مجلة المنظمة - العدد ٣٠

Page 1

‫الصادرة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫العدد ‪30‬‬

‫تطورات األحداث في اليمن‬

‫• مؤتمر اإلغاثة اإلنسانية‬ ‫• فريق اتصال منظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي المعني باليمن‬

‫الدورة الثانية واألربعون لمجلس وزراء الخارجية‬

‫تبحث وسائل مكافحة‬ ‫اإلرهاب في العالم اإلسالمي‬

‫الروهينغيا‪ :‬مأساة مستمرة‬


‫نبذة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تُ َعد منظمة التعاون اإلسالمي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد األمم المتحدة‪ ،‬حيث تضم في‬ ‫عضويتها سبع ًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات‪ .‬وتمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم‬ ‫اإلسالمي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها دعم ًا للسلم واالنسجام الدوليين وتعزيزاً للعالقات‬ ‫بين مختلِف شعوب العالم‪.‬‬ ‫نشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي ُعقدت في الرباط بالمملكة المغربية يوم ‪12‬‬ ‫وقد أ ُ ِ‬ ‫رجب ‪ 1398‬هجرية (الموافق ‪ 25‬سبتمبر ‪ )1969‬رداً على جريمة إحراق المسجد األقصى في القدس المحتلة‪.‬‬ ‫ُعقد في عام ‪ 1970‬أول مؤتمر إسالمي لوزراء الخارجية في جدة‪ ،‬وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها في‬ ‫جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة‪ .‬ويعتبر السيد‪ .‬إياد أمين مدني عاشر أمين عام‪ ،‬وقد تولى هذا المنصب‬ ‫في يناير ‪.2014‬‬ ‫تم اعتماد ميثاق منظمة التعاون اإلسالمي في الدورة الثالثة للمؤتمر اإلسالمي لوزراء الخارجية في عام‬ ‫‪ .1972‬وقد وضع الميثاق أهداف المنظمة ومبادئها وغاياتها األساسية المتمثلة بتعزيز التضامن والتعاون‬ ‫بين الدول األعضاء‪ .‬وعلى مدى السنوات األربع واألربعين الماضية‪ ،‬ارتفع عدد األعضاء من خمس‬ ‫وعشرين دولة‪ ،‬وهو عدد األعضاء المؤسسين‪ ،‬ليبلغ سبع ًا وخمسين دولة‪ .‬وتنفرد المنظمة بشرف‬ ‫كونها جامع كلمة األمة وممثل المسلمين الذي يعبر عن القضايا التي تهم ما يزيد على مليار ونصف‬ ‫المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم‪ .‬وترتبط المنظمة بعالقات تشاور وتعاون مع األمم المتحدة‬ ‫وغيرها من المنظمات الدولية الحكومية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين والعمل على‬ ‫تسوية النـزاعات والصراعات التي تُ َعد الدول األعضاء طرف ًا فيها‪ .‬وقد اتخذت المنظمة خطوات متعددة‬ ‫للدفاع عن القيم الحقيقية لإلسالم والمسلمين وإزالة المفاهيم والتصورات الخاطئة‪ ،‬كما ساهمت‬ ‫بفاعلية في مواجهة ممارسات التمييز ضد المسلمين بجميع صورها‪.‬‬ ‫تواجه الدول األعضاء في المنظمة تحديات متعددة في القرن الحادي والعشرين‪ .‬ومن أجل معالجة‬ ‫هذه التحديات‪ ،‬وضعت الدورة االستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة اإلسالمي التي ُعقدت في مكة المكرمة‬ ‫في ديسمبر ‪ 2005‬خطة على هيئة برنامج عمل عشري يرمي إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول‬ ‫األعضاء ودعم التسامح واالعتدال والحداثة وإدخال إصالحات كبرى في جميع مجاالت النشاط‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وتحسين مستوى التجارة‪ .‬كما شدد البرنامج على أهمية الحكم‬ ‫الرشيد وتعزيز حقوق اإلنسان في العالم اإلسالمي‪ ،‬والسيما في ما يتعلق بحقوق الطفل والمرأة وقيم‬ ‫األسرة المستوحاة من الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫إحياء مختلف مؤسسات المنظمة وإعادة‬ ‫ومن أهم ما تم من أعمال‪ ،‬منذ اعتماد برنامج العمل العشري‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫هيكلتها‪ .‬ومن أهم أجهزة المنظمة القمة اإلسالمية‪ ،‬والمؤتمر اإلسالمي لوزراء الخارجية‪ ،‬واألمانة‬ ‫العامة‪ ،‬وثالث لجان دائمة تُعنى بالعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬واالقتصاد والتجارة‪ ،‬واإلعالم والثقافة‪ .‬وهناك‬ ‫أيض ًا مؤسسات متخصصة تعمل تحت لواء المنظمة‪ ،‬ومنها البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬والمنظمة‬ ‫اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة (اإليسيسكو)‪ .‬وتؤدي األجهزة المتفرعة والمؤسسات المنتمية‬ ‫التابعة لمنظمة التعاون اإلسالمي أيض ًا دوراً حيوي ًا في تحسين التعاون في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪OIC - OCI‬‬


‫رسـالـة المنظمة‬ ‫الـهـوية‬ ‫الحوار في قرن‬ ‫ُ‬

‫إياد أمين مدني‬ ‫األمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون اإلسالمي‬

‫هل يمكن أن تبقى‬ ‫التعددية الثقافية‪،‬‬ ‫التي تكون فيها‬ ‫الثقافات جسوراً ال‬ ‫أسواراً‪ ،‬في عالم من‬ ‫الـهـويات المنعزلة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث يفرقنا التعبير‬ ‫الثقافي بد ًال من أن‬ ‫يثري تعدديتنا؟‬

‫ي�ؤكد بع�ض املحللني �أن القرن الع�شرين كان قرن الإيديولوجية‪� ،‬أما الآن فنحن يف قرن الـ ُهـوية‪ .‬وعادة ما حاولت الإيديولوجية‬ ‫توحيد الب�شر وجمعهم يف �إطار ر�ؤية واحدة وفق ًا ملجموعة تطلعات و�أحالم م�شرتكة‪.‬‬ ‫�أما الـ ُهـوية فيبدو �أنها جتعلنا نركز على �أنف�سنا‪ ،‬فرنى العامل من خالل نقطة هُ وية مرجعية حمددة‪ .‬و�شي ًئا ف�شي ًئا تتوقف‬ ‫�أ�شكال التعبري الثقايف عن �أن تكون ج�سر ًا للتفاهم لت�صبح حاجز ًا يف�صل بيننا وبني الآخرين‪.‬‬ ‫فهل ميكن �أن تبقى التعددية الثقافية‪ ،‬التي تكون فيها الثقافات ج�سور ًا ال �أ�سوار ًا‪ ،‬يف عامل من الـ ُهـويات املنعزلة‪ ،‬حيث يفرقنا‬ ‫التعبري الثقايف بد ًال من �أن يرثي تعدديتنا؟ تطرح �إجابة هذا ال�س�ؤال �أمامنا حتدي ًا يتطلب منا �أن نت�أمل ونفكر مع ًا‪� :‬أي �أن‬ ‫نتحاور‪.‬‬ ‫هناك �أ�صوات تدّعي ف�شل التعددية الثقافية‪ ،‬و�أن علينا جميع ًا �أن نرتدي احللة التي ي�صبها �إناء كل جمتمع لكل الذين يختارون‬ ‫العي�ش فيه‪ .‬ووجهة النظر هذه تطرح ت�سا�ؤ ًال �أ�سا�سي ًا حول العالقة بني مفهومي «البوتقة» و»التعددية الثقافية»‪ .‬فهل الدفع‬ ‫ب�أن لكل جمتمع وبلد «بوتقته» يتناق�ض مع القول �إن يف و�سعنا‪ ،‬بل ينبغي لنا‪ ،‬العمل اجلاد لنعي�ش يف عامل متعدد الثقافات؟‬ ‫هل �إختيار العي�ش يف جمتمع ما يجعل منا �صورة من �صور �إن�سان �آيل ال ميلك �سوى التعبري عن جمموعة واحدة من القيم‪،‬‬ ‫املوحد للمجتمع؟‬ ‫والقناعات‪� ،‬أم �أن بو�سع التعددية الثقافية �أن تكون �أحد مكونات ال�شخ�صية العامة والإطار ِّ‬ ‫هذه الت�سا�ؤالت ت�ستلزم منا حوار ًا منفتح ًا ومت�ص ًال يف هذا الع�صر الذي نعي�شه ويتطلب �شجاعة وقيادة ت�ستهل عملية احلوار‬ ‫وتدفعها ُقدم ًا ب�شكل م�ستمر‪.‬‬ ‫وينبغي �أ ّال يكون احلوار جمرد �سبيل لإ�ضفاء مزاج عام �أو �إطالق حملة عالقات عامة �أو جتميل �صورة الواقع املحيط بنا‪.‬‬ ‫�إن احلوار هو التزام كل منا بفهم واقع الآخر وا�ست�ساغة نظم �أخرى من االعتقاد وجمموعات �أخرى من الثقافات وقبولها‬ ‫واحرتامها والعمل ب�شكل م�شرتك معها و�إدراك �أن هذا العامل �صغري لدرجة ال ت�ستدعي قتا ًال عليه‪ ،‬وكبري لدرجة ال ميكن لأي‬ ‫منا ادعاء احتكاره‪.‬‬ ‫وعندما نتحدث عن القرية العاملية‪ ،‬ينبغي �أن نتحدث عن قرية من �شوارع خمتلفة‪ ،‬ومقا ٍه متنوعة‪ ،‬وطرق احتفال متعددة‪،‬‬ ‫و�سبل عي�ش متباينة‪ ،‬ولي�س قرية عاملية يكون علينا فيها‪� ،‬شئنا �أم �أبينا‪� ،‬أن نفكر يف �أنف�سنا بطريقة واحدة دون غريها‪.‬‬ ‫نحن بحاجة �إلى معرفة بع�ضنا لبع�ض‪ ،‬لأنه من ال�صعب جد ًا �أن تكره �شخ�ص ًا تعرفه‪� ،‬شخ�ص ًا حتدثت معه‪� ،‬شخ�ص ًا �أُ ِتيحت لك‬ ‫فر�صة احت�ساء فنجان من القهوة ب�صحبته‪ ،‬وهو ما ي�ضحى معه افرتا�ض الألفة هذا �أمر ًا �أ�سا�سي ًا‪.‬‬ ‫ومن املهم �أي�ض ًا �أن نتذكر �أنه منذ انعقاد قمة الأمم املتحدة للتنمية امل�ستدامة يف جوهان�سربغ بجنوب �إفريقيا‪ ،‬يف عام ‪،2002‬‬ ‫اعتُربت الثقافة �إحدى الركائز والأبعاد الأ�سا�سية الالزمة لتحقيق اال�ستدامة االقت�صادية والتنمية‪ ،‬وهذا يعني تبني ما تت�سم‬ ‫به الثقافة من ديناميكية وتنوع‪.‬‬ ‫�إن منظمة التعاون الإ�سالمي ملتزمة متام ًا بعملية احلوار والتوا�صل لن�صل مع ًا �إلى فهم م�شرتك‪ .‬كما ت�ؤمن املنظمة بعمق �أنه‬ ‫يجب علينا اال�ستمرار على نحو م�شرتك يف و�ضع مناهج جديدة للحوار بني الثقافات‪ .‬ويتمثل التحدي يف كيفية ن�صل ونطبق‬ ‫الأفكار واملفاهيم والفهم النابع من احلوار‪ ،‬يف مناطق النـزاع وتلك التي يختلف فيها النا�س �أو ت�شتبك فيها الثقافات‪ .‬كيف‬ ‫نربط بني ما نتحدث عنه‪ ،‬ونتفق عليه‪ ،‬ونلتزم به‪ ،‬والواقع الذي يعي�شه الب�سطاء حيث يطحنهم ال�صراع‪ ،‬و ُيطلب منهم اعتناق‬ ‫جمموعة معينة من القيم‪ ،‬و ُيح َرمون من حقهم يف املواطنة �أو ُيحال بينهم وبني العودة �إلى ديارهم‪ ،‬ال ل�شيء �إال لأنهم من دين‬ ‫�أو عرقية خمتلفة‪.‬‬ ‫ومل يعد من املمكن �أن نعي�ش يف عامل ي�ص ّنف �أو ي�صم النا�س على �أ�سا�س معتقدهم‪� ،‬أو دينهم‪� ،‬أو �آرائهم‪� .‬إن هذا عامل يجب‬ ‫علينا �أن نت�شارك فيه‪ ،‬وهو �أمر ال ميكننا حتقيقه ما دمنا قبلنا الظروف التي حترم بع�ض �إخواننا من بني الب�شر لي�س من‬ ‫احلقوق الثقافية فح�سب‪ ،‬بل من حقوقهم الإن�سانية الأ�سا�سية والب�سيطة‪ ،‬كما ن�شهد يف ميامنار‪� ،‬أو يف بع�ض �أجزاء من �إفريقيا‪،‬‬ ‫�أو يف وح�شية تنظيم داع�ش‪� ،‬أو الإحباطات التي يقا�سيها الفل�سطينيون منذ �أكرث من �ستني عام ًا‪.‬‬ ‫ف�إذا كان قرننا هو قرن الـ ُهـوية‪ ،‬فيجب �أن تكون هُ وية مت�ساحمة تعرتف بالآخر‪ .‬ويتخطى ا�ستعدادها للقبول به �إلى التعاي�ش‬ ‫معه‪ ،‬بل الدخول يف �شراكة معه‪.‬‬


‫روابط أجهزة المنظمة‬ ‫تصدر عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫رئيسة التحرير ومديرة إدارة اإلعالم‬ ‫مها مصطفى عقيل‬ ‫المراجعة والتحرير‬ ‫أحمد سالم السعد‬ ‫فادية مغربي‬ ‫تصميم واخـراج‬ ‫محمد عبد القادر قلبة‬ ‫المجلس االستشاري‬ ‫السفير طارق بخيت‬ ‫وجدي سندي‬ ‫الترجمة‬ ‫هشام خوجلي‬ ‫أسامة سرحان‬ ‫أمجد حسن علي‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫ص ‪ .‬ب ‪ 178‬جدة ‪21411 :‬‬ ‫هاتف ‪ 6515222 :‬فاكس ‪6512288 :‬‬ ‫تليفاكس ‪Islami SJ. 601366 :‬‬

‫الموقع االلكتروني ‪www.oic-oci.org :‬‬ ‫البريد االلكتروني ‪journal@oic-oci.org :‬‬ ‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بنيويورك‬

‫‪320 East- 51st Street‬‬ ‫‪New York 10022‬‬ ‫‪New York - U.S.A‬‬ ‫‪www.oicun,org‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬

‫‪oic@un.int‬‬ ‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بجنيف‬ ‫‪ICC-20 Route pre - Bois - Case Postal 1818‬‬ ‫‪CH 1215 Geneve - SUISSE‬‬ ‫‪www.oic - un.org‬‬ ‫‪oic@oci - un.org‬‬ ‫إن اآلراء الواردة في المقاالت المنشورة في هذه المجلة ال‬ ‫تعبر بالضرورة عن وجهة نظر منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬ ‫بل هي تمثل آراء ُ‬ ‫الك ّتاب الخاصة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تحتفظ‬ ‫بحق تعديل أي جزد من النص أو مراجعته أو تحريره أو حـذفـه‬ ‫أو إعـادة صياغـته عندما وأينما يبدو ذلك ضروري ًا‪.‬‬

‫األجهزة المتفرعة‬

‫ـ جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ‪www.fiqhacademy.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث ا�إحل�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية ‪www.sesrtcic.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا) ‪www.ircica.org‬‬ ‫ـ املركز الإ�سالمية لتنمية التجارة ‪www.icdt-oic.org‬‬ ‫ـ اجلامعة الإ�سالمية للتكنولوجيا ‪www.iutoic-dhaka.edu‬‬ ‫ـ �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ‪www.isf-fsi.org‬‬ ‫المؤسسات واألجهزة المتخصصة‬

‫ـ البنك الإ�سالمي للتنمية ‪www.isdb.org‬‬ ‫ـ وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (اينا) ‪www.islamicnews.org.sa‬‬ ‫ـ منظمة �إذاعات الدول الإ�سالمية (�إيبو) ‪www.ibu.org‬‬ ‫ـ املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) ‪www.isesco.org.ma‬‬ ‫ـ الهيئة الإ�سالمية للهالل الدويل ‪www.icic-oic.org‬‬ ‫المؤسسات المنتمية‬ ‫ـ الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ‪www.icci-oic.org‬‬ ‫ـ منظمة العوا�صم واملدن الإ�سالمية ‪www.oicc.org‬‬ ‫ـ االحتاد الإ�سالمي ملالكي ال�سفن ‪www.oisaonline.com‬‬ ‫ـ االحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ‪www.wfais.org‬‬ ‫ـ منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون ‪www.icyf.com‬‬ ‫الأكادميية الإ�سالمية العاملية للعلوم ‪www.ias-worldwide.org‬‬

‫برنامج عمل منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬أكتوبر ـ ديسمبر ‪2015‬‬ ‫‪� 28‬أكتوبر‪ 1-‬نوفمرب‪ :‬املهرجان الأول للمنتجات البيولوجية للدول الأع�ضاء‪ ،‬تون�س العا�صمة ـ اجلمهورية التون�سية‬ ‫‪ 3-2‬نوفمرب‪ :‬امل�ؤمتر الإ�سالمي للوزراء امل�س�ؤولني عن املياه‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية الرتكية‬ ‫‪ 4-3‬نوفمرب‪ :‬اجتماع جلنة اخلرباء احلكوميني لتقييم خطة عمل املنظمة للنهو�ض باملر�أة ونتائج امل�ؤمترات الوزارية‬ ‫حول املر�أة‪ ،‬مقر الأمانة العامة للمنظمة ـ جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫‪ 16‬نوفمرب‪ :‬االجتماع العا�شر للجنة التوجيهية املعنية بال�صحة‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية الرتكية‬ ‫‪ 19-17‬نوفمرب‪ :‬امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء ال�صحة‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية الرتكية‬ ‫‪ 26-21‬نوفمرب‪ :‬الدورة العادية الثامنة للهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪ ،‬مقر الأمانة العامة للمنظمة ـ جدة‬ ‫ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫‪ 26-23‬نوفمرب‪ :‬الدورة احلادية والثالثون للكوم�سيك‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية الرتكية‬ ‫‪ 28-26‬نوفمرب‪ :‬امل�ؤمتر الإ�سالمي الثالث للوزراء املكلفني باملياه‪ ،‬ا�سطنبول ـ اجلمهورية الرتكية‬ ‫‪ 10-8‬دي�سمرب‪ :‬املعر�ض ال�سياحي الثاين ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�شارقة ـ دولة الإمارات العربية املتحدة‬ ‫‪ 10-9‬دي�سمرب‪ :‬منتدى منظمة التعاون الإ�سالمي للأطراف املعنية مبعايري و�إجراءات الأغذية احلالل‪ ،‬مقر‬ ‫الأمانة العامة للمنظمة ـ جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫‪ 16-14‬دي�سمرب‪ :‬الدورة التا�سعة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء ال�سياحة‪ ،‬نيامي ـ جمهورية النيجر‬


‫محتويات العدد‬ ‫تحت المجهر‬ ‫‪ .4‬‬ ‫ ‬

‫االجتماع الخامس لمسار اسطنبول في جدة‬ ‫االتفاق على كيفية المضي قدم ًا بقرار مجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة ‪16/18‬‬

‫ملف فلسطين‬ ‫‪6‬‬

‫‪ .‬‬

‫‪ .8‬‬

‫ملوثات كيميائية خطرة تنبعث من مصانع مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية‬ ‫فلسطين‪ :‬بذور األمل‬

‫شؤون عالمية‬ ‫‪ .22‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي ترحب بالتوقيع على اتفاق السالم والمصالحة في مالي‬

‫‪. 23‬‬

‫وفد من األمانة العامة يزور ليبيا لتقصي الحقائق‬

‫‪ .29‬‬

‫تنظيم داعش ينهب المواقع األثرية في سوريا لتمويل ميليشياته‬

‫‪12‬‬

‫الكويت تستضيف الدورة‬ ‫الثانية واألربعين لمجلس‬ ‫وزراء خارجية منظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي‬

‫شؤون إنسانية‬ ‫‪ .40‬‬

‫ ‬ ‫‪.41‬‬ ‫ ‬

‫الحاجة إلى مواجهة مخاطر الوصول إلى المتضررين في النـزاعات المسلحة‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي والوكالة األمريكية للتنمية الدولية توقعان على خطة عمل‬ ‫مشتركة حول النشاطات اإلنسانية‬

‫حقوق اإلنسان‬ ‫‪ .43‬‬

‫انعقاد الدورة السابعة للهيئة الدائمة المستقلة في منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫‪18‬‬

‫إسالموفوبيا‬ ‫ ‬ ‫‪.44‬‬

‫هل تأخذ ظاهرة اإلسالموفوبيا شك ً‬ ‫ال عنيف ًا ضد مسلمي الغرب؟‬

‫وزير الخارجية الكويتي‬ ‫الشيخ صباح خالد الحمد‬ ‫الصباح يتحدث عن التطرف‬ ‫والطائفية‬

‫دين‬ ‫‪ .45‬‬

‫ثقافة‬ ‫ ‬ ‫‪.47‬‬

‫انعقاد المؤتمر الدولي الخامس لزعماء األديان العالمية والتقليدية في كازاخستان‬ ‫كوتونو‪ :‬عاصمة الثقافة اإلسالمية المنطقة إفريقيا لعام ‪2015‬‬

‫‪ .48‬‬

‫متحف باردو المفعم بكنوز الحضارات يكسب معركته ضد اإلرهاب‬

‫‪ .49‬‬

‫لجنة الكومياك تدعو إلى اغتنام وسائل التواصل االجتماعي لتسليط الضوء على‬ ‫انتهاكات االحتالل اإلسرائيلي‬

‫ ‬

‫بيئة‬ ‫‪ .57‬‬

‫‪20‬‬

‫مجلس وزراء الخارجية يعقد‬ ‫اجتماع ًا استثنائي ًا حول‬ ‫اليمن‬

‫بحيرة فيكتوريا أهم منابع النيل تتعرض للموت البطيء‬‬

‫اقتصاد‬ ‫‪ .58‬‬

‫االجتماع السنوي األربعون لمجلس محافظي البنك اإلسالمي للتنمية‬

‫‪24‬‬

‫آراء‬ ‫‪ .11‬‬

‫ليلة الكريستال في فلسطين‬

‫‪ .30‬‬

‫المحور الثالثي لإلرهاب‪ :‬داعش والقاعدة وبوكو حرام‬

‫‪ .53‬‬

‫دول منظمة التعاون اإلسالمي ومكافحة عمالة األطفال‬

‫‪54‬‬

‫حشد الجهود لتقديم‬ ‫المساعدة السياسية‬ ‫واإلنسانية لالجئي‬ ‫الروهينغيا‬

‫حث دول المنظمة على‬ ‫االستمرار في مكافحة‬ ‫المالريا والقضاء عليها‬


‫تـحـت المجهر‬ ‫االجتماع الخامس لمسار اسطنبول في جدة‬

‫االتفاق على كيفية المضي قدم ًا بقرار‬ ‫مجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة ‪18/16‬‬

‫الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين (يف الو�سط)‪ ،‬و�إىل جانبه (من الي�سار) املدير الإداري للهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان ملنظمة التعاون الإ�سالمي مرغوب �سليم بوت‪،‬‬ ‫ورئي�س جمل�س حقوق الإن�سان يف الأمم املتحدة ال�سفري يواكيم روكر‪ ،‬والأمني العام ملركز امللك عبد اهلل العاملي للحوار بني �أتباع الأديان والثقافات يف فيينا‪ ،‬في�صل بن معمر‬ ‫ورئي�س جمل�س �إدارة مركز الدوحة الدويل حلوار الأديان‪ ،‬الدكتور �إبراهيم بن �صالح النعيمي‬

‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫اجتمع �أكرث من ‪ 90‬من كبار اخلرباء يف جمال حقوق‬ ‫الإن�سان والقانون وال�سيا�سة والأقليات يف مقر منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف جدة‪ ،‬يومي ‪ 3‬و‪ 4‬يونيو ‪،2015‬‬ ‫حول كيفية تطبيق قرار جمل�س حقوق الإن�سان التابع‬ ‫للأمم املتحدة ‪ 18/16‬ملكافحة التع�صب الديني‬ ‫والتمييز والتحري�ض على العنف وممار�سته �ضد النا�س‬ ‫ب�سبب دينهم �أو‪ ‬معتقدهم‪.‬‬ ‫و ُي َعد االجتماع اخلام�س مل�سار ا�سطنبول الثاين من‬ ‫نوعه ينعقد يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬ويتبع االجتماعات‬ ‫ال�سابقة والتي عقدت يف وا�شنطن ولندن وجنيف‬ ‫والدوحة لتعزيز عملية تنفيذ القرار ‪ 18/16‬ال�صادر‬ ‫عن الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫وح�ضر االجتما َع عد ٌد كبري من اجلهات املعنية املختلفة‪،‬‬ ‫ومن �ضمنها دول �أع�ضاء يف الأمم املتحدة و�أكادمييون‬ ‫وم�س�ؤولون معنيون من الأمم املتحدة وخرباء م�ستقلون‬ ‫وقانونيون ومنظمات غري حكومية وممثلون عن املجتمع‬ ‫املدين‪ ،‬وهو ما يعك�س يف الواقع مدى االهتمام الذي‬ ‫‪4‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫يوليه املجتمع الدويل ملو�ضوع مكافحة التمييز ب�سبب‬ ‫الدين واملتعقد‪ ،‬ودعا اجلميع �إلى �صون التوافق العام‬ ‫حول هذه الوثيقة الهامة‪.‬‬ ‫وانق�سم االجتماع �إلى ثالث حلقات نقا�ش تطرقت‬ ‫خلطة العمل امل�ؤلفة من ثماين نقاط متعلقة بالقرار‬ ‫‪ 18/16‬يف ثالث جمموعات كبرية‪ :‬الت�صدي ملناطق‬ ‫التوتر املحتملة بني املجتمعات املحلية وتعزيز التفاهم‬ ‫والتحاور‪ ،‬ومكافحة الدعوة �إلى الكراهية الدينية التي‬ ‫ت�شمل حتري�ض ًا على التمييز �أو العداوة �أو العنف‪ ،‬وذلك‬ ‫با�ستخدام �إجراءات ت�صحيحية �إيجابية‪ ،‬وا�ستيعاب‬ ‫ال�ضرورة ملكافحة الإ�ساءة والتنميط ال�سلبي الديني‬ ‫للأ�شخا�ص والتحري�ض على الكراهية الدينية عرب‬ ‫اعتماد تدابري لتجرمي التحري�ض على �أعمال العنف‬ ‫املبنية على �أ�سا�س الدين �أو املعتقد‪.‬‬ ‫وقدم �أع�ضاء حلقات النقا�ش‪ ،‬وهم ذوو خلفيات‬ ‫متعددة ما بني قانونية واجتماعية وثقافية‪ ،‬خطابات‬ ‫وتو�صيات تخ�ص خمت ِلف جوانب خطة العمل‪ .‬كما‬ ‫قدم امل�شاركون �إ�سهامات ق ّيمة وطرحوا �أ�سئلة مهمة‬ ‫حول �أن�سب �سبل تنفيذ اخلطوات الالزمة على خمت ِلف‬

‫امل�ستويات‪.‬‬ ‫و�شهد اختتام االجتماع ت�شكيل �سل�سلة من املخرجات‪،‬‬ ‫ت�ضمنت ت�أكيدات حول �أهمية القرار باعتباره �إجناز ًا‬ ‫بارز ًا‪ ،‬واحلاجة �إلى احلفاظ على الإجماع الدويل على‬ ‫هذه الوثيقة الهامة‪ ،‬و�أن االلتزام ال�سيا�سي يف �أعلى‬ ‫م�ستوياته �ضروري لتنفيذها‪.‬‬ ‫و�شدد امل�شاركون على احلاجة �إلى �أن تعطي امل�ؤ�س�سات‬ ‫احلكومية الأولوية لتدريب املوظفني املعنيني وت�شجيع‬ ‫القيادات الدينية واملحلية وكذلك املجتمع املدين‬ ‫ملواجهة جذور م�سببات التمييز الديني وجتنب‬ ‫االزدواجية يف املعايري يف تطبيق وتعزيز القرار‪ ،‬مما‬ ‫�سي�سهم يف احلفاظ على الإجماع الدويل وت�شجيع‬ ‫التطبيق الف ّعال‪.‬‬ ‫و�أكدت املخرجات �أهمية تعزيز حرية الأديان يف �سياق‬ ‫مكافحة التع�صب والكراهية الديني بكليتهما‪ ،‬و�أهمية‬ ‫�ضمان حرية الر�أي والتعبري والتي تعد مفتاح ممار�سة‬ ‫احلق يف حرية الدين‪.‬‬ ‫وخالل اخلطاب االفتتاحي‪ ،‬قال الأمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪� ،‬إن االجتماع‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تـحـت المجهر‬ ‫يعك�س الأهمية التي يربطها جمتمع حقوق الإن�سان‬ ‫الدويل مبكافحة التع�صب الديني‪ ،‬م�شدد ًا على �ضرورة‬ ‫تناول الكراهية الدينية من جميع الأ�صعدة‪ ،‬وعلى‬ ‫حتديد حدود التعبري و�أين تقف عند ذلك وتتحول �إلى‬ ‫حتري�ض على الكراهية‪.‬‬ ‫ويف �شرحه لت�أثري العوملة‪ ،‬قال مدين‪�« :‬إن ت�أثري الأخبار‬ ‫حول �أحداث التمييز �أو العنف الديني ال ي�ؤثر فقط‬ ‫يف الأ�شخا�ص �أو املجتمعات امل�ستهدفة‪ ،‬بل له كذلك‬ ‫ت�أثري �أو�سع يف املجتمع الدويل‪ ،‬ويدلل على ردود �أفعال‬ ‫مقابلة»‪ .‬ودعا كذلك اجلهات املعنية �إلى الوقوف �صف ًا‬ ‫واحد ًا و�إلى ت�أكيد التزامهم ب�إطار ال�سيا�سة العاملية‬ ‫وم�ضاعفة اجلهود لتطبيق خطة العمل ب�شكل كامل‬ ‫وف ّعال على جميع امل�ستويات‪ .‬و�سلط ال�ضوء كذلك على‬ ‫�أن املنظمة لطاملا مت�سكت مببادئ مناق�شة الأفكار‬ ‫والقيم واملعتقدات عالنية بكل احرتام و�سماحة‪ ،‬و�أن‬ ‫املنظمة ت�شدد على �أهمية جتنب قدح و�شتم الأديان‪.‬‬ ‫و�أو�ضح قائ ًال‪�« :‬إن الإ�سالم‪� ،‬ش�أنه �ش�أن �أي دين �آخر‪،‬‬ ‫يق ّر بدور التفكري النقدي‪ ،‬لكن الأمر ي�ستلزم التفريق‬ ‫بني النقد والنقا�ش البـ ّنـاء‪ ،‬وهو �شق م�شروع من حرية‬ ‫التعبري‪ ،‬وبني حم�ض التحقري والت�شويه والإ�ساءة‬ ‫والت�صوير النمطي ال�سلبي‪ ،‬وكلها تندرج �ضمن الأفعال‬ ‫املحر�ضة على الكراهية الدينية‪.»..‬‬ ‫وذكر مدين �أي�ض ًا �أنه من املمكن �أن يجادل البع�ض ب�أن‬ ‫غياب املنع يف جمال حرية التعبري ي�ؤدي �إلى العديد‬ ‫من التطورات الدميقراطية الإيجابية‪ .‬ورد ًا على ذلك‪،‬‬ ‫قال‪« :‬لكنني �أميل‪ ،‬وبكل توا�ضع‪� ،‬إلى عدم االتفاق‬ ‫مع هذا الطرح عندما يت�سع نطاق حرية التعبري هذه‬ ‫ليطال جمال خطاب الكراهية‪ .‬ويتعـذر علي �أن �أفهم‬ ‫كيف ميكن للحق يف التهجم والإ�سـاءة والتمييز �أو‬ ‫الت�صويـر النمطـي �أن يتمخ�ض عن نتيجة �إيجابية»‪،‬‬ ‫م�ضي ًفا �أن عدة دول فر�ضت قيود ًا م�شروعة على‬ ‫هذه احلرية عندما يتحول �شكلها �إلى حتري�ض على‬

‫الكراهية والتمييز والعنف‪.‬‬ ‫و�ألقى رئي�س جمل�س حقوق الإن�سان للأمم املتحدة‪،‬‬ ‫معايل ال�سفري جوا�شيم روكر‪ ،‬خطاب ًا يف اجلل�سة‬ ‫االفتتاحية‪ .‬وذكر روكر �أن االختبار احلقيقي ملجل�س‬ ‫حقوق الإن�سان يكمن يف مدى فاعليته وت�أثريه يف‬ ‫امليدان‪ .‬و�أ�ضاف‪�« :‬إن ما ي�صبو م�سار ا�سطنبول �إليه‬ ‫هو حتقيق �أحد �أبرز القرارات ال�صادرة عن املجل�س‬ ‫ب�صورة �أف�ضل‪ ،‬و�أن هذا امل�سار خري مثال للدول بعدم‬ ‫االقت�صار فقط على التفاو�ض حول القرار و�إدراجه‪ ،‬بل‬ ‫متلك عملية و�ضعه مو�ضع التنفيذ»‪.‬‬ ‫وذكر كذلك‪« :‬يقدم القرار بخطة عمله املف�صلة �إطار‬ ‫عمل ملكافحة التع�صب الديني‪ ،‬ويف ما يتعلق بتنفيذه‬ ‫فقد �أحرز بع�ض التقدم يف االجتماعات الأربعة‬ ‫ال�سابقة مل�سار ا�سطنبول‪ ،‬وما يزال عدد من التحديات‬ ‫ماث ًال �أمامنا»‪.‬‬ ‫ثم تناول الكلمة بعد ذلك كل من ال�سيد في�صل بن‬ ‫معمر‪ ،‬الأمني العام ملركز امللك عبد اهلل العاملي للحوار‬ ‫بني �أتباع الأديان والثقافات‪ ،‬يف فيينا‪ ،‬والربوفي�سور‬ ‫�صالح النعيمي‪ ،‬رئي�س مركز الدوحة الدويل حلوار‬ ‫الأديان‪ ،‬وال�سفري �آدم كوال�ش‪� ،‬سفري االحتاد الأوروبي‬ ‫لدى اململكة العربية ال�سعودية وبلدان اخلليج‪،‬‬ ‫وال�سفرية مارتا مورا�س‪ ،‬املمثلة الدائمة ل�شيلي لدى‬ ‫الأمم املتحدة بجنيف‪.‬‬ ‫كما تُليت ر�سائل نيابة عن كل من الأمري زيد رعد‬ ‫زيد احل�سني‪ ،‬املفو�ض ال�سامي للأمم املتحدة حلقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وجون كريي‪ ،‬وزير خارجية الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية‪ .‬وعر�ض �شريط فيديو عبارة عن ر�سالة‬ ‫من ديفيد كاي‪ ،‬املقرر اخلا�ص للأمم املتحدة املعني‬ ‫بتعزيز وحماية احلق يف حرية الر�أي والتعبري‪.‬‬ ‫وقال الأمري زيد يف خطابه الذي �أنابه يف �إلقائه‬ ‫�إبراهيم �سالمة‪ ،‬مدير �شعبة معاهدات حقوق الإن�سان‬ ‫يف املفو�ضية ال�سامية‪� ،‬إن القيم الإ�سالمية ال تتعار�ض‬

‫مع حقوق الإن�سان العاملية‪ .‬و�أو�ضح كذلك �أن القرار‬ ‫«لي�س بيان ًا �سيا�سي ًا‪ ،‬ولكنه خطة عمل»‪.‬‬ ‫وكان الغر�ض من عقد االجتماع توحيد اجلهات املعنية‬ ‫وت�أكيد التزامهم بالقرار وم�ضاعفة جهودهم لتطبيقه‬ ‫كلي ًا وب�شكل ف ًعال‪.‬‬ ‫وكان جمل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم املتحدة قد‬ ‫اعتمد يف مار�س ‪ ،2011‬بتوافق الآراء‪ ،‬القرار ‪18/16‬‬ ‫الذي يتناول اجلوانب املرتبطة بالتمييز والعنف على‬ ‫�أ�سا�س الدين‪ ،‬وذلك من منظور القانون الدويل حلقوق‬ ‫الإن�سان ويحدد التدابري التي يتعني على احلكومات‬ ‫اتخاذها من �أجل الت�صدي فعليا للعنف والتمييز ب�سبب‬ ‫الدين‪.‬‬

‫مدير �شعبة معاهدات حقوق الإن�سان يف املفو�ضية‬ ‫ال�سامية حلقوق الإن�سان �إبراهيم �سالمة‬

‫�سفري االحتاد الأوروبي لدى اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية وبلدان اخلليج‪� ،‬آدم كوالخ‬

‫القائم ب�أعمال املبعوث الأمريكي �إىل منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أر�سالن �سليمان‬

‫املندوبون امل�شاركون يف الدورة اخلام�سة الجتماع م�سار ا�سطنبول بجدة‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫املمثلة الدائمة لت�شيلي لدى الأمم املتحدة يف‬ ‫الك�سا�سبة‬ ‫مارتا معاذ‬ ‫ال�سفريةالأ�سري‬ ‫الطيار الأردين‬ ‫مورا�س‬ ‫جنيف‪،‬‬

‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪5‬‬


‫مـلـف فلسطين‬

‫ملوثات كيميائية خطرة‬

‫تنبعث من مصانع مستوطنات إسرائيلية في‬ ‫الضفة الغربية‬

‫رام اهلل (د ب �أ)‪:‬‬ ‫ي�شتكي الفل�سطينيون من خماطر حمدقة تهددهم‬ بفعل‬ ‫�إقامة �إ�سرائيل ع�شرات امل�صانع داخل م�ستوطناتها يف‬ ‫ال�ضفة الغربية‪‬.‬‬ ‫وبح�سب �إح�صائيات ر�سمية فل�سطينية‪ ،‬ف�إن �إ�سرائيل‬ ‫تقيم ‪ 20‬منطقة �صناعية ت�ضم‬ ع�شرات امل�صانع‬ ‫يف م�ستوطنات ال�ضفة الغربية ُي َع ّد �أخطرها منطقة‬ ‫(غي�شوري) يف طولكرم‪.‬‬ ‫ود�أبت مدار�س طولكرم على تنظيم فعاليات يقوم‬ ‫�أغلبها على التظاهر ب�سل�سلة ب�شرية للطالب للمطالبة‬ ‫ب�إزالة امل�صانع الكيماوية من املحافظة‪‬.‬‬ ‫وعادة ما يلب�س الطالب الكمامات ويرفعون الفتات‬ ‫حتذر من خطورة هذه‬ امل�صانع على �صحتهم‪‬.‬‬ ‫وت�ضم منطقة (غي�شوري) ال�صناعية الإ�سرائيلية‬ ‫يف طولكرم عدد ًا من امل�صانع‬ اخلطرة بينها م�صنع‬ ‫للمبيدات احل�شرية و�آخر ال�ستخدامات الغاز‪.‬‬ ‫كما تقيم �إ�سرائيل يف طولكرم منطقة �صناعية ثانية‬ ‫يف م�ستوطنة (بركان) التي‬ ت�ضم �أكرث من ‪ 80‬م�صنع ًا‬ ‫وتعد �أكرب منطقة �صناعية يف ال�ضفة الغربية‪.‬‬ ‫ويقول رئي�س بلدية طولكرم‪� ،‬إياد اجلالد‪ ،‬لوكالة‬ ‫الأنباء الأملانية (د‪.‬ب‪.‬ا)‪� ‬،‬إن وجود تلك امل�صانع على‬ ‫�أرا�ضي طولكرم وداخل احلدود الفل�سطينية املحتلة‬‬ ‫عام ‪« 1967‬غري قانوين» ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫و�أ�ضاف اجلالد �أن هذه امل�صانع ت�شكل خطر ًا على‬ ‫ال�سكان الفل�سطينيني‪ ،‬بحيث مت‬ ت�سجيل ‪ 151‬حالة‬ ‫�سرطان خالل عام ‪.2013‬‬ ‫و�أ�شار اجلالد �إلى �أن اجلهات الفل�سطينية الر�سمية‬ ‫تتابع �إجراءات من خال ‬ل املحاكم الإ�سرائيلية ومن‬ ‫خالل التحرك مع املنظمات الدولية‪ ،‬والدعوة �إلى‬ ‫جلنة دولية للتحقيق يف خطر م�صانع غي�شوري‪‬.‬‬ ‫وي�شتكي الفل�سطينيون من خماطر مناطق �صناعية‪،‬‬ ‫تقيمها �إ�سرائيل يف مناطق �أخرى من ال�ضفة الغربية‪،‬‬ ‫منها منطقة (�شيلو) ال�صناعية التي تنتج نفايات‬ ‫ملوث ‬ة �صلبة و�سائلة تت�أثر بها حمافظتا نابل�س و�سلفيت‬ ‫بح�سب امل�صادر الفل�سطينية‪‬.‬‬ ‫وتعد منطقة «اخلان الأحمر» يف �أريحا ثاين �أكرب‬ ‫منطقة �صناعية �إ�سرائيلية يف ال�ضفة الغربية وت�ستخدم‬ ‫مواد �سامة يف الإنتاج با�ستعمالها ل�صهر الأملنيوم‪.‬‬ ‫وتقول رئي�س �سلطة جودة البيئة يف ال�سلطة‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬املهند�سة عدالة الأترية‪� ،‬إن امل�صانع‬ ‫الإ�سرائيلية املنت�شرة يف املناطق املحاذية للأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية املحتلة عام ‪« 1967‬توثر بيئي ًا و�صحي ًا يف‬ ‫�أكرث من ‪� 70‬ألف‬ فل�سطيني‪‬.‬‬ ‫وت�شري الأترية �إلى �أن امل�صانع الإ�سرائيلية داخل‬ ‫امل�ستوطنات يف ال�ضفة‬ الغربية « ُت َعد العدو الأول للبيئة‬ ‫الفل�سطينية وعام ًال �أ�سا�سي ًا يف تلويثها‪.‬‬ ‫وت�ؤكد وجود جهد فل�سطيني ر�سمي ال�ست�صدار قرار‬ ‫من الأمم املتحدة يلزم �إ�سرائيل بـ «وقف انتهاكاتها‬ ‫كافة للقوانني واملواثيق الدولية‪ ،‬مبا فيها‬ م�صانعها على‬ ‫الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة عام ‪.1967‬‬ ‫ً‬ ‫وتنبه �إلى �أن ان�ضمام ال�سلطة الفل�سطينية م�ؤخرا �إلى‬ ‫اتفاقيتي بازل والتنوع البيولوجي الدوليتني من �ش�أنه‬ ‫مراكمة جهود و�ضع �إ�سرائيل �أمام امل�ساءلة‬ القانونية‬ ‫الدولية‪‬.‬‬ ‫وحتذر اجلهات الر�سمية من خطر هذه امل�صانع على‬ ‫عمال‬ فل�سطينيني ي�ضطرون للعمل بداخلها يف ظل‬ ‫معدالت البطالة القيا�سية‪‬.‬‬ ‫وبح�سب اجلهاز املركزي للإح�صاء الفل�سطيني‪ ،‬ف�إن‬

‫نحو ‪� 25‬ألف عامل فل�سطين ‬ي يعملون داخل م�صانع‬ ‫امل�ستوطنات الإ�سرائيلية على الرغم من اجلهد‬ ‫الر�سمي للحد م ‬ن ذلك‪.‬‬ ‫وكان الرئي�س الفل�سطيني حممود عبا�س وقع يف �إبريل‬ ‫‪ 2010‬على قانون‬ حلظر ومكافحة توريد منتجات‬ ‫امل�ستوطنات الإ�سرائيلية يف �أ�سواق ال�ضفة الغربية‬ ‫�سعيا للحد مما حتققه من �أرباح‪‬.‬‬ ‫وت�ضمن القانون عقوبات رادعة ت�صل �إلى ال�سجن مدة‬ ‫ال تقل عن �سنتني وال تزيد على خم�س �سنوات وغرامة‬ ‫مالية باهظة للمتورطني من التجار الفل�سطينيني يف‬ ‫ترويج ب�ضائع منتجات امل�ستوطنات الإ�سرائيلية‪‬.‬‬ ‫�أن م�صانع امل�ستوطنات الإ�سرائيلية يف ال�ضفة الغربية‬ ‫تنتج ما يزيد على ‪ 43‬عالمة جتارية غذائية‪ ،‬و‪47‬‬ ‫عالمة جتارية منزلية‪� ،‬إ�ضافة �إلى ع�شرات املنتجات‪.‬‬ ‫وعمل الفل�سطينيون خالل ال�سنوات الأخرية �إلى‬ ‫الرتويج لدفع حملة مقاطع ‬ة دولية ملنتجات امل�ستوطنات‬ ‫القائمة داخل �أرا�ضيهم املحتلة عام‪‬.‬‬ ‫وكان وزراء خارجية ‪ 16‬دولة �أوروبية وجهوا قبل‬ ‫�أ�سابيع ر�سالة �إلى املفو�ضية‬ العليا لالحتاد الأوروبي‬ ‫يطالبون فيها بالإ�سراع بو�ضع عالمات على منتجات‬ ‫امل�ستوطنات الإ�سرائيلية املوجودة يف الأ�سواق الأوروبية‬ ‫لتفعيل حمل ‬ة مقاطعتها‪ ،‬وهو ما قوبل برتحيب‬ ‫فل�سطيني وا�سع النطاق‪‬.‬‬ ‫وبح�سب عمرو‪ ،‬ف�إن «�أكرث من ‪ 50‬من�ش�أه �إ�سرائيلية‬ ‫عاملة يف م�ستوطنات ال�ضفة الغربية �أغلقت خالل‬ ‫ال�شهور الأخرية بعد تعر�ضها خل�سائر فادحة بفعل‬ ‫الربنامج الوطني ملكافحة املنتجات الإ�سرائيلية»‪‬.‬‬ ‫وي�شري امل�س�ؤول الفل�سطيني �إلى �أن تلك املن�ش�آت‬ ‫ُ‬ ‫«ا�ضطرت لالنتقال �إلى داخل �إ�سرائيل كي تتمكن من‬ ‫ت�صدير �إنتاجها �إلى �أ�سواق الدول الأوروبية التي تقاطع‬ ‫�إنتاج امل�ستوطنات الإ�سرائيلية‪ ،‬وهو ما يدفع ب�أمل‬ ‫فل�سطيني يف نتائج �إيجابية لنجاح املقاطعة الدولية‬ ‫ملنتجات امل�ستوطنات»‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫فريق االتصال الوزاري يلتقي‬ ‫وزير الخارجية األلماني لبحث تطورات القضية الفلسطينية‬ ‫التقى فريق االت�صال الوزاري اخلا�ص بق�ضية فل�سطني والقد�س ال�شريف‪ ،‬والذي ي�ضم‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬دولة فل�سطني‪ ،‬اجلمهورية الرتكية‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬والأمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مع وزير اخلارجية الأملاين‪ ،‬فرانك‪-‬فالرت‪� ‬شتاينماير‪ ،‬يف‬ ‫برلني‪ ،‬ونقل له موقف املنظمة التعاون الإ�سالمي جتاه ما تتعر �ض له مدينة القد�س‬ ‫من انتهاكات وعدوان �إ�سرائيلي‪ ،‬وخا�صة االقتحامات املتكررة و�إجراء احلفريات‬ ‫�أ�سفل وحول امل�سجد الأق�صى املبارك وحماوالت تق�سيمه‪� ،‬إ�ضافة �إلى ما يتعر�ض له‬ ‫املواطنون الفل�سطينيون يف القد�س من تهجري‪ ،‬وم�صادرة ممتلكات‪ ،‬وتطبيق قوانني‬ ‫باطلة مبا فيها ما ي�سمى « �أمالك الغائبني»‪ ،‬وهدم البيوت‪ ،‬وقتل لل�شبان املقد�سيني‪،‬‬ ‫وموا�صلة �سيا�سة اال�ستيطان وذلك بهدف تهويد مدينة القد�س ال�شريف وعزلها عن‬ ‫حميطها الفل�سطيني‪ ،‬والذي من �ش�أنه �أن ي�ؤدي �إلى حتويل ال�صراع ال�سيا�سي �إلى‬ ‫�صراع ديني‪.‬‬ ‫و�أكد الوفد على �ضرورة تفعيل دور الرباعية الدولية لت�ضطلع بدورها ب�شكل مو�ضوعي‬ ‫وعادل‪ ،‬وحث �أملانيا على دعم اجلهود ال�ست�صدار قرار من جمل�س الأمن الدويل‬ ‫يحدد �سقف زمنيا لإنهاء االحتالل الإ�سرائيلي‪ ،‬مطالب ًا كذلك �أملانيا باالعرتاف‬ ‫بدولة فل�سطني ما �سيدعم حتقيق حل الدولتني‪ ،‬وذلك ان�سجاما مع قرار اجلمعية‬ ‫العامة‪ .‬وعرب الوفد عن تقديره للدعم االقت�صادي الذي تقدمه �أملانيا �إلى فل�سطني‬ ‫معرب ًا عن �أمله �أن ي�صاحبه دور �سيا�سي فعال‪.‬‬ ‫من جانبه �أكد وزير اخلارجية الأملاين �أن حل الدولتني هو الوحيد واملمكن حتقيقه‬ ‫لإحالل ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط‪ ،‬و�أن بالده طالبت مرار ًا بوقف اال�ستيطان‬ ‫الإ�سرائيلي‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أنه �سيقوم بتفعيل دورهم و�سيجري لقاءات مع الأطراف يف‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش الزيارة‪ ،‬عقد الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬لقاء مع الوزير‬ ‫الأملاين لل�ش�ؤون اخلارجية‪ ،‬فرانك فالرت �شتاينماير‪ ،‬ملناق�شة الق�ضايا ذات االهتمام‬

‫لقاء �أع�ضاء فريق االت�صال الوزاري ملنظمة التعاون الإ�سالمي املعني‬ ‫بفل�سطني مع وزير اخلارجية االملاين فرانك فالرت �شتاينماير‬

‫امل�شرتك‪ .‬و�أكد وزير اخلارجية تعيني ال�سفري الأملاين لدى اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫كمبعوث خا�ص �إلى الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬واتفق الأمني العام‬ ‫ووزير اخلارجية على و�ضع �إطار للتعاون وتطوير �آلية الت�شاور على م�ستوى كبار‬ ‫امل�س�ؤولني‪.‬‬ ‫و�شكلت حمنة الروهينغيا �أبرز الق�ضايا التي �أثارها الأمني العام يف لقائه مع الوزير‪،‬‬ ‫حيث طلب منه تقدمي الدعم لإنهاء الظلم الواقع على هذه الأقلية‪ .‬وا�ستعر�ض مدين‬ ‫�أي�ض ًا مع اجلانب الأملاين اجلهود التي تُبذل يف مايل‪� ،‬سواء من قبل الدول الأع�ضاء‬ ‫املنظمة �أو من الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى‪ ،‬معرب ًا عن �أمله يف �أن تبذل‬ ‫احلكومة املالية ما بو�سعها ل�ضمان توقيع اتفاق ال�سالم يف البالد‪.‬‬ ‫كما ناق�ش مدين مع �شتاينماير جماالت التعاون املختلفة‪ ،‬مبا يف ذلك م�شاريع املياه‪،‬‬ ‫وبناء القدرات يف جمال �إدارة الأزمات‪ ،‬وم�ؤ�س�سات حقوق الإن�سان‪ ،‬وق�ضية احلفاظ‬ ‫على الرتاث الثقايف واحل�ضاري‪.‬‬

‫األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي يرحب‬ ‫باالتفاقية الموقعة بين دولة فلسطين والفاتيكان‬

‫وزير اخلارجية الفل�سطيني ريا�ض املالكي يلتقي ممثلي الفاتيكان‬ ‫يف روما برئا�سة املطران بول غاالغر‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬باالتفاق ال�شامل‬ ‫الذي مت توقيعه بني دولة فل�سطني والفاتيكان‪ ،‬معترب ًا �أن هذه اخلطوة تعترب منوذج ًا‬ ‫وجت�سد ر�سالة دعم قوية حلقوق ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬و�أن‬ ‫للتعاون واحلوار البناء‪ّ ،‬‬ ‫من �شانها �أن تعزز التعاي�ش ال�سلمي وبناء اجل�سور بني الثقافات واحل�ضارات‬ ‫والديانات املختلفة‪ ،‬ومتثل دعم ًا لل�سالم واال�ستقرار يف املنطقة على �أ�سا�س ر�ؤية حل‬ ‫الدولتني وفقا للقانون الدويل وقرارات ال�شرعية الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫كما عرب �إياد مدين عن تقديره لهذه اخلطوة ال�سيا�سية والأخالقية والتي ج�سدت‬ ‫اعرتاف ًا فعلي ًا من قبل دولة الفاتيكان بدولة فل�سطني‪.‬‬

‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪7‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫بذور األمل‪:‬‬ ‫الجوانب القانونية للمسألة الفلسطينية‬ ‫�شاهر عواودة‬ ‫�أدى الو�ضع الناجت عن توقف عملية ال�سالم يف ال�شرق‬ ‫الأو�سط وتعليق املفاو�ضات الفل�سطينية الإ�سرائيلية‬ ‫املتعرثة منذ عدة �سنوات �إلى الت�شكيك من طرف اجلميع‬ ‫يف املنطقة عامة ويف فل�سطني على وجه اخل�صو�ص يف‬ ‫جدوى مفاو�ضات ال�سالم التي دامت عقدين كاملني‪.‬‬ ‫وقد �أح�س املجتمع الدويل بدوره‪ ،‬وال�سيما الرباعية‬ ‫الدولية وو�سطاء املفاو�ضات التقليديني‪ ،‬بنف�س العجز‬ ‫واحلرية‪� .‬أما الفل�سطينيون فلم يتفاج�أوا بر�ؤية عملية‬ ‫ال�سالم تواجه قدرها املحتوم نظر ًا ل�سجل �إ�سرائيل‬ ‫الطويل واحلافل باملمار�سات الأحادية اجلانب على‬ ‫مدى عقدين من املفاو�ضات‪.‬‬ ‫ومل يعد للفل�سطينيني �أمام الإحباط‪ ،‬الذي �أ�صابهم‬ ‫ب�سبب عدم جدية الو�سيط الأمريكي لل�سالم وحتيزه‪،‬‬ ‫من خيار �سوى اللجوء �إلى الآليات الدولية املتاحة‬ ‫حلمل �إ�سرائيل على االمتثال للقانون الدويل‪ .‬ويف‬ ‫هذا ال�صدد‪ ،‬ال ميكن لأي مراقب جاد �أن يتغا�ضى‬ ‫عن �أهمية خطوة فل�سطني الرامية �إلى رفع مكانتها يف‬ ‫الأمم املتحدة �إلى و�ضعية الدولة املراقبة بدعم دويل‬ ‫كا�سح؛ فهذه اخلطوة من �ش�أنها �أن تفتح �أبواب ًا �أكرث‬ ‫للفل�سطينيني لنيل حقوقهم الوطنية امل�شروعة بعد �أن‬ ‫جربوا لعقود من دون جدوى النموذجني التقليديني‬ ‫لف�ض النزاعات املتمثلني يف احلرب واملفاو�ضات‪ .‬ومن‬ ‫بني النوافذ املفتوحة �أمام فل�سطني غداة رفع مكانتها‬ ‫االن�ضمام �إلى املعاهدات والهيئات الدولية يف حماولة‬ ‫ال�ستخدام الآليات القانونية يف م�سريتها الطويلة على‬ ‫درب احلرية واال�ستقالل‪.‬‬ ‫وقد نظمت اللجنة املعنية مبمار�سة ال�شعب الفل�سطيني‬ ‫حلقوقه غري القابلة للت�صرف يف مايو ‪ 2015‬يف الهاي‬ ‫مائدة م�ستديرة عن اجلوانب القانونية لق�ضية فل�سطني‬ ‫حول مو�ضوع «الآليات املتاحة ل�ضمان املحا�سبة على‬ ‫انتهاكات القانون الدويل»‪ ،‬بح�ضور عدد من املفكرين‬ ‫القانونيني واحلقوقيني الدوليني املرموقني الذين‬ ‫ناق�شوا على مدى ثالثة �أيام اجلوانب املختلفة للفر�ص‬ ‫القانونية املتاحة لفل�سطني يف �سعيها لتحقيق العدالة‬ ‫ل�صالح �أبناء ال�شعب الفل�سطيني‪ .‬و�أ�شار العديد من‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫اخلرباء �إلى �أن ب�إمكان فل�سطني �أن ُت َع ِّول على خيارات‬ ‫قانونية خمتلفة ملحا�سبة ا�سرائيل على جرائمها‪.‬‬ ‫ولئن ركز الإعالم اهتمامه م�ؤخر ًا على ان�ضمام‬ ‫فل�سطني �إلى نظام روما الأ�سا�سي للمحكمة اجلنائية‬ ‫الدولية‪� ،‬إ ّال �أن اخلرباء ي�ؤكدون �أن اتفاقيات جنيف‬ ‫توفر �آلية قانونية ا�ستثنائية لفل�سطني‪ ،‬لأنها ملزمة‬ ‫جلميع الدول الأع�ضاء يف الأمم املتحدة‪ .‬لكن تنبغي‬ ‫تتحجج مند زمن طويل‬ ‫الإ�شارة �إلى �أن �إ�سرائيل‬ ‫ّ‬ ‫ب�أن اتفاقية جنيف الرابعة ال تنطبق على الأر�ض‬ ‫الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬كون فل�سطني مل تكن دولة ذات‬ ‫�سيادة قبل احتاللها‪ ،‬ومل تكن دولة متعاقدة �سامية كما‬ ‫ت�شرتط ذلك اتفاقية جنيف الرابعة‪ .‬غري �أن حمكمة‬ ‫العدل الدولية طعنت ب�شدة يف هذه احلجة يف ر�أيها‬ ‫اال�ست�شاري الذي �أ�صدرته �سنة ‪ 2014‬نظر ًا لأن الأمم‬ ‫املتحدة �أقرت �أن اتفاقية جنيف الرابعة ملزمة �إ�سرائيل‬ ‫يف احتاللها لفل�سطني‪ .‬وجاء ان�ضمام فل�سطني �إلى‬ ‫اتفاقات جنيف �سنة ‪ 2014‬ليدح�ض هذه احلجة مرة‬ ‫�أخرى‪ ،‬مما يجعل من ال�صعب على �إ�سرائيل الإ�صرار‬ ‫عليها‪ .‬وي�ستلزم هذان التطوران الهامان �إيالء اهتمام‬ ‫كاف لتناول واجبات �إ�سرائيل باعتبارها القوة القائمة‬ ‫ٍ‬ ‫باالحتالل‪ ،‬وواجبات الدول الأطراف مبوجب اتفاقية‬ ‫جنيف الرابعة‪.‬‬ ‫وال بد من الت�أكيد �أن الدول الأطراف يف اتفاقية جنيف‬ ‫الرابعة ملزمة بالعمل على �إنفاذ حقوق الفل�سطينيني‬ ‫الرئي�سية مبوجب تلك االتفاقية ‪ ،‬والتي تنتهكها‬ ‫�إ�سرائيل عملي ًا‪ .‬ونظر ًا لرف�ض �إ�سرائيل انطباق‬ ‫اتفاقية جنيف الرابعة على الأر�ض الفل�سطينية وعدم‬ ‫حما�سبتها للإ�سرائيليني الذين ينتهكون االتفاقية‪،‬‬ ‫ف�إنه ي�صبح من واجب الدول الأطراف يف اتفاقية‬ ‫جنيف الرابعة مالحقة مقرتيف االنتهاكات اجل�سيمة‬ ‫لالتفاقية يف حماكمها الوطنية‪ .‬وتن�ص املادة ‪ 146‬من‬ ‫االتفاقية على �أنه «يلتزم كل طرف متعاقد مبالحقة‬ ‫املتهمني باقرتاف مثل هذه املخالفات اجل�سيمة �أو‬ ‫بالأمر باقرتافها‪ ،‬وبتقدميهم �إلى حماكمه‪� ،‬أي ًا كانت‬ ‫جن�سيتهم‪ .‬وله �أي�ض ًا‪� ،‬إذا ف�ضل ذلك‪ ،‬وطبق ًا لأحكام‬ ‫ت�شريعه‪� ،‬أن ي�سلمهم �إلى طرف متعاقد معني �آخر‬

‫ملحاكمتهم ما دامت تتوفر لدى الطرف املذكور �أدلة‬ ‫اتهام كافية �ضد ه�ؤالء الأ�شخا�ص»‪ .‬لهذا ينبغي‬ ‫ممار�سة �ضغط كبري على الدول الأطراف للوفاء‬ ‫بهذا االلتزام وحماكمة القادة وامل�س�ؤولني الع�سكريني‬ ‫الإ�سرائيليني يف حماكمها الوطنية القرتافهم انتهاكات‬ ‫�صارخة التفاقية جنيف الرابعة‪.‬‬ ‫ومن املهم كذلك �أن املحكمة اجلنائية الدولية ت�شكل‬ ‫خيار ًا قانوني ًا هام ًا ينبغي على الفل�سطينيني اللجوء‬ ‫�إليه‪ .‬ففي يناير ‪ 2015‬وقع الرئي�س الفل�سطيني‪ ،‬من بني‬ ‫االتفاقيات الدولية التي وقعها‪ ،‬نظام روما الأ�سا�سي‬ ‫للمحكمة اجلنائية الدولية‪ ،‬مما يفتح الطريق �أمام‬ ‫الفل�سطينيني ملقا�ضاة �إ�سرائيل القرتافها جرائم‬ ‫حرب‪ .‬ولئن ر�أى بع�ض املعلقني �أن هذه اخلطوة من‬ ‫�ش�أنها �أن جتعل الفل�سطينيني يف حالة �صدام دبلوما�سي‬ ‫مع �إ�سرائيل والواليات املتحدة و�أمام خطر فر�ض‬ ‫عقوبات �أمريكية‪� ،‬إ ّال �أن الفل�سطينيني �أبدوا �إ�صرار ًا‬ ‫حازم ًا على اتباع ال�سبيل القانوين و�إحالة الق�ضايا على‬ ‫املحكمة‪ .‬وقد قاموا بذلك م�ؤخر ًا‪.‬‬ ‫ومما ال �شك فيه �أن الفل�سطينيني لن تعوزهم ق�ضايا‬ ‫جرائم احلرب التي اقرتفتها �إ�سرائيل لكي يحيلوها‬ ‫على املحكمة اجلنائية الدولية‪ .‬فمن الق�ضايا املمكنة‬ ‫على �سبيل املثال ال احل�صر قتل املدنيني عمد ًا وخارج‬ ‫نطاق القانون‪ ،‬والتعذيب واملعاملة غري الإن�سانية‬ ‫لأ�سرى احلرب‪ ،‬وطرد ال�سكان‪ ،‬ونقل امل�ستوطنني‬ ‫الإ�سرائيليني �إلى الأر�ض املحتلة‪ ،‬وا�ستهداف املرافق‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫املدنية‪.‬‬ ‫وركز اخلرباء امل�شاركون يف املائدة امل�ستديرة‬ ‫املذكورة �أعاله ب�شكل خا�ص على م�س�ألة امل�ستوطنات‬ ‫الإ�سرائيلية باعتبارها �إحدى امل�سائل الهامة التي ينبغي‬ ‫للفل�سطينيني �إحالتها على املحكمة اجلنائية الدولية‪.‬‬ ‫فامل�ستوطنات الإ�سرائيلية تق ّو�ض حق الفل�سطينيني يف‬ ‫تقرير م�صريهم‪ ،‬لأنها تخ�ص �شبكة من ال�سيا�سات‬ ‫املرتابطة التي ت�ؤدي �إلى اغت�صاب الأرا�ضي‪ ،‬وتغيري‬ ‫الرتكيبة الدميوغرافية للأر�ض املحتلة‪ ،‬والت�شريد‬ ‫الق�سري لل�سكان املدنيني الفل�سطينيني‪ ،‬ونقل املحتل‬ ‫لل�سكان‪ ،‬وتدمري املمتلكات‪ ،‬و�إفالت امل�ستوطنني‬ ‫من العقاب على اجلرائم التي يقرتفونها يف حق‬ ‫املدنيني‪ ،‬و�إن�شاء بنى حتتية تف�ضي �إلى �ضم الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية ب�صورة غري م�شروعة‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫خلفت �سيا�سات اال�ستيطان الإ�سرائيلية نظام ًا للف�صل‬ ‫العن�صري تُطبق يف ِظله جمموعة من القوانني على‬ ‫الإ�سرائيليني‪ ،‬فيما يخ�ضع الفل�سطينيون الذين جتب‬ ‫بالأحرى حمايتهم ملجموعة �أخرى من القوانني املدنية‬ ‫والع�سكرية‪.‬‬ ‫ومن �أهم اخليارات القانونية املتاحة لفل�سطني طلب‬ ‫�آراء ا�ست�شارية �إ�ضافية من حمكمة العدل الدولية ب�ش�أن‬ ‫ق�ضايا تتعلق بالآثار القانونية لالحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫الذي طال �أمده‪ ،‬والطابع غري القانوين للح�صار‬ ‫على غزة‪ ،‬وا�ستغالل �إ�سرائيل للموارد الطبيعية‬ ‫الفل�سطينية‪ .‬غري �أن بع�ض اخلرباء حذروا خالل‬ ‫املائدة امل�ستديرة من مغبة ال�سعي �إلى احل�صول على‬

‫ر�أي ا�ست�شاري �آخر و�شككوا يف جدوى مثل هذه اخلطوة‬ ‫يف هذا الوقت بالنظر للر�أي اال�ست�شاري ال�شامل الذي‬ ‫�صدر عام ‪ ،2004‬دون ا�ستبعاد بحث �إمكانيات ال�سعي‬ ‫�إلى ا�ست�صدار �آراء ا�ست�شارية �أخرى يف امل�ستقبل‬ ‫بح�سب احلاجة ومقت�ضى احلال‪.‬‬ ‫لكن ينبغي �أ ّال نغفل كون الآراء والأحكام القانونية‬ ‫اجلديدة‪ ،‬مبا فيها غري امللزمة‪ ،‬ميكن �أن ت�شجع على‬ ‫تغيريات �إيجابية وهامة �أخرى لدى الر�أي العام الدويل‬ ‫وعلى ظهور خطاب جديد حول فل�سطني‪ .‬لقد مت ف�ضح‬ ‫ا�ستخفاف �إ�سرائيل بالقانون الدويل كما جاء يف الر�أي‬ ‫اال�ست�شاري ملحكمة العدل الدولية ل�سنة ‪ 2004‬وقرارات‬ ‫جمل�س الأمن واجلمعية العامة للأمم املتحدة‪ ،‬على‬ ‫ال�ساحة الدولية‪ ،‬وهو ما �أدى �إلى تنامي الوعي بالظلم‬ ‫امل�ستمر يف فل�سطني املحتلة‪ .‬وميكن لآراء قانونية من‬ ‫هذا القبيل �أن ت�ؤثر كذلك يف الت�صورات و�أن حتدث‬ ‫التغري املن�شود يف الر�أي العام الدويل‪ ،‬وهو �أمر تدعو‬ ‫�إليه احلاجة ب�شكل كبري لتعزيز امتثال البلدان للقانون‬ ‫الدويل‪ ،‬وال�سيما يف ما يتعلق مبالحقة الإ�سرائيليني يف‬ ‫املحاكم الدولية‪.‬‬ ‫ويف الإطار نف�سه‪ ،‬ب�إمكان مبادرات �أخرى مثل‬ ‫«حماكم املجتمع املدين» من قبيل «حمكمة را�سل»‪،‬‬ ‫�أن تخلق وعي ًا عام ًا وحتدث �أثر ًا �سيا�سي ًا‪ .‬وهي �أي�ض ًا‬ ‫متتلك �سلطة �أخالقية وت�صبح بذلك جمدية يف تعزيز‬ ‫الوعي وتغيري الت�صورات ب�ش�أن ق�ضايا مثل م�س�ؤولية‬ ‫ال�شركات‪ .‬وينبغي �أن نبقي ن�صب �أعيننا �أن مبادرات‬ ‫املجتمع املدين كانت �أ�سا�سية يف تبديد نظام الف�صل‬

