T Qatar Arabic April May

Page 1







‫موضة‬ ‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫رفم الصفحة ‪٤٠‬‬

‫لوحة للفنان‬ ‫ضياء العزاوي‬ ‫وجوه غائبة‬ ‫المالمح أو نافرة‬

‫إبــداعــــات‬ ‫‪ - ٤٠‬إشع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ج ـ ـ ـ ـ ــذوة اإلبـ ـ ـ ـ ـ ــداع‬ ‫“مطافئ” هو الحدث األبرز فيما تشهده الدوحة‬ ‫من نشاط فني هذه األيام‪ .‬ولكن ما عالقة‬ ‫املطافئ بالفن ؟ ليس العنوان ذا داللة فنية‪،‬‬ ‫إال أن رمزية اللهب التي يحملها املبنى تدل عىل‬ ‫إشعال جذوة اإلبداع يف املجتمع‪.‬‬ ‫‪ - ٤٤‬مفارقات الباروك التاريخية لدى برونشت ـ ــاين‬ ‫يف مدينة ديل اإلنجليزية املطلة عىل البحر‪،‬‬ ‫أَ َّثث بابلو برونشتاين بيتا يزخر بمقتنياته اآلثرة‪:‬‬ ‫أثاث فاخر وتناقضات حادة ونماذج رائعة من‬ ‫االلتباس التاريخي‪.‬‬ ‫‪ - ٥٢‬بيوت جونسون الزجاجية ‪...‬التي ليست زجاجية‬ ‫كان املعماري األسطوري ورفيقه الراعي الفني‬ ‫ديفيد ويتني يقضيان عطلة نهاية األسبوع يف‬ ‫أكرث الصناديق يف العالم شفافية‪ .‬ولكن هل كانا‬ ‫ً‬ ‫حقيقة؟‬ ‫يفعالن ذلك‬ ‫‪ - ٥٨‬يف ربـوع الواليات املــتحدة‬ ‫املالبس الرياضية من مالبس املضمار إىل مالبس‬ ‫الساحات قطعت شوطا طويال مع رواج أزياء‬ ‫املوضة الراقية من الكنزات وأطقم مالبس‬ ‫الدراجات النارية واملالبس الرياضية عالية التقنية‬ ‫بوضوح بني األمريكيني‪.‬‬ ‫‪ - ٦٦‬الجاذبية الدائمة للرجـ ـ ــال الفرنسيني‬ ‫املقاتلون‪ ،‬الشعراء‪،‬الحاملون‪،‬‬ ‫املحبـ ـ ـ ــون‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫تصوير‪ :‬روبرت التيمرانو‬



‫المحتـــويـــات‬

‫بدلة من مجموعة‬ ‫كالفين كلين‬ ‫‪:Calvin Klein Collection‬‬ ‫‪ 5.078‬رياال قطريا‬ ‫سترة هيرميس ‪:Hermès‬‬ ‫‪ 1.347‬رياال قطريا‬ ‫‪hermes.com‬‬ ‫حذاء مارني ‪:Marni‬‬ ‫‪ 3.021‬رياال قطريا ‪marni.com‬‬ ‫ربطة عنق إن غود وي‬ ‫تراست إن واي سي‬ ‫‪:In God We Trust NYC‬‬ ‫‪ 291‬رياال قطريا‬ ‫خاتم أوول بلوز ‪:All_Blues‬‬ ‫‪ 655‬رياال ً قطريًا ‪allblues.se‬‬

‫رفم الصفحة ‪١٦‬‬

‫من أعلى اليسار إلى اليمين هيرميس ‪ ،Hermès‬ماثيو كريستول‪ ،‬بين سكالر‬

‫الجـــــودة‬ ‫‪ - ٢٣‬يف املوضة‬

‫رفم الصفحة ‪٢٣‬‬

‫لمــحـــــة‬

‫‪ - ١٠‬عالم ما بعد االتجاهات‬

‫يف عالم تتحرك اتجاهات املوضة فيه بسرعة‬ ‫االنستغرام‪ ،‬أصبح يتعذر العثور عىل “طابع عام”‬ ‫يميز فصال من الفصول‪.‬‬ ‫وذلك يف حد ذاته يعترب سببا لالبتهاج‪.‬‬

‫‪ - ١٢‬من هنا وهناك‬ ‫موهبة يف تصميم الزجاج‬ ‫يصنع كيكو لوبيز املرايا التي تجمع أسلوبا يعود إىل‬ ‫القرن الثامن عشر مع روحه املتمردة‪ .‬مستخدما‬ ‫أسلوب زجاج إجلوميزي يغطي الزجاج املنقوش‬ ‫بطبقة من الذهب والفضة‪ ،‬وهي مهارة ملك ناصيتها‬ ‫يف جنوب فرنسا عندما سمح له العديد من الحرفيني‬ ‫املتقاعدين أن يتدرب عىل أيديهم‪.‬‬ ‫‪ - ١٨‬تقرير الساعات‬ ‫جرنال إليكرتيك‬ ‫ساعات متينة من الصلب املقاوم للصدأ بجاذبية‬ ‫رجولية من عالم األمس القريب مع ملسة معاصرة‬ ‫بميناء داكنة‪.‬‬

‫غوتا موف‬ ‫سواء كانت ضيقة أو مرتهِّ لة‬ ‫قليال فإن بدالت املوسم الخفيفة‬ ‫تظهر بتصميم تلقايئ يجعلك تتحرك‬ ‫بحرية أينما كنت ويف جميع األوقات‪.‬‬ ‫‪ - ٢٦‬تقرير منصة العرض‬

‫دنيم ريميكس‬ ‫بنطلونات جديدة ومعاطف فضفاضة وكنزات متقنة‬ ‫القياس تجعلنا نرى إنديغو ‪Indigo‬‬ ‫يف لون جديد بالكامل يف هذا املوسم‪.‬‬

‫الحلبـــــة‬

‫‪ - ٢٩‬مسائل يف الغذاء‬

‫جامع القمامة‬ ‫جوست باركر يزرع الزهور التي يقايض بها العظام‬ ‫التي يصنع منها الحساء يف مطعمه ويستخدم بقايا‬ ‫الطعام إلطعام (تسميد) حديقته‪ .‬قابلوا أفضل من‬ ‫َّ‬ ‫مخلفات‪.‬‬ ‫يمثل الذين يعيشون دون طرح أية‬

‫‪ - ٣٤‬مسائل يف الفن‬

‫ِّ‬ ‫املعلم ساكس‬ ‫بأجهزة تشغيل املوسيقى التي صنعها بيديه والتي‬ ‫تعمل بصورة كاملة أحيا الفنان توم ساكس حقبة‬ ‫التناظر التي َّ‬ ‫ولت‪ِّ ،‬‬ ‫مركزا عىل ما ُف ِقد عندما أصبح‬ ‫العالم اآلن يضع كل املوسيقى يف جيبه‪.‬‬

‫من أعلى اليسار في‬ ‫اتجاه عقارب الساعة‪ :‬تأخذنا‬ ‫هيرميس ‪ Hermès‬إلى اليابان‪،‬‬ ‫بدلة بريوني ‪24.752:Brioni‬‬ ‫رياال قطريا ‪ brioni.com‬سترة‬ ‫هيرميس ‪1.347:Hermès‬‬ ‫رياال ً قطريًا حذاء مارني‬ ‫‪ 3.021:Marni‬رياال قطريا ِعقد‬ ‫إن غود وي تراست إن واي سي‬ ‫‪291:In God We Trust NYC‬‬ ‫رياال قطريا‪ ،‬تويانس ‪2002‬‬ ‫‪ 2002 Toyan’s‬مستوحى‬ ‫من أنظمة توزيع الصوت‬ ‫المستخدمة في حفالت‬ ‫الشوارع في جمايكا‬



‫المحتـــويـــات‬

‫لمحـــة مـن قطـــر‬ ‫‪ - ٢٠‬يعرض حالياً‬

‫القاجاريات جمال من نوع آخر‬ ‫حكمت الساللة القاجارية إيران من العام‬ ‫‪ ١7٨٥‬إىل عام ‪ ١٩٢٥‬وخالل هذه الفرتة ظهر‬ ‫تطور الفت تمثل يف الرتكيز املغاىل فيه عىل‬ ‫املظهرين األنثوي والذكوري يف اللوحات‬ ‫الشخصية‪.‬‬

‫الحلبـــة من قطـــر‬

‫‪ - ١٩‬يف املوضة‬ ‫دعم املواهب املذهلة‬ ‫أسيل عطار كانت وما تزال تتمتع بعاطفة‬ ‫جياشة تجاه املوضة‪ ،‬وال عجب فهي تنتمي‬ ‫إىل عائلة من الفنانني واملعماريني واملهندسني‬ ‫وجميعهم مبدعون‪.‬‬

‫الناشـر ورئيس التحرير‬ ‫يوسف جاسم الدرويش‬ ‫الرئيس التنفيذي‬ ‫سانديب سيهجال‬ ‫نائب الرئيس التنفيذي‬ ‫ألبانا روي‬ ‫مدير التحرير‬ ‫سندو ناير‬

‫نائب املحرر‬ ‫إزدهار إبراهيم عيل‬ ‫سريينفسيان‬ ‫مراسل صحفي أول‬ ‫أبيجيل ماثيو‬ ‫أشواريا موريت‬ ‫مدير القسم الفني‬ ‫فينكات ريدي‬

‫رقم الصفحة ‪٣٧‬‬ ‫اهتمام كبير بأحد‬ ‫األعمال المشاركه في‬ ‫“ آرت دبي”‬

‫‪ - ٣7‬تالقح الثقافات يف “آرت دبي”‬ ‫استضافت النسخة التاسعة من آرت دبي أكرث من‬ ‫‪ ٢٥‬ألف زائر‪ ،‬واستعرضت أعمال أكرث من ‪ ٥٠٠‬فنان‬ ‫عىل مدى أربعة أيام‪.‬‬

‫نائب مدير القسم الفني‬ ‫حنان أبو صيام‬ ‫مساعد مدير القسم الفني‬ ‫أيوش أندراجيت‬ ‫مصمم جرافيك أول‬ ‫ماهيش ريدي‬ ‫مصور فوتوجرايف‬ ‫روبرت التيمريانو‬ ‫مدير أول التسويق‬ ‫فريدريك الفونسو‬ ‫مدير التسويق‬ ‫ساكاال ايه ديرباس‬

‫مساعد مدير التسويق‬ ‫حسن ركاب‬ ‫ماتيوس جرييان‬ ‫محاسب أول‬ ‫براتاب تشاندرن‬ ‫مسئول توزيع أول‬ ‫بيكرم شرستا‬ ‫فريق التوزيع‬ ‫ارجون تيميلسينا‬ ‫بيمال راي‬ ‫الناشـر‬

‫مجلة أسلوب الحياة‬ ‫من نيويورك تايمز‬

‫مدير التحرير‬ ‫جورج غوستينز‬

‫رئيس التحرير‬ ‫ديبورا نيدليمان‬

‫مدير التصوير‬ ‫نادية فيالم‬

‫نائب الرئيس‪ ،‬املحرر‬ ‫التنفيذي نيويورك‬ ‫تايمز لخدمات‬ ‫األخبار وسينديكت‬ ‫نانيس يل‬

‫املدير اإلبداعي‬ ‫باتريك يل‬

‫نيويورك تايمز‬ ‫خدمات األخبار‬

‫اإلصدارات املرخصة‬

‫نائب رئيس التحرير‬ ‫ويتني فارجاس‬

‫املدير العام‬ ‫ميشيل قرين سبون‬

‫مدير املوضة‬ ‫جوي مكينا‬

‫نائب الرئيس‪،‬‬ ‫الرتاخيص وسندكيشن‬ ‫أليس تنق‬

‫مدير التحرير‬ ‫جوسفني سكميديت‬ ‫املحرر اإلداري‬ ‫جون هاسكينز‬ ‫املنسقون‬ ‫جريي كيصر‬ ‫جاييس دي ال كروز‬

‫حقوق الطبع والنشر‬ ‫يت‪ ،‬مجلة أسلوب ا لحياة من صحيفة نيويورك تايمز‪ ،‬وشعار ‪ T‬هي عالمات تجارية لشركة نيويورك تايمز‪ ،‬نيويورك‪ ،‬نيويورك‪ ،‬الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وتستخدم بموجب ترخيص ممنوح لشركة املها للدعاية واإلعالم يف قطر‪ .‬املحتوى مستنسخ من مجلة يت ألسلوب الحياة‬ ‫نيويورك تايمز‪ ،‬وحقوق الطبع والنشر كلها محفوظة لشركة نيويورك تايمز و ‪ /‬أو املساهمني فيها ‪ . ٢٠١٣‬وجهات النظر واآلراء الواردة يف ‪ T‬قطر ال تعرب بالضرورة عن شركة نيويورك تايمز أو وجهة نظر املساهمني فيها‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫الصورة مقدمة من كريستيز‬

‫شـركة المها للدعاية واإلعالن ذ‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫ص‪.‬ب‪ ٣٢7٢ :‬الدوحة ‪ -‬قطــر‪ .‬هاتف‪ ٤٤٦7٢١٣٩ :‬أو ‪ ٤٤٥٥٠٩٨٣‬أو ‪ ٤٤٦7١١7٣‬أو ‪ . )٩7٤+( ٤٤٦٦7٥٨٤‬فاكس‪ . )٩7٤+( ٤٤٥٥٠٩٨٢ :‬بريد إلكرتوين‪qtoday@omsqatar.com :‬‬


‫القطني الغريب مع صندل ذهبي جميل بدال من الحذاء الداكن الذي بـ“‪ ”likes‬التي تمثل يف األساس نقاطا إحصائية للعالمات التجارية‬ ‫الخاصة باملصمم‪ .‬وليس غريبا أن تجد بعض خرباء األزياء يجمعون‬ ‫إليك‬ ‫استخدمه سيمونز‪ .‬وأنت تعرفني ما سيحدث‪ :‬سوف تتحول‬ ‫ِ‬ ‫‪ ٢٥‬ألف أو أكرث من “‪ ”likes‬لثوب ما‪ .‬فهل هؤالء الخرباء يحركون‬ ‫األنظار وتظهر نظرات الحسد واالبتهاج‪ ،‬وفجأة سوف يتمنى الجميع‬ ‫لو كان لديهم ثوب يف روعة – وغرابة – ذلك الثوب الفضفاض لـ ديور‪ .‬السلع؟ ال شك يف ذلك‪ ،‬ولكنهم ال يحفزون بالضرورة حدوث‬ ‫املتابعات الجماعية عىل املوقع‪ .‬وفوق ذلك‪ ،‬فإن الشخص الجديد‬ ‫أذكر هذا ألننا نعيش وسط عالم متخم باالختيارات‪ ،‬ليس فيما‬ ‫دائما ما يظهر عرب وسائل اإلعالم االجتماعي يك يتباهى بما لديه من‬ ‫نرتديه وحسب وإنما أيضا يف أصناف الطعام الذي نأكله‪ ،‬واملوسيقى‬ ‫أشياء‪.‬‬ ‫التي نستمع إليها والديكور الذي ربما نختاره لبيوتنا‪ .‬ليس هناك‬ ‫و يُعزى السبب يف اختفاء االتجاهات جزئيا إىل ما يُعرف بموضة‬ ‫اتجاه واحد يستأثر باهتمامنا‪ ،‬ناهيك عن والئنا‪ ،‬وذلك بسبب الكرثة‬ ‫الفخامة‪ .‬فكر يف كم مرة خالل العقد املايض سمعت مصمما يؤكد‬ ‫الشديدة يف الخيارات املتاحة لدينا اآلن‪ .‬وبحسب نظرية الثياب‬ ‫عىل “خصوصية” األنسجة‪ ،‬أو طرق تصميم األزياء النسائية أو‬ ‫الفاشلة‪ ،‬فإن بوسعنا أن نختار أي يشء ونحتفي به لتفرده دون أن‬ ‫زركشتها الكثرية‪ ،‬وهي تفاصيل إما كانت تظل مقصورة عىل فئة‬ ‫نبدو بذلك شاذين عن املألوف‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬خالل القرن العشرين‪ ،‬كانت الطريقة التي تلبس بها النساء قليلة أو باهظة الثمن عىل نحو يحول دون إنتاجها بأعداد كبرية‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فقد تطور الهوس بالخصوصية حتى بلغ أقىص الحدود‬ ‫تحكمها اتجاهات واضحة – بداية من التنورة الطويلة التي تضيق‬ ‫عند القدمني التي سادت يف العقد األول من القرن العشرين‪ ،‬وكانت وأشدها غرابة‪.‬‬ ‫وخالل دردشات البساط األحمر يف آخر حفل لجائزة جولدن جلوب‪،‬‬ ‫ابتكارا باريسيا انتشر يف املدن الصغرية وبيع يف نهاية األمر من قبل‬ ‫سمعت العديد من املمثالت يقلن إن فساتينهن مصممة “خصيصا”‬ ‫سلسلة متاجر “سريز”‪ ،‬وصوال إىل “اإلطاللة الجديدة” جذريا لـ ديور‬ ‫– مثلما نقول‪“:‬إنها خصيصا من نارسيسو رودريجز”‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫يف العام ‪ ،١٩٤7‬والتنورة القصرية يف ستينيات القرن العشرين‪ .‬ولكن‬ ‫أحدا لن يتسنى له الحصول عىل واحد منها أبدا‪ .‬لقد كان الناس‬ ‫ألسباب كثرية‪ ،‬وهي غالبا تتعلق باألوضاع االقتصادية‪ ،‬وحتما‪،‬‬ ‫يسعون دائما إىل تمييز أنفسهم‪ ،‬ولكنك تستطيع أن ترى أيضا كيف‬ ‫بشبكة اإلنرتنت‪ ،‬فقد تحولت صناعة األزياء عن ذلك النمط‪ .‬وآخر‬ ‫أن هذه الرغبة يف الخصوصية قد َّ‬ ‫قلصت من تأثري مصممي األزياء‬ ‫اتجاه كبري بوسعي استحضاره‪ ،‬والذي بدأ عىل بساط عرض األزياء‬ ‫وساد بني عموم املنتجني‪ ،‬هو السروال األخضر الذي صنعه نيكوالس الكبار‪ .‬وربما يكون طموحا قد انقىض أوانه اآلن‪ ،‬أن ُتك ِّون رأيا بناء‬ ‫عىل الكيفية التي يركز بها مصممون مثل جسكيري‪،‬‬ ‫جسكيري لدار أزياء بالنسياجا‪ .‬وقد انقىض عىل ذلك‬ ‫وهو اآلن يعمل يف لويس فيتون‪ ،‬بذكاء عىل‬ ‫أكرث من عقد من الزمان‪ .‬واآلن‪ ،‬عندما تنظرين إىل‬ ‫األنماط األكرث شبابا والتي ال تميل للتعقيد الزائد‬ ‫تشكيالت فصل الربيع فإنك ترين فئات كثرية ترتكز‬ ‫لقد أصبحنا أكرث تسامحا أو املبالغة‪.‬‬ ‫إىل أنماط مختلفة وعتيقة – فساتني الخمسينيات‬ ‫بالرغم من أن مصطلح “مساير للموضة” يوحي‬ ‫ذات التنورات الطويلة يف متاجر بوتيجا فينيتا‬ ‫عما كنا من قبل إزاء‬ ‫باالستهالك السريع والطائش‪ ،‬فإن العصر الذهبي‬ ‫ومايكل كورس وغريها؛ والفساتني القصرية التي‬ ‫الفتاة التي تتعمد أن‬ ‫لالتجاهات قد حدث‪ ،‬عىل النقيض‪ ،‬يف عصور‬ ‫بال أكمام (‪ )mini-shifts‬التي راجت يف الستينيات‬ ‫تبدو بلهاء يف ملبسها‪،‬‬ ‫كان الناس يملكون الوقت الكايف الستيعاب‬ ‫واألسطح املصقولة املعروضة يف متاجر كارفن‬ ‫التغيري‪ .‬فقد ظل طول الفساتني ثابتا عىل مدى‬ ‫فايل‬ ‫ولويس فيتون والخط األصغر لـ جيامباتستا‬ ‫أو التي تنساق مع أكرث‬ ‫خياالتها جموحا وتريد أن سنوات‪ ،‬أما اليوم فقد أصبحت كل األطوال‬ ‫وجيامبا؛ والقدر الهائل من الرهبة واأللوان يف‬ ‫متاحة‪ .‬وبطريقة تبعث عىل املرح‪ ،‬أعتقد أننا نميض‬ ‫عروض مثل عروض جوتيش وإترو وديريك الم‪.‬‬ ‫تبدو مثل زهرة متفجرة‬ ‫نحو توجه أكرث تسامحا مع أشياء كثرية‪ ،‬حتى‬ ‫أستطيع االسرتسال يف ذلك‪ .‬ومنذ الحرب العاملية‬ ‫من كوم دي جارسون‬ ‫وإن كان ذلك من باب الضرورة‪ .‬فنحن نتجاهل‬ ‫الثانية‪ ،‬تمثل تشكيالت الربيع الجديدة اتجاهات‬ ‫خرباء املوضة الحقودين الزاعقني عىل شاشات‬ ‫املوضة يف كل عقد من الزمان‪ .‬ربما يبدو ذلك‬ ‫التلفزيون‪ ،‬ونتجاهل املالبس التي تبدو لنا مزعجة‬ ‫إحياء ألنماط قديمة – ولكن القدرة عىل إيجاد‬ ‫َّ‬ ‫مقلدة‪ .‬مما يعني أننا قد أصبحنا أكرث تسامحا عما كنا من قبل‬ ‫أو‬ ‫أنماط تالئم فعال الجسم والشخصية يعترب سببا كافيا لالحتفال‪،‬‬ ‫إزاء الفتاة التي تتعمد أن تبدو بلهاء يف ملبسها‪ ،‬أو التي تنساق مع‬ ‫ومنح النساء املزيد من أشكال التعبري عن ذواتهن‪ .‬يف املايض‪ ،‬كانت‬ ‫أكرث خياالتها جموحا وتريد أن تبدو مثل زهرة متفجرة من كوم دي‬ ‫االتجاهات تسمح لكل مكون من مكونات عالم األزياء أن يحصل‬ ‫جارسون أو ربما تلميذة للمصمم اإلنجليزي جاريث بوج‪ ،‬وترتدي‬ ‫عىل نصيب من الكعكة‪ .‬ويمكن ملتاجر التجزئة أن تبيع “بضائعها‬ ‫جاكت بأكمام طويلة متدلية‪.‬‬ ‫الجديدة” التي يقبل عليها املستهلكون‪ ،‬فيما يمكن للمجالت أن‬ ‫وعىل النقيض‪ ،‬فنحن نحتاج غالبا تعبريات أكرث فردية يف األزياء‪،‬‬ ‫تؤكد قدرتها عىل التأثري يف جمهور القراء‪ ،‬أما املنتجون فبوسعهم‬ ‫حتى وإن كانت همسات خجولة‪ .‬وقبل سنتني‪ ،‬أطلق املصمم‬ ‫أن ينتجوا عددا ال نهائيا من البضائع املُقلدة‪ .‬ربما يعود ذلك بأعظم‬ ‫سيمونز تشكيلة منوعة من “ديور” تتمحور حول فكرة الحرية‪ ،‬حيث‬ ‫النفع عىل األعمال‪ ،‬ولكن النفع يكون أقل للمستهلكني‪.‬‬ ‫استلهمت التصاميم عىل نحو حر مجموعة من املؤثرات العاملية‪.‬‬ ‫واآلن‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن كل عالمة تجارية وكل وسيلة إعالمية تركز‬ ‫وربما تسأل‪ :‬ألسنا أحرارا بالفعل يف االنتقاء واالختيار؟ ولكن سيمونز‬ ‫عىل خلق عاملها الخاص ظاهريا لألشخاص الذين يريدون منتجاتها‬ ‫كان يخاطب هؤالء العارفني بعالم املوضة‪ .‬وذلك ألنه‪ ،‬رغم كوننا‬ ‫أو الذين يتبنون وجهة نظرها‪ .‬وبقدر الرواج الذي تحظى به املوضة‬ ‫اليوم‪ ،‬واالستفادة من وسائل إعالم متنوعة‪ ،‬فإن املعلومات عادة ما نعيش يف عالم ما بعد االتجاهات‪ ،‬ال يزال هناك إجماع بني املحررين‬ ‫واملستهلكني بشأن ما هو جذاب وما هو أنيق يف فصل من الفصول‪.‬‬ ‫تنتشر انتشارا واسعا‪ .‬ولذلك فإن العالمة التجارية تفرض هيمنتها‪،‬‬ ‫ونوعا ما‪ ،‬فإن العارفني بعالم املوضة يتشبثون بفكرة السمات ذات‬ ‫وهو ما يساعد عىل ترسيخ هويات املؤسسات – بل والحدود ‪ -‬ولكن‬ ‫الحدود الواضحة أكرث من أي أحد آخر؛ وذلك هو السبب يف كونك‬ ‫العالمة التجارية تقوم أيضا بدور املصفاة لدى الكثري من املستهلكني‪.‬‬ ‫ترين األنماط نفسها تتكرر يف املتاجر‪ .‬وكان سيمونز يطالب باملزيد من‬ ‫وتؤدي مجالت املوضة أيضا دورا يختلف تماما عن دورها الذي‬ ‫التحرر‪ ،‬واملزيد من املجوهرات الغريبة يف التشكيلة‪ .‬ولذلك فإنني‬ ‫كانت تمارسه قبل عشرين أو ثالثني سنة‪ ،‬عندما كانت تستطيع أن‬ ‫أحتفي بانعدام االتجاهات يف املوضة حتى وإن كنت أترنح من كرثة‬ ‫تسدي النصح لقرائها بشأن ما إن كانت السراويل مالئمة ألجـ ــواء‬ ‫الخيارات‪ ،‬وأشعر أحيانا بأين غريبة وسط مجموعات من األنماط‬ ‫العمل املكتبي أو ال‪ .‬أما اليوم فال أحد تقريبا يعبأ بمثل هذا النوع‬ ‫املتنافسة‪ ،‬وكأين عاملة االجتماع مارجريت ميد وهي تتأمل مالبس‬ ‫من النصائح‪ .‬وعموما فإن مصادر التأثري اآلن تأيت من شباب يروجون‬ ‫ملالبسهم اليومية عىل موقع االنستج ـ ــرام عرب تجميع م ـ ــا ُيع ـ ــرف‬ ‫الهيبز الجلدية أو بعض املالبس القطنية املخططة عارية األكتاف‪.‬‬

‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪13‬‬


‫مميزات العصر‬

‫عالم ما بعد االتجاهات‬

‫يف عالم تتحرك فيه اتجاهات املوضة بسرعة االنستغرام‪ ،‬أصبح يتعذر العثور عىل “طابع عام”‬ ‫يميز فصال من الفصول‪ .‬وذلك يف حد ذاته يعترب سببا لالبتهاج‬

‫ومن وجهة نظري‪ ،‬فإن أسوأ أزياء تشكيلة الربيع هي الثياب‬ ‫يف عالم الخمسينيات من القرن املايض‪ ،‬عندما كان شارع‬ ‫“سفنث أفنيو” ي َُغ ُّ‬ ‫الفضفاضة القطنية بيضاء اللون التي يصممها راف سيمونز‬ ‫ص باملنتجني‪ ،‬ويبدو خجوال نوعا ما يف‬ ‫لـ ديور‪ .‬وخالل العروض‪ ،‬كنت أسمع الناس يقولون‪“:‬هذه‬ ‫أفكاره‪ ،‬اعتادت محررة شهرية أن تدلف إىل قاعات العرض‬ ‫ُّ‬ ‫ويمطون يف الكلمة يك يوضحوا أن سيمونز‬ ‫الثياب بشعة” –‬ ‫وهي تقول‪“:‬أروين األزياء الفاشلة!” وكانت تعني األزياء التي‬ ‫قد جُ نَّ بعرضه ثوبا ذا ياقة عالية‬ ‫عافها املشرتون باعتبارها بالغة‬ ‫يشبه قميص نوم لرجل من العصر‬ ‫الغرابة بينما استهوتها هي لذلك‬ ‫موعد مع التاريخ‪ ،‬بداية من التنورة الطويلة في‬ ‫الفيكتوري‪ .‬ولكني عشقتها‪ .‬أعطني‬ ‫السبب‪ .‬كانت واثقة أنه ال أحد سواها‬ ‫خمسينيات القرن العشرين‪ ،‬والمالبس العصرية في‬ ‫عقد الستينيات وصوال إلى السترات ذات األكتاف في عقد ثوبا فاشال!‬ ‫– أو ال مجلة أخرى‪ -‬سوف تعرض‬ ‫الثمانينيات وما تالها‪ ،‬تظل انعكاسات تشكيالت الربيع‬ ‫أستطيع أن أتخيل‪ ،‬شخصا ما‪،‬‬ ‫تلك األزياء املرفوضة‪ .‬كانت أزياء‬ ‫باقية عبر الزمان‪ .‬من اليسار‪ :‬دونان كاران‪ ،‬وكارفن‪،‬‬ ‫وتشوله‪ ،‬ونارسيسو رودريجز‪ ،‬وتوم فورد‪ ،‬وكريستيان ديور‪ .‬ليس بالضرورة أنا‪ ،‬ترتدي الجلباب‬ ‫مختلفة ‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫من اليسار‪ :‬بالماين ‪ ,Balmain‬كارفين ‪ , Carven‬ديور ‪ ,Dior‬دونا كاران ‪Donna Karan‬‬

‫بقلم‪ :‬كاثي هورين‬



‫لمحــــــة‬

‫من هنا وهناك‬ ‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليسار‪ :‬آرتيست ‪ artists‬وبريدجت ‪Bridget‬‬ ‫دوناهو ‪ ، Donahue‬مدينة نيويورك‪ ،‬ديفيد ان ريجين ‪ ،David N. Regen‬ماركو ميتزينغر ‪،Marko Metzinger‬‬ ‫موريسيو غولين ‪Mauricio Guillén‬‬

‫كوكتيل ثقايف‬

‫تحفة‬ ‫تتجه إلى البساطة‬ ‫من الصعب تحسني ما هو مثايل‪ ،‬ولكن هذا بالضبط ما فعلته‬ ‫هريميس ‪ Hermès‬مع حقيبة بريكني سيلري ‪Birkin Sellier 40‬‬ ‫الجديدة التي جرى إزالة الكثري من الحوايش عنها‪ .‬وفقا لـِ كويل‬ ‫جوبريت املدير الفني لقطاع الجلود يف شركة هريميس فقد استقر‬ ‫الرأي عىل أن ال ُب ِّني الطبيعي كان متوقعا أكرث‬ ‫من الالزم أن تظهر به بريكني الجديدة املتوفرة‬ ‫اآلن فقط باللون األسود الباهت مع مكوناتها‬ ‫املعدنية الفضية‪ .‬نظرا ألن الهدف كان خلق‬ ‫تصميم أسايس مبسط جاءت‬ ‫الحقيبة املصنوعة من‬ ‫جلد البقر أكرث اتساعا‬ ‫ودون بطانة وبخياطة‬ ‫يف غاية الدقة‪ .‬إنها‬ ‫تحديث جذري للحقيبة‬ ‫الكالسيكية األيقونة‬ ‫التي ظلت مصدرا‬ ‫للحسد بني البنات‬ ‫وسببا لقوائم االنتظار‬ ‫منذ أن أنتجت ألول‬ ‫مرة يف العام ‪:1984‬‬ ‫‪ 197.419‬رياالً قطرياً‬ ‫تقريبا ‪hermes.com‬‬ ‫– كاثي هورين‬

‫سوق الفن‬

‫أحدث صاحبة معرض فني وسط المدينة‬ ‫افتتحت بريدجيت دوناهو التي كانت يف السابق مديرة يف شركة‬ ‫غافني براونز إنرتبرايس ‪ Gavin Brown’s Enterprise‬معرضا‬ ‫فنيا كبريا يف نيويورك بعناصر موغلة يف االنتقائية‪“ .‬أنا أميل إىل‬ ‫الذين يفضلون الضربات البعيدة”‪ ،‬تقول دوناهو وهي من مدينة آيوا ‪ Iowa‬وتتصدر الفنانني من كل‬ ‫نوع ‪ -‬األكرب سنا والذين تحت األضواء واملتمردين عىل املؤسسات ‪ -‬وكان يمكن أن ُتهمَّ ش يف مشهد‬ ‫الحي الصيني الحافل باالتجاهات الفنية الحديثة‪ :‬يعرض معرضها‬ ‫األول أعمال لني هريشمان ليسون وهي فنانة تبلغ من العمر ‪ 73‬سنة‬ ‫وضوح الرؤية‪ :‬من اليسار‪:‬‬ ‫“النائمون” “‪ ، ”Sleepers‬من‬ ‫بدأت ابتكاراتها املتعددة الوسائط والتي تستشرف املستقبل وتعالج‬ ‫عرض لسوزان سيانشيولو‬ ‫العالقة بني الجنسني (من حيث الذكورة واألنوثة) والتكنولوجيا يف‬ ‫يعود إلى العام ‪، 1997‬‬ ‫وقت مبكر يعود إىل الستينيات‪ .‬يف أعقاب ذلك سوف تستضيف‬ ‫“العروس المحترقـــة”‬ ‫“‪ ” Burned Bride‬تمثال من‬ ‫دوناهو عرضا ألعمال الفنانة ومصممة املوضة سوزان سيانشيولو‬ ‫الشمع والشاش لوجه الفنانة‬ ‫‪ Susan Cianciolo‬التي تعكس مجالتها ووسائدها ومالبسها التي‬ ‫لين هيرشمان ميسون من‬ ‫عرضها “سلسلة االنتحار”‬ ‫تصنعها بنفسها موهبة فنية وإحساسا ثوريا يتناسب مع الزمان‬ ‫“‪ ”Suicide Series‬صاحبة‬ ‫واملكان‪ – bridgetdonahue.nyc .‬ميكا بوالك‬ ‫المعرض بريدجيت دوناهو‬ ‫مذكرة الموضة‬

‫اإلبحار في أعالي البحار‬ ‫املصممون يستوحون من‬ ‫موجة تفاصيل الحبال‬ ‫وشرائط أزياء البحارة‬

‫الرسومات بريشة كونستانتين كاكانياس‬

‫‪14‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫لمحة من قطر‬

‫قطريات‬

‫نحو العالمية‬

‫عندما نقول امرأة نفكر طبعاً باألزياء واملوضة‪ ،‬وكلنا يعلم‬ ‫أن املرأة القطرية تتمّ ّيز بذوقها الرفيع ‪.‬‬ ‫مواصلة إلرث العام الثقايف وتبادل األزياء قطر‪ -‬اململكة املتحدة ‪ ،2013‬إنضمَ ت أفضل‬ ‫الفنانات القطريات “أمل العاثم” و“نور أبو عيىس” مع عالمة األزياء أرت اون فاشن‬ ‫(ِ®‪ )Art on Fashion‬يف بل فست اململكة املتحدة‪ ،‬إلنشاء مجموعة من املالبس‬ ‫الجاهزة لإلرتداء واألوشحة الفاخرة‪ .‬التعاون كان متوقعا والذي بدوره سيستخدم‬ ‫ابداع املصممتني كمطبوع رقمي وسيتم اطالقه يف صيف ‪ 2015‬يف قطر من خالل‬ ‫املتاجر الراقية‪.‬‬ ‫يجري وضع خطط لخلق تصاميم حصرية لكل من التجار لتأمني قدر أكرب‬ ‫من الخيارات لنساء قطر األنيقات الآليئ يرغنب يف امتالك ’فن فريد من نوعه‬ ‫يمكن ارتداؤه‪.‬‬ ‫يتم تصميم املجموعة من خالل فريق يف اململكة املتحدة بقيادة سيلني‬ ‫ماجيل‪ ،‬املدير اإلبداعي ومؤسس ارت اون فاشن (ِ®‪.)Art on Fashion‬‬

‫تبادل ودقة‬

‫نعومة وتناغم‬ ‫ناعمة‪ ،‬محبوكة‪ ،‬أو مربوطة بالجلد مع ثقوب‪ .‬إنها مباراة غري عادية بني‬ ‫املواد األولية تتعزز بتبادل ودقة‪.‬‬ ‫أحذية تأيت عىل هارموين ونغمات من اللون البيج والبني جنبا إىل جنب‬ ‫مع اللون األبيض الخفيف‪ ،‬لترثي مجموعة ‪ Eva‬بالتفاصيل املرفقة مع‬ ‫الجلود‪ ،‬األمر الذي يؤدي ملظهر خالب ومثايل لفصل الصيف‪.‬‬ ‫متاجر سانتوين ‪ Santoni‬موجودة يف كل من روديو درايف ‪Rodeo‬‬ ‫‪ Drive‬يف دبي‪ ،‬ورباعيات ‪ Rubayat‬يف اململكة العربية السعودي ــة‬ ‫الريــاض وج ــدة‪ ،‬مون ــو بران ــد ‪ mono brand‬يف اللؤلؤة قطر‪ ،‬وآيشتي‬ ‫‪ Aïshti‬يف بريوت‪ ،‬لبنان‪ - .‬كريم إمام‬

‫قمة الدالل‬

‫الصور مقدمة من‪ :‬سانتوني ‪ ،Santoni‬بوتيك كيال ‪.QELA‬‬

‫ضمن خط أزياء “‪ ”POP‬الذي سيتم عرضه لفرتة قصرية فقط‪ ،‬أعادت ‪ QELA‬تصميم ثالثة من أفضل‬ ‫القطع لديها‪ :‬لولو‪ ،‬حقيبة اليد الصغرية املفضلة لدى العالمة التجارية الفاخرة سيفا األحذية املسطحة‬ ‫التي تحظى بإقبال كبري‪ ،‬ونسخة مصغرة من إيليا‪ ،‬حقيبة اليد ذات الهيكلية املنتظمة األكرث رواجاً يف‬ ‫‪ QELA‬ضمن مجموعة جديدة من الجلود امللونة الزاهية التي تتميز بأسلوب يافع أجدد وأحدث‪.‬‬ ‫وقد تم تصميم ال ُنسخ الجديدة التي ُعرضت لتجذب عشاق املوضة الذين سيقدرون مزيج الخطوط األنيقة‬ ‫واملتواضعة‪ ،‬بحس الشباب املتجدد من لوحة فن ال ‪ POP‬الجديدة واملذهلة من ‪ QELA‬حيث يتم إعادة‬ ‫تصميم لولو وسيفا بألوان الزهري املرجاين‪ ،‬األخضر‪،‬‬ ‫األحمر الغامق‪ ،‬األصفر‪ ،‬األخضر الغامق‪ ،‬األزرق‬ ‫السماوي‪ ،‬الكحيل‪ ،‬األحمر‪ ،‬والفيض‪ ،‬يف حني ستظهر‬ ‫إيليا الصغرية من جديد بألوان األخضر‪ ،‬واألحمر‬ ‫الغامق‪ ،‬واألزرق السماوي‪.‬‬ ‫وتتألق املجموعة الجديدة بألوان مبدعة يف“داهوري”‬ ‫(جلد العجل الطري) و“ياين” (جلد النبوك الناعم)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وجميع القطع متوفرة بأقفال أو‬ ‫قطع صلبة أخرى من الذهب‬ ‫أو الفضة‪ .‬لولو وسيفا هما‬ ‫جزء من خط ‪ QELA‬غري‬ ‫املتوازي والذي يتميز بمشبك‬ ‫“فن” غري املتوازي بشكل‬ ‫سلس ويرمز لنزعة‬ ‫‪ QELA‬العاملية للفن‬ ‫التجريدي الصايف‪.‬‬ ‫‪ -‬ازدهار إبراهيم‬

‫من األسفل في اتجاه‬ ‫عقارب الساعة ‪ :‬أحذية‬ ‫سيفا المسطحة‪ ،‬حقيبة إيليا‬ ‫الكالسيكية‪ ،‬حقيبة لولو‬ ‫الكالسيكية‬

‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪17‬‬


‫لمحــــــة‬

‫في اتجاه عقارب الساعة من أسفل اليسار‪ :‬روبرت ليفين من ميسون جيرارد ‪ ،Maison Gerard‬برادا ‪ ،Prada‬ميشيل سامس ‪ ،Mitchel Sams‬إم إم‬ ‫سيكس ‪ ،MM6‬برادا‪ ،‬لويس فيتون ‪ ،Louis Vuitton‬ذا آرتيست ‪ ،the artist‬الرسومات بريشة كونستانتين كاكانياس‬

