Momken issue 2

Page 1


‫دائما ما‬ ‫ما أجمل أن أكون معكم كل شهر في أولنا‪ ،‬ولكن‬ ‫ً‬

‫أخاه ويلتمس له سبعين عُ ذرًا‪ُ ،‬مجتمع يتعامل برفق ولين‬

‫أصعَ ب البدايات‪ ،‬وما أصعب اختيار الموضوع الذي يتمحور‬

‫المخالف‪ ...‬ولهذا سوف يكون التركيز في العدد الثاني‬ ‫مع ُ‬

‫حوله عدد كامل‪ .‬وقد واجهتنا تلك الصعوبة عندما بدأنا‬

‫(ممكن) الذي بين يديك اآلن على التغيير ومعانيه‪.‬‬ ‫من ُ‬

‫هادف‬ ‫العمل في (ممكن)؛ ألننا أردنا بها تقديم إعالمٍ‬ ‫ٍ‬

‫نعلم أن التغيير ليس باألمر السهل‪ ،‬ولكنه أمر مطلوب‬

‫ًٍ‬ ‫ونظيف‪ ،‬وهو أمر صعب في وقت يموج فيه اإلعالم بكل‬

‫وحتمي‪.‬‬

‫ما هو غير أخالقي‪ ،‬ويفتقد الكثير من اإلنصاف ‪ -‬إال ما رحم‬ ‫اهلل ‪.-‬‬

‫(ممكن)‪ :‬خطوة لبُكرة؛ خطوة نحو التقدُّ م‬ ‫شعارنا في ُ‬ ‫ولمجتمعنا‪ ،‬خطوة نحو‬ ‫والرُّ قي‪ ،‬خطوة نحو األصلح لنا‬ ‫ُ‬

‫(ممكن) أن تكون مجلة نرتقي بها إلى مستوى‬ ‫هدفنا من ُ‬

‫األفضل‪...‬‬

‫عال من األخالق الحميدة التي يفتقدها عدد غير قليل من‬ ‫ٍ‬ ‫أبناء المجتمع في هذه األيام الفارقة‪ ،‬مجلة تهدُ ف إلى‬

‫ُممكن‪ ...‬خطوة لبُكرة‬

‫َعذر فيه ُ‬ ‫األخ‬ ‫التغيير نحو األفضل‪ ،‬التغيير نحو ُمجتمع ي ِ‬

‫‪3‬‬


‫‪Vitamins‬‬

‫رحلة فكرة‬

‫رئيس‬ ‫جمهورية‬ ‫نفسك‬

‫‪16 ways‬‬ ‫‪to get‬‬ ‫‪through‬‬ ‫‪painful‬‬ ‫‪times‬‬

‫ممكن تتكلم عن ‪...‬‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‪ :‬إبراهيم خيراهلل‬

‫الثبات و التغيير‬

‫رئيس التحرير‪ :‬فاطمة الرشيدي‬ ‫التصميم والتنفيذ‪ :‬حسام ادريس ‪ -‬هشام هويدي ‪-‬‬ ‫معتز عمر‪ -‬احمد عطية‬

‫ملف العدد‬

‫المحررون ‪ :‬سيف التهامي ‪ -‬خالد عادل ‪ -‬عمرو كامل ‪-‬‬ ‫أحمد عبد العظيم ‪ -‬إبراهيم خيراهلل ‪ -‬أحمد عبد الرازق‬

‫‪30‬‬

‫‪10‬‬

‫بتحصل‬

‫ممكن تقرأ كتاب‬

‫رحلة عقل‬

‫تصدر عن ‪Momken Advertising‬‬

‫‪60‬‬

‫مذكرات مصري في‬ ‫الخليج‬

‫الكتَّاب‪ :‬أحمد خليل خيراهلل ‪ -‬هاني حلمي ‪ -‬عمرو‬ ‫الفص ‪ -‬دينا العديسي ‪ -‬حنان الشين ‪ -‬معتصم‬ ‫شاهين ‪ -‬محمد شرف الدين ‪ -‬عبد الرحمن حماد ‪-‬‬ ‫إسراء مجدي ‪ -‬ياسر عباس ‪ -‬هبة سمير ‪ -‬تامر حسيب‬ ‫ شريف خيري ‪ -‬مي محيي الدين ‪ -‬عمرو المعداوي ‪-‬‬‫محمد يسري مرشد ‪ -‬هشام هويدي‬ ‫التصوير‪ :‬محمد أشرف‬ ‫كاريكاتير‪ :‬محمد سامي ‪ -‬محمد ناصر الدين‬ ‫رسومات‪ :‬رامي كامل‬ ‫المراجعة اللغوية‪ :‬محمد شعراوي ‪ -‬عمرو كامل‪-‬‬ ‫إسراء الخولي‬ ‫تصميم الغالف‪ :‬حسام ادريس‬

‫‪38‬‬

‫كوني‬ ‫صحابية‬

‫وبقت العيشة‬ ‫مسلسل تركي‬

‫المدير التنفيذي‪ :‬إبراهيم خيراهلل‬ ‫المدير العام‪ :‬سيف التهامي‬ ‫اإلدارة المالية‪ :‬أحمد عبد الرازق‬ ‫إدارة التشغيل‪ :‬خالد عادل‬ ‫الشؤون القانونية‪ :‬حسام بدراوي‬ ‫إدارة التوزيع‪ :‬أحمد عبد العظيم‬ ‫إدارة التسويق والمبيعات‪ :‬كريم طه‬ ‫التوزيع مع الباعة‪ :‬مؤسسة األخبار‬

‫‪46‬‬

‫‪08‬‬

‫الرومانسية والحب‪...‬‬ ‫أيام النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬‬

‫‪26‬‬ ‫و العديد‬ ‫من‬ ‫األبواب‬ ‫األخرى‪...‬‬

‫‪4‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫‪04‬‬

‫تُباع مجلة مُمكن لدى مكتبات‬

‫‪:‬الطباعة وفصل األلوان‬ ‫شركة ‪ IPH‬للطباعة ‪ -‬المنطقة الحرة‬ ‫‪:‬مجلة «ممكن» تصدر عن‬ ‫‪E Media for Press & Satalite Channel. ltd‬‬ ‫بترخيص من المملكة المتحدة بتاريخ ‪2012/4/17‬‬ ‫االمتياز اإلعالني‪ :‬شركة ممكن للدعاية واإلعالن‬ ‫العنوان‪ 8 :‬شارع أحمد ندا المتفرع من ميدان الحجاز‪،‬‬ ‫مصر الجديدة‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪:‬لإلعالن في ممكن‬ ‫‪info@momkenmag.com‬‬ ‫‪:‬تليفون‬ ‫‪+ ٢ - 01112215747‬‬

‫هليوبوليس‬ ‫‪ 132‬شارع الميرغني‪ ،‬هليوبوليس‪ ،‬مصر الجديدة‬ ‫تليفون‪ - 0224192396 :‬موبايل ‪01000224004 :‬‬ ‫الزمالك‬ ‫‪ 2‬شارع طه حسين‪ ،‬الزمالك‬ ‫تليفون‪ - 0227365180 :‬موبايل ‪01000227007 :‬‬ ‫المعادي‬ ‫‪ 84‬شارع ‪ ،9‬المعادي‬ ‫تليفون‪ - 0227508661 :‬موبايل ‪01000229996 :‬‬ ‫‪ 6‬أكتوبر‬ ‫العرب مول‪ 6 ،‬أكتوبر ‪ -‬موبايل‪01000229991 :‬‬ ‫الرحاب‬ ‫الرحاب مول ‪ - 2‬موبايل‪01000228008 :‬‬ ‫مدينتي‬ ‫أرابيسك مول ب ‪ - 10‬موبايل‪01060026070 :‬‬ ‫األسكندرية‬ ‫‪ 30‬شارع عبد القادر رجب‪ ،‬رشدي‪ ،‬األسكندرية‬ ‫تليفون‪ - 035448820 :‬موبايل ‪01000229995 :‬‬ ‫ً‬ ‫(صيفا‬ ‫)مارينا‬ ‫بوابة ‪ - 4‬موبايل ‪01000223003 :‬‬ ‫‪Heliopolis‬‬ ‫‪Al Merghany St., Heliopolis 132‬‬ ‫‪Phone: 02 2419 2396 - 01000 22 4004‬‬ ‫‪Zamalek‬‬ ‫‪Taha Hussien St., Zamalek 2‬‬ ‫‪Phone: 02 27365180 - 01000 22 7007‬‬ ‫‪Maadi‬‬ ‫‪Road 9, Maadi 84‬‬ ‫‪Phone: 02 27508661 - 01000 22 9996‬‬ ‫‪6th of October‬‬ ‫‪Mall of Arabia - Mobile: 01000 22 9991‬‬ ‫‪Al-Rehab‬‬ ‫‪Al-Rehab Mall 2 - Mobile: 01000 22 8008‬‬ ‫‪Madinaty‬‬ ‫‪Arabesque Mall B10 - Mobile: 010 6002 6070‬‬ ‫‪Alexandria‬‬ ‫‪Abdul Kader Ragab St., Roushdy ,30‬‬ ‫‪Phone: 03 5448820 - 01000 22 9995‬‬ ‫(‪Marina (During Summer‬‬ ‫‪Marina Gate 4 - Phone: 01000 22 3003‬‬

‫جميع المقاالت واألعمدة والحوارات المنشورة بالمجلة تعبر عن أراء أصحابها وكتابها وليس *‬ ‫‪.‬بالضرورة عن وجهة نظر المجلة‬ ‫‪ Momken Advertising‬جميع حقوق النشر والملكية الفكرية محفوظة لـ **‬

‫‪5‬‬


‫الرومانسية والحب‪...‬‬ ‫أيام النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬‬ ‫شريف خيري‬

‫فــي العقود األخيــرة‪ ،‬نأى خطباء المســلمين‬ ‫عــن الــكالم فــي الحــب الــذي يجــب أن يكون‬ ‫ّ‬ ‫وقــل الــكالم عــن هــذا‬ ‫موجــودا فــي الحيــاة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الشــعور اإلنساني‪ ،‬وأنا ال ِ‬ ‫الكالم عن‬ ‫أقصد هنا‬ ‫َ‬ ‫الصد َ‬ ‫ِ‬ ‫يق ْيــن‪ ،‬ولكن أقصد‬ ‫الحب فــي اهلل بيــن‬ ‫الحــب بيــن الرجل والمــرأة؛ إذ أصبــح يتراءى‬ ‫تحجــر ال‬ ‫لبعــض النــاس أن اإلســام ديــن ُم‬ ‫ّ‬ ‫يعــرف الحب والرومانســية‪ ،‬وأنه ال يســتقيم‬ ‫أن يكــون اإلنســان «متدي ًنــا» و»رومانســ ً ّيا»‬ ‫ظهرا رومانســيته في الوقت نفسه‪ ،‬وربما‬ ‫ُم‬ ‫ً‬ ‫كان لبعــض األئمة العذر في ذلك؛ إذ خافوا أن‬ ‫يســتخدم الناس كالمهم فــي غير موضعه‬ ‫ســوغوا به أشــياء أخرى ُيحبــون فعلها‪ ،‬إال‬ ‫و ُي‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫تأصــل موضوع الحب‬ ‫أن هــذا ال َينفــي‬ ‫مطلقا ّ‬ ‫كثيرا في سيرة‬ ‫في اإلســام‪ ،‬كما هو موجود‬ ‫ً‬ ‫النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪.-‬‬

‫‪6‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫ربما لــم يتعود بعض المســلمين ‪ -‬لألســف‬ ‫ علــى ســماع هــذا‪ ،‬ولكن قصــة كقصة حب‬‫العاص بن الربيع للسيدة زينب هي قصة من‬ ‫أرقــى قصص الحــب التــي يمكن لشــخص أن‬ ‫يمت عبر السنين الطويلة‪،‬‬ ‫يسمعها‪ ،‬حب لم‬ ‫ْ‬ ‫شــديدا‪ ،‬وقال‬ ‫بكاء‬ ‫حتى إنه يوم وفاتها بكاها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لرسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ :-‬واهلل‬ ‫ما عــدت أطيق الحياة بعد زينب‪ ،‬ثم مات بعد‬ ‫موتها بسنة‪.‬‬ ‫الحديــث المعــروف للرجــل الــذي جــاء للنبي‬ ‫ صلــى اهلل عليــه وســلم ‪ ،-‬وقال لــه إنه قد‬‫جاءه رجــان لزواج ابنته‪ ،‬أحدهما فقير واآلخر‬ ‫غنــي‪ ،‬وهي تحــب الفقيــر‪ ،‬فقال له الرســول ‪-‬‬ ‫صلى اهلل عليه وســلم ‪« :-‬لم ُي َر للمتحابين‬ ‫مثل النــكاح»‪ ،‬تخ ّيل هذه القصة كأنها فيلم‬ ‫ُيعرض‪ ،‬لتعرف أن الحياة فيها ذلك واقع ً ّيا‪،‬‬ ‫وكيف غ ّلب النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه‬ ‫وســلم ‪ -‬الحب علــى الغِ نى‪ ،‬وليت‬ ‫الناس يتع ّلمون‪.‬‬ ‫علــي‬ ‫قصــة كقصــة ســيدنا‬ ‫ٍّ‬ ‫والســيدة فاطمــة‪ ،‬وأبيــات‬ ‫الشــعر التــي كان َيكتبهــا‬ ‫فيهــا‪ ،‬حتــى إن بعض هذه‬ ‫األبيــات قــد كتبهــا بعــد‬ ‫وفاتها و ُنغنيها حتى اآلن‪:‬‬ ‫ما لي وقفت على القبور ُم َس ّ ِل ًما‬ ‫يــر َ ّد جوابي؟!‬ ‫قبر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فـلـم ُ‬ ‫الحبيب‪َ ،‬‬ ‫جـوابـنـا‬ ‫تـر ُ ّد‬ ‫أحبيب‪ ،‬مـا لـك ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫األحباب؟!‬ ‫أنسيت بعدي ُخ َ ّلـ َة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكيف كانــت حياتهما مليئــة بالحب الظاهر‬ ‫للنــاس‪ ،‬والــذي ظــل ُيحكى عبــر األزمــان‪...‬‬ ‫(طبعا اوعوا تق ّلدوا سيدنا علي وتقولوا أبيات‬ ‫ً‬ ‫شعر باللغة العربية دلوقتي؛ علشان هتالقوا‬ ‫مراتاتكم ســابتلكم البيت ومشــيت ‪ ,‬ده أنا‬ ‫بنق ّلكم اإلحساس بس)‪.‬‬ ‫قصــة حــب النبــي ‪ -‬صلــى اهلل عليــه وســلم‬ ‫ للســيدة عائشــة‪ ،‬وكيــف كان بتعبيرنــا‬‫«رومانســ ً ّيا» حينما يشــرب من نفس إنائها‪،‬‬ ‫ويضع شفتيه مكان شــفتيها‪ ...‬وكيف كان‬ ‫في المســجد مــن دون خجــل يجعلها تســند‬ ‫ذراعيهــا علــى كتفــه ‪ -‬أو ظهــره ‪ -‬وتنظــر‬

‫إلــى األحبــاش َيلعبــون‪ ،‬وكيف كان ُيســابقها‬ ‫و ُيداعبهــا و ُيهاديها‪ ،‬وكيف كان ال يخجل من‬ ‫التصريــح بذلك الحــب أمام النــاس؛ فحينما‬ ‫دخــل عمــرو بن العاص يســأله عــن أكثر من‬ ‫يحبهم مــن الناس‪ ،‬فقال‪« :‬عائشــة»‪ .‬قالها‬ ‫ولم يكن الســؤال أصال عن النســاء‪ ،‬فقال له‬ ‫عمرو‪ :‬إنما أقصد من الرجال‪ ،‬فقال‪« :‬أبوها»‪.‬‬ ‫يســتح‬ ‫نســب األب البنته وليس العكس‪ ،‬لم‬ ‫ِ‬ ‫الحب‪ ...‬ماذا يقــول الناس في‬ ‫أن ُيظهــر هــذا‬ ‫َّ‬ ‫أمة ُت ُو ّفي نب ّيها ورأسه على صدر زوجته‪ ،‬وآخر‬ ‫ما دخل جوفه هو ريقها في السواك؟!‬ ‫القصص كثيــرة‪ ،‬وبالتأكيد ال يمكن حصرها‪،‬‬ ‫أنذكــر قصــص ســيدنا عمر مــع زوجتــه؟ أم‬ ‫نذكــر قصة حــب ِب ْ‬ ‫شــر األســيدي وهنــد؟ بل‬ ‫ً‬ ‫بعضا‬ ‫حتــى إنه في َقصص القــرآن ذكر اهلل‬ ‫مــن الحــب الذي كان بين ســيدنا موســى‬ ‫وإحــدى امرأتــي مديــن‪ ،‬حكاهــا اهلل‬ ‫في القرآن و ُتقرأ إلى يوم القيامة‪،‬‬ ‫كيف يكون دي ًنا ال يعترف بالحب‬ ‫أو يخجل منه؟‬ ‫اإلســام ديــن يحافــظ على‬ ‫الحب ويثمره‪ ،‬وال يعتبره‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫المــرء منه‪،‬‬ ‫يخجل‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫شــي‬ ‫ُ‬ ‫وبالتأكيــد ال ُيح ّرمــه‪ ،‬فإنه‬ ‫يمكن‬ ‫شعور كأي شعور ال‬ ‫ُ‬ ‫تجع‪،‬‬ ‫أن ُيم َنــع‪،‬‬ ‫اإلســام ال يقــول لــك ال ُ‬ ‫ولكــن يقــول إذا ُجعــت فــا تســرق ُ‬ ‫وكل من‬ ‫حــال‪ ،‬وال يقول لــك ال تحب‪ ،‬بل إنــه بالتأكيد‬ ‫يدعــوك إلــى الحــب‪ ،‬ويقــول لك حينمــا تحب‬ ‫حافــظ علــى حبيبتك أمام نفســك ونفســها‬ ‫والمجتمــع‪ ،‬فــا َت ْ‬ ‫ـــز ِن بهــا‪ ،‬أو ُتدخلهــا فــي‬ ‫عالقة غير مفهومة‪ ،‬ولكــن تز ّوجها‪ ،‬ليكون‬ ‫الحــب بما يتوافــق مع الفطرة الســليمة التي‬ ‫يرضاهــا الرجــل لبناتــه َ‬ ‫وأخواتــه وبمــا يحفظ‬ ‫نقــاء اإلنســانية‪ ،‬ولعلنــا حينمــا َب ُعدنــا عــن‬ ‫هــذا الضابط وغيــره من وصايا الــزواج‪ ،‬وجدنا‬ ‫ِســب الطالق في ازدياد‪ ،‬والحب في كثير من‬ ‫ن َ‬ ‫البيــوت ال يدوم‪ ،‬حتى إن بعض الناس أصبحوا‬ ‫ووهما ال يوجــد إال قبل الزواج‬ ‫يعتبرونــه خيا ًلا‬ ‫ً‬ ‫وأشهر قليلة بعده‪.‬‬ ‫فمــن يعيدنا إلى هذه القصــص التي دام فيها‬ ‫الحب واستمر؟!‬

‫‪7‬‬


‫فيه حكمة بتقول‪« :‬الوقت من ذهب»‪.‬‬ ‫على فكرة مفيش غيري حاسس بالحكمة‬ ‫دي أوووووووي!‬ ‫عارفين ليه؟؟‬ ‫عشان (ممكن) خلتني أعمل حاجه نفسي‬ ‫فيها من زمااان أوي‪...‬‬ ‫خلتني أتكلم وأفضفض!!!‬ ‫عارفين أنا مين؟‬ ‫أنا الساعة!‬ ‫أيوه أنا الساعة‪ ...‬اللي معاكم‬ ‫في كل وقت وفي كل مكان‪..‬‬ ‫طيب أنا عايزة أقول إيه النهاردة؟؟‬ ‫وبما أنها أول مرة أتكلم في حياتي!‬ ‫إممممممممممممم‪...‬‬ ‫بصراحة صعب أوي أقول كل اللي‬ ‫نفسي فيه‪ ،‬أنا عندي كتير أوي عايزة‬ ‫أقوله!‬ ‫بس خلينا نختصرُ عشان أنا عارفة إن‬ ‫لي عدد محدود من الحروف أكتبها!‬ ‫أنا هتكلم معاكم بصراحة معلش‬ ‫بقى‪...‬‬ ‫عارفين أكتر حاجة (بتحرقني) إيه؟!‬ ‫تضييييييييييع الوقت!‬ ‫قبل ما حد يقول‪ :‬وإيه الجديد يعني؟! أنا لسه‬ ‫مخلصتش‪ ،‬اسمع كالمي لآلخر‪...‬‬ ‫تضييع الوقت وأنت ممكن تستغله‪...‬‬ ‫إزاي؟‬ ‫يعني مث ًلا مرة كنت مع واحد كان راكب رايح مشوار من‬ ‫العباسية لحلوان‪...‬‬ ‫طريق طويل صح؟؟‬ ‫طول الطريق يطلع الموبايل من جيبه يفتح ويبص عليه‬ ‫ويشيله تاني‪ ،‬وشوية ويطلع الموبايل من جيبه ويبص‬ ‫عليه ويشيله تاني‪ ...‬مفيش حد ك ِّلمه‪ ،‬مفيش مسدج‬ ‫جاتله‪ ،‬ده حتى مفيش نت على الموبايل بتاعه!!‬ ‫المشكلة بقى إن نفس الشخص ده كان لسه مشتري‬ ‫كتابين من كام يوم ولحد دلوقتي مفتحش الكتب دي‬

‫‪8‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫ألنه مش القي وقت!! من الشغل للبيت‪ ،‬وفي البيت ياكل‬ ‫وينام ويصحى يروح الشغل (سيبك من قاعدة برامج‬ ‫التوك شو)‪.‬‬ ‫واحد زي ده ممكن يخلص كتاب في أسبوع وفي المواصالت‬ ‫بس!!‬ ‫طولت في الكالم)‪.‬‬ ‫طب تعالى نشوف حد تاني (أنا شكلي ِّ‬ ‫طيب بسررررعة كدة‪...‬‬ ‫فيه واحدة صاحبتي (ساعة برده) بتحيكلي‬ ‫عن بنت حياتها كلها فيس بوك!‬ ‫على فكرة هي مش بتبالغ‪ ...‬حياتها‬ ‫كلها!‬ ‫إزاي يعني؟ هقولك أنا بأه‪...‬‬ ‫تصحى من النوم (قبل الفطار‬ ‫والدُ ش والشاي) تفتح الالب توب‬ ‫عشان تدخل على الفيس بوك‬ ‫تشوف االستيتس بتاعة امبارح‬ ‫في السريع‪ ،‬عملت كام اليك‪،‬‬ ‫وتقفل علشان تلحق الشغل‪...‬‬ ‫وهي في العربية ‪ -‬طبعً ا كلنا‬ ‫عارفين كوبري أكتوبر ورحلته‬ ‫ مفيش مانع تفتح الفيس بوك‬‫علشان تتطمن برده‪.‬‬ ‫الحمد اهلل وصلنا الشغل!‬ ‫نفتح الميل بقى ونشوف شغلنا‪ ،‬بس مع‬ ‫الميل الزم برده اصطباحة الفيس بوك‪...‬‬ ‫استيتس الصباح‪« :‬ربنا يتوب علينا من كوبري‬ ‫أكتوبر»‪.‬‬ ‫استيتس كمان شوية‪« :‬أنا مش عارفة أعمل إيه مع‬ ‫مديري»‪.‬‬ ‫رئيس التحرير بيقولي كفايه كدة عدد كلماتك خلص!‬ ‫بس أنا لسه مخلصتش!‬ ‫طيب لو ينفع أقول حاجه أخيرة في السررررريع‪...‬‬ ‫أقول لشاب المواصالت‪ :‬اشغل وقتك في القراءة وسيبك‬ ‫من الموبايل‪.‬‬ ‫وأقول للبنت‪ :‬ممكن نقلل جرعة الفيس بوك شوية؟؟‬

‫أخبار باللين حياتك إيــه؟ أيوة‪ ...‬كل واحد‬ ‫فينــا عنــده كام بالونــة كــده منرفــزاه‪،‬‬ ‫ومخليــاه مــش عــارف يشــوف قدامــه‬ ‫علشان يكمل طريقه‪ ،‬زي الشبورة كده!‬ ‫عمالــة تطيــر قــدام عينيــه مــن اليميــن‬ ‫للشمال وهو واقف يتفرج! ممكن البالونة‬ ‫دي تكــون مشــكلة بينــك وبيــن أهلك أو‬ ‫واحــد صاحبك أو حتى موقف مخليك مش‬ ‫عارف تتصالح مع نفســك بعــد ما عملته‪،‬‬ ‫ومتضايق إنك كنت ضعيف!‬ ‫مــش الحــل إنك تهشــها شــوية علشــان‬ ‫هترجعلــك تانــي يــا بطــل‪ ،‬الزم تخليهــا‬ ‫تختفــي خالــص‪ ،‬واجههــا‪ ،‬واجــه ضعفــك‬ ‫فيها‪ ،‬شــوف إيــه اللي كبرها‪ ،‬وكان ســبب‬ ‫إنها تفضل تتنفخ تتنفخ لغاية ما بقت زي‬ ‫ِظ َّلك كده‪.‬‬ ‫فرقــع البالونــة فــي وش صاحبهــا حتى لو‬ ‫كان صاحبها ده إنت‪.‬‬ ‫فرقعهــا علشــان تعــرف تطيــر مكانهــا‬ ‫وتطلع وسط النجوم في السما‪.‬‬

‫إسراء مجدي‬

‫‪9‬‬


‫مطاوعنيش قلبي أسكت وأسيب‬ ‫المشكلة التانية اللي بتواجهني‪...‬‬

‫بيحبها ونفسه يقول لها‪ ،‬لكنه مش قادر يتقدم‬ ‫ألنها حبيبة أقرب صاحب ليه‪ ،‬وهو مش قادر يخون‬ ‫صاحبه‪...‬‬ ‫بيحبها ونفسه يقول لها‪ ،‬لكنه مش قادر بسبب‬ ‫الخالف القديم بين العائلتين‪ ،‬وهو ألد أعداء أبوها‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫الغني ً ّ‬ ‫بيحبها ونفسه يقول لها‪ ،‬لكنه مش قادر يعترف لها‬ ‫بحقيقة شغلته‪ ،‬اللي كلها مخدرات‪ ،‬وقتل‪ ،‬ونصب‪،‬‬ ‫وسرقة‪.‬‬ ‫استكما ًلا لـ إعالن الزبادي في المقالة السابقة‪،‬‬

‫‪10‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫رسمة جديدة بتترسم في كل بيت‪...‬‬ ‫جدا‪ ،‬وهو‬ ‫وطبعً ا من ورائها هدف نبيل ً ّ‬ ‫توضيح صورة أصيلة حقيقية لـ حلم‬ ‫كل بنت = الحب!! وكل ده من خالل‬ ‫مسلسل أو فيلم بتتكرر فيه الرسالة‬ ‫بنفس المضمون‪ ،‬لكن باختالف‬ ‫األسلوب واألبطال‪ ...‬بحيث توصل‬ ‫البنت للتالي‪:‬‬ ‫أو ًلا‪ :‬مفيش جواز من غير حب‬ ‫ومغامرات (لزوم الــ ‪.)Suspense‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬الزم األهل يكونوا على خالف دائم بالشخص‬ ‫اللي هترتبطي بيه‪ ،‬أو يكون فيه لغز ما يمنع جوازك‬ ‫بالشخص ده‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثالثا ‪ -‬وده األهم ‪ :-‬إنه مش الزم جواز أصلا‪ ،‬ونقضيها‬ ‫حب في حب‪ ...‬وتبقى الحياة وردي كده من غير هم‬ ‫وال مشاكل‪.‬‬ ‫ببساطة‪ :‬ألن مفيش وال مسلسل وال حكاية من دول‬ ‫َو َّ‬ ‫ت للبنت إزاي هتكمل حياتها مع حبيب عمرها‪،‬‬ ‫ض ِح ْ‬ ‫طيب هي تجيب التفاصيل الباقية منين‬ ‫وتبدأ تسعى لها؟ كل الروايات بتاخدنا طول‬ ‫الوقت حول المغامرات‪ ،‬وبتنتهي بجوزاهم‬ ‫أو موت حد منهم!!‬ ‫فالصورة الجديدة اللي بتترسم‪ :‬إن البنت‬ ‫تحب وبس‪ ،‬وطالما اللي يصبر الزم ينول‪،‬‬ ‫يبقى أكيد اللي هتحبه الزم الزم في نهاية‬ ‫القصة يتجوزها‪.‬‬ ‫اللي مضايقني إنهم سابوا كل حاجه حلوة‬ ‫في كل بلد‪ ،‬وشغلوا دماغنا بـ‬ ‫هل هيتجوزوا في آخر المسلسل؟‬ ‫هل هتسامحه؟‬ ‫أو‪ :‬يا ترى بتجيب لبسها منين؟ ومحتاجة‬ ‫أخس كام كيلو عشان أكون زيها؟!‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫مع إن اللي بيتابع أخبار بلد مثلا زي تركيا‪،‬‬ ‫هيتعقد في عيشته بجد‪ ...‬مش بسبب‬ ‫أبطال المسلسالت‪ ،‬ولكن إزاي البلد دي‬ ‫وصلت للتطور ده؟ إزاي السوق بتاعهم‬ ‫محقق نجاح ساحق بالشكل ده؟‬ ‫إزاي بيصنعوا كل شيء‪ ،‬لدرجة إن أدوات‬ ‫المطبخ اللي بتتباع دلوقتي في مصر بقت‬

