األستاذ صالح المختار -القومية (الشيعية) خطة انهاء االمة العربية بكافة اقطارها ،بتقسيمها وتغيير هويتها القومية واقامة كيانات مجهرية مستلبة االرادة ،تصل مرحلة اكثر تعقيدا بطرح مشروع تحويل الغطاء الطائفي العلني للغزوات االيرانية الى قومية (شيعية ) ! التبشير بتلك الخطوة جاء في مقال للكاتب اللبناني حازم صاغيّة الذي عرف بتقلباته السياسية وااليديولوجية نشره في جريدة الحياة اللندنية يوم ٢٩ سبتمبر /أيلول ٢٠١٧يقول فيه ( :يقتحممهنّد الحاج ي .... ،في أطروحته التي ي– ميدان ّ علي ،بعمل بحث ّ نشرتها كتابا ً دار «بلغريف ماكميالن» بعنوان« :القوميّة ي– هويّة والرابطة العابرة للقوميّة واإلسالم السياس ّ سسيّة» ،يرصد هويّة الحزب حزب هللا المؤ ّ ّ ّته.....،لكن أه ّم ما في هذا الكتاب المه ّم تركيزه وحداثي ي» الذي على حزب هللا من زاوية المشروع «القوم ّ
يرعاه لبناء هويّة شيعيّة جديدة للشيعة اللبنانيّين ).ويتطوع الكاتب بحماس واضح لتوفير سوابق لمشروع القومية (الشيعية) فيقول ( :هكذا تغدو إعادة ي على يد الحزب جهداً حديثا ً ي اللبنان ّ بناء التاريخ الشيع ّ يشبه جهود القوميّات األوروبيّة في هذا المضمار.... ، ي في لبنان ومنظورا ً إليه من زاوية الموقع العدد ّ ي الشيع ّ ي ،إنّما يتيح الحديث عن «قوميّة أو في العالم اإلسالم ّ أقلّيّة» و «قوميّة طائفيّة»). ويحدد الكاتب متطلبات المشروع والتي قام حزب هللا بتوفيرها فيقول ( :أ ّما العمودان اللذان قامت سسات، عليهما الدعوة اإليديولوجيّة التي ترعاها المؤ ّ واللذان أريد لهما أن يكونا لحمة «األ ّمة» الموعودة، مصرا ً على فهما المقاومة ووالية الفقيه......والحزب ّ «الثقافة» بوصفها ما يصنع «الهويّة» ،حيث ّ أن المقاومة ليست الهدف ،بل نتاج من نتاجات الثقافة).يقول صاغيه متقدما خطوة لالمام( :والحزب ،... ،يستخدم تغيير سد الطقوس التقليديّة الشيعيّة في خلقه للهويّة .وهذا يتج ّ سد في عاشوراء .فقبل 1982كانت طقوس أكثر ما يتج ّ ي. عاشوراء الشيعيّة ذات شكل مضبوط وغير سياس ّ لكنّها مذّاك تغيّرت جذريّا ً لتغدو أشدّ حدّة ً ودراميّةً وسياسيّةً ،وأحيانا ً استفزازيّة للطوائف األخرى .ففي ي يُعقد في السبعينات ،كان احتفال عاشوراء الرئيس ّ المدرسة العامليّة ببيروت ،ولم يكن سياسيّا ً بتاتاً .وكان الحضور بعد قراءة «مصرع» الحسين يؤوبون إلى
بيوتهم ،فيما كانت «اللطميّة» أقرب إلى اللمس غير الموجع للجسد). وبعد ان يعقد تالزما سببيا واضحا بين بروز حزب هللا وممارسته للمقاومة وبين تحويل الطقوس الطائفية الى هوية يقول صاغيه ( :على أنّه مع ثورة إيران وتنامي نفوذها في لبنان ،خصوصا ً بعد غزو ،1982تغيّرت تلك الطقوس نوعيّاً .فقد غدت المسيرة أو التظاهرة التي تلي «المصرع» استعراضيّة ،تعيد إنتاج التظاهرات التي شهدتها إيران قبيل الثورة والتي أفضت إلى إطاحة الشاه .واليوم بات الحزانى الشيعة يتدفّقون على الشوارع بعد تالوة «المصرع» ،كما باتت التظاهرة سياسيّة تمألها الهتافات للمقاومة اإلسالميّة والتنديد بأميركا وإسرائيل اللتين تُحرق أعالمهما وتتم مماهاتهما مع قاتلي الحسين.كذلك لم تعد المسيرات محصورة بالنبطيّة وبيروت ،بل باتت تح ّل حيث هناك ي ،حتّى لو كان التج ّمع أقلّيّا ً في منطقة ي شيع ّ تج ّمع سكن ّ أكثريّتها سنّة أو مسيحيّون). ويحدد صاغية الهدف فيقول ( :بيد ّ أن هذا التعارض بين مقدّمات دينيّة وتاريخيّة وبين استخدامات حديثة إنّما يُفهم ،هو أيضاً ،من ضمن المشروع متراص ي» لهندسة الهويّة الشيعيّة .وهو مشروع ّ «القوم ّ ي ).ويؤكد صاغية على اهمية الثقافة بقدر ما هو عسكر ّ وتعبئة الناس عقائديا تحت مظلة العمل العسكري وفي افياء انجازاته فيقول (:ومع ّ قوة أن حزب هللا أساسا ً ّ ي األكبر ،وهو عسكريّة وأمنيّة ،فإنّه أيضا ً الناشر اللبنان ّ