‫العن�صري يف جنوب �إفريقيا‪ ،‬و�أدت يف نهاية املطاف‬ ‫�إلى تفكيكه‪.‬‬ ‫�إن مقارنة التطور املتباين يف الأرا�ضي التي كانت‬ ‫خا�ضعة لالنتداب يف ال�سابق‪ ،‬وهي حتديد ًا ق�ضيتا‬ ‫ناميبيا وفل�سطني مثرية لالهتمام وتكت�سي �أهمية‬ ‫خا�صة‪ .‬فم�س�ألة جنوب غرب �إفريقيا مث ًال (ناميبيا)‬ ‫تطورت من موقف قانوين �ضعيف مقارنة بالق�ضية‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬لكنها ا�ستفادت من دعم �سيا�سي دويل‬ ‫�أقوى‪ ،‬مما �سهل يف الأخري �إنهاء الو�ضع القائم وم ّكن‬ ‫من حتقيق ا�ستقالل ناميبيا‪� .‬أما فل�سطني‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من موقفها القانوين القوي‪� ،‬إ ّال �أنها تفتقد �إرادة‬ ‫�سيا�سية دولية تقف �إلى جانبها‪ .‬وينعك�س غياب الإرادة‬ ‫ال�سيا�سية حلمل �إ�سرائيل على االمتثال للقانون الدويل‬ ‫ولقرارات الأمم املتحدة �سلب ًا على �سيادة القانون‬ ‫الدويل و�إمكانية تطبيقه‪ ،‬ومن �ش�أن ذلك �أن ي�ؤدي �إلى‬ ‫ا�ستمرار �إفالت �إ�سرائيل من العقاب‪� .‬إن م�صداقية‬ ‫القانون الدويل على ّ‬ ‫املحك‪ ،‬ولي�س يف ما يخ�ص م�س�ألة‬ ‫فل�سطني فقط‪.‬‬ ‫ويف الأخري‪ ،‬ف�إن ا�ستخدام فل�سطني للقانون الدويل‬ ‫لي�س خطوة جيدة فح�سب‪ ،‬بل هي خطوة �ضرورية‪،‬‬ ‫لأنها �أكدت �أن الآليات القانونية و�سيلة �سلمية منا�سبة‬ ‫لت�سوية النزاعات بد ًال من اال�ست�سالم للواقع اجلائر‪.‬‬ ‫وي�صبح هذا النهج القانوين ذا قيمة خا�صة عندما‬ ‫تعجز الديبلوما�سية عن �إعالء �ش�أن القانون الدويل‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تدين بناء ‪ 900‬وحدة استيطانية في القدس المحتلة‬ ‫�أدانت منظمة التعاون الإ�سالمي ب�شدة م�صادقة حكومة االحتالل الإ�سرائيلي على‬ ‫بناء ‪ 900‬وحدة ا�ستيطانية جديدة يف مدينة القد�س ال�شرقية املحتلة‪ ،‬واعتربت �أن‬ ‫اال�ستمرار يف �سيا�سة بناء وتو�سيع امل�ستوطنات اال�ستعمارية الإ�سرائيلية ي�شكل عدوان ًا‬ ‫�سافر ًا على حقوق ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬وانتهاك ًا �صارخ ًا للقرارات واملواثيق الدولية‬ ‫ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫كما �أدانت املنظمة موافقة �سلطات االحتالل الإ�سرائيلي يف يوليو عام بناء ‪886‬‬ ‫وحدة ا�ستيطانية جديدة يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة واعتربته اعتداء على حقوق‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني واانتهاكا �صارخا للقانون الدويل ولقرارات الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪� ،‬أن عمليات اال�ستيطان تهدف �إلى‬ ‫خلق وقائع على الأر�ض من �أجل تكري�س االحتالل الإ�سرائيلي وعزل مدينة القد�س‬ ‫عن حميطها الفل�سطيني‪ ،‬داعي ًا املجتمع الدويل‪ ،‬وخ�صو�ص ًا جمل�س الأمن الدويل‪� ،‬إلى‬ ‫حتمل م�س�ؤولياته وممار�سة دوره جتاه وقف هذه االنتهاكات‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪9‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫مدني قلق لقرار األمم المتحدة استبعاد إسرائيل من قائمة استهداف األطفال‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬عن قلقه البالغ لعدم �إدراج الأمني العام‬ ‫للأمم املتحدة‪� ،‬إ�سرائيل‪ ،‬على القائمة ال�سوداء للدول‬ ‫واجلماعات التي ترتكب انتهاكات بحق الأطفال‬ ‫يف النزاعات امل�سلحة‪ .‬و�أكد الأمني العام ب�أن ذلك‬ ‫من �ش�أنه �أن ي�شجع �إ�سرائيل للم�ضي يف �سيا�ساتها‬

‫العدوانية‪ ،‬والتي عادة ما ت�ستهدف الأطفال والن�ساء‬ ‫وال�شيوخ والبنى التحتية‪.‬‬ ‫و�أكد مدين ب�أن على املجتمع الدويل �أال يرتك اجلرائم‬ ‫التي اقرتفتها �إ�سرائيل بحق الفل�سطينيني يف قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬خالل عدوانها يف يوليو ‪ ،2014‬متر من دون‬ ‫رف�ض وا�ضح لها‪ ،‬ميهد لإرادة دولية ت�ضع حدا ل�سلوك‬

‫�إ�سرائيل‪ ،‬العدواين‪ ،‬وخرقها امل�ستمر لكل االتفاقات‬ ‫واملعاهدات والقوانني الدولية‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام �إلى �ضرورة احلفاظ على يقظة‬ ‫ال�ضمري العاملي‪ ،‬الذي ال يت�أتى �إال من خالل ا�ستمرار‬ ‫امل�صداقية يف ر�صد االنتهاكات الإ�سرائيلية‪ ،‬وتوثيقها‪،‬‬ ‫وحما�سبة امل�س�ؤولني عن اقرتاف اجلرائم‪.‬‬

‫مجلس حقوق اإلنسان يعتمد قرار منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫لمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي في األراضي الفلسطينية المحتلة‬ ‫اعتمد جمل�س الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‪ ،‬يوم ‪3‬‬ ‫يوليو ‪ ،2015‬قرار ًا رعته منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫بعنوان “�ضمان املحا�سبة والعدالة لكافة انتهاكات‬ ‫القانون الدويل يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة مبا فيها‬ ‫القد�س ال�شرقية”‪.‬‬ ‫وي�ؤكد القرار �ضرورة حما�سبة امل�س�ؤولني عن انتهاكات‬ ‫قانون الإن�ساين الدويل و قانون حقوق الإن�سان الدويل‬ ‫ومن خالل �آليات العدالة املنا�سبة �سواء املحلية �أو‬ ‫اجلنائية الدولية و�ضمان حق جميع ال�ضحايا يف‬ ‫الإن�صاف مبا يف ذلك التعوي�ضات‪ .‬وي�شدد القرار على‬ ‫�ضرورة الإ�سراع يف اتخاذ خطوات عملية لتحقيق امل�ساءلة‬ ‫ويو�صي اجلمعية العامة للأمم املتحدة بالإطالع على‬ ‫تقرير اللجنة الدولية وما ت�ضمنه من انتهاكات ج�سيمة‪.‬‬ ‫ويدعو قرار جمل�س حقوق الإن�سان الأطراف املعنية‬ ‫للتعاون الكامل مع املحكمة اجلنائية الدولية يف عملية‬ ‫الفح�ص الأويل ‪ ،‬وكذلك يف �أية حتقيقات تفتح الحق ًا‪.‬‬ ‫ودعا القرار جميع اجلهات املعنية وكذلك هيئات الأمم‬ ‫املتحدة كل ح�سب اخت�صا�صه مبتابعة تنفيذ التو�صيات‬

‫الواردة يف تقرير اللجنة الدولية للتحقيق يف انتهاكات‬ ‫حقوق الإن�سان خالل ال�صراع يف غزة عام ‪2014‬‬ ‫وكذلك يف عام ‪ .2009‬ورحب القرار بتقرير اللجنة‬ ‫الدولية للتحقيق‪ ,‬م�ؤكد ًا ما ت�ضمنه من معلومات موثقة‬ ‫ب�ش�أن انتهاكات ج�سيمة‪ ،‬وهي املعلومات التي متثل‬ ‫�أهمية بالن�سبة لعملية امل�ساءلة يف امل�ستقبل وحما�سبة‬ ‫امل�س�ؤولني عن االنتهاكات‪.‬‬ ‫ويطالب القرار جميع الدول باالمتثال اللتزاماتها‬ ‫القانونية الدولية يف جمال حقوق الإن�سان واتفاقية‬ ‫جنيف الرابعة‪ ،‬و�ضمان احرتام وتطبيق القانون الدويل‬ ‫الإن�ساين يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة مبا فيها‬ ‫القد�س ال�شرقية املحتلة وفقا للمادة الأولى امل�شرتكة‬ ‫بني اتفاقيات جنيف‪ ،‬وكذلك الوفاء بالتزاماتها مبوجب‬ ‫املواد ‪ 146‬و‪ 147‬و‪ 148‬من االتفاقية املذكورة‪ ،‬واملتعلقة‬ ‫بالعقوبات اجلماعية واالنتهاكات اجل�سيمة وم�س�ؤوليات‬ ‫الأطراف املوقعة على االتفاقيات‪.‬‬ ‫كما طالب القرار املفو�ض ال�سامي حلقوق الإن�سان‬ ‫بتقدمي تقرير حول مدي التقدم املحرز يف عملية‬

‫امل�ساءلة وتنفيذ التو�صيات الواردة يف تقرير اللجنة‬ ‫الدولية للتحقيق حول انتهاكات حقوق الإن�سان خالل‬ ‫الأعمال الع�سكرية على قطاع غزة عام ‪.2014‬‬ ‫وعرب جمل�س حقوق الإن�سان يف القرار عن قلقه البالغ‬ ‫ب�ش�أن التقارير عن االنتهاكات اجل�سيمة للقانون‬ ‫الإن�ساين الدويل مبا يف ذلك احتمال ارتكاب جرائم‬ ‫حرب يف �إطار العمليات الع�سكرية التي جرت يف‬ ‫الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة خالل �أعوام ‪ 2008‬و‪2009‬‬ ‫و‪ ،2014‬وبخا�صة يف قطاع غزة‪.‬‬ ‫و�أخري ًا‪ ،‬طلب القرار من مفو�ض الأمم املتحدة ال�سامي‬ ‫حلقوق الإن�سان‪ ،‬باعتبار ذلك جزء ًا مما ت�ضمنه‬ ‫التقرير املعد من قبل جمل�س حقوق الإن�سان وكما هو‬ ‫من�صو�ص عليه يف القرارين رقم ‪ 1/9-S‬و‪،1/12-S‬‬ ‫تقدمي تقرير عن تنفيذ هذا القرار‪ ،‬ف�ض ًال عن تنفيذ‬ ‫التو�صيات الواردة يف تقارير جلنة م�ستقلة لتق�صي‬ ‫احلقائق ب�ش�أن النـزاع يف غزة لعام ‪ 2014‬وبعثة الأمم‬ ‫املتحدة لتق�صي احلقائق ب�ش�أن النـزاع يف غزة‪� ،‬إلى‬ ‫املجل�س يف دورته احلادية والثالثني‪.‬‬

‫مستوطنون متطرفون يعتدون على منـزل في نابلس ويحرقون طف ً‬ ‫ال فلسطيني ًا‬ ‫�أدانت منظمة التعاون الإ�سالمي ب�أ�شد العبارات اجلرمية‬ ‫الب�شعة التي �أدت الى ا�ست�شهاد الطفل الفل�سطيني‬ ‫علي دواب�شة حرق ًا و�إ�صابة عائلته بجروح بليغة‪� ،‬إثر‬ ‫ا�ستهداف امل�ستوطنني املتطرفني ملنـزلهم و�إحراقه يف‬ ‫نابل�س بال�ضفة الغربية‪ ،‬معتربة هذه اجلرمية ت�صعيد ًا‬ ‫خطري ًا يف �أعمال الإرهاب التي يرتكبها امل�ستوطنون‬ ‫املتطرفون �ضد ال�شعب الفل�سطيني و�أر�ضه ومقد�ساته‪،‬‬ ‫حتت حماية قوات االحتالل الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫وحـ ّمـل الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪،‬‬ ‫ا�سرائيل‪ ،‬قوة االحتالل‪ ،‬امل�س�ؤولية الكاملة عن تداعيات‬ ‫هذه اجلرمية الب�شعة وكل الأعمال الإرهابية املمنهجة‬ ‫التي يرتكبها امل�ستوطنون املتطرفون يف الأر�ض‬

‫‪10‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫الفل�سطينية املحتلة‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام املجتمع الدويل‪ ،‬وال�سيما دول‬ ‫جمل�س الأمن الدائمة الع�ضوية‪ ،‬والدول التى ال ّ‬ ‫تنفك‬ ‫عن الت�أكيد على عالقتها الأبدية ب�إ�سرائيل‪� ،‬إلى حتمل‬ ‫م�س�ؤولياتها ال�سيا�سية والأخالقية والإن�سانية‪ ،‬واتخاذ‬ ‫خطوات عملية فورية لوقف هذه اجلرائم التي ميار�سها‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي وحما�سبة امل�س�ؤولني عنها‬ ‫وتقدميهم للعدالة‪ ،‬م�ؤكد ًا �أهمية متابعة ملف اجلرائم‬ ‫واالنتهاكات الإ�سرائيلية يف حمكمة اجلنايات الدولية‪.‬‬ ‫كما �أعرب مدين عن �أمله يف �أن يعي ويدرك ويتنبه‬ ‫يهود العامل لل�صورة التى يقدمها �إرهاب امل�ستوطنني‪،‬‬ ‫والتطرف العنيف للحكومة الإ�سرائيلية‪ ،‬عن اليهودية‪،‬‬

‫الديانة ال�سماوية الإبراهيمية العظيمة‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫آراء‬ ‫ليلة الب ّلور في فلسطين‬

‫د‪ .‬شاهر عواودة‬

‫ال يمكن فصل هذا‬ ‫الهجوم عن سياقه‪.‬‬ ‫فعلى مدى سنوات‪،‬‬ ‫شن المستوطنون‬ ‫المتعصبون‬ ‫اعتداءات وحشية‬ ‫ضد منازل‬ ‫الفلسطينيين‬ ‫ومساجدهم‬ ‫وكنائسهم‬ ‫وسياراتهم‬ ‫ومزارعهم‪ .‬وفي‬ ‫يونيو ‪،2015‬‬ ‫أضرمت مجموعة‬ ‫من المتطرفين‬ ‫اإلسرائيليين النار في‬ ‫كنيسة تكثير الخبز‬ ‫والسمك‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫يزخر تاريخ العامل بفظائع غالب ًا ما تعجز الكلمات عن و�صف �أهوالها‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪� ،‬شكلت ليلة ‪ 9‬نوفمرب ‪ 1938‬نقطة حتول يف‬ ‫حياة التجمعات اليهودية يف �أملانيا قبل املحرقة‪ ،‬بعد �أن ارتكبت الع�صابات النازية مذبحة وا�سعة يف حق اليهود و�أ�ضرمت النار و�أعاثت‬ ‫اخلراب يف املمتلكات اليهودية يف جميع �أنحاء �أملانيا والنم�سا و�ألقت الزجاجات احلارقة على املنازل يف الوقت الذي كانت فيه الأ�سر تنام‬ ‫بطم�أنينة يف منازلها‪ .‬ونتيجة لذلك‪ُ ،‬قتل نحو ‪ 100‬من اليهود ب�شكل وح�شي‪ ،‬و�أُلقي القب�ض على ‪ 30.000‬منهم واقتيدوا �إلى مع�سكرات‬ ‫االعتقال‪ .‬ومل يكن مفاجئ ًا �أن ي�صدر رئي�س �شرطة «الغي�ستابو»‪ ،‬هايرني�ش مولر‪� ،‬أوامره �إلى ال�شرطة بعدم التدخل لل�سيطرة على �أعمال‬ ‫ال�شغب‪ .‬وقد ُ�سميت تلك الليلة «ليلة الب ّلور»‪ ،‬يف �إ�شارة �إلى �شظايا زجاج النوافذ املتناثر يف ال�شوارع جراء االعتداءات‪ .‬وي�صف متحف‬ ‫املحرقة ليلة الب ّلور ب�أنها «نقطة حتول يف تاريخ الرايخ الثالث وعالمة على االنتقال من اخلطاب والت�شريعات املعادية لل�سامية �إلى‬ ‫التدابري العنيفة والعدوانية املعادية لليهود والتي �ستت ّوج باملحرقة»‪.‬‬ ‫وبعد �سبعة عقود‪ ،‬اجتاحت منطقة ال�شرق الأو�سط موجة من �أعمال حرق النا�س �أحيا ًء و�إ�ضرام النار يف البيوت والكنائ�س وامل�ساجد‪،‬‬ ‫ولكن هذه املرة على يد �سالالت خمتلفة من الإرهابيني‪ .‬ففي فرباير ‪ ،2015‬ا�ست�شاط العامل غ�ضب ًا من قيام تنظيم داع�ش الإرهابي‬ ‫ب�إحراق طيار �أردين حي ًا‪ .‬وقبل عدة �أ�شهر من ذلك‪ ،‬اختطفت جمموعة �إرهابية يهودية �صبي ًا فل�سطيني ًا عمره ‪ 14‬عاما و�أحرقته حي ًا‪.‬‬ ‫بينما كنت �أقر�أ رواية «ال�صبي ذو البيجامة املخططة» جلون بوين‪ ،‬والتي تدور �أحداثها �أثناء املحرقة النازية‪ ،‬تواترت �أخبار عن قيام‬ ‫جمموعة من الإرهابيني الإ�سرائيليني يوم اجلمعة ‪ 31‬يوليو ‪ 2015‬بالت�سلل لي ًال �إلى قرية فل�سطينية‪ ،‬حيث هاجموا منزل عائلة الدواب�شة‬ ‫وحطموا النوافذ و�ألقوا الزجاجات احلارقة على الر�ضع والأطفال وهم نيام‪ّ ،‬‬ ‫وخطوا عبارة «يحيا امل�سيح» على اجلدران القريبة ور�سموا‬ ‫عليها جنمة داوود‪.‬‬ ‫وقد عُ رث على جثة الر�ضيع علي الدواب�شة‪ ،‬وعمره ‪� 18‬شهر ًا‪ ،‬متفحمة‪ .‬و�أ�صيب والده ووالدته بجروح قاتلة وتوفيا يف امل�ست�شفى �أياماً‬ ‫بعد احلادث‪ .‬كما �أ�صيب �شقيقه البالغ من العمر �أربع �سنوات �إ�صابات بليغة‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى �شظايا الزجاج املك�سور‪ ،‬خ ّلف اعتداء ليلة‬ ‫الب ّلور جدران ًا �سوداء حمرتقة‪ ،‬ومالب�س �أطفال متفحمة‪ ،‬و�صور ًا عائلية حمرتقة جزئي ًا وم ْريلة �أطفال مكتوب ًا عليها «�صباح اخلري ماما»‪.‬‬ ‫وال ميكن ف�صل هذا الهجوم عن �سياقه‪ .‬فعلى مدى �سنوات‪� ،‬شن امل�ستوطنون املتع�صبون اعتداءات وح�شية �ضد منازل الفل�سطينيني‬ ‫وم�ساجدهم وكنائ�سهم و�سياراتهم ومزارعهم‪ .‬ويف يونيو ‪� ،2015‬أ�ضرمت جمموعة من املتطرفني الإ�سرائيليني النار يف كني�سة تكثري‬ ‫اخلبز وال�سمك‪ ،‬وكتبوا على جدرانها ن�ص ًا تلمودي ًا يندد بـ «الآلهة الكاذبة»‪ .‬ووفق ًا ملنظمة حاخامات من �أجل حقوق الإن�سان‪ ،‬فقد �شنت‬ ‫اجلماعات الإ�سرائيلية املتطرفة �أكرث من ‪ 43‬اعتدا ًء �ضد الكنائ�س وامل�ساجد والأديرة منذ عام ‪.2009‬‬ ‫أرا�ض فل�سطينية م�سلوبة‪ .‬ومما يدعو‬ ‫وكما هو متوقع‪ ،‬فقد جاء املهاجمون من امل�ستعمرات الإ�سرائيلية املقامة ب�شكل غري قانوين على � ٍ‬ ‫لل�سخرية �أن معظم هذه امل�ستوطنات حتمل �أ�سماء توراتية‪ ،‬مثل يت�سهار (نقي) �أو براخا ( َبركة)‪ .‬وت�شتهر هاتان امل�ستوطنتان �س ّيئتا‬ ‫الذكر على نحو خا�ص ب�إر�سال «بركاتهم اخلال�صة» لي ًال لعائالت فل�سطينية بعد حتطيم زجاج نوافذها‪.‬‬ ‫وال�س�ؤال هو ‪ :‬ملاذا تزدهر هذه اجلماعات؟ واجلواب تقدمه م�صادر �إ�سرائيلية‪ .‬فقد ك�شف تقرير بثته القناة العا�شرة الإ�سرائيلية يف‬ ‫�شهر �أغ�سط�س ‪� 2015‬أن احلكومة الإ�سرائيلية خ�ص�صت مئات املاليني من ال�شواقل ملجموعات امل�ستوطنني‪ .‬و�أكد �أمني حركة «ال�سالم‬ ‫الآن» ياريف �أوبنهامير‪ ،‬يف التقرير نف�سه‪� ،‬أن حكومة نتنياهو ت�ستخدم قنوات خمتلفة لتوفري الدعم لهذه املجموعات‪ .‬واتهم هذا التقرير‬ ‫اللجنة املالية يف الربملان الإ�سرائيلي ب�إقرار ميزانيات لهذه اجلماعات‪ ،‬يف �إطار بنود ميزانية وهمية‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬يتمتع امل�ستوطنون الذين يرتكبون اعتداءات على الفل�سطينيني بح�صانة تكاد تكون مطلقة‪ .‬فقد ناق�ش تقرير �صدر‬ ‫م�ؤخر ًا بعنوان «الإنفاذ الوهمي للقانون»‪ ،‬ن�شرته جمموعة حقوق الإن�سان الإ�سرائيلية «ي�ش دين»‪ ،‬الف�شل املق�صود لل�سلطات الإ�سرائيلية يف‬ ‫كبح �إرهاب امل�ستوطنني‪ .‬ووفق ًا للتقرير‪ ،‬ف�إن احتمال �أن تقوم �إ�سرائيل ب�إجراء حتقيق ف ّعال‪ ،‬و�إلقاء القب�ض على امل�شتبه بهم وحماكمتهم‬ ‫و�إ�صدار حكم �إدانة نهائي �ضدهم ال تتجاوز ن�سبته ‪ 1.9‬يف املئة فقط‪ .‬ويقول زيف �ستال‪ ،‬م�ؤلف التقرير‪�« :‬إن الإخفاقات وامل�شاكل‬ ‫الهيكلية الوارد و�صفها يف التقرير ُتف�ضي �إلى ا�ستنتاج حتمي‪ ،‬مفاده �أن نظام �إنفاذ القانون يف ال�ضفة الغربية يفتقر �إلى العن�صر الأهم‬ ‫من بني العنا�صر كلها‪ ،‬وهو الدافع احلقيقي للتحقيق مع املجرمني الإ�سرائيليني الذين يعتدون على الفل�سطينيني وحماكمتهم و�إدانتهم‪.‬‬ ‫فمن دون �إنفاذ‪ ،‬ال ميكن �أن يكون هناك ردع»‪.‬‬ ‫و�أخري ًا‪ ،‬كثري ًا ما يقابل �إرهاب امل�ستوطنني بالإ�شادة من قبل الزعماء الروحيني وال�سيا�سيني الإ�سرائيليني‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬مل يرتدد‬ ‫احلاخام بنزي غوف�شتاين يف م�ؤمتر �صحايف عن �إبداء دعمه ال�صريح حلرق الكنائ�س يف �إ�سرائيل‪ .‬ويف �أعقاب حرق كني�سة التكثري‪ ،‬دعا‬ ‫حار�س الأر�ض املقد�سة التابع للفاتيكان �إلى تقدمي الئحة اتهام �ضد احلاخام غوف�شتاين بتهمة التحري�ض على العنف والإرهاب‪ .‬والأ�سو�أ‬ ‫من ذلك بكثري �أن �إيليت �شاكيد‪ ،‬وزيرة العدل الإ�سرائيلي (نعم وزيرة العدل!) ع ّلقت يف بيان لها يحمل دالالت ومعان َـي كثرية على حرق‬ ‫الطفل الفل�سطيني حممد �أبو خ�ضري حي ًا على يد امل�ستوطنني الإ�سرائيليني‪ ،‬قائلة �إن الأطفال الفل�سطينيني هم «جمموعة من الأفاعي‬ ‫ال�صغرية يجب الق�ضاء عليها مع عائالتهم ومنازلهم»‪.‬‬ ‫هل ما زال هناك من يت�سائل ملاذا يزدهر �إرهاب امل�ستوطنني يف فل�سطني‪ ،‬وملاذا يجب على الفل�سطينيني �أن يتوقعوا املزيد من ليايل‬ ‫الب ّلور؟‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪11‬‬


‫تقرير خاص‬ ‫الكويت تستضيف الدورة الثانية واألربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون اإلسالمي‪:‬‬

‫دعم مشروع جديد إلنهاء االحتالل اإلسرائيلي‬ ‫معالجة بؤر الصراع في العالم اإلسالمي‬ ‫الكويت ـ دولة الكويت‪:‬‬ ‫تكللت �أعمال الدورة الثانية والأربعني ملجل�س وزراء‬ ‫خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي بقرارات مهمة تدعم‬ ‫م�سرية املنظمة يف تعزيز العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪.‬‬ ‫و�شهد يوما ‪ 27‬و‪ 28‬من مايو ‪ ،2015‬يف العا�صمة الكويتية‬ ‫التي ا�ست�ضافت اجتماعات املجل�س يف دورة‪« :‬الر�ؤية‬ ‫امل�شرتكة لتعزيز الت�سامح ونبذ الإرهاب»‪ ،‬مداوالت‬ ‫م�ستفي�ضة �أجراها وزراء خارجية الدول الإ�سالمية‬ ‫ب�ش�أن ملفات �سيا�سية‪� ،‬إ�ضافة �إلى مناطق ال�صراع‬ ‫يف العامل الإ�سالمي‬

‫‪12‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫و�ش�ؤون الأقليات امل�سلمة‪ ،‬والق�ضايا االقت�صادية‬ ‫والثقافية والإن�سانية‪.‬‬ ‫وافتتح �صاحب ال�سمو �أمري دولة الكويت‪ ،‬ال�شيخ �صباح‬ ‫الأحمد اجلابر ال�صباح‪ ،‬االجتماعات و�ألقى كلمة‬ ‫افتتاحية جدد فيها �إدانة وا�ستنكار بالده ال�شديدين‬ ‫حلادث التفجري الإرهابي املر ّوع الذي وقع يف �أحد‬ ‫م�ساجد القطيف يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬م�ؤكد ًا‬ ‫وقوف الكويت �إلى جانب اململكة وت�أييدها لكل ما‬ ‫تتخذه من �إجراءات ملواجهة هذه اجلرائم الإرهابية‪.‬‬ ‫وقال ال�شيخ �صباح الأحمد اجلابر ال�صباح‪� ،‬إن‬ ‫االجتماع الوزاري ينعقد “يف ظل ا�ستمرار حتديات‬ ‫وظروف �سيا�سية و�أمنية بالغة الدقة يواجهها العامل‬ ‫ب�شكل عام‪ ،‬وحميطنا الإ�سالمي ب�شكل خا�ص”‪ ،‬م�شريا‬ ‫�إلى ما يواجهه العامل الإ�سالمي من حماوالت بع�ض‬ ‫التنظيمات الإرهابية ر�سم �صورة ال تعك�س حقيقة‬ ‫الإ�سالم متخذين فيها من الإ�سالم ا�سما‪،‬‬ ‫والقتل والدمار و�سيلة”‪.‬‬ ‫ودعا �أمري الكويت الوزراء �إلى وقفة جادة‬ ‫للنظر يف االحتقان الطائفي وو�ضع حد‬ ‫لل�صراعات التي ت�شهدها بع�ض الدول‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�شهد حفل االفتتاح تكرمي �صاحب‬ ‫ال�سمو �أمري دولة الكويت من قبل معايل‬ ‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ال�سيد �إياد �أمني مدين نيابة عن الدول‬ ‫الأع�ضاء مبنا�سبة منح �سموه الأمري‬ ‫لقب “قائد للعمل الإن�ساين” وت�سمية‬ ‫الكويت “مركزا للعمل الإن�ساين»‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام بهذه املنا�سبة‪� :‬إن‬ ‫منح �سمو �أمري الكويت هذا اللقب الرفيع‬ ‫وت�سمية دولة الكويت “مركزا للعمل‬ ‫الإن�ساين”‪ ،‬ميثل تكرميا جلميع الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬خا�صة �أنه �أتى‬ ‫من هيئة عاملية معنية ب�إقامة ال�سالم يف‬ ‫العامل وحماية الإن�سان واحرتام حقوقه‬ ‫اعرتافا بجهوده املتميزة وغري امل�سبوقة‬ ‫يف م�ستواها يف العمل الإن�ساين الدويل‬ ‫من �أجل الإن�سانية‪.‬‬ ‫و�شهد االفتتاح �أي�ض ًا كلمة رئي�س‬

‫الدورة احلادية والأربعني‪ ،‬معايل الأ�ستاذ عادل بن‬ ‫�أحمد اجلبري‪ ،‬وزير خارجية اململكة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫�أكد فيها حر�ص اململكة خالل تر�ؤ�سها جمل�س وزراء‬ ‫اخلارجية على بذل كل ما يف و�سعها بالتعاون مع الدول‬ ‫الأع�ضاء والأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬لتعزيز العمل‬ ‫الإ�سالمي امل�شرتك �إ�ضافة �إلى الت�صدي للتحديات‬ ‫التي تواجهها الأمة‪ ،‬ويف مقدمتها ظاهرة الإرهاب‬ ‫والتطرف والطائفية‪.‬‬ ‫و�أ�شار اجلبري �إلى �أن “فداحة جرم االعتداء الإرهابي‬ ‫الآثم الذي ا�ستهدف م�سجدا يف قرية القديح‪ ،‬تتنافى‬ ‫مع القيم الإ�سالمية والإن�سانية”‪ ،‬منوه ًا بت�أكيد خادم‬ ‫احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك �سلمان بن عبد العزيز على‬ ‫�أن جهود اململكة لن تتوقف عن حماربة الفكر ال�ضال‬ ‫ومواجهة الإرهابيني والق�ضاء عليهم”‪.‬‬ ‫وبعد �أن ت�سلم معايل ال�شيخ �صباح خالد احلمد ال�صباح‪،‬‬ ‫النائب الأول لرئي�س جمل�س الوزراء ووزير اخلارجية‪،‬‬ ‫رئا�سة الدورة الثانية والأربعني للمجل�س‪� ،‬ألقى كلمة‬ ‫ا�ستذكر فيها �صاحب ال�سمو امللكي الأمري �سعود‬ ‫الفي�صل‪ ،‬وزير الدولة ع�ضو جمل�س الوزراء‪ ،‬وامل�ست�شار‬ ‫واملبعوث اخلا�ص خلادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬وامل�شرف‬ ‫على ال�ش�ؤون اخلارجية يف اململكة‪ ،‬على اعتباره �أحد‬ ‫الأركان الأ�سا�سية يف م�سري العمل الإ�سالمي والعربي‪.‬‬ ‫وثمن ال�شيخ �صباح خالد احلمد ال�صباح اجلهود املميزة‬ ‫التي بذلتها اململكة العربية ال�سعودية يف �إدارة �أعمال‬ ‫الدورة املا�ضية وما �صدر منها من مقررات‪ ،‬ومنوه ًا‬ ‫�أي�ض ًا بجهود الأمني العام ومن�سوبي الأمانة العامة يف‬ ‫التح�ضري والإعداد للدورة احلالية‪.‬‬ ‫�أما الأمني العام للمنظمة‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‬ ‫فقال يف كلمته‪� :‬إنه منذ اجتماع املجل�س الوزاري يف‬ ‫دورته الثانية والأربعني يف جدة‪ ،‬وا�صلت الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة و�أجهزتها املختلفة بذل كل جهد ممكن على‬ ‫�ساحات العمل املختلفة ذات ال�صلة بالقرارات التي‬ ‫اتخذها املجل�س‪.‬‬ ‫وب�ش�أن الق�ضية الرئي�سية للمنظمة (فل�سطني)‪ ،‬قال‬ ‫مدين‪ :‬نتطلع �إلى اال�ستجابة لطلب فل�سطني عقد قمة‬ ‫ا�ستثنائية حول فل�سطني‪ .‬وحول قرار �إن�شاء مكتب‬ ‫للمنظمة يف رام اهلل املعرو�ض على االجتماع‪ ،‬قال‬ ‫معاليه‪� :‬إننا نتطلع �إلى م�شاركة الدول الأع�ضاء حني‬ ‫ترفع املنظمة علمها على �أر�ض فل�سطني‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫خاص‬

‫تقرير‬

‫�صاحب ال�سمو �أمري دولة الكويت‪ ،‬ال�شيخ �صباح الأحمد اجلابر ال�صباح (و�سط) ويف �أق�صى اليمني الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬ويف �أق�صى الي�سار‬ ‫وزير خارجية اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬عادل بن �أحمد اجلبري‬

‫وجدد الأمني العام دعوته لزيارة امل�سجد الأق�صى‬ ‫لت�أكيد حق امل�سلمني فيه‪.‬‬ ‫وحتدث مدين عن الو�ضع يف اليمن مو�ضحا �أنه �سيتم‬ ‫عقد اجتماع وزاري خا�ص مبلف اليمن بناء على طلب‬ ‫احلكومة اليمنية وموافقة غالبية الدول الأع�ضاء‪ ،‬وذلك‬ ‫يف منت�صف �شهر يونيو املقبل‪ ،‬ن�أمل �أن يتمخ�ض ذلك‬ ‫االجتماع عن قرارات حا�سمة ووا�ضحة للمنظمة حول‬ ‫�ش�أن اليمن و�سبل معاجلته”‪.‬‬ ‫كما تطرق الأمني العام �إلى الأو�ضاع يف �سوريا والعراق‬ ‫وليبيا وال�صومال ومايل و�أفغان�ستان وكوت ديفوار‬ ‫و�إفريقيا الو�سطى‪ ،‬والعالقات مع جمهورية ال�صني‬ ‫ال�شعبية‪� ،‬إ�ضافة �إلى مكافحة الإرهاب‪ ،‬و�أزمة �أقلية‬ ‫الروهينغيا امل�سلمة يف ميامنار‪ ،‬والفلبني‪.‬‬ ‫ويف نهاية اجتماعات اليوم الثاين �أ�صدر وزراء‬ ‫اخلارجية ور�ؤ�ساء وفود الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬امل�شاركني يف الدورة الثانية‬ ‫والأربعني ملجل�س وزراء خارجية (�إعالن الكويت)‪ ،‬الذي‬ ‫�أكد على االلتزام التام ب�أهداف ومبادئ منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ودعم مبادئها وغاياتها ملا فيه خري ال�شعوب‬ ‫الإ�سالمية وت�أمني م�صاحلها امل�شرتكة‪.‬‬ ‫و�أعلن الوزراء دعم جهود الأمني العام املبذولة نحو‬ ‫�إ�صالح املنظمة ورفع قدراتها وتطورها يف كل املجاالت‬ ‫بهدف االرتقاء ب�أدائها ملواجهة التحديات وتو�سيع‬ ‫عالقاتها‪ ،‬مبا فيها فتح مكاتب �إقليمية جديدة للمنظمة‪.‬‬ ‫وجدد �إعالن الكويت الدعم الكامل لق�ضية فل�سطني‬ ‫والقد�س ال�شريف ودعم احلقوق ال�شرعية لأبناء ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني غري القابلة للت�صرف‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن ال�سالم‬ ‫العادل وال�شامل يف منطقة ال�شرق الأو�سط مرتكز على‬ ‫االن�سحاب الإ�سرائيلي الكامل من الأرا�ضي الفل�سطينية‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫والعربية املحتلة عام ‪ ،1967‬مبا فيها اجلوالن العربي‬ ‫ال�سوري والأرا�ضي اللبنانية املحتلة‪ ،‬و�أي�ض ًا �إقامة الدولة‬ ‫الفل�سطينية وعا�صمتها القد�س ال�شرقية و�إيجاد حل‬ ‫من�صف لق�ضية الالجئني الفل�سطينيني طبق ًا لقرارات‬ ‫ال�شرعية الدولية ذات ال�صلة العربية‪.‬‬ ‫و�أعرب وزراء اخلارجية عن دعمهم لإعادة طرح م�شروع‬ ‫جديد �أمام جمل�س الأمن لإنهاء االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫للأرا�ضي الفل�سطينية و�إيجاد ت�سوية نهائية لإقامة دولة‬ ‫فل�سطينية م�ستقلة‪ ،‬كما �أدانوا ال�سيا�سات املتعجرفة‬ ‫التي تتبعها احلكومة الإ�سرائيلية‪ ،‬عرب ح�صارها لقطاع‬ ‫غزة وبناء امل�ستوطنات يف الأرا�ضي الفل�سطينية وتو�سعة‬ ‫جدار الف�صل العازل وتهويد القد�س العربي وم�سعاها‬ ‫يف �أن تكون دولة يهودية‪ ،‬و�أيدوا امل�ساعي والإجراءات‬ ‫التي قامت بها دولة فل�سطني لالن�ضمام �إلى امل�ؤ�س�سات‬ ‫واملواثيق واملعاهدات والربوتوكوالت الدولية‪.‬‬ ‫وثمن �إعالن الكويت جهود الأمني العام للمنظمة يف‬ ‫ح�شد الدعم للق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬مرحبا بزيارات فرق‬ ‫االت�صال الوزارية ب�ش�أن مدينة القد�س ال�شريف للعديد‬ ‫من الدول امل�ؤثرة‪.‬‬ ‫ويف ال�ش�أن اليمني‪� ،‬أكد جمل�س الوزراء على االلتزام‬ ‫ب�أمن وا�ستقرار اليمن ودعم ال�شرعية املتمثلة يف فخامة‬ ‫الرئي�س عبد ربه من�صور هادي‪ ،‬وا�ستكمال العملية‬ ‫ال�سيا�سية وفق املبادرة اخلليجية و�آليتها التنفيذية‬ ‫وخمرجات احلوار الوطني وقرار جمل�س الأمن‬ ‫(‪ )2216‬والقرارات ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫و�أ�شاد املجل�س بنتائج م�ؤمتر الريا�ض «من �أجل �إنقاذ‬ ‫اليمن وبناء الدولة االحتادية»‪ ،‬والذي ُعقد يف مايو‬ ‫‪ 2015‬مب�شاركة وا�سعة من كافة القوى واملكونات‬ ‫ال�سيا�سية واالجتماعية ومنظمات املجتمع املدين‬

‫وال�شباب واملر�أة‪ ،‬و�إ�صدار وثيقة الريا�ض‪ ،‬وذلك وفق ًا‬ ‫للأهداف التي حددها الرئي�س اليمني يف خطابه �إلى‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني‪.‬‬ ‫ورحب الوزراء بعملية �إعادة الأمل للنهو�ض باليمن‬ ‫و�إعادة �إعماره‪ ،‬معربني عن تقديرهم ملبادرة خادم‬ ‫احلرمني ال�شريفني امللك �سلمان بن عبد العزيز �آل‬ ‫�سعود يف �إن�شاء مركز موحد لتن�سيق تقدمي امل�ساعدات‬ ‫لل�شعب اليمني‪.‬‬ ‫وب�ش�أن �سوريا‪ ،‬دعا الوزراء املجتمع الدويل �إلى موقف‬ ‫حازم جتاه وقف العنف وكذلك الوقف الفوري ل�سفك‬ ‫الدم ال�سوري و�أكد على احلقوق امل�شروعة لل�شعب‬ ‫ال�سوري ودعم احلل ال�سيا�سي القائم على قرارات‬ ‫م�ؤمتر جنيف‪.1-‬‬ ‫و�أكد الوزراء على متابعتهم باهتمام بالغ الأحداث‬ ‫الأمنية والتطورات ال�سيا�سية اجلارية يف ليبيا‪ ،‬داعني‬ ‫الف�صائل الليبية �إلى حتمل م�سو�ؤلياتها جتاه وقف‬ ‫العنف الدائر هناك‪.‬‬ ‫وقال الوزراء يف �إعالن الكويت‪ :‬نتابع تطورات الأو�ضاع‬ ‫الأمنية امل�ؤ�سفة يف العراق وحماوالت ما ي�سمى بتنظيم‬ ‫(داع�ش) الإرهابي لتقوي�ض �أمنه وا�ستقراره‪ ،‬ون�ؤكد‬ ‫وقوفنا مع جمهورية العراق ال�شقيق يف احلفاظ على‬ ‫�أمنه وا�ستقراره و�سيادته ووحدة �أرا�ضيه‪ ،‬كما ندعم‬ ‫م�ساعي احلكومة العراقية اجلادة واملخل�صة يف �سعيها‬ ‫لإجناز برنامج امل�صاحلة الوطنية‪.‬‬ ‫وجدد وزراء اخلارجية ت�أكيدهم �ضرورة العمل على‬ ‫جتفيف منابع متويل الإرهاب وااللتزام مبا جاء‬ ‫بقرارات الأمم املتحدة ومنظمة التعاون الإ�سالمي ذات‬ ‫ال�صلة‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪13‬‬


‫تقرير‬

‫خاص‬

‫في جلسة شحذ أفكار لبحث استراتيجة فعالة لمكافحة الظاهرة‪:‬‬ ‫«التعاون اإلسالمي»‪ :‬نموذج جديد لمواجهة النـزاعات الطائفية واإلرهاب والتطرف‬

‫عقد وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي يوم الأربعاء ‪ 27‬مايو ‪ ،2015‬على‬ ‫هام�ش الدورة الثانية والأربعني ملجل�سهم واملنعقدة حاليا يف الكويت‪ ،‬جل�سة خا�صة‬ ‫ل�شحذ الأفكار بعنوان‪ :‬اال�سرتاتيجية الفعالة ملكافحة الإرهاب والتطرف العنيف‬ ‫والإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫وافتتح اجلل�س َة معايل ال�شيخ �صباح خالد احلمد ال�صباح‪ ،‬النائب الأول لرئي�س جمل�س‬ ‫الوزراء ووزير اخلارجية يف دولة الكويت‪ ،‬الذي �أ�شار �إلى �أهمية املو�ضوع يف هذا الوقت‬ ‫و�ضرورة البحث عن �صيغة ملعاجلته من قبل الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�ألقى الأمني العام للمنظمة‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين كلمة يف بداية االجتماع ا�ستهلها‬ ‫ب�أ�سئلة كربى حول الإرهاب‪� ،‬أبرزها‪ :‬من �أين جاء كل هذا العنف وكل هذه ال�شرور؟‬ ‫وما الذي فعلناه ب�أنف�سنا جميعا وبالعامل الذي ت�سوده العوملة حتى ن�سمح للتطرف‬

‫العنيف �أن ينمو يف جمتمعاتنا؟‬ ‫ودعا الأمني العام �إلى نزع ال�شرعية املزعومة خلطابات الهيمنة واالحتالل والإرهاب‬ ‫والتطرف التي حتاول �إ�ضفاء ال�شرعية على �أعمالها العنيفة والت�ضليلية با�سم الدين‬ ‫والإيديولوجيا �أو مزاعم التفوق الثقايف‪ ،‬معتقد ًا �أن مواجهة الإرهاب ال ميكن �أن تتم‬ ‫بالو�سائل الأمنية والع�سكرية وحدها‪ ،‬بل ينبغي و�ضع اخلطط العلمية ملعاجلة اجلوانب‬ ‫املتعددة لظاهرة الإرهاب‪ ،‬وذلك بفهم ال�سياقات ال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية‬ ‫التي تولد الظروف التي ت�ؤدي �إلى تف�شي الإرهاب والتطرف العنيف‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى ت�أكيد منظمة التعاون الإ�سالم على �ضرورة البحث يف الفاعلني اخلارجيني‬ ‫املحتملني الذي يخرتقون اجلماعات الإرهابية واملتطرفة خلدمة �أجنداتهم ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫ويف ما يتعلق بظاهرة الإ�سالموفوبيا‪� ،‬أو�ضح مدين �أن ما يثري القلق هو ارتفاع وترية‬ ‫الإ�ساءة للإ�سالم وحتقري معظم رموزه املقد�سة‪ ،‬جمدد ًا دعوة املنظمة املجتمع الدويل‬ ‫التخاذ تدابري عملية وتوافقية للت�صدي لهذه الظاهرة‪.‬‬ ‫و�شهدت اجلل�سة مداخالت من وزراء اخلارجية ور�ؤ�ساء وفود الدول الأع�ضاء‬ ‫امل�شاركة يف الدورة احلالية ملجل�س وزراء اخلارجية‪.‬‬ ‫وخ ُل�صت اجلل�سة �إلى �أنه يتعني على منظمة التعاون الإ�سالمي والدول الأع�ضاء الت�أكيد‬ ‫على املوقف الذي مفاده �أن على اجلميع �أن يقر باملظامل التاريخية التي وقعت يف حق‬ ‫ال�شعوب التي عانت من اال�ستعمار ويعتذر عنها ويعمل على ت�صحيحها‪ ،‬و�أن �إنكار حق‬ ‫ال�شعوب يف تقرير امل�صري يف حاالت االحتالل الأجنبي احلالية يجب �أن ينتهي‪.‬‬ ‫وطالب امل�شاركون بالعمل يف مناطق النـزاعات الطائفية لبلورة منوذج جديد ملواجهة‬ ‫الق�ضايا ومعاجلتها من خالل معاجلة الأ�سباب الكامنة وراء العنف الطائفي‬ ‫وحماوالت ت�سيي�س اخلالفات املذهبية والرتكيز على املذاهب باعتبارها هُ وية �أ�سا�سية‬ ‫و�شن حمالت لتحويل امل�سلمني من مذهب �إلى �آخر‪.‬‬ ‫ودعوا �إلى �إجراء درا�سات جادة لفهم الكيفية التي �ساهمت بها التغطية الإعالمية‬ ‫ذات البعد الأيديولوجي يف تعميق الهوة بني الأديان والثقافات والأعراق واجلماعات‬ ‫العرقية‪ ،‬عالوة على كذلك حتليل ن�شوء الإرهاب الإلكرتوين من خالل ا�ستخدام‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت اجلديدة من قبل اجلماعات الإرهابية‪.‬‬

‫فريق اتصال التعاون اإلسالمي يؤكد على‬ ‫االلتزام الراسخ باحترام سيادة مالي وسالمة أراضيها‬

‫ا�ستعر�ض فريق االت�صال املعني مبايل يف اجتماعه على هام�ش الدورة الثانية‬ ‫والأربعني ملجل�س وزراء اخلارجية يف الكويت يومي ‪ 27‬و‪ 28‬مايو ‪� ،2015‬آخر تطورات‬ ‫الو�ضع والعملية ال�سلمية يف مايل‪ .‬و�أكد الفريق التزامه الرا�سخ باحرتام �سيادة مايل‬ ‫ووحدته و�سالمة �أرا�ضيها‪.‬‬ ‫وتابع االجتماع باهتمام العر�ضني اللذين قدمهما وزير خارجية مايل والأمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬الذي �أ�شاد بالدور الذي ا�ضطلعت به كل‬ ‫من بوركينا فا�سو وت�شاد وموريتانيا والنيجر ونيجرييا عرب م�سار اجلزائر الذي ُي َعد‬ ‫�أ�سا�س ًا جيد ًا وواقعي ًا حلل دائم لنـزاع طال لعقود من الزمن يف مايل‪ ،‬والذي ّ‬ ‫متخ�ض‬ ‫عنه يوم ‪ 1‬مار�س ‪ 2015‬التوقيع بالأحرف الأولى بني حكومة مايل واجلماعات الثالث‪،‬‬ ‫والذي مت التوقيع الر�سمي عليه يوم ‪ 15‬مايو ‪ 2015‬يف باماكو‪.‬‬ ‫ونا�شد الأمني العام‪ ،‬يف كلمته التي �ألقاها نيابة عنه‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬ال�سفري عبد اهلل بن عبد الرحمن عامل‪ ،‬الأطراف املوقعة تعزيز عملية‬

‫‪14‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫احلوار‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن املنظمة �ستعمل على نحو مكثف يف التنمية امل�ستدامة يف‬ ‫ال�شمال ويف منطقة ال�ساحل من خالل اال�ستثمار‪ ،‬ومعلن ًا تخ�صي�ص مبلغ ‪ 1.5‬مليون‬ ‫دوالر �أمريكي من الهبة ال�سعودية البالغة ‪ 10‬ماليني دوالر جلهود االحتاد الإفريقي يف‬ ‫مكافحة الإرهاب وبناء ال�سلم يف �إفريقيا‪ ،‬لفائدة مايل لدعم املبادرات على ال�صعيد‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫وطلب فريق االت�صال من الدول الأع�ضاء باملنظمة ومن امل�ؤ�س�سات ذات ال�صلة التابعة‬ ‫لها تقدمي امل�ساعدات من �أجل تنفيذ خطة عمل مايل وال�ساحل التي اقرتحها املبعوث‬ ‫اخلا�ص ملنظمة التعاون الإ�سالمي ملايل وال�ساحل‪ .‬كما طلب منها موا�صلة تقدمي‬ ‫م�ساعداتها الإن�سانية‪.‬‬ ‫و�شدد االجتماع على �ضرورة ا�ستعادة �سلطات الدولة يف �سائر �أرجاء مايل‪ ،‬و�إلى‬ ‫االحرتام التام جلميع اتفاقيات وقف �إطالق النار املوقعة‪ ،‬م�شدد ًا على �أهمية تنفيذ‬ ‫تدابري بناء الثقة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫خاص‬

‫تقرير‬

‫فريق اتصال التعاون اإلسالمي يحث المجتمع الدولي‬ ‫على الوفاء بالتزاماته اإلنسانية واستعادة الروهينغيا لحقوقهم‬

‫حث فريق االت�صال الوزاري ملنظمة التعاون الإ�سالمي املعني ب�أقلية الروهينغيا‬ ‫امل�سلمة يف ميامنار‪ ،‬يف اجتماعهم‪ ،‬على هام�ش �أعمال الدورة الثانية والأربعني ملجل�س‬ ‫وزراء خارجية التعاون الإ�سالمي التي ا�ست�ضافتها الكويت يومي ‪ 27‬و‪ 28‬مايو ‪،2015‬‬ ‫املجتمع الدويل على الوفاء بالتزاماته الإن�سانية وا�ستعادة الروهينغيا حلقوقهم‪.‬‬ ‫واف ُت ِتح االجتماع بكلمة للأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‬ ‫�ألقاها نيابة عنه الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬ال�سفري عبد اهلل بن عبد‬ ‫الرحمن عامل‪� ،‬أكد فيها �أن منظمة التعاون الإ�سالمي توا�صل ر�صد �أو�ضاع �آالف‬ ‫الالجئني الروهينغيا والبنغاليني وطالبي اللجوء واملهاجرين بحث ًا عن �سبل العي�ش‪،‬‬ ‫والذين تقطعت بهم ال�سبل على منت قوارب يف بحر �أندامان وم�ضيق ملقا‪ ،‬مو�ضح ًا‬ ‫�أن ات�صاالته م�ستمرة مع الوزراء يف املنطقة ال�ستك�شاف ال�سبل التي مت ّكن من تقدمي‬ ‫الدعم للمت�ضررين‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف مدين �أن املمثليتني الدائمتني للمنظمة يف جينيف ونيويورك توا�صالن‬ ‫بدورهما ات�صاالتهما مع وكاالت الأمم املتحدة واملنظمات الإن�سانية وال�شركاء‬ ‫الدوليني الآخرين للت�صدي لهذا الو�ضع‪ .‬كما �أبان الأمني العام �أن املنظمة ت�سعى �إلى‬

‫التخفيف الفوري من معاناة ال�ضحايا‪ ،‬وهي تواجه حتدّي �ضرورة جمع الأموال لتقدمي‬ ‫امل�ساعدات الالزمة لإغاثة الالجئني‪ ،‬وحتدّي حت�سني �سبل و�صول وكاالت الإغاثة �إلى‬ ‫املناطق املعنية يف ميامنار لتلبية احتياجات املجتمعات املحلية‪.‬‬ ‫وحث الأمني العام فريق االت�صال على اال�ستمرار يف تقدمي م�ساعدته للمبعوث اخلا�ص‬ ‫للمنظمة مليامنار‪ ،‬الوزير �سيد حميد البار‪ .‬كما حث الدول الأع�ضاء على بذل جهد‬ ‫�أكرب لتعزيز التوا�صل الفعال مع �سلطات ميامنار‪ ،‬م�شدد ًا على �ضرورة حث املجتمع‬ ‫الدويل على اال�ستمرار يف الوفاء بالتزاماته الإن�سانية و�ضمان حتقيق الروهينغيا‬ ‫لل�سالم والعدل وا�ستعادتهم حلقوقهم‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قدم املبعوث اخلا�ص ملنظمة التعاون الإ�سالمي مليامنار‪ ،‬الوزير �سيد‬ ‫حميد البار‪ ،‬تقريره حول م�ساعيه الرامية للتخفيف من معاناة الروهينغيا امل�سلمني‪،‬‬ ‫وتو�صياته يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫كما �ألقى ممثلو الدول الأع�ضاء يف فريق االت�صال مداخالتهم حول م�آ�سي الروهينغيا‬ ‫امل�سلمني وما يتعر�ضون له من ا�ستهداف وتهجري‪ ،‬و�سبل معاجلة هذا الأمر‪.‬‬

‫التعاون اإلسالمي‪ :‬التأكيد على دعم شعب جامو وكشمير الستعادة حقوقه المشروعة‬

‫�أكد فريق االت�صال الوزاري ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي املعني بجامو وك�شمري‪ ،‬الذي اجتمع‬ ‫على هام�ش �أعمال الدورة الثانية والأربعني ملجل�س‬ ‫وزراء خارجية التعاون الإ�سالمي املنعقدة يف‬ ‫الكويت خالل الفرتة ‪ 27‬ـ ‪ 28‬مايو ‪ ،2015‬على دعم‬ ‫�شعب جامو وك�شمري ال�ستعادة حقوقه امل�شروعة‪.‬‬ ‫وافتتح االجتماع الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ال�سيد �إياد �أمني مدين بكلمة �ألقاها نيابة عنه الأمني العام‬

‫امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬ال�سفري عبد اهلل بن عبد‬ ‫الرحمن عامل‪ ،‬جدد فيها ت�أكيد املوقف املبدئي للمنظمة‬ ‫املتمثل يف تقدمي الدعم الكامل ل�شعب جامو وك�شمري يف‬ ‫ن�ضاله ال�ستعادة حقوقه امل�شروعة‪ .‬و�أعرب عن �أمله يف‬ ‫�أن يرتجم ت�ضامن الدول الأع�ضاء يف املنظمة مع �شعب‬ ‫ك�شمري ودعمها وم�ساعدتها له �إلى تدابري عملية وفعالة‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام بالقرار الذي اتخذته‬ ‫الهيئة امل�ستقلة الدائمة حلقوق الإن�سان التابعة‬

‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي والقا�ضي ب�إن�شاء �آلية‬ ‫دائمة لر�صد حالة حقوق الإن�سان يف ك�شمري‪.‬‬ ‫و�أكدت الدول الأع�ضاء يف فريق االت�صال على موا�صلة‬ ‫دعمها ل�شعب جامو وك�شمري‪ ،‬داعني �إلى �إيجاد ت�سوية‬ ‫�سلمية لنزاع جامو وك�شمري عرب املفاو�ضات وفقا‬ ‫لرغبات ال�شعب الك�شمريي ووفق مبد�أ تقرير امل�صري‬ ‫وحقوق الإن�سان‪.‬‬

‫فريق اتصال التعاون اإلسالمي يطالب برفع الحظر الكامل‬ ‫عن تسليح القوات الصومالية وتسريع وتيرة المساعدات‬

‫طالب فريق االت�صال الوزاري ملنظمة التعاون الإ�سالمي املعني بال�صومال‪ ،‬الذي‬ ‫اجتمع على هام�ش �أعمال الدورة الثانية والأربعني ملجل�س وزراء خارجية التعاون‬ ‫الإ�سالمي املنعقدة يف الكويت خالل الفرتة ‪ 27‬ـ ‪ 28‬مايو ‪ ،2015‬برفع احلظر الكامل‬ ‫عن ت�سليح القوات ال�صومالية وت�سريع وترية امل�ساعدات‪.‬‬ ‫ويف كلمة الأمني العام للمنظمة‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬التي �ألقاها نيابة عنه الأمني‬ ‫العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬ال�سفري عبد اهلل بن عبد الرحمن عامل‪� ،‬أكد �أنه‬ ‫على الرغم من التحديات اجل�سام التي يواجهها ال�صومال ما انفكت حترز على مدى‬ ‫العامني املا�ضيني تقدما الفتا فيما تبذله من جهود لتحقيق اال�ستقرار و�إحالل ال�سلم‪.‬‬ ‫ودعا مدين جمل�س الأمن الدويل �إلى الرفع الكامل حلظر الت�سلح املفرو�ض‬ ‫على ال�صومال‪ ،‬من �أجل ت�سريع وترية عملية بناء قدرات القوات الأمنية‬ ‫التي ت�شكل الركيزة الأ�سا�سية لتعزيز ال�سلم واال�ستقرار والتنمية‪.‬‬ ‫وك�شف الأمني العام عن �شروع املنظمة يف �إجراءات حتويل مكتب املنظمة يف‬ ‫مقدي�شو‪ ،‬الذي ظل ي�ضطلع بدور �إن�ساين و�إمنائي حمدود‪� ،‬إلى مكتب �إمنائي‬ ‫تناط به مهمة �إ�ضافية لر�صد عملية تثبيت الدميوقراطية‪ ،‬مبا يف ذلك ا�ستكمال‬ ‫عملية �إعداد الد�ستور وتنظيم اال�ستفتاء العام واالنتخابات العامة يف عام ‪.2016‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ال�سفري عبد اهلل بن عبد الرحمن عامل (اخلام�س من جهة الي�سار)‬ ‫يف اجتماع فريق ات�صال املنظمة املعني بال�صومال (�إي بي ايه)‬

‫وحث فريق االت�صال املجتمع الدويل على موا�صلة تقدمي دعمه الكامل وامل�ستدمي‬ ‫جلهود تنفيذ خطة الركائز ال�ست للحكومة الفيدرالية‪ .‬وطلب من الدول الأع�ضاء‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املالية التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ت�سريع وترية تقدمي م�ساعداتها‬ ‫للحكومة الفيدرالية ال�صومالية فيما تبذله من جهود لإعادة بناء الدول وم�ؤ�س�ساتها‬ ‫وبناء ال�سلم‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪15‬‬


‫تـقـريـر خـاص‬ ‫صدور العدد الثامن من تقرير مرصد منظمة التعاون اإلسالمي لإلسالموفوبيا‬ ‫�أ�صبح م�صطلح الإ�سالموفوبيا متداو ًال على نحو مت�أخر ن�سبي ًا؛ فمنذ عام ‪،1997‬‬ ‫ا�ستُخدم هذا امل�صطلح للداللة على كراهية الإ�سالم والتحيز �ضد �أهله واخلوف‬ ‫املفرط جتاه الإ�سالم وامل�سلمني‪ .‬وقد غدا هذا امل�صطلح جزء ًا من ا�ستخداماتنا‬ ‫اللغوية اليومية‪ ،‬كما �أ�ضحى يعرب عن واقع مت�أ�صل من خالل جتارب يعي�شها امل�سلمون‬ ‫يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و ُي َعد الإ�صدار الثامن من تقرير الإ�سالموفوبيا تلخي�صا للتعبريات املختلفة عن امل�شاعر‬ ‫املناه�ضة للم�سلمني يف �أنحاء العامل املختلفة‪ ،‬والذي من املتوقع �أن يكون و�سيلة لتعزيز‬ ‫الوعي بهذه امل�س�ألة يف الدول الأع�ضاء‪ .‬ويتناول التقرير الفرتة من مايو ‪� 2014‬إلى‬ ‫�إبريل ‪� ،2015‬ضمن ظرف زمني بالغ ال�صعوبة بالن�سبة للم�سلمني‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أولئك‬ ‫الذين يعي�شون ك�أقليات يف البلدان غري الإ�سالمية‪ .‬و�أ�سهم تركيز التغطية ال�سيا�سية‬ ‫والإعالمية على نطاق وا�سع خالل العام املا�ضي على ما ُي�سمى الدولة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫بو�صفها وعلى نحو خاطئ معربة عن القيم واملعتقدات الإ�سالمية‪ ،‬كثري ًا يف زيادة‬ ‫املواقف ال�سلبية من الإ�سالم وامل�سلمني؛ حيث تفاقمت حدة الإ�سالموفوبيا مع تزايد‬ ‫الهجمات العنيفة التي ارتكبها هذا التنظيم با�سم الدين‪ ،‬كما وقع يف العا�صمة‬ ‫الفرن�سية باري�س قبل ب�ضعة �أ�شهر‪.‬‬ ‫وال يكتفي التقرير ب�إظهار جوهر امل�شكلة فح�سب‪ ،‬ولكنه يناق�ش كذلك ال�صورة‬ ‫النمطية ال�سلبية جتاه املعتقد الديني للم�سلمني‪ .‬وعلى خلفية توجيه االنتقادات حتت‬ ‫ذريعة ما ُي�سمى احلق يف التعبري‪ ،‬يربز التقرير بو�ضوح �أن حرية التعبري حق �أ�سا�سي‬ ‫يرتبط يف جوهره بامل�س�ؤولية‪.‬‬

‫ويتناول الف�صل الأول م�شكلة الإ�سالموفوبيا على نحو �إجمايل‪ ،‬م�ستعر�ض ًا الطريقة‬ ‫التي يتم بها و�ضع الت�صورات النمطية عن الإ�سالم وامل�سلمني باعتباره عنف ًا وتطرف ًا‪،‬‬ ‫وبو�صفه خطاب ًا ي�ؤ�صل ملبد�أ التمييز �ضد امل�سلمني وا�ستبعادهم من احلياة العامة‪.‬‬ ‫بينما يناق�ش الف�صل الثاين امل�شكلة على نحو تف�صيلي مع الرتكيز على مظاهرها‬ ‫يف �أمريكا ال�شمالية و�أوروبا وبقية العامل‪ .‬ويتطرق التقرير لطرق ا�ستخدام اخلطاب‬ ‫العام و�شن احلمالت الإعالمية وتوجيهها لتع�ضيد وجهة نظر الإ�سالموفوبيا‪ .‬كما‬ ‫حظيت ال�سيا�سات العامة واملواقف املتخذة جتاه احلجاب وغريه من �أنواع الزي الذي‬ ‫ترتديه امل�سلمات والتمييز املمار�س يف العمل باهتمام خا�ص‪.‬‬ ‫ويف حني يقدم الف�صل الثالث �صورة قامتة ت�ستثري امل�شاعر‪ ،‬ف�إنه ير�سم ملحة عامة‬ ‫عن التطورات الإيجابية ملواقف اتخذتها بع�ض احلكومات �أو بادر بها �أ�شخا�ص غري‬ ‫م�سلمني يف مواجهة امل�شكلة‪ ،‬مبا يف ذلك قرارات املحاكم‪ ،‬والبيانات ال�صادرة عن‬ ‫�شخ�صيات �سيا�سية‪� ،‬إ�ضافة �إلى التوجهات املناوئة لليمني املتطرف والتعاون بني �أتباع‬ ‫الأديان املختلفة‪ .‬ويلخ�ص الف�صل الرابع عمل املنظمة ملواجهة امل�شكلة من جذورها‬ ‫بالتعاون على الأطراف الفاعلة الرئي�سية‪.‬‬ ‫�أما الف�صل الأخري فيقدم ملخ�ص ًا للتقرير مع تو�صيات موجهة للدول الأع�ضاء‬ ‫واجلهات الدولية املعنية‪ ،‬مبا يف ذلك الدول الغربية‪ ،‬حيث يقرتح اتخاذ �إجراءات‬ ‫لزيادة نبذ التطرف ومواجهة ظاهرة الإ�سالموفوبيا من خالل احلوار وعرب و�سائل‬ ‫الإعالم‪ ،‬ويف جماالت التعليم واملجتمع‪� ،‬إ�ضافة �إلى معاجلة جماعية لوباء التطرف‬ ‫والتع�صب بعزم وقوة‪.‬‬

‫توقيع مذكرة تفاهم لصالح الشباب اإلسالمي وتدشين أوسمة الكشاف المسلم‬

‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إياد �أمني مدين �أثناء توقيع مذكرة التفاهم‬

‫�شهد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪ 27‬مايو‬ ‫‪ ،2015‬على هام�ش �أعمال الدورة الثانية والأربعني ملجل�س وزراء خارجية التعاون‬ ‫الإ�سالمي املنعقدة حالي ًا يف الكويت‪ ،‬حفل توقيع مذكرة تفاهم بني امل�ؤ�س�سات التابعة‬ ‫للمنظمة املعنية بق�ضايا ال�شباب‪.‬‬ ‫ومت توقيع املذكرة من قبل املنظمة الإ�سالمية للعلوم والرتبية والثقافة (الإي�سي�سكو)‪،‬‬ ‫واالحتاد الريا�ضي للت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬واالحتاد العاملي للك�شاف امل�سلم‪ ،‬ومنتدى‬ ‫ال�شباب الإ�سالمي للحوار والت�ضامن‪ .‬ويتوقع من هذه املذكرة �أن تنظم عمل هذه‬ ‫امل�ؤ�س�سات وتدفع بوترية التعاون يف جمال ال�شباب مبا ي�ضمن ا�سرتاتيجية فاعلة‬

‫‪16‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫مل�ستقبل ال�شباب يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام بهذه املنا�سبة‪� ،‬إن توقيع املذكرة يعد انطالقة ملزيد من التعاون‬ ‫والت�ضامن و توحيد اجلهود للنهو�ض بال�شباب وبناء قدراتهم وت�أهيلهم للأدوار‬ ‫املنوطة بهم يف عملية التنمية ال�شاملة للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما مت مبوازاة ذلك تد�شني م�شروع ن�شاطات الأو�سمة التي �أطلقها االحتاد العاملي‬ ‫للك�شاف امل�سلم لعام ‪ 2016-2015‬بالتن�سيق مع الأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬وتتمثل الأو�سمة اجلديدة يف و�سام اخلدمة االجتماعية الذي يتوقع �أن ينتج‬ ‫عنه ع�شرة ماليني �ساعة تطوعية يف خدمة املجتمع من بينها مليونا �ساعة لن�شر الوعي‬ ‫يف املدار�س واجلامعات وامل�ساجد؛ وو�سام «�إماطة الأذى عن الطريق» الذي من امل�ؤمل‬ ‫�أن ينتج عنه ‪� 300‬شريط توعوي يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬كما �سينتج �أح�سن فيلم وثائقي يف‬ ‫�إماطة الأذى‪ ،‬وع�شرة �آالف �ساعة تطوعية يف كل دولة من الدول؛ وو�سام حمو الأمية‬ ‫الذي �سينتج عنه ‪ 15‬مليون حالة ملحو الأمية؛ وو�سام املحافظة على الرثوة املائية الذي‬ ‫�سينتج عنه مليون �ساعة لن�شر الوعي ب�أهمية الرثوة املائية يف املدار�س واجلامعات‬ ‫وامل�ساجد‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى مائة ابتكار للحفاظ على الرثوة املائية؛ وو�سام «عامل �أخ�ضر»‬ ‫الذي من املتوقع �أن ينتج عنه غر�س ع�شرين مليون �شجرة يف ال�سنة‪ .‬و�سيتم التعاون‬ ‫بني امل�ؤ�س�سات ال�شبابية لتنفيذ هذه امل�شاريع‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تـقـريـر خـاص‬ ‫مجلس الوزراء يعتمد قرارات اقتصادية مهمة‬ ‫منتدى لتوحيد معايير وإجراءات األطعمة الحالل في مقر األمانة العامة‬ ‫جدد جمل�س وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي يف دورته الثانية والأربعني التي‬ ‫انعقدت يف الكويت يومي ‪ 27‬و‪ 28‬مايو ‪ ،2015‬دعوته للدول الأع�ضاء يف املنظمة لتنفيذ‬ ‫خمت ِلف ال�صكوك التجارية متعددة الأطراف ال�سارية فيما بينها‪ ،‬وال�سيما االتفاقية‬ ‫العامة للتعاون االقت�صادي والفني والتجاري بني الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬واتفاقية تعزيز وحماية و�ضمان اال�ستثمارات‪ ،‬و�صكوك نظام الأف�ضلية‬ ‫التجارية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مبا يف ذلك االتفاقية الإطارية وبريتا�س وقواعد‬ ‫املن�ش�أ اخلا�صة بنظام الأف�ضلية التجارية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ورحب املجل�س مببادرة الأمانة العامة لعقد منتدى للأطراف املعنية يف املنظمة بتوحيد‬ ‫معايري و�إجراءات الأطعمة احلالل‪ ،‬يف مقر املنظمة خالل �سنة ‪ ،2015‬بالتن�سيق مع‬ ‫جممع الفقه الإ�سالمي الدويل‪ ،‬ومعهد املعايري واملقايي�س للبلدان الإ�سالمية‪ ،‬والغرفة‬ ‫الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة والزراعة‪ ،‬ودعا الدول الأع�ضاء �إلى ت�شجيع م�ؤ�س�ساتها‬ ‫املعنية يف القطاعني العام واخلا�ص للم�شاركة الن�شطة يف هذا املنتدى‪.‬‬ ‫ورحب املجل�س كذلك بالعر�ض الذي تقدمت به اململكة العربية ال�سعودية ال�ست�ضافة‬ ‫املعر�ض التجاري اخلام�س ع�شر للدول الأع�ضاء بالعا�صمة الريا�ض خالل الفرتة من‬ ‫‪� 8‬إلى ‪ 12‬نوفمرب ‪ ،2015‬وحث الدول الأع�ضاء على امل�شاركة الن�شطة يف هذه الفعالية‪.‬‬

‫كما �أ�شاد الوزراء املقرتح ال�سعودي اخلا�ص بتنظيم ور�شة عمل عن �أ�سلوب النافذة‬ ‫الواحدة من �أجل ت�شجيع التجارة الإ�سالمية البينية واال�ستفادة من جتربة اململكة‬ ‫يف هذا القطاع املهم‪ ،‬وحث جميع الدول الأع�ضاء على امل�شاركة يف الور�شة املذكورة‪.‬‬ ‫ويف جمال ال�سياحة‪ ،‬هن�أ املجل�س حكومة دولة فل�سطني على منح القد�س جائزة املنظمة‬ ‫لل�سياحة لعام ‪ ،2015‬وحكومة اجلمهورية الرتكية على منح مدينة كونيا جائزة منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي لل�سياحة لعام ‪.2016‬‬ ‫وحث املجل�س الدول الأع�ضاء يف املنظمة على امل�شاركة بن�شاط يف برنامج جائزة‬ ‫املنظمة ملدينة ال�سياحة من خالل تنظيم خمت ِلف الأن�شطة االحتفالية يف بلدانها‬ ‫املختلفة‪� ،‬إ�ضافة �إلى ت�سهيل حركة ال�سياح من خالل تقدمي حوافز‪ ،‬من بينها ت�سهيل‬ ‫�إجراءات منح الت�أ�شريات ملواطني الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وب�ش�أن �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬طلب املجل�س عقد جل�سة حل�شد‬ ‫التربعات خالل الدورة الثالثة والأربعني ملجل�س وزراء اخلارجية لهذا الغر�ض‪ ،‬داعي ًا‬ ‫الدول الأع�ضاء �إلى الوفاء مبخت ِلف تعهداتها ل�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‬ ‫وتقدمي مزيد من االلتزامات للو�صول �إلى ر�أ�س املال امل�ستهدف لل�صندوق‪ ،‬وهو ‪10‬‬ ‫مليارات دوالر‪.‬‬