‫تركي؟!‬ ‫كالعاده اللي بيشغل باله بحاجة بينام ويصحى‬ ‫وهو بيفكر فيها‪ ...‬والبنت اللي بتجهد نفسها في‬ ‫تفاصيل قصة الحب اللي محتاجة تعيشها‪ ،‬ناسية‬ ‫إنها محتاجه تتعلم حاجات كتير أوي علشان على‬ ‫األقل تحافظ على الحب ده أما يجي لها‪.‬‬ ‫أعرف ناس كتيرة إتجوزت فع ًلا ناس كانوا حب‬ ‫حياتهم‪ ،‬وبسبب قلة علمهم وقلة البركة بسبب‬ ‫المعاصي اللي وقعوا فيها‪ ،‬عاشوا مع بعض أتعس‬ ‫سنين حياتهم‪.‬‬ ‫البنت محتاجة تتعلم إزاي تختار بعقلها وال بقلبها‪...‬‬ ‫محتاجة تفهم شخصيتها اللي من خاللها هتعرف‬ ‫تفهم نوعية الشخص اللي هيعيش معاها بقية‬ ‫عمرها‪...‬‬ ‫محتاجه تفهم الفروق اللي ممكن توجد بينهم‬ ‫وتعدي‪ ،‬وإيه الفروق اللي مينفعش تعدي‪...‬‬ ‫سواء فرق السن‪ ،‬المال‪ ،‬التعليم والمستوى‬ ‫االجتماعي‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫وإزاي تبني بيت‪ ،‬وإزاي تحافظ عليه‪ ،‬وإزاي تنشئ حوار‬ ‫ناجح بينها وبين زوجها‪ ،‬وإزاي ِترَ بِّي معاه أوالدها‪...‬‬ ‫وهكذا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بقلة‬ ‫إنتي ممكن ربنا يديكي شاب صالح‪ ،‬وإنتي ِ‬ ‫علمك متعرفيش تحافظي عليه وال تعيشي معاه‬ ‫مبسوطة!!‬ ‫والبركة بتيجي من طاعة اهلل‪ ،‬يعني البنت تشوف‬ ‫اللي يرضي ربنا في كل حياتها وتعمله‪ ،‬وبعدين تسأله‬ ‫وتدعيه بالزوج الصالح‪ ،‬وأكيد ربنا مش هيخيب‬ ‫ظنها‪ ،‬وهيرزقها بالزوج الصالح اللي يعرف يفهم‬ ‫شخصيتها‪ ،‬ويقدر مشاعرها‪ ،‬ويعرف إمتى وازاي يقدر‬ ‫يسعدها‪.‬‬ ‫الزوج الصالح اللي هيبقوا أصحاب بعد الجواز أكتر‬ ‫من أي صاحبة هي قربت منها‪ ،‬وهيسمع لها وقت‬ ‫ما تحتاجه بجد‪ ،‬ويلعب دور األب وقت اللزوم‪،‬‬ ‫ووقت الصاحب وقت اللزوم‪ ،‬ودور‬ ‫الزوج المحب وقت اللزوم‪...‬‬ ‫الزوج الصالح اللي فاهم‬ ‫يعني إيه حمل وفترة اكتئاب‬ ‫بتصيب كل بنت‪ ،‬وازاي يتعامل‬ ‫معاها‪ ،‬وازاي الكلمة الحنينه‬ ‫بتفرق‪ ،‬واللي بعد الوالدة هيعينها‬ ‫على التربية‪ ،‬حتى لو كان مشغول‬

‫ومعندوش وقت‪ ...‬بس كفاية إنه بيشجعها بكالم‬ ‫يقويها ويعلي من عزيمتها‪.‬‬ ‫واللي هي هتفهم إمتى تكون له صاحبة‪ ،‬وإمتى تبقى‬ ‫له أخت‪ ،‬وإمتى تبقى له أم‪ ،‬وإمتى تبقى له زوجة‬ ‫وحبيبة‪.‬‬ ‫وكل ما تتقي ربنا فيه‪ ،‬هتالقي البركة معاها في كل‬ ‫تفاصيل حياتها‪ ،‬حتى لو الفلوس قليلة‪ ،‬حتى لو فيه‬ ‫مشاكل بتحصل‪ ،‬بس هتالقي ربنا مبارك في بيتهم‪،‬‬ ‫وفي والدهم‪ .‬وكمان َر َز َقها باللي ي َُو ِّنس وحدتها‪.‬‬ ‫علم وبركة‪ ...‬أحسن بكتير من مسلسل تركي‪.‬‬

‫هبة سمير‬

‫‪11‬‬


‫ب الصيدَ ح ّبًا شديدً ا‪ ،‬حتى عرف ذلك كل من حوله؛ من‬ ‫أحَ َّ‬ ‫رافقه ومن عمل معه‪ ،‬ومن سمع عنه من بعيد‪ ،‬حتى ولو‬ ‫لم يره‪ ،‬إنه الملك الصياد‪ ،‬أصبح يُعرَ ف بهذا االسم بين‬ ‫الناس‪ ،‬من كثرة خروجه إلى الغابات والوديان يبحث عن‬ ‫دائما ما‬ ‫صيد يُطفئ به شهوته في الصيد‪ ،‬ولكن كانت‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫تواجهه مشكلة ُ‬ ‫القروح والجروح التي يعود بها في قدمه‪،‬‬ ‫فينتظر حتى تبرأ‪ ،‬ثم يعاود الخروج من جديد إلى الصيد‪،‬‬ ‫يوما مع وزرائه وحاشيته ومرافقيه‪ ،‬قائ ًلا‬ ‫حتى جلس‬ ‫ً‬ ‫لهم‪« :‬ماذا لو قمنا بفرش الجلد الخشن في كل الطرقات‬ ‫الموصلة إلى الغابة‪ ،‬وطرقات الغابة الوعرة من الداخل‪،‬‬ ‫حتى ال ُتصاب أقدامي و ُتجرح كما يحدث َّ‬ ‫كل مرة؟!»‪ ،‬فأثنى‬ ‫جلساء الملك كعادة أغلب جلساء الملك ‪-‬إال من رحم‬ ‫الملهمة العبقرية‪ ،‬حتى لو كلفت‬ ‫ربي‪ -‬على فكرة الملك‬ ‫ِ‬ ‫خزائن المملكة الكثيرَ والكثيرَ ‪ ،‬وإذ‬ ‫بوزير صالح يَصدَ ع في وجه الملك‬ ‫ٍ‬ ‫قائ ًلا‪« :‬ولماذا ال نقوم بوضع‬ ‫الجلد الخشن حول قدم جاللتكم‬ ‫و َنحميها من كل جرح أو ُقرح؟!»‪،‬‬ ‫فابتسم الملك وحزن الجلساء على‬ ‫والنصب‬ ‫مورد جديد لالنتفاع‬ ‫ضياع‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫واالحتيال‪.‬‬ ‫يقول التاريخ‪ :‬إن هذه كانت أول‬ ‫فكرة لصنع حذاء‪ ،‬ولكنها منهجية‬ ‫في التفكير تصلح لالقتداء‪.‬‬ ‫كم واحد منا يتبع نفس هذه‬ ‫المنهجية في التفكير؛ أن يبدأ‬ ‫التغيير من أي مكان حوله‪ ،‬وال يبدأ‬ ‫من عندي أنا‪ ،‬تفرش كل الطرقات‬ ‫بالجلد الخشن‪ ،‬مهما تكلفت من‬ ‫وأوقات ومجهود وعقبات‪ ،‬إال أن المهم‬ ‫أموال ومواردَ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الشخص ذاته ال يتغير وال يبدأ التغيير من عنده‪ ،‬إنه العنوان‬ ‫الدائم المستمر ألغلب المشكالت التي نواجهها في حياتنا‬ ‫«أن المشكلة ليست عندي أنا»‪ ،‬المشكلة عند الناس‪ ،‬عند‬ ‫زوجتي! عند أبنائي! عند الشعب! عند اإلخوة المواطنين!‬ ‫عند أمريكا! عند الصهيونية األمريكية العالمية! ولكن‬ ‫ليست عندي أنا‪.‬‬ ‫والحقيقة الواقعية المؤلمة أن اإلنسان طالما يعتقد أن‬ ‫المشكلة ليست تحت واقعه في نظره؛ إذن فالحل ً‬ ‫أيضا‬ ‫كذلك‪ ،‬ويتحول اإلنسان إلى قصة جديدة في أرشيف «أريد‬ ‫ح ً ّلا»‪ ،‬رغم أن قدمه بين يديه وأمام عينيه والحل أيسر‬ ‫وأقرب‪ ،‬ولكنها منهجية رديئة قديمة في التفكير‪.‬‬ ‫لذا؛ عالج القرآن الكريم هذه النفسية منذ أول يوم في‬ ‫أول هزيمة يتعرض لها المسلمون في غزوة أُحد‪ ،‬حين‬ ‫َّ‬ ‫وكل مسلم أتى‬ ‫خاطب ربنا المسلمين في ذلك الوقت‬

‫‪12‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫من بعدهم‪ ،‬حين حاول البعض فرْ ش الطرقات بالجلد‬ ‫َ‬ ‫والبحث عن الحل بعيدً ا عن نفسه‪ ،‬فقال لهم‬ ‫الخشن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ناسفا لهذه‬ ‫قرآن يُتلى إلى يوم القيامة؛ ليكون القرآن‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫المنهجية في التفكير‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫م‬ ‫ص ْبت ْ‬ ‫صا َبتك ْ‬ ‫صيبَة قدْ أ َ‬ ‫(أول َّما أ َ‬ ‫من البداية‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫م ُم ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫م ِإ َّن ال َّلهَ عَ َلى‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫م أَ َّنى هَ َذا ُق ْل‬ ‫هُ‬ ‫ِم ْث َلي َ‬ ‫س ُك ْ‬ ‫ْها ُق ْل ُت ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ ِ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ُك ِّ‬ ‫ش ْي ٍء َق ِديرٌ) [آل عمران‪ ،]165 :‬وتظل «أ َّنى هذا»‪ ،‬كلمة‬ ‫متكررة عند كل مشكلة تواجههنا ويكون الحل الدائم‬ ‫لهذه المشكلة ُ‬ ‫م»‪.‬‬ ‫س ُك ْ‬ ‫«ق ْل هُ َو ِم ْن ِع ْن ِد أَ ْن ُف ِ‬ ‫عميقا في أيام خال فيها ُ‬ ‫ً‬ ‫القطر‬ ‫درسا‬ ‫تع َّلم المصريون‬ ‫ً‬ ‫المصري من رئيس‪ ،‬ولكن الرئيس مهما كانت قوته‬ ‫بال شعب يملك اإلرادة في التغيير ويكون هو «رئيس‬ ‫جمهورية نفسه» عند كل مشكلة؛‬ ‫فلن يحدث التغيير‪ ،‬فالدول‬ ‫المتقدمة تنشأ بمجموعة من‬ ‫المواطنين المتقدمين برئيس‬ ‫متقدم فقط‪ ،‬فكل واحد منا ال بد‬ ‫جزءا من الحل حين يعترف‬ ‫أن يكون‬ ‫ً‬ ‫أن المشكلة تبدأ من عنده هو في‬ ‫أيسر المشكالت ومن َثم أعمقها‪.‬‬ ‫ال يصح في مصر بعد الثورة أن نفكر‬ ‫بطريقة التفكير نفسها التي كنا‬ ‫نفكر بها في مصر ما قبل الثورة‪،‬‬ ‫فكل واحد منا مسؤول عن نفسه‪،‬‬ ‫وال بد أن يتيقن بذلك حتى يخرج‬ ‫من ثمرة يقينه هذه المواجهة‬ ‫الفعلية لما يحمله من مشكالت‪،‬‬ ‫س ِه‬ ‫قال تعالى‪( :‬ب َِل ا ْل ِإ ْن َ‬ ‫ان عَ َلى َن ْف ِ‬ ‫س ُ‬ ‫اذيرَ هُ ) [القيامة‪:‬‬ ‫َصيرَ ٌة‪َ .‬و َل ْو أَ ْل َقى َمعَ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫‪ .]15-14‬قال الحسن البصري‪« :‬بصير بعيوب نفسه»‪.‬‬ ‫وتأمل في اللفظ القرآني‪« :‬ولو ألقى معاذيره»‪ ،‬وكأن األصل‬ ‫أن كل إنسان يبحث عن إلقاء العُ ذر قبل أن يبحث عن‬ ‫واحد منا يملك لنفسه‬ ‫الحل‪ .‬يقول علماء النفس‪ :‬إن كل‬ ‫ٍ‬ ‫نوعين من األعذار‪ ،‬العذر الحقيقي والعذر المنطقي‪ ،‬والعذر‬ ‫ُخبر به أحدً ا‪ ،‬أما المنطقي فهو الذي‬ ‫الحقيقي هو الذي ال ي ِ‬ ‫ُسوغ به إحجامه وبعده‬ ‫يقنع الناس به‪ ،‬ويحاول أن ي ِّ‬ ‫وتقصيره‪.‬‬ ‫يقول الرب ‪-‬جل وعال‪ -‬عن صنف متكرر من الناس‪:‬‬ ‫يم‬ ‫ين َت َو َّفاهُ ُ‬ ‫م َقا ُلوا ِف َ‬ ‫س ِه ْ‬ ‫م ا ْل َم َلا ِئ َك ُة َظا ِل ِمي أَ ْن ُف ِ‬ ‫( ِإ َّن ا َّل ِذ َ‬ ‫م) [النساء‪ ،]97 :‬فالمالئكة تسأل هؤالء الناس يوم‬ ‫ُك ْن ُت ْ‬ ‫القيامة أين كنتم؟! لماذا فررتم؟! لماذا ابتعدتم؟! لماذا‬ ‫لم تشاركوا الناس في النهوض من ظلمهم؟! فتأمل‬

‫‪13‬‬


‫س َت ْ‬ ‫الرد‪َ :‬‬ ‫ْض)‪ ،‬الرد االنبطاحي‬ ‫(قا ُلوا ُك َّنا ُم ْ‬ ‫ضعَ ِف َ‬ ‫ين ِفي ا ْل َأر ِ‬ ‫المتكرر‪ ،‬الظروف‪ ،‬وضع البلد‪ ،‬زوجتي‪ ،‬أبنائي‪ ،‬صحتي‪،‬‬ ‫مديري في العمل‪ ،‬المرور‪ ،‬البلطجية‪ ،‬الفقر‪ ،‬قلة الموارد‪،‬‬ ‫رغم أن كل هذه مشكالت حقيقية‪ ،‬ولكنها في الواقع‬ ‫ليست َ‬ ‫عقبات للتغيير واالنطالق‪ .‬فكل مشكلة ال تتحول‬ ‫إلى عقبة إال إذا قررنا نحن أن نمنحها هذا اللقب‪.‬‬ ‫وتأمل في رد المالئكة التي تخبرك فيه أنك كان ال بد‬ ‫رئيسا لجمهورية نفسك‪ ،‬أن تؤمم حياتك‪ ،‬أن‬ ‫أن تكون‬ ‫ً‬ ‫تعلن مسؤوليتك الكاملة‪ ،‬أنك إن لم تساعد نفسك فلن‬ ‫م َت ُك ْن أَر ُ‬ ‫اسعَ ًة‬ ‫يساعدك أحد‪ ،‬قالت المالئكة‪( :‬أَ َل ْ‬ ‫ْض ال َّل ِه َو ِ‬ ‫يها)‪ ،‬ألم‬ ‫اجرُ وا ِف َ‬ ‫َف ُت َه ِ‬ ‫يكن هناك قرار‬ ‫تتخذوه لتخرجوا‬ ‫واقعكم‬ ‫من‬ ‫األليم؟! ألم يكن‬ ‫هناك رغبة داخلية‬ ‫في تغيير الوضع‬ ‫التسليم‬ ‫وعدم‬ ‫للمشكالت؟! ألم‬ ‫تعلموا أن قدَ َر اهلل‬ ‫يُدْ َفع بقدَ ر اهلل؟‬ ‫لماذا لم تفروا من‬ ‫قدر اهلل إلى قدر‬ ‫أحب إلى اهلل منه؟‬ ‫لماذا استسلمتم‬ ‫الفرصة‬ ‫وضيَّعتم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اجرُ وا‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫اس‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ْض‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫(أ‬ ‫أيديكم؟!‬ ‫من تحت‬ ‫ِ َ ِ عَ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِف َ‬ ‫يها)‪ ،‬ما الذي منعكم؟ ثم تأمل في ختام اآلية حيث ال ردَّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫(فأو َل ِئ َ‬ ‫لهم وال سماع لكالمهم في النهاية‪َ :‬‬ ‫م‬ ‫ك َمأ َواهُ ْ‬ ‫صيرً ا)‪.‬‬ ‫اء ْ‬ ‫م َو َ‬ ‫جَ َه َّن ُ‬ ‫ت َم ِ‬ ‫س َ‬ ‫أخي‪ ،‬أنت رئيس جمهورية نفسك‪ ،‬سفينة الجنة لن تأتي‬ ‫إليك‪ ،‬اسبح أنت إليها‪ ،‬إن لم يكن هناك رياح فقم أنت‬ ‫بالتجديف‪ ،‬اعلن مسؤوليتك عن حياتك وعن أي مشكلة‬ ‫تتعرض لها‪ ،‬كل واحد منا في مؤسسته أو بيته أو حياته‬ ‫أناسا يخطئون ولكن َق َّل من تسمعه يقول‪:‬‬ ‫يقابل‬ ‫ً‬ ‫سوغ أو عذر أو رد‬ ‫آسف‪ ،‬أنا مخطئ»‪.‬‬ ‫«أنا َ‬ ‫دائما هناك ُم ِّ‬ ‫ً‬ ‫«والسالم»‪.‬‬ ‫لذا؛ الحل يَتأخر في طابور الردود طالما لم يعلن‬ ‫المسؤولية‪ ،‬ومن الواضح أنها ثقافة عند بعض الشعوب‪،‬‬

‫‪14‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫كنا حين نستمع إلى تعليق المع ِّلق على مباراة كرة القدم‬ ‫في الدوري اإلنجليزي والالعب قام بتسديد الكرة فأخطأت‬ ‫الكرة طريقها إلى العارضة‪ ،‬ثم خرجت‪ ،‬فإذا بالمع ِّلق يقول‬ ‫«أخطأ الالعب»‪ ،‬فإذا عدنا إلى الدوري المصري وتكرر نفس‬ ‫الموقف‪ ،‬تجد المع ِّلق يقول‪« :‬تدخلت العارضة!!»‪ ،‬وكأن‬ ‫دائما الظروف هي‬ ‫ثقافة الخطأ غير موجودة من األساس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫السبب‪ ،‬واهلل المستعان‪.‬‬ ‫القانون الرباني الدائم والس َّنة الكونية العظيمة لرب‬ ‫األرض ‪ -‬جل وعال ‪ -‬حين يقول‪ِ ( :‬إ َّن ال َّلهَ ال ي َُغيِّرُ َما ِب َق ْو ٍم‬ ‫م) [الرعد‪ ،]11 :‬واقع مرئي نعيشه‬ ‫س ِه ْ‬ ‫حَ َّتى ي َُغيِّرُ وا َما ِب َأ ْن ُف ِ‬ ‫كل يوم وكل لحظة مع كل‬ ‫موقف؛ أن التغيير يبدأ مني‬ ‫أنا «من عندي أنا»‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫ان أَ ْل َز ْم َناهُ )؛ أي هو‬ ‫(و ُك َّل ِإ َ‬ ‫َ‬ ‫نس ٍ‬ ‫َ‬ ‫(في عُ ُن ِق ِه)؛‬ ‫هو‬ ‫أي‬ ‫)؛‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫(ط‬ ‫ِ رَ هُ‬ ‫ِ‬ ‫(و ُن ْخ ِرجُ َلهُ )؛ أي هو‬ ‫أي هو َ‬

‫َام ِة ِك َتابًا ي َْل َقاهُ )؛‬ ‫(ي َْو َم ا ْل ِقي َ‬ ‫ْ‬ ‫(م ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫نشورًا‪ .‬اقرَ أ ِكتابَك)؛‬ ‫أي هو َ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك)؛ أي هو‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫ف‬ ‫(ك‬ ‫أي هو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(ا ْلي َْو َم عَ َلي َ‬ ‫سيبًا‪َ .‬م ِن‬ ‫ْك حَ ِ‬ ‫س ِه)؛‬ ‫اهْ َتدَ ى َف ِإ َّن َما ي َْه َت ِدي ِل َن ْف ِ‬ ‫(و َمن َ‬ ‫َضلُّ‬ ‫أي هو َ‬ ‫ض َّل َف ِإ َّن َما ي ِ‬ ‫ْها َو َ‬ ‫ال َت ِز ُر َو ِاز َر ٌة ِو ْز َر أُ ْخرَ ى‬ ‫عَ َلي َ‬ ‫ين حَ َّتى َنبْعَ َ‬ ‫ث‬ ‫َو َما ُك َّنا ُمعَ ِّذ ِب َ‬

‫َسو ًلا) [اإلسراء‪،]15-13 :‬‬ ‫ر ُ‬ ‫تدبر في عظمة هذه اآلية في‬ ‫إلقاء المسؤولية الكاملة على كل واحد منا‪.‬‬ ‫أخي‪ ،‬الثمرة العملية لهذه الكلمات‪ ،‬أن تعترف‬ ‫بمسؤوليتك عن خطأ ولو كان واحدً ا ال تزال تقع فيه‪ ،‬وتبدأ‬ ‫بحل مشكلة من ناحيتك فقط‪ ،‬وكفى ً‬ ‫بحثا عن حلول خارج‬ ‫الج ْلد‬ ‫نطاق جمهورية نفسك‪ ،‬وال تكلف نفسك مزيدً ا من ِ‬ ‫يا أيها اإلنسان الصياد‪.‬‬


‫إبقى قابلني لو شوفت ديلها!!‬ ‫كل واحد فينا مولود بحته كده ممكن نقول عليها جينات الصيد أو صياد بالفطرة!! طيب مش‬ ‫دايما جايبين لقطة لطفل ماسك‬ ‫مصدق؟ طيب اتفرج كده على أي قناة من قنوات األطفال هتالقيهم‬ ‫ً‬ ‫سنارة‪ ،‬أو ُمعلم بيعلم مجموعة من األطفال إزاي يصطادوا‪ ...‬ولو أنت زي حاالتي “سبيس تووني”‬ ‫قديم أكيد فاكر كارتون “رامي الصياد الصغير” حاجة كده وال تقولي كابتن ماجد وال بسام وال حتى‬ ‫رعد‪ ...‬أكشن أكشن يعني‪.‬‬ ‫هتقولي‪ :‬يعني أنا مولود كده‬ ‫بالفطرة؟ صياد ووارث من جد‬ ‫جدي في العصر الحجري الجينات‬ ‫الصيادية؟! أقولك‪ :‬آه! بس‬ ‫الصيادية ما َّت ِّقلش منها علشان‬ ‫حامية!‬ ‫فأنت مش محتاج حد يقعد‬ ‫يعلمك إزاي تصطاد ويمارس‬ ‫عليك دور “البيج ماستر” الياباني‪،‬‬ ‫عشان زي ما قلت لك‪ :‬اإلنسان‬

‫‪16‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫صياد بالفطرة‪ ،‬لكن الجميل في‬ ‫صيد السمك والممتع فيه ‪ -‬دو ًنا‬ ‫ عن أي صيد آخر‪ ،‬هو إنك مش‬‫شايف الفريسة بعينك‪ ،‬وبتتعامل‬ ‫معاها بالدالئل‪ ،‬يعني غريزة التخيل‬ ‫بتلعب دور كبير في الموضوع‪،‬‬ ‫ودور التخيل هنا ‪-‬بحد ذاته‪ -‬متعة‬ ‫كبيرة‪ ،‬ولعب في الدماغ للصبح‪.‬‬ ‫لكن المشكلة إن احنا إتعودنا‬ ‫على الملخصات‪ ،‬وثقافة أسئلة‬

‫نجز‪ ،‬وده أسلوب‬ ‫االمتحان يا ُم ِ‬ ‫أصبح مهيم ًنا على كل جوانب‬ ‫حياتنا‪ ،‬ومش عايزين نتعب نفسنا‬ ‫في حاجة وعايزينها على الجاهز‪..‬‬ ‫ياعم بالش كالم السيد الوالد‬ ‫وقصر!!‬ ‫والوالدة المجعلص ده!‬ ‫ّ‬ ‫أيواااااان‪ ...‬أهو ده ال ُبق اللي‬ ‫بينرفزني ويفقع مرارتي‪ ،‬طب مش‬ ‫مكمل بقى!! بس المصيبة في إيد‬ ‫رئيس التحرير‪ ..‬إيده تقيلة قوي!!‬

‫‪17‬‬


‫ناصح وييجي شهر ثالثة وأربعة‪ ،‬وتقول‪« :‬الدنيا ربيع والجو‬ ‫بديع» و»هيال هوبا» نطلع رحلة صيد؛ ألنك هتتمرجح في‬ ‫البحر يا عبد السميع؛ ألن البحر في الوقت ده من السنة‬ ‫«نوات» والموج عالي‪ ،‬والمياه عكرة‪ ،‬وحتى السمكة‬ ‫بيبقى َّ‬ ‫ملهاش نفس تاكل وهتبص على الطعم بتاعك بقرف‪.‬‬ ‫ومحبكتش‪ ،‬وإبقى اطلع مع شلة األنس‬ ‫فخليك بكرامتك‬ ‫ِ‬ ‫إسكندرية ُكلوا چيالتي عزة وتعالوا بسرعة‪.‬‬

‫حاضر هكمل بس سيبني ياعم أعيش عليك‬ ‫شوية دور “ الماستر”‪ ...‬آآآي!! هكمل هكمل‪ .‬إيده‬ ‫تقيلة قوي!!‬ ‫طيب ُخد عندك الملزمة دي‪ ،‬نص االمتحان بيجي‬ ‫منها‪ ،‬بص يا سيدي أظبط خمس حاجات وإن شاء‬ ‫اهلل أضمن لك رحلة موفقه كلها َزفر!‬ ‫أول حاجة‪ :‬فاكر “يا جدع” لما قلت لك “الصيد‬ ‫رزق”‪ ...‬طيب هو مين اللي بيرزق “يا ناصح”؟ يعني‬ ‫متروحش تقولي‪ :‬أنا طلعت رحلة ومظبط كل‬ ‫حاجة وتمام التمام‪ ،‬بس مشوفتش ديل‬ ‫سمكة!! ما أنت مستهبل في صالتك‪ ..‬ولسانك‬ ‫متبري منك من صباحية ربنا‪ ..‬والواد زميلكم في‬ ‫الثانوي عمال تقطع في ضهره من امبارح‪ ..‬ده غير‬ ‫إن أي حوارات فيها “‪ »females‬بتكون في الصدارة‪.‬‬ ‫ساعتها مش هتشوف ديلها وإبقى قابلني‪.‬‬

‫«فين؟» بقى دي مهمة برضه‪ ،‬خاصة في اليومين‬ ‫دول اللي البركة ق ِّلت في كل حاجة‪ ،‬الطبيعي طبعً ا يا‬ ‫«إكسلونس» إن السمك موجود في البحر طالما البيئة‬ ‫البحرية «سليمة»‪ ،‬بس «سليمة» ربنا يقومها بالسالمة‪،‬‬ ‫يعني خد عندك مث ًلا‪ ،‬هل تعلم أن خليج السويس هو‬ ‫مفرخة طبيعية لألسماك المهاجرة‪ ،‬تأتي إليه األسماك‬ ‫في الربيع من المحيط الهندي والحيد المرجاني األسترالي‬ ‫لتضع بيوضها فيه! وذلك هربًا من برودة الشتاء في الجزء‬ ‫الجنوبي من الكرة األرضية في ذلك الوقت‪ ،‬وهل تعلم أن‬ ‫سمك «الدراك» يتجمع بكميات رهيبة للتزاوج في شهر‬ ‫الجمشة وراس غارب؟ وهل تصدق أن‬ ‫يناير في منطقة ِ‬ ‫أسماك التونة الزرقاء الكبيرة تغزو بحار اإلسكندرية‬ ‫والساحل الشمالي كل سنة في شهر إبريل وأوائل مايو؟‬