‫الحداثة في‬ ‫الديكور‬

‫من لويس فيتون‬ ‫إىل برادا‪ -‬يبدو أن أسلوب‬ ‫الخلط أخذ يظهر فجأة يف كل‬ ‫مكان هذا املوسم‬

‫مفتوح للحجز‬

‫القصر البلوري‬

‫في اتجاه عقارب الساعة من أعلى اليسار‪ :‬ربيع‬ ‫برادا ‪ ، 2015 Prada‬ربيع إم إم سيكس‬ ‫‪ ، 2015 MM6‬حذاء برادا‪ :‬السعر عند الطلب ‪ ،‬حقيبة‬ ‫لويس فيتون ‪ 88.772 :Louis Vuitton‬رياال قطريا‬

‫بكارات تفتتح فندقا متألقا يف نيويورك‬ ‫كما كان متوقعا فقد كان افتتاح فندق باكارات ‪ Baccarat Hotel‬الجديد‪ ،‬وهو قصر كبري افتتح يف مارس‬ ‫وسط مانهاتن‪ ،‬حدثا بهيجا‪ .‬املصممون الفرنسيون باتريك جيلز‪ ،‬ودرويث بواسيي َز ّي َنا مصابيح اإلضاءة‬ ‫والجدران واألقواس وحتى كرايس الجلوس بكريستاالت الشركة الرباقة‪ .‬آالف من كؤوس هاركورت املضاءة‬ ‫من الخلف ‪ -‬أشهر التصاميم لدى باكارات ‪ - Baccarat‬تحيط باملدخل‪ ،‬وصفوف من النجف تتدىل من‬ ‫سالسل مرتخية مغطاة بخيوط القنب تعزز من حمرة الجدران يف البار‪ .‬غرف الضيوف الفاخرة ترفل يف حلة‬ ‫متموجة من األبيض وأشعة النور‪ ،‬وتخلط ما بني التألق والعفوية‪“ ،‬وتبعد كثريا عن الطابع الفرنيس” كما‬ ‫تقول بويسيري‪ .‬يبدأ السعر من ‪ 11.910‬رياال قطريا يف الليلة‪ - baccarathotels.com .‬كاثلين هاكيت‬

‫التصميم‬

‫لحظات عاكسة‪ :‬أسفل‪ :‬كيكو‬ ‫لوبيز يسكب الفضة على الزجاج‬ ‫في معمله في بروفينس‬ ‫‪ ، Provence‬إلى اليسار‪ :‬تيتانز فورج‬ ‫‪ Titan’s Forge‬طقم من أربع مرايا‬ ‫من تصميم الفنان‬

‫موهبة في تصميم الزجاج‬ ‫يصنع كيكو لوبيز املرايا التي تجمع أسلوبا يعود إىل القرن الثامن عشر مع روحه املتمردة‪ .‬مستخدما أسلوب زجاج‬ ‫إجلوميزي يغطي الزجاج املنقوش بطبقة من الذهب والفضة‪ ،‬وهي مهارة ملك ناصيتها يف جنوب فرنسا عندما‬ ‫سمح له العديد من الحرفيني املتقاعدين أن يتدرب عىل أيديهم‪ ،‬يقول عن ذلك‪“ ،‬أدركوا أنني كنت جادا‬ ‫يف عميل ولم أكن أنوي إنتاج نماذج موجودة أصال”‪ .‬بالرغم من أنه التزم باحرتام الرتاث‪ ،‬إال أن هذا الفنان‬ ‫البورترييك املولد يصنع قطعا تبدو حديثة بالكامل‪ ،‬ويف بعض املرات يجمِّ ل ويلمِّ ع الواجهات بيشء من القهوة‬ ‫أو رماد السجائر عندما يسقط عفوا عليها‪ .‬مصممو الديكور مثل البريتو بينتو‪ ،‬وشاهان ميناسيان‪ ،‬وكارولني‬ ‫ساركوزي طلبوا أعماله التي تشمل مرايا براقة كبرية الحجم ومدافئ مستوحاة من أعمال جون ميشل فرانك‬ ‫املوجودة حاليا يف أمريكا يف ورشة ميزون جريارد للتصميم يف نيويورك‪ .‬يبدأ سعرها من ‪ 198.744‬رياال قطريا‪.‬‬ ‫‪ - maisongerard.com‬سادي ستاين‬

‫‪16‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫مفهوم جديد وفريد‬ ‫يحظى رواد الجونا مول بتجربة تسوق فريدة‬ ‫مع افتتاح “األفنيو” الذي يعد اإلضافة‬ ‫األحدث يف وجهة التسوق الفاخرة والراقية‬ ‫يف قطر والتي ستعزز خيارات املتسوقني‬ ‫وتمنحهم تجربة ال مثيل لها‪.‬‬ ‫يقع “األفنيو” يف الطابق األول من الجونا‬ ‫مول‪ ،‬ويوفر للعمالء تشكيلة واسعة من‬ ‫العالمات التجارية العاملية‪ ،‬بعضها يفتتح‬ ‫الفرع األول له يف الشرق األوسط‪ .‬وسيشكل‬ ‫“األفنيو” الوجهة العصرية للزوار ليقدم‬ ‫أرقى املنتجات والخدمات التي تناسب أسلوب الحياة العصري‪ ،‬ويجسد التزام الجونا مول بتزويد العمالء‬ ‫القيمني بخدمات ال تضاهى وبإحضار أشهر العالمات التجارية العاملية تحت سقف واحد‪.‬‬ ‫يوفر“األفنيو” لزواره خيارات واسعة من األزياء واالكسسوارات الرجالية والنسائية واألطفال من العالمات‬ ‫التجارية العاملية الشهرية منها مايكل كورس‪ ،‬كارل الغرفيلد‪ ،‬مارك باي مارك جايكوبس‪ ،‬أليس أند‬ ‫أوليفيا‪ ،‬جويس كوتري‪ ،‬توري بريتش‪ ،‬فريساتيش‪ ،‬مالبريي‪ ،‬ذا كوبلز وغريها‪ .‬كما يضم أيضاً متجر‬ ‫املجوهرات األول يف الشرق األوسط الخاص بالعالمة التجارية “شانيل”‪ - .‬ازدهار إبراهيم‬

‫حازمة جريئة متحررة‬ ‫حازمة‪ ،‬متحررة من العقد‪ ،‬جريئة‪ ...‬امرأة ‪ Quatre‬هي كل ذلك يف الوقت‬ ‫نفسه‪ .‬والخاتم ‪ Quatre‬هو تعويذتها‪ .‬ال يفارقها أبداً‪ ،‬ألن األناقة تتماىش مع‬ ‫كل يشء‪ .‬الجينز والسرتة الجلدية القصرية عندما تتوجه مسرعة إىل املكتب‪.‬‬ ‫الفستان األسود القصري والحذاء العايل الكعب الذي تنتعله عىل الدوام أثناء‬ ‫حضور حفلة كوكتيل أنيقة يف قلب باريس‪ .‬أو أيضاً البلوزة الحريرية البسيطة‬ ‫التي ارتدتها للقائه هو اليوم‪ ،‬تقرتح دار بوشرون ‪ Boucheron‬أكسسواراً‬ ‫جديداً ضرورياً لبطلته‪ .‬العطر ‪ Quatre‬الذي يجمع بني العصرية الجريئة‬ ‫واألناقة السرمدية للخاتم‪.‬‬ ‫القارورة تعد تحية للخاتم الذي تم استيحاء العطر منه‪ .‬القارورة منحوتة يف‬ ‫زجاج ثقيل وكثيف ينتمي فقط إىل فئة األغراض االستثنائية‪ .‬تتخذ القارورة لون‬ ‫الذهب الوردي واملينا البيضاء املستوحيني من املوديل ‪ White Edition‬للخاتم‬ ‫‪ .Quatre‬وبالنسبة إىل نقش التضليعات املزدوجة‪ ،‬فإنه ّ‬ ‫يرصع قاعدة القارورة‬ ‫مثل تحفة فنية حقيقية‪ .‬أما الخاتم نفسه فيزين أيضاً القارورة ولكن من دون‬ ‫أن يفارقها أبداً بفضل نظام الفتح واإلغالق بتقنية الدوران‪ .‬ماذا عن العلبة‬ ‫الواقية؟ إنها علبة بيضاء ناصعة مزينة بالذهب األصف ـ ــر ومنقوش ــة برسـ ــم‬ ‫‪ Clou de Paris‬بمثابة تحية قصوى لألسطورة ‪ - .Quatre‬ازدهار إبراهيم‬

‫الصور مقدمة من ‪ :‬دار بوشرون ‪ ،Boucheron‬برادا ‪ Prada‬أفنيو ‪ .Avenue‬النفين ‪Lanvin‬‬

‫تألق ومرح‬

‫التوجه مع األحالم‬

‫قام مدير االبداع الفني يف النفني ‪ ،Lanvin‬دار األزياء الفرنسية األكرث عراقة واألعىل تقديراً‪ ،‬ألبري ألباز‬ ‫بأول ظهور علني يف الشرق األوسط‪ .‬هذا الظهور لم يخيب ظن كربى الشخصيات الهامة يف عالم املوضة‬ ‫واألزياء التي انتظرت قدومه عىل أحر من الجمر‪ .‬وتم ألول مرة تقديم القطع املميزة وعالية األنوثة لدار‬ ‫النفني إىل قائمة من الضيوف ضمّ ت سيدات من العائالت امللكية يف منطقة الشرق األوسط وأهم كبار‬ ‫الشخصيات ‪ .‬خالل حفل حميم عىل جلسة شاي راقية يف قاعة “برييغرين” ألريبيان كورتيارد يف “وان آند‬ ‫أونيل رويال مرياج” ‪.‬‬

‫تقدم برادا ‪ Prada‬نسخة خاصة من املوديالت املصنوعة حسب الطلب من‬ ‫حذاء الجري ريكامو ‪ Ricamo‬الكالسييك الذي أعيد تصميمه بتفاصيل‬ ‫من جلد التمساح الفاخر والكريستال‪ .‬أو بخليط بديع من مواد أخرى‬ ‫وتفاصيل من جلد التمساح مطرزة يدويا مع الكريستال املتألق‪ .‬يأيت‬ ‫الحذاء يف موديالت وألوان مختلفة ويُقدَّم يف علبة خاصة تضم حقيبة‬ ‫للحذاء من الستان الفاخر لحماية هذه القطع النادرة‪ .‬منتجات برادا‬ ‫املصنوعة حسب الطلب متوفرة يف بوتيك برادا ‪ Prada boutique‬يف‬ ‫مجمع فيالجيو ‪ Villaggio Mall‬يف الدوحة‪ -.‬ازدهار إبراهيم‬

‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪19‬‬


‫لمحة من قطر‬

‫من هنا وهناك‬

‫التقاليد والعراقة‬ ‫تأخذنا هريميس ‪ Hermès‬إىل اليابان‪ ،‬بلد‬ ‫التقاليد العريقة – تحت شجرة توت ظليلة‬ ‫لنستمتع بمناسبة تعود إىل أكرث من ألف عام‬ ‫كوما كورابي ‪ ،Koma Kurabe‬سباق الخيل‬ ‫الياباين الشهري‪.‬‬ ‫للمرة األوىل يف عالم صناعة الساعات يجتمع‬ ‫الخزف مع فن رسومات آكا إي الياباين بريشة‬ ‫الفنان املبدع بوزان فوكوشيما ‪.‬‬ ‫كما تضم املجموعة الثانية غري املنتجة عىل نطاق‬ ‫تجاري نماذج من القطع التي تحمل بصمة الفيما‬ ‫وسيميليس دي فينت‬ ‫ألول مرة يف مربعات هريميس ‪Hermès Carré‬‬

‫االنتعاش والدفء‬ ‫يجسد ‪ Eternity Summer Calvin Klein‬شعور االسرتخاء التام‬ ‫ّ‬ ‫مع جمال األفق‪ ،‬حيث يتالقى البحر الفسيح الذي ال نهاية له مع سماء‬ ‫الصيف امللوّنة‪ .‬تفوح من مقدّمة العطر نفحة اإلجاص األخضر املفعمة‬ ‫باالنتعاش‪ ،‬التي يضفي عليها أريج البطيخ الندي وعبري املندرين العصاري‬ ‫ّ‬ ‫الغضة ونفحة‬ ‫ملسة من اإلشراق‪ .‬أمّ ا القلب فيعبق برائحة بتالت الفاونيا‬ ‫ً‬ ‫الياقوتية الزرقاء الحلوة والزنبق املايئ النابض بالحيوية‪ .‬وأخريا‪ ،‬تفيض‬ ‫ّ‬ ‫الجذاب لخشب الصندل الكريمي والعنرب األبيض‬ ‫قاعدة العطر بالدفء‬ ‫الناعم واملسك الشاعري‪ - .‬ازدهار إبراهيم‬

‫ازدهار إبراهيم‬

‫العودة إلى الماضي‬

‫استعادة روح الستينيات‬

‫ازدهار إبراهيم‬

‫‪.‬‬

‫الصور مقدمة من ‪ :‬هيرميس ‪ ،Hermès‬كالفين كلين ‪،Calvin Klein‬‬ ‫إبرهارد آند كو ‪Eberhard & Co‬‬

‫قامت إبرهارد آند كو ‪ Eberhard & Co.‬دار الساعات السويسرية‪ ،‬باستعادة روح وعز‬ ‫وبريق فرتة الستينيات من خالل إطالقها مبادرة إلحياء وتكريم “كونتوغراف الستينيات”‬ ‫وذلك للحنني إىل ساعة أصلية وتصميم كالسييك أنيق يجسد فرتة الستينيات‪ .‬تبشر‬ ‫آالت التوقيت امليكانيكية بروح فرتة الستينيات املجيدة حني وصل فن تصنيع الساعات‬ ‫امليكانيكية إىل ذروته‪ ،‬كما وصلت الحرفة إىل قمة تطورها ومثلت التقدم يف تقنية‬ ‫احتساب التوقيت‪ .‬يمكن القول حقا‪“ :‬إن آالت التوقيت يف فرتة الستينيات كانت آخر‬ ‫الساعات امليكانيكية األصلية”‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫لمحة من قطر‬

‫في الموضة‬

‫دعم املواهب املذهلة‬ ‫أسيل عطار كانت وما تزال تتمتع بعاطفة جياشة تجاه‬ ‫الموضة‪ ،‬وال عجب فهي تنتمي إلى عائلة من الفنانين‬ ‫والمعماريين والمهندسين وجميعهم مبدعون‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬ازدهار إبراهيم‬

‫فقد انتقلت من التصميم الهنديس إىل مجال املوضة وهي تقول عن ذلك‬ ‫‪“ :‬إن أوجه الشبه بني املوضة والتصميم الداخيل كثرية‪ .‬يف التسعينيات‬ ‫عندما افتتحت شركتي الخاصة يف مجال التصميم الداخيل عملت‬ ‫مع العديد من فنادق البوتيك يف أوروبا حيث تلتقي املوضة والتصميم‬ ‫الداخيل ليخلقا أسلوبا مميزا يف الحياة‪ .‬لقد ُطلب مني أن أنضم إىل‬ ‫كمشرت ألساعدهم يف تطوير قسم االكسسوارات‬ ‫هارودس ‪Harrods‬‬ ‫ٍ‬ ‫واملجوهرات يف املتجر‪ ،‬ومن هناك بدأ ولعي الشديد باملوضة‪ .‬واآلن بعد‬ ‫ُ‬ ‫عملت فيه‪.‬‬ ‫‪ ٢٠‬سنة من العمل يف هذا املجال ما تزال املوضة هي أحب ما‬ ‫ما تزال مرتبطة كثريا بعالم التصميم الداخيل وتحب العمل يف هذا‬ ‫املجال‪ .‬التصميم الداخيل واملوضة كالهما إبداع ويتشابهان يف العديد من‬ ‫النواحي‪ :‬التلوين‪ ،‬الجمال‪ ،‬امللمس‪ ،‬الخلطات التي تعمل معا لخلق‬ ‫يشء جميل”‪.‬‬ ‫بدأت تتعلم عندما انضمت إىل هارودس ‪ ،Harrods‬ثم فيما بعد‬ ‫ُطلب منها أن تنضم إىل شركة كارين ميلني ‪ Karen Millen‬كرئيسة‬ ‫لقسم االكسسوارات ثم القيام باألدوار األخرى التي لعبتها يف مجال‬ ‫املوضة‪ .‬تعلمت كل يشء عن طريقة خلق عالمة ذات فكرة ثم الرتويج‬ ‫لها تجاريا من التصميم إىل التصنيع إىل التسويق إىل البيع بالتجزئة إىل‬ ‫دورها السابق كرئيسة تنفيذية بشركة ماجد الفطيم للموضة ‪Majid‬‬ ‫‪ ، Al Futtaim Fashion‬واآلن كرئيسة تنفيذية بشركتها الخاصة ليد‬ ‫أسسوسييتس ‪ Lead Associates‬وكمؤسس لشركتها الخاصة (إست‬ ‫‪ ٢٠١٤ EST )٢٠١٤‬املتخصصة يف رعاية املواهب يف مجال املوضة‪.‬‬ ‫تحب املواهب الجديدة وتحب االبتكارات الفذة‪ ،‬فهي تعتقد أن مجال‬ ‫البيع بالتجزئة يتغري ولم يعد يختص بأسماء العالمات‪ .‬وتقول عن‬ ‫ذلك‪“:‬العمالء يبحثون عن األصالة والتف ُّرد والجودة‪ ،‬لذلك أعتقد أن‬ ‫هذه املزايا يمكن أن توجد لدى الجيل الجديد يف الشرق األوسط وعامليا‪،‬‬ ‫وذلك ما جعلها تنئش شركتها إست ‪ ٢٠١٤‬يف العام ‪ ،٢٠١٤‬وهي تركز عىل‬ ‫استكشاف أفضل املواهب ثم االستثمار فيها من خالل ضمها ودعمها‬ ‫لتوسع عالماتها إقليميا وعامليا”‪.‬‬ ‫تجاريا والبحث عن استثمارات لها‬ ‫ِّ‬ ‫وتعتقد أسيل أن مستقبل صناعة املوضة يف منطقة الشرق األوسط‬ ‫تغري‪ ،‬فتقول‪ “:‬ونحن ال نستطيع أن نعتمد فقط عىل تمثيل‬ ‫يف حالة ُّ‬ ‫العالمات األخرى واسترياد املفاهيم‪ .‬نحن نحتاج النظر إىل الداخل – إىل‬ ‫خلق أفكارنا الخاصة يف مجال البيع بالتجزئة سواء كان ذلك للموضة‬ ‫أو االكسسوارات أو املأكوالت واملشروبات‪ ،‬حيث علينا أن نسعى إىل‬ ‫ِّ‬ ‫لنصدر هذه املنتجات إىل‬ ‫دعم اقتصادنا عن طريق إنتاج عالماتنا الخاصة‬ ‫ُ‬ ‫تركت خربيت التي امتدت إىل ‪ ٢٠‬عاما يف‬ ‫بقية أنحاء العالم‪ .‬لهذا السبب‬

