ثورة يناير و كيف تصبح مصر دولة عظمى أحمد خليل

Page 1

‫‪1‬‬

‫ثورة يناير‬ ‫وكيف ميكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟‬ ‫قراءة يف معوقات وحمفزات النهضة يف مصر‬

‫تأليف‬ ‫مهندس‬

‫أمحد خليل‬ ‫‪khalil@mill-cons.com‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪2‬‬

‫ثورة يناير‪ ..‬وكيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟‪..‬‬ ‫قراءة في معوقات ومحفزات النهضة في مصر‪.‬‬ ‫القـاهـ ـ ـ ـرة ‪2102‬م‬ ‫رقم اإليداع بدار الكتب‪2100 /221100 :‬‬ ‫الترقـيــم الدولـي‪:‬‬

‫‪I.S.B.N. 978 - 977 - 6141 - 10 - 2‬‬

‫المؤلف‪ :‬مهندس‪ /‬أحمد خليل‬ ‫الناشـر‪ :‬القرطاسـي ـ ‪ 8‬عمـا ار المـروة ن نبيـل الوقـاد ـ خلـف كليـ البنـا‬ ‫الميرغني ـ مصر الجديدة ـ القاهرة ـ مصر‬

‫ـ‬

‫‪WWW.Alkertasia.com‬‬ ‫‪E.mail: gtalib@alkertasia.com‬‬

‫هاتف‪ 112 12 22082042 :‬ـ محمول ‪112 1011 0410021‬‬

‫حقوق الطبع حمفوظة‬ ‫© حقوق النشر والطبع والتوزيع محفوظ للمؤلف‪ .‬وال يجوز نشر هذا الكتاب‪،‬‬ ‫أو أي جزء منه‪ ،‬أو إعادة طبعه‪ ،‬أو اختزان مادته العلمي ‪ ،‬أو نقله بأي طريقـ‬ ‫سواء كان إلكتروني ‪ ،‬أو ميكانيكي ‪ ،‬أو بالتصوير‪ ،‬أو خالف ذلك دون موافق‬ ‫خطي من المؤلف مقدمًا ً​ً‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫إه ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬ ‫إلى المغبونين من أبناء المحروس مصر‪..‬‬ ‫الكفاءا‬

‫التي أهدر ‪..‬‬

‫العقول المفكرة التي لم تثمن‪..‬‬ ‫أصحاب العلم في زمن انتفى فيه الطلب على العلم‪..‬‬ ‫إلى هؤالء جميعًا أهدي هذا الكتاب‪..‬‬ ‫المؤلف‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪2‬‬

‫تق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديم‬ ‫هذا كتاب مختلف يقدم إجابـ مختلفـ علـى أسـطل طالمـا حيـر ودوخـ‬

‫العقـل‬

‫المصري علـى مـدار عقـود متتاليـ ‪ ،‬يتصـد فيـه المؤلـف بجسـارة خطـر وأهـم‬ ‫الملفا‬

‫التي فتحـ‬

‫أفواههـا عـن هخـر ‪..‬ا بعـد نجـا ثـورة ينـاير فـي قطـع رأس‬

‫النظــام‪ .‬كتــاب يكتســب خصوصــيته مــن خصوص ـي الظــرف واللحظ ـ الحرج ـ‬ ‫التي نحياها منذ خلع الـرطيس وحتـى ا ن‪ .‬تفـاءل المصـريون كثيـ ًار عنـدما نجـ‬

‫الشعب في إ ازحـ الطاغيـ عـن عرشـه وزلزلـ ا رل أسـفل أقـدام النظـام‪ ،‬لكـن‬

‫الفرح وحدها ال تكفي‪ .‬وبعد أن تذهب السكرة؛ البد أن تأتي الفكرة‪ ،‬لذلك جاء‬ ‫هــذا الكتــاب‪ .‬فهــو جديــد فــي الفك ـرة والرؤي ـ المبتك ـرة لمشــكال‬

‫قديم ـ ارتبط ـ‬

‫بحياتنـ ــا كمص ـ ـريين وقـ ــد هن ا وان لنـ ــتخلا منهـ ــا كمـ ــا تخلصـ ــنا مـ ــن مبـ ــارك‬

‫وعصر ‪.‬‬

‫يب ــدأ الكت ــاب بالسـ ـؤال المع ــل ‪ ..‬سـ ـؤال‪ :‬ه ــل يمك ــن أن تص ــب مص ــر دولـ ـ‬

‫عظم ــى‪ ،‬ويق ــدم إجابـ ـ واقعيـ ـ ش ــافي علي ــه‪ ،‬ف ــنحن نمل ــك ك ــل المعطي ــا ‪ ،‬وال‬

‫ينقصنا سو اإلبداع في استغاللها‪ ،‬وفي هذ المساح يظهر جهد الكاتـب فـي‬ ‫إيجاد مجموع من الحلول التي تستحق التوقف والتأمل وبحث إمكانيـ تفعيلهـا‬

‫ف ــي الواق ــع‪ .‬ففـ ـي االقتص ــاد يب ــدأ الكات ــب م ــن عتبـ ـ مص ــادر ال ــدخل ويحلله ــا‬ ‫ويكشــف زيــف االدعــاء الــذي يــروإل لــه الــبعل عــن اإلنتــاإل وعجل ـ اإلنتــاإل‪،‬‬

‫ال للشــك أن اإلنتــاإل فــي‬ ‫ويمــيط اللثــام عــن حقــاطق مفزعـ تؤكــد بمــا ال يــدع مجــا ً‬ ‫مصــر أســطورة تتشــابه مــع الغــول والعنقــاء والخــل الــوفي‪ .‬يتطــرق الكاتــب أي ـاً‬

‫‪4‬‬


‫‪4‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫إلى حيرة العقل االقتصادي المصري ما بين االشتراكي والرأسمالي ‪ ،‬ويقـدم حـالً‬

‫قد يساهم في تهدطـ هـذ الحيـرة‪ .‬ثـم يطـر ملـف البطالـ وأبعـاد ‪ .‬والخطيـر فـي‬ ‫ا م ــر أن الكات ــب ي ــع ب ــين أي ــدينا مجموعـ ـ م ــن المش ــروعا‬ ‫يمكن أن تلتهم فـي لحظـ كافـ المشـكال‬

‫المصري‪.‬‬

‫المبتكـ ـرة الت ــي‬

‫المزمنـ التـي يعـاني منهـا االقتصـاد‬

‫ينتقل بنـا الكتـاب والكاتـب بعـد ذلـك إلـى تحليـل العقلـين اجتتمـاعي واالقيقـي‬ ‫للدول المصري ويكشـف مـواطن الخلـل الـذي أصـاب هـذين العقلـين عبـر عقـود‬

‫م ـ ــن التجري ـ ــف الم ـ ــنظم والتس ـ ــطي والتس ـ ــييل الفك ـ ــري والمعرف ـ ــي وال ـ ــديني أد‬ ‫بالمصـريين فــي شــتى مجــاال‬

‫الحيــاة إلــى ا داء علــى هــذا النحــو المنكــر‪ .‬وقــد‬

‫لفتني في كالم الكاتب حديثه عن التخريب الـذي حـدث للعقـل الـديني المصـري‬

‫عبر قراءا‬

‫ورؤ للدين أصبح‬

‫تستحق من الجميع وقف تأمل‪..‬‬

‫نــأتي بعــد ذلــك إلــى محط ـ التعلــي ‪ ،‬وهــي محط ـ خطيـرة مــن محطــا‬

‫الكتــاب‬

‫يتنقل فيها الكاتب بين شر مرتك از الثقاف التعليم لد الشعب إلى مرتك از‬

‫الثقاف التي تحكم عقل المسطولين عن التربي والتعلـيم ويقـدم العديـد مـن الحلـول‬

‫الجدي ــدة للمش ــكال‬

‫القديمـ ـ والتقليديـ ـ الت ــي ي ــزدحم بهـ ـا المل ــف التعليم ــي ف ــي‬

‫مصر‪ .‬ويقدم الكاتـب ــ فـي هـذا السـياق ــ خارطـ طريـق إلصـال التعلـيم فـي‬ ‫مصر على مستو كافـ أطـراف العمليـ التعليميـ (المعلـم والمقـر ار التعليميـ‬

‫وادارة عملي التعليم)‪.‬‬

‫ومن التعليم ينتقل الكتاب إلـى المعلومـات‪ ..‬اسـتحقاق العصـر‪ ،‬ويطـر الكاتـب‬

‫‪5‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪6‬‬

‫الكيفيـ ـ الت ــي يمك ــن أن نس ــتفيد به ــا م ــن بن ــاء قواع ــد معلوم ــا‬

‫ف ــي المج ــاال‬

‫االقتصادي والسياسي واالجتماعي وفي مجال بناء الرأي والرؤي السـليم للفـرد‬ ‫وللمجتمع‪ ،‬وكيف يمكن أن تؤسس المعلوما‬

‫التعامل مع مشكال‬

‫لثقاف تعتمد على التخطيط عنـد‬

‫المجتمع وما يواجهه من أزما‬

‫ويختتم الكتـاب بسـباح جريطـ فـي أخطـر الملفـا‬

‫ومفاجآ !‪.‬‬

‫التـي تهـدد مصـر الناه ـ ‪،‬‬

‫وهــو ملــف اإلصــال الحكــومي واإلداري‪ ،‬وي ــع رؤي ـ فــي هــذا االتجــا تعتمــد‬

‫علــى إعــادة هيكل ـ ا جه ـزة الرقابي ـ واعــادة هيكل ـ ا جــور وتنشــيط المحليــا ‪،‬‬ ‫وينتهــي الفصــل الــذي يتصــد له ـذا المو ــوع باثــارة ثــورة تــدعو إلــى تصــحي‬

‫الكثير من المفاهيم االقتصادي والسياسي التي تحكم رؤي العاملين في الجهاز‬ ‫للكثير من معطيا‬

‫الحكم واإلدارة‪.‬‬

‫قــد يظــن الــبعل أن شــهادتي لهــذا الكتــاب مجروح ـ بحكــم عالق ـ الــدم التــي‬

‫تربطنــي بكاتبــه فهــو أخــي‪ ،‬لكننــي أظــن أن هــذا الجــر ف ـي الشــهادة يمكــن أن‬

‫يتراجع كثي اًر حين أنبه القارئ الكـريم إلـى أن الكتـاب يعتمـد أول مـا يعتمـد علـى‬ ‫منهجي وا ح في طر المشكال‬

‫وتقديم الحلول‪ ،‬ومهما اختلف البشر على‬

‫الفكرة والرأي والرؤي ؛ فانهم ال يختلفون على المنهج‪ .‬فسالم الطر تسـتند فـي‬ ‫ا ساس إلى سالم المنهجي ‪ ،‬وهو ما ألزم به الكاتب نفسه‪.‬‬

‫فــي الختــام أدعــو ان أن تنتفــع مصــر‪ ..‬بلــدنا الــذي نحيــا فــوق ت اربــه ونســتظل‬

‫بســماطه بمــا تحتويــه ســطور هــذا الكتــاب‪ ،‬وأن يجعــل يومهــا خي ـ اًر مــن أمســها‪،‬‬

‫وغــدها أف ــل مــن يومهــا‪ .‬فهــذا البلــد الطيــب يســتحق الكثيــر‪ ،‬المهــم أن يبحــث‬

‫‪6‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪7‬‬

‫أهله عما ينفعهم فعالً ويتمسكوا بـه ويتركـوا زبـد ا مـور‪ ،‬وصـدق ان العظـيم إذ‬ ‫جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في ا رل"‪.‬‬ ‫يقول"فأما الزبد فيذهب‬ ‫ً‬

‫د‪ .‬حممود خليل‬

‫‪7‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪8‬‬

‫مقدمة‬ ‫أؤمــن بــأن بنــاء مصــر التــي يحلــم بهــا المصـريون البــد أن يشــارك فيــه الجميــع‪.‬‬

‫وكمــا أن المشــارك وااللتحــام والتعــاون بــين أف ـراد شــعبنا علــى مختلــف ميادينــه‬ ‫كان‬

‫وراء نجا الثورة المجيدة في إزال النظـام الباطـد‪ ..‬فاننـا بحاجـ إلـى نفـس‬

‫بلغ ـ ـ‬

‫الخمسـ ــين مـ ــن عمـ ــري ومعـ ــتن بالشـ ــأن العـ ــام المصـ ــري‪ ،‬ومتـ ــابع جيـ ــد‬

‫الرو في مرحل البناء‪ ،‬وعلى الجميع المشارك في بناء مصرنا‪ ..‬وأنـا مصـري‬ ‫لألحــداث والشخصــيا‬

‫التــي أثــر فــي مصــر خــالل الثالثــين عام ـاً الما ــي ‪،‬‬

‫والتي ق اها المصريون بين اليأس والرجاء تح‬

‫وطأة نظام أمعن في تكريس‬

‫اإلحباط والفشل لدي الشعب‪ ،‬وهذا النظـام انطبـق عليـه مـا ينطبـق علـى الكثيـر‬ ‫من الظواهر الطبيعي ؛ فهو ولد ثم كبر ثم هرم ثـم مـا ‪ .‬ثـم حانـ‬

‫سـاع بنـاء‬

‫مصــر كدول ـ عظمــي‪ ،‬و ول م ـرة فــي تــاريي المص ـريين‪ ..‬يصــبحون أصــحاب‬ ‫الق ـرار فــي بنــاء دولــتهم كمــا كــانوا أصــحاب الق ـرار فــي إ ازل ـ النظــام الباطــد‪ .‬وأنــا‬

‫كفــرد مــن أف ـراد هــذا الشــعب أ ــع هــذ المحاول ـ الســتقراء بعــل مشــاكلنا فــي‬ ‫مص ــر ومحاولـ ـ ط ــر حل ــول له ــا كمش ــارك بس ــيط ف ــي بن ــاء وطن ــي ب ــبعل‬

‫ا فكار التي اعتقـد‬

‫على ذلك ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أنهـا قـد تكـون مفيـدة فـي مرحلـ البنـاء القادمـ ‪ ،‬وشـجعني‬

‫اعتقادي الراسي بامكانياتنا كشعب وكدول في التغلب على الصعاب‬ ‫التي تواجهنا في هذ المرحلـ المهمـ مـن تاريخنـا وبنـاء وطـن تفخـر‬

‫به ا جيال القادم ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫‪9‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫‪‬‬

‫أنني كن‬

‫داطما متابعا لألحداث بشكل جيد‪ ..‬قبل وأثنـاء وبعـد قيـام‬

‫ال ع ــن قـ ـراءا‬ ‫الث ــورة‪ ..‬ف ـ ـ ً‬

‫كثيـ ـرة ف ــي مختل ــف النـ ـواحي اإلنس ــاني‬

‫والسياسي واالقتصادي والديني ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫عمل ــي كمهن ــدس كومبي ــوتر متخص ــا ف ــي بن ــاء برمجي ــا‬

‫لميكنـ ـ‬

‫ا نظم ـ ‪ ،‬والــذي وفــر لــي خب ـرة كبي ـرة بــالكثير مــن ا عمــال وتحليــل‬ ‫الكثير من النظم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫إحساسي بالمسطولي تجا وطني ورغبتي في المشارك فـي بناطـه ولـو‬ ‫بابداء الرأي‪.‬‬

‫والغــرل مــن كتــابي هــذا هــو تو ــي ‪ ،‬وتحليــل لــبعل المشــكال‬

‫بالدي‪ ،‬واقت ار حلول مبتكرة لهذ المشكال‬ ‫مناسب للظـروف‪ ،‬وفـي حـدود اإلمكانيـا‬

‫المزمنـ فــي‬

‫مجتهدا في أن تكون هـذ الحلـول‬

‫المتاحـ ؛ بحيـث تكـون عمليـ ونـاجزة‬

‫وقابل للتنفيذ‪ ،‬وما أتمنا أن تجد بعل من هذ المقترحا‬

‫طريقها للتنفيذ‪.‬‬

‫يتكــون هــذا الكتــاب مــن توطط ـ وســت فصــول‪ .‬تعــالج توطط ـ الكتــاب المنهجي ـ‬ ‫الت ــي اس ــتند‬

‫مســتويا‬

‫إليه ــا ف ــي تحلي ــل المش ــكال‬

‫المزمنـ ـ الت ــي تواج ــه مص ــر عل ــى‬

‫عــدة‪ ،‬واســتجالب الحلــول المبتك ـرة لهــا‪ .‬يبــدأ بعــد ذلــك الفصــل ا ول‬

‫من الكتاب ويتصد لإلجاب على السؤال ا خطر في ما ي وحا ر وتاريي‬

‫ا م ‪ ،‬وهـو‪" :‬هل يمكـن أن تصـبح مصـر دولـة عظمـى؟"‪ ،‬ويحـدد هـذا الفصـل‬ ‫اإلطـار العــام لإلجابـ علــى السـؤال؛ ليــتم تفصـيل اإلجابـ بعــد ذلــك فــي فصــول‬ ‫الكتــاب التاليـ ‪ ،‬حيــث يعــالج الفصــل الثــاني الملــف ا خطــر فــي هــذا الكتــاب ـ ـ‬

‫‪9‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪01‬‬

‫وفــي المرحل ـ التــي نحياهــا ــ ـ وهــو ملـــف اجقتصـــاد الــذي يــزدحم بالعديــد مــن‬ ‫المش ــكال ‪ ،‬ث ــم ينتق ــل الكت ــاب إل ــى الفص ــل الثال ــث ال ــذي يتن ــاول اجســـتحقا‬ ‫اجتتمــاعي واالقيقــي بأبعــاد المتنوع ـ ‪ ،‬ويتتبــع عمليــا‬

‫اإلفســاد والتقريـــ‬

‫الممنهج ـين للنفســي المص ـري عبــر ثالثــين عام ـاً مــن خــالل عــدد مــن الملفــا‬

‫أخطره ــا الملــــف الــــديني‪ ،‬يل ــي ذل ــك الفص ــل ال ارب ــع ال ــذي يع ــالج اجســــتحقا‬ ‫التعليمــــي‪ ،‬وينـ ــاقن أبـ ــرز المشـ ــكال‬

‫المرتبط ـ ـ بـ ــأداء الم ـ ـواطن وأداء الـ ــو ازرة‬

‫المختص بالعمـل التعليمـي‪ ،‬ويقـدم حلـوالً جديـدة لمشـكال‬

‫مزمنـ وقديمـ تبـرز‬

‫فــي هــذا الســياق‪ ،‬وينتقــل الكتــاب بعــد ذلــك إلـى الفصــل الخــامس الــذي يتصــد‬

‫لتحليل الملف المعلوماتي كواحد من أهم المنصا‬

‫التي يمكن أن تنطلق منها‬

‫نحــو النه ـ ‪ ،‬ويختــتم الكتــاب بالفصــل الســادس الــذي يعــالج المنص ـ الثاني ـ‬

‫لالنطالق نحو النه‬ ‫العديد من المشكال‬ ‫هليا‬

‫والمتعلـق بإصـي التهـاز الحكـومي الـذي ارتبطـ‬

‫بـه‬

‫الناتج عـن البيروقراطيـ والترهـل اإلداري‪ ،‬ويقـدم الفصـل‬

‫عمليـ لكيفيـ التعامـل معهـا‪ ،‬و ـرورة مراجعـ العديـد مـن المفـاهيم التـي‬

‫أســاء جهــاز الدول ـ توظيفهــا‪ ،‬وتــم تصــدير معانيهــا ودالالتهــا إلــى ال ـرأي العــام‬ ‫خالل العقود الثالث الما ي ‪.‬‬

‫همل أن تشكل هذ السطور لبن في صر البنـاء الجديـد لمصـر العظيمـ ‪ ،‬فـان‬

‫نجح‬

‫في ذلك فـ‪ ..‬بها ونعم ‪ ،‬وان أخفق ؛ فأسأل ان تعـالى أجـر المجتهـد‪.‬‬

‫وان من وراء القصد‪..‬‬

‫وأود أن أتوجــه بالشــكر والعرفــان لشــقيق الــرو والرحلـ د‪ .‬محمــود قليــل والــذي‬

‫‪11‬‬


‫‪00‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫كان له دور كبير في هيكل بناء هذا الكتاب وتشريفه لي بتقديم الكتاب‪.‬‬

‫مهندس‪ /‬أحمد خليل‬ ‫يناير ‪2102‬م‬

‫‪11‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪02‬‬

‫توطئة‪..‬‬ ‫منهجية احلل‬ ‫فــي محاولـ طــر حلــول لمشــاكلنا البــد لنــا مــن تبنــي منهجيـ للحــل تحــدد مــن‬

‫خاللهـ ــا ا سـ ــاليب وا ليـ ــا‬

‫المناسـ ــب لمعطيـ ــا‬

‫المشـ ــكل ومعطيـ ــا‬

‫فالمنهجيـ جــزء مــن الحــل والتفكيــر المنهجــي‪ ..‬فري ـ كــاد‬

‫عــن وعــي الكثيــرين‪ ،‬لــذلك نبــدأ بهــا لنحــدد فــي البداي ـ معطيــا‬ ‫الحل‪.‬‬

‫ننتقل منها إلى منطلقا‬

‫حلهـ ــا‪.‬‬

‫أن تكــون غاطب ـ‬

‫المشــكل ‪ ،‬ثــم‬

‫معطيات املشكلة‬ ‫وتتحدد هذ المعطيا‬

‫في مجموعـ السـلبيا‬

‫ا ساسـي ‪ ،‬واإلمكانـا‬

‫التي تحتشد داخل المشهد المصري‪ ..‬وتتحدد في‪:‬‬

‫الجوهريـ‬

‫‪‬‬

‫ق اربـ ـ تس ــعون ملي ــون مـ ـواطن‪ ..‬م ــع زي ــادة س ــكاني تق ــارب ‪ 2‬ملي ــون‬

‫‪‬‬

‫نسب أمي تقدر بـ ‪ %21‬من السكان‪.‬‬

‫نسم كل عام‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ %21‬من السكان تح‬

‫خط الفقر‪.‬‬

‫توا ع مستو الخرجين من المراحل المختلف من التعليم‪.‬‬

‫توا ع مستو الحرف والصناعا‬

‫نقا كبير في اإلنتاإل الغذاطي‪.‬‬

‫اليدوي ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫‪‬‬

‫‪03‬‬

‫نسـ ــب عجـ ــز فـ ــي الموازن ـ ـ العام ـ ـ فـ ــي حـ ــدود ‪ %31‬مـ ــن إجم ـ ـالي‬

‫الموازن ‪.‬‬

‫معطيات احلل‬ ‫ومن هنا نر أن هناك حلول‪ ،‬وهناك ما يدعمها مثل‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫توافر المساحا‬

‫الكبيرة إلعادة توزيع السكان‪.‬‬

‫أكثر من ‪ %61‬من السكان شباب في عمر دون الثالثون‪.‬‬ ‫توافر مصادر كبيرة من الثروا‬ ‫توافر مساحا‬

‫كبيرة من ا ار ي الصالح للزراع ‪.‬‬

‫نسب العجز في الموازن العامـ فـي حـدود ‪ %01‬مـن إجمـالي النـاتج‬

‫المحلي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الطبيعي ‪.‬‬

‫توافر الخب ار العلمي في التخصصا‬

‫المختلف ‪.‬‬

‫منصات االنطالق حنو احلل‬ ‫تم بناء منطلقا‬

‫ومقترحا‬

‫الحلول تأسيسًا على المعطيا‬

‫السابق هخذين فـي‬

‫االعتبار مجموع أمور رطيسي أؤمن ب رورة تبنيها عند محاول الوصول إلـى‬

‫حل ــول لمش ــاكل بدرجـ ـ تعقي ــد مش ــاكلنا‪ ،‬وف ــي ظ ــروف ال تحتم ــل كثـ ـرة التجربـ ـ‬

‫والخطأ وهي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إعيء الشأن االدبـي علـى المـاد ‪ :‬حيـث يجـب أن يعلـم الجميـع أن‬

‫‪13‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪02‬‬

‫بناء الوطن يحتـاإل إلـى أشـخاا مـؤمنين بـدورهم فـي بنـاء أوطـانهم‪،‬‬

‫وأن الدول ـ لــن تبنــي وتتقــدم إال بهــذا اإليمــان‪ ..‬فــال يمكــن للمعلــم أن‬

‫يق ــوم ب ــدور ف ــي بن ــاء ا جي ــال لمج ــرد أنن ــا ن ــوفر ل ــه دخـ ـالً كريمـ ـاً‪..‬‬

‫فالمــدرس الخصوصــي يحصــل علــى دخــل كبيــر‪ ،‬ولكنــه غيــر مــؤمن‬ ‫بما يؤديه‪ ،‬وبالتالي فالبد أن يدرك كل صاحب مهن دور المهـم فـي‬

‫بنــاء وطنــه‪ ..‬فهــذا ســيكون لــه بــال ا ثــر علــى أداط ـه ولس ـ‬

‫أود أن‬

‫ال دون أن يأخــذ ا جــر المناســب لــه‪ ،‬ولكنــي أرفــل‬ ‫يــؤدي أحــدا عم ـ ً‬

‫وبشدة أن يتقاضي مسئوجا مليـون تنيـ أو أكثـر ك ارتـب شـهري‪ ،‬ثـم‬ ‫أتوقع منه أن يؤدي عمله بشكل جيد ــ نـه الخبيـر ا وحـد ــ‪ ،‬فهـذا‬

‫ليس بسبيل للبناء‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تنميــة فق ـ االولويــات‪ :‬فــي ظروفنــا الراهنـ ال نمتلــك رفاهيـ الحلــول‬ ‫الكامل‬

‫ن اإلمكانيا‬

‫المتاح قد ال تسم بتوفير حلول لكـل شـ ‪،‬‬

‫وبالتالي يجب أن تكـون لـدينا القـدرة الجيـدة علـى ترتيـب ا ولويـا ‪..‬‬

‫فهذا سيساعدنا كثي اًر في سرع التحول مـن الواقـع الصـعب إلـى واقـع‬ ‫أف ل في ظل‬

‫‪‬‬

‫عف اإلمكانيا ‪.‬‬

‫ي عن التقليد‪ :‬مـن ا خطـاء الفادحـ التـي يمكـن أن يقـع‬ ‫اجبتكار بدي ا‬ ‫فيهــا اإلنســان عنــد حــل مشــكل أن يتبنــى مــا فعلــه غيــر لحــل مشــكل‬

‫شـ ـ ـ ــبيهه ونج ـ ـ ـ ـ فـ ـ ـ ــي حلهـ ـ ـ ــا‪ ..‬دون م ارعـ ـ ـ ــاة الخـ ـ ـ ــتالف الظـ ـ ـ ــروف‬ ‫واإلمكانيـ ـ ــا‬

‫وامكانيـ ــا‬

‫فـ ـ ــي الحـ ـ ــالتين‪ .‬وعنـ ـ ــدما تكـ ـ ــون لـ ـ ــديك مشـ ـ ــكل كبي ـ ـ ـرة‬ ‫ـ ــعيف فالبـ ــد أن تبتكـ ــر الحـ ــل الـ ــذي يناسـ ــب ظروفـ ــك‬

‫‪14‬‬


‫‪04‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫وامكانياتك‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫شــيء مــن القيــال يصــلح االحـوال‪ :‬عنــدما تكــون بصــدد التفكيــر فــي‬ ‫مســتقبلك فأن ـ‬

‫تحتــاإل إلــى شــيء مــن الخيــال‪ ..‬لتكــون علــى أساســه‬

‫طموحــك فــي الحيــاة‪ .‬ولــو بحثـ‬

‫قلــيالً فــي تــاريي النجاحــا‬

‫المتميـزة‬

‫التي حققها بعل مـن البشـر؛ فسـتجدهم جميعـا قـد تخيلـوا هـذا القـدر‬ ‫م ــن النج ــا ال ــذي حقق ــو قب ــل تحقيق ــه‪ ..‬ن الخي ــال مله ــم ومحف ــز‬

‫للطاقا‬

‫واإلنجا از‬

‫‪15‬‬

‫والقد ار ‪ ،‬وبغير وجود شيء من الخيال ستكون الطموحا‬ ‫متوا ع ‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪16‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫الفصل األول‬ ‫هل ميكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟‬

‫‪17‬‬

‫‪07‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪08‬‬

‫سـ ـؤال الما ــي والحا ــر والمس ــتقبل‪" :‬هــــل يمكــــن أن تصــــبح مصــــر دولــــة‬ ‫عظمى؟"‪ .‬إنه سؤال مهم جـدًا‪ ،‬ومتـداول‪ ،‬ولإلجابـ عليـه يجـب أن نفهـم أن أيـ‬ ‫دول ـ فــي العــالم ـــ وعنــدما أقــول "دول ـ "؛ فأنــا أقصــد قطع ـ مــن الك ـرة ا ر ــي‬

‫بس ــكانها وموقعهـ ــا الجغ ارفـ ــي وثرواتهـ ــا ـــ ـ أي ـ ـ دولـ ـ فـ ــي العـ ــالم بحسـ ــب هـ ــذا‬ ‫التوصيف إما قابل‬

‫ن تكون دول عادي يعين أهلها في سـالم وال يتعر ـون‬

‫إلــى تغيي ـ ار اقتصــادي واجتماعي ـ وسياســي كبي ـرة فــي حيــاتهم‪ ،‬وامــا أن تكــون‬ ‫دولـ تصــل‬

‫ن تكـون مــن الـدول العظمــى‪ ..‬وهـذا يتوقــف بطبيعـ الحــال علــى‬

‫الموقع الجغرافي للدول وكذلك ثرواتها‪ ..‬باإل اف إلى تاريخها‪.‬‬ ‫ويعلمنــا التــاريي أنــه عنــدما تمتلــك أي ـ دول ـ مقومــا‬

‫جيــدة مــن ثــروا‬

‫وموقــع‬

‫جغ ارفــي وشــعب مؤهــل‪ ..‬فهــي بطبيعـ الحــال تكــون مطمعـًا لــدول أخــر لنهــب‬

‫ثرواتها‪ ،‬وتكون كذلك مخيف لدول أخر تريد أن ت عف وجودها‪.‬‬ ‫لذا‪..‬‬

‫وحيث أن لمصر مقومـات الدولـة العظمـى؛ فـنحن أمـام بـديلين ال ثالـث لهمـا‪..‬‬ ‫وهمــا‪ :‬إم ــا أن نس ــتفيد بم ــا ل ــدينا ونصــب م ــن ال ــدول العظم ــى‪ ،‬وأم ــا أن نك ــون‬

‫عر‬

‫لعمليا‬

‫النهب واإل عاف والتي انته‬

‫بنا إلى ما نحن فيه‪.‬‬

‫ودعونا نعرل فيما يلـي خمـاطر وعناصـر النه ـ فـي المعطيـا‬

‫واإلمكانيـا‬

‫الحاليـ المحليـ واإلقليميـ والدوليـ التــي تؤكــد جميعهــا علــى إجابـ واحــدة علــى‬

‫هذا السؤال‪ :‬نع يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪09‬‬

‫عناصر النهضة‬ ‫أي قارئ لحقاطق التاريي أو الجغرافيا‪ ،‬وأي متابع للشأن المصري‪ ،‬وأي متجـول‬ ‫فوق أرل مصر يستطيع أن يحدد بسهول مجموع مـن العناصـر التـي يمكـن‬

‫أن تشــكل أساس ـاً لنه ـ هــذا البلــد‪ ،‬مــن بــين هــذ العناصــر التــي يمكــن تبينهــا‬ ‫بسهول ما يلي‪..‬‬

‫ثروات مصر‬ ‫تمتلك مصر جميع أنواع الثـروا‬

‫الطبيعيـ التـي يتـوافر منهـا فـي بعـل الـدول‬

‫الكثيــر والكثيــر‪ ،‬ولــيس فــي هــذا أي ـ غ ارب ـ فيكفــي أن تنظــر نظ ـرة س ـريع إلــى‬ ‫التــاريي كــي تعــرف أهمي ـ دول ـ كمصــر‪ ..‬وان لــم تنظــر إلــى التــاريي فالح ــال‬ ‫المتــردي الــذي وصــلنا إليــه هــو بســبب ا طمــاع الداطم ـ فيمــا لــدينا مــن ثــروا‬

‫وموقــع جغ ارفــي ونوعي ـ مــن البشــر‪ .‬والمؤكــد أن مــا تملكــه مصــر مــن ثــروا‬

‫طبيعيـ وبشـري ـ ـ ســوف نســتطرد فــي عر ــها فــي الفصــل الثــاني ـ ـ تهيـ لنــا‬ ‫منص ـ انطــالق نحــو النه ـ ‪ .‬تســتطيع مصــر أن تتحــول ـــ انطالق ـاً مــن هــذ‬

‫الثـروا‬

‫ــ إلــى دولـ مــن الـدول العظمــى فــي وقـ‬

‫قليـل وبأيــادي أبناءهــا فلســنا‬

‫بحاج إلى استيراد الخبراء من الخارإل كي نجعل وطننا عظيماً‪ ..‬بـل أؤكـد أننـا‬

‫لســنا حتــى فــي حاج ـ إلــى اســتدعاء العلمــاء المص ـريين الموجــودين بالخــارإل‪..‬‬ ‫ن مازال بمصر الكثير من الكفـاءا‬

‫العلميـ والتـي تكفـي لبناطهـا وتطويرهـا‪..‬‬

‫ال عــن بنــاء وتطــوير محيطنــا العربــي‪ .‬ويتبقــى هنــا س ـؤال مهــم وهــو‪ :‬هــل‬ ‫ف ـ ً‬ ‫سيتركنا الغرب واسراطيل نبني وطننا دونما أن يحاولوا إفشال واجهال الفرص‬

‫‪19‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪21‬‬

‫التاريخيـ لتحــول مصــر إلــى دولـ عظمــى؟‪ ..‬اإلجابـ ‪ :‬نعــم ســيتركوننا‪ ..‬أو لــن‬ ‫تكــون لــديهم القــدرة علــى إيقافنــا‪ ..‬وهــذا إن لــم يكــن بســبب قــدراتنا علــى البنــاء‬ ‫والعمــل تح ـ‬

‫أس ـوأ الظــروف (مثــل بنــاء حــاطط الص ـواريي فــي ظــل الهجمــا‬

‫الجويـ ـ اإلسـ ـراطيلي بع ــد هزيمـ ـ ‪ ..)67‬إن ل ــم يك ــن ه ــذا س ــبباً ف ــأن ا و ــاع‬ ‫اإلقليمي والدولي الحالي لن توفر لهم قدرة كبيـرة علـى مقاومـ مشـروع النه ـ‬

‫بمصر‪ ..‬وسوف أو‬

‫ذلك‪.‬‬

‫الوضع اإلقليمي‬ ‫قبــل بداي ـ ربيــع الثــو ار العربي ـ كان ـ‬

‫تاماً لإلمـالءا‬

‫جميــع الــدول العربي ـ خا ــع خ ــوعًا‬

‫ا مريكيـ والغربيـ ‪ ،‬وعلـى أرسـها ارطـد الفصـل العربـي‪( ..‬مصـر‬

‫مبارك)‪ ..‬أما ا ن؛ فلم يعد هناك راطداً وال فصـالً‪ ،‬وأصـبح‬

‫المنطقـ فـي حالـ‬

‫ال سياسـيًا جديـدًا للمنطقـ ‪..‬‬ ‫مخال قـد يسـتمر لب ـع سـنين‪ ،‬ثـم ينـتج عنـه شـك ً‬

‫والمعل ــوم للجمي ــع أن الش ــكل الجدي ــد للمح ــيط العرب ــي س ــيكون دور مص ــر في ــه‬

‫محوريًا كما كانـ‬

‫مـن قبـل‪ ..‬سـتظل مصـر رائـدا للفصـل الجديـد ولكـن بطبيعـ‬

‫ا ح ـوال ســيكون ا مــر مختلف ـاً‪ .‬فحــين تســتعيد مصــر قوتهــا ومكانتهــا ســيكون‬ ‫ذلك استعادة لقوة ومكان العرب على الساح الدولي ‪.‬‬

‫الوضع الدولي‬ ‫شهد‬

‫ال دراماتيكيًا خالل فترة رطاس بون االبن للواليـا‬ ‫ا و اع الدولي تحو ً‬

‫المتح ــدة‪ ..‬فقب ــل بدايـ ـ حكم ــه كانـ ـ‬

‫أمريك ــا تش ــكل الق ــوة الوحي ــدة ف ــي الع ــالم‬

‫مســيطرة ومهيمن ـ علــى الن ـواحي االقتصــادي‬

‫والسياســي متبوع ـ بــدول اإلتحــاد‬

‫‪21‬‬


‫‪20‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫ا وربي‪ ،‬وقد بدأ‬

‫عملي التحول بعد أحـداث سـبتمبر الشـهيرة حينمـا انتف ـ‬

‫أمريك ــا كالم ــارد المه ــاب‪ ،‬وح ــبس الع ــالم كل ــه أنفاس ــه ح ــين تبن ــى ب ــون سياسـ ـ‬

‫الحــرب علــى اإلرهــاب وقــرر اختبــار القــوة والنفــوذ ا مريكــي فــي العــالم‪ .‬وبــدون‬ ‫الــدخول إلــى تفاصــيل مــا حــدث‪ ..‬فقــد انته ـ‬

‫بانتهاء فترتي رطاس بون االبن (ثمان سنوا‬

‫فت ـرة التحــول التــي أتحــدث عنهــا‬

‫)‪،‬‬

‫وتحول‬

‫أمريكا من قوة أحادي‬

‫إلى إحد القو ‪ ..‬بعد أن اختبـر سياسـياً وعسـكرياً‪ ،‬وفشـل‬ ‫تلــي ذلــك ا زمـ الماليـ الدوليـ والتــي كانـ‬

‫فـي االختبـا ار ‪.‬‬

‫نشــأتها فــي أمريكــا وكــان لهــا بــال‬

‫ا ثر على االقتصاد ا مريكي‪ ..‬وحتى ال نطيل في ا مر‪ ..‬فالواليا‬ ‫لم تعد إمبراطوري ‪ ،‬ولكنها أصبح‬

‫المتحـدة‬

‫إحد القوي العظمي اقتصـادياً وعسـكرياً‪..‬‬

‫تعاني ما تعاني منه بقي الدول الكبر في العالم‪ ،‬وتشـارك بنصـيب فـي توجيـه‬

‫السياس ـ الدولي ـ ‪ .‬ومــن مظــاهر التحــول الــذي حــدث للواليــا‬

‫المتحــدة اســتقالل‬

‫منظم ـ اليونيســكو عنهــا فــي إق ـرار حــق الفلســطينيين فــي إعــالن دولــتهم ـ أو‬

‫ع وي فلسطين في المنظم ـ‪ ..‬ف الً عن أزمتها مع إيران‪ .‬وبشكل عام فان‬ ‫المجتمع الدولي لم يعد داخل القب‬

‫والرد عليه‪..‬‬

‫ا مريكي ‪ ،‬وبالتـالي فهـو قابـل لألخـذ منـه‬

‫إسرائيل والواليات املتحدة‬ ‫ـدء مــن تمكيــنهم‬ ‫قــدم النظــام الباطــد الكثيــر والكثيــر إلسـراطيل وللواليــا المتحــدة بـ ً‬ ‫مــن إمــالء الق ـرار السياســي المصــري والعربــي‪ ..‬مــرو ًار بتــوفير الغــاز الطبيعــي‬ ‫بأسعار شبه مجاني إلسراطيل‪ ..‬ف ـالً عـن التعـاون العسـكري الغيـر عـادي مـع‬

‫‪21‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪22‬‬

‫ـاء بمحاول ـ إقنــاع ال ـرأي العــام المصــري ب ــرورة أن‬ ‫الواليــا المتحــدة‪ ..‬وانتهـ ً‬ ‫تقرر أمريكا وتوافق إسراطيل على من يحكم مصر‪ .‬فما أعطـي لهـاتين الـدولتين‬ ‫في غفل من الزمن لم يكونوا يحلموا بـه أبـداً‪ ،‬ولكنـه أصـب ا ن وبـاالً علـيهم‪..‬‬

‫نهمـا أصـبحتا مهـددتين ب ـياع مصـالحهما الغيـر محـدودة فـي مصـر‪ ،‬وعلــى‬

‫ذلك يفترل أن تكونا أكثـر أدبـًا‪ ،‬وأكثـر واقعيـ فـي التعامـل مـع المصـريين فـي‬

‫الفترة القادم ‪ ..‬ن نظام مبارك رحل ليـأتي مكانـه الشـعب المصـري ولـيس أي‬ ‫نظــام هخــر يمكــن احت ـواء ‪ ،‬والســيطرة عليــه فــال مجــال ي تخــوف مــن هــاتين‬

‫الدولتين‪.‬‬

‫مداخل التحول إىل دولة عظمى‬ ‫قبل أن نبدأ في تحليل للمشـاكل المختلفـ فـي مصـر والحلـول المقترحـ لهـا مـن‬

‫المهم أن نحدد المبادئ العام التي تحكم منهجي نظام الحكم في إدارة الدولـ ‪،‬‬

‫وق ــد و ــع‬

‫مجموعـ ـ م ــن المب ــادئ وا ه ــداف الت ــي يمك ــن أن يتف ــق عليهـــا‬

‫الجميــع‪ ،‬وهــي افت ار ــي ‪ ..‬ولكــن يلــزم تبنيهــا ممــن يــدير شــطون الــبالد كمنهجيـ‬ ‫لإلصال ‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إقام ـ دول ـ مدني ـ تحتــرم حقــوق اإلنســان المتمثل ـ ‪ :‬الحــق فــي حري ـ‬ ‫إبــداء الـرأي ـ ـ الحــق فــي المشــارك السياســي‬

‫ـ الحــق فــي المعتقــدا‬

‫الديني ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫إقام دول ا خالق التي تعنى باعالء قيم كل ما هو جيد وخـالق‪،‬‬

‫‪22‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪23‬‬

‫وتنبذ كل ما هو تافه ورديء‪.‬‬

‫‪‬‬

‫إقام دول العدال التي توفر فرا متكافط لألفراد في جميع منـاحي‬

‫‪‬‬

‫إقامـ دولـ التنميـ التــي تعنــي بتنميـ داطمـ و مســتمرة لجميــع مـوارد‬

‫‪‬‬

‫إقامـ ـ ـ دولـــــة المصـــــر ‪ ..‬والت ـ ــي تعن ـ ــي ببن ـ ــاء اإلنس ـ ــان المص ـ ــري‪،‬‬

‫الحياة السياسي واالقتصادي واالجتماعي ‪.‬‬

‫الدول ‪.‬‬

‫والحريصـ ـ عل ــى رف ــع قد ارت ــه واط ــالق إبداعات ــه ف ــي جمي ــع مج ــاال‬

‫الحياة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إقام الدول العصـري التـي تعنـى ببنـاء واعـالء القـيم اإلنسـاني العليـا‬

‫متمي ـزة مــع جميــع دول‬

‫(الحــق ـــ الخيــر ـــ العدال ـ )‪ ،‬وبنــاء عالقــا‬

‫العالم تقوم على الندي في التعامل وتوافر المثل ا على في الحكم ‪.‬‬ ‫ومن المبادئ العام ننتقل إلى تبيان عدد من ا هداف المتعلق بمجموع من‬ ‫الفرعي ا ساسي ذا‬

‫المنظوما‬

‫الصل بحلم النه‬

‫‪:‬‬

‫أهداف منظومة التعليم‬ ‫تسعى منظوم التعليم الهادف إلى النه‬ ‫‪‬‬

‫لما يلي‪:‬‬

‫إعــالء شــأن المعلــم مــن حيــث تأهيلــه وتدريبــه وتــوفير أســباب الحيــاة‬ ‫الكريم له؛ بما يؤهله لبناء أجيال واعي ومثقف وعلى قدر كبير مـن‬ ‫العلم وا خالق‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪22‬‬ ‫‪‬‬

‫التركي ــز ف ــي تص ــميم المن ــاهج التعليميـ ـ عل ــى ت ــوفير الفه ــم والتجربـ ـ‬ ‫واالبتكار‪ ،‬وليس على تخزين كميا‬ ‫والغير قابل لالستخدام والتطبيق‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تحديـ ـ ـد الم ـ ــؤهال‬

‫والتخصص ـ ــا‬

‫من المعلوما‬

‫الغيـر مسـتوعب‬

‫الت ـ ــي تتالق ـ ــى م ـ ــع االحتياج ـ ــا‬

‫المطلوبـ ـ ـ لبن ـ ــاء وادارة الدولـ ـ ـ ‪ ،‬وك ـ ــذلك الف ـ ــرا المتـ ـ ـوافرة لتص ـ ــدير‬

‫العمال إلى الخارإل‪.‬‬

‫‪‬‬

‫توفير المسـتو الجيـد مـن االختبـا ار ‪ ،‬والتـي تكـون قـادرة علـى تقـديم‬ ‫فــرز جيــد للمتعلمــين بمــا يــوفر الثق ـ فــي الحاصــلين علــى المــؤهال‬

‫محلياً ودولياً‪.‬‬

‫أهداف منظومة االقتصاد‬ ‫وتتحدد فيما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تــوفير اإلدارة الجيــدة للمـوارد ال ــخم المتـوافرة بمصــر‪ ،‬والتــي يمكــن‬

‫‪‬‬

‫تــوفير هليــا‬

‫مصــر بحيــث يســتفيد‬

‫‪‬‬

‫ـز‬ ‫تــوفير مميـ ا‬

‫‪‬‬

‫بنـ ــاء خط ـ ـ ذكي ـ ـ لتـ ــوفير فـ ــرا اسـ ــتثماري متمي ـ ـزة ومؤمن ـ ـ لجلـ ــب‬

‫أن ت من الحياة الكريم لكل مصري‪.‬‬

‫ل ــمان التوزيــع العــادل لثــروا‬

‫منها جميع المصريين بالتساوي‪.‬‬

‫خاص ـ لالســتثما ار المحلي ـ الصــغيرة والكبي ـرة؛ بمــا‬

‫يدفع المجتمع لبناء نفسه‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫‪24‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫االس ــتثما ار العربيـ ـ وا جنبيـ ـ دون المس ــاس بح ــق المصـ ـريين ف ــي‬

‫امتالك مقدراتهم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫العم ــل عل ــى إع ــادة توزي ــع الس ــكان عل ــى جمي ــع أجـ ـزاء القط ــر سـ ـواء‬

‫بهدف زيادة اإلنتاإل واتاحـ فـرا عمـل‪ ..‬أو بهـدف تـأمين المنـاطق‬

‫الحدودي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫توفير البني التحتي والخدما‬

‫اللوجيستي ‪ ..‬مما يوفر معدال‬

‫تنمي‬

‫عالي وقدرة أكبر على استيعاب الثروة البشرية التي هـي مـن أهـم‬ ‫موارد مصر‪.‬‬

‫أهداف املنظومة السياسية‬ ‫وتتمثل في‪:‬‬ ‫التثقيـف السياسـي لكـل مـواطن بمـا يجعلـه واعيـاً ومـدركاً‬

‫‪‬‬

‫توفير هليا‬

‫‪‬‬

‫اإلعـ ــالء مـ ــن قيم ـ ـ ال ـ ـرأي العـ ــام‪ ،‬واالبتعـ ــاد عـ ــن فكـ ــر الشخصـ ــيا‬

‫لكل ما يدور حوله محلياً ودولياً‪.‬‬ ‫والزعاما ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫التركيـ ــز علـ ــى الفكـ ــر االنتخـ ــابي علـ ــى جميـ ــع المسـ ــتويا‬ ‫وابتعاد عن فكر التعيينا ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الحد قدر اإلمكان من صالحيا‬ ‫داع‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫السياسـ ــي‬

‫المناصـب والبعـد عـن إطالقهـا بـال‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪26‬‬ ‫‪‬‬

‫استخدام الخطط طويل ا جل وااللتزام بها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫توفير ا ليا‬

‫‪‬‬

‫التركي ــز ال ــداطم عل ــى تغيي ــر ال ــدماء ف ــي جمي ــع المواق ــع والمناص ــب‪،‬‬

‫تشريعا‬

‫السريع والدقيق للدراس والتصوي‬

‫جديدة‪.‬‬

‫عند االحتياإل إلـى‬

‫واتاحـ ـ ـ الفرصـ ـ ـ للجمي ـ ــع‪ ..‬م ـ ــع الحف ـ ــاظ عل ـ ــى تنفي ـ ــذ المخطط ـ ــا‬ ‫ـ خاص طويل ا جل منها ـ‪.‬‬

‫أهداف املنظومة الدينية‬ ‫وتتحدد فيما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫التركيز على إظهار البعد ا خالقي لألديان وتحويله إلى ممارس ‪.‬‬ ‫التركيز على ثقاف التقارب بين ا ديان واحترام العقاطد‪.‬‬ ‫توفير هليا‬

‫بناء هليا‬

‫االنتخاب داخل المؤسسا‬

‫الديني قدر اإلمكان‪.‬‬

‫فكري مقاوم لألفكار المتطرف داخل المؤسسا‬

‫الديني ‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫الفصل الثاني‬ ‫االستحقاق االقتصادي‬

‫‪27‬‬

‫‪27‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪28‬‬

‫النهضة االقتصادية‪ ..‬من املمكن أن نفعلها‬ ‫تتعدد المصادر التي يمكن االعتماد عليهـا فـي و ـع أسـس ومرتكـ از لنه ـ‬

‫اقتصادي شامل وكامل وغير مسبوق في تاريي مصر والمصريين‪ .‬ومن أبـرز‬ ‫هذ اإلمكانا‬

‫ا حد عشر عنص اًر التالي ‪:‬‬

‫اإلنسان‬ ‫من أهم ثروا‬

‫باإلنجا از‬

‫مصر اإلنسان المصري بكل ما يحملـه مـن تـاريي طويـل ملـيء‬

‫واإلحباطا‬

‫أخصب من خب ار وقد ار الشخصي المصـري ‪ ،‬وبمـا‬

‫يحملــه مــن قــدرة كبيـرة علــى التحمــل والتحــدي‪ ،‬والقــدرة أي ـًا علــى خلــق البســم‬

‫فــي أحلــك ا ح ـوال‪ ..‬باإل ــاف إلــى اتســاع مواهبــه فــي جميــع مجــاال‬

‫الحيــاة‬

‫العلمي والفنيـ والسياسـي ‪ ..‬ولـيس فـي هـذا أيـ مبالغـ أو حسـن ظـن‪ ..‬ن أي‬ ‫متفحا جيد في الكثير من شعوب العالم يمكنـه أن يـر ذلـك بو ـو ‪ ،‬ولسـنا‬

‫الشعب الوحيد فـي ذلـك‪ ..‬ولكننـا مـن الشـعوب المتميـزة فـي هـذا العـالم‪ ..‬وأكـرر‬ ‫أن هـذ الصــفا‬

‫فـي الشخصــي المصـري قـد كانـ‬

‫أي ــا سـببا فــي المحــاوال‬

‫المســتمرة مــن أعــداء هــذا البلــد فــي إفشــاله وتك ـريس ا حاســيس الهابط ـ لديــه‬

‫خشي أن يكون نجاحه وتفوقه‬

‫ا اًر بهم‪.‬‬

‫التعداد السكاني‬ ‫يقترب تعـداد مصـر مـن ‪ 91‬مليـون نسـم ‪ ،‬وهـو قابـل لالزديـاد بشـكل كبيـر فـي‬

‫العقــود المقبل ـ ‪ .‬والتعــداد الســكاني الكبيــر نســبياً يعــد عــامالً مهم ـاً فــي بنــاء أي ـ‬

‫دول عظمى لما له من تـأثير كبيـر علـى زيـادة اإلنتـاإل وتنوعـه‪ ،‬باإل ـاف إلـى‬

‫‪28‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪29‬‬

‫كبير من االستهالك يساعد على اإلنتاإل وعلى تخفيل أسعار‬ ‫أنه يوفر سوقاً اً‬ ‫الســلع بصــف عام ـ ‪ ،‬والشــيء الجيــد هــو أن لــدينا تعــداد للســكان كبيــر بالدرج ـ‬

‫التــي تفيــد ولــيس بالدرج ـ التــي ت ــر مثــل مــا هــو حــادث فــي دول مثــل الهنــد‬

‫والصين‪.‬‬

‫الثروات الزراعية‬ ‫مصــر ليس ـ‬

‫مــن الــدول التــي تمتلــك ســل غــذاء العــالم مثــل كنــدا والســودان‪،‬‬

‫ولكنهــا تمتلــك قــد ار زراعي ـ كبي ـرة تجعلهــا قــادرة علــى أن تنــتج مــا تحتــاإل أن‬

‫ال‪ ..‬عــن إمكاني ـ تصــدير بعــل المحاصــيل‬ ‫تأكلــه دون أن تســتورد شــيطا ف ـ ً‬

‫المتميزة مثل‪ :‬النباتا‬

‫العطري والزيتون‪ .‬والحال الزراعي ـ الفاشل ـ الموجـودة‬

‫بمصــر حاليـاً حالـ مقصــودة فقــد تــم تــدمير الز ارعـ فــي مصــر مــن قبــل النظــام‬ ‫السابق بأوجه كثيرة يعلمها الجميع‪.‬‬

‫الثروة احليوانية‬ ‫لـيس لــدينا فــي مصـر مـراع طبيعيـ كـالموجودة فــي الســودان مـثالً‪ ،‬والتــي تملــك‬ ‫أكبـر الثــروا‬

‫الحيوانيـ فـي العــالم‪ ،‬ولــذلك فاإلنتــاإل الحيـواني فــي مصــر مـرتبط‬

‫بشــكل مباشــر باإلنتــاإل الز ارعــي ن ت ارجــع اإلنتــاإل الحي ـواني فــي مصــر كــان‬

‫داطماً بسبب غـالء وقلـ الغـذاء الحيـواني‪ ،‬وسـوف نسـتطيع أن ننـتج مـا نحتاجـه‬ ‫مــن اللحــوم عنــدما نســتفيد اســتفادة تام ـ مــن رقع ـ ا ار ــي الكبي ـرة الصــالح‬

‫للزراع في مصر‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪31‬‬

‫البحار و الثروة السمكية‬ ‫لـ ــدينا فـ ــي مصـ ــر ثـ ــروا‬

‫سـ ــمكي كبي ـ ـرة س ـ ـواء فيمـ ــا يخـ ــا السـ ــمك كطعـ ــام‬

‫أو كزينـ ‪ ..‬هـذ الثـروة غيـر مسـتغل علــى اإلطـالق سـواء علـى مسـتو الســمك‬

‫كطعام طازإل أو كطعـام مصـنع أو علـى مسـتو أسـماك الزينـ ‪ .‬والسـمك أي ـا‬

‫يــدخل فــي صــناعا‬

‫كثيـرة منهــا ا عــالف‪ .‬ونحــن ال نســتخدم أكثــر مــن ‪%01‬‬

‫من مساح سواحلنا على البحرين ا حمر والمتوسط والتي تتسع للمزيـد والمزيـد‬

‫من الشواط والسكان واإلنتاإل السمكي‪.‬‬

‫الثروة الرملية‬ ‫تمتلــك مصــر كميـ هاطلـ مــن بعــل أنـواع الرمــال التــي تصــل لتصــنيع أن ـواع‬

‫عديــدة مــن الزجــاإل‪ .‬ومــن المفارقــا‬

‫الغريب ـ أن معظــم ا وانــي والمصــنوعا‬

‫الزجاجي الموجـودة بالسـوق المصـري مسـتوردة‪ ..‬بينمـا الطبيعـي هـو أن يحـدث‬

‫العكس‪ ..‬فهذ الصناع يمكن أن تجلب الخير الكثير على البالد بسـبب تـوافر‬ ‫المادة الخام بكثرة‪.‬‬

‫باإل ــاف إل ــى ذل ــك تتـ ـوافر بص ــحارينا أنـ ـواع م ــن الرم ــال تص ــل للص ــناعا‬

‫التكنولوجي ـ مثــل‪ :‬أشــبا الموصــال‬

‫والترانزســتور والــدواطر المتكامل ـ ‪ ،‬وخاليــا‬

‫تخـزين الطاقـ الشمســي ‪ ،‬وهــي صــناعا‬ ‫كــل مقومــا‬

‫متقدمـ ومربحـ جــداً‪ ،‬وتمتلــك مصــر‬

‫هــذ الصــناع مــن م ـواد خــام وقــد ار علمي ـ علــى اســتغاللها مــن‬

‫مهندسين وفنيين‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫‪30‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫الثروة الشمسية والرياح‬ ‫الطاق الشمسي هـي طاقـ المسـتقبل نهـا طاقـ نظيفـ ومتجـددة ومتـوافرة فـي‬

‫مصــر بشــكل كبيــر‪ ،‬وبالقليــل مــن المجهــود واالجتهــاد يمكــن لمصــر أن تحــول‬

‫جزء كبير من استهالك ها من البترول إلى طاق شمسي ‪ ،‬وذلك سيوفر الكثيـر‬ ‫من المال ف ال على تحسين البيط ‪ ،‬وامكاني تصـدير الطاقـ الكهرباطيـ ‪ .‬نفـس‬

‫الشــيء بالنســب لطاق ـ الريــا الممكــن إنتاجهــا فــي مصــر بســهول وهــي طاق ـ‬ ‫نظيف ومتجددة أي اً ويمكن لها أن تسد جزًء هخر من استهالك البترول‪.‬‬

‫الثروة املعدنية‬ ‫تمتلــك مصــر معظــم أن ـواع خام ـا‬

‫المعــادن مثــل الحديــد والنحــاس وا لومنيــوم‬

‫والــذهب‪ ..‬وغيرهــا‪ ..‬هــذا باإل ــاف إلــى الفحــم والــذي تمتلــك مصــر منــه ثــروة‬ ‫كبيـرة‪ .‬هــذا الفحــم ســيكون لــه دور كبيــر فــي الصــناعا‬ ‫اكتشاف مادة الجرافين ذا‬

‫المســتقبلي خاصـ بعــد‬

‫البعدين والتي تصنع مـن الفحـم‪ .‬وأود هنـا أن ألقـي‬

‫ال ــوء علــى صــناع الحديــد والــذي توجــد مــن خاماتــه كميــا‬

‫كبي ـرة بأ ار ــينا‬

‫بينما نحن نصنع في مصر فقـط حديـد التسـلي ‪ ..‬وهـو أردأ أنـواع الحديـد‪ ..‬فـي‬ ‫الوق‬

‫الذي يمكننا بسهول تصـنيع أنـواع عاليـ الجـودة وغاليـ الـثمن يمكـن أن‬

‫تدر دخالً كبير وتساهم في تطوير الصناع في مصر بشكل عام‪.‬‬

‫الطاق ـ ـ ـ ـة‬ ‫تمتلــك مصــر قــدر كبيــر مــن هبــار البتــرول ـ ـ والغــاز الطبيعــي ـ ـ يكفــي لتغطيـ‬

‫‪31‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪32‬‬

‫احتياجاتهــا‪ ،‬وتصــدير الفــاطل‪ .‬وتــدل المؤشـ ار فــي الســنوا‬

‫ا خيـرة علــى أن‬

‫مــا تمتلكــه مص ــر مــن البت ــرول يزيــد كثي ـ ًار عم ــا تــم اكتش ــافه بالفعــل‪ ،‬وبالت ــالي‬

‫فمصــر دولـ بتروليـ لــديها مــا يكفيهــا ومــا يمكنهــا أن تصــدر ‪ .‬هــذا ف ـالً عــن‬ ‫المخــزون الكبيــر جــداً مــن الغــاز الطبيعــي‪ ،‬والــذي يجــب علينــا أن نتوســع فــي‬ ‫اس ــتخدامه بش ــكل كبي ــر ف ــي المرحلـ ـ القادمـ ـ بالش ــكل ال ــذي ي ــوفر كثيـ ـ ًار م ــن‬

‫استهالكنا للمنتجـا‬

‫البتروليـ ‪ ..‬ف ـالً عـن الحفـاظ علـى البيطـ ‪ .‬ومـن أولويـا‬

‫اسـ ــتخدام هـ ــذا الغـ ــاز أن نحـ ــول محطـ ــا‬

‫إنتـ ــاإل الكهربـ ــاء إلـ ــى العمـ ــل بالغـ ــاز‬

‫الطبيعي‪ ..‬فنحن أولي بالغاز ممن ينهبونه‪ ..‬وأود أن أشير هنا إلـى أن مشـكل‬

‫عدم توافر أنبوب البوتاجاز هي من مشاكل النظام السابق‪ ..‬فلسـنا بحاجـ إلـى‬ ‫اســتيراد هــذا الغــاز وال إلــى أنابيبــه‪ ..‬ويمكننــا فــي فت ـرة وجي ـزة مــد أنابيــب الغــاز‬

‫الطبيع ــي إل ــى ك ــل مص ــر‪ ..‬كم ــا يمكنن ــا اس ــتخدام أنابي ــب غ ــاز طبيع ــي وف ــي‬ ‫الحالتين سنوفر الغـاز بشـكل رخـيا‪ ،‬ونـوفر ثمـن اسـتيراد غـاز البوتاجـاز ولـن‬

‫تتكل ــف ش ــركا‬

‫الغ ــاز الكثي ــر لك ــي ت ــوفر ذل ــك‪ ..‬فم ــا تحص ــله كرس ــوم تركي ــب‬

‫ف ـالً عــن ا ســعار المجحف ـ لف ـواتير الغــاز الطبيعــي يغطــي تكلف ـ إمــداد فــي‬ ‫جميع أنحاء مصر‪.‬‬

‫السياحة‬ ‫ال أود التح ــدث كثيـ ـ اًر ف ــي ه ــذا المو ــوع ن المعل ــوم للجمي ــع ه ــو أن مص ــر‬ ‫تمتلك مقوما‬

‫جميع أنواع السياح من هثار فرعوني واسالمي ومسيحي ‪ ،‬هـذا‬

‫ف ال عن السياح العالجيـ وسـياح المـؤتم ار‬

‫والمهرجانـا‬

‫الثقافيـ والفنيـ ‪،‬‬

‫‪32‬‬


‫‪33‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫وكل ما نحتاجه هو شيء من التنظيم لهذ الصناع سأذكر في حينه‪.‬‬

‫قناة السويس‬ ‫هــذ المنحـ التــي ورثناهــا بــدماء وعــرق أجــدادنا والتــي تــدر علــى مصــر قــدر ال‬

‫يســتهان بــه مــن دخلهــا رغــم اإلدارة الســيط التــي يــدار بهــا هــذا المرفــق وبــاقي‬

‫مرافق الدول ‪ .‬الكثير والكثير من ا موال يمكن أن تدرها قناة السـويس بتحسـين‬

‫إدارتهــا م ــن ناحي ـ ‪ ،‬وبتط ــوير اس ــتغاللها مــن ناحيـ ـ أخ ــر عــن طري ــق ت ــوفير‬ ‫خدما‬

‫للسفن العابرة‪ .‬ويكفي أن أقـول أن شـركا‬

‫سـعودي تقـوم بتـوفير خدمـ‬

‫تمـ ــوين الوقـ ــود بالقنـ ــاة وال أدري لمـ ــاذا ال تكـ ــون شـ ــركا‬

‫مص ـ ـري ؟؟؟‪ ..‬طبع ـ ـًا‬

‫اإلجاب تكمن في الفساد الذي فـت ا بـواب جميعهـا لنهـب ثـروا‬

‫الفرص ا ن أمامنا‪.‬‬

‫مصـر ولكـن‬

‫احلرية بني االتشاراكية والرأمسالية‬ ‫ل ــو نظرن ــا إل ــى مش ــاكلنا االقتص ــادي ف ــي مص ــر بش ــكل ع ــام س ــنجد أنن ــا ف ــي‬ ‫منتصف طريقنا قادمين من االشتراكي وما ون في اتجـا ال أرسـمالي ‪ .‬فنصـف‬

‫القطــاع العــام قــد تــم بيعــه‪ ،‬والنصــف ا خــر ينتظــر‪ ..‬والسـؤال هــو‪ :‬هــل نســتمر‬

‫ف ــي المس ــار إل ــى ال أرس ــمالي التام ـ ـ أم نق ــف ونع ــود ثانيـ ـ إل ــى االشـ ــتراكي ؟‪..‬‬ ‫وبطبيع الحال تنقسم ا راء ما بين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مـن يطالــب بسـيطرة الدولـ علـى كــل شـيء تحـ‬

‫منظومـ اشــتراكي‬

‫تسـ ــتهدف حـ ــل مشـ ــاكل الفق ـ ـراء‪ ،‬وفـ ــي هـ ــذ الحال ـ ـ سـ ــنكون عر ـ ـ‬

‫‪33‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪32‬‬

‫لمشاكل البيروقراطي التـي طالمـا عانينـا منهـا مـن قبـل‪ ،‬وكانـ‬ ‫في تراجع كبير في ا داء داخل معظم مرافق الدول ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫سـبباً‬

‫ومــن يطالــب باالســتمرار فــي النظــام ال أرســمالي والــذي وفــر معــدال‬

‫تنمي ـ ال بــأس بهــا‪ ،‬وفــت ا س ـواق والبورص ـ ‪ ..‬ولكنــه أرســل الفق ـراء‬

‫إلى هاوي سحيق وحول جزء من الطبق المتوسط إلى فقراء‪.‬‬

‫واقت ارحــي هنــا أن نجمــع بــين النظــامين معـًا‪ ..‬ن مــن طبقـوا النظــام االشــتراكي‬ ‫يحاولون ا ن أن يسـتفيدوا مـن ا فكـار ال أرسـمالي لمعالجـ مـا فشـل فيـه النظـام‬

‫االشــتراكي‪ ..‬وأن مــن طبق ـوا النظــام ال أرســمالي يحــاولون االســتفادة مــن ا فكــار‬ ‫االش ــتراكي لمعالجـ ـ انح ارف ــا‬ ‫كالتالي‪:‬‬

‫ال أرس ــمالي ‪ .‬ويمكنن ــا أن نس ــتفيد م ــن النظ ــامين‬

‫اشرتاكية احلكومة‬ ‫نريد للحكوم أن تكون اشتراكي بمعنـي أنهـا تكـون مسـطول عـن تخطـيط شـامل‬ ‫لك ــل من ــاحي الحي ــاة بالدولـ ـ يش ــمل الم ارف ــق واإلنت ــاإل واالس ــتهالك‪ ،‬وال تق ــوم‬

‫الحكوم ـ ـ بـ ــامتالك أو تنفيـ ــذ أي ـ ـاً مـ ــن ذلـ ــك‪ ،‬ولكنهـ ــا تكـ ــون مسـ ــطول فقـ ــط عـ ــن‬ ‫التخطيط واإلشراف والتنسيق والرقاب على المنفذين‪.‬‬

‫رأمسالية الشعب‬ ‫يــتم إنشــاء شــركا‬

‫خاص ـ صــغيرة وكثي ـرة ت ــم أكبــر قــدر مــن القــوة العامل ـ‬

‫وتكــون مســطول عــن تنفيــذ خطــط ومشــروعا‬

‫الحكوم ـ تح ـ‬

‫إش ـراف ومتابع ـ‬

‫‪34‬‬


‫‪34‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫مسطولين من الحكوم وفي حال تنفيذ المشروعا‬

‫ت م عددًا من هذ الشركا‬

‫الكبيرة يتم إنشاء مجموعا‬

‫بما يتناسب مع حجم المشروع‪.‬‬

‫بهـ ــذ الطريق ـ ـ سـ ــوف نسـ ــتفيد مـ ــن التنمي ـ ـ والتطـ ــوير الـ ــذي س ـ ـتوفر الشـ ــركا‬

‫ال أرس ــمالي ‪ ..‬ولك ــن بحك ــم ص ــغر ك ــل منه ــا فل ــن تك ــون ق ــادرة عل ــى االحتك ــار‬ ‫والتالع ــب بآلي ــا‬

‫الس ــوق‪ ،‬أو اإلهم ــال ف ــي تأديـ ـ أعماله ــا‪ .‬وم ــن جهـ ـ أخ ــر‬

‫نكــون قــد وفرنــا للدول ـ القــدرة علــى و ــع الخطــط وتوجيــه المشــروعا‬ ‫الخــدما‬

‫وتــوفير‬

‫دونمــا أن تمتلكهــا فتعر ــنا لمشــاكل البيروقراطي ـ ‪ .‬وســوف أعــرل‬

‫نماذإل محددة لتنفيذ هذ الطريق لحل بعل المشاكل التي تواجهنا في مصر‪.‬‬

‫والنقطـ الجــديرة بالمالحظـ هنــا هــو أن هــذا النــوع والعــدد الكبيــر مــن الشــركا‬

‫الصغيرة سيوفر فرا عمل هاطل قادرة على استيعاب وحل مشكل البطال في‬ ‫مصر‪.‬‬

‫وأود هنا أن أو‬

‫شيطا أعتقد في أهميته وهو أن مفتا حل البطالـ ومشـاكل‬

‫الفقر بمصر يرتبط بتوفير المناخ المناسب للجميع كي يعمل‪ ،‬ولن يتـوافر ذلـك‬

‫إال من خالل مجموعا‬

‫العمل الصغيرة والتي يمكـن أن تقـوم ببنـاء مشـروعا‬

‫عمالقـ ـ ـ إذا تـ ـ ـوافر التنس ـ ــيق الجي ـ ــد بينه ـ ــا‪ ،‬أم ـ ــا إذا افتر ـ ــنا أن المش ـ ــروعا‬ ‫العمالقـ تحتــاإل إلــى شــركا‬

‫عمالقـ كمــا كــان يحــدث فــي الســابق فهــذا ـ وان‬

‫كان سيؤدي إلى بعل التنمي ـ إال أنـه سـيترك الفقـراء والعـاطلين كمـا هـم ولـن‬

‫يحـ ــل شـ ــيطا‪ .‬ولـ ــدينا نمـ ــوذإل وا ـ ـ حـ ــدث بالفعـ ــل حـ ــين وزع النظـ ــام السـ ــابق‬ ‫مســاحا‬

‫شاســع مــن ا ار ــي علــى كبــار المســتثمرين بغــرل استصــالحها‬

‫‪35‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪36‬‬ ‫وزراعتها وكان‬

‫النتيج أن حول الـبعل هـذ ا ار ـي إلـى منتجعـا ‪ ،‬وتـرك‬

‫الـبعل ا خـر ا ار ـي بـدون استصـال تمهيـدا لبيعهـا فـي المسـتقبل وتحقيــق‬

‫أربا فاسدة‪.‬‬

‫هل حنتاج إىل االستثمارات األجنبية‪ ..‬السؤال الفصامي؟‬ ‫قبل أن نبحث في إجاب هذا السؤال يجب أن نعلم جيدًا‪ ،‬ونتعلم بعل المبادئ‬

‫التي تحكم أداء المستثمر على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المسـتثمر اإلقليمـي أو ا جنبـي أو أيـاً مـا كـان هـو شـخا أو جهـ‬

‫تمتل ــك أمـ ـواالً تري ــد اس ــتثمارها بغ ــرل الـ ـرب ‪ ،‬وال ش ــيء هخ ــر غي ــر‬

‫الرب ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الثقاف ـ ا ساســي لالســتثمار هــي أن رأس المــال جبــان‪ ..‬وهــذا يعنــي‬ ‫أن صاحب المال ال يريد أن يخاطر كثي اًر حين يستثمر أموالـه‪ ،‬وهـو‬ ‫يحاول داطما أن يقلل قدر المخاطرة في استثمار ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫كلمــا زاد قــدر المخــاطرة فــي االســتثمار طلــب المســتثمر ربح ـاً أكبــر‬

‫‪‬‬

‫على ا فراد‪ ،‬ويف ل الميكن علـى‬

‫والعكس بالعكس‪.‬‬

‫أن المستثمر داطما يف ل ا ال‬

‫اليدوي ‪ ،‬ويف ل البيع بالسعر ا على ناشدًا الرب ‪.‬‬

‫بنــاء علــى هــذ الثواب ـ‬

‫التــي ال جــدال فيه ـا فاننــا عنــدما نــدعو مســتثم اًر أجنبي ـاً‬

‫‪36‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪37‬‬

‫لالستثمار في مصر في الظروف الراهن ؛ فهو بالشك مقـدم علـى قـدر ال بـأس‬ ‫به من المخاطرة وبالتالي فهـو لـن يوافـق علـى أن يسـتثمر أموالـه إال بعاطـد ربـ‬

‫كبير جدا ً​ً‪ ،‬وهذا يعنـي بطبيعـ الحـال أن تتحـول عمليـ االسـتثمار إلـى عمليـ‬ ‫اســتنزاف لمواردنــا‪ .‬ف ـالً عــن أن هــذا المســتثمر مــن ا ف ــل لــه والس ــتثمار‬

‫تقليل أعداد العمال‪ ،‬وهذا ال يعني بالطبع أن نرفل االستثمار ا جنبـي‪ ،‬وانمـا‬ ‫يعني أننا يجب نأخذ ببعل االعتبا ار التي يجب أن نبني عليها تقييمنـا يـ‬

‫فرص استثمار أجنبي مثل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هل توجد إمكاني لتوفير فرص محلي بديل ؟‬

‫‪‬‬

‫مــا هــي قيمـ العاطــد فعليـًا مــن االســتثمار مقابــل مــا ســنوفر للمســتثمر‬

‫‪‬‬

‫كم عدد فرا العمل التي سيوفرها؟‬

‫‪‬‬

‫ما هي المخاطر البيطي لهذا االستثمار؟‬

‫ا جنبي؟‬

‫ملف البطالة‬ ‫البطالـ مـن أخطـر المشـاكل التـي نواجههــا فـي مصـر‪ ،‬وهـي مـن أعقـد الملفــا‬

‫التــي يمكــن أن تواجــه أيـ حكومـ تــدير ا مــور فــي مصــر‪ .‬وتفــاقم البطالـ فــي‬

‫مصر كان وبكل أسف أمـ ًار طبيعيـًا فـي بلـد يـزداد سـكانه بق اربـ المليـوني نسـم‬

‫كل عام مع غياب أي تخطيط من نظام استمر قراب الثالثين عاماً‪ .‬ويجب أن‬ ‫نفهـم أن حـل جـزء مــن هـذ المشـكل يمكـن أن يــأتي مباشـ اًر فـي بعـل ا حيــان‬

‫‪37‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪38‬‬

‫عــن طريــق تــوفير فــرا عمــل س ـريع مــن داخــل الواقــع الح ـالي‪ ،‬وحــل الجــزء‬

‫المتبقي سيكون عن طريق اإلصال الشامل والمستمر الذي يجـب أن يبـدأ فـي‬ ‫كــل م ارفــق الدول ـ وعلــى أرســها التربي ـ والتعلــيم‪ ،‬والتــدريب‪ ..‬ودعنــا فــي البــدء‬

‫نتعرف على بعل ا سباب الظاهري وا داء الحكومي المنتج للبطال ومنها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فشل النظام السابق في زيادة فرا العمل بشكل دوري ومستمر‪.‬‬

‫‪‬‬

‫عف المستو التعليمي والمهني للخريجين‪.‬‬

‫‪‬‬

‫توزيع الفرا االستثماري في مصر على شـركا‬

‫‪‬‬

‫بيــع القطــاع العــام مــن خــالل برنــامج الخصخصـ بــدون أي تخطــيط‬

‫ا نظم وا ليا‬

‫بدالً من القوي العامل ‪.‬‬

‫كبيـرة تعتمـد علـى‬

‫ي من توفير فرا العمل‪.‬‬

‫فكرة احلل‬ ‫سأبدأ في تقديم بعل الحلـول السـريع والتـي يمكـن أن تـوفر فـرا عمـل لعـدد‬

‫معقــول مــن العــاطلين‪ .‬وفكرتــي تعتمــد علــى توجيــه الشــباب إلــى إنشــاء شــركا‬

‫صغيرة تستوعب كل منها مجموع من الشباب يكونوا شركاء فيها‪ ،‬ويتم تـوفير‬ ‫فرص العمل لهذ الشركا‬

‫عن طريق إسناد تنفيذ بعل الخدما‬

‫مــن ناحي ـ ‪ ،‬واش ـراكهم فــي تنفيــذ المشــروعا‬

‫العامـ لهـم‬

‫الكبــر مــن ناحي ـ أخــر ‪ ..‬بهــذ‬

‫الطريقـ ســنوفر فــرا لعــدد معقــول مــن العــاطلين‪ .‬ومــا أود أن أؤكــد عليــه هنــا‬

‫‪38‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪39‬‬

‫هــو أننــا نحتــاإل إلــى بنــاء وطــن مــن خــالل سـواعد أبناطــه ولــيس مهمــا أن يكــون‬

‫البناء مواكبـًا حـدث المواصـفا‬

‫العالميـ ‪ ،‬ولكـن المهـم أن يشـارك فيـه الجميـع‬

‫حتــى نــتعلم ونتطــور ونكــون قــادرين علــى بنــاء مســتقبل أف ــل‪ ..‬أمــا االعتمــاد‬

‫علــى المســتثمرين الكبــار فقــد أثبتـ‬

‫التجربـ فشــل هــذا االتجــا ف ـالً عــن عــدم‬

‫مالءمته لواقعنا‪ .‬واليك بعل المشروعا‬

‫مشروع تمع القمامة‬

‫تجمــع الدولـ مبلـ خمسـ جنيهــا‬ ‫وثماني جنيها‬

‫المقترح في هذا الصدد‪:‬‬

‫شــهريًا مــن كــل شــق فــي المنــاطق العادي ـ ‪،‬‬

‫من كل شق في المناطق السكني الراقي وخمسـ عشـرة جنيهـا‬

‫من كل محل بيع‪ ،‬يحصل هذا المبلـ عـن طريـق شـركا‬

‫توزيـع الكهربـاء قهـ اًر‬

‫واذعانًا مع إيصال الكهرباء‪ ،‬وتذهب هذ المبـال كمـا هـو معتـاد إلـى علـوم ان‬ ‫وبعل خلقه‪ ،‬وأما عـن عمليـ جمـع القمامـ فحـدث وال حـرإل‪ ..‬والشـعب يعـاني‬ ‫من وجود القمام في كل مكان‪ .‬وأود هنا أن أقتر مشروعًا يخلا الناس مـن‬

‫القمامـ التــي يـدفعون ثمــن جمعهــا ويـوفر فــي نفـس الوقـ‬

‫فرا العمل للشباب‪.‬‬

‫قــدر ال بـأس بــه مــن‬

‫وينطلــق هــذا الحــل مــن عــدة حقــاطق أساســي أهمهــا أن مصــر يوجــد بهــا ق ارب ـ‬

‫العشــرون مليــون شــق ســكني ‪ ،‬وبحســب بســيط يمكــن أن نتوقــع جمــع مبل ـ ال‬ ‫يقل عن ماط مليون جنيه شهرياً من رسوم جمع القمام ‪ .‬هذا العدد من الشـقق‬