‫ثاني حاجة‪ :‬يوم ما تقرر وألول مرة إنك تصطاد‬ ‫متروحش مميِّل على العيال بتوع الكشك‬ ‫وتقرروا في ساعة تج ِّلي إنكم تطلعوا «هيال بيال»‪،‬‬ ‫ومع فيلم الموسم (شلة أُنس في رحلة صيد)‪،‬‬ ‫وكلكم ‪ -‬بالصالة على النبي كده‪ -‬معرفتكم‬ ‫بالصيد تفوق معرفتكم بعلم التشريح البيولوجي‬ ‫لفخدة دكر النملة األسترالية!‪ ..‬ألنكم في الحالة‬ ‫دي أوعدكم إن الريس بتاع المركب هيتبسط‬ ‫منكم قوي وهيفسحكم أحلى فسحة!‬ ‫يعني يوم متفكر تبدأ صيد الزم تطلع مع حد‬ ‫طلع اصطاد قبل كدا‪ ،‬وكذا مرة‪ ،‬ومن نفس‬ ‫المكان اللي هتطلعوا منه‪ ،‬وعارف ظروف المركب‬ ‫وظروف الريس بتاع المركب‪ ،‬وظروف الجو‪،‬‬ ‫وبيعرف يقرأ الجو وسرعة الرياح والموج من مواقع‬ ‫التوقعات الجوية‪ ،‬وكل ده سهل وبالممارسة‬ ‫بيجي واحد واحدة‪.‬‬ ‫ثالث حاجة‪ :‬الوقت والمكان‪ ،‬يعني ينفع مث ًلا‬ ‫(تروح تحج في دبي في شهر شعبان؟) واخدلي‬ ‫بالك انت؟!‪ ..‬لو هتطلع تصطاد يبقى فيه سؤالين‬ ‫جدا (إمتى؟ وفين؟)‪.‬‬ ‫مهمين ًّ‬ ‫«إمتى؟» مهمة قوي؛ ألن زي ما قولنا العدد‬ ‫الماضي األسماك بتتواجد في بحارنا بالمواسم‪.‬‬ ‫ولكل نوع من األسماك موسم معيَّن وعادة بتبدأ‬ ‫بشاير موسم الصيف من منتصف شهر إبريل‬ ‫لحد منتصف شهر أكتوبر‪ ،‬وهو في نفس الوقت‬ ‫نهاية موسم الصيف وبداية موسم الشتاء‪ ،‬والذي‬ ‫ينتهي عادة مع نهاية شهر فبراير‪ ،‬يعني متعملش‬

‫‪18‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫"‬

‫متعملش ناصح وييجي‬ ‫شهر ثالثة وأربعة‪ ،‬وتقول‪:‬‬ ‫«الدنيا ربيع والجو بديع»‪«،‬هيال‬ ‫هوبا» نطلع رحلة صيد؛ ألنك‬ ‫هتتمرجح في البحر يا عبد‬ ‫السميع‬

‫"‬

‫لكن عشان ماتحبطش من أول رحلة صيد وتقفل‪،‬‬ ‫وتقول‪ :‬مش العب تاني! ركز مع المكان المناسب في‬ ‫الوقت المناسب‪ ،‬عندك في البحر األحمر من أول السخنة‬ ‫شما ًلا ‪ -‬للمبتدئين والمتوسطين ولألسر‪ ،‬ولرحلة‬ ‫استجمام أكثر منها رحلة صيد ‪ -‬ثم نزو ًلا جنوبًا حتى‬ ‫حماطة وشالتين – للمحترفين والمغامرين وأصحاب‬ ‫القلوب الضعيفة يمتنعون ‪ ،-‬وما بين الشمال والجنوب‬ ‫العديد من المراسي المخصصة لمراكب الصيد للنزهة‪،‬‬ ‫فبالنزول جنوبًا بعد السخنة هيقابلك الزعفرانة والعزيزية‪،‬‬ ‫ثم الجزائر‪ ،‬ثم رأس غارب‪ ،‬ثم رأس العش‪ ،‬فجبل الزيت‪،‬‬ ‫ثم الجمشة جنوبًا‪ ،‬فالغردقة‪ ،‬ثم سفاجا‪ ،‬ثم مرسى علم‬ ‫والقصير‪ ،‬ثم حماطة‪ ،‬ثم رأس بيناس‪ ،‬وأخيرًا شالتين‪.‬‬ ‫وبالطبع ال ننسى الكونيسة في سيناء جنوب الطور‪ ،‬وقبل‬ ‫شرم الشيخ بخمسين كيلو‪ ،‬وهي من أفضل األماكن‬ ‫لمجموعة خليط من المبتدئين والمتوسطين واللي داسوا‬ ‫في الموضوع حبتين‪.‬‬ ‫رابع حاجة‪ :‬المركب وريس المركب ودول عليهم‬ ‫عامل مهم‪ ،‬المركب‪ ،‬فيه اللي بياخد ‪ 5‬وفيه اللي بياخد‬ ‫لحد ‪ .10‬وطبعً ا أنا بتكلم على عدد لمجموعة صيد مش‬ ‫فسحة! والزم تكونوا سائلين عن المركب‪ ،‬ومدى نظافتها‬ ‫وجاهزيتها وسالمتها ‪ -‬العمر مش بعزقة ‪ -‬وأنتم طالعين‬ ‫وتموتوا صراصير‬ ‫يوم وال يومين مش عشان تتكدروا‬ ‫ِّ‬ ‫على المركب!!‪ ...‬آه صراصير! وفيه اللي حكالي عن فيران‬ ‫كانت بتخطف األكل من إيديهم!! ياحبة عيني على دي‬

‫فيران‪ ،‬الناس طالعين الرحلة مامعهومش غير العيش‬ ‫و»المولتو» يعني الفيران ِّ‬ ‫قضيتها «قرديحي» مين غير‬ ‫«زفر»‪ ،‬أصل الناس كانوا عشمانين ياكلوا من السمك‬ ‫اللي هيطلعوه‪ ،‬بس ماشافوش ديلها حتى! حد قالهم‬ ‫مايسألوش عن الريس اللي هيطلعوا معاه؟ أهو فسحهم‬ ‫برضه‪.‬‬ ‫خامس حاجة‪ :‬يا جدع إنت طالع تصطاد إيه؟ أيون ما‬ ‫أنا عارف إنه سمك‬ ‫«يازكوكو»‪ ،‬وإنك مش‬ ‫في السوق بتنقي إيه‬ ‫اللي يضرب معاك‬ ‫على السنارة‪ ،‬وإيه اللي‬ ‫ميضربش!‪ ..‬لكن اللي‬ ‫عايز أقوله إن لكل‬ ‫نوع من األسماك‬ ‫مع األخذ في االعتبار‬‫األربع حاجات السابق‬ ‫ذكرهم‪ -‬كل‬ ‫نوع من األسماك‬ ‫ليه أدواته من حيث‬ ‫الشكل والحجم‬ ‫والتكنيك ‪ -‬متقلقش‬ ‫الموضوع بسيط‬ ‫للغاية ‪ -‬لكن حتى‬ ‫طرق الصيد نفسها‬ ‫متعددة ومختلفة‪،‬‬ ‫وكذلك أدواتها‬ ‫متعددة ومختلفة‪،‬‬ ‫وحتى السمكة‬ ‫الواحدة يُمكن‬ ‫صيدها بعدة‬ ‫أساليب‪ ،‬وأساليب‬ ‫أخرى ال تُجدي نفعً ا‬ ‫معها‪ ...‬موضوع طرق‬ ‫الصيد وأدواته حتى‬ ‫يومنا هذا بيكتشفوا‬ ‫ويطوروا أساليب‬ ‫وأدوات جديدة للصيد‪،‬‬ ‫وده إن شاء اهلل هايكون محور مواضيعنا ونقاشاتنا إن كان‬ ‫في العمر بقية في األعداد القادمة‪.‬‬ ‫تابعونا‪ ...‬وإبقى قابلني لو شوفت ديلها!‬

‫‪19‬‬


‫باسم اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على رسول‬ ‫اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪...-‬‬ ‫تكلمت معكم في العدد السابق عن أن الدين‬ ‫ليس ُمجرد ما يعرفه الكثير منا أنه اقتصار فقط‬ ‫على العبادات؛ إنما الدين هو منهج حياة‪ .‬وكنت‬ ‫وعدتكم في المقال السابق أن نتكلم عن الدين‬ ‫بمنظوره األوسع واألشمل؛ فاإلسالم يشمل‬ ‫عالقة العبد بربه‪ ،‬والتي تتمثل في العبادات‪ ،‬ويشمل‬ ‫عالقة العبد بالبشر‪ ،‬وهي تقع تحت باب المعامالت‪،‬‬ ‫ويشمل اإلسالم ً‬ ‫أيضا جميع مناحي الحياة االقتصادية‬ ‫والسياسية واالجتماعية والتربوية‪.‬‬ ‫دعونا نبدأ ‪ -‬باسم اهلل ‪ -‬تلك‬ ‫السلسلة بداية من هذا العدد‪،‬‬ ‫والذي سنتكلم فيه عن عالقة‬ ‫العبد بربه‪...‬‬ ‫عالقة العبد بربه هي عالقة بين‬ ‫عبد ضعيف ال يقدر على شيء‪،‬‬ ‫وبين رب قريب قدير عزيز‪.‬‬ ‫عالقة تتسم بالحب والشوق‪،‬‬ ‫عالقة ال تنقطع إال بالموت‪.‬‬ ‫هذه العالقة تتأرجح بين أحد احتمالين ال ثالث لهما‪:‬‬ ‫إما إخالص هلل في كل أمور حياتك‪ ،‬وإما عالقة فيها‬ ‫قسمة بين اهلل وبين عباده‪ ،‬ف ُتصبح عالقة ال تتسم‬ ‫باإلخالص التام‪ ،‬وهذا ما ال يقبله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خالصة لوجه اهلل تعالى‬ ‫يجب أن تكون تلك العالقة‬ ‫ال غير‪ ،‬فال تعبُدُ ه سبحانه إال ليرضى هو ال غير‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫تتوكل إال عليه‪ ،‬وال ترجُ و إال إياه‪،‬‬ ‫تطلب إال منه‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫تستعين بسواه‪ ،‬فيُصبح اهلل عز وجل كل حياتك‪.‬‬ ‫وال‬ ‫ُ‬ ‫ومن عرف اهلل حق المعرفة؛ تعامل معه سبحانه‬ ‫وحدَ ه‪ ،‬دون أن يُشرك بعبادة ربه أحدً ا‪.‬‬ ‫إن عالقة العبد بربه ال بد أن ترتكز على أمرين رئيسين‬

‫‪20‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫الحب‪.‬‬ ‫ُمهمين للغاية‪ ،‬وهما‪ :‬كمال الطاعة مع كمال ُ‬ ‫فإذا جاءك أم ٌر من اهلل امتثلت له دون تفكير‪ ،‬فهذا‬ ‫هو كمال الطاعة‪ ،‬بل وتفعله بحب عميق؛ ألن األمر‬ ‫الحب‪.‬‬ ‫جاءك من الحبيب سبحانه‪ ،‬وهذا هو كمال ُ‬ ‫ويتعامل العبد مع ربه في جميع أحوال حياته‪ ،‬فال‬ ‫ينسى اهلل عز وجل أبدً ا‪ .‬ففي حال النعمة الظاهرة أو‬ ‫الباطنة يُسارع العبد إلى مقابلتها بالشكر مقتديًا‬ ‫بإبراهيم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬القائل‪( :‬ا ْل َح ْمدُ ِل َّل ِه ا َّل ِذي‬ ‫اع َ‬ ‫س ِميعُ‬ ‫يل َو ِإ ْ‬ ‫ب ِلي عَ َلى ا ْل ِكب َِر ِإ ْ‬ ‫س َح َق ِإ َّن َربِّي َل َ‬ ‫َوهَ َ‬ ‫س َم ِ‬ ‫اء) [إبراهيم‪.]39 :‬‬ ‫الدُّ عَ ِ‬ ‫وإن أصاب ذنبًا؛‬ ‫ً‬ ‫عودة‬ ‫جعل منه‬ ‫سريعة هلل كما‬ ‫آدم وحواء ‪-‬‬ ‫فعل‬ ‫ُ‬ ‫السالم‬ ‫عليهما‬ ‫بعد ذنبهما في‬‫حق اهلل‪َ :‬‬ ‫(قاال َر َّب َنا‬ ‫أَ ُ‬ ‫س َنا‬ ‫َظ َل ْم َنا‬ ‫نف َ‬ ‫م َت ْغ ِفرْ َل َنا‬ ‫َو ِإ ْن َل ْ‬ ‫َو َترْ حَ ْم َنا َل َن ُكو َن َّن‬ ‫ين) [األعراف‪ .]23 :‬وإذا نزل بساحة العبد‬ ‫ِم ْن ا ْل َخ ِ‬ ‫اس ِر َ‬ ‫المرض؛ جدَّ د عالقته بربه وتذكره سبحانه كما فعل‬ ‫إبراهيم ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬القائل‪( :‬ا َّل ِذي َخ َل َق ِني َف ُه َو‬ ‫ين‪َ .‬و ِإ َذا َم ِر ْ‬ ‫ين‪َ .‬وا َّل ِذي هُ َو ي ْ‬ ‫ت‬ ‫ض ُ‬ ‫ُط ِع ُم ِني َوي ْ‬ ‫َس ِق ِ‬ ‫ي َْه ِد ِ‬ ‫ْ‬ ‫ين) [الشعراء‪.]80 - 78 :‬‬ ‫َف ُه َو يَش ِف ِ‬

‫وألن الدنيا ال تخلو من الهم والغم والكرب‪ ،‬فقد‬ ‫السبل‪ ،‬فال يجد ح ً ّلا وال تدبيرً ا‪ ،‬فينظر في‬ ‫تضيق بالعبد ُ‬ ‫حال يونس ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬لترتفع معنوياته ويثبت‬ ‫اضب ًا‬ ‫ون ِإ ْذ َذهَ َ‬ ‫قلبه ويعمره التفاؤل‪َ :‬‬ ‫ب ُم َغ ِ‬ ‫(و َذا ال ُّن ِ‬

‫ات أَ ْن ال ِإ َلهَ ِإ َّ‬ ‫َف َ‬ ‫ظ َّن أَ ْن َل ْن َن ْق ِد َر عَ َلي ِْه َف َنادَ ى ِفي ُّ‬ ‫ال‬ ‫الظ ُل َم ِ‬ ‫نت ِم ْن َّ‬ ‫ْحا َن َ‬ ‫ين) [األنبياء‪.]87 :‬‬ ‫ك ِإ ِّني ُك ُ‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫ت ُ‬ ‫سب َ‬ ‫الظا ِل ِم َ‬

‫أجمل ما في هذه الحياة أن تقف بين يدي موالك ُتصلي‬ ‫له‪ ،‬وتدعوه‪ ،‬و ُتسبح بحمده وترجوه‪.‬‬

‫هكذا تكون العالقة بين عبد ضعيف وبين رب قوي‪،‬‬ ‫بين عبد ُمذنب ورب غفور‪ ،‬بين عبد سائل ورب‬ ‫ُمجيب‪ ،‬بين طاعة وحب‪...‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضا‪ :‬فالعالقة مع اهلل تكون بين خوف ورجاء‪،‬‬ ‫وال يستقيم حال عبد إال بهما معً ا ُمجتمعَ يْن‪.‬‬ ‫في‬ ‫خوف من اهلل ومن عقابه‪ ،‬ورجاء‬ ‫عفوه سبحانه ونعيمه‪ .‬فالعبد‬ ‫في السير إلى اهلل كالطائر‬ ‫يطير بجناحين‪ :‬جناح‬ ‫الخوف وجناح الرجاء‪.‬‬ ‫تلك العالقة لها أشكال‬ ‫عديدة‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬ ‫ومناجاة بين عبد‬ ‫دعاء ُ‬ ‫فقير سائل وبين رب‬ ‫غني ُمجيب‪.‬‬

‫حتى ألقاكم في العدد القادم ‪ -‬والذي سنتكلم فيه‬ ‫سبحانه‪،‬‬ ‫عن اإلسالم واإلعالم ‪ -‬أترككم في حفظه ُ‬ ‫وال تنسوني من صالح الدعاء‪.‬‬

‫سيف التهامي‬

‫خمس صلوات بين عبد‬ ‫يُقبل على مواله بعدما سمع‬ ‫نداء مواله‪ :‬حي على الصالة‪ ،‬حي على‬ ‫َ‬ ‫الفالح‪.‬‬ ‫صيام في يوم شديد الحرارة‬ ‫َ‬ ‫المثوبة من‬ ‫من عبد يرجو‬ ‫رب كريم؛ قال‪« :‬إال الصوم؛‬ ‫فإنه لي‪ ،‬وأنا أجزي به»‪.‬‬ ‫زكاة مال من عبد عرَ ف ِنعم‬ ‫اهلل عليه‪ ،‬وبين رب يُنفق على‬ ‫العبد ما دام العبدُ ينفق في سبيله‬ ‫سبحانه‪ .‬وغيرها من األشكال من‬ ‫عالقة ما أحالها‪ ،‬وما أسعد من عرف معناها‬ ‫وسار طالبًا رضا مواله!‬ ‫فهي عالقة حُ ب ورحمة وود‪ .‬عالقة بين رب يُنادي‬ ‫ومستغفر‪.‬‬ ‫عبده إن أعرض وابتعد‪ ،‬وبين عبد تائب ُ‬ ‫عالقة بين رب يقول للشيء‪ :‬كن فيكون‪ ،‬وبين عبد‬ ‫ضعيف ال يقدر أن يُزحزح حجرً ا من مكانه‪.‬‬ ‫استعن باهلل‪ ،‬وأقبل عليه؛ يُقبل عليك‪ ،‬واعلم أن‬

‫‪21‬‬


‫تااااكس!‬ ‫مدينة نصر؟‬ ‫اتفضل‪ ،‬فين في مدينة نصر إن شاء‬ ‫اهلل؟‬ ‫أول عباس‪.‬‬ ‫طيب بعد إذنك بس هنزل أجيب حاجة‬ ‫من الكشك ده على طول‪.‬‬ ‫ماشي ياسطى بس اركن على جنب دي‬ ‫العربية في نص الشارع!‬ ‫على طول يا باشا مش هتأخر‪...‬‬ ‫ي َّلا بينا يا باشا‪ ،‬اتفضل شوية مية الجو‬ ‫حر‪.‬‬ ‫شكرً ا ياسطى‪.‬‬ ‫شايف السواق اللى أدَّ امنا يا باشا؟‬ ‫راكن صف تاني وقافل الطريق! أنا مش‬ ‫فاهم الناس دي بتعمل كده ليه؟‬ ‫معلش ياسطى‪.‬‬ ‫يا باشا أنا على الطريق ‪ 12‬ساعة في‬ ‫ص ِّ‬ ‫ف تاني‬ ‫اليوم‪ ،‬بشوف العجب واهلل؛ َ‬ ‫وتالت ورابع كمان‪ ،‬واللي يرمي زبالة‬ ‫في الشارع‪ ،‬واللي يزعق واللي يتخانق‪.‬‬ ‫البلد دي حالها مش هيتصلح إال لما‬ ‫الناس اللي فيها تتغير األول!‬ ‫قول لنفسك طيب ياسطى‬ ‫مش فاهمك يا باشا معلش‪...‬‬ ‫قصدي قبل ما تتطلب من الناس‬ ‫تتغير والبلد حالها يتصلح‪ ،‬غيَّر‬ ‫من نفسك األول‪ ،‬واركن عربيتك‬ ‫صح مش في نص الشارع‪ ،‬حتى لو‬ ‫مش هتاخد وقت‪ ،‬ربنا بيقول‪ِ ﴿ :‬إ َّن‬ ‫ال َّلهَ َ‬ ‫ال ي َُغيِّرُ َما ِب َق ْو ٍم حَ َّتى ي َُغيِّرُ وا َما‬ ‫ِب َأ ُ‬ ‫م﴾ [الرعد‪.]11 :‬‬ ‫س ِه ْ‬ ‫نف ِ‬ ‫عمال أطلب من‬ ‫معاك حق واهلل‪ ،‬أنا َّ‬ ‫الناس تعمل الصح وأنا بعمل الغلط!‬ ‫هنزل هنا إن شاء اهلل‪ ،‬حسابك كام يا‬ ‫راجل يا طيب؟‬ ‫اللي تدفعه يا باشا‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬


‫الفيل األول الذي نراه بوضوح‪ ،‬ولكن نغض البصر‬ ‫عنه هو أنه في داخل كل منا فرعون صغير”عكروت”‬ ‫ال يقبل آراء غيره إال على استحياء‪ ،‬ويحتكر صكوك‬ ‫الحقيقة كأنه يملكها‪ ،‬وإذا قادته األقدار ألن يجلس‬ ‫على أي كرسي سيتوحد معه ليصبح توأمه السيامي‬ ‫المخلص‪ ،‬وقد يصل األمر لفشل كل جراحي العالم‬ ‫النبهاء في فصلهما عن بعضهما‪.‬‬ ‫واألمر أن هذا الفرعون الصغير هو نفسه‬ ‫واألدهى‬ ‫َ‬ ‫آخر يحكمه‪،‬‬ ‫يوما “ليفرعن”‬ ‫فرعون َ‬ ‫من كان يخرج ً‬ ‫َ‬ ‫فيصيح بالهتافات اللولبية الجهنمية؛ مثل‪ :‬بالروح‬

‫حالة اإلنكار أو التجاهل تقدم لصاحبها حالة من‬ ‫الراحة المؤقتة‪ ،‬ولذلك ظهر المصطلح «الفيل في‬ ‫شيء‬ ‫الغرفة»؛ ليشير للحالة التي يكون فيها هناك‬ ‫ٌ‬ ‫كبي ٌر يحدث مثل وجود فيل في الغرفة‪ ،‬ولكن ال أحد‬ ‫يتحدث؛ ألن ال أحد يعرف ما يجب فعله ِحياله‪.‬‬

‫إسقاط النظام والرئيس والحكومة حان الوقت‬ ‫لرفعة الوطن‪ ،‬فلنخرج المرآة من مخبأها‪ ،‬ونسأل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫“ش ُّلوط‬ ‫أنفسنا لماذا نرفع شعا َر المنافقين‬ ‫سعادتك دفعة لألمام”‪ ،‬ولماذا ال نحترم إشارات‬ ‫المرور؟ لماذا نرمي القمامة في األرض التي كان‬ ‫يجب علينا زرعها؟ لماذا ُنهاجم الناجحين وال نعمل‬ ‫لنكون أفضل منهم؟ لماذا نقع في الفخ ونصطنع‬ ‫أعداء وهميين من بيننا والعدو الحقيقي متربص‬ ‫على حدودنا؟ لماذا نقلد وال نبتكر؟ سبحان اهلل!‬ ‫أورثت‬ ‫البد ِهية في بالد‬ ‫لماذا نسأل هذه األسئلة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫من حيث أتى‪.‬‬ ‫في غرفة الوطن يتحتم على الجميع الجلوس‬ ‫معا لالعتراف بأن هناك مشكالت عديدة واضحة‬ ‫ً‬ ‫ال أحد يرغب في مناقشتها‪ ،‬ومنها ‪-‬على سبيل‬ ‫المثال ال الحصر‪ -‬عقدة الخواجة‪ ،‬والنفاق‪ ،‬والفهلوة‪،‬‬

‫هذا التعبير المجازي يصف التابوهات والمشكالت‬

‫واستبداد الرأي‪ ،‬والبلطجة الفكرية‪ ،‬والتسلط‪،‬‬

‫االجتماعية التي اتفق الجميع ضمن ًّيا على تجنبها‬

‫واالهتمام باإلشاعات‪ ،‬والعنف اللفظي‪ ،‬ولكن ألن‬

‫ٌ‬ ‫بعض‬ ‫وتجاهلها‪ ،‬آملين في أن يكون عند الفيل‬

‫الثورات عادة ما تكون كاشفة؛ فلقد حان الوقت‬

‫عائدا‬ ‫من ُحمرة الخجل‪ ،‬ويزول من تلقاء نفسه‬ ‫ً‬

‫لالعتراف بوجود الفيل حتى نتمكن من طرده‪.‬‬

‫بالدم نفديك‪ ...‬ياللي دابحنا‪ .‬بئس الفدية وبئس‬ ‫َ‬ ‫المض َّحى في سبيله؛ فهل لغير اهلل ثم األوطان‬ ‫ُتبذل األرواح؟!‬ ‫يقودنا الفيل األول للثاني‪ ،‬والذي يكمن في سقوط‬ ‫الشماعة التي كان ُيعلق عليها ثوب الفشل‪ .‬فبعد‬

‫أعظم حضارة شهدتها اإلنسانية للعالم؟‬ ‫مصر في حقيقة األمر تحتاج إلى ثورة في الوعي‬ ‫الجمعي‪ ،‬تعود بها منظومة القيم إلى مكانها‬ ‫جميعا‬ ‫وتحتاج إلى حلم قومي يجمعُ وال ُيفرق‪ ،‬نرسم‬ ‫ً‬ ‫مالمحه بألواننا المختلفة؛ علشان األجيال القادمة‬ ‫تتربى في ِّ‬ ‫عزك‪ ..‬مش في سجنك يا مصر‪.‬‬

‫تعج بها ُغرفة الوطن حتى يصبح ح ً ّرا وجمي ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫حان الوقت إلخراج الرؤوس من الرمال‪ ،‬ومواجهة كل األفيال التي ُّ‬ ‫فصبرا آل مصر‪.‬‬ ‫كما يستحق أن يكون؛ فإنه ال يوجد أقوى من فكرة حان موعدها‪ ..‬و الفكرة هي مصر‪،‬‬ ‫ً‬

‫‪24‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫‪25‬‬


‫َن َّوري‬ ‫ّ‬ ‫البطة‬ ‫يا َل ْم َبة‬

‫السودا‬

‫كم هي مسكينة تلك البطة السوداء‪ ،‬الجميلة‬ ‫(الشيك)‪ ،‬التي يُــعَ ــيِّــر الجميع أبناءها بها‪ ،‬ال لشيء سوى‬ ‫ِ‬ ‫أنها مختلفة عنهم في ظاهرها!‬

‫االعتــذار ألطــف‬ ‫األشــياء‪ ،‬وأجملهــا‬ ‫َّ‬ ‫وأخفها على النفس‪.‬‬ ‫ذلــك إذا اعتــاده اإلنســان‬ ‫وراضته نفســه‪ ،‬إذ إنه ُيزيل الشــحناء‬ ‫ً‬ ‫صديقا والحبيب‬ ‫ويذهب البغضــاء‪ ،‬ويجعل العدو‬ ‫خلي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫مــا أحوجنــا في هذه الظــروف ‪ -‬التــي تباينت فيها‬ ‫اآلراء‪ ،‬وكثر فيها الخالف ‪ -‬إلى اعتياده وارتياده‪.‬‬ ‫تجارب في االعتذار ِعشتها وجربتها‪ ،‬فكان‬ ‫وهذه‬ ‫ُ‬ ‫لها أعظم األثر في نفسي‪ ،‬وفيمن حولي‪.‬‬

‫وقدرت؟!‬ ‫فهال عذرت َ ّ‬

‫مســافرا حيــن أســلمت‬ ‫كان الربيــع بــن العــاص‬ ‫ً‬ ‫زينــب‪ ،‬فلمــا رجــع قالت لــه‪ :‬لقد ُبعــث أبــي نب ً ّيا‪،‬‬ ‫وأسلم فالن وفالن‪ ،‬ودعته إلى اإلسالم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أبوك‬ ‫فقــال لهــا ‪:‬ال أتــرك دينــي ودين آبائــي‪ ،‬ومــا‬ ‫ِ‬ ‫عذرت‬ ‫بم َّت َهم‪ ،‬ثم اعتذر منها قائ ًلا‪ :‬فه َّلا‬ ‫عندي ُ‬ ‫ِ‬ ‫وقدرت؟‬ ‫فقالــت له‪ :‬ومن يعذر إن لم أعذر أنا؟! أنا زوجتك‪،‬‬ ‫أعينك على الحق حتى تقدر عليه‪.‬‬ ‫وحسن إسالمه‪.‬‬ ‫أسلم بعد فترة‬ ‫ثم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هل يكون هذا األســلوب الرائع والراقــي في الحوار‬ ‫متبعــا بيــن زوجيــن ُمحبين شــغلتهما‬ ‫أســلو ًبا‬ ‫ً‬ ‫تكاليــف الحياة عن تجديد عهــود الحب ومواثيق‬ ‫المــودة‪ ،‬أو بيــن أخويــن ُمتآخيين نزغ الشــيطان‬ ‫بينهما‪.‬‬ ‫ومذاق حلو على لســاني‪ ،‬وأنا‬ ‫جميل‬ ‫بطعم‬ ‫أشــعر‬ ‫ٍ‬ ‫دائما‪.‬‬ ‫أردد هذه العبارة‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫تعال نتغافر‪.‬‬

