التقرير السنوي الرابع للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان لعام 2016

Page 1

‫اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺴﻨﻮي اﻟﺮاﺑﻊ‬ ‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮق ا ﻧﺴﺎن‬ ‫ﻟﻌﺎم ‪ - 2016‬ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬ ‫‪www.nihr.org.bh‬‬


‫التقرير السنوي الرابع‬ ‫للمؤسسة الوطنية لحقوق اإلنسان‬ ‫لعام ‪ - 2016‬مملكة البحرين‬



‫العمل واجب على كل مواطن‪ ،‬تقتضيه‬ ‫الكرامة ويستوجبه الخير العام‪ ،‬ولكل مواطن‬ ‫الحق في العمل وفي اختيار نوعه وفقا للنظام‬ ‫العام واآلداب‬

‫املادة رقم (‪� /13‬أ ) من د�ستور مملكة البحرين‬


4


‫الفهرس‬

‫ املقدمة ‬ ‫الف�صل الأول‪ :‬التعديالت على قانون �إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان ‬ ‫ الف�صل الثاين‪ :‬الآراء اال�ست�شارية املرفوعة لل�سلطات ‬ ‫ ‪ -‬الفرع الأول‪ :‬الآراء اال�ست�شارية املرفوعة �إىل ال�سلطة الت�شريعية ‬ ‫ ‪ -‬الفرع الثاين‪ :‬الآراء اال�ست�شارية املرفوعة �إىل جمل�س الوزراء (ال�سلطة التنفيذية) ‬ ‫ ‪ -‬الفرع الثالث‪ :‬الآراء اال�ست�شارية املرفوعة �إىل املجل�س الأعلى للق�ضاء (ال�سلطة الق�ضائية) ‬ ‫الف�صل الثالث‪ :‬دور امل�ؤ�س�سة يف جمال تعزيز وحماية حقوق الإن�سان ‬ ‫ ‪ -‬الفرع الأول‪ :‬دور امل�ؤ�س�سة يف جمال تعزيز حقوق الإن�سان ‬ ‫ ‪ -‬الفرع الثاين‪ :‬دور امل�ؤ�س�سة يف جمال حماية حقوق الإن�سان ‬ ‫الف�صل الرابع‪ :‬ق�ضايا رئي�سة ذات ت�أثري مبا�شر يف �أو�ضاع حقوق الإن�سان ‬ ‫ ‪ -‬الفرع الأول‪� :‬أو�ضاع حقوق الإن�سان يف مملكة البحرين ‬ ‫ ‪ -‬الفرع الثاين‪� :‬ضمانات املحاكمة العادلة‪ :‬دور حمكمة التمييز ‬ ‫ ‪ -‬الفرع الثالث‪ :‬احلق يف العمل‪ :‬حقوق العمالة املنزلية والوافدة ‬ ‫ ‪ -‬الفرع الرابع‪ :‬العقوبات البديلة غري ال�سالبة للحرية ‬ ‫ ‪ -‬الفرع اخلام�س‪ :‬حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‪ :‬املزايا واملعوقات ‬ ‫ ‬

‫‪7‬‬

‫‪ 11‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪5‬‬


6


‫المقـدمة‬

‫�شهدت مملكة البحرين ومنذ تويل ح�ضرة �صاحب اجلاللة امللك حمد بن عي�سى �آل خليفة عاهل البالد املفدى مقاليد‬ ‫احلكم حتوالت مهمة نحو تعزيز مزيد من �أطر الدميقراطية وتر�سيخ لدعائم دولة القانون‪ ،‬وبناء منظومة ت�شريعية‬ ‫وقانونية متكاملة وممار�سات فعلية وعملية وم�ؤ�س�سات عامة تعمل على تعزيز منظومة حقوق الإن�سان‪ ،‬وهي حتوالت‬ ‫جوهرية تهدف �إىل تعزيز م�سار حقوق الإن�سان واحلريات العامة و�ضمان متتع الأفراد بها‪.‬‬ ‫ي�أتي التقرير ال�سنوي الرابع للم�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان لعام ‪ 2016‬عمال بن�ص املادة رقم (‪ )21‬من القانون‬ ‫رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إن�شائها‪ ،‬املعدل باملر�سوم بقانون رقم (‪ )20‬ل�سنة ‪ ،2016‬والتي ن�صت على �أن‪“ :‬ي�ضع جمل�س‬ ‫املفو�ضني تقريرا �سنويا عن جهود امل�ؤ�س�سة و�أن�شطتها و�سائر �أعمالها‪ ،‬يت�ضمن ق�سما يو�ضح م�ستوى التقدم‬ ‫احلا�صل يف و�ضع حقوق الإن�سان يف اململكة‪ ،‬وما يراه من اقرتاحات وتو�صيات يف نطاق اخت�صا�صاتها‪ ،‬و ُيحدد‬ ‫معوقات الأداء وما مت اعتماده من حلول لتفاديها‪ ،‬ويرفع جمل�س املفو�ضني تقريره �إىل امللك وجمل�س الوزراء‬ ‫وجمل�س النواب وجمل�س ال�شورى‪ ،‬كما يعر�ض تقريره �أمام الر�أي العام بالتوازي” لغر�ض بيان �أو�ضاع حقوق‬ ‫الإن�سان يف اململكة ‪ ،‬مع ا�ستعرا�ض جهود امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال تعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪ ،‬وا�ضعة يف االعتبار‬ ‫�أحكام الد�ستور وال�صكوك واملعايري الدولية حلقوق الإن�سان ذات العالقة‪.‬‬ ‫يت�ألف التقرير من �أربعة ف�صول ت�سبقها مقدمة‪ ،‬حيث يتناول الف�صل الأول التعديالت التي �صدرت على عدد من‬ ‫مواد القانون رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان‪ ،‬وذلك مبوجب املر�سوم بقانون رقم‬ ‫(‪ )20‬ل�سنة ‪ ،2016‬وجاء الف�صل الثاين ليت�ضمن الآراء اال�ست�شارية التي قامت امل�ؤ�س�سة الوطنية برفعها �إىل ال�سلطة‬ ‫الت�شريعية وجمل�س الوزراء (ال�سلطة التنفيذية) واملجل�س الأعلى للق�ضاء (ال�سلطة الق�ضائية)‪.‬‬ ‫وخ�ص�ص الف�صل الثالث ال�ستعرا�ض دور امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال تعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪ ،‬يف حني خ�ص�ص ‬ ‫الف�صل الرابع والأخري لبيان عدد من الق�ضايا الرئي�سة التي الم�ست وب�شكل مبا�شر واقع حقوق الإن�سان‪ ،‬من خالل‬ ‫بيان �أو�ضاع حقوق الإن�سان يف اململكة‪ ،‬ودور حمكمة التمييز يف �ضمانات املحاكمة العادلة‪ ،‬وحقوق العمالة املنزلية‬ ‫والوافدة‪ ،‬وتطوير عمل مراكز الإ�صالح والت�أهيل من خالل العقوبات البديلة غري ال�سالبة للحرية‪� ،‬إ�ضافة �إىل املزايا‬ ‫التي يتمتع بها الأ�شخا�ص ذوو الإعاقة‪ ،‬واملعوقات التي تعرت�ضهم‪ ،‬كونهم من الفئات الأوىل بالرعاية يف املجتمع‪.‬‬

‫‪7‬‬


8


‫وت�أمل امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان �أن يكون هذا التقرير وما �سبقه من تقارير �أدوات تعزز من واقع حقوق الإن�سان‬ ‫يف مملكة البحرين‪ ،‬على نحو يتوافق مع التزامات الدولة النا�شئة عن ان�ضمامها �إىل ال�صكوك الدولية حلقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫�أو تقدميها للتقارير التعاهدية ملجل�س حقوق الإن�سان‪ ،‬كي ن�صل يف النهاية �إىل �أف�ضل املمار�سات يف جمال التمتع‬ ‫مبختلف احلقوق واحلريات العامة‪.‬‬

‫‪9‬‬


10


‫الفصل األول‬ ‫التعديالت على قانون إنشاء المؤسسة الوطنية لحقوق اإلنسان‬

‫‪ .1‬ا�ستكماال جلهود ح�ضرة �صاحب اجلاللة امللك حمد بن عي�سى �آل خليفة عاهل البالد املفدى حفظه اهلل ورعاه‬ ‫التي انطلقت ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان يف ‪ 10‬نوفمرب ‪2009‬م من خالل الأمر امللكي رقم (‪)46‬‬ ‫ل�سنة ‪ ،2009‬الذي عدل مبوجب الأمر امللكي رقم (‪ )28‬ل�سنة ‪ ،2012‬و�صدور القانون رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪ 2014‬املعني‬ ‫ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان‪ ،‬بغر�ض �إيجاد �ضمانة قانونية حقيقية وتوفري ا�ستقاللية تامة للم�ؤ�س�سة‬ ‫الوطنية‪ ،‬مع منحها مزيدً ا من االخت�صا�صات وال�صالحيات على نحو يتوافق ومبادئ باري�س املتعلقة مبركز‬ ‫امل�ؤ�س�سات الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪ .2‬انطال ًقا من ذلك‪ ،‬فقد قامت امل�ؤ�س�سة الوطنية ولهدف ح�صولها على ع�ضوية دائمة وفاعلة يف التحالف العاملي‬ ‫للم�ؤ�س�سات الوطنية لتعزيز حقوق الإن�سان وحمايتها (‪ ، )GANHRI‬الذي ميكن امل�ؤ�س�سة الوطنية ‪ -‬من خالله‬ ‫ امل�شاركة بفعالية يف دورات جمل�س حقوق الإن�سان‪ ،‬واجتماعات هيئات املعاهدات‪ ،‬والإجراءات اخلا�صة‪،‬‬‫واللجان الفرعية وجمموعات وفرق العمل‪ ،‬والتحدث كم�ؤ�س�سة ر�سمية من م�ؤ�س�سات اململكة الهادفة �إىل تعزيز‬ ‫وحماية حقوق الإن�سان‪ ،‬فقد تقدمت امل�ؤ�س�سة الوطنية ر�سميا يف ‪ 16‬يوليو ‪ 2015‬بطلب احل�صول على االعتمادية‬ ‫�إىل اللجنة الفرعية املعنية باالعتماد (‪ )SCA‬التي تتبع التحالف العاملي‪ ،‬والتي تعنى بتلقي طلبات ح�صول‬ ‫امل�ؤ�س�سات الوطنية على ال�صفة االعتمادية‪ ،‬حيث مت قبول طلب امل�ؤ�س�سة ر�سميا يف ‪ 25‬نوفمرب ‪ ،2015‬ومت حتديد‬ ‫يوم ‪ 9‬مايو ‪ 2016‬موعدا للنظر يف طلب امل�ؤ�س�سة الوطنية خالل االجتماع الر�سمي للجنة الفرعية‪ ،‬التي طلبت من‬ ‫امل�ؤ�س�سة الوطنية تقدمي تقرير ي�سمى “بيان االمتثال ملبادئ باري�س املعنية بامل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان”‪،‬‬ ‫يت�ضمن عددا من النقاط تتمحور حول الت�أ�سي�س واال�ستقاللية والتكوين‪ ،‬والبنية التحتية التنظيمية‪ ،‬و�أ�ساليب‬ ‫العمل‪ ،‬واالخت�صا�صات وامل�سئوليات العامة والعالقة مع الهيئات واجلهات املعنية بحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪� . 3‬أر�سلت امل�ؤ�س�سة الوطنية بيان االمتثال ملبادئ باري�س �إىل اللجنة قبل موعد النظر يف طلبها ب�أربعة �أ�شهر بناء على‬ ‫متطلبات تقدمي طلب االعتماد‪ ،‬حيث قامت اللجنة بدورها ب�إ�صدار تقرير خمت�صر لبيان االمتثال حددت فيه‬ ‫عددًا من امل�سائل التي ر�أت �أهمية الرتكيز فيها وت�ضمينها يف القانون النافذ ليتما�شى مع متطلبات االعتمادية‪،‬‬ ‫وتوا�صلت اللجنة الفرعية هاتفيا مع جمل�س املفو�ضني بامل�ؤ�س�سة الوطنية يف اليوم املحدد للنظر يف طلب االعتماد‬ ‫يف �شهر مايو ‪ 2016‬لال�ستي�ضاح حول عدد من النقاط‪  .‬‬

‫‪11‬‬


‫‪ . 4‬يف �ضوء املعلومات التي وفرتها امل�ؤ�س�سة الوطنية‪ ،‬والنقا�شات التي دارت بني جمل�س املفو�ضني واللجنة الفرعية‪،‬‬ ‫�أ�صدرت اللجنة الفرعية تقريرها النهائي املت�ضمن تو�صياتها الذي �صدر ر�سميا يف ‪� 2‬أغ�سط�س ‪ ،2016‬والذي‬ ‫ح�صلت مبوجبه امل�ؤ�س�سة الوطنية على ال�صفة االعتمادية (ب)‪.‬‬ ‫اجتماعا هدف �إىل درا�سة تلك التو�صيات‪ ،‬التي ركزت يف جوانب �إجرائية مل تكن واردة يف‬ ‫‪ .5‬عقد جمل�س املفو�ضني‬ ‫ً‬ ‫قانون �إن�شاء امل�ؤ�س�سة‪ ،‬على الرغم من �أن املمار�سة العملية التي قام عليها ت�شكيل امل�ؤ�س�سة الوطنية و�إدارتها‬ ‫و�أدا�ؤها يثبت �سالمة النهج الذي اتبع يف الت�شكيل وال�شفافية التي رافقت االختيار واحلر�ص على ا�ستقالليتها‬ ‫واملمار�سة املتوازنة التي حكمت قيامها بواجباتها و�أداء دورها‪.‬‬ ‫‪ .6‬انطالقا من قناعة امل�ؤ�س�سة الوطنية ب�أن قانونها احلايل‪ ،‬مقارنة بغريه من قوانني �إن�شاء امل�ؤ�س�سات الأخرى‪،‬‬ ‫يتقدم بدرجة كبرية‪ ،‬ف�إن احلر�ص على تقدمي قانون منوذجي يكون �إ�ضافة بارزة ت�ؤكد مكانة حقوق الإن�سان يف‬ ‫مملكة البحرين وريادتها امل�شهودة‪ ،‬مت رفع مقرتح التعديالت �إىل اجلهات املخت�صة‪ ،‬لتتوافق مع جوهر الإ�صالح‬ ‫الذي يقوده ح�ضرة �صاحب اجلاللة امللك حمد بن عي�سى �آل خليفة ملك البالد املفدى حفظه اهلل ورعاه‪ ،‬الذي‬ ‫ي�ؤكد �أن مملكة البحرين ما�ضية قدما يف تقدمي كل ما من �ش�أنه حماية وتعزيز مكانة حقوق الإن�سان من خالل‬ ‫دعم امل�ؤ�س�سة الوطنية لتتبو�أ مكانتها الطبيعية بني نظرياتها يف املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫‪� .7‬إن جوهر التو�صيات التي و�ضعتها اللجنة الفرعية املعنية باالعتماد‪ ،‬التي اعتمدها التحالف العاملي للم�ؤ�س�سات‬ ‫الوطنية لتعزيز حقوق الإن�سان وحمايتها‪ ،‬والتي على �أ�سا�سها منحت امل�ؤ�س�سة الوطنية درجة االعتمادية من الفئة‬ ‫ن�صا مفاده �أن يهي�أ املبنى ال�ستخدام الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‪،‬‬ ‫(ب)‪ ،‬ارتكزت على �أهمية ت�ضمني قانون الإن�شاء ًّ‬ ‫بالإ�ضافة �إىل وجوب �أال يكون �أع�ضاء ال�سلطة الت�شريعية ي�شكلون الأغلبية �أو �أن توثر ع�ضويتهم يف ا�ستقاللية‬ ‫امل�ؤ�س�سة الوطنية تفاد ًيا لت�ضارب امل�صالح بني منا�صبهم ال�سيا�سية وعملهم يف امل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫‪ . 8‬كما �أ�شارت تو�صيات اللجنة الفرعية املعنية باالعتماد �إىل �أهمية �أن تكون عملية امل�شاورات والتعيني يف امل�ؤ�س�سة‬ ‫الوطنية وا�سعة و�شفافة‪ ،‬و�أن تت�ضمن معايري وا�ضحة وموحدة لتقييم جدارة جميع املر�شحني امل�ؤهلني‪ ،‬حيث ترى‬ ‫اللجنة الفرعية �أهمية �إ�ضفاء الطابع الر�سمي على عملية اختيار وتعيني هيئة �صنع القرار بامل�ؤ�س�سة الوطنية‪.‬‬ ‫‪ . 9‬و�أكدت اللجنة الفرعية املعنية باالعتماد يف تو�صياتها �أهمية �أن ين�ص قانون �إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية على �أن يكون‬ ‫من بني �أع�ضاء هيئة �صنع القرار فيها‪� ،‬أع�ضاء يعملون بدوام كامل‪� ،‬إذ �إن هذا ي�ساعد على ا�ستقاللية امل�ؤ�س�سات‬ ‫الوطنية من دون ت�ضارب فعلي �أو مت�صور للم�صالح‪ ،‬وحتقيق ا�ستقرار يف فرتة والية الأع�ضاء‪ ،‬والتوجيه املنتظم‬ ‫واملنا�سب للعاملني فيها‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل التنفيذ امل�ستمر والفعال ملهام امل�ؤ�س�سة الوطنية‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪ .10‬فيما يتعلق باخت�صا�ص امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال تعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪ ،‬فقد �أو�صت اللجنة الفرعية‬ ‫املعنية باالعتماد ب�ضرورة �أن يت�ضمن قانون �إن�شاء امل�ؤ�س�سة قيامها بالزيارات غري املعلنة لأماكن االحتجاز �أو �أي‬ ‫مكان �آخر م�شابه من �أجل ر�صد �أو�ضاع حقوق الإن�سان والتحقيق فيها وتقدمي تقارير عنها على نحو فعال ويف‬ ‫الوقت املنا�سب‪ ،‬والقيام ب�أن�شطة منتظمة للمتابعة‪.‬‬ ‫‪ .11‬كما �أو�صت اللجنة ب�أهمية �أن تقوم امل�ؤ�س�سة الوطنية ب�إ�ضفاء الطابع الر�سمي على العالقة مع منظمات املجتمع‬ ‫املدين ‪ ،‬وذلك من خالل التفاعل املنتظم والبناء مع جميع �أ�صحاب امل�صلحة املعنيني‪ ،‬مقدرة يف هذا ال�صدد‬ ‫اجلهود والتفاعل الذي قامت امل�ؤ�س�سة الوطنية يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫‪ .12‬من جانب �آخر‪� ،‬أ�شارت تلك التو�صيات �إىل خلو قانون �إن�شاء امل�ؤ�س�سة من ن�ص التعامل الفعال من قبل الوزارات‬ ‫املعنية واللجان الربملانية املخت�صة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أن القانون مل يو�ضح كيفية تقدمي ميزانية امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫واملوافقة عليها‪ ،‬مع �أهمية حتديد الرقابة املالية عليها كي ال ي�ضر با�ستقالليتها‪ ،‬وفيما يتعلق بالتقارير ال�سنوية‬ ‫للم�ؤ�س�سة الوطنية ف�إن تو�صيات اللجنة دعت �إىل �أن ت�شتمل تلك التقارير على بيان �أو�ضاع حقوق الإن�سان يف‬ ‫اململكة ملا لذلك من ت�أثري مبا�شر يف تعزيز وحماية حقوق الإن�سان يف منظومة الدولة‪.‬‬ ‫‪� .13‬إميانا من ح�ضرة �صاحب اجلاللة امللك املفدى ب�أهمية تعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪ ،‬فقد �أ�صدر جاللته يف ‪9‬‬

‫�أكتوبر ‪ ،2016‬املر�سوم بقانون رقم (‪ )20‬ل�سنة ‪ 2016‬بتعديل بع�ض �أحكام قانون �إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية وفقا‬ ‫للتو�صيات الواردة من اللجنة املعنية باالعتماد (‪ )SCA‬واملعتمدة من قبل التحالف العاملي للم�ؤ�س�سات الوطنية‬ ‫لتعزيز حقوق الإن�سان وحمايتها (‪ ،)GANHRI‬بهدف تقوية هذه امل�ؤ�س�سة ومنحها مزيدً ا من ال�صالحيات‬ ‫لتحقيق الأهداف التي �أن�شئت من �أجلها ورفع ت�صنيفها دول ًّيا مبا يج�سد التزام اململكة ب�صون حقوق الإن�سان‪.‬‬

‫‪ .14‬وقد ت�ضمنت التعديالت التي وردت يف املر�سوم بقانون رقم (‪ )20‬ل�سنة ‪ 2016‬بتعديل بع�ض �أحكام القانون رقم‬ ‫(‪ )26‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان‪ ،‬ما جاء يف املادة رقم (‪ )4‬ب�ش�أن بيان �أحكام الع�ضوية‬ ‫من جواز اختيار �أع�ضاء جمل�س املفو�ضني من بني �أع�ضاء ال�سلطة الت�شريعية‪ ،‬على �أال تكون لهم الأكرثية يف‬ ‫جمل�س املفو�ضني‪ ،‬وم�شاركتهم يف النقا�ش من دون �أن يكون لهم �صوت معدود‪ ،‬كما ق�ضت ذات املادة ب�أن �آلية‬ ‫و�إجراءات و�ضوابط اختيار �أع�ضاء جمل�س املفو�ضني ت�صدر ب�أمر ملكي تعزيزا ل�شفافية امل�شاورات والتعيني‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪ . 15‬فيما يتعلق بتفرغ �أع�ضاء جمل�س املفو�ضني لأداء واجبات الع�ضوية‪ ،‬فقد ق�ضت املادة رقم (‪ )5‬من القانون ب�أن‬ ‫الأمر امللكي بتعيني �أع�ضاء جمل�س املفو�ضني يلزم �أن يحدد الع�ضو املتفرغ‪ ،‬وهو الع�ضو الذي يكون متفرغا لإجناز‬ ‫مهام واليته يف امل�ؤ�س�سة وال يكون ملتزما ب�أداء عمل �أو مهنة �أخرى �أثناء قيامه مبهام الع�ضوية‪ ،‬والع�ضو غري‬ ‫املتفرغ‪ ،‬وهو الع�ضو الذي يقوم ب�إجناز مهام واليته يف امل�ؤ�س�سة بجانب التزامه ب�أداء عمل �أو مهنة �أخرى‪� ،‬شريطة‬ ‫�أن يكون ك ٌّل من الرئي�س ونائب الرئي�س من بني الأع�ضاء املتفرغني‪.‬‬ ‫‪ .16‬كما جاءت التعديالت يف املادة رقم (‪ )12‬من القانون مبنح امل�ؤ�س�سة الوطنية والية القيام بالزيارات املعلنة وغري‬ ‫املعلنة لر�صد �أو�ضاع حقوق الإن�سان يف امل�ؤ�س�سات الإ�صالحية و�أماكن االحتجاز والتجمعات العمالية والدور‬ ‫ال�صحية والتعليمية‪� ،‬أو �أي مكان عام �آخر م�شابه‪ ،‬كما �أقرت ذات املادة للم�ؤ�س�سة الوطنية �أهمية عقد اللقاءات‬ ‫والفعاليات امل�شرتكة‪ ،‬والتعاون والتن�سيق والت�شاور مع م�ؤ�س�سات املجتمع املدين ذات العالقة واملنظمات غري‬ ‫احلكومية واملجموعات املتنوعة الأخرى واملدافعني عن حقوق الإن�سان‪ ،‬والتوا�صل مبا�شر ًة مع من يدعي التعر�ض ‬ ‫لأي �شكل من �أ�شكال االنتهاك‪ ،‬وتقدمي تقارير بذلك �إىل جمل�س املفو�ضني‪.‬‬ ‫‪ .17‬ومنحت املادة رقم (‪ )14‬من القانون امل�ؤ�س�سة الوطنية �صالحية طلب �أي معلومات �أو بيانات �أو وثائق تراها الزمة‬ ‫لتحقيق �أهدافها �أو ممار�ستها الخت�صا�صاتها من الوزارات والأجهزة املعنية باململكة‪ ،‬و�أوجبت على تلك الوزارات‬ ‫والأجهزة معاونة امل�ؤ�س�سة يف �أداء مهامها وتي�سري مبا�شرة اخت�صا�صاتها‪ ،‬وتزويدها مبا تطلبه يف هذا ال�ش�أن‪،‬‬ ‫و�إعداد الردود واملالحظات على التو�صيات الواردة يف تقارير امل�ؤ�س�سة‪ ،‬وفقا للقوانني والأنظمة املعمول بها يف‬ ‫تلك اجلهات‪.‬‬ ‫‪ .18‬فيما يتعلق بت�ضارب امل�صالح‪ ،‬ق�ضت املادة (‪ 5‬مكر ًرا) من القانون ب�أنه ماعدا احلقوق واملزايا املقررة لع�ضو‬ ‫جمل�س املفو�ضني املن�صو�ص عليها يف القانون‪ ،‬يحظر على الع�ضو تلقي �أي مبلغ مايل نظري �أداء �أية خدمة �أو عمل‬ ‫ـ ب�صفته ـ من امل�ؤ�س�سة الوطنية‪ ،‬و�أعقبتها املادة رقم (‪ )10‬لتورد حك ًما يق�ضي باعتبار �أع�ضاء جمل�س املفو�ضني‬ ‫غري قابلني للعزل‪ ،‬وال تنتهي ع�ضويتهم �إال يف احلاالت ووفقا للإجراءات املن�صو�ص عليها يف القانون‪.‬‬ ‫‪� .19‬أما ب�ش�أن املوارد املالية للم�ؤ�س�سة الوطنية فقد ق�ضت املادة رقم (‪ )20‬من القانون ب�أنه للم�ؤ�س�سة ويف �سبيل النهو�ض ‬ ‫ب�أعبائها واملهام امل�سندة �إليها على �أف�ضل وجه �أن تكون لها االعتمادات املالية التي حتتاج �إليها ويتم تخ�صي�صها‬ ‫يف بند م�ستقل من امليزانية العامة للدولة التي ت�صدر بقانون‪ ،‬كما يلزم �أن تتوىل امل�ؤ�س�سة الوطنية �إدارة مواردها‬ ‫املالية والتحكم فيها با�ستقاللية تامة‪ ،‬وتخ�ضع ح�ساباتها املالية لرقابة ديوان الرقابة املالية والإدارية‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪ .20‬كما جاء التعديل على �أحكام املادة رقم (‪ )21‬من القانون ليق�ضي حك ًما ب�أن ي�ضع جمل�س املفو�ضني تقريرا‬ ‫�سنويا عن جهود امل�ؤ�س�سة و�أن�شطتها و�سائر �أعمالها‪ ،‬يت�ضمن ق�سما يو�ضح م�ستوى التقدم احلا�صل يف و�ضع‬ ‫حقوق الإن�سان يف اململكة‪ ،‬وما يراه من اقرتاحات وتو�صيات يف نطاق اخت�صا�صاتها‪ ،‬و ُيحدد معوقات الأداء وما‬ ‫مت اعتماده من حلول لتفاديها‪ ،‬ويرفع جمل�س املفو�ضني تقريره �إىل امللك وجمل�س الوزراء وجمل�س النواب وجمل�س‬ ‫ال�شورى‪ ،‬كما يعر�ض تقريره �أمام الر�أي العام بالتوازي‪.‬‬

‫‪15‬‬


16


‫الفصل الثاني‬ ‫اآلراء االستشارية المرفوعة من المؤسسة الوطنية لحقوق اإلنسان‬

‫متهيد‬

‫�إن ت�شجيع الت�صديق على ال�صكوك الدولية حلقوق الإن�سان �أو االن�ضمام �إليها‪ ،‬وكفالة تنفيذها ً‬ ‫تنفيذا فعاال‪ ،‬وظيفة‬ ‫رئي�سة من الوظائف املنوطة بامل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان‪ ،‬وال يقف الأمر عند ذلك‪ ،‬بل يتعداه �إىل �ضرورة �إجراء‬ ‫تقييمات ملدى امتثال الدولة الطرف لاللتزامات الدولية النا�شئة عن الت�صديق �أو االن�ضمام‪ ،‬مع اقرتاح ت�شريعات �أو‬ ‫�أنظمة �أو ممار�سات وتعديل القائم منها مبا يت�سق واملعايري الدولية ذات ال�صلة‪. 1‬‬ ‫بالعودة �إىل �أحكام القانون رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية املعدل مبوجب املر�سوم بقانون رقم‬ ‫(‪ )20‬ل�سنة ‪ ،2016‬جند �أن املادة رقم (‪ )12‬يف الفقرة (ب) �أقرت �صراحة �أن تخت�ص امل�ؤ�س�سة الوطنية بـ “درا�سة‬ ‫الت�شريعات والنظم املعمول بها يف اململكة املتعلقة بحقوق الإن�سان والتو�صية بالتعديالت التي تراها منا�سبة‪،‬‬ ‫خا�صة فيما يتعلق بات�ساق هذه الت�شريعات مع التزامات اململكة الدولية بحقوق الإن�سان‪ ،‬كما يكون لها التو�صية‬ ‫ب�إ�صدار ت�شريع ات جديدة ذات �صلة بحقوق الإن�سان”‪ ،‬يف حني ن�صت الفقرة (ج) من ذات املادة على اخت�صا�صها يف ‬ ‫“بحث مالءمة الن�صو�ص الت�شريعية والتنظيمية باملعاهدات الإقليمية والدولية املعنية مب�سائل حقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫وتقدمي املقرتحات والتو�صيات �إىل ال�سلطات املخت�صة فيما كل ما من �ش�أنه تعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك التو�صية باالن�ضمام �إىل االتفاقيات الإقليمية والدولية املعنية بحقوق الإن�سان”‪� ،‬إذ �إن هذه االخت�صا�صات‬ ‫هي انعكا�س ملا ت�ضمنته “مبادئ باري�س” واملالحظات العامة للجنة الفرعية املعنية باالعتما د (‪.)SCA‬‬ ‫تفعيال لهذا االخت�صا�ص‪ ،‬فقد قامت امل�ؤ�س�سة الوطنية ب�إبداء مرئياتها على طلبني ورداها من جمل�س ال�شوى ب�ش�أن‬ ‫م�شروع بقانون واقرتاح بقانون‪ ،‬كما قامت ب�إبداء الر�أي اال�ست�شاري على خم�سة طلبات حول االقرتاحات بقوانني‬ ‫املحالة �إليها من جمل�س النواب‪ ،‬كما �أنها بادرت ومن تلقاء نف�سها ب�إحالة ر�أي ا�ست�شاري �إىل جمل�س الوزراء (ال�سلطة‬ ‫التنفيذية) ب�ش�أن تعديل ت�شريع وطني لين�سجم واملعايري الدولية حلقوق الإن�سان‪ ،‬حيث �إن جمل�س الوزراء ‪ -‬وفقا‬ ‫لأحكام الد�ستور ‪ -‬يحيل م�شروعات القوانني �إىل ال�سلطة الت�شريعية‪ ،‬كما �أحالت امل�ؤ�س�سة اقرتاحا �إىل املجل�س الأعلى‬ ‫للق�ضاء (ال�سلطة الق�ضائية) ب�ش�أن �إن�شاء نيابة عامة متخ�ص�صة بالبيئة ودوائر باملحاكم متخ�ص�صة باملخالفات‬ ‫واجلرائم البيئية‪.‬‬

‫‪ 1‬مبادئ باري�س املتعلقة مبركز امل�ؤ�س�سات الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإن�سان ‪ -‬االخت�صا�صات وامل�س�ؤوليات ‪ -‬الفقرة (‪� )3‬ص ‪ - 5‬املالحظة العامة (‪ )1-3‬ت�شجيع الت�صديق‬ ‫على ال�صكوك الدولية حلقوق الإن�سان �أو االن�ضمام �إليها ‪� -‬ص ‪.91‬‬

‫‪17‬‬


‫وعليه‪� ،‬سوف يتم التطرق يف هذا الف�صل �إىل الآراء اال�ست�شارية التي قدمتها امل�ؤ�س�سة الوطنية يف ثالثة فروع �أ�سا�سية‪:‬‬ ‫يخ�ص�ص الأول منها ال�ستعرا�ض مرئياتها املحالة �إىل ال�سلطة الت�شريعية ‪ ،‬و�سيخ�ص�ص الفرع الثاين لبيان مرئياتها‬ ‫املحالة �إىل جمل�س الوزراء (ال�سلطة التنفيذية)‪ ،‬والفرع الثالث ملقرتحها املحال �إىل املجل�س الأعلى للق�ضاء (ال�سلطة‬ ‫م�سا�سا �أو ت�أث ًريا مبا�ش ًرا على حقوق الإن�سان وحرياته الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫الق�ضائية)‪ ،‬وذلك يف املوا�ضيع التي ترى �أن لها ً‬

‫الفرع الأول‬ ‫الآراء اال�ست�شارية املرفوعة �إىل ال�سلطة الت�شريعية‬ ‫(‪ )1‬جمل�س ال�شورى‬

‫تثمينا للجهود التي يوليها جمل�س ال�شورى لكل ما يتعلق بامل�سائل ذات ال�صلة بحقوق الإن�سان‪ ،‬فقد ورد على امل�ؤ�س�سة‬ ‫الوطنية خالل الفرتة الزمنية لنطاق التقرير ما جمموعه طلبان للح�صول فيهما على مرئياتها ب�ش�أن م�شروع بقانون‪،‬‬ ‫واقرتاح بقانون‪.‬‬

‫�أوال‪ :‬االقرتاح بقانون بتعديل املر�سوم بقانون رقم (‪ )3‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�ش�أن انتخاب �أع�ضاء املجال�س البلدية‬ ‫‪� .1‬أحالت امل�ؤ�س�سة الوطنية ر�أيها اال�ست�شاري ب�ش�أن االقرتاح بقانون بتعديل املر�سوم بقانون رقم (‪ )3‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�ش�أن‬ ‫انتخاب �أع�ضاء املجال�س البلدية‪ ،‬واملت�ضمن ت�شديد العقوبات املقررة للجرائم االنتخابية املن�صو�ص عليها يف‬ ‫املادة رقم (‪ )30‬من املر�سوم بقانون رقم (‪ )3‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�ش�أن انتخاب �أع�ضاء املجال�س البلدية‪.‬‬ ‫‪ .2‬حيث ن�ص املقرتح على ت�شديد العقوبة املن�صو�ص عليها يف املادة رقم (‪ )30‬من املر�سوم بقانون حمل البيان ب�ش�أن‬ ‫جرائم العملية االنتخابية �إىل عقوبة (احلب�س مدة ال تزيد على �سنتني وبغرامة ال جتاوز �ألفي دينار �أو ب�إحدى‬ ‫هاتني العقوبتني) بدال من عقوبة (احلب�س مدة ال تزيد على ثالثة �أ�شهر وبغرامة ال جتاوز مائتي دينار �أو ب�إحدى‬ ‫هاتني العقوبتني)‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �إيراد فقرة تق�ضي بعدم جواز احلكم بوقف تنفيذ عقوبة الغرامة ب�ش�أن اجلرائم‬ ‫املن�صو�ص عليها يف هذه املادة‪ ،‬ف�ضال عن زيادة مدة انق�ضاء الدعوى اجلنائية �أو عدم �سماع الدعوى املدنية‬ ‫للجرائم املن�صو�ص عليها يف هذه املادة �إىل مدة (�ستة �أ�شهر) بدال من مدة (ثالثة �أ�شهر)‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ .3‬وقد ركزت امل�ؤ�س�سة يف درا�سة فكرة االقرتاح بقانون وبينت �أن االقرتاح بقانون حمل الدرا�سة قد جاءت �أغلب‬ ‫�أحكامه لت�شديد العقوبة املقررة للجرائم االنتخابية‪ ،‬ذلك �أن الت�شديد الذي انتهجه املقرتح يف اجلرائم جاء‬ ‫ملقا�صد و�أهداف تتمثل يف حتقيق الردع العام واخلا�ص عن ارتكاب هذا النوع منها‪ ،‬ومبا يتنا�سب من ج�سامتها‪،‬‬ ‫وهو ال ُيع ّد من قبيل الت�شديد الذي يرتك �أث ًرا يف متتع الأفراد باحلقوق واحلريات الأ�سا�س ّية‪ ،‬كما �أن التعديالت‬ ‫املقرتحة يف االقرتاح بقانون ال متثل انتهاكا حلقوق الإن�سان وفقا ملا �أوردته ال�صكوك الدولية حلقوق الإن�سان‬ ‫ذات ال�صلة‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫ثانيا‪ :‬م�شروع قانون بتعديل بع�ض �أحكام قانون الإجراءات اجلنائية ال�صادر باملر�سوم بقانون رقم (‪)46‬‬

‫ل�سنة ‪( 2002‬املعد يف �ضوء االقرتاح بقانون املقدم من جمل�س النواب)‬

‫ �أحالت امل�ؤ�س�سة الوطنية ر�أيها اال�ست�شاري حول م�شروع قانون بتعديل بع�ض �أحكام قانون الإجراءات اجلنائية‬ ‫‪ .1‬‬ ‫ال�صادر باملر�سوم بقانون رقم (‪ )46‬ل�سنة ‪ ،2002‬واملت�ضمن �أربع مواد‪ ،‬تناولت املادة الأوىل ا�ستبدال عدد من‬ ‫املواد‪ ،‬واملادة الثانية تق�ضي ب�إ�ضافة فقرة �إىل املادة رقم (‪ ،)142‬و�إ�ضافة مادتني‪ ،‬وجاءت املادة الثالثة ب�إلغاء‬ ‫فقرة من املادة رقم (‪ ،)147‬ف�ضال عن مادة رابعة تنفيذية‪.‬‬ ‫‪� .2‬إال �أنه ووف ًقا لالخت�صا�ص املنوط بامل�ؤ�س�سة الوطنية‪ ،‬فقد اقت�صر الر�أي اال�ست�شاري على الن�صو�ص القانونية التي‬ ‫م�سا�سا �أو ت�أث ًريا يف حقوق الإن�سان وحرياته الأ�سا�سية‪ ،‬وحتديدا املواد �أرقام (‪ )57‬و(‪ )63‬و (‪ )64‬و‬ ‫ارت�أت �أن لها ً‬ ‫(‪ )77‬و(‪ )84‬فقرة �أوىل و(‪ )86‬فقرة �أوىل و(‪ )141‬و(‪ )149‬و(‪ )294‬فقرة �أوىل و(‪ )297‬و(‪ 142‬مكر ًرا)من م�شروع‬ ‫القانون‪ ،‬وما عدا ذلك فقد �أحالت ما يتعلق باملالحظات ال�شكلية (اللغوية وال�صياغة القانونية) واملو�ضوعية‬ ‫(امل�ضمون) �إىل ما ت�ضمنته مذكرة ر�أي احلكومة املوقرة ومذكرة هيئة الت�شريع والإفتاء القانوين املرفقتان مع‬ ‫امل�شروع بقانون‪.‬‬ ‫‪ .3‬ن�صت املادة (‪ )57‬على �أنه‪ “ :‬يجب على م�أمور ال�ضبط الق�ضائي �أن ي�سمع فورا �أقوال املتهم املقبو�ض‬ ‫عليه ‪ ،‬و�إذا مل ي�أت مبا يربئه ير�سله يف مدى اثنتي ع�شرة �ساعة �إىل النيابة العامة‪ .‬ويجب على النيابة‬ ‫العامة �أن ت�ستجوبه يف ظرف اثنتي ع�شرة �ساعة ثم ت�أمر بحب�سه �أو �إطالق �سراحه”‪ ،‬حيث �أو�ضحت امل�ؤ�س�سة‬ ‫يف بيان مرئياتها �أنه وبالرغم من �أن م�شروع القانون قد جاء بتقليل املدة املقررة مل�أموري ال�ضبط الق�ضائي‬ ‫والنيابة العامة حال القب�ض �أو ا�ستجواب املتهم �إىل مدى اثنتي ع�شرة �ساعة بدال من ثمان و�أربعني �ساعة كما‬ ‫هي يف �أ�صل القانون‪ ،‬وهو ح�سب الأ�صل العام م�سلك حممود يتوافق مع ما قرره العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق‬ ‫املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬الذي ان�ضمت �إليه مملكة البحرين مبوجب القانون رقم (‪ )56‬ل�سنة ‪ ،2006‬يف الفقرتني‬ ‫الثانية والثالثة للمادة رقم (‪ ،)9‬من وجوب �إبالغ املتهم على “وجه ال�سرعة” مبا هو من�سوب �إليه‪ ،‬ويكون له احلق‬ ‫يف �أن يحاكم خالل “مدة معقولة” �أو �أن يفرج عنه‪� ،‬إال �أن تقليل هذه املدة �إىل اثنتي ع�شرة �ساعة رمبا ال ين�سجم‬ ‫مع الغر�ض من قيام م�أموري ال�ضبط الق�ضائي باال�ستماع للمتهم �أو للنيابة العامة �أثناء ا�ستجوابه‪� ،‬إذ �إنها مدة‬ ‫ق�صرية ال تتنا�سب والإجراءات الواجب اتباعها من قبل تلك اجلهات و�صوال �إىل حتقيق العدالة‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫‪ . 4‬ولعل ما ذهبت �إليه اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان واملوكل �إليها تف�سري �أحكام العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية‬ ‫وال�سيا�سية‪ ،‬يف بيان املق�صود من عبارة “على وجه ال�سرعة”‪ 2‬التي حددت هذه املدة مبا ال يزيد على ثمان‬ ‫و�أربعني �ساعة كحد �أق�صى‪ ،‬هو ما يتواءم مع امل�سلك الذي انتهجه الن�ص الوارد يف �أ�صل القانون مع وجوب متتع‬ ‫املتهم بال�ضمانات املقررة �أثناء فرتة القب�ض عليه‪.‬‬ ‫‪ .5‬لذا‪ ،‬ترى امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن املدة التي قررها الن�ص كما ورد يف �أ�صل القانون واملحددة مبدة ثمان و�أربعني‬ ‫�ساعة‪ ،‬تن�سجم مع املقررات الدولية ذات ال�صلة بحقوق الإن�سان من جانب‪ ،‬ومقت�ضيات حتقيق العدالة من جانب‬ ‫�آخر‪.‬‬ ‫ �أما ب�ش�أن املادة رقم (‪ )63‬التي ن�صت على �أنه‪� “ :‬أ‪ -‬يجب على كل من رئي�س ووكالء حمكمة اال�ستئناف‬ ‫‪ .6‬‬ ‫العليا والنائب العام زيارة ال�سجون وتفتي�شها دوريا كل ثالثة �أ�شهر‪ ،‬ورفع تقارير بذلك �إىل املجل�س الأعلى‬ ‫للق�ضاء‪ .‬ب‪ -‬ومع عدم الإخالل بالفقرة ال�سابقة‪ ،‬لكل من رئي�س حمكمة اال�ستئناف العليا املدنية ورئي�س‬ ‫املحكمة الكربى املدنية وق�ضاة تنفيذ العقاب و�أع�ضاء النيابة العامة يف �أي وقت تفتي�ش ال�سجون للت�أكد من‬ ‫عدم وجود حمبو�س ب�صفة غري قانونية ‪ ،‬ولهم �أن يطلعوا على دفاتر ال�سجن وعلى �أوامر القب�ض واحلب�س‪،‬‬ ‫و�أن ي�أخذوا �صورا منها و�أن يت�صلوا ب�أي حمبو�س وي�سمعوا منه �أية �شكوى يريد �أن يبديها لهم ‪ ،‬وعلى‬ ‫م�أموري وموظفي ال�سجون �أن يقدموا لهم كل م�ساعدة حل�صولهم على املعلومات التي يطلبونها”‪.‬‬ ‫‪ .7‬تتفق امل�ؤ�س�سة مع الن�ص الوارد يف م�شروع القانون‪ ،‬الذي قرر �ضرورة وجود رقابة ق�ضائية م�ستقلة دورية ومنتظمة‬ ‫على م�ؤ�س�سات الإ�صالح والت�أهيل‪ ،‬كونها ت�ضمن التنفيذ ال�صحيح للأحكام الق�ضائية ال�صادرة عن املحاكم على‬ ‫اختالف �أنواعها‪ ،‬كما �أنها رقابة تكفل حقوق وحريات الأفراد املقيدة حريتهم وفق ما قررته �أحكام الد�ستور‬ ‫والقانون واالتفاقيات الدولية التي ان�ضمت �إليها �أو �صدقت عليها مملكة البحرين‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ .8‬حيث �أكدت امل�ؤ�س�سة يف مرئياتها �أن ذات املادة كما وردت يف �أ�صل القانون قد �أعطت ال�سلطة الق�ضائية حق الرقابة‬ ‫والتفتي�ش على م�ؤ�س�سات الإ�صالح والت�أهيل وهو مبد�أ يتفق مع �ضرورة وجود رقابة ق�ضائية م�ستقلة على تلك‬ ‫امل�ؤ�س�سات‪ ،‬و�أن تكون تلك الرقابة والزيارات ب�صورة دورية ومنتظمة كل ثالثة �أ�شهر‪ ،‬ويخلق رقابة م�ستقلة‬ ‫وفعالة ت�ضمن التنفيذ ال�صحيح للأحكام الق�ضائية ال�صادرة عن املحاكم على اختالف �أنواعها‪ ،‬كما �أنها رقابة‬ ‫تكفل حقوق وحريات الأفراد املقيدة حريتهم وفق ما قررته �أحكام الد�ستور والقانون واالتفاقيات الدولية التي‬ ‫ان�ضمت �إليها �أو �صدقت عليها مملكة البحرين‪ ،‬ف�ضال عن ان�سجامها مع الأحكام القانونية ذات ال�صلة واملقررة‬ ‫يف القانون رقم (‪ )18‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إ�صدار قانون م�ؤ�س�سات الإ�صالح والت�أهيل‪ ،‬وال�سيما املادة رقم (‪ )63‬منه‪.‬‬ ‫‪ 2‬املالحظات اخلتامية للجنة املعنية بحقوق الإن�سان �أثناء نظرها التقارير الدورية للدول الأطراف يف العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬ومنها‬ ‫(�أوزبك�ستان)‪ :‬وثيقة رقم (‪�( ،)CCPR/CO/83/UZB‬أوكرانيا)‪ :‬وثيقة رقم (‪( ،)CCPR/C/UKR/CO/6‬مولدوفا)‪ :‬وثيقة رقم (‪.)CCPR/C/MDA/CO/2‬‬

‫‪20‬‬


‫‪ . 9‬فيما يتعلق باملادة رقم (‪ )64‬التي تن�ص على �أنه “ لكل م�سجون احلق يف �أن يقدم يف �أي وقت مل�أمور ال�سجن �شكوى‬ ‫كتابية ويطلب منه �إبالغها �إىل رئي�س حمكمة اال�ستئناف العليا املدنية �أو رئي�س املحكمة الكربى املدنية �أو‬ ‫قا�ضي تنفيذ العقاب �أو النيابة العامة‪ ،‬ويجوز �أن تكون ال�شكوى يف ظرف مغلق‪ ،‬وعلى امل�أمور قبولها وتقدمي‬ ‫�إي�صال لل�شاكي با�ستالمها م�ؤرخ بتاريخ اال�ستالم‪ ،‬وعليه �إبالغها يف احلال �إىل من وجهت �إليه بعد �إثباتها‬ ‫يف ال�سجل املعد لذلك يف ال�سجن‪ ،‬ويودع ملف ال�سجني ما يفيد تبليغ ال�شكوى ملن وجهت �إليه خالل مدة‬ ‫ال تتجاوز ثالثة �أيام من تاريخ ت�سليمها‪ ،‬وذلك بعد �إثباتها يف ال�سجل املعد لذلك يف ال�سجن‪ ،‬ويودع ملف‬ ‫ال�سجني ما يفيد تبليغ ال�شكوى ملن وجهت �إليه وتاريخ التبليغ‪ .‬ولكل من علم بوجود حمبو�س ب�صفة غري‬ ‫قانونية �أو يف حمل غري خم�ص�ص للحب�س �أن يخطر قا�ضي تنفيـذ العقاب �أو �أحد �أع�ضاء النيابة العامة‬ ‫وف ًقا للفقرة ال�سابقة‪ ،‬وعلى كل منهما �أن ينتقل فور �إخطاره �إىل املحل املوجود به املحبو�س و�أن يقوم ب�إجراء‬ ‫التحقيق و�أن ي�أمر بالإفراج عن املحبو�س ب�صفة غري قانونية و يحرر حم�ضرا بذلك ير�سل �إىل النائب العام‬ ‫التخاذ �إجراءات حتريك الدعوى اجلنائية بحق املت�سبب يف ذلك احلب�س‪ .‬و�إذا �صدر �أمر بحفظ ال�شكوى ممن‬ ‫وجهت �إليه وجب �إبالغه �إىل ال�شاكي”‪.‬‬ ‫‪ .10‬ترى امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن الأحكام القانونية الواردة يف ذات املادة كما وردت يف �أ�صل القانون هي �أعم و�أ�شمل و�أكرث‬ ‫�ضمانا حلقوق وحريات الأفراد املقيدة حريتهم‪ ،‬ذلك �أن ن�ص املادة �أعاله كما ورد يف م�شروع القانون قد اقت�صر‬ ‫على تقدمي ال�شكوى يف قالب مكتوب يف حني �أن �أ�صل الن�ص �أجاز تقدميها ب�صورة مكتوبة �أو �شفهية‪� ،‬إذ قد يتعذر‬ ‫يف بع�ض الأحيان تقدمي ال�شكوى الكتابية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أن الن�ص ‪ -‬كما ورد يف م�شروع القانون ‪ -‬قد ق�صر على‬ ‫منح النائب العام اتخاذ �إجراءات حتريك الدعوى اجلنائية بحق املت�سبب يف حب�س املحكوم ب�صفة غري قانونية‬ ‫�أو يف حمل غري خم�ص�ص للحب�س دون غريها من الإجراءات‪ ،‬يف حني �أن الن�ص كما ورد يف �أ�صل القانون �أعطى‬ ‫للنائب العام اتخاذ الإجراءات القانونية كافة التي تكفل حتريك الدعوى اجلنائية �ضد املت�سبب و�إبالغ اجلهات‬ ‫عاما التخاذ الإجراءات الت�أديبية �ضده‪.‬‬ ‫املخت�صة بو�صفه موظ ًّفا ً‬ ‫‪ .11‬وعليه‪ ،‬ف�إن الأحكام القانونية التي قررتها املادة كما وردت يف �أ�صل القانون �أكرث عمومية و�شموال‪ ،‬تكفل حقوق‬ ‫الأفراد املقيدة حريتهم يف تقدمي �شكواهم الكتابية وال�شفهية حتت مظلة الرقابة الق�ضائية امل�ستقلة‪.‬‬ ‫‪ .12‬بخ�صو�ص املادة رقم (‪ )77‬التي تن�ص على �أنه “ مل�أموري ال�ضبط الق�ضائي يف حالة قيامهم بواجباتهم �أن‬ ‫ي�ستعينوا مبا�شرة بالقوة الع�سكرية ب�إذن من النيابة املخت�صة” ف�إن امل�ؤ�س�سة الوطنية تتفق مع �إقران �صالحية‬ ‫م�أموري ال�ضبط الق�ضائي يف اال�ستعانة بالقوة الع�سكرية حال ال�ضرورة‪ ،‬ب�أخذ الإذن من النيابة املخت�صة‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫‪ . 13‬ترى امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن ما ذهب �إليه م�شروع القانون من وجوب قيام م�أموري الق�ضائي �أثناء ال�ضرورة باال�ستعانة‬ ‫بالقوة الع�سكرية م�شروط ب�إذن من النيابة املخت�صة‪ ،‬هو �ضمانة ق�ضائية تن�سجم مع املقررات الدولية حلقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وال�سيما �أن ذات القانون قد قرر يف املادة رقم (‪ )44‬منه �أن‪“ :‬يكون م�أمورو ال�ضبط الق�ضائي‬ ‫تابعني للنائب العام وخا�ضعني لإ�شرافه فيما يتعلق ب�أعمال وظيفتهم”‪ ،‬وبالتايل من ال�ضرورة اقرتان هذه‬ ‫ال�صالحية ب�إذن من النيابة املخت�صة وهي ال تتعار�ض البتة مع ما تتطلبه حالة ال�ضرورة من ا�ستعجال �أو تدخل‪.‬‬ ‫‪ .14‬ب�ش�أن الفقرة الأوىل من املادة رقم (‪ )84‬التي تن�ص على �أنه “للمتهم وللمجني عليه وللمدعي باحلقوق املدنية‬ ‫وللم�سئول عنها ولوكالئهم �أن يح�ضروا جميع �إجراءات التحقيق‪ .‬وعلى ع�ضو النيابة العامة �إخطارهم‬ ‫باليوم والوقت الذي تبا�شر فيه �إجراءات التحقيق ومبكانها”‪ .‬ف�إن امل�ؤ�س�سة الوطنية ترى �أن حتديد اليوم‬ ‫والوقت واملكان الذي تبا�شر فيه �إجراءات التحقيق‪ ،‬يحقق العدالة املرجوة لأطراف الدعوى اجلنائية كافة‪،‬‬ ‫ف�ضال عن ان�سجامه مع املقررات الدولية ذات ال�صلة بحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪� .15‬أو�ضحت امل�ؤ�س�سة الوطنية يف مرئياتها �أن �إ�ضافة كلمة “الوقت” كما وردت يف م�شروع القانون‪ ،‬وذلك يف‬ ‫الأحوال التي يقوم فيها ع�ضو النيابة العامة ب�إجراءات التحقيق‪ ،‬هو �أمر ين�سجم والتمكني الفعلي للمتهم من‬ ‫اال�ستعانة مبحام �أثناء التحقيق معه على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬ولعل ما ي�ؤيد هذا االجتاه هو املوقف الذي تبنته اللجنة‬ ‫املعنية بحقوق الإن�سان �أثناء نظرها تقارير الدول املن�ضوية حتت مظلة العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية‬ ‫وال�سيا�سية‪ ،3‬الذي ان�ضمت �إليه مملكة البحرين مبوجب القانون رقم (‪ )56‬ل�سنة ‪.2006‬‬ ‫‪� .16‬أما فيما يتعلق بالفقرة الأوىل من املادة رقم (‪ )86‬التي جاء فيها �أنه ‪ “ :‬يجب على ع�ضو النيابة العامة يف‬ ‫جميع الأحوال التي يندب فيها غريه لإجراء بع�ض التحقيقات مراعاة �أن يكون قرار الندب مكتو ًبا‪ ،‬و�أن‬ ‫يبني امل�سائل املطلوب حتقيقها �أو الإجراءات املطلوب اتخاذها”‪ ،‬فقد ارت�أت امل�ؤ�س�سة �أنها تتفق مع ما ذهب �إليه‬ ‫م�شروع القانون من وجوب مراعاة �أن يكون قرار الندب ال�صادرة من النيابة العامة مكتو ًبا‪.‬‬ ‫‪ .17‬ترى امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن ما قرره الن�ص كما ورد يف م�شروع القانون من وجوب �أن تكون قرارات الندب ال�صادرة‬ ‫عن النيابة العامة مكتوبة‪ ،‬مبي ًنا فيها امل�سائل املطلوب حتقيقها �أو الإجراءات املطلوب اتخاذها‪ ،‬هو الأمر الذي‬ ‫يحقق �ضمانة فعلية لأطراف الدعوى اجلنائية �أو �أ�صحاب امل�صلحة الآخرين‪ ،‬وال�سيما يف عملية الإثبات‪ ،‬ف�ضال‬ ‫عن �أن �إجراءات التحقيق مبا فيها قرارات الندب تكون حمال للتثبت والنظر �أمام املحكمة املخت�صة‪ ،‬مما ي�سهل‬ ‫على الأخرية عند كتابة قرار الندب التثبت من �صحة �إجراءات التحقيق كافة‪.‬‬

‫‪ 3‬املالحظات اخلتامية للجنة املعنية بحقوق الإن�سان �أثناء نظرها التقارير الدورية للدول الأطراف يف العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬ومنها (�إيرلندا)‪:‬‬ ‫وثيقة رقم (‪( ،)CCPR/C/IRL/CO/3‬هولندا)‪ :‬وثيقة رقم(‪.)CCPR/C/NLD/CO/4‬‬

‫‪22‬‬


‫‪ .18‬ب�ش�أن املادة رقم (‪ )141‬التي تن�ص على �أنه‪ “ :‬يجب على ع�ضو النيابة العامة �أن ي�ستجوب فورا املتهم‬ ‫املقبو�ض عليه ‪ ،‬و�إذا تعذر ذلك �أمر ب�إيداعه �أحد الأماكن املخ�ص�صة للحب�س �إىل حني ا�ستجوابه ‪ ،‬ويجب‬ ‫�أال تزيد مدة �إيداعه على اثنتي ع�شرة �ساعة‪ ،‬ف�إذا م�ضت هذه املدة وجب على القائم على �إدارة ذلك املكان‬ ‫�إر�ساله �إىل النيابة العامة وعليها �أن ت�ستجوبه يف احلال و�إال �أمرت ب�إخالء �سبيله” ف�إن امل�ؤ�س�سة الوطنية ترى‬ ‫�أن املدة التي قررها الن�ص كما ورد يف �أ�صل القانون واملحددة مبدة �أربع وع�شرين �ساعة‪ ،‬تن�سجم مع املقررات‬ ‫الدولية ذات ال�صلة بحقوق الإن�سان من جانب‪ ،‬ومقت�ضيات حتقيق العدالة من جانب �آخر‪.‬‬ ‫‪ .19‬بخ�صو�ص املادة رقم (‪ )149‬التي تن�ص على �أنه‪ “ :‬للنيابة العامة الأمر بالإفراج امل�ؤقت عن املتهم املحبو�س‬ ‫احتياطيا يف كل وقت من تلقاء نف�سها �أو بناء على طلب املتهم على �أن يقدم كفالة مالية و�أن يتعهد املتهم‬ ‫باحل�ضور كلما طلب منه ذلك وب�أال يفر من تنفيذ احلكم الذي قد ي�صدر �ضده‪ .‬ويبت يف الطلب املقدم من‬ ‫املتهم املحبو�س احتياطيا بالإفراج امل�ؤقت عنه خالل �أربع وع�شرين �ساعة من تاريخ تقدميه‪ ،‬وملن رف�ض طلبه‬ ‫�أن يقدم طعنه �أمام قا�ضي تنفيذ العقاب خالل ثالثة �أيام من تاريخ الرف�ض‪ ،‬ويبت فيه القا�ضي خالل ثالثة‬ ‫�أيام من تاريخ تقدميه بعد االطالع على �أوراق النيابة العامة واملتهم‪ .‬ويجرى اال�ستئناف على النحو املقرر‬ ‫يف املادة (‪ )158‬من هذا القانون”‪.‬‬ ‫‪ .20‬بينت امل�ؤ�س�سة يف مرئياتها �أن منح املتهم حق التظلم من القرار ال�صادر بح�سبه احتياطيا قد جاء متما�شيا‬ ‫مع ما للمتهم من حقوق �أقرتها ال�صكوك الدولية حلقوق الإن�سان يف هذا ال�ش�أن‪� ،‬إال �أنه ولتحقيق غاية التظلم‬ ‫الفعال ي�ستوجب �أن يكون على �شكل تظلم هرمي بد ًءا من رئي�س اجلهة م�صدرة القرار و�صوال �إىل جهة ق�ضائية‬ ‫�أخرى‪ ،‬وذلك ل�ضمان �سرعة التعامل مع التظلم من ال�سلطة املعنية‪ ،‬من خالل منح املتهم حق الطلب �إىل النيابة‬ ‫املخت�صة الإفراج عنه‪ ،‬و�إذا رف�ض طلبه فله �أن يتظلم �إىل النائب العام خالل مدة ‪� 48‬ساعة من تاريخ تقدميه‪،‬‬ ‫ويعترب مرور املدة ال�سابقة من دون البت يف التظلم ً‬ ‫رف�ضا له يرتتب رفع التظلم تلقائيا �إىل املحكمة املخت�صة التي‬ ‫يجب عليها �أن تف�صل فيه خالل ثالثة �أيام‪.‬‬ ‫‪ .21‬وعليه‪ ،‬ترى امل�ؤ�س�سة الوطنية �أنها تتفق من حيث املبد�أ مع الن�ص الوارد يف م�شروع القانون الذي يق�ضي بحق‬ ‫املتهم يف التظلم من قرار احلب�س االحتياطي ال�صادر يف مواجهته‪� ،‬إال �أنه وحتقي ًقا للتظلم الفعال املرجو منه يلزم‬ ‫�أن يكون على �شكل هرمي بد ًءا من رئي�س اجلهة م�صدرة القرار و�صوال �إىل املحكمة املخت�صة‪ ،‬وف ًقا للمربرات‬ ‫املنوه بها �أعاله‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫‪� .22‬أما ب�ش�أن الفقرة الأوىل من املادة رقم (‪ )294‬التي تن�ص على �أن‪ “ :‬يح�صل اال�ستئناف بتقرير يف قلم كتاب‬ ‫املحكمة التي �أ�صدرت احلكم �أو �أمام م�أمور ال�سجن يف ظرف ثالثني يوما من تاريخ النطق باحلكم‬ ‫احل�ضوري �أو احلكم ال�صادر يف املعار�ضة �أو من تاريخ انتهاء امليعاد املقرر للمعار�ضة يف احلكم الغيابي �أو من‬ ‫تاريخ احلكم باعتبارها ك�أن مل تكن”‪.‬‬ ‫‪ . 23‬تتفق امل�ؤ�س�سة الوطنية مع التعديل الوارد‪ ،‬حيث ترى �أن مد �أجل حق الطعن باال�ستئناف بالن�سبة �إىل من �صدر‬ ‫يوما‪ ،‬هو الأمر الذي ين�سجم مع‬ ‫يوما كما وردت يف �أ�صل القانون �إىل ثالثني ً‬ ‫احلكم يف مواجهته من خم�سة ع�شر ً‬ ‫يوما لال�ستئناف من وقت‬ ‫ما قررته املادة رقم (‪ )295‬من ذات القانون التي �أعطت للنيابة العامة ميعاد ثالثني ً‬ ‫�صدور احلكم‪ ،‬ف�ضال عن �أن مد �أجل الطعن باال�ستئناف يعطي من �صدر احلكم يف مواجهته �أجال كاف ًيا لإعداد‬ ‫دفوعه الإجرائية �أو املو�ضوعية‪ ،‬كون هذا احلق هو �أحد املكونات الرئي�سة للحق يف �ضمانات املحاكمة العادلة‪،‬‬ ‫الذي �أقرته �أحكام العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬الذي ان�ضمت �إليه مملكة البحرين مبوجب‬ ‫القانون رقم (‪ )56‬ل�سنة ‪ ،2006‬حيث تن�ص الفقرة اخلام�سة يف املادة رقم (‪ )14‬منه على �أن‪“ :‬لكل �شخ�ص �أدين‬ ‫بجرمية حق اللجوء وف ًقا للقانون �إىل حمكمة �أعلى كيما تعيد النظر يف قرار �إدانته ويف العقاب الذي حكم‬ ‫به عليه”‪.‬‬ ‫‪ . 24‬ب�ش�أن املادة رقم (‪ )297‬التي تن�ص على �أنه‪� “ :‬إذا ا�ست�أنف �أحد اخل�صوم يف مدة الثالثني يوماً املقررة ميتد ميعاد‬ ‫اال�ستئناف ملن له حق اال�ستئناف من باقي اخل�صوم باحل�ضور يف اجلل�سة املحددة”‪ .‬ف�إن امل�ؤ�س�سة حتيل يف هذه‬ ‫املادة من امل�شروع بقانون‪� ،‬إىل ذات املربرات التي �ساغتها عن بيان املادة (‪ )294‬فقرة �أوىل �أعاله‪ ،‬وذلك من ًعا‬ ‫للتكرار والإطالة‪ ،‬وعليه تتفق امل�ؤ�س�سة مع التعديل الوارد يف م�شروع القانون وفقا للمربرات املنوه بها‪.‬‬ ‫‪ . 25‬فيما يتعلق باملادة الأخرية رقم (‪ )142‬مكر َرا التي تن�ص على �أنه‪� “ :‬أ‪-‬للمتهم ال�صادر �ضده �أمر احلب�س‬ ‫االحتياطي �أن يتظلم منه خالل �أربع وع�شرين �ساعة من تاريخ �صدوره‪ ،‬وعلى ع�ضو النيابة العامة‬ ‫املخت�صة �أن يبت يف التظلم خالل اثنتي ع�شرة �ساعة من تاريخ تقدميه‪ ،‬ف�إن قرر رف�ضه وجب �أن يكون قرار‬ ‫الرف�ض م�سببا‪ .‬ب‪ -‬وملن رف�ض تظلمه �أو فاته ميعاد التظلم �أن يطعن على �أمر احلب�س االحتياطي �أو قرار‬ ‫رف�ض التظلم منه �أمام قا�ضي تنفيذ العقاب خالل ثالثة �أيام من تاريخ �صدور قرار الرف�ض �أو فوات ميعاد‬ ‫التظلم امل�شار �إليه بالفقرة ال�سابقة‪ ،‬وعلى القا�ضي �أن يبت يف الطعن خالل ثالثة �أيام من تاريخ تقدميه‬ ‫وذلك بعد االطالع على الأوراق”‪ ،‬ف�إن امل�ؤ�س�سة الوطنية تتفق من حيث املبد�أ مع الن�ص الوارد يف م�شروع‬ ‫القانون‪� ،‬إال �أنه يلزم مراعاة املربرات التي �أوردتها عند بيان مرئياتها حول املادة رقم (‪ )149‬من ذات م�شروع‬ ‫القانون‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫(‪ )2‬جمل�س النواب‬

‫تثمينا للجهود التي يوليها جمل�س النواب لكل ما يتعلق بامل�سائل ذات ال�صلة بحقوق الإن�سان‪ ،‬فقد ورد امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫خالل الفرتة الزمنية لنطاق التقرير ما جمموعه عدد خم�سة طلبات للح�صول فيها على مرئياتها ب�ش�أن خم�سة‬ ‫اقرتاحات بقوانني‪.‬‬

‫�أوال‪ :‬االقرتاح بقانون بتعديل املادتني (‪ )27‬و (‪ )41‬من �أحكام القانون رقم (‪ )18‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إ�صدار‬ ‫قانون م�ؤ�س�سة الإ�صالح والت�أهيل‬ ‫ �أحالت امل�ؤ�س�سة الوطنية ر�أيها اال�ست�شاري ب�ش�أن االقرتاح بقانون بتعديل املادتني رقمي (‪ )27‬و(‪ )41‬من �أحكام‬ ‫‪ .1‬‬ ‫القانون رقم (‪ )18‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إ�صدار قانون م�ؤ�س�سة الإ�صالح والت�أهيل‪ ،‬حيث �أ�شارت �إىل مقرتح �إ�ضافة الفقرة‪:‬‬ ‫“وتوفر �إدارة املركز اجتماعات جمال�س دورية للوعظ والإر�شاد الديني مبعرفة املخت�صني من اجلهات‬ ‫الر�سمية لرتقية النزالء روحيا وعقائديا ب�شكل معتدل و�سليم مما ي�سهم يف �إعادة دجمهم يف املجتمع ب�صورة‬ ‫�أف�ضل بعد انتهاء مدة العقوبة” �إىل املادة رقم (‪ )27‬والتي تن�ص على �أنه‪ “ :‬على �إدارة املركز �أن تكفل احرتام‬ ‫م�شاعر النزالء واملحبو�سني احتياطيا ب�إعطائهم احلق يف �أداء �شعائرهم الدينية يف �أوقاتها على �أال يخل‬ ‫ذلك ب�أمن ونظام املركز”‪ ،‬فقد �أو�ضحت امل�ؤ�س�سة يف بيان مرئياتها �أن تعديل املادة �أعاله با�ستحداث فقرة حول‬ ‫تنظيم االجتماعات وعقد املجال�س الدورية للوعظ والإر�شاد الدين َّيني و�صوال �إىل �إعادة دمج النزالء يف املجتمع‬ ‫بعد انتهاء فرتة العقوبة‪ ،‬ال ي�شري �إىل وجود انتهاك لأي من احلقوق الأ�سا�سية‪ ،‬وعليه ف�إن امل�ؤ�س�سة ترى الإبقاء‬ ‫على الن�ص الأ�صلي للمادة‪.‬‬ ‫‪� . 2‬أما فيما يتعلق ب�إ�ضافة الفقرة‪“ :‬ويتم تن�سيق وقت الزيارة لي�شمل اتباع جنازة املتوفى �أو ح�ضور مرا�سم‬ ‫العزاء‪� ”.‬إىل املادة رقم (‪ )41‬التي تن�ص على �أنه‪ “ :‬للنزيل �أو �أقاربه حتى الدرجة الثانية �أن يطلبوا زيارة‬ ‫ا�ستثنائية يف حالة وجود �سبب لذلك‪ ،‬ولرئي�س املركز تقدير ظروف كل حالة‪ .‬ويجوز ملدير امل�ؤ�س�سة بعد‬ ‫موافقة الوزير �أو من ينيبه الت�صريح بخروج النزيل لزيارة �أهله يف حالة وفاة �أحد �أقاربه حتى الدرجة‬ ‫الثانية �أو يف �أي حالة �أخرى تقدرها �إدارة امل�ؤ�س�سة‪ .‬ويف جميع الأحوال حتدد الالئحة التنفيذية �إجراءات‬ ‫الزيارة و�شروط ا�ستحقاقها ومدتها”‪.‬‬ ‫‪� . 3‬إن امل�ؤ�س�سة الوطنية ترى �أن تعديل املادة �أعاله ب�إ�ضافة فقرة تتعلق بالت�صريح بخروج النزيل حل�ضور مرا�سم‬ ‫العزاء �أو جنازة املتوفى من �أقاربه حتى الدرجة الثانية‪ ،‬جاء ليكر�س حق النزيل يف االت�صال بالعامل اخلارجي‪،‬‬ ‫وهو ما يعد جزءا �ضروريا لإعادة ت�أهيل النزيل اجتماعي ًا و�ضمان عودته للمجتمع من جانب‪ ،‬كما يعد تطبيقا‬ ‫للمعايري الدولية حلقوق الإن�سان التي �أكدت حق املحرومني من حرياتهم يف �أن تتم معاملتهم معاملة �إن�سانية‬ ‫مرتكزة على الكرامة الأ�صيلة لديهم من جانب �آخر‪.4‬‬ ‫"‪ 4‬املادة (‪ )10‬من العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬الذي ان�ضمت �إليه حكومة مملكة البحرين مبوجب املر�سوم بقانون رقم (‪ )56‬ل�سنة ‪ ،2006‬ومبوجب املادة ‬ ‫(‪ )37‬من د�ستور مملكة البحرين‪ ،‬يعترب العهد جزءا من الت�شريع الوطني واجب التطبيق‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫‪� .4‬إذ ت�ؤكد امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن حق النزيل يف االت�صال ب�أ�سرته‪ ،‬وال�سيما يف الظروف احلرجة‪� ،‬إمنا يجد �أ�سا�سه يف‬ ‫د�ستور مملكة البحرين‪ ،‬حيث ن�صت املادة رقم (‪ )5‬منه على �أن‪ “ :‬يحمي القانون الأ�سرة ويقوي �أوا�صرها‪،‬‬ ‫وتكفل الدولة حتقيق الت�ضامن االجتماعي الالزم للمواطنني”‪ ،‬وبالتايل يمُ ثل حق املحتجز يف االت�صال‬ ‫بالعامل اخلارجي متطلبا �ضروريا حلماية احلق يف احلياة اخلا�صة والأ�سرية‪ ،‬وداف ًعا للنزيل �إىل احلفاظ على‬ ‫حالته النف�سية و�سندا له مينحه القدرة على التفاعل مع بيئة االحتجاز‪ ،‬وفيما يتعلق بامل�شاركة يف ح�ضور النزيل‬ ‫مرا�سم العزاء �أو اتباع جنازة املتوفى‪ ،‬ف�إن هذا يحقق للنزيل فر�صة الر�ؤية الأخرية للفقيد من �أقاربه‪ ،‬وال�سيما‬ ‫�إذا كانت فرتة االنقطاع عن بع�ضهما طويلة‪.‬‬ ‫‪ . 5‬وعليه تتفق امل�ؤ�س�سة الوطنية مع ما ذهب �إليه االقرتاح بقانون من حيث املبد�أ‪� ،‬إال �أنها ترى �أنه و�إن كان اخت�صا�ص ‬ ‫مدير م�ؤ�س�سة الإ�صالح والت�أهيل ال يعدو كونه اخت�صا�صا تنظيميا حمدد الإطار يف امل�ؤ�س�سة ذاتها‪� ،‬إال �أن منح‬ ‫الوزير �سلطة �إ�صدار الإذن للنزيل قد يتعار�ض مع االخت�صا�صات املمنوحة لقا�ضي تنفيذ العقاب‪� ،‬إذ �إن خروج‬ ‫النزيل حل�ضور مرا�سم اجلنازة والعزاء يعترب مثل وقف تنفيذ العقوبة املقررة �ضده ب�شكل م�ؤقت‪ ،‬وهو ما ينفرد‬ ‫ا�ستتباعا تعديل الالئحة التنفيذية املرافقة‬ ‫بتقريره قا�ضي تنفيذ العقاب دون معقب عليه‪ ،‬الأمر الذي يقت�ضي‬ ‫ً‬ ‫للقانون التي �أوكل لها القانون �أمر حتديد �إجراءات الزيارة و�شروط ا�ستحقاقها ومدتها‪.‬‬ ‫‪ .6‬ت�أ�سي�سا على ما �سبق‪ ،‬ف�إن امل�ؤ�س�سة ترى تعديل الن�ص الأ�صلي ليكون كالتايل‪ “ :‬للنزيل �أو �أقاربه حتى الدرجة‬ ‫الثانية �أن يطلبوا زيارة ا�ستثنائية يف حالة وجود �سبب لذلك‪ ،‬ولرئي�س املركز تقدير ظروف كل حالة‪ .‬ولقا�ضي‬ ‫تنفيذ العقاب بناء على طلب مدير امل�ؤ�س�سة الت�صريح بخروج النزيل يف حالة وفاة �أحد �أقاربه حتى الدرجة‬ ‫الثانية حل�ضور مرا�سم اجلنازة �أو مرا�سم العزاء‪� ،‬أو يف �أي حالة �أخرى تقدرها �إدارة امل�ؤ�س�سة‪ .‬و يف جميع‬ ‫الأحوال حتدد الالئحة التنفيذية �إجراءات الزيارة �أو اخلروج و�شروط ا�ستحقاقها ومدتها و�ضوابطها”‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االقرتاح بقانون بتعديل بع�ض �أحكام القانون رقم (‪ )37‬ل�سنة ‪ 2012‬ب�إ�صدار قانون الطفل‬ ‫ �أحالت امل�ؤ�س�سة الوطنية ر�أيها اال�ست�شاري ب�ش�أن االقرتاح بقانون بتعديل بع�ض �أحكام القانون رقم (‪ )37‬ل�سنة‬ ‫‪ .1‬‬ ‫‪ 2012‬ب�إ�صدار قانون الطفل واملت�ضمن ا�ستبدال ن�صو�ص املواد �أرقام (‪ )11‬و(‪ )12‬و(‪ )19( )18‬و(‪ )20‬و(‪)21‬‬ ‫(‪ )22‬و(‪ )23‬و(‪ )25‬و(‪ )26‬و(‪ )28‬و(‪ )38‬و(‪ )40‬و(‪ )43‬و(‪ )51‬و(‪ )54‬و(‪ )55‬و(‪ )56‬من القانون رقم (‪ )37‬ل�سنة‬ ‫‪ 2012‬ب�إ�صدار قانون الطفل‪.‬‬ ‫‪� .2‬إال �أنه ووف ًقا لالخت�صا�ص املنوط بها‪ ،‬فقد اقت�صر الر�أي اال�ست�شاري للم�ؤ�س�سة الوطنية على الن�صو�ص القانونية‬ ‫م�سا�سا �أو ت�أث ًريا يف حقوق الإن�سان وحرياته الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫التي ارت�أت �أن لها ً‬

‫‪26‬‬


‫‪ .3‬بخ�صو�ص املادة رقم (‪ )11‬التي تن�ص على �أنه‪“ :‬ت�شكل جلنة وطنية للطفولة‪ ،‬بقرار من جمل�س الوزراء‬ ‫برئا�سة وزير العمل والتنمية االجتماعية وت�ضم يف ع�ضويتها ممثلني من وزارة العمل والتنمية االجتماعية‪،‬‬ ‫ووزارة الداخلية‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان‪ ،‬ووزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬واملجل�س الأعلى للمر�أة‪،‬‬ ‫والنيابة العامة‪ ،‬ووزارة �ش�ؤون الإعالم‪ ،‬ووزارة ال�صحة‪ ،‬ووزارة العدل وال�ش�ؤون الإ�سالمية والأوقاف‪ ،‬ووزارة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬وجامعة البحرين‪ ،‬ووزارة ال�شباب والريا�ضة‪ ،‬وع�ضوين من م�ؤ�س�سات املجتمع املدين املخت�صة‬ ‫بالطفولة‪ ،”.‬واملادة رقم (‪ )12‬التي ت�ضمنت اخت�صا�صا اللجنة الوطنية للطفولة‪ ،‬واملادة رقم (‪ )51‬التي ن�صت‬ ‫على �أنه‪ “ :‬يكون ملركز حماية الطفل جمل�س �إدارة ي�شكل كل ثالث �سنوات مبوجب قرار من وزير العمل‬ ‫والتنمية االجتماعية‪ ،‬وي�ضم �أع�ضاء ممثلني عن وزارات العدل وال�ش�ؤون الإ�سالمية والأوقاف‪ ،‬والداخلية‪،‬‬ ‫و ال�صحة‪ ،‬والرتبية والتعليم‪ ،‬والعمل والتنمية االجتماعية‪ ،‬ووزارة �ش�ؤون الإعالم‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬واملجل�س الأعلى للمر�أة‪ ،‬وع�ضوين ميثالن م�ؤ�س�سات املجتمع املدين”‪.‬‬ ‫‪� . 4‬إن امل�ؤ�س�سة الوطنية تتفق على �أهمية �إ�شراكها يف اللجان الوطنية املعنية بحقوق الإن�سان لفئات حمددة‪� ،‬أو‬ ‫املراكز املعنية بحماية حق من حقوق الإن�سان كون تلك الع�ضوية تولد عمال ت�شاركيا بني اجلهات احلكومية‬ ‫املعنية وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين ذات العالقة وامل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان‪ ،‬وهو الأمر الذي يلقي بظالله‬ ‫�إيجابيا على تعزيز وحماية حقوق الإن�سان لتلك الفئة حتديدً ا يف منظومة الدولة‪� ،‬إال �أنه ويف جميع الأحوال يلزم ‬ ‫�إدراك �أنه من واجب امل�ؤ�س�سة عند ممار�سة ع�ضويتها يف اللجان الوطنية �أو املراكز املتخ�ص�صة �أن تن�سجم‬ ‫واخت�صا�صاتها الواردة يف قانون �إن�شائها‪ ،‬وهذا ميتد اىل ع�ضويتها يف اللجنة الوطنية للطفولة وجمل�س �إدارة‬ ‫مركز حماية الطفل اللذين ي�ضمان يف ع�ضويتيهما الوزارات والأجهزة احلكومية املعنية وم�ؤ�س�سات املجتمع‬ ‫املدين ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫‪� .5‬أما فيما يتعلق باملادة رقم (‪ )18‬التي تن�ص على �أنه‪“ :‬يعترب دارا للح�ضانة كل مكان منا�سب يخ�ص�ص لرعاية‬ ‫الأطفال الذين مل يبلغوا �سن الثالثة‪ .‬وترخ�ص هذه الدور من قبل وزارة العمل والتنمية االجتماعية التي‬ ‫تقوم بالرقابة والإ�شراف عليها كما تقوم امل�ؤ�س�سة الوطنية بزيارات رقابية دورية عليها‪ .‬وي�صدر وزير العمل‬ ‫والتنمية االجتماعية الأحكام والقرارات التنفيذية اخلا�صة بذلك”‪ ،‬واملادة رقم (‪ )19‬التي ت�ضمنت الأهداف‬ ‫التي ت�سعى دور احل�ضانة �إىل حتقيقها‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫‪ .6‬ف�إن امل�ؤ�س�سة الوطنية تتفق من حيث املبد�أ يف اعتبار دور احل�ضانة هو املكان املخ�ص�ص لرعاية الأطفال من هم‬ ‫دون �سن الثالثة كما جاء يف ن�ص االقرتاح بقانون‪ ،‬بدال من �سن الرابعة كما هو وارد يف �أ�صل القانون‪� ،‬إال �أنه يلزم‬ ‫يف هذا ال�ش�أن الرجوع �إىل اجلهة احلكومية �صاحبة االخت�صا�ص الأ�صيل للوقوف على مرئياتها يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫كما �أن امل�ؤ�س�سة الوطنية ترى �أن منحها اخت�صا�ص الرقابة الدورية على دور احل�ضانة هو �أمر متحقق يف �أر�ض ‬ ‫الواقع وب�شكل �أو�سع و�أ�شمل وفق ما ن�صت عليه الفقرتني (د) و(ز) يف املادة رقم (‪ )12‬من قانون �إن�شائها‪.‬‬ ‫‪ . 7‬ب�ش�أن املادة رقم (‪ )55‬من املقرتح التي تن�ص على �أنه‪ “ :‬يعد رئي�س مركز حماية الطفل تقريرا كل ثالثة‬ ‫�أ�شهر عن ن�شاط املركز ب�صورة عامة وب�صورة خا�صة عن احلاالت التي ي�ستقبلها املركز والإجراءات املتبعة‬ ‫للتعاطي معها‪ ،‬و� ً‬ ‫أي�ضا تقري ًرا �سنويا عن ن�شاط املركز خالل ال�سنة املالية ال�سابقة وما يواجه املركز من‬ ‫معوقات واحللول املقرتحة يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬ويقوم بعر�ض كل التقارير على جمل�س الإدارة يف الوقت املحدد‬ ‫لكل تقرير خالل �شهرين من تاريخ انتهاء ال�سنة املالية بالن�سبة للتقرير ال�سنوي للو�ضع املايل للمركز‪ ،‬على‬ ‫�أن يقوم هذا املجل�س برفع التقرير �إىل وزير العمل والتنمية االجتماعية م�شفوعا مبالحظات املجل�س عليه‬ ‫التخاذ ما يلزم يف هذا ال�ش�أن”‪.‬‬ ‫‪� .8‬إن امل�ؤ�س�سة الوطنية قد �أو�ضحت يف مرئياتها �أنها تتفق من حيث املبد�أ مع وجوب �أن يقوم جمل�س �إدارة مركز‬ ‫حماية الطفل ب�إعداد التقارير الدورية عن جهود املركز و�أن�شطته و�سائر �أعماله‪ ،‬ف�ضال عن قيامه ب�إعداد‬ ‫التقارير املالية اخلا�صة به‪� ،‬إال �أنه من امل�ستح�سن �أن تكون مدة �إعداد التقارير اخلا�صة بن�شاط املركز �سنوية �أو‬ ‫ن�صف �سنوية على �أقل تقدير‪ ،‬حيث �إن مدة الثالثة الأ�شهر هي مدة ق�صرية لإعداد مثل هذه التقارير‪ ،‬كما يلزم‬ ‫الرجوع �إىل اجلهة احلكومية �صاحبة االخت�صا�ص الأ�صيل للوقوف على مرئياتها يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬كون �أن املذكرة‬ ‫الإي�ضاحية املرفقة مع االقرتاح بقانون قد خلت من �أي �إ�شارة �أو تو�ضيح لهذا التعديل‪.‬‬ ‫ �أما ب�ش�أن املادة رقم (‪ )20‬التي تن�ص على �أنه‪ “ :‬يتم الرتخي�ص للأ�شخا�ص الطبيع ّيني �أو االعتبار ّيني‬ ‫‪ .9‬‬ ‫ب�إن�شاء دور للح�ضانة وفقا للأحكام التي ي�صدر بها قرار من وزير العمل والتنمية االجتماعية‪ .‬ويجب‬ ‫�أن ي�صدر القرار مبنح الرتخي�ص �أو رف�ضه خالل (ثالثني يوما) من تاريخ تقدمي الطلب‪ ،‬ويعترب عدم‬ ‫البت يف الطلب خالل املدة املذكورة رف�ضا للطلب‪ .‬ويجوز ملن رف�ض طلبه �صراحة �أو حكما الطعن �أمام‬ ‫املحكمة املخت�صة خالل (ثالثني يوما) من تاريخ �إعالنه بقرار الرف�ض �أو من تاريخ انتهاء املدة املحددة للبت‬ ‫بالطلب‪ .‬ويلتزم املرخ�ص له بو�ضع الئحة داخلية خالل (ثالثني يوما) من تاريخ �صدور الرتخي�ص للدار‬ ‫تعتمد من وزارة العمل والتنمية االجتماعية‪ ،‬وي�صدر بتحديد القواعد وال�شروط التي يجب �أن تت�ضمنها‬ ‫الالئحة النموذجية لدور احل�ضانة قرار من وزير العمل والتنمية االجتماعية‪ ،‬بعد �إطالع امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫حلقوق الإن�سان و�إبداء املالحظات”‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫‪ .10‬واملادة رقم (‪ )21‬التي ن�صت على �أنه‪“ :‬تتوىل الأجهزة الفنية املخت�صة بوزارة العمل والتنمية االجتماعية‬ ‫التفتي�ش الفني والإ�شراف املايل والإداري على دور احل�ضانة‪ ،‬للتحقق من تنفيذ �أحكام هذا القانون‬ ‫والقرارات ال�صادرة تنفيذا له‪ .‬كما تتوىل وزارة العمل والتنمية االجتماعية بعد اطالع امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫حلقوق الإن�سان على نتائج الإ�شراف �إخطار الدار مبا يتبني لها من �أوجه املخالفة مع �إنذارها بت�صحيحها‬ ‫خالل مهلة منا�سبة حتددها لها”‪.‬‬ ‫‪ .11‬واملادة رقم (‪ )23‬التي ن�صت على �أنه‪“ :‬يجوز لوزير العمل والتنمية االجتماعية يف حالة وجود خماطر حمدقة‬ ‫تهدد �سالمة الأطفال و�صحتهم وبعد ت�أييد مالحظات امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان �إغالق الدار م�ؤقتا‬ ‫حلني ت�صحيح الو�ضع خالل ع�شرة �أيام عمل‪ ،‬ويكون قرار الإغالق نافذا �إذا مل تزل الأ�سباب‪ .‬ويجوز ل�صاحب‬ ‫الدار �أن يطعن يف القرار �أمام حمكمة الأمور امل�ستعجلة خالل ثالثني يوما من تاريخ �إعالنه‪ ”.‬واملادة رقم‬ ‫(‪ )38‬التي تن�ص على �أنه‪“ :‬تتكفل الدولة ب�إن�شاء مكتبات للطفل يف كل حمافظات اململكة وي�صدر بها قرار‬ ‫من وزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬كما تن�ش�أ �أندية للطفل يراعى فيها احتياجات الأطفال من ذوي الإعاقة تتبع‬ ‫وزارة حقوق الإن�سان والتنمية االجتماعية وي�صدر بكيفية �إن�شائها وتنظيم العمل بها قرار من وزير العمل‬ ‫والتنمية االجتماعية بالتن�سيق مع امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان واجلهات املعنية الأخرى”‪.‬‬ ‫‪ .12‬واملادة رقم (‪ )43‬التي ن�صت على �أنه‪“ :‬ين�ش�أ بوزارة العمل والتنمية االجتماعية مركز ي�سمى “مركز حماية‬ ‫الطفل” ي�ضم بهيكله التنظيمي مكاتب فرعية عن وزارات العدل‪ ،‬والداخلية‪ ،‬وال�صحة‪ ،‬والرتبية والتعليم‪،‬‬ ‫واخلارجية‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان”‪.‬‬ ‫‪ .13‬واملادة رقم (‪ )56‬التي ن�صت على �أنه‪�“ :‬إذا كان الطفل يف حاجة عاجلة للحماية �أو كان من املرجح مغادرته‬ ‫الوطن‪ ،‬فيجوز للنيابة العامة بنا ًء على طلب رئي�س املركز �إ�صدار قرار م�ؤقت بنقل رعاية الطفل خارج‬ ‫العائلة على �أن يعر�ض �أمر الطفل على املحكمة املخت�صة يف �أول يوم عمل التخاذ القرار ب�ش�أنه �أو لتحديد‬ ‫ال�شخ�ص �أو اجلهة امللزمة بالإ�شراف على الطفل �أو رعايته ب�صفة م�ؤقتة �أو دائمة ومقدار نفقته واملكلف بها‪.‬‬ ‫وتتوىل وزارة العمل والتنمية االجتماعية بالتن�سيق مع امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان تدبري مكان �آمن‬ ‫لرعاية الطفل خارج عائلته‪ ،‬ب�صفة م�ؤقتة �أو دائمة‪ ،‬ب�سبب تعر�ض الطفل ل�سوء املعاملة من قبل الوالدين �أو‬ ‫املتويل رعايته”‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫‪ .14‬ترى امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن االخت�صا�صات املمنوحة لها يف املادة رقم (‪ )12‬من قانون �إن�شائها رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪2014‬‬

‫وتعديله‪ ،‬تعد يف جمملها �أكرث دقة وتف�صيال مما ن�صت عليه �أحكام املواد الواردة يف االقرتاح بقانون حمل‬ ‫الدرا�سة‪ ،‬وبالتايل ف�إن ال�صالحيات املراد منحها للم�ؤ�س�سة الوطنية متحققة على �أر�ض الواقع من دون احلاجة‬ ‫�إىل �إجراء تعديالت على قانون الطفل ‪ -‬ال�صادر حديثا‪ -‬ف�ضال عن �أن بع�ض االخت�صا�صات الواردة يف مقرتح‬ ‫القانون هي من اخت�صا�ص اجلهة احلكومية املعنية لذا ي�أتي دور امل�ؤ�س�سة الوطنية الح ًقا بالإ�شراف والرقابة على‬ ‫�أعمالها‪.‬‬

‫‪� .15‬أما فيها يتعلق املادة رقم (‪ )22‬التي تن�ص على �أنه‪“ :‬ي�صدر وزير العدل وال�ش�ؤون الإ�سالمية والأوقاف قرارا‬ ‫باالتفاق مع وزير العمل والتنمية االجتماعية بتخويل بع�ض موظفي الأجهزة املخت�صة امل�شار �إليها باملادة‬ ‫(‪ )21‬من هذا القانون �صفة م�أموري ال�ضبط الق�ضائي”‪.‬‬ ‫‪ .16‬واملادة رقم (‪ )25‬التي تن�ص على �أنه‪“ :‬تن�شئ وزارة العمل والتنمية االجتماعية نظاما للرعاية البديلة‪،‬‬ ‫يهدف �إىل توفري الرعاية االجتماعية والنف�سية وال�صحية للأطفال الذين حالت ظروفهم دون ا�ستمرارهم‬ ‫يف �أ�سرهم الطبيعية‪ ،‬وي�صدر قرار من وزير العمل والتنمية االجتماعية بتنظيم الرعاية البديلة”‪.‬‬ ‫‪ .17‬واملادة رقم (‪ )26‬التي تن�ص على �أنه‪“ :‬يق�صد مب�ؤ�س�سة الرعاية االجتماعية للأطفال املحرومني من‬ ‫الرعاية الأ�سرية‪ ،‬كل دار لإيواء الأطفال‪ ،‬وت�شمل املحرومني من الرعاية الأ�سرية �أو جمهويل الأب �أو‬ ‫الأبوين �أو اليتامى �أو من يف حكمهم‪ .‬ويجوز ا�ستمرار الطفل يف امل�ؤ�س�سة �إذا كان ملتحقاً بالتعليم العايل �إىل‬ ‫�أن يتم تخرجه متى كانت الظروف التي �أدت �إىل التحاقه بامل�ؤ�س�سة قائمة واجتاز مراحل التعليم بنجاح‪.‬‬ ‫وي�صدر قرار من وزير العمل والتنمية االجتماعية بتحديد الالئحة النموذجية لتلك امل�ؤ�س�سات والبيانات‬ ‫التي تت�ضمنها”‪.‬‬ ‫‪ .18‬واملادة رقم (‪ )28‬التي تن�ص على �أنه‪“ :‬تلتزم وزارة العمل والتنمية االجتماعية بتخ�صي�ص �أماكن يف املراكز‬ ‫االجتماعية بكافة حمافظات اململكة لتنفيذ حكم الزيارة يعمل يف فرتات �صباحية وم�سائية طوال الأ�سبوع‬ ‫وبتوفري طاقم عمل خمت�ص”‪.‬‬ ‫‪ .19‬واملادة رقم (‪ )40‬التي تن�ص على �أنه‪“ :‬يكون حظر ما يعر�ض على الأطفال يف دور ال�سينما والأماكن العامة‬ ‫املماثلة طبقا لل�شروط والقواعد التي ي�صدر بتحديدها قرار من وزير �ش�ؤون الإعالم وهيئة الثقافة والآثار‪،‬‬ ‫ويحظر على امل�ستغلني ومديري دور ال�سينما واملنتفعني وامل�شرفني على �إقامة احلفالت وامل�سئولني عن‬ ‫�إدخال اجلمهور ال�سماح للأطفال بدخول هذه الدور �أو م�شاهدة ما يعر�ض فيها �إذا كان العر�ض حمظورا‬ ‫عليهم طبقا ملا تقرره جهة االخت�صا�ص‪ ،‬كما يحظر ا�صطحاب الأطفال عند الدخول مل�شاهدة هذه الأفالم �أو‬ ‫احلفالت”‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫‪ . 20‬واملادة رقم (‪ )54‬التي تن�ص على �أنه‪� “ :‬أ‪ -‬يكون ملركز حماية الطفل رئي�س يعني مبوجب قرار من وزير‬ ‫العمل والتنمية االجتماعية بنا ًء على تو�صية جمل�س �إدارة املركز‪ .‬ب‪ -‬يتوىل �إدارة مركز حماية الطفل‬ ‫رئي�س متفرغ من �أ�صحاب االخت�صا�ص‪ ،‬ويقوم بت�صريف �شئونه الإدارية والفنية والإ�شراف على �سري العمل‬ ‫به”‪.‬‬ ‫‪ .21‬ف�إن امل�ؤ�س�سة الوطنية ت�ستح�سن ا�ستحداث مادة جديدة يف االقرتاح بقانون تق�ضي با�ستبدال عبارة (الوزارة املعنية‬ ‫ب�ش�ؤون الطفل) حمل عبارة (وزارة حقوق الإن�سان والتنمية االجتماعية)‪ ،‬وعبارة (الوزير املعني ب�ش�ؤون الطفل)‬ ‫حمل عبارة (وزير حقوق الإن�سان والتنمية االجتماعية) �أينما وجدت يف هذا القانون‪ ،‬من ًعا للتكرار والإطاللة يف‬ ‫املقرتح‪ ،‬وهو الأمر الذي يتفق مع النهج ال�سليم الذي �سلكه امل�شرع البحريني يف �صياغة القوانني والت�شريعات‬ ‫الوطنية‪ ،‬كما �أن املادة رقم (‪ )40‬من املقرتح ا�ستبدلت عبارة (وزير �ش�ؤون الإعالم وهيئة الثقافة والآثار) حمل‬ ‫عبارة (وزير الثقافة)‪ ،‬يف حني �أن اال�سم الر�سمي للهيئة هو (هيئة البحرين للثقافة والآثار)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االقرتاح بقانون بتعديل ن�ص املادة (‪ 127‬مكررا) من املر�سوم بقانون رقم (‪ )46‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�إ�صدار‬ ‫قانون الإجراءات اجلنائية‬ ‫‪� .1‬أحالت امل�ؤ�س�سة الوطنية ر�أيها اال�ست�شاري ب�ش�أن املقرتح بقانون بتعديل ن�ص املادة رقم (‪ 127‬مكررا) من املر�سوم‬ ‫بقانون رقم (‪ )46‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�إ�صدار قانون الإجراءات اجلنائية‪ ،‬الذي جاء فيه التعديل على �أن‪“ :‬للنيابة‬ ‫العامة �أو قا�ضي التحقيق �أو املحكمة املخت�صة بنا ًء على طلب املجني عليهم �أو ال�شهود �أو املبلغني �أو اخلرباء‬ ‫�أو من يدلون مبعلومات يف الدعوى �أو بح�سب ما يتبني للجهات املخت�صة من التحقيقات‪ ،‬والعتبارات مقبولة‬ ‫تتعلق ب�سالمتهم والأ�شخا�ص وثيقي ال�صلة بهم‪� ،‬أن ت�أمر باتخاذ الإجراءات الالزمة حلمايتهم مما قد‬ ‫يتهددهم من خماطر ب�سبب �أو مبنا�سبة الإدالء بال�شهادة �أو املعلومات‪ ،‬ولها يف ذلك �أن ت�أمر مبوافقة املجني‬ ‫عليهم �أو املبلغني �أو ال�شهود �أو اخلرباء �أو الأ�شخا�ص املتعني حمايتهم اتخاذ كل �أو بع�ض التدابري التالية‬ ‫�إىل حني زوال اخلطر‪ -1:‬تغيري حمل الإقامة‪ -2 .‬تغيري الهوية‪ -3 .‬حظر �إف�شاء �أي معلومات تتعلق بالهوية‬ ‫و�أماكن وجود الأ�شخا�ص املتعني حمايتهم وحمال �إقامتهم‪� ،‬أو و�ضع قيود على تداول بع�ض هذه املعلومات‪.‬‬ ‫‪ -4‬فر�ض حرا�سة على ال�شخ�ص �أو امل�سكن‪ -5 .‬مراقبة و�سائل االت�صال واملرا�سالت‪ .‬ويف حالة اتخاذ �أي من‬ ‫التدابري املبينة بالفقرة ال�سابقة‪ ،‬يثبت يف التحقيق موجز مب�ضمون ال�شهادة �أو املعلومات دون ت�صريح‬ ‫مب�صدرها احلقيقي �إىل حني زوال الظروف التي دعت �إىل اتخاذ تلك التدابري‪� ،‬أو �إحالة الدعوى �إىل املحكمة‬ ‫املخت�صة و�صدور �إذن منها بالك�شف عن هوية امل�صدر”‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫‪� .2‬أو�ضحت امل�ؤ�س�سة يف مرئياتها �أن املادة حمل التعديل تتعلق بحق الإن�سان يف اخل�صو�صية �أو يف حقه يف حرمة حياته‬ ‫اخلا�صة‪ ،‬الذي يعد ع�ص ًبا للحرية ال�شخ�صية وركيزة �أ�سا�سية للتمتع باحلقوق واحلريات العامة كافة‪ ،‬وما يرتتب‬ ‫عليه من �صون كرامة الإن�سان واحرتامها‪ .‬وميتد احلق يف حرمة احلياة اخلا�صة لي�شمل حق الإن�سان يف حرمة‬ ‫م�سكنه‪ ،‬وحقه يف �سرية ات�صاالته ومرا�سالته اخلا�صة‪ ،‬حيث �إن كليهما يعد ترجمة مادية لأفكار �شخ�صية �أو �آراء‬ ‫خا�صة ال يجوز لغري م�صدرها ومن توجه �إليه االطالع �أو التن�صت عليها‪.‬‬ ‫‪� .3‬أ�ضفى امل�شرع �سياجا من احلماية القانونية على حق الأفراد يف اخل�صو�صية بالن�ص عليها يف د�ستور مملكة البحرين‬ ‫يف املادة (‪ )26‬منه التي ن�صت على �أن‪“ :‬حرية املرا�سلة الربيدية والربقية والهاتفية والإلكرتونية م�صونة‪،‬‬ ‫و�سريتها مكفولة‪ ،‬فال يجوز مراقبة االت�صاالت �أو �إف�شاء �سريتها �إال يف ال�ضرورات التي يبينها القانون‪،‬‬ ‫ووفقا للإجراءات وال�ضمانات املن�صو�ص عليها فيه”‪ ،‬كما ت�ضمنت املادة (‪ )31‬من الد�ستور ما مفاده �إحالة‬ ‫الد�ستور �أمر تنظيم احلقوق واحلريات الواردة يف الد�ستور �إىل القوانني ‪� ،‬شريطة �أال ينال التنظيم �أو التحديد‬ ‫من جوهر احلق واحلرية‪ ،‬وعليه ف�إن حرية املرا�سالت ومنها االت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية والإلكرتونية‬ ‫بطبيعة احلال باعتبارها و�سيلة من و�سائل هذه املرا�سالت حرية �شخ�صية مكفولة لكل فرد‪ ،‬وهي من احلريات‬ ‫العامة والأ�سا�سية وال�شخ�صية املكفولة للمواطن د�ستور ّيا‪ ،‬ويتفرع من ذلك مبد�أ �صيانة �سرية هذه االت�صاالت‬ ‫ومن دون �ضمان هذه ال�سرية ف�إنه ي�صبح مبد�أ حرية و�سرية االت�صاالت واملرا�سالت مفرغا من م�ضمونه وحمتواه‪.‬‬ ‫‪ . 4‬تبعا لذلك يقت�ضي هذا احلق منحه االحرتام من قبل ال�سلطة والأفراد‪ ،‬كما يقت�ضي يف الوقت ذاته �أن تكفل له‬ ‫ال�سلطات احلماية الد�ستورية والقانونية �ضد االنتهاك غري امل�شروع‪� .‬إال �أن احلق يف حرمة احلياة اخلا�صة لي�س‬ ‫حقا ُمطلقا بل ُتقيده اعتبارات امل�صلحة العامة‪ ،‬متى كان حق الدولة وم�صلحتها يف احلفاظ على �سالمتها‬ ‫الداخلية واخلارجية ومراقبة كل ما من �ش�أنه امل�سا�س بنظامها و�أمن مواطنيها من خالل التحكم يف الظاهرة‬ ‫الإجرامية �أوىل بالرعاية من حق الفرد التمتع ب�سرية احلياة اخلا�صة وحقه يف عدم انتهاك حرمتها وك�شف‬ ‫حجب �سريتها من دون �إذن‪ .‬ويرتتب على ذلك �أن امل�صلحة العامة هي التي تر�سم حدود هذا احلق وحتدد نطاقه‬ ‫وفقا ملبد�أ امل�شروعية‪ ،‬عن طريق املوازنة بني حق الفرد يف التمتع باخل�صو�صية‪ ،‬وحق الدولة يف حتقيق الأمن‬ ‫والنظام‪.‬‬ ‫‪ .5‬فيما يتعلق بالبند رقم “ ‪ -5‬مراقبة و�سائل االت�صال واملرا�سالت”‪ ،‬ترى امل�ؤ�س�سة الوطنية �أنه مع الت�سليم بحق‬ ‫النيابة العامة يف اتخاذ العديد من الإجراءات خالل مرحلة التحقيق التي من بينها �ضبط اخلطابات والر�سائل‬ ‫واجلرائد واملطبوعات والطرود والربقيات‪� ،‬إىل جانب مراقبة املحادثات واملرا�سالت ال�سلكية والال�سلكية �أو‬ ‫�إجراء ت�سجيالت لأحاديث جرت يف مكان خا�ص متى كان لذلك فائدة يف ظهور احلقيقة يف جناية �أو جنحة‬ ‫معاقب عليها باحلب�س‪� ،‬إال �أن ذلك ال يتم �إال من خالل ال�ضمانة الق�ضائية املقررة من قبل امل�شرع وف ًقا لن�ص ‬

‫‪32‬‬


‫املادة رقم (‪ )93‬من املر�سوم بقانون رقم (‪ )46‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�إ�صدار قانون الإجراءات اجلنائية وهي ح�صول‬ ‫النيابة العامة على �إذن م�سبب من قا�ضي املحكمة اجلنائية ال�صغرى بعد اطالعه على �أوراق االتهام كافة‪ ،‬ملدة‬ ‫ال تزيد على ثالثني يوما قابلة للتجديد ملدة �أو مدد �أخرى مماثلة‪.‬‬ ‫‪ .6‬كما ترى امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن اال�ستثناء الوارد يف ن�ص املادة رقم (‪ )26‬من الد�ستور املن َوه بها �أعاله ب�ش�أن احلد‬ ‫من حرية و�سرية املرا�سالت واالت�صاالت‪ ،‬يجب �أال ُيتو�سع يف تف�سريه‪ ،‬وت�ؤكد �أن مناط ذلك اجلواز اال�ستثنائي‬ ‫الذي يحد من حرية و�سرية االت�صاالت ينبغي ‪ -‬فوق كونه ا�ستثنائيا وحالة خا�صة ‪� -‬أن ي�صدر به قانون‪ ،‬وال‬ ‫يجوز لل�سلطة العامة �أن تتعر�ض ملمار�سة هذا احلق �إال وفقا للقانون ومبا متليه ال�ضرورة يف جمتمع دميقراطي‬ ‫“ل�صالح” الأمن القومي وحفظ النظام ومنع اجلرمية‪� ،‬أو حماية ال�صحة العامة والآداب‪� ،‬أو حماية حقوق‬ ‫الآخرين وحرياتهم‪.‬‬ ‫‪ . 7‬ومن ثم ف�إن حدود �أي ت�شريع ينظم حقا ما ال بد �أن يكون وفق �إطار الن�ص الد�ستوري‪ ،‬فال يجوز �أن يكون‬ ‫�أي قانون مفرغا جلوهر الن�ص الد�ستوري �أو متعديا على احلقوق �أو احلريات العامة وال�شخ�صية والأ�سا�سية‬ ‫املن�صو�ص عليها فيه‪ ،‬التي كفلتها كذلك ال�شرعة الدولية حلقوق الإن�سان‪ ،‬وال�صكوك الدولية التي ان�ضمت �إليها‬ ‫مملكة البحرين ‪ ،5‬والتي تعترب جزءا من قوانينها الواجبة االحرتام والتطبيق‪ ،‬وفقا لن�ص املادة رقم (‪ )37‬من‬ ‫الد�ستور والتي ن�صت على �أن‪“ :‬يـربم امللك املعاهدات مبر�سوم‪ ،‬ويـبلغها �إىل جمل�سي ال�شورى والنواب فوراً‬ ‫م�شفوعة مبا ينا�سب من البيان‪ ،‬وتكون للمعاهدة قوة القانون بعد �إبرامها والت�صديق عليها ون�شرها يف‬ ‫اجلريدة الر�سمية”‪.‬‬ ‫‪ . 8‬من جانب �آخر‪ ،‬ت�ؤكد امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن طبيعة االت�صال �أو املرا�سلة تقت�ضي �أن يكون هناك مت�صل ومت�صل‬ ‫لزاما التقيد بال�ضمانة‬ ‫عليه‪ ،‬ومر�سل ومر�سل �إليه‪ ،‬و�إذا كان �أحدهم متهما فالآخر غري متهم‪ ،‬وبالتايل بات ً‬ ‫الق�ضائية التي �أوردتها املادة رقم (‪ 127‬مكر ًرا) من املر�سوم بقانون رقم (‪ )46‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�إ�صدار قانون‬ ‫الإجراءات اجلنائية من �أجل كفالة حق غري املتهم يف �سرية ات�صاالته ومرا�سالته اخلا�صة‪.‬‬ ‫‪ .9‬يف �سياق مت�صل‪ ،‬ف�إن حق املتهم يف التمتع ب�ضمانات املحاكمة العادلة يقت�ضي �إتاحة املجال له لالت�صال مبحاميه‬ ‫والت�شاور معه بحرية تامة ويف �أي وقت ب�شكل �سري من دون �إمكانية التن�صت على م�ضمون احلديث‪ ،6‬كما �أنه‬ ‫ُي�ستفاد من ن�ص املادة رقم (‪ )94‬من املر�سوم بقانون رقم (‪ )46‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�إ�صدار قانون الإجراءات اجلنائية‬ ‫حرمة املرا�سالت املتبادلة بني املتهم واملدافع عنه �أو اخلبري اال�ست�شاري‪ ،‬الأمر الذي ال يدع جماال لل�شك يف‬ ‫�أن املادة �أعاله جاءت متناغمة مع مبد�أ قرينة الرباءة ومع اعتبار املتهم فردًا تثبت له كل احلقوق املكفولة يف‬ ‫الد�ستور‪.‬‬ ‫‪ 5‬املادة (‪ )12‬من الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫ املادة (‪ )17‬من العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫‪ 6‬املبد�أ الثامن ع�شر من جمموعة املبادئ املتعلقة بحماية جميع الأ�شخا�ص الذين يتعر�ضون لأي �شكل من �أ�شكال االحتجاز �أو ال�سجن‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫‪ .10‬وعليه‪� ،‬إن امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان ترى عدم توافق بع�ض فقرات مقرتح التعديل مع متطلبات حماية‬ ‫حقوق الإن�سان‪ ،‬وتقرتح الإبقاء على ن�ص املادة رقم (‪ 127‬مكررا) الأ�صلية من املر�سوم بقانون رقم (‪ )46‬ل�سنة‬ ‫‪ 2002‬ب�إ�صدار قانون الإجراءات اجلنائية للأ�سباب الوارد ذكرها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مرئيات امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان ب�ش�أن االقرتاح بقانون بتعديل بع�ض �أحكام القانون‬ ‫رقم (‪ )23‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إ�صدار قانون املرور‬ ‫‪� .1‬أحالت امل�ؤ�س�سة الوطنية ر�أيها اال�ست�شاري حول االقرتاح بقانون بتعديل بع�ض املواد من القانون رقم (‪ )23‬ل�سنة‬ ‫‪ 2014‬ب�إ�صدار قانون املرور‪ ،‬الذي يتكون من مادتني‪ ،‬تناولت املادة الأوىل �إ�ضافة مادة جديدة برقم (‪ 3‬مكر ًرا)‬ ‫وفقرة ثالثة �إىل املادة رقم (‪ )27‬من القانون رقم (‪ )23‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إ�صدار قانون املرور‪ ،‬ومادة ثانية تنفيذية‪.‬‬ ‫‪ .2‬ن�صت املادة رقم (‪ 3‬مكررا) على �أنه‪ “ :‬يفر�ض على كل مركبة مملوكة لأجنبي ر�سم مقابل ا�ستخدام الطرق‬ ‫العامة اململوكة للدولة يعادل �ضعف الر�سم املقرر لإ�صدار �شهادة ت�سجيلها‪ ،‬وي�ؤدى الر�سم �سنو ًيا مع �أداء ر�سم‬ ‫ت�سجيل املركبة” ‪ ،‬والفقرة الثالثة من املادة (‪ )27‬على �أنه‪“ :‬ويراعى يف حتديد الر�سوم امل�شار �إليها يف الفقرة‬ ‫ال�سابقة �أن تكون قيمتها بالن�سبة للأجنبي �ضعف قيمتها بالن�سبة للبحريني‪ ،‬ويعامل مواطنو دول جمل�س‬ ‫التعاون اخلليجي ب�ش�أنها معاملة املواطن البحريني”‪.‬‬ ‫‪� .3‬أ�شارت امل�ؤ�س�سة يف معر�ض مرئياتها ب�ش�أن ن�صو�ص املواد �أرقام (‪ )1‬و(‪ )2‬و(‪ )5‬من االتفاقية الدولية للق�ضاء‬ ‫على جميع �أ�شكال التمييز العن�صري‪ ،‬حيث ن�صت املادة الأوىل يف البند الأول منها على �أنه “ يف هذه االتفاقية‪،‬‬ ‫يق�صد بتعبري “التمييز العن�صري” �أي متييز �أو ا�ستثناء �أو تقييد �أو تف�صيل يقوم على �أ�سا�س العرق �أو اللون‬ ‫�أو الن�سب �أو الأ�صل القومي �أو االثني وي�ستهدف �أو ي�ستتبع تعطيل �أو عرقلة االعرتاف بحقوق الإن�سان‬ ‫واحلريات الأ�سا�سية �أو التمتع بها �أو ممار�ستها‪ ،‬على قدم امل�ساواة‪ ،‬يف امليدان ال�سيا�سي �أو االقت�صادي �أو‬ ‫االجتماعي �أو الثقايف �أو يف �أي ميدان �آخر من ميادين احلياة العامة ”‪ .‬والبند الثاين من ذات املادة على �أنه‪:‬‬ ‫“ال ت�سري هذه االتفاقية علي �أي متييز �أو ا�ستثناء �أو تقييد �أو تف�ضيل بني املواطنني وغري املواطنني‬ ‫من جانب �أية دولة طرف فيها ”‪.‬‬ ‫‪ .4‬ن�صت املادة الثانية من ذات االتفاقية على �أنه‪“ :‬ت�شجب الدول الأطراف التمييز العن�صري وتتعهد ب�أن تنتهج‪ ،‬بكل‬ ‫الو�سائل املنا�سبة ودون �أي ت�أخري‪� ،‬سيا�سة للق�ضاء على التمييز العن�صري بكافة �أ�شكاله وتعزيز التفاهم بني‬ ‫جميع الأجنا�س‪ ،‬وحتقيقا لذلك‪ ... :‬د‪ -‬تقوم كل دولة طرف‪ ،‬بجميع الو�سائل املنا�سبة‪ ،‬مبا يف ذلك الت�شريعات‬ ‫املقت�ضاة �إذا تطلبتها الظروف‪ ،‬بحظر و�إنهاء �أي متييز عن�صري ي�صدر عن �أي �أ�شخا�ص �أو �أية جماعة �أو‬

‫‪34‬‬


‫منظمة ”‪ .‬و�أعقبت املادة اخلام�سة منها بالن�ص على �أنه‪� “ :‬إيفاء لاللتزامات الأ�سا�سية املقررة يف املادة (‪)2‬‬

‫من هذه االتفاقية‪ ،‬تتعهد الدول الأطراف بحظر التمييز العن�صري والق�ضاء عليه بكافة �أ�شكاله‪ ،‬وب�ضمان‬ ‫حق كل �إن�سان‪ ،‬دون متييز ب�سبب العرق �أو اللون �أو الأ�صل القومي �أو االثني‪ ،‬يف امل�ساواة �أمام القانون ‪.” ...‬‬

‫‪ .5‬علقت “جلنة الق�ضاء على التمييز العن�صري” املن�ش�أة مبوجب االتفاقية الدولية للق�ضاء على جميع �أ�شكال‬ ‫التمييز العن�صري‪ ،‬التي �أُ ِوكل �إليها تف�سري �أحكام هذه االتفاقية‪ ،‬على الفقرة (‪ )2‬من املادة رقم (‪ )1‬منها ب�أن‪:‬‬ ‫“‪ -1‬الفقرة (‪ )1‬من املادة (‪ )1‬من االتفاقية الدولية للق�ضاء على جميع �أ�شكال التمييز العن�صري تـُع ِّرف‬ ‫التمييز العن�صري‪ .‬وت�ستثني الفقرة (‪ )2‬من املادة (‪ )1‬من هذا التعريف الأفعال التي ت�صدر عن �إحدى الدول‬ ‫الأطراف والتي تفرق بني املواطنني وغري املواطنني‪ .‬والفقرة (‪ )3‬من املادة (‪ )1‬تقيد الفقرة (‪ )2‬من املادة‬ ‫(‪ )1‬ب�إعالنها �أنه ال يجوز للدول الأطراف فيما يتعلق بغري املواطنني‪� ،‬أن تـُم ِّيز �ضد �أي جن�سية معينة”‪.‬‬ ‫‪ . 6‬وت�ؤكد اللجنة �أن الدول الأطراف ملزمة بالإبالغ ب�شكل كامل عن الت�شريعات املتعلقة بالأجانب وتنفيذها‪ .‬وت�ؤكد‬ ‫ف�سر على نحو ينتق�ص ب�أي �شكل من احلقوق واحلريات‬ ‫اللجنة كذلك �أن الفقرة (‪ )2‬من املادة (‪ )1‬يجب �أال تـُ َّ‬ ‫املعرتف بها واملن�صو�ص عليها يف ال�صكوك الأخرى‪ ،‬وبخا�صة الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‪ ،‬والعهد الدويل‬ ‫اخلا�ص باحلقوق االقت�صادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬والعهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪.7‬‬ ‫‪ . 7‬يف ذات ال�سياق‪ ،‬علقت “جلنة الق�ضاء على التمييز العن�صري” يف معر�ض تف�سريها على املادة (‪ )5‬من االتفاقية‬ ‫ب�أنه‪ -2 :‬متى ما فر�ضت دولة ما قيدًا على حق من احلقوق املدرجة يف املادة (‪ )5‬من االتفاقية ‪ ،...‬وجب عليها‬ ‫�أن تكفل �أال يكون القيد مناف ًيا يف الغر�ض وال يف النتيجة للمادة (‪ )1‬من االتفاقية باعتبارها جز ًءا ال يتجز�أ‬ ‫من املعايري الدولية حلقوق الإن�سان‪ -2 ،...‬ويتعني �أن يتمتع كل الأ�شخا�ص الذين يعي�شون يف كنف دولة‬ ‫ما بكثري من احلقوق واحلريات املذكورة يف املادة (‪ ،)5‬مثل احلق يف امل�ساواة �أمام املحاكم‪� ،‬أما غري ذلك من‬ ‫احلقوق‪ ،‬مثل حق اال�شرتاك يف االنتخابات والت�صويت ويف الرت�شيح‪ ،‬فهي من حقوق املواطنني”‪.8‬‬ ‫‪ .8‬نوهت امل�ؤ�س�سة يف بيان مرئياتها ب�أنها ‪ -‬وعمال ب�أحكام االتفاقية الدولية للق�ضاء على جميع �أ�شكال التمييز‬ ‫العن�صري والتي ان�ضمت �إليها حكومة مملكة البحرين مبوجب املر�سوم رقم (‪ )8‬ل�سنة ‪ - 1990‬ت�ؤكد �ضرورة‬ ‫حظر و�إنهاء �أي متييز عن�صري على �أ�سا�س العرق �أو اللون �أو الن�سب �أو الأ�صل القومي �أو االثني‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫التمييز �أو اال�ستثناء �أو التقييد �أو التف�ضيل القائم على �أ�سا�س املواطنني �أو غري املواطنني‪.‬‬ ‫‪ 7‬التو�صية العامة احلادية ع�شرة للجنة الق�ضاء على التمييز العن�صري واملتعلقة بغري املواطنني (د ‪-‬‬

‫)‪:‬‬

‫‪1993 / 42‬‬ ‫ ‬ ‫‪http://daccess-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N94/032/64/PDF/N9403264.pdf?OpenElement‬‬

‫‪ 8‬التو�صية العامة الع�شرون للجنة الق�ضاء على التمييز العن�صري واملتعلقة بغري املواطنني‬

‫(د ‪:)1996 / 48 -‬‬ ‫‪http://tbinternet.ohchr.org/_layouts/treatybodyexternal/Download.aspx?symbolno=A%2f51%2f18(SUPP)&Lang=en‬‬

‫‪35‬‬


‫‪ . 9‬على الرغم من �أن الفقرة (‪ )2‬من املادة رقم (‪ )1‬من االتفاقية الدولية للق�ضاء على جميع �أ�شكال التمييز العن�صري‬ ‫يفهم من ظاهرها �أن �أي متييز �أو ا�ستثناء �أو تقييد �أو تف�ضيل بني املواطنني �أو غري املواطنني هو خارج عن نطاق‬ ‫تطبيقها‪ ،‬ف�إن “جلنة التمييز العن�صري” واملوكل �إليها تف�سري �أحكام هذه االتفاقية قد �أقرت �صراحة ب�أن التمييز‬ ‫�أو اال�ستثناء �أو التف�ضيل الذي �أجازه الن�ص هو لغر�ض التفرقة بني املواطنني وغري املواطنني‪ ،‬ومثال ذلك‪� :‬أن‬ ‫تقوم الدولة ب�إ�صدار بطاقات هوية للمواطنني بلون �أو �شكل حمدد‪ ،‬على �أن ت�صدر لغريهم من غري املواطنني‬ ‫بطاقة هوية حتمل لونا �أو �شكال �آخر‪� ،‬إذ �إن الغر�ض من ذلك هو التفرقة بني الفئتني ال التمييز �أو اال�ستثناء �أو‬ ‫التف�ضيل بينهما‪.‬‬ ‫‪ .10‬ت�أ�سي�سا على ما تقدم‪ ،‬ف�إن امل�ؤ�س�سة الوطنية ترى �أن االقرتاح بقانون بتعديل بع�ض �أحكام القانون رقم (‪ )23‬ل�سنة‬ ‫‪ 2014‬ب�إ�صدار قانون املرور‪ ،‬الذي اقرتح فر�ض ر�سوم على كل مركبة مملوكة لأجنبي مقابل ا�ستخدام الطرق‬ ‫العامة يعادل �ضعف الر�سم املقرر لإ�صدار �شهادة ت�سجيلها‪ ،‬رغم عدم وجود هذا الر�سم �أ�صال على املواطنني يف‬ ‫�أ�صل القانون‪ ،‬هو حكم ينطوي على متييز وي�ؤدي �إىل تقييد �أو ا�ستثناء �أو تف�ضيل فئة دون �أخرى‪ ،‬والغر�ض منه‬ ‫التفرقة بني املواطنني وغريهم‪ ،‬وبالتايل ف�إن االقرتاح بقانون حمل البيان يتعار�ض مع املعايري الدولية حلقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وال ي�ستقيم مع التزامات مملكة البحرين الدولية يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬

‫خام�سا‪ :‬االقرتاح بقانون بتعديل ن�ص املادة (‪ )60‬من القانون رقم (‪ )37‬ل�سنة ‪ 2012‬ب�ش�أن الطفل‬ ‫‪� .1‬أحالت امل�ؤ�س�سة الوطنية ر�أيها اال�ست�شاري ب�ش�أن االقرتاح بقانون بتعديل ن�ص املادة رقم (‪ )60‬من القانون رقم‬ ‫(‪ )37‬ل�سنة ‪ 2012‬ب�ش�أن الطفل‪ ،‬الذي ت�ضمن تعديل ن�ص املادة لتن�ص على �أنه‪ “ :‬يحظر ا�ستغالل الأطفال‬ ‫يف التجمعات وامل�سريات واملظاهرات التي يكون الغر�ض منها �سيا�سيا‪ ،‬كما يحظر ا�ستغاللهم يف الدعاية‬ ‫االنتخابية �أو يف �سائر �إجراءات ومراحل االنتخابات بكافة �صورها و�أ�شكالها”‪.‬‬ ‫‪� . 2‬أو�ضحت امل�ؤ�س�سة يف مرئياتها �أن حقوق الأطفال تتطلب حماية خا�صة‪ ،‬تختلف عن باقي احلقوق يف م�ضمونها‬ ‫وطبيعتها‪� ،‬إذ يتطلب �إ�شباعها توفري بيئة �صح ّية ونف�س ّية واجتماع ّية �سليمة‪ ،‬وهذا ما يدعو �إىل اال�ستمرار يف‬ ‫حت�سني حالة الأطفال من دون متييز‪ ،‬ف�ضال عن تن�شئتهم وتربيتهم يف كنف ال�سلم والأمن‪ ،‬و�إبعادهم عن مظاهر‬ ‫اال�ستغالل التي قد تعر�ضهم للخطر‪ ،‬وت�ؤكد عدم جواز زج الأطفال �أو و�ضعهم يف مو�ضع التجاذبات ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫حيث �إن حماية الأطفال من اال�ستغالل ال�سيا�سي ُيعد من �أهم العنا�صر الأ�صيلة حلماية حقهم يف البقاء والنماء‪،‬‬ ‫ليكونوا قادرين على الإ�سهام يف بناء املجتمع واالرتقاء به‪ ،‬وهذا ما �أكده د�ستور مملكة البحرين يف الفقرة (�أ) من‬ ‫املادة اخلام�سة منه التي ن�صت على �أن‪“ :‬الأ�سرة �أ�سا�س املجتمع قوامها الدين والأخالق‪ ،‬يحفظ القانون كيانها‬ ‫ال�شرعي‪ ،‬ويقوي �أوا�صرها وقيمها‪ ،‬ويحمي يف ظلها الأمومة والطفولة‪ ،‬ويرعى الن�شء‪ ،‬ويحميه من اال�ستغالل‪،‬‬ ‫ويقيه الإهمال الأدبي واجل�سماين والروحي”‪ ،‬وما ترجمته املادة رقم (‪ )1‬من القانون حمل التعديل لتتفق بذلك‬ ‫مع الن�ص الد�ستوري املنوه به‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫‪ .3‬وعليه‪ ،‬ف�إن امل�ؤ�س�سة الوطنية تتفق مع ما ورد من تعديل على ن�ص املادة رقم (‪ )60‬من القانون امل�شار �إليه‪ ،‬وترى‬ ‫�أن هذا التعديل يتما�شى مع التزامات اململكة الدولية النا�شئة عن ان�ضمامها �أو ت�صديقها على املعاهدات الدولية‬ ‫ذات العالقة مب�سائل حقوق الإن�سان و�أبرزها اتفاقية الأمم املتحدة حلقوق الطفل التي اعتمدتها اجلمعية العامة‬ ‫يف نوفمرب عام ‪ 1989‬والتي ان�ضمت �إليها حكومة مملكة البحرين يف عام ‪ ،1991‬و�أ�صبحت بذلك جزءا من‬ ‫الت�شريع الوطني وفقا للمادة رقم (‪ )37‬من الد�ستور‪ ،‬لتكتمل بذلك مظلة احلماية القانونية للطفل من جميع‬ ‫�أوجه اال�ستغالل الذي قد يحيط به �سواء كان ذلك مبقابل �أو من دون مقابل‪  .‬‬

‫‪37‬‬


‫الفرع الثاين‬ ‫الآراء اال�ست�شارية املرفوعة من امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان �إىل جمل�س الوزراء (ال�سلطة‬ ‫التنفيذية)‬ ‫‪� . 1‬إميانا من امل�ؤ�س�سة الوطنية ب�أن دورها املنوط بها يف جمال تعزيز وحماية حقوق الإن�سان ال يتكامل �إال بال�شراكة‬ ‫احلقيقية مع ال�سلطات العامة يف الدولة وال�سيما ال�سلطة التنفيذية ممثلة يف جمل�س الوزراء‪ ،‬ولعل هذا التكامل‬ ‫مرجعه االخت�صا�ص املوكل �إىل احلكومة يف �صياغة االقرتاحات بقوانني املحالة �إليها من جمل�سي النواب �أو‬ ‫ال�شورى ل�صياغتها يف الأداة الد�ستورية املقررة كم�شروع بقانون‪� ،‬أو �إحالتها ابتدا ًء �إىل املجل�سني كم�شروعات‬ ‫بقوانني مقدمة منها‪ .‬وعليه‪ ،‬ف�إن امل�ؤ�س�سة الوطنية وخالل النطاق الزمني للتقرير �أحالت �إىل جمل�س الوزراء‬ ‫(احلكومة) ر�أيا ا�ست�شاريا واحدا حول تعديل ن�ص الفقرة (‪ )2‬من املادة رقم (‪ )21‬من القانون رقم (‪ )74‬ل�سنة‬ ‫‪ 2006‬ب�ش�أن رعاية وت�أهيل وت�شغيل املعوقني‪.‬‬ ‫مقرتحا حول تعديل ن�ص الفقرة (‪ )2‬من املادة رقم (‪ )21‬من القانون رقم (‪ )74‬ل�سنة‬ ‫‪ .2‬قدمت امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫ً‬ ‫‪ 2006‬ب�ش�أن رعاية وت�أهيل وت�شغيل املعوقني‪ ،‬حيث �أو�ضحت امل�ؤ�س�سة الوطنية يف ر�أيها اال�ست�شاري �أنه ملا كانت‬ ‫املادة رقم (‪ )7‬من العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬الذي ان�ضمت �إليه مملكة البحرين مبوجب‬ ‫القانون رقم (‪ )56‬ل�سنة ‪ ،2006‬قد ن�صت على �أنه‪“ :‬ال يجوز �إخ�ضاع �أحد للتعذيب وال للمعاملة �أو العقوبة‬ ‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو احلاطة بالكرامة ‪.”...‬‬ ‫‪ .3‬كما �أ�شارت اتفاقية حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة لها قوة القانون والتي �صدقت عليها مبوجب القانون رقم (‪)22‬‬

‫ل�سنة ‪ 2011‬يف الفقرة الثانية من املادة رقم (‪ )15‬من االتفاقية �إىل �أنه “تتخذ الدول الأطراف جميع التدابري‬ ‫الت�شريعية والإدارية والق�ضائية وغريها من التدابري الفعالة ملنع �إخ�ضاع الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‪ ،‬على‬ ‫قدم امل�ساواة مع الآخرين‪ ،‬للتعذيب �أو املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة”‪ ،‬واملادة رقم (‪)17‬‬ ‫من ذات االتفاقية التي تن�ص على �أنه “لكل �شخ�ص ذي �إعاقة احلق يف احرتام �سالمته ال�شخ�صية والعقلية‬ ‫على قدم امل�ساواة مع الآخرين”‪.‬‬

‫‪ .4‬تثمن امل�ؤ�س�سة جهود ال�سلطة الت�شريعية يف �إيالء املعوقني درجة �أعلى من الرعاية ‪� ،‬إذ �إن هذه الرعاية ال تعد من باب‬ ‫عدم امل�ساواة و�إمنا تعد متييزا �إيجابيا لفئة لها احلق يف الرعاية اخلا�صة ل�ضمان حمايتها من انتهاك احلقوق‬ ‫كما بينت اتفاقية حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة يف ن�ص الفقرة الرابعة من املادة (‪ )5‬حيث ن�صت على �أنه “ال‬ ‫تعترب التدابري املحددة ال�ضرورية للتعجيل بامل�ساواة الفعلية للأ�شخا�ص ذوي الإعاقة �أو حتقيقها متييزا‬ ‫مبقت�ضى �أحكام هذه االتفاقية”‪� ،‬إال �أن هناك جملة من املالحظات التي �أوردتها امل�ؤ�س�سة يف مرئياتها‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫‪� .5‬أ�شارت امل�ؤ�س�سة �أوال‪� :‬إىل �أن الن�ص املقرتح بالتعديل جاء م�شددا لعقوبة الإهمال يف رعاية املعاق ‪ ،‬حيث اعترب‬ ‫الن�ص قبل التعديل فعل االنتهاك من قبيل اجلنح التي ت�ستحق عقوبة احلب�س‪ ،‬بينما جاء الن�ص املقرتح بالتعديل‬ ‫لي�صنفها يف م�صاف اجلنايات التي ت�ستوجب ال�سجن ‪ ،‬كما �أن الن�ص املقرتح بالتعديل قد رفع من �سقف الغرامة‬ ‫امل�ستحقة على فعل االنتهاك مما ُيح�سب ت�شديدا للعقوبة ‪ ،‬و�ضمانا حلماية حقوق املعوق ‪ ،‬كما �أن الن�ص قبل‬ ‫التعديل قد ت�ضمن يف ختامه عبارة “�أو �إحدى هاتني العقوبتني” ‪� ،‬إال �أن التعديل جاء لي�سلب ال�سلطة التقديرية‬ ‫للقا�ضي يف اختيار العقوبة بني �سلب احلرية �أو الغرامة ‪ ،‬واعترب اجلرم بال�شدة التي ت�ستوجب �إيقاع العقوبتني‬ ‫معا �ضمانا لردع من ت�سول له نف�سه االمتناع عن �إيالء املعوق رعاية خا�صة تتنا�سب مع حاجته‪.‬‬ ‫‪ . 6‬من اجلدير باملالحظة �أن املقرتح بقانون ي�ستهدف ت�شديد العقوبة على القائم برعاية املعوق يف حالة الإهمال‬ ‫اجل�سيم الذي �إما �أن يكون فعال متعمدا من دون �أن تتجه النية �إىل �إحداث الوفاة ولكنه ي�ؤدي بحياة ال�شخ�ص ‬ ‫املعوق �إىل الوفاة‪ ،‬و�إما �أن يكون واقعا من امل�شتغلني يف رعاية املعوق والذين تفر�ض عليهم �أ�صول املهنة بذل واجب‬ ‫احليطة واحلذر يف �إيالء املعوق رعاية خا�صة‪ ،‬من دون ت�شديد العقوبة على الوالدين يف حالة الإهمال الب�سيط‪،‬‬ ‫مما يعد �ضمانة م�ضاعفة للمري�ض ورادعا �أقوى ملن يكون املعوق حتت رعايته‪ ،‬حيث ال ُيت�صور ‪ -‬يف الو�ضع‬ ‫الطبيعي‪� -‬أن يتعمد الوالدان �إهمال ابنهما بق�صد �إحداث ال�ضرر حتى �إن مل تتجه النية لتعري�ض املعوق خلطر‬ ‫الوفاة‪� ،‬إال ما �شذ عن الطبيعة الفطرية مبا ي�ستوجب ت�شديد العقوبة‪ ،‬بينما من املت�صور �أن يقع �إهمال متعمد من‬ ‫�سواهما �سواء كان ذلك ال�شخ�ص راعيا للمعوق مبوجب واجب قانوين �أو ق�ضائي‪� ،‬أم يف جمال امل�شتغلني يف رعاية‬ ‫املعوق‪ ،‬ف�إن من يعمل يف هذا املجال ُيفرت�ض منه بذل الرعاية اخلا�صة واحلذر ال�شديد‪ ،‬و�أن الإهمال الواقع من‬ ‫ِق َب ِله حتى �إن مل يكن متعمدا ف�إنه ي�ستوجب ت�شديد العقوبة حماية مل�صالح املعوق وحقوقه‪.‬‬ ‫‪ .7‬كما بينت �أن العقوبة الواردة يف املادة رقم (‪ )320‬من قانون العقوبات ال�صادر باملر�سوم رقم (‪ )15‬ل�سنة ‪1971‬‬

‫املتعلقة بتعري�ض ال�شخ�ص العاجز عن حماية نف�سه ب�سبب حالته ال�صحية �أو العقلية للخطر التي تن�ص على �أنه‪:‬‬ ‫“يعاقب باحلب�س �أو الغرامة من عر�ض للخطر طفال مل يبلغ ال�سابعة �أو �شخ�صا عاجزا عن حماية نف�سه‬ ‫ب�سبب حالته ال�صحية �أو العقلية‪ ،”...‬والعقوبة الواردة يف املادة رقم (‪ )342‬املتعلقة بعقوبة من يت�سبب بخطئه‬ ‫يف موت �شخ�ص التي تن�ص على �أنه‪“ :‬يعاقب باحلب�س �أو الغرامة من يت�سبب بخطئه يف موت �شخ�ص‪،”...‬‬ ‫تت�ضمنان عقوبة اجلنحة التي ال ترقى �إىل م�ستوى جرمية الإهمال يف رعاية املعوق‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫‪ .8‬حيث ال ت�شكل هذه العقوبة �ضمانة كافية حلماية حقوق املعوق من االنتهاك ‪� ،‬أو ردع القائم على رعايته عن القيام‬ ‫بذلك ‪ ،‬حيث �إن الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة بحاجة �إىل رعاية خا�صة ‪ ،‬و�إن �إهمالهم يتطلب و�ضع عقوبة �شديدة من‬ ‫جانبني‪ ،‬لكون املعوق يف بع�ض احلاالت ال�شديدة قد ال ي�ستطيع الكالم وال�شكوى من جهة‪ ،‬ولكون ال�شخ�ص الذي‬ ‫يتوىل رعاية املعوق عليه واجب قانوين‪ ،‬و�إنه ب�إهماله ال يقوم بالواجب املنوط به على �أكمل وجه من جهة �أخرى‬ ‫‪ ،‬ف�إن الن�ص املقرتح بالتعديل جاء م�شددا للعقوبة ممثال بذلك �ضمانة �أكرب من تلك املقررة يف النظام العقابي‬ ‫ململكة البحرين‪ ،‬للت�أكد من متتع املعوق بحقه يف الرعاية اخلا�صة من جانب ‪ ،‬ورادعا قويا عن تق�صري القائم على‬ ‫رعايته يف القيام بواجباته جتاه املعوق من جانب �آخر‪.‬‬ ‫‪ .9‬وعليه‪ ،‬ف�إن امل�ؤ�س�سة ترى �أهمية تعديل ن�ص الفقرة الثانية من املادة رقم (‪ )21‬ليكون كما يلي‪ “ :‬وتكون العقوبة‬ ‫ال�سجن مدة ال تزيد على ع�شر �سنوات و بغرامة ال جتاوز خم�سة �آالف دينار �إذا ترتب على هذا الإهمال وفاة‬ ‫ال�شخ�ص املعوق”‪ ،‬وفقا للمربرات املنوه بها �أعاله‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫الفرع الثالث‬ ‫الآراء اال�ست�شارية املرفوعة من امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان �إىل املجل�س الأعلى للق�ضاء‬ ‫(ال�سلطة الق�ضائية)‬ ‫‪ .1‬عملت امل�ؤ�س�سة الوطنية على التوا�صل الفاعل مع املجل�س الأعلى للق�ضاء (ال�سلطة الق�ضائية) لتعزيز التكامل‬ ‫يف منظمة حقوق الإن�سان‪ ،‬حيث �أحالت �إىل املجل�س مقرتحها ب�ش�أن �إن�شاء نيابة عامة متخ�ص�صة بالبيئة ودوائر‬ ‫باملحاكم متخ�ص�صة باملخالفات واجلرائم البيئية‪.‬‬ ‫‪ .2‬يعترب احلق يف البيئة من احلقوق التي ت�ضمنها اجليل الثالث من حقوق الإن�سان �أو ما ا�صطلح عليه بحقوق الت�ضامن‪،‬‬ ‫والبيئة بو�صفها حقا من حقوق الإن�سان هي “احلق يف وجود البيئة املتوازنة وما يقت�ضيه ذلك من وجوب �صيانة‬ ‫وحت�سني النظم واملوارد الطبيعية‪ ،‬ودفع التلوث عنها �أو التدهور اجلائر مبواردها”‪.‬‬ ‫‪ . 3‬وقد �أكد امليثاق العاملي للطبيعة لعام ‪ 91982‬الذي تبنته اجلمعية العامة يف ديباجته‪“ :‬انه يجب على الإن�سان �أن‬ ‫يكت�سب املعرفة الالزمة ل�صيانة وتنمية قدرته على ا�ستخدام املوارد الطبيعية بطريقة تكفل احلفاظ على الأنواع‬ ‫احلياتية والنظم الإيكولوجية ل�صالح الأجيال احلا�ضرة واملقبلة”‪ ،‬وهذا احلق يجب �أن حتميه الدولة ل�ضمان‬ ‫متتع اجلميع به‪ ،‬و�أن تتخذ التدابري الالزمة لتحقيق الإعمال الكامل للحق يف بيئة نظيفة‪.‬‬ ‫‪ .4‬وقد جاء د�ستور مملكة البحرين لين�ص يف الباب الثاين منه على املقومات الأ�سا�سية للمجتمع البحريني‪ ،‬وقد‬ ‫ت�ضمنت املادة (‪� )9‬أحكاما تكفل متتع املواطنني باحلق يف بيئة �سليمة ونظيفة‪ .‬فن�صت الفقرة (ح) على �أن‪“ :‬ت�أخذ‬ ‫الدولة التدابري الالزمة ل�صيانة البيئة واحلفاظ على احلياة الفطرية”‪ ،‬كما حر�ص الد�ستور على املحافظة على‬ ‫املعامل البيئية‪ ،‬و�صون توازن النظام البيئي‪ ،‬واحلفاظ على مقومات الأمن البيئي والرثوات الطبيعية للمجتمع من‬ ‫خالل �أحكام املادة رقم (‪ ،)11‬التي ن�صت على �أن‪“ :‬الرثوات الطبيعية جميعها ومواردها كافة ملك للدولة‪ ،‬تقوم‬ ‫على حفظها وح�سن ا�ستثمارها‪ ،‬مبراعاة مقت�ضيات �أمن الدولة واقت�صادها الوطني”‪.‬‬ ‫‪ .5‬وبا�ستقراء ن�صو�ص املر�سوم بقانون رقم (‪ )47‬ل�سنة ‪ 2012‬ب�إن�شاء وتنظيم املجل�س الأعلى للبيئة‪ ،‬فقد ن�صت املادة‬ ‫رقم (‪ )1‬على �أن‪ُ “ :‬ين�ش�أ جمل�س ي�سمى “املجل�س الأعلى للبيئة” يلحق مبجل�س الوزراء‪ .‬وي�صدر بت�شكيله وحتديد‬ ‫مدة ع�ضويته مر�سوم‪ ،‬وي�شار �إليه يف هذا القانون بكلمة “املجل�س”‪ .‬ويتوىل املجل�س مبا�شرة االخت�صا�صات‬ ‫املخولة �إىل كل من‪ :‬جهاز البيئة والوزير املخت�ص ب�شئون البيئة املن�صو�ص عليها يف املر�سوم بقانون رقم (‪)21‬‬ ‫ل�سنة ‪ 1996‬ب�ش�أن البيئة‪ ،‬الهيئة الوطنية حلماية احلياة الفطرية املن�صو�ص عليها يف املر�سوم بقانون رقم (‪)2‬‬ ‫ل�سنة ‪ 1995‬ب�ش�أن حماية احلياة الفطرية‪ .‬وللمجل�س على الأخ�ص و�ضع اال�سرتاتيجية امل�ستقبلية للبيئة وللتنمية‬ ‫امل�ستدامة يف مملكة البحرين ومتابعة تنفيذها مع الوزارات والهيئات وامل�ؤ�س�سات ذات ال�صلة”‪.‬‬ ‫‪ 9‬امليثاق العاملي للطبيعة – وثيقة رقم‬

‫‪A/RES/37/7‬‬

‫‪41‬‬


‫‪ .6‬بالرجوع �إىل ن�صو�ص املر�سوم بقانون رقم (‪ )21‬ل�سنة ‪ 1996‬ب�ش�أن البيئة‪ ،‬ف�إن املادة رقم (‪ )28‬قد ن�صت على‬ ‫�أن‪”:‬يندب وزير الإ�سكان والبلديات والبيئة‪ ،‬املوظفني الالزمني لأعمال التفتي�ش‪ ،‬التي يتطلبها تنفيذ هذا‬ ‫القانون والقرارات ال�صادرة تـنفيذ ًا له‪ ،‬و�إثبات ما يقع من خمالفات لأحكامه ولأحكام هذه القرارات‪ ،‬ويكون‬ ‫له�ؤالء املوظفني‪ ،‬حق دخول الأماكن التي تقع فيها هذه املخالفات وطلب املعلومات والبيانات وحترير املحا�ضر‬ ‫و�أخذ العينات و�إجراء القيا�سات والدرا�سات الالزمة لتحديد مدى تل ـ ـ ــوث البيئة وم�صادر التلوث والت�أكد من‬ ‫تطبيق النظم واال�شرتاطات اخلا�صة بحماية البيئة‪ .‬ولوزير الإ�سكان والبلديات والبيئة‪ ،‬تفوي�ض �أي من اجلهات‬ ‫الر�سمية‪ ،‬يف ممار�سة ال�سلطات امل�شار �إليها يف الفقرة ال�سابقة”‪ ،‬ويفهم مما تقدم �أن احلماية القانونية للبيئة‬ ‫تتطلب �أحد �أمرين‪� :‬إما منع �أ�سباب التلوث‪ ،‬و�إما مكافحة الأ�سباب القائمة من �أجل �إعادة التوازن البيئي والق�ضاء‬ ‫على �آثارها‪.‬‬ ‫‪ .7‬حر�ص امل�شرع البحريني على �إ�صدار العديد من القوانني الالزمة حلماية البيئة واحلفاظ على الرثوات الطبيعية‪،‬‬ ‫و�أ�سند �إىل املجل�س الأعلى للبيئة العديد من االخت�صا�صات التي متكنه من �أداء هذا الدور‪ ،‬ومن �أهم ال�صالحيات‬ ‫املمنوحة للمجل�س تلك املن�صو�ص عليها يف املادة (‪ )28‬ال�سالفة الذكر‪ .‬حيث يندب املجل�س املوظفني الالزمني‬ ‫لأعمال التفتي�ش وهم الذين يعرفون بـ”م�أموري ال�ضبط الق�ضائي ذوي االخت�صا�ص اخلا�ص”‪.‬‬ ‫‪ . 8‬وتهدف ال�ضبطية الق�ضائية يف جمال حماية البيئة �إىل القيام ب�أعمال املراقبة والتفتي�ش و�أخذ العينات و�إجراء‬ ‫القيا�سات والتحاليل الالزمة لإثبات جرائم االعتداء على البيئة وفقا للقوانني واللوائح ال�صادرة يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫فمهام ال�ضبط الق�ضائي يف جمال جرائم االعتداء على البيئة ال تقف عند حد �ضبط اجلرائم البيئية والتو�صل‬ ‫�إىل مرتكبيها فقط‪ ،‬بل متتد لتقدميهم �إىل املحاكمة لينالوا اجلزاء الرادع‪ ،‬من خالل �إلزام القانون ملفت�شي البيئة‬ ‫ب�إر�سال حما�ضر املخالفات �إىل وكيل النيابة املخت�ص خالل مدة زمنية حمددة من قبل القانون من تاريخ �إجراء‬ ‫املعاينة‪ ،‬كما تر�سل هذه املحا�ضر �أي�ضا �إىل املعني بالأمر‪ ،‬وهذا ما مل مينحه امل�شرع البحريني مل�أموري ال�ضبط‬ ‫الق�ضائي يف جمال جرائم االعتداء على البيئة‪ .‬حيث �إن املادة رقم (‪ )28‬ال�سالفة الذكر مل تن�ص على �ضرورة‬ ‫قيام م�أموري ال�ضبط الق�ضائي بالتبليغ عن اجلرائم البيئية يف حال اكت�شافها‪ ،‬وحتريك الدعوى ق�ضائيا‪ ،‬حيث‬ ‫�إن ال�ضرر الناجت عن جرائم البيئة يف كثري من الأحيان غري منح�صر يف �شخ�ص حمدد بذاته‪ ،‬بل من املمكن �أن‬ ‫ت�ضار منها جمموعة من الأ�شخا�ص‪� ،‬أو �أن ي�ضار منها املجتمع ب�أ�سره‪ ،‬وقد ميتد ال�ضرر ليطول الكائنات احلية‬ ‫الأخرى‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫‪ .9‬كما �أن جرائم البيئة تت�سم ب�أنها ال تتوقف عند زمان حمدد �أو مكان معني‪ ،‬فهي قد ت�ستمر وت�ستغرق وقتا طويال‪،‬‬ ‫وتعرب حدود الدول من دون �أن تفلح اجلهود الب�شرية يف وقفها �أو ال�سيطرة عليها‪ ،‬ف�ضال عن �أن مرتكب اجلرمية‬ ‫من املمكن �أن يكون �شخ�صا طبيعيا �أو �شخ�صا معنويا ‪ -‬كاملن�ش�آت وامل�صانع‪� -‬أو جمموعة من الأ�شخا�ص الذين‬ ‫قد يتعذر �أحيانا التو�صل �إليهم ومعرفتهم على وجه التحديد يف حال ت�أخر عملية التبليغ عنهم وتقدميهم �إىل‬ ‫املحاكمة‪.‬‬ ‫‪ .10‬من ناحية �أخرى‪ ،‬ف�إن ال�ضبطية الق�ضائية يف نطاق ت�شريعات حماية البيئة تتميز بطبيعة خا�صة و�أهمية بالغة‬ ‫تعتمدان ب�شكل رئي�س على املوظفني الذين يتم منحهم �صفة ال�ضبطية الق�ضائية‪� .‬إذ يجب �أن يكون ه�ؤالء املوظفون‬ ‫على قدر كبري من الت�أهيل الفني‪ ،‬و�أن يتمتعوا بخربة علمية وعملية فائقة يف املجال البيئي مبا ميكنهم من �أداء‬ ‫املهام املنوطة بهم على الوجه الأمثل‪.‬‬ ‫‪ .11‬كما ي�ستوجب عليهم �أن يكونوا من �أ�صحاب اخلربات ولديهم م�ؤهالت ‪ -‬يف جمال البحث والتحري ور�صد املخالفات‬ ‫ متكنهم من �أداء عملهم على �أح�سن وجه‪ ،‬فيتعني على م�أمور ال�ضبط الق�ضائي �أن يثبت جرائم البيئة التي‬‫يتو�صل �إليها بجميع الأدلة والرباهني املتح�صل عليها ب�شكل قانوين �سليم‪ ،‬و�ضبط اجلرائم التي تقع باملخالفة‬ ‫لأحكام القوانني والقرارات البيئية املتعلقة مبجال عمله‪ ،‬وعليه التقيد بحدود اخت�صا�صه املكاين املحدد له‪،‬‬ ‫وله احلق يف ك�شف اجلرائم بالو�سائل املمكنة كافة طاملا كانت هذه الو�سائل ال ت�ضر بحقوق الأفراد وال تقيد‬ ‫حرياتهم‪� ،‬أي �أن تكون كل الأدلة التي تو�صل �إليها م�أمور ال�ضبط وجميع ما قام به من �إجراءات يف نطاق القانون‬ ‫ومبد�أ امل�شروعية‪.‬‬ ‫‪ .12‬لذا يتعني يف هذه احلالة �إيجاد تدابري ت�شريعية وغري ت�شريعية وعلى ر�أ�سها �إن�شاء نيابة عامة متخ�ص�صة بالبيئة‪،‬‬ ‫بهدف النهو�ض بدور مفت�شي املجل�س الأعلى للبيئة الذين مينحهم القانون حق ال�ضبطية الق�ضائية للقيام بدورهم‬ ‫املن�شود‪.‬‬ ‫متخ�ص�صة‪ ،‬تكون مهمتها حتريك الدعوى با�سم املجتمع �أمام املحاكم املخت�صة‪ ،‬ويكون‬ ‫‪ .13‬والنيابة البيئية هي نيابة‬ ‫ّ‬ ‫اخت�صا�ص النيابة البيئية �شامال جميع �أرا�ضي الدولة ومياهها الإقليمية‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫‪ . 14‬تتوىل النيابة البيئية مالحقة عدد من اجلرائم مثل‪ :‬اجلرائم النا�شئة عن خمالفة �أحكام القوانني البيئية‪ ،‬وال�صحة‬ ‫البيئية‪ ،‬واالعتداء على �أمالك الدولة العامة واخلا�صة‪ ،‬خا�صة الزراعية منها‪ ،‬واجلرائم النا�شئة عن خمالفة‬ ‫قوانني منع التلوث واحلفاظ على الرثوة الزراعية واحليوانية وال�سمكية‪ ،‬واجلرائم النا�شئة عن ا�ستخراج الرمال‬ ‫و�سائر املواد من الأمالك العمومية البحرية ومن قعر البحر‪ ،‬واجلرائم النا�شئة عن خمالفة قوانني املحميات‬ ‫واحلياة الفطرية واحلماية الإجبارية‪ ،‬واجلرائم النا�شئة عن خمالفة قوانني ت�صنيف امل�ؤ�س�سات والرقابة على‬ ‫�سالمة و�صحة املواد التي ت�ؤثر يف �صحة الإن�سان‪ ،‬واجلرائم النا�شئة عن خمالفة قوانني البناء والتنظيم املدين‪.‬‬ ‫‪ .15‬كما �أن م�س�ألة حماية البيئة واحلفاظ على الرثوات الطبيعية ال تقف عند حد �إن�شاء نيابة خمت�صة بالبيئة و�إن�شاء‬ ‫�أجهزة م�ساعدة لها‪ ،‬بل �إنها متتد لت�شمل � ً‬ ‫أي�ضا �إن�شاء دوائر يف املحاكم خمت�صة باجلرائم البيئية‪ ،‬حيث حتتاج‬ ‫هذه املحاكم لتقوم بت�أدية دورها �أن يتم �إعداد الق�ضاة من ناحية معرفتهم بال�صكوك الدولية والت�شريعات‬ ‫الوطنية ذات العالقة باحلقوق البيئية‪.‬‬

‫‪44‬‬


45


46


‫الفصل الثالث‬ ‫دور المؤسسة الوطنية لحقوق اإلنسان في مجال تعزيز وحماية حقوق‬ ‫اإلنسان‬ ‫ ‬

‫متهيد‬

‫ينه�ض دور امل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان من خالل واليتها الد�ستورية �أو الت�شريعية يف جمال “تعزيز وحماية‬ ‫حقوق الإن�سان”‪ ،‬وقد جتلى هذا الدور بو�ضوح يف مبادئ باري�س املتعلقة مبركز امل�ؤ�س�سات الوطنية يف تعزيز وحماية‬ ‫حقوق الإن�سان باعتبارها د�ستور ا لعملها وعن�صرا فاعال وبنا ًء يف تعزيز وحماية حقوق الإن�سان يف منظومة الدولة‪.‬‬ ‫ويتخذ دور هذه امل�ؤ�س�سات يف التعزيز من خالل ن�شر ثقافة حقوق الإن�سان عرب خمتلف الو�سائل املتاحة‪ ،‬منها عقد‬ ‫امل�ؤمترات والدورات التدريبية وور�ش العمل واملحا�ضرات �إىل عامة اجلمهور‪� ،‬أو فئات م�ستهدفة بعينها‪� ،‬إىل جانب‬ ‫التدريب يف جمال حقوق الإن�سان ون�شر وطباعة الن�شرات التثقيفية ذات ال�صلة بعمل امل�ؤ�س�سات الوطنية‪ ،‬حيث �إن‬ ‫االفتقار �إىل املعرفة مببادئ حقوق الإن�سان بني �شرائح املجتمع كافة مدعاة النتهاكها‪ ،‬ذلك �أن تعزيز مفاهيم حقوق‬ ‫الإن�سان ور�سوخ الوعي بها هما �أمر ي�ساهم يف توفري حماية ملجمل تلك احلقوق‪.‬‬ ‫وتعترب حماية حقوق الإن�سان الركيزة الأ�سا�سية املقابلة لدور امل�ؤ�س�سات الوطنية يف تعزيز هذه احلقوق‪ ،‬وقد بدا ذلك‬ ‫بو�ضوح يف “مبادئ باري�س” وبالأخ�ص عندما منحت تلك املبادئ امل�ؤ�س�سات الوطنية اخت�صا�صات �شبة ق�ضائية من‬ ‫خالل �سلطتها يف تلقي ال�شكاوى املتعلقة بحقوق الإن�سان ودرا�ستها و�إحالتها �إىل جهات االخت�صا�ص ومتابعتها‪ ،‬مع‬ ‫تب�صري ذوي ال�ش�أن بالإجراءات الواجبة االتباع وم�ساعدتهم على اتخاذها �أو املعاونة يف ت�سويتها مع اجلهات املعنية‪.‬‬ ‫كما ي�شمل دور امل�ؤ�س�سات الوطنية يف جمال احلماية قيامها بعملية ر�صد لكل ما من �ش�أنه امل�سا�س بحق الأفراد يف‬ ‫التمتع باحلقوق واحلريات العامة املقررة لهم‪� ،‬إذ ت�شكل عملية الر�صد و�سيلة �ضرورية للت�أكد من درجة ومدى احرتام‬ ‫الدولة اللتزاماتها القانونية �أو الدولية ذات ال�صلة بحقوق الإن�سان‪ .‬كما تقت�ضي تلك احلماية قيام امل�ؤ�س�سات الوطنية‬ ‫بالزيارات امليدانية للأماكن التي يحتمل �أن تقع فيها انتهاكات حلقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫وعليه �سوف يتم التطرق يف هذا الف�صل �إىل الدور الذي قامت بها امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال تعزيز وحماية حقوق‬ ‫الإن�سان يف فرعني �أ�سا�سيني‪ :‬يخ�ص�ص الأول منهما لبيان �أن�شطتها يف جمال تعزيز حقوق الإن�سان‪ ،‬يف حني �سيخ�ص�ص ‬ ‫الثاين ال�ستعرا�ض جهودها يف جمال حماية تلك احلقوق‪  .‬‬

‫‪47‬‬


‫الفرع الأول‬ ‫دور امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال تعزيز حقوق الإن�سان‬ ‫‪ .1‬جاءت �أحكام القانون رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان واملعدل باملر�سوم بقانون‬ ‫رقم (‪ )20‬ل�سنة ‪ ،2016‬م�ؤكدة دورها يف جمال تعزيز حقوق الإن�سان‪ ،‬حيث �أقرت املادة رقم (‪ )12‬منه جملة من‬ ‫االخت�صا�صات للم�ؤ�س�سة الوطنية يف �سبيل حتقيق �أهدافها يف هذا املجال‪ ،‬من خالل م�شاركتها يف و�ضع وتنفيذ‬ ‫خطة وطنية لتعزيز حقوق الإن�سان على م�ستوى اململكة‪ ،‬ودرا�سة الت�شريعات والنظم املعمول بها املتعلقة بحقوق‬ ‫الإن�سان والتو�صية بالتعديالت التي تراها منا�سبة‪ ،‬خا�صة فيما يتعلق بات�ساق هذه الت�شريعات مع التزامات‬ ‫اململكة الدولية بحقوق الإن�سان‪ ،‬والتو�صية ب�إ�صدار ت�شريعات جديدة ذات �صلة بحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪� .2‬إىل جانب ذلك‪ ،‬منحت �أحكام القانون امل�ؤ�س�سة الوطنية اخت�صا�صا يف بحث مالءمة الن�صو�ص الت�شريعية‬ ‫والتنظيمية مع املعاهدات الإقليمية والدولية املعنية مب�سائل حقوق الإن�سان‪ ،‬وتقدمي املقرتحات والتو�صيات �إىل‬ ‫ال�سلطات املخت�صة يف كل ما من �ش�أنه تعزيز حقوق الإن�سان‪ ،‬مبا يف ذلك التو�صية باالن�ضمام �إىل االتفاقيات‬ ‫الإقليمية والدولية املعنية ذات ال�صلة‪ ،‬وتقدمي التقارير املوازية‪ ،‬والإ�سهام يف �صياغة ومناق�شة التقارير التي‬ ‫تتعهد اململكة بتقدميها دوريا و�إبداء املالحظات عليها‪ ،‬تطبيقا التفاقيات �إقليمية ودولية خا�صة بحقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫ون�شرها يف و�سائل الإعالم‪ ،‬والتعاون مع الهيئات الوطنية واملنظمات الإقليمية والدولية‪ ،‬وامل�ؤ�س�سات ذات ال�صلة‬ ‫يف البلدان الأخرى املعنية بتعزيز حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪ .3‬كما �أناطت تلك الأحكام بامل�ؤ�س�سة الوطنية يف �سبيل ذلك‪ ،‬عقد امل�ؤمترات وتنظيم الندوات والدورات التثقيفية‬ ‫والتدريبية يف جمال حقوق الإن�سان‪ ،‬و�إجراء البحوث والدرا�سات يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬وامل�شاركة يف املحافل املحلية‬ ‫والدولية‪ ،‬ويف اجتماعات املنظمات الإقليمية والدولية‪ ،‬ف�ضال عن �إ�صدار الن�شرات واملطبوعات والبيانات‬ ‫والتقارير اخلا�صة‪ ،‬وعر�ضها على املوقع الإلكرتوين اخلا�ص بها‪.‬‬ ‫ �إعماال لتلك االخت�صا�صات التي ت�ضمنتها �أحكام القانون‪ ،‬لعبت امل�ؤ�س�سة دورا ن�شيطا يف جمال تعزيز حقوق‬ ‫‪ .4‬‬ ‫الإن�سان من خالل �إقامة عدد من الندوات واملحا�ضرات‪ ،‬و�إبرام مذكرة تفاهم مع �إحدى املنظمات العاملة يف‬ ‫جمال حقوق الإن�سان‪ ،‬كما �أ�سهمت امل�ؤ�س�سة الوطن ّية بدور ف ّعال يف جمال املراجعة الت�شريع ّية بالتعاون مع جمل�س‬ ‫النواب وجمل�س ال�شورى‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �إ�صدارها عددًا من البيانات تزامنـًا مع الأيام �أو املنا�سبات الدول ّية‪� ،‬إىل‬ ‫جانب م�شاركتها الإقليم ّية والدول ّية يف العديد من الندوات وور�ش العمل والدورات التدريب ّية وامل�ؤمترات ذات‬ ‫ال�صلة بعملها‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪48‬‬


‫‪ . 5‬بغر�ض �إثراء اجلانب العلمي واملعريف يف امل�سائل املتعلقة بحقوق الإن�سان لدى اجلمهور‪� ،‬أقامت امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫دورة تدريبية بالتعاون مع اللجنة الوطنية حلقوق الإن�سان يف دولة قطر حول الآليات الإقليمية والدولية املعنية‬ ‫بتعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪� ،‬إذ �شارك فيها عدد من منت�سبي اجلهات الر�سمية واحلكومية ومنظمات املجتمع‬ ‫املدين‪.‬‬ ‫‪ .6‬ا�ستكماال ال�سرتاتيجية وخطة عمل امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال ن�شر ثقافة حقوق الإن�سان والتمتع بها وفق �أف�ضل‬ ‫املمار�سات مبا يتما�شى مع املعايري الدولية عقدت امل�ؤ�س�سة حما�ضرة تعريفية حول حقوق الإن�سان الواردة يف‬ ‫د�ستور مملكة البحرين ودور امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال تعزيز وحماية تلك احلقوق لطلبات مدر�سة ال�شروق‬ ‫الثانوية للبنات‪.‬‬ ‫‪ .7‬يف ذات ال�صدد‪� ،‬أ�سهمت امل�ؤ�س�سة الوطنية وب�شكل ف ّعال يف برنامج “العيادة القانونية حلقوق الإن�سان بجامعة‬ ‫البحرين” لدفعتها ال�ساد�سة‪ ،‬وهو برنامج تدريب عملي لطلبة كلية احلقوق الكت�ساب املهارات يف جمال حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬من خالل تقدمي ور�ش العمل واملحا�ضرات والعرو�ض املرئية من قبل املخت�صني يف امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫كل ح�سب اخت�صا�صه حول دور امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال تعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪ ،‬حيث امتد الربنامج‬ ‫�إىل خم�سة ع�شر �أ�سبوعا تناول اخت�صا�ص امل�ؤ�س�سة يف جمال التعزيز‪� ،‬إىل جانب دورها يف جمال حماية حقوق‬ ‫الإن�سان من خالل بيان �آلية تلقي ال�شكاوى والإجراءات املتعلقة بها‪ ،‬وتقدمي امل�ساعدة وامل�شورة القانونيتني‪� ،‬إىل‬ ‫جانب دورها يف عملية ر�صد انتهاكات حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪ .8‬تفاعال من امل�ؤ�س�سة الوطنية مع الآليات الدولية حلقوق الإن�سان وبالأخ�ص �آلية اال�ستعرا�ض الدوري ال�شامل‪،‬‬ ‫قامت برفع تقريرها مت�ضمنا مالحظاتها حول �أو�ضاع حقوق الإن�سان يف مملكة البحرين �إىل جمل�س حقوق‬ ‫الإن�سان التابع للأمم املتحدة متهيدا ملناق�شة التقرير الدوري الثالث ململكة البحرين �أمام الفريق العامل املعني‬ ‫باال�ستعرا�ض الدوري ال�شامل الذي يعقد �أول جل�ساته يف �شهر فرباير من عام ‪.2017‬‬ ‫‪ . 9‬كما حر�صت امل�ؤ�س�سة الوطن ّية على احل�ضور والتمثيل املحليني �أو اخلارج َّيني يف املحافل الإقليم ّية والدول ّية ذات‬ ‫ال�صلة بعملها واخت�صا�صاتها‪ ،‬من خالل م�شاركتها يف العديد من الندوات وور�ش العمل والدورات التدريب ّية‬ ‫وامل�ؤمترات‪ ،‬فقد �شاركت امل�ؤ�س�سة الوطنية يف ور�شة عمل حول مكافحة االجتار يف الأ�شخا�ص املُنظمة من قبل‬ ‫مركز الأمم املتحدة للتدريب والتثقيف بالتعاون مع ال�شبكة العربية للم�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان واملركز‬ ‫الوطني حلقوق الإن�سان يف اململكة الأردنية الها�شمية‪ ،‬وامل�شاركة يف ور�شة عمل حول الر�صد وتقارير الر�صد ور�صد‬ ‫خطاب الكراهية ودور امل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان‪ ،‬التي نظمتها ال�شبكة العربية للم�ؤ�س�سات الوطنية‬ ‫حلقوق الإن�سان وبالتعاون مع املفو�ضية ال�سامية حلقوق الإن�سان واللجنة العمانية حلقوق الإن�سان‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫م�شاركتها يف برنامج تدريبي يف جامعة نوتنغهام الربيطانية حول حقوق الأطفال‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫‪ .10‬كما �شاركت امل�ؤ�س�سة الوطنية يف دورة تدريبية حول �إن�شاء امل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان وفق مبادئ باري�س‬ ‫ودورها يف النظام الدويل واملنظمة من قبل املكتب الإقليمي ملنتدى �آ�سيا واملحيط الهادئ يف العا�صمة القطرية‬ ‫الدوحة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل م�شاركتها يف �أعمال الدورة احلادية ع�شرة للجنة حقوق الإن�سان العربية املنبثقة عن‬ ‫امليثاق العربي حلقوق الإن�سان التابع جلامعة الدول العربية �أثناء مناق�شة التقرير الدوري الأول املقدم من‬ ‫اجلمهورية اجلزائرية حول �أو�ضاع حقوق الإن�سان فيها‪.‬‬ ‫‪ .11‬ي�ضاف �إىل ذلك‪ ،‬قيام امل�ؤ�س�سة الوطنية بامل�شاركة يف اجتماعات الدورة رقم (‪ )33‬ملجل�س حقوق الإن�سان التابع‬ ‫للأمم املتحدة‪ ،‬حيث قدمت وعلى هام�ش فعاليات االجتماع حما�ضرة تعريفية للم�شاركني تناولت دور امل�ؤ�س�سة‬ ‫الوطنية يف تعزيز وحماية حقوق الإن�سان على ال�صعيد االقت�صادي واالجتماعي والثقايف يف مملكة البحرين‪ ،‬كما‬ ‫�شاركت يف االجتماع ال�سنوي احلادي والع�شرين ملنتدى �آ�سيا واملحيط الهادئ الذي عقد يف العا�صمة التايلندية‬ ‫بانكوك‪ ،‬وامل�شاركة يف �أعمال امل�ؤمتر ال�سنوي التا�سع والع�شرين للتحالف العاملي للم�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق‬ ‫الإن�سان الذي عقد يف جنيف ب�سوي�سرا‪.‬‬ ‫‪ .12‬كما �شاركت امل�ؤ�س�سة الوطنية يف اجتماع اجلمعية العامة الثالث ع�شر لل�شبكة العربية للم�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق‬ ‫الإن�سان يف العا�صمة العمانية م�سقط‪� ،‬إىل جانب م�شاركتها يف املالحظة على االنتخابات الت�شريعية يف كل من‬ ‫اململكة املغربية‪ ،‬واململكة الأردنية الها�شمية‪� ،‬إ�ضافة �إىل م�شاركتها يف الور�شة التدريبية حول �أدوات الر�صد‬ ‫واملتابعة حلقوق ال�صحة الإجنابية اخلا�صة بامل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان‪ ،‬التي �أقامها �صندوق الأمم‬ ‫املتحدة لل�سكان‪ ،‬واملكتب الإقليمي للمفو�ضية ال�سامية حلقوق الإن�سان يف ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا يف‬ ‫عمان بالأردن‪.‬‬ ‫‪� .13‬إ�ضافة �إىل امل�شاركة يف ور�شة عمل حول حقوق العمال‪ ،‬التي �أقامها املكتب الإقليمي ملنتدى �آ�سيا واملحيط الهادئ‬ ‫بالعا�صمة القطرية الدوحة‪ ،‬كما �شاركت يف م�ؤمتر “املناخ ‪ COP 22‬وامل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫حول دور امل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان يف عملية ر�صد �أهداف التنمية امل�ستدامة وااللتزامات مبوجب‬ ‫اتفاق باري�س ب�ش�أن تغري املناخ” الذي �أقيم مبراك�ش باململكة املغربية بدعوة من املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان‬ ‫باململكة املغربية‪ ،‬وامل�شاركة يف ور�شة عمل حول كتابة التقارير املوازية للجنة حقوق الإن�سان العربية املنظم من‬ ‫قبل ال�شبكة العربية للم�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان بالأمانة العامة جلامعة الدول العربية يف القاهرة‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫‪ .14‬كما نظمت امل�ؤ�س�سة الوطنية و�شاركت يف الكثري من الفعاليات وور�ش العمل والندوات املحلية ذات �صلة مبوا�ضيع‬ ‫تهدف �إىل تعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪� ،‬أقامتها جهات ر�سمية وجمعيات وطنية خمتلفة‪ ،‬مثل ور�شة عمل حول ‬ ‫كتابة التقارير املتعلقة بتفتي�ش ال�سجون‪ ،‬وور�شة عمل بعنوان “منهجية التحليل الرباعي (‪ )SWOT‬والتخطيط‬ ‫اال�سرتاتيجي من �أجل التنمية الق�ضائية”‪ ،‬وور�شة عمل حول �آلية ت�سلُّم ال�شكاوى والتعامل معها‪ ،‬وور�شة عمل حول‬ ‫قانون اجلن�سية وحق املر�أة يف منحها جن�سيتها لأبنائها‪ ،‬ودورة تدريبية حول �شرح احلقوق التقاعدية واملزايا‪،‬‬ ‫ودورة تدريبية حول الآليات الإقليمية والدولية املعنية بتعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪ ،‬ودورة تدريبية حول الهجرة‬ ‫املختلطة واللجوء‪.‬‬ ‫‪� .15‬إ�ضافة اىل قيام امل�ؤ�س�سة الوطنية ‪ -‬يف �سبيل توطيد �أوا�صر التعاون مع املنظمات ومراكز التدريب العاملة يف جمال‬ ‫حقوق الإن�سان ‪ -‬ب�إبرام مذكرة تفاهم مع املعهد العربي حلقوق الإن�سان لغر�ض اال�ستفادة من برامج املعهد‬ ‫يف بناء القدرات الوطنية يف جمال حقوق الإن�سان وفق املعايري الدولية ذات ال�صلة‪ ،‬حيث بلغ جمموع ما وقعته‬ ‫امل�ؤ�س�سة الوطنية من مذكرات تفاهم مع اجلمعيات ومنظمات املجتمع املدين واجلهات الر�سمية �سواء يف اململكة‬ ‫�أو خارجها زهاء ثالثني (‪ )30‬مذكرة تفاهم حتى نهاية عام ‪ .2016‬‬

‫‪51‬‬


‫الفرع الثاين‬ ‫دور امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال حماية حقوق الإن�سان‬ ‫‪ . 1‬ت�ؤكد �أحكام القانون رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان املعدل باملر�سوم بقانون رقم‬ ‫(‪ )20‬ل�سنة ‪ ،2016‬دور امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال حماية حقوق الإن�سان‪ ،‬من خالل تلقي ال�شكاوى املتعلقة بحقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬والقيام بالزيارات امليدانية لر�صد �أو�ضاع حقوق الإن�سان يف �أماكن االحتجاز‪.‬‬ ‫‪ . 2‬حيث ن�صت املادة رقم (‪ )12‬من ذات القانون يف الفقرة (هـ) منها على �أن للم�ؤ�س�سة الوطنية اخت�صا�صا بـ “ر�صد‬ ‫حاالت انتهاكات حقوق الإن�سان‪ ،‬و�إجراء التق�صي الالزم‪ ،‬وتوجيه انتباه اجلهات املخت�صة �إليها مع تقدمي‬ ‫املقرتحات التي تتعلق باملبادرات الرامية �إىل و�ضع حد لهذه احلاالت‪ ،‬وعند االقت�ضاء �إبداء الر�أي ب�ش�أن‬ ‫موقف تلك اجلهات وردود �أفعالها”‪ ،‬كما ن�صت الفقرة (و) منها على �سلطتها يف “تلقي ال�شكاوى املتعلقة‬ ‫بحقوق الإن�سان ودرا�ستها والبحث فيها و�إحالة ما ترى امل�ؤ�س�سة �إحالته منها �إىل جهات االخت�صا�ص مع‬ ‫متابعتها ب�شكل فعال‪� ،‬أو تب�صري ذوي ال�ش�أن بالإجراءات الواجبة االتباع وم�ساعدتهم على اتخاذها‪� ،‬أو املعاونة‬ ‫يف ت�سويتها مع اجلهات املعنية”‪.‬‬ ‫‪ .3‬فيما يتعلق بالزيارات امليدانية ك�إحدى و�سائل الر�صد املمنوحة للم�ؤ�س�سة الوطنية‪ ،‬فقد ن�صت الفقرة (ز) من‬ ‫املادة رقم (‪ )12‬منه على واليتها يف “القيام بالزيارات امليدانية املعلنة وغري املعلنة‪ ،‬لر�صد �أو�ضاع حقوق‬ ‫الإن�سان يف امل�ؤ�س�سات الإ�صالحية و�أماكن االحتجاز والتجمعات العمالية والدور ال�صحية والتعليمية‪� ،‬أو �أي‬ ‫مكان عام �آخر ي�شتبه يف �أن يكون موقعا النتهاك حقوق الإن�سان”‪ .‬وهي اخت�صا�صات ت�صب يف جمملها يف‬ ‫الدور الذي ت�ضطلع به امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال حماية حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪ .4‬ي�أتي ذلك الن�ص ت�أكيدا على �ضرورة التو�سع يف االخت�صا�صات يف جمال حماية حقوق الإن�سان على نحو يتفق‬ ‫واملقررات الدولية يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬كما �أن احلماية املطلوبة يجب �أال تقت�صر على تلقي ال�شكاوى فح�سب‪ ،‬بل‬ ‫متتد �إىل القيام بعملية تتبع ومراقبة احلالة التي تكون عليها و�ضعية حقوق الإن�سان وتوثيقها مبختلف الو�سائل‬ ‫وال�سبل‪ ،‬ذلك �أن عملية الر�صد �ضرورية للت�أكد من درجة ومدى احرتام الدولة اللتزاماتها القانونية �أو الدولية‬ ‫ذات ال�صلة بحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪� .5‬إعماال لتلك االخت�صا�صات التي ت�ضمنتها �أحكام القانون‪ ،‬فقد لعبت امل�ؤ�س�سة الوطنية دورا ن�شيطا يف جمال حماية‬ ‫حقوق الإن�سان‪ ،‬حيث تفاعلت مع بع�ض الأحداث التي �ألقت بظاللها على حقوق الإن�سان و�أ�صدرت عدة بيانات يف‬ ‫منا�سبات منف�صلة‪ ،‬حيث �أبدت يف �أحدها �أ�سفها البالغ لوفاة رجل و�إ�صابة �آخرين من �أفراد ال�شرطة‪ ،‬معربة عن‬ ‫تعازيها وموا�ساتها لذوي املتويف وامل�صابني‪ ،‬ومبدية ا�ستنكارها يف ذات الوقت ال�ستخدام العنف �ضد ال�شرطة‪،‬‬

‫‪52‬‬


‫ودعت �أفراد املجتمع �إىل اليقظة وعدم االجنرار وراء دعوات العنف والتم�سك ب�أدوات العمل ال�سلمي والدفاع عن‬ ‫املطالب امل�شروعة بالو�سائل القانونية املتاحة التي كفلها القانون‪� ،‬إىل جانب التم�سك بالوحدة الوطنية وتعزيز‬ ‫قيم التعاي�ش ال�سلمي بني الفئات واملكونات يف املجتمع البحريني‪ ،‬كما دعت اجلهات املخت�صة �إىل �ضرورة تطبيق‬ ‫القانون مبا يحد من اللجوء �إىل العنف والعمل على ت�شجيع العمل ال�سلمي يف ممار�سة حرية الر�أي واحلق يف‬ ‫التعبري‪ ،‬مع مراعاة حقوق املتهم القانونية التي كفلها د�ستور مملكة البحرين والت�شريعات الوطنية والدولية ذات‬ ‫ال�صلة‪.‬‬ ‫‪ .6‬كما �أ�صدرت بيانا ا�ستنكرت فيه التفجري الذي �أدى �إىل وفاة مواطنة و�إ�صابة ثالثة �أطفال كانوا برفقتها يف‬ ‫ال�سيارة‪ ،‬معرب ًة عن موا�ساتها لأ�سرة الفقيدة‪ ،‬وداعي ًة جميع �أطياف املجتمع �إىل اليقظة وعدم االجنرار وراء‬ ‫دعوات العنف‪ ،‬وتعزيز قيم التعاي�ش ال�سلمي يف املجتمع‪.‬‬ ‫‪ .7‬ويف �ش�أن حق الأفراد يف اخل�صو�صية‪� ،‬أ�صدرت امل�ؤ�س�سة الوطنية بيانا ثمنت فيه توجيه �صاحب ال�سمو امللكي‬ ‫رئي�س الوزراء �إىل اجلهات املخت�صة بو�ضع الت�شريعات املنا�سبة التي متنع انتهاك خ�صو�صية الأفراد وذلك عرب‬ ‫اال�ستخدام امل�سيء لو�سائل التوا�صل االجتماعي �أو �أية و�سيلة �أخرى من دون موافقة ذوي ال�ش�أن �أو تخويل منهم‪ ،‬‬ ‫ومبا ال يراعي حقوق الأفراد وينتهك حرماتهم‪ ،‬معتربة �أن توجيه �سموه الكرمي ل�سن ت�شريعات ترمي �إىل حفظ‬ ‫خ�صو�صية الأفراد هو توجيه يعك�س مدى حر�ص احلكومة على الدفع بجهود مملكة البحرين نحو ت�أكيد احرتامها‬ ‫الدائم حلقوق الإن�سان‪ ،‬م�ؤكدة �أن احلق يف اخل�صو�صية هو حق �أ�سا�سي من حقوق الإن�سان‪ ،‬وعن�صر �أ�سا�سي يف‬ ‫املجتمع الدميقراطي‪.‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫ يف ذات ال�سياق املتعلق بحماية حقوق الإن�سان‪ ،‬ح�ضرت امل�ؤ�س�سة الوطنية عددًا من جل�سات املحاكمات التي‬ ‫كان لها �صدى يف ال�ش�أن العام‪ ،‬منها ح�ضور جل�سات حماكمة الأمني العام جلمعية �سيا�سية‪ ،‬كما ح�ضرت خم�س‬ ‫جل�سات متعلقة بالدعوى الإدارية امل�ستعجلة املقامة من قبل وزارة العدل وال�ش�ؤون الإ�سالمية والأوقاف �ضد �إحدى‬ ‫اجلمعيات ال�سيا�سية حل ّلها وت�صفية �أموالها و�أيلولتها �إىل خزانة الدولة‪ ،‬وذلك الرتكابها �أعماال باملخالفة للقانون‬ ‫رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪ 2005‬يف �ش�أن اجلمعيات ال�سيا�سية‪ ،‬م�ؤكدة �أن احلق يف املحاكمة العادلة يعترب معيارا من معايري‬ ‫القانون الدويل حلقوق الإن�سان يهدف �إىل حماية الأ�شخا�ص من انتقا�ص حقوقهم املتعلقة مبراكزهم القانونية‬ ‫�أمام اجلهة الق�ضائية‪ ،‬وركيزة جوهرية من ركائز املحاكمة العادلة املن�صو�ص عليه يف ال�صكوك الدولية بد ًءا‬ ‫من الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‪� ،‬إذ ن�صت املادة (‪ )11/1‬منه على �أن “‪ ...‬ت�ؤمن له (�أي اخل�صم) فيها‬ ‫ال�ضمانات ال�ضرورية للدفاع عنه”‪ ،‬وتاله العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية يف املادة (‪14/3-‬‬ ‫ب) منه على “�أن ُيعطى من الوقت ومن الت�سهيالت ما يكفيه لإعداد دفاعه ‪ ،”...‬وجاء الد�ستور لي�ؤكد �أي�ضا‬ ‫حق الدفاع يف املادة (‪/20‬ج) منه على �أن “‪ ...‬ت�ؤمن له فيها ال�ضمانات ال�ضرورية ملمار�سة حق الدفاع ‪.”...‬‬

‫‪53‬‬


‫‪ .9‬ر�صدت امل�ؤ�س�سة الوطنية �أي�ضا يف �أربع منا�سبات خمتلفة‪� ،‬سواء عرب �شبكات التوا�صل االجتماعي �أو ال�صحف‬ ‫املحلية‪� ،‬أو�ضاع النزالء يف مركز �إ�صالح وت�أهيل النزالء‪ ،‬حيث تعلقت �إحداها بادعاءات تعر�ض نزالء يف مركز‬ ‫�إ�صالح وت�أهيل النزالء بوجود حاالت ت�سمم ب�سبب الطعام املقدم لهم‪ ،‬وعلى �إثر ذلك �أجرت امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫ممثلة يف جلنة ال�شكاوى والر�صد واملتابعة توا�صال مع املعنيني يف املركز وتبني عدم �صحة تلك االدعاءات‪ ،‬‬ ‫و�أخرى تعلقت بادعاء �إلقاء القب�ض على متهم من دون اتباع الإجراءات القانونية وحرمانه من التوا�صل مع‬ ‫العامل اخلارجي‪ ،‬وقد قامت امل�ؤ�س�سة باتخاذ الالزم حيث مت التوا�صل من قبل اللجنة املذكورة مع اجلهات املعنية‬ ‫حمكومني‬ ‫وانتهى الأمر بتوا�صل املتهم مع ذويه و�إبالغهم مبكان وجوده‪ ،‬كما تعلقت حالتا ر�صد بادعاء حرمان‬ ‫َ‬ ‫من تلقي العالج والرعاية ال�صحية املنا�سبة‪ ،‬وقد توا�صلت اللجنة �أي�ضا مع اجلهة املعنية ب�ش�أنهما ومتابعة‬ ‫حالتهما‪.‬‬ ‫‪ .10‬كما ر�صدت امل�ؤ�س�سة �أي�ضا خربا يف �إحدى ال�صحف املحلية يتعلق بتعطيل معاملة مواطنة من قبل �إحدى اجلهات‬ ‫الر�سمية ب�سبب غياب امل�س�ؤول‪ ،‬مما �أدى �إىل م�سا�س ببع�ض حقوقها الأ�سا�سية‪ ،‬حيث توا�صلت امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫عن طريق جلنة ال�شكاوى والر�صد واملتابعة مع الأطراف املعنية ومتت ت�سوية الأمر‪.‬‬ ‫‪ .11‬على �صعيد احلق يف التعليم وتوفري بيئة مدر�سية �آمنة للطفل‪ ،‬ر�صدت امل�ؤ�س�سة عرب ال�صحف املحلية حالة اعتداء‬ ‫من قبل �أحد املعلمني على طالب يف املرحلة الإعدادية م�سببا له ك�سرا يف �ضر�سه‪ ،‬وعلى �إثر ذلك قامت امل�ؤ�س�سة‬ ‫الوطنية مبخاطبة اجلهات املعنية التي با�شرت الإجراءات القانونية املتبعة يف هذا ال�ش�أن واتخاذ الإجراءات‬ ‫الالزمة‪.‬‬ ‫‪ .12‬كما ر�صدت امل�ؤ�س�سة الوطنية عرب و�سائل التوا�صل االجتماعي وال�صحافة املحلية‪� ،‬إىل جانب تلقيها �شكاوى و�صل‬ ‫عددها �إىل خم�س و�أربعني (‪ )45‬ت�ضمنت ادعاء ذوي بع�ض املحبو�سني احتياطيا يف مركز احلب�س االحتياطي‬ ‫(احلو�ض اجلاف) وجود �إجراءات �أمنية حتول دون قدرتهم على االلتقاء املبا�شر مع املوقوفني �أثناء عملية‬ ‫الزيارة ب�سبب وجود حاجز زجاجي بينهم‪ ،‬وعلى �إثر ذلك قامت امل�ؤ�س�سة وبتعاون م�شكور من قبل وزارة الداخلية‬ ‫ب�إجراء زيارة للمركز للوقوف على حقيقة االدعاء‪ ،‬حيث التقى وفد امل�ؤ�س�سة الوطنية ممثال بلجنة ال�شكاوى‬ ‫والر�صد واملتابعة مع �إدارة املركز التي �أو�ضحت �أن الإجراء املتبع مت تقريره مل�صلحة املوقوفني ولدواعي منع‬ ‫دخول املواد املحظورة‪ ،‬حيث مت �ضبط عدد من احلاالت مت فيها �إدخال مواد خمدرة �أو �آالت حادة‪ ،‬مع وجود‬ ‫نظام ي�سمح للموقوف باالختالء بذويه يف غرفة خا�صة وفق �ضوابط حمددة‪ ،‬وقد قامت اللجنة بتقدمي تو�صيات‬ ‫باتخاذ �إجراءات منا�سبة و�أكرث مرونة ت�ضمن عدم امل�سا�س بحق املوقوفني يف التوا�صل املبا�شر من خالل الزيارة‪،‬‬ ‫والنهو�ض بعملية تثقيف النزالء وذويهم بالأنظمة والإجراءات املتبعة يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫‪ . 13‬يف �إطار والية امل�ؤ�س�سة الوطنية يف جمال حماية حقوق الإن�سان‪ ،‬لعبت امل�ؤ�س�سة دورا ن�شيطا يف جمال تلقي‬ ‫ال�شكاوى املتعلقة بحقوق الإن�سان على اختالفها ودرا�ستها و�إحالة ما ترى �إحالته �إىل جهات االخت�صا�ص مع‬ ‫متابعتها ب�شكل فعال �أو تب�صري ذوي ال�ش�أن بالإجراءات الواجبة االتباع وم�ساعدتهم على اتخاذها �أو املعاونة‬ ‫يف ت�سويتها مع اجلهات املعنية‪ ،‬حيث تعاملت امل�ؤ�س�سة الوطنية خالل عام ‪ 2016‬مع عدد مائة واثنتني وثالثني‬ ‫(‪� )132‬شكوى تنوعت م�ضامينها من حيث احلقوق املدعى وقوع االنتهاك فيها‪.‬‬ ‫‪ . 14‬فقد بلغ عدد ال�شكاوى املتعلقة باحلقوق املدنية وال�سيا�سية عدد مائة و�ستة ع�شرة (‪� )116‬شكوى‪ ،‬كان ن�صيب‬ ‫ال�شكاوى املتعلقة باحلق يف ال�سالمة اجل�سدية واملعنوية عدد �ست وع�شرين �شكوى‪ ،‬وعدد ثمانية وع�شرين �شكوى‬ ‫متعلقة باحلق يف احلرية والأمان ال�شخ�صي‪� ،‬أما بالن�سبة �إىل ال�شكاوى املتعلقة باحلق يف التمتع ب�ضمانات‬ ‫املحاكمة العادلة‪ ،‬فقد بلغت عدد �أربع و�أربعني �شكوى‪ ،‬يف حني تلقت امل�ؤ�س�سة الوطنية ت�سع �شكاوى ب�ش�أن احلق‬ ‫يف الإقامة والتنقل‪ ،‬وثماين �شكاوى متعلقة باحلق يف عدم التمييز يف التمتع باحلقوق واحلريات‪ ،‬و�شكوى واحدة‬ ‫تتعلق باحلق يف تلقي الأجر‪.‬‬ ‫‪� .15‬أما ب�ش�أن ال�شكاوى املتعلقة باحلقوق االقت�صادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬فقد بلغ جمموع ما تلقته امل�ؤ�س�سة‬ ‫الوطنية فيها عدد احدى وع�شرين (‪� )21‬شكوى‪ ،‬حيث كان ن�صيب ال�شكاوى املتعلقة باحلق يف التعليم عدد�أربع‬ ‫�شكاوى‪ ،‬و�شكويني للحق يف ال�صحة‪ ،‬وعدد �ست �شكاوى للحق يف العمل‪ ،‬وت�سع �شكاوى للحق يف م�ستوى معي�شي‬ ‫الئق‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫ر�سم بياين رقم (‪)1‬‬ ‫عدد ال�شكاوى التي ت�سلمتها امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫واملتعلقة باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‬ ‫‪45‬‬

‫‪44‬‬

‫احلق يف ال�سالمة اجل�سدية واملعنوية‬ ‫احلق يف احلرية والأمان ال�شخ�صي‬ ‫احلق يف التمتع ب�ضمانات املحاكمة ‪28‬‬ ‫العادلة‬ ‫احلق يف الإقامة والتنقل‬ ‫احلق يف الأجر‬ ‫احلق يف عدم التمييز يف‪9‬التمتع باحلقوق‬ ‫‪8‬‬ ‫واحلريات العامة‬

‫‪44‬‬

‫‪40‬‬

‫‪40‬‬

‫‪35‬‬

‫‪35‬‬

‫‪30‬‬

‫‪26‬‬

‫‪28‬‬

‫‪26‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪15‬‬

‫‪0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪9‬‬

‫‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫ر�سم بياين رقم (‪)2‬‬ ‫عدد ال�شكاوى التي ت�سلمتها امل�ؤ�س�سة الوطنية‬ ‫واملتعلقة باحلقوق االقت�صادية واالجتماعية والثقافية‬

‫‪9‬‬

‫احلق يف ال�صحة‬ ‫احلق يف التعليم‬ ‫احلق يف العمل‬ ‫احلق يف ال�سكن‬

‫‪56‬‬

‫‪9‬‬

‫‪6‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫‪45‬‬

‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫‪8‬‬

‫‪8‬‬

‫‪7‬‬

‫‪7‬‬

‫‪6‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬


‫ر�سم بياين رقم (‪)3‬‬ ‫عدد ال�شكاوى الواردة على امل�ؤ�س�سة الوطنية يف عام ‪2016‬‬ ‫يف خمتلف احلقوق املدنية وال�سيا�سية �أو االقت�صادية واالجتماعية والثقافية‪،‬‬ ‫�أو املو�ضوعات الأخرى التي ال تندرج حتت �أي فئة من تلك احلقوق‬

‫‪ 116‬املدنية وال�سيا�سية‬ ‫احلقوق‬ ‫احلقوق االقت�صادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫‪21‬‬ ‫‪120‬‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪40‬‬

‫‪60‬‬

‫‪116‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪0120‬‬

‫‪20‬‬

‫‪80‬‬

‫‪100‬‬

‫‪40‬‬

‫‪60‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬

‫ر�سم تو�ضيحي رقم (‪)4‬‬ ‫عدد ال�شكاوى التي تلقتها امل�ؤ�س�سة الوطنية خالل الأعوام‬ ‫(‪)2016-2015-2014-2013-2012-2011‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪137‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪66‬‬

‫‪88‬‬

‫‪26‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪140‬‬

‫‪120‬‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪0‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪57‬‬


‫‪ . 16‬عودا على �أحكام القانون رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان وتعديله‪ ،‬يف املادة رقم‬ ‫(‪ )12‬الفقرة (و) منه التي منحتها �إىل جانب �سلطة تلقي ال�شكاوى‪ ،‬تقدمي امل�ساعدة القانونية‪ ،‬من خالل تب�صري‬ ‫ذوي ال�ش�أن بالإجراءات الواجبة االتباع وم�ساعدتهم على اتخاذها‪� ،‬أو املعاونة يف ت�سويتها مع اجلهات املعنية‪،‬‬ ‫ف�إن امل�ؤ�س�سة الوطنية تتخذ دورا يف تقدمي امل�ساعدة القانونية للأفراد �أو �أي جهة‪� ،‬سواء كان ذلك مبنا�سبة تقدمي‬ ‫�شكوى تبني عدم اخت�صا�ص امل�ؤ�س�سة الوطنية يف نظرها‪� ،‬أو عند طلب تلك امل�ساعدة القانونية ابتدا ًء‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل التب�صري بالإجراءات الواجبة االتباع وامل�ساعدة على اتخاذها قبل اللجوء �إىل امل�ؤ�س�سة الوطنية‪ ،‬مع بيان‬ ‫�ضرورة ا�ستنفاد جميع �سبل االنت�صاف والتظلم الإداري �أو القانوين ح�سب الأحوال‪� ،‬أو القيام بتقدمي بالغ لدى‬ ‫اجلهات الأمنية املخت�صة‪� ،‬أو التوجه �إىل جهة �أخرى ذات اخت�صا�ص �أ�صيل يف نظر الطلب‪.‬‬ ‫‪ .17‬يف هذا ال�صدد‪ ،‬ورد على امل�ؤ�س�سة الوطنية عدد مائة وخم�سة و�أربعني (‪ )145‬طلبا للم�ساعدة وامل�شورة القانونيتني‪،‬‬ ‫كان بع�ضها متعلقا مب�سائل �أو نزاعات �شخ�صية بني الأفراد‪� ،‬أو مو�ضوعات منظورة �أمام جهة حتقيق ق�ضائية �أو‬ ‫�إدارية‪� ،‬أو تتعلق بطلب الإفراج عن حمكومني �أو موقوفني �أو النظر يف �صحة ثبوت االتهام من عدمه‪� ،‬أو موا�ضيع‬ ‫ال ينعقد للم�ؤ�س�سة اخت�صا�ص يف نظرها كونها وقعت خارج احلدود الإقليمية للمملكة‪ ،‬وقد جرى التوا�صل مع‬ ‫اجلهات املعنية يف بع�ضها لدواع �إن�سانية رغم عدم انعقاد االخت�صا�ص للم�ؤ�س�سة يف نظرها‪.‬‬

‫جدول يو�ضح عدد ال�شكاوى وطلبات امل�ساعدة القانونية‬ ‫الواردة على امل�ؤ�س�سة الوطنية يف عام ‪2016‬‬ ‫ال�شهر‬ ‫ينايـ ــر‬ ‫فربايـ ــر‬ ‫م ــار�س‬ ‫�أبريـ ــل‬ ‫مايـ ـ ـ ــو‬ ‫يونيـ ــو‬ ‫يوليو‬ ‫�أغ�سط�س‬ ‫�سبتمرب‬ ‫�أكتوبر‬ ‫نوفمرب‬ ‫املجموع‬

‫عدد طلبات امل�ساعدة عدد ال�شكاوى‬

‫طفل دون‬ ‫‪� 16‬سنة‬

‫‪10‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪20‬‬

‫‪*16‬‬

‫‪61‬‬

‫‪60‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪13‬‬

‫‪*9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪*7‬‬

‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪16‬‬

‫‪*22‬‬

‫‪32‬‬

‫‪27‬‬

‫‪4‬‬

‫‪1‬‬

‫‪13‬‬

‫‪*28‬‬

‫‪30‬‬

‫‪28‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪10‬‬

‫‪*13‬‬

‫‪27‬‬

‫‪20‬‬

‫‪7‬‬

‫‪-‬‬

‫‪18‬‬

‫‪10‬‬

‫‪12‬‬

‫‪8‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪17‬‬

‫‪14‬‬

‫‪14‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪13‬‬

‫‪11‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪11‬‬

‫‪-‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪145‬‬

‫‪137‬‬

‫‪214‬‬

‫‪190‬‬

‫‪17‬‬

‫‪7‬‬

‫*بع�ض ال�شكاوى تقدم بها فرد واحد �إال انها تت�ضمن �أكرث من �شاكي‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫جمموع عدد‬ ‫امل�شتكني‬

‫رجل‬

‫الفئات‬ ‫امر�أة‬


59


60


‫الفصل الرابع‬ ‫قضايا رئيسة ذات تأثير مباشر في أوضاع حقوق اإلنسان‬

‫متهيد‬

‫تعترب حالة حقوق الإن�سان كغريها من احلاالت التي تت�أثر بالظروف واملتغريات التي تطر�أ على املجتمع‪� ،‬سواء تلك‬ ‫املتغريات التي ت�أخذ طابعا �إيجابيا يرتقي ب�أو�ضاع حقوق الإن�سان يف الدولة‪� ،‬أو طابعا �سلبيا يجعل تلك احلقوق عر�ضة‬ ‫لالنتهاك‪ ،‬وقد تكون تلك الظروف واملتغريات نتيجة �أحداث �أمن ّية �أو �سيا�س ّية �أو اقت�صاد ّية �أ�صابت املجتمع يف كيانه‪،‬‬ ‫�أو نتيجة خمالفات وجتاوزات �أ�صابته يف مقدراته ومكت�سباته‪.‬‬ ‫وعليه‪� ،‬سوف يتناول هذا الف�صل خم�سة �أفرع‪ ،‬يتناول الفرع الأول �أو�ضاع حقوق الإن�سان يف اململكة‪ ،‬والفرع الثاين‬ ‫حول �ضمانات املحاكمة العادلة ودور حمكمة التمييز يف ذلك‪ ،‬ويتناول الفرع الثالث احلق يف العمل للعمالة الوافدة‬ ‫واملنزلية‪ ،‬يف حني ارتكز الفرع الرابع من هذا الف�صل على العقوبات البديلة غري ال�سالبة للحرية‪ ،‬و�أخ ًريا تناول الفرع‬ ‫اخلام�س حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة واملعوقات التي تواجههم كونهم من الفئات الأوىل بالرعاية يف املجتمع‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪61‬‬


‫الفرع الأول‬ ‫�أو�ضاع حقوق الإن�سان يف مملكة البحرين‬ ‫‪ .1‬يخ�ضع م�ؤ�شر �أو�ضاع حقوق الإن�سان يف �أي منظومة خا�ضعة ملبد�أ �سيادة القانون ملعيارين رئي�سني‪ ،‬الأول‪ :‬يتمثل‬ ‫يف �ضرورة �أن تكون الت�شريعات النافذة متوائمة مع املعايري واملقررات الدولية حلقوق الإن�سان‪ ،‬والثاين‪ :‬وجوب‬ ‫�أن تكون املمار�سات العملية يف قيام ال�سلطات العامة ب�إعمال حقوق الإن�سان من�سجمة وتلك املعايري واملقررات‪.‬‬ ‫‪ .2‬لذا‪� ،‬سيتم يف هذا الفرع ا�ستعرا�ض �أهم القوانني �أو املرا�سيم بقوانني ال�صادرة خالل النطاق الزمني للتقرير ومدى‬ ‫ان�سجامها واملقررات الدولية ذات ال�صلة بحقوق الإن�سان‪ ،‬ومرئيات امل�ؤ�س�سة الوطنية التي قدمتها �إىل ال�سلطتني‬ ‫الت�شريعية والتنفيذية‪� ،‬إىل جانب ا�ستعرا�ض املمار�سات العملية لبع�ض احلقوق من خالل ما ت�سلمته امل�ؤ�س�سة‬ ‫الوطنية من �شكاوى‪.‬‬ ‫‪ .3‬على �صعيد الت�شريعات الوطنية‪ ،‬ر�صدت امل�ؤ�س�سة الوطنية �صدور جملة من الت�شريعات الوطنية ذات ال�صلة يف‬ ‫بع�ض جوانبها بحقوق الإن�سان‪ ،‬حيث �إنه وا�ستقراء لتلك الت�شريعات تبني مواءمتها مع �أحكام الد�ستور واملعايري‬ ‫الدولية مبا يعزز حقوق الإن�سان املدنية وال�سيا�سية �أو االقت�صادية واالجتماعية والثقافية يف منظومة الدولة‪.‬‬ ‫‪ .4‬من تلك الت�شريعات التي جاءت متوائمة مع املعايري الدولية والتي من �ش�أنها االرتقاء بحالة حقوق الإن�سان يف‬ ‫اململكة �صدور القانون رقم (‪ )9‬ل�سنة ‪ 2016‬ب�ش�أن املوا�صفات واملقايي�س‪ ،‬حيث يهدف القانون وب�شكل �أ�سا�سي‬ ‫�إىل املحافظة على ال�صحة وال�سالمة العامة للم�ستهلك وحمايته من الغ�ش والغنب مع �ضمان جودة ال�سلع وف ًقا‬ ‫للموا�صفات القيا�سية‪.‬‬ ‫‪ . 5‬ت�شيد امل�ؤ�س�سة الوطنية ب�صدور القانون رقم (‪ )13‬ل�سنة ‪ 2016‬بتعديل بع�ض �أحكام القانون رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪2005‬‬

‫ب�ش�أن اجلمعيات ال�سيا�سية‪ ،‬واملت�ضمن عدم جوازية اجلمع بني ع�ضوية االنتماء للجمعيات ال�سيا�سية واعتالء‬ ‫املنرب الديني �أو اال�شتغال بالوعظ واخلطابة‪ ،‬وعدم جواز اجلمع بني املنرب الديني والعمل ال�سيا�سي يف جميع‬ ‫الأحوال‪.‬‬

‫‪ .6‬فيما يتعلق باحلقوق ال�سيا�سية‪ ،‬فقد �صدر القانون رقم (‪ )14‬ل�سنة ‪ 2016‬بتعديل بع�ض �أحكام املر�سوم بقانون‬ ‫رقم (‪ )14‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�ش�أن مبا�شرة احلقوق ال�سيا�سية‪ ،‬واملت�ضمن ت�شديد و�إيراد عدد من الأفعال اجلرمية‬ ‫ذات ال�صلة مببا�شرة احلقوق ال�سيا�سية‪ ،‬التي يف جوهرها جرائم �شددت العقوبة عليها مبا يوفر حماية كربى‬ ‫ت�صب يف م�صلحة العملية االنتخابية‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫‪ .7‬يف جمال حماية احلقوق املدنية االقت�صادية‪� ،‬صدرت جملة من الت�شريعات التي من �ش�أنها خلق بيئة اقت�صادية‬ ‫وا�ستثمارية تعزز املعامالت املدنية والتجارية وتعود بالنفع على االقت�صاد العام للمملكة‪ ،‬والتي من بينها �صدور ‬ ‫القانون رقم (‪ )18‬ل�سنة ‪ 2016‬ب�ش�أن �شركات اال�ستثمار املحدودة‪ ،‬واملر�سوم بقانون رقم (‪ )27‬ل�سنة ‪2016‬‬ ‫بتعديل بع�ض �أحكام قانون م�صرف البحرين املركزي وامل�ؤ�س�سات املالية ال�صادر بالقانون رقم (‪ )64‬ل�سنة ‪،2006‬‬ ‫واملر�سوم بقانون رقم (‪ )22‬ل�سنة ‪ 2016‬ب�ش�أن �شركات اخلاليا املحمية‪ ،‬واملر�سوم بقانون رقم (‪ )23‬ل�سنة ‪2016‬‬ ‫ب�ش�أن ال ُع َهد‪.‬‬ ‫‪ .8‬وفيما يتعلق بالآراء اال�ست�شارية التي قدمتها امل�ؤ�س�سة الوطنية �إىل جمل�سي النواب وال�شورى �أو تلك التي رفعتها‬ ‫ابتداء كمقرتحات �إىل جمل�س الوزراء‪ ،‬فان تعديل املر�سوم بقانون رقم (‪ )3‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�ش�أن انتخاب �أع�ضاء‬ ‫املجال�س البلدية‪ ،‬واملت�ضمن ت�شديد العقوبات املقررة للجرائم االنتخابية املن�صو�ص عليها يف املادة رقم (‪ )30‬من‬ ‫املر�سوم بقانون رقم (‪ )3‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�ش�أن انتخاب �أع�ضاء املجال�س البلدية‪ ،‬خل�ص ر�أي امل�ؤ�س�سة الوطنية فيه‬ ‫�إىل �أن التعديالت املقرتحة ال متثل انتهاكا حلقوق الإن�سان وفقا ملا �أوردته ال�صكوك الدولية حلقوق الإن�سان ذات‬ ‫ال�صلة‪ ،‬وهو مازال منظو ًرا �أمام اللجنة املخت�صة مبجل�س ال�شورى‪.‬‬ ‫‪ .9‬بخ�صو�ص ر�أي امل�ؤ�س�سة الوطنية اال�ست�شاري حول م�شروع قانون بتعديل بع�ض �أحكام قانون الإجراءات اجلنائية‬ ‫ال�صادر باملر�سوم بقانون رقم (‪ )46‬ل�سنة ‪ ،2002‬املعد يف �ضوء االقرتاح بقانون املقدم من جمل�س النواب‪ ،‬فقد‬ ‫جاء قرار جمل�س ال�شورى متف ًقا مع ما ق�ضى به جمل�س النواب برف�ض م�شروع القانون من حيث املبد�أ‪ ،‬رغم �أن‬ ‫امل�ؤ�س�سة الوطنية و�أثناء �إبداء مرئياتها حول م�شروع القانون ارت�أت �أن هناك جوانب ميكن تعديلها يف القانون‬ ‫ليوفر �ضمانات قانونية ت�ستقيم و�أحكام الد�ستور واالتفاقيات الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫‪ .10‬فيما يتعلق باالقرتاح بقانون بتعديل املادتني (‪ )27‬و(‪ )41‬من �أحكام القانون رقم (‪ )18‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إ�صدار‬ ‫قانون م�ؤ�س�سة الإ�صالح والت�أهيل‪ ،‬و االقرتاح بقانون بتعديل بع�ض �أحكام القانون رقم (‪ )37‬ل�سنة ‪ 2012‬ب�إ�صدار‬ ‫قانون الطفل‪ ،‬و املقرتح بقانون بتعديل ن�ص املادة (‪ 127‬مكر ًرا) من املر�سوم بقانون رقم (‪ )46‬ل�سنة ‪2002‬‬ ‫ب�إ�صدار قانون الإجراءات اجلنائية‪ ،‬االقرتاح بقانون بتعديل بع�ض املواد من القانون رقم (‪ )23‬ل�سنة ‪2014‬‬ ‫ب�إ�صدار قانون املرور‪ ،‬فهي مو�ضوعات ما زالت منظورة �أمام اللجان املخت�صة مبجل�س النواب‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫‪� .11‬أما ب�شان املقرتح الذي قامت امل�ؤ�س�سة الوطنية برفعه �إىل جمل�س الوزراء حول تعديل ن�ص الفقرة (‪ )2‬من املادة‬ ‫رقم (‪ )21‬من القانون رقم (‪ )74‬ل�سنة ‪ 2006‬ب�ش�أن رعاية وت�أهيل وت�شغيل املعوقني‪ ،‬الذي يهدف �إىل ت�شديد‬ ‫العقوبة على القائم برعاية املعوق يف حالة الإهمال اجل�سيم الذي �إما �أن يكون فعال متعمدا دون �أن تتجه النية‬ ‫�إىل �إحداث نتيجة الوفاة ولكنه ي�ؤدي بحياة ال�شخ�ص املعوق �إىل الوفاة‪ ،‬و�إما �أن يكون واقعا من امل�شتغلني يف‬ ‫رعاية املعوق الذين تفر�ض عليهم �أ�صول املهنة بذل واجب احليطة واحلذر يف �إيالء املعاق رعاية خا�صة‪ ،‬فانه ال‬ ‫يزال قيد النظر لدى اجلهات املعنية‪� ،‬إذ �إنه تعديل مل ي�ؤخذ به حتى حينه‪.‬‬ ‫‪ .12‬ا�ستقراء لواقع املمار�سة العملية حلقوق الإن�سان‪ ،‬ومن خالل ما تلقته امل�ؤ�س�سة الوطنية من �شكاوى ملختلف احلقوق‬ ‫املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬ف�إن الإح�صاءات ت�شري �إىل تلقي امل�ؤ�س�سة الوطنية يف عام ‪ 2016‬عدد مائة و�ستة ع�شرة‬ ‫(‪� )116‬شكوى‪ ،‬مقارنة بعدد ثمان وخم�سني (‪� )58‬شكوى يف عام ‪ ،2015‬يف حني كان ن�صيب احلقوق االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية عدد احدى وع�شرين (‪� )21‬شكوى يف عام ‪ ،2016‬مقارنة بعدد ثماين (‪� )8‬شكاوى يف عام‬ ‫‪.2015‬‬

‫‪ .13‬فقد تبني ازدياد �أعداد ال�شكاوى التي تلقتها امل�ؤ�س�سة الوطنية خالل هذا العام عن العام املا�ضي‪� ،‬إال �أن ذلك ال‬ ‫ميكن اعتباره م�ؤ�شرا على تراجع �أو�ضاع حقوق الإن�سان يف اململكة‪ ،‬وال على عدم متتع الأفراد مبختلف احلقوق‬ ‫واحلر ّيات العامة‪ ،‬و�إمنا يدل على زيادة الثقة بامل�ؤ�س�سة يف قيامها بالأعمال املنوطة بها‪ ،‬و�سعيها احلثيث بتقدمي‬ ‫كل ما من �ش�أنه تعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫الفرع الثاين‬ ‫�ضمانات املحاكمة العادلة‪ :‬دور حمكمة التمييز‬

‫‪ُ .1‬يع ّد احلق يف املحاكمة العادلة معيارا من معايري القانون الدويل حلقوق الإن�سان‪ ،‬يهدف �إىل حماية الأ�شخا�ص ‬ ‫من انتقا�ص حقوقهم املتعلقة مبراكزهم القانونية �أمام اجلهة الق�ضائية منذ حلظة القب�ض عليهم‪ ،‬و�أثناء‬ ‫احتجازهم قبل تقدميهم �إىل املحاكمة و�أثناءها‪ ،‬حتى �آخر مراحل املحاكمة يف اال�ستئناف �أو التمييز‪ ،‬وال ميكن‬ ‫اعتبار املحاكمة عادلة‪� ،‬أو م�شهودًا لها بالعدل �إال �إذا توافر لها �شرطان على الأقل‪� ،‬أولهما‪� :‬أن ت�سرت�شد �إجراءات‬ ‫املحاكمة كلها من بدايتها �إىل نهايتها بالد�ستور والت�شريعات املحل ّية املنظمة لعملها‪ ،‬وال�صكوك التي و�ضعها‬ ‫املجتمع الدويل‪ ،‬ثانيهما‪� :‬أن تقوم �سلطة ق�ضائية م�ستقلة وحمايدة بتطبيق هذه الإجراءات املنظمة لها‪.‬‬ ‫‪ .2‬كفل د�ستور مملكة البحرين هذا احلق يف املادة رقم (‪ )20‬منه‪ ،‬التي �أ�شارت �إىل جمموعة من ال�ضمانات‪ ،‬كمبد�أ‬ ‫ال�شرعية ب�أن ال جرمية وال عقوبة �إال بنا ًء على قانون‪ ،‬وعدم املعاقبة على الأفعال ال�سابقة على العمل بالقانون‬ ‫املج ّرم له‪ ،‬كما تناولت �شخ�صية العقوبة وافرتا�ض قرينة الرباءة حتى ثبوت الإدانة يف حماكمة قانون ّية ت�ؤمن‬ ‫فيها كل ال�ضمانات ال�ضرورية ملمار�سة حق الدفاع يف جميع مراحلها‪� ،‬إىل جانب حظر التعذيب ماديا كان �أو‬ ‫معنويا‪.‬‬ ‫‪ .3‬على �صعيد ال�صكوك الدولية‪ ،‬ف�إن احلق يف التمتع ب�ضمانات املحاكمة العادلة قد �أوجد له �إطارا من احلماية يف‬ ‫املادة رقم (‪ )14‬من العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية الذي ان�ضمت �إليه حكومة مملكة البحرين‬ ‫مبوجب القانون رقم (‪ )56‬ل�سنة ‪ ،2006‬حيث �أوردت جمموعة من ال�ضمانات تكاد تكون �شاملة جلميع مراحل‬ ‫املحاكمة‪ ،‬وحتديدا ما �أوردته الفقرة (‪ )5‬من ذات املادة التي ن�صت على �أنه‪“ :‬لكل �شخ�ص �أدين بجرمية حق‬ ‫اللجوء‪ ،‬وفقا للقانون‪� ،‬إىل حمكمة �أعلى كيما تعيد النظر يف قرار �إدانته ويف العقاب الذي ُحكم به عليه”‪.‬‬ ‫‪ .4‬تعترب حمكمة التمييز باعتبارها �أعلى هيئة يف النظام الق�ضائي‪ ،‬حمكمة قانون تخت�ص يف نظر �صحة الإجراءات‬ ‫املتبعة �أثناء الف�صل يف الدعاوى وقانونية النتائج التي انتهت �إليها املحاكم االبتدائية �أو اال�ستئنافية‪ ،‬ذلك �أن‬ ‫مهمة هذه املحكمة تقت�صر على نظر �صحة الأحكام ال�صادرة عن املحاكم العادية و�أنها مبنية على �إجراءات‬ ‫قانونية �صحيحة �صدرت طبقا للقانون‪ ،‬فهي ال تعيد النظر يف مو�ضوع الدعوى وال تتدخل يف وقائعها‪.‬‬ ‫‪ .5‬نظمت �أحكام املر�سوم بقانون رقم (‪ )8‬ل�سنة ‪ 1989‬ب�إ�صدار قانون حمكمة التمييز وتعديالته �إن�شاء املحكمة‬ ‫وت�شكيلها واخت�صا�صاتها والطعون املقدمة �أمامها يف الأحوال املدنية والتجارية والأحوال ال�شخ�صية لغري‬ ‫امل�سلمني واملواد اجلزائية‪ ،‬لت�ضيف مزيدا من احلماية للحق يف التمتع ب�ضمانات املحاكمة العادلة من خالل‬ ‫�إعمال املادة (‪ )14‬الفقرة (‪ )5‬من العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫‪� .6‬إعماال لدور امل�ؤ�س�سة الوطنية يف ر�صد �أو�ضاع حقوق الإن�سان املتعلقة بحقوق املتهم يف جمال �إقامة العدل الوارد يف‬ ‫قانون �إن�شائها وحتديدا يف املادة رقم (‪ )12‬يف الفقرة (هـ)‪ ،‬فقد تابعت �صدور بع�ض من الأحكام عن حمكمة‬ ‫التمييز التي ق�ضت فيها ب�إلغاء الأحكام ال�صادرة من حماكم اال�ستئناف‪ ،‬ومنها نق�ضها لأحد الأحكام ال�صادرة‬ ‫يف دعوى مت�صلة بالقانون رقم (‪ )58‬ل�سنة ‪ 2006‬ب�ش�أن حماية املجتمع من الأعمال الإرهابية وتعديالته الذي‬ ‫انتهت فيه حمكمة اال�ستئناف بال�سجن ع�شر �سنوات للمتهمني‪ ،‬وذلك ملخالفته للثابت يف الأوراق ومعيب بالق�صور‬ ‫يف الت�سبيب على نحو يوجب نق�ضه و�إعادته �إىل ذات املحكمة التي �أ�صدرته لتحكم يف الدعوى من جديد‪.‬‬ ‫‪ .7‬كما ر�صدت امل�ؤ�س�سة الوطنية �صدور حكمني ملحكمة التمييز ق�ضت فيهما ب�إعادة الدعويني �إىل حمكمة اال�ستئناف‬ ‫لتق�ضي فيهما من جديد‪ ،‬وذلك يف الدعويني املعروفتني با�سم ق�ضيتي “ال�سهلة”‪ ،‬و“الديه” اللتني �صدرت فيهما‬ ‫�أحكام لبع�ض املتهمني بالإعدام‪ ،‬حيث جتلى وبو�ضوح حياد ونزاهة وا�ستقاللية حمكمة التمييز من خالل نق�ضها‬ ‫للحكمني املذكورين و�إعادة النظر فيهما من جديد ليكونا متفقني وال�ضمانات القانونية املقررة‪.‬‬ ‫‪ . 8‬ويف مو�ضوع �آخر ر�صدت امل�ؤ�س�سة الوطنية احلكم ال�صادر عن حمكمة التمييز ب�ش�أن الطعن املقدم من �أمني عام‬ ‫�إحدى اجلمعيات ال�سيا�سية الذي ق�ضى بنق�ض حكم حمكمة اال�ستئناف و�إعادته �إىل ذات املحكمة التي �أ�صدرته‬ ‫لتحكم يف الدعوى من جديد‪.‬‬ ‫‪ .9‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬ترى امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن ما ج�سدته حمكمة التمييز هو �إر�ساء ملبادئ العدالة والإن�صاف‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي ي�ستحق الإ�شادة بال�سلطة الق�ضائية‪ ،‬والإعراب عن عظيم التقدير واالحرتام لدورها باعتبارها �إحدى �أبرز‬ ‫ال�ضمانات الد�ستورية يف جمال �إعمال و�ضمان التمتع باحلقوق واحلريات العامة‪ .‬وتتمنى امل�ؤ�س�سة الوطنية على‬ ‫امل�شتغلني واملهتمني والباحثني يف جمال �إنفاذ القانون والعدالة الأخذ واال�سرت�شاد باملبادئ التي تر�سيها حمكمة‬ ‫التمييز يف خمتلف املو�ضوعات ذات ال�صلة بحقوق الإن�سان لغر�ض التطبيق ال�صحيح لأحكام القانون ومبا يتفق‬ ‫وااللتزامات الدولية ململكة البحرين ذات ال�صلة‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫ ‬

‫الفرع الثالث‬ ‫احلق يف العمل‪ :‬حقوق العمالة املنزلية والوافدة‬ ‫‪ُ . 1‬يع ّد احلق يف العمل �أحد �أهم حقوق الإن�سان على اختالفها‪ ،‬الذي يحتاج �إىل مقومات متكن الأفراد من ممار�سته‪،‬‬ ‫حيث ال ميكن متتع الفرد مب�ستوى معي�شي الئق من دون وجود مقومات‪� ،‬أه ّمها احلق يف العمل باعتباره حقا‬ ‫تقت�ضيه الكرامة الإن�سان ّية وي�ستوجبه اخلري العام يف املجتمع وفق �أ�س�س اقت�صادية وقواعد العدالة االجتماع ّية‬ ‫بني �أطراف العمل‪.‬‬ ‫ن�صت على �أن‪� “ :‬أ‪ .‬العمل واجب على‬ ‫‪ .2‬كفل د�ستور مملكة البحرين احلق يف العمل يف املادة رقم (‪ )13‬التي ّ‬ ‫كل مواطن‪ ،‬تقت�ضيه الكرامة وي�ستوجبه اخلري العام‪ ،‬ولكل مواطن احلق يف العمل ويف اختيار نوعه وفقا‬ ‫للنظام العام والآداب‪ .‬ب‪ .‬تكفل الدولة توفري فر�ص العمل للمواطنني وعدالة �شروطه‪ .‬ج‪ .‬ال يجوز فر�ض‬ ‫عمل �إجباري على �أحد �إال يف الأحوال التي يعينها القانون ل�ضرورة قومية ومبقابل عادل‪� ،‬أو تنفيذا حلكم‬ ‫ق�ضائي‪ .‬د‪ .‬ينظم القانون‪ ،‬على �أ�س�س اقت�صاد ّية مع مراعاة قواعد العدالة االجتماع ّية‪ ،‬العالقة بني الع ّمال‬ ‫و�أ�صحاب الأعمال”‪.‬‬ ‫‪ .3‬على م�ستوى الت�شريع الوطني‪ ،‬جاء القانون رقم (‪ )19‬ل�سنة ‪ 2006‬ب�ش�أن تنظيم �سوق العمل لينظم عمل الأجانب‬ ‫الوافدين بهدف العمل وك�سب الرزق‪ ،‬وجاء قانون العمل يف القطاع الأهلي رقم (‪ )36‬ل�سنة ‪ 2012‬لينظم العالقة‬ ‫بني العامل ورب العمل‪ ،‬مب ّي ًنا حقوق والتزامات كل منهما يف مواجهة الآخر على نحو ي�ضمن متتع العامل باحلقوق‬ ‫واالمتيازات والتدابري القانون ّية املنا�سبة‪ ،‬كما �صدر قرار وزارة العمل والتنمية االجتماعية رقم (‪ )4‬ل�سنة ‪2006‬‬ ‫ب�ش�أن �إلزام �أ�صحاب الأعمال يف القطاع الأهلي بتحويل رواتب عمالهم �إىل البنوك‪ ،‬والقانون رقم (‪ )1‬ل�سنة‬ ‫‪ 2008‬ب�ش�أن مكافحة الإجتار يف الأ�شخا�ص‪ ،‬والذي ت�ضمن بع�ض �أحكامه �ضرورة توفري احلماية للعمال الأجانب‬ ‫الذين تعر�ضوا جلرمية االجتار يف الأ�شخا�ص‪ ،‬من خالل توفري احلماية القانونية لهم ودرء ال�ضرر الناجت عن‬ ‫ذلك من خالل جلنة ت�سمى “جلنة تقييم و�ضعية ال�ضحايا الأجانب لالجتار يف الأ�شخا�ص”‪.‬‬ ‫‪� . 4‬أما على م�ستوى ال�صكوك الدول ّية‪ ،‬فقد تناول احلق يف العمل العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق االقت�صاد ّية‬ ‫واالجتماع ّية والثقاف ّية‪ ،‬الذي ان�ضمت �إليه حكومة مملكة البحرين مبوجب القانون رقم (‪ )10‬ل�سنة ‪ 2007‬يف‬ ‫املادتني رقمي (‪ ،)7 ،6‬التي �أ�شارتا �إىل اعرتاف الدول الأطراف يف هذا العهد بحق الفرد يف العمل على نحو‬ ‫يختاره ويقبله بحر ّية‪ ،‬على �أن يتمتع جميع الع ّمال بالأجر املن�صف ومكاف�أة مت�ساوية لدى ت�ساوي قيمة العمل من‬ ‫دون �أي متييز‪ ،‬ومنح املر�أة �شروط عمل ال تكون �أدنى من تلك التي يتمتع بها الرجل‪ ،‬وتقا�ضيها �أج ًرا ي�ساوي �أجر‬ ‫الرجل عند ت�ساوي العمل‪ ،‬ومن دون �إغفال متتع الع ّمال باحلق يف اال�سرتاحة و�أوقات الفراغ والتحديد املعقول‬ ‫ل�ساعات العمل والإجازات الدورية املدفوعة الأجر‪ ،‬واملكاف�أة عن �أيام العطل الر�سم ّية‪ ،‬مع مراعاة �إيجاد ظروف‬ ‫عمل تكفل ال�سالمة وال�صحة املهنية الآمنة‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫‪� .5‬إن ان�ضمام مملكة البحرين �إىل منظمة العمل الدول ّية مبوجب املر�سوم رقم (‪ )9‬ل�سنة ‪ 1977‬هو ما حدا بها الح ًقا‬ ‫�إىل االن�ضمام �إىل جمموعة من االتفاق ّيات ذات ال�صلة باحلق يف العمل و�صل جمموعها �إىل ع�شر اتفاقيات‪ ،‬حيث‬ ‫ان�ضمت حكومة مملكة البحرين مبوجب املر�سوم رقم (‪ )5‬ل�سنة ‪� 1981‬إىل كل من اتفاق ّيات منظمة العمل الدول ّية‬ ‫رقم (‪ )14‬ل�سنة ‪ 1921‬ب�ش�أن تطبيق الراحة الأ�سبوعية يف املن�ش�آت ال�صناعية‪ ،‬ورقم (‪ )29‬ل�سنة ‪ 1930‬ب�ش�أن‬ ‫ال�سخرة �أو العمل الإجباري‪ ،‬ورقم (‪ )81‬ل�سنة ‪ 1947‬ب�ش�أن تفتي�ش العمل يف ال�صناعة والتجارة‪ ،‬ورقم (‪ )89‬ل�سنة‬ ‫‪ 1948‬ب�ش�أن ت�شغيل الن�ساء يف ال�صناعة ليال‪ ،‬وتال ذلك ت�صديقها �أو ان�ضمامها �إىل جمموعة من االتفاق ّيات‪،‬‬ ‫كاالتفاقية رقم (‪ )105‬ل�سنة ‪ 1957‬يف �ش�أن �إلغاء العمل اجلربي مبوجب املر�سوم رقم (‪ )7‬ل�سنة ‪ ،1998‬و�أعقب‬ ‫ذلك ان�ضمامها �إىل االتفاق ّية رقم (‪ )159‬ل�سنة ‪ 1983‬اخلا�صة بالت�أهيل املهني والعمالة (املعوقون) مبوجب‬ ‫املر�سوم بقانون رقم (‪ )17‬ل�سنة ‪ ،1999‬كما �صدقت احلكومة على االتفاق ّية رقم (‪ )11‬ل�سنة ‪ 1985‬اخلا�صة‬ ‫بالتمييز يف اال�ستخدام واملهنة مبوجب املر�سوم رقم (‪ )11‬ل�سنة ‪ ،2000‬وقد ان�ضمت مبوجب املر�سوم بقانون‬ ‫رقم (‪ )12‬ل�سنة ‪� 2001‬إىل االتفاق ّية رقم (‪ )182‬ل�سنة ‪ 1999‬ب�ش�أن حظر �أ�سو�أ �أ�شكال عمل الأطفال والإجراءات‬ ‫الفور ّية للق�ضاء عليها‪ ،‬واالتفاق ّية رقم (‪ )155‬ل�سنة ‪ 1981‬ب�ش�أن ال�سالمة وال�صحة املهنيتني وبيئة العمل وذلك‬ ‫مبوجب القانون رقم (‪ )25‬ل�سنة ‪ ،2009‬حيث كان �آخر تلك االتفاق ّيات التي ان�ضمت �إليها حكومة مملكة البحرين‬ ‫االتفاق ّية رقم (‪ )138‬ل�سنة ‪ 1973‬ب�ش�أن احلد الأدنى ل�سن اال�ستخدام‪ ،‬مبوجب القانون رقم (‪ )1‬ل�سنة ‪،2012‬‬ ‫حيث �إن ت�صديق �أو ان�ضمام حكومة مملكة البحرين �إىل اتفاق ّيات منظمة العمل الدول ّية ال�سالفة الذكر ي�ش ّكل‬ ‫التزاما من قبلها باملعايري الدول ّية ذات العالقة باحلق يف العمل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ .6‬تكري�سا ملبد�أ امل�ساواة والكرامة الإن�سانية بني جميع العمال ومن بينهم العمالة املنزلية والوافدة‪ ،‬وذلك على‬ ‫قدم امل�ساواة مع العمالة الوطنية من دون متييز بينهم �سواء على �أ�سا�س اجلن�س �أو الدين �أو اللون �أو اللغة �أو‬ ‫العقيدة �أو الأ�صل‪ ،‬فقد �أ�صبحت احلاجة ملحة �إىل وجود منظومة قانونية تكفل لهاتني الفئتني العي�ش الكرمي‬ ‫واحلماية الالزمة �ضد �أي خطر قد يتعر�ضون له‪� ،‬إذ يجب االعرتاف لهم مبجموعة من احلقوق واالمتيازات‬ ‫على امل�ستويات كافة‪ ،‬ال تختلف عن تلك التي تتمتع بها العمالة الوطنية‪ ،‬وال �سيما يف جمال احلماية االجتماعية‬ ‫والقانونية والأمنية وال�صحية الالزمة‪.‬‬ ‫‪ . 7‬هذه امل�ساواة يف املعاملة ت�أتي من�سجمة مع القيم واملبادئ التي تنطوي عليها املعايري الدولية حلقوق الإن�سان‬ ‫والتي ترتجمها د�ساتري الدول وت�شريعاتها على اختالفها‪ ،‬ت�أ�سي�سا على �أهمية الإن�سان بو�صفة الرثوة احلقيقية‬ ‫والعن�صر الأ�سا�سي يف الإنتاج ب�صرف النظر عن كونه مواط ًنا �أم �أجنب ًّيا‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫‪ .8‬كما �أن احلماية القانونية املفرت�ض تقدميها �إىل هاتني الفئتني من خالل �سن الت�شريعات املنظمة �إمنا جتد‬ ‫�أ�سا�سها يف الت�صدي ملنع وقوع جرمية االجتار يف الأ�شخا�ص‪ ،‬كونها ت�ستهدف فئة من الب�شر �أجربتهم ظروف‬ ‫معينة على �أن يكونوا يف مركز قانوين واجتماعي �ضعيف‪ ،‬من خالل ممار�سات تقع عليهم من قبل �آخرين يف‬ ‫مركز قانوين واجتماعي �أقوى‪.‬‬ ‫‪ .9‬تقوم العالقة بني العمالة املنزلية و�أ�صحاب العمل على �أ�سا�س عالقة العمل ب�أجر‪ ،‬ولهذا فهي على وجه العموم‬ ‫لي�ست ذات طبيعة خمتلفة عن غريها من العالقات القانونية الواردة على �أنواع العمل الأخرى‪َ ،‬ب ْيد �أن هناك‬ ‫نوعا من “ اخل�صو�صية” التي تنطوي على هذه العالقة‪ ،‬مردها �إىل طبيعة اخلدمة التي ي�ؤديها العامل املنزيل‬ ‫ً‬ ‫�إىل �صاحب العمل‪ ،‬وهي خدمة “�شخ�صية” مبا�شرة �أم غري مبا�شرة‪ ،‬تت�صل يف الكثري من احلاالت ب�شخ�ص ‬ ‫املخدوم‪ ،‬مما ين�شئ عالقة تتجاوز يف م�ضمونها “ �شكلها القانوين” لت�صبح ذات طابع �إن�ساين‪ ،‬مما يعزز الكثري‬ ‫من االعتبارات الأدبية ال�ضابطة للعالقة الثنائية خارج �إطار ال�ضوابط القانونية املح�ضة‪ ،‬ف�ضال عن طبيعة‬ ‫املكان الذي ت�ؤدى فيه اخلدمة‪ ،‬بكل ما يرتتب على كونه مكانا خا�صا‪ ،‬ال يجوز لغري �أ�صحابه مبقت�ضى �أخالقيات‬ ‫املنظومة القيمية ال�سائدة يف املجتمع بكل مكوناتها حق دخوله‪ ،‬ولعل هذه اخل�صو�صية بركيزتيها املذكورتني‪،‬‬ ‫تعد الأ�سا�س الذي يقوم عليه القول بوجوب معاجلة العالقة القانونية بني عمال اخلدمة املنزلية و�أ�صحاب عملهم‬ ‫معاجلة “ ا�ستثنائية”‪ ،‬تتنا�سب مع خ�صو�صيتها‪.‬‬ ‫‪ . 10‬وملا كانت �أحكام قانون العمل يف القطاع الأهلي النافذ وال�صادر مبوجب القانون رقم (‪ )36‬ل�سنة ‪ 2012‬قد ا�ستثنت‬ ‫خدم املنازل ومن يف حكمهم من اخل�ضوع له‪ ،‬عدا بع�ض املواد التي تناولت بع�ض احلقوق‪ ،‬الأمر الذي ي�ستلزم‬ ‫وجود ت�شريع ينظم �ش�ؤونهم و�ش�ؤون مكاتب اال�ستقدام وحقوق والتزامات كل طرف‪ ،‬ومما ي�ؤكد �أهم ّية وجود‬ ‫ت�شريع ينظم �ش�ؤون هذه الفئة هو التزايد امللحوظ حلاالت الهروب‪ ،‬حيث بلغ متو�سط بالغات الهروب امل�سجلة‬ ‫لدى وزارة العمل والتنمية االجتماعية خالل الأعوام (‪ )2015 ،2014‬ما يقارب خم�سمائة وثالثة و�ستني (‪)563‬‬ ‫عامل �سنويا‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫‪ .11‬بالرجوع �إىل �أحكام القانون رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية وتعديله‪ ،‬جند �أن املادة رقم (‪)12‬‬

‫يف الفقرة (ب) منها �أقرت �صراحة �أن تخت�ص امل�ؤ�س�سة الوطنية بـ “درا�سة الت�شريعات والنظم املعمول بها يف‬ ‫اململكة املتعلقة بحقوق الإن�سان والتو�صية بالتعديالت التي تراها منا�سبة‪ ،‬خا�صة فيما يتعلق بات�ساق هذه‬ ‫الت�شريعات مع التزامات اململكة الدولية بحقوق الإن�سان‪ ،‬كما يكون لها التو�صية ب�إ�صدار ت�شريعات جديدة‬ ‫ذات �صلة بحقوق الإن�سان”‪ ،‬يف حني ن�صت الفقرة (ج) من ذات املادة على اخت�صا�صها يف “بحث مالءمة‬ ‫الن�صو�ص الت�شريعية والتنظيمية باملعاهدات الإقليمية والدولية املعنية مب�سائل حقوق الإن�سان‪ ،‬وتقدمي‬ ‫املقرتحات والتو�صيات �إىل ال�سلطات املخت�صة فيما كل ما من �ش�أنه تعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫التو�صية باالن�ضمام �إىل االتفاقيات الإقليمية والدولية املعنية بحقوق الإن�سان”‪� ،‬إذ �إن هذه االخت�صا�صات‬ ‫هي انعكا�س ملا ت�ضمنته مبادئ باري�س واملالحظات العامة للجنة الفرعية املعنية باالعتماد(‪ )SCA‬بالتحالف‬ ‫العاملي للم�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان (‪.)GANHRI‬‬

‫‪ .12‬وتفعيال لهذا االخت�صا�ص‪ ،‬فقد قامت امل�ؤ�س�سة الوطنية يف عام ‪ 2015‬ب�إبداء مرئياتها على م�شروع قانون ب�ش�أن‬ ‫العاملني يف املنازل‪ ،‬املعد يف �ضوء االقرتاح بقانون املقدم من جمل�س النواب‪ ،‬الذي مت بيانه تف�صيال يف التقرير‬ ‫ال�سنوي الثالث للم�ؤ�س�سة الوطنية لعام ‪ ،2015‬حيث اقت�صرت مرئياتها حول �أحكام م�شروع القانون حمل البيان‬ ‫م�سا�سا �أو ت�أث ًريا يف حقوق الإن�سان وحرياته الأ�سا�سية‪ ،‬ودعت امل�ؤ�س�سة‬ ‫على الن�صو�ص القانونية التي ارت�أت �أن لها ً‬ ‫الوطنية يف ذات ال�سياق �إىل �ضرورة الإ�سراع يف �سن ت�شريعات من �ش�أنها تنظيم ومعاجلة �ش�ؤون العمالة املنزلية‬ ‫تت�ضمن حقوق والتزامات الأطراف ذات العالقة‪.‬‬ ‫‪ .13‬على �صعيد مت�صل‪ ،‬ف�إن للعمالة الوافدة احلق يف التمتع بالعديد من احلقوق املنبثقة من مبد�أ امل�ساواة‪ ،‬ومن‬ ‫�أهمها جملة احلقوق القانونية والق�ضائية‪ ،‬التي يقع من بينها حق امل�ساواة يف اال�ستخدام دومنا متييز‪ ،‬لت�شمل‬ ‫امل�ساواة بذلك جميع الآثار املرتتبة على عقد العمل �سواء تعلقت بحقوق العامل �أو تعلقت بالتزاماته جتاه �صاحب‬ ‫العمل‪ ،‬كما متتد �آثار عدم التمييز املرتتب على عقد العمل �إىل التزامات �صاحب العمل جتاه العامل ب�إلزامه‬ ‫بالوفاء مب�ستحقاته وتوفري بيئة عمل �صاحلة له‪� ،‬إ�ضافة �إىل عوامل الأمن وال�سالمة وال�صحة املهنية واخلدمات‬ ‫االجتماعية وغريها‪.‬‬ ‫‪ .14‬وت�شيد امل�ؤ�س�سة الوطنية مبوافقة جمل�س الوزراء على ا�ستحداث نظام جديد ي�سمى “ت�صريح العمل املرن ”الذي‬ ‫يوفر بديال قانونيا ال�ستخدام العمالة غري النظامية‪ ،‬حيث �ستتوىل هيئة تنظيم �سوق العمل �إ�صدار الت�صاريح‬ ‫الالزمة للعامل الأجنبي ملدة �سنتني مت ّكنه من العمل امل�ؤقت لدى �أي �صاحب عمل �أو فرد يف �أي مهنة ال تتطلب‬ ‫ترخي�صا احرتافيا ملزاولتها‪ ،‬وقد �صرح رئي�س هيئة تنظيم �سوق العمل ب�أن “ت�صريح العمل املرن” ‪ -‬الذي‬

‫‪70‬‬


‫�سيدخل حيز التنفيذ يف عام ‪� - 2017‬سيتيح جماال جديدً ا �أمام العمالة الوافدة لت�صحيح �أو�ضاعها وفق �إطار‬ ‫تنظيمي جديد‪ ،‬تتوىل فيه الهيئة �إدراج العمالة غري النظامية �ضمن النظام ووفق �شروط ت�ضمن حقوق جميع‬ ‫�أطراف العمل‪ ،‬و�سي�سمح هذا النظام للعامل بااللتحاق ب�أي �صاحب عمل �سواء �سجل جتاري �أو فردي‪ ،‬وبالتعاقد‬ ‫املبا�شر امل�ؤقت‪ ،‬كما مينح لأي �صاحب عمل �إمكانية التعاقد مع العامل املرن ب�صورة كلية �أو جزئية وبنظام‬ ‫ال�ساعات �أو الأيام �أو الأ�سابيع‪.‬‬ ‫‪ .15‬تقدم وزارة العمل والتنمية االجتماعية عددا من اخلدمات العمالية الهادفة اىل توفري الدعم القانوين للعمال‪ ،‬منها‬ ‫التفتي�ش والرقابة على املن�ش�آت املختلفة ل�ضمان تنفيذ �أحكام قانون العمل يف القطاع الأهلي من قبل �أ�صحاب‬ ‫الأعمال‪ ،‬كما مت و�ضع �أق�سام تعنى بتقدمي خدمات مبا�شرة للعمال مثل ق�سم التحكيم واال�ست�شارات العمالية‪،‬‬ ‫الذي يعمل على ت�سجيل ال�شكاوى العمالية والتحقيق فيها والعمل على ت�سويتها‪ ،‬وجمل�س ت�سوية املنازعات العمالية‬ ‫الذي يعمل على تعزيز الثقافة العمالية للم�ساهمة والتعاون الإيجابي يف حل الق�ضايا والنزاعات بني �أ�صحاب‬ ‫العمل والعمال‪ ،‬كما مت �إن�شاء مركز �إيواء وخدمات العمالة الوافدة‪.‬‬ ‫‪� .16‬إىل جانب احلق يف امل�ساواة يف اال�ستخدام دومنا متييز‪ ،‬ي�أتي احلق يف التقا�ضي ليمثل �أحد �أكرث احلقوق �أهمية‬ ‫للعمالة الوافدة‪ ،‬وينظم كيفية ت�سوية منازعات العمل الفردية واجلماعية للجميع من دون ا�ستثناء على �أ�سا�س‬ ‫التفاو�ض والتو�سط والتوفيق والتحكيم‪ ،‬فحق اللجوء �إىل الق�ضاء مكفول للجميع �سواء كانوا مواطنني �أم‬ ‫�أجانب‪ ،‬وهذا ما �أكدته املحكمة الد�ستورية يف مملكة البحرين يف حكمها الذي يق�ضي ب�أن‪ “ :‬احلقوق التي‬ ‫ت�ستمد وجودها من الن�صو�ص القانونية يالزمها بال�ضرورة ‪ -‬ومن �أجل اقت�ضائها‪ -‬متتعها باحلماية‬ ‫التي يكفلها الد�ستور �أو امل�شرع لها‪ ،‬وتلقي على عاتق الدولة التزاما قانونيا بتوفري الو�سائل الإجرائية‬ ‫والقواعد املو�ضوعية التي متكن �أ�صحاب احلقوق‪ ،‬وطنيني كانوا �أو �أجانب‪ ،‬ومن خالل رد العدوان الداهم‬ ‫على حقوقهم الثابتة وفقا لنظمها القائمة ”‪ .‬ويتمثل املدخل الطبيعي لتلك احلماية يف مبد�أ حق التقا�ضي‬ ‫املقرر يف املادة رقم (‪/20‬و) من د�ستور مملكة البحرين التي تن�ص على �أن‪“ :‬حق التقا�ضي مكفول ‪� ”...‬إذ‬ ‫وردت العبارة ب�صيغة العموم والإطالق‪ ،‬مبا ي�شمل حكمه املواطنني والأجانب على حد �سواء‪ ،‬ومبا ي�شمل احلقوق‬ ‫جميعها �سواء وردت يف الد�ستور �أو يف القوانني‪.10‬‬ ‫ ‬

‫‪ 10‬ن�شر يف اجلريدة الر�سمية بتاريخ ‪ 3‬يوليو ‪ 2008‬يف العدد رقم ‪ /2850‬الدعوى املقيدة بجدول املحكمة الد�ستورية برقم د‪ 1/60/‬ل�سنة ‪ 4‬ق�ضائية‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫‪ . 17‬تي�سريا حل�صول العمالة الوافدة على حقوقهم‪ ،‬كان البد من منحهم بع�ض االمتيازات‪ ،‬ومنها الإعفاء من الر�سوم‬ ‫الق�ضائية يف جميع مراحل التقا�ضي والتنفيذ يف الدعاوى التي ترفع من قبل العمال �أو امل�ستحقني عنهم‪ ،‬باعتبار‬ ‫�أن العامل هو الطرف الأ�ضعف يف عالقة العمل‪ ،‬الأمر الذي ي�ستوجب �إن�صافه وحمايته‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل عن‬ ‫�ضرورة ال�سرعة يف نظر مثل تلك الدعاوى والبت فيها‪ ،‬مراعاة للظروف اخلا�صة التي مير بها العامل‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ج�سده امل�شرع البحريني من خالل ما ق�ضت به املادة رقم (‪ )6‬من قانون العمل يف القطاع الأهلي رقم (‪ )36‬ل�سنة‬ ‫‪ ، 2012‬حيث يتم الإعفاء من الر�سوم الق�ضائية يف جميع الدعاوى العمالية التي يرفعها العمال �أو امل�ستحقون‬ ‫عنهم‪.‬‬ ‫‪ .18‬فيما يتعلق باحلماية ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬فللعامل احلق يف الت�أمني االجتماعي وما يتفرع منه من الت�أمني‬ ‫�ضد الأمرا�ض املهنية و�إ�صابات العمل‪ ،‬و�صوال �إىل �إيجاد ت�أمني للعامل �ضد البطالة �ش�أنه يف ذلك �ش�أن‬ ‫املواطنني‪ ،‬حيث �أعطى املر�سوم بقانون (‪ )78‬ل�سنة ‪ 2006‬ب�ش�أن الت�أمني �ضد التعطل للعامل الأجنبي فر�صة‬ ‫احل�صول على تعوي�ض �ضد خطر البطالة متى ما حتققت �شروط ذلك‪ ،‬هذا �إىل جانب احلق يف الإجازات‪،‬‬ ‫وتنظيم �ساعات العمل‪ ،‬وحماية املر�أة العاملة‪ ،‬واحلق يف الرعاية ال�صحية واال�ستفادة من اخلدمات العالجية‬ ‫على قدم امل�ساواة‪ ،‬ناهيك عن حقهم يف اخل�ضوع للفح�ص الطبي الدوري‪.‬‬ ‫‪ .19‬ويف �إطار �سعي حكومة مملكة البحرين �إىل الرقابة على مدى متتع الأفراد باحلق يف العمل وما يرتتب عليه من‬ ‫�آثار‪ ،‬ومن �أجل الإ�شراف الرقابي الدائم على بيئة العمل‪� ،‬إ�ضافة �إىل حل املنازعات الفردية �أو اجلماعية بني‬ ‫�أطراف العالقة‪ ،‬قامت وزارة العمل مبا يقارب (‪ )10273‬زيارة تفتي�شية يف عام ‪� ،2015‬إذ بلغت ن�سبة التزام‬ ‫املن�ش�آت بقانون العمل يف القطاع الأهلي والقرارات املنظمة له ‪ 98.82%‬من �إجمايل املن�ش�آت‪ ،‬وفيما يتعلق‬ ‫بجهودها يف الرقابة على مدى التزام املن�ش�آت بالقرار رقم (‪ )3‬ل�سنة ‪ 2013‬ب�ش�أن حظر العمل حتت �أ�شعة‬ ‫ال�شم�س يف �شهري يوليو و�أغ�سط�س‪ ،‬فقد بلغ �إجمايل الزيارات ‪ 16563‬زيارة ملختلف مواقع العمل‪.‬‬ ‫‪ . 20‬على �صعيد مت�صل‪ ،‬ومن �أجل �ضمان توفري البيئة املالئمة للعمالة الوافدة‪ ،‬نفذت وزارة العمل والتنمية االجتماعية‬ ‫زيارات تفتي�شية لعدد (‪ )2727‬عامال يقطنون يف امل�ساكن املعدة ل�سكن العمال‪ ،‬فيما تلقت الوزارة (‪� )33‬شكوى‬ ‫عمالية بخ�صو�ص عدم توافر املوا�صفات ال�صحية وا�شرتاطات ال�سالمة واتخذت ب�ش�أنها الإجراءات الالزمة‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫‪ .21‬ملا كانت ال�سالمة املهن ّية �أحد مقومات احلق يف العمل‪ ،‬فقد �صدرت عدة قرارات تعمل يف جمملها على توفري‬ ‫بيئة عمل �آمنة‪ ،‬مثل قرار رئي�س جمل�س الوزراء رقم (‪ )2‬ل�سنة ‪ 2015‬ب�ش�أن �إن�شاء جمل�س ال�سالمة وال�صحة‬ ‫املهنية‪ ،‬الذي يتوىل ر�سم ومتابعة تنفيذ ال�سيا�سة العامة يف جمال ال�سالمة وال�صحة املهنية وت�أمني بيئة العمل‬ ‫املثلى للعاملني‪ ،‬وقرارات وزارة العمل والتنمية االجتماعية �أرقام (‪ )40‬ل�سنة ‪ 2014‬ب�ش�أن حتديد ا�شرتاطات‬ ‫وموا�صفات م�ساكن العمال‪ ،‬ورقم (‪ )3‬ل�سنة ‪ 2013‬ب�ش�أن حظر العمل وقت الظهرية‪ ،‬ورقم (‪ )6‬ل�سنة ‪ 2013‬ب�ش�أن‬ ‫حماية الع ّمال من �أخطار احلرائق يف املن�ش�آت ومواقع العمل‪ ،‬ورقم (‪ )8‬ل�سنة ‪ 2013‬ب�ش�أن تنظيم ال�سالمة املهن ّية‬ ‫داخل املن�ش�أة‪ ،‬ورقم (‪ )12‬ل�سنة ‪ 2013‬ب�ش�أن الإبالغ عن الإ�صابات والأمرا�ض املهن ّية‪ ،‬ورقم (‪ )31‬ل�سنة ‪2013‬‬ ‫للوقاية من �أخطار الكهرباء‪.‬‬ ‫‪ .22‬كما تناولت �أحكام قانون العمل يف القطاع الأهلي والقرارات التابعة له‪ ،‬كل ما من �ش�أنه حتقيق ال�سالمة املهن ّية‪،‬‬ ‫ف�ضال عن اتفاق ّية منظمة العمل الدول ّية رقم (‪ )155‬ل�سنة ‪ 1981‬ب�ش�أن ال�سالمة وال�صحة املهنيتني وبيئة العمل‬ ‫التي ان�ضمت �إليها مملكة البحرين مبوجب القانون رقم (‪ )25‬ل�سنة ‪ ،2009‬كل ذلك يف جمموعه ي�شكل منظومة‬ ‫توفر ال�سالمة املهن ّية عن الأخطار والإ�صابات الواقعة �أثناء العمل‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪73‬‬


‫الفرع الرابع‬ ‫العقوبات البديلة غري ال�سالبة للحرية‬ ‫‪ . 1‬تعترب العقوبة هي اجلزاء الذي يقرره القانون ويوقعه القا�ضي بحكم ق�ضائي با�سم املجتمع على كل من تثبت‬ ‫م�سئوليته عن اجلرمية ويتنا�سب معها‪ .‬فكون العقوبة جزاء‪ ،‬يجب �أن تنطوي على �أمل يحيق مبرتكب اجلرمية‬ ‫نظري خمالفته ن�صو�ص القانون‪ ،‬وذلك بحرمانه من حق من حقوقه التي يتمتع بها‪ ،‬كما �أن هذا اجلزاء يتعني �أن‬ ‫يكون مقابال جلرميته‪ ،‬فال عقوبة ما مل ترتكب جرمية وتن�ش�أ امل�سئولية عنها‪ ،‬ف�ضال عن الأخذ مببد�أ امل�شروعية‬ ‫ب�أن ال عقوبة وال جرمية �إال بن�ص‪ ،‬متا�شيا مع احلق يف التمتع ب�ضمانات املحاكمة العادلة‪.‬‬ ‫‪ .2‬العقوبة كجزاء‪ ،‬لها دور تربوي يف املجتمع‪ ،‬وهو حتقيق م�صلحته عن طريق مكافحة الإجرام من خالل توقيع‬ ‫العقاب على مرتكب اجلرم‪ ،‬والق�ضاء هو اجلهة املخت�صة بتقرير العقاب على من تثبت م�سئوليته عن اجلرمية‪.‬‬ ‫وتتفاوت العقوبة بح�سب اجلرم وج�سامته‪ ،‬ف�إما �أن تكون عقوبة �سالبة للحرية‪ ،‬و�إما عقوبة مالية‪ ،‬وهذه العقوبات‬ ‫يوقعها القا�ضي تبعا لظروف اجلاين الواقعية‪� ،‬سواء منها ما يت�صل بظروف ومالب�سات ارتكاب اجلرمية‪� ،‬أو ما‬ ‫يت�صل منها ب�شخ�ص اجلاين ومدى خطورته الإجرامية‪.‬‬ ‫‪ .3‬تعد العقوبة ال�سالبة للحرية من �أ�شد العقوبات ‪ -‬بعد العقوبة ال�سالبة للحياة املتمثلة يف عقوبة الإعدام‪ -‬وتوقع‬ ‫�أخذا بنوع اجلرم املرتكب ومدى ج�سامته وكفايتها يف حتقيق الردع العام واخلا�ص و�إ�صالح اجلاين‪� .‬إال �أن‬ ‫الواقع والدرا�سات العلمية‪ ،‬واالجتاهات احلديثة للفل�سفة العقابية �أظهرت جمموعة من اخليارات تواكب تطور‬ ‫املجتمعات من قبيل العقوبات البديلة عن العقوبات ال�سالبة للحرية كونها يف �أحايني كثرية ال تكون الأكرث كفاءة‬ ‫وفعالية لتحقيق الغاية من فر�ضها‪ ،‬فكونها ت�ستند �إىل ا�ستبعاد و�إق�صاء اجلناة عن بيئتهم االجتماعية واملعي�شية‬ ‫الطبيعية‪ ،‬فقد تكون �سبب ًا الكت�ساب عادات �أخرى تكون �ضارة بهم وباملجتمع‪.‬‬ ‫‪ُ .4‬تع ّرف العقوبات البديلة بتلك التي يفر�ضها الق�ضاء على املحكوم عليه عو�ضا عن العقوبة ال�سالبة للحرية‪ ،‬مع‬ ‫�ضرورة �أن تتفق معها يف الهدف يف حتقيق الردع العام واخلا�ص‪ ،‬و�أن يكون من �ش�أنها �إ�صالح املحكوم عليه‬ ‫وت�أهيله‪ .‬وقد �أثبتت التجارب �أن العقوبة ال�سالبة للحرية يف حاالت معينة باتت ال تكفي وحدها لتحقيق الغايات‬ ‫املرجوة من نظام العدالة اجلنائية‪ ،‬ف�ضال عن �أنها مل تعد الو�سيلة الف�ضلى لت�أهيل و�إعادة �إدماج اجلانحني‬ ‫يف املجتمع‪ ،‬فالغاية الأ�سا�سية من العقوبات البديلة هي �إيجاد و�سائل غري تلك ال�سالبة للحرية تكون فعالة ومن‬ ‫�ش�أنها متكني ال�سلطات من الأخذ مببد�أ التنا�سب مع حيث احتياجات اجلاين‪ ،‬وطبيعة اجلرم الذي ارتكبه‪،‬‬ ‫وظروف الق�ضية واحتياجات املجتمع‪ ،‬وجتدر الإ�شارة �إىل �أن نظام العقوبات البديلة يطبق على جرائم اجلنح‬ ‫دون اجلنايات‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫‪ .5‬تتيح العقوبات البديلة للجاين البقاء طليقا وبعيدا عن بيئة االحتجاز التي عادة ما تكون ذات ت�أثري �سلبي يف احلالة‬ ‫ال�صحية والنف�سية والعقلية‪ ،‬كما �أنها ت�سمح له ب�أن ي�ستمر يف مزاولة �أن�شطته املهنية والأ�سرية‪ ،‬وعليه �سعى‬ ‫املجتمع الدويل وبالتزامن مع تطور حركة حقوق الإن�سان �إىل �إيجاد تدابري بديلة عن العقوبات ال�سالبة للحرية‪.‬‬ ‫‪ .6‬ت�شكل قواعد الأمم املتحدة النموذجية الدنيا للتدابري غري االحتجازية (قواعد طوكيو)‪ 11‬املرجع القانوين الرئي�س‬ ‫لهذا النظام‪� ،‬إذ ت�ضمنت الأهداف الأ�سا�سية من هذه القواعد‪ ،‬ونطاقها‪ ،‬وال�ضمانات القانونية املقررة لتطبيقها‪،‬‬ ‫والتدابري غري االحتجازية ال�سابقة ملرحلة املحاكمة‪ ،‬واملعا�صرة ملرحلة املحاكمة و�إ�صدار احلكم‪ ،‬ثم التدابري‬ ‫الالحقة ملرحلة املحاكمة‪ ،‬و�آلية تنفيذها والإ�شراف عليها‪.‬‬ ‫‪ .7‬تبنت الأمم املتحدة جملة من املبادئ واملعايري التي ت�ؤكد وجوب �أن تكون العقوبات ال�سالبة للحرية هي امللج�أً الأخري‪.‬‬ ‫ومن بني �أهم تلك املبادئ التي تبنتها اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف هذا املجال‪ :‬املبادئ الأ�سا�سية ملعاملة‬ ‫ال�سجناء‪ ،‬والقواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء‪ ،‬واملبادئ املتعلقة بحماية جميع الأ�شخا�ص املحرومني‬ ‫من حريتهم‪ ،‬وقواعد الأمم املتحدة الدنيا النموذجية لإدارة �شئون ق�ضاء الأحداث‪ ،12‬وقواعد الأمم املتحدة‬ ‫ب�ش�أن حماية الأحداث املجردين من حريتهم‪ ،‬كما �أقرت الأمم املتحدة �أي�ضا قواعد تتعلق مبعاملة ال�سجينات‬ ‫والعقوبات البديلة لهن ‪ ،13‬حيث نظمت الإجراءات التي تراعي الن�ساء احلوامل‪ ،‬والقا�صرات‪ ،‬والأجنبيات‪.‬‬ ‫‪ .8‬و�ضع القانون الدويل �أنواعا للتدابري غري االحتجازية ملختلف املراحل التي مير بها املتهم‪ ،‬كاملرحلة ال�سابقة‬ ‫للمحاكمة �أو �أثناءها‪� ،‬أو كعقوبة بعد املحاكمة والإدانة‪ ،‬حيث مل تقت�صر قواعد طوكيو على التو�صية با�ستبدال‬ ‫العقوبة املن�صو�ص عليها يف القانون بعد الإدانة بارتكاب اجلرمية‪ ،‬و�إمنا تدعو �أي�ضا �إىل ا�ستبدال �إجراء احلب�س‬ ‫االحتياطي يف مرحلة التحقيق وجمع اال�ستدالالت ب�إجراءات بديلة غري �سالبة للحرية‪ ،‬وهو ما تقت�ضيه العدالة‬ ‫واحلفاظ على الكرامة الإن�سانية‪ ،‬ذلك �أن امل�شتبه به يف مرحلة التحقيق مل ي�صل بعد �إىل مرحلة احلكم وتنفيذ‬ ‫العقوبة‪ ،‬ومل يثبت بعد ارتكابه للجرم‪� ،‬إذ لي�س من العدالة الت�شديد على حرية امل�شتبه به �أكرث من حرية من متت‬ ‫�إدانته‪ ،‬لأن الأول �أحق بحريته من الأخري‪.‬‬ ‫‪ . 9‬يفر�ض الواقع العملي �ضرورة اللجوء �إىل �أ�ساليب �أقل تقييدا حلرية الفرد‪� ،‬إذ لي�س من العدالة �أن تطبق على‬ ‫الفرد امل�شتبه به يف �أحوال معينة تدابري ت�سلب حريته ريثما ي�صدر حكم �إدانته بعقوبة �سالبة للحرية قد تكون‬ ‫�أقل من تلك املدة التي ق�ضاها كاحلب�س االحتياطي‪ .‬لذلك‪ ،‬ف�إن القاعدة رقم (‪ )5-1‬من قواعد طوكيو املتعلقة‬ ‫باملرحلة ال�سابقة للمحاكمة قد دعت �إىل �صياغة ت�شريعات تخ ّول ال�ضبطية الق�ضائية �أو النيابة العامة �أو غريهما‬ ‫�سلطة �إ�سقاط الدعوى اجلنائية الب�سيطة متى ر�أت �أن ال�سري فيها غري �ضروري حلماية املجتمع �أو ملنع اجلرمية‬ ‫�أو لتعزيز احرتام القانون وحقوق املجني عليهم‪.‬‬ ‫‪ 11‬قواعد طوكيو‪ ،‬قواعد الأمم املتحدة النموذجية الدنيا للتدابري غري الإحتجازية‪ ،‬اعتُمدت بقرار اجلمعية العامة ‪ 45/110‬امل�ؤرخ ‪ 14‬كانون الأول‪/‬‬ ‫‪ 12‬قواعد بكني‪ ،‬قواعد الأمم املتحدة النموذجية الدنيا لإدارة �ش�ؤون ق�ضاء الأحداث‪ ،‬اع ُتمِ دت بقرار اجلمعية العامة ‪ 40/33‬امل�ؤرخ ‪ 29‬ت�شرين الثاين‪.1985/‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ قواعد بانكوك‪ ،‬قواعد الأمم املتحدة ملعاملة ال�سجينات والتدابري غري الإحتجازية‪ ،‬اع ُتمِ دت بقرار رقم ‪ 229/65‬امل�ؤرخ يف ‪ 16‬مار�س ‪.2011‬‬ ‫‪.1990‬‬

‫‪75‬‬


‫‪ .10‬يف ذات الوقت جتيز تلك القواعد فر�ض تدابري غري ال�سالبة للحرية عند االقت�ضاء‪ ،‬كااللتزام باحل�ضور �أمام‬ ‫املحكمة عند الطلب‪� ،‬أو االمتناع عن التدخل يف �سري العدالة‪� ،‬أو االلتزام ب�سلوك معني بتحديد �ضوابط للإقامة‬ ‫والتنقل‪� ،‬أو تقدمي تقرير يومي �أو دوري �إىل املحكمة‪� ،‬أو ال�شرطة �أو لأية �سلطة �أخرى‪� ،‬أو قبول رقابة جهة تعينها‬ ‫املحكمة‪� ،‬أو من خالل تقدمي �ضمانات مالية �أو عينية ت�ضمن ح�ضور املحاكمة‪.‬‬ ‫‪ .11‬كما ت�شتمل قواعد طوكيو على عدد كبري من التدابري غري ال�سالبة للحرية التي يجوز لل�سلطات الق�ضائية �أن‬ ‫ت�ستخدمها كعقوبات بديلة عن عقوبة احلب�س‪ ،‬مع مراعاتها حاجة اجلاين �إىل الت�أهيل‪ ،‬وحماية املجتمع وم�صالح‬ ‫املجني عليه‪ ،‬كالعقوبات ال�شفوية من قبيل التوبيخ والتحذير والإنذار‪ ،‬و�إخالء ال�سبيل امل�شروط‪ ،‬والعقوبات التي‬ ‫مت�س حالة الفرد القانونية‪ :‬كاحلرمان من ممار�سة بع�ض الأن�شطة التي ال تتنا�سب وطبيعة اجلرم املرتكب‪ ،‬منها‬ ‫حرمان من �أدين باالحتيال من ممار�سة مهنة تقوم على الثقة كاملحاماة �أو �إدارة ال�شركات‪.‬‬ ‫‪� .12‬إىل جانب عقوبات ذات طابع اقت�صادي �أو مادي كالغرامات التي يجب �أن يراعى يف فر�ضها احلالة املادية للفرد‪،‬‬ ‫والأمر مب�صادرة الأموال �أو نزع امللكية‪ ،‬والأمر برد احلق �إىل املجني عليه �أو تعوي�ضه‪ ،‬واحلكم مع وقف التنفيذ‬ ‫�أو �إرجائه‪ ،‬والو�ضع حتت االختبار والإ�شراف الق�ضائي‪ ،‬والأمر بت�أدية خدمات ذات طابع اجتماعي خدمي من‬ ‫دون �أجر‪� ،‬أو الإحالة �إىل مراكز املثول التي يق�ضي فيها اجلاين يومه ويخ�ضع فيه �إىل العالج �أو �إك�سابه مهارات‬ ‫معينة لتقومي �سلوكه‪ ،‬و�أخريا الإقامة اجلربية وفق ما يحدده القا�ضي‪.‬‬ ‫‪� .13‬أما يف املرحلة التالية للحكم‪ ،‬فقد و�ضعت قواعد طوكيو عددا كبريا من التدابري غري ال�سالبة للحرية الالحقة‬ ‫على �صدور احلكم بغية جتنب �إيداع ال�شخ�ص املدان �أماكن االحتجاز‪ ،‬من قبيل الت�صريح بالغياب ودور الت�أهيل‪،‬‬ ‫و�إطالق ال�سراح من �أجل العمل �أو تلقي العلم‪� ،‬إخالء ال�سبيل امل�شروط مبختلف �أ�شكاله‪� ،‬إ�سقاط العقوبة‪ ،‬العفو‬ ‫عن العقوبة‪.‬‬ ‫‪ .14‬ا�ستقرا ًء للت�شريع الوطني وحتديدا املر�سوم بقانون رقم (‪ )46‬ل�سنة ‪ 2002‬ب�إ�صدار قانون الإجراءات اجلنائية‬ ‫وتعديالته يتبني �أنه مل يتناول العقوبات البديلة كنظام عقابي بديال عن العقوبات ال�سالبة للحرية عدا ما ن�صت‬ ‫عليه املادة رقم (‪ )337‬على �أن‪ ”:‬لكل حمكوم عليه باحلب�س ملدة ال جتاوز ثالثة �أ�شهر �أن يطلب من قا�ضي تنفيذ‬ ‫العقاب بدال من تنفيذ عقوبة احلب�س عليه ت�شغيله خارج ال�سجن وفقا ملا هو مقرر باملادة (‪ )371‬وما بعدها “‪،‬‬ ‫وبالرجوع �إىل املادة رقم (‪ )371‬التي ن�صت على �أن “ للمحكوم عليه �أن يطلب يف �أي وقت من قا�ضي تنفيذ‬ ‫العقاب قبل �صدور الأمر بالإكراه البدين �إبداله بعمل يدوي �أو �صناعي يقوم به”‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫‪ .15‬‬

‫ كذلك وبالرجوع �إىل املادة (‪ )372‬التي ن�صت على �أن “ي�شتغل املحكوم عليه يف هذا العمل بال مقابل لإحدى جهات‬ ‫احلكومة �أو البلدية مدة من الزمن م�ساوية ملدة الإكراه التي كان يجب التنفيذ عليه بها‪ .‬وتعني �أنواع الأعمال‬ ‫التي يجوز ت�شغيل املحكوم عليه فيها واجلهات الإدارية التي تقرر هذه الأعمال بقرار ي�صدر من الوزير املخت�ص‪.‬‬ ‫ويراعى يف العمل الذي يفر�ض عليه يوميا �أن يكون قادرا على �إمتامه يف ظرف �ست �ساعات بح�سب حالة بنيته”‪،‬‬ ‫واملادة رقم (‪“ )373‬املحكوم عليه الذي تقرر معاملته مبقت�ضى املادة (‪ )371‬وال يح�ضر �إىل املحل املعد لت�شغيله‬ ‫�أو يتغيب عنه �أو ال يتم العمل املفرو�ض عليه ت�أديته يوميا بال عذر تراه جهات الإدارة مقبوال ‪ ،‬ير�سل �إىل ال�سجن‬ ‫للتنفيذ عليه بالإكراه البدين الذي كان ي�ستحق التنفيذ به عليه ويخ�صم له من مدته الأيام التي يكون قد �أمت‬ ‫فيها ما فر�ض عليه ت�أديته من الأعمال‪ .‬ويجب التنفيذ بالإكراه البدين على املحكوم عليه الذي اختار ال�شغل بدل‬ ‫الإكراه �إذا مل يوجد له عمل يكون من ورائه فائدة”‪ ،‬واملادة رقم (‪ )374‬التي تن�ص على �أن “ي�ستنزل من املبالغ‬ ‫امل�ستحقة للدولة من الغرامة وما يجب رده والت�ضمينات وامل�صاريف مقابل �شغل املحكوم عليه باعتبار خم�سة‬ ‫دنانري عن كل يوم”‪.‬‬

