صلاح المختار ) القومية الشيعية)

Page 1

‫األستاذ صالح المختار ‪ -‬القومية (الشيعية)‬ ‫خطة انهاء االمة العربية بكافة اقطارها ‪ ،‬بتقسيمها‬ ‫وتغيير هويتها القومية واقامة كيانات مجهرية مستلبة‬ ‫االرادة ‪ ،‬تصل مرحلة اكثر تعقيدا بطرح مشروع تحويل‬ ‫الغطاء الطائفي العلني للغزوات االيرانية الى قومية‬ ‫(شيعية ) ! التبشير بتلك الخطوة جاء في مقال للكاتب‬ ‫اللبناني حازم صاغيّة الذي عرف بتقلباته السياسية‬ ‫وااليديولوجية نشره في جريدة الحياة اللندنية يوم ‪٢٩‬‬ ‫سبتمبر‪ /‬أيلول ‪ ٢٠١٧‬يقول فيه ‪( :‬يقتحممهنّد الحاج‬ ‫ي‪ .... ،‬في أطروحته التي‬ ‫ي– ميدان ّ‬ ‫علي‪ ،‬بعمل بحث ّ‬ ‫نشرتها كتابا ً دار «بلغريف ماكميالن» بعنوان‪« :‬القوميّة‬ ‫ي– هويّة‬ ‫والرابطة العابرة للقوميّة واإلسالم السياس ّ‬ ‫سسيّة»‪ ،‬يرصد هويّة الحزب‬ ‫حزب هللا المؤ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّته‪.....،‬لكن أه ّم ما في هذا الكتاب المه ّم تركيزه‬ ‫وحداثي‬ ‫ي» الذي‬ ‫على حزب هللا من زاوية المشروع «القوم ّ‬


‫يرعاه لبناء هويّة شيعيّة جديدة للشيعة‬ ‫اللبنانيّين‪ ).‬ويتطوع الكاتب بحماس واضح لتوفير سوابق‬ ‫لمشروع القومية (الشيعية) فيقول ‪( :‬هكذا تغدو إعادة‬ ‫ي على يد الحزب جهداً حديثا ً‬ ‫ي اللبنان ّ‬ ‫بناء التاريخ الشيع ّ‬ ‫يشبه جهود القوميّات األوروبيّة في هذا المضمار‪.... ،‬‬ ‫ي في لبنان‬ ‫ومنظورا ً إليه من زاوية الموقع العدد ّ‬ ‫ي الشيع ّ‬ ‫ي‪ ،‬إنّما يتيح الحديث عن «قوميّة‬ ‫أو في العالم اإلسالم ّ‬ ‫أقلّيّة» و «قوميّة طائفيّة»‪).‬‬ ‫ويحدد الكاتب متطلبات المشروع والتي قام‬ ‫حزب هللا بتوفيرها فيقول ‪( :‬أ ّما العمودان اللذان قامت‬ ‫سسات‪،‬‬ ‫عليهما الدعوة اإليديولوجيّة التي ترعاها المؤ ّ‬ ‫واللذان أريد لهما أن يكونا لحمة «األ ّمة» الموعودة‪،‬‬ ‫مصرا ً على‬ ‫فهما المقاومة ووالية الفقيه‪......‬والحزب‬ ‫ّ‬ ‫«الثقافة» بوصفها ما يصنع «الهويّة»‪ ،‬حيث ّ‬ ‫أن المقاومة‬ ‫ليست الهدف‪ ،‬بل نتاج من نتاجات الثقافة‪).‬يقول صاغيه‬ ‫متقدما خطوة لالمام‪( :‬والحزب‪ ،... ،‬يستخدم تغيير‬ ‫سد‬ ‫الطقوس التقليديّة الشيعيّة في خلقه للهويّة‪ .‬وهذا يتج ّ‬ ‫سد في عاشوراء‪ .‬فقبل ‪ 1982‬كانت طقوس‬ ‫أكثر ما يتج ّ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫عاشوراء الشيعيّة ذات شكل مضبوط وغير سياس ّ‬ ‫لكنّها مذّاك تغيّرت جذريّا ً لتغدو أشدّ حدّة ً ودراميّةً‬ ‫وسياسيّةً‪ ،‬وأحيانا ً استفزازيّة للطوائف األخرى‪ .‬ففي‬ ‫ي يُعقد في‬ ‫السبعينات‪ ،‬كان احتفال عاشوراء الرئيس ّ‬ ‫المدرسة العامليّة ببيروت‪ ،‬ولم يكن سياسيّا ً بتاتاً‪ .‬وكان‬ ‫الحضور بعد قراءة «مصرع» الحسين يؤوبون إلى‬


‫بيوتهم‪ ،‬فيما كانت «اللطميّة» أقرب إلى اللمس غير‬ ‫الموجع للجسد‪).‬‬ ‫وبعد ان يعقد تالزما سببيا واضحا بين بروز‬ ‫حزب هللا وممارسته للمقاومة وبين تحويل الطقوس‬ ‫الطائفية الى هوية يقول صاغيه ‪( :‬على أنّه مع ثورة‬ ‫إيران وتنامي نفوذها في لبنان‪ ،‬خصوصا ً بعد غزو‬ ‫‪ ،1982‬تغيّرت تلك الطقوس نوعيّاً‪ .‬فقد غدت المسيرة‬ ‫أو التظاهرة التي تلي «المصرع» استعراضيّة‪ ،‬تعيد‬ ‫إنتاج التظاهرات التي شهدتها إيران قبيل الثورة والتي‬ ‫أفضت إلى إطاحة الشاه‪ .‬واليوم بات الحزانى الشيعة‬ ‫يتدفّقون على الشوارع بعد تالوة «المصرع»‪ ،‬كما باتت‬ ‫التظاهرة سياسيّة تمألها الهتافات للمقاومة اإلسالميّة‬ ‫والتنديد بأميركا وإسرائيل اللتين تُحرق أعالمهما وتتم‬ ‫مماهاتهما مع قاتلي الحسين‪.‬كذلك لم تعد المسيرات‬ ‫محصورة بالنبطيّة وبيروت‪ ،‬بل باتت تح ّل حيث هناك‬ ‫ي‪ ،‬حتّى لو كان التج ّمع أقلّيّا ً في منطقة‬ ‫ي شيع ّ‬ ‫تج ّمع سكن ّ‬ ‫أكثريّتها سنّة أو مسيحيّون‪).‬‬ ‫ويحدد صاغية الهدف فيقول ‪( :‬بيد ّ‬ ‫أن هذا‬ ‫التعارض بين مقدّمات دينيّة وتاريخيّة وبين استخدامات‬ ‫حديثة إنّما يُفهم‪ ،‬هو أيضاً‪ ،‬من ضمن المشروع‬ ‫متراص‬ ‫ي» لهندسة الهويّة الشيعيّة‪ .‬وهو مشروع‬ ‫ّ‬ ‫«القوم ّ‬ ‫ي‪ ).‬ويؤكد صاغية على اهمية الثقافة‬ ‫بقدر ما هو عسكر ّ‬ ‫وتعبئة الناس عقائديا تحت مظلة العمل العسكري وفي‬ ‫افياء انجازاته فيقول ‪(:‬ومع ّ‬ ‫قوة‬ ‫أن حزب هللا أساسا ً ّ‬ ‫ي األكبر‪ ،‬وهو‬ ‫عسكريّة وأمنيّة‪ ،‬فإنّه أيضا ً الناشر اللبنان ّ‬