وتطور في التسعينات االهتمام الذي ظهر في الثمانينات ّ ليشتدّ بعد انسحاب .2000فهو ،مثالً ،ينشر مجلّة تطبع 30ألف نسخة هي «بقيّة هللا» التي ال تنافسها أيّة نشرة ....فإن بعضها كـ «ك ّ ّ ي» يملك لبنانيّة أخرى، شافة المهد ّ مجالّت عدّة تستهدف فئات عمريّة مختلفة ،وهناك «المرشدة» للك ّ شافات البنات .أ ّما إحدى دور نشره، «المعارف» ،فنشرت مئات الكتب والدراسات اإليديولوجيّة). ما الذي يبدو واضحا لنا من المقتطفات السابقة ؟ -1لنبدأ بدار النشر التي تبنت نشر كتاب يبشر ب(القومية الشيعية) فهذه الدار هي Palgrave ) )Macmillanوهي دار رفيعة المستوى واكاديمية امريكية -بريطانية تنشر الدراسات ذات المحتوى المهم والطبيعة االكاديمية ،وهنا نجد انفسنا امام قضيتين :القضية االولى ان الدراسة التي اعدها الكتاب ليست اكاديمية وال علمية وكما يبدو من عرض صاغية النها تقوم على تأسيس قومية بقرار سياسي ارادي وليس بعوامل موضوعية حتمية النبثاق قومية ،وبفترة زمنية التسمح بتأسيس اكثر من شركة ناجحة والسبب هو ان القومية هي ثمرة تطور يستغرق قرونا ،بل االف السنين قدر تعلق االمر باالمم الشرقية العريقة ،وليس عقودا كما هي حال حزب هللا ومشروع والية الفقية الحديث وقصير العمر والمحدود الشعبية حتى في اسرائيل الشرقية ،ناهيك عن اعتماد مشروع (القومية الشيعية)
على الطائفية حصرا وتحديدا وهو عنصر غريب على اي مفهوم قومي عرفته البشرية ،فالمشروع الصهيوني مثال هو مشروع ديني وليس طائفي ومع ذلك فان دعوته العتبار اليهودية قومية مازالت ترفض وتحاصر وتنقد بشدة . اما القضية الثانية فهي ان خصوصية دار النشر المتعالية على النشر العادي واكاديميتها المعروفة تسخر لترويج نظرية سطحية ومتخلفة المضمون والهدف ومتناقضة بشكل صارخ ومكشوف اليمكن ترويجها اال اذا اكتسبت غطاء اكاديميا محترما ومعترفا به دوليا ولهذا طبعته دار نشر بلغراف ماكميالن وليس اي دار نشر اخرى عادية ،اذ يكفي اسمها الثارة الفضول االكاديمي وللعامة ،ولكي تحظى بدعم الجهات التي تحترم تلك الدار وتعرف من وراءها ،فالذي يكتشف ان الدار التي نشرت الدعوة النشاء (قومية شيعية) هي هذه الدار بكل ما تحمله من تراث وصالت وهوية راقية وليس دار نشر عربية تمولها طهران او حزب هللا مثال يدرك فورا ان وراء مشروع اطالق (القومية الشيعية) المؤسسات الصانعة للقرار النهائي في كل من بريطانيا وامريكا ودون ادنى شك فان المؤسسة الصهيونية هي الداعم االكثر حماسا لهذا المشروع . ولكي يكتمل االيحاء عربيا فان من قدم للكتاب وحاول تعزيزه هو كاتب لبناني اسمه حازم صاغية قدم اقامته في بريطانيا وصالته العميقة بمؤسساتها تضفي على الكتاب والمشروع اتجاها معروفا هو نفس االتجاه الذي
بشر بوعد بلفور وسايكس بيكو ،فالمشروع اذا هو ومن النظرة االولى تطور وتصاعد التفاقية سايكس بيكو الثانية وخطوة على طريق (الربيع العربي) الذي ولدته من رحمها الطبيعي . -2هنا اعتراف علني بان كل اعمال حزب هللا ضد اسرائيل الغربية واحتكاره لتحرير جنوب لبنان كان مجرد عملية توفير غطاء وطني ومقاوم يحميه من االدانة ويبقي الدعم متواصال له حتى وهو يقوم بتنفيذ خطوات اكبر واخطر عمليات تقسيم لالقطار العربية على اسس طائفية وعرقية مرسومة سلفا من قبل نفس من طبق سايكس بيكو االولى في مطلع القرن العشرين ومن يطبق ،وكتكملة لها ،سايكس بيكو ثانية وهي التي نعيش في ظل كوارثها االن .من الضروري اذا تناول التمهيدات القديمة والحديثة لما يجري االن خصوصا طرح مشروع (القومية الشيعية) بصفته خطوة متطورة بنيت على ماتم انجازه حتى االن من اعداد طائفي متطرف .فبريطانيا عرف عنها انها الحاضنة االساسية واالولى لمشروع االسالم السياسي بشقية الشيعي والسني منذ بداية القرن الماضي وسجل التاريخ الحديث ان رجال الدين في اسرائيل الشرقية كانوا ،ومازالوا ، يحظون بدعم شامل من قبل بريطانيا خصوصا وان االخيرة كانت تنمي كافة اشكال االنشقاقات في المستعمرات كالهند والدول العربية وفقا لمبدأ معروف وهو ( فرق تسد ) وهو مبدأ ارتبط ببريطانيا اكثر من غيرها .
