Tester

Page 1

‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫أخي السجين ‪..‬‬ ‫معا نصنع النجاح‬ ‫د‪/‬عادل الشدي ‪ ..‬د‪ /‬أحمد المزيد‬ ‫‪ -1‬توبة خلف القضبان‬ ‫‪ -2‬عالج همومك بالصل ة‬ ‫‪ -3‬سجين ينتظر الفرج‬ ‫ص من وراء القضبان‬ ‫‪ -4‬قص ٌ‬ ‫‪ -5‬أخي السجين تستطيع أن تكون متميزا‬ ‫‪/http://www.saaid.net‬‬ ‫‪1‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫توبة‬ ‫خلف القضبان‬ ‫إعداد‬ ‫القسم العلمي بدار الوطن‬ ‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫‪2‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫الحمد ل وحده ‪ ،‬والصل ة والسل م على من ل نبّي بعده ‪ ،‬أما بعد ‪...‬‬

‫أخي السجي ! إن من نعم ال عّز وجّل علينا ‪ ،‬أن ال عّز وجّل فتح لنا باب التوبة‬ ‫‪ ،‬مهما كانت ذنوبنا وخطايانا ‪ ،‬فلم يؤيسنا من رحته ؛ ول يقنطنا من عفوه ومغفرته ‪ ،‬قال‬ ‫ا إيِّن‬ ‫ي اّليِذيَن أَْسَرُفاوا َعَل ى أَْنفُيِسيِهْم ل َتْقَنُطاوا يِمْن َرْحَميِة ّ يِ‬ ‫تعال ‪ ﴿ :‬قُلْ َي ا يِعَب ايِد َ‬ ‫ا َيْغيِفُر الّذُناوَب َجيِميع ا ً إيِّنُه ُهَاو اْلَغُفاوُر الّريِحيُم * َاوأَيِنيُباوا إيَِل ى َرّبُكْم َاوأَْسليُِماوا َلُه‬ ‫َّ‬ ‫ن ﴾ ] الزمر‪[54 - 53 :‬‬ ‫صُراو َ‬ ‫ب ُثّم ل ُتْن َ‬ ‫يِمْن َقْبيِل أَْن َيأْيِتَيُكُم اْلَعَذا ُ‬ ‫ت‬ ‫سّيَئ ا يِ‬ ‫وقال سبحانه ‪َ﴿ :‬اوُهَاو اّليِذي َيْقَبل ُ الّتاوَبَة َعْن يِعَب ايِديِه َاوَيْعُفاو َعيِن ال ّ‬ ‫َاوَيْعَلُم َم ا َتْفَعُلاوَن ﴾ ]الشاورى‪. [25:‬‬ ‫وال سبحانه ي ب أن يرحم عباده ‪ ،‬فرحته سبقت غضبه ‪ ،‬ولذلك فهو يدعوهم إل‬ ‫التوبة ويريدها لم ‪ ،‬ول يريد لم الرصرار على العارصي ‪َ ﴿ :‬او ّ‬ ‫اُ ُييِريُد أَْن َيُتاوَب َعَلْيُكْم‬ ‫َاوُييِريُد اّليِذيَن َيّتيِبُعاوَن ال ّ‬ ‫ت أَْن َتيِميُلاوا َمْيلً َعيِظيم ا ً ﴾ ] النس اء‪. [27:‬‬ ‫شَهَاوا يِ‬ ‫فلماذا نعرض – أخي – عن طريق التوبة الذي هو طريق الفوز والرشد ‪ ،‬ونسلك‬ ‫طريق الشهوات الذي هو طريق السار والنكد ‪..‬‬

‫التوبة فريضة شرعية‬

‫والتوبة – أخي – هي الرجوع عما يكرهه ال ظاهراً وباطناً إل ما يبه ال ظاهراً‬ ‫وباطناً ‪..‬‬ ‫وهي فرض عي على كل مسلم ‪ ،‬وفرضيتها ثابتة بالكتاب والسنة والمجاع ‪.‬‬ ‫ا َجيِميع ا ً أَّيَه ا اْلُمْؤيِمُناوَن َلَعّلُكْم‬ ‫فأما الكتاب فلقول ال تعال ‪َ ﴿ :‬اوُتاوُباوا إيَِل ى ّ يِ‬ ‫ُتْفليُِحاوَن ﴾ ]الناور‪ :‬من الية ‪.[ 31‬‬ ‫صاوح ا ً ﴾ ] التحريم‪ :‬من‬ ‫وقوله تعال ‪َ ﴿ :‬ي ا أَّيَه ا اّليِذيَن آَمُناوا ُتاوُباوا إيَِل ى ّ يِ‬ ‫ا َتْاوَبًة َن ُ‬ ‫الية ‪ . [8‬ففي هاتي اليتي المر الصريح بالتوبة لميع الؤمني ‪ ،‬وهذا يدّل على وجوب‬ ‫‪3‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫التوبة ‪ ،‬ويدل كذلك على أن التوبة ليست خارصة بالعصاة واللخلطي ؛ لن ال تعال أمر‬ ‫با أهل الميان ‪.‬‬ ‫وما يدّل على وجوب التوبة كذلك قوله تعال ‪َ ﴿ :‬اوَمْن َلْم َيُتْب َفُأاوَليِئَك ُهُم‬ ‫الّظ اليُِماوَن﴾ ]الحجرات‪ :‬من الية ‪ [11‬حيث قّس مم العباد إل قسمي ‪ :‬تائ ب وظال ‪ ،‬ولا كان‬ ‫الظلم مرماً ؛ كانت التوبة واجبة ‪.‬‬ ‫وأما السنة ‪ :‬فقد أمر النب رصلى ال عليه وسلم بالتوبة فقال ‪ )) :‬يا أيها الناس توبوا‬ ‫إل ال فإن أتوب إليه ف اليوم مائة مرة (( ] رواه مسلم [ ‪.‬‬ ‫ويا ل العج ب ! رسول ال رصلى ال عليه وسلم العصوم الذي ل ينطق عن الوى ‪،‬‬ ‫وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ‪ ،‬وحاشاه رصلى ال عليه وسلم عن الذنوب الت‬ ‫نعرفها ‪ ،‬ومع ذلك يتوب ف اليوم الواحد مائة مرة !!‬ ‫ونن غافلون عن التوبة ‪ ..‬واثقون بالرحة والغفرة ‪ ..‬وكأننا ضمنا على ال النة ؛ بل‬ ‫الفردوس العلى !‬ ‫وأما المجاع فقد قال ابن قدامة ‪ :‬المجاع منعقد على وجوب التوبة ‪.‬‬ ‫وقال ابن تيمية‪)) :‬ول بد لكل عبٍد من التوبة ‪ ،‬وهي واجبة على الولي والخرين(( ‪.‬‬

‫ال رحيم بعباده‬ ‫ومن رحة ال علينا أخي البي ب ‪ ،‬أن دعانا إل التوبة وفرضها علينا لنتوب فيغفر لنا‬ ‫سبحانه وتعال ‪ ،‬فما أرحه بنا ‪ ،‬وما أرأفه بالنا ‪ ،‬وما أحله علينا ‪..‬‬ ‫قال النب رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬ل أشّد فرحاً بتوبة عبده حي يتوب من أحدكم‬ ‫كان على راحلته بأر ٍ‬ ‫ض فلة ‪ ،‬فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ‪ ،‬فأيس منها ‪ ،‬فأتى‬ ‫شجرة فاضطجع ف ظلها ‪ ،‬وقد أيس من راحلته ‪ ،‬فبينما هو كذلك إذا هو با قائمة عنده‬ ‫‪ ،‬فأخذ بطامها ث قال من شدة الفرح ‪ :‬اللهم أنت عبدي وأنا ربك ؛ أخطأ من شدة‬ ‫الفرح (( ] رواه مسلم [ ‪.‬‬ ‫فال عّز وجّل يدعوك – أخي البي ب – إل داره ‪َ ﴿ :‬او ّ‬ ‫اُ َيْدُعاو إيَِل ى َدايِر‬ ‫‪4‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫سليِم َاوَيْهيِدي َمْن َي َ‬ ‫صَرا ٍط ُمْسَتيِقي ٍم ﴾ ]ياونس‪. [25:‬‬ ‫ش اُء إيَِل ى يِ‬ ‫ال ّ‬ ‫فلم العراض ؟ ‪ ..‬ول الصدود ؟‪ ..‬ول الفرار ؟ ‪..‬‬ ‫إن من خاف ملوقاً فّر منه ‪ ...‬أما من خاف من ال تعال فّر إليه ‪َ ﴿ :‬فيِفّراوا إيَِل ى‬ ‫ا إيِّنل ي َلُكْم يِمْنُه َنيِذيٌر ُميِبيٌن ﴾ ] الذري ات‪. [50:‬‬ ‫ّ يِ‬ ‫فال عّز وجّل يقبل توبة التائبين ‪ ،‬ويغفر ذنوب المذنبين ‪ ،‬ويقبل عثرات‬ ‫العاثرين ‪ ...‬ويرحم دموع الخائفين النادمين ‪..‬‬ ‫فأين التائبون إلى الرحمن ؟!‬ ‫أين الخائفون من النيران ؟‬ ‫أين المشتاقون إلى الجنان ؟!‬ ‫أين الخاطبون للحور الحسان ؟!‬

‫ب‬ ‫ظلم العبد ورحمة الر ّ‬

‫س اَن ليَِرّبيِه َلَكُناوٌد‬ ‫قال تعال ‪ ﴿ :‬إيِّن اْليِْن َ‬ ‫قال ابن عباس ‪ :‬كفور جحود لنعم ال ‪.‬‬ ‫وقال السن ‪ :‬هو الذي يعّد الصائ ب وينسى النعيم ‪...‬‬ ‫ب عّز وجّل فهو الميد ‪ ،‬الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ‪،‬‬ ‫أما الر ّ‬ ‫ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حت تطلع الشمس من مغربا ‪..‬‬ ‫ينزل سبحانه كل ليلة إل ساء الدنيا ف ثلث الليل الخر فيقول ‪:‬‬ ‫﴾ ] الع ادي ات‪. [6:‬‬

‫هل من داع فأستجي ب له ؟ ‪..‬‬ ‫هل من سائل فأعطيه ؟‪..‬‬

‫هل من مستغفر فأغفر له ؟ ‪..‬‬ ‫ل يؤّيس عبده من رحته ‪ ..‬ول يقنطه من عفوه ومغفرته ‪ ..‬بل قال ‪ :‬مت جئتن‬ ‫قبلتك ‪ ..‬إن أتيتن ليلً قبلتك ‪ ..‬وإن أتيتن ناراً قبلتك ‪ ..‬وإن تقربت من شباً تقربت‬ ‫منك ذراعاً ‪ ..‬وإن تقربت من ذراعاً تقربت منك باعاً ‪ .‬وإن أتيتن تشي أتيتك هرولة ‪..‬‬ ‫ولو لقيتن بقراب الرض خطايا ‪ ..‬ث لقيتن ل تشرك ب شيئاً ‪ ..‬أتيُتك بقرابا مغفرة ‪ ..‬ولو‬ ‫‪5‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫بلغت ذنوبك عنان السماء ‪ ،‬ث استغفرتن غفرت لك ‪ ،‬ومن أعظم من جوداً وكرماً ؟‪..‬‬ ‫عبادي يبارزونن بالعظائم ‪ ..‬وأنا أكلؤهم على فرشهم ‪ ..‬إن والن والنس ف نبأ‬ ‫ل‬ ‫عظيم ‪ ..‬أخلق ويعبد غيي ‪ ..‬وأرزق ويشكر سواي ‪ ..‬خيي إل العباد نازل ‪ ..‬وشّرهم إ ّ‬ ‫ل‬ ‫رصاعد ‪ ..‬أتب ب إليهم بنعمي وأنا الغن عنهم ‪ ..‬ويتبغضون إل بالعارصي وهم أفقر شيء إ ّ‬ ‫‪.‬‬ ‫ل تلقيته من بعيد ‪ ..‬ومن أعرض عن ناديته من قري ب ‪ ..‬ومن ترك لجلي‬ ‫من أقبل إ ّ‬ ‫ت له‬ ‫أعطيته فوق الزيد ‪ ..‬ومن أراد رضائي أردت ما يريد ‪ ..‬ومن تصرف بول وقوت ألن ُ‬ ‫الديد ‪..‬‬ ‫أهل ذكري أهل مالست ‪ ..‬وأهل شكري أهل زيادت ‪ ..‬وأهل طاعت أهل كرامت ‪..‬‬ ‫وأهل معصيت ل أقنطهم من رحت ‪..‬‬ ‫ل‬ ‫ ب التوابي وأح ّ‬ ‫ل فأنا حبيبهم ‪ ..‬فإن أح ّ‬ ‫ ب التطهرين ‪ ..‬وإن ل يتوبوا إ ّ‬ ‫إن تابوا إ ّ‬ ‫فأنا طبيبهم ‪ ..‬أبتليهم بالصائ ب لطهرهم من العاي ب ‪..‬‬ ‫من آثرن على سواي ؛ آثرته على سواه ‪ ..‬السنة عندي والسيئة عندي بواحدة ‪..‬‬ ‫فإن ندم عليها واستغفرن غفرتا له ‪..‬‬ ‫أشكر اليسي من العمل ‪ ..‬وأغفر الكثي من الزلل ‪ ..‬رحت سبقت غضب ‪ ..‬وعفوي‬ ‫سبق عقوبت ‪ ..‬وأنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها )‪. (1‬‬

‫ب‬ ‫ظلم العبد ورحمة الر ّ‬

‫وأن سألت أخي عن طريق مضمون سهل يسي ليس فيه مشقة ول نص ب ‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك فإنه مورصل إل رضوان ال والنة ‪ ،‬أخبتك أن هذا الطريق هو طريق التوبة ‪..‬‬ ‫وإذا أردت معرفة ذلك ‪ ،‬فتعال معي لتقرأ ما سّطره المام أين القيم عن سات هذا‬ ‫الطريق إذ قال رحه ال ‪ )) :‬هلم إل الدخول على ال وماورته ف دار السلم بل نص ب ول‬ ‫‪1‬‬

‫)(‬

‫مدارج السالكي ) ‪. ( 212 ، 211 /1‬‬

‫‪6‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫تع ب ول عناء ‪ ..‬بل من أقرب الطرق وأسهلها ‪ ..‬وذلك أنك ف وقت بي وقتي ‪ ..‬وهو ف‬ ‫القيقة عمرك ‪ ..‬وهو وقتك الاضر بي ما مضى وما ُيستقبل ‪..‬‬ ‫فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والستغفار ‪ ..‬وذلك شيء ل تع ب عليك فيه ول‬ ‫نص ب ‪ ،‬ول معاناة عمٍل شاق ‪ ..‬إنا هو عمل قل ب ‪..‬‬ ‫وتتنع فيما ُيستقبل من الذنوب ‪ ،‬وامتناعك ترك وراحة ‪ ..‬ليس هو عملً بالوارح‬ ‫يشق عليك معاناته ‪ ..‬وإنا هو عزٌم ونية جازمة تريح بدنك وقلبك وسّرك ‪..‬‬ ‫فما مضى تصلحه بالتوبة ‪ ..‬وما يستقبل تصلحه بالمتناع والعزم والنية ‪ ..‬وليس‬ ‫للجوارح ف هذين نص ب ول تع ب ‪ ..‬ولكن الشأن ف عمرك ‪ ..‬وهو وقتك الذي بي الوقتي‬ ‫‪ ..‬فإن أضعته أضعت سعادتك وناتك ‪ ..‬وإن حفظته – مع إرصلح الوقتي اللذين قبله‬ ‫وبعده با ذكر – نوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم ‪..‬‬ ‫وف هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت ‪ ..‬فهي – وال – أيامك الالية ‪ ..‬الت تمع‬ ‫فيها الزاد لعادك ‪ ..‬إما إل النة وإما إل النار ‪ ..‬فإن اتذت إليها سبيلً إل ربك ‪ ..‬بلغت‬ ‫السعادة العظمى والفوز الكب ف هذه الدة اليسية الت ل نسبة لا إل البد ‪..‬‬ ‫وإن آثرت الشهوات والراحات واللهو واللع ب ‪ ..‬انقضت عنك بسرعة ‪ ..‬وأعقبتك‬ ‫الل العظيم الدائم الذي مقاساته ومعاناته أشق وأرصع ب وأدوم من معاناة الصب عن مارم‬ ‫ال والصب على طاعة ال ‪ ..‬ومالفة الوى لجله)‪... (2‬‬

