مجلة المنظمة العدد ٣٦ - عربي

Page 1

‫الصادرة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫فبراير ‪ -‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪36‬‬

‫االستعداد للقمة األولى‬

‫للعلوم والتكنولوجيا‬


‫نبذة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تٌعد منظمة التعاون اإلسالمي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد األمم المتحدة‪ ،‬حيث تضم في عضويتها‬ ‫سبعا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات‪ .‬وتُمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم اإلسالمي وتسعى‬ ‫ً‬ ‫لحماية مصالحه والتعبير عنها دعم ًا للسلم واالنسجام الدوليين وتعزيزاً للعالقات بين مختلف شعوب العالم‪.‬‬ ‫وقد أُنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي ُعقدت في الرباط بالمملكة المغربية في ‪ 12‬من رجب‬ ‫ردا على جريمة إحراق المسجد األقصى في القدس المحتلة‪.‬‬ ‫‪ 1398‬هجرية (الموافق ‪ 25‬من سبتمبر ‪ 1969‬ميالدية) ً‬ ‫ُعقد في عام ‪ 1970‬أول مؤتمر إسالمي لوزراء الخارجية في جدة بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬وقرر إنشاء أمانة‬ ‫عامة يكون مقرها جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة‪ .‬ويعتبر الدكتور يوسف أحمد العثيمين األمين العام‬ ‫للمنظمة الحادي عشر‪ ،‬حيث تولى هذا المنصب في نوفمبر ‪.2016‬‬ ‫وجرى اعتماد ميثاق منظمة التعاون اإلسالمي في الدورة الثالثة للمؤتمر اإلسالمي لوزراء الخارجية في عام‬ ‫‪ .1972‬ووضع الميثاق أهداف المنظمة ومبادئها وغاياتها األساسية المتمثلة بتعزيز التضامن والتعاون بين‬ ‫الدول األعضاء‪ .‬وارتفع عدد األعضاء خالل ما يزيد عن أربعة عقود بعد إنشاء المنظمة من ثالثين دولة‪ ،‬وهو‬ ‫عضوا في الوقت الحالي‪ .‬وتم تعديل ميثاق المنظمة‬ ‫سبعا وخمسين دولة‬ ‫عدد األعضاء المؤسسين‪ ،‬ليبلغ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحقا لمواكبة التطورات العالمية‪ ،‬فكان اعتماد الميثاق الحالي في القمة اإلسالمية الحادية عشرة التي‬ ‫ُعقدت في دكار‪ ،‬عاصمة السنغال عام ‪ 2008‬ليكون الميثاق الجديد عماد العمل اإلسالمي المستقبلي بما‬ ‫يتوافق مع متطلبات القرن الحادي والعشرين‪.‬‬ ‫وتنفرد المنظمة بشرف كونها جامعة كلمة األمة وممثلة المسلمين وتناصر القضايا التي تهم ما يزيد‬ ‫على مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم‪ .‬وترتبط المنظمة بعالقات تشاور وتعاون مع األمم‬ ‫المتحدة وغيرها من المنظمات الحكومية الدولية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين‪ ،‬والعمل على‬ ‫تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول األعضاء طر ًفا فيها‪ .‬واتخذت المنظمة خطوات عديدة للدفاع‬ ‫عن القيم الحقيقية لإلسالم والمسلمين وإزالة المفاهيم والتصورات الخاطئة‪ ،‬كما ساهمت بفاعلية في‬ ‫مواجهة ممارسات التمييز ضد المسلمين بجميع صورها‪.‬‬ ‫تواجه الدول األعضاء في المنظمة تحديات متعددة في القرن الحادي والعشرين‪ .‬ومن أجل معالجة هذه‬ ‫التحديات‪ ،‬وضعت الدورة االستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة اإلسالمي التي ُعقدت في مكة المكرمة في‬ ‫ديسمبر ‪ 2005‬خطة على هيئة برنامج عمل عشري يهدف إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول األعضاء‪.‬‬ ‫وبحلول نهاية عام ‪ ،2015‬اس ُتكملت عملية تنفيذ مضامين برنامج العمل العشري لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫برنامج جدي ٍد للعشرية القادمة الممتدة بين عامي ‪ 2016‬و‪.2025‬‬ ‫بنجاح‪ .‬وقامت المنظمة بصياغة‬ ‫ٍ‬ ‫ويستند برنامج العمل الجديد إلى أحكام ميثاق منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬ويتضمن ‪ 18‬مجا ًال من المجاالت‬ ‫المجاالت قضايا السلم واألمن‪ ،‬وفلسطين والقدس الشريف‪ ،‬والتخفيف‬ ‫ذات األولوية و‪ 107‬أهداف‪ .‬وتشمل هذه‬ ‫ُ‬ ‫من حدة الفقر‪ ،‬ومكافحة اإلرهاب‪ ،‬واالستثمار وتمويل المشاريع‪ ،‬واألمن الغذائي‪ ،‬والعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬وتغ ّير‬ ‫المناخ‪ ،‬والتنمية المستدامة‪ ،‬والوسطية‪ ،‬والثقافة والتناغم بين األديان‪ ،‬وتمكين المرأة‪ ،‬والعمل اإلسالمي‬ ‫المشترك في المجال اإلنساني‪ ،‬وحقوق اإلنسان والحكم الرشيد وغيرها‪.‬‬ ‫ومن أهم أجهزة المنظم؛ القمة اإلسالمية‪ ،‬ومجلس وزراء الخارجية‪ ،‬واألمانة العامة‪ ،‬باإلضافة إلى لجنة القدس‬ ‫وثالث لجان دائمة تُعنى بالعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬واالقتصاد والتجارة‪ ،‬واإلعالم والثقافة‪ .‬وهناك أيض ًا مؤسسات‬ ‫متخصصة تعمل تحت لواء المنظمة‪ ،‬ومنها البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬والمنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم‬ ‫والثقافة (اإليسيسكو)‪ .‬وتؤدي األجهزة المتفرعة والمؤسسات المنتمية التابعة لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫أيض ًا دوراً حيوي ًا وتكميليا من خالل العمل في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪OIC - OCI‬‬


‫رسـالـة المنظمة‬ ‫أزمات العالم اإلسالمي تستلزم مزيدا من الجهد‬

‫يوسف أحمد العثيمين‬ ‫األمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون اإلسالمي‬

‫يبدو واضحا أن‬ ‫األزمات التي تعصف‬ ‫بالعالم اإلسالمي قد‬ ‫انعكست تداعياتها‬ ‫على بعض دول‬ ‫العالم من خالل‬ ‫جماعات متطرفة‬ ‫تمارس جرائمها‬ ‫باسم اإلسالم‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ال يزال العامل الإ�سالمي يرزح حتت وط�أة م�شاكله و�أزماته يف �صورة دامية تدفعنا �إلى الت�أمل من �أجل بذل املزيد من اجلهد وذلك‬ ‫ويف �سباق مع الزمن بغية الت�صدي لكل تلك التحديات‪ ،‬والنهو�ض مبنظمة التعاون الإ�سالمي �إلى ال�سقف املنوط بها نحو ر�ص ال�صف‬ ‫والعمل اجلماعي لتحقيق الت�ضامن الإ�سالمي امل�شرتك‪.‬‬ ‫وتربز ق�ضية فل�سطني وبالأخ�ص االنتهاكات الإ�سرائيلية يف القد�س ال�شريف باعتبارها الق�ضية الأكرث �إحلاحا على �أجندة منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إذ ت�ستمر االنتهاكات الإ�سرائيلية غري امل�سبوقة لتهويد القد�س ال�شريف‪ ،‬فيما تت�صاعد �سيا�سة اال�ستيطان وت�أخذ‬ ‫منحى خطريا عرب �سعي �إ�سرائيل �إلى �شرعنتها وت�سهيل انت�شارها يف الأر�ض الفل�سطينية‪ ،‬الأمر الذي يتطلب �إرادة جادة لتحريك‬ ‫عملية ال�سالم عرب املبادرة العربية وح ّل الدولتني‪.‬‬ ‫وقريبا من فل�سطني املحتلة‪ ،‬يتوا�صل �سفك الدماء يف �سوريا‪ ،‬البلد الذي ي�شهد حربا مل تتوقف فيما �أثبتت ال�سنوات ال�ست �أن ال حل يف‬ ‫هذا البلد �سوى عرب ت�سوية �سيا�سية بتطبيق بيان جنيف ‪ 1‬وامتثال �أطراف ال�صراع لقرار جمل�س الأمن الدويل رقم ‪.2254‬‬ ‫امللحة هناك تقت�ضي العودة �إلى اللحمة الوطنية‬ ‫و�إذ مل تبتعد احلرب كثريا عن العراق يف مواجهته الدامية مع الإرهاب‪ ،‬ف�إن احلاجة ّ‬ ‫وهو ما تعمل عليه املنظمة مع حكومة بغداد من �أجل امل�ضي بعقد م�ؤمتر مكة – ‪ 2‬لتحقيق امل�صاحلة الوطنية بني مكونات ال�شعب‬ ‫العراقي‪.‬‬ ‫ويف ال�سياق نف�سه‪ ،‬توا�صل املنظمة دعم جهود احلكومة ال�شرعية يف اليمن وقوات التحالف يف حتقيق الأمن واال�ستقرار يف هذا البلد‬ ‫العزيز‪ ،‬متاما كما ت�ؤيد جهود احل ّل ال�سيا�سي التي ترعاها الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫ويف ليبيا‪ ،‬ف�إن املنظمة جتدّد دعمها حلكومة الوفاق الوطني‪ ،‬و�أهمية االلتزام بتنفيذ اتفاق ال�صخريات حفاظ ًا على وحدة و�سالمة‬ ‫الأرا�ضي الليبية و�إعادة بناء م�ؤ�س�سات الدولة‪.‬‬ ‫�أما ال�صومال الذي �شهد تطورا �سيا�سيا ملحوظا يف باكورة هذا العام متثل يف انتخاب رئي�س جديد للبالد يدعم م�سرية اال�ستقرار فيه‪،‬‬ ‫ف�إنه يئن كذلك حتت وط�أة اجلفاف والعط�ش مع مو�سم �شحت فيه الأمطار وزادت فيه الأعباء الأمر الذي ي�ستدعي وقفة جماعية من‬ ‫قبل الدول الأع�ضاء يف املنظمة وتكرار دعمها الكبري الذي قامت به من خالل املنظمة يف عام ‪ ،2011‬وامل�ضي يف خطة �إن�سانية تنه�ض‬ ‫بال�صومال من عرثته وتعيده �إلى م�ساره الطبيعي يف االزدهار والتنمية‪.‬‬ ‫ويبدو وا�ضحا �أن الأزمات التي تع�صف بالعامل الإ�سالمي قد انعك�ست تداعياتها على بع�ض دول العامل من خالل جماعات متطرفة‬ ‫متار�س جرائمها با�سم الإ�سالم‪ ،‬ظلما وبهتانا‪ ،‬فيما جتدد منظمة التعاون الإ�سالمي رف�ضها املبدئي واملطلق للإرهاب‪ ،‬والتطرف‪،‬‬ ‫و�أهمية الق�ضاء على خوارج الع�صر الذين �شوهوا �صورة الإ�سالم‪ ،‬جنبا �إلى جنب مع جهود دولها الأع�ضاء التي ت�صدت وال تزال لكل‬ ‫الأعمال التي تتنافى مع تعاليم ديننا احلنيف الذي يدعو للت�سامح‪ ،‬والتعاي�ش‪ ،‬وال�سالم‪ ،‬واحلوار‪ ،‬واحرتام الأديان‪ ،‬ونبذ التطرف‪،‬‬ ‫والعنف‪.‬‬ ‫و�أعود لأ�ؤكد يف هذا املقام ب�أن الإرهاب ال دين له‪ ،‬وال عرق‪ ،‬وال جن�سية‪ ،‬بل هو مرفو�ض مهما كان م�صدره �أو ذريعته‪.‬‬ ‫وتتجلى �أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف يف تقوي�ض �أغرا�ضه اخلبيثة والتي ترمي �إلى الفرقة الطائفية ما ي�ؤدي للت�شرذم وال�صراع‪،‬‬ ‫لهذا ف�إنه يجب الت�أكيد على ما ورد يف ميثاق املنظمة من �أهمية احرتام �سيادة الدول الأع�ضاء‪ ،‬وعدم ّ‬ ‫التدخل يف �ش�ؤونها الداخلية مع‬ ‫احرتام ح�سن اجلوار قو ًال وعم ًال‪.‬‬ ‫و�إذا كان التطرف والإرهاب مرفو�ضان من قبلنا ف�إن املنظمة ت�ستنكر كذلك محاوالت بع�ض و�سائل الإعالم ربط ظواهر العنف بعموم‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬وهو الأمر الذي �أدى �إلى تفاقم ظاهرة اخلوف من الإ�سالم‪ ،‬والت�ضييق على امل�سلمني يف الدول غري الإ�سالمية‪ ،‬ومن هنا‬ ‫تتابع املنظمة �أو�ضاع الأقليات امل�سلمة يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬وبذل كل جهد ممكن لإر�ساء حوار وت�شاور مع حكومات دولهم من �أجل‬ ‫حت�سني �أو�ضاعهم‪ ،‬وحقهم يف ممار�سة �شعائرهم مبا ال ينتق�ص من حقوقهم �أو من �سيادة الدول التي يعي�شون فيها‪.‬‬ ‫لكن القلق يتعاظم مع تنامي الطابع امل�ؤ�س�سي الذي �أ�صبحت تكت�سيه بالتدريج ظاهرة الإ�سالموفوبيا والتي ت�ش ّكل �إهانة حلقوق الإن�سان‬ ‫ولكرامة امل�سلمني‪ ،‬خا�صة و�أن تنامي الكراهية الدينية والتطرف الديني الناجم عنها‪ ،‬ال �سيما �ضد امل�سلمني قد بلغ م�ستويات مثرية‬ ‫للقلق مع فر�ض قيود �شاملة و�سيا�سات متييزية على امل�سلمني على �أ�سا�س دينهم فقط‪.‬‬ ‫واملخيف حقا هو تنامي ال�سيا�سة اليمينية يف الغرب والتي باتت تقوم على معادلة غاية يف االختزال هي‪( :‬نحن �ضدهم)‪.‬‬ ‫�إن هذا ال�سيناريو املخيف لعامل غري مت�سامح ال �أحد يرغب يف �أن يعي�ش �أطفاله يف كنفه‪ ،‬ما يتعني على املجتمع الدويل �أن يتحمل‬ ‫م�س�ؤولياته جتاهه خا�صة و�أن منظمة التعاون الإ�سالمي ملتزمة باال�ضطالع بدورها يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫ورمبا يكون من �أبرز التجاوزات التي تندرج حتت ظواهر الإ�سالموفوبيا‪ ،‬هي املعاناة التي تعي�شيها �أقلية الروهينجيا امل�سلمة يف‬ ‫ميامنار‪ ،‬وال يفوتني �أن �أذكر التقرير الأخري ال�صادر عن مكتب مفو�ض الأمم املتحدة ال�سامي حلقوق الإن�سان والذي ي�ؤكد مخاوف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬من خالل ا�ستعرا�ضه تفا�صيل االنتهاكات التي متار�س �ضد هذه الأقلية بكل و�ضوح وجالء‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪1‬‬


‫روابط أجهزة المنظمة‬ ‫تصدر عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫رئيسة التحرير ومديرة إدارة اإلعالم‬ ‫مها مصطفى عقيل‬ ‫المراجعة والتحرير‬ ‫وجدي سندي‬ ‫تصميم واخـراج‬ ‫محمد عبد القادر قلبة‬ ‫المجلس االستشاري‬ ‫السفير طارق بخيت‬ ‫وجدي سندي‬ ‫الترجمة‬ ‫هشام خوجلي‬ ‫أمجد حسن علي‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫ص ‪ .‬ب ‪ 178‬جدة ‪21411 :‬‬ ‫هاتف ‪ 6515222 :‬فاكس ‪6512288 :‬‬

‫األجهزة المتفرعة‬

‫ـ جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ‪www.fiqhacademy.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث ا�إحل�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية ‪www.sesrtcic.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا) ‪www.ircica.org‬‬ ‫ـ املركز الإ�سالمية لتنمية التجارة ‪www.icdt-oic.org‬‬ ‫ـ اجلامعة الإ�سالمية للتكنولوجيا ‪www.iutoic-dhaka.edu‬‬ ‫ـ �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ‪www.isf-fsi.org‬‬ ‫المؤسسات واألجهزة المتخصصة‬

‫ـ البنك الإ�سالمي للتنمية ‪www.isdb.org‬‬ ‫ـ وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (اينا) ‪www.islamicnews.org.sa‬‬ ‫ـ منظمة �إذاعات الدول الإ�سالمية (�إيبو) ‪www.ibu.org‬‬ ‫ـ املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) ‪www.isesco.org.ma‬‬ ‫ـ الهيئة الإ�سالمية للهالل الدويل ‪www.icic-oic.org‬‬ ‫المؤسسات المنتمية‬

‫ـ الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ‪www.icci-oic.org‬‬ ‫ـ منظمة العوا�صم واملدن الإ�سالمية ‪www.oicc.org‬‬ ‫ـ االحتاد الإ�سالمي ملالكي ال�سفن ‪www.oisaonline.com‬‬ ‫ـ االحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ‪www.wfais.org‬‬ ‫ـ منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون ‪www.icyf.com‬‬ ‫الأكادميية الإ�سالمية العاملية للعلوم ‪www.ias-worldwide.org‬‬

‫‪ : Islami SJ. 601366‬تليفاكس‬

‫الموقع االلكتروني ‪www.oic-oci.org :‬‬ ‫البريد االلكتروني ‪journal@oic-oci.org :‬‬ ‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بنيويورك‬

‫‪320 East- 51st Street‬‬ ‫‪New York 10022‬‬ ‫‪New York - U.S.A‬‬ ‫‪www.oicun,org‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬

‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بجنيف‬ ‫‪ICC-20 Route pre - Bois - Case Postal 1818‬‬ ‫‪CH 1215 Geneve - SUISSE‬‬ ‫‪www.oic - un.org‬‬ ‫‪oic@oci - un.org‬‬

‫برنامج عمل منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬مايو – أغسطس ‪2017‬‬ ‫‪ 11-7‬مايو‪ :‬الدورة احلادية ع�شرة للهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان ملنظمة التعاون الإ�سالمي – مقر الأمانة‬ ‫العامة‪ ،‬جدة‪ ،‬ال�سعودية‬ ‫‪ 8‬مايو‪ :‬جل�سة ت�شاورية للمنتدى التن�سيقي لبانغ�سامورو – مقر الأمانة العامة‪ ،‬جدة‬ ‫‪ 10‬ـ ‪ 11‬مايو ‪ :2017‬االجتماع الثالث والثالثون للجنة متابعة الكوم�سيك – �أنقرة‪ ،‬تركيا‬ ‫‪ 10‬مايو‪ :‬االجتماع الرابع للمكتب التنفيذي الإ�سالمي للبيئة – الرباط‪ ،‬املغرب‬ ‫‪ 22-12‬مايو‪ :‬الدورة الرابعة لألعاب الت�ضامن الإ�سالمي – باكو‪� ،‬أذربيجان‬ ‫‪ 14‬ـ ‪ 15‬مايو ‪ :2017‬الندوة امل�شرتكة بني املنظمة وفرن�سا ب�ش�أن «احلفاظ على الرتاث الثقايف وحمايته يف الدول الأع�ضاء‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي» – مقر الأمانة العامة‪ ،‬جدة‬ ‫‪ 18-16‬مايو‪ :‬االجتماع ال�سنوي الثاين والأربعون ملجل�س محافظي جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية – جدة‪ ،‬ال�سعودية‬ ‫‪ 18‬مايو‪ :‬االجتماع الأول لللجنة اال�ست�شارية للمر�أة – ا�سطنبول‪ ،‬تركيا‬ ‫‪ 11-10‬يوليو‪ :‬الدورة الرابعة والأربعون ملجل�س وزراء اخلارجية – �أبيدجان‪ ،‬كوت ديفوار‬ ‫‪� 11 - 7‬سبتمرب ‪ :‬القمة الأولى ملنظمة التعاون الإ�سالمي حول العلوم والتكنولوجيا – �أ�ستانا‪ ،‬كازاخ�ستان‬

‫إن اآلراء الواردة في المقاالت المنشورة في هذه المجلة ال‬ ‫تعبر بالضرورة عن وجهة نظر منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬ ‫بل هي تمثل آراء ُ‬ ‫الك ّتاب الخاصة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تحتفظ‬ ‫بحق تعديل أي جزد من النص أو مراجعته أو تحريره أو حـذفـه‬ ‫أو إعـادة صياغـته عندما وأينما يبدو ذلك ضروري ًا‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫محتويات العدد‬ ‫تحت المجهر‬ ‫‪ . 4‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تضاعف جهودها إلنقاذ الصومال من المجاعة‬

‫ملف فلسطين‬ ‫‪ . 6‬‬

‫تقرير إسكوا يعزز اتهام إسرائيل بالعنصرية و”التعاون اإلسالمي” تأسف لسحبه‬

‫شؤون عالمية‬ ‫العثيمين‪ :‬الحالة اإلنسانية المتردية تحتم اإلسراع في إيجاد حل دائم لألزمة السورية‬

‫‪ .17‬‬

‫منظمة التعاون االسالمي‬ ‫تستضيف مؤتمر العلماء‬ ‫األفغان في األشهر المقبلة‬

‫‪12‬‬

‫خاص‬ ‫تعزيز التضامن اإلسالمي هو تحدي العصر‬

‫‪ .18‬‬

‫شؤون إنسانية‬ ‫‪ .21‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تشارك في مؤتمر أوسلو اإلنساني بشأن نيجيريا ومنطقة‬ ‫بحيرة تشاد‬

‫ ‬

‫اخبار المنظمة‬ ‫‪ .27‬‬

‫مسؤولون في االتحاد األوروبي يؤكدون دور المنظمة في تعزيز التسامح‬

‫‪ .28‬‬

‫منظمة التعاون تستضيف الجولة األولى من المشاورات الثنائية مع ألمانيا وإيطاليا‬

‫مركز أنقرة‪ :‬البلدان اإلسالمية‬ ‫تعاني من العبء الثقيل‬ ‫لألزمات اإلنسانية‬

‫‪23‬‬

‫حقوق االنسان‬ ‫تقرير األمم المتحدة يعزز مخاوف منظمة التعاون اإلسالمي من “الوحشية المدمرة”‬

‫‪ .32‬‬

‫ضد الروهينجيا‬

‫ ‬

‫ثقافة‬ ‫كامباال عاصمة الثقافة اإلسالمية لمنطقة أفريقيا ‪2017‬‬

‫‪. 34‬‬

‫شباب‬

‫اجتماع تقييم العقد األول لمرصد‬ ‫اإلسالموفوبيا يؤكد ضرورة معالجة‬ ‫مشاكل المسلمين في أوروبا‬

‫‪41‬‬

‫باكو ‪ 2017‬منافسة فريدة من نوعها‬

‫‪ .45‬‬

‫علوم وتكنولوجيا‬ ‫مؤسسات المنظمة تستعرض التحضيرات للقمة اإلسالمية األولى حول العلوم‬

‫‪ . 50‬‬

‫والتكنولوجيا‬

‫ ‬

‫اقتصاد‬ ‫‪ .58‬‬

‫اعتماد برامج تدريبية وتجارية وصناعية لتعزيز اقتصاديات دول المنظمة‬

‫آراء‬ ‫‪ .14‬‬

‫المصالحة هي السبيل الوحيد إلحالل السالم في أفغانستان‬

‫‪ .52‬‬

‫طريقة ناجحة يعالج بها العالم اإلسالمي مشكلته مع لقاحات األطفال‬

‫‪42‬‬

‫نجاح مميز للدورة األولى‬ ‫للمؤتمر الوزاري حول‬ ‫مؤسسة الزواج واألسرة والحفاظ‬ ‫على قيمها في الدول األعضاء‬

‫‪51‬‬

‫المنظمة وشركاؤها يحشدون‬ ‫الموارد لرعاية مرضى‬ ‫السرطان في الدول األعضاء‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪3‬‬


‫تـحـت المجهر‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫تضاعف جهودها‬

‫إلنقاذ الصومال‬ ‫من المجاعة‬ ‫تابعت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي بقلق‬ ‫عميق املجاعة التي بد�أت تداعياتها يف الظهور يف‬ ‫ال�صومال ومنطقة القرن الإفريقي ب�شكل عام نتيجة‬ ‫اجلفاف ال�شديد الناجم عن قلة الأمطار والتي تهدد‬ ‫حياة �أكرث من ‪ 17‬مليون �شخ�ص باملجاعة يف دول‬ ‫منطقة القرن الإفريقي‪ ،‬حيث يجتاح اجلفاف كال من‬ ‫جيبوتي و�إريرتيا واثيوبيا وكينيا وال�صومال وجنوب‬ ‫ال�سودان وال�سودان و�أوغندا‪.‬‬ ‫وتقف ال�صومال على حافة جماعة و�شيكة حيث �إن‬ ‫نحو �ستة ماليني �شخ�ص‪ ،‬ما يقارب ن�صف �سكان‬ ‫‪4‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫ال�صومال‪ ،‬بحاجة مل�ساعدات �إن�سانية عاجلة‪ ،‬ويف تطور‬ ‫ي�شري �إلى عمق الأزمة لقي ما يزيد عن ‪� 110‬شخ�ص‬ ‫حتفهم خالل يومني يف ال�صومال‪ ،‬ب�سبب الكولريا‬ ‫واملجاعة الناجتة عن اجلفاف املتوا�صل ح�سبما �أعلن‬ ‫رئي�س الوزراء ح�سن علي خري يف العا�صمة ال�صومالية‬ ‫مقدي�شو يف ‪ 4‬مار�س ‪.2017‬‬ ‫و�أ�صبحت امل�ؤ�شرات التحذيرية لهذه املجاعة وا�ضحة‬ ‫للغاية‪ ،‬حيث قدر مكتب منظمة التعاون الإن�ساين‬ ‫لتن�سيق العمل الإن�ساين والتنموي يف ال�صومال عدد‬ ‫النازحني خالل �شهر فرباير املا�ضي مبا يربو على ‪50‬‬

‫�ألف نازح من القرى والريف ال�صومايل �إلى املدن مثل‬ ‫العا�صمة مقدي�شو‪� ،‬أفجوي‪ ،‬بيدوا‪ ،‬ك�سمايو‪ ،‬دولو‪ ،‬لوق‪،‬‬ ‫بلدويني‪ ،‬عدادو‪ ،‬عابدواق‪ ،‬جرعيل وطو�سمريب‪.‬‬ ‫يذكر �أن ال�صومال تعد واحدة من �أربع دول م�صنفة‬ ‫على �أنها على و�شك مواجهة مخاطر جماعة حادة �إلى‬ ‫جانب نيجرييا وجنوب ال�سودان واليمن‪ ،‬حيث يعي�ش‬ ‫�أكرث من ‪ 20‬مليون �شخ�ص �أو�ضاع ًا م�أ�ساوية ويتعر�ضون‬ ‫خلطر املجاعة يف هذه البلدان الأربع‪ .‬و�شددت الأمانة‬ ‫العامة للمنظمة على �أنه ينبغي التحرك وب�سرعة‬ ‫كبرية لتفادي انت�شار املجاعة على نطاق وا�سع‪ ،‬حيث‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مكتب منظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي اإلنساني‪:‬‬ ‫فبراير شهد نزوح ‪ 50‬ألف شخص‬ ‫من القرى والريف الصومالي‬

‫�صوماليون م�ضطرون للعي�ش يف اخليام (وكالة الأنا�ضول)‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫�أعلن �أنطونيو غوتريي�س الأمني العام للأمم املتحدة‪،‬‬ ‫يف ‪ 22‬فرباير ‪� 2017‬أن هيئات الإغاثة التابعة للأمم‬ ‫املتحدة بحاجة ب�شكل طارئ �إلى ‪ 4.4‬مليارات دوالر‬ ‫ملكافحة املجاعة يف اليمن وال�صومال وجنوب ال�سودان‬ ‫ونيجرييا‪ ،‬وما مت تلقيه حتى الآن ال يتجاوز ‪ 90‬مليون‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫كما �أكدت الأمم املتحدة �أن هناك ‪ 1.4‬مليون طفل‬ ‫معر�ضون خلطر املوت الو�شيك ب�سبب املجاعة يف الدول‬ ‫الأربع‪ ،‬ويعاين نحو ‪� 462‬ألف طفل من �سوء تغذية حاد‬ ‫يف اليمن وحدها نتيجة احلرب الأهلية املحتدمة منذ‬ ‫عامني‪.‬‬ ‫وت�شاطر الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إزاء‬ ‫هذه الكارثة الإن�سانية‪ ،‬العديد من ال�شركاء الإن�سانيني‬ ‫قلقهم البالغ ب�ش�أن حجم اال�ستجابة الدولية جتاه‬ ‫املجاعة املحتملة يف ال�صومال التي كانت قد عانت عام‬ ‫‪ 2010‬حتى ‪ 2012‬من جماعة �أدت �إلى وفاة نحو ‪260‬‬ ‫�ألف �شخ�ص‪ ،‬وحتذر الأمانة العامة من مغبة التباط�ؤ‬ ‫يف التدخل الإن�ساين و�ضرورة التحرك الفوري قبل‬ ‫فوات الأوان‪.‬‬ ‫و�أهابت الأمانة العامة باملجتمع الدويل والدول الأع�ضاء‬ ‫و�شركائها يف العمل الإن�ساين مب�ضاعفة جهودهم يف‬ ‫التخفيف من معاناة املت�ضررين من اجلفاف ورفع‬ ‫م�ستوى التدخل االغاثي العاجل حتى ال يتفاقم الو�ضع‬ ‫الإن�ساين الراهن ولتفادي جماعة حادة‪ ،‬م�ؤكدة �أنها‬ ‫ومن خالل مكتبها التنموي يف ال�صومال على �أمت‬ ‫اال�ستعداد للتعاون مع املجتمع الدويل و�شركائها يف‬ ‫العمل الإن�ساين يف هذا ال�ش�أن يف �ضوء جهوده امل�ستمرة‬ ‫يف ال�صومال منذ جماعة عام ‪.2011‬‬ ‫ويف �سياق مت�صل‪ ،‬تر�أ�ست منظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫‪� 12‬إبريل ‪ ،2017‬اجتماعا �إن�سانيا طارئا يف العا�صمة‬ ‫ال�صومالية‪ ،‬مقدي�شيو حتت �شعار‪“ :‬جتديد االلتزام‬ ‫مبنع املجاعة يف ال�صومال”‪ ،‬والذي ُعقد بال�شراكة‬

‫مع املنتدى الإن�ساين‪ ،‬واملنتدى اخلريي الإ�سالمي‬ ‫وبرعاية احلكومة الفيدرالية ال�صومالية‪ ،‬وبدعم‬ ‫من �أجهزة الأمم املتحدة‪ ،‬وذلك لتكثيف اجلهود‬ ‫والعمل اجلماعي من �أجل زيادة الدعم الإن�ساين يف‬ ‫ال�صومال‪ ،‬والتخفيف من �آثار اجلفاف‪ ،‬وحت�سني ورفع‬ ‫املن�سقة‪ ،‬وتقييم حجم االحتياجات‬ ‫كفاءة اال�ستجابة ّ‬ ‫الإن�سانية واخلطوات التي ميكن اتخاذها للإ�سراع‬ ‫باال�ستجابة وب�شكل فوري �إزاء الكارثة‪.‬‬ ‫وخاطبت معايل وزيرة ال�ش�ؤون الإن�سانية و�إدارة‬ ‫الكوارث ال�صومالية مرمي قا�سم االجتماع‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إلى ال�سيد بيرت ديغلرك من�سق مكتب ال�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫يف الأمم املتحدة يف ال�صومال‪ ،‬و�سعادة ال�سفري ه�شام‬ ‫يو�سف‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وعبرّ ت املنظمات عن التزامها ببذل اجلهود الالزمة‬ ‫للم�ساهمة يف تقدمي امل�ساعدات الإن�سانية املطلوبة‬ ‫للمت�ضررين من اجلفاف والتعهد بالعمل معا لتن�سيق‬ ‫اجلهود وتفعليها‪.‬‬ ‫و�أكدت املنظمات على التزامها باتباع برنامج يجمع‬ ‫بني اال�ستجابة العاجلة ملنع املجاعة‪ ،‬جنبا �إلى جنب‬ ‫مع �إيالء املزيد من االهتمام واجلهد لإيجاد حلول‬ ‫م�ستدامة ت�سمح لل�صومال مبواجهة تداعيات تغري‬ ‫املناخ ودورات الفي�ضانات واجلفاف وتعزيز قدرة‬ ‫�سكان تلك املناطق على ال�صمود‪.‬‬ ‫وح�ضر االجتماع ‪ 150‬م�شاركا من بينهم ممثلون عن‬ ‫جامعة الدول العربية واللجنة غري الر�سمية للمانحني‬ ‫يف ال�صومال‪ ،‬وبرنامج الغذاء العاملي ومنظمة الأغذية‬ ‫والزراعة (فاو) ومنظمة الأمم املتحدة للطفولة‬ ‫(اليوني�سيف)‪ ،‬وذلك من بني ‪ 85‬منظمة �إن�سانية دولية‬ ‫و�إقليمية ومحلية‪.‬‬ ‫وعرب امل�شاركون عن قلقهم البالغ �إزاء هذه الكارثة‬ ‫الإن�سانية‪ ،‬وحجم اال�ستجابة الدولية جتاه املجاعة‬ ‫املحتملة يف ال�صومال‪ ،‬خا�صة و�أن موجة اجلفاف‬ ‫احلالية تعد �أو�سع انت�شارا من �سابقتها يف عام ‪.2011‬‬ ‫ودعا امل�شاركون‪ ،‬املجتمع الدويل �إلى م�ضاعفة جهوده‬ ‫يف التخفيف من معاناة املت�ضررين‪ ،‬ورفع م�ستوى‬ ‫التدخل الإغاثي العاجل حتى ال يتفاقم الو�ضع الإن�ساين‬ ‫الراهن ولتفادي املجاعة‪ .‬كما دعوا �إلى �ضرورة‬ ‫�إعطاء الأولوية الق�صوى لتوفري املياه‪ ،‬واملواد الغذائية‬ ‫والرعاية ال�صحية العاجلة‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪5‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫تقرير إسكوا يعزز اتهام إسرائيل بالعنصرية‬

‫و”التعاون اإلسالمي” تأسف لسحبه‬

‫رميا خلف (وكالة الأنا�ضول)‬

‫�أثار التقرير ال�صادر عن جلنة الأمم املتحدة‬ ‫االجتماعية واالقت�صادية لغرب �آ�سيا (�إ�سكوا) الكثري‬ ‫من اجلدل خا�صة مع ا�ستقالة الأمينة العامة للجنة‪،‬‬ ‫رميا خلف بعد طلب �سحب التقرير الذي يتهم‬ ‫�إ�سرائيل ب�أنها دولة عن�صرية‪ ،‬الأمر الذي فتح الباب‬ ‫وا�سعا على ف�ضح االنتهاكات التي تقوم بها �إ�سرائيل‬ ‫وال�ضغوط الغربية التي توفر لها احلماية واحل�صانة يف‬ ‫اعتداءاتها و�سيا�ساتها العن�صرية‪.‬‬ ‫وكانت خلف قد خلقت حالة من اال�ستياء العام يف‬ ‫العديد من دول العامل جتاه ال�سيا�سة مزدوجة املعايري‬ ‫التي متار�س خا�صة يف �إطار الق�ضية الفل�سطينية بعد‬ ‫تقدميها ا�ستقالتها‪ ،‬ولفتت الأنظار عندما قالت خالل‬ ‫م�ؤمتر �صحايف عقد يف بريوت يف ‪ 15‬مار�س ‪2017‬‬ ‫�إن التقرير‪ ،‬الذي مت بنا�ؤه وفق اال�ستق�صاء العلمي‬ ‫وبناء على �أدلة قاطعة‪ ،‬ي�ؤكد �أن �إ�سرائيل �أقامت نظام‬ ‫ف�صل عن�صريا جتاه ال�شعب الفل�سطيني ب�أكمله‪ ،‬يقوم‬ ‫على تفتيت هذا ال�شعب �سيا�سيا وجغرافيا‪ ،‬وعلى‬ ‫قمع الفل�سطينيني حيثما وجدوا‪ .‬وهاجمت �إ�سرائيل‬ ‫والواليات املتحدة التقرير‪ ،‬يف وقت ن�أى الأمني العام‬ ‫للأمم املتحدة �أنطونيو غوتريي�ش بنف�سه عنه‪.‬‬ ‫وكانت منظمة التعاون‪ ،‬ومن خالل �أمينها العام معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني قد �أعربت عن �أ�سفها‬ ‫العميق ل�سحب التقرير الذي يعرب ب�شكل مو�ضوعي‬ ‫عن حقيقة �سيا�سات �إ�سرائيل القائمة على االحتالل‬ ‫‪6‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫واال�ضطهاد واال�ستيطان والف�صل العن�صري‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام على �أن �سحب تقرير الأمم املتحدة‬ ‫ب�ش�أن املمار�سات الإ�سرائيلية جتاه ال�شعب الفل�سطيني‬ ‫وم�س�ألة الف�صل العن�صري» الأبارتياد» �سي�ؤدي �إلى‬ ‫نتائج عك�سية‪ ،‬و�سيحرم املجتمع الدويل من الو�صول‬ ‫�إلى ا�ستنتاجات هذه الوثيقة املو�ضوعية واملهنية‪ ،‬كما‬ ‫ي�شجع �إ�سرائيل على موا�صلة �سيا�ساتها القائمة على‬ ‫الف�صل العن�صري‪ ،‬داعي ًا الأمم املتحدة واملجتمع‬ ‫الدويل �إلى اتخاذ تدابري لو�ضع حد ل�سيا�سات‬ ‫�إ�سرائيل العن�صرية وانتهاكاتها املتوا�صلة للقانون‬ ‫الدويل وقرارات الأمم املتحدة ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫كما �أعرب الأمني العام عن �أ�سفه ال�ستقالة الأمني‬ ‫العام امل�ساعد للأمم املتحدة والأمينة التنفيذية‬ ‫للجنة االقت�صادية واالجتماعية لغربي �آ�سيا رميا‬ ‫خلف‪ ،‬م�شيدا ب�أدائها املهني واملتوازن وموقفها املبدئي‬ ‫واملقدر جيدا والذي يتفق متام ًا مع مبادئ الأمم‬ ‫املتحدة وميثاقها‪.‬‬ ‫وبالعودة �إلى التقرير‪ ،‬ف�إنه يخل�ص �إلى �أن �إ�سرائيل‬ ‫�أ�س�ست نظام �أبارتايد يهيمن على ال�شعب الفل�سطيني‬ ‫ب�أكمله‪ ،‬وا�ستنتج التقرير �أن الوقائع والأدلة تثبت مبا‬ ‫ال يدع جماال لل�شك �أن �إ�سرائيل ب�سيا�ساتها مذنبة‬ ‫بارتكاب جرمية الف�صل العن�صري كما ترفدها‬ ‫�صكوك القانون الدويل‪.‬‬ ‫وينطلق التقرير من الإجماع على �أن ال ا�ستثناء يف‬

‫حظر الأبارتايد و�أن انهيار هذا النظام يف جنوب‬ ‫�إفريقيا وجنوب غرب �أفريقيا (ناميبيا) مل يبطل ذلك‪.‬‬ ‫وي�سرت�شد اختيار الأدلة باالتفاقية الدولية ملناه�ضة‬ ‫الأبارتايد التي تن�ص على �أن جرمية الأبارتايد تتكون‬ ‫من �أفعال ال �إن�سانية منف�صلة‪ ،‬لكنها ت�شري �إلى �أن هذه‬ ‫الأفعال ال تكت�سب �صفة جرائم �ضد الإن�سانية �إال �إذا‬ ‫تعمدت خدمة غر�ض الهيمنة العرقية‪.‬‬ ‫ويجد التقرير �أن النظام الإ�سرائيلي م�صمم لهذا‬ ‫الغر�ض ب�شكل جلي يف جمموعة القوانني الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫ويتناول التقرير بع�ضها فقط ل�ضيق نطاق البحث‪ ،‬ومن‬ ‫�أهم الأمثلة على ذلك �سيا�سة الأرا�ضي‪ ،‬حيث ين�ص‬ ‫القانون الأ�سا�سي (الد�ستور) الإ�سرائيلي على �أنه ال‬ ‫يجوز ب�أي �شكل من الأ�شكال نقل الأرا�ضي التي حتتفظ‬ ‫بها �إ�سرائيل �أو هيئة التطوير الإ�سرائيلية �أو ال�صندوق‬ ‫القومي اليهودي‪ ،‬ما ي�ضع �إدارة هذه الأرا�ضي حتت‬ ‫�سلطة هذه امل�ؤ�س�سات ب�صورة دائمة‪ .‬كما ين�ص قانون‬ ‫ممتلكات الدولة الإ�سرائيلي لعام ‪ ،1951‬على �أن‬ ‫احلق امل�ستقبلي يف املمتلكات (مبا يف ذلك الأرا�ضي)‬ ‫يعود �إلى الدولة يف �أي منطقة «ينطبق عليها قانون‬ ‫�إ�سرائيل»‪.‬‬ ‫وكي يعترب �أي نظام للهيمنة العن�صرية املنهجية نظام‬ ‫�أبارتايد‪ ،‬فالبد من �أن تتوفر فيه �صفتان �إ�ضافيتان‪.‬‬ ‫تقت�ضي الأولى حتديد الأ�شخا�ص امل�ضطهدين على‬ ‫�أنهم ينتمون �إلى «جماعة عرقية»‪ ،‬ويحاجج هذا‬ ‫التقرير ب�أنه يف ال�سياق اجلغرايف ال�سيا�سي لفل�سطني‪،‬‬ ‫ميكن اعتبار اليهود والفل�سطينيني «جماعتني‬ ‫عرقيتني»‪ ،‬انطالقا من تعريف االتفاقية الدولية‬ ‫للق�ضاء على التمييز العن�صري بكافة �أ�شكاله لعبارة‬ ‫«التمييز العرقي» على �أنها تعني «�أي متييز �أو ا�ستثناء‬ ‫�أو تقييد �أو تف�ضيل يقوم على �أ�سا�س العرق �أو اللون �أو‬ ‫الن�سب �أو الأ�صل القومي �أو االثني وي�ستهدف �أو ي�ستتبع‬ ‫تعطيل �أو عرقلة االعرتاف بحقوق الإن�سان واحلريات‬ ‫الأ�سا�سية �أو االجتماعية �أو الثقافية‪.‬‬ ‫وال�صفة الثانية تتعلق بحدود وخ�صائ�ص اجلماعة �أو‬ ‫اجلماعات قيد البحث‪ .‬وقد �أر�سى و�ضع الفل�سطينيني‬ ‫ك�شعب له احلق يف تقرير م�صريه على �أعلى م�ستوى من‬ ‫ال�شرعية يف الر�أي اال�ست�شاري الذي �أ�صدرته محكمة‬ ‫العدل الدولية يف ‪ ،2004‬عن الآثار القانونية النا�شئة‬ ‫عن ت�شييد جدار يف الأر�ض الفل�سطينية املحتلة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫‫سكان غزة يجبرون على بدائل قاسية في مواجهة أزمة الكهرباء‬ ‫‬‬غزة ـ (د ب أ)‪:‬‬ ‫يكابد �سكان قطاع غزة الفل�سطيني الأمرين يف‬ تدبري‬ ‫�ش�ؤون حياتهم اليومية يف مواجهة التفاقم املتكرر لأزمة‬ ‫انقطاع‬ التيار الكهربائي ما دفعهم م�ؤخرا الحتجاجات‬ ‫�شعبية غري م�سبوقة للمطالبة‬ بحلول للأزمة‪‬.‬‬ ‫‫وي�صطف الع�شرات على مدار �ساعات النهار‬ ‫يوميا �أمام فرن �شعبي قدمي يف حي‬ الزيتون‬ ‫املكتظ يف مدينة غزة خلبز اخلبز البلدي و�أنواع‬ ‫املعجنا ‬ت املختلفة للتغلب على انقطاع الكهرباء‪‬.‬‬ ‫‫ويقول اخلباز �أبو �صالح �شراب يف الأربعينات من‬ ‫عمره‪� ،‬إن طلبات جتهيز اخلبز البلدي �أ�صبحت‬ ‫متثل عبئا على‬ عمله وتزيد ب�شكل قيا�سي يف ظل‬ ‫تفاقم �أزمة انقطاع الكهرباء وقلة البدائل‬ عنها‪‬.‬‬ ‫ويو�ضح �شراب �أن تفاقم �أزمة انقطاع الكهرباء حيث‬ ‫تعتاد العائالت خبز اخلبز‬ بوا�سطة �أواين معدنية‬ ‫تو�صل بالتيار الكهربائي ونق�ص كميات غاز الطهي‬ ‫جع ‬ل من الفرن ال�شعبي بديال متاحا للعائالت‬ ‫ب�شكل يومي خ�صو�صا يف خبز اخلبز‬ واملعجنات‪‬.‬‬ ‫‫ويحتفظ فرن �شراب امل�صنوع من الطني ب�آلية‬ ‫وتركيبة قدمية جدا بعبق الرتاث‬ الفل�سطيني لدى‬ ‫العائالت رغم كل ما واكب حياتهم من تطور‪ ‬.‬ويقول‬ ‫�شراب �إن عمله ي�شتمل على خبز اخلبز البلدي وكافة‬ ‫�أنواع املعجنات‪ ‬ ،‬وجتهيز وجبات الدجاج امل�شوي‬ ‫والأرز املطبوخ ب�أواين فخارية بالدجاج‬ واللحم �إلى‬ ‫جانب حتمي�ص املك�سرات والقهوة العربية وذلك‬ ‫با�ستخدام نار‬ احلطب داخل موقد م�صنوع من‬ ‫الطني ‬‪ .‬وميتهن �شراب مهنة اخلباز منذ �صغره وقد‬ ‫ورثها عن �أجداده الذين عملوا قبله‬ يف ذات الفرن‬ ‫الذي يقول �إن عمره ميتد لأكرث من قرن من الزمان‪‬.‬‬ ‫‫ويعد فرن الطني من الرتاث ال�شعبي لدى‬ ‫الفل�سطينيني وكثريا ما تقي ‬م العائالت مناذج‬ ‫�صغرية منه داخل �ساحات منازلها حيث مل ي�ؤد تطور‬ ‫و�سائل‬ الطبخ �إلى اال�ستغناء عن الفرن ال�شعبي‪‬.‬‬ ‫والفرن ال�شعبي عبارة عن غرفة معزولة حراريا‬ ‫ت�ستخدم للت�سخني �أو اخلبز‪ ‬،‬وهو �أكرث �شيوعا‬ ‫لال�ستخدام يف الطهي‪ ‬.‬وي�شري �شراب �إلى �أن‬ ‫الفرن واجه �سابقا تراجعا يف عمله واقت�صاره‬ ‫عل ‬ى الوالئم الكبرية للعائالت‪ ،‬غري �أن ا�شتداد‬ ‫�أزمات قطاع غزة بفعل احل�صار‬ املفرو�ض‬ ‫عليه منذ عام ‪� 2007‬أنع�ش عمله كثريا‪‬.‬‬ ‫‫ويعاين قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوين ن�سمة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫من ح�صار �إ�سرائيلي م�شدد منذ منت�صف عام ‪2007‬‬ ‫�إثر �سيطرة حركة “حما�س” الإ�سالمية على الأو�ضاع‬ ‫في ‬ه بالقوة‪ ،‬وهو يت�ضمن قيودا على عمل املعابر �سواء‬ ‫حلركة الأفراد �أو‬ الب�ضائع‪ .‬ودفعت �سنوات احل�صار‬ ‫املتتالية �إلى تفاقم �أزمات نق�ص اخلدمات الأ�سا�سية‬‬ ‫‫ل�سكان قطاع غزة خا�صة انقطاع التيار الكهربائي‬ ‫جراء العجز عن تلبي ‬ة التزايد ال�سكاين‬ ‫املتوا�صل واحتياجات املن�ش�آت واملنازل للكهرباء‪‬.‬‬ ‫‫ويحتاج قطاع غزة �إلى ‪ 450‬ميجاواط‪ ،‬فيما ما يتوفر‬ ‫حاليا ‪ 210‬ميجاواط يتم‬ توريد ‪ 120‬منها من �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫و‪ 30‬ميجاواط من م�صر‪ ،‬والبقية تنتجها محطة‬ توليد‬ ‫الكهرباء الوحيدة يف غزة وغري املنتظمة يف عملها‬ ‫ب�سبب ارتفا ‬ع تكلفة توريد الوقود لها من �إ�سرائيل‪‬.‬‬ ‫ونتيجة لهذا العجز تعتمد �شركة توزيع كهرباء غزة‬ ‫على جدول طوارئ م�ستمر‬ يقوم على �أ�سا�س ثماين‬ ‫�ساعات و�صل للكهرباء ومثلها قطع‪ ‬.‬وي�ستخدم هذا‬ ‫اجلدول يف الو�ضع الطبيعي من العام‪ ،‬بينما يتحول‬ ‫�إلى �أقل من‬ �ست �ساعات و�صل مقابل ‪� 12‬ساعة قطع‬ ‫عند �أزمات توقف محطة توليد كهرباء غزة‬ عن‬ ‫العمل ب�سبب نق�ص الوقود وهو ما يتكرر ب�شكل دوري‪‬.‬‬ ‫‫وتقول ال�سيدة ختام جاد اهلل �إن الفرن ال�شعبي خيار‬ ‫مهم جدا لدى العائالت‬ يف غزة يف ظل �أزمة انقطاع‬ ‫الكهرباء وعدم توفرها �سوى ل�ساعات قليلة‬ ومبواعيد‬ ‫غري ثابتة وب�سبب حر�ص تلك العائالت على �إعداد‬ ‫اخلبز البلدي‬ التقليدي‪ ‬.‬وت�شري جاد اهلل وهي تت�سلم‬ ‫للتو كمية من اخلبز واملعجنات خبزتها داخل‬ الفرن‪،‬‬ ‫�إلى �أن توفر الكهرباء مبنزلها بالكاد يتوفر ل�ساعات‬ ‫قليلة وال يتم‬ �ضمان توفرها حلني االنتهاء من اخلبيز‪‬.‬‬ ‫‫ومبوازاة ذلك يجرب �سكان قطاع غزة على دفع‬ ‫نقود �إ�ضافية من �أجل ت�أمني‬ احل�صول على الطاقة‬ ‫الكهربائية من م�صادر �أخرى لتدبري حياتهم اليومية‬‬ ‫وت�أمني الإنارة ملنازلهم‪ ‬.‬ومع توا�صل العجز يف‬ ‫التيار الكهربائي بات اللجوء �إلى ا�ستخدام البدائل‬‬ ‫�أمرا ال مفر منه �أمام كافة امل�ستويات االجتماعية‬ ‫مثل �شراء املولدات‬ الكهربائية �إلى اال�شرتاك يف‬ ‫مولدات جماعية كبرية ميلكها م�ستثمرو ‬ن محليون‪‬.‬‬ ‫كما يلج�أ بع�ض ال�سكان املقتدرين �إلى تركيب‬ ‫�شبكات من الليدات و�شراء‬ البطاريات و�صوال �إلى‬ ‫�شراء اخلاليا ذات االعتماد على الطاقة ال�شم�سية‪‬.‬‬ ‫‫وي�شتكي �أبو خالد ح�سنني يف اخلم�سينات من‬ ‫عمره من �أن االنقطاع املتوا�صل‬ للكهرباء لعدة‬

‫�ساعات يلقي بظالل قامتة على عائلته خا�صة‬ ‫يف ظل مو�سم‬ ال�شتاء والربد القار�س ‬‪ .‬وي�شري �إلى‬ ‫�أنه كثريا ما يلج�أ �إلى ا�ستخدام الفحم من �أجل‬ ‫ني التدفئة لأطفاله فيما ا�ضطر ل�شراء عدة‬ ‫ت�أم ‬‬ ‫بطاريات لت�أمني الإنارة رغم �أن ‬ه كثريا ما ي�صعب‬ ‫عليه �شحنها ب�شكل كامل نتيجة انقطاع الكهرباء‪‬.‬‬ ‫‫و�شهد قطاع غزة على مدار �أيام م�ؤخرا احتجاجات‬ ‫�شعبية وا�سعة النطاق تلبية‬ لدعوات الف�صائل‬ ‫الفل�سطينية و�أخرى ب�شكل عفوي مببادرة من جمموعات‬ ‫�شبابية‬ لالحتجاج على تفاقم �أزمة انقطاع الكهرباء‬ ‫وللمطالبة بحلها‪ ‬.‬كما �أطلق ن�شطاء على مواقع التوا�صل‬ ‫االجتماعي حملة لإغالق �شركة توزي ‬ع الكهرباء يف غزة‪،‬‬ ‫و�أخرى للتظاهر قبالة مقرها بغر�ض ال�ضغط من �أجل‬ ‫ح ‬ل الأزمة امل�ستمرة منذ �سنوات والتي يقول الن�شطاء‬ ‫�إنها حتول القطاع ال�ساحل ‬ي �إلى “جحيم مظلم”‪‬.‬‬ ‫‫وتر�صد �إح�صائيات حقوقية فل�سطينية م�صرع ‪29‬‬ ‫�شخ�ص ًا يف قطاع غزة حرق ًا �أ ‬و اختناق ًا جراء �أزمة‬ ‫نق�ص �إمدادات الكهرباء‪ ،‬من بينهم ‪ 24‬طف ًال منذ‬ ‫عام‬‫‪‬.2010‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪7‬‬


‫مـلـف فلسطين‬

‫قرار ما يسمى «محكمة‬ ‫الصلح اإلسرائيلية»‬ ‫محاولة لشرعنة التهويد‬ ‫واالعتداءات على حرمة‬

‫دانت منظمة التعاون الإ�سالمي ما جاء يف قرار‬ ‫ما ي�سمى “محكمة ال�صلح الإ�سرائيلية” يف مدينة‬ ‫القد�س املحتلة ب�أن امل�سجد الأق�صى املبارك مكان ًا‬ ‫مقد� ًسا لليهود ويحق لهم ال�صالة فيه‪ ،‬واعتربت‬ ‫ذلك متادي ًا خطري ًا يف انتهاكات االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫ومحاوالته �إ�ضفاء �صبغة قانونية على �سيا�سات‬ ‫التهويد واالعتداءات الإ�سرائيلية امل�ستمرة على حرمة‬ ‫املقد�سات الإ�سالمية وامل�سيحية‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام للمنظمة‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف‬ ‫بن �أحمد العثيمني‪� ،‬أن هذا القرار ي�شكل انتهاكا‬ ‫�صارخ ًا للقانون الدويل واتفاقيات جنيف وقرارات‬ ‫الأمم املتحدة ب�ش�أن امل�سجد الأق�صى املبارك والتي‬ ‫كان �آخرها قرار اليون�سكو الذي اعتربه مكانا للعبادة‬ ‫خال�ص للم�سلمني فقط‪ ،‬محذر ًا من التداعيات‬ ‫اخلطرية لهذه ال�سيا�سات الإ�سرائيلية التي من �ش�أنها‬ ‫�أن تغذي التطرف وتهدد ب�إ�شعال �صراع ديني‪ ،‬وداعي ًا‬ ‫املجتمع الدويل‪ ،‬خ�صو�ص ًا جمل�س الأمن الدويل‬ ‫ومنظمة اليون�سكو‪� ،‬إلى العمل على �ضمان حرية العبادة‬ ‫وحماية املقد�سات الإ�سالمية وامل�سيحية يف القد�س‬ ‫ال�شريف‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬عقدت احلكومة الفل�سطينية اجتماعها‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫المقدسات‬

‫بح�ضور رئي�س الوزراء الفل�سطيني رامي احلمد هلل‬ ‫مبجل�س الوزراء يف مدينة رام اهلل‪ ،‬حيث �أكدت �أن‬ ‫قرار محكمة ال�صلح الإ�سرائيلية فيما يخ�ص امل�سجد‬ ‫الأق�صى قرار باطل ال�سيما و�أنه مكان مقد�س للم�سلمني‬ ‫وال حق لليهود فيه ب�إقامة ال�صالة واقتحامه‪.‬‬ ‫و�أكد جمل�س الوزراء الفل�سطيني �أن قرار منظمة‬ ‫الأمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة (يون�سكو)‪،‬‬ ‫وا�ضح ب�ش�أن امل�سجد الأق�صى وحائط الرباق �أنه حق‬ ‫فل�سطيني غري قابل للت�صرف‪.‬‬ ‫وقال املجل�س يف بيان �أ�صدره عقب اجتماع عقده يف‬ ‫رام اهلل‪� ،‬إن منظمة اليون�سكو “قطعت ال�شك بالقني‬ ‫فيما يخ�ص امل�سجد الأق�صى ف�ضال عن �أنه تعبري‬ ‫عن �إدانة املجتمع الدويل ورف�ضه لكافة ال�سيا�سات‬ ‫الإ�سرائيلية الهادفة‪� ‬إلى طم�س احلقائق التاريخية‬ ‫وامل�سا�س باحلقوق ال�سيا�سية والثقافية والدينية الثابتة‬ ‫لل�شعب الفل�سطيني يف مدينة القد�س ما يك�شف زيف‬ ‫الرواية الإ�سرائيلية التي �ضلل بها الر�أي العام العاملي‬ ‫واملجتمع الدويل لعقود طويلة من الزمن والتي حاولت‬ ‫�إ�سرائيل‪ ‬فر�ضها بالقوة الع�سكرية منذ اليوم الأول‬ ‫الحتاللها للقد�س”‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن االحتالل الإ�سرائيلي “يحاول اليوم عرب‬

‫قرار من محكمة احتاللية حتدي القرار الأممي‬ ‫لال�ستمرار يف فر�ض �سيا�سة الأمر الواقع وت�صعيدها‬ ‫�ضمن �سيا�سة لتهويد املدينة املقد�سة والتي كان �آخرها‬ ‫القيام ب�أعمال �إن�شائية يف منطقة الق�صور الأموية‬ ‫املجاورة للم�سجد الأق�صى”‪.‬‬ ‫ومن جانبها دانت اجلامعة العربية قرار ما ي�سمى‬ ‫محكمة ال�صلح الإ�سرائيلية يف مدينة القد�س املحتلة‪،‬‬ ‫مطالبة املجتمع الدويل بكل هيئاته ومنظماته وعلى‬ ‫ر�أ�سها الأمم املتحدة وم�ؤ�س�ساتها الأممية املخت�صة‬ ‫�سرعة التحرك ل�ضمان حماية املقد�سات امل�سيحية‬ ‫والإ�سالمية خا�صة الإ�سالمية باحلرم القد�سي‬ ‫ال�شريف و�إجبار �إ�سرائيل كقوة احتالل للرتاجع عن‬ ‫مخططاتها التي ت�ستهدف تهويد القد�س والأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية وا�ستهداف احلرم القد�سي ال�شريف‪.‬‬ ‫وجددت اجلامعة العربية رف�ضها امل�سا�س باملقد�سات‬ ‫الدينية الإ�سالمية وامل�سيحية يف القد�س‪ ،‬م�شددة على‬ ‫�أن محاوالت اليمني املتطرف احلاكم يف �إ�سرائيل‬ ‫ح�شد كل م�ؤ�س�سات االحتالل لتغيري الو�ضع القائم على‬ ‫الأر�ض‪� ،‬سيجر املنطقة �إلى املزيد من التوتر والفو�ضى‬ ‫و�سيقو�ض كل فر�ص �إمكانية التو�صل �إلى �سالم �شامل‬ ‫وعادل يف املنطقة على �أ�سا�س حل الدولتني‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫العثيمين يبحث مع الدكتور محمود الهباش تطورات األوضاع في مدينة القدس الشريف‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫معايل الدكتور يو�سف بن احمد العثيمني‪ ،‬يف مكتبه‬ ‫الدكتور محمود الهبا�ش‪ ،‬يوم ‪ 26‬مار�س ‪ 2017‬قا�ضي‬ ‫الق�ضاة وم�ست�شار الرئي�س الفل�سطيني لل�ش�ؤون الدينية‬ ‫والعالقات الإ�سالمية‪ ،‬وجرى بحث التطورات املتعلقة‬

‫بالق�ضية الفل�سطينية وخا�صة ما ميار�سه االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي من انتهاكات واعتداءات يف مدينة القد�س‬ ‫ال�شريف‪ ،‬وكيفية دعم وتعزيز �صمود املواطنني‬ ‫الفل�سطينيني فيها‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام على التزام املنظمة الدائم بالوقوف‬

‫�إلى جانب ال�شعب الفل�سطيني وم�ساندة اجلهود التي‬ ‫تبذلها القيادة الفل�سطينية على ال�ساحة الدولية للدفاع‬ ‫عن حقوقه امل�شروعة‪ ،‬وموا�صلة العمل على ح�شد‬ ‫الدعم لتثبيت املواطنني الفل�سطينيني يف مدينة القد�س‬ ‫ال�شريف‪.‬‬

‫“التعاون اإلسالمي” تجري مشاورات مع اللجنة االستشارية لألونروا‬ ‫ومنسق األمم المتحدة للشؤون اإلنسانية في فلسطين‬ ‫�أجرى وفد اللجنة اال�ست�شارية لوكالة الأمم املتحدة لإغاثة‬ ‫وت�شغيل الالجئني الفل�سطينيني (�أونروا) م�شاورات مع‬ ‫الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف ‪ 2‬مار�س‬ ‫‪ 2017‬من �أجل ا�ستك�شاف ال�سبل والو�سائل املمكـنة لتعزيز‬ ‫امل�ساهمات املالية لدعم موازنة الوكالة‪ ،‬و�ضمان ح�شد‬ ‫م�صادر متويل كافية خلدمة الالجئني الفل�سطينيني‪.‬‬ ‫و�أكد ال�سفري �سمري بكر‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد ل�ش�ؤون‬ ‫فل�سطني والقد�س �أثناء االجتماع على �أهمية دور الوكالة‬ ‫باعتربها جت�سد الواجب الإن�ساين وامل�س�ؤولية ال�سيا�سية‬ ‫والقانونية امللقاة على عاتق املجتمع الدويل جتاه م�س�ألة‬ ‫الالجئني الفل�سطينيني‪ .‬كما �أكد على دعم املنظمة الدائم‬ ‫لوكالة الأونروا للقيام بدورها احليوي واملهم‪ ،‬وفق الوالية‬ ‫املمنوحة لها من اجلمعية العامة للأمم املتحدة‪ ،‬يف خدمة‬ ‫هذه ال�شريحة الكبرية من �أبناء ال�شعب الفل�سطيني‪،‬‬ ‫والإبقاء على م�س�ألتهم حيوية وفاعلة �ضمن م�س�ؤولية‬ ‫الأمم املتحدة حلني حل ق�ضيتهم وفقا لقرارات ال�شرعية‬

‫الدولية‪.‬‬ ‫من ناحيته‪� ،‬أكد ال�سفري ه�شام يو�سف‪ ،‬الأمني العام‬ ‫امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية والثقافية واالجتماعية على‬ ‫جاهزية املنظمة للتعاون مع الوكالة من �أجل تنظيم بع�ض‬ ‫الأن�شطة التي تعزز ا�ستجابة الدول الأع�ضاء الحتياجاتها‬ ‫املتزايدة وتزيد امل�ساهمات املالية ملوازنتها تنفيذ ًا‬ ‫للقرارات ال�صادرة عن القمم الإ�سالمية وجمال�س وزراء‬ ‫اخلارجية‪.‬‬ ‫وقدم الوفد ال�ضيف �شرح ًا وافي ًا حول دور وجهود اللجنة‬ ‫خالل الفرتة املا�ضية فيما مت بحث العديد من املقرتحات‬ ‫التي �ستقدم �ضمن التقرير الذي �ستعر�ضه اللجنة على‬ ‫الأمني العام للأمم املتحدة بحلـول منت�صف مـار�س‬ ‫‪ .2017‬يذكر �أن ال�سفري ال�سوي�سري مانويل بي�سلر‪ ،‬نائب‬ ‫رئي�س الوكالة ال�سوي�سرية للتنمية وال�ش�ؤون الإن�سانية قد‬ ‫تر�أ�س الوفد‪ ،‬مب�شاركة ال�سفري ح�سن �أولو�صوي‪ ،‬مدير عام‬ ‫ال�ش�ؤون ال�سيا�سية متعددة الأطراف يف وزارة اخلارجية‬

‫الرتكية‪ ،‬وال�سيد روبرت هارت‪ ،‬مدير عمليات وكالة‬ ‫الأونروا يف قطاع غزة‪� ،‬إلى جانب الوفد املرافق لهم‪.‬‬ ‫كما ا�ستقبل الأمني العام يف مكتبه بجدة يف ‪ 15‬مار�س‬ ‫‪ 2017‬نائب املن�سق اخلا�ص لعملية ال�سالم يف ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪ ،‬من�سق الأمم املتحدة اخلا�ص للم�ساعدة‬ ‫الإن�سانية والأن�شطة الإمنائية يف الأرا�ضي الفل�سطينية‬ ‫املحتلة روبرت بايربوالوفد املرافق له‪ ،‬وجرى بحث‬ ‫التطورات يف الأر�ض الفل�سطينية ال �سيما الأو�ضاع يف‬ ‫مدينتي القد�س املحتلة واخلليل �إ�ضافة �إلى الأو�ضاع‬ ‫الإن�سانية يف قطاع غزة‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام ب�أهمية الدور الذي تقوم به الأمم‬ ‫املتحدة ووكاالتها املتخ�ص�صة يف كافة �أنحاء الأر�ض‬ ‫الفل�سطينية مبا يف ذلك مدينة القد�س املحتلة‪ ،‬م�ؤكد ًا‬ ‫ا�ستعداد املنظمة للتعاون مع كافة الأطراف الفاعلة من‬ ‫اجل ح�شد مزيد من الدعم ل�صالح ال�شعب الفل�سطيني‪.‬‬