-3هناك اطروحة مدسوسة ملفقة من قبل المخابرات البريطانية تحديدا روجتها عندما احتلت العراق بعد انهيار الدولة العثمانية وهي اطروحة (االغلبية الشيعية واالقلية السنية) في العراق ،وهذه من بين اول ما روجه االستعمار البريطاني في العراق رغم انها اطروحة فاسدة السند لها لعدة اسباب اهمها ان اي احصاء على اساس طائفي لم يجرى في العراق اطالقا خالل القرن الماضي والقرن الحالي لذلك فكل ما يقال عن اقلية واكثرية طائفية ليس سوى تلفيقات مخابراتية اجنبية هدفها اشعال الفتن الطائفية .وهنا البد من التذكير باننا اليهمنا اطالقا اي طائفة تشكل االغلبية مادامت عربية الهوية فالقومية العربية ترفض التمييز الطائفي من االساس والتعترف بالطائفية وتؤمن بمبدأ المواطنة المتساوية فقط ،لكننا نرفض رفضا قاطعا طرح معلومات زائفة بهدف اشعال فتن بين العراقيين ،وهذا هو التفسير الصحيح لظاهرة ان العراق لم يشهد تمييزا طائفيا خصوصا منذ بداية القرن العشرين وحتى غزو العراق وما حصل بعد الغزو كان من عمل االحتالل واطرافه االقليمية . االستعمار البريطاني روج اطروحة (االغلبية الشيعية المحكومة من االقلية السنية) كي يشعل الفتن الطائفية وكانت اسرائيل الشرقية في زمن الشاهين رضا بهلوي وابنه محمد رضا ورغم علمانيتهما الرسمية اال انهما تلقفا االطروحة البريطانية النها تعطيهما نفوذا في العراق لو روجت ونجحت .لكن ما قدمه الحكم في
العراق طوال ثمانية عقود كان نظام حكم ليس فيه تمييز طائفي ولو تفحصنا اسماء من حكموا العراق لوجدنا انهم من كافة االثنيات والطوائف االسالمية والمسيحية وحتى اليهودية قبل احتالل فلسطين .المواطنة العرقية كانت هي المعيار وليس غيره لكن االستعمار البريطاني زرع بذور الطائفية ونماها فاوجد اقلية تروج لها بسرية تامة الن الرأ ي العام العراقي كله كان ضدها . -4وضعت لحزب هللا ستراتيجية ايرانية مخابراتية تفصيلية كي يوصل للهدف المركزي للمرحلة الجديدة وهو كسب قلوب العرب ،او بعضهم على االقل ،من اجل امرار وانجاح الغزو االيراني لالقطار العربية ودعمه من قبل عرب فكانت فلسطين هي العنوان الدعائي لخميني وتابعه وصنيعته حزب هللا ،ولكن الخطورة في خطة المخابرات االيرانية كانت السيناريو الذكي جدا وهو خوض حزب هللا معارك حقيقية مع اسرائيل الغربية ،تماما مثلما فعلت وتفعل كل من المخابرات االمريكية واالسرائيلية مثل قبول قتل السفير االمريكي في باكستان مع اغتيال ضياء الحق ،او مهاجمة يهود العراق بالقنابل لضمان تهجيرهم الى فلسطين والتي قامت بها المنظمة الصهيونية العالمية ، ففي عمل المخابرات يمكن التضحية بكثيرين من اجل تصفية طرف معين او تحقيق انجاز معين . من دون حرب حقيقية مع اسرائيل الغربية لن يكتسب حزب هللا سمعة جاذبة للجماهير العربية تجعلها تدعمه حتى لو جاهر بتبعيته السرائيل الشرقية وهي تحتل
اقطار عربية ،الن المطلوب كان تخليق مشاعر والء السرائيل الشرقية تتجاوز التعاطف الطائفي او العداء الطائفي فبعض الشيعة العرب يجب ان يرتقوا بدعمهم السرائيل الشرقية من مجرد التعاطف الطائفي الى حالة انتماء لهوية جديدة تتجاوز قوة التأثير الطائفي لمرحلة ماقبل خميني اضافة لكسب عرب من مختلف االديان والطوائف وجعلهم انصارا لخميني وخامنئي ومهما فعال بالعرب ،الجل البدء بخلق الظروف المناسبة لنشوء ما سمي االن ب(القومية الشيعية) وبدمج انتصارات حزب هللا في معاركة مع اسرائيل الغربية ومنجزاته التي تمت بدعم مادي ايراني شامل ، وهو ما اعترف به حسن نصرهللا رسميا في خطاب قال فيه بان سالح وطعام وشراب حزب هللا كله من اسرائيل الشرقية،توفرت امكانية االنتقال من الصلة الوطنية القطرية والصلة القومية العربية لكتل من المواطنين العرب الى اعتبار الطائفية هوية تتخطى حدود الطائفة التقليدية ويراد لها ان تكتسب بنزعة ارادية جامحة سمة (قومية) بهدف الحط من شأن ودور القومية االم واالصلية وهي القومية العربية واكمال مقومات العمل المباشر باسم هذه الهوية بغض النظر عن تناقضها مع القومية العربية . ان دور حزب حسن نصرهللا العسكري المباشر في سوريا والعراق واليمن ودول الخليج العربي والمتمثل بمساهمته الرئيسة في تنفيذ المخطط المشترك الصهيوني