‫السكني لو قسمنا إلى مجموعا ‪ ..‬كل مجموع عبارة عن ألفي وحدة سيكون‬ ‫لــدينا عــدد عش ـرة هالف مجموع ـ كــل مجموع ـ تمثــل ‪ 2111‬وحــدة ســكني يــتم‬

‫‪39‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪21‬‬

‫تحصيل مبل عشرة هالف جنيه شهريا كرسوم قمام ‪.‬‬

‫‪ 21111111‬وح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة ‪ 01111‬مجموع ـ ‪ ،‬كــل ‪ 01111‬شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك‬ ‫مجموع ‪ 2111‬وحدة‬

‫سكني‬

‫صغيرة‪ ..‬توفر‬

‫‪ 41111‬أل ـ ـ ــف فرصـ ـ ـ ـ‬

‫عمل‬

‫‪ 011111111‬جني ــه ف ــي ‪ 01111‬مجموع ـ ‪ ،‬كــل ‪ 41111‬ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب‪..‬‬

‫مجموعـ ‪ 01111‬جنيــه متوس ـ ـ ــط ‪ 2111‬جني ـ ـ ــه‬

‫الشهر‬

‫في الشهر‬

‫دخل شهري‬

‫الجــدول الســابق يو ـ الفك ـرة وهــي تكــوين عش ـرة هالف شــرك صــغيرة لجمــع‬

‫القمام ـ كــل شــرك مكون ـ مــن خمس ـ أف ـراد أو أكثــر بحيــث تكــون كــل شــرك‬ ‫مسطول عن جمع القمام من ألفي شق سكني ‪ ،‬ويمكن أن تعمل هذ الشركا‬

‫كا تي‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫تقوم بشراء سيارة نقل لجمع القمام بشكل يومي‪.‬‬

‫تقــوم بنق ــل القمام ـ إل ــى ا مــاكن المخصصـ ـ لقلــب القمامـ ـ ويك ــون‬ ‫هنالك مكانا مخصصًا لكل شرك ‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫‪‬‬

‫يتم في هذا المكان عملي فرز للقمام السـتخراإل مـا يمكـن بيعـه مـن‬ ‫القمامـ ـ (كـ ـراتين وعبـ ـوا‬ ‫أماكن بيعها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪20‬‬

‫فارغـ ـ وم ــا ش ــابه)‪ ،‬ث ــم تنق ــل بالس ــيارة إل ــى‬

‫ي ــتم التعام ــل م ــع ب ــاقي القمامـ ـ لتص ــنيع أس ــمدة وغ ــا از م ــن خ ــالل‬

‫معامل صغيرة بمكان الفرز‪.‬‬

‫بهذا نكون قد وفرنا فرا عمل بدخل متميز للشباب‪ ،‬وأخلينا شـوارعنا ومنازلنـا‬

‫من القمام ‪ ..‬ف الً عن توفير فرا كبيـرة للشـباب للنهـول بصـناع القمامـ‬

‫وتحويلها إلى أسـمدة ومـواد مفيـدة ممـا سـينعكس بشـكل جيـد علـى البيطـ العامـ‬

‫فــي مصــر‪ ،‬وكــذلك علــى تطــوير اإلنتــاإل القــومي دون أن نرهــق ميزاني ـ الدول ـ‬ ‫بأي أعباء‪.‬‬

‫مشروع استصي االراضي بنظا اجنتفاع‬

‫لــدينا فــي مصــر ق اربـ المليــون فــدان تــم اإلعــداد الستصــالحها وزراعتهــا موزعـ‬

‫عل ــى ع ــدة من ــاطق مث ــل توش ــكي وش ــرق العوين ــا‬

‫والس ــاحل الش ــمالي وأم ــاكن‬

‫أخ ــر ‪ .‬وص ــحي أن ال ــبعل ق ــد يختل ــف ف ــي ص ــالحي ز ارعـ ـ ه ــذ ا ار ــي‬ ‫ومســأل كميــا‬

‫المعلوما‬

‫‪‬‬

‫الميــا المت ـوافرة ومــا إلــى ذلــك وأود أن أشــير هنــا إلــى بع ــل‬

‫عن الزراع ‪:‬‬

‫علمي ـ ـاً ال توجـ ــد أرل غيـ ــر قابل ـ ـ للز ارع ـ ـ علـ ــى اإلطـ ــالق‪ ،‬ولكـ ــن‬

‫‪41‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪22‬‬

‫تختل ـ ــف قابليـ ـ ـ ز ارعـ ـ ـ ا رل م ـ ــن محص ـ ــول إل ـ ــى هخ ـ ــر ف ـ ــبعل‬

‫ا ار ي قد تصل لبعل المحاصيل دون غيرها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مــن الغريــب أننــا نعــاني فــي مصــر مــن نــدرة وارتفــاع أســعار بعــل‬

‫المحاصــيل الت ــي ال تحت ــاإل ف ــي زراعته ــا إل ــى أرل خص ــب أو إل ــى‬ ‫كميا‬

‫‪‬‬

‫كبيرة من الميا مثل البصل والزيتون‪.‬‬

‫توافر البحوث الزراعي في مصر العديد من الحلول للتعامـل مـع قلـ‬

‫الميا وقل خصوب الترب أو زيادة ملوحتها‪ ..‬أي أنه باإلمكان داطمـًا‬

‫زراع ا رل واالستفادة منها‪.‬‬

‫بنــاء علــى مــا تقــدم ســنقوم بتقســيم المليــون فــدان إلــى أقســام مســاح ‪ ..‬كــل قســم‬

‫عشرون فداناً‪ ..‬فيصب لدينا خمسون ألف قطع أرل بمسـاح عشـرون فـداناً‬ ‫يـ ــتم توزيـ ــع هـ ــذ القطـ ــع علـ ــى شـ ــركا‬

‫الستصالحها وزراعتها‪.‬‬

‫‪ 0111111‬فـ ـ ــدان قابل ـ ـ ـ‬

‫لالستصال والزراع‬

‫بنظـ ــام االنتفـ ــاع لمـ ــدة عش ـ ـرة سـ ــنوا‬

‫‪ 41111‬قطع ـ ـ ـ ـ ـ ـ أرل ‪ 41111‬شرك صغيرة‬

‫مس ـ ــاح كـ ـ ـل منه ـ ــا ‪ 211111 21‬أل ـ ــف فرصـ ـ ـ‬ ‫فدان‬ ‫عمل‬

‫تقــوم الدولـ بتوزيــع ا ار ــي علــى شــركا‬

‫صــغيرة تتــألف كــل منهــا مــن أربعـ‬

‫‪42‬‬


‫‪23‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫أفراد أو أكثر‪ ،‬وتعطي كـل شـرك حـق االنتفـاع بقطعـ أرل بمسـاح عشـرون‬

‫فدان لمدة عشرة سنوا‬

‫كالتالي‪:‬‬

‫‪‬‬

‫ال يقل عدد الشركاء في كل شرك عن أربع أفراد ولكن من الممكـن‬

‫‪‬‬

‫ي ــتم تحدي ــد ن ــوع المحاص ــيل المطل ــوب زراعته ــا م ــن جهـ ـ الدولـ ـ ‪..‬‬

‫أن يزيد‪ ..‬وهذا سيشجع المشارك ويحسن من ا داء العام‪.‬‬

‫بحي ــث تك ــون ز ارعـ ـ الملي ــون ف ــدان مخططـ ـ عل ــى مس ــتو الدولـ ـ‬

‫بالش ــكل ال ــذي ي ــتالءم م ــع طبيعـ ـ ا رل الموزعـ ـ وظروفه ــا‪ ،‬كم ــا‬

‫يتـوازي مــع االحتياجــا‬

‫الزراع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العامـ للدولـ وحتـى ال تتكــون عشـواطي فــي‬

‫يـتم تحديــد مواعيــد محــددة الستصـال وز ارعـ ا ار ــي المخصصـ‬

‫بحي ــث ن ــمن جديـ ـ التنفي ــذ‪ ..‬م ــع ت ــوفير ش ــرط ف ــي التعاق ــد يمك ــن‬

‫الدول ـ مــن إلغــاء التخصــيا فــي حــاال‬

‫التقــاعس‪ ،‬ويكــون الجــدول‬

‫الزمنــي تصــاعدياً بحيــث يطلــب مــثالً استصــال ‪ 2‬فــدان فــي العــام‬

‫ا ول ثم ‪ 2‬في العام الثاني‪ ..‬وهكذا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يـ ــتم تسـ ــليم نسـ ــب مـ ــن المحاصـ ــيل المنتج ـ ـ بهـ ــذ ا ار ـ ــي مقابـ ــل‬

‫االس ــتفادة م ــن ا رل‪ ..‬وه ــذ النس ــب تق ــوم الدولـ ـ ببيعه ــا بأس ــعار‬ ‫مناسب تساعد على‬

‫‪‬‬

‫بط أسعار باقي المحاصيل‪.‬‬

‫كــل ماط ـ فــدان أي خمس ـ شــركا‬

‫يــتم تكــوين مجموع ـ مــن خمس ـ‬

‫أفـراد واحــد مــن كــل شــرك لتنســيق التعــاون فيمــا بــين الشــركا‬

‫‪43‬‬

‫أثنــاء‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪22‬‬ ‫عمليـ ــا‬

‫االستصـ ــال والز ارع ـ ـ ‪ ..‬ممـ ــا سيسـ ــهل ويـ ــوفر كثي ـ ـ اًر فـ ــي‬

‫ش ــركا‬

‫ي ــتم اس ــتخدامها بي ــنهم وك ــذلك التنس ــيق بي ــنهم ف ــي عملي ــا‬

‫تكـ ــاليف االستصـ ــال بـ ــأن يـ ــتم ش ـ ـراء هل ـ ـ بالمشـ ــارك بـ ــين الخمـ ــس‬

‫الجمع والتوزيع وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫باتمام هذا العمل نكون قد حققنا ا تي‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫توفير فرا عمل بدخل متميز لعدد معقول من الشباب‪.‬‬

‫خططنا لزيادة إنتاإل محاصيلنا الزراعي ‪.‬‬

‫خططنا لتخفيل ا سعار كنتيج لزيادة اإلنتاإل‪.‬‬

‫خططنا إلعادة توزيع السكان على مساحا‬

‫أشركنا الشباب في بناء الوطن‪.‬‬

‫أكبر‪.‬‬

‫معسكرات الشبا‬

‫ستون بالماط من الشعب المصري شـباب دون الثالثـين مـن العمـر‪ ..‬فعـدد مـن‬ ‫تت ـراو أعمــارهم مــا بــين ثماني ـ عشــر و خمس ـ وعش ـرين عام ـاً ق ارب ـ العشــرون‬

‫مليــون شــاب بيــنهم المتس ـربين مــن التعلــيم مــن الم ارحــل المختلف ـ ‪ ،‬ومــنهم مــن‬ ‫أنهــي تعلــيم متوســط أو فــوق متوســط أو عـالي‪ ،‬ومــن بــين هـؤالء الشــباب مــا ال‬

‫يقــل عــن أربع ـ مليــون عاطــل‪ .‬ه ـؤالء الشــباب الــذي يســاء إلــيهم بعــدم تــوفير‬

‫فرا العمل ويساء إلى الوطن بعـدم االسـتفادة مـنهم فـي زيـادة اإلنتـاإل المحلـي‬

‫‪44‬‬


‫‪24‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫وهم في أعلى طاقاتهم اإلنسـاني والجسـدي ‪ ،‬و ن عمليـ اسـتيعاب هـذ ا عـداد‬ ‫ال ــخم ف ــي العم ــل ق ــد تحتــاإل إل ــى وقـ ـ‬

‫واس ــتثما ار فالب ـد م ــن ت ــوفير هليـ ـ‬

‫سـ ـريع مؤقتـ ـ لالس ــتفادة م ــنهم‪ ،‬واف ــادتهم‪ ..‬وه ــذ ا ليـ ـ يمك ــن أن تك ــون ع ــن‬ ‫طريــق إنشــاء معســك ار يلتحــق بهــا الشــباب بغــرل التأهيــل والتــدريب‪ ،‬وكــذلك‬

‫بغرل اإلنتاإل‪ ..‬هذ المعسك ار يمكن إنشاطها فـي ا ار ـي الصـحراوي التـي‬

‫ال يستفاد منها حالياً مثل ا ار ي على جانبي طريق القاهرة ــ العـين السـخن ‪،‬‬ ‫ويتم إنشاء هذ المعسك ار على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫يخصا مجلس الوزراء ا ار ي المطلوب ‪.‬‬ ‫تق ـ ــوم ك ـ ــل ش ـ ــرك م ـ ــن ش ـ ــركا‬

‫القط ـ ــاع الخ ـ ــاا بتحم ـ ــل التكلفـ ـ ـ‬

‫ـاء عل ـ ــى اس ـ ــتطاع ه ـ ــذ‬ ‫المتوا ـ ــع إلنش ـ ــاء معس ـ ــكر أو أكث ـ ــر بن ـ ـ ً‬ ‫الش ــرك ‪ ،‬مقاب ــل أن تس ــتخدم المعس ــكر ف ــي الدعايـ ـ لمنتجاته ــا ع ــن‬

‫طريق الالفتا‬

‫ومالبس الشباب داخل المعسكر‪.‬‬

‫‪‬‬

‫توفر المعسك ار إقامـ كاملـ للشـباب أثنـاء فتـرة الــتأهيل أو التـدريب‬

‫‪‬‬

‫تشرف كل و ازرة على عدد من هذ المعسك ار بتقديم ما يحتـاإل إليـه‬

‫أو اإلنتاإل‪.‬‬

‫الشـ ـ ــباب بالمعسـ ـ ــكر حسـ ـ ــب تخصـ ـ ــا المعسـ ـ ــكر‪ ،‬وسـ ـ ــنذكر ذلـ ـ ــك‬

‫بالتفصيل‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تش ـ ــارك ا حـ ـ ـزاب السياس ـ ــي المختلف ـ ـ ـ ف ـ ــي دع ـ ــم احتياج ـ ــا‬

‫هـ ـ ــذ‬

‫المعســك ار فــي مقابــل تــوفير فرص ـ لهــا لعــرل أفكارهــا وبرامجهــا‬

‫‪45‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪26‬‬

‫على الشباب الموجودين بالمعسكر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تش ـ ـ ــارك منظم ـ ـ ــا‬

‫المعسك ار ‪.‬‬

‫المجتم ـ ـ ــع الم ـ ـ ــدني ف ـ ـ ــي اإلشـ ـ ـ ـراف عل ـ ـ ــى ه ـ ـ ــذ‬

‫ودعنـ ــي ا ن أو ـ ـ مـ ــا يمكـ ــن أن تقدمـ ــه هـ ــذ المعسـ ــك ار للشـ ــباب حسـ ــب‬

‫أنواعها‪:‬‬

‫معسكرات التأهيل‬

‫مهم هذا النـوع مـن المعسـك ار‬

‫هـو تـوفير عمليـ تثقيـف سياسـي‪ ،‬واجتمـاعي‪،‬‬

‫وفنـ ــي للشـ ــباب الملتحقـ ــين بالمعسـ ــكر مـ ــن خـ ــالل جـ ــدول زمنـ ــي لفت ـ ـرة محـ ــددة‬

‫مت من ا تي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫محا ـ ار تأهيــل سياســي يقــدمها رجــال ا ح ـزاب السياســي بفــرا‬

‫‪‬‬

‫محا ار في ثقاف حقوق اإلنسان يقـدمها رجـال منظمـا‬

‫المجتمـع‬

‫‪‬‬

‫محا ـ ـ ار ف ــي الثقافـ ـ العامـ ـ يق ــدمها رج ــال ا ع ــالم والثقافـ ـ ف ــي‬

‫‪‬‬

‫إنشاء ورن عمل لتطبيق واختبار ا فكار المقدم بالمحا ار ‪.‬‬

‫متكافط ‪.‬‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫مصر‪.‬‬

‫‪‬‬

‫القيام بأنشط فني ترفيهي يشارك فيها الشباب‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫‪‬‬

‫القيــام بأنشــط ريا ــي ومســابقا‬

‫‪27‬‬

‫الختيــار مــن يصــل ريا ــياً مــن‬

‫الشباب‪ ،‬ومساعدتهم لاللتحاق بعد ذلك با ندي الريا ي ‪.‬‬

‫معسكرات التدري‬

‫تتخصا هذ المعسك ار في تدريب الشباب على الحرف المختلف بحيث يـتم‬

‫إعداد الشباب للعمل بالحرف التالي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ت ــوفر ك ــل و ازرة برن ــامج ت ــدريبي عمل ــي عل ــى الح ــرف المتخصصـ ـ‬

‫‪‬‬

‫توفر كل و ازرة ورن إنتاإل صغيرة لتدريب الشباب بشكل عملي‪.‬‬

‫لديها‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ينتج الشباب في نهاي فترة التدريب منتجا‬

‫يحص ــل ك ــل ش ــاب عل ــى ش ــهادة م ــن ال ــو ازرة المعنيـ ـ بم ــا ت ــم تدريب ــه‬

‫عليه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حقيقي قابل للتسويق‪.‬‬

‫يتم عمل موقـع إلكترونـي يسـجل بـه بيانـا‬

‫عـن المتـدربين مـع حرفـ‬

‫كل منهم‪ ،‬ودرج إتقانه لها لتسهيل إيجاد فرا العمل لهم‪.‬‬

‫معسكرات اإلنتاج‬

‫تتخصا هذ المعسك ار فـي تـوفير فـرا عمـل إنتاجيـ للشـباب فـي الحـرف‬

‫اليدوي المختلف ‪ ،‬ومنها على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪47‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪28‬‬ ‫‪‬‬

‫يــتم بنــاء ورن لألعمــال اليدوي ـ مثــل الز ارع ـ ـــ صــناع الخــزف ـــ‬ ‫صــناع الزجــاإل ـــ المالبــس اليدوي ـ ـــ الســجاد اليــدوي وأي ـ حــرف‬ ‫أخري‪.‬‬

‫‪‬‬

‫يلتحق بهذ المعسـك ار الشـباب الـذين تـدربوا بمعسـك ار التـدريب أو‬ ‫أي ـ شــباب هخــر لديــه الخب ـرة بالحرفـ ـ التــي يريــد االلتحــاق بهــا بع ــد‬

‫اختبارهم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتم إلحاق بعل خريجي كليا‬

‫ـ ـ تكــون مهمتــه تحديــد مواصــفا‬ ‫عملي اإلنتاإل‪.‬‬

‫الفنون التطبيقي ـ خـريج لكـل ورشـ‬ ‫وأشــكال المنتجــا‬

‫واإلشـراف علــى‬

‫‪‬‬

‫يقــوم الشــباب بــالورن بانتــاإل منتجــا‬

‫‪‬‬

‫يتم عمل معارل داطم داخل المعسك ار لتسويق منتجا‬

‫والجودة‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫يدوي ـ عالي ـ الحرفي ـ والفني ـ‬

‫يأخذ كل شاب المقابل المادي المستحق له بعد البيع‪.‬‬

‫ي ــتم عم ــل موق ــع إلكترون ــي لت ــوفير فرصـ ـ تس ــويق المنتج ــا‬ ‫وعالمياً‪.‬‬

‫الشباب‪.‬‬ ‫محليـ ـاً‬

‫بهذ المعسك ار والتي يمكن أن تستوعب الكثير من الشـباب للتأهيـل والتـدريب‬

‫واإلنتاإل‪ ،‬والتي من السـهل إنشـاؤها وادارتهـا‪ ..‬يمكننـا أن نرفـع اسـتعداد الشـباب‬

‫للتعامل مع المستقبل ف الً عما يمكن أن توفر من إنتاجي ‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪29‬‬

‫ممر التنمية‬

‫مشــروع الــدكتور فــاروق البــاز المســمى ب ـ "ممــر التنميـ " عبــارة عــن ممــر بطــول‬

‫‪ 0211‬كيلــومتر غــرب دلتــا النيــل مــن اإلســكندري إلــى بحيـرة ناصــر‪ .‬وهــو مــن‬

‫ا فك ــار العبقريـ ـ والعمالقـ ـ والت ــي يمك ــن أن تس ــاعد كثيـ ـ اًر ف ــي نه ـ ـ مص ــر‬ ‫الزراعي والعمراني ‪ .‬ومن أهم المنج از التـي يمكـن أن تتحقـق بنسـب كبيـرة فـي‬ ‫هــذا المشــروع هــو إعــادة توزيــع الســكان علــى مســاح أكبــر نــه مــن المؤكــد أن‬

‫مسـ ــتو النه ـ ـ التـ ــي يمكـ ــن أن يحققهـ ــا الشـ ــعب المصـ ــري مرتبط ـ ـ بمـ ــدي‬ ‫اســتخدامه للمســاحا‬

‫الكبي ـرة الفارغ ـ مــن أرل مصــر‪ ،‬خاص ـ أن الد ارســا‬

‫الس ــكاني تش ــير إل ــى أن تع ــداد مص ــر م ــن الس ــكان سيص ــل إل ــى ماطـ ـ وس ــتون‬ ‫مليـون نســم بعـد ‪ 31‬عامـاً‪ ،‬وبالتــالي فمـا أحوجنــا إلــى إعـادة االنتشـار وتوســيع‬

‫الرقع المستخدم من أ ار ي مصر الستيعاب ا عداد السكاني المتوقع ‪.‬‬

‫ال بــين بعــل المؤيــدين والمعار ــين لــه‪ ،‬وأنــا مــع‬ ‫وقــد أثــار هــذا المشــروع جــد ً‬ ‫المؤيـدين إلنشــاء هـذا المشــروع للمميـ از التـي ذكرنهــا ولكـن للمعار ــين وجهـ‬

‫نظر جديرة باالعتبار وهي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التشــكك فــي ص ــالحي ا ار ــي ف ــي المنطق ـ الممت ــدة علــى ج ــانبي‬ ‫المم ــر‪ ،‬وق ــد رد ال ــدكتور الب ــاز عل ــى ه ــذا التش ــكك بخـ ـراطط تو ـ ـ‬ ‫إمكاني زراع تلك ا ار ي مع وجود ميا جوفي بها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الخـ ــوف مـ ــن عـ ــدم وجـ ــود فرص ـ ـ لت ـ ـدبير ا م ـ ـوال الالزم ـ ـ إلنشـ ــاء‬

‫‪49‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪41‬‬

‫المش ــروع والت ــي تق ــدر بح ــوالي ثالثماطـ ـ ملي ــار جني ــه حس ــب تق ــدير‬

‫الــدكتور فــاروق البــاز‪ ،‬وهــو يقتــر بعــل المؤيــدين للمشــروع عمــل‬ ‫اكتتـ ــاب عـ ــام فـ ــي مصـ ــر بحيـ ــث يقـ ــوم المص ـ ـريون بتـ ــوفير المبـ ــال‬

‫المطلوب عن طريق هذا االكتتاب‪.‬‬

‫‪‬‬

‫يري المعار ون للمشروع أنه يف ـل االسـتفادة مـن التمويـل إن وجـد‬

‫في مشاريع تعمير داخل سيناء وهو رأي جدير باالعتبار‪.‬‬

‫وم ــا أود أن أقول ــه ه ــو أن ــه م ــن الص ــعب ج ــدا ت ــوفير المب ــال الكبيـ ـرة المطلوبـ ـ‬

‫إلنشاء هذا المشروع حتى لو اتفق الجميع‪ ..‬ن عمل اكتتاب عام بهذا المبلـ‬

‫سيكون من الصعب جداً توفير ‪ ..‬هـذا ف ـالً عـن أنـه فـي حالـ تـوفير المبلـ ‪..‬‬

‫أو ج ــزء من ــه‪ ..‬فس ــنكون ف ــي مواجهـ ـ مش ــكل أخ ــر وه ــي البيروقراطيـ ـ الت ــي‬

‫تعودناهـا فــي التنفيــذ‪ ،‬والتـي نتوقــع أن تأخــذ وقتـا ال بــأس بــه للـتخلا منهــا فــي‬

‫الحكوما‬

‫القادم ‪ .‬وأننا لو أوكلنا المشروع إلى مستثمرين كبار سـينتهي ا مـر‬

‫بــه إلــى مــا انته ـ‬

‫المشروع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إليــه مشــروعاتنا العمالق ـ مــن قبــل وأقتــر ا تــي لتنفيــذ هــذا‬

‫يقسم المشروع إلى أثنا عشرة مرحل بعدد المحاور العر ي للممر‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ي ــتم عم ــل مس ــابق لتص ــميم ك ــل مرحلـ ـ ب ــين المكات ــب االس ــتثماري‬

‫‪‬‬

‫التصــميم الفــاطز يرصــد لــه قيمـ أتعــاب استشــاري خمسـ بالماطـ مــن‬

‫المصري المتخصص في هذا المجال‬

‫‪51‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪40‬‬

‫قيم كل ما يتم تنفيذ تسدد أثناء التنفيذ‪.‬‬ ‫ويكون تصميم كل مرحل مت منا ا تي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التفاصيل الدقيق للطريق الرطيسي والمحور العر ي المرتبط به‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تحديد أماكن التجمعا‬

‫‪‬‬

‫تخط ـ ــيط دقي ـ ــق للتجمع ـ ــا‬

‫‪‬‬

‫تخطيط دقيق للتجمعا‬

‫والداخلي ‪.‬‬ ‫والخدما‬

‫وغير ‪.‬‬

‫الري والتسميد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫السكني والتجمعا‬

‫تخطــيط شــبكا‬

‫التغذي وشبكا‬

‫الزراعي والطرق الفرعي‬

‫الس ـ ــكني م ـ ــع ت ـ ــوفير تص ـ ــميم للمس ـ ــاكن‬ ‫الزراعي مع تحديد أنواع المحاصـيل وطـرق‬

‫الخــدما‬

‫التوزيع‪.‬‬

‫ميــا وكهربــاء وصــرف مــع تحديــد أمــاكن‬

‫بعد ذلك ننتقل إلى تنفيذ المرحل كالتالي‪:‬‬

‫الطري الرئيسي والمحور‬

‫وحي ــث تتك ــون الفكـ ـرة الرطيس ــي للمش ــروع م ــن مح ــور رطيس ــي أرس ــي يمت ــد م ــن‬

‫الشمال إلى الجنوب‪ ،‬وتخرإل منه محاور عر ي تربطه بالوادي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يتم تقسيمهم إلى عدة أجزاء بطول ثالثين كيلومتر للجزء‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪42‬‬ ‫‪‬‬

‫تط ــر هـ ــذ ا ج ـ ـزاء للتنفي ــذ مـ ــن خـ ــالل ش ــركا‬

‫القطـ ــاع الخـ ــاا‪،‬‬

‫ويك ــون مقاب ــل التنفي ــذ ه ــو إعط ــاء ا ار ــي المخصصـ ـ لخ ــدما‬ ‫البنـزين واالسـتراحا‬

‫الطريق مثل محطـا‬

‫كمقابـل لعمليـ تنفيـذ كـل‬

‫جــزء مــن الطريــق باإل ــاف إلــى تحصــيل نســب مــن رســوم الطريــق‬

‫الرطيسي‪.‬‬

‫التتمعات السكنية‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫يتم تقسيم التجمعا‬

‫السكني إلى مجموعا‬

‫تطــر هــذ المجموعــا‬

‫سكني صغيرة‪.‬‬

‫للتنفيــذ مــن خــالل شــركا‬

‫القطــاع الخــاا‪،‬‬

‫ويك ــون مقاب ــل التنفي ــذ ه ــو إعط ــاء جمي ــع المب ــاني اإلداريـ ـ والمب ــاني‬

‫التجاري ـ كمقابــل لعملي ـ تنفيــذ كــل مجموع ـ ســكني ‪ ،‬باإل ــاف إلــى‬

‫قيم التكلف الفعلي للوحدة والتي سيشتري بها المواطن‪.‬‬

‫التتمعات الزراعية‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫يتم تقسيم ا ار ي الزراعي إلى قطع بمساح ‪ 21‬فداناً‪.‬‬ ‫يـ ــتم توزيـ ــع القطـ ــع علـ ــى شـ ــركا‬ ‫سنوا‬

‫مقابل االستصال ‪.‬‬

‫صـ ــغيرة بنظـ ــام االسـ ــتغالل عش ـ ـرة‬

‫‪52‬‬


‫‪43‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫القدمات‬ ‫المختلفـ ـ بمــد الخــدما‬

‫‪‬‬

‫تقــوم الجهــا‬

‫‪‬‬

‫في حال عجز ميزانيـ الدولـ عـن مـد الخـدما‬

‫ويكون ذلك حسب معدال‬

‫لشــركا‬

‫م ــن ميــا وكهربــاء وص ــرف‪،‬‬

‫تنفيذ ا جزاء داخل كل مرحل ‪.‬‬

‫يمكـن إسـناد العمليـ‬

‫خاص ـ بمقابــل تخصــيا جــزء مــن ا ار ــي ونســب مــن‬

‫ا موال المحصل مقابل الخدما ‪.‬‬ ‫وأخير أود أن أو‬ ‫‪‬‬

‫بعل النقاط‪:‬‬

‫هذا الحل لن يكلف ميزاني الدول شيطاً‪ ،‬وبالتالي يمكن البدء فو اًر في‬ ‫ال خياليـًا‪ ..‬فجميــع شــركا‬ ‫تنفيــذ ‪ ..‬وهــو لــيس حـ ً‬

‫الموجــودة فــي مصــر لــديها المعــدا‬

‫المقــاوال‬

‫الخاصـ‬

‫الالزم ـ للتنفيــذ وتــدرك جيــداً مــا‬

‫يمكــن أن تحققــه مــن مكاس ــب بالمشــارك فــي تنفي ــذ أج ـزاء مــن ه ــذا‬

‫المشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يمك ـن إعــادة تقســيم ا ج ـزاء داخــل الم ارحــل إلــى أج ـزاء أصــغر؛ بمــا‬ ‫يــوفر عــدد أكبــر مــن الشــركا‬ ‫الشركا‬

‫المنفــذة لتســهيل ا مــر‪ ،‬وزيــادة عــدد‬

‫لن ي ر بدق التنفيذ طالما أن هنالـك تخطيطـاً دقيقـاً تـوفر‬

‫المكاتــب االستشــاري المســطول عــن التخطــيط‪ ..‬باإل ــاف إلــى أنهــا‬ ‫ســتكون مشـرف علــى التنفيــذ‪ ،‬وستحصــل علــى ‪ %4‬مــن قيمـ التنفيــذ‬

‫‪53‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪42‬‬

‫من الشرك المنفذة مقابل التصميم واإلشراف‪.‬‬

‫‪‬‬

‫مهم ــا كانـ ـ‬

‫مع ــدال‬

‫التنفي ــذ بطيطـ ـ فس ــيكون الو ــع أف ــل م ــن‬

‫الشــيء‪ ،‬ن الدول ـ لــن تتكلــف شــيطا فــي التنفيــذ‪ ،‬وكــذلك لــن تســتفيد‬ ‫شيطا من ترك هذ ا ار ي بدون أن يحاول أن يستفيد منها أحداً‪.‬‬

‫‪‬‬

‫إذا طــر المشــروع للتنفيــذ بهــذا الشــكل وأدرك الجميــع أنــه ســينفذ بهــم‬ ‫ولهم ستكون معدال‬

‫اإلنجاز سريع جداً‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫الفصل الثالث‬ ‫االستحقاق االجتماعي واألخقاقي‬

‫‪55‬‬

‫‪44‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪46‬‬ ‫قام‬

‫السلط الحاكم للشعب المصري خالل الثالثين عاماً الما ـي ‪ ..‬ف ـالً‬

‫عم ــا قبله ــا‪ ..‬بعملي ــا‬

‫تخري ــب وتجري ــف وتتوي ــه للشخص ــي المصـ ـري بش ــكل‬

‫نظامي ومنهجي‪ ..‬إال أنها والحمد ن لم تفل فـي إيصـاله إلـى نقطـ الالعـودة‪،‬‬ ‫ولكن كان لها بال ا ثر في إنشاء وتكريس ثقاف أود أن أسميها بثقافة الفشل‬

‫وحــدث‬

‫بعــل التشــوها‬

‫فــي الشخصــي المص ـري نتيج ـ لممارســا‬

‫النظــام‪،‬‬

‫والشــكل الــذي كــون بــه الثقاف ـ العام ـ للمجتمــع‪ .‬ودعونــا نجيــب فــي بداي ـ هــذا‬

‫الفص ــل عل ــى سـ ـؤال‪" :‬مـــاحا حـــدث للمصـــريين؟" عل ــى المس ــتويين االجتم ــاعي‬ ‫وا خالقي خـالل ا عـوام الثالثـين الما ـي ــ أعـوام حكـم مبـارك ــ‪ ،‬وذلـك فـي‬ ‫اتجاها‬

‫عدة كما هو مو‬

‫فيما يلي‪:‬‬

‫اخلـ ـ ـ ـ ـ ـوف‬ ‫إحساس طبيعـي يشـعر بـه كـل إنسـان فـي هـذ الحياة ـ وهـو إحسـاس صـحي إذا‬

‫ل ــم ي ــتخط درجـ ـ معينـ ـ ؛ فيتح ــول إل ــى حالـ ـ مر ــي ت ــؤثر عل ــى اإلنس ــان ف ــي‬ ‫توجهات ــه وقـ ـ ار ار حيات ــه‪ .‬والخ ــوف ل ــد اإلنس ــان ع ــادة م ــا يب ــدأ ب ــالخوف م ــن‬

‫ا خــر‪ ،‬وينتهــي بــالخوف مــن المســتقبل‪ ..‬فــأي هخــر ال تعرفــه البـد أن يســاورك‬ ‫شــيء مــن الخــوف عنــد االحتكــاك بــه‪ ..‬أمــا الخــوف مــن المســتقبل فهــو بســبب‬ ‫رغبتنــا الشــديدة فــي تأمينــه‪ ،‬وأن يــأ‬

‫علــى أف ــل ا ح ـوال‪ .‬وعنــدما يســتبد بنــا‬

‫الخــوف مــن ا خــر مــثالً يتكــون لــدينا أداء عــدواني تجاهــه‪ ،‬وعنــدما يســتبد بنــا‬ ‫إحساس الخـوف مـن المسـتقبل يتكـون لـدينا اتجاهـاً بـرفل كـل جديـد خشـي أن‬ ‫يكــون أس ـوأ ممــا نحــن فيــه‪ ..‬وهــذا هــو واق ـع الحــال عنــد فط ـ كبي ـرة مــن الشــعب‬

‫‪56‬‬


‫‪47‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫المصري بعد سنوا‬

‫طويل من التجريف والتخويف‪.‬‬

‫الي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأس‬ ‫اإلنســان عــادة لديــه القــدرة الفطريـ علــى إيجــاد اإلحســاس با مــل‪ ،‬وهــذا متمثــل‬

‫فــي طبيعـ حرصــه علــى الحيــاة‪ ،‬واســتمرار فيهــا‪ ،‬ولكــن هــذ القــدرة علــى إيجــاد‬ ‫هذا اإلحساس قـد تراجعـ‬

‫كثيـ ًار‪ ،‬واسـتبدل‬

‫بقـدرة أخـر علـى إيجـاد اإلحسـاس‬

‫باليــأس‪ .‬وهــذا اإلحســاس هــو نتيج ـ طبيعي ـ حينمــا تعــين لعقــود طويل ـ تح ـ‬

‫وطــأة نظــام طالمــا يوعــد بالجيــد والحســن ثــم يــأتي إليــك بالســي والقبــي ‪ .‬و بعــد‬

‫محاولتــك م ـ ار مــن اإلحســاس با مــل فــي شــخا أو فك ـرة أو مشــروع يتبنــا‬

‫النظــام‪ ،‬ثــم اإلحســاس باإلحبــاط بعــد مــرور الوق ـ‬

‫وعــدم تحســن أي ـ أو ــاع‪..‬‬

‫تبــدأ لــديك ثقاف ـ اليــأس مــن كــل شــيء‪ ،‬وتوقــع ا س ـوأ فــي أي جديــد قــد يــأتي‪،‬‬

‫ويصب السي الـذي نعرفـه أف ـل مـن الـذي ال نعرفـه طبعـاً‪ ،‬علـى افتـرال أن‬

‫الجديد سيكون أسوأ بالتأكيد بناء على خب ار الما ي‪.‬‬

‫السلبية‬ ‫اإلنسان بطبيعته الفطري إيجابي‪ ..‬ن بداخله إحساس داطم بالرغب فـي إثبـا‬

‫ذات ــه ووج ــود ‪ .‬ولك ــن عن ــدما تواج ــه ك ــل محاوالت ــك اإليجابيـ ـ باإلهم ــال‪ ،‬وع ــدم‬ ‫التقدير ممن حولك تبـدأ فـي اإلحسـاس باالنعزاليـ عمـن حولـك‪ ،‬وتصـب إنسـاناً‬

‫سلبياً‪ ..‬وذلـك بسـب انتشـار ثقافـ اليـأس لـدي المجتمـع بشـكل يجعلـه يجهـد أيـ‬ ‫مح ــاوال‬

‫إيجابيـ ـ يق ــوم به ــا بع ــل ا ش ــخاا لدرجـ ـ أن أص ــبح‬

‫‪57‬‬

‫الطبيعـ ـ‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪48‬‬

‫السلبي للناس موجودة في أدق خصاطا حياتهم (وأنا مالي)‪.‬‬

‫االستهقاك‬ ‫االســتهالك هــو ثقاف ـ العصــر‪ ،‬وهــو هف ـ ال يعــاني منهــا المصــريون فقــط‪ ..‬بــل‬ ‫معظــم شــعوب العــالم‪ ..‬والــذين نشــروا هــذ الثقافـ فــي العــالم هــم ا مريكــان بعــد‬

‫أن أبدعوا فيها‪ ،‬واحقاقا للحق فان نشر ثقاف االستهالك عند ا مريكان لم تكن‬ ‫مقصــودة فقــد اهــتم المصــنعون فــي أمريكــا بزيــادة اإلنتــاإل‪ ،‬وبســبب هــذا عمل ـوا‬

‫على نشر ثقاف االستهالك للسلع‪ ،‬وذلك لغرل زيادة إنتاجها مما سـيؤدي إلـى‬ ‫تخفــيل تكاليفهــا وســهول تطويرهــا‪ .‬وا مريكــان أي ـاً قــاموا بنشــر ثقافـ تــوفير‬

‫الخدما‬

‫والوجبـا‬

‫السـريع ومـا إلـى ذلـك؛ بغـرل تـوفير وقـ‬

‫اإلنسـان لعملـه‬

‫ال عـن تـوفير فـرا عمـل جديـدة‪.‬‬ ‫مما سيؤدي إلى زيادة وتطوير إنتاجه‪ ..‬ف ـ ً‬

‫ولكــن ا مريكــان صــدروا إلــى العــالم ثقاف ـ االســتهالك فقــط‪ ،‬واحتفظــوا نفســهم‬ ‫بفواطد اإلنتاإل المترتب عليها‪.‬‬

‫العرف والتباهي واجلدوى‬ ‫لــو نظــر بــتفحا إلــى يوميــا‬

‫اإلنســان المصــري فــي غالــب ا حيــان ســوف‬

‫تجــد أداء اليــومي يلتــزم ب ـا عراف الســاطدة داخــل المجتمــع‪ ..‬حتــى ولــو كان ـ‬