‫َتعلــم أيهــا الحبيــب‬ ‫كم أنــا محــب لصداقتك‪،‬‬ ‫حريــص علــى ُخ َّلتــك‪ ،‬رافــع‬ ‫بهمتك‪.‬‬ ‫الرأس‬ ‫َّ‬ ‫ــمتك‪ ،‬والبــدر فــي‬ ‫إننــي أتخيــل النــور فــي َ‬ ‫س ْ‬ ‫طلعتك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تذكــر أيهــا الحبيــب كم تعاو َّنــا إلغاثــة ملهوف‪،‬‬ ‫وتفريج كربة مكروب‪ ،‬وهداية ضال‪ ،‬وإرشاد تائه‪،‬‬ ‫وإطعام جائع‪.‬‬ ‫تعلمت منك البذل والعطاء‪...‬‬ ‫تعلمت منك الجود والسخاء‪...‬‬ ‫تعلمت منك حبك إلخوانك‬ ‫وخفض الجناح لهم‪...‬‬ ‫تعلمت منك حرصك على طلب‬ ‫العلم والتواضع للعلماء‪...‬‬ ‫تعلمت منك ُحسن سمتك وجميل ذوقك‪...‬‬ ‫بــدت مني وجفوة‬ ‫أيهــا الحبيب! اعتذر عن هفوة‬ ‫ْ‬ ‫رغما عني‪.‬‬ ‫ً‬

‫تعالوا بنا نطوي العتاب الذي جرى‬ ‫وال سمع الواشي بذاك وال درى‬ ‫تعالوا بنا حتى نعود إلى الرضا‬ ‫وحتى كأن العهد لم يتغيرا‬ ‫لقد طال شرح القال والقيل بيننا‬ ‫ليقصرا‬ ‫وما طال ذاك الشرح إال‬ ‫ُ‬ ‫من اليوم تاريخ المحبة بيننا‬ ‫عفا اهلل عن ذاك العتاب الذي جرى‬ ‫تعال نتغافر؛ فلسنا في حاجة للعتاب‪.‬‬

‫عالم تأسس هذا الحكم الظاهر الذي‬ ‫وإن أدري‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الوزر ما ال يحتمله بشر يوم العرض‬ ‫ي َُح ِّمل صاحبه من ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫اس‬ ‫على الخالق! أليس هو القائل سبحانه‪( :‬يَا أي َُّها الن ُ‬ ‫م ُ‬ ‫اكم ِّمن َذ َك ٍر َوأُ َ‬ ‫نثى َوجَ عَ ْل َن ُ‬ ‫ِإ َّنا َخ َل ْق َن ُ‬ ‫شعُ وبًا َو َقبَا ِئ َل‬ ‫اك ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ِعندَ ال َّل ِه أ ْت َق ُ‬ ‫يم َخ ِبيرٌ)‬ ‫اك ْ‬ ‫ِل َتعَ ار َُفوا ِإ َّن أ ْكرَ َم ُك ْ‬ ‫م ِإ َّن ال َّلهَ عَ ِل ٌ‬ ‫[الحجرات‪]13 :‬؟‬ ‫م ِعندَ ال َّل ِه أَ ْت َق ُ‬ ‫م)‬ ‫اك ْ‬ ‫وقد تأكد لديَّ هذا األمرُ ( ِإ َّن أَ ْكرَ َم ُك ْ‬ ‫حينما جلست في المسجد النبوي في رمضان أنتظر‬ ‫حلول ساعة اإلفطار‪ ،‬حيث وجدت أحوا ً‬ ‫ال غريبة لبعض‬ ‫الناس‪ :‬وجدت من يتنافسون فيما بينهم لدعوتي‬ ‫حرج) لإلفطار بينهم‪ ،‬ولو نظرت إلى بعضهم؛‬ ‫بإلحاح ُ‬ ‫(م ِ‬ ‫ما ظننت فيه هذا الكرم المدني الفريد! بل ووجدت‬ ‫األشعث األغبر ذي الطمرين المدفوع باألبواب‪ ،‬إال أنه‬ ‫من دوام ِذكره وخشوعه وتالوته للقرآن تحسبه أنه إذا‬ ‫أقسم على اهلل ألبَرَّ ه! (ولقد َّ‬ ‫ُ‬ ‫الحديث‬ ‫دل على هذا المعنى‬ ‫الذي رواه مسلم وأحمد والحاكم عن أبي هريرة ‪ -‬رضي‬ ‫اهلل عنه )‪.‬‬ ‫فحينما يكون أحد هؤالء ‪ -‬وغيرهم الكثير ‪ -‬في وسط‬

‫عمرو كامل‬ ‫م ِإ َّن ِفي َذ ِل َ‬ ‫ين) [الروم‪.]22 :‬‬ ‫َوأَ ْل َوا ِن ُك ْ‬ ‫ك آلي ٍ‬ ‫َات ِّل ْلعَ ا ِل ِم َ‬ ‫ثم انظر كيف أن آيات اهلل الموجبة للتدبر والتفكر‬ ‫صرفناها لالحتقار والتكبُّر! وكم أوجع قلبي ذلك المشهد‬ ‫حينما ذهبت في وقت آخر ألحد المطاعم لشراء وجبة‬ ‫السحور؛ حيث وجدت وسط الزحام وضغط العمل الشديد‬ ‫(وكلكم يعلم كيف تكون هذه األجواء مشحونة خاصة‬ ‫لدى العامل أو صاحب التجارة)‪ ،‬وجدت أحد المشترين يُلقي‬ ‫بكوب الماء في وجه أحد العمال (البنجال) الغالبة‪ ،‬ال لشيء‬ ‫فيما رأيت إال أنه تأخر في تحضير الطلب انشغا ً‬ ‫ال بالزحام‪،‬‬ ‫بل وما كان من صاحب العمل إال أنه قام بإرضاء المشتري‬ ‫على حساب البنجالي الغلبان‪ ،‬وما كان من العامل إال أنه‬ ‫ً‬ ‫حفاظا على (أكل العيش)! فهل ذنبه أنه‬ ‫سكت مقهورًا‬ ‫بنجالي أو ضاقت به الدنيا وألجأته إلى الغربة والعمل في‬ ‫مثل هذه الظروف القاسية؟ في حين أنه قد يكون يوم‬ ‫ومقاما من (ابن البطة البيضاء) الذي‬ ‫القيامة أعلى قدرًا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ألقاه بالكوب وأهانه‪( :‬أ َ‬ ‫م َم ْن َخ َل َق َوهُ َو ال َّل ِط ُ‬ ‫يف‬ ‫ال يَعْ َل ُ‬ ‫ا ْل َخ ِبيرُ ) [الملك‪.]14 :‬‬ ‫عندي كالم كتييير نفسي أقوله‪ ،‬لكن لعلنا نكمل‬ ‫الحديث في وقت الحق؛ ألن النعاس غلبني والقلم بدأ‬ ‫يسقط من يدي‪ ،‬هو مين طفى النور؟!!‬ ‫“المدينة النبوية‪ ،‬صبيحة ‪ 17‬رمضان‪1433 ،‬هـ”‪.‬‬

‫جماعة يختلفون عنهم في اللون أو الجنس أو اللسان‪،‬‬ ‫يضعه الكثيرون ‪ -‬إال من رحم اهلل ‪ -‬في مقام البطة‬ ‫السوداء بين أخواتها‪ ،‬وذلك رغم أن البطة السوداء‬ ‫األشهر دافي دَ ك ‪ Daffy Duck‬هي في نظري من أظرف‬ ‫وأجمل ‪ -‬بل وأمتع ‪ -‬ما يكون! كما أن السيارة السوداء‬ ‫وسط نظيراتها البيضاء هي ال َّنفيسة (اللي عليها العين)‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ـج يحتاج إلى تقويم‪ ،‬أو حتى إلى تغيير ِجذري‬ ‫خلل‬ ‫معياري َف ٌّ‬ ‫ٌّ‬ ‫م َكي َ‬ ‫ون)‬ ‫(ما َل ُك ْ‬ ‫نمط التفكير والسلوك‪َ :‬‬ ‫ْف َت ْح ُك ُم َ‬ ‫في َ‬ ‫َ‬ ‫ون رَحْ َم َة َرب َ‬ ‫س ْم َنا‬ ‫[القلم‪( ،]36 :‬أهُ ْ‬ ‫ِّك‪َ .‬ن ْح ُن َق َ‬ ‫م ي َْق ِ‬ ‫س ُم َ‬ ‫َب ْي َن ُهم َّم ِع َ‬ ‫َاة الدُّ ْنيَا َور َ​َفعْ َنا بَعْ َ‬ ‫م َف ْو َق‬ ‫ض ُه ْ‬ ‫يش َت ُه ْ‬ ‫م ِفي ا ْل َحي ِ‬

‫م بَعْ ً‬ ‫ات ِّل َي َّت ِخ َذ بَعْ ُ‬ ‫س ْخ ِريًّا َورَحْ َم ُة َر ِّب َ‬ ‫ك‬ ‫ضا ُ‬ ‫ض ُه ْ‬ ‫ض دَ رَجَ ٍ‬ ‫بَعْ ٍ‬ ‫ون) [الزخرف‪ ،]32 :‬بل وتأمل قوله تعالى‪:‬‬ ‫َخ ْي ٌر ِّم َّما ي َْج َمعُ َ‬ ‫ات َو َ‬ ‫اخ ِت َ‬ ‫ال ُ‬ ‫ْض َو ْ‬ ‫م‬ ‫س َن ِت ُك ْ‬ ‫(و ِم ْن آيَا ِت ِه َخ ْل ُق َّ‬ ‫الس َم َ‬ ‫َ‬ ‫ف أَ ْل ِ‬ ‫او ِ‬ ‫األر ِ‬

‫‪27‬‬


‫أ َ ِسي َر ُة‬ ‫ب‬ ‫الح ِّ‬ ‫ُ‬

‫حا ِب َّية‬ ‫ص َ‬ ‫ُكو ِني َ‬

‫واليوم ُ‬ ‫كوكب‬ ‫أقف تحت ضوء‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫عظيم لفتاة رائعة عرفنا عنها‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫البارة بأبيها‪ ،‬كما تفعلين‬ ‫االبنة‬ ‫أنها‬ ‫والدك‬ ‫أنت حبيبتي عندما تستقبلين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫بأمر من‬ ‫بشوش ينحني‬ ‫بوجه‬ ‫كل يوم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قلبك البار ليطبع ُقبلة على ٍّ‬ ‫طالما‪ ‬حملك‬ ‫كف‬ ‫ِ‬ ‫ك الحلوى اللذيذة‪،‬‬ ‫وأنت صغيرة‪ ،‬ورفع ِ‬ ‫لفم ِ‬ ‫ِ‬ ‫حالك وأنت‬ ‫راقبت عيناه‬ ‫وجها طالما‬ ‫ف ُتسعدين‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫وتمضي األيام‪ ،‬فتأكل من عُ مرنا ما تأكله‪ ،‬وال َيتبقى‬ ‫ِ‬

‫َتتذوقينها‪ ،‬فتبسمت بحنان ورحمة‪ ..‬هكذا كانت‬

‫َ‬ ‫إليك من هُ نا أو هُ ناك‪ ،‬وحتى لو‬ ‫لتصل‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫صحابية‪.‬‬ ‫األيام‪ ،‬كوني‬ ‫لطمتك‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أسماء ح َّبها لزوجها عندما عرف قلبها‬ ‫وأسر‬ ‫َ‬ ‫أرقى معاني الحب والرومانسية؛ فقد أحبت‬ ‫الزبير بن العوام‪ ،‬والذي كان فقيرً ا ال‬ ‫زوجها‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فقبلت وصبرت‪ ،‬وخدمت‬ ‫يملك إال َف َر ً‬ ‫سا‪ِ ،‬‬ ‫وطحنت ال َّنوى‪ ،‬وكل‬ ‫الفرس‪ ،‬وحملت الماء‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫طلب‪ ،‬وكانت له‬ ‫غال في‬ ‫هذا ألنها تح ُّبه‪ ،‬لم ُت ِ‬ ‫ٍ‬

‫ٌ‬ ‫تاريخ يحفظه ٌّ‬ ‫كل م َّنا ليحسب كم مضى من‬ ‫لنا إال‬

‫أسيرة الحب‪.‬‬

‫عما تبقى بين لحظات‬ ‫العمر‪ ،‬و َيتساءل‬ ‫بفضول َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫سعيدة‪ ،‬وأخرى نتحسر فيها على الزمان الذي‬

‫حب أبيها‪ ،‬فكانت‬ ‫إنها أسماء بنت أبي بكر‪ ،‬أَ َ‬ ‫س َرهَ ا ُّ‬

‫العون‪ ،‬و ِنعم الزوجة الحبيبة الرقيقة‬ ‫ِنعم‬ ‫ِ‬ ‫الودودة‪ ،‬التي صبرت على َ‬ ‫ش َ‬ ‫ظ ِف العيش‬

‫الهجرة‪ ،‬فحملت له وللنبي‬ ‫با ّر ًة عندما أعان ْته على‬ ‫ِ‬

‫وصب‬ ‫والحرمان الشديد‪ ،‬حتى فتح اهلل عليهما‪،‬‬ ‫َّ‬

‫الزاد‪ ،‬وهُ ما في غار ثور‪...‬‬ ‫ صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬‬‫َ‬

‫أنت عندما‬ ‫عليهما النعم ص ّبًا‪ .‬وهكذا ِ‬

‫ِّ‬ ‫الحق عندما أتاها أبو جهل‬ ‫وكم كان رائعً ا ثبا ُتها على‬

‫يأتيك الزوج الصالح‪ ،‬كوني له‬ ‫ِ‬

‫بسر أبيها وتخبره عن مكانه‪،‬‬ ‫ليستدرجها لتبوحَ‬ ‫ِّ‬

‫زوجة صالحة‪ ،‬كوني مثلها‬

‫فأبت ولم تتكلم‪ ،‬وانصرف غاضبًا من ثباتها بعد أن‬

‫صحابية‪.‬‬

‫نشغله ويشغل فينا الكثير‪ ،‬فنقولها أحيا ًنا ‪-‬‬ ‫وبصدق ‪ :-‬يا ليتني ُولدت في عهد الصحابة! نهرب‬ ‫ْ‬ ‫عرفناهم من‬ ‫أحباب‬ ‫بتلك األمنية المستحيلة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫سطور السيرة العطرة‪ ،‬فأحببنا فيهم َ‬ ‫رفق‬ ‫بين ُ‬ ‫َ‬ ‫حظي به عُ ثمان‪،‬‬ ‫الصديق‪،‬‬ ‫وعدل عُ َ‬ ‫ِّ‬ ‫مر‪ ،‬والنو َر الذي ِ‬ ‫ٌ‬ ‫بالل‪.‬‬ ‫الندي الذي رُزق به‬ ‫علي‪ ،‬والصوت‬ ‫وحكمة‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬

‫بقسوة‪.‬‬ ‫لطمها‬ ‫ٍ‬ ‫أبيك‪ ،‬وتحفظين‬ ‫سر‬ ‫أنت عندما تحفظين َّ‬ ‫ِ‬ ‫وكذلك ِ‬

‫َ‬ ‫تتألق في هذا العهد الطاهر صحابيات‬ ‫ومن الرائع أن‬

‫نفسك كأمانة في كل درب تسلكينه في حياتك‪،‬‬

‫رائعات‪ ،‬كل واحدة منهن كوكب دري وحدها‪ ،‬لو‬

‫والعالقات‬ ‫الحرام‬ ‫نفسك فتتعففين عن‬ ‫تحفظين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ْ‬ ‫النساء‪،‬‬ ‫لتغيرت أحوالنا نحن‬ ‫تعمقنا في سيرتها؛‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ولكانت كل فتاة مسلمة صحابية بلسان حالها‬ ‫وأفعالها‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫ْ‬ ‫وتتلون‬ ‫تتلوى‬ ‫أمام كل فتنة‬ ‫فل َت ْثبُتي‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫حنان الشين‬

‫شعارات‬ ‫والصداقات مع الشباب التي يضعونها تحت‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫أبيك‪،‬‬ ‫وردية باسم الحب‪ ،‬فتزداد مكانتك عند‬ ‫ِ‬ ‫وتزدادين عند اهلل أجرً ا وتحبك المالئكة‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫بابا‪ ...‬خدني معاك‬ ‫الشغل‬

‫أل‬ ‫‪ .‬أنت‬ ‫على طو‬ ‫وبتعمل م ل شقي‬ ‫شاكل‬

‫بجد هابقى‬ ‫مؤدب‬ ‫ومش هاعمل‬ ‫مشاكل خااالص‪،‬‬ ‫بجد‪ ...‬بجد‬

‫وفي الوالدة‬

‫الناس اللي بتذاكر‬

‫قلت أل‪ ..‬يعني أل‬

‫ش‬

‫دّي حيلك‬ ‫يا ستي‬

‫الكهرباء قطعت‪..‬‬ ‫واملتحان بكرة‬

‫جب‬ ‫ت إيه‬ ‫يا د‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ر؟؟‬ ‫والبيــوت‬

‫عمرو المعداوي‬ ‫واملصـاعد‬

‫مبروك‪ ..‬ولد‬ ‫أل أل‪ ..‬بنت‬ ‫يوووه مش شايف‬

‫آخر‬ ‫دقيقة فى املباراة‪..‬‬

‫ومازال ا‬ ‫لتعادل السلبي قائ ًما‬ ‫وآخر فرصة فى‬ ‫املباراة‪ ..‬هايشووط‬

‫إيه الي حصل؟؟‬ ‫جاب جوول وال لسه؟؟‬

‫بت يا عواتيف‪..‬‬ ‫هاتي الشمعة يا بت!!‬ ‫ال تتركني يا مهند‬ ‫أرجوووك!!‬ ‫وردت احلكومة‪..‬‬ ‫ّ‬

‫لم نتمكن حتى اآلن‬ ‫من الكشف عن سبب هذا‬ ‫العمل التخريبي اخلطير‬

‫ولكننا نعلن‪ ..‬أننا لن نتهاون‬ ‫مع أي جهة مسؤولة عن هذا‬ ‫العمل اإلجرامي الشديد‬

‫وفي محطة الطاقة‪..‬‬

‫‪30‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد أعلنت عناصر‬ ‫من احلركات اإلرهابية‬ ‫واملوساد اإلسرائيلى‬

‫والزرار ده بقى‪..‬‬ ‫بيعمل إيييييه؟؟‬

‫النور‬ ‫راااااح!!‬

‫عن عدم مسؤوليتهم‬ ‫عن انقطاع التيار‬ ‫الكهربائي عن مصر‬

‫النور جه‪..‬‬ ‫هيييييييييه‬

‫فجأة وبدون أي مقدمات‪ ،‬أغلقت‬ ‫(موبايلي)‪ ،‬ورفضت الرد على أي شخص‬ ‫يكلمني على البيت‪ ،‬ورحت في نوم‬ ‫عميق‪ ،‬حوالي ثالثة أيام على هذا الحال‪،‬‬ ‫ال أكاد أستيقظ من عشر ساعات نوم‬ ‫متواصل حتى أعود ألكمل ثانية‪.‬‬ ‫ال يوجد سبب معين لفعلي هذا‪ ،‬لكنها‬ ‫ً‬ ‫مطلقا في أي‬ ‫رغبة في عدم التفكير‬ ‫شيء‪ ،‬تنتهز أمي لحظات استيقاظي‬ ‫لتحدثني‪...‬‬ ‫ أنت تعبان؟‬‫ أل‪ ،‬ليه؟‬‫ ليه؟! أنت بقالك ‪ 3‬أيام نايم‪،‬‬‫ومابتروحش الكلية‪.‬‬ ‫ ماعنديش كلية‪.‬‬‫ أصحابك واجعين دماغي كل شوية‬‫بتليفونات‪ ،‬وبيسألوا‪ :‬هو قافل‬ ‫موبايله ومابيجيش ليه؟!‬ ‫ قولي لهم‪ :‬عيان‪.‬‬‫ مالك يابني؟‬‫(بضيق) مفيش ياماما‪.‬‬ ‫‬‫ٍ‬ ‫تتركني عندما يرن جرس الباب‪ ،‬أنتهز‬ ‫الفرصة ألنام مجددً ا قبل أن تعود‬ ‫وتستجوبني‪ ،‬تدخل الغرفة بعد لحظات‬ ‫علي‪،‬‬ ‫أمثل أني نائم‪ ،‬فتشد الغطاء من‬ ‫ّ‬ ‫فأنظر ألجده وجه شخص ليس أمي‪.‬‬ ‫ (مفزوعً ا) أنت مين؟‬‫ إيه ياعم؟! اهْ دَ أ بس‪ ...‬أنا أحمد‪.‬‬‫ أحمد مين؟‬‫ أيوه استعبط استعبط‪ ...‬أحمد‬‫صاحبك ياله‪.‬‬ ‫ ووصلت لغاية هنا إزاي؟!‬‫‪ -‬أمك فتحت لي الباب‪ ،‬وقالت لي خش‬

‫لصاحبك وشوف ماله‪ ...‬إيه بقى قافل‬ ‫موبايلك وقافش علينا ليه؟‬ ‫ (أعتدل في جلستي) مفيش حاجة‬‫ياعم‪.‬‬ ‫ أنت فاكرني أمك‪ ...‬ماتقول‪.‬‬‫ مخنوق ومتضايق‪.‬‬‫ ِمن؟‬‫ ما المشكلة إني مش عارف‪.‬‬‫ والمخنوق ده يقفل موبايله‬‫ومايكلمش حد؟!‬ ‫ (أقاطعه) وأخنق الناس معايا ليه؟‬‫ يعني عجبك قعدتك دي؟‬‫ أل طبعً ا‪.‬‬‫ (يخرج سيجارة من جيبه) خد دي‬‫وانت حتروق على طول‪.‬‬ ‫ أنا بطلت سجاير‪.‬‬‫ اهلل اهلل‪ ...‬إيه الكالم الجديد ده‪...‬‬‫ال مش ده صاحبي اللي أنا أعرفه‪.‬‬ ‫ (يحاول وضعها في يدي) خد بس‪...‬‬‫أنا معايا حاجات تانية بس مايصحش‬ ‫أطلعها هنا‪.‬‬ ‫ (أنهض) ال تانية وال تالتة‪ ...‬شيل‬‫حاجتك‪.‬‬ ‫ رايح فين‪.‬‬‫ حلبس وأنزل‪.‬‬‫ أيوه كده‪ ...‬قشطة عليك‪.‬‬‫للحقيقة‪ :‬موضوع الخروج هذا لم‬ ‫يكن في ذهني‪ ،‬لكنه طريقة للتخلص‬ ‫ً‬ ‫خاصة وأنا أعلم أنه لن‬ ‫من إغراءاته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يتركني إال وقد شربت شيئا‪.‬‬ ‫أرتدي مالبسي سريعً ا‪ ،‬وأستعد للخروج‬ ‫مبتسما‪:‬‬ ‫فيسألني‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬ها‪ ...‬حنروح فين؟‬

‫ نروح؟ وانت بتجمع ليه؟!‬‫ بجمع ‪ ...‬أنت حتنزل لوحدك؟!‬‫ آه‪.‬‬‫ وأنا؟!‬‫ شوف أنت كنت حتروح فين‪ ...‬أنت‬‫الزم تيجي معايا؟!‬ ‫ وحتروح فين بقى؟‬‫ (أفكر للحظات)‪...‬‬‫ (يعلو صوته) حتروح فين؟‬‫ أصلي حنزل أصلي العشاء في الجامع‪.‬‬‫ نعم! وده ليه يعني؟! حد مات لك؟!‬‫أتركه وأخرج خارج الغرفة مسرعً ا‪،‬‬ ‫وأنادي على أمي‪ :‬ماما‪.‬‬ ‫ أيوه‪ ...‬إيه ده؟! أنت نازل؟! أخيرً ا!!‬‫ آه‪ ...‬مش عايزة حاجة من تحت؟‬‫ سالمتك‪ ...‬وفين صاحبك؟‬‫ (التفت فال أجده) يخرب بيتك‪...‬‬‫(أنادي بصوت عال) أحمد‪.‬‬ ‫متجهما) نعم‪،‬‬ ‫ (يخرج من الغرفة‬‫ً‬ ‫أنت نازل بجد؟‬ ‫ حاهرج معاك؟‬‫ طاب سالم بقى ياطنط‪.‬‬‫ مع السالمة يابني‪.‬‬‫أسبقه إلى الباب أسمع أمي وهي‬ ‫تهمس له‪ :‬أنت أقنعته إزاي يخرج؟‬ ‫ صاحبه بقى‪.‬‬‫ ربنا يخليكوا لبعض‪.‬‬‫أردت أن أقول ألمي حقيقته‪ ،‬لكني‬ ‫تراجعت؛ فال يزال صديقي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أنه كان سببًا في إخراجي من تلك‬ ‫الحالة التي كنت عليها‪ ،‬ليس باتباع‬ ‫ما أراده هو‪ ،‬بل بإصراري على أن أكون‬ ‫عكس ما يريد‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫ممكن تتكلم عن‬ ‫كل من يهتم بفن التصوير الضوئي يعلم أنه كلما‬ ‫قل زمن فتح وغلق مصراع القمرة «الكاميرا»؛‬ ‫فإنها تكون أبهظ ثم ًنا‪ ،‬وأكثر جودة وأعلى قدرًا بين‬ ‫نظائرها؛ ألنها ستستطيع في هذه الحالة حبس ظل‬ ‫صور أثناء التغيير‪ ،‬وهي تتحرك بسرعة‪ ،‬فتستطيع أن‬ ‫تلتقط صورة قطرة ماء بدقة وهي تهبط فتحفظها‬ ‫في لحظة ارتطامها بمسطح مائي فتخرج صورة‬ ‫رائعة‪ ،‬تسجل لصاحبها‪ ،‬ويتفنن الناس في وضعها‬ ‫على أسطح مكاتبهم أو أن يتم كتابة كلمات من‬ ‫المحفزات وتوضع على حوائط الشركات واألعمال‪،‬‬ ‫ويتم مشاركتها على شبكات الترابط االجتماعي‪.‬‬ ‫حدا أدنى للقدرة‬ ‫وكما أن هناك ً ّ‬ ‫المطلوبة للفتح والغلق‪ ،‬يوجد‬ ‫ً‬ ‫أيضا خاصية أخرى‪ ،‬وهي الحد‬ ‫األقصى الستمرار عدسة القمرة‬ ‫في االنفتاح؛ وذلك لكي تستطيع‬ ‫تجميع الضوء من صورة ثابتة‬ ‫ليلية لبعض الوقت‪ ،‬وهي عندما‬ ‫تفعل ذلك فهي تجعل الرؤية‬ ‫الليلية أوضح‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإن الصورة تظهر بها‬ ‫بعض االهتزازات‪ ،‬وتبدو النجوم‬ ‫في مساراتها وهي تتحرك من مكانها في الفلك الذي‬ ‫ندور جميعً ا فيه‪.‬‬ ‫ولو طالت مدة هذه العدسات‪ ،‬وثبتت على جبل‪،‬‬ ‫اللتقطت تحركات له‪ ،‬أن يتزحزح يمنة أو يسرة‪ ،‬أو‬ ‫أن يهبط أو أن يرتقي قلي ًلا‪ ،‬اعتمادً ا على قدرة هذه‬ ‫العدسة على االستمرار لسنين طوال بثبات ورسوخ‪.‬‬ ‫التغيير من حال إلى حال‪ ،‬والحركة هي من حال‬ ‫جميع المخلوقات‪ ،‬حتى ما نراه هامدً ا‪ ،‬وبالنسبة لنا‬ ‫﴿و َترَ ى‬ ‫ال يتحرك‪ ،‬يصفه اهلل ‪ -‬عز وجل ‪ -‬في القرآن َ‬