االيراني -االمريكي وهو ابادة ماليين العرب وتهجيرماليين اخرى من العراق وسوريا ،ودوره التعبوي واالعالمي والنفسي في بقية االقطار العربية والعالم االسالمي كان العامل االكثر حسما في اكمال مقومات االنتقال الى هوية طائفية ضاجة بأساطير مصطنعة ومغرقة في السذاجة والتساذج المتعمد يفوق تطرفها حدود الهوية الطائفية ،وهو ما نراه االن في العراق مثال ،وتلك هي اللحظة المفصلية التي كانت مطلوبة ايرانيا وصهيونيا وامريكيا في ان واحد العالن ماسماه اللبناني مهند الحاج علي مؤلف الكتاب وايده صاغية ب(القومية الشيعية) . ان الدعم االمريكي والصهيوني التام للمخطط االيراني القائم على تخليق (قومية شيعية) يعود اساسا لحقيقة ان اصطناع هذه الهوية هو تأسيس واضح الطالق حالة جديدة في الوطن العربي تتمثل في بروز هوية تتفوق في قوة جذبها على الهوية االصلية الجامعة للعرب وهي القومية العربية وتدفع بها الى الخلف وتصبح ،اي (القومية الشيعية ) ،المحرك الرئيس لكتل من العرب لدعم المشروع االيراني المعلن والمشاركة الجوهرية فيه وهو تحقيق انقالب طائفي مدمر في الوطن العربي والعالم االسالمي كله لن ينتهي حتما اال بخراب وهزيمة كل العرب شيعة وسنة الن الهدف المشترك للغرب االستعماري والصهيونية والشوفينية الفارسية هو تدمير الرابطة االكثر متانة للعرب وهي هويتهم القومية العربية الجامعة لكافة االديان والطوائف
واالثنيات تحت مظلة المواطنة المتساوية بينما (القومية الشيعية) ومكملها ورد فعلها المنتظر (القومية السنية) تفرقان وتشرذمان العرب بحدة . ورغم ان اعتبار الطائفية هوية قومية ليس مألوفا وال مقرا من قبل مدارس ومنظري القومية في العالم منذ ظهرت القوميات االوربية فان السابقة الوحيدة لها كانت مقدمة يمكن استخدامها لدعم ما يسمى ب(القومية الشيعية) وهي سابقة اعتبار الصهيونية للديانة اليهوية هوية قومية رغم تناقض ذلك مع االسس المعترف بها عالميا لنشوء القوميات التي تتخطى الهويات الدينية وتعدها بعض المدارس في القومية فرعية ومن مكونات الهوية القومية . والمفارقة الكاشفة للغرض هنا هي ان من فبركت اطالق (قومية شيعية) وهي اسرائيل الشرقية تتمسك بشدة بالقومية الفارسية بدليل ان الدستور الذي وضع في زمن خميني ليترجم اهدافه وافكاره يمنع منعا باتا حتى البرلمان االيراني من التنازل عن اي ارض ايرانية الي طرف اجنبي رغم ان كل جيران اسرائيل الشرقية مسلمين وال فرق بين مسلم واخر اال بالتقوى حسب االسالم .اضافة الى اصرار نظام خميني وخامنئي على حماية مصالح ( ايران القومية ورفض اي تفريط بها مع اي طرف ) وهذا ما يتجلى في التمييز بين المسلم العراقي الذي لجأ اليها وبين المسلم االيراني حيث حرم العراقيون رغم والءهم لها من العمل واالختالط ولم يعامل مثل االيراني وهي حقيقة اعترف بها كل من لجأ
او عاش في اسرائيل الشرقية وهم كلهم اتباعها ! -5بعد احتالل العراق ونظرا لفشل خميني وخامنئي في اشعال فتن طائفية وبدعم غربي صهيوني فان اول خطوات المحتل كانت وضع دستور المحاصصات الطائفية والعرقية ،عمدا وبأوامر مركزية امريكية ،وفيه ثبت بول بريمر نسبة افتراضية ليس هناك في الواقع العراقي ما يدعمها ،فكما قلنا لم يحصل اي احصاء على اساس طائفي ومن ثبت نسب الطوائف في الدستور هو بريمر اعتمادا على نغول االحتالل ذاتهم كما اعترف حينما سئل عن مصدر فكرة االغلبية واالقلية في العراق ،ومع ذلك روجت اسطورة (االغلبية الشيعية واالقلية السنية) وكأنها حقيقة الشك فيها مع انها تلفيق بريطاني خبيث .وسبب تضمين الدستور مبدأ المحاصصة هو ايصال العراق لمرحلة الصراع الطائفي بين (االغلبية الحاكمة الجديدة واالقلية التي فقدت الحكم) كما روج كذبا وتضليال ،وجعل االنتقام – مم االنتقام ولم يضطهد احد قبل االحتالل السباب طائفية او عرقية ؟– هدفا لالحزاب التي سلمها االحتالل الحكم . -6احتكار الحكم من قبل االغلبية االفتراضية واضطهادها المبرمج والعلني والوقح لالقلية المفترضة والتنكيل القاسي بها ودفعها للجوء للطائفية المضادة وهي الطائفية السنية كرد فعل متوقع بل مرسوم امريكيا وبريطانيا ،بعد ان فقدت كل شيء وابيد مئات االالف من ابناءها في كل محافظة وسلبت ممتلكاتها وهجرت .فتكون معسكران متعاديان طائفيا ، الماليين من وطنها ّ