‫ورشة عمل في القدس لمناقشة آثار االعتداءات اإلسرائيلية على األسر الفلسطينية‬ ‫رعت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬من خالل مكتبها التمثيلي يف فل�سطني‪ ،‬يف نهاية مار�س‬ ‫‪ ،2017‬ور�شة عمل حتت عنوان‪« :‬اعتداءات االحتالل وت�أثريها على ظاهرة العنف‬ ‫داخل الأ�سرة واملجتمع الفل�سطيني يف القد�س»‪ ،‬والتي مت تنظميها بالتعاون مع املركز‬ ‫الفل�سطيني للإر�شاد يف مدينة القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫وهدفت الور�شة‪ ،‬التي �شارك فيها ممثلون عن العديد من امل�ؤ�س�سات الفل�سطينية‬ ‫والدولية‪� ،‬إلى ت�سليط ال�ضوء على ما يتعر�ض له الأطفال املقد�سيون من انتهاكات‬ ‫واعتداءات �إ�سرائيلية ممنهجة ومت�صاعدة طالت ب�شكل كامل منظومة حقوق الطفل‬ ‫الفل�سطيني مبا يف ذلك احلق باحلياة واحلق بالتعليم وال�صحة واحلماية‪.‬‬ ‫�صورة جماعية للم�شاركني‬ ‫وخل�صت الور�شة �إلى جمموعة تو�صيات مبا فيها ال�ضغط على �إ�سرائيل‪ ،‬قوة االحتالل‪،‬‬ ‫لإيقاف �سيا�ساتها العدوانية �ضد الأطفال خا�صة االعتقال واحلب�س املنزيل ملا له من �آثار توفري برامج تقدم خدمات نف�سية اجتماعية للتعامل مع الأطفال الذين يتعر�ضون للعنف‬ ‫قا�سية على الأطفال‪ ،‬و�إيقاف �سيا�سة العقوبات اجلماعية �ضد العائالت الفل�سطينية يف �أو االعتقال �أو احلب�س املنزيل‪ ،‬مبا فيها برامج تهدف �إلى م�ساعدة الأطفال يف املحافل‬ ‫مدينة القد�س‪ ،‬وف�ضح �سيا�سات االحتالل املوجهة �ضد الأطفال املقد�سيني‪� ،‬إ�ضافة �إلى الدولية و�أخرى ت�ستهدف �أهايل الأطفال الذين يتعر�ضون للعنف‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪9‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫في ملتقى الدوحة اإلنساني‪:‬‬ ‫هشام يوسف يدعو إلى آلية للتنسيق لزيادة الدعم للشعب الفلسطيني‬

‫�صورة جماعية للم�شاركني يف املنتدى‬

‫الدوحة ‪ :‬الت�أم يف ‪ 8‬مار�س ‪ 2017‬امللتقى التنموي‬ ‫والإن�ساين لدعم ال�شعب الفل�سطيني حتت �شعار «معا‬ ‫ن�صنع الأمل»‪ ،‬يف العا�صمة القطرية الدوحة‪ ،‬والذي‬ ‫نظمته جمعية قطر اخلريية برعاية فخرية من �صندوق‬ ‫قطر للتنمية ومنظمات دولية و�أممية‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري ه�شام يو�سف �أهمية هذا‬ ‫امللتقى يف �إطار جهود دعم ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬م�شري ًا‬ ‫�إلى �أنه يتم البحث يف �إمكانية عقد اجتماع دويل‬ ‫لدعم ال�شعب الفل�سطيني وت�سليط ال�ضوء على ق�ضية‬ ‫العرب وامل�سلمني الرئي�سية حتى ال تتوارى ب�سبب حجم‬ ‫الكوارث التي يواجهها العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وذكر �أن املنظمة �أقامت العديد من االجتماعات‬ ‫لإبراز الأزمات التي توارت عنها الأ�ضواء يف ال�صومال‬ ‫و�أو�ضاع الدول املحيطة ببحرية ت�شاد �إلى جانب‬ ‫اجتماعات لدعم اليمن والعراق‪.‬‬ ‫ولفت يو�سف �إلى معاناة �أهل القد�س وخطط التهويد‬ ‫امل�ستمرة و�إلغاء هوية الفل�سطينيني يف هذه املدينة‬ ‫املقد�سة‪� ،‬إلى جانب الأو�ضاع يف ال�ضفة الغربية‬ ‫التي تعي�ش حتت وط�أة �صعوبات متزايدة ومتزامنة‬ ‫مع اال�ستيطان‪ ،‬م�شري ًا يف الإطار ذاته �إلى �أن‬ ‫“الفل�سطينيني يف غزة يعانون من ح�صار �إ�سرائيلي‬ ‫غري �آدمي مدمر منذ ما يزيد على ع�شر �سنوات”‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه “طبقا لتقارير الأمم املتحدة‪ ،‬ف�إن قطاع‬ ‫غزة قد ي�صبح غري قابل للحياة بحلول عام ‪� 2020‬إذ‬ ‫�أن البطالة م�ستمرة‪ ،‬و‪ 95‬يف املائة من املياه يف القطاع‬ ‫غري �صاحلة لل�شرب واملنظومة ال�صحية والتعليمية‬ ‫‪10‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫واالقت�صاد ب�شكل عام يف طريقها لالنهيار”‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن ‪ 85‬يف املائة من العائالت يف القطاع‬ ‫تعتمد يف حياتها اليومية على امل�ساعدات الإن�سانية‪،‬‬ ‫وو�صف ذلك ب�أنه “�أمر غري مقبول”‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن العرب‬ ‫وامل�سلمني تعاملوا مع ال�شعب الفل�سطيني ب�سخاء على‬ ‫مدى عقود‪ ،‬ولكنه ما زال يف حاجة �إلى دعم الأ�شقاء‬ ‫رمبا �أكرث من �أي وقت م�ضى‪.‬‬ ‫ودعا ال�سفري ه�شام يو�سف �إلى �إقامة �آلية واحدة فعالة‬ ‫لتبادل املعلومات والت�شاور وتن�سيق امل�ساعدات املقدمة‬ ‫الى ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬م�ؤكد ًا ا�ستعداد املنظمة لتحمل‬ ‫م�س�ؤولياتها والقيام بدورها لتحقيق هذا الهدف حتت‬ ‫مظلة الدول الإ�سالمية والتعاون الكامل معها‪.‬‬ ‫و�سعى امللتقى �إلى تعزيز فر�ص التن�سيق وال�شراكة‬ ‫بني مختلف الداعمني لل�شعب الفل�سطيني‪ ،‬وت�شخي�ص‬ ‫الواقع التنموي والإن�ساين‪ ،‬والبحث عن �أجنع احللول‬ ‫للدعم وتبادل اخلربات والتجارب واملعلومات ذات‬ ‫ال�صلة بالتنمية والعمل الإن�ساين‪ ،‬وجتاوز اجلهود‬ ‫امل�ؤقتة �إلى م�شروعات تنموية م�ستدامة يف فل�سطني‪.‬‬ ‫ووفق املدير التنفيذي لإدارة التنمية الدولية بجمعية‬ ‫قطر اخلريية‪ ،‬محمد بن علي الغامدي‪ ،‬فقد جنح‬ ‫امللتقى �إلى حد كبري يف ح�شد مختلف الفاعلني‬ ‫الإن�سانيني من املنظمات املحلية والإقليمية والدولية‪،‬‬ ‫لتدار�س خطط التعليم والتمكني االقت�صادي وال�صحة‬ ‫والرعاية االجتماعية يف فل�سطني‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الغامدي �أن “قطر اخلريية” �سعت من خالل‬ ‫امللتقى �إلى الت�أكيد على مركزية ومحورية الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية يف العمل الإن�ساين يف ظل الأزمات الكثرية‬

‫التي تع�صف باملنطقة‪ ،‬وقال “يجب �أن تظل الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية مركزية وخ�صو�صا يف بعدها الإن�ساين‬ ‫والتنموي‪ ،‬وال بد �أن تظل ق�ضية العرب وامل�سلمني‬ ‫الأولى‪ ،‬وكذلك لدى املنظمات الإن�سانية والدولية»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الغامدي �أن الهدف من هذا امل�ؤمتر لي�س‬ ‫حجم الإيرادات “فال�شعب الفل�سطيني ينتظر م�شاريع‪،‬‬ ‫ونعمل على �أن تقوم املنظمات الإن�سانية بدورها يف هذا‬ ‫اخل�صو�ص”‪.‬‬ ‫و�شارك يف امللتقى نحو ‪ 75‬منظمة �إن�سانية وتنموية‬ ‫محلية و�إقليمية ودولية‪ ،‬ف�ضال عن عدد من اجلهات‬ ‫املانحة‪ ،‬ملناق�شة جماالت الدعم الأ�سا�سية من التعليم‬ ‫وال�صحة والتمكني االقت�صادي والرعاية االجتماعية‪.‬‬ ‫وت�ضمن جدول الأعمال جل�سات وور�شات عمل تتناول‬ ‫واقع التنمية والعمل الإن�ساين يف فل�سطني‪ ،‬و�آليات‬ ‫ال�شراكة وا�سرتاتيجيات التنمية امل�ستدامة �إلى جانب‬ ‫ا�ستعرا�ض جتارب وممار�سات تنموية و�إن�سانية يف‬ ‫جماالت التعليم وال�صحة والتمكني االقت�صادي‬ ‫والرعاية االجتماعية‪ ،‬و�أخرى لإطالق مبادرات‬ ‫نوعية لدعم التنمية والعمل الإن�ساين املوجه لل�شعب‬ ‫الفل�سطيني‪.‬‬ ‫ومن املبادرات التي قدمت يف امللتقى‪ :‬مركز تدريب‬ ‫للكوارث والطوارئ قدمه جتمع الأطباء الفل�سطينيني‬ ‫يف �أوروبا‪ ،‬بهدف رفع كفاءة امل�ؤ�س�سات ال�صحية‬ ‫والتدريب على الإ�سعافات الأولية والو�صول ‪-‬وفق خطة‬ ‫طموحة‪� -‬إلى “توفري م�سعف يف كل حارة بل يف كل‬ ‫�شارع وبيت فل�سطيني”‪.‬‬ ‫وا�شتملت مبادرة �أخرى على ت�شغيل اخلريجني عن بعد‬ ‫يف قطاع غزة‪ ،‬و�أخرى حملت عنوان “كرامة” وهي‬ ‫�صندوق مينح قرو�ضا لأ�صحاب مهن بهدف م�ساعدة‬ ‫ع�شرات الأ�سر من ذوي الدخل املحدود‪.‬‬ ‫و�إلى جانب املبادرات اجلديدة‪ ،‬ا�ستعر�ض امللتقى‬ ‫جتارب قائمة وناجحة م�ؤكدين �أهمية البناء عليها‬ ‫واال�ستفادة منها‪ ،‬كما ناق�ش ال�سلبيات التي �صاحبت‬ ‫العمل التنموي والإن�ساين يف فل�سطني �سابقا لأ�سباب‬ ‫منها �أنها مل تهتم بال�صورة املطلوبة باالدخار‬ ‫واال�ستثمار‪ ،‬و�أن الهدف منها مل يكن تنمويا بقدر ما‬ ‫كان �سيا�سيا جلذب امل�ساعدات‪ ،‬وفق ما �أكده الدكتور‬ ‫با�سم الزبيدي يف محا�ضرته بجل�سة “ا�سرتاتيجية‬ ‫التنمية امل�ستدامة يف فل�سطني»‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫األمين العام‪ :‬مهتمون بالتعاون وإنشاء قوة مشتركة لمكافحة اإلرهاب في منطقة الساحل‬ ‫رحب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني بقرار قادة خم�س‬ ‫دول من ال�ساحل الأفريقي‪ ،‬وهي بوركينا فا�سو وت�شاد‬ ‫ومايل وموريتانيا والنيجر لإن�شاء قوة م�شرتكة ملكافحة‬ ‫الإرهاب‪ ،‬وذلك ملحاربة التطرف العنيف واجلماعات‬ ‫الإرهابية املوجودة يف ف�ضائهم امل�شرتك‪ .‬و�أكد‬ ‫الأمني العام على الأهمية التي توليها منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي لهذا التعاون من قبل الدول الأع�ضاء يف‬ ‫جمال مكافحة التهديد الذي ي�شكله الإرهاب على‬ ‫الأمن واال�ستقرار‪ ،‬و�أ�شاد بقادة الدول اخلم�س التي هي‬ ‫�أع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي على القرار املهم‬ ‫الذي اتخذ يف قمتهم التي عقدت يف ‪ 6‬فرباير ‪2017‬‬ ‫يف باماكو‪ .‬كما �أ�شار �إلى �أن مثل هذا العمل اجلماعي‬ ‫امللمو�س من �ش�أنه �أن ي�سهم كثريا يف مواجهة موجة‬

‫�صالة اجلمعة يف امل�سجد الكبري يف باماكو‪ ،‬مايل‪ 20 ،‬يناير ‪( 2017‬وكالة‬ ‫الأنا�ضول)‬

‫الهجمات العابرة للحدود من قبل اجلماعات امل�سلحة‬ ‫والإرهابية التي تزعزع الأمن يف منطقة ال�ساحل‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال الرئي�س الت�شادي �إدري�س ديبي �إن الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املجموعة تقع على “خط املواجهة �ضد‬ ‫اخلطر الإرهابي»‪ .‬و�أ�ضاف �أن الدول امل�شاركة �ست�سعى‬

‫للح�صول على متويل للقوة امل�شرتكة من االحتاد‬ ‫الأوروبي‪.‬‬ ‫وجاء االجتماع الذي �ضم الر�ؤ�ساء اخلم�سة بعد �أ�سابيع‬ ‫من هجوم “انتحاري” �شنه “مت�شددون” يف مع�سكر‬ ‫للجي�ش قرب مدينة غاو يف مايل خلف نحو ‪ 80‬قتيال‪.‬‬ ‫ويعد هذا الهجوم هو الأعنف يف املنطقة منذ �سنوات‪.‬‬ ‫ومل تعلن بعد تفا�صيل هذه القوة وال حجم ت�سليحها‬ ‫�أو تعداد اجلنود امل�شاركني فيها وال مقرها‪� ،‬إذ يجب‬ ‫احل�صول على موافقة من جمل�س الأمن الدويل‬ ‫و�إ�صدار قرار ي�سمح بت�شكيلها‪ ،‬ح�سب ما قال رئي�س‬ ‫النيجر محمدو �إي�سوفو‪.‬‬ ‫يذكر �أن مهمة حفظ ال�سالم التابعة للأمم املتحدة‬ ‫يف مايل ت�ضم ‪� 12‬ألف جندي بينهم مئات اجلنود‬ ‫الأوروبيني‪.‬‬

‫العثيمين يحث الصوماليين على تحقيق مصالحة وطنية شاملة من أجل التطور‬

‫الرئي�س ال�صومايل املنتخب محمد عبد اهلل محمد يتو�سط الرئي�س ال�سابق ح�سن �شيخ محمد والرئي�س ال�سابع‬ ‫لل�صومال �شريف �شيخ �أحمد يف حفل تن�صيب الرئي�س اجلديد يف مقدي�شو‪ 22 ،‬فرباير ‪( 2017‬وكالة الأنا�ضول)‬

‫هن�أ الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني �شعب ال�صومال على‬ ‫انتخاب محمد عبد اهلل محمد رئي�سا جديدا للبالد يف‬ ‫‪ 8‬فرباير ‪ 2017‬وعلى جناح االنتقال ال�سيا�سي يف هذا‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام‪ ،‬الذي �أثنى على جميع �أ�صحاب‬ ‫امل�صلحة وخا�صة �أع�ضاء الربملان االحتادي لن�ضجهم‬ ‫وحبهم للوطن من خالل الت�صويت يف االنتخاب عرب‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫عملية دميقراطية والنهو�ض بفجر جديد يف ال�صومال‪،‬‬ ‫�إلى �أن الدولة قد اتخذت خطوة مهمة نحو مزيد من‬ ‫اال�ستقرار ال�سيا�سي والدميقراطي بحلول عام ‪.2020‬‬ ‫وحث جميع ال�صوماليني على البناء على هذا الزخم‬ ‫من �أجل حتقيق م�صاحلة وطنية �شاملة ومن �أجل‬ ‫التطور‪.‬‬ ‫ويف �أثناء تهنئة الرئي�س اجلديد‪ ،‬ال�سيد محمد عبد‬ ‫اهلل محمد على الثقة املو�ضوعة فيه من قبل �شعبه‪ ،‬هن�أ‬ ‫الأمني العام مر�شحني �آخرين وب�شكل خا�ص الرئي�س‬

‫ال�سابق ح�سن �شيخ محمد لتحليهم بروح املناف�سة‬ ‫العالية خالل االنتخابات‪ .‬كما �أكد الأمني العام للرئي�س‬ ‫اجلديد عزم منظمة التعاون الإ�سالمي على دعم‬ ‫حكومته يف مواجهة التحديات املتعددة التي ما زالت‬ ‫تواجه ال�صومال يف عملية ال�سالم وبناء الدولة‪.‬‬ ‫وانتخب النواب ال�صوماليون‪ ‬انتخبوا رئي�س‬ ‫الوزراء ال�سابق محمد عبد اهلل فرماجو‬ ‫رئي�سا‪ ‬لل�صومال‪ ‬يف انتخابات تناف�س فيها‪� ‬أكرث‬ ‫من‪ 20 ‬مر�شحا‪ .‬و�أدى فرماجو الذي در�س يف‪ ‬الواليات‬ ‫املتحدة‪ ‬اليمني‪ ‬القانونية رئي�سا جديدا لل�صومال بعدما‬ ‫حقق تقدما مريحا يف اجلولة الثانية من ت�صويت‬ ‫النواب يف االنتخابات التي جرت يف جممع مطار‬ ‫مقدي�شو الذي يخ�ضع لإجراءات �أمن م�شددة‪.‬‬ ‫ودوت �أ�صوات �إطالق النار يف �أرجاء املدينة احتفاال‬ ‫بفوز فرماجو‪ ،‬و�أقر الرئي�س املنتهية واليته ح�سن �شيخ‬ ‫محمود بالهزمية بعدما ات�ضح �أنه ال ميكنه الفوز يف‬ ‫جولة ثالثة‪ ،‬وقال فرماجو للنواب يف قاعة داخل املطار‬ ‫الذي حتميه حوائط م�ضادة للقنابل «هذا انت�صار‬ ‫لل�صومال ولل�صوماليني»‪.‬‬ ‫وجرت االنتخابات الرئا�سية يف ظل �إجراءات �أمن‬ ‫م�شددة‪ ،‬وتناف�س فيها �أكرث من ‪ 20‬مر�شحا‪ ،‬مبن فيهم‬ ‫محمد فرماجو والرئي�س املنتهية واليته ح�سن �شيخ‬ ‫محمود‪ ،‬ورئي�س حكومته عمر عبد الر�شيد �شارماركي‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى الرئي�س ال�سابق �شريف �شيخ �أحمد‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪11‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫منظمة التعاون االسالمي تستضيف‬

‫مؤتمر العلماء األفغان في األشهر المقبلة‬

‫اجتماع فريق االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان يف مقر املنظمة‪ 28 ،‬فرباير ‪2017‬‬

‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني �أن املنظمة بدعم‬ ‫من احلكومة الأفغانية واملجل�س الأعلى لل�سالم وجمل�س‬ ‫العلماء قد بد�أت التح�ضري لعقد م�ؤمتر العلماء‬ ‫امل�سلمني يف الأ�شهر القادمة لدعم ال�سالم والأمن‬ ‫واال�ستقرار وامل�صاحلة الوطنية يف �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫ويف كلمة �ألقاها با�سمه ال�سفري طارق بخيت‪ ،‬مدير‬ ‫عام �إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية يف املنظمة خالل اجتماع‬ ‫لفريق االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان الذي‬ ‫ا�ست�ضافته املنظمة يف جدة يف ‪ 28‬فرباير ‪،2017‬‬ ‫وح�ضره مندوبون من �أكرث من ‪ 50‬بلدا ومنظمة دولية‪،‬‬ ‫�أ�شار العثيمني �إلى �أن م�ؤمتر العلماء الذي يجري‬ ‫التخطيط له من املتوقع �أن يتناول م�س�ألة التف�سريات‬ ‫املتطرفة واخلاطئة لتعاليم الدين من �أجل تعزيز‬ ‫التعاي�ش ال�سلمي املعتدل واملت�سامح بني �أتباع مختلف‬ ‫املذاهب الدينية يف �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائال‪« :‬ي�شهد اجتماع اليوم على الأهمية‬ ‫التي توليها املنظمة با�ستمرار للو�ضع يف �أفغان�ستان‬ ‫وا�ستعدادها للحفاظ على دورها يف م�ساعدة البالد يف‬ ‫ا�ستعادة ال�سالم والأمن والتنمية‪».‬‬ ‫ومن جانبه‪� ،‬أكد حكمت خليل كرزاي‪ ،‬نائب وزير‬ ‫خارجية �أفغان�ستان والرئي�س امل�شارك للدورة‪� ،‬أن‬ ‫حكومة الوحدة الوطنية الأفغانية ال تزال ملتزمة‬ ‫التزاما �شديدا باتخاذ كل التدابري الالزمة حلماية‬ ‫املدنيني والن�ساء والأطفال �ضد وح�شية الأعداء الذين‬ ‫‪12‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫ي�ستهدفونهم عمدا‪ .‬و�أكد �أن حكومة الوحدة الوطنية‬ ‫الأفغانية تقوم ب�إجراء �إ�صالحات رئي�سة من �ش�أنها دفع‬ ‫ق�ضية ال�سالم يف البالد قدما‪.‬‬ ‫و�أكد نائب وزير اخلارجية الأفغاين �أن بالده تويل‬ ‫�أهمية كبرية لعالقتها بالعامل الإ�سالمي وتقدر الدعم‬ ‫املخل�ص الذي تلقته من بع�ض الدول الإ�سالمية‪ .‬ويف‬ ‫هذا ال�سياق‪� ،‬أ�شاد مببادرة املنظمة با�ست�ضافة اجتماع‬ ‫فريق االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان ورحب بها‬ ‫م�شريا �إلى �أنه «يتطلع �إلى العمل مع هذه املنظمة‬ ‫املرموقة للنهو�ض بق�ضية ال�سالم يف �أفغان�ستان»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن الفتوى التي �أ�صدرها مفتي اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية عام ‪� 2015‬ضد جميع �أعمال الإرهاب التي‬ ‫تنتهك املبادئ الأ�سا�سية للإ�سالم والبيان ال�صادر‬

‫المؤتمر يتناول مسألة‬ ‫التفسيرات المتطرفة والخاطئة‬ ‫لتعاليم الدين من أجل تعزيز‬ ‫التعايش السلمي المعتدل‬ ‫والمتسامح بين أتباع مختلف‬ ‫المذاهب الدينية في أفغانستان‪.‬‬

‫عام ‪ 2015‬عن امل�ؤمتر العاملي لرابطة العامل الإ�سالمي‬ ‫حول الإ�سالم ومكافحة الإرهاب يف مكة املكرمة‪ ،‬قد‬ ‫بد�أت بالفعل يف مواجهة رواية املتطرفني يف البالد التي‬ ‫تعار�ض مبادئ الإ�سالم‪.‬‬ ‫كما �أطلع نائب وزير اخلارجية االجتماع ب�ش�أن‬ ‫الإ�صالحات االنتخابية ومكافحة الف�ساد اجلارية‬ ‫يف البالد‪ ،‬وقال �إن الرئي�س �أ�شرف غني والرئي�س‬ ‫التنفيذي عبد اهلل عمال جاهدين لتنفيذها بهدف‬ ‫حتقيق االعتماد على الذات‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن احلكومة تعمل على تطوير البنية التحتية‬ ‫من خالل التعاون الإقليمي من خالل العمل مع دول‬ ‫قارة �آ�سيا لتو�سيع الربط الإقليمي لزيادة التجارة‬ ‫والتجارة العابرة واال�ستثمار‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنه مت�شيا مع هذه امل�شاريع التجارية الإقليمية‪،‬‬ ‫�أعطت احلكومة الأولوية لتنمية القطاع اخلا�ص من‬ ‫�أجل ت�سهيل اال�ستثمار املحلي والأجنبي يف “الأ�سواق‬ ‫البكر” يف �أفغان�ستان‪ .‬ومنذ ان�ضمام �أفغان�ستان �إلى‬ ‫منظمة التجارة العاملية يف عام ‪� ،2015‬أعلن حكمت‬ ‫خليل �أن �صادرات �أفغان�ستان زادت �إلى ‪ 570‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 150‬مليون دوالر منذ عام ‪،2013‬‬ ‫م�ضيفا �أن البالد بذلت جهودا �إ�ضافية يف قطاع‬ ‫الزراعة‪ ،‬مما مكن ال�شركات الأفغانية من الو�صول‬ ‫�إلى الأ�سواق الإقليمية والدولية‪ .‬وقد �ساعد ذلك على‬ ‫توليد �أكرث من ‪ 79.5‬مليون دوالر من �صادرات الفواكه‬ ‫واملك�سرات‪.‬‬ ‫وفى قطاع الأمن‪� ،‬أ�شار نائب وزير اخلارجية �إلى �أن‬ ‫افغان�ستان تبنت خطة عمل وطنية خم�سية لزيادة تنقل‬ ‫وفعالية قواتها الأمنية‪ ،‬كما �أدخلت حت�سينات حا�سمة‬ ‫على قوات الأمن والدفاع الوطني الأفغانية لي�س فقط‬ ‫لت�أمني البلد �ضد ال�شبكات الإرهابية بل �أي�ضا للحد من‬ ‫الإجرام الذي �أ�صبح عقبة رئي�سة �أمام اال�ستثمار يف‬ ‫الأعمال التجارية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن خطة احلكومة تركز على ثالثة جماالت‬ ‫هي امل�صاحلة والأمن واال�ستقرار‪ ،‬م�شريا �إلى �أن‬ ‫القيادة الع�سكرية العليا قد مت جتديدها‪ ،‬ويجري حاليا‬ ‫التدريب املهني لل�ضباط‪ ،‬وو�ضعت �ضوابط مدنية على‬ ‫وظائف الدعم الرئي�سة مثل امل�شرتيات والإدارة املالية‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫ومراجعة احل�سابات‪.‬‬ ‫و�أكدت ال�سفرية �سابني �سبارفا�سر‪ ،‬الرئي�سة امل�شاركة‬ ‫لالجتماع واملمثلة اخلا�صة للحكومة االحتادية الأملانية‬ ‫لأفغان�ستان وباك�ستان‪ ،‬يف كلمتها دعم املجتمع الدويل‬ ‫للإ�صالحات اجلارية من جانب حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية يف �أفغان�ستان‪ ،‬و�شددت على �أن اجتماع فريق‬ ‫االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان �سريكز على الو�ضع‬ ‫الأمني‪ ،‬واجلدول الزمني لالنتخابات ومكافحة الف�ساد‬ ‫وغريها من الق�ضايا احلرجة الأخرى يف �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وقد �أكد �أع�ضاء فريق االت�صال الدويل املعني‬ ‫ب�أفغان�ستان خالل االجتماع التزامهم بتعزيز وجتديد‬ ‫التما�سك بني جميع ال�شركاء الأفغان الدوليني‬ ‫والإقليميني‪ .‬ورحبوا باملبادرات الرامية �إلى توثيق‬ ‫التن�سيق فيما بني �أ�صحاب امل�صلحة الدوليني‬ ‫والإقليميني الرئي�سيني للم�ساعدة على حتقيق‬ ‫اال�ستقرار والتنمية يف �أفغان�ستان‪ ،‬م�ؤكدين على �أهمية‬ ‫القيادة وامللكية الأفغانية لهذه املبادرات‪.‬‬ ‫كما قام �أع�ضاء فريق االت�صال الدويل املعني‬ ‫ب�أفغان�ستان بتقييم التطورات الأمنية والتح�سينات‬ ‫يف �أداء قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية‪ .‬ويف‬ ‫معر�ض تقديرهم لت�ضحيات ال�شعب الأفغاين و�شركائه‬ ‫الدوليني على مدى ال�سنوات ال ‪ 15‬املا�ضية‪ ،‬ذكروا‬ ‫ب�أن �أفغان�ستان هي خط املواجهة يف الكفاح الإقليمي‬ ‫والعاملي �ضد الإرهاب والتطرف العنيف و�أن �أمنها‬ ‫وازدهارها �أمران حا�سمان ل�ضمان اال�ستقرار الإقليمي‬ ‫واالزدهار واحلفاظ على ال�سالم الدويل‪ .‬و�أكدوا‬ ‫جمددا التزام املجتمع الدويل الدائم بدعم �أفغان�ستان‬ ‫يف مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف‪ ،‬م�شريين �إلى‬ ‫الدور الهام الذي ي�ضطلع به العامل الإ�سالمي يف هذا‬ ‫ال�صدد‪.‬‬ ‫و�إذ �أقر �أع�ضاء فريق االت�صال ب�أن الإ�سالم يحظر‬ ‫ب�شدة العنف �ضد املدنيني الأبرياء و�إنتاج املخدرات‬ ‫غري امل�شروعة والإجتار بها‪ ،‬و�أن تعاليمه تن�ص على‬ ‫ال�سالم وامل�صاحلة‪� ،‬أكدوا �أن اال�ستقرار امل�ستدام يف‬ ‫�أفغان�ستان ال ميكن حتقيقه �إال من خالل ت�سوية �سيا�سية‬ ‫بني الأفغان‪ .‬ورحبوا باالتفاق الذي مت التو�صل �إليه‬ ‫مع احلزب الإ�سالمي و�أعربوا عن ت�أييدهم حلكومة‬ ‫الوحدة الوطنية بو�صفها احلكومة املنتخبة وامل�شروعة‬ ‫لأفغان�ستان يف جهودها الرامية �إلى التعامل مع جميع‬ ‫اجلماعات امل�سلحة يف عملية �سيا�سية تف�ضي �إلى نبذ‬ ‫العنف وقطع كافة العالقات مع ال�شبكات الإرهابية‬ ‫الإقليمية والدولية واحرتام الد�ستور‪.‬‬ ‫و�أحاط االجتماع علما بو�ضع تنفيذ جدول �أعمال‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫م�س�ؤولو �أمن �أفغان يقفون وخلفهم دخان‬ ‫بعد هجوم �إرهابي تبنته طالبان على‬ ‫قاعدة ع�سكرية يف كابول‪� ،‬أفغان�ستان‪1 ،‬‬ ‫مار�س ‪( 2017‬وكالة الأنا�ضول)‬

‫الإ�صالح املتفق عليه يف �إطار “االعتماد على الذات‬ ‫من خالل �إطار امل�ساءلة املتبادلة”‪ .‬كما �أحاط‬ ‫االجتماع علما بالتدابري املعتمدة ملكافحة الف�ساد وحث‬ ‫حكومة �أفغان�ستان على متابعة انتهاج �سيا�سات قوية يف‬ ‫هذا ال�صدد‪ .‬ورحبوا بالتقدم الذي طال انتظاره نحو‬ ‫الإ�صالح االنتخابي‪ ،‬و�شددوا على احلاجة �إلى �إيجاد‬ ‫القدرة على تنفيذ الإ�صالحات‪ ،‬وال �سيما تلك الرامية‬ ‫�إلى التقليل �إلى �أدنى حد من خطر الغ�ش‪ ،‬ا�ستعدادا‬ ‫لإجراء انتخابات برملانية حرة ونزيهة و�شاملة و�شفافة‪.‬‬ ‫و�إذ تطلع �أع�ضاء فريق االت�صال �إلى م�ؤمتر التعاون‬ ‫االقت�صادي الإقليمي ال�سابع حول �أفغان�ستان يف‬ ‫ع�شق �آباد‪� ،‬أكدوا على �أن التعاون الإقليمي هو مفتاح‬ ‫التنمية االقت�صادية يف �أفغان�ستان‪ .‬و�أ�شاروا �إلى �أن‬ ‫التعاون الأمني ​​ الإقليمي ال�صادق‪ ،‬الذي يعزز �أمن‬ ‫جميع الدول‪� ،‬شرط لتمكني املنطقة ب�أ�سرها من النمو‬ ‫اقت�صاديا‪ .‬و�أ�شاروا �إلى الأهمية املتزايدة لأفغان�ستان‬ ‫وجريانها الذين يتقا�سمون امل�س�ؤولية عن التنمية‬ ‫واال�ستقرار يف املنطقة‪ ،‬مبا يف ذلك من خالل و�ضع‬ ‫ا�سرتاتيجية م�شرتكة ملكافحة الإرهاب حتقق نتائج‬

‫ملمو�سة‪.‬‬ ‫ومن املقرر �أن يعقد االجتماع الوزاري ال�سابع مل�ؤمتر‬ ‫التعاون االقت�صادي الإقليمي ب�ش�أن �أفغان�ستان يف‬ ‫الفرتة من ‪� 14‬إلى ‪ 15‬نوفمرب ‪ 2017‬يف ع�شق �أباد‪،‬‬ ‫تركمان�ستان‪ .‬ومن املتوقع �أن يح�ضر االجتماع الوزاري‬ ‫كبار امل�س�ؤولني من حوايل ‪ 40‬دولة ومنظمة دولية‪.‬‬ ‫و�شكر فريق االت�صال املعني ب�أفغان�ستان منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي على ا�ست�ضافة اجتماع فريق االت�صال‪.‬‬ ‫ومن اجلدير بالذكر �أن فريق االت�صال قد اجتمع‬ ‫بانتظام يف بلدان مختلفة ملناق�شة الق�ضايا املتعلقة‬ ‫ب�أفغان�ستان و�سلمها و�أمنها وا�ستقرارها وتنميتها‪.‬‬ ‫ويعترب فريق االت�صال منتدى للتن�سیق ال�سیا�سي فیما‬ ‫یتعلق بامل�ساعدات املدنیة والأمنیة املتعددة الأوجه التي‬ ‫یقدمها املجتمع الدويل يف البالد‪.‬‬ ‫وقد �شاركت �أكرث من ‪ 50‬دولة ع�ضوا يف فريق االت�صال‬ ‫ومنظمات متعددة الأطراف يف اجتماع جدة الذي‬ ‫ا�ست�ضافته منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬وقد ا�ست�ضافت‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي اجتماعا �سابقا لفريق‬ ‫االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان يف مار�س ‪.2011‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪13‬‬


‫آراء‬ ‫المصالحة هي السبيل الوحيد إلحالل السالم في أفغانستان‬

‫السفير عبد اهلل‬ ‫عبد الرحمن عالم‬ ‫األمني العام املساعد‬ ‫للشؤون السياسية‬

‫ستستضيف‬ ‫منظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي في‬ ‫وقت الحق من هذا‬ ‫العام مؤتمراً دولي ًا‬ ‫حول أفغانستان‪،‬‬ ‫وذلك في محاولة‬ ‫لجمع علماء الدين‬ ‫المسلمين البارزين‬ ‫من المنطقة‬

‫يف مطلع مار�س ‪ ،2016‬لقي خم�سة جنود باك�ستانيني م�صرعهم يف هجمات �شنتها حركة طالبان على نقاط تفتي�ش على طول‬ ‫احلدود امل�شرتكة بني �أفغان�ستان وباك�ستان‪ .‬ووقعت هذه الهجمات يف �أعقاب مذبحة مر ّوعة حدثت الأ�سبوع ال�سابق يف العا�صمة‬ ‫الأفغانية كابول‪ .‬وقد �أعقب �شنَّ حركة طالبان لتفجرياتها االنتحارية املتزامنة تباد ٌل لإطالق النار مع قوات الأمن الأفغانية ا�ستمر‬ ‫لفرتة طويلة‪ ،‬و�أ�سفرت الواقعة الفظيعة عن �سقوط ما ال يق ّل عن ‪ 16‬قتي ًال وجرح �أكرث من ‪� 100‬آخرين‪.‬‬ ‫تلكم هي الدائرة املفرغة من املذابح اليومية التي تعمل على تدمري �أفغان�ستان‪� .‬إ ّال �أنه بعد مرور ‪ 15‬عام ًا من احلرب‪ ،‬غدا من‬ ‫الوا�ضح �أننا بحاجة �إلى انتهاج ا�سرتاتيجية جديدة من �ش�أنها �أن مت ّكن كل اجلماعات يف �أفغان�ستان من ممار�سة حقوقها ال�سيا�سية‬ ‫– وذلك بغية بناء دميقراطية دائمة وحقيقية وقابلة للحياة‪.‬‬ ‫لقد كان هذا هو مو�ضوع النقا�ش يف اجتماع فريق االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان الذي ا�ست�ضافته منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف جدة باململكة العربية ال�سعودية يف نهاية فرباير – وذلك قبيل اندالع العنف جمدد ًا‪.‬‬ ‫جدير بالذكر �أن منظمة التعاون الإ�سالمي هي هيئة حكومية دولية ت�ضم يف ع�ضويتها ‪ 57‬دولة �إ�سالمية‪ .‬وقد �شكلنا فريق االت�صال‬ ‫الدويل املعني ب�أفغان�ستان يف عام ‪ ،2009‬حتت رعاية �أملانيا‪ ،‬لتن�سيق اجلهود الدولية لتحقيق ال�سالم واال�ستقرار يف �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫ويف االجتماع الأخري‪ ،‬التقى ممثلون عن �أكرث من ‪ 50‬من الدول الأع�ضاء يف فريق االت�صال الدويل املعني ب�أفغان�ستان‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫املنظمات متعددة الأطراف العتماد فكرة �أ�سا�سية‪ ،‬وهي �أنه ال ميكن حتقيق اال�ستقرار امل�ستدام يف �أفغان�ستان �إ ّال من خالل ت�سوية‬ ‫�سيا�سية بني الأفغان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويف �سبتمرب ‪ ،2016‬و ّقعت احلكومة الأفغانية اتفاقا غري م�سبوق مع احلزب الإ�سالمي‪ ،‬وهو �إحدى اجلماعات امل�سلحة الأبرز يف‬ ‫البلد‪ .‬و�أ�شار النقاد �إلى �أن االتفاق ميكن �أن ي�سمح لزعيم اجلماعة ال�شهري‪ ،‬قلب الدين حكمتيار‪ ،‬بالعودة �إلى احلياة ال�سيا�سية‬ ‫يف البالد‪ .‬وكان ذلك منهم حتفظ ًا مفهوم ًا‪ ،‬لكن النقاد يتجاهلون البديل‪ .‬فقبل عامني‪� ،‬أعلن حكمتيار دعم احلزب الإ�سالمي‬ ‫للح�ضور املتزايد ملقاتلي تنظيم داع�ش يف �أفغان�ستان‪ ،‬بهدف مكافحة طالبان‪ .‬ومبا �أن �أفغان�ستان تعي�ش بالفعل و�ضع ًا م�ضطرب ًا‪،‬‬ ‫فمن �ش�أن احتمال من هذا القبيل �أن يغرق البالد �أكرث ف�أكرث يف �أتون حرب �أهلية طويلة الأمد بني احلزب الإ�سالمي وتنظيم داع�ش‬ ‫وحركة طالبان واحلكومة الأفغانية‪ .‬لكن احلكومة الأفغانية‪ ،‬بتوقيعها اتفاق ال�سالم مع احلزب الإ�سالمي‪ ،‬متكنت من درء هذا‬ ‫االحتمال الكارثي‪.‬‬ ‫�إنها جمرد بداية‪ .‬ففي االجتماع املا�ضي لفريق االت�صال يف فرباير‪� ،‬أعربنا عن دعمنا جلهود احلكومة الأفغانية للعمل مع جميع‬ ‫اجلماعات امل�سلحة‪ ،‬مبا فيها طالبان‪ ،‬من �أجل عملية �سيا�سية هدفها التخلي عن العنف واحرتام الد�ستور‪� ،‬إذ ال ميكننا �أن نبد�أ‬ ‫ب�إعادة بناء �أفغان�ستان �إ ّال من خالل هذه العملية ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وبهذه الروح من التعاون‪� ،‬ست�ست�ضيف منظمة التعاون الإ�سالمي يف وقت الحق من هذا العام م�ؤمتر ًا دولي ًا حول �أفغان�ستان‪ ،‬وذلك‬ ‫يف محاولة جلمع علماء الدين امل�سلمني البارزين من املنطقة يف �إطار عملية �سالم موحدة وم�ستدامة ل�صالح البالد‪ .‬وفى نوفمرب‬ ‫من هذا العام كذلك‪� ،‬ست�ست�ضيف تركمان�ستان م�ؤمتر التعاون االقت�صادي الإقليمي ال�سابع ب�ش�أن �أفغان�ستان ال�ستك�شاف الفر�ص‬ ‫املتاحة �أمام دول املنطقة للعمل �سوي ًا من �أجل �إنعا�ش االقت�صاد الأفغاين‪.‬‬ ‫ويقدم جدول �أعمال م�ؤمتر التعاون االقت�صادي الإقليمي ر�ؤية هادفة لالزدهار االقت�صادي للأفغان‪ .‬ومن بني الق�ضايا املطروحة‬ ‫�إبرام اتفاقات لإن�شاء م�ؤ�س�سات و�آليات جديدة للتجارة‪ ،‬وتتمثل يف‪� :‬إن�شاء بنية حتتية جديدة لتوفري الكهرباء لأفغان�ستان من‬ ‫تركمان�ستان؛ و�إقامة املمر التجاري “الالزورد” من �أفغان�ستان عرب تركمان�ستان والقوقاز وتركيا و�إلى �أوروبا؛ وتهيئة طريق‬ ‫�شهابار لعبور الب�ضائع التي �ستم ّكن ال�سلع الهندية من الو�صول �إلى �أفغان�ستان عرب ميناء �شهابار الإيراين؛ وربط ال�سكك احلديدية‬ ‫مع ال�صني؛ و�إن�شاء “طريق احلرير” املعا�صر املار عرب �أفغان�ستان‪ .‬وترى هذه الر�ؤية �أن �أفغان�ستان تربز كمفرتق طرق للتجارة‬ ‫والعبور والطاقة واالت�صاالت بني و�سط �آ�سيا وجنوبها وجنوبي غربها‪ .‬ذلكم هو امل�ستقبل امل�شرق الذي ميكن للأفغان �أن يجنوا‬ ‫ثماره �إذا عملنا مع ًا لتحقيق امل�صاحلة ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫وخالل فرباير‪ُ ،‬خ ِّلدت �أي� ًضا الذكرى الثامنة والع�شرون الن�سحاب القوات ال�سوفييتية من �أفغان�ستان‪ .‬وفيما ا�ستغلت حركة طالبان‬ ‫هذه املنا�سبة لتجديد �إ�صرارها على طرد القوات الأمريكية من البالد‪ ،‬جدد الرئي�س �أ�شرف غني دعوته للتو�صل �إلى ت�سوية‬ ‫تفاو�ضية مع حركة طالبان‪ .‬و�إذا كانت حركة طالبان مهتمة حق ًا مب�صالح الأفغان‪ ،‬ف�إنها �ستح�سن �صنع ًا بتلقفها هذه الدعوة‪.‬‬ ‫فامل�سار الأجنع‪ ،‬الذي من �ش�أنه �أن يجعل �أفغان�ستان م�ستقلة وم�ساملة وخالية من القوات الأجنبية‪ ،‬ال يكمن يف موا�صلة القتال ‪ -‬بل‬ ‫يف �أن يت�ضامن الأفغان ويح ّلوا خالفاتهم ويـبـنـوا دولتهم القوية التي طاملا ُح ِرموا منها‪.‬‬ ‫• مت ن�شر هذه املقالة يف موقع الدبلوما�سي الأمريكية بتاريخ ‪� 1‬أبريل ‪2017‬‬

‫‪14‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫العثيمين يخاطب القمة العربية ويؤكد وحدة الصف بين المنظمة والجامعة‬ ‫البحر الميّت ـ األردن ‪:‬‬

‫ح�ضر الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬الدورة العادية‬ ‫الثامنة والع�شرين ملجل�س جامعة الدول العربية على‬ ‫م�ستوى القمة (القمة العربية) يف منطقة البحر امليت‬ ‫باململكة الأردنية الها�شمية‪ ،‬يف ‪ 29‬مار�س ‪ ،2017‬و�أكد‬ ‫فيها �أن القمة العربية احلالية تنعقد يف توقيت بالغ‬ ‫الأهمية ي�ضع كال من املنظمة وجامعة الدول العربية‬ ‫يف خندق واحد ملواجهة حتديات الع�صر‪ ،‬وتلبية‬ ‫متطلبات املرحلة احلرجة التي مير بها العاملان العربي‬ ‫والإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقال العثيمني �إن انعقاد هذه ال ّقمة ي�أتي يف فرتة‬ ‫مف�صل ّية تعي�شها املنطقة‪ ،‬ويف ّ‬ ‫�سيا�سية‬ ‫خ�ضم متغريات ّ‬ ‫واقت�صادية و�أمن ّية غري م�سبوقة‪ .‬و�أ�ضاف �أن العامل‬ ‫العربي ي�شكل قرابة ثلث �أع�ضاء دول املنظمة‪ ،‬وهو قلب‬ ‫الأمة الإ�سالمية‪ ،‬حيث مهبط الوحي‪ ،‬وقبلة امل�سلمني‪،‬‬ ‫ومهد الر�ساالت ال�سماوية‪ ،‬الأمر الذي يتطلب التنادي‬ ‫للتعامل مع التحد ّيات التي تواجه العامل العربي‪،‬‬ ‫وبال�ضرورة الإ�سالمي‪ ،‬بكل واقعية وحكمة وجر�أة‪،‬‬ ‫وت�ضامن حقيقي يحفظ للأمة حقوقها‪ ،‬وي�سعى‬ ‫وجب‬ ‫لن�صرة ق�ضاياها‪ ،‬ويحقق ل�شعوبها تطلعاتها‪ .‬لذا َ‬ ‫املن�صات اجلامعة لأ�صوات الأمتني العربية‬ ‫ا�ستثمار ّ‬ ‫والإ�سالمية‪ ،‬وهي اجلامعة واملنظمة‪ ،‬لتحقيق امل�صالح‬ ‫العليا لهاتني الأمتّني خا�صة يف املجاالت ال�سيا�سية‬ ‫والأمنية والت ّنموية واالقت�صادية واالجتماعية والعلوم‬ ‫والتكنولوجيا‪ ،‬وال�سعي لتحقيق موقع متقدم للأمتني‬ ‫العربية والإ�سالمية بني الأمم‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام �إن ق�ضية فل�سطني والقد�س ال�شريف‬ ‫على ر�أ�س ق�ضايا الأمة الإ�سالمية‪ ،‬حيث ت�ستمر‬ ‫االنتهاكات الإ�سرائيلية غري امل�سبوقة لتهويد القد�س‪،‬‬ ‫وت�صاعد �سيا�سة اال�ستيطان و�شرعنتها‪ ،‬مما يتطلب‬ ‫�إرادة جادة لتحريك عملية ال�سالم‪ ،‬عرب املبادرة‬ ‫العربية وح ّل الدولتني‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أنه ال تزال النزاعات التي ت�شهدها بع�ض‬ ‫الدول العربية‪ ،‬تت�صدّر اهتمامات املنظمة‪ ،‬حيث ال‬ ‫بديل لوقف الدم ال�سوري الغايل �إال باحلل ال�سلمي‬ ‫عرب تطبيق بيان جنيف (‪ ،)1‬وتطبيق �أطراف ال�صراع‬ ‫لقرار جمل�س الأمن الدويل رقم (‪.)2254‬‬ ‫ويف العراق ـ قال الأمني العام ـ “نعمل بالتن�سيق مع‬ ‫احلكومة العراقية �إلى عقد م�ؤمتر مكة (‪ )2‬يف �إطار‬ ‫جهود املنظمة لتحقيق امل�صاحلة الوطنية بني مكونات‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ملك الأردن عبد اهلل الثاين ي�ستقبل �أمني عام منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫ال�شعب العراقي”‪.‬‬ ‫�أما يف اليمن‪ ،‬ف�أ�شار �إلى �أن املنظمة توا�صل دعم جهود‬ ‫احلكومة ال�شرعية وقوات التحالف يف حتقيق الأمن‬ ‫واال�ستقرار يف اليمن‪ ،‬وجهود احل ّل ال�سيا�سي التي‬ ‫ترعاها الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫ويف ليبيا‪ ،‬ف�إن املنظمة جتدّد دعمها حلكومة الوفاق‬ ‫الوطني‪ ،‬م�شريا �إلى �أهمية االلتزام بتنفيذ اتفاق‬ ‫ال�صخريات حفاظ ًا على وحدة و�سالمة الأرا�ضي‬ ‫الليبية و�إعادة بناء م�ؤ�س�سات الدولة‪.‬‬ ‫وجدد الأمني العام ت�أكيد املنظمة دعمها ال�ستقرار‬ ‫ال�صومال‪ ،‬وا�ستعادة �أمنه‪ ،‬وامل�شاركة بكل جهد ممكن‬ ‫من �أجل ح�شد امل�ساعدات الإن�سانية له من مختلف‬ ‫�أنحاء العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقال العثيمني “�إن منظمة التعاون الإ�سالمي جتدّد‬ ‫رف�ضها املبدئي واملطلق للإرهاب‪ ،‬والتطرف‪ ،‬و�أهمية‬ ‫الق�ضاء على خوارج الع�صر الذين �شوهوا �صورة‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬وتث ّمن جهود دولها الأع�ضاء للت�صدي لكل‬ ‫الأعمال التي تتنافى مع تعاليم ديننا احلنيف الذي‬ ‫يدعو للت�سامح‪ ،‬والتعاي�ش‪ ،‬وال�سالم‪ ،‬واحلوار‪ ،‬واحرتام‬ ‫الأديان‪ ،‬ونبذ التطرف‪ ،‬والعنف”‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬لفت الأمني العام �إلى رف�ض املنظمة‬ ‫محاوالت بع�ض و�سائل الإعالم ربط ظواهر العنف‬ ‫بعموم امل�سلمني‪ ،‬وهو الأمر الذي �أدى �إلى تفاقم‬ ‫ظاهرة اخلوف من الإ�سالم‪ ،‬والت�ضييق على امل�سلمني‬ ‫يف الدول غري الإ�سالمية‪ ،‬و�أو�ضح �أنه من هنا تتابع‬

‫املنظمة �أو�ضاع الأقليات امل�سلمة يف جميع �أنحاء العامل‪،‬‬ ‫وبذل كل جهد ممكن لإر�ساء حوار وت�شاور مع حكومات‬ ‫دولهم من �أجل حت�سني �أو�ضاعهم‪ ،‬وعلى هام�ش �أعمال‬ ‫القمة‪ ،‬ا�ستقبل جاللة امللك عبد اهلل الثاين‪ ،‬ملك‬ ‫اململكة الأردنية الها�شمية‪ ،‬معايل الأمني العام‪ .‬و�أكد‬ ‫امللك عبد اهلل خالل اللقاء‪� ،‬أهمية دور املنظمة يف‬ ‫تعزيز الت�ضامن والتعاون بني دولها الأع�ضاء والدفاع‬ ‫عن ق�ضاياها العادلة‪.‬‬ ‫وبحث اللقاء الأو�ضاع الإقليمية الراهنة واملو�ضوعات‬ ‫املدرجة على القمة العربية‪ ،‬و�ضرورة تفعيل وم�أ�س�سة‬ ‫العمل العربي امل�شرتك مبا يخدم ق�ضايا الأمة العربية‬ ‫والإ�سالمية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى التن�سيق امل�شرتك بني‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي وجامعة الدول العربية يف‬ ‫الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬كما تناول اجلانبان‬ ‫التطورات التي تتعلق بالق�ضية الفل�سطينية‪.‬‬ ‫و�أحاط الدكتور العثيمني جاللة امللك عبد اهلل الثاين‬ ‫بالأن�شطة والربامج التي تقوم به منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف مختلف املجاالت‪ ،‬م�شيدا يف الوقت نف�سه‪،‬‬ ‫بالدعم الذي تلقاه املنظمة من قبل اململكة الأردنية‪.‬‬ ‫كما التقى الأمني العام فخامة الرئي�س ال�صومايل‬ ‫محمد عبد اهلل محمد على هام�ش القمة وفخامة‬ ‫الرئي�س الفل�سطيني محمود عبا�س يف لقاء تناول بحث‬ ‫التطورات املتعلقة بالق�ضية الفل�سطينية ال�سيما �سيا�سة‬ ‫اال�ستيطان الإ�سرائيلية واالنتهاكات الإ�سرائيلية يف‬ ‫القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪15‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫عودة الحياة إلى أحياء حلب الشرقية رغم الصعوبات الكثير‬

‫حلب ‪ -‬سوريا (د ب ا)‪:‬‬

‫بد�أت احلياة تعود �إلى �أحياء حلب‬ ال�شرقية بعد خم�سة‬ ‫�أعوام من خروجها عن �سيطرة النظام ال�سوري‪،‬‬ ‫وكلفت‬ املعارك وا�ستعادة الأحياء ال�شرقية التي تعادل‬ ‫حوايل ‪ 60‬يف املائة من‬ املدينة �آالف القتلى واجلرحى‪،‬‬ ‫ودمار طال تلك الأحياء وحول بع�ضها �إلى‬ �أنقا�ض‪.‬‬ ‫ويجري العمل على فتح املحاور وال�شوارع الرئي�سية يف‬‬ ‫املدينة وفتح املراكز اخلدمية ونقل �آالف االطنان من‬ ‫االنقا�ض وفرزها لأجل‬ اال�ستفادة منها‪.‬‬ ‫‬‫بعد ا�ستعادة ال�سيطرة على املدينة يف دي�سمرب‬ ‫املا�ضي بد�أت محافظة حلب بفتح ال�شوارع الرئي�سية‬ ‫لنقل الأنقا�ض والإ�سراع بعودة‬ الأهايل الذين مت نقل‬ ‫�آالف منهم �إلى مركز جربين �شرق مدينة حلب‪‬.‬‬ ‫‫ ‫‬قال رئي�س جمل�س مدينة حلب‪ ،‬محمد �أمين حالق‬ ‫«�إعادة االعمار ذات خطوط عري�ضة ولكن نحن‬ دخلنا‬ ‫يف الأولويات هي عودة الأهايل �إلى بيوتهم‪ ،‬ون�سعى‬ ‫لت�أمني‬ امل�ستلزمات الأ�سا�سية مع عدم وجود �شبكة‬ ‫ماء وكهرباء‪ ،‬وهناك خطط بديلة؛‬ و�ضعنا خزانات‬ ‫املياه �إلى �أن يتم ت�أهيل البنى التحتية من مياه ال�شرب‬‬ ‫وال�صرف ال�صحي والهاتف واالر�صفة واحلدائق وهذه‬ ‫متابعة من كل محافظة حلب ‬‪ ،‬كل ما يحتاجه املواطن‬ ‫ن�سعى لت�أمينه �إن �شاء اهلل �ستعود حلب �إلى جمدها»‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‬‫‬وي�ؤكد رئي�س جمل�س مدينة حلب �أنه مل ت�صل �أية جهة‬ ‫للم�شاركة يف �إعادة‬ الإعمار‪.‬‬ ‫‫من بني امللفات الأعقد يف عملية �إعادة الإعمار الدمار‬ ‫ت له مدينة حلب القدمية املدرجة‬ ‫الكبري الذي تعر�ض ‬‬ ‫على قائمة الرتاث العاملي والتي حتتاج �إلى‬ عملية‬ ‫ترميم خا�صة‪ ،‬وقال رئي�س املدينة «املدينة القدمية‬ ‫لها خ�صو�صية يف‬ التعامل ونحن فقط فتحنا محاور‬ ‫االخرتاق مع احلر�ص على كل بناء متهدم �أثري‬ له‬ ‫رعاية خا�صة وفريق عمل مخت�ص ومهني ومحرتف‬ ‫وكل ما نقوم به هو تدخل‬ �سريع �إ�سعايف فقط‪� ،‬أما‬ ‫الآليات الأخرى التي لها ا�سرتاتيجية نحن حري�صون‬‬ ‫على �إعادة الإعمار ب�أبهى �صوره وبتقنية وحرفية عالية‬ ‫وما ت�ستحقه هذه‬ االوابد الأثرية من رعاية‪ ،‬والرتميم‬ ‫يحتاج �إلى خربات وحتتاج لوقت ولك ‬ن لدينا �أر�شفه‬ ‫كاملة لكل املواقع الأثرية يف املدينة»‪.‬‬ ‫‬‫عملية الرتميم اخلا�صة للمدينة الأثرية وما يرافقها‬ ‫من بطء يف الإجراءات‬ �شكل عامل �ضغط على‬ ‫الأهايل الذين ميتلكون محال جتارية وابنية يف املدينة‬‬ ‫ويحتاجون للعودة �إليها ‬‪ .‬ويقول محمد زهران ميلك‬ ‫محالت جتارية يف منطقة باب انطاكية يف مدينة‬ حلب‬ ‫القدمية «نتمنى من النظام �أن ي�سمح لنا بالعمل على‬ ‫ترميم بيوتنا‬ ومحالنا التجارية حتى تعود احلياة �إلى‬

‫املدينة القدمية التي تعد جوهرة‬ حلب» ‬‪.‬‬ ‫‫‬احلرب التي �شهدتها الأحياء ال�شرقية من مدينة حلب‬ ‫على مدى اخلم�س �سنوات‬ املا�ضية �أخرجت الكثري من‬ ‫املناطق يف تلك الأحياء من اخلدمة ب�شكل كامل‬ حيث‬ ‫تعر�ضت وخا�صة املناطق التي كانت خطوط ا�شتباك‬ ‫لدمار كبري ال ينفع به‬ الرتميم بل يحتاج �إلى �إعادة‬ ‫�إعمار ب�شكل كامل‪ ،‬ناهيك عن تدمري �شبكا ‬ت الكهرباء‬ ‫ب�شكل كامل يف عموم االحياء ال�شرقية الأمر الذي‬ ‫يحتاج �إلى جهو ‬د كبرية لإعادة اخلدمات الأ�سا�سية من‬ ‫ماء وكهرباء و�شبكة �صرف �صحي وهاتف‪.‬‬ ‫‬‫ويقول خالد عبد اهلل من حي الفرقان من �أحياء حلب‬ ‫الغربية “منذ عدة‬ �سنوات وبعد �سيطرة امل�سلحني‬ ‫ت ال�شبكة‬ ‫على خطوط نقل الطاقة الكهربائية انقطع ‬‬ ‫الكهربائية عن �أحياء حلب كاملة ومتت اال�ستعانة‬ ‫باملولدات اخلا�صة‬ والتي تعرف بـ (االمبريات) وهذه‬ ‫ما رتب على الأهايل تكاليف طائلة ت�ص ‬ل �إلى حوايل‬ ‫‪ 50‬دوالر ًا �شهري ًا مع متو�سط الراتب ال�شهري للموظف‬ ‫�أقل من ‪ ‬100‬دوالر‪� ،‬إ�ضافة �إلى انقطاع مياه ال�شرب‬ ‫بعد �سيطرة تنظيم داع�ش على محطة ال�ضخ‬ على نهر‬ ‫الفرات ما �أوجد جتارة كهرباء وكذلك مياه ال�شرب»‪.‬‬ ‫‬‫يا�سني �صايف من حي ال�شعار عاد �إلى احلي بعد نزوح‬ ‫حوايل ‪� 4‬سنوات وبا�ش ‬ر بعملية ترميم منزله الذي‬ ‫تعر�ض �إلى �أ�ضرار نتيجة الق�صف واملعارك «خرجت‬ ‫من‬ احلي نهاية عام ‪ 2013‬وكان �أملنا �أن نعود خالل‬ ‫ت و�أ�صبحت �سنوات‪ ،‬ما تراه‬ ‫�أيام ولكن الأيام طال ‬‬ ‫الآن من �أكوام الأتربة والأنقا�ض يف ال�شوارع‬ نتيجة‬ ‫عملية تنظيف املنازل التي ميكن ال�سكن بها‪ ،‬رغم‬ ‫�صعوبة الأو�ضاع ‬‪ ،‬ولكن تبقى �أرحم من عملية الإيجار‬ ‫يف الأحياء الغربية حيث ال ماء وال‬ كهرباء هنا وهناك‬ ‫الكل يعتمد على اخلزانات واالمبريات»‪.‬‬ ‫‬‫ويعاين �أهايل �أحياء حلب ال�شرقية من عدم وجود‬ ‫مياه ال�شرب ب�سبب ت�ضرر �شبك ‬ة املياه من العمليات‬ ‫الع�سكرية‪ ،‬ويقول محمد دياب يف حي ال�صاخور‬ ‫«و�ضعت‬ اخلزنات نهاية �شهر يناير املا�ضي‪ ،‬وكانت‬ ‫تكفي لعدم وجود عدد‬ كبري من ال�سكان‪ ...‬الآن هناك‬ ‫تزايد كثري بل هناك قدوم ع�شرات العائالت‬ يوميا‬ ‫‪ ...‬تزايد عدد ال�سكان وعدد اخلزانات ثابت �إ�ضافة‬ ‫�إلى قلة ال�سيارات‬ اخلا�صة التي تنقل املياه وارتفاع‬ ‫�أجورها‪� ،‬أما الكهرباء فال يوجد تيار‬ كهرباء ب�شكل‬ ‫كامل»‪‬.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫العثيمين‪ :‬الحالة اإلنسانية المتردية تحتم اإلسراع في إيجاد حل دائم لألزمة السورية‬

‫�صورة جماعية للم�شاركني يف امل�ؤمتر‬

‫بروكسيل‪:‬‬

‫�أ َّكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف �أحمد العثيمني‪� ،‬أن الو�ضع الراهن يف‬ ‫�سوريا ال يزال على درجة عالية من اخلطورة‪ ،‬و�أن‬ ‫حدّا من الرتدّي ُيح ِتّم الإ�سراع‬ ‫احلالة الإن�سانية بلغت ً‬ ‫ب�إيجاد حل فوري ودائم لهذه الأزمة‪.‬‬ ‫ووجه الأمني العام للمنظمة كلم ًة �إلى م�ؤمتر بروك�سيل‬ ‫َّ‬ ‫حول “دعم م�ستقبل �سورية واملنطقة”‪ ،‬الذي ُعقد يف‬ ‫العا�صمة البلجيكية يوم ‪� 5‬أبريل ‪� ،2017‬أعرب فيها عن‬ ‫قلقه العميق وحزنه ال�شديد على ما �آلت �إليه الأو�ضاع‬ ‫يف �سوريا‪ ،‬نتيجة ا�ستمرار دوامة �إراقة الدماء و�أعمال‬ ‫القتل الع�شوائي للمدنيني‪� ،‬أطف ً‬ ‫اال ون�سا ًء‪ ،‬مع ما �صاحب‬ ‫ذلك من تدم ٍري للمنازل والبنيات التحتية على نطاق‬ ‫وا�سع‪.‬‬ ‫وقال العثيمني يف كلمته‪“ ،‬لقد �أدى ت�صاعد االقتتال‬ ‫�إلى و�ضع �إن�ساين كارثي وم�ؤمل نتيجة ارتفاع �أعداد‬ ‫ربر”‪ ،‬م�ضيف ًا‬ ‫القتلى واجلرحى من املدنيني بال م ِّ‬ ‫تو�سع‬ ‫�أن تزايد �أعداد الالجئني والنازحني ت�س َّبب يف ُّ‬ ‫نطاق الأزمة خارج حدود البلد وزاد احلالة يف املنطقة‬ ‫برمتها ا�ضطراب ًا‪.‬‬ ‫وعن اجلهود احلثيثة التي ا�ضطلعت بها منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬منذ اندالع الأزمة ال�سورية‪ ،‬من �أجل‬ ‫م�ساعدة ال�شعب ال�سوري على ِّ‬ ‫تخطي املحنة الإن�سانية‬ ‫التي �ألمَ َّتبه‪� ،‬أو�ضح الأمني العام �أن املنظمة عملت وال‬ ‫تزال على تنفيذ �أن�شطة تروم جمع الأموال الالزمة‬ ‫لي�س على م�ستوى الدول الأع�ضاء فح�سب‪ ،‬ولكن‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫�أي� ًضا بالتن�سيق‬ ‫مع �شركائها‬ ‫الدوليني‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد‪،‬‬ ‫جدّد الأمني العام‬ ‫َ‬ ‫على �أحد الناجني من هجوم الغاز الكيماوي‪ :‬ح�سن‬ ‫الت�أكيد‬ ‫دالل‪� 9 ،‬سنوات (وكالة الأنا�ضول)‬ ‫موقف املنظمة‬ ‫الداعم ل�صون �سيادة �سورية وحرمة �أرا�ضيها‪،‬‬ ‫وعلى �ضرورة ت�سوية النزاع من خالل حل �سيا�سي‬ ‫ي�ستند �إلى قرارات الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫جتدر الإ�شارة �إلى �أن م�ؤمتر بروك�سيل لدعم م�ستقبل‬ ‫�سورية واملنطقة‪ ،‬والذي ُيعقد بال�شراكة بني االحتاد‬ ‫الأوروبي و�أملانيا والكويت والرنويج وقطر واململكة‬ ‫املتحدة والأمم املتحدة‪ ،‬ي�أتي يف �أعقاب الهجوم‬ ‫الكيماوي الأخري الذي ا�ستهدف بلدة خان �شيخون‬ ‫مبحافظة �إدلب‪.‬‬ ‫وقد �أدانت منظمة التعاون الإ�سالمي ب�شدة هذا‬ ‫الهجوم‪ ،‬ودعت �إلى وقف �إراقة الدماء و�إيجاد حل‬ ‫�سيا�سي عاجل للأزمة يف �سوريا‪.‬‬ ‫وح�ضر امل�ؤمت َر ممثلون من �سبعني من البلدان املانحة‬ ‫الرئي�سة‪� ،‬إلى جانب هيئات املجتمع املدين واملنظمات‬ ‫ُ‬ ‫ناق�ش امل�شاركون �سبل‬ ‫الإن�سانية والتنموية‪ ،‬حيث‬ ‫توحيد جهود املجتمع الدويل نحو الوفاء بااللتزامات‬ ‫التي تع َّهد بها املانحون يف م�ؤمتر لندن يف فرباير‬ ‫‪ ،2016‬واالتفاق على �ضرورة بذل املزيد من اجلهود‬ ‫لتلبية احتياجات الأطراف التي طالتها تداعيات‬