‫مجال العمل يف شركات املوضة ألطلق شركتني تركزان عىل خلق مفاهيم‬ ‫وعالمات ومواهب جديدة”‪.‬‬ ‫وقد تأثرت بمصممني عامليني فهي تقول‪“ :‬البد من القول إن اليكساندر‬ ‫ماكوين ‪ Alexander McQueen‬كان مصمما فذا استطاع أن يدفع‬ ‫ُظهروا مواهبهم بصورة‬ ‫االبتكار وأن يمهد الطريق ملصممني جدد لي ِ‬ ‫حقيقيـ ــة‪ .‬لك ــن املصم ــم الـ ــذي أفضلـ ــه أك ــرث م ــن غ ــريه هـ ــو آلـ ــرب إلـ ــباز‬ ‫‪ Alber Elbaz‬مدير االبتكار يف شركة النفني ‪ ،Lanvin‬فهو عبقري‬ ‫يف مجال االبتكار ومتواضع وفنان‪ ،‬وقد صمم قطعا َّ‬ ‫مثلت حقبة من‬ ‫املايض‪ ،‬وتميزت كل قطعة صممها بالجودة والفخامة والحِ َرفية”‪.‬‬ ‫وتثريها أعمال الخلق واالبتكار – من البساطة الحديثة املعاصرة إىل األزياء‬ ‫النسائية الناعمة واملزركشة‪ .‬لذلك صممت عالمتني تتوىل فيهما دور‬ ‫مديرة االبتكار كبكيكس فور بريكفاست ‪Cupcakes for Breakfast‬‬ ‫التي تمثل مجموعة األزياء واالكسسوارات األكرث نعومة وأصالة وزركشة‬ ‫وأنوثة‪ ،‬و ‪ ١٩٦٩‬األكرث بساطة ورقيا وتألقا دون ُّ‬ ‫تكلف‪.‬‬ ‫تسعى اآلن لتقدم معرفتها وخرباتها إىل الجيل الجديد من املصممني‬ ‫وأن تدعمهم بما يحتاجون إليه للصعود إىل آفاق جديدة يف حياتهم‬ ‫العملية‪ .‬فالشرق األوسط به بعض املواهب املذهلة التي يجب عىل العالم‬ ‫أن يتعرف عليها‪ ،‬ولكن هناك دائما الصعوبة التي تواجه املصممني يف‬ ‫املزج بني االبتكار والعمل التجاري ويف فهم كيفية سري العمل يف هذه‬ ‫الصناعة‪ .‬لذلك تقول “نحن نستكشف املصممني من جميع أنحاء منطقة‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬ ‫ومن كل مائة نقابلهم نختار حوايل ‪ ١٠‬ونكفل منهم ‪ ٢‬ثم نوقع معهما‬ ‫اتفاقيات ملدة ‪ ١٢‬شهرا لنجرب إمكانياتهما خالل هذه املدة‪ ،‬وندربهما‬ ‫يف مجال مجموعاتهما ويف كيفية خلق عالمات جديدة وكيفية بناء‬ ‫مجموعة‪ ،‬وأين يصممان ويصنعان منتجاتهما وكيف يسوقان أنفسهما‬ ‫ويبنيان عالقاتهما” وتضيف “نحن نفهم مقدرات املصممني الواعدين‬ ‫ثم ننظر يف وضع خطة ملدة من ‪ ٣‬إىل ‪ ٥‬سنوات للعمل واالستثمار يف‬ ‫عالماتهم”‪.‬‬ ‫إنهم يتعلمون بصورة مذهلة‪ ،‬ونحن دائما نبحث عن العواطف وااللتزام‬ ‫واألحاسيس اإلنسانية والطموح لديهم‪ ،‬فهذه هي العناصر األساسية‬ ‫التي ننظر إليها قبل أن ننظر إىل عملهم‪ .‬أنا فخورة بالقول أن اثنني‬ ‫من مصممينا قد أكمال إعادة تصميم عالماتهما وتحديد اتجاهاتهما‬ ‫التصميمية‪ ،‬وهما حسني بازارا وعائشة رمضان – اثنان من أكرث املصممني‬ ‫ً‬ ‫موهبة”‪.‬‬ ‫يف املنطقة‬ ‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪21‬‬


‫لمحــــــــة‬

‫المانيكان‪ :‬روبرت سيبيلو في بارتس موديلز ‪ ،Parts Models‬مكياج‪ :‬آن كوهلهاغين باستخدام مستحضرات ديور سكين ‪ Diorskin‬في سوزان برايس إن واي سي ‪ ،Susan Price NYC‬مانيكور‪ :‬يوكو سوشيهاشي من ديور فيرنيس ‪ Dior Vernis‬في سوزان برايس إن واي سي‪ ،‬تصميم‪ :‬سامويل فاريير‬

‫تقرير الساعات‬

‫جنرال إليكتريك‬

‫ساعات متينة من الصلب املقاوم للصدأ‬ ‫بجاذبية رجولية من عالم األمس القريب مع‬ ‫ملسة معاصرة بميناء داكنة‬ ‫تصوير ماتين زاد‬

‫في اتجاه عقارب الساعة من أعلى‬ ‫اليسار‪:‬‬ ‫باتيك فيليب ‪A/5711‬‬ ‫نوتيلوس‬ ‫‪:Patek Philippe 5711/ 1A Nautilus‬‬ ‫‪ 97.188‬رياال قطريا‪ ،‬تيفاني وشركاؤه‬ ‫‪ Tiffany & Company‬وديمارس‬ ‫بيغويت رويال أوك‬ ‫‪Audemars Piguet Royal Oak‬‬ ‫‪ 17.100 :‬دوالر‪ ،‬آي دبليو سي إنجينيور‬ ‫أوتوماتيك‬ ‫‪24.752 :IWC Ingenieur Automatic‬‬ ‫رياال قطريا‪ ،‬تورنو ‪ Tourneau‬غالشوت‬ ‫رويال سيفينتيز بانوراما ديت‬ ‫‪Glashütte Original Seventies‬‬ ‫‪:Panorama Date‬‬ ‫‪ 42.224‬رياال قطريا‬

‫‪20‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫‪T: The New York Times Style Magazine‬‬

‫‪20‬‬


‫“إن االهتمام باملرأة القاجارية يف تلك الحقبة ال يوثق فقط‬ ‫لفرتة تربعت فيها النساء يف إيران عىل عرش اإللهام للفنانني‬ ‫فحسب‪ ،‬بل إنها كذلك تبني مدى القوة والطاقة التي كانت‬ ‫تتميز بها النساء القاجريات يف القرن التاسع عشر”‪.‬‬

‫الفني‪ .‬كما يضم أعماالً لفنانني معاصرين مستلهمة من األيقونات القاجارية‬ ‫ّ‬ ‫التي توضح استمرار تأثري الحضور النسايئ للمرأة القاجارية يف إلهام الفنانني‬ ‫املعاصرين حتى اليوم‪ .‬كما يقدم املعرض طريقة عرض مشاعر املرأة القاجارية‬ ‫وجمالها من خالل الصور املأخوذة من قصص وقصائد إيران القاجارية‪.‬‬ ‫ويتناول جزء من املعرض مجموعة من املعاين التي أسندت إىل صورة املرأة يف‬ ‫الفن القاجاري‪ ،‬بدءا من األنماط الخيالية األوىل لبطالت الحكايات من أمثال‬ ‫شريين أو زليخا وصوال إىل األيقونات املسيحية ‪ .‬كما يتناول الرمزية الفطرية‬ ‫التي رافقت تبادل الهدايا بني الرجال والنساء من خالل لغة بصرية أنيقة‬ ‫تميزت بها اللوحات القاجارية‪.‬‬ ‫بالنسبة للدكتورة منية شخاب أبو دية أمينة شمال إفريقيا وأيبرييا يف متحف‬ ‫الفن اإلسالمي فرتى أن االهتمام باملرأة القاجارية يف تلك الحقبة ال يوثق فقط‬ ‫لفرتة تربعت فيها النساء يف إيران عىل عرش اإللهام للفنانني فحسب‪ ،‬بل‬ ‫إنها كذلك تبني مدى القوة والطاقة التي كانت تتميز بها النساء القاجريات يف‬ ‫القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫وعن اللوحات املعروضة تقول دكتورة منية “إن ‪ ٤٠‬لوحة منها مملوكة ملتحف‬ ‫الفن اإلسالمي و‪ ١٦‬لوحة حديثة لثالثة فنانني من أصول إيرانية مستلهمة من‬ ‫األيقونات القاجارية التي توضح استمرار الحضور النسايئ يف إلهام الفنانني‬

‫من األعلى لليسار‬ ‫في اتجاه عقارب‬ ‫الساعة لليمين‬ ‫الدكتورة نور سوبرز‬ ‫خان أمينة تركيا‪،‬‬ ‫والدكتورة منية شخاب‬ ‫أبو دية أمينة شمال‬ ‫إفريقيا وأيبيريا في‬ ‫متحف الفن اإلسالمي‪،‬‬ ‫وصورة لسيدة تعزف‬ ‫الطنبور في القرن‬ ‫التاسع عشر بألوان‬ ‫زيتية على قماش‪،‬‬ ‫قاجار لشادي غديريان‬ ‫‪ ، 1998‬سيدات يحضرن‬ ‫احتفاال دينيا عاما ‪ ،‬إيران‬ ‫القاجارية القرن التاسع‬ ‫عشر‪ ،‬صورة لسيدة‬ ‫تدخن النارجيلة مع‬ ‫فتيات صغيرات يطرزن‪،‬‬ ‫إيران القاجارية القرن‬ ‫التاسع عشر الميالدي‪.‬‬

‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪23‬‬


‫لمحة من قطر‬

‫صورة تدل على‬ ‫المثل األعلى للجمال‬ ‫األنثوي وهو الحواجب‬ ‫المتصلة والشارب‬ ‫(ابروى بيوسته)‬

‫يعرض حاليًا‬

‫القاجاريات جمال من نوع آخر‬ ‫حكمت الساللة القاجارية إيران من العام ‪ ١7٨٥‬إىل‬ ‫عام ‪ ١٩٢٥‬وخالل هذه الفرتة ظهر تطور الفت تمثل يف‬ ‫الرتكيز املغاىل فيه عىل املظهرين األنثوي والذكوري يف‬ ‫اللوحات الشخصية‪.‬‬ ‫بقلم ازدهار إبراهيم ‪ -‬تصوير روب التيميرا‬

‫ّ‬ ‫دشن متحف الفن اإلسالمي معرضاً جديداً بعنوان “القاجاريات‪ :‬صورة املرأة يف إيران‬ ‫القرن التاسع عشر”‪ .‬ويُلقي هذا املعرض املؤقت الضوء عىل طيف واسع من األعمال‬ ‫الفنية التي ُتربز الحضور النسايئ للمرأة الفارسية يف الحقبة القاجارية‪.‬‬ ‫ويربز أهمية العنصر النسايئ يف املشهد الفني اإليراين يف القرن التاسع عشر وأثره املمتد‬ ‫حتى اليوم كمصدر إلهام للفنانني املعاصرين‪.‬‬ ‫ويتميّز املعرض بتقديمه للفن يف الحقبة القاجارية (‪ )١٩٢٥-١77٩‬من منظور‬ ‫جديد ومختلف تماماً عن التصوّر السائد عنه حتى اآلن بأنه يركز عىل صور‬ ‫امللوك الرجال املرسومة بالحجم الطبيعي مع املغاالة يف إظهار صفاتهم‬ ‫الذكورية كنوع من إبراز الهيمنة والسلطة‪ ،‬حيث يلفت هذا املعرض االنتباه‬ ‫ّ‬ ‫يتمثل يف فرتة الحداثة الفنية التي شهدتها إيران خالل‬ ‫إىل جانب آخر مهم‬ ‫هذه الحقبة أيضاً‪ ،‬السيّما يف مجال رسم اللوحات والتصوير الفوتوغرايف‪،‬‬ ‫والتي صار فيها العنصر األنثوي من مستلزمات املشهد الفني‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫ويضم املعرض صوراً لسيدات يف مواقف عدة‪ ،‬كصورهن يف البالط املليك ويف خلوتهن‬ ‫الخاصة‪ ،‬إىل جانب صور عازفات وسيدات أرستقراطيات‪ ،‬فهو بمثابة سرد لقصص‬ ‫التقاليد الفنية القاجارية التي ّ‬ ‫قلما تناولها أحد بالسرد من قبل‪.‬‬

‫وقد اس ُتخدم يف إنتاج هذه الصور التي يحتضنها جالريي املعارض بالدور الرابع يف متحف‬ ‫الفن اإلسالمي مواد عدة‪ ،‬منها طالءات الالكيه‪ ،‬واأللوان املائية وتظهر‬ ‫عىل املخطوطات واملجوهرات واملعادن‪ .‬وأوضحت الدكتورة نور سوبرز خان‬ ‫أمينة تركيا يف متحف الفن اإلسالمي‪ ،‬والتي سبق وأن قامت بإدارة وتنظيم‬ ‫المعرض‬ ‫يضم أعماال ً لفنانين‬ ‫الجزء الثاين من معرض بناء مجموعتنا الفنية الذي حمل عنوان “املرقعات‬ ‫معاصرين مستلهمة‬ ‫الصفوية واملغولية (‪ ” )٢٠١٤‬أن معرض القاجاريات ينقسم إىل ‪ ٤‬موضوعات‪:‬‬ ‫من األيقونات القاجارية‬ ‫التي توضح استمرار تأثير “مفاهيم الجمال‪ :‬صور املرأة يف الفن القاجاري‪ ،‬الحياة اليومية‪ ،‬النساء‬ ‫الحضور النسائي للمرأة‬ ‫القاجارية في إلهام الفنانين والسلطة والنقاء‪ ،‬والنساء كرموز فنية”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مقدمة مرئية رائعة لهذه الحقبة املهمة من التاريخ‬ ‫المعاصرين حتى اليوم ويتيح املعرض لزائريه‬


‫مترهلة‬ ‫سواء كانت ضيقة أو ِّ‬ ‫قليال فإن بدالت الموسم الخفيفة‬ ‫تظهر بتصميم تلقائي يجعلك تتحرك‬ ‫بحرية أينما كنت وفي جميع األوقات‬ ‫تصوير ماثيو كريستول‬ ‫تصميم جيسون رايدر‬

‫الجودة‬

‫غوتا موف‬ ‫في الموضة‬

‫بدلة من مجموعة‬ ‫كالفين كلين‬ ‫‪:Calvin Klein Collection‬‬ ‫‪ 5.078‬رياال قطريا‬ ‫سترة هيرميس ‪:Hermès‬‬ ‫‪ 1.347‬رياال قطريا‬ ‫‪hermes.com‬‬ ‫حذاء مارني ‪:Marni‬‬ ‫‪ 3.021‬رياال قطريا ‪marni.com‬‬ ‫ربطة عنق إن غود وي‬ ‫تراست إن واي سي‬ ‫‪:In God We Trust NYC‬‬ ‫‪ 291‬رياال قطريا‬ ‫خاتم أوول بلوز ‪:All_Blues‬‬ ‫‪ 655‬رياال ً قطريًا ‪allblues.se‬‬

‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪25‬‬


‫لمحة من قطر‬

‫يعرض حاليًا‬

‫من أعلى اليسار في‬ ‫اتجاه عقارب الساعة‬ ‫عازفة البزق (نسخة)‬ ‫محمود سابزي‪ ،‬وقاجار‬ ‫(نسخة) شادي غديريان‬ ‫‪ 1998‬االثنان بإذن من قاعة‬ ‫أزاد للفنون في طهران‪،‬‬ ‫وقاعة راضي للفنون‬ ‫الجميلة في لندن‪ ،‬صورة‬ ‫لسيدة بقلم الرصاص‬ ‫وألوان مائية وحبر أسود‬ ‫على ورق للفنان أميل‬ ‫دوهوسيه‪ ،‬سيدة تأخذ‬ ‫زمام المبادرة وتسلم‬ ‫رسالة أو ربما قصيدة إلى‬ ‫حبيبها‪ ،‬للناسخ‬ ‫عبد المجيد إيران‬ ‫القاجارية ‪1812‬‬

‫يف الحقبة القاجارية كان املثل األعىل للجمال األنثوي‬ ‫يتمثل يف الحواجب املتصلة والشارب‬ ‫(ابروى بيوسته)‬ ‫املعاصرين حتى اليوم”‪.‬‬ ‫ومن التحف النادرة يف املعرض صورة لسيدة بقلم الرصاص وألوان مائية وحرب‬ ‫أسود عىل ورق مع دمغة وختم بلون أحمر للفنان أميل دوهوسيه وهو مسافر‬ ‫فرنيس حوايل ‪ ١٨7٠ – ١٨٦٠‬والتي تربهن أن تصوير الجمال كان يختلف حسب‬ ‫السياق الثقايف للفنان‪.‬‬ ‫وكذلك تزينت صالة العرض بصورة لسيدة تدخن النارجيلة مع فتيات صغريات‬ ‫يقمن بالتطريز‪ ،‬وهي تقدم منظورا مهما لهرمية القياس يف األعمال الفنية‬ ‫القاجارية حيث تشغل السيدات املتقدمات يف العمر مكانة جليلة ونجد عدم‬ ‫تناسق متعمد بني الحجم الكبري للسيدة العجوز التي تدخن مقارنة بالحجم‬ ‫الصغري للشابات بجوارها‪.‬‬ ‫معايري الجمال‬ ‫لقد خضعت املعايري الجمالية لكثري من التغيري عىل م ّر الزمن‪ ،‬ففي الحقبة‬ ‫القاجارية كان املثل األعىل للجمال األنثوي يتمثل يف الحواجب املتصلة‬ ‫والشارب(ابروى بيوسته)‪ ،‬وكانت نساء الحريم اإلمرباطوري التابع للملك‬ ‫القاجاري ناصر الدين شاه يستخدمن مستحضرات التجميل لرسم الشاربني‬ ‫ووصل الحاجبني يف حال افتقارهن إىل هذه املواصفات الجمالية الالفتة‪.‬‬ ‫وألهمية هذه الصفة الجمالية وأخذها حيزا كبريا عند القاجاريني ستقدم كل‬ ‫من الدكتورة منية شخاب أبو ديه والدكتورة نور سوبر ز خان‪ ،‬أمينتا املعرض‪،‬‬ ‫محاضرة تحت عنوان “الجمال والشارب يف الفن القاجاري” وذلك يف مايو ‪. ٢٠١٥‬‬

‫‪24‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫فبراير ‪ -‬مارس ‪2015‬‬

‫‪27‬‬

‫العارض‪ :‬مارك اندريه توغيون في سوبا موديل مانيجمنت ‪ ،SUPA Model Management‬ماثيو ديفيدسون في فيوشن موديلز ‪ ، Fusion Models‬تصفيف الشعر‪ :‬شين اريما باستخدام مستحضرات ريدكين ‪ Redken‬من فرانك ريبس ‪ ، Frank Reps‬مكياج‪ :‬اسامي تاغوشي باستخدام مستحضرات ماك‬ ‫‪ Mac‬من فرانك ريبس ‪ ،‬مانيكور‪ :‬يوكو سوشيهاشي من ديور فيرنيس ‪ Dior Vernis‬في سوزان برايس إن واي سي ‪ِ | Susan Price NYC‬‬ ‫الخياطة‪ :‬جويل غوميز ‪ ،‬اختيار العارض‪ :‬اريانا براداريللي ‪ ،‬مساعدو التصوير‪ :‬غاسبار دييتريش‪ ،‬مورغان آشكوم‪ ،‬كريس كاالوي ‪ ،‬مساعدة التصميم‪ :‬كيلي هاريس | تم‬ ‫التصوير في سكاياليت موديرن ‪Skylight Modern - www.skylightnyc.com‬‬

‫بدلة هيرميس ‪:Hermès‬‬ ‫‪ 14.014‬رياال قطريا‬ ‫سترة هوغو ‪:Hugo‬‬ ‫‪ 182‬رياال قطريا‬ ‫حذاء لووي ‪:Loewe‬‬ ‫‪ 3.094‬رياال قطريا‬ ‫ِعقد ايه بي سي ‪:.A.P.C‬‬ ‫‪ 437‬رياال قطريا‬


‫الجـــــودة‬

‫في الموضة‬

‫معطف من كانالي‬ ‫‪ 7.462 :Canali‬رياال قطريا‬ ‫وبنطلون‪ 2.184 :‬رياال قطريا‬ ‫سترة هوغو ‪:Hugo‬‬ ‫‪ 182‬رياال قطريا‬ ‫‪hugoboss.com‬‬ ‫حذاء لووي ‪:Loewe‬‬ ‫‪ 7.462‬رياال قطريا ‪loewe.‬‬ ‫‪com‬‬ ‫عقد ايه بي سي ‪:.A.P.C‬‬ ‫‪ 437‬رياال قطريا‬ ‫خاتم أوول بلو ‪:All_Blues‬‬ ‫‪ 655‬رياال ً قطريًا‬

‫‪26‬‬


‫العارض‪ :‬بييرو مينديز‪ ،‬جاكسون هيلي في سوبا موديل مانيجمنت ‪ ، SUPA Model Management‬تصفيف الشعر‪ :‬كي تيرادا في جوليان واتسون إيجنسي ‪ Julian Watson Agency‬مكياج‪ :‬توماس ديكلوييفر في دي بلص في مانيجمنت ‪ ، D+V Management‬تصميم‪ :‬ستيفاني كالليرجي في‬ ‫ستوديوهات ّآنا بيرنز ‪ ،Anna Burns Studios‬اختيار العارض‪ :‬ماديلين اوستيلي من آمو ‪ِ ، Aamo‬‬ ‫الخياطة‪ :‬ليه هول ‪ ،‬مساعدو التصوير‪ :‬تيجين ويليامز‪ ،‬رالف فيلنر ‪ ،‬مساعدو التصميم‪ :‬سيان ماهر‪ ،‬آمي هانسون ‪ ،‬مساعدة تصفيف الشعر‪ :‬كاثي إينيس‬

‫أعلى‪ :‬معطف وصدرية بيربل ليبل ‪( Purple Label‬للبدلة)‪ 17.090 :‬رياال قطريا وقميص بيربل ليبل ‪:Purple Label‬‬ ‫‪ 1.638‬رياال قطريا من رالف لوران ‪، ralphlauren.com, Ralph Lauren‬جينز يانغ لي ‪ 1.864 :Yang Li‬رياال قطريا‪ ،‬صندل‬ ‫أكيليس آيون غابرييل ‪ 2.617 :Achilles Ion Gabriel‬رياال قطريا ‪ ، achillesiongabriel.com‬إلى اليمين‪ :‬معطف‬ ‫مونسيلر غامي بلو ‪ :Moncler Gamme Bleu‬السعر عند الطلب ‪ ، moncler.com‬كنــزة مــارك جيكــوبس‬ ‫‪ 3.039 :Marc Jacobs‬رياال قطريا ‪ ، marcjacobs.com‬قميص بوليولي ‪ 1.256 :Boglioli‬رياال قطريا ‪boglioli.it‬‬ ‫جينز كريغ غرين ‪ 2.002 :Craig Green‬رياال قطريا ‪ ،‬دوفر ستريت ماركت نيويورك‬ ‫‪Dover Street Market New York‬‬

‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪29‬‬


‫الجــــودة‬

‫في الموضة‬

‫تقرير منصة العرض‬

‫دنيم ريميكس‬

‫بنطلونات جديدة ومعاطف فضفاضة سترة‬ ‫خفيفة متقنة القياس تجعلنا نرى إنديغو في لون‬ ‫جديد بالكامل في هذا الموسم‬ ‫تصوير أوليفر هادلي بيرش‬ ‫تصميم كارلوس نازاريو‬

‫معطف من بوتيغا فنيتا ‪ 14.196 :Bottega Veneta‬رياال قطريا وكارديغان‪ 4.004 :‬رياال قطريا وجينز‪ 1.747 :‬رياال قطريا ‪bottegaveneta.com ،‬‬ ‫قميص كوم دي غارسون ‪ 2.348 :Comme des Garçons‬رياال قطريا‬

‫‪28‬‬


‫لحلبة‬ ‫مسائل في الغداء‬

‫جامع القمامة‬

‫تبادل المنافع‪ :‬بائع‬ ‫الزهور المتمرد جوست‬ ‫باركر في قسم‬ ‫اللحوم في مطعم‬ ‫روكبول بار آند غريل‬ ‫‪Rockpool Bar & Grill‬‬ ‫حيث حشا ذبيحة من‬ ‫البقر بزنابق زهور‬ ‫ستارغيزر‪.‬‬

‫جوست باركر يزرع الزهور التي يقايض بها العظام التي يصنع منها‬ ‫الحساء يف مطعمه ويستخدم بقايا الطعام إلطعام (تسميد) حديقته‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫مخلفات‪.‬‬ ‫قابلوا أفضل من يمثل الذين يعيشون دون طرح أية‬ ‫بقلم ديفيد بريور ‪ -‬تصوير إيرل كارتر‬

‫املن ــزل الـ ـ ـ ــذي بن ــاه جوســت باركر ف ــي مونبـ ــولك‬ ‫‪ Monbulk‬يف أسرتاليا ويقع عيل بُعْ د ساعة خارج‬ ‫ميلبورن محاط بإطار مكون من شبكة من أكرث من‬ ‫‪ 11.000‬من أصص شجريات التوت الربي املورقة‬ ‫وحديقة للزهور بجوار مجموعة من أشجار الكينا‪.‬‬ ‫الجزء الداخيل للمنزل حيث يعيش بائع الزهور مع‬ ‫زوجته جني وبناته الشابات الثالث مصنوع بالكامل‬ ‫من مواد أُعيد تصنيعها‪ ،‬أرضيات غري مدهونة من‬ ‫الخشب املضغوط وستائر من اللباد ومصابيح سقف‬ ‫مثبتة بكالبات ومشابك‪.‬‬ ‫بسبب ما فعله باركر يف بيته كلفته إدارة مدينة‬

‫ملبورن يف العام ‪ 2008‬بتأسيس مطعم مؤقت‬ ‫يف وسط فيدريشن سكوير ‪Federation Square‬‬ ‫يستخدِ م املواد التي يطرحها الناس يف العادة يف‬ ‫مقالب القمامة‪.‬‬ ‫كان اسم املطع ـ ــم جرينهـ ــاوس بـ ــاي جوسـ ــت‬ ‫‪ Greenhouse by Joost‬وبُني يف ظرف أسبوعني‬ ‫بالتعاون مع فريق من املعماريني واملزارعني والطهاة‬ ‫وخرباء البيئ ـ ــة‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ بدأت مط ـ ــاعم‬ ‫مماثلة تظه ـ ــر يف مختلف األم ـ ــاكن وكـ ـ ــان آخره ـ ــا‬ ‫فــي مه ـ ــرج ـ ـ ـ ـ ــان ملب ـ ـ ـ ـ ـ ــورن للم ـ ـ ــأك ـ ـ ـ ــوالت والنبيـ ـ ـ ـ ــذ‬ ‫(‪ )Melbourne Food & Wine Festival‬حيث‬

‫كان باركر يشجع مرتادي املطاعم وبروح مرحة‬ ‫أن “يجربوا البول”‪ .‬فجمع بول داعمي مشروع‬ ‫استخدام النفايات يف وعاء كبري غري شفاف يف‬ ‫مدخل املطعم ليستخدمه كسماد يف عدد من‬ ‫األفدنة املزروعة ببذور الخردل التي تحولت فيما‬ ‫بعد إىل الزيت الذي يدير مولدات البيت املحمي‬ ‫املكيف املخصص لزراعة نفس املحصول‪ .‬يقول‬ ‫باركر وهو يحاول أن يدخل قطعة كبرية من النبات‬ ‫دائم الخضرة يف حافظة خاصة عىل كاونرت مقهى‬ ‫يف ضواحي ملبورن‪“ :‬تتصرف مؤسسات قطاع‬ ‫الضيافة بطريقة فيها الكثري من الهدر للموارد‪ ،‬وأنا‬ ‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪31‬‬


‫الجـــــودة‬

‫تقرير منصة العرض‬

‫أسفل‪ :‬سترة أندريا بومبيليو ‪ 2.682 :Andrea Pompilio‬رياال قطريا ‪ andreapompilio.it‬قميص بولو ‪ 637 :Polo‬رياال‬ ‫قطريا وصندل‪ 903 :‬رياال قطريا من مايكل كورس ‪Michael Kors‬‬ ‫‪ michaelkors.com ،‬جينز لوي ‪ 3.094 :Loewe‬رياال قطريا ‪ ،‬إلى اليمين‪ :‬معطف يانغ لـــي ‪ 4.878 :Yang Li‬رياال قطريا‬ ‫‪ ، yangli.eu‬جولينة‪ 3.458 :‬ريـاال ً قطريًا وقميص‪ 1.165 :‬رياال قطريا من غوتشي ‪gucci.com ،Gucci‬‬

‫‪30‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬



‫الحلبـــــــة‬

‫مسائل في الغذاء‬

‫أريد منها أن تتصرف بطريقة مختلفة”‪ .‬حافظات ُ‬ ‫(ع َلب)‬ ‫األطعمة املخصصة لالستهالك خارج املطعم تثري غضبه‬ ‫بصورة خاصة‪ ،‬فيقول عنها وهو يضع عىل وجهه ابتسامة‬ ‫عريضة ليخفف من ثورته‪“ :‬إنها تجعلني يف غاية الحنق‪.‬‬ ‫إذا أردت أن تجلس ملدة ‪ 30‬دقيقة لتشرب القهوة ملاذا ال‬ ‫تستخدم كوبا عاديا؟” تنتظم جدران املقهى التايل (ولكن‬ ‫ليس األخري حيث أنه يقيض معظم يومه يف توزيع وترتيب‬ ‫الزهور التي يزرعها يف حديقته) الذي يقف عنده صفوف من‬ ‫أكواب القهوة املستعملة التي حولها إىل أصص لشتالت‬ ‫شجرية الكزبرة ذات الرائحة النفاذة‪ .‬بوصفه بائع زهور ْ‬ ‫تلقى‬ ‫زهوره رواجا كبريا‪ ،‬ويهتم باركر بصفة خاصة بالنفايات‪.‬‬ ‫نشأ جوست ُ‬ ‫(وتنطق “يوست”) يف هولندا يف أسرة تنتمي إىل‬ ‫الجيل الرابع من مزارعي زهور الخزامى‪ ،‬وكان عندها ينظف‬ ‫الحقول وأماكن إلقاء القمامة ويجمع قطع الزجاج والقطع‬ ‫النقدية وغاليني الفخار‪ .‬يف بداية الثمانينيات أحب والده‬ ‫أسرتاليا‪ ،‬وعندما سنحت له الفرصة للعيش بصورة أفضل‬ ‫يف الخارج انتقل بأسرته إىل ملبورن ليبدأ من جديد‪ .‬لم يكن‬ ‫باركر يوصف بأنه من الطلبة الجيدين أو املتميزين‪ ،‬فرتك‬ ‫الدراسة وهو يف املرحلة الثانوية ليتعلم مهنة األسرة حتى‬ ‫راق يف ترتيب‬ ‫استطاع أن يطور لنفسه أسلوبا رجوليا ولكنه ٍ‬ ‫وعرض الزهور‪ ،‬وذلك يف تضاد واضح لكل أساليب التجميل‬ ‫األكاديمية والتقليدية التي كانت شائعة يف ذلك الزمان‪.‬‬ ‫عندما انتشر خرب موهبته بدأ باركر يميل إىل استخدام‬ ‫عينات غري عادية‪ ،‬غصون كاملة مزهِ رة من شجر الصمغ‪،‬‬ ‫وكتل من الخزامى البيضاء تظهر جذورها بالكامل يف أوعية‬

‫منذ أن افتتح مقصفه الراقي بروثل ‪ Brothl‬اتجهت اهتمامات‬ ‫باركر إىل إعادة استخدام النفايات أكرث إىل الذبائح‪ :‬عظام‬ ‫البقر وأصداف وحراشف وقواقع الكائنات البحرية والهياكل‬ ‫العظمية للدجاج‪.‬‬ ‫زجاجية‪ ،‬مزروعاته ما لبثت أن تسلقت الجدران وتدلت من‬ ‫السقوف‪ ،‬املئات من املصابيح الكهربائية املحروقة أصبحت‬ ‫أوعية بديعة للزنابق تتدىل من السقف‪ ،‬بينما ُتستخدم‬ ‫املشابك والكابالت الكهربائية كمالزم بديلة عن الجوت‬ ‫لباقات الزهور‪ .‬قبل خمس عشرة سنة بدأ باركر يطلب من‬ ‫مرتادي مطعمه أن يعطوه نفاياتهم العضوية ليستخدمها‬ ‫كسماد‪ ،‬واعدا إياهم يف املقابل أن يقدم لهم زهورا فريدة‬

‫دائرة كاملة‬ ‫في اتجاه عقارب‬ ‫الساعة من أعلى‬ ‫اليسار‪ :‬باركر في‬ ‫حديقته‪ ،‬واجهة منزل‬ ‫باركر في مونبولك‬ ‫‪ Monbulk‬بأستراليا‬ ‫مغطى ب ِـ ‪ 11.000‬أصيص‬ ‫لمختلف أنواع شجيرات‬ ‫التوت البري‪ ،‬رأس‬ ‫سمكة مطروح جانبا‬ ‫جاهز ُليستخدم في‬ ‫صنع المرق‪ .‬الجزء‬ ‫الداخلي من مطعمه‬ ‫بروثل ‪ Brothl‬مزين‬ ‫بالزخارف التي صنعها‬ ‫بنفسه من الزهور‪،‬‬ ‫مرق العظام ذو القيمة‬ ‫الغذائية العالية‬

‫‪32‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫راق‬ ‫من نوعها‪ .‬منذ أن افتتح مطعم بروثل‪ ،‬وهو مقصف ٍ‬ ‫متخصص يف تقديم الحساء‪ ،‬اتجهت اهتمامات باركر إىل‬ ‫إعادة استخدام النفايات أكرث إىل الذبائح‪ ،‬وبصفة خاصة‬ ‫إىل عظام البقر‪ ،‬وقشور وحراشف وقواقع الكائنات البحرية‬ ‫والهياكل العظمية للدجاج‪ ،‬التي يستخدمها يف صناعة‬ ‫املرق‪ .‬مطعم بروثل‪ ،‬وهو يحتل مكانا صغريا يف زقاق عادي‪،‬‬ ‫يكون دائما مزدحما بالزبائن الذين يحبون املرق املغذي‬

‫والكثيف حاد الطعم الذي يصنعه من الكائنات البحرية‬ ‫ويقدمه مع مختارات من عناصر مثل بلح البحر أو اللحم‬ ‫املقدد‪ .‬تذهب نفايات مطعمه إىل جهاز كهربايئ يزيل املواد‬ ‫العضوية بنسبة ‪ % 90‬يف ‪ 24‬ساعة فقط ويحوّلها إىل سماد‬ ‫طبيعي مر َّكز‪( .‬متبعا أسلوب باركر‪ ،‬تبنى الطاهي ريني‬ ‫ريدزيبي مؤخرا هذه التكنولوجيا يف نوما ‪ Noma‬الذي‬ ‫يعتربه الكثريون أفضل مطعم يف العالم)‪ .‬يقول باركر‪:‬‬ ‫“أنا أؤمن حقيقة أن الرتبة الغنية بالعناصر الغذائية تنتج‬ ‫طعاما غنيا بالعناصر الغذائية‪ .‬فمن الخطأ أن نستمر يف‬ ‫إفقار األرض وال نعيد إليها ما أخذناه منها”‪.‬‬ ‫مع غروب الشمس بعد يوم عمل طويل يكون باركر – الذي‬ ‫حصد زهوره منذ الفجر وقدمها إىل زبائنه وأخذ منهم‬ ‫عظامهم إىل طهاته – يف طريقه إىل البيت وهو يحمل السماد‬ ‫الذي سوف ينرثه عىل محاصيله مثل ما كان يفعل جوين‬ ‫ابلسيد الذي عاش بطريقة تختلف تماما عن الطريقة التي‬ ‫يعيش بها معظمنا اآلن‪.‬‬




‫عرض كبرية يف الطابق الثاين‪ ،‬وسط تشكيلة واسعة من أجهزة التشغيل الصوتية‬ ‫التي صممها وصنعها بنفسـ ـ ــه‪ .‬ك ـ ـ ـ ــان الفن ـ ـ ــان وفريق ـ ــه يسابق ـ ــون ال ـ ــزمن إلكم ـ ـ ــال‬ ‫تركيبات عرض توم ساكس‪ :‬تطور أجهزة التشغيل الصويت ‪٢٠١٥ - ١٩٩٩‬‬ ‫‪ .Boombox Retrospective, 1999-2015‬يضم املعرض حوايل دستتني من‬ ‫أجهزة التشغيل الصويت املصنوعة بال حِ َرفية وبمواد رخيصة‪ .‬كان املعرض عبارة‬ ‫عن تنقيب تاريخي ‪ -‬إحياءً لذكرى أجهزة تشغيل املوسيقى املحمولة التي تصدَّ رت‬ ‫املشهد يف الثقافة الشعبية من منتصف السبعينيات إىل أواسط الثمانينيات ومن‬ ‫العصر الذهبي للديسكو إىل عصر الهيب هوب‪ .‬يمثل املعرض أيضا ِس ِج َّال لهاجس‬

‫هناك الكثري منا من ال يستطيع أن يخفي إعجابه بصوت‬ ‫املوسيقى عندما يستمع إىل مغني الراب نوتورياص بي آي‬ ‫جي وهو يقول يف إحدى أغانيه‪ :‬أترك الشريط يشتغل إىل أن‬ ‫ينفجر ‪ let my tape rock till my tape popped‬واصفا‬ ‫جهاز تشغيل املوسيقى الذي كان يملكه يف شبابه‬

‫إلى اليسار‪ :‬الصور مقدمة من الفنان‬

‫ساكس الذي يمتد إىل عقود من الزمن باملوسيقى واألجهزة التي كانت‬ ‫تصدح بها يف جميع أنحاء العالم‪ ،‬وخرجت اآلن من السياق‪ .‬قال ساكس‪:‬‬ ‫“األمر ليس بالضبط حنينا ‪ -‬ألنني لم أتخل عنها أبدا‪ .‬أنا فقط نوعا ما‬ ‫أصنعها وأبقيها حويل أثناء ممارسة حيايت اليومية العادية”‪.‬‬ ‫انبهار ساكس بأجهزة تشغيل املوسيقى بدأ معه وهو طفل ينمو يف‬ ‫ويستبورت بوالية كونيتيكت عندما ابتكر جهازا لتشغيل شريط صويت من‬ ‫توصيل جهاز سوين ووكمان ‪ Sony Walkman‬الخاص به إىل سماعتني‬ ‫صغريتني مستخدما نفايات من قطع الخشب املضغوط والفيلكرو‪.‬‬ ‫وبمعنى من املعاين كان كل فنه عبارة عن إضافات إىل ذلك الجهاز‪.‬‬ ‫ساكس يحب صناعة األشياء ‪ -‬رجل تتحول لديه صناعة األشياء إىل مهارة‬ ‫وفن وعشق روحي‪ .‬ويستخدم يف تماثيله التي تحايك دائما األشياء التي‬ ‫تنتج عىل نطاق تجاري موادا وأدواتا رخيصة مثل الشريط األسكتلندي‪،‬‬

‫موسيقى صاخبة من الماضي‪:‬‬ ‫في عكس اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة من أعلى اليسار‪ :‬نماذج‬ ‫من أجهزة تشغيل الموسيقى‬ ‫التي عرضها ساكس في معرضه‬ ‫غوروز ياردستايل ‪1999‬‬ ‫‪ :Guru’s Yardstyle 1999‬هوت‬ ‫بريكوالرج ‪ haute bricolage‬مع‬ ‫مثبتا‬ ‫مجموعة من السماعات َّ‬ ‫على عربة | بريزيدانشيال فامباير‬ ‫بوث‪،2002‬‬ ‫‪Presidential Vampire Booth 2002‬‬ ‫بار مصنوع من علبة جهاز لتشغيل‬ ‫الموسيقى قاعدة جهاز فونوغراف‬ ‫من نفس العام‪.‬‬