‫‪32‬‬

‫‪www.momkenmag.com/August2012‬‬

‫ا ْل ِجب َ‬ ‫سب َ‬ ‫ص ْنعَ‬ ‫امدَ ًة َو ِه َي َت ُمرُّ َمرَّ َّ‬ ‫َال َت ْح َ‬ ‫اب ُ‬ ‫ُها جَ ِ‬ ‫الس َح ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َّل ِه ا َّل ِذي أ ْت َق َن ُك َّل ش ْي ٍء﴾ [النمل‪.]88 :‬‬ ‫حتى النجوم‪ ،‬والتي نظن أن الفلك الذي خلقه اهلل‬ ‫حولنا‪ ،‬ونهتدي به في سفرنا وترحالنا‪ ،‬وفي حساب‬ ‫السنين ودوران الزمان‪ ،‬تلك البروج التي خلقها اهلل‬ ‫﴿ف َ‬ ‫لنا‪ ،‬أقسم اهلل على مواقعها َ‬ ‫اق ِع‬ ‫س ُ‬ ‫م ِب َم َو ِ‬ ‫ال أُ ْق ِ‬ ‫وم﴾ [الواقعة‪]75 :‬؛ فلقد أثبت العلم الحديث‬ ‫ال ُّن ُج ِ‬ ‫أن ما نراه هو مواقع هذه النجوم من آالف السنين‪،‬‬ ‫فقد تحركت بالفعل‪ ،‬ولسنا نرى سوى أثرها الضوئي‬ ‫فقط الذي تركت أشعته لتعْ بُر في الزمان وفي الكون‬ ‫م َّل ْو‬ ‫﴿و ِإ َّنهُ َل َق َ‬ ‫س ٌ‬ ‫حتى تصل إلينا‪ ،‬ولذلك عبَّر اهلل عنها َ‬ ‫يم﴾ [الواقعة‪:‬‬ ‫ون عَ ِظ ٌ‬ ‫َتعْ َل ُم َ‬ ‫‪.]76‬‬ ‫إذا نظرنا إلى القمر‪ ،‬وجدناه‬ ‫يتحول في اليوم والشهر‪،‬‬ ‫ويظهر ويختفي‪ ،‬ويكتمل‬ ‫م يختفي‬ ‫فنراه بدرًا‪ ،‬ومن َث َّ‬ ‫وتظلم الدنيا منه‪ ،‬ويبقى‬ ‫الفلك والنجوم من حوله‪.‬‬ ‫وكذلك الشمس تشرق في‬ ‫أول اليوم وتتغير ألوانها‪،‬‬ ‫وتأثيرها في اليوم ودفء‬ ‫األرض‪ ،‬وتتغير فصول‬ ‫العام بمكان األرض من الشمس‪ ،‬وانحنائها عليها‪...‬‬ ‫باألمس كان هناك فتى يقال له إبراهيم (عليه‬ ‫السالم) في زمن من األزمنة رفض ما يعبد قومه‬ ‫من هذه الكواكب؛ الشمس والقمر؛ ألنه ال يحب‬ ‫اآلفلين‪ ،‬فالتغيير ليس من صفات اإلله المعبود‪.‬‬ ‫كبر هذا الفتى وتحرك بين األمصار‪ ،‬تحرك بين العراق‪،‬‬ ‫اج ٌر‬ ‫والشام ومصر والحجاز‪ ...‬وكان شعاره‪ِ ﴿ :‬إ ِّني ُم َه ِ‬ ‫ِإ َلى َربِّي﴾ [العنكبوت‪ ،]26 :‬فالثبات‬

‫‪33‬‬


‫من صفات المعبود والتغيير والحركة من صفات‬ ‫العابد‪ ،‬ولذلك َّ‬ ‫ان أُ َّم ًة﴾‬ ‫اه َ‬ ‫لقبه اهلل تعالى‪ِ ﴿ :‬إ َّن ِإبْرَ ِ‬ ‫يم َك َ‬ ‫[النحل‪.]120 :‬‬

‫اليوم يعاند بعض الناس هذا الواقع‪...‬‬

‫أحمد‬

‫شاب في أوائل الثالثينات‪ ،‬مدير في إحدى‬ ‫الشركات الكبرى‪ ،‬لم يتزوج بعد‪ ،‬يذهب إلى عمله في‬ ‫الصباح‪ ،‬وتحضر له أمه الساندويتشات‪ ،‬التي يأخذها‬ ‫معه ليعطيها للسايس في طريقه إلى العمل‪ ،‬ألنه‬ ‫يفضل األكل مع زمالئه في االستراحة‪ ،‬أحمد يبذل‬ ‫جهدً ا كبير في العمل‪ ،‬ثم ينتهي اليوم‪ ،‬فيرجع إلى‬ ‫المنزل‪ ،‬الذي جهز فيه غرفته بالبالي ستيشن‪،‬‬ ‫والشاشة الـ ‪ LCD‬العمالقة‪ ،‬واشتراك القنوات‬ ‫الرياضية التي تبث الدوريات العالمية‪ ،‬يق ِّلب في‬ ‫القنوات‪ ،‬إذا لم يجد ما يسره‪ ،‬يفتح البالي ستيشن‪،‬‬ ‫ويلعب به قلي ًلا‪ ،‬ثم ينام‪.‬‬ ‫أحمد يذهب في عطلة نهاية‬ ‫األسبوع ليرافق أصدقاءه في‬ ‫القهوة‪ ،‬ليتسامروا حول أحوال‬ ‫النساء‪ ،‬والسيارات‪ ،‬والرياضة‪،‬‬ ‫ويتكلموا عن مشكالت العمل‪،‬‬ ‫ويلعبوا لعبة كتشينه «ترنيب أو‬ ‫استيماشن»‪.‬‬ ‫يتعجب أحمد أن «مراد» صديقه لم‬

‫اهتماما‬ ‫يعد يهتم بأحاديثه‪ ،‬ويسخر منه أو ال يُبدي‬ ‫ً‬ ‫بحديثه عندما يتكلم‪ ،‬ويتعجب من امتعاضه من‬ ‫سير الحديث‪ ،‬واختفائه عن بعض االجتماعات على‬ ‫القهوة‪.‬‬ ‫أحمد لم يدرك بعد أنه عليه أن يدرك اللحظة‪ ،‬أنه‬ ‫أصبح اآلن رج ًلا‪ ،‬وأن عليه أن يبحث عن دور له في‬ ‫الحياة يليق بعمره‪ ،‬وأنه يجب أن يكون مسؤو ًلا عن‬ ‫أسرة‪ ،‬وأن الحياة ليست رياضة ونساء وسيارات‬ ‫فقط‪ ،‬بل هناك ما هو أهم بكثير من ذلك‪.‬‬

‫أميرة‬

‫سيدة في الخمسينات‪ ،‬أم لثالثة من‬ ‫الشباب‪ ،‬شابين وفتاة‪ ،‬ربَّتهم فأطعمتهم‬ ‫َ‬ ‫س ْت ُهم‪ ،‬وع َّلمتهم اآلداب‪ ،‬وتابعت تعليمهم‬ ‫وك َ‬ ‫حتى شارفوا على الزواج جميعً ا‪.‬‬ ‫أميرة تقضي وقتها في المطبخ صباحً ا‪ ،‬وأمام التلفاز‬ ‫إلى نهاية اليوم‪.‬‬ ‫ال تفهم أميرة التعامل مع الحاسوب‪ ،‬وال تفهم جيدً ا‬ ‫ما هو الفيسبوك أو التويتر‪،‬‬ ‫أو فوائد اإلنترنت‪ ،‬وال تعرف‬ ‫العالم من خارجها إال بما‬ ‫يُمليه عليها اإلعالم‪ ،‬وتكره‬ ‫ت إلى ثورة العمالء‬ ‫يم ُّ‬ ‫كل ما ُ‬ ‫والمأجورين الماسونيين‪،‬‬ ‫وعندما تريد أن تريح‬ ‫أعصابها تفتح قنوات األغاني‬ ‫واألفالم لتغير من ضغط‬ ‫السياسة‪ ،‬والحوارات حولها‪.‬‬ ‫وأبناء أميرة ال يستطيعون أن يُقيموا معها حوارًا‬ ‫كام ًلا‪ ،‬يختلفون معها كثيرً ا وهي ال تسمع آراءهم‪،‬‬ ‫فكلما تكلموا اختلفوا معها‪ ،‬وكلما حكوا لها ما‬ ‫يرونه عيا ًنا وما يعرفونه من اإلنترنت‪َّ ،‬‬ ‫كذبتهم‬ ‫َّ‬ ‫وسفهت آراءهم‪ ،‬وغيَّرت الموضوع؛ ألنها تعرف أن‬ ‫َ‬ ‫الحقائق تأتي لها جاهزة من التلفاز‪.‬‬ ‫أميرة لم تدرك أن لها ً ّ‬ ‫حقا في التطور‪ ،‬حتى‬

‫‪34‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫أما لهؤالء‬ ‫أما صالحة‪ ،‬وأنها قبل أن تكون ً ّ‬ ‫تكون ً ّ‬ ‫َّ‬ ‫الثالثة‪ ،‬فهي في األصل إنسانة مكلفة في ذاتها‪ ،‬وأن‬ ‫عليها رسالة نحو العالم يجب أن تقوم بها‪.‬‬ ‫بين أحمد وأميرة مسافة ليست ببعيدة‪ ،‬لقد اختار‬ ‫كل واحد منهما أن يأسر نفسه في دور مؤقت‬ ‫بمرحلة ما أعجبته في حياته‪ ،‬وال يُريد أن يخرج من‬ ‫قيد هذه المرحلة‪ ،‬يعيش مرحلة ِس ِّنية فاتت منذ‬ ‫زمن‪ ،‬وانتهى دورها من فترة‪ ،‬وأن لكل مرحلة‬ ‫دورًا جديدً ا‪ ،‬وتحديات جديدة‪ ،‬وأنهما كي يَستكمال‬ ‫رحلتهما اإلنسانية؛ فعليهما أن يتداركا اللحظة‬ ‫والزمن ومقتضياته‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني أن ي َْقبَال التغيير‬ ‫كمنهج للحياة‪.‬‬ ‫وهناك مجتمعات بكاملها‬ ‫تختار الثبوت كمنهج‬ ‫للحياة‪ ،‬وتقول لمن ينادي‬ ‫بالتغيير ‪ -‬العنين كل‬ ‫فكرة جديدة دخيلة على‬ ‫مجتمعهم ‪ِ ﴿ :-‬إ َّنا َوجَ دْ َنا‬ ‫َاء َنا عَ َلى أُ َّم ٍة َو ِإ َّنا عَ َلى‬ ‫آب َ‬ ‫َ‬ ‫ون﴾ [الزخرف‪:‬‬ ‫ار ِهم ُّم ْهتدُ َ‬ ‫َآث ِ‬ ‫‪.]22،23‬‬ ‫قلوب عندما رفضت التغيير واإلذعان ُو ِص َفت‬ ‫وهناك‬ ‫ٌ‬ ‫أنها أشد قسوة من الحجارة‪ ،‬فمن الحجارة ما يتفجر‬ ‫منه األنهار‪ ،‬ومنها ما َّ‬ ‫يشقق فيخرج منه الماء‪،‬‬ ‫ومنها ما يهبط من خشية اهلل‪.‬‬ ‫في خالل العقود الماضية خرجت علينا أفالم مبهجة‪،‬‬ ‫نرى فيها البذرة وهي تتحول إلى زرعة صغيرة‪ ،‬وتشق‬ ‫ً‬ ‫أفالما‬ ‫أوراقا ثم أزهارًا‪ .‬ورأينا‬ ‫الصخور‪ ،‬وتكبر‪ ،‬لتخرج‬ ‫ً‬ ‫أخرى تصور البويضة في الرحم‪ ،‬وهي ُت َل َّقح لتكون‬ ‫ُن ْ‬ ‫فمضغة‪ ،‬والجنين وهو يتكون في‬ ‫طفة‪ ،‬فعَ َل َقة‪ُ ،‬‬ ‫بطن أمه ليكبر‪ ،‬ثم ليولد رضيعً ا كام ًلا‪ ،‬ليصرخ أولى‬ ‫صرخاته في رحلته اإلنسانية‪.‬‬

‫وقفت اإلنسانية أمام‬ ‫هذه األفالم التي تصور ما‬ ‫يحدث في فترات أيام‪ ،‬أو‬ ‫أسابيع أو شهور‪ ...‬يقف‬ ‫مصورون محترفون‬ ‫وراءها‬ ‫ِّ‬ ‫وقمرات (كاميرات) حديثة‬ ‫ترصد ما يحدث‪.‬‬ ‫ولم تقف اإلنسانية كثيرً ا‬ ‫أمام تلك الصور التي تمثل‬ ‫الحقيقة الثابتة التي هي من‬ ‫مكونات ِخلقتها؛ أن رحلة‬ ‫الحياة رحلة تغيير ثابتة‬ ‫رغما‬ ‫على ذلك‪ ،‬وأنه إن لم تتغير لما تريده‪ ،‬فستتغير‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫عنك‪ ،‬وبإرادة خارجة عنك‪ ،‬وس ُتحال ترابًا بعد أن تقبَر‪.‬‬ ‫فالثبوت من صفات الخالدين‪ ،‬وهي ليست لنا في‬ ‫الحياة الدنيا‪ ،‬ولذلك قال حكيم‪ُ :‬‬ ‫«قد‪ ...‬أو دعني‬ ‫أقود‪ ...‬أو اخرج عن طريقي!»‪.‬‬

‫محمد شرف الدين‬

‫‪35‬‬


‫ً‬ ‫هدفا أو أحــدد هدفي‪ ،‬مع أني‬ ‫«أنــي ال أســتطيع أن أكتب‬ ‫قــرأت في العــدد الماضي من «ممكن» عــن (الهدف)‪،‬‬ ‫ولكن برده مش عارف»‪.‬‬

‫األسباب‪:‬‬ ‫‪ -1‬حضرتك لم تبذل المجهود الكافي‪.‬‬ ‫‪ -2‬أصحاب حضرتك محبطين وال يشجعونك‪.‬‬ ‫‪ -3‬ابحــث لــك عــن شــخص يوجِّ هــك بعــد أن تكــون‬ ‫أتممت ‪2 + 1‬‬

‫يا دكتور‪ :‬أنا محتار مش عارف أحدد أنا عاوز إيه؟ مش‬ ‫عارف أشــتغل إيه؟ هل أشــتغل اللي بحبه وال اللي‬ ‫درسته؟ أعمل إيه؟‬ ‫علــي يوميًــا‬ ‫هــذه األســئلة التــي تنهــال‬ ‫ّ‬ ‫علــى الفيســبوك أو كلمــا انتهيــت من‬ ‫محاضــرة‪ ،‬وألني ال أعطــي جوابًا ألحد‬ ‫ألنــي لســت (عمــرو جوجــل) مث ًلا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وأيضــا ألنه ليس مــن الحرفية أن‬ ‫ً‬ ‫أعطــي حلا‪ ،‬فأرد الســؤال له ولك‪:‬‬ ‫أنت عاوز إيه من الدنيا؟‬ ‫فيقف أمامي السائل في حالة ذهول‬ ‫تام‪ ،‬ويقول لي‪ :‬مش عارف!‬ ‫أقــول له‪ :‬اذهب وحدد هدفك وما تريده‪،‬‬ ‫ً‬ ‫طريقا لتسلكه‪.‬‬ ‫وعندها سأعطيك‬ ‫ومن هنا أبدأ وأقول‪ :‬إذا كنت لم تحدد لليوم هدف أو‬ ‫نقطة تريد الوصول إليها‪ ،‬فكيف لنا أن نساعدك؟! هل‬ ‫تريد الشــهرة‪ ،‬أم المــال‪ ،‬أم العالقــات‪ ،‬أم النجاح؟‪...‬‬ ‫مه ًلا‪ ،‬بالراحة شوية‪ ...‬إذا كانت إجابتك هي «النجاح»‪،‬‬ ‫فمــا هــو تعريفك لكلمــة «النجــاح»؟ ألنها‬ ‫مختلفة من شخص آلخر!‬ ‫ثم تبدأ المعضلة الثانية‪ :‬وهي‬

‫‪36‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫قبــل أن أتــركك اآلن‪ ،‬ســأعطي لــك ڤيتاميــن إلــى أن‬ ‫نتقابــل‪ :‬ابــدأ بمــا تحبــه وتعشــقه حتــى وإن كنــت ال‬ ‫تجيده اآلن‪ ،‬ألن هذا ســيكون وقودك للعمل والبذل؛‬ ‫فــإن أحببت الجنة مث ًلا عملت لها‪ ،‬وإذا خفت من النار‬ ‫هربت منهــا‪ ...‬وكذلــك في حياتــك العملية‪،‬‬ ‫ودعــك ممــا درســت قصــرً ا ومن قــول «أنا‬ ‫مستخسر سنين الدراسة»‪.‬‬ ‫ثم ادرس‪ ،‬واعمل بجد ليل نهار فيما‬ ‫تحــب لتكون أكثــر النــاس ِحرَ فية‬ ‫فــي العالــم فيمــا تحــب‪ ،‬فمثــ ًلا‬ ‫تحــب الرســم‪ ،‬فعليك دراســته‬ ‫وتع ُّلمه‪ ،‬تحــب التدريب‪ ،‬فعليك‬ ‫دراســته وتع ُّلمــه‪ ،‬تحــب وتريــد‬ ‫الجنــة‪ ،‬فعليــك بالطــرق المؤديــة‬ ‫إليها‪ ...‬وهكذا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا‪:‬‬ ‫‪Do what you love & money will come later‬‬ ‫وضحــت كده؟ يعني آخر حاجة الفلــوس أو الجائزة‪ ،‬إن‬ ‫مــا ذكرته لــك أعاله يضمــن لك أول خطــوات النجاح‪،‬‬ ‫ولكــن الطريــق طويــل وممتــع وشــيق‪،‬‬ ‫وســتجده غير مزدحم هذا وعدي‬ ‫لك‪.‬‬ ‫فــأي الطــرق تريــد اآلن‪:‬‬ ‫المزدحــم أم الغيــر؟‬ ‫وفقك اهلل‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫ ‪1233‬م‪،‬وكانت قد وصلت الخالفة العباسية إلى‬‫أضعف درجاتها‪ ،‬ومع ذلك تم إنشاء هذه المدرسة‬ ‫الخالدة التي ع َّلق عليها ابن كثير “لم يُبن مدرسة‬ ‫قب َلها مثلها”‪،‬وكان في المدرسة لكل علم ‪ 62‬فقيه‬ ‫و‪ 4‬معيدين و‪ 10‬مستمعين‪.‬‬

‫ْ‬ ‫ـه ال َّتبجـيـال‬ ‫قــــف للمعلــم َو ِّف ِ‬ ‫يكون رسوال‬ ‫علم أن‬ ‫الـم ُ‬ ‫َ‬ ‫كاد ُ‬ ‫أعلمت أشرف َأو َّ‬ ‫من الذي‬ ‫َ‬ ‫أجل َ‬ ‫أنفسا وعقوال‬ ‫يبني ويُنشئ‬ ‫ً‬ ‫من م َّنا عندما كان يسمع هذين البيتين كان يحمر‬ ‫وجهه‪ ،‬ويغضب‪ ،‬ويقول في نفسه‪ :‬تبجيال لمن؟‬ ‫ولماذا؟ هل أنا من األساس‬ ‫تعلمت؟! هل من األساس‬ ‫يوجد في بالدنا العربية‬ ‫تعليم جيد وأساتذة‬ ‫كاف من العلم‬ ‫على قدر‬ ‫ٍ‬ ‫والمعرفة‪ ،‬لماذا كل هذا‬ ‫التضخيم والتبجيل ألناس‬ ‫لم أستفد منهم بالكثير؟!‬ ‫أن لو كان َتع َّلم في‬ ‫ويكون في نفس الكثير منا ْ‬ ‫الخارج في بالد التعليم الجيد والمعرفة والحضارة‬ ‫ً‬ ‫تعليم جيد‬ ‫عادة ‪-‬‬ ‫والتقدم‪ ،‬وكلنا نعلم أنه ال يوجد ‪-‬‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫الغرب‪ ،‬وأن الغرب متفوقون عنا ومتعلمون‬ ‫إال في‬ ‫ِ‬ ‫جدا إذا تعلمنا عندهم وبلغتهم‬ ‫أكثر منا ونفتخر ً ّ‬ ‫وبأساليبهم‪ .‬وغفل كثير منا أن أساس كل تقدم‬ ‫ْ‬ ‫ونقلهم‬ ‫الغرب هو حضارة المسلمين‪،‬‬ ‫وتفوق‬ ‫ِ‬ ‫لكتبهم وأبحاثهم وترجمتها وتطويرها‪ ،‬ولوال‬ ‫الحضارة اإلسالمية؛ ما وجدت الحضارة الغربية اآلن‪.‬‬ ‫هل تعلم أن أول مدرسة في العالم كانت في بالد‬ ‫المسلمين‪ ،‬وأن المسلمين هم أول من أنشأوا‬ ‫المدارس ؟!‬ ‫نعم؛أول مدرسة بُنيت في دمشق عام ‪ 391‬هجريًّا‪،‬‬ ‫وقام بإنشائها شجاع الدولة صادر بن عبد اهلل‪،‬‬

‫‪38‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫تبعه بعد ذلك‬ ‫ُ‬ ‫وسميت بالمدرسة الصادرية‪ ،‬ثم ِ‬ ‫مقرئ دمشق رشأ بن نظيف‪ ،‬حيث قام بتأسيس‬ ‫المدرسة الرشائية في حدود ‪ 400‬هجريًّا‪.‬‬ ‫وكان في بادئ األمر يَتعلم الطلبة في المساجد‪،‬‬ ‫لكن بعد إنشاء هذه المدارس بدأ الطلبة بالخروج‬ ‫المساجد والتعلم في هذه المدارس‬ ‫من حلقات‬ ‫ِ‬ ‫المتخصصة‪ ،‬وكانت المدارس في بادئ األمر أهلية‪،‬‬ ‫ثم تدخلت في إنشائها مؤسسة الحكم والخالفة‬ ‫وامتألت بالد العراق‬ ‫بالمدارس‪،‬ومـــــــــــــــن‬ ‫أهم هذه المدارس‬ ‫المدرســــــــة النظامية‬ ‫ً‬ ‫نسبـــــــــــة إلى‬ ‫ببــغداد‬ ‫الوزير “نظام الملك”‪،‬‬ ‫وبلغ اهتمام الخليفة‬ ‫العباســــــــي بـــــها أنه‬ ‫كان يُعين األساتذة فيها بنفسه‪ ،‬وقد درس فيها‬ ‫مشاهير الفكر والثقافة مثل حُ جة اإلسالم أبي حامد‬ ‫الغزالي صاحب “إحياء علوم الدين”‪.‬‬ ‫دلل انتشار المدارس في الحضارة اإلسالمية منذ‬ ‫القرن الرابع الهجري‪ /‬العاشر الميالدي على أسبقية‬ ‫طبقات‬ ‫الحضارة اإلسالمية على نشر العلم بين‬ ‫ِ‬ ‫المجتمع المختلفة‪ .‬وجدي ٌر بالذكر أن أوروبا في ذلك‬ ‫الوقت كانت ال تملك من حطام المعرفة إال اليسير‪،‬‬ ‫وعاش األوروبيون في جهل وظالم وتخلف‪ ،‬وحروب‬ ‫طاحنة بين القبائل المختلفة‪.‬‬ ‫توسع العالم اإلسالمي في‬ ‫وتزامن هذامع‬ ‫ُّ‬ ‫إنشاء المدارس‪ ،‬وأصبح في كل حي من األحياء‬ ‫مدرسة‪،‬حتى في زمن الضعف السياسي للحضارة‬ ‫اإلسالمية ‪ -‬بسبب غزو التتار الطاحن للمسلمين‬ ‫‪ -‬بُنيت المدرسة المستنصرية في سنة ‪ 631‬هجريًّا‬

‫النساء في المدارس العربية‪:‬‬ ‫ولم يقتصر التعليم على الرجال فقط‪ ،‬بل كان من‬ ‫حق النساء في الحضارة اإلسالمية أن يُقمن المدارس‬ ‫النافعة ألبناء وبنات هذه الحضارة‪ .‬فقد أنشأت ربيعة‬ ‫بنت خاتون أيوب ‪ -‬وهي أخت صالح الدين‪ -‬المدرسة‬ ‫الصاحبية‪.‬‬ ‫وكانت المدارس في العالم اإلسالمي زاهرة العلوم‬ ‫منتشرة في كل أنحاء العالم اإلسالمي‪ ،‬وكانوا‬ ‫َّ‬ ‫كل العلوم‪،‬فلم تقتصر على العلوم‬ ‫يدرسون‬ ‫الدينية فقط‪ ،‬بل كانوا يدرسون الطب والصيدلة‪،‬‬ ‫وعلوم النجوم‪ ،‬والفيزياء‪ ،‬والكيمياء‪ ،‬والرياضيات‪،‬‬ ‫والتاريخ‪ ،‬والجغرافيا‪ ،‬والهندسة‪ ،‬والصرف والنحو‪،‬‬ ‫والشعر‪.‬‬ ‫وكانت هناك مدارس متخصصة لهذه العلوم‪،‬‬ ‫ووصف ابن بطوطة مدارس مصر قائ ًلا‪”:‬أما‬ ‫المدارس في مصر؛ فال يحيط أحد بحصرها؛‬ ‫لكثرتها” وقد ذكر المقريزي ما يَزيد عن ‪70‬‬ ‫مدرسة كانت منتشرة في مصر‪.‬‬

‫األمم”‪ ،‬ونقضي على ظاهرة (ميس ميرفت)‬ ‫جهلها‬ ‫ُ‬ ‫التي تعلمنا في (الكيالس) معنى كلمة (سانك يوو)‪،‬‬ ‫ونعود مرة أخرى لتصدير العلم والمعرفة والتقدم‬ ‫الحضاري واألخالقي لكل العالم؟!‬ ‫المراجع‪:‬‬ ‫ ماذا قدم المسلمون للعالم؟ للدكتور راغب‬‫السرجاني‪.‬‬ ‫ موسوعة ويكيبيديا‪.‬‬‫‪- 1001 Inventions: The Enduring Legacy of‬‬ ‫‪Muslim Civilization - National Geographic.‬‬

‫إن اهتمام المسلمين بإنشاء المدارس في أنحاء‬ ‫ً‬ ‫كافة دلل على أن هذه الحضارة قد‬ ‫العالم اإلسالمي‬ ‫ِّ‬ ‫العلم أساس كل تقدُّ م‪،‬‬ ‫أخذت بعين االعتبار أن‬ ‫َ‬ ‫بل قدَّ مت للعالم أُنموذجً ا فريدً ا من نشر العلم‬ ‫بين الفقير والغني‪ ،‬والصغير والكبير‪ ،‬والرجل‬ ‫والمرأة‪ ،‬حتى أصبحت الحضارة اإلسالمية‬ ‫ً‬ ‫تربعة على قمة التطور العلمي طوال‬ ‫ُم‬ ‫قرون متعددة‪.‬‬ ‫القرون‬ ‫الممكن أن نرجعَ إلى هذه‬ ‫هل من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المزدهرة؟! وترجع الدولة اإلسالمية‬ ‫ً‬ ‫متربعة على قمة التطور العلمي؟!‬ ‫وترجع إلى مكانها ومكانتها الطبيعية ‪-‬‬ ‫حتى إن األوروبيين كانوا يتباهون فيما‬ ‫بينهم بمعرفتهم للغة العربية‪ ،‬وكانوا‬ ‫يُقحمونها في كالمهم‪ ،‬كما نفعل‬ ‫نحن اليوم باإلنجليزية‪ ،‬ونتباهى في‬ ‫كالمنا بها ‪-‬هل من الممكن أن نحذف‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ضحكت من‬ ‫من حياتنا جملة “يا أمة‬ ‫ْ‬

‫‪39‬‬


‫مذكر ات مصر ي‬ ‫الكالم ده ابتدى في ‪ ،2008‬قبل قيام الثورة المجيدة بسنتين تالتة‪.‬‬ ‫ثورة؟ تاني؟ هو أي حاجة الزم ندخل فيها سيرة الثورة؟ دي‬ ‫مذكرات مصري في الخليج! ملهاش عالقة بـ”الثورة”!‬ ‫بس في ناس شايفة إن كل الطرق تؤدي إلى الثورة‪ ،‬وكل‬ ‫السكك تنطلق من الثورة‪ ،‬واليوم الذي نتوقف فيه عن‬ ‫الكالم عن الثورة‪ ،‬هو يوم نتوقف عن الحياة!‬ ‫هذه محاولة عرض تجربة مواطن مصري سافر للعمل‬ ‫وصلت جدة يوم جمعة‪ ،‬استقبلني‬ ‫واحد في المطار ووصلني الفندق ‪ -‬كانت‬ ‫أول مرة في حياتي‪ ،‬فحسيت إني مهم‪.‬‬ ‫الشوارع كانت فاضية كعادة يوم‬ ‫الجمعة في الدول العربية‪ ،‬واستغربت‬ ‫إن البلد طلعت أنضف وأكثر تطورًا من‬ ‫اللي كنت متخيله‪ ،‬رغم إن دي جدة اللي‬ ‫بتغرق في شبر مية‪ .‬لما شفت بعد‬ ‫كده الرياض انبهرت بالبنية التحتية‪،‬‬ ‫وشبكة الطرق واألنفاق واألبراج‪.‬‬ ‫“هو مش ده الخليج اللي بنقول عليه‬ ‫ابن امبارح؟! بالد من ‪ 100‬سنة كانت‬ ‫عايشة حياة البدو؟ إزاى بنوا مدن حديثة‬ ‫بسرعة كده؟ عندهم بترول؟ مش‬ ‫مبرر‪ ،‬ما هو ليبيا والعراق عندهم بترول!‬ ‫همممم”‪.‬‬ ‫ابتديت أدور على شقة‪ ،‬واكتشفت‬ ‫إن المجتمع السعودي محافظ ألقصى‬ ‫درجة‪ ،‬فهناك فصل بين الشباب العازب‬ ‫والعائالت في السكن وفي المطاعم‪ ،‬فأنا‬ ‫كشاب عازب كان الزم أسكن في عمارة‬ ‫من العمارات المخصصة للعزاب لحد‬ ‫لما أتجوز‪ ،‬وكذلك لما أروح مطعم أقعد‬ ‫في قسم العزاب‪ .‬وطبعً ا المحالت كلها‬ ‫بتقفل وقت الصالة ومفيش سينما‪.‬‬ ‫تماما‪ ،‬بغض‬ ‫أسلوب حياه مختلف‬ ‫ً‬ ‫النظر عن اقتناعي بيه أو أل‪ ...‬أنا بقيت‬ ‫هنا مش في بلدي‪ ،‬فبالتالي الزم أتأقلم‪.‬‬ ‫في ناس كتير بتشتكي من أسلوب‬ ‫الحياة المحافظ‪ ،‬وده أسهل حاجه‬ ‫تعملها إنك تشتكي‪ ،‬ولكن ردي كان‬ ‫دايما للناس دي‪ :‬لو مش مستريح؛‬ ‫ً‬ ‫ارجع بلدك!‬

