كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
1
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
كـتاب
سوق األسرار إلى حضرة الشاهد الستار
تأليف
خاتوت الوحققيي ّقدّة أُل الزسْخ ّاليقيي سيدًا ّسٌدًا الوْلى الحاج األحسي بي هحود بي أبً خواعت البعقيلً السْسً أصال البيضاّي ّطٌا هتع هللا بحياتَ الوسلويي ّاإلسالم آهيي
الطبعت الثاًيت ـ تًْس ُ0341ـ 2110/م
2
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الكتاب : سوق األسرار إلى حضرة الشاهد الستار
المؤلف الحاج األحسن البعقيلي
الطبعت الثاًيت ـ تًْس 2110
خويع الحقْق هحفْظت رـ دـ م ـ ك 5 :ـ11ـ011ـ0040ـISBN : 070 تن طبع ُذا الكتاب فً : الشزكت التًْسيت للٌشز ّتٌويت فٌْى الزسن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ SOTEPA GRAPHIC ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ًِ ،0ح هحود رشيد رضا ـ 0112تًْس الِاتف / 70 010 044 :الفاكس 70 011 304 : تًْس ــــــــــــ 2110
3
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
باسن هللا الزحواى الزحين وصمى اهلل عمى سيدنا محمد وآلو وصحبو وسمم تسميما
الحمد هلل الذى ىدى اليو من استيداه ونصر عمى جيوش النفوس من اجتباه وارشد كرائم االرواح لثبات جاللو وأوقفيا بين يديو الفاضة جمالو الفاعل المنفرد المختار
الحاكم بفضمو وعدلو عمى فاعل االضطرار والصالة والسالم عمى امام الواصمين وقبمة المريدين قائد الغر المحجمين فاتح النبوءة وخاتميا اصل المكونات وروحيا ىادى أىل السعادة وممدىا معمم آداب العبودية بالتعمق بالربوبية من ال يدل إال عمى مواله بحالو
ومقالو باب الحضرة وينبوع العمم الوىبى بمسانو صالة وسالماً مناسبين لمقام كمالو
وليست إال من مواله مفاضة من حضرة كمالو .وبعد فإني لما من اهلل عمي بحضرة دين
المنعم عمييم من االَصفياء تذكرت إخواننا العبيد االتقياء فأحببت أن اوضح لنا وليم زالل العبودية لتنقشع عنيا العبودة المحضة ويزال نقاب محياىا بعبارة غضة فيعقبيا
ذوق ما أشار لو العارفون باساطير التمويح والكناية فيربح كل تاجر باحكام فيم ما ٍ شيء المحرك المسكن. سطرناه بالعناية فاهلل المبدئ المتم المعيد ىو الذى انطق كل المفظ قالب المعاني والقمب قالب االسرار والمراد لممبانى وسميتو سوق االسرار إلى
حضرة الشاىد الستار وبعد فميعمم المبيب أن كل ما خطر ببالو فاهلل بخالفو وأن ىذا
الكتاب إنما يساق بو مساق االمثال وىو وما فيم منو وما تخيمو االفيام عند تقريره رمز
حادث ال غير وأن المقصود بو إفراد الوجية إلى حضرة االلوىية وىو المعبر عندىم
بالتوحيد فالتوحيد توجيو وافراد الوجية إلى سيادة المالك بالخشوع والخضوع والتذلل
لسطوة سبحات جاللو فإن كثي اًر من العباد مغرور بحضرة الدنيا وحضرة اآلخرة وحضرة البرزخ وحضرة متعمقاتيا .فألممت ىنا بما يزيح شوب العبودة بغيرىا « إن اهلل ال يغفر
أن يشرك بو » فيجب إفراد الممموكية لقبمة سيادة المالكية فافيم فإن كل ما سوى اهلل 4
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
عبد ممموك لو حقيقة والمالك واحد احد والممموك من حيث الفعل االليى واحد وباعتبار جيات الجزئيات متعدد والعبيد المكمفون بحسب ما ظير ثالثة عبد االجرة وىو من يعبد
لغرض دنيوى أو اخروى أي حممو الغرض الطمعى عمى العبادة من صالة واذكار فيذا
بعيد بعد نسبة من الحضرة المالكية مستوجب بعبادتو البوار والنكال لوال فضمو تعمى عميو وعبادتو مردودة عميو النو عابد لنفسو ال لربو فيذه مرتبة المخمصين واىل
عصى من حممو خوف عمى العبادة وىو خوف االخالص عمى خطر عظيم وعبد ً لحاق ما توعد بو العاصين من اليم النار وىذا عابد ليواه وىو اجمف المتعبدين الن
المعمول يدور مع العمة وجوداً وعدماً لوال الجنة والنار لظير من يعبد اهلل ممن ال يعبده والمغتر بالظواىر كثير فكثي اًر من تجرد لمخموات والرياضة والمجاىدة الفادحة لياذين الغرضين الفاسدين عند كل ذى ذوق سميم فيحتمل المكاره ليا وربما يدلو عميو من لم
يصحح وجيتو وتوحيده فيكون عوناً لمشيطان عميو والثالث عبد اهلل وىو من حممو عمى انواع العبادة امتثال اوامر اهلل واجتناب نواىيو إن كان من الدرجة االولى من المقربين
او حممو استحقاق المالك الحق النو السيد المنفرد بيا ان كان في الدرجة الثانية وىو
خاصة المقربين او حممو الشوق والشكر والغمبة لما فجأه من الجمال والجالل وىى الغاية القصوى فى االتقان واالحسان من غير تعرض المتثال وان كان ممتثال وال
استحقاق لما دىمو من الجمود الصرف والفناء عن كل ما غشيو من السواحق والدواك
الحساسو فكان عبداً جامداً لنفسو متصرفاً لربو ميتاً ليا حياً بربو مجرداً عن العقل عقل تمييز وعقل كمى فانفتحت لو عيون بحور حضرة العقل الربانى فتصرف بو ربو بما انطوى فيو من انوار عقمو الربانى فخمف نور عقمو نور المريدين والسالكين والعابدين
واعمم ان العارف يكون كالقمم بين يدي كاتبو فيو جامد ال روح فيو وال عقل وال تمييز
وال ارادة وال سموك بل عرضو الكاتب فحظو أن كان آلة لمكتب فياسعادة لو ان استعممو
الكاتب فى القصائد المميحة وكتب بو خطاً مستقيما حسناً بفضمو وويل لو ان استعممو الكاتب في القصائد المخالفة آلدب حضرة المموك وان كتب بو ذلك فالكاتب لو أن يبريو 5
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
وينجره بما ظير لو ولو أن يحرقو بالنار او ييممو واال فاالقالم كثيرة جداً فإن استعممو
فبفضمو وان اىممو فبعدلو لو النو ظالم بكتبو القصائد المناقضة لالداب والحروف الغير
يشاء غير ظالم فالظمم شغل ممك الغير والقمم المستحسنة والمالك يفعل في ممكو ما ُ سيم الكاتب فافيم فممو المثل االعمى ففعل الكتابة من قوة الكاتب والمباشرة لمقمم فبيا ياخذه سياسة ثم اعمم أن العبد عمى الحقيقة االصمية هلل واحد سيدنا محمد صمى اهلل
عميو وسمم ىو الذى افرد الحق كميتو الى الحضرة القدسية افضاال منو جل وعمى النو
خمق من صفوة النور االليى وىو الذى خمقو لنفسو وما سواه صمى اهلل عميو وسمم يعبد اهلل من ور ِ االنبياء فإنيم خمفاؤه صمى اهلل عميو اء حجابيتو صمى اهلل عميو وسمم حتى ُ وسمم في ذلك فيو العابد هلل دائماً القائم بحق الربوبية والعارفون يعرفون اهلل بما ظير ليم من العابد صمى اهلل عميو وسمم وىم غرقى في أنواره صمى اهلل عميو وسمم متوجيين بو لحضرة ربيم فيو قبمتيم واماميم من يوم فطر اهلل الخمق إلى ما ال نياية اليام اآلخرة فكل من ناب عنو صمى اهلل عميو وسمم بحمتو التى البسيا لو صمى اهلل عميو
وسمم ومن ناب عمن ناب عنو صمى اهلل عميو وسمم يعبد اهلل بحسب صفاء الحمة التى
البسيا فيكذا إلى آخر الدىر ثم اكبر الخمق عبودية بعد االنبياء القطب الجامع الكامل
الوارث اخالق النبي صمى اهلل عميو وسمم ثم القطب دونو ثم من ضاىاىم إلى آخر ِ االنبياء يعبد الدىر وسيتبين لك ذلك كمو في عرصات القيامة فمن ورث مقام نبي من اهلل بقدر ما ورثو ذلك النبي من حضرة قطب الوسائل صمى اهلل عميو وسمم فإن كان
قطباً مثال يغترف ويتصرف بحسب عبوديتو المكتسبة من موروثو ومن ورث المقام المحمدى يكون كامال لجمع عمم االولين واآلخرين تتفجر منو الشرائع كميا ويعبد اهلل ِ االنبياء النو ورث بالفضل االليى ممدىم وروحيم وانما الممت بيذا وان بجميع شرائع
كان مستطرداً لتعرف وساطتو صمى اهلل عميو وسمم قبل الوصول وبعده فإن حجبت عنك وساطتو صمى اهلل عميو وسمم فقد حجبت عمن كان قبمك من كبار العارفين مع اعتقادىم واعترافيم بيا بل ال يتجمى احد اال بحمة شيخو الموروث لو وىو صمى اهلل 6
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
عميو وسمم قاب قوسين اي دائر بما خمقو اهلل المسمى باالمر االليى وىو الكون فاعمم ان الكون من حيث ىو مثالو باعتبار عظمة المالك جل وعال كبيضة صغيرة ال ظيور ليا إال كظيورىا فقاب قوسين قشرة البيضة وليا قشور متعددة وكمما يسمى بالمخموق
داخل في باطن البيضة من العوالم كميا الدنيوية واالخروية حتى العرش وما فى جوفو فحجابيتو صمى اهلل عميو وسمم دائرة بو وما فى داخميا محفوظ بو صمى اهلل عميو وسمم
شيء من حجابيتو صمى اهلل عميو وسمم لتدكدك ما في داخمو وىو مظمو بحيث لو ازيل ٌ من عرش وغيره فكمما خطر فى بال العارفين الموحدين فإنما ىو من جنس العوالم
المحشوة فى مرآتو صمى اهلل عميو وسمم وال سبيل الحد أيا كان ولو سيدنا اسرافيل الذى ىو اكبر العارفين إلى تحقيق مرتبتو صمى اهلل عميو وسمم فضال عن االحاطة وقد
اعجز الحق جل وعال جميع الخالئق عن ادراك جوىرة واحدة من جواىره صمى اهلل
عميو وسمم ومعو انما ىو مخموق لو مثمنا ولقد قطع الحق جل وعال أطماع االفكار
بالنبي صمى اهلل عميو وسمم ومنع بو كل ادراك وجعمو سو اًر قاى ًار لكل عارف فقاب قوسيتو صمى اهلل عميو وسمم معناىا ان الحق جل وعال خمق صفيو صمى اهلل عميو
وسمم من صفوة نوره جل وعال المكرم فأضاءت جوىرتو صمى اهلل عميو وسمم فكل ما
وصمو نور جوىرتو فيو بحر الخميقة المقيور ببحر االلوىية فركبو الحق جل وعال من
نور جوىرتو ادوار بحور الفيض والسقي االليى يظل بحر عمى بحر ويبرد ح اررة
السطوة االليية تدريجاً حتى حصل المطف الكبير منو جل وعال فكون الحق الفاعل
المختار عمى حسب ما تعمقت بو االرادة االزلية جميع العوالم المترتبة في القوة والضعف فحصل هلل الحمد االمان واليناء لضعيف االكوان بالقوى منيا فيكذا حتى
وصمت الى المرتبة المحمدية فيي ظل الجميع واصل الجميع وبحر فيوض لمجميع كمو
لطفاً من المالك جل وعال بعباده ليبقى ليم وجودىم المناسب ليم بظل اقوى خمقو صمى
اهلل عميو وسمم فاعرف قدر نبيك تعرف منو قدرك وانما بينت ليال تدعى االستقالل فتدك بسطوة غيرة مرتبة الحق عمى حبيبو فتحاول محاال لم يرده اهلل جل وعال فإذا 7
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
عبدت ربك بما افاضو عميك من حضرة نبيك صمى اهلل عميو وسمم وعرفت واعطيت
لمحضرات حقيا واالدب فاعمم ان اهلل عز وجل لما خمق خمقو ومن جممتو الفمك الدوالب
الدائر السائر ابداً عمق رزق خمقو بالعمل المتقن النو جل جاللو ال نسبة بينو وبين مخموقو وانما خمق وقدر واراد بفضمو فكل من عمل عمال متقناً أياً كان صالحاً أو غيره وأتقنو بشروطو التى قررىا الشارع صمى اهلل عميو وسمم باقوالو وافعالو وتقريراتو يدور لو الفمك بسيم غمة ذلك السبب بعد عممك ان السبب ال تاثير لو بل إنما ىو امر مطاع
فمن عمل عمال صالحاً من صالة وصوم وذكر وانواع القربات واتقنو بشروطو المقررة من ىمة نافذة جاىدة في طمبو أو الموت دونو فإن تعرض بعممو لدنيا يصيبيا يدر لو
مسيء مستحق فى نفس االمر المقت من اهلل النو لم يفرد الفمك بيا وىو غير عابد بل ٌ العبادة لو جل وعال وانما عبد لنفسو فيو مشرك في العمل المشروع لمعبادة المحضة بحظو الدنيوى لوال فضل اهلل عميو الىمكو بو لكن قدر أن كل من عمل عمال وتعرض
بو المر واتقنو يحصل عمى غرضو الذى ىو النتيجة فتنفعل لو الدنيا بسر ىمتو وال حظ لو في االدب مع ربو بل ىو مطرود من حضرة القرب وال يشم رائحة معرفة سيده ما لم يتب ويخمص وجيتو لحضرة سيده وربما يغتر بما حصل لو من الفتوحات
الدنيوية بسبب عممو فتنغمق عميو ابواب الرب جل وعال فالغرور اعتقاد االمر عمى
خالف ما ىو عميو فقد اعتقد انو حصل عمى خاصية الذكر مثال فيصرف ىمتو عمره
كمو لمثمو ويجعل ذلك عبادة ربو فيعد نفسو من الذاكرين اهلل كثي اًر ويتمذذ بذلك في جميع اوقاتو وكمما ازداد خدمة ازداد بعده من حضرة سيده ربو النو إنما يغمظ الحجاب بيمتو
ونيتو وربما يدل العابدين عمى مثل عممو فيو ضال مضل محجوب باشراكو في عبادة
ربو فتناديو حضرة سيده ما عبدتنا الجمنا وانما عبدت لنفسك فابق مع نفسك منعماً بغمة
عممك وألنت عندى ابعد من كل بعيد لنجاسة مطمبك فنامر اخانا فى ذات اهلل ان يرجع
إلى ربو تائباً من نجاسة حظوظو ويفرد وجيتو لربو ويخمص عممو ونيتو لو يجده اقرب
اليو من حبل الوريد فافيم وان عبد لغرض الخوف من عتابو واتقن العمل بشروطو 8
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
بيمة نافذة جادة او الموت دونو يدر لو الفمك بسيمو أي غمة عممو وىو الحفظ من اليم
عقابو وىو غير عابد وغير اديب بل مشرك فى الحقيقة النو استعمل السبب الذى يقصد بو امحاض العبودية والتعمق بالربوبية فى حظ نفسو الذى ىو الخوف من النار
وىو فى الحقيقة وان كان محفوظاً من العقاب يستحق البوار باالشراك « إن اهلل ال يغفر
يفيء إلى امر اهلل ويتب ار من أن يشرك بو » وعدم الغفران بعده من حضرة سيده حتى َ الشرك في العمل فتناديو الحضرة ما عبدتنا الجمنا وانما عبدت نفسك فافيم ترشد وان
عبد لغرض الجنة واتقن العمل اتقاناً محكماً بيمة نافذة جادة غير سائمة ويالحظ بعبادتو ما سمعو من لسان الشارع من انواع النعم الحور وغيرىا بحيث ال يريد بعممو
إال ثوابو اآلجل االخروية يدر لو الفمك بسيمو الذى ىو غمة عممو وىو سكنى الجنة والتنعم بما فييا من نعم ربو وىو غير عابد وال اديب بل ىو مستوجب بعممو عقاب
سيده لوال ما اكتنفو من فضل ربو الذى عميو التعويل فيتمذذ بما تعرض لو بعممو وال
سيم لو في حضرة ربو ومعرفة سيده بل يشتغل بنفسو فى الدنيا واآلخرة منيمكاً في شيواتيا الحظية وان كان يكرمو ربو بسماع لذيذ خطابو يوم الجمعة مع عامة الناس
عمى حسب االفضال ال غير فيبقى مع العامة ساعة ثم يرد إلى نفسو متنعماً بشيواتيا المالوفة محتجبة عن معرفة جنة ذوق ما ذاقو أىل الحق الذين ىم االكابر من
الموحدين عبادتيم لربيم فى دار حياتيم الدنيوية وغيرىم بطال وان كان فى نعيم الجنة
فجنة الموحدين المفردين لمحض العبودية االنس بربيم وال تخطر نعم الجنة ببال وان كانوا غرقى فييا بحسب االفضال فيجمعون لذة شيودىم لجمال سيدىم فى كل نفس من
انفاس الدىر مع لذيذ نعم الجنة فمعنبة واحدة ياكميا العارف أحب وألذ واشيى من نعيم
عامة الجنة فالعارف اكرمو سيده باعظم نعيم الجنة ويحصل لو سيده في نعمة واحدة
اعظم ما يحصل لجميع عامة الجنة بال قصد من العارف بل بالفضل االليى ويفاض
عميو شيود مواله الذى افرد لو العبودية « وتمك الجنة التى اورثتموىا بما كنتم تعممون
» فالعارفون افيض عمييم شيود موالىم بعمميم وتفضل عمييم بمذيذ نعم الجنة بل 9
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
باعظم نعميا والعامى افاض عميو الحق نعيم الجنة الناقصة المذة عن مرتبة العارف
بمراحل بسبب عممو النو مشيوده في داره الدنيا واكرمو اهلل في نفس واحد يوم الجمعة
بسماع كالم سيده ببركة العارفين ورؤية وجو سيده مع الفناء ال البقاء النو تعرض لرؤية ربو بعممو فدار لو الفمك بسيمو وىو غير عابد فافيم الفرق بين العارفين في
الجنة وبين عامتيا تجد العامة إنما رحموا ببركة العارفين وىم عياليم ويتبين لك أن نفس العارف فى الجنة ال تقاومو أنفاس العامة كميا سواء كان فى االنس بربو أو فى
النعيم المقيم وقد عممت أن اهلل جل وعال يخمق فى عنبة واحدة مثال لمعارف لذة ما ال
يجده أىل الجنة من جميع نعيم وجميع اعمار جنتيم فإذا تميد ىذا فقم بين يدي موالك
بالعبودية الخالصة من غير غرض دنيوى وال اخروى وال برزخى بل لما عميو من جمال
وجالل الكمال تكن اسعد الناس بموالك وال تغتر بزخارف الحظوظ التى ىى ميمكة
العابدين ومزبمة المطرودين فميكن حظك من موالك أن جعمك آلة لذكره ال غير وان عبده لغرض الوالية والفتح والكشوفات واتقن فيو إتقاناً محكماً عمى حسب ما عند أىل
الطريقة الثانية المحدثة بعد القرون الثالثة بعد ادبار القموب عن اهلل التى بنوىا عمى
الحظوظ من الفتح والكشوفات قصداً منيم لترقيق الحجاب ال غير ال أنيا طريقة جادة بل ىى معوجة معمومة االعوجاج لكل عاقل لكن بنيت عمى الحظوظ اوال لغرض
السياسة والرياضة فإذا رقت الحجب وانفتحت مسام بواطن أىميا يعرف المسمك اىميا
بسيولة عن قصد الحظوظ الذي ىو عين الشرك فيتطيرون ببركة المسمك العارف ال غير وال تحمد عواقب أىل الطريقة الثانية إال عند اختتام اعمارىم و ِ انتياء امرىم فمن بقي منيم حتى يرتاض ويرده المسمك إلى الطريقة االولى الجادة التى بنيت عمى إفراد
العبودية لسيادة المالك الحق جل وعال وىى طريقة النبي صمى اهلل عميو وسمم وطريق أتباعو الصحابة وأتباعيم فأىل الطريقة الثانية ال يسمون التابعين لرسول اهلل صمى اهلل
عميو وسمم االتباع الكمى حتى يتخمصوا لالولى النيا ليست العبادة مقصودة لممحدثين
ليا من العارفين بل مقصودىم اطماع القموب المدبرة عن حضرة اهلل عمى وجو السياسة 10
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
فإذا مالت قموبيم إلى طمب كرامة اهلل فطموىم منو وبينوا ليم وجو العبودية فيمتحق بعده
بالسعداء بحضرة ربيم وعميو فإن اتقن العمل بوجيو يدر لو الفمك بسيم الوالية
والفتوحات واالنفعاالت بيمميم وخرق العوائد المالوفات باضدادىا فيعظمون في العالم
العموي والسفمي وذلك جزاؤىم النو ما عبد االلو وربما يقطع لو رأسو بسيف القدرة ويطاف بو في عالم الحس فيقال ىذا جزاء من اختار الوالية عمى خدمة مواله اعيذ
نفسى واخوانى من سوء القضاء الميم إال إن تدركو عناية إليية فتخرجو عن حضرة
حسو حتى يشيد الحق ويتب ار من واليتو وقوتو ورجع إلى لبس ثياب العبودية بحيث ال
ينازع سيده في ردائو وا ازره الكبرياء والعظمة فيكون حينئذ مراداً لو جل وعال فافيم فإنو
موضع زلق موبق الن كثي اًر ممن افيضت عميو الوالية بحسب عممو المتقن وىو محجوب عن الحق يتصرف بيا بال ادب حتى يطرد بسوء ادبو وربما يخيل لو فى حال االنفعال أنو فاعل وأنو عين ربو فيتكمم بكممة الكفر نعوذ باهلل من سخطو فييدر دمو
عمى لسان الشريعة محقاً او مبطال فال يمومن اال نفسو ومن تطور فى غير شكمو فدمو
ىدر محقاً او مبطال واياي واياك من دعوى الربوبية فإنيا رجس فالعبد عبد وجب عميو
أال يتعدى طوره عمى اي حال والولي ىو الحق جل وعال ال غير وانما أفاض اسم
الوالية عمى غيره لسياسة ممكو ال غير واياك ان تيمل حق العبودية التي ىى اصمك فتغتر مع المغترين وانواع المغترين كثير بل إن تجمى فيك الحق عمى سبيل القير
فانيض باهلل ال بك مفوضاً مؤتم اًر بأمره وأنت في ىذه الحالة غير عابد لموالك بل إنما
حصمت عمى نتيجة عممك المتقن فكمما ازددت خدمة عمى ىذا الوجو ازددت بعداً من الممك الحق فافيم واعمم ان االذكار وانواع العبادة المرتبة عند العمماء لمالحظة
خاصيتيا من صالة ذات ركوع وسجود عمى الكيفيات المتوجو بيا عمى ما قرره في ِ احياء العموم وقوت القموب وكتاب جواىر الخمس وغيرىا وصالة الضحى وما حكى عن الشارع من الثواب المرتب عمييا واذكار مقررة بمسان الشرع كاالسماء الحسنى
المفصل كيفية التوجو بيا فى جواىر الخمس لمشطار وشمس المعارف وغيرىا وكذا 11
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الطالسم المفيم معناىا المركبة عمى يد االمام الشاذلي واالمام الغزالي ومن تبعيما وأما
العمماء الطالسم المجيول معناىا كخاتم سميمان عميو السالم فحرام تناوليا فكمما ذكره ُ فييا صحيح الشك فيو وكمما ورد عن النبي صمى اهلل عميو وسمم فى ذلك صحيح ال
شك فيو لكن مقصود الشارع فيو ذكر فضل اهلل تنشيطاً ليمم السالكين المريدين فى حال طريقيم ال انو حرضيم واغراىم عن التعرض بيمميم لذلك فى حال توجييم فإن
التعرض لو فى حال التوجو يقدح في العبودية وال شك ان النبي صمى اهلل عميو وسمم
ارسمو اهلل لتصحيح قصد السالكين والتائبين والعاصين فيصرف خطابو لكل مقام يناسبو
وىو صمى اهلل عميو وسمم يتمون فى مراتب الدين الثالثة ومواقفو التسعة فيوجو خطابو
الىل المواقف بحسب الشفاء لكل مريض منيم فالعاقل ياخذ دواء يناسب عمتو من ألفاظ الشارع وال يتصرف كل دو ٍ اء فى كل عمة بل كل واحدة ليا فى ألفاظو ما يناسبيا
النو ىو الطبيب الحقيقي فالعاصي ينقمع وينزجر بذكر اليم العقاب فيتوب ويبدا
السموك اوالً والتائب ينشط بذكر ثواب التائبين وىو العفو من اهلل جل وعال إفضاالً منو والمخمص تزداد ىمتو بذكر الثواب المرتب عمى عممو ويزيد مجاىدة وىى خير من
البطالة والمقرب يخاف ويدىش وينقبض عند سماع الثواب ولو من الشارع مخافة ان
يكون من المطرودين المبعدين من حضرة سيدىم فيزداد انحياشاً لجناب الحق ويسرى
النبوءة فيزيد تجرداً مما سواه ويصحح وجيتو ببركة الخطاب مجرداً من فيو سر كالم َ الغير والغيرية فيزيد قرباً عمى قرب مثالو ان الصبي االحمق بصباه اذا ىرب من حضرة امو المشفقة عميو إلى حضرة الصبيان امثالو بين كبير وصغير عقل وصغير جسم وعقل فان لسان امو يقول لو فانحش إلي وابق معى فأنا الحنينة عميك القائمة
بمصالحك العارفة بثمنك النى ولدتك فإن امتنع ترغبو بمثل بيضة ورمانة وحمواء
وحاجة فتمنيو بيا يا ولدي إن رجعت الي اعطك حاجة تارة تظيرىا وتارة تخفييا
ومقصودىا الرجوع الييا فإن رجع عن شراده تمكنو منيا واال امسكت عنو فإن رجع ما
رجع محبة في امو وانما حممو اليمع وال يبقى في حجر امو وان رجع مطمئناً النو انما 12
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
رجع لغرضو فإن اكل الرمانة اظيرت لو االخرى احسن منيا حتى يكبر ويعقل فإن
عقل ترك ونيمتو اما البقاء واما العقوق نعوذ باهلل واذا امتنع من الرجوع بعد المبالغة فى اظيار الحاجة تتركو وىواه وربما تحرض عميو الصبيان ليضربوه ويسبوه وييينوه محبة فيو لمرجوع الييا فإن اىين او ادمى ييرب إلى امو لمشكاية فتقول لو انت الذى
تركتني وتبعتيم ليبارك ليم فى صحتيم النك اخترتيم فان اكثر الشكاية عمييا ولزميا تستقذر لو مخالطتيم وتظير لو انيا معادية ليم وىى التي حرضتيم عميو سياسة منيا
لمبقاء عندىا النيا عاشقة فيو فان انحاش ليا وجمس فى حجرىا قبمتو وال تبالي بما فعمو
في حال صباه والصبيان وان كانوا مبكين لو يترددون عميو بالنداء لمعب معيم عمى
عادة أىل االىواء فإن استقذرىم واعد مجالستيم ومرافقتيم سماً بما آر عياناً من إذايتيم
لو وقطعيم اياه عن حضرة والدتو المدبرة لو يبقى مكفوال مرضياً موصوال مع امو وان نسى ما فعموه معو يخرج الييم ويكبر معيم فاسد الطوية مقطوعاً ممعوناً في حضرة امو وىو مولودىا تحبو ويبغضيا وكذلك إن خرج لمصبيان وعظموه ورأسوه وامروه عمييم
فإنو ال يرجى برُء بالئو النو وجد الرياسة مع غير امو فينقطع دائماً بسبب الميو والصبي المنحاز إلى امو الذى ال يالف غيرىا وال يريد االنقطاع عنيا لطيارة اصمو وشيامة مخبره ال يفارقيا وال يربى الفة عمى أحد حتى ان جدتو او خالتو اذا طمبتو من
حجر امو ينظر الى امو لما عرف بباطنو ان امو تحبيا فإن اذنت لو امو ظاى اًر وباطناً يمش متغنجاً متبخت اًر مظي اًر انو ال يريد لوال اذن امو فيبقى بين يدييا لحظة وقمبو مع
امو وعينو كذلك وىو يفرفر الييا فإذا استمتعت بو في قدر لحظة ينسل إلى امو فإن منعتو الخالة مثال يبك حتى يرجع ىذا شأن سالم الفطرة فال يحتاج إلى تمنية امو
لمرجوع وال يعرج عمى مثل البيضة بل كميتو في حضرة امو مستوحشاً غيرىا بالفطرة
فامو تكرمو بأي أنواع االكرام من بيضة وحمواء وثياب فاخرة تمتعاً بو ال ىروباً فالكبير في حضرة امو العاقل العارف الماىر بامر صالح نفسو وأنو مقصور عمى حضرة امو
ال يمنى اصال فإن منتو امو اختبا اًر يستحيي وينقبض ويخاف أن يكون صغي اًر او ىارباً 13
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
ممكو اًر بو فيضرع ويبكي لما خاف من المكر حيث نزلتو منزلة الصبي فى الخطاب ويريد قربو بخوفو من مكر امو (ما لمكبراء والشيوات ما لي ولمدنيا) وهلل المثل االعمى
« إن اهلل ال يستحيي أن يضرب مثال ما بعوضة فما فوقيا » فمثال حضرة االم حضرة الحق ومثال االم فى الحنين والشفقة سيد العبد ولو المثل االعمى ومثال اليارب مثل
العاصي يمنى بالجنة ويزجر بالنار لمرجوع ومثال البيضة الجنة وما فييا فإنيا ما ذكرت في القرآن إال لمثل ذلك شفاء ودواء وترياقاً لكل أحد .فاليارب العاصى عن
حضرة مواله ينكف إن سمع عقاب اهلل ويخافو إن سبقت لو السعادة بحسب الفطرة
والتائب يزيد في االعمال الصالحات لما سمعو من الجنة والمخمص العامل عمال ينسبو
لنفسو ويالحظ فى حال عممو الثواب المرتب فيزيده الخطاب بمثل ذكر المغفرة والقرب
مجاىدة .والعارف المقرب الكبير يزيده الخطاب بمثل الجنة والحفظ من النار والمغفرة انقباضا وخوفاً من أن يكون ممكو اًر بو وىو فى الحضرة ويعد نفسو مقطوعاً بحيث ال يعول عمى حالو وال معرفتو بربو وال بوصالو النو لما سمع ذكر الثواب خاف أن يكون من العاصين أو التائبين او المخمصين فيخاف من مقام االخالص كما يخاف العاصي
من النار وال يزال يخاف من مقام ربو فمو جنة معرفة ربو ممزوجة باالدب الذي اقتضاه
وىو الركون الى مواله والرضى بما رضيو من جنة أو نار وجنتو لذة شيود مواله وناره نار القطيعة التي ىى احر نار فيبقى بأدبو موصوال في الدنيا واآلخرة وال يفرق بين
الدوائر الثالث فحضرة الدنيا والبرزخ واآلخرة عمى حد سواء عنده النو متمتع بمذيذ
خطاب سيده وجمالو ويحممو الجمال عن ترك الميل لغير ربو خائفاً وجال آنساً فانياً
صاحياً ميتاً حياً جامداً متصرفاً منقطعاً عن الخالئق متصال بيم ساكتاً متكمماً مشي اًر عاج اًز عن االشارة ضاحكاً باكياً عاقال والياً ممي اًز ساك اًر فتجتمع عميو االوصاف كميا
في نفس واحد متصفاً بصفات ربو متجرداً عن صفات نفسو أديباً عالماً جاىال فتشرق عميو أوصاف العبودية كميا فى كوة السيادة في كل نفس من أنفاسو فال يحصل عمى معرفتو بين الناس إال من أحبو اهلل النو متمون بتمون الخالئق كميا بجموسو عمى كرسي 14
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
العبودية فتحصل انو توجو خطاب الشارع الى جميع االجناس من العبيد يداويو
الخطاب العزيز بما يصمحو ويزيده « لمثل ىذا فميعمل العاممون » فالمخمص عند السيد ىو الذي يعرف خطاب سيده باالشارة ويفيم من عمل لفظو ومن كل اشارة ما
يبرءي اسقام االجناس كميا وىذا العالم حقيقة الذي يستحق التقدم والعمم وغيره إنما يزيد
سقماً عمى سقم لكنو ال يريد التنزل من حضرة الحق إلى حضرة الخمق الميم إال اذا اقتضت حكمة سيده التنزل فال يكاد يحب إال التنزل النو مراد سيده سواء فيو صالحو
او ىالكو فإنو ال مراد لو مع مراد سيده فيظير المخالطة ويظير المجانسة ليم وال
مناسبة إال ما اقتضاه االمر االليي فافيم وكن من الشاكرين فإن كثي اًر من الناس
اختمطت عميو الطرق فيجمد عمى الظواىر والحظوظ محتجباً بأن اهلل أمرنا بطمب الجنة باالعمال الصالحات ذاىال عن الطب االليي لقمة االطبة في زماننا عمى الوجو االكمل
أي ظيورىم مع كثرتيم مغرور فاسمع قولو جل وعال « يا أيتيا النفس المطمئنة ارجعي
الى ربك راضية مرضية فادخمي في عبادي وادخمي جنتي » فالمطمئنة ىى نفس
المخمصين واالخالص نياية االولياء اىل المجاىدة المالحظين ثواب اعماليم وقد امرىا اهلل بالرجوع باالنسالخ من التعرض لمثواب فإن رجعت بحيث رضيت بما رضيو مواله
سميت راضية مع نسبتيا العمل لنفسيا فيجب عمييا التوبة من نسبة العمل لغير اهلل جل وعال فإذا تجردت من نسبة العمل ليا متبرئة من نفسيا عالمة بأن اهلل ىو الفاعل
المحرك المسكن لو « ىو الذى انطق كل شيء .وما رميت اذ رميت ولكن اهلل رمى » خطاب العز واكبر العبيد ودخمت عائمة في بحر الوحدة وحدة الذات ووحدة الفعل
وتبين ليا ان الخالئق كميا فعل لمحق بمنزلة كتاب مكتوب بمداد واحد واعتقدت أن تجزئة الكتاب الى حروف واحزاب وجمل ال يخرجو عن المدادية وال عن كتابية الحق
جل وعال ونسب لمواله كل ما رآه وال يرى احداً قاد اًر عمى حركة وسكون بل يكون كل شيء عنده ىباء في شمس دخمت بكوة ال وجود لو وجوداً يحصل عميو بل ىو مبصر