طبعا في االطار السياسي وليس الشعبي العام ! ولكي يوصل الصراع بين الطائفيين الى حد الالعودة واستحالة التراجع منعت امريكا ايقاف صراعهما وغذته ونمته الجل احداث جروح بالغة العمق وال تندمل فيهما وتأسيس نزعة ثأر متطرفة لدى الطرفين . -7بعد االنسحاب االضطراري االمريكي وتسليم العراق السرائيل الشرقية الكمال مهمة تدميره واالعداد لتقسيمه تعاظم االضطهاد الطائفي وزاد بشاعة ووحشية الجل جعل تقسيم العراق (حال وحيدا للتخلص من االضطهاد الطائفي العنصري المتطرف) في ظل االحتالل االيراني ،كما يردد بعض المرتدين رغم انه ليس الحل الوحيد .خصوصا بعد ان اخذت اسرائيل الشرقية تعمل للسيطرة على كل العراق وهذا يتطلب المزيد من تهجير العرب خصوصا السنة بزيادة اضطهادهم بصور بشعة وتحت غطاء االنتقام من جرائم داعش . -8تأسيس الحشد الشعوبي كان مقدمة لتحويل الميليشيات التابعة السرائيل الشرقية الى جيش نظامي الحقا يستخدم كاداة ل(القومية الشيعية) واخضاع الجيش الحكومي للميليشيات المجيشة مثلما فعل خميني في بلده . ولهذا تم تجيير كل العمليات ضد داعش الى الحشد وتجريد الجيش الحكومي من كل اعماله العسكرية ضد داعش . -9قبل اكمال تحطيم دولة داعش واجبارها على النزول تحت االرض اشعل صراع بين اربيل والمنطقة
الخضراء وفي الحالتين كانت المخابرات االمريكية هي المهندس الرئيس لكل هذه التطورات ،وهكذا تولد نوعان من الصراعات الخطيرة في العراق احدهما طائفي متطرف توسعت فيه بحار الدم والدموع التي تفصل المتصارعين بحيث لم يعودوا قادرين على التفاهم الحقيقي ،اما الثاني فهو عنصري -طائفي فظهر تيار سني يدعم مطاليب اربيل ضد التيار الشيعي الرافض لها والمتمسك بالموقف االيراني ،وهنا نالحظ قرون الشيطان السني تظهر استعدادا العالن (القومية السنية) كما ظهرت قرون الشيطان الشيعي واعلن عن القومية (الشيعية ). -10لقد ظهر الهدف المركزي االبعد والمشترك بين االسرائيليتين وامريكا وهو تعزيز الدور (الشيعي) في العالم االسالمي والعمل على تحويل االقلية الشيعية فيه الى قوة ضاربة اكبر بعد ان تنجح في تشييع بعض السنة ليقوم توازن شبه متكافئ بين الطائفتين مع االصرار على عدم السماح باي حالة توافق بينهما ،بل على العكس يجب زيادة حدة وعدائية الصراعات بينهما ومنع مصالحتهما ،كما يجب منع حسم الصراع لصالح ايا منهما ليصل الصراع الى مرحلة الصراع االقليمي السني -الشيعي ،بعد اكمال استنزاف العرب سنة وشيعة في صراع اليمكن حسمه ،ولهذا يجب ان يكون هناك مركزين احدهما سني جاذب للسنة واختيرت تركيا له واالخر شيعي جاذب للشيعة وكانت اسرائيل الشرقية مختارة منذ عقود لهذا الدور .
عندما نصل لهذه المرحلة فان الصراع يكون قد تبلور بعدة اشكال : أ-صراعات طائفية حادة ودموية داخل االقطار العربية ب-صراعات طائفية اقليمية بين دول ج-تبلور حالة توازن بين المعسكرين المتقاتلين يمنع الحسم بينهما الجل تحقيق اكبر استنزاف ممكن لهما .د-الصراع بين المركزين االقليميين يعزز الدور الصهيوني ويقدم المريكا افضل الفرص لزيادة تغلغلها .ه -توفر امكانية الدعوة ل(قومية شيعية) واخرى (قومية سنية) تتويجا لظاهرة التمحور حول طائفة دفاعا عن النفس ،فقط عبر تحويل الطائفية الى حالة تشبه القومية من حيث االرتباط وقوة الوالء يمكن قطع اخر شعيرات االرتباط بين السني والشيعي وهو ما خططت له كل من امريكا واسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية وهذه الخطة ضحيتها االساسية القومية العربية التي ستواجه حالة فقدان ليس فقط قوة جذبها بل االخطر انها ستجد نفسها خلف الهويتين الجديدتين في المنطقة الهوية الشيعية والهوية السنية ،طبعا في حالة نجاح المخطط . و-استحواذ الصراع السني–الشيعي على الوقت والمال والمشاعر بحيث تصبح الصراعات التقليدية وابرزها الصراع العربي الصهيوني ثانوية االهمية والدور وتابعة للصراع الطائفي االقليمي والداخلي .وهذه الصراعات المتعددة والمتمحورة حول الطائفة والعرق يجب ان تشغل وتستنزف المنطقة وشعوبها لعدة عقود اليصالها لوضع جديد كليا ومختلف عما كان عليه وهو وضع