‫مجلس الوزراء يحث الدول األعضاء على المشاركة‬ ‫في قمة منظمة التعاون اإلسالمي للعلوم والتكنولوجيا في إسالم أباد‬ ‫دعا جمل�س وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي يف دورته الثانية والأربعني‪ ،‬التي‬ ‫انعقدت يف الكويت يومي ‪ 27‬و‪ 28‬مايو ‪ ،2015‬الدول الأع�ضاء يف املنظمة وم�ؤ�س�ساتها‬ ‫ذات ال�صلة �إلى موا�صلة وزيادة دعم براجمها و�أن�شطتها لتعزيز العلوم والتكنولوجيا‬ ‫واالبتكار‪ ،‬مبا يف ذلك اجلهود الرامية �إلى و�ضع �أطر �سليمة لل�سيا�سات املت�صلة بالعلوم‬ ‫والتكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬وت�شجيع البحث والتطوير‪ ،‬وتعزيز الروابط بني اجلامعات‬ ‫والقطاع ال�صناعي‪ ،‬واتخـاذ التدابري ال�ضرورية لزيادة متويل البحث والتطوير‪.‬‬ ‫و�أعرب املجل�س عن تطلعه �إلى عقد قمة ملنظمة التعاون الإ�سالمي للعلوم والتكنولوجيا‬ ‫بهدف حتديد الأولويات والأهداف والغايات من �أجل النهو�ض بالعلوم والتكنولوجيا‬ ‫وتعزيزها بو�صفها حمرك ًا للتنمية االجتماعية واالقت�صادية يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة‪ .‬وحث املجل�س جميع الـدول الأع�ضـاء يف املنظمة وم�ؤ�س�ساتها ذات ال�صلة‬ ‫على امل�شاركة يف القمة املقرر عقدها يف �إ�سالم �أباد يف الربع الأخري من عام ‪.2015‬‬ ‫ودعا جمل�س وزراء اخلارجية البنك الإ�سالمي للتنمية �إلى اال�ستمرار يف دعم مبادرات‬ ‫تعزيز العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬مع الأخذ يف احل�سبان الأولويات والأهداف التي‬ ‫ت�سهم يف حتقيق �أهداف الدول الأع�ضاء يف جمال التنمية االقت�صادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ودعا الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�ساتها ذات ال�صلة �إلى موا�صلة وزيادة دعم براجمها‬ ‫و�أن�شطتها يف جمال التعليم العايل‪ ،‬مبا يف ذلك اجلهود الرامية �إلى حت�سني املناهج‬ ‫الدرا�سية والربط ال�شبكي فيما بني م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬وت�شجيع م�شاريع البحث‬ ‫امل�شرتكة‪ ،‬وترتيبات التعلم عن بعد‪ ،‬وبرامج املنح الدرا�سية‪ ،‬وبرامج التدريب املهني‪.‬‬ ‫و�أعرب املجل�س عن تقديره للمنح الدرا�سية اخلا�صة بالتعليم العايل التي قدمتها‬ ‫كل من �أذربيجان‪ ،‬وبروناي دار ال�سالم‪ ،‬وم�صر‪ ،‬وتركيا‪ ،‬وجامعات الدول الأع�ضاء‬ ‫وجامعات الدول التي تتمتع بو�ضع مراقب‪ ،‬ومعهد كوم�ستات�س لتكنولوجيا املعلومات‪،‬‬ ‫واجلامعة الإ�سالمية العاملية يف ماليزيا‪ ،‬واجلامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا يف‬ ‫باك�ستان‪ ،‬وجامعة الهور‪ ،‬وجامعة قرب�ص الدولية‪ ،‬وجامعة �شرق املتو�سط‪ ،‬واجلامعة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الأوروبية يف ليفكا‪ ،‬واجلامعة الأمريكية يف غرنة‪ ،‬وجامعة ال�شرق الأدنى‪ ،‬وجامعة‬ ‫ال�شرق الأو�سط التقنية‪ ،‬وذلك يف �إطار برنامج التبادل التعليمي للمنظمة ويف جمال‬ ‫ال�صحة‪ ،‬حث الوزراء على موا�صلة التن�سيق مع اللجنة الفنية املعنية بتطوير وتوحيد‬ ‫معايري �صناعة العقاقري واللقاحات ومع جمموعة املنظمة مل�صنعي اللقاحات والبنك‬ ‫الإ�سالمي لتحقيق االكتفاء الذاتي يف �إنتاج اللقاحات‪ ،‬ودعا �شركات ت�صنيع اللقاحات‬ ‫املهتمة يف الدول الأع�ضاء �إلى االن�ضمام ملجموعة املنظمة مل�صنعي اللقاحات‪.‬‬ ‫ورحب املجل�س باجلهود امل�شرتكة ملنظمة التعاون الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية يف امل�ساهمة يف اال�ستجابة الدولية لتف�شي مر�ض فريو�س �إيبوال يف غرب‬ ‫�إفريقيا‪ ،‬م�شيدا بتخ�صي�ص البنك ملبلغ ع�شرة ماليني دوالر �أمريكي مل�ساعدة الدول‬ ‫املت�ضررة على مكافحة الوباء‪ .‬و�أعرب عن امتنانه للم�ساهمة ال�سخية التي قدمها‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك عبد اهلل بن عبد العزيز (رحمه اهلل)‪ ،‬مببلغ ‪35‬‬ ‫مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬يف جهود م�شرتكة لكل من املنظمة والبنك بغية احتواء انت�شار‬ ‫الفريو�س‪ .‬وطلب املجل�س من الدول الأع�ضاء امل�شاركة يف امل�شروع التعاوين للمنظمة‬ ‫لبقاء الأم والطفل‪ ،‬وذلك ق�صد ت�سهيل عمل نقاط االت�صال الوطنية يف جمال جمع‬ ‫البيانات الالزمة عن حالة الرعاية ال�صحية املقدمة للأم والر�ضيع يف كل دولة‪.‬‬ ‫ودعا الدول الأع�ضاء �إلى موا�صلة جهودها الرامية �إلى تو�سيع تغطية التطعيم و�ضمان‬ ‫تطعيم جميع الأطفال �ضد الأمرا�ض التي ميكن در�ؤها‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �شلل الأطفال‪،‬‬ ‫و�إلى االنخراط يف عالقات التعاون الثنائية واملتعددة الأطراف‪ ،‬مبا يف ذلك تبادل‬ ‫املعلومات الوبائية وبيانات الر�صد املختربية ‪.‬‬ ‫و�أعرب عن دعمه للفتاوى ال�شرعية ال�صادرة عن جممع الفقه الإ�سالمي الدويل يف‬ ‫ما يتعلق ب�سالمة وجواز التطعيم �ضد �شلل الأطفال يف الإ�سالم‪ ،‬و�إعالن �أن من واجب‬ ‫جميع الآباء واملجتمعات حماية الأطفال وال�سماح للعاملني يف ميدان ال�صحة ب�أداء‬ ‫مهامهم يف �أمن‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪17‬‬


‫لقـاء‬

‫حصري‬

‫الشيخ صباح خالد الحمد الصباح‪،‬‬

‫النائب الأول لرئي�س جمل�س الوزراء ووزير خارجية الكويت‬

‫ظاهرة التطرف والطائفية‬ ‫مبنا�سبة ت�سلم دولة الكويت رئا�سة جمل�س وزراء‬ ‫خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي يف دورته الثانية‬ ‫والأربعني �أجرت جملة املنظمة حوار مع معايل ال�شيخ‬ ‫�صباح خالد احلمد ال�صباح‪ ،‬النائب الأول لرئي�س‬ ‫جمل�س الوزراء ووزير اخلارجية‪ ،‬تناول فيه الو�ضع‬ ‫احلايل يف منطقة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وكذلك خماطر‬ ‫الإرهاب والتطرف واالحتقان الطائفي‪ ،‬وهذا ن�ص‬ ‫احلوار‪:‬‬ ‫• ا�ست�ضافت دولة الكويت الدورة الثانية‬ ‫والأربعني ملجل�س وزراء خارجية منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي والتي انعقدت حتت �شعار‬ ‫«الر�ؤية امل�شرتكة لتعزيز الت�سامح ونبذ‬ ‫الإرهاب»‪ ،‬ما هي �أ�س�س هذه الر�ؤية امل�شرتكة‬ ‫لتعزيز الت�سامح ونبذ الإرهاب؟‬ ‫�إن تف�ضل �سيدي ح�ضرة �صاحب ال�سمو �أمري دولة‬ ‫الكويت ال�شيخ �صباح الأحمد اجلابر ال�صباح‪ ،‬حفظه‬ ‫اهلل ورعاه‪ ،‬بالرعاية ال�سامية لأعمال الدورة الثانية‬ ‫والأربعني ملجل�س وزراء خارجية منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي هو دليل را�سخ على �أهمية عقد هذه الدورة‪،‬‬ ‫وال�سيما �أنها ت�أتي يف ظل ظروف دقيقة يعي�شها عاملنا‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫• قال �صاحب ال�سمو �أمري دولة الكويت‬ ‫ال�شيخ �صباح الأحمد اجلابر ال�صباح‪ ،‬حفظه‬ ‫اهلل ورعاه‪ ،‬يف كلمته �أمام االجتماع �إن العامل‬

‫‪18‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫ألحقت أضراراً جسيمة‬ ‫باألمة اإلسالمية‬ ‫وعلينا أن نتعاون‬ ‫لمكافحتها‬ ‫الإ�سالمي يواجه حتدي حماوالت بع�ض‬ ‫التنظيمات الإرهابية من ر�سم �صورة ال تعك�س‬ ‫حقيقة الإ�سالم‪ ،‬وتقوم بالقتل والدمار با�سم‬ ‫الإ�سالم‪ .‬وقد تعر�ضت دولة الكويت وقبلها‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية لعمليات �إرهابية‬ ‫ا�ستهدفت امل�ساجد وقتل الأبرياء وهو ما‬ ‫يتنافى متام ًا مع مبادئ وتعاليم الإ�سالم‬ ‫احلنيف‪ .‬ما الذي ميكن �أن تقوم به منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ودولها الأع�ضاء ملواجهة‬ ‫هذا التحدي؟‬ ‫لعل ما �شهدته دولة الكويت يوم ‪ 26‬يونيو ‪ ،2015‬من‬ ‫عمل �إرهابي م�شني‪ ،‬يف بيت من بيوت اهلل‪ ،‬التي ُيذ َكر‬ ‫فيها ذكر ا�سمه جل وعال‪ ،‬والنا�س ي�ؤدون فري�ضة‬ ‫ال�صالة �صائمني‪� ،‬ساجدين‪ ،‬راكعني‪ ،‬لأكرب دليل على‬ ‫�أن الإرهاب ال دين له‪ ،‬وال ميتّ ب�صلة ال من قريب وال‬ ‫من بعيد �إلى تعاليم الدين الإ�سالمي احلنيف‪ ،‬فقوى‬ ‫الظالم‪ ،‬ويف �شهر رم�ضان الف�ضيل‪ ،‬قامت بارتكاب‬ ‫�أ�شنع �أ�شكال العمل الإرهابي املجرم‪ ،‬وخطفت �أرواح‬ ‫الأبرياء العزل من امل�صلني �شيوخ ًا و�أطفا ًال ال ذنب‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫كما هو احلال الذي �شهده العامل يف احلوادث‬ ‫الإرهابية التي وقعت م�ؤخر ًا يف م�سجد القطيف‬ ‫والدمام يف اململكة العربية ال�سعودية ال�شقيقة‪ ،‬هذه‬ ‫احلوادث الإرهابية املر ّوعة‪ .‬لذا نحن كدول �إ�سالمية‬ ‫كر�سنا �أولوياتنا من �أجل حماربة الإرهاب بكل‬ ‫�أ�شكاله وا�ستئ�صال اجلماعات الإرهابية ومن يدعمها‬ ‫ومن ميولها ومي ّكنها من اال�ستمرار يف ممار�ساتها‬ ‫البغي�ضة‪ ،‬وذلك من خالل العمل امل�شرتك للق�ضاء‬ ‫على هذا الفكر املتطرف وهذه العقائد املزيفة‪ ،‬وعرب‬ ‫جتفيف منابع متويل الإرهاب وااللتزام مبا ورد يف‬ ‫قرارات الأمم املتحدة ومنظمة التعاون الإ�سالمي ذات‬

‫ال�صلة‪ ,‬وتعزيز التعاون الدويل والإقليمي والثنائي‬ ‫بني دول العامل من خالل ت�ضافر اجلهود الدولية‬ ‫والتن�سيق الإعالمي والأمني والع�سكري ملواجهة‬ ‫التطرف والإرهاب بكل حزم وقوة‪ ،‬ودعم اجلهود‬ ‫الدولية يف الت�صدي للجماعات الإرهابية وكل العوامل‬ ‫التي تغذي الفكر املت�شدد‪ ،‬و�ضرورة توحيد هذه اجلهود‬ ‫من �أجل الو�صول �إلى الغاية املن�شودة‪ ،‬وهي الق�ضاء‬ ‫على الإرهاب ب�صوره و�أ�شكاله وحتقيق �أمن وا�ستقرار‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫• يف كلمته �أي�ض ًا‪ ،‬دعا �سمو �أمري دولة الكويت‬ ‫�إىل وقفة جادة للنظر يف االحتقان الطائفي‬ ‫وم�ضاعفة اجلهود لو�ضع حد لل�صراعات‬ ‫والنـزاعات التي ت�شهدها بع�ض الدول‬ ‫الإ�سالمية‪ .‬بر�أيك معايل الوزير‪ ،‬ما هو �سبب‬ ‫تزايد هذا االحتقان الطائفي وال�صراعات‬ ‫وكيف ميكن وقف ا�ستمراره واحلد من‬ ‫�أخطاره؟‬ ‫�إن ظاهرة التطرف والطائفية �أحلقت �أ�ضرار ًا ج�سيمة‬ ‫بالأمة الإ�سالمية‪ ،‬وت�أتي يف مقدمة التحديات التي‬ ‫تواجهها الأمة‪ ،‬لذا نحن ندعو جميع �أع�ضاء املجتمع‬ ‫الدويل �إلى حتقيق املزيد من التعاون من �أجل مكافحة‬ ‫التطرف واالحتقان الطائفي‪ ،‬والعمل على حت�صني‬ ‫الأجيال من الوقوع يف �أتونهما املدمر‪.‬‬ ‫وقد خ�ص�صت �أعمال هذه الدورة جل�سة خا�صة‬ ‫لـ «الع�صف الذهني» و�شحذ الأفكار حول مو�ضوع‬ ‫الإرهاب‪ ،‬وكانت فر�صة لتبادل الآراء والتدار�س حيال‬ ‫حماربة الإرهاب و�آليات مكافحته ب�شتى مظاهره‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى بحث �سبل مكافحة التطرف واالقتتال‬ ‫املذهبي وخطاب الكراهية الذي ي�ستهدف الإ�سالم‬ ‫(الإ�سالموفوبيا)‪.‬‬ ‫• الو�ضع يف اليمن كان على ر�أ�س اهتمام‬ ‫االجتماع يف الكويت‪ ،‬كما انعقد اجتماع وزاري‬ ‫خا�ص مبلف اليمن يف مقر املنظمة بجدة بعد‬ ‫ذلك مبا�شرة‪ .‬ما هو املطلوب حلل الأزمة يف‬ ‫اليمن؟‬ ‫ن�ؤكد على التزامنا مبا ورد يف البيانات ال�صادرة‬ ‫عن اللجنة التنفيذية ملنظمة التعاون الإ�سالمي على‬ ‫امل�ستوى الوزاري وعن البيان ال�صادر عن االجتماع‬ ‫اال�ستثنائي ملجل�س وزراء دول جمل�س التعاون اخلليجي‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫لقـاء‬

‫حصري‬

‫ب�ش�أن الأو�ضاع يف اجلمهورية اليمنية ال�شقيقة الذي‬ ‫عقد يف جدة بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪ ،2015‬وقرارات القمة‬ ‫العربية ال�ساد�سة والع�شرين وااللتزام ب�إعالن الريا�ض‬ ‫وا�ستكمال العملية ال�سيا�سية وفق املبادرة اخلليجية‬ ‫و�آلياتها التنفيذية وخمرجات احلوار الوطني والقرار‬ ‫الدويل (‪ )2216‬وكل القرارات ذات ال�صلة‪ ،‬وي�شكل‬ ‫ذلك �أولوية بالن�سبة لنا كدول خليجية وعربية‬ ‫و�إ�سالمية للو�صول �إلى ر�ؤية وطنية جادة ال�ستئناف‬ ‫العملية ال�سيا�سية وبناء الدولة االحتادية و�إعادة ترتيب‬ ‫عالقاتها الإقليمية والدولية‪.‬‬ ‫ومن �أجل �إنقاذ اليمن واملحافظة على �أمنه وا�ستقراره‪،‬‬ ‫يجب على كل الأطراف التم�سك بال�شرعية ورف�ض‬ ‫االنقالب و�إنهاء ما ترتب عليه من عدم التعامل مع‬ ‫ما ُي�سمى الإعالن الد�ستوري ورف�ض �شرعيته وب�سط‬ ‫�سلطة الدولة على كل الأرا�ضي اليمنية و�إيقاف عدوان‬ ‫قوى التمرد وجتنيب اليمن من �أن تكون ملج�أً جلماعات‬ ‫العنف والتنظيمات الإرهابية ومرتع ًا لها‪.‬‬ ‫• الق�ضية الفل�سطينية تظل حا�ضرة يف‬ ‫اجتماعات وزراء خارجية املنظمة باعتبارها‬ ‫الق�ضية الأم‪ ،‬ودعم اجتماع الكويت �إعادة‬ ‫طرح م�شروع جديد �أمام جمل�س الأمن لإنهاء‬ ‫االحتالل الإ�سرائيلي للأرا�ضي الفل�سطينية‪،‬‬ ‫و�إيجاد ت�سوية نهائية لإقامة دولة فل�سطينية‬ ‫م�ستقلة‪ .‬ما هي بنود هذا امل�شروع اجلديد؟‬ ‫جندد دعمنا الكامل لق�ضية فل�سطني والقد�س ال�شريف‬ ‫ودعم احلقوق ال�شرعية لأبناء ال�شعب الفل�سطيني‪،‬‬ ‫م�ؤكدين �أن ال�سالم العادل وال�شامل يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫مرتكز على االن�سحاب الإ�سرائيلي الكامل من الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية والعربية املحتلة‪ ،‬مبا فيها اجلوالن العربي‬ ‫ال�سوري والأرا�ضي اللبنانية املحتلة‪ ،‬و�إقامة الدولة‬ ‫الفل�سطينية وعا�صمتها القد�س‪ ،‬و�إيجاد حل من�صف‬ ‫لق�ضية الالجئني الفل�سطينيني طبق ًا لقرارات ال�شرعية‬ ‫الدولية ذات ال�صلة ومبادرة ال�سالم العربية‪.‬‬ ‫ونرى �ضرورة �إعادة طرح م�شروع جديد �أمام‬ ‫جمل�س الأمن لإنهاء االحتالل الإ�سرائيلي للأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية و�إيجاد ت�سوية نهائية لإقامة دولة‬ ‫فل�سطينية م�ستقلة خا�صة يف ظل ال�سيا�سات املتعجرفة‬ ‫التي تتبعها احلكومة الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫ون�ؤيد امل�ساعي والإجراءات التي قامت بها دولة‬ ‫فل�سطني لالن�ضمام �إلى امل�ؤ�س�سات واملواثيق‬ ‫واملعاهدات والربوتوكوالت الدولية‪ ،‬وبخا�صة يف ظل‬ ‫امل�ؤ�شرات الإيجابية التي يجب ا�ستثمارها يف هذا‬ ‫ال�ش�أن‪ ،‬منها اعرتاف بع�ض الربملانات الأوروبية‬ ‫بالدولة الفل�سطينية‪ ،‬عالوة على الأفكار الفرن�سية‬ ‫ب�ش�أن حتريك وموا�صلة املفاو�ضات‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫و�إننا ن�شجب ون�ستنكر وندين ب�شدة ما قامت به القوات‬ ‫الإ�سرائيلية م�ؤخر ًا من هجوم على امل�سجد الأق�صى‬ ‫وجندد رف�ضنا التام ال�ستمرار احلكومة الإ�سرائيلية‬ ‫ببناء امل�ستوطنات يف الأرا�ضي الفل�سطينية ملا يف‬ ‫ذلك من ت�أجيج للعنف وتقوي�ض لعملية ال�سالم‪ ،‬كما‬ ‫و�أن ما �شهده قطاع غزة جراء العدوان الإ�سرائيلي‬ ‫الغا�شم والذي ا�ستمر خلم�سني يوم ًا �أوقع �آالف‬ ‫القتلى واجلرحى و�أحدث دمار ًا هائ ًال بالبنية التحتية‬ ‫وملظاهر احلياة كافة‪ ،‬الأمر الذي يحتم علينا جميع ًا‬ ‫ح�شد كل �سبل الدعم وامل�ساندة لإعادة ا�ستئناف‬ ‫عملية ال�سالم‪ .‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬ف�إن دولة الكويت‬ ‫وبحكم تر�ؤ�سها للقمة العربية وجلنة متابعة مبادرة‬ ‫ال�سالم العربية‪ ،‬جتدد دعوتها جلميع الأطراف املوقعة‬ ‫على اتفاقية جنيف الرابعة للم�سارعة بعقد م�ؤمتر‬ ‫دويل حلماية املدنيني الفل�سطينيني وذلك لتجنيبهم‬ ‫�آفات احلروب وويالت الدمار‪ ،‬وانطالق ًا من دورها‬ ‫الإن�ساين و�شعور ًا مب�س�ؤوليتها جتاه �أ�شقائها �أعلنت‬ ‫عن تقدميها ‪ 200‬مليون دوالر �أمريكي م�ساهمة منها‬ ‫يف �إعادة �إعمار غزة يتولى متابعتها ال�صندوق الكويتي‬ ‫للتنمية االقت�صادية وفق اخلطة التي �أعدها املجل�س‬ ‫االقت�صادي الفل�سطيني للتنمية والإعمار‪.‬‬ ‫• تقوم دولة الكويت بدور قيادي يف تقدمي‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية ل�سوريا‪ ،‬وقد ا�ست�ضافت‬ ‫ثالثة م�ؤمترات للمانحني لذلك‪ .‬الو�ضع‬ ‫الإن�ساين يف �سوريا مت�أزم وما زال القتال‬ ‫م�ستمراً‪ .‬هل ترون‪ ،‬معاليكم‪ ،‬انفراج ًا لهذه‬ ‫الأزمة يف امل�ستقبل القريب؟‬ ‫لقد عجز املجتمع الدويل‪ ،‬وال�سيما جمل�س الأمن‪ ،‬طيلة‬ ‫ال�سنوات اخلم�س عن �إيجاد حل ينهي هذا ال�صراع‬ ‫ب�شكل دائم‪� .‬إن جمل�س الأمن‪ ،‬وال�سيما الدول ذات‬ ‫الع�ضوية الدائمة‪ُ ،‬مطا َلب ب�أن يرتك جانب ًا امل�صالح‬ ‫ال�ضيقة واخلالفات الوا�سعة ويوحد �صفوفه للخروج‬ ‫بحل ينهي هذا ال�صراع املدمر ويعيد الأمن واال�ستقرار‬ ‫لربوع �سوريا ال�شقيقة ويوقف االنتهاكات اجل�سيمة‬ ‫حلقوق الإن�سان التي ترتكبها الأطراف كافة‪.‬‬ ‫�إن تطورات الأو�ضاع يف �سوريا تقلقنا جميع ًا وت�ضعنا يف‬ ‫لدم عربي وت�شريد ًا‬ ‫دائرة امل�س�ؤولية عندما نرى نزي ًفا ٍ‬ ‫ل�شعب عزيز علينا جميع ًا ومعاناة �إن�سانية تتفاقم‬ ‫على الرغم من جهودنا امل�شرتكة التي ما زالت غري‬ ‫قادرة على املعاجلة النهائية لهذه الكارثة امل�ؤملة‪ ،‬و�إن‬ ‫دولة الكويت حكوم ًة و�شعب ًا مل تدخر جهد ًا يف تقدمي‬ ‫امل�ساعدات الإن�سانية لل�شعب ال�سوري ال�شقيق منذ‬ ‫بدء الأزمة‪ ،‬وذلك عرب م�ؤ�س�ساتها الر�سمية وال�شعبية‬ ‫ودائم ًا تدعو املجتمع الدويل �إلى اتخاذ مواقف حازمة‬ ‫جتاه وقف العنف والتدمري و�إزهاق الأرواح‪ .‬وبا�شرت‬

‫ال�شيخ �صباح خالد احلمد ال�صباح‬

‫الكويت منذ م�ؤمتراتها الدولية الأول والثاين والثالث‬ ‫(لدعم الو�ضع الإن�ساين يف �سوريا) على تكري�س العمل‬ ‫وبذل اجلهود و�سلك جميع القنوات وال�سبل من �أجل‬ ‫تخفيف جزء من معاناة ال�شعب ال�سوري ال�شقيق‪.‬‬ ‫و�إن م�ؤمتر املانحني الثالث الذي عقد يف دولة الكويت‬ ‫يوم ‪ 31‬مار�س ‪ ،2015‬ومب�شاركة ثمانٍ و�سبعني دولة‬ ‫و�أربعني منظمة دولية وما يفوق ‪ 100‬منظمة غري‬ ‫حكومية وما خرج به‪� ،‬أثبت �أننا كمجتمع دويل قادرون‬ ‫وللمرة الثالثة على توحيد اجلهود وموا�صلة العمل من‬ ‫�أجل توفري االحتياجات الإن�سانية الأ�سا�سية للأ�شقاء‬ ‫يف �سوريا‪ ،‬وقدمت ر�سالة وا�ضحة ب�أنه على املجتمع‬ ‫الدويل �أن يوا�صل عمله لإيقاف نزيف الدم ال�سوري‬ ‫ب�شكل عاجل لو�ضع حد لهذه امل�أ�ساة املتفاقمة‪ .‬ون�ؤكد‬ ‫جمدد ًا على �أن حل هذه امل�س�ألة لن يكون �إال بالطرق‬ ‫ال�سلمية بعيد ًا عن الآلة الع�سكرية‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن‬ ‫النظام احلاكم يوا�صل حرب الإبادة التي ي�شنها على‬ ‫�شعبه من دون هوادة �أو رادع والتي خلفت ما يزيد على‬ ‫‪� 300‬ألف قتيل‪ ،‬وت�سببت يف تهجري �أكرث من ‪ 6‬ماليني‬ ‫نازح والجئ داخل �سوريا وخارجها‪.‬‬ ‫عال من �أجل التحرك‬ ‫وعلينا جميع ًا �أن نفكر ب�صوت ٍ‬ ‫لو�ضع حد ملا يجري يف �سوريا بعد �أن �أ�صبحت دول‬ ‫اجلوار ال�سوري تعاين ب�شكل مبا�شر من تداعيات‬ ‫هذه الأزمة‪ ،‬و�ضرورة بلورة �صيغة ت�ضمن �إقرار احلل‬ ‫ال�سيا�سي املن�شود للأزمة ال�سورية‪ ،‬وفق ًا لبيان جنيف‬ ‫‪ ،1‬ودعوة جمل�س الأمن الدويل �إلى حتمل م�س�ؤولياته‬ ‫حيال تفعيل تنفيذ بنود قراره رقم ‪ ،2165‬ب�ش�أن‬ ‫الأو�ضاع الإن�سانية املتدهورة يف �سوريا‪.‬‬ ‫�إن ما متر به منطقتنا من �أو�ضاع دقيقة وح�سا�سة تهدد‬ ‫�أمننا وا�ستقرار �شعوبنا ت�ستوجب منا العمل وبكل جهد‬ ‫ملوا�صلة امل�ساعي يف تعزيز التعاون والتن�سيق لإيجاد‬ ‫�أف�ضل ال�سبل الكفيلة ملعاجلة التحديات واملخاطر التي‬ ‫نواجهها ويواجهها معنا العامل �أجمع‪ ،‬و�أدعو املولى‬ ‫عز وجل �أن يحفظ �أوطاننا و�شعوبنا و�أن يهدينا �إلى‬ ‫�سواء ال�سبيل‪ ،‬مت�ضرعني للباري عز وجل �أن مينّ على‬ ‫اجلميع بالأمن واال�ستقرار‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪19‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫مجلس وزراء الخارجية يعقد اجتماع ًا استثنائي ًا في مقر األمانة العامة‬

‫مؤتمر عالمي لدعم الشؤون اإلنسانية واإلغاثية‪ ..‬وفريق اتصال وزاري خاص باليمن‬

‫من الي�سار‪ :‬الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬والنائب الأول لرئي�س جمل�س الوزراء الكويتي ووزير اخلارجية‬ ‫ال�شيخ �صباح خالد احلمد ال�صباح‪ ،‬والرئي�س اليمني عبد ربه من�صور هادي‬

‫عقد جمل�س وزراء اخلارجية يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي اجتماعا ً ا�ستثنائي ًا يف مقر‬ ‫املنظمة بجدة على امل�ستوى الوزاري برئا�سة ال�شيخ‬ ‫�صباح خالد احلمد ال�صباح النائب الأول لرئي�س‬ ‫جمل�س الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت الرئي�س‬ ‫احلايل للدورة الثانية والأربعني ملجل�س وزراء خارجية‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وبح�ضور فخامة الرئي�س‬ ‫عبدربه من�صور هادي رئي�س اجلمهورية اليمنية‪ ،‬وذلك‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 16‬يونيو ‪ ،2015‬بنا ًء على طلب اجلمهورية‬ ‫اليمنية لبحث تطورات الأو�ضاع يف اجلمهورية اليمنية‪.‬‬ ‫ومتخ�ض االجتماع عن االتفاق على عقد م�ؤمتر عاملي‬ ‫لدعم ال�ش�ؤون الإن�سانية والإغاثة يف اليمن‪ ،‬البلد الذي‬ ‫ي�شهد �أزمة �إن�سانية جراء انقالب املتمردين على‬ ‫ال�شرعية‪ .‬كما �أقر االجتماع �إن�شاء فريق ات�صال وزاري‬ ‫خا�ص بال�ش�أن اليمني‪.‬‬ ‫وجدد جمل�س وزراء خارجية املنظمة‪ ،‬يف بيانهم‬ ‫اخلتامي‪ ،‬ت�أييدهم ودعمهم لل�شرعية الد�ستورية ممثلة‬ ‫يف الرئي�س عبدربه من�صور هادي‪ ،‬واجلهود التي يبذلها‬ ‫لتحقيق الأمن واال�ستقرار ال�سيا�سي واالقت�صادي لليمن‬ ‫وا�ستئناف العملية ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وطالب الوزراء جمل�س الأمن مبمار�سة املزيد من‬ ‫ال�ضغوط على جماعة احلوثيني لتنفيذ قرار جمل�س‬ ‫الأمن رقم ‪ 2216‬دون قيد �أو �شرط‪ ،‬م�ؤكدين على‬ ‫دعم نتائج وخمرجات م�ؤمتر احلوار الوطني ال�شامل‬ ‫يف يناير ‪ 2014‬الذي وافقت عليه كل الأطراف والقوى‬ ‫والأحزاب ال�سيا�سية اليمنية‪ ،‬وذلك ا�ستناد ًا �إلى مبادرة‬ ‫جمل�س التعاون لدول اخلليج العربية و�آليتها التنفيذية‪.‬‬ ‫ودعموا دعوة خادم احلرمني ال�شريفني امللك �سلمان‬

‫‪20‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫بن عبد العزيز‪ ،‬ملك اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ملخت ِلف‬ ‫مكونات و�أطياف ال�شعب اليمني‪ ،‬للتوافق والت�صالح‬ ‫لبناء الدولة احلديثة وتدعيم �أ�س�س ال�سالم واحلوار‬ ‫وحتقيق الأمن واال�ستقرار يف اليمن‬ ‫ودعا البيان‪ ،‬جميع الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �إلى التعامل ب�صورة �إيجابية لتطبيق قرار‬ ‫جمل�س الأمن رقم ‪ 2216‬الذي ين�ص‪ ،‬حتت الف�صل‬ ‫ال�سابع‪ ،‬على ان�سحاب احلوثيني من جميع املناطق التي‬ ‫ا�ستولوا عليها‪ ،‬وحظر توريد الأ�سلحة �إليهم‪.‬‬ ‫و�أدان وزراء اخلارجية ب�شدة تدخل القوى الإقليمية‪،‬‬ ‫خارج نطاق ال�شرعية‪ ،‬يف ال�ش�ؤون الداخلية لليمن‪،‬‬ ‫و�إثارة النعرات املذهبية والطائفية مبا ي� ّؤجج ال�صراع‬ ‫بني مكونات و�أطياف ال�شعب اليمني الواحد‪.‬‬ ‫كما �أدانوا «ب�أقوى العبارات» عدم ان�صياع جماعة‬ ‫احلوثيني للطلبات الواردة يف قرار جمل�س الأمن رقم‬ ‫‪ ،2216‬وانتهاك الهدنة الإن�سانية التي �أعلنتها الأمم‬ ‫املتحدة وا�ستمرارهم يف �إعاقة جهود الإغاثة الإن�سانية‬ ‫واال�ستيالء عليها ومنع انت�شال جثث القتلى و�إجالء‬ ‫اجلرحى وامل�صابني‪.‬‬ ‫و�أكد وزراء اخلارجية رف�ضهم ال�ستمرار الإجراءات‬ ‫االنفرادية والأعمال الت�صعيدية من قبل جماعة‬ ‫وميلي�شيات احلوثيني مدعومة مبيلي�شيات الرئي�س‬ ‫ال�سابق علي عبد اهلل �صالح وانقالبها على ال�شرعية‬ ‫الد�ستورية وتقوي�ضها للعملية ال�سيا�سية االنتقالية‪.‬‬ ‫وح ّملوا جماعة وملي�شيات احلوثيني و�صالح امل�س�ؤولية‬ ‫كاملة عن تعرث املباحثات ال�سابقة بني الأطراف‬ ‫ال�سيا�سية اليمنية وا�ستنفاد ال�سبل ال�سلمية كافة‬ ‫ملعاجلة الأزمة اليمنية‪ ،‬نتيجة لتع ّنت هذه اجلماعة‬

‫وقيامها بال�سيطرة على ال�سلطة بقوة ال�سالح‪.‬‬ ‫وفيما رحب البيان بالإجراءات الع�سكرية «عا�صفة‬ ‫احلزم» وعملية «�إعادة الأمل»‪� ،‬أكد �أن هذه الإجراءات‬ ‫اال�ضطرارية ل�ضرب القدرات الع�سكرية للميلي�شيات‬ ‫احلوثية‪ ،‬والت�صدي لكل حماوالت هذه امليلي�شيات‬ ‫امل�سلحة الرامية �إلى تهديد �أمن اليمن واملنطقة وال�سلم‬ ‫والأمن الدوليني‪.‬‬ ‫و�أدان البيان بقوة الأعمال الع�سكرية مليلي�شيات احلوثي‬ ‫وعلي عبد اهلل �صالح على احلدود اليمنية – ال�سعودية‬ ‫والق�صف الذي ي�ستهدف املن�ش�آت واملواطنني داخل‬ ‫الأرا�ضي ال�سعودية‪ ،‬مبا يف ذلك ا�ستخدام ال�صواريخ‪،‬‬ ‫معتربين ذلك عدوان ًا �سافر ًا على الأرا�ضي ال�سعودية‬ ‫وتهديد ًا للأمن وال�سلم واال�ستقرار الإقليمي‪.‬‬ ‫ورحب الوزراء بانعقاد م�ؤمتر الريا�ض حول اليمن حتت‬ ‫�شعار (من �أجل �إنقاذ اليمن وبناء الدولة االحتادية)‪،‬‬ ‫وبوثيقة (�إعالن الريا�ض) التي ت�ؤ ّكد على دعم ال�شرعية‬ ‫الد�ستورية ورف�ض االنقالب الذي قامت به ميلي�شيات‬ ‫احلوثيني‪ ،‬وتدعو �إلى ال�شروع يف �إعادة بناء م�ؤ�س�سات‬ ‫الدولة اليمنية‪ ،‬م�ؤكد ًا على ت�ضامن جميع الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي ووقوفها �إلى‬ ‫جانب اليمن يف حربها امل�ستمرة �ضد الإرهاب‪.‬‬ ‫ويف ال�ش�أن الإن�ساين‪ ،‬نا�شد البيان الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة واملنظمات والهيئات الإقليمية والدولية‪ ،‬مبا‬ ‫فيها الهيئات التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي العاملة‬ ‫يف املجال الإن�ساين‪� ،‬إلى اتخاذ التدابري العاجلة لتن�سيق‬ ‫جهودها على ال�صعيد الإغاثي والإن�ساين وتقدمي‬ ‫امل�ساعدات الطبية والإ�سعافية والغذائية والإيوائية‬ ‫للمت�ضررين واجلرحى وامل�صابني جراء الأعمال‬ ‫واملعارك الدائرة يف العديد من املدن واملناطق اليمنية‪.‬‬ ‫وثمن وزراء اخلارجية ت�أ�سي�س مركز امللك �سلمان‬ ‫للإغاثة والأعمال الإن�سانية لتن�سيق كل الأعمال الإغاثية‬ ‫لل�شعب اليمني‪ ،‬معربني عن �شكرهم البالغ خلادم‬ ‫احلرمني ال�شريفني امللك �سلمان بن عبد العزيز على‬ ‫تربعه مببلغ ‪ 274‬مليون دوالر �أمريكي لإغاثة ال�شعب‬ ‫اليمني يف هذه الظروف ال�صعبة التي تتطلب من‬ ‫اجلميع الوقوف �إلى جانب احلكومة اليمنية ال�شرعية‬ ‫للتخفيف من معاناة املت�ضررين من الأحداث‪ ،‬كما‬ ‫�أ�شادوا باملنحة التي تقدمت بها دولة الكويت مببلغ ‪100‬‬ ‫مليون دوالر للأعمال الإن�سانية يف اليمن ومبا قدمته‬ ‫جميع دول جمل�س التعاون اخلليجي والدول الأخرى‬ ‫الأع�ضاء من م�ساعدات �إن�سانية لليمن‪.‬‬ ‫و�أ�شاد البيان بجهود اململكة العربية ال�سعودية يف‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫�إجالء مواطني الدول وموظفي الأمم املتحدة والهيئات‬ ‫الإقليمية والدولية‪ ،‬ودور جيبوتي يف ا�ستقبال رعايا‬ ‫الدول وموظفي الأمم املتحدة والهيئات الإقليمية‬ ‫والدولية‪ ،‬وكذلك ا�ستقبال النازحني اليمنيني الذين‬ ‫جل�أوا �إلى جيبوتي يف خميم اللجوء �أو يف العا�صمة‪.‬‬ ‫ويف كلمته قال رئي�س االجتماع ال�شيخ �صباح خالد‬ ‫احلمد ال�صباح‪� ،‬إن اليمن ال يزال ي�شهد �أحداث ًا �أليمة‬ ‫مت�سارعة �ساهمت بزعزعة �أمنه وعبثت با�ستقراره‪،‬‬ ‫�أدت �إلى االنقالب على الرئي�س وم�ؤ�س�سات الدولة‬ ‫ال�شرعية‪ ،‬و�شكلت هذه الأحداث تهديد ًا مبا�شر ًا لأمن‬ ‫وا�ستقرار اليمن واملنطقة جمعاء‪ ،‬ف�ض ًال عن تهديدها‬ ‫للأمن وال�سلم الدوليني‪.‬‬ ‫و�أكد �أن امليلي�شيات‪ ‬احلوثية‪ ‬والقوى املتحالفة معها‪ ‬مل‬ ‫تكتف بالعدوان على‪ ‬ال�شرعية‪ ‬اليمنية‪ ‬والعبث با�ستقرار‬ ‫ِ‬ ‫اليمن‪ ،‬بل تعدت ذلك بالعدوان‪ ‬على‪ ‬اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية ال�شقيقة‪ ،‬مهددة �أمن اململكة و�سيادتها‬ ‫ووحدة و�سالمة �أرا�ضيها‪ .‬ويف‪� ‬ضوء تلك التطورات‪،‬‬ ‫اتخذت اململكة العربية ال�سعودية �سل�سلة �إجراءات‬ ‫حلماية حدودها و�سالمة مواطنيها‪ ،‬وال ي�سعنا يف هذا‬ ‫املجال �إال �أن جندد دعمنا الكامل‪ ‬جلهود دول التحالف‬ ‫بقيادة اململكة العربية ال�سعودية‪ ‬والإجراءات‪ ‬التي‬ ‫اتخذتها للدفاع عن نف�سها‪ ،‬ا�ستجابة لطلب فخامة‬ ‫رئي�س اجلمهورية اليمنية من الأمم املتحدة بتفعيل‪ ‬ن�ص‬ ‫املادة احلادية واخلم�سني من‪ ‬ميثاق الأمم املتحدة‬ ‫ون�ص املادة‪ ‬الثانية من‪ ‬معاهدة‪ ‬الدفاع العربي‬ ‫امل�شرتك‪ ،‬ون�ص املادة ال�ساد�سة‪ ‬من ميثاق جامعة الدول‬ ‫العربية ون�ص املادتني الثانية والثالثة من اتفاقية الدفاع‬ ‫امل�شرتك لدول جمل�س التعاون لدول اخلليج العربية‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أكد فخامة الرئي�س عبدربه من�صور هادي‬ ‫رئي�س اجلمهورية �أن امللي�شيات وحلفاءهم يف اليمن‬ ‫وحلفاءهم يف اخلارج يريدون ا�ستخدام اليمن لإقالق‬ ‫املنطقة والأمن وال�سلم الدوليني‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪ :‬لقد �أدمنت تلك امللي�شيات العنف والدمار‬ ‫واجتياح املحافظات‪ ،‬فذهبت تلك امللي�شيات االنقالبية‬ ‫الدموية لتقود عدوان ًا “دموي ًا” الجتياح حمافظات تعز‬ ‫وحلج وال�ضالع و�شبوة و�أبني‪ ،‬وقبلها �صعدة وعمران‬ ‫والبي�ضاء وم�أرب واجلوف واحلديدة‪ ،‬و�أخري ًا مدينة‬ ‫عدن البا�سلة‪ ،‬ف�سفكت الدماء و�أزهقت الأرواح‪،‬‬ ‫منها الأطفال والن�ساء وال�شيوخ‪ ،‬وعبثت بامل�ؤ�س�سات‬ ‫واملن�ش�آت‪ ،‬وق�صفت امل�ست�شفيات وفجرت البيوت الآمنة‪،‬‬ ‫و�أوجدتْ فو�ضى عارمة ا�ستهدفت �أمن وا�ستقرار‬ ‫و�سكينة �أبناء ال�شعب يف معظم حمافظات اجلمهورية‪.‬‬ ‫و�أعرب عن �شكر اليمن ملنظمة التعاون الإ�سالمي وقادة‬ ‫و�شعوب الدول الأع�ضاء على حر�صهم وت�ضامنهم مع‬ ‫ال�شعب اليمني ودعم �شرعيته ووحدته و�أمنه وا�ستقراره‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الرئي�س اليمني عبد ربه من�صور هادي‬

‫الأمر الذي يت�أكد اليوم بتلبيتهم لدعوة اجلمهورية‬ ‫اليمنية �إلى عقد هذا االجتماع اال�ستثنائي اخلا�ص‬ ‫باليمن الذي يلتئم يف هذه الأيام املباركة مب�شاركة هذا‬ ‫اجلمع الكرمي وعلى رحاب هذه الأرا�ضي الطاهرة‪.‬‬ ‫وخاطب االجتما َع الأم ُني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬بقوله‪ :‬ي�أتي هذا‬ ‫االجتماع والأمة تواجه �شرخ ًا يف بنائها‪ ،‬ومزْ ق ًا يف‬ ‫ن�سيجها‪ ،‬وجرح ًا ينـزف من مقدراتها‪ .‬وتتطلع �شعوبنا‬ ‫وجمتمعاتنا ونخبنا‪� ،‬إلى قدرتنا على تناوله و�إيجاد‬ ‫املخارج واحللول له‪ ،‬وينظر �إلينا العامل �إما م�شفق ًا على‬ ‫جتمع ال ي�ستطيع ت�ضميد جراحه بيده‪� ،‬أو معرتف ًا ب�أن‬ ‫املنظمة كما هي التجمعات الدولية الأخرى‪ ،‬قادرة على‬ ‫�أخذ زمام املبادرة يف ما يخ�صها من ق�ضايا‪.‬‬ ‫وطالب مدين االجتماع بالت�أكيد على االلتزام القوي‬ ‫مب�ساندة وحدة اليمن و�سيادته وا�ستقالله ال�سيا�سي‬ ‫و�سالمة �أرا�ضيه‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن الطريق �إلى ذلك مير‬ ‫عرب تطبيق مبادرة جمل�س التعاون اخلليجي و�آليتها‬ ‫التنفيذية؛ وال�شروع يف تنفيذ خمرجات م�ؤمتر احلوار‬ ‫الوطني اليمني الذي انتهى يف يناير ‪2014‬؛ واعتماد‬ ‫وثيقة «اعالن الريا�ض» املنبثقة عن اجتماع الريا�ض‬ ‫الذي انعقد حتت �شعار «�إنقاذ اليمن وبناء الدولة‬ ‫االحتادية» التي ت�ؤكد على دعم ال�شرعية الد�ستورية‬ ‫ورف�ض االنقالب على رموزها‪ ،‬وال�شروع يف �إعادة بناء‬ ‫م�ؤ�س�سات الدولة اليمنية و�إطالق م�صاحلة وطنية‬ ‫�شاملة؛ وكذلك االلتزام الكامل بتنفيذ قرار جمل�س‬ ‫الأمن الدويل رقم ‪ 2216‬لعام ‪.2015‬‬ ‫ودعا الأمني العام �إلى م�صاحلة مينية وطنية �شاملة‬

‫عرب ا�ستئناف العملية ال�سيا�سية مب�شاركة كل الأطراف‬ ‫والقوى والأحزاب ال�سيا�سية اليمنية يف �إطار م�ؤمتر‬ ‫احلوار اليمني الوطني ال�شامل‪ ،‬و�إعالن الريا�ض وما‬ ‫قد ُيتّفق عليه خالل مباحثات جنيف التي تنطلق حتت‬ ‫�إ�شراف الأمم املتحدة‪ .‬كما دعا �إلى مقاربة �سيا�سية‬ ‫جديدة ملواجهة الأزمات والنـزاعات يف الإقليم بهدف‬ ‫حتقيق ال�سلم واال�ستقرار وتطبيع عالقات التعاون بني‬ ‫دوله ملا فيه خري �شعوب املنطقة‪.‬‬ ‫وقال �إن الو�ضع الإن�ساين يف اليمن يتطلب حترك ًا‬ ‫عاج ًال‪ ،‬ولذلك ننا�شد املنظمات والهيئات الإقليمية‬ ‫والدولية ذات العالقة �إلى اتخاذ تدابري عاجلة لتقدمي‬ ‫امل�ساعدات لإنقاذ اليمن واليمنيني‪ .‬و�أ�ضاف‪ :‬ن�أمل من‬ ‫الدول الأع�ضاء تخ�صي�ص جزء من م�ساعداتها لليمن‬ ‫عرب �آلية تن�سيق العمل يف املنظمة‪ ،‬مقرتح ًا عقد م�ؤمتر‬ ‫�إن�ساين للمانحني حل�شد املوارد ال�ضرورية والعاجلة‬ ‫ملواجهة الكارثة الإن�سانية احلرجة يف اليمن‪ ،‬مبدي ًا‬ ‫ا�ستعداد الأمانة العامة لتنظيم هذا امل�ؤمتر بالتن�سيق‬ ‫مع اجلانب اليمني وبالتعاون مع �شركائها من اجلهات‬ ‫الإقليمية والدولية‪ ،‬وعلى ر�أ�سها الأمم املتحدة و�أجهزتها‬ ‫الإن�سانية والتنموية‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال وزير اخلارجية ال�سعودي‪ ،‬عادل اجلبري‪،‬‬ ‫�إن اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬تدعم جميع اجلهود‬ ‫املبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية‪ ،‬وفق املبادرة اخلليجية‬ ‫وخمرجات احلوار الوطني وقرار جمل�س الأمن رقم‬ ‫(‪ ،)2216‬حمذر ًا من �أي تدخل خارجي يف �ش�ؤون اليمن‬ ‫دون طلب من حكومته ال�شرعية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن ال�سعودية ودول اخلليج العربية تعاملت‪،‬‬ ‫منذ بداية الأزمة‪ ،‬مب�س�ؤولية كبرية‪ ،‬ووفق ًا ملبادئ ح�سن‬ ‫اجلوار‪ ،‬وميثاق اجلامعة العربية‪ ،‬ومنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والأمم املتحدة‪ ،‬الحتواء النـزاع وحقن دماء‬ ‫اليمنيني‪.‬‬ ‫و�أ�شار اجلبري‪� ‬إلى �أن دول اخلليج العربية قدمت املبادرة‬ ‫اخلليجية التي �أ�س�ست لعملية االنتقال ال�سيا�سي واحلوار‬ ‫الوطني‪ ،‬غري �أن انقالب احلوثيني على ال�سلطة‪ ،‬بدعم‬ ‫حليفهم علي عبد اهلل �صالح‪� ،‬أدى �إلى تفاقم الأزمة‬ ‫حتى و�صلت �إلى ما و�صلت �إليه الآن‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أنه �أمام هذه التطورات اخلطرية‪ ،‬ما كان‬ ‫للمملكة العربية ال�سعودية وت�سع دول �أع�ضاء يف هذه‬ ‫املنظمة‪� ،‬إ ّال �أن ت�ستجيب لنداء الرئي�س ال�شرعي لليمن‬ ‫عبدربه من�صور هادي‪ ،‬لإنقاذ اليمن وعودة ال�شرعية‬ ‫من خالل عملية عا�صفة احلزم وعملية �إعادة الأمل‪.‬‬ ‫وقال وزير اخلارجية ال�سعودي‪� ‬إن الأمة الإ�سالمية‬ ‫قلقة من ا�ستمرار معاناة ال�شعب اليمني نتيجة انقالب‬ ‫ميلي�شيات احلوثي على ال�سلطة ال�شرعية‪ ،‬بدعم‬ ‫حليفهم علي عبداهلل �صالح‪ ،‬وبدعم من قوى خارجية‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪21‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي ترحب‬

‫بتوقيع تنسيقية حركات أزواد على اتفاق السالم والمصالحة في مالي‬ ‫باماكو ـ مايل‪:‬‬ ‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي معايل �إياد �أمني مدين‪،‬‬ ‫بتوقيع تن�سيقية حركات �أزواد على‬ ‫اتفاق ال�سالم وامل�صاحلة يف العا�صمة‬ ‫املالية باماكو يوم ‪ 20‬يونيو ‪ ،2015‬وهو‬ ‫االتفاق الذي كان منرب التحالف قد وقع‬ ‫عليه مع احلكومة يوم ‪ 15‬مايو ‪.2015‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام بالو�ساطة الدولية‬ ‫التي قادتها احلكومة اجلزائرية‪،‬‬ ‫لنجاح م�ساعيها يف �إ�شراك التن�سيقية‬ ‫الأمني العام للحركة الوطنية‬ ‫لتحرير �أزواد يف مايل‪ ،‬بالل �أغ‬ ‫باعتبارها طرف ًا مهم ًا يف عملية‬ ‫�شريف‪ ،‬يوقع على االتفاق يف‬ ‫اجلزائر ال�سلمية‪.‬‬ ‫العا�صمة املالية باماكو‬ ‫والحظ مدين بارتياح �أنه من خالل‬ ‫توقيع التن�سيقية‪ ،‬الذي اكتملت به عملية‬ ‫التوقيع على اتفاق اجلزائر لل�سالم‪،‬‬ ‫�شرعت مايل يف امل�ضي قدم ًا على طريق‬ ‫الإ�سالمي ودعمه جلمهورية مايل‪ ،‬و�أكد التزام املنظمة‬ ‫ال�سالم الدائم واال�ستقرار والتنمية‬ ‫امل�ستدامة‪ .‬وحث الأطراف على االلتزام الكامل بتنفيذه بدعم تنفيذ اتفاق ال�سالم‪ .‬وح�ضر هذا االحتفال‬ ‫ب�إخال�ص‪ ،‬مبا يف ذلك االلتزام بوقف �إطالق النار‪ .‬كما �أحد ع�شر رئي�س دولة‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أحد نواب الرئي�س‬ ‫ً ورئي�سي الربملان وعدد من الوزراء‪ ،‬ف�ض ًال عن عدد من‬ ‫جدد الأمني العام ت�أكيد عزم املنظمة‪ ،‬بو�صفه ًا ع�ضوا‬ ‫املنظمات الإقليمية والدولية و�شركاء مايل الرئي�سيني‪.‬‬ ‫يف فريق الو�ساطة الدولية‪ ،‬على دعم الأطراف املالية‬ ‫من ناحية �أخرى‪� ،‬أدانت منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف هذه املرحلة احلرجة لتنفيذ االتفاق‪.‬‬ ‫ب�شدة الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم ‪ 2‬يوليو ‪ 2015‬على‬ ‫ُيذ َكر �أن املبعوث اخلا�ص للأمني العام ملايل وال�ساحل‪ ،‬قوات حفظ ال�سالم الدولية يف مايل و ُقتل فيه خم�سة‬ ‫وجرح عدد �آخرون‪.‬‬ ‫جربيل با�سويل‪ ،‬مثل منظمة التعاون الإ�سالمي يف هذه جنود من بوركينافا�سو ُ‬ ‫املنا�سبة‪ ،‬وكذلك يف املنا�سبة التي جرت يوم ‪ 15‬مايو ودعا الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫‪ ، 2015‬والتي وقع خاللها نيابة عن املنظمة االتفاق مدين‪ ،‬اجلماعات امل�سلحة يف ال�صراع الدائر يف �شمال‬ ‫جنب ًا �إلى جنب مع �أع�ضاء �آخرين يف الو�ساطة‪ .‬وتعهد مايل لو�ضع حد فوري للعنف واحلفاظ على امل�صلحة‬ ‫با�سويل يف خطاب �ألقاه باملنا�سبة بت�ضامن العامل العليا ملايل فوق كل اعتبارات‪.‬‬

‫و�شدد مدين على �ضرورة مت�سك جميع الأطراف‬ ‫بااللتزام بوقف �إطالق النار الذي �أعلن يوم ‪ 23‬مايو‬ ‫‪ ،2014‬و�إعالن وقف الأعمال العدائية ال�صادر يوم ‪24‬‬ ‫يوليو ‪ ،2014‬ووقف �إطالق النار الذي مت التو�صل �إليه‬ ‫خالل م�سار اجلزائر‪ ،‬وبيان ‪ 19‬فرباير ‪ 2015‬و�آخر‬ ‫الرتتيبات الأمنية املوقعة يف اجلزائر من قبل الأطراف‬ ‫يوم ‪ 5‬يونيو ‪.2015‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن جناح عملية ال�سالم يتوقف على‬ ‫تنفيذ اتفاق ال�سالم وامل�صاحلة الذي وقع يف باماكو يوم‬ ‫‪ 20‬يونيو ‪ ،2015‬و�أن امل�س�ؤولية الأ�سا�سية تقع على جميع‬ ‫الأطراف يف مايل ال�ستعادة الأمن واحلد من التوترات‬ ‫واال�ستفزازات التي ميكن �أن تقو�ض عملية ال�سالم‪.‬‬

‫االنتخابات العامة والجهوية في غويانا‬ ‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬عن تهانيه‬ ‫ل�شعب جمهورية غويانا مبنا�سبة النجاح الذي تكللت به االنتخابات العامة واجلهوية‬ ‫التي نظمت يوم ‪ 11‬مايو ‪ ،2015‬مو�ضحاً �أن املنظمة كانت قد �أوفدت بعثة ملراقبة‬ ‫العملية االنتخابية يف هذا البلد‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام بامل�شاركة املكثفة واحلما�سية للناخبني يف هذه العملية‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ينم عن مدى التزامهم الرا�سخ باحلكم الدميقراطي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن تقديره حلكومة غويانا واللجنة االنتخابية يف هذا البلد على‬ ‫النهج املتميز وامل�س�ؤول الذي اعتمدته يف �إجراء االنتخابات‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫وقد فاز يف االنتخابات الوطنية حلف املعار�ضة املتعدد الأعراق‪ ،‬كا�سر ًا بذلك قب�ضة‬ ‫ال�سلطة التي تبلغ ‪ 23‬عام ًا من حكم احلزب الهندي‪-‬غوياين‪ ،‬ح�سبما ذكر جمل�س‬ ‫االنتخابات‪ ،‬مما ي�شري �إلى حقبة جديدة للدولة اجلنوب �أمريكية املق�سمة عرقي ًا‪.‬‬ ‫وذكرت ال�سلطات بعد فرز جميع الأ�صوات �أن حتالف ال�شراكة من �أجل الوحدة‬ ‫الوطنية واالئتالف من �أجل التغيري‪ ،‬بقيادة العميد ال�سابق يف اجلي�ش ديفيد جراجنر‪،‬‬ ‫فاز بـ ‪� 206‬آالف �صوت مقابل ‪� 201‬ألف حلزب ال�شعب التقدمي بقيادة الرئي�س ال�سابق‬ ‫دونالد راموتار‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫وفد من األمانة العامة يزور ليبيا لتقصي الحقائق‬

‫الثني‪ :‬ليبيا مستعدة لقبول مبادرة ومصالحة تحت رعاية منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫طرابل�س ـ ليبيا‪:‬‬ ‫زار وفد من الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ليبيا خالل الفرتة من ‪27‬ـ‪� 30‬إبريل ‪ ،2015‬لتق�صي‬ ‫احلقائق ومقابلة امل�س�ؤولني احلكوميني وممثلي الأعيان‬ ‫ومكونات املجتمع املدين‪ ،‬وذلك يف �إطار ت�أكيد دعم‬ ‫املنظمة لوحدة ليبيا واحلفاظ على �أمنها وا�ستقرارها‬ ‫و�سالمة �أرا�ضيها‪ .‬و�ضم الوفد ممثلني ل�صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي وجممع الفقه الإ�سالمي‪.‬‬ ‫والتقى الوفد رئي�س وزراء احلكومة الليبية املعرتف‬ ‫بها دولي ًا‪ ،‬ال�سيد عبد اهلل الثني‪ ،‬و�أبلغه موقف منظمة‬ ‫التعان الإ�سالمي املبدئي والثابت الداعي �إلى �إيجاد ح ّل‬ ‫�سلمي للأزمة الليبية عرب حوار وطني جامع يهدف �إلى‬ ‫�ضمان وحدة ليبيا �أر�ض ًا و�شعب ًا وينهي معاناة ال�شعب‬ ‫الليبي‪ ،‬فيما ا�ستعر�ض الثني املراحل التي مرت بها‬ ‫ليبيا منذ عهد اململكة ال�سنو�سية �إلى اليوم‪ ،‬مع الرتكيز‬ ‫على �سلبيات نظام معمر القذايف وت�أثري ذلك يف الو�ضع‬ ‫احلايل يف ليبيا‪.‬‬ ‫وتطرق الثني �أي�ض ًا �إلى الو�ضع االجتماعي يف ليبيا‬ ‫الذي ازداد �سوء ًا نتيجة الأو�ضاع ال�سيا�سية التي‬ ‫تعي�شها‪ ‬البالد‪ .‬وعلى الرغم من �أن ليبيا دولة غنية‪،‬‬ ‫ف�إن ميزانيتها احلالية ت�شهد عجز ًا حال دون �سداد‬ ‫رواتب املوظفني منذ عدّة �أ�شهر مع نق�ص يف التزويد‬

‫بالوقود‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن اخلالفات ال�سيا�سية ت�سببت‬ ‫يف ظهور التنظيمات الإرهابية‪ ‬يف‪ ‬مدن ليبية �أمثال‬ ‫ما ُي�سمى «الدولة الإ�سالمية‪ ‬يف العراق وال�شام» التي‬ ‫ا�ستقرت يف درنة و»تنظيم �أن�صار ال�شريعة» الذي ظهر‬ ‫يف بنغازي وبوكو حرام يف جنوب ليبيا‪ ،‬وهو ما عقّد‬ ‫الو�ضع االجتماعي واالقت�صادي يف املدن التي متركزت‬ ‫فيها هذه‪ ‬التنظيمات‪.‬‬ ‫كما �أ ّكد امل�س�ؤول الليبي حاجة ليبيا �إلى موقف قوي من‬ ‫الدول الإ�سالمية‪ ‬والوقوف �صف ًا واحد ًا يف �سبيل �إعادة‬ ‫اال�ستقرار �إليها‪ ،‬م�ؤ ّكد ًا قبول الليبيني لقرار منظمة‬ ‫عربية �أو �إ�سالمية‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬ا�ستعر�ض رئي�س وفد املنظمة‪ ،‬ال�سفري‬ ‫احلبيب كعبا�شي الدور الذي قامت به املنظمة يف دعم‬ ‫الثورة الليبية منذ انطالقها عرب �إدانة اال�ستعمال‬ ‫املفرط للقوة يف مواجهة ال�شعب الليبي الأعزل‬ ‫وامل�شاركة يف اجتماعات �أ�صدقاء ال�شعب الليبي دعم ًا‬ ‫للجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حل ينهي معاناة‬ ‫ال�شعب الليبي‪ ،‬وكذلك امل�شاركة يف مراقبة االنتخابات‬ ‫الربملانية التي �أجريت يوم ‪ 25‬يونيو ‪ 2014‬و�إ�صدار بيان‬ ‫للإ�شادة بهذه االنتخابات التي جرت يف كنف النـزاهة‬ ‫وال�شفافية‪ ،‬مع ت�أكيد دور املنظمة يف دعم الوحدة‬ ‫الوطنية يف ليبيا و�ضمان �أمنها وا�ستقرارها‪ ‬والعمل على‬ ‫�إيجاد ح ّل �سلمي للأزمة يف ليبيا‪.‬‬

‫واختتم رئي�س احلكومة الليبية اللقاء بالت�شديد على‬ ‫�ضرورة ت�شكيل حكومة وحدة وطنية جامعة‪ ،‬و�إنهاء‬ ‫التدخالت اخلارجية‪ ،‬ومتكني ليبيا من حماية حدودها‬ ‫اجلنوبية‪ ،‬ومتكني اجلي�ش الليبي من ال�سالح ملحاربة‬ ‫الإرهابيني‪ ،‬وا�ستعداد ليبيا لقبول مبادرة وم�صاحلة‬ ‫حتت رعاية منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أجرى وفد الأمانة العامة مقابالت مع الدكتور ح�سن‬ ‫ال�صغري‪ ،‬وكيل وزارة اخلارجية الليبية‪ ،‬ومع رئي�س‬ ‫و�أع�ضاء هيئة �صياغة الد�ستور‪ ،‬ووفد من �أعيان قبائل‬ ‫اجلبل الأخ�ضر‪ ،‬وجمموعة من ممثلي املجتمع املدين‬ ‫الليبي يف املنطقة ال�شرقية‪.‬‬ ‫و�أعرب امل�س�ؤولون الليبيون وممثلو القبائل واملجتمع‬ ‫املدين عن ترحيبهم ودعمهم لدور منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي لإيجاد ح ّل �سلمي للأزمة الليبية‪.‬‬ ‫وكان من املقرر �أن يتحول وفد الأمانة العامة �إلى مدينة‬ ‫طربق ـ مقر الربملان الليبي ومقابلة النواب‪ ،‬لكنّ عدم‬ ‫مت ّكن ال�سلطات الليبية من �ضمان تنقّل الوفد وت�أمني‬ ‫�سالمته يف الذهاب والرجوع �إلى مدينة البي�ضاء حال‬ ‫دون تنظيم الزيارة �إلى طربق‪ ،‬و ّمت تعوي�ض ذلك بلقاء‬ ‫مع وفد من �أعيان اجلبل الأخ�ضر‪ ،‬وكذلك وفد جامعة‬ ‫علي ال�سنو�سي بالبي�ضاء‪.‬‬

‫توقيع األطراف الليبية باألحرف األولى على اتفاق السلم والمصالحة في الصخيرات‬ ‫و�أكد مدين �أن ال�سالم يف ليبيا يبقى م�س�ؤولية الليبيني �أنف�سهم‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن ال�شعب‬ ‫الليبي بات ي�ستطيع �أن ي�أمل يف م�ستقبل جديد من االزدهار والتقدم‪ ،‬ودعا الأطراف‬ ‫التي مل توقع بعد �إلى القيام بذلك يف �أقرب الآجال لتحقيق الأمن واال�ستقرار يف ليبيا‪.‬‬ ‫وهن�أ الأمني العام الو�سطاء على النجاح الذي تكللت به م�ساعيهم‪ ،‬وب�صفة خا�صة‬ ‫جهود مبعوث الأمني العام للأمم املتحدة برناردو ليون‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن املنظمة على‬ ‫�أمت اال�ستعداد لت�سخري جميع �إمكانياتها حل�شد الدعم لالتفاق للم�ساهمة يف‪ ‬جهود‬ ‫عودة اال�ستقرار لدولة ليبيا الع�ضو يف املنظمة‪.‬‬ ‫وعرب �إياد مدين عن امتنان املنظمة للدور املهم الذي ا�ضطلعت به اململكة املغربية‬ ‫الأطراف الليبية املعنية توقع بالأحرف الأوىل على االتفاق ال�سيا�سي يف مدينة ال�صخريات املغربية التي ا�ست�ضافت املفاو�ضات حتى مت التو�صل �إلى هذا االتفاق‪.‬‬ ‫وكان التوقيع على االتفاقية نتيجة امل�شاورات اجلارية التي ن�سقتها الأمم املتحدة بني‬ ‫يوم ‪ 11‬يوليو ‪ .2015‬امل�صدر‪ :‬بعثة الأمم املتحدة للدعم يف ليبيا‬ ‫خمت ِلف الأطراف الليبية‪ ،‬و�سط ا�شتباكات متعددة يف �أنحاء البلد الذي يقع ب�شمال‬ ‫رحبت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي بتوقيع الأطراف الليبية بالأحرف �إفريقيا‪.‬‬ ‫الأولى على م�سودة اتفاق ال�سلم وامل�صاحلة يف منتجع ال�صخريات يف اململكة املغربية‪ .‬وم�ؤخر ًا‪� ،‬أ�شارت وكالة الأمم املتحدة لالجئني �إلى �أن القتال امل�ستمر يف ليبيا �أدى �إلى‬ ‫و�أعرب الأمني العام �إياد �أمني مدين عن ارتياحه لهذا التوقيع‪ ،‬وو�صفه ب�أنه خطوة تفاقم �أزمة النـزوح يف البالد‪ ،‬حيث ت�ضاعف عدد الأ�شخا�ص النازحني مما ُيقدَّر بـ‬ ‫مهمة على الطريق نحو ال�سالم ال�شامل والدائم يف البالد‪.‬‬ ‫‪� 230‬ألف ًا يف �سبتمرب ‪� 2014‬إلى �أكرث من ‪� 434‬ألف ًا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪23‬‬


‫شؤون عالمية‬

‫حشد الجهود لتقديم المساعدة السياسية‬

‫الالجئون الروهينغيا على منت قارب يف جنوب �شرق �آ�سيا (�إي بي ايه)‬

‫حت�شد منظمة التعاون الإ�سالمي مواردها ملعاجلة‬ ‫اجلوانب ال�سيا�سية والإن�سانية للأزمة اجلارية التي‬ ‫تواجه ركاب القوارب يف بحر �أندامان وم�ضايق ماالكا‬ ‫الذين تقطعت بهم ال�سبل يف �أعايل البحار‪ ،‬وذلك‬ ‫كجزء من حملتها التي تقوم بها منذ وقت طويل دعما‬ ‫للأقلية امل�سلمة امل�ضطهدة يف ميامنار‪.‬‬ ‫ويتابع الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬هذه امل�أ�ساة الإن�سانية عن كثب وقد توا�صل مع‬ ‫بع�ض من وزراء خارجية الدول الأع�ضاء يف املنطقة‬ ‫ال�ستعرا�ض ال�سبل املمكنة لتقدمي امل�ساعدة من قبل‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬كما �أ�صدر الأمني العام‬ ‫تعليماته ملكتبي املنظمة يف جنيف ونيويورك للتن�سيق‬ ‫ب�شكل فاعل مع الوكاالت واملنظمات الدولية املعنية‬ ‫�إلى ميامنار تان �سري داتوك �سيد حامد البار ميار�س‬ ‫مهامه يبذل م�ساعي حثيثة وجهودا مكثفة يف امليدان‬ ‫كما �أنه يعمل مع املنظمات املحلية غري احلكومية‬ ‫ويجري ات�صاالت مع امل�س�ؤولني‪.‬‬ ‫كما توا�صلت منظمة التعاون الإ�سالمي مع �شبكتها من‬ ‫املنظمات الإن�سانية غري احلكومية وذلك لو�ضع خطة‬ ‫عمل �شاملة ملواجهة هذه الأزمة احلالية‪.‬‬ ‫وقد كانت هذه الق�ضية على ر�أ�س جدول الأعمال يف‬ ‫اجتماع جمل�س وزراء اخلارجية يف الكويت الذي انعقد‬ ‫يوم ‪ 27‬مايو ‪ ،2015‬وذلك خالل اجتماع فريق ات�صال‬ ‫املنظمة املعني مب�سلمي الروهينغيا يف ميامنار‪.‬‬ ‫وينطلق موقف املنظمة الثابت من �أن ال�سبب الرئي�سي‬ ‫للأزمة احلالية هو الو�ضع الأليم الذي يواجه الروهينغيا‬