‫والخشب املضغوط‪ ،‬ومفاتيح الرباغي‪ ،‬واملالزم‪ .‬يتعمد الفنان أن يكون لألشياء‬ ‫التي ينتهي من صنعها ملمسا خشنا وواجهات غري مرتبة‪ ،‬وأن تحمل آثار تسرب‬ ‫ربز‬ ‫الغراء وشرائط اللصق‪ ،‬وأن تكون حوافها حادة من آثار املنشار عىل الخشب ل ُت ِ‬ ‫ما يسميه ساكس‪“ :‬ندوب العمل”‪.‬‬ ‫قد تكون النتائج عظيمة أو مزعجة أو صارخة ‪ -‬أو كل ذلك معا يف معظم األحيان‪.‬‬ ‫صنع ساكس تماثيل من الربونز للشخصية اليابانية هيلو كيتي ‪Hello Kitty‬‬ ‫بشكل عشوايئ ومن َ‬ ‫الطروْر (البولسرتين) مثل الحثاالت التي يصنعها جيف كوونز‪.‬‬ ‫بنى ساكس نموذجا ليس مطابقا بالضبط بمختلف الوسائط للمركبة القمرية‬ ‫حسب تصوُّر وكالة الفضاء األمريكية لربنامج الفضـ ـ ــاء‪ :‬املريـ ــخ ‪٢٠١٢‬‬ ‫‪ ،Space Program: Mars, 2012‬لتصوِّر بالتفصيل هبوط مريخي يف مؤسسة‬ ‫مانهاتن بارك افينيو آرموري ‪ .Manhattan’s Park Avenue Armory‬عالجت‬ ‫أعمال ساكس قضايا املحافظة عىل املوارد واألصالة والعنف والعنصرية‪ ،‬وغازل‬ ‫القضايا املثرية للجدل وسعى إىل تحقيق النجاح من خالل الفضائح‪( .‬يف العام‬ ‫‪ 1999‬اع ُت ِقلت ماري بون وهي صاحبة صالة عرض فنية بتهمة حيازة أسلحة عندما‬ ‫استضافت معرضا لألسلحة اليدوية املصنوعة منزليا لـِ ساكس)‪ .‬ولكن كان مشروع‬ ‫ساكس يف املقام األول عن ما يسميه هوت بريكوالش ‪ - haute bricolage‬بناء‬ ‫أو خلق من مجموعة متنوعة من األشياء املتاحة‪ ،‬وما يمكن أن يُصنع منها مثل‬ ‫أجهزة التشغيل الصويت‪.‬‬ ‫يف متحف أوستني للفنون املعاصرة قادين ساكس إىل كشك للـ (دي جي) ‪DJ‬‬ ‫مصنوع من الخشب املضغوط يعم جدرانه الختم الرئايس ويضم أر ُْففا مليئة‬ ‫بزجاجات الخمر‪ .‬جميع أجهزة التشغيل املوسيقية التي صنعها ساكس تعمل‪.‬‬ ‫ويف آخر معرض له زوَّد كل واحد منها بقائمة مختلفة من التسجيالت املوسيقية‪.‬‬ ‫يعمل كشك بريزيدينشيال فامباير ‪ Presidential Vampire Booth‬كمركز‬ ‫للقيادة مزوَّد بلوحة توصيل تتحكم فــي كل جهاز‪ .‬بــدأ ساكس يتالعــب يف لوحة‬ ‫مفاتيح التحكم‪ ،‬وبالقرب منه كان هناك جهـ ــاز مودي ــل ثرييت سيك ــس ‪٢٠١٤‬‬ ‫‪ Model Thirty Six, 2014‬وهو عبارة عن قطعة فحم نبايت خام مركب بها‬ ‫أنظمة فرعية لتكبري وتوزيع الصوت وأنبوب معدين كمقبض ‪ -‬جهاز تشغيل صويت‬ ‫ُ‬ ‫ظهر أجهزة التشغيل الصويت عالمات‬ ‫يصلح ملسابقات حمل األثقال األوملبية‪ُ .‬ت ِ‬ ‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪37‬‬


‫الحلبـــة‬

‫مسائل في الفن‬

‫المعلِّم ساكس‬

‫بأجهزة تشغيل املوسيقى التي صنعها بيديه والتي‬ ‫تعمل بصورة كاملة أحيا الفنان توم ساكس حقبة‬ ‫التناظر التي َّ‬ ‫ولت‪ ،‬مر ِّكزا عىل ما ُف ِقد عندما أصبح‬ ‫العالم اآلن يضع كل املوسيقى يف جيبه‬ ‫بقلم جودي روزين ‪ -‬تصوير بين سكالر‬

‫تفتت العالم إىل مفاتيح وبايتات من الطبيعي أن يوجه العاطفيون منا حبهم وحنينهم إىل‬ ‫نحن بحاجة إىل كلمة جديدة‪ ،‬وياحبذا لو كانت أملانية بعشرات املقاطع لنصف بها ظاهرة‬ ‫األجهزة التي تعود إىل الحقبة التناظرية والتي ال تذ ِّكرهم باأليام الخوايل فحسب‪،‬‬ ‫غريبة أو عىل األقل غريبة ومحببة يف نفس الوقت طرأت يف مطلع القرن الحادي‬ ‫السابق‬ ‫والعشرين‪ ،‬وهي الحنني إىل تكنولوجيا املايض القريب‪ :‬اآلالت الكاتبة املزعجة التي توم ساكس الذي ابتكر بل أيضا تعني لهم شيئا حقيقيا وقضية من نوع آخر‪.‬‬ ‫جهازه الخاص لتشغيل‬ ‫الصوتي إذا كان باإلمكان أن نقول إن شخصا يعاين من ‪ -‬أو يجد هوىً يف ‪ -‬هذا الشغف‬ ‫تعمل بتحريك قضيب الكتابة والورقة يدويا‪ ،‬أجهزة صنع االسربيسو الالمعة‬ ‫أشرطة التسجيل‬ ‫عندما كان طفال والذي بأجهزة عصر التناظرية فإن هذا الشخص هو النحات والرسام وفنان الرتكيب توم‬ ‫اليدوية‪ ،‬أجهزة التلفزيون التي ظهرت يف منتصف القرن املايض بحجم السيارة‬ ‫تصوره‬ ‫يعرِ ض‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫لتطور أشكال ساكس الذي يبلغ من العمر ‪ 48‬سنة ويعمل من نيويورك‪ ،‬والذي يمكن أيضا‬ ‫الصغرية ‪ -‬األشياء التي كانت تمر بمرحلة املراهقة عندما ُط ِرحت جانبا وأُل ِقيَت‬ ‫أجهزة التشغيل الصوتية‬ ‫عبر السنين في متحف أن تجده يف وسط مدينة أوستني بوالية تكساس بعد وقت الظهرية يف نوع من‬ ‫يف كومة القمامة عىل جانب الطريق ثم ُن ِسيَت ‪ ،‬لتأيت بعد ذلك كمصدر لهوس‬ ‫المعاصرة‬ ‫للفنون‬ ‫أوستين‬ ‫محالت بيع األجهزة اإللكرتونية التي تصيب مرتاديها بما يشبه الهلوسة‪ .‬الواقع‬ ‫جديد وأهداف جديدة يف حروب عروض البيع والشراء عىل شبكات الدفع‬ ‫‪ Contemporary Austin‬إلى‬ ‫أنه كان يف متحف أوستني للفن املعاصر ‪ Contemporary Austin‬يف صالة‬ ‫اإللكرتوين عرب اإلنرتنت كرد فعل متوقع عىل مستجدات العصر الرقمي‪ .‬ومع‬ ‫‪ 19‬أبريل‬ ‫‪36‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫أحد األعمال‬ ‫المشاركة في آرت‬ ‫دبي‪،‬‬

‫آرت دبي‬

‫تالقح الثقافات في آرت دبي‬ ‫استضافت النسخة التاسعة من آرت دبي أكرث من ‪ ٢٥‬ألف زائر‪،‬‬ ‫واستعرضت أعمال أكرث من ‪ ٥٠٠‬فنان عىل مدى أربعة أيام‬ ‫بقلم كريم إمام‬

‫اختتم “آرت دبي” املعرض الفني الرائد يف الشرق األ وسط وجنوب آسيا‪،‬‬ ‫نهاية شهر مارس نسخته التاسعة التي أقيمت برعاية صاحب السمو‬ ‫الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء‬ ‫حاكم دبي‪ .‬وتم افتتاح الجولة األوىل للمعرض من قبل صاحب السمو‬ ‫الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ويل عهد دبي‪.‬‬ ‫شهد املعرض يف دورته األخرية نوعا أكرب من االنفتاح عىل مختلف املدارس‬ ‫الفنية يف العالم‪ ،‬واالختيار الجيد لعدد من الفنانني من دول ال نعرف‬ ‫عن فنها الكثري‪ .‬فثمة أعمال معروضة جريئة حملت رأيا سياسيا واضحا‪،‬‬ ‫كما يف أعمال الفنانة التايوانية تيفاين شانغ التي ّ‬ ‫وثقت الدمار يف مدينة‬ ‫حلب السورية‪ ،‬أو الفنان التونيس عمر باي املواكب لثورة بالده من خالل‬ ‫جدار عسكري‪ .‬أقيم “آرت دبي” ‪ ٢٠١٥‬بالشراكة مع مجموعة أبراج وبرعاية‬ ‫جوليوس باير وإعمار وباستضافة من مدينة جمريا‪ ،‬وكانت مازارايت هي‬ ‫الشريك الرسمي للسيارات لـ“آرت دبي” ‪.٢٠١٥‬‬ ‫رحّ ب معرض “آرت دبي” األكرب واألكرث عاملية يف تاريخه بـ ـ ـ‪ ٩٢‬معرضاً‬ ‫فنياً مشاركاً من ‪ ٤٠‬دولة‪ ،‬وقدّم أعمال أكرث من ‪ ٥٠٠‬فنان بقيمة إجمالية‬ ‫تتجاوز ‪ ٤٦‬مليون دوالر‪ ،‬أبلغت املعارض عن مبيعات قوية للمؤسسات‬ ‫وملقتني الفن املحليني وغريهم من املنطقة والعالم منذ افتتاح العرض األويل‬ ‫للمقتنني يف يوم ‪ ١7‬مارس وخالل األسبوع ذاته‪ .‬أطلق “املشرق للخدمات‬ ‫املصرفية” ‪ ،‬الشريك الحصري لـ“آرت دبي مودرن” مجموعته للشركات يف‬ ‫املعرض‪ ،‬مقتنياً أعماالً من القرن العشرين من إفريقيا‪ ،‬والشرق األوسط‪،‬‬

‫وجنوب آسيا‪.‬‬ ‫استقطب “آرت دبي” خالل األيام املفتوحة للعامة أكرث من ‪ ٢٥‬ألف ضيف ما‬ ‫بني القيّمني والفنانني الرائدين عاملياً ّ‬ ‫وعشاق الفن املقيمني يف دولة اإلمارات‪.‬‬ ‫وقامت الفائزة بـ“جائزة مجموعة أبراج للفنون” السابعة‪ ،‬إيطو ب ّرادة‪،‬‬ ‫بعرض عملها ا َّ‬ ‫ملكلف خصيصاً جنباً إيل جنب مع أعمال فناين القائمة‬ ‫القصرية منرية ُ‬ ‫الصلح‪ ،‬ستاره شهبزي‪ ،‬وسرناث بانرجي يف املعرض الخاص‬ ‫“ما قبل التاريخ‪ ،‬بإشراف ف ّني من القيّم الضيف “عمر خليف”‪ .‬تمحورت‬ ‫التيمة الرئيسية لـ“منتدى الفن العاملي” حول التكنولوجيا وتأثريها عىل عالم‬ ‫الفن والثقافة‪ ،‬وقد اجتذب املنتدى حضوراً الفتا خالل جلساته يف الكويت‬ ‫ودبي‪ .‬وقد قام املنتدى برتسيخ دوره كمحور ثقايف رئييس للحوار واالكتشاف‬ ‫يف املنطقة من خالل استضافة أكرث من خمسني متحدث رفيع املستوى من‬ ‫املنطقة وحول العالم‪ .‬حيث يعد املنتدى بمثابة محرك بحث يبحر يف نطاق‬ ‫التطورات التكنولوجية‪ ،‬ملسح املايض والحاضر بحثاً عن التبعات املربمجة‬ ‫وتلك غري املقصودة لالبتكار‪ .‬فالتكنولوجيا ليست فقط منتجاً من صنع‬ ‫اإلنسان‪ ،‬لكنها فعال تغذية مرتجعة إلعادة تشكيل هويتنا وعالقتنا ببعض‬ ‫وبالعالم من حولنا‪.‬‬ ‫تفاعل الزوّار مع األعمال واألداءات الجديدة الخاصة باملوقع والتي قام‬ ‫بها أحد عشر فناناً ومجموعة فنية كجزء من برنامج “مشاريع آرت دبي”‬ ‫الدينامييك‪ .‬وللمرة األوىل‪ ،‬فقد تضمّ ن برنامج املعرض غري الربحي إنشاء‬ ‫أعمال رئيسية خارج موقع املعرض يف “السركال آفينيو” املوجود باملنطقة‬ ‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪39‬‬


‫الحلبة‬

‫مسائل في الفن‬

‫ساكس املعتادة‪ :‬الحواف غري املستوية وكتل السيليكون واإلبوكيس املرتاكمة هنا وهناك‬ ‫بصورة عشوائية‪.‬‬ ‫إنها توحي باإلبداع وبعضها يجعلك تضحكني بصوت مرتفع‪ .‬هناك جهاز للتشغيل‬ ‫الصويت من السرياميك ُ‬ ‫ص ِنع يف العام ‪ ٢٠١٤‬يف ستوديو يف مدرسة الفنون التابعة ملتحف‬ ‫أوستني للفنون املعاصرة ملحق بقرنني كبريين‪ :‬يف إشارة لقبُّعات ستيتسون ‪Stetson‬‬ ‫يلمِ ز بها والية تكساس‪ .‬معرض غوروز ياردستايل ‪ Guru’s Yardstyle, 1999‬عبارة‬ ‫عن تجميع رأيس ألجهزة التشغيل الصوتية ‪ -‬سماعات‪ ،‬جهاز يف شكل طاولة‪ِّ ،‬‬ ‫منظم‪،‬‬ ‫وولكمان قديم يعمل باألقراص املدمجة ‪ - CD Walkman‬ويأيت عىل رأسها مظلة‪:‬‬ ‫حماية من العواصف للـ (دي جي) وغمزة لـِ ماغريتتي‪.‬‬ ‫يفكر ساكس أيضا بجد يف التكنولوجيا واملوسيقى ومكانتها يف حياتنا اليومية‪ .‬يف هذا‬ ‫العصر الرقمي َّ‬ ‫تقلص حجم أجهزة التشغيل الصويت وفقدت خاصية التجسيد‪:‬‬ ‫أفسحت تسجيالت الغرامافون املصنوعة من الفينيل إل بيز ‪ LPs‬املجال لألقراص‬ ‫املدمجة ثم تبخرت يف أجهزة إم بي ثري ‪ .MP3‬أدخل ساكس يده يف جيبه وأخرج‬

‫يتعمد ساكس أن يكون لتماثيله ملمسا خشنا‪ ،‬وأن‬ ‫تحمل آثار تسرب الغراء وشرائط اللصق‪ ،‬وأن تكون‬ ‫ربز ما‬ ‫حوافها حادة من آثار املنشار عىل الخشب ل ُت ِ‬ ‫يسميه‪“ :‬ندوب العمل”‪.‬‬ ‫جهازه آي فون سيكس ‪ ،iPhone 6‬وقال‪“ :‬اليوم هذا هو جهاز التشغيل الصويت‬ ‫الخاص بي‪ .‬هناك يشء يكاد أن يكون مخذيا يف هذا األمر‪ .‬املوسيقى التي يف هذا الهاتف‬ ‫استخدمت خدمة سبوتيفاي ‪ Spotify‬لطلب التسجيالت‬ ‫تكاد تكون بال نهاية إذا‬ ‫ِ‬ ‫املوسيقية عن بعد‪ .‬بالطبع هذا يشء يستحق اإلشادة‪ .‬إنه يُدخِ ل املوسيقى بشكل كبري‬ ‫يف حياتنا‪ .‬مع ذلك ال أملك إال أن أشعر بالفقد”‪.‬‬ ‫بالتأكيد تلك الخسارة واضحة لدى محبي املوسيقى من جيل ساكس‪ .‬هناك الكثري‬ ‫منا من ال يستطيع أن يخفي إعجابه بصوت املوسيقى عندما يستمع إىل مغني الراب‬ ‫نوتورياص بي آي جي‪ .‬وهو يقول يف إحدى أغانيه‪ :‬أترك الشريط يشتغل إىل أن ينفجر‬ ‫‪ let my tape rock till my tape popped‬واصفا جهاز تشغيل املوسيقى الذي‬ ‫كان يملكه يف شبابه‪ .‬ولكن ليس كل مصنوعات ساكس هي أجهزة تشغيل ألشرطة‬ ‫التسجيل الصويت التناظرية‪ ،‬فالكثري منها أجهزة تشغيل رقمية متقنة الصنع‪،‬‬ ‫وتركيبات بسماعات وأنظمة لتشغيل برامج آي بود ‪ .iPod‬يف الواقع الخسارة التي‬ ‫يحسها ساكس ليست التناظرية يف مقابل الرقمية بقدر ما هي الشعبية يف مقابل‬ ‫الخصوصية‪ :‬هي املوسيقى التي نستمع إليها اليوم من خالل سماعات ُتوضع يف‬ ‫اآلذان‪ ،‬والتي كنا يف يوم من األيام نرتكها تصدح يف الهواء ونشرك فيها العالم‬ ‫بأجمعه‪ .‬كان جهاز التشغيل الصويت رمزا للثورة والتحدي والشباب‪ ،‬وتجسيدا‬ ‫لهجمة الراب املست ِفزة التي بدأ غزوها للتيار الثقايف السائد منذ مطلع الثمانينيات‪.‬‬ ‫كان نقطة انطالق لدخول القضايا العنصرية يف السياسة‪ :‬املسمى الساخر “انفجار‬ ‫املعازل” ‪َّ ghetto blaster‬ألفه النقاد الذين ربطوا بني أجهزة التشغيل الصويت‬ ‫والفوىض واالحتشام الحضري‪ .‬ولكن أكرث من التمرد كانت أجهزة التشغيل الصويت‬ ‫تمثل املجتمع والتواصل‪ .‬كانت مثل التعويذة التي تصل بني مبتكري موسيقى الهيب‬ ‫هوب من السود واملنحدرين من أصول التينية‪ ،‬ومنارة يستدل بها من هم خارج‬ ‫هذه الدائرة‪ ،‬مثل ساكس‪ ،‬الذين أغرتهم املوسيقى الجديدة والثقافة الزاخرة التي‬ ‫تحتضنها‪ ،‬الناظر إىل أجهزة ساكس للتشغيل الصويت ال بد أن تداهمه جميع األسئلة‬ ‫الثقافية والتاريخية‪ .‬ولكن هذه األجهزة تعمل أيضا كصوت لوم بسيط لجهاز آي‬ ‫فون سيكس ‪ iPhone 6‬الذي يملكه هو نفسه ‪ -‬وكتكريم لألجهزة الكبرية الحجم‬ ‫وللضخامة من حيث هي‪ .‬تويانس ‪ Toyan’s, 2002‬عبارة عن كتيبة من السماعات‬ ‫‪38‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫مرئي ومسموع‪:‬‬ ‫في اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة من أعلى‬ ‫اليسار‪ :‬يورونور ‪2012‬‬ ‫‪ Euronor 2012‬مصنوع‬ ‫من حواجز وتلفزيون‬ ‫صغير كجهاز هجين‪،‬‬ ‫تويانس ‪2002‬‬ ‫‪ Toyan’s 2002‬مستوحى‬ ‫من أنظمة توزيع الصوت‬ ‫المستخدمة في حفالت‬ ‫الشوارع في جمايكا‪،‬‬ ‫جهاز تشغيل صوتي‬ ‫متعدد الوسائط مزعج‬

‫املرتاكمة يف كومة ارتفاعها ‪ ٨‬أقدام وعرضها ‪ ١٢‬قدما‪ ،‬وهي القطعة التي تضم‬ ‫أنظمة الصوت التي تنتشر يف حفالت الشوارع يف جمايكا وظهرت يف العديد‬ ‫من عروض ساكس واس ُتخدمت يف حفالت الرقص يف ثالث قارات‪ .‬إنها عالية‬ ‫الصوت‪ .‬يقول ساكس عنها‪“ :‬قوة أصواتها تناسب مساحة يف حجم استاد‬ ‫ريايض”‪ .‬مع هذا فإن قيمة الصوت يف حد ذاتها ال تهم ساكس كثريا‪ ،‬فهو ليس‬ ‫من النوع الذي يهتم بالصوت‪ ،‬ويقول‪“ :‬مررت بأوقات يف حيايت كنت مهووس‬ ‫فيها من الصوت‪ .‬ولكني أشعر يف بعض املرات وكأن الناس الذين يحبون األصوات‬ ‫حقيقة يتم استغاللهم أكرث من الالزم من ِقبَل األجهزة نفسها‪ .‬أنا أحب هذه‬ ‫أوج ْ‬ ‫دَت‬ ‫األجهزة الصوتية ولكني أحاول أن أتذكر الجزء الهام وهو اليشء الذي ِ‬ ‫من أجله – أال وهو املوسيقى”‪.‬‬


