املحكمة التي أصدرته‪.‬‬ ‫هـ‪-‬أنه ال يتعارض مع حكم أو أمر سبق صدوره من محكمة بالدولة وال يتضمن ما يخالف اآلداب‬ ‫أو النظام‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬ ‫أتعاب املحكمني ومراكز التحكيم بدولة اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫يتضمن مبحثني هام‪:‬‬ ‫أتعاب املحكمني وكيفية تحديدها وسلطة املحكمة يف ذلك‪ ،‬ومراكز التحكيم بدولة اإلمارات‬

‫املبحث األول‬ ‫أتعاب املحكمني‬ ‫نصت املادة ‪ 218‬عىل أنه (يرتك للمحكمني تقدير أتعابهم ومصاريف التحكيم ولهم أن يحكموا‬ ‫بها كلها أو بعضها عىل الطرف الخارس وللمحكمة بناء عىل طلب أحد الخصوم تعديل هذا التقدير مبا‬ ‫يناسب الجهد املبذول وطبيعة النزاع)‪ ،‬ومفاد ذلك أنه عندما يتم تعيني املحكم بناء عىل حكم القايض‬ ‫فإنه يرتك أمر األتعاب وتقديرها للمحكم‪ ،‬ويجوز ألي من الطرفني بعد ذلك – أي بعد صدور حكم‬ ‫املحكم وتقديره لألتعاب‪ -‬أن يقدم طلباً عارضاً‪ ،‬وذلك أمام املحكمة املختصة أص ًال بنظر النزاع أو التي‬ ‫عينت املحكم – إذا كان املحكم قد عني بحكم املحكمة – بتعديل املبلغ الذي قدره املحكم لنفسه‬ ‫كأتعاب‪ ،‬وغني عن البيان أن ذلك يكون عند نظر املحكمة لدعوى التصديق عىل حكم املحكم‪.‬‬ ‫النص يف املادة ‪ 218‬من قانون اإلجراءات املدنية يدل عىل أن تقدير أتعاب املحكمني هو من سلطة‬ ‫املحكمني‪ ،‬وأن املغاالة يف تقديرهم ال تبطل الحكم والسبيل إىل إعادة النظر فيها بتخفيضها يكون بتقديم‬ ‫طلب للمحكمة بذلك ولها مطلق السلطة يف هذا الشأن طاملا بينت األسباب التي بنت عليها قضاءها‬ ‫يف هذا الخصوص (الطعن رقم ‪ 403/2003‬طعن حقوق و‪ 435/2003‬طعن حقوق‪ ،‬القاعدة رقم ‪61‬‬ ‫الصادرة يف العدد ‪ 15‬سنة ‪ 2004‬حقوق رقم الصفحة ‪.)421‬‬ ‫ال يوجد يف القانون ما مينع املحكمني من أن يصدروا حك ًام يف شأن تحديد أتعابهم ونفقات التحكيم‬ ‫بعد إصدارهم حك ًام يف موضوع النزاع – باعتبار أن واليتهم يف التحكيم ما زالت قامئة يف شأن تحديد‬ ‫هذه األتعاب وتلك النفقات – ألن قضاءهم يف ذلك ال يتعلق مبوضوع النزاع بعد الحكم فيه – وكان‬ ‫يكفي تسبيباً لقضائهم يف هذا الشأن بيان قرين كل مبلغ قضوا به أنه عن أتعاب املحكمني ونفقات‬ ‫التحكيم‪ .‬وإذ التزم الحكم املطعون فيه هذا النظر وقىض برفض دفاع الطاعن بصفته ببطالن حكم‬ ‫املحكمني الثاين بشأن تحديد أتعاب املحكمني ونفقات التحكيم (الطعن رقم ‪ 537/1999‬طعن حقوق‪،‬‬ ‫القاعدة رقم ‪ 53‬الصادرة يف العدد ‪ 11‬سنة ‪ 2000‬حقوق رقم الصفحة ‪.)343‬‬

‫‪39‬‬

‫‪38‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫املبحث الثاين‬ ‫مراكز التحكيم بدولة اإلمارات‬ ‫هناك مركزان دوليان للتحكيم بدولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬وهام مركز ديب للتحكيم الدويل‬ ‫والذي صدر بشأنه املرسوم رقم (‪ )2‬لسنة ‪ 1994‬باملصادقة عىل نظام التوفيق والتحكيم لغرفة تجارة‬ ‫وصناعة ديب واملرسوم الخاص بإنشائه رقم (‪ )10‬لسنة ‪ 2004‬بإنشاء مركز ديب للتحكيم الدويل واملعدل‬ ‫باملرسوم رقم (‪ )11‬لسنة ‪ ،2007‬واملركز الثاين هو مركز أبوظبي للتحكيم‪ ،‬وجدير بالذكر أنه وإن كانت‬ ‫قوانني دولة اإلمارات العربية املتحدة مل تفرد قانوناً خاصاً بالتحكيم وقواعده إال أنها نصت عىل قواعد‬ ‫التحكيم وإجراءاته يف قانون اإلجراءات املدنية من املواد ‪ 203‬وحتى املادة ‪ ،218‬وقد نظم املرسوم رقم‬ ‫(‪ )11‬لسنة ‪ 2007‬بعض قواعد وإجراءات التحكيم لدى مركز ديب للتحكيم الدويل‪ ،‬بحيث أصبح للتحكيم‬ ‫نظام كامل معمول به خصوصاً بعدما أرست دعامئه محكمة التمييز بديب واملحكمة االتحادية العليا‪،‬‬ ‫ونتمنى من املرشع أن يفرد للتحكيم قانوناً خاصاً أسوة مبا تنتهجه بقية الدول يف العامل‪.‬‬

‫الخـــــــامتة‪:‬‬ ‫بعد أن عرضنا ألهم ما يتعلق بالتحكيم من مسائل؛ ينبغي التنويه إىل أن التحكيم باب واسع من‬ ‫أبواب القانون‪ ،‬وأن القصد من هذا الكتيب هو إسعاف املبتدئ للولوج إىل التحكيم أو للمتمرس حال‬ ‫ضيق الوقت لديه وعدم قدرته عىل االطالع عىل املراجع املتعلقة بالتحكيم‪ ،‬وال يغني بحال من األحوال‬ ‫ملن أراد االستزادة عن مطالعة أمهات الكتب املتعلقة به‪.‬‬ ‫والله من وراء القصد‬

‫‪41‬‬

‫‪40‬‬

‫الب�سيط يف التحكيم‬


‫ال�صدى لال�ست�شارات واخلدمات الإعالمية‬

‫هـــاتــف‪04 - 2964254 :‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.