غير ثابت وال نافع وال ضار ويعتقد وجود اليباء وجوداً خيالياً وانو لم يكن إال الحق جل 15
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
وعال وأن كل ما ظير إنما ظير من النور االليي تكن مرضية عند موالىا فاذا رضييا
يسحقيا ويدقيا دقا ناعماً حتى يفنييا الوصافيا ويميتيا ويربييا بالسقى االليي بدخوليا
في حضرة صفاتو وأسمائو .فإذا تنورت وتصفت وامتالت بما افيض عمييا من حضرة أسمائو وصفاتو تجمت وتقوت لحمل اثقال السر االليي فاذا امرت واودعت وختمت وانغمقت وانبرزت انتقمت لممعرفة االليية فتكون جامعة مانعة محاطة بسيادة سيدىا
مرادة معظمة سائرة لما ال نياية لو من بحور انوار الكنو الرباني فافيم واجزم وىو قولو
تعالى « وادخمي جنتي » أي جنة معرفتو وادخمي في عبادى وىذا ىو العابد هلل ال غير
فإن غير ىذا عابد ليواه مستحق غضب ربو لوال رحمة اهلل عميو فعممو بالقصد معو
عين القطع لكن سبق ما سبق فى عممو الذى ال يبدل ان كل من عمل عمال وأتقنو دار
لو الفمك بسيمو .وعميو فمن عصى اهلل معصية متقنة بشروطيا بيمة نافذة جاىدة في
المعصية عمى وجو الجحود واالستكبار عن الربوبية يدر لو الفمك بسيمو وىو غمة
عممو التي ىى سخط ربو قطعاً وال يغفر ذنبو ابداً النو جل وعال حكم بأن من عمل
عمال متقناً يدر لو الفمك بسيمو وقد اتقن العمل بالجحود واالستكبار والتصحيح عمى
عدم العود نعوذ باهلل جل وعال « إن اهلل ال يغفر ان يشرك بو » وان عصى اهلل اتباعاً لنفسو من غير قصد االجتراء عمى الربوبية وال جحود نعمتو وال استكبار عن سيادتو
فيذه معصية غير متقنة فإن الفمك هلل الحمد يدور بسيم غيره ولذلك يغفر بالحسنات «
ان الحسنات يذىبن السيئات » وبالندم والتوبة واالستغفار وغيره من أنواع المكفرات المروية عن الشارع غايتيا انيا تاكل من الحسنات إن لم يتب منيا صغيرة او كبيرة فإن تاب تاب منيا تزد عمى الحسنات بحسب الفضل االليي .فكمما ورد انو يكفر فإنو يكفر سائر جميع أنواع المخالفات هلل الحمد الن الفمك لم يدر لو بسيمو غايتو انو مسيء
جداً حيث اقتحم ما نيي عنو فيستحق سخط مواله لوال فضمو السابق وىو انو لم يدر لو
الفمك بسيمو لعدم اتقان العمل وىو منغمس فى فضل ربو ولذلك يحممو سر ايمانو عمى
عدم االصرار الى الممات أى عدم نية االصرار اليو بل كل يوم يحدث نفسو بالتوبة 16
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
وكمما سمع كالم اهلل سرى فيو نوره واما إن نوى االصرار عميو الى الممات فيو عين
التجرء عمى حضرة الربوبية ولذلك تنسد مرآتو وال يرجى فالحو الن الفمك دار بسيمو
باالتقان فافيم .ومنو تعمم أن اىل المعاصي من المومنين المصدقين برسالة نبينا صمى
اهلل عميو وسمم لم يكن فييم هلل الحمد من يستحسن المعصية مستكب اًر بيا عمى الربوبية وان كان مجاى اًر بو عند اقرانو فإنو خائف من مقام ربو بدليل انو يستقذر نفسو ويستحي
من العمماء والمساجد فيذا كمو ال يدور لو الفمك بسيم الغضب وان كان مسيئاً جداً حيث خالف أوامر سيده لكنو غطاه الفضل االليي .وليذا ال يغضب الحق جل وعال عمى واحد من امة سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم فمو غضب عمييم لتبدل حكمو
وىو ال يتبدل وتبدلو بدوران الفمك بسيمو وىو غير متقن لممعصية .ولذلك من سبق انو
يدخل النار من امتو صمى اهلل عميو وسمم يدخميا مرضياً من سيده ولو فعل ما فعل من
كل معصية غير متقنة فمو اتقنيا لكان كاف اًر بل يدخميا محبوباً مرضياً تطيي اًر لو مما اسرف حيث ربت مساويو عن حسناتو بحسب ما يعممو اهلل ال عمى وجو المقاصة
فتييج عميو النار شفقة فتحرقو مرة واحدة ودفعة واحدة فتخرجو عن حسو فيبقى فحمة
مطي اًر بيا حتى يشفع نبيو صمى اهلل عميو وسمم وال تخرج فحمة حتى ياذن نبييا اظيا اًر الىل الجنة قدر نبييا ال غير وأنو لواله صمى اهلل عميو وسمم الستمر من دخل فييا
ولدخميا من لم يدخميا فإذا تبين الىل الجنة واىل النار ذلك السر االليى خرج جميع من لم يدر لو الفمك بسيم الغضب فيظير فضل اهلل لمفريقين فيغرق الحق جل جاللو
فريق الجنة فى محبتو وفريق الكفر في غضبو دائماً ابداً فعميك بموالك فالمنة لو عميك والزم اعتاب العبودية الصرفة المجردة من غير وغيرية تحظ في ىذه الدار بما يفاض
عميك فى البرزخ واآلخرة وتتنعم في كل نعمة الدنيا من اكل وشرب ونكاح بمثل ذلك
فى الجنة ولو كشف الحجاب ما ازددت يقيناً فإذا تميد ىذا فاعمم بان اهلل عز وجل ما ممكنا العبيد إال لنفيم بيم عن اهلل وكذلك كل ما أفاضو عمينا وخمقو ونسبو لنا ما نسبو
لنا إال لحكمة وىى المعرفة بان المالك يفعل في ممكو ما يشاء واعمم بان المالك لمذوات 17
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
واالرواح واالجرام واالعراض في الحقيقة ىو اهلل جل وعال وغير الحق مخموق لو ممموك لو مقيور بسيف المالك الممك ال يممك نفسو اي جوىره فضال عن عرضو
فضال عن عممو فضال عن مال منسوب لو وغيره وممكية غير الحق جل وعال ممكية
ظاىرية مجازية وىو استعمال المفظ في غير ما وضع لو فممك الحق حقيقة وىو
استعمال المفظ فيما وضع لو اوال والواضع الفاعل المختار الحق لتقتبس من الحقيقة ومن المجاز احكاميا بالوىب الرباني وىو العقل الغير المكتسب بل مفاض من حضرة
الرحمانى فإذا عممت ان المالك واحد ال تعدد يتضح لك أنك انت ومن ماثمك في
المخموقية عبد محض ال تاثير لك وال حركة وال سكون إال بو جل وعال فالممموك ال
يممك مع سيده شيئاً نفسو وحركتو وسكونو وكل ما نسب لك ليس ممكاً حقيقياً لك ولذلك ِ شيء فإذا تميد ىذا عممت ان العبد لو حد يحده ووصف امرك باالقتصاد في كل المجاء واالتكال عمى سيادة سيده فالسيد يناسبو وحده الضعف والذل والفقر ووصفو ُ تقتضى سيادتو االمداد من رزق و ٍ احياء واماتة وبعث وفعل كل ما تعمقت بو مشيئتو
فمن اول وىمة الممك ترتب فى عممو االمداد بال كالم وال سؤال والعبد بمجرد عممو عمماً
حقيقياً بترتبو فى ممك سيده يعمم قطعاً من باطنو ان رزقو فى يد سيده فال يحتاج الى من يعممو ذلك وان كان من اجيل العبيد بل يعممو بالفطرة االليية عمى سبيل االليام
الربانى فتجد العبد غني النفس عن التعرض المالك نفسو لعممو انو ممموك ال يممك
النو غني بسيده وال يتعرض لسؤال الغير مخافة سيف غيرة سيده وان اجاعو السيد لحكمة ىذا وعميو فنزل نفسك منزلة ذلك العبد الممموك العاجز المسكين واعتبر فكل
ماال ترضى أن يقابمك بو عبدك الممموك ممكاً مجازياً فالسيد الواحد الحق ىو اولى بو فيا سعادة عبد استعممو سيده فيما يرجع عميو بالرضى من سيده ويا خسارتو ان اىممو بعدلو فذلك شؤم لحقو بنفسو لنفسو منيا وعبيد الخدمة كثير فبعض يستعممو بفضمو
وبعض ييممو بعدلو فالحمد لمممك عمى كل حال فمو ان ييممو ويعذبو بترك خدمتو ولو
ان يرحمو بفضمو غير ظالم « وما ربك بظالم لمعبيد » الن السيد يتصرف في ممكو 18
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
كيف يريد من غير منازع الن سيادة المالك متحدة فيجب عميك اييا المسكين ان تعمم ان امورك كميا بيد سيدك فال تحتاج الى تفويض الن السيد ال يتوقف عمى توكيل عبده
الن الوكيل اجنبي وىذا مالك ومعنى التفويض فى لسان الشارع االقرار واالعتراف
الباطني بانك امورك بيد سيدك ال غير النك تاذن لو كعادة الوكالة والنيابة والتفويض منو ال منك ومعناه منك االذعان لو فإذا افاض خير الدنيا واآلخرة ونسبو لك فاقطع
بانو ال حق لك فيو إال مجرد االنتفاع ثم ينقل لغير من العبيد بعدك أي بعد تصرفك
فإن السيد اذا قال لعبده ممكتك امر كذا وىو لك مقصوده سياسة النماء واالعتبار ال أنو
ال نظر لمسيد عميو ارايت انو إن بذره اليس لو ان يعاتبو عميو وىو اكبر دليل عميو وما ِ الشيء جعل شيئو تحت نظر عبده إال لالختبار النو ال يحب من يتج ار عميو فى المممك وسيده أولى بو ثم اعمم ان العبد المستعمل في غرس مثال ال يخطر ببالو ان
العمل الذى ىو الغرس لو بل اذا سألتو عن نفسو يجيب بديية بانو عبد لفالن يجيب
بال توان وان سألتو عن الغرس يجيب بال تامل بانو لسيده فالن وان كان من اجمف
العبيد وال يتصرف فى الغرس إال باذن سيده ويغرس خائفاً من سيده وربما يخرج الغرس
م ار اًر وربما تموت الشجرة او ربما ال يحسن الغرس او ربما ينزعو عن غرسو ويممكو
لعبد آخر وييممو ىو وحظو من العز ان كان عبداً لمسيد الكبير فإذا شاىد مواله تنصب عميو صواعق العز والفرح والييبة واالنس فال تسكن فرائصو حتى يشاىد جمال سيده
بالتنزل والمالطفة بو ويسمع لذيذ خطابو مع قرائن االمن منو وىكذا دائماً ابداً وان غرس ما ال يعده العقل بل يعتقد انو إن زل زلة واحدة في عمره لو ان يعذبو بيا ان
قابمو بعين السخط ولو ان يتفضل عميو باالغضاء ان نظر اليو بعين الرضى وال يعول
عمى عين الرضى وال عمى عين السخط فمو ان ينظر فى كل نفس الحدىما او بيما وال
يركن إلى حال بل يرى نفسو مقيو اًر فى قبضة المالكية دائماً فكن اييا االخ كذلك مع موالك الحق تحصل عمى كنز العبودية وال فضل لعبد عمى االخر إال باالدب مع السيادة ما لك اييا المسكين تدعى الحرية وتمن بعممك عمى موالك وتطالبو باالجرة 19
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
عميو وىل رتب لك سبحانو االجرة عمى عممك إال بعد انطماس البصيرة والبعد من
حضرة القرب فال يقدر عبد أياً كان ان يطالب سيده وال أن يمن بعممو لكن إذا تصدت المرآت تقبل كل وسخ فشتان ما بينك وبين العبودية وان ادعيتيا أين لك العمل الذى
نسبتو لنفسك فأنت منو وآلة الغرس والبمد منو فاسقط الطمع من ثواب العمل فإنو لو ال فضمو ما وفقك لو وليس من شأن العبد التعرض لو بل من شأنو العمل مع الخوف منو
فال يرى نفسو اىال لمعمل فضال عن االجرة لكثرة العبيد الذين تظن فييم عندك االىمية
فأىمميم واستعممك أنت فتمن عميو بنفسك وانت مخموق لو وما باشرتو من العمل فالعبد
اساء وادعى الحرية حيث طمب االجرة فالدنيا إذا قال لسيده المجازى اعطنى االجرة فقد َ واآلخرة والبرزخ إنما ىن ديار الممك وانت عبده فالسيد جل وعال ال يسكنيا الستحالتيا النو غني عن المحل والزمان والمخصص وانما خمقيا لك فاستعمل االدب معو وال تراع
الديار وال ما فييا فإنما ىى مقيورة تحت تصريفك خمقك منيا واوقفك عمييا واطعمك
منيا والبسك منيا وزوجك منيا وأركبك منيا رغماً عمييا فال تحبيا إال عمى وجو محبة العارفين النعم منو وىو أنيم يعتمدون عمى سيدىم ويعتقدون أنيا ىدية معظمة مرسمة
من السيد ليم فيتسارعون ليا النيا بركة الممك عظميم الممك بيا فيعظمونيا كما يعظم
صاحب السمطان كسوة سيده ويرى ليا احترام ًا ويقوم بشكر السيد من غير مباالت إلى
نفس النعمة وانما يعظميا باعتبار سيده ويتصرف بيا عمى الوجو الذى اىديت لو
مراعياً حق السيد مراقباً لو في كل حال النو يحب أن يرى اثر نعمتو عميو فيسارع فى
حفظيا من اآلفات واالوساخ ليحفظ وجيو مع سيده ال غير وال يعشق النعمة كما ىو
شأن الضالين فإن العاشق ينسمب عقمو بالمعشوق فإذا عشق النعمة سقطت حرمة
المنعم بين يديو وىو ميوى اليالك .فمثال النعمة مثال ممك قاىر عظيم الخزائن والعبيد
أرسل لبعض خاصتو ما ياكمو وما يشربو وما يمبسو وما يركبو وما ينكحو ولعظم حظوتو عند سيده ارسميا لو عمى يد اعز مممكتو مصحوبة بكتاب كتبو السيد بيده
تعظيماً لو مشتمال عمى تعظيمو والسيد يبجل عبده بانواع لذيذ الخطاب مثمو رحمة منا 20
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
ورضوان عمى عبدنا الكبير الشأن فالن وبعد فقد بمغ قدرك عندنا حتى كتبنا لك كتابا بيدنا عمى خالف عادة المموك لحظوتك عندنا وبعثت اليك عبدنا الذى بحضرتنا ال
يفارقنا وال يدخل عمينا احد إال بو وىو الذى اصطفيتو بفضمى لخدمتى عمى سائر مممكتى وبعثتو بالكتاب الذي تناولتو بيدى ونزلت مرتبتو لخدمة حضرتك السنية وعميو
فبمجرد وصولو اكرمو واكرم كتابو بقراءتو تعظيماً وبفيم ما فيو واعرف حق المرسل لك فإنو اعز العبيد لدي وىو الواسطة لجميع مممكتي فافيم وبعده فاقدم لحضرتنا والبد
بصحبة حامل الكتاب فإنو عارف كيفية السموك وعميو ميابتنا وجاللنا محر اًر ما فى كتابنا من االشارات واآليات الولى النيى البينات فخذ منا ما وجو لك من النعم فاستعن
بيا عمى السموك لحضرتنا السنية فاعمم انى ما أرسمت اليك اال لتحضر حضرتنا دائماً
عمى عادة كمال اىل دولتنا اجالال لمرسول الذى ارسل اليك واياك ان تتراخى فإنو عين الطرد واياك ان تغرك النعم التى اىديت لك لتستعين بيا عمى السير الينا فتكون من المغرورين بالنعم فتطرد عن مقام الحظوة فإن فعمت ولم تصحب رسولنا ولم تكن عند
اشارتو ولم تكرم رسالتو بامتثال امره واغتنام صحبتو تكن عندى من عبيد المحنة دائماً اعداءك يقطعونك عنى بتزيين وال ابالي فإن اتيت استقالال بال صحبة الرسول فإن َ النعم بين عينك فتغتر بيا فيصحبك المقت كما صحب من جحد كتابى ورسمى ولم يكرموىما بمتابعتيما فقد حكمت عمى نفسي أن كل من لم يمتثل امرى ولم يقدم مع
رسولي بالفرح والشوق لحضرتنا اذ كنت انا السيد ورغبتك وطمبتك واكبرت شأنك
بالكتاب اليك وبالرسول وانت مستمر عمى االباء وكرىت حضرتنا وكرىت حضرة
رسولنا وكتابنا فانظر ماذا يمزمك عميو فإنى حكمت حكماً ال يبدل ان اوجو رسوال منا معداً لمغضب واالغاظة والنكال فيجرك الي رغماً عمى انفك ذليال ميانا مغضوبا عميك وال ابالى فإنك قد تعديت طورك حيث انفت منا واستعممت نعمنا فيما يبعدك منا فعن
قريب يظير امرك فتكرم باكرام لم تعرفو وال يخطر فى قمبك ان امتثمت او تيان اىانة
ال تخطر في بالك وال طاقة لك عمييا إن خالفت فاق أر كتابى بقمبك وكميتك فال اعذرك 21
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
بجيل ما فيو الن الرسول بينو لك واياك ثم إياك من االغترار بغيرنا فإنك ممحوظ عندنا
مكسوب لنا وال حق لمغير فيك الميم ان اردت اليالك بالبيان فمك الخيار فى اصالح
نفسك واىالكيا وكم اىمك نفسو ممن قبمك عظمتيم وارسمت الييم نعماً منا فعشقوىا
فأتمفتيم عن خدمتنا وسيادتنا وقد بمغ بعضيم بسببيا دعوى السيادة والحرية تعالياً وتكب اًر
وطغيانا عنا واياك ان تكون مثميم وكم من عبد ارسمت لو وامتثل فقرب معظما مكرماً بما ال يخطر عمى قمبو فضال أن يعرفو اسمم تسمم واال فال فامتثل امرنا فمن نسينا نسيناه ومن تادب معنا اغنيناه ومن تج أر عمى كتابنا اىمكناه فذلك عادتنا المستمرة إلى
االن واياك ان تسمك سبيل المغضوب عمييم من الييود أو سبيل الضالين وال سبيل من
انكر وجحد وجودنا وقيرنا وقد بالغت فى االعذار فقد اعذرتك نجماً عمى نجم فكمما رجعت قبل نزول غضبنا قبمناك لكن نزول غضبنا غير محقق عندك فامتثل بالفور مع
الكتاب اول وىمة وعظم امرنا كما امرك عظمناه مع انك عبد ممموك ال طاقة لك عمى ٍ شيء وانما اصطفيتك بالخطاب وناديتك بكل مالطفة لتكون سعيداً فالسعادة ما عممتو لك سعادة ال ما تعممو انت فاقدم ادبر لك واترك معى تدبي اًر واياك ثم اياك من البعد عنا فإنو عين اليالك وقد ناديتك وامرتك لحضرة جمالنا وبالغت واطنبت لك فى الكتاب
وكررت ما ال يجب تك ارره وعظمتك بما ال تستحقو فافتح عين بصيرتك واعرف بانك
عبد مطموب لمحضرة فنفرت فسامحت مرة بعد مرار والسالم من سيد عظيم قاىر غالب
عمى امره مالك كل رقبة شديد العقاب غافر الذنب مؤرخاً بتاريخ بموغ العبد التكميف
اغنياء وعن غيرك ال نسئمك رزقاً نحن والقوة والشدة والفراسة لخطاب سيده ونحن عنك ٌ نرزقك والعاقبة لممتقين ،لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عميو ما عنتم .فبما رحمة من اهلل لنت وكن عبداً مطيعاً المر سيده فتنبو اييا المسكين من سكرتك التي تقمب لك االعيان باالضداد فتنظر السماء تحتك واالرض فوقك لما فجأك من سكر غمرة غفمتك
عن موالك فقد ضبعك ابميس بمثل ما ضبعتو حظوظ نفسو لما ترأس عمى اىل الجنة ِ السماء ومثمو في االرض مائة الف واثني عشر الف وخمسة وعشرين عاماً ومثمو في 22
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
يعمم الممئكة معرفة اهلل ويقررىم التوحيد مما عممو من شبو القرب من سيده فعظمو سيده
بالرياسة الممكية والممكية فضبعتو الحظوظ مع مواله جل وعال حيث بنى امره عمى
وسوء االدب فى كميتو فتجبر بما نزل بو االجارة عمى العبودية فسرى ظالم الحظوظ ُ من ىواه وتمرد عمى سيده وعمى عبد سيده فابدى ما عنده من الغمظة بسبب الوالية عمى عبيد سيده وفسق بطغيان النعم وانقمب ادبو وحاول لباس سيده يتصرف بال اذن
من سيده فظير ما كمن من خبثو وسوء طويتو فمما انجمى امره واتضح فسقو فى
العوالم كميا انقمبت صورتو وصارت عين النجاسة الغميظة بسبب حظوظو فاختبره سيده
وىو اعمم بو يوم ممكو ولم يرض بقضائو وزاده سيده نعماً عمى ما عنده لييمكو استدراجاً عمى عادة سيده مع كل احد إن الكمب العقور ال يوخذ إال عمى النعمة فرش لو بالنعم
ليكبر ويزيد عموه عمى سيده واستكباره فبقدر الصعود يكون اليبوط فاظير سيده لصفوة
مممكتو عنده ظاى اًر وباطناً إنى خالق آدم من تراب وجاعمو عميكم خميفة نقمة عمى المغتر الذى ال يعرف نفسو فأعماه الجيل عمى الرجوع لسيده ابميس فرضيت الممئكة واذعنت قبل ظيوره وبايعت وعزلت رقبة الظالم الجاحد امتثاال لسيدىا لما فطرىم
سيدىم عميو من آداب الحضرة .رب مبمغ اوعى من السامع فقرر ابميس الممئكة معرفة سيدىم فوعتيا وطحن ىو بسيف المكر لما تعرض لو من عدم اقامة الوجية لسيده بل
يعبده لغرض نفسو فمما حصل عميو في زعمو ظيرت لوازم باطنو فأظير الحق جل وعال صفيو خميفة عنو في سائر االحكام الممكية واقامو مقامو في افاضة ما يريد جل
وعال أن يمد أىل ممكمتو ظاى اًر وباطناً فيسيل منو ما سرى اليو من االمر االليى إلى
أىل دولتو جل وعال ترتيباً لسياسة ممكو عمى وفق ما سبق بو عممو اعتبا اًر لمقدرة الباىرة والسياسة القاىرة فيو المنفرد بالممك والممكوت فمما برز صفيو امر مالئكتو باظيار المبايعة لو بمثل المبايعة قبل ظيوره بعد تعميميم سبب فضمو وىو انو عمم من
سيده ذوات ذرات الوجود االليى وعممو في طينتو ترتيب الممئكة وظاىرىم وباطنيم وما
يراد بو وسائر خمقو فانطبع ذلك العمم المدنى فى طينتو فصار العمم ذاتاً لو فعممو سيده 23
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
اسماءه وخواصيا ولوازم التصريف بيا فاظير الصفي طمب المبايعة بما تجمى بو سيده َ فبويع مما سوى ابميس الريئس قبمو فإنو تجبر عمى امر سيده فاستكبر كل االستكبار فظير ما انطبع منو في اول نشأتو ورد الكالم عمى سيده بعدم قبولو العزل وعدم
الرضى بجموس آدم فى كرسي الخالفة فراوده سيده فقال المعين فى جوابو ال اذعن لو
ولو تحرقنى بالنار عمى عادة النفس الخبيثة فصدق عميو أنو طمب النار والعقاب من
سيده فأجابتو غيرة سيده وعزتى الخمقنيا الجمك والعذبنك بيا عذابا ال يعذب بو احد ولتكونن اسوة لكل من تمرد عمى امر سيده فقال المعين رضيت بالنار فيي احمى من
والية من خمقتو من الطينة يتصرف في فال يقال عمي انو عزل بسبب الطين فأقسم
عميو سيده ان لم يرجع من عتوه حتى ييمكو باخراجو ومن تبعو فى حضرة قدسو فاستحمى الطرد والمعن والنار والخروج عن سيم الرحمة بما زين لو ظالمو الذى نشأ
من حظوظو مضربا عمى أن العبد ال يريد مع سيده شيئاً فأراد لعنة سيده بو برياسة الحكم فطرد فصار قبمة لميالكين بالحظوظ مع السيد وىو امام كل من يعبد اهلل عمى
حظ نفسو فإن اصابو خير لنفسو مناسب لحظو يفرح وان اصابو قدر غير مالئم لو
انقمب عمى وجيو فخسر بما خسر بو امامو .فإذا تميد لك أن كل عابد لمدنيا واآلخرة
شيء النو يجيء منو فيو مقمد في عبادتو امامو المطرود المسموب خير سيده فال ٌ ُ امامو يجد مساغاً ويجد معو نجاسة الن ابميس تنجس بنجسة الحظوظ فال يعيش إال في نجس الحظوظ لممناسبة والنو ولي عمى من شابيو في الحظوظ متصرف فيو النيا نيجو وسبيمو ومواضع عطبو فيعطب بيا كل ذى حظ من اوالده الجن أو من اوالد من
عزل من رياسة آدم عميو السالم فقد حمف يميناً مغمظاً عمى سيده لسوِء مخبره ان كل
من عبد سيده من اوالدىما حتى يدخمو مدخمو قال لو سيده لك ذلك فإنى اغنى عن ِ الشركاء فكل من شركنى فى عبادتو بحظ نفسو اعذبو مثل عذابك فرضي إبميس فأمر
سيده أن يختبرىم ظاى اًر وباطناً فمن ناسبو فى اصل ىالكو يزلزل بخيمو ورجمو واعطي تشكال عمى عادة أىل فطرتو يتشكل فى ظواىر العابدين وبواطنيم فيحمق كل من كان 24
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
عمى شفا اليالك بعدم رضاه بامر سيده فزين ليم مثل الرياسة والعظمة والحقد بجمب
االنتقام والغضب والغش إلى ما ال نياية لو من لوازم الحظوظ النجسية فيسكن لو
بجيوشو وخيمو بساتين باطنو فيوسوس لو بالزالزل والصواعق النجسية فزين لو امره
وذاتو ودينو ويصغر لو غيره من عبيد سيده فيحتقرىم ويعز الغافل المضبوع المحمق
بيوى نفسو من الحظوظ نفسو وكبير امره فيمتمئُ باطنو بغضب سيده وسخطو وبسخطو استعالء عمى عبيد سيده فال يزال امامو يربيو بصغار المخالفة المر سيده حتى يريد ً يزين عظائميا فيضحك عميو بأنو شيخو ينفعو فيخمصو فال يبرح عميو حتى يزين لو عدم الرضى بحكم سيده وأنو حر ال حكم لسيده عميو ويتب أر منو ويقول لو انما وجدتك
ممتمئاً بنجاسة الحظوظ المنسية عظمة السيد فنخستك فتبعتنى وال تاثير لي وال قوة وال طبع يمنعك عن السموك لموالك وانما من باب الذيب االبتر يحب ان تكون الذياب كميا مثمو فافيم عن اهلل وطير نفسك من رذيمة الحظوظ فإنك ان فعمت فال يجد المطرود
المعرض لالغواء محال نجسا فيك فيجد النور فتقتمو رائحة االخالص وتنفر جنوده عنك فيسمم قرينك كما اسمم قرين الصادق صمى اهلل عميو وسمم فيعينك عمى ما أنت بصدده
من االخالص وتشرق مرآتك بصيرتك وتنفتح عيونيا كميا فتنظر بيا سيدك وتحيط بيا بذرات عبوديتك فتنخرق ذاتك باوصاف موالك بصحة توجو جميع اركانك بالتعمق بربوبيتو فتعبد بشعرك ولحمك وعظمك وروحك من غير شاغل عن سيدك فتحظى
باالمداد االليى من غير تعرض لو وال قصد وال خطور لعظمة جاللو فال يخطر ببالك
عمى سبيل الذوق انك عابد وال عامل وال مستحق شيئاً عمى سيدك لما دىمك مما عاينتو عبوديتك من الفناء الصرف والجمود الالزم فيغرقك ما شاىدتو في بحر العبودية
فتكون عبداً ح اًر ال قيمة لك وال تزنك السماوات واالرضون لما كنت عميو من وصفك
االصمى كما خرجت من بطن امك فتحبك العوالم كميا لضعفك كما تحب الصبي يوم برز النو ال بشرية فيو فما من واحد إال ويحب أن يقبل الصبي ويضمو لصدره لما
عميو من الفناء في بحر الضعف وىو ال يشعر بمن احبو وال بمن كرىو بل اندكت 25
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
مراسمو بضعف اصمو متوجياً لربو فعالمة العبودية انو ال يحب شيئاً وال يكرىو وال يدفع عن نفسو بل ىو فى قبضة السكر االليى موجياً ليا ميتا ليا فان احس بالح اررة يبكى من غير قصد فال مطمع لك في الرجولية التى ىى محض العبودية حتى تندك
مراسمك بالضعف كالصبى يوم زاد فافيم فعز العبد الضعف والعجز واالنسالخ عن
نفسو وعزه وغناه بربو فعبد الغني ال يتحمل مشاق اليموم في امر الرزق وعميو فالعبد البكاء وىو الذى ال يرضى بحكم سيده عمى اي حالة نزلو يتسخطيا يغضب سيده
وينزلو من مقام حضرتو عنده النو لم يرض أن يكون عبداً بل يتحسر عمى الباس وىيئة سيده المالكية لو فيترتب عميو غضب سيده فيميمو حتى ياخذه بالكمية بالقير
والنكال وال يبالى النو تعدى طور العبودية بزعمو فافيم وعميو فالعبد يقدم حق سيده وال
يشتغل بنفسو اال باذن سيده فإن امره سيده امتثل محبة وشيوداً لحالوة امره فال يصعب عميو شيء من اوامر سيده ولو فيو حتف انفو بل يتمذذ باالوامر وينقبض باالىمال
طبعاً من غير قصد بل بفيض إليى النو الحق فيو لنفسو فيالطفو سيده بانواع التعظيم
ولذيذ الخطاب وافاضة بحور اسمائو وصفاتو عميو فيقوم المر سيده بكميتو مؤيداً بانوار ربو فيعبده فى نفس واحد باعظم عبادة جميع العامة فينوب عن العامة من العبيد فى
اداء الحق المالكى فتعطى لو مؤونة تصمحو اعظم مما يخرجو لبقية عامة خمقو لحسن طويتو وفراغو من نفسو وامتالئو بربو فتنفعل بو االفعال االليية من غير شعور وال
قصد فتظير لو لوائح بوارق الحب االليى فينتعش انتعاشاً قوياً بربو فيسمب خمعة االسماء ويحمى بسكر بحر العمى الربانى فتصير بحور االسماء طوع يده مجرداً من لوازميا حتى يرد الييا فيعام بو في الطمس مطموسة حواسو بسيده فإذا افاق من سنة
سعادتو صار جبال راسياً راضياً مرضياً كامال ناقصاً عند نفسو جالساً عمى كرسى واحد من كراسى عبودية سيد الكاممين المكممين صمى اهلل عميو وسمم سيد الكل واماميم التى عددىا بعدد العارفين من امتو ومن الممئكة الغير المتناىية فى عممنا فإذا اجمس عمى
كرسى نبيو افاض عميو سيده قوة نوره حتى يشيد بو لوائح بوارق سماء نبيو سيدنا 26
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
محمد صمى اهلل عميو وسمم فيعمم انو حقاً انما يعبد اهلل بنور من جمس عمى كرسى
عبوديتو فيعرف قدر نبيو بما لبسو من مرتبة نبيو وتيقن ان روحو التى توجو بيا عين نبيو فيمقى السالح لوساطتو جازما بانو عاش فى ظمو لواله لبقى عدما قبل وجوده
فتأدب بآدابو صمى اهلل عميو وسمم ويتحرك بحركتو بحضرة ربو فيسمع صالة ربو عميو
بجميع قوى اركان سر ذات مرتبة نبيو فتخمع عميو حمة نبيو بحسب ما قسم لو منو
فيميز وسائطو بينو وبين نبيو فيعطى ليا احق دوائره فيتمنى حينئذ إذ رآ ظميتو أن يكون
خادماً المتو بما اقتطفو بعناية ربو فترجعو حجابية نبيو لمشفقة عمى كل خمق بحيث ال يميز إال فعال واحدًا لربو ويكون مركز نكتة صفاء قموب خمقو مبايعاً لنبيو بيعة العقبة العرفانية فيالك من عبد ان سمكت مسمك التوحيد توحيد العارفين باحسان الوجية في
الشؤون كميا ويالك من ضال ان اشركت حظك بعبادة سيدك فافيم ترشد واياك أن ترضى ان تحط عن درجة أىل االقبال الكمى لحضرة قبمة سيدىم فمن أقبل عمى اهلل
بكميتو اقبل اهلل عميو واقبل معو جميع خمقو وقد عممت قبل أن كل خطاب ورد مما
يرشد لطمب الثواب عمى العمل إنما يسمك بو مسمك الصبي اليارب من حضرة كافمو
وان كل ما ورد عن نبيك مما يرشد لو فإنما ىو من باب التربية بصغار العمم قبل
كبارىا فإنو امر ان يخاطب الكافرين بما يفيمونو ويستقذر ليم حظيم الذى ىو صنميم واعتقادىم الفاسد من نسبة الولد لو جل وعال وغيره مما يرشد لسفاىتيم بقتل اوالدىم
امالقاً وغيره لعميم يرجعون وان يخاطب العاصين بما يقطعيم عن المعاصى بإنذار وتبشير وأن يخاطب التائبين بما ليم من النعيم المقيم ليثبتوا عمى الطاعة وأن يخاطب
المخمصين بما يقطعيم عن مالحظة الثواب بعمميم وأنيم ليسوا أىال لو لوال فضل اهلل جل وعال وأن يخاطب اول المقربين من الدرجات االربعة لما يرشدىم لنفي نسبتيم
العمل النفسيم وان ال تاثير لمخموق أياً كان « واهلل خمقكم وما تعممون » وان يخاطب خاصة المقربين من الدرجة الثانية بانيم ما امتثموا اوامر اهلل بانفسيم وال اجتنبوا مناىيو بيا بل بمحض فضل اصطفاءي « وما رميت إذ رميت ولكن اهلل رمى » وأن يخاطب 27
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
أىل الدرجة الثالثة من المقربين بان الشوق ىو عين االرادة واالرادة حجاب عظيم وان
المشتاق الزال مع بقية وان يخاطب اىل الدرجة الرابعة بان المذة التى حصمت ليم بعبادة ربيم ليست منيم بل منو جل وعال وأن يخاطب العارفين الموحدين بان اهلل وحده
في ذاتو وصفتو وفعمو فال تعمل الحد في توحيده بل ىو الذى وحد نفسو جل جاللو فال