‫فاستبقوا الصراط‬ ‫فيا أخي البي ب بادر بالتوبة الصادقة ‪ ،‬وجّد دم التوبة ف كل يوم وف كل وقت ‪..‬‬ ‫وإذا أذنبت مرة أخرى ‪ ،‬فجدد توبة أخرى ‪ ،‬ول تصّر على الذن ب أو تعتقد أن ال عّز وجّل‬ ‫ل يغفره لك ‪..‬‬ ‫بادر أخي بالتوبة ‪ ..‬ول تقل سوف أتوب ‪ ..‬أو غداً سأتوب ‪ ..‬وما يدريك أنك‬ ‫‪2‬‬

‫)(‬

‫الفوائد ص ) ‪. ( 171 ، 170‬‬

‫‪7‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫ستعيش إل غٍد ‪ ..‬فإن الوت يأت بغتة بل أسباب ول مقدمات ‪ ..‬وكم رأينا أناساً ماتوا‬ ‫فجأة وهم ف شرخ الشباب ‪ ..‬فهذا توف بسب ب توقف مفاجيء للقل ب ‪ ..‬وهذا بسب ب‬ ‫حادث مروع ‪ ...‬وذلك بسب ب ررصارصة طائشة ‪ ..‬وآخر ل ُيعلم سب ب موته ‪ ..‬قال تعال ‪:‬‬ ‫ض َتُماو ُ‬ ‫ت ﴾ ]لقم ان‪ :‬من الية ‪.[34‬‬ ‫ي أَْر ٍ‬ ‫س يِبأ َ ّ‬ ‫﴿َاوَم ا َتْديِري َنْف ٌ‬ ‫ومن هنا أمر ال عّز وجّل باغتنام الوقات ف طاعته ‪ ..‬وبالسارعة بالتوبة قبل حلول‬ ‫ت‬ ‫سَمواَوتا ُ‬ ‫ضَهوا تال ّ‬ ‫سواِرُعاوتا إَِل ى َمْغفَِرٍة ِمْن َربُّكْم َوَجنٍّة َعْر ُ‬ ‫الجل ‪ ..‬قال تعال‪َ*﴿ :‬و َ‬ ‫ض﴾ ] آل عمران‪ :‬من الةية ‪. [133‬‬ ‫َوتاْلَْر ُ‬ ‫ت ﴾ ] البقرة‪ :‬من الةية ‪. [148‬‬ ‫وقال ‪َ ﴿ :‬فوا ْ‬ ‫ستَبُِقاوتا تاْلَخْيَرتا ِ‬ ‫وقال ‪َ ﴿ :‬اواّليِذيَن إيَِذا َفَعُلاوا َف ايِح َ‬ ‫ا َف اْسَتْغَفُراوا‬ ‫شًة أَْاو َظَلُماوا أَْنفُ َ‬ ‫سُهْم َذَكُراوا ّ َ‬ ‫ليُِذُناويِبيِهْم َاوَمْن َيْغيِفُر الّذُناوَب إيِّل ّ‬ ‫ن﴾ ]آل‬ ‫اُ َاوَلْم ُي يِ‬ ‫صّراوا َعَل ى َم ا َفَعُلاوا َاوُهْم َيْعَلُماو َ‬ ‫عمران‪. [135:‬‬ ‫وقال النب ‪ )) :‬ويل للم ِ‬ ‫ص ّرمين على ما فعلوا وهم يعلمون (( ] رواه أحد ورصححهم اللبان [ ‪.‬‬ ‫فيا أخي البي ب !‬

‫ تب ال ن قبل أن تتاكم الظلمة على قلبك ‪ ،‬فل تستطيع فكاكاً من العارصي ‪.‬‬‫ تب ال ن قبل أن يهجم عليك الرض أو الوت فل تد مهلة للتوبة والنابة ‪.‬‬‫ تب ال ن قبل أن يأتيك ملك الوت فتقول‪َ﴿ :‬رّب اْريِجُعاويِن﴾ فيقال لك ﴿َكّل﴾‪.‬‬‫‪ -‬تب ال ن واقبل النصح ؛ فالسعيد من وعظ بغيه ‪..‬‬

‫ض على أرصابع الندم وتقول ‪َ ﴿ :‬لْيَتيِنل ي اّتَخْذ ُ‬ ‫ت َمَع‬ ‫ تب ال ن فبل أن تع ّ‬‫سيِبيلً * َي ا َاوْيَلَت ى َلْيَتيِنل ي َلْم أَّتيِخْذ ُفلن ا ً َ‬ ‫خيِليلً ﴾ ] الفرق ان‪ :‬من الية ‪،27‬‬ ‫ساويِل َ‬ ‫الّر ُ‬ ‫‪. [ 28‬‬

‫أخي الحبيب !‬ ‫خذ من شبابك قبل الوت والرم‬

‫وبادر التوب قبل الفو ٍ‬ ‫ت والندم‬

‫ي ومرتٌن‬ ‫واعلم بأنك مز ّ‬

‫وراق ب ال واحذر زلة القدم‬ ‫‪8‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫من ثمرات التوبة‬ ‫للتوبة أخي ثرات عديدة يتاج إليها كل مسلم ‪ ،‬ول أراك إل ف شدة الحتياج إليها ‪،‬‬ ‫فاحرص أخي على قطف هذه الثمار فإنا وال فررصتك إل النجاة والفوز والنعيم ومن ثرات‬ ‫التوبة ‪:‬‬ ‫ف ِمْن بَْعِدِهْم‬ ‫‪ .1‬أنا سب ب لدخول النة والنجاة من النار ‪ :‬لقوله تعال ‪ *﴿ :‬فَ​َخلَ َ‬ ‫ف يَْلقَْاوَن َغيّواً * إيِّل َمْن‬ ‫صةالةَ َوتاتّبَُعاوتا تال ّ‬ ‫َخْل ٌ‬ ‫سْاو َ‬ ‫ضواُعاوتا تال ّ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ف أَ َ‬ ‫شَهَاوتا ِ‬ ‫ص ايِلح ا ً َفُأاوَليِئَك َيْدُخُلاوَن اْلَجّنَة َاول ُيْظَلُماوَن َ‬ ‫شْيئً ا﴾‬ ‫َت اَب َاوآَمَن َاوَعيِمل َ َ‬ ‫] مرةيم‪. [60 ،59:‬‬ ‫‪ .2‬أنا سب ب لتكفي السيئات وتبديلها حسنات ‪:‬‬ ‫س ى‬ ‫لقوله تعال ‪َ ﴿ :‬ي ا أَّيَه ا اّليِذيَن آَمُناوا ُتاوُباوا إيَِل ى ّ يِ‬ ‫صاوح ا ً َع َ‬ ‫ا َتْاوَبًة َن ُ‬ ‫ت َتْجيِري يِمْن َتْحيِتَه ا اْلَْنَه اُر ﴾‬ ‫سّيَئ ايِتُكْم َاوُيْديِخَلُكْم َجّن ا ٍ‬ ‫َرّبُكْم أَْن ُيَكّفَر َعْنُكْم َ‬ ‫ص ايِلح ا ً‬ ‫]التحريم‪ :‬من الية ‪. [8‬وقوله تعال ‪ ﴿:‬إيِّل َمْن َت اَب َاوآَمَن َاوَعيِملَ َعَملً َ‬ ‫ت َاوَك اَن ّ‬ ‫َفُأاوَليِئَك ُيَبّدل ُ ّ‬ ‫اُ َغُفاوراً َريِحيم ا ً ﴾ ] الفرق ان‪. [ 70:‬‬ ‫سَن ا ٍ‬ ‫سّيَئ ايِتيِهْم َح َ‬ ‫اُ َ‬ ‫‪ .3‬أنا سب ب الفلح ف الدارين ‪:‬‬ ‫ن﴾] الناور‪ :‬من‬ ‫ا َجيِميع ا ً أَّيَه ا اْلُمْؤيِمُناوَن َلَعّلُكْم ُتْفليُِحاو َ‬ ‫لقوله تعال‪َ﴿ :‬اوُتاوُباوا إيَِل ى ّ يِ‬ ‫الية ‪.[31‬‬ ‫‪ .4‬أنا سب ب لبة ال ‪:‬‬ ‫ن ﴾ ]البقرة‪ :‬من الية‬ ‫ب اْلُمَتَطّهيِري َ‬ ‫ب الّتّاوايِبيَن َاوُييِح ّ‬ ‫ا ُييِح ّ‬ ‫لقوله تعال ‪ ﴿ :‬إيِّن ّ َ‬ ‫‪. [222‬‬ ‫‪ .5‬أنا سب ب لصول اليات للعبد ‪:‬‬ ‫سَم اَء‬ ‫لقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬اوَي ا َقْاويِم اْسَتْغيِفُراوا َرّبُكْم ُثّم ُتاوُباوا إيَِلْييِه ُيْريِسيِل ال ّ‬ ‫َعَلْيُكْم يِمْدَراراً َاوَييِزْدُكْم قُّاوًة إيَِل ى قُّاويِتُكْم َاول َتَتَاوّلْاوا ُمْجيِريِميَن ﴾ ] هاود‪. [ 52:‬‬ ‫‪ .6‬أنا سب ب للمغفرة والرحة ‪:‬‬ ‫‪9‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫ت ُثّم َت اُباوا يِمْن َبْعيِدَه ا َاوآَمُناوا إيِّن َرّبَك‬ ‫سّيئ ا يِ‬ ‫لقوله تعال ‪َ ﴿ :‬اواّليِذيَن َعيِمُلاوا ال ّ‬ ‫يِمْن َبْعيِدَه ا َلَغُفاوٌر َريِحيٌم﴾ ] لعراف‪. [153:‬‬

‫الطريق إلى التوبة‬ ‫وإذا سألت أخي عن بداية طريق التوبة فإنه )) اليقظة (( ‪ ،‬فاليقظة هي البداية القيقية‬ ‫للستقامة والنهوض من ورطة الغفلة ومنة التقصي ‪.‬‬ ‫قال ابن القيم رحمه ال ‪ )) :‬فأول منازل العبودية ‪ )) :‬اليقظة (( وهي انزعاج القل ب‬ ‫لروعة النتباه من رقدة الغافلي ‪(( ...‬‬ ‫فهل تشعر أخي بالتقصي ؟‬

‫هل تشعر بالتفريط ف حق ال ؟‬

‫هل تشعر بالندم على ما سلف من العصيان ؟‬ ‫إن مرد شعورك هذا هو بداية التوبة والستعداد القيقي لا ‪ .‬أما الذين ل يشعرون‬ ‫بذنوبم وتفريطهم وتقصيهم ‪ ،‬فإن التوبة ل تطر ببالم ‪.‬‬ ‫فهل أنت مستعّد – أخي البي ب لذه اليقظة الباركة ؟‬ ‫هل أنت متشوق لذا التوّج هم الديد ؟‬ ‫هل أنت جاهز لذا التحول ف مسية حياتك ؟‬

‫إنه – وال – مستقبلك القيقي ‪ ،‬وسعادتك البدية الت إن فقدتا وُح رممت منها ‪،‬‬ ‫فقد خبت وخسرت ‪ ،‬وأحاط بك الشقاء من مجيع جهاتك ‪ ،‬ولزمتك السرة والندامة ‪،‬‬ ‫وليت حي مندم ‪.‬‬ ‫إننا ل ندعوك – أخي– إل عمل شاق يصع ب عليك ‪ ..‬إننا ندعوك فقط إل وقفة‬ ‫تأمل وفكرة حقيقية ف الصي واللآل‪ ،‬وماسبة رصادقة للنفس‪ ،‬ومراجعة حثيثة لا قدمت وما‬ ‫ينتظرك‬ ‫فالمر جّد خطي ‪ ،‬ونذير الوت يتبص ‪ ،‬والنهاية القيقية ف كلمتي ‪ :‬يا أهل النة‬ ‫‪10‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫)‪( 3‬‬ ‫ي اللّْي تكون !!‬ ‫خلود فل موت ‪ ،‬ويا أهل النار خلود فل موت ‪ ...‬فليت شعري ف أ ّ‬ ‫أسأل ال ل ولك توبة مقبولة وعودة رصادقة وإنابة للذنوب ماحقة ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫)(‬

‫يقظة السلف ص )‪. ( 4 ، 3‬‬

‫‪11‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫عالج همومك‬ ‫بالصل ة‬ ‫إعداد‬ ‫القسم العلمي بدار الوطن‬ ‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫‪12‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫الحمد ل رب العالمين ‪ ،‬والعاقبة للمتقين ‪ ،‬والصل ة والسل م على خاتم النبياء‬

‫والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ،‬وبعد ‪...‬‬

‫فممإن الصمملة مممن أعظممم أسممباب السممعادة والطمأنينممة والممدوء وراحممة البممال ‪ ،‬ولمذلك فقممد‬ ‫جعلت قرت عي النب رصلى الم عليمه وسلم فم الصملة ‪ ،‬وقرة العيم فموق البمة ‪ ،‬فمإنه ليمس‬ ‫كل مبوب تقّر به العي ‪ ،‬وإنا تقّر العي بأعلى البوبات وهو ال سبحانه وتعال وما يقرب‬ ‫إليه ‪ ،‬والصلة من أعظم ما يقرب إل ال تعال ‪ ،‬ومن أعظم ما يريح النفس ويسعدها ‪.‬‬ ‫وكان النب رصلى ال عليه وسلم يقول لبلل ‪ )) :‬يا بلل أرحنا بالصلة (( ] رواه أحد وأبممو داود‬ ‫ورصححهم اللبان [ ‪.‬‬