‫‪40‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫في الخليج‪ ..‬قبل الثورة‪ ،‬واستمر هناك رغم قيام الثورة!‬ ‫هى مش الثورة المفروض تصلح األحوال‪ ،‬فنرجع بلدنا؟!‬ ‫ال‪ ...‬ليس بالثورات تنصلح األحوال‪ ،‬وإال لما احتاج الفرنسيون‬ ‫لتأسيس خمس جمهوريات متعاقبة إلصالح أخطاء‬ ‫ثوراتهم‪.‬‬ ‫إذن‪ :‬ماذا يصلح األحوال ويرجعنا بالدنا؟!‬ ‫مش عارف‪ ...‬عشان كده أنا لسه هناك‪.‬‬

‫أنا شخصيّا تأقلمت جدًّا؛ ألن أسلوب‬ ‫الحياة ده رغم إن شكله صارم ومقيِّد‪،‬‬ ‫ولكنه مريح لألعصاب‪ ،‬معندكش أي‬ ‫ضغط اجتماعي‪ ،‬مفيش حاجات كتير‬ ‫تتعمل‪ ،‬الحياة بسيطة جدًّا‪ ،‬فتقدر تركز‬ ‫في شغلك وحياتك الشخصية‪ ،‬وتنجح‬ ‫وتعمل فلوس؛ ألن أماكن اإلسراف‬ ‫محدودة‪.‬‬ ‫أساسا ناكل عيش‬ ‫مش احنا جايين‬ ‫ً‬ ‫وال جايين نلعب؟!‬ ‫وبعدين ده كان بيخليني لما أسافر‬ ‫وأنزل أجازة أنبسط أكتر؛ ألن كل حاجة‬ ‫طعمها كان بيبقى أحلى‪ ،‬تحس بقيمتها‬ ‫أكتر وتحس إنك بقيت أعقل من األول؛‬ ‫عارف انت عايز إيه‪ ،‬مش بتعمل كل‬ ‫حاجة عشان هيَّ “ينفع تتعمل”‪.‬‬ ‫قعدت في السعودية سنة ونص‪،‬‬ ‫وبعدين ابتديت أسافر دبي أحضر‬ ‫اجتماعات‪ ،‬وشفت الوجه اآلخر لعملة‬ ‫الخليج!‬ ‫دبي مدينة المستقبل‪ ،‬وهَ َوس بكل‬ ‫ما هو على وزن أفعل‪ :‬أكبر – أطول –‬ ‫أسرع – أعلى‪...‬‬ ‫أول انطباع لي كان‪ :‬إيه المدينة‬ ‫المصطنعة دي؟ عامله زي استوديوهات‬ ‫مدينة اإلنتاج اإلعالمي بس على نضيف!‬ ‫حياة مرفهة كأنك خارج من بروشور‬ ‫مدينة سياحية‪ ،‬وبعدين غالية جدًّا‪،‬‬ ‫والتحويش فيها صعب‪ ،‬وفيها كل‬ ‫عمالة تصرف‪ ،‬حياة‬ ‫متع الحياة‪ ،‬فالناس َّ‬ ‫استهالكية جدًّا‪ ،‬ومدينة مالهاش هوية‬ ‫أو ثقافة محددة كده‪ ،‬مايعة!‬

‫“ال يا عم‪ ،‬أنا عمري ما أحب آجي أعيش‬ ‫هنا!”‪.‬‬ ‫ودخلت بعدها طبعً ا في كمية نقاشات‬ ‫حول الفرق بين العيشة في دبي (اإلمارات‬ ‫عامة) والسعودية‪ ،‬وأنا كشخص قنوع‬ ‫بيتأقلم لو حطيته في الصحراء‪ ،‬كنت‬ ‫متحيز للسعودية اللي أنا عايش فيها!‬ ‫مالها السعودية؟ مريحة لألعصاب‪،‬‬ ‫مفيهاش ضغوط اجتماعية وال حاجات‬ ‫تشتتك عن الشغل‪ ،‬رخيصة (لتر البنزين‬ ‫أرخص من إزازة المياه المعدنية) سهل‬ ‫تحوش فيها‪ ،‬وفرص إنك تعمل حاجة‬ ‫غلط أقل؛ ألن الحياة منغلقة بشكل‬ ‫كبير‪.‬‬ ‫“وده اللي الناس بتقول عليه‪ :‬نص‬ ‫الكباية المليان؛ ألن ممكن تبص للنص‬ ‫الفاضي وتكتئب‪ ،‬ودي حاجة ترجعلك‬ ‫وانت اللي تختار!”‪.‬‬ ‫الكالم ده فضل لحد لما جالي‬ ‫شغل في دبي! نص الناس اللي معايا‬ ‫في الشركة كان نفسها تروح دبي؛‬ ‫ديزني الند الكبار‪ ،‬أرض الحرية‪،‬‬ ‫التطور الطبيعي للحياة في الخليج‪...‬‬ ‫بس معقولة حاسيب السعودية وأروح‬ ‫البلد المصطنعة دي؟ أسيب البلد‬ ‫المحترمة الهادية وأروح أعيش في‬ ‫مدينة اإلنتاج اإلعالمي؟‬ ‫الموضوع مخدش تفكير كتير المرة‬ ‫دي‪ ،‬أنا قعدت سنتين في السعودية‬ ‫ُ‬ ‫والخبَر وجدة‪،‬‬ ‫أتنقل بين الدمام‬ ‫فاتعودت على الشحططة وعدم‬ ‫االستقرار‪ .‬وبعدين الوظيفة كانت‬ ‫أحسن والشركة أكبر‪ ،‬والناس كلها‬

‫في الخليج ‪2‬‬ ‫نفسها تروح دبي‪ ،‬فمش حابقى‬ ‫أنا النجم اللي في السنة اللي رفض‬ ‫فيها دبي‪ ،‬استلم شغل في عرعر‬ ‫وسكاكة (مدن في السعودية بس في‬ ‫الصحرا شويتين)!‬ ‫وشم نفسك‬ ‫يال يا عم روح دبي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫شوية بقالك سنتين مهدِّي اللعب‪،‬‬ ‫وبعدين أهو كله خليج في األول وفي‬ ‫اآلخر احنا جايين ناكل عيش!‬ ‫نقلت دبي‪ ،‬حياة سهلة ألقصى درجة‪،‬‬ ‫انفتاح سداح مداح على رأي شاعرنا أحمد‬ ‫فؤاد نجم‪ ،‬اللي نفسك فيه موجود‬ ‫وبالتليفون‪ ،‬أو من عالنت كمان (كل‬ ‫واحد بقى واللي نفسه فيه!) تأجر شقة‬ ‫من عالنت‪ ،‬عايز تاخد قرض من البنك‬ ‫الراجل يجيلك لحد المكتب‪ ،‬والعربيات‬ ‫أرخص ‪ 10‬مرات من مصر‪ ،‬فمفيش حد‬ ‫راكب عربية مبهرة‪ ،‬فيراري‪ ،‬مازاراتي‪،‬‬ ‫بنتلي‪ ،‬ماشيين جنبك عادي في الشارع‪.‬‬ ‫ومحدش بينبهر غير السياح‪...‬‬ ‫إعالنات‪ ،‬عروض خاصة‪ ،‬تخفيضات‪،‬‬ ‫مهرجانات‪ ،‬تليفونات من البنوك عشان‬ ‫تاخد بطاقة تأمين ببالش! ُموالت‪،‬‬ ‫محالت‪ ،‬سوبر ماركتات‪ ،‬كل حاجة‬ ‫ديليفري حتى المية‪ ،‬حفالت‪ ،‬أماكن‬ ‫سهر راقية (كافالي‪ -‬أرماني!) مالهٍ مائية‪،‬‬ ‫عروض خاصة‪ ،‬فرصة محدودة‪...‬‬ ‫بالراحة يا جدعان!!! في إيه؟ حياة‬ ‫استهالكية ألقصى درجة‪ ،‬لو انت مش‬ ‫ناضج كفاية وعارف انت عايز إيه‪ ،‬وبتعرف‬ ‫تتحكم في نفسك وفي المغريات اللي‬ ‫حواليك حتتسحب بسهولة‪ ،‬أغلب‬ ‫أصحابي اللي هنا اتسحبوا‪ ،‬في واحد اخد‬ ‫قرض بـ ‪ 100,000‬درهم عشان الراجل أقنعه‬ ‫إن الفايدة قليلة ومش حيالقي زيها‬ ‫تاني (الصراحة البياع شاطر وصاحبي‬

‫لحد‬ ‫مغفل)‬ ‫النهاردة بيسدد‬ ‫(أو‬ ‫القرض‬ ‫في‬ ‫الدين بمعني أصح)‪.‬‬ ‫وفي ناس تداي َنت ديون كتيرة‪ ،‬وتعثرت‬ ‫في الدفع‪ ،‬فسابت كل حاجة وركبت‬ ‫الطيارة وعلى مصر‪ ،‬لو ُ‬ ‫شفت كمية‬ ‫العربيات اللي بتتباع في المزاد‪ ،‬عشان‬ ‫أصحابها سابوها في المطار وهربوا‪.‬‬ ‫من اآلخر البلد مش سهلة خالص‪،‬‬ ‫وعايزة واحد صايع عارف هو بيعمل‬ ‫إيه‪ ،‬أول كلمة حتسمعها لما تيجي‬ ‫هنا إن البلد دي بتدي فلوس كتيرة‬ ‫للي بيشتغل فيها‪ ،‬بس بتتأكد إنه‬ ‫يصرفها كلها هنا وميخرجهاش برة!‬ ‫دبي مفيهاش بترول (البترول في أبو‬ ‫ظبي) إنما هي قامت على البيزنس‬ ‫والمشاريع الكبيرة (عقارات‪ ،‬بنوك‪،‬‬ ‫منطقة جبل علي الحرة‪.)...‬‬

‫المختلفة‪،‬‬ ‫كنت في األول‬ ‫بقول على دبي مفيهاش‬ ‫هوية وال ثقافة‪ ،‬بس الصراحة‬ ‫تعرفت فيها على كمية جنسيات‪،‬‬ ‫وفي وقت قليل‪ ،‬وكل جنسية ليها‬ ‫طباع مختلفة وقصص تعرفك أد إيه‬ ‫إحنا شبه بعض‪ ،‬بس بنتكلم لغات‬ ‫مختلفة (لسه فيه واحد مكسيكي‬ ‫متعيّن من شهر في المكتب!)‪،‬‬ ‫ولكن إوعى تتسحب وتروح مع اللي راحوا‬ ‫وخلي عندك مسؤولية‪ ،‬ومتتحججش‬ ‫إن الحياة مفتوحة‪ ...‬وتاني أرجع وأقولك‬ ‫الموضوع اختيار!‬ ‫ومتنساش إنك في بلد إسالمي‬ ‫في األول واآلخر‪ ،‬يعني الجوامع في كل‬ ‫حتة‪ ،‬حتى في الموالت‪ ،‬أنا أصحاب أخويا‬ ‫ملتزمين (أو سلفيين ِط ً‬ ‫بقا للمصطلح‬ ‫الجديد) وعايشين هنا زي الفل ومش‬ ‫بيشتكوا‪ ،‬انت اللي بتختار أسلوب‬ ‫حياتك‪.‬‬

‫مش حاضحك عليك وأقولك أنا‬ ‫صايع‪ ،‬أنا كمان اتسحبت شوية أول‬ ‫ما جيت وفلتت مني المصاريف‪ ،‬بس‬ ‫الحمد هلل تداركت الموقف بسرعة‬ ‫وظبطت األداء بعد وقفة مع النفس‪،‬‬ ‫ما هو أنا مش متغرب وسايب البلد‬ ‫وبيفوتني كل األحداث المهمة علشان‬ ‫أرجع بدون فايدة!‬

‫في النهاية أنا قاعد شوية‪ ،‬ومش‬ ‫راجع دلوقتي‪ ،‬ألني باستفيد وبتعلم‬ ‫وباكتسب خبرة في الحياة‪ ،‬وأنصح أي‬ ‫حد إنه يسافر حتى لو الخليج‪.‬‬

‫لو هتسافر دبي‪ ،‬هتتبسط من الحياة‬ ‫المرفهة وهتستمتع إنك بتتعامل‬ ‫كمواطن محترم مفيش درجة أولى‬ ‫وتانية‪ ،‬األغلبية في البلد أجانب؛ ألن‬ ‫اإلماراتيين مش أكتر من نص مليون‬ ‫وسط حوالي ‪ 5‬مليون عايشين في دبي‪،‬‬ ‫يعني إنت مش أجنبي‪ ،‬إنت في بلد كلها‬ ‫أجانب‪.‬‬

‫أعتقد أنا شرحت نبذة مختصرة‬ ‫عن الحياة في دبي والسعودية‪ ،‬ممكن‬ ‫المرة الجاية أحكيلكم عن كردستان‪،‬‬ ‫واألكراد في العراق (مانا بسافر شغل‬ ‫هناك كل شهر!) بس الصراحة في‬ ‫كلمتين واقفين في زوري حقولهم‬ ‫لكم العدد الجاي‪ ،‬وبعدين نتكلم عن‬ ‫التجربة الكردية‪.‬‬

‫وهتتعلم كتير كمان من الثقافات‬

‫‪41‬‬


‫قصة طويلة وحكاية حقيقية‬ ‫مشاعر وأحاسيس عدِّ ت عليا‬ ‫كنت فاكرها ‪ -‬بلغتنا ساعتها ‪ -‬وهمية‬ ‫بنات وجروبس‪ ،‬وجامعة وصحوبية‬ ‫حب وهزار‪ ،‬ڤاالنتاين وهدية‬ ‫مسكة إيد وسيجارتين فرط في علبة مهرية‬

‫تعدِّ ي عليك مشكلة تترمي في‬ ‫حُ ضنها وتطبطب عليك‬ ‫تقولك‪ :‬كله يهون يا حبيبي‪ ،‬طالما‬ ‫أنا واألوالد حواليك‬ ‫تتزنق في فلوس تخلعلك عُ قدها‪،‬‬ ‫وتقولك‪ :‬مترفضش أبوس إديك‬

‫خناقة وفركشة وعياط‪ ،‬وترجعلك‬ ‫نص إزازة البرفان‬ ‫والدبدوب اللي جبتهولها بالسلف‬ ‫والدين يا غلبان‬ ‫ومعاهم جواباتك كلها‪ ،‬وكاتبالك‬ ‫عليهم ( إنت مش راجل يا مان)‬

‫الحب الحقيقي لما ِتالقيها‬ ‫بتقولك‪ :‬إوعى تزعَّ ل أمك منك‪،‬‬ ‫حرام‬ ‫وتجيبلك هدية علشان تديهالها‪،‬‬ ‫وتحط أمك في أعلى مقام‬ ‫شعور بالدفء والحب والبركة‪،‬‬ ‫مش هاتحسو غير قدام‬ ‫ودي مش أخرة الحدوتة‪ ،‬وال‬ ‫هاينتهي الكالم‬

‫ويعدِّ ي عليك شهر واتنين‬ ‫وثالثة‪ ...‬قول سنة‬ ‫وتنساها وتتعرف على غيرها وتلف‬ ‫وترجع تاني هنا‬ ‫كل الكالم اللي فات‪ ..‬قصة شباب‬ ‫كتير‪ ...‬بس قصص وقتية‬ ‫ومرَّ ها وافتكروها‬ ‫بح َ‬ ‫لوها ُ‬ ‫عاشوها ِ‬ ‫حقيقية‬ ‫اسمع كالم واحد جرب يعيشها‬ ‫بالطريقة دي وزيادة حبتين‬ ‫ودلوقتي متجوز وعنده بدل العيل‬ ‫واحد واتنين‬ ‫الحب الحقيقي مش هو شوية‬ ‫اللعب ده‬ ‫الحب الحقيقي ومراتك في حضنك‬ ‫وبتاخد على الحضن ثواب‬ ‫ِت َأكلها في بُقها وتبوسها في‬ ‫راسها‪ ،‬وهي بتوصلك لحد الباب‬ ‫تقولك‪ :‬هاتوحشني‪ ،‬وتقولها‪:‬‬ ‫بحبك‪ ،‬وربك مبارك في األحباب‬

‫‪42‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫مراتك حبيبتك معاك‪ ،‬كمان في‬ ‫جنة الرحمن‬ ‫صايمين يُومين في الحرِّ تدخلو من‬ ‫باب الريان‬ ‫هي دي الحدوتة والحكاية الحقيقية‬ ‫بحبك يا زوجتي وجميلك عليَّا‬ ‫مش راح أنساه‪ ،‬مهما طال الزمان بيَّا‬

‫مش عارف ليه حاسس إنك أكيد عايز!! أصل لحد إمتى‬ ‫حنبقى كده؟ الدنيا كلها بتتغير وإشمعنى أنا وانت مش‬ ‫حنتغير؟ أنا حاسس إن جوايا شعور رهيب إني الزم أبقى‬ ‫إنسان تاني‪ ،‬مش مشاركني اإلحساس ده؟ كابوس‬ ‫اإلحساس بالقهر إنزاح‪ ،‬مبقاش فاضل غير إحساس الواحد‬ ‫بالذل قدام نفسه‪ ،‬أنا ليه مليش هدف؟ أنا ليه مليش‬ ‫دور؟ ليه باعمل حاجات مش راضي عن نفسي فيها؟ طيب‬ ‫ولحد إمتى؟ وإيه أخرتها؟ طيب حاتغير إزاي؟!‬ ‫دور إيه اللي معجزك‪ ،‬واتكلم‬ ‫دور على نفسك أول حاجة‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫بصراحة‪ ،‬بالش تلف وتدور‪ ،‬وتحاول تبعد اإلجابة اللي‬ ‫ضميرك بيقولها ليك‪.‬‬ ‫أيوة‪ ،‬إنت مشكلتك الخطيرة إنك بعيد عن ربك‪ ،‬أخطر‬ ‫حاجة إن يكون قلبك محروم منه‪ ،‬إنك مش قريب منه‪،‬‬ ‫إنك مش بتاخد القرار إنه يبقى «األول» في حياتك‪ ،‬ممكن‬ ‫تقو ِّلي ليه؟!‬ ‫تتصور إن في حد أحَ ن عليك منه؟ تتصور إن في حد أرحم‬ ‫بيك منه؟ طب ليه مش عايزه؟! تخيل إنك بتقول «ربي»‬ ‫فيناديك «عبدي»‪ ،‬تذكر اسمه‪ ،‬تقرب خطوة‪ ،‬تالقيه قرب‬ ‫منك خطوتين‪ ،‬يحبك فيقذف في قلبك حبه‪ ،‬تالقيك طاير‬ ‫تهتف تصرخ «وعجلت إليك ربي لترضى»‪ ،‬ياااااااه شعور ما‬ ‫يتوصفش‪ ،‬مش عايز المتعة ده ليه؟!‬ ‫باهلل تتصور إنه يبسط يده لك وإنت مديله ظهرك!‬ ‫«يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده‬ ‫بالنهار ليتوب مسيء الليل»‪ ،‬حد في الدنيا يتصور المعنى‬ ‫ده وقلبه ما يحنش لربه!!‬ ‫مشغول بإيه عنه؟ كل خير إنت فيه منه‪ ،‬فاهم إنك‬ ‫حتالقيه عند غيره إزاي؟ إحنا أكيد كلنا بنحبه بس مش‬

‫عارفين إزاي نقرب منه‪.‬‬ ‫ابتدي دلوقتي الخطوة‪ ،‬وإحنا ثوار وأحرار‪.‬‬ ‫عايزين ثورة على كل شيء بيبعدنا عن ربنا تحت شعار‬ ‫«معاذ اهلل إنه ربي أحسن مثواي»‪.‬‬ ‫حتقول للسيجارة‪ ...‬للمخدر‪ ...‬للموقع اإلباحي‪ ...‬للعادة‬ ‫السيئة‪ ...‬للصحوبية‪ ...‬للتبرج‪ ...‬للكذب‪ ...‬للنفاق‪...‬‬ ‫للغيبة‪ ...‬للنميمة‪ ...‬للحياة الضنك‪« :‬ال» و «ألف ال»‪.‬‬ ‫أنا الزم أتحدى نفسي علشان أرضي ربي‪ ،‬وحبتديها بكلمة‬ ‫َطل هو اللي َّ‬ ‫أبطل» ألن الب َ‬ ‫«الزم ّ‬ ‫يبطل‪ ،‬ألننا الزم نتولد من‬ ‫جديد‪ ،‬ونبدأ صفحة جديدة مع ربنا‪ ،‬بنحبه وحندلل على‬ ‫حبنا ليه‪ ،‬بأعمال وقرارات حنبتديها بالوصفة ديه‪:‬‬ ‫‪ -1‬مفيش صالة حتفوتني في معادها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الزم كل يوم ‪ 100‬استغفار وصالة على الحبيب‪ ،‬وأذكار‬ ‫الصباح والمساء‪.‬‬ ‫‪ -3‬كل يوم حتصدق ولو بجنيه علشان الصدقة بتطفئ نار‬ ‫المعاصي‪.‬‬ ‫‪ -4‬الزم أقرأ كل ليلة سورة تبارك قبل النوم علشان‬ ‫تحميني من عذاب القبر‪.‬‬ ‫‪ -5‬صيام اإلثنين والخميس‪ ،‬و(‪ )15-14-13‬من كل شهر‬ ‫عربي‪.‬‬ ‫‪ -6‬عايز أقرأ ‪ 10‬صفحات قرآن‪.‬‬ ‫علشان تقويني طاعة ربنا على قرار «الزم أبطل» يال يا‬ ‫َ‬ ‫اثبت لربنا قد إيه بتحبه‪ ،‬لو كنت بجد «عايز ربنا»‪.‬‬ ‫بطل‪ِ ،‬‬

‫‪43‬‬


‫حرام حتى تؤمنوا باهلل ورسوله”‪ ،‬فما بقيت دار إال‬ ‫ودخلها اإلسالم‪( ،‬فتغير ثم غير)‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬المبادرة‪.‬‬ ‫سعد ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬عاش طوال الست سنوات‬ ‫ابتداء وليس ردَّ فعل‪ ،‬مؤثرً ا غير متأثر‪ ،‬فاع ًلا‬ ‫“يفعل‬ ‫ً‬ ‫ليس مفعو ًلا به‪ ،‬مبادرًا ليس انفعال ّيًا” ال يعلم شيئاً‬ ‫الشماعات‪ ،‬ومحا من قاموسه األعذار‪.‬‬ ‫عن‬ ‫َّ‬

‫باسم اهلل‪...‬‬ ‫كلما أضأت نور غرفتي؛ تذكرت أديسون‪ ،‬وقلت‬ ‫في نفسي‪ :‬شكرً ا أديسون؛ كم أفدت البشرية‬ ‫باختراعك؛ َفـ«من لم يشكر الناس‪ ،‬لم يشكر‬ ‫اهلل» هكذا قال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫‪ .‬وكلما ركبت الطائرة؛ قلت‪ :‬شكرً ا عباس بن‬‫فرناس‪ ،‬وشكرً ا لألخوين رايت؛ كم َّ‬ ‫وفرتم علينا‬ ‫من ساعات السفر واإلرهاق‪ ،‬وكذلك شكرً ا لكل من‬ ‫أبدع في شيء أفاد به البشرية والناس‪ ...‬ولكن بعد‬ ‫ً‬ ‫ارتباطا‬ ‫مطالعتي لبعض مالمح حياتهم؛ وجدت‬ ‫ً‬ ‫وثيقا بين طول العمر وعظم اإلنجاز‪.‬‬ ‫فوجدت أن أديسون مات وهو في الرابعة والثمانين‪،‬‬ ‫وأن ابن فرناس جاوز الثمانين‪ ،‬وكذلك أورفيل رايت‬ ‫مات وهو في السابعة والسبعين‪ ،‬وأن نيوتن مات في‬ ‫الرابعة والثمانين‪.‬‬ ‫فانطبع في ذهني مباشرة أن طول العمر شريك‬ ‫أساسي في تحقيق أي إنجاز عظيم‪ ،‬حتى قرأت‬ ‫عن ذلك الصحابي‪...‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬هو (بشر عادي) وليس نب ّيًا يُوحى إليه!!‬ ‫واعذروني أن أقول ثانيًا‪ :‬إنه (بشر)؛ أي لحم‬ ‫ِ‬ ‫ودم وعظم‪ ،‬يأكل ويشرب ويتزوج ويعمل‪ ،‬ثم إذا‬ ‫مات؛ “اهتز له العرش عند موته؛ فرحً ا بقدومه على‬ ‫ربه”!!‬ ‫وقال فيه رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪« :-‬هذا‬ ‫الذي تحرك له العرش‪ُ ،‬‬ ‫وفتحت له أبواب السماء‪،‬‬ ‫ألفا من المالئكة‪ ،‬لقد ُ‬ ‫وشهده سبعون ً‬ ‫ضم ضمة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ثم ُفرِّ ج عنه»‪.‬‬ ‫إنه سعد بن معاذ (سيد األنصار)‪ .‬قال عنه أصحابه‬ ‫يوم موته‪“ :‬واهلل يا رسول اهلل‪ ،‬ما حملنا مي ًتا أخف‬ ‫من سعد”‪ ،‬فقال ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪« :-‬ما‬ ‫يمنعه أن ي َِخف‪ ،‬وقد هبط من المالئكة سبعون ً‬ ‫ألفا‬ ‫َ‬ ‫لم يهبطوا ُّ‬ ‫قبل يومهم‪ ،‬قد حملوه معكم»‪.‬‬ ‫قط‬

‫‪44‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫فغيَّر سعد وجهة نظري عن شكل اإلنجاز واالختراع‬ ‫عندما علمت أنه مات في السادسة من عمره!‬ ‫أقصد أنه مات في السابعة والثالثين؛ فإن‬ ‫(آسف)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫سعدً ا أسلم في الحادية والثالثين من عمره‪ ،‬ومات‬ ‫في السابعة والثالثين!! ست سنوات فقط في‬ ‫اإلسالم!!!!!‬ ‫ست سنوات أضاء فيها بيوت أهله وقبيلته بنور‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وع َّلمهم فيها أن الجاذبية هي‬ ‫الــرحــمن‪،‬‬ ‫جاذبيــــــــة محبــة‬ ‫وقال فيها بأعلى‬ ‫“أنـــــا‬ ‫صوته‪:‬‬ ‫مسلم؛‬

‫إذن أنا موجود”‪.‬‬ ‫فتوقفت مع خصلتين من خصال سعد أحسب أنه نال‬ ‫بهما هذه الكرامة الكبيرة والمنزلة العظيمة؛ لعلنا‬ ‫نتأسى بهما يا شباب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫األولى‪ :‬اإليجابية‪.‬‬ ‫فمن أول لحظة نطق فيها سعد الشهادتين بدأ‬ ‫بالتحرُّ ك‪ ،‬أو كما يقول كل من تحدث عن اإليجابية‬ ‫والتغيير‪Now & Here :‬؛ فنادى في قومه وقال “ما‬ ‫تعلمون أمري فيكم؟” فقالوا‪ :‬سيدنا وأوصلنا‬ ‫علي‬ ‫وأفضلنا رأيًا‪ ،‬فقال‪ :‬إن كالم رجالكم ونسائكم‬ ‫َّ‬

‫فلم يعلم عن شيء يُرضي رسول اهلل ‪ -‬صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ‪ -‬إال فعله قبل أن يُط َلب منه‪،‬‬ ‫أو كما ذكر ستيفن كوفي عن األشخاص أصحاب روح‬ ‫المبادرة “أنهم يبذلون كل الجهد في األشياء التي‬ ‫يمكن لهم فعل شيء حيالها” عكس األشخاص‬ ‫االنفعاليين “اليركزون إال على الهموم والمشكالت‬ ‫المحيطة بهم”‪.‬‬ ‫وانظر معي إلى هذا الموقف الصعب العصيب‬ ‫في غزوة بدر‪ ،‬عندما تحول‬ ‫األمر من مجرد قطع طريق‬