يحتاج إلى من يقول ىو واحد وال من يقر بو وال من يفوض لو وال من يتوكل عميو فيو ٍ شيء فيغنيو عممو بكمالو بال مكمل وال من يقول الغنى المطمق ىو الصمد عن كل كامل فيتفرغ العارف عنده من كل قوة وحول فيزىد عن نفسو فانياً بربو ويزىد عن توحيده وتفويضو وتوكمو وتسبيحو وتقديسو غير معول عمى عممو وال عبادتو مضربا
شيء لم يقدر لو أو عميو راضياً بقدره فحينئذ يكون عن الغير والغيرية آيساً أن يصمو ٌ عبد ربو ح اًر بنبيو واقفاً بربو متحركاً بو بين اصابع ربو مقبوضاً بقبضتو مكفوال برعايتو عائشاً بكنفو مفرغاً من كل عمة تائباً لربو ثم ال يزال نبيو يخاطبو بأن حضرة ربك امامك فجد عمى ما كنت عميو من الجمود كجمود القمم بين يدي الكاتب فخطاب
صاحب الشرع صمى اهلل عميو وسمم يظير مظاىر مراتب امتو وىو خطاب واحد وىو
افراغ القمب من الغير والغيرية لكن خطابو اوال بحسب تييئتو شيئاً فشيئاً حتى يصمح لمفيم الربانى فإذا عممتو بتأمل عرفت أن الشريعة متحدة ال خالف فييا وال غبار عمييا
وان المجتيدين كميم عمى حق وان جميع اقوال العمماء تفسي اًر او اصوال وفروعاً ومعقوال
ووسائل ليا من نحو وتصريف وغيره من جميع خدام الشريعة مرجعيا إلى قول واحد وىو الداللة عمى اهلل بحسب ما تجمى صاحب الشرع فى قائمو بكونو صمى اهلل عميو
وسمم ظير فيو مظير مقام من مواقف الدين التسعة فمن كان شرب من حقيقة صاحب الشرع مقام التوبة فال يفيم من الشريعة إال مشربو وتجده يبالغ فى تحرير المسائل
محاوال ان يطبق جميع السنة الشريعة عمى مقامو فيفنى عمره كمو فى االجوبة
واالعتراضات وحل المشكالت عنده ويعد مجمسو مجمس التحرير وغيره ممن فوقو ال تحرير فيو ويعارض بين النصوص الشرعية قصد نصيحة االمة فال يحصل من 28
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الشريعة إال ما ذاقو فيقيد ويعمم بحسب اجتياده وىو صادق في ذلك كمو فإنما الشريعة جميع ما تحتو كطبقات الجنان الثمانية فمن كان اسفل الجنة ال يطمع ومن كان فوقو
يستغل ومن كان فى الثامنة اعطى الس ارح فى الجنان كميا وال سبيل لمن سفل لما فوقو ليظير التفاوت والتمايز والتفاضل بحسب االذواق في االدب ومن جمس مجمس الموقف
الثانى كذلك فاعمم ان الشريعة ذات واحدة ليا عين قائمة باركانيا كساق شجرة تفرعت
منيا عصون متعددة بحسب الغمظ والرقة وليا ثمار مختمفة واذواق مخالفة فمنزلة
المجتيدين اطالقاً كغصون الشجرة الكبار التى تفرع منيا غصون متعددة ومثل العمماء غير المجتيدين كمثل غصون رقاق مدركيا رقيق لطيف ال يدركو اال اىميا لرقتيا
والغصون كمو مآليا لمشجرة والشجرة مآليا لمماء وىو الذى انزرع فييا جيد روحيا فمثال
صاحب الشرع مثال الماء والماء منزل من اهلل جل وعال ليطير بو من رجس الكفر والمعاصى والحظوظ فالمعصية عمى اقسام مغمظة ىى الكفر مبنى عمى الجحود ومتوسطة ىى المعاصى مبنية عمى اتباع اليوى ال االستكبار عمى الربوبية وخفيفة ىى
الحظوظ مبنية عمى طمب الثواب الذى ىو من شان المستاجرين ال العبيد فالمعاصى لمسيد من حيث ىى مذمومة مطردة من حضرة الحق فمن قوى مدركو من كبار
العارفين ينظر ببصيرتو إلى جميع الشجرة ويغترف من اصميا ويوجو كل ذوق إلى اصل غصنو ويفيم اسرار الشريعة كميا وال يبقى عنده نوع خالف فيعبد اهلل عمييا كميا
من غير تنزل عن مقام عزيمتو ومن ال ذوق لو إال في مقامو يتكمم بحسبو ال غير وينصف وربما يشغمو العمم عن العبودية والمطموب منو أن يتقن عممو باحسان الوجية
لمواله فينقمو بحسن ادبو لما ىو اعمى فإذا رقى يرى ما دونو جيال محضاً حتى يوصمو لو وال يتحقق بما بيناه ويصدقو إال من اعرض عن نفسو كل االعراض واقبل عمى مواله كل االقبال فإذا استولى عمى عين الشريعة بانسالخو عن نفسو وزىد عنيا بحيث
ال يحبيا ولو طحنت بأرحية االقدار يتبين لو ذوق ثمار الشجرة الربانية فتكثر الواردات
بحسب اذواق غمتيا فينبعث عنيا استعظام نعمة المنعم فيشاىد سيده فى كل ذوق 29
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
كرؤية وجيو في مرآة فينظر محاسن االلطاف واالقدار فيرى قد اًر كالجبال تسقط عميو فيشتاق لالندقاق ويفرح بالمراضخ االليية كما يفرح صاحب الحجاب بالجنة فكمما
جاءتو لجة تعرض ليا تمذذاً وابراداً باذالل نفسو لمواله وال يرى راحتو إال فى الصواعق
والعتاب عمماً أنو ليس اىال لالنبساط فيفرح بعذاب حبيبو عمماً منو أنو ما عذبو إال ليقربو فبقدر الجالل يكون الجمال فترى صاحب عين الشريعة يصدق كل قول ويعده
صحيحاً ويستغرب مدركو حيث كان فى المقام االدنى ويشير بعبارتو لمقام من فوقو
االنبياء ذاتاً واحدة يجمعيم مقام الداللة عمى المولى فترجع الشرائع عنده شريعة واحدة و ُ جل وعال وتصير عنده الطرق طريقة واحدة لتوصيل كل طريقة إلى الحضرة القدسية
ويرى الشيوخ كميا ذاتاً واحدة لقياميم بالداللة عمى الحبيب جل وعال سبحانو ما أجمو
واعاله واظيره واخفاه ويرى المومنين الموحدين من آدم اليو ممة واحدة ويصور كورة
العالم بمنزلة ذات واحدة موجية لسيادة موالىا ذليمة خاشعة مطمئنة مرتعدة خائفة عابدة
متبرئة من الحظوظ الجوىرية معترفة بالممموكية راضية بصواعق سيوف االقدار
المالكية فيتحرك بتحرك الكورة ويعبد معيا موصوفاً بذلتيا فينصبغ بانصباغ عبوديتيا فيصار شعرة من شعراتيا فيحصل لو فضل جماعة شعراتيا لمقام التعاون فيفاض عميو
فى كل رعدة فيوض سائر اخواتيا من اعضاء الكورة الن الكورة بمنزلة ذات رجل
مركبة من اجزاء متوقف بعضيا عمى بعض فكل جزء يمد جميع الكل ويفاض عمى
الجزء ثواب الكل لمقام التعاون مع قصد الجزء ذلك (إنما االعمال بالنيات وانما لكل
امرء ما نوى) فإذا فيمتو عممت ان بركة العارف ممدة لسائر االكوان وان االكوان كميا
ممدة لو لالخوة فى التعاون عمى التعمق بالربوبية وأما الجاىل بيذا فال اخوة مع الكورة
وال معاونة بحسب نيتو فال حظ فى ثواب الكورة جزءاً وكال فإذا تمحضت لموالك يمدك
الوجود كمو وتمده ويعطى لك مثل ىذا فإن نويت النيابة عنو فى تحمل الزالزل الجاللية تعط ثواب من اسقط فرض كفاية عن ذرات الوجود وتحظ بمحبتك اىل عبوديتو
ويتوجك بتيجان رؤوس اىل مممكتو فترزق عز السيادة االمدادية فاعمم ان العبد ليس 30
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
من شأنو الطمب بباطنو إنما شأنو التضرع بظاىره معوال عمى خزائن سيده مستسمماً المره فإذا طمب يقول لسان سيده اقبل عمى شأنك فإنك بمرءا منى فال تحتاج الرشاد
لحوائجك فاشتغل بما طمب منك من الخدمة واالدب فإنما انت آلة لمخدمة ال غير فال
يغرنك ان تعاميت عميك فى حال االساءة وفي حال العجز والكسل فمقصودى فيك ان
تفني اوقاتك بالخدمة التى ممكت ليا وليس من شأنك ان تباسط السيد وال ان تمبس ا ازره
ورداءه من اوصاف السيادة فإن اقبمت عمى شأنك تصمك نفقتك التى ضمنتيا السيادة يوم ممكت واقبمك وال ابالى بعد أن قربتك بعمل بل اعظمك من بين الممالك فيعظم
امرك عندى وشأن العبد ان ال يحوج سيده الى ان يقول لو افعل كذا النو عرف خدمتو يوم ممك ففي وقت الحرث يييئ لمحرث بال امر النو اذن لو فيو بالممك وكذلك بقية
االسباب وينسب حوائج سيده لنفسو ممتمئاً فيمو بسيده وخزائنو من غير تعويل عمى الخزائن النو الحظ لو فييا اال بالممك فيمتمئ قمبو بمحبة سيده وال ينسب الكمال إال لو النو مالكو وال يرى فضال الحد عميو إال من حيث الوساطة من سيده فيعظميا جريا
عمى االدب مع سيده الذى ارسمو لو فيغضب بغضب سيده ويفرح بفرحو ويحب كل من
نسب لسيده ولو ريحو وبمده وكمبو فتجده يعظم كمب سيده وينسبو لنفسو ويغار لكمب
سيده فال يتركو الحد ولو الموت عميو الن من اىمل كمب سيده فقد اىمل شأن سيده
ومن جممة الشئون جميع ما نسب لو فيعد كل من يعظمو من صاحب بمنزلة سيده
لسيده وال يرى كمب سيده إال بعين االجالل والمحبة فيفنى فى حسن كمب سيده مضربا
عن خمقتو ولو مشوىة بل يستحسن كمما ثبت لسيده فيمتثل اوامر سيده بحيث ال يشتغل
ببشريتو ولو كان مرجوماً ببول او غيره حتى يرضى سيده واشار لو بالراحة تصريحاً او
تمويحاً يفيم امر سيده النو فان فى سيادتو فال يرى ع اًز لنفسو خارجاً عن خدمة سيده بل عزه محصور فى نسبتو لسيده العظيم الشأن فيشرف بطاعتو ويتجنب البطالة فإنيا
سبب المقت واالىمال فيزين العبد نفسو بالنظافة ويجمل ىيئتو بنعمة سيده التى افيضت عميو منو فإنو يحب أن يراىا عميو حال المشاىدة وال ييمل نفسو بالمقت بالتقشف مع 31
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
فيض مدد سيده عميو فإنو سم فإنو يظير اضاعة سيده لو وال يشتكى الحد ولو ضيقت
طرق النفقة بل ولو تتابعت عميو مقامع سيده بالنكال بل يصبر ويعرف انو شأن العبيد
وال ينزل حاجتو عمى احد النو حاجة لو وانما حاجتو حاجة سيده فميترك لسان الممموكية يتمكم مع حضرة امداد سيده فإنو مقبول باالحسان واالفضال وال يطمئن بحالة
البسيا بل يخاف من سيده من ان يعريو من العمل بحيث ينزعو من عمل الخدمة ويولي غيره أو يجرده عن عزه الذى لو السيادة بسيده فيخاف ان يخرجو عنو ويطرده
فيذا ادبو فمن قدم امر نفسو عمى امر سيده فقد أخسر الميزان وذلك قمب القضية وقمب
ماء واراد ان يسقيا فقمبيا لالرض فإنو ال البرادة معناىا انو عمل برادة سيده فوجد ً يممؤىا ولو بقي مائة الف عام النو عكس القضية فمو احسن وجيتيا عمى السقي سقاىا
نفساً واحداً فكل من عظم امر نفسو واىمل امر سيده بحيث جعل امر نفسو مقصوداً بالذات وامر سيده ام اًر زائداً ثقيال عميو يعممو بكمفة وامره سيال حمواً ولو بمشقة فيكون
حاذقاً فى طرق نفسو جاىال باحكام سيده متراخياً فييا متعذ اًر بالجيل وأنو مشغول بنفسو فذلك دليل عمى انطماس البصيرة منو وعالمتو انو ان اشتغل بذكر سيده يثقل
عميو وينام ويكسل وان اشتغل بنفسو نشط ولو بقي الميالي ذوات العدد ال يغمبو النوم
وذلك النو عاشق فى حظ نفسو فانياً فييا من دنيا وآخرة وليو وقيل وقال والعاشق
راحتو المعشوق فال ييتم إال بامره وال يمتمئ قمبو إال بو فإذا ذكر سيده الغير المعشوق ثقل وتمرض وتعجز فصار سيده الذى يعبده ىواه وامر سيده مطروحا عنده وىو عين
الحجاب والحجاب بينو وبين سيده بعد النسبة ال غير وىو انو عكس القضية فمو بقي ٍ الماء فائض عمى وجو االرض دائماً فمو القى عمييا عمر الدنيا ما عرف نقطة ماء و ُ ِ الصفاء الغترف ساعة وروى فعميك بتعظيم امر سيدك لمرب عارف كيفية الغرف من من صالة وذكر وبجعل نفسك فى يد سيدك فإن ردك الييا واذن لك فى قضاء حاجة
نداء سيدك وىو المؤذن فافزع نفسك فامتثل بالفور ثم توجو لنحو سيدك فإذا سمعت َ وغب عن امرك كمو ولو جائعاً كنت فإن الحاكم الذى يحكم عميك اذا امرك باالتيان 32
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
اليو في ساعة معينة ال يقبل منك قبميا وال بعدىا فيقول لك إن كنت اآلمر فاقدم فى
البالء « سنفرغ لكم الوقت الذى عينتو وان كان االمر امرك فتربص فعن قريب يحل ُ اييا الثقالن » فالعبد إذا أمره سيده فامتثل ظاى اًر وباطناً فرحاً حيث استعممو سيده
وعمل العمل المتقن الذى يدور لو الفمك بسيمو وحرث مثال حرثاً متقناً وزرع زرعاً جيداً في بمدة طيبة ونقاه من شوك العمل النفسية وحصده ودرسو وذراه ونقاه تنقية اخرى من
الحجارة وطحنو طحناً متقناً وغربمو عمال محكماً وعجنو عجناً محكماً وطبخو طبخاً محكماً يدور لو الفمك بغمة عممو وىو ذوق سر عممو مع رضى سيده وان امره سيده
وثقل عميو العمل وعمل عمال بالخيانة وغش فيو ويرد باطنو كالماً عمى سيده فينسب
سيده لمظمم ويخاصم باطناً ولم يزرع بذ اًر متقناً وان زرع اىمل تنقيتو وان نقى فرط فى جمعو ودرسو وتذريتو فإنو مستوجب عقوبة سيده وال غمة لو بل حظو العقاب من سيده
فيذا شر الممالك فافيم ترشد فإذا فيمت عممت قولو جل عاله في بساط الظيوره « وما
خمقت الجن واالنس إال ليعبدون ما أريد منيم من رزق وما اريد أن يطعمون » واما
بساط الحكمة االليية ما خمقتك الن تريد وانما خمقتك الظير فيك آثار قدرتى واعمم أن االرادة والتعرض باالعمال من اكبر العوائق عمى الحضرة ثم إنو جل وعال خمق امام
المتقين صمى اهلل عميو وسمم قائداً لحضرة اهلل وخمق اماماً لمضالين قائداً لحضرة غضب اهلل فكل منيما يدل ويرشد إلى وصفى كرمو وانتقامو جل وعال فالنبي يبين
الطريق الىل البصائر مجردة من االرادة ويمنى عمى لسان اهلل اىل الغفمة لسياسة الرجوع من غفمة الحظوظ فرجع البعض من سنة غفمة المعاصي وسكر الغفمة الحظ
االخروى او الدنيوى فسكر البعض السكر الذى يخفى إال عن العارفين فيبقى فى غفمة
السكر النجس المحرم في دخول حضرة الصالة وحضرة اهلل تعمى « وال تقربوا الصالة
وأنتم سكرى » واعظم السكر الخفي وىو سكر المقاصد بحيث يعبد لنفسو ال لربو فيجب عميك أن تتجرد من ىذه الداىية الخفية ليصح الدخول فى الصالة صالة
المقربين وابميس يدل بخيمو ورجمو ووسوستو ومعو ال يقطعو بقوة بل بوسوسة ال غير 33
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
فميس المام المتقين أن يدخل إيمانا فى قمب احد اكراىاً وليس المام اىل الحظوظ ان يدخل الشقاوة فى قمب احد بل الفاعل المختار جل وعال واحد في الحضرات كميا فمن
امتأل قمبو باهلل يسقو امام المتقين لو ومن امتأل قمبو بحظوظ يسقو امام االشقياء لمشقاوة فنامرك اييا المشفق عمى نفسو بالتأمل بالعقل االيمانى فإنو يتبين لك ان ما كان عميو
عباد الحظوظ الدنيوية واالخروية رجس من عمل الشيطان النو سبب غضبو وافرغ
قمبك من كل غير وغيرية وكن عبداً ح اًر من رق االغيار مقصو اًر عمى ما خمقت لو من
عدم القصد واالرادة تكن عبد ربك اضافة محضة مكتسبة التعريف واال تكن مضافاً
لفظياً وال تفيدك اضافتك لمحق إال انك عبد القير ال عبد الرضى فاعمم أن الطريقة عندىم تتبع اقوال وافعال واحوال وعوائد واخالق امام المتقين صمى اهلل عميو وسمم فيي
الطريقة الحقيقية النافعة المستقيمة فتتبع اقوالو وافعالو فقط ىو الشريعة العمومية فأحوالو صمى اهلل عميو وسمم مبنية عمى صرف العبودية من غير ارادة ارايت ىل كان
يريد أن يكون نبياً فى االزل وقد كان نبياً في االزل اوان االرادة وىل كان يريد ان يكون
افضل عامة الخمق فيو وقد كان فيو قبل وجوده وىل اراد ان يكون اعمم الخمق فيو قبل ظيوره كل ذلك مفاض عميو من بحر الفضل قبل ظيور اوان االرادة فاعمم ان اهلل جل
جاللو منفرد فى ذاتو وصفاتو وافعالو فيو الكنو الساذج الصرف المتجرد عن كل ما
يدركو العالمون فيو القديم وغيره حادث احدثو كيف اراد واحدثو مع الزمان والمكان
واالعراض فيو الحق جل وعال وغيره مثل ظل غير ثابت كجرم في الضحوة ولو المثل
االعمى والدليل وما يدرك من المدلول حادث احدثو معو فمم يكن من يتحرك ويسكن وال
من يعرف جاللو فأحب جل جاللو ان يظير وصفي كرمو االحسان الحبابو واالنتقام فى اعدائو وسبق فى عممو جل وعال أن يظير اوال فاتحة الوجود وخاتمتو سيدنا محمد
صمى اهلل عميو وسمم فاظير بفضمو بال سبب تقدم نوره وادرج فيو نور حبيبو إدراج الظل الخيالى الذى ال يتصف بظممة وال نور وال باتصال وال بانفصال وال بوجود وال
شاء فانصبغت نورانيتو صمى شاء كيف َ عدم فقواه بنوره المكنون وسقاه جل وعال بما َ 34
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
شاء اهلل بال سبب وال ارادة حظ فتعمى جل وعال عن اهلل عميو وسمم وتميزت فسقى بما َ االغراض والتوقف عن االسباب والوسائط فسبحان من قيرنا بالظل فال تعرف ماىيتو ثم تنزلت نورانيتو صمى اهلل عميو وسمم فانصبغت صبغاً لطيفاً تميزت فصارت محمدية فتميز بحر االلوىية من بحر الخميقة وىو عين المحمدية فال يبغى بحر االلوىية عن
بحر الخميقة وال العكس بحسب ما تعمقت بو ارادتو ال بحسب ما يدرك ويكيف فبحر
االلوىية التى ىى عين ام بحور االسماء الحسنى يمد ويسقي بحر الخميقة الذى ىو
عين النبي المكرم المطمسم قدره لكل عارف أياً كان فامتزجت مدادية بحور االسماء التى ىى االفعال في كنو نوره صمى اهلل عميو وسمم وآلو فتنزلت حجابيتو صمى اهلل
عميو وسمم بقير اليى بال ارادة وال تعرض فانبسطت واتسعت واشرقت اشراق الظمية
المخموقية فكمما وصمت ظميتو فيو قاب قوسية حد ممك مواله فيو فيو صمى اهلل عميو
وسمم ممك اهلل مظير اسمائو وصفاتو فانغمست ظميتو صمى اهلل عميو وسمم فى بحر
رحمة االيجاد واالمداد فتكونت روحو الشريفة من بين الرحمتين فيى اول الظيور من حضرة الطمس فسقاىا جل وعال بما شاء اهلل قدر ما شاءه فأوقفيا بين يديو جل وعال
تقبل وتدبر في حضرة الجالل والجمال فعرقت بما دىميا من الجالل وثبتت بما غشييا
من الجمال فسقطت نقطة عرق مناسبة لجرمية روحانيتو صمى اهلل عميو وسمم عمى
كيفية ال يدركيا العارفون فيوت فى ىواء ممكوتيتو جل وعال فتمقتيا رياح االسماء
وذرتيا نشئاً وابال فأمطرت مطر الرحمة وىو اول مطر فانجمعت اودية بحار قدرة
الحق جل وعال فصارت بح اًر مشتمال عمى ذرات واعراض واخالق ولوازم ما يكون إلى ما ال نياية لو من ازمنة الدىر اآلخرة واالزمنة واالمكنة والجوىرية والعرضية وجميع ما
يسمى ممك اهلل فانزرعت االكوان من مائيتو صمى اهلل عميو وسمم ووصل ما وصل وفصل ما فصل واتحدت االنفعاالت واستوت فى اصل الظيور باعتبار الفاعل
وتخالفت اجناس المظاىر المنبعثة المكنونة من الحضرة المحمدية فيو عين االحمدية
التى ىى عين الكنو فعل جل جاللو ىذا ترتيباً لممكو ال غير من غير داعية فتكونت 35
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
االكوان كميا من كونية ماء نقطة عرقيتو صمى اهلل عميو وسمم فصار اصال اصيال لكل
عدم مظير مظير بتاثير اسمائو جل وعال وصار منبتاً لمراد اهلل فى ممكو وانحجبت
عن الخالئق كميم حجابيتو ووساطتو واصميتو فصارت الفاظ العارفين تومئ الييا من ٍ سماء وارض وبحر وسائر عوالم الحق وراء سجف الحجب النورانية فخمقت العوالم من
المتوالية لسمائيا وغيره فصار صمى اهلل عميو وسمم روحاً لموجود ومفتاحاً لو وخاتماً بحيث لم يتقدم لو ظيور ولم يتأخر عنو ظيور بل ما ظير وما بطن إنما ظير فيو
وبطن فيو فصار صمى اهلل عميو وسمم ىو الكون االمر االليى فيو المخاطب فيو
الواصل وغيره منفصل بحجابيتو صمى اهلل عميو وسمم مدرجاً في نوره بين يدي مواله فغاية ما يدركو العارف ولو سيدنا اسرافيل إن حصل لو االنس بسيده جل وعال فى وسط وعائو صمى اهلل عميو وسمم فتنبعث لو جيوش الجالل فى مظميتو صمى اهلل عميو
وسمم فكل ذلك بتقدير الحكيم بال سبب وال داعية وال غرض فخمقت الممئكة وجعمت سيم الرحمة الحظ لمغضب فييا ما عدا الثقمين االنس والجن فمما عزل الحق جل وعال
ابميس بحسب ما أشرنا لو آنفاً وولى صفيو ابا اصل الوجود طينا آدم عميو السالم اء فجعميا لبناتيا عادة فما من زوجة إال وقد خمقت من وخمق من ضمعو زوجتو حو َ ضمع زوجيا آنس سيدنا آدم بيا في الجنة المقامة لمعدل والخمود فأصدقيا الصالة عمى
ولده طيناً سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم بوحي اليى فجعل اهلل جوىرة الوجود باكورتو قبمة سيدنا آدم بو ييتدى وبنوره يقتدى وبو يعبد ربو وبو يفصل احكام اهلل وكان
آدم قبمة الخالئق فبو يستضيئون وامره الحق أن ال يغفل عن الواسطة فإن غفل ساعة
تجر عميو المقادير بغفمتو عن قبمتو وان ثبت بحضرة ربو ترتيباً لممكو فكانت نعم الجنة
لطافاً ال تضر وال تصدع وال تسيل وال تفجر دماً وال قيحاً وانبت فييا الحق شجرة غميظة تاريخ اربعين عاماً قبل وجوده فعرضيا الحق جل وعال مقدرة بغفمتو عن الوساطة فمما وسوستو سيدتنا زوجتو بوسوسة المعين جالت قوتو في االجتياد ذاىال عن
الواسطة الممدة لو فعام بنفسو فى بحور االوامر ولم يجد نيياً مصرحاً بو عن حرمة 36
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الشجرة مساعداً حرمة المومنة زوجتو فخفيت عنو الموازم التى تكفل بيا الشيخ المربى سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم فأكل الشجرة بعد أن قرر لو الحق جل وعال أنيا
مسيمة وليست من جنس نعم الجنة وانما نبتت قرب خمقو فمما كميا مساعداً زوجتو
المساعدة المعين الذى غرىا بالقسم باهلل فخفى عنيا أال يكون فى طوق احد أن يتج أر
باليمين الكاذبة لقوة إيمانيا واىبميا حزميا بجالل اهلل وانو ال يطيق احد ان يحمف
بالكذب فصدقتو فمما مضى االكل منيما ضحك ابميس عمييما فمعن ابميس فسرت قوة
الشجرة االسيالية فى عروقيا قبل ايناس بدنيما باالسيال فحصل اسيال منيما ووجع
عظيم كوجع الوالدة فتوجع آدم فأراد ان يقضى حاجتو فيربت منو الجنة بنعيميا وثيابيا النيا حضرة القدس ال تصمح لمقاذورات الشجرية فمما تبرأت منيما نعيم الجنة وعظم
االمر سمى « وعصى آدم » بخفاء الموازم التى ىى ان من اكل الشجرة الغميظة يخرج من الجنة بسبب القاذورات وان من اكل النعم المطاف يبقي فى الجنة النو ال وجود
لسبب خروجو فأخرجيما الحق إلى حضرة الدنيا التى تسع االسيال ففرق بينيما حين
اليبوط لتقع االلفة وينسى آدم وسوسة حواء لو فتخف المصيبة بطمب بعضيما بعضاً فمما التأما نسيا شجرة الخروج شفقة عمييما فدلو اهلل عمى الحرف الفالحية وغيرىا
وتحمل المشاق فاجتباه اهلل بفضمو ولعن ابميس بعدلو وجعل اهلل سيدنا آدم اول خمفائو ِ السماء فجمع لو بين النبوة والرسالة والخالفة العظمى عنو في كل امر في االرض و فولد لو ولد كثير مع حواء فمات فقرت الخالفة في ولده شئت ثم ادريس ثم نوح وفى
يشاء زمن نوح كفر من كفر بتبديل االحكام الشرعية وجحد وابى النسخ وأن اهلل يفعل ما ُ فاشتد الكفر ستمائة سنة فأىمكيم اهلل بالطوفان ثم ولد لنوح اوالده وىى الباقية ال غير ثم إن كل نبي تقدم ورسول تنقطع شريعتو بموتو ولم تعم شريعة احد بل خاصة بما قصو
اهلل لنبيو فولد سيدنا اسماعيل بن ابراىيم العرب واسحاق بنى االصفر وبنى إسراءيل
وكثرت النبوة فى بني اسراءيل تبكيتاً عمييم ونكاال وبقيت العرب فى غفمة الفترة من شريعة اسماعيل وبقيت فوضى ال نبى ليم من زمانو اال ما كان في بعض القرى مدين 37
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
ونواحييا وثمود ونواحييا وعاد ونواحييا قد خصصيا اهلل بالنبوة الخاصة فانقطعت النبوة
النبوءة بعده بمجرد الموت ولم يتوجو بعده بموت صاحبيا النو ما من نبي اال وانقطعت َ لمعرب نبوة بنى اسراءيل وال بني االصفر الن صاحبيا كمف بقوم مخصوصين إلى زمن مخصوص ولم تكمف العرب من زمن اسماعيل إلى بعثة نبينا صمى اهلل عميو
وسمم تكميف اصول من العقائد وال تكميف فروع من القواعد بل ىم سيم الرحمة بجنسية اصل الوجود صمى اهلل عميو وسمم وغطاىم اهلل بفضمو ببركة نبي يظير فييا فإذا ظير أيس الشيطان من كفرىا كما أيس من شقاوتيا قبل ظيوره النيم غير مكمفين وعميو
فمن مات قبل البعثة أو بعدىا من قبل أن يظير لو في باطنو حجة البعثة مات عمى
الفطرة االسالمية وان كان يحارب النو غير جاحد والكفر الجحود وان اشرك فى عبادتو فيو خفيف فى حقيم النو ال تكميف إال بالعقل وال عقل إال بالشرع فبحر الشريعة
الربانية ىو الذى يمد البواطن فيسمى نور الشريعة عقل تكميف فمن كان يقتل اوالده
ويدفن بناتو حيات ويستحل الزنى فى االميات والبنات ويستحل اراقة الدماء فيل يسمى
عاقال ومنو تعرف أنو ال عقل الحد إال بما افيض عميو من حضرة الشرع وال شرع فى
زمن العرب فمن تبينت لو الحجة البالغة فى امر النبوة نبوة سيدنا محمد صمى اهلل عميو
وسمم وجحد بعده فيو الكافر والجاحد فإن استند فى زعمو إلى كتاب انقطعت احكامو
بموت صاحبو يسمى كتابياً كاف اًر جاحداً والية سيده حيث جحد عزل صاحب كتابو سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم اصل الوسائل كميا فقد ادعى انو يحجر اهلل تعمى
عنو عمواً كبي اًر حيث ال يعزل من اراد ويولى من اراد وقد اراد انو عزل كل نبي بموتو
وقرر شريعتو بنبي بعده إلى سيد الكل فإنو جل وعال عمم رسالتو فى سائر اجناس
مممكتو تكميفاً لمثقمين وتشريفاً لغيرىما ما دامت ايام الدنيا واآلخرة وان انقطع التكميف بالموت فال يظير بعد الموت إال بحور انوار الشريعة ونتائجيا وعميو فكل من اسمم
وحسن اسالمو ال ينبغى أن ينسب لمكفر النو لم يكفر ومن تبين لو وجو الحق وجحد
وان اسمم ينافق يعد كاف اًر جاحداً متمرداً فالصحابة لم يكن فييم كافر من سيدنا ابراىيم 38
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الييم فافيم وسمم تسمم واذا كانت اجداد الصحابة من العرب كذلك واحرى نسب سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم فيو افضل االنساب وافضل القبائل والشعوب واالحياء
اء واالبدال وارحامو من االميات فنسبو القطبانية الخالفة وحواشى نسبو الشريف االمر ُ والجدات والمرضعات واالخوات من الرضاعة صديقات من كبار اىل التصريف وىى مرتبة دون القطبانية وفوق الوالية فحفظ اهلل هلل الحمد نسب اسماعيل من رجس الكفر
ببركة س ارية القطبانية فيو فمن كان من اىل الكتاب قبل ظيور سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم فإن اتبع نبيو فيو مسمم وان جحد نبوتو بعد وضوع الحجة فيو كافر وبعد عيسى عميو السالم انقطعت رسوم التكميف عندىم بالرفع بين أظيرىم وكفر من تعمد
قتمو من الطائفة الييودية ونجى الباقي فعم اىل الفترة العيسوية سيم الرحمة إلى بروز صاحب الشرائع كميا فمن تبعو منيم فيو مومن ومن جحد فيو كافر فال يعذر واحد
منيم بالجيل النيا تبينت ليم فى كتبيم القديمة وانما حرفيا سفياؤىم بسبب الطمع وذلك شأن الطمع واىمو وأىل الرياسة فمما اينعت بساتين الصحابة االجمة جاىدوا في اهلل حق جياده فعاش من بعدىم فى بركتيم إلى يوم القيامة وانما اطمنا النفس وان كان
مستطرداً تنبيياً عمى دائرة الفضل الكنزية المكتومة وىى أن اهلل جل وعال فعل ما فعل بال سبب وال عمل وال قصد بعمل وال مجاىدة بل شئون الحق برزت من بحر فضمو
عمى ايدى اسمائو جل وعال فيجب عميك أن تعول عمى فضمو ال عمى عممك النو ىو
الفاعل لو ال أنت واال اتبعت نفسك بال طائل فإذا عرفتو عممت أن مقصودنا ان تسمك
الطريقة االولى التى كان عمييا صاحب الشرع واصحابو فاعمم ان النبى صمى اهلل عميو
وسمم وجد الناس في غفمة واشراك وقتل بنات واوالد وزنى واستحالل الدماء وغيرىا فنبييم بالسياسة الربانية فساسيم وراضيم حتى ارتاضوا بانواره وحكمتو وبقوة عقمو
المكتسب من الشريعة حتى احبوه وتركوا ما كانوا عميو وتجنبوا فى محبتو ما نياىم عنو
وفضموه عمى نفوسيم واوالدىم وامواليم فامتالت قموبيم بمحبتو التى ىى عين محبة اهلل
فمم يكن ليم تعرض لغير امتثال اوامره واجتناب مناىيو ولم يكن تقدم ليم ذكر جنة وال 39
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
نار وال والية وال كشف وال سر وال مراقبة وال مشاىدة وال معاينة وال حالة من احوال
السالكين بل فجأىم الحق عمى يد النبي صمى اهلل عميو وسمم وصدقوا برسالتو ممتثمين
لو مذعنين فانين عن انفسيم تاركين ما كانوا عميو ببركتو فتعمموا الشريعة من اكل
وشرب وجماع وحركة وسكون فال يعد احد منيم نفسو عالماً كيفية استبراء البول حتى
يتعمميا منو وال ما دونيا وفوقيا من المعامالت العباديات والعاديات والعقود فسمموا ٍ شيء من االيام والشيور فيقولون انفسيم لو وتركوا عقوليم معو ولذلك يسئميم عن اى
ٍ شيء قميل فاشتغموا برضى رسول اهلل اهلل ورسولو اعمم ولم يكن فييم من يدعى معرفة صمى اهلل عميو وسمم وتجنبوا مساخطو فيذا دأبيم ولم يقصدوا سموكاً وال وصوال وتجردوا من رذيمة الحظوظ النفسية وصمموا عمى كتاب اهلل مفس اًر باشارة النبي صمى اهلل عميو وسمم ال بإشارتيم فمما تحقق اهلل يقينيم ازال اهلل الحجاب لكثير من الصحابة حتى اتضح لو ما قرره صاحب الوحي فمم يزده ما شاىده معاينة عمى ما عنده من صريح