‫فيا أيها الزون الذي أثقلته الموم ‪ :‬راحتك ف الصلة ‪...‬‬ ‫ويا أيها القلق الذي سيطر عليه الوف ‪ :‬أمُنك ف الصلة ‪..‬‬ ‫ويا من ضاق رصدره ‪ ،‬وانكشف باُله ‪ ،‬واضطرب فؤاده ‪ :‬سعادتك ف الصلة ‪..‬‬ ‫وأنممت أخممي السممجي ‪ ..‬يمما مممن تقاسممي مممن فقممد الهممل والحبمماب ‪ :‬راحممة قلبممك وهدوء‬ ‫بالك ف الصلة ‪.‬‬ ‫سّبْح يِبَحْمميِد َرّبمَك‬ ‫قال تع ممال ‪َ ﴿ :‬اوَلَقْد َنْعَلُم أَّنَك َي يِ‬ ‫صْدُرَك يِبَم ا َيُقاوُلاوَن * َف َ‬ ‫ضيُق َ‬ ‫س ايِجيِديَن * َاواْعُبْد َرّبَك َحّت ى َيأْيِتَيَك اْلَييِقيُن ﴾ ] الحجر‪.[99، 97:‬‬ ‫َاوُكْن يِمَن ال ّ‬ ‫كيف تشكو الوحدة أخي والصلة خي أنيس ‪..‬‬ ‫كيف تشكو الوحشة وال تعال جليس من ذكره ‪ ،‬وأنيس من ناجاه !‬ ‫من مثلكم أخي ‪ ...‬تدخل علمى ملمك اللموك فم أي وقت تشماء دون اسمتئذان ممن أحمد‬ ‫‪ ..‬فل حّج امب ول حّراس ‪ ..‬وأنت المذي تقمرر إنماء الزيارة أو تديمدها ‪ ...‬فالبماب مفتموح ‪..‬‬ ‫ت الصلة بين وبيم عبممدي نصممفي‬ ‫والي منوع ‪ ...‬قال تعال ف الديث القدسي ‪ )) :‬قسم ُ‬ ‫‪ ،‬ولعبم ممدي مم مما سم ممأل ‪ ،‬فم ممإذا قم ممال العبم ممد ‪﴿ :‬تاْلَحْمُد ِّلِ َرّب تاْلَعوالَِميَن﴾ قوال ا ‪ :‬حمدني‬ ‫‪13‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫عبدي ‪..‬‬ ‫فإذا قال ‪﴿ :‬الّرْحَميِن الّريِحييِم﴾ ‪.‬‬ ‫قال ال ‪ :‬أثن علّي عبدي ‪..‬‬ ‫فإذا قال ‪َ ﴿ :‬موالِ​ِك يَْاوِم تالّديِن ﴾ ‪.‬‬ ‫قال ال ‪ّ :‬مدن عبدي ‪..‬‬ ‫فإذا قال ‪ ﴿ :‬إيِّي اَك َنْعُبُد َاوإيِّي اَك َنْسَتيِعيُن ﴾ ‪.‬‬ ‫قال ال ‪ :‬هذا بين وبي عبدي ‪ ،‬ولعبدي ما سأل ‪..‬‬ ‫صمَراَط اّلميِذيَن أَْنَعْممَت َعَلْييِه مْم َغْيميِر‬ ‫صَراَط اْلُمْسَتيِقيَم * يِ‬ ‫فإذا قال ‪ ﴿ :‬اْهيِدَن ا ال ّ‬ ‫ض اّليَن ﴾ ‪.‬‬ ‫ضاو يِ‬ ‫ب َعَلْييِهْم َاول ال ّ‬ ‫اْلَمْغ ُ‬ ‫قال ال ‪ :‬هذا العبدي ‪ ،‬ولعبدي ما سأل (( ] رواه مسلم [ ‪..‬‬ ‫قممال ابممن القيممم رح ه ال م ‪ )) :‬فالصمملة قممرة عيممون الممبي ف م هممذه الممدنيا ‪ ،‬لمما فيهمما مممن‬ ‫مناجاة من ل تقّر العيون ‪ ،‬ول تطمئن القلوب ‪ ،‬ول تسكن النفمموس إل إليممه ‪ ،‬والتنعممم بممذكره‬ ‫‪ ،‬والتممذلل والضمموع لممه ‪ ،‬والقممرب منممه ‪ ،‬ولسمميما ف م حممال السممجود ‪ ،‬وتلممك الممال أقممرب ممما‬ ‫يكون العبد من ربه فيها ‪.‬‬ ‫ومن هذا قول النب رصملى الم عليمه وسلم ‪ )) :‬يما بلل ! أرحنما بالصملة (( فمأعلم بمذلك‬ ‫أن راحته رصلى ال عليه وسلم ف الصلة ‪ ،‬كما أخب أن قرة عينه فيها ‪.‬‬ ‫ ب راحتممه وقمرة عينممه ف م‬ ‫فممأين هممذا مممن قممول القائممل ‪ :‬نصمملي ونسممتيح مممن الصمملة ! فممال ّ‬ ‫الصلة ‪ ،‬والغافل العرض ليس له نصممي ب ممن ذلمك ؛ بمل الصمملة كمبية شماقة عليمه ‪ ،‬إذا قممام‬ ‫ ب الصملة إليمه أعجلهمما وأسممرعها ‪ ،‬فممإنه ليممس‬ ‫فيها كأنه على المر حت يتلخلص منها ‪ ،‬وأحم ّ‬ ‫له قرة ع ٍ‬ ‫ي فيها ‪ ،‬ول لقلبه راحةٌ با (()‪.(4‬‬

‫‪4‬‬

‫)(‬

‫رسالة ابن القيم إل أحد إخوانه ص ) ‪. ( 34 ، 33‬‬

‫‪14‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫الصل ة التي نريد‬ ‫والصلة الت نريد ليس هي الممت يؤديهمما كممثي مممن النمماس بل روح ول خشمموع ول طمأنينممة‬ ‫ول تفك ممر ف م معانيه مما ‪ ،‬ف ممإن مث ممل ه ممذه الص مملة ل ت ممأثي ل مما ف م حي مماة رص مماحبها ‪ ،‬فالقص ممود‬ ‫بالصلة إنا هو تعظيم العبممود ‪ ،‬وتعظيمممه ل يكممون إل بضمور القلم ب فم العبممادة ‪ .‬وقد كممان‬ ‫بعممض السمملف يتغي م وجهممه خوف اً إذا حضممرت الصمملة ويقممول ‪ :‬أتممرون بي م يممدي مممن أريد أن‬ ‫أقف ؟ فإذا أردت استجلب حضور قلبك الغائ ب ‪ ،‬ففّرغه من الشواغل ما استطعت ‪.‬‬ ‫قال النب رصلى ال عليه وسلم ‪)) :‬إن الرجل لينصرف من رصلته وما كت ب له إل عشر‬ ‫رصلته ‪ ،‬تسعها ‪ ،‬ثنها ‪ ،‬سبعها ‪ ،‬سدسها ‪ ،‬خسها ‪ ،‬ربعها ‪ ،‬ثلثها ‪ ،‬نصفها (( ] رواه أحد وأبو‬ ‫داود وحّسنمه اللبان [ ‪.‬‬ ‫فهل سألت نفسك أخي ‪ :‬ماذا كت ب لك من رصلتك ؟ بل هل سألت نفسك هل‬ ‫قبلت رصلتك أم ل ؟ ‪.‬‬ ‫قال النب رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬أول ما ياس ب عليه العبد يوم القيامة الصلة ‪ ،‬فإن‬ ‫رصلحت ؛ رصلح سائر عمله ‪ ،‬وإن فسدت ؛ فسد سائر عمله (( ] أخرجه الطبانم ورصححه اللبان [ ‪.‬‬ ‫فالصل ة التي نريد هي الصلة الت تستجاب با الدعوات ‪..‬‬

‫الصل ة التي تكشف با الكربات ‪...‬‬ ‫الصل ة التي تنزل با الرحات ‪...‬‬

‫الصل ة التي ُتدفع با البلّيات ‪...‬‬ ‫ب البيات ‪...‬‬ ‫الصل ة التي تقّرب العبد من ر ّ‬

‫فأين نحن من هذه الصلة ‪ ..‬؟‬

‫‪15‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫الصل ة لوقتها‬

‫صلَة َك اَنْت َعَل ى اْلُمْؤيِميِنيَن يِكَت اب ا ً َمْاوُقاوتً ا﴾‬ ‫قال ال تعال ‪ ﴿ :‬إيِّن ال ّ‬ ‫ت‬ ‫صةالةَ َوتاتّبَُعاوتا تال ّ‬ ‫ف ِمْن بَْعِدِهْم َخْل ٌ‬ ‫‪ [103‬وقال تعالى‪﴿:‬فَ​َخلَ َ‬ ‫ضواُعاوتا تال ّ‬ ‫ف أَ َ‬ ‫شَهَاوتا ِ‬ ‫ف يَْلقَْاوَن َ‬ ‫غيّوا ً﴾ ]مرةيم‪[ 59:‬‬ ‫سْاو َ‬ ‫فَ َ‬ ‫قال أحد السلف ‪ :‬أما إنم ما تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتا ‪..‬‬ ‫وقال تعال ‪َ﴿ :‬حوافِ ُ‬ ‫س َ‬ ‫صةالِة تاْلُاو ْ‬ ‫ت َوتال ّ‬ ‫ظاوتا َعَل ى تال ّ‬ ‫ط ى َوُقاوُماوتا ِّلِ‬ ‫صلَ​َاوتا ِ‬ ‫صةالةَ لِ​ِذْكِري ﴾ ]طـه‪ :‬من الةية ‪. [14‬‬ ‫َقوانِ​ِتيَن﴾] البقرة‪ ،[238:‬وقال تعال ‪َ ﴿ :‬وأَقِ​ِم تال ّ‬ ‫ي العمل خي ؟ فقال ‪ )) :‬الصلة لوقتها (( ] متفق عليهم [‬ ‫وسئل رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬أ ّ‬ ‫‪.‬‬ ‫]النس اء‪ :‬من الية‬

‫تعظيم شأ ن الصل ة‬ ‫ولقد كان السلف رضوان ال عليهم يعظمون شأن الصلة ‪ ،‬ويهتمون با أعظم اهتمام‬ ‫‪ ،‬فكانوا يتسابقون إل الساجد حال النداء ‪ ،‬ويررصون على حضور تكبية الحرام مع‬ ‫المام ‪.‬‬ ‫قال سعيد بن السي ب ‪ :‬ما فاتتن التكبية الول منذ خسي سنة ! ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما نظرت‬ ‫ف قفا رجٍل ف الصلة منذ خسي سنة ‪ ،‬يعن أنه ل يصّل إل ف الصف الول منذ‬ ‫خسي سنة ‪.‬‬ ‫وقال وكيع بن الراح ‪ :‬كان العمش قريباً من سبعي سنة ل تفته التكبية الول !‬ ‫وقال ابن ساعة ‪ :‬مكثت أربعي سنة ل تفتن التكبية الول إل يوم ماتت أمي )‪.(5‬‬ ‫إ ن تعظيم شأ ن الصل ة يكو ن بأمور ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬رعاية أوقاتا وحدودها ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬التفتيش عن أركانا وواجباتا وكمالا ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( فضائل وثرات الصلة مع الماعة ص )‪(6‬‬

‫‪16‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫الثالث ‪ :‬السارعة إليها عند وجوبا ‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬الزن والكلآبة والسف عند فوات حق من حقوقها ‪..‬‬ ‫كمن يزن على فوت الماعة ‪ ،‬ويعلم أنه لو تمُقبّملت منه رصلته منفرداً ؛ فإنه قد فاته‬ ‫سبعة وعشرون ضعفاً ‪.‬‬ ‫وكذلك إذا فاته أول الوقت الذي هو رضوان ال تعال ‪ ،‬أو فاته الصف الول ‪.‬‬ ‫ي الرب تعال ‪ ،‬الذي هو‬ ‫وكذلك فوت الشوع ف الصلة وحضور القل ب فيها بي يد ّ‬ ‫روحها ولّبها ‪ ،‬فصلة بل خشوع ول حضور كبدن ميت ول روح فيه )‪. (6‬‬

‫من ثمرات الصل ة‬ ‫وللصلة أخي البي ب ثرات عديدة منها ‪:‬‬

‫‪ .1‬أنها أفضل العمال ‪:‬‬

‫لقوله رصلى ال عليه وسلم ‪)) :‬استقيموا ولن تصوا ‪ ،‬واعلموا أن خي أعمالكم‬ ‫الصلة(( ] رواه أحد ورصححهم اللبان [ ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أنها نور في القلب والجوارح ‪:‬‬ ‫لقوله رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬الصلة نور (( ] رواه مسلم [ ‪.‬‬ ‫‪ .3‬أنها ماحية للخطايا والسيئات ‪:‬‬

‫لقوله رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬أرأيتم لو أن نراً بباب أحدكم ‪ ،‬يغتسل منه كل يوم‬ ‫خس مرات ‪ ،‬هل يبقى من درنه شيء ؟ ((‬ ‫قالوا ‪ :‬ل يبقى من درنه شيء ‪.‬‬ ‫قال ‪ )) :‬فذلك مثل الصلوات المس ميحو ال بن الطايا (( ] متفق عليهم [ ‪.‬‬ ‫‪ .4‬أنها رافعة الدرجات ‪:‬‬ ‫لقوله رصلى ال عليه وسلم لثوبان ‪ )) :‬عليك بكثرة السجود ‪ ،‬فإنك ل تسجد ل‬ ‫‪6‬‬

‫)(‬

‫الوابل الصي ب ص ) ‪ ( 14 ، 13‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫ط عنك با خطيئة (( ] رواه مسلم [ ‪.‬‬ ‫سجدة إل رفعك ال با درجة ‪ ،‬وح ّ‬

‫‪ .5‬أنها سبب للفلح ‪:‬‬ ‫ن ﴾ ] المؤمناون‬ ‫صليِتيِهْم َخ ايِشُعاو َ‬ ‫لقوله تعال ‪َ ﴿ :‬قْد أَْفَلَح اْلُمْؤيِمُناوَن * اّليِذيَن ُهْم يِفل ي َ‬ ‫‪. [2 -1 :‬‬ ‫‪ .6‬أنها سبب للنصر ‪:‬‬

‫لقوله رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬إنا ينصر ال هذه المة بضعيفها ؛ بدعوتم ورصلتم‬ ‫وإخلرصهم (( ] رواه النسائي ورصححه اللبان [ ‪.‬‬ ‫‪ .7‬أنها منجية من الفواحش والمنكرات ‪:‬‬ ‫صلَة َتْنَه ى َعيِن اْلَفْح َ‬ ‫ش اءيِ َاواْلُمْنَكيِر﴾ ] العنكباوت‪ :‬من الية ‪. [45‬‬ ‫لقوله تعال ‪ ﴿ :‬إيِّن ال ّ‬ ‫‪ .8‬أنها إغاظة للشيطا ن ‪:‬‬ ‫لقوله رصلى ال عليه وسلم‪)) :‬إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي‬ ‫ت ؛ فلي‬ ‫يقول‪ :‬يا ويلي! ُأمر ابن آدم بالسجود فسجد ؛ فله النة ‪ ،‬وأمرت بالسجود فأبي ُ‬ ‫النار(( ] رواه مسلم [ ‪.‬‬