‫وتطور في التسعينات‬ ‫االهتمام الذي ظهر في الثمانينات‬ ‫ّ‬ ‫ليشتدّ بعد انسحاب ‪ .2000‬فهو‪ ،‬مثالً‪ ،‬ينشر مجلّة تطبع‬ ‫‪ 30‬ألف نسخة هي «بقيّة هللا» التي ال تنافسها أيّة نشرة‬ ‫‪....‬فإن بعضها كـ «ك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي» يملك‬ ‫لبنانيّة أخرى‪،‬‬ ‫شافة المهد ّ‬ ‫مجالّت عدّة تستهدف فئات عمريّة مختلفة‪ ،‬وهناك‬ ‫«المرشدة» للك ّ‬ ‫شافات البنات‪ .‬أ ّما إحدى دور نشره‪،‬‬ ‫«المعارف»‪ ،‬فنشرت مئات الكتب والدراسات‬ ‫اإليديولوجيّة‪).‬‬ ‫ما الذي يبدو واضحا لنا من المقتطفات السابقة‬ ‫؟‬ ‫‪-1‬لنبدأ بدار النشر التي تبنت نشر كتاب يبشر‬ ‫ب(القومية الشيعية) فهذه الدار هي ‪Palgrave‬‬ ‫‪ ) )Macmillan‬وهي دار رفيعة المستوى واكاديمية‬ ‫امريكية ‪ -‬بريطانية تنشر الدراسات ذات المحتوى المهم‬ ‫والطبيعة االكاديمية ‪ ،‬وهنا نجد انفسنا امام قضيتين‬ ‫‪ :‬القضية االولى ان الدراسة التي اعدها الكتاب ليست‬ ‫اكاديمية وال علمية وكما يبدو من عرض صاغية النها‬ ‫تقوم على تأسيس قومية بقرار سياسي ارادي وليس‬ ‫بعوامل موضوعية حتمية النبثاق قومية ‪ ،‬وبفترة زمنية‬ ‫التسمح بتأسيس اكثر من شركة ناجحة والسبب هو ان‬ ‫القومية هي ثمرة تطور يستغرق قرونا ‪ ،‬بل االف السنين‬ ‫قدر تعلق االمر باالمم الشرقية العريقة ‪ ،‬وليس عقودا‬ ‫كما هي حال حزب هللا ومشروع والية الفقية الحديث‬ ‫وقصير العمر والمحدود الشعبية حتى في اسرائيل‬ ‫الشرقية ‪ ،‬ناهيك عن اعتماد مشروع (القومية الشيعية)‬


‫على الطائفية حصرا وتحديدا وهو عنصر غريب على‬ ‫اي مفهوم قومي عرفته البشرية ‪ ،‬فالمشروع الصهيوني‬ ‫مثال هو مشروع ديني وليس طائفي ومع ذلك فان دعوته‬ ‫العتبار اليهودية قومية مازالت ترفض وتحاصر وتنقد‬ ‫بشدة ‪.‬‬ ‫اما القضية الثانية فهي ان خصوصية دار النشر المتعالية‬ ‫على النشر العادي واكاديميتها المعروفة تسخر لترويج‬ ‫نظرية سطحية ومتخلفة المضمون والهدف ومتناقضة‬ ‫بشكل صارخ ومكشوف اليمكن ترويجها اال اذا اكتسبت‬ ‫غطاء اكاديميا محترما ومعترفا به دوليا ولهذا طبعته دار‬ ‫نشر بلغراف ماكميالن وليس اي دار نشر اخرى عادية‬ ‫‪ ،‬اذ يكفي اسمها الثارة الفضول االكاديمي وللعامة‬ ‫‪،‬ولكي تحظى بدعم الجهات التي تحترم تلك الدار‬ ‫وتعرف من وراءها ‪،‬فالذي يكتشف ان الدار التي نشرت‬ ‫الدعوة النشاء (قومية شيعية) هي هذه الدار بكل ما‬ ‫تحمله من تراث وصالت وهوية راقية وليس دار نشر‬ ‫عربية تمولها طهران او حزب هللا مثال يدرك فورا ان‬ ‫وراء مشروع اطالق (القومية الشيعية) المؤسسات‬ ‫الصانعة للقرار النهائي في كل من بريطانيا‬ ‫وامريكا ودون ادنى شك فان المؤسسة الصهيونية هي‬ ‫الداعم االكثر حماسا لهذا المشروع ‪.‬‬ ‫ولكي يكتمل االيحاء عربيا فان من قدم للكتاب وحاول‬ ‫تعزيزه هو كاتب لبناني اسمه حازم صاغية قدم اقامته‬ ‫في بريطانيا وصالته العميقة بمؤسساتها تضفي على‬ ‫الكتاب والمشروع اتجاها معروفا هو نفس االتجاه الذي‬


‫بشر بوعد بلفور وسايكس بيكو ‪ ،‬فالمشروع اذا هو ومن‬ ‫النظرة االولى تطور وتصاعد التفاقية سايكس بيكو‬ ‫الثانية وخطوة على طريق (الربيع العربي) الذي‬ ‫ولدته من رحمها الطبيعي ‪.‬‬ ‫‪ -2‬هنا اعتراف علني بان كل اعمال حزب هللا‬ ‫ضد اسرائيل الغربية واحتكاره لتحرير جنوب لبنان كان‬ ‫مجرد عملية توفير غطاء وطني ومقاوم يحميه من‬ ‫االدانة ويبقي الدعم متواصال له حتى وهو يقوم بتنفيذ‬ ‫خطوات اكبر واخطر عمليات تقسيم لالقطار العربية‬ ‫على اسس طائفية وعرقية مرسومة سلفا من قبل نفس‬ ‫من طبق سايكس بيكو االولى في مطلع القرن العشرين‬ ‫ومن يطبق ‪ ،‬وكتكملة لها‪ ،‬سايكس بيكو ثانية وهي التي‬ ‫نعيش في ظل كوارثها االن ‪ .‬من الضروري اذا تناول‬ ‫التمهيدات القديمة والحديثة لما يجري االن خصوصا‬ ‫طرح مشروع (القومية الشيعية) بصفته خطوة متطورة‬ ‫بنيت على ماتم انجازه حتى االن من اعداد طائفي‬ ‫متطرف ‪.‬فبريطانيا عرف عنها انها الحاضنة االساسية‬ ‫واالولى لمشروع االسالم السياسي بشقية الشيعي والسني‬ ‫منذ بداية القرن الماضي وسجل التاريخ الحديث ان‬ ‫رجال الدين في اسرائيل الشرقية كانوا ‪ ،‬ومازالوا ‪،‬‬ ‫يحظون بدعم شامل من قبل بريطانيا خصوصا وان‬ ‫االخيرة كانت تنمي كافة اشكال االنشقاقات في‬ ‫المستعمرات كالهند والدول العربية وفقا لمبدأ معروف‬ ‫وهو ( فرق تسد ) وهو مبدأ ارتبط ببريطانيا اكثر من‬ ‫غيرها ‪.‬‬