كتاب اهلل وعرف كل واحد منيم انو ببركة متابعة حدود النبي صمى اهلل عميو وسمم فمم
يزدىم ذلك إال متابعة واتصاال بالنبي صمى اهلل عميو وسمم فثبت امرىم ورسخت اقداميم ٍ شيء غير المتابعة فمم يكن فييم مجذوب وتفجرت بحور صفائيم من غير تعريج عمى ساقط التكميف النيم كاممون مكممون ميتدون ىادون واستقرت بحور الشريعة فأمدت
قموبيم حتى إن احداً لو بقي يممي أسرار الشريعة عم الدنيا واآلخرة ما نفذ عشر ما
فيمو من اشارات وتصريحات وتقريرات وعوائد صاحب الشرع صمى اهلل عميو وسمم
وتقوت اشباحيم وارواحيم حتى ان احداً منيم ليقاتل أىل جيمنا مثال وحده وبعده ال ينسب شيئاً لنفسو فال يقول فيمت وال عممت وال تمقيت من حضرة غير النبي صمى اهلل
عميو وسمم شيئاً بل ذلك كمو عين الشريعة وان فيموا ببواطنيم شيئاً يردونو ليا فبقيت
الشريعة محررة وبقي قصدىم محر اًر مجراداً من االغيار مضربين عما ظير ليم من حقائق الشريعة فينسبون الحقائق لمنبي صمى اهلل عميو وسمم وان وقع ليم الفتح االكبر
اولياء واوتاداً فال يراعونو وال وصرفيم اهلل في ممكو فال يعدون اقطاباً وافراداً أو نجباء و َ َ 40
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
يخرجيم ذلك عن ثباتيم وال ينطقون إال بالرواية عن الشارع فبذلك سموا الصحابة دون غيرىم فإن الصاحب يشترط اتباع المصحوب فيو والتابعون من القرن الثانى انما
صحبوا الصحابة لمشاىدة افعاليم ومشافية اقواليم والحظ ليم في صحبة النبى صمى اهلل عميو وسمم النيم لم يشاىدوه ولم يتبعوه حق االتباع وىكذا لمقرن الرابع فتابع
التابعين لبس حمة التابعين والتابعى لبس حمة الصحابة والصاحب لبس حمة صاحب
الشرع فشتان ما بين المقامات وان كان المورد واحداً لكن لما عبد القرون الثالثة اهلل
عمى وجو التجرد من كل حظ زائد عن التعمق بالربوبية بمالزمة حد العبودية سموا
قرون الفضل فال يوازنيم غيرىم ممن بعدىم إال إن سمك مسمك اخالصيم بتوحيدىم
ألسنة العبودية لحضرة الربوبية امتثاال ومحبة واستحقاقاً وغمبة فيذه ىى الطريقة الفضمى االولى الواضحة الفضمية الخفية السمحة االبراىيمية االحمدية المحمدية المستقيمة التى سمكيا من انعم اهلل عمييم من النبيئين والصديقين والشيداء والصالحين
وحسن اولئك رفيقاً ثم ان ما ذكره لسان الشرائع من الفضائل والثواب والعقاب والخواص
مما ينشط المقرب ما ذكره إال اليضاح ما افاضو الحق بفضمو عمى قمب نبيو اظيا اًر لمرتبتو ولخزائن اسرار ممك اهلل ولتفريج عيون الجادين باهلل ال بالنعم فعظمت نعمة اهلل
عمييم ولم تزلزليم النعم عن افراد الوجية لموالىم لتمكنيم في رسوخ الشريعة ومعرفتيم
مقاصد الشارع فاعتبروا بالظواىر البواطن عالمين سر السجود الذى ىو التذلل واالفراغ والوقوف بجميع اجزائو بين يدى مواله عالمين منو ان ال فضل لمفوق عمى السفل وال
العكس وانما الفضل ما فضمو الحق فسرى سر العبودية في بواطنيم ولم يضرىم ما سمعوا من جنة أو نار وال قصور قاستمذوا خطاب سيدىم واجتيدوا فى أمر العبودية فصار فتحيم ىجوميا بال قصد فمما تماالت القموب عمى الفتوحات الدنيوية بالجياد
االسالمى صار الناس يجاىدون لالموال والظيار مرتبتيم لتكون ليم الكممة السمطانية ادبرت القموب عن اهلل وأقبمت إلى شيواتيا فنزلت مصيبة عمى العمماء العارفين
فاجتمعوا الستنباط طريقة تمنى الناس بالمراتب الكونية االخروية السرية الباطنية 41
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
فاستنبطوىا عمى وفق ما امموه مبنية عمى الحظوظ قصداً منيم لترقيق القموب فبنوىا عمى اىل االحوال من الصحابة فمن اراد أن يشرب بعض احوال سيدنا عمي كرم اهلل
وجيو فميفعل كذا فإن عمياً يفعمو وليذكر كذا فإنو يذكره وقس عميو بقية اىل الفتح من الصحابة فمما ظيرت الطريقة عمى تمك النمط عمى ايدى كبار العمماء نيض اىل الجد
والمحبة فى الوالية الباطنية وتجاذبتيا ايدى العارفين فشرطت ليم االيمة شروطاً من حزم وسير وقمة االكل وزىد فى الوالية الظاىرة وصمت مستدلين ليم بنصوص الشريعة
التى تقدم لنا أنيا تخاطب كل احد فصيروا ليم الفضائل عين عروسيم واجتيدوا
وتصدرت ايمة الحق لتربية الخالئق عمى وجو السياسة الشرعية االيمانية ومقصود
االيمة شغل نفوسيم بالفضائل والخواص حتى يرق حجابيم بالجوع والسير والعزلة
والمجاىدة فقسموا النفس إلى سبع مواقف فنقموا العابدين من مرتبة إلى مرتبة بالرياضة فإذا نقمو من مقام استقذر لو ما دونو ويعده نجسا حتى يقطع ستة نفوس فإذا قطعيا
تبين لو لوائح القرب من وراء الحجب الرقاق فيسئل شيخو عنيا فإذا تحققيا بين لو
شيخو انو انما تعبت نفسو فيما مضي من العبادة فاآلن يستانف العمل فيامره باالنسالخ من االرادة والركون إلى غير مواله ويطبق لو عميو صريح نصوص الشريعة فيتجرد
ويبقى مع ربو عبداً فانيا مع قطع النظر عن الغير خائفا من سموكو فيعده معصية وينزل الكمفة التى تحمميا من الغيرية ويسمم امر الخمق كميم لموالىم ويشاىد عين
الوحدة فإذا تحقق بمقام الفناء عن الغير يقول لو طبيبو اآلن قد ايقنت بسعادتك حيث
لم تمت فى سموكك قبل الوصول فمو مت مت عمى غير ادب وعمى غير توحيد الوجية فيوصيو ان يراعى حق االخاء فيشتغل شيخو بغيره ويامره بعد الثبات بنفع الخالئق
بمثل سموكو وسياستو من غير تبيين المقاصد في وسط المقامات حتى يوصمو لكن شيخو يامره ان يالزمو ليال يموت عمى الحظوظ فإذا رآه قرب اجمو يجرده باليمة
ويموت مجرداً منيا ىكذا شانيم رضي اهلل عنيم فوصمت بيا اقوام وضمت بيا اقوام من المسيئين مع اساتذىم وكثرت الشيوخ وتفجرت بحور السموك وفرح الدين بالقادمين من 42
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
تيياء الحظوظ بعد افول شمس الكاممين فانتظمت سحائب اودية القموب واينعت النفوس
وصارت ارواحا بعد تحكميا عمى االرواح واتضحت الطريقة الثانية باالطباء االجالء
فقاموا عمى ساق الجد في ايصال الواردين وقطعوا معيم ميامو عقبات العطب فجعموا
ليمتيم السيارة النافذة سر قواميم وجعموا ما في الدنيا من النعيم زاداً لممسافر وقطعوا النظر عن زخارف الدنيا ونزلوىا منزلة الزاد لممسافر فالمقصود بو سد الرمق ال غير
لمتقوي عمى ما ىم عميو من السير فجدوا سيرىم مسنحين انفسيم واتباعيم سيوف العزم
واالذكار فنصبوا عدوىم إبميس قداميم ينظرونو بعين رؤوسيم فشغموه وقطعوه بسيوف المجاىدة والمذاكرة اسرار الشريعة ولم ينصبوا أنفسيم في مقابمة عداوتو النو إن فعموا صار ىو الشاغل ليم بل نزلوه منزلة الكمب العقور ينبح ويميث ولم يمتفتوا لنباحو
عالمين أنو يضبع من ال عقل لو من المتيارجين معو بل تركوه وراءىم واجتيدوا بسيرىم حتى قطعوا ما يمكن أن يصمو إبميس وجنوده وقال ىييات ىييات فمتم منى
وىذا جيدى فيما كمفت بو من االغواء فمو كانت لي طاقة أو قوة لقطعتكم ولكن لم
يجعل لي اهلل إال حيالً اغوى بيا من كان عمى شفا الحظوظ ووجدت فيو زبالة نجاسة
الغير والغيرية فالمريدون في حال سموكيم وان كانوا متمطخين بانواع النجاسات
الحظوظية لكنيم في كنف المجرد من الحظوظ يحمى بنوره اناساً كثيرة فمما اخذت السالكون راحة من المعين وفرحوا ناداىم شيخيم فإن العدو الحقيقى ىو ما بقى قدامكم
واما المعين إنما ىو يكيد كيداً ضعيفاً بالوساويس الواىية فاعمموا أنكم دخمتم بمد اليالك والعطب والقطع وكثرت اآلن المحاربون عمى دينكم وىم المراتب الكونية من فتح ووالية وكشوف واسرار ورقائق وانقياد الروحانيين لكم فجدوا اآلن واخرجوا جميع ما عندكم من
القوة وآالت المحاربة معيا وزيدوا فى مكينة ىمتكم زيتاً وفحماً وقدموا كل مدفع وصواعق لمقتال فجعميم امام رحاليم فى حيطتو وسل سيف الغضب عمى من ركن
لممراتب فجاءت جيوش االسرار لكل واحد من المريدين في كل جية ظاى اًر وباطناً فخاطبيم كبيرىم بالتجرد مما سوى اهلل مانعاً ليم من كل سر حامال عنيم اذاىا بيمة 43
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
العرفان فساسيم وراضيم بسياسة ورياضة وصبر لجفاىم بالركون لغير موالىم فمن واصل ومن ىارب ومن مسجون عند كبرىم فنصب المواعظ واالدوية وتنزل لمقتال عنيم فمنيم من قال اذىب انت وربك فقاتال إنا ىاىنا قاعدون .ومنيم من امتثل وتجرد
فوصل لحضرة السيادة ومنيم من بقي مع الكشوفات وخرق العوائد والتصريف بانواع
االذكار فال يزال الكبير ينافح عنيم حتى وجدىم بنوا معاقل الراحة وترفيوا بممك الروحانيين واالنفعاالت ولم يجد ليم سبيالً لتمكنيم تركيم عمى ما ىم عميو وأدخل معو طائفة قميمة وىذا دأبو مع كل االمة قانعاً بالعارف الواحد إذا وصمو النو منزل منزلة كل
االمة فمن بقي مع مراتبو يدعى أنو من الكاممين فيعيش مع المكونات عيشاً رغداً ولم يشم رائحة المعرفة والرضوان يتصدر لممشيخة لما رآه عمى يده من االنفعاالت
والكشوفات فيضل السالكين ولذا كثرت المدعون لممشيخة وقمت العارفون النيم احرار ِ الصفاء ومن الناس من يستعمل االذكار والحر قميل فاختمطت طرق البطالة بطريقة العظام التى يشترط فييا االذن بال إذن أو باذن مع مخالفة الطبيب بما ظير لو من ِ االسماء فسمب عقمو فصار بيموال ال عقل وال المجاىدة والمكابدة ففاضت عميو بحور تكميف وىذا مقصود لمشيطان ولم تكن المجاذيب فى الطريق االولى اصال بل ىم
مجردون من االرادة وعبدوا اهلل حتى أتاىم اليقين فيستوى عندىم الفتح والحجاب مستسممون لموالىم فكثر الضالون المدعون الجذب االليى فكل من خرج عقمو لدنيا أو
موت قريب يدعى مجذوبا وال زالت العارفون يحمون الطريقة الثانية بيمميم واقواليم
حتى وصل من اراد اهلل أن يصل عمييا وجردوا سيوف التذكير والتحريض عمى السموك بيا ليال تنقطع العابدون عمى الوجو االكمل فتقوم قيامة العامة وتنصب عمييم رزايا
الجيل واالغترار وامتدت غصون الطريقة الثانية إلى حدود الخمسين عاماً من القرن
العاشر تماالت الناس عمى الخواص والجداول واالستخدامات التى رمتيا ألسنة الشريعة وكثر العطب وتركوا من يرشدىم لمطريقة وترأس كل واحد ومنيم من دخل الخموة بال شيخ أو بال ادب لمخالفة شروط شيخو لالموال ليبنى زاوية يجعميا شبكة الدنيا يتمتع 44
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
السفياء وجمع امواال تركيا من ورائو بيا فحصل لو مراده بكثرة الظالم فاجتمع عميو ُ فراج إبميس فى اوالده فزين ليم القتال بينيم عمييا النيا مصيدة النجاسة وازال صاحب ِ الحياء وىتك الشريعة ويجبر الناس عمى خدمتو واال اىمكيم الزواية بعد ابيو جمباب ٍ غثاء ليال تنقطع طريقة الضالل فكثر الخبث بدعوتو فياتى ابميس فيسوق لو كل وتركت الصموات فى اوقاتيا وضيعت اركانيا حتى إن من يصمييا ينقرىا النو يصمييا عادة آبائو ال غير وال يجد حرمتيا في قمبو النو متبع عادة آبائو ال غير وظيرت
المرابطون المدعون طريق الخرقة فتنافسوا تنافس الجعل عمى النجاسة وانسدت المسالك
وانغمقت االبواب وبقيت العارفون يبكون عمى الدين في كل عصر ولم يجدوا معيناً عمى نصرة الدين وقطع البدع والشبو وحسم مادة الضالل التى ىى عين الحظوظ فتبرأت
الكاممون من الدجاجمة فمالت الناس ليم وتركوا العارفين وصارت زواية العارفين كالباطل وزواية البطالين صحيحة مستقيمة فقال ابو مدين الغوث انقطعت الطريقة
إنقطاعاً كمياً ولم يبق إال الرجوع إلى اهلل بيمة العارفين وحال من يدعى الطريقة
الصريحة ما ىو إال مدع ال غير والحظ لو فييا ونيوا عن اتباعيم وامروا بطريقة
العامة إن لم تكن االولى ثم اخبروا بان الصموات عمى النبي صمى اهلل عميو وسمم تقوم
مقام السموك فأكثر البعض فوصل بيا فتماالت الناس عمييا وكثر ستر اهلل عمى االمة ببركتيا إلى قيام الساعة فممو الحمد عمى دوام فضمو وىذه فترة العارفين انقطعت طريقتيم إلى حدود السبعين من القرن الثانى عشر جدد اهلل من رد الطريقة الثانية إلى
االولى وحكم بان من سمكيا بعد ال يحصل اال عمى التعب وطرزىا بالنصوص القرآنية
فتجرد رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم وتبرج كانو لم يمت وأفاض عمى صاحب الطريقة االولى جميع عمومو الظاىرة والباطنة وباطنة الباطن وىو العمم الثالث الذى اختص بو
وافاضو عمى حامل الطريقة االولى التى ىى طريقة رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم
وصار رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم يربيو ويبين لو القربات بنفسو فعمم لو كيفية الصالة والتيمم والوضوء والغسل والسجود والركوع مشافية يقظة لقوة سرايتو فيو حتى 45
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
قرر لو صمى اهلل عميو وسمم جميع الشرائع وجميع الطرائق واالحوال ونزلو من صفاء
التربية منزلتو في كل قول وفعل وامر ونيي فمن اخذ عنو فقد اخذ عن يد صاحب
الوحي ومن امتثل أمره فقد امتثل امره صمى اهلل عميو وسمم ومن خالفو فقد خالفو
وضمن لو صمى اهلل عميو وسمم كل من تبعو إلى قيام الساعة واوالدىم وازواجيم
وانسابيم ووالدييم وس اررييم بال حساب وال عقاب فضمن لو صمى اهلل عميو وسمم أن ال
تنقطع طريقتو إلي قيام الساعة وان يبقى فييا سره صمى اهلل عميو وسمم وان ال تكون
التربية بغيرىا إلى قيام الساعة فضمنو كمو وضمن لو ان يكون لو واقفاً عمى رأسو دائما وعمى رأس اتباعو بحيث ال تخطر بدعة في طريقو إلى قيام الساعة وضمن لو ان
ينوب عنو صمى اهلل عميو عند الميالك واالمور العظام وانو ىو المربى صاحب
الطريقة وانو مقدم لو فى ايصال مدده صمى اهلل عميو وسمم فتصدر ليا مبيناً وجييا مجرداً كل من قصده من نجاسة الحظوظ وافردت الوجية هلل الحمد في زمانو لموالىم وظيرت انواره صمى اهلل عميو وسمم كزمان الصحابة النيم نيجوا طريقتيم واتضحت المقاصد وعبد اهلل عمى الوجو االكمل فتميز الخبيث من الطيب فبرزت نصائح النبي
صمى اهلل عميو وسمم ووصمت العرائس بال قصد بل بفضل اليى فتعطرت االصقاع
بترك كل مقصد مع اهلل عالمين بأنو ىو الفاعل في الحضرات كميا فعرفوا اهلل وعرفوا
وسائطو الفضمية وعرفوا بأن اهلل ىو الظاىر ىو الباطن في حضرة الوسائط فعظموا وساطتو صمى اهلل عميو وسمم عمى ما ينبغى من كونيم يحبونو لمحبة اهلل لو ويمتثمون
امره النو خميفتو ويصمون عميو تعظيما هلل ولخميفتو فجعموا امره امر اهلل وجعموا شيخيم
خميفة عن الخميفة االعظم صمى اهلل عميو وسمم فابتدروا المره وجعموا امره امر اهلل النو
خميفة خميفتو كل ذلك سياسة لممكو جل وعال من غير افتقار إلى واسطة بل ذلك حكمو
فى االزل وعرفوا النبي صمى اهلل عميو وسمم هلل وعرفوا شيخيم هلل ال لحظ زائد النيم
تبرءوا من الحظوظ اوال فال حظ يبقى ليم مع ربيم وال نبييم وال شيخيم فصحت الوجية لمحضرات كميا ونزلوا كل حضرة حضرة ربيم فإذا كانوا فى حضرة نبييم جزموا بنيابة 46
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
عن اهلل ال غير وتجردوا من كل ما شغميم عن ربيم وكذلك حضرة الشيخ فصفى
المشرب وىنؤ المساغ وفاض كوثر االخالص عمى الوجو االكمل فذابت النفوس بنور
االخالص اخالص العارفين الذين قطعوا النظر عن غير موالىم فتتابعت الفيوضات
االليية النبوية االحمدية واستمرت وتكاثرت الواردات وامتدت ولم تجد الوالية والكشوفات
محال يقبل غير ربيم فصارت الوالية تاجاً عمى رؤوسيم ولم يبالوا بيا إال عمى وجو امتثال امر ربيم فيم غرقى في مرضات ربيم فنزعت الحظوظ من بين اظيرىم
وصارت الطريقة طريقة المنعم عمييم في الفاتحة طريقة الفضمية وىى التى ارشد الحق
فى اول كتابو الييا صراط الذين انعمت عمييم ولم يرشد لطريقة العمل الن العمل امر
مكمف بو جب اًر والفضل لو جل وعال فمما رفعت هلل الحمد كميا لالولى وبقي العمل فييا
عمى عمل الصحابة فما فعموه ىو الطريقة وما تركوه بدعة وان كان مستحسناً في الثانية الن الثانية ال يحتج بيا عمى االولى بل االولى حاكمة مستقيمة النيا طريقة
الصحابة والتابعين مجردة من العمل والخواص والتعرضات باالعمال بل النية فييا هلل
ولرسولو والثانية فى اول وىمة الدنيا وما يعقبيا من الزخارف والجنة (انما االعمال
بالنيات فمن كانت ىجرتو هلل ولرسولو فيجرتو إلى اهلل ولرسولو ومن كانت ىجرتو إلى
دنيا يصيبيا أو امراة يتزوجيا فيجرتو الى ما ىاجر اليو) فيذا الكالم الشريف منبع
الطريقين الكالم االول لالولى والثانى لمثانية لكن الثانية في االولى باهلل ال بتعمميم
فصار الدين قويماً بعد ان كثرت المدعون وانقطعت الدجاجمة باالولى النيم ال يدعون دعوى بل ىم عائمون في بحر العبودية المحضة جرد منيا من يكمؤىا إلى يوم القيامة
لقوة انفاس صاحب النبوة فييا حتى ان صاحبيا الذى كمفو صاحب النبوة يصرف ىمم
الناس ليا ما مات فى حدود الثالثين من القرن الثالث عشر حتى ترك من اصحابو
عدد اصحاب صاحب الوحى مائة الف واربعة وعشرين الفاً كميم شاىدوا طمعة وجو من خميفة صاحب الشرع صمى اهلل عميو وسمم الن ىمميم فى التولو بو كالصحابة ال
غير حتى ان احدىم لو افيضت عميو القطبانية العظمى ال يعرج عمييا بل ينسبيا لمنبي 47
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
صمى اهلل عميو وسمم وىو خادم لحضرتو فصاحب الشرع ىو القطب والقطب الزمانى نائب عنو وىو فان فيو فال يقول برأيو اال ما قالو لو صاحب الوحى وال يتصرف حتى
ياذن لو النو فان في رؤيتو فمنيم من ال تفارقو طمعتو كانو لم يمت صمى اهلل عميو
وسمم ورتب صمى اهلل عميو وسمم منيم تالمذ واصحاباً وفقراء وعين لكل واحد اخاه من
الصحابة ديناً ومقاماً فمنيم من نزلو منزلة ابى بكر ومنيم من نزلو منزلة عمر ومنيم منزلة عمي ومنيم منزلة عثمان إلى آخر طبقات الصحابة فمنيم من بشرىم بالجنة
كالعشرة ومنيم من بشرىم كاىل بدر ال يضرىم ما فعموا ومنيم من قال انت منا
كسممان لمحبتو ومنيم من قال لو « انفق بالال وال تخش من ذى العرش اقالال » كبالل ومنيم من تقضى الحوائج بذكره كعمران بن حصين ومنيم من صمى عميو النبي
صمى اهلل عميو وسمم كأصحمة ومنيم من سل سيفو كعمي ومنيم من قال فيو ىو مدينة
العمم إلى آخر مزايا الصحابة الكرام فرجع الدين هلل الحمد كبدئو (بدئ الدين غريباً
وسيعود غريباً) وقد رجع وهلل الحمد وغربتو استغراب العقول أن تظير الفيوضات فى ىذا الزمان كفيوضات الصحابة االجمة وغربتو فى الصدر االول ظيوره فى ظممة
الجيل فكانت غ اربة ىذا الدين ونفاستو ام اًر عجيباً يستعظم امره كل من لم يطمع عمى سر اهلل فيو واما من اطمعو اهلل عمى لمعان جوىرة صاحب الدين وذاق سره فال يتعجب فى امر الدين في كل زمان فإذا عممت ان صاحب الشرع ىو الذى اجتيد في نصرة
الدين في كل زمان وانما كثرت المدعون لممحبة والمجاىدة في الطريقة الثانية وادعوا
الترقية بانفسيم وىمميم حتى اعياىم ما ىم عميو تركيم حتى قنعوا من االرادة ولم
يحصل ليم ما امموه لمكسل والفشل بالتنازع والدعاوى ثم قام بعده صمى اهلل عميو وسمم
وبسم طريقتو المستقيمة التى ارشد ليا الحق في الفاتحة وبين مراسميا وشروطيا
وحدودىا ونزل عمييا لمحفظ عمي بن ابى طالب ساالً سيفو عمى من غير وكدر وجييا
فيقصم من حيث ال يدرى فتنصب المصائب في مالو وبدنو ودينو حتى يرجع إلى امر
اهلل ويتوب من التغيير والتبديل فتغييرىا بتخميطيا بالثانية المستنبطة لمحظوظ المراتب 48
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
في اوليا فكل من رأيتو من اىل االولى تغيرت حالتو حتى في ممبسو فاقطع بانو ربي بالدرة العموية او بالسيف العموي كما كانت الصحابة يربون باقواليم وافعاليم بالقصاص
والحدود والنبي صمى اهلل عميو وسمم كذلك فيمن اساء في ىذه الطريقة النبوية وىو
حارس ذماميا وحدودىا ما دامت االرض باقية لمبقاء غير معرضة لمفناء فتجد اىل
ىذه الطريقة ينفرون ممن يروم الدعوى ويقابمونو بعين االزدراء النو خرج عن العبودية
وصارت جنة فرحيم من يذكر ليم العبودية ويرشد ليا فكميم شيوخ مربون بالفطرة
النبوية حتى ان من دخميا ساعة مكانية تجده لبس حمة التبرى من الدعوى مطبوعاً عمييا بسيف القير فال يقبل كالم من ال يحبيا وينفر منو فى اول امره ولذلك ال
يسممون كمما خرج عن العبودية اياً كان فصمموا عميو هلل الحمد بحيث ال يقبمون سحر ساحر وال كيانة كاىن وال حماقة العب وجاىل وال فصاحة خالب وال نجامة ناجم وال
حساب حاسب فتجدىم ينفرون بطباعيم السالمة وينفرون ممن شانو ذلك وعميو فال يكاد احدىم يصدق الدجال إذا ظير لما صمموا عميو من العبودية الصرفة المفتقرة لمسيادة
المالكية فى حضرة الربوبية الن صاحب الوحى ضمن لصاحب ىذه الطريقة ان ال
يتبعو احد من المتمسكين بطريقتو لما جبموا عميو بالفطرة السميمة بافراد الوجية لنقطة
الوحدة حضرة االلوىية وال يمر الدجال فى بمد اىل ىذه الطريقة فيو النيم يسفيونو
وينسبونو لمتشيطن وىو يقول بالربوبية فتماالت عميو اىل الطريقة بالتمرد فيخسا فى كل
بمد فيو اىميا هلل الحمد وكفى اىميا شرفاً حيث سمموا الممك كمو هلل وكل من خرج عن حد العبودية يتالشى امره عندىم فإنيم انصار الدين كما كانت الصحابة انصار الدين
فتجدىم يامرون بالمعروف والدين الخالص الوجية لحضرة اهلل جل وعال وينيون عن
المنكر في زمن الصحابة الكرام وىو االرادة وطمب الثواب عن االعمال والتعرض بو
النفعاالت االكوان فيذا ىو المنكر الغير المعروف فى عيد القرون الثالثة فاستقامت الطريقة هلل الحمد وزال نقاب محياىا وقد تنقبت فى زمن الصحابة وعرفت من وراء
الحجاب لكثرة انوار خطاب الشارع فمما انحجبت بالكمية اال عن االفراد بعد القرون 49
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الثالثة عميت عنيا البصائر فوقع ما كان حتى أزال صاحب الشرع بوساطة خميفتو ِ المييء لمخالفة عنو فى عمم الغيب فازال كل حجاب عنيا فتبين حسنيا لكل عاقل وضمن من الحضرة المصطفوية ان تدخل االمة كميا أو جميا فييا كما دخمت في
االسالم افواجاً لوضوح امرىا ونور اىميا بين سائر االجناس وشيد مناطيا الن أىميا إنما يسيرون بارواحيم ويجتيدون بصفاء بواطنيم من الغير والغيرية مع بقائيم عمى رسوم احوال العامة من مالزمة ما يجب ويسن ويندب بال افراط وال تفريط وىى الطريقة
الوسطية « كنتم خير امة اخرجت لمناس ،ثمة من االولين وثمة من االخرين » (خير
االمة اوليا وآخرىا) وال تكون الخيرية اال بصفاء القموب فكل ذى حرفة فى حرفتو وكل ذى سوق في سوقو وىو جوىرة المعارف وينبوع الفضائل والمكارم وال يتنزلون عن
احوال العامة بظواىرىم وبواطنيم عمى ايمان اسرافيل عميو السالم فإيمان اسرافيل
وجبريل وبقية المالئكة أن اهلل طبعيم عمى معرفتو وجرد ذواتيم السميمة من كل شيوة
خ ارجة عن حضرة الحق فوجيوا كمية أجزائيم وأركانيم لحضرة القدس عمى سبيل القير االليى فجردىم موالىم من حظية الجنة والنار والحظوظ وصمح إيمانيم وتمت نتائجو
وعمت فوائده فمذلك كانوا رسال إلى صفوة الخمق االنبياء الذين من طبعيم ما خمقوا منو
من الترابية الدنيوية واالخروية بحسب االصل لكن منعيم موالىم كل المنع من الميل إلى الترابية االصمية فوجييم كل التوجو لغاية العبودية حتى فاقوا باهلل اسرافيل وجبريل
لجمعيم بين البشرية والممكية فأىل ىذه الطريقة كميم عمى ايمان إسرافيل المجرد عن
كل ما يكدره من الحظوظ النفسية وان رأيتيم عمى اخالق العوام ظاى اًر فيم البسوا حمة
شيخيم باطناً (ان اهلل ال ينظر إلى صوركم وال إلى اعمالكم ولكن ينظر إلى قموبكم) فقموبيم ممتمئة بحمة شيخيم بحيث لو زلزلت زالزل القيامة واىواليا وشروطيا ال تجدىم
إال عمى مذىب شيخيم وال يصدقون إال عمى نيج العبودية وتجدىم يحبون ما احبو اهلل
من الظواىر فى االزمان فال يتعرضون لحكم موالىم بقموبيم وان كانوا ينطقون بمسانيم
بالوقائع الزمنية فمرادىم بالنطق أن يرتبوا عميو االعتراف بالحضرة وحدة االلوىية 50
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
فتجدىم يتكممون ويتبعون االمر كمو هلل من غير تعرض لحممو بيمميم كاىل االرادة في
الثانية النو ينافي العبودية إال إن تجمى الحق فييم فيفعمون باهلل ال بانفسيم متبرئين منو جازمين بان اهلل ىو الظاىر ىو الباطن في الحضرات كميا وال يسمون انفسيم بالبركة
وان كانوا نتيجة البركة فيم عينيا في الحقيقة وال يكتبون الطالسم بنية التصريف وال
يظيرون بركة ىمميم في المرضى بل يكمون امرىم الى اهلل الممرض ويتولون الدعاء
لو بالبواطن وربما يصرفون المريض لغيرىم مع انيم دواؤه ليب أر عن غير دعواىم فينسبون لبعض الخاصة منيم أو من غيرىم ولذلك لم تظير إال ثمرات الكونية فتجد
الناس غير معتنين لزيارتيم النيم ال ينسبون االحوال ليم بل ال حال ظاى اًر ليم النيم ممكوا احواليم بمتابعة شيخيم حتى إن من ظيرت االحوال عميو يقابمو العارفون من
الطريقة بالزجر لينزجر فيقولون لو نحن نممك احوالنا حتى البكاء نممكو بحيث ال تقطر قطرة من عين احدىم في المجمس ليال يشار اليو باالصابع (خص بالبالء من عرفو
الناس) فمن اراد البكاء فميبك فى خموتو مع مواله ال في جموتو ولذلك تجد من غمب
عميو الشوق لحضرة صاحب الشرع في وحدتو فإذا دخل عميو غيره من اىل الطريقة أو
غيرىا يمسح عينو أو يتعمل بانو يبكى لفقد كذا من االحباب كالرزايا تست اًر لحالو أو
يتوجع وجعاً وىو سالم منو ويبالغون فى ستر الفقر والسبحة وحال الطمب وحال الذكر
وربما يقطع مجمس حضوره بداخل ليال يتبين امره ست اًر لمراتبيم العمية واما اىل الطريقة الثانية فى حال سموكيم يظيرون احواليم وبكاءىم فى المجالس اما غمبة إن كانوا
صادقين واما يعتقد فييم ان كانوا مراءين فاكبت الناس عمى تعظيميم لما أروا من ظواىر احواليم الن العامة إنما يعتبرون الظواىر وال ذوق ليم فى البواطن فكل من
ظير امره عند العامة ولم يكن مرشداً اما لكونو ممموك حالو وىو ضعيف االولياء واما لنجاسة مخبره الن العامة ال يجتمعون اال عمى من يناسبيم فى الحظوظ بان يقول ليم
ببركتنا تمد اوالداً ويزيد مالك وتدرك الوالية وتكون في مالك بركتنا او بركة اسالفنا فإن خدمتنا نحبك ونكفيك المخاوف ونخمصك من المضايق ونحوه فتجد العامة يعظمونيم 51
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
ويبنون عمييم االبنية بعد موتيم ومقصودىم الغرض الفانى بل حممتيم المحبة الحظية
المنقطعة بانقطاع الحظ فتكثر عمييم الوفود جيال بعد جيل فمو نبييم عارف عند ذلك بتصحيح الوجية هلل جل وعال بان الولي ال دخل لو في ممك موالنا بل انما تبع
الكنانيش االليية فما نقشو اهلل تبعو من وااله اهلل ال كل احد من الصالحين ألطبقت
االجيال عمى جيمو النو ما قرر ليم ذلك فالعيدة عميو فالولي إذا احب ان يكون لو صيت وان يعظم جانبو باظيار اثر التصريف االليى لمبعض يسمب من واليتو فإنو كانو احب ان يعبد دون اهلل وىو فرعون زمانو فافيم ولذلك قالوا (الشيخ من ينيضك
حالو ويدلك عمى اهلل مقالو) فمن دلك عمى اهلل فيو اخوك ومن دلك عمى غيره فيو
شيطانك ومن ساعدك عمى الحظوظ بان يقول لك اعطيك كذا وانا منقذك من الميالك بميجتي ونحوه فقد قطعك عن حضرة موالك عمى أنك وجميع االولياء في قبضة الحق
فالذى يجب فى ىذا ان يرد من اتيم بالوالية والتصريف وبوالية اسالفو قموب امة
المختار الناصح صمى اهلل عميو وسمم الى حضرة الحق جل وعال وانو المحرك والمسكن وانو عبد اهلل ال غير ال دخل لو فى ممكو وانو عبد ضعيف اعتقد فيو الناس
الخير بحسب ما يظير ليم وان بركتى ىو ان اعينكم عمى صرف الوجية واليمة
لحضرة السيد وان اكبوا عميو يقول ليم فاذكروا اهلل يذكركم واتقوا معاصيو وامتثموا اوامره فإنيم ال يقنعون منو بذلك فإن ذلك يسمعونو فى المواعظ والخطب وال يعتقدون فى
الخطيب بل ىو امام ال غير وىذا يقضى الحوائج بنفسو ومقصودنا اتقان الوجية