‫الأزمة ال�سورية‪.‬‬ ‫�أقر امل�ؤمتر �أن هناك حاجة ق�صوى الآن لتلبية‬ ‫االحتياجات الإن�سانية وتعزيز منعة الفئات امل�ست�ضعفة‬ ‫وخا�صة الن�ساء والأطفال يف �سوريا ويف املنطقة‪.‬‬ ‫و�أحاطت اللجنة علما بدعوات الأمم املتحدة التي‬ ‫تطالب بحوايل ‪ 8‬مليارات دوالر لعام ‪ 2017‬لتغطية‬ ‫احتياجات الدعم واحلماية داخل �سوريا وكذلك يف‬ ‫تركيا ولبنان والأردن والعراق وم�صر‪ .‬و�أقر امل�ؤمتر‬ ‫ب�سخاء البلدان املجاورة امل�ضيفة وجمتمعاتها املحلية‬ ‫يف توفري ملج�أ للماليني من النازحني‪ .‬واتفق امل�شاركون‬ ‫على �أنه من �أجل تلبية االحتياجات ال�ضخمة لل�سكان‬ ‫داخل �سوريا ويف دول اجلوار وتعزيز منعة املجتمعات‬ ‫املحلية امل�ضيفة‪ ،‬هناك حاجة لدعم مايل كبري و�إلى‬ ‫نهج مبتكر و�شامل‪ .‬وقد �أدى �سخاء امل�شاركني �إلى‬ ‫التعهد مببلغ ‪ 6‬مليارات دوالر لعام ‪ ،2017‬ف�ضال عن‬ ‫تعهدات متعددة ال�سنوات بلغت ‪ 3.73‬مليار دوالر‬ ‫للأعوام ‪� . 2020 - 2018‬إ�ضافة �إلى ذلك‪� ،‬أعلنت‬ ‫بع�ض امل�ؤ�س�سات املالية الدولية عن حوايل ‪ 30‬مليار‬ ‫دوالر على �شكل قرو�ض ب�شروط مي�سرة‪.‬‬ ‫و�سلط امل�ؤمتر ال�ضوء على �أن �أي حل دائم لل�صراع‬ ‫يجب �أن يرتكز على تلبية التطلعات واالحتياجات‬ ‫الدميقراطية لل�شعب ال�سوري وتوفري ال�سالمة والأمن‬ ‫للجميع‪ ،‬و�أن نهاية ال�صراع لن تتحقق �إال من خالل‬ ‫انتقال �سيا�سي حقيقي و�شامل‪.‬‬ ‫و�أكد امل�شاركون جمددا على دعمهم الكامل وااللتزام‬ ‫باملحادثات التي تديرها الأمم املتحدة بني الأطراف‬ ‫ال�سورية يف جنيف‪ ،‬باعتبارها املحفل الوحيد الذي‬ ‫يتم من خالله التفاو�ض ب�ش�أن حل �سيا�سي‪ .‬ورحب‬ ‫امل�شاركون مبحادثات جنيف‪ ،‬وتطلعوا �إلى املزيد‬ ‫من التقدم‪ ،‬و�أثنوا على اجلهود احلثيثة التي يبذلها‬ ‫املبعوث اخلا�ص للأمم املتحدة‪ .‬كما �أقر امل�شاركون‬ ‫بدور املجتمع املدين‪ ،‬مبا يف ذلك املنظمات الن�سائية‪،‬‬ ‫بو�صفها جزءا �أ�سا�سيا من احلل الدائم‪ .‬وبحث‬ ‫امل�شاركون الدور الذي من املمكن ان يلعبه املجتمع‬ ‫الدويل واملنطقة للم�ساهمة يف �ضمان جناح املحادثات‪.‬‬ ‫و�أدان امل�ؤمتر ا�ستخدام احلكومة وتنظيم داع�ش‬ ‫للأ�سلحة الكيميائية‪ ،‬على النحو الذي حددته �آلية‬ ‫التحقيق امل�شرتكة بني منظمة الأمم املتحدة ومنظمة‬ ‫حظر الأ�سلحة الكيميائية‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪17‬‬


‫خاص‬ ‫تعزيز التضامن اإلسالمي هو تحدي العصر‬

‫إلهام علييف‬ ‫رئيس جمهورية‬ ‫أذربيجان‬

‫بناء وتطوير‬ ‫العالقات مع العالم‬ ‫اإلسالمي من بين‬ ‫األولويات الرئيسية‬ ‫للسياسة الخارجية‬ ‫ألذربيجان في‬ ‫سنوات االستقالل‬

‫‪18‬‬

‫لقد لعب العامل الإ�سالمي دور ًا حا�سم ًا يف ت�شكيل وتطوير النظام العاملي احلديث ومنظومة العالقات الدولية وذلك بف�ضل تاريخه‬ ‫القدمي و�إرثه الثقايف الغني وموارده الطبيعية والب�شرية ال�ضخمة‪ .‬فالإ�سالم ي�شجع دائما على ال�سالم والت�سامح وامل ُثل الإن�سانية وقد‬ ‫�أ�سهم �إ�سهام ًا بارز ًا يف احل�ضارة العاملية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وت�شتهر �أذربيجان باعتبارها جزء ًا هام ًا ومتكامال من العامل الإ�سالمي ب�أنها �أحد الأماكن الهامة التي �أن�شئ بهـا الرتاث الثقايف‬ ‫الإ�سالمي وحوفظ عليه‪ .‬فالإ�سالم الذي �أ�صبح وا�سع االنت�شار على �أرا�ضي �أذربيجان يف القرنني ال�سابع والثامن �أثري احلياة‬ ‫الروحية ل�شعبنا‪ ،‬ثم تطور الحق ًا لي�صبح �أحد العوامل الرئي�سة التي حتدد �أ�سلوب حياته وتعاي�شه‪ .‬فلدى �أذربيجان العديد من‬ ‫املواقع التي تعد م�ساهمة بارزة يف منظومة القيم الدينية والثقافية الإ�سالمية وهذه املواقع ت�شمل موقع زيارة �أ�صحاب الكهف‬ ‫و�أقدم م�سجد بالقوقاز – م�سجد ال�شماخي الذي بني يف عام ‪ – 743‬وم�سجد بي بي هيبت وجممع احلج وجممع غانيا «�إمام زاده»‬ ‫والعديد من املواقع الأخرى‪� .‬إن �شعب �أذربيجان يحظى دائما باحرتام كبري لتاريخه وقيمه الروحية؛ وحتى العلم ‪ -‬رمز الدولة ‪-‬‬ ‫جمهورية �أذربيجان الدميقراطية‪ ،‬التي ت�أ�س�ست يف عام ‪ ،1918‬يعك�س هويته الإ�سالمية‪ .‬وعلى الرغم من �أعمال اال�ضطهاد التي‬ ‫ارتكبها االحتاد ال�سوفييتي ال�سابق متكن �شعب �أذربيجان من احلفاظ على بع�ض مواقعه الدينية وامل�ساجد كما ظل ال�شعب ملتزم ًا‬ ‫بقيمه الدينية‪.‬‬ ‫�إن ا�ستعادة ا�ستقالل الدولة يف �أوائل ت�سعينيات القرن الع�شرين كان مبثابة حرية الدين والوجدان يف �أذربيجان‪ ،‬وقد قمنا بعمل‬ ‫�ضخم يف البالد ال�ستعادة الآثار الدينية وامل�ساجد واملعابد‪ .‬وحيث مل يكن هناك �سوى ‪ 17‬م�سجد ًا يف �أذربيجان خالل احلقبة‬ ‫ال�سوفياتية‪ ،‬فقد بلغ عدد امل�ساجد ‪ 2166‬م�سجد ًا يف بداية عام ‪ ،2017‬منها ‪ 306‬م�ساجد تخ�ضع حاليا حلماية الدولة كمعامل‬ ‫تاريخية‪ .‬ومت ترميم وجتديد م�سجد بي بي هيبت وجممع احلج وم�سجد تازه بري وم�سجد جمعة �إ�شاري�شهر وم�سجد محمد وم�سجد‬ ‫�أجدر باي وم�سجد جمعة �شاماخي وجممع جانيا «�إمام زاده» والع�شرات من املعامل الدينية وامل�ساجد الأخرى التي قامت الدولة‬ ‫برتميمها بالكامل وجتديدها وفتحت �أبوابها للم�صلني والزائرين‪.‬‬ ‫جتدر الإ�شارة �إلى �أن �أذربيجان قد خطت خطوات وا�سعة يف جميع املجاالت خالل ‪ 25‬عام ًا من ا�ستقاللها‪ .‬وقد �أتاح تنفيذ م�شاريع‬ ‫الطاقة عرب البالد منذ الت�سعينيات فر�ص ًا كبرية لنا لتطوير اقت�صادنا الوطني وجعل القطاع غري النفطي واحد ًا من القطاعات‬ ‫الرائدة اقت�صادي ًا‪ .‬ومت حتديث البنية التحتية للبالد على مدار ال�سنوات الع�شر املا�ضية كما مت توفري الأمن يف جمال الطاقة‬ ‫بالكامل‪ ،‬وتوفري الأمن الغذائي على نطاق وا�سع‪ ،‬كما انخف�ض م�ستوى الفقر والبطالة مبقدار ‪ 10‬مرات ليبلغ ‪ .%5‬وتقوم �أذربيجان‬ ‫بدور فعال يف توفري ممرات النقل الدويل بني ال�شرق والغرب وال�شمال واجلنوب وذلك بف�ضل البنية الأ�سا�سية احلديثة للنقل‬ ‫والعبور‪ ،‬وقد �أ�صبحت �أذربيجان فعلي ًا مركز ًا عاملي ًا للنقل‪ .‬و�سوف ي�سمح ممر الغاز اجلنوبي‪ ،‬الذي ي�سمى مب�شروع القرن احلادي‬ ‫والع�شرين ويجري تنفيذه بنجاح حاليا‪ ،‬لأذربيجان بنقل الغاز �إلى ال�سوق العاملية بكميات �ضخمة‪.‬‬ ‫و�أ�صبح بناء وتطوير العالقات مع العامل الإ�سالمي من بني الأولويات الرئي�سية لل�سيا�سة اخلارجية لأذربيجان يف �سنوات اال�ستقالل‪.‬‬ ‫ومتكنت �أذربيجان من فتح �أولى بعثاتها الدبلوما�سية يف البلدان الإ�سالمية وخالل فرتة ق�صرية �أ�صبحت دولتنا ع�ضو ًا فاع ًال‬ ‫يف املنظمات التي تدعو �إلى توحيد العامل الإ�سالمي مثل منظمة التعاون الإ�سالمي واملنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‬ ‫(�إي�سي�سكو)‪ .‬وبادرت �أذربيجان ب�إن�شاء منظمات جديدة ت�سهم يف تعزيز الت�ضامن الإ�سالمي مبا يف ذلك منتدى �شباب منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ومركز العمل يف منظمة التعاون الإ�سالمي وجمعية ال�صحافيني للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما �أ�س�س بلدنا �أي� ًضا لأ�شكال التعاون الثنائي واملتعدد الأطراف على النحو الذي يخدم تو�سيع نطاق العالقات مع العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫كما ت�سهم العديد من امل�شاريع التي نفذت يف �إطار هذه املنابر يف تعزيز العالقات املتبادلة‪.‬‬ ‫�إن رفع م�ستوى التعاون االقت�صادي �إلى م�ستوى عالقاتنا ال�سيا�سية هو �أحد �أهدافنا الأ�سا�سية‪ .‬ونحن نويل �أهمية خا�صة لتنمية‬ ‫التعاون املتبادل واملثمر مع العامل الإ�سالمي يف هذه املجاالت وجميع املجاالت الأخرى‪.‬‬ ‫�إن الدعم املتبادل يف �إطار املنظمات الدولية ال �سيما الأمم املتحدة يعزز مكانتنا‪ .‬ويجب �أن �أنوه �أن الدول الإ�سالمية لعبت دور ًا‬ ‫حيوي ًا يف انتخاب �أذربيجان كع�ضو يف جمل�س الأمن الدويل يف عام ‪ .2012‬ونحن نعترب هذا دلي ًال وا�ضح ًا على عالقاتنا ال�سيا�سية‬ ‫رفيعة امل�ستوى والدعم املتبادل والت�ضامن مع الدول الإ�سالمية‪ .‬وطرحت �أذربيجان �أثناء ع�ضويتها يف جمل�س الأمن الدويل عدد ًا‬ ‫من املقرتحات التي تخدم م�صالح العامل الإ�سالمي وقامت بتنفيذها‪ ،‬فعلى �سبيل املثال‪� ،‬إ�ضافة �إلى طرح مبادرة لتنظيم م�ؤمتر‬ ‫دويل رفيع امل�ستوى يعنى مبكافحة الإرهاب‪ ،‬عملت �أذربيجـان �أي� ُضا على �ضمان تنظيم اجتماع رفيع امل�ستوى لتو�سيع �آفاق التعاون‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫خاص‬ ‫بني الأمم املتحدة ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫علينا �أن نعرتف ب�أن العامل الإ�سالمي يواجه اليوم‬ ‫حتديات خطرية وم�شاكل عديدة ما تزال يف انتظار‬ ‫احلل‪� .‬إن ال�صراع بني �أرمينيا‪� -‬أذربيجان على‬ ‫�إقليم ناغورين‪ -‬كاراباخ وم�شاكل فل�سطني وك�شمري‬ ‫وال�صراعات يف دول ال�شرق الأو�سط و�أزمة الالجئني‬ ‫وغريها قد تكون هي الأبرز من بني هذه امل�شكالت‪.‬‬ ‫ومن احلقائق املعروفة جيد ًا على مدار الـ ‪� 200‬سنة‬ ‫املا�ضية �أن الأرمن قد ارتكبوا جرائم دموية �سعي ًا‬ ‫الحتالل �أرا�ضي �أذربيجان التاريخية وبناء دولتهم‬ ‫على هذه الأرا�ضي‪ .‬وت�أ�س�ست �أرمينيا احلالية على‬ ‫الأرا�ضي الآذرية القدمية‪ .‬وا�ستمرار ًا ل�سيا�سة العداء‬ ‫التي تنتهجها �أرمينيا فقد احتلت ‪ %20‬من الأرا�ضي‬ ‫الآذرية بداية الت�سعينات‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إلى تعر�ض‬ ‫�أبناء بلدنا للتطهري العرقي والإبادة اجلماعية مما‬ ‫خلف �أكرث من مليون الجئ ونازح‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،1993‬تبنى جمل�س الأمن الدويل �أربعة‬ ‫قرارات تدين ا�ستخدام القوة �ضد �أذربيجان واحتالل‬ ‫�أرا�ضيها‪ ،‬وتعرتف ب�سالمة �أرا�ضيها و�سيادتها وحرمة‬ ‫حدودها املعرتف بها دولي ًا‪ .‬وقد اعتمدت وثائق مماثلة‬ ‫من قبل منظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا وجمل�س‬ ‫�أوروبا واالحتاد الأوروبي وحركة عدم االنحياز وغريها‬ ‫من املنظمات الدولية ذات النفوذ‪ .‬واعتمدت منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي قرارات عديدة تدعم �سالمة �أرا�ضي‬ ‫�أذربيجان وموقفها العادل وحتث على االعرتاف‬ ‫بالإبادة اجلماعية التي وقعت يف خوجايل واتخاذ‬ ‫�إجراءات عملية �ضد �سيا�سة االحتالل الأرمينية‪.‬‬ ‫ونوق�ش هذا املو�ضوع مرار ًا وتكرار ًا يف جمل�س وزراء‬ ‫خارجية دول منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وقد مت‬ ‫ت�شكيل فريق ات�صال منظمة التعاون الإ�سالمي املعني‬ ‫بعدوان �أرمينيا �ضد �أذربيجان‪ ،‬وقد عقد الفريق‬ ‫اجتماعه الأول يف �سبتمرب عام ‪ .2016‬ويجب �أن متثل‬ ‫قرارات الأمم املتحدة ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫التي اعرتفت بو�ضوح ب�أن �أرمينيا معتدية‪ ،‬ر�سالة‬ ‫�أ�سا�سية جلميع الدول الإ�سالمية التي ترغب يف تطوير‬ ‫عالقاتها مع دولة معتدية حيث �إن �سيا�سة االحتالل‬ ‫الأرمينية لي�ست فقط هجوم ًا على مقدرات �أذربيجان‬ ‫الدينية والثقافية بل على الرتاث التاريخي والثقايف‬ ‫الإ�سالمي بوجه عام‪ .‬وقد دمرت �أرمينيا املئات من‬ ‫املعامل الثقافية الإ�سالمية وامل�ساجد واملعابد واملقابر‬ ‫وغريهـا من املعامل املوجودة بالأرا�ضي التي احتلتهـا‪،‬‬ ‫وهذا ما �أكدته جلان تق�صي احلقائق التابعة ملنظمة‬ ‫الأمن والتعاون يف �أوروبا‪ .‬ويجب �أي�ضا �أن �أ�شري �إلى �أن‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫باك�ستان واململكة العربية ال�سعودية رف�ضتا االعرتاف‬ ‫ر�سميا ب�أرمينيا ب�سبب احتاللها لأرا�ضي �أذربيجان كما‬ ‫�أن تركيا مل تقم �أي عالقات مع هذا البلد‪ .‬وحتى الآن‪،‬‬ ‫اعرتفت خم�س دول �إ�سالمية ب�أعمال الإبادة اجلماعية‬ ‫يف خوجالى‪ .‬ونحن نقدر ذلك ونعتربه مث ً‬ ‫اال للعالقة‬ ‫الأخوية والدعم احلقيقي‪.‬‬ ‫ومل تدخر �أذربيجان و�سعا للإ�سهام يف حل ال�صراعات‬ ‫اجلارية يف العامل الإ�سالمي وتدافع ب�شكل وا�ضح عن‬ ‫القانون الدويل �أثناء املناق�شات من �أجل التو�صل �إلى‬ ‫حلول عادلة للم�شكالت‪ ،‬و�ستظل دائم ًا ملتزمة مبوقفها‬ ‫املبني على املبد�أ‪ .‬ويف عام ‪ ،2013‬ا�ست�ضافت �أذربيجان‬ ‫«م�ؤمتر املانحني لتمويل اخلطة اال�سرتاتيجية لتنمية‬ ‫مدينة القد�س» وم�ؤمتر «�إن�شاء �شبكة �إ�سالمية للأمان‬ ‫املايل لدعم دولة فل�سطني» وقدمت تربعات كبرية يف‬ ‫هذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫�إن �أذربيجان‪ ،‬التي تلتزم بقوة بالقيم الدينية والثقافية‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬ت�شتهر �أي�ضا بكونهـا �أحد مراكز التعددية‬ ‫الثقافية يف العامل‪ .‬ونحن نعترب حتقيق التنوع الثقايف‬ ‫وتوفري مناخ من الت�سامح العرقي والديني يف �أذربيجان‬ ‫�إجناز ًا عظيم ًا‪ .‬ومل يحدث �أبد ًا �أي متييز ديني �أو عرقي‬ ‫يف بالدنا حيث يعي�ش ممثلو جميع الأديان هنا يف �سالم‬ ‫وتفاهم متبادل‪ .‬هذا هو �أ�سلوب حياتنا والطريقة املثلى‬ ‫للم�ضي بثقة �إلى الأمام‪.‬‬ ‫�إننا نعار�ض علن ًا الإ�سالموفوبيا ونعمل بد�أب على‬ ‫تعزيز القيم الإ�سالمية يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫و�ساهمت �أذربيجان بفاعلية يف �إن�شاء �إدارة الفنون‬ ‫الإ�سالمية يف متحف اللوفر ال�شهري بفرن�سا وكانت �أول‬ ‫دولة م�سلمة تقوم بعمل معر�ض لهـا يف الفاتيكان‪ .‬ويف‬ ‫عام ‪ ،2009‬مت �إعالن باكو عا�صمة للثقافة الإ�سالمية‬ ‫بدعم من املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‬ ‫«�إي�سي�سكو»‪ .‬ويف عام ‪� ،2018‬س ُت ْمنح مدينة ناخ�شيفان‪،‬‬ ‫مدينة �آذرية قدمية �أخرى‪ ،‬هذا اللقب الفخري‪.‬‬ ‫تتخذ �أذربيجان خطوات عملية لتعزيز احلوار بني‬ ‫الثقافات‪ .‬ويطلق على مدينة باكو ا�سم «دافو�س‬ ‫الإن�سانية» نظر ًا لأنها ت�ست�ضيف �سنوي ًا منتدى احلوار‬ ‫بني الثقافات واملنتدى الإن�ساين الدويل وغريها من‬ ‫الفعاليات الدولية الرئي�سة‪ .‬ويف عام ‪� ،2016‬شهدنا‬ ‫مدى العداء الذي قوبلت به موجات املهاجرين من دول‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�أفريقيا الذين يرغبون يف اللجوء يف‬ ‫�أوروبا‪ ،‬الأمر الذي يعد مظهر ًا وا�ضح ًا للإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫ويف مثل هذا املوقف‪� ،‬أظهرت �أذربيجان مرة �أخرى‬ ‫للعامل‪ ،‬ب�إعالنها عام ‪« 2016‬عام ًا للتعددية الثقافية»‪،‬‬ ‫�أنه ميكن ملمثلي الأديان واجلن�سيات واملجموعات‬

‫العرقية املختلفة العي�ش معا يف نف�س البلد وحتت �سماء‬ ‫واحدة ب�شكل مريح ويتمتعون فيه بالكرامة‪ .‬نحن ال‬ ‫نقوم فقط بتنظيم العالقات بني الأعراق والأديان‬ ‫املختلفة ب�شكل مثايل داخل �أذربيجان ولكننا‪� ،‬إلى‬ ‫جانب ذلك‪ ،‬نقدم للعامل منوذج ًا متطور ًا للت�سامح‬ ‫والتعددية الثقافية‪.‬‬ ‫وحيث �إن �أذربيجان �إحدى الدول القالئل التي تتمتع‬ ‫بع�ضوية كل من جمل�س �أوروبا ومنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي معا‪ ،‬ف�إنها ت�سهم ب�شكل عملي يف تعزيز‬ ‫احلوار بني احل�ضارات‪ .‬وكما نعلم‪ ،‬ف�إن باكو ا�ست�ضافت‬ ‫اجتماعا لوزراء الثقافة يف الدول الأع�ضاء يف جمل�س‬ ‫�أوروبا يف عام ‪ 2008‬وقد دُعي �أي�ضا ممثلو منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي للم�شاركة يف هذا احلدث‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك متت دعوة وزراء الدول الأع�ضاء يف جمل�س �أوروبا‬ ‫�إلى اجتماع وزراء الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي الذي عقد يف باكو عام ‪ .2009‬و�أعتقد �أنه‬ ‫كان حدث ًا بالغ الأهمية على امل�ستوى العاملي‪ ،‬وقد �سجل‬ ‫عن جدارة وا�ستحقاق يف التاريخ حتت عنوان «عملية‬ ‫باكو» حلوار احل�ضارات‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،2015‬ا�ست�ضافت �أذربيجان �أول دورة‬ ‫للألعاب الأوروبية وكان هذا احلدث الريا�ضي الهام‬ ‫على نف�س م�ستوى الألعاب الأوملبية ال�صيفية‪ .‬ويف هذا‬ ‫العام �سوف ت�ست�ضيف باكو الدورة الرابعة لألعاب‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي‪ .‬ومن الأمور ذات الداللة �أن‬ ‫تقام الدورة الرابعة لألعاب الت�ضامن الإ�سالمي بعد‬ ‫وقت ق�صري من �إقامة دورة الألعاب الأوروبية‪ ،‬ويدل‬ ‫ذلك على �أن �أذربيجان �أ�صبحت مركز ًا للحوار بني‬ ‫احل�ضارات والأديان وج�سر ًا اقت�صادي ًا وثقافي ًا‪ .‬ونحن‬ ‫ن�ستغل هذه املكانة الفريدة لإر�ساء ال�سالم والتعددية‬ ‫الثقافية والت�سامح يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫يحتاج العامل الإ�سالمي اليوم �إلى الوحدة والت�ضامن‬ ‫�أكرث من �أي وقت م�ضى‪ .‬لذلك ف�إن �إعالن عام ‪2017‬‬ ‫«عام ًا للت�ضامن الإ�سالمي» يف �أذربيجان هو ر�سالة‬ ‫عن ح�سن النية للمجتمع الإ�سالمي والعامل ب�أ�سره‪.‬‬ ‫والأهداف الرئي�سية لعام ‪« 2017‬عام الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي» تتمثل يف تعزيز الوحدة يف العامل الإ�سالمي‬ ‫و�إطالع العامل ب�أ�سره على �أن الإ�سالم هو دين ال�سالم‬ ‫والثقافة‪ .‬وبعيد ًا عن كونها حدث ًا ريا�ضي ًا‪ ،‬ف�إنني �أعتقد‬ ‫�أن دورة �ألعاب الت�ضامن الإ�سالمي التي �ستنطلق يف‬ ‫باكو يف �شهر مايو �ستكون �أيام ًا للوحدة والت�ضامن يف‬ ‫العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪19‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫األمين العام‪ :‬شعب تركمنستان مارس حقه في تطوير المؤسسات الديمقراطية بشكل مثير‬ ‫هن�أ الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬فخامة الرئي�س‬ ‫رئي�سا‬ ‫قربانقلي بردي محمدوف‪ ،‬على �إعادة انتخابه ً‬ ‫جلمهورية تركمن�ستان خالل االنتخابات التي جرت‬ ‫يوم ‪ 12‬فرباير ‪ .2017‬كما �أ�شاد ب�شعب تركمن�ستان‬ ‫مل�شاركته يف االنتخابات والن�ضج ال�سيا�سي واهتمامه‬ ‫مبمار�سة حقه يف تطوير امل�ؤ�س�سات الدميوقراطية‬ ‫يف البالد‪ ،‬ب�شكل مثري للإعجاب‪ .‬و�أ�شار الأمني العام‬ ‫�إلى �أن االنت�صار الكا�سح الذي حققه فخامة قربانقلي‬ ‫بردي محمدوف‪ ،‬يعك�س الثقة التي يوليها �شعب‬ ‫تركمن�ستان يف زعامته‪.‬‬ ‫يذكر �أنه مت ن�شر فريق من مراقبي االنتخابات من‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ا�ستجابة لدعوة الهيئة‬ ‫املركزية ملراقبة االنتخابات يف تركمن�ستان ملراقبة‬ ‫االنتخابات الرئا�سية‪ .‬وقد متكن فريق املنظمة من‬ ‫ر�صد كل مرحلة من مراحل االقرتاع منذ فتح �أبواب‬ ‫مراكز االقرتاع حتى فرز الأ�صوات و�إعالن الهيئة‬

‫الرئي�س قربانقلي بردي محمدوف‬

‫املركزية النتائج الأولية‪ .‬والحظت بعثة املنظمة ملراقبة‬ ‫االنتخابات بارتياح �أن عملية االقرتاع كانت جيدة‬ ‫التنظيم و�سلمية وحرة و�شفافة‪ .‬ومل تلحظ البعثة �أي‬ ‫جتاوزات �أو م�شاكل يف مراكز االقرتاع التي زارتها يوم‬

‫االنتخابات‪.‬‬ ‫وفاز رئي�س‪ ‬تركمان�ستان‪ ‬قربان قويل بردي محمدوف‬ ‫الذي يحكم البالد منذ ‪ 2007‬بوالية رئا�سية ثالثة‪،‬‬ ‫فيما قالت اللجنة االنتخابية �إن محمدوف فاز بن�سبة‬ ‫‪ 98‬يف املائة من الأ�صوات يف الت�صويت الذي تناف�س‬ ‫فيه مع ثمانية مر�شحني‪.‬‬ ‫وكان بردي محمدوف و�صل �إلى ال�سلطة قبل ع�شر‬ ‫�سنوات بعد وفاة �سلفه �صابر مراد نيازوف يف البلد‬ ‫الواقع يف �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬ ‫ي�شار‪� ‬إلى �أن الرئي�س كان طبيب الأ�سنان اخلا�ص ل�سلفه‬ ‫قبل �أن ي�صبح وزيرا لل�صحة‪ ،‬وقد انتخب للمرة الأولى‬ ‫يف ‪ 2007‬بـ ‪ 89‬يف املائة من الأ�صوات‪ ،‬ثم �أعيد انتخابه‬ ‫يف ‪ 2012‬بن�سبة ‪ 97.14‬يف املائة من الأ�صوات‪.‬‬ ‫وبح�سب جلنة االنتخابات املركزية فقد �أدلى نحو ‪3.4‬‬ ‫مليون �شخ�ص (�أي �أكرث من ‪ 94‬يف املائة من الناخبني‬ ‫امل�سجلني) ب�أ�صواتهم يف االنتخابات قبل �ساعتني من‬ ‫�إغالق �صناديق االقرتاع‪.‬‬

‫لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة للسالم في دارفور تستعرض التحديات‬

‫توقيع اتفاقية �سالم �إطارية يف الدوحة‪ ،‬قطر‪ 23 ،‬يناير ‪( 2017‬وكالة الأنا�ضول)‬

‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بو�صفها ع�ضو ًا يف‬ ‫جلنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة لل�سالم يف دارفور‪،‬‬ ‫يف االجتماع الثاين ع�شر للجنة املتابعة الذي ُعقِدَ يوم‬ ‫‪ 6‬مار�س ‪ 2017‬يف اخلرطوم‪ .‬وقد تر�أ�س االجتما َع‬ ‫رئي�س جلنة املتابعة‪ ،‬نائب رئي�س جمل�س وزراء دولة‬ ‫ُ‬ ‫قطر ووزير الدولة ل�ش�ؤون جمل�س الوزراء‪ ،‬ال�سيد �أحمد‬ ‫بن عبد اهلل �آل محمود‪ ،‬وا�ست�ضافه املمثل اخلا�ص‬ ‫امل�شرتك ببعثة اليوناميد‪ ،‬ال�سفري كينغ�سلي مامابولو‪.‬‬ ‫وح�ضره جميع �أع�ضاء جلنة املتابعة‪� ،‬إ�ضافة �إلى �شركاء‬ ‫ال�سودان الرئي�سيني‪ .‬وا�ستعر�ضت جلنة املتابعة التقدم‬ ‫املحرز والتحديات املاثلة بالن�سبة لتنفيذ وثيقة الدوحة‬ ‫لل�سالم يف دارفور منذ اجتماع هذه اللجنة يف التا�سع‬ ‫من مايو ‪ 2016‬والذي انعقد �أي� ًضا يف اخلرطوم‪.‬‬ ‫وقد �أثنى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬يف بيان له‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫بهذه املنا�سبة �ألقاه نيابة عنه ال�سفري يحيى الوال‪،‬‬ ‫على حركتي دارفور اللتني ان�ضمتا م�ؤخر ًا �إلى عملية‬ ‫ال�سالم‪ ،‬و�أكد �أن وثيقة الدوحة لل�سالم يف دارفور‬ ‫تظل خارطة الطريق املجدية والوحيدة للتو�صل �إلى‬ ‫ت�سوية �سلمية �شاملة وعادلة من �ش�أنها �أن تعيد ال�سالم‬ ‫الدائم والأمن والتنمية امل�ستدامة يف دارفور‪ .‬ولهذا‪،‬‬ ‫نا�شد اجلماعات امل�سلحة‪ ،‬التي ما برحت خارج نطاق‬ ‫العملية‪ ،‬االن�ضمام �إلى وثيقة الدوحة لل�سالم يف‬ ‫دارفور‪ .‬ورحب الأمني العام للمنظمة بنتائج م�ؤمتر‬ ‫احلوار الوطني لعام ‪ 2016‬وبرفع الواليات املتحدة‬ ‫اجلزئي للعقوبات املفرو�ضة على ال�سودان والذي كان‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي �إ�سهامات فيه‪ .‬و�أعرب عن‬ ‫�أمله يف �أن تكون هذه التطورات الإيجابية عون ًا على‬ ‫التقدم الفعال �صوب تنفيذ وثيقة الدوحة لل�سالم يف‬ ‫دارفور و�أن تدفع بعملية ال�سالم �إلى الأمام‪ .‬ويف �إطار‬

‫التزام منظمة التعاون الإ�سالمي بالتنمية الطويلة‬ ‫الأجل للإقليم‪� ،‬أحاط العثيمني امل�شاركني علم ًا بنية‬ ‫الأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬وبنا ًء على تكليف من جمل�س‬ ‫وزراء اخلارجية‪ ،‬عقد م�ؤمتر للأطراف امل�ساهمة يف‬ ‫بنك تنمية دارفور‪ ،‬م�شري ًا �إلى �أنه مبجرد االنتهاء‬ ‫من الوثائق الالزمة �سيلتئم امل�ؤمتر يف جدة من �أجل‬ ‫الإ�سراع يف �إن�شاء البنك‪.‬‬ ‫وناق�ش االجتماع عملية ال�سالم والتنمية يف دارفور‬ ‫والعودة الطوعية للنازحني و�إعادة دمج املقاتلني‬ ‫ال�سابقني بالإ�ضافة �إلى ق�ضايا �أخرى‪.‬‬ ‫ولدى مخاطبته االجتماع‪ ،‬جدد �آل محمود دعم بالده‬ ‫الالمحدود التفاقية الدوحة ل�سالم دارفور وحث‬ ‫ال�شركاء الدوليني و�أع�ضاء جلنة متابعة التنفيذ‬ ‫على االلتزام بتعهداتهم من �أجل التنفيذ الكامل‬ ‫للبنود املتبقية من اتفاقية الدوحة باعتبارها معززا‬ ‫لل�سالم واال�ستقرار يف املنطقة‪ .‬و�أ�ضاف‪ ‬قائال “�أدعو‬ ‫احلركات امل�سلحة غري املوقعة �إلى االن�ضمام �إلى وثيقة‬ ‫الدوحة وذلك من �أجل و�ضع حد لل�صراع يف دارفور»‪.‬‬ ‫كما جدد املمثل اخلا�ص امل�شرتك بالإنابة كنغ�سلي‬ ‫مامابولو لدى تقدميه تقرير ال�سكرتارية‪ ،‬التزام‬ ‫اليوناميد مبوا�صلة دعم �أطراف وثيقة الدوحة و�أع�ضاء‬ ‫جلنة التنفيذ والتعاون معهم من خالل تنفيذ املهام‬ ‫املوكلة والتي ن�صت عليها االتفاقية‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تشارك في مؤتمر أوسلو اإلنساني بشأن نيجيريا ومنطقة بحيرة تشاد‬

‫امل�شاركون يف م�ؤمتر �أو�سلو الإن�ساين ب�ش�أن نيجرييا ومنطقة بحرية ت�شاد الذي ا�ست�ضافته الرنويج‪ 24 ،‬فرباير ‪( 2017‬اي بي ايه)‬

‫أوسلو ـ النرويج‪:‬‬

‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي يف م�ؤمتر �أو�سلو‬ ‫الإن�ساين ب�ش�أن نيجرييا ومنطقة بحرية ت�شاد‪ ،‬الذي‬ ‫نظمه كل من الأمم املتحدة وحكومات الرنويج و�أملانيا‬ ‫ونيجرييا‪ .‬وقد ُعقد امل�ؤمتر يف ‪ 24‬فرباير ‪2017‬‬ ‫بح�ضور نحو ‪ 170‬م�شارك ًا ميثلون حكومات ومنظمات‬ ‫�إقليمية ودولية‪ ،‬مبا يف ذلك الأمم املتحدة واملجتمع‬ ‫املدين‪.‬‬ ‫وا�ستهدف امل�ؤمتر زيادة الوعي بحجم وق�ساوة املعاناة‬ ‫الإن�سانية يف �شمال �شرق نيجرييا ويف مناطق البلدان‬ ‫املتاخمة حلو�ض بحرية ت�شاد‪ ،‬وهي النيجر وت�شاد‬ ‫والكامريون‪ ،‬وذلك ج ّراء الهجمات التي ت�شنها جماعة‬ ‫بوكو حرام على املجتمعات املحلية والتي ت�سببت يف‬ ‫العديد من الوفيات والإ�صابات و�أدت �إلى حركة نزوح‬ ‫وا�سعة لل�سكان‪.‬‬ ‫وتهدف خطة الأمم املتحدة لال�ستجابة الإن�سانية لعام‬ ‫‪� 2017‬إلى م�ساعدة ‪ 10.7‬مليون �شخ�ص مت�ضرر من‬ ‫النزاع العنيف الذي ت�سببت فيه جماعة بوكو حرام‪،‬‬ ‫ويتطلب تنفيذها اعتمادات مالية �شاملة تبلغ ‪1.5‬‬ ‫مليار دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫وتع ّهد حوايل ‪ 14‬مانح ًا من امل�شاركني يف م�ؤمتر �أو�سلو‬ ‫بتقدمي ‪ 458‬مليون دوالر �أمريكي يف عام ‪ ،2017‬و‪214‬‬ ‫مليون دوالر �أمريكي يف عام ‪ 2018‬وما بعده‪ .‬ومن �ش�أن‬ ‫هذا املبلغ �أن ي�ساعد على معاجلة حالة ‪ 2.3‬مليون من‬ ‫النازحني والعائدين والالجئني‪ ،‬والت�صدي النعدام‬ ‫الأمن الغذائي اخلطري‪ ،‬مبا يف ذلك ‪ 515.000‬طفل‬ ‫يعانون من �سوء التغذية احلاد‪ ،‬والرتفاع مخاطر‬ ‫املجاعة التي يواجهها النا�س يف املنطقة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ومت الإعالن عن هذه التعهدات من طرف اللجنة‬ ‫الأوروبية والرنويج و�أملانيا واليابان وال�سويد و�سوي�سرا‬ ‫وفرن�سا و�إيطاليا و�أيرلندا وفنلندا والدامنرك‬ ‫ولوك�سمربغ وهولندا وجمهورية كوريا‪.‬‬ ‫كما وافقت اجلهات ال�شريكة يف العمل الإن�ساين على‬ ‫زيادة تو�سيع نطاق ا�ستجابتهما بغية الو�صول �إلى‬ ‫الفئات الأكرث عر�ضة للمجاعة‪ ،‬مبن فيهم الأطفال‬ ‫الذين يعانون من �سوء التغذية احلاد‪ .‬و�أويل اهتمام‬ ‫خا�ص لالحتياجات املتعلقة بحماية الن�ساء والأطفال‬ ‫وال�شباب‪ ،‬ف�ضال عن �ضرورة دعم ال�سكان امل�شردين‬ ‫و�إيجاد حلول دائمة لهم على املدى الطويل‪.‬‬ ‫و�أكدت منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إلى جانب منظمات‬ ‫دولية و�إقليمية �أخرى‪ ،‬دعمها مل�ساعدة النا�س الذين‬ ‫هم يف حاجة ما�سة وعاجلة للم�ساعدة الإن�سانية يف‬ ‫هذه البلدان الأربعة‪ ،‬وعزمها على موا�صلة جهودها يف‬ ‫امل�ساعدة على التخفيف من ق�ساوة ظروف عي�ش ه�ؤالء‬ ‫ال�سكان املت�ضررين‪.‬‬ ‫و�ألقت ال�سفرية عائ�شة كان‪ ،‬املراقب الدائم بالإنابة‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي لدى الأمم املتحدة بجنيف‪،‬‬ ‫كلمة �أمام امل�ؤمتر نيابة عن الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وت�ضمنت �أ�شغال امل�ؤمتر دورات موا�ضيعية وفعاليات‬ ‫جانبية قدمت كلها مدخالت �إلى املداوالت‪.‬‬ ‫وركزت الدورة املوا�ضيعية املعنية بالأمن الغذائي‬ ‫على تقدمي امل�ساعدة الغذائية يف الوقت املنا�سب �إلى‬ ‫املت�ضررين باعتبارها �أولوية عاجلة‪ .‬ودعا امل�شاركون‬ ‫اجلهات ال�شريكة يف جمال العمل الإن�ساين �إلى تو�سيع‬ ‫نطاق ا�ستجابتها للو�صول �إلى الفئات الأكرث �ضعف ًا التي‬

‫تهددها املجاعة‪ ،‬مبن فيهم الأطفال الذين يعانون‬ ‫من �سوء التغذية احلاد‪ .‬كما �أكدت الدورة على �أهمية‬ ‫دعم ا�ستئناف الزراعة قبل مو�سم الزراعة املقبل‬ ‫وعلى وجوب �إيالء اهتمام خا�ص الحتياجات الن�ساء‬ ‫والأطفال وال�شباب‪ ،‬وهي جماعات �ضعيفة على نحو‬ ‫خا�ص‪ ،‬ولكنها �أي� ًضا جهات فاعلة هامة يف مرحلة‬ ‫اال�ستجابة واالنتعا�ش‪.‬‬ ‫و�أكدت الدورة املوا�ضيعية املعنية باحلماية والو�صول‬ ‫على احلاجة �إلى دعم القانون الإن�ساين الدويل‪،‬‬ ‫و�شددت يف هذا ال�سياق على �أهمية احلماية يف‬ ‫اال�ستجابة الإن�سانية‪ ،‬وال �سيما فيما يتعلق ب�ضمان‬ ‫العودة الطوعية ب�أمان وكرامة‪.‬‬ ‫�أما الدورة املوا�ضيعية ب�ش�أن التعليم يف حاالت الطوارئ‬ ‫فقد �أكدت على الدور الأ�سا�سي الذي ي�ضطلع به‬ ‫التعليم يف تعزيز ال�سالم والتنمية وعلى الدور احلا�سم‬ ‫الذي ت�ؤديه املدار�س يف توفري بيئات �آمنة وتقدمي‬ ‫الدعم النف�سي واالجتماعي يف �أوقات الأزمات‪ .‬واتفق‬ ‫امل�شاركون على �ضرورة �إيالء الأولوية للتعليم املكثف‬ ‫واملدار�س الآمنة واخلدمات املو�سعة ل�ضمان ح�صول‬ ‫جميع الفتيات والفتيان على حقهم يف التعليم اجليد‪.‬‬ ‫و�س ّلط احلدث اجلانبي املتعلق باال�ستجابة ال�صحية يف‬ ‫حاالت الطوارئ ال�ضوء على �إمكانات العمل امل�شرتك‬ ‫والتدخالت امل�شرتكة‪ ،‬مربز ًا �أهمية تكثيف اجلهود‬ ‫الرامية �إلى تلبية احتياجات الن�ساء والأطفال‪.‬‬ ‫و�أ�شار احلدث اجلانبي املتعلق باال�ستجابة والإنعا�ش‬ ‫�إلى �ضرورة االنتقال من تقدمي امل�ساعدة �إلى احلد من‬ ‫االحتياجات واملخاطر ومواطن ال�ضعف‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫احلد من الت�شرد الطويل الأجل‪ ،‬ب�أمان وكرامة‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪21‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫شاركت في مؤتمر الدوحة بين الشرق والغرب‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬العاملون في المجال اإلنساني بحاجة ماسة للحوار‬

‫�إحدى جل�سات املنتدى‬

‫الدوحة – قطر‪:‬‬

‫ا�ست�ضافت العا�صمة القطرية‪ ،‬الدوحة‪ ،‬يف ‪ 26‬مار�س‬ ‫‪ 2017‬م�ؤمتر العمل الإن�ساين بني ال�شرق والغرب‬ ‫مب�شاركة منظمات �إن�سانية �إقليمية ودولية بهدف تعزيز‬ ‫التعاون وبناء �شراكات عمل ميدانية ومتويل للم�شاريع‬ ‫الإن�سانية وبناء ال�سالم بني املنظمات اخلريية ذات‬ ‫اخللفيات والتوجهات املتباينة‪.‬‬ ‫وقال املدير العام مل�ؤ�س�سة عيد اخلريية القطرية ورئي�س‬ ‫امل�ؤمتر‪ ،‬علي بن عبد اهلل ال�سويدي يف كلمته االفتتاحية‬ ‫�إن العمل الإن�ساين مير الآن بتحديات �صعبة فهو يعمل‬ ‫يف عامل ت�شابكت فيه الق�ضايا وامتزجت فيه امل�شكالت‬ ‫ومل يعد العاملون يف هذا املجال مبن�أى عن التحديات‬ ‫التي تزداد تعقيدا‪ .‬و�أ�ضاف �أن امل�ؤمتر ي�أتي بهدف تعزيز‬ ‫التعاون مع ال�شركاء الدوليني يف كل مكان والعمل معا‬ ‫لتذليل العقبات التي تعوق تقدمي امل�ساعدات للفقراء‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أ�شار رئي�س الهالل الأحمر الرتكي‬ ‫الدكتور‪ ،‬كرم قنيك �إلى الأزمات الإن�سانية يف‬ ‫املنطقة منها �سوريا واليمن وليبيا والعراق وجنوب‬ ‫ال�سودان وال�صومال‪� ،‬إلى جانب الكوارث الطبيعية‬ ‫التي ت�ضرب مناطق كثرية يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض بالأرقام والإح�صاءات حجم الأزمات‬ ‫الإن�سانية يف دول منظمة التعاون الإ�سالمي والأخطار‬ ‫التي تهدد ماليني الب�شر كاملجاعات واحلروب‬ ‫وال�صراعات وغريها من الكوارث والأزمات‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ال�سفري ه�شام يو�سف �إن‬ ‫امل�ؤمتر تكمن �أهميته يف كونه �أول م�ؤمتر يناق�ش ق�ضايا‬ ‫مل تطرح مطلقا منذ قمة العمل الإن�ساين (ا�سطنبول‬ ‫‪22‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫مايو ‪ )2016‬وقمة الالجئني (نيويورك �سبتمرب ‪.)2016‬‬ ‫و�أكد ال�سفري ه�شام �أن العاملني يف املجال الإن�ساين‬ ‫بحاجة ما�سة �إلى مثل هذه احلوارات لبحث العديد‬ ‫من الق�ضايا الرئي�سية املطروحة على جمتمع العمل‬ ‫الإن�ساين‪ .‬و�أ�شار �إلى عدد من الق�ضايا التي تتطلب‬ ‫�أولوية يف النقا�ش واحلوار مثل كيفية التعامل مع‬ ‫حتديات االلتزام مببادئ العمل الإن�ساين على الأر�ض‬ ‫يف ظل حتديات تفر�ضها املنظمات الإرهابية و�سبل‬ ‫حماية املدنيني واحرتام القانون الدويل الإن�ساين مبا‬ ‫يف ذلك حماية العاملني يف املجال العمل الإن�ساين‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال م�ساعد الأمني العام للأمم املتحدة‬ ‫لل�شراكات الإن�سانية مع ال�شرق الأو�سط و�آ�سيا الو�سطى‪،‬‬ ‫ر�شيد خاليكوف �إن العامل ي�شهد �أزمات غري م�سبوقة‬ ‫وتتطلب جهودا كبرية لتقدمي امل�ساعدات والإغاثات‬ ‫ملاليني الالجئني‪ ،‬م�شريا يف هذا ال�سياق �إلى الأو�ضاع‬ ‫الإن�سانية املرتدية يف عدد من دول املنطقة ومنها اليمن‪.‬‬ ‫و�شدد على �أهمية التعاون والتن�سيق امليداين بني‬ ‫املنظمات الأممية املعنية بال�ش�أن الإن�ساين واملنظمات‬ ‫الإن�سانية الأخرى ل�ضمان و�صول الإعانات وامل�ساعدات‬ ‫للمحتاجني بفعالية وتخفيف معاناة املاليني من الب�شر‪.‬‬ ‫ومت خالل جل�سات امل�ؤمتر ال�سبع مناق�شة التحديات‬ ‫املتعلقة بالتعاون يف جمال العمل اخلريي وكيفية‬ ‫جتاوزها‪ ،‬وعر�ض جتارب ودرا�سة حاالت للتعاون يف‬ ‫املنظمات اخلريية ذات اخللفيات املختلفة‪ ،‬وبحث‬ ‫�إمكانية �إطالق مبادرات م�شرتكة‪.‬‬ ‫وخرج امل�ؤمتر الذي جمع مئتي م�شارك منهم ممثلون‬ ‫لأكرث من �سبعني وكالة �إن�سانية ومنظمة خريية‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى ممثلني عن الأمم املتحدة ومنظمة‬

‫التعاون الإ�سالمي وجامعة الدول العربية والعديد من‬ ‫الدبلوما�سيني والأكادمييني‪ ،‬بالعديد من التو�صيات‪.‬‬ ‫ومن �أبرز التو�صيات التي ت�ضمنها البيان اخلتامي‬ ‫للم�ؤمتر‪ ،‬احلاجة �إلى التعاون بخ�صو�ص �صياغة‬ ‫توجيهات ومعايري للمنظمات الإن�سانية بغر�ض تعزيز‬ ‫تبادل املعلومات‪ ،‬واعتبار الأطر الإن�سانية الدولية‬ ‫دوائر للتعاون والتكامل‪.‬‬ ‫وحث البيان على العمل امليداين امل�شرتك للتغلب‬ ‫على ال�صور النمطية وبناء الثقة واخلطوات العملية‪،‬‬ ‫و�إجناز �أبحاث م�ستقلة حول الفراغ الذي ت�سببت فيه‬ ‫ت�صنيف منظمات خريية كجهات داعمة للإرهاب‪.‬‬ ‫وطالب‪ ‬بانتهاج مقاربة تر�شيد اخلالف لبناء �شراكات‬ ‫عملية للتعاون الفعال يف امليدان‪ ،‬و�أكد على احرتام‬ ‫التنوع بني الفاعلني من ذوي املرجعيات الدينية وغري‬ ‫الدينية مبا يخدم العمل اخلريي‪ ،‬م�ؤكدا على تر�سيخ‬ ‫العمل امل�شرتك يف �إطار القوانني الدولية‪.‬‬ ‫وخل�ص امل�ؤمتر �إلى �أن ما خرج به من مقرتحات‬ ‫وتو�صيات �ستكون من �أهم �أهداف ت�أ�سي�س منتدى‬ ‫العمل اخلريي العاملي ومقره جنيف‪ .‬كما �أو�صى‬ ‫امل�ؤمترون با�ستمرار تنظيم هذا امل�ؤمتر‪ ‬دوريا‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام الحتاد املنظمات الأهلية يف العامل‬ ‫الإ�سالمي الدكتور علي كوت‪ ‬بامل�ؤمتر‪ ،‬واعتربه محاولة‬ ‫جلمع مختلف منظمات العمل اخلريي وتن�سيق اجلهود‬ ‫وتبادل اخلربات‪ ،‬وو�ضع �أ�س�س حلل امل�شاكل التي تواجه‬ ‫العمل اخلريي‪.‬‬ ‫من جهته اعترب رئي�س املنتدى الإن�ساين الدويل يف‬ ‫بريطانيا‪ ،‬الدكتور هاين البنا‪� ‬أن م�ؤمتر الدوحة‬ ‫الإن�ساين ناق�ش موا�ضيع كبرية تهم العاملني يف جمال‬ ‫العمل الإن�ساين‪ ،‬ومن �أبرزها القوانني املو�ضوعة يف‬ ‫محاربة الإرهاب حيث ت�سببت يف منع تقدمي امل�ساعدة‬ ‫لع�شرات الآالف من املت�ضررين جراء الأزمات يف‬ ‫بلدانهم‪.‬‬ ‫كما مت نقا�ش بناء �شراكات بني منظمات العمل‬ ‫اخلريي‪ ،‬بداية على م�ستوى البلد الواحد وبناء ج�سر‬ ‫مع احلكومة ومن ثم مع الأمم املتحدة‪ ،‬ثم االنتقال �إلى‬ ‫التعاون والتفاهم بني م�ؤ�س�سات العمل اخلريي على‬ ‫م�ستوى الإقليم‪ ،‬وبعدها على امل�ستوى العاملي‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫مركز أنقرة‪ :‬البلدان اإلسالمية تعاني‬ ‫من العبء الثقيل لألزمات اإلنسانية‬

‫�أ�شار تقرير �صدر م�ؤخر ًا عن مركز البحوث الإح�صائية‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية‬ ‫(مركز �أنقرة)‪� ،‬إلى �أنه يف الوقت الذي تتزايد فيه‬ ‫على نحو م�ستمر �أعداد �ضحايا الكوارث الطبيعية‬ ‫وال�صراعات‪ ،‬ف�إن البلدان الإ�سالمية تت�أثر �أكرث من �أي‬ ‫�أجزاء �أخرى من العامل ب�أزمات وكوارث �إن�سانية وعلى‬ ‫نطاق وا�سع‪ ،‬وهو اجتاه مت�صاعد للأ�سف‪.‬‬ ‫ففي عام ‪ ،2015‬ف�إنه من �أ�صل ‪ 50‬نزاع ًا م�سلح ًا‬ ‫يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬ن�شب ‪ 30‬نزاع ًا منها يف دول‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مما �أدى �إلى وقوع �أزمات‬ ‫�إن�سانية حادة وحاالت نزوح يف جميع �أنحاء العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬وكنتيجة مبا�شرة‪� ،‬أ�صبحت دول املنظمة‬ ‫ت�شكل اليوم ما ن�سبته ‪ 61.5‬يف املائة من جمموع‬ ‫النازحني يف العامل بوجود �أكرث من ‪ 25‬مليون نازح‪.‬‬ ‫والأمر الأكرث �إثارة للقلق هو �أن نحو ‪ 80‬يف املائة من‬ ‫جميع حاالت النـزوح اجلديدة يف العامل خالل عامي‬ ‫‪ 2014‬و‪ 2015‬وقعت يف بلدان املنظمة‪ .‬عالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬كان ‪ 71‬يف املئة (نحو ‪ 89‬مليون ًا) من الأ�شخا�ص‬ ‫الذين يحتاجون �إلى امل�ساعدة الإن�سانية على ال�صعيد‬ ‫العاملي يقيمون يف بلدان املنظمة‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ف�إنه اعتبار ًا من عام ‪،2015‬‬ ‫كان �أكرث من ‪ 10‬ماليني الجئ (�أو ‪ 67‬يف املائة من‬ ‫جمموع الالجئني) ينحدرون من بلدان املنظمة‪ .‬ومن‬ ‫املهم كذلك �أن نالحظ �أن البلدان الثالثة املت�صدرة‬ ‫للقائمة هي �أع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وهي‬ ‫يف جمملها م�صدر لن�سبة ‪ 53.7‬يف املئة من جميع‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الالجئني يف العامل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كذلك‪ ،‬ف�إن الكوارث الطبيعية هي �أي�ضا م�صدر رئي�سي‬ ‫للب�ؤ�س واحلرمان يف بلدان املنظمة‪ ،‬التي ت�شهد وقوع‬ ‫عدد متزايد من الكوارث ب�سبب املخاطر الطبيعية‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬ي�شكل اجلفاف احلايل يف ال�صومال‬ ‫حتدي ًا كبري ًا جلميع اجلهات الفاعلة يف املجال‬ ‫الإن�ساين‪ ،‬حيث يواجه ماليني النا�س خطر املجاعة‪.‬‬ ‫كما انعك�س انت�شار التطرف وزعزعة اال�ستقرار على‬ ‫امتداد منطقة املنظمة على عدد احلوادث الإرهابية‪.‬‬ ‫ففي عام ‪ ،2015‬وقعت يف بلدان املنظمة ن�سبة ‪ 75‬يف‬ ‫املائة من جميع الهجمات الإرهابية و�سقط فيها �أكرث‬ ‫من ‪ 90‬يف املائة من ال�ضحايا‪.‬‬ ‫ويف الوقت الراهن‪ ،‬تعاين بلدان املنظمة كذلك يف‬ ‫مواجهة ال�صراعات درجة عالية من ال�ضعف‪ .‬ويظهر‬ ‫ذلك بو�ضوح حاجة بلدان املنظمة �إلى زيادة الرتكيز‬ ‫على بناء القدرة على حتمل ال�صدمات واالنت�شال من‬ ‫حالة ال�ضعف من خالل و�ضع نظم �إدارة �أكرث فاعلية‬ ‫و�شمو ًال‪ ،‬مما �سي�ساعد على تاليف �آثار النـزاعات‬ ‫العنيفة والتخفيف من وقعها‪.‬‬ ‫ووفق ًا لتقرير مركز �أنقرة‪ ،‬ف�إن الكوارث الطبيعية‬ ‫وال�صراعات عادة ما تكون لها �آثار �سلبية على حياة‬ ‫املجتمعات املحلية من خالل زيادة مواطن �ضعفها‬ ‫وتفاقم الفقر وغياب امل�ساواة وعدم احل�صول على‬ ‫اخلدمات الأ�سا�سية‪ .‬كما يزيد ذلك من مخاطر‬ ‫الأزمات الإن�سانية‪ ،‬الأمر الذي يتطلب بدوره من‬ ‫البلدان الإ�سالمية �أن تطور �آلياتها اخلا�صة لالنت�شال‬

‫من حالة ال�ضعف وتعزيز قدرتها على ال�صمود �أمام‬ ‫مخت ِلف الأزمات‪ ،‬مبا يف ذلك ا�ستخدام التمويل‬ ‫االجتماعي الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن الأزمات الإن�سانية احلالية يف بلدان‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي تتطلب �إجراءات عاجلة‪ ،‬ف�إن‬ ‫التقرير يف�ضل الرتكيز على معاجلة الأ�سباب اجلذرية‬ ‫للأزمات من منظور �أو�سع و�أطول مدى‪ ،‬ولذلك ف�إنه‬ ‫يحدد خم�سة �أبعاد للتدخالت لالنت�شال من حالة‬ ‫ال�ضعف وبناء القدرة على ال�صمود‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد‪ ،‬يقرتح التقرير على البلدان الإ�سالمية‬ ‫�أن تعمل على تعزيز املجتمعات التي ت�ضم �شمل اجلميع‪،‬‬ ‫والتنمية التي ال ت�ستثني �أحد ًا؛ وتعزيز ر�أ�س املال‬ ‫االجتماعي‪ ،‬والو�ساطة وال�شراكة؛ واال�ستثمار يف ر�أ�س‬ ‫املال الب�شري وتي�سري احلراك االجتماعي؛ وتكثيف‬ ‫ممار�سات احلد من مخاطر الكوارث و�إدارتها؛ وتعبئة‬ ‫�آليات متويل مبتكرة للم�ساعدة الإن�سانية وللتنمية‪.‬‬ ‫ومن �أجل ك�سب الرهان يف هذا التحدي‪ ،‬يقرتح‬ ‫التقرير و�ضع �إطار وخطة خارطة طريق الكت�ساب‬ ‫القدرة على التكيف بالن�سبة للبلدان والأقاليم املعنية‬ ‫وكذلك بالن�سبة لأ�سرة املنظمة ب�أ�سرها ا�ستناد ًا �إلى‬ ‫منوذج جديد يعود بالفائدة على اجلميع بفعل �إقامة‬ ‫عالقات مرتابطة ومتالزمة مع �آليات ن�شطة حل�شد‬ ‫املوارد ميكن التنب�ؤ بها‪ ،‬وو�ضع ا�سرتاتيجيات للتعايف‬ ‫من الأزمات من �أجل تفادي االعتماد طويل الأمد على‬ ‫املعونة الإن�سانية‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪23‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫المنظمة تتبرع للمركز السعودي لتأهيل وتدريب‬ ‫الكفيفات ومؤسسة الحسين للسرطان في عمان‬

‫الأمني العام يقدم تربعا للمركز ال�سعودي لت�أهيل وتدريب الكفيفات يف الأردن‬

‫زار الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‬ ‫يف ‪ 11‬فرباير ‪ ،2017‬كال من املركز ال�سعودي لت�أهيل وتدريب الكفيفات وم�ؤ�س�سة‬ ‫احل�سني لل�سرطان يف عمان‪ ،‬وذلك كجزء من زيارة العمل التي قام بها الأمني العام‬ ‫�إلى اململكة الأردنية الها�شمية‪ .‬و�سلم الأمني العام‪ ،‬خالل هذه الزيارة‪� ،‬شيكني �إلى‬ ‫كال امل�ؤ�س�ستني كجزء من التربع املايل املقدم من �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‪� ،‬أحد‬ ‫الأجهزة املتفرعة يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫بعد ذلك قام الدكتور العثيمني بجولة ميدانية يف كال املركزين واطلع على ما يقومان‬ ‫به من �أن�شطة‪ ،‬و�شجع العاملني والإدارة على موا�صلة اخلدمات اجلديرة بالثناء التي‬ ‫يقدمونها للمحتاجني وال�ضعفاء يف املجتمع‪ ،‬ووعدهم بتقدمي الدعم الكامل لهم من‬ ‫قبل املنظمة وم�ؤ�س�ساتها ذات ال�صلة‪ .‬ورافق الأمني العام خالل هذه الزيارة ال�سيد‬ ‫�إبراهيم اخلزمي‪ ،‬املدير التنفيذي ل�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬الذي �أكد من جديد‬ ‫على دعم ال�صندوق املتوا�صل لكل من املركز ال�سعودي لت�أهيل وتدريب الكفيفات‬ ‫وم�ؤ�س�سة احل�سني لل�سرطان‪ ،‬م�شريا �إلى املنجزات الكبرية التي يحققونها والتي تتمثل‬ ‫يف تخفيف معاناة الفقراء يف املجتمع‪.‬‬

‫خطة عمل جديدة بين المنظمة ومفوضية األمم المتحدة السامية لشؤون الالجئين‬ ‫يف �إطار التعاون بني منظمة التعاون الإ�سالمي ومفو�ضية الأمم املتحدة ال�سامية‬ ‫ل�ش�ؤون الالجئني‪ ،‬وقع اجلانبان يوم ‪ 16‬فرباير ‪ 2017‬يف مقر منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف جدة على خطة عمل للفرتة ‪.2018-2017‬‬ ‫و�أو�ضح ال�سفري ه�شام يو�سف‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية‪ ،‬الذي و ّقع‬ ‫الوثيقة نيابة عن الأمني العام‪� ،‬أن خطة العمل ترمي �إلى “تعزيز التعاون وتوطيد‬ ‫ال�شراكة اال�سرتاتيجية يف جمال العمل الإن�ساين بني املفو�ضية ومنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن “خطة العمل للفرتة ‪ 2018-2017‬ت�شمل تعزيز ال�شراكة بني اجلانبني‬ ‫ملواجهة التحديات امل�شرتكة يف جمال توفري احلماية وامل�ساعدة لالجئني‪ ،‬وال �سيما‬ ‫املنحدرين من الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫كما ت�شمل جماالت التعاون حت�سني تقا�سم العبء على ال�صعيد الدويل بدال من‬ ‫حتميل العبء على الدول التي ت�أوي �أعداد ًا كبرية من الالجئني‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫تلبية احتياجات احلكومات امل�ضيفة وال�سكان املحليني و�أي� ًضا احتياجات الالجئني‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪� ،‬سوف ين�صب تركيز اجلانبني على تعزيز نظام اللجوء واحلماية‬ ‫املتجذر يف مبادئ ال�شريعة الإ�سالمية و�ضمان ات�ساقه مع �آلية احلماية الدولية‬ ‫لالجئني وطالبي اللجوء‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق مب�س�ألة تدفقات الهجرة املختلطة‪ ،‬تن�ص خطة العمل على �أن يعمل‬ ‫اجلانبان يد ًا يف يد لتوفري احلماية للمهاجرين يف البحر ومكافحة االجتارواخلطف‬ ‫والتهريب‪.‬‬ ‫كما تن�ص على التعاون بني الطرفني لإيجاد حلول دائمة للحاالت الرئي�سة التي طال‬ ‫�أمدها يف منطقة منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وو ّقع ال�سيد خالد خليفة‪ ،‬املمثل الإقليمي ملفو�ضية الأمم املتحدة ال�سامية ل�ش�ؤون‬

‫‪24‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫الأمني العام امل�ساعد ال�سفري ه�شام واملمثل الإقليمي للمفو�ضية ال�سيد خالد يتبادالن االتفاقية املوقعة‬

‫الالجئني يف منطقة اخلليج‪ ،‬على خطة العمل بالنيابة عن املفو�ض ال�سامي للأمم‬ ‫املتحدة ل�ش�ؤون الالجئني‪ ،‬و�أو�ضح �أن “هذه اخلطة متثل ركيزة مهمة يف عملية‬ ‫ال�شراكة اال�سرتاتيجية بني منظمة التعاون الإ�سالمي واملفو�ضية ال�سامية‪».‬‬ ‫و�أ�ضاف ال�سيد خليفة “نحن متفائلني ب�أن هذه االتفاقية �سوف ت�سهم يف بناء مقاربة‬ ‫منتظمة ملعاجلة م�شاكل الالجئني يف الدول الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫واحلد من امل�آ�سي الإن�سانية للم�شردين‪ ،‬وامل�س�ؤولية الثقيلة امللقاة على عاتق الدول‬ ‫واملجموعات التي ت�ست�ضيفهم‪».‬‬ ‫ً‬ ‫و�سوف يعمل اجلانبان على تنفيذ خطة العمل اجلديدة متا�شيا مع االتفاق املوقع‬ ‫بني اجلانبني يوم ‪ 5‬يوليو ‪ ،1988‬و�أي� ًضا يف �ضوء �إعالن ع�شق �أباد ال�صادر عن‬ ‫امل�ؤمتر الوزراي الدويل حول الالجئني يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬الذي عقد يف ع�شق �أباد‬ ‫برتكمان�ستان يف مايو ‪.2012‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬

‫رئيس أذربيجان يدعو األمين العام للمشاركة في افتتاح ألعاب التضامن اإلسالمي‬

‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬يف مكتبه يوم ‪7‬‬ ‫فرباير ‪ ،2017‬ال�سيد علي ح�سنوف‪ ،‬م�ساعد رئي�س‬ ‫جمهورية �أذربيجان لل�شئون ال�سيا�سية واالجتماعية‬ ‫والإعالم‪.‬‬

‫ومت خالل اللقاء ا�ستعرا�ض العالقات الثنائية املتميزة �أذربيجان للم�شاركة يف افتتاح �ألعاب الت�ضامن‬ ‫بني املنظمة وجمهورية �أذربيجان وتبادل وجهات الإ�سالمي التي �ستعقد يف مدينة باكو يف الفرتة ‪-12‬‬ ‫النظر حول الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫‪ 24‬مايو ‪2017‬م‪ ،‬ورحب معايل الأمني العام بالدعوة‪.‬‬ ‫وقدم ال�سيد ح�سنوف دعوة ر�سمية للأمني العام‬ ‫من فخامة الرئي�س �إلهام علييف‪ ،‬رئي�س جمهورية‬

‫األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي ورئيس (إيكواس) يناقشان التعاون الثنائي‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬يوم ‪ 6‬فرباير ‪2017‬‬ ‫يف مقر الأمانة العامة بجدة‪ ،‬معايل ال�سيد مار�سيل �ألن‬ ‫دو�سوزا‪ ،‬رئي�س مفو�ضية اجلماعة االقت�صادية لدول‬ ‫غرب �إفريقيا (�إيكوا�س) والوفد املرافق له‪ ،‬وهو �أول‬ ‫لقاء من نوعه يجمع بني رئي�سي املنظمتني احلكوميتني‪.‬‬ ‫و�شدد ال�سيد دو�سوزا خالل اللقاء على مدى الأهمية‬ ‫التي توليها (الإيكوا�س) لإقامة عالقات التعاون مع‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي نظرا لع�ضويتهما امل�شرتكة‪،‬‬ ‫م�ؤكدا ا�ستعداد منظمته لإقامة هذا التعاون يف جماالت‬ ‫حتظى باالهتمام امل�شرتك وت�شمل احلكم الر�شيد وبناء‬

‫الدميقراطية‪ .‬كما �أ�شاد بالأمني العام للمنظمة على‬ ‫مبادرته لل�سالم خالل الأزمة ال�سيا�سية التي �شهدتها‬ ‫غامبيا يف الآونة الأخرية‪ ،‬وحث منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي على دعم وم�ساندة هذا البلد يف �سعيه لإعادة‬ ‫البناء‪ .‬كما �أطلع الأمني العام على ما تبذله املنطقة‬ ‫الفرعية من جهود لتحقيق االندماج االقت�صادي‪،‬‬ ‫داعيا الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي �إلى‬ ‫اال�ستفادة من الفر�ص املتاحة داخل منطقة الإيكوا�س‬ ‫لتعزيز التجارة واال�ستثمارات كو�سيلة للإ�سهام يف‬ ‫حتقيق ال�سلم واال�ستقرار يف غرب �إفريقيا‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الدكتور العثيمني‪ ،‬من جهته‪ ،‬بالإيكوا�س ملا‬

‫تبذله من جهود لتحقيق االندماج ال�سلمي واالقت�صادي‬ ‫ال�شامل يف املنطقة الفرعية‪ ،‬ونوه بدورها القيادي‬ ‫الذي ج َّنب غامبيا الوقوع يف مخالب العنف وانعدام‬ ‫اال�ستقرار‪ ،‬و�أعرب كذلك عن التزام منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي بدعم امل�ساعي الإقليمية لتثبيت ا�ستقرار‬ ‫احلكومة اجلديدة يف هذا البلد‪ .‬ورحب باال�ستعداد‬ ‫لإقامة �شراكة مع منظمة التعاون الإ�سالمي واقرتح‬ ‫تنظيم منتدى �سنوي م�شرتك للأعمال والتجارة لتوعية‬ ‫واجتذاب امل�ستثمرين �إلى املنطقة الفرعية‪.‬‬

‫وفد عراقي رسمي يجرى مشاورات مع مسؤولين في األمانة العامة للتحضير لمؤتمر مكة ‪2‬‬ ‫انعقدت مبقر الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫بجدة يف ‪ 13‬فرباير ‪ 2017‬جل�سة م�شاورات ر�سمية‬ ‫بني وفد ر�سمي من العراق �ضم م�س�ؤولني من وزارة‬ ‫اخلارجية وجمل�س الوزراء العراقي‪.‬‬ ‫تر�أ�س وفد الأمانة العامة ال�سفري طارق على بخيت‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫املدير العام لل�ش�ؤون ال�سيا�سية ومن اجلانب العراقي‬ ‫ال�سيد قي�س العامري م�ست�شار وزير اخلارجية‪.‬‬ ‫ا�ستعر�ض اجلانبان �أوجه التعاون الثنائي و�سبل دعمها‬ ‫يف املجاالت املختلفة وعلى م�ساندة املنظمة لوحدة‬ ‫العراق �أر�ضا و�شعبا‪ ،‬ودعم �أمنه وا�ستقراره و�سالمة‬

‫�أرا�ضيه‪ ،‬والوقوف معه يف معركته �ضد كل �أ�شكال‬ ‫الإرهاب؛ واتفق اجلانبان على البدء يف �إجراءات‬ ‫عملية للتح�ضري لعقد م�ؤمتر مكة ‪ 2‬هذا العام لدعم‬ ‫جهود العراق لتحقيق امل�صاحلة الوطنية ال�شاملة لكل‬ ‫مكونات املجتمع العراقي ملا فيه خري وعزة العراق‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪25‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬ ‫رئيس جمهورية تتارستان يزور األمانة العامة للمنظمة‬

‫رئي�س جمهورية تتار�ستان‪ ،‬و�أع�ضاء الوفد املرافق‬ ‫له‪ .‬وخالل االجتماع �أعرب مينيخانوف عن تقديره‬ ‫للأمني العام على الدعم الذي قدم �إلى تتار�ستان‬ ‫وكذلك للدور املهم ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف تعزيز‬ ‫الروابط القوية بني تتار�ستان والعامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما �أ�شار رئي�س تتار�ستان �أي�ضا �إلى الدعوات املوجهة‬ ‫للم�شاركة يف م�ؤمتر القمة العاملية التا�سعة لالقت�صاد‬ ‫يف قازان وم�ؤمتر جمموعة الر�ؤية اال�سرتاتيجية‬ ‫“رو�سيا والعامل الإ�سالمي” يف غروزين يف مايو ‪.2017‬‬ ‫الأمني العام ي�ستقبل الرئي�س مينيخانوف‬ ‫وفيما دعا الرئي�س مينيخانوف الأمني العام �شخ�صيا‪،‬‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل �أكد �أي�ضا على �أهمية امل�شاركة الفعالة للدول الأع�ضاء‬ ‫الدكتور يو�سف العثيمني يف ‪ 8‬فرباير ‪ 2017‬يف مقر يف منظمة التعاون الإ�سالمي يف هذين امل�ؤمترين‪،‬‬ ‫الأمانة العامة فخامة الرئي�س ر�ستم مينيخانوف‪ ،‬مو�ضحا �أنهما �سيتيحان الفر�صة لتعاون �أف�ضل يف‬

‫العديد من املجاالت مع الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام اهتمام منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫بامل�شاركة‪ ،‬كما �أكد للرئي�س �أنه �سيقوم بحث الدول‬ ‫الأع�ضاء على امل�شاركة الفعالة يف هذين امل�ؤمترين‪.‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى‪� ،‬أثنى الأمني العام على قيادة‬ ‫االحتاد الرو�سي وتتار�ستان التي هي ع�ضو مراقب‬ ‫مهم يف منظمة التعاون الإ�سالمي ل�ضمانهما �أن النا�س‬ ‫من مختلف الأديان واملعتقدات املختلفة يعي�شون مع‬ ‫بع�ضهم البع�ض يف وئام‪.‬‬ ‫ناق�ش الأمني العام والرئي�س �آفة الإرهاب‪ ،‬وجددا‬ ‫ت�أكيد التزامهما ملحاربة هذه الآفة بجميع �أ�شكالها‬ ‫ومظاهرها‪ .‬ورافق رئي�س تتار�ستان املندوب الدائم‬ ‫الرو�سي لدى منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي و�آخرون‪.‬‬

‫أمين عام «التعاون اإلسالمي» وأمين عام األمم المتحدة يبحثان تعزيز التنسيق‬ ‫�أجرى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني مكاملة هاتفية يوم‬ ‫‪ 7‬فرباير ‪ 2017‬مع معايل الأمني العام للأمم املتحدة‪،‬‬ ‫ال�سيد �أنطونيو غوتريي�س الذي �أثنى على منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي باعتبارها �شريك ًا مهم ًا‪ ،‬و�أ�شاد مبا‬ ‫تقوم به من عمل يف معاجلة التحديات امل�شرتكة التي‬ ‫تواجه العامل‪ .‬كما �شدد على �ضرورة تعزيز عملية‬ ‫التن�سيق بني منظمة التعاون الإ�سالمي والأمم املتحدة‬ ‫حول الق�ضايا ال�سيا�سية والإن�سانية والثقافية وق�ضايا‬ ‫ال�سلم والأمن والتنمية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫واغتنم الدكتور العثيمني من جهته الفر�صة لتهنئة‬ ‫ال�سيد غويرتي�س لتوليه مهمة الأمني العام للأمم‬

‫يف الوقت ذاته بالتعاون القائم وبالعالقات الثنائية‬ ‫مع الأمم املتحدة وم�شدد ًا على �ضرورة تعزيز العمل‬ ‫امل�شرتك بني املنظمة والأمم املتحدة وكذا الق�ضايا‬ ‫امل�شرتكة‪ ،‬وخا�صة يف املجاالت املتعلقة بدرء النزاعات‬ ‫وبناء ال�سلم واحلوار بني احل�ضارات والثقافات‬ ‫وبق�ضايا حقوق الإن�سان وغريها‪.‬‬ ‫كما تطرق اجلانبان خالل هذه املكاملة الهاتفية‬ ‫للتطورات التي ت�شهدها املنطقة وركزا ب�شكل خا�ص‬ ‫على الو�ضع يف فل�سطني وال�شرق الأو�سط و�أفريقيا‬ ‫�أمني عام الأمم املتحدة غوتريي�س‬ ‫ومكافحة الإرهاب والتطرف وظاهرة الإ�سالموفوبيا‪،‬‬ ‫املتحدة وتطرق للق�ضايا الإقليمية والدولية وملو�ضوع واتفقا على اال�ستمرار يف الرتكيز على معاجلة هذه‬ ‫التعاون الثنائي بني املنظمة والأمم املتحدة‪ ،‬م�شيد ًا الق�ضايا‪.‬‬

‫أمين عام منظمة التعاون اإلسالمي يلتقي وزيري خارجية األردن وقطر‬ ‫التقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬خالل زيارته‬ ‫�إلى اململكة الأردنية الها�شمية مبعايل وزير خارجية‬ ‫الأردن‪ ،‬ال�سيد �أمين ال�صفدي‪ ،‬وذلك يف عمان يوم ‪12‬‬ ‫فرباير ‪ .2017‬وقد ناق�ش اجلانبان الق�ضايا الإقليمية‬ ‫ذات االهتمام امل�شرتك وخا�صة الأزمة ال�سيا�سية يف‬ ‫اليمن و�سوريا والعراق والتطورات الأخرية يف القد�س‬ ‫ال�شريف و�سبل معاجلة هذه الق�ضايا‪.‬‬ ‫وخالل اللقاء‪� ،‬أ�شاد الأمني العام بالدور الذي يقوم به‬ ‫امللك عبد اهلل الثاين من جهود مقدرة لن�صرة ق�ضايا‬ ‫العامل الإ�سالمي وخا�صة ما ورد يف خطابه الذي‬ ‫‪26‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫�أدلى به يف وا�شنطن العا�صمة فيما يتعلق بالتيارات‬ ‫املت�صاعدة للإ�سالموفوبيا وخطاب الكراهية‬ ‫ومحاوالت ربط الإرهاب بالإ�سالم‪.‬‬ ‫كما بحث الأمني العام ووزير اخلارجية �أي�ضا مختلف‬ ‫ال�سبل والو�سائل لزيادة تعزيز التعاون القوي بني‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي والأردن‪.‬‬ ‫كما التقى معايل الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني مبعايل‬ ‫ال�شيخ محمد بن عبد الرحمن �آل ثاين وزير اخلارجية‬ ‫بدولة قطر يوم ‪ 2‬ابريل‪ .‬وبحث اللقاء مختلف جوانب‬ ‫التعاون القائمة بني دولة قطر ومنظمة التعاون‬

‫الإ�سالمي خا�صة يف جمال تعزيز العمل الإن�ساين‪ .‬كما‬ ‫ناق�ش اجلانبان تطورات الأو�ضاع يف املنطقة ال�سيما يف‬ ‫�سوريا وفل�سطني‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن �إ�شادته بالدعم املتوا�صل‬ ‫الذي تقدمه دولة قطر لربامج املنظمة م�ستعر�ضا‬ ‫يف االجتماع الرتتيبات التي تقوم بها الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة من �أجل عقد م�ؤمتر وزراء اخلارجية‬ ‫الإ�سالمي القادم يف يوليو ‪ 2017‬ب�ساحل العاج‪،‬‬ ‫والأن�شطة التي تقوم بها املنظمة من �أجل مكافحة‬ ‫الإرهاب والتطرف ف�ضال عن اجلهود التي تبذلها‬ ‫ملواجهة ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬

‫المنظمة تستضيف االجتماع الثاني لمراجعة معاهدة مكافحة اإلرهاب الدولي‬ ‫ا�ست�ضافت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫اجتماعا للدول الأع�ضاء يف املنظمة على م�ستوى‬ ‫اخلرباء القانونيني‪ ،‬وذلك يوم ‪ 13‬فرباير ‪،2017‬‬ ‫ملراجعة معاهدة منظمة التعاون الإ�سالمي ملكافحة‬ ‫الإرهاب الدويل ولبحث م�سودة الربوتوكول الإ�ضايف‬ ‫لهذه املعاهدة‪ .‬وقد تبادل اخلرباء وجهات النظر‬ ‫العامة حول مختلف اجلوانب القانونية لذلك‪ .‬كما‬ ‫جرت �أي�ضا مناق�شات م�ستفي�ضة حول الر�ؤى التي‬ ‫طرحتها الدول الأع�ضاء‪.‬‬

‫وقد �ألقى ال�سفري ع�سكر مو�سينوف‪ ،‬مدير وحدة‬ ‫ال�سلم والأمن وف�ض النزاعات‪ ،‬التابعة لإدارة ال�ش�ؤون‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬كلمة نيابة عن الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �أكد فيها على احلاجة املا�سة لتعزيز التعاون‬ ‫بني الدول الأع�ضاء على مختلف امل�ستويات‪ .‬كما �شدد‬ ‫على �أن مكافحة الإرهاب الدويل ومنع التطرف العنيف‬ ‫هما جماالن “لن نحقق النجاح فيهما �إال من خالل‬ ‫تعزيز التعاون بني جميع الأطراف املعنية»‪.‬‬ ‫و�أكدت الدول الأع�ضاء من جديد على االلتزام بالتعاون‬

‫يف مكافحة الإرهاب والت�صميم على ذلك‪ ،‬كما اتفقت‬ ‫على ال�ضرورة امللحة العتماد بروتوكول �إ�ضايف ملعاهدة‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي ملكافحة الإرهاب الدويل‬ ‫التي اعتمدت يف عام ‪.1999‬‬ ‫ي�أتي االجتماع الثاين للخرباء القانونيني حول‬ ‫الربوتوكول الإ�ضايف ملعاهدة منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ملكافحة الإرهاب الدويل وفقا للقرارات املعنية‬ ‫مبكافحة الإرهاب والتطرف ال�صادرة عن الدورة ‪42‬‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية املنعقدة يف الكويت يف ‪.2015‬‬

‫مسؤولون في االتحاد األوروبي يؤكدون دور المنظمة في تعزيز التسامح‬

‫العثيمني واملفو�ض ال�سامي لالحتاد الأوروبي لل�ش�ؤون اخلارجية موغرييني‬

‫�أدى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬زيارة لربوك�سيل‬ ‫خالل الفرتة ‪ 14‬ـ ‪ 15‬فرباير ‪ 2017‬قام خاللها والوفد‬ ‫املرافق له بلقاءات عديدة مهمة على ال�صعيدين‬ ‫الثنائي واملتعدد الأطراف‪.‬‬ ‫فقد عقد الدكتور العثيمني لقاءات مع املفو�ض ال�سامي‬ ‫لالحتاد الأوروبي لل�ش�ؤون اخلارجية‪ ،‬وال�سيا�سات‬ ‫الأمنية‪ ،‬معايل ال�سيدة فيديريكا موغرييني‪ ،‬ومع نائب‬ ‫رئي�س الوزراء ووزير اخلارجية وال�ش�ؤون الأوروبية‬ ‫البلجيكي‪ ،‬معايل ال�سيد ديديي رايندرز‪ ،‬والأمني‬ ‫العام ملجموعة �إفريقيا والكاريبي واملحيط الهادي‪،‬‬ ‫معايل ال�سيد باتريك �آي كامز‪ ،‬كما كانت له لقاءات‬ ‫وتدخالت خالل “امل�ؤمتر الدويل رفيع امل�ستوى حول‬ ‫الو�ساطة‪ :‬الإمكانات واحلدود – التجربة الأخرية يف‬ ‫تتبع ال�سالم” والذي نظمته وزارة خارجية بلجيكا‪.‬‬ ‫وقد تطرق الأمني العام خالل لقائه باملمثل ال�سامي‬ ‫لالحتاد الأوروبي ملوا�ضيع كان من �أبرزها التعاون بني‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي والدور‬ ‫الذي ت�ضطلع به منظمة التعاون الإ�سالمي يف تعزيز‬ ‫الت�سامح والتعاي�ش ال�سلمي واحرتام الأقليات والتنوع‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫العثيمني ونائب رئي�س الوزراء البلجيكي رايندرز‬

‫و�إ�شراك اجلماعات واملجتمعات امل�سلمة يف �أوروبا يف‬ ‫معاجلة خطر الغلو والتطرف‪.‬‬ ‫من جهتها‪� ،‬شددت ال�سيدة موغرييني على �أهمية‬ ‫التعاون بني االحتاد الأوروبي ومنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬و�أ�شارت �إلى �أن الإ�سالم جزء �أ�سا�سي من‬ ‫�أوروبا مع عدد كبري من امل�سلمني املقيمني يف االحتاد‬ ‫الأوروبي‪ .‬و�أكدت �أن ملنظمة التعاون الإ�سالمي دورا‬ ‫رئي�سيا يف تطوير عالقات االحتاد الأوروبي مع العامل‬ ‫الإ�سالمي و�أي�ضا مع املجتمعات الإ�سالمية يف �أوروبا‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الأمني العام �أن منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ت�شعر بالقلق �إزاء حالة امل�سلمني يف �أوروبا‪ .‬و�أكد �أن‬ ‫املنظمة ترغب يف العمل مع احلكومات الأوروبية‬ ‫بطريقة منفتحة و�شفافة للم�ساعدة ب�أي طريقة ممكنة‬ ‫على حت�سني عالقاتها مع املجتمع الإ�سالمي‪ .‬كما �أ�شار‬ ‫�إلى �أن ق�ضية امل�سلمني يف �أوروبا اثريت خالل اجتماع‬ ‫القمة الإ�سالمية الثالثة ع�شرة يف �إ�سطنبول العام‬ ‫املا�ضي‪ ،‬حيث قرر ر�ؤ�ساء الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ت�شكيل جمموعة ات�صال حول‬ ‫امل�سلمني الأوروبيني‪ .‬وهذا يدل على االهتمام القوي‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي بامل�ساهمة يف العالقات‬

‫الإيجابية بني �أوروبا ومواطنيها امل�سلمني‪.‬‬ ‫كما �أكد الأمني العام على �أهمية تعبئة «الأغلبية‬ ‫ال�صامتة» للم�سلمني لت�صوير ال�صورة احلقيقية‬ ‫للإ�سالم‪ .‬ومن ناحية �أخرى‪� ،‬أ�شار �إلى �أن احلكومات‬ ‫الأوروبية ميكن �أن تعالج امل�شاكل التي يواجهها‬ ‫امل�سلمون من البطالة �أو التعليم �أو الإق�صاء االجتماعي‬ ‫محليا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن ت�أثري الأيديولوجيات الراديكالية‬ ‫هو عامل �أجنبي مت �إدخاله من اخلارج‪ ،‬وهذا هو‬ ‫املكان الذي ميكن ملنظمة التعاون الإ�سالمي واالحتاد‬ ‫الأوروبي العمل معا ل�ضمان ت�ضخيم �أ�صوات امل�سلمني‬ ‫املعتدلني‪.‬‬ ‫كما تطرق الأمني العام خالل نقا�شه مع الوزير‬ ‫رايندرز لق�ضايا مماثلة‪ ،‬واتفقا‪ ،‬ف�ضال عن ذلك‪ ،‬على‬ ‫العمل على تطوير �إطار للمزيد من التعاون املنتظم‬ ‫بني املنظمة وبلجيكا‪ .‬وتركز نقا�شه مع الأمني العام‬ ‫ملجموعة �إفريقيا والكاريبي واملحيط الهادي على‬ ‫التعاون االقت�صادي و�أكد ب�شكل خا�ص على تعزيز‬ ‫التجارة واال�ستثمارات والأمن الغذائي وتعزيز التفاعل‬ ‫من �أجل �إ�ضفاء ال�صبغة الر�سمية على العالقات بني‬ ‫املنظمة واملجموعة‪.‬‬ ‫كما �أجرى وفد منظمة التعاون الإ�سالمي م�شاورات‬ ‫ثنائية مع نظرائه يف االحتاد الأوروبي‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫مبثابة �أول خطوة نحو تفعيل مذكرة التفاهم املربمة‬ ‫بني منظمة التعاون الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي‬ ‫واملوقعة عام ‪.2015‬‬ ‫وح�ضر الأمني العام للمنظمة م�ؤمتر ميونيخ لل�سالم‬ ‫ب�أملانيا تلبية لدعوة من وزير خارجية �أملانيا يوم ‪17‬‬ ‫فرباير ‪.2017‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪27‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬ ‫السفير عالم يلتقي بالنائب األول للمفتي العام‬ ‫لروسيا االتحادية ومستشار الرئيس األفغاني للشؤون الدينية‬

‫ا�ستقبل الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫ال�سفري عبد اهلل بن عبد الرحمن عامل مبقر الأمانة‬ ‫العامة يف ‪ 20‬فرباير ‪ 2017‬ال�شيخ رو�شان عبا�سوف‪،‬‬ ‫النائب الأول للمفتي العام لرو�سيا االحتادية‪ ،‬وال�سفري‬ ‫�أوليغ �أوزيروف‪ ،‬املمثل الدائم للبعثة الرو�سية املراقبة‬ ‫الدائمة لدى منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والوفد املرافق‬ ‫له‪.‬‬ ‫و ّمت خالل اللقاء ا�ستعرا�ض العالقات الثنائية املتميزة‬ ‫بني املنظمة ورو�سيا االحتادية وتبادل وجهات النظر‬ ‫حول الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وع ّبـر ال�شيخ رو�شان عبا�سوف عن تقديره العميق‬

‫جلهود منظمة التعاون الإ�سالمي يف مواجهة التحديات‬ ‫التي تواجه العامل الإ�سالمي‪ ،‬واعتزاز م�سلمي رو�سيا‬ ‫بانت�سابهم �إلى املنظمة‪.‬‬ ‫و�أ ّكـد الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية على دعم‬ ‫املنظمة املتوا�صل مل�سلمي رو�سيا‪ ،‬م�شيدا بتعاي�شهم يف‬ ‫�سالم ووئام مع املواطنني من �أتباع الديانات الأخرى‪.‬‬ ‫املهم الذي تلعبه الإدارة‬ ‫ون ّوه ال�سفري عامل بالدور ّ‬ ‫الدينية مل�سلمي رو�سيا يف دعم الثقافة الإ�سالمية‬ ‫و�إثرائها‪.‬‬ ‫كما ا�ستقبل ال�سفري عامل مبقر الأمانة العامة يوم‬ ‫‪ 22‬فرباير ‪ 2017‬م�ست�شار فخامة رئي�س جمهورية‬

‫�أفغان�ستان لل�ش�ؤون الدينية ال�سيد محمد قا�سم‬ ‫حليمي‪ ،‬والوفد املرافق له‪ ،‬وعرب �سعادة م�ست�شار رئي�س‬ ‫اجلمهورية عن تقديره العايل جلهود منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف مواجهة التحديات التي تواجه العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وجهودها لدعم الق�ضية الأفغانية‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية على‬ ‫دعم املنظمة املتوا�صل لوحدة �أفغان�ستان و�أمنها‬ ‫وا�ستقرارها واحلفاظ على �سيادتها و�سالمة �أرا�ضيها‪.‬‬ ‫ونوه ال�سفري عامل �إلى �أهمية م�ؤمتر العلماء املزمع‬ ‫عقده ب�ش�أن ال�سلم والأمن يف �أفغان�ستان للم�ساهمة يف‬ ‫حتقيق امل�صاحلة الوطنية يف البالد‪.‬‬

‫منظمة التعاون تستضيف الجولة األولى من المشاورات الثنائية مع ألمانيا وإيطاليا‬

‫الوفد الإيطايل يف اجتماع امل�شاورات الثنائية‬

‫انعقدت يف مقر الأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي بجدة‪ ،‬يف ‪ 27‬فرباير ‪ ،2017‬اجلولة الأولى‬ ‫من امل�شاورات ال�سيا�سية الثنائية بني املنظمة و�أملانيا‪،‬‬ ‫وتر�أ�س وفدي الأمانة العامة و�أملانيا‪ ،‬على التوايل‪ ،‬كل‬ ‫من ال�سفرية �سابينه �شبارفا�سر‪ ،‬املدير العام لدائرة‬ ‫�أفريقا و�آ�سيا و�أمريكا الالتنية وال�شرقني الأدنى‬ ‫والأو�سط واملمثل اخلا�ص جلمهورية �أملانيا االحتادية‬ ‫لدى �أفغان�ستان وباك�ستان‪ ،‬وال�سفري ه�شام يو�سف‪،‬‬ ‫الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية بالأمانة العامة‬ ‫للمنظمة‪ .‬وعقد الوفد الأملاين‪ ،‬قبل بدء امل�شاورات‬ ‫الثنائية‪ ،‬لقاء وديا مع معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني‪ ،‬الأمني العام للمنظمة الذي رحب ب�أع�ضاء‬ ‫الوفد و�أكد حر�ص املنظمة القوي على االنخراط مع‬ ‫�أملانيا يف جهود تعزيز التعاون الثنائي‪.‬‬ ‫وتبادل الطرفان وجهات النظر حول جمموعة مختلفة‬ ‫من الق�ضايا الدولية والإقليمية‪ ،‬مبا يف ذلك التطورات‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫التي ت�شهدها منطقة ال�شرق الأو�سط‪ .‬كما مت التطرق‬ ‫خالل تلك املناق�شات ال�صريحة واملكثفة لأزمة‬ ‫الالجئني يف العامل‪ ،‬وامل�ساعدات الإن�سانية‪ ،‬والإرهاب‪،‬‬ ‫وغريها من الق�ضايا الأخرى ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫وتعهد اجلانبان مبوا�صلة العمل �سوية يف العديد من‬ ‫املجاالت‪ ،‬وخا�صة فيما يتعلق مبكافحة الغلو والتطرف‬ ‫العنيف والإرهاب‪ ،‬وكذا يف املجاالت املرتبطة بتطوير‬ ‫العلوم والتكنولوجيا والرتبية والتعليم وبناء القدرات‪.‬‬ ‫وقد �أر�ست هذه اجلولة الأولى من امل�شاورات الثنائية‬ ‫بني املنظمة و�أملانيا الأ�س�س الالزمة لتعزيز التعاون‬ ‫فيما بينهما يف امل�ستقبل و�ستعقد �سنويا وبالتناوب يف‬ ‫كل من برلني وجدة‪.‬‬ ‫من جهة �أخر‪ ،‬انعقدت �أول جولة للم�شاورات الثنائية‬ ‫بني �إيطاليا ومنظمة التعاون اال�سالمي مبقر املنظمة‬ ‫يف جدة يوم ‪ ٩‬مار�س ‪ .٢٠١٧‬وتر�أ�س الوفد االيطايل‬ ‫رفيع امل�ستوى معايل وكيل وزارة اخلارجية والتعاون‬

‫الوفد الأملاين يجتمع بالأمني العام‬

‫الدويل فين�سينزو اماندوال‪ ،‬ووفد املنظمة الأمني العام‬ ‫امل�ساعد للعلوم والتكنولوجيا ال�سفري محمد نعيم خان‪.‬‬ ‫�أثناء االجتماع تبادل الطرفان وجهات النظر حول‬ ‫الق�ضايا الإقليمية والدولية املختلفة ذات االهتمام‬ ‫امل�شرتك‪.‬‬ ‫وبحث االجتماع تطورات الأو�ضاع يف فل�سطني‬ ‫والنزاعات امل�سلحة يف املنطقة بجانب �أو�ضاع‬ ‫املجتمعات امل�سلمة يف �أوروبا ومكافحة الإرهاب‬ ‫والتطرف‪ .‬من جهة �أخرى ا�ستعر�ض اجلانبان �آفاق‬ ‫التعاون الثنائي بني املنظمة و�إيطاليا و�سبل دعمها‬ ‫يف جميع املجاالت وخا�صة يف املجال االقت�صادي ويف‬ ‫العلوم والتكنلوجيا وتقدمي املنح الدرا�سية والتدريب‪.‬‬ ‫وتهدف امل�شاورات �إلى تعميق العالقات بني �إيطاليا‬ ‫واملنظمة‪ .‬واتفق الطرفان على النظر يف عقد هذه‬ ‫امل�شاورات الثنائية �سنويا بالتناوب بني روما وجدة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫المنظمة‬

‫أخبار‬

‫الرئيس اإليفواري يستقبل األمين العام في أبيدجان‬

‫وكان اللقاء منا�سب ًة لتبادل الآراء بني الرئي�س واتارا والأمني العام للمنظمة حول‬ ‫جمل ٍة من الق�ضايا والتحديات التي تواجه العامل الإ�سالمي‪ ،‬ويف مقدمتها ق�ضية‬ ‫فل�سطني والقد�س‪ ،‬وظاهرتا الإرهاب والتطرف‪ ،‬حيث �أكد اجلانبان على �أهمية‬ ‫تعزيز �أوا�صر التعاون بني الدول الأع�ضاء من �أجل بلورة نهج �إ�سالمي م�شرتك يكفل‬ ‫التعاطي الفعال مع التحديات القائمة وامل�ستجدة‪.‬‬ ‫وتناول الطرفان اال�ستعدادات اجلارية لتنظيم الدورة الرابعة والأربعني الجتماع‬ ‫جمل�س وزراء خارجية الدول الأع�ضاء املقرر عقدها يف جمهورية كوت ديفوار خالل‬ ‫�شهر يوليو ‪.2017‬‬ ‫ويف �سياقٍ مت�صل‪ ،‬عقد الأمني العام جل�سة عمل مع معايل مار�سيل �أمون تانوه‪،‬‬ ‫فخامة رئي�س كوت ديفوار ي�ستقبل الأمني العام يف �أبيدجان‬ ‫وزير خارجية كوت ديفوار‪ ،‬الذي ن ّوه بالتن�سيق الوثيق واملتوا�صل مع الأمانة العامة‬ ‫ا�ستقبل رئي�س جمهورية كوت ديفوار‪ ،‬فخامة احل�سن واتارا‪ ،‬يوم ‪ 10‬مار�س ‪ 2017‬للمنظمة يف �أفق عقد الدورة الإ�سالمية القادمة على امل�ستوى الوزاري‪ .‬ومن جهته‪،‬‬ ‫بالق�صر الرئا�سي يف العا�صمة �أبيدجان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أ�شاد العثيمني مبا مل�سه من �إرادة قوية لدى �سلطات �أبيدجان لالنخراط بفعالية يف‬ ‫معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬يف �إطار زيارة العمل التي �أجراها العثيمني مختلف �أن�شطة وبرامج املنظمة وبذل امل�ساعي ال�ضرورية لإجناح الدورة الوزارية‬ ‫�إلى جمهورية كوت ديفوار‪ ،‬الدول الع�ضو يف املنظمة‪.‬‬ ‫املقبلة‪.‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» توقع مذكرة تفاهم مع المركز اإلسالمي الدولي للمصالحة والتحكيم‬ ‫وقعت منظمة التعاون الإ�سالمي واملركز الإ�سالمي‬ ‫الدويل للم�صاحلة والتحكيم ـ مقره مدينة دبي ـ مذكرة‬ ‫تفاهم‪ ،‬بهدف �إقامة �شراكة تعاون بني الطرفني يف‬ ‫جمال حل النزاعات اال�ستثمارية والتجارية وتبادل‬ ‫اخلربات واال�ست�شارات واملعلومات وتنظيم الندوات‬ ‫وامل�ؤمترات والربامج التدريبية املتخ�ص�صة‪.‬‬

‫وجرت مرا�سم التوقيع يوم ‪ 20‬مار�س ‪ 2017‬يف مقر‬ ‫الأمانة العامة للمنظمة يف مدينة جدة‪ ،‬حيث وقعها عن‬ ‫املنظمة الأمني العام‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني‪ ،‬وعن املركز رئي�س جمل�س الأمناء‪ ،‬معايل‬ ‫ال�سيد ماجد بن ب�شري املهريي‪.‬‬ ‫ومبوجب مذكرة التفاهم‪ ،‬يعمل اجلانبان على تنظيم‬

‫فعاليات علمية م�شرتكة بهدف التعريف بامل�صاحلة‬ ‫والتحكيم وت�شجيع اللجوء �إليهما ك�أداة من �أدوات‬ ‫ت�شجيع وحماية اال�ستثمار بني الدول الإ�سالمية‪ .‬كما‬ ‫يقدم املركز برامج تدريبية متخ�ص�صة يف اجلوانب‬ ‫القانونية وال�شرعية للتحكيم واملعامالت املالية‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬

‫العثيمين يستقبل وفدا من جمهورية إنغوشيتيا باالتحاد الروسي‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬يف مكتبه يف جدة‬ ‫يوم ‪� 4‬أبريل ‪ ،2017‬كال من ال�سيد بيالن خام�شييف‪،‬‬ ‫ع�ضو جمل�س االحتاد يف اجلمعية الفيدرالية باالحتاد‬ ‫الرو�سي (املجل�س الأعلى يف الربملان الرو�سي)‪ ،‬وال�سيد‬ ‫�أوماالت تور�شخويف‪ ،‬وزير التنمية االقت�صادية يف‬

‫جمهورية �إنغو�شيتيا باالحتاد الرو�سي‪ ،‬والوفد املرافق‬ ‫لهما‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض اجلانبان امل�ستوى احلايل من التعاون بني‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي واالحتاد الرو�سي يف كافة‬ ‫املجاالت مبا يف ذلك تو�سيع التجارة والتعاون مع‬ ‫جمهورية �إنغو�شيتيا يف ن�شر املنتجات املالية الإ�سالمية‪،‬‬

‫�إلى غري ذلك من الربامج االجتماعية واالقت�صادية‬ ‫والثقافية‪ .‬و�أعرب كال اجلانبني عن رغبتهما يف تعميق‬ ‫التعاون الثنائي من خالل تبادل الزيارات على �أعلى‬ ‫امل�ستويات‪ ،‬كما اتفقا على �إجراء ات�صاالت منتظمة من‬ ‫خالل م�س�ؤوليهما من �أجل حتديد �سبل تطوير وتعزيز‬ ‫هذه العالقات‪.‬‬

‫السفيرة نسيمة تسلم أوراق اعتمادها مراقبة دائمة‬ ‫للتعاون اإلسالمي لدى األمم المتحدة في جنيف‬

‫�س َّلمت ال�سفرية ن�سيمة َبغلي‪ ،‬يوم ‪� 3‬أبريل ‪ ،2017‬للمدير العام ملكتب الأمم املتحدة يف جنيف‬ ‫ال�سيد مايكل مولر‪� ،‬أوراق اعتمادها مراقب ًة دائم ًة جديد ًة ملنظمة التعاون الإ�سالمي لدى املنظمة‬ ‫الأممية‪.‬‬ ‫وخالل احلفل الذي �أقيم بهذه املنا�سبة‪� ،‬أعربت ال�سفرية َبغلي وكذلك ال�سيد مولر عن �إ�شادتهما‬ ‫بامل�ستوى املتميز للعالقات بني املنظمتني‪ ،‬وتعهدا كالهما مبوا�صلة العمل على تو�سيع نطاق‬ ‫التعاون الثنائي‪ ‬بني امل�ؤ�س�ستني وتقويته‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪29‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬

‫العثيمين يناشد الدول األعضاء إيجاد حل لتناقص موارد صندوق التضامن اإلسالمي‬ ‫�إمكانياته لتلبية مختلف حاجات الأمة الإ�سالمية يف الوقت الذي تواجه فيه الكثري‬ ‫من التحديات جراء احلروب والكوارث الطبيعية‪ ،‬مما ي�ستوجب الت�ضامن الفعال‬ ‫وتوحيد ال�صف‪.‬‬ ‫كما نا�شد العثيمني الدول الإ�سالمية الأع�ضاء �إيجاد حل لتناق�ص موارد ال�صندوق‬ ‫ودعمه ملواجهة التحديات ولتطوير عمله ولتو�سيع دائرة انت�شاره ليقوم بدوره بتحقيق‬ ‫�أهدافه ال �سيما مهماته الإن�سانية النبيلة كبناء امل�ست�شفيات واملدار�س واملراكز‬ ‫الإ�سالمية ومتويل اجلمعيات اخلريية‪ ،‬و�شكر معايل الأمني العام‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية ودولة الإمارات العربية املتحدة وجمهورية تركيا لتربعها الطوعي الدائم‪.‬‬ ‫من جانبه‪� ،‬ألقى ال�سفري نا�صر عبد اهلل الزعابي‪ ،‬رئي�س املجل�س الدائم ل�صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬كلمة �أوجز فيها �إجنازات ال�صندوق يف البلدان الإ�سالمية‬ ‫اجلل�سة االفتتاحية لأعمال الدورة احلادية وال�ستني للمجل�س الدائم ل�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي‬ ‫الفقرية والتي بلغت ‪ ٢٥٩٥‬م�شروع ًا بتكلفة اجمالية �أكرث من ‪ ٢٢٠‬مليون دوالر‬ ‫افتتح معايل الأمني العام ملنظمة التعاون اال�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أمريكي‪ ،‬حيث ا�ستفادت منها ‪ ١٣٨‬دولة من دول املنظمة والأقليات امل�سلمة حول‬ ‫�أحمد العثيمني‪� ،‬أعمال الدورة احلادية وال�ستني للمجل�س الدائم ل�صندوق الت�ضامن العامل‪.‬‬ ‫الإ�سالمي والتي عقدت يومي ‪ ٣‬و‪� ٤‬إبريل ‪ ،2017‬مبقر املنظمة يف جدة‪.‬‬ ‫وتطرق الزعابي �إلى العديد من املحطات املهمة يف م�سار ال�صندوق احلافل يف �صعيد‬ ‫و�أفاد معايل الأمني العام يف م�ستهل كلمته‪� ،‬أن من �أهم القرارات التاريخية التي التمويل اجلزئي �أو الكلي للم�شاريع الإ�سالمية والثقافية واالجتماعية وال�صحية‬ ‫�صدرت عن قمة الإ�سالمية الثانية املنعقدة يف مدينة الهور الباك�ستانية يف عام والتعليمية يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬م�ستعر�ضا ن�شاطات ال�صندوق بني الدورتني ال�سابقة‬ ‫‪ ،١٩٧٤‬قرار �إن�شاء �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي حيث بلور هذا القرار اخلطوات واحلالية حيث بلغ عدد امل�شاريع التي �ساهم ال�صندوق يف دعمها‪ 44‬م�شروعا مببلغ‬ ‫العملية الأولىلرت�سيخ مفهوم الت�ضامن اال�سالمي بني كافة امل�سلمني يف م�شارق‬ ‫‪ 4.603‬ماليني دوالر‪ ،‬كما قدم دعما لبع�ض اجلامعات‬ ‫الأر�ض ومغاربها‪.‬‬ ‫دعم المشاريع هو العمود الإ�سالمية وعلى ر�أ�سها اجلامعتني الإ�سالميتني يف �أوغندا‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إلى �أن ال�صندوق �أثبت فاعليته من‬ ‫والنيجر‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى تقدميه م�ساعدات طارئة لالجئني‬ ‫خالل متويله للأن�شطة التعليمية والثقافية وال�صحية‬ ‫الفقري لنشاط الصندوق‬ ‫ال�سوريني يف لبنان والأردن لتغطية جزء من االحتياجات‬ ‫واالجتماعية ل�صالح ال�شعوب الإ�سالمية يف �إطار منظمة‬ ‫الطبية والعالجية‪.‬‬ ‫ومن أهم أهدافه‪ ،‬لذلك‬ ‫التعاون اال�سالمي‪ ٬‬و�أن التجربة واملمار�سة واالح�صائيات‬ ‫و�أكد الزعابي �أن دعم امل�شاريع هو العمود الفقري لن�شاط‬ ‫يولي الصندوق الزيارات‬ ‫املتوفرة تدل على �أهمية ال�صندوق يف خدمة الأمة‬ ‫ال�صندوق ومن �أهم �أهدافه‪ ،‬لذلك يويل ال�صندوق‬ ‫الإ�سالمية يف �شتى املجاالت‪.‬‬ ‫الميدانية للمشاريع أهمية الزيارات امليدانية للم�شاريع �أهمية ق�صوى لالطالع عليها‬ ‫جماالت‬ ‫يف‬ ‫ال�صندوق‬ ‫أن�شطة‬ ‫واعترب العثيمني �أن تنوع �‬ ‫قصوى لالطالع عليها مباشرة مبا�شرة ومتابعة مراحل تنفيذها‪ ،‬كما يتلم�س امل�ستفيدين‬ ‫التعليم والرتبية والبحث العلمي والتقني والتنمية الثقافية‬ ‫من خدماتها على كافة القطاعات االغاثية والتعليمية‬ ‫واالجتماعية والفكرية‪ ،‬برهان على �أنه يعمل يف حدود‬ ‫ومتابعة مراحل تنفيذها‬ ‫وال�صحية واالجتماعية‪.‬‬

‫األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي يقوم بزيارة رسمية إلى باكستان‬ ‫قام الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬بزيارة ر�سمية هي‬ ‫الأولى له �إلى �إ�سالم �أباد يف الفرتة من ‪� 9‬إلى ‪� 11‬أبريل‬ ‫‪ .2017‬والتقى الأمني العام‪ ،‬برئي�س الدولة‪ ،‬فخامة‬ ‫ال�سيد م�أمون ح�سني‪ ،‬ورئي�س الوزراء‪ ،‬ال�سيد نواز‬ ‫ال�شريف‪ ،‬ووزير الداخلية‪ ،‬ال�سيد �شودري علي خان‪،‬‬ ‫وم�ست�شار رئي�س الوزراء املعني بالأمن القومي وال�ش�ؤون‬ ‫اخلارجية‪ ،‬ال�سيد �سرتاج عزيز‪.‬‬ ‫و�أكد الدكتور العثيمني يف اللقاء‪ ،‬املوقف املبدئي‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي امل�ؤيد ت�أييد ًا كام ًال للحقوق‬ ‫‪30‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫امل�شروعة لل�شعب الك�شمريي وفق ًا لقرارات الأمم‬ ‫املتحدة‪ .‬كما بحث الأمني العام وكبار امل�س�ؤولني‬ ‫الباك�ستانيني جمموعة من الق�ضايا الرئي�سية احلا�ضرة‬ ‫يف جدول �أعمال منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫مكافحة التطرف والإرهاب‪ ،‬والنزاعات الإقليمية‪،‬‬ ‫والإ�سالموفوبيا وانت�شار ر�سائل الكراهية �ضد اال�سالم‬ ‫وامل�سلمني‪ ،‬ف�ضال عن ال�سبل والو�سائل الكفيلة بدعم‬ ‫امل�سلمني فى البلدان غري الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬كما‬ ‫ا�ستعر�ض اجلانبان التح�ضريات اجلارية لعقد القمة‬ ‫الإ�سالمية القادمة حول العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬املقررة‬

‫يف �سبتمرب ‪ 2017‬يف �أ�ستانا بجمهورية كازاخ�ستان‪.‬‬ ‫والتقى الأمني العام كذلك بعدد من �أع�ضاء الربملان‬ ‫الباك�ستانيني وناق�ش معهم الق�ضايا ذات االهتمام‬ ‫امل�شرتك‪ .‬كما اجتمع مع رئي�س �آزاد جامو وك�شمري‬ ‫الذي �أطلعه على �آخر التطورات يف جامو وك�شمري‪.‬‬ ‫كما زار الأمني العام‪� ،‬أثناء وجوده يف �إ�سالم �أباد‪ ،‬مقر‬ ‫اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي التابعة‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي (كوم�ستيك) ّ‬ ‫واطلع على‬ ‫براجمها و�أن�شطتها‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫حقوق اإلنسان‬

‫العثيمين‪ :‬اإلسالموفوبيا تكتسي طابعًا مؤسسيًا بالتدريج‬

‫الرئي�س الفل�سطيني محمود عبا�س يخاطب اجلزء الرفيع امل�ستوى من الدورة (‪ )34‬ملجل�س حقوق الإن�سان بالأمم املتحدة (اي بي ايه)‬

‫وحقوق الإن�سان والتنمية‪.‬‬ ‫كما حذر الأمني العام لالمم املتحدة انطونيو غوتريي�س فى ت�صريحاته للمجل�س من‬ ‫تزايد «الظاهرة ال�ضارة لل�شعبانية والتطرف التي تتغذى على بع�ضها البع�ض فى موجة‬ ‫من العن�صرية املتنامية وكراهية الأجانب ومعاداة ال�سامية والكراهية �ضد امل�سلمني‬ ‫وغري ذلك من �أ�شكال التع�صب‪ .‬وتواجه الأقليات واملجتمعات الأ�صلية وغريهم متييزا‬ ‫و�إ�ساءة معاملة يف جميع �أنحاء العامل»‪.‬‬ ‫وقال غوتريي�س‪ ،‬ب�صفته الأمني العام للأمم املتحدة‪� ،‬إنه «م�صمم على رفع م�ستوى‬ ‫حقوق الإن�سان والتحدث كلما دعت ال�ضرورة‪ .‬و�س�أبذل ق�صارى جهدي للدفاع عن‬ ‫املدافعني‪ .‬و�سوف نبني عاملا �أكرث �أمنا وا�ستقرارا لأطفالنا ونحن ندرك الرتابط بني‬ ‫ال�سالم والتنمية وحقوق الإن�سان‪ .‬و�سنقدم الأمن من خالل النهو�ض بالكرامة والعدالة‬ ‫وامل�ساواة و�سيادة القانون»‪.‬‬ ‫وعقد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬خالل زيارته �إلى جنيف‪ ،‬لقاءات مع‬ ‫مفو�ض الأمم املتحدة ال�سامي حلقوق الإن�سان‪ ،‬ال�سيد زيد رعد احل�سني‪ ،‬ووزير‬ ‫خارجية دولة فل�سطني‪ ،‬الدكتور ريا�ض املالكي‪ ،‬ووزير خارجية كوت ديفوار‪ ،‬ال�سيد‬ ‫مار�سيل �أمون تانوه‪ ،‬واملمثل الدائم ل�سوي�سرا لدى مكتب الأمم املتحدة يف جنيف‪،‬‬ ‫ال�سيد فالنتني زيلويجر‪.‬‬

‫جنيف‪� :‬أعرب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني‪ ،‬عن قلقه ال�شديد �إزاء الطابع امل�ؤ�س�سي الذي �أ�صبحت تكت�سيه بالتدريج‬ ‫ظاهرة الإ�سالموفوبيا التي ت�شكّل �إهانة حلقوق الإن�سان ولكرامة امل�سلمني‪.‬‬ ‫و�أ�شار العثيمني‪ ،‬الذي �أطلق هذا التحذير يف مداخلة له خالل اجلزء الرفيع امل�ستوى‬ ‫من الدورة (‪ )34‬ملجل�س حقوق الإن�سان بالأمم املتحدة يوم ‪ 1‬مار�س ‪ 2017‬يف جنيف‪،‬‬ ‫�إلى �أن تنامي الكراهية الدينية والتطرف الديني الناجم عنها‪ ،‬وال �سيما التمييز �ضد‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬قد بلغ م�ستويات مثرية للقلق‪ .‬و�أ�ضاف �أن قيود ًا �شاملة و�سيا�سات متييزية قد الدورة الرابعة والثالثون للجنة حقوق اإلنسان‬ ‫ُفر�ضت على امل�سلمني على �أ�سا�س دينهم ال غري‪.‬‬ ‫عقدت الدورة الرابعة والثالثون ملجل�س حقوق الإن�سان يف الفرتة من ‪ 27‬فرباير �إلى ‪24‬‬ ‫وقال الأمني العام �إن ال�سيا�سة اليمينية املتطرفة ت�شهد تنامي ًا م�ستمر ًا وتقوم على مار�س ‪ .2017‬وقدم ال�سيد زيد رعد احل�سني‪ ،‬املفو�ض ال�سامي للأمم املتحدة حلقوق‬ ‫معادلة غاية يف االختزال هي «نحن» �ضد «هم»‪.‬‬ ‫الإن�سان تقريره ال�سنوي و�أطلع املجل�س على الو�ضع يف �أكرث من ‪ 30‬بلدا ومنطقة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائال‪« :‬هذا هو ال�سيناريو املخيف لعامل غري مت�سامح ال �أحد منا يود �أن يعي�ش و�أدلى ممثل باك�ستان ببيان با�سم الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي م�ؤكدا‬ ‫�أطفالنا فيه‪ .‬لذلك يتعني علينا �أن نتحمل م�س�ؤولياتنا‪ .‬ومنظمة التعاون الإ�سالمي على �ضرورة �إر�سال ر�سالة قوية �إلى الدمياغوجيني وال�شعبيني الذين يحر�ضون على‬ ‫ملتزمة باال�ضطالع بدورها»‪.‬‬ ‫الكراهية والتع�صب لأن كلماتهم و�أفعالهم �سترتتب عليها عواقب وخيمة‪.‬‬ ‫وتطرق الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف معر�ض حديثه‪� ،‬إلى املعاملة التي وقدم املفو�ض ال�سامي حلقوق الإن�سان يف تقريره �أي�ضا ملحة عامة عن الأولويات‬ ‫يلقاها �أفراد طائفة الروهينجيا امل�سلمة يف ميامنار باعتبارها �شك ًال �آخر من �أ�سو�أ املوا�ضيعية ملكتبه‪ ،‬مبا يف ذلك‪ ،‬يف جملة �أمور‪ ،‬الأن�شطة الرامية �إلى تعزيز الآليات‬ ‫�أ�شكال الإ�سالموفوبيا‪ ،‬و�أو�ضح يف هذا ال�صدد �أن التقرير الأخري ال�صادر عن مكتب الدولية حلقوق الإن�سان؛ وتعزيز امل�ساواة ومكافحة التمييز؛ ومكافحة الإفالت من‬ ‫مفو�ض الأمم املتحدة ال�سامي حلقوق الإن�سان ي�ؤكد مخاوف منظمة التعاون الإ�سالمي العقاب وتعزيز امل�ساءلة و�سيادة القانون؛ و�إدماج حقوق الإن�سان يف التنمية ويف املجال‬ ‫وي�صف انتهاكات حقوق الإن�سان التي ترتكب �ضد الروهينجيا ب�أدق تفا�صيلها‪.‬‬ ‫االقت�صادي؛ وتو�سيع احليز الدميقراطي والإنذار املبكر وحماية حقوق الإن�سان يف‬ ‫وجدد الأمني العام بهذه املنا�سبة دعوته �إلى حكومة ميامنار ل�ضمان‬ ‫حاالت ال�صراع والعنف وانعدام الأمن‪.‬‬ ‫حماية حق �سكانها من الروهينجيا امل�سلمني يف احلياة والرفاه‪.‬‬ ‫وح�ضر وفد منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي و�شارك يف عدة حلقات نقا�ش‪.‬‬ ‫كما تطرق العثيمني �إلى الو�ضع املتدهور يف فل�سطني وحثّ املجتمع‬ ‫واعتمدت الدورة الرابعة والثالثون للجنة حقوق الإن�سان القرارات‬ ‫الدويل‪ ،‬مبا يف ذلك جمل�س حقوق الإن�سان‪ ،‬على الوقوف �صف ًا واحد ًا‬ ‫اخلم�سة التي ترعاها منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬ثالثة منها على‬ ‫ل�شجب الإجراءات الإ�سرائيلية الرامية �إلى �إ�ضفاء ال�شرعية على‬ ‫فل�سطني‪« :‬امل�ستوطنات الإ�سرائيلية يف الأر�ض الفل�سطينية املحتلة‪،‬‬ ‫م�ستوطناتها والتنديد بهجومها على مبد�أ حل الدولتني وب�سيا�سات‬ ‫مبا فيها القد�س ال�شرقية‪ ،‬ويف اجلوالن ال�سوري املحتل»‪ ،‬و»حق ال�شعب‬ ‫الف�صل العن�صري التي تنهجها‪.‬‬ ‫الفل�سطيني يف تقرير امل�صري» و»حالة حقوق الإن�سان يف الأر�ض‬ ‫وحث الأمني العام كذلك جمل�س حقوق الإن�سان على معاجلة محنة‬ ‫الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬مبا فيها القد�س ال�شرقية «؛ بالإ�ضافة �إلى‬ ‫ال�شعب الك�شمريي ومحنة امل�سلمني يف �سوريا وجمهورية �أفريقيا‬ ‫«حقوق الإن�سان يف اجلوالن ال�سوري املحتل»‪ .‬وهناك �أي�ضا قرار ب�ش�أن‬ ‫الو�سطى‪ ،‬م�ضيف ًا �أن الأمم املتحدة ال تزال �أف�ضل �أمل للت�صدي للعدد‬ ‫«مكافحة التع�صب والقولبة ال�سلبية والو�صم والتمييز والتحري�ض على‬ ‫زيد رعد احل�سني (اي بي ايه)‬ ‫العنف والعنف �ضد الأ�شخا�ص على �أ�سا�س الدين �أو املعتقد»‪.‬‬ ‫الهائل من التحديات التي تواجهها الب�شرية يف جماالت ال�سلم والأمن‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪31‬‬


‫حقوق اإلنسان‬ ‫تقرير األمم المتحدة يعزز‬ ‫مخاوف منظمة التعاون اإلسالمي من‬

‫“الوحشية المدمرة”‬ ‫ضد الروهينجيا‬ ‫يانغي يل‪ ،‬املقررة اخلا�صة املعنية بحالة حقوق الإن�سان يف ميامنار‪ ،‬يف م�ؤمتر �صحايف بعد �أن قدمت‬ ‫تقريرها �إلى الدورة الرابعة والثالثني للجنة حقوق الإن�سان (اي بي ايه)‬

‫جنيف ‪� -‬أعربت منظمة التعاون الإ�سالمي مرار ًا‬ ‫عن �إدانتها ملا ميار�س من عنف واعتداء �ضد �أقلية‬ ‫الروهينجيا امل�سلمة يف ميامنار‪ ،‬وهو ما �أعيد الت�أكيد‬ ‫عليه يف التقرير الأخري ال�صادر عن مفو�ضية الأمم‬ ‫املتحدة حلقوق الإن�سان يف ‪ 3‬فرباير ‪.2017‬‬ ‫وقد �أو�ضح التقرير‪ ،‬بتف�صيل دقيق‪ ،‬الهجمات ال�شر�سة‬ ‫التي ترتكب �ضد الروهينجيا يف والية �أراكان �شمايل‬ ‫ميامنار‪ ،‬والتي مل تقت�صر على العنف �ضد الأفراد‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل �شملت �أي�ضا تدمري املنازل والإمدادات‬ ‫الغذائية وم�صادر الغذاء‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إلى خلق‬ ‫بيئة عدائية تهدد �سالمة املدنيني وترقى �إلى عمليات‬ ‫الت�شريد الق�سري‪.‬‬ ‫وتعمل هذه التقارير على تعزيز قلق املنظمة من‬ ‫�أن هناك �أمناط ًا طويلة الأمد من العنف واالعتداء‬ ‫ف�ض ًال عن التمييز املت�أ�صل و�سيا�سات اال�ستبعاد �ضد‬ ‫الروهينجيا‪.‬‬ ‫كما �أ�شار تقرير مفو�ضية الأمم املتحدة حلقوق‬ ‫الإن�سان �إلى �أن �ضحايا �أعمال القتل والعنف اجلن�سي‬ ‫واالعتقال الق�سري والتعذيب ا�س ُتهدِ فوا من قبل قوات‬ ‫الأمن احلكومية على �أ�سا�س انتمائهم �إلى عرقية معينة‬ ‫ودين بعينه‪.‬‬ ‫واملنظمة تكرر الدعوة التي وجهها جمل�س وزراء‬ ‫خارجية منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬خالل الدورة‬ ‫اال�ستثنائية التي عقدت يف ‪ 19‬يناير ‪ 2017‬يف‬ ‫كواالملبور‪� ،‬إلى حكومة ميامنار من �أجل‪� :‬أ) اتخاذ‬ ‫تدابري فعالة للحيلولة دون تفاقم الأزمة يف والية‬ ‫�أراكان‪ .‬ب) �إجراء حتقيق م�ستقل و�شفاف يف حوادث‬ ‫العنف التي وقعت‪ .‬ج) �إتاحة الفر�صة للو�صول غري‬ ‫امل�شروط ودون �أي عوائق جلميع الأطراف‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك املنظمات الإقليمية والدولية‪ ،‬لتقدمي امل�ساعدة‬ ‫الإن�سانية التي ت�شتد احلاجة �إليها جلميع املت�ضررين‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫تقرير مفوضية األمم المتحدة لحقوق‬ ‫اإلنسان‬

‫ذكرت مفو�ضية الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‪ ،‬يف‬ ‫تقريرها ال�صادر يف ‪ 3‬فرباير ‪� ،2017‬أن االنتهاكات‬ ‫وا�سعة النطاق حلقوق الإن�سان �ضد جمتمع الروهينجيا‬ ‫على يد قوات الأمن يف ميامنار يف والية �أراكان �شمايل‬ ‫البالد ت�شري على الأرجح �إلى احتمال ارتكاب جرائم‬ ‫�ضد الإن�سانية‪.‬‬ ‫وا�ستند التقرير �إلى مقابالت �أجرتها مفو�ضية الأمم‬ ‫املتحدة حلقوق الإن�سان مع �أنا�س فارين من ميامنار‬ ‫بعد هجمات ا�ستهدفت موقعا حدوديا يف �أوائل �أكتوبر‪،‬‬ ‫وما �أعقب ذلك من عمليات ع�سكرية م�ضادة و�إغالق يف‬ ‫�شمايل ماونغداو‪ ،‬ف�ضال عما جرى توثيقه من عمليات‬ ‫اغت�صاب جماعية‪ ،‬وعمليات قتل �شملت ر�ضعا و�أطف ً‬ ‫اال‬ ‫�صغارا‪ ،‬و�ضرب بوح�شية‪ ،‬وحاالت اختفاء وغريهـا من‬ ‫االنتهاكات اخلطرية حلقوق الإن�سان ترتكبها قوات‬ ‫الأمن يف ميامنار‪.‬‬ ‫وقال مفو�ض الأمم املتحدة ال�سامي حلقوق الإن�سان‬ ‫زيد رعد احل�سني “�إن الوح�شية املدمرة التي تعر�ض‬ ‫لها ه�ؤالء الأطفال من الروهينجيا ال ميكن احتمالها ‪-‬‬ ‫�أي نوع من الكراهية ميكن �أن يقود رجال لطعن ر�ضيع‬ ‫يبكي من �أجل الر�ضاعة من �أمه؟ يف حني ت�شهد الأم‬ ‫عملية القتل هذه بينما تتعر�ض بعد ذلك لالغت�صاب‬ ‫اجلماعي من قبل قوات الأمن التي من املفرت�ض �أن‬ ‫حتميها؟ �أي نوع من “عمليات الت�صفية” هذا؟ و�أي‬ ‫�أهداف �أمنية وطنية يحتمل �أن تخدمها هذه اجلرائم؟‬ ‫“‪ .‬و�أ�ضاف زيد �أن “خطورة وحجم هذه االدعاءات‬ ‫تطلب رد فعل قوي من املجتمع الدويل”‪.‬‬

‫بحرق املئات من منازل الروهينجيا واملدار�س والأ�سواق‬ ‫واملحالت التجارية واملدار�س الإ�سالمية وامل�ساجد‪.‬‬ ‫وو�صف ال�شهود �أي�ضا تدمري الغذاء وم�صادره مبا يف‬ ‫ذلك حقول الأرز وم�صادرة املا�شية‪.‬‬ ‫و�شدد املفو�ض ال�سامي حلقوق الإن�سان على �أنه “يجب‬ ‫على حكومة ميامنار �أن توقف فور ًا هذه االنتهاكات‬ ‫اجل�سيمة حلقوق الإن�سان �ضد �شعبها بدال من‬ ‫اال�ستمرار يف �إنكار وقوعها وحتمل امل�س�ؤولية حيال‬ ‫�ضمان حتقق العدالة لل�ضحايا ف�ضال عن �ضمان توفري‬ ‫التعوي�ضات وال�سالمة لهم “‪ ،‬داعي ًا املجتمع الدويل‬ ‫�إلى اتخاذ رد فعل قوي نظر ًا خلطورة وحجم هذه‬ ‫االدعاءات‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن “قتل النا�س �أثناء �أداء ال�صالة �أو وهم‬ ‫ي�صطادون لإطعام �أ�سرهم �أو �أثناء نومهم يف منازلهم‪،‬‬ ‫و�أعمال ال�ضرب الوح�شي للأطفال يف الثانية من‬ ‫عمرهم وكبار ال�سن من الن�ساء يف عمر الثمانني” كلهـا‬ ‫�أعمال ت�ستوجب م�ساءلة مقرتفيهـا واملحر�ضني عليهـا‪.‬‬

‫لجنة تقصي الحقائق‬

‫نتيجة للتفا�صيل املروعة الواردة يف تقرير مفو�ضية‬ ‫الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‪ ،‬تبنى جمل�س حقوق‬ ‫الإن�سان يف ‪ 24‬مار�س ‪ 2017‬قرارا يق�ضي مبوجبه‬ ‫ب�إيفاد جلنة دولية م�ستقلة لتق�صي احلقائق وذلك‬ ‫للوقوف على احلقائق حيال انتهاكات حقوق الإن�سان‬ ‫من قبل قوات اجلي�ش وقوات الأمن م�ؤخر ًا والتجاوزات‬ ‫التي ارتكبتها هذه القوات يف ميامنار ال �سيما يف والية‬ ‫�أراكان‪.‬‬ ‫ودعا املجل�س حكومة ميامنار �إلى موا�صلة جهودها‬ ‫للق�ضاء على حاالت انعدام اجلن�سية والتمييز املمنهج‬ ‫وامل�ؤ�س�سي �ضد �أفراد الأقليات العرقية والدينية‪ ،‬مبا‬ ‫إضرام النيران في المنازل عمد ًا‬ ‫ي�سرد التقرير �أي�ضا �شهادات مت�سقة ت�شري �إلى �أن يف ذلك الق�ضاء على الأ�سباب اجلذرية للتمييز خا�صة‬ ‫اجلي�ش وال�شرطة و�أحيان ًا مدنيون غوغاء قد قاموا فيما يتعلق ب�أقلية الروهينجيا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫حقوق اإلنسان‬ ‫الهيئة تتلقى شكاوى بانتهاكات جسيمة لحقوق اإلنسان‬

‫ترتكبها القوات الهندية ضد الكشميريين‬

‫‪IPHRC delegation in Kashmir‬‬ ‫وفد الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان يف ك�شمري‬

‫مظفر آباد ـ باكستان‪:‬‬

‫�أدى وفد الهيئة امل�ستقلة الدائمة حلقوق الإن�سان‬ ‫التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بناء على دعوة من‬ ‫حكومة جمهورية باك�ستان الإ�سالمية‪ ،‬زيارة ل‬ ‫�أيام لإ�سالم �آباد ووالية �آزاد جامو وك�شمري من ‪29-27‬‬ ‫مار�س ‪ .2017‬تر�أ�س الوفد ال�سيد ميد كاجوا‪ ،‬رئي�س‬ ‫الهيئة‪ ،‬وع�ضوية الدكتور را�شد البلو�شي‪ ،‬والدكتورة‬ ‫ريحانة بنتي عبد اهلل‪ ،‬وال�سفري عبد الوهاب‪ ،‬والدكتور‬ ‫�إرجني �إرجول‪ ،‬والربوفي�سور �صالح اخلثالن‪ ،‬والدكتور‬ ‫عمر �أبو �أبا‪.‬‬ ‫وف ًقا للوالية املمنوحة من جمل�س وزراء خارجية منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬تراقب الهيئة بانتظام �أو�ضاع حقوق‬ ‫الإن�سان يف ك�شمري التي حتتلها الهند و�أن�ش�أت �آلية‬ ‫دائمة لهذا الغر�ض‪ .‬ولتقدمي تقرير عن الو�ضع بطريقة‬ ‫م�ستقلة ومو�ضوعية‪ ،‬طلبت الهيئة من حكومة الهند‬ ‫ت�سهيل �إجراء زيارة لتق�صي احلقائق للتعرف على‬ ‫الأو�ضاع على الأر�ض �إال �أنها مل تتلق �أي رد حتى الآن‪.‬‬ ‫ويف حني ت�أمل الهيئة تلقي رد �إيجابي من الهند على‬ ‫طلبها الذي طال �أمده‪ ،‬قامت الهيئة بزيارة �آزاد جامو‬ ‫وك�شمري التقى خاللها وفد الهيئة القيادة ال�سيا�سية‬ ‫وامل�س�ؤولني احلكوميني والالجئني الك�شمرييني من‬ ‫ك�شمري التي حتتلها الهند وو�سائل الإعالم واملجتمع‬ ‫املدين بهدف تقييم حقوق الإن�سان والأو�ضاع الإن�سانية‬ ‫يف ك�شمري التي حتتلها الهند؛ والتحقيق يف مزاعم‬ ‫انتهاكات حقوق الإن�سان من قبل قوات الأمن الهندية‬ ‫يف ك�شمري التي حتتلها الهند وكتابة تقرير بهذا ال�ش�أن؛‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫)‪Kashmiri protesters run during clashes in Srinagar (AA‬‬ ‫متظاهرون ك�شمرييون خالل اال�شتباكات يف �سريناجار (وكالة الأنا�ضول)‬

‫وتقدمي تو�صيات حلماية حقوق الإن�سان الأ�سا�سية‬ ‫للك�شمرييني الأبرياء‪.‬‬ ‫وبعد مقابلة الالجئني وممثلي الأحزاب ال�سيا�سية‬ ‫واملجتمع املدين من ك�شمري التي حتتلها الهند وكذلك‬ ‫�ضحايا الق�صف عرب احلدود يف �آزاد جامو وك�شمري‪،‬‬ ‫�أحاطت الهيئة عل ًما بال�شكاوى اخلطرية ووا�سعة‬ ‫النطاق من االنتهاكات اجل�سيمة حلقوق الإن�سان التي‬ ‫ترتكبها القوات الهندية �ضد الك�شمرييني الأبرياء‪،‬‬ ‫والتي روتها م�صادر م�ستقلة مختلفة ب�شكل منتظم‪ ،‬مبا‬ ‫فيها منظمات حقوق الإن�سان الدولية‪ .‬كما �أعرب وفد‬ ‫الهيئة عن قلقه العميق ب�ش�أن االنتهاك امل�ستمر للحق‬ ‫يف احلياة واحلق يف حرية الر�أي والتعبري‪ ،‬واحلق يف‬ ‫االحتجاج ال�سلمي والتجمع وغريها من حقوق الإن�سان‬ ‫الأ�سا�سية لل�شعب الك�شمريي مبا يف ذلك احلرمان من‬ ‫حق تقرير امل�صري غري القابل للت�صرف‪ ،‬الذي يكفله‬ ‫القانون الدويل حلقوق الإن�سان ووعدت بها مختلف‬ ‫قرارات جمل�س الأمن الدويل‪ .‬ويف ال�سياق ذاته‪� ،‬أعربت‬ ‫الهيئة عن قلقها ال�شديد �إزاء التقارير التي ت�شري �إلى‬ ‫زيادة اال�ستخدام الع�شوائي واملفرط للقوة �ضد املدنيني‬ ‫العزل والأبرياء والنا�شطني يف جمال حقوق الإن�سان‬ ‫من قبل قوات الأمن الهندية مع الإفالت من العقاب‪،‬‬ ‫مما �أ�سفر عن �أعمال تعذيب وقتل خارج نطاق الق�ضاء‬ ‫واغت�صاب والت�سبب بالعمى ب�شكل جماعي من خالل‬ ‫ا�ستخدام الر�صا�ص‪.‬‬ ‫والحظت الهيئة �أن ا�ستخدام القوانني التقييدية‬ ‫والتمييزية من قبل قوات الأمن الهندية مثل قانون‬