‫‪-3‬هناك اطروحة مدسوسة ملفقة من قبل المخابرات‬ ‫البريطانية تحديدا روجتها عندما احتلت العراق بعد‬ ‫انهيار الدولة العثمانية وهي اطروحة (االغلبية الشيعية‬ ‫واالقلية السنية) في العراق ‪ ،‬وهذه من بين اول ما روجه‬ ‫االستعمار البريطاني في العراق رغم انها اطروحة‬ ‫فاسدة السند لها لعدة اسباب اهمها ان اي احصاء على‬ ‫اساس طائفي لم يجرى في العراق اطالقا خالل القرن‬ ‫الماضي والقرن الحالي لذلك فكل ما يقال عن اقلية‬ ‫واكثرية طائفية ليس سوى تلفيقات مخابراتية اجنبية‬ ‫هدفها اشعال الفتن الطائفية ‪ .‬وهنا البد من التذكير باننا‬ ‫اليهمنا اطالقا اي طائفة تشكل االغلبية مادامت عربية‬ ‫الهوية فالقومية العربية ترفض التمييز الطائفي من‬ ‫االساس والتعترف بالطائفية وتؤمن بمبدأ المواطنة‬ ‫المتساوية فقط ‪ ،‬لكننا نرفض رفضا قاطعا طرح‬ ‫معلومات زائفة بهدف اشعال فتن بين العراقيين ‪،‬وهذا‬ ‫هو التفسير الصحيح لظاهرة ان العراق لم يشهد تمييزا‬ ‫طائفيا خصوصا منذ بداية القرن العشرين وحتى غزو‬ ‫العراق وما حصل بعد الغزو كان من عمل االحتالل‬ ‫واطرافه االقليمية ‪.‬‬ ‫االستعمار البريطاني روج اطروحة (االغلبية‬ ‫الشيعية المحكومة من االقلية السنية) كي يشعل الفتن‬ ‫الطائفية وكانت اسرائيل الشرقية في زمن الشاهين رضا‬ ‫بهلوي وابنه محمد رضا ورغم علمانيتهما الرسمية اال‬ ‫انهما تلقفا االطروحة البريطانية النها تعطيهما نفوذا في‬ ‫العراق لو روجت ونجحت ‪ .‬لكن ما قدمه الحكم في‬


‫العراق طوال ثمانية عقود كان نظام حكم ليس فيه تمييز‬ ‫طائفي ولو تفحصنا اسماء من حكموا العراق لوجدنا انهم‬ ‫من كافة االثنيات والطوائف االسالمية والمسيحية وحتى‬ ‫اليهودية قبل احتالل فلسطين ‪ .‬المواطنة العرقية كانت‬ ‫هي المعيار وليس غيره لكن االستعمار البريطاني زرع‬ ‫بذور الطائفية ونماها فاوجد اقلية تروج لها بسرية تامة‬ ‫الن الرأ ي العام العراقي كله كان ضدها ‪.‬‬ ‫‪ -4‬وضعت لحزب هللا ستراتيجية ايرانية‬ ‫مخابراتية تفصيلية كي يوصل للهدف المركزي للمرحلة‬ ‫الجديدة وهو كسب قلوب العرب ‪ ،‬او بعضهم على االقل‬ ‫‪ ،‬من اجل امرار وانجاح الغزو االيراني لالقطار العربية‬ ‫ودعمه من قبل عرب فكانت فلسطين هي العنوان‬ ‫الدعائي لخميني وتابعه وصنيعته حزب هللا ‪ ،‬ولكن‬ ‫الخطورة في خطة المخابرات االيرانية كانت السيناريو‬ ‫الذكي جدا وهو خوض حزب هللا معارك حقيقية مع‬ ‫اسرائيل الغربية ‪ ،‬تماما مثلما فعلت وتفعل كل من‬ ‫المخابرات االمريكية واالسرائيلية مثل قبول قتل السفير‬ ‫االمريكي في باكستان مع اغتيال ضياء الحق ‪ ،‬او‬ ‫مهاجمة يهود العراق بالقنابل لضمان تهجيرهم الى‬ ‫فلسطين والتي قامت بها المنظمة الصهيونية العالمية ‪،‬‬ ‫ففي عمل المخابرات يمكن التضحية بكثيرين من اجل‬ ‫تصفية طرف معين او تحقيق انجاز معين ‪.‬‬ ‫من دون حرب حقيقية مع اسرائيل الغربية لن يكتسب‬ ‫حزب هللا سمعة جاذبة للجماهير العربية تجعلها تدعمه‬ ‫حتى لو جاهر بتبعيته السرائيل الشرقية وهي تحتل‬


‫اقطار عربية ‪ ،‬الن المطلوب كان تخليق مشاعر والء‬ ‫السرائيل الشرقية تتجاوز التعاطف الطائفي او العداء‬ ‫الطائفي فبعض الشيعة العرب يجب ان يرتقوا بدعمهم‬ ‫السرائيل الشرقية من مجرد التعاطف الطائفي الى حالة‬ ‫انتماء لهوية جديدة تتجاوز قوة التأثير الطائفي لمرحلة‬ ‫ماقبل خميني اضافة لكسب عرب من مختلف االديان‬ ‫والطوائف وجعلهم انصارا لخميني وخامنئي ومهما فعال‬ ‫بالعرب ‪ ،‬الجل البدء بخلق الظروف المناسبة لنشوء ما‬ ‫سمي االن ب(القومية الشيعية)‬ ‫وبدمج انتصارات حزب هللا في معاركة مع اسرائيل‬ ‫الغربية ومنجزاته التي تمت بدعم مادي ايراني شامل ‪،‬‬ ‫وهو ما اعترف به حسن نصرهللا رسميا في خطاب قال‬ ‫فيه بان سالح وطعام وشراب حزب هللا كله من اسرائيل‬ ‫الشرقية‪،‬توفرت امكانية االنتقال من الصلة الوطنية‬ ‫القطرية والصلة القومية العربية لكتل من المواطنين‬ ‫العرب الى اعتبار الطائفية هوية تتخطى حدود الطائفة‬ ‫التقليدية‬ ‫ويراد لها ان تكتسب بنزعة ارادية جامحة سمة (قومية)‬ ‫بهدف الحط من شأن ودور القومية االم واالصلية وهي‬ ‫القومية العربية واكمال مقومات العمل المباشر باسم هذه‬ ‫الهوية بغض النظر عن تناقضها مع القومية العربية ‪.‬‬ ‫ان دور حزب حسن نصرهللا العسكري المباشر في‬ ‫سوريا والعراق واليمن ودول الخليج العربي والمتمثل‬ ‫بمساهمته الرئيسة في تنفيذ المخطط المشترك الصهيوني‬


‫االيراني ‪-‬االمريكي وهو ابادة ماليين العرب وتهجير‬‫ماليين اخرى من العراق وسوريا ‪ ،‬ودوره التعبوي‬ ‫واالعالمي والنفسي في بقية االقطار العربية والعالم‬ ‫االسالمي كان العامل االكثر حسما في اكمال مقومات‬ ‫االنتقال الى هوية طائفية ضاجة بأساطير مصطنعة‬ ‫ومغرقة في السذاجة والتساذج المتعمد يفوق تطرفها‬ ‫حدود الهوية الطائفية ‪،‬وهو ما نراه االن في العراق‬ ‫مثال‪ ،‬وتلك هي اللحظة المفصلية التي كانت مطلوبة‬ ‫ايرانيا وصهيونيا وامريكيا في ان واحد العالن ماسماه‬ ‫اللبناني مهند الحاج علي مؤلف الكتاب وايده صاغية‬ ‫ب(القومية الشيعية) ‪.‬‬ ‫ان الدعم االمريكي والصهيوني التام للمخطط‬ ‫االيراني القائم على تخليق (قومية شيعية) يعود اساسا‬ ‫لحقيقة ان اصطناع هذه الهوية هو تأسيس واضح‬ ‫الطالق حالة جديدة في الوطن العربي تتمثل في بروز‬ ‫هوية تتفوق في قوة جذبها على الهوية االصلية الجامعة‬ ‫للعرب وهي القومية العربية وتدفع بها الى الخلف‬ ‫وتصبح ‪ ،‬اي (القومية الشيعية ) ‪ ،‬المحرك الرئيس لكتل‬ ‫من العرب لدعم المشروع االيراني المعلن والمشاركة‬ ‫الجوهرية فيه وهو تحقيق انقالب طائفي مدمر في‬ ‫الوطن العربي والعالم االسالمي كله لن ينتهي حتما اال‬ ‫بخراب وهزيمة كل العرب شيعة وسنة الن الهدف‬ ‫المشترك للغرب االستعماري والصهيونية والشوفينية‬ ‫الفارسية هو تدمير الرابطة االكثر متانة للعرب وهي‬ ‫هويتهم القومية العربية الجامعة لكافة االديان والطوائف‬


‫واالثنيات تحت مظلة المواطنة المتساوية بينما (القومية‬ ‫الشيعية) ومكملها ورد فعلها المنتظر (القومية السنية)‬ ‫تفرقان وتشرذمان العرب بحدة ‪.‬‬ ‫ورغم ان اعتبار الطائفية هوية قومية ليس مألوفا وال‬ ‫مقرا من قبل مدارس ومنظري القومية في العالم منذ‬ ‫ظهرت القوميات االوربية فان السابقة الوحيدة لها كانت‬ ‫مقدمة يمكن استخدامها لدعم ما يسمى ب(القومية‬ ‫الشيعية) وهي سابقة اعتبار الصهيونية للديانة اليهوية‬ ‫هوية قومية رغم تناقض ذلك مع االسس المعترف بها‬ ‫عالميا لنشوء القوميات التي تتخطى الهويات الدينية‬ ‫وتعدها بعض المدارس في القومية فرعية ومن مكونات‬ ‫الهوية القومية ‪.‬‬ ‫والمفارقة الكاشفة للغرض هنا هي ان من فبركت اطالق‬ ‫(قومية شيعية) وهي اسرائيل الشرقية تتمسك بشدة‬ ‫بالقومية الفارسية بدليل ان الدستور الذي وضع في زمن‬ ‫خميني ليترجم اهدافه وافكاره يمنع منعا باتا حتى‬ ‫البرلمان االيراني من التنازل عن اي ارض ايرانية الي‬ ‫طرف اجنبي رغم ان كل جيران اسرائيل الشرقية‬ ‫مسلمين وال فرق بين مسلم واخر اال بالتقوى حسب‬ ‫االسالم ‪ .‬اضافة الى اصرار نظام خميني وخامنئي على‬ ‫حماية مصالح ( ايران القومية ورفض اي تفريط بها مع‬ ‫اي طرف ) وهذا ما يتجلى في التمييز بين المسلم‬ ‫العراقي الذي لجأ اليها وبين المسلم االيراني حيث حرم‬ ‫العراقيون رغم والءهم لها من العمل واالختالط ولم‬ ‫يعامل مثل االيراني وهي حقيقة اعترف بها كل من لجأ‬


‫او عاش في اسرائيل الشرقية وهم كلهم اتباعها !‬ ‫‪ -5‬بعد احتالل العراق ونظرا لفشل خميني وخامنئي في‬ ‫اشعال فتن طائفية وبدعم غربي صهيوني فان اول‬ ‫خطوات المحتل كانت وضع دستور المحاصصات‬ ‫الطائفية والعرقية ‪ ،‬عمدا وبأوامر مركزية امريكية ‪،‬وفيه‬ ‫ثبت بول بريمر نسبة افتراضية ليس هناك في الواقع‬ ‫العراقي ما يدعمها ‪ ،‬فكما قلنا لم يحصل اي احصاء على‬ ‫اساس طائفي ومن ثبت نسب الطوائف في الدستور هو‬ ‫بريمر اعتمادا على نغول االحتالل ذاتهم كما اعترف‬ ‫حينما سئل عن مصدر فكرة االغلبية واالقلية في العراق‬ ‫‪ ،‬ومع ذلك روجت اسطورة (االغلبية الشيعية واالقلية‬ ‫السنية) وكأنها حقيقة الشك فيها مع انها تلفيق بريطاني‬ ‫خبيث ‪.‬وسبب تضمين الدستور مبدأ المحاصصة هو‬ ‫ايصال العراق لمرحلة الصراع الطائفي بين (االغلبية‬ ‫الحاكمة الجديدة واالقلية التي فقدت الحكم) كما روج كذبا‬ ‫وتضليال ‪ ،‬وجعل االنتقام – مم االنتقام ولم يضطهد احد‬ ‫قبل االحتالل السباب طائفية او عرقية ؟– هدفا لالحزاب‬ ‫التي سلمها االحتالل الحكم ‪.‬‬ ‫‪-6‬احتكار الحكم من قبل االغلبية االفتراضية‬ ‫واضطهادها المبرمج والعلني والوقح لالقلية المفترضة‬ ‫والتنكيل القاسي بها ودفعها للجوء للطائفية المضادة وهي‬ ‫الطائفية السنية كرد فعل متوقع بل مرسوم امريكيا‬ ‫وبريطانيا ‪ ،‬بعد ان فقدت كل شيء وابيد مئات االالف‬ ‫من ابناءها في كل محافظة وسلبت ممتلكاتها وهجرت‬ ‫‪.‬فتكون معسكران متعاديان طائفيا ‪،‬‬ ‫الماليين من وطنها‬ ‫ّ‬


