-1
-2
-5
القراءة تبدأ من المنزل
-4
• د .فهد بن على العليان أ��ستاذ املناهج وطرائق التدري�س امل�شارك ق�سم الرتبية – جامعة ا إلمام حممد بن �سعود ا إل�سالمية
القراءة تبدأ من المنزل
-3
يجب أ�ن يحب أالطفال القراءة لي�صبحوا قر َّاء جيدين ومتميزين ،فالطفل عندما يحب القراءة ف�إ َّنه �سينفق وقت ًا كبري ًا يف القراءة مما �سيجعله متفوق ًا يف القراءة وبالتايل ي�ساعده هذا يف التفوق يف املواد أالخرى. القارئ اجليد يكت�سب املهارات اللغوية املعقدة ،فهو يتحدث ويكتب ويتعامل مع أالفكار املعقدة ب�صورة أ�ف�ضل من غريه. القراءة ت�ساعد أالطفال يف التعرف واالطالع على جمموعة كبرية من املراجع مما يجعل عملية التعلم لديهم ت�سري ب�شكل ي�سري. يف املرحلة الثانوية ،يكون التفوق وا�ضحاً للطالب القارئ �إذ با�ستطاعته التفاعل مع خمتلف املواد التي تتطلب مهارات خمتلفة، وبالتايل فالطالب القارئ ي�صبح متفوقا يف درا�سته اجلامعية. القراءة تعطي أالطفال القدرة على حتديد وجهات النظر يف املو�ضوعات التي يتعر�ضون لها ،كما أ�ن َّها ت�ساعد أالطفال على فهم �آراء ا آلخرين.
5
لهذه أال�سباب وغريها يت�ضح أ�همية القراءة ب�شكل عام ،و أ�همية الدور امللقى على عاتق أ�ولياء أالمور يف �سبيل ترغيب أ�بنائهم يف القراءة وتوفري الكتب املنا�سبة لهم من حيث ال�سن وامليول .لقد �شاهدت بنف�سي أ�ثناء درا�ستي يف الواليات املتحدة أالمريكية عناية ا آلباء بالقراءة ألبنائهم ،وقيامهم بت�سهيل ح�صول أ�بنائهم على الكتب املنا�سبة ألعمارهم وميولهم ،بل أ�نَّ كثري ًا من أ�ولياء أالمور كانوا ي�شاركون يف الربامج ال�صيفية التي كانت تعقد من أ�جل م�ساعدة الطالب ال�ضعفاء يف القراءة � .إنّ أ�هم ق�ضية ينبغي معاجلتها واحلديث عنا هي ق�ضية الوعي ب أ�همية القراءة من جميع أ�فراد املجتمع �آبا ًء و أ�مهات ومعلمني ومعلمات ،و أ�مناء مكتبات وغريهم ،فالدعوة لهم ب�إعطاء هذا اجلانب القدر الكبري من أالهمية ،فقد حان الوقت إلن نتجاوز مرحلة توفري املتطلبات املدر�سية أ للبناء ،و أ�خذهم من و�إىل املدر�سة �إىل امل�شاركة بفعالية يف املرحلة التعليمية لبنا ِء جيل قارئٍ مثقف.
القراءة تبدأ من المنزل
كيف نتناول القراءة ؟ ومن أ�ي زاوية نبد أ�؟ لي�س هناك أ�بلغ من أ�ن نبد أ� با آليات الكرمية التي بد أ� بها الوحي �إىل الر�سول الكرمي حممد �صلى اهلل عليه و�سلم ( �إقر أ� با�سم ربك الذي خلق ،خلق ا إلن�سان من علق ،اقر أ� وربك أالكرم ،الذي علم بالقلم علم ا إلن�سان ما مل يعلم). �إن أالمر اجلليل ينبغي أ�ن يدفعنا �إىل �إن يكون كل واحد من أ�متنا قارئ ًا ،طالبا ملزيد من العلم واملعرفة. وا إل�شارة البليغة من هذه ا آليات أ�ن باب ا إلميان ؛القراءة ،وباب العلم؛ القراءة ،وباب الدنيا؛ القراءة ،وباب ا آلخرة؛ القراءة.
و� ؤس�ال �آخر يفر�ض نف�سه ،من هم املبدعون ؟ ومن هم املفكرون ؟ ما هم �إال جمموعة من ال�شخ�صيات املتميزة الذين اختاروا العلم موطن ًا والقراءة طريق ًا، والعرق وال�سهر قدر ًا وقد ذكر املفكر والكاتب (عبا�س حممود العقاد)� :إن القراءة ت�ضيف �إىل عمر ا إلن�سان أ�عمارا أ�خرى ،هي أ�عمار الكتَّاب واملفكرين والفال�سفة الذين ُيقر أ� لهم .أ�ما الفيل�سوف الفرن�سي(فولتري) فقد � أس�ل مرة هذا ال� ؤس�ال :من يقود أالمم ؟ وقال جميب ًا و�سئل :يقود أالمم ه ؤ�الء الذين يقر ؤ�ون ،ويكتبون ُ . أ�حد العلماء العباقرة :ملاذا تقر أ� كثري ًا .فقال :ألن حياة واحدة ال تكفيني!! ويف ع�صرنا احلا�ضر ،تدفع املطابع بع�شرات ا آلالف من الكتب واملجالت واجلرائد كي يقر أ� النا�س ويلتم�سوا حا�ضرهم وي�ست�شرفوا م�ستقبلهم. ولقد جعلت جمعية القراءة العاملية( )IRAعنوان م ؤ�مترها الرابع أ والربعني الذي عقد بوالية كاليفورنيا أ أ 1999م " :أ�كتب املا�ضي و�قر� امل�ستقبل" ،وهذا العنوان يحمل ر�سالة مهمة ،وهي أ�ن بوابة امل�ستقبل لن يدخلها غري القارئني ،ولكي تعي�ش م�ستقبلك ال بد أ�ن تقر أ� ،و�إذا مل نقر أ� لن نلحق مبا حولنا ومن حولنا. وال بد من بيان دور أال�سرة يف تنمية امليول االيجابية نحو القراءة ،فقد أ�كدت الدرا�سات أ�نَّ من امل�شكالت التي ت ؤ�ثر يف عادات القراءة لدي أالطفال عدم �إقبال معظم أال�سر على القراءة مما نتج عنه عدم توافر أال�سوة احل�سنة يف ميدان القراءة احلرة وندرة املكتبات اخلا�صة يف معظم املنازل.
هناك دو ُر هام يف تنمية حب القراءة مبا يتنا�سب مع امليول والرغبات ، حيث ي ؤ�كد كثري من الباحثني يف جمال تعليم القراءة أ�نَّ كثري ًا من الطالب املتميزين يف القراءة ن� أش�وا يف بيئات ذات اهتمام بالقراءة ك أ�نْ يكون الوالدان لديهم اهتمامات يف جمال القراءة ،ومن ثم يحاولون �صنع اجلو املنا�سب ألبناءهم لتعلم القراءة. تقول الباحثة أالمريكية (مريي ليو نهاردت ) أ�نَّ هناك أ��سباب ًا ت ؤ�كد على ا آلباء �ضرورة م�ساعدة أ�بناءهم يف حمبة القراءة ،ومن هذه أال�سباب ما يلي: