مجلة المنظمة - العدد ٢١

Page 1



‫ر�سالة املنظمة‬

‫�أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫الت�ضامن والت�سامح والوحدة‪...‬مفتاح امل�ستقبل‬ ‫ال جرم �أن "احلل الأمثل لكل التحديات التي تواجهها الأمة الإ�سالمية ال يكون �إال بالت�ضامن والت�سامح واالعتدال"‪ ،‬كما جاء‬ ‫على ل�سان خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬يف معر�ض كلمته �أمام الدورة الرابعة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي‬ ‫اال�ستثنائي التي ا�ست�ضافتها اململكة العربية ال�سعودية يف مكة املكرمة يومي ‪ 14‬و‪� 15‬أغ�سط�س ‪.2012‬‬ ‫وواقع حال الأمة الإ�سالمية ي�ؤكد طرح خادم احلرمني ال�شريفني‪ .‬فقيم الت�ضامن والت�سامح والو�سطية جت�سد الأهداف التي ما‬ ‫انفكت منظمة التعاون الإ�سالمي ترمي �إىل تكري�سها باعتبارها القاعدة التي ينبني على �أ�سا�سها ا�ستقرار الأمة الإ�سالمية و�أمنها‬ ‫وتنميتها‪ .‬لكن القول عادة ما يكون �أي�سر من الفعل‪� ،‬إذ �إن التحدي احلقيقي يكمن يف كيفية ترجمة هذه الغايات �إىل واقع معي�ش‬ ‫وملمو�س‪.‬‬ ‫وقد �أعلن خادم احلرمني ال�شريفني خالل انعقاد القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الرابعة عن مقرتح ريادي �أقره جميع قادة الدول‬ ‫الإ�سالمية لإن�شاء مركز للحوار بني املذاهب الإ�سالمية يهدف �إىل �إقامة جمال ي�ستهدف م�ساعدة امل�سلمني على التو�صل �إىل كلمة‬ ‫�سواء‪ ،‬قوامها التفاهم امل�شرتك واالحرتام املتبادل‪ .‬ومن امل�ؤكد �أن مقرتح خادم احلرمني ال�شريفني جدير بالثناء‪� ،‬إذ �إن من �ش�أنه �أن‬ ‫ر�ص ال�صف الإ�سالمي وتقوي�ض التوجهات املغلوطة يف �أو�ساط بع�ض املذاهب الإ�سالمية‪ .‬كما �أن مقرتح �إن�شاء مركز للحوار‬ ‫ي�سهم يف ّ‬ ‫بني املذاهب الإ�سالمية يتناغم مع مقرتح �سابق تبناه جاللة امللك عبد اهلل لإن�شاء مركز للحوار بني الأديان الذي �أ�ضحى حقيقة‬ ‫ملمو�سة يف العا�صمة النم�ساوية فيينا‪ ،‬ويعمل على �إ�شاعة مبادئ الت�سامح واالحرتام والتعاي�ش ال�سلمي وتعزيز ذلك بني �أتباع الأديان‪.‬‬ ‫ومن امل�ؤمل حق ًا �أن نرى اليوم خطر الفتنة الطائفية وقد �أ�صبح ي�شكل هاج�س ًا حقيقي ًا وتهديد ًا حمدق ًا بالأمة الإ�سالمية‪ ،‬حيث‬ ‫�صارت لهذا اخلطر‪ ،‬خالل العقود القليلة املا�ضية‪� ،‬أبعاد كارثية بفعل �آثاره املريبة‪ ،‬وخطابه امل�ؤجج للم�شاعر العدوانية‪ .‬ويحدونا اليوم‬ ‫�أمل �صادق يف �أن تتكلل فكرة �إن�شاء املركز املقرتح وجميع اجلهود الأخرى الرامية �إىل معاجلة هذه الآفة واحتوائها‪� ،‬إن مل يكن �إنهاءها‪،‬‬ ‫ب�شكل فاعل وناجح‪ ،‬ولكن علينا �أ ّال نتجاهل التهديد املتفاقم لظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬لي�س فقط بالن�سبة للم�سلمني‪ ،‬بل بالن�سبة للمجتمع‬ ‫الدويل ب�أ�سره‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق ذاته‪ ،‬تربز جمموعة من التحديات تتجلى ب�شكل �أ�سا�سي يف ب�ؤر ال�صراعات وتف�شي ظاهرة الفقر وانعدام الأمن‬ ‫الغذائي والتخلف‪ ،‬وغريها من الظواهر املقلقة‪ ،‬التي ت�ستدعي بلورة مقرتحات ملمو�سة واهتمام ًا خا�ص ًا من لدن قادة الدول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ولدي اقتناع تام ب�أنّ عاملنا الإ�سالمي‪ ،‬بف�ضل ما يزخر به من موارد طبيعية وب�شرية وفكرية ومالية هائلة‪ ،‬قادر على مواجهة هذه‬ ‫ّ‬ ‫التحديات والتغلب عليها ب�سهولة �إذا ما توحدت امل�ساعي وت�ضافرت اجلهود‪.‬‬ ‫وقد تناولت الدورة الرابعة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي اال�ستثنائي �أي�ض ًا العديد من امللفات املثرية للقلق واملرتبطة بحاالت التوتر يف‬ ‫جمموعة من الدول بعينها‪ ،‬وب�شكل خا�ص يف فل�سطني و�سوريا ومايل ومنطقة ال�ساحل وميامنار‪ .‬وقد �أ�شارت القمة اال�ستثنائية �أي�ض ًا �إىل‬ ‫ق�ضايا الإ�صالح يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬جمدِّ دة الدعوة �إىل �ضرورة الت�صدي للتع�صب والتطرف وحت�سني الأو�ضاع االقت�صادية‬ ‫وتعزيز جماالت العلوم والتكنولوجيا والتعليم‪.‬‬ ‫و�أود �أن �أ�ؤكد �أننا يف العامل الإ�سالمي بحاجة �إىل رفع م�ستويات النمو االقت�صادي والتقدم العلمي بقدر ما نحتاج �إىل تكري�س دعائم‬ ‫اال�ستقرار والأمن‪ ،‬فا�ستمرار الأمم وبقا�ؤها يت�أتى بفعل تلبية االحتياجات الأ�سا�سية ل�شعوبها‪ ،‬والتي تتجلى يف حتقيق النماء واالزدهار‬ ‫من خالل اال�ستجابة لطموحات هذه ال�شعوب‪ ،‬مبا يف ذلك احرتام حقوق الإن�سان وتفعيل احلكم الر�شيد وحتقيق الإجنازات الكربى‬ ‫التي تخرج عن دائرة امل�ألوف‪.‬‬


‫جملة املنظمة‬

‫كلمة‬

‫ت�صدر عن منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫رئي�س التحرير‬

‫ع�صام �سليم ال�شنطي‬

‫مدير التحرير‬

‫مها م�صطفى عقيل‬

‫املراجعة والتحرير‬

‫بقلم ‪ :‬مها عقيل‬

‫حممد عبد القادر قلبة‬

‫ال �أحد ينكر حق الإن�سان يف التعبري عن �أفكاره و�آرائه‪ ،‬ولكن االختالف حول هذا املفهوم هو‬ ‫يف مدى حرية هذا التعبري‪ .‬وكلمة «حرية» تعني يف مفهومها املجرد �أحقية الت�صرف دون قيود‪،‬‬ ‫�أي حرية مطلقة‪ .‬ولكن هل هناك حرية مطلقة يف �أي �شيء عندما تخرج من الإطار اخلا�ص �إىل‬ ‫الإطار العام؟ فحتى حرية الفرد يف ملب�سه و�أكله وعمله تتقيد ببع�ض االعتبارات و�أحيان ًا القوانني‬ ‫عندما يكون يف مكان عام �أو �أماكن معينة �أو ظروف معينة‪ .‬فالواقع �أنه لي�ست هناك حرية مطلقة‬ ‫و�إ ّال ع�شنا يف حالة من الفو�ضى وانعدام القانون‪� ،‬إذ ال بد من نظام يحمي حق الفرد واملجتمع يف‬ ‫�آن واحد‪ .‬وال�شيء نف�سه ينطبق على حرية التعبري‪ .‬نعم لدينا احلق يف التعبري عن �آرائنا ومواقفنا‬ ‫بحرية تامة ما دامت هذه احلرية ال ت�صل �إىل حد ال�شتم والإهانة والتنكيل والتحري�ض‪ ،‬وعندها‬ ‫يحق ملن تعر�ض لذلك اللجوء �إىل الق�ضاء لرد االعتبار‪ .‬فال �أحد ميلك حق الإ�ساءة �إىل الآخر‬ ‫دون عقاب‪.‬‬ ‫وهنا ت�أتي النقطة الأخرى التي يتكئ عليها الغرب يف الدفاع عن حرية التعبري عندما يتم‬ ‫ازدراء الأديان �أو الإ�ساءة �إليها �أو �إىل ورموزها ب�أن الأديان متثل ايديولوجيات ولي�س �أ�شخا�ص ًا‪،‬‬ ‫وعليه ميكن انتقادها‪ .‬وهذه مغالطة �أخرى‪ ،‬فهناك فرق كبري بني االنتقاد املبني على �أبحاث‬ ‫ودالالت وبني الت�شويه املتعمد للحقائق والإ�سفاف بال�شخ�صيات الدينية والكتب ال�سماوية‪.‬‬ ‫وقد حققت منظمة التعاون الإ�سالمي جناح ًا كبري ًا يف تقريب وجهات النظر بني الدول‬ ‫الإ�سالمية والغربية حول مو�ضوع ت�شويه �صورة الأديان والتحري�ض على الكراهية والعنف وحماية‬ ‫حق التعبري عندما مت بالإجماع تبني قرار جمل�س حقوق الإن�سان رقم ‪ .18/16‬وقد �أقر وزراء‬ ‫خارجية الدول الأع�ضاء يف املنظمة يف اجتماعهم التن�سيقي الأخري ب�ضرورة تعزيز وحماية حق‬ ‫حرية التعبري كما هو من�صو�ص عليه يف بنود القانون الدويل حلقوق الإن�سان والذي ين�ص على‬ ‫�أن ممار�سة احلق يف حرية التعبري تت�ضمن واجبات وم�س�ؤوليات خا�صة‪ ،‬وعليه‪ ،‬ميكن �أن تخ�ضع‬ ‫لقيود معينة ي�ضعها القانون‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي على �ضرورة و�ضع ال�سلطات الوطنية لتدابري‬ ‫ت�ضمن تنفيذ القرارات املتعلقة مبكافحة التع�صب الديني‪ ،‬وال�سيما يف جماالت الإعالم والتعليم‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل احلوادث امل�أ�ساوية التي نتجت عن بث الفيلم امل�سيء وبينت العواقب الوخيمة لإ�ساءة‬ ‫ا�ستخدام مبد�أ حرية التعبري من جانب و�إ�ساءة ا�ستعمال احلق يف التظاهر من جانب �آخر‪.‬‬ ‫وهنا‪ ،‬تظهر �أهمية الإعالم والتعليم‪ ،‬فقد دعا الأمني العام �إىل تثقيف العامة حول احرتام‬ ‫الأديان وحق التعبري‪� ،‬سواء باالنتقاد �أو الرف�ض �أو الت�أييد عن طريق الو�سائل ال�سلمية التي ال‬ ‫حت ّر�ض على الكراهية �أو العنف‪.‬‬

‫�أحمد �سامل ال�سعد‬ ‫عبد احلميد �صاحلي‬

‫ت�صميم واخراج‬

‫املجل�س اال�ست�شاري‬

‫ال�سفري علي �أبو احل�سني‬ ‫ح�سن �أوكر غرلر‬ ‫العنوان‪ :‬طريق املدينة تقاطع طريق امللك‬ ‫عبد اهلل‬ ‫�ص‪.‬ب ‪ 178‬جدة‪21411 :‬‬ ‫هاتف‪ 6515222 :‬فاك�س‪6512288 :‬‬ ‫تليفاك�س‪Islami SJ. 601366 :‬‬ ‫املوقع االلكرتوين‪www.oic.oci.org :‬‬ ‫الربيد االلكرتوين‪journal@oic.oci.org:‬‬ ‫بعثة املراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫يف مقر الأمم املتحدة بنيويورك‬

‫‪320East- 51st Street‬‬ ‫‪New York 10022‬‬ ‫‪New York - U.S.A‬‬ ‫‪www.oicun,org‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬

‫بعثة املراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫يف مقر الأمم املتحدة بجنيف‬

‫‪ICC-20 Route pre-Bois-Case Postal‬‬ ‫‪1818‬‬ ‫‪CH 1215 Geneve - SUISSE‬‬ ‫‪www.oic-un.org‬‬ ‫‪oic@oci-un.org‬‬

‫�إن الآراء الواردة يف املقاالت املن�شورة يف هذه‬ ‫املجلة ال تعرب بال�ضرورة عن وجهة نظر منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بل هي متثل �آراء ال ُكتّاب‬ ‫اخلا�صة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬حتتفظ بحق تعديل‬ ‫�أي جزد من الن�ص �أو مراجعته �أو حتريره �أو‬ ‫حذفه �أو �إعادة �صياغته عندما و�أينما يبدو‬ ‫ذلك �ضروري ًا‪.‬‬

‫حق التعبري وحق الإ�ساءة‪ ...‬فرق كبري‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫ال�صومال تتنف�س من جديد مع قدوم‬ ‫قيادة جديدة‬

‫‪19‬‬

‫املنظمة تدعو حكومة تايالند �إىل تكثيف‬ ‫جهودها حلل نزاع اجلنوب‬

‫‪22‬‬

‫املنظمة ت�ؤكد دعمها لتوحيد جبهتي مورو‬ ‫الإ�سالمية والوطنية‬

‫‪29‬‬

‫ثقافة وفنون‬

‫نيامي ‪ :‬عا�صمة الثقافة الإ�سالمية‬

‫‪30‬‬

‫هيئة حقوق الإن�سان ت�ستكمل قواعد‬ ‫الإجراءات اخلا�صة بها‬

‫‪36‬‬

‫القمة الإ�سالمية‬ ‫اال�ستثنائية الرابعة‬ ‫‪4‬‬

‫ظاهرة الإ�ساءة‬ ‫�إىل الإ�سالم تت�صدر‬ ‫اجتماعات املنظمة يف‬ ‫نيويورك‬ ‫‪14‬‬

‫اقت�صاد‬

‫البنك الإ�سالمي يوقع مذكرة تفاهم مع‬ ‫ال�سلطة الفل�سطينية مل�ساعدة ‪� 12‬ألف‬ ‫�أ�سرة‬ ‫ا�سرتاتيجية جديدة لبناء عامل �إ�سالمي‬ ‫مرتابط‬

‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬

‫جتدد �أعمال العنف �ضد‬ ‫امل�سلمني يف ميامنار‬ ‫‪23‬‬

‫روابط �أجهزة املنظمة‬

‫برنامج عمل املنظمة خالل الفرتة من نوفمرب ‪ – 2012‬يناير ‪2013‬‬

‫جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ‪www.fiqhacademy.org‬‬

‫‪ 6-4‬دي�سمرب‪ :‬امل�ؤمتر الرابع حول «دور املر�أة يف تنمية الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي»‬

‫الأجهزة املتفرعة‬

‫مركز البحوث ا�إحل�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية‬ ‫‪www.sesrtcic.org‬‬

‫مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا)‬

‫‪www.ircica.org‬‬ ‫املركز الإ�سالمية لتنمية التجارة ‪www.icdt-oic.org‬‬ ‫اجلامعة الإ�سالمية للتكنولوجيا ‪www.iutoic-dhaka.edu‬‬

‫امل�ؤ�س�سات والأجهزة املتخ�ص�صة‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية ‪www.isdb.org‬‬ ‫وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (اينا) ‪www.islamicnews.org.sa‬‬ ‫منظمة �إذاعات الدول الإ�سالمية (�إيبو) ‪www.ibu.org‬‬ ‫املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) ‪www.isesco.org.ma‬‬

‫امل�ؤ�س�سات املنتمية‬

‫الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ‪www.icci-oic.org‬‬ ‫منظمة العوا�صم واملدن الإ�سالمية ‪www.oicc.org‬‬ ‫االحتاد الإ�سالمي ملالكي ال�سفن ‪www.oisaonline.com‬‬ ‫االحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ‪www.wfais.org‬‬ ‫منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون ‪www.icyf.com‬‬ ‫الأكادميية الإ�سالمية العاملية للعلوم ‪www.ias-worldwide.org‬‬

‫‪ 22-20‬نوفمرب‪ :‬امل�ؤمتر ال�ساد�س لوزراء التعليم العايل والبحث العلمي – اخلرطوم‪ ،‬ال�سودان‬ ‫– جاكرتا‪ ،‬اندوني�سيا‬

‫‪ 10‬دي�سمرب‪ :‬الدورة اخلام�سة ع�شرة ملجل�س �إدارة الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة والزراعة –‬ ‫كرات�شي‪ ،‬باك�ستان‬ ‫‪ 12-10‬دي�سمرب‪ :‬املعر�ض الأول ملنظمة التعاون الإ�سالمي للأطعمة احلالل – ال�شارقة‪ ،‬الإمارات‬ ‫العربية املتحدة‬ ‫‪ 23-20‬دي�سمرب‪ :‬املعر�ض ال�سياحي الثاين لبلدان املنظمة – القاهرة‪ ،‬م�صر‬ ‫دي�سمرب‪ :‬امل�ؤمتر الوزاري ال�سابع للأمن الغذائي والتنمية الزراعية – دكار‪ ،‬ال�سنغال‬ ‫دي�سمرب‪ :‬االجتماع الثامن ع�شر للجنة تن�سيق العمل الإ�سالمي امل�شرتك – طهران‪� ،‬إيران‬ ‫دي�سمرب‪ :‬االجتماع التن�سيقي حول تنفيذ ر�ؤية منظمة التعاون الإ�سالمي اخلا�صة باملياه – مقر الأمانة‬ ‫العامة للمنظمة‪ ،‬جدة‪ ،‬ال�سعودية‬ ‫يناير ‪ :2013‬االجتماع الثاين لفريق اخلرباء احلكوميني ب�ش�أن ا�ستعرا�ض القواعد والإجراءات‬ ‫اخلا�صة باجتماعات املنظمة‪ ،‬مقر الأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬جدة‪ ،‬ال�سعودية‬


‫حتت املجهر‬

‫القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الرابعة تركز على تعزيز الت�ضامن‬

‫مكة املكرمة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫يف وقت حتدق بالعامل الإ�سالمي خماطر الت�شتت والتنافر ويواجه موجة ال�صراعات والتهديدات غري امل�سبوقة داخلي ًا وخارجي ًا‪ ،‬لبى قادة‬ ‫العامل الإ�سالمي دعوة خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬لعقد قمة يف مدينة مكة املكرمة‪ ،‬خالل �شهر رم�ضان‪ ،‬من �أجل‬ ‫البحث يف �سبل توحيد ال�صفوف ومواجهة التحديات‪.‬‬ ‫وقد رحبت الدورة اال�ستثنائية الرابعة للقمة الإ�سالمية بالكلمة التي �ألقاها امللك عبد اهلل بن عبد العزيز الذي اقرتح �إن�شاء مركز للحوار‬ ‫بني املذاهب الإ�سالمية للو�صول �إىل كلمة �سواء‪.‬‬ ‫وانعقدت القمة على مدى يومني (‪� 15-14‬أغ�سط�س ‪ )2012‬حتت �شعار «تعزيز الت�ضامن الإ�سالمي»‪ ،‬واعتمدت ثالث وثائق‪ ،‬هي ميثاق مكة‬ ‫والبيان اخلتامي وقرارات القمة‪.‬‬ ‫ورحب البيان ال�صادر عن القمة ب�إن�شاء مركز للحوار بني املذاهب الإ�سالمية‪ ،‬الذي �سيكون مقره يف الريا�ض باململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ويتم‬ ‫بناء على تو�صية من الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وجمل�س وزراء اخلارجية‪.‬‬ ‫تعيني �أع�ضائه من قبل القمة الإ�سالمية ً‬

‫‪4‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬


‫الإ�ســالمي وتن�شئ مركـــز ًا للحــوار بني املــذاهب الإ�ســالمية‬ ‫وقال امللك عبد اهلل يف خطابه االفتتاحي مل�ؤمتر القمة‪�« :‬إن احلل الأمثل‬ ‫مل�شاكلنا ال يكون �إ ّال بالت�ضامن‪ ،‬والت�سامح‪ ،‬واالعتدال‪ ،‬والوقوف �صف ًا واحد ًا �أمام كل‬ ‫من يحاول امل�سا�س بديننا ووحدتنا»‪ .‬و�أ�ضاف �أنه «�إن �أقمنا العدل هزمنا الظلم‪ ،‬و�إن‬ ‫انت�صرنا للو�سطية قهرنا الغلو‪ ،‬و�إن نبذنا التفرق حفظنا وحدتنا وقوتنا وعزمنا»‪.‬‬ ‫ونا�شد خادم احلرمني ال�شريفني زعماء العامل الإ�سالمي �أن يكونوا على قدر‬ ‫امل�س�ؤولية وجديرين بحملها‪ ،‬وتقدم �أمامهم باقرتاح ت�أ�سي�س مركز للحوار بني‬ ‫املذاهب الإ�سالمية للو�صول �إىل كلمة �سواء‪.‬‬ ‫ميثاق مكة املكرمة وتعزيز الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫يف ميثاق مكة‪� ،‬أ�شار ملوك ور�ؤ�ساء و�أمراء الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬إىل الواقع اخلطري والأليم للعامل الإ�سالمي‪ ،‬حيث �شددوا على �ضرورة‬ ‫و�ضع اخلطط والربامج لتحقيق نه�ضة الأمة‪ ،‬وا�ستعادة ت�ضامنها‪ ،‬لتمكينها من‬ ‫مواجهة التحديات التي تعرت�ضها‪ .‬و�أكدوا �أن ذلك لن يت�أتّى �إال بالتغلب على عوامل‬ ‫ال�ضعف وا�ستعادة مكامن القوة بال�سعي امل�شرتك �إىل �إعادة بناء هذه الأمة على‬ ‫الطريق القومي‪ ،‬وفق الأ�س�س واملناهج التي جاء بها الإ�سالم‪.‬‬

‫ومايل‪ ،‬وميامنار‪ .‬و�أكد �أن هذه القرارات �سوف حتدد التوجه ال�سيا�سي للمنظمة يف‬ ‫الأ�شهر املقبلة‪.‬‬ ‫وك�شف الأمني العام عن �أن توجيهات خادم احلرمني ال�شريفني قد و�صلت‬ ‫يقدّم كهدية‬ ‫بالبدء يف بناء املقر الدائم ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف جدة‪ ،‬والذي َ‬ ‫كرمية من لدن امللك عبد اهلل للأمة الإ�سالمية‪ ،‬وللمنظمة‪ ،‬م�شريا �إىل �أن املنظمة‬ ‫�سوف تعر�ض يف اجلل�سة اخلتامية اليوم الأربعاء فيلما وثائقيا ملدة ثالث دقائق‬ ‫لت�صميم بناية املقر اجلديد‪ .‬و�أعرب �إح�سان �أوغلى عن �أ�سمى �آيات ال�شكر واالمتنان‬ ‫ملقام خادم احلرمني ال�شريفني لهذه املكرمة ال�سامية‪.‬‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي واململكة العربية ال�سعودية توقعان اتفاقية املقر‬ ‫وقع الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬و�صاحب ال�سمو امللكي‪ ،‬الأمري عبد العزيز بن عبد اهلل‪ ،‬نائب وزير اخلارجية‬ ‫باململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬اتفاقية املقر للمنظمة‪ ،‬وذلك اليوم االثنني‪13 ،‬‬ ‫�أغ�سط�س ‪.2012‬‬ ‫وجاءت االتفاقية تتويجا حلر�ص حكومة خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك‬ ‫عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬على تقدمي كل الدعم للمنظمة‪ ،‬بهدف تعزيز الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي والعمل الإ�سالمي امل�شرتك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتعترب هذه االتفاقية �إطار ًا قانونيا منظما للعالقة بني دولة املقر (اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية) ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وحتدد جملة من االمتيازات‬ ‫وااللتزامات لكل الطرفني‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلى‪ :‬قمة مكة وقفة ت�أمل يف حلظة �صدق �أمام اهلل‬ ‫والتاريخ‬ ‫قال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى �إن “قمة املنظمة اال�ستثنائية الرابعة يف مكة املكرمة‪ ،‬هي وقفة ت�أمل يف حلظة‬ ‫�صدق �أمام اهلل والتاريخ‪ ،‬تتطلع فيها الأمة �إىل قادتها لينه�ضوا بامل�س�ؤولية التاريخية‬ ‫لتجاوز هذه الظروف الع�صيبة”‪.‬‬ ‫الثالثاء‪،‬‬ ‫يوم‬ ‫للقمة‬ ‫االفتتاحية‬ ‫اجلل�سة‬ ‫أمام‬ ‫�‬ ‫كلمته‬ ‫و�أ�ضاف �إح�سان �أوغلى يف‬ ‫البيان اخلتامي‬ ‫‪� 14‬أغ�سط�س ‪ ،2012‬ب�أنه يف مهبط الوحي ويف �أطهر بقاع الأر�ض‪ ،‬لبى قادة الأمة‬ ‫�أكد امل�ؤمتر ت�ضامنه ودعمه التام لل�سودان وال�صومال و�أفغان�ستان وجامو‬ ‫العزيز‬ ‫الإ�سالمية ورم ُوزها دعوة خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد اهلل بن عبد‬ ‫وك�شمري‪ ،‬والعراق واليمن و�ساحل العاج واحتاد جزر القمر وجمهورية قرب�ص‬ ‫حل�ضور قمة مكة‪ .‬و�أكد ب�أن العامل الإ�سالمي مير حاليا ب�أ�صعب فرتة يف تاريخه الرتكية يف الت�صدي للتحديات التي تواجه هذه الدول‪ .‬كما يدين اعتداء �أرمينيا‬ ‫املعا�صر منذ �أن و�ضعت احلرب العاملية الأوىل �أوزارها‪ ،‬الفتا �إىل �أن يقظة ال�شعوب على �أذربيجان ويدعو �إىل ان�سحاب القوات الأرمينية من الأرا�ضي الأذربيجانية‪.‬‬ ‫وتطلعها �إىل احلياة الكرمية واحلكم الر�شيد الذي تكون فيه م�صلحتها هي العليا‪،‬‬ ‫قد غري موازين القوى‪ ،‬وجنم عنه حراك غري معهود‪ ،‬حيث يعمل القادة يف خدمة‬ ‫ق�ضايا الإ�صالح‬ ‫�شعوبهم‪ ،‬وحيث يتجلى حر�ص اجلماهري على �أال تعي�ش خارج �سياق التاريخ‪.‬‬ ‫�شدد امل�ؤمتر على �أن الإ�صالح والتطوير �أمر متجدد‪ ،‬ويقع على عاتق �أبناء‬ ‫الأمة دون غريهم وو�ضع اخلطط والربامج العلمية والعملية التي من �ش�أنها حتقيق‬ ‫و�أ�شار �إح�سان �أوغلى �إىل �أنه قد بات من الوا�ضح �أنه ال ميكن للعامل الإ�سالمي نه�ضتها ورفعة �ش�أنها م�سرت�شدين يف ذلك بهدي كتاب اهلل و�سنة نبيه �صلى اهلل‬ ‫اال�ستمرار على نهجه احلايل‪ ،‬بينما يقت�ضي الواجب �أن يكون �أحد ر ّواد هذا الع�صر‪ ،‬عليه و�سلم‪.‬‬ ‫م�ضيفا ب�أنه ا�ستكما ًال لتنفيذ برنامج العمل الع�شري الذي �أقرته قمة مكة اال�ستثنائية‬ ‫ودعا البيان الدول الأع�ضاء �إىل اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتجنب �إذكاء الفنت‬ ‫‪� ،2005‬أراد خادم احلرمني ال�شريفني انطالقا من حر�صه الكرمي على ت�ضافر والنعرات بني الطوائف الإ�سالمية‪ ،‬و�أن ت�سعى الدول يف هذا الإطار �إىل �أن يكون‬ ‫جهود امل�سلمني وت�ضامنهم‪� ،‬أن يعزز املفاهيم التي ت�ؤ�س�س للعمل الإ�سالمي امل�شرتك دورها �إ�صالح ذات البني وال�سعي �إىل وحدة ال�شعوب والوحدة الوطنية وامل�ساواة بني‬ ‫عن طريق الرتكيز على مو�ضوع الت�ضامن الإ�سالمي‪.‬‬ ‫�أبناء الأمة الواحدة بدال من �أن يكون مدعاة للفرقة والتناحر‪.‬‬ ‫ويف ختام كلمته‪� ،‬أكد �إح�سان �أوغلى ب�أن االجتماع التح�ضريي على م�ستوى‬ ‫وزراء اخلارجية‪ ،‬والذي عقد يف جدة‪ ،‬قد تو�صل �إىل تو�صيات ب�ش�أن كل ما �سريفع‬ ‫ووفق ًا للبيان‪ ،‬ف�إن احلاجة تت�أكد ملكافحة الف�ساد‪ ،‬وحماية حقوق الإن�سان‬ ‫�إىل قمة القادة‪ ،‬م�شريا �إىل �أن هذه التو�صيات عك�ست الواقع املاثل للق�ضايا التي القائمة على مبادئ العدل والكرامة‪ ،‬وم�شاركة املواطنني يف �إدارة �ش�ؤونها‪ ،‬وتهيئة‬ ‫ت�ضمنها جدول الأعمال‪ ،‬واملتعلقة بالت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬وق�ضايا فل�سطني‪ ،‬و�سوريا‪ ،‬املناخ لقيام م�ؤ�س�سات املجتمع املدين التي تعني احلاكم على الو�صول �إىل هدف‬ ‫‪5‬‬


‫حتت املجهر‬ ‫�إ�صالح وتطوير املجتمع الإ�سالمي‪.‬‬ ‫الت�صدي للغلو والتطرف‬ ‫�أكد امل�ؤمتر �أن الإ�سالم هو دين الو�سطية واالنفتاح‪ ،‬ويرف�ض كافة �أ�شكال الغلو‬ ‫والتطرف واالنغالق‪ ،‬وعلى �أهمية الت�صدي لكل ما يبث ويروج للفكر املنحرف بكافة‬ ‫الو�سائل املتاحة‪ ،‬ويدعو �إىل تطوير املناهج الدرا�سية مبا ير�سخ القيم الإ�سالمية‬ ‫الأ�صيلة يف جماالت التفاهم والت�سامح واحلوار والتعددية‪ ،‬ومد ج�سور التوا�صل بني‬ ‫�أبناء الأمة الإ�سالمية الواحدة مبا يعزز وحدتها وت�ضامنها من خالل عقد الندوات‬ ‫وامل�ؤمترات التي من �ش�أنها �أن تو�ضح هذه القيم‪ .‬كما يدعو للت�صدي للتطرف املت�سرت‬ ‫بالدين واملذهب‪ ،‬وعدم تكفري �أتباع املذاهب الإ�سالمية‪ ،‬وتعميق احلوار بينها وتعزيز‬ ‫االعتدال والو�سطية والت�سامح‪.‬‬ ‫و�شدد امل�ؤمتر على �أهمية ت�ضافر اجلهود الدولية ملكافحة هذه الظاهرة منوها‬ ‫باجلهود الكبرية التي بذلتها حكومة اململكة العربية ال�سعودية يف �إن�شاء املركز‬ ‫الدويل ملكافحة الإرهاب حتت مظلة الأمم املتحدة تنفيذا للتو�صيات ال�صادرة عن‬ ‫امل�ؤمتر الدويل ملكافحة الإرهاب الذي عقد يف الريا�ض عام ‪ ،2005‬وي�ؤكد �ضرورة‬ ‫التمييز بني الإرهاب وبني م�شروعية مقاومة االحتالل الأجنبي التي ال ت�ستبيح دماء‬ ‫املدنيني الأبرياء‪.‬‬ ‫و�أكد امل�ؤمتر �ضرورة العمل اجلماعي لإبراز �صورة الإ�سالم احلقيقية وقيمه‬ ‫ال�سامية والت�صدي لظاهرة كراهية الإ�سالم وت�شويه �صورته وقيمه ورموزه وتدني�س‬ ‫الأماكن الإ�سالمية والعمل الفعال مع الدول وامل�ؤ�س�سات واملنظمات الإقليمية‬ ‫والدولية وحثها على حماربة هذه الظاهرة وعدم جواز ا�ستغالل حرية التعبري ذريعة‬ ‫للإ�ساءة �إىل الأديان‬ ‫كما �أكد امل�ؤمتر �ضرورة احرتام التنوع الثقايف والديني والتعاي�ش ال�سلمي‬ ‫و�أهمية موا�صلة التعاون على امل�ستوى الدويل �ضد التحري�ض على الكراهية والتع�صب‬ ‫ويرحب يف هذا ال�صدد باعتماد جمل�س حقوق الإن�سان للتوافق لقرار رقم ‪18/16‬‬ ‫ب�ش�أن مكافحة التع�صب والتحري�ض على العنف �أو الكراهية والتمييز القائمني على‬ ‫�أ�سا�س الدين �أو املعتقد باعتباره خطوة متقدمة الحرتام التعددية الثقافية‪.‬‬

‫الكوم�سيك» معتمدة ما مل تتلقَّ الأمانة العامة �أي مالحظات ق ّيمة ب�ش�أنها يف غ�ضون‬ ‫فرتة ال تتعدى ثالثة �أ�شهر‪.‬‬ ‫ودعا امل�ؤمتر �إىل زيادة يف ر�أ�س مال البنك الإ�سالمي للتنمية لتمكينه من تلبية‬ ‫احتياجات الدول الأع�ضاء‪ ،‬وجدد امل�ؤمتر الت�أكيد على حيوية دور القطاع اخلا�ص‬ ‫يف التنمية‪.‬‬ ‫و�أكد امل�ؤمتر �أهمية التعاون يف جمال بناء القدرات ومكافحة الفقر والبطالة‬ ‫وحمو الأمية وا�ستئ�صال الأمرا�ض‪ ،‬وال�سعي حل�شد املوارد الالزمة لذلك‪ ،‬ودعا‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية �إىل درا�سة ت�أ�سي�س �صندوق خا�ص يف البنك‪ ،‬ودعا جمل�س‬ ‫حمافظي البنك متابعة هذه امل�س�ألة‪.‬‬ ‫كما دعا امل�ؤمتر �إىل دعم وتن�شيط التعاون بني الدول الأع�ضاء يف املنظمة‬ ‫لتحقيق التنمية الزراعية وال�صناعية‪ ،‬و�صو ًال �إىل الأمن الغذائي‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬دعم امل�ؤمتر التنمية يف �إفريقيا ومبادرة «النيباد»‪ ،‬وقرر‬ ‫تعزيز الربامج اخلا�صة يف هذا ال�صدد‪ .‬و�شجع امل�ؤمتر مبادرات الدول الأع�ضاء‬ ‫الرامية �إىل تعزيز التعاون االقت�صادي مع بقية الدول الأع�ضاء والبلدان الأقل منو ًا‬ ‫والبلدان منخف�ضة الدخل يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫يف جمال العلوم والتكنولوجيا‬ ‫قرر امل�ؤمتر اعتماد �إجراءات حمددة ووا�ضحة املعامل للنهو�ض بالعلوم‬ ‫والتكنولوجيا والإبداع والتعليم العايل‪ ،‬مبا يف ذلك حتقيق االكتفاء الذاتي يف جماالت‬ ‫منها اال�ستخدام ال�سلمي للتقنية حتت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك‬ ‫بغر�ض دعم التنمية امل�ستدامة يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أعرب امل�ؤمتر عن دعمه لأن�شطة اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي‬ ‫(كوم�ستيك)‪ ،‬ومنظمة التكنولوجيا والإبداع‪ ،‬وبرنامج منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للمنح الدرا�سية لتح�سني جودة التعليم يف الدول الأع�ضاء ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬

‫بع�ض �أهم القرارات ال�صادرة عن القمة‬

‫فل�سطني والقد�س ال�شريف‪:‬‬ ‫يف املجال االقت�صادي واالجتماعي‬ ‫قرر امل�ؤمتر تبني اخلطة اال�سرتاتيجية متعددة القطاعات اخلا�صة بالقد�س‪،‬‬ ‫اعترب امل�ؤمتر الوثيقتني املعنونتني‪« :‬تفعيل التعاون‪ :‬ا�سرتاتيجية الكوم�سيك التي مت اعتمادها يف الدورة الثامنة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية ك�إطار لتحديد‬ ‫من �أجل بناء عامل �إ�سالمي متعا�ضد» و»النظام الأ�سا�سي املعدل وقواعد الإجراءات �أولويات التمويل الإ�سالمي ملدينة القد�س‪ .‬ودعا الدول الأع�ضاء �إىل دعم احتياجات‬

‫‪6‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬


‫القد�س وم�ؤ�س�ساتها و�أهلها وفق ًا لهذه اخلطة اال�سرتاتيجية ودعم التنفيذية على امل�ستوى الوزاري املنعقد بجدة بتاريخ ‪ 24‬يونيو‬ ‫امل�شاريع املت�ضمنة فيها؛ وعهد �إىل الأمانة العامة ملنظمة التعاون ‪.2012‬‬ ‫كما دعا جمل�س الأمن �إىل حتمل م�س�ؤولياته كاملة لو�ضع حد‬ ‫الإ�سالمي مبتابعة تنفيذ هذه اخلطة بالتن�سيق مع دولة فل�سطني‪.‬‬ ‫لأعمال العنف و�سفك الدماء يف �سوريا‪ ،‬وذلك من خالل �إيجاد حل‬ ‫وحث الدول الأع�ضاء على دعم اجلهود الدبلوما�سية املبذولة �سلمي ودائم للأزمة ال�سورية‪.‬‬ ‫لتو�سيع نطاق االعرتاف بدولة فل�سطني على �أ�سا�س حدود ما قبل عام‬ ‫و�أكد امل�ؤمتر �أهمية حماية املواقع الدينية والتاريخية يف �سوريا من‬ ‫‪ 1967‬من �أجل تعزيز اجلهود الرامية �إىل حتقيق ا�ستقالل دولة‬ ‫فل�سطني‪ ،‬وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪ ،‬وان�ضمامها كع�ضو كامل يف الدمار‪ ،‬وعرب عن �أمله يف اتخاذ اخلطوات الالزمة يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫الأمم املتحدة‪ ،‬ولت�أخذ مكانها الطبيعي وامل�ستحق يف جمتمع الدول‪ .‬كما �أدان �إ�سقاط �سوريا لطائرة ع�سكرية تركية واعترب �أن هذا العمل‬ ‫وطالب امل�ؤمتر جميع الدول الأع�ضاء بدعم القرارات اخلا�صة بالق�ضية ي�شكل خطر ًا كبري ًا على الأمن واال�ستقرار يف املنطقة‪.‬‬ ‫الفل�سطينية يف الأمم املتحدة‪ ،‬مبا يف ذلك القرارات املتعلقة بالقد�س‬ ‫وبخ�صو�ص م�سلمي الروهيغيا‪:‬‬ ‫ال�شريف‪ ،‬وم�ساندة اجلهود الدولية ال�ساعية لإلزام �إ�سرائيل‪ ،‬ال�سلطة‬ ‫قرر امل�ؤمتر ما يلي‪:‬‬ ‫القائمة باالحتالل‪ ،‬باحرتام التزاماتها مبوجب القانون الدويل‪ ،‬مبا‬ ‫اعتماد التو�صيات ال�صادرة عن اجتماع اللجنة التنفيذية‬ ‫يف ذلك القانون الإن�ساين الدويل وقانون حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫للمنظمة املنعقد يوم ‪� 5‬أغ�سط�س ‪ ،2012‬مبا يف ذلك �إيفاد بعثة‬ ‫تق�صي حقائق من املنظمة‪ ،‬وت�شكيل فريق ات�صال‪.‬‬ ‫الو�ضع يف �سوريا‪:‬‬ ‫تفوي�ض جمموعة منظمة التعاون الإ�سالمي يف نيويورك طرح‬ ‫رحب امل�ؤمتر بقرار اجلمعية العامة للأمم املتحدة حول الو�ضع‬ ‫يف �سوريا بتاريخ ‪� 3‬أغ�سط�س ‪ 2012‬الذي يدين ب�شدة ا�ستمرار م�شروع قرار خا�ص مب�سلمي الروهينغيا �إىل اجتماع اجلمعية العامة‬ ‫االنتهاكات الوا�سعة النطاق واملنهجية حلقوق الإن�سان وللحريات للأمم املتحدة خالل الدورة ال�سابعة وال�ستني للجمعية القادمة‪.‬‬ ‫الأ�سا�سية من قبل ال�سلطات ال�سورية وا�ستخدام القوة �ضد املدنيني‬ ‫حث جميع الدول الأع�ضاء وغري الأع�ضاء واملنظمات احلكومية‬ ‫والإعدام التع�سفي والقتل واال�ضطهاد‪ .‬ودعا يف هذا ال�صدد �إىل‬ ‫البدء يف التنفيذ الفوري خلطة املرحلة االنتقالية‪ ،‬وو�ضع �آلية �سلمية املحلية والدولية على تقدمي امل�ساعدات الإن�سانية ال�ضرورية والعاجلة‬ ‫ت�سمح ببناء دولة �سوريا اجلديدة على نظام تعددي ودميقراطي لأبناء �شعب الروهينغيا‪ ،‬وم�ساعدتهم على التغلب على الأزمة الإن�سانية‬ ‫ومدين‪ ،‬تتوفر فيه امل�ساواة على �أ�سا�س القانون واملواطنة واحلريات اخلطرية‪ ،‬بالتن�سيق مع منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬و�أ�شاد امل�ؤمتر‬ ‫بتربع خادم احلرمني ال�شريفني مببلغ خم�سني مليون دوالر �أمريكي‬ ‫الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫كم�ساعدات �إن�سانية مل�سلمي الروهينغيا‪.‬‬ ‫تكليف الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي بتعيني مبعوث‬ ‫وقرر امل�ؤمتر تعليق ع�ضوية �سورية يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫وجميع الأجهزة التابعة لها‪ ،‬بنا ًء على ما �أو�صى به اجتماع اللجنة خا�ص لهذه الق�ضية الهامة‪.‬‬ ‫بخ�صو�ص الو�ضع يف منطقة ال�ساحل ومايل‪:‬‬ ‫�أكد امل�ؤمتر ت�ضامنه الكامل مع حكومة الوحدة الوطنية االنتقالية‪،‬‬ ‫ودعا جميع الدول الأع�ضاء �إىل �أن تقدم الدعم وامل�ساعدة الالزمني‬ ‫مل�ساعدتها على حتقيق �أهدافه‪.‬‬ ‫و�أعرب امل�ؤمتر عن القلق ال�شديد �إزاء امل�أ�ساة‬ ‫الإن�سانية يف مايل ومنطقة ال�ساحل‪ ،‬وكلف الأمني العام‬ ‫باتخاذ التدابري الالزمة حل�شد املوارد ال�ضرورية‬ ‫التي من �ش�أنها �أن ت�ساعد على تذليل ال�صعاب‬ ‫التي يواجهها مئات الآالف من الالجئني‬ ‫والنازحني يف مايل والبلدان املجاورة‪.‬‬ ‫كما طلب من الأمني العام تعيني‬ ‫مبعوث خا�ص �إىل مايل ومنطقة‬ ‫ال�ساحل‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫�آراء‬ ‫قمة مكة قفزة نوعية‬