‫طبعا في االطار السياسي وليس الشعبي العام ! ولكي‬ ‫يوصل الصراع بين الطائفيين الى حد الالعودة واستحالة‬ ‫التراجع منعت امريكا ايقاف صراعهما وغذته ونمته‬ ‫الجل احداث جروح بالغة العمق وال تندمل فيهما‬ ‫وتأسيس نزعة ثأر متطرفة لدى الطرفين ‪.‬‬ ‫‪ -7‬بعد االنسحاب االضطراري االمريكي وتسليم‬ ‫العراق السرائيل الشرقية الكمال مهمة تدميره واالعداد‬ ‫لتقسيمه تعاظم االضطهاد الطائفي وزاد بشاعة ووحشية‬ ‫الجل جعل تقسيم العراق (حال وحيدا للتخلص من‬ ‫االضطهاد الطائفي العنصري المتطرف) في ظل‬ ‫االحتالل االيراني ‪،‬كما يردد بعض المرتدين رغم انه‬ ‫ليس الحل الوحيد ‪ .‬خصوصا بعد ان اخذت اسرائيل‬ ‫الشرقية تعمل للسيطرة على كل العراق وهذا يتطلب‬ ‫المزيد من تهجير العرب خصوصا السنة بزيادة‬ ‫اضطهادهم بصور بشعة وتحت غطاء االنتقام من جرائم‬ ‫داعش ‪.‬‬ ‫‪-8‬تأسيس الحشد الشعوبي كان مقدمة لتحويل‬ ‫الميليشيات التابعة السرائيل الشرقية الى جيش نظامي‬ ‫الحقا يستخدم كاداة ل(القومية الشيعية) واخضاع الجيش‬ ‫الحكومي للميليشيات المجيشة مثلما فعل خميني في بلده ‪.‬‬ ‫ولهذا تم تجيير كل العمليات ضد داعش الى الحشد‬ ‫وتجريد الجيش الحكومي من كل اعماله العسكرية ضد‬ ‫داعش ‪.‬‬ ‫‪-9‬قبل اكمال تحطيم دولة داعش واجبارها على النزول‬ ‫تحت االرض اشعل صراع بين اربيل والمنطقة‬


‫الخضراء وفي الحالتين كانت المخابرات االمريكية هي‬ ‫المهندس الرئيس لكل هذه التطورات ‪ ،‬وهكذا تولد‬ ‫نوعان من الصراعات الخطيرة في العراق احدهما‬ ‫طائفي متطرف توسعت فيه بحار الدم والدموع التي‬ ‫تفصل المتصارعين بحيث لم يعودوا قادرين على التفاهم‬ ‫الحقيقي ‪ ،‬اما الثاني فهو عنصري ‪-‬طائفي فظهر تيار‬ ‫سني يدعم مطاليب اربيل ضد التيار الشيعي الرافض لها‬ ‫والمتمسك بالموقف االيراني ‪ ،‬وهنا نالحظ قرون‬ ‫الشيطان السني تظهر استعدادا العالن (القومية السنية)‬ ‫كما ظهرت قرون الشيطان الشيعي واعلن عن القومية‬ ‫(الشيعية )‪.‬‬ ‫‪-10‬لقد ظهر الهدف المركزي االبعد والمشترك بين‬ ‫االسرائيليتين وامريكا وهو تعزيز الدور (الشيعي) في‬ ‫العالم االسالمي والعمل على تحويل االقلية الشيعية فيه‬ ‫الى قوة ضاربة اكبر بعد ان تنجح في تشييع بعض السنة‬ ‫ليقوم توازن شبه متكافئ بين الطائفتين مع االصرار‬ ‫على عدم السماح باي حالة توافق بينهما ‪ ،‬بل على‬ ‫العكس يجب زيادة حدة وعدائية الصراعات بينهما ومنع‬ ‫مصالحتهما ‪،‬كما يجب منع حسم الصراع لصالح ايا‬ ‫منهما ليصل الصراع الى مرحلة الصراع االقليمي‬ ‫السني ‪-‬الشيعي ‪ ،‬بعد اكمال استنزاف العرب سنة وشيعة‬ ‫في صراع اليمكن حسمه ‪ ،‬ولهذا يجب ان يكون هناك‬ ‫مركزين احدهما سني جاذب للسنة واختيرت تركيا له‬ ‫واالخر شيعي جاذب للشيعة وكانت اسرائيل الشرقية‬ ‫مختارة منذ عقود لهذا الدور ‪.‬‬


‫عندما نصل لهذه المرحلة فان الصراع يكون قد تبلور‬ ‫بعدة اشكال ‪:‬‬ ‫أ‪-‬صراعات طائفية حادة ودموية داخل االقطار العربية‬ ‫ب‪-‬صراعات طائفية اقليمية بين دول ج‪-‬تبلور حالة‬ ‫توازن بين المعسكرين المتقاتلين يمنع الحسم بينهما الجل‬ ‫تحقيق اكبر استنزاف ممكن لهما ‪ .‬د‪-‬الصراع بين‬ ‫المركزين االقليميين يعزز الدور الصهيوني ويقدم‬ ‫المريكا افضل الفرص لزيادة تغلغلها ‪.‬ه‪ -‬توفر امكانية‬ ‫الدعوة ل(قومية شيعية) واخرى (قومية سنية) تتويجا‬ ‫لظاهرة التمحور حول طائفة دفاعا عن النفس ‪ ،‬فقط عبر‬ ‫تحويل الطائفية الى حالة تشبه القومية من حيث االرتباط‬ ‫وقوة الوالء يمكن قطع اخر شعيرات االرتباط بين السني‬ ‫والشيعي وهو ما خططت له كل من امريكا واسرائيل‬ ‫الغربية واسرائيل الشرقية وهذه الخطة ضحيتها‬ ‫االساسية القومية العربية التي ستواجه حالة فقدان ليس‬ ‫فقط قوة جذبها بل االخطر انها ستجد نفسها خلف‬ ‫الهويتين الجديدتين في المنطقة الهوية الشيعية والهوية‬ ‫السنية ‪ ،‬طبعا في حالة نجاح المخطط ‪.‬‬ ‫و‪-‬استحواذ الصراع السني–الشيعي على الوقت والمال‬ ‫والمشاعر بحيث تصبح الصراعات التقليدية وابرزها‬ ‫الصراع العربي الصهيوني ثانوية االهمية والدور وتابعة‬ ‫للصراع الطائفي االقليمي والداخلي‪ .‬وهذه الصراعات‬ ‫المتعددة والمتمحورة حول الطائفة والعرق يجب ان‬ ‫تشغل وتستنزف المنطقة وشعوبها لعدة عقود اليصالها‬ ‫لوضع جديد كليا ومختلف عما كان عليه وهو وضع‬