‫‪ .9‬أنها مذهبة للخوف والهلع والبخل ‪:‬‬ ‫سُه ال ّ‬ ‫سُه‬ ‫شّر َجُزاوع ا ً *َاوإيَِذا َم ّ‬ ‫س اَن ُخليَِق َهُلاوع ا ً * إيَِذا َم ّ‬ ‫لقوله تعال‪ ﴿ :‬إيِّن اْليِْن َ‬ ‫صّليَن ﴾ ] المع ارج‪. [ 22- 19:‬‬ ‫اْلَخْيُر َمُناوع ا ً * إيِّل اْلُم َ‬ ‫‪ .10‬أنا تنجي رصاحبها من النار ‪:‬‬ ‫لقوله رصلى ال عليه وسلم‪ )) :‬لن يلج النار أحد رصّلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبا‬ ‫(( يعن الفجر والعصر ] رواه مسلم [ ‪.‬‬ ‫فهذه – أخي البي ب بعض ثرات الصلة وفوائدها ‪ ،‬ما يدل على أهية هذه الصلة‬ ‫ف يِمْن‬ ‫وعظم شأنا ف السلم ‪ ،‬وكيف ل تكون الصلة كذلك وال تعال يقول ‪َ ﴿ :‬فَخَل َ‬ ‫صلَة َاواّتَبُعاوا ال ّ‬ ‫ف َيْلَقْاوَن َغّي ا ً ﴾ ] مريم‪. [59:‬‬ ‫شَهَاوا يِ‬ ‫سْاو َ‬ ‫ت َف َ‬ ‫ض اُعاوا ال ّ‬ ‫ف أَ َ‬ ‫َبْعيِديِهْم َخْل ٌ‬ ‫* وحينما يسأل أهل النار عن سب ب تعذيبهم ف جهنم يبون بأن تركهم للصلة كان‬ ‫‪18‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫صّليَن ﴾] المدثر‪. [ 42،43:‬‬ ‫سَقَر * َق اُلاوا َلْم َنُك يِمَن اْلُم َ‬ ‫سَلَكُكْم يِفل ي َ‬ ‫سبباً ف ذلك ‪َ ﴿ :‬م ا َ‬ ‫كها ؛ فقد كفر (] أخرجه أحد والتمذي ورصححه اللبان‬ ‫* وقال‪):‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة من تر‬ ‫[‬

‫* وقال ‪ )) :‬من ترك رصلة العصر ؛ حبط عمله (( ] رواه البلخاري [ ‪.‬‬ ‫* وقال ‪ )) :‬لينتهي أقوام عن ودعهم المعات أو ليلختمن ال على قلوبم ‪ ،‬ث ليكونن‬

‫من الغافلي (( ] رواه مسلم [ ‪.‬‬ ‫فل إله إل ال ما أعظم شأن الصلة ‪.‬‬ ‫ول إله إل ال ما أعظم ثرات الصلة ‪.‬‬ ‫ول إله إل ال ما أشّد حسرة التهاوني بالصلة ‪..‬‬ ‫أخي البي ب !‬ ‫إن من أسباب سعادتنا ‪ ،‬وحفظ ال لنا ‪ ،‬ورغد العيش الذي نعيشه أن نافظ على‬ ‫عهد ال ف الصلة ‪ ،‬وأن نتوارصى با ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫صلَة َاوْأُمْر يِب اْلَمْعُراو يِ‬ ‫يقول لقمان عليه السلم وهو يورصي ابنه ‪َ ﴿ :‬ي ا ُبَنّل ي أَيِقيِم ال ّ‬ ‫ص اَبَك إيِّن َذليَِك يِمْن َعْزيِم اْل ُ​ُماويِر ﴾ ] لقم ان‪. [17:‬‬ ‫صيِبْر َعَل ى َم ا أَ َ‬ ‫َاواْنَه َعيِن اْلُمْنَكيِر َاوا ْ‬ ‫فهل من مصّل ؟‬ ‫هل من مؤّد للصلة ف أول وقتها ؟‪..‬‬ ‫هل من حري ٍ‬ ‫ص على تلك الشعية العظيمة ؟‬ ‫طعن عمر بن الطاب رضي ال عنه ف رصلة الفجر ‪ ،‬ففاتته ركعة واحدة ‪ ،‬غلبة الدم‬ ‫ت؟‬ ‫‪ ،‬وحل على أكتاف الرجال ‪ ،‬وورصل إل بيته فقال ‪ :‬هل رصّلي ُ‬ ‫قالوا ‪ :‬بقي عليك ركعة ‪.‬‬ ‫فقام يصلي فأغمي عليه ‪ ،‬ث عقد الصلة فأغمي عليه ‪ ،‬وهكذا حت أتّ الركعة ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬المد ل الذي أعانن على الصلة ‪..‬‬

‫‪19‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫ال ال ف الصلة ‪ ..‬أما إنه ل ح ّ‬ ‫ظ ف السلم لن ترك الصلة )‪... (7‬‬ ‫قال المام أحد رحه ال ‪ :‬إنا حظهم – أي الناس – على قدر حظهم من الصلة ‪،‬‬ ‫ورغبتهم ف السلم على قدر رغبتهم ف الصلة ‪.‬‬

‫ترك المحرمات‬ ‫والصلة القيقية ناهية لصاحبها عن الوقوع فيما حّرم ال تعال ‪ ،‬ولن يستمر الصلي‬ ‫على معصية ما دام يؤدي الصلة عبادة ل وعلى الصفة الشروعة ‪ .‬فعن أب هريرة رضي ال‬ ‫عنه قال ‪ :‬جاء رجل إل النب رصلى ال عليه وسلم فقال ‪ )) :‬إن فلناً يصلي بالليل ‪ ،‬فإذا‬ ‫أرصبح سرق ‪ .‬قال ‪ )) :‬إنه سينهاه ما يقول (( ] رواه أحد وابن حبان [ )‪. (8‬‬ ‫فاتق ال – أخي السلم – وحافظ على رصلتك ‪ ،‬واجعل لا تأثياً ف حياتك وتوجيهاً‬ ‫لك نو الفضل ‪ ،‬ومنعاً لك من الفواحش والنكرات وسائر العارصي واللخالفات ‪.‬‬ ‫نسأل ال أ ن يجعلنا من المحافظين على الصل ة ‪ ،‬الذين هم في صلتهم خاشعو ن‬

‫‪ ،‬وآخر دعوانا أ ن الحمد ل رب العالمين ‪.‬‬ ‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫‪7‬‬

‫)(‬

‫وجعلت قرة عين ف الصلة للشيخ عائض القرن ص )‪. (12‬‬

‫‪8‬‬

‫)(‬

‫قد أفلح الؤمنون لحد النصور ص ) ‪. ( 4 ،3‬‬

‫‪20‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫سجين‬ ‫ينتظر الفرج‬ ‫إعداد‬ ‫القسم العلمي بدار الوطن‬ ‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫‪21‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫الحمد ل رب العالمين ‪ ،‬والصل ة والسل م على من ل نبي بعده ‪ ،‬أما بعد ‪...‬‬ ‫ما أحوجك أخي السجي إل رصب يهون عليك مصابك ‪ ،‬وييسر عليك أمرك ‪،‬‬ ‫ويفف من منتك ‪.‬‬ ‫والصب – أخي السجي – هو حبس النفس عن الزع ‪ ،‬واللسان عن الشكوى ‪،‬‬ ‫والوارِح عن فعل ما يدّل على اليأس والتسلخط ‪.‬‬ ‫الصب – أخي السجي – يعلك ساكناً ف جّو مضطرب مائٍج بأنواع الفت والبليا‬ ‫‪.‬‬ ‫الصب ميدك بالمل والرجاء والتفاؤل ‪ ،‬ويعلك تتطلع إل الفرج القري ب ف أحلك‬ ‫الظروف والواقف والوادث ‪.‬‬ ‫بالضيِق ف ُل ٍجم توي إل ُل ِجم‬ ‫وارصب على الدهر إن أرصبحت مْنغِم رامً‬ ‫باِل أل أتاه اُل بالفرِج‬ ‫فما تّرع كأس الصِب معتصٌم‬ ‫يأت به اُل ف الروحا ِ‬ ‫ت والّد ِلم‬ ‫ل تيأسّن إذا ما ضقت من فرٍج‬ ‫فاطل ب لنفسك باباً غي مرتتِج‬ ‫ب عنك مرتتٌج‬ ‫وإن تضايق با ٌ‬ ‫ساوَء َاوَيْجَعلُ​ُكْم‬ ‫ف ال ّ‬ ‫ضَطّر إيَِذا َدَع اُه َاوَيْكيِش ُ‬ ‫ب اْلُم ْ‬ ‫أخي السجي ! ﴿ أَّمْن ُييِجي ُ‬ ‫ا َقيِليلً َم ا َتَذّكُراوَن ﴾ ]النمل‪. [62:‬‬ ‫ض أَإيَِلٌه َمَع ّ يِ‬ ‫ُخَلَف اَء اْلَْر يِ‬ ‫من‬ ‫من‬ ‫من‬ ‫من‬ ‫من‬ ‫من‬

‫الذي‬ ‫الذي‬ ‫الذي‬ ‫الذي‬ ‫الذي‬ ‫الذي‬

‫يكشف الضّر ؟‬ ‫يزيل الموم والغموم ؟‬ ‫يغيث اللهوف ؟‬ ‫ينّج يم من الهالك والتوف ؟‬ ‫ينصر الظلوم ؟‬ ‫يرحم الكلوم ؟‬ ‫‪22‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫من الذي يشفي السقيم ؟‬ ‫من الذي يغفر الذن ب العظيم ؟‬ ‫من الذي بيده الطلق والفكاك ؟‬ ‫إنه ال تبارك وتعال ‪ ...‬إنه الواحد الحد ‪ ...‬الفرد الصمد ‪ ..‬الذي ل يلد ول يولد‬ ‫‪ ..‬ول يكن له كفواً أحد ‪..‬‬ ‫ا َك ايِشَفٌة﴾ ]لنجم‪.[58:‬‬ ‫س َلَه ا يِمْن ُداويِن ّ يِ‬ ‫قال تعال ‪َ ﴿ :‬لْي َ‬ ‫ا َيْجَعلْ َلُه َمْخَرج ا ً * َاوَيْرُزْقُه يِمْن َحْي ُ‬ ‫ثل‬ ‫وقال تعال ‪َ ﴿ :‬اوَمْن َيّتيِق ّ َ‬ ‫ا َفُهَاو َحْسُبُه ﴾ ]الطلق‪ :‬من الية ‪ [3 ،2‬ز‬ ‫ب َاوَمْن َيَتَاوّكلْ َعَل ى ّ يِ‬ ‫َيْحَتيِس ُ‬ ‫سرًا﴾ ]الطلق‪ :‬من الية ‪[4‬‬ ‫ا َيْجَعلْ َلُه يِمْن أَْميِريِه ُي ْ‬ ‫وقال تعال ‪َ ﴿ :‬اوَمْن َيّتيِق ّ َ‬ ‫سَيْجَعل ُ ّ‬ ‫سرًا﴾ ]الطلق‪ :‬من الية ‪[7‬‬ ‫اُ َبْعَد ُعْس ٍر ُي ْ‬ ‫وقال تعال ‪َ ﴿ :‬‬ ‫وقال تعال ‪َ ﴿ :‬فإيِّن َمَع اْلُعْسيِر ُيْسراً * إيِّن َمَع اْلُعْسيِر ُيْسراً ﴾ ] الشرح‪. [5:‬‬ ‫قال ابن عباس ‪ :‬لن يغل ب عسر يسرين ‪.‬‬ ‫فيا من وقعت ف ضيق ؛ الأ إل ال ‪ ،‬فإن مع العسر يسراً ‪.‬‬ ‫ويا من أرصابتك مصيبة ؛ ارصب واحتس ب ‪ ،‬فإن مع العسر يسراً ‪.‬‬ ‫ويا من أرصبتك الموم والغموم والحزان ‪ ،‬افزع إل الرحيم الرحن ‪ ،‬فإن مع العسر‬ ‫يسراً )‪. (9‬‬ ‫أخي !‬ ‫من رصدق ال ف المور نا‬ ‫رصباً مجيلً ما أسرع الفرجا‬ ‫ومن رجاه كان حيث رجا‬ ‫من خشي ال ل ينْله أذى‬

‫‪9‬‬

‫)(‬

‫أفضل العبادات انتظار الفرج ص )‪. (3 ، 2‬‬

‫‪23‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫أنواع الصبر‬ ‫والصب – أخي – أنواع ثلثة ‪ :‬رصب على طاعة ال ‪ ،‬ورصب عن معصية ال ‪ ،‬ورصب‬ ‫على أقدار ال ‪ ،‬ومرجع هذا أن النسان ف هذه الدنيا بي ثلثة أحوال ‪ :‬بي أمٍر ي ب‬ ‫عليه امتثاله ‪ ،‬وبي ني ي ب عليه اجتنابه وتركه ‪ ،‬وبي قضاء وقدر ي ب عليه الصب فيهما‬ ‫‪ ،‬وهو ل ينفعك عن هذه الثلث ما دام مكلفاً ‪ ،‬وهو متاج إل الصب ف كل واحٍد منها‬ ‫صلَة َاوْأُمْر‬ ‫‪ ،‬وهذه الثلثة هي الت أورصى با لقمان ابنه ف قوله ‪َ ﴿ :‬ي ا ُبَنّل ي أَيِقيِم ال ّ‬ ‫ص اَبَك إيِّن َذليَِك يِمْن َعْزيِم اْل ُ​ُماويِر ﴾‬ ‫يِب اْلَمْعُراو يِ‬ ‫صيِبْر َعَل ى َم ا أَ َ‬ ‫ف َاواْنَه َعيِن اْلُمْنَكيِر َاوا ْ‬ ‫] لقم ان‪. [17:‬‬ ‫فمعن الصب إذن ‪ :‬حبس النفس على طاعة ال ‪ ،‬وحبسها عن معصية ال ‪ ،‬وحبسها‬ ‫إذا أرصيبت بعصية عن التسلخط وعن الزع ومظاهره ‪ :‬من شق اليوب ‪ ،‬ولطم الدود ‪،‬‬ ‫والدعاء بدعوى الاهلية ‪.‬‬

‫الصبر على الطاعات‬ ‫أما الصب على الطاعات فهو رصب على الشدائد ؛ لن النفس بطبعها تنفر من كثي‬ ‫من العبادات؛ ليثارها الراحة والكسل‪ ،‬فالطاعة تتاج إل ماهدة ورصب‪ ،‬ولذا قال النب‬ ‫رصلى ال عليه وسلم ‪)) :‬حفت النة بالكاره(( ] متفق عليهم [ أي المور الت تكرهها النفوس‬ ‫وتشق عليها ‪.‬‬

‫الصبر عن المعاصي‬ ‫الصب عن العارصي يكون ببس النفس عن متابعة الشهوات ‪ ،‬وعن الوقوف فيما حرم‬ ‫ال ‪ ،‬والنفس تتاج إل رصب ؛ لن الشهوات مببة إل النفوس ‪ ،‬ولذلك قال رصلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ )) :‬وحّف تم النار بالشهوات (( ] متفق عليهم [ ‪.‬‬

‫الصبر على البلء‬ ‫‪24‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫وأما الصب على البلء فقد قال تعال ‪َ ﴿ :‬اوَلَنْبلَُاوّنُكْم يِب َ‬ ‫ف‬ ‫شْل ي ٍء يِمَن اْلَخْاو يِ‬ ‫ت َاوَب ّ‬ ‫ص ايِبيِريَن ﴾ ]البقرة‪.[155:‬‬ ‫س َاوالّثَمَرا يِ‬ ‫َاواْلُجاويِع َاوَنْق ٍ‬ ‫شيِر ال ّ‬ ‫ص يِمَن اْلَْمَاوايِل َاواْلَْنفُ يِ‬ ‫ويكون هذا الصب ببس اللسان ‪ ،‬والقل ب والوارح عن الشكوى والتسلخط وفعل ما يدل‬ ‫على الزع وعدم الرضى )‪. (10‬‬