لحضرة المولى الواحد جل وعال الظاىر والباطن ال اننا انكرنا المراتب الوالئية فى خمق اهلل بل ممك اهلل يظير سره عمى ايدى اوليائو فيو الظاىر والباطن فى حضرة اوليائو فيجب افراد الوجية لحضرة اهلل وتعظيم اىل والية اهلل باتباع طريقيم القديم واما اىل
الطريقة االولى فانيم فى اصل خمقتيم ودخوليم فييا تجمى فييم صاحب الطريقة بحمتو
المجردة من غير وغيرية فتجردوا عند تمقين العيد لما تقدم من ان النبي كثر تصريفو
فييا وكثرت انواره بل ما من واحد دخميا او اراد دخوليا اال وشوقو النبي صمى اهلل 52
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
عميو وسمم بذاتو الشريفة يقظة او مناماً بحسب الزجاجة عمى ما يطيقو فينزع صمى اهلل
عميو وسمم في أركانو الباطنية جميع الحظوظ ويقنع باتباع الشارع لما وقر فى صدره
من االيمان الكامل ويسكنو صمى اهلل عميو وسمم بجيوشو وشريعتو وان لم يقراىا فال قصد وال يجتيد إال فى اتقان الوجية فيفيم ذلك كمو عند االذن بال معمم بل باليام فضل نبوي فتجدىم كالجبال الراسيات في إيمانيم وال يعرجون عمى مرائييم فيعدون كالم شيخيم اقوى ما يستدلون بو عمى احواليم فتجدىم ينقبضون عند المراءى وعند الوقائع
الوالئية فيقولون لو كنا محبوبين عند الشيخ ما رأينا شيئاً وال ولينا شيئاً فيتفطنون بالمكر عند مرائييم كما كان يقول من ال ايمان لو اذا رآ واقعو او كرامة فيشيد عمى صحة
طريقة شيخو بالرؤية الخيالية التى ال تنضبط فى الغالب الختالف االحوال وذلك
دسيسة نفسية حيث حكم عمى الشريعة والطريقة المستمدة هلل بخيال او شبيو والعجب
كمو لمن يستدل بالمنام عمى اليقظة وبأوىامو عمى كتاب اهلل وسنة رسولو وطريقة شيخو
فتجده يزيد في العبادة بشروط الطريقة بمنامو وينقبض عند عدم الرؤية والراءى فمو
صمح الكتفى بما عند سيده من غير تعرض لمغيبيات بعالم الخيال صحيحاً كبي اًر لكن
ال يفيمو وال يعرفو إال من فني عن عالم المشاىدة باتقان الوجية معتقداً ان لوازمو فى قبضة سيده وما عمى العبد إال القبول واالدب لحضرة السيد وعميو فمتعمم ان االمر
بحسب المثل كممك عظيم الخزائن والعبيد خمف عنو لعدم مناسبتو لمعبيد واحداً من العبيد ونزل منزلتو وجعل مفاتح خزائنو في يده واذن لو ان يمضى وينفذ جميع ما كنشو
كبير قدر فيو جميع االرزاق وكتبو في كتابو ودفع لو كناشاً لو وامسك عنده كناشا اً والوقائع الخمقية ولم يطمعو عمى جميعو بل اطمعو عمى بعض االشارات لو تنبيياً منو عمى عظم ممكو وامره وعمى انو ان بدل في التقادير الرزقية ياخذه بالكناش المكتوم عنده فيجعل كتمو الخوف مع مقام الممك فيسيل التنفيذ بما عنده وبين لو مقصوده في
امر ممكو فمما ظير ذلك العبد بمباس سيده الذى ىو االمر واالمداد وىو من جنسيم
والسيد ال مناسبة بينو وبين أىل مممكتو لعظمة جاللو وجمالو حق عمى العبد امر 53
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الخدمة بوساطة عبد منيم وىو حجاب بينيم وبين قير الممك فخاطبيم الممك عمى
كرسيو بان امره وشئونو فى يد عبده الخميفة عن ممكو في كل امر امر فامتثل كل
العبيد امر السيد محبة فيمن جانسيم في العبودية فسرت البيعة في كل روح الن الممك قال ليم فمن اراد بابى فميمزم باب خميفتي ورضاه ومن اطاعنى اطاعو ومن رضي عنو
رضيت عنو ومن قبمو قبمتو ومن اعرض عنو اعرضت عنو ومن عصى امره عصانى ومن عصانى اغضبنى ولوازم الغضب ظاىرة اعظميا التنحية عن حضرتنا وخدمتنا
ومن لم يدخمو ال مطمع لو فيو ومن ادخمو عممت أنو حبيبو فأحبو وىو خميفتو وحاجب
حضرتو ودال عميو ومعمم ومرب والممك غني بنفسو عن الخميفة ورعيتو تيديداً لمجميع فعرف العبد الخميفة قصده وعرفت العبيد اشارتو ببركة الخميفة فحصل العمم القطعى
لمخميفة بانو ليس ىو عين الممك فإنما ىو عبد مثميم وانما ذلك سياسة وعرفت العبيد بان الخميفة ليس ىو الممك فإنما نزل منزلتو فى االحكام فنصب الخميفة حاجباً منيم
يظير امر سيده فكمفو بجميع لوازم سيده وأعطى لو كناشاً من السياسة منسوخاً بعضو
من كناشو وبقيت امو عنده لممحاسبة والحجة بو ليال يغير ما كمف بو فدفع لو الخميفة
مئونة جميع العبيد تجرى عمى يده بالسياسة فإن اساء يوصمو لسجن سيده ففرق
الحاجب جنوداً وكبر عمى كل جند واحداً ممن رضيو وقبمو الخميفة فأفاض جميع ما
في يده اليدى كبار الجند وتبع ما رتبو الممك فى سياسة الممك فإن الخميفة لو مئونة بال حساب والحاجب لو مئونة مرتبة عمى ايدى الخميفة مائة مثال وكبير الجند خمسون
مثال وقائد رحى العسكر خمسة وقائد المائة لاير والمقدم عمى الجند المخصوص نصف
والنفار لمعسكر ربع لاير والنفر المفرد ال تكميف عميو إال الخدمة الممكية درىماً واحداً والكتاب مثال لاير لكل واحد مثال فالنفر بالعرف الممكى يجب عقال وادبا أن يعتقد أنو
خادم لواء الممك النو في زمام الممك وأنو ال ياكل إال رزقو وليشكر الواسطة الكبير
عميو ممن ياخذ مئونتو منو بتعظيم جنابو وأنو اقرب منو إلى الممك الن النفر مقيد فى
كناشو عند الممك النو ممكو وسياستو وتقديره وارادتو فإن خرج عن حضرة كبيره فال يجد 54
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
من يقبمو في خدام الممك فى زمام الممك بانو ياخذ عمى يد فالن كبيره اياً كان وال يحتاج إلى من يعممو ذلك فالنفر يخدم حضرة الممك وحضرة كل كبير عميو من خميفة وحاجب وقائد رحى وقائد مائة والمقدم بحيث ال يمكن لو أن يجرد واحد بالشكر بل كل
واحد كبير عميو ممد لو وىكذا إلى حضرة الحاجب والى حضرة الخميفة والمرتبة العميا تمد السفمى وال منة لمسفمى عمى العميا إال باالمتثال ادبا فحينئذ يراعى حرمة ادبو حتى
يرتاض فالخميفة ال ياكل إال ما قدره لو الممك وال يعصيو لعظم امر الجالل المشاىد
عنده وكذلك الحاجب ال يعصى وان أمكنت منو المعصية لمحجاب بينو وبين سبحات ِ باالصطفاء وجالل الخميفة والكبير عمى الجند ال تخطر المعصية الجالل لكنو ممنوع فى قمبو لما دىمو من صحبة الخدمة النظامية بل ال راحة لو إال فى تنظيم امر الممك ولما دىمو من جالل الحاجب وقائد الرحى ففني بالشجاعة حتى ال يعرف وجو
المخالفة النو سيف الممك ومنظره وقويت عميو قوى الممك النو يده وقائد المائة يخالف فى بعض الوقائع لمالحظة من دونو لتكون لو يد عند كبيره ففشل عن القوة بحظ نفسو
حيث احب أن يحبو كبيره وقمت مالحظتو لمممك وأما من فوقو فال حظ عنده بل اغرقتو
سبحات من فوقو مع الوقوف عمى التنفيذ والتنظيم والشجاعة الحالية والمقدم عمى النفر
يخدم عمى وجو الخوف مع رعاية شيوات نفسو ممزوجة بنخوة امر قائده والنفر يخدم ٍ لشىء زائد عن صائر نفسو مع القيام مع الجسارة عن حضرة مقدمو من غير تعرض
عمى ساق الجد في الطاعة معرضاً عما اشتغمت بو والتو والنفار شغمتو النفارة فى بعض االوقات فمينتو بيا ومن تبع الجند من الضعفاء والمرضى فسيميم الرخص ال
ونساء الخدام وأوالدىم قبل التولية وأىل الحرف دخل ليم في امر التولية الممكية وىم ُ المعاشية قبل التولية ان كتبت وكل من تبع الممك لكرمو او سطوتو من غير داعية العبودية المحضة في بحبوحة الفضل وىم مظاىر أىل دولتو وأىل دولتو مقصودون لمممك فظيرت آثار مظاىره فييم فمثال الممك لو المثل االعمى خالق الخالئق جل وعال
ومثل الخميفة عنو إطالقاً سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم مثال الحاجب خميفتو صمى 55
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
اهلل عميو وسمم في كل عصر رسوال أو نبياً أو قطباً ومثال الكبير عمى كبراء الجند االمير اليمينى في الديوان ومثال كبير عمى بعض الجند االبدال ومثال قائد الرحى أىل
االحوال من االولياء فيم سيوف اهلل فيم انفع الناس بيمميم واضرىم بيا لعدم الصبر
عمى المقادر مضر بين شجاعتيم وغيرتيم عمى رعية الممك وحرمتو من آداب الحضرة
االليية فتساعدىم لقوة غيرتيم مرة وتقيرىم اخرى لسوء ادبيم وىم فانون عن انفسيم مغموبون بسبحات اهلل ومثال قواد المائة من دونيم من االبرار والصالحين المستنجدين
هلل ومثال النفر بقية المستخدمين في الوالية الظاىرة كالخطط فيم اكثر االولياء تبعاً
وبعداً وخدمة مع عدم االدب ومثال النفار مثال القصاص من الوعاظ وأىل الخطب
فيم وان تعمقت مصمحتيم بجميع الجند لكن لم تغنيم اليمة باالعمال ينفعون بنفس
اشداقيم بال ادب وعمل صالح باتقان الوجية بل يجعمون العمم صنعة وحرفة لمكسب المعاشى ويعدون ما بيد غيرىم من الحرف اعظم مما عندىم فمو وجدوا السبيل لموالية والتجارة لتركوا الخطب فيم خدام في سياسة الممك بال قصدىا بل لحرفة يستغمون غمتيا
بالخراج المالى ومثال الضعفاء والمرضى ونساء الخدمة ومن تبع الممك لكرمو او لخوفو بقية عوام الخالئق الذين ال دخل ليم في امر سياسة العالم بل ىم فالحون مثال
وتجار فيم سيم الرخص فكبير الجند ومن فوقو طريقة محمدية لتجردىم من الغير والغيرية فى كل عصر فيم محل نظر اهلل في كل عصر لصفاء طوياتيم من الحظوظ
وىم المربون فى كل عصر عمى الحقيقة وغيرىم من المدعين إنما يضمون عن الطريق
المستقيم وقواد الرحى رجال الغيرة ال غير تجمى فييم الممك بقوة الغيرة ال يصمحون لممشيخة لوفور صولتيم وقائد المائة مرب لمن دونو تربية مقيدة بمقدم المائة ومقدمو
كذلك فمم يطمق ليم فى التربية لقوة حجابيم والمقدم مثال بعض المربين بتربية خاصة
لقوم مخصوصين ومثال االولياء الذين لم يعط ليم السراح لحضور الديوان الممكى الذى
تدون فيو آراء خدام الدولة عمى اختالف اجناسيم ومراتبيم سياسة ال غير وترتيباً المر
الممك وال ينفذ إال ما أراده الحق جل وعال وانما تجميات االسماء تتمون في رجال الغيب 56
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
وال يبرز إال ما دون في كناش الحق المكتوم بالنفر العسكرى النو خادم فى االننظام بل
ىم المقصودون بالتنظيم وىم كثيرون أقميم مائة الف واربعة وعشرون الفاً فمم يكن بمد من بالد اهلل إال وفيو واحد تنظم عميو االمور الحقية فإذا انتظم بالمثال عممت أن رجال
الغيب المعتبرين المؤيدين الصحابة فى كل عصر وىم الذين تبعوا مقتضى إيمان صاحب الشرع صمى اهلل عميو وسمم الذين عبدوا اهلل من غير مالحظة حظ نفسي
دنيوي وال اخروى حتى اتاىم اليقين أمر اهلل بالرجوع الكمى اليو ومعنى الرجوع الكمى
فناء الذات الترابية الغميظة التى شأنيا الركون إلى امر شيوانى فإذا سحق اهلل مراسميا بالمراضيخ الممكية صارت الروح موصولة بال حجاب القارورة الجثمانية وكذلك من
تبعيم من االقطاب واالفراد واالوتاد والصديقين واالمراء والنقباء فيم عمى طريقة
محمدية ولذلك صح ظيور اوامر اهلل فييم وغيرىم من اىل التصريف مائمون بعد
القرون الثالثة عن الطريقة االولى النيم باعتبار مقام المحمديين كالعوام الحمقى
ببشريتيم فإذا عممت ان الثقمين عمى قسمين قسم مستخدم فى اداء السياسة الممكية وىم
النفر إلى من فوقو وقسم استخدمتيم نفوسيم واستخدموىا تارة فى مرضات موالىم وتارة فى مرضات نفوسيم وفى الحقيقة ال يسارعون إال لنفوسيم فإن جدوا عمى نفوسيم حتى
استعموا عمى احكام اهلل وتجبرت نفوسيم فيم ارذال العوام الكفار وان لم يصموا إلى حد
االستعالء بل يخالفون لنفوسيم مع تقيد قموبيم بدين اهلل عمى يد نبيو وانما يمعب بيم
اليوى فيم عامة المومنين فى كل عصر ثم الخالئق قسمت إلى ثالثة اقسام ايضاً عامة وخاصة كقواد الرحى ومن دونيم من أىل االنتظام الممكى وخاصة الخاصة وىم
العارفون االعمون فمقام الخاصة مقام االيمان المصطمح عميو عند القوم ومقام العامة
االسالم ومقام خاصة الخاصة مقام اإلحسان وكل مقام لو مواقف ثالث يقف فييا رجال مناسبون لممواقف فالعامة عمى ثالثة والخاصة عمى ثالثة والعارفون عمى ثالثة فكل
جنس يقف لموقف يناسب ىمتو ولم يجز مقام االحسان فى كل زمن إال الرجال
المحمديون فيم المحسنون وجيتيم المتقنون إفرادىا لحضرة سيدىم والخاصة يعبدون 57
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
لمجنة ال هلل وعبادتيم صحيحة في ظاىر الشرع بحسب ذوق مقاميم وفاسدة قطعاً بحسب ذوق المحسنين العارفين والعامة يعبدون لمدنيا ولمحفظ من النار فعبادتيم
صحيحة بحسب ذوق مقاميم وناقصة عند الخاصة لعمو ذوقيم عنيم فالمقامات الثالثة
جميعيا دين كامل واالول فقط ناقص والثانى مع االول ناقص والثالث مع االولين كامل
جداً وعميو فالدين الكامل ما كان عميو أىل الطريقة االولى من الصحابة والكبير ومن فوقو وما شاكميم في دينيم من افراد العبادة هلل باهلل وعمى اهلل وفي اهلل حتى جمس عمى
كرسى العبودة المتولدة عن العبودية فالعبادة مقام االسالم والعبودية مقام االيمان والعبودة مقام االحسان وعمى نيج الطريقة الكاممة السنية رد سيدنا محمد صمى اهلل
عميو وسمم خاصة امتو ولبابيا وخيرتيا وميزىا من حثالتيا ونقاىا بتربيتو عمى الوجو
االكمل عمى يد صاحب الطريقة االولى المشار لو عند اىل الذوق السالم فى كل
عصر من زمن الصحابة الى ظيوره في حدود السبعين من القرن الثانى عشر وقد اكثر جده عمى طريقة االولى بيمتو وعممو سيفو اسد اهلل حيدرة سيدنا وموالنا نعمة
الدين عمي بن أبى طالب كرم اهلل وجيو بجوىرة أصل النبوة وتفاحة الجنة الممكية
االدمية الحورائية وبجواىر الخالفة عن اهلل نور القطبانية فى أوالده إلى يوم القيامة
الكالم عميو وعمى مقامو وعمى أنو حجاب بين الطوائف كميا وبين سر النبوة ووصفو
بالختمية الكنزية الكتمية وصار ىو ساال سيفو عمى طريقو حفظاً لحرمة اىميا النيا مفرعة عنو في كل عصر وفتح باب المجال لكبار بحار االولياء فى كل عصر حتى عقد كل عارف بيعتو في الغيب وسماه بعض االكابر باسمو ولم يميز بمده وادعى قوم
مقامو ثم تبرءوا باذن اليى اليامى لعظم مقامو ومقام اتباعو فمما ابرزه اهلل ذىبت نجوم
االفالك الوالئية لستر مقاميم بظمو فصار ال يظير احد إال فيو الى قيام الساعة وينفر
عمى ما كانت عميو الطائفة الثانية من الركون الى الكشوفات الكونية وبين دسائسيا
وانيا طريقة معوجة كل االعوجاج فالطرق ثالثة طريقة الجنة معوجة الى جية القمب
وىى منحرفة عن الحق كل االنحراف لوال فضمو جل وعال الذىب رسوم واطالل اىميا 58
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
لسوء ادبيا النيم سافروا إلى غير اهلل واستعمموا القربات التى وضعت لعبادة اهلل في
طمب غيره الذى ىو حظيم الشيواني فى الجنة ذاتا ونعيما وطريق النار معوجة منحرفة
كل االنحراف عن الحق جل عاله إلى جية شمال القمب وىى طريقة فاحشة حموة
خضرة وطريقة مستقيمة معتدلة محجة بيضاء ال كدية وال وادى وال قاطع وال تعب وال تقشف فييا وىى طريقة الحضرة القدسية الحقية وغيرىا باطمة فى عرف العارفين اىميا
وىى صراط الذين أنعمت عمييم من النبيئين والصديقين والشيداء التى ىى طريقة الفضل االليى طريقة الحمد والشكر وطريقة الخموة القمبية ال البدنية المجردة عن كل ما
يشغل ويحجب عن سبحات جالل وجيو جل وعال النقية بال احتياج الى التصفية بل
ىى صافية بصفاء اىميا بالفطرة االسالمية بحيث لم يحدث اىميا قصداً يقطعيم عن سيدىم بل بقوا عمى ما كانوا عميو فى عالم الذر عالم البرزخ القاىر كل جوىر وعرض ٍ وسماء وجنة وعرش مبدئو من االرض السابعة وىى متسع بخرقو العوالم كميا من ارض
جداً لسعة مجال العمم فيو وىى مسكن الكفر والشرك أىل الخمود في غضب الحق جل ِ االشياء لقمة وذىاب رسوم عاله فكل روح تقابل مقاميا الذى اريد بيا واعاله اضيق
العمم الفطرى فيو وىو مقام سيد العوالم صمى اهلل عميو وسمم خارقاً العرش سقف الجنة
فالروح فيو مجردة من الغير موجية لسيادة سيدىا لعظم الجالل وقيره بالمعاينة فإذا عممت أن الذى يعبد اهلل عمى الحقيقة أىل الطريقة والمربون المشايخ االكابر قواد
الطريقة الثانية بعد تصفية بواطنيم من الحظوظ النفسانية ظير لك أن القرن الثانى
عشر مفضل عمى القرون قبمو لمن حل غير القرون الثالثة الذين سمكوا إلى اهلل بال قصد شيء يوصميم النو ظير فيو نائب النبي صمى اهلل عميو وسمم عمى الحقيقة إال عمى ما يدل عميو صمى اهلل عميو وسمم من توحيد العبادة لحضرة الجالل مضربا عن
الخواص وفضائل القربات بحيث ال يمتفت الييا وال يركن ليا وال يترك تابعو يتشوف ليا
عالماً بان الفضائل إنما ذكرت تشويقاً لممريدين لحضرة الميدي جل وعال ال إلى اليدية فقسم العبادة إلى اربع قاصد بذكره غرض نفسو من الدنيا واآلخرة والفتح والكشوفات 59
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
واالسرار والعموم بحيث لم يستعممو إال لو فيو شرك حرام فيو ظالم قطعاً قاصد بذكره وجو اهلل مع مالحظة حظو بخاصية الذكر فيو اخف من االول وىو شرك وقاصد بذكره وجو اهلل ال غير مع مالحظة قضاء حاجتو عند اختتام الذكر ال بقوتو وال بطبعو
وال بخاصيتو فيذا عابد هلل مع نقصان مقامو بالمالحظة وىذا المقام ىو مقام ضعفاء
طريقتو وىو مقام الجيل في مرتبة االحسان وقاصد بذكره الخاص العبودة لمعبودية قبميا من غير تعرض لرائحة غرضو عند التمبس بالقربة وكذا بفور قربيا قبميا وبعدىا بل
فنيت مراسمو عند ذكر جاللو بالييبة وعند ذكر جمالو لالنس وعند ذكر رحمتو بالفرح
وعند ذكر كرمو بالشكر وعند ذكر قيره بالخوف وعند ذكر قوتو بالضعف إلى ما ال
نياية لصفات الرب فكمما ذكره بصفة لبس حمة ضده فيذكر امتثاال واستحقاقاً أو شوقاً
او غمبة بال تعمل فيو بل يذكر اهلل باهلل هلل في اهلل فانياً عن نفسو بذكر اوصاف سيده
قانعاً ان كان آلة يحركو اهلل لمجارى اقداره وىو الذى خمقيا وعرضيا لما شاء وحصل لو العز الدائم بسيده فعزه قديم ال يفنى وممكو ممك سيده ال يبمى ومدده من سيده ال ينفد
وعممو عمم ربو وىديتو ىدية سيده ال تنقطع الن فعمو فعل واحد فكمل وارتقى لحضرة ٍ لشيء سيده مضرباً عن عممو مشاىداً عند مباشرة عممو سراية فعل سيده وانو ال تاثير مع اهلل فاىل الطريقة االولى كميم عواميم وخواصيم منزلون منزلة المشائخ فى الطريقة الثانية النيم أحسنوا عبادتيم وال يمرون إال بو وال يحبون إال المحسنين ويكرىون اىل
الدعاوى لموالية أي من يحبون الوالية النو يناقض العبودية فالعبد عبد وان قربو سيده فسيده ىو الفاعل وىو محل فعل سيده وىو مقيور بالممك والعجز والتحجير عميو بحيث
ال يعطى وال يمنع إال بو فيو غاية الذل لو عرف فعرف ذلك اىل الطريقة االولى
وتجردوا من دعوى الوالية وان كانوا اولياء باهلل وال يظيرون ذلك بل يباشرون ما كمفوا بو ولم يروا النفسيم عمال وال قد اًر النيم عمموا حق العمم بان الوالية الحقيقية لمسيد والعبد وان عظم امره عند العبد فإنما ظيرت عميو عظمة السيد وىو مجرد منيا الن
العاقل ال يعتبر إال االصل الذاتى فاصل العبد ذل الممك والتحجير والضعف والفقر 60
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
حيث لم يممك نفسو فضال عن غيره وان تذلل العبد فذلك عزه وان تعزز بعين الذل
الحقيقي فالمطموب من العبد اتقان الوجية بظاىره كما اتقن باطنو الذى ىو اصمو
فأصمو بالغ نياية العبودية طائعاً او عاصياً لكن العبرة بالظواىر فإن وافقت البواطن
فيو عارف وان خالفت فيو جاىل عبودية اصمو (من عرف نفسو عرف ربو) فتجرد
اىل االولى وال يحبون اال الشريعة فيترتب عميو حب ما استحسنتو وبغض ما استقذرتو
(الحب فى اهلل والبغض فى اهلل من االيمان) وال يشتغمون بازالة الحجب بل رضوا بما ىم عميو وىو عين الفتح فمن اتقن وجيتو واحب الشريعة فامتثميا وتجنب كل ما حدث
بعدىا فيو العارف وان كان ظاىره من جممة العوام فمن كان بصي اًر باالمرو ثم غمض عينيو فيو عارف كفتحيا (لو كشف الحجاب ما ازددت يقيناً) فعميك اييا االخ
باالنتظام فييا راضياً ان تكون منيم او محباً ليم فيم عين العارفين الذين ظيروا بالمشيخة وان لم يعرفوا عقبات السموك فإنيم اقرب ممن عرفيا ويعمميا لمناس ويشتت
فكره بيا فى اول سموكو ومن احسن وامسك عن الخوض فى االرادة التى ىى عين
الحجاب مضرباً عنيا فقد فتح عميو اكبر من كل فتح وما يترب عن احسان الوجية انما ىو غمة اتقانو وال يعرج عمى الغمة بل عمى االصل الستمزامو الغمة فتجدىم فانين
باالصل كاتمين اس ارره الن من ممك االصل يعرف الغمة ويستغميا احبيا او اضرب
عنيا الن الغمة ناشئة قطعاً عن االصل باهلل فمن وجد بعض الغمة عند غيره بيدية او
كراء نقص مقامو عمن ممك االصل والغمة فشد يديك معاً عن الطريقة النبوية التى بينيا سيده بوحي إليى ورد خاصة امتو الييا بعد افول نجوم بوارق الطريقة الثانية
ولتعمم ان صاحب الشرع اآلن صمى اهلل عميو وسمم قائم بأىل الطريقة االولى كزمانو بل اشد منو الن زمنو فيو السيف وىذا الزمان انما فيو سيوف انواره ويقتص من اىل
البدع بامساك انوار جمالو وشريعتو عنيم حتى يرجعوا الى اهلل فإذا تميد لك باالدلة ان
الطريقة اآلن الى قيام الساعة ىى التى كان عمييا اىل اليجرة والنصرة وانيا مناقضة
كل المناقضة ليا النيا حاكمة عمى الثانية دون العكس وال يستدل باحوال اىميا حال 61
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
السموك من اجتياد وخموة عمى االولى واما شيوخيا المسمكون بسياسة ترقيق الحجاب
فتقدم انيم من االولى وانما فعموا ما فعموا لغرض السياسة ال غير وىم عالمون بانيا
معوجة لغرض تمنية الضعفاء ال غير واما ىم فغرقى فى بحور االحسان ولذلك يوجيون الناس فى آخر امرىم الى حضرة االحسان وعميو فما يذكر فى الكتب المؤلفة فى الثانية كاحياء عموم الدين وجواىر الخمس وقوت القموب انما نطالع كتبيم لسعة فى
احواليم تدب اًر بيا ال غير واما اىل االولى فال تناسبيم اال عوائد واخالق النبي صمى اهلل عميو وسمم ومن ورثو إرثاً كامال باتقان الوجية فتتبع اخالقو صمى اهلل عميو وسمم يغنى عندىم عن كل حكاية من الثانية الختالف االحكام وعميو فقد اخذتنى الغيرة حتى
ارتعدت فرائصى عن الطريقة االولى التى تخمط بالثانية بذكر ىمم اىميا فيمميم قاطعة
بحسب ما في كتبيم لكن لطمب حظ ال فى العبودية التى ىى عين العز لكل عبد فال
احب من يطالع كتبيم ممن ال خبرة لو بما سطرناه وان كان محسناً الن المحسنين منيم من عرف وجيو ومنيم من احسن من غير مباالت بالعواقب والنتائج وىم العامة فيو وعامى المحسنين اعظم من سائر اىل الثانية قبل التجريد واما بعده فيو من اىل
االولى الن شيخو مجرده فعمى اىل االولى مطالعة سير نبييم وىو الشيخ االكبر الىميا النو صمى اهلل عميو وسمم قال لحامل الويتيا (انا شيخك ومربيك وكافمك فال منة
لمخموق عميك .وقل الصحابك ال يتعمقون باىل الثانية) المسمون فى عرف العامة باالولياء لظيور الكشوفات عمى يدىم واما اىل الطريقة االولى فال يسمون عندىم
اولياء النيم بريئون من دعوى الوالية عالمين ان الولي ىو اهلل محتشمين منو وان
صرفيم موالىم تصرفوا بو وكتموا امر الخدمة الممكية فافيم قولو ال منة لمخموق عميك
وكذا عمى اصحابك متكمماً صمى اهلل عميو وسمم عن لسان اهلل فى قولو لخ وعن لسانو فى قولو انا كافمك ومربيك بامر من اهلل جل عاله تظفر بكنز سر الصحبة منو ومن
اتباعو فاقنع ان تكون من اصحابو صمى اهلل عميو وسمم وال تطمب ام اًر ازئداً عنو فشد يديك عن مقامك الذى ىو االحسان مطمقاً شاك اًر النعمو مجتباً مختا اًر لمحضرة القدسية 62
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
منعماً بيا في الحضرات كميا سواء ازيل الحجاب او ثبت النو في حقك عين الكمال وال تغفل عن سيرة شيخك آخر عمره الن النسخ يكون في الطريقة كالشريعة النو انما ىو
اشارات صاحب الشرع شيخو وقد قال شيخو :واجتيد في النفس وعدم القصد فإن لمحضرة االليية بابين باب مفتوح وباب مسدود فإذا برزت العبادة من صاحبيا بقصد
شيء من أغراضو ولو معرفة سيده ورضاه تمر عبادتو إلى الطريقة الموصمة لباب
مسدود عميو فتحجب عبادتو ويحجب صاحبيا واذا برزت من صاحبيا بال قصد شيء
معيا تمر في الطريقة الموصمة إلى الباب المفتوح فتجده مفتوحاً فتدخل ويدخل صاحبيا
ويقبالن معاً وذلك غاية االدب وىو ادب العارفين فإن توجو بعبادتو لطمب وصل حضرة سيده ليرضى عنو فعبادتو صحيحة غير سالمة من شوائب الحظ فإن اتقن
العمل بالشروط يدر لو الفمك بو وىو متعمل والفضل ال ينال بتعمل وال بتكسب فإذا تبعت سيرة شيخك كما فى كتبو بعد موتو حصمت عمى حقائق الدين كميا النو امامو
ومحييو ونائب فى التشريع والتوصيل وغاية سيرتو تجريد النبي صمى اهلل عميو وسمم لو
من كل حظ فقال لو فال تقصد شيئاً فإن طمب الفتح معوق لو في الطريقة االولى فإذا تجردت لشيخك انك في قبضة سيده وانو لم يكن عمى الحقيقة غير اهلل وعبيده اعوان
مممكتو فيجب عميك ان تحب سيدك وتحب لو عبيده عمى مقتضى الشريعة بحيث ال
تميز كبي اًر من صغير وال طائعاً من عاص فإن اعممك موالك بيم فاخدم سيادة ساداتك
العبيد ونزليم منزلة سيد حاكم صائل فاخدم حضرتيم عمى مقتضى اشاراتو جازماً بانو
ىو اليادى الفاعل باالختيار وانت مضطر في المباشرة وان جعمك كبي اًر او قائد رحى فاعمم انو ترتيب الممك ال غير وال حظ لك في العمل واالستعمال فإذا عرفت ربك فاعمم
انك لم تعرفو بنفسك بل ىو المعرف لك واذا فنيت فاعمم انو ىو المفنى لك فإن وحدت فيو الموحد فإن عممت فيو المعمم « سبحانك ال عمم لنا اال ما عممتنا انك انت العميم
الحكيم » حكاية عن المخمصين الموحدين المفردين الذين الحظ ليم مع ربيم اصال وان استعممك فيو العامل وان اىممك فيو الفاعل والحظ غير انك مظير اسمائو فإذا 63
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
تعدت عميك سيادة العبيد فال تنظر فييم إال وجو سيدىم سيدك واصبر الذاىم فإن
االذاية اقتضتو سيادة متعددة فبعض يحبك منيم واكثرىم يحب تادبيك بالقال والفعل ولم
يكن فيو إال اهلل النو المحرك ليم فال حظ لك فى مقابمتيم باالساءة وال بالمسامحة النو
محركيم ومكمفيم وانما يسمح االنسان ان ظمم فأنت عبدىم مكمف بيم وال تنظر حالتي االحسان لك وال االساءة غير سيدك الحق ظير اثره فى الخمق ومن ضربو عون
القاضى فإنما ضربو القاضى ال العون وعميو فال تشاىد غير موالك النو مع ظاىرك
وباطنك بذاتو وصفاتو واسمائو غير بعيد عنك بل انت حادث طارئ فى حضرة وجوده ٍ غالء ورخص وفرح وسرور وبسط خيال في حقيقتو جل وعال فال تحب إال مراد اهلل من وقبض في حقك وفى حق ساداتك العبيد وقر عينك بيم فيم مراسل سيدك لك باي امر
وعميو فانظرىم اعواناً واكرم مثواىم وارض بحكم ربك فإنو أليق بك فال تشتك بيم قطعاً النو عين القطع عن حضرة ربك فإنك لو فيمت عن اهلل لوجدتو الفاعل فتشتكى بسيدك
لسيدك بل واجيك احد منيم بإذنو تنبيياً الستجماع ادبك وفقرك وقد اكثر البالء الكابر
الرسل واالولياء ليكثر شيود موالىم في كل فتنة من الخمق ليزيد كمالو وعممو بفعل ربو
ونفوذ أمره في كل ذرة من ذرات وجوده فأكثر الخمق صب اًر لعبيد سيده سيد الكل وامامو ٍ ٍ شيء ويقنع شيء صمى اهلل عميو وسمم لشفوف مرتبتو عند مواله بمشاىدة سيده في كل مما سواه اتم قناعة ثم من يميو من لبس حمتو الكاممة من الرسل واالولياء تنبيياً عمى مشاىدة الحق فى حضرة الحق فيعظم قدره عند مواله بالجمع بين حضرات الحقية في
الخمقية حمواً وم اًر ثم ان االمير يجب عميو نظ اًر ان يعتقد ان المقصود عند سيده بالذات الرعية ال الخدمة النو إنما ىو سيم المخدومية والمخدوم اعز عند المؤمر فإن صمح
واال يعزلو ويول غيره ىذا ادبو االليق بو ويجب عمى الرعية ان تعتقد أن االمير عمييم اعظم منيم النو يشاىد حضرة السيد وىم بمعزل عنيا إال باذن اميرىم ومعونتو وبركتو
وشفاعتو فمن صمحو االمير عند السيد صمح ومن جرحو عنده انجرح ويعظم امره
ويتأدبون بادبو ويتوليون بحبو وشأنو وذكره وتعظيمو معتقدين ان تعظيم امره من تعظيم 64
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