‫تظهر فيه اسرائيل الكبرى الغربية ومقابلها مكملتها‬ ‫اسرائيل الشرقية مع وجود اقمار تابعة تدور في افالك‬ ‫هذه االطراف الثالثة وهي بقايا الدول العربية وتقود هذه‬ ‫الدول امريكا‪ .‬اي ان تركيا ستقسم ايضا اما اسرائيل‬ ‫الشرقية فهي ستتعرض لتغيير طبيعة النظام بصورة‬ ‫سلمية وهنا تظهر كافة متطلبات النظام االقليمي‬ ‫الجديد وتتوفر ‪.‬‬ ‫ز‪ -‬المطلوب امريكيا وصهيونيا وفارسيا هو انهاء‬ ‫الصراع االصلي وهو نضال العرب من اجل تحرير‬ ‫اراضيهم المغتصبة خصوصا في االحواز وفلسطين‬ ‫والعراق وسوريا الن هذه االقطار هي مفاتيح نصر‬ ‫االمة او هزيمتها وما لم تكمل عملية انشاء اسرائيل‬ ‫الكبرى المسيطرة على ثروات ما بين الفرات والنيل‬ ‫فلن تبقى اسرائيل الغربية ‪،‬وبالتبعية لن تدوم غزوات‬ ‫اسرائيل الشرقية وستنكفئ على نفسها وتبدأ عملية‬ ‫تقسيمها الن مصدر دعمها الرئيس هو الصهيونية‬ ‫االمريكية ‪.‬‬ ‫والن امريكا تعتمد بصورة رئيسية في تقدمها‬ ‫االستعماري على انجازات االسرائيليتين اللتان تعمالن‬ ‫وفقا لستراتيجية مشتركة معها محورها الرئيس شرذمة‬ ‫العرب فانها بفشل المشروعين الصهيوني والفارسي‬ ‫سوف تهزم في العراق والمنطقة كلها وهنا يكمن مقتلها ‪،‬‬ ‫ولذلك فان النجاح في تقسيم العراق وانهاء هويته‬ ‫الوطنية يعد خطوة البداية في شرذمة كل االقطار العربية‬ ‫وتركيا ‪.‬وبالعكس فان خالص العرب وتحررهم رهن‬


‫بتحرير العراق والمحافظة على وحدته وهويته ‪،‬‬ ‫الكارثة من العراق حيث انتقلت العدوى منه الى العرب‬ ‫والترك والخالص في العراق حيث تحريره اجتثاث‬ ‫لجذور التشرذم كلها ‪.‬‬ ‫من هو المستفيد ومن هو المتضرر من تلفيق (قومية‬ ‫شيعية) واخرى (قومية سنية) متطاحنتان بعدائية‬ ‫مصطنعة حتى الموت ؟‬ ‫‪-1‬ليس ثمة شك في ان المتضرر االكبر هو الشعب‬ ‫العربي كله من موريتانيا الى اليمن ‪ ،‬خصوصا في‬ ‫العراق وسوريا ومصر التي بدأت الحرب السرية عليها‬ ‫بوضع خطة اجبارها على االستسالم‬ ‫بقطع مياه النيل عنها واشعال الفتن فيها خصوصا‬ ‫الطائفية ‪ ،‬ثم بقية االقطار العربية والتي ستشهد عمليات‬ ‫تفتيت شامل ومنظم لهويتها ولوحدتها الوطنية ‪.‬فالشيطان‬ ‫االن واقف امامنا بطوله وعرضه يشعل الحرائق‬ ‫ويديمها ويمنع توقفها مبيدا ماليين العرب ومشردا اكثر‬ ‫من ‪ 15‬مليون عربي فقط من العراق وسوريا من ديارهم‬ ‫ووطنهم ‪.‬‬ ‫‪ -2‬بيد هذا الشيطان ثالثة اعالم ‪ :‬علم العم سام وعلم بني‬ ‫صهيون وعلم بابك الخرمي جد خميني وخامنئي وحسن‬ ‫نصرهللا فهؤالء هم المستفيدون الرئيسيون من كوارثنا‬ ‫والحاصدون لثمرات ما زرعوه مبكرا في ارضنا ‪،‬‬ ‫فامريكا هي المهندس االعظم – هل تعرفون ما معنى‬ ‫المهندس االعظم ؟‪ -‬والتي يرتبط حل ازمتها البنيوية‬


‫بتحقيق ما سبقت االشارة اليه ‪ ،‬واسرائيل الغربية التي‬ ‫التملك حتى مقومات الحد االدنى لدولة متوسطة تستمد‬ ‫قوتها وتضمن مستقبلها بتوسع اقليمي على حساب‬ ‫العرب وباالعتماد على ثرواتهم الطبيعية ‪ ،‬اما اسرائيل‬ ‫الشرقية فانها الطرف االخر المستفيد مما يجري الن‬ ‫(القومية الشيعية) مصممة الزالة العقبة االكبر امام‬ ‫مشروعها االمبراطوري الفارسي‪.‬‬ ‫‪-3‬وبديهي ان ظهور (القومية الشيعية) يجر حتما وكما‬ ‫خطط المهندس االعظم الى ظهور (القومية السنية ) في‬ ‫انتقالة نوعية من الصراع الطائفي السني الشيعي وهو‬ ‫صراع سياسي في المقاوم االول ولم يصل في جوهره‬ ‫الى قاع الجماهير العربية السنية والشيعية التي مازالت‬ ‫لحمتها الوطنية اقوى من كل الفتن والكوارث ‪ ،‬ولكن‬ ‫بواسطة (القومية الشيعية) يراد الوصول لقاع الجماهير‬ ‫وافساده !‬ ‫‪(-4‬القومية الشيعية) غطاء للقومية الفارسية وخادم لها‬ ‫مباشرة الن اختراق العرب باسم القومية الفارسية فشل‬ ‫كما اثبتت تجارب كثيرة اخرها تجربة الشاه محمد رضا‬ ‫بهلوي ‪ ،‬فالغزو والتوسع االمبريالي االيراني باسم‬ ‫القومية الفارسية وحد العرب ضداسرائيل الشرقية ‪،‬‬ ‫وهذا هو الدرس االكبر الذي تعلمته النخبة القومية‬ ‫الفارسية فصنّعت اوال الفتنة الطائفية باسم التشيع ثم‬ ‫انتقلت بعد ان وصل ذروته التمهيدية الى مستوى اخر‬ ‫وهو اعالن والدة (قومية شيعية) الجل استقطاب عرب‬ ‫شيعة مضللين وعندها يشق العرب ويتكون جيش‬