‫السجن ليس نهاية الطريق‬

‫ل تنظر – أخي – إل سجنك على أنه موطنك الذي لبّد أن تأوي إليه ‪ ،‬وترجع‬ ‫إليه مهما تغربت عنه ؛ بل انظر إليه على أنه مطة عابرة نزلت فيها عن طريق الطأ ‪ ،‬ول‬ ‫ميكن أن تعود إليها مرة أخرى ‪ ،‬فإن الؤمن ل يلدغ من جحر مرتي ‪.‬‬ ‫ول تنظر إل سجنك على أنه أعظم الصائ ب الت ل ميكن الصب عليها ‪ ،‬ولكن انظر‬ ‫إل ما أرصي ب به غيك ‪ ،‬فستجد أن مصيبتك تثل نقطة ف بٍر بالنسبة لا أرصي ب به هؤلء‬ ‫‪..‬‬ ‫أنت الن ف السجن ‪ ..‬ولكنك معاف ف رصحة جيدة ‪ ،‬سليم الوارح والعضاء ‪..‬‬ ‫وسوف ترج إن شاء ال قريباً ‪...‬‬ ‫فكيف بك لو كنت مشلولً ل تغادر كرسّيك التحرك ‪ ..‬كيف لو أرصبت ف‬ ‫حادث فبتت أعضاؤك ‪ ..‬كيف لو أرصبت بالمراض البيثة الت ل ُيرجى معها الشفاء ؟!‬ ‫كيف لو كان سجنك مدى الياة ؟ ‪ ..‬كيف لو كنت من حكم عليهم بالقتل قصارصاً أو‬ ‫تعزيراً ‪..‬‬ ‫إذا استشعرت ذلك – أخي – فسوف تون عليك مصيبتك ‪ ،‬وتسهل عليك بليتك‬ ‫‪ ،‬وترضى عن ربك فيما قضى عليك وقّد رم ‪.‬‬ ‫قال ابن الوزي ‪ )) :‬من نزلت به بلية فأراد تحيقها ؛ فليتصورها أكب ما هي عليه‬ ‫تن ‪ .‬وليتلخايل ثوابا ‪ ،‬وليتوهم نزول أعظم منها ‪ ،‬ير الربح ف القتصار عليها ‪ .‬وليتلمح‬ ‫‪10‬‬

‫)( وبشر الصابرين ص ) ‪ ( 9 – 3‬باختصار ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫ب الشدة ما رجيت ساعة الراحة ‪ .‬وليعلم أن مدة مقامها عنده‬ ‫سرعة زوالا ‪ ،‬فإنه لول كر ُ‬ ‫كمدة مقام الضيف ‪ ،‬فليتفّقدم حوائجه ف كل لظة ‪ ،‬فيا سرعة انقضاء مقامه ! ويا لذة‬ ‫مدائحه وبشره ف الافل وورصف الضيف بالكرم ! ‪.‬‬ ‫فكذلك الؤمن ف الشدة ‪ ،‬ينبغي أن يراعي الساعات ‪ ،‬ويتفقد فيها أحوال النفس ‪،‬‬ ‫ويتلمح الوارح ؛ مافة أن يبدو من اللسان كلمة ‪ ،‬أو من القل ب تسّلخ طم ‪ ،‬فكأْن قد لح‬ ‫فجر الجر ‪ ،‬فاناب ليُل البلء ‪ ،‬وُمدمح الساري بقطع الدجى ‪ ،‬فما طلعت شس الزاء ‪،‬‬ ‫إل وقد ورصل إل منزل السلمة )‪. (( (11‬‬

‫عجباً لمر المؤمن‬

‫عن رصهي ب رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬عجباً لمر‬ ‫الؤمن ‪ ،‬إن أمره كله خي له ‪ ،‬وليس ذاك لحٍد إل للمؤمن ‪ ،‬إن أرصابته سراُء شكر فكان‬ ‫خياً له ‪ ،‬وإن أرصلبته ضراء رصب ‪ ،‬فكان خياً له (( ] رواه مسلم [ ‪.‬‬ ‫فمن مثلك أخي – إن كنت مؤمناً – والي كله ف كافة أحوالك ‪ ،‬ومتلف‬ ‫شؤونك ‪ ،‬إذا شكرت على السراء ؛ زادك ال من فضله ‪ ،‬كما قال سبحانه ‪َ ﴿ :‬ليِئْن‬ ‫َ‬ ‫شَكْرُتْم َلَيِزيَدّنُكْم﴾ ]إبراهيم‪ :‬من الية ‪ ، [7‬وأعطاك ثواب الشاكرين ‪ ،‬كما قال ‪َ ﴿ :‬اوَمْن ُييِرْد‬ ‫سَنْجيِزي ال ّ‬ ‫ش ايِكيِريَن﴾] آل عمران‪ :‬من الية ‪. [145‬‬ ‫َثَاواَب اْليِخَريِة ُنْؤيِتيِه يِمْنَه ا َاو َ‬ ‫وإذا صبرت على الضراء ؛ خفف ا عنك مصابك ‪ ،‬ورفع قدرك ‪،‬‬ ‫صَبُراوا أَّنُهْم‬ ‫وأعطاك ثواب الصابرين ‪ .‬قال تعالى ‪﴿ :‬إيِّنل ي َجَزْيُتُهُم اْلَيْاوَم يِبَم ا َ‬ ‫ن﴾ ]المؤمنون‪[111:‬‬ ‫ُهُم اْلَف ايِئُزاو َ‬ ‫فلماذا تزن أخي وف كل ما يقدره ال عليك خي وأجر وفوز وفلح ‪.‬‬ ‫إن سجنك هذا ميكن أن يكون بداية انطلق نو النجاح والداية والستقامة والعمل‬ ‫الصال الذي ينفعك وينفع الناس ‪ ،‬فقد قال بعض السلف ‪ :‬إن العبد ليعمل السنة فيدخل‬ ‫با النار ‪ ،‬وإن العبد ليعمل السيئة فيدخل با النة !!‬ ‫‪11‬‬

‫)( رصيد الاطر ) ‪. ( 134 ، 133‬‬

‫‪26‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫قالوا له ‪ :‬كيف ؟‬ ‫قال ‪ :‬يعمل السنة فل يزال يتكب با ‪ ،‬ويتعاظم على عباد ال ‪ ،‬ويدّل با على ال‬ ‫عّز وجّل ‪ ،‬فل تقبل منه حسناته ‪ ،‬وترجح عليها سيئاته فيدخل النار ! ‪.‬‬ ‫ويعمل السيئة فيظل نادماً خائفاً باكياً طالباً من ال الغفران ‪ ،‬فيغفر ال له ذنوبه ‪،‬‬ ‫ويبدل سيئاته حسنات فيدخل النة ‪.‬‬ ‫فاجعل من سجنك – أخي – دليلً لك إل النة ‪ ،‬وإياك أن تصّر على العصية‬ ‫الت أوردتك هذا الورد فتهلك مع الالكي ‪.‬‬

‫انتظار الفرج‬ ‫أخي السجين ‪ ..‬انتظار الفرج عبادة غفل عنها كثي من الناس ‪ ،‬ففي الديث عن‬ ‫التمذي ‪ ،‬عن النب رصلى ال عليه وسلم قال ‪ )) :‬أفضل العبادة انتظار الفرج (( ‪.‬‬ ‫تقول العرب ‪ )) :‬إذا اشتّد البُل انقطع ‪..‬‬ ‫والمعنى ‪ :‬إذا تأزمت المور ‪ ،‬فانتظر فرجاً ومرجاً ‪..‬‬ ‫وقد قيل ‪:‬‬

‫أخي !‬

‫اشتدي أزمة تنفرجي‬

‫قد آذن رصبحك بالبلٍج‬

‫رصبُح الهمومي والغمومي لح ‪ ،‬فانتظر الصباح ‪ ،‬وارتق ب الفتح مع الفتاح ‪ .‬قال تعممال‬ ‫ب﴾ ]هاود‪ :‬من الية ‪. [81‬‬ ‫صْبُح يِبَقيِري ٍ‬ ‫س ال ّ‬ ‫‪ ﴿ :‬أَ​َلْي َ‬ ‫قال الشاعر ‪:‬‬ ‫بأحداث تضيق با الصدور‬ ‫سأرصب للزمان وإن رمان‬ ‫يدور با القضاء الستديُر‬ ‫وأعلم أن بعد العسر يسراً‬ ‫وف الديث الصحيح ‪ )) :‬أنا عند ظن عبدي ب ‪ ،‬فليظن ب ما شاء (( ‪.‬‬ ‫ص مُرَن ا‬ ‫سل ُ َاوَظّناوا أَّنُهْم َقْد ُكيِذُباوا َج اَءُهْم َن ْ‬ ‫س الّر ُ‬ ‫قم ممال تعم ممال ‪َ﴿ :‬حّت ى إيَِذا اْسَتْيأ َ َ‬ ‫‪27‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫َفُنّجَل ي َمْن َن َ‬ ‫سَن ا َعيِن اْلَقْاويِم اْلُمْجيِريِميَن﴾ ]ياوسف‪. [110:‬‬ ‫ش اُء َاول ُيَرّد َبأْ ُ‬ ‫ب يِمَن اْلُمْحيِسيِنيَن﴾ ]لعراف‪ :‬من الية ‪. [56‬‬ ‫وقال تعال ‪ ﴿ :‬إيِّن َرْحَمَت ّ يِ‬ ‫ا َقيِري ٌ‬ ‫وف الديث الصحيح ‪ )) :‬واعلم أن النصر مع الصب ‪ ،‬وأن الفرج مع الكممرب ‪ ،‬وأن مممع‬ ‫العسر يسراً (( ‪.‬‬ ‫قال الشاعر ‪:‬‬ ‫فأقرب المر أدناه من الفرج‬ ‫إذا تضايق أمر فانتظر فرجاً‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫وقول ال أرصدق كل قيِل‬ ‫رأيت العسر يتبعه يسار‬ ‫فقد أيسرت ف دهٍر طويٍل‬ ‫فل تزع وإن أعسرت يوماً‬ ‫فإن ال يأت بالميِل‬ ‫ول تظن بربك ظن سوء‬

‫السجن بين المحنة والمنحة‬ ‫أخي السجي ! إذا نظرت إل السجن على أنه منمة فقمط ‪ ،‬أورثك ذلممك الممموم والغممموم‬ ‫وضيق الصدر ‪ ،‬ولكن أدعوك إل تاوز هذه النظرة الضمميقة ‪ ،‬وذلممك بممأن تنظممر إليممه علممى أنممه‬ ‫منحة وتفضل من ال عّز وجّل عليك ‪..‬‬ ‫قم ممد تسم ممتغرب –أخم ممي– هم ممذا الكلم ‪ ،‬ولكم ممن دعن م م أشم ممرح لم ممك م م مرادي ‪ ،‬وأبي م م لم ممك‬ ‫مقصدي‪..‬‬ ‫ت على ذلك ؟! ‪.‬‬ ‫ماذا لو تركك ال عّز وجّل سائراً ف طريق الغواية والضلل حت م ّ‬ ‫ماذا لو كانت نايتك ررصارصات أطلقها عليك رجال المن وأنت تقاومهم ؟‬

‫ألست ال ن ف السجن تقرأ هذا الكلم ‪ ،‬وتراجع نفسك وحساباتك ‪.‬‬

‫أل ميكن الن أن تقرر تغيي مسار حياتك ‪ ،‬وتصبح إنساناً رصالاً نافعاً لدينه وأمته ؟‬ ‫أليس وجودك ف السجن هو السب ب ف التفكي والتغيي ؟‬

‫أليييس حرمانييك مممن الري ة يممدفعك إل م الافظممة عليهمما بعممد خممروج مممن السممجن ؟! إذن‬ ‫‪28‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫فالسجن ليس شّراً مضاً ؛ بل قد يكون فيه من الي ما ينفع رصاحبه ف دنياه وآخرته ‪.‬‬

‫مفاتيح الفرج والنجا ة‬

‫قال ابن القيم رحه ال ‪ )) :‬أساس كل خٍي أن تعلم أن ما شاء ال كان ‪ ،‬وما ل يشأ‬ ‫ل يكن‪ ..‬فتتيّق نم حينئٍذ أن السنا ِ‬ ‫ت من نعِم همم‪ ،‬فتشكره عليها‪ ،‬وأن السيئات من ُخ ذملنه‬ ‫وعقوبته ‪ ،‬فتبتهل إليه أن يول بينك وبينها ‪ ،‬ول يكلك ف فعل السنات وترك السيئات‬ ‫إل نفسك ‪.‬‬ ‫وقد أمجع العارفون على أن كّل خيم فأرصمله بتوفيمق الم للعبمد ‪ ،‬وك ّل شمّر فأرصمله خمذلنه‬ ‫لعبده ‪.‬‬ ‫وأمجعموا علممى أن التوفيممق هممو ‪ :‬أل يكلممك الم إلم نفسممك ‪ ،‬وأن الممذلن هممو ‪ :‬أن يلممي‬ ‫بينك وبي نفسك ‪.‬‬ ‫فإذا كان كل خي فأرصله التوفيق ‪ ،‬وهو بيد العبد ‪ ،‬فمفتاحه الدعاء والفتقار ‪ ،‬ورصدق‬ ‫اللجأ ‪ ،‬والرغبة ‪ ،‬والرهبة إليه ‪ ،‬فمت أعطي العبد هذا الفتاح ؛ فقمد أراد أن يفتمح لمه ‪ ،‬ومت‬ ‫أضله عن الفتاح بقي باب الي مرتّاً دونه )‪. (((12‬‬ ‫فمابث – أخمي – عمن مفاتيمح الفمرج والنجمماة ‪ ،‬واجتهممد فم الصممول عليهما ‪ ،‬ومن تلمك‬ ‫الفاتيح ‪ :‬الدعاء ‪ ،‬والفتقار ‪ ،‬ورصدق اللجأ ‪ ،‬والرغبة والرهبة ‪ ،‬والتوكل على الم ‪ ،‬والصممب ‪،‬‬ ‫والصمملة ‪ ،‬وذكر ال م عمّز وج ّل والصمملة علممى رس وله رصمملى ال م عليممه وسلم ‪ ،‬كممل ذلممك مممن‬ ‫مفاتيممح الفممرج والنجمماة ‪ ،‬نسممأل الم أن يفممرج عنممك ممما أنممت فيممه ‪ ،‬وأن يعممل لممك بعممد عسممرك‬ ‫يسراً ‪ ،‬وأن يهون عليك ما أنت فيه ‪ ،‬ويكت ب لك به الثوبة والجر ‪.‬‬ ‫هون عليك فكّل المر ينقطع‬ ‫فكّل هّم له من بعده فرٌج‬ ‫إن البلء وإن طال الزمن به‬ ‫‪12‬‬

‫)(‬

‫وخّل عنك عنان الّم يندفُع‬ ‫وكّل أمٍر إذا ما ضاق يتسُع‬ ‫)‪(13‬‬ ‫ت يقطعه أو سوف ينقطُع‬ ‫فالو ُ‬

‫الفوائد ص ) ‪. ( 145‬‬

‫‪29‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫*‬

‫*‬

‫*‬ ‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫‪13‬‬

‫)(‬

‫بجة الالس ) ‪. ( 182 /1‬‬

‫‪30‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫ص‬ ‫قص ٌ‬ ‫من وراء القضبان‬ ‫إعداد‬ ‫القسم العلمي بدار الوطن‬ ‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫‪31‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫الحمد ل وحده ‪ ،‬والصل ة والسل م على من ل نبّي بعده ‪ ،‬نبينا محمد وعلى آله‬