‫إشع ــال جــذوة اإلب ــداع‬ ‫أبريل ‪ -‬مايو ‪2015‬‬

‫من األسفل تصوير‪ :‬روبرت التيمرانو‪ ،‬كريم سادلي‪ ،‬ويلي فاندربيري‪.‬‬

‫مفارقات الباروك التاريخية لدى برونشتـ ــاين‬ ‫صفحة ‪ ، ٤٤‬بيوت جونسون الزجاجية ‪...‬‬ ‫التي ليست زجاجية صفحة ‪، ٥٢‬يف ربـوع‬ ‫الواليات املــتحدة صفحة ‪،٥7‬الجاذبية‬ ‫الدائمة للرج ــال الفرنسيني صفحة ‪.٦٨‬‬


‫الحلبة‬

‫آرت دبي‬

‫من أعلى اليسار عكس‬ ‫اتجاه عقارب الساعة‪ :‬القاعة‬ ‫رقم واحد في مدينة جميرا‪،‬‬ ‫احدى ندوات منتدى الفن‬ ‫العالمي‪ ،‬عمل “رحلة الزنوبة”‬ ‫للفنان عبداهلل السعدي‪ ،‬لوحة‬ ‫للفنان أحمد األنصاري‪.‬‬

‫الصناعية ومواقع أخرى مثل شارع الخيل وجبال ُعمان‪.‬‬ ‫كما شهد معرض “آرت دبي” أيضاً إطالق “ فضاءات” ‪ ،‬وهو معرض خاص‬ ‫مقدّم من قبل هيئة دبي للثقافة والفنون‪ ،‬والذي يستكشف الفضاءات التي‬ ‫تم إنشاؤها ما بني تقاطعات الثقافة والتاريخ واإلبداع‪ .‬وتمهيداً لـ“متاحف‬ ‫املرتو” املقبلة‪ ،‬تضمّ ن هذا املعرض املبتكر والفريد من نوعه موضوعات عديدة‬ ‫منها‪ :‬املخطوطات واملسكوكات اإلسالمية‪ ،‬والرتاث البحري‪ ،‬واآلداب ‪ ،‬وفن‬ ‫التصوير الفوتوغرايف‪ .‬كان ملجلة “يت قطر” جولة يف آرت دبي وبينايل الشارقة‬ ‫التقت خاللها مجموعة من الفنانني اإلماراتيني‪ ،‬الذين شاركوا يف فعاليات‬ ‫الحدث الفني األشهر عىل مستوى املنطقة‪ .‬يف البداية قال الفنان أحمد‬ ‫عبدالله األنصاري الذي ولد يف إمارة الشارقة عام ‪ 1954‬وشارك خالل دراسته‬ ‫يف معارض عدة‪ ،‬داخل الدولة وخارجها‪ ،‬أنه من أوائل الفنانني يف دولة‬ ‫اإلمارات‪ ،‬موضحا أنه يعمل عىل الفنون الواقعية والرتاثية‪ ،‬حيث يقوم‬ ‫بتسجيل األشياء الرتاثية القديمة التي اندثرت أو يف طريقها لالندثار‪ ،‬ويعمل‬ ‫دائما عىل البيئة وما حولنا وما يذكرنا بطفولتنا‪ .‬ووصف املشهد التشكييل يف‬ ‫اإلمارات بأنه متميز جدا‪ ،‬ويشهد زخما كبريا خصوصا يف السنوات الخمس‬ ‫األخرية‪ ،‬والتي شهدت العديد من الفعاليات الفنية املتجددة بشكل‬ ‫مستمر ومتواصل عىل مدار العام‪ .‬مؤكدا أن الحركة التشكيلية يف اإلمارات‬ ‫حركة ممتازة جدا‪ .‬وعن العالقة بني الفنانني الرواد والشباب يف اإلمارات‪،‬‬ ‫أوضح أن الفنانني من األجيال املختلفة تجمعهم جمعية الفنون التشكيلية‬ ‫اإلماراتية‪ ،‬إضافة إىل الفعاليات الفنية وورش العمل املختلفة التي تقام‪،‬‬ ‫حيث إنهم متجانسون مع بعض‪ .‬وحول ما يشري إليه البعض بخصوص‬ ‫تقليص الدعم املادي للفنون يف اإلمارات أوضح أنه ليس هناك أي تقصري‬ ‫بشكل عام‪ ،‬بل بالعكس هناك تشجيع‪ ،‬واملسئولون يفتحون أبوابهم‬ ‫ويقدمون ما يقدرون عليه بحيث تنجح أية فعالية فنية أو معرض أو ورشة‬ ‫عمل يف مجال الفنون التشكيلية‪ .‬وبخصوص التعاون بني جمعية الفنون‬ ‫التشكيلية اإلماراتية ونظريتها الخليجية أوضح أنه ال يستطيع الحكم عىل‬ ‫هذا األمر ألنه لم يلمس يشء بنفسه‪ ،‬وربما اإلدارة يف الجمعية أعلم منه يف‬ ‫هذا املوضوع‪ ،‬ويتذكر أنهم أقاموا معارض يف الكويت ويف مسقط بسلطنة‬ ‫عمان‪ ،‬لكنه لم يزر الدول األخرى‪ .‬ويضيف األنصاري قائال‪“ :‬يأتينا فنانون من‬ ‫‪40‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫قطر مثل يوسف أحمد‪ ،‬وحسن املال‪ ،‬والذين نشارك معهم يف العديد من‬ ‫الفعاليات الفنية يف البلدان األخرى‪ ،‬حيث أننا نعرف بعض كأشخاص‪ ،‬لكن‬ ‫عىل مستوى التعاون بني الجمعيات ال أعرف عنها الكثري”‪ .‬ولفت األنصاري‬ ‫إىل أن هناك حاجة إىل زيادة جهود حفظ الرتاث الخليجي خاصة فيما‬ ‫يتعلق باملباين والعمارة القديمة والقالع‪ ،‬التي تحتاج إىل تركيز أكرب‪ .‬الفتا‬ ‫إىل أن هناك توجه عام يف اإلمارات إلحياء وترميم وإعادة تأهيل هذه املواقع‬ ‫األثرية وتفعيلها من خالل إقامة فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية مختلفة‪.‬‬ ‫واختتم حديثه بالتأكيد عىل ضرورة أن يقوم املسئولون برعاية املواهب‬ ‫الشابة والصاعدة‪ ،‬ويقول‪“ :‬حيث أننا كجيل رواد عملنا عىل أنفسنا بأنفسنا‬ ‫ولم نجد يف بداياتنا الدعم املوجود اليوم‪ ،‬حيث تقدمنا بمجهودات ذاتية‬ ‫وبتشجيع من األهل”‪ ،‬متمنيا من املسئولني مد يد العون للشباب الجديد‬ ‫صاحب املواهب‪ .‬يف حني قال الفنان التشكييل اإلمارايت عبدالله السعدي أن‬ ‫هناك تواصل مستمر يف النشاط الفني من خالل آرت دبي‪ ،‬وأبوظبي آرت‪،‬‬ ‫وبينايل الشارقة واالفتتاح املنتظر لعدد من املتاحف القادمة مثل متحف‬ ‫اللوفر‪ ،‬ومتحف جوجنهام‪ ،‬وكلها أمور تعكس اهتمام الدولة بالفنون‪ ،‬ما‬ ‫يمثل عامال ً هاماً يف خلق الحركة التشكيلية يف الدولة‪ .‬وحول العمل الذي‬ ‫يشارك به هذا العام يف بينايل الشارقة بعنوان “رحلة الزنوبة” أوضح أنه‬ ‫يعد تكملة ألعمال سابقة مثل “الزنوبة الحجرية” أو “رحلة سمرقند” وأنه‬ ‫يأيت يف إطار املقارنة واملقاربة بني بالدنا وبلدان أمريكا الالتينية‪ ،‬موضحا أن‬ ‫أسفاره يف أمرييكا الالتينية ما تزال لم تكتمل‪ ،‬حيث أنه يحاول التقاط أفكار‬ ‫ألعمال فنية من هناك ‪ ،‬وأوضح أنه زار الربازيل واألرجنتني‪ ،‬لكن مثل هذه‬ ‫املقارنات ال ترتبط فقط بالزيارة‪ ،‬وإنما يمكن أن تستمد من خالل قراءة‬ ‫معلومة يف كتاب ما‪ .‬وأوضح أن “رحلة الزنوبة” تتكون من الحذاء املصنوع‬ ‫من عجالت السيارات املطاطية‪ ،‬وأنه يحاول من خالله عمل مقارنة بني هذا‬ ‫الحذاء ونظريه املوجود يف شمال املكسيك والذي ينتعل أهل هذه املنطقة‬ ‫نفس النعال‪ ،‬مشريا أن هذه الرحلة تعد تكملة للرحالت السابقة‪.‬‬ ‫وقال‪“ :‬إن البينايل يضم أعماال تأيت من كافة أنحاء العالم‪ ،‬وهي محاولة‬ ‫للمقارنة بني الشعوب األخرى لفتح أبواب لالطالع أكرث‪ ،‬ولفتح آفاق‬ ‫لآلخرين أيضا من خالل العمل الفني”‪.‬‬


‫من األسفل في اتجاه‬ ‫عقارب الساعة ‪ :‬لوحة الفنان‬ ‫عالء بشير ‪“ :‬ليلة سقوط‬ ‫بغداد” تبدو فيها كائنات‬ ‫سوداء األجساد ذات وجوه‬ ‫حيوانية مفترسة تتحلق‬ ‫حول كرسي وضع عليه رأس‬ ‫مقطوع في كيس شفاف‪،‬‬ ‫أحد المخلوقات التي تحيط‬ ‫بالكرسي له مخالب طويلة‬ ‫ويحمل سيفا‪ ،‬هال خليفة‬ ‫مديرة مشروع مطافئ‪.،‬‬

‫“رمزية اللهب التي يحملها املبنى‪ ،‬دفعتنا الطالق اسم مطافىء عىل‬ ‫املوقع‪ ،‬فبعد أن كانت رسالته متمثلة يف إخماد الحرائق والنريان‪،‬‬ ‫نحوله اليوم إىل موقد إلشعال جذوة اإلبداع يف املجتمع”‪.‬‬ ‫هال خليفة مديرة مشروع مطافىء‬

‫صورة هال من تصوير أبارنا ليا كومار‬

‫كذلك إلشارته إىل املكان الذي بدأ نشاطه بمعرض فني‬ ‫يحمل عنواناً غريباً هو اآلخر‪ ”555“ ،‬هو عنوان ذلك‬ ‫املعرض‪ .‬ومضمون الرواية أن هناك يف الدوحة محطة‬ ‫قديمة لإلطفاء تم االستغناء عن خدماتها وكان مقرراً‬ ‫لها أن ُتهدم‪ ،‬إال أن هيئة املتاحف يف قطر قررت أن‬ ‫تتعامل مع املوضوع بطريقة مختلفة‪ ،‬فبدالً من الهدم‬ ‫جاء قرار إعادة تأهيل البناية ذات الطوابق الخمسة‬ ‫لتكون مقر إقامة لفنانني يستقدمون من مختلف أنحاء‬ ‫العالم لتتم استضافتهم‪ ،‬وليعمل كل واحد منهم يف‬ ‫استديو خاص به‪.‬‬ ‫فبالنسبة لهال خليفة مدير مشروع مطافىء فإن االختيار‬ ‫نابع من دالالت رمزية عدة‪ ،‬منها أصالة املبنى التي تعد‬ ‫أحد العوامل املهمة يف اختياره‪ ،‬حيث تسعى متاحف‬ ‫قطر يف أنشطتها الفنية أن تربط بني املايض ممثال يف‬ ‫الرتاث والعادات املحلية واملستقبل بطابعه العصريّ ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فريدة تمتزج فيها‬ ‫حالة‬ ‫ومن ثمّ ‪ ،‬يُتوقع أن يصنع املبنى‬ ‫إبداعات الشباب الفنية مع عبق املايض يف توليفة رائعة‬ ‫تسهم يف زيادة االنتماء والتقدير لرتاثنا مع التطلع يف‬ ‫الوقت ذاته للمستقبل‪ .‬ومن األمور األخرى التي دعتنا‬ ‫لهذا االختيار‪ ،‬رمزية اللهب التي يحملها املبنى‪ ،‬فبعد‬ ‫أن كانت رسالته متمثلة يف إخماد الحرائق والنريان‪،‬‬ ‫نحوله اليوم إىل موقد إلشعال جذوة اإلبداع يف املجتمع‪،‬‬ ‫فاللهب يعد رمزاً لشعلة املوهبة والحماس‪ ،‬ليواصل‬ ‫املبني بذلك رحلة عطائه ولكن بصورة مختلفة هذه‬ ‫املرة تتمثل يف دعم وإثراء املشهد الفني الحيوي يف قطر‬ ‫واملساهمة يف منح الفنانني الصاعدين فضاءً مشرتكاً‬ ‫لتبادل التجارب وتعزيز اإلبداع والنمو واالزدهار‪ .‬أما‬ ‫‪ ،555‬فهي إشارة إىل سنوات كانت حاسمة وهو عودة‬ ‫بالذاكرة إىل “مركز الفنون” املوقع الذي انطلقت منه‬ ‫مبادرة الفنان املقيم ألول مرة ومن خالله تسعى متاحف‬ ‫قطر إىل عرض فرتة محورية من عمر تطور الفنون‪ .‬ففي‬ ‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪43‬‬


‫إشع ـ ـ ـ ـ ــال‬ ‫ج ـ ـ ـ ــذوة اإلب ـ ـ ـ ــداع‬

‫“مطافئ” هو الحدث األبرز فيما تشهده الدوحة من نشاط فني‪،‬‬ ‫ولكن ما عالقة املطافئ بالفن ؟ ليس العنوان ذا داللة فنية‪ ،‬إال أن‬ ‫رمزية اللهب التي يحملها املبنى تدل عىل إشعال جذوة اإلبداع يف‬ ‫املجتمع‬

‫بقلم‪ :‬ازدهار إبراهيم‪ ،‬تصوير‪ :‬روبرت التيمرانو‬

‫‪42‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫تنطوي يف حقيقتها عىل أي يشء كان سواء حدس خالق بما يمكن أن‬ ‫تقود إليه تلك املحاولة من جالل ورفعة‪.‬‬ ‫املعرض الحايل والذي هو ثمار فكرة اإلقامة الفنية يجعلنا نشعر أن ما‬ ‫خسرناه عىل مستوى الواقع يف أوطاننا ال يمكنه أن يسد الطريق التي تصل‬ ‫بنا إىل الجمال الذي سيكون من شأن اإليمان به أن يقوي قدرتنا عىل صنع‬ ‫واقع بديل‪ .‬املعرض مؤثر وغالبية أعماله لفنانيني عراقيني حطوا رحالهم‬ ‫يف الدوحة يف اقامات فنية وتركوا مجموعات جميلة بينها ما تشعر برغبة‬ ‫يف الوقوف أمامه طويال لتتأمل عمق رسالته‪.‬‬ ‫فكم هو مثري للشجن أن تالحظ مدى تأثر هؤالء العمالقة من بالد‬ ‫الرافدين باملنحوتات والجداريات البابلية واآلشورية التي نشأوا يف كنفها‬ ‫واستمدوا جمالياتهم من روعتها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تنوع هذا املعرض بمجموعة من األعمال الفنية‪ ،‬رسما ونحتا‪ ،‬لفنانني‬ ‫كان قد شغف حباً بإعمالهم قبل أن يستضيفهم‪ .‬سيكون علينا هنا أن‬ ‫نتحدث عن كبار مثل إسماعيل فتاح‪ ،‬وضياء العزاوي‪ ،‬وسالم الدباغ‪،‬‬ ‫وشاكر حسن آل سعيد‪ ،‬وسعدي الكعبي‪ ،‬وعالء بشري‪ ،‬ومحمود‬ ‫العبيدي‪ ،‬ونزار يحيى‪.‬‬ ‫هؤالء هم من تكللت جدران ‪ 555‬بأجمل ما جادت به قريحتهم من أعمال‬ ‫مشبعة بأنني الغربة‪ ،‬وإحساسهم بفقد الوطن‪.‬‬ ‫تحرير اإلبداع‬ ‫ضياء العزاوي‪ :‬أحد هؤالء الذين واكبوا هذه اإلقامات التي بدأت ‪- 1995‬‬ ‫‪ 2005‬لجأ فيه مبدعون عراقيون إىل (مركز الفن) تميزت أعماله بالوجوه‬ ‫غائبة املالمح والنافرة‪.‬‬ ‫إسماعيل فتاح تويف عام ‪ 2004‬وترك لنفسه سرية عطرة ومسرية زاخرة‬ ‫بمنحوتات رخامية ووجوه من الربونز وأخرى مربعة أو منحوتات لقامات‬ ‫بشرية من بينها تلك التي تنتصب إىل جانب بعضها بألوان مختلفة‪.‬‬ ‫سعدي الكعبي‪ :‬عرض جداريتني رائعتني وهما امتداد ألسلوبه الذي يمزج‬ ‫فيه بني التكعيبات الهندسية واألجساد ذات املنحنى التكعيبي‪ ،‬والكتابات‬ ‫التي ال يمكن للرايئ التمييز ما بني إن كانت مكتوبة باللغة العربية أم‬ ‫املسمارية‪.‬‬ ‫عالء بشري‪ :‬تميزت أعماله الغزيرة يف هذا املعرض بالوجوه التي تشبه‬ ‫األقنعة كلوحة “ليلة سقوط بغداد” ‪ 2007‬وهي أعمال ممهورة باأللم‬ ‫العراقي‪.‬‬

‫من األسفل في اتجاه‬ ‫عقارب الساعة‪:‬‬ ‫لوحة للفنان ضياء‬ ‫العزاوي وجوه غائبة‬ ‫المالمح أو نافرة جدارية‬ ‫رائعة للفنان سعدي‬ ‫الكعبي زاد من جمالها‬ ‫مزجه بين األلوان التي‬ ‫تطلى بها الجدارية‬ ‫بتدرجات متهادية‪،‬‬ ‫مبنى مطافئ‬

‫أبريل ‪ -‬مايو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪45‬‬


‫منحوتة ضخمة للفنان‬ ‫إسماعيل فتاح لكائنين‬ ‫بشريين ذاب جسداهما‬ ‫في نصفهما السفلى‬ ‫لحد جعل من الصعب‬ ‫تحديد جنسيهما فيما‬ ‫بدا الوجهان مفزوعان‪،‬‬ ‫ومنحوتات رخامية‬ ‫ومنحوتات من البرونز‬