‫عقائدي (قومي شيعي) يقاتل العرب االخرين وهذا هو‬ ‫اهم اهداف القوميين الفرس والمتطرفين الصهاينة‬ ‫والمخابرات االمريكية ‪ ،‬فالصراع الطويل والذي فشلت‬ ‫في كسبه كافة القوى االستعمارية الغربية واسرائيل‬ ‫الغربية وشاه ايران خطط له كي يحقق الهدف المركزي‬ ‫وهو انهاء القومية العربية عن طريق اشعال نيران‬ ‫حروب بين (القومية الشيعية) و(القومية السنية) وهذا ما‬ ‫نرى مقدماته االن ‪.‬‬ ‫‪-5‬االنتقال الى الصراع الطائفي االقليمي المسيطر عليه‬ ‫– وليس الحرب العسكرية ‪ -‬بين تركيا السنية واسرائيل‬ ‫الشرقية الشيعية وخير وسيلة لتعزيز القوميتين الشيعية‬ ‫والسنية وتكريسهما الن ذلك كفيل بشق العرب وجعلهم‬ ‫ادوات بيد الفرس والترك وهو شرط مسبق الدامة‬ ‫الصراع االقليمي وضبطه بنفس الوقت ‪.‬‬ ‫‪-6‬واضح كل الوضوح ان فبركة قومية شيعية هو‬ ‫اعتراف مباشر بان القومية العربية هي اللحمة االقوى‬ ‫واالكثر تأثيرا في الجماهير العربية وكما اكدت تجارب‬ ‫عبدالناصر والبعث ‪ ،‬وبناء عليه فانها القوة الوحيدة‬ ‫القادرة على ضمان اللحمة العربية على المستوى العربي‬ ‫وضمان اللحمة الوطنية داخل كل قطر عربي ‪ ،‬ولنتذكر‬ ‫بان تصاعد نفوذ االسالم السياسي جلب لنا كوارث‬ ‫التشرذم والصراعات البينية وحول الدين الى اداة ابادة‬ ‫وتشريد وقتل ال يرحم ‪ ،‬والسبب واضح جدا فالهوية‬ ‫القومية العربية توفر اهم شروط االستقرار والتوحد‬ ‫واالندماج العضوي بين المواطنين العرب النها تقوم‬


‫اساسا على فكرة مساواة كل عربي بالعربي االخر‬ ‫وبغض النظر عن خلفيته االثنية والدينية والطائفية‪...‬الخ‬ ‫‪ ،‬من هنا فان االعتراف بقوة وتفوق الرابطة القومية‬ ‫على ماعداها في هذا المجال دفع النخب الفارسية‬ ‫وبالتعاون مع حكماء بني صهيون ومافيات العم سام‬ ‫لتصنيع القومية الشيعية واالعداد لطرح نقيضها ومكملها‬ ‫الطبيعي القومية السنية ‪.‬‬ ‫‪ -7‬ولكن وبعد كل ما قدمناه من معلومات وتحليالت‬ ‫مكروهة وتبعث على الحزن هناك ما يفرح ‪ :‬فالواقع‬ ‫المعاش يقول ويؤكد بان القومية اليهودية مشروع فشل‬ ‫رغم مرور اكثر من ستة عقود على انشاء اسرائيل‬ ‫الغربية ورغم امتالكها امكانات هائلة مالية وسياسية‬ ‫تفوق امكانات اسرائيل الشرقية باالف المرات‪ ،‬الن‬ ‫القومية ليست مجرد رغبة او قرار ارادي بل هي عملية‬ ‫تاريخية تفاعلية تحتاج لمقومات متعددة منها االنصهار‬ ‫الطبيعي وليس االصطناعي للبشر ويستمر مئات السنين‬ ‫على االقل وهو ما ينتهي بتكوين هوية مشتركة في‬ ‫نهايته تطمر الهويات السابقة ‪ ،‬وهذا لم يحصل حتى االن‬ ‫في اسرائيل الغربية والمستوطنين الصهاينة مازالوا‬ ‫يقدمون انفسهم بهوياتهم القومية االصلية دون تقديم‬ ‫انفسهم كقوميين يهود ‪.‬‬ ‫بل ان امريكا المهندس االعظم لكوارثنا ذاتها لم تصبح‬ ‫امة وال قومية بل هي مازالت عبارة عن كتل سكانية‬ ‫اليربطها اطار وهوية قومية بل مصلحة نفعية صرفة‬ ‫واالمريكي فاقد للهوية القومية ومازال يقول انه فرنسي‬


‫او صيني او عربي وربما هويته الوحيدة هي نزعته‬ ‫االجرامية الجامحة البادة االخرين وقتل حتى مواطنيه‬ ‫كما نرى يوميا ‪ ،‬ومازالت اقوال ترامب وستبقى ترن في‬ ‫اذاننا وهو يقول (كان يجب اخذ نفط العراق والسعودية)‬ ‫!!! فاذا كانت اسرائيل الغربية بكل نفوذها وامكاناتها‬ ‫التي تفوق امكانات اسرائيل الشرقية بمراحل كثيرة واذا‬ ‫كانت امريكا بجبروتها وتقدمها المذهل تكنولوجيا قد‬ ‫فشلت في تصنيع هوية قومية فكيف نتوقع من‬ ‫مشروع مخابراتي ايراني مؤقت عمره سنوات قليلة ان‬ ‫يتحول الى قومية متماسكة واقعيا وليس عاطفيا ؟‬ ‫‪-8‬ومثلما فشل مشروع تحويل اليهودية الى قومية فان‬ ‫مشروع تحويل الطائفية الشيعية الى قومية سيفشل حتما‬ ‫وباسرع مما فشل المشروع الصهيوني‪ ،‬وهو ما تعرفه‬ ‫النخب القومية الفارسية مثلما تعرفه النخب الصهيونية‬ ‫والعقل االجرامي المتطرف للنخب الحاكمة في امريكا ‪.‬‬ ‫لهذا فان السؤال االهم هو‪ :‬لم اذا يطرح مشروع القومية‬ ‫الشيعية االن اذا كان من لفقه يعرف انه سيفشل حتما ؟‬ ‫الجواب واضح ‪ :‬نشر الفوضى الهالكة ودفع االقطار‬ ‫العربية تحديدا الى محارق الموت الجماعي والهجرة‬ ‫الماليينية وتحويل العرب الى شراذم متناثرة ال يربطها‬ ‫شيء وهو جزء اصيل من المخط الصهيوامريكي‪.‬‬ ‫امريكا ومنذ ظهرت هي محرقة للبشرية وكما انها اعظم‬ ‫مطور للتكنولوجيا فانها اكبر قاتل للبشر والستعبادهم‪.‬‬ ‫االن تخطط امريكا الشعال مذابح بين شيعة العراق‬