تظهر فيه اسرائيل الكبرى الغربية ومقابلها مكملتها اسرائيل الشرقية مع وجود اقمار تابعة تدور في افالك هذه االطراف الثالثة وهي بقايا الدول العربية وتقود هذه الدول امريكا .اي ان تركيا ستقسم ايضا اما اسرائيل الشرقية فهي ستتعرض لتغيير طبيعة النظام بصورة سلمية وهنا تظهر كافة متطلبات النظام االقليمي الجديد وتتوفر . ز -المطلوب امريكيا وصهيونيا وفارسيا هو انهاء الصراع االصلي وهو نضال العرب من اجل تحرير اراضيهم المغتصبة خصوصا في االحواز وفلسطين والعراق وسوريا الن هذه االقطار هي مفاتيح نصر االمة او هزيمتها وما لم تكمل عملية انشاء اسرائيل الكبرى المسيطرة على ثروات ما بين الفرات والنيل فلن تبقى اسرائيل الغربية ،وبالتبعية لن تدوم غزوات اسرائيل الشرقية وستنكفئ على نفسها وتبدأ عملية تقسيمها الن مصدر دعمها الرئيس هو الصهيونية االمريكية . والن امريكا تعتمد بصورة رئيسية في تقدمها االستعماري على انجازات االسرائيليتين اللتان تعمالن وفقا لستراتيجية مشتركة معها محورها الرئيس شرذمة العرب فانها بفشل المشروعين الصهيوني والفارسي سوف تهزم في العراق والمنطقة كلها وهنا يكمن مقتلها ، ولذلك فان النجاح في تقسيم العراق وانهاء هويته الوطنية يعد خطوة البداية في شرذمة كل االقطار العربية وتركيا .وبالعكس فان خالص العرب وتحررهم رهن
بتحرير العراق والمحافظة على وحدته وهويته ، الكارثة من العراق حيث انتقلت العدوى منه الى العرب والترك والخالص في العراق حيث تحريره اجتثاث لجذور التشرذم كلها . من هو المستفيد ومن هو المتضرر من تلفيق (قومية شيعية) واخرى (قومية سنية) متطاحنتان بعدائية مصطنعة حتى الموت ؟ -1ليس ثمة شك في ان المتضرر االكبر هو الشعب العربي كله من موريتانيا الى اليمن ،خصوصا في العراق وسوريا ومصر التي بدأت الحرب السرية عليها بوضع خطة اجبارها على االستسالم بقطع مياه النيل عنها واشعال الفتن فيها خصوصا الطائفية ،ثم بقية االقطار العربية والتي ستشهد عمليات تفتيت شامل ومنظم لهويتها ولوحدتها الوطنية .فالشيطان االن واقف امامنا بطوله وعرضه يشعل الحرائق ويديمها ويمنع توقفها مبيدا ماليين العرب ومشردا اكثر من 15مليون عربي فقط من العراق وسوريا من ديارهم ووطنهم . -2بيد هذا الشيطان ثالثة اعالم :علم العم سام وعلم بني صهيون وعلم بابك الخرمي جد خميني وخامنئي وحسن نصرهللا فهؤالء هم المستفيدون الرئيسيون من كوارثنا والحاصدون لثمرات ما زرعوه مبكرا في ارضنا ، فامريكا هي المهندس االعظم – هل تعرفون ما معنى المهندس االعظم ؟ -والتي يرتبط حل ازمتها البنيوية
بتحقيق ما سبقت االشارة اليه ،واسرائيل الغربية التي التملك حتى مقومات الحد االدنى لدولة متوسطة تستمد قوتها وتضمن مستقبلها بتوسع اقليمي على حساب العرب وباالعتماد على ثرواتهم الطبيعية ،اما اسرائيل الشرقية فانها الطرف االخر المستفيد مما يجري الن (القومية الشيعية) مصممة الزالة العقبة االكبر امام مشروعها االمبراطوري الفارسي. -3وبديهي ان ظهور (القومية الشيعية) يجر حتما وكما خطط المهندس االعظم الى ظهور (القومية السنية ) في انتقالة نوعية من الصراع الطائفي السني الشيعي وهو صراع سياسي في المقاوم االول ولم يصل في جوهره الى قاع الجماهير العربية السنية والشيعية التي مازالت لحمتها الوطنية اقوى من كل الفتن والكوارث ،ولكن بواسطة (القومية الشيعية) يراد الوصول لقاع الجماهير وافساده ! (-4القومية الشيعية) غطاء للقومية الفارسية وخادم لها مباشرة الن اختراق العرب باسم القومية الفارسية فشل كما اثبتت تجارب كثيرة اخرها تجربة الشاه محمد رضا بهلوي ،فالغزو والتوسع االمبريالي االيراني باسم القومية الفارسية وحد العرب ضداسرائيل الشرقية ، وهذا هو الدرس االكبر الذي تعلمته النخبة القومية الفارسية فصنّعت اوال الفتنة الطائفية باسم التشيع ثم انتقلت بعد ان وصل ذروته التمهيدية الى مستوى اخر وهو اعالن والدة (قومية شيعية) الجل استقطاب عرب شيعة مضللين وعندها يشق العرب ويتكون جيش