‫المشركين‬ ‫إلى غزوة وقتال ودماء ُتراق ماذا فعل سعد ‪ -‬رضي‬ ‫اهلل عنه ‪-‬؟!‬ ‫الصعوبات والهموم والجو العام حول سعد‪:‬‬ ‫‪ -1‬سعد ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬ليس ُم َ‬ ‫لز ًما بالقتال مع‬ ‫ألن بدرًا خارج‬ ‫رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪َّ -‬‬ ‫المدينة‪ ،‬وبنود بيعة العقبة ُتلزمه بالقتال مع رسول‬ ‫اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬داخل المدينة فقط‬ ‫(فاألمر اختياري)‪.‬‬ ‫‪ -2‬عدد المسلمين ‪ 313‬وعدد الكفار ‪. 1000‬‬

‫‪ -3‬هؤالء الـ ‪ 313‬هم كل عدد المسلمين في تلك‬ ‫اللحظة‪ ،‬حتى قال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫‪« :‬اللهم إن يَهلك هؤالء ال ُتعبد في األرض بعد‬‫اليوم»‪.‬‬ ‫فقال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪« -‬أشيروا‬ ‫علي أيها الناس»‪ ،‬فقام أبو بكر وعمر والمقداد ‪-‬‬ ‫َّ‬ ‫رضي اهلل عنهم جميعً ا ‪ -‬فتكلموا وأحسنوا‪ ،‬فقال‬ ‫رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬ثانية‪« :‬أشيروا‬ ‫علي أيها الناس!»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ب فالثالثة من‬ ‫قائد‬ ‫ما أعظمه من‬ ‫ومرَ ٍّ‬ ‫ومعلم ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫المهاجرين‪ ،‬وهم أقلية الجيش‪ ،‬ورسول اهلل ‪ -‬صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ‪ -‬يَعلم أن المعركة كلها ستدور‬ ‫على كواهل األنصار‪ ،‬فأراد أن يَسمع رأي األنصار‪ ،‬فقام‬ ‫سيد األنصار (سعد بن معاذ) ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬مبادرًا‬ ‫ِّ‬ ‫كالما‬ ‫مؤثرً ا فاع ًلا ال يَرى كل هذه الصعوبات‪ ،‬وقال‬ ‫ً‬ ‫تعجز عن كتابته األقالم‪ :‬لكأنك ُتريدنا يا رسول اهلل؟‬ ‫فقال ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪« :-‬أجل»‪ ،‬فقال سعد‪:‬‬ ‫“لقد آمنا بك وصدَّ قناك‪ ،‬وشهدنا أن ما جئت به الحق‪،‬‬ ‫وأعطيناك العهود والمواثيق على السمع والطاعة‪،‬‬ ‫فامض يا رسول اهلل ِلما أردت؛ فواهلل لو استعرضت‬ ‫بنا البحر ُ‬ ‫فص ْل‬ ‫لخضناه معك‪ ،‬ما تخ َّلف م َّنا رجل واحد‪ِ ،‬‬ ‫حبل من شئت‪ ،‬واقطع حبل من شئت‪ ،‬وخذ من‬ ‫أخذت م َّنا‬ ‫أموالنا ما شئت‪ ،‬وأعطنا ما شئت‪ ،‬وما‬ ‫َ‬ ‫أحب إلينا مما تركته لنا”‪.‬‬ ‫كان َّ‬ ‫َ‬ ‫واهلل‪ ،‬إن هذا لكالم ال يخرج إال من سعد‬ ‫بن معاذ‪ ،‬كالم يُكتب بماء الذهب في‬ ‫اإليجابية والمبادرة وحب رسول اهلل ‪-‬‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪.-‬‬ ‫فكن إيجاب ّيًا ال تفعل الخير فقط‪ ،‬بل افعله و أرشد‬ ‫الناس إليه‪ ،‬وكن مبادرًا فاع ًلا لألحداث‪ ،‬وال تحبس‬ ‫نفسك في دائرة الهموم واألعذار‪ ،‬واجعل شعارك “ي َّلا‬ ‫نساعد بعض‪ ،‬الدنيا محتاجانا‪ ،‬خلي بكرة أحلى‪ ،‬خليك‬ ‫إيجابي ماتخليش حاجة توقفك‪ ،‬القوة بين إيديك‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫مؤثر‪ ،‬ومتبقاش كالمنجي وال‬ ‫قووول وعبَّر‪ ،‬خليك‬ ‫روقانجي”‪.‬‬ ‫فاصل ونواصل مع صحابي جديد من صحابة رسول‬ ‫اهلل‪ ،‬وصلى اهلل على رسوله وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪45‬‬



‫الجراحة العامة بكلية الطب جامعة عين شمس‪ ،‬ونشر‬ ‫الترجمة في كتابه الماتع (رحلة عقل)‪ ،‬واستدرك عليها‬ ‫بفصل كبير بعنوان‪( :‬ونستكمل الرحلة)‪.‬‬

‫إرهاصا‪.‬‬ ‫في هذا األمر‪ ،‬لقد صرت أؤمن أن هناك‬ ‫ً‬

‫يمكننا القول ‪ -‬دون أن نجترئ على الدقة العلمية (والكالم‬ ‫هنا لروي إبراهام ڤارجيس ‪ Roy Abraham Varghese‬مقدِّ م‬ ‫الكتاب) ‪ -‬أن سير أنتوني فلو( ‪Sir Antony Flew (2010 - 1923‬‬ ‫ـم حركة‬ ‫أستاذ الفلسفة البريطاني الشهير قد تـَ َزعَّ َ‬ ‫َّ‬ ‫اإللحاد في العالم ِلما يزيد عن نصف قرن؛ فقد ألف أكثر‬ ‫ً‬ ‫من ثالثين كتابًا‬ ‫وبحثا فلسف ّيًا‪ ،‬كانت بمثابة جدول أعمال‬ ‫الفكر اإللحادي َطوال النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬ ‫لذلك نزل خبر إقراره بأن “هناك إله” على الفالسفة‬ ‫والمفكرين الملحدين كالصاعقة؛ فانبروا للدفاع‬ ‫عن إيمانهم المقدس باإللحاد! وعبَّروا عن‬ ‫سخطهم وازدرائهم لهذا التحول‪ ،‬وكالوا للرجل‬ ‫َّ‬ ‫كل ما ال يليق من التهم والنقائص‪.‬‬ ‫ويمكن القول – دون أدنى مبالغة ‪ -‬أنه خالل المئة‬ ‫َعرض أيُّ فيلسوف – من ذوي‬ ‫عام الماضية لم ي ِ‬ ‫َّ‬ ‫الوزن ‪ -‬الفكرَ اإللحاديَّ باألسلوب العميق المنظم‬ ‫ً‬ ‫جديدة ضد‬ ‫ججا‬ ‫كما فعل أنتوني فلو؛ فقد طرح حُ ً‬ ‫اإليمان باهلل‪ ،‬كما رسم بأفكاره األصيلة خارطة‬ ‫الطريق للفالسفة الذين عارضوا اإليمان والتديُّن‬ ‫َطوال النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬

‫ومن الموافقات العجيبة‪ :‬أن سير أنتوني فلو الذي وقف‬ ‫عاما‪،‬‬ ‫في وجه الفلسفة الوضعية اإللحادية منذ خمسين ً‬ ‫هو الذي تصدى فيما بقي من عمره لإللحاد الجديد‪ .‬إنه‬ ‫الرجل القادر على أن يدحض حجج المالحدة األقدمين‬ ‫والمعارضين‪ ،‬ويحلل ما يقدمه العلم الحديث في هذا‬ ‫المضمار‪.‬‬ ‫يقول أنتوني فلو في مقدمة كتابه “هناك إله” الصادر في‬ ‫عام ‪2007‬م‪:‬‬ ‫“منذ أعلنت تحولي عن اإللحاد إلى اإليمان بوجود إله‪ ،‬وأنا‬ ‫أُسأل كثيرً ا عن األسباب وراء ذلك‪ ،‬كما ُط ِلب مني مرارًا أن‬ ‫أكتب حول هذا التحول‪...‬‬ ‫من إرهاصات التحول‪ :‬أنني أشرت بحيادية في مقدمة‬ ‫الطبعة األخيرة من كتابي “اإلله والفلسفة” إلى المناقشات‬ ‫الفلسفية الدائرة وقتها حول قضية األلوهية‪ ،‬ولم أعرض‬ ‫وجهة نظري‪ .‬وأعتقد أنه قد آن األوان ألقول كلمتي األخيرة‬

‫‪48‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫ومنذ أعلنت ذلك َك ُثر في اإلعالم القول بأن ِكبَر سني‬ ‫وخوفي من االنتقال إلى الحياة األخرى ولقاء اإلله‪ ،‬يقف وراء‬ ‫تحولي عن اإللحاد إلى اإليمان‪.‬‬ ‫إن من يرددون هذا الكالم لم يتابعوا كتاباتي حول عدم‬ ‫إيماني ‪ -‬حتى اآلن ‪ -‬بوجود حياة أخرى بعد الموت‪ ،‬بالرغم‬ ‫من إيماني باإلله الخالق للكون‪ .‬وقد طرحت تصوري األخير‬ ‫لهذا األمر في كتابي “منطقية الموت ‪.”The Logic of Mortality‬‬ ‫تجسد اإلله على‬ ‫إن هذا المفهوم‪ ،‬مع عدم تقبلي لفكرة‬ ‫ُّ‬ ‫هيئة بشرية (المسيح كما يؤمن المسيحيون)‪ ،‬من األمور‬ ‫التي لم أغير فيها رأيي‪ .‬وال شك أن ُقرَّ ائي يعرفون أن هذه‬ ‫بناء‬ ‫ليست المرة األولى التي أغير فيها رأيي في أمر هام‪،‬‬ ‫ً‬ ‫على دراسات عميقة؛ فقد سبق أن تحولت من الماركسية‬ ‫إلى الدفاع القوي عن فكرة السوق الحر‪.‬‬ ‫عاما عن‬ ‫كما تراجعت منذ عشرين‬ ‫ً‬ ‫رأيي السابق بأن أفعال اإلنسان توجهها‬ ‫العوامل المادية فقط‪.‬‬ ‫َ‬ ‫عوامل‬ ‫وأعرض في كتابي هذا (هناك إله)‬ ‫تحولي عن اإللحاد إلى اإليمان‪ ،‬وأترك األمر‬ ‫بين أيديكم لتروا وجاهة أسباب هذا‬ ‫التحول‪.”...‬‬ ‫ثم يذكر أنتوني فلو أن “اهتمامه باإلله‬ ‫ينبع من ثالث كلمات‪:‬‬ ‫إنه اهتمام “حكيم ‪ -‬أخالقي ‪ -‬فضولي ‪Pru� :‬‬ ‫‪:”dential - Moral - Curious‬‬ ‫فهو اهتمام حكيم‪ :‬إذ أنه إذا كان هناك إلهٌ يسيطر على‬ ‫الحمق أال نتعرف إليه ونعمل على‬ ‫مصير اإلنسان؛ فمن ُ‬ ‫مرضاته‪.‬‬ ‫شيء جدير باهتمام اإلنسان‪،‬‬ ‫وهو اهتمام أخالقي‪ :‬إذ ال‬ ‫َ‬ ‫ويحقق له الخلود‪ ،‬قدر الوقوف إلى جانب الحقيقة‪.‬‬ ‫وهو اهتمام فضولي‪ :‬إذ ال شيء يثير العقلية (العلمية ‪-‬‬ ‫الفلسفية) قدر استكشاف األمور العظيمة‪ ،‬وال أعتقد أن‬ ‫إلها”‪.‬‬ ‫هناك أعظم من اكتشاف أن هناك ً‬ ‫وكان مما قاله في خاتمة كتابه‪“ :‬إذا كانت رحلة الفالسفة‬ ‫العقلية ورحلة العلماء البحثية قد توصلت إلى القول‬ ‫باإلله الحكيم القادر؛ فال مانع عندي من تقبل فكرة أن‬ ‫يكشف اإلله عن نفسه لمخلوقاته من خالل الوحي وإرسال‬ ‫الرسل‪ ،‬إذا وجدت الدليل على ذلك”‪ ،‬انتهى‪.‬‬ ‫ولقد نقل الكتاب إلى العربية الدكتور عمرو شريف‪ ،‬أستاذ‬

‫يقول الدكتور أحمد عكاشة ‪ -‬أستاذ الطب النفسي بكلية‬ ‫الطب جامعة عين شمس ‪ -‬في تقديمه للكتاب‪“ :‬أعتبر أن‬ ‫(رحلة عقل) التي أبحر فيها مؤلفها الدكتور عمرو شريف‬ ‫بين عوالم الفكر والدين والعلم‪ ،‬رحلة جاءت في موعدها‬ ‫تماما‪ ...‬في الجزء الثاني من الكتاب‪ ،‬ينتقل المؤلف من‬ ‫ً‬ ‫رحلة أنتوني فلو العقلية إلى رحلته هو‪ ،‬فيطرح للتقويم‬ ‫أربعة مفاهيم أساسية ال بد أن تدور حولها‬ ‫التساؤالت في عقل كل إنسان يهتم‬ ‫بالفكر وبالدين وبنفسه؛ فيبدأ بتقويم‬ ‫االكتشافات العلمية حول نشأة الكون‪،‬‬ ‫من ناحية داللتها على وجود اإلله الخالق‬ ‫(البرهان الكوني)‪ .‬وهل قصد اإلله أن‬ ‫يكون الكون ُمعَ ً ّدا لنشأة اإلنسان (المبدأ‬ ‫البشري)‪.‬‬ ‫ثم ينتقل الكاتب بنا من هذه السياحة‬ ‫العلمية إلى مفاهيم التدين واإللحاد‪.‬‬ ‫فيعرض علينا الديانات المختلفة التي‬ ‫قياسات‬ ‫يدين بها البشر‪ ،‬ويضع لنا‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫موضوعية للحكم على ما تعرضه هذه‬ ‫الديانات من مفاهيم‪ .‬وال شك أنني لم‬ ‫ألتق من قبل بهذا األسلوب العلمي في‬ ‫ِ‬ ‫النظر إلى األديان؛ إذ اعتدنا على استبعاد‬ ‫المفاهيم الدينية من التقويم الموضوعي‪.‬‬ ‫وإذا كان األمر ال يُعرف إال بنقيضه‪ ،‬فقد وضع المؤلف‬ ‫مفاهيم الفكر العَ لماني في الميزان‪ ،‬لنرى إن كان هذا الفكر‬ ‫يقف على أعمدة صلبة أم أنه مجرد فرار من االلتزامات‬ ‫الدينية‪.‬‬ ‫وال تكتمل الرحلة العقلية مع األديان‪ ،‬دون النظر في‬ ‫روحية ودينية‪ ،‬وبين‬ ‫العالقة بين ما نشعر به من مشاعرَ‬ ‫ٍ‬ ‫بيولوجيا اإلنسان‪ .‬ويفاجئنا الكاتب باألدلة العلمية على أن‬ ‫هذه المفاهيم مدموغة في جيناتنا وفي أمخاخنا!‬ ‫وإذا كان الملحدون يأخذون على األديان أنها تجعل للقلب‬ ‫دورًا في المنظومة المعرفية والشعورية‪ ،‬فقد بذل‬ ‫المؤلف جهدً ا كبيرً ا للتنقيب في األبحاث العلمية الحديثة‬ ‫التي تؤيد هذا المفهوم‪.‬‬ ‫ويبلغ اجتهاد الكاتب ذروته عندما يطرح المفاهيم‬ ‫الغيبية الخاصة بجوهر اإلنسان (الروح‪/‬النفس) للتمحيص‬ ‫العلمي؛ إذ أن لهذا الجوهر وجودً ا في عالم الشهادة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم ال يَستعصي عن البحث والنظر‪ .‬كذلك يُدهشنا الكاتب‬ ‫عندما يطرح للتمحيص العلمي رحلة الوجود اإلنساني‪:‬‬ ‫منشأه في عالم الغيب‪ ،‬مساره في الحياة الدنيا‪ ،‬منتهى‬ ‫رحلته بعد الموت‪.‬‬ ‫َ‬ ‫المؤلف عند ختام الكتاب أن يعقد مقارنة بين‬ ‫وال يَفوت‬

‫الفكر الفلسفي الديني اإلسالمي وبين الرحلة العقلية‬ ‫ألنتوني فلو‪ .‬فاختار لذلك قصة حي بن يقظان للفيلسوف‬ ‫األندلسي ابن طفيل‪ ،‬وأظهر لنا جوانب السبق في هذه‬ ‫الرحلة التي ُكتبت منذ ثمانية قرون‪.‬‬ ‫وبهذا التناول المتكامل العميق‪ ،‬وبهذا العرض العبقري‪،‬‬ ‫يُقنعنا الكاتب أن القضايا الغيبية التي تطرحها األديان‪،‬‬ ‫ابتداء من مفهوم األلوهية إلى حقيقة الذات اإلنسانية إلى‬ ‫ً‬ ‫رحلة اإلنسان في الوجود‪ ،‬تعتبر بمثابة الحقائق المطلقة‬ ‫أن هذا‬ ‫التي تخضع للبراهين العلمية والعقلية‪ .‬وال شك َّ‬ ‫الطرح جديد كل الجدة‪ ،‬ويعتبر ثورة في المفاهيم العلمية‬ ‫وثورة في النظرة إلى الدين‪.‬‬ ‫وإذا كان الكاتب قد استغل رحلة أنتوني‬ ‫فلو كمدخل لطرح رحلته العقلية‪،‬‬ ‫فلم يقف عند هذا الحد‪ ،‬بل حرص على‬ ‫ُعمل عقله لتكون له‬ ‫استنفار القارئ لي ِ‬ ‫رحل ُته الخاصة به‪ .‬ومن أجل معاونته‬ ‫في ذلك قام الكاتب بعرض بعض‬ ‫التفاصيل العلمية والفلسفية (في‬ ‫متن الكتاب وفي هوامشه)‪ ،‬لتكون‬ ‫ً‬ ‫مادة يُبحر فيها القارئ بعقله‪.‬‬ ‫وفي ختام هذا التقديم والتعريف‬ ‫بالكتاب وبمؤلفه (وال يزال الكالم‬ ‫للدكتور أحمد عكاشة)‪ ،‬أسجِّ ل أنه إذا‬ ‫كان أنتوني فلو قد توصل في رحلته‬ ‫إلها‪ ،‬ثم توقف عند‬ ‫العقلية إلى أن هناك ً‬ ‫قضايا الغيب التي تطرحها األديان‪ ،‬فإن‬ ‫الدكتور عمرو شريف قد فاق أنتوني‬ ‫فلو في استدالالته على قضية األلوهية‪ ،‬وواصل رحلته‬ ‫العقلية بنجاح في االستدالل على باقي القضايا الغيبية‪.‬‬ ‫لذلك فإنني أهيب بكل باحث عن الحقيقة‪ ،‬وكل متدين‬ ‫يبحث عن يقين العقيدة‪ ،‬وكل ملحد‪ ،‬أن يقرأ هذا الكتاب‬ ‫قراءة متأنية‪ ،‬وأن يشارك المؤلف في هذا األسلوب الجديد‬ ‫في النظر إلى العلم وإلى التدين‪ ،‬وأن يشاركه في دعوته‬ ‫لتجديد الخطاب الديني”‪ ،‬انتهى‪.‬‬ ‫كتاب (رحلة عقل) للدكتور عمرو شريف‪ ،‬يقع في ‪287‬‬ ‫صفحة من القطع الكبير‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة الشروق الدولية‪.‬‬

‫قراءة‪ :‬عمرو كامل‬

‫‪49‬‬


‫وسط استقبال شــعبي ورســمي حافل عادت إلى القاهرة‬ ‫مســاء يوم االثنين ‪ 10‬ســبتمبر بعثة مصر لدورة األلعاب‬ ‫البارالمبيــة قادمة مــن العاصمة البريطانيــة لندن‪ ،‬بعد‬ ‫تحقيقهــا إنجــا ًزا غيــر مســبوق فــي أولمبيــاد المعاقين‬ ‫(الــدورة البارالمبيــة) بحصدهــا‬ ‫‪ 15‬ميداليــة متنوعــة‪ ،‬واحتاللها‬ ‫الصــدارة فــي قائمــة الــدول‬ ‫العربيــة والمركــز ‪ 20‬فــي قائمة‬ ‫تضم أكثر من ‪ 160‬دولة شاركت‬ ‫في الدورة‪.‬‬ ‫وكان فــي اســتقبال البعثــة‬ ‫بالمطار وزيــر الرياضة المصري‬ ‫العامــري فــاروق باإلضافــة إلــي‬ ‫المئــات مــن المصرييــن خاصة‬ ‫أعضــاء مــن أحــزاب الدســتور‬ ‫والوسط والتيار المصري وبعض شباب األلتراس‪ ،‬والذين‬ ‫حرصوا على التواجد في المطار قبل وصول طائرة البعثة‬ ‫وتعالت صيحاتهم وهتافاتهم باألبطال‪.‬‬ ‫وطالــب األبطــال لــدى عودتهــم بضــرورة مســاواتهم‬ ‫باألصحاء الذيــن يحصلون على ميداليــات في األولمبياد‪،‬‬ ‫حيث تصل قيمة المكافأة للميدالية الذهبية إلى مليون‬ ‫جنيــه‪ ،‬بينمــا تصل قيمــة الذهبية للمعاقيــن إلى ‪ 80‬ألف‬ ‫جنيه فقط‪.‬‬ ‫وصــرح وزير الرياضــة المصري قائــ ًلا أن الرئيس المصري‬ ‫ً‬ ‫طبقــا‬ ‫محمــد مرســي سيســتقبل األبطــال خــال أيــام‬ ‫لجــدول مواعيده وأنه جرى رفع مكافآت األبطال بنســبة‬ ‫‪ 120‬بالمائة لتصل قيمــة المكافأة للميدالية الذهبية إلي‬ ‫‪ 300‬ألف جنيه والفضية إلى ‪ً 180‬‬ ‫ألفا‪.‬‬

‫(اتصاالت مصر) منذ عام ‪.2007‬‬ ‫هذا وقد شــهدت البعثة تحقيق وكســر أرقــام بارالمبية‬ ‫جديــدة لكل من البطــل المصري هاني عبــد الهادي الذي‬ ‫حقق ميدالية ذهبية في مسابقة رفع األثقال وزن ‪ 90‬كجم‪،‬‬ ‫كما رفع عبــد الهادي وزن‬ ‫ً‬ ‫رقمــا‬ ‫محققــا‬ ‫‪ 241‬كجــم‬ ‫ً‬ ‫بارالمبيًا جديدً ا‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلــى الالعــب محمــد عبــد‬ ‫الحميد الديــب الذي حقق‬ ‫ميداليــة ذهبيــة جديــدة‬ ‫في مســابقة رفــع األثقال‬ ‫وزن ‪ 100‬كجــم ورفــع وزن‬ ‫محققــا ً‬ ‫ً‬ ‫رقمــا‬ ‫أيضــا‬ ‫‪249‬‬ ‫ً‬ ‫بارالمبيًا جديدً ا‪.‬‬ ‫كمــا حققــت الالعبــة‬ ‫رقمــا عالميًــا جديــدً ا فــي وزن‬ ‫المصريــة فاطمــة عمــر‬ ‫ً‬ ‫‪ 56‬كجــم ضمــن منافســات رفــع األثقــال لتحصــل على‬ ‫الميداليــة الذهبيــة‪ ،‬وهي المــرة الرابعة علــى التوالي التي‬ ‫عاما) بميدالية أولمبية‪ ،‬ورفعت‬ ‫تفوز فيها فاطمة (‪ً 38‬‬ ‫كيلوغرامــا لتحطــم الرقــم العالمي‪،‬‬ ‫فاطمــة عمــر ‪143‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى برونزية رفع األثقال في وزن ‪ 82.5‬كجم لالعب‬ ‫متولــي مطحنة وفضية رفع األثقال فــي وزن ‪ 82.5‬كجم‬ ‫لالعبة راندا تاج الدين‪ ،‬وفضية دفع الجلة لالعب إبراهيم‬ ‫عبــد الــوارث‪ ،‬وفضية البطلــة هبة أحمد في رفــع األثقال‬ ‫فوق ‪ 82.5‬كجم‪.‬‬ ‫وكانــت آخــر الميداليات هــي برونزيــة البطل رائد ســالم‬ ‫لمصــر في منافســات رمي الرمح (ألعــاب القوى) في دورة‬ ‫األلعاب البارالمبية لندن ‪ ،2012‬وتفتخر شــركة (اتصاالت)‬ ‫برعايتها لهؤالء األبطال الذين استطاعوا تحقيق إنجازات‬ ‫رائعة لوطنهم ورسم البسمة على وجوه المصريين‪.‬‬

‫وكانــت البعثة المصرية قد حصدت ‪ 15‬ميدالية متنوعة‪:‬‬ ‫أربــع ذهبيــات‪ ،‬وأربــع فضيات‪ ،‬وســبع برونزيــات في ثالث‬ ‫لعبــات مختلفــة؛ رفــع األثقــال وألعــاب القــوى وتنــس‬ ‫الطاولــة‪ ،‬احتلت بها المركز ‪ 21‬فــي الترتيب العام واألول‬ ‫محققة ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فارقا في عــدد الميداليات‬ ‫أيضــا‬ ‫عربيًــا حتــى اآلن‬ ‫التــي تــم حصدهــا فــي أولمبيــاد بكيــن الماضيــة بفــارق‬ ‫ثــاث ميداليات فــي دورة لنــدن الحالية‪ ،‬ويعد هــذا إنجا ًزا‬ ‫كبيرً ا للبعثــة المصرية واللجنة البارالمبيــة التي ترعاها‬

‫‪50‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫‪51‬‬


‫م‬

‫ن‬

‫‪ mini‬دعاء‬

‫كلمات من الشرق‬

‫تريد المحافظة على الصالة أنت وذريتك‬ ‫قل ‪:‬‬ ‫(ربي اجعلني مقيم الصالة ومن ذريتي‬ ‫ربنا وتقبل دعاء)‬

‫العجي َبة‬ ‫ُل َغ ُت َنا َ‬

‫ً‬ ‫مريضا قل‪:‬‬ ‫إذا كنت‬ ‫(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر‬ ‫وأنت أرحم الراحمين)‬

‫إن لم يجد العقل اإلنساني نموذجً ا تفسيريًا‬ ‫مالئما لواقعة ما‪ ،‬فإنه يميل إلى اختزالها‬ ‫ً‬ ‫نسب إليها كافة‬ ‫ور ِّدها إلى أياد خفية تُ َ‬ ‫التغييرات واألحداث‪.‬‬ ‫د‪ .‬عبد الوهاب المسيري ‪ -‬رحمه اهلل‬ ‫الحقيقة أن أحسن وسيلة إلنهاء إنسان هي‬ ‫أن تمدح فيه حتى ينتفخ‪ ،‬ومادام قد وصل‬ ‫إلى االنتفاخ فإن دبوس ًا صغيرا ً يجعله ينفجر‪.‬‬ ‫د‪ .‬أحمد عكاشة‬