‫‪� .16‬إال �أن امل�ؤ�س�سة الوطنية ترى �أن املادة رقم (‪ )337‬قد ا�ستبعدت امل�شتبه بهم يف مرحلة التحقيق �أو �أثناء املحاكمة‬ ‫وقبل �صدور احلكم من طلب ا�ستبدال التدبري ال�سالب للحرية ب�إيرادها عبارة “لكل حمكوم عليه”‪ ،‬ولعل من‬ ‫مقت�ضيات العدالة متكني امل�شتبه به من التمتع بالعقوبات البديلة غري ال�سالبة للحرية مادامت املادة رقم (‪)337‬‬ ‫متنح املدان حق التمتع بها‪.‬‬ ‫‪ . 17‬كما ح�صرت املادة ال�سالفة الذكر ا�ستبدال العقوبة ال�سالبة للحرية بالتدابري غري االحتجازية يف حالة احلب�س‬ ‫الذي ال يتجاوز ثالثة �أ�شهر‪ ،‬مما يعني ت�ضييق نطاق تطبيق العقوبات البديلة على �أ�ضيق حد‪ ،‬يف حني يلزم‬ ‫التو�سع يف جوازية تطبيق العقوبات البديلة لي�شمل احلد الأق�صى يف عقوبة احلب�س �أخذا يف االعتبار �أنها عقوبة‬ ‫جلنحة قد تو�صف بالب�سيطة‪� .‬إىل جانب تقييد ا�ستبدال العقوبة بطلب يقدم من املحكوم عليه �إىل القا�ضي‪ ،‬وهذا‬ ‫يتطلب منح القا�ضي �سلطة تقديرية للمبادرة �إىل تطبيق العقوبة البديلة �أخذا بظروف اجلاين وطبيعة اجلرم‬ ‫املرتكب‪.‬‬ ‫ ‪ .‬حددت املادة ال�سابقة نوع التدبري غري ال�سالب للحرية بـ “الت�شغيل” خارج ال�سجن فقط‪ ،‬مما يفيد عدم �إمكانية‬ ‫‪18‬‬ ‫تطبيق �أي تدبري �آخر ك�إ�صالح �أ�ضرار اجلرمية‪� ،‬أو و�ضع اجلاين حتت املراقبة �أو االختبار الق�ضائي‪ ،‬وكان‬ ‫الأجدر عدم تخ�صي�ص نوع التدبري غري ال�سالب للحرية‪� ،‬أو �إيراده على �سبيل املثال ال احل�صر‪� ،‬سعيا يف ذلك �إىل‬ ‫تو�سيع نطاق التطبيق من حيث نوع التدبري‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫‪ .19‬جاء القرار رقم (‪ )2‬ل�سنة ‪ 2013‬بتعديل القرار رقم (‪ )27‬ل�سنة ‪ 2008‬ب�ش�أن تعديل القرار رقم (‪ )3‬ل�سنة ‪2008‬‬

‫بتعيني الأعمال واجلهات الإدارية التي يجوز ت�شغيل املحكوم عليه فيها مبوجب �أمر من قا�ضي تنفيذ العقاب‬ ‫و�ضوابط هذا الت�شغيل‪ ،‬وقد �أوردت وزارة العدل وال�شئون الإ�سالمية والأوقاف جدوال بالأعمال التي يجوز احلكم‬ ‫بها بالت�شغيل خارج ال�سجن من خالل “�إبدال الإكراه البدين بعمل �صناعي �أو يدوي” يف بع�ض �أماكن العمل التي‬ ‫تغلب عليها الطبيعة االجتماعية‪� ،‬إال �أن هذا القرار ما زال ي�شوبه النق�ص الذي ي�شوب املادة رقم (‪ )337‬ال�سالفة‬ ‫الذكر‪.‬‬

‫‪ .20‬ت�ؤكد امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان �أهمية العمل بنظام العقوبات البديلة ملا له من ت�أثري �إيجابي يف امل�ستوى‬ ‫ال�شخ�صي للجاين‪ ،‬ويف م�ستوى مراكز الإ�صالح والت�أهيل وبالأخ�ص حالة االكتظاظ التي ت�ؤثر �سلبا يف اخلدمات‬ ‫والربامج الت�أهيلية على اختالفها التي تقدمها امل�ؤ�س�سة الإ�صالحية عمال بدورها يف هذا ال�ش�أن‪� ،‬إىل جانب ما‬ ‫ترتكه العقوبات ال�سالبة للحرية من �صعوبات يف اندماج النزيل يف املجتمع ب�سبب الآثار النف�سية‪ ،‬ف�ضال عن‬ ‫الأعباء املالية التي تكابدها اجلهة الإ�شرافية على مراكز الإ�صالح والت�أهيل‪.‬‬ ‫‪ .21‬تدعو امل�ؤ�س�سة الوطنية �إىل �إ�صدار قانون خا�ص ينظم العقوبات البديلة واعتبارها جز ًءا من النظام العقابي يف‬ ‫الت�شريع اجلنائي الوطني‪ ،‬حيث �إن الأخذ بنظام العقوبات البديلة يحد من الآثار ال�سلبية لبيئة االحتجاز التي‬ ‫تنتج عن اختالط النزالء املدانني يف الق�ضايا اخلطرة مع النزالء املبتدئني �أو املدانني يف ق�ضايا ب�سيطة‪ ،‬كما �أن‬ ‫الأخذ بهذا النظام ي�ساعد ال�شخ�ص املدان على تلبية احتياجاته �إىل جانب احتياجات �أ�سرته وجمتمعه‪ ،‬وهو ما‬ ‫يتفق ونظام تفريد العقوبة القائم على مراعاة ظروف اجلاين ال�شخ�صية والأ�سرية من جهة‪ ،‬وحماية املجتمع من‬ ‫جهة �أخرى‪.‬‬

‫‪78‬‬


‫الفرع اخلام�س‬ ‫حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة واملعوقات‪ :‬املزايا واملعوقات‬ ‫ ُيعد اهتمام الدولة بحقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة ومن يف حكمهم والتزامها بكفالة متتع هذه الفئة بحقوقها‬ ‫‪ .1‬‬ ‫اخلا�صة كافة‪ ،‬واحلقوق الأخرى التي ت�شرتك فيها مع الغري‪� ،‬أحد املعايري الأ�سا�س ّية لقيا�س امل�ستوى احل�ضاري‬ ‫لها يف جمال الرعاية االجتماعية‪ .‬وتختلف حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة على وجه خا�ص عن باقي احلقوق يف‬ ‫م�ضمونها وطبيعتها‪ ،‬ذلك �أن حقوق هذه الفئة تهدف �إىل �إ�شباع حاجاتها اخلا�صة عن طريق التحول من العزل‬ ‫�إىل الدمج‪ ،‬ومن الرعاية وال�شفقة �إىل التمتع باحلقوق‪ ،‬ومن اال�ستبعاد �إىل ال�شمول ّية‪ ،‬وتعزيز م�شاركتها الف ّعالة‬ ‫يف املجتمع‪ ،‬لتكون قادرة على الإ�سهام يف بنائه واالرتقاء به‪.‬‬ ‫‪ .2‬وي�أتي اهتمام مملكة البحرين بهذه الفئة �إميانا منها ب�أن فئة الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة فئة قادرة على العطاء والنهو�ض ‬ ‫باملجتمع والدولة نحو الرقي والتقدم‪ ،‬و�أن الإعاقة ال تقف حجر عرثة يف م�سريتهم احلياتية‪ .‬وقد جتلى هذا‬ ‫االهتمام يف حر�ص القيادة يف مملكة البحرين على تعزيز وحماية وكفالة متتع هذه الفئة متتعا على قدم امل�ساواة‬ ‫مع الآخرين بجميع احلقوق واحلريات الأ�سا�سية وتعزيز احرتام كرامتهم املت�أ�صلة من خالل اتخاذ الإجراءات‬ ‫والتدابري والت�سهيالت كافة لهذه الفئة‪ ،‬بد ًءا من �سن الت�شريعات التي تكفل حقوقهم‪ ،‬مرورا بالت�صديق على‬ ‫االتفاقيات الدولية ذات العالقة‪ ،‬و�صوال �إىل تقدمي �أف�ضل اخلدمات ال�صحية والرعاية االجتماعية‪ ،‬والقيام‬ ‫بامل�شاريع امليدانية املهنية واخلدمية على نحو ينعك�س �إيجابا على هذه الفئة و�أ�سرهم‪.‬‬ ‫‪ .3‬لقد �أو�ضح د�ستور مملكة البحرين يف املادة رقم (‪ )5‬الفقرة (ج) كفالة ال�ضمان االجتماعي ملجموعة من الفئات‪،‬‬ ‫حيث ن�صت املادة على �أن‪“ :‬تكفل الدولة حتقيق ال�ضمان االجتماعي الالزم للمواطنني يف حالة ال�شيخوخة �أو‬ ‫املر�ض �أو العجز عن العمل �أو اليتم �أو الرتمل �أو البطالة‪ .‬كما ت�ؤمن لهم خدمات الت�أمني االجتماعي والرعاية‬ ‫ال�صح ّية‪ ،‬وتعمل على وقايتهم من براثن اجلهل واخلوف والفاقة”‪.‬‬ ‫‪ .4‬على �صعيد الت�شريعات الوطنية‪ ،‬جاء القانون رقم (‪ )74‬ل�سنة ‪ 2006‬ب�ش�أن رعاية وت�أهيل وت�شغيل املعوقني وتعديالته‬ ‫ليكفل لفئة الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة حقهم يف الرعاية والت�أهيل والت�شغيل‪ ،‬حيث تناول جملة من الأحكام ت�ضمنت‬ ‫�إلزاما للوزارات واجلهات املعنية تقدمي اخلدمات املنظمة وامل�ستمرة لهذه الفئة وال �سيما يف املجاالت الطبية‬ ‫واالجتماعية والرتبوية والتعليمية والثقافية والريا�ضية والت�شغيل واملوا�صالت والإ�سكان واملجاالت الأخرى‪.‬‬ ‫وتفعيال لذلك‪ ،‬فقد �ألزم القانون الوزارة املعنية ‪ -‬وزارة العمل والتنمية االجتماعية ‪� -‬إن�شاء مراكز ومعاهد‬ ‫الت�أهيل‪ ،‬ودور رعاية وور�ش للمعوقني‪ ،‬ودور �إيواء للحاالت ال�ضرورية لهذه الفئة‪.‬‬

‫‪79‬‬


‫‪ .5‬على �صعيد ال�صكوك الدول ّية حلقوق الإن�سان‪ ،‬فقد جاءت اتفاقية حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة التي �صدقت عليها‬ ‫حكومة مملكة البحرين مبوجب القانون رقم (‪ )22‬ل�سنة ‪ ،2011‬لت�ؤكد �ضرورة متتع جميع الأ�شخا�ص الذين يعانون‬ ‫الإعاقة بجميع �أنواعها بكل حقوق الإن�سان واحلر ّيات الأ�سا�س ّية املدن ّية وال�سيا�س ّية �أو االقت�صاد ّية واالجتماع ّية‬ ‫والثقاف ّية‪ ،‬كما تو�ضح كيف ّية انطباق احلقوق بجميع فئاتها على الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة لكي مي َّكنوا من ممار�سة‬ ‫حقوقهم على �أر�ض الواقع‪ ،‬مما يرتب التزامات حقوقية على الدولة لهذه الفئة‪.‬‬ ‫‪ .6‬يف جمال البناء امل�ؤ�س�سي ولإ�ضفاء مزيد من احلماية ل�ضمان متتع الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة بحقوقهم‪ ،‬فقد ّمت‬ ‫ت�شكيل اللجنة العليا لرعاية �شئون املعوقني مبوجب قرار جمل�س الوزراء رقم (‪ )1‬ل�سنة ‪ 2012‬برئا�سة وزارة‬ ‫التنمية االجتماعية وع�ضوية ممثلني عن خمتلف اجلهات احلكوم ّية والقطاع الأهلي‪ ،‬وتخت�ص هذه اللجنة‬ ‫بالعمل على تخطيط وتن�سيق الربامج اخلا�صة برعاية وت�أهيل وت�شغيل املعوقني‪ ،‬وو�ضع القواعد اخلا�صة بتحديد‬ ‫االحتياجات الأ�سا�سية لرعايتهم وت�أهيلهم وت�شغيلهم و�شروط قبولهم مبراكز الت�أهيل‪� ،‬إىل جانب و�ضع اللوائح‬ ‫وحتديد الإجراءات املتعلقة بتنفيذ االلتزامات املن�صو�ص عليها يف القانون رقم (‪ )74‬ل�سنة ‪ 2006‬ب�ش�أن رعاية‬ ‫وت�أهيل وت�شغيل املعوقني ‪ ،‬كما �أن�شئت جلنة ُ�سم ّيت جلنة البت يف طلبات �صرف الأجهزة التعوي�ضية للأ�شخا�ص ‬ ‫ذوي الإعاقة مبوجب القرار رقم (‪ )58‬ل�سنة ‪ 2016‬التي تخت�ص ب�إ�صدار القرارات يف �ش�أن الطلبات اخلا�صة‬ ‫ب�صرف الأجهزة التعوي�ضية للأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‪.‬‬ ‫‪ .7‬ي�ضاف �إىل ذلك وجود العديد من املراكز الت�أهيل ّية التي تقدم الرعاية وكل الدعم واخلدمات لهذه الفئة‪ ،‬ومن‬ ‫�أبرزها �إن�شاء مبنى متكامل حتت م�سمى “جممع الإعاقة ال�شامل” ب�أمر من �صاحب اجلاللة امللك املفدى‬ ‫وتخ�صي�ص �أر�ض للم�شروع مب�ساحة ثالثة هكتارات‪ ،‬وي�شارك يف تنفيذه جهات مهتمة بهذه الفئة‪ ،‬حيث مت و�ضع‬ ‫حجر الأ�سا�س يف عام ‪ ،2012‬على �أن يتم ت�شغيله تدريجيا‪ ،‬وي�ضم املجمع �أحد ع�شر مبنى ملختلف حاالت الإعاقة‪،‬‬ ‫وتزويده بكوادر ب�شرية متخ�ص�صة يف املجال النف�سي واالجتماعي وغريه‪ .‬ويهدف املجمع �إىل توفري الرعاية‬ ‫املتكاملة والت�أهيل‪ ،‬وتقدمي العناية ال�صحية والنف�سية والعالج الطبيعي‪ ،‬وتقدمي الإر�شاد والتوجيه الأ�سري‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬وعر�ض وت�سويق املنتجات التي تنتجها هذه الفئة‪ ،‬والتعريف بالأجهزة التعوي�ضية وتدريب �أ�سر‬ ‫الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة والعاملني و�أع�ضاء اجلمعيات الأهلية يف هذا املجال‪.‬‬ ‫‪ .8‬ت�أكيدا على حق هذه الفئة يف العمل والتدريب‪ ،‬فقد مت يف �سبتمرب من عام ‪ 2016‬افتتاح مركز توظيف وتدريب ذوي‬ ‫الإعاقة‪ ،‬ويعمل املركز على تقدمي خدمات �شاملة لذوي الإعاقة‪ ،‬ت�شمل توظيف وتدريب وتقييم الباحثني عن عمل‬ ‫من هذه الفئة‪ ،‬ويقدم املركز اخلدمات املتكاملة لذوي الإعاقة‪ ،‬حيث �إنه مزود ب�أحدث التقنيات والأجهزة املتعلقة‬ ‫بتقييم احلاالت والقدرات متهيدا لرت�شيحها للوظائف املنا�سبة‪ ،‬وتذليل العقبات �أمام هذه الفئة لدجمهم يف‬ ‫وظائف تنا�سب �إمكانياتهم وقدراتهم وتراعي احتياجاتهم ليتمكنوا من �أداء دورهم وامل�ساهمة يف تنمية املجتمع‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫‪ .9‬يف هذا ال�صدد‪ ،‬ت�شري امل�ؤ�س�سة �إىل �صدور قرار وزارة العمل والتنمية االجتماعية رقم (‪ )67‬ل�سنة ‪ 2016‬ب�ش�أن بيانات‬ ‫�شهادة الت�أهيل للأ�شخا�ص ذوي الإعاقة الذي مبوجبه يمُ نح ال�شخ�ص املعوق �شهادة ت�أهيلية جمانية تت�ضمن‬ ‫بياناته ال�شخ�صية وامل�ؤهل احلا�صل عليه‪ ،‬واملهن املقرتحة التي ميكن له مزاولتها‪ ،‬وي�أتي هذا القرار ا�ستكماال‬ ‫للمنظومة الت�شريعية يف هذا اجلانب التي تعنى بهذه الفئة يف جمال العمل والتدريب والت�أهيل‪.‬‬ ‫‪ .10‬و�إعماال الخت�صا�صات اللجنة العليا لرعاية �شئون املعوقني‪ ،‬فقد قامت بو�ضع ا�سرتاتيج ّية وطن ّية �شاملة ومتكاملة‬ ‫ت�ستند �إىل جمموعة درا�سات بحث ّية وميدان ّية حول �أو�ضاع املعوقني يف اململكة‪ ،‬وتقوم اال�سرتاتيج ّية على �سبعة‬ ‫حماور‪ :‬تت�ضمن الت�شريعات وال�صحة والت�أهيل والرتبية والتعليم والتمكني االقت�صادي واالجتماعي‪ ،‬ومتكني املر�أة‬ ‫املعوقة بالإ�ضافة �إىل تي�سري و�صول املعوقني �إىل املباين واخلدمات‪ ،‬مع �إبراز دور الإعالم والتوعية ب�أهم ّية العمل‬ ‫على �إعطاء املعوقني حقوقهم كاملة من دون انتقا�ص‪.‬‬ ‫‪ .11‬يعترب مبد�أ امل�ساواة وعدم التمييز على �أ�سا�س الإعاقة يف التمتع بجميع احلقوق واحلر ّيات الأ�سا�س ّية املدن ّية‬ ‫وال�سيا�س ّية واالقت�صاد ّية واالجتماع ّية والثقاف ّية من املبادئ الأ�سا�س ّية املعرتف بها يف ال�صكوك الدول ّية املعن ّية‬ ‫بحقوق الإن�سان‪ ،‬وتكون امل�ساواة متحققة ب�صورة فعل ّية من خالل قيام الدولة باتخاذ التدابري والت�شريعات كافة‬ ‫واعتماد �سيا�سات وطن ّية قائمة على مبد�أ امل�ساواة بني الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة وغريهم‪ ،‬وهو ما يتجلى بو�ضوح‬ ‫يف �أحكام اتفاق ّية حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‪ ،‬حيث �أكدت املادة رقم (‪ )5‬منها مبد�أ امل�ساواة وعدم التمييز‪،‬‬ ‫مع كفالة متتع هذه الفئة باحلماية القانون ّية املت�ساوية والفعالة يف احلقوق واحلر ّيات كافة‪.‬‬ ‫‪� .12‬أ ّما ب�ش�أن متتع الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة باحلقوق املدن ّية‪ ،‬وعلى الأخ�ص احلق يف امل�ساواة مع الآخرين �أمام القانون‬ ‫والو�صول �إىل العدالة‪ ،‬فقد �أ�شارت اتفاقية حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة �إىل �ضرورة االعرتاف بالأهل ّية القانون ّية‬ ‫لهذه الفئة على قدر من امل�ساواة مع غريهم‪ ،‬وهو ما يلزم اتخاذ جملة من التدابري والإجراءات املنا�سبة لتوفري‬ ‫�إمكان ّية ح�صولهم على الدعم الذي يحتاجون �إليه �أثناء ممار�سة تلك الأهلية‪.‬‬ ‫‪ .13‬ويف هذا ال�صدد فقد ر�صدت امل�ؤ�س�سة الوطن ّية اتخاذ املجل�س الأعلى للق�ضاء ووزارة العدل وال�ش�ؤون الإ�سالمية‬ ‫والأوقاف والنيابة العامة عدة �إجراءات تي�سري ّية متكن الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة من التمتع بحقهم يف امل�ساواة‬ ‫�أمام القانون والو�صول �إىل العدالة من خالل توفري مرتجمي الإ�شارة لل�صم والبكم‪ ،‬مع �إمكان ّية انتقال القا�ضي‬ ‫�أو �أحد املوظفني �إىل حمل �إقامة من يتعذر ح�ضوره للمحكمة ب�سبب الإعاقة لإمتام �أي �إجراء من �إجراءات‬ ‫التقا�ضي �أو التوثيق‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫‪ .14‬يف جمال احلقوق االقت�صاد ّية واالجتماع ّية والثقاف ّية‪ ،‬وحتديدا فيما يتعلق بحق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة يف التمتع‬ ‫مب�ستوى معي�شي الئق‪ ،‬فقد جاء القانون رقم (‪ )7‬ل�سنة ‪ 2009‬ب�إ�ضافة مادة �إىل املر�سوم بقانون رقم (‪ )10‬ل�سنة‬ ‫‪ 1976‬يف �ش�أن الإ�سكان ليلزم اجلهات املعن ّية ب�ضرورة مراعاة حالة الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة �أو �أ�سرهم عند‬ ‫تخ�صي�ص امل�سكن ب�أهمية وجود جتهيزات خا�صة باملعوق تتنا�سب ونوع �إعاقته‪ ،‬وهو ما يتفق مع ما �أ�شارت له‬ ‫االتفاقية الدول ّية ذات العالقة من �ضرورة م�ساواة هذه الفئة بغريهم يف العي�ش الالئق من خالل متكينهم من‬ ‫اال�ستفادة من تلك اخلدمات‪.‬‬ ‫‪ . 15‬كما �أن �أحكام القانون رقم (‪ )40‬ل�سنة ‪ 2010‬بتعديل بع�ض �أحكام القانون رقم (‪ )74‬ل�سنة ‪ 2006‬ب�ش�أن رعاية‬ ‫وت�أهيل وت�شغيل املعوقني وفر غطاء قانونيا يف تقدمي امل�ساعدة االجتماع ّية للأ�شخا�ص ذوي الإعاقة من خالل‬ ‫خم�ص�صا �شهر ًّيا ال يقل عن مائة دينار لغر�ض االرتقاء بالعي�ش الكرمي لهم‪ ،‬ويف هذا ال�صدد قامت‬ ‫منحهم‬ ‫ً‬ ‫الوزارة املعنية ب�إ�صدار بطاقة تعريفية لل�شخ�ص ذي الإعاقة‪ ،‬متنحه ن�س ًبا متفاوتة من التخفي�ض على بع�ض ‬ ‫ال�سلع واخلدمات‪ ،‬حيث اطلعت امل�ؤ�س�سة الوطنية ومن خالل املوقع الإلكرتوين لوزارة العمل والتنمية االجتماعية‬ ‫على وجود قائمة جلهة داعمة لهذا امل�شروع‪ ،‬ويف جممله ي�صب يف حت�سني امل�ستوى املعي�شي لهذه الفئة‪.‬‬ ‫‪ .16‬كما مل يتم �إغفال الأ�شخا�ص الذين يعانون بع�ض الأمرا�ض التي قد جتعلهم يف مراحل متقدمة من املر�ض يف‬ ‫م�صاف الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‪ ،‬كمر�ضى فقر الدم املنجلي احلاد (ال�سكلر)‪ ،‬ومر�ض الت�صلب الع�صبي‬ ‫املتعدد (‪ ،)MS‬ومر�ض الدم الوراثي (الثال�سيميا)‪ ،‬من اخلدمات التي تقدمها الدولة‪ .‬حيث ر�صدت امل�ؤ�س�سة‬ ‫الوطنية قيام عدد من اجلهات الر�سمية ذات العالقة كوزارة الداخلية‪ ،‬ووزارة ال�صحة‪ ،‬ووزارة العمل والتنمية‬ ‫االجتماعية‪ ،‬بعقد لقاءات مع ممثلي عدد من اجلمعيات التي تعنى بهذه الأمرا�ض‪ ،‬ومت خاللها العمل على ت�سهيل‬ ‫ح�صولهم على اخلدمات التي تقدمها الدولة‪ ،‬من خالل توفري الأدوية والعالج �أو �إ�صدار بطاقات خا�صة بهم‬ ‫لغر�ض ت�سهيل �إجراءات ح�صولهم على اخلدمات الطبية والعالجية يف املراكز ال�صحية �أو الوقوف يف مواقف‬ ‫ذوي الإعاقة‪ ،‬والعمل على �إ�صدار بطاقات خا�صة بهم با�سم فئة ذوي االحتياجات اخلا�صة‪ ،‬كما ر�صدت امل�ؤ�س�سة‬ ‫�أي�ضا قيام �شعبة ذوي الإعاقة يف جامعة البحرين بتوفري بطاقة خا�صة للطلبة ممن يعانون فقر الدم املنجلي‬ ‫احلاد (ال�سكلر)‪ ،‬وفتح ملف �صحي يف عيادة اجلامعة بغر�ض تقدمي خدمات تي�سريية و�إيالئهم اهتماما يتنا�سب‬ ‫مع حالتهم ال�صحية‪ ،‬وت�أمل امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن حتذو حذوها بقية اجلامعات واملراكز التعليمية‪.‬‬ ‫‪ .17‬فيما يتعلق بحق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة يف العمل‪ ،‬فقد �أكدت �أحكام القانون رقم (‪ )74‬ل�سنة ‪ 2006‬ب�ش�أن رعاية‬ ‫وت�أهيل وت�شغيل املعوقني مبد�أ امل�ساواة يف التمتع بجميع احلقوق واملزايا العمالية للمعوقني مع غريهم دومنا �أي‬ ‫متييز‪ ،‬مع �إلزام املن�ش�آت التي يبلغ عدد العاملني فيها �أكرث من خم�سني عامال ت�شغيل ما ن�سبته (‪ )2%‬من العمال‬ ‫ذوي الإعاقة من املجموع الكلي لعمال املن�ش�أة‪ ،‬كما ي�شمل هذا االلتزام جميع الأجهزة احلكومية وامل�ؤ�س�سات‬ ‫والهيئات العامة يف الدولة‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫‪ . 18‬ومل يغفل قانون رعاية وت�أهيل وت�شغيل املعوقني عن حق فئة الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة وحتديدا املوظفة احلامل يف‬ ‫ا�ستحقاقها لإجازة كاملة وعدم احت�سابها من �إجازاتها الأخرى ومنح القانون هذه الفئة معا�شا تقاعديا متى ما‬ ‫بلغت اخلدمة املح�سوبة يف املعا�ش خم�س ع�شرة �سنة على الأقل بالن�سبة �إىل الذكور وع�شر �سنوات بالن�سبة �إىل‬ ‫الإناث �إذا كان �أي منهم ال ي�ستحق معا�شا وفق �أحكام القوانني املنظمة لهذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫‪ . 19‬مراعاة للحالة ال�صحية للأ�شخا�ص ذوي الإعاقة مبن فيهم العمال الذين يعانون مر�ض فقر الدم املنجلي احلاد‬ ‫(ال�سكلر) والتي قد تت�أثر بظروف العمل‪ ،‬فقد �صدر قرار وزارة العمل والتنمية االجتماعية رقم (‪ )24‬ل�سنة‬ ‫‪ 2013‬ب�ش�أن تخفي�ض احلد الأق�صى ل�ساعات العمل مبا ال يقل عن �ساعة واحدة بالن�سبة �إىل بع�ض فئات العمال‬ ‫وبع�ض ال�صناعات والأعمال التي تتطلب ظروفها �أو طبيعتها ذلك‪ ،‬حيث حدد القرار ال�صناعات والأعمال التي‬ ‫يجب �أن تراعى فيها حالة تلك الفئة‪� .‬إىل جانب ذلك �صدر القانون رقم (‪ )59‬ل�سنة ‪ 2014‬بتعديل املادة (‪ )5‬من‬ ‫القانون رقم (‪ )74‬ل�سنة ‪ 2006‬ب�ش�أن رعاية وت�أهيل وت�شغيل املعوقني الذي مينح مبوجبه املوظف �أو العامل من‬ ‫ذوي الإعاقة �أو الذي يرعى معوقا من �أقربائه من الدرجة الأوىل �ساعتي راحة يوميا مدفوعتي الأجر وفق �شروط‬ ‫و�ضوابط حمددة‪.‬‬ ‫‪ .20‬يف �سبيل ح�صول فئة الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة على حقهم يف التعليم �إعماال ملا ت�ضمنته اتفاق ّية حقوق الأ�شخا�ص ‬ ‫ذوي الإعاقة من �ضرورة العمل على تنمية �شخ�ص ّية ذوي الإعاقة ومواهبهم و�إبداعهم‪ ،‬وقدراتهم العقل ّية‬ ‫والبدن ّية و�صوال بها �إىل �أق�صى مدى‪ ،‬من خالل عدم ا�ستبعادهم من النظام التعليمي العام على �أ�سا�س الإعاقة‪،‬‬ ‫واحل�صول على جميع الدعم الالزم يف نطاق التعليم‪ ،‬فقد �أ�شارت املادة رقم (‪ )5‬يف الفقرة (‪ )10‬من القانون‬ ‫رقم (‪ )27‬ل�سنة ‪ 2005‬ب�ش�أن التعليم �إىل تنويع الفر�ص التعليم ّية وف ًقا لالحتياجات الفرد ّية املتنوعة للطلبة‬ ‫ورعاية ذوي الإعاقة من خالل متابعة تقدمهم ودمج القادرين منهم مع �أقرانهم يف امل�ؤ�س�سات التعليمية‪.‬‬ ‫‪ .21‬يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬فقد �أولت وزارة الرتبية والتعليم هذه الفئة اهتماما ملحوظا‪ ،‬حيث قامت بالت�سهيالت والتجهيزات‬ ‫الالزمة للطلبة املعوقني من خالل �إعداد ف�صول عالجية يف بع�ض املدار�س للطلبة بطيئي التع ّلم وحاالت الت�أخر‬ ‫الدرا�سي‪ ،‬والعمل على دمج الطلبة ذوي الإعاقة يف الف�صول العاد ّية مع �أقرانهم من الطلبة بهدف عدم عزلهم‬ ‫عن حميطهم وجمتمعهم وهو املدر�سة والف�صل العادي‪� .‬إىل جانب قيامها بدرا�سة ومتابعة حاالت التخلف العقلي‬ ‫وا�ضطراب الكالم و�ضعف ال�سمع والب�صر يف املدار�س احلكومية‪ ،‬والعمل على حتويلها �إىل املعاهد �أو املراكز‬ ‫املتخ�ص�صة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل اتخاذ تدابري خا�صة تتنا�سب مع ت�صنيف احلالة ح�سب نوع وطبيعة الإعاقة عن طريق‬ ‫العمل على تهيئة البنية التحت ّية للطالب من ذوي الإعاقة على نحو ميكنه من ا�ستعمال املرافق‪ ،‬وتوفري املعلم‬ ‫املتخ�ص�ص والأدوات التعليم ّية املنا�سبة‪ ،‬مع تقدمي خدمات العالج ملن هم بحاجة �إليها‪.‬‬

‫‪83‬‬


‫‪ . 22‬لغر�ض االرتقاء بجودة التعليم للأ�شخا�ص ذوي الإعاقة اخلا�صة قامت احلكومة با�ستحداث عالوة تعليم �أو ت�أهيل‬ ‫�أو رعاية الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة يف املدار�س احلكومية التابعة لوزارة الرتبية والتعليم ومراكز الت�أهيل التابعة‬ ‫لوزارة التنمية االجتماعية‪ ،‬مبقدار مائة دينار للموظفني يف جمموعة الوظائف التعليمية‪ ،‬وخم�سني دينارا‬ ‫للموظفني يف جمموعة الوظائف العمومية وذلك مبوجب قرار جمل�س الوزراء رقم (‪ )16‬ل�سنة ‪.2013‬‬ ‫‪ .23‬يف هذا ال�صدد �أي�ضا‪� ،‬أطلقت وزارة العمل والتنمية االجتماعية مبادرة نوعية متثلت يف جتهيز حا�سب �آيل خا�ص ‬ ‫للمكفوفني مزود بربنامج ناطق �أطلق عليه “ب�صار” ميكن هذه الفئة من ا�ستخدام برامج احلا�سب الآيل وقراءة‬ ‫�صفحات الويب العربية والإجنليزية بطريقة �سهلة ووا�ضحة‪ ،‬وم�ساعدتهم على متييز امل�ستندات �ضوئي ًا وقراءة‬ ‫الربيد الإلكرتوين‪ ،‬واال�ستفادة من التكنولوجيا احلديثة‪ ،‬وتطوير قدراتهم على التوا�صل وتنمية اندماجهم يف‬ ‫احلياة العامة والعملية‪.‬‬ ‫‪ .24‬وخالل متابعة امل�ؤ�س�سة الوطنية لواقع هذه فئة الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة �أو ممن يعانون حاالت مر�ضية جتعلهم‬ ‫يف م�صاف تلك الفئة‪ ،‬ر�صدت افتتاح وت�شغيل مركز طبي عالجي لأمرا�ض الدم الوراثية ُيعد �أحد �أبرز و�أهم‬ ‫املراكز الرائدة يف منطقة اخلليج العربي‪ ،‬حيث مت �إن�شا�ؤه و�إعداده ب�أعلى امل�ستويات الفنية والتقنية‪ ،‬وقد �ضم‬ ‫املركز ق�سما للحوادث والطوارئ و�آخر للت�شخي�صات الوظائفية‪ ،‬كما ر�صدت �أي�ضا عرب ال�صحف املحلية توجه‬ ‫وزارة ال�صحة لإن�شاء جممع طبي يف حمافظة املحرق مطلع عام ‪� 2017‬سي�ضم مركزا ملر�ضى الت�صلب الع�صبي‬ ‫املتعدد (‪ ،)MS‬ويف هذا ال�صدد تثمن امل�ؤ�س�سة الوطنية هذه اجلهود ملا لها من دور كبري يف �ضمان متتع هذه الفئة‬ ‫بحقوقهم وال �سميا يف جمال العالج والرعاية ال�صحية‪.‬‬ ‫‪� .25‬إال �أن امل�ؤ�س�سة ر�صدت عدم تنفيذ القانون رقم (‪ )59‬ل�سنة ‪ 2014‬بتعديل املادة (‪ )5‬من القانون رقم (‪ )74‬ل�سنة‬ ‫‪ 2006‬ب�ش�أن رعاية وت�أهيل وت�شغيل املعوقني‪ ،‬الذي �أ�ضاف فقرتني جديدتني‪ ،‬ن�صت الفقرة الأوىل منه على �أنه‪:‬‬ ‫“ومينح املوظف �أو العامل من ذوي الإعاقة �أو الذي يرعى معاقا من �أقربائه من الدرجة الأوىل‪ ،‬ممن يثبت‬ ‫ب�شهادة �صادرة عن اللجنة الطبية املخت�صة حاجتهم لرعاية خا�صة‪� ،‬ساعتي راحة يوميا مدفوعتي الأجر‪ ،‬وذلك‬ ‫وفقا لل�شروط وال�ضوابط التي ي�صدر بها قرار من الوزير”‪ ،‬ون�صت الفقرة الثانية على �أنه‪“ :‬وال يجوز اجلمع‬ ‫بني �ساعتي الراحة املقررة مبوجب هذا القانون و�ساعات الرعاية �أو الر�ضاعة �أو الراحة املقررة يف القوانني‬ ‫والقرارات الأخرى”‪.‬‬

‫‪84‬‬


‫‪ .26‬وبررت وزارة ال�صحة عدم تنفيذ �أحكام هذا القانون يف خرب ن�شر يف ال�صحف املحلية‪ ،‬ب�أن ا�ستحقاق َت ْينك‬ ‫ال�ساعتني يتطلب ح�صول تلك الفئة على �شهادة �صادرة عن اللجنة الطبية املخت�صة وفق �شروط ومعايري‪ ،‬مبينة‬ ‫�أن تلك ال�شروط واملعايري مل ت�صدر بعد عن اجلهة املعنية ممثلة يف وزارة العمل والتنمية االجتماعية التي حتدد‬ ‫ال�شروط وال�ضوابط و�آلية العمل بالقانون‪.‬‬ ‫‪ .27‬كما ر�صدت امل�ؤ�س�سة الوطنية يف وقت الحق عرب �إحدى ال�صحف املحلية �أي�ضا قرارا �صادرا عن وزارة ال�صحة يلغي‬ ‫منح �ساعتي الراحة ملن �صدر يف حقهم بعد ثبوت ا�ستحقاقهم لهما من قبل اللجنة الطبية املخت�صة‪ ،‬و�أنه عليهم‬ ‫االلتزام ب�أوقات الدوام الر�سمي املقررة لهم‪.‬‬ ‫‪ .28‬‬

‫ ويف هذا اخل�صو�ص ترى امل�ؤ�س�سة الوطنية �أن �صدور القانون رقم (‪ )59‬ل�سنة ‪ 2014‬ال�سالف الذكر ما هو �إال تنفيذ‬ ‫لأحكام اتفاقية حقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة التي �صدقت عليها مملكة البحرين مبوجب القانون رقم (‪)22‬‬ ‫ل�سنة ‪ ،2011‬و�أن تعطيل العمل بالقانون هو �أقرب �إىل التحلل من االلتزام النا�شئ عن الت�صديق على االتفاقية‬ ‫املذكورة‪� ،‬إذ يلزم اجلهات املعنية اتخاذ الإجراءات والتدابري الالزمة لتنفيذ القانون عند �صدوره‪ ،‬حيث �إن ت�أخر‬ ‫تنفيذه ‪ -‬زهاء �سنتني ‪� -‬أو �إلغاء اال�ستفادة منه ملن �صدر يف حقهم منح �ساعتي الراحة قد ينعك�س �سلبا على تلك‬ ‫الفئة على نحو يعوق متتعهم بحقوقهم يف جمال الرعاية واخلدمات ال�صحية‪.‬‬

‫‪ .29‬وتعبريا عن االهتمام مبعاجلة هذا الو�ضع‪ ،‬فقد �أ�صدر �صاحب ال�سمو امللكي رئي�س الوزراء توجيهاته للإ�سراع يف‬ ‫حتديد ال�شروط وال�ضوابط واملعايري التي حتدد حالة الإعاقة التي ت�ستوجب منح �ساعتي راحة يوميا مدفوعتي‬ ‫الأجر للموظف �أو العامل من ذوي الإعاقة �أو الذي يرعى معوقا من �أقربائه من الدرجة الأوىل‪ ،‬والتي ن�ص عليها‬ ‫القانون رقم (‪ )59‬ل�سنة ‪ 2014‬بتعديل املادة (‪ )5‬من القانون رقم (‪ )74‬ل�سنة ‪ 2006‬ب�ش�أن رعاية وت�أهيل وت�شغيل‬ ‫املعوقني متهيدا لإ�صدارها بقرار عن الوزير املخت�ص وتفعيلها‪ ،‬وكلف �سموه اللجنة الوزارية املخت�صة بذلك‪.‬‬

‫‪85‬‬


86


‫للمؤسسة في سبيل تحقيق أهدافها حرية‬ ‫التعليق على أي مسألة متعلقة بحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وتناول أي حالة من حاالت حقوق اإلنسان‪ ،‬بما تراه‬ ‫مناسبا‬ ‫ً‬ ‫القانون رقم (‪ )26‬ل�سنة ‪2014‬‬

‫املادة رقم (‪ )12‬من‬ ‫ب�إن�شاء امل�ؤ�س�سة الوطنية حلقوق الإن�سان‬ ‫املعدل مبوجب املر�سوم بقانون رقم (‪ )20‬ل�سنة ‪2016‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.