‫خاططـ ـ ‪ ..‬وسـ ــوف تجـ ــد أنـ ــه يغلـ ــب عل ــى حديثـ ــه إحسـ ــاس التفـ ــاخر والتنـ ــافس‪،‬‬ ‫وا غ ــرب م ــن ك ــل ذل ــك اس ــتمرار بع ــل الن ــاس ف ــي أداء ممارس ــا‬

‫مس ــتنزف‬

‫لقدراتهم المالي دون االنتبا لعدم الجدو منها‪ ..‬وسأعطيك بعل ا مثل ‪:‬‬

‫‪58‬‬


‫‪49‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫‪‬‬

‫عدد شراط الهاتف المحمول في مصر تقترب من عدد السكان‪ ،‬وقد‬ ‫يكــون ذلــك مســتوعبًا بعــل الشــيء‪ ،‬ولكــن أن ينفــق شــعب يوصــف‬ ‫ب ــأن أغلب ــه فقـ ـراء م ــا يزي ــد عل ــى ‪ 21‬ملي ــار جني ــه عل ــى المكالم ــا‬

‫التليفوني ‪ ..‬فهنا نحن أمام سؤال ثقافي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫المص ـريون ينفقــون أكثــر مــن ‪ 04‬مليــار جنيــه ســنويًا علــى الــدروس‬

‫الخصوص ـ ــي‬

‫بن ـ ــاطهم‪ ..‬ه ـ ــذا ف ـ ـ ـالً ع ـ ــن مص ـ ــروفا‬

‫والباصــا ‪ ،‬والكتــب الخارجي ـ ‪ ،‬وا دوا‬

‫سؤال جدو ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الم ـ ــدارس‪،‬‬

‫المدرســي ‪ ..‬نحــن هنــا أمــام‬

‫المص ـريون ينفقــون ‪ 27‬مليــار جنيــه ســنوياً علــى المخــد ار ‪ ..‬وهنــا‪..‬‬ ‫سؤال وعي‪.‬‬

‫الشـ ـائعـات‬ ‫انتشار الشاطعا‬

‫من أخطر الظواهر السيط على أي مجتمع‪ ،‬ومسـتو تأثيرهـا‬

‫يعتمد بشكل مباشر على درج الـوعي االجتمـاعي‪ .‬وسأ ـرب هنـا مـثالً حـدث‬

‫منذ بعل سنوا‬

‫حينمـا تـردد‬

‫شـاطع أن التليفزيـون قـد أذاع خبـ ًار يطلـب مـن‬

‫النــاس عــدم اســتخدام ميــا الشــرب بالمنــازل لمــدة س ـ‬ ‫وكان‬

‫ســاعا‬

‫النتيجـ المباشـرة لهـذ الشـاطع تسـارع كبيـر ممـن وصـل‬

‫علــى ش ـراء زجاجــا‬

‫بســبب تلوثهــا‪،‬‬ ‫إلـيهم الشـاطع‬

‫الميــا (المعدني ـ )‪ ،‬دون أي تفكيــر أو محاول ـ للتــيقن مــن‬

‫الخبر‪ ..‬مع أنه ـ حتى في حال التثب‬

‫من صـح الخبـر ـ يـدرك أي طفـل أنـه‬

‫باإلمكــان غلــي المــاء ثــم تصــفيته ليــتم تطهيــر ‪ ..‬ناهيــك عــن انتشــار مرشــحا‬

‫‪59‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪61‬‬ ‫الميا بمعظم البيو ‪.‬‬

‫خاب من استشار‬ ‫مــن أسـوأ مــا نعــاني منــه فــي مصــر هــو عــدم رغبتنــا فــي االستشــارة‪ .‬وقــد تعلمنــا‬ ‫من النظام الباطد أن النجا في الحياة مسـأل إلهـام‪ ،‬واعتقـدنا لفتـ ار طويلـ أن‬

‫القاطــد ملهــم‪ ..‬فجميــع رؤســاطنا الســابقين كــانوا يوصــفون بــذلك‪ ،‬وأن هــذا القاطــد‬ ‫بحكــم إلهامــه هــو ال ينطــق إال بالصــحي ‪ ،‬وأنــه داطم ـاً أدر بكــل شــيء‪ ،‬ولــيس‬

‫بحاجـ ـ ـ إل ـ ــى استش ـ ــارة أح ـ ــد عن ـ ــدما يأخ ـ ــذ قـ ـ ـ ار ًار مهم ـ ــا كانـ ـ ـ‬

‫أو تخصص ــي ه ــذا القـ ـرار‪ ..‬واذا ك ــان رب البيـ ـ‬ ‫البي‬

‫بال ــدف‬

‫درجـ ـ ـ أهميـ ـ ـ‬

‫ــارباً فش ــيم أه ــل‬

‫هي الرقا‪ .‬ومع كل أسف القليل من المصريين يلجأون إلـى االستشـارة‬

‫فــي حيــاتهم‪ ،‬وأنــا هنــا أتكلــم عــن االستشــارة بمفهومهــا العــام‪ ..‬وهــو أنــك بصــدد‬

‫اتخــاذ ق ـرار أو مواجه ـ مشــكل معين ـ ‪ ..‬وليس ـ‬

‫لــديك المعلومــا‬

‫أو الخب ـ ار‬

‫الت ــي تؤهل ــك التخ ــاذ القـ ـرار أو مواجهـ ـ المش ــكل ‪ ،‬وف ــي ه ــذ الحالـ ـ أنـ ـ‬

‫احتياإل إلى أن تستشير أحدًا‪ ..‬أو بمعنـي هخـر أنـ‬ ‫ليسـ‬

‫ف ــي‬

‫فـي احتيـاإل إلـى معلومـا‬

‫لــديك‪ ..‬وعمليـ االستشــارة هــي عمليـ الحصــول علــى هــذ المعلومــا ‪..‬‬

‫وقــد يتحقــق ذلــك بــأن تســأل صــديقًا أو متخصصـًا أو كتاب ـًا‪ ..‬أو الثالث ـ مع ـًا‪..‬‬ ‫واذا فعل‬

‫ذلك ستحصل على المعلومـا‬

‫التـي تؤهلـك بدرجـ مـا التخـاذ قـرارك‬

‫أو مواجه مشكلتك‪ .‬وهذ الدرج من التأهيل أياً ما كان‬

‫ستكون قدرتك معها‬

‫أف ــل مــن قــدرتك بــدونها‪ ،‬ولــيس فــي االستشــارة مــا يعيــب اإلنســان‪ ..‬بــل علــى‬ ‫العكس هي ف يل (ولكن من يفهم ذلك)‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪60‬‬

‫العاطفية يف التوجه‬ ‫ال‪ ..‬قــد‬ ‫أمــور كثيـرة فــي حيــاة المصـريين تأخــذ بعاطفيـ ‪ ..‬مــع أننــا لــو فكرنــا قلــي ً‬

‫تتغير توجهاتنا كثي ًار‪ ،‬وليس أدل علـى ذلـك مـن تـأثير الخطـاب ا خيـر للـرطيس‬

‫المخلــوع وال ــذي كــاد أن يخل ــع قل ــوب الكثيــر م ــن المص ـريين‪ ،‬وأجت ــذب تعاطف ــا‬ ‫كبيـ ًار‪ ،‬ولكــن ومــن رحمـ الخــالق بنــا قــد تلتــه أحــداث جعلـ‬

‫بعــل المتعــاطفين‬

‫يراجع ـوا أنفســهم‪ ،‬وهنالــك مــن ا مثل ـ الكثيــر‪ ..‬ودعنــي أو ـ بعــل النمــاذإل‬

‫على التوجها‬

‫العاطفي ‪:‬‬

‫منوذج مشروع جامعة زويل‬ ‫دع ــا ال ــدكتور‪ /‬أحمـ ــد زوي ــل‪ ..‬وهـ ــو م ــن الشخصـ ــيا‬

‫المصـريين إلــى جمــع تبرعــا‬

‫الت ــي يعتـ ــز به ــا جميـ ــع‬

‫إلنشــاء جامعـ تــوفر مســتو متميــز مــن التعلــيم‪،‬‬

‫وق ــد ت ــم جم ــع ق اربـ ـ ا ل ــف ملي ــون جني ــه ف ــي وقـ ـ‬

‫وجي ــز‪ .‬وه ــذا عم ــل عظ ــيم‬

‫بالشـك‪ ..‬ولكــن دعنــا نسـأل‪ :‬كــم ســيكون عـدد خريجــي هــذ الجامعـ بعــد أربعـ‬

‫سـ ــنوا ؟‪ ..‬قـ ــد يقـ ــدر بالمطـ ــا‬

‫ال‪ ..‬والس ـ ـؤال الثـ ــاني‪ :‬هـ ــل ه ـ ـؤالء الخ ـ ـرجين‬ ‫مـ ــث ً‬

‫والمفتـ ــرل أن يكون ـ ـوا ذوي كفـ ــاءة وتخصصـ ــا‬

‫علمي ـ ـ عالي ـ ـ ‪ ..‬ألـ ــن يكونـ ــوا‬

‫م ــطرين للبحــث عــن فــرا عمــل بالخــارإل تناســب كفــاءتهم وتخصصــاتهم؟‪،‬‬

‫واذا لــم يفعلــوا ذلــك وف ــلوا البقــاء فــي بلــدهم‪ ..‬فهــل ســيجدوا فــرا العمــل التــي‬ ‫تناســبهم؟‪ ..‬وان وجــدوا‪ ..‬فهــل هــذ المطــا‬

‫ستســتطيع أن تغيــر شــيطاً؟‪ ..‬ألــيس‬

‫مـن ا ف ــل أن يشـرف الــدكتور‪ /‬أحمـد زويــل جامعـ القــاهرة برطاسـته لهــا‪ ،‬وأن‬ ‫يستخدم أموال التبرعا‬

‫‪61‬‬

‫في تطويرها حتى تستعيد مكانتها العلمي العالمي ‪.‬‬


‫‪62‬‬

‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫منوذج عالج السرطان‬ ‫تم إنفاق مبال تتخطي المليار جنيه مـن التبرعـا‬

‫وذلـك لعـالإل ا طفـال الـذين‬

‫يعـانون مـن مـرل السـرطان (شـفاهم ان)‪ ،‬وهـذا عمـل عظـيم دون شـك‪ ..‬ولكـن‬

‫دعنا نسأل‪ :‬كم عدد المر ي الذي يمكن أن نعالجهم باستخدام هذ ا مـوال؟‪،‬‬

‫وما هي نسـب الشـفاء؟‪ ،‬وأيـاً مـا كـان العـدد أو نسـب الشـفاء‪ ..‬فهـو عمـل عظـيم‬ ‫أن نحاول رفع المعاناة عن هؤالء ا طفال‪ .‬والسـؤال هنـا‪ :‬ألـيس مـن ا ولـى أن‬ ‫نوجــه هــذا المــال إلــى ق ارب ـ مليــوني طفــل ش ـوارع هــم بحاج ـ إلــى رعاي ـ وتربي ـ‬

‫ال مــن أن يكونـوا قنبلـ موقوتـ تهــدد‬ ‫ويمكــن أن يحولـوا إلــى مصــادر لإلنتــاإل بــد ً‬

‫المجتمع ككل؟‪ ..‬وأليس ا حر بكل من يتصدون لجمع التبرعـا‬

‫بهـذا الشـأن‬

‫أن يقسموا جهودهم بين عالإل ا طفـال ورعايـ أطفـال الشـوارع؟‪ ..‬أليسـوا أي ـا‬

‫بأطفال؟‪..‬‬

‫منوذج العمرة‬ ‫في شهر رم ان الما ي (أعاد ان علينـا بنجـا أكبـر للثـورة والتغييـر)‪ ..‬قـام‬

‫‪ 8111‬مص ــري ب ــأداء العمـ ـرة‪ ،‬وأنفقـ ـوا م ــا يزي ــد عل ــى ‪ 8‬ملي ــا ار جني ــه‪ ..‬طلبـ ـًا‬

‫لر ا الخالق ومغفرتـه‪ .‬ومـن المعلـوم أن الكثيـر مـنهم ال يعتمـر للمـرة ا ولـى‪..‬‬

‫أقصــد أنــه قــد أد العم ـرة مــن قبــل‪ ..‬والس ـؤال هنــا‪ :‬ألــيس إنفــاق هــذ ا م ـوال‬ ‫(خصوصـ ـًا لم ــن أدي العمـ ـرة م ــن قب ــل) ف ــي مج ــاال‬ ‫الوطن ممكن أن يكون سبباً لر ا الخالق ومغفرته‬

‫مس ــاعدة الفقـ ـراء وتنميـ ـ‬

‫إهـ ـدار األفـ ـراد‬ ‫‪62‬‬


‫‪63‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫ن النظـام الباطــد لــم يكتـف بمــا يهــدر هـو‪ ..‬وكــي ال يكــون الشـعب أف ــل منــه‬

‫فقــد عمــل علــى توريثنــا ثقافتــه فــي اإلهــدار‪ ،‬وكــأن مــا تبقــى لنــا مــن المــال بعــد‬

‫جمل إهدار مازال كبيـ ًار‪ ،‬ويحتـاإل إلـى إهـدار هخـر؛ فعاداتنـا مـع‬

‫ـعف ثقافتنـا‬

‫االقتصادي يتسببون في إهدار الكثير من القليل الذي يبقيـه لنـا النظـام‪ ..‬فـنحن‬ ‫شــعب ننفــق معظــم مــا لــدينا علــى الطعــام والمســكن وتطــوير مــن ناحيـ ‪ ،‬وعلــى‬ ‫تعليم ا بنـاء مـن ناحيـ أخـر ‪ ،‬وننفـق القليـل المتبقـي فـي غيـر ذلـك ولـدينا مـن‬

‫اإلهدار ما ال نحسد عليه مثل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التقاليــد المهــدرة القتصــادنا الشخصــي فــي التعامــل مــع مســأل زواج‬ ‫االبناء‪ ،‬وما يهدر من أموال في تجهيز كل شيء للبيـ‬

‫الجديـد قبـل‬

‫الزواإل‪ ..‬على طريق تحنيط ودفن الموتى عند الفراعن ‪ ..‬مع تجهيز‬ ‫كل شيء حولهم من طعام وأدوا ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫التســارع إلــى اقتنــاء ا دوا‬

‫المنزليـ الحديثـ مثــل‪ :‬معــدا‬

‫المطــبي‪،‬‬

‫والنظاف ‪ ..‬لتوفير وقتنا الثمـين الـذي ال نعـرف فيمـا نهـدر ‪ ..‬والغريـب‬

‫أنــه كلمــا ازداد تجهيــز المطــبي بالمعــدا‬ ‫م ـ ــن الخ ـ ــارإل (ال ـ ــدليفري‪ ،‬والوجب ـ ــا‬

‫والصح ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫زاد‬

‫عمليـ اســتيراد ا كــل‬

‫الج ـ ــاهزة)‪ ،‬وال ـ ــذي يه ـ ــدر الم ـ ــال‬

‫ثقاف االقتصاد المنزلي مفقودة بشكل كبير في معظم منازلنا‪.‬‬

‫إهدار الماء والكهرباء‪ ..‬فحدث وال حرإل‪..‬‬

‫إهــدار الكثيــر مــن المــال علــى اقتنــاء الشــهادا‬

‫‪63‬‬

‫(التعلــيم)‪ ،‬واتخاذه ـا‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪62‬‬ ‫بديالً عن العلم‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫شراء ما لسنا بحاج إليه لدواعي التجرب والتباهي‪.‬‬

‫احتفاظنا بما ال نحتاإل إليه‪.‬‬

‫الكثيــر والكثيــر مــن ممارســا‬

‫المص ـريون تحتــاإل إلــى المراجع ـ والتعــديل‪ ..‬ال‬

‫رحم ان النظام السابق الذي أورثنا هذ ا فا‬

‫التي نحن فـي حاجـ ماسـ إلـى‬

‫العــالإل منهــا‪ ..‬خاص ـ أن ا مــر ال يقتصــر علــى هــذا فقــط‪ ..‬ن التشــوها‬ ‫التــي حــدث‬

‫عمليا‬

‫فــي ثقافتنــا العام ـ قــد جعل ـ‬

‫الغن أو أن أذكر منها‪:‬‬

‫المجتمــع عر ـ وبشــدة للكثيــر مــن‬

‫الغش التجاري‬ ‫ومن أهم مظاهر ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ارتفاع أسعار السلع بال أسباب‪ ..‬خاص أثناء المواسم‪.‬‬ ‫انتشار السلع الفاسدة أحياناً‪ ..‬أو منتهي الصالحي ‪.‬‬ ‫انتشار السلع المزيف ‪ ،‬وبيعها على أنها أصلي ‪.‬‬ ‫عدم التزام الباطع بتوفير‬

‫مان حقيقي أو الدعم للسلع‪.‬‬

‫الغش اإلعقامي واإلعقاني‬ ‫وتتحدد أهم صور وأشكاله في‪:‬‬

‫‪64‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫‪‬‬

‫تروإل بعل القنوا‬

‫في بعل ا حيان‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫الف اطي لسلع غير موثوق في جودتها‪ ،‬ومزيف‬

‫بعــل الف ــاطيا‬

‫‪‬‬

‫محــاوال‬

‫‪‬‬

‫انتش ــار البـ ـرامج الت ــي ترس ــي االعتق ــاد ف ــي ا ح ــالم وأعم ــال الس ــحر‬

‫الرأي العام‪.‬‬

‫لتــرويج أفكــار فطــا‬

‫معينـ للتــأثير علــى‬

‫والجن وما إلى ذلك‪.‬‬

‫الغش االقتصادي‬ ‫وتتمثل أهم مظاهر في‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫انتشار عمليا‬

‫النصب المباشرة بالشارع‪.‬‬

‫‪‬‬

‫انتشار عمليا‬

‫النصب الممنهج (توظيف ا موال)‪.‬‬

‫‪‬‬

‫وجــود بعــل الجمعيــا‬

‫رقاب دقيق على عمليا‬

‫‪65‬‬

‫الخيريـ التــي تجمــع المــال بســهول وال توجــد‬ ‫إنفاقه‪.‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪66‬‬

‫الغش الطيب‬ ‫وتتمثل أبرز مظاهر في‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫انتشار ظاهرة العالإل بالكتب السماوي ‪.‬‬

‫انتشار معامل تحاليل ال توفر الدق في اختباراتها‪.‬‬ ‫انتشار ظواهر العالإل بالطب البديل بغير توثيق‪.‬‬

‫معاجلة تشوهات الشخصية املصرية‬ ‫لمعالجـ ـ التش ــوها‬

‫الس ــابق الت ــي أص ــاب‬

‫الشخص ــي المصـ ـري ‪ ،‬وك ــي يمك ــن‬

‫لإلنســان المصــري مقاومـ مــا يتعــرل لــه مــن عمليــا‬

‫الغــن المختلفـ ؛ فــنحن‬

‫بحاج إلـى إيجـاد هليـا‬

‫عمليـ للمعالجـ ‪ ..‬واقتـر فـي هـذا الصـدد إنشـاء هيطـ‬

‫المناع لها أمام عمليا‬

‫الغن بأنواعها‪ ..‬وتكون مهامها كالتالي‪:‬‬

‫للتأهيــل االجتمــاعي تكــون جــزًء مــن و ازرة التربيـ والتعلــيم‪ ،‬نهــا أقــرب الــو از ار‬ ‫إلى هذا العمل‪ ..‬وستكون مهمتها إصال وتجميل الشخصي المصري وتـوفير‬

‫‪‬‬

‫تحديد وتوصيف المفاهيم الخاطط المتفشي بالمجتمع‪.‬‬

‫‪‬‬

‫التع ـ ــاون م ـ ــع المؤسس ـ ــا‬

‫‪‬‬

‫العمل على توفير هليا‬

‫الدينيـ ـ ـ ف ـ ــي اس ـ ــتغالل الخط ـ ــب الدينيـ ـ ـ‬

‫ا سبوعي ـ أو غيرها ـ لتصحي هذ المفاهيم‪.‬‬

‫أخر لتصحي هذ المفاهيم‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫‪67‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫‪‬‬

‫تنسيق وتنفيـذ دو ار تأهيـل بالمـدارس بأنواعهـا (اجتمـاعي ــ سياسـي‬ ‫ـ اقتصادي ـ حقوق إنسان)‪.‬‬

‫‪‬‬

‫إنشـ ــاء غـ ــرف لمتابع ـ ـ أي ـ ـ ظ ـ ـواهر جديـ ــدة (سـ ــلوكي ـــــ اجتماعي ـ ـ‬ ‫ـ سياسي ‪ ...‬إلي)‪ ،‬والتعامل معها ونشر التوعي بها‪.‬‬

‫ملف اإلصالح الديين‬ ‫تحتــل العقيــدة الدينيـ عنــد الشــعب المصــري مكانـ متميـزة‪ ،‬وهــذا طبيعــي بحكــم‬

‫تاريي مصر الذي ارتبط با ديان السماوي مهدًا وح ـارة‪ .‬ولمـدد طويلـ سـابق‬

‫الثقاف ـ ـ الديني ـ ـ العام ـ ـ فـ ــي مصـ ــر لكثيـ ــر مـ ــن التشـ ــوها ‪ ،‬وتغييـ ــب‬

‫تعر ـ ـ‬

‫الحقاطق‪ ،‬ومحاوال‬

‫استثمار ا نظم الحاكم لبعل العناصر المتطرف لنشـر‬

‫المخاوف من الفتن والتصارعا‬

‫الديني ‪ ،‬والتي لم تشـهدها مصـر مطلقـًا خـالل‬

‫تاريخ ــه‪..‬ا ولك ــن الهويـ ـ المصـ ـري كانـ ـ‬

‫ق ــادرة عل ــى التص ــدي لمح ــاوال‬

‫زرع‬

‫الفتن التي لم تنج في إشعال أي فتن حقيقي ‪ ،‬ولكنها نجحـ‬

‫فـي خلـق بعـل‬

‫الدينيـ ـ الحكوميـ ـ منه ــا وا هليـ ـ مم ــا عانت ــه ك ــل مؤسس ــا‬

‫الدولـ ـ م ــن فك ــر‬

‫الممارسا‬

‫الدينيـ بشـكل يتنـافي تمامـا مـع جـوهر ا ديـان‪ ،‬وعانـ‬

‫البيروقراطي والتعيينا‬

‫‪67‬‬

‫وألخا التشوها‬

‫التي حدث‬

‫في ا تي‪:‬‬

‫المؤسسـا‬


‫‪68‬‬

‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫انتشار ثقافة العبادات ج المعاميت‬ ‫حيــث تحــول الخطــاب الــديني فــي معظــم الوق ـ‬

‫إلــى الــدعوة لثقاف ـ العبــادا ‪..‬‬

‫حيــث يكــون غايـ التــدين هــو اإلفـراط فــي أداء العبــادا‬

‫مــن صــالوا‬

‫وصــيام‬

‫وحج دون النظر إلى المعـامال ‪ .‬فأصـب الغـن التجـاري واالحتكـار والتالعـب‬ ‫با سـ ــعار عم ـ ـالً عادي ـ ـاً تفر ـ ــه الظـ ــروف‪ ..‬واذا تعار ـ ـ‬

‫هـ ــذ ا مـ ــور مـ ــع‬

‫التــدين‪ ..‬فــال بــأس مــن زيــادة العبــادة أو غســل ا م ـوال المكتســب بهــذ الطريق ـ‬ ‫بالتبرع بجزء منها لألعمال الخيري ‪.‬‬

‫انتشار ثقافة الدعاء ج العمل‬

‫أصب طريقنا في حـل مشـاكلنا بالـدعاء ثـم الـدعاء‪ ..‬بـل وأصـب الـدعاء فنـًا لـه‬

‫نجومه‪ .‬و ن اإللحا فـي الـدعاء هـو عبـادة فـال‬

‫ـرر مـن تكـرار ‪ ..‬ولكـل أيـن‬

‫العمــل؟‪ ..‬هــل يكفــي الــدعاء؟‪ ..‬هــل هــذا مــا تعلمنــا مــن ا نبيــاء وا ديــان؟‪..‬‬ ‫ألسنا بحاجـ داطمـاً إلـى العمـل والـى تغييـر أي واقـع نعـاني منـه؟!‪ ..‬هـل أصـب‬ ‫اإلصال عمالً ال يأتي إال من السماء؟‪.‬‬

‫سيطرة ثقافة التعص الديني‬

‫يتبلور جانـب مـن تـدين بعـل ا شـخاا فـي كراهيـ ا شـخاا الـذي يـدينون‬

‫بغيـ ــر ديـ ــانتهم‪ ،‬وتمنـ ــي الشـ ــر لهـ ــم‪ .‬وفـ ــي جـ ــوهر جميـ ــع ا ديـ ــان ا صـ ــل هـ ــو‬ ‫االعتراف با ديان ا خر ‪ ..‬ن مصدر ا ديـان واحـد والخـالف والجـدل حـول‬

‫‪68‬‬


‫‪69‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫ا ديــان هــو ســطحي بطبيعـ الحــال‪ ..‬نــه خــالف بــين أشــخاا يؤمنــون بــان‬

‫في نهاي ا مر‪ ..‬بينما قد يكون الخالف عميقًا بين من يؤمن ومن يلحد‪.‬‬

‫اجهتما بدور العبادة‬

‫الناس في بالدي منشغلون ببناء دور العبادة عن العبادة نفسها‪ .‬ولس‬

‫أختلـف‬

‫مــع حــق الجميــع مــن جميــع ا ديــان فــي بنــاء دور العبــادة‪ ..‬ولكــن أيــن العبــادة‬

‫الحقيقي ؟‪ ،‬وأين تأثير دور العبادة في تصـحي وتنقيـ العقيـدة لـد المتـدينين؟‪،‬‬

‫وأين فقراء ا ديان من ا موال التي تنفق على بناء وتجميل دور العبـادة؟‪ ..‬أال‬ ‫يعلم الجميع أن العبادة يمكن أن تؤد في أي مكان؟!‪.‬‬

‫ولتغيي ــر ه ــذا الواق ــع الم ــؤلم تحت ــاإل المؤسس ــا‬

‫الدينيـ ـ إل ــى إع ــادة هيكلـ ـ بم ــا‬

‫يجعلهــا ق ــادرة علــى تجهي ــز وتثقي ــف المتــدين بالش ــكل ال ــذي يجعلــه ق ــاد اًر عل ــى‬ ‫العين والعمل والمشارك كمواطن في دول مدني متطورة نقتر منها‪:‬‬ ‫االنتخـ ــاب علـ ــى جميـ ــع المسـ ــتويا‬

‫‪‬‬

‫دعـ ــم هليـ ــا‬

‫‪‬‬

‫إنشاء مجلس ثقافي ي م مجموع من رجـال الـدين بالمؤسسـ تكـون‬

‫الديني والغاء ثقاف ا قدمي والتعيينا ‪.‬‬

‫مهمته تصحي ما قد ينشأ من أقول أو تصريحا‬

‫داخـ ــل المؤسسـ ــا‬

‫عن أي من أفـراد‬

‫المؤسس يكون من شأنها اإلساءة إلى ا ديان ومعاقبته‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تـ ــوفير هليـ ــا‬

‫عملي ـ ـ لتثقيـ ــف الـ ــدعاة واختبـ ــارهم قبـ ــل السـ ــما لهـ ــم‬

‫بممارس أعمالهم بدور العبادة‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪71‬‬

‫توجيــه دور العب ــادة إل ــى‬

‫‪‬‬

‫ــرورة التركي ــز ف ــي الخط ــب الدينيـ ـ عل ــى‬

‫توجي ــه المت ــرددين عل ــى دور العب ــادة وت ــوعيتهم بحق ــوقهم ف ــي ال ــوطن‬

‫وواجباتهم تجا بناء وطن متطور ومتح ر‪.‬‬

‫لتثقيف أبناء الدين بكيفيـ التحـاور والتواصـل الح ـاري‬

‫‪‬‬

‫توفير هليا‬

‫‪‬‬

‫تـوفير هليـ لنشــر الكتــب الدينيـ المســتنيرة‪ ،‬والمواقــع اإللكترونيـ التــي‬

‫مع أبناء الديانا‬

‫ا خر ‪.‬‬

‫تظه ــر ج ــوهر ا دي ــان الص ــحي وترك ــز عل ــى التق ــارب ب ــين ا دي ــان‬

‫وعلى قيم العمل ومساعدة ا خرين‪.‬‬

‫تــوفير هلي ـ لمقاوم ـ ومقا ــاة أي ـ كتــب أو مواقــع ديني ـ تــدعو إلــى‬

‫‪‬‬

‫ثقاف التباعد والفتن‪.‬‬

‫ملف التكافل اجتتماعي‬

‫مما الشك فيه أن نسب كبيرة من المصريين القادرين ماديًا لـديهم الرغبـ القويـ‬

‫في مسـاعدة إخـوانهم مـن الفقـراء‪ ،‬وهـذا ينطبـق علـى المقيمـين بالـداخل والخـارإل‬

‫ولكن كيف السبيل‪ .‬لم تحاول أي جه حكومي أن توفر وتسهل طرقًا لتوصيل‬ ‫تبرعــا‬

‫القــادرين إلــى المحتــاجين‪ ،‬وأقتصــر ا مــر علــى نشــاط عش ـواطي غيــر‬

‫م ـ ــنظم تغي ـ ــب عن ـ ــه أيـ ـ ـ معلوم ـ ــا‬

‫والمؤسسـا‬

‫تق ـ ــوم ب ـ ــه بع ـ ــل المستش ـ ــفيا‬

‫الحكوميـ ـ ـ‬

‫الخيريـ ‪ .‬واذا كــان لــدي المصــري القــادر مبلغـًا قــرر التبــرع بــه خ‬

‫قدر ال بأس به من المؤسسا‬ ‫له محتاإل في الوطن فسيجد اً‬

‫الخيري والحكوميـ‬

‫ت ــدعو بأس ــاليب عاطفيـ ـ إل ــى توجي ــه تبرعات ــه إليه ــا الس ــتخدامها ف ــي أغـ ـرال‬

‫‪71‬‬


‫‪70‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫مختلف مثل‪ :‬معالج مر ي من تخصصا‬

‫مختلفـ ‪ ،‬أو فـي إطعـام مسـاكين‪،‬‬

‫أو مسـ ــاعدتهم‪ ،‬أو تـ ــوفير دخـ ــل‪ ..‬والمفتـ ــرل أن يقـ ــوم المتبـ ــرع باختيـ ــار نـ ــوع‬ ‫المســاعدة الــذي يتعــاطف معــه‪ .‬والخطيــر هنــا هــو أن القــادرين لــو تــأثروا فــي‬

‫معظمهــم مــثالً بالتوجــه لنــوع معــين مــن المســاعدة ـــ مثــل المر ــي ـــ بســبب‬

‫التعاطف‪ ،‬أو توجهوا لجه خيري معين لنجاحها في الوصول إليهم مـن خـالل‬ ‫إعالناتهــا المــؤثرة‪ ..‬فــي هــذ الحال ـ قــد يــتم توجيــه معظــم أم ـوال التبرعــا‬

‫إلــى‬

‫مســاعدة نــوع واحــد ممــن يحتــاجون إليهــا دون غيــرهم‪ ..‬أو قــد يــتم توجيــه معظــم‬

‫ا موال إلى جه واحدة من الجها‬ ‫هـذ الهيطــا‬

‫أو الجهــا‬

‫الخيري دون الجهـا‬

‫ا خـر ‪ ،‬خاصـ أن‬

‫ال تحــدد لــك المبـال التقديريـ التــي يحتــاإل إليهـا ليقــدم‬

‫المســاعدة المتخصــا فيهــا‪ ،‬وبطبيع ـ الحــال ال يخبــرك عــن المبــال التــي قــام‬ ‫بجمعهــا وفيمــا أنفقهــا‪ .‬وعلــى هــذا فــال توجــد أي ـ معلوم ـ تســاعدك علــى توجيــه‬

‫تبرعاتك بشـكل أف ـل‪ ،‬وال يوجـد ترتيـب ولويـا‬ ‫تك ــون التبرع ــا‬

‫إنفـاق التبرعـا ‪ ،‬وأخشـى أن‬

‫ف ــي مص ــر ق ــد أص ــابها م ــا أص ــاب ال ــدعم ال ــذي ت ــوفر الدولـ ـ‬

‫جفاء‪.‬‬ ‫للفقراء‪ ،‬ويذهب‬ ‫ً‬

‫ونحــن ا ن فــي حاج ـ ماس ـ إلــى تــوفير هلي ـ بديل ـ لجمــع وتوزيــع التبرعــا ‪،‬‬

‫والتــي لــو نجحنــا فــي تنفيــذها بشــكل عــادل سنســتطيع أن نجفــف الكثيــر والكثيــر‬ ‫من دمـوع الفقـراء فـي هـذا الـوطن‪ .‬ومـن المثيـر أن تعلـم أن قيمـ هـذ التبرعـا‬

‫فيهــا مــا يكفــي لفعــل ذلــك لــو اعتنينــا بتوزيعهــا‪ ..‬ودعنــا ا ن نحــاول أن ن ــع‬

‫رقماً تقريبياً لقيم هذ التبرعا ‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪72‬‬

‫وداطع المصريين بالبنوك قراب ‪ 611‬مليار جنيه‪ ..‬لو أ فنا إلى هـذا‬

‫إذا كان‬

‫ال ـرقم قيم ـ العقــا ار وا ار ــي والمجــوه ار ومــا إلــى ذلــك‪ ..‬فمــن البــديهي أن‬ ‫نقدر قيم أموال المصريين التـي يمكـن أن تكـون قابلـ إلخـراإل زكـاة المـال بمـا‬

‫ال يقــل عــن ‪ 0111‬مليــار جنيــه (تريليــون)‪ .‬واذا اقتطعنــا نســب ‪ %2.4‬مــن هــذا‬ ‫المبل كزكاة مستحق الدفع سـنويًا فـنحن أمـام مـا يقـدر ‪ 24‬مليـار جنيـه سـنويًا‪.‬‬

‫هـذا فقــط قيمـ الزكــاة المسـتحق علــى أمـوال المصـريين‪ .‬وقـد يقــول قاطــل‪" :‬لــيس‬

‫كـل النـاس يخرجــون الزكـاة المسـتحق علــيهم"‪ ،‬وسـأقول لـه‪ :‬هــذا صـحي ‪ ،‬ولكــن‬

‫الكثير من المصريين يخرجون نسباً أكبر من نسب الزكاة المسـتحق ‪ .‬فـاذا لـدينا‬ ‫خمس وعشرون مليار جنيه أموال زكاة فقط ولن أتحدث عن الصـدقا‬

‫فهــذا المبل ـ يقابلــه ح ـوالي ‪ 31‬مليــون مصــري يعيشــون تح ـ‬

‫ا ن‪..‬‬

‫خــط الفقــر طبقــا‬

‫لــبعل اإلحصــاطيا ‪ ..‬ولــو قســمنا قيمـ أمـوال الزكــاة علــى عــدد مــن هــم تحـ‬

‫ال على ثمانيماط جنيه سنويًا‪ ،‬ولو‬ ‫خط الفقر سيكون نصيب الفرد منها يزيد قلي ً‬ ‫أن هنالــك أس ـرة تعــدادها خمس ـ أف ـراد فســيكون نصــيبها مــن الزكــاة أربع ـ هالف‬

‫جنيــه ســنوياً‪ ..‬ونحــن نتحــدث عــن الزكــاة فقــط‪ .‬والس ـؤال ا ن هــو‪ :‬كيــف ن ــع‬

‫هلي ـ لجمــع المــال ووصــوله إلــى مســتحقيه؟‪ ..‬فلــو أوكلنــا هــذا ا مــر إلــى هيط ـ‬ ‫حكومي ـ أو أهلي ـ فســنقع فيمــا عانين ـا منــه فــي الســابق‪ ..‬ولحــل هــذ المشــكل‬

‫أقتر إنشاء موقع على اإلنترن‬ ‫‪‬‬

‫إمكانيـ تسـجيل بيانــا‬

‫يتوافر من خالله ا تي‪:‬‬

‫كاملـ عــن كـل أسـرة فقيـرة مخزنـ علـى الـرقم‬

‫القومي لولي أمر ا سرة‪ ..‬مع تحديد قيم ونوع المساعدة المطلوب ‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫‪73‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫‪‬‬

‫يكون دور الجمعيا‬

‫‪‬‬

‫يوفر الموقع إمكاني البحث عن حال قابل للمسـاعدة مـع تحديـد نـوع‬

‫هذ البيانا‬

‫الخيري الموجودة وأيـ جمعيـا‬

‫جديـدة تسـجيل‬

‫عن الفقراء ومراجعتها والتحقق من صحتها‪.‬‬

‫المس ــاعدة والقيمـ ـ المطلوبـ ـ ‪ ..‬بحي ــث يس ــهل عل ــى ك ــل ف ــرد تحدي ــد‬

‫الشخا المستحق موال زكاته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يــوفر الموقــع إحصــاطيا‬

‫عــن عــدد الفق ـراء المســجلين لكــل نــوع مــن‬

‫المســاعدة (طبي ـ ـــ علمي ـ ـــ أخــر )‪ ..‬بحيــث يســاعد المتبــرع علــى‬ ‫تحديد أولويا‬

‫توجيه تبرعه‪.‬‬

‫‪‬‬

‫عنــدما يتخــذ المتبــرع ق ـرار ‪ ..‬يمكنــه إرســال قيم ـ تبرعــه بحوال ـ علــى‬

‫‪‬‬

‫وبع ــد اإلرس ــال يق ــوم بتس ــجيل المس ــاعدة الت ــي ت ــم إرس ــالها للمسـ ـتحق‬

‫عنوان المستحق الموجود مع باقي بياناته بالموقع‪.‬‬

‫بحيث يتم استبعاد أوتوماتيكياً من الظهور بالبحث عن مستحق‪.‬‬

‫بهذا الشكل ي من كل متبرع وصول تبرعه لمن يستحقه‪ ..‬كما ستتوافر فـرا‬

‫متكافطـ لكــل المسـتحقين مــن خـالل تســجيل بيانـا‬

‫الجميــع علـى الموقــع‪ ..‬هــذا‬

‫ف ـ ـالً ع ــن ت ــوفير ه ــذ اإلمكانيـ ـ بس ــهول للمصـ ـرين بالخ ــارإل‪ ،‬وك ــذلك غي ــر‬ ‫المصريين ممن يرغبوا في التبرع لمستحقي المساعدة‪.‬‬

‫هذا بالنسب لمستحقي المساعدة الشخصي ‪ ،‬ولكن هنالـك مجـال هخـر وهـو بنـاء‬

‫المــدارس والمستشــفيا‬

‫‪73‬‬

‫الخيري ـ ودور العبــادة ومــا شــابه ذلــك‪ ..‬ويمكننــا أي ــا‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪72‬‬

‫بناء موقع إلكتروني هخر يوفر التالي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بيانا‬

‫كامل عن المبنى المطلوب إنشاؤ أو تشغيله بالتبرع‪.‬‬

‫‪‬‬

‫موازن تقديري محددة للمبـال المطلوبـ إلنشـاء وتجهيـز هـذا المبنـى‪،‬‬

‫‪‬‬

‫يــوفر للمتبــرع إمكانيـ البحــث وتحديــد المبنــى الــذي يريــد أن يتبــرع لــه‬