عقائدي (قومي شيعي) يقاتل العرب االخرين وهذا هو اهم اهداف القوميين الفرس والمتطرفين الصهاينة والمخابرات االمريكية ،فالصراع الطويل والذي فشلت في كسبه كافة القوى االستعمارية الغربية واسرائيل الغربية وشاه ايران خطط له كي يحقق الهدف المركزي وهو انهاء القومية العربية عن طريق اشعال نيران حروب بين (القومية الشيعية) و(القومية السنية) وهذا ما نرى مقدماته االن . -5االنتقال الى الصراع الطائفي االقليمي المسيطر عليه – وليس الحرب العسكرية -بين تركيا السنية واسرائيل الشرقية الشيعية وخير وسيلة لتعزيز القوميتين الشيعية والسنية وتكريسهما الن ذلك كفيل بشق العرب وجعلهم ادوات بيد الفرس والترك وهو شرط مسبق الدامة الصراع االقليمي وضبطه بنفس الوقت . -6واضح كل الوضوح ان فبركة قومية شيعية هو اعتراف مباشر بان القومية العربية هي اللحمة االقوى واالكثر تأثيرا في الجماهير العربية وكما اكدت تجارب عبدالناصر والبعث ،وبناء عليه فانها القوة الوحيدة القادرة على ضمان اللحمة العربية على المستوى العربي وضمان اللحمة الوطنية داخل كل قطر عربي ،ولنتذكر بان تصاعد نفوذ االسالم السياسي جلب لنا كوارث التشرذم والصراعات البينية وحول الدين الى اداة ابادة وتشريد وقتل ال يرحم ،والسبب واضح جدا فالهوية القومية العربية توفر اهم شروط االستقرار والتوحد واالندماج العضوي بين المواطنين العرب النها تقوم
اساسا على فكرة مساواة كل عربي بالعربي االخر وبغض النظر عن خلفيته االثنية والدينية والطائفية...الخ ،من هنا فان االعتراف بقوة وتفوق الرابطة القومية على ماعداها في هذا المجال دفع النخب الفارسية وبالتعاون مع حكماء بني صهيون ومافيات العم سام لتصنيع القومية الشيعية واالعداد لطرح نقيضها ومكملها الطبيعي القومية السنية . -7ولكن وبعد كل ما قدمناه من معلومات وتحليالت مكروهة وتبعث على الحزن هناك ما يفرح :فالواقع المعاش يقول ويؤكد بان القومية اليهودية مشروع فشل رغم مرور اكثر من ستة عقود على انشاء اسرائيل الغربية ورغم امتالكها امكانات هائلة مالية وسياسية تفوق امكانات اسرائيل الشرقية باالف المرات ،الن القومية ليست مجرد رغبة او قرار ارادي بل هي عملية تاريخية تفاعلية تحتاج لمقومات متعددة منها االنصهار الطبيعي وليس االصطناعي للبشر ويستمر مئات السنين على االقل وهو ما ينتهي بتكوين هوية مشتركة في نهايته تطمر الهويات السابقة ،وهذا لم يحصل حتى االن في اسرائيل الغربية والمستوطنين الصهاينة مازالوا يقدمون انفسهم بهوياتهم القومية االصلية دون تقديم انفسهم كقوميين يهود . بل ان امريكا المهندس االعظم لكوارثنا ذاتها لم تصبح امة وال قومية بل هي مازالت عبارة عن كتل سكانية اليربطها اطار وهوية قومية بل مصلحة نفعية صرفة واالمريكي فاقد للهوية القومية ومازال يقول انه فرنسي
او صيني او عربي وربما هويته الوحيدة هي نزعته االجرامية الجامحة البادة االخرين وقتل حتى مواطنيه كما نرى يوميا ،ومازالت اقوال ترامب وستبقى ترن في اذاننا وهو يقول (كان يجب اخذ نفط العراق والسعودية) !!! فاذا كانت اسرائيل الغربية بكل نفوذها وامكاناتها التي تفوق امكانات اسرائيل الشرقية بمراحل كثيرة واذا كانت امريكا بجبروتها وتقدمها المذهل تكنولوجيا قد فشلت في تصنيع هوية قومية فكيف نتوقع من مشروع مخابراتي ايراني مؤقت عمره سنوات قليلة ان يتحول الى قومية متماسكة واقعيا وليس عاطفيا ؟ -8ومثلما فشل مشروع تحويل اليهودية الى قومية فان مشروع تحويل الطائفية الشيعية الى قومية سيفشل حتما وباسرع مما فشل المشروع الصهيوني ،وهو ما تعرفه النخب القومية الفارسية مثلما تعرفه النخب الصهيونية والعقل االجرامي المتطرف للنخب الحاكمة في امريكا . لهذا فان السؤال االهم هو :لم اذا يطرح مشروع القومية الشيعية االن اذا كان من لفقه يعرف انه سيفشل حتما ؟ الجواب واضح :نشر الفوضى الهالكة ودفع االقطار العربية تحديدا الى محارق الموت الجماعي والهجرة الماليينية وتحويل العرب الى شراذم متناثرة ال يربطها شيء وهو جزء اصيل من المخط الصهيوامريكي. امريكا ومنذ ظهرت هي محرقة للبشرية وكما انها اعظم مطور للتكنولوجيا فانها اكبر قاتل للبشر والستعبادهم. االن تخطط امريكا الشعال مذابح بين شيعة العراق