‫‪24‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫يف ميامنار‪ .‬فمنذ عام ‪ ،2012‬ت�سببت الأو�ضاع‬ ‫املتدهورة التي يعي�ش فيها م�سلمو الروهينغيا يف �إقليم‬ ‫�أراكان يف فرار نحو ‪� 100‬ألف من الروهينغيا من �إقليم‬ ‫�أراكان على منت قوارب ال ت�صلح للإبحار‪.‬‬ ‫ولإجراء معاجلة �شاملة لهذا الو�ضع غري املقبول‪ ،‬ف�إن‬ ‫على املجتمع الدويل �أن ي�ضغط على حكومة ميامنار‬ ‫لوقف انتهاكها حقوق الإن�سان الأ�سا�سية للروهينغيا‪.‬‬ ‫ولطاملا كانت منظمة التعاون الإ�سالمي مهتمة مبحنة‬ ‫الروهينغيا على مدى ال�سنوات املا�ضية ‪ ،‬وقد دعمت‬ ‫ب�شكل فاعل ن�ضالهم ال�ستعادة جن�سيتهم كمواطنني‬ ‫مليامنار التي كانت قد �سحبتها منهم احلكومة يف عام‬ ‫‪.1982‬‬ ‫و �أعلن �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي توفري م�ساعدة‬ ‫�إن�سانية عاجلة لالجئي الروهينغيا‪ .‬كما مت �إقرار هبة‬ ‫�أولية قدرها ‪� 200‬ألف دوالر �أمريكي �ستقدم عن طريق‬ ‫منظمات �إن�سانية غري حكومية حملية تزاول ن�شاطاتها‬ ‫داخل البلدان التي ت�أوي الالجئني الروهينغيا وب�إ�شراف‬ ‫�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ‪.‬‬ ‫وكان املبعوث اخلا�ص ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫مليامنار‪ ،‬تان �سري �سيد حامد البار‪ ،‬قد �أثار يف معر�ض‬ ‫كلمته خالل اجتماع جمل�س وزراء خارجية املنظمة‬ ‫يف الكويت‪ ،‬حمنة الروهينغيا‪ ،‬مطالب ًا بعمليات بحث‬ ‫و�إغاثة عاجلة لإنقاذ حياة الالجئني الروهينغيا‬ ‫واملهاجرين البنغالدي�شيني يف عر�ض البحر والذين‬ ‫يتهددهم خطر املوت واال�ستغالل‪ .‬وجدد الوزير حامد‬ ‫البار نداء منظمة التعاون الإ�سالمي حلكومات و�شعوب‬

‫املنطقة لتقدمي امل�ساعدات الإغاثية وامل�أوى وعلى وجه‬ ‫اال�ستعجال لالجئني‪ ،‬جمدد ًا‪ ،‬يف الوقت ذاته‪ ،‬نداء‬ ‫الأمني العام للمنظمة‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬ب�ضرورة‬ ‫معاجلة الأ�سباب احلقيقية للأزمة من خالل التخفيف‬ ‫من وط�أة الفقر وحتقيق التنمية ال�شاملة يف والية راخني‬ ‫وميامنار وبنغالدي�ش‪ ،‬وذلك يف �إطار حل �شامل وطويل‬ ‫الأمد‪.‬‬ ‫وموقف منظمة التعاون الإ�سالمي الثابت هو �أن ال�سبب‬ ‫الرئي�سي للأزمة احلالية هو الو�ضع الأليم الذي يواجه‬ ‫الروهينغيا يف ميامنار‪ .‬فمنذ عام ‪ ،2012‬ت�سببت‬ ‫الأو�ضاع املتدهورة التي يعي�ش فيه م�سلمو الروهينغيا يف‬ ‫�إقليم �أراكان �إلى فرار نحو ‪� 100‬ألف من الروهينغيا من‬ ‫�إقليم �أراكان على منت قوارب ال ت�صلح للإبحار وذلك‬ ‫نتيجة للقمع واال�ضطهاد وخوفا من �سوء املعاملة والقتل‪.‬‬ ‫وغالب ًا ما ي�ؤدي ذلك بهم ومبهاجرين �آخرين �إلى �أن‬ ‫يقعوا يف �أيدي املتاجرين بالب�شر معدومي ال�ضمري‪.‬‬ ‫ولإجراء معاجلة �شاملة لهذا الو�ضع غري املقبول‪ ،‬ف�إن‬ ‫على املجتمع الدويل �أن ي�ضغط على حكومة ميامنار‬ ‫لوقف انتهاكها حقوق الإن�سان الأ�سا�سية للروهينغيا و�أن‬ ‫تعرتف بهم كمواطنني مليامنار كاملي املواطنة ‪ ،‬و�أن‬ ‫ت�سمح جلميع الالجئني بالعودة �إلى ديارهم‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق ذاته‪� ،‬شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫م�ؤمتر عقد يف �أو�سلو بالرنويج يوم ‪ 26‬مايو ‪ 2015‬حول‬ ‫مو�ضوع « وقف عمليات اال�ضطهاد املمنهج للروهينغيا‬ ‫يف ميامنار»‪ .‬وقد �ألقت ال�سيدة دينا مدين كلمة نيابة‬ ‫عن املبعوث اخلا�ص مليامنار يف اجلل�سة االفتتاحية‬ ‫رفيعة امل�ستوى‪ ،‬بح�ضور رئي�س وزراء الرنويج ال�سابق‪،‬‬ ‫كيل بونديفيك‪ ،‬ورئي�س وزراء ماليزيا الأ�سبق‪ ,‬الدكتور‬ ‫مهاتري حممد‪ ،‬واملقرر اخلا�ص ال�سابق للأمم املتحدة‬ ‫املعني بو�ضعية حقوق الإن�سان يف ميامنار‪ ،‬ال�سيد‬ ‫توما�س كينتانا‪.‬‬ ‫وقد بحث م�ؤمتر �أو�سلو الو�ضع امليداين داخل خميمات‬ ‫النازحني وقرى الروهينغيا يف والية راخني‪ ،‬وكذا‬ ‫الأزمة الإن�سانية للروهينغيا الذين تقطعت بهم ال�سبل‬ ‫على منت القوارب يف بحر �أندامان وم�ضايق ماالكا‪.‬‬ ‫و�شدد املبعوث اخلا�ص للمنظمة يف كلمته على �أن الزعم‬ ‫ب�أن الروهينغيا لي�سوا �سكان ًا �أ�صليني بل مهاجرين غري‬ ‫�شرعيني قدموا من بنغالدي�ش‪ ،‬هو طرح غري مقبول‪،‬‬ ‫لأن الروهينغيا جمتمع �أ�صيل يف ميامنار ويعي�شون يف‬ ‫هذا البلد منذ �أجيال ومت �إق�صا�ؤهم من قائمة الأقليات‬ ‫العرقية مبوجب قانون اجلن�سية لعام ‪.1982‬‬ ‫وما انفكت منظمة التعاون الإ�سالمي تدعو‪ ،‬مراراً‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬

‫واإلنسانية لالجئي الروهينغيا‬ ‫وتكرار ًا‪ ،‬حكومة ميامنار �إلى انتهاج �سيا�سة �شاملة‬ ‫و�شفافة جتاه الأقليات العرقية والدينية‪ ،‬مبن فيهم‬ ‫امل�سلمون الروهينغيا‪ ،‬وذلك كجزء ال يتجز�أ من هذا‬ ‫امل�سار ومعاملتهم باعتبارهم �أقلية عرقية طبق ًا لقرار‬ ‫اجلمعية العامة للأمم املتحدة رقم‪.64/238 :‬‬ ‫ويف الوقت الذي تنخرط فيه منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫يف العديد من اجلهود الرامية �إلى التخفيف من معاناة‬ ‫الالجئني جراء هذه الأزمة‪ ،‬ف�إنها حتث حكومة ميامنار‬ ‫على الوفاء بالتزاماتها مبوجب القانون الدويل وعهود‬ ‫حقوق الإن�سان واتخاذ التدابري الالزمة لوقف �أعمال‬ ‫العنف والتمييز �ضد الروهينغيا امل�سلمني وحماية‬ ‫�أرواحهم وكرامتهم وممتلكاتهم‪.‬‬

‫ولطاملا كانت منظمة التعاون الإ�سالمي مهتمة مبحنة‬ ‫الروهينغيا على مدى ال�سنوات املا�ضية ‪ ،‬وقد دعمت‬ ‫ب�شكل فاعل ن�ضالهم ال�ستعادة جن�سيتهم كمواطنني‬ ‫مليامنار التي كانت قد �سحبتها منهم احلكومة يف عام‬ ‫‪ ،1982‬ولوقف العنف الذي يتعر�ضون �إليه والتمييز‬ ‫املمار�س �ضدهم‪.‬‬

‫مجلس حقوق اإلنسان يعتمد قرار منظمة التعاون اإلسالمي حول حماية حقوق الروهينغيا‬ ‫اعتمد جمل�س الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان بالإجماع‬ ‫القرار الذي قدمته منظمة التعاون الإ�سالمي عن‬ ‫ميامنار حتت عنوان «حالة حقوق الإن�سان للروهينغيا‬ ‫امل�سلمني والأقليات الأخرى يف ميامنار» (‪A/‬‬ ‫‪ )30.L/29/HRC‬يوم ‪ 3‬يوليو ‪ 2015‬يف جنيف‪ .‬ويعرب‬ ‫اعتماد القرار دون ت�صويت عن الدعم القوي من قبل‬ ‫املجتمع الدويل‪ ،‬وخ�صو�ص ًا الدول الأع�ضاء يف جمل�س‬ ‫حقوق الإن�سان‪ ،‬مل�ضمون هذا القرار املهم‪.‬‬ ‫ويدين القرار‪ ،‬الذي تقدمت به باك�ستان نيابة عن‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬االنتهاكات اجل�سيمة‬ ‫واملنهجية حلقوق الإن�سان والإ�ساءات التي ارت ُِكبت‬ ‫يف والية راخني‪ ،‬وال�سيما �ضد الروهينغيا امل�سلمني‪،‬‬ ‫ويدعو حكومة ميامنار �إلى �ضمان حماية حقوق الإن�سان‬ ‫جلميع الأ�شخا�ص يف ميامنار‪ ،‬مبا يف ذلك الروهينغيا‬ ‫امل�سلمون‪ .‬كما يدعو حكومة ميامنار �إلى اتخاذ التدابري‬ ‫الالزمة للت�صدي النت�شار التمييز والتحيز �ضد امل�سلمني‬ ‫و�أفراد الأقليات القومية والعرقية والدينية واللغوية يف‬ ‫جميع �أنحاء البالد‪ ،‬وو�ضع حد للتحري�ض على الكراهية‬ ‫�ضد امل�سلمني ب�إدانة هذه الأفعال ب�شكل علني‪.‬‬ ‫ويدعو القرار حكومة ميامنار �إلى اتخاذ التدابري‬ ‫الالزمة ل�ضمان امل�ساءلة وو�ضع حد للإفالت من‬

‫العقاب لكل انتهاكات حقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫وذلك من خالل �إجراء حتقيق كامل‬ ‫و�شفاف وم�ستقل يف تقارير عن‬ ‫انتهاكات للقانون الدويل حلقوق‬ ‫الإن�سان والقانون الإن�ساين الدويل‪.‬‬ ‫كما يحث حكومة ميامنار على اتخاذ‬ ‫جميع التدابري الالزمة ملنع التمييز‬ ‫واال�ستغالل‪ ،‬مبا يف ذلك االجتار‪،‬‬ ‫الذي يتعر�ض له الروهينغيا امل�سلمون‬ ‫وغريهم من خالل معاجلة الأ�سباب‬ ‫اجلذرية التي جتربهم على �أن يكونوا‬ ‫عر�ضة ملثل هذه الأفعال‪ ،‬ويحث حكومة ميامنار على‬ ‫حماية �أماكن العبادة التابعة جلميع الديانات‪.‬‬ ‫ويدعو القرار �أي�ض ًا حكومة ميامنار‪ ،‬بالتعاون مع املجتمع‬ ‫الدويل‪ ،‬ل�ضمان عودة جميع الالجئني وامل�شردين �إلى‬ ‫منازلهم‪ ،‬مبا يف ذلك امل�سلمون‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يحث‬ ‫القرار حكومة ميامنار على منح حقوق املواطنة الكاملة‪،‬‬ ‫وذلك �ضمن الإجراءات القانونية الواجبة وال�شفافة‪،‬‬ ‫للروهينغيا امل�سلمني يف والية راخني‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫مراجعة قانون اجلن�سية لعام ‪.1982‬‬ ‫و�أخري ًا‪ ،‬يدعو القرار حكومة ميامنار �إلى �ضمان‬

‫التعاون الكامل مع جميع الأطراف وال�سماح بالو�صول‬ ‫الكامل للم�ساعدات الإن�سانية للأ�شخا�ص واملجتمعات‬ ‫املحلية املت�ضررة‪ ،‬ويحث يف هذا ال�صدد احلكومة على‬ ‫تنفيذ اتفاقيات التعاون املختلفة التي مل تنفذ ومتت بني‬ ‫�سلطات ميامنار واملجتمع الدويل‪ ،‬لتوزيع امل�ساعدات‬ ‫الإن�سانية �إلى جميع املناطق املت�ضررة‪ ،‬مبا يف ذلك والية‬ ‫راخني‪ ،‬دون متييز‪.‬‬ ‫وت�أمل منظمة التعاون الإ�سالمي �أن تتخذ حكومة‬ ‫ميامنار التدابري الالزمة لتنفيذ هذا القرار والتخفيف‬ ‫من معاناة الروهينغيا‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تواصل جهودها لتوفير المساعدات اإلنسانية لالجئي الروهينغيا‬

‫وا�صلت منظمة التعاون الإ�سالمي تقدمي امل�ساعدات الإن�سانية للتخفيف من معاناة‬ ‫م�سلمي الروهينغيا امل�شردين يف ميامنار‪.‬‬ ‫وي�شرف املبعوث اخلا�ص ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إلى ميامنار‪ ،‬تان �سري �سيد حامد‬ ‫البار على عمليات امل�ساعدات الإن�سانية التي تقدمها املنظمة ل�صالح م�سلمي الروهينغيا‬ ‫املت�ضررين‪ .‬و�أثناء اال�ستعداد ل�شهر رم�ضان‪� ،‬أعدت منظمة التعاون الإ�سالمي عبوات‬ ‫حتتوي على مواد �إغاثية ليتم توزيعها على �أكرث من ‪ 1500‬الجئ من الروهينغيا يف‬ ‫منطقة كايانغ يف ماليزيا‪ .‬وتولى عملية توزيع امل�ساعدات م�ؤ�س�سة ماليزيا الإن�سانية‪،‬‬ ‫وذلك ابتدا ًء من ‪ 11‬يونيو ‪ ،2015‬كجزء من جهود منظمة التعاون الإ�سالمي امل�ستمرة‬ ‫مل�ساعدة الجئي الروهينغيا عرب جنوب �شرق �آ�سيا‪ .‬وهناك �أكرث من ‪� 40‬ألف الجئ‬ ‫م�سجل من الروهينغيا يف ماليزيا وحدها‪.‬‬ ‫وي�ضطلع البار بدور فاعل يف املنطقة‪ ،‬حيث ينخرط ب�شكل مبا�شر مع الأطراف الفاعلة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫على �أر�ض الواقع‪ .‬كما قدم �أي�ضا تقريرا يف اجتماع وزاري لفريق االت�صال املعني ب�أقلية‬ ‫الروهينغيا عقد على هام�ش الدورة الثانية والأربعني ملجل�س وزراء خارجية الدول‬ ‫الإ�سالمية املنعقد يف الكويت يومي ‪ 27‬و‪ 28‬مايو ‪ .2015‬وقد اعتمد التقرير بالإجماع‬ ‫من قبل الوزراء الذين ح�ضروا االجتماع‪.‬‬ ‫وخالل هذا االجتماع‪� ،‬أعلن وزيرا خارجية ماليزيا و�إندوني�سيا القبول بدخول قوارب‬ ‫املهاجرين الروهينغيا كالجئني يف بلديهما و�أنهما �سوف يوفران لهم امل�أوى ب�صفة م�ؤقتة‪.‬‬ ‫وتعهدت دول �أخرى من �أع�ضاء منظمة التعاون الإ�سالمي بتقدمي الدعم لالجئني‪ .‬وقد‬ ‫تربعت قطر مببلغ ‪ 50‬مليون دوالر يف حني �أعلنت تركيا �أنها �ستقدم مليون دوالر كما‬ ‫�أنها �سرت�سل �سفينة تابعة للبحرية الرتكية على متنها موظفو �إغاثة مل�ساعدة املهاجرين‪.‬‬ ‫كما قدمت باك�ستان منحة خا�صة يف �صورة م�ساعدات غذائية بقيمة ‪ 5‬ماليني دوالر لكي‬ ‫توزع على الجئي الروهينغيا يف ميامنار وكذلك يف كل من ماليزيا و�إندوني�سيا وتايلندا‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪25‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تندد بإجراء ما يُسمى‬ ‫«االنتخابات البرلمانية» في إقليم ناغورنو كاراباغ المحتل‬ ‫ندد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬بـ «االنتخابات» املزمع �إجرا�ؤها يف �إقليم‬ ‫ناغورنو كاراباغ املحتل التابع جلمهورية �أذربيجان يوم‬ ‫‪ 3‬مايو ‪ ،2015‬مو�ضح ًا �أن تلك «االنتخابات» تعترب غري‬ ‫�شرعية وتتعار�ض مع القرارات ال�صادرة عن جمل�س‬ ‫الأمن الدويل ومنظمة التعاون الإ�سالمي ومنظمة الأمن‬ ‫والتعاون يف �أوروبا‪ ،‬ومطالب ًا‪ ،‬يف الوقت ذاته‪ ،‬املجتمع‬ ‫الدويل ب�شجب هـذه العملية واعتبارها غري م�شروعة‪ .‬و�أدلى الناخبون يف �إقليم ناغورنو كاراباغ املتنازع عليه‬ ‫و�شدد الأمني العام على املوقف املبدئي والثابت ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي الداعم جلهود جمهورية �أذربيجان‬ ‫الرامية �إلى �إيجاد حل �سلمي للنـزاع الإقليمي‪ ،‬وذلك يف‬ ‫�إطار القرارات الدولية ذات ال�صلة وعلى �أ�سا�س احرتام‬ ‫مبادئ �سالمة �أرا�ضي الدول وحرمة احلدود املعرتف‬ ‫بها دولي ًا‪.‬‬

‫ب�أ�صواتهم الختيار رئي�س للجمهورية االنف�صالية على‬ ‫الرغم من معار�ضة املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫وقد �أ�سفر ال�صراع املندلع بني عامي ‪ 1988‬و‪،1994‬‬ ‫بدعم من �أرمينيا‪ ،‬عن �إعالن �إقليم ناغورنو كاراباغ‬ ‫ا�ستقالله من �أذربيجان يف عام ‪ ،1991‬يف حني �أنه مل‬ ‫يعرتف به كدولة م�ستقلة دولي ًا‪ ،‬وما تزال �أذربيجان‬ ‫تزعم املنطقة جزء ًا من دولتها‪.‬‬

‫زلزال مدمر في نيبال‬

‫�أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ال�سيد �إياد �أمني مدين عن حزنه العميق‬ ‫�إزاء ما �سببه الزلزال يف نيبال من خ�سائر يف الأرواح ومن الدمار‪ .‬كما �أعرب عن‬ ‫تعاطفه العميق وتعازيه لأ�سر ال�ضحايا‪ .‬و�أعرب الأمني العام عن �أمله يف �أن يخرج‬ ‫�شعب نيبال ال�شجاع من هذا الو�ضع يف �أ�سرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫و�إذ �أعرب عن ت�ضامنه مع حكومة و�شعب نيبال‪ ،‬فقد �صرح الأمني العام ب�أن منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي م�ستعدة لتقدمي كل م�ساعدة ممكنة لدعم جهود الإغاثة و�إعادة‬ ‫الت�أهيل‪.‬‬

‫كما نا�شد ال�سيد �إياد مدين جميع الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي لتقدم‬ ‫كل م�ساعدة ممكنة حلكومة نيبال يف هذا الظرف ال�صعب‪.‬‬ ‫وبلغت قوة زلزال نيبال ‪ 2015‬على مقيا�س ريخرت ‪ 7.9‬درجة‪ ،‬على عمق ‪ 15‬كيلومرت‪،‬‬ ‫و�أدى �إلى وفاة ‪� 9‬آالف �شخ�ص تقري ًبا و�إ�صابة �أكرث من ‪� 23‬ألف‪ .‬وتعد هذه الكارثة‬ ‫الطبيعية الأ�سو�أ يف تاريخ نيبال منذ زلزال نيبال‪-‬بيهار عام ‪ ،1934‬خملفة وراءها‬ ‫مئات الآالف من امل�شردين والعديد من القرى التي �سطحت‪ ،‬ومعامل �أثرية م�صنفة‬ ‫كموافع تراث عاملي لليون�سكو ب�ساحة كامتاندو‪.‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» تهنئ جمهورية إفريقيا الوسطى على نجاحها في عقد منتدى بانغي الوطني‬ ‫هن�أ الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪� ،‬شعب جمهورية �إفريقيا الو�سطى على‬ ‫جناحه يف عقد منتدى بانغي الوطني خالل الفرتة من‬ ‫‪� 4‬إلى ‪ 11‬مايو ‪ 2015‬يف مدينة بانغي وبدعم مايل من‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أثنى ال�سيد مدين‪ ،‬ب�شكل خا�ص‪ ،‬على امل�شاركني‬ ‫العتمادهم الوثيقة اخلتامية ال�شاملة للمنتدى املعنونة‬ ‫«االتفاق اجلمهوري من �أجل ال�سالم وامل�صاحلة‬ ‫الوطنية و�إعادة الإعمار»‪ ،‬والتي تعك�س ر�ؤى كافة‬

‫‪26‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫املجتمعات املحلية وتطلعاتها �إلى جمتمع جديد يف‬ ‫�إفريقيا الو�سطى‪ .‬كما �أثنى الأمني العام على ال�سلطات‬ ‫االنتقالية واجلماعات امل�سلحة لتوقيعها اتفاقا ب�ش�أن‬ ‫نزع ال�سالح والت�سريح و�إعادة الإدماج‪ ،‬وفقا لروح‬ ‫املنتدى‪ .‬وتعهد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫التي مثلها يف �أعمال املنتدى مبعوثها اخلا�ص لإفريقيا‬ ‫الو�سطى‪ ،‬الدكتور �شيخ تيجيان غاديو‪ ،‬بامل�ساهمة يف‬ ‫تنفيذ التو�صيات الواردة يف الوثيقة اخلتامية ملنتدى‬ ‫بانغي‪.‬‬

‫و�أهاب الأمني العام بالأطراف كافة االلتزام مبا وقعوا‬ ‫عليه وبالوقف التام للأعمال العدائية وبنزع ال�سالح‬ ‫وبعملية الت�سريح و�إعادة الإدماج‪.‬‬ ‫وح�ضر املنتدى ما يقارب ‪ 600‬م�شارك من جميع‬ ‫�أنحاء البالد‪ ،‬مبن فيهم من �أع�ضاء اجلهات الفاعلة‬ ‫يف املجتمع املدين وممثلي احلكومات واجلماعات‬ ‫امل�سلحة‪ ،‬حيث ت�ضمنت االتفاقية كذلك �إنهاء جتنيد‬ ‫الأطفال وحترير الأطفال املرتبطني بالنـزاع من �صفوف‬ ‫اجلماعات امل�سلحة‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تنعى وفاة األمير سعود الفيصل‬ ‫املولى عز وجل �أن يتغمده بوا�سع رحمته وي�سكنه اجلنة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام �أن العامل �سيذكر الفقيد كقائد‬ ‫الدبلوما�سية املحنك الذي خا�ض معارك �سيا�سية‬ ‫كبرية ممث ًال لبالده ومدافع ًا عن ق�ضاياها‪ ،‬وق�ضايا‬ ‫الأمة الإ�سالمية؛ تارك ًا ب�صمته وت�أثريه ور�ؤيته ودوره‬ ‫التاريخي يف خدمة وطنه وعروبته و�أمته الإ�سالمية يف‬ ‫كل ال�ساحات واملحافل‪.‬‬ ‫وكان الأمري �سعود الفي�صل‪ ،‬منذ توليه مهام من�صبه يف‬ ‫عام ‪ 1975‬وحتى تقاعده يف �شهر �إبريل ‪ ،2015‬حيث حل‬ ‫حمله �سفري اململكة ال�سابق يف وا�شنطن‪ ،‬عادل اجلبري‪،‬‬ ‫هو الأطول خدمة كوزير خارجية يف العامل‪ ،‬وقد دفع‬ ‫بعجلة ال�سيا�سة اخلارجية للمملكة خالل العقود الأربعة‬ ‫يف خدمته التي عا�صر فيها �أربعة ملوك �سعوديني‪.‬‬

‫ببالغ الأ�سى واحلزن تنعى منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫وفاة �صاحب ال�سمو امللكي الأمري �سعود الفي�صل‪ ،‬وزير‬ ‫خارجية اململكة العربية ال�سعودية ال�سابق والذي �أفنى‬ ‫حياته يف خدمة ق�ضايا وطنه و�أمته العربية والإ�سالمية‬ ‫لأربعة عقود‪.‬‬ ‫وعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬عن عميق حزنه لوفاة �أمري الدبلوما�سية العربية‬ ‫وفار�س ال�سيا�سة ال�سعودية وحكيمها الذي تر�أ�سها منذ‬ ‫عام ‪ 1975‬وحتى طلب �إعفائه من من�صبه قبل �أ�شهر‬ ‫قليلة لأ�سباب �صحية‪.‬‬ ‫وقدم الأمني العام خال�ص تعازي املنظمة وتعازيه �إلى‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك �سلمان بن عبد العزيز‬ ‫�آل �سعود‪ ،‬والأ�سرة املالكة‪ ،‬و�أبناء و�أ�سرة الفقيد‪ ،‬و�إلى‬ ‫�أبناء اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬والأمة الإ�سالمية‪� ،‬سائ ًال‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تأمل أن يؤدي توقيع االتفاق حول‬

‫الملف النووي اإليراني إلى طريق السالم واالستقرار في المنطقة‬ ‫�أعربت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي عن‬ ‫�أملها يف �أن ي�شكل االتفاق الذي مت التو�صل �إليه بني‬ ‫القوى ال�ست الكربى (‪ )1+5‬واجلمهورية الإ�سالمية‬ ‫الإيرانية حول امللف النووي الإيراين‪ ،‬واحرتام بنوده‪،‬‬ ‫مدخ ًال لأمن وا�ستقرار املنطقة‪‬.‬‬ ‫وعرب الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬عن �أمله‬ ‫يف �أن يكون يف زخم االتفاق ما يدفع نحو تبني مقاربة‬ ‫�سيا�سية جديدة يف املنطقة تواجه حتديات الفنت‬ ‫والقالقل التي باتت ت�شكل تهديد ًا كبري ًا ل�سلم و�أمن‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة وللعامل؛ و�أكد ا�ستمرار‬ ‫املنظمة يف جهدها لتكون من�صة ملقاربة كهذه‪‬.‬‬ ‫كما �أكد مدين �أولوية التوجه نحو التكامل االقت�صادي‬ ‫و�إيجاد البيئة ال�ضرورية للتنمية امل�ستدامة يف املنطقة‪،‬‬ ‫و�إطالق طاقات ال�شعوب نحو الإعمار والبناء‪ ،‬ال نحو‬ ‫التمذهب واالختالف‪ .‬و�شدد على حر�ص املنظمة‬ ‫على تعزيز الن�شاط االقت�صادي والتجاري بني الدول‬ ‫الأع�ضاء وفق ًا لالتفاقيات والربامج االقت�صادية التي‬ ‫�أقرتها املنظمة‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬جدد الأمني العام موقف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي حول �ضرورة احرتام احلق غري‬ ‫قابل للت�صرف للبلدان النامية يف �إجراء الأبحاث‬ ‫حول الطاقة النووية و�إنتاجها وا�ستخدامها للأغرا�ض‬ ‫ال�سلمية دون متييز ووفق ًا ملعاهدة حظر االنت�شار‬ ‫النووي‪‬.‬‬ ‫وطالب مدين املجتمع الدويل ب�أن يتوجه بذات‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫�صور للوزراء ممثلي كل من �إيران والقوى ال�ست الكربى بعد التو�صل �إىل االتفاق النووي يف فيينا‬

‫االهتمام الذي متخ�ض عن االتفاقية‪ ،‬نحو �إلزام‬ ‫�إ�سرائيل باالن�ضمام للمعاهدة وو�ضع تر�سانتها النووية‬ ‫حتت الرقابة الكاملة وال�شاملة للأمم املتحدة؛ و�إن�شاء‬ ‫منطقة خالية من ال�سالح النووي يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫ل�صون ال�سلم والأمن واال�ستقرار فيها ويف العامل‪‬.‬‬ ‫�إن خطة العمل امل�شرتكة ال�شاملة‪ ،‬وهو برنامج �إيران‬ ‫النووي املوقع يف فيينا‪ ،‬طالب الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫الذرية بالتحقق ومراقبة مدى التزام �إيران‪ ،‬و�أكدت‬ ‫�أنه على �إيران التعاون ب�شكل كامل حلل جميع الق�ضايا‬ ‫العالقة‪.‬‬ ‫ومن بني ن�صو�ص االتفاقية �أنه يجب على �إيران‬ ‫التخل�ص من خمزونها من اليورانيوم املتو�سط‬ ‫التخ�صيب‪ ،‬والتقليل من خمزون اليوارنيوم املنخف�ض‬

‫التخ�صيب بن�سبة ‪ 98‬يف املئة‪ ،‬وتخفي�ض ثلثي عدد‬ ‫�أجهزة الطرد املركزي ملدة خم�س ع�شرة �سنة على‬ ‫الأقل‪ .‬وتعهدت �إيران �أي�ض ًا بعدم تخ�صيب اليورانيوم‬ ‫فوق ن�سبة ‪ 3.67‬يف املئة �أو بناء م�صانع تخ�صيب‬ ‫اليورانيوم �أو �إنتاج املاء الثقيل للمدة نف�سها‪ .‬ومقابل‬ ‫التزامها باالتفاقية‪ ،‬تتعهد كل من الواليات املتحدة‬ ‫واالحتاد الأوروبي وجمل�س الأمن الدويل بتخفيف‬ ‫العقوبات املتعلقة بالأ�سلحة النووية على �إيران‪.‬‬ ‫واتفقت دول جمموعة ‪ 1+5‬و�إيران على التعاون‬ ‫يف جمال اال�ستخدامات ال�سلمية للطاقة النووية‬ ‫واالنخراط يف م�شاريع التعاون النووية املدنية امل�صممة‬ ‫ب�شكل متبادل‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪27‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫الجمعة ‪ 26‬يونيو‪ 3 ..‬عمليات إرهابية تستهدف الكويت وتونس وفرنسا‬ ‫�شهد يوم اجلمعة‪ 26 ،‬يونيو ‪ ،2015‬ثالث عمليات �إرهابية ا�ستهدفت العا�صمة الكويتية‬ ‫ومدينة �سو�سة يف تون�س ومدينة ليون يف جنوب �شرقي فرن�سا‪.‬‬ ‫و�أدانت منظمة التعاون اال�سالمي ب�شدة التفجري الإرهابي الذي ا�ستهدف م�سجد‬ ‫الإمام ال�صادق يف العا�صمة الكويتية‪ ،‬مما �أدى �إلى مقتل و�إ�صابة العديد من امل�صلني‬ ‫الأبرياء‪ .‬و�شددت املنظمة على �أن هذه جرمية نكراء ت�ستهدف �أمن وا�ستقرار الكويت‬ ‫ون�سيج جمتمعها املت�آخي‪.‬‬ ‫وكان انتحاري قد فجر نف�سه داخل جامع الإمام ال�صادق مبنطقة ال�صوابر‪ ،‬و�أ�سفر‬ ‫التفجري عن �سقوط ‪ 27‬قتي ًال و‪ 227‬جريح ًا يف �أثناء �صالة اجلمعة‪ ،‬وتبنى العملي َة‬ ‫تنظيم داع�ش الإرهابي‪.‬‬ ‫الإجرامي َة‬ ‫ُ‬ ‫و�أكد الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين �أن هذا العمل الإرهابي‪ ،‬الذي ا�ستهدف‬ ‫امل�صلني يف يوم اجلمعة املبارك ويف �شهر رم�ضان الف�ضيل‪ ،‬ال ميكن �أن يقوم به م�سلم‪،‬‬ ‫و�أن اجلماعة الإرهابية التي ارتكبت هذا العمل الآثم ال تعب�أ بالنف�س الب�شرية وال ب�أي‬ ‫قيمة �أو خلق �أو دين؛ كما ت�ؤكد �إمعانها يف الإ�ساءة للإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫وعرب مدين عن ت�ضامن املنظمة مع الكويت قيادة وحكومة و�شعب ًا‪ ،‬وعن تعازيه‬ ‫ل�سمو �أمري دولة الكويت وحكومة الكويت ولأ�سر ال�ضحايا ومتنياته بال�شفاء العاجل‬ ‫للجرحى‪ ،‬جمدد ًا موقف املنظمة املبدئي والثابت الذي يندد بالإرهاب بكل �أ�شكاله‬ ‫و�صوره‪ ،‬و�شدد على �ضرورة تكاتف جهود جميع الدول الأع�ضاء ال�ستئ�صال هذا الداء‬ ‫ا�ستناد ًا �إلى القرارات ال�صادرة عن ‪ ‬املنظمة يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫تنظيم داع�ش‪ ،‬وهو �أول هجوم ي�ستهدف م�سجد ًا لل�شيعة يف الكويت‪،‬‬ ‫وقد تبنى العملي َة‬ ‫ُ‬ ‫و�أطلق التنظيم على ا�سم منفذ الهجوم �أبو �سليمان املوحد‪ ،‬فيما ك�شفت وزارة‬ ‫الداخلية الكويتية هُ وية منفذ العملية‪ ،‬فهد بن �سلمان الق ّباع‪ ،‬الذي ات�ضح �أنه �سعودي‬ ‫اجلن�سية وقدم من ال�سعودية �إلى الكويت يف نف�س يوم ارتكاب اجلرمية‪.‬‬ ‫كما �أدان الأمني العام ب�شدة العملية الإرهابية الدامية التي ا�ستهدفت �أحد الفنادق‬

‫ال�سياحية مبدينة �سو�سة بتون�س يف اليوم نف�سه‪ ،‬والتي �أ�سفرت عن �سقوط عدد من‬ ‫قتلى وجرحى من املواطنني التون�سيني وال�سياح الأجانب‪ ،‬وتبناها �أي�ض ًا تنظيم داع�ش‬ ‫الإرهابي‪.‬‬ ‫وذكر تنظيم داع�ش على ح�سابه يف تويرت �أن منفذ الهجوم ُيدعى �أبو يحيى القريواين”‪،‬‬ ‫يف حني قالت ال�سلطات التون�سية �إن املهاجم ال�شاب �سيف الدين رزقي (‪ 23‬عام ًا)‪،‬‬ ‫من مواليد والية �سليانة‪ ،‬تبنى الفكر الديني املت�شدد �أثناء درا�سته اجلامعية للهند�سة‪،‬‬ ‫بالرغم من عدم ظهور حتوله الفكري‪.‬‬ ‫و�أفاد م�س�ؤولو الأمن �أن املهاجم بدا ك�أحد ال�سائحني و�أخفى بندقية حتت مظلته عند‬ ‫حمام ال�سباحة‪ ،‬ثم راح يطلق النار على من يف ال�شاطئ‪ ،‬وا�ستمر حتى دخوله �إلى‬ ‫الفندق وو�صوله �إلى املخرج‪ ،‬حيث قتل بر�صا�ص ال�شرطة‪.‬‬ ‫و�أعرب مدين عن ت�ضامن املنظمة التام مع �شعب وحكومة تون�س يف الت�صدي للإرهاب‬ ‫الذي ي�ستهدف زعزعة �أمنها وا�ستقرارها ال�سيا�سي واالقت�صادي‪.‬‬ ‫كما ا�ستنكرت املنظمة العملية الإرهابية التي ا�ستهدفت �شركة غاز �أمريكية بالقرب‬ ‫من مدينة ليون يف جنوب �شرق فرن�سا‪ ،‬حيث ُعرث على قتيل و�أُ�صيب بع�ض الأ�شخا�ص‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تعلن وقوفها مع مصر في مواجهة اإلرهاب‬ ‫�أمام تزايد وترية الأعمال الإرهابية يف م�صر‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا الهجمات يف �سيناء‪� ،‬أعربت منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي عن �إدانتها لهذه الأعمال‪ ،‬وعن ت�ضامنها‬ ‫الكامل مع م�صر حكومة و�شعب ًا يف مواجهة الإرهاب‪.‬‬ ‫وقد �أكد الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪،‬‬ ‫ثقته ب�أن هذه الأعمال الإجرامية لن تزيد جمهورية‬ ‫م�صر حكومة و�شعبا �إال �إ�صرارا على حماربة الإرهاب‬ ‫وا�ستئ�صاله وحتقيق الأمن واال�ستقرار‪.‬‬ ‫وقد �أدانت املنظمة على نحو خا�ص وب�أ�شد العبارات‬ ‫اغتيال النائب العام امل�صري ه�شام بركات وعدد من‬

‫حرا�سه يوم ‪ 29‬يونيو ‪ .2015‬و�شددت املنظمة على‬ ‫�أن هذا العمل الإرهابي �إمنا ي�ستهدف �أمن م�صر‬ ‫وا�ستقرارها‪ .‬و�أكد الأمني العام �أن هذه اجلرمية‬ ‫املرتكبة يف �شهر رم�ضان الكرمي ‪ ‬عمل متعمد لت�شويه‬ ‫الإ�سالم وامل�سلمني واملجتمعات الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وجدد مدين موقف املنظمة الثابت من مكافحة الإرهاب‬ ‫يف جميع �أ�شكاله و�صوره‪ ،‬م�شدد ًا على �أهمية ت�ضافر‬ ‫جهود الدول الأع�ضاء لتعزيز التعاون امل�شرتك ملكافحة‬ ‫الإرهاب وبحث الأ�سباب اجلذرية لهذه الظاهرة‪.‬‬ ‫وجدد مدين موقف املنظمة الثابت من مكافحة الإرهاب‬

‫يف جميع �أ�شكاله و�صوره و�أيا كان م�صدره‪ .‬كما �أكد‬ ‫التزام املنظمة التام مبوا�صلة العمل من خالل الت�شاور‬ ‫امل�ستمر مع الدول الأع�ضاء والأجهزة وامل�ؤ�س�سات‬ ‫التابعة للمنظمة ملجابهة �آفة الإرهاب ب�صورة فاعلة‪.‬‬

‫لجنة المندوبين الدائمين تدين األعمال اإلرهابية التي وقعت في بعض الدول األعضاء‬ ‫عقدت جلنة املندوبني الدائمني للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي اجتماعا‬ ‫يف مقر املنظمة بجدة يوم ‪ 6‬يوليو ‪ 2015‬وذلك بهدف متابعة القرارات ال�صدارة‬ ‫عن الدورة الثانية والأربعني ملجل�س وزراء اخلارجية التي ُعقدت يف الكويت يف مايو‬ ‫املا�ضي‪.‬‬ ‫وقد �أكد املندوبون الدائمون �إدانتهم ال�شديدة للعمليات الإرهابية التي وقعت م�ؤخراً‬

‫‪28‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫يف ال�سعودية والكويت وتون�س وم�صر وت�شاد وباك�ستان و�أفغان�ستان وال�صومال وغريها‬ ‫من الدول الأع�ضاء‪ ،‬والعمل الإرهابي الذي ا�ستهدف موكب �سفري الإمارات يف‬ ‫العا�صمة ال�صومالية مقدي�شو‪ .‬و�أكد املندوبون الدائمون �أن هذه العمليات الإرهابية‬ ‫الب�شعة تثبت �أن الإرهاب ال دين له وال وطن‪ ،‬ويعمل على تقوي�ض �أمن وا�ستقرار الدول‬ ‫الأع�ضاء‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬

‫اجلامع الأموي يف دم�شق‬

‫�صورة من تدمر الواقعة �إىل ال�شمال ال�شرقي من دم�شق‬

‫تنظيم داعش ينهب المواقع األثرية في سوريا لتمويل ميليشياته‬‬ ‫ا�سطنبول ـ تركيا (د ب ا)‪:‬‬ ‫يف موقع ب�إحدى الواحات املن�سية يف‬ �صحراء �سوريا‪� ،‬شمال �شرق دم�شق‪ ،‬توجد �آثار‬ ‫مملكة تدمر‪ ،‬التي كانت تناف�س الإمرباطورية الرومانية يف التاريخ القدمي‪ ،‬واملعروفة‬ ‫بالالتينية با�سم «‪ ،»Palmira‬والتي تعترب من �أهم املعامل الأثرية يف �سوريا‪ ،‬و�أهم‬ ‫مقا�صدها‬ ال�سياحية والأكرث جذب ًا للزائرين‪ ،‬قبل اندالع ال�صراع امل�سلح قبل �أربع‬ ‫�سنوات‪ ،‬الذي دمر معظم معامل املوقع الأثري‪.‬‬ ‫وتعاين �سوريا منذ قرابة �أربع �سنوات من حرب �أهلية طاحنة راح �ضحيتها مئات‬‬ ‫الآالف من القتلى وامل�صابني واملعتقلني‪ ،‬ف�ض ًال عن ماليني النازحني والالجئني‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يحذر خرباء الفن‪ ،‬يف هذا ال�سياق‪ ،‬من �أن ميلي�شيات‬ تنظيم داع�ش ا�ستغلت هذا‬ ‫الو�ضع و�أخذت متار�س‬ عملية نهب منظم ملقتنيات املواقع الأثرية التي ال تُقدَّر بثمن‬ ‫من �أجل‬ متويل ن�شاطها امل�سلح‪.‬‬ ‫من املعروف �أنه توجد ب�سوريا �ستة مواقع �أثرية �أعلنتها منظمة اليون�سكو‬ ‫للعلوم والثقافة �ضمن قائمتها لرتاث االن�سانية العاملي‪ .‬وال يختلف احلال‬ يف‬ ‫تدمر �أو باملريا عنه يف حلب �أو غريها من املواقع الأثرية الهامة التي‬ �أ�صابها‬ ‫الدمار واخلراب ب�سبب ال�صراع امل�سلح الذي طال الأماكن التي �شهدت‬‬ ‫على مر الع�صور �آثار ح�ضارات اليونانيني والبابليني والآ�شوريني‪.‬‬ ‫وقد �أ�صاب الدمار جوانب كبرية من قلعة احل�صن بحلب وم�سجدها الأموي الكبري‬ ‫الذي يرجع للقرن الثاين ع�شر‪ ،‬وبازار املدينة العتيق‪ .‬وعن هذا الو�ضع يقول النا�شط‬ ‫الثقايف ال�سوري‪ ،‬عدنان حداد‪ ،‬من مدينة حلب “مل يعد لدين ‬ا الآن �سوى اخلراب‬ ‫والدمار‪ ،‬و�إن بقيت بع�ض املحالت على حالها‪ ،‬مل يعد هناك ما يباع �أو ي�شرتى‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا �أن كتائب اجلي�ش احلر التي تقاتل النظام احتلت جزء ًا من ال�سوق وحولته‬ ‫�إلى واحد من مع�سكراتها»‪ ،‬م�ضيف ًا‪« :‬ال �أحد ي�ستطي ‬ع تقدير حجم الدمار الذي‬ ‫تعر�ضت له �آثار املنطقة‪ ،‬بع�ضها مل يعد متبقي ًا منها �سوى بوابة �أو ب�ضعة درجات �سلم‪،‬‬ ‫�أما الأبواب في�ستخدمها اجلي�ش احلر‬ لتح�صني خنادقه»‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أنه يف عام ‪ 2012‬دمر حريق هائل �أجزا ًء كبرية من �سوق حلب القدمي‪ ،‬فا�ستولت‬ ‫قوات جي�ش النظام على �أجزاء منه‪ ،‬بينما ا�ستولت ميلي�شيات اجلي�ش احلر على‬ ‫الباقي‪ ،‬ومل يعد �أحد يجر�ؤ على االقرتاب من املنطقة التاريخية‪ ،‬التي كانت ت�ضم‬ ‫ت حمتوياتها‪.‬‬ ‫حمالت عاديات وخمطوطات ومت تدمريها �أو �أ�صبحت مهجورة ونهب ‬‬ ‫ووفق ًا لتقارير الأمم املتحدة‪ ،‬تعر�ض �أكرث من ‪ 300‬موقع �أثري وتاريخي للنهب‬ منذ‬ ‫بداية ال�صراع يف �سوريا يف مار�س ‪ ،2011‬والذي ال يزال م�ستمر ًا بالرغم من انق�ضاء‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫�أكرث من �أربعة �أعوام‪ ،‬و�سقوط �أكرث من ‪� 200‬ألف قتيل وماليني اجلرحى والنازحني‪.‬‬ ‫وما يزيد الأمر �سوءا �أن خم�سة من املواقع ال�ستة‬ امل�صنفة �ضمن تراث االن�سانية‬ ‫تعر�ضت للدمار ال�شديد ونهب حمتوياتها‪.‬‬ ‫من جانبه يو�ضح �إدواردو بالن�ش �أحد م�س�ؤويل مكافحة تهريب الآثار مبنظمة‬ ‫اليون�سكو �أن «حرا�س املواقع الأثرية مل يعودوا ميار�سون عملهم لتوقف رواتبهم»‪ ،‬فيما‬ ‫يعرتف با�ستحالة ال�سيطرة عمليا على هذا الن�شاط الإجرامي يف املناطق التي تقع‬ ‫حتت �سيطرة ميلي�شيات تنظيم داع�ش‪‬.‬‬ ‫ً‬ ‫ُيذ َكر �أنه يف فرباير ‪� 2015‬أ�صدرت اليون�سكو قرارا يحظر االجتار يف‬ ‫الأعمال الأثرية امل�سروقة املجلوبة من �سورية‪ ،‬يف �إطار التدابري التي‬ ‫يتبناها املجتمع الدويل لتجفيف منابع متويل الإرهاب الذي متار�سه‬‬ ‫اجلماعات اجلهادية املتطرفة‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬ي�ؤكد م�س�ؤول اليون�سكو بالن�ش‬‬ ‫�أن «من ي�سهم يف تهريب الآثار ال�سورية‪ ،‬ي�سهم يف متويل �أن�شطة الإرهاب»‪ ،‬داعي ًا‬ ‫امل�س�ؤولني ملالحقة ع�صابات تهريب الآثار ال�سورية عرب احلدود ب�صورة‬�أكرث فاعلية‪،‬‬ ‫�سواء على احلدود ال�سورية �أو يف اخلارج‪‬.‬‬ ‫ووفقا لتحقيق �أعدته هيئة الإذاعة الربيطانية (بي بي �سي) ا�ستهل مهرب ‬و الآثار‬ ‫ال�سورية ن�شاطهم باالجتار يف قطع �أثرية من الذهب ومنحوتات حجرية ‬‪ ،‬مت‬ ‫نقلها بعد ذلك �إلى تركيا ولبنان‪ ،‬ومن هناك �إلى �أوروبا‪ ،‬حيث ي�شري التحقيق‬ ‫�إلى �أن تنظيم داع�ش حت�صل على عمولة تُقدّر بع�شرين يف املئة من قيمة‬‬ ‫املبيعات على كل �صفقة‪‬.‬‬ ‫وي�ستعر�ض تقرير بي بي �سي» م�سار رحلة تهريب قطعة موزاييك مت تهريبها‬ ‫من‬ �سوريا عرب احلدود اللبنانية‪ .‬ويقول معد التقرير �إنه كان موجود ًا يف‬ ‫بازار يف بريوت وخالل ع�شر دقائق عر�ضوا عليه هذا العمل الفني‪ .‬ويو�ضح‬ ‫ال�صحفي �أ ‬ن واجهة املحل يوجد بها العديد من القطع معرو�ضة للبيع‪ ،‬وي�صل‬‬ ‫�سعر بع�ضها �إلى مليون يورو (‪ 1.1‬مليون دوالر)‪ ،‬بينما يتم تغليف قطع �أخرى‬‬ ‫لإر�سالها �إلى اخلارج مبا�شرة بنا ًء على طلب امل�شرتي‪ ،‬حيث يحر�ص هواة اقتناء‬‬ ‫الأعمال الأثرية على عدم الك�شف عن هُويتهم تفادياً للتعر�ض ملخاطر من �أي‬ نوع‬ ‫كاالجتار ب�آثار مهربة‪‬.‬‬ ‫ولهذا تعترب عمليات تهريب الآثار ومكونات الرتاث الثقايف من بني �أهم موارد متويل‬ ‫ن�شاط امللي�شيات اجلهادية‪ ،‬التي جتني من ورائها �أرباح ًا تُقدّر باملاليني‪ ،‬مما يزيد‬ ‫من تعقيد م�شكلة تهريب الآثار ال�سورية يف ظل تفاقم‬ ال�صراع املحتدم‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪29‬‬


‫آراء‬ ‫المحور الثالثي لإلرهاب‪ :‬داعش والقاعدة وبوكو حرام‬

‫أي دور لمنظمة التعاون اإلسالمي في مواجهته؟‬ ‫تو�ضح اخلريطة اجليو�سيا�سية للإرهاب الدويل �أن �أعتى التنظيمات النا�شطة يف �إجرام الع�صر توجد يف مناطق العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫حيث ترتكز القاعدة وطالبان يف �أفغان�ستان وباك�ستان‪ ،‬ويتخذ تنظيم داع�ش من �شمال العراق و�سوريا مركز ًا له ويعمل على متدد‬ ‫فروعه �إلى �شمال �إفريقيا وبخا�صة يف ليبيا‪ ،‬فيما جتعل جماعة بوكو حرام من �شمال نيجرييا عا�صمة لها وتعمل على متدد �أذرعها‬ ‫باجتاه النيجر وت�شاد‪ ،‬وتعبث �أ�شباح حركة ال�شباب بال�صومال وت�ضرب العمق الأوغندي‪ .‬هذا عالوة على اخلاليا الإرهابية‬ ‫الن�شطة يف �شمال مايل و�صحراء اجلزائر وموريتانيا حتت م�سميات �شتى‪ ،‬مثل القاعدة يف بالد املغرب الإ�سالمي والتوحيد‬ ‫واجلهاد واملرابطون واملوقعون بالدماء وجماعة �أن�صار الدين‪ .‬وت�شري بع�ض الدرا�سات �إلى �أن هذه احلركات‪ ،‬التي ي�ستمد عدد‬ ‫منها مرجعيته من تنظيم داع�ش‪ ،‬بد�أت يف ت�شكيل «حزام �إرهابي» يف �شمال �إفريقيا يتخذ من ليبيا مركز ًا له وي�ضم اجلزائر وتون�س‬ ‫واملغرب‪� ،‬إ�ضافة �إلى دول غرب �إفريقيا‪ ،‬كموريتانيا ومايل وت�شاد والنيجر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد ترتب على هذه الو�ضعية ربط الإرهاب بالعامل الإ�سالمي وبالإ�سالم حتديدا‪ ،‬واكتواء الدول الإ�سالمية �أكرث من غريها بنار‬ ‫الإرهاب‪ .‬ويف ظل ق�صور التعاون الدويل ال�شامل عن الق�ضاء على ظاهرة الإرهاب يبقى الأمل معقود ًا على التعاون الإقليمي‪-‬‬ ‫الإ�سالمي للحد من متدده وانت�شاره‪.‬‬ ‫لعل �أهم ما متيزت به الأمم املتحدة هو جناحها يف و�ضع اتفاقيات دولية �شاملة يف جماالت ذات ح�سا�سية بالغة‪ ،‬مل تكن يوماً‬ ‫حمل اتفاق بني الفاعلني الدوليني الرئي�سيني‪ ،‬مثل التجارة العاملية واملناخ والطاقة‪ .‬ويف ما يتعلق مبكافحة الإرهاب‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫من الإجماع العاملي على �إدانته‪ ،‬ال توجد اتفاقية دولية �شاملة ت�ضع تعريف ًا دولي ًا متفق ًا عليه للإرهاب وحتدد �أ�س�س و�آليات التعاون‬ ‫ملكافحته‪.‬‬ ‫لكن امل�ؤكد �أن �أحد الأ�سباب احلقيقة لعجز املجتمع الدويل عن الت�صدي بفاعلية للإرهاب يتمثل يف �إهمال معاجلة اخللفيات التي‬ ‫يقوم عليها الفكر الإرهابي والرتكيز‪ ،‬بد ًال من ذلك‪ ،‬على و�سائل العنف واملتابعات اجلنائية يف الت�صدي له‪ ،‬غري مدركني �أن احلرب‬ ‫على الإرهاب تختلف كلي ًا عن احلرب التقليدية‪ ،‬و�أن اجلرمية الإرهابية تتميز عن غريها من اجلرائم بخا�صية �أ�سا�سية‪ ،‬هي �أن‬ ‫الإرهابي ال يعترب نف�سه جمرم ًا‪ ،‬بل يرتكب فعله عن قناعة ويرى فيه قربة �إلى اهلل‪ .‬لذا فكل ما ُي َتخذ من �إجراءات لقمع الإرهابيني‬ ‫يزيدهم يف احلقيقة عزمية واندفاع ًا‪.‬‬ ‫و�أمام عجز الو�سائل التقليدية ملكافحة اجلرمية عن الت�صدي للإرهاب‪ ،‬ي�صبح هناك �أمل يف اللجوء �إلى و�سائل �أخرى‪ ،‬حيث ميكن‬ ‫�أن ت�ضطلع منظمة التعاون الإ�سالمي بالدور الأكرب يف احلد من املد الإرهابي املتزايد عرب العامل‪.‬‬ ‫ففي جمال مكافحة الإرهاب‪� ،‬أولت منظمة التعاون الإ�سالمي لهذا املو�ضوع مكان ال�صدارة من خالل الن�ص عليها يف امليثاق ويف‬ ‫برنامج العمل الع�شري للمنظمة ‪ 2015-2005‬ويف م�شروع برنامج عملها اجلديد ‪.2025-2016‬‬ ‫ومن الناحية العملية‪ ،‬ف�إن وجود �أبرز التنظيمات الإرهابية على �أقاليم بع�ض دول املنظمة قد ي�ساعد هذه الأخرية على بلورة ر�ؤية‬ ‫موحدة تن�ش�أ عنها خطة ي�سهل تطبيقها بحكم انتماء الدول املعنية �إلى النطاق نف�سه ومعاناتها امل�شرتكة من التحدي ذاته‪.‬‬ ‫وتقوم تلك اخلطة على عن�صرين �أ�سا�سيني‪� :‬أولهما تفعيل الإطار القانوين امل�شرتك‪ ،‬وهو اتفاقية املنظمة ملكافحة الإرهاب الدويل؛‬ ‫والثاين ر�سم ا�سرتاتيجية �إ�سالمية ملكافحة الإرهاب تقوم على معاجلة االختالالت الفكرية واالجتماعية واالقت�صادية بد ًال من‬ ‫الرتكيز على احللول الأمنية‪ ،‬على �أن تكون هذه الأخرية مكملة وال ُي َلج�أ �إليها �إال يف احلاالت اال�ستثنائية امل�ستع�صية على احللول‬ ‫الأولى‪.‬‬ ‫ومما ال �شك فيه ف�إن هذه اال�سرتاتيجية �ستكون �أكرث قبو ًال يف الدول الأع�ضاء وخارجها �إذا كانت معت َمدة يف �إطار منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي نظر ًا لقبول هذه الأخرية لدى املجتمعات الإ�سالمية‪.‬‬ ‫واخلال�صة �أن الإرهاب ميثل �أحد �أهم �شواغل املنظمة ب�سبب ما ت�شهده مناطقها الثالث من حتديات �إرهابية ت�ضرب �أمنها‬ ‫واقت�صادها وحتى وحدتها‪ .‬وقد جت�سد هذا االهتمام من خالل متابعة الأمني العام للمنظمة �شخ�صي ًا للمو�ضوع‪ .‬تلك املتابعة التي‬ ‫جت�سدت يف زيارة �أكرث املناطق �سخونة (�شمال نيجرييا‪ ،‬بغداد‪ ،‬النجف‪� ،‬أربيل‪ ،‬مايل‪� ،‬أفغان�ستان‪ )...‬ودعوته �إلى اجتماع طارئ‬ ‫للجنة التنفيذية للمنظمة التخاذ قرارات حا�سمة يف مواجهة الإرهاب‪.‬‬ ‫بيد �أن عمل املنظمة يف مكافحة الإرهاب لن ي�ؤتي �أكله �إال بتوفر عاملني‪� ،‬أولهما توفر �إرادة �سيا�سية �صريحة لدى الدول الأع�ضاء يف‬ ‫االنخراط يف مكافحة الإرهاب على الرغم من كلفتها؛ وثانيهما ـ وهو �أحد جتليات الأول ـ توفري املوارد املادية وغري املادية الالزمة‬ ‫ملكافحة الأ�سباب اجلذرية للإرهاب من خالل منظومة متكاملة الأبعاد االقت�صادية واالجتماعية واالعالمية‪ ،‬تقوم على �إ�صالح‬ ‫املناهج الرتبوية وحماربة اجلهل والتطرف وبطالة ال�شباب‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫د‪ .‬يعقوب �آلوميني‬ ‫�إدارة ال�ش�ؤون القانونية‬

‫أمام عجز الوسائل‬ ‫التقليدية لمكافحة‬ ‫الجريمة عن التصدي‬ ‫لإلرهاب‪ ،‬يصبح‬ ‫هناك أمل في‬ ‫اللجوء إلى وسائل‬ ‫أخرى‪ ،‬حيث يمكن‬ ‫أن تضطلع منظمة‬ ‫التعاون اإلسالمي‬ ‫بالدور األكبر في الحد‬ ‫من المد اإلرهابي‬ ‫المتزايد عبر العالم‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬

‫الصين يقطنها ‪ 21‬مليون مسلم وبها ‪ 35‬ألف مسجد و‪ 50‬ألف إمام وخطيب و‪ 500‬جمعية إسالمية‬ ‫نتائج إيجابية في الجولة األولى من المشاورات السياسية بين منظمة التعاون اإلسالمي والصين‬

‫الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية ال�سفري عبد اهلل بن عبد الرحمن عامل (و�سط) يف ال�صني‬

‫حملت اجلولة الأولى من امل�شاورات ال�سيا�سية بني منظمة التعاون الإ�سالمي وجمهورية‬ ‫ال�صني ال�شعبية نتائج �إيجابية‪ ،‬حيث اتفق اجلانبان على �أهمية تطوير العالقات‬ ‫اال�سرتاتيجية بينهما يف خمت ِلف املجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية والثقافية‪ .‬جاء ذلك‬ ‫خالل الزيارة الر�سمية التي �أجراها وفد رفيع امل�ستوى من الأمانة العامة للمنظمة‬ ‫برئا�سة الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬ال�سفري عبد اهلل بن عبد الرحمن‬ ‫عامل �إلى ال�صني خالل الفرتة من ‪ 18‬ـ ‪ 26‬ابريل ‪.2015‬‬ ‫و�أو�ضح ال�سفري عامل �أن الزيارة‪ ،‬التي تُعترب اجلولة الأولى من امل�شاورات ال�سيا�سية‬ ‫بني اجلانبني‪ ،‬احتوت على عدة اجتماعات وم�شاورات �سيا�سية مع امل�س�ؤولني ال�صينيني‬ ‫يف وزارة اخلارجية‪� ،‬إلى جانب االلتقاء بالقيادات الإ�سالمية يف العا�صمة بكني ويف‬ ‫املناطق التي تقطنها الأقليات امل�سلمة‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن الزيارة ت�أتي يف �إطار االتفاق بني املنظمة وجمهورية ال�صني ال�شعبية‬ ‫ب�ش�أن عقد امل�شاورات ال�سيا�سية الثنائية بني املنظمة وال�صني‪ ،‬وذلك جت�سيد ًا لرغبة‬ ‫اجلانبني يف تعميق الثقة املتبادلة بينهما وتطوير العالقات بني اجلانبني‪.‬‬ ‫ومت التطرق �إلى مو�ضوع احلوار بني احل�ضارات‪ ،‬يف ظل الأهمية التي توليها املنظمة‬ ‫للحوار بني احل�ضارات و�أتباع الديانات‪ ،‬على اعتبار �أن مثل هذا احلوار �سي�سهم يف‬ ‫تكري�س قيم ال�سالم والت�سامح ورفع اللب�س الذي يكتنف بع�ض املفاهيم املغلوطة‪.‬‬ ‫و�أكد ال�سفري عامل حر�ص املنظمة على تعزيز عالقات التعاون مع احلكومة ال�صينية‪،‬‬ ‫م�شدد ًا على معار�ضتهما للأعمال الإرهابية واالنف�صالية وممار�سات التطرف العنيف‬ ‫مبخت ِلف جتلياته‪ ،‬غري �أنها يف الوقت ذاته معنية ب�أحوال امل�سلمني‪� ،‬أغلبي ًة كانوا �أو‬ ‫�أقلية‪ ،‬لذا فهي تهتم دون امل�سا�س بال�ش�ؤون الداخلية للدول‪ ،‬مبتابعة �أو�ضاع اجلماعات‬ ‫واملجتمعات امل�سلمة يف خمت ِلف دول العامل‪.‬‬ ‫و�شدد على قناعة امل�س�ؤولني يف املنظمة ب�أن الأقليات امل�سلمة عرب العامل مبقدورها‬ ‫اال�ضطالع بدور اجل�سر الثقايف واحل�ضاري بني دولها من جهة‪ ،‬واملنظمة ودولها‬ ‫الأع�ضاء من جهة �أخرى‪ ،‬وذلك من خالل �إبراز قيم الت�سامح واملواطنة احلقّة‬ ‫وجت�سيد املفاهيم ال�سامية التي تزخر بها منظومة القيم الإ�سالمية‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫و�أ�شار ال�سفري عامل �إلى �أن امل�س�ؤولني ال�صينيني �أكدوا �أن للم�سلمني دور ًا ملمو�س ًا يف‬ ‫ازدهار ال�صني‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أن الإ�سالم دخل ال�صني حوايل عام ‪650‬م‪ ،‬فيما تو�ضح‬ ‫الإح�صاءات الر�سمية �أن �إجمايل عدد امل�سلمني يف البالد يناهز ‪ 21‬مليون ن�سمة‬ ‫وينتمون �إلى ‪ 10‬قوميات خمتلفة‪ ،‬ويبلغ عدد امل�ساجد نحو ‪� 35‬ألف ًا‪ ،‬ويبلغ عدد الأئمة‬ ‫واخلطباء نحو ‪� 50‬ألف ًا‪ .‬وي�صل عدد اجلمعيات الإ�سالمية �إلى ‪ 500‬م�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫وقال ال�سفري عامل �إن وفد املنظمة �أجرى جولة ميدانية �شملت زيارة م�سجد �أوك�س‬ ‫�سرتيت يف بكني‪ ،‬ومقر وم�سجد اجلمعية الإ�سالمية يف بكني‪ ،‬ويف �إقليم ت�شينجيانغ مت‬ ‫االطالع على �أحوال امل�سلمني هناك وزيارة م�سجد عيد خاه يف مدينة كا�شغر‪ ،‬ومدينة‬ ‫�أرومت�شي‪� ،‬إ�ضافة �إلى زيارة بع�ض املراكز الثقافية واحل�ضارية‪ .‬‬ ‫ويف اللقاء الذي جرى بني وفد املنظمة ونائب وزير اخلارجية ال�صيني‪ ،‬ت�شانغ مينغ‪،‬‬ ‫�سجل امل�س�ؤول ال�صيني التقييم الإيجابي لعالقات ال�صداقة بني ال�صني والدول‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬وعرب عن تقديره للم�ساهمة التي تقدمها منظمة التعاون الإ�سالمي لتعزيز‬ ‫ال�صداقة ال�صينية الإ�سالمية‪ ،‬و�أ�شار �إلى �أن اجلانب ال�صيني على ا�ستعداد ملوا�صلة‬ ‫العمل مع املنظمة على تعميق الثقة املتبادلة وتعزيز التعاون وتو�سيع احلوار بني‬ ‫احل�ضارات‪ ،‬والعمل �سوي ًا على �إيجاد حلول �سيا�سية للق�ضية الفل�سطينية وغريها من‬ ‫الق�ضايا ال�ساخنة‪ ،‬مبا يحقق �إجنازات جديدة وم�ستمرة للتعاون ال�صيني الإ�سالمي‬ ‫يف خمت ِلف املجاالت‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال ال�سفري عبد اهلل عامل �إن منظمة التعاون الإ�سالمي تويل اهتمام ًا بالغاً‬ ‫لتطوير عالقاتها مع ال�صني‪ ،‬وتفتخر بالعالقات الإ�سالمية ال�صينية املتميزة‪ ،‬وهي‬ ‫على ا�ستعداد ملوا�صلة دورها كج�سر ورابطة لدفع العالقات بني اجلانبني �إلى م�ستوى‬ ‫�أعلى‪ .‬و�إن املنظمة ت�شكر اجلانب ال�صيني على التزامه الدائم باملوقف العادل من‬ ‫الق�ضية الفل�سطينية وغريها من الق�ضايا ال�ساخنة‪.‬‬ ‫كما تر�أ�س ال�سفري عبداهلل عامل وال�سفري ت�شن �شياودونغ‪ ،‬مدير عام �إدارة غربي �آ�سيا‬ ‫و�شمايل �إفريقيا‪ ،‬امل�شاورات بني ال�صني واملنظمة على م�ستوى املديرين يف مقر وزارة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬حيث تبادل اجلانبان وجهات النظر ب�شكل معمق حول العالقات ال�صينية‬ ‫الإ�سالمية والق�ضايا الدولية والإقليمية ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫و�أجرى وفد املنظمة م�شاورات مع كبار امل�س�ؤولني يف �إدارة ال�ش�ؤون الدينية يف احلكومة‬ ‫املركزية جلمهورية ال�صني يف العا�صمة بكني وامل�س�ؤولني احلكوميني يف مدينة‬ ‫�أرومت�شي يف �إقليم ت�شينجيانغ ذي احلكم الذاتي‪ ،‬حول �أو�ضاع امل�سلمني يف ال�صني‪.‬‬ ‫والتقى الوفد برئي�س �إقليم ت�شينجيانغ‪� ،‬شكرت زاكر‪ ،‬وكبار امل�س�ؤولني يف حكومة‬ ‫الإقليم‪ ،‬حيث بحث اجلانبان �أو�ضاع امل�سلمني يف ت�شينجيانغ‪ ،‬وهي �أكرب منطقة يوجد‬ ‫فيها امل�سلمون يف جمهورية ال�صني‪� ،‬إذ يبلغ تعدادهم ال�سكاين نحو ثمانية ماليني ن�سمة‪.‬‬ ‫واتفق اجلانبان على �ضرورة ا�ستمرار التوا�صل وتطوير العالقات بني منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي وال�سلطات املحلية‪ ،‬بهدف �إيجاد �أف�ضل ال�سبل لتعزيز التنمية الب�شرية‬ ‫واالقت�صادية يف �إقليم ت�شينجيانغ‪.‬‬ ‫والتقى وفد املنظمة يف العا�صمة بكني خالل الزيارة برئي�س اجلمعية الإ�سالمية‬ ‫ال�صينية‪ ،‬ال�شيخ هالل الدين‪ ،‬كما زار م�سجد عيد خاه يف مدينة �أرومت�شي‪ ،‬واملعر�ض‬ ‫الدائم ملكافحة الإرهاب يف �إدارة الأمن العام لإقليم ت�شينجيانغ‪.‬‬ ‫كما قام وفد املنظمة بجولة ميدانية يف مدينة كا�شغر التابعة لإقليم ت�شينجيانغ‪،‬‬ ‫لالطالع على �أحوال امل�سلمني هناك‪ ،‬والتقى الوفد بنائب حاكم مدينة كا�شغر‪ ،‬ماي‬ ‫مايامني بكري‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪31‬‬


‫أخبـار‬

‫المنظمة‬ ‫اتفاق السالم في جنوب الفلبين يتصدر‬ ‫جدول أعمال زيارة األمين العام لماليزيا والفلبين‬

‫�أدى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪� ،‬أول زيارة ر�سمية له �إلى ماليزيا والفلبني يف‬ ‫منت�صف �إبريل ‪ ،2015‬حيث ت�صدر اتفاق ال�سالم يف‬ ‫جنوب الفلبني جدول �أعمال الزيارة‪.‬‬ ‫وقد عقد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم الأربعاء ‪� 15‬إبريل ‪ ،2015‬اجتماع ًا‬ ‫مثمر ًا يف بوتراجايا‪ ،‬العا�صمة الإدارية ملاليزيا‪ ،‬مع‬ ‫رئي�س الوزراء املاليزي‪ ،‬معايل داتو �سري حممد جنيب‬ ‫بن تون عبد الرزاق يف مكتبه‪ .‬وناق�ش اجلانبان و�ضعية‬ ‫اتفاقية ال�سالم حول جنوب الفلبني‪ .‬و�شدد الأمني العام‬ ‫على �ضرورة التزام الأطراف كافة باتفاقية ال�سالم‪،‬‬ ‫مرحب ًا بالدور الذي ت�ضطلع به ماليزيا كطرف ثالث‬ ‫م�س ّهل‪.‬‬ ‫كما ناق�ش الأمني العام ورئي�س الوزراء الق�ضايا التي‬ ‫حتظى باهتمامهما امل�شرتك‪ ،‬مبا يف ذلك التطورات‬ ‫املتعلقة بفل�سطني واليمن ومنطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫عموم ًا وناق�شا �أي�ض ًا الأزمة الإن�سانية التي مت�س‬ ‫الأقليات امل�سلمة يف املنطقة‪ ،‬وال�سيما يف ميامنار‪ .‬ومت‬ ‫كذلك تبادل وجهات النظر حول عدد من امل�سائل تتعلق‬ ‫باالقت�صاد والتعليم والإ�سالموفوبيا‪ ،‬حيث مت الت�شديد‬ ‫على �ضرورة التعاون والت�ضامن بهذا اخل�صو�ص‬ ‫باعتبار ذلك من الركائز الأ�سا�سية ملعاجلة هذه امل�سائل‬ ‫معاجلة فعالة‪.‬‬ ‫كما قام الأمني العام بزيارة جماملة �إلى داتو �سري‬ ‫جميل خري باهاروم‪ ،‬الوزير يف ديوان رئي�س الوزراء‬ ‫املكلف بال�ش�ؤون الدينية‪.‬‬ ‫و�أتيحت للأمني العام خالل اليوم الثاين من زيارته‬ ‫الر�سمية �إلى ماليزيا‪ ،‬القيام بزيارة �إلى م�ؤ�س�سة‬ ‫ال�صناعات الكيماوية املاليزية التي تنتج امل�ستح�ضرات‬ ‫ال�صيدالنية احلالل‪ ،‬وتلقى �إحاطة من املدير العام‬ ‫للمجموعة ومن كبار موظفيها حول عملية الإنتاج‪.‬‬ ‫وتعترب ماليزيا معق ًال للمنتجات احلالل املعتمدة‪ ،‬وهو‬ ‫جمال من املجاالت التي تركز عليها منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف املجال االقت�صادي‪.‬‬ ‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يعقد‬ ‫لقاءات مع م�س�ؤولني حكوميني فلبينيني ومع‬ ‫اجلبهتني الوطنية والإ�سالمية لتحرير مورو‬ ‫‪ .‬لدى و�صوله �إلى العا�صمة الفلبينية مانيال‪ ،‬عقد الأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪،‬‬