‫وصحبه أجمعين ‪ ،‬أما بعد ‪... :‬‬

‫فإن القصة إذا كانت ذات معن شريف ‪ ،‬ومغزى لطيف ‪ ،‬وغاية ممودة ‪ ،‬أثممرت – ول‬ ‫شممك – ف م قارئهمما أو السممتمع إليهمما ‪ ،‬ونظ مراً لممال إخواننمما السممجناء – فممك ال م أسممرهم بنممه‬ ‫وكرمه – مجعنمما لممم بعممض القصممص الممت تقمموي رصممبهم ‪ ،‬وت ّد هممم بالمممل والرجاء والتفمماؤل ‪،‬‬ ‫وتمزرع ف م نفوسمهم الرضى عممن ال م ع مّز وجل ‪ ،‬وتنفممي عنهممم الضمميق والممم والممزن والوسماوس‬ ‫الشيطانية ‪..‬‬

‫)‪ (1‬الخلطة اليمانية‬

‫يروى أن أنوشروان حبس بمُزر مجهر الكيم – وكان وزيره – ّل ام غض ب عليه ‪ ،‬حبسه ف‬ ‫بيت كالقب ظلمًة وضيقاً ‪ .‬وجعل الديد ف يديه ورجليه ‪ ..‬وألبسه الشن من الصوف ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ف ملٍح ‪ ،‬وشربة ماٍء ل‬ ‫وأمر أن يكون زاده كل يوم قررصي من خبز الشعي اليابس ‪ ،‬وك ّ‬ ‫يزاد عن ذلك ‪..‬‬ ‫وأمر أنوشروان أن ُت ص ممى ألفاظه فتنقل إليه‪ ..‬فأقام بزر مجهر شهوراً ل ُيسمع له كلمة‪..‬‬ ‫فقال أنوشروان ‪ :‬أدخلوا إليه أرصحابه ‪ ..‬ومروهم أن يسمألوه ويفماتوه الكلم ‪ ،‬واسمعوا مما‬ ‫يري بينهم وعّرفونيه ‪..‬‬ ‫فدخل إليه مجاعة من اللختصي بممه فقممالوا ‪ :‬أيهمما الكيممم ‪ ..‬نمراك فم هممذا الضمميق والديممد‬ ‫والصمموف والشممدة الممت ُدفعممت إليهمما ‪ ..‬وممع هممذا فممإّن ِس م حمنة وجهممك ورصمحة جسمممك علممى‬ ‫حالما ل يتغيا ‪ ..‬فما السب ب ف ذلك ؟‬ ‫فقال بزر مجهر ‪ :‬إن عملت طعاماً من ستِة أخلط ‪ ..‬آخذ منه كل يوم اً شمميئاً ‪ ..‬فهممو‬ ‫الذي أبقان على ما ترون ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ِ :‬رص ْ‬ ‫ف م لنا هذا الطعام ‪ ..‬فعسى أن نبتلى بثل بلواك ‪ ..‬أو أحٌد من إخواننا فنصفهُ‬ ‫‪32‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫له أو نستعمله ‪..‬‬

‫ط الول ‪ :‬الثقة بال تعال ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬الخل ُ‬ ‫الخلط الثاني ‪ :‬علمي بأن كل مقدوٍر كائن ‪.‬‬

‫الخلط الثالث ‪ :‬الصب خي ما استعمله المتحن ‪.‬‬ ‫الخلط الرابع ‪ :‬إن ل أرصب ‪ ،‬فأي شيٍء أعمل ؟!‬

‫الخلط الخامس ‪ :‬قد ميكن أن أكون ف شّر ما أنا فيه ‪.‬‬ ‫الخلط السادس ‪ :‬من ساعة إل ساعة فرج ‪..‬‬ ‫فيا أخي !‬ ‫إذا اشتملت على اليأس القلوب‬ ‫وُأوطنت الكاره واطمأنت‬ ‫ول تر لنكشاف الضّر وجهاً‬ ‫ث‬ ‫أتاك على ُقنوٍط منك غو ٌ‬ ‫فكّل الادثا ِ‬ ‫ت وإن تناهت‬

‫ ب‬ ‫وضاق لا به الصدر الرحي ُ‬ ‫ب‬ ‫وأرست ف أماكنها الطو ُ‬ ‫ ب‬ ‫وقد أعيا بيلته الري ُ‬ ‫ ب‬ ‫ميّن به اللطيف الستجي ُ‬ ‫فمقروٌن با فرٌج قري ب ُ‬

‫)‪ (2‬أتاك الفرج‬

‫ي أنت – أي هل أنت من‬ ‫قيل إن عبيد ال بن زياٍد ُأت برجٍل فشتمه وقال ‪ :‬أحرور ّ‬ ‫الوارج –‬ ‫قال الرجل ‪ :‬ل وال ما أنا لروري ‪.‬‬ ‫فقال ابن زياد ‪ :‬أما وال لفعلّن بك ‪ ،‬ولرصنعن بك كذا وكذا ‪ ...‬ث قال ‪ :‬انطلقوا به‬ ‫إل السجن ‪ ..‬فانطلقوا به ‪ ..‬فلما وّل سعه ابن زياٍد وهو يهمس بشيٍء ‪ ..‬فرده وقال له ‪:‬‬ ‫ماذا قلت ؟ ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬قلت بيتي من الشعر ‪..‬‬ ‫قال ابن زياد ‪ :‬إنك لفارغ ! أنت قلتهما أم شيء سعته ؟‬ ‫قال ‪ :‬بل أنا قلتهما ‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫قال ‪ :‬ما قلت ‪:‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫له كل يوم ف خليقته أمر‬ ‫عسى فرٌج يأت به ال إنه‬ ‫قضى ال أن العسر يتبعه يسُر‬ ‫إذا اشتّد عسٌر فارج يسراً فإنه‬ ‫فسكت ابن زياد ساعة ث قال ‪ :‬قد أتاك ال عّز وجّل بالفرج ‪ ..‬خلوا سبيله ! ‪..‬‬

‫إضاء ة‬

‫قال النب رصلى ال عليه وسلم لبن عباس ‪ )) :‬يا غلم ! احفظ ال يفظك ‪ ،‬احفظ‬ ‫ال تده تاهك ‪ ،‬تعرف على ال ف الرخاء يعرفك ف الشدة ‪ ،‬إذا سألت فاسأل ال ‪،‬‬ ‫وإذا استعنت فاستعن بال ‪ ،‬واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ‪ ،‬ل‬ ‫ينفعوك إل بشيء قد كتبه ال لك ‪ ،‬ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ‪ ،‬ل يضروك إل‬ ‫بشيء قد كتبه ال عليك ‪ ،‬رفعت القلم ‪ ،‬وجفت الصحف (( ] رواه أحد والتمذي ورصححهم اللبان [ ‪.‬‬

‫)‪ (3‬ل تيأس‬

‫ت فيها‬ ‫قال يعقوب بن داود ‪ّ :‬ل ام حبسن الهدي ف بئر ‪ ..‬وبن علّي قمبًُّة ‪ ..‬فمكث ُ‬ ‫خس عشرة سنة ‪ ..‬حت مضى رصدٌر من خلفة الرشيد ‪ ..‬وكان ُيدّل ل ف كل يوٍم رغيف‬ ‫ت الصلة ‪ ..‬فلما كان ف رأس ثلث عشرة حج ةم ‪ ..‬أتان آ ٍ‬ ‫وكوز ماٍء ‪ ..‬وأوذُن بأوقا ِ‬ ‫تف‬ ‫ّ‬ ‫منامي فقال ‪:‬‬ ‫ بم حوله غمُم‬ ‫ب فأخرجه‬ ‫َح نَمما على يوسف ر ّ‬ ‫من قْع ِرم بئٍر وُج ّ‬ ‫ت حولً ل أرى شيئاً ‪ ..‬فلما‬ ‫قال ‪ :‬فحمد ُ‬ ‫ت ال تعال وقلت ‪ :‬أتى الفرج ‪ ..‬فمكث ُ‬ ‫كان الول الثان أتان ذلك الت فقال ‪:‬‬ ‫له كل يوٍم ف خليقته أمر‬ ‫عسى فرٌج يأت به ال إنه‬ ‫ت حولً ل أرى شيئاً ‪ ..‬ث أتان ذلك الت ف رأس الول الثالث فقال ‪:‬‬ ‫ث أقم ُ‬ ‫يكون وراءه الفرج القري ب‬ ‫ب الذي أمسيت فيه‬ ‫عسى الكر ُ‬ ‫ ب‬ ‫ف ويفك عاٍن‬ ‫فيأمن خائ ٌ‬ ‫ويأت أهله الرجُل الغري ُ‬ ‫‪34‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫ت أن ُأوذُن بالصلة ‪ ..‬وُدّل ل حبٌل ‪ ..‬فقيل ‪ُ :‬ش ّدم به‬ ‫فلما أرصبحت نوديت ‪ ..‬فظنن ُ‬ ‫ت ما قالوا ‪ ...‬وأخرجون من البئر ‪ ..‬فلما تأملت الضوء ذه ب بصري ‪..‬‬ ‫وسطك ‪ ..‬ففعل ُ‬ ‫فانطلقوا ب ‪ ..‬فلما دخلت على الرشيد ‪ ..‬قيل ل ‪ :‬سلّْم على أمي الؤمني ‪ ..‬فقلت ‪:‬‬ ‫ي ‪..‬‬ ‫السلم عليك يا أمي الؤمني ورحه ال وبركاته الهد ّ‬ ‫قال ‪ :‬من أمي الؤمني ؟‬ ‫ي ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬الهد ّ‬ ‫ت به ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬لس ُ‬ ‫قلت ‪ :‬السلم عليك ورحة ال وبركاته يا أمي الؤمني الرشيد ‪.‬‬ ‫ل فيك أحد ‪ ..‬غي أن‬ ‫فقال الرشيد ‪ :‬يا يعقوب بن داود ! إنه – وال – ما َش َفمَعم إ ّ‬ ‫ت لك من‬ ‫ت ْ‬ ‫ت البارحة رصبيًة ل على عنقي ‪ ..‬فذكر ُ‬ ‫حلك إياي على عنقك ‪ ..‬فرثي ُ‬ ‫َح لم م ُ‬ ‫الل الذي كنت فيه فأخرجُتك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ث أكرمن وقّرب ملسي ‪..‬‬ ‫فتنّك رم لذلك يي بن خالد ‪ ..‬كأنه خاف أن أغل ب على الرشيد دونه ‪ ..‬فلخفُته ‪..‬‬ ‫ت ف الّج ‪ ..‬فُأذن ل ‪ ..‬ول أزل مقيماً بكة ‪..‬‬ ‫واستأذن ُ‬

‫ومضة‬

‫ساوَء َاوَيْجَعلُ​ُكْم ُخَلَف اَء‬ ‫ف ال ّ‬ ‫ضَطّر إيَِذا َدَع اُه َاوَيْكيِش ُ‬ ‫ب اْلُم ْ‬ ‫قال تعال ‪ ﴿ :‬أَّمْن ُييِجي ُ‬ ‫ا َقيِليلً َم ا َتَذّكُراوَن ﴾ ] النمل‪. [62:‬‬ ‫ض أَإيَِلٌه َمَع ّ يِ‬ ‫اْلَْر يِ‬

‫)‪ (4‬اطلب حاجتك من وجهها‬ ‫أخذ عبيدال بن زياد ابن أخي رصفوان بن مرز ‪ ..‬فحسبه ف السجن ‪ ..‬فلم يدع‬ ‫رصفوان شريفاً بالبصرة يرجو منفعته إل كلمة ف شأن ابن أخيه ‪ ..‬فلم ير لاجته ناحاً ‪..‬‬ ‫فغاب ف مصله حزيناً ‪ ..‬فإذا آ ٍ‬ ‫ت قد أتاه ف منامه فقال ‪ :‬يا رصفون ! قم فاطل ب حاجتك‬ ‫من وجهها ‪ .‬فانتبه رصفوان فزعاً ‪ ..‬فقام فتوضأ ث رصّلى ودعا‪ ..‬فأِرق ابن زياٍد ول يستطع‬ ‫‪35‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫النوم ‪ ..‬فقال‪ :‬علّي بابن أخي رصفوان بن مرز ‪ ..‬فجاء الرس ‪ ..‬وجيء بالنيان ‪ ..‬وفتحت‬ ‫تلك البواب الديد ف جوف الليل ‪ ..‬فقيل ‪ :‬أين ابن أخي رصفوان بن مرز ؟ ‪ ..‬أخرجوه‬ ‫‪ ..‬فأخرج ‪ ..‬فأت به إل ابن زياد ‪ ..‬فكلمه ث قال ‪ :‬انطلق بل كفيل ول شيء ‪ ..‬فما شعر‬ ‫رصفوان حت ضرب عليه ابن أخيه بابه ‪ ..‬قال رصفوان ‪ :‬من هذا ‪ ..‬قال ابن أخيه ‪ :‬أنا فلن‬ ‫!!‬

‫ذكرى‬

‫قال النب رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬ما أرصاب أحداً هّم ول حزٌن فقال ‪ :‬اللهم إن‬ ‫عبدك‪ ،‬وابن عبدك ‪ ،‬وابن أمتك ‪ ،‬نارصيت بيدك ‪ ،‬ما ٍ‬ ‫ف قضاؤك ‪،‬‬ ‫ف حكُم كم ‪ ،‬عدٌل ّ‬ ‫ض ّ‬ ‫أسألك بكل اسٍم هو لك ‪ ،‬سيت به نفسك ‪ ،‬أو أنزلته ف كتابك‪ ،‬أو علمته أحداً من‬ ‫خلقك‪ ،‬أو استأثرت به ف علم الغي ب عندك ‪ ،‬أن تعل القرآن ربيع قلب ‪ ،‬ونور رصدري ‪،‬‬ ‫وجلء حزن ‪ ،‬وذهاب هي ؛ إل أذه ب ال هه وحزنه ‪ ،‬وأبدله مكان حزنه فرحاً – وف‬ ‫رواية ‪ :‬فرجاً (( فقيل‪ :‬يا رسول ال! أل نتعلمها ؟ قال‪)) :‬بلى ينبغي لن سعها أن يتعلمها((‬ ‫]رواه أحد ورصححهم اللبان [ ‪.‬‬

‫)‪ (5‬دعاء الكرب‬

‫نقل الافظ ابن حجر ف الفتح عن أب بكٍر الرازي قال ‪ :‬كنت بأرصبهان عند أب نعيم‬ ‫أكت ب الديث ‪ ،‬وهناك شيخ يقال له ‪ :‬أبو بكر بن علي ‪ ..‬عليه مدار الفتيا ‪ ..‬فُس عمي به‬ ‫عند السلطان فغض ب عليه وحبسه ‪...‬‬ ‫فقال أبو بكر الرازي ‪ :‬فرأيت النب رصلى ال عليه وسلم ف النام ‪ ..‬وجبيل عن ميينه‬ ‫يرك شفتيه بالتسبيح ل يفت ‪ ..‬فقال ل النب رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬قل لب بكر بن‬ ‫علي يدعو بدعاء الكرب الذي ف رصحيح البلخاري حت يفّرج ال عنه (( ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فأرصبحت ‪ ..‬فأخبته ‪ ..‬فدعا به ‪ ..‬فلم يكن إل قليلً حت أخرج ‪..‬‬