‫‪‬‬

‫عن عدد وأنواع المباني المطلوب بناؤها أو‬

‫أو لتشغيله حسب المطلوب‪.‬‬

‫بمال أو بمساعدة عيني أو فني ‪.‬‬ ‫يوفر للمتبرع إحصاطيا‬

‫تشـغيلها‪ ..‬بحيــث يســاعد المتبــرع فــي توجيـه تبرعــه إلــى النوعيـ التــي‬

‫يريدها أو ا كثر طلباً‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫عندما يقوم المتبرع بارسال مساعدة يمكنه تسجيلها بالموقع‪.‬‬

‫تقــوم الجه ـ الحاصــل علــى التبــرع بتســجيل مــا تــم تحصــيله وص ـرفه‬ ‫تفصــيلياً للبنــاء أو التجهيــز أو التشــغيل‪ ..‬بحيــث تســتبعد مــن البحــث‬ ‫تلقاطيا عند حصولها على ما تحتاجه‪.‬‬

‫هــذ المواقــع يمكــن إنشــاؤها مــن جهــا‬

‫مركــز معلومــا‬

‫واإلحصاطيا‬

‫تتبــرع بهــا‪ ،‬ويــتم است ــافتها مــن خــالل‬

‫مجلــس الــوزراء‪ ،‬والــذي يمكــن أن يســتفيد كثيـ ًار مــن المعلومــا‬

‫التي توفرها هذ المواقع‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫الفصل الرابع‬ ‫االستحقاق التعليمي‬

‫‪75‬‬

‫‪74‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪76‬‬

‫ثقافة التعليم عند األسر املصرية‬ ‫تحتكم ثقاف التعليم فـي مصـر إلـى عـدد مـن المرتكـ از ‪ ،‬يف ـل أن نستعر ـها‬

‫في البداي قبل أن نعرل تصورنا لكيفي التعامل مع مشاكله‪:‬‬

‫الطموح‬ ‫كل مصـري يحلـم بـأن يـوفر والد أعلـى درجـا‬

‫التعلـيم‪ .‬والقناعـ الثابتـ عنـد‬

‫جميــع المص ـريين علــى اخــتالف مســتوياتهم الثقافي ـ واالجتماعي ـ واالقتصــادي‬

‫ه ــي‪" :‬أن مس ــتو تعل ــيم ا والد س ــيكون ل ــه ب ــال ا ث ــر عل ــى مس ــتقبلهم"‪ .‬و ن‬

‫الس ــاطد ف ــي المجتم ــع المص ــري ه ــو وج ــود كلي ــا‬

‫تس ــمى بكلي ــا‬

‫القمـ ـ مث ــل‪:‬‬

‫الهندس والطب واإلعالم‪ ..‬فـان الغالبيـ العظمـي مـن الشـعب المصـري يتمنـون‬

‫أن يلتحــق أبنــاطهم باحــد هــذ الكليــا ‪ ..‬وأي طالــب يلتحــق بأي ـ كلي ـ أخــر‬ ‫يعتبــر قــد‬

‫ــل طريقــه إلــى النجــا ‪ ..‬ناهيــك عمــن يعتبــر قــد‬

‫التحــق ب ـالتعليم الفنــي أو المتوســط‪ .‬وه ــذ مــن أهــم ا زمــا‬ ‫عملي التعليم في مصر‪ ،‬وذلك لألسباب التالي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ــل طريقــه إذا‬

‫المرتبط ـ بنج ــا‬

‫مناحي التعليم والتفوق كثيرة ومتعددة‪ ..‬والنجا أو التفوق ليس حك اًر‬

‫عل ــى المهن ــدس أو الطبي ــب‪ ..‬ب ــل ك ــم م ــن مهن ــدس أو طبي ــب غي ــر‬ ‫نــاج فــي مهنتــه وبالتبعي ـ غيــر مســتقر اقتصــاديًا واجتماعي ـًا‪ ..‬وقــد‬ ‫يكون السبب في ذلك عدم مالطم قدراته لما أ طر إلى دراسته‪.‬‬

‫‪‬‬

‫هــل يحتــاإل المجتمــع إلــى المهنــدس والطبيــب فقــط؟‪ ..‬أم أنــه يحتــاإل‬

‫‪76‬‬


‫‪77‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫أي ـ ـاً إل ــى جمي ــع التخصص ــا‬

‫العلي ــا والمتوس ــط وال ــدنيا؟‪ ..‬وه ــل‬

‫ترتبط نظـرة المجتمـع إلـى اإلنسـان بمسـمي مهنتـه؟‪ ..‬أم بمـدي إتقانـه‬

‫لها‪ ،‬واخالصه في أداءها واحترامه لها؟‪..‬‬

‫‪‬‬

‫عن ــدما يش ــعر الطال ــب الملتحـ ـق ب ــالتعليم المتوس ــط‪ ،‬أو بكليـ ـ غي ــر‬ ‫كليا‬

‫القم أنه في هذا قد‬

‫ل طريق النجا والتفوق؛ سيؤدي هذا‬

‫إلــى عــدم اهتمامــه بمــا يــدرس‪ ،‬وبالتــالي عــدم إتقانـه لــه‪ ..‬ممــا ســينتج‬

‫عن ــه امتهان ــه لم ــا ال يتقن ــه وال يحترم ــه‪ ،‬وذل ــك لمج ــرد وج ــود ثقافـ ـ‬ ‫التعليم العالي أو ثقاف كليا‬

‫القم ‪.‬‬

‫األداء‬ ‫أداء ارتجالي ـاً‪ ..‬أو بمعنــي هخــر اجتهــادي‪..‬‬ ‫أداء المص ـريين تجــا تعلــيم أبنــاطهم ً‬ ‫حي ــث أن ــه يرتك ــز عل ــى ت ــوفير ا م ــور الش ــكلي ف ــي التعل ــيم أكث ــر م ــن ا م ــور‬

‫الفني ‪ ..‬وهو بالطبيع أداء وقتي مرحلي ال يرتكـز إلـى أي شـيء مـن التخطـيط‬ ‫أو الفهــم للعملي ـ التعليمي ـ ‪ ،‬أو كيفي ـ التعامــل مــع مشــاكلها‪ ..‬فــالتعليم بالنســب‬ ‫للجميع يتكون من ثالث عناصر أساسي هي‪:‬‬

‫المدرسة‬

‫يجـ ــب اختيـ ــار المدرس ـ ـ ا ف ـ ــل‪ ..‬وا ف ـ ــلي هنـ ــا شـ ــكلي بطبيع ـ ـ الحـ ــال‪..‬‬ ‫فالمدرسـ ـ التجريبيـ ـ ه ــي بال ــرورة أف ــل م ــن المدرسـ ـ العاديـ ـ ‪ ..‬والمدرسـ ـ‬

‫الخاصـ أف ــل مــن العاديـ والتجريبيـ ‪ ..‬والمدرسـ الخاصـ ذا‬

‫‪77‬‬

‫المصــروفا‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪78‬‬ ‫العاليـ أف ــل مــن ذا‬

‫المصــروفا‬

‫المتوا ــع ‪ ..‬أمــا المــدارس المنتســب إلــى‬

‫دول الغـرب مثـل‪ :‬اإلنجليزيـ وا مريكيـ ‪ ..‬فحــدث وال حـرإل‪ ..‬وفـي كـل ا حـوال‬ ‫يكــون ا هــم وا ولـى هــو أن يــتقن الطالــب اللغـ اإلنجليزيـ ‪ ..‬أثنتــا عشـرة عامـاً‬

‫مـن التعلــيم قبــل الجــامعي كــل مــا يرج ـى منه ـا هــو إتقــان اإلنجليزي ـ ‪ ..‬ن هــذا‬ ‫طبقــا للثقاف ـ الســاطدة هــو مــا ســيؤهل الطالــب للحصــول علــى وظيف ـ ممي ـزة‪..‬‬

‫ويفت له جميع ا بواب وكأن رجـل تنظيـف الشـارع فـي إنجلتـ ار مـثالً ال يتحـدث‬

‫اإلنجليزيـ ـ ‪ ..‬والنتيجـ ـ ف ــي النهايـ ـ أن ــه ال يوج ــد اختي ــار للمدرسـ ـ ‪ ..‬وانم ــا ه ــي‬

‫مفرو ـ بــالواقع االقتصــادي لألس ـرة‪ ،‬وبالتــالي فالمدرس ـ التــي يلتحــق بهــا أي‬ ‫طالب تدل على الحال االقتصـادي‬

‫سـرته‪ .‬ويعـاني الكثيـر مـن المصـريين فـي‬

‫تدبير رسوم المدارس الخاص بسبب رغبتهم في إلحاق أبناطهم بمدارس خاصـ‬

‫تفــوق ق ــدراتهم االقتصــادي رغبـ ـ ف ــي الوجاه ـ االجتماعيـ ـ وطمع ـاً ف ــي فرصـ ـ‬ ‫تعليم يظنون أنها ا ف ل‪.‬‬

‫الكت القارتية‬

‫بع ــد اختي ــار ا سـ ـرة للمدرسـ ـ الت ــي يلتح ــق به ــا الطال ــب ت ــأتي ا ولويـ ـ الثانيـ ـ‬

‫للتعليم عند ا سرة وهي إح ار الكتب الخارجيـ ‪ ..‬ن الثقافـ السـاطدة هـي أن‬

‫كتــاب الــو ازرة ال يحتــوي علــى الشــر الكــافي وا مثل ـ الوافي ـ ‪ ،‬وأنــه غيــر قابــل‬

‫لالســتخدام‪ ..‬وذلــك بــالرغم مــن التكلف ـ العالي ـ التــي تتكبــدها و ازرة التعلــيم فــي‬ ‫طباع الكتب‪ .‬والشاهد ا ساسي هنا هو أن كتاب الو ازرة أيًا ما كان قـد و ـع‬

‫علــى أســاس وجــود مــدرس يقــوم بشــرحه‪ ..‬أمــا الكتــاب الخــارجي فيعتمــد علــى‬

‫‪78‬‬


‫‪79‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫عملي تلقـين قويـ تغطـي جميـع ا سـطل التـي يمكـن أن يحتويهـا المو ـوع ممـا‬

‫يسهل على التلميذ إجاب ا سـطل وجمـع الـدرجا‬

‫و نــه قــد أثبـ‬

‫دون فهـم أي شـيء بـالمنهج‪.‬‬

‫نجاحـاً فــي ذلــك تجــد أوليــاء ا مــور يســارعون فــي اقتنــاء كــل مــا‬

‫يجدونــه مــن كتــب خارجي ـ لتوفيرهــا بنــاطهم حت ـى ولــو لــم يطلــب االبــن هــذ‬

‫الكتــب‪ ،‬وحت ـى لــو لــم يســتعملها‪ ،‬وأصــبح‬

‫المســأل إ ارح ـ‬

‫الذي يريد أال يكون سبباً في فشل ابنه في حصد الدرجا ‪.‬‬

‫ــمير لــولي ا مــر‬

‫الدرس القصوصي‬

‫بعــد تــوفير الكتــب الخارجي ـ للتلميــذ‪ ،‬وو ــعها بجانــب كتــب الــو ازرة‪ ..‬يكتش ـف‬

‫ـازل متعث ـ ار ف ــي العملي ـ التعليميـ ـ ‪،‬‬ ‫ولــي ا مــر ف ــي معظــم ا حيــان أن ابن ــه مـ ا‬

‫وال يســتطيع حص ـد الــدرجا‬

‫المالطم ـ ‪ .‬وهنــا يس ـارع إلــى إيجــاد العــذر والمخ ـرإل‬

‫البنــه‪ ..‬فالعــذر هــو أن المــدرس ال يســتطيع إفهــام التالميــذ بالفصــل‪ ..‬والغريــب‬

‫أن هــذا ينطبــق علــى المــدارس الحكومي ـ وعلــى المــدارس الخاص ـ وا جنبي ـ ‪..‬‬

‫وأما عن المخرإل فهو استطجار مدرس لكي يقوم بعملي الشر المطلوبـ ‪ ،‬والتـي‬

‫لــم يســتطيع أن يقــوم بهــا مــدرس الفصــل‪ .‬واالســتطجار يختلــف مــا بــين مــدارس‬

‫الــو ازرة التــي تــوفر دروسـًا خاصـ عــن طريــق االشــتراك بمجموعــا‬

‫تقويـ يقــوم‬

‫فيه ـ ـ ــا نف ـ ـ ــس م ـ ـ ــدرس الفص ـ ـ ــل باع ـ ـ ــادة ت ـ ـ ــدريس المـ ـ ـ ـواد للطلبـ ـ ـ ـ المش ـ ـ ــتركين‬

‫بالمجموع ــا ‪ ..‬وت ــوفر بع ــل الم ــدارس الخاصـ ـ ه ــذ الخدمـ ـ ‪ .‬أم ــا إذا ك ــان‬

‫المســتو االقتصــادي لألسـرة أكثــر قــدرة؛ فانــه يتوجــه الســتطجار مــدرس خــارجي‬ ‫كـي يقــوم بعمليـ التلقــين التـي لــم يفلـ بهـا كتــاب الـو ازرة‪ ،‬وال الكتــاب الخــارجي‪،‬‬

‫‪79‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪81‬‬

‫وال مــدرس الفصــل‪ .‬وفــي معظــم ا حيــان ال يــأ‬ ‫طفيف في قدرة الطالب على حصد الدرجا‬

‫الــدرس الخــاا إال بتحســن‬

‫ال يتعد ‪ .%21‬وقد تلجأ بعل‬

‫ا ســر نتيجـ لالنفتـا االقتصــادي إلــى اســتطجار أكثــر مــن مــدرس لتلقــين نفــس‬

‫المـادة للطالــب‪ ..‬فمــثال يمكـن إشــراك الطالــب بالمجموعـا‬

‫بالمدرسـ واســتطجار‬

‫مــدرس هخــر للتلقــين بالبي ـ ‪ ..‬أو تــوفير مــدرس خ ـاا للتلقــين وهخــر للمراجع ـ‬

‫قبل االمتحان‪.‬‬

‫التكيف مع الفشل التعليمي وااللتفاف عليه‬ ‫بعد قيام ا سرة بتوفير كل ما سبق‪ ..‬و نه في معظـم ا حـوال ال يـأ‬

‫بالنتـاطج‬

‫المطلوب ـ ‪ ..‬ويصــب الفشــل التعليمــي لالبــن حقيق ـ واقع ـ ال مفــر منهــا‪ ..‬تبــدأ‬ ‫ا سـ ـرة ف ــي عمليـ ـ ذوب ــان م ــع حالـ ـ فش ــل الطال ــب؛ فا لي ــا‬

‫الس ــابق والت ــي‬

‫ال تــؤدي إلــى أي تحســن ال يمكــن إيقافهــا ن وجودهــا واســتمرارها هــو عملي ـ‬

‫ــمير لألس ـرة‪ .‬وأمــا عــن فشــل الطالــب فــيمكن اســتيعابه‪ ،‬واالســتيعال‬

‫إ ارح ـ‬

‫عنه بأشكال كثيرة منها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حكاء الطال ‪ ..‬فالولد ذكي جداً‪ ..‬بس لو يذاكر‪.‬‬

‫‪‬‬

‫صعوبة المناهج‪ ..‬فالو ازرة ت ع منـاهج صـعب جـدًا‪ ،‬ويؤكـد ذلـك أن‬

‫‪‬‬

‫التعلي االتنبي‪ ..‬الحل هو الدبلوم ا مريكي أو النظم اإلنجليزي ‪.‬‬

‫معظم الطالب فاشلين‪.‬‬

‫‪‬‬

‫التعلــي القــا‬ ‫يلتحــق بالجامع ـا‬

‫‪ ..‬لم ـاذا يحتــاإل الطالــب لحصــد درجــا‬

‫عالي ـ كــي‬

‫الحكومي ـ ؟‪ ..‬ألــيس مــن ا ف ــل إلحاقــه بجامع ـ‬

‫‪81‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪80‬‬

‫خاص حيث التعليم المستورد؟‪..‬‬ ‫وفي النهاي تتحول عملي التعليم إلى استنزاف لمـوارد ا سـرة دونمـا أيـ نتيجـ ‪،‬‬ ‫ودونما أي اعترال أو محاول لتغيير هذا الواقع من قبل أولياء ا مور‪..‬‬

‫ثقافة التعليم عند الوزارة‬ ‫إذا كــان مــا ســبق ه ــو مجموع ـ مرتك ـ از الثقافـ ـ التعليمي ـ بالنســب للمجتم ــع‪،‬‬ ‫فهنــاك أي ـ ـًا مجموعـ ـ م ــن المرتكـ ـ از التــي تس ــتند إلي ــه ثقافـ ـ التعل ــيم ب ــالو ازرة‬ ‫المختص ‪ ،‬سوف نفصلها فيما يلي‪:‬‬

‫مفهوم العملية التعليمية‬ ‫الثقاف الساطدة عنـد المسـطولين بـو ازرة التعلـيم هـي تـوفير مجموعـ مـن العناصـر‬ ‫التعليمي لكل طالب ملتحق بالتعليم بالو ازرة‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المقعــد‪ :‬يجــب تــوفير مقعــد داخــل فصــل فــي مدرس ـ مــا لكــل طالــب‬ ‫ملتح ــق ب ــالتعليم‪ ..‬حي ــث يجل ــس علي ــه لتلق ــي ال ــدروس عن ــد ح ــور‬

‫للمدرس ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫المـدرس‪ :‬يجـب تـوفير مـدرس داخـل كــل فصـل فـي كـل حصـ حتـى‬ ‫يقوم بشر المناهج للطلب ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫المناهج‪ :‬يجب أن تصمم المناهج بشكل يوفر أحـدث مـا وصـل إليـه‬ ‫العلم للطالب في العلوم المختلف ‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪82‬‬ ‫‪‬‬

‫الوتبة‪ :‬يستحسن توفير وجب غذاطي للطالب بشكل يومي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الرعايــة الصــحية‪ :‬مطلــوب تــوفير قــدر مــن الرعايـ الصــحي للطالــب‬ ‫أثناء وجود بالمدرس ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الرعايــة الفنيــة والرياضــية‪ :‬يجــب تخصــيا حصــا للم ـواد الفني ـ‬ ‫مثل الموسيقي والرسم وكذلك تخصيا حصا للممارسـ الريا ـ‬

‫البدني ‪.‬‬

‫ـوزرة التعلــيم‪ ،‬والتــي تــؤدي بطبيع ـ الحــال إلــى أداء‬ ‫هــذ هــي الثقاف ـ القاطم ـ بـ ا‬

‫ارتجــالي‪ ..‬أو بمعنــي هخــر‪ ..‬اجتهــادي‪ ،‬حيــث أنــه يرتكــز علــى تــوفير ا مــور‬ ‫الشكلي فـي التعلـيم أكثـر مـن ا مـور الفنيـ ‪ ..‬وهـو بالطبيعـ أداء وقتـي مرحلـي‬

‫ال يرتك ــز عل ــى أي ش ــيء م ــن التخط ــيط أو الفه ــم للعمليـ ـ التعليميـ ـ أو كيفيـ ـ‬ ‫التعامل مع مشاكلها‪.‬‬

‫اإلمكانيات املتاحة‬ ‫بطبيعـ ـ الح ــال ف ــي دولـ ـ يعتق ــد الجمي ــع أنه ــا فقيـ ـرة تغل ــب عل ــى الجمي ــع ثقافـ ـ‬ ‫رر في وجود هذ الثقاف ‪ ..‬ولكن المشكل فـي حالـ‬

‫اإلمكانا‬

‫المتاح ‪ ..‬وال‬

‫اإلمكانا‬

‫المتاح إلنجاز عمل ما؛ فأن‬

‫وجودهـ ــا هـ ــو وجـ ــوب تـ ــوفير فقـ ــه أولويـ ــا ‪ ..‬نـ ــك إذا كن ـ ـ‬

‫تعـ ــاني مـ ــن قل ـ ـ‬

‫بحاج إلى عملي ترشيد في اإلنفاق‬

‫مع إنجاز العمل‪ ..‬ولن يتسنى لك ذلـك إال أذا كـان لـديك تنظـيم جيـد ولويـا‬

‫إنجاز العمل‪ ،‬وبالتالي فـان غيـاب هـذ ا ولويـا‬

‫مـع نقـا اإلمكانيـا‬

‫سـوف‬

‫‪82‬‬


‫‪83‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫يؤدي إلى فشل في إنجاز العمل‪.‬‬

‫النقل والتقليد (غياب الرؤية)‬ ‫عنــدما تكــون بصــدد إنجــاز مهم ـ صــعب وخطي ـرة مثــل إدارة التعلــيم فــي و ازرة‬ ‫ملتحـ ــق بهـ ــا ق ارب ـ ـ العشـ ــرون مليـ ــون طالـ ــب‪ ..‬مـ ــع وجـ ــود بعـ ــل الش ـ ـ فـ ــي‬

‫اإلمكانيا ؛ فالبد أن تكون مبتك ًار‪ ،‬ومجددا كـي تـنج فـي إنجـاز مهمتـك علـى‬ ‫الوجه ا كمل‪ ..‬وال تكون مجرد ناقل أو مقلد‪ ..‬ولنأخذ مثالً على ذلك‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التقليد‪ :‬عادة ما يـذهب المسـطولون بـالو ازرة لزيـارة دول تشـتهر بتقـديم‬ ‫تعلــيم متميــز بناطهــا كــي يتعلم ـوا مــن تجــارب هــذ الــدول المــدهن‪.‬‬

‫هن ــا عن ــدما يش ــاهد المسـ ـطول فصـ ـالً بمدرسـ ـ فـ ـي ه ــذ الدولـ ـ ويج ــد‬

‫التالميذ وقد اصطفوا على شكل مربـع نـاقا‬

‫ـلع حـول المـدرس‪..‬‬

‫هــذا هــو مــا شــاهد وهــذا هــو التعلــيم النــاج ‪ ..‬ثــم يرجــع مســرعاً إلــى‬

‫الــو ازرة موجه ـاً أوامــر باعــادة اصــطفاف التالميــذ بــنفس الشــكل حــول‬ ‫المــدرس فــي الفصــل‪ ..‬وكــأن هــذا الشــكل هــو فقــط مــا جع ـل عملي ـ‬

‫التعلــيم ناجح ـ ‪ ..‬أو ن هــذا الشــكل هــو فقــط مــا يمكــن تطبيقــه ممــا‬ ‫شـ ــاهد فـ ــي الدول ـ ـ الناجح ـ ـ ‪ .‬واذا كان ـ ـ‬

‫هنالـ ــك عوامـ ــل أخـ ــر قـ ــد‬

‫شاهدها‪ ..‬فليس باإلمكان تنفيـذها بسـبب نقـا اإلمكانيـا‬

‫ومتناسـياً‬

‫أن أعــداد الطــالب بالفصــل فــي مصــر ال تســم فــي معظــم ا ح ـوال‬ ‫بتشكيل هذا االصطفاف‪.‬‬

‫‪83‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪82‬‬ ‫‪‬‬

‫النقـــــل‪ :‬عنــدما تكــون الــو ازرة بصــدد إعــداد منــاهج د ارســي للم ارح ــل‬ ‫المختلف ؛ يقوم المسطولون باإلطالع على المناهج الد ارسـي الموجـودة‬ ‫فــي الــدول المتقدم ـ والنقــل منهــا دون م ارعــاة وجــود فــروق عديــدة‪..‬‬

‫اقتصــادي واجتماعي ـ وثقافي ـ ‪ ..‬يجــب أن تكــون حا ـرة بشــدة عنــد‬ ‫تصــميم المنــاهج التعليمي ـ ‪ .‬ناهيــك عــن الغيــاب التــام لرؤي ـ مــا بعــد‬ ‫التعلـ ــيم وطبيع ـ ـ المنـ ــتج التعليمـ ــي الـ ــذي يجـ ــب أن يت ـ ـوافر للطالـ ــب‬

‫بالش ــكل ال ــذي يجعل ــه ق ــاد اًر عل ــى االس ــتفادة مم ــا تعلم ــه ف ــي حيات ــه‬

‫العملي ‪ .‬وأما عن أهمي المعامل والتجرب ‪ ..‬فحدث وال حرإل‪.‬‬

‫اهلدف من التعليم‬ ‫بحســب تخطــيط الــو ازرة ينقس ـم التعلــيم إلــى مــرحلتين‪ ..‬مرحل ـ إلزامي ـ ومرحل ـ‬

‫استكمالي ‪ ،‬وسنشر فيما يلي أهداف كل مرحل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المرحلة اإللزامية‪ :‬هذ المرحل إجباري وتنتهي بالشهادة اإلعدادي ‪،‬‬ ‫وهــي إلزاميـ كــي تتــي لكــل فــرد فــي المجتمــع علــى أن يحصــل علــى‬

‫قــدر أدنـى مــن التعلــيم بغــرل محاربـ ا ميـ والجهــل العــام بــا مور‬

‫الحياتي ـ ـ ‪ .‬وبطبيع ـ ـ الحـ ــال مـ ــن الواجـ ــب م ارعـ ــاة ذلـ ــك فـ ــي تصـ ــميم‬ ‫مناهجها‪ ..‬ولكـن مـا يـتم بالفعـل هـو أن وا ـعي المنـاهج ال يأخـذون‬

‫بهــذا االعتبــار عنــد تصــميم المنــاهج‪ ..‬لــذلك قــد ال تجــد فرقـًا وا ــحًا‬ ‫في المعلوما‬

‫ما بين طالب خرإل من التعليم بعـد المرحلـ االبتداطيـ‬

‫‪84‬‬


‫‪84‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫وهخ ــر خـ ـرإل بع ــد المرحلـ ـ اإلعداديـ ـ ‪ ..‬ه ــذا ف ـ ـالً ع ــن الفش ــل ف ــي‬ ‫مقاوم عملي التسرب من التعليم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫المرحلـــــة اجســـــتكمالية‪ :‬هـ ــذ المرحل ـ ـ اختياري ـ ـ يجـ ــب أن تنتهـ ــي‬ ‫بحص ــول الطال ــب عل ــى ش ــهادة فنيـ ـ (ث ــانوي فن ــي)‪ ،‬أو ش ــهادة ف ــوق‬

‫المتوس ــط (معه ــد فن ــي ع ــالي)‪ ،‬أو ش ــهادة علي ــا‪ .‬ويفت ــرل ف ــي ه ــذ‬

‫المرحل ـ أن يتخ ـرإل الطالــب حاص ـالً علــى إحــد الشــهادا‬

‫الســابق‬

‫وجاه اًز للعمل‪ ..‬ولكـن مـا يحـدث فعليـاً هـو أن الطالـب عنـدما يلتحـق‬ ‫بالعمل يبدأ في التعليم من جديد وكأنه لم يدرس شيطًا‪.‬‬

‫مشكلة األعداد‬ ‫عندما يكون لديك في كل سن دراسي قراب مليون طالب فأن‬

‫المشاكل منها على سبيل المثال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أمام العديد مـن‬

‫ال يمكــن بــأي حــال مــن ا ح ـوال أن تقــل نســب النجــا عــن ثمــانون‬ ‫بالماطـ ـ ‪ ..‬ن ــه ل ــن يمكن ــك ت ــوفير مقاع ــد لع ــدد كبي ــر م ــن ال ارس ــبين‬ ‫بجانب المنتقلين من الصف ا قـل‪ ،‬ويصـب واقـع الحـال أن الطـالب‬ ‫ينتقلــون تح ـ‬

‫ــغط الظــروف االقتصــادي مــن صــف إلــى هخــر‪..‬‬

‫ومن مرحلـ إلـى أخـر جبريـاً‪ ..‬ومـن الواجـب أخـذ هـذا فـي االعتبـار‬ ‫جيدا أثناء إدارة العملي التعليمي ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫من غيـر المنطقـي تخـرإل عـدد يصـل إلـى النصـف مليـون مـن شـهادة‬

‫‪85‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪86‬‬

‫الثانوي ـ ـ العام ـ ـ والتـ ــي ال تؤهـ ــل الطالـ ــب طبقـ ــا لتخطـ ــيط الـ ــو ازرة إال‬

‫لاللتحاق بالمعاهد أو الكليا ‪ ..‬والقدرة االستيعابي للمعاهد والكليـا‬

‫أقل بكثير من هذا العدد‪ ..‬نك في هذ الحال سـوف تمنـع عـدداً ال‬ ‫بــأس بــه مــن الحاصــلين علــى الثانويـ العامـ مــن االلتحــاق بالمعاهــد‬

‫والكلي ـ ـ ــا ‪ ..‬وتت ـ ـ ــركهم غي ـ ـ ــر ق ـ ـ ــادرين عل ـ ـ ــى العم ـ ـ ــل نه ـ ـ ــم ليسـ ـ ـ ـوا‬ ‫متخصصين في شيء‪.‬‬

‫‪‬‬

‫من غير المنطقـي تخـرإل عـدد يتخطـى ماطـ ألـف خـريج مـن المعاهـد‬

‫والكلي ـا‬

‫فــي التخصصــا‬

‫المختلف ـ وال توجــد فــرا عمــل بالســوق‬

‫المحلي إال قل من نصفهم‪ ..‬مع عـدم تأهيلـك لهـم لاللتحـاق بسـوق‬ ‫العمل العالمي‪.‬‬

‫النخبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬ ‫م ـ ــن ا خط ـ ــاء الش ـ ــاطع عن ـ ــد و ازرة التربيـ ـ ـ والتعل ـ ــيم أن تس ـ ــلم بفش ـ ــل العمليـ ـ ـ‬

‫التعليميـ ‪ ،‬وتبــدأ فــي محاولـ تــوفير عــدد قليــل مــن المتفــوقين عــن طريــق إنشــاء‬ ‫م ــدارس أو جامع ــا‬

‫له ــم‪ ..‬وت ــحي بب ــاقي المجتم ــع مقاب ــل النه ــول بنس ــب‬

‫طيل منهم‪ ..‬هذا لو نجح‬

‫الفكرة‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫‪87‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫املوازن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬ ‫في ظل هذ الثقاف سوف ال تجد شيطا في موازن و ازرة التعليم يـدل علـى وجـود‬

‫أي أولويا‬

‫أو التركيز على أي أهداف أثناء توجيـه اإلمكانيـا‬

‫المتاحـ إلدارة‬

‫العملي التعليمي ‪ ..‬ناهيـك عـن عـدم تـوفير أيـ منـاخ قابـل لفـرز الطلبـ وتحديـد‬ ‫مسـتوياتهم‪ ،‬ومـدي تقـبلهم للتعلـيم‪ ،‬ومناسـب توجهـاتهم لمـا يدرسـونه‪ ..‬ومـا مــدي‬ ‫صالحيتهم للعمل‪.‬‬

‫التعليم والنهوض باجملتمع‬ ‫التعلـيم طبقـاً لمفهــوم الــو ازرة هــو أهـم أداة مــن أدوا‬

‫النهــول بــالمجتمع؛ وعلــى‬

‫الرغم من ازدياد أعداد الدارسين والخريجين في مصر بشكل داطـم فانـك ال تجـد‬ ‫بمجتمعنـا‪ ..‬والثابـ‬

‫ال في أي نه‬ ‫هذا متمث ً‬

‫هـو وجـود فشـل شـامل ومتكامـل‬

‫فــي العملي ـ التعليمي ـ بمصــر‪ ..‬وال أنك ـر وجــود نســب متوا ــع مــن الخــرجين‬

‫ذوي المســتويا‬

‫وذويهـم‪ ..‬وال تمـ‬

‫العالميـ ‪ ..‬ولكنهــا كلهـا حــاال‬

‫نجــا فــردي تخــا أصــحابها‬

‫بأيـ صــل لــألداء التعليمـي فــي مصــر‪ .‬ومــن غيــر المنطقــي‬

‫أن تكون إمكانياتك داء عمل ما بنسب ‪ %21‬مثالً‪ ،‬وتكون نتيج ا داء هـي‬

‫‪ ..%0‬أن‬

‫هنا لس‬

‫أمام مشكل إمكانيا ‪ ،‬ولكنك أمام مشكل أداء‪.‬‬

‫التعليم والتقدم العلمي‬ ‫يوجــد فــي مصــر العديــد مــن المؤسســا‬ ‫والعدد ال ـخم مـن الـدرجا‬

‫‪87‬‬

‫البحثي ـ ‪ ..‬ناهيــك عــن الد ارســا‬

‫العليــا‬

‫العلميـ المتميـزة التـي يحصـل عليهـا عـدد ال بـأس‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪88‬‬

‫بــه مــن المصـريين‪ .‬ولكــن كــل هــذ المؤسســا ‪ ،‬وكــل هـؤالء العلمــاء ال ينتجــون‬

‫شيطا يذكر‪ ،‬وال يقـدمون أي حلـول لقليـل مـن الكثيـر مـن المشـاكل الموجـودة فـي‬ ‫مصــر‪ ..‬طبعــا أؤكــد علــى اســتثناء الحــاال‬

‫الفردي ـ الذاتي ـ ‪ ..‬فأنــا أتحــدث عــن‬

‫العملي ـ ـ التعليمي ـ ـ وفشـ ــلها ف ـ ــي إخ ـ ـراإل أي منـ ــتج تعليم ـ ــي جيـ ــد علـ ــى جمي ـ ــع‬

‫المستويا ‪ .‬وأؤكد علـى أننـا أمـام مشـكل أداء سـيء‪ ،‬وغيـاب للرؤيـ والتخطـيط‬

‫ف الً‪ ،‬عن غياب ثقاف ا ولويا‬

‫في توجيه اإلمكانيا‬

‫المتاح ‪.‬‬

‫كيف ينجح التعليم يف مصر؟‪ ..‬سؤال الساعة‬ ‫كي نقوم بانشاء منظوم تعليمي ناجح ؛ يتوجب علينا تحديد العناصر المـؤثرة‬

‫بشكل مباشر على كفـاءة ا داء التعليمـي‪ ..‬ومـن ثـم التركيـز عليهـا مـع الحفـاظ‬

‫علـى بـاقي العناصـر‪ ،‬والتـي تـؤثر بشـكل غيـر مباشـر‪ ..‬كـي تتكـون لـدينا القــدرة‬ ‫على ترتيب ا ولويا‬

‫في ظل‬

‫يق اإلمكانيا‬

‫المتاح ‪.‬‬

‫املعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلم‬ ‫ال عـن تعلـيم التالميـذ فقـط‪،‬‬ ‫هو أهم وأخطر العناصر التعليمي ؛ نه ليس مسـطو ً‬

‫وانمــا مســطول أي ـاً عــن ت ـربيتهم‪ .‬وكمــا هــو معلــوم فــان الــو ازرة اســمها التربي ـ‬

‫والتعليم‪ ..‬والتربي بالمدرس هي عملي تتم بشـكل مباشـر وغيـر مباشـر‪ ..‬حيـث‬ ‫يتــأثر الطــالب بشــكل غيــر عــادي بأخالقيــا‬

‫معلمــيهم‪ ..‬ناهيــك عــن عمليــا‬

‫التوجي ــه اليوميـ ـ والتعلي ــق عل ــى ا ح ــداث الجاريـ ـ الت ــي يفت ــرل أن يق ــوم به ــا‬

‫المعلــم‪ .‬وتظهــر أهميـ وخطــورة المعلــم بشــكل وا ـ إذا قارنــا حالـ التعلــيم فــي‬

‫الوقـ‬

‫الـراهن بحالـ المعلــم؛ فــاالثنتين متــدهورتان‪ ،‬وال ســبيل إلــى تحســين حالـ‬

‫‪88‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪89‬‬

‫التعليم والتربي بالطبع إال بتحسين حال المعلـم‪ ..‬وأي حـديث هخـر عـن تطـوير‬

‫المنــاهج‪ ،‬وبنــاء وتطــوير المــدارس‪ ،‬ومــا إلــى ذلــك‪ ..‬هــو تطــوير لعناصــر تــؤثر‬ ‫بشــكل غيــر مباشــر علــى التعلــيم‪ ..‬ولكــن العامــل ا ساســي البــال الخطــورة هــو‬

‫المعل ــم‪ .‬إذن‪ ..‬م ــاذا يحت ــاإل المعل ــم لك ــي يك ــون بالمس ــتو ال ــذي يؤهل ــه لتعل ــيم‬ ‫تالميذ بالشكل الناج ؟‪ .‬إنه يحتاإل ببساط إلى ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الوضــع االدبــي‪ :‬يحتــاإل المعلــم وبشــدة إلــى نظـرة أدبيـ تليــق بــه مــن‬ ‫المجتمــع‪ ..‬والمتمثــل فــي وســاطل اإلعــالم مــن ناحيـ ‪ ،‬وأوليــاء ا مــور‬

‫مــن ناحيـ ثانيـ ‪ ،‬والــو ازرة مــن ناحيـ أخــر ‪ .‬والبــد أن نفهــم أن و ــع‬

‫اإلنس ــان ا دب ــي مه ــم‪ ،‬وب ــال ا ث ــر عل ــى مس ــتو أداء لعمل ــه‪ .‬وال‬ ‫يتطلــب اهتمامنــا ا دبــي بــالمعلم إلــى اجتهــاد كبيــر‪ ..‬فيكفــي أن نعــي‬ ‫ف ــي ك ــل لحظـ ـ م ــدي أهميـ ـ وخط ــورة ت ــأثير عل ــى مس ــتقبل أبناطنـــا‬ ‫كأوليــاء أمــور‪ ..‬أو مســتقبل أجيالنــا كحكوم ـ ‪ ..‬كــي نــدرك مــا للمعلــم‬

‫من أهمي واحترام‪ .‬وأن بداي الطريـق إلصـال التعلـيم هـو أن ننظـر‬

‫إلى المعلم النظرة التي تالءم خطورة وأهمي عمله‪ ..‬هـذ النظـرة هـي‬ ‫أول ا وليــا‬

‫بالنســب لــه‪ ..‬وان كان ـ‬

‫أخري كالتالي ‪..‬‬ ‫‪‬‬

‫بــالطبع لــن تغنيــه عــن أشــياء‬

‫الوضع المالي‪ :‬المعلم شأنه كشـأن جميـع أفـراد المجتمـع يحتـاإل إلـى‬ ‫مســتو المعيش ـ الك ـريم؛ حتــى يســتطيع التركيــز فــي عملــه‪ ..‬ولكــن‬

‫لخطورة عمله وأهميته عن أي عمل هخر بالمجتمع؛ فيجب أن يكون‬

‫‪89‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪91‬‬

‫ل ــه تميـ ـ اًز ماليـ ـاً يمكن ــه م ــن أداء عمل ــه بالش ــكل المر ــي للمجتم ــع‪..‬‬

‫ولــذلك يجــب أن نقتطــع مــن أي شــيء هخــر كــي نــوفر للمعلــم حقــه‬

‫المــادي‪ .‬ويجــب أن نــدرك أن كــل مــال نقتطعــه مــن أي بنــد صــرف‬ ‫هخر ونعطيه للمعلم سوف يرد إلينا أ عافاً م اعف ‪ ..‬وأن أي مـال‬ ‫نقتطعه من حق المعلـم سـوف يكلفنـا أ ـعافًا م ـاعف واليـك بعـل‬

‫ا مثل ‪:‬‬

‫‪ .0‬التعلــيم والتربي ـ الجيــدة تقلــالن مــن مســتو االنح ـراف والجريم ـ‬

‫عنـ ــد ا جيـ ــال‪ ..‬وهـ ــذا يـ ــوفر كثي ـ ـ ًار مـ ــن المجهـ ــود الملقـ ــي علـ ــى‬ ‫الق اة و باط الشرط ‪ ،‬وبالتالي يقلل من عددهم وتكاليفهم‪.‬‬