‫‪32‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫لقاء الأمني العام ورئي�س الفلبني‬

‫لقاء الأمني العام ورئي�س وزراء ماليزيا‬

‫لقاء مع ممثلي احلكومة الفلبينية‬

‫مدين يجري مباحثات مع وزير خارجية ماليزيا‬

‫اجتماعات متعاقبة ومتوا�صلة على مدى الأيام الأربعة‬ ‫لزيارته للفلبني من �أجل الدفع قدم ًا باتفاق ال�سالم‬ ‫واحلكم الذاتي يف جنوب الفلبني‪ ،‬وللتعبري عن ت�أييده‬ ‫مل�شروع القانون الأ�سا�سي لباجن�سامورو الذي يجري‬ ‫التداول ب�ش�أنه يف جمل�س النواب‪ ،‬والذي من �ش�أنه‬ ‫�أن يهيئ لقيام كيان �سيا�سي م�ستقل جديد يف جنوب‬ ‫الفلبني‪ .‬وحث مدين جميع الأطراف على موا�صلة العمل‬ ‫من �أجل ق�ضية ال�سالم‪ ،‬و�شجع على مترير القانون‬ ‫الأ�سا�سي لباجن�سامورو دون تعومي‪.‬‬ ‫ويف �أعقاب الأحداث امل�أ�ساوية التي وقعت م�ؤخر ًا‬ ‫والتي �أجلت عملية ال�سالم‪ ،‬حظيت زيارة الأمني العام‬ ‫�إلى الفلبني يف هذه الفرتة احلرجة بتقدير وترحاب‬ ‫الأطراف كافة‪ .‬وقد �أو�ضح وزير ال�ش�ؤون اخلارجية‬ ‫الفلبيني‪� ،‬ألبريت ديل رو�ساريو‪ ،‬خالل اجتماعه مع‬ ‫مدين يوم اجلمعة ‪� 17‬إبريل ‪� ،2015‬أن احلكومة‬ ‫الفلبينية ت�شيد بدور املنظمة الذي ت�سعى من خالله‬ ‫�إلى �إحالل ال�سلم يف جنوب الفلبني‪ .‬وقد مت الإعراب‬ ‫عن امل�شاعر نف�سها خالل لقاءات الأمني العام مع كل‬ ‫من امل�ست�شار الرئا�سي لعملية ال�سالم‪ ،‬الوزيرة تريي�ستا‬ ‫ديلي�س‪ ،‬ورئي�س الربملان‪ ،‬فلي�سيانو بلمونتي‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫العديد من �أع�ضاء جمل�س ال�شيوخ والنواب‪.‬‬ ‫كما ا�ستعر�ض الأمني العام و�ضعية عملية ال�سالم مع‬ ‫�سفراء الدول الأع�ضاء يف املنظمة يف مانيال‪.‬‬ ‫ويف الثامن ع�شر من �إبريل‪ ،‬غادر الأمني العام باجتاه‬

‫دافاو يف جنوب الفلبني‪ ،‬وهي �أول زيارة من نوعها يقوم‬ ‫بها �أمني عام للمنظمة �إلى املنطقة‪ ،‬وذلك من �أجل عقد‬ ‫لقاءات مع كل من املجموعتني الإ�سالميتني الرئي�سيتني‬ ‫اللتني تقودان عملية الكفاح من �أجل احلكم الذاتي منذ‬ ‫العقود اخلم�سة املا�ضية‪ ،‬وهما‪ :‬اجلبهة الوطنية لتحرير‬ ‫مورو واجلبهة الإ�سالمية لتحرير مورو‪.‬‬ ‫وقد كانت زيارته ملينداناو مو�ضع تقدير كبري من قبل‬ ‫�أفراد املجموعتني الذين جا�ؤوا من خمت ِلف �أنحاء‬ ‫املنطقة ملقابلته‪.‬‬ ‫والتقى الأمني العام يف مرحلة مع كل جمموعة على‬ ‫حدة‪ ،‬ثم عقد اجتماع ًا م�شرتك ًا بح�ضور ممثلي‬ ‫اجلبهتني‪� ،‬سعى فيه لتقريب وجهات النظر وا�ستك�شاف‬ ‫تطلعاتهما امل�شرتكة‪ .‬و�شدد الأمني العام على �ضرورة‬ ‫الوحدة واالتفاق والنظر يف دور و�أهمية كل جمموعة‬ ‫لتحقيق ال�سالم واالزدهار يف املنطقة‪.‬‬ ‫ثم تر�أ�س مدين اجتماع املنتدى التن�سيقي لباجن�سامورو‪،‬‬ ‫الذي �أُعلن عن �إطالقه العام املا�ضي‪ ،‬والذي يوفر‬ ‫ملتقى جلبهتي مورو من �أجل تعزيز العمل امل�شرتك‪.‬‬ ‫واتفق اجلانبان على �أن املنتدى ي�شكل �أف�ضل �آلية‬ ‫للنقا�ش وتبادل املعلومات‪ ،‬واتفقا على موا�صلة بذل‬ ‫جهودهما ل�صالح عملية ال�سالم‪ .‬ودعا الأمني العام‬ ‫�أع�ضاء املنتدى �إلى عقد اجتماعهم القادم على هام�ش‬ ‫�أعمال الدورة الثانية والأربعني ملجل�س وزراء خارجية‬ ‫املنظمة يف الكويت يوم ‪ 27‬مايو ‪.2015‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫أخبـار‬

‫المنظمة‬

‫الرئي�س �أكينو يجدد التزامه ب�إجناح اتفاقية‬ ‫ال�سالم‬ ‫التقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬مع رئي�س جمهورية الفلبني‪ ،‬بنينو‬ ‫�أكينو‪ ،‬يوم ‪� 20‬إبريل ‪ 2015‬يف الق�صر الرئا�سي يف‬ ‫العا�صمة مانيال‪.‬‬ ‫و�شكلت عملية ال�سالم يف جنوب الفلبني مو�ضوع النقا�ش‬ ‫الرئي�سي بني اجلانبني‪� ،‬إذ �أكد الرئي�س الفلبيني جمدد ًا‬ ‫التزامه ب�إجناح العملية ودعمه للقانون الأ�سا�سي‬ ‫(الد�ستور) لباجن�سامورو الذي ي�ؤ�س�س حلكم ذاتي‬ ‫يف جنوب البالد‪ .‬ومن جانبه‪� ،‬شدد الأمني العام‬ ‫على موقف منظمة التعاون الإ�سالمي الداعم لعملية‬ ‫ال�سالم وملنتدى تن�سيق باجن�سامورو‪ ،‬باعتباره �آلية‬ ‫للنقا�ش وتبادل املعلومات بني اجلبهة الوطنية لتحرير‬ ‫مورو واجلبهة الإ�سالمية لتحرير مورو‪ ،‬و�أكد االحرتام‬ ‫الكامل ل�سالمة �أرا�ضي جمهورية الفلبني و�سيادتها‪.‬‬

‫اجتماع م�شرتك بني الأمني العام وممثلي احلركتني الوطنية والإ�سالمية لتحرير مورو‬

‫كما تطرق االجتماع �إلى خمت ِلف الق�ضايا والتطورات التفاق ال�سالم وللقانون الأ�سا�سي لباجن�سامورو‪ .‬كما‬ ‫الإقليمية يف ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫رحبا بزيارة الأمني العام التي جاءت يف الوقت املنا�سب‬ ‫وكان الأمني العام قد التقى يف وقت �سابق مع رئي�س‬ ‫جمل�س ال�شيوخ‪ ،‬فرانكلني دريلون‪ ،‬وع�ضو املجل�س لنقل التزام املنظمة‪ ،‬التي متثل ‪ 57‬دولة ع�ضو ًا‪ ،‬بعملية‬ ‫فرديناند ماركو�س االبن‪ ،‬واللذين �أكدا �أي�ض ًا دعمهما ال�سالم يف جنوب الفلبني‪.‬‬

‫بروناي دار السالم توقع اتفاقيتين من اتفاقيات المنظمة‬ ‫وقعت بروناي دار ال�سالم اليوم اتفاقيتني من اتفاقيات املنظمة‪ ،‬ويتعلق الأمر‬ ‫باالتفاقية العامة للتعاون االقت�صادي والفني والتجاري بني الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي واالتفاقية الإطارية حول نظام الأف�ضليات التجارية بني الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫ووقع االتفاقيتني بالنيابة عن حكومة بروناي دار ال�سالم �سعادة ال�سيد داتو بادوكا‬ ‫حاج عبد املقيت بن حاج حممد داوود‪� ،‬سفري بروناي دار ال�سالم لدى اململكة العربية‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ال�سعودية واملندوب الدائم ل�سلطنة بروناي لدى منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫‪ 20‬مايو ‪ 2015‬مبقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة‪.‬‬ ‫وبتوقيع بروناي دار ال�سالم هاتني االتفاقيتني‪ ،‬ارتفع عدد املوقعني على االتفاقية‬ ‫العامة للتعاون االقت�صادي والفني والتجاري �إلى ‪ 48‬موقع ًا‪ ،‬فيما بلغ عدد املوقعني‬ ‫على نظام الأف�ضليات التجارية ‪ 40‬موقعا‪ .‬ودخلت االتفاقيتان املذكورتان �أعاله حيز‬ ‫النفاذ على التوايل يومي ‪� 28‬إبريل ‪ 1981‬و‪ 14‬فرباير ‪.2002‬‬

‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪33‬‬


‫أخبـار‬

‫المنظمة‬

‫األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي يشارك في الحدث الرفيع المستوى لألمم المتحدة‬

‫بشأن تعزيز التعاون بين منظمة األمم المتحدة والمنظمات اإلقليمية وشبه اإلقليمية‬ ‫نيويورك ـ الواليات املتحدة‪:‬‬ ‫زار الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬نيويورك‬ ‫للم�شاركة يف اجتماع دعا �إليه الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬بان كي مون‪ ،‬لبحث �سبل‬ ‫توثيق العرى وزيادة التعاون بني املنظمات الدولية والإقليمية و�شبه الإقليمية والأمم‬ ‫املتحدة ووكاالتها يومي ‪ 1‬و‪ 2‬مايو‪ .‬وكان هذا االجتماع فر�صة لتبادل وجهات النظر‬ ‫ب�شكل مكثف حول �أهم التحديات التي يواجهها املجتمع الدويل‪ ،‬وكيف ميكن للأمم‬ ‫املتحدة واملنظمات الإقليمية و دون الإقليمية وفيما بينها التن�سيق والتكامل ملواجهة‬ ‫هذه التحديات‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش االجتماع‪ ،‬عقد الأمني العام اجتماع ًا ثنائي ًا مع الأمني العام للأمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬بان كي مون‪ ،‬حيث ناق�ش الطرفان ق�ضايا ال�سالم والأمن التي تكت�سي �أهمية‬ ‫لكليهما و�أعربا عن عزمهما على موا�صلة تطوير عالقات التعاون بني املنظمتني‪ .‬كما‬ ‫تبادال وجهات النظر ب�ش�أن فر�ص التعاون بينهما يف �إطار اجلهود الرامية �إلى �إحالل‬ ‫ال�سالم والأمن يف مناطق عديدة‪ ،‬مثل مايل وجمهورية �إفريقيا الو�سطى والفلبني‬ ‫واليمن‪� ،‬إ�ضافة �إلى ق�ضايا �أخرى‪.‬‬ ‫كما التقى ال�سيد مدين‪ ،‬على هام�ش االجتماع املذكور‪ ،‬مع الأمني العام لرابطة دول‬ ‫جنوب �شرق �آ�سيا (�آ�سيان)‪ ،‬ال�سيد يل لونغ مينه‪ ،‬وناق�ش معه ق�ضايا التعاون املتبادل‪،‬‬ ‫مع الرتكيز بوجه خا�ص على ميامنار وجنوب تايالند والفلبني‪.‬‬ ‫ويف �أعقاب االجتماع‪� ،‬أجرت رئي�سة م�ؤمتر قمة الأمم املتحدة العاملي للعمل الإن�ساين‪،‬‬ ‫الدكتورة جميلة حممود‪ ،‬زيارة ق�صرية �إلى مقر البعثة الدائمة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي لدى الأمم املتحدة‪ ،‬حيث �أعربت عن امتنانها للدعم القوي الذي تقدمه‬ ‫الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف عملية �إعداد القمة املرتقب عقدها يف‬ ‫ا�سطنبول يف عام ‪ .2016‬عالوة على ذلك‪� ،‬أكدت على ما ت�ضطلع به الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي من دور مك ّمل وها ّم يف جهود امل�ساعدة الإن�سانية املعقدة‪،‬‬ ‫و�شددت على �أهمية �إ�سهام املنظمة يف تطوير العمل الإن�ساين على ال�صعيد العاملي‬ ‫ب�أفكار جديدة‪ ،‬وبروزها كمنظمة رائدة يف الإ�صالح يف املجال الإن�ساين‪ ،‬وال�سيما‬ ‫متويل العمل الإن�ساين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫والتقى الأمني العام �أي�ضا مع املبعوث اخلا�ص للأمني العام للأمم املتحدة �إلى اليمن‬ ‫املعني حديثا‪ ،‬ال�سيد �إ�سماعيل ولد ال�شيخ �أحمد‪ .‬وقد �أبرز املبعوث اخلا�ص الأهمية‬ ‫التي حتظى بها املنظمة يف اليمن‪ ،‬م�ؤكدا �أنه �سيتعاون ب�شكل وثيق مع املنظمة يف �إطار‬ ‫واليته اجلديدة‪ ،‬وطلب زيادة انخراط منظمة التعاون الإ�سالمي والدول الأع�ضاء يف‬ ‫العمل الإن�ساين يف اليمن‪ .‬و�أعرب اجلانبان عن التزامهما باحلوار الوطني يف اليمن‪.‬‬ ‫ويوم ‪ 4‬مايو ‪� ،2015‬شارك الأمني العام مدين و�ألقى خطاب ًا يف اجلل�سة العامة‬ ‫للمناق�شة املوا�ضيعية الرفيعة امل�ستوى للجمعية العامة للأمم املتحدة ب�ش�أن التعاون‬ ‫بني الأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية ودون الإقليمية‪ ،‬التي ُنظمت بدعوة من رئي�س‬ ‫اجلمعية العامة‪� ،‬سام كوتي�سا‪ .‬وقد تناول الكلمة �أي�ضا يف هذه املناق�شة كل من رئي�س‬ ‫اجلمعية العامة للأمم املتحدة‪ ،‬والأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬والرئي�س الأوغندي‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن ر�ؤ�ساء املنظمات الإقليمية و�شبه الإقليمية‪.‬‬ ‫ويف كلمته‪ ،‬قال الأمني العام �إن ج�سامة ما يواجهنا كعامل واحد تداخلت �أو�صاله‪،‬‬ ‫ال ميكن لأي كيان‪� ،‬سواء كان دولة �أو منظمة‪� ،‬أن يت�صدى لهذه التحديات مبفرده‪.‬‬ ‫ومن هنا تربز �أهمية تعزيز �شبكة التعاون وتو�سيعها وتعزيز العمل اجلماعي يف �إطار‬

‫‪34‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫جمتمع الدول؛ هذا املجتمع الذي ي�شرتك يف عامل واحد وينتظم يف �إطار هيئات دولية‬ ‫و�إقليمية ودون �إقليمية‪ ،‬ويف منظمات حملية وجمموعات املجتمع املدين و�شبكات‬ ‫الن�شطاء‪ .‬و�أ�ضاف �أنه «حتى يت�سنى لهذه التعبريات التنظيمية �أن تعمل معا و�أن يكمل‬ ‫بع�ضها البع�ض و�أن تعظم الإ�ستفادة من �إمكاناتها ومواردها وقدراتها‪ ،‬وت�ستفيد من‬ ‫امليزة الن�سبية التي تتمتع بها كل منها‪ ،‬ال بد لنا من �أن نعزز الطريقة التي ترتبط فيها‬ ‫هذه املنظمات بع�ضها ببع�ض‪ ،‬ونو�سع �شبكة عالقاتها‪ ،‬ونوجد عالقة وثيقة بني ر�ؤاها‪.‬‬ ‫وينبغي �أ ّال يكون ذلك على نحو عمودي �أو ب�شكل هرمي‪ ،‬بل يف �شكل تكامل �أفقي وعلى‬ ‫نحو وا�سع ومرتابط»‪.‬‬ ‫و�شدد مدين على �أنه «مل يعد بالإمكان لذلك الرابط الأ�سا�س وذلك املحفل اجلامع‪،‬‬ ‫الذي متثله الأمم املتحدة‪� ،‬أن يظل حمكوما ب�أقلية ت�ست�أثر بالنفوذ‪ ،‬ويرتهن القرار‬ ‫ب�إرادتها املنفردة‪ .‬القول بهذا ال يعني جتاهل �أو �إنكار حقائق القوة وثقل النفوذ‬ ‫والت�أثري‪ ،‬لكن ال ينبغي �أن تقيد �إرادة املجتمع الدويل مب�صالح دولة واحدة وبنظرتها‬ ‫ومقيا�سها‪ ،‬مهما بلغت قوة تلك الدولة وحجم ثروتها‪ .‬وال بد من وجود �آلية ميكن من‬ ‫خاللها للإرادة اجلماعية �أن تبطل املوقف الأحادي اجلانب»‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إلى �أن الأمانة العامة للمنظمة بذلت جهود ًا حثيثة لإحداث الهياكل‬ ‫وبناء القدرات حتى يت�سنى لها امل�ساهمة بفاعلية يف احلفاظ على ال�سلم والأمن‪ ،‬ومنع‬ ‫ن�شوب النـزاعات‪ ،‬وف�ضها‪ ،‬و�أن�ش�أت يف هذا ال�صدد وحدة لل�سلم والأمن‪ ،‬ومركزا‬ ‫لتنمية املر�أة‪ ،‬وهيئة م�ستقلة حلقوق الإن�سان‪ ،‬و�إدارة للتعاون الدويل وال�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية‪ .‬وتربز هذه الأجهزة جميعها قناعة املنظمة ب�أهمية الفر�ص االقت�صادية‬ ‫والتنمية االجتماعية واالقت�صادية وحقوق الإن�سان وامل�ساعدات الإن�سانية جلهود تعزيز‬ ‫ال�سلم والأمن‪ ،‬مع قناعة را�سخة ب�أنه ال ميكن ت�سوية �أي نزاع بالو�سائل الع�سكرية‪،‬‬ ‫وب�أن الو�ساطة والتفاو�ض واحلوار هي طريق ال غنى عنه نحو ت�سوية النزاعات وحتقيق‬ ‫الأمن وال�سلم واال�ستقرار‪ ،‬كما يرتكز ذلك على حتليل وفهم �سياق ومرتكزات كل نزاع‬ ‫وحتديد العنا�صر ومراكز القوة التي قد ت�ستغل وت�ؤجج النـزاعات»‪.‬‬ ‫وقد �أكدت املناق�شة املوا�ضيعية الرفيعة امل�ستوى اجلهود اجلارية لتعزيز التعاون بني‬ ‫الأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية ودون الإقليمية‪ ،‬كل يف حدود واليته‪ ،‬و�أعربت عن‬ ‫دعمها لهذه اجلهود الرامية �إلى �إقامة �شراكة �أكرث فاعلية وكفاءة ومتا�سك ًا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫المنظمة‬

‫أخبار‬

‫األمين العام يزور أوزبكستان وروسيا وكازاخستان‬

‫الأمني العام للمنظمة �إياد �أمني مدين مع رئي�س جمهورية �أوزبك�ستان �إ�سالم كرميوف (ميني) ونائب رئي�س وزراء �أوزبك�ستان �إلهاموفيت�ش �إكراموف (ي�سار)‬

‫يف داللة على الأهمية التي توليها منظمة التعاون الإ�سالمي لآ�سيا الو�سطى ولعالقاتها‬ ‫بدول هذه املنطقة‪ ،‬قام الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬يف بداية يونيو ‪2015‬‬ ‫ب�سل�سلة زيارات �شملت �أوزبك�ستان ورو�سيا وكازاخ�ستان‪ ،‬حيث التقى مع قادة هذه‬ ‫الدول‪ ،‬ورجال الأعمال فيها وزعماءها الدينيني‪ ،‬كما ح�ضر خاللها م�ؤمترين هامني‪.‬‬ ‫يف حمطة الزيارة الأولى وبنا ًء على دعوة ر�سمية من حكومة جمهورية �أوزبك�ستان‪ ،‬زار‬ ‫الأمني العام ط�شقند يومي ‪ 7‬و‪ 8‬يونيو ‪.2015‬‬ ‫وخالل زيارته‪ ،‬التقى الأمني العام فخامة �إ�سالم كرميوف‪ ،‬رئي�س جمهورية‬ ‫�أوزبك�ستان‪ ،‬ومعايل �أدهم �ألهاموفت�ش �إكراموف‪ ،‬نائب رئي�س جمل�س الوزراء‪ ،‬ومعايل‬ ‫عبد العزيز كاملوف‪ ،‬وزير اخلارجية‪.‬‬ ‫وقد بحث اجلانبان‪ ،‬خالل االجتماعات‪ ،‬خمتلف الق�ضايا الإقليمية والدولية ذات‬ ‫االهتمام املتبادل‪ ،‬وا�ستعر�ضا �سبل وو�سائل تعزيز العالقات الثنائية‪.‬‬ ‫كما ناق�ش الطرفان اال�ستعدادات الجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫القادم املقرر �أن ت�ست�ضيفه �أوزبك�ستان العام املقبل‪ .‬وتركزت املناق�شات حول كيفية‬ ‫�ضمان جناح االجتماع‪.‬‬ ‫كما التقى مدين معايل �إليور جانييف‪ ،‬وزير العالقات االقت�صادية اخلارجية‬ ‫واال�ستثمارات والتجارة‪ ،‬وبحث معه العالقات االقت�صادية والتعاون بني �أوزبك�ستان‬ ‫ومنظمة التعاون الإ�سالمي وامل�ؤ�س�سات التابعة لها‪.‬‬ ‫كما اجتمع الأمني العام مع �سعادة �أورتيغ يو�سوبوف‪ ،‬رئي�س جلنة ال�ش�ؤون الدينية‪،‬‬ ‫و�سفراء الدول الأع�ضاء يف املنظمة املعتمدين لدى ط�شقند‪.‬‬ ‫وبعد زيارته لأوزبك�ستان‪ ،‬ح�ضر الأمني العام امل�ؤمتر اخلام�س لزعماء الأديان العاملية‬ ‫والتقليدية الذي عقد يف �أ�ستانا بجمهورية كازاخ�ستان يوم ‪ 10‬يونيو ‪.2015‬‬ ‫و�أقد �ألقى الأمني العام كلمة يف هذا امل�ؤمتر �أبرز فيها التحدي الذي يواجهه املجتمع‬ ‫الدويل واملتمثل يف تنامي حدة التطرف العنيف الذي ي�سعى �إلى تدمري طابع التعددية‬ ‫الثقافية للمجتمعات‪ ،‬والذي ت�شهد ب�سببه التوترات العرقية والدينية تنامي ًا ملحوظ ًا‪.‬‬ ‫وللت�صدي لهذه امل�شكلة‪ ،‬دعا الأمني العام للمنظمة الزعماء الدينيني وال�سيا�سيني �إلى‬ ‫فهم ال�سياق احلايل والعمل مع ًا ملعاجلة الأ�سباب اجلذرية للتطرف والإرهاب‪ ،‬و�إلى‬ ‫فهم ال�سياقات وواقع الهيمنة والتهمي�ش والإق�صاء التي وفرت تربة لنمو تلك احلركات‬ ‫والتوجهات‪.‬‬ ‫و�شدد مدين كذلك على �أن املنظمة بادرت دوم ًا �إلى التنديد بالإرهاب بجميع �أ�شكاله‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫و�شجب �إيديولوجية اجلماعات الإرهابية التي تتخذ من الدين واملعتقدات وادعاء‬ ‫التفوق العرقي والثقايف مطية لأعمالها‪.‬‬ ‫وافتتح فخامة ال�سيد نور�سلطان نزارباييف‪ ،‬رئي�س جمهورية كازخ�ستان‪ ،‬امل�ؤمتر‬ ‫اخلام�س للأديان العاملية والتقليدية الذي حت�ضره �شخ�صيات بارزة وي�شارك فيه‬ ‫�أكرث من ‪� 200‬شخ�ص ميثلون العديد من اجلماعات الدينية‪ .‬واجتمع امل�شاركون يف‬ ‫هذا احلدث الذي انعقد حتت �شعار‪« :‬حوار الزعماء الدينيني وال�سيا�سيني يف �سبيل‬ ‫ال�سالم والتنمية» ملناق�شة �سبل تعزيز احلوار بني الأديان التقليدية عرب العامل‪.‬‬ ‫والتقى الأمني العام �أثناء وجوده يف �أ�ستانا وزير خارجية كازاخ�ستان‪ ،‬ال�سيد �إيرالن‬ ‫�إيدري�سوف‪ ،‬حيث ناق�ش اجلانبان جمموعة وا�سعة من الق�ضايا الإقليمية والدولية‬ ‫واملبادرات اجلديدة للنهو�ض بالعالقات الثنائية‪.‬‬ ‫وبعد امل�ؤمتر‪� ،‬سافر مدين �إلى العا�صمة الرو�سية مو�سكو للم�شاركة يف اجتماع جمموعة‬ ‫الر�ؤية اال�سرتاتيجية «رو�سيا والعامل الإ�سالمي» الذي عقد يف مو�سكو يوم ‪ 11‬يونيو‬ ‫‪ 2015‬الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬خالل اجتماع �ضرورة‬ ‫النهو�ض بالتعاون بني العامل الإ�سالمي واالحتاد الرو�سي‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض مدين يف اجلل�سة االفتتاحية التي ح�ضرها عدد من علماء الدين‬ ‫وال�سيا�سيني من رو�سيا والبلدان الإ�سالمية العالقات التاريخية التي تربط رو�سيا‬ ‫والعامل الإ�سالمي‪ ،‬مربزا �أهم جماالت التعاون بني اجلانبني‪.‬‬ ‫وجدد الأمني العام الت�أكيد على �أن متتني العالقات بني املنظمة ورو�سيا �أمر �ضروري‬ ‫لي�س ملواجهة التحديات امل�شرتكة فح�سب بل لبعث الأمل و�إيجاد فر�ص واعدة للنا�س‪.‬‬ ‫وعقد مدين على هام�ش امل�ؤمتر لقاءات مع كل من فخامة رئي�س جمهورية تتار�ستان‬ ‫رو�ستام مينيهانوف‪ ،‬ومع جمموعة من الزعماء امل�سلمني من خمتلف ربوع رو�سيا‪.‬‬ ‫ومتحورت املناق�شات حول عدد من الق�ضايا التي تهم امل�سلمني يف البالد‪.‬‬ ‫والتقى مدين يف مو�سكو كذلك وزير خارجية رو�سيا �سريجي الفروف‪ ،‬حيث ناق�ش‬ ‫الطرفان خالل اجتماعهما على نحو م�ستفي�ض التحديات الإقليمية والدورية‬ ‫الرئي�سية‪ ،‬وتعهدا مبوا�صلة التعاون والتن�سيق ملعاجلة امل�سائل ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وقد ت�أ�س�ست جمموعة الر�ؤية اال�سرتاتيجية “رو�سيا والعامل الإ�سالمي” على �إثر‬ ‫ح�صول رو�سيا على �صفة الع�ضو املراقب يف املنظمة عام ‪.2005‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪35‬‬


‫أخـبــا ر المنظمة‬ ‫مفاوضات ثنائية بين وفد منظمة التعاون اإلسالمي والمملكة المتحدة‬

‫مدير �إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية يف‬ ‫املنظمة ال�سفري طارق بخيت (و�سط)‬ ‫خالل زيارته التي ا�ستغرقت ثالثة �أيام‬

‫قام وفد من منظمة التعاون الإ�سالمي بزيارة ملدة ثالثة �أيام �إلى اململكة املتحدة يف‬ ‫�إطار املفاو�ضات الثنائية اجلارية بني املنظمة واململكة املتحدة حول عدد من الق�ضايا‬ ‫الإقليمية والدولية ذات االهتمام امل�شرتك‪ .‬وقد �أجرى الوفد الذي يتكون من خم�سة‬ ‫�أع�ضاء بقيادة ال�سفري طارق بخيت حمادثات معمقة مع م�س�ؤولني يف وزارة اخلارجية‬ ‫الربيطانية ووزارة التنمية الدولية ووزارة البيئة والتغذية وال�ش�ؤون القروية‪.‬‬ ‫وخالل املفاو�ضات الثنائية مت التطرق �إلى عدة ق�ضايا تهم ال�ش�ؤون ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية والعلم والتكنولوجيا وتطوير الرتبية وامل�ساعدة الإن�سانية والإغاثة‬ ‫عند الكوارث وتدبري املوارد املائية‪ .‬كما همت حقوق الإن�سان ومكافحة التطرف‬ ‫والتع�صب والإ�سالموفوبيا واحلوار بني الأديان و�أو�ضاع اجلماعات والأقليات امل�سلمة‬ ‫يف البلدان غري الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أكد الطرفان مت�سكهما احلازم بال�سري دوم ًا يف هذا النهج وتعزيز العالقات الثنائية‬ ‫عرب تبادل الآراء ب�صفة منتظمة‪.‬‬ ‫وتتيح هذه امل�شاورات بني الأمانة العامة للمنظمة والإدارات املعنية يف حكومة اململكة‬ ‫املتحدة فر�صة مالئمة للتعاون بفاعلية �أكرب حول �أهم الق�ضايا ال�شائكة‪.‬‬

‫افتتاح أعمال االجتماع الرابع على مستوى الخبراء‬ ‫للمنظمات اإلقليمية وشبه اإلقليمية والدولية في بروكسيل ببلجيكا‬

‫نظمت كل من الأمم املتحدة واالحتاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإ�سالمي ومنظمة‬ ‫الأمن والتعاون يف �أوروبا االجتماع الرابع على م�ستوى اخلرباء‪ ،‬للمنظمات الإقليمية‬ ‫و�شبه الإقليمية والدولية ا�ست�ضافه االحتاد الأوروبي‪ ،‬وانطلقت �أعماله يف بروك�سيل‬ ‫يوم ‪ 6‬مايو ‪ ،2015‬وي�شارك فيها عن منظمة التعاون الإ�سالمي وفد م�ؤلف من ثالثة‬ ‫�أع�ضاء برئا�سة ال�سفري طارق بخيت‪ ،‬املدير يف الإدارة العامة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫و�سريكز هذا االجتماع املنعقد على مدى يومني على ا�ستك�شاف اخلطوات العملية‬ ‫املمكنة لتعزيز تكامل جهود الو�ساطة من �أجل ال�سالم وتن�سيقها ومتا�سكها‪.‬‬ ‫و�شدد ال�سفري طارق بخيت‪ ،‬يف معر�ض كلمته االفتتاحية‪ ،‬على �ضرورة تعزيز‬ ‫ال�سبل الكفيلة برت�سيخ الروابط بني هذه املنظمات وتو�سيع نطاق الربط ال�شبكي‬

‫والتبادل والتخطيط امل�شرتك فيما بينها‪ ،‬وذلك من �أجل العمل �سوية لتحقيق الفائدة‬ ‫امل�شرتكة من املزايا املتوفرة لدى كل منها‪ .‬كما �أبرز الإ�سهامات القيمة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف عمل الأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية و�شبه الإقليمية ذات‬ ‫ال�صلة يف جماالت درء النزاعات‪ ،‬و�إدارة الأزمات‪ ،‬والو�ساطة‪ ،‬والتنمية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫وقد تطرق االجتماع خالل يومه الأول لق�ضايا النـزاع والدرو�س امل�ستخل�صة من‬ ‫�أجل الو�ساطة وتركز على جملة �أمور من �ضمنها جمهورية �إفريقيا الو�سطى و�شمال‬ ‫�إفريقيا وال�شرق الأو�سط وجنوب ال�سودان وجورجيا و�أوكرانيا‪ .‬و�سريكز االجتماع‬ ‫خالل اليوم الأخري من �أعماله على �إعداد املناق�شات التي متت خالل يومه الأول‬ ‫وعلى التحديات املرتبطة باملوارد الطبيعية يف الو�ساطة‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي والسودان يتباحثان حول تطوير العمل اإلسالمي المشترك‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬يوم ‪ 10‬مايو ‪ 2015‬مبقر املنظمة معايل علي‬ ‫�أحمد كرتي‪ ،‬وزير خارجية ال�سودان‪ ،‬الذي �س ّلمه دعوة‬ ‫حل�ضور مرا�سم �أداء الق�سم للرئي�س عمر ح�سن �أحمد‬ ‫الب�شري التي �ستُقام باخلرطوم بتاريخ ‪ 2‬يونيو ‪.2015‬‬ ‫يذكر �أن منظمة التعاون الإ�سالمي �أوفدت فريق ًا من‬ ‫املراقبني من الأمانة العامة للمنظمة ملراقبة االنتخابات‬ ‫الت�شريعية والرئا�سية يف جمهورية ال�سودان والتي‬ ‫ا�ستمرت ملدة �أربعة �أيام يف الفرتة من ‪� 16-13‬إبريل‬ ‫‪ .2015‬وقام �أع�ضاء الوفد بزيارات ميدانية مكثفة‬ ‫للعديد من مركز االقرتاع‪ ،‬كما قاموا مبراقبة جميع‬ ‫‪36‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫مراحل الت�صويت والتي جرت يف مناخ �سلمي ومل ترد‬ ‫الرئي�س ال�سوداين‬ ‫فيها �أي خروقات �أو انتهاكات �أثرت يف م�سار ونتائج‬ ‫عمر ح�سن الب�شري‬ ‫العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫و�سيوا�صل الرئي�س احلايل‪ ،‬عمر الب�شري‪ ،‬عهد حكمه‬ ‫بعد فوزه يف االنتخابات الأولى منذ انف�صال جنوب‬ ‫ال�سودان يف عام ‪.2011‬‬ ‫وكانت املقابلة بني الأمني العام ووزير خارجية ال�سودان‬ ‫منا�سبة للجانبني ال�ستعرا�ض الأو�ضاع الإقليمية و�سبل اال�ستثنائية حول فل�سطني‪.‬‬ ‫تطوير العمل الإ�سالمي امل�شرتك وكذلك التح�ضريات‬ ‫كما �أ ّكد اجلانبان �ضرورة تكثيف اجلهود ملجابهة‬ ‫اجلارية لعقد االجتماع الوزاري الذي �سيلتئم يف‬ ‫الكويت يومي ‪ 27‬و‪ 28‬مايو ‪ 2015‬وعقد القمة الإ�سالمية الإرهاب والتطرف واالقتتال املذهبي وخطاب الكراهية‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫أخـبــا ر المنظمة‬ ‫رئيس النيجر وأمين عام‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫يستعرضان التطورات في‬ ‫العالم اإلسالمي‬ ‫التقى فخامة الرئي�س مامادو �إي�سوفو‪ ،‬رئي�س جمهورية‬ ‫النيجر الذي يزور اململكة العربية ال�سعودية حالي ًا‪،‬‬ ‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬يوم ‪ 13‬مايو ‪ 2015‬يف مدينة جدة‪ ،‬خالل‬ ‫حفل الغداء الذي �أقامته املنظمة على �شرف فخامة‬ ‫الرئي�س‪ ،‬وقد مت ا�ستعرا�ض العالقات الثنائية بني‬ ‫النيجر واملنظمة و�أخر التطورات التي ي�شهدها العامل‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وخالل حمادثاتهما‪ ،‬ا�ستعر�ض الرئي�س �إي�سوفو وال�سيد‬ ‫مدين جمموعة وا�سعة من الق�ضايا ذات االهتمام‬

‫امل�شرتك‪ ،‬وكذلك �سبل العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪.‬‬ ‫كما تطرق اجلانبان �إلى الأو�ضاع يف فل�سطني واليمن‬ ‫وال�صومال وليبيا ومايل ومنطقة ال�ساحل‪ .‬يف ال�سياق‬ ‫ذاته‪ ،‬ركزت املناق�شات على مكافحة التطرف العنيف‬ ‫والإرهاب التي توا�صل ت�شويه �سمعة الإ�سالم و�صورته‬ ‫وزعزعة ا�ستقرار بع�ض الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫واطلع ال�سيد مدين فخامة رئي�س النيجر على‬ ‫الأن�شطة واملبادرات التي تقوم بها املنظمة يف خمتلف‬ ‫املجاالت‪ ،‬مبا فيها القمة اال�ستثنائية املزمع عقدها‬

‫حول فل�سطني‪ ،‬وقمة العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬واالجتماع‬ ‫الوزاري الطارئ ب�ش�أن اليمن‪ ،‬والدورة القادمة ملجل�س‬ ‫وزراء اخلارجية يف الكويت يف نهاية ال�شهر اجلاري‪.‬‬ ‫ومن جانبه �أعرب الرئي�س �إي�سوفو عن ارتياحه جلهود‬ ‫ال�سالم املختلفة التي تقوم بها املنظمة‪ ،‬و�أكد له دعم‬ ‫النيجر امل�ستمر‪.‬‬ ‫ح�ضر اللقاء الوفد املرافق لفخامة رئي�س النيجر الذي‬ ‫�ضم العديد من الوزراء من بينهم وزير اخلارجية‪ ،‬كما‬ ‫ح�ضره كبار م�س�ؤويل املنظمة‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تلتقي بحزب الشعب األوروبي‬ ‫في بروكسيل لمناقشة سبل تعزيز الحوار السياسي والثقافي‬ ‫اجتمع ثالثون من ال�سفراء املعتمدين لدى االحتاد الأوروبي من الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يوم ‪ 13‬مايو ‪ 2015‬مع �أع�ضاء من حزب ال�شعب الأوروبي يف مقر الربملان‬ ‫الأوروبي بربوك�سيل ملناق�شة �سبل تعزيز احلوار ال�سيا�سي والثقايف‪.‬‬ ‫وحتدث امل�شاركون عن الكيفية التي ميكن من خاللها لأتباع الديانات املختلفة �أن يتعاي�شوا‬ ‫فيما بينهم‪ ،‬و�أعربوا عن قلقهم مما ي�سمى بالدولة الإ�سالمية (داع�ش)‪ .‬و�أو�ضح �سفراء‬ ‫دول منظمة التعاون الإ�سالمي �أنه ال بد لأتباع الديانات املختلفة �أن يتعاي�شوا فيما بينهم و�أن‬ ‫الهجوم على الأقليات ال ميكن القبول به‪.‬‬ ‫وافتتح االجتماعَ‪ ،‬وهو عبارة عن غداء عمل‪� ،‬أنطونيو تاجاين‪ ،‬النائب الأول لرئي�س الربملان‬ ‫الأوروبي وامل�س�ؤول عن ملف احلوار بني الثقافات والديانات‪ ،‬الذي �أو�ضح �أن ثمة حاجة‬ ‫ما�سة تقت�ضي معاجلة التطرف الديني والعنف‪ ،‬م�شريا �إلى «�أن العمليات الع�سكرية‬ ‫والتدابري الأمنية ال تكفي لوحدها حلل هذه امل�شاكل‪ ،‬بل هي بالأحرى �ضرورية لبناء جمتمع‬ ‫ي�ستوعب اجلميع ويحمي ثقافات وحريات �أبنائه و�أقلياته على حد �سواء»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنطونيو تاجاين قائ ًال‪� :‬إن االحتاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإ�سالمي يت�شاطران‬ ‫القيم الأ�سا�سية امل�شرتكة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى الأهداف امل�شرتكة‪ ،‬مثل الق�ضاء على التمييز‬ ‫العن�صري‪ ،‬وتعزيز ال�سلم والأمن يف العامل طبقا لأحكام القانون‪ ،‬وتعزيز التفاهم والتعاون‬ ‫بني البلدان‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وتطرق ممثل منظمة التعاون الإ�سالمي لدى االحتاد الأوروبي‪ ،‬لال�ضطرابات التي ت�شهدها‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وحاالت التوتر ال�سائدة يف �إفريقيا وال�شرق الأق�صى ويف املناطق‬ ‫املتاخمة لالحتاد الأوروبي‪ ،‬مثل �أوكرانيا ومقدونيا‪ ،‬داعي ًا يف هذا ال�صدد‪� ،‬إلى عقد املزيد‬ ‫من اللقاءات واملناق�شات لتحديد الت�شابهات ومكامن االختالف‪.‬‬ ‫وحتدث �سفراء منظمة التعاون الإ�سالمي عن �ضرورة الت�صدي للإرهاب وملا ي�سمى بالدولة‬ ‫الإ�سالمية وللت�أويالت املغلوطة للإ�سالم‪ ،‬وللكيفية التي يكون فيها العنف غالبا بدوافع‬ ‫�سيا�سية �أو اقت�صادية ولي�س ب�سبب الدين‪ ،‬وعن كيفية ارتباط حرية التعبري بامل�س�ؤولية‪.‬‬ ‫و�أو�ضح جان �أولربيخت‪ ،‬وهو ع�ضو يف الربملان الأوروبي ورئي�س م�شارك لفريق عمل حزب‬ ‫ال�شعب الأوروبي املعني باحلوار بني الثقافات والديانات‪� ،‬أن البلدان الإ�سالمية تواجه‬ ‫التطرف الذي ي�سعى �إلى تقوي�ضها من الداخل‪ ،‬و�أن االحتاد الأوروبي ي�شهد بدوره مدا‬ ‫متناميا لظاهرة الإ�سالموفوبيا والأفكار املعادية للأجانب والتي ت�شيعها جزئيا ولي�س‬ ‫بكيفية �شاملة‪ ،‬الأحزاب ال�سيا�سية ال�شعبية الأوروبية املناه�ضة‪.‬‬ ‫وحزب ال�شعب الأوروبي حزب �سيا�سي ت�أ�س�س عام ‪ 1976‬وي�ضم يف ع�ضويته �أحزابا من �شتى‬ ‫الدول الأع�ضاء يف االحتاد الأوروبي ومن و�سط اليمني ال�سيا�سي‪ ،‬با�ستثناء اململكة املتحدة‪.‬‬ ‫ويعترب �أكرب حزب داخل الربملان الأوروبي منذ عام ‪ ،1999‬ويف املجل�س الأوروبي منذ عام‬ ‫‪ ،2002‬و�أكرب حزب داخل اللجنة الأوروبية احلالية‪.‬‬

‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪37‬‬


‫أخـبــا ر المنظمة‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تدعم دولة قطر في مواجهة‬ ‫الحمالت المغرضة حول استضافة كأس العالم لعام ‪2022‬‬

‫تتابع منظمة التعاون الإ�سالمي باهتمام احلمالت‬ ‫الإعالمية الغربية التي تتعر�ض لها دولة قطر‪ ،‬الدولة‬ ‫الع�ضو يف املنظمة‪ ،‬وامل�شككة يف ا�ستحقاقها بتنظيم‬ ‫بطولة ك�أ�س العامل لكرة القدم‪ ،‬مونديال ‪.2022‬‬ ‫وت�ؤكد املنظمة �أن �إقامة بطولة ك�أ�س العامل لكرة‬ ‫القدم ‪ 2022‬يف دولة قطر‪ُ ،‬ي َعد مك�سب ًا لدول املنظمة‪،‬‬ ‫وجتدد دعوتها مل�ؤ�س�سات العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪،‬‬ ‫وو�سائل الإعالم يف الدول الأع�ضاء الت�أكيد على حق‬ ‫دولة قطر يف تنظيم مونديال ‪ ،2022‬الأمر الذي �أكدت‬ ‫عليه جميع الدول الأع�ضاء يف القرارات ذات ال�صلة‬ ‫التي اعتمدتها الدورة الثانية والأربعون ملجل�س وزراء‬ ‫اخلارجية التي عقدت خالل يومي ‪ 27‬و‪ 28‬مايو ‪2015‬‬ ‫بدولة الكويت وب�صفة خا�صة القرار رقم ‪� 2/10‬إع»‪،‬‬ ‫ال�صادر من الدورة العا�شرة لوزراء الإعالم واالت�صال‬ ‫يف دول منظمة التعاون الإ�سالمي التي ُع ِقـدت يومي ‪3‬‬ ‫و‪ 4‬دي�سمرب ‪ 2014‬يف طهران‪ ،‬ب�ش�أن التحرك الإعالمي‬ ‫داخلي ًا وخارجي ًا بال�شراكة مع م�ؤ�س�سات �إعالمية من‬ ‫الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات �إعالمية دولية والذي ن�ص‬ ‫يف الفقرة اخلام�سة على ما يلي‪« :‬ي�ستذكر احلمالت‬

‫الإعالمية الغربية املغر�ضة التي تتعر�ض لها دولة‬ ‫قطر‪ ،‬وامل�شككة يف ا�ستحقاقها بتنظيم بطولة ك�أ�س‬ ‫العامل‪ ،‬مونديال ‪ ،2022‬و�إ�صرار بع�ض و�سائل الإعالم‬ ‫الغربية على ن�شر وبث معلومات مغلوطة وغري حمايدة‬ ‫تهدف �إلى التقليل من �أحقيتها بتنظيم مونديال ‪2022‬‬ ‫بالرغم من فوز ملف قطر من خالل مناف�سة �شريفة‬ ‫و�شفافة‪ ،‬وت�أكيد �أن �إقامة بطولة ك�أ�س العامل لكرة‬ ‫القدم ‪ 2022‬يف دولة قطر‪ ،‬الع�ضو يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ُ ،‬ي َعد �إجناز ًا لدول املنظمة وحق ًا ل�شعوب‬

‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬ودعوته مل�ؤ�س�سات العمل الإ�سالمي‬ ‫امل�شرتك‪ ،‬وو�سائل الإعالم يف الدول الأع�ضاء م�ساندة‬ ‫دولة قطر يف دح�ض �أ�ساليب الزيف الإعالمي و�أ�ساليب‬ ‫التحري�ض التي تقوم بها بع�ض و�سائل الإعالم الغربية‬ ‫بهذا ال�صدد»‪.‬‬ ‫و�إذ جتدد منظمة التعاون الإ�سالمي دعمها وت�أييدها‬ ‫ال�ست�ضافة دولة قطر لهذا احلدث الريا�ضي الهام‬ ‫ك�أول دولة ع�ضو ت�ست�ضيف هذا احلدث العاملي‪ ،‬ت�ؤكد‬ ‫دعمها لدولة قطر ولكل ما من �ش�أنه �أن ي�ؤدي �إلى‬ ‫�إجناح ا�ست�ضافتها لك�أ�س العامل وتدعم جهودها يف‬ ‫التح�ضري والإعداد لهذا احلدث‪ ،‬وت�شيد بامل�ستوى‬ ‫املتقدم الذي و�صلت �إليه التح�ضريات‪ ،‬وترحب‬ ‫مبوا�صلتها ا�ستعداداتها ال�ست�ضافة بطولة ك�أ�س العامل‬ ‫لكرة القدم ‪.2022‬‬ ‫كما تود املنظمة �أن ت�ؤكد يف هذا ال�صدد دور الريا�ضة‬ ‫يف تعزيز ال�سالم والت�ضامن والتالحم االجتماعي‬ ‫والتنمية االجتماعية واالقت�صادية‪ ،‬وملا لكرة القدم من‬ ‫�شعبية عاملية ميكن �أن تق ّرب بني ال�شعوب و�أن يكون لها‬ ‫دور �إيجابي يف تعزيز التنمية وال�سالم‪.‬‬

‫األمين العام ووزير الخارجية الصومالي يناقشان‬ ‫سبل تعزيز مشاركة منظمة التعاون اإلسالمي في الصومال‬

‫وزير خارجية ال�صومال عبد ال�سالم هديلة عمر‬

‫‪38‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫اجتمع الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬يوم ‪17‬‬ ‫يونيو ‪ 2015‬يف مقر الأمانة العامة للمنظمة بوزير خارجية ال�صومال‪ ،‬معايل ال�سيد‬ ‫عبد ال�سالم هادليي عمر‪ ،‬وتدار�س اجلانبان جماالت التعاون املختلفة وكذا ال�سبل‬ ‫والو�سائل الكفيلة بتعزيز العالقات الثنائية بني ال�صومال ومنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫والعمل الإ�سالمي امل�شرتك‪.‬‬ ‫و�أطلع الوزير ال�صومايل الأمني العام للمنظمة على م�ستجدات الو�ضع ال�سيا�سي‬ ‫والأمني يف ال�صومال وعلى ما تبذله حكومة بالده من جهود للنهو�ض بعملية بناء‬ ‫امل�ؤ�س�سات و�إحالل ال�سلم يف هذا البلد‪ .‬كما تطرق بالتف�صيل لعملية تنفيذ �سيا�سات‬ ‫الركائز ال�ست والأجندة ال�سيا�سية للر�ؤية ‪ ،2016‬ونا�شد منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫تويل زمام عملية �إعادة الإعمار يف ال�صومال‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض ال�سيد �إياد مدين‪ ،‬الإ�سهامات املختلفة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫�سعيها لتحقيق اال�ستقرار يف ال�صومال‪ ،‬م�ؤكد ًا للوزير عزم املنظمة على النهو�ض‬ ‫مب�شاركتها يف هذا البلد من خالل البعثة واملهمة املو�سعة ملكتبها يف مقدي�شو من �أجل‬ ‫دعم جهود �إحالل ال�سلم الدائم وحتقيق اال�ستقرار والتنمية يف ال�صومال‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫أخـبــا ر المنظمة‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تنظم حلقة نقاش‬ ‫عن دور المجتمع المدني في العملية االنتخابية‬ ‫نظمت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بالتعاون مع �شعبة امل�ساعدة االنتخابية‬ ‫للأمم املتحدة‪ ،‬حلقة نقا�ش خالل الفرتة من ‪ 29-27‬يوليو العام ‪ 2015‬حول دور‬ ‫املجتمع املدين وجمموعات املراقبة املحلية يف تعزيز نزاهة العمليات االنتخابية‪.‬‬ ‫وقد �شارك يف حلقة النقا�ش‪� ،‬إلى جانب خرباء �شعبة امل�ساعدة االنتخابية للأمم‬ ‫املتحدة واملوظفني التخ�ص�صني يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬خرباء يف جمال‬ ‫االنتخابات من جامعة الدول العربية‪ ،‬واملعهد الوطني الدميقراطي‪ ،‬ومنظمة الدول‬ ‫الأمريكية ومنظمات جمتمع مدين معنية بالعملية االنتخابية من اندوني�سيا ولبنان‬ ‫ونيجرييا وتون�س وكولومبيا والفلبني‪ ،‬وتبادلوا اخلربات ب�ش�أن دور املجتمع املدين يف‬ ‫العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫كما ناق�ش املتحدثون وامل�شاركون وحللوا العمليات االنتخابية يف �أجزاء خمتلفة من‬ ‫العامل من وجهات نظر خمتلفة‪ ،‬حيث اطلع امل�شاركون على وجهات نظر عميقة ب�ش�أن‬ ‫العملية االنتخابية برمتها‪ ،‬والتي قد تفيد بعثات منظمة التعاون الإ�سالمي ملراقبة‬ ‫االنتخابات يف امل�ستقبل‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تطلق الموقع اإللكتروني الجديد لمكتبها في جنيف‬ ‫�أطلقت منظمة التعاون الإ�سالمي املوقع‬ ‫االلكرتوين اجلديد للمكتب يف جنيف‪ ،‬يوم‬ ‫اجلمعة ‪ 12‬يونيو عام ‪ .2015‬ويحتوي املوقع على‬ ‫جميع املعلومات اخلا�صة ب�أن�شطة مكتب املنظمة‬ ‫يف جنيف‪ ،‬وما يقوم به من �أعمال مرتبطة‬ ‫مبكتب الأمم املتحدة يف جنيف‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق نف�سه‪ ،‬مت ربط املكتب بنظام الأر�شفة‬ ‫الإلكرتونية املوجود بالأمانة العامة للمنظمة يف‬ ‫جدة بهدف ت�سهيل التبادل الإلكرتوين للوثائق‪.‬‬

‫األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫يستقبل وزير الخارجية الليبي‬

‫وقام املهند�س حممد البو�سيفي من �إدارة تقنية‬ ‫املعلومات يف املنظمة برتكيب النظام وبتدريب‬ ‫موظفي املكتب على كيفية ا�ستخدامه‪.‬‬ ‫وي�أتي ذلك يف �إطار اخلطة املعتمدة لتطوير‬ ‫البنية التحتية للمنظمة ومكاتبها يف اخلارج يف‬ ‫جمال تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت والأر�شفة‬ ‫الإلكرتونية‪ ،‬والذي تنفذه �إدارة تقنية املعلومات‬ ‫طبق ًا لتوجيهات الأمني العام‪� ،‬إياد �أمني مدين‪.‬‬

‫وزير اخلارجية الليبي حممد الدايري‬

‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬مبقر‬ ‫املنظمة بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ 2015‬وزير خارجية دولة ليبيا‪ ،‬ال�سيد‬ ‫حممد الدايري‪ .‬وخالل املقابلة �أكد الأمني العام دعم املنظمة لوحدة ليبيا‬ ‫و�أمنها وا�ستقرارها وم�ساندتها للجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حل �سلمي‬ ‫للأزمة الليبية‪.‬‬ ‫ومن جانبه‪� ،‬أعرب الوزير الليبي عن تقديره مل�ساندة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ومعايل الأمني العام لل�شرعية الليبية‪ ،‬م�ؤكد ًا على الأهمية‬ ‫اخلا�صة التي توليها دولة ليبيا ملا تقوم به املنظمة ودعمها املتوا�صل‬ ‫ال�ستتباب الأمن واال�ستقرار وتركيز م�ؤ�س�سات دولة القانون يف ليبيا‪،‬‬ ‫مثمن ًا الدور الإيجابي ملعايل الأمني العام يف هذا اخل�صو�ص‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪39‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫دعا إلى مواجهة مخاطر الوصول إلى‬ ‫المتضررين في النـزاعات المسلحة‬ ‫الملتقى الدولي الثالث للعمل اإلنساني‬ ‫يؤكد تدهور األوضاع اإلنسانية في الميدان‬ ‫الدوحة ـ قطر‪:‬‬ ‫�أو�صى امل�شاركون يف امللتقى الدويل الثالث للعمل الإن�ساين‪ ،‬الذي ُعقد يف الدوحة‬ ‫يومي ‪ 19‬و‪ 20‬مايو ‪ ،2015‬ب�ضرورة ت�شجيع املنظمات الإن�سانية يف املنطقة على‬ ‫�إدماج �إدارة املخاطر املتعلقة بالعمل الإن�ساين �ضمن وظائفها‪ ،‬وتخ�صي�ص املوارد‬ ‫ال�ضرورية لذلك‪ ،‬بعد �أن بات �ضمان �أمن العاملني الإن�سانيني يف مناطق النـزاعات‬ ‫�ضرورة ملحة‪ ،‬ر ّكزت عليها مداوالت جل�سات امللتقى‪.‬‬ ‫وفيما رحب البيان اخلتامي بالتزام املنظمات الإن�سانية يف املنطقة‪ ،‬باملبادئ‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬فقد حثها على تعزيز قدراتها يف هذا املجال من خالل التعاون فيما بينها‪،‬‬ ‫ومع اجلهات الأخرى‪ ،‬مثل اللجنة الدولية لل�صليب الأحمر‪ ،‬والهالل الأحمر‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى حثها على ن�شر هذه املبادئ‪ ،‬وتطوير مد ّونات ال�سلوك‪.‬‬ ‫ُيذكر �أن امللتقى الدويل الثالث للعمل الإن�ساين‪ ،‬الذي نظمته منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬بالتعاون مع «قطر اخلريية»‪� ،‬إ�ضافة �إلى اللجنة الدولية لل�صليب الأحمر‪،‬‬ ‫وهيئة الإغاثة الإ�سالمية العاملية‪ ،‬وعدد �آخر من املراكز‪ ،‬قد الت�أمت �أعماله‪ ،‬بح�ضور‬ ‫�أكرث من ‪ 140‬م�شارك ًا‪ ،‬من نحو ‪ 20‬دولة‪ ،‬ممثلني لأكرث من ‪ 60‬جهة خمتلفة‪.‬‬ ‫وخرج امللتقى الدويل الثالث‪ ،‬بتو�صيات تخدم �أهداف امللتقى الذي انعقد حتت‬ ‫عنوان‪« :‬من �أجل عمل �إن�ساين �أكرث فاعلية و�أمان ًا»‪ ،‬حيث حث البيان اخلتامي‬ ‫املنظمات الإن�سانية يف املنطقة على تبادل املعلومات واخلربات وتن�سيق جهود‬ ‫العمل الإن�ساين‪� ،‬أثناء النـزاعات امل�سلحة على �أ�سا�س التنوع والتكامل‪ ،‬وبخا�صة مع‬ ‫مكتب ال�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬التابع للأمم املتحدة‪�( ،‬أوت�شا)‪ ،‬واللجنة الدولية لل�صليب‬ ‫الأحمر‪ ،‬وذلك لتعزيز فر�ص الو�صول الآمن للم�ستفيدين‪.‬‬ ‫ودعا البيان اخلتامي �إلى �إعداد درا�سة علمية �شاملة حول املبادئ الإن�سانية ومد ّونات‬ ‫ال�سلوك‪ ،‬و�سبل تطبيق هذه املبادئ من طرف املنظمات الإن�سانية يف املنطقة‪ ،‬على‬ ‫�أن تربز الدرا�سة القيم واملبادئ الإن�سانية العاملية‪ ،‬من منظور الثقافة العربية‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬وذلك ت�سهي ًال لإدماج هذه القيم �ضمن املنظومة الثقافية للمنظمات‬ ‫الإن�سانية يف املنطقة‪ ،‬حيث �أبدت «قطر اخلريية»‪ ،‬ا�ستعدادها لتمويل هذه الدرا�سة‪.‬‬ ‫كما دعت التو�صيات �إلى �ضرورة امل�ضي يف برامج تدريبية خا�صة باملبادئ الإن�سانية‬ ‫لتحقيق الو�صول الآمن �إلى �ضحايا النـزاعات امل�سلحة‪.‬‬ ‫و�أكد البيان �أهمية تعزيز التعاون بني املنظمات الإن�سانية املعنية بغية �إعداد دليل عمل‬ ‫لهذه املنظمات يف جمال �إدارة املخاطر �أثناء التدخل الإن�ساين يف حالة النـزاعات‪،‬‬ ‫حيث �أبدى املركز الدويل للأبحاث ا�ستعداده لتقدمي مقرتح يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫ودعت التو�صيات يف ختامها �إلى تو�سيع م�شاركة منظمات �إن�سانية من الدول‬ ‫اخلليجية الأخرى التي مل ت�شارك يف امللتقيات ال�سابقة‪.‬‬ ‫وكانت �أعمال امللتقى قد انطلقت و�سط حتذيرات من اجلهات املنظمة حول تفاقم‬ ‫الو�ضع الإن�ساين يف العديد من دول العامل الإ�سالمي‪ ،‬وانتقاله من �سيء �إلى �أ�سو�أ‪،‬‬ ‫وتزايد احلاجة �إلى امل�ساعدات‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى تزايد حالة اللجوء والنزوح يف العديد‬ ‫من الدول التي ت�شهد انهيارا مل�ؤ�س�سات الدولة‪� ،‬أو اله�شة القابلة لالنهيار‪.‬‬ ‫ويف كلمته �أمام اجلل�سة االفتتاحية للملتقى‪ ،‬قال ال�سفري ه�شام يو�سف‪ ،‬الأمني العام‬ ‫امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إن العمل الإن�ساين اليوم قد‬ ‫‪40‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫�أ�صبح �أكرث �صعوبة‪ ،‬والعامل �أكرث ا�ضطراب ًا‪،‬‬ ‫الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫و�أ�ضاف يو�سف �أن «اليمن يعاين من �أزمة‬ ‫ال�سفري ه�شام يو�سف‬ ‫ً‬ ‫�سيا�سية مزمنة‪ ،‬و�أ�صبح يف و�ضع �أكرث �صعوبة وحرجا»‪ ،‬فيما يحتاج ‪ 16‬مليون ميني‬ ‫�إلى م�ساعدات �إن�سانية‪ ،‬يف ظل النق�ص ال�شديد يف الغذاء واملياه وامل�ستلزمات الطبية‬ ‫وغريها من اخلدمات الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫وو�صف يو�سف الو�ضع الإن�ساين يف �سوريا‪ ،‬ب�أنه «ي�سري من �سيئ �إلى �أ�سو�أ‪ ،‬حيث‬ ‫ال تزال �أعداد النازحني والالجئني يف تزايد»‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن ال�ضغوط على دول‬ ‫اجلوار‪ ،‬و�صلت �إلى نقطة �صعبة جد ًا‪ ،‬ولفت �إلى تزايد �أعداد النازحني يف العراق‪،‬‬ ‫وتدهور الو�ضع يف قطاع غزة جراء احل�صار الإ�سرائيلي اجلائر منذ �سنوات‪ .‬و�أ�شار‬ ‫�إلى �أن الو�ضع الإن�ساين يف ليبيا تفاقم‪ ،‬كما �أن الأو�ضاع يف ميامنار قد �أدت �إلى‬ ‫ا�ضطرار الآالف �إلى الهروب �إلى البحر يف قوارب املوت‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن الأو�ضاع يف‬ ‫ال�سودان وت�شاد و�إفريقيا الو�سطى وال�صومال وغريها تزداد �صعوبة‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من هذه ال�صورة القامتة‪ ،‬فقد �أو�ضح ال�سفري يو�سف �أن هناك بع�ض التح�سن يف‬ ‫مواجهة فريو�س �إيبوال يف دول غرب �إفريقيا‪.‬‬ ‫من جانبه قال حممد الغامدي‪ ،‬املدير التنفيذي لإدارة التنمية الدولية‪ ،‬بقطر‬ ‫اخلريية‪ ،‬التي ت�ست�ضيف امللتقى �إن الأو�ضاع الإن�سانية تزداد �سوء ًا م�شري ًا �إلى‬ ‫�أن عدد الالجئني ارتفع يف عام ‪ ،2014‬لي�صل �إلى �أكرث من ‪ 16‬مليون الجئ‪ ،‬و‪33‬‬ ‫مليون نازح‪� ،‬إ�ضافة �إلى مليون و‪� 200‬ألف طالب للجوء‪ُ .‬يذ َكر �أن عدد الجئي العامل‬ ‫الإ�سالمي ي�شكلون ما ن�سبته ‪ 70‬يف املئة من �إجمايل عدد الالجئني يف العامل‪.‬‬ ‫وبالن�سبة للعمل الإن�ساين‪ ،‬قال الغامدي �إن عام ‪� 2014‬شهد وفاة ‪ 155‬عام ًال �إن�ساني ًا‪،‬‬ ‫و�إ�صابة ‪� 51‬آخرين‪ ،‬واختطاف ‪� 134‬شخ�ص ًا يعملون يف هذا القطاع‪.‬‬ ‫ويف كلمة �إح�سان بن �صالح الطيب‪ ،‬الأمني العام لهيئة الإغاثة الإ�سالمية العاملية‪،‬‬ ‫التي �ألقاها نيابة عنه كمال يحيى ملفون‪ ،‬قال �إن جتدد عقد هذا النوع من امللتقيات‪،‬‬ ‫يعود بالفوائد على تطوير العمل الإن�ساين‪ ،‬وذلك من خالل تبادل اخلربات والآراء‪.‬‬ ‫وبحثت جل�سات امللتقى‪ ،‬جملة من الق�ضايا حول «مد ّونة ال�سلوك» التي تُعنى ب�ضبط‬ ‫جهود العمل الإن�ساين‪ ،‬وفق م�سعى يهدف �إلى بحث الأ�ساليب واملقرتحات الالزمة‬ ‫لتطويرها و�ضمان االلتزام بها وكذلك �سبل حماية العاملني يف املجال الإن�ساين‪،‬‬ ‫باعتباره التحدي الذي تواجهه جهود الإغاثة يف ظل تركزها يف مناطق النـزاعات‬ ‫امل�سلحة‪ .‬كما ركزت �أوراق امللتقى على عدة مو�ضوعات‪ ،‬منها كيفية االلتزام باحلياد‬ ‫الزج بها يف ال�صراعات‪� ،‬إ�ضافة �إلى تدابري‬ ‫واال�ستقاللية يف عمل املنظمات‪ ،‬وعدم ّ‬ ‫�إدارة املخاطر �أثناء التدخل الإن�ساين‪ ،‬وغريها من الأوراق التي ت�ؤكد �ضرورة حماية‬ ‫املدنيني والبعثات الطبية والعاملني يف املجال يف النـزاعات امل�سلحة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي والوكالة األمريكية للتنمية الدولية‬ ‫توقعان على خطة عمل مشتركة حول النشاطات اإلنسانية‬

‫الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫ال�سفري ه�شام يو�سف (ميني) �إىل جانب‬ ‫القائم ب�أعمال م�ساعد مدير الوكالة‬ ‫الأمريكية للتنمية توما�س ات�ش‪� .‬ستال‬