انفسهم بعد ان تقوم القومية الشيعية بدورها المرسوم في الحاق المزيد من الكوارث بالسنة العرب . -9القومية الشيعية هي غطاء الكمال عملية تهجير مسيحيي الشرق والصابئة واليزيديين في اكبر عملية تغيير سكانية مطلوبة لتمهيد الطريق لسحق العرب شيعة وسنة على اساس انهم يعادون كل غير مسلم ويكرهون انفسهم وال يكفون عن الحرب ونشر العنف واالرهاب . اليس هذا ما تحتاج اليه اسرائيل الغربية لفرض يهوديتها ؟ -10اليهم النخب الفارسية مصير الشيعة العرب بعد الفشل الحتمي في انشاء كيانات شيعية انفصالية مادام ذلك يوصل النخب الفارسية والنخب الصهيونية واالوربية واالمريكية الى هدفها المشترك الرئيس وهو تفتيت االقطار العربية وابادة اكبر عدد ممكن من العرب سنة وشيعة ومن اي ديانة اخرى ،وانهاء القومية العربية وما نراه االن يؤكد ذلك بال اي شك .انظروا ماذا يحدث للشيعة العراقيين ؟ انهم يتشرذمون بال توقف ! وانظروا للسنة العراقيين انهم كالشيعة يتشرذمون بال توقف وهذا هو المطلوب الجل اكمال الهدف المركزي وهو التدمير الشامل لالقطار العربية ومحو الهوية القومية العربية وقيام كيانات مجهرية قزمية محلها تدور في افالك امريكا واالسرائيليتين الغربية والشرقية . -11االن المطلوب امريكيا وصهيونيا وايرانيا قيام كتل شعبية سنية تعذبت بصورة غير مسبوقة بالدعوة لكيان خاص بها ( فدرالية او كونفدرالية او االنفصال ) حتى
لو قسم العراق !!! وهذه لحظة وضعتها الصهيونية االمريكية تالقت مع ما تريده الصفوية الفارسية وما البدء بالحديث عن قومية شيعية اال تمهيد وتبرير الطالق دعوة اخرى وهي القومية السنية ،انها مرحلة الشرذمة غير المحدودة والمتعاقبة ،وبكافة اشكالها وصيغها وعلى كافة المستويات ،انه المشروع الصهيوني االصلي الذي يخدم الهدف االمبريالي الرأسمالي الرئيس وهو االستحواذ على ثروات العرب بكافة انواعها ،وهو كذلك المشروع الفارسي االصلي الذي وضع له شعارا واضحا منذ 1400عام وهو (تدمير ملك العرب ) انتقاما من اسقاط االمبراطورية الفارسية من قبل العرب ،ومقدمة النشاء االمبراطورية الفارسية التي حلمت بها النخب القومية طوال قرون خصوصا وان االمبراطورية الفارسية كأسرائيل التوراتية لن تقوم اال باالعتماد على موارد العرب المادية ومياههم وبشرهم . -12ما معنى كل ما تقدم ؟ الفكرة الجوهرية وراء تلفيق القومية الشيعية مع القومية السنية هو توأمتهما مع (القومية اليهودية ) في اكبر تزييف لمعنى القومية ومضمونها االنساني الطبيعي وجعلها مجرد عربة تنقل سموم الموت الجماعي للناس العاديين بعد ان تطلى بصبغ جذاب للسذج .انه عصر اعتبار االبادة الجماعية للماليين من العرب وغيرهم (خير ونفع للبشرية) كما يبشر البيت االبيض وكما ينص مفهوم الجوييم اليهودي الذي يسوغ ابادة غير اليهود واستعبادهم واغتصاب نساءهم ومالهم .وعلينا ان ال نغفل ما يجري فقاتلنا هو
امريكا والسكين التي تذبجنا بها هي اما قاسم سليماني او توأمه الطبيعي ابو بكر البغدادي . -13ما يجب ان يثبت ويبقى هاديا لنا هو ان حياة كل انسان ،سواء كان عربيا او اجنبيا مسلما او مسيحيا او من اي ديانة اخرى ،ثمينة ويجب حمايتها من القتل واالضطهاد والتهجير فما لم يثبّت هذا المبدأ فان البشرية تتجه نحو الفناء ،فكيف اذن حياة الشيعي العربي والسني العربي والمسيحي العربي والصابئي العربي والكردي العراقي ؟ انهم اخواننا واهلنا وحمايتهم واجبنا الرئيس فما قيمة الثورة والتحرير بدون حماية االنسان وكرامته وهويته وحريته اوال ؟ انتصار امتنا العربية حتمي والشك فيه وعلى عكس ما يطفو على السطح ،ويجب ان نتعلم من الصهاينة الذين انتظروا اكثر من الفي عام تحقيق حلمهم الملفق واالسطوري ،كما يجب تذكر ان القوميين الفرس الذين اقسموا منذ فرض عليهم االسالم على تدمير ملك العرب وخططوا بتفاصيل كاملة فاخترقونا ونشروا اسالم اسطوري ملغوم ومزيف واالن يقطفون ثمار تخطيطهم واصرارهم على باطلهم ،ونحن لدينا حق وحقوق وعلينا ان نواصل النضال بال هوادة من اجلها ومهما بدت االوضاع مجافية لنا فالفجر اليأتي اال بعد ظالم دامس النرى فيه شيئا سوى اشباح تتعملق وتتصاغر تبعا للوقت .