‫خطبة كاملة بدون وال نقطة!‬ ‫مصور‬ ‫الحمد هلل الملك المحمود‪ ،‬المالك الودود‬ ‫ّ‬ ‫ومآل كل مطرود‪ ،‬ساطح ِ‬ ‫المهاد‬ ‫كل مولود‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ومرسل األمطار ومسهل األوطار‪،‬‬ ‫وم َو ّطد األطواد‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وم ِ‬ ‫هلكها‪،‬‬ ‫ومد ِركِ ها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ومدمر األمالك ُ‬ ‫ّ‬ ‫عالم األسرار ْ‬ ‫َ‬ ‫ومصدرها‪،‬‬ ‫ومو ِرد األمور ُ‬ ‫الدهور ومكررها‪ُ ،‬‬ ‫ومك ّور ّ‬ ‫سماح ُه َ‬ ‫وك ُمل ركامه‪ ،‬وهمل‪ ،‬طاول السؤال‬ ‫عم‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫أحمده حمدا ممدودا‪،‬‬ ‫واألمل‪ ،‬وأوسع الرمل وأرمل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وأوحده كما وحد األواه‪ ،‬وهو اهلل ال إله لألمم ِسواه‬ ‫ّ‬ ‫عدل له وسواه‪ ،‬أرسل محمدا َع َل ًما‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫صادع لما َ‬ ‫سد ًدا لل ِّرعاع ومعطل‬ ‫كام‬ ‫للح‬ ‫ا‬ ‫وإمام‬ ‫لإلسالم‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وأحكم‪،‬‬ ‫وحكم‬ ‫أحكام ود وسواع‪ ،‬أعلم وع ّلم‪َ ،‬‬ ‫ومهد ّ‬ ‫وأكد الموعود وأوعد أوصل‬ ‫وأصل األصول‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اهلل له االكرام‪ ،‬وأودع روحه اإلسالم‪ ،‬ورحم آله واهله‬ ‫الكرام‪ ،‬ما لمع رائل وملع دال‪ ،‬وطلع هالل‪ ،‬وسمع‬ ‫إهالل‪ ،‬إعملوا رعاكم اهلل أص َلح األعمال واسلكوا‬ ‫مسالك الحالل‪ ،‬واطرحوا الحرام و َد ُعوه‪ ،‬واسمعوا‬ ‫أمر اهلل َو ُعوه‪ ،‬واصلوا األرحام وراعوها وعاصوا‬ ‫األهواء واردعوها‪ ،‬وصاهروا أهل الصالح والورع‬ ‫وصارموا رهط اللهو والطمع‪ ،‬ومصاهركم أطهر‬ ‫األحرار مولدا وأسراهم ْ‬ ‫سؤ ُددا‪ ،‬وأحالمكم َم ْوردا‪،‬‬ ‫وهاهو أمكم وحل حرمكم مملكا عروسكم‬ ‫المكرمه‪ ،‬وما مهر لها كما مهر رسول اهلل أم‬ ‫سلمه‪ ،‬وهو أكرم صهر أودع األوالد وملك ما أراد‬ ‫وما سهل مملكه وال هم وال وكس مالحِ ُمه وال‬ ‫وصم‪ ،‬اسأل اهلل حكم أحماد وصاله‪ ،‬ودوام إسعاده‪،‬‬ ‫وأهلهم كال إصالح حاله واألعداد لمآله ومعاده وله‬ ‫الحمد السرمد والمدح لرسوله أحمد‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫من أقوال العلماء والدعاة‬ ‫عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في‬ ‫حياتك‪ ،‬عش باإليمان‪ ،‬عش باألمل‪ ،‬عش‬ ‫وقدر قيمة الحياة‪.‬‬ ‫بالحب‪ ،‬عش بالكفاح‪ِّ ،‬‬ ‫د‪ .‬إبراهيم الفقي ‪ -‬رحمه اهلل‬ ‫إن اهلل يُحب المؤمنين األقوياء‪ ،‬فال يصابون‬ ‫باإلحباط وال يستكينون للفشل والضعف‪،‬‬ ‫بل يصمدون ويواصلون في طريقهم‪.‬‬ ‫مصطفى حسني‬

‫ُل َغ ُت َنا ال َعجي َبة‬

‫ألــــــــــــوم صديقـــــــي وهــــــــــذا محـــــــــــــال‬ ‫صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــالم يُقـــــــــــــــال‬ ‫وهـــــــــــذا كـــــــــــــالم بليــــــــــغ الجمـــــــــــال‬ ‫محـــــــــــال يُــــــــــــقال الجمــــــــال خيـــــــــــال‬ ‫الغريـب في هذه األبيات‪:‬‬ ‫أنــك تستطيـــع قراءتها أفقيــًّا ورأسيـــًّا!‬

‫يغيب عن أذهان الناس أن الدين عندما‬ ‫يقيد حركتك فيما ال يجوز لك‪ ،‬يقيد حركة‬ ‫الناس جميعً ا من أجلك؛ فقال لك ال تسرق‬ ‫من الناس وقال للناس جميعً ا أال تسرق‬ ‫منك‪ .‬إذن أنت المستفيد األول من تطبيق‬ ‫منهج اهلل‬ ‫الشيخ الشعراوي ‪ -‬رحمه اهلل‬ ‫ثقوا بأنه ال يدوم كرب وفي الدنيا رب‬ ‫الشيخ مهاب عثمان‬

‫كلمات من الغرب‬ ‫الجميع يفكر في تغيير العالم‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ولكن ال يفكر أحد في تغيير نفسه‪.‬‬ ‫ليو تولستوي (‪1920-1828‬م)‬

‫‪ mini‬دعاء‬

‫عن عبد اهلل بن عمرو‬ ‫ رضي اهلل عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‬‫ صلى اهلل عليه وسلم ‪« :-‬خير األصحاب عند‬‫اهلل تعالى خيرهم لصاحبه‪ ،‬وخير الجيران عند‬ ‫اهلل خيرهم لجاره»‪ .‬رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث‬ ‫حسن‪.‬‬

‫الثوري المزيف هو الذي يحاول تغيير كل‬ ‫شىء عدا نفسه‬ ‫د‪ .‬مصطفى محمود ‪ -‬رحمه اهلل‬

‫فحة من أقوال العلماءوالدعاة‬ ‫بالتعاون مع ص‬ ‫‪www.facebook.com/islamic‬‬ ‫‪.quotations‬‬

‫ال يُحفظ المال إال بثالث‪ :‬جَ معُ هُ من غير‬ ‫ُ‬ ‫سرف‪ ،‬وإمساكه من‬ ‫ظلم‪،‬‬ ‫وإنفاقه في غير َ‬ ‫غير ُ‬ ‫شح‪.‬‬ ‫د‪ .‬مصطفى السباعي ‪ -‬رحمه اهلل‬

‫حد ي ٌ‬ ‫ث نبويّ‬

‫أقوال العلماء والدعاة‬

‫إذا أردت قبول عملك قل‬ ‫(ربنا تقبل منا إنك‬ ‫أنت السميع العليم)‬ ‫مهوما قل‬ ‫إذا كنت‬ ‫ً‬ ‫(حسبي اهلل ال إله إال هو عليه توكلت‬ ‫وهو رب العرش العظيم)‬ ‫(وما توفيقي إال باهلل‬ ‫عليه توكلت وإليه أنيب)‬

‫‪«Google before you post» is the new‬‬ ‫‪«think before you speak».‬‬ ‫‪Paulo Coelho‬‬

‫لقد أوضح التاريخ أن األسطورة القائلة‬ ‫باجتياح المسلمين المتعصبين العالم‪،‬‬ ‫اإلسالم على األجناس المقهورة‬ ‫وفرضهم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تحت تهديد السالح‪ ،‬هي إحدى أكبر األساطير‬ ‫أو الخرافات الخيالية التي رددها المؤرخون‬ ‫في أي وقت‪ ،‬سخافة ومنافاة للعقل‪.‬‬ ‫المؤرخ األيرلندي ديالسي أوليري ‪De Lacy‬‬ ‫‪1957-1872( O’Leary‬م) من كتابه‪:‬‬ ‫اإلسالم في مفترق الطرق‬ ‫‪ ،Islam at the Crossroads‬ص(‪.)8‬‬

‫‪53‬‬


‫ألوان‬

‫‪@momkenmag‬‬ ‫غرّد معنا على هاشتاج‬ ‫‪#‬الوان ـ ممكن‬

‫عباقرة‬ ‫دائما ما يفعلون أشياء‬ ‫يشهد التاريخ بأن العباقرة‬ ‫ً‬ ‫غير عادية‪ ،‬ومعاملة العباقرة تكون أقرب إلى‬ ‫معاملة المجانين‪ ،‬فلهم على قدر عبقريتهم‬ ‫معاملة خاصة جدً ا‪.‬‬ ‫من يصدق أن أينشتين مث ًلا ُولد ألم أنجبت قبله‬ ‫أربعة أطفال متخلفين عقل ًيّا‪ ،‬هل كان هو ً‬ ‫أيضا‬ ‫ً‬ ‫صاحب أكبر عقلية علمية في‬ ‫متخلفا لدرجة أنه صار‬ ‫َ‬ ‫التاريخ؟! اهلل أعلم‪.‬‬ ‫صادف أن تعاملت مع عباقرة صغار من مصر‪ ،‬منهم‬ ‫علي اسمه ابراهيم مرزوق‪ ،‬كان األول‬ ‫صديق عزيز‬ ‫َّ‬ ‫على الجمهورية مكفوفين في الثانوية العامة‪ ،‬كنت‬ ‫قريبًا منه وكان يُذهلني بذاكرته التي كان يتحدى بها‬ ‫دكاترة األدب الجاهلي‪ ،‬وكان يعرفنا فور مالمسة أيدينا‬ ‫وقت السالم‪.‬‬ ‫ولكنه أيضا كان يحتار من تكوين القطة ويتمنى أن يرى‬ ‫ً‬ ‫مخلوقا أسطور ًيّا‪ ،‬هذا المخلوق‬ ‫شكلها؛ ألنه يعتبرها‬ ‫العجيب الذي يستطيع أن يقفز من عمارة مكونة من‬ ‫خمسة طوابق‪ ،‬ويغير اتجاهه ليستقرَّ على األرض دون‬ ‫كسور‪ ،‬ما أجمل تتبعَ حيرة العباقرة؛ ألنها حيرة ُتثير ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫الضحك والسخرية؛ لبساطتها التي ال نعهدها‪.‬‬ ‫أحيا ًنا ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫صديقا البن عمي‪ ،‬وهو باحث في الطاقة النووية‬ ‫سألت‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫والرياضة البحتة‪ ،‬تم تعيينه باحثا في جامعة في أمريكا‬ ‫جدا من أي‬ ‫وعندما ذهب إلى هناك أرسل خطابًا متعجبًا ً ّ‬ ‫شيء؟! إن المباني هناك كبيرة لدرجة أنه يشعر بصغر‬ ‫حجمه وهو يمشي بينها‪ ،‬هل هذه مالحظة لرجل يُعتبر‬ ‫ْ‬ ‫من المتميزين بين العقول المصرية‪ ،‬ربما تكون عبقرية‬ ‫ال ندرك كيفيتها!‬ ‫وهذا العالم الفذ الذي ابتكر الزجاج الشطائري الذي ال‬ ‫يَنكسر بسهولة فقط؛ ألنه الحظ أن القارورة المتسخة‬ ‫ببقايا السليولوز تتحمل االصطدام وعدم التفتت عن‬ ‫النظيفة‪.‬‬ ‫ ‬

‫إبراهيم أمين‬

‫هنار صبحي ابشر و اطمئن و اسعد وتفائل‬ ‫وال تحزن ‪ ..‬خليه شعارك مافيش حاجة‬ ‫مستهلة‪.‬‬ ‫أحمد أبو دووح قيل «عقول الناس مدونة‬ ‫في أطراف أقالمهم» فكل ما تكتبه إنما هو‬ ‫يرسم لنا ما تفكر فيه‪ ...‬فكر جيدً ا واكتب‬ ‫رائعً ا‪.‬‬ ‫أحمد الترامسي اإلسالم دين جميل يحتاج‬ ‫فقط لـ(إظهار جماله)‪ ،‬ال لـ(تجميله)‪.‬‬ ‫سما السعادة في العبادة‪ ،‬والمآسي في‬ ‫المعاصي‪.‬‬

‫اللمة ف وسطيهم‬ ‫ّ‬ ‫زي فرحة طفل ف ليلة العيد‬ ‫َصين َلك بعنيهم‬ ‫ب ِّ‬ ‫بيملوها‪ ...‬كأنك طفل وليد‬ ‫َ‬ ‫ُكلهم بيسابقو الكالم معاك‬ ‫مش عارف ترد على مين‬ ‫وكل اآلذان سمعاك‬ ‫ومتبعاك كل عين‬ ‫كل ده يغنيك عن الحياة‬ ‫كل ده ينسيك اآله‬ ‫علشان ده‬ ‫الحــب في اهلل‬ ‫محمد سامي سليم‬

‫‪54‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫شاركنا أفكارك على‬ ‫‪facebook.com/momkenmag‬‬

‫حين تضيء الحفرة‬ ‫ال أدعوه ً ّ‬ ‫حظا أو صدفة‪ ،‬يعلو األمر عن كونه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اعتباطا‪ ،‬تنفتح‬ ‫حادثا عابرً ا‪ ،‬ال تحدث األشياء‬ ‫األبواب للجميع بنفس المقدار‪ ،‬لكن أقلهم‬ ‫ينتبهون ويسيرون صوب الباب المفتوح‪،‬‬ ‫يُدير أكثرهم ظهورهم‪ ،‬ويَتعلقون باألبواب‬ ‫المغلقة‪ ،‬يبكون ويجذبون األقفال الحديدية‬ ‫حتى َتدمى أيديهم‪ .‬ما أكثر األبواب المفتوحة‬ ‫ألصحاب النظرات الثاقبة‪ ،‬يمد اهلل يدَ‬ ‫دائما‪،‬‬ ‫العون‬ ‫لكن القليل يلتقطونها‪ ،‬ي ُْؤ ِثرُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫األكثرون البكاء حتى تعشى أعينهم‪ ،‬فال‬ ‫ً‬ ‫شيئا سوى مساحات من الضباب‪.‬‬ ‫يرون‬ ‫رأيت كثيرين يَستسلمون في أولى خطوات‬ ‫الطريق‪ ،‬ويعودون أدراجهم ُم َ‬ ‫أطئي‬ ‫ط ِ‬ ‫الرؤوس‪ ،‬ثم يعتنون بالبحث عن آالف‬ ‫األسباب لنكوصهم‪ ،‬وال يكون منها‬ ‫قصورهم أبدً ا‪ .‬يرون في عشرات األشياء‬ ‫ً‬ ‫حارقة يتعثرون بها‪ ،‬حتى يصبح‬ ‫أحجارًا‬ ‫سيرهم مستحي ً‬ ‫ال‪ ،‬ويراها غيرهم أحجا َر‬ ‫أساس لعمر قادم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ليس عليك أن تخترق آالف األبواب‬ ‫الحديدية‪ ،‬بل عليك أن ترهف السمع‬ ‫وتشحذ البصر؛ ألن أحد األبواب القريبة‬ ‫دائما‪ .‬يسميه البعض ً ّ‬ ‫حظا‬ ‫سينفتح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شيئا سحر ًيّا‬ ‫أو صدفة‪ ،‬لكني أراه‬ ‫رافقني طوال السنوات الماضية‪،‬‬ ‫ما أن ي ْ‬ ‫ُط ِب َق اليأس على أنفاسي‬ ‫َ‬ ‫أطئة الرأس‪،‬‬ ‫وأرغب في العودة ُمط ِ‬ ‫حتى تنفتح طاقة نور كبيرة دون‬ ‫مقدمات‪ ،‬وعندما أحدق ‪ -‬بعد‬ ‫أن يبهرني الضوء لدقائق ‪ -‬أراني‬ ‫قد حفرت لهذه الطاقة طوال‬ ‫السنوات الماضية‪ ،‬وأنا أزاحم في‬ ‫الحياة‪ ،‬وأتخذ لنفسي مكا ًنا أكثر‬ ‫اتساعً ا‪ ،‬فيكافئني اهلل وينير لي‬ ‫الحفرة‪.‬‬

‫جداري العازل‬ ‫من كثرة ما سمعت عن الحب ومتاعبه وهمومه‪ ،‬وعن‬ ‫من أحب ومن فارق وعن من بكى وعن من ضحك‪...‬‬ ‫قررت بناء جدار عازل يصد كل هجوم عاطفي يدافع عني‬ ‫أمام كل انهيار‪ ،‬وشيَّدت هذا الجدار من أحجار‪ ،‬و كان‬ ‫هذا الحجر من جرح فوالن واآلخر من بكاء عالن‪ ،‬وآخرون‬ ‫من اكتئاب وأحزان‪ ،‬ودموع و اآلم‪ ،‬وحنين وحنان‪...‬‬ ‫فهل قسى علينا الزمان؟ أم تلك هي اآلثام؟ أم ذلك هو‬ ‫الحرمان؟ أو هو عدم الشعور باألمان لفارس األحالم؟‬ ‫سارة جمال الكومي‬

‫عيش فى الدور‬ ‫لما تحب تكون فنان‪ ،‬امسك ريشة خليها تحكى باأللوان‪،‬‬ ‫ارسم بيها‪ ...‬‬ ‫قلوب الناس‪ ...‬قلب بيعشق‪ ...‬قلب بيحلم‪ ...‬قلب‬ ‫بيدعى للرحمن‪...‬قلب فى سكن الليل يتنهد مستنى فرج‬ ‫الرحمن‪..‬‬ ‫ارسم شجرة جوه فروعها خير وزحام ‪ ...‬جوه فروعها‬ ‫طيور بتسبح للرحمن صوت تسابيحها لحن بيوصل كل‬ ‫مكان‪ ...‬وورقها من كتر خضارُه تعرف إن ربيعُ ه دوام ‪...‬‬ ‫ع ّلي فروعها قرب أكتر من األحالااام‪..‬‬ ‫ارسم وش حقيقى لنفسك يمكن طيب‪ ...‬يمكن خير ‪...‬‬ ‫يمكن هم الدنيا ماليه‪ ،‬يبان فى مالمحه كل مافيه‪ ...‬بس‬ ‫أنت ليه مداريه؟‬ ‫ارسم حلمك‪ ...‬غمض عينك‪ ...‬عيش فـي خيالك‪ ...‬خطط‬ ‫وابدع ‪. ..‬‬ ‫ّ‬ ‫عيش في الدور اللى إنت تحبه تعرف إن الدنيا دى حلم‪ .‬حلمت‬ ‫أكون وأكون وأكون‪ ،‬حلمى رسمته وبعينى شوفته و جريت‬ ‫وراه‪ ،‬قربت خطوة ووقعت وفـلحظه قومت‪ ،‬ولسه مكمل‬ ‫دايما بادعيه ماهو من غيره مفيش معنى‬ ‫وراااااه ولربى‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫للحياة‪ .‬خليك دايما قريب من الرحمن واعرف إن الورقة اللى‬ ‫رسمت عليها حلمك بيضاء‪ ،‬وإنها ورقة مش باقية لكن‬ ‫الباقى هو حلمك ال ّلى بجد بقى هدف وعمل‪..‬‬

‫ريهام علي‬

‫هبة راشد‬

‫‪55‬‬


‫«خطوة لبكرة »‬ ‫هبة حازم ‪ 22‬سنة‬ ‫شارع المعز‬ ‫القاهرة الفاطمية‪،‬‬ ‫مصر‬

‫ص ّور وشاركنا‬ ‫ارسل صورة عالية الجودة على ‪ info@momkenmag.com‬مع‬ ‫اسمك وسنك واسم الصورة ومكان التصوير‪.‬‬ ‫وقد ننشرها هنا‪.‬‬

‫َّ‬ ‫«تفكر»‬ ‫عبد الرحيم خ‬ ‫والية البليدة‪ ،‬الجزائر‬

‫«إذا الشمس‬ ‫كورت»‬ ‫ِّ‬ ‫رشا عز الدين‬ ‫أسوان‪ ،‬مصر‬

‫صورة‬ ‫تفاءل‬

‫إسراء األجهوري ‪ 19‬سنة‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‬

‫‪56‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫‪57‬‬


‫الزوجة لزوجها‪ :‬ياريتني‬ ‫جريدة علشان أكون في‬ ‫إيدك كل يوم! الزوج‪:‬‬ ‫ياريتك نتيجة أغيرها‬ ‫كل سنة‪.‬‬

‫ابن‬

‫ه‪ :‬يعني إيه‬

‫بيسأل أبو‬

‫قاله‪:‬‬

‫واهلل يابني‬

‫قاله‪:‬‬

‫يا بابا حكو‬

‫يعني إيه ائ‬

‫ي إيه لجنة‬

‫فهاش‪...‬‬

‫الذات معر‬

‫يابني دي ب‬

‫بش أبوك‪،‬‬

‫سئلة متتع‬

‫طل أ‬ ‫ابني ب َّ‬

‫األ‬ ‫ألب وقال ل‬ ‫صلها ا‬ ‫ب ِّ‬

‫تالف‪ ،‬األب‬

‫‪ :‬طب يعن‬

‫البن سأله‬

‫ه‪ :‬بصراحة‬

‫نها‪ :‬بس ي‬

‫م قالت الب‬

‫سأله‪ :‬طب‬

‫معرفش‪ .‬ا‬

‫ة؟ األب قال‬

‫تأسيسي‬

‫مة تكنوق‬

‫معرفش‪،‬‬

‫واهلل يابني‬

‫راط؟ األب‬

‫يه يتعلم‪.‬‬

‫ها‪ :‬ال سيب‬

‫مرة واحد خلف ‪7‬عيااااااااااااااال‬ ‫سمى نفسه سفن اب‬ ‫اتنين حرامية دخلوا بيت‪ ،‬واحد منهم دخل البلكونة‪،‬‬ ‫شوية وصاحب البيت دخل عليه فقاله أنت بتعمل‬ ‫وبدمر‬ ‫إيه هنا؟ قاله أنا كنت بحارب اليهود بالطيارة‬ ‫َّ‬ ‫فيهم‪ ،‬لحد لما طيارتي عطلت ِّ‬ ‫ونطيت بالبراشوت‬ ‫ونزلت في بلكونتك‪ ...‬قاله أيوه كده تعجبني‪ ،‬مش‬ ‫التاني اللي قاعدلي في البانيو وبيقول على نفسه أنه من‬ ‫الضفاضع البشرية!‬

‫كيف تتأكد من أنك إنسان‬ ‫طبيعي‬ ‫‪ )١‬لديك موبايل؟‬ ‫‪ )2‬لديك حساب على الفيسبوك؟‬ ‫‪ )4‬تقوم بإضاعة وقتك بقراءة هذا الكالم؟‬ ‫‪ )5‬لم تنتبه لعدم وجود رقم ‪3‬؟‬ ‫‪ )7‬قمت بالتحقق من وجود رقم ‪3‬؟‬

‫صرصار في العنايه المركزة بيسأل‬ ‫صرصار جنبه بيقوله‪ :‬بيرسول؟‬ ‫قاله أل فردة شبشب‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪www.momkenmag.com/September2012‬‬

‫‪ )8‬أين رقم ‪ 6‬يا باشا؟‬ ‫‪ )9‬أنت اآلن تبتسم يا برنس؟‬ ‫‪ )10‬أين رقم ‪ 1‬يا ذكي؟‬ ‫‪ )11‬صدقت وروحت تتأكد؟‬ ‫أبدا‬ ‫‪ )12‬انت مش طبيعي ً‬

‫‪DOKU‬‬

‫‪SU‬‬


If you’ve been through a particularly busy period where you were super productive and then suddenly took a long restful break, you’d normally find it difficult to get back into the productivity mode afterwards. I faced this issue recently as I was starting work after a much needed Eid break and it took me a couple of days to get into my productivity mode. So, how can you get back to being productive again? Here are 3 tips to help you: 1. Use the power of routines: If you’ve had a particular routine that you normally followed during your productive days; try to match those routines. This could mean waking up at a certain time, doing certain activities at certain times of the day, etc. For example, one way that I used the power of routine to get back into productivity was to get back into my routine of going to the gym early in the morning after Fajr prayer. If you didn’t have a particular routine or you don’t like your old routine, this is a great opportunity to build a brand new one! A lot has been spoken recently about the power of rituals and routines and how important they are to build a productive lifestyle. We’ve covered a couple of routines here at ProductiveMuslim including morning routine, commuting routine, work routine and before sleep routine. 2. Start with M.I.Ts: After a long-break, you’ll find yourself struggling to figure out where to start with your tasks and to-dos. Spend a few hours (perhaps the night before your day work starts)

61

figuring out exactly what you’ll work on first thing in the morning when you get back to work. Try to limit your Most Important Tasks (M.I.Ts) to 2-3 items per day and reward yourself for achieving them at the end of each day. These important achievements each day (even if they are few) will help you tune yourself back into ‘productivity’ mode. 3. Talk to people around you: Sometimes discussing your project/ work/ to-dos with those around (colleagues, family members, friends) will help motivate you to get back into productivity mode. No one likes to think that they are slacking or not achieving their goals, and generally you don’t like to disappoint those around you. So have meetings with your co-workers re-discussing your projects/ tasks so you can update yourself with the latest requirements, speak to your family members about the challenges ahead of you, and meet up with a few friends to discuss your future projects and you’ll see yourself excited to get back into being productive. Trying to re-start your productivity after a period of down-time may take 2-3 days or up to a week, it can be a frustrating period, especially if you’re a high achiever, but don’t feel bad about it and don’t wish you didn’t take a break. You needed the break, and before you know it, you’ll go back into being super productive again.

In cooperation with www.productivemuslim.com

Ubunto›

"Humanity Towards Others"deed! in

Ubuntu is a computer operating system based on the Debian Linux distribution and distributed as free and open source software, using its own desktop environment. It is named after the Southern African philosophy of ubuntu «humanity towards others». As of 2012, according to online surveys, Ubuntu is the most popular Linux distribution on desktop/laptop personal computers,and most Ubuntu coverage focuses on its use in that market. However, it is also popular on servers and for cloud computing. Ubuntu is easy to use, and comes with

thousands of free applications. Ubuntu does everything you need it to. It’ll work with your existing PC files, printers, cameras and MP3 players. Ubuntu loads quickly on any computer, but it’s super-fast on newer machines. With no unnecessary programs and trial software slowing things down, booting up and opening a browser takes seconds. Unlike other operating systems that leave you staring at the screen, waiting to get online. It's also calimed that Ubuntu won’t grow sluggish over time. It’s fast. And it stays fast.

Very neat, super fast, and guess what? It›s free.

"We recommend it." -momtech

www.momkenmag.com/September2012

60


Everyone has times during their lives that are challenging. Illness, the loss of a job, death, divorce, a relationship break-up, parental alienation, and other life-changing events serve to push us over the edge if we aren’t careful. While we may not have control over some of our circumstances, we do have control over one thing: Ourselves. We have control over our reactions. We are 100% responsible for our thoughts, words, beliefs, and actions. Grief, frustration, anger, sadness–these are all normal emotions (I recently read somewhere that emotions = energy + motion. Love that!). But these emotions can take over your life if you are not conscious of their effects. I am writing this article after a particularly

63

challenging day. I plan on taking my own advice and move forward in life, but first I like to acknowledge that what I am going through is emotionally painful. Denying the pain or repressing my feelings is ineffective. I believe that we can all lead better lives if we view ourselves as a hero/heroine and not a victim. When you consciously choose the path with power and personal responsibility; it won’t be an easy road sometimes, but it is a healthier one. My answer for the times when life seems oh-so-very challenging is different depending upon the circumstances. It is helpful to have solutions available that can help you to regain your peace of mind. Here are 16 suggestions to get you back on the path of living a great life. Please leave a comment if you have some suggestions

of your own that have helped you through some trying times.

16 ways to get through painful times: 1. Meditate: Go within to find the stillness you need to remain centered and grounded. Interestingly enough, meditation has been viewed as addictive–similar to an addiction to drugs or alcohol. It can provide a person with a feeling of numbness and euphoria. 2. Find support: During challenging times, find family members, friends, a therapist or coach to get you through. It’s kind of like your own cheer leading section. 3. Laugh: Find something to laugh about: A movie, A cartoon, A funny book… laughter really is the best medicine.

4. Let your emotions out instead of holding them in: Cry, use your pillow to hit your bed or chair, yell into your pillow… express your emotions instead of repressing them. 5. Find the positive: Every cloud has a silver lining – what will be this challenge’s? 6. Do something different: Let your mind focus on something else; something new. 7. Self-care: Nurture yourself during this time. 8. Write: Write about your thoughts and feelings in a journal. Take 20 minutes and just write about whatever comes to your mind. Don’t censor, just write and get it out. 9. Exercise and eat right: Take care of your body. 10. Play: Life isn’t meant to be so serious. Even though you are going through a tough time, don’t forget to have fun. Give yourself permission. 11. Read: something uplifting, motivational, and positive every day. 12. Surround yourself with positive people, not people who bring you down. 13. Breathe: Practice deep breathing which helps to center you as you bring your awareness to your breath. 14. Trust: Have faith that something even better is waiting for you. 15. Have patience with the process: This too shall pass. You will be in a different place a year from now. 16. Be in nature: When my brother passed away suddenly, my lovely neighbor gave me a flat of flowers to plant. I’ll never forget that touching gesture and how wonderfully soothing it felt to be one with nature.

www.momkenmag.com/September2012

62


www.momkenmag.com/September2012

64


Tajweed project is a group initiative aims to develop Muslims and increase the level of productivity at the Egyptian society. The name is extracted from “Jawda” or quality as we mean making the Muslim community as “Mojawad” as possible. How many of us could succeed writing a long term mission statement for life? How many of us could stick to their objectives and really do what they want to do? Are we spending our life by the way we design it or we just move with the flow & by default?! At Tajweed it’s crucial that everyone understands their role in life & understands their role in others lives. We all have several challenges writing a draft for our dreams influencing everybody around us & getting them engaged at that dream.

It’s either because we miss a life with a sense of purpose & meaning. Or because we are too much busy running after daily to-do lists. In Tajweed we have identified key areas of pain to everyone & how can we overcome most of the challenges that hinder our progress & success.

Exclusively for Momken magazine readers 5 free seats for early birds at next wave of Ability Builder workshop in cairo just send your personal details or CV to info@momkenmag.com. We’ll call back the 5 persons who will join and will call you to register but make sure you have the original hard copy of ‘Momken’.



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.