‫‪ .2‬التعلــيم الجيــد يــنعكس بشــكل مباشــر علــى زيــادة وتطــوير اإلنتــاإل‬ ‫في جميع مناحي الحياة‪.‬‬

‫‪ .3‬التعليم الجيد يزيد من الترشيد في االستهالك‪.‬‬

‫‪ .2‬التعليم الجيد يفت باب فرا عمل أف ل في الداخل والخارإل‪.‬‬

‫‪ .4‬التعليم الجيد يزيد درج الوقاي من ا مرال‪ ،‬وبالتـالي يقلـل مـن‬ ‫أعداد المر ى والمستشفيا ‪.‬‬

‫‪ .6‬التعليم الجيد يعلى قيم الحوار والعالق مع ا خر‪.‬‬

‫‪ .7‬التعليم الجيد يلغي فكرة الدروس الخاص والكتب الخارجي فيقلل‬ ‫مصروفا‬

‫‪‬‬

‫ا سرة‪.‬‬

‫الوضـــع العلمـــي‪ :‬الب ــد أن تتـ ـوافر عمليـ ـ تط ــوير مس ــتمرة للمعلم ــين‬

‫‪91‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪90‬‬

‫سـ ـواء مـ ــن الناحي ـ ـ العلمي ـ ـ أو التربويـ ـ أو السياسـ ــي ‪ ..‬ف ـ ـالً عـ ــن‬ ‫تطــوير ثقافتــه العام ـ فيمــا يخ ــا حقــوق اإلنســان وح ـوار ا دي ــان‪،‬‬

‫وأو اع السياس الدولي ‪ ..‬حيث أن و ع المعلم على هذا المستو‬

‫مــن الثقافـ ســيؤثر بشــكل مباشــر علــى تكــوين الــوعي لـد ‪ ،‬الطــالب‬

‫والــذي بــدور ســيكون الــوعي العــام للمجتمــع‪ .‬ويجــب أن يكــون ذلــك‬

‫بش ــكل متواص ــل ي ــع الم ــدرس داطمـ ـاً فـ ـي حالـ ـ ال ــوعي المطل ــوب‬

‫انعكاسها على الطالب‪.‬‬

‫ال ـ ـ ـوزارة‬ ‫و ازرة التربيـ ـ والتعل ــيم كي ــان مه ــم و ــخم داخ ــل الدولـ ـ ؛ فه ــي مس ــطول وبش ــكل‬

‫يــومي عــن ق ارب ـ ‪ 21‬مليــون طالــب يمثلــون مــا يزيــد علــى ‪ 01‬مليــون أس ـرة مــن‬

‫المجتمع‪ .‬وكما هو وا‬

‫من اسمها فهي مسـطول عـن التربيـ والتعلـيم‪ ..‬وكـي‬

‫تقوم بهاتين المهمتين؛ فهي مسطول أي ا عن إنشاء وتطـوير المـدارس وتـوفير‬ ‫التعليم‪ ..‬ف الً عن تنظيم االمتحانا‬

‫مستلزما‬

‫والدرجا‬

‫وما إلى ذلك‪ .‬هذ‬

‫قربـ ‪ 2‬مليــون موظــف مــنهم ق اربـ مليــون معلــم‪ ،‬والبــاقي مــن‬ ‫الــو ازرة يعمــل بهــا ا‬

‫الع ــاملين بالش ــطون ا خ ــر لل ــو ازرة‪ .‬وطبقـ ـاً للو ــع الح ــالي يس ــتهلك الع ــاملين‬ ‫بــالو ازرة نســب ‪ %81‬مــن ميزانيتهــا وال ـ ‪ %21‬الباقيـ توجــه إلــى ا مــور ا خــر‬

‫مثــل‪ :‬الكتــب وتشــغيل المــدارس‪ ..‬وقــد يكــون توجيــه ‪ %81‬مــن ميزاني ـ الــو ازرة‬ ‫كمرتب ــا‬

‫للع ــاملين ي ــوحي بو ــعي ماليـ ـ جي ــدة له ــم‪ ..‬ولك ــن ا م ــر بطبيعـ ـ‬

‫ا حـوال يســير علــى غيــر ذلــك‪ ..‬وأيـاً مــا كــان الو ــع الحــالي؛ فــالمطلوب كــي‬

‫‪91‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪92‬‬

‫تــنج الــو ازرة فــي إنشــاء منظوم ـ تربي ـ وتعلــيم ناجح ـ هــو أن تتفــر لــذلك فــال‬

‫يجــب أن ينشــغل وزيــر التربي ـ والتعلــيم والمجموع ـ المســاعدة لــه بغيــر التربي ـ‬

‫والتعل ــيم م ــن أم ــور مث ــل بن ــاء الم ــدارس أو ص ــيانتها‪ ..‬ول ــذلك أقت ــر أن تلح ــق‬

‫المه ــام غي ــر التربويـ ـ أو التعليميـ ـ إل ــى جهـ ـ أخ ــر ‪ ..‬س ــأقترحها‪ ..‬وأن تتف ــر‬

‫ال ـو ازرة للنهــول بــالتعليم‪ ..‬أو بــا حر ‪ ..‬النهــول بــالمعلم‪ .‬ومــا ســأقترحه قــد‬ ‫يبــدو صــعب التنفيــذ بشــكل س ـريع‪ ،‬ولكــن يمك ـن تنفيــذ مــن خــالل خط ـ زمني ـ‬

‫تنتهي بتحقيق النتيج المطلوب ‪ .‬وأقتر في هذا السياق ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تقليل عدد الموظفين غير المعلمين إلى أقل عدد ممكن بحيث تكـون‬ ‫مهم ـ ـ الـ ــو ازرة واإلدا ار التعليمي ـ ـ التابعـ ـ ـ لهـ ــا هـ ــي عملي ـ ـ إع ـ ــداد‬

‫وتطــوير المعلمــين‪ ،‬ومتابع ـ ورصــد مســتو أداء المعلمــين‪ ،‬وكــذلك‬

‫مســتو اســتيعاب وتحصــيل الطــالب وكــل مــا يخــا عملي ـ التربي ـ‬

‫والتعليم وفقط‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫يتم توجيه ‪ %91‬من ميزاني الو ازرة إلى مرتبا‬ ‫يتم تحسـين مرتبـا‬

‫العاملين‪.‬‬

‫ـ المعلمـين فقـط ــ باسـتخدام ال ـ ‪ %01‬المتبقيـ ‪..‬‬

‫باإل ــاف إل ــى م ــا يــتم ت ــوفير بع ــد تنفيــذ الح ــد ا قص ــى للمرتب ــا ‪..‬‬

‫وكذلك تـوفير ا مـوال المسـتنزف فـي غيـر داع بسـبب الفسـاد الباطـد‪..‬‬

‫فان مجموع هذ ا موال سيمكن الو ازرة من تحديد ‪ 2111‬جنيه كحـد‬

‫أدنــى صــغر مــدرس بــالو ازرة‪ .‬يقســم دخــل المعلــم إلــى ثالث ـ أقســام‬ ‫كا تي‪:‬‬

‫‪92‬‬


‫‪93‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪ .0‬أربع ــون بالماطـ ـ م ــن راتب ــه تص ــرف مباشـ ـرة وه ــي تقريبـ ـاً مرتب ــه‬ ‫الحالي‪.‬‬

‫ـاء علـ ــى التقيـ ــيم الد ارسـ ــي للطـ ــالب‬ ‫‪ .2‬أربعـ ــون بالماط ـ ـ تصـ ــرف بنـ ـ ً‬ ‫المســطول عــنهم المــدرس‪ ،‬ودرج ـ تحصــيلهم‪ ،‬ويــتم صــرف نســب‬ ‫من هذا المبل تعادل نسب تحصيل الطلب ‪.‬‬

‫‪ .3‬عشرون في الماط تصـرف بنـاء علـى مسـتو تحصـيل ومواظبـ‬

‫المعل ــم ف ــي ال ــدو ار التطويريـ ـ علميـ ـًا وثقافيـ ـًا‪ ،‬والت ــي س ــتنظمها‬ ‫الو ازرة للمعلمين‪.‬‬

‫‪‬‬

‫بالنسب للكتب الد ارسـي يـتم إعـدادها بشـكل جيـد مـن خـالل صـفحا‬

‫تو ــع عل ــى موق ــع ال ــو ازرة عل ــى اإلنترنـ ـ‬

‫وطباعتها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫بش ــكل يس ــهل تص ــفحها‬

‫ال ع ــن عملي ــا‬ ‫يــتم تش ــكيل مجل ــس م ــن أولي ــاء ا م ــور يك ــون مس ــطو ً‬

‫الصيان ‪ ،‬وتوفير المستلزما‬

‫للمدرس ‪ ..‬بحيث يتفـر مـدير المدرسـ‬

‫للعمليـ ـ التعليميـ ـ فق ــط‪ ..‬وأولي ــاء ا م ــور ه ــم أول ــي ب ــادارة وص ــيان‬ ‫المكان الذي يـتعلم بـه أبنـاطهم‪ ،‬والـذي سيصـب تحـ‬

‫كثي اًر من أن يكون تح‬ ‫والمستلزما‬

‫رعـايتهم أف ـل‬

‫رعاي الو ازرة‪ .‬أما بالنسـب لتكـاليف الصـيان‬

‫فيـتم إنشـاء صـندوق يـدير بـالطبع المجلـس المكـون مـن‬

‫أولياء ا مور‪ ،،‬وهذا الصندوق تجمع به المبال التالي ‪:‬‬

‫‪ .0‬نصــيب مــن العش ـرة بالماط ـ المتبقي ـ مــن ميزاني ـ الــو ازرة موزع ـ‬

‫‪93‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪92‬‬

‫على جميع المدارس‪.‬‬

‫‪ .2‬الرسوم الدراسي التي تحصل من الطالب‪.‬‬

‫‪ .3‬دخــل الكــانتين ـــ أو أي ـ أنشــط إنتاجي ـ بالمدرس ـ ـــ بالمدرس ـ‬ ‫والذي سيدير أي اً نفس المجلس‪.‬‬

‫‪ .2‬تبرعا‬

‫بعل أولياء ا مور‪.‬‬

‫اعتبارات تصميم املناهج الدراسية‬ ‫يجــب أن يــتم تصــميم منــاهج التعلــيم فــي مصــر بشــكل يت ـواءم مــع الســوق مــن‬

‫حيث ا تي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يجــب أن تكــون التخصصــا‬

‫المت ـوافرة للد ارس ـ وا عــداد المســتوعب‬

‫فـ ــي كـ ــل تخصـ ــا مخطط ـ ـ بمـ ــا يتناسـ ــب مـ ــع احتياجـ ــا‬

‫المحل ـ ــي‪ ،‬وامكاني ـ ــا‬

‫تص ـ ــدير العمالـ ـ ـ للس ـ ــوق اإلقليم ـ ــي وال ـ ــدولي‪.‬‬

‫ويتطلب ذلك أن توفر خطط الدول معلوما‬

‫عـن ا عـداد المطلـوب‬

‫تخرجه ــا ف ــي ك ــل تخص ــا تحت ــاإل إلي ــه القطاع ــا‬ ‫يمكـ ــن للجهـ ــا‬ ‫معلوما‬

‫بالخارإل‪.‬‬

‫‪‬‬

‫السـ ــوق‬

‫المختلفـ ـ ‪ .‬كم ــا‬

‫المسـ ــطول ع ـ ــن تصـ ــدير العمال ـ ـ للخـ ــارإل أن ت ـ ــوفر‬

‫عن ا عداد في كل تخصا والتي يمكن تصديرها للعمل‬

‫يجب أن تصـمم المنـاهج فـي الم ارحـل المختلفـ للتعلـيم بالشـكل الـذي‬ ‫يجعل خريجي المراحل المختلف للتعليم مؤهلين لعمل ما يتناسب مع‬

‫‪94‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪94‬‬

‫درج دراسته كا تي‪:‬‬ ‫‪ .0‬المرحلـ االبتداطيـ ‪ :‬صــحي أن لــدينا نظامـًا إلزامي ـًا يجبــر التلميــذ‬ ‫على أال يترك الدراس قبـل االنتهـاء مـن المرحلـ اإلعداديـ ‪ ..‬إال‬ ‫أن الواقــع هــو وجــود ع ـدد غيــر قليــل مــن المتس ـربين مــن التعلــيم‬ ‫بعــد مرحل ـ االبتداطي ـ ‪ .‬وأريــد له ـؤالء المتســربين أن يجــدوا فرص ـ‬

‫عمل مناسب حتى ال يتحولوا إلـى أطفـال شـوارع‪ .‬ويمكـن تحقيـق‬

‫ذلــك عــن طريــق تــوفير تعلــم بعــل الحــرف اليدوي ـ مــن خــالل‬

‫مرحل التعليم االبتداطي والتي تتي للمتسرب فرص عمل يدوي‪.‬‬

‫‪ .2‬المرحل ـ اإلعدادي ـ ‪ :‬يفتــرل للتلميــذ الــذي ألزمتــه الــوزراة باتمــام‬ ‫المرحل ـ ـ اإلعدادي ـ ـ ‪ ..‬وقـ ــد أتمهـ ــا‪ ..‬أن تكـ ــون لـ ــه فرص ـ ـ عمـ ــل‬ ‫خاص إن كان‬

‫ظروفه ال تسم باسـتمرار فـي التعلـيم‪ ..‬ولـذلك‬

‫يجب أن يخطط لمن ينهي المرحلـ اإلعداديـ أن يكـون قـد أتقـن‬

‫ال يدويًا‪ ..‬وا عمال اليدويـ القابلـ للتصـدير كثيـرة‪ ..‬ويمكننـا‬ ‫عم ً‬ ‫أن نفيد خريجي هذ المرحل في سـهول تـوفير العمـل‪ ..‬ونسـتفيد‬ ‫من تصدير منتجاتهم للخارإل إذا تم التخطيط لذلك بعناي ‪.‬‬

‫‪ .3‬المرحل ـ الثانوي ـ ‪ :‬لــدينا نــوعين مــن المــدارس فــي هــذ المرحل ـ‬ ‫مــدارس ثــانوي عــام‪ ،‬ومــدارس أخــري لثانويــا‬

‫متخصصـ مثــل‪:‬‬

‫التجــاري والصــناعي والتم ـريل ومــا إلــى ذلــك‪ .‬ومــا أود أقترحــه‬ ‫هنــا هــو تحويــل مــدارس الثانويـ العامـ إلــى مــدارس متخصصـ‬

‫‪95‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪96‬‬

‫أي ـاً‪ ..‬ن خ ـريج الثانوي ـ العام ـ لــيس لديــه تخصــا إذا مــا‬ ‫ال لتخصـ ـ ــا إذا مـ ـ ــا أراد اسـ ـ ــتكمال‬ ‫أراد العمـ ـ ــل‪ ..‬ولـ ـ ــيس مـ ـ ــؤه ً‬ ‫د ارس ــته‪ .‬وم ــا أقص ــد هن ــا بع ــدم تؤهل ــه لتخص ــا ه ــو‪ ..‬كي ــف‬ ‫ستكون طبيبـاً دون أن تكـون لـديك د اريـ بأعمـال التمـريل؟‪ ،‬أو‬ ‫كيـ ــف س ـ ـتكون مهندس ـ ـًا للكهربـ ــاء وليس ـ ـ‬

‫لـ ــديك د اري ـ ـ بتوزيـ ــع‬

‫الكهرباء داخل شـقتك التـي تسـكن بهـا؟‪ .‬مـا أريـد قولـه‪ ..‬أن ذوي‬

‫التخصصا‬

‫التخصصا‬

‫ال ما يتقنه مساعديهم مـن‬ ‫العليا يجب أن يتعلموا أو ً‬ ‫المتوسط ‪ ..‬هذا سيجعلهم أكثر كفـاءة‪ ..‬باإل ـاف‬

‫إلــى أن جميــع خريجــي المرحلـ ـ الثانوي ـ يجــب أن يكــون ل ــديهم‬ ‫ال عـن ذلـك‪ ..‬مـن المهـم‬ ‫تخصصا متوسطًا يؤهلهم للعمـل‪ .‬وف ـ ً‬

‫جداً إعداد خريجي هـذ المرحلـ لكـي يكونـوا قـادرين علـى إنشـاء‬ ‫شركا‬

‫أعمال صغيرة تمكـنهم مـن تـوفير فـرا العمـل نفسـهم‬

‫دون انتظــار الوظيف ـ ‪ ،‬وبالتــالي يجــب أن تت ـوافر لهــم مــن خــالل‬ ‫الدراس معرف جيدة بثقافـ ا عمـال والشـركا‬

‫الصـغيرة‪ ،‬وكيفيـ‬

‫إدارتهــا؛ بحيــث تســتطيع أي مجموعـ مــن خريجــي هــذ المرحلـ‬ ‫إنش ــاء شـ ــرك صـ ــغيرة واالسـ ــتعان بخريجـ ــي المرحل ـ ـ اإلعدادي ـ ـ‬ ‫لتكوين مجموعا‬

‫عمل جيدة وقادرة على البناء‪.‬‬

‫‪ .2‬مرحلـ التعلــيم فــوق المتوســط‪ :‬فــي هــذ المرحلـ يجــب أن يــتعلم‬ ‫خريجه ــا تخصصـ ـاً دقيقـ ـاً ي ــؤهلهم للعم ــل ب ــه‪ .‬وف ــي ه ــذا الص ــدد‬

‫أقتر أن تكون هذ المرحل استبداال لمرحل التعليم العالي‪ ..‬مع‬

‫‪96‬‬


‫‪97‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫التــدقيق علــى التخصــا‪ ..‬فمــثال لــدينا فــي الجامعـ كليـ العلــوم‬ ‫وخريج هذ الكلي عادة ما يعمل فـي الكثيـر مـن الوظـاطف مثـل‪:‬‬

‫دكت ــور لمعم ــل تحالي ــل‪ ،‬أو م ــدرس للريا ـ ـيا‬

‫أو الفيزي ــاء‪ ،‬أو‬

‫باحث في مركز بحثـي‪ ،‬أو مبـرمج حاسـبا ‪ ،‬وهكـذا‪ ..‬وعـادة مـا‬ ‫يبدأ تأهيله حد هذ الوظاطف بعد أن يلتحق بالعمل‪ ..‬هـذا ن‬

‫مناهج الدراس بالجامعا‬

‫ال تعد متخصصاً ولكنها تعد عالماً‪..‬‬

‫و ن معظم خريجي الجامع لن يعملوا كعلمـاء‪ ..‬فهـم أحـوإل إلـى‬

‫إعـدادهم لوظيفـ ‪ ..‬ويمكــن أن نــوفر ذلــك مــن خــالل تخصصــا‬

‫عملي تناسب ا عمال المتوافرة‪ ..‬بحيث يتخرإل الطالب من هذ‬

‫المرحل ـ معــدًا إعــدادًا جيــدا للوظيف ـ التــي ســيعمل بهــا‪ ..‬بحيــث‬ ‫يك ــون م ــدرس الريا ــيا‬

‫لدي ــه المعلوم ــا‬

‫الكافيـ ـ ع ــن عمليـ ـ‬

‫التــدريس‪ ،‬ولــيس فقــط عــن الريا ــيا ‪ ..‬ويكــون الباحــث بمركــز‬ ‫علمــي لديــه المعلومــا‬

‫الكافيـ عــن مهمـ البحــث العلمــي ولــيس‬

‫فقط عن العلم الذي سيبحث به‪ ..‬وهكذا‪..‬‬

‫‪ .4‬مرحل ـ ـ التعلـ ــيم الجـ ــامعي‪ :‬كمـ ــا سـ ــبق أن ذكـ ــر فـ ــان خريجـ ــي‬ ‫الجامع ــا‬

‫المصـ ـري ال يص ــلحوا ي عم ــل بمج ــرد تخ ــرجهم‪..‬‬

‫وهــم أي ـاً ال يصــلحوا ن يكون ـوا علمــاء بهــذا القــدر المتوا ــع‬ ‫من الدراس ‪ ..‬ولذلك يجب أن يوجه جـزء مـن التعلـيم بالجامعـا‬

‫إلـى تعلــيم متوسـط متخصــا وأن تـوفر بعــل الجامعـا‬

‫درجـ‬

‫الماجيسـتير بــدون درجـ البكــالوريوس كمـا هــو الحــال فــي الكثيــر‬

‫‪97‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪98‬‬

‫من البالد‪ ،‬وهذا سيمكننا من تأهيل علماء قـادرون متخصصـون‬

‫وقادرون على تـوفير أبحـاث علميـ قابلـ لالسـتفادة منهـا محليـًا‪،‬‬ ‫الح ــالي ت ــوفر أع ــداداً‬

‫أو تص ــديرها‪ ..‬ن الجامع ــا‬

‫ف ــي الوقـ ـ‬

‫أعداد كبيرة من بحوث درجا‬

‫الماجيستير والـدكتوراة‪ ..‬والتـي ال‬

‫كبيرة من الخـرجين غيـر المـؤهلين للعمـل بالقـدر الكـافي‪ ،‬وتعتمـد‬

‫تصل في معظمها أن ت يف أي شيطا للعلم أو العمل‪.‬‬

‫السياحة التعليمية وتصدير التعليم‬ ‫مصـ ــر بحكـ ــم موقعهـ ــا الجغ ارفـ ــي وتاريخهـ ــا العلمـ ــي وت ـ ـوافر الكفـ ــاءا‬

‫العلمي ـ ـ‬

‫بناطها مؤهل لتحقيق دخـل كبيـر مـن خـالل تـوفير فـرا السـياح التعليميـ ‪..‬‬

‫سـواء مــن خــالل الــدرجا‬

‫العلميـ أو الــدو ار المتخصصـ ف ـالً عــن احتيــاإل‬

‫العديــد مــن دول المنطق ـ إلــى اســتيراد المعلمــين المص ـريين للعمــل بمؤسســاتهم‬ ‫التعليمي ـ ‪ .‬وقــد يــوفر ذلــك فرص ـ غيــر عادي ـ لتنمي ـ الــدخل القــومي‪ .‬وســيكون‬ ‫ذل ــك ممكن ــا إذا م ــا ت ــم تأهي ــل مؤسس ــاتنا التعليميـ ـ ومعلمين ــا التأهي ــل العلم ــي‬ ‫المطلــوب ن الســمع العلمي ـ الجيــدة فــي التعلــيم والبحــث العلمــي هــي الســبيل‬

‫إلى تحقيق ذلك‪.‬‬

‫‪98‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪99‬‬

‫‪99‬‬


‫‪011‬‬

‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫الفصل اخلامس‬ ‫االستحقاق املعلوماتي‬

‫‪111‬‬


‫‪010‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫النجاح ثقافة معلومات‬ ‫درجـ نجــا إي إنســان فــي حياتــه أو عملــه أو اتخــاذ ق ار ارتــه‪ ..‬هــي نفــس درجـ‬ ‫معرفته أو معلوماتـه‪ .‬فمـثالً تربيتـك بناطـك سـتتأثر كثيـ اًر بمعلوماتـك عـن تربيـ‬

‫وتوجي ــه ا طف ــال‪ ،‬ول ــن تعتم ــد كم ــا يظ ــن الكثي ــرون عل ــى درجـ ـ حب ــك له ــم أو‬ ‫إخالصـ ــك وتفانيـ ــك فـ ــي تـ ــوفير الحيـ ــاة ا ف ـ ــل لهـ ــم؛ نـ ــك فـ ــي ظـ ــل غيـ ــاب‬

‫المعلومــا‬

‫عنــك تكــون معر ـًا للتنــاقل واإلتيــان بالتص ـرفا‬

‫الخاطط ـ التــي‬

‫تصــل بــك إلــى نتــاطج غيــر مرغوب ـ ‪ .‬علــى ســبيل المثــال إذا كــان ابنــك بطبيعتــه‬

‫ليس ميـاالً لطاعتـك واإلصـغاء إليـك‪ ..‬ولعـالإل ذلـك بـدون علـم قـرر أن تقهـر‬

‫وتجب ــر وتعاقب ــه حت ــى يطيع ــك دون أن ت ــدرك أن ه ــذا التعام ــل م ــع ابن ــك إم ــا‬

‫س ـيؤدي إلــى إلغــاء وتشــويه شخصــيته إذا نجح ـ‬

‫فــي قهــر ‪ ،‬وامــا س ـيؤدي إلــى‬

‫تفــاقم حال ـ عصــيانه لــك إذا فشــل ‪ ..‬أي أنــك ستفشــل فــي الحــالتين لكنــك لــو‬

‫حاول ـ ـ‬

‫أن تـ ــتعلم عـ ــن طريـ ــق الق ـ ـراءة أو الس ـ ـؤال‪ ..‬أو حتـ ــى متابع ـ ـ الب ـ ـرامج‬

‫التليفزيوني كيف تتعامل مع مشكل ابنك بالشكل الذي يأتي بالنتـاطج المرجـوة‪..‬‬

‫في هذ الحال حتمًا ستحقق نجاحًا ما في توجيه ابنك بطريق صحيح ‪ .‬ا هـم‬ ‫وا خطر من ذلـك هـو أنـك لـو انتبهـ‬

‫إلـى‬

‫ـرورة االطـالع علـى كيفيـ تربيـ‬

‫ا بناء من قبل أن يأتي إليك طفلك فسيساعدك ذلك على تجنـب إنتـاإل صـفا‬

‫سيط في شخصي ابنك منذ بداي تربيتـه‪ .‬هـذا مثـال بسـيط لمـا يمكـن أن يـؤدي‬

‫إليه غياب المعلوما ‪ ،‬وما يمكن أن يؤدي إليه توافرها واستخدامها‪ .‬ونحن فـي‬ ‫مصـر نعـاني الكثيـر والكثيـر مـن غيــاب المعلومـا‬

‫‪111‬‬

‫مـن ناحيـ ومـن ثقافـ عــدم‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪012‬‬

‫استخدامها من ناحي أخر ‪ ..‬ف ـالً عمـا هـو أخطـر مـن ذلـك وهـو أننـا نعـاني‬

‫من تداول واسـتخدام الكثيـر مـن المعلومـا‬

‫الخاططـ والمغلوطـ ‪ ..‬وذلـك بسـبب‬

‫اهتمامنا بطبيع المعلوم أكثر من اهتمامنا بمصدرها‪ ..‬فمـن الممكـن مـثالً أن‬ ‫يخبــرك ســاطق تاكســي أثنــاء مشـوارك عــن حــديث قــد دار بــين المشــير طنطــاوي‬

‫والفريق سامي عنان‪ ..‬واذا بك تهتم بالكالم وقـد تقـوم بنقلـه إلـى أصـدقاطك دون‬

‫أن تس ــأل نفس ــك كي ــف تس ــنى له ــذا الس ــاطق أن يطل ــع عل ــى مث ــل هـ ـذا الح ــديث‬

‫(مصادر موثوق )‪ ..‬وهل من المنطـق أن نأخـذ مثـل هـذ المعلومـ علـى محمـل‬

‫الجــد‪ ..‬وللعلــم ال يقتصــر هــذا النــوع مــن ا داء علــى محــدودي التعلــيم أو ذوي‬ ‫التعلــيم المتوســط‪ ،‬ولكنــه يشــمل نســب مــن جميــع فطــا‬ ‫أو‬

‫بعل ا مثل لتـأثير غيـاب المعلومـا‬

‫السياسي والتعليمي واالقتصادي ‪:‬‬

‫المجتمــع ودعنــي ا ن‬

‫و ـبابي الرؤيـ علـى أو ـاعنا‬

‫يف السياسة‬ ‫ـر منـذ بدايـ ثـورة ينـاير ولـ ن مـن أن معظـم المتحـدثين سياسـيًا كـان‬ ‫عانينا كثي ًا‬

‫أو إعالمي ـاً يتحــدث باســم الشــعب المصــري‪ ،‬ويــتهم غيــر بأنــه ال يمثــل الشــعب‬ ‫المصــري‪ .‬وقــد أدي بنــا هــذا إلــى التخــبط غيــر المحــدود الــذي نحــن فيــه ا ن‪..‬‬ ‫كما أدي إلى‬

‫ال عـن الهبـوط‬ ‫عف اإلنجا از السياسي منذ بداي الثـورة‪ ..‬ف ـ ً‬

‫بــبعل م ارفــق الدول ـ إلــى مــا هــو أس ـوأ ممــا كان ـ‬

‫عليــه قبــل الثــورة‪ .‬والق ــي‬

‫الكبــر هنــا هــو أن الكثيــر مــن المص ـريين لــيس لهــم رأي فيمــا يحــدث‪ ..‬أو أن‬

‫لديهم رأي ارتجالي عاطفي غيـر جـدير با خـذ بـه‪ ،‬وذلـك بسـبب مـا كـان سـاطدا‬

‫‪112‬‬


‫‪013‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫قبــل الثــورة مــن تك ـريس الصــورة ال ــبابي مــن جه ـ النظــام‪ ،‬وعــدم ت ـوافر ثقاف ـ‬

‫تكوين الرأي من جهـ معظـم المصـريين‪ .‬وا ن مـن المهـم والواجـب وال ـروري‬

‫أن يعلــم كــل م ـواطن قــد اًر كافي ـاً عــن سياس ـ بلــد ‪ ،‬وعــن ا شــخاا المســطولين‬ ‫عنها‪ ،‬وأن يكون لـه أريـاً فـي السياسـ والسياسـيين‪ ..‬وهـذا الـرأي يجـب أن يكـون‬

‫قد اجتهد فيه وكونه بنفسه وأختبر ‪ ..‬وليس رأيًا سـمعه وفـي هـذ الحالـ سـتكون‬

‫لديه القدرة على المشارك السياسي ‪ ..‬وهذا سيسير بنا إلى ا ف ـل‪ .‬ويجـب أن‬ ‫يعلم الجميع أنه كي يكون لك رأيًا؛ فيجب عليك أن تكونه كمـا يجـب عليـك أن‬

‫تختبر ‪.‬‬

‫يف االقتصاد‬ ‫مــا أكثــر مــا نعانيــه فــي مجتمعنــا بســبب غيــاب الــوعي والمعلومــا‬

‫من توجها‬

‫اقتصادي خاطط جعل‬

‫االقتصــادي‬

‫شعبًا يعين في منطق من أغنى مناطق‬

‫العــالم يعــين فقيـ اًر‪ ..‬محتاجـاً‪ ..‬يعــاني الــنقا فــي أهــم أســباب وأولويــا‬

‫الحيــاة‬

‫اليوميـ وهــي الطعــام‪ .‬ويــنعكس غيــاب الــوعي االقتصــادي كمــا هــو وا ـ فــي‬ ‫مصـ ــر مـ ــن عمليـ ــا‬

‫اإلهـ ــدار بأشـ ــكالها المختلف ـ ـ ‪ ..‬أيـ ــن تـ ــذهب كـ ــل ثرواتنـ ــا‬

‫وامكاناتنــا‪ ..‬تهــدر وتســرق طبعـاً‪ ..‬وهــذا وبشــكل أساســي ومباشــر بســبب غيــاب‬

‫الثقافـ االقتصــادي لــدينا‪ ،‬وهــي ثقاف ـ تخــا الفــرد‪ ،‬وتخــا الدولـ ‪ ..‬فاإلهــدار‬ ‫ـر مـن ثـروا‬ ‫ـدر كبيـ اً‬ ‫هنـا علـى المســتويين فالنظـام السـابق كــان يهـدر ق اً‬

‫مصــر‪..‬‬

‫كما أن ا فراد أي ا يقومون باهدار أموالهم بسبب غياب الثقاف االقتصادي ‪.‬‬

‫يف إهدار الثروة‬ ‫‪113‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪012‬‬ ‫أهــدر النظــام الســابق ثــروا‬

‫مصــر ع ــن طريــق العديــد مــن الممارســا‬

‫المدروس اقتصـاديًا‪ ..‬بقصـد أو بـدون‪ ..‬والتـي كانـ‬

‫االقتصادي بدالً عن حلها مثل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إعطـاء مسـاحا‬

‫غي ــر‬

‫سـببًا فـي تكـريس مشـاكلنا‬

‫شاســع مـن ا ار ـي القابلـ لالستصـال الز ارعــي‬

‫إلـ ــى مسـ ــتثمرين مص ـ ـريين وعـ ــرب وأجانـ ــب‪ ..‬بع ـ ــهم حولهـ ــا إلـ ــى‬ ‫منتجعــا‬

‫والــبعل ا خــر احــتفظ بهــا كمــا هــي انتظــا ًار لفرص ـ بيــع‬

‫مربح ‪ .‬وا غرب أن ا ار ي التي تم استصالحها وزراعتهـا بالفعـل‬

‫ال تعود على اقتصادنا إال بالفتا ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫اعت ــاد‬

‫و ازرة التربيـ ـ والتعل ــيم عل ــى اإلصـ ـرار عل ــى تغيي ــر المن ــاهج‬

‫بشــكل مســتمر‪ ..‬ولــو بــدون دواعــي مدروسـ ‪ ..‬ممــا أهــدر الكثيــر مــن‬

‫ال عــن المكافــآ‬ ‫ا م ـوال فــي طباع ـ كتــب جديــدة ف ـ ً‬

‫الكبي ـرة التــي‬

‫تصــرف لوا ــعي الكتــب والتعــديال ‪ ،‬ويتبــع ذلــك عــدم قــدرة ا س ـرة‬

‫علــى االســتفادة مــن الكتــب الخارجي ـ التــي ترهــق ميزانيتهــا إال عام ـاً‬ ‫واحدا بسبب التغيير الداطم في المناهج‪.‬‬

‫‪‬‬

‫طــر شــركا‬

‫القطــاع العــام للبيــع تح ـ‬

‫مظل ـ الخصخص ـ دون أي‬

‫د ارس ـ ـ واقعي ـ ـ لقيمتهـ ــا‪ ..‬أو لتـ ــأثير بيعهـ ــا دون شـ ــروط أو تعاقـ ــدا‬ ‫ملزم على االقتصاد القومي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫البيروقراطي المتعفن التي تدار بها مرافق الدول ‪ ،‬والتي تهدر الكثير‬ ‫مــن وق ـ‬

‫ال‬ ‫المص ـريين فــي ق ــاء ح ـواطجهم مــع تلــك الم ارفــق‪ ..‬ف ـ ً‬

‫‪114‬‬


‫‪014‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫عن إهدار الفرا االقتصادي المتميزة بسبب البيروقراطي والقوانين‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ترك الحبل علـى الغـارب للمسـطولين الـذين يهـدرون الكثيـر مـن أمـوال‬

‫الدول على تجهيز وفرن مكاتبهم وسيا ار الرفاهي التي توفرها لهـم‬

‫الدول ‪ ..‬ف الً عن الماليين التي يتقا ونها‪.‬‬

‫يف تكوين الرأي‬ ‫ال يصـ ـ أن يكـ ـون ل ــديك أريـ ـاً ف ــي ق ــي م ــا دون أن تك ــون ل ــديك المعلوم ــا‬

‫الكافي عنها‪ ..‬واال فأن ما لديك سيكون مجرد إحساس يصدق أحيانًا‪ ،‬ويخط‬

‫فـ ــي معظ ـ ــم ا حي ـ ــان‪ .‬فمـ ــثالً أذا أرد‬

‫المصري يجب أن يكون لديك معلوما‬

‫أن تك ـ ــون أريـ ـ ـاً فـ ــي مرش ـ ــحي الرطاسـ ـ ـ‬

‫موثق عن كل منهم‪ ،‬ويجـب أن تكـون‬

‫متابعا حـاديثهم وردود أفعـالهم تجـا ا حـداث‪ ..‬حتـى يكـون أريـك أو اختيـارك‬ ‫حدهم مبني على معلوما‬

‫وليس على أحاديث‪.‬‬

‫يف اختبار الرأي‬ ‫إذا كــان لــديك رأي مــا فــي ق ــي أو فــي شــخا‪ ،‬وكونتــه بنــاء علــى معلومــا‬

‫واط ــالع‪ ..‬م ــن المه ــم ج ــداً أن تختب ــر ‪ ،‬وأن يك ــون ذل ــك ب ــاإلطالع عل ــى ا راء‬

‫ا خــر فــي هــذ الق ــي أو الشــخا‪ ..‬حيــث أن هــذ ا راء قــد تكــون أي ـًا‬ ‫مبنيـ ـ عل ــى معلوم ــا‬

‫واجته ــاد وه ــذا ق ــد ي ــؤدي ب ــك إل ــى التثبـ ـ‬

‫م ــن أري ــك‪،‬‬

‫أو تعديله أو تغيير ‪ ..‬وهذا ال يعيـب‪ ..‬ومـن المهـم أي ـاً أن تعـرل أريـك علـى‬ ‫ا خرين من حولك‪ ،‬وأن تتناقن معهم؛ فهذا يثري ويخصب قدرتك علـى اتخـاذ‬

‫‪115‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪016‬‬

‫الرأي‪ ،‬ويجعلك في غنى أن يعبر غيرك عن رأيك‪.‬‬

‫يف التعليم‬ ‫الحصول على أرقي الشهادا‬

‫وأعلى الدرجا‬

‫العلمي لألبناء هو هدف سامي‬

‫يجتمــع عليــه جميــع المص ـريين دون اســتثناء‪ ،‬وتكــرس لــه ا ســر معظــم أموالهــا‬

‫وت ــعه عل ــى قاطمـ ـ أولوياته ــا‪ ..‬وم ــع ذل ــك ف ــالمنتج التعليم ــي ف ــي مص ــر ال‬ ‫يوصــف إال بأنــه رديء‪ .‬ثماني ـ عش ـرة عام ـاً​ً يق ــيها الطالــب فــي المؤسســا‬

‫التعليميـ حتــى يحصــل علــى درجـ البكــالوريوس أو الليســانس‪ ..‬وقــد تزيــد علــى‬ ‫ذلــك فــي بعــل الكليــا ‪ ..‬ينفــق عليــه أثنــاء هــذ الفت ـرة نســب كبي ـرة مــن دخــل‬

‫ا سرة‪ ..‬فقيرة كان‬

‫أو غني ‪ ..‬والنتيج النهاطي الشـيء‪ ..‬أال يثيـر ذلـك تسـاؤالً‬

‫ثقافياً معلوماتياً لدينا؟‪ ..‬أو بمعنى هخر‪ ..‬ألسنا بحاج إلى مراجعـ ؟‪ ..‬البـد أن‬ ‫فــي ا مــر خطــأ مرجعــه أننــا ليس ـ‬

‫لــدينا المعلومــا‬

‫الكافي ـ كــي نوجــه أبناطنــا‬

‫بالشكل الذي يجعلهم أكثر نجاحاً في حياتهم‪ ،‬وأننا بحاج إلى تعديل مفاهيمنـا‬

‫واســتقاء معلومــا‬

‫كافي ـ تؤهلنــا للقيــام باعــداد أبناءنــا‪ ..‬نعــم نحــن بحاج ـ إلــى‬

‫التعلم وبحاج إلى تنقي بعل المفاهيم الخاطط لدينا مثل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الحكاء ج يكفي‪ :‬أسمع كثيـ ًار مـن ا بـاء المصـريون يقـول الولـد ذكـي‬ ‫جداً‪ ..‬بس لو يذاكر‪ ..‬ما هـذا الخطـأ العلمـي الفـاد ؟‪ ..‬أوالً‪ ..‬جميـع‬ ‫ا طفــال المص ـريين شــديدي الــذكاء (وقــد أثبت ـ‬

‫ذلــك د ارس ـ دولي ـ )‪،‬‬

‫ولــيس أبنــك فقــط‪ ..‬والــذكاء ال يمكــن أن يعــد تمييـ ًاز فــي الحيــاة بــدون‬