‫�أخرى ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‬

‫د‪ .‬ع�صام �سليم ال�شنطي‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫ُت َعد القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الرابعة‪ ،‬التي ُعقدت يف مكة املكرمة يومي‬ ‫‪ 14‬و‪� 15‬أغ�سط�س ‪ ،2012‬قفزة نوعية �أخرى من قبل منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫باجتاه حتقيق الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬وبخا�صة يف �سياق التحديات التي تواجهها‪.‬‬ ‫وقد حدد خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬الذي دعا‬ ‫�إىل هذه القمة حتت مظلة منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬هذا الهدف و�أعلنه بو�ضوح‬ ‫عندما �سماها “قمة الت�ضامن الإ�سالمي”‪.‬‬ ‫واحلقيقة �أن هذه هي القمة اال�ستثنائية الثانية التي تُع َقد يف مكة املكرمة‬ ‫بدعوة من خادم احلرمني ال�شريفني بعد القمة اال�ستثنائية الثالثة والتي انعقدت‬ ‫�أي�ض ًا يف دي�سمرب ‪ 2005‬مبكة املكرمة‪ ،‬حيث دعت ب�شكل وا�ضح �إىل وحدة‬ ‫امل�سلمني وت�ضامنهم‪ ،‬كما دعت للو�سطية والتحديث والت�سامح‪ ،‬و�أعربت عن‬ ‫رف�ضها ال�شديد للتطرف الديني والإرهاب‪ .‬وقد توحدت مواقف جميع الزعماء‬ ‫فيها يف دعوتهم ملكافحة الإرهاب والدفاع عن �صورة الإ�سالم‪ ،‬ودعوا كذلك �إىل‬ ‫�إ�سرتاتيجية حمددة وعملية ملكافحة ت�صاعد ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ .‬و�سعي ًا منهم‬ ‫لتحقيق هذه الأهداف و�أهداف �سيا�سية واقت�صادية وثقافية �أخرى‪ ،‬اعتمدت القمة‬ ‫اال�ستثنائية الثالثة برنامج العمل الع�شري الذي ات�سم بر�ؤية و�آليات حمددة من‬ ‫�أجل حتقيق هذه الأهداف الإ�سرتاتيجية مل�صلحة جميع ال�شعوب امل�سلمة والدول‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬ظلت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بدعم من دولها الأع�ضاء‪،‬‬ ‫ت�شهد تغيريات هيكلية وعملية حقيقية‪ ،‬م ّكنتها من تنفيذ �سيا�ساتها الإقليمية‬ ‫والعاملية‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬اعتمدت املنظمة ميثاق ًا جديد ًا �أهلها ملواجهة تغريات‬ ‫عاملية كبرية على جميع الأ�صعدة‪ .‬كما �شهدت املنظمة ميالد الهيئة الإ�سالمية‬ ‫حلقوق الإن�سان‪ ،‬و�أن�ش�أت �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬ومر�صد ًا للإ�سالموفوبيا‪ ،‬كما‬ ‫فتحت عدد ًا من املكاتب الإقليمية والدولية‪ ،‬وتعاملت مع كثري من الق�ضايا الأخرى‬ ‫املتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والإعالم والق�ضايا الثقافية وحققت جناحات كبرية‬ ‫يف جمال العالقات الدولية‪.‬‬ ‫�إ ّال �أن القمة الطارئة الرابعة‪� ،‬أتت لتكمل �سابقتها ولتعيد ت�أكيد ال�ضرورة‬ ‫امللحة لتعزيز الوحدة والتعاون بني امل�سلمني وو�ضع حد للفرقة ومعاجلة �أزمات‬ ‫رئي�سية يواجهها العامل الإ�سالمي‪ ،‬ومنها على �سبيل املثال الق�ضية الفل�سطينية‬ ‫ودور املنظمة يف دعم ال�سلطة الفل�سطينية يف طلبها احل�صول على الع�ضوية الكاملة‬ ‫يف الأمم املتحدة والأزمة الدموية احلالية يف �سوريا وحمنة م�سلمي الروهينغيا يف‬ ‫ميامنار‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫وكانت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وهي ثاين �أكرب منظمة �سيا�سية ودبلوما�سية‬ ‫بعد الأمم املتحدة وبيت لكل امل�سلمني‪ ،‬مرة �أخرى يف واجهة ال�ساحة العاملية وهي‬ ‫ت�سعى لتحقيق الأهداف وتعزيز وتوطيد �أوا�صر الأخوة والت�ضامن بني الدول‬ ‫الإ�سالمية و�صون م�صاحلها امل�شرتكة وحماية ال�صورة احلقيقية للإ�سالم والذود‬ ‫عنها‪ ،‬وت�شجيع احلوار بني احل�ضارات و�أتباع الديانات وتعزيز التعاون االقت�صادي‬ ‫والتجاري البيني‪� .‬إن املنظمة هي ال�صوت اجلماعي للعامل الإ�سالمي‪ ،‬ومن خالل‬ ‫م�ؤ�س�ساتها املختلفة تعد املنظمة الهيئة ال�سيا�سية الر�سمية الوحيدة التي تكفل‬ ‫احلفاظ على م�صالح العامل الإ�سالمي وحمايتها بغية تعزيز ال�سلم والوئام الدوليني‬ ‫يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪� ،‬أعلن الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الأمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أمام قادة العامل الإ�سالمي يف هذه القمة �أن ثمة �ضرورة‬ ‫ملحة لأخذ التغريات اجلذرية التي ي�شهدها العامل الإ�سالمي والعامل ب�شكل عام‪،‬‬ ‫يف احل�سبان‪ ،‬حيث ذكر �أن العامل الإ�سالمي مير ب�أ�صعب فرتة يف تاريخه املعا�صر‬ ‫منذ نهاية احلرب العاملية الأوىل‪ ،‬و�أن العامل الإ�سالمي ي�شهد انتفا�ضة ومطالب من‬ ‫ال�شعوب الإ�سالمية للكرامة واحلكم الر�شيد ورغبة وا�ضحة يف رف�ض العي�ش خارج‬ ‫�سياق التاريخ‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى القول �إنه �أ�صبح من الوا�ضح �أن العامل‬ ‫الإ�سالمي ال ي�ستطيع موا�صلة ال�سري يف م�ساره احلايل‪ ،‬و�أن عليه �أن يكون �أحد الرواد‬ ‫الفاعلني والأ�سا�سيني يف م�سار الأحداث يف زمننا هذا‪ .‬وتعك�س هذه الر�سالة بو�ضوح‬ ‫ر�ؤية منظمة التعاون الإ�سالمي لل�سنوات املقبلة التي �سوف ت�شهد فيها املنظمة دور ًا‬ ‫�إيجابي ًا �أكرب على ال�ساحة الدولية‪.‬‬ ‫وبالنظر �إىل نتائج كلتا القمتني اال�ستثنائيتني الثالثة والرابعة يف مكة‬ ‫املكرمة بو�سع املرء �أن يلتم�س التغيري الذي �شهدته املنظمة من حيث تطور الر�ؤية‬ ‫واال�سرتاتيجية والعمل من جانب‪ ،‬والأهمية والدور الذي ت�ضطلع به املنظمة من �سنة‬ ‫‪ 2005‬من �أجل م�صالح العامل الإ�سالمي وامل�صالح امل�شرتكة مع املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫وهو التغيري والتطور �سيتطلب دعم ًا م�ستمر ًا ودائم ًا على جميع امل�ستويات من قبل‬ ‫الدول الأع�ضاء كي تتمكن من موا�صلة حتقيق الأهداف املرجوة واملحددة يف ن�صو�ص‬ ‫وروح جميع قرارات املنظمة الواردة يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪� ،‬شهدت هذه القمة الإعالن عن مولد مركز احلوار بني‬ ‫املذاهب‪ ،‬وهي مبادرة هامة �أعلن عنها امللك عبد اهلل؛ والتوقيع على اتفاق مقر‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي مع حكومة اململكة العربية ال�سعودية؛ وتوقيع اتفاق بناء‬ ‫مقر املنظمة اجلديد يف مدينة جدة‪ ،‬وهي هدية كرمية من امللك عبد اهلل للمنظمة‪.‬‬ ‫ويف اخلتام‪ ،‬كانت القمة اال�ستثنائية الرابعة تاريخي ًة من حيث التوقيت واملكان‬ ‫وال�سياق والنتائج‪ .‬فقد جاء توقيت هذه القمة متزامن ًا مع الأحداث والتغريات الهامة‬ ‫التي ت�شهدها كثري من الدول الإ�سالمية نتيجة‪� ،‬إىل حد كبري‪ ،‬للربيع العربي‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل معاناة م�سلمي الروهينغيا‪ .‬وقد عقدت القمة يف �أقد�س بقعة جلميع امل�سلمني يف‬ ‫جميع �أنحاء العامل‪� ،‬أال وهي مكة املكرمة‪ ،‬ويف �سياق م�ستجدات دولية و�إقليمية قد‬ ‫يكون لها كبري الأثر بالن�سبة مل�صالح العامل الإ�سالمي‪ .‬وقد تبلورت نتائج القمة يف‬ ‫�شكل قرارات ومواقف ر�سمية ذات �صلة ب�ش�أن خمتلف الأهداف الإقليمية والدولية‪.‬‬ ‫�إن املهام التي تقوم بها منظمة التعاون الإ�سالمي مل تكن قط �سهلة‪ .‬فهي ذات‬ ‫�صلة بق�ضايا معقدة ومتعددة الأوجه وتتطلب زمن ًا وجهود ًا كبرية وكل �أنواع الدعم‬ ‫من قبل دولها الأع�ضاء‪ ،‬وبنظرة مو�ضوعية �إىل دور وطبيعة عمل املنظمة وخ�صو�ص ًا‬ ‫منذ عام ‪ ،2005‬ميكن مالحظة القفزات النوعية والرتاكمية التي �شهدتها املنظمة‬ ‫على جميع الأ�صعدة نحو حتقيق النتائج املن�شودة من قبل العامل الإ�سالمي‪.‬‬


‫ملف فل�سطني‬

‫الأمم املتحدة‪ :‬غزة «لن تكون �صاحلة للحياة» بحلول عام ‪2020‬‬ ‫وفق ًا لتقرير �صدر م�ؤخر ًا عن الأمم املتحدة حول القطاع الفل�سطيني‪ ،‬ف�إن غزة‬ ‫«لن تكون �صاحلة للحياة» بحلول عام ‪ 2020‬ما مل تُـت ْ‬ ‫َّـخذ �إجراءات عاجلة لتح�سني‬ ‫�إمدادات املياه والطاقة وخدمات ال�صحة واملدار�س‪.‬‬ ‫وقال ماك�سويل غيالرد‪ ،‬املن�سق الإن�ساين للأمم املتحدة‪� ،‬إن «ثمة حاجة �إىل‬ ‫عمل الآن �إن �أريد لغزة �أن تكون مكان ًا �صاحل ًا للحياة �سنة ‪ ،2020‬وهو �أمر �صعب‬ ‫فع ًال»‪.‬‬ ‫وقال كاتب تقرير الأمم املتحدة حول الأرا�ضي الفل�سطينية‪ ،‬وهو الأو�سع نطاقا‪ً،‬‬ ‫�إن خم�س �سنوات مرت على احل�صار الإ�سرائيلي وغزة تعي�ش حتت حكم حزب‬ ‫واحد‪ ،‬بينما يتوقع �أن يزداد تعداد �سكان غزة البالغ ‪ 1.6‬مليون‪ ،‬بخم�سمائة �ألف‬ ‫ن�سمة خالل ال�سنوات الثماين القادمة‪.‬‬ ‫كما قال غيالرد‪� :‬إن «ثمة حاجة �إىل القيام فور ًا بعمل ما يف ما يتعلق باجلوانب‬ ‫الأ�سا�سية للحياة‪ :‬املياه وال�صرف ال�صحي والكهرباء والتعليم وال�صحة وجوانب‬ ‫�أخرى»‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن غزة لي�س فيها مطار �أو ميناء بحري‪ ،‬واحلدود متوترة‪ ،‬حيث تقع‬ ‫�صدامات متكررة ب�ش�أن قذائف ال�صواريخ التي تُط َلق من غزة وال�ضربات اجلوية‬ ‫التي توجهها �إ�سرائيل‪ .‬وقد خففت �إ�سرائيل القيود جزئي ًا يف منت�صف عام ‪2010‬‬ ‫وبد�أ اقت�صاد غزة امل�شلول يف التعايف من القاع الذي و�صله‪ .‬حيث ُيقدَّر �أن �إجمايل‬ ‫الدخل املحلي احلقيقي قد زاد بن�سبة ‪ 28‬يف املئة يف الن�صف الأول من عام‬ ‫‪� ،2011‬إذ انخف�ض معدل البطالة من ‪ 37‬يف املئة �إىل ‪ 28‬يف املئة يف عام‬ ‫‪ .2011‬ولكن التقرير‪ ،‬الذي �شارك يف �إعداده خرباء من وكاالت الأمم املتحدة‬ ‫وقدموا فيه توقعات عن امل�ستقبل‪ ،‬ذكر �أن النمو خالل ال�سنوات الثماين املقبلة �سوف‬ ‫يكون بطيئ ًا‪ ،‬حيث يت�سبب عزل غزة احلايل يف �إ�ضعاف اقت�صادها بدرجة جتعله‬ ‫غري قابل لال�ستمرار‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن النا�س يف هذا القطاع ال�ساحلي ال�ضيق يعي�شون ب�شكل �أ�سا�سي على‬ ‫معونة الأمم املتحدة والتمويل اخلارجي واقت�صاد الأنفاق الذي ي�أتي بالغذاء ومواد‬ ‫البناء والإلكرتونيات وال�سيارات من م�صر‪.‬‬ ‫ولكن جتارة التهريب ال متثل ح ًال‪ ،‬وقد ذكر روبرت ترينر‪ ،‬وهو مدير عمليات‬ ‫وكالة الأمم املتحدة للإغاثة وت�شغيل الالجئني (�أونروا) �أن غزة يف �سنة ‪2020‬‬ ‫�سوف حتتاج �إىل ‪ 440‬مدر�سة �إ�ضافية و‪� 800‬سرير يف امل�ست�شفيات وما يزيد على‬ ‫‪ 1000‬طبيب �إ�ضايف‪.‬‬ ‫ودعا غيالرد املانحني الدوليني �إىل زيادة معونتهم لل�سكان الذين يعي�شون‬ ‫على املعونة بن�سبة ‪ 80‬يف املئة‪ ،‬قائ ًال �إنه «بالرغم من �أف�ضل اجلهود التي يبذلها‬ ‫الفل�سطينيون ف�إن غزة ما زالت حتتاج �إىل امل�ساعدة»‪ .‬و�أ�ضاف‪�« :‬إنهم يخ�ضعون‬ ‫حل�صار‪� .‬إنهم يخ�ضعون الحتالل ويحتاجون �إىل م�ساعدتنا �سيا�سي ًا وعملي ًا على‬ ‫الأر�ض»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�إىل جانب �شبكة الأنفاق يف غزة ‪ ،‬فهي ت�ستورد �سلعا عرب �إ�سرائيل‪ ،‬حيث تبني‬ ‫�أرقام الأمم املتحدة مث ًال �أن ‪ 46500‬طن من مواد البناء دخلت غزة عرب معرب‬ ‫كرمي �شالوم من �إ�سرائيل يف �سبتمرب ‪ ،2011‬بينما دخل نحو ‪� 90‬ألف طن عرب‬ ‫الأنفاق‪ .‬كما حت�صل غزة على كهرباء ووقود من �إ�سرائيل‪.‬‬ ‫وتُعتبرَ �إعادة بناء املنازل وامل�صانع التي دُمرت يف حرب �شتاء عام ‪ 2009‬يف‬ ‫غزة �أكرب مهمة يف غزة‪ ،‬و ُي َعد البناء �سبب ًا يف اجلزء الأكرب من منو غزة يف جمال‬ ‫التوظيف يف ال�سنتني املا�ضيتني‪ .‬وقال غيالرد �إن غزة بحاجة �إىل ال�سالم والأمن‬ ‫لتح�سني حياة �شعبها‪ ،‬ويعني ذلك �ضرورة نهاية احل�صار والعزل وال�صراع‪.‬‬ ‫املياه �سوف تكون غري �صاحلة لل�شرب بحلول عام ‪2016‬‬ ‫وفق ًا جلان جوف من اليوني�سيف‪ُ ،‬ي َعد نق�ص مياه ال�شرب النقية �أكرب ان�شغال‬

‫الجئ فل�سطيني يعبئ املياه من حمطة مياه تابعة للأمم املتحدة‬ ‫يف خميم ال�شابورة لالجئني يف مدينة رفح (�إي بي ايه)‬

‫يتطلب عناية فورية‪ ،‬حيث يتوقع التقرير انخفا�ض ًا بن�سبة ‪ 60‬يف املئة من احتياجات‬ ‫اجليب من املياه‪ ،‬بينما ثمة حاجة للقيام بعمل عاجل حلماية موارد املياه القائمة‪.‬‬ ‫وقالت جان‪ ،‬بحلول عام ‪ 2016‬ميكن �أن يكون خمزون املياه اجلوفية يف‬ ‫غزة غري �صالح لال�ستخدام‪ .‬فالفل�سطينيون يحفرون بالفعل �أعمق و�أعمق من �أجل‬ ‫الو�صول �إىل املياه اجلوفية وثمة حاجة ملزيد من حمطات حتلية املياه‪ ،‬ويذكر �أن ثمة‬ ‫خطة لبناء حمطة حتلية مياه البحر بتكلفة ‪ 30‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وتقول الأمم املتحدة �إن ربع مياه غزة اجلوفية فقط‪ ،‬هي التي تعالج �أما باقي‬ ‫املياه‪ ،‬مبا يف ذلك مياه ال�صرف ال�صحي غري املعاجلة فتذهب �إىل البحر املتو�سط‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬ف�إن املياه امللوثة يف قطاع غزة ت�ؤثر ب�شكل خطري على �صحة‬ ‫النا�س ويبدو �أن الو�ضع يزداد �سوء ًا‪.‬‬ ‫�إن املياه النقية حمدودة بالن�سبة ملعظم �أهايل غزة مبعدل يبلغ ‪� 70‬إىل ‪90‬‬ ‫لرت لل�شخ�ص يومي ًا مقارنة باحلد الأدنى الذي حددته منظمة ال�صحة العاملية‪ ،‬وهو‬ ‫‪ 100‬لرت يف اليوم‪ ،‬وفق ًا ملحمد ظاهر‪ ،‬موظف منظمة ال�صحة العاملية امل�س�ؤول يف‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫ووفق ًا لليوني�سيف‪ ،‬ت�شكل الأمرا�ض ذات ال�صلة باملياه نحو ‪ 26‬يف املئة من‬ ‫الأمرا�ض يف غزة‪ .‬ويعتقد �أن تلوث حام�ض النيرتيك يف املياه اجلوفية ي�شكل تهديد ًا‬ ‫رجح �أن يكون الإ�سهال‪ ،‬الذي �أ�صبح‬ ‫للر�ضع واحلوامل وفق ما ذكرته اليوني�سيف‪ ،‬و ُي َّ‬ ‫�شائع ًا جد ًا يف قطاع غزة‪ ،‬مرتبط ًا باملعايري ال�صحية يف امل�ؤ�س�سات التي حتلي‬ ‫املياه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُيذكر �أن ‪ 160‬مليون مرت مكعب من املياه يف املتو�سط ت�أخذ من خمزون املياه‬ ‫اجلوفية �سنوي ًا‪ ،‬بينما ال يغذى املخزون �إال بـ ‪ 60 – 50‬مليون مرت مكعب �سنوي ًا من‬ ‫مياه الأمطار واملياه التي تنحدر من جبال اخلليل‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل فجوة هائلة بني‬ ‫املياه املتوفرة واملياه امل�ستخدمة‪ .‬وعليه‪ ،‬ظلت م�ستويات املياه اجلوفية تتناق�ص مما‬ ‫ي�سمح بدخول مياه البحر‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد �آخر يتوقع التقرير �أن يكون الطلب على املياه ‪ 260‬مليون مرت‬ ‫مكعب يف عام ‪� 2020‬أي ما يعادل زيادة قدرها ‪ 60‬يف املئة مقارنة باليوم‪.‬‬ ‫وت َ‬ ‫ُبذل جهود لتح�سني الو�ضع من خالل حتلية مياه البحر‪ ،‬مما من �ش�أن �أن‬ ‫يقل�ص كمية املياه التي يجب ا�ستخال�صها من املخزون اجلويف مع توفري مياه �شرب‬ ‫�أنقى‪.‬‬ ‫ويقدم كل من البنك الإ�سالمي للتنمية واالحتاد الأوروبي متوي ًال لتحقيق‬ ‫الهدف ق�صري املدى‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫ملف فل�سطني‬

‫�إح�سان اوغلى يدين اقتحام قوات االحتالل الإ�سرائيلي للم�سجد الأق�صى املبارك‬ ‫جدة – اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫�أدان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫اوغلى‪ ،‬ب�شدة قيام قوات االحتالل الإ�سرائيلي باقتحام امل�سجد الأق�صى املبارك‬ ‫يوم اجلمعة ‪� 5‬أكتوبر ‪ ،2012‬معترب ًا �أن هذا االعتداء ي�صيب الأمة يف �أحد �أعز‬ ‫و�أقد�س مقد�ساتها‪ ،‬وي�ستدعي الوقوف يف وجهه ومنع تكراره‪ .‬كما ح ّذر الأمني‬ ‫العام من خطورة ت�صاعد االقتحامات للم�سجد الأق�صى املبارك وباحاته من قبل‬ ‫املتطرفني اليهود وقوات االحتالل والتي يقابلها منع امل�سلمني من الدخول �إىل‬ ‫امل�سجد وال�صالة فيه‪ ،‬بل و�إخراجهم منه واعتقالهم واالعتداء عليهم‪ ،‬معترب ًا ذلك‬ ‫ميهد لتنفيذ خمططات خطرية ت�ستهدف احلرم القد�سي ال�شريف‪ .‬وقد �أهاب �أي�ض ًا‬ ‫بالأمة الإ�سالمية للتنبه �إىل ما يتعر�ض له م�سرى ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫من �أذى واعتداءات لن ت�سكت الأمة طوي ًال على ا�ستمرارها‪.‬‬ ‫كما دعا الأمني العام منظمة اليون�سكو وجمل�س الأمن الدويل والدول الإ�سالمية‬ ‫الأع�ضاء فيه �إىل حتمل م�س�ؤولياتهم يف حمل �إ�سرائيل على وقف اعتداءاتها ومنعها‬ ‫من زيادة التوتر يف املنطقة‪.‬‬ ‫متطرفون �إ�سرائيليون يقتحمون امل�سجد الأق�صى‬ ‫وقد �أدان الأمني العام ب�شدة ما قام به متطرفون �إ�سرائيليون من اقتحام‬ ‫لباحات امل�سجد الأق�صى املبارك‪ ،‬وت�أديتهم �شعائر وطقو�سا تلمودية يف �ساحاته‪،‬‬ ‫وكذلك كتابة �شعارات عن�صرية على جدران لدير الفرن�سي�سكان يف القد�س‪ ،‬معترب ًا‬ ‫هذه االعتداءات التي تطال �أماكن العبادة الإ�سالمية وامل�سيحية على حد �سواء يف‬ ‫�إطار �سيا�سة منهجية تقوم اجلماعات اال�ستيطانية املتطرفة بها �ضد الفل�سطينيني‬

‫وممتلكاتهم ومقد�ساتهم‪ ،‬ويجري تنفيذها حتت حماية قوات االحتالل الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫وو�صف الأمني العام هذه االعتداءات بالإرهاب املنظم الذي ميار�سه‬ ‫امل�ستوطنون الإ�سرائيليون �ضد ال�شعب الفل�سطيني ومقد�ساته وممتلكاته‪ ،‬حمم ًال‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي امل�س�ؤولية الكاملة عن تبعات ا�ستمرار مثل هذه االعتداءات‬ ‫اخلطرية التي تعد انتهاك ًا ج�سيم ًا للقرارات واملواثيق الدولية‪.‬‬ ‫اعتداء على دير اللطرون‬ ‫و�أدان الأمني العام قيام متطرفني �إ�سرائيليني باالعتداء على دير اللطرون غرب‬ ‫القد�س‪ ،‬وكتابة �شعارات م�سيئة لل�سيد امل�سيح عليه ال�سالم‪ ،‬واعترب �أن هذا الهجوم‬ ‫يقدم مثا ًال جديد ًا على �إرهاب امل�ستوطنني الإ�سرائيليني الذين باتوا ي�صعدون من‬ ‫اعتداءاتهم على امل�ساجد والكنائ�س غري عابئني بحرمة الأماكن املقد�سة ودون �أن‬ ‫يخ�شوا املحا�سبة على �أفعالهم‪ .‬و�أكد �أن الهجمة الإ�سرائيلية العن�صرية �ضد �أماكن‬ ‫العبادة امل�سيحية والإ�سالمية‪ ،‬لي�ست حوادث معزولة‪ ،‬بل هي جزء من �سيا�سة‬ ‫منهجية تتبناها اجلماعات اال�ستيطانية �ضد املدنيني الفل�سطينيني وممتلكاتهم‪،‬‬ ‫ويجري تنفيذها حتت �سمع وب�صر وحماية قوات االحتالل الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫وقد ح ّمل الأمني العام �إ�سرائيل امل�س�ؤولية الكاملة عن هذا العمل امل�شني الذي‬ ‫ي�ضاف �إىل �سل�سلة اعتداءات م�ستوطنيها املتطرفني على الأمالك واملقد�سات‬ ‫امل�سيحية والإ�سالمية‪ ،‬ودعا املجتمع الدويل �إىل التدخل لوقف االعتداءات على‬ ‫املقد�سات ودور العبادة يف القد�س‪ ،‬و�إلزام �إ�سرائيل‪ ،‬قوة االحتالل‪ ،‬بالتقيد بقواعد‬ ‫القانون الدويل‪.‬‬

‫«التعاون الإ�سالمي» تدين قرار بناء ‪ 797‬م�ستوطنة يف املدينة‬

‫�إح�سان �أوغلى والهبا�ش يبحثات و�ضع �آليات عملية لدعم القد�س يف اجتماع جيبوتي‬ ‫جدة – اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫بحث �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ال�سبل العملية لو�ضع �آليات تنفيذية للخطة اال�سرتاتيجية القطاعية من �أجل دعم‬ ‫مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬والتي اعتمدتها القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الرابعة يف‬ ‫مكة املكرمة‪� ،‬أغ�سط�س املا�ضي‪ .‬جاء ذلك خالل لقاء جمع �إح�سان �أوغلى مع وزير‬ ‫الأوقاف وال�ش�ؤون الدينية الفل�سطيني‪ ،‬حممود الهبا�ش‪ ،‬يف مقر «التعاون الإ�سالمي»‬ ‫يف جدة‪ ،‬يوم ال�سبت ‪� 20‬أكتوبر ‪.2012‬‬ ‫وناق�ش االجتماع كيفية ترجمة اخلطة القطاعية لدعم القد�س �إىل واقع ملمو�س‬ ‫عرب مقرتح �سوف يتم عر�ضه على اجتماع وزراء اخلارجية بالدول الأع�ضاء باملنظمة‬ ‫الذي يرتقب عقده يف منت�صف نوفمرب ‪ .2012‬وقال �إح�سان �أوغلى خالل اللقاء‪،‬‬ ‫�إن املنظمة وبعد تزايد وترية االعتداءات الإ�سرائيلية على امل�سجد الأق�صى املبارك‪ ،‬من الأمني العام وفق قرار القمة الإ�سالمية‪ .‬ووجه وزير الأوقاف وال�ش�ؤون الدينية‬ ‫ت�سعى لعقد اجتماع لبحث هذه امل�س�ألة‪.‬‬ ‫الفل�سطينية ر�سالة �إىل العامل الإ�سالمي يف ظل الهجمة الإ�سرائيلية ال�شر�سة‬ ‫بدوره‪ ،‬قال الوزير الهبا�ش يف ت�صريحات �صحفية عقب اللقاء‪� ،‬إن مباحثاته على مدينة القد�س‪ ،‬وانح�سار هذه الأحداث عن امل�شهد الإعالمي ب�سبب الأزمات‬ ‫مع الأمني العام لـ «التعاون الإ�سالمي»‪ ،‬تركزت حول اخلطوات الالزم اتخاذها من والأحداث التي ت�شهدها املنطقة‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن «ق�ضية القد�س تبقى هي الأ�سا�س مهما‬ ‫قبل املنظمة �إزاء القد�س‪ ،‬م�شدد ًا على �أنه �إن مل تتحرك الأمة ب�أ�سرها‪ ،‬ف�إن املدينة تعددت الق�ضايا يف العامل الإ�سالمي»‪ ،‬وم�ضيف ًا �أنه «ومن دون القد�س ال قيمة لكل‬ ‫�سوف ت�صبح يف خطر �شديد‪.‬‬ ‫الأمة الإ�سالمية وكل الدول الإ�سالمية»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الهبا�ش �أن اجلانبني تباحثا كذلك حول خطوات ال بد من اتخاذها‬ ‫على �صعيد �آخر‪� ،‬أعرب �إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن �إدانته ال�شديدة لقرار �سلطات‬ ‫على ال�صعيدين ال�سيا�سي واالقت�صادي لدعم ق�ضية القد�س‪ ،‬م�ؤكد ًا �ضرورة �أن يكون االحتالل الإ�سرائيلي امل�صادقة على بناء ‪ 797‬وحدة ا�ستيطانية جديدة يف مدينة‬ ‫هناك حترك جدي نحو تفعيل وتنفيذ مقررات قمة مكة‪ ،‬يف ال�شق اخلا�ص بدعم القد�س املحتلة‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن ا�ستمرار التو�سع اال�ستيطاين على الأر�ض الفل�سطينية‬ ‫اخلطة القطاعية‪ ،‬كخطة �إ�سالمية من �أجل دعم مدينة القد�س‪.‬‬ ‫ي�أتي يف �سياق �سعي االحتالل الإ�سرائيلي �إىل تغيري الو�ضع الدميوغرافى وخلق وقائع‬ ‫و�أو�ضح الوزير �أنه �آن الأوان لأن جتد هذه اخلطة طريقها نحو التنفيذ مبتابعة جديدة يف القد�س املحتلة وعزلها عن حميطها الفل�سطيني‪.‬‬ ‫وزير الأوقاف وال�ش�ؤون الدينية الفل�سطيني‬ ‫حممود الهبا�ش‬

‫‪10‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬


‫رد ًا على مطلب املنظمة عدم �إعطاء �إ�سرائيل حق الإ�شراف على املقد�سات امل�سيحية‬ ‫الفاتيكان ي�ؤكد لـ "التعاون الإ�سالمي" احرتامه االتفاق مع الفل�سطينيني‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫بعث الفاتيكان بر�سالة �إىل �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الأمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف مايو ‪� ،2012‬أكد فيها احرتامه لالتفاق الذي مت �إبرامه‬ ‫مع منظمة التحرير الفل�سطينية‪ ،‬وين�ص على تنظيم وتعزيز ن�شاطات الكني�سة‬ ‫الكاثوليكية يف فل�سطني‪ ،‬يف ظل م�ساعي �إ�سرائيلية لتوقيع اتفاق يعطيها حق‬ ‫الإ�شراف على املقد�سات امل�سيحية يف الأرا�ضي الفل�سطينية‪.‬‬ ‫وجاء يف ر�سالة املون�سينيور دومينيك ممبريتي‪ ،‬وزير خارجية الكر�سي الر�سويل‬ ‫بالفاتيكان‪ ،‬ت�أكيده لـ «التعاون الإ�سالمي» �أن الفاتيكان ملتزم باحرتام املبادئ‬ ‫الواردة يف االتفاق الأ�سا�سي املربم مع منظمة التحرير عام ‪ ،2000‬وبقرارات‬ ‫الأمم املتحدة ذات ال�صلة‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن هذه املبادئ �سيتم الت�أكيد عليها جمدد ًا يف‬

‫االتفاق ال�شامل املزمع توقيعه بني الفاتيكان ومنظمة التحرير بهدف تنظيم وتعزيز‬ ‫ن�شاطات الكني�سة الكاثوليكية يف فل�سطني وتقوية �أوا�صر العالقة بني اجلانبني‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن هذه الر�سالة ت�أتي رد ًا على زيارة قام بها وفد من �سفراء دول �أع�ضاء‬ ‫يف «التعاون الإ�سالمي» يوم ‪ 6‬مار�س ‪� 2012‬إىل الفاتيكان‪ ،‬بتكليف من الأمني‬ ‫العام للمنظمة‪ ،‬وتهدف �إىل لقاء وزير اخلارجية ممبريتي‪ ،‬حيث �سلمه الوفد ر�سالة‬ ‫من الأمني العام للمنظمة تتعلق باالتفاق الذي يتفاو�ض الفاتيكان ب�ش�أنه مع �إ�سرائيل‬ ‫بخ�صو�ص احلقوق القانونية للكني�سة الكاثوليكية‪ .‬وكان �إح�سان �أوغلى قد �أكد يف‬ ‫ر�سالته �أن �أي اتفاق يتعلق بالأمالك واحلقوق الكاثوليكية يف فل�سطني يجب �أن يتم‬ ‫بحثه وتوقيعه ب�شكل ح�صري مع دولة فل�سطني‪ ،‬و�أن تتم مراعاة االتفاق الأ�سا�سي‬ ‫الذي �أبرمه الكر�سي الر�سويل مع منظمة التحرير‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلى يثـ ّمـن مكرمة حملة خادم احلرمني ل�صالح القطاع ال�صحي بغزة‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬عن‬ ‫تقديره العايل‪ ،‬وامتنانه للمكرمة الإن�سانية حلملة خادم احلرمني ال�شريفني لإغاثة‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني بغزة‪ ،‬والتي تبلغ نحو �سبعة ماليني ريال‪ ،‬بغية �أن تقوم املنظمة‬ ‫بتنفيذ برامج �صحية عاجلة تلبية للحاجة املا�سة لدى امل�ست�شفيات الفل�سطينية التي‬ ‫تفتقد حاليا معظم الأدوية ال�ضرورية‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى �إن املكرمة تعك�س حجم الدعم الإن�ساين الكبري وامل�ستمر‬ ‫من قبل اململكة العربية ال�سعودية ل�صالح ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬حيث بلغ �إجمايل‬

‫حجم امل�ساعدات من حملة خادم احلرمني ال�شريفني ‪ 200‬مليون ريال‪ ،‬متثلت يف‬ ‫�إن�شاء مراكز طبية‪ ،‬وجتهيز مراكز لغ�سيل الكلى‪ ،‬وت�أمني �أدوية وم�ستلزمات طبية‪.‬‬ ‫وثمن الأمني العام هذه اخلطوة التي اعترب �أنها ت�ؤكد حر�ص اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية على دعم العمل الإن�ساين الذي تقوم به املنظمة‪ ،‬م�شدد ًا على �أن اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية‪ُ ،‬ت َعد �إحدى �أهم الدول املانحة للم�شاريع الإن�سانية التي تقوم بها‬ ‫املنظمة‪ ،‬ورافد ًا �أ�سا�سي ًا لنجاحاتها و�إجنازاتها يف خمت ِلف املناطق املت�ضررة من‬ ‫العامل الإ�سالمي‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلي ي�شيد باملوقف الفرن�سي امل�ؤيد لقيام دولة فل�سطينية‬ ‫جدة – اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫�أ�شاد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �أكمل الدين �إح�سان اوغلي‬ ‫بت�صريحات الرئي�س الفرن�سي فران�سوا هوالند الواردة يف امل�ؤمتر ال�صحفي امل�شرتك‬ ‫مع الرئي�س الفل�سطيني يوم ‪ 8‬يونيو ‪ ،2012‬ال �سيما ا�ستعداد بالده لبذل ما ميكن‬ ‫من جهود لت�سهيل عملية التفاو�ض التي يجب �أن ت�ؤدي �إىل حتقيق ال�سالم واالعرتاف‬ ‫بالدولة الفل�سطينية يف حدود عام ‪ ،1967‬وكذلك ت�أكيده �أن فرن�سا كانت تطالب‬ ‫على الدوام بتجميد اال�ستيطان‪ .‬كما �أ�شاد الأمني العام بتطور العالقات الفل�سطينية‬

‫اليون�سكو تدرج كني�سة املهد‬ ‫ببيت حلم على الئحة الرتاث العاملي‬

‫ الفرن�سية ومبا تقدمه فرن�سا من دعم مليزانية ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية وما‬‫ت�سهم به لدعم التنمية يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة‪.‬‬ ‫وقد �أعرب الأمني العام عن �أمله ب�أن توا�صل القيادة الفرن�سية اجلديدة‬ ‫العمل مع �سائر �شركائها يف االحتاد الأوروبي لتحقيق ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫على �أ�سا�س قرارات ال�شرعية الدولية‪ ،‬م�ؤكد ًا يف الوقت نف�سه دعم منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي مل�سعى فل�سطني للتوجه �إىل اجلمعية العامة للأمم املتحدة لنيل االعرتاف‬ ‫بها كدولة غري ع�ضو يف الأ�سرة الدولية‪.‬‬ ‫�أعلنت منظمة اليون�سكو‪ ،‬يوم ‪ 29‬يونيو ‪،2012‬‬ ‫�إدراج كني�سة املهد يف بيت حلم �ضمن الرتاث العاملي‬ ‫املعر�ض للخطر (�إي بي ايه)‬

‫جدة – اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �أكمل الدين �إح�سان اوغلي ب�إدراج‬ ‫كني�سة املهد يف بيت حلم على الئحة الرتاث العاملي خالل اجتماع جلنة الرتاث‬ ‫العاملي التابعة لليون�سكو يف مدينة �سان بيرت�سربغ الرو�سية‪ ،‬وا�صفا هذه اخلطوة‬ ‫باالجناز املهم ل�صيانة الأماكن الرتاثية والتاريخية يف فل�سطني وحمايتها من معاول‬ ‫الهدم التي ت�شكلها ممار�سات االحتالل الإ�سرائيلي‪ .‬وقد توجه الأمني العام بال�شكر‬ ‫جلميع الدول التي �صوتت ل�صالح القرار‪ ،‬و�أ�شاد كذلك باجلهود التي بذلتها الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة يف هذا االجتاه‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫عائالت فل�سطينية تعاين ويالت الت�شتت بفعل ف�صل �إ�سرائيل ال�ضفة عن غزة‬ ‫غزة (د ب ا)‪ -‬مرت ‪ 12‬عام ًا واحل�سرة تكرب يومي ًا داخل جيهان عابد‪ ،‬وهي‬ ‫�سيدة فل�سطينية تقيم يف قطاع غزة‪ ،‬ومينعها ف�صل �إ�سرائيل ال�ضفة الغربية عن‬ ‫القطاع من لقاء عائلتها‪ .‬ومل ترتك جيهان‪ ،‬التي هي �أم ل�سبعة �أبناء‪ ،‬و�سيلة �إ ّال‬ ‫وحاولت من خاللها احل�صول على ت�صريح �سفر ميكنها من االنتقال من غزة �إىل‬ ‫م�سقط ر�أ�سها يف مدينة اخلليل جنوبي ال�ضفة الغربية‪ ،‬غري �أن كل حماوالتها مل‬ ‫تفلح يف حتقيق �أمنيتها‪.‬‬ ‫وتقول جيهان �إن كل ما تطلبه هو ل ّـم �شملها مع عائلتها ولو لعدة �أيام‪ ،‬غري‬ ‫�أن ال�سلطات الإ�سرائيلية ت�ص ّر على رف�ض ذلك‪ .‬و�أوقفت �إ�سرائيل منذ اندالع‬ ‫االنتفا�ضة الفل�سطينية الثانية يف �سبتمرب ‪ 2000‬كل معامالت تغيري حمل ال�سكن‬ ‫للفل�سطينيني بني ال�ضفة الغربية وقطاع غزة وحتظر ب�شكل �شبه كلي تنقلهم بني‬ ‫املنطقتني‪ .‬وتعترب �إ�سرائيل فل�سطينيي غزة املوجودين يف ال�ضفة «مت�سللني غري‬ ‫عاملون على �أنهم مواطنون من دولة �أجنبية‪ ،‬على الرغم من �أن اتفاقية‬ ‫قانونيني»‪ ،‬و ُي َ‬ ‫�أو�سلو املوقعة بني �إ�سرائيل ومنظمة التحرير الفل�سطينية عام ‪ 1994‬تن�ص على �أن‬ ‫ال�ضفة الغربية وقطاع غزة ت�شكل وحدة جغرافية و�سيا�سية واحدة‪.‬‬ ‫وقالت جيهان �إنها تقدم طلب ًا لالنتقال �إىل اخلليل من �أجل لقاء عائلتها ب�شكل‬ ‫�شبه �شهري‪ ،‬لكنها مل ُي�س َمح لها بذلك حتى الآن بدعوى االعتبارات الأمنية التي‬ ‫تتحكم �إ�سرائيل يف حتديدها ب�شكل منفرد‪ .‬وبعد ‪ 12‬عام ًا على �آخر مرة التقت فيها‬ ‫عائلتها يبدو الي�أ�س وقد �سيطر عليها‪.‬‬ ‫وكان والد جيهان توفى قبل عامني من دون �أن تتمكن من وداعه‪ .‬وهي الآن‬ ‫تخ�شي �أن يتكرر ال�سيناريو نف�سه مع والدتها املري�ضة‪.‬‬ ‫و�أ�صعب ما يدور يف ذهن جيهان لدى حماولتها الإجابة عن ا�ستف�سارات �أبنائها‬ ‫عن موعد اليوم الذي �سيلتقون فيها لأول مرة مع جدتهم و�أقاربهم يف اخلليل‪ ،‬حينها‬ ‫تف�ضل جيهان ال�صمت فيما عيناها تغرورقان بالدموع‪.‬‬ ‫وتقول‪�« :‬أبنائي يكربون كالأيتام وهو حمرمون من جمرد التعرف �إىل عائلتي �إالّ‬ ‫من خالل �صور املرا�سلة �أو عرب الهاتف»‪.‬‬ ‫وت�سببت الإجراءات الإ�سرائيلية الأمنية بني ال�ضفة وغزة يف منع مئات العائالت‬ ‫كحال جيهان من ل ّـم ال�شمل مع عوائلهم‪.‬‬ ‫خلود �أبو زينة من �سكان جنني انتقلت للعي�ش يف غزة قبل ‪ 15‬عام ًا بعد تزوجها‬ ‫من �أحد �أقاربها القاطنني يف القطاع‪ ،‬لكنها مل تدرك حينها �أن ذلك �سيعني حرمانها‬ ‫حتى اليوم من لقاء عائلتها‪ .‬وتقول �أبو زينة �إن تدخالت وا�سعة من هيئة ال�ش�ؤون‬ ‫تف�ض �إ ّال �إىل ا�شرتاط ال�سلطات‬ ‫املدنية التابعة لل�سلطة الفل�سطينية يف ق�ضيتها مل ِ‬ ‫ً‬ ‫الإ�سرائيلية انتقالها �إىل ال�ضفة الغربية دون العودة جمددا �إىل غزة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ترف�ضه ب�شدة‪ .‬وتت�ساءل بنربات من الغ�ضب‪« :‬كيف لإن�سان �أن يختار بني �أبنائه �أو‬ ‫عائلته؟»‪.‬الإجراء ذاته الذي ت�صفه خلود بالتع�سفي‪ ،‬ينطبق على منى ف�ضل يف مطلع‬ ‫الثالثينيات من عمرها‪ ،‬والتي ُ‬ ‫ا�ضطرت �إىل ال�سفر �إىل م�صر ومنها �إىل الأردن‬ ‫للدخول �إىل ال�ضفة الغربية وزيارة عائلتها‪.‬‬ ‫وبعد عدة �أيام‪ ،‬عادت منى �إىل قطاع غزة من خالل معرب بيت حانون اخلا�ضع‬ ‫ل�سيطرة اجلي�ش الإ�سرائيلي‪ ،‬حيث �أُجربت على توقيع تعهد بعدم االنتقال جمدد ًا‬ ‫�إىل ال�ضفة الغربية حتى يتم ال�سماح لها بالدخول �إىل غزة‪.‬‬ ‫وتعترب منى نف�سها يف غزة داخل «�سجن كبري»‪ ،‬م�شرية �إىل �أن حرمانها من‬ ‫لقاء عائلتها «�أق�سى عذاب تفر�ضه �إ�سرائيل دون مربر»‪.‬‬ ‫بلم �شملهم مع عائالتهم يف ال�ضفة‬ ‫واعت�صم فل�سطينيون يف غزة يطالبون ّ‬ ‫الغربية يف عديد املنا�سبات للمطالبة بتدخل دويل لإنهاء ق�ضيتهم و�ضمان انتقالهم‬ ‫بني غزة وال�ضفة‪.‬‬ ‫وقال م�صدر م�س�ؤول يف هيئة ال�ش�ؤون املدنية الفل�سطينية لوكالة الأنباء الأملانية‬ ‫‪12‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫(د‪.‬ب‪.‬ا)‪� ،‬إن ق�ضية ل ّـم �شمل العائالت الفل�سطينية يف غزة وال�ضفة يتم طرحها يف‬ ‫كل اجتماع مع الإ�سرائيليني‪ ،‬غري �أنهم يبدون ت�شدد ًا يف تقدمي �أي ت�سهيالت‪.‬‬ ‫وعدا عن رف�ضها �إ�صدار ت�صاريح تتيح التنقل بني غزة وال�ضفة‪ ،‬ف�إن ال�سلطات‬ ‫الإ�سرائيلية تبعد على الفور �أي فل�سطيني ينحدر من غزة يتم اعتقاله يف ال�ضفة‬ ‫الغربية‪ .‬وعمد اجلي�ش الإ�سرائيلي‪ ،‬على مدار �أعوام االنتفا�ضة الفل�سطينية‪� ،‬إىل‬ ‫�إبعاد ع�شرات الفل�سطينيني بتهمة الت�سلل �أو الإقامة غري القانونية‪ ،‬من ال�ضفة‬ ‫الغربية �إىل غزة �أو خارج الأرا�ضي الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ويقول �أجمد ال�شوا‪ ،‬مدير �شبكة املنظمات الأهلية‪ ،‬التي تبنت �إطالق حملة‬ ‫بلم �شمل العائالت امل�شتتة‪� ،‬إن �إ�سرائيل عمدت على مدار ال�سنوات املا�ضية‬ ‫للمطالبة ّ‬ ‫�إىل فر�ض �إجراءات «تع�سفية غري قانونية» لف�صل غزة عن ال�ضفة الغربية والقد�س‬ ‫ومنع التوا�صل الإن�ساين بينهما‪.‬‬ ‫وي�شدد ال�شوا على �أن حق التنقل بني قطاع غزة وال�ضفة الغربية والقد�س هو حق‬ ‫جلميع الفل�سطينيني‪ ،‬مبن فيهم الطالب واملر�ضى والأطفال والن�ساء املتزوجات‪.‬‬ ‫وي�شري �إىل �أن الإجراءات الإ�سرائيلية حرمت منذ اندالع االنتفا�ضة الثانية‬ ‫�أعداد ًا كبرية من العائالت الفل�سطينية من التوا�صل وااللتئام مع ذويهم‪� ،‬سواء يف‬ ‫قطاع غزة �أو ال�ضفة الغربية‪ ،‬يف حني �أن الدولة العربية تزرع امل�ستوطنات وحتميها‬ ‫من خالل عزل الفل�سطينيني وفر�ض احل�صار عليهم‪.‬‬ ‫ويف �إبريل من العام املا�ضي‪� ،‬أ�صدرت ال�سلطات الإ�سرائيلية قرار ًا ع�سكري ًا‬ ‫يخول اجلهات الع�سكرية �صالحيات الإبعاد التلقائي للفل�سطينيني عند �ضبطهم‬ ‫على احلواجز الع�سكرية‪.‬‬ ‫ويقول الفل�سطينيون �إن قرار اجلي�ش الإ�سرائيلي بطرد وحماكمة ع�شرات‬ ‫الآالف من الفل�سطينيني بذريعة «الت�سلل» �إىل ال�ضفة الغربية ُي َعد الأخطر منذ‬ ‫احتالل �إ�سرائيل لل�ضفة والقطاع عام ‪.1967‬‬ ‫وتقول م�ؤ�س�سات حقوقية �إن �سيا�سة الإبعاد الإ�سرائيلية تهدف �إىل ال�سيطرة‬ ‫على الطبيعة الدميوغرافية يف ال�ضفة الغربية التي ت�سيطر الدولة العربية على‬ ‫جغرافيتها من خالل امل�ستوطنات واجلدار الفا�صل‪.‬‬ ‫وبررت م�صادر �إ�سرائيلية الهدف من‬ ‫�سيا�سة الإبعاد بالعمل على كبح جماح‬ ‫االحتجاجات �شبه اليومية‪ ،‬وما ُي�سمى‬ ‫املقاومة ال�شعبية ال�سلمية يف خمت ِلف‬ ‫مناطق ال�ضفة الغربية التي حتظى‬ ‫بدعم ال�سلطة الفل�سطينية‪.‬‬


‫هجرة امل�سيحيني من‬ ‫الأرا�ضي املقد�سة‬ ‫و�ضرورة وقف النزيف‬ ‫الدميوغرايف‬ ‫د‪� .‬شاهر عواودة‬

‫دفعت الهجمات الإ�سرائيلية الأخرية على املقد�سات امل�سيحية بو�ضع‬ ‫امل�سيحيني الفل�سطينيني على واجهة امل�شهد الفل�سطيني‪ .‬ومن �أبرز ما طفا �إىل‬ ‫ال�سطح‪ ،‬وا�ست�أثر باهتمام خا�ص من قبل العديد من املحللني واملهتمني بال�ش�أن‬ ‫الفل�سطيني وال�صراع العربي الإ�سرائيلي‪ ،‬احلالة الدميوغرافية للم�سيحيني‪،‬‬ ‫حيث مت ت�سليط ال�ضوء ب�شكل رئي�سي على تراجع �أعداد امل�سيحيني يف الأرا�ضي‬ ‫املقد�سة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن م�صطلح “فل�سطيني” يحيل ذهني ًا يف غالب الأوقات‬ ‫�إىل املواطن الفل�سطيني امل�سلم‪ ،‬ف�إن الواقع التاريخي ي�ؤكد على وجود العن�صر‬ ‫امل�سيحي الفل�سطيني منذ فجر الديانة امل�سيحية‪ .‬وينبغي يف هذا ال�سياق ا�ستذكار‬ ‫�أن فل�سطني هي مهد امل�سيحية و�أن �أر�ض فل�سطني �شهدت والدة امل�سيح وقيامته‬ ‫من الأموات بح�سب املعتقد امل�سيحي‪ .‬وت�أ�سي�س ًا على هذه املعطيات التاريخية‪ ،‬ف�إن‬ ‫امل�سيحيني الفل�سطينيني‪ ،‬وعلى الرغم من حمدودية عددهم‪ُ ،‬يعتبرَ ون جزء ًا ال‬ ‫يتجز�أ من الن�سيج الدميوغرايف الأ�صيل يف الأر�ض واملجتمع الفل�سطينيني‪ .‬وبغ�ض‬ ‫النظر عن �ض�آلة ن�سبة امل�سيحني مقارنة بالعدد الإجمايل ل�سكان فل�سطني‪ ،‬ف�إنهم‬ ‫قد �ساهموا �إىل حد كبري يف تعزيز احلركة الوطنية الفل�سطينية العربية ويف بناء‬ ‫املجتمع واالقت�صاد والتاريخ والثقافة الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ففي فرتة ما بني احلربني‪ ،‬عا�ش ال�سكان امل�سيحيون يف منطقة اخلليل يف‬ ‫ال�شمال‪ ،‬وبخا�صة يف املنطقة املجاورة مبا�شرة للنا�صرة‪ ،‬واملدن ال�ساحلية مثل عكا‬ ‫وحيفا ويافا وغزة‪ .‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬احت�ضنت القد�س‪ ،‬كونها عا�صمة فل�سطني‬ ‫حتت �سلطة االنتداب الربيطاين (‪ ،)1948-1917‬املزيد من امل�سيحيني‬ ‫الفل�سطينيني بف�ضل ا�ستتباب الأمن ن�سبيا وتوفر فر�ص اقت�صادية جيدة كانت‬ ‫وقتها متاحة للطبقة الو�سطى التي كانت تت�شكل من ن�سبة كبرية من امل�سيحيني‬ ‫الفل�سطينيني‪ .‬وا�ستمرت املدن الواقعة يف �ضواحي القد�س مثل بيت حلم‪ ،‬وبيت‬ ‫�ساحور‪ ،‬وبيت جاال‪ ،‬ورام اهلل يف ا�ستقطاب ال�سكان امل�سيحيني‪.‬‬ ‫ومع نهاية حكم االنتداب الربيطاين واندالع حرب عام ‪ ،1948‬ت�أثرت‬ ‫ال�ساكنة امل�سيحية ب�شكل ملحوظ‪ ،‬حيث هاجر امل�سيحيون‪� ،‬ش�أنهم يف ذلك �ش�أن‬ ‫�أقرانهم امل�سلمني الفل�سطينيني‪ ،‬من املدن ال�ساحلية وتخلوا عن �أحيائهم املزدهرة‬ ‫يف القد�س الغربية ل ُي َ‬ ‫�ضطروا �إىل اال�ستقرار يف البلدان املجاورة‪ ،‬وبخا�صة يف‬ ‫الأردن ولبنان‪ .‬لكن حالة ال�ضبابية ال�سيا�سية ال�سائدة يف تلك البلدان دفعت‬ ‫عدد ًا من امل�سيحيني الفل�سطينيني �إىل الهجرة �إىل �أوروبا و�أ�سرتاليا‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫الأمريكتني‪.‬‬ ‫ما ُي� َؤ�سف له حقيقة ُ�شح املعطيات الدقيقة حول حجم الهجرة امل�سيحية من‬ ‫الأرا�ضي املقد�سة‪ .‬ففي الوقت الراهن‪ ،‬يواجه املجتمع امل�سيحي‪ ،‬مبا يف ذلك‬

‫الكني�سة امل�سيحية وبقية املجتمع‪ ،‬حتدي ًا يتج�سد يف الرتاجع الهائل للدميوغرافية‬ ‫امل�سيحية‪� ،‬إذ ت�شري الإح�صاءات التقديرية الأخرية �إىل �أن املجتمع امل�سيحي كان‬ ‫ي�شكل نحو ‪ 10‬يف املئة من �سكان فل�سطني خالل فرتة االنتداب الربيطاين يف‬ ‫ع�شرينيات القرن املا�ضي‪ ،‬يف حني تقل�صت هذه الن�سبة �إىل حدود ‪ 3‬يف املئة يف‬ ‫الفرتة الأخرية‪ .‬وي�شري العديد من الزعماء امل�سيحيني الفل�سطينيني �إىل غياب‬ ‫م�صادر �شاملة وموثوقة وحديثة حول العدد الدقيق للم�سيحيني الفل�سطينيني الذين‬ ‫يعي�شون يف الأرا�ضي املقد�سة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ميكن �أن ُيعزى تقل�ص املجتمع امل�سيحيي الفل�سطيني �إىل جمموعة من‬ ‫العوامل‪ ،‬نذكر منها ‪ -‬على �سبيل املثال ال احل�صر ‪ -‬انخفا�ض معدل الوالدات الذي‬ ‫يف�سر جزء ًا من امل�شكلة‪ .‬فقراءة مقارنة ملعدالت الوالدة يف فل�سطني تك�شف عن �أدنى‬ ‫معدل الوالدة يف �أو�ساط العائالت امل�سيحية مقارنة باملجموعات الدينية الأخرى‪،‬‬ ‫حيث �إن معدل الوالدة بالن�سبة للعائلة امل�سلمة يبلغ ‪ ،3.84‬والعائلة اليهودية ‪،2.88‬‬ ‫والعائلة الدرزية ‪ ،2.49‬يف حني تراجع متو�سط الوالدة بالن�سبة للعائلة امل�سيحية‬ ‫�إىل ‪.2.18‬‬ ‫ولعل حركة الهجرة ت�شكل عام ًال رئي�سي ًا �آخر ميكن �أن يف�سر االنخفا�ض الكبري‬ ‫الذي �شهدته وت�شهده �أعداد ال�سكان امل�سيحيني خالل العقود املن�صرمة‪ .‬والأ�سباب‬ ‫التي تقف وراء هجرة امل�سيحيني متعددة ومتنوعة‪ ،‬منها على وجه اخل�صو�ص‬ ‫ال�صعوبات االقت�صادية وغياب اال�ستقرار ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫الأدهى من ذلك �أن ال�سيا�سات الإ�سرائيلية يف حد ذاتها ت�شكل عام ًال جوهري ًا‬ ‫�أدى �إىل �إحداث نزيف دميوغرايف م�سيحي حقيقي‪ .‬فنظر ًا �إىل ال�ضرورة امللحة‬ ‫ملعاجلة االحتياجات ال�سكنية للفل�سطينيني‪ ،‬وبخا�صة يف القد�س ال�شرقية‪� ،‬أقدمت‬ ‫أرا�ض وعقارات عديدة تعود ملكيتها للكنائ�س‬ ‫ال�سلطات الإ�سرائيلية على م�صادرة � ٍ‬ ‫امل�سيحية‪ ،‬وا�ستثمارها يف م�شاريع �إ�سكانية لفائدة الطوائف امل�سيحية املختلفة‪.‬‬ ‫وباملعنى نف�سه‪ ،‬تفاقمت ممار�سات االعتداء الإ�سرائيلية على الأديرة امل�سيحية‬ ‫والرهبية وممتلكات الكني�سة يف الآونة الأخرية‪ ،‬مما ي�شكل حتدي ًا خطري ًا للـ ُهـوية‬ ‫الدينية والأمن ال�شخ�صي على حد �سواء‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬يعترب العديد من القادة‬ ‫امل�سيحيني الفل�سطينيني عملية التخريب التي طالت يوم ‪� 4‬إبريل ‪ 2012‬دير‬ ‫اللطرون غرب القد�س على يد امل�ستوطنني الإ�سرائيليني املتع�صبني حماولة �إ�سرائيلية‬ ‫حلمل امل�سيحيني على مغادرة البالد‪.‬‬ ‫ومن نافلة القول �أن تراجع �أعداد امل�سيحيني الفل�سطينيني ال ميكن �أن يتوا�صل‬ ‫البتة دون حدوث تداعيات ج ّمة على تركيبة املجتمع الفل�سطيني ب�أكمله‪ ،‬وهو �أمر ال‬ ‫ميكن‪ ،‬وال ينبغي‪ ،‬جتاهله من قبل وا�ضعي ال�سيا�سات الفل�سطينية وامل�ش ّرعني وزعماء‬ ‫الدين وقادة املجتمع‪ .‬فالنـزيف الدميوغرايف امل�سيحي يحمل بال �شك �آثار ًا ملمو�سة‬ ‫على خمت ِلف مناحي احلياة يف فل�سطني‪ .‬ويتطلب منا ذلك الأخذ يف احل�سبان �أن‬ ‫ي�صب بالت�أكيد يف م�صلحة الق�ضية‬ ‫رفاه املكون امل�سيحي يف املجتمع الفل�سطيني‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية العادلة‪� ،‬إذ �إنه ي�سهم يف توطيد قدرة الفل�سطينيني على الدفاع عن‬ ‫ق�ضيتهم‪ .‬ولذلك‪ ،‬يبقى من ال�ضروري التعاطي مع ظاهرة انكما�ش املجتمع امل�سيحي‬ ‫الفل�سطيني ك�أحد امللفات الرئي�سية يف �صلب ال�سيا�سة الوطنية الفل�سطينية‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫تقرير خا�ص‬

‫الإ�ساءة �إىل الإ�سالم والق�ضية الفل�سطينية وحقوق الروهينغيا‬

‫مها عقيل‬ ‫نيويورك ـ الواليات املتحدة الأمريكية‪:‬‬ ‫حظي مو�ضوع الإ�ساءة �إىل الإ�سالم‪ ،‬بث الفيلم امل�سيء للر�سول حممد عليه‬ ‫�أف�ضل ال�صالة وال�سالم وردة الفعل العنيفة من بع�ض اجلهات املتطرفة يف العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬على اهتمام كبري يف و�سائل الإعالم واجتماعات �أمني عام منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل لدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬أثناء م�شاركته يف �أعمال اجلمعية‬ ‫العمومية للأمم املتحدة يف نيويورك يف الفرتة من ‪� 29-24‬سبتمرب ‪ .2012‬وقد‬ ‫�أدانت املنظمة ب�شدة الفيلم امل�سيء و�أعمال ال�شغب والعنف التي وقعت يف القاهرة‬ ‫وبنغازي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا اغتيال ال�سفري الأمريكي يف بنغازي بليبيا‪ ،‬ودعت �إىل احرتام‬ ‫الأديان والو�صول �إىل �آليات متنع مثل هذه الإ�ساءات‪ .‬وكانت الق�ضية الفل�سطينية‬ ‫حا�ضرة بقوة يف جميع اللقاءات الثنائية واالجتماعات وكذلك ق�ضية حقوق امل�سلمني‬ ‫الروهينغيا يف ميامنار والأزمة املت�صاعدة يف مايل ومنطقة ال�ساحل من الناحية‬ ‫الأمنية واالقت�صادية والإن�سانية‪.‬‬ ‫وجدد وزراء خارجية الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي يف اجتماعهم‬ ‫التن�سيقي التزامهم بالتنفيذ الكامل لقرارات م�ؤمتر القمة التي عقدت يف مدينة مكة‬ ‫املكرمة يومي ‪ 14‬و‪� 15‬أغ�سط�س ‪ .2012‬و�أ�شاد االجتماع بقيادة امللك عبد اهلل‬ ‫بن عبد العزيز �آل �سعود‪ ،‬خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬ملبادرته لعقد القمة الإ�سالمية‬ ‫اال�ستثنائية الرابعة يف مكة املكرمة لتعزيز الت�ضامن الإ�سالمي‪.‬‬

‫برنامج حافل‬

‫حفل برنامج الأمني العام باجتماعات ثنائية مع ر�ؤ�ساء كل من بلغاريا وفنلندا‬ ‫وجمهورية �شمال قرب�ص الرتكية‪ .‬ويف اجتماعه مع رئي�س وزراء مايل‪� ،‬شيخ موديبو‬ ‫ديارا‪ ،‬ناق�ش الأ�سماء املقرتحة ملن�صب املبعوث اخلا�ص واملبادرات ال�سيا�سية‬ ‫والإن�سانية الأخرى التي �ست�ضطلع بها منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬و�أكد رئي�س الوزراء‬ ‫‪14‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫لإح�سان �أوغلى �أن مايل على حافة الفو�ضى وهي بحاجة ما�سة �إىل امل�ساعدة‪.‬‬ ‫وعقد �إح�سان �أوغلى اجتماع ًا مع رئي�س وزراء ال�صومال‪ ،‬عبد اهلل حممد علي‪،‬‬ ‫ناق�شا خالله امل�ستجدات الأخرية يف ال�صومال والزيارة املرتقبة للأمني العام �إىل‬ ‫ال�صومال‪ .‬كما هن�أ الأمني العام رئي�س الوزراء على انتهاء الفرتة االنتقالية بنجاح‪،‬‬ ‫مالحظ ًا �أن ال�صومال قد طوى �صفحة جديدة‪ .‬كما حث على موا�صلة الزخم من‬ ‫�أجل ا�ستكمال الد�ستور‪ .‬و�أكد �إح�سان �أوغلى التزام املنظمة مبوا�صلة دعم ال�صومال‬ ‫يف م�سريته لتحقيق التنمية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫كما عقد الأمني العام اجتماعات مع وزراء خارجية كل من اجلزائر و�أ�سرتاليا‬ ‫وبوركينا فا�سو وجيبوتي وموريتانيا ونيوزيلندا و�سورينام ووزير ال�ش�ؤون اخلارجية‬ ‫الفلبيني‪ .‬كذلك �أجرى حمادثات مع املفو�ضة ال�سامية لالحتاد الأوروبي لل�ش�ؤون‬ ‫ال�سيا�سية وال�سيا�سات الأمنية‪ ،‬البارونة كاثرين �آ�شتون‪ ،‬واملدير امل�ساعد للوكالة‬ ‫الأمريكية للتنمية الدولية‪ ،‬نان�سي لندبورغ‪ ،‬واملبعوث امل�شرتك للأمم املتحدة‬ ‫واجلامعة العربية �إىل �سوريا‪ ،‬الأخ�ضر الإبراهيمي‪ ،‬واملمثل الأعلى لتحالف‬ ‫الأمم املتحدة للح�ضارات‪ ،‬جورج �سامبايو‪ ،‬وم�ساعد وزيرة اخلارجية الأمريكية‬ ‫للدميقراطية وحقوق الإن�سان والعمل‪ ،‬مايكل بوزنر‪.‬‬ ‫كما عقد اجتماع ًا مع الأمني العام للأمم املتحدة بان كي مون‪ ،‬حيث بحثا‬ ‫�إىل جانب التعاون الثنائي بني املنظمتني يف املجال ال�سيا�سي والإن�ساين وغريها‬ ‫التطورات اجلارية يف املنطقة‪ ،‬وال �سيما فل�سطني و�سوريا ومنطقة ال�ساحل وو�ضع‬ ‫الروهينغيا امل�سلمني يف ميامنار‪ .‬كما بحثا �أف�ضل ال�سبل للت�صدي لت�صاعد موجة‬ ‫�أفعال العداء �ضد الإ�سالم وامل�سلمني والتع�صب الديني ب�شكل عام‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام للأمم املتحدة يف ر�سالته املوجهة لالجتماع التن�سيقي‬ ‫ال�سنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي الذي ُعقد يف نيويورك يوم ‪28‬‬ ‫�سبتمرب ‪ ،2012‬بقيادة منظمة التعاون الإ�سالمي ل�سعيها لعالج التوتر و�ضمان �أ ّال‬ ‫يقع املجتمع الدويل رهينة للمتطرفني من �أي جانب‪.‬‬


‫والأزمــة يف مــايل تت�صـدر اجتمـاعـات املنظمـة يف نيويــورك‬ ‫ورحب بان كي‪-‬مون ب�إدانة الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ب�شكل �سريع‬ ‫ووا�ضح لأعمال العنف الأخرية يف ليبيا‪ ،‬ويف �أماكن �أخرى يف �أعقاب االحتجاجات‬ ‫�ضد الفيلم امل�ؤ�سف الأخري‪.‬‬ ‫وقال بان كي‪-‬مون �إنه ي�شجع ا�ستمرار التعاون والتن�سيق بني منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والأمم املتحدة‪ .‬و�أعطى �أمثلة عن التن�سيق الوثيق بني املنظمتني يف‬ ‫�سوريا‪ ،‬وال�سودان‪ ،‬وميامنار‪ ،‬وال�صومال‪ ،‬ف�ض ًال عن العراق و�أفغان�ستان‪ .‬وخاطب‬ ‫بان كي‪-‬مون اجتماع منظمة التعاون الإ�سالمي قائ ًال‪« :‬ميكنكم �أن تعتمدوا على‬ ‫التزامي الكامل ملوا�صلة تعزيز �شراكتنا اال�سرتاتيجية يف ال�سنوات القادمة»‪.‬‬ ‫كما �شارك الأمني العام‪� ،‬ضمن برناجمه يف �أعمال اجلمعية العامة للأمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬يف فعالية رفيعة امل�ستوى حول �سيادة القانون و�أخرى حول «بناء ال�سلم‪:‬‬ ‫الطريق نحو ال�سلم والأمن امل�ستدامني»‪ ،‬ويف اجتماع رفيع امل�ستوى حول منطقة‬ ‫ال�ساحل وم�أدبة غداء حول توجيهات الأمم املتحدة للو�ساطة الفعالة‪ .‬و�ألقى الأمني‬ ‫العام كلمة رئي�سة يف فعالية «احلوار اال�سرتاتيجي مع املجتمع املدين القائم على‬ ‫الدين‪ :‬امل�سار ‪ 1.5‬الدبلوما�سية من �أجل ال�سلم واالزدهار»‪.‬‬ ‫و�ألقى الأمني العام‪ ،‬الربوفي�سور �إح�سان �أوغلى‪ ،‬حما�ضرة يف جامعة كولومبيا‬ ‫يف نيويورك بعنوان‪« :‬العامل الإ�سالمي يف القرن اجلديد»‪ ،‬وهو عنوان كتابه الذي‬ ‫�صدر عن دار كولومبيا للن�شر‪ ،‬يوم ‪� 24‬سبتمرب ‪ ،2012‬يف منتدى زعماء العامل‪،‬‬ ‫�أ�شار فيها �إىل �أن العامل الإ�سالمي ي�شهد �صحوة جلبت معها عدد ًا كبري ًا من‬ ‫التغريات‪ ،‬وهي عملية تراكمية‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام جمدد ًا اعتقاده �أن التغيري يف العامل العربي مل ينتج‬ ‫ديكتاتوريني بل �أ�سقطهم‪ .‬و�أعرب عن توقعه ب�أن ي�ستغرق التغيري يف املنطقة حقبة‬ ‫جيل كامل‪.‬‬ ‫وحتدث بالتف�صيل عن دور منظمة التعاون الإ�سالمي يف العامل الإ�سالمي‬ ‫باعتبارها حمف ًال تناق�ش فيه االن�شغاالت امل�شرتكة‪ ،‬ودور املنظمة بو�صفها جهة‬ ‫فاعلة على امل�ستوى العاملي‪.‬‬ ‫وكانت املحا�ضرة من بني عدد من الأن�شطة قام بها الأمني العام خالل ذلك‬ ‫اليوم‪ ،‬حيث عقد اجتماع ًا قبلها مع رئي�س اللجنة الدولية لل�صليب الأحمر‪ ،‬بيرت‬ ‫مورير‪ ،‬ناق�شا فيه ُ�سبل التعاون من �أجل تقدمي م�ساعدات �إن�سانية يف بع�ض املناطق‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف ميامنار و�سوريا‪ .‬كما التقى مع �أدامه دينغ امل�ست�شار اخلا�ص للأمني‬ ‫العام للأمم املتحدة املعني مبنع جرائم الإبادة‪.‬‬

‫ويف وقت الحق يف امل�ساء‪ ،‬ح�ضر �إح�سان �أوغلى حفل ا�ستقبال �أقامه رئي�س‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية باراك �أوباما وعقيلته‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلى ي�شدد على عدد من التدابري لتنفيذ قرارات‬ ‫مكافحة و�صم الديانات‬

‫قال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إن الإجنازات التي حتققت يف‬ ‫جمال الت�سامح الديني تتعر�ض لتحديات تفر�ضها جمموعة �صغرية جد ًا من النا�س‬ ‫امل�ضللني من كال اجلانبني‪.‬‬ ‫و�شدد �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى يف كلمته التي �ألقاها �أمام‬ ‫االجتماع التن�سيقي ال�سنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫على �ضرورة و�ضع ال�سلطات الوطنية لتدابري ت�ضمن تنفيذ القرارات‬ ‫املتعلقة مبكافحة التع�صب الديني‪ ،‬ال �سيما يف جماالت الإعالم والتعليم‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إىل القرار ‪ 18/16‬الذي اعتمده جمل�س حقوق الإن�سان التابع‬ ‫للأمم املتحدة بالإجماع يف عام ‪ 2011‬وفقرته العاملة التي تن�ص على �أن املجل�س‬ ‫«يدين �أية دعوة �إىل الكراهية الدينية ت�شكل حتري�ض ًا على التمييز �أو العداوة �أو‬ ‫العنف‪� ،‬سوا ًء ا�ستخدمت يف ذلك و�سائط الإعالم املطبوعة �أو ال�سمعية ‪ -‬الب�صرية‬ ‫�أو الإلكرتونية �أو غريها من الو�سائل»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �إح�سان �أوغلى قائ ًال‪�« :‬إن املطلوب على وجه ال�سرعة الآن هو تعبئة‬ ‫املوارد اجلماعية للدول الأع�ضاء كافة‪ ،‬مدعمني با�سرتاتيجية �شاملة ومدرو�سة‬ ‫ب�شكل جيد وقادرة على هزم حملة الكراهية هذه»‪.‬‬ ‫و�أدان �إح�سان �أوغلى ب�شدة القتل امل�أ�ساوي للم�س�ؤولني الأمريكيني يف ليبيا‬ ‫والهجمات على البعثات الدبلوما�سية الأمريكية يف القاهرة‪ ،‬قائ ًال �إن التعبري عن‬ ‫الغ�ضب وال�سخط ينبغي �أ ّال يكون بقتل النا�س �أو بتدمري املمتلكات‪.‬‬ ‫وقال‪�« :‬إن هذه احلوادث تبني العواقب الوخيمة لإ�ساءة ا�ستخدام مبد�أ‬ ‫حرية التعبري من جانب‪ ،‬و�إ�ساءة ا�ستعمال احلق يف التظاهر من جانب �آخر‪ .‬و�إن‬ ‫هذه احلوادث الأخرية ا�ستدعت مرة �أخرى احلاجة املا�سة �إىل احرتام الأديان‬ ‫ورموزها»‪.‬‬ ‫واقرتح الأمني العام معاجلة الأ�سباب اجلذرية لهذه امل�شكلة التي ي�أتي‬ ‫«اجلهل»على ر�أ�سها‪ .‬وقال �إن ثمة �سبيلني فقط للت�صدي بفاعلية لهذا «اجلهل»‪،‬‬ ‫وهما الإعالم والتعليم‪ ،‬وذلك بالتوا�صل مع العامة من خالل �أمرين‪� ،‬أولها ت�شجيع‬ ‫‪15‬‬


‫تقرير خا�ص‬ ‫ت�صميمه على مكافحة قوى التع�صب وكراهية التنوع‪ ،‬وتعزيز ت�صميمه لتنمية ثقافة‬ ‫ال�سالم واالحرتام للذين يعي�شون يف ظل التنوع‪ .‬و�شجب االجتماع ا�ستخدام �أي دين‬ ‫لأفعال الكراهية والتحري�ض والعنف‪.‬‬ ‫و�أعرب االجتماع عن ان�شغاله وقلقه البالغني �إزاء ت�صاعد موجة الإ�سالموفوبيا‬ ‫وازدراء الإ�سالم املمنهج وكذلك التمييز �ضد امل�سلمني‪ ،‬و�أدان ب�شدة احلوادث‬ ‫امل�ضادة للإ�سالم وامل�سلمني كحرق ن�سخ من القر�آن‪ ،‬وحظر بناء امل�آذن‪ ،‬وا�ستهداف‬ ‫الأنبياء وال�شخ�صيات املبجلة‪ ،‬ومنع ا�ستخدام الرموز الدينية ‪ ،‬وغريها من التدابري‬ ‫التمييزية‪ .‬و�أعرب عن �إدانته ال�شديدة لإنتاج طرف جماعة غري م�س�ؤولة يف الواليات‬ ‫املتحدة الفيلم امل�سيء الذي ي�ستهدف الر�سول الكرمي �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬ون�شره‬ ‫مما �أدى �إىل حوادث عنيفة م�ؤ�سفة‪ .‬وندد االجتماع باالعتداءات التي ارتُكبت �ضد‬ ‫�إح�سان �أوغلى خالل حديثه مع رئي�س وزراء مايل‬ ‫العديد من البعثات الدبلوما�سية حول العامل واالنتهاكات غري امل�س�ؤولة‪ ،‬التي �أودت‬ ‫و�سائل الإعالم على ن�شر ال�صورة احلقيقية للأديان واملعتقدات بهمة ود�أب بالرتكيز بحياة بع�ض العاملني يف هذه البعثات‪.‬‬ ‫على مبادئها الأ�سا�سية لل�سالم والت�سامح ولي�س على الأفعال التي يقرتفها بع�ض‬ ‫ودعا االجتماع جميع الدول الأع�ضاء واملجتمع الدويل ملكافحة �إنتاج وترويج‬ ‫امل�ضللني با�سم تلك الأديان �أو املعتقدات‪ ،‬وثانيهما �ضرورة بذل اجلهود لتطوير املواد الإعالمية‪ ،‬التي ت�سيء �إىل الأديان ال�سماوية ورموزها‪ ،‬من خالل امل�ؤ�س�سات‬ ‫نظام تعليم للجيل القادم يعمل على ن�شر فهم �أف�ضل للح�ضارات والقيم الإن�سانية الدولية والآليات‪ ،‬و�أكد احلاجة �إىل احرتام التنوع الديني والثقايف يف العامل‪.‬‬ ‫امل�شرتكة‪.‬‬ ‫ودعا االجتماع املجتمع الدويل لبذل اجلهود ملنع التحري�ض على الكراهية‬ ‫االجتماع التن�سيقي ال�سنوي يدعو التخاذ تدابري فعالة والتمييز �ضد امل�سلمني‪ ،‬و�إىل اتخاذ تدابري فعالة ملكافحة ت�شويه �صورة الأديان‪،‬‬ ‫والتنميط ال�سلبي �ضد الأ�شخا�ص على �أ�سا�س الدين‪� ،‬أو العقيدة �أو العرق‪ .‬وطلب‬ ‫ملكافحة ازدراء الأديان‬ ‫انعقد االجتماع التن�سيقي ال�سنوي لوزراء خارجية الدول الأع�ضاء يف منظمة من الأمني العام موا�صلة مبادرات منظمة التعاون الإ�سالمي من �أجل الت�صدي‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف مقر الأمم املتحدة بنيويورك يوم ‪� 28‬سبتمرب ‪ ،2012‬حتت للحمالت والدعاية امل�ضادة للإ�سالم وامل�سلمني من خالل املناق�شات واملداوالت يف‬ ‫خمت ِلف املحافل الدولية‪ .‬ودعا االجتماع �إىل‬ ‫رئا�سة ال�سيد يرزهان كازيخانوف‪ ،‬وزير‬ ‫توعية �شاملة بالآثار اخلطرية لت�صاعد مثل‬ ‫ال�ش�ؤون اخلارجية جلمهورية كازاخ�ستان‪،‬‬ ‫وح�ضره ممثل عن الأمني العام للأمم وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي هذه احلمالت والدعاية على ال�سالم العاملي‬ ‫والأمن‪ ،‬ودعا املجتمع الدويل �إىل �إظهار‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام ملنظمة التعاون يلتزمون بتنفيذ قرارات قمة مكة املكرمة �إرادة �سيا�سية جماعية ملعاجلة هذه امل�س�ألة‬ ‫ب�صفة عاجلة‪.‬‬ ‫الإ�سالمي يف كلمته �إن الدول الأع�ضاء يف‬ ‫و�أوىل االجتماع �أهمية ق�صوى لتعزيز‬ ‫املنظمة متكنت من تكوين كتلة ت�صويتية قوية �إىل حد كبري يف منظومة الأمم املتحدة‪،‬‬ ‫م�ؤكد ًا احلاجة �إىل تعزيز وحدتهم وا�ستخدام موقفهم القوى بحكمة‪ .‬و�ضرب مث ًال وحماية حق حرية التعبري‪ ،‬كما هو من�صو�ص عليه يف �صكوك القانون الدويل حلقوق‬ ‫بالقرار ‪ 18/16‬الذي اعتمدته الأغلبية برعاية منظمة التعاون الإ�سالمي واملتعلق الإن�سان‪ .‬و�أ�شار كذلك �إىل �أن القانون الدويل حلقوق الإن�سان الذي ين�ص على �أن‬ ‫مبكافحة التع�صب الديني‪ ،‬وذلك يف جمل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة‪ ،‬ممار�سة احلق يف حرية التعبري يحمل معه واجبات وم�س�ؤوليات خا�صة‪ ،‬وعليه‪،‬‬ ‫كدليل على قوتهم املكت�سبة‪ .‬ويف �أعقاب اعتماد القرار‪ ،‬مت �إطالق عملية «ا�سطنبول» ميكن �أن يخ�ضع لقيود معينة ي�ضعها القانون هي �ضرورية الحرتام حقوق الآخرين‬ ‫�أو �سمعتهم‪ ،‬وحماية الأمن الوطني �أو النظام العام‪� ،‬أو ال�صحة العامة �أو الآداب‬ ‫ل�ضمان تنفيذ القرار‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن موقف منظمة التعاون الإ�سالمي حول الق�ضايا املختلفة يف العامة‪ .‬و�شدد االجتماع كذلك على احلاجة �إىل منع �إ�ساءة ا�ستخدام حرية التعبري‬ ‫ال�ش�ؤون العاملية له ت�أثري مبا�شر يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬و�أك�سبه قدر ًا كبري ًا من االحرتام من وحرية ال�صحافة للإ�ساءة للإ�سالم والأديان ال�سماوية الأخرى‪.‬‬ ‫و�أ�صدر وزراء اخلارجية بيان ًا يدين الفعل املنتهك للحرمات املتمثل يف ن�شر‬ ‫املجتمع الدويل‪ .‬وقال‪�« :‬إن �إجراءاتنا اال�ستباقية قد تقدمت بنا اليوم �إىل موقع اجلهات‬ ‫امل�ؤثرة على امل�ستوى الدويل من خالل نهج بناء يف التعاون مع جهات دولية م�ؤثرة �أخرى»‪ .‬الفيلم امل�سيء املو�سوم «براءة امل�سلمني»‪ ،‬ون�شر الر�سوم الكاريكاتورية التي ت�ستهزئ‬ ‫وجدد البيان اخلتامي لالجتماع ت�أكيده الأهمية املركزية لق�ضية فل�سطني والقد�س من النبي حممد (�صلى اهلل عليه و�سلم)‪.‬‬ ‫اجتماع فريق ات�صال منظمة التعاون الإ�سالمي حول‬ ‫ال�شريف بالن�سبة للأمة الإ�سالمية قاطبة‪ ،‬وجدد الدعم الكامل ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي لق�ضية فل�سطني العادلة وحقوق ال�شعب الفل�سطيني العادلة‪.‬‬ ‫ك�شمري يحث املجتمع الدويل على القيام بدوره الكامل‬ ‫ويف ما يتعلق ب�سوريا‪ ،‬دعا االجتماع جمل�س الأمن �إىل حتمل م�س�ؤولياته كاملة‬ ‫جدد اجتماع فريق ات�صال منظمة التعاون الإ�سالمي املعني بجامو وك�شمري‬ ‫بوقف العنف و�إراقة الدماء امل�ستمرين يف �سوريا‪ ،‬و�إيجاد حل �سلمي ودائم للأزمة دعمه الثابت ل�شعب جامو وك�شمري من ممار�سة حتقيق حقه امل�شروع يف تقرير‬ ‫ال�سورية‪ .‬و�أكد االجتماع التزامه القوى بت�أمني م�ساعدات �إن�سانية لل�شعب ال�سوري‪ ،‬امل�صري‪ ،‬وفق ًا لقرارات الأمم املتحدة ذات ال�صلة وان�سجمتا مع تطلعات ال�شعب‬ ‫وحث الدول الأع�ضاء على التربع ب�سخاء لل�شعب ال�سوري لتمكني الأمانة العامة من الك�شمريي‪ .‬و�أكد االجتماع‪ ،‬الذي عقد يوم ‪� 26‬سبتمرب ‪ 2012‬احلاجة �إىل‬ ‫تنفيذ �أن�شطة دعم �إن�ساين وا�سعة النطاق فور ًا يف �سوريا‪.‬‬ ‫االحرتام الكامل حلقوق الإن�سان‪ ،‬ف�ض ًال عن �أهمية اتخاذ جميع اخلطوات الالزمة‬ ‫ومن ناحية �أخرى‪ ،‬رحب االجتماع مببادرة ت�شكيل فريق ات�صال يت�ألف من لتوفري الإغاثة و�أ�سباب الراحة لأبناء ال�شعب الك�شمريي‪ .‬كما دعا االجتماع الهند‬ ‫م�صر و�إيران‪ ،‬واململكة العربية ال�سعودية وتركيا يهدف �إىل حل الأزمة يف �سوريا‪ .‬لل�سماح ملجموعات حقوق الإن�سان الدولية واملنظمات الإن�سانية بزيارة جامو‬ ‫ويف ما يتعلق با�ستمرار اال�ستفزازات الأخرية امل�ضادة للإ�سالم‪ ،‬جدد االجتماع وك�شمري‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬


‫و�أثنى االجتماع على اجلهود التي تبذلها باك�ستان وعلى ا�ستعدادها للم�شاركة‬ ‫مع الهند يف حل جميع الق�ضايا العالقة‪ ،‬مبا يف ذلك نزاع جامو وك�شمري‪ ،‬وحث‬ ‫املجتمع الدويل على القيام بدوره الكامل لت�سوية هذا النـزاع الذي طال �أمده على‬ ‫جدول �أعمال الأمم املتحدة‪ ،‬وذلك لتح�سني �شامل للعالقات بني باك�ستان والهند‪،‬‬ ‫ولتعزيز ال�سالم واال�ستقرار الإقليميني‪.‬‬

‫االجتماع حول البو�سنة يربز �سيادة القانون كجزء من‬ ‫الت�سوية‬ ‫�أعرب اجتماع فريق ات�صال منظمة التعاون الإ�سالمي املعني بالبو�سنة‬

‫و�أبلغ الأمني العام االجتماع رغبته يف زيارة ميامنار حاملا تو�ضح حكومة هذا‬ ‫البلد موقفها وتبدي ا�ستعدادها ملعاجلة ق�ضايا حقوق م�سلمي الروهينغيا الأ�سا�سية‬ ‫من خالل قبول التوقيع على بيان م�شرتك �أو �إعالن ي�صدر بالتزامن مع زيارته‪.‬‬ ‫ودعا اجتماع فريق االت�صال لعقد جل�سة ا�ستثنائية ملجل�س حقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫واعتماد قرار من اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف دورتها ال�سابعة وال�ستني حول‬ ‫الو�ضع يف ميامنار‪ .‬كما دعا االجتماع الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي لزيارة‬ ‫ميامنار لإبالغها توقع الدول الأع�ضاء القوي بهدف �إنهاء العنف وا�ستعادة حقوق‬ ‫م�سلمي الروهينغيا‪ .‬ونا�شد االجتماع كذلك حكومة ميامنار �إطالق عملية لإعادة‬ ‫الت�أهيل وامل�صاحلة يف الإقليم �سعي ًا �إىل �إدماج الطائفتني اللتني مت الف�صل بينهما‬ ‫جراء هذه الأحداث‪ ،‬و�إعادة توطني امل�شردين داخليا يف م�ساكن جديدة ‪ ،‬واتخاذ‬ ‫التدابري الالزمة لتحقيق تنمية اقت�صادية طويلة الأمد يف املنطقة‪.‬‬

‫اجتماعات فريق االت�صال املعنية ب�سرياليون وال�صومال‬ ‫تعيد تقييم الأو�ضاع‬

‫عقدت فرق االت�صال ملنظمة التعاون الإ�سالمي املعنية ب�سرياليون وال�صومال‪،‬‬ ‫واللجنة ال�سدا�سية ملنظمة التعاون الإ�سالمي املعنية بفل�سطني اجتماعاتها‪ ،‬و�أعادت‬ ‫وعقدت‬ ‫تقييم الأو�ضاع يف هذه الدول‪ ،‬وبحثت ال�سبل والو�سائل الكفيلة بدعمها‪ُ .‬‬ ‫هذه االجتماعات يوم ‪� 25‬سبتمرب ‪ .2012‬وقد ركز االجتماعان ب�ش�أن �سرياليون‬ ‫وال�صومال على دعم هذين البلدين اقت�صادي ًا خالل عملية التحول الدميقراطي‬ ‫فيهما‪� .‬أما بالن�سبة لالجتماع املتعلق بفل�سطني‪ ،‬فقد مت خالله جتديد ت�أييد فل�سطني‬ ‫للح�صول على حقها لتكون دولة م�ستقلة‪.‬‬