‫انفسهم بعد ان تقوم القومية الشيعية بدورها المرسوم في‬ ‫الحاق المزيد من الكوارث بالسنة العرب ‪.‬‬ ‫‪-9‬القومية الشيعية هي غطاء الكمال عملية تهجير‬ ‫مسيحيي الشرق والصابئة واليزيديين في اكبر عملية‬ ‫تغيير سكانية مطلوبة لتمهيد الطريق لسحق العرب شيعة‬ ‫وسنة على اساس انهم يعادون كل غير مسلم ويكرهون‬ ‫انفسهم وال يكفون عن الحرب ونشر العنف واالرهاب ‪.‬‬ ‫اليس هذا ما تحتاج اليه اسرائيل الغربية لفرض يهوديتها‬ ‫؟‬ ‫‪ -10‬اليهم النخب الفارسية مصير الشيعة العرب بعد‬ ‫الفشل الحتمي في انشاء كيانات شيعية انفصالية مادام‬ ‫ذلك يوصل النخب الفارسية والنخب الصهيونية‬ ‫واالوربية واالمريكية الى هدفها المشترك الرئيس وهو‬ ‫تفتيت االقطار العربية وابادة اكبر عدد ممكن من العرب‬ ‫سنة وشيعة ومن اي ديانة اخرى ‪ ،‬وانهاء القومية‬ ‫العربية وما نراه االن يؤكد ذلك بال اي شك ‪ .‬انظروا‬ ‫ماذا يحدث للشيعة العراقيين ؟ انهم يتشرذمون بال توقف‬ ‫! وانظروا للسنة العراقيين انهم كالشيعة يتشرذمون بال‬ ‫توقف وهذا هو المطلوب الجل اكمال الهدف المركزي‬ ‫وهو التدمير الشامل لالقطار العربية ومحو الهوية‬ ‫القومية العربية وقيام كيانات مجهرية قزمية محلها تدور‬ ‫في افالك امريكا واالسرائيليتين الغربية والشرقية ‪.‬‬ ‫‪-11‬االن المطلوب امريكيا وصهيونيا وايرانيا قيام كتل‬ ‫شعبية سنية تعذبت بصورة غير مسبوقة بالدعوة لكيان‬ ‫خاص بها ( فدرالية او كونفدرالية او االنفصال ) حتى‬


‫لو قسم العراق !!! وهذه لحظة وضعتها الصهيونية‬ ‫االمريكية تالقت مع ما تريده الصفوية الفارسية وما‬ ‫البدء بالحديث عن قومية شيعية اال تمهيد وتبرير الطالق‬ ‫دعوة اخرى وهي القومية السنية ‪ ،‬انها مرحلة الشرذمة‬ ‫غير المحدودة والمتعاقبة ‪ ،‬وبكافة اشكالها وصيغها‬ ‫وعلى كافة المستويات ‪ ،‬انه المشروع الصهيوني‬ ‫االصلي الذي يخدم الهدف االمبريالي الرأسمالي الرئيس‬ ‫وهو االستحواذ على ثروات العرب بكافة انواعها ‪ ،‬وهو‬ ‫كذلك المشروع الفارسي االصلي الذي وضع له شعارا‬ ‫واضحا منذ ‪ 1400‬عام وهو (تدمير ملك العرب ) انتقاما‬ ‫من اسقاط االمبراطورية الفارسية من قبل العرب‬ ‫‪،‬ومقدمة النشاء االمبراطورية الفارسية التي حلمت بها‬ ‫النخب القومية طوال قرون خصوصا وان االمبراطورية‬ ‫الفارسية كأسرائيل التوراتية لن تقوم اال باالعتماد على‬ ‫موارد العرب المادية ومياههم وبشرهم ‪.‬‬ ‫‪ -12‬ما معنى كل ما تقدم ؟ الفكرة الجوهرية وراء تلفيق‬ ‫القومية الشيعية مع القومية السنية هو توأمتهما‬ ‫مع (القومية اليهودية ) في اكبر تزييف لمعنى القومية‬ ‫ومضمونها االنساني الطبيعي وجعلها مجرد عربة تنقل‬ ‫سموم الموت الجماعي للناس العاديين بعد ان تطلى‬ ‫بصبغ جذاب للسذج ‪ .‬انه عصر اعتبار االبادة الجماعية‬ ‫للماليين من العرب وغيرهم (خير ونفع للبشرية) كما‬ ‫يبشر البيت االبيض وكما ينص مفهوم الجوييم اليهودي‬ ‫الذي يسوغ ابادة غير اليهود واستعبادهم واغتصاب‬ ‫نساءهم ومالهم ‪ .‬وعلينا ان ال نغفل ما يجري فقاتلنا هو‬


‫امريكا والسكين التي تذبجنا بها هي اما قاسم سليماني او‬ ‫توأمه الطبيعي ابو بكر البغدادي ‪.‬‬ ‫‪ -13‬ما يجب ان يثبت ويبقى هاديا لنا هو ان حياة كل‬ ‫انسان‪ ،‬سواء كان عربيا او اجنبيا مسلما او مسيحيا او‬ ‫من اي ديانة اخرى‪ ،‬ثمينة ويجب حمايتها من القتل‬ ‫واالضطهاد والتهجير فما لم يثبّت هذا المبدأ فان البشرية‬ ‫تتجه نحو الفناء ‪ ،‬فكيف اذن حياة الشيعي العربي والسني‬ ‫العربي والمسيحي العربي والصابئي العربي والكردي‬ ‫العراقي ؟ انهم اخواننا واهلنا وحمايتهم واجبنا الرئيس‬ ‫فما قيمة الثورة والتحرير بدون حماية االنسان وكرامته‬ ‫وهويته وحريته اوال ؟‬ ‫انتصار امتنا العربية حتمي والشك فيه وعلى عكس ما‬ ‫يطفو على السطح ‪ ،‬ويجب ان نتعلم من الصهاينة الذين‬ ‫انتظروا اكثر من الفي عام تحقيق حلمهم الملفق‬ ‫واالسطوري ‪ ،‬كما يجب تذكر ان القوميين الفرس الذين‬ ‫اقسموا منذ فرض عليهم االسالم على تدمير ملك العرب‬ ‫وخططوا بتفاصيل كاملة فاخترقونا ونشروا اسالم‬ ‫اسطوري ملغوم ومزيف واالن يقطفون ثمار تخطيطهم‬ ‫واصرارهم على باطلهم ‪ ،‬ونحن لدينا حق وحقوق‬ ‫وعلينا ان نواصل النضال بال هوادة من اجلها ومهما‬ ‫بدت االوضاع مجافية لنا فالفجر اليأتي اال بعد ظالم‬ ‫دامس النرى فيه شيئا سوى اشباح تتعملق وتتصاغر‬ ‫تبعا للوقت ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.