‫ال�صالحيات اخلا�صة للقوات امل�سلحة يخالف معايري‬ ‫حقوق الإن�سان الدولية حيث متنح هذه القوانني‬ ‫�سلطات وا�سعة لقوات الأمن الهندية العتقال امل�شتبه‬ ‫بهم وتعذيبهم وقتلهم دون �أي خوف من التحقيق‪.‬‬ ‫كما حترم ال�شعب الك�شمريي من حقوقه الأ�سا�سية‬ ‫يف التجمع ال�سلمي وتكوين اجلمعيات‪ ،‬وحرية التعبري‬ ‫والدين‪ .‬كما تفر�ض حظر التجول على نطاق وا�سع‬ ‫وتفر�ض قيودًا على التجمعات الدينية خو ًفا من‬ ‫االحتجاجات ما يجعل لدى ال�شعب الك�شمريي مخاوف‬ ‫�أمنية م�شروعة فيما يتعلق بحماية حقه يف احلياة‬ ‫والكرامة‪.‬‬ ‫ومتا�ش ًيا مع املوقف املبدئي للمنظمة‪� ،‬أكدت الهيئة‬ ‫موقفها املبدئي بدعم �شعب جامو وك�شمري لتحقيق‬ ‫حقه امل�شروع يف تقرير امل�صري وف ًقا لقرارات جمل�س‬ ‫الأمن الدويل ذات ال�صلة‪ ،‬و�شددت على �أهمية حل‬ ‫ال�صراع بطريقة �سلمية من خالل املفاو�ضات ووف ًقا‬ ‫لتطلعات ال�شعب الك�شمريي‪ .‬وحثت دول املنظمة‬ ‫واملجتمع الدويل على اال�ضطالع بالتزاماتها للم�ساعدة‬ ‫يف �ضمان تنفيذ قرارات الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫و�أعربت الهيئة عن تقديرها حلكومة جمهورية‬ ‫باك�ستان الإ�سالمية ميا يتعلق بالو�صول غري املقيد‬ ‫والدعم اللوج�ستي الكامل الذي قدمته �إلى الوفد‬ ‫لإجراء املهام امل�سندة �إليه مبو�ضوعية وحيادية‪ .‬و�سوف‬ ‫تقدم الهيئة يف حينه تقري ًرا مف�ص ًال عن نتائج زيارة‬ ‫الوفد مع تو�صيات محددة �إلى الدورة املقبلة ملجل�س‬ ‫وزراء خارجية املنظمة للنظر فيه‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪33‬‬


‫كامباال (‪ )Kampala‬املعروفة با�سم «املدينة ذات‬ ‫التالل ال�سبعة» هي املركز التجاري الرئي�س وال�سوق‬ ‫الزراعي‪ ،‬و�أكرب املدن وعا�صمة �أوغندا «ل�ؤل�ؤة �أفريقيا»‬ ‫التي عمل �سكانها يف ال�صيد وجمع الثمار‪ ،‬ومن �أهم‬ ‫محا�صيلها الزراعية النب‪ ،‬والقطن‪ ،‬وال�شاي‪ ،‬والذرة‪،‬‬ ‫والتبغ‪ ،‬وال�سكر‪ .‬وح�صلت �أوغندا على ا�ستقاللها من‬ ‫بريطانيا يف ‪� 9‬أكتوبر ‪ ،1962‬ولهذه املدينة �سحر خا�ص‬ ‫يتمثل بكرثة �أرا�ضيها اخل�ضراء التي متنح ال�شعور‬ ‫بالراحة لزائرها‪.‬‬ ‫تاريخ كامباال‬

‫اختار موتي�سا الأول ملك �أوغندا «�إمرباطورية تاريخية‬ ‫تقع داخل �أوغندا حاليا» والتي �سم َيت فيما بعد بكامباال‬ ‫ك�أف�ضل منطقة �صيد بالن�سبة له‪ ،‬حيث كانت تت�ألف‬ ‫املنطقة من تالل و�أرا�ض رطبة مما جعلها موطنا‬ ‫مثاليا للعديد من �أ�صناف الطرائد الربية و�أبرزها‬ ‫�أحد �أنواع البقر الوح�شي املعروف با�سم �أمباال‪ ،‬وحني‬ ‫و�صل الربيطانيون �إلى املنطقة �أطلقوا عليها ا�سم «تالل‬ ‫الأمباال» ب�سبب انت�شار حيوانات الأمباال بكثافة فيها‪.‬‬ ‫وا�ستعمل ال�سكان الأ�صليون هذا امل�صطلح بلهجتهم‬ ‫(اللوغندية) حيث حتولت الكلمة من الأمباال �إلى‬ ‫الكامباال‪.‬‬ ‫مراحل تطورها‬

‫بد�أت املدينة بالنمو كعا�صمة للإمرباطورية البوغندية‬ ‫وهي ت�ضم �إلى الآن �أثار تلك احلقبة «كقرب كابو�سي‪،‬‬ ‫وق�صر لوبري�سي‪ ،‬والربملان البوغندي وجمل�س الق�ضاء‬ ‫البوغندي» وبالرغم من تدمري الكثري من معامل تلك‬ ‫احلقبة خالل احلرب الأوغندية‪ -‬التانزانية‪� ،‬إال �أنه مت‬ ‫�إعادة بناء املدينة ب�أبنية جديدة «فنادق‪ ،‬م�صارف‪،‬‬ ‫جم َمعات جتارية‪ ،‬م�ؤ�س�سات تعليمية‪ ،‬م�ست�شفيات»‬ ‫بالإ�ضافة �إلى ترميم الأبنية املت�ضررة من احلرب‪.‬‬ ‫وكانت �أوغندا متتد على �سبع تالل لكن مع مرور الوقت‬ ‫�أ�صبحت ت�ضم م�ساحات �أكرب‪ ،‬وتطل كامباال على‬ ‫بحرية فيكتوريا‪ .‬وبنيت فوق وحول �سل�سلة من التالل‪،‬‬

‫‪34‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫كا مبا ال‬

‫الباتورو‪ ،‬الباكيغا‪ ،‬الألور‪ ،‬الياغيزو‪ /‬البانيورو‪،‬‬ ‫الإيت�سو‪ ،‬الالنغي والأكويل»‪ ،‬ويتكلمون لغة �أهلهم �إلى‬ ‫جانب الإجنليزية‪ ،‬وال�سواحلية واللوغندية‪.‬‬

‫مواسم الزيارة‬

‫عاصمة الثقافة اإلسالمية‬ ‫لعام ‪2017‬‬ ‫و�أ�صبحت العا�صمة عندما نالت �أوغندا ا�ستقاللها‪،‬‬ ‫وميكن الو�صول �إليها عن طريق مطار �إينتيبي‪ ،‬وت�شتهر‬ ‫مببانيها احل�ضارية وطبيعتها ال�ساحرة‪ ،‬وهي مق�سمة‬ ‫�إلى خم�سة �أحياء «منطقة كامباال الو�سطى‪ ،‬منطقة‬ ‫كوامبي‪ ،‬منطقة‪ ،‬ماكيندا‪ ،‬منطقة ناكاوا‪ ،‬منطقة‬ ‫لوباغا‪.‬‬ ‫لغة سكانها‬

‫انتقل �سكان كمباال خالل حكم ميلتون �أوبوتي و�إيدي‬ ‫�أمني املولودين يف �شمال البالد من ال�شمال الأوغندي‬ ‫�إلى العا�صمة خالل هذه الفرتة املمتدة من �أوا�سط‬ ‫اخلم�سينيات �إلى �أوا�سط الثمانينيات من القرن‬ ‫املا�ضي وعمل غالبيتهم يف اجلي�ش وال�شرطة‪ ،‬ومع خلع‬ ‫ميلتون �أوبوتو عن ال�سلطة عام ‪ 1986‬ترك العديد من‬ ‫ال�شماليني املدينة وتدفق عدد كبري من �سكان غربي‬ ‫البالد �إلى كامباال وذلك على �إثر ت�شكل حكومة جديدة‬ ‫كانت ت�ضم العديد من ال�شخ�صيات الغرب �أوغندية‪.‬‬ ‫كما �أن تدهور الو�ضع االقت�صادي فيها خالل �سبعينات‬ ‫وثمانينات القرن املا�ضي �أدى �إلى ارتفاع معدالت‬ ‫البطالة خارج العا�صمة مما �شجع العديد من املواطنني‬ ‫�إلى االنتقال للعي�ش يف كامباال‪ .‬كما �أنه وب�سبب ندرة‬ ‫الزواج بني عنا�صر القبائل املختلفة فالعديد من‬ ‫ال�سكان الذين ولدوا وترعرعوا يف كامباال يعرفوا على‬ ‫�أنف�سهم ح�سب انتماءاتهم القبلية ومن �أ�شهر القبائل‬ ‫«الباغاندا‪ ،‬البيانيونكول‪ ،‬البو�ساغا‪ ،‬البافومبريا‪،‬‬

‫متتاز كامباال مبناخها اال�ستوائي بني اجلاف والرطب‪،‬‬ ‫وب�سبب ارتفاع املدينة العايل ف�إنها تعترب �أبرد من غريها‬ ‫من املدن اال�ستوائية‪ ،‬حيث ت�صل درجات احلرارة‬ ‫يف املدينة �إلى �أق�صى ارتفاع لها يف �شهر يناير‪ ،‬ومتر‬ ‫املدينة مبو�سمني من الرطوبة �سنوي ًا حيث هناك مو�سم‬ ‫�أمطار طويل ميتد من �أغ�سط�س �إلى دي�سمرب‪ ،‬ومو�سم‬ ‫�أمطار ق�صري وكثيف ميتد من فرباير �إلى يونيو‪.‬‬ ‫�أماكنها اجلميلة‬ ‫من �أ�شهر الأماكن التي يجب زيارتها يف كمباال «م�سجد‬ ‫القذايف الوطني» الذي افتتحه العقيد معمر القذايف‬ ‫عام ‪ 2008‬وبح�ضور ع�شرة ر�ؤ�ساء �أفارقة ووفود‬ ‫�سيا�سية ودينية من مختلف دول العامل‪ ،‬والذي مت‬ ‫ت�شييده على قمة ربوة عالية ومب�ساحة �إجمالية تزيد‬ ‫على ثالثة هكتارات ويتكون من طابقني‪ ،‬ويت�سع لأكرث‬ ‫من ‪� 11‬ألف م�صل‪ ،‬وبه العديد من املرافق املهمة‪،‬‬ ‫مركز ال�صحوة لتحفيظ القر�آن الكرمي‪ ،‬مبنى �إداري‪،‬‬ ‫مكتبة ت�ضم (‪ )20.000‬كتاب‪ ،‬بيت ال�صالة لذوي‬ ‫االحتياجات اخلا�صة‪ ،‬مكاتب املجل�س الإ�سالمي‪،‬‬ ‫قاعة م�ؤمترات تت�سع ل(‪� )200‬شخ�ص جمهزة بغرفة‬ ‫للرتجمة الفورية‪ ،‬قاعة اجتماعات‪ ،‬وعدد من �صاالت‬ ‫االنتظار»‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى «مقابر كا�سوبي» التي دفن بها «امللك‬ ‫�أوغندا»‪ .‬وفيها معامل �أثرية رائعة الت�صاميم منها‬ ‫«ق�صر امللك» مبنية من الق�ش وهي ت�شبه الأهرامات‬ ‫امل�صرية ويعود ت�أ�سي�سه للقرن الثالث ع�شر‪.‬‬ ‫و�سوق ‪ Owino‬وهو �سوق املالب�س املهربة‪ ،‬وبحرية‬ ‫‪ ،Kabaka‬ومتحف �أوغندا‪ ،‬وامل�سرح الوطني‬ ‫الأوغندي‪ ،‬وحديقة �سيتي مول‪ ،‬وواحة ناكومات‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون ثقافية‬

‫فن الخط العربي‬ ‫معرض ومحاضرات ودورات تدريبية في بيروت‬

‫نظم مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة‬ ‫الإ�سالمية (�إر�سيكا) �سل�سلة من الأن�شطة الفنية لفنون‬ ‫اخلط العربي والتذهيب بالتعاون مع مركز الفنون‬ ‫والعلوم الإن�سانية التابع للجامعة الأمريكية يف بريوت‪،‬‬ ‫لبنان‪ ،‬يف الفرتة من ‪ 17-13‬مار�س ‪� .2017‬شمل هذا‬ ‫الربنامج معر� ًضا كبري ًا لفنون اخلط العربي والتذهيب‪،‬‬ ‫وثالث محا�ضرات عن فنون اخلط والتذهيب؛ ودورة‬ ‫�إي�ضاحية عن التذهيب ودورات تدريبية على مدار‬ ‫�أربعة �أيام عن اخلط العربي‪.‬‬ ‫وافتتح املعر�ض بكلمات �ألقاها كل من الربوفي�سور نادية‬ ‫�شيخ‪ ،‬عميدة كلية الفنون والعلوم والدكتور خالد �إرين‪،‬‬ ‫مدير عام مركز �إر�سيكا والربوفي�سور عبد الرحيم �أبو‬ ‫ح�سني‪ ،‬مدير مركز الفنون والعلوم الإن�سانية باجلامعة‬ ‫الأمريكية يف بريوت‪ .‬بعد ذلك �أطلع الدكتور خالد �إرين‬ ‫الزائرين وال�صحافيني على ال�سمات املميزة للأعمال‬ ‫املعرو�ضة يف املعر�ض‪ .‬ومت عر�ض �أعمال لكبار �أ�ساتذة‬ ‫اخلط العربي املعا�صرين �إلى جانب �أعمال حائزة على‬ ‫جوائز يف م�سابقات اخلط العربي التي عقدها مركز‬ ‫�إر�سيكا‪ .‬ومت عر�ض ‪ 70‬عم ًال متثل ‪� 10‬أمناط مختلفة‬ ‫من الكتابة‪ .‬و�صاحب املعر�ض عر�ض عملي لفن اخلط‬ ‫العربي قدمه اخلطاط ال�شهري الدكتور جمال جنا‬ ‫(لبنان)‪.‬‬ ‫وهذه هي املرة الأولى التي ت�ست�ضيف فيها لبنان‬ ‫معر�ضا وبرنامج تدريب ومحا�ضرات عن فنون اخلط‬ ‫والتذهيب‪ .‬وقد حظيت هذه الأن�شطة باهتمام كبري‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وجذبت عدد ًا من امل�شاركني �أكرث مما كان متوقع ًا‪.‬‬ ‫وخالل هذا الفعالية �ألقيت محا�ضرات من قبل‬ ‫اخلطاط املعروف �سيد محمد �أوزكاي (تركيا)‪ ،‬بعنوان‬ ‫«نقو�ش يني جامع (امل�سجد اجلديد)‪ ،‬نافورة و�سبيل»‪.‬‬ ‫و�أثناء هذه املحا�ضرة �سلط ال�سيد �أوزكاي ال�ضوء على‬ ‫املو�ضوع الرئي�س وهو فن اخلط العربي‪ ،‬و�شرح مفهومه‬ ‫وروحه و�أهميته و�أ�ساليبه وقواعده وتطبيقاته وتطوره‬ ‫على مر التاريخ‪ .‬و�أو�ضح ال�سيد �أوزكاي اخل�صائ�ص‬ ‫الرئي�سية لهذا الفن �شارحا ذلك على منوذج متميز‬ ‫وهو النقو�ش التي تزين م�سجد يني جامع يف ا�سطنبول‬ ‫والتي خطها اخلطاط العثماين �سامي �أفندي (‪1838‬‬ ‫ـ ‪ .)1912‬كما �أو�ضح املحا�ضر ال�سمات املميزة لفن‬ ‫اخلط مثل حتديد املواقع والتجان�س ون�سب احلروف‬ ‫واملميزات اجلمالية والهند�سية والفنية العديدة لهذا‬ ‫الفن كما هو مو�ضح يف هذه التحفة التي ر�سمت بخط‬ ‫الثلث اجللي‪.‬‬ ‫كما �ألقى اخلطاط البارع ال�سيد جيلدر جناتي‬ ‫�ساجناكتوتان (تركيا) محا�ضرة بعنوان “فن‬ ‫التذهيب‪ :‬نظرة عامة على تاريخه وتطوره و�أ�ساليبه”‪.‬‬ ‫�سلط ال�سيد �ساجناكتوتان يف محا�ضرته ال�ضوء على‬ ‫مفهوم هذا الفن وروحه و�أهميته‪ .‬كمـا �أعطى ملحة‬ ‫عامة عن تاريخ تطور فن التذهيب على مر الع�صور‬ ‫ويف مختلف الثقافات وعن تف�سرياته وتقدمه يف‬ ‫ع�صور وفرتات مختلفة كالفرتة ال�سلجوقية وع�صر‬ ‫املماليك والع�صر الرومي والع�صر املغربي‪ ،‬وعن‬

‫تطور الزخارف والأمناط والنزعات اجلمالية والفنية‬ ‫والتفاعالت والت�أثريات املتبادلة عرب الثقافات‪.‬‬ ‫�أما اخلطاط جيلدر جناتي �ساجناكتوتان (تركيا)‬ ‫ف�ألقى محا�ضرة بعنوان “فن التذهيب وا�ستخداماته‬ ‫يف املخطوطات”‪ :‬دورة تو�ضيحية حول تطبيق فن‬ ‫التذهيب‪ .‬قدم ال�سيد �ساجناكتوتان خالل هذه‬ ‫الدورة �أنواعا مختلفة من الأدوات وامل�ستلزمات واملواد‬ ‫الذهبية والدهانات وطرق �إعدادها‪ .‬كمـا �أو�ضح‬ ‫امل�صطلحات والأ�ساليب امل�ستخدمة يف ممار�سة هذا‬ ‫الفن‪ .‬ثم قدم ال�سيد �ساجناكتوتان عر�ضا تو�ضيحيا‬ ‫لتطبيق فن التذهيب على الورق‪.‬‬ ‫وعقد اخلطاط البارع �أف�ضل الدين كيليد�ش (تركيا)‬ ‫دورات تدريبية ب�شكل يومي يف الفرتة من ‪17-14‬‬ ‫مار�س حول فن اخلط العربي‪ ،‬حيث قدم الربوفي�سور‬ ‫كيليد�ش تدريب ًا يف امل�ستوى الأول على خط الرقعة‪،‬‬ ‫�أحد روافد فن اخلط العربي‪ .‬و�شمل منهج الدورة‬ ‫التعلم النظري والعملي للأدوات وامل�ستلزمات التي‬ ‫ت�شمل (قلم الق�صب والورق واحلرب وغريها) وطريقة‬ ‫�إعدادها‪ ،‬وكذلك طريقة م�سك ومعاجلة قلم الق�صب‪،‬‬ ‫والقواعد والطرق التي ينبغي مراعاتها‪ ،‬واحلروف‬ ‫وحتديد مواقعها‪ ،‬ف�ضال عن طيف وا�سع من اجلوانب‬ ‫الأخرى للكتابة الفنية يف املخطوط العربي‪ .‬ويف النهاية‬ ‫مار�س احل�ضور كتابة كلمات وجمل معينة‪ .‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪35‬‬


‫شؤون ثقافية‬ ‫‫أحفاد الموريسكيين يبكون تراثهم‬ ‫األندلسي الضائع في سليمان التونسية‬‬‬ ‫مدينة سليمان (تونس) ـ (د ب أ)‪:‬‬

‫ني ممن بقوا يف �إ�سبانيا برتاث‬ ‫يفاخر �أحفاد الأندل�سي ‬‬ ‫�أجدادهم يف الع�صور الو�سطى لكن احلال لي�س ذاته‬‬ ‫مع �أحفاد املوري�سكيني الذين هجروا الأندل�س ق�سرا‬ ‫وا�ستقروا يف مدن جنوب‬ املتو�سط‪.‬‬ ‫‫ي�شعر ر�ضوان راي�شيكو مثل �أغلب املوريك�سيني الذين‬ ‫هاجروا من �إ�سبانيا بع ‬د حرب التحرير و�سقوط‬ ‫غرناطة �آخر معاقل امل�سلمني يف العام ‪ 1492‬وحطوا‬‬ ‫الرحال بتون�س‪ ،‬بح�سرة م�ضاعفة‪ ‬.‬و�سبب تلك احل�سرة‬ ‫�أن املوري�سكيني وهو لقب ي�شري �إلى امل�سلمني الذين‬ ‫�أجربو ‬ا على النفي �أو اعتناق امل�سيحية بعد حرب‬ ‫التحرير‪ ،‬مل تقف خ�سارتهم عند ‬ فقدانهم لأمالكهم‬ ‫يف �أ�سبانيا و�إمنا عانوا الحقا على مدى عقود طويلة من‬‬ ‫اهتزاز انتمائهم بالوطن الأندل�سي وبداية موت بطيء‬ ‫ملوروثهم يف �أوطانهم‬ اجلديدة‪.‬‬ ‫‬‫ولكن ر�ضوان راي�شيكو وهو كهل يف عقد اخلم�سينات‬ ‫من عمره مخت�ص يف التاريخ‬ الأندل�سي‪ ،‬ما يزال‬ ‫من بني العائالت الأندل�سية القليلة التي بقيت‬ ‫يف‬ مدينة �سليمان التون�سية من يبدون �إ�صرارا‬ ‫على حماية هويتهم الأندل�سية بعد‬ نحو خم�سة‬ ‫قرون من و�صول �أجدادهم الأوائل �إلى املدينة‪‬.‬‬ ‫‫‬والراي�شكو هو لقب لعائالت �أندل�سية ن�سبة �إلى �أبو‬

‫‪36‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫عبد اهلل محمد احلادي‬ ع�شر �آخر ملوك الأندل�س يف‬ ‫غرناطة ويلقب من قبل امللكني فرديناند‬ وايزابيال‬ ‫بالراي�شيكو‪� ،‬أي امللك ال�صغري بالإ�سبانية‪ ‬.‬ورمبا‬ ‫ي�شرتك جميع م�ؤرخي العامل الإ�سالمي يف خ�سارة‬ ‫ملك ا�ستمر لنحو ثمانية‬ قرون و�شهد قمة االزدهار‬ ‫يف الع�صور الو�سطى يف وقت كانت فيه �أوروبا تغط يف‬‬ ‫ع�صر الظلمات‪ .‬لكن املوري�سكيني امل�شتتني يف �أنحاء‬ ‫العامل تبدو جتربتهم‬ �أكرث ق�ساوة‪.‬‬ ‫‫‬‫‬‫معمار مهمل ومشاكل عقارية‬ ‫‬‫‬‫‬‫يف مدينة �سليمان ال�شاطئية على بعد نحو ‪ 30‬كيلومرتا‬ ‫عن العا�صمة ينت�ص ‬ب اجلامع الكبري و�سط املدينة‬ ‫ك�أحد املعامل الرئي�سية لتاريخ الأندل�سيني‬ امل�ؤ�س�سيني‬ ‫للمباين والأحياء ال�سكنية املحيطة به‪.‬‬ ‫‫بعد �سنوات قليلة من و�صول �أولى العائالت الأندل�سية‬ ‫�إلى املدينة �شيد‬ اجلامع بطريقة بناء فريدة يف العام‬ ‫‪ .1616‬وحتاكي مئذنته امل�آذن‬ املتواجدة يف الأندل�س‪.‬‬ ‫بينما متتاز قاعة ال�صالة بوجود �سقفان‪� ،‬سقف �أول‬‬ ‫‫مبني و�آخر خ�شبي مغطى بالقرمد مبثابة العازل‬ ‫ت ال�صالة‪ ،‬وهي طريقة �أندل�سية‬ ‫احلراري واملكيف لبي ‬‬ ‫فريدة يف البناء‪.‬‬ ‫‫خالل احلرب العاملية الثانية فقد اجلامع �سوره القدمي‬ ‫مبدافع قوات املحور‬ �أثناء مرورها مبدينة �سليمان‪.‬‬ ‫لكن اجلامع ال يزال ب�شكل عام متما�سكا حتى‬ اليوم‬ ‫وي�ستقبل م�صليه ب�شكل منتظم �إذ تعمل ال�سلطات على‬ ‫ترميمه و�صيانت ‬ه ب�شكل دوري‪.‬‬ ‫‫لكن على النقي�ض مما يبدو عليه اجلامع الكبري يربز‬ ‫ين ال�سكنية الأندل�سية يف الأحياء القريبة‬ ‫عدد من املبا ‬‬ ‫منه يف و�ضع �آيل لل�سقوط‪ .‬وتزداد‬ �شكاوى ال�سكان‬ ‫املجاورين لها يف منازل ع�صرية من حتول تلك املباين‬‬ ‫‫املهجورة �إلى مرتع للقوار�ض والزواحف‪‬ .‬قال �أحد‬ ‫ال�سكان املجاورين ملبنى �أندل�سي كان ي�ستخدم فيما‬ ‫م�ضى كمخزن لل�سلع‬ «�أهمل �أ�صحاب املبنى الأ�صليون‬ ‫منزلهم الفتقادهم �إلى الوثائ ‬ق و�أبقت ال�سلطات الو�ضع‬ ‫هنا معلقا‪ .‬تخرج اجلرابيع من حني لآخر لتق�ض‬‬ ‫م�ضجعنا»‪.‬‬ ‫‫حتتفظ �أزقة �سليمان يف بع�ض مفرتقاتها ب�سقف مقو�س‬ ‫يطلق عليه �أهل املدينة‬ ب»ال�سباط» كما هو منت�شر يف‬ ‫املدن الإ�سالمية العتيقة يف �إ�سبانيا غري �أ ‬ن بع�ضها بدى‬

‫عليه الت�صدع فيما اختفى عدد منها مع حتول ال�سكان‬ ‫�إلى ت�شييد‬ مبان ع�صرية‪.‬‬ ‫‬‫ي�شري فوزي �سا�سي كاتب عام بلدية �سليمان �إلى �أن‬ ‫“و�سط املدينة‬ يعد ب�أكمله منطقة �أثرية‪ .‬ال ميكن البناء‬ ‫من دون ترخي�ص م�سبق من املعه ‬د الوطني للرتاث‪ ،‬مع‬ ‫ذلك يعمد بع�ض ال�سكان �إلى البناء من دون رخ�ص»‪.‬‬ ‫‫وي�ضيف �سا�سي “البلدية ال ميكنها ان تقوم مبفردها‬ ‫بعمليات الرتميم من دون‬ تن�سيق مع معهد الرتاث‪.‬‬ ‫بد�أنا هذه الفرتة يف ترميم موقع �أثري بعد �أن قمنا‬‬ ‫مبرا�سالت على امتداد �سنة كاملة»‪.‬‬ ‫‬‫تبدو املع�ضلة الأ�سا�سية �أمام محاوالت �إحياء الرتاث‬ ‫الأندل�سي يف املدينة‬ �أنها تتوقف يف جزء كبري منها على‬ ‫حل امل�شكالت العقارية ونزاعات قانونية‬ معقدة بني‬ ‫�أحفاد العائالت الأندل�سية لتقا�سم املرياث ما عطل‬ ‫تدخل الدولة‬ للرتميم‪.‬‬ ‫‫‬‫ويو�ضح عزيز مح�سن مهند�س مخت�ص يف الرتاث‬ ‫وع�ضو بجمعية �صيانة مدينة تون�س‬ «امل�شكل الأ�سا�سي‬ ‫عقاري‪� .‬أغلب املناز ‬ل الأندل�سية ذات تق�سيم تقليدي‬ ‫لكن يف الع�صر احلديث تف�ضل العائالت من �أ�صل‬‬ ‫‫واحد تق�سيم العقار بح�سب �أعدادها”‪ ‬.‬ويتابع يف‬ ‫حديثه «ي�ؤدي ذلك �إلى اندثار تدريجي للطابع املعماري‬ ‫الأندل�س ‬ي القدمي مقابل زحف املعمار الأوروبي العمودي»‪‬.‬‬ ‫‫وما يحز يف نف�س عزيز والأندل�سيني املحافظني‪،‬‬ ‫�أن جزءا كبريا من الأجيال‬ اجلديدة املنحدرة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون ثقافية‬ ‫من الأقليات الأندل�سية ال ت�أخذ بعني االعتبار‬ ‫اخل�صو�صي ‬ة الثقافية لرتاثها ولأ�سباب اقت�صادية‬ ‫فرطوا يف العقارات �إما بالهدم �أو‬ ب�إهمال ال�صيانة‪‬.‬‬ ‫‫‬ولكن لي�س تلك الأ�سباب وحدها التي تف�سر حاالت‬ ‫الإهمال املتف�شية يف‬ املواقع الأثرية يف �سليمان ولدى‬ ‫غالبية املعمار الأندل�سي‪ ‬.‬يك�شف محمد علي بو�صفه‬ ‫ع�ضو جمعية �صيانة مدينة �سليمان �أنه «يف غمرة‬‬ ‫االنفالت الأمني بعد �أحداث الثورة عام ‪ 2011‬ح�صلت‬ ‫حاالت نهب و�سرقات ونب�ش‬ منظمة يف املواقع الأثرية‬ ‫من دون �أن يكون هناك حرا�س»‪.‬‬ ‫‬‫كما ي�ضيف قائال “يف حال يتوجب التدخل لرتميم‬ ‫املواقع الأثرية‬ يتعني �إخطار ال�سلطات‪ ،‬املعهد الوطني‬ ‫للرتاث‪ .‬وهذه اخلطوة تدخلنا يف‬ متاهات من‬ ‫البريوقراطية وخ�سارة الكثري من الوقت‪ .‬يف الأثناء تكون‬‬ ‫‫األضرار التي لحقت بالمعلم األثري قد زادت‬ ‫اتساعا”‪.‬‬

‫‬‫‬وتعاين عمليات الرتميم يف كل احلاالت من عدة م�شاكل‬ ‫ال ترتبط فقط بقل ‬ة املوارد املالية والبريوقراطية ولكن‬ ‫�أي�ضا بندرة املواد الأولية الأ�صلي ‬ة وقلة املخت�صني يف‬ ‫املعمار االندل�سي بجانب ا�ستنزاف الكثري من الوقت‬ ‫يف عمليات الرتميم الدورية‪.‬‬ ‫‬‬ ‫‬‫وبح�سب ال�سلطات البلدية يتم اقتناء مواد البناء ذات‬ ‫اخل�صو�صية الأندل�سي ‬ة من مزود وحيد يف تون�س وهو‬ ‫متواجد يف مدينة ت�ستور �شمال غرب تون�س‪ ،‬وهي‬ ‫�أح ‬د املعاقل الرئي�سية ال�شهرية لل�سكان الأندل�سيني‬ ‫الوافدين‪.‬‬ ‫‬‫وكون بع�ض املباين الأندل�سية يف �سليمان ت�شكل ن�سخا‬ ‫مطابقة لنظريتها يف‬ �إ�سبانيا خالل حقبة احلكم‬ ‫الأموي ف�إن هذا الأمر يزيد من عمليات الرتميم‬ �صعوبة‬ ‫وتعقيدا‪ .‬ويقول ال�سكان �إن الطاحونة الأندل�سية يف‬ ‫املدينة مثال ال‬ يوجد نظري لها �سوى يف مدينة �إ�شبيلية‪‬.‬‬ ‫‫ويف م�سعى لتبديد ال�صعوبات اللوجي�ستية واملادية‬ ‫تبحث جمعية �صيانة مدينة‬ �سليمان اليوم عن‬ ‫عقد �شراكات مع جمعيات �إ�سبانية وعاملية تهتم‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫باملعما ‬ر الأندل�سي لإنقاذ ما بقي من املنازل‬ ‫واملباين من املتداعية من االنهيار‬ الو�شيك‪‬.‬‬ ‫‫‬‫وت�ستعد البلدية بالفعل عرب م�شروع ‬لرتميم مقام ويل‬ ‫�صالح على �شاطئ �سليمان مهدد باالندثار بفعل عوامل‬‬ ‫االجنراف عرب متويل من البنك الأملاين للتنمية‪� ،‬إذ‬ ‫تخطط البلدية لتحويله‬ الحقا الى مزار �سياحي يف‬ ‫اجلهة‪.‬‬ ‫‬‫‫محن الموريسكيين في سليمان‬ ‫‬‫‫على �أية حال مل تن�سف حالة املعمار املتدهورة على‬ ‫�أر�ض الواقع الق�ص�ص‬ والعادات والأكالت الأندل�سية‬ ‫املتناقلة من جيل �إلى �آخر‪ ‬.‬يروي �سكان املدينة حتى‬ ‫اليوم ق�ص�صا �أ�سطورية عن كرامات اجلد الأول لعائلة‬‬ ‫‫املاظور الأندل�سية من بينها �أنه كان ي�ستطيع �إمامة‬ ‫�صالة ال�صبح يف اجلامع‬ دون �أن يكون قد بارح منزله‪‬.‬‬ ‫‫‬ويو�ضح ر�ضوان راي�شيكو «تقول الأ�سطورة �إن الإمام‬ ‫محمد املاظو ‬ر كان ي�ضع قدما يف منزله و�أخرى يف‬ ‫اجلامع لي�ؤذن يف النا�س‪ .‬وهي حيلة حتى ال‬ يغادر‬ ‫املنزل»‪‬ .‬ويتابع ر�ضوان «ت�ضيف الأ�سطورة �أنه عندما‬ ‫اكت�شف االبن حيلة �أباه محمد‬ املاظور اختفى من الوجود‬ ‫وعاد بعد �سنوات محمال بقيود من احلديد وبقي يف‬‬ ‫‫خدمة القرا�صنة �إلى �أن دفن على تلك احلالة يف‬ ‫مقربة �آل املاظور”‪‬ .‬‬ ‫ومثل عائلة املاظور ال�شهرية ب�شعرائها وعلمائها‬ ‫يتقا�سم �أهل �سليمان من‬ العائالت الأندل�سية الوافدة‬ ‫منذ نحو ‪ 500‬عام مواقع خا�صة بها للدفن يف‬ مقربة‬ ‫املدينة‪ .‬وحتى القبور هناك حافظت على ميزة املعمار‬ ‫واخلط الأندل�سي‬ على واجهاتها‪.‬‬ ‫‬‫يذكر امل�ؤرخون �أن قدوم الأندل�سيني امل�ؤ�س�سني يف القرن‬ ‫ال�سابع ع�شر حول‬ مدينة �سليمان �إلى مركز �إ�شعاع‬ ‫اقت�صادي وجتاري ومنطقة ا�ستقطاب للطرابل�سية‬‬ ‫القادمني من ليبيا والعثمانيني الأتراك يف فرتات‬ ‫الحقة‪ ‬.‬ويو�ضح ر�ضوان راي�شيكو «بعد فرتة ازدهار‬ ‫يف القرنني ‪ 17‬و‪ 18‬ح�صل تراجع‬ وتردي للأو�ضاع‬ ‫يف املدينة يف القرن التا�سع ع�شر ما دفع الكثري من‬‬ ‫املوري�سكيني �إلى الهجرة ثانية �إلى خارج مدينة �سليمان‬ ‫نحو العا�صمة تون�س‬ �أين �أمنت لهم ال�سلطة احلماية»‪.‬‬ ‫‬‫ومن بني ‪ 300‬عائلة �أندل�سية قدمت خالل فرتة‬ ‫الت�أ�سي�س مل يتبق منها �سوى ع�شر‬ عائالت اليوم‪ ،‬من‬ ‫بينها البري�سو والبا�شكوال وجحا والراي�شيكو واملاظور‪.‬‬ ‫‬ وه�ؤالء ا�ضطروا �إلى التفريط يف �أرا�ضيهم ب�سبب موجات‬ ‫النهب وال�سرقات‬ املنظمة على مدى فرتات من التاريخ‪‬.‬‬ ‫‫‬‫ ‫بح�سب ما يرويه �أهل املدينة‪ ،‬تعر�ضت العائالت‬ ‫الأندل�سية �إلى العنف وال�سرقات‬ ب�سبب ال�سيا�سية‬

‫ال�ضريبية املجحفة بحقهم وب�سبب توافد عدد من‬ ‫القبائل م ‬ن داخل البالد بنية ال�سطو على الأمالك‪،‬‬ ‫يف فرتة متيزت باال�ضطرابا ‬ت االجتماعية ال�سيا�سية‬ ‫و�صعوبة الو�ضع االقت�صادي يف اململكة قبل دخول‬‬ ‫الفرن�سيني امل�ستعمرين يف القرن التا�سع ع�شر‪‬.‬‬

‫قدوم األندلسيين‬ ‫المؤسسين في القرن‬ ‫السابع عشر حول‬ مدينة‬ ‫سليمان إلى مركز إشعاع‬ ‫اقتصادي وتجاري ومنطقة‬ ‫استقطاب للطرابلسية‬‬ ‫القادمين من ليبيا‬ ‫والعثمانيين األتراك‬ ‫‫و�أو�ضح راي�شيكو “فقد الأندل�سيون اليوم كل‬ ‫الإمكانيات ل�صيانة ممتلكاته ‬م كما فقد �أغلب من بقي‬ ‫منهم االعتزاز باالنتماء �إلى تراث الأجداد وان�صهرو ‬ا‬ ‫يف املجتمع التون�سي»‪.‬‬ ‫‬‫لكن �آل راي�شيكو املحافظني وكغريهم من املوري�سكيني‬ ‫املنت�شرين يف �أنحاء العامل ما زالوا يطالبون العر�ش‬ ‫امللكي الإ�سباين باالعتذار عن حقب ‬ة التهجري الق�سري‬ ‫ومحاكم التفتي�ش بحق امل�سلمني �أ�سوة باعتذار امللك‬ ‫خوا ‬ن كارلو�س قبل �سنوات ملا ح�صل للموري�سكيني‬ ‫اليهود خالل نف�س احلقبة القامتة‪‬.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪37‬‬


‫دين‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تساهم في االحتفال بأسبوع‬ ‫الوئام العالمي بين الـأديان‬ ‫جنيف‪ ،‬سويسرا ‪ -‬مبنا�سبة االحتفال ب�أ�سبوع الوئام‬ ‫العاملي بني الأديان‪ ،‬نظمت بعثة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي الدائمة لدى الأمم املتحدة يف جنيف‪،‬‬ ‫باال�شرتاك مع معهد الأمم املتحدة للتدريب والبحث‬ ‫(يونيتار)‪ ،‬اللقاء الثاين للحوار بني الأديان وبناء‬ ‫ال�سالم والتنمية‪ ،‬وذلك يوم ‪ 9‬فرباير ‪ 2017‬يف �صالة‬ ‫الإمارات بق�صر الأمم (مقر الأمم املتحدة) يف جنيف‪.‬‬ ‫كما �شارك يف التنظيم كل من البعثة الدائمة للأردن‬ ‫لدى الأمم املتحدة يف جنيف‪ ،‬وبعثة املراقبة الدائمة‬ ‫للكر�سي الر�سويل‪ ،‬وبعثة املراقبة الدائمة ملالطا لدى‬ ‫الأمم املتحدة يف جنيف‪ ،‬واالحتاد امل�سيحي املن�ضوي‬ ‫حتت الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫و ُيقام االحتفال ب�أ�سبوع الوئام العاملي بني الأديان يف‬ ‫الأ�سبوع الأول من �شهر فرباير كل عام وفق ًا لقرار‬ ‫اجلمعية العامة للأمم املتحدة ال�صادر يوم ‪ 23‬نوفمرب‬ ‫‪ .2010‬وهو منا�سبة للتذكري ب�أن ال�سالم والت�سامح‬ ‫والتعاي�ش هي عنا�صر �أ�سا�سية لإر�ساء التناغم وحوار‬ ‫الأديان بني ال�شعوب والأمم‪ .‬وتقف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي بثبات ملنا�صرة التنوع الذي يرثي الب�شرية‬ ‫واالنفتاح الذي ي�ؤدي �إلى الت�سامح والتعاي�ش ال�سلمي‪.‬‬ ‫وقالت نائب املراقب الدائم لبعثة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي الدائمة لدى الأمم املتحدة يف جنيف‪،‬‬ ‫ال�سفرية عي�شتا كان‪ ،‬يف كلمة لها بهذه املنا�سبة‪�« :‬إن‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي جددت ت�أكيدها عرب عديد‬ ‫املنا�سبات ومن خالل مخت ِلف القرارات ال�سيا�سية‬ ‫�أن احلوار املنفتح واحرتام تنوع املعتقدات والثقافات‬ ‫والـ ُهـويات عنا�صر �أ�سا�سية لتعزيز التعاي�ش ال�سلمي‬ ‫وتكري�س االحرتام بني الأفراد واملجتمعات»‪ .‬و�أ�ضافت‬ ‫�أن «ر�ؤية منظمتنا تتمثل يف �أن بيئة متكينية ت�شمل‬ ‫‪38‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫اجلميع وتتميز بتعزيز التنوع والرثاء والت�سامح من‬ ‫�ش�أنها �أن تف�ضي �إلى تكري�س ال�سالم داخل الدول وفيما‬ ‫بينها‪ ،‬لأن االختالف ال يعنى ال�صراع‪ ،‬كما �أن قيام ر�ؤى‬ ‫متناف�سة ينبغي �أ ّال ي�ؤدي �إلى طريق م�سدود»‪.‬‬ ‫وتطرقت ال�سفرية كان يف حديثها �إلى اجلهود‬ ‫والإجراءات التي و�ضعتها املنظمة وتوا�صل تطويرها‬ ‫لتهيئة الظروف لتحقيق اال�ستقرار والأمن لل�شعوب‬ ‫داخل العامل الإ�سالمي وخارجه‪ .‬واعتربت ال�سفرية‬ ‫�أن هذا التوجه ي�شكل و�سيلة املنظمة والأجهزة التي‬ ‫تعمل حتت مظلتها لتعزيز الت�آزر والإ�سهام امل�شرتك‬ ‫يف حتقيق �أهداف التنمية امل�ستدامة التي تركز على‬ ‫احتياجات النا�س وو�ضع �آفاق م�ستقبل �أف�ضل لهم‪.‬‬ ‫وركزت ال�سفرية على الق�ضايا الرئي�سية الثالث التي‬ ‫نوق�شت خالل هذا احلوار الثاين‪ ،‬والتي متثلت يف‪:‬‬ ‫احلوار بني الأديان‪ ،‬وبناء ال�سالم‪ ،‬والتنمية‪ .‬ففيما‬ ‫يتعلق بالوئام بني الأديان‪� ،‬أ�شارت �إلى �أن منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ما فتئت تعرب عن التزامها‬ ‫باالعتدال والوئام الثقايف والديني بني الأمم‬ ‫واحل�ضارات‪ .‬كما �أو�ضحت ال�سفرية كان‪ ،‬ف�إن برنامج‬ ‫عمل املنظمة ن�ص على �أن تعزيز التفاهم بني الأديان‬ ‫يظل جوهر الدبلوما�سية الثقافية للمنظمة‪.‬‬ ‫ويتج�سد هذا التوجه للمنظمة يف عدد ال ُيح�صى‬ ‫من املبادرات والفعاليات والندوات التي �شرعت من‬ ‫خاللها املنظمة و�أجهزتها املتخ�ص�صة مثل الإي�سي�سكو‬ ‫يف تعزيز ثقافة ال�سالم واحلوار كو�سيلة للتو�صل �إلى‬ ‫ال�سالم والوئام بني الأمم واحل�ضارات‪ .‬ومن بني هذه‬ ‫املبادرات االن�ضواء يف �إطار حتالف احل�ضارات التابع‬ ‫للأمم املتحدة وتوقيع مذكرة تفاهم مع م�ؤ�س�سة فيينا‬ ‫املتخ�ص�صة يف احلوار بني الأديان والثقافات‪ ،‬مركز‬

‫امللك عبد اهلل بن عبد العزيز العاملي للحوار بني �أتباع‬ ‫الأديان والثقافات‪ ،‬وذلك لتنفيذ الربامج والأن�شطة‬ ‫لتعزيز احلوار بني الأديان والثقافات‪ ،‬وبني احل�ضارات‬ ‫يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫ويف جمال بناء ال�سالم والدبلوما�سية الوقائية‪ ،‬كانت‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي يف طليعة الإ�سهام يف �إيجاد‬ ‫حلول �سلمية للأزمات املتعددة التي حتدث يف العامل‬ ‫الإ�سالمي ويف �أماكن �أخرى‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪� ،‬أن�ش�أت‬ ‫املنظمة عدد ًا من الآليات ال�ستك�شاف �سبل �سد الثغرات‬ ‫ال�سيا�سية والتوفيق بني الآراء املتعار�ضة مثل تعيني‬ ‫مبعوثني خا�صني رفيعي امل�ستوى و�إن�شاء وحدة لل�سلم‬ ‫والأمن ووحدة جديدة ملراقبة االنتخابات‪� .‬إ�ضافة �إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬بد�أت املنظمة م�سار ا�سطنبول بال�شراكة مع‬ ‫االحتاد الأوروبي والواليات املتحدة لتعزيز الت�سامح‬ ‫والتفاهم وال�سالم بني املجتمعات‪ .‬وكان هذا امل�سار‬ ‫ا�ستلهام ًا لقرار جمل�س حقوق الإن�سان رقم ‪16/18‬‬ ‫ملكافحة التع�صب والقولبة ال�سلبية والو�صم والتحري�ض‬ ‫على العنف والعنف القائم على �أ�سا�س الدين واملعتقد‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة ملجال التنمية‪ ،‬ويف �إطار مبادرات املنظمة‬ ‫املختلفة لدعم الظروف االقت�صادية واالجتماعية‬ ‫لتح�سني ظروف ال�سكان يف الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أبرزت ال�سفرية كان ثالث ق�ضايا‬ ‫رئي�سية متثل م�ؤ�شرات ملمو�سة ملرحلة التطور يف كل‬ ‫بلد‪ .‬وت�شمل احل�صول على اخلدمات ال�صحية والتغطية‬ ‫ال�صحية ال�شاملة للجميع‪ ،‬وال�سيما يف حالة وقوع‬ ‫�أزمات الكوارث الطبيعية �أو التي هي بفعل الإن�سان؛‬ ‫ومتكني املر�أة وال�شباب باعتبارهما من عنا�صر حتقيق‬ ‫التنمية‪� ،‬إ�ضافة �إلى التخفيف من وط�أة الفقر داخل‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫دين‬ ‫المنتدى العالمي للوسطية يؤكد ضرورة تجديد التعليم اإلسالمي الديني والشرعي‬ ‫عمان ‪ -‬األردن‪:‬‬

‫�أكد امل�ؤمتر الدويل الرابع ع�شر الذي عقده املنتدى‬ ‫العاملي للو�سطية يف العا�صمة الأردنية‪ ،‬عمان‪ ،‬خالل‬ ‫الفرتة ‪ 11‬ـ ‪ 12‬مار�س ‪ ،2017‬حتت عنوان «امل�سلمون‬ ‫والعامل من امل�أزق الى املخرج «‪ ،‬مب�شاركة نخبة من‬ ‫العلماء واملفكرين من نحو ‪ 20‬دولة عربية و�إ�سالمية‬ ‫على �ضرورة جتديد التعليم الإ�سالمي الديني‬ ‫وال�شرعي؛ ليواكب الواقع الإن�ساين احلايل ب�صفة‬ ‫ذلك خطو ًة �أ�سا�سي ًة على طريق تفعيله؛ لي�ؤدي دوره يف‬ ‫جتديد ح�ضارة الأمة‪.‬‬ ‫و�شارك يف امل�ؤمتر معايل الأ�ستاذ الدكتور عبد ال�سالم‬ ‫العبادي‪� ،‬أمني جممع الفقه الإ�سالمي الدويل وقدم‬ ‫ورقة بحثية بعنوان «دور جممع الفقه الإ�سالمي الدويل‬ ‫يف البناء الفكري والعملي للأمة»‪ ،‬فيما قدم الدكتور‬ ‫عبد العزيز بن عثمان التويجري‪ ،‬املدير العام للمنظمة‬ ‫الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) درا�سة‬ ‫تناولت مو�ضوع (الوعي اال�سرتاتيجي يف بناء الوحدة‬ ‫وتر�سيخ العالقات بني مكونات الأمة)‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام ملنتدى الو�سطية مروان الفاعوري يف‬ ‫كلمته خالل افتتاح امل�ؤمتر‪� ،‬أن الف�ضاء العاملي اليوم‬ ‫تلوث بعدد من العوامل‪ ،‬داعيا �إلى �أن يناق�ش امل�ؤمتر‬ ‫املحاور املعلنة ويخرج بت�صور ور�ؤى و�أفكار و�آليات‬ ‫ت�ساعد �أمتنا على اخلروج من امل�أزق الذي دخلت فيه‪.‬‬ ‫و�أ�شار الفاعوري �إلى من بني هذه العوامل النموذج‬ ‫الداع�شي الذي تبنى كل العنا�صر الظالمية التي‬ ‫تتعار�ض مع القيم واملبادئ التي جاءت الر�ساالت‬

‫ال�سماوية لن�شرها وتر�سيخها‪ ،‬والتع�صب الطائفي‬ ‫الذي �أدى �إلى قطيعة بني مكونات الأمة و�شوه التنوع‬ ‫و�أحاله �إلى خالف ت�صادمي مقيت‪ ،‬واال�ستبداد‬ ‫ال�سيا�سي الذي �أهدر مقدرات الأمة وبدد طاقاتها يف‬ ‫ال�صراع بني احلكام وال�شعوب‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن الف�ضاء العاملي تلوث �أي�ضا باالحتالل‬ ‫الأجنبي الذي �أ�صبح و�صمة عار يف جبني من ت�سببوا‬ ‫يف حدوثه وا�ستمراره‪ ،‬ونهج الهيمنة واال�ستالب‪ ،‬و�شح‬ ‫الأغنياء‪ ،‬وطغيان املادة وتراجع القيم‪.‬‬ ‫ولفت �إلى �أن املنتدى العاملي للو�سطية يتبنى منذ‬ ‫ت�أ�سي�سه الدعوة �إلى ت�صحيح املفاهيم اخلاطئة التي‬ ‫�شوهت �صورة الإ�سالم وعطلت م�سرية الأمة‪.‬‬ ‫وبحث امل�ؤمتر محاور عدة منها‪� :‬إ�شكالية الدولة والدين‬ ‫واحلكم‪ ،‬وال�شهود احل�ضاري للأ ّمة‪ ،‬والتجديد الفكري‬ ‫و�أهميته يف بناء الأمة الو�سط‪ ،‬وذلك بح�ضور ح�شد من‬ ‫العلماء واملفكرين‪.‬‬ ‫و�أو�صى البيان اخلتامي ال�صادر عن امل�ؤمتر ب�ضرورة‬ ‫القيام مببادرات للإ�صالح ال�سيا�سي واالجتماعي‬ ‫والثقايف والرتبوي واالقت�صادي والإعالمي يف‬ ‫جمتمعاتنا الإ�سالمية‪� ،‬إ�ضافة �إلى اعتماد الو�سائل‬ ‫ال�شرعية والطرق ال�سلمية والأ�ساليب ال�سليمة القائمة‬ ‫على احلوار وامل�صارحة والق�صد �إلى امل�صاحلة على‬ ‫قاعدة الأخوة الإ�سالمية يف حل اخلالفات والنزاعات‬ ‫فيما بني امل�سلمني من جهة‪ ،‬واللجوء �إلى مبادئ‬ ‫القوانني الدولية العادلة يف ت�سوية اخلالفات بني‬ ‫امل�سلمني وبني غريهم‪.‬‬

‫ودعا امل�ؤمتر �إلى دفع �آفات الغلو واالنحراف الفكري‪،‬‬ ‫وتوكيد رحابة الت�صور الإ�سالمي يف �شتى جماالت‬ ‫الوجود واحلياة الإن�سانية‪ ،‬و�أهمية �أن يتبنى النظام‬ ‫ال�سيا�سي العربي م�شروع النه�ضة ال�شاملة التي تلبي‬ ‫حاجات ال�شعوب ال�سيا�سية و�أن يكون متابع ًا له يف‬ ‫تفا�صيله كلها وال �س ّيما الرتبية والتعليم‪.‬‬ ‫كما طالب امل�شاركون ببيان حقيقة معنى اجلهاد يف‬ ‫الإ�سالم من حيث هو اجل َلد واملثابرة يف مواجهة‬ ‫التحديات والدفاع عن الدين والتم�سك به بقوة ورفع‬ ‫�شعاره عالي ًا وحتقيق قيمه يف واقع احلياة الإن�سانية‪،‬‬ ‫ف�ضال عن ت�أكيد الق�سمة الثالثية للعامل على �أ�سا�س‬ ‫دار �إ�سالم ودار حرب ودار معاهدة �أو دار �صلح وعهد‪،‬‬ ‫وهي ق�سمة واقعية ومرنة ومتهد لبناء عالقات �إيجابية‬ ‫ب ّناءة‪.‬‬ ‫و�أكدوا �أن الأمة الإ�سالمية و�شعوب الأر�ض جريان على‬ ‫كوكب واحد‪ ،‬و�أن الأ�صل يف العالقة هو ال�سلم والتعاون‬ ‫وهذا ال يلغي حق الأمة يف الدفاع عن نف�سها �إذا ما‬ ‫تعر�ضت للأخطار من اخلارج‪ ،‬داعني �إلى بيان �أنَّ‬ ‫اال�ستقرار املجتمعي مق�صد نبوي‪ ،‬و�أن الإ�صالح ي�أتي‬ ‫دائم ًا مع اال�ستقرار‪ ،‬و�أنَّ ال�صلح مع الآخرين والتوا�صل‬ ‫معهم‪ُ ،‬ي ِتيح للإ�سالم حقه من اال�ستماع‪ ،‬ثم حقه من‬ ‫انت�شار هد ِيه يف العاملني‪.‬‬ ‫و�شدد امل�ؤمتر على �أهمية الإفادة من تراثنا احل�ضاري‬ ‫يف قراءة الواقع الذي تعي�شه الأمة‪ ،‬وال �س ّيما يف‬ ‫ت�صاحلها مع ذاتها‪.‬‬

‫المؤتمر الدولي األول حول دور الحرف القرآني في تعزيز الوحدة الثقافية اإلسالمية‬ ‫�شارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري‪ ،‬املدير العام‬ ‫للمنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو)‪ ،‬يف‬ ‫افتتاح �أعمال امل�ؤمتر الدويل الأول حول دور احلرف القر�آين‬ ‫يف تعزيز الوحدة الثقافية الإ�سالمية‪ ،‬الذي عقدته الإي�سي�سكو‪،‬‬ ‫وجامعة �إفريقيا العاملية‪ ،‬واحتاد جامعات العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ووزارة الثقافة ال�سودانية‪ ،‬يومي ‪ 26‬و‪ 27‬مار�س ‪ ،2017‬يف مدينة‬ ‫اخلرطوم‪ ،‬عا�صمة جمهورية ال�سودان‪.‬‬ ‫ويهدف امل�ؤمتر �إلى ا�ستعرا�ض املكا�سب احل�ضارية والإجنازات‬ ‫التنفيذية واملراحل امليدانية والآفاق امل�ستقبلية مل�شروع احلرف‬ ‫القر�آين‪ ،‬وتبيان الدور الرئي�س للحرف القر�آين يف توثيق‬ ‫العالقات احل�ضارية بني �شعوب العامل الإ�سالمي و�إبراز‬ ‫اخل�صائ�ص الثقافية وامل�شرتكة‪ ،‬و�إحياء الرتاث العلمي املكتوب‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مدير عام الإي�سي�سكو عبد العزيز التويجري‬

‫باحلرف القر�آين وت�شجيع ا�ستخدامه من طرف ال�شعوب‬ ‫الإ�سالمية املعنية‪ ،‬وتعزيز ال�شراكة والتعاون بني امل�ؤ�س�سات‬ ‫الرتبوية والعلمية والثقافية واجلهات املانحة وهيئات اخلربة‬ ‫الفنية لتطوير ا�ستخدام احلرف القر�آين و�إدماجه يف النظم‬ ‫املعلوماتية واملن�صات الإلكرتونية‪.‬‬ ‫وناق�ش امل�شاركون يف امل�ؤمتر يف �أربع جل�سات علمية‪ ،‬املوا�ضيع‬ ‫التالية‪ :‬احلرف العربي‪ ،‬و�ضعه وم�ستقبله يف �إفريقيا‪ ،‬واحلرف‬ ‫العربي‪ ،‬و�ضعه وم�ستقبله يف دول �آ�سيا‪ ،‬واحلرف العربي‪،‬‬ ‫و�ضعه وم�ستقبله يف جنوب �شرقي �آ�سيا)‪ ،‬وو�ضع احلرف‬ ‫العربي وم�ستقبله يف تركيا ودول �شرقي �أوروبا‪ .‬وخ�ص�صت‬ ‫اجلل�سة اخلام�سة لدرا�سة م�شروع �إن�شاء املجل�س الدويل‬ ‫مل�شروع احلرف العربي‪ .‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪39‬‬


‫اإلسالموفوبيـا‬ ‫تق ّوض عالقات العالم‬ ‫اإلسالمي بالغرب‬ ‫�ألقى ظهور احلركات اليمينية املتطرفة بظالل كثيفة‬ ‫من ال�شك على واقع االن�سجام االجتماعي يف �شتى‬ ‫�أنحاء الغرب داخل املجتمعات ذات العقائد والعرقيات‬ ‫املختلفة‪ ،‬وبالأخ�ص فيما يتعلق بالعالقات بني امل�سلمني‬ ‫وغري امل�سلمني‪.‬‬ ‫فقد �أثرت الأحزاب اليمينية املتطرفة على م�سرح‬ ‫النقا�شات ال�سيا�سية بطريقة جعلت العديد من‬ ‫�أفكارها الأ�سا�سية ت�صبح بازدياد جزء ًا من اخلطاب‬ ‫ال�سائد واملتمثلة يف‪ :‬التوج�س من الإ�سالم وامل�سلمني؛‬ ‫والعداء للمهاجرين وطالبي اللجوء؛ وكراهية الأجانب‪.‬‬ ‫وقد �أدى جتدد الهجمات الإرهابية‪ ،‬التي ترتكيها‬ ‫جماعات ت�ستلهم من حركة القاعدة وتنظيم داع�ش �أو‬ ‫تخ�ضع لتوجيهاتهما‪� ،‬إلى تفاقم هذه املحنة من خالل‬ ‫ت�أجيج امل�شاعر املعادية للم�سلمني‪ .‬و�إزاء ت�صاعد نربة‬ ‫النعرات القومية اليمينية يف مقابل ا�ستمرار التطرف‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬تواجه املجتمعات الغربية موجة تقلبات‬ ‫من �ش�أنها �أن تف�ضي �إلى حالة من االنق�سام �آخذة يف‬ ‫االت�ساع‪.‬‬ ‫ويف هذا الإطار‪ ،‬ال تزال جمتمعات املغرتبني امل�سلمني‬ ‫تواجه حتديات كبرية‪ ،‬حيث تك�شف الإح�صائيات‬ ‫التي �أوردها املركز القانوين اجلنوبي للدفاع عن‬ ‫حقوق الفقراء �أن �أعداد جماعات الكراهية املناه�ضة‬ ‫للم�سلمني يف الواليات املتحدة خالل عام ‪2016‬‬ ‫ت�ضاعفت ثالث مرات �إلى ‪ 101‬يف جميع �أنحاء البالد‪.‬‬ ‫وترافق ذلك مع ارتفاع حاد يف حوادث «الكراهية» �ضد‬ ‫امل�سلمني‪� ،‬إلى جانب الن�ساء وال�سود واملهاجرين‪.‬‬ ‫وهناك اجتاهات مماثلة يف �أوروبا؛ ففي عام ‪،2016‬‬ ‫ك�شف مركز �أبحاث بيو �أن االنطباعات ال�سيئة جتاه‬ ‫امل�سلمني ارتفعت يف العديد من البلدان الأوروبية‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك املجر (‪ 72‬يف املائة) و�إيطاليا (‪ 69‬يف املائة)‬ ‫‪40‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫وبولندا (‪ 66‬يف املائة)‪.‬‬ ‫اال�ستنتاج ا�ستطال ٌع للر�أي �أجراه‬ ‫وقد �أكد هذا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫م�ؤخر ًا �شاتام هاو�س يف فرباير ‪ ،2017‬حيث خل�ص‬ ‫�إلى �أن �أغلب الأوروبيني عموم ًا يريدون فر�ض حظر‬ ‫على الهجرة من البلدان ذات الأغلبية امل�سلمة‪ .‬وفى‬ ‫املتو�سط‪ ،‬قالت ن�سبة ‪ 55‬يف املائة‪ ،‬داخل ع�شر دول‬ ‫�أوروبية �شملتها الدرا�سة‪� ،‬إنهم يريدون وقف جميع‬ ‫�أ�شكال الهجرة يف امل�ستقبل من الدول الإ�سالمية‪ .‬ويف‬ ‫�أي من تلك البلدان‪ ،‬مل تتجاوز ن�سبة املعرت�ضني على‬ ‫ذلك احلظر �أكرث من ‪ 32‬يف املائة‪.‬‬ ‫وبطبيعة احلال‪ ،‬ف�إن هذه احلقائق والإح�صائيات تبعث‬ ‫على القلق‪ .‬وهي تظهر على نحو ال لب�س فيه الت�صاعد‬ ‫احلاد للم�شاعر املعادية للم�سلمني يف جميع �أنحاء‬ ‫الواليات املتحدة و�أوروبا‪ .‬وعلى الرغم من �أننا حالي ًا‬ ‫ال نلحظ ذلك‪ ،‬ف�إنه �إذا ا�ستمر ت�صاعد هذه امل�شاعر‬ ‫املعادية للم�سلمني يف الغرب خالل ال�سنوات القادمة‪،‬‬ ‫فمن امل�ؤ�سف جد ًا �أن ذلك ميكن �أن ي�ؤدي �إلى ن�شوب‬ ‫�أزمة �سيا�سية و�إلى تدهور يف العالقات الدبلوما�سية‬ ‫والأمنية واملالية بني الغرب والعامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وهذا بالطبع �سيلحق �ضرر ًا كبري ًا باجلميع‪ .‬بيد �أن‬ ‫هذه احلقائق والإح�صائيات تظهر �أي� ًضا �أن هناك‬ ‫جماالت عمل مهمة ميكن من خاللها عك�س م�سار هذه‬ ‫االجتاهات امل�ؤ�سفة‪.‬‬ ‫فعلى �سبيل املثال‪� ،‬أ�شار ا�ستطالع �شاتام هاو�س �إلى �أن‬ ‫معار�ضة هجرة امل�سلمني كانت قوية ووا�سعة النطاق‬ ‫ب�شكل خا�ص يف �أو�ساط املواطنني امل�سنني‪ ،‬لكنها تق ّل‬ ‫بني الأ�شخا�ص الذين هم دون �سن الثالثني‪ .‬ويتجلى‬ ‫ذلك �أي� ًضا يف �أمناط امل�صوتني ل�صالح دونالد ترامب‬ ‫وخلروج بريطانيا من االحتاد الأوروبي‪ ،‬وهو ما يدل‬ ‫عموم ًا على �أن ال�شباب �أكرث تقب ًال للمجتمعات ال�شاملة‬

‫واملنفتحة‪ .‬وهذا يوحي ب�أن ارتفاع كراهية الأجانب‬ ‫يرتبط ارتباط ًا وثيق ًا بجيل ما بعد احلرب العاملية‬ ‫الثانية‪ ،‬على �أن ذلك ميكن �أن يكون يف نهاية املطاف‬ ‫مرحلة م�ؤقتة‪.‬‬ ‫كما ك�شف ا�ستطالع �شاتام هاو�س �أن النا�س الأكرث‬ ‫تعلم ًا �أق ّل معار�ضة لهجرة امل�سلمني‪ .‬ففي حني �أيد‬ ‫‪ 59‬يف املائة من ذوي التعليم الثانوي حظر امل�سلمني‪،‬‬ ‫ف�إن الذين �أيدوه ممن تلقوا تعليم ًا جامعي ًا كانوا �أقل‬ ‫من ن�صف هذه الن�سبة‪ .‬ولذلك ف�إن �ضمان ح�صول‬ ‫املواطنني على الفر�ص التعليمية ي�شكل ح ًال حا�سم ًا‬ ‫ل�ضمان االن�سجام االجتماعي‪.‬‬ ‫ووفق ًا لعاملة االجتماع الأمريكية اخلبرية بجرائم‬ ‫الكراهية‪� ،‬آمي �أدامكزيك‪ ،‬ف�إن مبادرات جديدة‬ ‫ملواجهة هذه االجتاهات ميكن �أن ت�شمل التدريب على‬ ‫قبول التنوع لزيادة احتكاك ال�سكان عامة بامل�سلمني‬ ‫لف�ضح الأوهام وا�سعة االنت�شار‪ .‬وتربز �ضرورة قيادة‬ ‫جماعات م�سيحية �أو غري م�سلمة لبع�ض احلاالت‪.‬‬ ‫ولعل نهج ًا �آخر يتمثل يف ان�ضواء جمتمعات امل�سلمني‬ ‫يف ال�شتات �ضمن جمموعات عرقية �أخرى لت�شكيل‬ ‫حتالفات جمتمعية‪ ،‬كما يحدث يف بروكلني‪ ،‬لتدريب‬ ‫بع�ضهم بع� ًضا على ر�صد حوادث الكراهية والوقوف‬ ‫يف وجهها‪ .‬ويتمثل �أحد امل�شاريع التي ينخرط فيها‬ ‫التحالف يف بروكلني يف �إقامة م�شاريع محلية ت�أخذ‬ ‫على عاتقها االلتزام بقيم التنوع من خالل احلفاظ‬ ‫على �أعمالها �ضمن ف�ضاء �آمن يرحب ب�أنا�س ينتمون‬ ‫�إلى �أديان وعرقيات �شتى‪ .‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬فقد‬ ‫حمل ت�صاعد �سيا�سات اخلوف معه فر�ص ًا جديدة‬ ‫للمجتمعات امل�سلمة لعقد حتالفات حتت�ضن اجلميع‬ ‫وتتوفر على مقومات ال�صمود مع املجتمعات الأخرى‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫إسالموفوبيا‬ ‫اجتماع تقييم العقد األول لمرصد اإلسالموفوبيا‬ ‫يؤكد ضرورة معالجة مشاكل المسلمين في أوروبا‬ ‫منظمات املجتمع املدين‪.‬‬ ‫وعلى مدار ثالث جل�سات نقا�ش متعاقبة‪ ،‬ا�ستعر�ض‬ ‫اجتماع �أداء مر�صد الإ�سالموفوبيا التابع ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي؛ ودور م�سلمي ال�شتات يف مكافحة‬ ‫الإ�سالموفوبيا ويف الت�صدي للتع�صب والتمييز القائمني‬ ‫على �أ�سا�س الدين؛ ودور الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات‬ ‫املنظمة يف مكافحة الإ�سالموفوبيا ويف الت�صدي‬ ‫للتع�صب والتمييز القائمني على �أ�سا�س الدين‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫اسطنبول‪ ،‬تركيا‬