‫والهر�سك‪ ،‬الذي ُعقد يوم ‪� 26‬سبتمرب ‪ ،2012‬عن قلقه العميق �إزاء التنفيذ‬ ‫غري الكايف للعنا�صر الرئي�سية التفاق دايتون لل�سالم‪ ،‬وال�سيما يف ما يتعلق ببناء‬ ‫م�ؤ�س�سات الدولة‪ ،‬والإطار التنظيمي‪ ،‬وعودة الالجئني والأ�شخا�ص امل�شردين من‬ ‫�أماكنهم الأ�صلية‪ .‬كما �أعرب االجتماع عن قلقه �إزاء عدم �إحراز تقدم يف تنفيذ‬ ‫«�أجندة ‪ »2 + 5‬التي حتدد خم�سة �أهداف ينبغي حتقيقها واثنني من ال�شروط التي‬ ‫يتعني على �سلطات البو�سنة والهر�سك ا�ستيفا�ؤها قبل غلق مكتب املمثل ال�سامي‪.‬‬ ‫املنظمة واململكة املتحدة توقعان مذكرة تعاون‬ ‫و�شدد االجتماع كذلك على �أهمية �سيادة القانون كجزء من �أي ت�سوية ت�ؤثر يف‬ ‫وقعت منظمة التعاون الإ�سالمي وحكومة اململكة املتحدة مذكرة تعاون حول‬ ‫م�ستقبل البالد‪ ،‬ودعا جميع اجلهات الفاعلة املحلية والدولية للرتكيز على �ضرورة م�سائل تعزيز احلوار وال�سالم وامل�ساعدة الإن�سانية‪ .‬ووقع هذه املذكرة الأمني العام‬ ‫التنفيذ الكامل لاللتزامات القانونية القائمة لدى تقدمي حلول للم�ستقبل‪.‬‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى والبارونة �سعيدة وار�سى‪ ،‬وزيرة‬ ‫الدولة الأوىل يف اململكة املتحدة‪ ،‬وذلك على هام�ش الدورة ال�سابعة وال�ستني للجمعية‬ ‫دعم امل�سلمني الروهينغيا يكت�سب زخم ًا يف اجتماع فريق العامة للأمم املتحدة يف نيويورك يوم ‪� 28‬سبتمرب ‪.2012‬‬ ‫االت�صال‬ ‫وت�شمل مذكرة التعاون العديد من املجاالت مبا يف ذلك تعزيز ال�سالم واحلوار‬ ‫�أجمع امل�شاركون يف االجتماع الأول لفريق ات�صال منظمة التعاون الإ�سالمي بني �أتباع الأديان والثقافات والتعاون يف امل�ساعدات الإن�سانية وحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫املعني بالروهينغيا على �ضرورة توفري م�شاريع �إمنائية يف منطقة �أراكان يف ميامنار‬ ‫ومن املقرر �أن يعقد ممثلون عن منظمة التعاون الإ�سالمي واململكة املتحدة‬ ‫بدل االكتفاء بتقدمي امل�ساعدة الإن�سانية‪ .‬و�أكد االجتماع على دعم م�سلمي الروهينغيا‬ ‫م�شاورات �سنوية على م�ستوى منا�سب ملناق�شة الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‬ ‫يف ميامنار لنيل حقوقهم امل�شروعة كمواطنني‪ ،‬م�شددا على حقوقهم الإن�سانية‪.‬‬ ‫وحتديد املجاالت املحتملة للتعاون وامل�شاريع‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف‬ ‫كلمته التي �ألقاها �أمام االجتماع الذي عقد يف ‪� 26‬سبتمرب ‪� ، 2012‬إن هذا‬ ‫االجتماع ينعقد تنفيذ ًا لقرارات م�ؤمتر القمة اال�ستثنائي الرابع الذي عقد يف مكة‬ ‫املكرمة يف �أغ�سط�س املا�ضي (رم�ضان)‪ ،‬حيث قرر امل�ؤمتر �إر�سال بعثة لتق�صي‬ ‫احلقائق �إىل ميامنار مت �إيفادها بالفعل يف �أوائل �سبتمرب‪ .‬كما ا�ستعر�ض اجتماع‬ ‫فريق االت�صال التقرير الذي قدمته البعثة ب�ش�أن الظروف املادية مل�سلمي الروهينغيا‬ ‫وو�ضعهم القانوين‪ .‬ووقعت البعثة خالل الزيارة على مذكرة تعاون بني منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وحكومة ميامنار لفتح مكتب لل�ش�ؤون الإن�سانية‪.‬‬ ‫وقدم الدكتور وقار الدين‪ ،‬مدير احتاد روهينغيا �أراكان‪ ،‬الذي �أن�ش�أته منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف مايو ‪ 2011‬للم �شمل الالجئني الروهينغيا يف جميع �أنحاء‬ ‫العامل‪� ،‬أمام اجتماع فريق االت�صال �آخر م�ستجدات الو�ضع الإن�ساين والأمني‪،‬‬ ‫ال�سيما يف ما يتعلق ب�سوء معاملة امل�سلمني يف �أراكان وتعر�ضهم لال�ضطهاد‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬ ‫املنظمة تعرب عن قلقها العميق نتيجة تدهور الأو�ضاع الأمنية والإن�سانية‬

‫�إدانة االنتهاكات املنهجية الوا�سعة حلقوق الإن�سان‬ ‫واحلريات الأ�سا�سية من قبل ال�سلطات ال�سورية‬

‫نيو يورك – الواليات املتحدة الأمريكية‬ ‫عرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى عن‬ ‫قلقه العميق جتاه تطورات الو�ضع يف �سوريا نتيجة تدهور الأو�ضاع الأمنية والإن�سانية‬ ‫فيها‪ ،‬وتفاقم �أعمال العنف املفرط التي �أ�سفرت عن �آالف القتلى من املدنيني‬ ‫ال�سوريني الأبرياء‪ ،‬وع�شرات الآالف من اجلرحى والنازحني‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام على هام�ش االجتماعات التح�ضريية لالجتماع التن�سيقي‬ ‫ال�سنوي ملجل�س وزراء خارجية الدول الأع�ضاء يف املنظمة والذي عقد يف �سبتمرب‬ ‫‪ 2012‬يف نيويورك‪� :‬أجريت ات�صاالت عديدة مع القادة ال�سوريني منذ بداية‬ ‫الأزمة‪ ،‬و�أر�سلت مبعوثا خا�صا �إىل دم�شق يحمل ر�سالة �إىل الرئي�س الأ�سد‪ .‬وقد‬ ‫دعونا احلكومة ال�سورية يف منا�سبة �أخرى عديدة �إىل التوقف فورا عن ا�ستخدام‬ ‫القوة املفرطة �ضد املواطنني ال�سوريني‪ ،‬و�إىل اال�ستجابة لتطلعاتهم ومطالبهم‬ ‫امل�شروعة يف امل�شاركة ال�سيا�سية واحلكم الر�شيد‪ .‬و�أ�ضاف‪� :‬إثر ذلك قمنا بدعم‬ ‫املبادرة العربية التي ترمي �إىل وقف �أعمال العنف يف �سوريا و�إيجاد حل �سلمي‬ ‫للأزمة هناك‪ ،‬ويف الوقت ذاته �أكدنا �ضرورة �صون وحدة �سوريا و�سيادتها‬ ‫وا�ستقاللها و�سالمة �أرا�ضيها من �أجل جتنيب البالد خطر احلرب الأهلية ال�شاملة‪،‬‬ ‫مع ما ينطوي على ذلك من عواقب وخيمة على �أبناء ال�شعب ال�سوري وعلى املنطقة‬ ‫وعلى ال�سلم والأمن الدوليني‪.‬‬ ‫وخالل الدورة اال�ستثنائية الرابعة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي التي انعقدت يف مكة‬ ‫املكرمة يف رم�ضان الفائت قررت املنظمة تعليق ع�ضوية �سوريا يف املنظمة وجميع‬ ‫�أجهزتها املتفرعة واملتخ�ص�صة واملنتمية بناء على ما �أو�صى به اجتماع اللجنة‬ ‫التنفيذية على امل�ستوى الوزاري املنعقد بجدة بتاريخ ‪ 24‬يونيو ‪ .2012‬كما �أعلنت‬ ‫املنظمة دعمها ملبعوث اجلامعة العربية والأمم املتحدة ال�سيد الأخ�ضر الإبراهيمي‪.‬‬ ‫على �صعيد �آخر‪� ،‬شدد وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي يف اجتماعهم‬ ‫التن�سيقي ال�سنوي يف نيويورك‪ ،‬على املوقف املبدئي �إزاء �ضرورة احلفاظ على وحدة‬ ‫�سوريا و�سيادتها وا�ستقاللها و�سالمة �أرا�ضيها‪ ،‬و�أدانوا ا�ستمرار �سفك الدماء يف‬ ‫�سوريا‪ ،‬مع الت�شديد على �أن امل�س�ؤولية الرئي�سية تقع على عاتق احلكومة ال�سورية يف‬ ‫ا�ستمرار العنف و�سفك الدماء‪.‬‬

‫والد يبكي حام ًال‬ ‫جثمان ولده القتيل �أمام‬ ‫م�ست�شفى دار ال�شفاء يف‬ ‫حلب ب�سوريا (�إي بي ايه)‬

‫ودعا االجتماع �إىل الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل والتدمري‪ ،‬احرتام ًا‬ ‫للقيم الإ�سالمية وحقوق الإن�سان وجتنيب �سوريا خماطر احلرب الأهلية ال�شاملة‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك عواقبها الوخيمة على �أبناء ال�شعب ال�سوري واملنطقة وعلى ال�سلم والأمن‬ ‫الدوليني‪.‬‬ ‫ورحب االجتماع بقرار اجلمعية العامة للأمم املتحدة حول الو�ضع يف �سوريا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وال�صادر يوم ‪� 3‬أغ�سط�س ‪ 2012‬والذي ندد وبقوة با�ستمرار ال�سلطات ال�سورية‬ ‫يف انتهاكاتها الوا�سعة النطاق واملمنهجة حلقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية‪،‬‬ ‫وا�ستخدام القوة �ضد املدنيني‪ ،‬وقيامها بعمليات االغتيال والقتل والقمع بكيفية‬ ‫تع�سفية‪ .‬ودعا يف هذا ال�صدد �إىل ال�شروع يف التنفيذ الفوري خلطة املرحلة‬ ‫االنتقالية وو�ضع �آلية �سلمية متكن من بناء دولة �سورية جديدة قوامها التعددية‬ ‫والنظام الدميقراطي املدين ت�سوده امل�ساواة املبنية على القانون واملواطنة واحلريات‬ ‫الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫ودعا الوزراء جمل�س الأمن الدويل �إىل اال�ضطالع مب�س�ؤولياته الكاملة من خالل‬ ‫و�ضع حد ال�ستمرار العنف و�إراقة الدماء يف �سوريا والتو�صل �إىل حل �سلمي ودائم‬ ‫للأزمة ال�سورية‪ ،‬م�ؤكدين على االلتزام القوي بت�أمني امل�ساعدة الإن�سانية لل�شعب‬ ‫ال�سوري‪ ،‬وحث الدول الأع�ضاء على التربع ب�سخاء لتمكني الأمانة العامة من تنفيذ‬ ‫�أن�شطة امل�ساعدة الإن�سانية ال�شاملة يف �سوريا على الفور‪.‬‬

‫ا�ستمرار االت�صاالت بني منظمة التعاون الإ�سالمي والعراق لعقد م�ؤمتر مكة الثاين‬ ‫نيو يورك – الواليات املتحدة الأمريكية‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى �أنه اتفق مع رئي�س الوزراء العراقي على تطوير العالقة بني املنظمة والعراق‬ ‫و�أهمية عقد م�ؤمتر مكة الثاين يف بغداد خالل هذا العام‪ ،‬م�شريا �إىل �أن االت�صاالت‬ ‫ال تزال جارية بني املنظمة والعراق للإعداد والتح�ضري لعقد هذا امل�ؤمتر‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام على هام�ش االجتماعات التح�ضريية ملجل�س وزراء خارجية‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي التن�سيق ال�سنوي الذي عقد يف نيويورك يف �سبتمرب‬ ‫‪� ،2012‬إن الفرتة املا�ضية �أكدّتْ متانة العالقة بني العراق واملنظمة‪ ،‬وحر�ص‬ ‫املنظمة على مواكبة تطورات الو�ضع هناك‪ ،‬حيث �أجريت ات�صاالت عديدة مع‬ ‫الأطراف العراقية كافة‪ ،‬ودعوت �إىل تعزيز العالقات فيما بني الطوائف الإ�سالمية‬ ‫املختلفة يف العراق‪ ،‬واحليلولة دون حدوث ما من �ش�أنه �إذكاء نار الفتنة الطائفية‬ ‫التي ت�ستهدف وحدة امل�سلمني‪ .‬كما �أكدت �إدانتي ال�شديدة لكل الأعمال الإرهابية‬ ‫التي حدثت يف العراق والتي ت�ستهدف املواطنني والبنية التحتية والأمن واال�ستقرار‬ ‫‪18‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫وكل ما يهدف �إىل خلق النزاعات الطائفية‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬أعرب الأمني العام عن �إدانته ال�شديدة للتفجريات الإرهابية‬ ‫التي وقعت يف العا�صمة بغداد وبع�ض املحافظات العراقية خالل الفرتة املا�ضية‬ ‫و�أدت �إىل �سقوط العديد من ال�ضحايا الأبرياء بني قتلى وجرحى‪ .‬و�أعرب الأمني‬ ‫العام عن خال�ص تعازيه لأ�سر ال�ضحايا ومتنياته بال�شفاء العاجل للجرحى‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام جميع الكتل ال�سيا�سية العراقية �إىل نبذ خالفاتها وتغليب‬ ‫امل�صلحة الوطنية وال�سري بالبلد نحو اال�ستقرار والأمن واملحافظة على الوحدة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وحث الأمني العام ال�شعب العراقي بكل �أطيافه على �ضبط النف�س والت�صدي‬ ‫للأعمال الإرهابية التي ت�ستهدف �إثارة الفتنة بني الطوائف العراقية‪ ،‬و�أكد على‬ ‫�أهمية و�ضرورة التم�سك مبا جاء بوثيقة مكة املكرمة ل�سنة ‪ 2006‬التي رعتها‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي لنبذ العنف والتطرف‪.‬‬


‫مقدي�شيو تتنف�س من جديد مع قدوم قيادة جديدة واعدة‬

‫�إح�سان �أوغلى يدعو العامل الغتنام الفر�صة التاريخية يف دعم ال�صومال‬ ‫�أمين عبو�شي ‪ -‬مقدي�شو ـ ال�صومال‪:‬‬ ‫�شكلت زيارة الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫�إىل العا�صمة ال�صومالية‪ ،‬مقدي�شو‪� 8 ،‬أكتوبر ‪ ،2012‬وهي زيارة غري م�سبوقة‬ ‫مل�س�ؤول ي�شغل هذا املن�صب‪� ،‬إ�شارة �سيا�سية �أ�ضافت زخما للأ�صوات الدولية التي‬ ‫تعالت م�ؤخرا حول �إمكانية عودة الأمل �إىل هذا البلد الذي تت�آكله احلرب الأهلية‬ ‫على مدى �أكرث من عقدين‪.‬‬ ‫فقد جاءت الزيارة بعد �سنة حافلة قدمت فيها (التعاون الإ�سالمي)‪� ،‬أبرز‬ ‫م�شاريعها الإن�سانية متيزا‪ ،‬حيث واكبت احلدث يف ال�صومال خطوة بخطوة وحتى‬ ‫قبل وقوع املجاعة الأ�سو�أ يف تاريخ هذا البلد يف يوليو ‪ ،2011‬وذلك من خالل افتتاح‬ ‫مكتبها لل�ش�ؤون الإن�سانية يف مقدي�شيو يف مار�س ‪ ،2011‬والذي لعب دورا بارزا يف‬ ‫التن�سيق والإ�شراف على اجلهود الإن�سانية لع�شرات منظمات الإغاثة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫والتقى �إح�سان �أوغلى خالل الزيارة‪ ،‬الرئي�س ح�سن �شيخ حممود وبحث معه‬ ‫�سبل دعم ال�صومال على ال�صعيدين ال�سيا�سي والتنموي‪ .‬و�أعرب الرئي�س حممود‬ ‫عن تقديره و�شكره للدور الذي قامت به املنظمة يف الفرتة ما قبل املرحلة االنتقالية‬ ‫احلالية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل م�ساعيها التي تبذلها من �أجل دعم العملية الدميقراطية‬ ‫احلالية يف البالد‪ ،‬ف�ضال عن اجلهود الإن�سانية التي بادرت بها املنظمة منذ وقوع‬ ‫�أ�سو�أ جماعة يف تاريخ ال�صومال يف يوليو ‪ 2011‬وحتى الآن‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الرئي�س ال�صومايل بالدور الكبري الذي اطلع به مكتب املنظمة‪ ،‬مبديا‬ ‫رغبته يف �أن يطور املكتب عمله باالنتقال �إىل مرحلة التنمية التي يحتاجها ال�صومال‬ ‫يف الوقت الذي مير فيه مبرحلة تعايف �سيا�سي بدت جتلياتها وا�ضحة م�ؤخرا‪.‬‬ ‫من جانبه �أكد الأمني العام للمنظمة احلاجة �إىل رفع فعالية م�شاركة ال�صومال‬ ‫يف �أن�شطة املنظمة‪ ،‬الفتا �إىل موافقة اجتماع وزراء اخلارجية الإ�سالمي يف �أ�ستانة‪،‬‬ ‫على �إن�شاء �صندوق الإمتان ل�صالح ال�صومال‪ .‬والتقى �إح�سان �أوغلى كذلك رئي�س‬ ‫الربملان ال�صومايل‪ ،‬حممد �شيخ عثمان جواري‪ ،‬وبحث معه �سبل تعزيز وتو�سيع‬ ‫العملية الدميقراطية يف ال�صومال‪ ،‬ودعا جواري املنظمة للم�شاركة يف دعم‬ ‫الدميقراطية يف بالده‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬التقى �إح�سان �أوغلى برئي�س الوزراء ال�صومايل‪ ،‬حيث �أكد رغبة‬ ‫املنظمة دعم ال�صومال للنهو�ض وا�ستعادة اال�ستقرار والأمن ال�ضروريني من �أجل‬ ‫ازدهار البالد‪.‬‬ ‫على �صعيد �آخر‪ ،‬جال �إح�سان �أوغلى على ر�أ�س وفد رفيع يف خميمات النزوح يف‬ ‫مقدي�شو‪ ،‬والتقى �أهايل هذه املخيمات‪ ،‬وا�ستمع �إليهم‪ ،‬واطلع على �أو�ضاعهم‪ ،‬كما‬ ‫زار املرافق اخلدمية التي �أن�ش�أها حتالف املنظمات الإن�سانية التابع ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬والتي كان �أبرزها الوحدة املركزية للإ�سعافات الأولية التي تعد الوحيدة‬ ‫من نوعها يف العا�صمة ال�صومالية‪.‬‬ ‫ودعا �إح�سان �أوغلى‪ ،‬يف م�ؤمتر �صحفي عقده يف مقدي�شو الدول الأع�ضاء‬ ‫باملنظمة‪ ،‬واملجتمع الدويل �إىل امل�سارعة النتهاز الفر�صة التاريخية يف ال�صومال‪،‬‬ ‫من �أجل م�ساعدته على النهو�ض‪ ،‬وقال �إن اللحظات التاريخية التي يعي�شها‬ ‫ال�صومال ت�أتي يف ظل االنفراج ال�سيا�سي وبوادر اال�ستقرار التي جتلت يف الأ�شهر‬

‫القليلة‪ ،‬خا�صة مع انتخاب قيادة جديدة للبالد �سوف تكون قادرة على �إعادة اللحمة‬ ‫لها‪ ،‬ومتهيد الطريق لال�ستقرار والتنمية‪.‬‬ ‫يذكر �أن ت�أ�سي�س املكتب جاء قبل �إن�شاء حتالف للمنظمات حتت مظلة (التعاون‬ ‫الإ�سالمي) ي�ضم ‪ 40‬منظمة دولية تنتمي ملجموعة من الدول تبلغ ‪ 13‬دولة‪.‬‬ ‫وبعد وقوع املجاعة‪ ،‬عكفت املنظمة على الفور بالقيام مب�سوحات ميدانية‬ ‫للمناطق االكرث ت�ضررا وتن�سيق جهود �أع�ضاء التحالف ح�سب وجودهم اجلغرايف‬ ‫وطبيعة ن�شاطهم‪ ،‬وبلغت عدد الزيارات امليدانية �إىل ال�صومال حتت �إ�شراف‬ ‫املنظمة ‪ 88‬زيارة‪.‬‬ ‫وبلغ حجم امل�ساعدات �إىل ال�صومال وفق تقرير �سبتمرب ‪ 2012‬نحو ‪95‬‬ ‫�ألف طن من امل�ساعدات الغذائية‪ ،‬كما عملت املنظمة من خالل حتالفها على توفري‬ ‫خدمات �صحية واجتماعية خمتلفة عرب املنظمات االع�ضاء يتم تقدميها من خالل‬ ‫‪ 62‬مرفقا �صحيا يف جتمعات النازحني واملناطق التي حولها‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل توفري‬ ‫خدمات املياه والتعليم والرعاية االجتماعية واال�سعافات االولية‪.‬‬ ‫وجهدت (التعاون الإ�سالمي) كذلك �إىل التن�سيق مع عدد من وكاالت االمم‬ ‫املتحدة مثل برنامج الغذاء العاملي‪ -‬املفو�ضية ال�سامية لالجئني – مكتب االمم‬ ‫املتحدة لتن�سيق امل�ساعدات االن�سانية اوت�شا‪ -‬اليوني�سيف وغريها يف املناطق التي ال‬ ‫ت�ستطيع هذه املنظمات الو�صول اليها‪.‬‬ ‫يف غ�ضون ذلك‪ ،‬نظمت (التعاون الإ�سالمي) عددا من امل�ؤمترات واالجتماعات‬ ‫حول االو�ضاع بال�صومال يف تركيا‪ ،‬وكينيا‪ ،‬وم�صر‪ ،‬وجيبوتي‪ ،‬وذلك بغر�ض طرح‬ ‫ق�ضايا �إعادة الت�أهيل خا�صة يف جماالت املياه ‪ ،‬وال�صحة‪ ،‬وعودة النازحني‪.‬‬ ‫وتقوم (التعاون الإ�سالمي) حاليا بالإ�شراف والتن�سيق مل�شروع عودة النازحني‬ ‫�إىل قراهم حيث بلغ عدد الأ�سر التي عادت ‪� 10,200‬أ�سرة‪ ،‬ف�ضال عن �إ�شرافها‬ ‫على م�شروع �إن�شاء �أكرث من ‪ 600‬بئر ارتوازي يف ‪� 18‬إقليم بجنوب وو�سط و�شمال‬ ‫ال�صومال‪ ،‬وبلغ عدد الآبار املنجزة حتى �أغ�سط�س املا�ضي (‪ )71‬بئرا �إرتوازيا‪.‬‬ ‫وت�أتي مالمح الأمل يف ال�صومال بعد تن�صيب الربوفي�سور ح�سن �شيخ حممود‪،‬‬ ‫الأكادميي والنا�شط ال�صومايل رئي�سا للبالد‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل تن�صيب عيدي‬ ‫فارح �شردون �سعيد‪ ،‬رئي�سا للوزراء‪ ،‬وات�ساع نطاق �سيطرة الدولة على الأرا�ضي‬ ‫ال�صومالية‪.‬‬ ‫فقد متكنت القوات احلكومية املدعوة من قبل القوات الكينية والإفريقية البالغ‬ ‫عددها ‪� 10‬آالف جندي من ب�سط �سيطرتها على عدة مدن �صومالية تباعا ما‬ ‫�أجرب �شباب املجاهدين‬ ‫على الرتاجع‪ ،‬والبقاء‬ ‫يف مدينة كي�سمايو‬ ‫املعقل الأخري لل�شباب‬ ‫الذي انت�شر كثري منهم‬ ‫يف اجلبال والأدغال‬ ‫املحيطة بالعا�صمة‬ ‫مقدي�شيو‪.‬‬

‫الأمني العام يلتقي الرئي�س ال�صومايل ويقوم بجولة يف خميمات النازحني‬

‫‪19‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬ ‫جدة‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫�صرح �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �أمام اجتماع م�شرتك‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي والأمم املتحدة ومنظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا‪ ،‬قائال �إنه لي�س من‬ ‫قبيل املبالغة القول �أن ال جمال للحديث عن �صراعات «حملية» �أو «ا�إقليمية»‪ .‬وهي وجهة نظر‪ ،‬كما‬ ‫قال‪ ،‬يربرها واقع العامل الذي يعي�ش اليوم حتت الت�أثري ال�شديد للعوملة على امل�ستويات االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وتابع �إح�سان �أوغلي قوله يف كلمة افتتاحية �ألقاها خالل الدورة اال�ست�شارية التي كانت حتت‬ ‫عنوان «تعزيز دور الو�ساطة»‪� ،‬أن مبد�أ الو�ساطة وت�سوية النزاعات �أ�صبح �ضرورة لكل من املنظمات‬ ‫الإقليمية والدولية على حد �سواء‪ ،‬وذلك لأن النزاعات �صارت تن�شب يف املجال اجلغرايف للأوىل‪.‬‬ ‫كما �أن املنظمات الإقليمية �أ�ضحت �أكرث �إدراكا للخ�صو�صيات ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية للمناطق التي هي فيها‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي قد افتتح الدورة اال�ست�شارية يف مقر منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف جدة‪ ،‬يف ‪� 3‬أبريل‪ 2012 ،‬مب�شاركة المبريتو زانيي‪ ،‬الأمني العام ملنظمة‬ ‫الأمن والتعاون يف �أوروبا‪ ،‬و�أو�سكار فرنانديز تارانكو‪ ،‬م�ساعد الأمني العام للأمم املتحدة العام‬ ‫لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ .‬وحر�ص �إح�سان �أوغلي على �إبراز ر�أي منظمة التعاون الإ�سالمي ب�أن للمنظمات‬ ‫الإقليمية دور رئي�سي يف تعزيز ال�سالم العاملي‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلى يف اجتماع‬ ‫م�شرتك ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والأمم املتحدة‬ ‫ومنظمة الأمن والتعاون يف‬ ‫�أوروبا‪:‬‬ ‫مل يعد بالإمكان احلديث عن‬ ‫�صراعات ‘حملية’ �أو ‘�إقليمية’‬

‫وبحث االجتماع الذي ح�ضره عدد من املنظمات الدولية والإقليمية‪ ،‬الآليات واملوارد الالزمة‬ ‫ل�ضمان ال�سالم والأمن واال�ستقرار يف العامل‪ ،‬من خالل الو�ساطة‪ ،‬ومن خالل اال�سرت�شاد بقرار‬ ‫اجلمعية العامة للأمم املتحدة رقم ‪ .65/283‬وي�شدد القرار على �ضرورة “تعزيز دور الو�ساطة‬ ‫يف ت�سوية النزاعات بالو�سائل ال�سلمية وكذلك على منع حدوث هذه النزاعات وحلها‪”.‬‬ ‫كما �أعرب �إح�سان �أوغلي يف كلمته عن ثقته الكاملة ب�أن هذه الدورة‪ ،‬التي تُعقد على مدى‬ ‫يومني‪� ،‬ستحقق �أهدافها املرجوة وهي ت�شجيع الدول الأع�ضاء يف املنظمات امل�شاركة على �أن يولوا‬ ‫الو�ساطة اهتماما خا�صا ب�صفتها الو�سيلة املثلى حلل النزاعات يف العامل �أجمع‪ .‬و�أكد خالل‬ ‫اجتماع ثنائي عقده مع زانيري‪ ،‬على احلاجة �إىل تعزيز التعاون امل�شرتك مع منظمة الأمن والتعاون‬ ‫يف �أوروبا يف جميع جماالت التطور االجتماعي واالقت�صادي‪ ،‬وال�سالم واال�ستقرار وحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫من جانبه‪� ،‬أعرب زانيري عن اهتمام منظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا بتطوير التعاون القائم مع‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي من خالل زيادة التعاون والت�شاور‪.‬‬

‫دور منظمة التعاون الإ�سالمي يف حل النزاعات‬

‫تدرك منظمة الأمم املتحدة‪ ،‬ومنظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا �أهمية دور منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف حل ال�صراعات يف املنطقة وهما حري�صتان على تطوير عالقاتهما مع املنظمة‪.‬‬ ‫وتوا�صل منظمة التعاون الإ�سالمي م�شاركتها الن�شطة على ال�ساحة‪ ،‬بتن�سيق مع املنظمات الإقليمية‬ ‫والدولية الأخرى‪ ،‬يف �أفغان�ستان وال�صومال والعراق و�سوريا و الفلبني‪.‬‬ ‫و�أ�شار ﻻمربتو زانيري الأمني العام ملنظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا‪� ،‬إىل �أهمية م�شاركة‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي يف حل ال�صراعات الإقليمية مثل �أفغان�ستان حيث «منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف و�ضع جيد ميكنها من القيام بدور» وذلك لقدرتها على العمل مع احلكومة واملدنيني‬ ‫والف�صائل املختلفة‪ .‬و�صرح زانيري ملجلة منظمة التعاون الإ�سالمي قائال‪« :‬لقد بحثنا مع الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �أكمل الدين �إح�سان �أوغلي �أمر ا�ستك�شاف ال�سبل الكفيلة بزيادة‬ ‫تفعيل عالقاتنا»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ت�شرتك منظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا مع منظمة التعاون الإ�سالمي يف عدد‬ ‫من الدول الأع�ضاء‪،‬وجملة من الأولويات الرئي�سية مثل تعزيز ال�سالم والت�سامح وحقوق الإن�سان‬ ‫واالنتقال الدميقراطي‪� ،‬إ�ضافة �إىل بع�ض الأدوات امل�شرتكة ومنها الو�ساطة ومراقبة االنتخابات‪.‬‬ ‫وقال زانيري‪�« :‬إذا نظرنا �إىل ال�صعوبات القائمة على �أر�ض الواقع ف�سنجد بالت�أكيد جماالت عمل‬ ‫حتتاج منا �إىل مزيد من العمل‪ ».‬ولعل من �أكرب التحديات القائمة الإرهاب واجلرمية املنظمة‬ ‫‪20‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬


‫والتطرف بكل �أ�شكاله‪.‬‬ ‫طال �أمدها‪ ،‬مثل ال�صومال و�أفغان�ستان‬ ‫منظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا‬ ‫والعراق‪ ،‬ويف الآونة الأخرية تعاونتا يف‬ ‫لها �أي�ضا �شراكات مع البلدان املتاخمة‬ ‫جمال تبادل املوظفني لبناء القدرات‪.‬‬ ‫للمنطقة �أو املهتمة بتطوير عالقات �أوثق‬ ‫وفيما يتعلق ب�إدارة ال�ش�ؤون‬ ‫مع املنظمة‪ ،‬وبع�ض من هذه ال�شراكات‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬ف�إن كال من الأمم املتحدة‬ ‫قائمة مع بلدان البحر الأبي�ض املتو�سط‪.‬‬ ‫ومنظمة التعاون الإ�سالمي تعني مبعوثني‬ ‫ويرى زانري �أنه مبا �أن املنظمة عملت‬ ‫خا�صني وممثلني خا�صني للأمني العام‬ ‫على �إدارة املرحلة االنتقالية يف دولها‬ ‫كلما ازداد حجم التعاون‪ ،‬كما ت�ستعني‬ ‫عقب احلرب الباردة وا�ستفادت عددا‬ ‫املنظمة كذلك بخدمات «وحدة دعم‬ ‫من الدرو�س ف�إن بع�ضا من تلك الدرو�س‬ ‫الو�ساطة»‪ ،‬التي تقع �ضمن �إدارة ال�ش�ؤون‬ ‫قد تكون �صاحلة ملا يجري اليوم يف بع�ض‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬التي توفر خرباء الو�ساطة‬ ‫الدول العربية‪ ،‬مع الأخذ بعني االعتبار‬ ‫يف بع�ض ال�صراعات التي طال �أمدها‪.‬‬ ‫فرنانديز تارانكو‬ ‫ﻻمربتو زانيري‬ ‫اختالف البيئة‪ ،‬ووجهات النظر التاريخية‬ ‫توفر الوحدة اخلربة الفنية حول تقا�سم‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وال�سيا�سية والدينية‪.‬‬ ‫ال�سلطة‪ ،‬واتفاقات وقف �إطالق النار واملراقبة وو�ضع الد�ساتري والق�ضايا اجلن�سانية‪،‬‬ ‫وقال «ما نعر�ضه ال يعدو عن كونه جملة من الدرو�س امل�ستفادة التي ميكن �أن �إ�ضافة �إىل �أمور تقنية �أخرى‪.‬‬ ‫يختار منها ال�شركاء ما ي�شا�ؤون ويك ّيفوه مع �أو�ضاعهم كل على حدة‪ ».‬ومثال ذلك‬ ‫�أفغان�ستان‪ .‬فهي دولة �شريكة ملنظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا‪ ،‬تتطلع �إىل حلول �سنة‬ ‫ومن املزايا التي تتفرد بها منظمة التعاون الإ�سالمي عن باقي املنظمات‬ ‫‪ 2014‬حني يكون الوجود الع�سكري قد �أكمل ان�سحابه‪ ،‬لتتوىل الأمور �سلطة مدنية‪ .‬الإقليمية تتمثل يف الروابط الثقافية والتاريخية التي ت�سخرها للتعامل مع النزاعات‬ ‫وت�ساعد منظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا الأفغان لتككينهم من مواجهة ال�صعوبات يف املنطقة‪ ،‬ف�ضال عن امل�صداقية والثقة التي تتمتع بهما‪ ،‬مما ي�ضفي تناغما على‬ ‫القادمة و تعزيز القدرات‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬متلك منظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا عمل املنظمات الأخرى‪ ،‬ال�سيما منظمة الأمم املتحدة‪ .‬و�أ�ضاف فرنانديز تارانكو‬ ‫كلية لتدريب �شرطة احلدود يف طاجيك�ستان‪ ،‬تدرب فيها حوايل ‪ 600‬فرد من «�أن هذه الوالية الفريدة من نوعها ملنظمة التعاون الإ�سالمي هي ما �أثمرت هذا‬ ‫حر�س احلدود ثلثاهم من الطاجيك والثلث الأخري من الأفغان‪ .‬ويف قريغيز�ستان التمثيل العري�ض والدور الثقايف وال�سيا�سي املهم «‪.‬‬ ‫متلك منظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا من�ش�أة خا�صة لتدريب موظفي اجلمارك‬ ‫ملكافحة االجتار باملخدرات‪ .‬كما تبحث منظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا �إمكانية‬ ‫التوجيه يف �سبيل و�ساطة فعالة‬ ‫�إن�شاء مرفق �شرطة �إقليمية لتمتني الروابط بني دوائر ال�شرطة‪ ،‬والذي قد يكون‬ ‫وحتدث فرنانديز تارانكو يف ثنايا خطابه الذي �ألقاه خالل الدورة اال�ست�شارية‪،‬‬ ‫مقره يف �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫عن �إعداد وثائق توجيهية من �أجل و�ساطة فعالة‪ ،‬وهو ما نوق�ش خالل الدورة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح يف معر�ض حديثه الذي خ�ص به «جملة منظمة التعاون الإ�سالمي» �أن ذلك‬ ‫و�أ�شاد بالدورة اال�ست�شارية ملنظمة التعاون الإ�سالمي كو�سيلة للخرباء ملناق�شة ي�أتي متابع ًة لقرار كانت اجلمعية العامة للأمم املتحدة قد �أ�صدرته العام املا�ضي‪.‬‬ ‫الق�ضايا من وجهات نظر خمتلفة وللربط ال�شبكي‪ ،‬حتى ُيعلم كل ق�ضية ومن يتوالها‪ .‬وتدعو الفقرة منطوق القرار لو�ضع توجيهات ب�ش�أن الو�ساطة لتوحيد خربات خمتلف‬ ‫«نحن ب�صدد �إعداد هيكل �أف�ضل لال�ضطالع باملهمات املوكلة �إلينا‪ ،‬ولكن التحديات املنظمات الإقليمية حول املمار�سات اجليدة للو�ساطة وا�ستخال�ص الدرو�س منها‪.‬‬ ‫التي نواجهها �أ�ضحت ذات طابع عاملي‪ .‬و�أن ال دولة �أو منظمة قادرة مبفردها على وهناك عن�صر لتعزيز القدرة على اال�ضطالع بالو�ساطة لأن الأمم املتحدة متيل من‬ ‫مواجهتها‪ ».‬ي�ضيف زانيري‪« .‬من املهم �أن جنري هذه املناق�شات لتحديد مواقفنا‪ ،‬حيث املبد�إ ‪،‬كما قال‪� ،‬إىل �إعطاء الأولوية للمنظمات الإقليمية ب�صفتها �أول من يلبي‬ ‫وتبادل وجهات النظر وتوجيه �أن�شطتنا نحو �إيجاد �أوجه الت�آزر وجتنب االزدواجية»‪ .‬النداء عند الأزمات‪ ،‬تطبيقا للدبلوما�سية الهادئة والوقائية‪ ،‬وللحوار والو�ساطة‪.‬‬ ‫املهم �أن ثمة تفاهم م�شرتك ب�ش�أن امل�سائل املتعلقة بامل�صطلحات والتعاريف والنهج‬ ‫التعاون بني منظمة الأمم املتحدة ومنظمة التعاون وكيفية الو�ساطة املفيدة يف منع ن�شوب ال�صراعات‪ ،‬حتى تظل الأمور وا�ضحة عند‬ ‫تعدد املنظمات املتدخلة‪.‬‬ ‫الإ�سالمي‬ ‫وقعت منظمة الأمم املتحدة «اتفاق �شراكة» مع منظمة التعاون الإ�سالمي قبل‬ ‫وقال فرنانديز تارانكو �أي�ضا يف خطابه �أنه وفقا لدرا�سة �أجراها البنك الدويل‬ ‫ثمانية �أعوام ي�شمل املجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية والثقافية والتعليمية‪ ،‬ومنذ‬ ‫ذلك احلني د�أبت املنظمتان على عقد اجتماعات تن�سيق مرتني يف ال�سنة‪ .‬وكان يف العام املا�ضي (تقرير التنمية يف العامل)‪ ،‬ف�إن معدل العودة لل�صراع بني الدول‬ ‫�آخر اجتماع قد عقد بني الأول والثالث من مايو ‪ 2012‬يف جنيف‪ .‬واعتبارا من يقارب ‪ .90%‬ووفقا للتقرير‪ ،‬ف�إن العديد من احلروب الأهلية يف خمتلف �أنحاء‬ ‫العام املا�ضي‪ ،‬عملنا على تو�سيع التعاون التقني مع وكاالت الأمم املتحدة‪ ،‬ومنها العامل هي نتيجة اتفاقات �سالم غري تامة‪� ،‬إما من حيث التوقيع �أو الإبرام‪ ،‬مما عاد‬ ‫اليون�سكو‪ ،‬ومنظمة الأغذية والزراعة‪ ،‬وبرنامج الأمم املتحدة الإمنائي‪ ،‬و�صندوق بالأمور �إىل حالة ال�صراع‪ ،‬وهو ما يدل على عدم تنفيذ �أو مراقبة تنفيذ ما نوق�ش‬ ‫الأمم املتحدة لل�سكان‪ ،‬وغريهم حول املناق�شات املربجمة‪ .‬وقال الأمني العام �أو اتُّفق عليه‪ .‬ومثال ذلك االتفاق املربم بني احلكومة الفيليبينية وجبهة مورو‪.‬‬ ‫امل�ساعد للأمم املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪� ،‬أو�سكار فرنانديز تارانكو‪ ،‬ملجلة املنظمة فالو�ساطة كما يقول فرنانديز تارانكو لي�ست عملية من مرحلة وحيدة‪� ،‬إمنا تتطلب‬ ‫التزاما طويل الأمد يتجاوز احلدث نف�سه‪ ،‬ل�ضمان تنفيذ ما اتُفق عليه‪ ،‬وذلك ما‬ ‫�أن «هذه ال�شراكة قد منت حجما وم�ضمونا»‬ ‫وقد تعاونت الأمم املتحدة ومنظمة التعاون الإ�سالمي على �أر�ض الواقع للتغلب يجعل دور الو�سطاء واملبعوثني اخلا�صني على جانب كبري من الأهمية‪ .‬وهذا يتطلب‬ ‫على بع�ض ال�صعوبات التي واجهتهما يف بع�ض عمليات الو�ساطة وال�صراعات التي موارد وخربات ودعما �سيا�سيا‪ ،‬وحال للم�سائل التقنية وتعزيز القدرات‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫�ش�ؤون عاملية‬

‫منظمة التعاون اال�سالمي تدعو احلكومة التايالندية‬ ‫�إىل تكثيف جهودها حلل نزاع اجلنوب‬ ‫بانكوك‪ ،‬تايالند ‪ -‬قام وفد رفيع امل�ستوى من منظمة التعاون الإ�سالمي ير�أ�سه‬ ‫ال�سفري قا�سم امل�صري‪ ،‬امل�ست�شار واملبعوث اخلا�ص للأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬بزيارة ر�سمية �إىل تايالند يف الفرتة ما بني ‪ 7‬و‪ 13‬مايو ‪2012‬‬ ‫ا�ستجابة لدعوة وجهها الدكتور �سورابوجن توفي�شاك�شيكول‪ ،‬وزير خارجية تايالند‪.‬‬ ‫وقد عقد الوفد اجتماعات بناءة مع وكاالت حكومية رئي�سة وجمموعة كبرية من‬ ‫�أ�صحاب امل�صلحة‪ .‬كذلك زار وفد املنظمة حمافظات احلدود اجلنوبية‪ ،‬والتقى مع‬ ‫�أ�صحاب امل�صلحة الرئي�سيني واملجتمعات املحلية يف املنطقة‪.‬‬ ‫و�أكد اجلانبان م�ضمون البيان ال�صحفى امل�شرتك الذي كان قد �صدر خالل‬ ‫زيارة الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إىل تايالند يف عام ‪ ،2007‬لكونه‬ ‫يعرب عن روح التعاون بني تايالند ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬كما �أكد اجلانب‬ ‫التايلندي �أن م�س�ألة حمافظات اجلنوب احلدودية �أولوية وطنية عليا للحكومة‬ ‫امللكية التايالندية‪ ،‬و�أطلع وفد منظمة التعاون الإ�سالمي على �سيا�سة احلكومة‬ ‫امللكية التايالندية وجهودها التي ت�سعى من خاللها �إىل �إيجاد حل للم�شكلة باتباع‬ ‫نهج �شامل ملعاجلة الأ�سباب اجلذرية للم�شكلة‪ ،‬عمال بالن�صيحة امللكية ل�صاحب‬ ‫اجلاللة ملك تايالند والقائمة على “الفهم والتوا�صل والتنمية”‪.‬‬ ‫ورحب وفد منظمة التعاون الإ�سالمي بالتطورات الإيجابية التي ح�صلت منذ‬ ‫الزيارة التي قام بها الأمني العام للمنظمة يف ‪ ،2007‬معربا عن اعتقاده ب�أن‬ ‫�سيا�سة احلكومة امللكية التايالندية ما�ضية يف االجتاه ال�صحيح‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪،‬‬ ‫رحبت منظمة التعاون الإ�سالمي باجلهود املبذولة وحثت اجلانب التايالندى على‬ ‫تكثيفها‪.‬‬ ‫وقد الحظ وفد منظمة التعاون الإ�سالمي رفع قانون الطوارئ يف بع�ض‬ ‫املناطق من حمافظات احلدود اجلنوبية‪ ،‬وحث اجلانب التايالندى على النظر يف‬ ‫رفع مقت�ضيات هذا املر�سوم عن مناطق �أخرى من حمافظات احلدود اجلنوبية‪.‬‬ ‫كما ح�ض على ت�سريع اجلهود لتنفيذ اخلطط الرتبوية على النحو الذي اعتمدته‬ ‫احلكومة امللكية التايالندية‪ ،‬والذي ي�ستجيب لبع�ض جوانب الثقافة والهوية‪ .‬من‬ ‫جهته �أكد اجلانب التايالندى على �أن قانون الطوارئ �سيرُ فع متى وحيثما �سمحت‬ ‫الظروف على �أر�ض الواقع‪ .‬و�شدد على �أن ا�ستمرار العنف ما زال يعوق اجلهود التي‬ ‫تبذلها احلكومة امللكية التايالندية لتعزيز ال�سالم والأمن والتنمية على النحو الذي‬ ‫ين�شده ال�شعب يف حمافظات احلدود اجلنوبية‪.‬‬ ‫و�أكد اجلانب التايلندي كذلك على �ضرورة و�ضع حد لدائرة العنف من �أجل‬ ‫حتقيق الظروف املواتية لل�سالم والتنمية والوئام والتعاي�ش ال�سلمي بني جميع النا�س‬ ‫يف حمافظات احلدود اجلنوبية‪ .‬وندد اجلانبان ب�أعمال العنف الع�شوائية �ضد‬ ‫املدنيني الأبرياء التي تتعار�ض مع تعاليم الإ�سالم‪ .‬كما اتفقا على �أن هذه الزيارة‪ ‬قد‬ ‫�أبرزت التزام احلكومة امللكية التايالندية‪ ،‬ب�صفتها ع�ضوا مراقبا يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬بتعزيز العالقات مع املنظمة‪ .‬ويرى الطرفان �أي�ضا �أن هذه الزيارة قد‬ ‫�أفلحت يف زيادة تعزيز التعاون البناء بني تايالند ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫يف م�ؤمتر �صحفي م�شرتك‪ ،‬عقد يف ختام الزيارة‪ ،‬قال ال�سفري امل�صري‪� ،‬إن‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي ت�شجع احلوار بني حكومة تايالند وجميع اجلهات مبا فيها‬ ‫�أولئك الذين يختلفون معها يف حل ال�صراع يف اجلنوب الذي ا�ستمر لثماين �سنوات‪.‬‬ ‫وقال اليوم �إن مثل هذا احلوار هام يف الو�صول �إىل حل و�سط حتى ميكن حتقيق‬ ‫ال�سالم يف جنوب الإقليم‪.‬‬ ‫"ا�ستناد ًا �إىل التاريخ‪� ،‬إن تركنا الو�ضع ي�ستمر بدون حل جذري‪ ،‬ف�إن الو�ضع‬ ‫‪22‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫ال�سفري امل�صري يتحدث لل�صحافيني يف تايالند‬

‫�سوف يزداد �صعوبة "‪.‬‬ ‫وقال الأمني الدائم لوزارة اخلارجية �سيها�ساك فواجنكيتكيو‪ ،‬يف امل�ؤمتر‬ ‫ال�صحفي امل�شرتك حكومة تايالند �شجعت احلوار مع جميع الأطراف مبن فيها‬ ‫منظمات غري حكومية‪ .‬ولكنه‪� ،‬أكد �أن املفاو�ضات ال تنح�صر يف جهة معينة لأنه لي�س‬ ‫بو�سع جمموعة واحدة �أن تدعي �أنها متثل ال�شعب يف اجلنوب‪.‬‬ ‫يذكر �أن �أكرث من خم�سة �آالف �شخ�ص قد ماتوا منذ �أن ا�ست�أنف انف�صاليون‬ ‫م�شتبه بهم حملتهم امل�سلحة للح�صول على اال�ستقالل لثالثة مقاطعات جنوبية وهي‬ ‫ناراثيوات وباتاين وياال‪ ،‬قبل ثماين �سنوات‪ .‬وقال امل�صري �أن ح�ضور ًا مكثف ًا للع�سكر‬ ‫وحواجز الطرق ومرافق االت�صال املحدودة للجمهورية قد ت�سببت يف “التوتر”‪� .‬إال‬ ‫�أنه الحظ �أن الو�ضع العام يف اجلنوب حت�سن كثري ًا م�ؤخر ًا مقارنة بزيارته الأوىل‬ ‫للمنطقة يف ‪.2005‬‬ ‫وقال “هنالك خطة حكومية لإعداد �شيء جمدي من �أجل حل امل�شاكل”‪،‬‬ ‫م�ضيف ًا �أن احلكومة �أقرت بامل�شكلة وحاولت معاجلة �أ�سبابها اجلذرية‪.‬‬ ‫وقال �أن الأ�سباب اجلذرية تكمن يف العرقية ولي�س الإ�سالم حيث �أنهم كانوا‬ ‫يريدون �أن تكون لهم حياتهم وثقاتهم ولغتهم و�إدارتهم اخلا�صة يف املنطقة وقال‬ ‫�سيها�ساك �أن احلكومة التايالندية قد وفرت لهم م�ساحة مبا يف ذلك ال�سكان‬ ‫املحليني‪ ،‬لإدارة الإقليم‪.‬‬ ‫جدد امل�صري ت�أكيد موقف املنظمة ب�ش�أن �صراع اجلنوب و�أنها جتري ات�صاالت‬ ‫مع الأقلية امل�سلمة من خالل احلكومة‪.‬‬ ‫وقال “�إننا ندين �أي قتل ملدنيني �أبرياء من �أي جهة مبا فيها الع�سكر”‪.‬‬ ‫وقال امل�صري‪ ،‬بينما ميكن �أن نقبل ببع�ض التحديد ملا ميكن �أن تقوم به املنظمة‬ ‫يف تعاملها مع ال�صراع يف اجلنوب ‪ ،‬ف�إنها ميكن �أن تقدم امل�شورة عند م�شاركتها مع‬ ‫حكومة تايالند ‪� ،‬إذ يتعني عليها احرتام �سيادة تايالند‪.‬‬ ‫وقال “ميكن ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬من خالل البنك الإ�سالمي للتنمية‪� ،‬أن‬ ‫ت�ساهم يف التنمية االقت�صادية جلنوب املنطقة”‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق باجلوانب الثقافية واالجتماعية‪ ،‬قال‪� ،‬إن املنظمة ميكن �أن تقدم‬ ‫منح ًا درا�سية ومعلمني وبرامج تدريب من بني �أ�شياء �أخرى‪.‬‬ ‫وقال امل�صري من هذه املالحظة نظرت احلكومة �إىل م�شكلة اجلانب الأمني‬ ‫فقط‪ ،‬يف املرة الأخرية‪ ،‬ولكن ذلك �شمل الأبعاد ال�سيا�سية والثقافية واالقت�صادية‬ ‫الآن‪.‬‬


‫جتدد �أعمال العنف �ضد امل�سلمني يف ميامنار‬

‫بعثة منظمة التعاون الإ�سالمي توقع اتفاقية لفتح مكتب يف ميامنار‬

‫يف والية راخني جتل�س الن�سوة من �أقلية الروهينغيا و�سط �أنقا�ض حطام القرية اخلاوية‬ ‫على عرو�شها والتي مت �إحراقها يف مركز قرى باوكتاو‪� ،‬سيتوي (�إي بي ايه)‬

‫ناي بيي تاو ـ ميامنار‪:‬‬ ‫جتددت موجة العنف �ضد امل�سلمني الروهينغيا يف والية راخني ‪ ‬مبيامنار‪ ،‬يف‬ ‫‪� 26‬أكتوبر ‪ 2012‬ولعدة �أيام‪ ،‬وخلفت �سقوط عدد كبري من امل�سلمني الروهينغيا‬ ‫الأبرياء‪ ،‬ومن بينهم �أطفال ون�ساء‪ ،‬والعديد من اجلرحى‪ ،‬و�إحراق نحو ‪3000‬‬ ‫بيت‪ ،‬و�إرغام املئات على الهروب من بيوتهم‪.‬‬ ‫وندد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫وب�شدة ب�أعمال العنف اجلديدة‪ .‬و�أو�ضح �إح�سان �أوغلى �أن �أعمال العنف الأخرية‬ ‫التي اندلعت يف وقت يحتفل فيه امل�سلمون بعيد الأ�ضحى املبارك عمل م�ستهجن‬ ‫ويعترب انتهاك ًا �صارخ ًا حلقوق الإن�سان‪ .‬وحث الأمني العام ال�سلطات يف جمهورية‬ ‫احتاد ميامنار على اتخاذ تدابري ملمو�سة من �أجل و�ضع حد للأعمال العدوانية التي‬ ‫ترتكب �ضد امل�سلمني يف والية راخني‪ ،‬وت�أمني �سالمة حياة �أبناء ‪ ‬املجتمع امل�سلم يف‬ ‫ميامنار ‪ ‬و�أمنهم وممتلكاتهم‪ ،‬وتقدمي مرتكبيها �إىل العدالة وانتهاج �سيا�سة االندماج‬ ‫وامل�صاحلة بني املجتمعني امل�سلم والبوذي‪ ،‬داعي ًا يف الوقت ذاته �إىل �ضرورة املعاجلة‬ ‫الفعلية للأ�سباب اجلوهرية للعنف‪ ،‬وذلك من خالل الق�ضاء على تف�شي التمييز �ضد‬ ‫جمتمع امل�سلمني الروهينغيا الذي يجب االعرتاف بحقوق �أبنائه يف املواطنة‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام جمدد ًا ا�ستعداد منظمة التعاون الإ�سالمي لتقدمي امل�ساعدة‬ ‫واخلدمات الإن�سانية ل�ضحايا العنف‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إح�سان �أوغلى‪ ،‬قد �أوفد بعثة رفيعة‬ ‫امل�ستوى‪ ،‬برئا�سة ال�سفري �أفق كوه�سني‪ ،‬املراقب الدائم للمنظمة لدى الأمم املتحدة‬ ‫بنيويورك‪� ،‬إىل ميامنار‪ ،‬وذلك على �أثر موجة العنف التي اندلعت �ضد جمتمع‬ ‫امل�سلمني الروهنغيا يف يونيو ‪ 2012‬واالطالع على حمنتهم التي طال �أمدها‪ .‬وقد‬ ‫�أوفد الأمني العام البعثة املذكورة تنفيذ ًا لتوجيهات القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية‬ ‫الرابعة التي ُعقدت يف مكة املكرمة يومي ‪ 14‬و‪� 15‬أغ�سط�س ‪.2012‬‬ ‫و�سعت البعثة من خالل مهمتها التي قامت بها من ‪� 5‬إىل ‪� 15‬سبتمرب‬ ‫‪2012‬م‪� ،‬إىل‪:‬‬ ‫‌�أ) ت�سجيل املالحظات الأولية بخ�صو�ص الأ�سباب احلقيقية الكامنة وراء‬ ‫امل�شكلة وت�أثري �أعمال العنف الذي وقع يف والية راخني؛‬ ‫‌ب) ا�ستك�شاف الظروف واجلوانب املختلفة للزيارة التي ُيرتَقب �أن يقوم بها‬ ‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إىل ميامنار؛‬ ‫ّ‬ ‫‌ج) �إجراء االت�صاالت الالزمة حول ال�سبل والو�سائل التي متكن منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي من تنفيذ عمليات للم�ساعدة الإن�سانية والإغاثة يف والية راخني؛‬ ‫وقد �أجرت البعثة ات�صاالت مكثفة مع �سلطات االحتاد ووالية راخني حول‬ ‫ال�سبل والو�سائل الكفيلة بتمكني كل من منظمة التعاون الإ�سالمي وحكومة ميامنار‬

‫من امل�شاركة والتعاون للت�شجيع على اتخاذ خطوات بناءة لإعادة الت�أهيل وامل�صاحلة‬ ‫فيما بني الطوائف‪.‬‬ ‫وا�ستقبل وفدَ املنظمة يف العا�صمة «ناي بيي تاو» الوزراء االحتاديون لل�ش�ؤون‬ ‫اخلارجية واحلدود والداخلية وال�ش�ؤون االجتماعية‪ ،‬والتقى يف �سيتوي جمدد ًا‬ ‫بالوزراء االحتاديني ل�ش�ؤون احلدود‪ ،‬بح�ضور رئي�س وزراء والية راخني‪ .‬وتطرقت‬ ‫بعثة املنظمة خالل هذا اللقاء ملوا�ضيع �شملت �ضمان �سيادة القانون وامل�صاحلة فيما‬ ‫بني الطوائف والتمتع بالرفاه الأ�سا�سي واحلقوق الإن�سانية الأ�سا�سية لكل اجلماعات‬ ‫واحرتام الـ ُهـويات والقيم الثقافية والعرقية والدينية يف والية راخني‪.‬‬ ‫وقد وقعت بعثة املنظمة يوم ‪� 11‬سبتمرب ‪ 2012‬يف «ناي بيي تاو» مذكرة تعاون‬ ‫مع وزارة �ش�ؤون احلدود لتنفيذ الربنامج الإن�ساين لفائدة كل املجتمعات التي تعي�ش‬ ‫داخل والية راخني‪ .‬ويف �إطار مذكرة التعاون هذه‪� ،‬سيكون للمنظمة ح�ضور يف جمال‬ ‫التن�سيق واملراقبة يف يانغون و�سيتوي مل�ساعدة االحتاد وال�سلطات املحلية لإجناز‬ ‫الن�شاطات الإن�سانية‪ .‬كما قدمت البعثة عر�ض ًا ل�سفراء الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪،‬‬ ‫والتقت بال�سيد فيجاي نامبيا‪ ،‬امل�ست�شار اخلا�ص للأمني العام للأمم املتحدة‬ ‫مليامنار‪ ،‬وكذا مبمثلني عن عدد من الهيئات الدولية احلكومية وغري احلكومية‪.‬‬ ‫وبعد تلك الزيارة ب�شهر‪ ،‬ترددت �أخبار عن تراجع حكومة ميامنار عن االتفاق‬ ‫الذي �أبرمته مع املنظمة لفتح مكتب للمنظمة لتقدمي امل�ساعدات الإن�سانية‪ ،‬ولكن‬ ‫املنظمة مل تتلقَّ حتى كتابة هذا التقرير �إخطار ًا ر�سمي ًا بذلك من حكومة ميامنار‪.‬‬ ‫م�سلمو الروهينغيا يثمنون جهود «التعاون الإ�سالمي»‬ ‫�أعرب م�سلمو الروهينغيا عن �شكرهم وتثمينهم للجهود التي قام بها الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬وحر�صه‬ ‫على �إيجاد حل مل�شكلة الأقلية امل�سلمة يف �آراكان يف ميامنار‪ ،‬منذ اندالع �أعمال‬ ‫العنف �ضدهم يف يونيو ‪.2012‬‬ ‫ويف ر�سالة بعث بها �إىل �أمني عام منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكد وقار الدين‪،‬‬ ‫مدير عام احتاد الروهينغيا‪ ،‬والذي ميثل جميع منظمات هذه الأقلية امل�سلمة يف‬ ‫العامل‪ ،‬امتنان الروهينغيا امل�سلمني للجهود التي قامت بها املنظمة على خمت ِلف‬ ‫امل�ستويات الدولية من �أجل الو�صول �إىل حل نهائي وجذري مل�شكلة م�سلمي ميامنار‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد الإن�ساين‪ ،‬متكنت املنظمة من خالل خطتها الإن�سانية‪ ،‬من جمع‬ ‫�أكرث من ‪ 25‬مليون دوالر ل�صالح النازحني والالجئني امل�سلمني الفارين من �أعمال‬ ‫العنف‪ ،‬وذلك خالل اجتماع عقدته املنظمات الإن�سانية الإ�سالمية حتت �إ�شراف‬ ‫(التعاون الإ�سالمي) يف العا�صمة القطرية الدوحة مطلع �شهر �أكتوبر ‪.2012‬‬

‫حفل توقيع وفد منظمة التعاون الإ�سالمي على اتفاق مع حكومة ميامنار لفتح مكتب لل�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫‪23‬‬


‫�ش�ؤون �إن�سانية‬

‫ميامنار توافق على دخول م�ساعدات منظمة التعاون الإ�سالمي �إىل �آراكان‬

‫رانغون ‪ -‬ميامنار‪:‬‬ ‫وافقت حكومة ميامنار على دخول م�ساعدات عاجلة من منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �إىل داخل �أرا�ضيها لتقدمي العون الالزم للنازحني من �أقلية الروهينغيا‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬بعد الأحداث التي جرت يف البالد على مدى الأ�شهر املا�ضية‪.‬‬ ‫وجاءت موافقة احلكومة يف ميامنار بعد لقاء جرى بني وفد منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ورئي�س ميامنار‪ ،‬فخامة ال�سيد ثني �شني‪ ،‬يف العا�صمة رانغون‪ ،‬يف ‪10‬‬

‫�أغ�سط�س ‪ ،2012‬مت خالله ا�ستعرا�ض الأحداث التي �شهدتها البالد‪ ،‬و�سبل تقدمي‬ ‫العون للمت�ضررين منها‪.‬‬ ‫وكان الرئي�س ثني �شني قد ا�ستقبل وفد املنظمات الإن�سانية التابعة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والذي تر�أ�سه‪ ،‬معايل ال�سيد يو�سف كاال‪ ،‬نائب رئي�س جمهورية‬ ‫�إندوني�سيا ال�سابق‪ ،‬والرئي�س احلايل لل�صليب الأحمر الإندوني�سي‪ ،‬وال�سفري عطاء‬ ‫املنان بخيت‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل رئي�س الهالل‬ ‫الأحمر القطري‪ ،‬والهيئة اخلريية العاملية يف الكويت‪.‬‬ ‫و�أطلع الوفد الرئي�س امليامناري على اهتمام العامل الإ�سالمي بتطورات‬ ‫الأو�ضاع الإن�سانية امل�ؤ�سفة واجلارية حاليا يف والية �آراكان يف ميامنار‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إىل ا�ستعداد املنظمات الإن�سانية الإ�سالمية لتقدمي العون العاجل �إىل والية �آراكان‪،‬‬ ‫وذلك من دون متييز‪.‬‬ ‫كما حتدث الوفد عن اجلهود التي قام بها‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬والتي كانت تهدف وال تزال �إىل‬ ‫م�ساعدة املت�ضررين من �أبناء �أقلية الروهينغيا‪ ،‬ومد يد العون �إليهم‪.‬‬ ‫ورحب الرئي�س امليامناري من جهته بوفد املنظمة‪ ،‬و�شدد على �أنه ال ي�سمح لهذه‬ ‫الأحداث �أن تعيق االنفتاح الدميقراطي اجلاري الآن يف البالد‪.‬‬

‫�صنعاء – اليمن‪:‬‬ ‫وقع اليمن ومنظمة التعاون الإ�سالمي يوم ‪� 28‬أغ�سط�س ‪ 2012‬على‬ ‫اتفاقية لفتح مكتب للمنظمة يف �صنعاء يف �إطار تعزيز وتطوير التعاون القائم بني‬ ‫اجلانبني‪.‬‬ ‫ووقع االتفاقي َة من اجلانب اليمني نائب وزير التخطيط والتعاون الدويل‬ ‫اليمني الدكتور مطهر العبا�سي وعن منظمة التعاون الإ�سالمي م�ست�شار الأمني العام‬ ‫للمنظمة لل�ش�ؤون الإن�سانية ف�ؤاد علي املزنعي‪.‬‬ ‫وتن�ص االتفاقية على �أن ت�ضطلع منظمة التعاون الإ�سالمي مبتابعة وتن�سيق‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية والتنموية لليمن‪� ،‬إ�ضافة �إىل ح�شد املوارد الالزمة لتمويل‬ ‫الربامج التنموية والإن�سانية‪.‬‬ ‫كما �أطلق الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوف�سور �أكمل الدين‬

‫�إح�سان �أوغلي‪ ،‬حملة «�أمل مل�ساعدة ال�شعب اليمني» عرب عدة قنوات ف�ضائية عربية‬ ‫ودولية‪.‬‬ ‫ووجه الأمني العام ندا ًء للأمة الإ�سالمية لتقدمي يد العون وامل�ساعدة لإخوانهم‬ ‫اليمنيني الذين يعانون نق�ص الأمن الغذائي‪ ،‬والذين يربو عددهم على ‪ 10‬ماليني‬ ‫ن�سمة ت�ضرروا نتيجة الأزمة ال�سيا�سية واحلروب الداخلية‪.‬‬ ‫وتهدف احلملة �إىل جمع ‪ 210‬ماليني دوالر ب�شكل عاجل للتخفيف من �أعباء‬ ‫النق�ص يف الأمن الغذائي‪ ،‬وت�شمل �ستة �أهداف هي‪ :‬الغذاء العاجل‪ ،‬واخلدمات‬ ‫ال�صحية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وتوفري املياه‪ ،‬والإيواء للنازحني‪ ،‬و�إعادة ت�أهيل املجتمع‪.‬‬ ‫وقد قامت املنظمة مب�سح ميداين وحددت ‪ 11‬حمافظة مينية ت�شملها احلملة‬ ‫بالتن�سيق مع املنظمات الأهلية واملدنية ومع وزارة التخطيط والتعاون الدويل‬ ‫باليمن‪.‬‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي تفتتح مكتب ًا متثيلي ًا يف اليمن لتن�سيق احلاجات الإن�سانية‬ ‫و�إح�سان �أوغلى يطلق حملة �أمل مل�ساعدة ال�شعب اليمني‬

‫طرح فكرة �إن�شاء �صندوق للطوارئ جمدد ًا‪� :‬إح�سان �أوغلى يدعو الدول واملنظمات الإن�سانية �إىل م�ساعدة‬ ‫�ضحايا الفي�ضان يف ال�سودان ونيجرييا والنيجر وال�سنغال‬ ‫ ‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫دعا الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬الدول الأع�ضاء واملنظمات الإن�سانية �إىل تقدمي امل�ساعدات العاجلة‬ ‫جلمهورية ال�سودان �إثر الفي�ضانات وال�سيول العارمة التي اجتاحت ال�سودان عامة‬ ‫ووالية «�سنار» على وجه اخل�صو�ص يف �شهر �سبتمرب ‪.2012‬‬ ‫ُي�شار �إىل �أن الفي�ضانات قد دمرت �آالف املنازل و�أحدثت �أ�ضرار ًا وا�سعة بالبيئة‬ ‫والبنية الأ�سا�سية‪ ،‬و�أ�صبح �آالف ال�سكان من دون م�أوى‪ ،‬ويحتاجون �إىل امل�ساعدات‬ ‫العاجلة‪.‬‬ ‫كما �أعرب الأمني العام عن �صادق تعاطفه مع جمهورية نيجرييا االحتادية‬ ‫على �أثر الفي�ضانات العارمة التي غمرت �أرجاء من البالد‪ ،‬خملفة املئات من القتلى‬ ‫وت�سببت يف نزوح مئات الآالف من النا�س وعن �إحلاق دمار هائل باملمتلكات‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫وقد �أعرب �إح�سان �أوغلى عن موا�ساته لل�ضحايا وحلكومة نيجرييا و�شعبها على‬ ‫�أثر هذه الكارثة‪ ،‬منا�شد ًا يف الوقت ذاته الدول الأع�ضاء الت�ضامن مع هذا البلد‪،‬‬ ‫وحثها على تقدمي امل�ساعدات العاجلة للمت�ضررين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويف الوقت نف�سه‪ ،‬وجه الأمني العام ندا ًء عاجال من �أجل النيجر وال�سنغال على‬ ‫�إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت يف هذين البلدين خالل �شهر �أغ�سط�س ‪2012‬‬ ‫م�سبب ًة خ�سائر مادية وب�شرية كبرية‪.‬‬ ‫ونظر ًا لتكرر وقوع الكوارث الطبيعية يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬جدد‬ ‫�إح�سان �أوغلى الفكرة التي قدمها ب�إن�شاء �صندوق للطوارئ يف �إطار الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة‪ ،‬يف �أ�سرع فر�صة ممكنة‪ ،‬من �أجل مواجهة خمت ِلف الأزمات الإن�سانية‬ ‫التي جتابه الأمة الإ�سالمية بقدر �أكرب من الفاعلية من خالل التعامل املالئم مع‬ ‫احتياجات ال�شعوب التي تتعر�ض للخطر وتواجه احتياجات يلزم الوفاء بها‪.‬‬


‫بعثة م�شرتكة بني منظمة التعاون الإ�سالمي ومكتب تن�سيق‬ ‫ال�ش�ؤون الإن�سانية التابع للأمم املتحدة �إىل منطقة ال�ساحل‬ ‫واغادوغو ـ بوركينافا�سو‪:‬‬ ‫اختتمت بعثة م�شرتكة بني منظمة التعاون الإ�سالمي ومكتب الأمم املتحدة‬ ‫لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية �إىل منطقة ال�ساحل بغرب �إفريقيا �أعمالها يوم ‪21‬‬ ‫�أكتوبر ‪ 2012‬يف واغادوغو بعد زيارتها‪ ،‬على التوايل‪� ،‬إىل كل من النيجر ومايل‬ ‫وبوركينافا�سو‪.‬‬ ‫و�ضمت البعثة كذلك م�شاركني من �أذربيجان وبروناي دار ال�سالم والكويت‬ ‫وقطر والإمارات العربية املتحدة وتركيا وكذا ممثلني عن االحتاد الأفريقي واجلماعة‬ ‫االقت�صادية لدول غرب �أفريقيا والبنك الإ�سالمي للتنمية وجمعيات الهالل الأحمر‬ ‫وجمعية العون املبا�شر والهيئة اخلريية الإ�سالمية العاملية‪.‬‬ ‫وقد �سعت البعثة �إىل جمع املعلومات من م�صادرها املبا�شرة ومعاينة الت�أثريات‬ ‫الناجمة عن الأزمة الإن�سانية يف النيجر ومايل وبوركينافا�سو‪ ،‬وكذا �إىل ا�ستك�شاف‬ ‫املزيد من ال�سبل والو�سائل املثلى لتعزيز التعاون بني منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫والأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية والهيئات غري احلكومية ملعاجلة االحتياجات‬ ‫التي حتددها كل حكومة من احلكومات يف هذه البلدان‪.‬‬ ‫وقد التقت البعثة مب�س�ؤولني رفيعي امل�ستوى‪ ،‬من �ضمنهم وزراء و�سلطات حملية‬

‫وهيئات من املجتمع املدين وممثلون عن جهات مانحة وعن الأمم املتحدة‪ ،‬وقدمت‬ ‫لها عرو�ض م�ستفي�ضة حول االن�شغاالت الإن�سانية الراهنة يف هذه البلدان الثالثة‪.‬‬ ‫كما قامت البعثة بزيارات ميدانية �إىل العديد من امل�شاريع‪ ،‬حيث التقت بالنا�س‬ ‫الذين م�سهم ال�ضر جراء انعدام الأمن الغذائي و�سوء التغذية والنزوح والفي�ضانات‪.‬‬ ‫واطلعت على برامج ملمو�سة تنكب ال�سلطات املحلية وعمال الإغاثة الإن�سانية على‬ ‫تنفيذها من �أجل التخفيف من معاناة الأ�شخا�ص املت�ضررين‪ .‬وقد ت�سنى لها‬ ‫من خالل ذلك �أن تطلع عن كثب‪ ،‬وب�صورة �أو�ضح‪ ،‬على االحتياجات احلقيقية‬ ‫والتحديات التي يواجهها النا�س يف كل من النيجر ومايل وبوركينافا�سو‪.‬‬ ‫وقامت البعثة يف بوركينافا�سو بزيارة �إىل خميم «منتاو لالجئني»‪ ،‬حيث عاينت‬ ‫مدى �آثار الو�ضع املرتدي يف مايل على الالجئني والدعم الذي توفره الأطراف‬ ‫الفاعلة يف املجال الإن�ساين مل�ساندة احلكومة‪.‬‬ ‫وقد �أكدت نتائج البعثة مدى احلاجة �إىل اعتماد نهج يعزز قدرة ال�سكان على‬ ‫االنتعا�ش لتذليل ال�صدمات املتكررة‪ ،‬وكذا احلاجة �إىل ت�أمني �صالت �أوثق بني �إعداد‬ ‫الربامج الإن�سانية ومبادرات الإنعا�ش املبكر وجهود التنمية امل�ستدامة‪.‬‬

‫توقيع اتفاقيتني هامتني حول م�شاريع تنموية بني‬ ‫جمهورية النيجر ومنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫نيامي ‪ -‬النيجر‬ ‫قام وفد من منظمة التعاون الإ�سالمي يرت�أ�سه الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية ال�سفري عطا املنان بخيت بزيارة �إىل النيجر امتدت من ‪� 11‬إىل ‪16‬‬ ‫يونيو ‪2012‬م‪.‬‬ ‫وتندرج هذه الزيارة يف �إطار تتبع وتنفيذ تو�صيات م�ؤمتر الدوحة حول االكتفاء‬ ‫الذاتي الغذائي يف النيجر‪ ،‬املنعقد يف قطر يف يونيو ‪2007‬م‪ ،‬بهدف اتخاذ‬ ‫الإجراءات العملية لتلبية رغبات ال�سكان املحتاجني يف جماالت الزراعة واملاء‬ ‫واملحافظة على البيئة‪.‬‬ ‫وخالل �إقامته يف النيجر‪ ،‬قام وفد املنظمة بزيارة م�شروعني للتنمية مت‬ ‫متويلهما يف تيالري كاندات�شي وكانكانورا ويتعلقان على التوايل بالزراعة واملحافظة‬ ‫على البيئة وذلك بتكلفة وقدرها ‪ 244.305‬دوالر �أمريكي‪ .‬وينبغي التذكري‪ ،‬يف‬ ‫هذا ال�صدد‪ ،‬ب�أن هذين امل�شروعني الذين مت متويلهما منذ �شهر يونيو ‪2010‬م‬ ‫عرفا ت�أخري ًا يف الإجناز ب�سبب بع�ض االختالالت اخلارجة عن �إرادة املنظمة‪.‬‬ ‫كما جتدر الإ�شارة �إىل �أن وفد املنظمة زار مواقع �أخرى يرتقب �أن حتت�ضن‬ ‫م�شاريع مقبلة تتعلق بالزراعة وتربية ال�سمك واملاء‪ ،‬و�سيتم �إجنازها يف �إطار برنامج‬

‫‪ ،2013/2012‬وبخا�صة يف كانت�سي و�ساكاوكوروبي وديانوي ودياجريي وكونكو‬ ‫جورو وكارا وكي�سي�سنج وجيليلي وغريها‪.‬‬ ‫وينبغي التذكري �أي�ض ًا ب�أن املنظمة قامت يف �شهر مايو ‪ ،2010‬وبالتعاون‬ ‫مع ‪ OPVN‬بالتوزيع العاجل لـ‪ 2000‬طن من الذرة البي�ضاء على ال�سكان‬ ‫املحتاجني يف كل من تيالبريي ودو�سو وتاهوا و�أكاديز وزندر بواقع ‪ 400‬طن لكل‬ ‫قرية معنية‪ ،‬وذلك بتكلفة �إجمالية قدرها ‪ 983.803‬دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫واعتبار ًا ملا �سبق‪ ،‬قام الأمني العام للمنظمة �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫ب�إر�سال وفد عن املنظمة �إىل نيامي للتوقيع يوم ‪ 15‬يونيو ‪ 2012‬على اتفاقيتني‬ ‫ُنجز يف مناطق نيامي وتبالريي ودو�سو ومراوي‬ ‫بخ�صو�ص ‪ 46‬م�شروع ًا جديد ًا ت َ‬ ‫مببلغ ‪ 2.700.848‬دوالر �أمريكي‪ .‬وبهذه املنا�سبة‪ ،‬انتظم حفل ر�سمي يف وزارة‬ ‫ال�ش�ؤون اخلارجية بح�ضور رئي�س الدبلوما�سية النيجريية معايل ال�سيد وزير الدولة‬ ‫بازوم حممد‪.‬‬ ‫وقبل ذلك‪ ،‬التقى �أع�ضاء وفد املنظمة يف نف�س اليوم مبعايل الوزير الأول‬ ‫جلمهورية النيجر ال�سيد بريجي رافيني‪ ،‬وقدموا له عر�ض ًا حول الأهداف املر�سومة‬ ‫للمهمة وكذا الو�سائل املالية التي �سيتم توفريها من �أجل حتقيق طموحات ال�سكان‬ ‫النيجرييني يف التنمية‪.‬‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يدعو �إىل تقدمي‬ ‫امل�ساعدة العاجلة ل�سرياليون جراء تف�شي داء الكولريا‬

‫​و�أعرب �إح�سان �أوغلى عن خ�شيته من �أن ي�صيب هذا الداء‪ ،‬املمكن الوقاية‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫دعا الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬وال�شفاء منه‪ ،‬املزيد من الأ�شخا�ص ما مل يتم توفري املاء ال�صالح لل�شرب وال�صرف‬ ‫الدول الأع�ضاء واملجتمع الدويل برمته �إىل تقدمي امل�ساعدة الإن�سانية العاجلة �إىل ال�صحي الالزم والرعاية الطبية ال�سريعة والفعالة له�ؤالء النا�س‪ .‬كما �أ�شار �إىل �أنه‬ ‫�سرياليون‪ ،‬وذلك يف �أعقاب تف�شي �إحدى �أ�سو�أ حاالت داء الكولريا التي تعر�ض لها قد مت ت�سجيل ‪ 224‬حالة وفاة‪ ،‬و�أن املزيد من الأرواح تظل عر�ضة للخطر يف مو�سم‬ ‫تهاطل الأمطار الغزيرة خالل �شهري �سبتمرب و�أكتوبر ‪.2012‬‬ ‫هذا البلد و�أ�صابت نحو ‪� 12‬ألف �شخ�ص‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫�أخبار املنظمة‬

‫منظمة التعاون الإ�سالمي ت�شارك يف ور�شة عمل الأمم املتحدة‬ ‫ب�ش�أن مكافحة الإرهاب يف جنوب �شرق �أوروبا‬

‫ا�سطنبول – تركيا‬ ‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف �إطار تعاونها املتوا�صل مع الأمم املتحدة‬ ‫يف جمال مكافحة الإرهاب والق�ضاء على التطرف والتحري�ض على العنف‪ ،‬يف ور�شة‬ ‫عمل ُعقدت يومي ‪ 1‬و‪� 2‬أكتوبر ‪ 2012‬يف �إ�سطنبول‪ ،‬اجلمهورية الرتكية‪ ،‬حول‬ ‫«مكافحة التطرف العنيف يف منطقة جنوب �شرق �أوروبا»‪ ،‬وذلك مب�شاركة ممثلني‬ ‫عن وكاالت �إنفاذ القانون‪ ،‬والدول املراقبة وال�شريكة‪ ،‬واملنظمات والأجهزة الدولية‬ ‫والإقليمية و�شبه الإقليمية‪ .‬وقد َن ّظمت ور�شة العمل هذه املديرية التنفيذية ملكافحة‬ ‫الإرهاب التابعة للأمم املتحدة بالتعاون مع كل من مركز جنوب �شرق �أوروبا لإنفاذ‬ ‫القانون (‪ )SELEC‬واملجل�س الإقليمي للتعاون (‪.)RCC‬‬ ‫وقد متحورت املناق�شات خالل ور�شة العمل حول �ضرورة رفع م�ستوى الوعي‬

‫يف �أو�ساط خمتلف الأطراف املعنية بظاهرتي الإرهاب والتطرف‪ ،‬وكذا املجتمعات‬ ‫املحلية يف منطقة جنوب �شرق �أوروبا‪ ،‬ب�أن الإرهاب ال دين وال عقيدة وال �أيديولوجية‬ ‫له‪ .‬كما �أكد امل�شاركون يف ور�شة العمل على �ضرورة انتهاج مقارب ٍة جمتمعي ٍة �شمولي ٍة‬ ‫وعدم االقت�صار على مقارب ٍة ت�ستند فقط �إىل �إنفاذ القانون‪ ،‬باعتبار �أن مثل هذه‬ ‫املقاربة ت�شكل �شرطا ل�ضمان فعالية اجلهود الرامية �إىل اجتثاث نزعة التطرف‬ ‫ومكافحة الإرهاب‪.‬‬ ‫كما �سلط امل�شاركون يف ور�شة العمل ال�ضوء على احلاجة �إىل تعزيز التعاون‬ ‫الدويل والإقليمي يف �إطار مكافحة الإرهاب والتحري�ض على التطرف العنيف‪،‬‬ ‫ف�ضال عن تعزيز دور م�ؤ�س�سات املجتمع املدين يف تر�سيخ مبادئ الت�سامح واحلوار‬ ‫والتكامل االجتماعي‪.‬‬

‫الدورة الثانية مل�ؤمتر جمل�س �أوروبا للوزراء املعنيني بالتما�سك االجتماعي‬

‫�إح�سان �أوغلى‪ :‬ن�ؤيد حرمة حرية التعبري ونرف�ض �إ�ساءة ا�ستخدامها‬

‫ا�سطنبول ـ تركيا‬ ‫قال �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إن‬ ‫املنظمة طاملا �أيدت حرمة حرية التعبري‪� ،‬إ ّال �أنه �أكد يف الوقت نف�سه �أنها ظلت دائم ًا‬ ‫تدعو �إىل احليلولة دون �إ�ساءة ا�ستخدامها من قبل املتطرفني‪ ،‬واجلماعات التي‬ ‫تهدف يف عملها �إىل التحري�ض على الكراهية وعدم الت�سامح وت�أجيج العنف‪.‬‬ ‫و�أعرب �إح�سان �أوغلى عن تقديره ملا قاله �أمني عام جمل�س �أوروبا‪ ،‬ثوربجورن‬ ‫جاغالند‪ ،‬يف �سبتمرب ‪ 2012‬عندما �أدان ب�شدة بالفيلم امل�سيء‪ .‬وقال الأمني العام‬ ‫لـ “التعاون الإ�سالمي”‪ .‬ويف كلمته �أمام الدورة الثانية مل�ؤمتر جمل�س �أوروبا للوزراء‬ ‫املعنيني بالتما�سك االجتماعي‪ ،‬يف ا�سطنبول‪ ،‬يوم ‪� 11‬أكتوبر ‪� ،2012‬إنه اعترب‬ ‫ت�صريحات جاغالند بـ ّنـاءة و�إيجابية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا تلك التي �أ�شارت �إىل �أنه “يجب‬ ‫�أ ّال تكون حرية التعبري مطلقة‪ ،‬بل يجب �أن تمُ ا َر�س مب�س�ؤولية”‪.‬‬ ‫يف غ�ضون ذلك‪� ،‬شدد �إح�سان �أوغلى على �أن التما�سك االجتماعي قد �أ�صبح‬ ‫�أكرث �أهمية يف ظل الرتكيز على ق�ضايا حقوق الإن�سان‪ ،‬والدميقراطية‪ ،‬والتنمية‬ ‫االجتماعية واالقت�صادية‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن تلك الق�ضايا تُـ َعـد حيوية و�ضرورية لت�شجيع‬

‫احلكومات واملنظمات الدولية‪ ،‬ف�ض ًال عن الأفراد‪ ،‬على ال�سعي من �أجل الت�شارك يف‬ ‫املعلومات واحلوار‪ ،‬مع مراعاة الو�صول �إىل نتائج ت�صب يف م�صلحة الب�شرية‪.‬‬ ‫و�شدد �إح�سان �أوغلى كذلك على �أن “التعاون الإ�سالمي” حر�صت منذ‬ ‫برنامج العمل الع�شري الذي �أقرته يف قمة مكة ‪ ،2005‬على ج�سر العالقة بني‬ ‫حقوق الإن�سان وبناء القدرات يف جماالت التنمية االجتماعية واالقت�صادية‪ .‬وقال‬ ‫�إن املنظمة يف اقتدائها ببنود ميثاقها �سارعت �إىل �إن�شاء الهيئة الدائمة وامل�ستقلة‬ ‫حلقوق الإن�سان التابعة لها‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام لـ “التعاون الإ�سالمي” على ا�ستقاللية الهيئة‪ ،‬وابتعادها عن‬ ‫�أي م�ؤثرات خارجية‪ ،‬لتحافظ على املقرتحات اخلم�سة التي طرحها‪ ،‬والتي تتمثل يف‬ ‫(التكامل‪ ،‬وامل�صداقية‪ ،‬والنهج التدريجي‪ ،‬واتباع الأولويات‪ ،‬وا�ستقراء الذات)‪.‬‬ ‫ويف ختام كلمته‪� ،‬أو�ضح �إح�سان �أوغلى �أهمية جوانب التعاون الفني بني الهيئة‬ ‫وجمل�س �أوروبا‪ ،‬م�شدد ًا يف الوقت نف�سه على �أن التعاون امل�ستقبلي بني اجلانبني‬ ‫�سوف يعود بالنفع لتعزيز ون�شر حقوق الإن�سان على امل�ستوى العاملي‬

‫جدة – اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫قال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى �إن‬ ‫الواقع اجلديد الذي تعي�شه املنظمة جتلى يف تعاظم ثقة الدول الأع�ضاء وغريهم‬ ‫بجدوى و�أهمية ما تقوم به‪ ،‬حيث انعك�س ذلك على االلتزام مب�ساهمات الدول‬ ‫الأع�ضاء الإلزامية بكيفية تدعو لالرتياح‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الأمني العام خماطب ًا اجتماع الدورة احلادية والأربعني للجنة املالية‬ ‫الدائمة الذي ينعقد يف جدة خالل الفرتة ‪ 16‬ـ ‪ 18‬دي�سمرب ‪� ،2012‬أن عدد الدول‬ ‫الأع�ضاء التي مل ت�سدد قط م�ساهماتها تراجع من ‪ 21‬دولة ع�ضو عام ‪� 2005‬إىل‬ ‫خم�س دول فقط يف عام ‪2012‬م‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن املنظمة تدخل الآن جماالت جديدة فتحتها قمة مكة اال�ستثنائية‬ ‫الثالثة‪ ،‬مببادرة كرمية من خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬م�شريا �إىل �أن هذا االنفتاح‬ ‫يتطلب جهودا ا�ستثنائية غري م�سبوقة‪ ،‬لبناء هذا الكيان الإ�سالمي الكبري‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل �ضرورة تو�سع تواجد املنظمة يف عوا�صم بع�ض الدول الفاعلة‪ ،‬وم�شاركتنا يف‬ ‫�أعداد متزايدة من امل�ؤمترات واملنظمات الدولية‪.‬‬

‫وا�ستطرد �إح�سان �أوغلى قائال‪� :‬إن ا�ستعرا�ض �أداء منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف ال�سنوات الثماين املا�ضية يو�ضح ال�شوط الطويل ملا حتقق من منجزات‪� ،‬إذ مت‬ ‫توظيف عدد من الكفاءات العليا من حملة الدكتوراه واملاج�ستري ومن �أ�صحاب‬ ‫املهارات والتخ�ص�صات لدعم جهود العاملني يف الأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬وللقيام‬ ‫ب�أعباء الربامج وامل�شاريع التي ا�ستحدثت‪ ،‬وارتفع عدد املوظفني من ‪ 167‬يف عام‬ ‫‪� 2004‬إىل ‪ 202‬موظف يف عام ‪.2012‬‬