اهلل ويعتقدون نفوسيم بمنزلة اوالده الضعاف الصغار متضرعين الميرىم فيما نابيم
متوسمين بو لحضرة السيد فيذا ادبيم ومن اخسر الميزان ضل ضالال بعيداً عن االدب وال تتعرض الجرة عمى الوالية النك عبد ال اجرة لك وقول بعض االصفياء ان اجري
اال عمى اهلل فمن باب خطاب الناس بما يفيمونو ال انو صمم عمى االجرة فإذا تجردت من الثواب والعمل والوالية بحيث ادبرت عن نفسك ولوازميا وفنيت عنيا كل الفناء
العممى والذوقى اشرقت عميك شموس االسماء والصفات فإن فنيت عنيا بالذات اشرقت عميك بحور شموس بحر العمى الربانى فتنسد مسامك بعد افتتاحيا باالسماء ويبقى انفتاحيا وانسدادىا وتفنى المسام الظاىرة والباطنة وتطمع شموس سماء غيبة انسو فى
سماء ىيكمك الفانى فيقى ىباء اندقاق سماء ارض بشريتك موصوال بسماء ارض سيدك
مفروقاً معيا مجذوباً بمغناطيس ىيمان السعادة الكرمية فتكون أنت ولست أنت بل ترياق معاجين الرحمة الربانية لحضرة الرضى الخمقية فتصير معافاً بعافية سيد الكل وىى التى كفميا من حضرة سيده التى ىى عين الفناء والصحو فى كل تجل ذاتى او
صفاتى فتجمى بمقام حمة االسم الذاتى المطمسم عمن ليس من جنسك ممن سحق ودق
واحيي بنبات بذر اسم سيدك الحي فتحي لك وبك اغصان السعادة الفضمية فتسعد بنفس واحد منك العوالم الرحمانية الخاصة وعميو فالتعمم عمم ذوق وىبى بان الكتب
الربانية ما كتبت وكذا االنبياء ما نبئت وال ارسمت إال المر واحد ومطارقتيم لموضع
العمماء ما ورثت وارسمت نيابة وال الفت وال واحد وذوق اشارتيم لمعنى واحد وكذا ُ سيرت وال قصدت وال توجيت اقواليم إال لو وكذلك الذاكرون ما ذكروا وكرروا الجاللة والتسبيح والصالة عمى النبي صمى اهلل عميو وسمم إال لذلك المعنى ال غير يفيمو من
آمن إيماناً كامال وىو توحيد العبادة لحضرة السيادة الحقية فشرع جل وعال الشرائع
الكثيرة وارسل رسال كثيرة لو ال غير فيمو من فيمو وصار عارفاً بربو وجيمو من جيمو
وصار غريقاً في بحر العامية الصرفة وعميو فاعمم أن االنسان مركب من ذاتين ذات روحانية باطنية وىى اعظميا مقصودة بالخطاب االليى وىى نور صرف ال يعمميا إال 65
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
من تخمق باسمو جل وعال الباطن وىى ال يناسبيا إال بحر االنوار الربانية ومأكميا
ومشربيا ومركبيا وممبسيا فى العموم النقمية ثم الذوقية المدنية الوىبية والحظ ليا فى
التراب وال فى نباتيا من حيوان وجماد وحب وغيره ومسكنيا البرزخ وما اشتمل عميو من
روائح ربيا فال تحب إال لذتيا وىى التنعم بحضرة سيدىا ولوازميا من ازمنة البرزخ واآلخرة وامكنتيا وىى فى اصل خمقتيا عارية منعمة صافية من كل كدر عن حضرة
موالىا وال تحب الجنة إال النيا مظير سبحات وجو سيدىا فتفرفر عند سماع الجنة لو ال غير والثانية ذاتية ترابية غميظة كثيفة فال يناسبيا إال التراب وما ينبتو فمما نبت من
تراب غميظ لترابيتو وثقمو ارايت ان الدنيا اثقل واغمظ من اآلخرة ونعيميا وكذلك كمما نبت من التراب من الحيوان والجوامد والنبات والنعيم وعميو فأكميا ومشربيا وكل منافعيا
مقصور عمى التراب ولوازمو بحيث ال تعيش يوماً واحداً إال باصميا التراب وىو اميا واصل الروح واميا روائح اآلخرة وانوارىا بحسب اسماء اهلل فييا ال بيا وال معيا بل
بتقدير صاحب الممك جل عاله ال غير فكتبت الكتب من الحق سياسة ربانية خارجة عن سياسة العقل بل تقدم ان العقل انما ىو نور لمسياسة الشرعية وبعث رؤساء الممئكة
الى رؤساء الثقمين االنس والجن اىل التمكين والرسوخ في بحور مقاصد التصريح
واالشارة ليميزوا لمثقمين الذاتين ولوازميما وما ال يكمل صالحيما إال بو من اكل وشرب
الى آخر مقتضياتيا يعرفو من وفق فوضحت الرسل تصريحاً وتمويحاً ان الذات الترابية الظاىرة يجب عمييا وجوباً شرعياً عقمياً ان تشتغل باالسباب العادية التى عمميا جبريل
لسيدنا آدم عمييما السالم من حرث وتجارة وحرفة وكل تحرك تنفعل عنده باهلل ال غير
مقتضياتيا من اكل وشرب الى آخر لوازميا فبين الكتاب من اهلل ان الذات الترابية يجب ان تالزم االسباب العادية التى عمق الحق جل جاللو ارزاقيا بيا عمى سبيل تغميض
العين عن رؤية سر القدر االليى ال غير الن الرزق يكون باالسباب فاالسباب إنما ىى عاديات والعادة تتخمف بخرقيا فالنار تحرق باهلل ال بنفسيا وال قوتيا وال قوة فييا وال
طبع فييا وال خاصية ارايت أن ابراىيم عميو السالم خرق اهلل لو عادتو فكانت سالماً 66
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
ارايت ان العادة المتعارفة فى امر الوالدة اليس خرقيا اهلل فى آدم وحواء وعيسى وكذلك الموت قد خرقيا اهلل لمروح بجذب من الجسد وال تموت وكذلك الحيوان يخرج من الحيوان فأخرج اهلل الناقة ناقة صالح عميو السالم من حجر وأخرج من اصابع سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم وممن ورثو وقس عميو جميع العادات االليية التى نصبيا
لنا امارة عمى سر قدره ال غير فال تغتر بالجمود عمييا وال بالخرق فإن الفاعل واحد
فييما فال تعول الترابية عمى سبب بل عمى سيدىا فإنما االسباب تغميض ال غير فترك
االسباب معصية واالتكال عمييا كفر النو عول عمى غير سيده والسبب غير فإن اهلل
يحب العبد المحترف ويكره البطال وىذا ظاىر الشريعة تصريحاً أو تمويحاً مع سياسة انطوت الشريعة عمييا في امر االسباب اال تشغمك عن اهلل تعمى وان ال تضر بيا
نفسك وال غيرك بحيث ال تاكل اموال الناس بالباطل بكالربى فإنو يغير القمب وكالسمف
بمنفعة وكالتدليس فإنو يغير القمب وككتم العيب من نحو الرقيق وكترك الزكاة فإنو يضر بالمساكين وكأكل الميتة فإنو يضر البدن والتراب والتصريف في ممك الغير فإنو يوذيو وكالنطق بكممة الزور فإنيا تحرقك بنار ظممتيا وظالميا وكالسباب فإنو فسوق
يوذى المومنين « ان الذين يوذون اهلل ورسولو لعنيم اهلل في الدنيا واآلخرة » واذاية اهلل
بإذاية المومنين فدلو بوحدانية ذاتو وأفعالو وصفاتو بحيث يعمم ان ال تاثير لغير اهلل أياً
كان فرتب وعيداً عمى من اىمك نفسو النو عبده أو اىمك غيره النو عبده ورتب وعداً لمن نفع نفسو أو غيره النو من عيال سيده وأما السيد فغني عن الغير كمو فالشريعة
ونتائجيا ووعيد مخالفتيا مصمحة لمعبد ال غير ال حظ وال غرض هلل فيو بل ىو منزه
عن االغراض جل عاله « وما خمقت الجن واالنس إال ليعبدون ما اريد منيم من رزق
وما اريد ان يطعمون ان اهلل ىو الرزاق ذو القوة المتين » ويدل الكتاب من اهلل الذات
الروحانية عمى االسباب العاديات التى نصبيا الحق وعمق بيا ارزاقيا بحيث ال تاكل وال تشرب إلى آخر مقتضياتيا اال من نتائج االسباب عادة والعادة تتخمف واالسباب
امر بيا الحق جل عاله فيمتثل امره وال يعول عمييا وال نتائجيا بل يعول وجوباً عمى 67
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
السيادة المالكية الحقية وىى اقبال الروح اقباال كمياً إلى العموم الشرعية النقمية والعقمية وتغويصيا في بحار جواىر مخدرت اسرار كتاب اهلل الذى ىو كتاب انزل عمى سيدنا
محمد صمى اهلل عميو وسمم بتالوتو بعد امتثال ما فيو وتفيم تصريحاتو وتمويحاتو واسرار حديث رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم الذى ىو كالم نبوى مفسر لكتاب اهلل
ظاى اًر وباطناً الن كتاب اهلل ال تدرك العقول ما فيو اال بالنبى صمى اهلل عميو وسمم فيو
لسان القرآن النو متخمق بو أي صار لو القرآن طبعاً وخمقاً واشربتو عروقو واجزاؤه وكمياتو حتى صار ينظر جميع ما فيو بال تامل بل صار كتاب اهلل عنده ضرورة
كالسماء فوقنا مثال والواحد نصف االثنين مثال واعمم ان النبى صمى اهلل عميو وسمم اطمعو اهلل عمى ما كان وما يكون من جيمع ما تعمق بالكون النو اصمو واضافو جل
عاله عمى ما تقتضيو حقيقتو صمى اهلل عميو وسمم من كنو الحق جل وعال وال حظ لو
صمى اهلل عميو وسمم فيما ال تطمبو ذاتو فذاتو صمى اهلل عميو وسمم اصل لممك اهلل ومثالو كمن دخل مدينة وعرفيا ودخل القرويين مثال وكل دار بفاس وكل بقعة وكل
آدمى وميز جميع ما احتوت المدينة فبمجرد سماعو فاساً مثال يشاىد جميع ما احتوت عميو من كل شيء بال تامل فالنبى صمى اهلل عميو وسمم إذا نزلت عميو كممة حصمت
لو منيا مشاىدة حقائق مدلوليا مرمو اًز الييا بالحروف الربانية عمى سبيل الرمز االليى فما من حرف منو اال ودل عمى مثل فاس مركبة من خزائنيا وحسن اىميا وعموم اىميا
وواليتيم وظاىرىا وباطنيا وىو صمى اهلل عميو وسمم محيط قبل نزولو بجميع مدن
مقدورات الحق جل جاللو بحيث ال يخفى عميو امر ممك اهلل البتة فإذا ق أر آية او كممة
انطبع بيا ظاى اًر وباطناً فيفسر لنا لعامتنا ما نطيقو منو ولخاصتنا ما يطيقون في كل نفس من انفاسو ولم يضيع نفساً بال تعميم فإذا ظير لمصحابة يبين ليم بظاىره وبباطنو
لباطن الوجود واذا خفى عنيم يعمم بظاىره وبباطنو باطن الوجود أي الذوات الروحانية وعميو فعموم البواطن اعظم من الظواىر وىو المتوارث وعميو فمم يبين مثال من المدن
اال ابواباً ال غير وبقيت السوارى والسواقى والخزائن والرقم مثال فى خزانة النبى صمى 68
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
اهلل عميو وسمم فال يسع تفاصيل المكونات مخموق سواه وورث منو صاحب الطريقة
حامل لوائيا الذى امره أن يربى بيا إلى قيام الساعة ام اًر عظيما ال يسعو الكتب والعقل وال الرمز وال الدليل وال جميع العقول الخمقية بل اختصو صمى اهلل عميو وسمم بو دون غيره ممن ورثو وعميو فيو الوارث الحقيقى وغيره ممن قبمو وبعده ممن يدعى مقام العمم المحمدى انما اصابو رش منو ال من النبى صمى اهلل عميو وسمم وىو سر وساطتو بينو
صمى اهلل عميو وبين سائر الخمق من االولياء فضال عن غيرىم وعميو فعموم القرآن مخزونة فى خزانتو صمى اهلل عميو وسمم فما بينو لمعامة وصل إلى العمماء عامة
بحسب استعدادىم وما بينو لمخاصة وصل لمخاصة بحسب استعدادىم وما بينو لمعارفين خاصة الخاصة وصل إلى جنسيم في عمم اهلل وما لم يفشو بقى فى حوصمتو
مما ال يناسبيم او امر بكتمو وىو المفاض عمى حامل الطريقة االولى ولذا استغرب
ولم يطق فيم مقامو مع اقرار كبار العارفين وتسميميم لو فتحت كل حرف من كتاب
ذ ى الجالل مائة الف واربعة وعشرون الف عمم كل عمم يحير اذىان العارفين المقربين وىذا القدر ىو الذى وصمو صاحب الطريقة إلى قيام الساعة ويقرره في بحبوحة سكره كما يقرر العامى الواحد نصف االثنين وكما يقرر احدنا داره بما فييا بمجرد ذكرىا
بحيث ال يحتاج إلى تامل فى كل نازلة وقعت أو تقع وذلك فضل اهلل يوتيو من يشاء
فال يقال لفضل اهلل ذابكم واذا كانت العموم منحاً إليية فال يستغرب ان يدخر لبعض المتاخرين ما غاب فيمو عن كثير من المتقدمين :خير االمة اوليا وآخرىا ،ثمة من
االولين وثمة من اآلخرين ،االمة كالمطر ال يدرى اوليا خير ام وسطيا أم آخرىا .اشارة
ربانية نبوية فالعمماء اىل االبحاث المفظية إذا سمعوا مثالً القرويين يفيمون انو اسم
جامع كبير بفاس وفاس مثال مدينة كبيرة معدن العمم والوالية والخيرات والصالح فمم يشاىدوا فاسا مثال فضال عن الجامع فضال عن االستيعاب واالستيفاء ومثال القرآن
ايضاً من وقعت لو واقعة كواقعة الصيف ضيعت المبن فإذا سمعو من عرف اصل التسمية والمثل عرف مضمن القضية بال تامل وال تعمم واذا سمعو من ال دراية لو 69
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
باصمو يفيم ظاىر المفظ وال ذوق لو فيتكمف ضم التاء أو فتحيا بحسب الصناعة
النحوية ويقع التنازع بين العمماء مثال كل واحد يقرر مذىبو وكل مذىب صحيح باعتبار قواعده ولذا كل قول صحيح فإذا فسره عارف باصل الوضع تبين فساد فيميم
ووجب عمييم تخطية مذاىبيم والرجوع إلى أن المثل ال يتغير عن اصل وضعو
فيذوقون سره وفيمو فكل نازلة تجاذبت فييا اقوال العمماء مثل ما قمناه وىو دليل عمى
عدم ذوقيم جميعا سرىا فال يذوقيم سرىا اال العارف باصل المخدع وبباطنو فيم يطوفون عن خارج الحجرة والعارف يبين باطن المخدع لكن آراؤىم صحيحة بحسب
قواعد مذاىبيم واجتيادىم بقصد نفع العبيد فقواعدىم صحيحة سالمة كميا من الزيغ
وانما اخطئوا في ان المثل ال يتغير مثال فمما قرر العارف اصمو صمموا عميو وطبقوا عميو قواعدىم عمى الحقيقة وعميو فال يستنكف احد إذا وجد أحدًا اعمم منو من ان يتجرد من عممو ويتبع عممو الصحيح المطابق لمواقع ويطبق عميو قواعد العمماء فإنو ال
يخرج عن الضوابط العممية فافيم فإنو نفيس وال تجده مكتوباً مما عممناه وعميو فيذا الكتاب الغريب الجامع المانع النو مركب بايدى القدم إنما يدل عمى تمييز الذاتين فعند الصالة يجب عميو نظ ار أن يجمع بينيما فييا فالترابية لاللفاظ والخشوع والروحانية
لمحضور والتامل والتذلل والتفانى واالستغراق واالدب فعالمة قبول العمل االدب فيو
واالدب الحضور فيو من وظائف الباطن وعالمة قبول العبد االدب واالدب تجرده مما سواه من عممو ومن غيره « فإذا قضيت الصالة فانتشروا فى االرض وابتغوا من فضل
اهلل » اي فمتفترق الترابية والروحانية فتتوجو الترابية لالسباب العادية الترابية المناسبة
ليا والروحانية لالسباب العادية المناسبة ليا من كتأمل والتفكر والتعقل والتحمم والتمير والتغمغل فى بحار الحقائق الربانية مع اعتقادىا ان ال تاثير لكل سبب بل إنما امرنا اهلل
بيا فامتثمنا ال غير وال حظ لنا فييا إال مراعاة االمر االليى فإذا تفرقا لالسباب فمتعمم
أن الترابية امانة عند الروحانية مركبة من ستة وثالثين جزءاً مثال فترك جزءاً لمترابية ليتميز بو كيفية االسباب الن التمييز من وظائف الباطن ال الظاىر فاعمم فمن ترك 70
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
منيما سببو عصى امر مواله ومن اتكل كفر فإذا وجو الذاتين السبابيما بحيث ال
تشوش الروح الباطنية عمى الترابية وال العكس حصمت عمى كنز االمتثال لكتاب اهلل ثم
المخاطب حقيقة الباطنية والترابية تبعاً ليا فى التكميف فإذا ثبتت الباطنية التى ىى
العقل في العرف وجب التكميف الشرعى بطاقة الترابية من قيام مثال وركوع وسجود
وجموس واضطجاع عمى ايمن ثم ايسر ثم ظير ثم بطن ايماء والمقصود امتثال الباطن والظاىر بطاقتو واذا عدم العقل فقد التكميف وان صح الظاىر فوظائف الظاىر امتثال االوامر والتعرض لالرزاق باالسباب الحاللية التى اذن فييا اهلل وال ياذن اهلل إال فيما فيو
مصمحتك وعدم اذايتك لنفسك ولغيرك وىذه الحكمة مقررة في سياسة كتاب اهلل لتعيش
في الدنيا واآلخرة منعماً فإن آذيت نفسك وغيرك يربك اهلل بما ذكره اهلل فى كتابو ثم إن االسباب الحسنة ىى التى كانت فى الطريقة االولى فى عيد رسول اهلل صمى اهلل عميو
وسمم من فالحة وتجارة بشروطيا وحرفة بشروطيا وما احدث بعدىم من التعرض
لالرزاق باستخدام االسماء في عرفيم والروحانيين باىالكيم وقتل مموكيم باحراقيم بأنوار االسماء الجاللية عمى كيفية معمومة عندىم وكاخذ االجرة عمى تناول مثل الكتف
فينظر فييا فيريو الشيطان صو اًر شيطانية تدل عمى المغيبات من موت امير وغيره كالخط لرجم الغيب من نحو الزناتى وكرجم الغيب بالرمل وعمم النجوم عندىم وكرجم
الغيب بمثل قرعة االنبياء عندىم وقرعة الطيور وكاستعمال اسماء البركة وكتغيير سكة
كحرق مثل نحاس حتى يصير مثل فضة فيعيش بيا فضة وكالتثقيف لمجنين االمير َ والوالدة وافساده ورميو وكالتفريق بين االحبة وكالجمع بين الزناة وكالضمائر والخط وكل ما لم تاذن فيو حقيقة الشريعة فكل ذلك ضالل مبين ال شك في ضالل صاحبو لتمبسو
بمثل الكفر وذلك كمو عمل الكفر بل فعل االغمار من العاجزين القاصرين االفيام. فالحالل بين والحرام بين والمتشابو بينيما يجتنبو من حفظو اهلل بالورع ترك الشبيات
خوف الوقوع فى المحرمات فإذا دار لو الفمك بغمة سببو فالياكل بكيفية الشارع صمى اهلل عميو وسمم واليسبق بنفسو ثم بعيالو ثم باقاربو ثم باالفاضة عمى جيرانو ابدأ بمن 71
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
تعول ابدأ بنفسك ثم بمن تعول فى جميع االمور حتى في الدعاء وعميك باالقتصاد في
المعيشة بحيث ال تبذر نعم اهلل فى معاصيو « لئن شكرتم الزيدنكم » قسم من اهلل
بنفسو أن من شكر نعمو ليزيد لو نعماً عمى نعم وشكر النعمة انفاقيا في طاعة اهلل
ومالحظة سراية سيادة المنعم فييا حال التمبس بيا ثم إنك ال تخموا عنيا نفساً النك نعمة بنفسك واعظم النعم الحقيقية نعمة االيجاد واالمداد ونعمة النبي صمى اهلل عميو
وسمم ثم الشيخ المربى ثم المعمم ثم االب ثم االم ثم الوسائط بينك وبين النعم كالبائع لك
مثال والمزوج لك والواىب والصانع والتاجر وكل من باشر نعمك حتى وصمتك كالممئكة
فاعمم أن الممئكة يتصرف منيم في حبة واحدة من الحب أياً كان ثالثمائة وثالث عشر
ممكاً فإنك تاكل عدداً من الحبوب في كل يوم والبد منو وأنت تدعى الزىد من الدنيا
وأنت فييا وفوقيا وتميل الييا وانما الزىد تعمق القمب باهلل تعميقاً كمياً مع تعظيم نعمو الواصمة لك بالترحاب والتشريف باعتقاد انيا ميداة لك من السيد جل جاللو وانت عبد
امتالء القمب بما عند اهلل ال بما ييدى لك سيدك ما أعظميا نعمة والشكر الحقيقي ُ عندك من الخزائن لكنو عمى ىذا من وظائف الباطن ونحن فى وظائف الظاىر والشكر عميو صرف نعم اهلل ظاىرة وباطنة فيما امرت بو من الطاعة وطي االية وعزتي
وجاللي لئن لم تشكروا نعمى النزعن منكم نعمى والحرمنكم من المزيد فالصالة منا شكر جميع نعم اهلل المتعمقة ببدنو وقس عميو ولنحو ىذا يدل كتاب اهلل فيما يتعمق بالظاىر وفيما يتعمق بالذات الترابية ظيرت المموك والقضاة وأىل الخطط الدينية
وظيرت المجتيدون ودونت الكتب الغير المحصورة من احكام المعامالت بين العباد
وىو سر اسمو جل عاله الظاىر فمضى كل زمان من زمان اليجرة 9331فمم توضح
عمماء كل زمان من وظائف الذات الترابية إال النزر القميل فافيم ويجب عمى االنسان ُ الكامل المبيب الن الخطاب مع اولي االلباب فى كتاب اهلل أن يوجو ذاتو الروحانية الباطنية إلى اسباب معاشيا العادية باعتقاد ان السبب ال تاثير لو إنما ىو عالمة اهلل ال غير بحيث يتجرد من كل سبب بقمبو ويجرد نتيجتو من قمبو متوكال عمى ما عند 72
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
سيده النو ممك لو وسببو كذلك وعالمة التوكل ان يزن االنسان نفسو فإن وجد نفسو
واثقة بما عنده من االموال واالمالك فاليعمم أنو عابد ليواه وان وجد نفسو واثقة بما عند
س يده مع قطع النظر عما بيده بحيث ال ينسبو لنفسو بل لسيده وقمبو مفرغ من ىموم المعاش الن عبد الغني ال ييتم عادة العقالء بأمر الرزق والعبد غني بسيده ال تصح
فيو الصدقة ولذا يحرم العارف والشريف الصدقة عمى نفسو باعتبار أنيا من الخمق وأما
ان رأياىا من الحق فيدية حالل وجب قبوليا وتناوليا وال يحل لو ان يعطييا لمغير إال
بإذن سيده وال أن يزىد فييا قطعاً ال غنى لى عن بركتك يا رب فيو متوكل ولذا امسك
اعطاء المال والجاه واالسرار منعو تعظيم النعمة البعض من االولياء عن االعطاء ُ عنده النو خص بيا في حضرة الحق بعدم االذن فى المعاممة بيا فإن اذن عامل بنفسو وروحو ومالو وخزاناتو فافيم عمى ان ما ذكرناه ىنا من وظائف الظاىر ويصح ان
يكون من وظائف الباطن باعتبار الرزق فيو عمى قسمين حسي لمحسى لمترابية
ومعنوي كالعموم لمروحانية فال تسمى الروح متوكمة حتى تتجرد من ىم رزقيا وىو العمم
والمعرفة فالذى يجب توجيو الروح لالسباب من تامل وتفكر فإنو عين طريق المعرفة باهلل وال عميو فى غمة االسباب الن االىتمام بغمة االسباب من عالمة القطع عن
المولى فتسبب وال عميك فى الغمة فتعمم وال عميك فى العمم وتعرف وال عميك فى
المعرفة وتفقو وال عميك في الفقو وتربح وال عميك فى الربح فان الغمة من وظائف
السيادة واشتغل بوظائفك التى ىى االسباب واترك منازعة سيدك فى ارادتو وىى المكنى
عنيا بالوظائف الحقية فانو سبق في عممو ان كل من عمل عمال متقناً يدور لو الفمك بسيمو وان لم يعمم أو عمل غير متقن فال حظ لو فى الفمك وصمم عمى ما عند سيدك
في االسباب كميا فإن االتكال عمى االسباب كفر أي جحود حيث نسب الرزق االليى
لغيره من االسباب وىو عدم شكر النعم المعرض لزواليا فإذا وجيت ذاتك الباطنية
الروح إلى اسبابيا معوال عمى اهلل ال عمييا بل استندت إلى القسم االليى االزلى معرضاً عن المعرفة وعن العمم وعن كل نتيجة االسباب ناويا حين التمبس بيا امتثال االوامر 73
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
االليية ال غير وىو قولو جل عاله « فانتشروا في االرض وابتغوا من فضل اهلل » باالسباب التى جعميا عادة عمى توصيل ارزاق عبيده تغميضا العينيم عن رؤية سر
القدر االليى وترتيباً لممكو أنو جل جاللو متوقف عمى االسباب فاالسباب في الحقيقة مثاليا مثال ممك عظيم الخزائن والجنود أمر جنوده بان من اراد رزقو فميمش إلى
موضع ميىء لمقسم فمن مشى لو امتثل ويالقى برزقو عمى يدى وسائطو ومن استنكف
عن المشى او عجز كسال ياتيو رزقو عمى يدى وسائطو في حضرة الممك وىو عاص
مخالف ومتياون ومتعب وسائطو في حضرة المالك بالحمل وعتاب الممك الوسائط عمى
عدم حضور موسوطيم ويقول ليم انتم غير معتنين بامر الرعية وال بامر الممك واعمم
أن المكمف بمئونة بعض الرعية تدفع مئونة السيد عمى يده يحضر لدى الممك دائماً عند التفريق لالرزاق فيكمفو بسرد رعيتو جب اًر منو فإن تغيب واحد أو غاب أو اسقط يقل لو الممك اين فالن المقيد في كناشك وكناشنا وتدفع لو في كل صباح مئونتو فإن كان
لعذر شرعى يجاوبو بأنو غاب عن مصمحة الجنود مثال ووجيو احمر بين يدى سيده
وان كان بال عذر بل بتفريط يسكت ووجيو اصفر من شدة الحياء والخوف من التعذيب
او العزل من سيده ومنو يدخل الضرر عمى تارك االسباب وىو تارك الحضور مثال
ويتضرر المكمف بو غاية لمقام االدب فيقول لو المالك انت مقصر ومفرط في خدمتنا
فكانك لم ترد خدمتنا واىممت حق الخدمة فمو خدمت بنية ظاى اًر وباطناً الشتغمت بامر التنظيم والتاديب فال يتخمف عن امرنا احد لكن لما ظير لك غير امرنا فرطت فى
الرعية والتقصير فى امر الرعية ليس بيين عندنا وانب الينا نتب عنك اما انك مقصر
أو غافل عن السياسة او جاىل امرىا فكميا ال يصمح لنا وال نصمح لو فافيم وبو تعمم
أن النبي صمى اهلل عميو وسمم وخمفاءه ال يحبون من ترك االسباب العادية مما يتعمق
بالظاىر والباطن وال من عول عمييا النو شرك صراح حيث اعتمد عمى غير اهلل وىو
ىالك االسباب فتجد العارف إذا اشتكيت اليو امر الرزق يامرك باالسباب وكان صمى
اهلل عميو وسمم يامر االغنياء باالبل والبقر مثال والخيل ويامر الضعفاء بالدجاج مثال 74
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
وحرف يقدرون عمييا وال يترك احداً يجمس بال تسبب فيذا ىو الشيخ الكامل بحوزة حياطة التربية فإذا ترك ظاىرك االسباب فقد عصى ظاىرك وتمجو الطباع الظواىر
بحيث ال يحبو كل من كان ممتبساً باالسباب وتكرىو الوسائط الروحانية الممكية ويكرىو
الممك ورزقو المكنش فى كتاب الممك من كتاب الوسائط ياتيو واتيان الرزق بال سبب ىو الميمك لكثير من الجاىمين فزين ليم شيطانيم ترك االسباب بمجىء االرزق بال
سبب مك اًر منو الن يعرضو لشبكة المقت من اهلل واوليائو فمتفق من سكر غفمتك وكذلك
زين لمغافمين التعرض لالرزاق بال سبب مصو اًر لو الحقائق المجردة من الشرائع فيبقى
فى ميوات العطب الن الحقيقة بال شريعة في حيز المحال بحسبنا واما باعتبار الحق
فيو مطمق غير مقيد بجائز وال بواجب وال بمحال فالمقيد بيا انت ال ىو جل وعال فاهلل
ال يتقيد بقيد تعرفو قيداً وال باطالق تعرفو اطالقاً باطالقيتو جل وعال رم اًز لما عنده وال يعرفو إال ىو وكذا كل لفظ يشير لو إنما ىو رمز يشار لو بااللسنة وكل معنى في قالب االلفاظ فإنما ىو رمز ال غير وكمما تدركو الذات الترابية والباطنية من كل خمق
سوى الخمفية االعظم سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم فيو رمز حادث لحضرة السيادة
ال غير وعميو فحضرة الحق مطمقة فال يمكن تغيرىا وحضرة الخمق مقيدة دائماً بقيود اهلل وكمما برز من حضرة المطمق مطمق فال يقيده مخموق بافيامو وخيالو فما سوى اهلل
خيال فالخطاب منو إذا توجو عاماً يبقى عمى عمومو ولو قيده المجتيدون فميس من طوقيم بل يطمق لحضرة المخاطبين من العارفين ومن السالكين المريدين أو من
الغافمين عن المعرفة واالرادة فيوجو خطاب الشارع إلى كل موقف من مواقف المسممين والمومنين والمحسنين فيقيد بصنف دون صنف منيم فالخطاب مطمق فى بابو والمقيد ىو المخاطب ال غير فيخفى عمى االكابر االجمة االعالم لروم تطبيق كل خطاب عمى
كل االصناف فيتحير المجتيد وتضطرب اقوالو فيكون تطبيق امام واحد منيم عدد من االقوال في نازلة واحدة لمالحظة انوار الخطاب االليى من وراء الحجاب تارة وياخذ بمقتضى ما شاىده بقوة بصيرتو فإذا تمون لو النور بجية اخرى يترك مذىبو وياخذ 75
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
بمذىبو ايضاً بسبب التموين ولو في الخطاب االليى مقام باعتناء تبيين ما ظير لو من
الوان االنوار الخطابية وىو مصيب في قولو القديم والحادث مثال ويجوز العمل بجميع
ما اداه لو اجتياده وال يقمد وجوباً غيره بل ياخذ بمقتضى تموين الخطاب االليى وىو سبب االختالف ومقصودىم خدمة الشريعة ولذا ال يستنكفون من الرجوع بعد الحكم والتصميم عميو النيم ما والىم اهلل واخذىم فى ادوار خطابو إال ليكرميم ويكرم بيم
عبيده وعميو فمممجتيدين مقامات الوالية والتصريف والتربية لكن العارف إذا توجو
لمخطاب الشرعى عرف ان الخطاب من حيث ىو قديم مطمق باطالقو جل وعال
ويفيمو مطمقاً فى صنفو الذى نزل الخطاب لو وىكذا فى كل خطاب الن كل خطاب موجو إلى جنس من الخمق يعرفو من شربو ويجيمو من غفل عنو وال يتكمف التطبيق
عمى سائر االجناس النو لم ينزل لذلك وان كان خطاب اهلل من حيث ىو مقصود
المعنى واحداً وىو الداللة عمى اهلل لكنو يصرف اليو كل جنس في غابتو ما يناسب غابتو من الصواعق واالرىاب واالحباب واالحراق والوعد والوعيد وتكون الصواعق مصحوبة بسياسة صاحب الشريعة من الرمى فى الغيضة جممة أو عمى واحد معين او
عمى طائفة من االرانب مثال مما يزعجيا ويردىا بعد توحشيا إلى حضرة سياسة
صاحب الغابة واالرانب يناسبيا من الخطاب ما يشوقيا ويزعجيا ال غير واالسد مثال
يناسو الصواعق العظام لعظم امره فال يتربى وال يالف إال بعد مشقة صاحب الشريعة
لقوتو وتقذيفو بنفسو من غير مباالت عمى المتحيل لتاليفو حتى يصير متأنساً بو ان يبالغ فى السياسة النو ال تاخذه االحبال وال يقنص غالباً اال باكبر الحيل مع الصبر
عمى ح اررة شيامتو والتيقظ التام فى امره فيرى من كمفو االمير بو ام اًر عظيماً في شأنو وال يدخل فى شبكة االقتناص اال بالسياسة واالتعاب واالحاطة بو من كل وجو فال ينفع
فيو خطاب واحد بل يوسع االمير الدائرة لمن كمفو فى امر السياسة واالجتياد ويجتيد
لنفسو بخيمو ورجمو حتى ياخذه فإذا اخذه منعو من الخروج في حيطتو السياسية وال تنفع فيو كل حيمة من خوف اوال ثم قرب ثم بعد ثم قرب كذلك ثم تمنية ثم تمسح ثم تعظيم 76
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
ثم تاكيل ثم تقييد بالكمية ثم رياضة ثم فراسة ثم انتفاع بو ونفع بك اصطياد مثال فالذى
يناسبو من امر اهلل العزائم والتضيق بو والتشديد والذى يناسب االرنب مثال ومن دونو او ماثمو الرخص بحيث تضره العزائم والتشديد واالسد مثال ومن ماثمو في غابتو ومن فوقو من الجسارة تضره الرخص وتيمكو وال تممكو بأنواع حيميا لشدة بأسو (إن اهلل يحب
ان توتى رخصو كما يحب ان توتي عزائمو) فالرخص عبادة الضعفاء من الناس وربما