‫�أجرى وفد من �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية بالأمانة العامة للمنظمة مباحثات يف‬ ‫وا�شنطن يوم ‪ 1‬يونيو ‪ 2015‬مع م�س�ؤولني من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية‬ ‫ووزارة اخلارجية حول �أف�ضل ال�سبل والو�سائل الكفيلة بتعزيز التعاون بني املنظمتني‬ ‫يف املجال الإن�ساين‪ .‬وتر�أ�س وفد املنظمة ال�سفري ه�شام يو�سف‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد‬ ‫لل�ش�ؤون الإن�سانية‪ .‬وتر�أ�س وفد الفريق الأمريكي ال�سيد توما�س ات�ش‪� .‬ستال‪ ،‬نائب‬ ‫م�ساعد مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية‪.‬‬ ‫ودارت املباحثات بني الوفدين يف �أجواء بـ ّنـاءة ومثمرة وتركزت على تنفيذ خطة‬ ‫العمل امل�شرتكة بني منظمة التعاون الإ�سالمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية‬ ‫وعلى مذكرة التفاهم املنقحة املربمة بني املنظمتني‪ ،‬والتح�ضريات اجلارية لعقد‬ ‫القمة الإن�سانية العاملية و�إ�صالح النظام الإن�ساين العاملي ومنتدى فعالية املعونات‬ ‫الإن�سانية‪ .‬كما تدار�س اجلانبان منتدى املنظمات غري احلكومية املزمع تنظيمه‬ ‫يوم ‪ 18‬يونيو يف جنيف على هام�ش اجتماع املجل�س االقت�صادي واالجتماعي‬ ‫للأمم املتحدة‪ ،‬وكذا بناء القدرات والتعاون امل�ستقبلي بني املنظمة والوكالة‪ .‬كما‬ ‫تطرق النقا�ش ملجموعة من الأزمات الإن�سانية يف �إفريقيا (ال�صومال وال�سودان‬ ‫وجنوب ال�سودان وغرب �إفريقيا و�إيبوال) وال�شرق الأو�سط (�سورية والعراق واليمن‬ ‫وفل�سطني) وغريها من الأزمات الأخرى يف �آ�سيا‪ ،‬مبا يف ذلك الو�ضع الإن�ساين يف‬ ‫ميامنار‪.‬‬ ‫ووقع رئي�سا وفدي اجلانبني يف نهاية االجتماع خطة عمل م�شرتكة جديدة تغطي‬ ‫الفرتة ‪ 2016-2015‬والتي �ستحكم �أن�شطتها الإن�سانية حول بناء القدرات وبعثات‬ ‫ال�شراكة والتعاون حول م�سار القمة الإن�سانية العاملية والتدريب حول معايري �أ�سفري‬ ‫وتبادل املعلومات واالنخراط مع جمموعات وا�سعة من اجلهات املانحة و�سيا�سات‬ ‫احلوار‪� ،‬إ�ضافة �إلى ن�شاطات �أخرى‪.‬‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي ت�شارك يف االجتماع الرفيع امل�ستوى املعني‬ ‫باملنح الإن�سانية ال�سليمة ويف املنتدى العاملي لتح�سني العمل الإن�ساين‬ ‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي يوم ‪ 3‬يونيو ‪ 2015‬يف اجتماع فريق املنح الإن�سانية‬ ‫ال�سليمة يف نيويورك وكان على ر�أ�س وفد املنظمة ال�سفري ه�شام يو�سف‪ ،‬الأمني العام‬ ‫امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقد مر على �إطالق مبادرة املنح الإن�سانية ال�سليمة ‪ 12‬عاما‪� ،‬إذ د�شنتها يف البدء ‪16‬‬ ‫دولة مانحة وتبلغ ع�ضويتها حتى الآن ‪ 41‬دولة وهدفها الرئي�سي تعزيز التن�سيق بني‬ ‫�أع�ضائها وتطوير املمار�سات واملبادئ الإن�سانية اجليدة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وقد �شارك رئي�س وفد املنظمة يف جل�سة نقا�شية مع‬ ‫ممثلي البنك الدويل ومكتب الأمم املتحدة لتن�سيق‬ ‫ال�ش�ؤون الإن�سانية ب�ش�أن مدى منا�سبة مبادئ املنح‬ ‫الإن�سانية ال�سليمة للجميع‪ .‬كما عقدت جل�سات �أخرى‬ ‫حول التمويل الإن�ساين‪ ،‬والقمة الإن�سانية العاملية‪،‬‬ ‫و�إدارة املخاطر وتن�سيق الأزمات‪ ،‬واحتياجات تقدمي‬ ‫التقارير واملعلومات‪ ،‬واالت�صاالت‪ ،‬والتوعية‪ ،‬و�أخري ًا‬ ‫جرت مناق�شة تفاعلية مع ممثلي الفريق العامل التابع‬ ‫للجنة الدائمة امل�شرتكة بني الوكاالت ب�ش�أن املو�ضوعات‬ ‫الرئي�سية مثل التمويل والقمة الإن�سانية العاملية‪.‬‬ ‫ويف ختام االجتماع الذي ا�ستمر يوم ًا واحد ًا‪� ،‬أعرب‬ ‫�ستيفن �أوبراين‪ ،‬م�ساعد الأمني العام للأمم املتحدة‬ ‫اجلديد لل�ش�ؤون الإن�سانية ومن�سق الإغاثة الإن�سانية‪ ،‬عن امتنانه للمجتمع الدويل‬ ‫على دعمه امل�ستمر للعمل الإن�ساين على الرغم من التحديات املتنامية ب�سبب العدد‬ ‫املتزايد من الأزمات كما �أو�ضح للح�ضور �أهم النقاط التي يت�ضمنها برناجمه‪.‬‬ ‫كما �شاركت بعثة املنظمة‪ ،‬يوم ‪ 5‬يونيو ‪ ،2015‬يف املنتدى العاملي ل�شبكة التعلم‬ ‫الإيجابي للم�ساءلة والأداء يف جمال العمل الإن�ساين الذي انعقد بنيويورك و�ضم‬ ‫�أكرث من ‪ 200‬م�شارك من املجاالت الإن�سانية املختلفة‪ ،‬كالوكالة الأمريكية للتنمية‪،‬‬ ‫ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬و�أمانة القمة العاملية للعمل الإن�ساين‪ ،‬وجامعة الدول‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وقد ناق�ش املنتدى العديد من املو�ضوعات ذات ال�صلة بالق�ضايا الإن�سانية مثل‬ ‫الأزمات التي طال �أمدها يف البلدان ذات الدخل املنخف�ض‪ ،‬وحالة ال�صراع يف‬ ‫البلدان املتو�سطة الدخل‪ ،‬والأزمات املتكررة يف البلدان ذات الدخل املنخف�ض‬ ‫واملتو�سط‪ ،‬والكوارث الطبيعية ‪ ،‬والكوارث احل�ضرية وال�ضخمة‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام امل�ساعد ملنظمة التعاون الإ�سالمي لل�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬ال�سفري‬ ‫ه�شام يو�سف‪ ،‬الذي تر�أ�س وفد املنظمة‪ ،‬بامل�شاركني يف املنتدى‪ ،‬وا�ستعر�ض يف كلمته‬ ‫ع�شرة �أمور تعيق الأداء اجليد للعمل الإن�ساين على ال�صعيد العاملي‪.‬‬ ‫كما عقدت مناق�شات ب�ش�أن متويل العمليات الإن�سانية‪ ،‬واملهارات والقدرات الب�شرية‪،‬‬ ‫وت�صميم الربامج و�إدارة العمل الإن�ساين‪ ،‬و�صنع القرار‪ ،‬وتبادل املعرفة و�إدارة‬ ‫املعلومات‪ ،‬ف�ض ًال عن الأدوار التي ينبغي �أن يقوم بها خمتلف �أ�صحاب امل�صلحة يف‬ ‫ظل التغري املت�سارع للم�شهد الإن�ساين الذي يزداد تعقيد ًا‪.‬‬ ‫وقد اعتمد املنتدى عدة تو�صيات تهدف �إلى �إ�صالح البنية الإن�سانية العاملية وت�سهيل‬ ‫عمل خمتلف اجلهات الفاعلة حت�ضري ًا مل�ؤمتر القمة العاملية للعمل الإن�ساين الذي‬ ‫�سينعقد يف ا�سطنبول يومي ‪ 25‬و‪ 26‬مايو ‪.2016‬‬ ‫واختتم �ستيفن �أوبراين‪ ،‬م�ساعد الأمني العام للأمم املتحدة لل�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫ومن�سق الإغاثة الإن�سانية‪ ،‬االجتماع بالإعراب عن �شكره جلميع امل�شاركني وم�ؤكد ًا‬ ‫ا�ستعداده الكامل للعمل ب�شكل وثيق مع جميع اجلهات املعنية لإجناح قمة ا�سطنبول‬ ‫ملا متثله من فر�صة للعامل كله لفتح �صفحة جديدة يف العمل الإن�ساين‪ ،‬ودعا �ستيفن‬ ‫احلكومات واجلهات غري احلكومية �إلى �أن ت�شارك بكل طاقتها يف الن�شاطات‬ ‫التح�ضريية للقمة‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪41‬‬


‫شؤون‬

‫إنسانية‬

‫األمين العام يث ّمن تدشين خادم الحرمين الشريفين مركز الملك سلمان لإلغاثة واألعمال اإلنسانية‬ ‫تقدم لل�شعوب املنكوبة والدول الفقرية‪ ،‬والتي ت�أتي‬ ‫امتداد ًا ملبادرات اململكة اخليرّ ة التي عرفت عنها يف‬ ‫م�سريتها على م�ستوى العمل الإن�ساين العاملي‪.‬‬ ‫وتتابع منظمة التعاون الإ�سالمي بقلق بالغ تداعيات‬ ‫الأحداث اجلارية يف اليمن ب�سبب االعتداءات املناوئة‬ ‫لل�سلطة ال�شرعية وما ت�سببه من انهيار للخدمات‬ ‫الأ�سا�سية وعلى ر�أ�سها الرعاية ال�صحية وعدم توفر‬ ‫الغذاء واملياه ال�صاحلة لل�شرب يف ظل �أزمة �إن�سانية‬ ‫ذات طبيعة مزمنة‪ ،‬ويف ال�سياق ذاته �ست�ستمر مبا‬ ‫متلكه من �إمكانيات يف ال�ش�أن الإن�ساين عرب مكتبها‬ ‫يف اليمن بالعمل على تقدمي م�ساعدات �إن�سانية عاجلة‬ ‫للمت�ضررين من �أبناء ال�شعب اليمني‪.‬‬

‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الأ�ستاذ‬ ‫�إياد بن �أمني مدين‪ ،‬بتد�شني خادم احلرمني ال�شريفني‬ ‫امللك �سلمان بن عبد العزيز “مركز امللك �سلمان‬ ‫للإغاثة والأعمال الإن�سانية” يف الريا�ض‪ ،‬كامتداد‬ ‫ملبادراته الإن�سانية جتاه املجتمعات التي تتعر�ض‬ ‫لكوارث �أو �أزمات‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن �إعالن خادم احلرمني‬ ‫ال�شريفني امللك �سلمان بن عبد العزيز تخ�صي�ص مليار‬ ‫ريال للأعمال الإغاثية والإن�سانية لهذا املركز‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى ما �سبق تخ�صي�صه ا�ستجابة للحاجات الإن�سانية‬ ‫والإغاثية لل�شعب اليمني‪.‬‬ ‫كما تثمن منظمة التعاون الإ�سالمي الأعمال الإن�سانية‬ ‫التي تقوم بها ال�سعودية من خالل قوافل اخلري التي‬

‫وفد منظمة التعاون اإلسالمي يزور مقديشو لتعزيز الدعم للعملية التنموية في الصومال‬ ‫زار وفد �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية مبنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي العا�صمة ال�صومالية مقدي�شو يف الفرتة من‬ ‫‪ 23‬ـ ‪ 25‬مايو ‪ .2015‬وتر�أ�س ال�سفري ه�شام يو�سف‪،‬‬ ‫الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية الوفد الذي‬ ‫هدف �إلى درا�سة الو�ضع الإن�ساين يف ال�صومال عن‬ ‫كثب يف �إطار اجتماع وزراء خارجية الدول الأع�ضاء‬ ‫باملنظمة والذي عقد بالكويت بعد هذه املهمة مبا�شرة‪.‬‬ ‫والتقى الوفد بالرئي�س ال�صومايل ح�سن �شيخ حممود‪،‬‬ ‫ورئي�س الوزراء‪ ،‬عمر عبد الر�شيد علي �شرماركي‪،‬‬ ‫ورئي�س الربملان ال�صومايل‪ ،‬حممد �شيخ عثمان جواري‪.‬‬ ‫وقال الرئي�س ح�سن �شيخ �إن منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ميكن �أن ت�سهم ب�شكل فعال بالتعاون مع الدول‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن امل�شروعات املنفذة �صغرية‬ ‫كانت �أم كبرية ميكن �أن يكون لها عائد ي�ؤثر يف ال�شعب‬ ‫ال�صومايل‪ ،‬مو�ضح ًا يف الوقت نف�سه �أن ال�صومال‬

‫ميكن �أن يكون �سلة غذاء دول اخلليج العربية‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬التقى وفد املنظمة ببع�ض ال�سفراء‬ ‫و�أع�ضاء ال�سلك الدبلوما�سي للدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة‪ ،‬حيث ح�ضر اللقاء �سفراء تركيا و�إيران وليبيا‬ ‫وم�صر وال�سودان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما عقد الوفد اجتماعا مع املنظمات الإن�سانية العاملة‬ ‫يف ال�صومال مبقر مكتب املنظمة مبقدي�شو‪ ،‬وناق�ش‬ ‫جهود املنظمات وبراجمها الإن�سانية والتنموية وما‬ ‫تواجهه من عقبات يف هذا ال�ش�أن وكذلك كيفية تطوير‬ ‫تعاون هذه املنظمات مع املنظمة‪ .‬و�أعرب م�س�ؤولو‬ ‫املنظمات الإن�سانية‪ ،‬من جهتهم‪ ،‬عن اعتزازهم بالدور‬ ‫امل�شهود للمنظمة يف تن�سيق �أعمال تلك املنظمات يف‬ ‫جماالت الإغاثة والتنمية‪ ،‬ودورها الريادي يف م�ساعدة‬ ‫املت�ضررين من كارثة املجاعة واجلفاف التي �ضربت‬ ‫البالد يف عام ‪ ،2011‬كما �أعربوا عن �أملهم يف �إن�شاء‬

‫�صندوق لل�صومال للإغاثة العاجلة والكوارث‪.‬‬ ‫�أثناء الزيارة‪ ،‬عقد الوفد اجتماع ًا مع خمتلف الوكاالت‬ ‫الأممية العاملة يف ال�صومال برئا�سة مكتب الأمم‬ ‫املتحدة لتن�سيق العمل الإن�ساين (‪ )OCHA‬ملناق�شة‬ ‫اجلهود الإن�سانية والربامج التنموية التي تقوم بها‬ ‫وكاالت الأمم املتحدة �إ�ضافة �إلى املنظمة‪ ،‬حيث �شدد‬ ‫الوفد على �أن ال�صومال ال تزال بحاجة ما�سة �إلى دعم‬ ‫الدول و�إر�سال ر�سائل للمجتمع الدويل للتذكري ب�أزمات‬ ‫ال�صومال‪ .‬وتطرق االجتماع �إلى �أهمية تعزيز �آليات‬ ‫التن�سيق بني املنظمة ووكاالت الأمم املتحدة يف جماالت‬ ‫الإغاثة والتنمية‪.‬‬ ‫وتفقد الوفد عدد ًا من امل�شروعات التنموية التي متولها‬ ‫احلملة الوطنية ال�سعودية لإغاثة ال�شعب ال�صومايل‬ ‫وي�شرف على تنفيذها مكتب املنظمة بال�صومال‪،‬‬ ‫واطلع على مدى التقدم املحرز يف هذا املجال ‪.‬‬

‫المنظمة تختتم حملتها الثانية لشهر رمضان المبارك وعيد الفطر في جمهورية إفريقيا الوسطى‬ ‫اختتمت منظمة التعاون الإ�سالمي حملتها اخلا�صة‬ ‫ب�شهر رم�ضان وعيد الفطر لعام ‪ ،2015‬وهي احلملة‬ ‫التي كانت قد �أطلقتها يف ‪ 10‬يوليو ‪ 2015‬للتعبري عن‬ ‫الت�ضامن مع املعوزين وال�ضعفاء يف جمهورية �إفريقيا‬ ‫الو�سطى وتقدمي الدعم لهم‪ ،‬وبخا�صة خالل الع�شر‬ ‫الأواخر من �شهر رم�ضان‪.‬‬ ‫وقد �أ�شرف على حملة رم�ضان لهذا العام‪ ،‬التي‬ ‫دخلت �سنتها الثانية‪ ،‬املبعوث اخلا�ص ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �إلى جمهورية �إفريقيا الو�سطى‪ ،‬الوزير �شيخ‬ ‫تيجيان غاديو و�إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف املنظمة‪.‬‬ ‫وقد التقى الوزير غاديو‪� ،‬أثناء وجوده يف العا�صمة‬ ‫بانغي يف �إطار هذه احلملة‪ ،‬برئي�س الوزراء ووزير‬ ‫‪42‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫خارجية جمهورية �إفريقيا الو�سطى‪.‬‬ ‫وخالل هذه احلملة‪ ،‬مت توزيع مواد غذائية‬ ‫وغري غذائية على �أكرث من ‪� 30‬ألف �شخ�ص‬ ‫يف بانغي و�ضواحيها وكذلك يف بلدة يالوكي‪.‬‬ ‫املبعوث اخلا�ص‬ ‫و�شملت امل�ساعدات �أي�ض ًا اجلنود امل�س ّرحني‬ ‫للمنظمة �إىل‬ ‫وعموم النا�س يف خمتلف م�ساجد بانغي‪،‬‬ ‫جمهورية �إفريقيا‬ ‫عالوة على ال�سجناء يف �سجن نغارابغا‪ .‬جتدر‬ ‫الو�سطى‪� ،‬شيخ تيجان‬ ‫الإ�شارة �إلى �أن جمهورية �إفريقيا الو�سطى‬ ‫غاديو (ي�سار) يلتقي‬ ‫�أحد �أع�ضاء احلكومة‬ ‫قد احتفلت بعيد الفطر يوم اجلمعة ‪ 17‬يوليو‬ ‫ملطلب نادت به اجلالية امل�سلمة يف هذا البلد منذ وقت‬ ‫‪ ،2015‬و�أعلنت الرئي�سة امل�ؤقتة ذلك اليوم‬ ‫عيد ًا وطني ًا‪ ،‬وذلك للمرة الأولى منذ ا�ستقالل البالد طويل‪.‬‬ ‫يف عام ‪ .1960‬وبذلك تكون الرئي�سة قد ا�ستجابت‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫حقوق‬

‫اإلنسان‬

‫الدورة السابعة للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق اإلنسان في منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تؤكد أهمية األسرة باعتبارها الوحدة الطبيعية واألساسية في المجتمع‬ ‫اختتمت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان يف منظمة التعاون الإ�سالمي �أ�شغال‬ ‫دورتها ال�سابعة العادية التي دامت من ‪� 19‬إلى ‪� 23‬إبريل ‪ 2015‬يف مقر املنظمة يف‬ ‫جدة باململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬حول مو�ضوع «حماية قيم الأ�سرة» ‪ ،‬م�ؤكدة التعريف‬ ‫الأ�سا�سي للأ�سرة ب�أنها ارتباط طويل الأمد بني رجل وامر�أة على �أ�سا�س احلقوق‬ ‫وامل�س�ؤوليات املتبادلة واملن�صو�ص عليها يف تعاليم الإ�سالم‪.‬‬ ‫وقد افتتحت رئي�سة الهيئة‪ ،‬ال�سفرية �إلهام �إبراهيم‪� ،‬أ�شغال الدورة بكلمة قدمت فيها‬ ‫عر�ض ًا للأن�شطة التي ا�ضطلعت بها الهيئة خالل عام ‪ 2014‬وركزت على التقدم‬ ‫الذي �أحرزته يف العديد من الواليات التي �أ�سندها �إليها جمل�س وزراء اخلارجية‪.‬‬ ‫وخاطب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬االجتماع‬ ‫بكلمة‪ ،‬و�شدد على �أهمية ا�ستقاللية عمل الهيئة‪ ،‬مبا يف ذلك اال�ستقاللية الفكرية‬ ‫يف املناق�شات ويف ما يتعلق باتخاذ القرارات‪ ،‬و�أعرب عن كامل دعم الأمانة العامة‬ ‫معنوي ًا ولوج�ستي ًا ومالي ًا لعمل الهيئة‪ .‬وتطرق الأمني العام �إلى مو�ضوع الدورة‪ ،‬فقال‬ ‫�إن «حماية الأ�سرة امل�سلمة» مو�ضوع يكت�سي �أهمية بالغة بالن�سبة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬من حيث �ضرورة حماية الأ�سرة والنهو�ض بها وف ًقا لقيم الإ�سالم‬ ‫وتعاليمه املتوافقة كذلك مع املعايري الدولية حلقوق الإن�سان‪ .‬و�أو�صى بعقد م�ؤمتر‬ ‫خا�ص ملنظمة التعاون الإ�سالمي حول هذا املو�ضوع بهدف حتديد التعاريف وبحث‬ ‫التدابري الالزمة للت�صدي ملخت ِلف التحديات التي تواجهها هذه الوحدة الأ�سا�سية من‬ ‫املجتمع و�أفرادها يف �سياقات ومواقف خمتلفة‪ .‬ورحب مدين مب�شاركة جممع الفقه‬ ‫الإ�سالمي الدويل يف النقا�ش‪ ،‬و�أكد �ضرورة مد اجل�سور بني امل�ؤ�س�ستني بهدف �إدماج‬ ‫املنظور الإ�سالمي يف املوا�ضيع املرتابطة وتن�سيق وجهات النظر وتوحيد املواقف‪.‬‬ ‫ورحب مدين بالتقدم املحرز يف عدد من املو�ضوعات الهامة‪ ،‬م�شدد ًا على �ضرورة �أن‬ ‫تعمل الهيئة على و�ضع معيار حلقوق الإن�سان الإ�سالمية يتيح للدول الأع�ضاء قيا�س‬ ‫�سيا�ساتها ذات ال�صلة وما حترزه من تقدم يف هذا املجال‪.‬‬ ‫ويف �سياق معاجلة الق�ضايا املعا�صرة التي تثري اهتمام الدول الأع�ضاء‪� ،‬أجرت‬ ‫الدورة ال�سابعة للهيئة مناق�شة موا�ضيعية ب�ش�أن «حماية قيم الأ�سرة»‪ ،‬مت خاللها‬ ‫الت�أكيد جمدد ًا على �أهمية الأ�سرة باعتبارها الوحدة الطبيعية والأ�سا�سية يف املجتمع‬ ‫التي يتعني على الدولة واملجتمع حمايتها‪ ،‬كما مت التطرق �إلى خمت ِلف التحديات‬ ‫التي تواجهها م�ؤ�س�سة الأ�سرة و�أفرادها يف �سياقات خمتلفة‪ .‬و�أكد االجتماع التعريف‬ ‫الأ�سا�سي للأ�سرة التي هي عالقة توافقية على املدى الطويل بني رجل وامر�أة يتبادالن‬ ‫احلقوق وامل�س�ؤوليات املن�صو�ص عليها يف ال�شريعة الإ�سالمية‪ .‬كما �أدان تنامي‬ ‫التوجه نحو اخللط بني تعريف الأ�سرة وبني املفهوم اجلديد واملثري للجدل لأُ َ�سر‬ ‫املثليات واملثليني ومزدوجي امليل اجلن�سي ومغايري الـ ُهـوية اجلن�سانية (‪LGTB‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫رئي�سة الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‪ ،‬ال�سفرية �إلهام �إبراهيم (ي�سار)‬ ‫مع املدير التنفيذي للهيئة مرغوب �سليم بوت‬

‫‪ ،)Families‬والتي ال تعرتف بها املعايري الدولية حلقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫كما �أعربت الهيئة عن بالغ قلقها �إزاء �آفة الهجرة من �إفريقيا نحو �أوروبا‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫ما �أوردته التقارير م�ؤخر ًا عن غرق الآالف من املهاجرين يف البحر قبل بلوغهم‬ ‫ال�شواطئ الأوروبية‪.‬‬ ‫و�أعربت الهيئة عن ت�ضامنها مع �ضحايا هذه العمليات الإرهابية‪ ،‬م�ؤكدة �أن هذا‬ ‫الإرهاب وهذه الأيديولوجيات املتطرفة واملتع�صبة وغري املت�ساحمة ال عالقة لها‬ ‫بالإ�سالم الذي هو دين ال�سالم والذي حتث تعاليمه على الو�سطية واالعتدال‪.‬‬ ‫وخالل الأيام اخلم�سة التي ا�ستغرقتها الدورة‪ ،‬ناق�شت الهيئة معم ًقا جميع البنود‬ ‫املدرجة يف جدول �أعمالها‪ ،‬مبا يف ذلك انتهاكات حقوق الإن�سان يف الأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬واحلقوق املدنية وال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫يف الدول الأع�ضاء باملنظمة‪ ،‬والواليات املحددة التي كلفها بها جمل�س وزراء‬ ‫اخلارجية‪ ،‬ف�ض ًال عن امل�سائل الإجرائية املتعلقة ب�أ�ساليب عملها و�إن�شاء �آلية للتفاعل‬ ‫مع املنظمات غري احلكومية على نطاق �أو�سع‪ .‬وتفاعلت الهيئة �أي�ض ًا مع ممثل املبعوث‬ ‫اخلا�ص ملنظمة التعاون الإ�سالمي ب�ش�أن نزاع جامو وك�شمري عن حالة حقوق الإن�سان‬ ‫يف �إقليم ك�شمري الذي حتتله الهند‪ ،‬وقررت �إر�ساء عالقات تعاون وثيق بني �آليتها‬ ‫الدائمة املعنية بر�صد انتهاكات حقوق الإن�سان يف �إقليم ك�شمري الذي حتتله الهند‬ ‫واملنظمة حول هذا املو�ضوع‪ .‬ودعت الهيئة �أي�ضا ال�سلطات يف ميامنار �إلى حماية حق‬ ‫م�سلمي الروهينغيا يف احلياة والرفاهية‪ ،‬وحماكمة امل�س�ؤولني عن التحري�ض على‬ ‫الكراهية والعنف‪ ،‬واتخاذ خطوات ل�ضمان عدم التمييز على �أي �أ�سا�س يف القوانني‬ ‫واملمار�سات‪ ،‬مبا يف ذلك حرمان الروهينغيا امل�سلمني من اجلن�سية‪.‬‬ ‫وب�ش�أن ق�ضية انتهاك حقوق الإن�سان يف مناطق فل�سطني املحتلة‪ ،‬حثت الهيئة‬ ‫فل�سطني على رفع دعاوى �ضد االنتهاكات الإ�سرائيلية حلقوق الإن�سان يف املحاكم‬ ‫الدولية ذات ال�صلة حتقي ًقا للعدالة‪ .‬كما حثت املجتمع الدويل على حتمل م�س�ؤولياته‬ ‫يف بذل اجلهود الالزمة لإيجاد حل عادل و�سلمي طال انتظاره لهذا النـزاع‪.‬‬ ‫ويف جمال حقوق الإن�سان للن�ساء والأطفال‪ ،‬ناق�شت الهيئة ق�ضايا امل�ساواة بني‬ ‫اجلن�سني والعنف �ضد الن�ساء والأطفال‪ .‬و َت ّقرر �أن تقوم الهيئة ب�إعداد درا�سات حول‬ ‫جوانب حمددة من حقوق الن�ساء والفتيات‪ ،‬مبا يف ذلك حقوق املرياث يف الإ�سالم‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪� ،‬أطلعت الرئي�سة الدول الأع�ضاء على اخلطط وامل�شاريع امل�ستقبلية‬ ‫التي تعتزم الهيئة مناق�شتها‪ ،‬مثل تعزيز البحوث وكتابة التقارير ب�ش�أن حق املرياث‬ ‫يف الإ�سالم‪ ،‬وحقوق الأقليات يف الإ�سالم‪ ،‬ومكافحة التطرف‪ ،‬وتعزيز حقوق الإن�سان‬ ‫يف �سياق مكافحة الإرهاب‪ ،‬و�أهمية التنوع الثقايف والديني يف �إطار تعزيز حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وحرية التعبري وخطاب الكراهية‪ ،‬وق�ضية التوجه اجلن�سي‪ ،‬و�ضرورة‬ ‫مراجعة �صكوك حقوق الإن�سان القائمة يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪43‬‬


‫دين‬ ‫إسالموفوبيا‬

‫هل تأخذ ظاهرة‬

‫اإلسالموفوبيـا‬ ‫شك ً‬ ‫ال عنيفًا ضد مسلمي الغرب؟‬ ‫�أثارت تقارير ن�شرت يف �شهري مايو ويونيو ‪ ،2015‬قلق ًا‬ ‫من تنامي ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬وتعاظم ا�ستهداف‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬وانتقال ذلك كله �إلى حالة م�سلحة يكون‬ ‫امل�سلمون هدف ًا �سه ًال لأن�صارها‪ .‬فلم يعد ما ُيع َرف‬ ‫بظاهرة «اخلوف املر�ضي من الإ�سالم»‪ ،‬جمرد‬ ‫هواج�س‪� ،‬أو حاالت متييز‪ ،‬بل تعدتها �إلى ت�صعيد‬ ‫يتناغم مع حالة ال�صراع الدموي الذي ت�شهده‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ودقت التقارير احلديثة‬ ‫ناقو�س اخلطر من االنعطافة التي دخلت �إليها حالة‬ ‫التمييز العن�صري �ضد امل�سلمني يف الغرب‪ ،‬وبخا�صة‬ ‫يف الواليات املتحدة‪ ،‬حيث وقعت �سوابق عديدة يف‬ ‫ا�ستخدام الأ�سلحة النارية �ضد ال�ضحايا‪.‬‬ ‫وتتجلى هذه احلالة يف تقرير �أكد �أن منظمات �إ�سالمية‬ ‫ومتخ�ص�صني يف احلمالت الإعالمية‪ ،‬ر�صدوا ت�صعيد ًا‬ ‫يف اخلطاب املعادي للإ�سالم وامل�سلمني الأمريكيني‪،‬‬ ‫ونبه مراقبون �إلى �أن ظاهرة الإ�سالموفوبيا بد�أت‬ ‫ت�أخذ طابع ًا م�سلح ًا يزيد من خماطر تعر�ض امل�سلمني‬ ‫الأمريكيني لأعمال عنف‪ .‬فيما حذر التقرير من‬ ‫تداعيات موجة جديدة حلمالت الكراهية تتغذى على‬ ‫املخاوف من تنظيم داع�ش‪ ،‬يف ا�ستغالل خطاب اليمني‬ ‫املتطرف‪ ،‬ل�سمعة التنظيم‪.‬‬ ‫ور�أى التقرير �أن ا�ستهداف امل�سلمني ميثل ا�سرتاتيجية‬ ‫ميينية لفر�ض الأمن القومي �أولوية على برنامج‬ ‫انتخابات عام ‪.2016‬‬ ‫وتابع �أن الإ�سالموفوبيا امل�سلحة اتخذت منحى خطرياً‬ ‫وم�أ�ساوي ًا مع مقتل ‪ 3‬طالب م�سلمني يف والية نورث‬ ‫كارولينا يف فرباير ‪ 2015‬بدافع الكراهية‪ .‬وقال‬ ‫املدير التنفيذي ملجل�س العالقات الأمريكية الإ�سالمية‬ ‫(كري) نهاد عو�ض‪� ،‬إن موجة الإ�سالموفوبيا احلالية‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫متثل انعطافة نوعية‪.‬‬ ‫والالفت �أن التقرير �صدر بالتزامن مع ال�ضجة التي‬ ‫�صاحبت جمزرة �شابل هيل‪ ،‬والتي ذهب �ضحيتها ‪3‬‬ ‫م�سلمني من عائلة واحدة‪ ،‬دون �أن حتظى بتغطية من‬ ‫قبل الإعالم الأمريكي‪.‬‬ ‫ومن الدالئل التي تثبت حمتوى التقرير ال�سابق‪،‬‬ ‫جتمع نحو ‪ 200‬متظاهر �أمريكي بع�ضهم م�سلح‪،‬‬ ‫والبع�ض الآخر حمل �صور ًا كاريكاتريية م�سيئة للر�سول‬ ‫الكرمي‪� ،‬صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬خارج م�سجد مبدينة‬ ‫فينك�س بوالية �أريزونا‪ .‬وحمل بع�ض امل�شاركني يف‬ ‫املظاهرة يف فينك�س الأ�سلحة النارية‪ ،‬ونظم املظاهرة‪،‬‬ ‫جون ريتزهامير‪ ،‬الع�سكري ال�سابق‪ ،‬الذي كان قد‬ ‫�شارك يف احتالل العراق‪ .‬وادعى ريتزهامير �أن‬ ‫هذا االحتجاج امل�سلح هو «رد على الهجوم الذي وقع‬ ‫�أخري ًا يف تك�سا�س»‪ .‬وح�ض ريتزهامير امل�شاركني على‬ ‫حمل الأ�سلحة حت�سب ًا ملا و�صفه �أنه «تعر�ض حقوقنا‬ ‫املن�صو�ص عليها يف التعديل الأول للد�ستور (الذي‬ ‫يتعلق بحرية التعبري) لهجوم متوقع جد ًا»‪ .‬و�شدد‬ ‫�إمام امل�سجد �أ�سامة ال�شامي على امل�صلني يف امل�سجد‬ ‫�ضرورة عدم االجنرار للعنف‪ ،‬وقال‪« :‬علينا تذكري‬ ‫�أنف�سنا ب�أنه ينبغي �أ ّال نرد على اخلط�أ بخط�أ‪ ،‬بل باخلري‬ ‫والرحمة والرتفع»‪ .‬وتفرقت املظاهرة يف وقت الحق‬ ‫دون وقوع �أعمال عنف‪.‬‬ ‫من جهثة ثانية‪ ،‬ن�شر موقع ‪،Liverpool Echo‬‬ ‫تقرير ًا يقول �إن العن�صرية‪ ،‬مبا فيها ظاهرة‬ ‫الإ�سالموفوبيا‪ ،‬قد ازدادت يف منطقة مري�سي�سايد‬ ‫الريفية‪� ،‬شمال غرب لندن‪ ،‬يف عام ‪ 2015‬اجلاري‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف التقرير �أن يناير املا�ضي �سجل ‪ 3‬جرائم ت�ضم‬ ‫�ضحايا من امل�سلمني‪ ،‬فيما مل ي�شهد يناير ‪� ،2014‬أو‬

‫‪� ،2013‬أي ًا من هذه اجلرائم‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن معدل‬ ‫زيادة طر�أ على جرائم الكراهية منذ عام ‪ 2013‬ـ‬ ‫‪ ،2015‬من ‪ 2‬ـ ‪.9‬‬ ‫كما �سجلت و�سائل الإعالم الأمريكية حادثة عن�صرية‪،‬‬ ‫تعر�ضت فيها فتاة م�سلمة‪ ،‬طاهرة �أحمد‪ ،‬للتمييز‪.‬‬ ‫متخ�ص�ص ًا باحلوار بني‬ ‫وطاهرة التي تدير مركز ًا‬ ‫ّ‬ ‫الأديان يف «جامعة نورث وي�سرتن» الأمريك ّية‪� ،‬سردت‬ ‫عرب �صفحتها على «في�سبوك» الواقعة التي تعر�ضت‬ ‫لها حني رف�ضت م�ضيفة جوية تقدمي علبة �صودا مغلقة‬ ‫بدعوى �إمكانية ا�ستخدام الغطاء احلاد ك�سالح يف‬ ‫عملية �إرهابية‪ ،‬باعتبارها «م�سلمة»‪ ،‬يف �إمياءة وا�ضحة‬ ‫وم�سيئة‪.‬‬ ‫كما ا�شتهرت حوادث منع الفتيات اللواتي يرتدين‬ ‫التنانري الطويلة من دخول املدار�س يف فرن�سا وبلجيكا‪.‬‬ ‫ويف ‪ 25‬مايو املا�ضي‪� ،‬أثارت حادثة منع طالبة م�سلمة‬ ‫من دخول مدر�ستها يف فرن�سا ب�سبب ارتدائها‪« ‬تنورة‬ ‫طويلة»‪ ،‬ا�ستيا ًء على مواقع التوا�صل االجتماعي‪.‬‬ ‫ووفق املر�صد الوطني ملكافحة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬فقد‬ ‫�سجل �أكرث من ‪ 100‬حالة م�شابهة يف عام ‪،2014‬‬ ‫ويف مطلع �إبريل املا�ضي طلبت عدة مدار�س من‬ ‫نحو ‪ 20‬طالبة تغيري لبا�سهن بدعوى عدم التوافق‬ ‫ومبد�أ العلمانية‪ .‬ويف ت�صريح له على �إذاعة‪�« ‬إ‪.‬‬ ‫رم‪�.‬سي»‪ ‬الفرن�سية‪ ،‬عرب‪« ‬عبد اهلل زكري»‪ ،‬رئي�س‬ ‫املر�صد‪ ،‬عن ا�ستيائه ال�شديد من هذا الت�صرف‪.‬‬ ‫و�أكد رئي�س الوزراء الفرن�سي‪ ،‬مانويل فال�س‪ ،‬ووزير‬ ‫داخليته �أثناء افتتاح امل�ؤمتر الذي �ضم ‪ 120‬من‬ ‫قادة امل�سلمني يف فرن�سا �أنه ال عالقة بني التطرف‬ ‫والإ�سالم‪ .‬وهدف امل�ؤمتر �إلى حت�سني العالقة مع‬ ‫املجتمع الإ�سالمي الكبري يف فرن�سا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫دين‬ ‫المؤتمر الدولي الخامس لزعماء األديان العالمية والتقليدية في جمهورية كازاخستان‬

‫يعتمد إعالن أستانا ويؤكد‪ ‬الدور المهم للدين في نشر ثقافة االحترام المتبادل‬ ‫�أ�ستانا ـ جمهورية كازاخ�ستان‪:‬‬ ‫انطلقت يوم ‪ 10‬يونيو ‪ 2015‬يف مدينة �أ�ستانا‪ ،‬عا�صمة جمهورية كازاخ�ستان‪� ،‬أعمال‬ ‫امل�ؤمتر الدويل اخلام�س لزعماء الأديان العاملية والتقليدية‪ ،‬وذلك حتت �شعار “حوار‬ ‫الزعماء الدينيني وال�سيا�سيني يف �سبيل ال�سالم والتنمية” ملناق�شة �سبل تعزيز‬ ‫احلوار بني الأديان التقليدية عرب العامل‪.‬‬ ‫رئي�س جمهورية كازاخ�ستان‪ ،‬ال�سيد نور �سلطان نزار‬ ‫وقد تر�أ�س اجلل�س َة االفتتاحي َة ُ‬ ‫ً‬ ‫باييف‪ ،‬وذلك بح�ضور �أكرث من ‪� 200‬شخ�صية ميثلون عددا من اجلماعات الدينية‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى اقادة وزعماء �سيا�سيني وم�س�ؤويل بع�ض املنظمات الدولية‪ ،‬كان من‬ ‫�أبرزهم العاهل الأردين‪ ،‬امللك عبد اهلل الثاين‪ ،‬ورئي�س جمهورية فنلندا‪ ،‬ال�سيد‬ ‫�ساولى نيني�ستو‪ ،‬والأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪،‬‬ ‫والأمني العام لهيئة الأمم املتحدة‪ ،‬ال�سيد بان كى مون‪ ،‬واملدير العام للمنظمة‬ ‫الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة «�إي�سي�سكو»‪ ،‬الدكتور عبد العزيز بن عثمان‬ ‫التويجري‪ ،‬ف�ض ًال عن م�س�ؤولني عن املنظمات الدولية والإقليمية‪ ،‬و�شخ�صيات‬ ‫�أكادميية وعلمية وثقافية ذات اهتمام بق�ضايا احلوار بني �أتباع الأديان والثقافات‬ ‫واحل�ضارات‪.‬‬ ‫و�أبرز الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف كلمته يف امل�ؤمتر التحدي الذي‬ ‫يواجهه املجتمع الدويل واملتمثل يف تنامي حدة التطرف العنيف الذي ي�سعى �إلى‬ ‫تدمري طابع التعددية الثقافية للمجتمعات‪.‬‬ ‫وللت�صدي لهذه امل�شكلة‪ ،‬دعا الأمني العام للمنظمة الزعماء الدينيني وال�سيا�سيني‬ ‫�إلى فهم ال�سياق احلايل والعمل امل�شرتك ملعاجلة الأ�سباب اجلذرية للتطرف‬ ‫والإرهاب‪ ،‬و�إلى فهم ال�سياقات وواقع الهيمنة والتهمي�ش والإق�صاء التي وفرت تربة‬ ‫لنمو تلك احلركات والتوجهات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�شدد مدين كذلك على �أن املنظمة بادرت دوما �إلى التنديد بالإرهاب بجميع �أ�شكاله‬ ‫و�شجب �إيديولوجية اجلماعات الإرهابية التي تتخذ من الدين واملعتقدات وادعاء‬ ‫التفوق العرقي والثقايف مطية لأعمالها‪.‬‬ ‫كما �ألقى املدير العام للمنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة «�إي�سي�سكو»‪،‬‬ ‫الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري‪ ،‬كلمة يف اجلل�سة االفتتاحية الثانية للم�ؤمتر‬ ‫قال يف م�ستهلها‪�« :‬إن الو�ضع الدويل احلايل يثبت عجز املجتمع الدويل عن �إنهاء‬ ‫هذه احلروب وال�صراعات‪ ،‬مما ي�ستدعي قيام القيادات الدينية بالواجب املنوط‬ ‫بها‪ ،‬للح ّد من غلواء تيارات العنف والتطرف‪ ،‬ولتعزيز قيم ال�سالم والت�سامح»‪.‬‬ ‫و�أو�ضح املدير العام للإي�سي�سكو �أن الأزمات التي تزعزع ا�ستقرار املجتمعات الب�شرية‬ ‫قد تفاقمت‪ ،‬و�أن اجلهود الدولية التي تبذل حتى اليوم‪� ،‬سواء يف �إطار الأمم املتحدة‪،‬‬ ‫�أم على م�ستوى املبادرات الإقليمية وامل�ساعي احلميدة التي تقوم بها بع�ض الأطراف‪،‬‬ ‫مل تفلح يف �إطفاء جذوة احلروب وال�صراعات التي تن�شب يف بع�ض املناطق من‬ ‫العامل‪ ،‬والتي باتت اليوم تهدد الأمن وال�سلم الدوليني‪ .‬و�أكد �أن القيادات الدينية‬ ‫التي جتتمع يف هذا امل�ؤمتر‪ ،‬تتحمل م�س�ؤولية عظيمة يف ن�شر ثقافة التعاي�ش الديني‬ ‫وال�سالم العاملي‪ ،‬لأن لها الت�أثري القوي يف توجيه الأفكار نحو الر�شد الذي يبعد‬ ‫الإن�سان عن مزالق االنحراف والتطرف‪ ،‬ويج ّنـبه االنحدار �إلى مهاوي الإ�ضرار‬ ‫بالإن�سان من حيث هو �إن�سان‪ ،‬وانتهاك حقوقه وهدر كرامته‪.‬‬ ‫ويف ختام �أعمال امل�ؤمتر الدويل اخلام�س لزعماء الأديان العاملية والتقليدية يف‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫جمهورية كازاخ�ستان‪� ،‬أكد امل�شاركون يف امل�ؤمتر‪ ،‬على �أهمية دور زعماء الأديان‬ ‫العاملية والتقليدية يف تطوير احل�ضارة الإن�سانية من خالل ن�شر املثل والقيم‬ ‫الروحية‪ ،‬و�شددوا على الدور املهم للدين يف ن�شر ثقافة االحرتام املتبادل وتدعيم‬ ‫القيم الأ�سرية والرتبية الأخالقية لل�شباب‪ .‬كما اعتمدوا (�إعالن �أ�ستانا)‪ ،‬حيث متت‬ ‫الدعوة �إلى دعم حوار زعماء الأديان مع ال�شخ�صيات ال�سيا�سية واملنظمات الدولية‬ ‫واملجتمع املدين بغر�ض �ضمان اال�ستقرار والأمن وتفادي النزاعات وت�سويتها‪.‬‬ ‫ونا�شد الإعالن الزعماء ال�سيا�سيني لكافة الدول الكربى بوقف تنامي فجوة عدم‬ ‫الثقة يف العامل املعا�صر ووقف العقوبات املتبادلة وا�ستخدام �آليات منظمة الأمم‬ ‫املتحدة وغريها من املنظمات الدولية‪ ،‬لت�سوية اخلالفات وا�ستعادة ال�سالم والأمن‬ ‫وفق ًا للقوانني الدولية‪.‬‬ ‫و�أو�صى الإعالن ب�ضمان االحرتام املت�ساوي جتاه الأديان العاملية والتقليدية وكل ما‬ ‫يعترب مقد�س ًا فيها‪ ،‬وامل�شاعر الدينية للمتدينني‪ ،‬مع الت�أكيد على عدم جتز�ؤ حقوق‬ ‫الإن�سان ‪ .‬كما دعا �إلى احرتام التنوع الديني مع تطوير احلوار بني الأديان العاملية‬ ‫والتقليدية‪ ،‬ودعم اجلهود ملواجهة التطرف والإرهاب‪.‬‬ ‫و�أكد الإعالن على �ضرورة العمل على تطوير تعليم ال�شباب واالهتمام بالتوعية‬ ‫الدينية والرتبية على قيم الت�سامح واحرتام القيم الأ�سرية‪ ،‬ودعا مالكي ونا�شري‬ ‫و�سائل الإعالم لوقف توظيف و�سائل الإعالم التقليدية واجلديدة يف �إ�شعال الفنت‬ ‫الدينية والطائفية‪ ،‬وامل�شاركة يف ن�شر ثقافة ال�سالم والوفاق واالحرتام والتعاي�ش بني‬ ‫�أتباع الأديان و�أمم و�شعوب العامل‪.‬‬ ‫و�أو�صى الإعالن بتوحيد جهود رجال الدين وال�سيا�سة على ال�صعيد الدويل حلل‬ ‫امل�شاكل امللحة مثل الفقر واملجاعة والأوبئة والبطالة ومكافحة الكوارث الطبيعية‬ ‫والكوارث ال�صناعية‪ .‬كما رحب مببادرة جمهورية كازاخ�ستان ب�ش�أن عقد م�ؤمتر‬ ‫�إقليمي يف �أ�ستانا ملواجهة التطرف امل�سلح‪ ،‬وعقد امل�ؤمتر الدويل ال�ساد�س لزعماء‬ ‫الأديان العاملية والتقليدية عام ‪ 2018‬يف مدينة �أ�ستانا‪.‬‬ ‫ُيذ َكر �أن امل�ؤمتر الأول لزعماء الأديان العاملية والتقليدية ُعقد يف �سبتمرب ‪2003‬‬ ‫مببادرة من الرئي�س نور �سلطان نزارباييف‪ .‬ويتمثل الهدف الرئي�سي من امل�ؤمتر يف‬ ‫تعزيز احلوار بني �أتباع الأديان‪ ،‬والتقريب بني احل�ضارات من خالل احلوار ودعم‬ ‫جهود حل النـزاعات الدولية بالطرق ال�سلمية‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪45‬‬


‫ثقافة‬ ‫مدني يشارك في المنتدى الثالث للحوار بين الثقافات في باكو‬

‫ويعقد لقاءات مع رئيس أذربيجان وكبار المسؤولين‬ ‫�شارك الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني‬ ‫مدين‪ ،‬يف املنتدى الثالث للحوار بني الثقافات يف باكو‪،‬‬ ‫عا�صمة جمهورية �أذربيجان‪ ،‬يومي ‪ 18‬و‪ 19‬مايو ‪،2015‬‬ ‫والذي انعقد حتت �شعار “الثقافة والتنمية امل�ستدامة‬ ‫يف جدول �أعمال التنمية يف مرحلة ما بعد ‪ .”2015‬و ُي َعد‬ ‫املنتدى مبادرة من فخامة ال�سيد �إلهام علييف‪ ،‬رئي�س‬ ‫جمهورية �أذربيجان‪ ،‬و ُيقام بالتعاون مع منظمة الأمم‬ ‫املتحدة للرتبية والعلم والثقافة “يون�سكو”‪ ،‬وحتالف‬ ‫احل�ضارات للأمم املتحدة‪ ،‬واملنظمة الإ�سالمية للرتبية‬ ‫والعلوم والثقافة “�إي�سي�سكو”‪.‬‬ ‫ويف اجلل�سة االفتتاحية للمنتدى‪� ،‬شدد مدين يف كلمته‬ ‫على �أن املنظمة ملتزمة متام االلتزام مببد�أ احلوار‬ ‫وامل�شاركة مع الآخرين وبال�شراكة مع املنظمات‬ ‫والكيانات الأخرى للتو�صل �إلى تفاهم م�شرتك‪ .‬و�أ�شار‬ ‫�إلى �أن احلاجة ما�سة ملوا�صلة و�ضع مناهج جديدة‬ ‫لتكري�س احلوار بني الثقافات‪ ،‬حيث يتمثل التحدي‬ ‫يف كيفية نقل هذه الأفكار �إلى مناطق ت�شهد نزاعات‬ ‫�أو اختالفات بني النا�س ويف الأماكن التي يقع فيها‬ ‫ت�صادم بني الثقافات‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائ ًال‪�“ :‬إن كان ع�صرنا هو ع�صر الـ ُهـوية‪،‬‬ ‫فال بد له �أن تت�سم هُ ويته بالت�سامح الذي يعرتف بهوية‬ ‫الآخر‪ ،‬و�أ ّال نكون على ا�ستعداد للت�سامح فح�سب‪ ،‬بل‬

‫�أن نقبل بالعي�ش مع الآخر‪ ،‬بل �أ ّال نقبل بالعي�ش معه‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل �أن نت�شاطر معه‪ ،‬ولي�س �أن نت�شاطر معه‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل �أن ندخل معه يف �شراكة”‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش املنتدى‪ ،‬التقى الأمني العام بعدد من‬ ‫كبار ال�شخ�صيات وامل�س�ؤولني‪ ،‬كان من بينهم رئي�س‬ ‫اجلمهورية‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام يف لقائه مع الرئي�س �إلهام عليف‪،‬‬ ‫بقيادة �أذربيجان لدورها الرائد يف املنظمة‪ ،‬و�أ�شار �إلى‬ ‫�أن التطرف ومكافحة الإ�سالموفوبيا من بني التحديات‬

‫الـهـوية‪،‬‬ ‫إن كان عصرنا هو عصر ُ‬ ‫فال بد له أن تتسم ُهويته‬ ‫بالتسامح‬ ‫الكربى �أمام املنظمة‪ ،‬وتتطلب جهود ًا جماعية من الأمة‬ ‫للت�صدي لها‪.‬‬ ‫فيما �أثنى الرئي�س على خطاب الأمني العام يف املنتدى‪،‬‬ ‫وعرب عن قلقه من خطورة التطرف وتناميه جتاه‬ ‫امل�سلمني ومن الإ�سالموفوبيا يف الغرب‪ ،‬م�شدد ًا على‬ ‫�أن �أذربيجان‪ ،‬بو�صفها ع�ضو ًا يف برنامج ال�شراكة‬ ‫ال�شرقية لالحتاد الأوروبي‪ ،‬ب�إمكانها �إثارة هذه الق�ضية‬ ‫يف املحافل الدولية‪ ،‬م�ؤكد ًا تعاون بالده مع املنظمة يف‬

‫هذا الإطار‪.‬‬ ‫كما التقى الأمني العام مع ال�سيدة الأولى يف �أذربيجان‪،‬‬ ‫مهربان علييفا‪ ،‬و�أثنى على دورها الفاعل يف جمال‬ ‫احلماية االجتماعية والأ�سرية والدفاع عن ق�ضايا‬ ‫املر�أة‪ ،‬واقرتح البحث يف �سبل التعاون الوثيق مع‬ ‫املنظمة وتنظيم �أن�شطة م�شرتكة يف هذا املجال‪ ،‬وقد‬ ‫لقي هذا االقرتاح ترحيب ال�سيدة الأولى‪.‬‬ ‫وخالل اجتماعه مع وزير الثقافة وال�سياحة بجمهورية‬ ‫�أذربيجان‪� ،‬أبو الفي�ض قاراييف‪ ،‬تناول اللقاء تنظيم‬ ‫فعاليات ثقافية خالل �ألعاب الت�ضامن الإ�سالمي املقرر‬ ‫تنظيمها يف �أذربيجان يف عام ‪.2017‬‬ ‫وعقد الأمني العام كذلك اجتماع ًا مع ال�سيد خلف‬ ‫خلفوف‪ ،‬نائب وزير ال�ش�ؤون اخلارجية يف �أذربيجان‪،‬‬ ‫الذي �أثنى على املوقف املبدئي للمنظمة ودعمها‬ ‫امل�ستمر لأذربيجان يف نزاعها مع �أرمينيا‪ .‬و�أ�شاد‬ ‫كذلك بالدور البارز للمنظمة يف الت�صدي للنـزاعات‬ ‫يف ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وبالأخ�ص ق�ضية فل�سطني‪ .‬كما‬ ‫بحث معه الأمني العام الأو�ضاع يف اليمن‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫بع�ض الق�ضايا الأخرى‪ ،‬مثل الأقليات امل�سلمة والعنف‬ ‫والتطرف والإرهاب‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي ومركز الملك عبد اهلل العالمي‬ ‫للحوار بين أتباع األديان والثقافات ينسقان جهودهما‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫وقعت يوم كل من منظمة التعاون الإ�سالمي ومركز امللك عبد اهلل العاملي للحوار بني‬ ‫�أتباع الأديان والثقافات مذكرة تفاهم من �أجل تعزيز التعاون وال�شراكة فيما بينهما‬ ‫يف جمال احلوار بني الديانات والثقافات‪ .‬ووقع هذه االتفاقية كل من الأمني العام‬ ‫للمنظمة‪ ،‬ال�سيد �إياد �أمني مدين‪ ،‬والأمني العام ملركز امللك عبد اهلل‪ ،‬الأ�ستاذ في�صل‬ ‫بن عبد الرحمن بن معمر‪.‬‬ ‫وي�أتي توقيع مذكرة التفاهم هذه يف �ضوء التحديات العاملية الراهنة التي ت�ستلزم‬ ‫من كافة الكيانات املعنية �إيالء املزيد من االهتمام والقيام باملزيد من الأعمال من‬ ‫�أجل �ضمان التعاي�ش ال�سلمي والوئام والتفاعل بني �شعوب املجتمعات املختلفة‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل تعزيز احلوار بني الديانات والثقافات‪ .‬ولدى كل من املنظمتني م�صالح‬ ‫م�شرتكة يف هذا املجال ويت�شاطران القناعة ذاتها ب�أن احلوار �أداة رئي�سية يف درء‬ ‫الأمني العام للمنظمة (ميني) �إىل جانب الأمني العام ملركز امللك عبد اهلل العاملي للحوار‬ ‫بني �أتباع الأديان والثقافات‪ ،‬في�صل بن عبد الرحمن بن معمر �أثناء حفل التوقيع‬ ‫النـزاعات وف�ضها وحتقيق ال�سلم امل�ستدام والتما�سك االجتماعي‪ .‬ومن ثم‪ ،‬قررت‬ ‫املنظمتان‪ ،‬ومبوجب مذكرة التفاهم هذه‪ ،‬التعاون فيما بينهما من �أجل حتقيق �أتباع الأديان والثقافات بعالقات تعاون تتعلق بالعديد من امل�شاريع يف عدد من الدول‪،‬‬ ‫امل�شاركة الق�صوى يف هذا املجال‪ ،‬وذلك من خالل تنفيذ جمموعة من الربامج‬ ‫من خالل تنظيم اجتماعات لتعزيز احلوار والت�سامح والوفاق وبناء القدرات يف هذه‬ ‫والن�شاطات لتعزيز احلوار بني الديانات والثقافات واحل�ضارات عرب العامل‪.‬‬ ‫وترتبط كل من منظمة التعاون الإ�سالمي ومركز امللك عبد اهلل العاملي للحوار بني البلدان‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون الصحة‬

‫ُت َعـ ّد كوتونو العا�صمة االقت�صادية و�أكرب مدن بنني‪،‬‬ ‫التي كانت تُ�سمى داهومي‪ ،‬ويوجد يف املدينة عدد من‬ ‫الهيئات احلكومية والدبلوما�سية‪.‬‬ ‫وتعني كلمة “كوتونو” يف لغة الفون “م�صب نهر‬ ‫املوت”‪ .‬وت�ستمد املدينة ا�سمها من موقعها اجلغرايف‬ ‫على ال�شريط ال�ساحلي الرابط بني بحرية “نوكوي”‬ ‫واملحيط الأطل�سي‪ .‬وت�ستثمر �سلطات البالد هذه امليزة‬ ‫اجلغرافية �أح�سن ا�ستثمار‪ ،‬حيث مت�ضي يف �إن�شاء‬ ‫البنية التحتية ل�شبكة الطرق واملوا�صالت لتجعل من‬ ‫كوتونو �أحد مراكز التجارة الإقليمية الفرعية‪ .‬ويوجد‬ ‫يف املدينة �أي�ض ًا عدد من الأماكن التي ترمز لتاريخ‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫نبذة تاريخية عن املدينة‬ ‫كانت كوتونو يف الأ�صل عبارة عن منطقة م�ستنقعات‬ ‫ي�سكنها ال�صيادون وتخ�ضع ل�سلطة مملكة �أبومي‪ .‬وقد‬ ‫دفع موقعها اال�سرتاتيجي الواقع بني ويداه (ميناء‬ ‫العبيد) وبورتو نوفو (اململكة املناف�سة) ملوك �أبومي‪،‬‬ ‫وال�سيما غليلي‪� ،‬إلى انتداب ممثلني بها ملراقبة التجارة‬ ‫مع الأوروبيني‪ .‬كما كانت كوتونو مينا ًء غري ر�سمي لنقل‬ ‫العبيد يف منت�صف القرن التا�سع ع�شر‪ ،‬بعد �إلغاء الرق‪،‬‬ ‫وذلك من �أجل االلتفاف على ميناء ويداه الذي �أ�صبح‬ ‫يف ذلك التاريخ خا�ضع ًا للمراقبة‪.‬‬ ‫وازدهرت كوتونو مع قدوم الفرن�سيني‪ .‬فوفق معاهدة‬ ‫�أبرمت مع امللك غليلي يف مايو ‪� ،1668‬أُ ّجرت املدينة‬ ‫لفرن�سا مقابل ‪� 20‬ألف فرنك يف ال�سنة‪ .‬ومن ثم �أن�ش�أ‬ ‫الفرن�سيون الطرق الأولى يف عام ‪ ،1885‬و�شقوا قناة‬ ‫ق�سمت املدينة �إلى ق�سمني بغر�ض ت�سهيل الو�صول �إلى‬ ‫البحر عن طريق بحرية بورتو نوفو (من خالل بحرية‬ ‫نوكوي)‪.‬‬ ‫وبعد وفاة امللك غليلي‪ ،‬خلفه ابنه بيهانزين يف احلكم‬ ‫و�أعاد النظر يف االتفاق املربم مع الفرن�سيني‪ .‬ومن ثم‬ ‫�أعلنت فرن�سا احلرب على ملك �أبومي وعمدت �إلى بناء‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫كوتونو‬ ‫عاصمة الثقافة اإلسالمية‬ ‫لمنطقة إفريقيا ‪2015‬‬ ‫ر�صيف ما بني عامي ‪ 1891‬و‪ 1893‬لت�سهيل نزول قوات‬ ‫اجلرنال دود�س الذي ُعينّ يف القيادة العليا للم�ستوطنات‬ ‫الفرن�سية على �ساحل العبيد‪ .‬وكان هذا الر�صيف‪ ،‬وهو‬ ‫عبارة عن ج�سر معدين‪ ،‬ميتد من ال�ساحل �إلى ما وراء‬ ‫منطقة الأمواج (وال تزال بقايا هذا العمل وا�ضحة �إلى‬ ‫اليوم على ال�شاطئ يف كوتونو)‪ .‬و�سيكون هذا الر�صيف‬ ‫فيما بعد نقطة البداية لبناء املباين احلديثة وال�سكك‬ ‫احلديدية انطالق ًا من كوتونو‪.‬‬ ‫وبعد مقاومة �شر�سة من قوات امللك بيهانزين‪ ،‬انت�صرت‬ ‫فرن�سا يف احلرب و�ضمت �إلى مملكة �أبومي كل �أرا�ضي‬ ‫ال�شمال واجلنوب التي كانت حتت �سيطرتها‪ .‬وهكذا‬ ‫ن�ش�أت م�ستعمرة داهومي يف عام ‪ 1894‬وو�ضعت حتت‬ ‫�سلطة احلاكم فيكتور بالو‪.‬‬ ‫وبد�أت كوتونو م�سرية النمو ال�سريع بعد �أن كانت يف‬ ‫الأ�صل قرية لل�صيادين وبعد �أن اكت�سبت �صفة املدينة‬ ‫ب�شكل ر�سمي‪ .‬فقد ُقدّر عدد �سكانها الذي كان ي�صل‬ ‫�إلى نحو ‪� 70‬ألف ن�سمة عام ‪ 1960‬ب�أكرث من مليون‬ ‫ن�سمة يف عام ‪ .2013‬لكن جتمعها ال�سكاين مع �إقليم‬ ‫�أبومي كااليف كان قد جتاوز مليون ن�سمة يف �إح�صاء‬ ‫عام ‪ ،2002‬ومن املمكن �أن يكون قد و�صل �إلى قرابة‬ ‫‪ 2.2‬مليون ن�سمة خالل الوقت احلايل‪.‬‬ ‫الثقافة‬ ‫ُت َعـ ّد كوتونو �صورة م�صغرة متثل البالد كلها تقريب ًا‪.‬‬ ‫فاكت�شاف عمق هذه املدينة العظيمة هو �إلى حد ما‬

‫حماولة ملعرفة البالد كلها‪ .‬ومير هذا االكت�شاف‬ ‫بال�ضرورة من خالل ما مييز هذه املدينة‪.‬‬ ‫ف�إلى جانب الأهمية االقت�صادية والإدارية لكوتونو‪،‬‬ ‫ت�ضم املدينة ف�ضاءات ثقافية م�ؤ�س�ساتية وخا�صة‪ ،‬من‬ ‫بينها بينايل الفنون‪ ،‬وم�ؤ�س�سة زن�سو‪ ،‬واملتحف الأوملبي‬ ‫لبنني‪.‬‬ ‫وتتميز مدينة كوتونو‪ ،‬وبنني ب�شكل عام‪ ،‬بربوز الأن�شطة‬ ‫املتعلقة بتعزيز خمت ِلف قطاعات الثقافة‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫ال�سينما والأدب واملو�سيقى والر�سم والنحت والت�صوير‬ ‫الفوتوغرايف‪.‬‬ ‫الإ�سالم يف بنني‬ ‫دخل الإ�سالم �إلى بنني على يد علماء قدموا من مايل‬ ‫ونيجرييا‪ ،‬ومل يفت�أ الإ�سالم يو�سع نطاق انت�شاره‪ .‬وتقدم‬ ‫الإح�صائيات امل�ستمدة من الإح�صاء العام لل�سكان‪،‬‬ ‫الن�سب التالية للم�سلمني يف بنني‪ 7 :‬يف املئة يف عام‬ ‫‪ ،1962‬و‪ 20‬يف املئة عام ‪ ،1992‬وما بني ‪ 30‬و‪ 45‬يف املئة‬ ‫عام ‪ .2000‬وتنحدر غالبية م�سلمي بنني من جمموعات‬ ‫الفوالين‪ ،‬وناغو‪ ،‬وكوتوكويل‪ ،‬وديندي‪ ،‬و�آين‪ ،‬والهو�سا‪،‬‬ ‫واليوروبا‪.‬‬ ‫وبالرغم من �أن وجود الإ�سالم يف بنني يعود �إلى‬ ‫عهد قدمي‪ ،‬ف�إن اجلالية امل�سلمة يف بنني مل يت�سنَّ لها‬ ‫القيام ب�أن�شطة ملمو�سة �إ ّال مع التحول الدميقراطي‬ ‫خالل ت�سعينيات القرن الع�شرين‪ ،‬والذي تعزز بف�ضل‬ ‫التطورات التي حتققت على امل�ستويني االقت�صادي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬حيث �شملت هذه الأن�شطة على وجه‬ ‫اخل�صو�ص بناء امل�ساجد و�إ�صدار ال�صحف الإ�سالمية‪،‬‬ ‫مثل «نور الإ�سالم» واملجلة ال�شهرية اجلديدة «الأمة‬ ‫الإ�سالمية» وت�أ�سي�س �إذاعة «�صوت الإ�سالم»‪.‬‬ ‫ويتجلى التعاي�ش ال�سلمي بني �أتباع الديانتني امل�سيحية‬ ‫والإ�سالمية من خالل الوجود امللحوظ لأماكن العبادة‬ ‫اخلا�صة بكل واحدة منهما‪ ،‬والذي ترمز له كاتدرائية‬ ‫“نوتردام دي ميزيريكورد” يف كوتونو وامل�سجد الكبري‪.‬‬

‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪47‬‬


‫ثقافة‬ ‫متحف باردو المفعم بكنوز الحضارات يكسب معركته ضد اإلرهاب‬‬ ‫تون�س ـ (د ب ا)‪:‬‬ ‫يقف الدليل ال�سياحي‪ ،‬وا�صل بوزيد‪� ،‬إلى جانب �صحافيني فرن�سيني اثنني و�سط املر�آب‬ ‫اخلا�ص مبتحف باردو ال�شهري بتون�س ومقر الربملان املحاذي له‪ ،‬وهما ب�صدد جتهيز‬ ‫�آالت الت�صوير ومعدات‬ الت�سجيل قبل �أن ينطلقا باجتاه الباب الرئي�سي للمتحف‪‬.‬‬ ‫ويف بهو �أمام الباب البلوري للمتحف‪ ،‬توقف وا�صل قبل الدخول مع الفريق‬ ال�صحفي‬ ‫�أمام ن�صب تذكاري من الرخام يحمل قائمة ا�سمية ل�ضحايا الهجوم‬ الدامي الذي‬ ‫ا�ستهدف املبنى يوم ‪ 18‬مار�س ‪ 2015‬و�أوقع ‪ 22‬قتي ًال يف �صفوف‬ ال�سياح الزائرين‬ ‫الذين قدموا عرب رحلة بحرية‪� ،‬إلى جانب مقتل رجل �أمن‪ ‬.‬و ُي َعد هذا هو الهجوم‬ ‫الإرهابي الأ�سو�أ الذي ت�شهده تون�س منذ عقود‪.‬‬ ‫و�أمام كومة من الزهور جتمعت حتت اللوح الرخامي بد�أ وا�صل ي�شري �أمام رفيقيه‬ ‫�إلى �أ�سماء عدد من ال�ضحايا ال�سياح الذين كانوا برفقته يف يوم الهجوم‪ ،‬بينما ال‬ ‫تزال �آثار ال�صدمة بادية على وجهه‪ ،‬لأنه يدرك �أنه كان حمظوظ ًا بنجاته من املوت‬ ‫ب�أعجوبة‪ .‬والبقاء على قيد احلياة هو العزاء الوحيد لوا�صل الذي �أ�صبح بعد احلادث‬ ‫على �شفا البطالة‪ ،‬مثل �آالف العاملني يف القطاع ال�سياحي‪‬.‬‬ ‫ويذكر وا�صل لوكالة الأنباء الأملانية (د ‪.‬ب ‪.‬ا) لدى دخوله املتحف «لي�ست هناك‬ ‫وفود �سياحية‪ .‬كل الرحالت البحرية �ألغيت بعد احلادث والأدالء ال�سياحيون �أغلبهم‬ ‫حمالون الآن على بطالة ق�سرية»‪.‬‬ ‫وقال مدير املتحف‪ ،‬من�صف بن مو�سى‪ ،‬لوكالة الأنباء الأملانية «ح�صل نق�ص يف عدد‬ ‫الزوار‪ ،‬وهذا منطقي ب�سبب توقف الرحالت البحرية ال�سياحية‪ ،‬لكن مل يتجاوز ذلك‬ ‫ن�سبة ‪ 10‬يف املئة»‪‬.‬‬ ‫وما يزال عدد من القاعات يف املتحف حتمل �آثار طلقات نارية ملنفذي الهجوم‬ �أ�صابت‬ ‫حتف ًا وقطع ًا بلورية وف�ضلت �إدارة املتحف تركها كما هي حتى يطلع‬ عليها اجلمهور‪.‬‬ ‫و�أ�ضفى ذلك نوع ًا من االثارة لدى الزائرين ال تق ّل عن الإثارة التي يحفل بها تاريخ‬ ‫املتحف والكنوز الأثرية املعرو�ضة بني‬ جدرانه‪‬.‬‬ ‫وبد�أ �إن�شاء املتحف العريق يف عام ‪ 1882‬على يد �سلطات االحتالل الفرن�سي بعد‬ ‫عام من دخولها تون�س ومت تد�شينه يف عام ‪ 1888‬حتت ا�سم املتحف العلوي ن�سبة‬ لعلي‬ ‫باي الذي تولى احلكم من عام ‪ 1882‬حتى ‪ .1908‬لكن بدء ًا من عام ‪ ‬،1956‬تاريخ‬ ‫ا�ستقالل تون�س‪ ،‬حتول ا�سمه �إلى املتحف الوطني بباردو‪ .‬و�صنف كمعلم‬ تاريخي يف‬ ‫�سبتمرب ‪.1985‬‬

‫‪48‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫و ُي َعد املتحف اليوم الأكرب يف �شمال �إفريقيا والثاين عاملي ًا لفن الف�سيف�ساء بعد متحف‬ ‫زيوغما للف�سيف�ساء برتكيا‪.‬‬ ‫ويت�صدر متثال من القرن ال�ساد�س قبل امليالد يج�سم «بعل حمون» كبري الآلهة لدى‬ ‫القرطاجيني‪ ،‬وهو �إله ال�شم�س واملطر ورمز الرخاء‪ ،‬اجلناح اخلا�ص‬ باحل�ضارة‬ ‫البونية التي مثلت �أوج حكم قرطاج يف تون�س وحو�ض املتو�سط بني عامي ‪ 814‬قبل‬ ‫امليالد و‪ 146‬قبل امليالد‪‬.‬‬ ‫ويف القاعة البونية‪ ،‬يروي مر�شد ثقايف ملجموعة من ال�سياح بلغات ثالث‪‬،‬‬ ‫فرن�سية و�إجنليزية و�أملانية‪ ،‬حقائق عن تاريخ “بعل حامون” الذي ظل ُيع َبد‬ حتى‬ ‫زمن مت�أخر لدى �سكان �شمال افريقيا وهو مياثل الإله «جوبيرت» والآلهة «زيو�س»‬ ‫و»�أبوللو» و»�ساتورن» لدى الرومان‪ ،‬لكنه كان يتقا�سم �شهرته لدى‬ القرطاجيني مع‬ ‫�آلهة اخل�صوبة «تانيت» ذات الر�أ�س الأ�سدي وج�سم امر�أة‪‬.‬‬ ‫ولكن عراقة االقت�صاد البوين القائم على التجارة البحرية وال�صناعة‪ ،‬وتفا�صيل‬ ‫احلياة اليومية للقرطاجيني تربز �أكرث عرب اللوحات الف�سيف�سائية وجمموعة الأقنعة‬ ‫وامل�صابيح الفخارية‪� ،‬إلى جانب �أواين الطبخ و�أدوات الزينة واحللي امل�صنوع من‬ ‫الذهب والف�ضة والأحجار‬ الكرمية‪‬.‬‬ ‫ويف جناح املهدية‪ ،‬ينت�صب متثال الإله «هرم�س»‪ ،‬ويف زاوية �أخرى تعر�ض حتف‬ ‫و�أدوات ومناذج فخارية وقطع �أثرية يونانية اكت�شفها بحارة بني �سنتي ‪ 1907‬و‪1911‬‬ ‫�أثناء عثورهم على حطام �سفينة رومانية قبالة �سواح ‬ل املدينة‪.‬‬ ‫ويعتقد امل�ؤرخون �أن هذه التحف جاءت �أ�سا�س ًا من ميناء �أثينا بني �سنتي ‪ 80‬و‪70‬‬ ‫قبل امليالد وكانت على منت �سفينة متجهة �إلى ال�سواحل الإيطالية‪ ،‬غري �أن عا�صفة‬ ‫حولت طريقها �إلى �شمال �إفريقيا‪ ،‬حيث غرقت على بعد قرابة خم�سة كيلومرتات من‬ ‫ال�سواحل‪ ‬.‬وت�شري رواية امل�ؤرخني �إلى �أن حمولة ال�سفينة‪ ،‬وهي جمموعة حتف‪ ،‬كانت‬ ‫ُم َعدة على الأرجح لتجميل ق�صر لأحد وجهاء الأر�ستقراطية الرومانية‪‬.‬‬ ‫وب�شكل غري متوقع‪ ،‬منح الهجوم الإرهابي دفعة ملتحف باردو ب�أن �سمح له ب�إعادة‬ ‫التموقع على اخلارطة العاملية‪ .‬ويقول مدير املتحف‪ ،‬من�صف بن مو�سى‪ ،‬لـ(د ب‬ ‫ا) «تلقى املتحف ت�ضامن ًا وا�سع ًا من خمت ِلف متاحف العامل‪ ،‬من طوكيو �إلى لو�س‬ ‫�أجنلو�س»‪ .‬و�أ�ضاف بن مو�سى «نتوقع ارتفاع ًا يف عدد الزوار‪ .‬وهناك رحالت مربجمة‬ ‫للقدوم �إلى متحف باردو وحتى ب�شكل انفرادي»‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫ثقافة‬

‫لجنة الكومياك‬

‫الرئي�س ال�سنغايل ماكي �صال‬

‫داكار ـ جمهورية ال�سنغال‪:‬‬ ‫احت�ضنت العا�صمة ال�سنغالية داكار يومي ‪ 28‬و‪29‬‬ ‫�إبريل ‪� 2015‬أعمال الدورة العا�شرة للجنة الدائمة‬ ‫للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية حتت �شعار «دور ال�شباب‬ ‫وو�سائل الإعالم من �أجل ال�سلم واال�ستقرار يف العامل‬ ‫الإ�سالمي»‪ ،‬وذلك برعاية ر�سمية من فخامة رئي�س‬ ‫جمهورية ال�سنغال‪ ،‬رئي�س جلنة الكومياك‪ ،‬ماكي �صال‪،‬‬ ‫ومب�شاركة عدد من الوزراء وامل�س�ؤولني عن الإعالم‬ ‫وال�ش�ؤون الثقافية بدول منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويف كلمته االفتتاحية للدورة‪� ،‬أ�شار الرئي�س ال�سنغايل‬ ‫�إلى ما تعانيه الأمة الإ�سالمية من ممار�سات فئة قليلة‬ ‫با�سم الدين الإ�سالمي وعلى نحو ينعك�س �سلب ًا على‬ ‫�صورة امل�سلمني ب�شكل عام‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الرئي�س �صال �أن انعقاد الدورة العا�شرة‬ ‫للكومياك‪ ،‬الذي ي�أتي يف ظل حتديات متعاظمة يواجهها‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬يربز �أهمية دور ال�شباب باعتبارهم‬ ‫�أمل الأمة وم�ستقبلها الواعد‪ ،‬م�ؤكد ًا احلاجة �إلى‬ ‫منح ال�شباب فر�صة لإثبات دورهم الإيجابي والبنـّـاء‬ ‫بالن�سبة ملجتمعهم و�أمتهم‪ ،‬وداعي ًا �إلى حتالف لل�شباب‬ ‫من �أجل ن�شر ثقافة ال�سالم وامل�شاركة يف جتلية ال�صورة‬ ‫احلقيقية للإ�سالم‪.‬‬ ‫وا�ست�شهد ماكي �صال يف كلمته بنماذج من املا�ضي‬ ‫املت�ألق للح�ضارة الإ�سالمية يف جمال التبادل الثقايف‬ ‫والأكادميي‪ ،‬بدء ًا ببيت احلكمة يف بغداد ومرور ًا‬ ‫بالأ�سماء الالمعة لعلماء م�سلمني �أ�سهموا يف �إثراء‬ ‫احل�ضارة الإن�سانية‪ ،‬كما ا�ستح�ضر جانب ًا م�شرق ًا من‬ ‫واقع الأمة الراهن واملتمثل يف ا�ست�ضافة دولة الإمارات‬ ‫العربية املتحدة ملعر�ض اك�سبو ‪ ،2020‬واحت�ضان دولة‬ ‫قطر لك�أ�س العامل لكرة القدم عام ‪.2022‬‬ ‫من جهته‪� ،‬شكر الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫�إياد �أمني مدين‪ ،‬يف كلمته يف افتتاح �أعمال الكومياك‪،‬‬ ‫فخامة الرئي�س ال�سنغايل على بثه روح ًا جديدة يف‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫تدعو إلى اغتنام وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫لتسليط الضوء على انتهاكات االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي‬ ‫الكومياك ودعمه لها‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن العامل الإ�سالمي تتكالب‬ ‫عليه تهديدات‪ ،‬بع�ضها خارجي يتمثل يف ا�ستفحال‬ ‫ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬و�أخرى داخلية كتنظيم داع�ش‬ ‫وحركات ال�شباب وبوكو حرام والقاعدة‪ .‬و�أو�ضح مدين‬ ‫�أن مواجهة هذه التهديدات تتطلب بالأ�سا�س �أداة‬ ‫ومن�صة ملواجهة هذه التهديدات‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الأمني العام �أن القرارات ال�صادرة عن هذا‬ ‫االجتماع يجب �أن جتد ترجمتها يف حتركات ملمو�سة‬ ‫للت�صدي الفاعل لل�سيل العرم من الإ�سالموفوبيا‬ ‫واالقتتال املذهبي داخل العامل الإ�سالمي‪ ،‬معترب ًا �أن‬ ‫من �أهم من الق�ضايا التي تبحثها هذه الدورة الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬حيث جدد دعوته مل�ؤازرة �أهل القد�س‬ ‫ودعم �صمودهم يف مواجهة االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫بزيارة امل�سجد الأق�صى‪ ،‬و�أ�شار يف هذا ال�سياق �إلى �أن‬ ‫املنظمة ب�صدد �إن�شاء مكتب يف رام اهلل‪.‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬تبنت الدورة يف ختام �أعمالها �إعالن‬ ‫داكار الذي �أدان ب�شدة الأعمال الإرهابية التي ترتكب‬ ‫يف �شتى �أرجاء العامل با�سم الإ�سالم‪ ،‬على يد جماعات‬ ‫�إرهابية ت�شوه �صورة الإ�سالم الذي يدعو �إلى ال�سلم‬ ‫وحمبة الآخر‪ .‬و�أكد الإعالن ب�صفة خا�صة �أهمية‬ ‫و�ضرورة ن�شر ر�سالة الإ�سالم العاملية الداعية �إلى‬ ‫ال�سالم والت�ضامن عرب العامل وب�شتى ال�سبل والو�سائل‬ ‫املالئمة‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬اعتمدت الدورة جملة من القرارات‪،‬‬ ‫كان من �أهمها الت�شديد على �أهمية دعم اجلهود‬ ‫املبذولة يف جمال احلوار بني احل�ضارات والثقافات‪،‬‬ ‫وتعزيز جهود الأمانة العامة للمنظمة و�أجهزتها التابعة‬ ‫لها يف هذا املجال‪ ،‬وتعزيز جهود مكافحة القولبة‬ ‫النمطية بحق الإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫كما دعا امل�ؤمتر الدول الأع�ضاء التي مل تن�ضم بعد‬ ‫�إلى جمموعة �أ�صدقاء حتالف احل�ضارات �إلى �سرعة‬ ‫االن�ضمام �إليه‪ .‬وطالب كذلك بتفعيل جمل�س �سفراء‬

‫الدول الأع�ضاء املقيمني يف �أوروبا والأمريكتني لتنظيم‬ ‫فعاليات ثقافية وفنية ق�صد جتلية �صورة الإ�سالم‬ ‫احلقيقية ون�شر الثقافة الإ�سالمية من �أجل احلد من‬ ‫ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫ويف مو�ضوع الق�ضية الفل�سطينية‪� ،‬أدان امل�ؤمتر الأعمال‬ ‫العدوانية التي تقوم بها �إ�سرائيل يف مدينة القد�س‬ ‫ال�شريف‪ ،‬مبا يف ذلك بناء امل�ستوطنات وبناء جدار‬ ‫العزل والف�صل العن�صري حول هذه املدينة من �أجل‬ ‫�ضمها؛ واالعتداءات الإ�سرائيلية على املقد�سات‬ ‫والثقافة الإ�سالمية يف الأر�ض الفل�سطينية‪ ‬املحتلة‪.‬‬ ‫وطلبت الدورة من الدول الأع�ضاء �أن توجه و�سائل‬ ‫الإعالم فيها للقيام بحمالت �إعالمية ُمركزة على‬ ‫خمت ِلف النواحي ال�سيا�سية واالقت�صادية والثقافية‬ ‫واالجتماعية وال�سياحية يف مدينة القد�س ال�شريف‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف عام ‪ ،2015‬حيث ح�صلت مدينة القد�س‬ ‫ال�شريف‪ ،‬على لقب مدينة ال�سياحة الإ�سالمية لهذا‬ ‫العام‪.‬‬ ‫كما �أكدت الدورة �أهمية الإعالم يف دعم القد�س‬ ‫ال�شريف وفل�سطني‪ ،‬ودعت الإعالميني يف الدول‬ ‫الأع�ضاء �إلى اغتنام انت�شار و�سائل التوا�صل االجتماعي‬ ‫عرب الإنرتنت‪ ،‬لإبراز الق�ضية الفل�سطينية‪ ،‬وت�سليط‬ ‫ال�ضوء على انتهاكات االحتالل الإ�سرائيلي‪ ،‬بحق‬ ‫الإن�سان الفل�سطيني‪ ،‬وممتلكاته‪ ،‬ومقد�ساته‪.‬‬ ‫ومن �أجل تفعيل جلنة الكومياك وتعزيز دورها‬ ‫التن�سيقي‪ ،‬دعت الدورة جميع الدول الأع�ضاء واجلهات‬ ‫املعنية يف جمهورية ال�سنغال �إلى مدِّ اللجنة الدائمة‬ ‫للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية بكل ما يلزم من دعم مادي‬ ‫ولوج�ستي لت�ضطلع بدورها الريادي يف تن�سيق العمل‬ ‫الإعالمي‪.‬‬ ‫كما �أعلنت الدورة العا�شرة للكومياك دعمها لقرار‬ ‫�إطالق قناة للمنظمة عرب �شبكة الإنرتنت ولدرا�سة‬ ‫�آليات تنفيذ هذا القرار‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪49‬‬


‫إعالم‬

‫الأمني العام للمنظمة‬ ‫مدين يف منتدى الإعالم‬ ‫العربي يف دبي‬

‫األمين العام يتحدث عن واقع األمة اإلسالمية في منتدى اإلعالم العربي بدبـي‬ ‫دبي ـ الإمارات العربية املتحدة‪:‬‬ ‫حتدث الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬خالل اجلل�سة االفتتاحية ملنتدى الإعالم‬ ‫العربي عن واقع الأمة الإ�سالمية يف هذه املرحلة‬ ‫احلا�سمة من تاريخها‪ ،‬حيث �أكد �أن امل�سلمني باتوا يف‬ ‫حاجة �أكرث من �أي وقت م�ضى للتو�صل �إلى �صياغة �آلية‬ ‫جديدة ميكن من خاللها التنب�ؤ بالأزمات ال�سيا�سية‬ ‫قبل اندالعها‪.‬‬ ‫وقدم الأمني العام ملحة عامة عن الأن�شطة واملجاالت‬ ‫التي تهتم بها املنظمة‪ ،‬مبا يف ذلك الق�ضية الفل�سطينية‬ ‫والق�ضايا ال�سيا�سية املختلفة‪ ،‬وامل�ساعدات الإن�سانية‪،‬‬ ‫والربامج االقت�صادية املختلفة‪ ،‬والدفاع عن حقوق‬ ‫املر�أة وحقوق الإن�سان على �أ�سا�س املبادئ الإ�سالمية‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن تعزيز احلوار بني الثقافات و التفاعل‪.‬‬ ‫وحول نظرة العامل للإ�سالم وامل�سلمني‪ ،‬قال مدين �إن‬ ‫الأمة تواجه حتديات كبرية جانب منها م�صدره من‬ ‫الداخل‪ ،‬منوه ًا ب�أهمية اخللفيات التي �أدت �إلى هذا‬ ‫الت�شويه الذي نال من �صورة امل�سلمني حول العامل‪.‬‬ ‫و�شدد مدين على �أهمية �أن يكون هناك خطاب يعرب‬ ‫عن حقوق الإن�سان من منظور �إ�سالمي‪ ،‬وقال �إن حرية‬

‫التعبري ال تعني النيل من دين �آخر �أو اال�ستهزاء به �أو‬ ‫الإ�ساءة �إليه‪ ،‬فالبد �أن يكون هناك حدود وا�ضحة تكفل‬ ‫�إيجاد تعريف منطقي حلرية التعبري‪ ،‬ونوه ب�أن احلقوق‬ ‫التي قد تراها جمتمعات �ضرورية ويجب ت�ضمينها‬ ‫يف امليثاق العاملي حلقوق الإن�سان ال تعني �أنها واجبة‬ ‫الت�ضمني يف امليثاق ل�سبب ب�سيط �أنها حقوق ال تعترب‬ ‫�أ�سا�سية خا�صة و�إن كانت تنايف منطق العقل والطبيعة‬ ‫التي جبل عليها الب�شر‪ .‬‬ ‫و�أكد معاليه �أن امل�سلمني جتمعهم هُ وية م�شرتكة وف�ضاء‬ ‫ح�ضاري واحد ت�أ�س�س على مدار قرون طويلة‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام للمنظمة �إلى �أن تهمي�ش جمموعات‪،‬‬ ‫�سواء على �أ�سا�س العرق �أو الدين �أو على �أي �أ�سا�س‬ ‫�آخر‪ ،‬يدفع من دون �شك �إلى انفجار العنف‪.‬‬ ‫وقال �إن االهتمام بال�شباب ال بد �أن يكون عرب �إعالء‬ ‫قيمة العلم واملعرفة وتوظيف التكنولوجيا املتطورة‪ ،‬وهو‬ ‫املو�ضوع الذي �سريكز عليه م�ؤمتر تعقده املنظمة خالل‬ ‫العام اجلاري لبحث كيفية توظيف التقنية املتطورة يف‬ ‫دفع معدالت التنمية االقت�صادية يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويف جل�سة حوارية مع الأمني العام‪ ،‬تلت اجلل�سة‬ ‫االفتتاحية‪ ،‬وحملت عنوان “�صورة الإ�سالم‬

‫وامل�سلمني”‪ ،‬ا�ستبعد مدين اال�ستخفاف بدور الإعالم‪،‬‬ ‫وقال �إنه لي�س لعبة ولكنه �صورة من �صور القدرات‬ ‫ال�سيا�سية‪ .‬ورف�ض مدين ا�ستخدام الدين �أو املذهبية‬ ‫ك�أداة لتو�سيع النفوذ �أو التدخل يف �ش�ؤون دول �أخرى‪.‬‬ ‫ودعا �إلى تفادي الوقوع يف فخ الإميان بال�صورة التي‬ ‫ر�سمها الغرب للأمة الإ�سالمية على �أنها �أمة “جامدة”‬ ‫ودح�ض تلك ال�صورة ال�سلبية‬‪ ‪،‬وخ�صو�ص ًا �أن امل�سلمني‬ ‫هم �ص ّناع ح�ضارة‪ ،‬كما دعا �إلى عدم اخت�صار الأمة‬ ‫الإ�سالمية يف منطقة واحدة من العامل‪.‬‬ ‫وكان منتدى الإعالم العربي يف دورته الرابعة ع�شرة قد‬ ‫افتتحه يوم ‪ 12‬مايو ‪� 2015‬صاحب ال�سمو ال�شيخ حممد‬ ‫بن را�شد �آل مكتوم‪ ،‬نائب رئي�س دولة الإمارات العربية‬ ‫املتحدة رئي�س جمل�س الوزراء حاكم دبي‪ ،‬وبح�ضور‬ ‫امل�ست�شار عديل من�صور الرئي�س ال�سابق جلمهورية‬ ‫م�صر العربية‪ ،‬ومعايل حممد بن عبد اهلل القرقاوي‬ ‫وزير �ش�ؤون جمل�س الوزراء الإماراتي‪ ،‬وال�شيخ �سلمان‬ ‫�صباح ال�سامل احلمود ال�صباح وزير الإعالم وزير‬ ‫الدولة ل�ش�ؤون ال�شباب الكويتي‪ ،‬ولفيف من قيادات‬ ‫الإعالم العربي ور�ؤ�ساء امل�ؤ�س�سات الإعالمية والكتاب‬ ‫و�صناع الر�أي يف املنطقة والعامل‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي توقع مذكرة تفاهم‬ ‫مع وكالة األنباء اإلسالمية الدولية للتكاتف في مواجهة اإلسالموفوبيا‬ ‫امل�شرتكة وتنفيذ القرارات التي اعتمدها م�ؤمتر‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫اتفقت منظمة التعاون الإ�سالمي ووكالة الأنباء وزراء الإعالم يف الدول الأع�ضاء باملنظمة‪ .‬وت�شمل‬ ‫الإ�سالمية الدولية (�إينا)‪ ،‬على توحيد جهودهما االتفاقية تغطية الوكالة بالن�ص وال�صورة والفيديو‬ ‫�أن�شطة الأمانة العامة و�إر�سالها �إلى وكاالت الأنباء‬ ‫ملكافحة الإرهاب ومواجهة الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�ش�أن‪ ،‬وقعت مديرة �إدارة الإعالم بالأمانة والف�ضائيات وو�سائل الإعالم‪.‬‬ ‫العامة للمنظمة‪ ،‬مها م�صطفى عقيل‪ ،‬ومدير عام‬ ‫وكالة �إينا‪ ،‬علي �أحمد الغامدي‪ ،‬على مذكرة تفاهم يف كما يقوم كال الطرفني بتنظيم ور�ش عمل ودورات‬ ‫تدريبية م�شرتكة لفائدة من�سوبي الطرفني والإعالميني‬ ‫احتفال �أقيم مبقر املنظمة يوم ‪ 9‬يوليو ‪.2015‬‬ ‫وتهدف االتفاقية �إلى تعزيز التعاون يف املجاالت يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫‪50‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫وتن�ص االتفاقية على و�ضع م�شاريع م�شرتكة و�إنتاج‬ ‫تقارير تع ّرف بق�ضايا الأمة الإ�سالمية‪ ،‬وتكافح خطاب‬ ‫التطرف والإرهاب والعنف وظاهرة الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫ُي�شار �إلى �أن وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (�إينا)‬ ‫ُت َعد �أحد �أجهزة منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وتتخذ‬ ‫من مدينة جدة مقر ًا لها‪ ،‬وقد ت�أ�س�ست يف عام ‪،1972‬‬ ‫مبوجب قرار اعتمده امل�ؤمتر الإ�سالمي الثالث لوزراء‬ ‫خارجية املنظمة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون األسرة‬ ‫قرار منظمة التعاون اإلسالمي بشأن حماية األسرة‬ ‫يحظى بأغلبية األصوات في مجلس حقوق اإلنسان‬

‫اعتمد جمل�س الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان قرار ًا‬ ‫حول حماية الأ�سرة يحذر من «ال�ضعف املتزايد» الذي‬ ‫تواجهه‪ .‬ورعت منظمة التعاون الإ�سالمي القرار الذي‬ ‫مت الت�صويت عليه‪ ،‬يوم ‪ 3‬يوليو ‪ 2015‬باملوافقة من‬ ‫قبل معظم الدول الأع�ضاء يف جمل�س حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫وي�ؤكد القرار �أن الأ�سرة هي الوحدة اجلماعية الطبيعية‬ ‫والأ�سا�سية للمجتمع‪ ،‬ولها حق التمتع بحماية املجتمع‬ ‫والدولة‪.‬‬ ‫وبالرتكيز على �أهمية الأ�سرة‪ ،‬يحث القرار الدول‬ ‫الأع�ضاء خللق بيئة مواتية لتعزيز ودعم جميع الأ�سر‪،‬‬

‫مع االعرتاف ب�أن امل�ساواة بني املر�أة والرجل واحرتام‬ ‫جميع حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية جلميع‬ ‫�أفراد الأ�سرة �ضرورة لرفاه الأ�سرة واملجتمع ب�أ�سره‪.‬‬ ‫ويتناول القرار حقوق الطفل والأطفال والأ�شخا�ص ذوي‬ ‫الإعاقة؛ ويالحظ �أن الأ�سر ذات العائل الوحيد والأ�سر‬ ‫التي يعيلها �أطفال و�أجيال متداخلة معر�ضة ب�شكل‬ ‫خا�ص للفقر والإق�صاء االجتماعي‪.‬‬ ‫وي�شدد القرار ب�ش�أن امل�ساواة بني املر�أة والرجل‪،‬‬ ‫وامل�شاركة املت�ساوية للمر�أة يف العمل وتقا�سم امل�س�ؤولية‬ ‫يف الأ�سرة؛ وي�أ�سف �أن ت�ستمر امل�ساهمات االجتماعية‬

‫واالقت�صادية للمر�أة يف رفاه الأ�سرة والأهمية‬ ‫االجتماعية للأمومة والأبوة ال تلقى العناية الكافية‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬يحث القرار الدول‪ ،‬لتوفري الأ�سرة‪،‬‬ ‫باعتبارها الوحدة اجلماعية الطبيعية والأ�سا�سية‬ ‫للمجتمع‪ ،‬احلماية وامل�ساعدة الفعالة‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى التخفيف من العواقب املرتتبة على تفكك‬ ‫الأ�سرة؛ العمل من �أجل احلد من الفقر؛ وتعزيز �أو‪� ،‬إذا‬ ‫لزم الأمر‪� ،‬إن�شاء هيئات وطنية ذات �صلة �أو �أجهزة‬ ‫حكومية م�س�ؤولية تنفيذ ومتابعة ال�سيا�سات الأ�سرية‪.‬‬

‫نشاطات منظمة التعاون اإلسالمي في مجال الشباب‬

‫ي�شكل ال�شباب قوة دميوغرافية و�أغلبية ال�سكان يف الدول الأع�ضاء ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬مما دعا املنظمة لالهتمام بدور ال�شباب‪ ‬يف عملية التنمية ال�شاملة‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف عملية زرع الأمن وتعزيزه‪ .‬ويف الوقت الذي يتناق�ص عدد ال�شباب يف‬ ‫العامل املتقدم ت�شري الدرا�سات الإح�صائية �إلى �أن ن�سبة ال�شباب يف الدول الأع�ضاء‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف تزايد بن�سبة ‪ 17‬يف املئة �إلى ‪ 25‬يف املئة �سنوي ًا ويتوقع‬ ‫�أن ي�صل معدل النمو �إلى ‪ 34‬يف املئة عام ‪ ،2050‬وبهذا النمو الدميوغرايف �ستواجه‬ ‫الدول الإ�سالمية حتديات كبرية يف جمال التنمية والأمن االجتماعي على اخل�صو�ص‪.‬‬ ‫وتك�شف الإح�صاءات �أي�ض ًا �أن غالبية ال�شباب يف بلدان املنظمة ال يزال غري ن�شط‬ ‫و�أن معدالت البطالة يف ارتفاع مما يجعل هذه الفئة عر�ضة للتطرف والتجنيد يف‬ ‫اجلماعات امل�سلحة نتيجة الفراغ وكذلك قلة الوعي الأمني‪ .‬ومن �أجل ذلك بات من‬ ‫ال�ضروري �أن ي�صبح مو�ضوع ال�شباب �أولوية وذلك من خالل و�ضع ا�سرتاتيجية وا�ضحة‬ ‫و�شاملة للنهو�ض بق�ضايا ال�شباب يف الدول الأع�ضاء للمنظمة وبناء قدرات هذه الفئة‬ ‫لت�ضطلع بالبناء والتنمية‪ ،‬وذلك ب�إيجاد حلول مل�شاكل ال�شباب وت�شبيك اجلهود مع‬ ‫املنظمات الدولية والإقليمية وت�شجيع اجلهود املحلية على م�ستوى الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وت�شري درا�سات منظمة التعاون الإ�سالمي لعام ‪� 2015‬إلى �أن عدد ال�شباب قد ت�ضاعف‬ ‫يف املعاهد واجلامعات من عام ‪� 2000‬إلى عام ‪ ،2013‬وهذا م�ؤ�شر �إيجابي ل�سري عملية‬ ‫التنمية يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬لكن التقارير ت�شري كذلك �إلى �ضرورة املزاوجة بني النظام‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫التعليمي يف الدول الأع�ضاء وحاجات املجتمع و�سوق العمل‪.‬‬ ‫وبهدف النهو�ض بفئة ال�شباب يف الدول الأع�ضاء ملنظمة التعاون الإ�سالمي من‬ ‫طرف احلكومات واملنظمات الدولية واملنظمات غري احلكومية‪ ،‬قامت الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة بالتعاون مع امل�ؤ�س�سات ال�شبابية التابعة مت عقد م�ؤمترين وزاريني لل�شباب‬ ‫والريا�ضة‪ ،‬الأول يف جدة (اململكة العربية ال�سعودية) يومي ‪ 1‬و‪ 2‬مايو ‪ ،2007‬والثاين‬ ‫�أي�ض ًا يف جدة‪ ،‬يومي ‪ 17‬و‪ 18‬مار�س ‪ .2014‬والدورة الثالثة للم�ؤمتر وتقرر �أن يعقد‬ ‫امل�ؤمتر الوزاري الثالث يف تركيا يف عام ‪ ،2016‬ومن املتوقع �أن ي�ضع اخلطوط العري�ضة‬ ‫ال�سرتاتيجية منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي لبناء قدرات ال�شباب للعقد ‪.2025-2016‬‬ ‫ويقع على عاتق كل امل�ؤ�س�سات املهتمة بق�ضايا ال�شباب والتي هي االحتاد الريا�ضي‬ ‫للت�ضامن الإ�سالمي ومنتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للتعاون واحلوار واالحتاد‬ ‫العاملي للك�شاف امل�سلم والإي�سيكو ال�ضطالع ب�أدوار حيوية وامل�ساهمة الفعالة يف‬ ‫تفعيل ملف ال�شباب يف منظمة التعاون اال�سالمي‪ ،‬وقد دعت الأمانة العامة �إلى توقيع‬ ‫مذكرة التفاهم بينها وبني الأمانة العامة من �أجل تفعيل التن�سيق واعتماد برامج‬ ‫�سنوية وتقارير ن�صف �سنوية ومت التوقيع على مذكرة التفاهم على هام�ش الدورة‬ ‫الثانية والأربعني ملجل�س وزراء خارجية املنظمة التي مت عقده يف الكويت يومي ‪27‬‬ ‫و‪ 28‬مايو ‪ 2015‬بح�ضور الأمني العام وممثلي كل من امل�ؤ�س�سات ال�شبابية الأربعة‬ ‫ومن �ضمن �أولويات هذه املذكرة �إحداث جلنة دائمة م�شرتكة معنية بق�ضايا ال�شباب‪.‬‬ ‫ومن �أهم املحاور التي تعمل فيها اللجنة تقييم دور وم�ساهمة الأطراف املعنية بتنفيذ‬ ‫اخلطة الع�شرية الثانية (‪ ،)2025-2016‬و�سوف يتم االجتماع الأول لهذه اللجنة‬ ‫املذكورة يف �أواخر ال�سنة اجلارية‪ .‬ومن بني �أولويات املنظمة يف جمال ال�شباب تعزيز‬ ‫م�شاركة ال�شباب يف التنمية‪ ،‬تنمية املهارات املهنية وبناء قدرات ال�شباب لتمكينهم‬ ‫من مواجهة التحديات‪ ،‬رفع م�ستوى الوعي بالأمن الوطني لدى ال�شباب‪ ،‬ومعرفة‬ ‫العقبات احلقيقية التي تواجهها املجتمعات الإ�سالمية يف جمال ال�شباب ودرا�سة‬ ‫التحديات الأمنية وكيفية التعامل معها بالتن�سيق مع الأمانة العامة والأجهزة التابعة‬ ‫والدول الأع�ضاء‪ .‬و�إدراك ًا ملهمتها هذه‪ ،‬فقد قامت الأمانة العامة ب�إن�شاء ق�سم يف‬ ‫الإدارة العامة لل�ش�ؤون الثقافية واالجتماعية والأ�سرة يُعنى بق�ضايا ال�شباب‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪51‬‬


‫شؤون‬

‫األسرة‬

‫الزواج في عمر الرابعة عشرة‪:‬‬

‫الطفولة المسروقة‬ ‫من فتيات الكاميرون‬

‫ياوندي ـ الكامريون (د ب ا)‪:‬‬ ‫انتهت طفولة �إميانيول �أكا�سي�س حينما كان عمرها‬ ‫مل يكد يبلغ ‪ 14‬عام ًا‪ ،‬فبعد اغت�صابها وحملها جنين ًا‬ ‫جنحت‬ عمتها يف تزويجها لرجل عمره ‪ 30‬عام ًا‪.‬‬ ‫تقول �أكا�سي�س اليوم‪� ،‬إين «مل �أحب هذا الرجل‬ �أبد ًا‪،‬‬ ‫ومل �أكن لأتزوج منه‪ ،‬ولكن كان لدي طفل يجب رعايته‪،‬‬ ‫ومل يكن �أمامي �أي بديل �آخر �سوى هذا»‪.‬‬ ‫وال ُت َعد حالة �أكا�سي�س اال�ستثناء الوحيد يف الكامريون‪،‬‬ ‫حيث يتم �إجبار واحدة من بني كل ثالث فتيات يف عمر‬ ‫الطفولة على الزواج‪ ،‬و ُي َع ّد هذا الأمر وفق ًا لبيانات‬ ‫�صندوق الإ�سكان التابع للأمم املتحدة ظاهرة منت�شرة‪،‬‬ ‫وبالأخ�ص يف املناطق الريفية الأكرث فقر ًا يف البالد‪.‬‬ ‫وال تُ�س َرق طفولة ه�ؤالء الفتيات فح�سب‪ ،‬بل �إن ‪ 80‬يف‬ ‫املئة منهن ُيح َرمن من احلق يف‬ التعليم‪ ،‬وفق ًا لدرا�سة‬ ‫�أجرتها الأمم املتحدة‪ ،‬هذا بخالف كثري من الأ�شياء‬ ‫امل�ؤ�سفة التي قد يتعر�ضن لها ب�سبب هذا الأمر‪.‬‬ ‫وي�أتي هذا بالت�أكيد �إلى جانب �إجبار ه�ؤالء الزوجات‬ ‫ال�صغريات على ممار�سة‬ العالقات اجلن�سية‪ ،‬مما‬ ‫يع ّر�ضهن خلطر الإ�صابة بفريو�س نق�ص املناعة‬ ‫املكت�سبة «الإيدز»‪ ،‬حيث ي�سود اعتقاد خاطئ بني‬ ‫الأو�ساط غري املتعلمة من ال�سكان‪� ،‬أن الزواج من فتاة‬ ‫بكر �صغرية ال�سن يحول دون الإ�صابة بالفريو�س‪ ،‬وال‬ ‫ف الأمر عند هذا احلد‪ ،‬بل تتزايد احتماالت‬ ‫يتوق ‬‬ ‫تعر�ض تلك الفتيات لأمرا�ض �أخرى‬ تنتقل عن طريق‬ ‫اجلن�س‪ ،‬ب�سبب عدم توافر التوعية �أو الرعاية املنا�سبة‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن �أحد الأ�سباب الأ�سا�سية وراء رواج‬ ‫ظاهرة زواج القا�صرات‬ يرجع �إلى تعدد الزوجات‬ ‫‪52‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫�أو م�شاركة الن�ساء للرجل الواحد‪ ،‬وهو �أمر �شائع يف‬ ‫الكامريون‪ ،‬كما �أنه يف بع�ض الأحيان قد حتمل الفتيات‬ ‫ال�صغريات وج�سدهن لي�س م�ستعد ًا لتحمل �صعوبات‬ ‫الو�ضع‪ ،‬بح�سب ما ر�صدته منظمة الأمم املتحدة‬ ‫للطفولة‬ «يوني�سيف»‪.‬‬ ‫وتتعر�ض ن�سبة كبرية من ه�ؤالء الفتيات للوفاة �أثناء‬ ‫الوالدة �أو ب�سبب‬ م�ضاعفات احلمل‪‬.‬‬ ‫وت�صف امل�س�ؤولة بـ»يوني�سيف» فران�شي�سكا مونيتي‪،‬‬ ‫الأمر بقولها «�إنها م�أ�ساة مزدوجة‪ ،‬حيث يتوجب على‬ ‫الفتيات مواجهة العنف و�سوء املعاملة التي ال تقت�صر‬ ‫فقط على االنتهاكات اجلن�سية‪ ،‬ف�ض ًال عن �أنه ال‬ تتوافر‬ ‫لديهن �أي و�سائل حلماية �أنف�سهن»‪ ،‬مادي ًا وحياتي ًا‪.‬‬ ‫ووفق ًا للبيانات الر�سمية ملنظمة الأمم املتحدة‪ ،‬ف�إن‬ ‫اثنتني من كل خم�س فتيات قا�صرات تق ّل �أعمارهن‬ ‫عن ‪ 18‬عام ًا يتم زويجهن يف و�سط �إفريقيا �أو‬ غربها‪.‬‬ ‫وحتتفظ النيجر ب�أكرب ن�سبة على ال�صعيد العاملي داخل‬ ‫هذا الإطار (‪ 75‬يف املئة)‪ ،‬تليها ت�شاد (‪ 72‬يف املئة)‪،‬‬ ‫ثم غينيا (‪ 63‬يف املئة)‪‬.‬‬ ‫وكما يحدث يف �أغلب دول املنطقة‪ ،‬ف�إن �سلطات‬ ‫الكامريون ال تفعل الكثري حلماية ه�ؤالء الفتيات‬ ‫القا�صرات‪ .‬جتدر الإ�شارة �إلى �أنه بح�سب ن�ص القانون‬‬ ‫ف�إن الزواج لي�س م�سموح ًا به حتى �سن ‪ 15‬عام ًا بالن�سبة‬ ‫للإناث و‪ 18‬بالن�سبة‬ للذكور‪.‬‬ ‫وتعترب وزيرة حقوق املر�أة‪ ،‬ماري ترييز �أبينا �أوندونا‪،‬‬ ‫�أن «بيع الفتيات على �أنهن متاع �أو متعلقات �شخ�صية‬ ‫ُي َع ّد �أمر ًا غري �أخالقي»‪ ،‬ولكن على الرغم من جهودها‬ ‫ف�إنها مل تنجح حتى يف �إقناع حكومتها برفع �سن الزواج‬ ‫املن�صو�ص‬ عليها قانوني ًا‪ .‬ورمبا تكون هناك �أ�سباب‬

‫�أخرى وراء تف�شي هذه الظاهرة‪ ،‬من بينها الو�ضع‬ ‫االقت�صادي للكامريون وم�ستوى التعليم‪ .‬فوفق ًا للأمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬ف�إن ثلث �سكان البلد الإفريقي البالغ تعداده‬ ‫‪ 22‬مليون ن�سمة يعي�شون حتت خط الفقر‪ ،‬لذا‬ ف�إن‬ ‫تزويج الفتيات ُي َعد بالن�سبة لبع�ض العائالت مبثاب ‬ة‬ ‫ا�سرتاتيجية لتح�سني الو�ضع االجتماعي‪.‬‬ ‫ُي�شار �إلى �أنه حدث �شيء م�شابه مع �أكا�سي�س‪ ،‬حيث‬ ‫تلقت عمتها «�إكرامية» جيدة من الرجل الذي �أجربتها‬ ‫على الزواج منه‪ ،‬حيث ُرزقت منه بعدها بثالث �سنوا ‬ت‬ ‫بابنني‪ ،‬ولكنها بعد وفاته بقيت وحيدة مع ر�ضيع‬ ‫وطفلني �أكرب منه‪ ،‬ال تدري كيف تعولهم‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫آراء‬ ‫دول منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫ومكافحة عمالة األطفال‬

‫د‪ .‬فضيلة قرين‬

‫مديرة إدارة األسرة والشؤون‬ ‫االجتماعية باألمانة العامة‬ ‫للمنظمة‬

‫ما زال التعليم‪،‬‬ ‫باعتباره عامل‬ ‫وقاية من عمالة‬ ‫األطفال‪ ،‬يشكل‬ ‫مجا ًال حيوي ًا في‬ ‫الدول األعضاء‪،‬‬ ‫التي حققت نجاح ًا‬ ‫كبيراً في محو‬ ‫األمية وااللتحاق‬ ‫بالمدارس‬ ‫ومعدالت إكمال‬ ‫الدراسة منذ‬ ‫تسعينيات القرن‬ ‫الميالدي الماضي‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫تع ّرف منظمة العمل الدولية عمالة الأطفال ب�أنها «ت�شغيل الأطفال يف �أي عمل يحرمهم من طفولتهم‪ ،‬وي�ؤثر يف قدرتهم على‬ ‫االنتظام يف الدرا�سة‪� ،‬أو يحمل يف طياته قدر ًا من اخلطر �أو ال�ضرر البدين �أو العقلي �أو االجتماعي �أو الأخالقي»‪ .‬وقد �أثمرت‬ ‫جهود املجتمع الدويل العاملية املبذولة لتح�سني مكافحة عمالة الأطفال ورعايتهم عن تقليل �أعداد الأطفال العاملني يف خمتلف‬ ‫�أنحاء العامل بن�سبة الثلث‪.‬‬ ‫وتُعد عمالة الأطفال ممنوعة من الناحية القانونية يف معظم دول املنظمة التي تبنت الت�شريعات املت�صلة بالقيود امل�شددة‬ ‫املفرو�ضة على عمالة الأطفال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال ميكن �إنكار واقع الفقر املدقع املتفاقم يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬وبالرغم من اجلهود‬ ‫احلالية ما يزال ماليني الأطفال عر�ضة لدفعهم يف حلقة مفرغة من عمالة الأطفال‪.‬‬ ‫وقدرت تقارير حديثة �صادرة عن منظمة اليوني�سف �أن ‪ 106‬ماليني طفل بني �سن اخلام�سة والرابعة ع�شرة منخرطون يف عمالة‬ ‫الأطفال‪ .‬ويف حني تقدر عمالة الأطفال عاملي ًا بـ ‪ 13.9‬يف املئة‪ ،‬تنت�شر يف دول املنظمة مبعدل ‪ 13.5‬يف املئة‪ ،‬وتعد معدالت عمالة‬ ‫الأطفال فيها مرتفع ًة‪ ،‬وحتديد ًا يف منطقة �إفريقيا جنوب ال�صحراء الكربى‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬توجد يف الكامريون ن�سبة ‪41.7‬‬ ‫يف املئة‪ ،‬وال�صومال ‪ 49‬يف املئة وبوركينا فا�سو ‪ 39.2‬يف املئة‪ ،‬وغينيا بي�ساو ‪ 38‬يف املئة‪ .‬وتوجد عمالة الأطفال كذلك يف دول‬ ‫�أع�ضاء خارج منطقة �إفريقيا جنوب ال�صحراء الكربى‪ ،‬مثل الأردن بن�سبة ‪ 1.6‬يف املئة‪ ،‬ولبنان ‪ 1.9‬يف املئة‪ ،‬وتون�س ‪ 2.1‬يف‬ ‫املئة‪ ،‬وكازاخ�ستان ‪ 2.2‬يف املئة‪ .‬وب�شكل عام‪ ،‬تفوق ن�سبة انت�شار عمالة الأطفال‪ 20‬يف املئة يف ‪ 15‬دولة ع�ضو ًا‪ ،‬يف حني تقل هذه‬ ‫الن�سبة عن ‪ 10‬يف املئة يف ‪ 18‬دولة ع�ضو ًا‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد العاملي‪ ،‬ف�إن التوزيع ال�سكاين لدول املنظمة يت�سم ب�أعلى ن�سبة من ال�شباب تتطلب على نحو هائل رعاية للطفولة‬ ‫يف جماالت ال�صحة والتعليم والغذاء وامل�ؤونة والرتفيه وخدمات احلماية والرعاية االجتماعية‪.‬‬ ‫وتتعر�ض الدول الأع�ضاء �أكرث من �أي وقت م�ضى‪ ،‬حالي ًا �إلى �ضغط احلاجة �إلى اال�ستثمار يف هذه املجاالت احليوية للتنمية‪ ،‬و�إلى‬ ‫و�ضع ال�سيا�سات و�آليات التنفيذ املنا�سبة ملكافحة الفقر ليتم بذلك الق�ضاء على عمالة الأطفال‪.‬‬ ‫ا�ستجابة املنظمة‬ ‫ما زال التعليم‪ ،‬باعتباره عامل وقاية من عمالة الأطفال‪ ،‬ي�شكل جما ًال حيوي ًا يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬التي حققت جناح ًا كبري ًا يف‬ ‫حمو الأمية وااللتحاق باملدار�س ومعدالت �إكمال الدرا�سة منذ ت�سعينيات القرن امليالدي املا�ضي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ما زال �أمام الدول‬ ‫الأع�ضاء طري ٌق طويل للو�صول �إلى و�ضع التعليم املن�شود‪.‬‬ ‫وطاملا كر�ست املنظمة جهود ًا عظيمة لتعزيز رعاية الأطفال وحماية حقوق الأطفال و�سالمتهم ً‬ ‫تنفيذا لإعالن حقوق الأطفال‬ ‫(‪ )1959‬واتفاقية حقوق الأطفال (‪ )1989‬و�إعالن القاهرة حول حقوق الإن�سان يف الإ�سالم وعهد حقوق الطفل يف الإ�سالم‬ ‫(املتبنى يف الدورة الثانية والثالثني ملجل�س وزراء املنظمة املنعقد يف اليمن) وبرنامج العمل الع�شري (‪ )2015-2005‬وقرار القمة‬ ‫الإ�سالمية العا�شرة املتعلق بالأطفال‪ .‬وقد نظمت املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‪ ،‬كونها هيئة تابعة للمنظمة‪� ،‬أربعة‬ ‫م�ؤمترات �إ�سالمية للوزراء املعنيني ب�ش�ؤون الأطفال يف الرباط (‪ )2005‬واخلرطوم (‪ )2009‬وطرابل�س (‪ )2011‬وباكو (‪،)2013‬‬ ‫وكذلك مت تكليف ق�سم ال�ش�ؤون الأ�سرية واالجتماعية‪ ،‬الذي �أ�س�س يف عام ‪ ،2010‬مب�س�ؤولية العمل على �ضمان �سالمة الأطفال‬ ‫والتعامل مع ق�ضايا عاملية خطرية من قبيل عمالة الأطفال‪.‬‬ ‫وينعقد امل�ؤمتر الوزاري القادم املعني ب�ش�ؤون الأطفال هذا العام يف �أبو ظبي بدولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬حيث يناق�ش امل�ؤمتر‬ ‫ا�سرتاتيجيات هامة يف مكافحة عمالة الأطفال تت�ضمن �إعادة الأطفال العاملني �إلى ف�صول الدرا�سة من خالل برامج تعليمية‬ ‫مرنة ومنح فر�ص �إ�ضافية للأطفال املت�أخرين يف الدرا�سة وحماية الأطفال من االنقطاع عن الدرا�سة عرب حت�سني جودة التعليم‬ ‫و�إدراج حمتويات املهارات احلياتية واملعي�شية‪ .‬و�سي�ؤكد امل�ؤمتر كذلك احلاجة املا�سة �إلى �إ�سهام الدول الأع�ضاء يف تطبيق �صارم‬ ‫لقوانني ولوائح مكافحة عمالة الأطفال‪� ،‬إ�ضافة �إلى املتابعة مع الدول الأع�ضاء لإكمال الن�صاب القانوين للت�صديق على ميثاق‬ ‫الطفل‪.‬‬ ‫وتعمل املنظمة على ت�شجيع املجتمع املدين والإعالم يف الدول الأع�ضاء ملتابعة عملهم والتزاماتهم ملوا�صلة تقلي�ص ن�سبة عمالة‬ ‫الأطفال عرب برامج تعليمية توعوية ت�ساعد عامة النا�س على ت�صحيح نظرتهم وتوجهاتهم للآثار ال�ضارة لعمالة الأطفال على‬ ‫املجتمع وم�ستقبله‪ .‬وت�ستمر املنظمة حالي ًا يف �أداء دورها يف التن�سيق والتعاون والعمل ب�شكل وثيق مع الوزارات وامل�ؤ�س�سات ذات‬ ‫املت�صلة يف �إعداد ا�ستجابة متكاملة لق�ضية مكافحة عمالة الأطفال‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪53‬‬


‫صحة‬

‫حث دول المنظمة على االستمرار في‬

‫مكافحة المالريا والقضاء عليها‬

‫جدة‪ -‬اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫ً‬ ‫قبيل حلول ذكرى اليوم العاملي ملكافحة املالريا‪ ،‬الذي يتم االحتفال به �سنويا يوم ‪25‬‬ ‫�إبريل من كل عام‪ ،‬عقد رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬و�أمني عام منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬واملدير التنفيذي لل�شراكة العاملية لدحر املالريا اجتماع ًا يف مقر‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية بجدة يوم ‪� 23‬إبريل‪ ،‬لزيادة الوعي حول املالريا يف الدول‬ ‫الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ونا�شد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬دول املنظمة متابعة‬ ‫�إيالء االهتمام مبكافحة املالريا والق�ضاء عليها‪ ،‬مو�ضح ًا كذلك الدور املركزي‬ ‫لل�صحة يف التنمية االجتماعية االقت�صادية والب�شرية عموم ًا‪.‬‬ ‫و ُت َعد ال�صحة من امل�سائل ذات الأولوية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مع اعتبار الوقاية‬ ‫من الأمرا�ض ومكافحتها من �ضمن املحاور ال�ستة الرئي�سية لربنامج عمل املنظمة‬ ‫اال�سرتاتيجي يف جمال ال�صحة‪ .‬و�أكد مدين التزام املنظمة مبوا�صلة تعزيز التعاون‬ ‫امل�ستمر مع ال�شراكة العاملية وال�صندوق العاملي ملكافحة املالريا‪.‬‬ ‫ونا�شد بقوة الدول املانحة واملنظمات و�أهل اخلري يف العامل الإ�سالمي زيادة‬ ‫امل�ساهمات يف جهود مكافحة املالريا‪ ،‬ل�سد العجز احلايل الذي يحول دون تكثيف‬ ‫جهود مكافحة املالريا والق�ضاء عليها‪.‬‬ ‫ولال�ستفادة الق�صوى من �أهمية من اليوم العاملي للمالريا يف �إطار الأهداف‬ ‫الإمنائية للألفية التي تبنتها الأمم املتحدة‪� ،‬سلط امل�شاركون ال�ضوء على التقدم‬ ‫املحرز يف مكافحة الأمرا�ض التي مت التمكن من الوقاية منها ومعاجلتها على مدى‬ ‫ال�سنوات اخلم�س ع�شر املا�ضية‪ .‬ودعوا كذلك �إلى زيادة العمل اجلماعي لتعزيز‬ ‫اجلهود الرامية للق�ضاء على املالريا وحتديد ًا يف دول املنظمة‪.‬‬ ‫و�أ�شار رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪� ،‬إلى �أن‬ ‫التنمية الب�شرية هي حجر الزاوية يف �أن�شطة البنك التنموية‪ ،‬وال ميكن حتقيقها �إ ّال‬ ‫عن طريق الق�ضاء متام ًا على الأمرا�ض ال�سارية‪ ،‬ويف مقدمتها مر�ض املالريا الذي‬ ‫‪54‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫ي�شكل حتدي ًا خطري ًا يعيق جهود التنمية يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائ ًال‪« :‬علينا العمل مع ًا حتى ن�ضمن �أن ت�صبح املالريا جزء ًا من التاريخ‪،‬‬ ‫فمن غري املعقول �أن نتحدث عن التنمية دون �أن يكون املجتمع �صحيح ًا ومعافى‪ ،‬فقد‬ ‫ظل وباء املالريا ي�شكل �إحدى امل�شكالت ال�صحية التي تعمل دولنا الأع�ضاء بجد من‬ ‫�أجل الق�ضاء عليها‪ .‬وينبغي �أن ُي َ‬ ‫نظر �إليها على �أنها م�شكلة عاملية يجب �أن تحُ ل ب�شكل‬ ‫نهائي‪ ،‬والبنك الإ�سالمي للتنمية ملتزم ب�أداء الدور املنوط به يف هذا ال�صدد»‪.‬‬ ‫وحتدثت الدكتورة فاتوماتا نافو تراوري‪ ،‬املديرة التنفيذية ل�شراكة دحر املالريا‪ ،‬عن‬ ‫معركة مكافحة املالريا قائلة‪�« :‬شهدنا تقدم ًا هائ ًال يف ال�سنوات الأخرية‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫يف بع�ض الدول الأع�ضاء باملنظمة‪ ،‬ولكن يبقى هناك كثري من العمل ونحن ننتقل‬ ‫�إلى جدول �أعمال جديد للتنمية ملا بعد عام ‪ ،2015‬بينما �أنظار وقلوب العامل �أجمع‬ ‫متلهفة لتحقيق الهدف املن�شود املتمثل يف الق�ضاء على املالريا»‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت‪�« :‬إن زيادة التمويل �سيكون عام ًال حا�سم ًا ملوا�صلة �إنقاذ الأرواح ودفع جهود‬ ‫التنمية يف دولنا‪ .‬و�أدعو القادة من كل من الدول الأع�ضاء املوبوءة واملانحة �سوا�سية‬ ‫لتعزيز التزامها بجهود مكافحة املالريا والق�ضاء عليها حتى تزدهر هذه الدول»‪.‬‬ ‫وخالل االجتماع‪ ،‬ا�ستعر�ض وزراء ال�صحة جتارب دول املنظمة‪ ،‬مب�شاركة من وزيرة‬ ‫ال�صحة ال�سنغالية �أوا ماري كول �سيك‪ ،‬ووزير ال�صحة الرتكي حممد م�ؤذن �أوغلو‪،‬‬ ‫ووكيل وزارة ال�صحة باململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬الدكتورعبد العزيز بن �سعيد‪،‬‬ ‫واملدير العام ملكافحة الأمرا�ض وال�صحة البيئية‪ ،‬الدكتور حممد �صبح‪.‬‬ ‫وبالرغم من اجلهود املبذولة‪ ،‬تُق َّدر منظمة ال�صحة العاملية �أن هناك ‪ 198‬مليون‬ ‫حالة مالريا �سنوي ًا حول العامل‪ ،‬وتودي بحياة ‪� 584‬ألف �شخ�ص تقريب ًا‪ ،‬نحو ‪ 80‬يف‬ ‫املئة‪ ،‬منهم �أطفال حتت �سن اخلام�سة‪.‬‬ ‫ومع ما ُيقدَّر بـ ‪ 131‬مليون �إ�صابة و‪� 402‬ألف حالة وفاة مرتبطة‪� ،‬أي �أن الإ�صابات يف‬ ‫دول منظمة التعاون الإ�سالمي متثل �أكرث من ن�صف حاالت املالريا عاملي ًا‪ ،‬ومن بني‬ ‫حاالت املالريا يف دول املنظمة توجد تقريب ًا ‪ 85‬يف املئة‪ ،‬منها يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫صحة‬ ‫�إفريقيا جنوب ال�صحراء الكربى‪.‬‬ ‫واليوم‪ُ ،‬ت َع ّد ‪ 13‬دولة من دول املنظمة من بني الدول‬ ‫الـ ‪ 23‬الأعلى �إ�صابة باملالريا‪ ،‬م�شكلة ما يقارب ‪ 80‬يف‬ ‫املئة من احلاالت عاملي ًا‪ ،‬وت�شمل تلك الدول نيجرييا‬ ‫و�أوغندا وموزمبيق وبوركينا فا�سو وال�سودان والنيجر‬ ‫وغينيا و�إندوني�سيا و�ساحل العاج وال�سنغال والكامريون‬ ‫وباك�ستان وبنني‪ .‬ويف �إفريقيا جنوب ال�صحراء الكربى‬ ‫حتديد ًا‪ ،‬توجد ‪ 12‬دولة من دول املنظمة من بني الـ‬ ‫‪ 18‬دولة على قائمة �أكرث البلدان املوبوءة باملالريا‪،‬‬ ‫والتي �شكلت �إجما ًال ‪ 90‬يف املئة من �إ�صابات املالريا يف‬ ‫املنطقة يف عام ‪.2013‬‬ ‫ومع وجود �أكرث من ن�صف �سكان العامل عر�ضة خلطر‬ ‫الإ�صابة‪ ،‬ف�إن املالريا ت�شكل تهديد ًا مقلق ًا للتنمية‬ ‫العاملية‪ .‬وتكلف املالريا القارة الإفريقية‪ ،‬التي ت�ضم‬ ‫‪ 23‬من الدول الأع�ضاء‪ ،‬ما ُيقدَّر بـ ‪ 12‬مليار دوالر‬ ‫�سنوي ًا كحد �أدنى‪ ،‬يف �شكل �إنتاجية مفقودة‪ ،‬ويف الدول‬ ‫الأكرث �إ�صابة بالوباء ميكن �أن ت�صل التكلفة �إلى ‪ 40‬يف‬ ‫املئة من الإنفاق على ال�صحة العامة‪.‬‬ ‫وبف�ضل زيادة التمويل املخ�ص�ص للمكافحة‪ ،‬وزيادة‬ ‫التن�سيق يف �إطار ال�شراكة العاملية لدحر املالريا‪،‬‬ ‫انخف�ضت معدالت الوفيات الناجتة عن املالريا يف‬ ‫جميع �أنحاء العامل بن�سبة ‪ 47‬يف املئة‪ ،‬وبن�سبة ‪ 54‬يف‬ ‫املئة يف �إفريقيا منذ عام ‪ .2000‬وت�شري التقديرات‬ ‫�إلى �أنه مت �إنقاذ نحو �أربعة ماليني من حاالت الوفاة‬ ‫الناجمة عن املالريا منذ عام ‪.2001‬‬

‫ولطاملا �أثبتت تدخالت مكافحة املالريا �أنها �أحد �أكرث‬ ‫التدخالت ال�صحية فاعلية من حيث التكلفة عرب‬ ‫التاريخ‪ ،‬مع تدخالت ذات �صلة ب�إنقاذ الأرواح والتقدم‬ ‫بجهود التنمية الأو�سع نطا ًقا عرب احلد من التغيب‬ ‫من املدرا�س ومكافحة الفقر وحتقيق امل�ساواة بني‬ ‫اجلن�سني وحت�سني �صحة الأمهات والأطفال وغريها‪،‬‬ ‫و�إنقاذ الأرواح ودفع جهود التنمية الأو�سع نطاق ًا عن‬ ‫طريق احل ّد من الت�سرب من املدار�س‪ ،‬ومكافحة الفقر‪،‬‬ ‫وزيادة امل�ساواة بني اجلن�سني وحت�سني �صحة الأم‬ ‫والطفل‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫وارتبطت الأرواح املنقذة من تدخالت مكافحة املالريا‬ ‫بن�سبة ‪ 20‬يف املئة من االنخفا�ض يف وفيات الأطفال يف‬ ‫دول �إفريقيا جنوب ال�صحراء الكربى منذ عام ‪،2000‬‬ ‫مما خلق جي ًال �سليم ًا من ال�شباب ودفع بعجلة التقدم‪.‬‬ ‫�إن القيادة ال�سيا�سية القوية ودعم ال�صندوق العاملي‬ ‫ملكافحة الإيدز وال�سل واملالريا للدول الأع�ضاء بلغ �أكرث‬ ‫من ‪ 4‬مليارات دوالر مل�شاريع مكافحة املالريا والق�ضاء‬ ‫عليها منذ عام ‪ ،2002‬مما ت�ضمن توزيع �أكرث من ‪210‬‬ ‫ماليني نامو�سية معاجلة باملبيدات احل�شرية‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى عالج املاليني من حاالت املالريا وفق ًا ملبادئ‬ ‫توجيهية وطنية فعالة‪.‬‬ ‫ومع ذلك ف�إن التغلب على العبء امل�ستمر الذي تت�سبب‬ ‫به املالريا على جمتمعات دول املنظمة حول العامل ما‬ ‫زال يتطلب مزيد ًا من العمل‪.‬‬ ‫وقد نادى القادة خالل االجتماع يف جدة بالتزام �أقوى‬

‫من طرف احلكومات وفاعلي اخلري واملنظمات غري‬ ‫احلكومية‪ ،‬وباتخاذ كل الإجراءات الالزمة للق�ضاء‬ ‫على املالريا يف دول املنظمة بحلول عام ‪� .2030‬إن‬ ‫زيادة التمويالت املخ�ص�صة �ست�شكل عام ًال حا�سم ًا‬ ‫لتحقيق مزيد من التقدم‪ ،‬و�إن التمويل احلايل ملكافحة‬ ‫املالريا‪ ،‬على ال�صعيدين الدويل واملحلي كليهما ُقدِّ ر‬ ‫بقيمة ‪ 2.5‬مليار دوالر يف عام ‪ ،2012‬مما ال يرقى‬ ‫�إلى ن�صف ‪ 5.1‬مليار دوالر؛ القيمة التي قدرت �شراكة‬ ‫دحر املالريا �أنها مطلوبة �سنوي ًا حتى عام ‪2020‬‬ ‫لتحقيق تغطية �شاملة للتدخالت ملكافحة املالريا‪.‬‬ ‫�إن الدول الإفريقية الأع�ضاء يف املنظمة فقط تواجه‬ ‫فجوة متويلية تُقدَّر بـ ‪ 2.8‬مليار دوالر حتى عام ‪2017‬‬ ‫لتحقيق الت�صعيد املنا�سب للتدخالت يف جمال مكافحة‬ ‫املالريا والق�ضاء عليها‪.‬‬ ‫وقد حددت الدول الأع�ضاء مبنظمة ال�صحة العاملية‬ ‫اليوم العاملي للمالريا خالل دورة جمعية ال�صحة‬ ‫العاملية يف عام ‪ ،2007‬ويتم االحتفال به يوم ‪� 25‬إبريل‬ ‫من كل عام‪ ،‬لت�سليط ال�ضوء على احلاجة �إلى ا�ستمرار‬ ‫اال�ستثمار وااللتزام ال�سيا�سي امل�ستدام ملكافحة املالريا‬ ‫والق�ضاء عليها‪ .‬وقد اتخذت ر�سالة حملة ‪2015-2013‬‬ ‫�شعار «ا�ستثمر يف امل�ستقبل‪ .‬اهزم املالريا»‪.‬‬ ‫ُي�شار �إلى �أن �شراكة دحر املالريا �إطار عمل عاملي‬ ‫للعمل املن�سق ملكافحة املالريا‪� ،‬أن�ش�أتها اليوني�سيف‬ ‫ومنظمة ال�صحة العاملية وبرنامج الأمم املتحدة‬ ‫الإمنائي والبنك الدويل يف عام ‪.1998‬‬

‫التقدم نحو االكتفاء الذاتي من اللقاحات في دول المنظمة‬ ‫ُعقد االجتماع الثاين لرابطة م�ص ّنعي اللقاحات يف منظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫تون�س‪ ،‬يومي ‪ 12‬و‪ 13‬مايو ‪ ،2015‬حيث مت ا�ستعرا�ض التقدم املحرز يف تطبيق‬ ‫خطة عمل ال�سعي نحو االكتفاء الذاتي من اللقاحات يف منطقة املنظمة‪ .‬وا�ست�ضاف‬ ‫االجتماع معهد با�ستور بتون�س الذي تولى رئا�سته كذلك‪ ،‬وح�ضره ممثلو م�صنعي‬ ‫اللقاحات من تون�س واملغرب واندوني�سيا و�إيران وماليزيا وال�سنغال‪ ،‬كما ح�ضر‬ ‫االجتما َع م�س�ؤولون من وزرات ال�صحة يف كل من ماليزيا وتركيا‪ ،‬وممثلو الأمانة‬ ‫العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي ومنظمة ال�صحة العاملية واالحتاد العاملي للقاحات‬ ‫والتح�صينات‪.‬‬ ‫وعبرّ االجتماع عن تقديره للتعاون اجلاري بني �أع�ضاء الرابطة‪ ،‬منهم بايو فارما‬ ‫اندوني�سيا ومعهد با�ستور يف تون�س وال�شركة الكيميائية املاليزية‪ ،‬و�شجع اجلهود‬ ‫املماثلة املوجهة نحو جتميع املوارد بني خمت ِلف ال�شركات لتحقيق �أهداف م�شرتكة‪.‬‬ ‫ور�صد االجتماع بع�ض التحديات التي يواجهها امل�ص ّنعون‪ ،‬والتي ترتاوح بني عدم‬ ‫كفاية املوارد لإجراء البحوث الالزمة وبني انعدام فاعلية ال�سلطات التنظيمية امل�شرتك من خالل �إقامة مركز التميز للقاحات‪ .‬كما مت خالل املداوالت ت�سليط‬ ‫الوطنية يف كل من بالدهم‪ ،‬التي تعد متطلب ًا ملرحلة ما قبل ت�أهيل منظمة ال�صحة‬ ‫ال�ضوء على ق�ضية التدريب وبناء القدرات لأع�ضاء املجموعة‪ ،‬حيث جرى االتفاق‬ ‫العاملية لهم لت�صنيع اللقاحات‪.‬‬ ‫وبنا ًء على ذلك‪ ،‬اتفق االجتماع على و�ضع خطوات عملية لت�شجيع البحوث والإنتاج على �إجراء عدد معني من دورات التدريب‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪55‬‬


‫بيئة‬ ‫االجتماع األول لمراكز االتصال الوطنية حول رؤية منظمة التعاون اإلسالمي في مجال المياه‬ ‫انعقد االجتماع الأول ملراكز االت�صال الوطنية حول‬ ‫ر�ؤية منظمة التعاون الإ�سالمي يف جمال املياه يف مدينة‬ ‫ا�سطنبول برتكيا‪ ،‬خالل الفرتة من ‪ 5-3‬يونيو ‪،2015‬‬ ‫وح�ضره ممثلون عن مراكز االت�صال الوطنية من دول‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي وم�ؤ�س�ساتها املعنية‪ ،‬وت�شمل‬ ‫اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي (كوم�ستيك) ومركز الأبحاث‬ ‫الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب‬ ‫للدول الإ�سالمية (مركز �أنقرة) والبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية واملنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‬ ‫«�إي�سي�سكو»‪� ،‬إ�ضافة �إلى الدول املراقبة‪.‬‬ ‫وناق�ش االجتماع ق�ضيتي و�ضع الأ�سا�س مل�ستقبل مراكز‬ ‫االت�صال الوطنية تنفيذ ًا لر�ؤية املنظمة يف جمال املياه‬ ‫عرب تنظيم منتدى للربط ال�شبكي وتبادل اخلربات‬

‫واملعارف‪ ،‬وللتح�ضري للدورة الثالثة للم�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫للوزراء املعنيني ب�ش�ؤون املياه‪ ،‬واملقرر عقدها يف‬ ‫ا�سطنبول خالل الفرتة من ‪ 4-2‬نوفمرب ‪.2015‬‬ ‫يف ما يتعلق بالق�ضية الأولى‪ ،‬ا�ستفادت مراكز االت�صال‬ ‫الوطنية من االجتماع الذي ا�ستغرق ثالثة �أيام لتبادل‬ ‫املعلومات حول �إدارة املوارد املائية يف دولها‪ ،‬كما مت‬ ‫حتديد جماالت التعاون املمكنة‪ ،‬وقدمت بع�ض الدول‬ ‫عرو�ض ًا ملمو�سة‪ ،‬من بينها تركيا وباك�ستان وماليزيا‬ ‫و�أوزبك�ستان والتي عر�ضت م�شاطرتها مل�شاركة ق�ص�ص‬ ‫جناحاتها مع نظرائها من الدول الأخرى يف �إطار ر�ؤية‬ ‫املنظمة يف جمال املياه‪.‬‬ ‫واتفق امل�شاركون كذلك على الإ�سراع يف �إمتام اال�ستبيان‬ ‫امل�صمم لتقييم القدرات املتوفرة لدى كل منها‪ ،‬ولتحديد‬ ‫الفجوات لت�سهيل عملية ربط القدرات مع االحتياجات‪،‬‬

‫مطالبة جميع الدول الأع�ضاء غري امل�شاركة يف االجتماع‬ ‫بالقيام بذلك �أي�ض ًا‪ .‬واتفق املجتمعون كذلك على �إن�شاء‬ ‫قاعدة بيانات للخرباء يف جمال املياه يف منطقة املنظمة‬ ‫القادرة على تقدمي تدريب يف املن�ش�آت و�أي دعم فني‬ ‫�آخر للدول الأع�ضاء بح�سب احلاجة‪.‬‬ ‫وبالن�سبة للتح�ضريات للدورة الثالثة للم�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫للوزراء امل�س�ؤولني عن املياه‪ ،‬تدار�س االجتماع م�شاريع‬ ‫وثائق العمل‪ ،‬ووافق على �إجراء مزيد من املناق�شات‬ ‫االفرتا�ضية عرب البوابة الإلكرتونية امل�صممة لهذا‬ ‫الغر�ض‪ ،‬والتي ما زالت تتطلب اال�ستكمال‪ .‬ومت و�ضع‬ ‫خارطة طريق مع توزيع امل�س�ؤوليات بو�ضوح ل�ضمان‬ ‫تقدمي جميع الوثائق الجتماع كبار املوظفني يوم ‪2‬‬ ‫نوفمرب ‪ 2015‬ملراجعتها وتقدميها �إلى الوزراء لبحثها‬ ‫وتدار�سها واعتمادها‪.‬‬

‫«ناسا» تنشر أول صورة كاملة لألرض منذ ‪ 43‬عام ًا‬ ‫وا�شنطن (�إينا) ‪ -‬بثت وكالة الف�ضاء الأمريكية «نا�سا»‬ ‫�أول �صورة كاملة متكاملة للأر�ض‪ ،‬التقطها املر�صد‬ ‫الفلكي املعروف با�سم «مر�صد مناخ الف�ضاء العميق»‬ ‫يتم التقاطها منذ ‪ 43‬عام ًا‪.‬‬ ‫وال�صورة التي ن�شرتها «نا�سا» عبارة عن ‪� 3‬صور جممعة‬ ‫هي الأخرى‪ ،‬لكنها �صور كاملة للأر�ض‪ ،‬وهي الأولى التي‬ ‫يتم التقاطها منذ العام ‪.1972‬‬ ‫�أما الكامريا التي التقطت ال�صور فهي كامريا «�إيرث‬ ‫بوليكروماتيك �إمييجينغ كامريا» وتعرف اخت�صار ًا‬ ‫با�سم «�إيبك» وتبلغ دقتها ‪ 4‬ميغابيك�سل‪.‬‬ ‫ووفق ًا لنا�سا فقد التقطت الكامريا «�إيبك» ‪� 10‬صور‬ ‫للأر�ض بوا�سطة ما يعرف باملطياف امللون‪ ،‬الذي يلتقط‬ ‫�صورة واحدة بكل لون من �ألوان الطيف‪ ،‬وحتى تخرج‬ ‫ب�صورة ملونة �شبه حقيقية وواقعية قامت «نا�سا» بتجميع‬ ‫‪� 3‬صور منها‪ ،‬واحدة باللون الأحمر وثانية باللون الأزرق‬

‫وثالثة باللون الأخ�ضر‪.‬‬ ‫وبح�سب نا�سا‪ ،‬التقط املر�صد هذه ال�صور يف ال�ساد�س‬ ‫من يوليو( متوز) احلايل‪ ،‬وتظهر ب�شكل �أ�سا�سي معظم‬ ‫قارة �أمريكا ال�شمالية و�أمريكا الو�سطى و�أجزاء من‬ ‫�أمريكا اجلنوبية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى طبقة من الغيوم‬ ‫اجلزئية التي تغطي الكوكب الأزرق‪.‬‬

‫ويظهر يف ال�صورة لون فريوزي يف و�سطها بالقرب من‬ ‫جزر الكاريبي‪ ،‬ويدل اللون على �أن املياه لي�ست عميقة‬ ‫يف هذه املنطقة‪.‬‬ ‫ويعمل العلماء على �إزالة ت�أثري اللون الأزرق الفاهي‬ ‫املحيط بالأر�ض الناجت عن انعكا�س �أ�شعة ال�شم�س �أثناء‬ ‫ا�صطدامها بالغالف اجلوي‪ ،‬بحيث تكون ال�صورة �أكرث‬ ‫واقعية ومن دون ت�أثريات خارجية‪.‬‬ ‫يذكر ان �أول �صورة متكاملة للأر�ض التقطت خالل رحلة‬ ‫�أبولو ‪ 17‬عام ‪ ،1972‬يف �آخربعثة م�أهولة للقمر‪ ،‬وزعم‬ ‫كل واحد من رواد الف�ضاء الثالثة الذين �شاركوا يف‬ ‫املهمة ب�أنه هو من التقط ال�صورة‪.‬‬ ‫كما يذكر �أن ال�صور التي تطلقها «نا�سا» لكوكبنا الأر�ض‬ ‫والتي تظهرها ب�شكل كامل هي يف الواقع �صور جممعة‬ ‫التقطت لأجزاء من الأر�ض ولي�ست �صورة واحدة‬ ‫متكاملة‪.‬‬

‫منظمة‪ :‬النصف األول من عام ‪ 2015‬هو األكثر سخونة على اإلطالق‬

‫جنيف (�إينا) ‪ -‬قالت املنظمة العاملية للأر�صاد اجلوية‪:‬‬ ‫�إن الأ�شهر ال�ستة الأولى من عام ‪ 2015‬كانت الأكرث‬ ‫حرارة على الإطالق‪� ،‬سواء يف الرب �أو يف املحيطات‪ .‬‬ ‫وت�شري بيانات املنظمة �إلى �أن متو�سط درجة احلرارة‬ ‫عموما �سجل ‪ 0.85‬درجة مئوية �أعلى من متو�سط‬ ‫درجة احلرارة الـ ‪ 15.5‬امل�سجلة للقرن الع�شرين‪ .‬‬ ‫ويف جنيف‪ ،‬قالت كلري نالي�س‪ ،‬املتحدثة با�سم املنظمة‬ ‫العاملية للأر�صاد اجلوية يف م�ؤمتر �صحفي‪« :‬لقد‬ ‫‪56‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫�شهدت معظم مناطق الياب�سة يف العامل �سخونة �أعلى‬ ‫بكثري من املتو�سط‪ ،‬و�شملت تلك املناطق تقريبا كال‬ ‫من �أورا�سيا و�أمريكا اجلنوبية و�أفريقيا‪ ،‬وغرب �أمريكا‬ ‫ال�شمالية‪ ،‬كما �شهدت كافة �أنحاء �أ�سرتاليا حرارة �أعلى‬ ‫من املعدل»‪ .‬‬ ‫وقد كان �شهر يونيو املا�ضي هو ال�شهر الثالث يف هذه‬ ‫ال�سنة الذي ي�سجل فيه درجات حرارة �أعلى من معدلها‬ ‫ال�شهري‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �شهري مايو ومار�س املا�ضيني‪ .‬‬