‫‪116‬‬


‫‪017‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫االجتهــاد‪ ..‬والعكــس صــحي فاإلنســان يــنج فــي الحيــاة بقليــل مــن‬ ‫الذكاء وكثير من االجتهاد‪.‬‬

‫‪‬‬

‫العل ج يلقـن ولكـن يفهـ ‪ :‬لـيس السـبيل إلـى تفـوق ا بنـاء أن نكثـر‬ ‫م ــن تلقي ــنهم ب ــدالً عـ ـن إفه ــامهم‪ ،‬واذا كانـ ـ‬

‫و ازرة التربيـ ـ والتعل ــيم ال‬

‫تحســن إال التلقــين الــذي يجعــل أبنــك غيــر قــادر علــى التفــوق‪ ..‬فــال‬ ‫يجب أن نعالج ذلك بمزيد من التلقين‪ .‬يجـب أن تكـون حريصـاً علـى‬

‫تدريب ابنـك علـى كيفيـ الـتعلم والفهـم حتـى يكـون مـدركاً كيـف يـتعلم‬ ‫ولذلك يجب أن تعلم ويعلم ابنك التالي‪:‬‬

‫‪ .0‬أن الطالـ ــب ا كثـ ــر فهمـ ــا داخـ ــل الفصـ ــل هـ ــو ا كثـ ــر تركي ـ ـ اًز‬ ‫وتفــاعالً مــع المــدرس‪ ،‬وا قــل تركيـ اًز وتفــاعالً مــع زمالطــه أثنــاء‬

‫الدرس‪.‬‬

‫‪ .2‬أن عملي ـ ـ االسـ ــتذكار بـ ــالمنزل تحتـ ــاإل إلـ ــى تركيـ ــز وتنظـ ــيم‪..‬‬ ‫ف الً عن تكرار المحاول ‪.‬‬

‫‪ .3‬أن عل ـ ـ التعلـــيم فـ ــي الفه ــم ولـ ــيس فـــي حصـــد الـــدرجا‬

‫بأي ـ ـ‬

‫طريق ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن عملي التركيز والفهم تحتاإل إلى تمرين وتمرس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ج علــــ بــــي ثقافــــة‪ :‬العلـ ــم بالنسـ ــب للتلمي ــذ‪ ..‬خاص ـ ـ فـ ــي مراحلـ ــه‬ ‫ا ولـى‪ ..‬هــو شـيء جـاف لــيس لــه معنـى أو تطبيــق يشــعر بأهميتــه‪.‬‬ ‫وبداي ذهاب الطفل إلى المدرس هي عمليـ فطـام عـن طفولتـه التـي‬

‫‪117‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪018‬‬

‫ظل يستمتع بها قبل بدء التعليم‪ ..‬واذا به بمسطوليا‬

‫تلقي عليـه مـن‬

‫اســتيقاظ مبكــر‪ ،‬والتـ ـزام بــآداب المدرسـ ـ والفصــل‪ ،‬ث ــم االلت ـزام ب ــأداء‬

‫الواجب المنزلي بعد الرجوع من المدرس ‪ ..‬كـل هـذا كفيـل بـدون شـك‬ ‫فــي أن يجعــل التلميــذ يكــر المدرسـ والتعلــيم‪ .‬ولعــالإل ذلــك يجــب أن‬

‫تتـوافر تمهيــدا‬

‫كثيـرة لمــا ســيواجهه الطفــل عنــد بدايـ تعليمــه‪ ..‬بــأن‬

‫يتمــرس علــى الق ـراءة‪ ،‬وعلــى تنظــيم وقتــه بــين اللعــب واالجتهــاد‪ ،‬وأن‬

‫يتع ــود عل ــى الجل ــوس بمقع ــد لفتـ ـ ار تع ــد طويلـ ـ بالنس ــب ل ــه‪ .‬ه ــذا‬ ‫اإلعـ ــداد المسـ ــبق يكـ ــون لـ ــه بـ ــال ا ثـ ــر فـ ــي تقبـ ــل الطفـ ــل للعملي ـ ـ‬

‫التعليمي ‪ .‬هذا باإل اف إلى‬

‫رورة تثقيف التلميذ في جميـع م ارحـل‬

‫التعليم‪ ،‬ويكون ذلـك فـي البدايـ عـن طريـق تمرسـه علـى القـراءة‪ ..‬ثـم‬ ‫بعد ذلـك تـوفير الكتـب الثقافيـ لـه وتوجيهـه لق ارءتهـا بمـا يتناسـب مـع‬

‫مرحلتــه التعليمي ـ والســني ‪ ..‬هــذا ســيكون لــه أثــر بــال علــى مقدرتــه‬

‫عل ــى فه ــم م ــا يدرس ــه‪ ،‬وعل ــى إيمان ــه بعمليـ ـ التعل ــيم‪ ..‬ف ـ ـالً ع ــن‬ ‫التكوين اإلنساني الجيد الذي ستحدثه به الثقاف ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ج علـ بــي عمــل ومســئولية‪ :‬مــن اإلجحــاف والظلــم وال ــرر الــذي‬ ‫يقع على أبناطنـا‪ ..‬أن نتـركهم بـال عمـل وال مسـطولي حتـى يبلغـوا سـن‬

‫أربعـ وعشــرون عامـاً‪ ..‬وأن يكونـوا طـوال هــذ الفتـرة مجنــدين للتعلــيم‬

‫فقط‪ ..‬هذا يدمر الكثير من قدراتهم الشخصي ‪ ،‬ويجعلهـم يبـددون فـي‬ ‫قــدراتهم ويكــون اســتيعابهم للحيــاة أصــغر كثيـ اًر مــن عمــرهم الطبيعــي‪.‬‬ ‫ولذلك البد من تحميلهم ببعل المسطوليا‬

‫وبعل العمـل ولـو علـى‬

‫‪118‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪019‬‬

‫سبيل التدريب في مراحلهم المختلف ‪.‬‬

‫التخطيط للنجاح‬ ‫إذا بحثـ ـ‬

‫وراء ح ــاال‬

‫النج ــا عل ــى مس ــتو ال ــدول وا فـ ـراد فس ــتجد أن أح ــد‬

‫العوامــل المشــترك ف ـي معظــم حــاال‬

‫النجــا هــي التخطــيط الجيــد‪ ،‬والخطــط‬

‫طويل ا جل‪ .‬وعدم وجود خط للنجا هو في حد ذاته خط للفشـل‪ .‬والعامـل‬ ‫المش ــترك ب ــين معظ ــم ح ــاال‬

‫الفش ــل عل ــى مس ــتو ال ــدول وا فـ ـراد ه ــو ع ــدم‬

‫التخطيط‪ ..‬أو سوء التخطيط‪ ..‬وللتخطيط مزايا كبيرة مثل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الوقوف علـى جـدو الهـدف المخطـط لـه ن‪ ..‬مـدي الجـدو يظهـر‬ ‫بســهول بعــد تحديــد ا عمــال والمـوارد المطلوبـ إلنجــاز الهــدف أثنــاء‬

‫عملي التخطيط‪.‬‬

‫وا عم ــال والمـ ـوارد المتاحـ ـ والت ــي س ــيتم اس ــتخدامها‬

‫‪‬‬

‫حص ــر الوقـ ـ‬

‫‪‬‬

‫توفير الوق‬

‫‪‬‬

‫الشــعور باالطمطنــان وعــدم القلــق علــى مــد تنفيــذ الهــدف مــا دم ـ‬

‫بالخط ‪ ..‬وهذا يؤهلك إلى تقليا أو زيادة الهدف المخطط له‪.‬‬

‫أثناء تنفيذ الخط ‪ ..‬نها ستدلك على كل مـا يجـب أن‬

‫تفعله في كل وق ‪ ،‬وبالتالي ال توجد فرص الستهالك الوق ‪.‬‬

‫مواظباً على تنفيذ خطتك‪.‬‬

‫افر لدي كـل فـرد أو جماعـ أو مؤسسـ ‪،‬‬ ‫وهناك نوعان من الخطط يجب أن يتو ا‬

‫‪119‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪001‬‬

‫أو دول ‪ ،‬حتى تستطيع أن تحقق نجاحا في مستقبلها من خـالل إنجـاز أهـدافها‬ ‫وهما‪:‬‬

‫اخلطط االسرتاتيجية‬ ‫وهــي خطــط طويل ـ ا جــل تحــدد مــن خاللهــا ا هــداف الكبــر الم ـراد تحقيقهــا‬

‫خــالل مــدة زمنيـ ‪ .‬وبطبيعـ الحــال كلمــا زاد عمــر الخطـ كلمــا تـوافر إمكانيـ‬ ‫التخطــيط هــداف أكبــر مــن حيــث العــدد والحجــم‪ ..‬هــذا ن وق ـ‬

‫إتاحـ ـ إمكاني ــا‬

‫أكبــر يعنــي‬

‫أكب ــر للخطـ ـ ‪ ..‬وم ــن المه ــم ج ــداً ف ــي ه ــذا الص ــدد أن تك ــون‬

‫ا هداف المطلوب تحقيقها متناسب مـع اإلمكانيـا‬

‫التـي يمكـن أن تتـا خـالل‬

‫الفت ـ ـ ـرة الزمني ـ ـ ـ للهـ ـ ــدف‪ .‬وهنـ ـ ــا تـ ـ ــأتي أي ـ ـ ـاً قيم ـ ـ ـ االبتكـ ـ ــار‪ ..‬ن التفكيـ ـ ــر‬

‫االستراتيجي البد أن يت من أهدافاً كبـري لـن يتسـنى التخطـيط لهـا باالسـتخدام‬ ‫المباشر لإلمكانا‬

‫اإلمكانيا ‪.‬‬

‫المتاح ‪ ..‬ولكن باالبتكار الذي يزيد مـن االسـتفادة مـن هـذ‬

‫اخلطط التكتيكية‬ ‫هــي خط ــط قص ــيرة ا جــل نس ــبيًا‪ ..‬والنس ــبي هنـ ـا تــأتي بس ــبب أن م ــدة خطـ ـ‬

‫تكتيكيـ ـ يج ــب أن تمث ــل ج ــزءاً م ــن خطـ ـ اس ــتراتيجي ‪ .‬ول ــيس باإلمك ــان و ـ ـع‬

‫خطــط تكتيكي ـ إال مــن داخــل إطــار اســتراتيجي عــام تتكامــل فيــه مجموع ـ مــن‬

‫الخطـ ــط التكتيكي ـ ـ إلنجـ ــاز مجموع ـ ـ مـ ــن ا هـ ــداف الكبـ ــر المحـ ــددة بخط ـ ـ‬

‫اس ــت ارتيجي ‪ .‬والش ــيء المه ــم ف ــي المرحلـ ـ التكتيكيـ ـ ه ــو دقـ ـ التنفي ــذ وااللتـ ـزام‬

‫‪111‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪000‬‬

‫بالمواعيد المحددة للخط ‪.‬‬

‫خطة على مستوى الدولة‬ ‫لــو فكــر الحكومـ التــي تــدير أمــور مصــر فــي حــل مشــكل الغــذاء وقــرر أن‬ ‫ت ع هدف استراتيجي باالعتماد على الزراع المحلي فـي إنتـاإل مـا يكفـي مـن‬

‫طع ــام دون الحاجـ ـ لالس ــتيراد م ــن الخ ــارإل‪ ..‬فيتوج ــب عليه ــا أن ت ــع خطـ ـ‬ ‫استراتيجي تأخذ في اعتبارها االحتياجـا‬

‫اعتبارها االحتياجا‬

‫الحالي ‪.‬‬

‫المسـتقبلي ‪ ،‬وخطـ تكتيكيـ تأخـذ فـي‬

‫القطة اجست ارتيتية‬

‫عند و ع الخط االست ارتيجي سيتم تحديد ا تي‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫مدة الخط ‪ ..‬ولتكن ‪ 31‬عاماً مثالً‪.‬‬

‫احتياجــا‬

‫مصــر مــن الغــذاء ـ ـ مــثالً ـ ـ أثنــاء مــدة الخطـ والتــي تبــدأ‬

‫الي ـ ــوم وتنته ـ ــي بع ـ ــد ‪ 31‬عامـ ـ ـاً‪ .‬ف ـ ــاليوم نحت ـ ــاإل إل ـ ــى طع ـ ــام يكف ـ ــي‬

‫لـ ـ ـ ـ ‪ 84‬مليـ ـ ــون شـ ـ ــخا‪ ،‬وبعـ ـ ــد ‪ 31‬عـ ـ ــام سـ ـ ــنحتاإل لطعـ ـ ــام يكفـ ـ ــي‬

‫لـ ‪ 061‬مليون شخصاً‪.‬‬

‫‪‬‬

‫اإلمكاني ـا‬

‫المتاح ـ اليــوم والتــي يمكــن توفيرهــا خــالل مــدة الخط ـ ‪.‬‬

‫االحتياجا‬

‫الغذاطي ‪ .‬وبناء علـى د ارسـ واحتسـاب مـا تقـدم يمكـن أن‬

‫فــاليوم مــثالً لــدينا ‪ 8‬مليــون فــدان تــزرع كــي تغطــي مــثالً ‪ %61‬مــن‬

‫‪111‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪002‬‬

‫نتـرجم الهـدف االســتراتيجي إلـى أننـا يجــب أن تكـون لـدينا ‪ 21‬مليــون‬ ‫فدان من ا رل المزروع بعد ثالثون عاما مع تحديد أنواع ونسـب‬

‫المحاص ــيل الت ــي يج ــب أن ي ــتم زراعته ــا بحي ــث ت ــوفر االحتياج ــا‬

‫الغذاطي للمصريين خالل مدة الخط ‪.‬‬

‫القطط التكتيكية‬

‫بعد و ع الخطـ االسـتراتيجي والتـي تمتـد لمـدة ‪ 31‬عامـاً‪ ..‬هـذ الخطـ يمكـن‬ ‫تقس ــيمها إلـ ـى مجموعـ ـ م ــن الخط ــط الخمس ــي (خط ــط تكتيكيـ ـ م ــدة ك ــل منه ــا‬

‫خمــس ســنوا )‪ ..‬كــل خطـ ســتأخذ نصــيبها مــن الخطـ االســتراتيجي ‪ .‬وتخطــط‬ ‫ثـم تبـدأ فــي تنفيـذها‪ ..‬فمــثال إذا كـان هــدف الخطـ االســتراتيجي هـو استصــال‬

‫وز ارع ـ ‪ 02‬مليــون فــدان‪ ..‬فنصــيب كــل خط ـ خمســي هــو استصــال وز ارع ـ‬

‫‪ 2‬مليون فدان على اعتبار أنه سيكون لدينا ست خطط خمسي ‪ ..‬وبـذلك يكـون‬ ‫قــد تحــدد مــدة الخط ـ التكتيكي ـ والهــدف الــذي يجــب أن تحققــه‪ ..‬ثــم ننتقــل بعــد‬

‫ذلك إلى دراس اإلمكانيا‬

‫الحالي ‪ ،‬واإلمكانيـا‬

‫الخط كي نبدأ في التخطيط والتنفيذ‪.‬‬

‫قطط فردية‬

‫لو أن لديك طفالً عمر سـت سـنوا‬

‫االبتداطي‪ ..‬وأنك قد الحظ‬

‫التـي يمكـن توافرهـا خـالل مـدة‬

‫وأوشـك علـى بدايـ التحاقـه بمرحلـ التعلـيم‬

‫لديه الميل واالستعداد ن يكون صحفياً‪ .‬وأنك قد‬

‫‪112‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪003‬‬

‫قرر أن تحاول تحقيق ذلك‪ ..‬ولكي تنج في إيصال ابنك إلى هذ النتيج ‪..‬‬ ‫يتوجب عليك أن ت ع خط استراتيجي وخطط أخر تكتيكي ‪.‬‬

‫مواصفات القطة اإلستراتيتية‬ ‫‪‬‬

‫مــدتها ‪ 06‬عام ـاً‪ ..‬هــي مــدة الد ارسـ مــن الســن ا ولــي حتــى التخ ـرإل‬

‫‪‬‬

‫المطلوب خالل مدة الخط هو إلحاق ابنك بالتعليم‪ ،‬ومتابعته خـالل‬

‫من التعليم الجامعي‪.‬‬

‫ه ــذ الم ــدة‪ ..‬م ــع ت ــوفير المن ــاخ المناس ــب لتفوق ــه‪ ..‬باإل ــاف إل ــى‬

‫إعداد ثقافياً في مراحله المختلف كي يكون صحفياً ناجحاً ـ مثالً ـ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫الوق ــوف عل ــى إمكانيات ــك الماديـ ـ والثقافيـ ـ الحاليـ ـ والمس ــتقبلي الت ــي‬ ‫ستحتاإل إليها لتنفيذ الخط ‪.‬‬

‫وبناء على دراس واحتساب ما تقدم‪ ..‬يمكن أن نترجم الهدف االسـتراتيجي إلـى‬

‫أن ــك ق ــد تك ــون بحاجـ ـ إل ــى زي ــادة مع ــدل إنفاق ــك عل ــى ابن ــك خ ــالل الم ارح ــل‬

‫المختلفـ للتعلــيم‪ ..‬وبالتــالي‪ ..‬فامـا أن تخطــط لزيــادة مـواردك أو لتحجــيم إنفاقــك‬ ‫أو االثنين معاً حتى يتسنى لك تـوفير المـوارد المطلوبـ لتعلـيم ابنـك‪ ..‬كمـا أنـك‬ ‫قد تكون في احتياإل لزيادة معلوماتك واطالعك بما يؤهلك على متابع وتوجيـه‬

‫ابنك حتى تصل به إلى هدفك اإلستراتيجي‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫‪002‬‬

‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫مواصفات القطة التكتيكية‬

‫أول خط تكتيكيـ سـتكون مـدتها سـت سـنوا‬

‫هـي المرحلـ االبتداطيـ ‪ ،‬وأهـداف‬

‫هذ المرحل هو أن يحصل ابنـك علـى الشـهادة االبتداطيـ بمسـتو تفـوق يؤهلـه‬

‫لالنتقال إلى المرحل اإلعدادي ‪ ..‬باإل اف إلى تزويد بقـدر مـن الثقافـ العامـ‬

‫التي تناسـب مرحلتـه العمريـ ‪ ،‬والتـي سـوف تكـون نـواة يبنـي عليهـا فـي الم ارحـل‬

‫الالحق ـ ‪ .‬والمطلــوب منــك فــي هــذ المرحل ـ أن تختــار المدرس ـ وتــوفر بالبي ـ‬

‫المنـ ــاخ المناسـ ــب وتقـ ــوم بالمتابع ـ ـ واإلش ـ ـراف علـ ــى أداط ـ ـه اليـ ــومي بالمدرس ـ ـ‬

‫والبي ـ ‪ ..‬كمــا تقــوم أي ــا بانتقــاء بعــل الكتــب أو المواقــع علــى اإلنترن ـ‬

‫أو‬

‫البـ ـرامج التليفزيونيـ ـ الت ــي يج ــب أن يطل ــع عليه ــا لتك ــوين نوات ــه الثقافيـ ـ ‪ ..‬م ــع‬ ‫ترتيب وقته‪ .‬وأثناء تنفيذك لهذ الخط قد تحتاإل إلى تطـوير ثقافتـك و مسـتو‬

‫معلوماتك كي تكـون قـاد اًر علـى مسـاعدة ابنـك علميـاً وثقافيـاً‪ ،‬أو ست ـطر إلـى‬

‫استدعاء شخصاً هخر يقوم بهذ المساعدة مقابل أجر‪.‬‬

‫في ظل استيعابك لهذ الخطط‪ ،‬ومحاول تنفيذها بقدر من الدق وااللتـزام فأنـ‬ ‫مؤهل لتحقيق هدفك‪..‬‬

‫‪114‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪115‬‬

‫‪004‬‬


‫‪006‬‬

‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫الفصل السادس‬ ‫استحقاق إصقاح اجلهاز اإلداري للحكومة‬

‫‪116‬‬


‫‪007‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫اإلصقاح احلكومي‬ ‫كمــا هــو معلــوم‪ ..‬مصــر مــن أقــد دول العــال ‪ ،‬وفيمــا يخــا هياكــل وق ـوانين‬ ‫ـر الفرديـ والخبـ ار العلميـ فـي علـوم‬ ‫الدول ؛ فهي لدينا بوفرة ف الً عن الخب ا‬ ‫القــانون واإلدارة‪ .‬وبالفعــل قــد تمـ‬ ‫بناء هياكل ومؤسسا‬

‫االســتفادة مــن ذلــك فــي العقــود الما ــي فــي‬

‫الدول ‪ ،‬وكذلك قوانينهـا وهياكلهـا اإلداريـ ‪ .‬وصـحي أننـا‬

‫عانينــا الكثيــر فــي العهــود الســابق مــن البيروقراطيـ الحكوميـ والخلــل واالرتبــاك‬

‫اإلداري ــين‪ ،‬وت ــارب القـ ـوانين‪ ..‬ولك ــن ك ــان ذل ــك أحيان ــا ن ــاتج ع ــن ا زم ــا‬

‫االقتصــادي التــي مــر بهــا مصــر منــذ نكس ـ ‪ 67‬مــرو ار بحــرب أكتــوبر‪ ،‬ومــا‬ ‫تحملــه االقتصــاد‪ ،‬ومــا هل ـ‬

‫إليــه م ارفــق الدول ـ فــي هــذ الفت ـرة‪ ..‬وحتــى بداي ـ‬

‫التســعينا ‪ .‬منــذ هـذ الفتـرة بــدأنا فــي تحقيــق بعــل االنتشــار الجغ ارفــي بظهــور‬ ‫المناطق السياحي واالستثماري ‪ ،‬وبدأ فكر االنفتا الـذي توجهنـا إليـه مـع نهايـ‬

‫عهــد الســادات‪ ..‬وبــدأ ينــتعن فــي منتصــف العهــد البائــد ـ ـ مبــارك ـ ـ‪ .‬وال أحــد‬ ‫يســتطيع أن ينكــر أن الخــدما‬

‫صــحي وتليفونــا‬

‫العامـ مــن ميــا وكهربــاء ومواصــال‬

‫قــد تطــور وتحســن‬

‫عليه في فترة الثمانينيا‬

‫وصــرف‬

‫كثيـ اًر ـ ـ فــي المـدن فقــط ـ ـ عمــا كانـ‬

‫من القرن الما ي‪ .‬وتوال‬

‫الــبالد مــن خــالل نفــس النظــام‪ ..‬وهــذ الحكومــا‬

‫حكومـا‬

‫عـدة علـى إدارة‬

‫كــان مطلوبــا منهــا االنتقــال‬

‫بالبلــد مــن الحال ـ االشــتراكي البيروقراطي ـ إلــى الحال ـ ال أرســمالي االســتثماري ‪..‬‬ ‫خا ـ ــع فـ ــي توجهاتهـ ــا إلـ ــى‬

‫‪117‬‬

‫ـ ــغوط صـ ــندوق النقـ ــد الـ ــدولي صـ ــاحب أمـ ــول‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪008‬‬ ‫القرول الكثيـرة التـي اسـتخدم‬

‫مـن قبـل الحكومـا‬

‫فـي سـد احتياجـا‬

‫الدولـ‬

‫مــن ناحي ـ ‪ ،‬وفــي تمويــل االســتثما ار الجديــدة مــن ناحي ـ أخــر ‪ .‬وخــالل فت ـرة‬

‫العشــرون ســن مــن عــام ‪ 0991‬إلــى عــام ‪2101‬م ظهــر الكثيــر مــن الق ـوانين‬ ‫والتشريعا‬

‫قلـ ـ‬

‫والهيطا‬

‫والو از ار التي كان هدفها الرطيسي هو االنتقال بالبلد كما‬

‫م ــن االش ــتراكي إل ــى ال أرس ــمالي ‪ ..‬م ــع هج ــوم ش ــرس م ــن اتفاقيـ ـ التج ــارة‬

‫الدولي (العولم )‪ ..‬مقترناً بالفساد الـداخلي‪ ..‬وأد بنـا كـل هـذا إلـى تشـو كامـل‬ ‫في ا داء الحكومي وكان ذلك لألسباب التالي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫غيــاب الخطــط طويل ـ ا جــل‪ ..‬حيــث كــان التخطــيط داطم ـاً مرحلي ـاً‪..‬‬

‫‪‬‬

‫كان يأتي داطمـاً لحـل المشـاكل التـي تظهـر‪،‬‬

‫في صورة خطط خمسي عشواطي ‪.‬‬

‫سن القوانين والتشريعا‬

‫وليس للنهول با داء العـام للدولـ ‪ .‬وقـد أد هـذا إلـى إجـراء الكثيـر‬

‫من التعديال‬

‫‪‬‬

‫على القوانين والتشريعا ‪.‬‬

‫جلب االستثمار من الداخل والخارإل بشكل غير مدروس‪ ..‬بأن تـوفر‬

‫للمســتثمر ك ــل الم ازي ــا والحـ ـوافز‪ ..‬دون أن تحس ــب م ــا ه ــي عناص ــر‬

‫االستفادة الحقيق مـن وراء هـذا أو ذاك النـوع مـن االسـتثمار‪ .‬وكـذلك‬ ‫تـ ــوفير الفـ ــرا االسـ ــتثماري للمسـ ــتثمرين عش ـ ـواطيًا مـ ــن غيـ ــر إطـ ــار‬

‫اقتصادي وزمني تندرإل تحته جميعاً‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المرقب والتدقيق والمحاسب ا نيـ باعتبـار أنـه‬ ‫نشر فكر التحرر من ا‬

‫ال لالستثمار‪.‬‬ ‫سيكون معرق ً‬

‫‪118‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫‪‬‬

‫زي ـ ــادة ال ـ ــبابي ف ـ ــي إظه ـ ــار المعلوم ـ ــا ‪ ..‬ب ـ ــل ونش ـ ــر معلوم ـ ــا‬

‫‪‬‬

‫ت ــداخل التخصص ــا‬

‫ممـــا أنشـــأ صـ ـراعا‬

‫‪‬‬

‫نشر فكر الجباي داخل مؤسسا‬

‫مت ارب أحيانًا‪.‬‬

‫عديدة بين الو از ار ‪.‬‬

‫ب ــين ال ــو از ار والهيط ــا‬

‫‪009‬‬

‫الدول لزيادة مواردها‪.‬‬

‫أوصلنا كل ذلك إلى درج أن أصب إصال ا داء الحكومي ال يمكـن أن يـتم‬ ‫بمج ــرد تغيي ــر وزي ــر فاس ــد ب ــآخر ص ــال ‪ ..‬ولكنن ــا بحاجـ ـ ملحـ ـ إل ــى عملي ــا‬

‫إص ــال واع ــادة هيكلـ ـ داخ ــل معظ ــم م ارف ــق الدولـ ـ بالش ــكل ال ــذي يجع ــل أي‬

‫حكوم ـ قادم ـ تكــون قــادرة علــى اإلصــال وتكــون أي ـاً ع ـاجزة عــن اإلفســاد‬

‫والمقتر كا تي‪..‬‬

‫هيكلة األجهزة الرقابية‬ ‫ا جهـزة الرقابيـ داخــل أي دولـ تكــون مهمتهـا مراقبـ ا داء الحكـومي‪ ،‬وتــوفير‬

‫تقـارير تو ـ مـد نجــا أو فشـل أو ســرع أو بـطء هــذا ا داء‪ ..‬ف ـالً عــن‬

‫كشــف أي ـ مغالطــا‬

‫أو حــاال‬

‫فســاد داخــل م ارفــق الدولـ التــي تقــوم الحكوم ـ‬

‫بادارتها‪ ..‬ولدينا في مصر العديـد مـن هـذ ا جهـزة منهـا علـى سـبيل المثـال ال‬

‫الحصر‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الجهاز المركزي للمحاسبا ‪.‬‬ ‫جهاز الرقاب اإلداري ‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪021‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الجهاز المركزي للتنظيم واإلدارة‪.‬‬

‫النياب اإلداري ‪.‬‬

‫وهذ ا جهزة مليط بالخب ار‬

‫من ا خطاء والمغالطا‬

‫بالفعل برصـد الكثيـر والكثيـر‬

‫والكوادر‪ ،‬وقد قام‬

‫وسوء اإلدارة والفساد‪ ،‬وأعد‬

‫الكثير من التقـارير فـي‬

‫هذا الشأن‪ .‬وكان من المفترل أن تكـون قـادرة علـى منـع الفسـاد وتـردي ا داء‬ ‫الحكومي ولكن لم يتم تفعيل ذلك لألسباب التالي ‪:‬‬

‫والتحويـل للق ـاء إال‬

‫‪‬‬

‫ال توفر القوانين لهذ ا جهزة إجـراء التحقيقـا‬

‫‪‬‬

‫ال يسم هذ ا جهزة وفق القوانين بنشر هذ التقارير للرأي العام‪.‬‬

‫بعد موافق كبار رجال الدول وعلى رأسهم رطيس الجمهوري ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ال تتـ ـوافر لألش ــخاا المس ــطولين ع ــن ه ــذ التق ــارير أيـ ـ حمايـ ـ م ــن‬ ‫الت ــييق علــيهم أثنــاء أداء عملهــم‪ ،‬أو إيــذاطهم إداريـاً ووظيفيـاً بســبب‬

‫إظهارهم لبعل الحقاطق‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تداخل التخصصا‬ ‫والمتابع ‪.‬‬

‫بين هـذ الهيطـا‬

‫قـد ينشـ تقصـير فـي المراقبـ‬

‫وبناء على ما تقدم يفترل عمل ا تي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إنشــاء إدارة أو هيط ـ عام ـ ت ــم تحتهــا كــل الجهــا‬

‫الرقابي ـ بحيــث‬

‫يــتم تنســيق ا عمــال بينهــا بســهول ‪ .‬وأن تكــون هيط ـ مســتقل بــنفس‬

‫‪121‬‬


‫‪020‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫درج االستقالل المنشودة للق اء‪.‬‬

‫‪‬‬

‫أن تـ ـ ــتم هيكل ـ ـ ـ طـ ـ ــرق العمـ ـ ــل داخـ ـ ــل هـ ـ ــذ ا جه ـ ـ ـزة بشـ ـ ــكل غيـ ـ ــر‬

‫‪‬‬

‫اإلداري ـ ‪،‬‬

‫بيروقراطي‪ ..‬ال يسم بالتأثير على ا داء الرقابي من داخلها‪.‬‬

‫أن تمكنهــا الق ـوانين مــن التحقيــق والمحاســب فــي الحــاال‬ ‫والتحوي ــل للق ــاء ف ــي الح ــاال‬

‫الجمهوري دون موافقا ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الجناطيـ ـ‬

‫ي مس ــطول حت ــى رط ــيس‬

‫أن تمكنها القوانين من نشر كل ما ال ي ر نشر بالصال العام مـن‬ ‫تقاريرهــا‪ ..‬ويكــون تحديــد ذلــك عــن طريــق لجن ـ مشــكل مــن مجلــس‬

‫الشعب‪.‬‬

‫‪‬‬

‫أن تــوفر الق ـوانين حماي ـ‬ ‫بالعمل‪.‬‬

‫فرادهــا مــن الــبطن اإلداري والم ــايقا‬

‫ـاز رقابيـاً قـاد اًر علـى تقيـيم ا داء الحكـومي واصـال مـا‬ ‫بهذا نكون قد وفرنـا جه اً‬

‫يعطب به‪ ،‬وقاد اًر على إيقاف ومالحق أي ظواهر فساد قد تنشـأ داخـل الجهـاز‬

‫الحكومي‪.‬‬

‫تنشيط احملليات‬ ‫المحليا‬

‫هي جزء من الجهـاز الحكـومي المسـطول عـن متابعـ وحـل المشـاكل‬

‫والهموم اليومي للمواطن‪ ،‬والجهـاز المحلـي داخـل كـل محافظـ هـو هيكـل دولـ‬

‫مصغرة لهذ المحافظ ‪ ..‬رطيسها هو المحافظ‪ ..‬ووزراطهـا هـم رؤسـاء ا حيـاء‪..‬‬

‫ومجلــس شــعبها هــو المجلــس المحلــي المنتخــب‪ .‬وتـوافر لهــا القـوانين مــا يؤهلهــا‬

‫‪121‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪022‬‬

‫داء عمله ــا تج ــا ح ــل المش ــاكل اليوميـ ـ للمـ ـواطن‪ .‬ولتواج ــدها جغرافي ــا داخ ــل‬

‫بدء بـ ـ كشك‬ ‫المحافظ وباشرافها الجبري على الكثير مما يتم داخل المحافظ ً‬ ‫ـاء بالمشـروعا العمالقـ داخـل المحافظـ ‪ ..‬فهـي قـادرة علــى‬ ‫السـجاطر ــ‪ ،‬وانته ً‬ ‫الدخول في التفاصيل اليومي لحياة المواطن داخل المحافظـ ‘ ومسـاعدته علـى‬

‫حلها‪ ..‬وهي همزة الوصل بينه وبين الحكوم المركزيـ ؛ نهـا فـي النهايـ تتبـع‬ ‫وزي ــر الحك ــم المحل ــي‪ .‬ولكـ ــن المش ــكل أن ــه ق ــد أصـ ــابها م ــا أص ــاب الحكوم ـ ـ‬

‫المركزيـ فــي الســابق مــن فســاد وتزويــر ومــا إلــى ذلــك‪ ..‬وأقتــر ا تــي لتحســين‬

‫أداء المحليا ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن تت ـوافر للمحــافظ ســلطا‬

‫‪‬‬

‫أن يتم انتخابـه داخـل كـل محافظـ ‪ ،‬وال يـتم تعيينـه مـن قبـل الحكومـ‬

‫‪‬‬

‫أن يتم انتخاب رؤساء ا حياء من داخل ا حياء أي ًا‪.‬‬

‫نادي الجميع داطمًا‪.‬‬

‫رطــيس الجمهوري ـ داخــل محافظتــه كمــا‬

‫المركزي ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أن تكون واليته محددة المدة كمدة رطيس الجمهوري ‪.‬‬

‫أن يت ـوافر جهــاز رقــابي لمتابع ـ ا داء المحلــي داخــل كــل محافظ ـ‬

‫عل ــى ش ــاكل الجه ــاز الرق ــابي للحكومـ ـ المركزيـ ـ ‪ ،‬وتك ــون ل ــه نف ــس‬ ‫اإلمكانيا‬

‫والصالحيا‬

‫وال مانا ‪.‬‬

‫وس ــوف يك ــون ذل ــك كف ــيالً باص ــال م ــا ش ــاب المحلي ــا‬

‫ف ــي الفتـ ـرة الس ــابق ‪،‬‬

‫‪122‬‬


‫‪023‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫وتمكينهــا مــن القيــام بواجباتهــا‪ ..‬ممــا سيســهل ويطــور حيــاة المص ـريين داخــل‬

‫محافظاتهم‪ ،‬ويجعلهم فـي غنـى عـن التعامـل مـع جهـا‬

‫ق اء حواطجهم اليومي ‪.‬‬

‫الحكومـ المركزيـ فـي‬

‫هيكلة األجور‬ ‫م ــا يزي ــد عل ــى نص ــف المصـ ـريين يع ــانون م ــن مش ــكل‬

‫ــعف ا ج ــر‪ ..‬وه ــذ‬

‫مقارنـ مـع معـدال‬

‫الت ــخم فـي ا ســعار‪،‬‬

‫المش ــكل قديمـ ـ ب ــدأ‬ ‫معـدال‬

‫وقـد كانـ‬ ‫بسـبب‬

‫ف ــي عهـــد الســـادات‪ .‬والموظف ــون يع ــانون م ــن‬

‫الزيـادة الســنوي بالمرتبـا‬ ‫الحكومــا‬

‫ــعف‬

‫إلـى حـد مــا مقيـدة فــي مـا تسـتطيع أن تقدمــه مـن زيــادا‬

‫ــعف المـوارد‪ .‬ومــع بدايـ التســعينا‬

‫بـدأ‬

‫معظــم م ارفـق الدولـ يكــون‬

‫لها دخالً إ افياً فوق المبال المخصصـ لهـا بالموازنـ العامـ للدولـ ‪ ..‬بع ـه‬ ‫فـي صــورة مــن تـأتي مــن الخــارإل بغـرل التطــوير‪ ،‬والــبعل ا خـر فــي صــورة‬

‫رســوم تحصــل مــن النــاس‪ ،‬والــبعل فــي صــورة نســب مــن الــدخل الــذي يحققــه‬

‫المرفــق فــي بعــل الحــاال ‪ .‬وبــدأ يحــدث نــوع هخــر مــن الزيــادة علــى المرتبــا‬ ‫فــي صــور ومســميا‬

‫مختلف ـ حســب طبيع ـ المرفــق كــالحوافز‪ ،‬أو الخطــط‪ ،‬أو‬

‫اللجــان‪ ..‬وهكــذا‪ ..‬ممــا جعــل الموظــف يحصــل علــى راتبــه المتوا ــع فــي بدايـ‬ ‫كل شهر‪ ،‬ثـم يحصـل علـى نصـيبه مـن تلـك الزيـادا‬

‫تباعـًا‪ .‬والخـتالف طبيعـ‬

‫هذ الزيادا ؛ فال توجد قاعدة محددة لتوزيعهـا‪ ..‬وقـد أمعـن النظـام السـابق فـي‬ ‫تمكـين كبـار المـوظفين وبعـل المحظيــين مـن الحصـول علـى النصـيب ا كبــر‬

‫من هذ الزيادة‪ ،‬وانتهـى ا مـر إلـى تشـو فـي هيكـل المرتبـا‬

‫‪123‬‬

‫فـي جميـع م ارفـق‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪022‬‬

‫الدولـ ‪ ،‬واجحــاف وعــدم عدالـ فـي توزيــع الــدخل بــين ا فـراد داخــل كــل مؤسسـ‬ ‫مــن مؤسســاتها‪ .‬وأصــبح‬

‫معانــاة الموظــف مزدوج ـ فهــو يعــاني مــن‬

‫ــعف‬

‫الدخل‪ ،‬وعدم القدرة‪ ..‬كما يعاني من اإلحسـاس بـالظلم عنـدما يـر مـن هـم فـي‬ ‫عمــر وخبرتــه وداخــل نفــس المرفــق الــذي يعمــل بــه يحصــلون علــى دخــل أكبــر‬

‫ال عن أن مرتبا‬ ‫بكثير‪ ..‬بال سبب منطقي‪ ..‬ف ً‬ ‫ونفـس الخبـرة أصــبح‬

‫نفس الوظيف ونفس المؤهل‬

‫تختلــف مـن مرفــق إلــى هخــر‪ ..‬سـواء كــان الموظــف مــن‬

‫الم ــوظفين الع ــاديين‪ ،‬أو م ــن المحظي ــين‪ .‬ولك ــي تتخي ــل حج ــم الف ــارق والتب ــاين‬ ‫ومد التشو فكل ما تحتاجه هو أن تستطلع بعل الحسابا‬

‫الدول ‪ ..‬وموجود بع ها على موقع و ازرة المالي ‪ ..‬ولو دقق‬

‫الختامي لمرافق‬

‫في أرقام ا جـور‬

‫وهي متفرع إلى عدة بنود بحسب طبيع المرفـق‪ ..‬سـتجد أن الشـيء المشـترك‬ ‫بين كل الحسابا‬