ينفرىم بالعزائم الغير المستدامة والقدر المضر منيا االستمرار عمييا فمثل الممك بحسب
ما ينفعنا وندركو وهلل المثل االعمى حضرة الحق جل وعال ومثال المكمف بالغياىب
الصيدية المصطفى صمى اهلل عميو وسمم وقد صمى عميو في ازلو صالة قديمة مستمرة الدوام ومثال الغابة المخالفات والنفور من حضرة الحق ومثال االرنب الضعفاء الذين
نفروا وال ضرر فييم وقس عميو من دونيا وما فوقيا فإن لكل مقام مقاال يخصو ومثال
السبع المريدون الوصول لحضرة الحق او لحضرة الدنيا او لحضرة الجنة فإن المريد
يتحيل عمى ارادتو ويقاتل عمييا بكميتو يقظة ومناماً فى سائر عمره وال يقبل التوبة النو يعد نفسو من المجتيدين في طاعة اهلل وربما يجتيد فمم يظير لو اثر مقصوده من
االرادة لعظم حجاب االرادة فينفتل فى الطريق ويحل يده من العقدة فتنسل مع الشريعة
لورائو او يسقط بالمرة فتكسر اركانو واجزاؤه وال يرجى برءه طول المسافة او قربيا
وتوسطيا فمن انسل قابضاً عمى الشريعة لورائو يبقى صائن االركان غالباً لكنو فاتو المقصود والساقط في اول الطريق تدعدع اركانو بال تفريق وال تكسير وفي وسطيا
ينشق وتنفك اجزاؤه بال تكسير ويرجى برءه وعوده ثانياً مثال وفى آخر الطريق تنكسر اجزاؤه وتنفل بسيوف قواه بحيث ال يعود في الغالب لشدة ما رآ فالمريد مثال الذيب فى
ظاىر المعانى ال صوف وال حميب وال لحم وال جمد إال عند من يرى حميتو بال كراىة
من مذىب جنسو فيو عنده ترياق المراض الكمى والحمى والكبد مثال ولكل مقام مقال
والمجرد وىو العامى او العارف مثال النعجة كميا خير عند سائر االجناس والممل فكميا
خير الن العامى المعترف بالتقصير والذل والضعف المسرف عمى نفسو بيواه مع عدم 77
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الرضى عمى النفس خير من مريد مجتيد فمقامو قريب من العارف واالخوة بينيما في
التجريد وعدم القصد وانما الفرق بينيما ان العارف مشاىد ممتثل والعامى ضده ال غير لكن حجابو رقيق ولذلك قرب معناه لمحضرة االليية فإن تعبد بالصالة عمى النبى صمى
اهلل عميو وسمم مثالً بال مرب تظير لو روائح القرب بأقرب مدة مع عدم نية ذلك ولم يعبد اهلل بأعظم من العبودة عمى وجو االحسان ثم عمى وجو العامية وال يبعد عن
حضرة الحق مثل االرادة النيا حظ عظيم امره ومنيم « من يعبد اهلل عمى حرف فإن
اصابو خير اطمأن بو وان اصابتو فتنة انقمب عمى وجيو خسر الدنيا واآلخرة » والخير الذي يصيبو فضل اهلل وادراكو بالتجريد فى وسط االرادة والفتنة التي تصيبو تحصيمو
عمى غرضو الذى تعرض لو فإنو ال يرجى برؤه الستحالئو ذلك بوصولو بعبادتو وىو
عممو المتقن لكن لغرض نفسو ال لعبادة ربو فيو يعبد بو وان كان الحق قريباً من كل احد فالعبد ىذا انما يرى ظمو فقط وال يرى نور ربو فيو .فمثال أىل الطريقة االولى مع
الثانية كمثل شخص في وسط بيت مبني بنحاس بال باب ثم بحديد ثم برصاص ثم بأدوار االبنية الى أن تصل الى الزجاج ثم البمور ثم ما ىو ارق منو حتى تصل مثل
اليباء المجموع فأما أىل الطريقة الثانية فإنيم لم يرضوا بذلك السجن وقنطوا بما دىميم
من الظالم ولم يصل الييم نور الشمس مثالً وطمبوا السراح واالنفكاك من قفصيم الذى ال باب لو وال منفذ وقد دار بو مائة الف حائط من مختمف الماىية وكل دائر غمظو
سبعون عاماً بحسب المسافة الغميظة والبيت مبنى في وسط الشمس وح اررة الشمس تصمو عمى وجو ال يدريو فأما أىل الطريقة الثانية فإنيم لم يرضوا بقدر اهلل لضيق
وظالم ما ىم عميو فاستغاثوا بمن يغيثيم بيدم الحوائط السورية فبين ليم المربى الذى
احترموا بو آلة قوية انصاليا لميدم بقوة واجتياد وذكر قوى الزالة السور االول النحاس
مثالً فاشتغل في معظم عمره باالزالة فإذا ىدمو يبين لو مربيو آلة اخرى من االذكار مثال وسموك آخر ويحرضو عمى االجتياد وانو ان مل ال يحصل عمى شىء وىكذا حتى يقطع الحجب الغميظة النفسية فإذا وصل إلى الرقيقة تبين لو لوائح االنوار من 78
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
وراء الحجب العممية فإذا شم روائح القرب وشم ما كان عميو اوالً في وسط السموك يشم
منو رائحة كريية فيستقذره وييرب من نفسو ومن حالو ومن عممو فينقبض انقباضاً كمياً
ويرجع الى مربيو ويسئمو عن الرائحة الكريية وعن الطيبة فيقررىما لو أتم تقرير فيسقذر ما كان عميو من سموك ويحصل لو االعياء الفادح فيمسك عن العمل بتبيين خالف
قصده فإذا رآه مربيو قنع من االرادة ومن السموك ومن عممو ومن نفسو يقول اآلن قد
عممت ان اهلل قد اراد بك السعادة االبدية حيث تركت جميع العالئق ورجعت الى ربك ثم عميو اعمم ان ما كنت عميو من ازالة االسوار ليس عبادة وانما ىو غرض من
االغراض وال غرض مع اهلل ثم يجب عميك ان تتجرد مما سوى اهلل بحيث ترضى بقدره
وتتجرد من المراتب العممية والعممية والعرفانية وتعول عمى قسمة ربك بحيث تعمم انو يستحيل ان يزيدك او ينقصك عما كتبو بيده فى كتابو ام الكتاب أى اصل الكنانيش
التقديرية التصريفية الوالئية فإذا وفقو اهلل لمتجريد عمى حسب نصيحة المربى الحاضن
الكافل لو النو فى حجره انقشعت عنو كل حجاب قي اًر بال تعمل في الباقى لو فيصبح
في الشمس الضاحية فيتمتع بأنوارىا ويعطى لو السراح والتسريح يذىب حيث احب
ويرشد ترشيداً من ثقاف الحجر فإذا عممتو عممت انو سافر اوالً وخدم وعبد واجتيد لحظ نفسو يخرج من ظالم الحجاب وىو غير عبادة وانما قام بنفسو لنفسو وليس من اجتياده
وعممو رائحة ادب النك رأيتو لم تنخرق لو الحجب حتى عي وألقى السالح وأدركتو بركة مربيو وعممو كيفية التعبد فمما تعبد من غير غرض أدركتو عناية اهلل بال سبب وال تعمل فيجمو الفتح الربانى فيذا كبير الطريقة الثانية ما نفعو اجتياده لكن بركة تعظيم امر
مربيو خمصتو من الميالك الحظية ىذا فمنيم من يجتيد بخرق الحجاب االول فتبين لو بريق الحجاب الثانى واتسع عميو االمر فاستحاله وبقي فيو وىو مسجون بالحجاب
ويعتقد انو وصل الزيادة فى حالو فيزين لو الشيطان مقامو وييويو عمى ام دماغو ومنيم من بقي مع الثاني الى آخر الحجب فكمما بقي مع حجاب يظير لو خالف ما قبمو من
الحسن فييمكو بزخاريفو فيجد ابميس فيو مقصوده ويستعظم امره حتى ييمكو وكفاه ىالكاً 79
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
البقاء مع غير ربو ثم انو ربما يزيده عدوه اال يقبل نصيحة ناصح ولو من مربيو وىو عين اليالك فإذا قال المنصوح لناصحو انصح نفسك مثال ومثمك ينصحنى او لمثمي
يقال ىذا وأنا عالم عابد مثال فاقطع بأنو سقط من عين اهلل وان مات قبل التجريد مات عمى غير احسان فأنت تراه لم ينيض اوال هلل وال باهلل وال فى اهلل وال عمى اهلل وانما
حركو غرض نفسو ال غير فالمربى مقصوده االرشاد بالتدريج لغمظ حجبو وىو ان كان
كامال محمدي حقيقي بحسب االخالص واالحسان واما اىل االولى لما عمموا بالسجن استشاروا اول مرة مع رجل محمدى في امرىم فأرشدىم اوال لمتجريد مما سوى اهلل
والرضى بقدر اهلل وبين ليم ان لكل شىء قد اًر واجال في عمم اهلل ويثبتيم عمى حب الحجاب االليى ويزينيا ليم النيا مراد اهلل وكل ما اراد اهلل محبوب يبصرىم اول مرة وسألوه عن اىل الثانية فاستقذر ليم ما ىم عميو لالجتياد لمحظوظ النفسية وبين ليم ما فييا من الدسائس النفسية الن الشيطان إنما يتقوى بالنفس فيثبتيم عمى مراد اهلل فييم
وامرىم باخراج الدنيا واآلخرة والبرزخ وكل مرتبة والئية في قموبيم فاستحكموه عمى
انفسيم لظيور نور كالمو لكل عاقل وحكموه عمى انفسيم وشرط ان ال يمتفوا عن حضرتو وال يخطر خاطر فييم إال ويفشونو لو فجعميم فى حياطتو وتحت جناحو وطار بيم لمدينة االخالص واستقذره ليم فكمما شاىدوه من المدن الوالئية نفرىم عنو فبقوا فى
وسط القبض فمما رضوا وقوي نورىم باالخالص انيدمت الحجب فى نفس واحد واحترقت بنور ايمانيم الكامل فظيرت ليم ضاحية الشمس فاشتغموا بأنوارىا وجماليا
وىى عالية قاىرة لعين كل احد بحيث ال يقدر احد ان يحقق بصره فييا ابداً لسطوة
ح اررتيا وقير حسنيا فمما عاينوا ما عاينوا رجعوا الى شيخيم ويختبرونو امر الحال
الوقتي فدليم عمى مالزمة العبودية وببركتيا كان ما كان من غير تعريج عمى شيء
زائد عن العبودية لحضرة السيادة فعبدوا اهلل حق عبادتو بتعمقيم بالربوبية فتمكنوا ثم
انيم وصموا كميم لحضرة الشمس بال سبب وعميو فكميم كاممون بحيث لم يبق فييم من
تخمف مع المقامات وال من رضى بأمر نفسو ولم ييمك فييم احد فأيس الشيطان منيم 80
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
فى اول امرىم وبعد نيايتيم النيم عمريون فإنو ال يجد نجاستو معيم من الحظوظ فسعدت الطائفة كميا اوليا ووسطيا ونيايتيا بحيث لو اجتمعت عبادة اىل الثانية قبل
التجريد ما وزنت قدر ذرة واحدة من نفس واحد من اىل االولى النيم قاموا باهلل هلل فى
اهلل مع اهلل فنورىم قير ظالم الشياطين والمراتب فتخمصوا لسيدىم فيم المخمصون «
وثمة من اآلخرين » مخصوصون بالعناية ىذا فمثل الشمس حضرة الحق ولو المثل االعمى فكالمنا وأمثالنا وعممنا وافيامنا ودليمنا حادث محض ال شك فيو وانما رمزنا فيو
لمعقالء ال غير فيكفى اولى االلباب ومىء بحاجب ومثل الحجب المائة الفاً مثال حظوظ النفس التي ال تحب إال أن تمبس رداء سيدىا ومثال آلة اليدم أذكار مخصوصة الزالة الحجب فى كتب القوم كشمس المعارف وغيره وبو تعمم فضل الطريقة المحمدية
فالخير كمو فى االتباع والشر كمو في االبتداع ولم يخمق اهلل طبيباً اعمم وال احذق وال
أحن وال أعرف وال أنفع وال أعظم سياسة من سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم وىذا
فيمو المحمديون باالصالة وخفى عن المحمديين بعد السموك فالمحمديون باالصالة لم
يصدر منيم اجتياد لقطع الحجب فإنيم يربون بسر اصميم النيم استقذروا أن يدلوا
عمى غير اهلل ولو عمى وجو السياسة الن ما لم يرضوه النفسيم ال يرضونو لغيرىم نفساً
واحداً فضال عن السموك فى مدة فمعمو ييمك في الطريق فيموت عمى غير طمب اهلل فيعدون ذلك من أكبر الخيانة وانما المحمديون بعد السموك ظير ليم ان ال تصل الناس
وال ترجع إال بمثل ما سمكوا لو فدلوا عمى مثل سموكيم فنتج البعض وىمك الجل والعيدة
عمييم لكنيم مجتيدون فال اثم بل المجتيد ان اصاب فمو اجران وان اخطأ فمو اجر
واحد فمما تبدل الزمان وكثرت المدعون لطريق القوم فطريق القوم ىى ما كان عميو
اىل الثانية واما االولى فال يقال ليا عرفاً طريق القوم ادبا مع صاحبيا صمى اهلل عميو وسمم فإنو اآلن صمى اهلل عميو وسمم اجتيد أتم اجتياد فى تحرير ىذه الطريقة المحمدية فظيرت انواره وتجمياتو فى قموب اىميا واستغنوا بطمعتو صمى اهلل عميو وسمم عن كل
حسن ولذيذ وعن كل مقام وحال فمم يكن فييم احد إال ويربيو بنوره وربما يكشف لو 81
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
النقاب ويزيمو معاينة اندرست مراسميا حتى رجعت اىل الثانية إلى االولى لصفاء
مشربيا النو نبوي ليذا وعميو فيجب عميك أن ترضى بحكم ربك وىو اتقان الوجية فإذا اتقنت رحمك اهلل بمذيذ جمالو بال قصد منك ثم اىل االولى لم يتقدم ليم سفر وال ارادة
الن اهلل ىو الظاىر فى ظواىرىم وفي ظواىر االزمان واالمكنة وىو الباطن فى باطنيم وفي باطن كل زمان ومكان فالسفر عميو الى أين وانما نظروا بنور ايمانيم فشاىد
ظاىرىم من المحسوسات فعل اهلل فييم وال يتبركون إال بو وال ياكمون او يشربون او
يناكحون اال محاسن نور فعمو فكمل ظاىرىم باهلل وشاىد باطنيم سر البواطن االليية
بال قصد وال سفر وال اجتياد هلل وان كانوا ىم المجتيدين في مرضات ربيم ولم يبمغ اىل الثانية بجميع ما عندىم من القوة والعبادة قبل التجريد اجتياد سويعة واحدة من
اىل االولى النيم اجتيدوا بربيم لربيم وما كان هلل ال يزنو ما كان بالنفس فافيم وعميك بما سنو صاحب الوحي صمى اهلل عميو وسمم من االحسان ثم اعمم ان االسالم وااليمان
واالحسان حقيقة واحدة عند أىل االولى فيكفيو فيمو إن اسمم وانقاد بظاىره فقط فيو
منافق وان اسمم واذعن لقبول االحكام فيو االيمان في الثانية وان اسمم واذعن واطمأن
ونشط وفني بشكر حالوتو فيو احسان فى الثانية وان صدق بقمبو بوجود اهلل فيو مومن مسمم فى الثانية وان آمن واطمأن بجمال سيده لذوق المعاينة فيو مسمم مومن محسن
فى الثانية عمى مقتضى عرفيم وعميو فحقائقيا حقيقة واحدة عند العارفين الن الدين
دين واحد والممة ممة واحدة وانما يكون الميز بنيات الرجال ال غير والتفاوت ليس بالدين
النو واحد وانما يكون بحسب ذوق السرائر ومثل اىل الثانية التى احدثت لمسموك مثل من زاد فى مطمورة مظممة ضيقة قبيحة الحال فإنو يجب عميو بحسب الذوق االيماني
أن يستغيث بمن يغيثو فى الضيق الن اهلل جل عاله نصب اولياءه مثل العبيد حجاب
الممك قاىر الحسن واالحسان وعظم مناصبيم بادخال الواردين القادمين لحضرة الممك فتكون الحظوة بحسب قدر القادمين بو الواصمين الن الممك يحب أن يصل كل احد من
مممكتو وانما احتجب بعظمة ممكو ليال يمتين جانبو فنصب من يرشد لو ومن يقطع 82
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الطرق بفضمو اختبا اًر الىل دولتو فمما استغاث بعض من بالمطمورة من يغيثنى من ىذا ٍ بنداء صريح مظير قمق صدره بما نابو تسارعت اليو عبيد الحضرة فأنزل اليو الضيق من سبق لو حبال متيناً يستدركو بو بعد أن شرط شروطاً بعدم التراخى في الطريق وعدم
الرجوع يقول فإن احببت الطموع الينا والبد من الصبر عمى ح اررة الحبل وح اررة فراق اخوتك فإن تراخيت بحيث لم تمكن يدك من الحبل عمى كيفية المتطمعين من الميوات فإنك تيمك نفسك فإذا قام بنيضة وترك الراحة والفة اخوتو فى المطمورة انجذب
بمغناطيس الواقف عميو مع بركة الحبل مع تمكنو من الحبل تمكناً ال يقبل الفشل ثم إن
المتمسكين بالحبل عمى قسمين منيم من تمسك بالحبل تمسكاً قوياً فمما رآه مقابمو اجتيد في امر الطموع ولو الموت دونو جذبو ىو بقوتو عمى سبيل الجذب والخطف بال
مشقة لقوة اجتياده فمم يشعر حتى اوقفو شيخو عمى بسيطة البراح فمم يحس بمشقة
السفر إال ما حصل لو من الدوخة بقوة شدة الجذب فيبقى زمناً مغمي عميو ثم يفيق وىو فى حضرة الشمس ويقول لو ىا أنت ومرادك بال حركة منك بل ببركتنا وبركة
حسن ابتدائك الن حسن االبتداء يدل عمى حسن االنتياء ومنيم من يقبض عمى الحبل
بالفشل تارة يقبضو وتارة ينسمخ عنو وىو فى صورة الالعب والمدلى لو يحضضو عمى القبض ليسمم ويشتغل بغيره فتارة يمتثل وياخذه ويسترسل بو الحبل إلى اجمات
المطمورة فوق رأس القاعدين الراضين بمقاميم وىو يضحكون عميو لفشمو ويفرون منو مخافة السقوط عمييم معتقدين انو يسقط ولو بعد حين وعمم المدلى انو إن جذبو بقوة وىو لم ياخذ بجد ينسمخ بالكمية ويتكسر وييمك من معو من العامة فيتحير في امره ويشفق عميو وال يجد لو سبيال وليس ىو من العامة اىل السالمة وال من المريدين أىل
الجد وال يزال يحرضو عمى التمسك وىو ايضاً فى حيرة بين الخوف فيتمنى لو بقي مع اخوتو فيضحك عميو كل من رآه غير مبد لو الحنين عميو فإذا تمسك بعده بقوة وصبر لح اررة الحبل وقصر طرفو عمى الحبل ومدليو وصار ال ينظر إال الى امامو فوق فإنو ياخذ الحبل بكميتو باسنان وركب واصابع الرجمين وبجميع ما عنده وقطع النظر عن 83
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
اخوتو فى السفل بحيث ال يحب الرجوع الييم وال يجاوبيم بل عد النظر الييم معصية
وتاب من كالميم ومخالطتيم وصبر الذاىم بانواع الضحك والكالم الفحش وعمم ان الحق ليم النو متراخ فى السموك طمع لحضرة البسيطة والشمس ولو بعد حين فمن
وصل ال يضره ما أصابو فى الطريق ولو تراخى فييا ومنيم من حصل لو ممل فانسل
مع الحبل ولم يتكسر بو بقي سالماً مع فادح المشقة ومنيم من مل فسقط عمى ام رأسو فيمك كل اليالك ال يرجى برؤه وىو الكثير في طائفة المريدين وعبد الحضرة يقنع بواحد ان اوصمو ولو فى جميع عمره وال عميو فيمن سقط النو اسقط نفسو بيا فمثال
حضرة الممك حضرة اهلل جل جاللو عما يدرك بالعقل ومثال العبد الشيخ المربي « ان
اجري إال عمى اهلل » ومثال الحبل حضرة الشريعة ومثال المتمسك بنية الطموع المريد ومثال الطموع الفتح ومثال الجالسين الراضين بمقاميم العامة فيم اخوة الطريقة االولى
ومثال الضيق السجن بالحجاب ومثال الظالم ظالم قموبيم ومحنيا واما ىل االولى فمما قيض ليم الحق بفضمو بال طمب من يدليم عميو فصار الدال ىو الطالب كطمب النبى
صمى اهلل عميو وسمم قومو باالسالم باذن من اهلل وقوة منو واجتياد وقومو فى مطمورة
العامية فكذلك الشيخ المربى فى االولى منزل منزلتو فى كونو كمفو النبي صمى اهلل
عميو وسمم بامتو وىو الخادم ليا وىى في غفمتيا ونوميا فصار الشيخ عندىم يرشدىم الى اهلل بمثل النبي صمى اهلل عميو وسمم وزين ليم تجميات الحق بحجاب او فتح فكمما تجمى بو عمييم وجبت محبتو النو الممك الحق وزين ليم العكوف عمى اعتاب العبودية
بال تأمل وال مشقة وبين ليم أن ىذا مراد اهلل ال محيد عنو وانما يحب طاعة الممك فى كل االحيان وشكر نعمو ظاىرة وباطنة وان الممك ىو الذى أدرى بمصالح عباده
فجردىم من االكوان وقال ليم ان ىذه المطمورة ليست قاىرة النوار الممك وانما قيرت
بصائركم وابصاركم ال غير فعن قميل ان صفت سرائركم وتمسكتم بأمره ونييو عمى
وجو االمتثال المره وعمى وجو الشوق لو وعمى وجو العظمة منو تشاىدونو عمى وجو
السموك بل يجب عقال وشرعاً وطبعاً الرضى بمراده فإن ارادكم يتجمى لكم فى أى 84
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
موضع فمم تقيره االكوان فمما عزموا وفيموا مقتضى اشارتو مصحوبة ببركة سر المربى
باهلل ال بنفسو معوال عمى ما عند سيده من ان من اراد لممباسطة والمقابضة يحركو لو
فيو بين أصابعو والعبيد كميم صائرون لحضرة نوره بو بحسب عممو القديم ال بحسب ما يعقل فمما رآ الحق صفاءىم وقبول رأي شيخيم بحيث ال ينتقمون عما قرره شيخيم
غرقى بسكر حالوة كالمو لما معو من جالل وجمال اهلل فأزال غي اًر وغيرية فى قموبيم مع الثبات لصولة حضرة الممك ومن جممة الغير المطمورة زالت بقموبيم وزالت عن
ابدانيم فبقوا فى حضرة الممك منعمين مع حضرة شيخيم مقبوضين بقبضة يده
مشمولين فى حجر النبى صمى اهلل عميو وسمم والنبي فى حضرة اهلل دائماً فينظرون بأعين النبى صمى اهلل عميو وسمم وبزجاجتو وبقمبو وبدينو وبتوحيده وصاروا عين جزء
من اجزاء شيخيم لحضرة النبي صمى اهلل عميو وسمم فالفقير فى االولى يجب عميو ان
يستحضر أنو في قبضة يد شيخو محوط بحياطة أصابعو قابضاً عميو كل القبض فال يتركيم لالرادة تمعب بيم فضال عن المراد وآثاراتو فيو عائش عيشاً رغداً في كنفو
محفوفاً برعايتو بحيث ال يترك احداً يمشي ويتردد الىل الثانية النيم يفسدون بكثرة المخالطة طوياتيم او يقع التشاجر والمراء فكل واحد يحب ان ينصر مذىب شيخو فيو عين االدبار عن اهلل والركون إلى اهلل لنفس وىو سر منع الزيارة في الطريقة االولى
باذن نبوى فيمو من فيمو وجيمو من جيمو فكل من جيل شيئاً عداه ويد الشيخ مقبوضة عميو بقوة بحيث لو تماألت الصبيان عمى فتحيا ما استطاعوا والصبيان
عندىم أىل الثانية قبل التجريد والشيخ محوط بحياطة صاحب الشرع صمى اهلل عميو
وسمم فالفقير عميو في ثالث حضرات حضرة القبض وحضرة الحجر والحجر وصاحبو
في معاينة اهلل دائماً وىو الظاىر في الحضرات كميا والباطن فييا فالحضرات واليات مختمفات االحوال والمقامات والفوائد واالسرار بحسب ما تقتضيو حكمة الحاكم من اهلل
جل وعال والفقير من حيث ىو عمى الحقيقة انما ىو متبع رسوم االولى النو من افتقر
قمبو مما سوى اهلل أى تجرد من الغير والغيرية واعظم الغير االرادة فال يناسب ىذا 85
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
المفظ إال المحمديون باالصالة او بعد السموك حال التجريد فالمريد ال يناسب الطريقة االولى وكذا كثير من االصطالحات القومية محميا الثانية ال غير وال يناسب منيا اىل
االولى اال ما رمز اليو كبارىا المربون فيما يتعمق بالفناء في حضرة اهلل وبالصحو وحالو وال يناسبيا رمز المشتاقين النيم غمبيم الحال واىل االولى غمبوا حاليم وال ما
يتعمق بالمكونات النيم معرضون عنيا وال بما يتعمق باالرادة والمريدين من اذواق
المقامات والمواقف فإنيم اصطمموا عمى رموز بأذواقيم ليال يعرفيم داخل فييم واىل االولى يستوى عندىم العاكف والبادى النيم ما ظيروا برسوم االسرار والواليات وانما
ىم عامة صفت بواطنيم باهلل فنطقت باهلل قي اًر وفعمت باهلل قي اًر وصمتت باهلل قي اًر بال قصد فإذا حركيم تحركوا من غير مراعاة سياسة الدخيل وغيره بل كل واحد ما خمقو اهلل
إال التقان الوجية اليو عرفو من عرفو فأتقن باهلل وجيمو من جيمو فمال لغيره من انواع
االرادات ولم يعمموا ان اهلل ىو المريد ال غير المومن ال غير ولم يكن مومناً بنفسو فاهلل
ىو الفاتح باب االيمان وىو المومن وغيره فمن يدعى االيمان انما ظير فيو سر اسمو واهلل ىو المحسن ال غير وكمما ظير بصفة االحسان ليس ىو المحسن فإنما تجمت فيو
صفة اسمو وقس عميو جميع مظاىر االسماء فعميك بالعكوف عمى اعتاب العبودة
والعبودية والعبادة فإن الحق افصح جل جاللو « وما خمقت الجن واالنس إال ليعبدون
» مشتق من العبادة والعبودية والعبودة فإن عممت ما استحسنت الشريعة فانسبو هلل ادباً وان عممت ما استقذرتو الشريعة بما فيو من حضرتك فانسبو لنفسك ادبا وفى الحقيقة ىو الظاىر ىو الباطن لكن البد من سجاف الشريعة فإن الحقائق الثالث حقيقة
الشريعة وحقيقة الطريقة وحقيقة الحقيقة حقيقة واحدة فالحقيقة مخدع ال منفذ لو اال الحجرة والحجرة ال باب ليا اال الخوخة فمثال الشريعة مثال باب خوخة ازواج النبي
صمى اهلل عميو وسمم اميات كل مومن كما ان حضرة النبي ام كل مومن وىو لحضرة اهلل جل عاله بحيث ال يدخل الى الحجرة اال منو وال يفتح الباب إال باذن صاحب
الحجرة لمقام االحترام « واتوا البيوت من ابوابيا » وأبوابيا االذن من ربيا فإذا رأيت باباً 86
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
مسدوداً لمحجرة وعرفت امك فييا أصل طورك معظمة بحجاب العز النبوى وقمت الى الباب يفتح لمقام النبوة والشفقة والرحمة والرأفة فإذا ادخمت انتقمت إلى المخدع الذى ىو
البيت فيو تبقى فييا فإذا انست لمحاسن الحجرة واطماننت بيا ظيرت لك االم المشفقة في البيت فإذا قمت فييا تجدىا عمى منصتيا مييئة لمقام النبوة وىى المقصودة بالذات
ال الحجرة وال الباب فإذا كنت فى البيت ظيرت لك الحجرة والخوخة والمسجد واذا كنت بالمسجد واردت الدخول لمبيت بال باب فيو من قبيل المحال العادى واذا كنت في الحجرة يظير المسجد بفتح الباب والبيت وعميو فالشريعة ام الحقيقة والطرائق فمن دخل
فييا وقام بجد يصل إلى ما بعدىا من الطريقة والحقيقة واذا كان خارجاً عن الشريعة
وطمب الطريقة والحقيقة بال شريعة فيو زندقة بنت النفاق ارذال الكفر وعميك برسم
الشريعة فمن ترك منيا حرفاً عوقب عميو بظممة ما يناسبو من قبمو وربما يدخل الشيطان لبعض المريدين بحيث يكرىو مجمس الفقو وىو جاىل ويحسن لو الحقائق وكتبيا ويستثقل كتاب اهلل وحديث رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم ومذاىب العمماء
ويستحمى لو اصطالحات القوم والتشوق لكالميم بال ذوق وىو وىم فاحش فاعمم ان ما
ذكره العارفون من اذواقيم ما ذكر وال كتب ليق ار وال ليعرف النو عمره ال يعرف إال
بالفتح فكمما توقف عمى الفتح فالفتح يقوم مقامو بال اصطالح وانما دونوه ترويحاً
لبواطنيم وايقاظاً المثاليم في التولو بذوق حضرة الممك الحق ويفسرون ما يفسرون من السنة بالوىب المثاليم لو اىمو ال أنيم عرضوه لمعمماء بالرسوم فإنيم بمعزل عنو وعميو
فذىب االبريز إنما وضع لمكاممين من العارفين ترويحاً ليمميم وتمذذاً لمكان بواطنيم عمى سبيل اذاقة الجيران وان كان عندىم مثمو فيقبمو الجار مصحوباً بالدعاء واليدية لو ويعرف ان شأن الجار ان يجيره وكل واحد منيما يفيض عمى صاحبو ويتساجالن بدالء
موائد االكرام واما العالم والعارف فال نسبة بينيما في الجوار الن العالم ظاىر بنفسو
باعتقاده وان كان يقول بمسانو خالفو والعارف ظير باهلل فشتان ما بين انوار اهلل وظالم
النفس وعميو فكالم العارف ال يعرفو العالم قطعاً إال من جية صنعة عممو العربية 87
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
والعربية فى كالم العارف إنما ىى واد من اودية بحوره فال يصل العالم بصنعة عممو
اال جزءاً واحداً من اجزاء االودية وال مطمع لو فى معرفة االودية كميا فضال عن االحاطة بقعر بحوره فافيم وال تكن ممن اغتر بجواىر كنوز اذواقيم فإنك ال تصميا اال ان دخمت من باب بيوتيم بإذنيم والعمم بالمشافية وافواه الرجال ال من الكتب وانما يعرفو فى الكتب من ذاقو من الرجال مشافية وال يطالع العارف كتب القوم باالستفادة
بل لقبول ىدية اذاقة الجيران وال تدخل الى مخدعيم اال بالفناء عن نفسك يا داوود خل
نفسك وتعال فالعالم لو مقام كبير فى بابو وىو اكثر الناس تبعاً وعمال ومئونة لكن ان تعمق ورضي ببعض العارفين ينجذب ويزف فى مدة لحظة ويصير من أىل الحقائق
وانما عظم حجابو بالعمم ان تجمد عميو ابداً ولم يتعمق بالعمماء باهلل فإن كنت ذا بصيرة يغنيك كالمنا عن داللة دليل وحكمة حكيم النو من لدن حكيم عميم فأبواب اهلل مفتوحة
عمى يد صاحب الفتح الختم صاحب الجنة مييئة لمن اراده اهلل فى عممو واقدره بقدرتو
واياك من رؤية النفس فى المواقف كميا ومالحظة الحظوظ فى كل حال من االحوال
فإن غيم الحظوظ يحول بين المرء وبين حضرة شيخو وحضرة نبيو وحضرة ربو وىو
المراد الذى يشكك ىل يصل إلى مقصوده ام ال فيكون صاحبو متردداً في امر الرزق تبعاً البميس الذى يقول بوسوستو واياك أن تثق بضمانة الحق جل جاللو فتركنت البواطن لو وىو بنفسو إنما لعنو اهلل بحظو معو وىو عارف مقام ربو وىو مريد قبل الطرد فمما تحير رجع إلى اصل ارادتو واىمكتو من حيث اىمكت من بعده فعميك بالبعد منيا فإنيا كعبة شرور واستمسك بما قواك اهلل من االستعانة بو ال بنفسك ومن العبادة
بو ال بنفسك ومن اليداية بو ال بنفسك ومن الثبات فى الطريق بو ال بنفسك كما اوجدك بقدرتو ال بنفسك وكما رزقك فى البطن بو ال بك وكما ابتمى والديك بمحبتك ليقبال عن
اطوار طفوليتك بو ال بك حتى كبرت بو ال بك ووفقك لالسالم بو ال بك وبعده تدعى
السفر بنفسك وبقوتك فكن كالجنين في البطن تكن عارفاً وكالولد يوم الزيادة تكن عارفاً وكن كالفاس المعرض لمحكم االليية في كونك ميتاً حياً غير مريد وانما ىو معرض 88
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
لمحكم تكن عارفاً فإذا عرفت نفسك بضعفيا وعجزىا وذليا وجميع النقائص البشرية تعرف ربك بالممك والعز والقير وبالكمال الذاتى فاعرف ان كل كمال هلل ال حظ فيو
لمعبد واذا ظير كمال في بعض العبيد فإنما ظير فيو كمال سيده وليس ذاتياً ومعنى قولك الحمد هلل الكمال الذاتي االصمي لو وكل من عنده نوع كمال إنما ىو طاريء
بافضال سيده اهلل ال بعمل وال تعمل أياً كان وانما شرعت االسباب لمحجاب ال لمرزق فالرزق من يد اهلل ياتى بال سبب والسبب تعمل العبد امر ربو ال غير فكل ما ظير مما
وصمو العبد بسببو ال تعمل لو فيو فإذا فيمتو اتضح لك معنى نقطة الوحدة التى ىى ٍ لشيء من نفسك وغيرىا عمال وانما ترى لو عين اتحاد الفعل والوصف فال ترى استعماال فتقصر نظرك عمى عين الوحدة فتشتغل بما امرت بو مباشرة مشاىداً فعل
سيدك وشاىداً فعمك وعميو فاعمم ان اهلل احد وتر وربك ممكو من شفع بحسب الظيور وركبك انت من شفع سوى امر جامع لسراية جميع ذاتك وىو القبل والدبر وانما افردا الجتماع سر البدن فييما وال يطيقو اال بركة الفرد ثم ان الفرج ليذا عظيم بحيث