‫و�أ�شارت املتحدثة �إلى �أن تغري املناخ �سي�ؤثر على‬ ‫مناطق �أكرث‪ ،‬و�أن موجات احلرارة �ستكرر ب�شكل �أكرب‪،‬‬ ‫و�ست�ستمر لفرتات �أطول يف امل�ستقبل‪ .‬‬ ‫جدير بالذكر �أن منظمات من املجتمع الدويل �ستجتمع‬ ‫يف باري�س يف �شهر دي�سمرب القادم‪ ،‬يف م�ؤمتر عاملي‬ ‫للمناخ‪ ،‬بهدف احلفاظ على ارتفاع درجات احلرارة‬ ‫العاملية عند �أقل من درجتني مئويتني‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫بيئة‬ ‫بحيرة فيكتوريا‬

‫كمباال ‪� -‬أوغندا (د ب ا)‪:‬‬ ‫يجل�س جوزيف كيبويل وهو يت�أمل بجوار قاربه‬ الفارغ‬ ‫مياه بحرية فيكتوريا الهادئة‪ ،‬ثم يقول‪« :‬منذ ثالث‬ ‫�سنوات كان بو�سعي‬ �صيد ‪ 100‬كيلوغرام من الأ�سماك‬ ‫يومي ًا»‪ ،‬متح�سر ًا على �أيام املا�ضي اجلميل‬‪ ،‬حيث ال‬ ‫تتعدى ح�صيلة هذا ال�صياد الأوغندي هذه الأيام ‪30‬‬ ‫كيلوغرام ًا فقط من ال�سمك كحد �أق�صى يف اليوم‪ ،‬لذا‬ ‫ي�ضيف «�إذا مل يفعل �أحد من امل�س�ؤولني �شيئ ًا ب�صورة‬ ‫عاجلة‪ ،‬ف�إن هذه املياه �ست�صبح مثل ال�صحراء»‪‬.‬‬ ‫وينطلق كيبويل �سعي ًا وراء الرزق ب�صورة �شبه دائمة‬ ‫من �شواطئ �سيني‪ ،‬وهي بلدة‬ تقع على بعد ‪ 70‬كلم من‬ ‫جنوب كمباال‪ ،‬ولكن كما يحذر اخلرباء ف�إن ثاين �أكرب‬ ‫بحرية من املياه العذبة على �سطح الكوكب قد تفقد‬ ‫قريب ًا قدرتها على تغذي ‬ة ماليني الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يعتمدون عليها ب�شتى الطرق‪ ،‬يف الوقت احلايل‪‬.‬‬ ‫ومتتد بحرية فيكتوريا على م�ساحة ‪� 69‬ألف مرت مربع‬ ‫بني �أوغندا وتنـزانيا‬ وكينيا‪ ،‬ولكن الو�ضع م�أ�ساوي‬ ‫ب�صورة �أكرب يف البلد الأول‪ ،‬حيث �إن ارتفاع معدالت‬ ‫ال�صيد‪� ،‬إلى جانب تلوث املياه ت�سبب يف موت جزئي‬ ‫للنظام البيئي بالبحرية‪.‬‬ ‫ويقول فرانك موراموزي مدير جمموعة (نابي) البيئية‬ ‫«توجد م�شاتل للزهور على امتداد كل اجلزء الأوغندي‬ ‫من البحرية‪ ،‬والتي ت�صب كيماويات يف مياهها‪ ،‬مما‬ ‫يت�سبب يف الق�ضاء على الأ�سماك وتدمري التعددية‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫أهم منابع النيل تتعرض للموت البطيء‬‬

‫البيئية»‪.‬‬ ‫وباملثل‪ ،‬توجد كثري من ال�صناعات القائمة على‬ ‫الأ�سماك‪ ،‬ولكنها يف الوقت نف�سه تلوث املياه لذا يرى‬ ‫موراموزي �أن «البحرية متوت ببطء‪.‬‬ ‫من ناحيتها‪ ،‬تقول املتحدثة با�سم الوكالة احلكومية‬ ‫للبيئة‪ ،‬ناعومي نامارا‪� ،‬إن نفايات وبقايا مل�صانع تلوث‬ ‫البحرية ب�شكل كبري‪ ،‬حيث ت�شري �أحدث‬ الدرا�سات التي‬ ‫�أجريت �إلى �أن �أ�سماك ًا مثل البلطي �أ�صبحت بالفعل ال‬ ‫ت�ضع بي�ضها على �ضفاف بحرية فيكتوريا‪ ،‬لأنها غري‬ ‫نظيفة وتفتقد للأوك�سجني الكايف‪ ،‬حيث �أ�ضافت «�إنها‬ ‫ت�سبح من مكان لآخر‪ ،‬وترتك البي�ض من دون تخ�صيب‬ ‫كان يفرت�ض �أن تلتقطه الحق ًا»‪.‬‬ ‫وي�أتي هذا �إلى جانب تزايد عدد الأ�شخا�ص الذين‬ ‫يعي�شون بجوار �ضفاف البحرية مبرور الوقت يحاولون‬ ‫ك�سب قوت يومهم عن طريق ال�صيد يف مياهها‪،‬‬ ‫حيث يعي�ش يف الوقت احلايل �أكرث من مليون �أوغندي‬ ‫باملنطقة‪.‬‬ ‫و�أنتجت �أوغندا يف عام ‪ 2007‬ما يقرب من ‪� 500‬ألف‬ ‫طن من �أ�سماك املياه العذبة‬ ‪� 223‬ألف ًا‪ ،‬منها من بحرية‬ ‫فيكتوريا‪ ،‬ولكن بعدها انخف�ض هذا الرقم وفق ًا للمعهد‬ ‫القومي للإح�صاء �إلى ‪� 193‬ألف طن‪ .‬فعلى �سبيل املثال‬ ‫بني عامي‬ ‪ 2011‬و‪ 2012‬قدرت منظمة الأمم املتحدة‬ ‫للأغذية والزراعة (فاو) تراجع ًا بقيمة ‪ 6.8‬يف املئة‪،‬‬ ‫ولكن على الرغم من كل هذا ال تزال �أوغندا �أكرب منتج‬ ‫لأ�سماك املياه العذبة يف القارة ال�سمراء‪.‬‬

‫ومن �ضمن امل�شكالت الرئي�سية التي تواجهها �أوغندا‬ ‫�أي�ض ًا �أ�ساليب ال�صيد‬ املمنوعة‪ ،‬مثل ا�ستخدام �شباك‬ ‫الـ «كوكوتا» التي ت�صطاد كل �أحجام الأ�سماك‪ ،‬مبا‬ ‫فيها بع�ض الأنواع غري امل�صرح با�ستخدامها‪ ،‬هذا‬ ‫بخالف �إلقاء ال�شباك القدمية التي مل تعد ت�ستخدم‬ ‫يف املياه‪ ،‬مما يت�سبب يف زيادة معدالت التلوث البيئي‪،‬‬ ‫وبالتايل الإ�ضرار بالدورة الطبيعية حلياتها‪.‬‬ ‫ويقول خبري ال�صيد جوما اي�سابريي «نحن الأوغنديني‬ ‫ن�صطاد يف كل االجتاهات‪ ،‬ال�سمك دائم ًا يف حالة‬ ‫هروب‪ ،‬امل�شكلة �أن ال�سمك حني يعاين من توتر ال ي�ضع‬ ‫بي�ضه»‪ ،‬وهو الأمر الذي يف�سر تراجع عدد الأ�سماك يف‬ ‫الوقت احلايل ببحري ‬ة فيكتوريا‪.‬‬ ‫ومما يظهر مدى �صعوبة الو�ضع قرار حكومة‬ ‫كمباال �إر�سال موظفني وطاقم ع�سكري‬‬ ‫تتمثل مهمته يف القب�ض على من ي�ستخدم �أ�ساليب غري‬ ‫م�صرح بها‪� ،‬إ ّال �أن بع�ض املحللني يقولون �إن كثري ًا من‬ ‫امل�س�ؤولني يح�صلون على ر�شاوى لت�ستمر كل املمار�سات‬ ‫اخلاطئة‪ ،‬فيما �أن رجال ال�سيا�سة الأقوياء ال يقومون‬ ‫كاف لإنقاذ حياة بحرية فيكتوريا‪.‬‬ ‫مبا هو ٍ‬ ‫ويراهن علماء البيئة من جانبهم على �ضرورة وجود‬ ‫فرتات ا�سرتاحة �أو منع لل�صيد ترتاوح مدتها من‬ ‫�شهرين لثالثة �شهور‪ ،‬ب�شكل ي�سمح للأ�سماك بو�ضع‬ ‫بي�ضها من جديد دون تعر�ضها مل�ضايقات‪ ،‬ولكن يبقى‬ ‫العائق الأكرب متمث ًال يف عدم وجود �ضمانات لتنفيذ‬ ‫هذا الإجراء‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪57‬‬


‫اقتصاد‬ ‫االجتماع السنوي األربعون لمجلس محافظي البنك اإلسالمي للتنمية‬

‫اعتماد مشاريع للتنمية بقيمة ‪ 450‬مليون دوالر‬ ‫ارتفاع الحد األدنى لبرنامج إصدار الصكوك متوسطة األجل إلى ‪ 25‬مليار دوالر‬ ‫مابوتو ـ مزمبيق‪:‬‬ ‫خالل االجتماع ال�سنوي الأربعني ملجل�س حمافظي‬ ‫جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الذي انعقد يف‬ ‫العا�صمة املوزمبيقية مابوتو خالل الفرتة من ‪10-7‬‬ ‫يونيو ‪ ،2015‬مت اعتماد متويالت مل�شاريع تنموية‬ ‫ناهزت قيمتها ‪ 450‬مليون دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫وقد انعقد هذا االجتماع ال�سنوي للبنك بح�ضور‬ ‫وم�شاركة عدد من القادة ال�سيا�سيني ورجال الأعمال‬ ‫من خمت ِلف البلدان الإ�سالمية‪ ،‬وتعد هذه املرة الأولى‬ ‫التي يعقد فيها االجتماع ال�سنوي ملجل�س حمافظي‬ ‫البنك‪ ،‬يف �أق�صى جنوب القارة الإفريقية‪ .‬وقد �شهد‬ ‫االجتماع كذلك رفع احلد احلايل لربنامج البنك‬ ‫اخلا�ص ب�إ�صدار ال�صكوك املتو�سطة الأجل من ع�شرة‬ ‫مليارات دوالر �أمريكي‪ ،‬لي�صبح ‪ 25‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وقد انعقدت اجلل�سة االفتتاحية الجتماع‬ ‫برئا�سة‬ ‫التنفيذيني‬ ‫املديرين‬ ‫جمل�س‬ ‫رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور‬ ‫�أحمد حممد علي‪ ،‬وبرعاية الرئي�س املوزمبيقي‪،‬‬ ‫فيليب نيو�سي‪ ،‬كما �ألقى الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون‬ ‫االقت�صادية‪ ،‬ال�سفري حميد �أوبيليريو‪ ،‬كلمة بالنيابة‬ ‫عن الأمني العام للمنظمة‪� ،‬إياد �أمني مدين‪.‬‬ ‫وقد �شكر رئي�س جمموعة البنك‪ ،‬الدكتور �أحمد علي‪،‬‬ ‫يف كلمته االفتتاحية الرئي�س نيو�سي على ح�ضوره‬ ‫ال�شخ�صي للم�ؤمتر وا�ست�ضافة بالده لأعماله‪ ،‬مهنئ ًا‬ ‫موزمبيق بحلول الذكرى ال�سنوية الأربعني للتحرر من‬ ‫اال�ستعمار‪ .‬كما �أ�شاد رئي�س جمموعة البنك مب�ستوى‬ ‫العالقات املتينة بني موزمبيق والبنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫منذ �أن �أ�صبحت ع�ضو ًا بالبنك يف نوفمرب ‪.1995‬‬ ‫و�أبرز علي‪ ،‬الآفاق االقت�صادية الواعدة ملوزمبيق‪،‬‬ ‫وال�سيما اكت�شافات الغاز التي ت�شري �إلى وجود نحو ‪20‬‬ ‫يف املائة من احتياطي الغاز الإفريقي يف البالد‪ ،‬مهيب ًا‬ ‫بالقطاع اخلا�ص وغرف التجارة وال�صناعة والزراعة‬ ‫و�شركات الطريان والطاقة لال�ستثمار يف موزمبيق‪،‬‬ ‫وم�ؤكد ًا �أن البنك �سيقوم بدوره يف تي�سري الفر�ص‬ ‫للم�ستثمرين بالدول الأع�ضاء لال�ستثمار يف موزمبيق»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائ ًال‪ :‬هذا هو احلد الأدنى املطلوب من‬ ‫االلتزام با�ستعادة الروابط بني العامل الإ�سالمي وهذه‬ ‫البالد الكرمية»‪.‬‬ ‫و�أ�شاد املجل�س بالنجاح الكبري الذي حققه برنامج‬ ‫‪58‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫رئي�س جمهورية موزمبيق فيليبي نيو�سي (ي�سار) يلقي خطابه يف العا�صمة مابوتو و�إىل جانبه‬ ‫رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‬

‫�صكوك البنك يف كافة �إ�صداراته ال�سابقة منذ بدء‬ ‫الربنامج يف عام ‪ ،2003‬ما عك�س املكانة املرموقة‬ ‫والثقة الكبرية التي بات يتمتع بها البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية على ال�ساحة املالية الدولية‪ ،‬حيث يعترب البنك‬ ‫�أحد م�ؤ�س�سات التمويل متعددة الأطراف القليلة التي‬ ‫مت ت�صنيفها «لأكرث من ‪ 12‬عاما متتالية» من م�ؤ�س�سات‬ ‫الت�صنيف العاملية الثالث الرئي�سة‪� ،‬ستاندرد �آند بورز‪،‬‬ ‫وفيت�ش‪ ،‬وموديز‪ ،‬ب�أعلى الت�صنيفات االئتمانية العاملية‬ ‫املتاحة «‪ ،”AAA‬فيما مت اعتماد البنك كم�ؤ�س�سة‬ ‫مالية تنموية متعددة الأطراف م�ؤهلة لـ”وزن خماطر‬ ‫بدرجة �صفر” من جلنة بازل للإ�شراف امل�صريف عام‬ ‫‪ ،2004‬من املفو�ضية الأوروبية عام ‪.2007‬‬ ‫و�أو�ضح البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬يف بيان‪� ،‬أنه جل�أ‬ ‫ال�ستحداث برناجمه اخلا�ص ب�إ�صدار ال�صكوك‬ ‫متو�سطة الأجل واملتفقة مع �أحكام ومبادئ ال�شريعة‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬بهدف تعبئة و�ضخ موارد مالية جديدة‬ ‫من �أ�سواق املال العاملية‪ ،‬لتلبية احتياجات التنمية‬ ‫املتزايدة يف دوله الأع�ضاء‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن املوال التي‬ ‫مت جمعها �ضمن برنامج �صكوك البنك‪ ،‬ا�ستخدمت‬ ‫يف متويل خمتلف م�شاريع التنمية يف الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص ًا م�شاريع البنية التحتية‪ ،‬وذلك بتكلفة �أقل‬ ‫بكثري من تكلفتها لو مت التمويل عن طريق م�ؤ�س�سات‬ ‫التمويل العادية‪.‬‬ ‫تعاون وثيق بني منظمة التعاون الإ�سالمي والبنك‬

‫الإ�سالمي‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد‬ ‫�أمني مدين‪ ،‬يف كلمته �أن املنظمة تعكف على تنفيذ‬ ‫خطة لتطوير م�ؤ�س�سات التمويالت ال�صغرى يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ .‬كما دعا مدين جمل�س حمافظي البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية �إلى املوافقة على تنفيذ عدد من‬ ‫القرارات ال�صادرة يف الدورة الثانية والأربعني ملجل�س‬ ‫وزراء اخلارجية‪.‬‬ ‫وت�شمل هذه القرارات ح�شد موارد �إ�ضافية ل�صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وو�ضع برنامج بديل ي�أتي‬ ‫ا�ستكما ًال للربنامج اخلا�ص لتنمية �إفريقيا كو�سيلة‬ ‫لتعزيز املكا�سب التي حتققت يف �إطار الربنامج الأول‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن عقد منتدى منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للأطراف املعنية ب�ش�أن توحيد معايري و�إجراءات‬ ‫الأطعمة احلالل املقرتح‪ُ ،‬يعترب خطوة بالغة الأهمية‬ ‫يف و�ضع معايري ملزمة يف جمال الأغذية احلالل‬ ‫يف �إطار منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫حتقيق توافق عري�ض النطاق للمنظمة حول توحيد‬ ‫�إجراءات االعتماد والتوثيق‪ .‬كما �أن احلاجة ما�سة‬ ‫لبيئة نظامية من هذا القبيل خالل املرحلة الراهنة‬ ‫يف �سبيل مالءمة �أن�شطة مراكز الت�صديق فيما يتعلق‬ ‫بالأطعمة واملنتجات احلالل‪ .‬وت�شمل الق�ضايا الأخرى‪،‬‬ ‫التـي تتطلب مـوافقتكم الكرمية‪ ،‬تنفيذ م�سـار �سكة‬ ‫حديد دكار‪ -‬باماكو �سيكا�سو‪ -‬ديوال�سو‪ ،‬وهو �أحد‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫قطاعات م�شروع املنظمة خلط ال�سكة احلديد دكار‬ ‫– بورت�سودان‪ ،‬يف �إطار �شراكة مع االحتاد الإفريقي‬ ‫واالحتاد النقدي واالقت�صادي لغرب �إفريقيا‪.‬‬ ‫و�أ�شار مدين �إلى �أن التعاون الوثيق بني الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة و�إدارة جمموعة البنك �أ�سفر عن جناح‬ ‫تنظيم منتدى اال�ستثمار الأول حول �آ�سيا الو�سطى يف‬ ‫دو�شنبيه يف طاجيك�ستان يومـي ‪ 27‬و‪� 28‬أكتوبر ‪،2014‬‬ ‫حيث مت حتديد عدد من امل�شاريع‪ ،‬منها امل�شروع الرائـد‬ ‫لنقل الطاقـة املـائية‪ ،‬املعروف �شعبي ًا بـ “‪-1000‬‬ ‫‪ .”CASA‬وما من �شك يف �أن نتيجة املنتدى‪،‬‬ ‫التي بينت مدى احلاجة لعقد منتديات ا�ستثمار لآ�سيا‬ ‫الو�سطى كل �سنتني‪� ،‬سوف تدفع ب�إجنازاتنا يف �إطار‬ ‫خطة عمل املنظمة للتعاون مع �آ�سيا الو�سطى‪ ،‬والتي‬ ‫يتعاون البنك الإ�سالمي فيها معنا تعاون ًا فعا ًال‪.‬‬ ‫و�أكد �أنه على ال�صعيد االجتماعي والإن�ساين‪ ،‬متخ�ض‬ ‫التعاون بني املنظمة والبنك عن حل م�شكلة الإدارة التي‬ ‫طال �أمدها يف م�شروع املنظمة لكفالة الأيتام يف باندا‬ ‫�أ�شي يف �إندوني�سيا وكذلك �أعمال اال�ستجابة الطارئة‬ ‫الأخرى يف كل من �سوريا واليمن وجمهورية �إفريقيا‬ ‫الو�سطى والفلبني‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام يف ختام كلمته مب�ستوى عالقات‬ ‫العمل املمتازة القائمة بني �إدارة جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية والأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬معرب ًا عن ثقته ب�أن هذا التعاون املثمر‬ ‫�سوف يكون له �أثر �إيجابي على اجلهود امل�شرتكة‬ ‫ال�ساعية للنهو�ض بالتنمية االجتماعية االقت�صادية‬

‫على وجه ال�سرعة يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫اعتماد م�شاريع للتنمية بقيمة ‪450‬‬ ‫مليون دوالر‬ ‫�أقر جمل�س حمافظي جمموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬خالل اجتماعه الأربعني يف العا�صمة‬ ‫املوزمبيقية مابوتو‪ ،‬امل�ساهمة يف عدد من‬ ‫م�شاريع التنمية بالدول الأع�ضاء‪ ،‬وكذلك يف‬ ‫بع�ض املجتمعات امل�سلمة بالدول غري الأع�ضاء‬ ‫بنحو ‪ 450‬مليون دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫ففي امل�شاريع الإمنائية‪ ،‬مت تخ�صي�ص مبلغ‬ ‫‪ 200‬مليون دوالر‪ ،‬لتمويل م�شروع نقل الكهرباء يف‬ ‫موزمبيق‪ ،‬ومنح ‪ 70‬مليون دوالر لكازاخ�ستان‪ ،‬و‪71.5‬‬ ‫مليون دوالر لل�سنغال‪ ،‬و‪ 30‬مليون دوالر لبنني‪ ،‬و‪28.5‬‬ ‫مليون دوالر للكامريون‪.‬‬ ‫ومن �ضمن امل�شاريع التي وافق املجل�س على متويلها‪،‬‬ ‫م�شروع �إن�شاء طريق يف التوغو مببلغ ‪ 20.7‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬وامل�ساهمة يف م�شروعني يف جمايل التعليم‬ ‫والإ�سكان يف بنغالدي�ش‪ ،‬مببلغ �إجمايل ‪ 16.3‬مليون‬ ‫دوالر‪� ،‬إ�ضافة �إلى منح قر�ض ح�سن مببلغ ‪ 12‬مليون‬ ‫دوالر �أمريكي لقرغيزيا‪.‬‬ ‫وبلغ حجم التمويالت التي قدمها البنك الإ�سالمي‪،‬‬ ‫للدول الأع�ضاء الإفريقية بـ ‪ 33‬مليار دوالر‪ ،‬خالل‬ ‫ال�سنوات الأربعني املا�ضية‪.‬‬ ‫وعمل البنك منذ ن�ش�أته ك�شريك للدول الأع�ضاء يف‬ ‫البنك ب�إفريقيا‪ ،‬و�أول م�شروع وافق على البنك على‬ ‫متويله عند بداية عمله‪ ،‬م�شروع �سد �سونغ لولو لتوليد‬

‫الكهرباء يف دولة الكامريون‪ ،‬يف �أكتوبر ‪ 1976‬بقيمة‬ ‫‪ 7‬ماليني دوالر‪� ،‬إ�ضافة �إلى الربنامج اخلا�ص لتنمية‬ ‫�إفريقيا الذي نفذه البنك الإ�سالمي للتنمية يف الدول‬ ‫الإفريقية الأع�ضاء يف الفرتة من ‪ ،2012-2002‬الذي‬ ‫جاء على �إثر تنفيذ �إعالن واغادوغو ‪،2007-2002‬‬ ‫ويف �إطار الربنامج اخلا�ص لتنمية �إفريقيا‪ ،‬مت ا�ستثمار‬ ‫‪ 12‬مليار دوالر �أمريكي‪� ،‬ساهم البنك منها مببلغ ‪5‬‬ ‫ماليني دوالر‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من هذه اجلهود تواجه القارة ال�سوداء‬ ‫عدد ًا من التحديات‪ ،‬وال�سيما يف الدول جنوب‬ ‫ال�صحراء الكربى‪ ،‬حيث ال يزال الناجت املحلي‬ ‫الإجمايل ون�صيب الفرد من الدخل القومي منخف�ض ًا‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى الفجوة ال�ضخمة يف البنية التحتية‪.‬‬

‫البنك اإلسالمي للتنمية ومؤسسة غيتس يطلقان صندوق ًا لمواجهة الفقر بمبلغ ‪ 500‬مليون دوالر‬

‫‪� ‬أطلق البنك الإ�سالمي للتنمية وم�ؤ�س�سة بيل وميليندا‬ ‫غيت�س يوم ‪11‬يونيو ‪� 2015‬صندوق احلياة واملعي�شة‬ ‫مببلغ ‪ 500‬مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬وذلك �ضمن فعاليات‬ ‫االجتماع ال�سنوي الأربعني ملحافظي جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية املنعقد حالي ًا بعا�صمة موزنبيق‬ ‫مابوتو‪.‬‬ ‫ويهدف ال�صندوق �إلى العمل على معاجلة الفقر‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫والأمرا�ض وتقدمي الدعم لربامج الرعاية ال�صحية‬ ‫واحليازات الزراعية ال�صغرية وخدمات البنية التحتية‬ ‫الأ�سا�سية الريفية يف الدول الأع�ضاء يف البنك‪.‬‬ ‫و�أو�ضح رئي�س جمموعة البنك الدكتور �أحمد حممد‬ ‫علي �أن التمويل املقدم من ال�صندوق �سيمكن البنك‬ ‫من خالل املزج بني التمويل املقدم من اجلهات املانحة‬ ‫واملوارد املعب�أة من ال�سوق لتوفري متويل �إ�ضايف ي�صل‬ ‫�إلى ملياري دوالر �أمريكي‪ ،‬وهو متويل مي�سر على‬ ‫مدى خم�س �سنوات وذلك ملحاربة الفقر والأمرا�ض‬ ‫يف الدول الأع�ضاء يف البنك وخا�صة الدول الأع�ضاء‬ ‫الأقل منو ًا‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن جمل�س �إدارة �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫للتنمية وهو ذراع البنك الإ�سالمي للتنمية للتخفيف‬ ‫من حدة الفقر وافق على تقدمي م�ساهمة كمنحة بقيمة‬ ‫‪ 100‬مليون دوالر �أمريكي ل�صندوق احلياة واملعي�شة‬ ‫على مدى ‪� 5‬سنوات‪ ،‬و�ست�ساهم م�ؤ�س�سة بيل وميليندا‬

‫غيت�س بن�سبة ‪ 20‬باملائة بنحو ‪ 100‬مليون دوالر �أمريكي‬ ‫يف ال�صندوق وذلك وف ًقا ملا ذكره بيل غيت�س خالل‬ ‫االجتماع ال�سنوي التا�سع والثالثني للبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية يف جدة يف عام ‪.2014‬‬ ‫ودعا لتحقيق دعم قوي للم�ساعدة يف تعبئة مبلغ ال‬ ‫‪ 300‬مليون دوالر �أمريكي املتبقي لل�صندوق وذلك‬ ‫على مدى ال�سنوات اخلم�س املقبلة‪ ،‬معرب ًا عن �أمله‬ ‫يف بدء عمليات ال�صندوق يف �أوائل عام ‪ 2016‬بف�ضل‬ ‫التربعات املقدمة من �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫للتنمية وم�ؤ�س�سة غيت�س‪.‬‬ ‫من جانبه �أفاد بيل غيت�س �أن بع�ض الدول الأع�ضاء قد‬ ‫حققت منو ًا اقت�صادي ًا وا�ستقرار ًا ملحوظ ًا‪ ،‬الفت ًا �إلى‬ ‫�أن العديد من البلدان تواجه �أزمات معقدة ذات �أبعاد‬ ‫�ضخمة‪ ،‬و�أن �أكرث من مليار �شخ�ص يعي�شون يف فقر‬ ‫مدقع يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬منهم ‪ 400‬مليون يعي�شون‬ ‫يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪59‬‬


‫اقتصاد‬ ‫املجل�س العام للبنوك وامل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية والبنك الدويل يوقعان‬ ‫مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون يف جمال ال�صناعة املالية الإ�سالمية‬

‫وقع كل من املجل�س العام للبنوك وامل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‪ ،‬التي متثل املظلة‬ ‫الر�سمية للم�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‪ ،‬والبنك الدويل‪ ،‬مذكرة تفاهم لتعزيز تطور‬ ‫املالية الإ�سالمية على م�ستوى العامل وتو�سيع نطاق ا�ستخدامها ك�أداة فاعلة لتمويل‬ ‫التنمية يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫وت�ؤ�س�س مذكرة التفاهم لتعاون م�ستقبلي يف جماالت �إنتاج ون�شر املعرفة‪،‬‬ ‫وا�ستخال�ص وتبادل الدرو�س امل�ستفادة من التجارب‪ ،‬وحت�سني القدرات يف �صناعة‬ ‫اخلدمات املالية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وقال رئي�س املالية الإ�سالمية‪ ،‬التابع لق�سم املالية وممار�سات الأ�سواق العاملية‬ ‫بالبنك الدويل �أبايومي الأودي «ي�ؤكد توقيع مذكرة التفاهم هذه التزام البنك الدويل‬ ‫بتطوير �صناعة اخلدمات املالية الإ�سالمية»‪ .‬و�أ�ضاف �أن «تو�سع هذه ال�صناعة �سي�ؤثر‬ ‫حتما على طريقة تطور التمويل عاملي ًا يف دعم �أن�شطة قطاعات االقت�صاد احلقيقي‬ ‫وامل�ساهمة يف الت�صدي ومعاجلة حتديات الفقر املدقع وتعزيز الرخاء امل�شرتك‪،‬‬ ‫ونتطلع �إلى العمل مع املجل�س العام للبنوك وامل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية ب�شكل وثيق‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال الأمني العام للمجل�س العام للبنوك وامل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية‪،‬‬ ‫عبد الإله بلعتيق‪�« :‬ستعمل هذه االتفاقية على تعزيز دور املجل�س العام ك�صوت‬ ‫مدافع عن �صناعة اخلدمات املالية الإ�سالمية‪ ،‬واملنظمات الدولية الوا�ضعة للمعايري‬ ‫واجلهات الرقابية والإ�شرافية‪ ،‬عالوة على دعم الأهداف اال�سرتاتيجية للمجل�س‬ ‫العام يف البحوث واملن�شورات وكذلك التوعية وتبادل املعلومات»‪.‬‬ ‫وت�سعى مذكرة التفاهم هذه �إلى تطوير وتعزيز دور �صناعة اخلدمات املالية‬ ‫الإ�سالمية على م�ستوى العامل‪ ،‬حيث ي�ستند التفاهم �إلى �أهمية قطاع املالية‬ ‫الإ�سالمية يف التنمية االقت�صادية‪.‬‬ ‫جتدر الإ�شارة �إلى �أن املجل�س العام للبنوك وامل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية منظمة‬ ‫دولية ت�أ�س�ست عام ‪ 2001‬ومقرها الرئي�سي يف مملكة البحرين‪ .‬ويعترب املجل�س‬ ‫العام �إحدى امل�ؤ�س�سات املنتمية �إلى منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وهو ي�ضم يف ع�ضويته‬ ‫نحو ‪ 120‬م�ؤ�س�سة مالية‪ ،‬موزعة على ‪ 30‬دولة‪ ،‬ت�ضم �أهم الفاعلني يف ال�سوق املالية‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬وم�ؤ�س�سات دولية متعددة الأطراف‪ .‬وميثل املجل�س العام املظلة الر�سمية‬ ‫لل�صناعة املالية الإ�سالمية على م�ستوى العامل‪.،‬‬

‫البنك الإ�سالمي للتنمية يتعهد بتقدمي ‪ 360‬مليون دوالر‬ ‫ملرحلة ما بعد التعايف من �إيبوال يف غينيا و�سرياليون‬

‫تعهد البنك الإ�سالمي للتنمية بتوفري متويل بقيمة ‪ 360‬مليون دوالر �أمريكي لدعم‬ ‫اجلهود اخلا�صة مبرحلة التعايف امل�ستدام من وباء احلمى النـزيفية “�إيبوال” لفائدة‬ ‫كل من غينيا و�سرياليون‪ .‬وورد هذا الإعالن على ل�سان نائب رئي�س البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية للتعاون وتنمية القدرات‪� ،‬سعيد �آقا‪ ،‬مبنا�سبة انعقاد امل�ؤمتر الدويل للتعايف من‬ ‫�إيبوال الذي احت�ضنته نيويورك بالواليات املتحدة الأمريكية يوم ‪ 10‬يوليو ‪ .2015‬وقد‬ ‫مت تنظيم امل�ؤمتر من قبل الأمم املتحدة وح�ضره ر�ؤ�ساء البلدان الثالثة املت�ضررة‪،‬‬ ‫غينيا وليبرييا و�سرياليون‪� ،‬إلى جانب عدد كبري من ممثلي املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫و�أعلن �آقا‪ ،‬الذي ح�ضر ممث ًال لرئي�س البنك‪ ،‬الدكتور �أحمد حممد علي‪ ،‬يف هذا‬ ‫امل�ؤمتر‪� ،‬أن غينيا �ستح�صل على ‪ 220‬مليون دوالر‪ ،‬يف حني �ستح�صل �سرياليون على‬ ‫‪ 140‬مليون دوالر‪� .‬أما بالن�سبة وليبرييا‪ ،‬الدولة غري الع�ضو بالبنك‪ ،‬ف�سي�سهم الأخري‬ ‫يف تعزيز جهودها من خالل ال�شراكة مع وكاالت �إمنائية �أخرى‪.‬‬ ‫و�أكد �آقا �أن البنك “يعكف على تقييم �شراكته يف هذه اجلهود بهدف تعزيز عملياته‬ ‫يف جميع جماالت التنمية االقت�صادية واالجتماعية”‪ ،‬و�أ�ضاف �أن البنك عزز‬ ‫‪60‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫من م�ستوى تعاونه مع جميع وكاالت الأمم املتحدة والدولية والوكاالت الإمنائية‬ ‫وامل�ؤ�س�سات العامة واخلا�صة‪ ،‬واملنظمات غري احلكومية وهيئات املجتمع املدين‬ ‫وغريها من امل�ؤ�س�سات والهيئات اخلريية‪.‬‬ ‫و�أثنى �آقا على جهود الأمم املتحدة يف عقد امل�ؤمتر‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أن منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي للتنمية عقدا م�ؤمتر ًا دولي ًا مماث ًال يف جدة خالل �شهر‬ ‫نوفمرب ‪ 2014‬حل�شد املوارد لفائدة البلدان املت�ضررة من وباء الإيبوال‪� .‬إ�ضافة �إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬تربع العاهل ال�سعودي الراحل امللك عبد اهلل بن عبد العزيز من خالل البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية مببلغ ‪ 35‬مليون دوالر‪.‬‬

‫�أوغندا ت�ست�ضيف اجتماع الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة والزراعة‬

‫ا�ست�ضافت الغرفة الأوغندية للتجارة وال�صناعة يف‪ ‬العا�صمة الأوغندية كمباال‬ ‫يومي ‪ 26‬و‪� 27‬إبريل ‪ 2015‬االجتماعات اخلا�صة بالرتتيبات القانونية والفنية للغرفة‬ ‫الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة والزراعة‪ ،‬ولقاء املائدة امل�ستديرة لأع�ضاء الغرفة‬ ‫املخ�ص�ص لالجتماع بني خمت ِلف جهات الأعمال التجارية‪ ،‬وذلك حتت رعاية رئي�س‬ ‫االجتماعات ر�ؤ�سا ُء الغرف‬ ‫جمهورية �أوغندا‪ ،‬يوري كاغوتا مو�سيفيني‪ .‬وقد ح�ضر‬ ‫ِ‬ ‫الأع�ضاء وعدد من ممثلي القطاع اخلا�ص للمنظمة‪.‬‬ ‫وافتتح الرئي�س مو�سيفيني االجتماعات‪ ،‬حيث �سلط يف كلمته ال�ضوء على �إمكانات‬ ‫اال�ستثمار يف �أوغندا واحلوافز املمنوحة للقطاع اخلا�ص‪ .‬ودعا امل�شاركني �إلى اال�ستفادة‬ ‫من الت�سهيالت املقدمة للم�ستثمرين‪ ،‬و�شدد على �ضرورة الت�آزر بني القطاعات اخلا�صة‬ ‫من خمت ِلف الدول الأع�ضاء باملنظمة وتو�سيع العالقات التجارية بينها ‪.‬‬ ‫ووجهت ال�سيدة �أوليف كيجونغو‪ ،‬رئي�سة الغرفة الأوغندية للتجارة وال�صناعة‪،‬‬ ‫ورئي�سة االجتماعات‪ ،‬خطاب ًا رحبت فيه بامل�شاركني‪ ،‬و�أعربت عن �أملها يف �أن يفتح‬ ‫هذا االجتماع مزيد ًا من الآفاق ويتيح فر�ص ًا �أكرب ملجتمع الأعمال للتعاون وزيادة‬ ‫م�ستوى التبادل التجاري‪.‬‬ ‫ثم توجه رئي�س الغرفة الإ�سالمية‪ ،‬ال�شيخ �صالح كامل‪ ،‬بخطاب تطرق فيه جلدول‬ ‫�أعمال االجتماع‪� ،‬شاكر ًا الرئي�س الأوغندي مو�سيفيني على دعمه للغرفة الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�شدد كامل على �ضرورة قيام القطاع اخلا�ص يف الدول الأع�ضاء بتو�سيع عالقاته‬ ‫التجارية وا�ستك�شاف فر�ص اال�ستثمار‪ .‬كما تناول خمت ِلف الق�ضايا املت�ضمنة يف‬ ‫جدول �أعمال الدول واهتماماتها‪ ،‬مبا يف ذلك مو�ضوع الغذاء احلالل واعتماد‬ ‫املعايري الأخالقية يف الأعمال التجارية وجوائز اجلودة والتميز واالبتكار‪ ،‬و�إن�شاء‬ ‫مركز �إ�سالمي جتاري دويل للم�صاحلة للتحكيم‪ ،‬و�أكد �أنه على الرغم من الإمكانات‬ ‫املوجودة داخل الدول الإ�سالمية‪ ،‬ف�إن م�ستوى التجارة الإ�سالمية البينية يبقى �أقل‬ ‫من ‪ 20‬يف املئة‪.‬‬ ‫وقد بعث الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬ر�سالة �إلى‬ ‫االجتماع هن�أ فيها الغرفة الإ�سالمية على ما ت�ضطلع به من �أن�شطة‪ ،‬وال�سيما االقرتاح‬ ‫املقدم اخلا�ص ب�إقامة مركز للتحكيم التجاري واعتماد معايري موحدة ملنح �شهادات‬ ‫العالمة التجارية اخلا�صة بالأغذية احلالل‪ .‬كما �أ�شار الأمني العام يف ر�سالته �إلى‬ ‫املبادرة التي اتخذتها املنظمة لعقد منتدى منظمة التعاون الإ�سالمي للأطراف‬ ‫املعنية ب�ش�أن توحيد معايري و�إجراءات الأطعمة احلالل يف نهاية عام ‪.2015‬‬ ‫و�أ�شارت وزيرة التجارة وال�صناعة والتعاونيات يف �أوغندا‪ ،‬معايل �أميليا كيامباد‬ ‫‪،‬من جانبها‪� ،‬إلى �أن القطاع اخلا�ص ميكنه الو�صول �إلى الأ�سواق جمموعة �شرق‬ ‫�إفريقيا وال�سوق امل�شرتكة ل�شرق وجنوب �إفريقيا‪.‬‬ ‫وح�ضر االجتما َع الذي جمع خمت ِلف جهات الأعمال التجارية‪ ،‬عد ٌد كبري من رواد‬ ‫امل�شاريع وامل�ص ّنعني من خمت ِلف الدول الأع�ضاء باملنظمة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا من م�صر‬ ‫وتركيا وباك�ستان‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أ�صحاب امل�شاريع الرائدة يف البلد امل�ست�ضيف‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫الجوع تح ٍّد جديد يواجهه العالم‬ ‫مع ارتفاع تعداد سكان المعمورة‬ ‫إلى تسعة مليارات نسمة‬ ‫بوينو�س �آير�س ـ الأرجنتني (د ب ا)‪:‬‬ ‫�إذا مل يتم تعديل �شيء يف نظام �إنتاج الغذاء احلايل‪ ،‬فحينما ي�صل تعداد �سكان‬ ‫الكوكب �إلى ت�سعة مليارات ن�سمة �ستت�ضاعف م�شاكل اجلوع و�سوء التغذية‪.‬‬ ‫وتتوقع منظمة الأمم املتحدة للغذاء والزراعة (فاو) �أن ي�صل تعداد العامل لهذا‬ ‫الرقم بحلول عام ‪ ،2050‬حيث �ستزداد معدالت الطلب على الغذاء حينها �أي�ض ًا وفق ًا‬ ‫للفاو بن�سبة ‪ 70‬يف املئة‪.‬‬ ‫وي�أتي كل هذا مع العلم ب�أنه يف الوقت احلايل يوجد ‪ 805‬ماليني �شخ�ص يعانون من‬ ‫اجلوع فكيف ميكن حل مثل هذه املع�ضلة يف امل�ستقبل؟‬ ‫و�سيظل معر�ض ميالنو الدويل (�إك�سبو ميالن) الذي افتتح باملدينة الإيطالية‬ ‫خم�ص�ص ًا حتى الأول من �أكتوبر ملناق�شة هذا املو�ضوع (تغذية الكوكب طاقة من‬ ‫�أجل احلياة)‪.‬‬ ‫وترى الأرجنتينية �سوليداد باروتي م�ؤلفة كتاب «التغذية ال�سيئة‪ ..‬كيف تقتلنا �صناعة‬ ‫الغذاء الأرجنتينية؟» �أنه يف الوقت احلايل يوجد نظامان للإنتاج يعمالن ب�شكل متوازٍ ‪.‬‬ ‫وتقول ال�صحفية التي �أدانت يف كتابها كيف يتم ت�صنيع مكونات ا�ستهالكية‪ ،‬ولي�ست‬ ‫غذائية «النظام الأول �صناعي وتنتج عنه كميات كبرية‪ ،‬ولكنه ال يعمل على �إ�شباع‬ ‫اجلائعني‪ ،‬بل على العك�س من هذا يت�سبب يف اجلوع و�سوء التغذية وال�سمنة ونفاد‬ ‫امل�صادر‪� ،‬إنه نظام يفكر يف الب�ضائع‪ ،‬ولي�س الغذاء»‪.‬‬ ‫وتابعت باروتي «النظام الثاين يف الواقع‪ ،‬توجد كثري من الأنظمة املحتملة منه والتي‬ ‫تعتمد على املجتمع وجغرافيا املكان والعادات‪ ،‬حيث تنتج كميات �أقل‪ ،‬ولكنها �أغذية‬ ‫حقيقية ولي�ست ب�ضائع»‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت ال�صحفية «النظام الذي تعد فيه الأغذية ب�ضائع بد�أ يف الرتاجع‪ ،‬لأول مرة‬ ‫يف الدول املتقدمة تنخف�ض ن�سبة الأمل يف احلياة لذا بد�ؤوا يف التوعية‪� ،‬صحيح �أنهم‬ ‫ال يزالون يدفعون النظام الزراعي ال�صناعي اال�ستهالكي‪ ،‬ولكن يف الوقت نف�سه‬ ‫بد�أت �أ�صوات �أخرى يف الظهور»‪.‬‬ ‫ويقول كارلو�س في�سينتي من منظمة (غرين)‪ ،‬التي تعمل لدعم املزارعني واحلركات‬ ‫االجتماعية يف كفاحهم لأجل حتقيق �أنظمة غذائية مرتكزة على التعددية البيئية‬ ‫ومراقبة املجتمع‪ ،‬منذ �سنوات �إن «منوذج الثورة اخل�ضراء ال يهتم ب�إطعام العامل»‪.‬‬ ‫ويقول في�سينتي «يتم �إنتاج كثري من الأغذية ب�شكل يزيد على احلاجة»‪ ،‬م�ست�شهداً‬ ‫بتقرير للفاو ي�شري �إلى �أن ما يقرب من مليار و‪ 300‬طن �سنوي ًا‪ ،‬يتم خ�سارته �أو‬ ‫�إعدامه‪ .‬ويعني هذا �أن امل�شكلة لي�ست يف الإنتاج بل التوزيع‪ ،‬فيما ي�شرح في�سينتي �أنه‬ ‫خالل ال�ستينيات بد�أت عملية حتويل الأغذية �إلى ب�ضائع‪ ،‬ومنذ ذلك احلني مل تتوقف‬ ‫الزراعة ال�صناعية بكل �أ�ساليبها الكيماوية واجلينية عن ك�سب املزيد من املواقع‪،‬‬ ‫ولكن لي�س لإنتاج �أغذية �أكرث من �أجل النا�س‪ ،‬حيث يتم تخ�صي�ص جزء كبري لتغذية‬ ‫احليوانات و�إنتاج الوقود احليوي‪.‬‬ ‫ويقول في�سينتي �إنه على الرغم من �أن املزارعني لديهم فقط ن�سبة ‪ 24‬يف املئة من‬ ‫الأرا�ضي �إال �أن الأخرية تنتج ‪ 70‬يف املئة من الأغذية‪ ،‬حيث تابع «منذ ‪� 10‬آالف‬ ‫عام ينتج املزارعون بتنوع‪ ،‬وميكنهم اال�ستمرار يف هذا»‪ ،‬لذا يرى اخلبري �ضرورة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫«جمع املعارف التاريخية مع �أ�ساليب الزراعة ال�صديقة للبيئة وذلك لتغذية العامل‬ ‫بال�صورة ال�صحيحة»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف في�سينتي «الإنتاج بتنوع �أكرب يولد فر�ص عمل �أكرث من الزراعة الفردية‬ ‫ملنتج واحد بعينه‪ ،‬ميكن �إنتاج مواد غذائية دون ا�ستخدام كيماويات وبكميات �أكرب»‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬يقول والرت بينغي‪ ،‬املهند�س الزراعي والأ�ستاذ الباحث بجامعة (خينريال‬ ‫�سارميينتو) الوطنية بالأرجنتني‪� ،‬إنه بالن�سبة للمزارعني ال�صغار واملتو�سطني ف�إن‬ ‫مثل هذا الأمر �سيكون مفيد ًا جد ًا‪ ،‬وبخا�صة يف ظل الدرا�سات التي تثبت �أن الزراعة‬ ‫البيئية (ال�صديقة للبيئة) مربحة‪.‬‬ ‫كما يذكر الباحث ب�أزمة الغذاء العاملية يف عام ‪ 2008‬حينما زادت الأ�سعار‪ ،‬حيث‬ ‫تقي�س منظمة الفاو منذ ذلك احلني الأمن الغذائي يف العامل‪ ،‬مقدرة �أنه «توجد‬ ‫دائم ًا ‪� 30‬أو ‪ 40‬دولة» حتت املعدالت املطلوبة‪.‬‬ ‫ومع ا�ستمرار النظام الذي ينتج بكميات كبرية ويلتهم خ�صوبة الأرا�ضي ويلوث املياه‬ ‫ف�إن امل�صادر �ستنفد �إن عاج ًال �أم �آج ًال‪ ،‬حيث ي�ضيف في�سينتي «الإن�سانية تقف عند‬ ‫مفرتق طرق‪ ،‬هذا ا�ستهالك متطرف للم�صادر ولي�س م�ستدام ًا»‪.‬‬ ‫ويرى بينغى �أن �أحد مفاتيح حل امل�شكلة تتمثل يف العودة للإنتاج املحلي واملتنوع‪،‬‬ ‫حيث �أ�ضاف «بوينو�س �آير�س على �سبيل املثال حت�صل على �أغذيتها من �أماكن على‬ ‫بعد ‪ 800‬كيلومرت»‪.‬‬ ‫ويقول في�سينتي «توجد جتارب حمددة تظهر �أنه ميكن الإنتاج ب�شكل خمتلف‪ ،‬نعرف‬ ‫هذا الأمر توجد معارف فنية وحركات اجتماعية‪ ،‬رمبا �سيبد�أ النا�س يف التحرك �إذا‬ ‫احتدمت الأزمة»‪.‬‬ ‫ويعتقد الباحث �أنه على املدى املتو�سط �سيحدث تغيري‪ ،‬وتابع «الب�شرية لن تنتحر‪،‬‬ ‫وتوجد معارف تكنولوجية كافية‪ ،‬لن متوت �أمام ابنك‪� ،‬ستزرع بذرة‪ ،‬و�ستعمل على‬ ‫�إنتاج الغذاء ب�صورة �صحيحة‪.‬‬ ‫من ناحيتها‪� ،‬أكدت باروتي �ضرورة «املطالبة ب�سيا�سات تعمل على تقوية املنتجني‬ ‫الذين يرغبون يف القيام بالأ�شياء بطريقة خمتلفة‪ ..‬ال �أثق يف قوة امل�ستهلكني بل يف‬ ‫املنتج‪� ،‬إذا مل يتم حتقيق هذا الأمر �سيكون الناجت هو �أن البع�ض �سي�أكل جيد ًا‪ ،‬فيما‬ ‫�ستح�صل البقية العظمى على باقي املخلفات»‪.‬‬ ‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪61‬‬


‫مناسبات‬ ‫تنظيم داعش‪ :‬د ُِع َى الربوفي�سور بيرت نيومان‪ ،‬رئي�س املركز الدويل لدرا�سة‬ ‫التطرف والعنف ال�سيا�سي يف كلية كينغز يف العا�صمة الربيطانية‪ ،‬واخلبري املخت�ص‬ ‫باملقاتلني الأجانب يف �سوريا والعراق‪� ،‬إلى نقا�ش مائدة م�ستديرة مع الأمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وكبار املوظفني يف مايو‪ .‬وتناول الربوفي�سور نيومان يف حديثه مو�ضوع‬ ‫بحثه حول ق�ضية ان�ضمام املقاتلني الأجانب لتنظيم داع�ش‪ ،‬عن �أعدادهم و�أ�سباب‬ ‫ان�ضمامهم وم�صادر �إلهامهم‪ ،‬ودور الن�ساء يف جتنيدهم‪ ،‬وما يحدث عند عودة ه�ؤالء‬ ‫املقاتلني‪ .‬وتُـ َعـ ّد �شبكة الإنرتنت م�صدر املعلومات والإلهام الأ�سا�سي له�ؤالء املقاتلني‪.‬‬ ‫و�أ�شار الربوفي�سور نيومان �إلى �أن املقاتلني الأجانب يتوزعون على ثالث فئات متباينة‪،‬‬ ‫املحبطون وامل�ضطربون واخلطرون‪.‬‬

‫ورشة عمل‪ :‬عقدت �إدارة ال�ش�ؤون الإن�سانية يف منظمة التعاون الإ�سالمي مع مكتب‬ ‫املفو�ضية الأوروبية للم�ساعدات الإن�سانية واحلماية املدنية ور�شة عمل يف مقر الأمانة‬ ‫العامة بجدة يومي ‪ 26‬و‪� 27‬إبريل ‪ ،2015‬مب�شاركة وفد رفيع امل�ستوى من املفو�ضية‪ ،‬وقد‬ ‫�أكد الوفد الأوروبي الدور الهام الذي ت�ضطلع به منظمة التعاون الإ�سالمي يف منطقة‬ ‫ال�شرق الأو�سط يف جمال العمل الإن�ساين‪ ،‬كما �أعرب عن تطلعه لتعزيز عالقة املفو�ضية‬ ‫باملنظمة يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫وقد تناولت حماور جل�سات الور�شة ما يتعلق بعمل املفو�ضية الأوروبية للم�ساعدات الإن�سانية‬ ‫واحلماية املدنية و�إدارة املعلومات يف اال�ستجابة حلاالت الطوارئ وتطوير و�إدارة ال�شراكات‪.‬‬

‫التعاون بين منظمة التعاون اإلسالمي واألمم المتحدة‬

‫عقد املمثل الدائم ملنظمة التعاون الإ�سالمي لدى الأمم املتحدة بنيويورك‪ ،‬ال�سفري �أفق‬ ‫كوك�شني‪ ،‬لقا ًء مع بع�ض م�س�ؤويل الإدارات ومن�سوبني من خمت ِلف �إدارات منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �ألقى خالله حما�ضرة حول تعزيز التعاون مع املنظمات غري احلكومية والأمم‬ ‫املتحدة ومكتب منظمة التعاون الإ�سالمي يف نيويورك‪.‬‬ ‫وا�ستهل ال�سفري �أفق النقا�ش مبقدمة م�ستفي�ضة حول منظومة الأمم املتحدة املعروفة‬ ‫ب�صفة غري ر�سمية بـ «�أ�سرة الأمم املتحدة»‪ ،‬وتناول يف �شرحه الوكاالت املتخ�ص�صة وال�سبل‬ ‫الأف�ضل لإقامة التعاون معها‪.‬‬

‫حفل إفطار ‪� :‬أقام الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الأ�ستاذ �إياد �أمني مدين‪،‬‬ ‫حفل �إفطار دعا �إليه �أع�ضاء املجتمع الدبلوما�سي والقن�صلي يف مدينة جدة‪ ،‬ممثلي الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬وقد ح�ضر َ‬ ‫حفل الإفطار عد ٌد كبري من القنا�صل ووجهاء و�أعيان‬ ‫جدة والعاملون يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬وتبادل احل�ضور التهاين بحلول �شهر رم�ضان‬ ‫املبارك‪ ،‬داعني املولى عز وجل �أن حت ّل عليهم هذه الأيام املباركة ودول العامل اال�سالمي‬ ‫تتمتع بال�سالم والطم�أنينة ونبذ اخلالفات واحلروب‪.‬‬ ‫كما دعا الأمني العام حلفل الإفطار عدد ًا من الكـتّـاب والأدباء واملفكرين‪ ،‬كما ح�ضره عدد‬ ‫من الدبلوما�سيني ال�سابقني يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫معالم‬

‫قطر‬

‫الموقع والجغرافيا‬

‫اال�سم الر�سمي‪ :‬دولة قطر‬ ‫العا�صمة‪ :‬الدوحة‬ ‫ال�سكان‪�( :‬إح�صائية عام ‪ 2374860 :)2015‬ن�سمة‬ ‫امل�ساحة‪ 11521 :‬كم‪2‬‬ ‫اللغة الر�سمية‪ :‬العربية‬ ‫العملة‪ :‬الريال القطري‬

‫العربية‪ ،‬حيث يربز فيها ب�شكل ملحوظ ت�أثرها بالإ�سالم‪.‬‬ ‫ولالحتفال باليوم الوطني القطري �سنوي ًا‪ ،‬يوم ‪ 18‬دي�سمرب‪،‬‬ ‫هو �أحد �أهم الأ�سواق التقليدية القدمية يف الدوحة‪ ،‬والذي‬ ‫دور مهم يف �إحياء احل�س بالـ ُهـوية الوطنية‪ ،‬حيث يتم يف‬ ‫مت ترميم مبناه م�ؤخر ًا ليحاكي الت�صميم املعماري التقليدي‬ ‫هذا اليوم تخليد الذكرى اخلا�صة بتويل جا�سم بن حممد‬ ‫بدقة متناهية‪ ،‬وهو يعك�س التجربة الفريدة والأ�صلية حلركة‬ ‫�آل ثاين مقاليد احلكم يف البالد وتوحيده ملخت ِلف قبائل‬ ‫وحيوية الأ�سواق ال�شعبية والتقليدية مبفهوم معا�صر‪.‬‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫ويحتوي �سوق واقف على جمموعة رائعة من املحالت‬ ‫الفنون والمتاحف‬ ‫التجارية التي تبيع التحف وامل�أكوالت التقليدية والبهارات‬ ‫ي�شتهر عدد من �أفراد عائلة �آل ثاين احلاكمة بهواية جمع‬ ‫والعطور واملن�سوجات والقطع الفنية‪ ،‬وتبذل الدولة جمهود ًا‬ ‫الأعمال والتحف الفنية الإ�سالمية واملعا�صرة‪.‬‬ ‫كبري ًا لت�شجيع ال�شباب على �إقامة م�شاريع جتارية يف جمال‬ ‫احلرف اليدوية الرتاثية و�صناعة الأدوات التقليدية‪.‬‬ ‫متحف الفن اإلسالمي‬

‫هي �شبه جزيرة تقع يف منت�صف ال�ساحل الغربي للخليج‪،‬‬ ‫تت�صل بر ًا باململكة العربية ال�سعودية وجتاور ك ًال من‬ ‫الإمارات العربية املتحدة والبحرين‪ .‬وتتبع دول َة قطر‬ ‫ُ‬ ‫بع�ض اجلزر‪� ،‬أهمها جزر حالول و�شراعوه والأ�سحاط‪.‬‬ ‫وتتكون �أرا�ضي دولة قطر من �سطح �صخري منب�سط مع‬ ‫بع�ض اله�ضاب والتالل الكل�سية يف منطقة دخان يف الغرب‬ ‫ومنطقة جبل فويرط يف ال�شمال‪ .‬وميتاز هذا ال�سطح بكرثة‬ ‫الأخوار واخللجان والأحوا�ض واملنخف�ضات التي ُيط َلق‬ ‫عليها (الريا�ض)‪ ،‬وتوجد يف مناطق ال�شمال والو�سط التي‬ ‫تُعتبرَ بدورها من �أكرث املواقع خ�صوبة‪ ،‬حيث تكرث فيها‬ ‫ُيعترب املتحف‪ ،‬الذي افتُتح يف عام ‪ ،2008‬من �أهم املتاحف‬ ‫النباتات الطبيعية‪.‬‬ ‫يف املنطقة‪� ،‬إلى جانب عدد من املتاحف القطرية‪ ،‬من‬ ‫التاريخ في الحكم اإلسالمي‬ ‫ُو�صفت قطر ب�أنها من �أ�شهر نقاط تربية اخليول والإبل �ضمنها املتحف العربي للفن احلديث التابع لهيئة متاحف‬ ‫�إبان العهد الأموي‪ .‬ويف القرن الثامن‪ ،‬بد�أت اال�ستفادة من قطر‪ ،‬برئا�سة �سعادة ال�شيخة امليا�سة بنت حمد بن خليفة‬ ‫موقعها اال�سرتاتيجي يف اخلليج‪ ،‬وحتولت �إلى مركز لتجارة �آل ثاين‪ ،‬ابنة �أمري دولة قطر ال�سابق‪.‬‬ ‫ويرتاوح تاريخ مقتنيات املتحف بني القرنني ال�سابع والقرن‬ ‫الل�ؤل�ؤ‪.‬‬ ‫و�شهدت جميع �أنحاء �شبه اجلزيرة القطرية يف الع�صر التا�سع ع�شر امليالديني‪ .‬ومتثل جمموعة املقتنيات التنوع‬ ‫العبا�سي تطور ًا كبري ًا يف �صناعة الل�ؤل�ؤ‪ ،‬حيث كانت ال�سفن املوجود يف الفن الإ�سالمي‪ .‬وترتاوح املعرو�ضات ما بني‬ ‫القادمة من الب�صرة والهند وال�صني تتوقف يف موانئ قطر الكتب واملخطوطات وقطع ال�سرياميك واملعادن والزجاج‬ ‫يف تلك الفرتة‪ .‬وقد اكتُ�شفت فيما بعد قطع من اخلزف والعاج والأن�سجة واخل�شب والأحجار الكرمية والقطع‬ ‫ال�صيني وعمالت نقدية من غرب �إفريقيا وحتف تايلندية النقدية امل�صنوعة من الف�ضة والنحا�س والربونز‪.‬‬ ‫يف قطر‪ ،‬مما �شكل داللة وا�ضحة على وجود تبادل جتاري وتُعترب جمموعة املقتنيات املوجودة يف املتحف �إحدى‬ ‫املجموعات يف العامل الأكرث اكتما ًال من التحف الإ�سالمية‪،‬‬ ‫عرب التاريخ‪.‬‬ ‫والذي ميثل تنوع الفنون الإ�سالمية لوجود قطع من �شتى‬ ‫بقاع الأر�ض‪ ،‬من �إ�سبانيا وم�صر و�إيران والعراق وتركيا‬ ‫الثقافة‬ ‫الثقافة القطرية م�شابهة لثقافات الدول يف �شرق اجلزيرة والهند و�آ�سيا الو�سطى‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫سوق واقف‬

‫المساجد‬

‫ُبنيت امل�ساجد القطرية التقليدية من ال�صخور املرجانية‬ ‫والطني واخل�شب‪ ،‬على عك�س امل�ساجد املبنية يف القرن‬ ‫احلادي والع�شرين‪ ،‬والتي ا�ستُخدمت لبنائها الهياكل‬ ‫اخلر�سانية‪ ،‬وتعطي هذه املواد الآن �إمكانية بناء القباب‬ ‫العالية‪ ،‬م�ستبدلة الأ�سطح امل�سطحة املكونة من �أربع‬ ‫طبقات‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فقد �شهدت امل�ساجد التقليدية‬ ‫وجود �ساحات لها‪ ،‬يف حني �أنه من النادر وجودها يف‬ ‫امل�ساجد احلديثة‪.‬‬

‫مركز «فنار»‬

‫يقع م�سجد ومركز قطر الثقايف‪ ،‬املعروف با�سم «فنار»‬ ‫يف العا�صمة الدوحة‪ ،‬بالقرب من طريق الكورني�ش‪ ،‬وهو‬ ‫�أبرز معامل اخلليج الغربي يف الدوحة‪ .‬و ُي َعد امل�سجد �أكرب‬ ‫م�سجد يف قطر حالي ًا‪ ،‬ومن �سماته الرئي�سية الت�صميم‬ ‫الفريد من نوعه ملئذنته‪ ،‬مما جعله وجهة جذبت العديد من‬ ‫ال�شخ�صيات امل�سلمة‪.‬‬

‫مايو ‪ -‬يوليو ‪ 2015‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪63‬‬


‫وجهة نظر‬ ‫الروهينغيا ‪ ...‬الشعب المنسي‬

‫مها عقيل‬ ‫رئيسة التحرير‬

‫مع معاناة عدد من‬ ‫الدول األعضاء من‬ ‫تجلياتهما وآثارهما‬ ‫وعواقبهما المر ّوعة‬ ‫التي تؤدي إلى عدم‬ ‫االستقرار وتدفق‬ ‫الالجئين وانعدام‬ ‫األمن‪ ،‬ناقش وزراء‬ ‫الخارجية اإلرهاب‬ ‫والتطرف العنيف‬ ‫من مختلِف الزوايا‬ ‫والجوانب ‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫فر�ضت حمنة الروهينغيا نف�سها على �ضمري املجتمع الدويل يف مايو عندما تُرك الآالف منهم وقد تقطعت بهم ال�سبل على غري‬ ‫هدى يف بحر �أندامان وم�ضيق ملقا �أثناء هروبهم من اال�ضطهاد يف بالدهم ميامنار‪ ،‬ليجدوا �أنف�سهم وقد تخلى عنهم مهربو‬ ‫الب�شر وبدون معني على �شواطئ الدول املجاورة‪.‬‬ ‫جذبت هذه امل�أ�ساة الإن�سانية لأقلية الروهينغيا امل�سلمة يف ميامنار‪ ،‬التي اعتربتها الأمم املتحدة الأقلية الأكرث ا�ضطهاد ًا يف‬ ‫العامل‪ ،‬اهتمام و�سائل الإعالم العاملية‪ ،‬و�أحيت الدعوة وال�ضغط ملعاجلة الأ�سباب اجلذرية للأزمة‪� ،‬أال وهي الو�ضع املزري‬ ‫للروهينغيا يف والية راخني يف ميامنار باعتبارهم نازحني داخليني يعي�شون ظرو ًفا بائ�سة‪ ،‬و�إلغاء مواطنتهم يف عام ‪ ،1982‬مما‬ ‫�أدى �إلى تعر�ضهم ملمار�سات التمييز �ضدهم ومهاجمتهم‪ ،‬كما جتددت املطالبة مبنحهم احلق يف العودة �إلى ديارهم‪.‬‬ ‫و�إذ تتابع الو�ضع عن كثب‪ ،‬اتخذت منظمة التعاون الإ�سالمي �إجراءات فورية على ال�صعيدين ال�سيا�سي والإن�ساين‪ ،‬كما ي�شري‬ ‫هذا العدد من جملة املنظمة‪� .‬إ�ضافة �إلى �أن �أزمة الروهينغيا كانت على ر�أ�س جدول �أعمال الدورة الثانية والأربعني من اجتماع‬ ‫جمل�س وزراء اخلارجية يف الكويت يوم ‪ 27‬مايو‪ ،‬كثفت املنظمة امل�ساعدات الإن�سانية على الأر�ض‪ ،‬مب�ساعدة وم�ساهمة العديد‬ ‫من الدول الأع�ضاء‪ ،‬وجهودها ال�سيا�سية يف املحافل الدولية‪ ،‬وال �سيما مع االعتماد الناجح لقرار اقرتحته املنظمة ب�ش�أن حقوق‬ ‫الإن�سان للروهينغيا من جمل�س حقوق الإن�سان يف الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫وبالعودة �إلى جمل�س وزراء اخلارجية‪ ،‬كانت ق�ضية مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف حمور اهتمام باعتبارهما �أولوية و�ضرورة‪.‬‬ ‫ومع معاناة عدد من الدول الأع�ضاء من جتلياتهما و�آثارهما وعواقبهما املر ّوعة التي ت�ؤدي �إلى عدم اال�ستقرار وتدفق الالجئني‬ ‫وانعدام الأمن‪ ،‬ناق�ش وزراء اخلارجية الإرهاب والتطرف العنيف من خمت ِلف الزوايا واجلوانب يف جل�سة خا�صة للع�صف الذهني‬ ‫و�شحذ الأفكار‪ .‬ويت�ضمن هذا العدد من جملة املنظمة تغطية مف�صلة لهذه الدورة وجميع جل�ساتها وفعاليتها اجلانبية وقراراتها‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى لقاء خا�ص مع �سمو ال�شيخ �صباح خالد احلمد ال�صباح النائب الأول لرئي�س الوزراء الكويتي ووزير اخلارجية‪.‬‬ ‫كما يغطي هذا العدد اجتماعني هامني �آخرين تليا اجتماع وزراء اخلارجية ُعقدا يف مقر الأمانة العامة للمنظمة يف جدة‪،‬‬ ‫�أولهما هو «الدورة اخلام�سة مل�سار ا�سطنبول»‪ .‬وقد كانت ا�ست�ضافة املنظمة لالجتماع يف جدة �أمر ًا هام ًا يف حد ذاته‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن املو�ضوع‪ ،‬حيث جرت مناق�شة وجهات نظر خمتلفة ب�ش�أن قرار جمل�س حقوق الإن�سان ‪ 18/16‬ب�ش�أن مكافحة التع�صب الديني‬ ‫والتمييز والتحري�ض على العنف ب�سبب الدين �أو املعتقد‪ .‬و»م�سار ا�سطنبول» هو العملية التنفيذية التي تلت تبني القرار‪ .‬وقد �شهد‬ ‫االجتماع مناق�شة مفتوحة ومثمرة من �أكرث من ‪ 90‬م�شارك ًا من الدول الأع�ضاء يف الأمم املتحدة‪ ،‬والأكادمييني‪ ،‬وم�س�ؤويل الأمم‬ ‫املتحدة واخلرباء امل�ستقلني‪ ،‬واخلرباء القانونيني واملنظمات غري احلكومية‪ ،‬وو�سائل الإعالم وممثلي املجتمع املدين‪.‬‬ ‫�أما احلدث الثاين فكان االجتماع اال�ستثنائي ملجل�س وزراء اخلارجية ب�ش�أن الو�ضع يف اليمن‪ .‬فمع التطورات الأخرية يف الأزمة‬ ‫املتدهور يف اليمن كان من ال�ضروري عقد هذا االجتماع‪ ،‬الذي ُعقد بنا ًء على طلب من اجلمهورية اليمنية‪ .‬وبعد اال�ستماع �إلى‬ ‫�آراء وزراء اخلارجية والرئي�س اليمني‪ ،‬عبد ربه من�صور هادي‪ ،‬قرر االجتماع عقد م�ؤمتر دويل للإغاثة الإن�سانية و�إن�شاء فريق‬ ‫ات�صال منظمة التعاون الإ�سالمي ب�ش�أن اليمن‪.‬‬ ‫وكما هو احلال مع كل عدد من �أعداد جملة املنظمة‪ ،‬هناك جمموعة متنوعة من املوا�ضيع واملعلومات من عناوين الأخبار العاملية‬ ‫وامل�ؤمترات‪� ،‬إ�ضافة �إلى الأن�شطة والفعاليات يف املنظمة يف املجاالت االقت�صادية والإن�سانية والثقافية‪ .‬وجتدر الإ�شارة �إلى تقارير‬ ‫حول الإ�سالموفوبيا واحلوار بني الثقافات وو�سائل الإعالم‪ ،‬وكيف تتفاعل هذه الق�ضايا الثالث‪ ،‬وت�ؤثر يف كل جمتمع‪ .‬وقد عقدت‬ ‫الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان دورتها ال�سابعة حتت �شعار «حماية قيم الأ�سرة» �أكدت فيها على �أهمية الأ�سرة باعتبارها‬ ‫الوحدة الطبيعية والأ�سا�سية يف املجتمع‪ ،‬كما اعتُمد القرار الذي رعته املنظمة يف جمل�س حقوق الإن�سان حلماية الأ�سرة بالأغلبية‪.‬‬ ‫كما تهتم املنظمة وامل�ؤ�س�سات املتخ�ص�صة والبنك الإ�سالمي للتنمية بال�سيطرة والق�ضاء على املالريا‪� ،‬إذ انتظم اجتماع مفتوح‬ ‫ل�شراكة دحر املالريا‪� ،‬إ�ضافة �إلى معر�ض لل�صور يف مقر البنك يف جدة‪ ،‬وذلك لرفع م�ستوى الوعي حول مر�ض املالريا يف بلدان‬ ‫املنظمة‪ ،‬حيث توجد ‪ 13‬دولة منها �ضمن الدول الثالث والع�شرين الأكرث ت�ضرر ًا من املالريا يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫و�أخري ًا‪ ،‬عقد البنك الإ�سالمي للتنمية اجتماعه ال�سنوي الأربعني ملجل�س حمافظيه يف موزمبيق حيث مت اعتماد م�شاريع تنمية‬ ‫بقيمة ‪ 450‬مليون دوالر‪ .‬كما ُعقدت على هام�ش االجتماع فعالية رفيعة امل�ستوى وقع البنك فيها اتفاقية مع م�ؤ�س�سة بيل وميليندا‬ ‫غيت�س جلمع ‪ 500‬مليون دوالر خالل ال�سنوات اخلم�س املقبلة ملواجهة الفقر والأمرا�ض يف البلدان الأع�ضاء يف البنك‪ ،‬وهو ما‬ ‫ُيعتبرَ خطوة مهمة جد ًا نحو مكافحة الفقر يف الدول الإ�سالمية‪� ،‬أحد املجاالت ذات الأولوية ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ مايو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬



‫القمة اإلسالمية للعلوم والتكنولوجيا‬ ‫تحفيز العقول المبدعة‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫إسالم أباد‪ ،‬باكستان ‪ 11-9‬نوفمبر ‪2015‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.