‫يف �إطار احتفاء منظمة التعاون الإ�سالمي بالذكرى‬ ‫العا�شرة لإن�شاء مر�صدها للإ�سالموفوبيا‪ ،‬عقدت‬ ‫املنظمة اجتماع ًا لفريق اخلرباء يومي ‪ 4‬و‪� 5‬أبريل‬ ‫‪ 2017‬يف �إ�سطنبول باجلمهورية الرتكية‪.‬‬ ‫و�شارك يف ا�ست�ضافة االجتماع‪ ،‬الذي انعقد حتت عنوان‬ ‫«دور مر�صد الإ�سالموفوبيا التابع للمنظمة يف تعزيز‬ ‫جهود العامل الإ�سالمي ملواجهة ظاهرة الإ�سالموفوبيا‬ ‫يف جميع �أنحاء العامل»‪ ،‬كل من مركز البحوث للتاريخ‬ ‫والفنون والثقافة الإ�سالمية «ار�سيكا» واحلكومة‬ ‫الرتكية والأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وعكف االجتماع على ا�ستعرا�ض �أداء مر�صد‬ ‫الإ�سالموفوبيا التابع للمنظمة وتقييم جتربته بعد‬ ‫مرور ع�شر �سنوات على �إن�شائه‪ ،‬حيث طرح امل�شاركون‬ ‫تو�صيات ب�ش�أن تعزيز الأدوار التي ينبغي للمر�صد �أن‬ ‫ي�ضطلع بها والإجراءات التي يتعني عليه اتخاذها يف‬ ‫�ضوء تفاقم ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬يف كلمته التي �ألقاها‬ ‫نيابة عنه ال�سيد ب�شري �أن�صاري‪ ،‬مدير �إدارة احلوار‬ ‫والتوا�صل باملنظمة‪� ،‬إلى �أن املنظمة ت�شعر بقلق بالغ �إزاء‬ ‫ت�صاعد التع�صب والتمييز �ضد امل�سلمني‪ ،‬مما ي�ؤدي �إلى‬ ‫تفاقم ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬التي ت�شكل خرق ًا �سافر ًا‬ ‫حلقوق الإن�سان وانتهاك ًا بين ًا لكرامة امل�سلمني‪ .‬وبح�سب‬ ‫ما قاله الأمني العام‪ ،‬ف�إن الدول الأع�ضاء يف املنظمة‬ ‫هي من بني الدول الأكرث ت�ضرر ًا من الإرهاب والتطرف‬ ‫العنيف‪� ،‬إال �أن الإ�سالم وامل�سلمني ال يزاالن امل�ستهدف‬ ‫الأ�سا�سي وال�ضحية الأولى للتع�صب الديني واملمار�سات‬ ‫واخلطابات املت�سمة مبعاداة الإ�سالم‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وقال العثيمني «�إن منظمة التعاون الإ�سالمي تعتقد �أن‬ ‫الإ�سالموفوبيا ت�شكل تهديد ًا خطري ًا للتنوع الذي ُي َعد‬ ‫عن�صر ًا مهما من عنا�صر الدميقراطية ومكون ًا �أ�سا�سي ًا‬ ‫لن�سيج �أي جمتمع متعدد الثقافات»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائ ًال‪« :‬الإ�سالموفوبيا مظهر من مظاهر‬ ‫العن�صرية التي ت�صادر احلق يف حرية الفكر واملعتقد‬ ‫والـ ُهـوية وت�ستهدف �ضحاياه‪ ،‬لي�س ب�سبب قيامهم بعمل‬ ‫ما‪ ،‬بل ب�سبب مظهرهم وانتمائهم الديني»‪.‬‬ ‫كما �شدد الأمني العام على �أن �أ�سباب ظهور التمييز‬ ‫والكراهية �ضد امل�سلمني يف �أجزاء كثرية من العامل‬ ‫عديدة‪ .‬وت�شمل هذه الأ�سباب تزايد اخلطاب ال�سيا�سي‬ ‫و�صعود احلركات املعادية للأجانب‪ ،‬والزيادة احلادة‬ ‫يف الأيديولوجيات املتطرفة والهجمات الإرهابية ذات‬ ‫ال�صلة يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬و�أزمة الهجرة العاملية‬ ‫ب�سبب الق�ضايا ال�سيا�سية التي مل تحُ ّل بعد‪ ،‬والرتويج‬ ‫لل�صورة النمطية ال�سلبية ومخت ِلف �أ�شكال التغطية التي‬ ‫تقوم بها و�سائل الإعالم حول الإ�سالم‪.‬‬ ‫�إ ّال �أن العثيمني الحظ �أن التمييز والكراهية ال ميثالن‬ ‫تهديد ًا للم�سلمني فح�سب‪ ،‬ولكنهما ي�شكالن خطر ًا‬ ‫ملبادئ العدالة وامل�ساواة واحلرية والوئام ذاتها‪ ،‬مما‬ ‫يربز �ضرورة الت�صدي لكل �أ�شكال التمييز والكراهية‪،‬‬ ‫وال�سيما تلك القائمة على �أ�سا�س الدين �أو املعتقد‪ ،‬من‬ ‫خالل تطبيق املعايري العاملية لتوفري حماية مت�ساوية‬ ‫جلميع الفئات امل�ستهدفة والأديان يف جميع �أنحاء‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫وكان من بني املتحدثني الآخرين يف هذا احلدث الدكتور‬ ‫خالد �إرين‪ ،‬مدير عام مركز «�إر�سيكا»‪ ،‬وال�سفري �أحمد‬ ‫يلدز‪ ،‬نائب وزير اخلارجية يف جمهورية تركيا‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى ع�شرات اخلرباء من علماء و�صحافيني و�أع�ضاء يف‬

‫بعد مداوالت م�ستفي�ضة‪ ،‬ارت�أى االجتماع �أنه ينبغي �أن‬ ‫تويل الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي والدول‬ ‫الأع�ضاء اهتمام ًا خا�ص ًا مب�شاكل امل�سلمني يف �أوروبا‪،‬‬ ‫من خالل اتخاذ الإجراءات الالزمة لتفعيل عمل فريق‬ ‫االت�صال املعني بالأقليات امل�سلمة يف �أوروبا‪ ،‬وذلك‬ ‫بهدف الإ�سهام يف ن�شر روح احلوار والتعاون لدعم‬ ‫التما�سك واالن�سجام بني املجتمعات‪.‬‬ ‫كما �أو�صى االجتماع الدول الأع�ضاء يف املنظمة‬ ‫بزيادة دعمها للجماعات واملجتمعات امل�سلمة التي‬ ‫تعي�ش يف البلدان غري الإ�سالمية لتمكينها من مكافحة‬ ‫الإ�سالموفوبيا والوقوف �ضدها‪.‬‬ ‫و�أو�صى اخلرباء كذلك ب�أنه ينبغي للمجتمعات والدول‬ ‫الإ�سالمية �أن تعالج داخلي ًا الق�ضايا والعوامل التي‬ ‫ت�سهم يف خلق �صور �سلبية عن الإ�سالم وامل�سلمني‪ ،‬و�أن‬ ‫تعطي الأولوية لتنفيذ «اال�سرتاتيجية الإعالمية ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف مكافحة الإ�سالموفوبيا و�آلية‬ ‫تنفيذها» التي اعتمدتها الدورة احلادية ع�شرة للم�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي لوزراء الإعالم‪ ،‬التي ُع ِقدت يف جدة باململكة‬ ‫العربية ال�سعودية يوم ‪ 21‬دي�سمرب ‪.2016‬‬ ‫جدير بالذكر �أن الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي بد�أت‪ ،‬خالل القمة الإ�سالمية اال�ستثنائية‬ ‫الثالثة يف مكة املكرمة يف عام ‪ ،2005‬التفكري يف‬ ‫تكليف مر�صد املنظمة للإ�سالموفوبيا بر�صد ظاهرة‬ ‫الإ�سالموفوبيا ثم تبلور ذلك خالل الدورة الرابعة‬ ‫والثالثني ملجل�س وزراء اخلارجية يف �إ�سالم �آباد يف‬ ‫مايو ‪.2007‬‬ ‫وقد �أُ�سندت للمر�صد مهمة ر�صد ظاهرة الإ�سالموفوبيا‪،‬‬ ‫واتخاذ التدابري ال�ضرورية ملكافحة الظاهرة‪ ،‬وال�شروع‬ ‫يف حوار منظم من �أجل جتلية القيم احلقيقية للإ�سالم‬ ‫ومتكني البلدان الإ�سالمية من مواجهة التحديات‬ ‫املعا�صرة الناجمة عن هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪41‬‬


‫شؤون األسرة‬

‫نجاح مميز للدورة األولى للمؤتمر الوزاري حول‬

‫مؤسسة الزواج واألسرة والحفاظ على قيمها في الدول األعضاء‬

‫جدة ـ المملكة العربية السعودية‪:‬‬

‫يجري العمل يف الأمانة العامة بخطوات مت�سارعة‬ ‫لإعداد م�شروع ا�سرتاتيجية منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لتمكني م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة واحلفاظ على قيمها‬ ‫يف العامل الإ�سالم‪ ،‬ومن املقرر �أن يعقد قبل نهاية‬ ‫عام ‪ 2017‬اجتماع لفريق اخلرباء احلكوميني مفتوح‬ ‫الع�ضوية يف مقر الأمانة العامة يف مدينة جدة ملناق�شة‬ ‫هذا املو�ضوع‪ .‬وت�أتي هذه اخلطوة تنفيذا للقرار‬ ‫ال�صادر عن الدورة الأولى للم�ؤمتر الوزاري حول‬ ‫م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة واحلفاظ على قيمها يف الدول‬ ‫الأع�ضاء مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والتي ا�ست�ضافتها‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية يف جدة يف ‪ 9‬فرباير ‪،2017‬‬ ‫حتت عنوان‪« :‬نحو منهاج منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫‪42‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫لتمكني م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة واحلفاظ على قيمها‬ ‫يف الدول الأع�ضاء»‪.‬‬ ‫ومن املتوقع �أن ي�شارك يف االجتماع �أجهزة منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي (مثل الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق‬ ‫الإن�سان) وامل�ؤ�س�سات ذات ال�صلة وخا�صة الإي�سي�سكو‪،‬‬ ‫والبنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬ومركز �أنقرة‪ ،‬وجممع الفقه‬ ‫الإ�سالمي الدويل‪ ،‬و�إر�سيكا‪.‬‬ ‫وكان معايل الدكتور علي بن نا�صر الغفي�ص‪ ،‬وزير‬ ‫العمل والتنمية االجتماعية يف اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬قد تر�أ�س اجلل�سة االفتتاحية لالجتماع‬ ‫والتي خاطبها معايل الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثيمني متوجها بال�شكر حلكومة‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك �سلمان بن عبد العزيز‬

‫و�سمو ويل عهده و�سمو ويل ويل عهده‪ ،‬على مبادرتها‬ ‫لعقد م�ؤمتر متخ�ص�ص ُيعنى ب�ش�ؤون م�ؤ�س�سة الزواج‬ ‫والأ�سرة واحلفاظ على قيمها الإ�سالمية‪ .‬كما توجه‬ ‫بال�شكر للمملكة العربية ال�سعودية على الرتتيبات‬ ‫املتميزة لإجناح �أعمال امل�ؤمتر من �أجل �أن ي�ؤ�س�س‬ ‫م�سار ًا جديد ًا يعطي م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة الأولوية‬ ‫واالهتمام يف العامل اال�سالمي‪.‬‬ ‫وقال العثيمني �إن ميثاق منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫قد وافق ما جاء يف الإعالن العاملي حلقوق االن�سان‬ ‫حول الأ�سرة‪ ،‬و�أكد على �ضرورة «تعزيز دور الأ�سرة‬ ‫وحمايتها وتنميتها باعتبارها الوحدة الطبيعية‬ ‫واجلوهرية للمجتمع»‪ ،‬كما �أو�صت القمة الإ�سالمية‬ ‫اال�ستثنائية الثالثة يف مكة املكرمة عام ‪ 2005‬ب�إن�شاء‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون األسرة‬ ‫�إدارة معنية ب�ش�ؤون الأ�سرة يف املنظمة التي اعتمدت‬ ‫قرارات عديدة تويل الأهمية لتمكني م�ؤ�س�سة الزواج‬ ‫والأ�سرة يف �إطار ن�شاطاتها الرامية �إلى �إعطاء الأ�سرة‬ ‫الأولوية وال�صدارة يف حتقيق التنمية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام للمنظمة ب�أن التطورات التي‬ ‫ي�شهدها العامل اليوم وتفاقم الأو�ضاع الأمنية‬ ‫والإن�سانية ت�ستدعي تكثيف اجلهود والتعاون بني الدول‬ ‫الأع�ضاء لإعادة ترتيب الأولويات بغية �إيالء الأ�سرة‬ ‫الأهمية التي ت�ستحقها‪.‬‬ ‫ونبه الأمني العام �إلى ما ت�شكله احلروب والنزاعات‬ ‫امل�سلحة واالحتالل والإرهاب من تهديد لل�سلم‬ ‫واال�ستقرار يف العديد من الدول الأع�ضاء‪ ،‬وما لها من‬ ‫انعكا�سات �سلبية على ا�ستقرار و�أمن الأ�سرة واملجتمع‬ ‫ككل‪ ،‬داعيا مل�ضاعفة اجلهود لإر�ساء ال�سالم والتو�صل‬ ‫�إلى ت�سوية �سلمية لإنهاء تلك احلروب والنزاعات‪.‬‬ ‫و�أ�شار العثيمني �إلى �أن الأمانة العامة لـ «التعاون‬ ‫الإ�سالمي» كانت قد قامت بدرا�سة �سيا�سات‬ ‫وا�سرتاتيجيات العديد من الدول الأع�ضاء يف جمال‬ ‫تعزيز م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة واحلفاظ على قيمها‪،‬‬ ‫م�شددا على �ضرورة �إعداد ا�سرتاتيجية موحدة و�شاملة‬ ‫لـ «التعاون الإ�سالمي» يف هذا املجال‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام رف�ض املنظمة ال�ضغوط ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية يف بع�ض املحافل الدولية من خالل‬ ‫امل�ساعدات التنموية امل�شروطة التي تواجهها بع�ض‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة جتاه منظومة قيم الأ�سرة‪،‬‬ ‫الفتا �إلى �ضرورة الدفع بجهود تنفيذ قرار وزراء‬ ‫اخلارجية الراف�ض لقرار جمل�س حقوق الإن�سان‬ ‫اخلا�ص بـ “حقوق االن�سان والتوجه اجلن�سي والهوية‬ ‫اجلن�سانية»‪ ،‬والتي ت�شكل خطرا متزايدا على منظومة‬ ‫القيم املجتمعية عرب مواجهة دعاة املثلية اجلن�سية‬ ‫لالعرتاف بحقوق تلك الفئات ك�أقليات يف الت�شريعات‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫ويف نهاية االجتماع �أ�صدر امل�شاركون وامل�شاركات من‬ ‫الوزراء وممثلي الدول االع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف الدورة الأولى للم�ؤمتر الوزاري حول‬ ‫م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة واحلفاظ على قيمها يف الدول‬ ‫الأع�ضاء “�إعالن جدة”‪ ،‬باال�ستناد �إلى ميثاق املنظمة‬ ‫الذي ين�ص على �ضرورة “تعزيز دور الأ�سرة وحمايتها‬ ‫وتنميتها باعتبارها الوحدة الطبيعية واجلوهرية‬ ‫للمجتمع”‪ ،‬وما توليه الدول الأع�ضاء من �أهمية لتمكني‬ ‫م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة واحلفاظ على قيمها‪ ،‬وتثبيت ًا‬ ‫لأهمية الأ�سرة ودورها يف التن�شئة والرتبية واحلماية‬ ‫كمنبع رئي�س يتلقى عربه الفرد املرجعيات الأخالقية‬ ‫والدينية ومنظومة القيم التي ي�ستمد منها مواقفه‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫و�سلوكه‪.‬‬ ‫وا�سرت�شد امل�ؤمتر بتعاليم الدين الإ�سالمي‪ ،‬و�أهم‬ ‫املواثيق واالتفاقيات الدولية التي ت�ؤكد على الدور‬ ‫اجلوهري والأ�سا�سي للأ�سرة ‪ -‬يف مفهومها القائم‬ ‫على رجل وامر�أة ويرتبطان بالزواج يف �إطار �شرعي ‪-‬‬ ‫لتحقيق الأمن االجتماعي والتنمية امل�ستدامة‪ ،‬وخا�صة‬ ‫الإعالن العاملي حلقوق االن�سان الذي ين�ص يف املادة‬ ‫ال�ساد�سة ع�شرة على �أن الأ�سرة “هي الوحدة الطبيعية‬ ‫الأ�سا�سية للمجتمع”‪ ،‬وكذلك مبادئ الأمم املتحدة‬ ‫وقراراتها التي تتوافق مع مبادئ و�أهداف املنظمة‬ ‫ب�ش�أن الأ�سرة‪.‬‬ ‫و�أكدوا على �أن الأ�سرة هي �أحد محاور التنمية‬ ‫امل�ستدامة و�أن الرتكيز على الأ�سرة يوفر منهاج ًا‬ ‫ا�سرتاتيجي ًا ملعاجلة التحديات التنموية امل�ستمرة‪،‬‬ ‫م�شددين على م�س�ؤولية الدول الأع�ضاء و�أجهزة‬ ‫املنظمة املتفرعة وم�ؤ�س�ساتها املتخ�ص�صة واملنظمات‬ ‫املنتمية ذات ال�صلة يف العمل من �أجل تعزيز قدرات‬ ‫م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة واحلفاظ على قيمها يف الدول‬ ‫الأع�ضاء للمنظمة‪.‬‬ ‫كما �أكدوا على �أهمية القيم الدينية امل�ستمدة من‬ ‫الكتاب وال�سنة يف �صون الأ�سرة‪ ،‬وعلى �أهمية حقوق‬ ‫الإن�سان وحماية الأ�سرة يف ال�شريعة الإ�سالمية‪ ،‬وعلى‬ ‫امل�س�ؤولية الرئي�سية للوالدين يف تن�شئة الطفل وحمايته‪،‬‬ ‫وعلى دور م�ؤ�س�سات املجتمع يف دعم اجلهود التي‬ ‫يبذلونها من �أجل رعاية الطفل يف بيئة �أ�سرية �آمنة‪.‬‬ ‫و�أعربوا عن قلقهم البالغ �إزاء ما ت�شكله احلروب‬ ‫والنزاعات امل�سلحة واالحتالل والإرهاب من تهديد‬ ‫لل�سلم واال�ستقرار يف كثري من الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫وانعكا�سات ذلك على ا�ستقرار و�أمن الأ�سرة واملجتمع‪.‬‬ ‫و�أو�صى امل�ؤمتر ب�إيالء الأهمية الق�صوى مل�ؤ�س�سة الزواج‬ ‫وامل�ساهمة‬ ‫والأ�سرة باعتبارها النواة الرئي�سة للمجتمع‬ ‫ِ‬ ‫يف جهود التنمية‪ ،‬مبا يف ذلك حتقيق الأهداف التنموية‬ ‫املتفق عليها دولي ًا‪ ،‬م�شددا يف هذا ال�صدد على �ضرورة‬ ‫و�ضع ا�سرتاتيجيات وتنفيذ �سيا�سات �أ�سرية �شاملة‬ ‫ترمي �إلى تعزيز م�ؤ�س�سة الزواج ومتكني الأ�سرة‬ ‫واحلفاظ على قيمها‪.‬‬ ‫وحث �إعالن جدة الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ذات ال�صلة على و�ضع �آليات لتعزيز‬ ‫دورها للتن�سيق مع املنظمات وامل�ؤ�س�سات الدولية‬ ‫العاملة يف هذا املجال وتبادل املعلومات واخلربات من‬ ‫�أجل تعزيز قدرات م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة واحلفاظ‬ ‫على قيمها‪.‬‬ ‫ودعا الإعالن �إلى قيام الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات‬ ‫املنظمة ذات ال�صلة باتخاذ خطوات عملية للق�ضاء‬

‫على الفقر وتداعياته على الأ�سرة وتفعيل دورها يف‬ ‫حتقيق النمو االقت�صادي‪ ،‬وكذلك تقوية التما�سك‬ ‫الأ�سري‪ ،‬و�إعطاء الأ�سرة الأولوية يف اخلطط التنموية‪.‬‬ ‫كما دعا امل�ؤمتر الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات املنظمة‬ ‫وقرو�ض �صغرية لتمكني الأ�سر‬ ‫منح‬ ‫ٍ‬ ‫ذات ال�صلة لتقدمي ٍ‬ ‫امل�ستفيدة من بناء م�شروعات مدّرة للدخل‪ ،‬وو�ضع‬ ‫وتنفيذ �سيا�سات تهدف �إلى تعزيز دور و�آليات التكافل‬ ‫و�إحداث التوازن بني م�س�ؤوليات العمل ومتطلبات‬ ‫الأ�سرة وحتقيق التوا�صل بني الأجيال‪.‬‬ ‫وطالب امل�شاركون وامل�شاركات الدول الأع�ضاء‬ ‫وم�ؤ�س�سات املنظمة ذات ال�صلة باتخاذ خطوات‬ ‫عملية لو�ضع �آليات ملواجهة و�إدارة املخاطر الناجتة‬ ‫عن احلروب �أو الكوارث الطبيعية وتقدمي امل�ساعدات‬ ‫للأ�سر املت�ضررة و�إن�شاء م�ؤ�س�سات ومراكز متخ�ص�صة‬ ‫للأ�سرة يف حالة الأزمات‪.‬‬ ‫و�أعلنوا الرف�ض الكامل لدعاة ال�شذوذ واملثلية‬ ‫اجلن�سية‪ ،‬وللأ�صوات التي ترتفع لدعوة الدول الأع�ضاء‬ ‫لالعرتاف بحقوق تلك الفئات ك�أقليات يف ت�شريعاتها‪،‬‬ ‫وغري ذلك من ال�ضغوط ال�سيا�سية واالقت�صادية التي‬ ‫تواجهها بع�ض الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫ودعا �إعالن جدة الأمانة العامة وم�ؤ�س�سات املنظمة‬ ‫�إلى تكثيف دورها الإيجابي على امل�ستوى الدويل ب�ش�أن‬ ‫تعزيز م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة واحلفاظ على قيمها‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى و�ضع �إطار عام للتعاون والتن�سيق بني‬ ‫�أجهزة املنظمة الن�شطة يف جمال متكني الأ�سرة وتعزيز‬ ‫قدراتها‪ ،‬والعمل من �أجل �إن�شاء هياكل و�أق�سام خا�صة‬ ‫بالأ�سرة لدى تلك الأجهزة‪.‬‬ ‫وطالبوا الدول الأع�ضاء بحث الأ�سرة على القيام‬ ‫مب�س�ؤولياتها جتاه الأطفال وال�شباب ب�إر�ساء مبادئ‬ ‫الو�سطية واالعتدال وحمايتهم من الغلو والفكر‬ ‫الإرهابي وبث روح املحبة وال�سالم ومناه�ضة الكراهية‬ ‫و�أن يكونوا نافعني لأنف�سهم وجمتمعاتهم والعامل �أجمع‪.‬‬ ‫وتوجه امل�ؤمتر بال�شكر للمملكة العربية ال�سعودية ممثل ًة‬ ‫بوزارة العمل والتنمية االجتماعية بالتعاون مع هيئة‬ ‫حقوق الإن�سان‪ ،‬على ا�ست�ضافتها الدورة الأولى للم�ؤمتر‬ ‫الوزاري الأول حول م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة واحلفاظ‬ ‫على قيمها يف الدول الأع�ضاء وعلى الرتتيبات املتميزة‬ ‫التي قامت بها يف �سبيل �إجناح هذا امل�ؤمتر‪.‬‬ ‫كما رفع امل�ؤمتر والوفود امل�شاركة �أ�سمى �آيات ال�شكر‬ ‫واالمتنان �إلى مقام خادم احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك‬ ‫�سلمان بن عبد العزيز �آل �سعود على دعوته الكرمية‬ ‫لعقد هذه الدورة وا�ست�ضافتها يف اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪43‬‬


‫شؤون األسرة‬ ‫المنظمة تشدد على أهمية دور الزعماء‬ ‫الدينيين والقيادات النسائية الشابة في‬

‫مديرة �إدارة الأ�سرة د‪ .‬ف�ضيلة قرين تتحدث يف فعالية �أثناء الدورة احلادثة وال�ستني للجنة و�ضع املر�أة‬

‫ُعقدت الدورة احلادية وال�ستون للجنة و�ضع املر�أة يف مقر الأمم املتحدة بنيويورك يف‬ ‫الفرتة من ‪� 13‬إلى ‪ 24‬مار�س ‪ 2017‬يف �إطار املو�ضوع ذي الأولوية املعنون‪« :‬التمكني‬ ‫االقت�صادي للمر�أة يف عامل العمل املتغري»‪.‬‬ ‫ُي�شار �إلى �أن جلنة و�ضع املر�أة هي الهيئة الرئي�سة احلكومية املخ�ص�صة ل�صنع‬ ‫ال�سيا�سات العاملية وب�شكل ح�صري لتعزيز امل�ساواة بني اجلن�سني ومتكني املر�أة‪ ،‬وهي‬ ‫جلنة فنية تابعة للمجل�س االقت�صادي واالجتماعي التابع للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫رئي�س جلنة و�ضع املر�أة‪ ،‬والأمني العام للأمم املتحدة‪،‬‬ ‫وقد ح�ضر اجلل�س َة االفتتاحية ُ‬ ‫ورئي�س املجل�س االقت�صادي واالجتماعي‪ ،‬ورئي�س اجلمعية العامة‪ ،‬ووكيل الأمني‬ ‫العام للأمم املتحدة املدير التنفيذي لهيئة الأمم املتحدة للمر�أة‪� ،‬إ�ضافة �إلى وزراء‬ ‫وممثلني من الدول الأع�ضاء واملنظمات غري احلكومية وم�ؤ�س�سات املجتمع املدين‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش الدورة احلادية وال�ستني للجنة و�ضع املر�أة هذا العام‪ ،‬نظمت البعثة‬ ‫الدائمة ملنظمة التعاون الإ�سالمي لدى الأمم املتحدة يف نيويورك فعاليتني اثنتني‪،‬‬ ‫ركزت الأولى منهما‪ ،‬والتي انعقدت يوم ‪ 16‬مار�س‪ ،‬وكانت بعنوان‪« :‬دعم الزعماء‬ ‫الدينيني والعلماء لتمكني املر�أة يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة» على دور الفكر‬ ‫واملمار�سات الدينية يف تعزيز ق�ضية املر�أة‪ ،‬وذلك بهدف اال�ستفادة من الدين كعامل‬ ‫حماية للمر�أة‪ .‬وركزت املناق�شات على مخت ِلف جوانب هذا املو�ضوع‪ ،‬بهدف زيادة‬ ‫الوعي بالدور املهم الذي ميكن �أن ي�ضطلع به الزعماء الدينيون والعلماء يف النهو�ض‬

‫تمكين المرأة‬ ‫باملر�أة يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬ف�ض ًال عن ا�ستك�شاف التحديات واقرتاح �سبل‬ ‫وو�سائل الت�صدي لها‪.‬‬ ‫و�أدارت هذه الفعالي َة مدير ُة �ش�ؤون الأ�سرة وال�ش�ؤون االجتماعية يف الأمانة العامة‬ ‫للمنظمة‪ ،‬الدكتورة ف�ضيلة غرين‪ .‬و�شارك فيها وزيرة متكني املر�أة وحماية الطفل يف‬ ‫�إندوني�سيا‪ ،‬يوهانا ميبي�سي؛ ووزيرة الت�ضامن واملر�أة والأ�سرة والتنمية االجتماعية‬ ‫يف املغرب‪ ،‬ب�سيمة احلقاوي؛ واملدير العام للمنظمة حلقوق املر�أة العربية‪ ،‬مريفت‬ ‫التالوي؛ والرئي�س التنفيذي للإغاثة الإ�سالمية يف الواليات املتحدة الأمريكية ال�سيد‬ ‫�أنور خان؛ وكبرية م�ست�شاري هيئة الأمم املتحدة للمر�أة‪ ،‬ال�سيدة هند العوي�س‪.‬‬ ‫وكانت الفعالية الثانية‪ ،‬التي ُعقدت يوم ‪ 17‬مار�س ‪ ،2017‬بعنوان‪« :‬دور القيادات‬ ‫الن�سائية ال�شابة يف عملية �صنع القرار»‪ .‬ومتحور الهدف العام لهذه الفعالية التي‬ ‫انتظمت على هام�ش اجتماع جلنة و�ضع املر�أة حول حتليل الو�ضع الراهن ودور‬ ‫ال�ص ُعد الدولية والإقليمية والوطنية واملحلية؛‬ ‫ال�شابات يف عمليات �صنع القرار على ُ‬ ‫وا�ستعرا�ض التحديات التي يواجهنها‪ ،‬وا�ستك�شاف ُ�سـ ُبل التغلب عليها‪.‬‬ ‫و�أدارت ال�سيدة هند العوي�س‪ ،‬كبرية م�ست�شاري هيئة الأمم املتحدة للمر�أة هذه‬ ‫الفعالية‪ ،‬التي �شارك فيها نائب الوزير ل�ش�ؤون حماية حقوق املر�أة يف وزارة متكني‬ ‫املر�أة وحماية الطفل يف �إندوني�سيا‪ ،‬فانيتيا ريكرينز داني�س؛ ورئي�سة جمعية املر�أة‬ ‫والدميقراطية‪� ،‬أمينة �سري �أيدن يلماز؛ ورئي�سة املنظمة الدولية ملراقبة الأ�سرة‪،‬‬ ‫�شارون �سالتور؛ ومديرة �إدارة الأ�سرة وال�ش�ؤون االجتماعية يف الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتورة ف�ضيلة غرين؛ ومديرة ال�ش�ؤون العامة يف الإغاثة‬ ‫الإ�سالمية يف الواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬كري�ستينا توبيا�س‪-‬ناهي‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬عقد البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وهو �إحدى امل�ؤ�س�سات املتخ�ص�صة‬ ‫التابعة للمنظمة‪ ،‬فعاليتني مهمتني‪ ،‬الأولى عن‪« :‬تعزيز امل�شاركة االقت�صادية للمر�أة‬ ‫من خالل معاجلة �أعمال الرعاية غري املدفوعة الأجر و�أعمال البيت»‪ ،‬والثانية عن‪:‬‬ ‫«ظروف احلياة اخلفية للمر�أة ال�سورية و�سبل التغلب على حتديات التوظيف والعي�ش‬ ‫والتمكني االقت�صادي»‪ ،‬وقد ُن ِّظمت باال�شرتاك مع �صندوق الأمم املتحدة لل�سكان‬ ‫ومنظمة الإغاثة الإ�سالمية العاملية‪.‬‬

‫بمناسبة اليوم العالمي‪ :‬منظمة التعاون اإلسالمي تدعو لمراجعة وضع المرأة‬ ‫مبنا�سبة �إحياء اليوم العاملي للمر�أة يف ‪ 8‬مار�س‪� ،‬أكد‬ ‫الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثيمني �أن هذا اليوم يكت�سب �أهمية‬ ‫خا�صة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬للت�أكيد على الأهمية‬ ‫التي توليها لدور املر�أة يف املجتمع ولإبراز م�ساهماتهن‬ ‫يف بناء املجتمعات الإ�سالمية وا�ستعرا�ض ومراجعة‬ ‫و�ضع املر�أة يف �ضوء التحديات التي تواجهها من �أجل‬ ‫حقوقها‪.‬‬ ‫ووجه الأمني العام التهنئة �إلى الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي التي بذلت جهودا �ضخمة‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫من �أجل متكني املر�أة والنهو�ض بو�ضعها‪ ،‬ويف تنفيذ‬ ‫خطة املنظمة من �أجل النهو�ض باملر�أة (�أوباو)‬ ‫وقرارات امل�ؤمترات الوزارية للمر�أة التي تدعو الدول‬ ‫الأع�ضاء �إلى اتخاذ كل التدابري والإجراءات ل�ضمان‬ ‫م�شاركة املر�أة بفعالية يف تنمية املجتمع بكافة جوانبه‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف العثيمني �أنه يف هذا اليوم يجب �أن ن�ؤكد‬ ‫�ضرورة دعم املر�أة املعيلة والن�ساء الالتي يعانني‬ ‫من الفقر املدقع ويع�شن �أو�ضاع كارثية يف مناطق‬ ‫النزاعات امل�سلحة وحتت وط�أة االحتالل‪ ،‬والن�ساء‬ ‫ذوات االحتياجات اخلا�صة و�ضرورة تفعيل ال�شراكات‬

‫والتعاون الوثيق من �أجل حتقيق املزيد من التقدم يف‬ ‫جمال متكني املر�أة والنهو�ض بو�ضعها وحتقيق العدالة‬ ‫بني اجلن�سني ومواجهة تداعيات النزاعات امل�سلحة‬ ‫والنزوح على الن�ساء‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام‪� :‬أغتنم هذه الفر�صة لأدعو الدول‬ ‫الأع�ضاء التي مل ت�صادق حتى الآن على النظام‬ ‫الأ�سا�سي ملنظمة تنمية املر�أة �إلى الإ�سراع يف �إنهاء‬ ‫�إجراءات امل�صادقة عليه باعتبارها م�س�ألة ذات �أولوية‬ ‫من �ش�أنها �أن ت�ساهم يف متكني املر�أة وتعزيز قدراتها‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون الشباب‬

‫ُت َعد �ألعاب الت�ضامن الإ�سالمي باكو ‪ 2017‬فعالية‬ ‫وتلم �شمل‬ ‫مثرية ت�ضم مخت ِلف الألعاب الريا�ضية ّ‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬و�سوف تنعقد يف الفرتة من ‪22-12‬‬ ‫مايو ‪.2017‬‬ ‫وعلى مدى ع�شرة �أيام‪� ،‬سوف يخو�ض الريا�ضيون‬ ‫غمار املناف�سة يف ع�شرين �صنف ًا من مخت ِلف الألعاب‬ ‫الريا�ضية‪ ،‬ممثلني لبلدانهم ال�سبعة واخلم�سني‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي يف �ألعاب‬ ‫ريا�ضية ت�شمل ‪ 23‬تخ�ص�ص ًا (�ألعاب القوى و�ألعاب‬ ‫القوى اخلا�صة بذوي االحتياجات اخلا�صة‪ ،‬والألعاب‬ ‫املائية ‪ -‬الغو�ص‪ ،‬والألعاب املائية ‪ -‬ال�سباحة‪ ،‬والألعاب‬ ‫املائية ‪ -‬كرة املاء‪ ،‬كرة ال�سلة‪ ،‬وكرة القدم‪ ،‬واجلمباز ‪-‬‬ ‫الفني‪ ،‬اجلمباز ‪ -‬الإيقاعي‪ ،‬والدفاع عن النف�س‪ ،‬وتن�س‬ ‫الطاولة‪ ،‬وكرة اليد‪ ،‬واجلودو واجلودو للمكفوفني‪،‬‬ ‫وامل�صارعة اليونانية‪ ،‬وامل�صارعة احلرة‪ ،‬والرماية‪،‬‬ ‫والتن�س‪ ،‬والكرة الطائرة‪ ،‬واملالكمة‪ ،‬والزورخانة‬ ‫(التمارين البدنية) والكاراتيه والتايكواندو ورفع‬ ‫الأثقال)‪ ،‬وحتت�ضن هذه الألعاب ‪� 16‬صالة ريا�ضية‬ ‫ذات موا�صفات عاملية يف باكو‪.‬‬ ‫وح�صلت العا�صمة الأذربيجانية باكو على �شرف‬ ‫ا�ست�ضافة دورة الألعاب خالل اجلمعية العامة الحتاد‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي الريا�ضي يف جدة يف يوليو ‪.2013‬‬ ‫و�سوف تتولى جلنة عمليات الدورة يف �أذربيجان تنظيم‬ ‫الألعاب بالتعاون مع االحتاد الريا�ضي للت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ألعاب التضامن اإلسالمي‬

‫منافسة فريدة من نوعها‬ ‫ُيذكر �أن �أول دورة للت�ضامن الإ�سالمي ُنظمت يف عام‬ ‫‪ 2005‬يف اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫باكو‬

‫تُعد مدينة باكو‪ ،‬التي ت�ست�ضيف الدورة الرابعة لألعاب‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي‪� ،‬إحدى �أكرث مدن العامل جاذبية‬ ‫وانفتاح ًا‪ ،‬وهي تقع على مفرتق طرق �أوروبا و�آ�سيا‪.‬‬ ‫ويعني ا�سمها «مدينة الرياح» �أو «املدينة الراب�ضة على‬ ‫التل»‪ ،‬وهي مركز علمي وثقايف و�صناعي كبري‪.‬‬ ‫وقد وعدت ال�سلطات يف �أذربيجان �أن جتعل من الدورة‬ ‫الرابعة لألعاب الت�ضامن الإ�سالمي تظاهرة احتفالية‬ ‫ناجحة وممتعة رفيعة امل�ستوى‪.‬‬ ‫وحتظى هذه الألعاب برعاية كبرية من رئي�س �أذربيجان‬ ‫�إلهام علييف الذي �أ�شار خالل االجتماع الأول للجنة‬ ‫املنظمة �إلى �أنها «حدث دويل كبري‪ ،‬فهي فعالية‬ ‫ريا�ضية تكت�سي �أهمية بالغة‪� ،‬سواء بالن�سبة ل�سكان‬

‫املعمورة �أو بالن�سبة للعامل الإ�سالمي‪� .‬إن احت�ضان‬ ‫�أذربيجان للألعاب لدليل �آخر على �أن �أذربيجان بلد‬ ‫يتمتع باحرتام كبري يف العامل‪ .‬ونحن نعترب ذلك مبثابة‬ ‫عال مينحه العامل الإ�سالمي لأذربيجان وما‬ ‫تقدير ٍ‬ ‫حققته من تنمية‪ .‬ونحن‪ ،‬من جانبنا‪� ،‬سنبذل كل ما‬ ‫يف و�سعنا ل�ضمان تنظيم رفيع امل�ستوى لهذه الألعاب»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الرئي�س �إلهام �أن «�أذربيجان جزء من العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬هذه هي عائلتنا‪ ،‬ويجب �أن نحاول تنظيم‬ ‫هذه الألعاب على �أعلى امل�ستويات‪ .‬وينبغي توفري �أح�سن‬ ‫الظروف جلميع الريا�ضيني وال�ضيوف و�أع�ضاء الوفود‪،‬‬ ‫حتى يتمكنوا من التعرف على بالدنا‪ ،‬ويقفوا على تاريخ‬ ‫�أذربيجان العريق‪ ،‬وحتى ي�ستمتعوا ب�إقامتهم هنا»‪.‬‬ ‫و�أ�شار الرئي�س الأذربيجاين �أي� ًضا �إلى �أنه واثق من‬ ‫�أن الألعاب الإ�سالمية �ستعزز الت�ضامن الإ�سالمي يف‬ ‫املقام الأول‪ ،‬وتظهر للعامل الإ�سالمي وللعامل �أجمع‬ ‫مرة �أخرى �أن الإ�سالم دين �سالم ورحمة و�أخوة‪ .‬كما‬ ‫�ستربز الألعاب للعامل �أن �أذربيجان بلد يتمتع ب�إمكانات‬ ‫كبرية ت�ؤهله لتنظيم �أبرز املناف�سات الدولية املرموقة‪.‬‬ ‫وكانت الدورة الثالثة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء ال�شباب‬ ‫والريا�ضة‪ ،‬التي ُعقدت يف ا�سطنبول باجلمهورية‬ ‫الرتكية‪ ،‬يف الفرتة من ‪� 5‬إلى ‪� 7‬أكتوبر ‪ ،2016‬قد رحبت‬ ‫با�ست�ضافة جمهورية �أذربيجان الدورة الرابعة من‬ ‫�ألعاب الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬متمنية التوفيق وال�سداد‬ ‫جلمهورية �أذربيجان يف تنظيم هذا احلدث الريا�ضي‬ ‫الكبري‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪45‬‬


‫شؤون الشباب‬

‫‫القدرة والتحمل للخيول سباق صعب لكنه محبوب في الكويت‬ ‫‬‬الكويت ـ (د ب أ)‪:‬‬

‫اجتمع فهد هو و�أ�صحابه على حب اخليل‪ ،‬فمنذ‬ �أربع‬ ‫�سنوات قاموا بت�أ�سي�س فريق �أ�صايل الكويت الذي‬ ‫وجدوا فيه غايتهم‪ ‬،‬وكان لديهم الدافع للتطوير‬ ‫امل�ستمر واالرتقاء بهذا الفريق‪ ،‬حتى �أ�صبح‬ الفريق‬ ‫الأول بالكويت يف �سباقات القدرة والتحمل للفرو�سية‪.‬‬ ‫‫ويقول فهد املطريي �أبرز فر�سان �سباقات القدرة‬ ‫والتحمل يف الكويت «نحن ن�ش�أنا وكربنا على حب اخليل‪‬،‬‬ ‫‫فقبائلنا ورثت حب اخليل عن �أجدادنا‪ ،‬ونحن‬ ‫كمجتمعات عربية نرتبط باخليل‬ ارتباطا قويا‪ ،‬ولكن‬ ‫الأمر الآن متطور ب�شكل كبري فهناك �أنواع عديدة‬ ‫م ‬ن �سباقات اخليول‪ ،‬لعل �أ�صعبها هو �سباق القدرة‬ ‫والتحمل»‪.‬‬ ‫وبني املطريي‪� :‬سباق القدرة والتحمل يكون ما بني ‪80‬‬ ‫�إلى ‪ 160‬كيلو مرت ‬ا تقطع يف يوم واحد‪ ،‬لكنها مق�سمة‬ ‫على �أربع �أو خم�س مراحل ح�سب م�سافة ال�سباق‪ ‬،‬ومن‬ ‫حق كل فار�س بعد انتهاء مرحلة معينة �سقي اجلواد‬ ‫وغ�سله‪ ،‬كما يجوز‬ للمنظمني �أن يبينوا يف جدول‬ ‫املناف�سة ب�أن م�ساعدة اخليول متاحة فقط يف‬ �أماكن‬ ‫محددة �سلف ًا ويكون الفر�سان على علم مب�سارها‬ ‫على اخلريطة حتى يتاح‬ للمتناف�سني جميعا �أن تكون‬ ‫نقاط املياه املتوفرة واحدة‪ ،‬كما جتوز م�ساعدة‬ �أحد‬ ‫مرافقي اخليل للفار�س يف �ضبط معداته‪ ،‬ويف �إعادته‬ ‫العتالء �صهوة جواده‪ ‬،‬ويف �إمداده ب�أي �شيء يبتغيه‬ ‫(كاملياه والطعام واملعدات)‪ ،‬ومن حقه �أي�ضا‬ �أن يقوم‬ ‫�أحد املرافقني ب�إعادة تركيب احلذوات من �أرجل‬ ‫‪46‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫اجلواد بعد‬ انحاللها وعدم متا�سكها �أو فقدانها‬ ‫نهائي ًا �أثناء ال�سباق‪‬ .‬ويكون خطا البداية والنهاية‬ ‫لل�سباق محددين برايات حمراء و�أخرى بي�ضاء‬‬ ‫�أو �شارات منا�سبة‪ ،‬ويجب عدم عبور اخليول خط‬ ‫البداية لالنطالق قبل �إعطاء‬ �إ�شارة البدء‪ ،‬و�إذا‬ ‫خالف اجلواد هذه التعليمات فيكون من حق اللجنة‬‬ ‫‫املنظمة ا�ستبعاده من ال�سباق‪.‬‬ ‫‫‬و�أ�ضاف «عادة ما تكون �أول مرحلة يف ال�سباق هي‬ ‫الأ�صعب لأن اجلواد يدخل‬ بطولة قوية حتتاج �إلى جمهود‬ ‫كبري؛ فمدة ال�سباق قد تتجاوز ال�ست �ساعات‬ وفيها‬ ‫يكون الفار�س على ظهر جواده طيلة هذه الفرتة‪ ،‬فالبد‬ ‫�أن يكون لدى‬ اجلواد وفار�سه قدرة وحتمل على مثل‬ ‫هذا املجهود‪ ،‬وبالطبع يقوم املدربون‬ والفر�سان بت�أهيل‬ ‫اخليول قبل دخول بطولة قوية مثل القدرة والتحمل‪»‬.‬‬ ‫وتعد �أبرز م�شاكل الفرو�سية يف الكويت‪� ،‬أنها ال متلك‬ ‫احتادا ر�سميا تكون‬ جميع الفرق حتت مظلته‪ ،‬ويتحدث‬ ‫با�سمها ويدعمها ماليا وفنيا‪ ،‬حتى يتمكن‬ الفر�سان‬ ‫من امل�شاركات الدولية با�سم الكويت مثل باقي اللعبات‬ ‫والريا�ضات‪.‬‬ ‫‫‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬قال مدرب فريق �أ�صايل الكويت‬ ‫محمد �أبا اخليل “هناك ما‬ بني ‪� 25‬إلى ‪ 30‬فريق‬ ‫فرو�سية داخل الكويت‪ ،‬ومعظمها تكون بجهود ذاتية‪،‬‬ ‫فنحن‬ نعاين من قلة الدعم املقدم من احلكومة‪،‬‬ ‫ففي ال�سابق مل تكن هناك نوا ِ‬د كثرية للفرو�سية‬ ‫م�شهرة‪ ،‬لكن م�ؤخرا قامت هيئة الريا�ضة الكويتية‬ ‫وهي ممثل‬ للحكومة ب�إ�شهار بع�ض �أندية الفرو�سية‪‬”.‬‬

‫‫‬وي�أمل �أبا اخليل ورفاقه ب�أن تتفق �أندية الفرو�سية‬ ‫على �إن�شاء احتاد خا� ‬ص بالفرو�سية ميدهم بالدعم‬ ‫حتى ت�ستطيع هذه الفرق والأندية �أن تخرج فر�سانا‬‬ ‫قادرين على املناف�سات الدولية‪ ،‬لأن هناك العديد من‬ ‫البطوالت تقام داخ ‬ل الكويت لعل �أبرزها التي تقام‬ ‫يف مهرجان املوروث ال�شعبي يف �شهر ‫فرباير من كل‬ ‫عام والذي ي�أتي بالتزامن مع �أعياد الكويت الوطنية‪‬.‬‬ ‫‫وعادة ما يبد�أ مو�سم �سباقات القدرة والتحمل يف‬ ‫الفرتة التي يكون الطق�س‬ فيها معتدال‪ ،‬فت�سعى اللجان‬ ‫ب درجات‬ ‫املنظمة لهذا النوع من ال�سباقات �إلى جتن ‬‬ ‫احلرارة العالية التي تكون طاغية على مناخ الكويت‬ ‫لفرتات طويلة من‬ العام‪ ،‬فمنذ �شهر نوفمرب يبد�أ مو�سم‬ ‫القدرة والتحمل حتى �شه ‬ر �إبريل‪ ،‬والذي ي�شهد بع�ض‬ ‫ال�سباقات التي تقام ليال حر�صا على اخليول‬ والفر�سان‬ ‫من اجلو احلار يف بدايته‪.‬‬ ‫‫و�أو�ضح �أبا اخليل” تخ�ضع اخليول �إلى الك�شف الطبي‬ ‫بعد االنتهاء من كل مرحل ‬ة للت�أكد من �سالمتها وقدرتها‬ ‫على �إكمال ال�سباق‪ ،‬ومع نهاية ال�سباق حت�سب‬ النتائج‬ ‫على ح�سب املراكز‪ ،‬كما يخ�ضع اجلواد �أي�ضا يف نهاية‬ ‫ال�سباق �إلى‬ الك�شف البيطري‪ ،‬ويحتاج اجلواد عادة �إلى‬ ‫ثالثة �شهور جتهيز للدخول يف �سبا ‬ق القدرة‪».‬‬ ‫‬‫‬و�أ�ضاف �أبا اخليل «�شاركنا يف بع�ض البطوالت الدولية‬ ‫خارج الكويت يف‬ البحرين وال�سعودية‪ ،‬وح�صلنا على‬ ‫املركز الثاين يف �آخر بطولة �شاركنا فيها‬ بالبحرين‪،‬‬ ‫وح�صل �أحد فر�سان الفريق على جائزة النجمة‬ ‫الدولية ل�سباقات‬ القدرة والتحمل»‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون الشباب‬ ‫اللجنة المشتركة للمٔوسسات التابعة لمنظمة التعاون اإلسالمي تناقش البرامج الشبابية‬ ‫الت�أمت اللجنة امل�شرتكة الدائمة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي املعنية بق�ضايا ال�شباب يف ‪ 7‬فرباير ‪2017‬‬ ‫مبقر الأمانة العامة للمنظمة يف جدة‪ ،‬وذلك بغر�ض‬ ‫بلورة الأ�ساليب والطرائق الكفيلة باالرتقاء مب�ستوى‬ ‫تنفيذ مخرجات الدورة الثالثة للم�ؤمتر الإ�سالمي‬ ‫لوزراء ال�شباب والريا�ضة‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام امل�ساعد ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لل�ش�ؤون الإن�سانية والثقافية واالجتماعية‪ ،‬ال�سفري‬ ‫ه�شام يو�سف‪ ،‬يف �أثناء تر�أ�سه الجتماع اللجنة‪� ،‬إلى �أن‬ ‫احلاجة ما�سة �إلى تكثيف التعاون بني امل�ؤ�س�سات التابعة‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي العاملة يف جمال ال�شباب‪،‬‬

‫وذلك بغر�ض الرتويج لأن�شطتها وتعزيز �أثرها يف‬ ‫حت�سني م�ستوى حياة ال�شباب يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫عالو ًة على ذلك‪ ،‬دعا الأمني امل�ساعد امل�ؤ�س�سات التابعة‬ ‫للمنظمة �إلى ت�سخري جميع مواردها لدعم الأن�شطة‬ ‫املربجمة على مدار ال�سنة على نحو ي�ؤثر ب�شكل ملمو�س‬ ‫على ال�شباب يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض ممثلو م�ؤ�س�سات املنظمة ذات ال�صلة �أهم‬ ‫الأن�شطة والربامج واملبادرات التي تُنفَّذ بغر�ض دعم‬ ‫مقرتحات‬ ‫ال�شباب ومتكينهم‪ ،‬حيث ت�ض َّمنت العرو�ض‬ ‫ٍ‬ ‫مبا يلزم اتخاذه من خطوات ملمو�سة لت�سخري هذه‬

‫الأن�شطة لتحقيق النتائج املرجوة‪.‬‬ ‫وت�ضم منظمة التعاون الإ�سالمي عدد ًا من امل�ؤ�س�سات‬ ‫التي تعمل يف املجاالت املرتبطة بال�شباب‪ ،‬ومنها منتدى‬ ‫�شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون‪ ،‬واملنظمة‬ ‫الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو)‪،‬‬ ‫واالحتاد العاملي للك�شاف امل�سلم‪ ،‬واالحتاد الريا�ضي‬ ‫للت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬والبنك الإ�سالمي للتنمية بو�صفه‬ ‫ع�ضوا يف اللجنة امل�شرتكة الدائمة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي املعنية بق�ضايا ال�شباب‪� ،‬إ�ضافة �إلى الإدارة‬ ‫العامة لل�ش�ؤون الإن�سانية والثقافية واالجتماعية يف‬ ‫الأمانة العامة للمنظمة‪.‬‬

‫برنامج المنظمة النموذجية يعقد دورته الخامسة في المغرب‬ ‫ل�شباب مفكري امل�ستقبل للتدريب الأكادميي واملحاكاة‬ ‫الدبلوما�سية‪ .‬وت�ضمن جدول �أعمال هذا الن�شاط‬ ‫محا�ضرة عن تاريخ منظمة التعاون الإ�سالمي ومراحل‬ ‫ن�ش�أتها‪� ،‬ألقاها الأ�ستاذ امل�ساعد �إ�سماعيل يايال�شي‬ ‫من جامعة َ�شهِ ري يف �إ�سطنبول‪ ،‬بح�ضور �أزيد من مائة‬ ‫طالبة وطالبة من مختلف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫رئي�س منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون يلقي كلمته‬ ‫احت�ضن مقر منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار وجتدر الإ�شارة �إلى �أن الربنامج كان اعتُمد مبوجب‬ ‫والتعاون ب�إ�سطنبول دورة تدريبية على مدى ع�شرة قرا ٍر �صادر عن امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء ال�شباب‬ ‫�أيام يف مار�س‪ ،‬يف �إطار برنامج املنظمة النموذجية والريا�ضة يف دورته الثالثة املنعقدة يف ا�سطنبول يف‬

‫�أكتوبر ‪ .2016‬وتت�ضمن الأن�شطة املربجمة يف �إطاره‬ ‫ناد جديدٍ يف عدد من اجلامعات املرموقة يف‬ ‫�إن�شاء ‪ٍ 70‬‬ ‫ؤمترات وطني ٍة‬ ‫الدول الأع�ضاء‪� ،‬إلى جانب تنظيم ‪ 7‬م� ٍ‬ ‫يف تلك الدول‪.‬‬ ‫و�س ُي َّ‬ ‫نظم حفل االختتام يف املغرب يف وقت الحق من‬ ‫عام ‪ ،2017‬حيث �سي�شمل تنظيم دورة حتاكي �أ�شغال‬ ‫م�ؤمتر القمة الإ�سالمي‪ ،‬ي�شارك فيها �أزيد من ‪ 100‬من‬ ‫املندوبني ال�شباب من كافة الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪،‬‬ ‫�إلى جانب ثلة من اخلرباء والأكادمييني الدبلوما�سيني‪.‬‬

‫منصة المشاريع الناشئة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫انطلق املوقع الر�سمي لربنامج من�صة امل�شاريع‬ ‫النا�شئة لبلدان منظمة التعاون الإ�سالمي (‪www.‬‬ ‫‪ ،)oicstartups.org‬وهو برنامج ي�ستقبل‬ ‫امل�شاريع النا�شئة للمواطنني ال�شباب يف بلدان منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وغريها‪ .‬ويندرج هذا الربنامج يف‬ ‫�إطار امل�شاريع التي ي�سهر عليها منتدى �شباب امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي للحوار والتعاون بغر�ض �إتاحة الفر�صة‬

‫ل�شباب بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي من ذوي‬ ‫م�شاريع ريادة الأعمال لال�ستفادة من دورات تدريبية‬ ‫بوا�سطة الإنرتنت وغريها يف جمال الأعمال التجارية‪،‬‬ ‫من جهة‪ ،‬وااللتقاء بثلة من امل�ستثمرين املرموقني‪ ،‬من‬ ‫جهة ثانية‪ ،‬وذلك �سواء على الإنرتنت �أو يف �إطار قمة‬ ‫�سنوية تُعقد لهذا الغر�ض‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء فرتة التدريب والتوجيه وتقييم امل�شاريع‬

‫من لدن جلان مالية وتقنية خا�صة‪� ،‬س ُيدعى �أ�صحاب‬ ‫امل�شاريع املنتقاة للم�شاركة يف قمة �سنوية لال�ستثمار‬ ‫من �أجل عر�ض م�شاريعهم على م�ستثمرين بارزين من‬ ‫الدول الأع�ضاء للمنظمة‪ ،‬والتي من املزمع انعقادها‬ ‫على فرتتني‪ ،‬الأولى يف العا�صمة التتار�ستانية قازان‬ ‫يف �شهر مايو ‪ ،2017‬والثانية يف ماليزيا يف �أكتوبر من‬ ‫العام نف�سه‪.‬‬

‫ً‬ ‫عاصمة لشباب منظمة التعاون اإلسالمي لعام ‪2017‬‬ ‫انطالق فعاليات احتفالية بوتراجايا‬ ‫انطلقت يف ‪� 8‬أبريل ‪ 2017‬فعاليات احتفالية بوتراجايا‬ ‫عا�صم ًة ل�شباب منظمة التعاون الإ�سالمي لعام ‪،2017‬‬ ‫وذلك مب�شاركة ال�سفري �إل�شاد �إ�سكندروف‪ ،‬رئي�س منتدى‬ ‫�شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون‪ ،‬وال�سيد خريي‬ ‫جمال الدين‪ ،‬وزير ال�شباب والريا�ضة يف ماليزيا‪.‬‬ ‫رئي�س منتدى �شباب امل�ؤمتر‬ ‫حتدَّث يف حفل االفتتاح ُ‬ ‫الإ�سالمي للحوار والتعاون م�شدد ًا على �ضرورة َر ِّ�ص‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ال�صف والت�ضامن بني بلدان الأمة الإ�سالمية يف مواجهة‬ ‫التحديات التي تنت�صب �أمامها يف الوقت احلا�ضر‪ .‬ويف‬ ‫هذا ال�صد‪� ،‬أ�شار �إلى �أهمية برنامج منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي لعوا�صم ال�شباب يف بلوغ هذا الغر�ض‪ .‬ثم �ألقى‬ ‫وزي ُر ال�شباب املاليزي كلم ًة قائ ًال‪�« ،‬ستوا�صل بوتراجايا‬ ‫العمل على الإ�سهام يف حتقيق مقا�صد الإ�سالم والغايات‬ ‫التي ت�شكل قوام احل�ضارة الإ�سالمية»‪.‬‬

‫وبعد �أن ُرفع علم االحتفالية‪� ،‬س َّلم ال�سفري �إ�سكندروف‬ ‫درع التظاهرة �إلى كل من وزير ال�شباب والريا�ضة‬ ‫املاليزي وال�سيد داتو �سري ها�شم �إ�سماعيل‪ ،‬رئي�س‬ ‫الهيئة الإدارية لبوتراجايا‪ .‬وبهذه املنا�سبة كذلك‪ ،‬ت�س َّلم‬ ‫�شباب ميثلون املناطق املختلفة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ٌ‬ ‫مفاتيح املدينة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪47‬‬


‫إعالم‬ ‫اجتماع لمنتدى سلطات تنظيم البث في الدول األعضاء‬

‫لوضع مدونة سلوك لمكافحة اإلرهاب واإلسالموفوبيا‬

‫افتتاح االجتماع اخلامس ملنتدى سلطات تنظيم البث في الدول األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي في اندونيسيا‪ 21 ،‬فبراير ‪2017‬‬

‫باندونغ ـ إندونيسيا‪:‬‬

‫�أكد «�إعالن باندونغ» ب�ش�أن دور و�سائل الإعالم يف‬ ‫تعزيز الت�سامح ومكافحة الإرهاب والإ�سالموفوبيا‬ ‫دعم �سلطات البث يف الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون‪ ‬الإ�سالمي يف و�ضع وتطبيق مدونات قواعد‬ ‫�سلوك ملكافحة الإرهاب والإ�سالموفوبيا‪ .‬وقد اعتُمد‬ ‫�إعالن باندونغ يف ختام االجتماع اخلام�س ملنتدى‬ ‫�سلطات تنظيم البث يف الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي الذي عقد يف �إندوني�سيا من الفرتة‬ ‫من ‪� 21‬إلى ‪ 23‬فرباير ‪.2017‬‬ ‫وافتتح وزير االت�صاالت واملعلوماتية الإندوني�سي‪،‬‬ ‫ال�سيد روديانتارا‪ ،‬امل�ؤمتر الدويل «�إعالم من �أجل‬ ‫الوئام العاملي» واالجتماع ال�سنوي اخلام�س ملنتدى‬ ‫�سلطات تنظيم البث يف الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ .‬و�أ�شار الوزير روديانتارا يف كلمته‬ ‫�إلى �أن �صناعة الإعالم قد حولت نف�سها �إلى �صناعة‬ ‫�إعالمية رقمية‪ ،‬وحذت امل�شاريع الإذاعية حذوها‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن وجود و�سائل الإعالم الرقمية �أ ّثر على‬ ‫�أمناط احلياة ال�شخ�صية واالجتماعية‪ .‬كما �أعرب عن‬ ‫�أمله يف �أن يوفر هذا احلدث فر�صة للدول امل�شاركة‬ ‫لتبادل اخلربات العلمية واملعارف والتجارب يف‬ ‫جمال البث من �أجل تقدمي م�ساهمات �إيجابية تلبي‬ ‫احتياجات اجلمهور‪.‬‬ ‫و�أ�شار رئي�س جلنة البث الإندوني�سي‪ ،‬ال�سيد يولياندر‬ ‫داروي�س‪� ،‬إلى �أن املجتمع العاملي ي�شعر بالأ�سى حالي ًا‬ ‫ب�سبب هجمة املعلومات التي تنحو �إلى تقوي�ض ال�سالم‬ ‫‪48‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫والوئام‪ .‬و�أ�شار �إلى �أن املنتدى هو �أحد املحافل التي‬ ‫تويل اهتمام ًا لو�سائل الإعالم اجلماهريي يف العامل‬ ‫وحتاول درا�سة الو�ضع العاملي الذي يت�أثر بالتدفق‬ ‫ال�سريع والكبري للمعلومات‪.‬‬ ‫ورحب الأ�ستاذ امل�شارك‪ ،‬حميت �إر�سوي‪ ،‬ع�ضو املجل�س‬ ‫الأعلى للإذاعة والتلفزيون يف جمهورية تركيا والأمني‬ ‫العام للمنتدى‪ ،‬بجميع امل�شاركني و�شكر جلنة البث‬ ‫الإندوني�سي على تنظيمها املمتاز لهذا احلدث‪ .‬وقدم‬ ‫معلومات موجزة عن �أن�شطة املنتدى الرامية �إلى‬ ‫�ضمان التعاون على ال�صعيدين الإقليمي والدويل‪.‬‬ ‫و�شدد على �أهمية منطقة البث واعتماد معايري م�شرتكة‬ ‫لت�سهيل التعاون والعالقات الودية بني جمتمعات العامل‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويف ختام االجتماع‪ ،‬اعتمد ممثلو و�سائط البث الإذاعي‬ ‫املنتمون لـ ‪ 40‬بلد ًا «�إعالن باندونغ» الذي �أدانوا فيه‬ ‫بقوة جميع �أ�شكال الإرهاب بو�صفها �أعم ً‬ ‫اال �إجرامية‬ ‫ال ميكن تربيرها‪ ،‬وتعهدوا ب�ضمان قيام هيئات البث‬ ‫باتخاذ التدابري الالزمة العتماد �سيا�سات يف جمال‬ ‫ت�شجع الت�سامح واحلوار والتعاون بني‬ ‫البث الإذاعي ّ‬ ‫مختلف احل�ضارات والثقافات والأفراد‪.‬‬ ‫وتع ّهد امل�شاركون �أي�ضا بت�شجيع هيئات البث على‬ ‫ا�ستخدام حرية التعبري ا�ستخدام ًا م�س�ؤو ًال من خالل‬ ‫احلفاظ على احرتام الإ�سالم والأديان ال�سماوية‬ ‫الأخرى والأنبياء والرموز الدينية والأماكن املقد�سة‬ ‫املرتبطة بها‪ ،‬ومن خالل الت�شديد على �أهمية تقدمي‬ ‫�صورة دقيقة وواقعية عن الإ�سالم باعتباره دين ًا‬