تعظيمو ال استقذاره كما يسرع لمطباع انما امر اهلل بستره تعظيماً كتعظيم امرأة حسنة بوجوب تغطية بدنيا وليس في بنى آدم موضع مستقذر ان اتقى اهلل « إن أكرمكم عند
اهلل اتقاكم » فالخطاب سار في جميع االجزاء واذا تميد عممت أنو فتح لك عينين امرك
باغضائيما عن مساوى المومن وامرك بغضيما وجوباً عند المحرمات من النساء
االجانب والشبان ذوى االرداف ولو كنت ما كنت الن البركة مع الشريعة النيا سبب
شرعى وجب فعمو واال يدر لك الفمك بموافق ضده من الغضب ان لم تفعل ما أمرك بو
الشارع فقد نزعت يدك من االسباب وىو معرض لممقت فمن ترك حرفاً من الشريعة البد أن يظمم باطنو حتى يستمذ الظالم من الجيل والمعاصى ثم الكفر فمامورات الشريعة انما ىى سبب وترك السبب معصية واالتكال عمييا كفر وال تيمل غض طرفك
عند ابواب الناس وال فى النظر جية سطوحيم وال عند التعميم في المكتب فإن ازالة
قشر الشريعة ليس بيين ثم امرك ان تفتح عيناً تشاىد بيا فعل ربك وعيناً تشاىد بيا 89
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
فعل نفسك بالمباشرة فالمزية لفعل سيدك فإن خالفت تركت السبب الذى ىو عين المعصية وازلت قشر الشريعة فإنك إن رأيت فعل ربك فقط وغمب عميك شيود فعل اهلل قبل االوان فإنك أسقطت بالمالزم في حكم التكميف الذى ال يسقط النو حكم جرى بأن
تقول مثال عند المعصية فالفاعل ىو اهلل ونسبتو لمفحش « إن اهلل يامر بالعدل
واالحسان وايتاء ذى القربى وينيى عن الفحشاء والمنكر والبغي » وان رأيت فعل نفسك فقط فقد ادعيت الخروج عن ممك اهلل والشرك معو والضد بمزوم تعدد الفعال وليس
بطريق واعمم ان الممك لو ان يكمفك بالمحال مما ال طاقة لك بو بان يكمفك بحمل
الجبل العظيم وحدك او بالخروج تحت السماء مثال ولو ان يعذبك ان خالفت امره من غير حاكم يحكم عميو النو المالك ولو ان يقول لك افعل فإذا فعمت يعذبك عميو غير
ظالم النو تصرف فى ممكو لكنو لم يكمفك فضال منو فإذا فيمتو عممت ان المطموب
منك االدب فى حال التمبس بالفعل وبعده ففى حال التمبس بو ان كان حسناً تشاىده
كمو من اهلل وان كان قبيحاً بمخالفة امر اهلل وال حسن اال ما حسن الشرع وال قبح إال ما
قبحو الشرع وال عقل الحد يميز بو بين الحسن والقبيح اال ما اكتسب من نور الشريعة
واال لزم عدم االحتياج لمشرائع واالنبياء ومواخذة غير الرسل الييم ولم تنزل الشريعة بو بل بضده وىو ارسال االنبياء وعدم المواخذة قبل االرسال وقبل تبيين الحجة وكيفية
االدب فيو فيو ما وقع لبعض المموك بأنو خص بعض عبيده بعين االجالل تفضيال لو
عمى اركان احرار دولتو فسألو كبير دولتو عنو النو خرق لعوائد المموك فأخرج درة
نف يسة فأعطاىا لوزيره وامره بكسرىا فقال المصمحة عدم الكسر لنفاستيا ولغيره كذلك واعطاىا لممموكو الممحوظ فأمره بكسرىا فكسرىا بالمرة وزجره سيده عن الكسر فأجاب يا سيدى ظممت نفسي عمرى ال اكسر فقال الممك لموزير فيل رايت سبب التفضيل بل
االيثار انك امرتك بالكسر فعصيت وافتيت لي رأياً اتبعو وىو مصمحة بقائيا والممك ال يحب من يرد عميو كالماً وىذا عينو وىو سوء ادب وعصيت امر الممك بعدم الكسر فالمعصية عين اليالك ال سيما فى حضرة المموك وىو سوء ادب واالنسان ال يحب اال 90
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
بأدبو ال بعممو فيترتب عميك وعمى الحاضرين غضب الممك لكنو خففو عميك غفمتك
عن االدب والغفمة من الجيل والجيل ال يصمح لحضرة الممك فموال فضمى عميك
ورحمتى لمحوتك بسوء ادبك من ديوان سياسة الممك فالعبد امرتو اوال فامتثل بأدبو
حضرة الممك فزجرتو غير ظالم لو النو ممكى عن الكسر فتضرع ونسبو لنفسو ال المرى فمو اخرجت لو بعد درة لكسرىا باالشارة فضال عن التصريح الدبو ولو زجرتو عن كل
واحدة لنسبو لنفسو وتضرع وىو شان العبيد مع سيدىم فاالدب يكبر الممموك وسوء
االدب يصغر الكبير بعممو وجاىو ومالو فمثال الممك الحق جل وعال ولو المثل االعمى
ومثال العبد عبد اهلل مقصود اهلل فيو االدب فإذا عمل حسناً نسبو لربو وال يرى نفسو
أىال لو بل إفضال منو وال يترصد ثواباً عنو فيذا ىو االدب واذا عمل سيئاً نسبو لنفسو بحيث يرى عين فعل المباشرة ال غير ويرى نقصان نفسو وانو يمحقو غضب سيده ان
لم يتفضل عميو فيرجع لسيده باالدب والبكاء والتضرع والخوف فيرى ذنبو كجبل ساقط عميو وال محيد لو تحتو فإنو ان شخصو كالجبل بعينو عمى االضطرار لسيده بحيث ال
يرى منقذاً لو من الجبل اال ان حن لو وعميو سيده ورق بالصفح وان استصغر الذنب يعينو عمى ىالك نفسو لعدم شيود عظمتو فإن جرى لك قدر فاحمد اهلل الذى وفقك لو
لواله ما اىتديت لو وان جرى عميك القمم فاخضع لربك وتأدب معو وانسب العمل لك المومن يرى ذنوبو كجبل والمنافق يرى ذنوبو كذباب والمومن يرى حسناتو كذباب والمنافق يرى حسناتو كجبل وليس المقصود فيك اال تعصيو بل عين االدب السابق فال
ترى لنفسك حوال وال قوة وانما ترى فى المعصية فعل المباشرة ال غير ففى الحسنة تفتح
العين التى ال تنظر اال فعمو وفي المعصية تفتح عينك التي ال تنظر إال فعل نفسك
والعبرة بأدب البواطن وانما يظير أثره فى الظواىر فيذا كيفية المعاممة مع سيدك وىو
أن تعاممو باالدب حال العمل وبعده فإنو إن عممت حسناً ونسبتو لو وعممت سيئاً
ونسبتو لنفسك يقل لسان فضمو جل وعال فعمت يا عبدى حسناً ونسبتو لي وعممت سيئاً ونسبتو لك فيذا أدب عظيم فقد بدلت لك بو سيئك حسناً « اولئك يبدل اهلل سيئاتيم 91
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
حسنات » وال ترد تبديال وال غيره وال تبغ اال ما كتب في رسمك في عنقك فإن النطفة
اذا وقعت في الرحم يقابميا الممك الموكل بيا حراسة فيقول عمى سبيل طمب العمم ال
غير يا رب نطفة فيقابميا اربعين يوماً حتى تستحيل عمقة فيقول يا ربى عمقة فيراقبيا
مثمو فتستحيل مضغة فيقول يا ربى مضغة فيراقبيا مثمو فتستحيل مخمقة أى مفصمة
االعضاء والعروق واالجزاء فيقول يا ربى ما رزقو ما أجمو ما مصائبو اذكر ام انثى فيعمم من قبل اهلل جل وعال جميع ما تعمق بأمره فكما يستحيل ان يبدل ما عمم اهلل انو
ذكر فكذلك ال يبدل ما في عمم اهلل الذى عممو الممك من تقادير رزقو وأجمو فيكتب
الممك جميعو فى رسم ويطبعو بخاتم القدر االليى فيعمقو في عنق الجنين وىو في بطن
امو فيصحبو الرسم الى قبره بحيث ال يتبدل شىء منو « وكل انسان الزمناه طائره في
عنقو .ما يبدل القول لدي » ثم ان الرسم يكتب عمى حسب الموح المحفوظ أى رسم تقادير جميع ما كان وما يكون في عمم اهلل عمى حسب المشيئة االزلية فاعمم ان
االلواح متعددة بتعدد النسخ ام االلواح فاما ام الكتاب أصميا فال تقبل تبديال وال تعميق
فييا وال يطمع عمييا اال من اختصو اهلل بمحبتو وىو نادر والحكم لمجل وألواح مختمفة
الرقم والشروط متباينة المباني فال يفيم مطابقتيا مع االصل اال من رسخ في العمم
المومنون بعمم الغيب وبمقتضى االصل يخبر جبريل عميو السالم جنس المالئكة بأمر اهلل بما عممو اهلل اسرافيل وىو شيخو فيو وىو الذى حفظ من الشيطان بالشيب ببركة
اىل الوحي ليال يمتبس الوحي بغيره وااللواح المتباينة يطمع بعض العارفين كرامة لو
ليزيد في عممو بقوة تجميات االسماء ويركن الى صحبتو وربما يتخمف وىو الكثير النو
مكتوب بشروط متعمقة باالعمال موافقة لمشريعة المطيرة فعمره مثال ثالثون فإن وصل رحمو فستون وان تصدق كذلك وقس سائر المروى فيو عميو وااللواح مكتوبة بخط غير معروف بالصناعة انما يدرك بالفتح والفتح عمق بحساب الزجاجات فمن صفت زجاجتو
من الحظوظ العاجمية واآلجمية صح فتحو ومن اجتيد مع الحظوظ يظير لو فتح في صورة برق تارة تنضبط فوائده وتارة ال وىو فى نفسو صحيح مستقيم لكن غيرتو 92
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الزجاجة كمن ابردت عينو فيرى صورة واحدة صو اًر متعددة فإذا اخبر بأمر يقع فيو اختالل وبعض صدق فيجب عمى االنسان أال يخبر بمرءى حتى يحققو وال يتحقق لو
حت ى يجرد نفسو من الحظ فإذا تجرد منو واريد بو لو الفتح يضبط الحقائق الممكوتيو
والممكية فإذا تحقق عيي لسانو عن االشارة فضال عن النطق فاالدب السكوت وسوءه النطق وىو فتنة عمى نفسو والناس يسىء الظنون بأولياء اهلل عند التخمف ويسوء ظنو
شيء ىباء ال أصل لو فكن مثمو باهلل فإذا عممتو تعتقد ان العمم كمو لسيدك وان عممك ٌ أي مثل ىبائية عممك وعممك وافن عن العمم والعمل واثبت فى حقيقة ربك ونزىو بما تعممو فعممو بخالف عممك وواليتو بخالف واليتك فواليتو عميك وعمى غيرك اصمية
وواليتك حادثة ليا حكم الحدوث والعرض والعرضى الزمو االنتقال واجمد جموداً كمياً
فأنت عبد وان عممت وعممت فحد العبد ان كان ممموكاً ال مزية لو إال باعتبار نسبتو
لسيده فإن كان والبد من االرادة فأرد سيدك وسيدك معك دائماً ابداً بذاتو فتأدب لحضرة السيادة وال تعترض عميو فيما تعمق بك وبغيرك فإنو النافذ حكمو فى اجزاء ممكو من غير مباالت بك وبغيرك فاصمت وكن من الشاكرين لمقام العبودية وال تتشوف إلى ما
ليس لك من شئون السيادة وان والك فواليتك غير معتبرة بل تولية العبد عمى نفسو فإن خانيا بسوء االدب مع سيدىا يرم بنكال العزل والتعزير وال تثق بحالة وال تمل لغير فعل
سيدك وال تعترض لرياسة من ابناء جنسك فإنو وان والك عمييم فواليتو عميك راقبة وعينو لك شاىدة فأحب كل من واله سيدك عميك او والك عميو فإنك مسئول عن
االنفاس واجعل حضرة سيدك جنتك وانت فييا حاض اًر معو او غائباً فإن حضرت فبو وان غبت عنو فبو بسوء طويتك فسراية قدره فيك وفى غيرك فشم رائحة االقبال عمى موالك واستقذر رائحة االدبار عنو فإنو نجس محض فكمما حكم اهلل بو فى كتابو بنجاستو انما ىو روائح االدبار عنو وليست اعيان العالم بنجسة اال منو فالمدبر عنو
عين النجاسة واسبابو وسائميا وال تعتقد غيره فإن فعل اهلل اي نوره اظير اجزاء العالم
وحكم بنجاسة االدبار واسبابو ولذا فالعارف ال يرى روائحيا ولو فى فضالتيا التصالو 93
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
مع ربو ولذا كانت فضالت االنبياء اعيانا طيبة تمزج بالعطر الفاسد فتصيره عديم
المثيل فتعطر بو العرائس والنجائب فتقفت ورثتيم سنتيم فاعمم انما خمقو اهلل ظاى اًر باعتبار المفعولية مطيرة بفعل الفاعل وانما حذرنا السيد من اتباع اليوى وما نشأ عن
اليوى من فضالتنا فسبحانو من رب عظيم الصنع والعرف ما أجمو وما اخفى فعمو وال
يشم رائحة فعمو إال من قواه سيده بسمب اختيار عقمو وفعمو فمن تجمد مع عقمو وعوائده
لم يشم رائحة فعل سيده فخالط أىل أي فن تريده فال تصل اليو إال بيم وان زعمت انك
ولي أو عالم زمنك فال بد لك من ناصح يرشدك فإن ضممت بصرك وان ابصرت اعانك وآنسك فإن فشمت قواك وان قويت امدك وانجدك فاذا فيمت تمويحاتنا فمعمو ترشد بو فان
رشدت وفطنت وحذقت واحصنت جمعت ذل العبودية فاذا صفت نفسك أي صفت باهلل ٍ شيء مع ال بك من رذيمة الطمع والحظ واحسنت وجيتك كل االحسان من غير ارادة
سيدك بقطع االمانى معو اعتماداً عمى سيادتو قبل وجودك ووجود ابيك آدم عميو السالم معتمداً عمى فضل السيد وقسمتو وسويت بين عينك كل عبيده بالتفضيل والتعظيم وقطعت النظر عن الطاعة والمعصية وعن المجانسة باالدمية والحيوانية واستوت عندك دالئل سيدك التي ىى مفعوالتو النو ما من مخموق اال ويدلك عمى سيدك صانعو وما
لون لك خالئقو اال لتسمك اليو عمى عدد طرق مخموقاتو فما من مخموق اال وىو طريق متصمة بسيدك فالعارف يسمك قناطر مخموقات سيده ويرى سيده في كل شىء وميمى
كثرت عنده فتوحات اكوانو اتسعت دالئمو واشرقت مرآتو فيعبد اهلل عند تراكم االكوان
في قمبو ويتجمى لو ما ال يتجمى لو مجرداً من االكوان فيحصل لو عند رؤية أي مفعول ما ال يحصل لممريد في جميع سموكو وتنبسط لو المعرفة فى كل برج من ابراج رمز
سيده الن كل مخموق رمز لحضرة سيده فال يجوز لك ان تفضل ذرة عمى غيرىا بعقمك الن المفاعيل متحدة فى سراية الفعل ليا خاضعة لسمطان الفاعمية فالنمل والجماد
واآلدمى فيو سواء اال ما فضمو السيد فيجب عميك تفضيمو بسيدك ال بعقمك فحكم عقمك
انما يدرك استواء المفاعيل وان الفاعل يفعل فى ممكو ما يشاء فإذا شاء فاعل وىو 94
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
سيدنا اظيار فضمو امرنا بتفضيمو وتعظيمو فيجب اعتقاد فضمو وال نفضمو عمى غيره
اال ما نص عميو السيد فيمتثل مع اعتقاد سر اهلل في المفعول فإذا ظيرت كماالت اهلل فى مثل االنبياء ومن دونيم من االولياء والمالئكة بنص منيم نفضمو باهلل ونشرفو عمى
نفوسنا النو مفضل باهلل وكل ما احتوى عميو من الفضائل فمن كمال اهلل وننظر فييم خصوصيو سر اسماء اهلل وكمما جعمو سيدنا واسطة في االيجاد واالمداد قبمنا وساطتو
وننظر فيو وجو جالل سيدنا ونحبو وال نمتفت عن حضرتو باذن من سيدنا بل نقف باهلل
هلل ونحبو باهلل هلل ونطاوع انفعال سبب الوساطة والفعل كمو من اهلل ونقف بحضرة النبي
صمى اهلل عميو وسمم باهلل ال بأنفسنا وقير اهلل اوقفنا فى حضرتو صمى اهلل عميو وسمم
فى ازلو جل عاله ونكون أضيافاً هلل عنده مجردين من الحظوظ معو بحيث لو سألنا صمى اهلل عميو وسمم عن حوائجنا عنده وعن سبب مالزمة بابو الجبنا بديية السيد الزمنا معك ولو حتم عمينا ما أجبنا اال بأن السيد جعل طاعتو أى عمق طاعتو بطاعتك
وجعل رضاه فى رضاك وأنت خميفتو االعظم وان سألنا عن الحظ والسبب نجاوب بأننا
فى قبضة السيد فإعطاؤه يغني عن تمنينا وفضمو غطى طمعنا وامداده اقنع كل نفس
شاىية وان سألنا عن الصالة عميو صمى اهلل عميو وسمم نجب بامتثال المر سيدنا مع
ما طبعنا بو من محبتك فضالً منو ونحن صبغة اهلل في اعتابك مالزمين غير منفكين من حضرتك ما دام اهلل الذى لو البقاء ببقائو جل وعال ولئن سألنا شيخ التربية الجبنا
بمثمو مع بعث الرسول االعظم سيد الكل واصمو إليك وامرنا بالعكوف لحضرتك ونتحرك باشارتك ونسكن باشارتك فذلك مراد اهلل فينا ومراد خميفتو صمى اهلل عميو وسمم
وان سألنا عن المطالب نجب مطالبنا فى عمم سيدنا وما كمفك بو فاقضو اتباعاً لكناشو جل وعال ونحن صبغة حضرتك دائماً والسيد شرفنا بك ونحن عيالك باشارة اهلل فإن
الشيخ إذا تحقق ذلك منك يعمم انك ضيف اهلل ال غرض لك فيقوم بواجبات الضيافة
واالكرام تعظيماً بحق سيدنا فاسكت يطمب لك ما ال تعرفو فكمما جاءك عمى يديو فاقبمو من اهلل ال منة فيو وال دسيسة وال مكر فكل واشرب والبس بركة سيدك ىنيئاً بما ال 95
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
حساب بعده وانما يتبع الحساب نعماً مبنية عمى الحظوظ في زعم المنعم عميو فأنت
عميو في حضرة القدس في الحضرات كميا واليج بالميم اقبمني في حضرتك وحضرة خميفتك وحضرة وليك فأنت سيدى في كميا وفعمك سار في اجزاء ممكك وامر خميفتك
وخميفتو بمحبتي عمى وجيك واسكنيا في قمبي وارسم حقائقيا فى قمبي في سائر
حركاتى وسكناتى فأنت ربى وربيما .فامتثل امر الخميفة بأمر خميفتو فإنو ما جعمك سيدك في حجرىما اال ان تؤدب عمى يدييما بأدبيما فإن اهلل ادب بنفسو خميفتو بال
اقتداء بو « ولكم فى رسول اهلل اسوة حسنة واسطة وادب خميفة خميفتو بوساطة الخميفة ً االقتداء واالقتداء االتباع فئادابو التي ادب بيا فى حضرة سيده والتأدب سبب » واالسوة ُ لالدب واالدب سبب لبقائك في حضرة سيدك دائماً وسوء االدب بعدم االتباع سبب لممقت وربانا اهلل جل عاله بمخموق مثمنا فى المخموقية وكان مفضال عمينا باهلل فيو من
جنس االجرام واالعراض الحادثات تفضال منو عمينا وتسييال لنا طرق ادب حضرتو
فقر عيناً ان لبست رداء الصفاء من كدر الحظوظ مع موالك ومع خميفتو ووليو فإنك
ضيف اهلل حقاً فال تمل في حضرتي نبيو ووليو دائماً بل تحب باهلل هلل ويمحظ مقامك وتطمب حوائجك بال بك وتقض فعمك وتثبتو عمى وجو االنطباع االليى في قمبيما وان
جئت من عند نفسك لحضرة شيخك طالباً منو النجدة والنصر ال غير فإنو ينصرك
وجوباً ان طمبت الحضرة االليية « وان استنصروكم في الدين فعميكم النصر » وان تعمقت بو الغراض نفسك الشيوانية يقل لك ما جئت الي اال لغرض ونحن مجردون من
االغراض لكن نمكنك منيم بعد حين بشروط ومن طمب حاجتو يصبر لم اررتيا حوال عمى اخيو حتى تختبر سرائره فإذا قضيت ما جئت لو فاخرج عن حضرتو ومن قضى
غرضو فميبعد وال حظ لك بعد استيفاء حظك بالتمتع بو وال في البقاء رحم اهلل من زار
وخفف « فإذا طعمتم فانتشروا وال مستانسين لحديث ان ذالكم كان يوذى النبيء فيستحيي منكم واهلل ال يستحيي من الحق » فاعرف مقامك من اآلية وانما نزلت فيمن تبع النبي صمى اهلل عميو وسمم لطعام او غيره واما مثل ابى بكر رضى اهلل عنو فقد 96
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
انفق ما نسبو حظوظاً من الدنيا والروح عمى نبيو صمى اهلل عميو وسمم وال دخول لو فى
النيى واذا عرفت ما قررناه فنوصيك بأعتاب الشريعة وال تخرم حرفاً واحداً منيا عمرك
كمو فإنو سبب السعادة وخالفيا الخذالن وعميك بالصالة التي جعميا اهلل روحاً لعبادتو
والعبادة سبب ممتثل وجوباً واكثر من القربات التي ورد بيا النص من الشرع امتثاال
ومحبة وشوقاً وقي اًر واشكروا الوسائط من الرجال واجعل نفسك تراباً ليم فيم ساداتك ولو
بمغت عند سيدك ما بمغت فإنك ما وصمت اال بيم واجعميم من نعم اهلل عميك واشكر
ربك برؤية نعمو منو وتعظيميا لك واتبع اشارات االيمة الناصحين لالمة وال تستبد
برأيك ولو بمغت منتيى ما تعرفو فإنيم اشياخك وآباؤك « وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه
وبالوالدين احساناً » واتيم نفسك وزك غيرك من االيمة واقف سننيم وال تتبع اليوى الذى ىو عين الحظوظ فإذا تجردت وتحققت بأنك بحضرة ونحن أقرب اليو من حبل
الوريد وافنيت مراسمك فييا باهلل ال بك فاستبق الخيرات وارحم من تبعك ومن لقيتو بالدعاء والنصيحة بالسياسة الحسنة القرآنية واليج بذكر ربك واكثر من الصالة عمى
حبيبك سيدنا محمد صمى اهلل عميو وسمم وعمى جميع امتو خصوصاً آل بيتو
وخصوصاً شيخنا منيم واليج بالترضية عمى االيمة المجتيدين اليادين واياك ومفارقة
الشريعة وان ظير لك كل حقيقة فإنما ىى كنوزىا وافعل من انواع المجاىدات اكثر ما
يفعمو المريدون الغراضيم محبة فى سيدك امتثاال لو وال تر سبباً فاتحاً وراقب موالك وشاىده وعاينو معاينة شيخك بمشاىدة سر فعمو في جزئيات ممكو واتبع سنة االيمة فى
التوحيد وان تحققت فال تفارق رأييم فيو الكنز المستمر الذى ال فناء لو والربح االبدى
فنشيد ان ال الو إال اهلل وان محمداً رسول اهلل ونشيد عمى أنفسنا بالضعف والجيل ونب ار من كل كممة تمبس خالف السنة فمن وجدىا في كتابنا فميحررىا بالتقرير ونحن برىء
منيا .وكتبو االحسن بن محمد بن ابى جماعة البعقيمي السوسى ليمة االثنين عشرين صفر الخير عام 9331سدد اهلل مذىبو ونفع بو آمين
97
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
الميم صل عمى سيدنا محمد الفاتح لما اغمق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق واليادى الى صراطك المستقيم وعمى آلو حق قدره ومقداره العظيم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسالم عمى المرسمين والحمد هلل رب العالمين
98
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
ِ ْتالميذهِ ٍ ِ ٍ ِ ْاجلهابذةْالذينْعاصروهْوتلقواْ َح ُد نَْْب َذة ْيَس َرية ْمنْترمجةْادلؤلّفْكماْكتبهاِْبَطِّوْأ َ ْ س ْالعارفْباللّوْالفقيوْالقدوةْالعالّمةْزليْالسنةْوشليتْ اْوعلوم منوْأسر ًار ِّ ً اْوىوْالشيخْادلدر ُ البدعةْيفْاألقطارْالسوسيةْالسيدْاحلاجْأمحدْبنْاحلاجْعليْالتناينْالكشطيْادلتويفْمبدرسةْ َعمونْمواليْالبشريْبنْزلمدْالتناينْيفْْ7ربيعْ ألُماْعامْْ0473ى ْ،مجعهاْونقلهاْالسيدْأ َّ الثاينْعامْْ0313ى . ْزلمد ْبن ْأيبْ ىو ْالقطب ْاجلامعْ ،شيخ ْاإلسالم ْوقدوة ْاألنام ْالسيد ْاحلاج ْاألحسن ْبن َّ مجاعةْالسوسيْالبعقيليْرضيْاهللْعنوْادلولودْيفْفاتح ْالقرنْالرابعْعشرْأيْعامْْ0410 ىجريةْوادلتوىفْبالدارْالبيضاءْليلةْاجلمعةْعاشرْشوالْعامْْ 0430ىجريةْرضيْاهللْعنوْ وقدس ْروحوْيف ْأعلىْعلينيْ ،فقد ْأخذ ِ ْاحلاجْاحلسنيْ ْرمحَوُ ْاهللْعن ْالعارف ْباهلل ْالسيد ْ اإلفراينْ،وأَخذْعنْسيدناْزلمودْبنْسيدناْالبشريْحفيدْالقطبْادلكت ْومْرضيْاهللْعنوْ، وأخذ ْعن ْسيدي ْالطيب ْبن ْأمحد ْبن ْالطيب ْالسفياينْ ،وسيدي ْاحلاج ْعلي ْادلسفيوينْ وسيديْعبدْاهللْالقشاشيْوسيديْاحلاجْعليْبنْأمحدْاالساكيْ،رضيْاهللْعنهمْأمجعنيْ. فقدْقالْتلميذهْرضيْاهللْعنوْفيماْكتبْعنْحياةْالقطبْالبعقيليْماْنصوْْ:كانْرضيْ اهللْعنوْآيةْمنْآياتْاهللْ،ومعجزةْمنْمعجزاتْرسولْاهللْصلىْاهللْعليوْوسلمْ. حازىاْمنْفوالكْاألولياءْ والكراماتْمنهمْمعجزاتْْ ُْيبُّ هم ْوُُِيبُّونَو ْأ َِذلٍَّة ْعلَىْالْم ْؤِمنِني ْأ ِ ٍ ِ َعَّزةٍْ الصادقْعليوْقولوْتعاىل « ْفَ َس ْو َ َ ُ َ ف ْيَأِِْت ْاللَّوُ ْبَِق ْوم ُ ُ ْ َ ُ علَىْالْ َكافِ ِرين ُْ ِ َْخَافُو َن ْلَ ْوَمةَ َْالمِ ٍْم ْ»ْ ،الصادقْعليوْقولوْتعاىلْ«ْ ْسبِي ِ ْاللَّ ِو َْوَال َ َ ْيَاى ُدو َن ِْيف َ َ ِ اِْباْقَوماْلَيسو ِ ِ ِ ين ْ» ْالصادقْعليوْقولوْتعاىلْ«ْ اِْبَاْبِ َكافِ ِر َْ فَِإ ْن ْيَ ْك ُفْر ِْبَ َ اْى ُؤَالء ْفَ َق ْد َْوَّك ْلنَ َ ْ ً ْ ُ ين ِْمْن ُه ْم ْلَ َّماْيَلْ َح ُقواِْبِِ ْْم ْ» ْالصادقْعليوْقولوْصلّىْاهللْعليوْوسلمْ« ْالْتزالْطامفةْ َو َ آخ ِر َ منْأُميتْظاىرينْعلىْاحلقْالْيضرىمْمنْخالفهمْحىتْيأِتْأمرْاهللْ» ْالصادقْعليوْقولوْ عليوْالسالمْ« ُْيم ْىذاْالدينْمنْك ْخلفْعدوْلوْ» ْالصادقْعليوْقولْمدينةْالعلمْ 99
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
أشارْإىلْصدرهْلوْوجدتْذلاْمحَّاالْ» ْفلقدْ سيدناْعليْكرمْاهللْوجهوْ« ْإنْىهناْعلوماْو َّ ُ ْالسعادة ْفلقد ْرزقو ْاللّو ْفهماْ وجد ْيف ْىذا ْالشيخ ْأىالً ْحلملها ْوتبليغها ْلِ َمن ْسبقت ْلوُ َّ ْفن ْمنْفنونْالعلمْرمِيساْحىتْيُظنْأنوْالُْيسنْ مستقيماْوذوقاْصحيحاْفتجدهْيفْك ٍّ غريهْيفْالقراءاتْوتوجيههاْوأرباِباْفيُخيّ ْلكْأنوْعاصرْك َْرا ٍو ْوشاركوْيفْالشيخْ،وإذاْ َ ْمر َادْ تكلمْيفْالتوحيدْوماْسلكْك ْقومْمنْأى ْالسنةْوادلعتزلةْواجلربيةْوغريىمْجتدهْيُ ِّبني ُ ك ْواحد ْدليلَو ْوأَهنم ْكلهم ْامنا ْيدافعون ْعن ْالشريعة ْواحلقيقة ْوإن ْاختلفت ْأذواقهمْ باختالفْاألدلةْو َ ِ ِ ِِ ْلع َذ َرهُْوشهدْلوُْ كثرةْزلَاملهاْ،فلوْاطلعْك ّْواحدْعلىْدلي ْاآلخرْومراده َ بأنوْعلىْاحلقْ،وإذاْتكلمْيفْالشريعةْادلطهرةْوتفاريعِهاْوداللتِهاْودالمِلِهاْوم َذاىبِهاْاألَربعةْ وغريىمْم َّمنْتَكلَّمْواستنبطْفروعْالشريعةْمباْعندهْمنْاألدلةْالشرعيةْفًتاهْيقررْدلي َ ْك ْ رلتهدْ،ويقولَّْ ْ: ْقولْالنيبْصلّىْاهللْ إنْك َّْْ طئْ،وجوَْالدِّاللةْْ:فيحم َ ُ رلتهدْمصيبْالَْخ ُ ِ أخطأْفلوْأجر ْواح ٌد ْ» ْعلىْأنْ انْومنْاجتهدْو عليوْوسلّمْ« ْ َمنْاجتهدْفأصابْفلوْأجر َ ٌ ُْوج ِوْالدِّاللةْفقطْ.وأماْماْاستنبطوْفهوْمواقفْللحقْعندْاهللْ،فلمْيبقْ مرادهْباخلطِإْخطأ ْ ِ ُسلطئْللحقْمنْاجملتهدينْفكلُّ ةْحقْ همْعلىْاحلقْويبحثونْعنْاحلقْوماْعندىمْمنْاألدلَّ ٌّ الَْخرجْإالَّ َّْ ِ ِ ِ ْيقنيْ.فمقولْ دْاالستنباط ٌْ وْمضمونْوبع ُ صبْاجملتهدْأدلّتَ ْ ْاحلقْ.فالف ْقوْقب َ ْنَ ْ ْاال ِ الناسْ«ْالفقوْمظنونْ»ْأيْقب ِ ْأنْيقولْفيوْمظنونْ ستنباطْوأماْبعدْفالْينبغِيْللعاق َ ُ َْ صدقْعليناْقولوُْتعاىلْ«ْإِ ْنْيَتَّبِعُو َنْإَِّالْالظَّ َّن َْوإِ َّنْالظَّ َّنْ ألنْالعباد َةْبالفقوْفلوْكانْمظنونًاْلَ َ ْشْيئًاْ»ْفحاشاْومعا َذْاهللْأَنْنعبُدْاهللْعلىْظنْب ْنعبدهْعلىْجزمْوقطعْ َالْيُ ْغ ِِن ِْم َن ْ ْاحلَ ِّق َ حقْويقنيْ.ىذاْوقدْألَّفْرمحَوْاهللْيفْالفقوْواحلديثْوالتفسريْوالتصوفْبصفةْعامةْويفْ الطريقةْالتجانيةْبصفةْخاصةْويفْالنحوْواألصولْكذلكْ،وتكلمْيفْمراتبْرجالْالفقوْ ورجالْاحلديثْورجالْالتصوفْوبنيْمرتبةْك ْواحدْوحالوْوفتحوْوتالميذهْ،وأماْماْكتبْ منْالرسام ْإىلْمجيعْالبلدانْإلرشادْالعبادْونصحهمْوكذلكْاألجوبةْعن ْادلسام ْالواردةْ منْمجيعْالنواحيْفحدثْعنْالبحرْوالْحرجْفكمْمنْرسالةْفيهاْعشرْورقاتْأوْمخسْ 100
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
ورقاتْوكراسْ،وكمْمنْجوابْىوْبنفسوْجزءْ،فالْيقدرْادلرءْأنْيستوفيهاْبالنظرْفكيفْ بالكتابةْعالوةْعلىْسلتلفْاإلجازاتْيفْالطريقةْوغريىاْ،فمنهاْادلطلقةْومنهاْادلقيدةْفهيْ أل ْوف ْكثرية ْبلغت ْسامر ْأقطار ْالدنياْ ،وأما ْما ْأظهر ْاهلل ْعلى ْيديو ْمن ْادلساجد ْوالزواياْ فذلكْماْيربوْعلىْادلامةْيفْسلتلفْأحناءْادلغربْ،يفْمدينةْالقصرْالكبريْوبلدةْالشاويةْيفْ قصر ْبِن ْزلمد ْواخلزازرة ْوالدار ْالبيضاء ْوالرباط ْوخريبكة ْوغريىا ْمن ْادلدن ْوالقرىْ .وأماْ كرمْوبإنفاقْمنْ الوافدونْعليوْمنْالزوارْادلريدينْفالْيعدْوالُْيصىْويقاب ْالك ْبًتحابْو َ الَْخشىْمنْذيْالعرشْإقالالْ،وكانْرمحوُ ْاهللْيسافرْإىلْالبلدانْلقصدْإحياءْالشريعةْ ِ ْعلىْادلؤمننيْويوسعْتلكْالدامرةْ ضيِّ ُق ِّ وإِزالة ْالبِدعةْواجلهالةْوإرشادْاألمةْادلختارةْ.والْيُ َ ْويلومْادلتشد ِ ادلتعمقنيْيفْالدينْوالسيماْمنْيَظنْاالقتداءُْبوْفيزجرهْعنْالتعمقْويقولْ ِّدينْو ِّ ِ ْمبحض ْالفض ْوالكرمْ. ىذه ْاألمة ْمرحومةٌ ْمغفور ْذنبُها ْقب ْاالستغفار ْسلتارة ْعْن َد ْاللّو ْ صلحْحاذلاْويفرحْنبيَّهاْعليوْالسالمْ زلفوظةْمنْالكفرْوتوابعوْ،فَ َم ْن ِّ ْ ْعرفْكيفْيربِّيهاْويُ ِ ْوالْيشوشْعليهاْبكثرةْعباراتْاألجانبْالغامضةْاليتْالْ كْاألمةَ ْ ىاْومنْالْف ْليًتُ ّ فَ ْليُبَاشْر َ نور ْمعهاْ ،والًتبية ْبالقرآن ْوىو ْأَصدق ْاحلديث ْوِبَ ْديِو ْصلّى ْاهلل ْعليو ْوسلّم ْوىو ْخريْ ضْعلىْت ْدريسْالعلمْوتعلّموْوعلىْتعظيمْمحلةْالقرآنْالعظيمْوالْ وْاهللُْيُ ُّ َ َى ْديْ.وكانْرمحَ يسامح ْلِ َم ْن ْينقصهم ْوكذلك ْأى ْالنِسبة ْمن ْالشرفاء ْوالفقراء ْادلْنسوبني ْللمشامخ ْكلهمْ ويقررْللناسْاحلقامقْيفْك ْشيءْمنْادلخلوقاتْواجلماداتْواحليواناتْوأنْاجلميعْمعظمْ عند ْاهلل ْوسللوق ْلالنتفاع ْواالعتبارْ ،واحلاص ُ ْأن ْاهلل ْسبحانو ْوتعاىل ْمجع ْلوُ ْبني ْالعلمْ اللدينْالوىيبْوالكسيبْ.
101
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
من مؤلفاتو : اإلراءة
الشرب الصافي من الكرم الكافي
سوق األسرار إلى حضرة الشاىد الستار ترياق لمن فسد قمبو ومزاجو تحقيق الحقائق عن كشف مقاالت أىل الطرائف إعالم جيال
مقاصد األسرار
إِيضاح األَدلة بأنوار األَئِمة الزالل األصفى والمباب المحض األَوفى
اإلشفاق عمى مؤلف ِ اإلعتصام مما جناه وأ َِفكو عمى أىل اإلستسالم رسالة إلى الولدان من فارس إلى أىل الميدان
رفع الخالف والغمة فيما يظن فيو اختالف األمة
حاشية عمى شرح السيوطي عمى ألفية ابن مالك
رسالة الولدان في قواعد التصريف واإلعراب
تبيين األشراف ،أىل دائرة الوسائل ،وقبمة توجو لكل سائل
تبصرة األرواح واألسرار إلى العكوف عمى دوام مشاىرة نور األنوار
النفحة الربانية في الطريقة التجانية
حاشية عمى الخريدة
...و العديد من المخطوطات و الرسائل و الكتب و المطبوعات
102
كتاب سْق االسزار إلى حضزة الشاُد الستار لسيدي االحسي البعقيلً رضً هللا عٌَ ّأرضاٍ ________________________________________________________
103