‫تعاظم الثقة يف املنظمة يقل�ص عدد الدول غري امللتزمة بال�سداد‬

‫‪26‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬


‫اجتماع كبار املوظفني التح�ضريي للدورة التا�سعة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية‪:‬‬

‫ات�صاالت دولية ملتابعة تنفيذ خطة م�شاريع تنموية يف القد�س‬

‫جدة – اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى �أنه مت‬ ‫االتفاق مع الرئي�س الفل�سطيني حممود عبا�س على متابعة تنفيذ اخلطة القطاعية‬ ‫اخلا�صة بالتنمية يف مدينة القد�س التي مت اعتمادها يف القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية‬ ‫الرابعة التي عقدت يف مكة املكرمة يف رم�ضان املا�ضي‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن املنظمة‬ ‫�شرعت بالفعل كذلك يف االت�صال مع عدد من الدول لدعم امل�شاريع املت�ضمنة يف‬ ‫اخلطة‪ .‬و�أو�ضح �أن جمل�س وزراء اخلارجية القادم يف جيبوتي‪� ،‬سيدر�س تطورات‬ ‫الأو�ضاع يف فل�سطني ال �سيما ظاهرة ت�صاعد االعتداءات الإ�سرائيلية على امل�سجد‬ ‫الأق�صى املبارك املتمثلة باالقتحامات ومنع امل�صلني من الو�صول �إليه‪ ،‬و�إجراء‬ ‫حفريات خطرية حتته ومن حوله مما جعل هذا امل�سجد املبارك عر�ضة للخراب‬ ‫واالنهيار‪ ،‬ف�ض ًال عن تزايد االعتداءات على املقد�سات الإ�سالمية وامل�سيحية يف‬ ‫�أنحاء فل�سطني كلها‪.‬‬ ‫وعرب الأمني العام يف كلمته �أمام اجتماع كبار املوظفني التح�ضريي للدورة‬ ‫التا�سعة والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية املنعقد يف مقر الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف جدة خالل الفرتة ‪� 11 – 9‬سبتمرب ‪ ،2012‬عن قلقه العميق‬ ‫نتيجة توا�صل تدهور الأو�ضاع الأمنية والإن�سانية يف �سوريا‪ ،‬وتفاقم �أعمال العنف‬ ‫املفرط‪ ،‬م�شري ًا �إىل �إجراء ات�صاالت عديدة مع القادة ال�سوريني منذ بداية الأزمة‪،‬‬ ‫ودعوة احلكومة ال�سورية يف منا�سبات عديدة �إىل التوقف فور ًا عن ا�ستخدام القوة‬ ‫املفرطة �ضد املواطنني ال�سوريني‪ ،‬و�إىل اال�ستجابة لتطلعاتهم ومطالبهم امل�شروعة‬ ‫يف امل�شاركة ال�سيا�سية واحلكم الر�شيد‪ .‬وقال �إن املنظمة رحبت بقرار اجلمعية‬ ‫العامة للأمم املتحدة ب�ش�أن الو�ضع يف �سوريا ال�صادر بتاريخ ‪� 3‬أغ�سط�س ‪2012‬‬ ‫الذي �أدان ا�ستمرار االنتهاكات املنهجية الوا�سعة النطاق حلقوق الإن�سان وللحريات‬ ‫الأ�سا�سية‪ ،‬م�ؤكدا يف الوقت ذاته دعمه ملبعوث اجلامعة العربية والأمم املتحدة‬ ‫ال�سيد الأخ�ضر الإبراهيمي الذي نرجو له النجاح يف مهامه ال�صعبة‪.‬‬ ‫وبالن�سبة للو�ضع يف ميامنار‪ ،‬قال �إح�سان �أوغلى‪ :‬قمنا ب�إجراءات حا�سمة حل�شد‬ ‫اجلهود الدولية لوقف الأعمال الال�إن�سانية �ضد م�سلمي الروهينغيا‪ ،‬بالتوا�صل مع‬ ‫املنظمات الدولية والإقليمية وحكومة ميامنار نف�سها‪ ،‬وتنفيذ ًا لقرارات القمة‬ ‫اال�ستثنائية الرابعة‪ ،‬بعثت املنظمة وفد ًا ر�سمي ًا لتق�صي احلقائق يف ميامنار من ‪5‬‬

‫�إىل ‪� 16‬سبتمرب ‪� ،2012‬إ�ضافة �إىل زيارة مرتقبة للأمني العام �إىل ميامنار يف‬ ‫نهاية �شهر �أكتوبر للوقوف على احلالة هناك‪ ،‬وبات من املتوقع �إن�شاء مكتب لل�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية تابع للمنظمة يف العا�صمة رانغون‪.‬‬ ‫ويف ما يخ�ص العراق‪ ،‬بني الأمني العام �أنه اتفق مع رئي�س الوزراء العراقي‬ ‫على تطوير العالقة بني املنظمة والعراق‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن االت�صاالت ال تزال جارية‬ ‫بني املنظمة والعراق للإعداد والتح�ضري لعقد م�ؤمتر يف بغداد خالل هذا العام‬ ‫لتفعيل وثيقة مكة املكرمة‪ ،‬داعي ًا �إىل تعزيز العالقات يف ما بني الطوائف الإ�سالمية‬ ‫املختلفة يف العراق‪ ،‬واحليلولة دون حدوث ما من �ش�أنه �إذكاء نار الفتنة الطائفية‬ ‫التي ت�ستهدف وحدة امل�سلمني‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �إح�سان �أوغلى �أن الو�ضع يف مايل ومنطقة ال�ساحل ي�شكل م�صدر ًا‬ ‫رئي�سي ًا للقلق بالن�سبة للمنظمة ب�سبب الآثار املرتتبة على زعزعة ال�سالم واال�ستقرار‬ ‫تكليف �صاد ٍر عن القمة اال�ستثنائية‬ ‫يف املنطقة ب�أكملها‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أنه بناء على ٍ‬ ‫الرابعة‪� ،‬سيتم خالل الأيام القادمة تعيني مبعوث خا�ص �إىل املنطقة من �أجل‬ ‫امل�ساهمة يف �صياغة حل �سلمي للنـزاع‪ .‬وحث جميع الدول الأع�ضاء على بذل كل‬ ‫م�ساعدة ممكنة من �أجل تخفيف حدة الأزمة الإن�سانية يف مايل ومنطقة ال�ساحل‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬أكد الأمني العام �أن �أعمال الدورة التا�سعة للم�ؤمتر‬ ‫ ‬ ‫الإ�سالمي لوزراء الإعالم املنعقدة يف العا�صمة الغابونية ليربوفيل يومي ‪ 19‬و‪20‬‬ ‫�إبريل ‪ 2012‬قد تكللت بالنجاح‪ ،‬وحث على دعم القرار اخلا�ص بفتح مكاتب‬ ‫للمنظمة يف بع�ض عوا�صم الدول الأع�ضاء لزيادة ارتباط الأمانة العامة مع مناطق‬ ‫العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام قد ا�ستهل كلمته برفع �أ�سمى عبارات ال�شكر واالمتنان ملقام‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد اهلل بن عبد العزيز ملبادرته ال�سامية لعقد‬ ‫القمة اال�ستثنائية الرابعة التي ُعقدت قبل ب�ضعة �أ�سابيع يف مكة املكرمة‪ ،‬والتي‬ ‫�أبرزت مفهوم الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬وعملت على ت�أ�صيل العمل الإ�سالمي الت�ضامني‬ ‫امل�شرتك‪ ،‬وجعله عم ًال م�ؤ�س�سي ًا فاع ًال‪.‬‬ ‫ُي�شار �إىل �أن جمهورية كازاخ�ستان �سلمت يف بداية االجتماع رئا�سة دورة جمل�س‬ ‫وزراء خارجية التعاون الإ�سالمي جلمهورية جيبوتي‪ ،‬حيث �سينعقد االجتماع املقبل‬ ‫هناك يف منت�صف نوفمرب ‪.2012‬‬ ‫‪27‬‬


‫اخبار املنظمة‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ي�ؤدي زيارة ر�سمية لـ ُعـمـان‬

‫الأمني العام يلتقي ال�سلطان قابو�س‬

‫م�سقط ‪ُ -‬عمان‬ ‫�أدى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬زيارة‬ ‫ل�سلطنة ُعمان التقى خاللها الوزير امل�س�ؤول عن ال�ش�ؤون اخلارجية‪ ،‬ال�سيد يو�سف‬ ‫بن علوي بن عبد اهلل‪ ،‬يوم ‪� 4‬سبتمرب ‪ .2012‬وا�ستعر�ض اللقاء العالقات الثنائية‬ ‫بني ال�سلطنة واملنظمة و�سبل تطويرها يف خمت ِلف املجاالت وما يت�صل بتبادل وجهات‬ ‫النظر حول الق�ضايا الدولية والإقليمية ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫ح�ضر اللقا َء �أحمد بن يو�سف احلارثي وكيل وزارة اخلارجية لل�ش�ؤون‬ ‫الدبلوما�سية و�سعادة ال�سفري الدكتور علي بن �أحمد العي�سائي رئي�س دائرة مكتب‬ ‫الوزير و�سعادة ال�سفري �سامل بن حممد الريامي رئي�س دائرة املنظمات الدولية وعدد‬ ‫من امل�س�ؤولني بالوزارة‪� ،‬إ�ضافة �إىل الوفد املرافق للأمني العام‪.‬‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يلتقي وزير اخلارجية الفرن�سي‬ ‫باري�س ‪ -‬فرن�سا‬ ‫قام الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪،‬‬ ‫بزيارة ر�سمية �إىل فرن�سا من ‪� 2‬إىل ‪� 5‬أكتوبر‬ ‫‪2012‬م‪ ،‬تلبية لدعوة من وزير اخلارجية‬ ‫الفرن�سي‪ ،‬لوران فابيو�س‪.‬‬ ‫و�شدد وزير اخلارجية الفرن�سي خالل‬ ‫هذا اللقاء‪ ،‬الذي مت يف مقر وزارة اخلارجية‬ ‫الفرن�سية يوم ‪� 2‬أكتوبر‪ ،‬على التزام احلكومة‬ ‫الفرن�سية ب�إجراء حوار �سيا�سي وثيق و�إقامة‬ ‫تعاون عملي مع منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫م�شريا �إىل قراره القا�ضي بتعيني مبعوث خا�ص لدى املنظمة يف ال�صيف املا�ضي‪.‬‬ ‫كما �أكد جمددا على دعوة الرئي�س هوالند للأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لزيارة باري�س خالل الأ�شهر القادمة‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام‪� ،‬إح�سان �أوغلى‪ ،‬باهتمام احلكومة الفرن�سية اجلديدة‬ ‫والتزامها بتطوير العالقات مع املنظمة‪ ،‬معربا عن ا�ستعداده للدخول يف حوار‬ ‫�سيا�سي منتظم ال�ستك�شاف املزيد من �سبل التعاون مع فرن�سا‪ .‬ووجه بهذا اخل�صو�ص‬ ‫الدعوة �إىل وفد من اخلارجية الفرن�سية لزيارة الأمانة العامة للمنظمة بغية �إجراء‬

‫املزيد من امل�شاورات حول جماالت التعاون‬ ‫امللمو�س‪ .‬كما دعا الوزير فابيو�س لزيارة مقر‬ ‫املنظمة يف الوقت املنا�سب‪.‬‬ ‫وتبادل كل من الأمني العام �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬والوزير فابيو�س‪ ،‬خالل هذا اللقاء‬ ‫وجهات النظر حول التطورات اجلارية يف‬ ‫�سورية ومايل‪ ،‬وكذا ب�ش�أن تداعيات �إنتاج‬ ‫الفيلم امل�سيء املعادي للإ�سالم ون�شر الر�سوم‬ ‫امل�شينة يف فرن�سا‪ .‬و�شدد الأمني العام على‬ ‫�ضرورة احرتام قد�سية القيم الدينية واالمتناع‬ ‫عن اال�ستخدام ال�سيئ حلرية التعبري‪ .‬ودعا كل‬ ‫من الأمني العام والوزير فابيو�س املجتمع الدويل �إىل �أال يكون رهينة للمتطرفني من‬ ‫اجلانبيني‪.‬‬ ‫كما التقى الأمني العام خالل زيارته �إىل فرن�سا بالأمني العام ملنظمة التنمية‬ ‫والتعاون يف امليدان االقت�صادي و�ألقى خطابا �أمام املجل�س الدائم لهذه املنظمة‬ ‫�سريكز فيه على �إمكانات التعاون بني هذه املنظمة والدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ .‬كما اجتمع مع جمموعة �سفراء الدول الأع�ضاء يف املنظمة‬ ‫املعتمدين لدى اليون�سكو‪.‬‬

‫�إدانة حادثة �إطالق النار على النا�شطة ال�شابة يف باك�ستان‬ ‫جدة – اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫�أعلن املتحدث الر�سمي با�سم منظمة التعاون الإ�سالمي يوم ‪� 11‬أكتوبر‬ ‫‪� 2012‬أن املنظمة �أدانت حادثة �إطالق النار يف باك�ستان �ضد فتاة �شابة ال يتجاوز‬ ‫عمرها ‪ 14‬عام ًا لكونها نا�شطة ت�سعى للح�صول عن حقوق الفتيات يف التعليم‪.‬‬ ‫و�شدد الناطق على �أن منظمة التعاون الإ�سالمي ت�ؤيد بقوة حقوق املر�أة يف التعليم‬ ‫والعمل‪ ،‬وترى �أن مثل هذا العمل الإجرامي يجب �أ ّال يفلت من دون عقاب ملرتكبيه‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬رحب املتحدث بالإجراءات التي اتخذتها احلكومة الباك�ستانية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف املتحدث �أن املنظمة ت�ؤكد على احرتام حقوق الإن�سان‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫حقوق املر�أة على �أ�سا�س برنامج العمل الع�شري الذي اعتُمد يف القمة الإ�سالمية‬ ‫الطارئة عام ‪ 2005‬وميثاق املنظمة والهيئة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان التابعة‬ ‫للمنظمة‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫�أ�صيبت النا�شطة مالال يو�سفزاي بر�صا�ص �أطلقه �أحد‬ ‫امل�سلحني يف �سوات يوم ‪� 9‬أكتوبر ‪�( 2012‬إي بي ايه)‬


‫هن�أ الرئي�س الفلبيني بتوقيع اتفاقية �إطار لل�سالم يف مندناو‬ ‫�إح�سان �أوغلى ي�ؤكد دعم “التعاون الإ�سالمي” لتوحيد جبتهي مورو الإ�سالمية والوطنية‬

‫مانيال ـ الفلبني‪:‬‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪� ،‬أن‬ ‫املنظمة ت�ساعد حالي ًا على توحيد جهود منظمتي (جبهة حترير مورو الإ�سالمية)‬ ‫و(جبهة حترير مورو الوطنية) بغية تكثيف التعاون والتن�سيق بني اجلبهتني‪ ،‬وذلك‬ ‫عرب العمل على ت�أ�سي�س جمل�س بانغ�سامورو التن�سيقي‪.‬‬ ‫و�شدد �إح�سان �أوغلى على ا�ستمرار دعم املنظمة الكامل جلهود ال�سالم يف‬ ‫جنوب الفلبني‪ ،‬واحلاجة امللحة �إىل وحدة �شعب بانغ�سامورو‪ .‬وقال عقب ح�ضوره‬ ‫توقيع اتفاق �إطاري بني احلكومة الفلبينية وجبهة حترير مورو الإ�سالمية‪ ،‬يوم ‪15‬‬ ‫�أكتوبر ‪� ،2012‬إن املنظمة ت�ؤكد موقفها الداعم لوحدة �شعب بانغ�سامورو‪.‬‬ ‫والتقى �إح�سان �أوغلى خالل الزيارة‪ ،‬بالرئي�س الفلبيني‪ ،‬بنينو �أكينو‪ ،‬يف‬ ‫العا�صمة مانيال‪ ،‬حيث هن�أ الأمني العام لـ “التعاون الإ�سالمي” الرئي�س �أكينو‬ ‫بنجاح اجلهود الرامية لتحقيق ال�سالم يف جنوب الفلبني‪ ،‬معترب ًا االتفاق الإطاري‬ ‫خطوة �أولية مهمة �أنهت �صراع ًا طويل الأمد‪ ،‬و�أعرب عن �أمله يف البدء بعهد جديد‬ ‫من الهدوء وبناء ال�سالم والتنمية‪ ،‬وهي احتياجات‪� ،‬أكد �إح�سان �أوغلى‪� ،‬ضرورتها‬ ‫لإقليم مندناو‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام على �ضرورة ربط االتفاقية التي �سوف تنتج عن االتفاقية‬ ‫الإطارية مبعاهدة ال�سالم التي ُوقعت يف طرابل�س الغرب عام ‪ ،1976‬والتي حققت‬ ‫ت�سوية تاريخية‪ ،‬وح�صلت على دعم مهم و�أ�سا�سي من قبل �شعب بانغ�سامورو‪ ،‬وجميع‬ ‫الدول الأع�ضاء يف “التعاون الإ�سالمي”‪.‬‬ ‫ُي�شار �إىل �أنه بعد تويل �إح�سان �أوغلى من�صبه �أمين ًا عام ًا للمنظمة‪ ،‬مطلع‬

‫عام ‪ ،2005‬بد�أت منظمة التعاون الإ�سالمي ما ُي�سمى “عملية ثالثية الأطراف”‬ ‫من �أجل التغلب على كل ال�صعوبات التي تواجه تنفيذ اتفاق ال�سالم النهائي لعام‬ ‫‪ .1996‬ويف الآونة الأخرية‪ ،‬قامت منظمة التعاون الإ�سالمي مبراقبة ومتابعة‬ ‫املفاو�ضات الثنائية بني جبهة مورو وحكومة الفلبني والتي �أف�ضت �إىل هذا االتفاق‬ ‫الإطاري الأخري‪ .‬كما �أعلنت املنظمة �أنها �سوف توا�صل متابعة التطورات وتقدمي‬ ‫امل�ساعدة املطلوبة جلميع الأطراف من �أجل متكني الأطراف املعنية من الو�صول �إىل‬ ‫هذا الهدف النبيل املتمثل يف ال�سالم والرخاء لأبناء ال�شعب كافة‪ .‬وتعلن املنظمة‬ ‫التزامها بامل�ساعدة الكاملة يف عملية التنمية فور ا�ستتباب ال�سالم هناك‪.‬‬ ‫وتلقت املنظمة خرب االتفاق بني حكومة الفلبني وجبهة مورو الإ�سالمية الذي‬ ‫مت الأ�سبوع ما قبل التوقيع الر�سمي‪ ،‬بكثري من الأمل والتفا�ؤل احلذر‪� ،‬آملة �أن ي�شكل‬ ‫هذا االتفاق �أ�سا�س ًا متين ًا التفاق �شامل يلبي التطلعات امل�شروعة ل�شعب بانغ�سامورو‪.‬‬ ‫كما ت�أمل منظمة التعاون الإ�سالمي �أن يكون هذا الإعالن فاحتة �أمل ملرحلة جديدة‬ ‫من ال�سلم وال�سالم ولبدء عملية التنمية التي طال انتظارها يف هذه املنطقة‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن املحادثات بني حكومة جمهورية الفلبني واجلبهة الإ�سالمية‬ ‫لتحرير مورو قد بد�أت منذ �أكرث من خم�سة ع�شر عام ًا ب�صفة �سرية برعاية ماليزيا‪،‬‬ ‫وقد مت التو�صل �إىل اتفاق يعالج �أكرث املو�ضوعات ال�شائكة بني الطرفني والذي كان‬ ‫من املقرر �أن يتم التوقيع عليها يوم ‪� 5‬أغ�سط�س ‪ .2008‬ومل يتم ذلك ب�سبب‬ ‫اعرتا�ض املحكمة الد�ستورية الفلبينية عليه‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إىل انهيار عملية‬ ‫املفاو�ضات وا�ستئناف اال�شتباكات‪ ،‬مما �أدى �إىل وقوع خ�سائر كبرية يف الأرواح‬ ‫واملمتلكات وت�شريد �أكرث من ن�صف مليون من ال�سكان املدنيني‪� ،‬إ ّال �أنه بحلول بداية‬ ‫عام ‪ ،2009‬عادت حكومة الفلبني واجلبهة الإ�سالمية لتحرير مورو �إىل التفاو�ض‪،‬‬ ‫حيث اتفق الطرفان على ت�شكيل جمموعة ات�صال دويل مكونة من اليابان واململكة‬ ‫املتحدة وتركيا واململكة العربية ال�سعودية‪� ،‬إىل جانب عدد من املنظمات الدولية‬ ‫غري احلكومية ومركز احلوار الإن�ساين‪ ،‬وم�ؤ�س�سة �آ�سيا‪ ،‬عالوة على منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ممثلة يف مبعوث الأمني العام لل�سالم يف جنوب الفلبني ال�سفري �سيد‬ ‫قا�سم امل�صري‪.‬‬ ‫وقد ا�ستم ّرت املحادثات حول و�ضع اتفاق �إطاري خلارطة الطريق ي�ؤدي �إىل‬ ‫اتفاق �سالم �شامل يف جنوب الفلبني‪ ،‬وي�شمل حجم م�ساحة منطقة احلكم الذاتي‬ ‫اجلديد والأمن الداخلي وتقا�سم الرثوات‪.‬‬ ‫وعرب الأمني العام عن �أمله يف �أن يكون هذا االتفاق الإطاري خطوة �أوىل نحو‬ ‫�إيجاد ح ّل عادل ودائم و�شامل يف منطقة مندناو امل�سلمة‪ .‬وي�ؤكد �أن موقف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي جتاه اتفاق عام ‪� 1976‬سي�ستمر من �أجل و�ضع الأ�سا�س والقاعدة‬ ‫لأي ت�سوية لل�صراع على �أن يكون مقبو ًال من قبل جميع فئات �شعب بانغ�سامورو‪.‬‬

‫�إح�سان �أوغلى ي�شيد بالعالقات املميزة القائمة بني املنظمة وتون�س‬ ‫جدة – اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫ا�ستقبل الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬صباح يوم ‪� 12‬أغ�سط�س ‪ 2012‬مبكتبه مبقر الأمانة العامة بجدة‬ ‫معايل الدكتور رفيق عبد ال�سالم‪ ،‬وزير ال�ش�ؤون اخلارجية للجمهورية التون�سية‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام خالل اللقاء بالعالقات املميزة القائمة بني منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي واجلمهورية التون�سية‪ ،‬و�أكد ا�ستعداد الأمانة العامة ملزيد توثيق هذه‬ ‫العالقات وتطويرها يف خمتلف املجاالت‪.‬‬

‫من جانبه‪� ،‬أكد الدكتور رفيق عبد ال�سالم حر�ص تون�س على جتديد ال�صلة‬ ‫وتعميقها مع املنظمة التعاون الإ�سالمي التي هي الرافد الأ�سا�سي للعمل الإ�سالمي‬ ‫امل�شرتك وملا يمُ كن �أن تقوم به من دور ا�سرتاتيجي للنهو�ض بالأمة الإ�سالمية‬ ‫و�شعوبها‪ ،‬م�شريا �إىل الآفاق الواعدة لتحقيق مزيد من التالحم والت�ضامن للأمة‬ ‫الإ�سالمية حتت مظلة منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما ث ّمن وزير ال�ش�ؤون اخلارجية التون�سي الدور املحوري الذي ت�ضطلع به‬ ‫املنظمة على ال�ساحتني الإقليمية والدولية ملا فيه خري وعزّة �شعوب الأمة الإ�سالمية‬ ‫جمعاء‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫نيامي‪ :‬عا�صمة الثقافة الإ�سالمية‬

‫لعام ‪ 2012‬عن املنطقة الإفريقية‬ ‫نيامي‬ ‫ُعد مركز ًا اقت�صادي ًا‬ ‫مدينة نيامي هي عا�صمة جمهورية النيجر‪ ،‬و�أكرب مدنها‪ ،‬وت َُ‬ ‫وثقافي ًا و�إداري ًا رئي�سي ًا يف البالد‪.‬‬ ‫املوقع‬ ‫تقع مدينة نيامي على نهر النيجر يف اجلزء اجلنوبي الغربي من البالد‪،‬‬ ‫حيث تنق�سم جمهورية النيجر �إىل �سبع حمافظات‪ ،‬هي‪� :‬أغاد�س‪ ،‬وديفا‪ ،‬ودو�سو‪،‬‬ ‫ُعد املركز الرئي�سي للتجارة‬ ‫ومارادي‪ ،‬وتاوا‪ ،‬وتيلبريي‪ ،‬وزيندر‪ ،‬ونيامي التي ت َُ‬ ‫ولت�صدير املنتجات الزراعية من جمهورية النيجر �إىل العامل‪ .‬وترتكز فيها �أغلب‬ ‫الن�شاطات ال�سيا�سية وال�صناعية والتجارية والثقافية للبالد‪.‬‬ ‫تاريخ املدينة‬ ‫بد�أ ت�أ�سي�س مدينة نيامي منذ القرن الثامن ع�شر امليالدي‪ ،‬حيث قام‬ ‫الفرن�سيون بتطوير مركز ًا ا�ستعماري ًا يف تلك املنطقة يف بعيد ‪ ،1890‬وقد منا‬ ‫هذا املركز �إىل �أن حتولت مدينة نيامي ب�سرعة �إىل مركز اقت�صادي مهم‪ .‬ويف‬ ‫عام ‪� 1926‬أ�صبحت نيامي عا�صمة النيجر‪ .‬ويبلغ حالي ًا عدد �سكانها �أكرث من‬ ‫‪ 1.5‬مليون ن�سمة‪ ،‬وذلك �أ�سا�س ًا ب�سبب الهجرات الداخلية التي ت�شهدها املنطقة‬ ‫يف موا�سم اجلفاف‪.‬‬ ‫�أهم معامل مدينة نيامي‬ ‫ت�شتمل مدينة نيامي على العديد من املعامل ال�سياحية منها‪ :‬متحف النيجر‬ ‫الوطني‪ ،‬وحديقة احليوانات‪ ،‬ومتحف العمارة ال�شعبية‪ ،‬ومركز احلرف‪ .‬كما يوجد‬ ‫فيها مطار دويل �صغري‪ .‬كما تُع ُّد يانتاال معلم جذب �آخر يف املدينة ومتتاز مبناظرها‬ ‫اخلالبة‪.‬‬ ‫ويوجد يف املدينة عدة �صناعات مثل �صناعة الطوب‪ ،‬ومنتجات ال�سرياميك‪،‬‬ ‫والأ�سمنت‪ ،‬واملن�سوجات‪ ،‬كما يوجد بها بع�ض م�صانع ال�صناعات الغذائية ال�صغرية‪.‬‬ ‫كما �أن نيامي حتت�ضن مباين املكاتب احلكومية‪ .‬ويعي�ش معظم ال�سكان يف مناطق‬ ‫مزدحمة مبحاذاة نهر النيجر‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫�إطالق االحتفاالت‬ ‫نظمت احلكومة حفل تد�شني ر�سمي لالحتفاالت بتظاهرة نيامي عا�صمة‬ ‫املنطقة الأفريقية للثقافة الإ�سالمية لعام ‪ .2012‬وقد تر�أ�س هذه االحتفاالت‬ ‫فخامة الرئي�س اي�سوفو حممدو ‪ ،‬وح�ضرها رئي�س الوزراء ورئي�س الربملان والوزراء‬ ‫وكذلك �أع�ضاء ال�سلك الدبلوما�سي املعتمدين يف نيامي‪ ،‬و�شخ�صيات بارزة يف‬ ‫جماالت التعليم والعلوم والثقافة والفنون‪.‬‬ ‫يف خطابه الذي �ألقاه بهذه املنا�سبة‪ ،‬قال املدير العام للمنظمة الإ�سالمية‬ ‫للرتبية والعلوم والثقافة (اي�سي�سكو)‪ ،‬الدكتور عبد العزيز عثمان التويجري �إن‬ ‫الإي�سي�سكو �ستقوم‪ ،‬بالتعاون مع وزارة ال�شباب والريا�ضة والثقافة يف النيجر‪ ،‬بتنفيذ‬ ‫برنامج متكامل يدوم �سنة‪ .‬و�سيعمل الربنامج على جت�سيد العديد من الأن�شطة‬ ‫التي تهدف �إىل االحتفاء ب�شخ�صيات بارزة يف الفكر الإ�سالمي يف النيجر‪ ،‬وتعزيز‬ ‫الرتاث كعامل للتنمية امل�ستدامة‪ ،‬وكذلك عر�ض منتجات احلرف اليدوية و�إبراز‬ ‫التنوع الثقايف ومكاف�أة الطالب املبدعني والعلماء والفنانني واحلرفيني‪ .‬والهدف‬ ‫من ذلك كله ت�شجيع العمل الثقايف مبعناه الوا�سع يف نيامي التي تويل اليوم اهتمام ًا‬ ‫خا�ص ًا للح�ضارة الإ�سالمية يف �أفريقيا‪.‬‬ ‫وقال املدير العام للإي�سي�سكو‪�« :‬إن برنامج عوا�صم الثقافة الإ�سالمية‪ ،‬الذي‬ ‫متوله وتنفذه الإي�سي�سكو‪ ،‬والذي مت اعتماده من طرف الدورة الرابعة للم�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي لوزراء الثقافة‪ ،‬هو جزء من مقاربة تهدف �إىل تعزيز الثقافة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫وحتديث مكوناتها ور�سالتها وتخليد املا�ضي املجيد للح�ضارة الإ�سالمية والثقافة يف‬ ‫العديد من العوا�صم الثقافية التي يتم اختيارها وفق ًا ملعايري �صارمة جد ًا»‪.‬‬ ‫ويهدف الربنامج �أي�ضا �إىل تقدير �أهمية الإ�سهامات لهذه العوا�صم الثقافية‪،‬‬ ‫والفنون والآداب والعلوم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و�أ�ضاف املدير العام للإي�سي�سكو قائال‪�« :‬إن الربنامج يهدف �أي�ضا �إىل �ضمان‬ ‫جتديد احل�ضارة الإ�سالمية‪ ،‬وتعزيز ال�صورة الإن�سانية احلقيقية للح�ضارة‬ ‫الإ�سالمية‪ .‬وهذا ممكن ال�سيما من‬ ‫خالل ت�سليط ال�ضوء على القيم‬ ‫الثقافية والإن�سانية لتلك احل�ضارة‬ ‫مع مكوناتها املختلفة‪».‬‬


‫معر�ض "م�ساجد ُت�شد �إليها الرحال "‬

‫�إىل ثالثة م�ساجد‪ ،‬امل�سجد‬ ‫ا�سطنبول‬ ‫احلرام وامل�سجد الأق�صى‬ ‫– تركيا‬ ‫وم�سجدي هذا»‪ .‬ويحمل‬ ‫حتت‬ ‫هذا املعر�ض مغزى عميقاً‬ ‫رعاية فخامة‬ ‫نظر ًا لأنه ُيعبرِّ بالفنون‬ ‫رئي�س جمهورية‬ ‫اجلميلة عن م�شاعر احلب‬ ‫تركيا ال�سيد‬ ‫التي يكنها امل�سلمون لهذه‬ ‫عبد اهلل كول‬ ‫امل�ساجد الثالثة‪.‬‬ ‫ُافت ِتح معر�ض‬ ‫مت تزويد حمبي‬ ‫«م�ساجد تُ�شد‬ ‫الفنون خالل مدة املعر�ض‪،‬‬ ‫�إليها الرحال «‬ ‫التي ا�ستمرت �شهر‪،‬‬ ‫جرى‬ ‫الذي‬ ‫مبعلومات حول ظروف‬ ‫تنظيمه بالتعاون‬ ‫العمل واملناخ الثقايف الذي‬ ‫فيما بني مركز‬ ‫يعي�شه الفنانون ونظرتهم‬ ‫الأبحاث للتاريخ‬ ‫الأمري في�صل بن عبد اهلل بن حممد �آل �سعود والأمني العام �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى والدكتور خالد �إيرن يفتتحون املعر�ض‬ ‫للفن واللقاءات الإعالمية‬ ‫والفنون والثقافة‬ ‫الإ�سالمية (�إر�سيكا) التابع ملنظمة التعاون الإ�سالمي وبني م�ؤ�س�سة ليان للثقافة (ريبورتاج) التي �أجروها مبا احتوت من معلومات حول �أعمالهم املعرو�ضة يف هذا‬ ‫باململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬وذلك يف قاعة دومله باغجه للفنون يف ‪ 13‬يوليو املعر�ض‪ .‬و�أ�سماء الفنانني �أ�صحاب املعرو�ضات املوجودة يف املعر�ض هم‪ :‬عبد اهلل‬ ‫حما�س (اململكة العربية ال�سعودية)‪ ،‬عبد اهلل ال�شلتي (اململكة العربية ال�سعودية)‪،‬‬ ‫‪.2012‬‬ ‫وهذا املعر�ض الذي جرى افتتاحه يف �ضيافة الدكتور خالد �أرن مدير عام عادل ال�سيوي (م�صر)‪� ،‬آدم �سقال (تركيا)‪� ،‬آدميي عبد الفتاح �آدميي (نيجرييا)‪،‬‬ ‫�إر�سيكا‪ ،‬قد مت اختيار معرو�ضاته من جمموعة �سمو الأمري في�صل بن عبد اهلل �أحمد م�صطفى (م�صر)‪ ،‬عرفات النعيم (الأردن)‪ ،‬بيل وي�ست (اجنلرتا)‪ ،‬داود‬ ‫بن حممد �آل �سعود وزير الرتبية والتعليم ال�سعودي‪ ،‬وهو ي�ضم لوحات من الر�سوم بكتا�ش (تركيا)‪� ،‬ضياء عزيز �ضياء (اململكة العربية ال�سعودية)‪� ،‬إيرينا كوندا‬ ‫واملنمنمات واخلط حول امل�سجد احلرام وامل�سجد النبوي وامل�سجد الأق�صى‪ .‬وتركيا (غينيا)‪ ،‬فرهاد قورلو (تركيا)‪ ،‬جميل �أحمد بلو�شي (باك�ستان)‪ ،‬خ�سرو ح�سن زاده‬ ‫هي املحطة اخلام�سة التي يفتتح فيها هذا املعر�ض بعد افتتاحه يف كل من اململكة (�إيران)‪ ،‬م�سرول هندريك (�أندوني�سيا)‪ ،‬حممد ال�شمري (العراق)‪ ،‬حممد قري�ش‬ ‫العربية ال�سعودية واملغرب (الرباط‪ ،‬الدار البي�ضاء) والأردن‪ ،‬وي�ضم ‪ 31‬عم ًال فني ًا (املغرب)‪ ،‬حممد �أي�س بن عبد العزيز (ماليزيا)‪ ،‬حممد �صالح ب�شناق (فل�سطني)‪،‬‬ ‫مو�ص ّلي (اململكة العربية ال�سعودية)‪ ،‬ن�صرت چولپان‬ ‫ن�صار من�صور (الأردن)‪ ،‬نوال َ‬ ‫خمتار ًا من �إجمايل ‪ 70‬لوحة ل�ستة وع�شرين فنان ًا وفنانة من �سبع ع�شرة دولة‪.‬‬ ‫وكانت الفكرة امللهمة لإعداد هذا املعر�ض بعد اختيار مكة عا�صمة للثقافة (تركيا)‪ ،‬بيرت غولد (ا�سرتاليا)‪ ،‬رائدة عا�شور (اململكة العربية ال�سعودية)‪ ،‬رانيا‬ ‫الإ�سالمية عام ‪2006‬م وحديث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم «الت�شد الرحال �إال �سراقبي (لبنان)‪ ،‬و�شاهنوزه مومينوفا (�أوزبك�ستان)‪.‬‬

‫اجتماع للتعريف بكتاب كاتب جلبي الذي ن�شره �إر�سيكا‬ ‫ا�سطنبول ‪ -‬تركيا‬ ‫ُعقد اجتماع للتعريف بكتاب كاتب جلبي الذي ن�شره مركز الأبحاث للتاريخ‬ ‫والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا) التابع ملنظمة التعاون الإ�سالمي حتت عنوان‬ ‫“�سلم الو�صول �إىل طبقات الفحول” وذلك مبقر معهد حتالف احل�ضارات التابع‬ ‫ال�سلطان حممد الفاحت الوقفية (‪ )Medit‬بتاريخ ‪2012/5/17‬م‪ .‬ويف هذا‬ ‫االجتماع الذي انعقد يف مقر تكية املولوية يف يكى قابي‪ ،‬بامل�شاركة بني مدير عام‬ ‫�إر�سيكا الدكتور خالد �أرن ويف �ضيافة الأ�ستاذ الدكتور بكر قارلغا رئي�س جلنة تركيا‬ ‫يف حتالف احل�ضارات‪ ،‬حتدث الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى �أمني عام‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي وامل�شرف على الكتاب‪ ،‬فذكر للح�ضور مرحلة �إعداد ذلك‬ ‫الكتاب مبجلداته ال�ستة‪ .‬وقال �إن الكتاب ظهر يف الواقع بعد عمل �صعب‪ ،‬وحكى من‬ ‫خالل ال�صور املرئية مدى ال�صعوبات التي واجهها �أثناء قراءة الن�ص وح ّل رموزه‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إح�سان �أوغلي �إىل �ضرورة ا�ستمرار حماوالت تاليف النق�ص وح ّل �صعوبات‬ ‫الن�ص الأ�صلي بعد ذلك �أي�ض ًا‪ ،‬و�أن الذي �سوف ي�ضطلع بهذا العمل هو جيل ال�شبان‬

‫الباحثني فيما بعد‪ ،‬ثم قال �إن الكتاب رغم ذلك هو عمل غاية يف الأهمية‪.‬‬ ‫ويعترب كتاب “�سلم الو�صول �إىل طبقات الفحول” الكتاب الفريد الذي و�ضعه‬ ‫العامل واملفكر العثماين يف القرن ال�سابع ع�شر كاتب جلبي يف الرتاجم هو الأ�شمل‬ ‫والأو�سع يف ذلك املجال يف الأدبيات الإ�سالمية‪ ،‬كما �أن خمطوطته مل تن�شر من قبل‪.‬‬ ‫فقد جمع كاتب جلبي يف هذا الكتاب �أبرز ال�شخ�صيات يف تاريخ الإ�سالم و�أدبياته‪،‬‬ ‫�إذ حتدث عن العلماء واخللفاء وال�سالطني‪ ،‬كما ذكر �أي�ض ًا بع�ض ال�شخ�صيات الهامة‬ ‫التي وردت يف الأدبيات الإ�سالمية ممن عا�شوا قبل ظهور الإ�سالم‪ .‬وينق�سم هذا‬ ‫الكتاب �إىل مقدمة وق�سمني �أ�سا�سيني ثم خامتة‪ ،‬وجرى ترتيب الق�سمني الأ�سا�سيني‬ ‫على احلروف الهجائية‪ .‬ويف الق�سم الأول من الكتاب الذي يعترب معجم ًا مو�سوعي ًا‬ ‫جاءت تراجم الرجال‪ ،‬بينما احتوى الق�سم الثاين على الكنى والألقاب والأن�ساب‪.‬‬ ‫وكان امل�ؤلف وهو يعد ذلك الكتاب الذي مل يظهر نظري له يف العهد العثماين �أو قبله‬ ‫قد ا�ستفاد من م�صادر عربية وتركية وفار�سية والتينية تربو على مائة وخم�سني‬ ‫م�صدر ًا‪ ،‬و�أ�شار �إليها يف كتابه‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫ثقافة وفنون‬

‫ف التقليدي‬

‫ات واحلر‬

‫ال�صناع‬

‫ة ت�ساهم‬

‫تون�س (د ب ا)‪:‬‬ ‫تطمح تون�س التي تعاين من �أزمة بطالة خانقة �إىل تطوير قطاع ال�صناعات‬ ‫التقليدية الذي يقول خرباء �إن له قدرة على تعبئة وا�سعة لليد العاملة وتثبيت ال�سكان‬ ‫مبناطقهم واحلد من ظاهرة نزوح العاطلني �إىل املدن الكربى بحثا عن عمل‪.‬‬ ‫وت�أمل البالد التي ارتفعت فيها معدالت البطالة �إىل ‪ 19‬يف املئة عام ‪2011‬‬ ‫(مقابل ‪ 14‬يف املئة عام ‪ )2010‬يف رفع عدد امل�شتغلني يف قطاع ال�صناعات‬ ‫التقليدية �إىل ‪� 412‬ألف ًا مع نهاية عام ‪ .2016‬ويعمل اليوم ‪� 350‬ألف تون�سي يف‬ ‫ال�صناعات التقليدية‪� ،‬أي ما ميثل ‪ 11‬يف املئة من ق ّوة العمل الإجمالية يف البالد‪.‬‬ ‫و�أعلن «الديوان الوطني لل�صناعات التقليدية» (حكومي) �أن ال�صناعات‬ ‫التقليدية وفرت عام ‪ 2011‬فر�ص عمل جديدة حلوايل ‪ 7000‬تون�سي �أي ما‬ ‫يعادل ‪ 10‬يف املئة من �إجمايل فر�ص العمل اجلديدة التي يتم �إحداثها �سنويا يف‬ ‫البالد‪ .‬وقال �إن �صادرات القطاع وفرت عام ‪� 2011‬إيرادات بقيمة ‪ 385‬مليون‬ ‫دينار (نحو ‪ 192‬مليون يورو)‪� ،‬أي ما مي ّثل ‪ 2.2‬يف املئة من القيمة الإجمالية‬ ‫ل�صادرات تون�س‪ .‬وت�سهم ال�صناعات التقليدية �سنويا بن�سبة ‪ 4‬يف املئة من الناجت‬ ‫املحلي الإجمايل للبالد وتبلغ قيمة مبيعات منتجاتها يف ال�سوق املحلية ‪ 1.5‬مليار‬ ‫دينار (‪ 750‬مليون يورو) يف العام‪.‬‬ ‫و�شرعت الدولة منذ عام ‪ 2002‬يف تنفيذ ا�سرتاتيجية لتطوير قطاع‬ ‫ال�صناعات التقليدية ت�ستهدف رفع ح�صة �صادرات منتجات ال�صناعات التقليدية‬ ‫�إىل ‪ 9‬يف املئة من �أجمايل �صادرات البالد عام ‪ .2016‬وت�ستهدف اال�سرتاتيجية‬ ‫�أي�ض ًا رفع م�ساهمة القطاع يف الناجت املحلي الإجمايل للبالد �إىل ‪ 8‬يف املئة وقيمة‬ ‫مبيعات منتجاته يف ال�سوق املحلية �إىل ‪ 5‬مليارات و‪ 200‬مليون دينار (‪ 2.6‬مليار‬ ‫يورو) يف عام ‪ .2016‬وتطمح اال�سرتاتيجية �إىل الزيادة يف م�شرتيات ال�سياح من‬ ‫منتجات ال�صناعات التقليدية لتبلغ ‪ 120‬دينار ًا (‪ 60‬يورو) لل�سائح الواحد عام‬ ‫‪ .2016‬ويزور تون�س �سنوي ًا نحو ‪ 7‬ماليني �سائح ي�سهمون يف �إنعا�ش جتارة منتجات‬ ‫ال�صناعات التقليدية‪.‬‬ ‫وت�شجع الدولة على �إقامة م�شاريع �شراكة بني ال�صناعات التقليدية وال�سياحة‪،‬‬ ‫كما حتث على ا�ستعمال منتجات ال�صناعات التقليدية يف البناء والت�أثيث والديكور‬ ‫يف الإدارات وامل�صالح العمومية داخل البالد وخارجها ( مثل ال�سفارات)‪ .‬وتعتمد‬ ‫الفنادق والنـزل التون�سية على منتجات ال�صناعات التقليدية يف الت�أثيث والديكور‬ ‫لت�ضفي على نف�سها «الطابع التون�سي» املم ّيز‪ .‬وتقوم ا�سرتاتيجية تطوير قطاع‬ ‫مي�سرة للراغبني يف بعث‬ ‫ال�صناعات التقليدية على تقدمي الدولة قرو�ض ًا �صغرى ّ‬ ‫م�شاريع يف القطاع وتخفي�ض الر�سوم اجلبائية واجلمركية املفرو�ضة على ا�سترياد‬ ‫‪32‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫يف‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫كل الب‬

‫طا‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫يف‬ ‫تو‬

‫ن�س‬

‫التجهيزات واملواد الأولية التي ي�ستعملها حرفيو ال�صناعات التقليدية‪.‬‬ ‫و�شرعت الدولة منذ �سنوات يف �إقامة «القرى احلرفية»‪ ،‬وهي ف�ضاءات يتجمع‬ ‫فيها احلرفيون لإنتاج وترويج ب�ضاعتهم‪ .‬و�أ�صبح قطاع احلرف وال�صناعات‬ ‫التقليدية يجتذب منذ �سنوات �أعداد ًا متزايدة من طالب املدار�س العليا للحرف‬ ‫والفنون الذين �صاروا مي ّثلون اليوم ‪ 5‬يف املئة من جمموع طالب اجلامعات التون�سية‬ ‫و‪ 5‬يف املئة من العدد ال�سنوي خلريجيها‪.‬‬ ‫وت�ضاعف عدد طالب مدار�س الفنون واحلرف ثماين مرات خالل ع�شر �سنوات‬ ‫�إذ قفز من عام ‪ 1926‬طالب ًا فقط عام ‪� 1998‬إىل ‪16892‬عام ‪ ،2008‬وهو‬ ‫ما دفع احلكومة �إىل بناء �أكرث من ‪ 20‬مدر�سة عليا للحرف والفنون خالل ال�سنوات‬ ‫الع�شر املا�ضية‪.‬‬ ‫وتهتم يف تون�س ثالثة هياكل بقطاع ال�صناعات واحلرف التقليدية �أبرزها‬ ‫الديوان الوطني لل�صناعات التقليدية (حكومي) الذي يخ�ضع اليوم لإ�شراف وزارة‬ ‫التجارة‪.‬‬ ‫ولأداء مهامه يتعاون الديوان مع هيكلني مهنيني �آخرين هما اجلامعة (االحتاد)‬ ‫الوطنية لل�صناعات التقليدية وجمال�س احلرف غري احلكوميني‪.‬‬ ‫‪� 75‬صنعة وحرفة تقليدية يف تون�س‬ ‫لل�صناعات التقليدية «كل الن�شاطات احلرفية التي‬ ‫ي�ص ّنف الديوان الوطني ّ‬ ‫مت ّثل منتوج ًا يتم ّيز بطابعه الترّ اثي ويرتكز �أ�سا�س ًا على املهارات اليدوية يف مراحل‬ ‫�إنتاجه كافة» �ضمن قائمة ال�صناعات التقليدية‪ .‬وال يعترب الديوان بقية احلرف‬ ‫اليدوية (احلرف ال�صغرى) التي لي�س لها «طابع تراثي» �ضمن هذه القائمة‪.‬‬ ‫وت�ضبط احلكومة‪ ،‬مبوجب «�أوامر» (قوانني) تن�شر يف اجلريدة ال ّر�سمية للبالد‪،‬‬ ‫قائمة ال�صناعات واحلرف التقليد ّية‪ .‬وتتميز هذه القائمة باملرونة �إذ ميكن حتيينها‬ ‫يتم ذلك �إال بعد ا�ست�شارة «جلنة فنية وطنية»‬ ‫وتو�سيعها لت�شمل حرف ًا جديدة‪ .‬وال ّ‬ ‫جتتمع للغر�ض وت�صادق على قائمة احلرف اجلديدة‪ .‬وت�ضم هذه القائمة اليوم ‪75‬‬ ‫حرفة تتوزع بالأ�سا�س على ‪ 9‬قطاعات رئي�سية‪ ،‬هي الن�سيج (حياكة الزرابي وال�سجاد‬ ‫والأغطية ال�صوفية)‪ ،‬واملالب�س (الأزياء التقليدية التون�سية)‪ ،‬واجللود والأحذية‪،‬‬ ‫واحللي واملجوهرات‪ ،‬واملعادن (�أواين النحا�س‬ ‫واخل�شب‪ ،‬والألياف النباتية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املطروق‪ ،)..‬والب ّلور‪ ،‬والطني واحلجارة (الف�سيف�ساء واخلزف والفخار‪.)...‬‬ ‫ال�صناعات واحلرف التقليدية جزءا من الهوية‬ ‫وتعترب ال�سلطات التون�سية ّ‬ ‫احل�ضارية والرتاثية للبالد وعنوان �أ�صالة وانتماء وج�سرا للتّوا�صل بني احلا�ضر‬ ‫وبني ما تعاقب على تون�س من ثقافات �ضاربة يف القدم‪.‬‬


‫مكتبة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي وحتديات‬ ‫امل�ستقبل‬ ‫حمرياء �سيالن �إزهار‬ ‫ملحة متهيدية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�شكلت املكتبات منذ بواكريها الأوىل‪ ،‬وال تزال‪ ،‬جزءا حموريا يف �إطار‬ ‫امل�ؤ�س�سات واملنظمات‪� ،‬سواء اخلا�صة منها �أو العامة‪ ،‬الأكادميية منها �أو احلكومية‬ ‫الدولية‪ ،‬وذلك بهدف تعزيز عملية الو�صول �إىل املعلومة واكت�ساب املعرفة‬ ‫والت�شجيع على البحث العلمي‪ .‬كما �أنه من ال�ضروري جد ًا تقدمي اخلدمات املكتبية‬ ‫لهذا النوع من املنظمات وامل�ؤ�س�سات لتمكينها من املناف�سة وتقدمي خدمة فعالة‬ ‫للجهات الراعية يف ع�صر تكنولوجيا املعلومات الذي يهيمن على عاملنا الراهن‪.‬‬ ‫وبالنظر �إىل هذا الواقع باتت احلاجة ما�سة �إىل ت�سهيل عملية و�صول امل�ستخدمني‬ ‫�إىل املعلومة التي يبحثون عنها‪.‬‬ ‫ومن خالل و�ضع هذه امل�ستجدات يف �صلب اعتباراتها‪� ،‬أ�س�ست منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي مبقرها يف جدة مكتبة يف فرباير‪ 2006‬بنا ًء على توجيهات الأمني‬ ‫العام للمنظمة‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ .‬وبالفعل با�شرت املكتبة‬ ‫عملها‪ ،‬حيث كانت حتت�ضن يف بداياتها مئات من الكتب وامل�صادر املعرفية يف‬ ‫غرفة حمدودة امل�ساحة يديرها �أمني املكتبة مبفرده‪ ،‬ومن ثم �شهدت املكتبة منو ًا‬ ‫مطرد ًا عرب ال�سنني املتعاقبة‪ ،‬و�أ�صبحت اليوم ت�ضم جمموعة وا�سعة من امل�صادر‬ ‫املعرفية حتتوى على ما يناهز ع�شرة �آالف من الكتب ونحو مئة وخم�س من املجالت‬ ‫يف �شتى �ضروب املعرفة وما يربو على مئتي قر�ص مدمج‪ ،‬عالوة على عدد من‬ ‫املراجع الق ّيمة باللغات الر�سمية الثالث املعمول بها مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫وهي العربية والإجنليزية والفرن�سية‪ .‬وت�سعى املكتبة �إىل جتميع ون�شر املعلومات‪،‬‬ ‫وهي املهمة التي تندرج �ضمن �إطار والية املنظمة‪� ،‬إ�ضافة �إىل جمع كل الوثائق‬ ‫املتعلقة بعمل املنظمة والأجهزة التابعة لها ودولها الأع�ضاء‪ .‬وتقوم ر�سالة املكتبة‬ ‫على ال�سعي لتوفري جمموعة متميزة من الكتب وامل�صادر املعرفية حول العامل‬ ‫الإ�سالمي من �أجل و�ضعها يف متناول القارئ والباحث‪.‬‬

‫امل�ؤلفات والدوريات املتوفرة باملكتبة‬

‫باعتبار �أن مكتبة منظمة التعاون الإ�سالمي مكتبة خا�صة‪ ،‬فمن املهم تطوير‬ ‫عملية جمع م�صادر املعلومات متا�شي ًا مع �أهداف املنظمة و�أن�شطتها‪ ،‬وذلك بغر�ض‬ ‫حتقيق �أهدافهما امل�شرتكة‪ .‬وبطبيعة احلال ف�إن حمور اهتمام مكتبة منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي التي تُـ َعـد ثاين �أكرب منظمة حكومية دولية بعد الأمم املتحدة هو‬ ‫العامل الإ�سالمي وكل ما يرتبط به من ق�ضايا وتطورات وموا�ضيع‪ .‬وت�ضم املكتبة‬ ‫جمموعة ثرية من الكتب والدوريات وامل�صادر املرجعية الرئي�سية‪ ،‬والإ�صدارت‬ ‫التي تن�شرها املنظمة و�أجهزتها الفرعية‪ ،‬مبا يف ذلك التقارير والإح�صاءات‬ ‫والأقرا�ص املدجمة و�أ�شرطة الفيديو‪ .‬وقد مت ت�صنيف امل�صادر املعرفية املتوفرة‬ ‫باملكتبة بح�سب املو�ضوع‪ ،‬حيث مت ف�صل امل�صادر العربية عن باقي امل�صادر‬ ‫املن�شورة باللغات الأخرى التي تتمثل �أ�سا�س ًا يف الإجنليزية والفرن�سية‪ .‬وهناك‬ ‫ق�سم منف�صل يف املكتبة مت تخ�صي�صه لإ�صدارات ومن�شورات الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة و�أجهزتها بهدف ت�سهيل الو�صول �إليها‪ .‬وينبغي التذكري ب�أن عملية تطوير‬ ‫حمتويات املكتبة يعتمد يف جزء كبري منها على اقتناء املراجع وامل�ؤلفات والدوريات‬ ‫من خمت ِلف م�ؤ�س�سات بيع الكتب �أو معار�ض الكتاب يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬وذلك‬

‫وفق ًا الحتياجات امل�ستخدمني‪ .‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬تقدر املكتبة عالي ًا الهبات التي تقدمها‬ ‫لها الدول الأع�ضاء يف املنظمة �أو الأفراد حول املوا�ضيع املذكورة �أعاله‪.‬‬

‫خدمات املكتبة‬

‫يعترب العاملون يف كل من الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي والبعثات‬ ‫القن�صلية للدول الأع�ضاء يف جدة امل�ستخدمني الرئي�سيني للمكتبة‪ .‬ويحق لأي‬ ‫م�ستخدم ا�ستعارة ع�شرة كتب كحد �أق�صى ملدة �شهر كامل وجتديد فرتة اال�ستعارة‬ ‫�إذا لزم الأمر‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬ميكن للقراء اال�ستمتاع بالأجواء املثالية والهادئة‬ ‫بالقاعة املخ�ص�صة للقراءة والبحث وما تتوفر عليه من جتهيزات حا�سوبية وخدمة‬ ‫الإنرتنت‪ .‬وتقدم املكتبة �أي�ض ًا خدمات الت�صوير والطباعة للم�ستخدمني يف حال رغبوا‬ ‫يف البحث والدرا�سة باملكتبة‪ .‬موازاة مع كل ذلك‪ ،‬فتحت مكتبة املنظمة باب الع�ضوية‬ ‫�أمام الأع�ضاء من خارج املنظمة من �أجل تو�سيع دائرة الع�ضوية لت�شمل عامة النا�س‬ ‫والطلبة وجمتمع الباحثني والأكادمييني‪ .‬وميكن لهذا ال�صنف من الأع�ضاء ا�ستخدام‬ ‫املراجع والكتب املتوفرة باملكتبة �أو ا�ستعارتها من خالل خدمة احلجز املبكر‪ .‬ومن‬ ‫بني الأن�شطة التي تنظمها املكتبة �سل�سلة حما�ضرات لفائدة م�ستخدميها‪ ،‬حيث تقوم‬ ‫املكتبة �شهري ًا با�ست�ضافة حما�ضرة حول �شتى املوا�ضيع املرتبطة بعمل و�أهداف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي ودولها الأع�ضاء‪ .‬ويعقب كل حما�ضرة مناق�شات وتبادل‬ ‫للآراء حول املو�ضوع الذي اختار املحا�ضر تناوله‪.‬‬

‫خامتة‬

‫عرف عامل املكتبات ب�شكل عام متغريات هائلة خالل العقدين املن�صرمني‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف ما يتعلق بنظم الفهر�سة و�أ�شكال ت�صنيف امل�ؤلفات واملوارد املعرفية‬ ‫واحتياجات امل�ستخدمني‪ .‬وحملت هذه التطورات �آثار ًا ملمو�سة على �إنتاج املعرفة‬ ‫ون�شرها وتوزيعها وطرق الو�صول �إليها‪ .‬و�أ�صبحت �شبكة الإنرتنت �إحدى �أكرث �أدوات‬ ‫البحث ح�ضور ًا و�أهمية‪ ،‬حيث بات ف�ضاء الإنرتنيت ي�شكل حتدي ًا بالن�سبة للمكتبات‪.‬‬ ‫وقد يت�ساءل املرء حول احلاجة �إىل ولوج املكتبة يف ظل الطفرة املعلوماتية التي تقودها‬ ‫وجت�سدها �شبكة الإنرتنت‪ .‬لكن‪ ،‬وعلى الرغم مما ن�شهده من تطورات تكنولوجية‬ ‫كربى وبروز �أدوات بحث جديدة ومتجددة‪ ،‬تبقى ثقافة القراءة والتعلم جزء ًا ال‬ ‫يتجزء من حياة الإن�سان‪ .‬فاملكتبات تتعاطى مع العلم واملعرفة‪ ،‬وهما يتطوران ب�صورة‬ ‫م�ستمرة �إما يف ن�سق �إلكرتوين �أو مطبوع‪ ،‬علم ًا ب�أن املعرفة ال تزال بحاجة �إىل تنظيم‬ ‫وتقييم لت�صبح يف متناول اجلميع‪ .‬الواقع �أن التكنولوجيات اجلديدة وا�ستخدام‬ ‫النظام الرقمي و�شبكة الإنرتنت توفر يف الوقت ذاته فر�ص ًا وحتديات جديدة بالن�سبة‬ ‫للمكتبات‪ ،‬وال�سيما يف ما يتعلق ب�إ�شاعة املعرفة والقدرة على اال�ستجابة ب�صورة �أ�سهل‬ ‫و�أكرث مالءمة الحتياجات امل�ستخدم‪� .‬إن مكتبة منظمة التعاون الإ�سالمي ب�صدد‬ ‫تطوير جمموعة ممتازة من امل�ؤلفات والدوريات واملواد املعرفية الإلكرتونية حول‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬و�أبوابها مفتوحة لكل من يهتم بق�ضايا الأمة الإ�سالمية‪ .‬كما �أن‬ ‫موقعها‪ ،‬واخلدمات التي تقدمها‪ ،‬وم�صادر املعلومات التي حتت�ضنها‪ ،‬واملناخ املنا�سب‬ ‫الذي توفره يجعل منها ف�ضا ًء فريد ًا ومنا�سب ًا للبحث والدرا�سة ي�ستحق الزيارة‪ .‬ويف‬ ‫هذا ال�صدد‪ ،‬يقول �ألبريتو مانغويل يف كتابه “املكتبة يف عتمة الليل” ال�صادر عام‬ ‫‪�“ :2006‬إن ا�ستحداث املكتبات يج�سد‪ ،‬من بني �أمور �أخرى‪ ،‬و�سيلة لت�شكيل العامل‪،‬‬ ‫ور�سم هُ وياتنا‪ ،‬وا�ستعادة النظام بدل الفو�ضى التي حتيط بنا”‪.‬‬ ‫خال�صة القول �أن املكتبات‪ ،‬وبغ�ض النظر عن �أنواعها تبقى جزء ًا من حياتنا‬ ‫الثقافية‪ .‬ومن املهم جد ًا مواكبة التطورات التي حتدث يف عاملنا املتغري ب�سرعة‬ ‫فائقة‪ .‬وينبغي القول �إن مكتبة منظمة التعاون الإ�سالمي ال تزال يف بدايات رحلتها‬ ‫املعرفية‪ ،‬وهي على �أهبة اال�ستعداد خلو�ض حتديات امل�ستقبل‪.‬‬ ‫‪.........................................................................................‬‬ ‫يُرجى من كل من يرغب يف زيارة املكتبة �أو التربع بالكتب االت�صال بالرقم التايل‪:‬‬ ‫‪ 0096626515222‬حتويلة ‪� 1111‬أو التوا�صل عرب عنوان الربيد الإلكرتوين للمكتبة‪azhary@oic-oci.org :‬‬

‫وملزيد من املعلومات‪ ،‬ميكن ت�صفح موقع منظمة التعاون الإ�سالمي على الرابط التايل‪http://www.oic-oci.org :‬‬

‫‪33‬‬


‫�إ�سالموفوبيا‬

‫�إدانات دولية للفيلم امل�سيء وردات الفعل االحتجاجية العنيفة عليه‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫�أثار الفيلم امل�سيء للر�سول عليه ال�صالة وال�سالم «براءة امل�سلمني» موجة‬ ‫غ�ضب عارمة يف العامل الإ�سالمي ا�ستغلها بع�ض املتطرفني للتعبري عن هذا الغ�ضب‬ ‫بالعنف وقتل الأبرياء‪ .‬وقد كانت منظمة التعاون الإ�سالمي من �أوائل من �أدان الفيلم‬ ‫امل�شني باعتباره عم ًال حتري�ضي ًا‪ ،‬كما �أدانت ب�شدة الهجوم على ال�سفارة الأمريكية‬ ‫يف القاهرة وبنغازي وعملية القتل امل�أ�ساوية التي راح �ضحيتها ال�سفري الأمريكي‬ ‫يف ليبيا وثالثة من موظفي القن�صلية الأمريكية يف بنغازي‪ .‬و�صرح الأمني العام‬ ‫للمنظمة �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى ب�أنه ال ميكن للمجتمع الدويل �أن يكون رهينة‬ ‫لأفعال املتطرفني على كال اجلانبني‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أنه ال ميكن التو�صل �إىل حل �إ ّال عرب‬ ‫معاجلة امل�سائل املت�صلة بحرية الدين وحرية التعبري من خالل امل�شاركة الدولية‬ ‫املنظمة‪ ،‬و�أ�شار �إىل مبادرة منظمة التعاون الإ�سالمي التي توفر �سبل هذه امل�شاركة‬ ‫كما عبرَّ عنها قرار جمل�س حقوق الإن�سان رقم ‪ 18/16‬وعملية ا�سطنبول للتنفيذ‬ ‫التوافقي لهذا القرار‪.‬‬ ‫كما �صدر بيان م�شرتك لكل من الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫والأمني العام جلامعة الدول العربية‪ ،‬ومفو�ض االحتاد الإفريقي لل�سلم والأمن‪،‬‬ ‫واملمثل ال�سامي لالحتاد الأوروبي لل�سيا�سات اخلارجية والأمن يدينون فيه كل دعوة‬ ‫للكراهية الدينية التي ت�شكل حتري�ضا على العداء والعنف‪ .‬و�أقروا �إقرار ًا كام ًال‬ ‫باحلق يف حرة التعبري‪ ،‬و�إميانهم ب�ضرورة احرتام الأنبياء كافة‪ ،‬ب�صرف النظر عن‬ ‫الديانات التي ينتمون �إليها‪.‬‬ ‫كما �أ�شاروا �إىل �أنهم يعون ب�أن �سلوك جمموعات �صغرية من الأ�شخا�ص ال ميثل‪،‬‬ ‫ب�أي حال من الأحوال‪ ،‬املجتمعات الكربى التي تنتمي �إليها‪ ،‬لكن الأذى التي حتدثه‬ ‫قد يكون ج�سيم ًا‪ .‬وعليه‪ ،‬يجب العمل من �أجل �ضمان عدم �إ�ضرار الأحداث الأخرية‬

‫بالعالقات التي ُبنيت على مدى �سنوات عديدة بني �شعوبهم وجمتمعاتهم ودولهم‪،‬‬ ‫والتي كان قوامها الثقة واالحرتام املتبادلني‪.‬‬ ‫و�أكدوا جمدد ًا التزامهم القوي باتخاذ املزيد من التدابري وبالعمل من �أجل‬ ‫حتقيق توافق دويل عام يف الآراء حول الت�سامح واالحرتام الكامل للأديان‪ ،‬وذلك‬ ‫باعتماد عدة �أ�ساليب‪ ،‬من بينها اال�ستناد �إىل القرار رقم‪ 18/16 :‬ال�صادر عن‬ ‫جمل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫ومن جهة �أخرى‪ ،‬نددت املجموعة الإ�سالمية لدى اليون�سكو ب�أ�شد عبارات‬ ‫التنديد ب�إنتاج فيلم «براءة امل�سلمني» امل�ستفز للغاية‪ .‬كما نددت ب�أعمال العنف التي‬ ‫اندلعت جراء ذلك‪ ،‬وبالهجمات العنيفة التي تعر�ضت لها البعثات الدبلوما�سية‬ ‫وخلفت خ�سائر م�ؤملة يف الأرواح‪ .‬و�صرحوا ب�أنهم ك�أع�ضاء يف املجموعة الإ�سالمية‬ ‫لدى اليون�سكو يتوجهون بر�سالة انفتاح وت�سامح‪ .‬و�أنهم �إذ يقرون �إقرار ًا تام ًا‬ ‫بحرية التعبري‪ ،‬ف�إنهم ي�ؤمنون ب�ضرورة احرتام جميع الأديان‪ ،‬وذلك طبق ًا ملا �أقره‬ ‫القرار رقم‪ EX/46174 :‬ال�صادر عن املجل�س التنفيذي والذي ي�شدد على �أن‬ ‫احرتام حرية التعبري واملعتقدات والرموز الدينية مبد�آن ال ينف�صمان‪ .‬و�أ�ضافوا‬ ‫�أن اليون�سكو‪ ،‬باعتبارها معق ًال لل�سلم وللحوار بني الثقافات واحل�ضارات‪ ،‬تتحمل‬ ‫امل�س�ؤولية الأخالقية لإطالق مناق�شة حول �أخالقيات حرية التعبري واحرتام الأديان‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬يدعون املدير العام �إىل العمل مع الدول الأع�ضاء واملجل�س التنفيذي لليون�سكو‬ ‫من �أجل التو�صل �إىل توافق يف الآراء حول حرية التعبري والت�سامح واالحرتام التام‬ ‫للأديان‪ ،‬يف �ضوء املواثيق القانونية والقرارات ذات ال�صلة املتفق عليها دولي ًا‪ ،‬وال‬ ‫�سيما القرار التوافقي رقم ‪ 18/16‬ال�صادر عن جمل�س حقوق الإن�سان التابع‬ ‫للأمم املتحدة‪ ،‬واملادتان التا�سعة ع�شرة والع�شرون من العهد الدويل للحقوق املدنية‬ ‫وال�سيا�سية‪.‬‬

‫تقرير العفو الدولية ي�ؤكد ا�ستمرار ت�صاعد الإ�سالموفوبيا يف �أوروبا‬

‫جدة – اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫�أكد �أكمل الدين �إح�سان �أوغلى‪ ،‬الأمني لعام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ب�أن‬ ‫ظاهرة ما يعرف بالإ�سالموفوبيا �أو العداء للإ�سالم‪� ،‬آخذة يف ازدياد‪ ،‬جمددا‬ ‫حتذيره من �صعود اليمني املتطرف عرب �صناديق االقرتاع يف بع�ض الدول الأووربية‪.‬‬ ‫جاءت ت�صريحات الأمني العام لـ (التعاون الإ�سالمي) يف الوقت الذي ي�ضع‬ ‫فيه مر�صد الإ�سالموفوبيا يف املنظمة اللم�سات الأخرية على التقرير اخلام�س حول‬ ‫االنتهاكات التي تتعر�ض لها الأقليات امل�سلمة يف الغرب وبقية �أنحاء العامل‪ ،‬لي�شمل‬ ‫الفرتة بني مايو ‪� 2011‬إىل �سبتمرب ‪.2012‬‬ ‫من جهة ثانية‪� ،‬أ�صدرت منظمة العفو الدولية تقريرا �أكدت فيه ازدياد‬ ‫حالة العداء التي تواجهها الأقليات امل�سلمة يف بع�ض الدول الأوروبية وغريها مثل‬ ‫الدمنارك وهنغاريا وهولندا و�أ�سرتاليا وال�سويد و�سوي�سرا‪...‬‬ ‫و�أ�شارت العفو الدولية �إىل �أن حالة العداء تزداد من خالل منع ارتداء النقاب‪،‬‬ ‫والتوظيف الذي ي�ستثني م�سلمني‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل حظر بناء امل�ساجد‪ ،‬ف�ضال عن‬ ‫الت�شريعات الداخلية التي ت�ستهدف الت�ضييق على امل�سلمني‪.‬‬ ‫وحذرت العفو الدولية من ت�صاعد اليمني املتطرف الأوروبي عرب االنتخابات‪،‬‬ ‫م�شرية يف تقريرها‪ ،‬الذي ي�أتي متناغما مع دعوات (التعاون الإ�سالمي)‪� ،‬إىل‬ ‫تطورات الأحداث يف فرن�سا‪ ،‬الأمر الذي جتلى يف زيادة فر�ص املر�شحة الرئا�سية‬ ‫اليمينية املتطرفة‪ ،‬ماري لوبان يف االنتخابات الرئا�سية الفرن�سية التي جرت يف �شهر‬ ‫مايو‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى �إن (الظاهرة يف �صعود‪ ،‬ودخلت بالفعل مرحلتها الثالثة‬ ‫من العداء للإ�سالم)‪ ،‬بعد �أن جتاوزت املرحلتني الأوىل املتمثلة يف (ا�ستغالل حرية‬ ‫‪34‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫التعبري للإ�ساءة �إىل الإ�سالم كما حدث يف الر�سوم الكاريكاتورية البذيئة‪ ،‬وفيلم‬ ‫فتنة ال�سخيف وغريه)‪ ،‬والثانية من خالل م�أ�س�سة العداء للم�سلمني‪ ،‬كما جرى يف‬ ‫اال�ستفتاء ال�شعبي الذي �شهدته �سوي�سرا و�أ�سفر عن قرار منع بناء امل�آذن‪.‬‬ ‫يف �سياق �آخر‪� ،‬أكد الأمني العام لـ (التعاون الإ�سالمي) ب�أن العالقة مع‬ ‫الآخر تعاين بالفعل من التطرف لدى اجلانبني‪ ،‬مو�ضحا ب�أن املتطرفني يف العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬يقدمون �صورة خاطئة عن الإ�سالم‪ ،‬وهو ما قد (يختزل الإ�سالم يف‬ ‫ممار�سات لي�ست من �صلبه يف �شيء)‪ .‬و�أ�شار �إىل �أن التطرف يف اجلهة الأخرى‬ ‫يتج�سد يف �إنكار قيم الإ�سالم ال�سمحاء‪ ،‬مع الرتكيز على املظاهر التي يقدمها‬ ‫املت�شددون من اجلانب امل�سلم‪.‬‬ ‫ودعا �إح�سان �أوغلى �إىل �ضرورة �أن تتخل�ص العالقة مع الآخر من الت�شدد يف‬ ‫اجلانبني‪ ،‬و�أن يجري التقييم للم�سلمني على �أ�سا�س االجتاه العام‪� ،‬أو الفكر العام‬ ‫املبني على الت�سامح والتعاي�ش‪.‬‬ ‫وطالب الأمني العام الدول الأع�ضاء باملنظمة بالقيام بدور �أ�سا�سي يف الت�صدي‬ ‫ملا يعرف بظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬الفتا �إىل �أن ظاهرة العداء للإ�سالم قد دخلت يف‬ ‫املرحلة الثالثة‪ ،‬والتي ال ِقبل للأمانة العامة لـ (التعاون الإ�سالمي) بها‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى يوم ‪ 18‬يونيو ‪ ،2012‬يف كلمته �أمام االجتماع التح�ضريي‬ ‫مل�ؤمتر وزراء اخلارجية املرتقب عقده يف جيبوتي‪� ،‬إن (الإ�سالموفوبيا انتقلت �إىل‬ ‫مرحلة ا�ستغاللها يف احلمالت االنتخابية يف �أوروبا)‪ ،‬مذكرا ببدء الظاهرة بالإ�ساءة‬ ‫�إىل الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬عرب الر�سوم الكاريكاتورية امل�سيئة‪ ،‬ومن ثم بد�أت‬ ‫املرحلة الثانية مبوجة �إعالمية ا�ستهدفت ت�شويه الدين الإ�سالمي احلنيف‪ ،‬ورموزه‪،‬‬ ‫بغية ت�ضييق اخلناق على املجتمعات امل�سلمة يف �أوروبا‪.‬‬


‫حرية التعبري �أم حرية‬ ‫التعدي؟‬ ‫التعبري عن الأفكار والآراء �أم‬ ‫عن م�شاعر احلقد والعن�صرية؟‬ ‫د‪� .‬أحمد �سامل‬ ‫�إدارة الإعالم‬ ‫يف احلادي ع�شر من �سبتمرب ‪ ،2001‬قام ب�ضعة ع�شر رج ًال ال يرتدون‬ ‫الزي الع�سكري لأي دولة �إ�سالمية ولي�س لهم متثيل حقيقي يف العامل الإ�سالمي‬ ‫ّ‬ ‫بتنفيذ اعتداء �إرهابي �ضد الواليات املتحدة‪ .‬وعلى الرغم من �أن امل�سلمني عموما‪ً،‬‬ ‫وهيئات جمتمع مدين‪ ،‬ا�ستنكروا و�أدانوا يف حينه هذا العمل‬ ‫حكومات وعلما َء دين‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الآثم ب�أ�ش ّد عبارات التنديد‪ ،‬معلنني بكل و�ضوح براءة امل�سلمني والإ�سالم من‬ ‫هذه اجلرمية بد�أت يف الغرب منذ ذلك احلني حمالت ت�شويه �شعواء �ضد العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ومل تلبث هذه احلمالت الت�شويهية �أن تفاقمت وت�صاعدت‪ ،‬واتخذت‬ ‫�أ�شكا ًال خمتلفة �أ�صبح اال�ستغالل ال�سيا�سي واال�ستقطاب االنتخابي �أحد �أب�شع‬ ‫مظاهرها‪.‬‬ ‫الزي الع�سكري‬ ‫يرتدون‬ ‫أمريكيون‬ ‫�‬ ‫جنود‬ ‫قام‬ ‫أعوام‪،‬‬ ‫�‬ ‫بب�ضعة‬ ‫احلادثة‬ ‫هذه‬ ‫بعد‬ ‫ّ‬ ‫للواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬وهم مر�سلون من بلدهم بقرار ر�سمي‪� ،‬إبان احتاللهم‬ ‫العراق بارتكاب انتهاكات حلقوق الإن�سان �ضد املدنيني العراقيني كما ح�صل يف‬ ‫�سجن �أبو غريب‪ .‬وقد بذل امل�س�ؤولون الأمريكيون جهدهم للتن�صل من هذا العمل‪،‬‬ ‫معلنني بكل و�ضوح �أن هذا ال�سلوك ال يعرب عن القيم الأمريكية‪.‬‬ ‫طبع ًا‪ ،‬ال �أرى �أن هناك داعي ًا للمقارنة بني اخل�سائر الب�شرية يف �أرواح املدنيني‬ ‫املرتتبة على ما ُي�سمى احلرب الأمريكية لتحرير العراق وما رافقها من �أخطاء‬ ‫جنود االحتالل الأمريكي هناك �أو �ضحايا اعتداءات احلادي ع�شر من �سبتمرب‪.‬‬ ‫لكن تداعيات االحتالل الأمريكي للعراق مل يعد يتحدث عنها �أحد‪ ،‬فيما ال يزال‬ ‫امل�سلمون يدفعون ثمن احلادي ع�شر من �سبتمرب ت�شويه ًا ل�سمعتهم وربط ًا لدينهم‬ ‫بكل ما ينجم عن الإرهاب يف العامل من م� ٍآ�س ومنكرات‪.‬‬ ‫ومع ر�سوخ وجتذر املمار�سات املرتبطة مبعاداة الإ�سالم �أو الإ�سالموفوبيا‪،‬‬ ‫ميكن االعتقاد �أننا �أ�صبحنا يف عهد يتعر�ض فيه امل�سلمون حلمالت �أ�ش َّد من تلك‬ ‫التي تعر�ض لها اليهود يف �أوروبا والتي بلغت ذروتها بحمالت معاداة ال�سامية التي‬ ‫انطلقت من تراكمات يف التاريخ ون�صو�ص الأدب‪ ،‬و�شهدت �أول تنظيم لها على‬ ‫نحو معلن خالل �سبعينيات وثمانينيات القرن التا�سع ع�شر انطالق ًا من رو�سيا‪،‬‬ ‫ومل تلبث �أن انت�شرت يف غريها من البلدان الأوروبية‪ ،‬وتتوجت هذه احلمالت مع‬ ‫�صعود اليمني املتطرف يف �أملانيا وما عرفه العامل من فظائع اقرتفها النازيون‬ ‫بحق اليهود‪ .‬وبنا ًء على املكا�سب التي يحققها اليمني املتطرف يف الغرب ويف ظل‬ ‫حمالت الت�شويه املغر�ضة �ضد امل�سلمني وثقافتهم‪� ،‬أ�صبح من املنطقي الت�سا�ؤل‪:‬‬ ‫هل الق�ضية م�س�ألة وقت قبل �أن نرى هذا اليمني يحكم قب�ضته على زمام الأمور يف‬ ‫الغرب من جديد على غرار النازيني يف �أملانيا يف مطلع ثالثينيات القرن الع�شرين‬ ‫ليعيد �إىل ذاكرة الب�شر ما ميكن �أن يعترب لدى بع�ض املتطرفني العن�صريني �أجماد‬ ‫دواع مغايرة‪ ،‬لكن هذه املرة مع �ضحايا خمتلفني‪ ،‬اجلاليات‬ ‫هتلر التليدة‪ ،‬وحتت ٍ‬ ‫امل�سلمة يف الغرب؟!‬ ‫�أنا ال �أدري كيف يغيب مثل هذا االحتمال املخيف عن �أذهان الكتّاب الغربيني‬ ‫وهم يتفـ ّنـنـون يف حمالت الت�شويه والإ�ساءة للم�سلمني‪ ،‬مدّعني بكل ب�ساطة �أن ذلك‬ ‫جمرد ممار�سة �شخ�صية حلرية التعبري عن �آرائهم و�أفكارهم التي ي�ؤمنون بها‬ ‫وعلى نحو يتيح لهم دون رقيب �أو ح�سيب �أو قانون احلق يف التعري�ض والت�شويه‬

‫و�إل�صاق التهم‪ ،‬لي�س بفرد وال حتى مبجموعة من الأفراد بل بثقافة بكاملها وبدين‬ ‫و�أتباعه الذين يناهزون ربع �سكان املعمورة‪.‬‬ ‫ال �أحد يف هذا العامل ميكنه القول �إن القوانني التي ُو�ضعت ل�ضمان حقوق الأفراد‬ ‫واملجتمعات �إمنا ُو�ضعت لتقييد التعبري عن الأفكار والآراء �إ ّال �إذا كان هذا التعبري‬ ‫اعتدا ًء على حقوق الآخرين بال�سب �أو ال�شتم �أو �إل�صاق التهم جزاف ًا �أو �أي اعتداء‬ ‫لفظي �أو معنوي‪ ،‬فاملبد�أ البديهي لكل قوانني الأر�ض و�شرائع ال�سماء عرب التاريخ �أن‬ ‫حرية كل واحد منا تنتهي عندما يتم امل�سا�س بحق الآخرين‪.‬‬ ‫وبفعل هذه االدعاءات املغر�ضة �ضد امل�سلمني ودينهم وثقافتهم‪ ،‬جنحت عنا�صر‬ ‫اليمني املتطرف يف ر�سم �صورة �سلبية عن امل�سلمني على �أنهم “تهديد” للح�ضارة‬ ‫الغربية‪ ،‬الأمر الذي جعل بع�ض احلكومات الأوروبية تفر�ض قيود ًا وحظر ًا على‬ ‫املمار�سات الثقافية الإ�سالمية وعلى القادة امل�سلمني وحت ّد من حريتهم يف ممار�سة‬ ‫قناعاتهم الدينية‪ .‬وجتلى امل�ؤ�شر الأخطر لهذا التوجه يف التجاوب الر�سمي من‬ ‫احلكومات الغربية مع �أطروحات اليمني املتطرف مع ما قد ي�ؤدي �إليه ذلك من �آثار‬ ‫وتداعيات‪.‬‬ ‫وت�ؤكد التقارير والدرا�سات �أن امل�ستقبل يبدو واعد ًا بالن�سبة لل�سيا�سيني املتطرفني‬ ‫يف القارة العجوز‪ .‬ومن �أبرز الدرا�سات التي ميكن اال�ست�شهاد بها يف هذا املجال تلك‬ ‫التي �أ�صدرها معهد دميو�س والتي �أو�ضحت بح�سب العينات التي قامت با�ستطالع‬ ‫�آرائها �أن الأحزاب اليمينية ال�شعبوية املتطرفة توا�صل اكت�ساح مواقع جديدة يف عدد‬ ‫من الدول الأوروبية‪ .‬وبينت الدرا�سة �أن �أكرث من ‪ 67‬يف املئة من املنتمني �إىل هذه‬ ‫التيارات هم دون �سن الثالثني‪ ،‬حيث ت�شكل الأزمة االقت�صادية يف �أوروبا وانعكا�ساتها‬ ‫على ال�شباب العاطلني عن العمل املعمعة التي ُي َ‬ ‫نظر من خاللها �إىل املهاجرين نظرة‬ ‫ً‬ ‫�سلبية باعتبارهم �سبب ًا يف تقل�ص فر�ص العمل �أمامهم وتهديدا لن�سيجهم املجتمعي‬ ‫وقيمهم الثقافية‪ .‬وملواجهة خطر تنامي الإ�سالموفوبيا يف الغرب‪ ،‬جنحت منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف ا�ست�صدار �سل�سلة من قرارات اجلمعية العامة للأمم املتحدة‬ ‫على امتداد ال�سنوات الأخرية كان �آخرها القرار رقم ‪ 167/A/66‬الذي تقدمت‬ ‫به املنظمة واعتمدته اجلمعية العامة بالإجماع‪ .‬واعتُرب هذا القرار تتويج ًا النت�صارات‬ ‫املنظمة ال�سابقة وت�أكيد ًا لقرار جمل�س حقوق الإن�سان رقم ‪ 18/16‬الذي رعته‬ ‫املنظمة كذلك حول “مكافحة التع�صب والقولبة النمطية ال�سلبية والو�صم والتمييز‬ ‫والتحري�ض على العنف وممار�سته �ضد النا�س ب�سبب دينهم �أو معتقدهم”‪ ،‬الذي‬ ‫اعتُمد بتوافق الآراء يف جنيف يف مار�س ‪ .2011‬وال ميكننا �أن نغفل قرار اجلمعية‬ ‫العامة للأمم املتحدة رقم ‪ ،22465‬ال�صادر يوم ‪� 11‬إبريل ‪ ،2011‬الذي عبرّ‬ ‫عن ا�ستياء الأمم املتحدة من ا�ستخدام و�سائط الإعالم املطبوعة وغريها‪ ،‬للتحري�ض‬ ‫على العنف وكراهية الأجانب وا�ستهداف الرموز الدينية‬ ‫وزاد الطني بلة بالن�سبة للكتّاب املتطرفني يف الغرب انطالق م�سار ا�سطنبول‬ ‫يوم ‪ 15‬يوليو ‪ 2011‬الذي متكنت من خالله منظمة التعاون الإ�سالمي من تن�سيق‬ ‫العمل مع الواليات املتحدة واالحتاد الأوروبي ملواجهة خطر تنامي الإ�سالموفوبيا‪ .‬فما‬ ‫كان من ه�ؤالء الكتّاب �إ ّال �أن جعلوا من املنظمة و�أمينها العام‪ ،‬الربوفي�سور �أكمل الدين‬ ‫�إح�سان �أوغلى‪ ،‬هدف ًا حلمالت الت�شويه‪ ،‬زاعمني �أن �سعي هذا امل�سار للح ّد من حمالت‬ ‫الإ�ساءة والت�شويه والتمييز العن�صري التي يتعر�ض لها امل�سلمون وغريهم من �أتباع‬ ‫الديانات الأخرى ما هي �إ ّال جلم حلرية احلق يف التعبري و�إبداء الر�أي‪.‬‬ ‫ولو�ضع الأمور يف ن�صابها‪ ،‬ال بد من القول �إن ما عملت املنظمة على ت�أكيده‬ ‫يف كل ما قامت به من حتركات �أن حرية التعبري ال بد �أن تكون حرية م�س�ؤولة‪ ،‬لأن‬ ‫ترك الأمور على عواهنها دون �أي م�س�ؤولية �أخالقية من �ش�أنه �أن يف�سح املجال لن�شر‬ ‫و�إ�شاعة معلومات مغلوطة عن �أي ديانة ي�ستهدفها الكـتّـاب قد تثري الفنت وال�صراعات‪،‬‬ ‫وعلى نحو قد تتع ّر�ض معه حقوق الإن�سان الأ�سا�سية لأتباع تلك الديانة للخطر‪ .‬وهو ما‬ ‫يلحق ال�ضرر الكبري الذي قد يتعذر �إ�صالحه بالعالقات بني الأمم وال�شعوب‪ ،‬وترتتب‬ ‫عليه تداعيات تهدد الأمن وال�سالم يف العامل‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫هيئة حقوق الإن�سان التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ت�ستكمل قواعد الإجراءات اخلا�صة بها‬

‫�أمني عام منظمة التعاون الإ�سالمي ووزير خارجية تركيا يخاطبان اجلل�سة االفتتاحية‬