‫الختامي للمرافق هو وجود بند يسمي بالمكافـآ ‪ ..‬وتجـد أن‬

‫ه ــذا البن ــد داطمـ ـًا يو ــع في ــه قيمـ ـ تع ــادل ‪ %41‬أو أكث ــر م ــن إجم ــالي قيمـ ـ‬

‫ا جــور‪ ..‬فمــثالً لــو أن إجمــالي ا جــور بــالمرفق ‪ 02‬مليــون جنيــه‪ ،‬فســتجد بنــد‬ ‫المكافــآ‬

‫‪ 6‬مليــون مــن ال ـ ‪ 02‬مليــون‪ .‬وهــذا يعنــي أن نصــف قيمـ ا جــور أو‬

‫أكثر توزع في صورة مكافآ ‪ .‬وهنا يأتي الخلـل الكبيـر فـي هيكـل ا جـور وفـي‬

‫عـ ــدم العدال ـ ـ فـ ــي التوزيـ ــع‪ ..‬ن معنـ ــي المكافـ ــأة يـ ــوحي بأنهـ ــا قـ ــد ال تعطـ ــي‬

‫للجميع‪ ..‬أو على ا قل ال توجد قاعدة ثابت تنظمها‪.‬‬

‫وعلــى هــذا فحــل مشــكل ا جــور ال ــعيف للمــوظفين يكمــن فــي بنــد المكافــآ ‪،‬‬

‫وأقتر إعادة هيكل ا جور كحل لن يكلف الدول شيطا مع مراعاة ا تي‪:‬‬

‫‪124‬‬


‫‪024‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫إلغاء بنود ا جور القديم ‪.‬‬

‫احتساب إجمالي ما ينفق على بند ا جور في جميع مرافق الدول ‪.‬‬ ‫احتساب أعداد العاملين في كل درج وظيفي ‪.‬‬

‫إعادة توزيع مجمل ا جور بشكل عادل على الدرجا‬

‫الوظيفي ‪.‬‬

‫بهذا سيتم رفع ا جور ال عيف وكذلك تهذيب ا جور المت خم ممـا سيسـعد‬

‫الكثي ـ ـرين ويـ ــزعج القليلـ ــين وسـ ــينعكس إحسـ ــاس الجميـ ــع بالعدال ـ ـ علـ ــى ا داء‬

‫ا ف ل عمالهم‪ ،‬والنهول بمؤسساتهم نحو ا ف ل‪.‬‬

‫مفاهيم حتتاج إىل مراجعة‬ ‫يوثر في أداء البشر واإلدارة الكثير من المفـاهيم التـي قـد يتلقاهـا فـي تعليمـه أو‬

‫ثقافته‪ ..‬أو تفر ها عليه الظروف‪ ..‬وعلينـا أن نناقشـها لكونهـا أحـد المحركـا‬ ‫الرطيسي لإلنسان ولسلوكه‪ ،‬وبالتالي للمنتج منه‪..‬‬

‫مفاهيم اقتصادية مغلوطة‬ ‫وهــي مجموع ـ مــن المفــاهيم التــي يســتوعبها العقــل االقتصــادي المصــري علــى‬

‫غير داللتها الحقيقي ‪ ،‬بينما هي مجرد مجموع من المعاني الزاطف ومنا ‪..‬‬

‫‪125‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪026‬‬

‫عتلة اإلنتاج‬

‫داطما ما يتحدث الكثيرون في ا ون ا خيرة عن توقف اإلنتاإل و ـرورة إعـادة‬

‫ال علـى طبيعـ‬ ‫عجل اإلنتاإل للحرك ‪ ..‬وأريد هنـا أن نتعـرف بشـكل أكثـر تفصـي ً‬

‫اإلنتاإل في مصر عن طريق إمعان النظر في بعل ا رقام وسنالحظ ا تي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إجم ــالي ال ــدخل لع ــام ‪2100‬م ه ــو ‪ 341‬ملي ــار جني ــه‪ ..‬م ــنهم ‪232‬‬

‫مليــار جنيــه عبــارة عــن دخــل مصــلح ال ـراطب‪ ،‬و‪ 01‬مليــار جنيــه‬ ‫من ‪ ،‬و‪ 017‬مليار جنيه إيرادا‬

‫أخر (بترول وغاز ـ قنـاة السـويس‬

‫ـ أخري‪ .)..‬وأعتقد أن هذ ا رقام تو‬

‫أن الرقم ا كبر من الـدخل‬

‫الع ـ ــام ه ـ ــو حص ـ ــيل ال ـ ـ ـراطب‪ ..‬والت ـ ــي تمث ـ ــل ‪ %66‬م ـ ــن إجم ـ ــالي‬

‫الــدخل‪ ..‬وهــي عبــارة عــن جمــارك و ـريب مبيعــا‬

‫أربا تجاري ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ورســوم و ـريب‬

‫ما تنتجه مصر من الغذاء‪ ..‬سواء كان زراعياً أو صـناعياً‪ ..‬ال يزيـد‬

‫فــي معظــم ا ح ـوال عــن ‪ %41‬ممــا تســتهلكه‪ ..‬فــنحن مــثالً نســتهلك‬

‫قراب ‪ 21‬مليون طن من القم ‪ ..‬ننتج منها ‪ 8‬ماليين فقـط‪ ..‬والقمـ‬ ‫من السلع االستراتيجي في االستهالك في مصر‪ ..‬فما بالك بغير ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫دخــل مصــر مــن الســياح فــي ا ح ـوال العادي ـ فــي حــدود ‪ 02‬مليــار‬ ‫دوالر ‪ ..‬ه ــذا ال ــدخل ي ــأتي ع ــن طري ــق ق اربـ ـ ‪ 02‬ملي ــون س ــاط ف ــي‬

‫الس ــن ‪ .‬وه ــذا ال ــدخل طبعـ ـاً ال تحص ــل عليـ ـه الدولـ ـ ‪ ..‬وانم ــا تحص ــل‬

‫‪126‬‬


‫‪027‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫طيل منـه فـي صـورة رسـوم وتـذاكر للمتـاحف و ـراطب‪..‬‬

‫على قدر‬

‫أما الباقي فيذهب جزء‬

‫طيل منه إلى العاملين بالمنشـطا‬

‫السـياحي‬

‫من فنادق ومكاتب ومطاعم وغيرهـا‪ 22 ..‬ألفـاً‪ ،‬وبحسـب تقـدير و ازرة‬

‫السـياح ‪ ..‬والجــزء ا كبـر مــن الـدخل يــذهب إلـى أصــحاب المنشــطا‬

‫السياحي والمنتجعا ‪ .‬وطبعًا تستفيد الدولـ مـن تـوفير بعـل العملـ‬ ‫الصعب ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫تحويال‬

‫المصريين العاملين بالخارإل تزيد على ‪ 02‬مليار دوالر‪.‬‬

‫دخل قناة السويس ‪ 2‬مليار دوالر‪.‬‬

‫دقل مصر من البترول يعلم اهلل‪.‬‬

‫وكمــا يت ـ مــن ا رقــام‪ ..‬فــنحن لســنا دولـ منتجـ ‪ ..‬ولــو حتــى فــي إطــار مــا‬

‫نســتهلكه مــن الطعــام‪ .‬والــدخل العــام للدول ـ يعتمــد بشــكل رطيســي علــى الجباي ـ‬

‫وا وقــاف (بتــرول ـ ـ قنــاة الســويس)‪ ،‬ولــيس علــى اإلنتــاإل‪ .‬وأننــا فــي الواقــع لســنا‬ ‫بحاج إلى تدوير عجل اإلنتاإل‪ ..‬نه ليس‬

‫إلى إنشاء تلك العجل ‪.‬‬

‫‪127‬‬

‫هناك عجل ‪ ..‬وانما نحـن بحاجـ‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪028‬‬

‫فــخ التنميــة‬

‫هنالك مصطلحاً اقتصادياً شـاطع االسـتخدام‪ ..‬وهـو معـدل التنميـ ‪ ..‬وهـو معيـار‬

‫عام لزيـادة الـدخل ي دولـ ‪ ..‬وهـو عبـارة عـن نسـب الزيـادة فـي إجمـالي النـاتج‬ ‫القومي لدول في عام عـن العـام السـابق‪ ..‬فمـثالً لـو افتر ـنا أن النـاتج القـومي‬

‫لمص ـ ــر ع ـ ــام ‪ 2101‬ه ـ ــو ‪ 0111‬ملي ـ ــون جني ـ ــه‪ ،‬وأص ـ ــب ف ـ ــي الع ـ ــام الت ـ ــالي‬ ‫‪ 0011‬مليون جنيه؛ فان هذا معنا أن مصر قد حقق‬

‫معدل تنمي ‪ %01‬في‬

‫عــام ‪ 2100‬مقارن ـ بعــام ‪ ،2101‬وهــذا المعــدل فــي نمــو النــاتج يمكــن تطبيقــه‬ ‫علــى مصــطل اقتصــادي هخــر وهــو متوســط دخــل الفــرد‪ ..‬ويــتم احتســابه عــن‬ ‫طري ــق قس ــم إجم ــالي الن ــاتج الق ــومي عل ــى ع ــدد الس ــكان (كأن ــك ف ــي الجنـ ـ )‪،‬‬

‫وبالتــالي نســتطيع أن نقــول أن متوســط دخــل الفــرد قــد زاد بنســب عش ـرة بالماط ـ‬

‫أي ـًا فــي ع ــام ‪ 2100‬مقارن ـ بعــام ‪ .2101‬والواق ــع أن هــذ ا رقــام ال تعن ــي‬ ‫شيطاً بالنسب لمعظم أفراد الشعب‪ ..‬ن السؤال الجدير بالذكر هـو‪ :‬كيـف يـوزع‬ ‫الناتج القومي؟‪ ،‬والى من ذهب‬ ‫كانـ‬

‫الزيادة في النـاتج القـومي؟‪ .‬وجميعنـا يـدرك كـم‬

‫الحكومـ الســابق تتنــدر علينــا بمعـدال‬

‫التنميـ التــي تحققهــا‪ ،‬ويشــيد بهــا‬

‫صندوق النقد الدولي‪ ،‬بينما نحن نعاني ما نعانيه مـن زيـادة فـي البطالـ وثبـا‬

‫في ا جور وزيادة في ا سعار‪.‬‬

‫البورصة‬

‫البورص ـ عبــارة عــن مؤسس ـ اقتصــادي ت ـديرها الدول ـ بغــرل تحقيــق مطلبــين‬

‫‪128‬‬


‫‪029‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫اقتصاديين مهمين هما‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫توفير فرا استثمار مأمون قليل المخاطر للعام ‪.‬‬

‫توفير فرا تمويل جيدة للشركا‬

‫واالستثما ار ‪.‬‬

‫ويتحقــق الهــدفان عــن طريــق البورص ـ ‪ ..‬حيــث يــتم تســجيل الشــركا‬

‫بهــا؛ مــع‬

‫تقسيم رأسمالها إلى أسهم‪ ..‬قيمـ السـهم تسـاوي إجمـالي قيمـ أصـول ومقومـا‬

‫الش ـ ـرك مقسـ ــوم علـ ــى عـ ــدد ا سـ ــهم‪ .‬وتقـ ــوم البورص ـ ـ بعـ ــرل هـ ــذ ا سـ ــهم‬ ‫للعامـ ـ ‪ ..‬حي ــث يق ــوم بع ــل الن ــاس بشـ ـراطها ا س ــهم بغ ــرل االس ــتثمار‪ .‬بع ــد‬ ‫الشراء يكون صاحب كل سهم مستحقاً لنصـيب مـن أربـا الشـرك يتناسـب مـع‬ ‫حجــم مــا يملكــه مــن أســهم لشــرك محــددة‪ ..‬حيــث يقــوم بتحصــيل هــذ ا ربــا‬

‫س ــنويًا م ــن الش ــرك ص ــاحب ا س ــهم‪ ..‬ه ــذا طـ ـوال فتـ ـرة اس ــتثمار ‪ ،‬وه ــي فتـ ـرة‬

‫احتفاظــه با ســهم‪ .‬وفــي حالـ احتيــاإل المســتثمر إلــى اســترداد رأس المــال الــذي‬

‫اشــتر بــه ا ســهم يمكنــه عر ـها للبيــع عــن طريــق البورصـ أي ـًا والحصــول‬

‫على ثمن البيع‪.‬‬

‫القيمة اجسمية والقيمة السوقية‬

‫القيمـ ـ االس ــمي للس ــهم ه ــي القيمـ ـ المحتس ــب للس ــهم عن ــد إص ــدار ‪ ،‬والت ــي ي ــتم‬

‫احتســابها بقســم قيم ـ أصــول ومقومــا‬

‫الشــرك المصــدرة لألســهم علــى عــدد‬

‫ا سهم المصدرة‪ .‬أما القيم السوقي فهي السعر الذي يمكن أن يباع بـه السـهم‬

‫‪129‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪031‬‬

‫عن ــد عر ــه بالبورصـ ـ ‪ .‬وه ــذ القيمـ ـ تك ــون عر ـ ـ لالرتف ــاع أو االنخف ــال‬ ‫بحس ــب الع ــرل والطل ــب عل ــى الس ــهم‪ .‬وع ــادة م ــا يك ــون ذل ــك مـ ـرتبط بالحالـ ـ‬

‫االستثماري للشرك صاحب السهم ونسب ا ربـا التـي توزعهـا‪ .‬فكلمـا تحسـن‬

‫ا حـوال االسـتثماري للشـرك ‪ ..‬كلمـا زاد‬

‫القيمـ السـوقي للسـهم الخـاا بهــا‪..‬‬

‫والعكــس بــالعكس‪ .‬ومــن ناحي ـ أخــر يمكــن أن تــزداد القيم ـ الســوقي لألســهم‬ ‫بش ــكل عـ ــابر بسـ ــبب زي ــادة إقبـ ــال النـ ــاس عل ــى االسـ ــتثمار بالبورص ـ ـ ‪ ..‬وتقـ ــل‬

‫بعزوف الناس عن االستثمار بها‪.‬‬

‫وعنــدما تمتلــك عــدداً مــن ا ســهم لإلحــد الشــركا‬ ‫عــادة تســتطيع تحديــد قيمتهــا مــن خــالل‬

‫المســجل بالبورص ـ ؛ فانــك‬

‫ــرب عــدد ا ســهم لــديك فــي القيم ـ‬

‫السوقي للسهم (هخـر سـعر متـداول بالبورصـ )‪ .‬و ن هـذ القيمـ متغيـرة ارتفاعـاً‬ ‫وانخفا ـًا‪ ..‬فانــك تشــعر بخســارة جــزء مــن أموالــك عنــد انخفــال ســعر الســهم‪،‬‬ ‫وتشــعر بكســب جــزء إ ــافي علــى أموالــك عنــد ارتفــاع ســعر الســهم‪ .‬ولكــن هــذ‬

‫الخســارة وهــذا المكســب ال يتحققــان فعلي ـاً إال إذا قم ـ‬ ‫كنـ ـ ـ‬

‫ببيــع ا ســهم‪ .‬ولكــن إذا‬

‫مس ـ ــتثم ًار بالبورصـ ـ ـ بغ ـ ــرل جن ـ ــي ا رب ـ ــا م ـ ــع االس ـ ــتمرار ف ـ ــي ه ـ ــذا‬

‫االستثمار؛ فلن يعنيك ارتفاع أو انخفال قيم السهم‪ ،‬ولكن الذي سيعنيك هو‬ ‫قيمـ ا ربــا التــي تحققهــا الشــرك صــاحب ا ســهم‪ ،‬والتــي سـتتحدد بنــاء عليهــا‬ ‫نصيب أسهمك من ا ربا ‪.‬‬

‫المضاربة‬

‫الم ــارب عمليـ يقــوم فيهــا المســتثمر بالبورصـ بشـراء ا ســهم بغــرل بيعهــا‪،‬‬

‫‪131‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪030‬‬

‫ولــيس بغــرل االســتثمار فيهــا‪ ..‬حيــث يقــوم بش ـراطها فــي لحظ ـ يتوقــع فيهــا أن‬ ‫يــزداد ســعر ا ســهم فــي المســتقبل القريــب جــدًا‪ ..‬وينتظــر حتــى يــزداد الس ــعر‬

‫الســوقي لألســهم علــى الســعر الــذي اشــتر بــه‪ ،‬ثــم يقــوم بـالبيع‪ .‬وبمــا أن تغييــر‬ ‫الســعر الســوقي ي ســهم خــالل فت ـرة قصــيرة هــو مســأل عــرل وطلــب؛ فمــن‬ ‫الممك ــن ل ــبعل المس ــتثمرين بمب ــال كبيـ ـرة ف ــي البورصـ ـ أن يتالعبـ ـوا بأس ــعار‬

‫ا ســهم ارتفاع ـاً وانخفا ـاً لتحقيــق المكاســب‪ .‬وعمليــا‬

‫الم ــارب تــؤثر كثي ـ اًر‬

‫علـ ــى البورص ـ ـ فـ ــي تحقيـ ــق أهـ ــدافها االقتصـ ــادي واالسـ ــتثماري ‪ ..‬فكلمـ ــا زاد‬ ‫الم اربا‬

‫ا هداف‪ ..‬والعكس بالعكس‪.‬‬

‫تراجع‬

‫إدارة البورصة‬

‫تم توجيه اإلدارة بالبورص في العهد الباطد بنفس الطريق التي أدير بهـا بـاقي‬

‫مرافق الدول ‪ .‬وبدالً مـن أن تقـوم البورصـ باصـدار الترتيبـا‬

‫الم ـ ــارب ‪ ..‬فعلـ ـ ـ‬

‫العك ـ ــس‪ ..‬وذل ـ ــك باص ـ ــدار الترتيب ـ ــا‬

‫الم ارب ‪ ..‬منها على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫لمقاومـ عمليـا‬

‫لتمك ـ ــين عملي ـ ــا‬

‫تمكين المستثمر من الشراء والبيع في نفس اليوم‪.‬‬

‫توفير إمكاني إقرال الممول أثناء استثمار بالبورص ‪.‬‬ ‫تمكين المستثمر من بيع بعل ا سهم قبل ش ارطها!‪.‬‬

‫وعلى هذا تحول‬

‫‪131‬‬

‫البورص إلى هلي خسارة لصغار المستثمرين‪ ،‬وهلي م ارب‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪032‬‬

‫ومكس ــب لكب ــار المس ــتثمرين‪ .‬ول ــم تع ــد ت ــؤدي ش ــيطاً لالقتص ــاد أو االس ــتثمار‪.‬‬

‫وتحول ـ ـ‬

‫إلـ ــى أخبـ ــار فـ ــر أثنـ ــاء الصـ ــعود‪ ،‬وبكـ ــاء أثنـ ــاء الهبـ ــوط (والحكوم ـ ـ‬

‫إلكتروني )‪.‬‬

‫مفاهيم سياسية مضللة‬ ‫وه ــي مف ــاهيم تتص ــل بالمش ــهد السياس ــي ال ــذي ي ــزدحم بالعدي ــد م ــن المف ــردا‬

‫والمصطلحا‬

‫التي يتم ت ليل الرأي العام بها‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬

‫مفهو الثورة بين الواقع والمستقبل‬

‫عندما ثار المصريون على النظام الباطد كان الهدف هـو تغييـر الواقـع وتحسـين‬

‫المستقبل‪ .‬و ن عملي انتزاع السلط لم تكـن لتتحقـق بـالحوار‪ ..‬فكـان الزمـا أن‬ ‫تنتــزع بالصــدام‪ .‬وأود أن أعطــي تشــبيها لحــال مصــر أثنــاء العهــد البائــد بحــال‬

‫إنس ــان مـ ـريل م ــرل م ــزمن ال يمك ــن معالجت ــه بال ــدواء‪ ،‬وأص ــب ل ازمـ ـًا علي ــه‬

‫اللجوء للجراح ‪ ..‬والعالإل بالدواء سهل‪ ..‬حيث يمكنك أخذ الدواء في مواعيـد ‪،‬‬ ‫مع االستمرار في أداء عملك ونشاطك اليوميين‪ ..‬أما فـي حالـ الج ارحـ ؛ فانـك‬ ‫طر إليقاف أعمالك ونشـاطك قبـل وأثنـاء وبعـد الج ارحـ ‪ ..‬وقـد تمـر‬ ‫ستكون م‬ ‫اً‬ ‫بمرحل ـ نقاه ـ ‪ ..‬وبعــدها تســتطيع أن تســتعيد نشــاطك‪ .‬ولكنــك بعــد بعــل مــن‬

‫الوقـ‬

‫ووقــف الحــال الــذي ســتعانيه أثنــاء الج ارحـ ‪ ..‬إال أنــك ستســتعيد نشــاطك‬

‫وأعمالك بشكل أف ل في المستقبل‪ .‬وما أود أن أقوله هو أننـا كشـعب مصـري‬

‫مادمنا نرغب في تحقيق مستقبل أف ـل لنـا و والدنـا؛ فيجـب أن نتحمـل تبعـا‬

‫‪132‬‬


‫‪033‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫وثمــن هــذا التغيي ــر مهمــا كانـ ـ ‪ ،‬وأال نتصــور أب ــدا أنــه س ــيكون لــدينا مس ــتقبل‬

‫أف ل بدون معاناة وقتي ‪.‬‬

‫مفهو نظا يحكمنا‪ ..‬أ يقدمنا‬

‫مــن المعلــوم عــن الثــو ار أنهــا بال ــرورة تســتبدل نظامـاً ديكتاتوريـاً يســتأثر فيــه‬

‫الحــاكم بــالحكم‪ ..‬بنظــام ديمق ارطــي يتحــول فيــه الحــاكم والحكوم ـ إلــى مــوظفين‬ ‫لدي الشعب الذي يختارهم لتقديم خدم الحياة ا ف ل‪ ..‬ثم يقيمه‪ ،‬ثـم يسـتبعد‬

‫أو يثبتــه بنــاء علــى أداط ـه‪ ..‬وأن عملي ـ اختيــار وتقيــيم الحــاكم تكــون بنــاء علــى‬ ‫م ــد الت ازم ــه بالتوج ــه ب ــالبالد نح ــو ا ف ــل‪ ..‬ول ــيس أي ش ــيء هخ ــر‪ .‬ولك ــن‬

‫لألسف هذ الثقاف ليس‬ ‫ســأل‬

‫راسخ بعـد لـد الكثيـر مـن أفـراد الشـعب‪ ..‬نـك لـو‬

‫أيــا مــنهم‪ :‬مــن تختــار ليكــون رطيس ـًا؟؛ فســيقول‪ :‬فــالن‪ ..‬ثــم لــو ســألته‪:‬‬

‫لمــاذا؟‪ ..‬ســيقول لــك‪ :‬إنــه ا ف ــل‪ ..‬وا حــر بــه أن يقــول لــك‪ :‬أنــه يعتقــد أنــه‬ ‫ا ف ــل‪ ..‬حت ــى تثبـ ـ‬

‫التجربـ ـ ذل ــك أو عكس ــه‪ .‬وأن ــه أي ــا مـــا ك ــان اختيارنـ ــا‬

‫لشخا‪ ..‬فيجب أال ننس أمور مهم ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أننــا نختــار شخص ـًا ليــؤدي مهم ـ أو وظيف ـ محــددة‪ ،‬والبــد أن تكــون‬

‫‪‬‬

‫أن هذا الشخا الـذي نختـار يجـب أن يكـون عر ـ لعمليـا‬

‫تقيـيم‬

‫‪‬‬

‫أن إسناد المهم لهذا الشخا سيكون جل محدد‪ ..‬وليس لألبد‪.‬‬

‫محددة‪.‬‬

‫مستمرة‪ ..‬تحدد نجاحه أو فشله‪.‬‬

‫‪133‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪032‬‬ ‫‪‬‬

‫أنــه بع ــد انته ــاء الم ــدة ســتتم عمليـ ـ جدي ــدة لالختي ــار‪ ،‬وأن الش ــخا‬ ‫المختار فـي المـدة ا ولـى قـد ال يـتم اختيـار فـي المـدة التاليـ ؛ بسـبب‬

‫فشــله فــي أداء المهم ـ ‪ ،‬أو بســبب ظهــور مــن نظــن أنــه أكثــر كفــاءة‬ ‫منه‪.‬‬

‫‪‬‬

‫أنــه مهمــا كان ـ‬

‫كفــاءة الشــخا؛ فــال يجــب أن يســتمر فــي مهمتــه‬

‫لألبد ننا داطماً سنكون بحاج إلى‬

‫ي الدماء الجديدة‪.‬‬

‫اإلضرابات واإلصيحات‬

‫عند قيام الثورة‪ ..‬بعد عهود طويل من الظلم لجميع طواطف المجتمع‪ ،‬وكنتيج‬

‫طبيعي ـ لنجــا الثــورة فــي إ ازل ـ النظــام‪ ..‬بــدأ الجميــع يطالــب بحقوقــه المهــدرة‪،‬‬

‫ورفــع الظلــم عنــه‪ .‬وهــذ المطالبــا‬

‫موجهـ بطبيعـ الحــال لمــن تــولى إدارة أمــر‬

‫الدولـ ـ ـ ب ـ ــدالً مـ ـ ـن النظ ـ ــام الق ـ ــديم‪ ..‬وم ـ ــن الطبيع ـ ــي أن ه ـ ــذ اإلدارة بمختل ـ ــف‬ ‫مســتوياتها قــد ال تكــون قــادرة علــى التلبيـ المباشـرة لمطالــب الم ـربين؛ فيكــون‬ ‫ردهــا بشــكل مباشــر هــو أنهــا ال تســتطيع تحقيــق هــذ المطالــب ا ن‪ ..‬بــل وقــد‬

‫يزيــد علــى ذلــك بنصــيح الم ـربين ب ــرورة فــل إ ـراباتهم حتــى ال تــزداد‬

‫ـوء‪ .‬أي أنــك عنــدما تكــون مســطوالً‪ ،‬ويطلــب‬ ‫الحال ـ اإلنتاجي ـ أو االقتصــادي سـ ً‬ ‫منــك موظــف تحســين أحوالــه عمــا هــي عليــه‪ ..‬فتنصــحه بعــدم الطلــب واإللحــا‬ ‫حتى ال تستاء حالته عما هي عليه‪ .‬ويصبح هدف التميع بعـد الثـورة هـو أن‬ ‫تعود االحوال إلى ما قبل الثورة‪ .‬وهنا يوجد خطأً منهجياً‪ ..‬ننا قد نتقبـل عـدم‬

‫اســتطاع المســطول تحقيــق مطالبنــا فــي الوق ـ‬

‫الحــالي‪ ،‬ولكننــا ال نســتطيع أن‬

‫‪134‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪034‬‬

‫نوقف مطالبنا إال عندما يقوم المسطول بتحديد موعداً لتنفيذها‪ .‬وأنـه إن لـم يكـن‬

‫قــاد ًار علــى تحديــد موعــد للوفــاء بمطالــب النــاس‪ ..‬يصــب هــذا المســطول غيــر‬ ‫صــال لمنصــبه؛ ن الــذي يقبــل أن يتــولي منصــباً وليسـ‬

‫لديــه رؤيـ لتحســين‬

‫ا حوال‪ ..‬يصب كغراب البين الـذي يحـدثنا فقـط عـن سـوء الحـال وسـواد ا يـام‬ ‫وظالم المستقبل ونحن في غنى عن ذلك‪.‬‬

‫‪135‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪036‬‬

‫خامت ـ ــة‬ ‫فــي الخت ــام‪ ..‬أرجــو أن أك ــون قــد أو ــح‬ ‫طريق نهضـة مصـر‪ ..‬وان كنـ‬

‫بعــل المعـ ـرقال‬

‫والمحف ـ از ف ــي‬

‫لـم أحصـها جميعـاً‪ ..‬ننـي أرد‬

‫كثرهـا و ــوحًا وتـأثي ًار‪ .‬ومــا أتمنــا أن تكـون هــذ الصــفحا‬

‫قناع في قـدرة مصـر وشـعبها علـي تحقيـق النه ـ فـي وقـ‬

‫القناع ـ البــد أن تكــون زادًا للجميــع فــي مواجه ـ المحــاوال‬

‫أن أتعـرل‬

‫قـد وفــر للقــارئ‬ ‫غيـر كبيـر‪ .‬هـذ‬

‫الخارجي ـ والداخلي ـ‬

‫لتكريس حالتي اإلحبـاط واليـأس لـدي الشـعب المصـري‪ ،‬وأن نعـرف جميعـاً أن‬

‫أياً كان‬

‫طبيع وتوجه من يتولي الحكم في مصر؛ فمن غيـر المقبـول منـه أن‬

‫يستص ــعب أو يس ــتبط التعام ــل م ــع مش ــاكلنا‪ ..‬فلس ــنا بحاجـ ـ إل ــي معجـ ـزة أو‬ ‫حكوم غير عادي للقيـام بحـل مشـاكلنا‪ .‬كـل مـا نحتاجـه هـو حكومـ تعلـم أنهـا‬

‫مسـطول ـ ومسـاءل ــ‪ ..‬تعـرف كيـف تسـتعين بـالخب ار المصـري الكثيـرة‪ ..‬كمـا‬ ‫تعــرف أنهــا ستحاســب علــي أيـ أخطــاء تقــع فيهــا‪ ..‬فـاذا تــوافر ذلــك؛ لــن تكــون‬

‫هنالــك أي ـ صــعوب فــي تحقيــق النه ـ ‪ .‬وان لــم يحــدث‪ ..‬ال قــدر ان‪ ..‬فالعل ـ‬

‫ستكون كما كان‬ ‫اإلمكانيا‬

‫داطماً في الحكومـ والمسـطولين‪ ،‬وليسـ‬

‫المتاح ‪.‬‬

‫فـي الظـروف أو فـي‬

‫كما أتمني أن يعلم الجميـع أن النهضـة التـي يمكـن تحقيقهـا فـي مصـر سـتكون‬ ‫بالمصريين تميع ا‪ ،‬وليست بقائد مله أو عبقري أو متدين‪ ..‬بل ستتحقق مـن‬

‫خ ــالل هلي ــا‬

‫العناصر هي‬

‫العم ــل‪ ..‬والتخط ــيط والحس ــاب والرقابـ ـ ‪ ،‬والمحاس ــب ‪ ..‬ن ه ــذ‬ ‫مان النجا في الحياة التي سنها الخالق في خلقه‪.‬‬

‫‪136‬‬


‫‪037‬‬

‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫المو وع‬

‫حمتويات الكتاب‬

‫الصفح‬

‫‪3 ............................................................‬‬ ‫إهداء‬ ‫تقديم ‪4 .............................................................‬‬

‫‪............................................................‬‬ ‫مقدم‬ ‫توطط ‪........................................................... ..‬‬ ‫منهجي الحل ‪.....................................................‬‬ ‫معطيا المشكل ‪..................................................‬‬ ‫معطيا الحل ‪....................................................‬‬ ‫منصا االنطالق نحو الحل ‪.....................................‬‬

‫الفصل االول‪ :‬هل يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ‪.....‬‬ ‫‪.................................................‬‬ ‫عناصر النه‬ ‫ثروا مصر ‪.....................................................‬‬ ‫الو ع اإلقليمي ‪....................................................‬‬ ‫الو ع الدولي ‪....................................................‬‬ ‫‪.......................................‬‬ ‫إسراطيل والواليا المتحدة‬ ‫مداخل التحول إلى دول عظمى ‪................................‬‬ ‫أهداف منظوم التعليم ‪...........................................‬‬ ‫أهداف منظوم االقتصاد ‪.......................................‬‬ ‫أهداف المنظوم السياسي ‪.......................................‬‬ ‫‪.........................................‬‬ ‫أهداف المنظوم الديني‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬اجستحقا اجقتصاد‬

‫‪137‬‬

‫‪.........................‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪038‬‬

‫االقتصادي ‪ ..‬من الممكن أن نفعلها ‪52 .....................‬‬

‫النه‬ ‫اإلنسان ‪............................................................‬‬ ‫التعداد السكاني ‪....................................................‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫الثروا الزراعي‬ ‫الثروة الحيواني ‪....................................................‬‬ ‫البحار و الثروة السمكي ‪...........................................‬‬ ‫‪.....................................................‬‬ ‫الثروة الرملي‬ ‫‪...........................................‬‬ ‫الثروة الشمسي والريا‬ ‫‪....................................................‬‬ ‫الثروة المعدني‬ ‫الطاق ‪.............................................................‬‬ ‫السياح ‪............................................................‬‬ ‫قناة السويس ‪.......................................................‬‬ ‫‪............................‬‬ ‫الحيرة بين االشتراكي والرأسمالي‬ ‫‪................................................‬‬ ‫اشتراكي الحكوم‬ ‫رأسمالي الشعب ‪..................................................‬‬ ‫هل نحتاإل إلى االستثما ار ا جنبي ‪ ..‬السؤال الفصامي؟ ‪.....‬‬

‫‪.....................................................‬‬ ‫ملف البطال‬ ‫فكرة الحل ‪.........................................................‬‬ ‫مشروع جمع القمام‬ ‫‪..............................................‬‬ ‫مشروع استصال ا ار ي بنظام االنتفاع‬

‫‪.......................‬‬

‫معسك ار الشباب‬

‫‪..................................................‬‬

‫معسك ار التأهيل‬

‫‪..................................................‬‬

‫معسك ار التدريب‬

‫‪................................................‬‬

‫‪138‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬ ‫معسك ار اإلنتاإل‬ ‫ممر التنمي‬

‫‪78 ..................................................‬‬

‫‪.......................................................‬‬

‫الطريق الرطيسي والمحور‬

‫‪.........................................‬‬

‫التجمعا‬

‫السكني‬

‫‪..................................................‬‬

‫التجمعا‬

‫الزراعي‬

‫‪................................................‬‬

‫الخدما‬

‫‪039‬‬

‫‪..........................................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬اجستحقا اجتتماعي واالقيقي ‪............‬‬ ‫الخوف ‪............................................................‬‬ ‫اليأس ‪.............................................................‬‬ ‫السلبي ‪............................................................‬‬ ‫االستهالك ‪.........................................................‬‬ ‫‪.......................................‬‬ ‫العرف والتباهي والجدو‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫الشاطعا‬ ‫خاب من استشار ‪..................................................‬‬ ‫العاطفي في التوجه ‪.............................................‬‬ ‫نموذإل مشروع جامع زويل ‪....................................‬‬ ‫نموذإل عالإل السرطان ‪..........................................‬‬ ‫‪...................................................‬‬ ‫نموذإل العمرة‬ ‫إهدار ا فراد ‪.....................................................‬‬ ‫الغن التجاري ‪...................................................‬‬ ‫الغن اإلعالمي واإلعالني ‪99 ......................................‬‬

‫‪139‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪021‬‬

‫الغن االقتصادي ‪.................................................‬‬ ‫الغن الطبي ‪....................................................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫معالج تشوها الشخصي المصري‬ ‫ملف اإلصال الديني ‪............................................‬‬ ‫انتشار ثقاف العبادا ال المعامال‬ ‫‪...............................‬‬ ‫انتشار ثقاف الدعاء ال العمل ‪......................................‬‬ ‫سيطرة ثقاف التعصب الديني‬ ‫االهتمام بدور العبادة‬ ‫ملف التكافل االجتماعي‬

‫‪......................................‬‬

‫‪.............................................‬‬ ‫‪..........................................‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬اجستحقا التعليمي ‪............................‬‬ ‫ثقاف التعليم عند ا سر المصري ‪...............................‬‬ ‫‪..........................................................‬‬ ‫الطمو‬ ‫ا داء ‪...........................................................‬‬ ‫المدرس‬ ‫‪..........................................................‬‬ ‫الكتب الخارجي‬

‫‪...................................................‬‬

‫الدرس الخصوصي ‪...............................................‬‬ ‫التكيف مع الفشل التعليمي وااللتفاف عليه ‪......................‬‬ ‫ثقاف التعليم عند الو ازرة ‪........................................‬‬ ‫مفهوم العملي التعليمي ‪............................................‬‬ ‫اإلمكانيا المتاح ‪111 ...............................................‬‬ ‫النقل والتقليد (غياب الرؤي ) ‪.....................................‬‬ ‫الهدف من التعليم ‪.................................................‬‬

‫‪141‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫‪020‬‬

‫مشكل ا عداد ‪....................................................‬‬ ‫‪............................................................‬‬ ‫النخب‬ ‫‪..........................................................‬‬ ‫الموازن‬ ‫التعليم والنهول بالمجتمع ‪......................................‬‬ ‫التعليم والتقدم العلمي ‪............................................‬‬ ‫كيف ينج التعليم في مصر؟‪ ..‬سؤال الساع ‪.................‬‬ ‫المعلم ‪.............................................................‬‬ ‫الو ازرة ‪............................................................‬‬ ‫‪.............................‬‬ ‫اعتبا ار تصميم المناهج الدراسي‬ ‫السياح التعليمي وتصدير التعليم ‪...............................‬‬ ‫الفصل القامس‪ :‬اجستحقا المعلوماتي ‪.....................‬‬ ‫‪.........................................‬‬ ‫النجا ثقاف معلوما‬ ‫في السياس ‪......................................................‬‬ ‫في االقتصاد ‪......................................................‬‬ ‫في إهدار الثروة ‪.................................................‬‬ ‫في تكوين الرأي ‪.................................................‬‬ ‫في اختبار الرأي ‪.................................................‬‬ ‫في التعليم ‪........................................................‬‬ ‫‪.................................................‬‬ ‫التخطيط للنجا‬ ‫الخطط االستراتيجي ‪.............................................‬‬ ‫‪151 .................................................‬‬ ‫الخطط التكتيكي‬ ‫‪........................................‬‬ ‫خط على مستو الدول‬ ‫الخط االستراتيجي ‪...............................................‬‬ ‫الخطط التكتيكي‬

‫‪141‬‬

‫‪...................................................‬‬


‫﴿ ثـــورة ينايـــر ﴾‬

‫‪022‬‬ ‫خطط فردي‬

‫‪.......................................................‬‬

‫مواصفا‬

‫الخط اإلستراتيجي‬

‫مواصفا‬

‫الخط التكتيكي‬

‫‪....................................‬‬ ‫‪........................................‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬استحقا إصي التهاز اإلدار للحكومة ‪...‬‬ ‫اإلصال الحكومي ‪.............................................‬‬ ‫هيكل ا جهزة الرقابي ‪............................................‬‬ ‫تنشيط المحليا ‪..................................................‬‬ ‫هيكل ا جور ‪....................................................‬‬ ‫‪......................................‬‬ ‫مفاهيم تحتاإل إلى مراجع‬ ‫مفاهيم اقتصادي مغلوط ‪........................................‬‬ ‫عجل اإلنتاإل ‪....................................................‬‬ ‫في التنمي‬ ‫البورص‬

‫‪.........................................................‬‬ ‫‪..........................................................‬‬ ‫‪....................................‬‬

‫القيم االسمي والقيم السوقي‬ ‫الم ارب‬

‫‪........................................................‬‬

‫إدارة البورص‬ ‫‪...................................................‬‬ ‫مفاهيم سياسي م لل ‪155 ............................................‬‬ ‫مفهوم الثورة بين الواقع والمستقبل‬ ‫‪...............................‬‬ ‫مفهوم نظام يحكمنا أم يخدمنا‬ ‫اإل رابا‬

‫واإلصالحا‬

‫‪.....................................‬‬

‫‪..........................................‬‬

‫‪142‬‬


‫﴿ كيف يمكن أن تصبح مصر دولة عظمى؟ ﴾‬

‫خاتم‬

‫‪143‬‬

‫‪..........................................................‬‬

‫‪023‬‬

‫‪138‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.