‫دعاء الكرب‬

‫‪36‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫* عن ابن عباس رضي ال عنه أن رسول ال رصلى ال عليه وسلم كان يقول عند‬ ‫الكرب ‪ )) :‬ل إله إل ال العظيم الليم ‪ ،‬ل إله إل ال رب العرش العظيم ‪ ،‬ل إله إل ال‬ ‫رب السموات ‪ ،‬ورب الرض ‪ ،‬ورب العرش الكري (( ] متفق عليهم [ ‪.‬‬ ‫* وعن أنس رضي ال عنه أن النب رصلى ال عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال ‪ :‬يا‬ ‫حّي يا قيوم ‪ ،‬برحتك أستغيث (( ] رواه التمذي ورصححه اللبان [ ‪.‬‬ ‫وعن أب بكرة أن رسول ال رصلى ال عليه وسلم قال ‪ )) :‬دعوات الكروب ‪ :‬اللهم‬ ‫رحتك أرجو ‪ ،‬فل تكلن إل نفسي طرفة عي ‪ ،‬وأرصلح ل شأن كله ‪ ،‬ل إله إل أنت((‬ ‫] رواه أبو داود وهو ف رصحيح الكلم الطي ب [ ‪.‬‬ ‫* وعن سعيد بن أب وقاص رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال رصلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫سْبَح اَنَك إيِّنل ي ُكْن ُ‬ ‫ت‬ ‫))دعوة ذي النون إذ دعا وهو ف بطن الوت ‪ ﴿ :‬ل إيَِلَه إيِّل أَْنَت ُ‬ ‫يِمَن الّظ اليِيِميَن﴾ ] النبي اء‪ :‬من الية ‪.[ 87‬ل يدع با رجٌل مسلم ف شيء قط إل استجي ب له ((‬ ‫] رواه التمذي– رصحيح الكلم الطي ب [ ‪.‬‬

‫)‪ (6‬ساعة إلى ساعة فرج‬ ‫قال سليمان بن وه ب الارثي ‪ :‬أرصبحت يوماً وأنا ف حبس ممد بن عبداللك الزيات‬ ‫س ما كنت من الفرج ‪ ..‬وأشّد منًة وغّم اًم ‪ ..‬حت وردت علّي ورقةُ أخي‬ ‫ف خلفة الواثق آي ُ‬ ‫السن بن وه ب ‪ ..‬وفيها شعر بعد رسالة ‪:‬‬ ‫فإذا جزعت من الطوب فمن لا‬ ‫ ب أبا أيوب جّل مّله‬ ‫خطْ ٌ‬ ‫ُعقُد الكاره فيك ُي سممُن حّلها‬ ‫إن الذي عقد الذي انعقدت به‬ ‫ولعلها أن تنجلي ولعلها‬ ‫ ب راحًة‬ ‫فارصب فإن ال ُيعق ُ‬ ‫ترجو وميحو عّز جّد كم ذّل ام‬ ‫وعسى تكون قريبًة من حيث ل‬ ‫قال ‪ :‬فكتبت إليه ‪:‬‬ ‫وستنجلي بك ل أقول لعلها‬ ‫رصّب تممن ووعظتن وأنا لا‬ ‫ثقًة به إذا كان ُي سممُن حلها‬ ‫ ب حّلها‬ ‫ويّلها من كان رصاح ُ‬ ‫‪37‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫قال ‪ :‬فلم تكن العتمة من ذلك اليوم إل وأنا ف داري ُمطملقاً ‪..‬‬

‫آيية‬

‫ي اّليِذيَن أَْسَرُفاوا َعَل ى أَْنفُيِسيِهْم ل َتْقَنُطاوا يِمْن َرْحَميِة‬ ‫قال تعال ‪ ﴿ :‬قُلْ َي ا يِعَب ايِد َ‬ ‫ا َيْغيِفُر الّذُناوَب َجيِميع ا ً إيِّنُه ُهَاو اْلَغُفاوُر الّريِحيُم * َاوأَيِنيُباوا إيَِل ى َرّبُكْم‬ ‫ّ يِ‬ ‫ا إيِّن ّ َ‬ ‫صُراوَن ﴾ ]الزمر‪. [ 54 ،53:‬‬ ‫ب ُثّم ل ُتْن َ‬ ‫َاوأَْسليُِماوا َلُه يِمْن َقْبيِل أَْن َيأْيِتَيُكُم اْلَعَذا ُ‬ ‫)‪(14‬‬ ‫روى ابن أب الدنيا بإسناده عن أب سعيد البقال قال ‪ :‬كنت مبوساً ف دمياِس‬ ‫الجاج ‪ ..‬ومعنا إبراهيم التميمي ‪ ..‬فبات ف السجن ‪ ..‬فقلت ‪ :‬يا أبا أساء ! ف أي شيٍء‬ ‫ُح بمست ؟‬ ‫قال ‪ :‬جاء العريف فتبّأ من وقال ‪ :‬إن هذا يكثر الصلة والصوم ‪ ..‬فأخاف أن يكون‬ ‫يرى رأي الوارج ‪ ..‬قال ‪ :‬وال إنا لنتحدث عند مغي ب الشمس ‪ ..‬إذا نن برجٍل قد دخل‬ ‫علينا السجن ‪..‬‬ ‫صتُمك ؟ ‪ ..‬وما أمرك ؟‪..‬‬ ‫فقلنا ‪ :‬يا عبدال ! ما ق ّ‬ ‫ي ما رأيته‬ ‫قال ‪ :‬ل وال ما أدري ‪ ..‬ولكن أظّن ُأخذت ف رأي الوارج ‪ ..‬ووال إنه لرأ ٌ‬ ‫ل بوضوء ‪ ..‬قال ‪ :‬فدعونا له باٍء فتوضأ‬ ‫ت أهله ‪ ..‬يا هؤلء ! ادعوا إ ّ‬ ‫ول هويتهُ ‪ .‬ول أحبب ُ‬ ‫‪ .‬ث قام فصلى أربع ركعا ٍ‬ ‫ت فقال ‪ :‬اللهم إنك تعلم أن على إساءت وظلمي وإسراف أن ل‬ ‫أجعل لك والداً ول نداً ول رصاحبًة ول ُك ُفمومراً ‪ ..‬فإن تعذب فعبدك ‪ ..‬وإن تغفر فإنك أنت‬ ‫العزيز الكيم ‪..‬‬ ‫اللهم إن أسألك يا من ل يغلُطه السائل ‪ ..‬ويا من ل يشغله سٌع من سٍع ‪ ..‬ويا من‬ ‫ل ُيبمه إلاُح اللحي أن تعل ل ف ساعت هذه فرجاً ومرجاً ‪ ..‬من حيث أحتس ب ‪..‬‬ ‫ومن حيث ل أحتس ب ‪ ..‬ومن حيث أعلم ‪ ..‬ومن حيث ل أعلم ‪ ..‬ومن حيث أرجو ‪..‬‬ ‫ومن حيث ل أرجو ‪ ..‬وخذ ل بقل ب عبدك الجاج وسعه وبصره ولسانه ويده ورجله ‪..‬‬ ‫‪14‬‬

‫)(‬

‫الدمياس ‪ :‬سجن تت الرض يقال له ‪ :‬الّس رمب ‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫ب!‬ ‫ب ! أي ر ّ‬ ‫ب ! أي ر ّ‬ ‫حت ترجن ف ساعت هذه ‪ ..‬فإن قلبه ونارصيته ف يدك ‪ ..‬أي ر ّ‬ ‫‪..‬‬ ‫ضرمب باب السجن ‪ :‬أين‬ ‫قال ‪ :‬فأكثر وال الذي ل إله غيه ‪ ..‬فما قطع دعاءه إذ ُ‬ ‫فلن ؟ ‪ ..‬فقام رصاحبنا فقال ‪ :‬يا هؤلء ‪ ..‬إن تكن العافية فوال ل أدع الدعاء ‪ ...‬وإن‬ ‫تكن الخرى فجمع ال بين وبينكم ف رحته ‪ ..‬قال ‪ :‬فبلغنا من غٍد أنه ُخ لمي عنه ‪..‬‬ ‫ذرعاً وعند ال منها اللخرُج‬ ‫ب نازلة يضيق با الفت‬ ‫ولر ّ‬ ‫ُفرجت وكان يظنها ل تفرُج‬ ‫ضاقت فلما استحكمت حلقاتا‬ ‫يسٌر ُيسّر به الفؤاد الرُج‬ ‫ل تيأسّن فكّل عسٍر بعده‬ ‫نيل الن والقصد نعم النهُج‬ ‫وارصب فإن الصب ف الدنيا إل‬ ‫* المصادر ‪ :‬الفرج بعد الشدة للتنوخي – أنس السجون وراحة الزون لصفي الدين‬ ‫عيسى بن البحتي اللب – كتاب ماب الدعاء لبن أب الدنيا ‪.‬‬ ‫*‬

‫*‬

‫*‬ ‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫‪39‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫أخي السجي‬

‫تستطيع أن تكون‬

‫متميزا‬ ‫إعداد‬ ‫القسم العلمي بدار الوطن‬ ‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫‪40‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫الحمد ل وحده ‪ ،‬والصل ة والسل م على من ل نبّي بعده ‪ ،‬نبينا محمد وعلى آله‬

‫وصحبه أجمعين ‪ ،‬أما بعد ‪... :‬‬

‫فممإن بعممض السممجناء – هممداهم ال م – يظنممون أن وج ودهم داخممل السممجن يعفيهممم مممن‬ ‫كافة مسؤولياتم تاه أنفسهم وأهليهم وأرصدقائهم ‪ ،‬ومتمعهم ‪ ،‬وبعضمهم يظمن أن القلمم قمد‬ ‫رفع عنه ‪ ،‬فل يؤدي عبمادة ‪ ،‬ول يمأمر بعمروف ‪ ،‬ول ينهمى عمن منكمر ‪ ،‬ول يقموم بمأي عممل‬ ‫نافع له أو للخرين ‪.‬‬ ‫رص ممحيح أن الس ممجن مين ممع الش مملخص م ممن مزاولممة بع ممض العم ممال النافع ممة ‪ ،‬ولك ممن هن مماك‬ ‫العشمرات ؛ بممل الئممات مممن العمممال النافعممة يسممتطيع السممجي أن يؤديهمما ويقممول بمما علممى خيم‬ ‫وجه ‪..‬‬ ‫وف م ه ممذه الورقم ات س مموف نع ممرض لبع ممض العم ممال والعب ممادات واله ممارات ال ممت يس ممتطيع‬ ‫السممجي اكتسممابا وتأديتهمما وهو داخممل السممجن ‪ ،‬وبذا يممدّلل السممجي علممى أنممه اسممتفاد مممن‬ ‫خطئممه ‪ ،‬ونمدم عليممه ‪ ،‬وعمزم علممى عممدم العممودة إليممه ف م السممتقبل ؛ لن لممه اهتمامممات أخممرى‬ ‫مفيدة ل يتكها حت وهو داخل السجن ‪ ..‬ومن ذلك ‪...‬‬

‫لماذا خلقت ؟‬ ‫إنا خلقت أخي لمر عظيم ‪ ،‬وهو عبادة ال وحده ل شمريك لممه ‪ ،‬قممال تعممال ‪َ ﴿ :‬اوَم ا‬ ‫َخَلْق ُ‬ ‫س إيِّل ليَِيْعُبُداويِن ﴾ ] الذري ات‪. [56:‬‬ ‫ت اْليِجّن َاواْليِْن َ‬ ‫وإذا م مما خلق ممت – أخ ممي – للعب ممادة ‪ ،‬فكي ممف تس مممح لنفس ممك أن ت ممأت الفع ممال البيث ممة‬ ‫وترتك ب الرائم الشينة من قتٍل وسرقة وزن وغش ورشوة وغي ذلك ‪..‬‬ ‫فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمِل‬ ‫قد هيؤوك لمٍر لو فطنت له‬ ‫والعبممادة – أخممي – هممي لفظممة جامعممة لكممل ممما يبّممه ال م تعممال مممن الق موال والفعممال‬ ‫الظاهرة والباطنة ؛ فالصلة والصوم والزكاة كل ذلك عبادة ‪ ،‬وكذلك المموف والرجاء والتقمموى‬ ‫‪41‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫والورع والياء كلها أيضاً عبادات قلبية ‪.‬‬ ‫ومن العبادات كذلك حسن معاشرة الزوجة ‪ ،‬وحسن تربية البنمماء ‪ ،‬والنفمماق عليهممم مممن‬ ‫اللل ‪ ،‬والسعي ف مصال الهل والبناء والوالدين ‪.‬‬ ‫والمواج ب علممى السمملم أل يفممرط فم حقمموق ربه ‪ ،‬ول فم حقمموق النمماس ؛ بممل يعطممي كممل‬ ‫ذي حق حّقهم ‪..‬‬ ‫وأعظم العبادة توحيد ال عّز وجّل وعدم الشراك به‪ .‬قال النب رصلى ال عليه وسلم‪:‬‬ ‫))يا معاذ! أتدري ما حّق ال على العباد‪،‬وما حّق العباد على ال؟فإن حق ال على العباد أن‬ ‫يعبدوه ‪ ،‬ول يشركوا به شيئاً ‪ ،‬وإن حق العباد على ال أل يعذب من ل يشرك به شيئًا((‬ ‫] متفق عليهم [ ‪.‬‬

‫حق الوالدين‬

‫حق الوالدين عليك أخي كبي ‪ ،‬وقد ذكر ال تعال حقهما بعد حّق هم مباشرة حيممث قممال‬ ‫س ان ا ً ﴾ ]السراء‪ :‬من الية ‪. [23‬‬ ‫ض ى َرّبَك أَّل َتْعُبُداوا إيِّل إيِّي اُه َاويِب اْلَاواليَِدْييِن إيِْح َ‬ ‫‪َ * ﴿ :‬اوَق َ‬ ‫شيِرُكاوا يِبيِه َ‬ ‫ا َاول ُت ْ‬ ‫س انً ا﴾ ]النسمم اء‪:‬‬ ‫شْيئ ا ً َاويِب اْلَاواليَِدْييِن إيِْح َ‬ ‫وقال تعال ‪َ* ﴿ :‬اواْعُبُداوا ّ َ‬ ‫من الية ‪[36‬‬

‫ف َاول َتْنَهْرُهَم ا َاوقُلْ َلُهَم ا َقْاولً َكيِريم ا ً ﴾‬ ‫‪ ،‬وقال ‪َ ﴿ :‬فل َتقُلْ َلُهَم ا أ ُ ّ‬ ‫الية ‪. [23‬‬ ‫وليممس معنم أنممك فم السممجن – أخممي – أن تنسممى والممديك ؛ بممل إن عليممك أن تتوارصممل‬ ‫معهما بالرسائل ‪ ،‬وبالاتف ‪ ،‬عند زيارتما لممك ‪ ..‬عليمك أن ترضيهما وتبها أن همذا الطمأ‬ ‫الذي حدث منك لن يتكرر مرة أخرى ‪ ،‬عليك أن تفرحهما كما أحزنتهما ‪ ،‬وتطل ب منهممما‬ ‫العفو والسامة ‪..‬‬ ‫]السراء‪ :‬من‬