‫اال�ستعمارية بالنظر �إىل انعكا�ساتها على حقوق الإن�سان لل�شعب الفل�سطيني واجلهود‬ ‫ا�سطنبول ‪ -‬تركيا‬ ‫املبذولة من �أجل �سالم دائم يف ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫وعربت الهيئة عن ان�شغالها العميق حيال انتهاكات حقوق الإن�سان الواردة‬ ‫عقدت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫دورتها الثانية يف العا�صمة الرتكية �أنقرة خالل الفرتة من ‪� 31-27‬أغ�سط�س التي يرتكبها اجلانبان يف خ�ضم الأزمة ال�سورية احلالية‪ .‬و�أكدت الهيئة امل�س�ؤولية‬ ‫‪ .2012‬وا�ستكملت نظامها الداخلي طبق ًا لال�ستحقاق املن�صو�ص عليه يف القانون الأ�سا�سية للدولة يف احلفاظ على القانون والنظام‪ ،‬داعية �إىل هدنة �إن�سانية لهذا‬ ‫الأ�سا�سي ووفق الأجل املحدد لرفعه �إىل جمل�س وزراء اخلارجية ملنظمة التعاون النـزاع امل�سلح من �أجل القيام بتقييم للحاجات‪.‬‬ ‫كما عربت الهيئة عن قلقها البالغ جتاه انتهاكات حقوق الإن�سان �ضد م�سلمي‬ ‫الإ�سالمي ق�صد املوافقة عليه‪.‬‬ ‫الروهينغيا يف ميامنار‪ ،‬وقررت �إيفاد بعثة لتق�صي‬ ‫وقد خاطب اجلل�س َة االفتتاحي َة وزي ُر‬ ‫احلقائق بغية تقييم ميداين لأو�ضاع امل�سلمني‬ ‫اخلارجية الرتكي �أحمد داود �أوغلى والأمني العام‬ ‫الروهينغيا‪ ،‬وطلبت من الرئي�س ربط االت�صال مع‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان‬ ‫�أوغلى‪ ،‬اللذان �أ�شادا يف كلمتيهما ال�ضافيتني الهيئة تركز على حقوق الإن�سان يف‬ ‫حكومة ميامنار يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫وعربت الهيئة �أي�ض ًا عن ان�شغالها بانتهاكات‬ ‫فل�سطني و�سوريا ومايل وبالن�سبة‬ ‫ب�أداء �أع�ضاء الهيئة وبامل�ستوى العايل الذي‬ ‫حقوق الإن�سان التي ترتكبها اجلماعات الإرهابية‬ ‫يتمتعون به من االلتزام والتفاين والكفاءة املهنية‬ ‫للم�سلمني الروهينغيا يف ميامنار‬ ‫�ضد املدنيني العزل يف مايل ونهب املواقع امل�صنفة‬ ‫وعلى نحو �أ�سهم يف التقدم امللحوظ املحرز يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تراثا ثقافيا عامليا من طرف منظمة اليون�سكو‪.‬‬ ‫عمل الهيئة على الرغم من الوقت الق�صري الذي‬ ‫و�أكدت الهيئة �ضرورة بذل اجلهود والت�شاور‬ ‫مر على �إن�شائها‪ .‬و�أعربا عن ثقتهما ب�أن الدورة‬ ‫من قبل املجتمع الدويل بهدف �إيجاد حلول‬ ‫الثانية يف �أنقرة �ست�سهم �إىل حد كبري يف �إ�ضفاء‬ ‫الطابع امل�ؤ�س�سي على الهيئة كدعامة هامة �ضمن عملية �إعادة الهيكلة والإ�صالح �سيا�سية للو�ضع يف �سوريا ومايل وو�ضعية امل�سلمني الروهينغيا يف ميامنار مع الإ�شارة‬ ‫خ�صو�ص ًا �إىل التعجيل يف ترحيل الالجئني �إىل البلدان املجاورة‪.‬‬ ‫التي تعرفها منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وبخ�صو�ص الأولويات التي مت حتديدها خالل الدورة الأوىل املنعقدة يف‬ ‫و�شدد الأمني العام على �أهمية عمل الهيئة‪ ،‬وقال �إن �إن�شاءها �شكل وفا ًء بتحقيق‬ ‫�أحد الأهداف الرئي�سية واملن�صو�ص عليها يف برنامج العمل الع�شري ملنظمة التعاون جاكرتا‪ ،‬ركزت الهيئة على حقوق املر�أة والطفل واحلق يف التنمية‪ ،‬و�أن�ش�أت فريق‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬وقال �إن الهيئة �ستكون مبثابة �إطار مرجعي لت�سليط ال�ضوء على الأهمية عمل لإيجاد مقاربة لبحث هذه احلقوق ق�صد التو�صل �إىل ر�أي ا�ست�شاري لعر�ضه‬ ‫املمنوحة حلقوق الإن�سان يف الإ�سالم‪ ،‬على ال�صعيد العاملي‪ .‬و�أ�ضاف �أن الهيئة كانت على الدول الأع�ضاء‪ .‬كما �أحدثت اللجنة فريق عمل لتقدمي امل�شورة �إىل الدول‬ ‫حمور ًا �أ�سا�سي ًا ال�ستقطاب االهتمام الدويل وامل�ساهمة يف حتقيق ر�ؤية املنظمة الأع�ضاء حول الو�سائل القمينة مبكافحة الإ�سالموفوبيا ومناه�ضة احلث على‬ ‫التع�صب والعنف لأ�سباب دينية‪ ،‬وذلك يف �إطار حقوق الإن�سان‪ .‬و�أكدت الهيئة �أهمية‬ ‫وم�صداقيتها كمنظمة تنبني على ر�ؤية قوامها االعتدال والتحديث‪.‬‬ ‫وركزت الهيئة �أ�شغالها على خمت ِلف �أوجه حقوق الإن�سان املتعلقة بالو�ضع يف البحث والدرا�سات املتعلقة بحقوق الإن�سان من �أجل تقدمي ر�أي م�ستنري �إىل الدول‬ ‫فل�سطني و�سوريا ومايل وو�ضعية امل�سلمني الروهينغيا يف ميامنار‪ .‬و�أدانت الهيئة الأع�ضاء‪.‬‬ ‫جتدر الإ�شارة �إىل �أن هذه الهيئة املكونة من ‪ 18‬ع�ضو ًا تُـ َعـ ّد �أول هيئة للخرباء‬ ‫ب�شدة ا�ستمرار انتهاك حقوق الإن�سان التي ترتكبها �إ�سرائيل باعتبارها قوة االحتالل‬ ‫يف فل�سطني وباقي الأرا�ضي العربية‪ ،‬مع الإ�شارة على وجه اخل�صو�ص �إىل ال�سيا�سة امل�ستقلني يف تاريخ منظمة التعاون الإ�سالمي التي يعود �إن�شا�ؤها �إىل �أربعة عقود‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬


‫اقت�صاد‬

‫�إح�سان �أوغلى يف احتفالية يوم �إفريقيا ال�سنوي يف جدة‪:‬‬ ‫�أحلم بتحقيق م�شروع �سكة حديد بور�سودان ـ دكار على �أر�ض الواقع‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬أكمل الدين �إح�سان �أوغلى �أن‬ ‫املنظمة تعمل جاهدة على حتقيق امل�شروع‬ ‫الكبري اخلا�ص بربط املدينة ال�سودانية‬ ‫بور�سودان يف �شرق القارة الإفريقية‬ ‫بالعا�صمة ال�سنغالية داكار يف غربها عرب‬ ‫خط �سكة حديدية‪ .‬و�أ�شار الأمني العام �إىل �أن‬ ‫هذا امل�شروع العمالق �سيكون �أعظم امل�شاريع‬ ‫التنموية يف �إفريقيا‪ ،‬و�سيغري وجه احلياة‬ ‫االقت�صادية يف القارة ب�أكملها‪ ،‬م�ضيف ًا‪ :‬هو‬ ‫م�شروع قريب �إىل قلبي‪ ،‬و�أحلم باليوم ال�سعيد الذي �س�أراه وقد حتقق على �أر�ض‬ ‫الواقع‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام خالل تكرميه من قبل القنا�صلة الأفارقة بجدة مبنا�سبة‬ ‫احتفالية يوم �إفريقيا ال�سنوي التي �أقيمت يف جدة م�ساء يوم ‪ 23‬مايو ‪،2012‬‬ ‫على �أن املجموعة الإفريقية تعترب من �أن�شط املجموعات الإقليمية يف املنظمة‪،‬‬

‫وهذا ما يحدو بالأمانة العامة �إىل الإعراب‬ ‫عن تقديرها و�إ�شادتها بالدور الإفريقي يف‬ ‫�أعمال املنظمة ككل‪ ،‬هذا الدور الذي �أخذ يف‬ ‫التزايد واالت�ساع يف الآونة الأخرية‪.‬‬ ‫وقال �إح�سان �أوغلى‪ :‬حر�صت منذ اليوم‬ ‫الأول لتقلد من�صب الأمني العام على زيارة‬ ‫الدول الإفريقية الأع�ضاء‪ ،‬و�إيالء العمل‬ ‫الإ�سالمي الإفريقي عناية خا�صة ترمي �إىل‬ ‫حتقيق التنمية امل�ستدامة وا�ستتباب �أ�سباب‬ ‫ال�سالم والوئام يف ربوع القارة‪.‬‬ ‫وبني �أن متويل برنامج املنظمة للتنمية‬ ‫يف �إفريقيا و�صل �إىل ‪ 3.9‬مليار دوالر مع نهاية عام ‪� 2011‬صرفت يف جماالت‬ ‫ال�سكن وال�صحة والأمن الغذائي‪ ،‬الزراعة التعليم‪� ،‬أما �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫للتنمية و�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬فقد بلغ جمموع متويلهما مليار دوالر‬ ‫خ�ص�صت لربامج التخفيف من حدة الفقر وتطوير البنية التحتية‪ ،‬وبخا�صة يف‬ ‫البلدان الأقل منو ًا‪.‬‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية يوقع مذكرة تفاهم مع‬ ‫ال�سلطة الفل�سطينية مل�ساعدة ‪� 12‬ألف �أ�سرة‬

‫املدقع‪ .‬و ُينفَّذ الربنامج يف �إطار برنامج الأمم املتحدة للتنمية الذي نال جائزة‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫وقع البنك الإ�سالمي للتنمية مع ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية يف جدة‪ ،‬يوم الإبداع االقت�صادي لتميزه باخل�صو�صية وروح االبتكار يف التعامل مع الأو�ضاع‬ ‫‪ 19‬مار�س ‪ ،2012‬مذكرة تفاهم لتنفيذ املرحلة الثانية من برنامج التمكني االقت�صادية للأ�سر الفل�سطينية‪ .‬ويتمثل الهدف العام من الربنامج يف احلد من‬ ‫الفقر يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة من خالل الو�صول �إىل الأن�شطة الرتويجية‬ ‫االقت�صادي للأ�سر املحرومة يف فل�سطني‪.‬‬ ‫ويهدف الربنامج �إىل م�ساعدة �أكرث من ‪� 12‬ألف �أ�سرة فل�سطينية تعاين الفقر �ضمن �شبكة اخلدمات املالية للأمان االجتماعي‪.‬‬

‫البنك الدويل والبنك الإ�سالمي للتنمية يوقعان‬ ‫مذكرة تفاهم ب�ش�أن التو�سع يف ال�صريفة الإ�سالمية عاملي ًا‬

‫طوكيو ‪ -‬اليابان‬ ‫على هام�ش االجتماعات ال�سنوية ل�صندوق النقد الدويل والبنك الدويل‪ ،‬مت‬ ‫يوم ‪� 14‬أكتوبر ‪ 2012‬يف طوكيو توقيع مذكرة تفاهم بني البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫والبنك الدويل لو�ضع �إطار للتعاون بني الطرفني وتقدمي الدعم للجهود الرامية‬ ‫لتو�سيع انت�شار ال�صريفة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وقد وقع املذكرة عن جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية الدكتور �أحمد حممد‬ ‫علي رئي�س املجموعة‪ ،‬ووقعها عن البنك الدويل الدكتور حممود حميي الدين‪،‬‬ ‫مدير عام بالبنك الدويل‪ ،‬ون�صت مذكرة التفاهم املوقعة بني الطرفني على املبادئ‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫• تبادل املعارف لتحديد ون�شر املمار�سات ال�سليمة يف �صناعة اخلدمات‬ ‫املالية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫• تبادل الأفكار التي من �ش�أنها تعزيز وتطوير ال�صريفة الإ�سالمية لتحقيق‬ ‫الكفاءة والنمو واالندماج املايل‪.‬‬ ‫• ت�شجيع البحوث وتعزيز الوعي ب�إدارة املخاطر للم�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‬

‫ب�شكل خا�ص وال�صناعة املالية الإ�سالمية ب�شكل عام‪.‬‬ ‫• التعاون يف جمال بناء القدرات يف قطاع اخلدمات املالية الإ�سالمية‬ ‫بهدف تعزيز اال�ستقرار املايل وتعزيز زيادة فر�ص احل�صول على اخلدمات املالية‬ ‫الإ�سالمية يف الأ�سواق العاملية‪.‬‬ ‫وقام معايل الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫بهذه املنا�سبة ب�شرح بع�ض مبادئ التمويل الإ�سالمي املتمثلة يف تقا�سم املخاطر‬ ‫وجتنب الفوائد الربوية‪ .‬م�ؤكد ًا ت�ضاعف الأ�صول املالية الإ�سالمية العاملية ب�شكل‬ ‫كبري خالل العقود الثالثة املا�ضية‪ ،‬حيث بلغت نحو تريليون دوالر �أمريكي يف عام‬ ‫‪ .2010‬وت�شري التقديرات �إىل �أن هذه الأ�صول قد جتاوزت مبلغ ‪ 1.2‬تريليون‬ ‫دوالر �أمريكي يف عام ‪ ،2011‬وم�ؤكد ًا �أي�ضا �أن خدمات التمويل الإ�سالمي ميكن‬ ‫�أن متثل ن�سبة كبرية من اخلدمات املالية يف العديد من الدول يف ال�سنوات القليلة‬ ‫القادمة‪ .‬و�سيقوم البنك الدويل والبنك الإ�سالمي للتنمية مبوجب هذه املذكرة‬ ‫ببحث �إمكانية ا�ستخدام التمويل الإ�سالمي ك�أداة حمتملة لدعم اجلهود التي تبذلها‬ ‫الدول لتحقيق �أهدافها الإمنائية‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫اقت�صاد‬

‫الدورة الثامنة والع�شرين للجنة الدائمة للتعاون االقت�صادي والتجاري ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫ا�سرتاتيجية جديدة لبناء عامل �إ�سالمي مرتابط‬ ‫و�إطالق م�ؤ�شر �ستنادر �أند بورز ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫ا�سطنبول ‪ -‬تركيا‬ ‫يف الدورة الثامنة والع�شرين للجنة الدائمة للتعاون االقت�صادي والتجاري‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي (الكوم�سيك) مت �إطالق م�ؤ�شر �ستنادر �أند بورز ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وا�سرتاتيجية الكوم�سيك لبناء عامل �إ�سالمي مرتابط‪.‬‬ ‫و�أقيم احلفل االفتتاحي للدورة الثامنة والع�شرين للكوم�سيك يوم ‪� 10‬أكتوبر‬ ‫‪ 2012‬برئا�سة معايل ال�سيد‪ ،‬رجب طيب �أردوغان‪ ،‬رئي�س وزراء اجلمهورية‬ ‫الرتكية‪ .‬وبعد ترحيب معايل ال�سيد �أردوغان بالوفود احلا�ضرة‪� ،‬أعرب عن �إميانه‬ ‫ب�أن التعاون يف الكوم�سيك �سوف يحقق مزيدا من النجاح يف ال�سنوات املقبلة‪ .‬و�إذ‬ ‫�أ�شار رئي�س الوزراء �أردوغان �إىل ما ي�شهده االقت�صاد العاملي من تذبذب و�ضعف‪،‬‬ ‫�شدد معايل رئي�س الوزراء على �ضرورة م�شاركة الدول الأع�ضاء بالكوم�سيك يف بناء‬ ‫اقت�صاد عاملي يت�سم بالقوة واال�ستقرار‪ .‬و�أكد على �أنه ال ميكن بناء عامل ينعم فيه‬ ‫الب�شر بحياة �أف�ضل و�أكرث عدال �إال من خالل العمل امل�شرتك‪� .‬إ�ضاف ًة �إىل ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫املكانة املتقدمة التي حققتها الدول الأع�ضاء يف االقت�صاد العاملي‪ ،‬وزيادة املطالب‬ ‫املجتمعية الحرتام حقوق الإن�سان‪ ،‬و�سيادة القانون‪ ،‬وال�شفافية‪ ،‬وامل�ساءلة هي‬ ‫العوامل الرئي�سية الأخرى‪.‬‬ ‫وا�صل معايل ال�سيد �أردوغان كلمته بذكر ا�سرتاتيجية الكوم�سيك التي مت‬ ‫اعتمادها م�ؤخرا‪ ،‬و�أعرب عن �إميانه ب�أنها �ستعمل على �ضمان حتقيق الكوم�سيك‬ ‫لر�ؤية جديدة و�إطار �أكرث قابلية للتنفيذ من �ش�أنه زيادة فعالية الكوم�سيك وتعزيز‬ ‫ح�ضورها‪ .‬كما قال معايل ال�سيد �أردوغان �إن هذه اال�سرتاتيجية اجلديدة تقوم على‬ ‫ثالثة مبادئ‪� ،‬أال وهي‪ :‬االرتقاء بحركة االنتقال‪ ،‬وكذا تعزيز الت�ضامن‪ ،‬والنهو�ض‬ ‫مب�ستوى احلوكمة الر�شيدة‪ .‬و�أكد معايل ال�سيد �أردوغان على �أن اال�سرتاتيجية‬ ‫تبني دورة لإدارة امل�شروعات تقدم �صورة وا�ضحة خلطوات تنفيذ امل�شروعات بدء ًا‬ ‫بتقدميها وانتها ًء بتنفيذها‪ .‬و�أ�شار معايل ال�سيد �أردوغان �إىل �أن الدول الأع�ضاء‬ ‫يجب �أن ت�ضطلع بدور حموري‪ ،‬و�أن ت�صبح اخلدمات التي تقدمها الأمانة �أكرث‬ ‫فعالية ومهنية حتى يت�سنى تنفيذ ا�سرتاتيجية الكوم�سيك‪.‬‬ ‫وعقب الكلمة االفتتاحية التي �ألقاها معايل ال�سيد رجب طيب �أردوغان‪،‬‬ ‫�ألقى معايل الربوفي�سور �أكمل الدين �إح�سان �أوغلو‪ ،‬الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬كلمة خالل اجلل�سة االفتتاحية‪ .‬و�أكد اح�سان �أوغلو يف كلمته‪ ،‬على الدور‬ ‫الذي ت�ضطلع به الأمانة العامة وامل�ؤ�س�سات املختلفة التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف تنفيذ برامج الكوم�سيك والقرارات ال�صادرة عنها‪ .‬كما دعا �إىل تكثيف امل�شاركة‬ ‫البناءة مع اجلماعات االقت�صادية الإقليمية التي ت�ست�ضيفها بع�ض الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي مثل اجلماعة االقت�صادية لدول غرب �إفريقيا (�إيكوا�س)‬ ‫ومنظمة التعاون االقت�صادي (�إيكو) ورابطة دول جنوب �شرق �آ�سيا (�آ�سيان) و‬ ‫دول جمل�س التعاون اخلليجي وال�سوق امل�شرتكة ل�شرق وجنوب �أفريقيا (كومي�سا)‬

‫‪38‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫لت�سهيل �إمتام عملية الت�صديق على نظام االف�ضليات التجارية للمنظمة التي دخلت‬ ‫اتفاقياتها القانونية الأ�سا�سية الثالث بالفعل حيز النفاذ‪.‬‬ ‫ويف معر�ض ت�أكيده على الدور الذي ي�ضطلع به القطاع اخلا�ص يف تي�سري �سبل‬ ‫التنمية االقت�صادية واالجتماعية للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬شدد‬ ‫معايل الأمني العام على الت�شجيع امل�ستمر لأن�شطة القطاع اخلا�ص يف القطاعات‬ ‫املختلفة ذات الأولوية يف �إطار التعاون االقت�صادي فيما بني الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة‪ ،‬مبا يف ذلك الزراعة‪ ،‬وريادة امل�شروعات والتدريب املهني‪.‬‬ ‫وبينما �سلط ال�ضوء على م�ساعيه ال�شخ�صية ل�ضمان التنفيذ ال�سريع لربامج‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي يف جمال تعزيز وت�سهيل ومتويل التجارة والق�ضاء على الفقر‬ ‫والتدريب املهني‪� ،‬أملح الأمني العام �إىل �أن هذه االت�صاالت الدبلوما�سية رفيعة امل�ستوى‬ ‫قد �أ�سهمت يف زيادة التجارة البينية للمنظمة التي بلغ قيمتها اليوم ‪ 687‬مليار دوالر‬ ‫مقارنة بـ ‪ 205‬مليار دوالر يف عام ‪ .2004‬وتعهد مبوا�صلة امل�سرية ل�ضمان حتقيق‬ ‫الهدف املتمثل يف ن�سبة ‪ 20‬يف املئة من التجارة البينية بحلول عام ‪ 2015‬والتي‬ ‫حددتها القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية الثالثة التي عقدت يف مكة املكرمة يف عام ‪.2005‬‬ ‫وا�ستُكملت اجلل�سة االفتتاحية مبرا�سم االحتفال ب�إطالق م�ؤ�شر �ستنادر �أند بورز‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪/‬الكوم�سيك وا�سرتاتيجية الكوم�سيك لبناء عامل �إ�سالمي‬ ‫مرتابط‪.‬‬ ‫وانعقدت جل�سة العمل الوزارية اخلا�صة بالدورة الثامنة والع�شرين للكوم�سيك‬ ‫يف‪� 10‬أكتوبر ‪ ،2012‬برئا�سة الدكتور جودت يلماز‪ ،‬وزير التنمية باجلمهورية‬ ‫الرتكية‪ .‬ويف م�ستهل جل�سة العمل‪ ،‬مت توقيع اتفاقية مكتب البوابة القطرية بني‬ ‫اجلمهورية الرتكية والبنك الإ�سالمي للتنمية‪ .‬وانعقدت جل�سة تبادل وجهات النظر‬ ‫للدورة الثامنة والع�شرين للكوم�سيك حتت عنوان « تعزيز تناف�سية امل�شروعات‬ ‫ال�صغرية واملتو�سطة يف الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫و�ألقى معايل الدكتور جودت يلماز خطاب ًا ختامي ًا �أثناء اجلل�سة‪ .‬و�أ�شار �إىل‬ ‫امل�شروعني اللذين مت �إطالقهما خالل الدورة‪ .‬ويف م�ستهل كلمته‪ ،‬قال �إنه يعلق �أهمية‬ ‫خا�صة على اال�سرتاتيجية اجلديدة للكوم�سيك‪ ،‬التي �ستلعب دور ًا جوهري ًا يف خلق‬ ‫�أر�ضية م�شرتكة من التفاهم وتقريب ال�سيا�سات فيما بني الدول الأع�ضاء‪ .‬كما �أكد‬ ‫�أن هذه اال�سرتاتيجية �أوجدت كوم�سيك ذات توجه قطري‪ ،‬وتهدف �إىل تي�سري نقل‬ ‫الب�ضائع‪ ،‬ور�ؤو�س الأموال وكذلك انتقال الأفراد فيما بني بلدان الكوم�سيك‪ .‬وثاني ًا‪،‬‬ ‫تطرق �إىل احلديث عن �إطالق م�ؤ�شر �ستاندرد �آند بورز ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪/‬‬ ‫الكوم�سيك لقيا�س �أداء ‪� 50‬شركة متوافقة مع �أحكام ال�شريعة الإ�سالمية‪ .‬و�أعرب‬ ‫عن �إميانه ب�أن هذا امل�ؤ�شر �سيكون عالمة جتارية يف جميع �أرجاء العامل‪ ،‬و�أنه‬ ‫�سيحقق �إفادة جمة فيما يتعلق بالتعامل مع تزايد الطلب على ال�صكوك املالية‬ ‫الإ�سالمية يف العامل‪.‬‬


‫م‬

‫جمهورية باك�ستان‬ ‫الإ�سالمية‪:‬‬ ‫اال�سم‪ :‬جمهورية باك�ستان الإ�سالمية‬ ‫العا�صمة‪� :‬إ�سالم �أباد‬ ‫‪ 177.100.000‬ن�سمة (تقديرات عام ‪)2011‬‬ ‫ال�سكان‪ :‬‬ ‫‪ 796.095‬كيلو مرت ًا مربع ًا‬ ‫امل�ساحة‪ :‬‬ ‫اللغة الر�سمية‪ :‬الأوردية‬ ‫الروبية الباك�ستانية‬ ‫الوحدة النقدية‪ :‬‬

‫ع‬ ‫ملمر خيرب‪ ،‬وهي عا�صمة مقاطعة احلدود ال�شمالية الغربية‪ .‬وكويتا هي عا�صمة‬ ‫بلو�ش�ستان التي هي �أكرب مقاطعة بباك�ستان يف منطقة غنية مبواردها الطبيعية‪.‬‬ ‫ال�سيا�سة‬ ‫تتكون باك�ستان من احتاد ي�ضم �أربع مقاطعات‪ ،‬وتعتمد الدميقراطية الربملانية‬ ‫يف �إطار منظومة تعدد الأحزاب‪ ،‬وكما هو وا�ضح من �أجندة �أحزابها ال�سيا�سية‬ ‫وبراجمها املعلنة‪ ،‬ف�إن ال�سيا�سة الأ�سا�سية للبالد هي االعتدال والرتكيز على التنمية‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية‪ ،‬وهي مبادئ مت�أ�صلة يف د�ستور الدولة ت�ؤكد العدالة‬ ‫االجتماعية والرفاهة وامل�ساواة وت�ساوي الفر�ص الدميقراطية واحلرية والتقدم‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد العالقات اخلارجية‪ ،‬تنتهج باك�ستان �سيا�سة ال�سعي لإقامة عالقات‬ ‫ودية وتعاونية مع جميع البلدان على �أ�سا�س املبادئ اخلم�سة اخلا�صة بالتعاي�ش‬ ‫ال�سلمي‪.‬‬

‫ملحة عامة‬ ‫برزت باك�ستان امل�ستقلة يوم ‪� 14‬أغ�سط�س ‪ .1947‬ولكن تاريخها يزيد على‬ ‫خم�سة �آالف �سنة‪ .‬فقد كانت �أر�ض باك�ستان مهد ًا حل�ضارات قدمية‪ .‬وعا�صرت‬ ‫ح�ضارات وادي الأندو�س‪ ،‬ذات املدن متطورة جد ًا وح�ضارات النيل والرافدين‬ ‫والنهر الأ�صفر‪ .‬وقبل �أكرث من �ألفي �سنة‪ ،‬ازدهرت ح�ضارة غاندهارا البوذية يف‬ ‫�شمال باك�ستان‪ ،‬حيث كانت تاك�سيال مركز ًا للتعلم‪.‬‬ ‫�سافر �إىل تاك�سيال علماء �صينيون م�شهورون مثل خوان زاجن لدرا�سة الكتب‬ ‫البوذية‪ .‬وقد ذكرت هذه الأ�سفار يف �أ�شهر رواية �صينية‪ ،‬وهي (رحلة �إىل الغرب)‪.‬‬ ‫االقت�صاد‬ ‫واليوم‪ ،‬مي ّر طريق كاراكورام ال�سريع الذي يربط الهند بال�صني موازي ًا لطريق‬ ‫نام‪ ،‬حيث تويل احلكومة �أولوية ق�صوى للتنمية االقت�صادية‬ ‫باك�ستان بلد ٍ‬ ‫احلرير ال�شهري‪ .‬ويعود تراث باك�ستان الإ�سالمي �إىل �أكرث من �ألف �سنة خلت‪،‬‬ ‫واالجتماعية‪ .‬وي�سهم قطاع الزراعة ي�سهم بن�سبة ‪ 25‬يف املئة من مواردها‬ ‫وهو يجمع بني تقاليد �آ�سيا الو�سطى وغرب �آ�سيا يف املعمار وال�شعر والأدب‪ ،‬ويقابل‬ ‫ثرا َء التاريخ والتقاليد الثقافية والرتاث يف باك�ستان تنو ٌع وجما ٌل يف الأرا�ضي االقت�صادية‪ ،‬و ُيـ َع ـ ّد القطن والأرز والقمح والذرة والذرة ال�شامية املحا�صيل‬ ‫الأ�سا�سية‪ .‬وت�صدّر باك�ستان الفواكه‪ ،‬وخ�صو�ص ًا احلم�ضيات‪ ،‬والأ�سماك‪ .‬وي�سهم‬ ‫الباك�ستانية‪.‬‬ ‫القطاع ال�صناعي بن�سبة ‪ 24‬يف املئة يف االقت�صاد‪ ،‬حيث متثل �صناعة الن�سيج‬ ‫اجلغرافيا‬ ‫والكيماويات و�صناعة الأدوية واحلديد والفوالذ ومواد البناء والأ�سمنت واملخ�صبات‬ ‫من‬ ‫مرت‬ ‫كيلو‬ ‫‪2000‬‬ ‫طول‬ ‫على‬ ‫ميتد‬ ‫الذي‬ ‫أندو�س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫نهر‬ ‫على‬ ‫باك�ستان‬ ‫تقع‬ ‫وال�سلع الريا�ضية والأدوات امل�ستخدمة يف العمليات اجلراحية وال�سلع اجللدية دعامة‬ ‫ً‬ ‫مرتفعات بامري�س املتجمدة يف ال�شمال �إىل �شواطئ البحر العربي جنوبا‪ .‬وجتاور القطاع ال�صناعي ل�صادرات البالد‪ .‬وتعد الطاقة وتكنولوجيا املعلومات وال�صناعات‬ ‫باك�ستانَ ال�ص ُ‬ ‫ني يف ال�شمال و�أفغان�ستانُ يف ال�شمال الغربي و�إيران يف الغرب والهند ال�صغرية واملتو�سطة من بني �أ�سرع القطاعات منو ًا يف البالد‪.‬‬ ‫يف ال�شرق‪ .‬وتلتقي يف املناطق ال�شمالية من باك�ستان ثالث �سال�سل جبلية رئي�سة‪:‬‬ ‫وتقع باك�ستان على ملتقى الطرق بني �آ�سيا الو�سطى وجنوب �آ�سيا وجنوب غرب‬ ‫كاركوما�س والهيمااليا وهندوكو�ش التي تقع يف بع�ض �أعلى القمم اجلبلية يف العامل‪.‬‬ ‫�آ�سيا‪ ،‬وهذا موقع ا�سرتاتيجي يتيح لباك�ستان قدرات كامنة كبرية لكي ت�صبح مركز ًا‬ ‫ويزور هذه املنطق َة الرائع َة كل �سنة الآالف من مت�سلقي اجلبال‪.‬‬ ‫�إ�سالم �أباد هي العا�صمة االحتادية لباك�ستان‪ ،‬وهي مدينة جديدة وحديثة للن�شاطات االقت�صادية‪� .‬إ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬توجد �شبكة خطوط حديدية وبرية مكثفة‪،‬‬ ‫وهادئة‪ .‬والهور هي املركز الثقايف املعروف ب�آثاره التاريخية‪ ،‬وهي عا�صمة �أكرب وتطور احلكومة طرق ًا �سريعة‪ ،‬وميكن �أن ي�ساعد ميناء جويدار يف ربط الأقاليم‬ ‫مقاطعة وهي البنجاب‪ .‬وكرات�شي هي �أكرب مدينة وي�سكنها ‪ 12‬مليون ن�سمة‪ ،‬وهي املجاورة مبنطقة �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫يقدم اقت�صاد باك�ستان �صورة جيدة لال�ستقرار والنمو‪.‬‬ ‫امليناء متعدد الأجنا�س وعا�صمة ال�سند‪� .‬أما بي�شاور فهي تقع يف الطرف اجلنوبي‬ ‫‪39‬‬

‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬


‫وجهة نظر‬ ‫الدين وال�سيا�سة‪...‬‬

‫ان�سجام �أم انف�صام؟!‬ ‫ال�سفري �سعد الدين الطيب‬ ‫م�ست�شار الأمني العام‬

‫باهظ هو الثمن الذي دفعته املجتمعات على اختالف م�شاربها وانتماءاتها‬ ‫على م ّر الع�صور مقابل الو�صول �إىل �إدراك حقيقة �أن اجلمع بني الدين وال�سيا�سة‬ ‫و�صفة متخمة باملخاطر‪ .‬ولعل العرب املريرة التي ا�ستخل�صتها ب�شكل رئي�سي الدول‬ ‫الغربية من حماوالت اخللط بني الدين وال�سيا�سة ال تزال را�سخة اليوم متام ًا كما‬ ‫كانت بالأم�س‪ .‬وعلينا �أن ن�ستذكر يف هذا املقام �أن تاريخ احلروب الدينية يف �أوروبا‬ ‫يف الع�صور الو�سطى كانت مفعمة بف�صول طويلة من املعاناة وامل�آ�سي الناجمة عن‬ ‫م�شاعر التع�صب الديني وتداعياته الرهيبة من �سفك للدماء وممار�سات العنف‬ ‫والتدمري‪ .‬وم�سرية الن�ضال من �أجل حترير الدول واحلكومات الأوروبية من القب�ضة‬ ‫اال�ستبدادية للكني�سة معروفة وال حتتاج منا �إىل بيان‪.‬‬ ‫من املهم هنا الإ�شارة �إىل �أن العامل الإ�سالمي مل ي�شهد قط مثل هذه احلالة‪،‬‬ ‫لأن الإ�سالم لي�ست لديه تراتيبة دينية وال م�ؤ�س�سة كنائ�سية‪ .‬كما �أن مفهوم الت�سامح‬ ‫يف الإ�سالم كما تلخ�صه �سورة “الكافرون” يف عبارة “لكم دينكم ويل دين” قد‬ ‫حال دون ن�شوب �صراعات نتيجة النعرات الدينية‪ .‬ومن هذا املنظور‪ ،‬ميكننا ت�سليط‬ ‫ال�ضوء على حالة �أرمينيا‪ ،‬هذا البلد الذي ظل لفرتة طويلة حتت احلكم الإ�سالمي‪،‬‬ ‫وكانت تعي�ش فيه �أغلبية م�سيحية من رعايا الكني�سة الأرثوذك�سية اليونانية‪ ،‬وحتيط‬ ‫به دول �إ�سالمية قوية مثل تركيا و�إيران و�أذربيجان‪ .‬ومل يحدث البتة يف �أي مرحلة‬ ‫من املراحل خالل ‪� 1400‬سنة من عمر الإ�سالم �أن تعر�ض الأرمن لل�ضغط �أو‬ ‫للإكراه على اعتناق الإ�سالم‪ .‬ونادر ًا ما اعرتى طابع اخل�صومة العالقة بني الدين‬ ‫وال�سيا�سة يف تاريخ الإ�سالم‪ ،‬ويف حال بروز �أي ت�ضارب بني االثنني ف�إنه كان ُي َحل‬ ‫عن طريق الت�شاور ال�سلمي‪.‬‬ ‫و�إذا ما �أقررنا ب�أن رفاهية الإن�سان هي الهدف الأ�سمى الذي ت�سعى الب�شرية‬ ‫�إىل حتقيقه‪ ،‬و�إذا ما اعتربنا �أن الإن�سان هو املركز الذي يتمحور حوله ويف دائرته‬ ‫والزج بهما يف‬ ‫كل من الدين وال�سيا�سة‪ ،‬ف�إن �أي حماولة ل�سلخ الدين عن ال�سيا�سة ّ‬ ‫ف�ضاءات متنافرة �ستكون مبثابة عملية برت للكائن الب�شري �إىل ن�صفني متكافئني‬ ‫واالعتقاد ب�أن كل �شق منه �سيعمل ب�صورة طبيعية مبفرده‪ .‬الواقع �أن الإن�سان خملوق‬ ‫يرتعرع يف بيئته وينهل من منظومة الفل�سفات والتعاليم الدينية التي حتيط به بقدر‬ ‫ما يظل منغم�س ًا يف النزعات املادية التي ت�سود عامله‪ .‬فال�سيا�سة لوحدها عاجزة عن‬ ‫توفري الإجابات ال�شافية مل�ساعي الإن�سان نحو حتقيق ذاته �أو تطلعاته لإ�ضفاء معنى‬ ‫يزج به يف �أح�ضان الدين‬ ‫على حياته وعامله يتجاوز واقع احلياة املادية اليومية‪ ،‬مما ّ‬ ‫والفكر الفل�سفي والروحاين املجرد‪.‬‬ ‫�إن ما ينبغي �أن نهدف �إىل حتقيقه اليوم لي�س ف�صل ال�سيا�سة عن الدين‪ ،‬بل‬ ‫الأجدر بنا �أن ن�سعى �إىل بناء وتعزيز منظومة قيم عاملية تقوم على الدين وت�ستلهم‬ ‫دالالتها من تعاليمه‪ .‬ففي الأنظمة الدميقراطية العلمانية‪ ،‬تعمل احلكومات من‬ ‫منطلق �أن الدين م�س�ألة �شخ�صية تندرج �ضمن نطاق احلقوق الأ�سا�سية للفرد‪،‬‬ ‫وتعترب �أن كل مواطن ميار�س دينه �أو معتقده بطريقة ال تنتهك حقوق الآخرين‪ .‬فقد‬ ‫مار�س الدين عرب التاريخ و�سيوا�صل ممار�سة ت�أثريات كبرية على معتقدات الب�شر‬ ‫‪40‬‬

‫جملة املنظمة ‪ www.oic-oci.org‬اغ�سط�س ـ اكتوبر ‪2012‬‬

‫و�أفعالهم وت�صرفاتهم فرادى وجماعات‪ ،‬حيث يحمل ك ٌل منا هذه الت�أثريات طوال‬ ‫حياته وال ميكن ب�أي حال من الأحوال االن�سالخ عنها �أو حموها‪.‬‬ ‫و�إذا ما �سربنا �أغوار التاريخ الب�شري �سنجد �أن ال�سجال حول املكونات الروحية‬ ‫والزمنية لل�سلطة الدينية و ُنظم احلكم ال�سيا�سي ظل م�ستعر ًا ومل يتوا َر يف �أي فرتة‬ ‫من فرتات التاريخ الإن�ساين‪ .‬ففي �أوروبا‪ ،‬مل تتم ت�سوية اجلدل احلاد ب�ش�أن م�س�ألة‬ ‫�سيادة الدين على الدولة �إال بعد �صراع �شر�س ومزمن‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إنه مل يتم حتقيق‬ ‫الف�صل املطلق بني الدين والدولة يف جميع البلدان الأوروبية‪ ،‬حيث نرى �أن بع�ض‬ ‫الدول مثل �إجنلرتا لديها نظام حكم دميقراطي‪ ،‬ولديها يف الآن ذاته م�ؤ�س�سة كن�سية‬ ‫ر�سمية هي كني�سة �إجنلرتا‪� .‬أما بالن�سبة لإيطاليا‪ ،‬فالكني�سة فيها تتمتع بو�ضع خا�ص‪،‬‬ ‫�إذ متت ت�سوية النزاع بني الدولة والكني�سة من خالل ا�ستحداث م�ؤ�س�سة دينية قوية‬ ‫تتج�سد يف الفاتيكان الذي يحظى مبزايا عديدة يف خمتلف دول �أمريكا الالتينية‪.‬‬ ‫ويف الواليات املتحدة‪ ،‬يتم منح جمموعة من امل�ساعدات احلكومية جلميع الأديان‬ ‫عرب تدابري �ضريبية ومالية غري مبا�شرة‪ ،‬لكن عملية الف�صل بني الدين والدولة‬ ‫تبقى �أكرث �صرامة‪� .‬أما يف فرن�سا‪ ،‬فالطالق بني الدولة والدين طالق بائن بحكم‬ ‫مقت�ضيات الد�ستور‪.‬‬ ‫وحني يتعلق الأمر مب�س�ألة ف�صل الدين عن الدولة يف البلدان الإ�سالمية فيمكننا‬ ‫القول �إن جدلية الف�صل هذه ظلت‪ ،‬وال تزال‪ ،‬ملفوفة بال�ضبابية‪ ،‬ويتم �إما تهمي�شها‬ ‫�أومقاربتها ب�صورة ملتب�سة‪ ،‬ولعل ذلك يرجع �إىل كون الإ�سالم قد ا�ضطلع بدور‬ ‫�أ�سا�سي يف تاريخ وحياة هذه البلدان التي عملت على االحتماء بدرع ال ُهوية الدينية‬ ‫يف مواجهتها لعمليات التثاقف �أو املثاقفة التي جنمت عن احلمالت اال�ستعمارية‪.‬‬ ‫وكلما انخرطنا يف النقا�ش حول م�س�ألة الدين وال�سيا�سة اليوم‪ ،‬ات�ضح لنا �أن‬ ‫م�صطلح “الأ�صولية الدينية” يطغى ب�شكل متزايد على القامو�س اليومي للنقا�ش‪،‬‬ ‫لي�س يف و�سائل الإعالم فقط‪ ،‬ولكن حتى يف الأو�ساط الفكرية وال�سيا�سية‪ .‬فهناك‬ ‫العديد ممن ي�شككون يف جدوى ا�ستخدام م�صطلح “الأ�صولية” يف �سياق مناق�شة‬ ‫الدين وال�سيا�سة والعنف الذي تت�سع دائرته ب�شكل خميف‪ .‬لكن ال منا�ص �أمامنا‪،‬‬ ‫ونحن نعي�ش يف ع�صر تكنولوجيا النانو واالبتكارات العلمية املت�سارعة وثورة املعلومات‬ ‫وو�سائل التوا�صل االجتماعي و”القرية الكونية”‪ ،‬من حماولة فهم الدوافع التي تقف‬ ‫وراء القدرة التي متتلكها اجلماعات التي تبتغي حتقيق انبعاث �أ�صويل على اجتذاب‬ ‫�أعداد كبرية من النا�س‪ ،‬كما هو احلال بالن�سبة ملا بات ُيع َرف بـ “الربيع العربي”‪.‬‬ ‫�إن الأ�صولية �أو الأ�سا�سيات العقائدية تُعتبرَ م�سائل ثابتة ال يطالها التغيري‪،‬‬ ‫وال ميكن لأحد االعرتا�ض على مثل هذه االعتقادات �أو املبادئ الأ�سا�سية للدين‪،‬‬ ‫مثل مبادئ ال�صدق وامل�ساواة واحلقيقة والت�آخي والت�سامح وهلم جرا‪ .‬واحلقيقة‬ ‫هي �أن مفهوم الأ�صولية يرتبط بقراءة تقليدية �ضيقة الفكر والأفق تفتح الباب‬ ‫�أمام تر�سيخ �صور ذهنية جاهزة‪ .‬فعندما يتحدث العامل عن خماطر الأ�صولية‬ ‫الدينية‪ ،‬ف�إن �أ�سهم النقد ال ت�ستهدف الدين �أو القيم العاملية‪ ،‬بل امل�ستهدف هنا‬ ‫هي نزعات التطرف �أو التع�صب التي تنبع �أحيان ًا من هذه القيم‪ ،‬كما �أن القراءات‬ ‫التب�سيطية �أو ال�سطحية للدين تثري نعرات الفتنة والتع�صب وال�صراع التي ت�شكل‬ ‫�أج�سم املخاطر‪ .‬فالأ�صوليون ي�سعون �إىل ا�ستلهام مواقفهم ور�ؤاهم من املا�ضي من‬ ‫�أجل بناء امل�ستقبل‪ ،‬وهذا يف حد ذاته ي�شكل تناق�ض ًا كامن ًا يف قلب امل�صطلح‪ ،‬حيث‬ ‫�إن اال�ستناد �إىل املا�ضي والركون �إىل مفاهيمه يف �سياق ظرفيتها التاريخية ك�إطار‬ ‫مرجعي للم�صطلح‪ ،‬يج�سد ر�ؤية ما�ضوية منغلقة على كل جديد ومتجدد‪.‬‬ ‫�إن قدر ًا من التوتر والتجاذب بني الدين وال�سيا�سة يف �أي جمتمع بعينه �أمر‬ ‫حتمي وال مفر منه؛ ومن املرجح �أن ت�ستمر حالة التوتر هذه يف امل�ستقبل‪� .‬إ ّال �أن ما‬ ‫ينبغي الرتكيز عليه هو العمل على احتوائها واحل�ؤول دون ت�صاعد وتريتها وتفادي‬ ‫حالة ال�صدام بني احل�ضارات‪ ،‬وذلك من خالل �إ�شاعة وتر�سيخ مبد�أ الت�سامح بني‬ ‫املعتقدات املختلفة املرتبطة بالأديان املتنوعة‪.‬‬




Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.