‫لل�سالم والإخاء والت�سامح‪.‬‬ ‫واتفق امل�شاركون على تنظيم برامج تدريبية لرجال‬ ‫الإعالم‪ ،‬بالتعاون مع رابطاتهم املهنية وم�ؤ�س�ساتهم‬ ‫التعليمية‪ ،‬ق�صد تدريبهم على تغطية الأعمال‬ ‫والتهديدات الإرهابية تغطي ًة �إعالمي ًة م�س�ؤولة‪ .‬واتفقوا‬ ‫�أي� ًضا على و�ضع وتنفيذ برامج ملحو الأمية الإعالمية‬ ‫من �أجل الت�شجيع على ا�ستهالك محتوى و�سائط‬ ‫الإعالم ا�ستهالك ًا نقدي ًا وم�ستنري ًا و�إذكاء الوعي‬ ‫الفردي‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪� ،‬أكد الإعالن عزم امل�شاركني على‬ ‫كفالة قيام ال�سلطات العامة بتوفري املعلومات عن‬ ‫الأعمال الإرهابية جلميع العاملني يف و�سائط الإعالم‬ ‫على قدم امل�ساواة‪ ،‬و�أي� ًضا على تبادل اخلربات ووجهات‬ ‫النظر واملمار�سات املثلى فى احلرب على الإرهاب‬ ‫والإ�سالموفوبيا وتطوير التعاون الوثيق والتعاون بني‬ ‫مهنيي الإعالم وو�سائل الإعالم‪.‬‬ ‫وفى الوقت نف�سه‪� ،‬أ�شار الإعالن �إلى �أن امل�شاركني‬ ‫�سيد ُعون املذيعني والإعالميني �إلى �أن‬ ‫فى االجتماع ْ‬ ‫يدركوا �أن الإرهابيني قد يحاولون ا�ستغالل و�سائل‬ ‫االعالم للو�صول �إلى جمهور وا�سع وجمع التربعات‬ ‫ون�شر دعايتهم‪ ،‬و�أن ي�ضعوا فى اعتبارهم الدور الهام‬ ‫الذي ميكن �أن ي�ضطلعوا به يف منع «خطاب الكراهية»‬ ‫والتحري�ض على «العنف» ومكافحة «الإرهاب»‬ ‫�سيدعونهم �إلى االمتناع عن‬ ‫و»الإ�سالموفوبيا»‪ .‬كما ْ‬ ‫ربط «الإ�سالم» بالإرهاب �أو ا�ستخدام اخلطاب‬ ‫الإ�سالموفوبي يف مكافحة الإرهاب من خالل و�صف‬ ‫الإرهابيني ب�أنهم متطرفون �أو مت�شددون «�إ�سالميون»‬ ‫�أو ت�صنيفهم على �أ�سا�س طائفي مثل «املتطرفني‬ ‫ال�شيعة» �أو»الإرهابيني ال�سنة»‪.‬‬ ‫كما �أنهم �سي�سعون �إلى مكافحة الدعاية املعادية‬ ‫للإ�سالم �أو امل�سلمني من خالل �إنتاج محتوى‬ ‫يت�سم بالقوة واجلاذبية يتم �إعداده على نحو مهني‬ ‫ومو�ضوعي‪ ،‬والت�صرف مب�س�ؤولية يف الإبالغ عن‬ ‫الأحداث من خالل ال�صحافة اال�ستق�صائية‪ ،‬وكذلك‬ ‫االمتناع عن ن�شر ال�صور �أو الأ�صوات ال�صادمة‬ ‫واملروعة املتعلقة بالأعمال الإرهابية‪ .‬وبالإ�ضافة �إلى‬ ‫ذلك‪� ،‬سيتعاونون مع ال�سلطات وامل�ؤ�س�سات املخت�صة‬ ‫وفيما بينهم من خالل م�ؤ�س�ساتهم املهنية ب�ش�أن الإبالغ‬ ‫عن الأعمال الإرهابية‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫إعالم‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تسعى لتنفيذ ‪ 16‬مشروعا إعالميا مشتركا‬

‫امل�شاركون يف االجتماع الت�شاوري لأجهزة املنظمة املخت�صة بالإعالم‬

‫ت�سعى الأمانة العامة يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لتنفيذ �أكرث من ‪ 16‬م�شروعا �ضمن م�شاريع العمل‬ ‫الإعالمي الإ�سالمي امل�شرتك‪� ،‬إ�ضافة �إلى م�شاريع‬ ‫�أخرى مدرجة �ضمن اال�سرتاتيجية الإعالمية للت�صدي‬ ‫لظاهرة الإ�سالموفوبيا والربنامج الإعالمي الع�شري‬ ‫حتى عام ‪.2025‬‬ ‫وا�ستعر�ض اجتماع ت�شاوري جمع �أجهزة املنظمة‬ ‫املخت�صة ب�ش�ؤون الإعالم‪ ،‬عقد يف مقر الأمانة العامة‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف مدينة جدة يف ‪ 20‬مار�س‬ ‫‪ ،2017‬تلك امل�شاريع و�سبل تن�سيق العمل الإعالمي‬ ‫الإ�سالمي امل�شرتك وكيفية تنفيذ القرارات ال�صادرة‬ ‫عن الدورة احلادية ع�شرة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء‬

‫الإعالم التي انعقدت حتت رئا�سة اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬يف مدينة جدة‪ ،‬يوم ‪ 21‬دي�سمرب ‪.2016‬‬ ‫ومن بني �أبرز امل�شاريع التي ناق�شها االجتماع‪ :‬عقد‬ ‫م�ؤمتر ومعر�ض �سنويني للم�ؤ�س�سات الإعالمية بالدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬وعقد حلقات درا�سية حول املوا�ضيع التي‬ ‫حتظى باهتمام خا�ص‪ ،‬مثل الإ�سالموفوبيا والإرهاب‬ ‫والتنمية واملر�أة وال�سياحة وغريها‪ ،‬وتنظيم م�ؤمترات‬ ‫مناطقية‪ ،‬وبحث �سبل متويل القناة الف�ضائية‬ ‫للمنظمة‪ ،‬وتنظيم جولة لل�صحافيني من الدول‬ ‫الأع�ضاء يف الدول الإفريقية‪ ،‬وتنظيم برامج تدريبية‬ ‫للإعالميني من منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والإنتاج‬ ‫امل�شرتك للربامج التلفزيونية والوثائقية حول الق�ضايا‬

‫االجتماعية والتنموية‪ ،‬و�إقامة منتديات حول تعزيز‬ ‫احلوار والتبادل الثقايف و�إبراز دول املنظمة يف هذا‬ ‫املجال‪ ،‬و�إعداد درا�سة حول ت�أهيل الكوادر الإعالمية‬ ‫املتخ�ص�صة للتعامل مع الأحداث الإرهابية‪.‬‬ ‫و�أ�شار ال�سفري محمد طيب‪ ،‬املندوب ال�سابق للمملكة‬ ‫العربية ال�سعودية لدى منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫يف كلمته يف اجلل�سة االفتتاحية‪� ،‬إلى �أهمية العمل‬ ‫الإعالمي الإ�سالمي امل�شرتك يف تعزيز الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي وتعميق اجل�سور بني �شعوب الأمة الإ�سالمية‬ ‫ون�شر ال�صورة احلقيقة للإ�سالم و�إظهار قيم‬ ‫الت�سامح والو�سطية واالعتدال واحرتام التنوع الثقايف‬ ‫واحل�ضاري ونبذ التع�صب والتطرف والعنف‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬تطرقت ال�سيدة مها م�صطفى عقيل‪،‬‬ ‫مديرة �إدارة الإعالم باملنظمة‪� ،‬إلى اال�سرتاتيجية‬ ‫الإعالمية للت�صدي لظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬والربنامج‬ ‫الإعالمي الع�شري حتى عام ‪ 2025‬و�سعي املنظمة‬ ‫لتنظيم ندوات �إعالمية لتوعية الر�أي العام املحلي‬ ‫والعاملي بق�ضية فل�سطني والقد�س؛ وتنظيم ور�ش عمل‬ ‫ومنتديات �إعالمية حول كيفية �إجراء بحوث ودرا�سات‬ ‫حول متكني املر�أة يف امل�ؤ�س�سات الإعالمية وعرب‬ ‫و�سائل الإعالم؛ والتعاون مع املر�صد الإعالمي للمر�أة‬ ‫باملنظمة وتعزيز منتوجيه الإعالميني وامل�ؤ�س�سات‬ ‫الإعالمية التابعة للمنظمة‪.‬‬

‫الكومياك يبحث شروط وإجراءات جائزة منظمة التعاون اإلسالمي اإلعالمية لمكافحة التعصب‬

‫بحثت منظمة التعاون الإ�سالمي ممثلة يف اللجنة‬ ‫الدائمة للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية (كومياك) يف‬ ‫‪ 10‬ابريل ‪ ،2017‬يف العا�صمة ال�سنغالية‪ ،‬دكار‪،‬‬ ‫�شروط و�إجراءات اجلائزة الدولية لو�سائل الإعالم‬ ‫والإعالميني املتميزين يف جمال تعزيز احلوار‬ ‫والت�سامح والوئام بني الثقافات‪ ،‬وفقا للقرار ال�صادر‬ ‫عن الدورة احلادية ع�شرة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء‬ ‫الإعالم املنعقدة يف مدينة جدة يف دي�سمرب املا�ضي‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت مديرة �إدارة الإعالم يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ال�سيدة مها م�صطفى عقيل �أن االجتماع‬ ‫الأول للجنة اخلا�صة بجائزة منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫الدولية لو�سائل الإعالم ناق�ش طرق و�شروط تنفيذ‬ ‫اجلائزة الدولية التي ت�أتي يف �سياق �آليات تنفيذ‬ ‫“ا�سرتاتيجية منظمة التعاون الإ�سالمي الإعالمية‬ ‫ملكافحة الإ�سالموفوبيا”‪ ،‬املعتمدة من قبل امل�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي لوزراء الإعالم‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫املتحدثون يف اجتماع الكومياك حول جائزة املنظمة للإعالم‬

‫و�أ�ضافت �أنه مت �إحداث اجلائزة الدولية مببادرة من‬ ‫فخامة ال�سيد ماكي �سال‪ ،‬رئي�س جمهورية ال�سنغال‪،‬‬ ‫رئي�س اللجنة الدائمة للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية‬ ‫(كومياك)‪ ،‬م�شرية �إلى �أن اجلائزة �سوف تمُ نح لو�سائل‬ ‫الإعالم والإعالميني ممن �أجنزوا �أعماال متميزة يف‬ ‫جمال تعزيز الت�سامح واحلوار بني الثقافات‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت ال�سيدة عقيل �أن االجتماع ناق�ش �أي�ضا منح‬ ‫اجلائزة الدولية لل�صحافيني والإعالميني من مواطني‬

‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي و�إمكانية‬ ‫�أن ت�شمل بلدانا �أخرى لي�ست �أع�ضاء يف املنظمة‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى الفئات ال�صحافية التي �ستمنح اجلائزة‪،‬‬ ‫وكيفية اختيار موا�ضيع اجلائزة وجلنة التحكيم وا�سم‬ ‫اجلائزة و�سبل التمويل‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أكد مدير مكتب التن�سيق للجنة الدائمة‬ ‫للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية يف داكار ال�سفري �شيخ عمر‬ ‫�سيك‪� ،‬أن �إن�شاء جائزة الإعالم هذه ما هو �إال بداية‬ ‫لتحقيق العديد من امل�شاريع التي بد�أها رئي�س الكومياك‬ ‫وقدمت للأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫�إطار تنفيذ برنامج املنظمة الع�شري �إلى �سنة ‪.2025‬‬ ‫وحتدث يف االجتماع �أي�ضا ممثلو م�ؤ�س�سات وهيئات‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي واملتخ�ص�صون يف الإعالم‬ ‫وعربوا عن قلقهم �إزاء �شدة ت�صاعد ظاهرة‬ ‫الإ�سالموفوبيا وعدم الت�سامح التي غالبا ما يت�ضرر بها‬ ‫امل�سلمون‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪49‬‬


‫علوم وتكنولوجيا‬ ‫مؤسسات المنظمة تستعرض التحضيرات‬

‫للقمة الإ�سالمية الأوىل حول‬

‫العلوم والتكنولوجيا‬

‫الأمني العام امل�ساعد ال�سفري نعيم خان ير�أ�س االجتماع‬

‫عقدت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫يوم ‪ 14‬مار�س ‪ 2017‬يف مقر الأمانة بجدة‪ ،‬اجتماع ًا‬ ‫مل�ؤ�س�سات املنظمة بهدف ا�ستعرا�ض التح�ضريات‬ ‫الفنية لعقد قمة منظمة التعاون الإ�سالمي الأولى حول‬ ‫العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬املقرر �أن تلتئم يف �أ�ستانة عا�صمة‬ ‫كازاخ�ستان يومي ‪ 10‬و‪� 11‬سبتمرب ‪.2017‬‬ ‫وح�ضرت االجتماع م�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ذات ال�صلة‪ ،‬مبا يف ذلك اللجنة الدائمة للتعاون‬ ‫العلمي والتكنولوجي (كوم�ستيك)؛ واللجنة الدائمة‬ ‫للتعاون االقت�صادي والتجاري (كوم�سيك)؛ ومركز‬ ‫البحوث الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية‬ ‫والتدريب للدول الإ�سالمية (مركز �أنقرة)؛ و�صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي؛ ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون‬ ‫والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا)؛ والبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية؛ واملنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة‬ ‫(�إي�سي�سكو)؛ والأكادميية الإ�سالمية العلمية‪ .‬كما‬ ‫ح�ضره ممثلو جمهورية كازاخ�ستان ب�صفتها م�ست�ضيفة‬ ‫القمة‪.‬‬ ‫و�ألقى الأمني العام امل�ساعد ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬ال�سفري محمد نعيم خان‪،‬‬

‫‪50‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫كلمة افتتاحية �أكد فيها على �ضرورة قيام م�ؤ�س�سات‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي بتطوير �أوجه الت�آزر وتعزيز‬ ‫ال�شراكات من �أجل حتقيق الأهداف والغايات امل�سطرة‬ ‫يف الوثيقة اخلتامية مل�ؤمتر القمة‪.‬‬ ‫ودر�س االجتماع بالتف�صيل الوثيقة اخلتامية املقرتحة‬ ‫مل�ؤمتر القمة‪ ،‬والتي جمعتها كوم�ستيك و�ساهم فيها‬ ‫�أكرث من ‪ 120‬عامل ًا يف مختلف التخ�ص�صات من عدة‬ ‫دول �أع�ضاء‪ .‬وقد قدم املجتمعون تعليقات ق ّيمة ب�ش�أن‬ ‫هذه الوثيقة �سيتم �إدراجها وعر�ضها على �أنظار الدول‬ ‫الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وت�شدد الوثيقة املقرتحة على �أن العلوم والتكنولوجيا‬ ‫�سوف تلعب دور ًا حا�سم ًا يف الت�صدي للتحديات‬ ‫املعا�صرة يف جمال التنمية عرب �أبعاد متعددة‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك التخفيف من وط�أة الفقر‪ ،‬وحت�سني ال�صحة‪،‬‬ ‫واحلفاظ على البيئة‪ ،‬و�ضمان الأمن الغذائي واملائي‬ ‫والطاقي لدول منظمة التعاون الإ�سالمي حا�ضر ًا‬ ‫وم�ستقب ًال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وت�ؤكد الوثيقة املقرتحة �أي�ضا �أن املعرفة والتفكري‬ ‫النقدي‪ ،‬اللذين يعد العلم والتكنولوجيا �أكرث رموزهما‬ ‫و�ضوح ًا‪� ،‬سيكونان املحركينْ الرئي�سيينْ للتغيري‪ ،‬لي�س‬

‫من حيث النمو االقت�صادي والتنمية فح�سب‪ ،‬بل يف‬ ‫جميع امل�شاريع الب�شرية يف هذا القرن‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫�إحداث التغيري و�إدارة �أدوات التغيري‪.‬‬ ‫وت�شدد الوثيقة‪ ،‬التي متت �صياغتها بعد م�شاورات‬ ‫مكثفة مع ‪ 157‬عامل ًا وفني ًا من ‪ 20‬دولة من الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬على احلاجة‬ ‫�إلى بناء ثقافة علمية بني هذه الدول الأع�ضاء وتعزيز‬ ‫التوازن الأف�ضل بني التعليم العايل والبحث‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫وتطوير املهارات من جهة �أخرى‪.‬‬ ‫وت�ؤكد الوثيقة �أي� ًضا تو�صيات ر�ؤية منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للمياه للفرتة ‪ 2025-2012‬ب�ش�أن �إدارة‬ ‫موارد املياه‪ ،‬وتعظيم ا�ستخدام املوارد املائية امل�ستنفدة‬ ‫بطريقة من ِتجة ومحققة للكفاءة‪ ،‬وزيادة نواجت‬ ‫املحا�صيل با�ستخدام كميات �أقل من املياه‪.‬‬ ‫وقد �أكدت وثيقة العلوم والتكنولوجيا من �أجل الأمة لعام‬ ‫‪ 2025‬على ال�سمات الرئي�سية لر�ؤية منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف جمال ال�صحة للفرتة (‪،)2023-2014‬‬ ‫والتي ت�شري �إلى �أنه ال يوجد علوم جيدة بدون مواطنني‬ ‫�أ�صحاء يتمتعون بفر�ص مت�ساوية يف احل�صول على‬ ‫املرافق ال�صحية‪ ،‬مبا يف ذلك املياه النظيفة والأدوية‬ ‫واللقاحات‪.‬‬ ‫كما ُقدمت تو�صيات رئي�سية ب�ش�أن حت�سني جودة‬ ‫التعليم العايل يف البلدان الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي وكيفية �سد الفجوات التي مت حتديدها يف‬ ‫الوثيقة املتعلقة بو�ضعية البحث يف البلدان الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وثمة تو�صيات �أخرى يف جماالت الإدارة الناجعة‬ ‫والآمنة للبيانات ال�ضخمة‪ ،‬وحتقيق النجاعة الطاقية‪،‬‬ ‫و�إدارة البيئة‪ ،‬والتحدي املتعلق بتغري املناخ‪.‬‬ ‫كما بحثت الوثيقة الآليات الكفيلة بتعزيز التعاون‬ ‫الإ�سالمي البيني والتعاون الدويل يف مختلف قطاعات‬ ‫العلوم والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫صحة‬ ‫المنظمة وشركأوها يحشدون الموارد لرعاية مرضى السرطان في الدول ا ألعضاء‬

‫امل�شاركون يف االجتماع الذي ا�ست�ضافته وزارة ال�صحة ال�سودانية يف اخلرطوم ‪ 20‬مار�س ‪2017‬‬

‫عقدت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫بالتن�سيق مع جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫والوكالة الدولية للطاقة الذرية‪ ،‬اجتماع ًا ال�ستعرا�ض‬ ‫الثغرات يف التمويل وح�شد املوارد لتنفيذ التدخالت‬ ‫ذات الأولوية يف الربامج الوطنية ملكافحة ال�سرطان يف‬ ‫‪ 18‬دولة ع�ضو ًا يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وا�ست�ضافت االجتما َع وزارة ال�صحة االحتادية يف‬ ‫جمهورية ال�سودان خالل الفرتة من ‪� 20‬إلى ‪ 22‬مار�س‬ ‫‪ 2017‬يف اخلرطوم‪ .‬وح�ضر االجتماع ممثلون عن ‪18‬‬ ‫دولة ع�ضو يف منظمة التعاون الإ�سالمي و�صناديق‬ ‫التنمية‪ ،‬مبا يف ذلك ال�صندوق ال�سعودي للتنمية‪،‬‬ ‫والبنك العربي للتنمية االقت�صادية يف �أفريقيا‪ ،‬والبنك‬ ‫الأفريقي للتنمية‪ ،‬ومنظمات دولية من بينها منظمة‬ ‫ال�صحة العاملية‪.‬‬ ‫ويندرج هذا االجتماع يف �إطار الرتتيبات العملية‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫والوكالة الدولية للطاقة الذرية ب�ش�أن التعاون يف جمال‬ ‫املكافحة ال�شاملة لل�سرطان يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫ويهدف الربنامج �إلى امل�ساعدة يف متويل مبادرات‬ ‫مكافحة ال�سرطان يف البلدان التي تكافح من �أجل‬ ‫مواجهة العبء املتزايد الذي ي�شكله هذا الداء‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ض اجتماع اخلرطوم مقرتحات لتوفري خدمات‬ ‫مكافحة ال�سرطان لالجئني‪ ،‬وزيادة التمويل املخ�ص�ص‬ ‫ملكافحة �سرطان عنق الرحم‪ ،‬وهو ال�سبب الرئي�سي‬ ‫لوفيات الن�ساء يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫وي�ستند هذا احلدث �إلى اجلهود التي �أطلقتها منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي والوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫والبنك الإ�سالمي للتنمية يف عام ‪ 2012‬لغر�ض ح�شد‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫املوارد ودعم التدريب يف �إطار مكافحة ال�سرطان يف‬ ‫الدول التي ت�شكل جزءا من املنظمات الثالث‪.‬‬ ‫ووقعت الهيئات الثالث �أي� ًضا ترتيبات عملية يف عام‬ ‫‪ 2016‬لتي�سري التعاون يف هذا املجال‪.‬‬ ‫وافتتح نائب الرئي�س ال�سوداين‪ ،‬ح�سبو محمد عبد‬ ‫الرحمن‪ ،‬االجتماع الذي �ضم ممثلني عن وزارات‬ ‫ال�صحة واملالية من دول منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لتقدمي مقرتحات متويلية ملختلف امل�ؤ�س�سات املعنية‬ ‫بالتمويل الإمنائي‪ .‬وتهدف املقرتحات �إلى تعزيز الطب‬ ‫النووي الوطني والبنية التحتية للعالج الإ�شعاعي‪.‬‬ ‫و�شارك يف االجتماع كل من �أفغان�ستان و�ألبانيا‬ ‫وبوركينا فا�سو والكامريون وكوت ديفوار وجيبوتي‬ ‫والأردن ومايل وموريتانيا وموزامبيق ونيجرييا‬ ‫والنيجر وال�سنغال وال�سودان وطاجيك�ستان و�أوغندا‪.‬‬ ‫و�شارك خرباء من �إندوني�سيا وماليزيا �أي� ًضا يف تبادل‬ ‫خرباتهم يف جمال متويل الربامج الوطنية ملكافحة‬ ‫ال�سرطان‪.‬‬ ‫ومن امل�ؤ�س�سات الأخرى التي �شاركت يف االجتماع‪،‬‬ ‫م�صرف التنمية الأفريقي‪ ،‬والبنك العربي للتنمية‬ ‫االقت�صادية يف �أفريقيا‪ ،‬ومنظمة ال�صحة العاملية‪.‬‬ ‫ويع ّد ال�سرطان �أحد �أكرب الأمرا�ض امل�سببة للوفاة يف‬ ‫ُ�سجل �أكرث من ن�صف احلاالت اجلديدة يف‬ ‫العامل‪ .‬وت َّ‬ ‫البلدان منخف�ضة الدخل ومتو�سطة الدخل‪ ،‬غري �أن‬ ‫هذه البلدان ال ت�ست�أثر �إال بـ ‪ 5‬يف املائة فقط من جمموع‬ ‫املوارد العاملية املوجهة ملكافحة ال�سرطان‪ ،‬وفق ًا للوكالة‬ ‫الدولية لبحوث ال�سرطان‪.‬‬ ‫وقد �أعلن البنك الإ�سالمي للتنمية عن التزامه مببلغ‬ ‫‪ 100‬مليون دوالر منذ عام ‪ 2013‬لتعزيز خدمات‬

‫ت�شخي�ص ال�سرطان وعالجه يف العديد من الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬مبا يف ذلك كوت ديفوار وجيبوتي والنيجر‬ ‫وال�سودان و�أوزبك�ستان‪ .‬وقال الب�شري الطيب �سالم‪،‬‬ ‫�أخ�صائي ال�صحة الرئي�سي يف البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫«�إننا‪ ،‬مب�ساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وغريهما‪ ،‬وبقيادة احلكومات‬ ‫الوطنية و�شركائها‪ ،‬ملتزمون متام ًا مبوا�صلة تو�سيع‬ ‫هذه املبادرة اال�ستثمارية‪ ،‬مبا فى ذلك زيادة تو�سيع‬ ‫البنية التحتية الوطنية للطب النووى والعالج‬ ‫الإ�شعاعى»‪.‬‬ ‫وت�شمل مقرتحات التمويل التي نوق�شت يف االجتماع‬ ‫ا�سرتاتيجيات لتح�سني الك�شف عن �سرطان الثدي‬ ‫وعنق الرحم ومعاجلته‪ ،‬وهي �أكرث �أنواع �أمرا�ض الن�ساء‬ ‫�شيوع ًا‪ .‬وي�ؤثر �سرطان عنق الرحم ب�شكل غري متنا�سب‬ ‫على الن�ساء يف البلدان النامية حيث يتم ت�سجيل ‪ 83‬يف‬ ‫املائة من جميع احلاالت اجلديدة‪.‬‬ ‫ومي ّكن الت�شخي�ص املبكر والعالج الإ�شعاعي من عالج‬ ‫�سرطان عنق الرحم ب�شكل فعال‪ ،‬ولكن العديد من‬ ‫البلدان تفتقر �إلى برامج التوعية وخدمات الفح�ص‬ ‫الأ�سا�سية‪ .‬ويهدف �أحد املقرتحات التمويلية ال�ستة‬ ‫ع�شر التي نوق�شت �إلى �إن�شاء مركز فح�ص دائم يف‬ ‫الكامريون‪ ،‬البلد الذي تُ�سجل فيه ‪ 1400‬حالة جديدة‬ ‫من حاالت �سرطان عنق الرحم �سنوي ًا تنجم عنها �أكرث‬ ‫من ‪ 700‬حالة وفاة �سنوي ًا‪.‬‬ ‫وت�شمل املقرتحات الأخرى‪ ،‬الأموال الالزمة لتدريب‬ ‫�أخ�صائيي الأورام والفنيني الإ�شعاعيني‪ ،‬و�شراء �آالت‬ ‫الت�شخي�ص والعالج الإ�شعاعي وتركيبها‪ ،‬و�إن�شاء‬ ‫�سجالت وطنية لل�سرطان‪.‬‬ ‫و�أ�شادت ال�سيدة الأولى يف جمهورية ال�سودان‪ ،‬وداد‬ ‫بابكر عمر‪ ،‬باجلل�سة اخلتامية ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والبنك الإ�سالمي للتنمية والوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية‪ ،‬ونوهت باجلهود التي يبذلها ال�شركاء‬ ‫الثالثة يف الت�صدي لل�سرطان يف دولها الأع�ضاء‬ ‫امل�شرتكة‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة �إلى �أن الدورة الرابعة للم�ؤمتر‬ ‫الإ�سالمي لوزراء ال�صحة التي ُعقدت يف جاكرتا‬ ‫ب�إندوني�سيا يف �أكتوبر ‪ 2013‬قد اعتمدت برنامج‬ ‫عمل ال�صحة اال�سرتاتيجي ملنظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫(‪ ،)2023-2014‬وهو الربنامج الذي يت�ضمن �ستة‬ ‫جماالت للتعاون‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪51‬‬


‫رأي‬ ‫طريقة ناجحة يعالج بها العالم اإلسالمي مشكلته مع لقاحات األطفال‬

‫السفير محمد نعيم خان‬ ‫األمني العام املساعد‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا‬

‫يمكن أن تكون‬ ‫مجموعة شركات‬ ‫تصنيع اللقاحات‬ ‫التابعة لمنظمة‬ ‫التعاون اإلسالمي‬ ‫نموذج ًا ل ُن َه ٍج‬ ‫إنمائية مستقبلية‬ ‫أخرى قد تعتمدها‬ ‫المنظمة في‬ ‫العالم اإلسالمي‬

‫ميوت كل عام حوايل ‪ 1.5‬مليون طفل يف جميع �أنحاء العامل من ج ّراء �أمرا�ض ميكن الوقاية منها عن طريق اللقاحات‪.‬‬ ‫وامل�شكلة �أن معظم اللقاحات تُ�ستورد من البلدان املتقدمة‪ ،‬مما يجعلها غري مي�سورة التكلفة بالن�سبة ملن هم يف �أ�شد احلاجة �إليها يف‬ ‫البلدان النامية‪ .‬كما �أن نق�ص اللقاحات الذي يعوق حتقيق الأهداف املتعلقة با�ستئ�صال �شلل الأطفال يف نيجرييا وباك�ستان و�أفغان�ستان‪،‬‬ ‫وهي البلدان الثالثة التي ما زال املر�ض متوطنا فيها‪ ،‬يزيد امل�شكلة تعقيد ًا‪.‬‬ ‫وحتاول منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬التي متثل ‪ 57‬دولة نامية م�سلمة يف معظمها‪ ،‬حل هذه امل�شكلة من خالل م�ساعدة دولها الأع�ضاء على‬ ‫حتقيق االعتماد على الذات يف �إنتاج اللقاحات الأ�سا�سية وتوريدها‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬وبالنظر �إلى محدودية القدرة الإنتاجية وقدرات البحث الطبي يف العامل الإ�سالمي‪ ،‬ف�إن معاجلة هذا العجز تتطلب تعاوناً‬ ‫خالق ًا بني القطاعات العامة واخلا�صة وغري احلكومية‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬ويف �إطار تعاون فريد من نوعه بني القطاعني العام واخلا�ص‪� ،‬أن�ش�أت منظمة التعاون الإ�سالمي يف عام ‪ 2014‬جمموعة‬ ‫م�صنعي اللقاحات‪ ،‬وهي عبارة عن �شبكة من منتجي اللقاحات الرئي�سيني يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ .‬ومت ّكن هذه املجموعة املن ِتجني‬ ‫من جتميع املوارد واخلربات والبحوث‪ ،‬وتتوخى على الأمد الطويل حتقيق هدف طموح هو تطوير لقاحات ب�أ�سعار معقولة يف جميع �أنحاء‬ ‫العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫بيد �أن حتقيق هذا الهدف يتطلب �أكرث من جمرد العمل مع ال�شركات اخلا�صة‪ .‬فهو ينطوي كذلك على التوا�صل مع املجتمع املدين‪،‬‬ ‫وخا�صة القيادات الدينية‪ ،‬للم�ساعدة يف التغلب على املفاهيم اخلاطئة حول ال�شرعية الدينية والأخالقية لللقاحات يف بع�ض �أجزاء‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬مثل باك�ستان و�أفغان�ستان‪.‬‬ ‫ويف �إطار هذه اجلهود‪� ،‬ساعدت منظمة التعاون الإ�سالمي يف �إن�شاء الفريق اال�ست�شاري الإ�سالمي املعني با�ستئ�صال �شلل الأطفال‪ ،‬وهو‬ ‫جهد تعاوين ي�ضم البنك الإ�سالمي للتنمية وم�ؤ�س�سات دينية �إ�سالمية مثل الأزهر ال�شريف وجممع الفقه الإ�سالمي الدويل‪ ،‬وهي هيئة‬ ‫مكونة من علماء م�سلمني ي�شجعون تطبيق الفقه الإ�سالمي على حتديات الع�صر احلديث‪.‬‬ ‫ويبدو �أن جهود الفريق اال�ست�شاري قد بد�أت ت�ؤتي �أكلها‪� ،‬إذ انخف�ضت حاالت �شلل الأطفال انخفا� ًضا كبري ًا يف باك�ستان‪ ،‬منتقلة من ‪54‬‬ ‫حالة يف عام ‪� 2015‬إلى ‪ 13‬حالة يف عام ‪ .2016‬ويف �أفغان�ستان‪ ،‬انخف�ض عدد حاالت �شلل الأطفال من ‪ 20‬حالة عام ‪� 2015‬إلى ‪ 6‬حاالت‬ ‫اعتبار ًا من �سبتمرب ‪.2016‬‬ ‫وقد دفع هذا النجاح الفريق املعني با�ستئ�صال �شلل الأطفال �إلى اال�ستجابة للمطالب العامة بتو�سيع �أن�شطته لت�شمل ق�ضايا �أخرى تكت�سي‬ ‫�أهمية بالن�سبة ل�صحة الأمهات والأطفال‪.‬‬ ‫وقد ثبت �أن اعتماد هذا النهج للت�صدي لنق�ص اللقاحات يف العامل الإ�سالمي منوذ ٌج مفيد لإحراز تقدم يف الدول النامية‪ .‬فهو يتيح‬ ‫تن�سيق ًا ال مثيل له بني احلكومات واملجتمع املدين والقطاع اخلا�ص يف حل امل�شاكل التي لي�س مبقدور �أي طرف �أن يعاجلها مبفرده‪.‬‬ ‫وبالنظر �إلى النق�ص النمطي الذي تعاين منه احلكومات يف العامل النامي‪ ،‬ف�إن هذا النوع من ال�شراكات لي�ست مفيدة فح�سب‪ ،‬بل هي‬ ‫�ضرورية‪.‬‬ ‫ويجد هذا الر�أي �سند ًا له يف خطة الأمم املتحدة للتنمية امل�ستدامة لعام ‪ ،2030‬وهي اخلطة التي ت�ؤدي فيها هذه ال�شراكات دور ًا‬ ‫�أ�سا�سي ًا‪ .‬وهذه �أي� ًضا من ال�سمات الأ�سا�سية ملبادرات الأمم املتحدة البارزة‪ ،‬مثل مبادرة “كل امر�أة‪ ،‬كل طفل”‪ ،‬وهي حركة عاملية‬ ‫تتوخى الت�صدي للتحديات ال�صحية الرئي�سية التي تواجه املر�أة والطفل‪ ،‬واملبادرة العاملية ال�ستئ�صال �شلل الأطفال‪ ،‬والتحالف العاملي‬ ‫للقاحات والتح�صني‪ ،‬وهو �أي�ضا �شريك ا�ست�شاري ملجموعة م�صنعي اللقاحات‪.‬‬ ‫وبهذه الروح من التعاون واالبتكار وال�سعي لتحقيق االكتفاء الذاتي‪ ،‬اقرتحت منظمة التعاون الإ�سالمي خطوات خالقة �أخرى تتمثل يف‬ ‫ت�أ�سي�س �شركة ذات ملكية م�شرتكة عرب الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي لإنتاج اللقاحات ب�أ�سعار معقولة‪.‬‬ ‫وميثل هذا االقرتاح تطور ًا يف التفكري يف الأدوار التي ميكن �أن ت�ضطلع بها الهيئات احلكومية الدولية واحلكومات والقطاع اخلا�ص يف‬ ‫تعزيز تقدم الدول النامية‪ .‬و�إذا ما مت العمل بهذا االقرتاح‪ ،‬ف�سيكون ذلك م ْعلم ًا بارزا يف جمال التعاون فيما بني بلدان العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ولهذا ال�سبب �أي� ًضا ميكن �أن تكون جمموعة �شركات ت�صنيع اللقاحات التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي منوذج ًا ل ُن َه ٍج �إمنائية م�ستقبلية‬ ‫�أخرى قد تعتمدها املنظمة يف العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫دعونا ن�أمل �أن يكون الأمر كذلك فعال‪ .‬ويف النهاية‪ ،‬ف�إن القدرة على توحيد احلكومات واملجتمع املدين وامل�شاريع اخلا�صة وراء هدف‬ ‫وبرنامج عمل م�شرتك واحد يجعل العامل الإ�سالمي �أقرب �إلى حتقيق الهدف احليوي املتمثل يف �ضمان �سهولة الو�صول �إلى اللقاحات‬ ‫التي ميكن �أن تنقذ حياة النا�س‪.‬‬ ‫• ن�شرت هذه املقالة يف “لو�س �أجنلي�س تاميز” يف ‪ 3‬مار�س ‪2017‬‬

‫‪52‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫صحة‬ ‫تساؤالت حول صمود صناعة التأمين الصحي اإلسالمية‬ ‫الناشئة في المنظمة أمام ارتفاع التكاليف‬ ‫أشارت منظمة التعاون اإلسالمي يف برنامج عملها االسرتاتيجي يف مجال الصحة للفرتة‬ ‫‪ 2023-2014‬إىل أنه يف الوقت الذي كانت فيه البلدان األعضاء تشكل نسبة ‪ 22.8‬يف‬ ‫املائة من سكان العامل يف عام ‪ ،2010‬فإنها مل تكن متثل سوى نسبة منخفضة جدا ً تبلغ‬ ‫‪ 3.5‬يف املائة من مجموع اإلنفاق العاملي عىل الصحة (‪ 227‬مليار دوالر)‪.‬‬ ‫وباحتساب نفقات حكومات منظمة التعاون اإلسالمي عىل الصحة كنسبة مئوية من‬ ‫موازنات الدولة اإلجاملية‪ ،‬ميكن اعتبار النسبة التي بلغت ‪ 8.9‬يف املئة يف عام ‪2010‬‬ ‫مؤسفة للغاية‪ ،‬مقارنة بـ ‪ 18.5‬يف املئة يف البلدان املتقدمة و‪ 16‬يف املئة كمعدل عاملي‪.‬‬ ‫وأوضحت أن انخفاض اإلنفاق الحكومي عىل الصحة يف دول منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬ ‫كام جاء يف تقرير لبوابة االقتصاد اإلسالمي (‪ ،)SalaamGateway‬ليس بسبب القيود‬ ‫املالية العامة فحسب‪ ،‬وإمنا هو أيضاً مؤرش عىل إعطاء أولوية منخفضة للصحة‪.‬‬ ‫ومن الواضح بجالء عدم وجود متويالت من الحكومة أو القطاع الخاص لخطط وبرامج‬ ‫صحية؛ حيث يشري التقرير إلی أن الوسيلة األكرث استخداماً للتمويل الصحي يف دول‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي ال تزال تُنفَق من الجيب‪ ،‬والتي متثل ‪ 36‬يف املائة من إجاميل‬ ‫اإلنفاق الصحي ملنظمة التعاون اإلسالمي يف عام ‪ 2010‬مقارنة بنسبة ‪ 17‬يف املئة علی‬ ‫املستوى العاملي‪.‬‬ ‫ويشكل ذلك مصدر انشغال كبري نظرا ً الرتفاع تكاليف الخدمات الطبية والرعاية‬ ‫الصحية‪.‬‬ ‫صناعة ناشئة‬

‫يتسم الحصول عىل التأمني الصحي اإلسالمي يف الوقت الراهن بأنه ليس سهالً وال متاحاً‬ ‫عىل نطاق واسع يف جميع البلدان؛ وبحلول عام ‪ ،2015‬كانت دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي تحتضن أكرب عدد من وكاالت التأمني ‪ 102 -‬يف عام ‪ - 2015‬يليها جنوب رشق‬ ‫آسيا (‪ ،)87‬ومنطقة الرشق األوسط وشامل إفريقيا (‪ ،)72‬وجنوب آسيا (‪.)35‬‬ ‫وعىل الصعيد العاملي‪ ،‬بلغت أصول القطاع ‪ 37.745‬مليار دوالر يف عام ‪ ،2015‬أي بزيادة‬ ‫قدرها ‪ 11‬يف املئة عن عام ‪ .2014‬وهذا يشكل نحو ‪ 1‬يف املئة من إجاميل أصول التأمني‬ ‫يف العامل‪.‬‬ ‫ويرتكز نحو ‪ 80‬يف املئة من أصول قطاع التأمني اإلسالمي يف عام ‪ 2015‬يف اململكة العربية‬ ‫السعودية وإيران وماليزيا‪.‬‬

‫تمويل الخدمات الطبية والرعاية الصحية‬

‫إىل تطوير املنتجات (ويرجع ذلك يف معظمه إىل القيود التنظيمية)؛ وتشوب األسواق‬ ‫الكبرية‪ ،‬مثل اململكة العربية السعودية‪ ،‬مظاهر تشويه من عدد قليل من الفاعلني‬ ‫الكبار؛ حيث تستحوذ أكرب أربع رشكات من أصل ‪ 35‬رشكة (التعاونية وبوبا العربية‬ ‫وميدغلف ومالذ) عىل حصة سوقية تبلغ نسبتها نحو ‪ 58‬يف املئة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬وبعيدا ً عن هذه القضايا التي تتعلق إلی حد کبري بالبنية التحتية‪ ،‬فإن‬ ‫التحديات األساسية التي تعرتض النمو يف مجال التأمني الصحي والنفاذ إىل نظام تکافل‬ ‫هي أقل بساطة من كل ذلك‪ ،‬إذ يؤدي انخفاض مستوى الوعي املايل عىل نطاق واسع‬ ‫بني سكان منظمة التعاون اإلسالمي إىل عدم فهم التأمني الصحي والحاجة إليه‪ ،‬واالفتقار‬ ‫إىل الدعم التنظيمي واملبادرة‪.‬‬ ‫وباعتبارهام رائدتني يف مجال التأمني اإلسالمي يف منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬تعاملت‬ ‫السعودية وماليزيا مع هذه التحديات عىل نحو مختلف‪ .‬ولدى ماليزيا معدل أعىل‬ ‫للتأمني بشكل عام‪ ،‬وهي تعمل بنظام إسالمي تقليدي مزدوج (معدل انتشار التأمني‬ ‫التقليدي هو ‪ 4.2‬يف املائة من الدخل القومي اإلجاميل‪ ،‬وهو أعىل سبع مرات من نظام‬ ‫التكافل)‪.‬‬ ‫وتواصل الحكومة املاليزية الرتكيز عىل برامج التوعية املالية يف جميع املجاالت‪ ،‬ويف‬ ‫السنوات األخرية أصدرت مبادئ توجيهية جديدة لتعزيز صناعة التكافل‪ ،‬مبا يف ذلك‪:‬‬ ‫اإلطار التشغييل للتكافل يف عام ‪2012‬؛ قانون الخدمات املالية اإلسالمية لعام ‪2013‬‬ ‫الذي يعيد هيكلة الصناعة عرب فرض الفصل بني األرسة واألعامل العامة بحلول ‪ 30‬يونيو‬ ‫‪ 2018‬وتحرير بنية األنظمة الخاصة بالعموالت‪.‬‬ ‫ومام يبعث عىل القلق‪ ،‬أن نسبة منو املساهامت يف الفرتة بني عامي ‪ 2013‬و‪ 2015‬قد‬ ‫تأخرت مقارنة بنمو األقساط‪ ،‬إذ بلغ منو املساهامت عىل أساس سنوي ‪ 5.44‬يف املائة‪،‬‬ ‫و‪ 1.98‬يف املائة‪ ،‬و‪ 7.57‬يف املائة (متوسط النمو بنسبة ‪ 4.99‬يف املائة عىل مدى السنوات‬ ‫الثالث)‪ ،‬مقابل ‪ 6‬يف املائة و‪ 8‬يف املائة و‪ 3‬يف املائة (‪ 5.67‬يف املائة من متوسط النمو‬ ‫عىل مدى السنوات الثالث)‪.‬‬ ‫ومن املتوقع أن تؤدي إعادة هيكلة أسواق التأمني والتأمني املاليزية إىل دفع منو القطاع‪،‬‬ ‫مع تعزيز اللوائح الجديدة‪ .‬كام تقوم وكاالت التأمني الصحي بتحليل جدوى املراكز‬ ‫الجديدة‪ ،‬مثل التكافل الصحي األصغر للمجتمعات الريفية‪.‬‬

‫يحدد برنامج عمل منظمة التعاون اإلسالمي ‪ 2023-2014‬متويل الخدمات الصحية‬ ‫باعتباره «مكوناً حاسامً» لنظم الرعاية الصحية‪ ،‬مبا يف ذلك تجميع املخاطر‪ ،‬الذي يص ّنفه‬ ‫التكافل‪.‬‬ ‫ويتطلب تجميع املخاطر تجميع عدد کبري من األفراد أو الرشکات لنرش املخاطر والحد‬ ‫من تأثري التكاليف بالنسبة لألشخاص األكرث عرضة للخطر‪.‬‬

‫التحديات والفرص‬

‫كانت الوكاالت املتعهدة لسوق التأمني اإلسالمي يف دول منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تتحدث منذ سنوات عن التحديات الرئيسة التي يواجهها هذا القطاع‪ ،‬والتي تشمل‪:‬‬ ‫ضعف البيئة التنظيمية يف معظم دول منظمة التعاون اإلسالمي؛ رضورة تنسيق األطر‬ ‫التنظيمية التكافلية والسيام عرب التكتالت اإلقليمية مثل دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫واآلسيان من أجل تسهيل التنقل يف سياسات التأمني التكافيل؛ عدم وجود قوة عاملة‬ ‫مؤهلة وذات خربة يف مجال التأمني التكافيل؛ الحاجة إىل تحسني قنوات التوزيع؛ االفتقار‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪53‬‬


‫تعليم‬ ‫إعالن الرباط يدعو إلى التحول االستراتيجي الشامل لجامعات العالم اإلسالمي‬

‫دروع اجلامعة تقدم ملدير عام االي�سي�سكو ورئي�س جامعة الإمام محمد بن �سعود الإ�سالمية‬

‫الرباط ‪ -‬المغرب‪:‬‬

‫دعا امل�ؤمتر ال�سابع الحتاد جامعات العامل الإ�سالمي‬ ‫يف ختام �أعماله يف ‪ 14‬فرباير ‪ 2017‬يف مقر املنظمة‬ ‫الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) يف‬ ‫الرباط‪� ،‬إلى ت�شجيع التحول اال�سرتاتيجي ال�شامل‬ ‫واملحكم للجامعات وم�ؤ�س�سات التعليم العايل يف العامل‬ ‫الإ�سالمي لت�صبح ذات جودة عاملية‪ ،‬وتناف�سية عالية‪،‬‬ ‫وحكامة فعالة‪ ،‬وت�أثري مبا�شر يف العملية التنموية‬ ‫للمجتمعات الإ�سالمية‪ ،‬وذلك من خالل العمل على‬ ‫ت�أ�سي�س منظومات و�آليات متكاملة لتدبري التغريات‬ ‫والإ�صالحات الالزمة لتعزيز اجلودة‪ ،‬واالرتقاء‬ ‫بالأداء والت�أثري‪ ،‬وتوظيف الر�أ�سمال الب�شري واملادي‬ ‫واملعلوماتي والثقايف‪.‬‬ ‫كما دعا ر�ؤ�ساء وممثلو اجلامعات الأع�ضاء يف االحتاد‬ ‫يف �إعالن الرباط حول التطوير اال�سرتاتيجي للتعليم‬ ‫اجلامعي يف العامل الإ�سالمي‪� ،‬إلى العمل لت�صبح‬ ‫اجلامعات يف العامل الإ�سالمي قطب ًا للبحث العلمي‬ ‫واالبتكار ال�صناعي والإبداع املعريف‪ ،‬وو�سيلة رئي�سة من‬ ‫و�سائل �إيجاد احللول الفعالة لق�ضايا املجتمع وملواجهة‬ ‫حتديات التنمية‪ ،‬بدل االقت�صار على نقل املعلومات‬ ‫وتلقني املعارف‪.‬‬ ‫و�شددوا على �ضرورة �أن تكون اجلامعات مراكز لتخريج‬ ‫القيادات وتكوين الأطر العالية ذات الكفاءات املتعددة‬ ‫وامل�ؤهالت املتنوعة القادرة على التحول اال�سرتاتيجي‬ ‫والنوعي للمجتمعات الإ�سالمية‪ ،‬مع �إيالء املزيد من‬ ‫االهتمام للمهارات التوا�صلية والإبداعية واالبتكارية‪،‬‬ ‫والتوظيف الذاتي للقدرات والتمكني البحثي‪.‬‬ ‫ودعوا �أي�ضا �إلى تعزيز ت�أهيل �أع�ضاء هيئة التدري�س‬ ‫‪54‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫يف اجلامعات‪ ،‬و�إعدادهم للأدوار اجلديدة اخلا�صة‬ ‫بالإبداع واالبتكار‪ ،‬وبا�ستخدام التكنولوجيا وت�أطري‬ ‫الأبحاث املبتكرة‪ ،‬وتكوين اخلريجني ذوي امل�ؤهالت‬ ‫واملهارات املتعددة‪ ،‬القادرة على �إدارة العملية التعليمية‬ ‫بكفاءة عالية‪ ،‬من خالل الو�سائط التقنية احلديثة‪،‬‬ ‫وتعزيز العمل عرب التخ�ص�صات واخلربات البينية‬ ‫واملتكاملة‪ ،‬وتعزيز اال�ستقاللية امل�ؤ�س�سية الفعالة‬ ‫للجامعات‪ ،‬ومنحها �صالحيات �أو�سع يف �إدارة �ش�ؤونها‬ ‫وتعزيز جودتها‪ ،‬وتطبيق برامج نوعية ابتكارية �إبداعية‬ ‫للتطوير والتح�سني امل�ستم ّر ْين‪.‬‬ ‫و�أو�صوا ب�إ�شراك جميع �أطراف املنظومة اجلامعية‪ ،‬مثل‬ ‫الطالب و�أولياء �أمورهم واجلهات احلكومية للم�ساهمة‬ ‫الإيجابية يف تطوير م�ستوى اجلامعات‪ ،‬وترقية �أدائها‪،‬‬ ‫ورفدها بالأفكار واخلربات‪ ،‬وفق ًا للمعايري الدويل‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى تعميق التوا�صل بني اجلامعات واخلريجني‬ ‫والعمل من �أجل خلق قيمة م�ضافة من اخلريجني‬ ‫املتميزين‪ ،‬وبناء �شراكات معهم لدعم اجلامعة ماديا‬ ‫ومعنويا‪ ،‬وتفعيل �آليات الدبلوما�سية الناعمة‪ ،‬واخلريج‬ ‫ال�سفري‪ ،‬والت�شبيك الإيجابي مع اخلريجني‪ ،‬واال�ستفادة‬ ‫من خرباتهم وعالقاتهم يف تطوير اجلامعة‪.‬‬ ‫و�أو�صوا بتطوير قدرات اجلامعات يف جمال �إدارة‬ ‫ومتويل �أكرب عدد من م�شاريعها و�أن�شطتها ذات الت�أثري‬ ‫والأولوية‪ ،‬من خالل اال�ستثمارات الوقفية‪ ،‬وت�سويق‬ ‫االبتكارات‪ ،‬وتوفري اال�ست�شارات‪ ،‬وت�صميم برامج‬ ‫جمتمعية وعلمية وثقافية‪ ،‬وت�سويق الدرا�سات والأبحاث‬ ‫التي تقدم حلوال ومعاجلات عملية للم�شكالت والق�ضايا‬ ‫املجتمعية‪.‬‬ ‫ودعا الإعالن �إلى تعزيز قدرات اجلامعات يف جمال‬ ‫التخطيط اال�سرتاتيجي‪ ،‬و�إدارة الأداء وقيا�سه بفعالية‪،‬‬

‫واال�ستخدام العقالين مل�ؤ�شرات الأداء و�آلياتها يف‬ ‫تعزيز اجلودة ال�شاملة للجامعات‪ ،‬و�إعداد اجلامعات‬ ‫للجودة الدولية‪ ،‬وترتيب اجلامعات املحلي والدويل‪،‬‬ ‫وامل�شاركة الفعالة يف الت�صنيفات العاملية للجامعات‪،‬‬ ‫والعمل اجلاد على و�ضع �آليات قيا�س وم�ؤ�شرات �أداء‬ ‫تتما�شى مع قيم العامل الإ�سالمي وثقافته وح�ضارته‬ ‫وخ�صو�صياته وطموحاته يف التنمية ال�شاملة امل�ستدامة‪.‬‬ ‫كما حث امل�شاركون على تر�سيخ التوا�صل واالن�سجام‬ ‫والتكامل بني مختلف مراحل التعليم يف البلدان‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬ليتكامل املنهج والعمل يف بناء الإن�سان‬ ‫وتخريج القيادات‪ ،‬بدء ًا مبرحلة‪ ‬ما قبل املدر�سة �إلى‬ ‫مراحل التعليم العام والتعليم اجلامعي وما بعده‪،‬‬ ‫والتعليم مدى احلياة‪ ،‬والتعليم التقني والتعليم املهني‪،‬‬ ‫يف منظومة تعليمية متكاملة ومتعددة املجاالت‪ ،‬مبناهج‬ ‫متطورة فاعلة ومت�صلة بالقيم الإ�سالمية وباجلذور‬ ‫الثقافية والرتاثية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�أكدوا على �ضرورة التعاون وال�شراكة اال�سرتاتيجية‬ ‫مع اجلامعات وم�ؤ�س�سات التعليم العايل يف فل�سطني‬ ‫املحتلة وخا�صة يف القد�س ال�شريف‪ ،‬ودعوا اجلامعات‬ ‫الأع�ضاء لبناء �شراكات فاعلة والتعاون يف املجاالت‬ ‫العلمية والأكادميية واالجتماعية والثقافية واحل�ضارية‬ ‫مع اجلامعات الفل�سطينية ودعمها مادي ًا ومعنوي ًا‪،‬‬ ‫وكذلك اال�ستفادة من خربة هذه اجلامعات يف جماالت‬ ‫متيزها‪.‬‬ ‫وو�صف الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري‪،‬‬ ‫املدير العام للمنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم‬ ‫والثقافة‪ ،‬الأمني العام الحتاد جامعات العامل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬يف كلمة له يف اجلل�سة اخلتامية للم�ؤمتر‬ ‫الذي عقد حتت رعاية جاللة العاهل املغربي امللك‬ ‫النتائج التي �أ�سفر عنها امل�ؤمتر ب�أنها‬ ‫محمد ال�ساد�س‪،‬‬ ‫َ‬ ‫م�ستجيبة ملتطلبات التطور الذي ر�سم معامله �أع�ضاء‬ ‫امل�ؤمتر و�أقاموا هياكله‪ ،‬لالرتقاء مبنظومة التعليم‬ ‫اجلامعي على �صعيد العامل الإ�سالمي من النواحي‬ ‫كافة‪ ،‬وللدفع باالحتاد نحو املزيد من التجويد يف العمل‬ ‫والتجديد يف الإجناز والتح�سني يف الأداء‪ ،‬مع االنفتاح‬ ‫على �آفاق الع�صر لال�ستفادة من الأ�ساليب احلديثة‬ ‫لتطوير العمل اجلامعي على مختلف امل�ستويات‪،‬‬ ‫ول�ضمان اجلودة واالعتماد‪ ،‬حتى يجعلوا من هذه‬ ‫امل�ؤ�س�سة قاطر ًة للتقدم يف االجتاه الذي يقربهم من‬ ‫الو�صول �إلى حتقيـق الأهـداف التي جتتمع حولها‬ ‫اجلامعات الأع�ضاء‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬

‫انخفاض تجارة الذهب‬ ‫في دول منظمة التعاون اإلسالمي على مستوى العالم‬ ‫�أ�شار تقرير فني عن الذهب �أو املنتجات املالية املرتبطة‬ ‫بالذهب التي ميكن تداولها فيما بني دول �أع�ضاء منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف اجتماع املنتدى العا�شر لبور�صة‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة املنعقد يف �أكتوبر‪� ،2016‬إلى‬ ‫تو�سط وانخفا�ض ن�سب دول منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫عموما يف جتارة الذهب وم�شتقات الذهب على م�ستوى‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير الذي �أعده فريق العمل على املعادن‬ ‫الثمينة للمنتدى بعد بحث عميق يف بع�ض البور�صات‬ ‫التي �أن�شئت يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬أنه من حيث الإمدادات واحلاجة عندما‬ ‫يتم الأخذ بعني االعتبار بيانات كميات �إمدادات الذهب‬ ‫اخلردة من دول منظمة التعاون الإ�سالمي لغر�ض‬ ‫الت�صنيع من ‪ 2015-2005‬ف�إن معظم امدادات الذهب‬ ‫اخلردة ت�أتي من تركيا وذلك مبا يقدر ‪ 100‬طن لكل‬ ‫�سنة‪ .‬و�أ�ضاف التقرير �أن متو�سط �إمدادات الذهب‬ ‫اخلردة من جميع البلدان خالل العقد املا�ضي ‪509‬‬ ‫�أطنان بال�سنة‪ .‬متثل هذه الكمية ‪ 32.8‬يف املائة من‬ ‫�إمدادات خردة العامل‪.‬‬ ‫ذلك يعني �أن للذهب �أ�سا�س متني جدا و�أنه مرغوب‬ ‫يف دول منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬وحت�صل دول‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫املنظمة على املواد اخلام املطلوبة للذهب من خالل‬ ‫�إعادة تدوير اخلردة‪ ،‬م�أخوذا بعني االعتبار �أن قطاع‬ ‫املجوهرات ي�شكل �أكرب ح�صة من الطلب على الذهب‬ ‫يف العامل‪ ،‬فيما ت�شكل دول املنظمة ت�شكل حوايل ربع‬ ‫�صناعة املجوهرات يف العامل‪.‬‬ ‫كما ا�ستنتج التقرير �أن بور�صة �إ�سطنبول وبور�صة‬ ‫الذهب وال�سلع يف دبي وبور�صة ماليزيا التي تعمل يف‬ ‫تركيا والإمارات العربية املتحدة وماليزيا لديها مكانة‬ ‫متميزة من حيث التجارة يف الذهب واملنتجات املالية‬ ‫املرتبطة بالذهب‪.‬‬ ‫و�أدرجت العديد من البور�صات الرائدة يف الدول‬ ‫الأع�ضاء يف فرقة العمل التي �أجرت البحث و�أخذت‬ ‫بعني االعتبار البلدان التي لديها �أ�سواق منظمة يف املقام‬ ‫الأول وت�شمل تركيا والإمارات العربية املتحدة وماليزيا‬ ‫واململكة العربية ال�سعودية والكويت وعمان وقطر‪ .‬كما‬ ‫ا�ستنتج التقرير �أن الإمارات العربية املتحدة (مدينة‬ ‫دبي) وتركيا من �أبرز البلدان حيث حتتل جتارة الذهب‬ ‫فيهما مكانة مهمة‪ .‬وبغ�ض النظر عن هذين البلدين‬ ‫ف�إن العقود الآجلة للذهب حتتل مكانا يف اندوني�سيا‪-‬‬ ‫جاكرتا (بور�صة امل�ستقبل) وبور�صة ماليزيا‪ .‬و�أ�شار‬ ‫التقرير �إلى �أنه عندما ي�ؤخذ بعني االعتبار البيانات‬

‫املتعلقة ب ‪ 2013‬و‪ 2014‬و‪ 2015‬يت�ضح �أن هناك �أربعة‬ ‫بلدان فقط من منظمة التعاون الإ�سالمي مدرجة �ضمن‬ ‫�أكرث ‪ 20‬دولة منتجة للذهب يف جميع �أنحاء العامل من‬ ‫حيث �إنتاج الذهب من املناجم‪ .‬وهذه البلدان هي‬ ‫�إندوني�سيا و�أوزبك�ستان ومايل وكازاخ�ستان‪ .‬ووفقا‬ ‫للتقرير ف�إن هنالك �ستة معامل تكرير من بلدان منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي تندرج �ضمن قائمة الـ ‪ 71‬معمال‬ ‫معتمدا من قبل �سوق لندن لل�سبائك‪.‬‬ ‫وتظهر البيانات املتعلقة ب�أكرب الدول امل�صدرة لعام‬ ‫‪ 2015‬من بني دول منظمة التعاون الإ�سالمي هيمنة‬ ‫كل من الإمارات العربية املتحدة وتركيا و�أوزبك�ستان‬ ‫و�إندوني�سيا وبوركينا فا�سو يف ت�صدير الذهب‪ .‬وقد‬ ‫اتخذت بع�ض من الدول امل�صدرة موقفا خا�صا منها‬ ‫نظرا لكرب حجم �أ�سواقها املحلية �أو كونها واحدة من‬ ‫�أهم ال�شركاء التجاريني للذهب بالن�سبة للمنطقة‪.‬‬ ‫كما تظهر البيانات املتعلقة ببلدان منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي التي حتتفظ بنوكها املركزية بـ ‪� 10‬أطنان‬ ‫و�أكرث من احتياطي الذهب اعتبارا من ‪� ،2015‬أن‬ ‫�إجمايل احتياطيات البنوك املركزية للدول �شهد منوا‬ ‫يف ال�سنوات الأخرية‪ ،‬وجتاوز‪ 2000‬طن اعتبارا من عام‬ ‫‪.2013‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪55‬‬


‫اقتصاد‬ ‫دول منظمة التعاون اإلسالمي ينتظرها‬

‫دور مستقبلي في التجارة‬ ‫العالمية لألغذية الحالل‬ ‫ت�ضم منظمة التعاون الإ�سالمي يف ع�ضويتها ‪ 57‬دولة م�سلمة‪ ،‬وقد بلغ عدد امل�سلمني‬ ‫بح�سب �إح�صائيات ‪ 2015‬مليار ًا و‪ 38‬مليون م�سلم ميثلون ‪ 80‬باملائة من امل�سلمني‬ ‫يف العامل‪ .‬وهذا ما يف�سر الطلب الكبري �ضمن دول املنظمة على الأطعمة احلالل‪،‬‬ ‫حيث بلغت قيمة ما ت�ستورده البلدان الإ�سالمية الأع�ضاء يف املنظمة من مواد غذائية‬ ‫وم�شروبات ‪ 190‬مليار دوالر �أمريكي‪ ،‬وذلك وفق �إح�صائيات عام ‪ ،2015‬ما ميثل ‪46‬‬ ‫باملائة من القيمة الإجمالية للمنتجات احلالل من الطعام وال�شراب‪ ،‬والتي تقدّر ب‬ ‫‪ 415‬مليار دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫�سجلت بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي عجزا جتاريا كبريا بلغ ‪ 69.3‬مليار دوالر‬ ‫وقد َّ‬ ‫�أمريكي يف قطاع الأغذية وامل�شروبات‪ ،‬والتي ُت�ستورد ب�شكل كبري من البلدان غري‬ ‫امل�سلمة‪ .‬وباملقابل‪ ،‬مل تتجاوز ن�سبة املبادالت التجارية بني بلدان املنظمة ‪ 22‬باملائة‬ ‫من قيمة الواردات امل�سجلة لعام ‪.2015‬‬ ‫ومي ِّيز تقرير �أ�صدرته م�ؤخر ًا م�ؤ�س�ستا طوم�سون رويرتز ودينار �ستاندارد عن كربيات‬ ‫اجلهات امل�صدِّ رة للأطعمة �إلى بلدان التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بني ثالث فئات كربى من‬ ‫املواد الغذائية وامل�شروبات‪ ،‬وهي‪ :‬اخل�ضراوات واملنتجات امل�شتقة من احلبوب بقيمة‬ ‫‪ 108‬مليارات دوالر �أمريكي‪ ،‬واحللويات بقيمة ‪ 21.6‬مليار دوالر �أمريكي والألبان‬ ‫واملنتجات احليوانية بقيمة ‪ 14.4‬مليار دوالر �أمريكي‪ .‬وتت�صدر الربازيل (‪ 16‬مليار‬ ‫دوالر �أمريكي) والهند (‪ 13‬مليار دوالر �أمريكي) والأرجنتني (‪ 8.9‬مليار دوالر‬ ‫�أمريكي) قائمة الدول امل�صدِّ رة للدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومع �أن م�ستوى املبادالت التجارية بني دول منظمة التعاون الإ�سالمي �ضعيف ن�سبيا يف‬ ‫امل�أكوالت وامل�شروبات‪� ،‬إال �أن هذه البلدان متلك فر�ص ًا هائلة ليكون لها دور �أكرب‪ ،‬كل‬ ‫ح�سب قدراتها‪ ،‬يف جتارة الأطعمة احلالل على امل�ستوى العاملي‪.‬‬ ‫ولأن منظمة التعاون الإ�سالمي تعاين من عجز جتاري يف ثمانية من بني ع�شرة‬ ‫�أ�صناف رئي�سة من املواد الغذائية‪ ،‬ف�إن هذا يعني عموم ًا ب�أن �إنتاج بلدان املنظمة‬ ‫ال يكفي للوفاء الحتياجاتها املحلية‪ .‬وقد ت�ضمن التقرير مالحظات بخ�صو�ص عام‬ ‫‪ ،2015‬وهي كالتايل‪:‬‬ ‫• ال يزال �أمام منظمة التعاون الإ�سالمي فر�صة ثمينة يف جمال ت�صدير اللحوم‬ ‫احلالل‪ :‬اعتمدت بلدان املنظمة اعتماد ًا كبري ًا على اال�سترياد يف تلبية احتياجاتها من‬ ‫اللحوم‪ ،‬مع ت�سجيل عجز جتاري �إجمايل يقدَّر ب ‪ 11‬مليار دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫• �إلى جانب اللحوم‪ ،‬تعترب اخل�ضراوات واحلبوب ومنتجات الألبان من بني املجاالت‬ ‫التي تتيح لبلدان املنظمة فر�صا كربى يف جمال الت�صدير‪.‬‬ ‫• ال تتوفر يف دول املنظمة فوائ�ض جتارية يف كل فئة من املواد الغذائية على حدة‬ ‫(الفواكه واملك�سرات وال�سمك)‪.‬‬ ‫• ي�ستحوذ التبادل التجاري بني بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي على ح�صة �صغرية‬ ‫من جمموع ما ت�ستورده من �أطعمة‪ ،‬حيث مل تتجاوز ن�سبة هذه املبادالت ‪ 22‬باملائة‪.‬‬ ‫غري �أن الواردات ت�شكل ‪ 15.9‬باملائة من �إجمايل الإنفاق اال�ستهالكي على املواد‬ ‫‪56‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫الغذائية وامل�شروبات يف جميع الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ما يعني‬ ‫�أن ‪ 84.1‬باملائة من الأطعمة امل�ستهلكة ُتنتج محلي ًا‪.‬‬ ‫وعلى امل�ستويني الإقليمي والعاملي‪ ،‬ت�أتي بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي يف املرتبة‬ ‫الثانية بعد �آ�سيا من حيث حجم العجز التجاري يف جمال املنتجات الغذائية‪ ،‬والذي‬ ‫بلغ ‪ 69.3‬مليار دوالر �أمريكي يف بلدان املنظمة‪ ،‬مقارنة ب ‪ 173.4‬مليار دوالر‬ ‫بالن�سبة لآ�سيا‪.‬‬ ‫البلدان الرئيسية الفاعلة في مجال التجارة الغذائية‬

‫تلعب ‪ 18‬دولة ع�ضو يف منظمة التعاون الإ�سالمي دور ًا محوري ًا يف جمال جتارة املواد‬ ‫الغذائية فيما بني بلدان املنظمة‪ .‬ثمة ع�شر �أ�سواق خارجية كربى حتتل ‪ 46‬باملائة‬ ‫من واردات بلدان املنظمة‪ ،‬فيما ت�ستحوذ الأ�سواق الداخلية الع�شر الكربى على ‪62.5‬‬ ‫باملائة منها‪.‬‬

‫كبريات البلدان المص ّدرة‬

‫ثمانية من بني ع�شرة بلدان كربى م�صدِّ رة لأ�سواق بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي هي‬ ‫بلدان غري �أع�ضاء يف املنظمة‪ .‬وتت�صدر الربازيل ب�شكل وا�ضح قائمة م�صدّري املواد‬ ‫الغذائية لبلدان املنظمة بن�سبة ‪ 8.4‬باملائة‪� ،‬أي بقيمة ‪ 15.9‬مليار دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫• الربازيل‪ :‬اللحوم واحليوانات احلية‪.‬‬ ‫• الهند‪ :‬اخل�ضروات واملنتجات امل�شتقة من احلبوب‪.‬‬ ‫• الأرجنتني‪ :‬اخل�ضروات واملنتجات امل�شتقة من احلبوب‪.‬‬ ‫• دول منظمة التعاون الإ�سالمي الرائدة يف جمال الت�صدير‪� :‬إندوني�سيا وتركيا‬ ‫(ت�صدران اخل�ضراوات واملنتجات امل�شتقة من احلبوب)‪.‬‬ ‫• اللحوم واحليوانات احلية (ومنها الأ�سماك)‪ :‬متثل هذه املنتجات ‪ 12.1‬باملائة‬ ‫من جمموع واردات بلدان املنظمة‪ ،‬حيث ت�ستحوذ البلدان الع�شر الكربى امل�صدِّ رة‬ ‫للمنظمة على ‪ 7.4‬باملائة من وارداتها‪ ،‬وعلى ر�أ�سها الربازيل مبا قيمته ‪ 5.2‬مليار‬ ‫دوالر �أمريكي‪ ،‬تليها �أ�سرتاليا‪.‬‬ ‫البلدان المستوردة الرئيسة‬