‫الزوجة والبناء‬ ‫أسرة السجي ‪ ،‬تلك السرة الظلومة بل ذنمم ب ‪ ..‬ل نريد أن نقلمم ب عليمك أخممي الواجممع‬ ‫ولكممن ليممس معنم هممذا أن تنسممى أسمرتك ‪ ،‬وتتنكممر لمما ‪ ،‬وتظممن أنممك غيم مسممؤول عنهمما ؛ بممل‬ ‫‪42‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫إنك السؤول عن كل معاناة يعانونا ‪ ،‬وعليك أن ترجهمم ممن همذه العانماة ‪ ،‬وذلمك بما يلمي‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ .1‬أشممعر زوجتممك وأبنمماءك باهتمامممك بممم وسمعيك ف م إخراجهممم مممن الممو الظلممم الممذي‬ ‫يعيشونه ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أشعرهم بتوبتك وندمك على ما كان منك ‪ ،‬وأن هذا الطأ لن يتكرر ‪.‬‬ ‫‪ .3‬حاول أن تكس ب ثقتهم الت اهتزت بعد دخولك السجن ‪.‬‬ ‫‪ .4‬توارصل معهم دائماً بالرسائل أو عب الاتف وأشعرهم أنك لزلت بينهم ‪.‬‬ ‫‪ .5‬حمماول أن تنفممق عليهممم وأنممت ف م السممجن حممت ل تعرض هم للس مؤال ‪ ،‬وميكممن لممك أن‬ ‫تعمل ف العمال الت توفرها لك إدارة السجون ‪.‬‬ ‫‪ .6‬اجعممل الخبممار الطيبممة تصمملهم عنممك باسممتمرار ‪ ،‬مممن حسممن سمميك وسلوكك ومواظبتممك‬ ‫عل ممى الص مملة وحف ممظ الق ممرآن ‪ ،‬وتعاونممك م ممع إدارة الس ممجن وزملئ ممك فيم مما في ممه اليم م‬ ‫والصلحة للجميع ‪.‬‬ ‫‪ .7‬ازرع ف نفوسهم الصب والرضى ‪ ،‬حت يأذن ال لك بالروج لتحمل مسؤولياتك ‪.‬‬ ‫‪ .8‬كن حكيماً فم معالمة الخطمماء الممت تصممدر مممن زوجتممك وأبنائممك وأنممت فم السمجن ‪،‬‬ ‫واجعلهم يستشعرون مراقبة ال أولً ‪.‬‬

‫الصحبة‬

‫والصحبة – أخي – لا تأثي مهم على مسار حياتك‪ ..‬فإن كثياً من أهل السجون‪،‬‬ ‫كان ورودهم عليها بسب ب الصحبة السيئة ‪ ،‬فالصاح ب ساح ب كما يقولون ‪ ،‬والنب رصلى‬ ‫ال عليه وسلم يقول‪ )) :‬ل تصاح ب إل مؤمناً ‪ ،‬ول يأكل طعامك إل تقي(( ] رواه أحد وأبو داود‬ ‫وحسنه اللبان[‪.‬‬ ‫ويقول رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬الرء على دين خليله ؛ فلينظر أحدكم من يالل ((‬ ‫] رواه التمذي [ ‪.‬‬ ‫فإياك أخي أن تصح ب الشرار ‪ ،‬فإن رصحبتهم هلك تؤدي إل البوار ‪ ،‬فإنم‬ ‫‪43‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫كالشياطي يصدون عن سبيل ال ‪ ،‬ويزينون الفعال القبيحة والرائم الشنيعة ‪ ،‬ويستهزئون‬ ‫بالعبادات والطاعات وأرصحابا من أهل الدين والستقامة ‪..‬‬ ‫فكم لؤلء من ضحايا ف السجون والرصلحيات ؛ بل وف القبور !‬ ‫فيا أخي البي ب ! فّر من هؤلء فرارك من السد ‪.‬‬ ‫أما من معك ف السجن ‪ ،‬فكن قوي الشلخصية معهم ‪ ،‬واضح التوجه بينهم ‪ ،‬انصح‬ ‫لم ‪ ،‬وعظهم ‪ ،‬وقل لم قولً معروفاًَ ‪ ،‬ومرهم بالعروف ‪ ،‬وانهم عن النكر ‪ ،‬ول تستسل‬ ‫معهم ف باطلهم ‪ ،‬وإن كان لبد من وجودك معهم بس ب وضعك ف السجن ‪ ،‬فكن‬ ‫حاضراً بسمك غائباً بروحك وقلبك وفكرك ‪ ،‬حت يأذن ال لك بالفرج القري ب ‪.‬‬

‫النضباط‬ ‫عليك أخي بالنضباط داخل السجن ‪ ،‬وكن قدوة حسنة لزملئك ‪ ،‬ولتكن لك عبة‬ ‫با جرى ‪ ،‬فالسعيد من وعظ بغيه ‪ ،‬فكيف ل يتعظ با جرى عليه هو ؟!‬ ‫‪ -‬إياك والعنف مع زملئك ‪.‬‬

‫ ل تجعل لسانك ينطق إل بالي ‪ ،‬أما السباب واللعن والشتائم والفحش من القول‬‫‪ ،‬فل يصدر إل من نفس ضعيفة وقل ب فارغ ‪.‬‬

‫‪ -‬ل تتعاو ن مع زملئك على الث والعدوان ‪.‬‬

‫ إياك وأعمال الشغب أو العبث أو التلخري ب أو إثارة الفوضى داخل السجن ‪ ،‬فكل‬‫ذلك لن يفيدك ؛ بل سيزيد من منتك وعزلتك ‪.‬‬

‫ التز م بأنظمة وقواني السجن الت ما وضعت إل لصلحتك ومصلحة التمع ‪.‬‬‫ عليك باحتام القائمي على السجن من حراس ‪ ،‬وضباط وجنود ؛ لن ذلك سيعود‬‫عليك بالفائدة ‪.‬‬

‫ إذا كانت لك شكاية أو مظلمة ‪ ،‬فحاول أن ترفعها إل السؤولي من خلل الطرق‬‫الددة داخل السجن ‪ ،‬ول تتجاوز تلك الطرق إل أسلوب العنف والشدة الذي‬ ‫‪44‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫يؤدي إل إهال طلبك وعدم التعاطف مع قضيتك ‪.‬‬

‫إدار ة السجن‬

‫إن مهمة إدارة السجن – أخي – هي تنفيذ القواني واللوائح الت وضعت لتنظيم‬ ‫تواجدك داخل السجن ‪ ،‬وهم أناس عاديون ‪ ،‬فيهم الباء والبناء والخوان ‪ ،‬وهم يبون‬ ‫الي لك ‪ ،‬ويتمنون أن تصبح حّراً طليقاً اليوم قبل غٍد ‪.‬‬ ‫فل تظممن أخممي أنممم يكره ون ‪ ،‬أو يمماولون إذللممك ‪ ،‬ول تتعامممل معهممم بصممفتهم أعممداء‬ ‫لممك ؛ بممل اجعممل نظرتك أكممثر واقعيممة وشفافية ‪ ،‬وتعامممل مممع السممؤولي عنممك بمم ب واحمتام ‪،‬‬ ‫وسوف ترى منهم ما يرضيك ويثلج رصدرك ولكن ف حدود مسؤولياتم ومهامهم ‪.‬‬ ‫ولكي تنجح أخي ف التعامل مع إدارة السجن ‪ ،‬يسن بك أن تفعل ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬احترا م منسوب السجن ‪ ،‬وعدم إهانة أحد منهم ‪.‬‬

‫‪ .2‬اللتزا م بالقواني والنظمة طالا أنا وضعت للمصلحة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬طاعة الوامر ف غي معصية ‪.‬‬

‫‪ .4‬اللتزا م بالواعيد الوضوعة للطعام والشراب والنوم والستيقاظ وغي ذلك ‪.‬‬ ‫‪ .5‬الحفاظ على أمتعة السجن وعدم إتلف شيء منها ‪.‬‬ ‫‪ .6‬الستئذا ن قبل القدوم على أي عمل داخل السجن ‪.‬‬ ‫‪ .7‬التخلق بالخلق الفاضلة والسلوكيات السنة ‪.‬‬

‫‪ .8‬المحافظة على طاعة ال ‪ ،‬ومن أهم الطاعات ‪ :‬الصلة لوقتها ‪.‬‬ ‫‪ .9‬المشاركة ف النشطة والسابقات الت تنظمها إدارة مصلحة السجون ‪.‬‬

‫‪ .10‬مشاركة إدارة السجن ف الملت الت تنظمها لرفع مسممتوى السممجون وإرصمملح‬ ‫الساجي ‪.‬‬

‫كن منتجاً‬

‫هنمماك مهممن كممثية توفرها إدارة مصمملحة السممجون ‪ ،‬ميكنممك أخممي أن تتممار مهنممة مممن هممذه‬ ‫‪45‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫الهن الناسبة لممك ‪ ،‬فتتعلمهمما وتتقنهمما حمت تكمون قمادراً علممى النفمماق علممى نفسممك وعلممى ممن‬ ‫تعول وأنت ف السجن ‪ ،‬ومن هذه الهن ‪:‬‬ ‫‪ .1‬إتقا ن مهنة النجارة ‪.‬‬

‫‪ .2‬إتقا ن مهنة الدادة والراطة ‪.‬‬

‫‪ .3‬إتقا ن مهنة اليكانيكا وإرصلح السيارات والجهزة الكهربائية ‪.‬‬ ‫‪ .4‬إتقا ن الاس ب الل ورصيانته ‪.‬‬

‫‪ .5‬صناعة النسيج والصنوعات اليدوية ‪.‬‬ ‫‪ .6‬الخطوط العربية وتصميم اللوحات ‪.‬‬

‫‪ .7‬إكمييال الدراسيية ‪ ،‬وهنمماك مممن حصمملوا علممى الاجسممتي ؛ بممل والممدكتوراه مممن داخممل‬ ‫السجون ‪.‬‬ ‫‪ .8‬حفظ القرآ ن الكريم طاعة ال عّز وجّل ؛ علماً بأن حفظ القرآن الكري فم هممذه‬ ‫البلد الباركة له تأثي ف تفيف الدة عن السجوني ‪.‬‬

‫اغتنم وقتك‬ ‫أخممي أورصيك باغتنممام وقتممك ‪ ،‬فممأنت ماسمم ب عليممه ‪ ،‬وليكممن السممجن فررصة لممك ‪ ،‬تلممو‬ ‫فيهمما مممع ربك ومع نفسممك ‪ ،‬وتسممتفيد مممن وقتممك ‪ ،‬واعلممم أن الفمراغ نعمممة كممبية يغفممل عنهمما‬ ‫كثي من عباد ال ‪ .‬يقول رصلى ال عليه وسلم ‪ )) :‬نعمتممان مغبممون فيهممما كممثٌي مممن النمماس ‪:‬‬ ‫الصحة والفراغ (( ] رواه البلخاري [ ‪.‬‬ ‫ب ضممارة نافعممة ‪ ،‬ولو علمممة‬ ‫فمماغتنم وقتممك ‪ ،‬واجعممل وجودك فم السممجن منفعممة لممك ‪ ،‬ور ّ‬ ‫كيف كان السلف يررصون على استغلل أوقاتم لدركت مدى تفريط الناس اليمموم فم شمميء‬ ‫عظيم ل يقدر بثمن ‪.‬‬ ‫واعلم أنك إن ل تشغل نفسك با ينفعك ؛ شغلتك هي با يضرك )‪... (15‬‬ ‫‪15‬‬

‫)(‬

‫رسالة إل سجي حيان ‪ ،‬سليمان الفرج ص ) ‪. ( 28 ، 27‬‬

‫‪46‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬

‫وصايا وإرشادات‬ ‫‪ .1‬اصبر فإن الصب مفتاح الفرج ‪.‬‬ ‫ا َفُهَاو َحْسُبُه ﴾ ]الطلق‪ :‬من الية ‪. [3‬‬ ‫‪ .2‬توكل على ال ‪َ﴿ :‬اوَمْن َيَتَاوّكلْ َعَل ى ّ يِ‬ ‫‪ .3‬افزع إلى الصل ة ‪ :‬كان رصلى ال عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إل الصلة ‪.‬‬ ‫‪ .4‬أك ييثر م يين تلو ة الق ييرآ ن ‪َ﴿ :‬اوُنَنمّزل ُ يِممَن اْلقُمْرآيِن َممم ا ُهمَاو يِشمَف اٌء َاوَرْحَممٌة‬ ‫ليِْلُمْؤيِميِنيَن ﴾ ]السراء‪ :‬من الية ‪. [82‬‬ ‫ا َيْجَعلْ َلُه َمْخَرجً ا﴾ ]الطلق‪ :‬من الية ‪. [2‬‬ ‫‪ .5‬الز م تقوى ال ﴿َاوَمْن َيّتيِق ّ َ‬ ‫‪ .6‬احتسب الجر عند ال تعال ‪.‬‬ ‫‪ .7‬ارض بالقضاء ‪.‬‬

‫‪ .8‬ابتسم للحياة با فيها من منغصات ‪.‬‬ ‫‪ .9‬ل تغضب ‪.‬‬

‫‪ .10‬تذرع بالمل ‪.‬‬

‫‪ .11‬كن رصاح ب هة عالية ‪.‬‬ ‫‪ .12‬استفد من تارب الخرين ‪.‬‬

‫‪ .13‬اعتبر با حدث لك ولغيك ‪.‬‬ ‫‪ .14‬المؤمن ل يلدغ من جحٍر مرتي ‪.‬‬

‫‪ .15‬أشغل نفسك با هو مفيد من القوال والعمال ‪.‬‬ ‫‪ .16‬تدرب على العفو واللم والرحة وسلمة الصدر ‪.‬‬

‫‪ .17‬تحّل بروح الرح والتفاؤل ولي الان ب والوضوعية ‪.‬‬ ‫‪ .18‬تأمل ف الشياء وتفكر ف ملوقات ال ‪.‬‬ ‫‪ .19‬اعترف بطئك ول تادل بالباطل ‪.‬‬ ‫‪ .20‬ابدأ يومك بال ب ‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫أخي السجين معا نصنع النجاح‬ ‫‪ .21‬راجع نفسك ‪.‬‬ ‫‪ .22‬ل تصحب الفّج امر فتتعلم من فجورهم ‪.‬‬ ‫‪ .23‬عليك بالصدق ‪.‬‬ ‫‪ .24‬ل تمل قلبك بالحقاد ‪.‬‬

‫‪ .25‬ل تكن بائساً ول يائساً ‪.‬‬ ‫‪ .26‬كن متجدداً ‪.‬‬ ‫‪ .27‬تقبل النقد ‪.‬‬

‫‪ .28‬ل تنتظر الخبار السيئة ‪.‬‬

‫‪ .29‬ل تحز ن فعند اشتداد البلء يأت الرخاء ‪.‬‬ ‫‪ .30‬فكر جيداً قبل أن تفعل ‪.‬‬ ‫‪ .31‬تذكر نعم ال عليك ‪.‬‬ ‫‪ .32‬ل تكثر من الشكوى والتأوه ‪.‬‬

‫‪ .33‬ل تسمح لرصدقاء السوء بالسيطرة على حياتك وأفكارك ومشاعرك ‪.‬‬ ‫‪ .34‬ل تقلق بشأن الستقبل فال ل يضيع أجر من أحسن عملً ‪.‬‬ ‫‪ .35‬أسعد الخرين تسعد ‪.‬‬ ‫وف التممام أرجو لممك أخممي التوفيممق والسممداد ‪ ،‬وأن يعينممك الم تعممال علممى ممما أنممت فيممه ‪،‬‬ ‫وأن يعلي هتك ويعلك مباركاً أينما كنت ‪.‬‬ ‫*‬

‫*‬

‫*‬ ‫‪/http://www.saaid.net‬‬

‫‪48‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.