‫• اململكة العربية ال�سعودية‪ 21.5 :‬مليار دوالر �أمريكي (‪ 43.6‬باملائة من �إجمايل‬ ‫الإنفاق اال�ستهالكي على املواد الغذائية وامل�شروبات) ‪.‬‬ ‫• ماليزيا‪ 15 :‬مليار دوالر �أمريكي (‪ 50.4‬باملائة من �إجمايل الإنفاق اال�ستهالكي‬ ‫على املواد الغذائية وامل�شروبات)‪.‬‬ ‫• الإمارات العربية املتحدة‪ 14.8 :‬مليار دوالر �أمريكي (‪ 58‬باملائة من الإنفاق‬ ‫اال�ستهالكي على املواد الغذائية وامل�شروبات)‪.‬‬ ‫• �إندوني�سيا‪ 14.3 :‬مليار دوالر �أمريكي (‪ 7.4‬باملائة من �إجمايل الإنفاق اال�ستهالكي‬ ‫على املواد الغذائية وامل�شروبات)‪.‬‬ ‫• م�صر‪ 14.2 :‬مليار دوالر �أمريكي (‪ 17.4‬باملائة من �إجمايل الإنفاق اال�ستهالكي‬ ‫على املواد الغذائية وامل�شروبات)‪.‬‬ ‫• تركيا‪ 10.7 :‬مليار دوالر �أمريكي (‪ 9.1‬باملائة من �إجمايل الإنفاق اال�ستهالكي‬ ‫على املواد الغذائية وامل�شروبات) ‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬

‫تقرير‬ ‫جديد يوضح‬ ‫اإلجراءات الرامية إلى‬ ‫االستفادة من التمويل‬ ‫اإلسالمي في التنمية‬ ‫�أ�صدرت جمموعة البنك الدويل والبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية �أول تقرير عاملي عن التمويل الإ�سالمي‪ ‬يتناول‬ ‫بالتف�صيل �آفاق �صناعة التمويل الإ�سالمي العاملي‬ ‫والإمكانيات التي ميتلكها للم�ساعدة يف احلد من التفاوت‬ ‫يف م�ستويات الدخل يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬وتعزيز‬ ‫الرخاء امل�شرتك‪ ،‬وحتقيق �أهداف التنمية امل�ستدامة‪.‬‬ ‫ويقدم التقرير‪ ،‬الذي �صدر بعنوان فرعي‪« ‬حافز لتحقيق‬ ‫الرخاء امل�شرتك»‪ ،‬عر� ًضا عام ًا عن اجتاهات التمويل‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬ويحدد التحديات الرئي�سية التي تعوق منو‬ ‫هذه ال�صناعة‪ ،‬ويو�صي ب�إجراءات ُّ‬ ‫تدخلية على �صعيد‬ ‫ال�سيا�سات لال�ستفادة من التمويل الإ�سالمي بغية‬ ‫ت�شجيع الرخاء امل�شرتك‪.‬‬ ‫يدعو التمويل الإ�سالمي �إلى امل�ساواة والتوزيع العادل‬ ‫للدخل والرثوة‪ .‬ومن خالل ارتباطه الوثيق باالقت�صاد‬ ‫احلقيقي وتقا�سم مخاطر التمويل‪ ،‬ميكن للتمويل‬ ‫الإ�سالمي �أن ي�ساعد يف زيادة ا�ستقرار القطاع املايل‪،‬‬ ‫كما ميكنه �أن يجذب �إلى النظام املايل الر�سمي �أنا�سا‬ ‫م�ستبعدين منه حاليا لأ�سباب ثقافية �أو دينية‪ .‬وخالفا‬ ‫للتمويل التقليدي‪ ،‬يقوم التمويل الإ�سالمي على التمويل‬ ‫الذي ي�شارك يف حتمل املخاطر والتمويل ب�ضمان‬ ‫الأ�صول‪ .‬وب�إ�سناد امللكية املبا�شرة �إلى الأفراد يف القطاع‬ ‫احلقيقي من االقت�صاد‪ ،‬ف�إنه يقل�ص عزوفهم عن‬ ‫املخاطر‪.‬‬ ‫ي�ستعر�ض التقرير �إطارا نظريا لتحليل االقت�صاد‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫والتمويل الإ�سالمي بناء على �أربع ركائز �أ�سا�سية‪:‬‬ ‫�إطار م�ؤ�س�سي و�سيا�سات عامة‪.‬‬ ‫الإدارة الر�شيدة والقيادة اخلا�ضعة للم�ساءلة‪.‬‬ ‫ت�شجيع االقت�صاد القائم على امل�شاركة يف حتمل املخاطر‬ ‫وريادة الأعمال‪.‬‬ ‫تعميم اخلدمات املالية واالجتماعية للجميع‪.‬‬ ‫ومع هذا‪ ،‬ينوه التقرير �إلى املجاالت التي تقت�ضي التدخل‬ ‫على �صعيد ال�سيا�سات لتطوير فعالية التمويل الإ�سالمي‬ ‫وتفعيل �إمكانياته يف امل�ساعدة على تقلي�ص التفاوت‬ ‫وعدم امل�ساواة‪ .‬وت�شمل هذه الإجراءات ُّ‬ ‫التدخلية‪:‬‬ ‫• تعزيز االن�سجام بني اللوائح التنظيمية وتطبيقها‬ ‫وفر�ضها‪.‬‬ ‫• �إن�شاء م�ؤ�س�سات تقدم املعلومات االئتمانية وغريها‬ ‫لدعم التمويل امل�ستند �إلى �أ�سهم ر�أ�س املال‪ ،‬ال�سيما‬ ‫م�ؤ�س�سات الأعمال ال�صغرى وال�صغرية واملتو�سطة‪.‬‬ ‫• تطوير منتجات �أ�سواق ر�أ�س املال وال�صكوك‬ ‫للم�ساعدة يف متويل امل�شاريع الكبرية يف جمال البنية‬ ‫الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫• توفري االعتماد الر�سمي ملنتجات ت�أتي من بلدان‬ ‫�أخرى لتو�سيع الأ�سواق من خالل املعامالت العابرة‬ ‫للحدود‪.‬‬

‫ما هو المطلوب للتغلب على هذه التحديات؟‬

‫�إن �صناعة التمويل الإ�سالمي يف حاجة �إلى التو�سع خارج‬ ‫نطاق املعامالت البنكية التي تهيمن حالي ًا على التمويل‬ ‫الإ�سالمي وت�شكل �أكرث من ثالثة �أرباع مكونات هذه‬ ‫ال�صناعة‪.‬‬

‫ومع هذا‪ ،‬بالن�سبة لقطاع البنوك‪ ،‬يو�صي التقرير بتوفري‬ ‫مناخ تنظيمي و�إ�شرايف مالئم يت�صدى ملخاطر النظام‬ ‫املايل بني البلدان املختلفة؛ وطرح منتجات وخدمات‬ ‫مبتكرة للم�شاركة يف حتمل املخاطر‪ ،‬بدال من محاكاة‬ ‫املنتجات التقليدية التي تلقي باملخاطر على �أطراف‬ ‫�أخرى؛ وتوحيد قواعد و�أحكام ال�شريعة املتعلقة بالتمويل‬ ‫الإ�سالمي يف جميع البالد؛ وتعزيز �سبل احل�صول على‬ ‫التمويل الإ�سالمي؛ وتدعيم ر�أ�س املال الب�شري للتمويل‬ ‫الإ�سالمي والتوعية به‪.‬‬ ‫وثمة جمال �آخر للتنمية هو �أ�سواق ر�أ�س املال الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ورغم �أن هذه الأ�سواق مازالت حديثة العهد ن�سبيا‪ ،‬ف�إنها‬ ‫ميكن �أن توفر الفر�ص لبناء الأ�صول‪ ،‬ولكن من خالل‬ ‫التمويل القائم على �أ�سهم ر�أ�س املال والأ�صول‪ .‬و ُتعد‬ ‫�أ�سواق ال�صكوك (ال�سندات الإ�سالمية) منا�سبة ب�شكل‬ ‫خا�ص لتمويل البنية الأ�سا�سية وت�شجيع ريادة الأعمال‪.‬‬ ‫ووفق ًا للتقرير‪ ،‬ف�إن ا�ستخدام ال�صكوك ال�سيادية لتدبري‬ ‫التمويل هو عامل �أ�سا�سي لتطوير هذه ال�سوق‪ ،‬و�أي�ضا‬ ‫لت�شجيع �شفافية وكفاءة ت�سعري الأ�صول‪.‬‬ ‫ويف النهاية‪ ،‬ي�شري التقرير �إلى �أن ا�ستخدام التمويل‬ ‫االجتماعي الإ�سالمي ميكن �أن يخفف حدة الفقر ويخلق‬ ‫�شبكة �أمان اجتماعي ملن يعي�شون يف فقر مدقع‪ ،‬نظرا‬ ‫لأن هذه امل�ؤ�س�سات والأدوات (القر�ض احل�سن‪ ،‬والزكاة‪،‬‬ ‫وال�صدقات‪ ،‬والوقف) ت�ضرب بجذورها يف �إعادة توزيع‬ ‫الرثوة والعمل اخلريي‪ .‬ويو�صي التقرير ب�إن�شاء نظم‬ ‫حوكمة لدعم العمل املنظم لقطاع التمويل االجتماعي‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪57‬‬


‫اقتصاد‬ ‫في الدورة ‪ 34‬لمجلس إدارة المركز اإلسالمي لتنمية التجارة‪:‬‬

‫اعتماد برامج تدريبية وتجارية وصناعية لتعزيز اقتصاديات دول المنظمة‬

‫الدار البي�ضاء – املغرب‪ :‬عقد جمل�س �إدارة املركز‬ ‫الإ�سالمي لتنمية التجارة (مركز الدار البي�ضاء)‪،‬‬ ‫�أحد �أجهزة منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬دورته العادية‬ ‫الرابعة والثالثني يف الدار البي�ضاء خالل الفرتة ‪ 7‬ـ ‪8‬‬ ‫مار�س ‪.2017‬‬ ‫و�ألقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬معايل‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني كلمة �أكد فيها �أن‬ ‫الأمانة العامة تعمل على تنفيذ حزمة من الإجراءات‬ ‫ملجابهة حتديات البطالة يف �أو�ساط ال�شباب و�ضعف‬ ‫ا�ستغالل القدرات ال�صناعية التي ال�صناعية التي‬ ‫تتمتع بها دول املنظمة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح العثيمني �أن هذه الدورة تنعقد يف وقت ا�شتدت‬ ‫فيه التحديات االقت�صادية التي يواجهها العامل‬ ‫الإ�سالمي لأ�سباب من جملتها �ضعف اال�ستثمار يف‬ ‫القطاعات املهمة القت�صادات دول منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وال�سيما املن�ش�آت ال�صغرية واملتو�سطة‪،‬‬ ‫وانهيار �أ�سعار ال�سلع الأ�سا�سية على ال�صعيد العاملي‬ ‫وما رافقه من تراجع يف النمو االقت�صادي يف العديد‬ ‫من دول املنظمة‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام �إلى �أن الأمانة العامة تلقت‬ ‫مقرتَحات من الدول الأع�ضاء حتدد احتياجاتها يف‬ ‫جمال التجارة؛ م�شددا على �أن مثل هذه التدابري‬ ‫�ستعزز التعاون بني دول املنظمة يف جمال التجارة‬ ‫وال�سياحة وح�شد اال�ستثمارات؛ كما �ستعزز الت�ضامنَ‬ ‫الإ�سالمي ال�ضروري لتحقيق �أهداف م�ؤ�س�ساتنا‬ ‫‪58‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫متعددة الأطراف‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام �إلى اتخاذ التدابري الإ�ضافية الالزمة‬ ‫لتفعيل نظام الأف�ضليات التجارية بني دول املنظمة‪،‬‬ ‫م�ؤكدا �أن �إر�ساء �صيغة ال�شباك الواحد‪ ،‬وتطوير ال�سلع‬ ‫القابلة للتداول مثل القمح والأرز والقطن‪ ،‬وتنفيذ �إطار‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي املتعلق بتطوير ال�سياحة‪،‬‬ ‫كلها م�شاريع ومبادرات تكت�سي �أهمية بالغة بالن�سبة‬ ‫للدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال ال�سيد محمد بن عياد‪ ،‬الكاتب العام‬ ‫للوزارة املنتدبة املكلفة بالتجارة اخلارجية للمملكة‬ ‫املغربية‪� ،‬إن هذا االجتماع ال�سنوي يعد منا�سبة لتقييم‬ ‫�شامل لأداء املركز وملختلف �أن�شطته وي�شكل فر�صة‬ ‫مثالية لتبني ر�ؤية ا�ست�شرافية لتطوير جماالت ا�شتغاله‬ ‫وذلك متا�شيا مع مخطط العمل الع�شري اجلديد‬ ‫للمنظمة (‪ ،)2016-2025‬داعيا الدول الأع�ضاء �إلى‬ ‫تقدمي الدعم الالزم للمركز حتى ي�سدي خدماته‬ ‫املتنوعة يف جماالت تنمية وتن�شيط التجارة واال�ستثمار‬ ‫على �أح�سن وجه‪.‬‬ ‫وذكر املهند�س هاين �سامل �سنبل‪ ،‬الرئي�س التنفيذي‬ ‫للم�ؤ�س�سة الدولية الإ�سالمية لتمويل التجارة بالدور‬ ‫املنوط للم�ؤ�س�سة بالرقي مب�ستوى التجارة البينية للدول‬ ‫الأع�ضاء من خالل توفري ت�سهيالت متويلية لدعم‬ ‫م�شروعات البينية التحتية ودعم القدرة الإنتاجية التي‬ ‫لها عالقة بالتجارة يف الدول الإ�سالمية‪ .‬و�أ�شار يف هذا‬ ‫ال�صدد بالتعاون البناء بني م�ؤ�س�سته واملركز الإ�سالمي‬

‫لتنمية التجارة وكافة امل�ؤ�س�سات التابعة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي العاملة يف القطاع االقت�صادي والتجاري‬ ‫�أما ال�سيد احل�سن احزاين‪ ،‬املدير العام للمركز‬ ‫الإ�سالمي لتنمية التجارة ف�أ�شار �إلى �أن هذا االجتماع‬ ‫ينعقد بعد القمة الإ�سالمية الثالثة ع�شرة التي‬ ‫احت�ضنتها ا�سطنبول – اجلمهورية الرتكية والتي‬ ‫�صادقت على مخطط ع�شري جديد ‪2016-2025‬‬ ‫والذي �سطر من بني �أهدافه الرقي مب�ستوى التجارة‬ ‫البينية �إلى ‪ 25‬يف املائة من حجم املبادالت التجارية‬ ‫الإجمالية للدول الأع�ضاء‪ ،‬لذلك بات من ال�ضروري‬ ‫على الدول الأع�ضاء مراجعة �آليات عمل وحت�سني �أداء‬ ‫اقت�صادياتها حلماية م�صاحلها احلالية وامل�ستقبلية‪.‬‬ ‫ويف ختام الدورة‪� ،‬أ�صدر جمل�س الإدارة عدة تو�صيات‬ ‫ت�ضمنت �إقامة معر�ض للفر�ص اال�ستثمارية يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬والنظر يف �إمكانية ا�ست�ضافة هذا املعر�ض‬ ‫من قبل �إحدى الدول الأع�ضاء املقتدرة وذلك ق�صد‬ ‫خلق �شراكات من �أجل �إنتاج ال�سلع ال�صناعية‪ .‬كما‬ ‫تقرر �أن ت�ست�ضيف اجلمهورية الرتكية معر�ض املنتجات‬ ‫احلالل يف دورته ال�ساد�سة يف �إ�سطنبول �سنة ‪.2018‬‬ ‫وا�شتملت التو�صيات �أي�ضا على �صياغة برامج وم�شاريع‬ ‫لتطوير ال�سلع القابلة للتداول مثل القمح والأرز‬ ‫والقطن‪ ،‬وتنظيم �أن�شطة رامية �إلى تعزيز التجارة‬ ‫بني الدول الإفريقية والعربية بالتعاون مع جمموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬وتنظيم ور�شات عمل لتطوير‬ ‫م�شاركات املقاوالت ال�صغرى واملتو�سطة املنتجة للفول‬ ‫ال�سوداين‪ ،‬الكاجو‪ ،‬وال�سم�سم والعاملة يف جمال‬ ‫الب�ستنة من �أجل تعزيز م�شاركتها يف قيمة ال�سال�سل‬ ‫الإقليمية والدولية املتعلقة بهاته املجاالت‪.‬‬ ‫كما �أو�صى املجل�س ب�إن�شاء بوابة �إلكرتونية موحدة‬ ‫لل�سياحة الإ�سالمية للرتويج والنهو�ض بالقطاع‬ ‫ال�سياحي وتعزيز ال�شراكة مع القطاع اخلا�ص للرفع‬ ‫من م�ستوى ال�سياحة البينية للدول الأع�ضاء وت�سهيل‬ ‫�إجراءات احل�صول على الت�أ�شريات بني الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬وتطوير القدرات امل�ؤ�س�ساتية للدول الأع�ضاء‬ ‫بتطوير النظم والتقنيات اخلا�صة بت�سريع التجارة‬ ‫الإلكرتونية‪� ،‬إ�ضافة �إلى �إدماج التجارة الإلكرتونية‬ ‫يف املحاور الرئي�سية للربامج امل�شرتكة للجنة الفرعية‬ ‫حول التجارة واال�ستثمار املنبثقة عن جلنة التن�سيق‬ ‫مل�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫استعراض ‪ 3‬إطارات قانونية لمالءمة المعايير والممارسات المرتبطة بقضايا العمل‬

‫الأمني العام امل�ساعد ال�سفري حميد �أوبلريو يف االجتماع‬

‫افتتح معايل ال�سيد محمد حنفي دكريي‪ ،‬وزير القوى لل�ش�ؤون االقت�صادية بالأمانة العامة يف معر�ض كلمته‬ ‫العاملة بجمهورية �إندوني�سيا يوم ‪� 10‬أبريل ‪2017‬‬ ‫التي �ألقاها نيابة عن معايل الأمني العام للمنظمة‪،‬‬ ‫يف جاكرتا االجتماع الثاين للجنة التوجيهية املنبثقة‬ ‫التقدم الذي مت �إحرازه يف تنفيذ قرارات منظمة‬ ‫عن امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء العمل‪ ،‬والذي �أكد يف‬ ‫التعاون الإ�سالمي حول العمل والت�شغيل واحلماية‬ ‫معر�ض كلمته االفتتاحية �أمام االجتماع �أهمية البنود االجتماعية منذ انعقاد الدورة الثالثة للم�ؤمتر‬ ‫املدرجة على جدول الأعمال والتي ترمي �إلى املعاجلة الإ�سالمي لوزراء العمل التي انعقدت يف جاكرتا يف ‪1‬‬ ‫اجلماعية للتحديات املتنامية التي تواجه الدول‬ ‫�أكتوبر ‪.2015‬‬ ‫الأع�ضاء يف ميدان الت�شغيل‪ ،‬م�شدد ًا يف ذات الوقت‬ ‫​ وا�ستعر�ض �أع�ضاء اللجنة التوجيهية امل�شاركون‬ ‫على �ضرورة �إعطاء الأولوية لت�شغيل فئة ال�شباب‬ ‫وامل�ؤلفون من مندوبي كل من �أذربيجان وبنغالدي�ش‬ ‫وللتدريب املهني وخللق �سوق عمل ن�شطة يف بلدان‬ ‫وال�سعودية وال�سنغال والبلد امل�ضيف �إندوني�سيا‪،‬‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫مختلف الربامج املتعلقة ببناء القدرات والتي مت‬ ‫​ و�أبرز ال�سفري حميد �أوبيلريو‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد تنفيذها يف العديد من دول املنظمة‪ ،‬مبا فيها تلك‬

‫اجتماع اللجنة التوجيهية‬

‫املتعلقة بال�سالمة املهنية والن�شاطات ال�صحية‪.‬‬ ‫​كما ا�ستعر�ض االجتماع ثالثة �إطارات قانونية ملالءمة‬ ‫املعايري واملمار�سات املرتبطة بق�ضايا العمل بني الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وت�شمل‪:‬‬ ‫االعرتاف املتبادل وترتيبات املهارات واالتفاقية حول‬ ‫تبادل القوى العاملة املاهرة وا�سرتاتيجية منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي املتعلقة ب�سوق العمل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫​ كما ت�ضمن جدول �أعمال االجتماع بندا حول‬ ‫التح�ضريات للدورة الرابعة للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء‬ ‫العمل املقرر عقدها يف جدة باململكة العربية ال�سعودية‬ ‫يومي ‪ 29‬و‪ 30‬نوفمرب ‪.2017‬‬

‫الغرفة اإلسالمية تعقد اجتماع مجلس اإلدارة والجمعية العامة في مسقط‬ ‫عقدت الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة والزراعة‬ ‫االجتماع اخلام�س والع�شرين ملجل�س الإدارة الدورة‬ ‫الثالثة والثالثني جلمعيتها العامة يف م�سقط ب�سلطنة‬ ‫عمان يف ‪� 12‬إبريل ‪.2017‬‬ ‫و�أو�ضح الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني يف كلمته‬ ‫�إلى االجتماع‪� ،‬أن الغرفة الإ�سالمية عززت �صورتها‬ ‫باعتبارها منظمة ن�شطة للغاية وتوا�صلت جهودها‬ ‫لتعزيز ال�صلة املتينة بني القطاعني العام واخلا�ص يف‬ ‫بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬م�شريا �إلى �أن الدور‬ ‫البارز الذي ت�ضطلع به يف تعزيز التجارة الإ�سالمية‬ ‫البينية واال�ستثمارات والزراعة والتنمية الريفية‬ ‫والأمن الغذائي وال�سياحة واخلدمات املالية الإ�سالمية‬ ‫والنقل واملوا�صالت وتطوير البنيات التحتية يف البلدان‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬قد �أ�سهم �إ�سهاما كبريا يف مهمة ور�ؤية‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي ورفاه �شعوب دولها الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن منظمة التعاون الإ�سالمي وا�صلت‬ ‫خالل ال�سنة املا�ضية �إيالء اهتمام �أكرب لعمليات متويل‬ ‫التجارة وللأن�شطة املرتبطة ببناء القدرات‪ ،‬حيث مت‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫اعتماد ‪ 4.8‬مليار دوالر �أمريكي دعما للم�شروعات‬ ‫املتناهية ال�صغر وال�صغرية واملتو�سطة والت�سهيالت‬ ‫التجارية والطاقة والتنمية الزراعية وغريها من‬ ‫الن�شاطات الأخرى‪.‬‬ ‫ويف جمال تنمية التجارة‪ ،‬قال العثيمني �إن التنظيم‬ ‫الناجح للمعر�ض التجاري الإ�سالمي اخلام�س ع�شر‬ ‫يف الريا�ض وكذا االجتماعني الهام�شيني لوكاالت‬ ‫تنمية التجارة واال�ستثمارات يف مايو ‪� 2016‬إمنا كان‬ ‫الغر�ض منه هو حتقيق الهدف اجلديد ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للتجارة الإ�سالمية البينية واملتمثل يف حتقيق‬ ‫ن�سبة ‪ 24‬يف املائة بحلول عام ‪.2025‬‬ ‫وبالن�سبة لل�سياحة‪ ،‬بني الأمني العام �أن االحتفال‬ ‫ال�سنوي بجائزة عا�صمة ال�سياحة الإ�سالمية‪ ،‬والذي‬ ‫بد�أ عام ‪ 2015‬باختيار مدينة القد�س ال�شريف‪ ،‬بات‬ ‫يكت�سي تدريجيا اهتماما �شعبيا داخل القطاع ال�سياحي‬ ‫يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويف ختام كلمته‪ ،‬عرب الأمني العام عن تقديره لرئي�س‬ ‫و�أع�ضاء الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة‬

‫والزراعة على ما يبذلونه من جهود د�ؤوبة يف النهو�ض‬ ‫بدور القطاع اخلا�ص من خالل ن�شاطات الغرفة التي‬ ‫�ساعدت ب�شكل كبري يف تنمية التعاون االجتماعي‬ ‫واالقت�صادي الفعال ويف حتقيق النمو والتنمية يف‬ ‫الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬ألقى رئي�س الغرفة الإ�سالمية‪ ،‬ال�شيخ‬ ‫�صالح كامل كلمة �شكر فيها ال�سلطان قابو�س بن‬ ‫�سعيد وحكومة ال�سلطنة وغرفة عمان على ا�ست�ضافة‬ ‫االجتماعات‪ .‬و�أكد على �أهمية ا�ضطالع القطاع‬ ‫اخلا�ص للدول الأع�ضاء بالدور املرجتى منه يف‬ ‫�إعمار الأر�ض ومحاربة البطالة من خالل ا�ستك�شاف‬ ‫الفر�ص اال�ستثمارية املتاحة لغر�ض توفري فر�ص العمل‬ ‫لل�شباب‪ .‬ودعا الغرف الأع�ضاء �إلى �إمداد موقع الغرف‬ ‫الإ�سالمية على الإنرتنت باملعلومات وحتديث الفعاليات‬ ‫خا�صة املتعلقة ب�أن�شطة الدولة الع�ضو ب�شكل دائم وبذل‬ ‫املزيد من اجلهود لتطوير م�ستوى التعاون من خالل‬ ‫توفري املعلومات والتعريف مبا هو متاح يف بلدانهم‪،‬‬ ‫واال�ستفادة منها‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪59‬‬


‫اقتصاد‬ ‫رئيس البنك اإلسالمي يدعو لرؤية واضحة للتغلب على التحديات الزراعية‪ ‬‬ ‫�أكد رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور‬ ‫بندر حجار �أن م�شاكل التغري املناخي وتذبذب هطول‬ ‫الأمطار ف�ضال عن النزاعات واله�شا�شة االقت�صادية‬ ‫متثل �أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي‬ ‫بالدول الأع�ضاء وحتتاج �إلى ر�ؤية وا�ضحة وجهود‬ ‫م�شرتكة من �أجل التغلب عليها‪ .‬جاء ذلك خالل‬ ‫افتتاح معاليه لأ�سبوع الزراعة الذي نظمه البنك‬ ‫ملدة خم�سة �أيام ‪ 23 -19‬مار�س ‪ ،2017‬مبقره بجدة‬ ‫و�شارك فيه ممثلون عن ت�سع ع�شرة دولة ع�ضو بالبنك‪.‬‬ ‫و�شدد رئي�س جمموعة البنك على �أهمية ت�سريع عجلة‬ ‫امل�شاريع الزراعية التي ميولها البنك ليتم ا�ستكمالها‬ ‫خالل املرحلة الزمنية املحددة م�سبقا‪ ،‬وقال �إن‬ ‫�أ�سبوع الزراعة الذي ينظمه البنك اليوم ميثل فر�صة‬ ‫ملمثلي الدول الأع�ضاء امل�شاركني وللجهات املخت�صة‬ ‫بالبنك‪ ،‬للتعرف على �أوجه الق�صور وال�ضعف يف‬ ‫التنفيذ ودرا�سة �أف�ضل ال�سبل التي متكنهم من‬ ‫�إجناز امل�شروعات الزراعية بكفاءة عالية ووفق‬

‫اجلداول الزمنية املقررة من خالل تركيز ال�ضوء‬ ‫على املمار�سات املتعلقة ب�أ�ساليب �إدارة امل�شاريع‪.‬‬ ‫ومتت دعوة عدد من اخلرباء املحليني والإقليميني‬ ‫والدوليني الذين ميثلون البنوك الإمنائية الدولية‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املالية الإقليمية ووكاالت الأمم املتحدة‬ ‫والقطاع اخلا�ص واملجتمع املدين‪ ،‬وامل�ؤ�س�سات‬ ‫البحثية والأكادميية‪ ،‬و�شارك يف املنتدى‬ ‫الربوفي�سور جيفري �ساك�س‪ ،‬امل�ست�شار اخلا�ص‬ ‫للأمني العام للأمم املتحدة املعني ب�أهداف‬ ‫التنمية امل�ستدامة‪� ،‬أ�ستاذ التنمية امل�ستدامة يف‬ ‫كلية كولومبيا لل�ش�ؤون الدولية‪� ،‬أ�ستاذ ال�سيا�سة‬ ‫ال�صحية والإدارة يف كلية كولومبيا لل�صحة العامة‪ .‬‬ ‫وناق�ش املنتدى النماذج الناجحة التي تعزز النمو‬ ‫االقت�صادي ال�شامل يف املناطق الريفية‪ ،‬مع الرتكيز على‬ ‫تنمية �إنتاجية احليازات ال�صغرية‪ ،‬و�آلية متويل امل�شاريع‬ ‫الزراعية و�سيا�سات و�إجراءات املناق�صات اخلا�صة‬ ‫بتلك امل�شاريع‪� ،‬إلى جانب مناق�شة �أبرز التحديات التي‬

‫الربوفي�سور جيفري �ساك�س يتحدث يف الندوة‬

‫تعوق التنمية الزراعية‪ ،‬وتعزيز الأمن الغذائي يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ .‬ومت ا�ستعرا�ض ومناق�شة بع�ض النماذج‬ ‫املبتكرة التي ت�ساعد يف زيادة الإنتاجية واالرتقاء‬ ‫ب�أ�ساليب �إدارة امل�شاريع الزراعية‪.‬‬

‫في المنتدى األول للبنك اإلسالمي للتنمية للشراكة المقام في الرياض‪:‬‬

‫الدعوة إلى تبني نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمواجهة تحديات التنمية‬ ‫اختتم املنتدى الأول للبنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫لل�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص يف ‪22‬‬ ‫مار�س ‪� ،2017‬أعماله بفندق الفي�صلية بالريا�ض‪،‬‬ ‫بالدعوة �إلى تبني منوذج ال�شراكة بني القطاعني‬ ‫العام واخلا�ص ملواجهة حتديات التنمية االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية يف الدول الأع�ضاء بالبنك‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الدكتور بندر حجار رئي�س جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية �أن املجموعة تعمل ح�سب مواردها‬ ‫املتاحة على دعم دولها الأع�ضاء ‪ 577‬الكت�ساب‬ ‫اخلربات لتنفيذ �شراكات ناجحة بني القطاعني العام‬ ‫واخلا�ص يف كل املجاالت‪ ،‬خا�صة يف ظل وجود فجوة‬ ‫�ضخمة يف متويل ال�شراكات بني هذين القطاعني‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ضت جل�سات املنتدى الأربع الق�ضايا املطروحة‬ ‫على ال�ساحة يف جمال ال�شراكة بني القطاعني العام‬ ‫واخلا�ص‪ ،‬حيث ناق�شت اجلل�سة الأولى ق�ص�ص النجاح‬ ‫لل�شراكات بني القطاعني يف الدول الأع�ضاء بالبنك‪،‬‬ ‫ومت ا�ستعرا�ض م�سرية البنك و�أهدافه‪ ،‬و�أن�شطته‬ ‫الرامية لتخفيف حدة الفقر‪ ،‬ومحاربة اجلوع‪ ،‬وتطوير‬ ‫اخلدمات ال�صحية‪ ،‬وتوفري تعليم عايل اجلودة‪،‬‬ ‫‪60‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫وتطوير البنية التحتية يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬و�أكد‬ ‫املتحدثون يف اجلل�سة �أن منوذج ال�شراكة بني القطاعني‬ ‫العام واخلا�ص ميكن تطبيقه على كل �أنواع امل�شاريع‪.‬‬ ‫وبحث امل�شاركون يف اجلل�سة حتديد القطاعات التي‬ ‫�ستحظى ب�أعلى متويل من البنك يف جمال ال�شراكة‬ ‫بني القطاعني العام واخلا�ص يف ال�سنوات املقبلة‪.‬‬ ‫ويف اجلل�سة الثانية بحث امل�شاركون منوذج ال�شراكة بني‬ ‫القطاعني العام واخلا�ص الذي تطبقه اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية لدعم ر�ؤية ‪ 2030‬يف جمال البنية التحتية‪،‬‬ ‫وتناولت اجلل�سة التحديات الرئي�سية التي تواجهها‬ ‫اململكة عند تنفيذ امل�شاريع احلكومية يف جمال البنية‬ ‫التحتية‪ ،‬وجاهزية الأطر التنظيمية لنموذج ال�شراكة‬ ‫بني القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬والقطاعات التي �أثبت‬ ‫هذا النموذج جناحه فيها‪ ،‬عالوة على الدور الذي‬ ‫ينبغي على البنك الإ�سالمي للتنمية القيام به لدعم‬ ‫ر�ؤية ‪ 2030‬يف اململكة‪ .‬وا�شار امل�شاركون �إلى �أن قطاعي‬ ‫حتلية املياه والإ�سكان من �أكرب امل�شاريع التي يتوقع ان‬ ‫ت�شهد اهتماما كبريا يف جمال ال�شراكة بني القطاعني‪.‬‬ ‫وناق�شت اجلل�سة الثالثة الدوافع التي تعزز انت�شار‬

‫تطبيق منوذج ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص‪،‬‬ ‫والتحديات التي تواجهها مثل انخفا�ض الدخل مبا‬ ‫يدفع احلكومات �إلى ال�سعي لإيجاد م�صادر متويل‬ ‫بديلة‪ ،‬والنجاحات التي حققتها م�شاريع ال�شراكة بني‬ ‫القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬والأنظمة والقوانني اجلديدة‬ ‫التي مت تطبيقها‪ ،‬وتنامي الوعي بالأطر التنظيمية‬ ‫لنموذج ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص‪.‬‬ ‫وتناولت اجلل�سة الرابعة احتياجات الدول الأع�ضاء‬ ‫بالبنك الإ�سالمي للتنمية ودور ال�شراكة بني القطاعني‬ ‫العام واخلا�ص لتلبية هذه االحتياجات‪ ،‬والتحديات‬ ‫القائمة و�أكد امل�شاركون �أن م�شاريع ال�شراكة بني‬ ‫القطاعني العام واخلا�ص بحاجة �إلى دعم على م�ستوى‬ ‫عال من القيادة ال�سيا�سية‪ ،‬و�ضرورة ت�شكيل فريق عمل‬ ‫ٍ‬ ‫مخت�ص بهذا النموذج‪ ،‬وتطبيق �إجراءات وعقود عاملية‬ ‫معرتف بها ال�ستقطاب التمويل من العامل وا�ستقطاب‬ ‫الكفاءات الإدارية املتميزة‪ ،‬وبناء قدرات وخربات‬ ‫القطاع اخلا�ص‪ .‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مركز أنقرة‪ :‬الوقود األحفوري يمثل ‪ % 95‬من إنتاج الطاقة األولية في دول مجموعة الثمانية‬ ‫�أ�شار تقرير حديث عن قطاع الطاقة يف الدول الأع�ضاء‬ ‫يف منظمة التعاون والتنمية يف امليدان االقت�صادي‬ ‫(جمموعة الثمانية) ن�شره مركز البحوث الإح�صائية‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية‬ ‫(مركز �أنقرة) �إلى �أن م�صادر طاقة الوقود الأحفوري‬ ‫متثل ‪ 95‬يف املائة من �إجمايل �إنتاج الطاقة الأولية ف‬ ‫بلدان هذه املجموعة‪.‬‬ ‫ي�شار �إلى �أن جميع الدول الأع�ضاء فى جمموعة الدول‬ ‫ال�صناعية الثمانية‪ ،‬وهي بنجالدي�ش وم�صر و�إندوني�سيا‬ ‫و�إيران وماليزيا ونيجرييا وباك�ستان وتركيا‪ ،‬هي �أي� ًضا‬ ‫�أع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وعلى النقي�ض من ذلك‪ ،‬ويف حني �أن م�صادر الطاقة‬ ‫املتجددة متثل ‪ 13‬يف املائة من �إجمايل �إنتاج الطاقة‬ ‫الأولية يف العامل‪ ،‬فهي ال ت�شكل �سوى ‪ 3‬يف املائة يف بلدان‬ ‫املجموعة املذكورة‪.‬‬ ‫وي�سلط التقرير ال�ضوء على حالة قطاع الطاقة يف بلدان‬ ‫جمموعة الثمانية بهدف ت�شخي�ص الو�ضع الراهن لهذا‬ ‫القطاع وحتديد التحديات والعقبات والفر�ص الرئي�سية‬ ‫فيما يتعلق بالبلدان الأخرى‪.‬‬ ‫كما ي�سلط ال�ضوء على عدد من العوامل االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية ذات ال�صلة‪ ،‬مثل النمو االقت�صادي‪،‬‬ ‫وا�ستخدام الطاقة‪ ،‬و�إمدادات الطاقة‪ ،‬وم�ستويات‬ ‫التلوث‪ ،‬وكثافة الطاقة‪.‬‬ ‫وي�ؤكد التقرير �أن الطاقة ت�ش ّكل قوة دفع هامة للتنمية‬ ‫امل�ستدامة‪ ،‬ولها �آثار اقت�صادية واجتماعية وبيئية بالغة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الأهمية‪.‬‬ ‫والطاقة هي عامل و�شرط للنمو االقت�صادي على حد‬ ‫�سواء‪ .‬وبالنظر �إلى الطبيعة املحدودة للطاقة القائمة‬ ‫على الكربون واحتمال ظهور ع�صر ما بعد النفط‪ ،‬يتعني‬ ‫و�ضع ا�سرتاتيجيات و�سيا�سات فعالة للتعامل مع م�ستقبل‬ ‫قطاع الطاقة على ال�صعيدين الوطني والإقليمي‪.‬‬ ‫ويف حني يتزايد عدد ال�سكان يف جميع �أنحاء العامل‪،‬‬ ‫�أ�صبح الطلب على م�صادر للطاقة �أقل تقلب ًا و�أكرث‬ ‫نظافة وتنوع ًا يكت�سي �أهمية اليوم �أـكرث من �أي وقت‬ ‫م�ضى‪.‬‬ ‫ويرى مركز �أنقرة‪ ،‬وهو �أحد الأجهزة املتفرعة عن‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أن تقرير «حالة الطاقة‬ ‫يف دول جمموعة الثمانية» �سي�سهم �إ�سهام ًا مفيد ًا يف‬ ‫ن�شر املعارف املتعلقة بقطاع الطاقة يف بلدان جمموعة‬ ‫الثمانية‪ ،‬وال �سيما بالن�سبة لعملية �صنع القرار يف جمال‬ ‫الطاقة من خالل �سن �سيا�سات وا�سرتاتيجيات منا�سبة‬ ‫متكن بلدان هذه املجموعة من الت�صدي للتحديات التي‬ ‫تواجهها على نحو ناجح‪.‬‬

‫مصادر الطاقة وتوريد الطاقة‬

‫الحظ التقرير �أن �إنتاج النفط يف بلدان جمموعة‬ ‫الثمانية ظل ثابت ًا رغم االنخفا�ض الطفيف الذي‬ ‫�شهده على مدى ال�سنوات اخلم�س املا�ضية‪ .‬ويف الواقع‪،‬‬ ‫ف�إن �إيران ونيجرييا متثالن �أكرث من ‪ 80‬يف املائة من‬ ‫�إجمايل �إنتاج النفط يف بلدان جمموعة الثمانية‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق ب�إنتاج الفحم‪ ،‬فقد زاد �إجمايل �إنتاج‬

‫بلدان جمموعة الثمانية ب�أكرث من ‪ 50‬يف املائة خالل‬ ‫ال�سنوات اخلم�س املا�ضية‪ .‬وكان هذا املعدل �أعلى مما‬ ‫ميكن حتقيقه يف بقية بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫والبلدان النامية الأخرى‪ .‬غري �أن م�ستويات �إنتاج الفحم‬ ‫يف بلدان جمموعة الثمانية �أقل من مثيالتها يف البلدان‬ ‫النامية الأخرى والبلدان املتقدمة‪ .‬وجتدر الإ�شارة �أي� ًضا‬ ‫�إلى �أن نحو ‪ 85‬يف املائة من �إجمايل �إنتاج الفحم يف‬ ‫بلدان جمموعة الثمانية م�صدره من �إندوني�سيا‪.‬‬ ‫�أما فيما يتعلق ب�إنتاج الغاز الطبيعي‪ ،‬ف�إن م�ستوى الإنتاج‬ ‫الكلي يف بلدان جمموعة الثمانية يقل عن مثيله لدى‬ ‫بقية البلدان النامية والبلدان املتقدمة‪ ،‬وهو عك�س ما‬ ‫هو متوقع عند مقارنة االختالفات يف االحتياطيات‪.‬‬ ‫والواقع �أن الإنتاج الكلي للغاز الطبيعي اجلاف يف‬ ‫البلدان املتقدمة يزيد عن �ضعف م�ستوى الإنتاج الكلي‬ ‫يف بلدان جمموعة الثمانية رغم �أن جمموع االحتياطيات‬ ‫يف البلدان املتقدمة يقل عن ن�صف االحتياطيات يف‬ ‫بلدان هذه املجموعة‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق ب�إنتاج الطاقة النووية‪ ،‬فيبدو �أن هذا‬ ‫امل�صدر لي�س هو الأكرث تف�ضيال لإنتاج الطاقة يف بلدان‬ ‫جمموعة الثمانية رغم ما يتمتع به من مزايا مقارنة‬ ‫بالوقود الأحفوري‪ .‬وتعد باك�ستان وايران البلدين‬ ‫الوحيدين اللذين ينتجان الطاقة النووية من بني دول‬ ‫جمموعة الثمانية‪ .‬وعلى الرغم من �أن �إيران لديها‬ ‫القدرة الأكرب على �إنتاج الطاقة النووية‪ ،‬ف�إن باك�ستان‬ ‫حتتل املقام الأول من حيث الإنتاج الكلي‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪61‬‬


‫مناسبات‬ ‫إحياء ذكرى مرور ‪ 25‬عاما على مذبحة خوجالي في مقر منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫�شهد مقر منظمة التعاون الإ�سالمي يف مدينة جدة يوم‬ ‫‪ 13‬مار�س ‪� ،2017‬إحياء لذكرى مرور ‪ 25‬عاما على‬ ‫مذبحة خوجايل التي نفذتها القوات امل�سلحة الأرمينية‬ ‫يف ليلة ‪ 26‬فرباير ‪ 1992‬يف �إقليم قرة باخ يف جمهورية‬ ‫�أذربيجان الدولة الع�ضو يف املنظمة‪.‬‬ ‫وو�صف املندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ال�سفري را�سم رازاييف مذبحة خوجايل ب�أنها حتمل‬

‫جميع موا�صفات الإبادة اجلماعية والتطهري العرقي‬ ‫من حيث حجمها وب�شاعتها‪ ،‬م�شريا �إلى �أن ق�ضية قرة‬ ‫باخ (تعني باللغة الأذربيجانية‪ :‬احلديقة ال�سوداء)‬ ‫ال تخ�ص �أذربيجان وحدها «بل هي ق�ضية الأمة‬ ‫الإ�سالمية ب�أكملها‪ ،‬وال ميكن حلها �إال �إذا �أ�صبحت‬ ‫ق�ضية ملحة للعوا�صم الإ�سالمية كافة»‪.‬‬ ‫ووفقا لل�سفري رازاييف‪ ،‬ف�إن املذبحة ح�صدت �أرواح‬

‫‪� 613‬شخ�صا بوح�شية بعد تعذيبهم‪ ،‬من بينهم ‪106‬‬ ‫ن�ساء و‪ 63‬طفال و‪ 70‬م�سنا‪ ،‬ومت الق�ضاء على ثماين‬ ‫�أ�سر بالكامل‪ ،‬كما فقد ‪ 25‬طفال والديهم و‪ 130‬طفال‬ ‫�أحد والديهم‪ ،‬ومت �أ�سر ‪� 1275‬شخ�صا من بينهم ‪150‬‬ ‫�شخ�صا ال يعرف م�صريهم حتى الآن‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أو�ضح الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬معايل الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‬ ‫�أن الوقائع ت�ؤكد �أن جمزرة خوجايل هي �إحدى‬ ‫نتائج االحتالل الأرميني غري امل�شروع للأرا�ضي‬ ‫الأذربيجانية‪ ،‬م�شريا �إلى �أن ق�ضية االعتداءات‬ ‫الأرمينية على جمهورية �أذربيجان ت�ست�أثر باهتمام‬ ‫املنظمة منذ عام ‪.1992‬‬ ‫وجدد الأمني العام مطالبة منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للقوات الأرمينية باحرتام احلدود املعرتف بها دوليا‬ ‫واالن�سحاب من الأرا�ضي الأذربيجانية كافة فورا ودون‬ ‫�شروط‪.‬‬

‫األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي يزور مقر هيئة حقوق اإلنسان الجديد‬

‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي الدكتور‬ ‫يو�سف العثيمني �أن الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق‬ ‫الإن�سان هي مبثابة دليل على التزام منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي بتعزيز وحماية جميع حقوق الإن�سان وفقا‬ ‫للقانون الدويل حلقوق الإن�سان با�ستقاللية ونزاهة‬ ‫ومو�ضوعية كاملة‪.‬‬ ‫و�أدلى العثيمني بهذا الت�صريح خالل االفتتاح غري‬ ‫الر�سمي ملقر الهيئة يف جدة باململكة العربية ال�سعودية‬ ‫يف ‪ 22‬مار�س ‪ 2017‬حيث ا�ستقبله املدير التنفيذي‬ ‫للمركز ال�سيد مرغوب �سامل بات‪.‬‬

‫مع حكومة اململكة العربية ال�سعودية يف ‪ 2‬فرباير‬ ‫‪.2017‬‬ ‫وهن�أ الأمني العام الفريق ب�أكمله من �أمانة الهيئة‬ ‫على بلوغهم املعلم املهم الذي بد�أوه من عملهم‪ .‬وقال‬ ‫العثيمني «�إنه ميثل ف�صال جديدا يف تاريخهم‪ ،‬لأنه‬ ‫ي�ساهم يف عملية اال�ستقالل الإداري الكامل»‪.‬‬ ‫وقد مت ت�أ�سي�س الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‬ ‫و�شكر الأمني العام اململكة العربية ال�سعودية على ك�أحد الأجهزة الرئي�سية ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف‬ ‫دعمها امل�ستمر ملنظمة التعاون الإ�سالمي ولهيئة حقوق عام ‪ .2011‬وكانت �أمانتها �سابقا يف الأمانة العامة‬ ‫الإن�سان‪ .‬ومت التوقيع على اتفاق املقر اخلا�ص بالهيئة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬

‫التدريب على إنتاج الفيديو لموظفي منظمة التعاون اإلسالمي في مؤسسة طومسون في لندن‬ ‫مقاطع الفيديو مبا يف ذلك ال�صوت وال�سيناريو‬ ‫واالختالفات بني العمل مع الكامريات املتنقلة‬ ‫والكامريات الكبرية و�إجراء املقابالت و�إدخال التحرير‬ ‫والتخطيط اللتقاط ال�صور والتخزين‪.‬‬ ‫وقالت مها عقيل‪ ،‬مديرة �إدارة الإعالم‪« :‬نركز الآن‬ ‫�أكرث على �إنتاج محتوى مرئي �أكرث ملوقعنا الإلكرتوين‬ ‫ومن�صات التوا�صل االجتماعي»‪ .‬و�أ�ضافت‪« :‬لهذا‬ ‫نظمت �إدارة الإعالم واالت�صال التابعة يف منظمة الدولية والبنك الإ�سالمي للتنمية يف م�ؤ�س�سة توم�سون ال�سبب كنا حري�صني على هذه ال�شراكة مع م�ؤ�س�سة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ور�شة عمل تدريبية حول �إنتاج يف لندن يف الفرتة من ‪� 13‬إلى ‪ 17‬فرباير ‪.2017‬‬ ‫طوم�سون لتدريب موظفينا على �إنتاج الفيديو‪ ،‬الذي‬ ‫الفيديو ملوظفيها وموظفني من وكالة الأنباء الإ�سالمية وتناولت ور�شة العمل موا�ضيع مثل �أ�سا�سيات ت�صوير كان جيدا جدا واملوظفون �سعداء به»‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫معالم‬

‫طا جيكستا ن‬

‫طاجيك�ستان دولة ذات �سيادة جبلية غري �ساحلية يف �آ�سيا‬ ‫الو�سطى‪ .‬يقدر �سكانها بنحو ‪ 8‬ماليني ن�سمة يف عام‬ ‫‪ ،2013‬وهي الدولة ال ‪ 98‬من حيث عدد ال�سكان‪ .‬حتدها‬ ‫�أفغان�ستان جنوبا و�أوزبك�ستان غربا وقريغيز�ستان �شماال‪،‬‬ ‫وال�صني �شرقا‪.‬‬ ‫املوقع‬ ‫تقع على احلافة اجلنوبية ملجموعة دول �آ�سيا الو�سطى‪،‬‬ ‫وحتدها من ال�شمال قرغيز�ستان‪ ،‬ومن اجلنوب �أفغان�ستان‪،‬‬ ‫ومن ال�شرق ال�صني‪ ،‬ومن الغرب �أوزبك�ستان‪.‬‬ ‫تاريخ طاجيك�ستان‪ :‬و�صول الإ�سالم �إلى هذه املنطقة‬ ‫مرتبط بفتح خرا�سان وبالد ما وراء النهر‪ .‬فبعد معركة‬ ‫القاد�سية امتد نفوذ الإ�سالم �إلى بالد فار�س‪ ،‬ثم و�صل نهر‬ ‫جيحون‪ ،‬ثم انتقل �إلى منطقة وادي فرغانة‪ .‬ففي الفرتة‬ ‫الواقعة بني �سنتي �أربع وت�سعون و�ست وت�سعون من الهجرة‪،‬‬ ‫فتح القائد قتيبة بن م�سلم منطقة وادي فرغانة وجتاوزها‬ ‫نحو ال�شرق حتى و�صل �إلى حدود ال�صني‪ .‬وبعد �سل�سلة من‬ ‫الفتوحات عاد قتيبة بن م�سلمة‪ ،‬وتولى �أخوه �صالح بن م�سلم‬ ‫ف�أكمل فتح باقي منطقة وادي فرغانة وفتح �صالح بن م�سلم‬ ‫الباهلي كا�سان و�أور�شت يف وادي فرغانة‪ .‬ذلك بعد عودة‬ ‫قتيبة �إلى مرو‪ .‬وا�ستمر انت�شار الدعوة طيلة الع�صر الأموي‪.‬‬ ‫ويف الع�صر العبا�سي ازدادت �صلة اخللفاء العبا�سيني‬ ‫بفار�س وخرا�سان وو�سط �آ�سيا‪ .‬وازدهرت الدعوة الإ�سالمية‬ ‫يف عهد ال�سامانيني وخلف ال�سامانيني الغزنويون يف احلكم‬ ‫و�أخل�صوا للدعوة الإ�سالمية ال�سيما يف عهد محمود‬ ‫الغزنوي الذي مد حدود الدولة �إلى الهند‪ .‬ثم جاء الأتراك‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫العا�صمة‪ :‬دو�شنبه‬ ‫امل�ساحة‪ 143,100 :‬كم‪²‬‬ ‫التعداد ال�سكاين‪ 7,564,500 :‬ن�سمة‬ ‫ت�سمية ال�سكان‪ :‬طاجيك‬ ‫اللغة الر�سمية‪ :‬الطاجيكية الرو�سية‬

‫ال�سالجقة بعد الغزنويني و�أ�س�س ال�سالجقة دولة وا�سعة‪.‬‬ ‫ثم اجتاح املغول منطقة و�سط �آ�سيا بعد �ضعف الدولة‬ ‫ال�سلجوقية وملا �ضعفت دولة املغول �سيطر الرو�س عليها‬ ‫وكانت �أكرث محاوالت ال�سيطرة الرو�سية يف �سنة ‪ 1869‬حيث‬ ‫ا�ستولوا على طاجيك�ستان يف �سنة ‪ 1917‬و�أ�صبحت جمهورية‬ ‫احتادية يف �سنة ‪ . 1922‬ويف �أوائل ‪� 1990‬شهدت جمهورية‬ ‫طاجيك�ستان انتفا�ضة �ضد ال�سلطة ال�سوفياتية مما �أدى �إلى‬ ‫العديد من املظاهرات والع�صيان املدين وقد ا�ستخدمت‬ ‫ال�سلطات القوات امل�سلحة �ضد الع�صيان‪ .‬وقبل �أن ينتهي‬ ‫عام‪ 1991‬تفكك االحتاد ال�سوفياتي و�أعلنت طاجيك�ستان‬ ‫ا�ستقاللها‪.‬‬ ‫جغرافيا طاجيك�ستان‪ :‬تقع طاجيك�ستان بني قريغيز�ستان‬ ‫و�أوزبك�ستان من ال�شمال والغرب‪ ،‬وال�صني يف ال�شرق‪،‬‬ ‫و�أفغان�ستان �إلى اجلنوب‪ .‬وتغطي اجلبال ‪ 93‬يف املائة من‬ ‫م�ساحة طاجيك�ستان‪ .‬و ُتغطي البحريات حوايل ‪ 2‬يف املائة‬ ‫من م�ساحة البالد‪ .‬هُ ناك �أكرث من ‪ 900‬نهر يف طاجيك�ستان‬ ‫ويبلغ طول الواحد �أكرث من ‪ 10‬كيلو مرتات‪.‬‬ ‫الأنهار الرئي�سية‪ :‬يوجد يف طاجيك�ستان �شبكة وا�سعة‬ ‫من الأنهار‪� ،‬أكربها نهر �سري داريا و�أمو داريا وفخ�ش‬ ‫وكوفاميهون‪ .‬ويحمل نهر �أمو داريا ماء �أكرث من �أي نهر �آخر‬ ‫يف �آ�سيا الو�سطى‪� .‬أما نهر فخ�ش فهو م�صدر هام للطاقة‬ ‫املائية‪.‬‬ ‫الزراعة‬ ‫متثل ‪ 22.7‬يف املائة من �إجمايل الدخل املحلي‪ ،‬والقطن هو‬ ‫املح�صول الرئي�س وت�سري خ�صخ�صة مزارعه ببطء‪.‬‬

‫الغابات‬ ‫ت�شكل نحو ‪ 5‬يف املائة من م�ساحة طاجيك�ستان‪ ،‬وهي لي�ست‬ ‫ذات جدوى اقت�صادية فيما يتعلق بتجارة الأخ�شاب‪.‬‬ ‫اخلدمات‪ :‬متثل ‪ 48.8‬يف املائة من �إجمايل الدخل املحلي‪،‬‬ ‫وتدير الدولة النظام املايل‪ ،‬وي�شرف البنك املركزي على‬ ‫البنوك التجارية العاملة هناك التي بلغ عددها ‪ 16‬بنكا‪.‬‬ ‫وهناك بع�ض �شركات الت�أمني ال�صغرية‪.‬‬ ‫العالقات االقت�صادية اخلارجية‪ :‬نحو ‪ 75‬يف املائة من‬ ‫�إجمايل �صادرات طاجيك�ستان يوجه �إلى خارج كومنولث‬ ‫الدول امل�ستقلة‪ .‬و�أهم ال�صادرات‪ :‬الألومنيوم الذي ي�شكل‬ ‫�أكرث من ‪ 50‬يف املائة من قيمة ال�صادرات يليه القطن‪ .‬و�أهم‬ ‫الواردات‪ :‬الكهرباء والبرتوكيماويات والآليات‪.‬‬ ‫املعامل ال�سياحية‪ :‬م�سرح العرائ�س‪ ،‬املتحف الوطني‬ ‫طاجيك�ستان‪ ،‬ق�صر فاهدات‪ ،‬دو�شانبي �سارية العلم‬ ‫(واطول �سار علم يف العامل)‪ ،‬حديقة حيوان دو�شنبه‪،‬‬ ‫متحف الآالت املو�سيقية (متحف ‪ ،)Gurminj‬متثال‬ ‫�سوموين‪ ،‬دار االوبرا والباليه‪ ،‬ينابيع رود كي بارك م�ضاءة‬ ‫ب�أ�ضواء ملونة واحلدائق النباتية‪.‬‬ ‫الن�صر بارك‪ :‬االرتفاع �إلى �أعلى تيكي حتت حديقة البرية‬ ‫املو�سمية مطلة على املدينة‬ ‫ح�صن هي�سار‪� :‬أعيد بنا�ؤه يف القرن ال ‪ 13‬احل�صن‬ ‫واملدر�سة‪.‬‬ ‫متثال رودكي‪ :‬افتتح م�ؤخرا يف قمة �شنغهاي‪ ،‬ق�صر‬ ‫احلكومة اجلديدة ومتحف علم االثار يف ال�ساحة الرئي�سية‬ ‫بالقرب من مركز الت�سوق ‪.Sadbarg‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪63‬‬


‫وجهة نظر‬ ‫تلبية االحتياجات اإلنسانية ‪ ..‬معركة شاقة‬

‫مها عقيل‬ ‫رئيسة التحرير‬

‫ما نتخذه اآلن من‬ ‫قرارات وما نتوخاه‬ ‫من تدابير وقائية‬ ‫وما نضعه من‬ ‫حلول‪ ،‬يمكن أن‬ ‫يضمد الجراح وأن‬ ‫ّ‬ ‫يعكس مسار االنحدار‬ ‫من الصراع إلى‬ ‫المصالحة‪ ،‬ومن‬ ‫الدمار إلى االزدهار‬

‫‪64‬‬

‫ير�سم التقرير الأخري ال�صادر عن مركز الأبحاث الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية «مركز �أنقرة»‪� ،‬أحد‬ ‫الأجهزة املتفرعة التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬صورة قامتة عن الو�ضع الإن�ساين يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬حيث يورد التقرير �أرقام ًا مخيفة‬ ‫ومثرية للإحباط والي�أ�س؛ فن�سبة ‪ 61.5‬يف املائة من جمموع النازحني يف العامل توجد يف دول املنظمة‪ .‬كذلك ف�إن نحو ‪ 80‬يف املائة من‬ ‫النازحني اجلدد على م�ستوى العامل خالل عامي ‪ 2014‬و‪ 2015‬يقيمون يف بلدان منظمة التعاون الإ�سالمي؛ كما يوجد ‪ 71‬يف املائة من‬ ‫الأ�شخا�ص الذين يحتاجون �إلى م�ساعدة �إن�سانية يف دول منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬كما ينحدر ‪ 67‬يف املائة من جمموع الالجئني من بلدان‬ ‫املنظمة؛ وجتدر الإ�شارة �إلى �أن البلدان الثالثة املت�صدرة للقائمة‪ ،‬والتي هي يف جمملها م�صدر لن�سبة ‪ 53.7‬يف املائة من جمموع الالجئني‬ ‫يف العامل‪ ،‬فهي دول �أع�ضاء يف املنظمة‪.‬‬ ‫ويقرع القلق من وقوع جماعة و�شيكة يف ال�صومال ب�سبب اجلفاف ال�شديد الناجم عن نق�ص الأمطار �آخر نواقي�س اخلطر �إزاء كارثة �إن�سانية‬ ‫�أخرى تلوح يف الأفق‪ ،‬ما مل ُتعا َلج على الفور‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬يعاين العامل من حجم العبء الذي ينوء به كاهل املانحني‪� ،‬إ�ضافة �إلى ال�صعوبات االقت�صادية‪ ،‬حيث �إنه ال يتم جمع ما‬ ‫يكفي من الأموال ملعاجلة �أي من الكوارث الإن�سانية احلالية يف العراق و�سوريا واليمن ونيجرييا وجنوب ال�سودان و�أفغان�ستان والروهينجيا‬ ‫يف ميامنار‪ ،‬وال نن�سى بالطبع الفل�سطينيني الذين يعانون من االحتالل الإ�سرائيلي واحل�صار اجلائر املفرو�ض على قطاع غزة‪ .‬كما �أن‬ ‫الو�ضع الأمني ال ي�ساعد؛ فمعظم هذه املناطق دمرتها احلروب والإرهاب‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬ت�شري تقارير و�سائل الإعالم �إلى �أن اخلوف من‬ ‫املالحقة الق�ضائية مبوجب قوانني مكافحة الإرهاب يف اململكة املتحدة والواليات املتحدة يعرقل حركة من يحاولون تقدمي امل�ساعدة الإن�سانية‬ ‫للمحتاجني �إليها يف املناطق التي ي�سيطر عليها املت�شددون‪.‬‬ ‫و�إن دل هذا الو�ضع ال�سيئ وهذه الإح�صائيات على �شيء ف�إمنا تدل بالت�أكيد على �أن العامل الإ�سالمي يعي�ش �إحدى �أحلك فرتات تاريخه‪.‬‬ ‫فاحلروب الأهلية وال�صراعات الداخلية واالحتالل الأجنبي والكوارث الطبيعية‪ ،‬وقبل ذلك الأعمال الإرهابية‪ ،‬ت�شكل مزيج ًا قات ًال تنتج عنه‬ ‫�أزمة �إن�سانية وا�سعة النطاق من �ش�أنها �أن تغرق املجتمع برمته يف وحل من الي�أ�س ال�شامل‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من كل هذه امل�صائب‪ ،‬ف�إنه يجب �أ ّال نكون يف نظرتنا للم�ستقبل �أ�سرى تلك الظالل القامتة‪� .‬إذ �إن ما نتخذه الآن من‬ ‫قرارات وما نتوخاه من تدابري وقائية وما ن�ضعه من حلول‪ ،‬ميكن �أن ي�ض ّمد اجلراح و�أن يعك�س م�سار االنحدار من ال�صراع �إلى امل�صاحلة‪ ،‬ومن‬ ‫الدمار �إلى االزدهار‪ ،‬ومن التدابر �إلى الرتاحم‪ .‬وهناك حاجة �إلى ا�سرتاتيجية متب�صرة وتخطيط حكيم و�إرادة قوية للعمل والتنفيذ لإعادة‬ ‫هذه الأمة من جديد �إلى جادة ال�صواب من �أجل حتقيق الوحدة وال�سالم والتنمية‪ .‬ونحن على جميع امل�ستويات فرادى وجماعات‪� ،‬سواء يف‬ ‫املجتمع املدين �أو احلكومة‪ ،‬يف القطاع اخلا�ص �أو القطاع العام‪ ،‬ينبغي �أن ي�ضطلع كل واحد منا مب�س�ؤوليته لتحقيق ما فيه خري البالد والعباد‪.‬‬ ‫ونحن على دراية باحللول‪ ،‬ومدركون ملا يجب القيام به‪ ،‬ونعرف طريق ال�سري �إلى الأمام ومتطلبات ذلك‪ .‬لذلك ينبغي لنا �أن ن�ضع برامج العمل‬ ‫هذه مو�ضع التنفيذ و�أن نعمل مع ًا لبلوغ �أهدافنا‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬تعرب جملة منظمة التعاون الإ�سالمي عن تقديرها البالغ للمقال الذي‬ ‫خ�صها به فخامة رئي�س جمهورية �أذربيجان‪ ،‬ال�سيد �إلهام علييف‪ ،‬والذي يربز احلاجة �إلى الت�ضامن الإ�سالمي ملواجهة حتديات ع�صرنا‪.‬‬ ‫ويف هذا العدد من جملة املنظمة‪ ،‬نركز على الو�ضع يف ال�صومال والنداء الإن�ساين العاجل الذي �أطلقته املنظمة لتجنيب ال�صومال خطر‬ ‫املجاعة الو�شيكة‪ .‬كما يتطرق العدد للأو�ضاع الإن�سانية الأخرى يف غزة ونيجرييا ومنطقة بحرية ت�شاد‪� ،‬إ�ضافة �إلى ا�ستعرا�ض تقرير مركز‬ ‫�أنقرة عن الأو�ضاع الإن�سانية يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬والتغطية الإعالمية لبع�ض املنتديات الأخرية التي تعالج ق�ضايا الإغاثة الإن�سانية‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد ال�سيا�سي‪ ،‬تتطرق التقارير املتعلقة ب�أفغان�ستان و�سوريا كذلك �إلى االحتياجات الإن�سانية‪.‬‬ ‫ويعر�ض العدد ال�ساد�س والثالثون من املجلة ت�شكيلة وا�سعة من املوا�ضيع الرئي�سية والتقارير التي تتناول حقوق الإن�سان والإ�سالموفوبيا‬ ‫والثقافة وال�صحة والإعالم واالقت�صاد‪ .‬ويقدم هذا العدد تقرير ًا مف�ص ًال عن امل�ؤمتر الوزاري الأول ملنظمة التعاون الإ�سالمي ب�ش�أن م�ؤ�س�سة‬ ‫الزواج والأ�سرة الرامي �إلى متكني الأ�سرة واحلفاظ على قيمها من خالل و�ضع حلول ا�سرتاتيجية وبعيدة املدى للتحديات وامل�شاكل التي‬ ‫تواجهها الأ�سرة والإ�سهام يف �إ�صالح املوقف النمطي جتاه املر�أة داخل الأ�سرة وت�صحيح املفاهيم اخلاطئة ب�ش�أن الزواج والأ�سرة‪.‬‬ ‫ويقدم العدد �أي� ًضا ملحة عن الدورة الرابعة املثرية لألعاب الت�ضامن الإ�سالمي املقرر تنظيمها يف باكو ب�أذربيجان يف الفرتة من ‪� 12‬إلى ‪ 22‬مايو‬ ‫‪ ،2017‬والتي وعدت �أذربيجان ب�أن تكون تظاهرة ناجحة وعلى م�ستوى عاملي‪.‬‬ ‫كما يتطرق هذا العدد �إلى حدث �آخر مهم جد ًا �سينتظم يف �سبتمرب ‪ 2017‬يف كازاخ�ستان‪� ،‬أال وهو القمة الإ�سالمية الأولى ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ب�ش�أن العلوم والتكنولوجيا‪ .‬وجتري اال�ستعدادات لهذا احلدث على قدم و�ساق الذي من املتوقع �أن يعتمد وثيقة ت�شدد على �أن العلوم‬ ‫والتكنولوجيا �سي�ؤديان دور ًا حا�سم ًا يف الت�صدي لتحديات املعا�صرة للتنمية ب�أبعادها املتعددة يف هذا الع�صر‪ ،‬مبا يف ذلك التخفيف من وط�أة‬ ‫الفقر وحت�سني ال�صحة واحلفاظ على البيئة و�ضمان الغذاء و�أمن املياه والطاقة يف دول املنظمة‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ فبراير ‪ -‬إبريل ‪2017‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬



‫تستضيف الدورة ‪44‬‬ ‫لمجلس وزراء الخارجية‬

‫ﻛ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺕ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻔﻮﺍﺭ‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫أبيدجان‪ 11 - 10 ،‬يوليو ‪2017‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.