‫العام ‪ 1995‬انطلقت االستضافة لتنهي عقدها األول عام ‪ 2005‬ولتأخذ عام ‪ 2015‬حضنا دفيئا‬ ‫وشكال ً رسمياً يؤكد ثباتها يف األجندة املستقبلية لهيئة متاحف يف قطر‪.‬‬ ‫كل يشء كان قد تغري‪ ،‬غري أن املشرفني عىل إعادة التأهيل بما ينسجم والوظيفة الفنية‬ ‫املرتجاة كانوا حريصني عىل أن يبقوا عىل أشياء من املايض‪ ،‬هي يف مشهدها الخارجي ال ُتذكر‬ ‫به إال بطريقة إيحائية‪ ،‬مثل ذلك الربج العايل الذي كان يستعمله رجال اإلطفاء للتدريب‪،‬‬ ‫وهو يف حد ذاته يمكنه أن يخدع بصرياً مَ ن يراه ألول مرة‪ ،‬باعتباره عمال ً فنياً ذا مفهوم كبري‪.‬‬ ‫كانت هناك بعض األنابيب املعدنية الحمراء ال تزال متشبثة بالجدران‪ ،‬هي األخرى أضافت‬ ‫ملسة وجماليات فنية مفاجئة‪.‬‬ ‫وعن هذا تقول هال لقد سعينا إىل أن يحتفظ املبنى الجديد بالعديد من تفاصيله املعمارية‬ ‫األصلية من أجل التأكيد عىل الهدف املتمثل يف “الجمع بني أصالة املايض وحداثة املستقبل”‪،‬‬ ‫وهو ما يربز جليًا حلته الجديدة التي تحوي كثرياً من سمات املبنى القديمة وجوانبه الجمالية‬ ‫العامة كبساطة التصميم الذي روعي فيه إبقاء الواجهة األصلية للمبنى ليظل محتفظاً‬ ‫بهويته القديمة‪ .‬كما منحنا املبنى أيضاً ملسة عصرية وأضفنا له العديد من عناصر الجذب‪،‬من‬ ‫بينها مقهى ومطعم ومتجر للفنون وسينما ومرافق أخرى تخدم الفنانني‪ ،‬إىل جانب تحويل‬ ‫جراج مطافئ الذي تبلغ مساحته تقريباً ‪ 7٠٠‬قدم مربع إىل ساحة مخصصة للمعارض تسمى‬ ‫“معرض جراج” لعرض أعمال الفنانني وإنتاجهم‪ ،‬وذلك يف شهر يونيو من كل عام ابتداءً من‬ ‫يونيو ‪ .٢٠١٦‬وجدير بالذكر أنه قد ُع ِهد بتصميم وإعادة تأهيل املبنى إىل الفنان املعماري القطري‪،‬‬ ‫إبراهيم الجيدة‪.‬‬ ‫وبالنسبة لهال خليفة فإن ‪ 555‬احتفاءً بأول برنامج إقامة فنية شهدته الدوحة يف مطلع‬ ‫التسعينيات واستمر عىل مدار عقد كامل تحت اسم “مركز الفن”‪ ،‬فهو استدعاء للذاكرة‬ ‫‪44‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫وحنني إىل فرتة من املايض‪ ،‬وأن اختيار معرض “‪ ”555‬ليكون باكورة فعاليات افتتاح املبنى‪،‬‬ ‫جاء بلورة مهنية لفكرة كانت إرهاصاتها يف منتصف تسعينيات القرن املايض‪ ،‬وتشكلت‬ ‫لتؤسس لقيم فنية جديدة تحرر اإلبداع من الطابع الوظيفي املؤسسايت وتنطلق به نحو أفق‬ ‫فني ومعريف واسع‪ ،‬وحنني مضمر وعودة بالذاكرة إىل استعادة أعمال أبدعها فنانون أقاموا‬ ‫يف قطر لفرتات مؤقتة وتركوا هذه اللوحات والتحف املوجودة يف املعرض‪ .‬وأضافت أن اسم‬ ‫املعرض محاكاة فنية للرقم ‪ ٩٩٩‬الذي يستنجد به لطلب رجال املطافئ‪ ،‬وإحالة عىل اإلقامة‬ ‫الفنية األوىل بالدوحة التي انطلقت عام ‪ .1995‬وإذا كان املعرض الحايل املاثل يف الثالث‬ ‫خمسات مثالياً يف تمسكه بزمن الفن الراقي الذاهب إىل جمالياته بخطى فنانيه الواثقة‪،‬‬ ‫فإنه أيضاً يمثل لحظة تحدٍ واختبار لفكرة اإلقامة الفنية حني تأخذ بعداً رسمياً‪ .‬فاملعرض‬ ‫يمثل ذائقة شخص‪ ،‬دفعه شغفه بالفن إىل أن يقتدي بما تفعله األمم األخرى وهي تحتفي‬ ‫بفنانيها‪ .‬وهو خالصة تلك الروح يف تجوالها بني األوقات العصيبة‪ ،‬كانت فكرة اإلقامة‬ ‫الفنية محاولة من الشيخ حسن بن محمد بن عيل آل ثاين صاحب الروح الخالقة‪ ،‬واملعذبة‬ ‫بإخالصها للفن‪ .‬كان ذلك الشخص عاشقا لإلبداع والجمال‪ ،‬وكانت حساسيته الجمالية‬ ‫تقوده دائماً إىل الطرق املعبدة‪ .‬يتألف املعرض من أعمال أبدعها فنانون أقاموا يف قطر لفرتات‬ ‫مؤقتة لكنهم تركوا أثارا لن تمحى عىل مشهدها الثقايف الواعد‪.‬‬ ‫يتناول معرض ‪ 555‬فكرة الحنني وهو يقدم لجمهوره توثيقا مفصال لفرتات اإلقامة الفنية‬ ‫األوىل من خالل املنحوتات الرتكيبية‪ ،‬واللوحات الفنية‪ .‬ورغم مرور ما يقارب ‪ 20‬عاما عىل‬ ‫هذه األعمال الفنية فإن موجاتها الفنية ما تزال تردداتها تظهر يف يومنا الحاضر وتؤثر فيه‪.‬‬ ‫ففيه وقف الشيخ حسن مع الفنانني العراقيني يف محنتهم وهم يمرون بسنوات الهجر‬ ‫العاملي (الحصار الذي فرض عىل العراق منتصف عام ‪ )1990‬ولكن تلك املحاولة لم تكن‬


‫مفارقات الباروك‬ ‫التاريخية لدى‬

‫برونشت ـ ـ ـ ـ ــاين‬

‫يف مدينة ديل اإلنجليزية املطلة عىل البحر‪ ،‬أَ َّثث بابلو برونشتاين بيتا‬ ‫يزخر بمقتنياته اآلثرة‪ :‬أثاث فاخر وتناقضات حادة ونماذج رائعة من‬ ‫االلتباس التاريخي‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬برايان ديلون‬ ‫تصوير‪ :‬نيك بالون‬

‫يوم صحو يمكنك أن تبصر الساحل الفرنيس وأنت يف‬ ‫يف ٍ‬ ‫مدينة ديل‪ ،‬وهي مرفأ صيد وتجارة سابق وتقع يف الطرف‬ ‫الشرقي من مقاطعة كِنت‪ .‬ويف مثل هذه البقاع الساحلية‬ ‫يكمن بعض عبق إنجلرتا املتحررة‪ ،‬ما يعيد للذاكرة‬ ‫خياالت األجيال السابقة عن بوهيمية الحياة يف املناطق‬ ‫الواقعة قرب القارة األوروبية‪ .‬وال تزال أشباح الكرنفاالت‬ ‫الشعبية التي كانت تقيمها طبقة العمال حاضرة تتقافز‬ ‫يف منتجعات مقاطعة كِنت مثل مارجيت وهرن باي‪ ،‬فيما‬ ‫تستحضر املدن األكرث رُقيًّا رموزا أدبية مثل تشارلز ديكنز يف‬ ‫برودستريز‪ ،‬وهرني جيمس يف ِري‪ .‬ويف قرية ألدينجتون‬ ‫الداخلية امتلك نويل كوارد منزال يطل عىل ساحل القنال‬ ‫اإلنجليزي‪ ،‬ولكن تبقى ديل تاريخيا هي املعقل الحقيقي‬ ‫للمسرح يف املنطقة‪ ،‬وأصبحت‪ ،‬وال سيما يف عقود ما‬ ‫بعد الحرب العاملية الثانية‪ ،‬متنفساً يقصده املمثلون‬ ‫واملخرجون واملصممون من ذوي امليول املثلية الذين يفدون‬ ‫إليها من العاصمة لقضاء عطالتهم األسبوعية‪.‬‬ ‫وهنا يف وسط املدينة‪ ،‬أصبح الفنان بابلو برونشتاين‬

‫يمتلك منزال منذ العام ‪ .٢٠١١‬ويف صباح يوم مشرق من‬ ‫شهر ديسمرب ‪ ،‬أشار وهو واقف عىل عتبة منزله إىل بناية‬ ‫ٌ‬ ‫لوحة تذكارية زرقاء‪ ،‬تشري للبناية‬ ‫قريبة ُثبِّتت عليها‬ ‫باعتبارها املسكن السابق لـ“تشارلز هاوتري”‪ ،‬وهو ممثل‬ ‫كوميدي غريب األطوار وضئيل الجسم وقد اُشتهر بـدور‬ ‫رفيق الدرب املضحك يف فريق كينيث ويليامز ذائع الصيت‬ ‫وبالغ التحرر يف سلسلة فيلم “‪ ”Carry On‬فيما بعد‬ ‫الحرب‪ .‬ويبدي برونشتاين إعجابه بما يسميه “التاريخ‬ ‫ُ‬ ‫الخنثوي” لـ ديل‪ ،‬وهي عبارة ال يعني بها احتضانها لصغار‬ ‫املشاهري من ذوي امليول املثلية وحسب‪ ،‬وإنما أيضا غناها‬ ‫بالجماليات امللهمة‪ .‬ويمكن َتلمُّ س أصداء عناصر من‬ ‫قبيل االفتتان باملقتنيات األثرية واالحتفاء بالفن الرديء‬ ‫والحضور الدائم لقضايا السياسة واالقتصاد – وهي‬ ‫جميعها سمات حاضرة يف أعمال برونشتاين يف هذا‬ ‫املركز الصغري لألسطول البحري الربيطاين حيث اختار أن‬ ‫يعيش‪.‬‬ ‫ويُبدي برونشتاين‪ ،‬كفنان‪ ،‬حماسه إلستخدام التوظيف‬ ‫‪47‬‬


‫غرفة الرسم‪ :‬الفنان بابلو‬ ‫برونشتاين في “الغرفة‬ ‫الصينية” التي تجمع‬ ‫مقتنيات غريبة تعود‬ ‫للقرن الثامن عشر وقرميد‬ ‫من مدينة ديلفت‪ ،‬ما ُي ِّ‬ ‫ذكر‬ ‫بالتاريخ التجاري لمقاطعة‬ ‫ِكنت‪.‬‬ ‫في المقابل‪ :‬منظر عام‬ ‫من الباب األمامي المطل‬ ‫على شارع “ميدل ستريت”‬ ‫في ديل‪ ،‬وجهة أبناء الطبقة‬ ‫الراقية الذين يفدون إليها‬ ‫من لندن لقضاء عطلة‬ ‫نهاية األسبوع‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫إىل إنجلرتا وهو ال يزال طفال صغريا‪ .‬وألنه عاش يف‬ ‫ضاحية نيزدن “البائسة” يف لندن‪ ،‬فقد ظل يحتفظ يف‬ ‫مخيلته بذكريات عن منزل جَ دته يف العاصمة األرجنتينية‬ ‫بيونس آيريس‪ ،‬بصالوناته الرحبة التي تتماىش مع‬ ‫النسق الفرنيس يف القرن الثامن عشر‪ .‬ويتذكر ذلك قائال‪:‬‬ ‫“دخلت إىل عالم متخيَّل يتألف من مجالت الديكور‬ ‫الداخيل‪ ”.‬وقد بدأ يرسم البنايات من وحي خياله والصور‬ ‫الداخلية التفصيلية‪ ،‬ويف سن السادسة عشرة‪ ،‬أعاد‬ ‫تصميم ديكور غرفة نومه عىل غرار القصور الباروكية‪.‬‬ ‫وعقب بضعة أشهر فقط من نيله درجة علمية يف‬ ‫الهندسة املعمارية‪ ،‬انصرف عن ذلك يك يلتحق بإحدى‬ ‫مدارس الفن‪ ،‬فأمىض أوال سنة تأسيسية يف مدرسة‬ ‫سنرتال سانت مارتنز ‪ ،Central Saint Martins‬ثم‬ ‫درجة يف الرسم من مدرسة سليد للفنون الجميلة‬ ‫‪ Slade School of Fine Art‬ثم درجة املاجستري من‬

‫كلية جولد سميث ‪ .Goldsmiths College‬وقد شعر‬ ‫وحتى وهو يف غمرة تدريب يغلب عليه الطابع التقليدي‬ ‫نسبيا بأنه “ال يشء يجمعه بأي أحد آخر”‪ .‬فالفنتازيا‬ ‫املعمارية التي كان يحققها بحساسية مرهفة مستخدما‬ ‫قلم حرب سائل عىل ورق مصنوع يدويا‪ ،‬لم تبدُ عصرية‬ ‫بالقدر الكايف يف نظر بعض معلميه‪ .‬لكنه ظل مقتنعا بأن‬ ‫تشكيالته الدقيقة تنتمي للفن املعاصر‪.‬‬ ‫وباعتباره فنانا شابا‪ ،‬فقد رأى برونشتاين نفسه جزءا‬ ‫من ساللة “متمردي املخيم” األقل مسايرة للعصر‪ :‬مثل‬ ‫الرسام واملصمم ريكس ويسلر‪ ،‬املعروف بأشكاله امل ُ َّلطفة‬ ‫يف املشاهد الرمزية‪ ،‬أو يوجني برمان‪ ،‬الذي رسمت‬ ‫سرياليته القوطية طرازا معماريا خياليا‪ ،‬جاء مُ دمَّ را‬ ‫يف غالبه‪ .‬وهو يستشهد اليوم برسومات األحذية لدى‬ ‫آندي وارهول أو الهواجس املعمارية لدى دان جراهام‬ ‫باعتبارها بواكري فنية‪ .‬وتحمل أعمال برونشتاين أيضا آثار‬

‫ملتو يف السينما اإلنجليزية‪ ،‬وفيه يتقاطع الفن‬ ‫توجه‬ ‫ٍ‬ ‫والتصميم املعاصرين مع السرد التاريخي – والسيما يف‬ ‫أعمال املخرجني ديريك جارمان‪ ،‬وبيرت جريناواي‪ .‬بعبارة‬ ‫أخرى‪ ،‬فإن فن برونشتاين ليس أبدا مجرد مخيم أو نمط‬ ‫معني أو مختص باألثريات‪ ،‬وإنما هو مدين لسلسلة‬ ‫طويلة من عناصر متضخمة استمدها من الطليعية‬ ‫العاملية مصحوبة بروح ونسق الجمالية اإلنجليزية‪.‬‬ ‫وبينما كان مشهد الفن العاملي يُعرب غالبا عن الحنني‬ ‫إىل الخطوط البسيطة لحداثة القرن املنصرم‪ ،‬كان فن‬ ‫برونشتاين – الذي يقوم عىل الرتكيبية التاريخية ويزخر‬ ‫بالخيال املعماري قد أخذ ينحو بشكل قاطع نحو الغرابة‬ ‫والشذوذ‪.‬‬ ‫وبعد إدخاله للضاحية املتجهمة يف فن العمارة‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬أصبح برونشتاين معجبا “بتقديمها بشكل‬ ‫متسلسل‪ ،‬وحاجة العمارة إىل الطابع املحيل األصيل يك‬ ‫‪49‬‬


‫التاريخي لفن العمارة والتصميم يف خدمة األغراض‬ ‫السياسية‪ .‬وهو وإنْ ُعرف برسوماته‪ ،‬فإنه يصمم أيضا‬ ‫تركيبات ومنحوتات وعروض تصاميم للرقصات‪ .‬وغالبا‬ ‫ما تضم مشروعاته تركيبات جامحة حتى العبث‪ :‬مثل‬ ‫املراحيض العامة التي يُحوِّرها يف أشكال كهوف أو أضرحة‪،‬‬ ‫والفلل املصممة وفق هندسة باالديو التي يعيد دهانها‬ ‫باأللوان األولية‪ ،‬وهياكل السفن الضخمة ذات الباحات‬ ‫الصغرية املتحولة التي يمكن رؤيتها من الجو‪.‬‬ ‫وخالل تناول القهوة والفطائر يف مطبخ الطابق األريض‪،‬‬ ‫بأرضيته امل ُ َّ‬ ‫بلطة بالقرميد‪ ،‬وحوض غسيل بلفاست‬ ‫العميق‪ ،‬ومكواة مالبس كانت تستخدم يف القرن السابع‬ ‫عشر‪ ،‬أخربين برونشتاين عن “كوخه الذي شيده عىل‬ ‫الشاطئ وفق نسق املعماري نيكوالس هوكسمور يف‬ ‫الصيف املايض يف فولكستون الواقعة إىل الجنوب من ديل‬ ‫بأقل من عشرين ميال‪ ،‬وسط صفوف من أكواخ شاطئية‬ ‫قديمة وبسيطة ُتصنع من الخشب غالبا ويتم دهانها‬ ‫بألوان مبهرجة‪ ،‬ولكن أسعارها باتت مؤخرا تالمس أرقاما‬ ‫خيالية‪ .‬ويشتهر املعماري الربيطاين هوكسمور الذي عاش‬ ‫يف القرن الثامن عشر أكرث ما يكون بكنائس لندن التي‬ ‫شيَّدها وفق الطراز البارويك‪ ،‬أما بناية برونشتاين – وهي‬ ‫يف واقع األمر “منحوتة تأخذ شكل بناية” – فقد زاوجت‬ ‫بني النمطني يك ُتخرج منارة ال تعمل وال يمكن تصورها‬ ‫تاريخيا يف فولكستون‪ :‬وهو ما يعني حماقة معرفية تتسم‬ ‫بالسوقية‪.‬‬ ‫أما مشروعه التايل فهو معرض يقام هذا الصيف يف مركز‬ ‫نوتنجهام كونتمرباري حيث وُجهت إليه الدعوة يك ينتقي‬ ‫أشكاال وأعماال فنية من مجموعة مقتنيات تشاتسورث‬ ‫هاوس ‪ ،Chatsworth House‬وهو املقر التاريخي لدوق‬ ‫ديفونشاير‪ .‬ويقول برونشتاين إنه قد وقف حائرا أمام‬ ‫أشكال ومواد يضمها البيت املهيب – مثل الفضيات املطلية‬ ‫بالذهب‪ ،‬وبورسلني ديلفت بدال من الخزف الصيني األغىل‬ ‫ثمنا‪ -‬وهي ليست كما تبدو عليه تماما‪.‬‬ ‫ولد برونشتاين يف األرجنتني عام ‪ ،١٩77‬وانتقلت أسرته‬ ‫‪48‬‬

‫بينما كان ثمة حنني إىل الخطوط البسيطة‬ ‫للحداثة‪ ،‬كان فن برونشتاين – الذي يميل‬ ‫للرتكيبة التاريخية ويزخر بخيال معماري قد أخذ‬ ‫ينحو بشكل قاطع نحو الغرابة والشذوذ‪.‬‬

‫في اتجاه عقارب الساعة‬ ‫من أعلى‪ :‬المكان الذي‬ ‫يعمل فيه برونشتاين‪،‬‬ ‫وقد امتأل بمقتنيات غريبة‬ ‫ومثيرة للفضول تشمل‬ ‫نقشين تمثيليين يعودان‬ ‫للقرن الثامن عشر‪ ،‬ونسخة‬ ‫من إحدى لوحات َّ‬ ‫النقاش‬ ‫اإليطالي بيرانيزي المصنوعة‬ ‫من شعر ذيل الحصان‪ ،‬لوحة‬ ‫عادية نوعا ما للممثلة‬ ‫مارجريت ووفينجتون والتي‬ ‫نسبت ذات مرة لهوجرث‪،‬‬ ‫في غرفة العمل توجد‬ ‫مزهرية هولندية تعود‬ ‫للقرن السابع عشر‪ ،‬وتمثال‬ ‫رديء ـــإلله الحب كيوبيد‬ ‫وهو يمتطي نمرا‪.‬‬


51


‫يقال إن هذه الصورة أصلية‪.‬‬ ‫ويقول برونشتاين بنظرة تأمل‪“ :‬ربما يصح ذلك يف‬ ‫اليدين‪ ،‬وكذلك ُ‬ ‫الكمَّني‪ ،‬أما الوجه فيحمل بصمات‬ ‫هوجوورتس أكرث مما يحمل ملسات هوجرث”‪.‬‬ ‫ُتدر ربحا”‪ .‬وقد استلهم يف بعض اللوحات تاريخ ميدان‬ ‫باترنوسرت يف لندن الذي احتدم حوله الجدل– وهي منطقة‬ ‫مجاورة لكاتدرائية القديس بولس كانت قد تعرضت‬ ‫للقصف خالل الحرب العاملية الثانية وخضعت لعملية‬ ‫إعادة تطوير افتقرت للخيال واإلبداع‪ .‬ويف العام ‪،١٩٨7‬‬ ‫وجَّ ه األمري تشارلز الذي أسبغ عىل نفسه دور امل ُ ِّ‬ ‫حكم‬ ‫املعماري انتقادات ملقرتَح كان يستهدف تشييد مجمع يف‬ ‫املكان‪ ،‬وقد َّ‬ ‫دل الجدل الناجم عىل أن املوقع قد أعيد بناؤه‬ ‫وفق مزج غريب من الباروك املعاد توظيفه وتلفيق ما بعد‬ ‫الحداثة‪ُ .‬‬ ‫وتظهر لوحة برونشتاين “نصب عمود ميدان‬ ‫باترنوسرت” اللحظة التي جرى فيها إقامة عمود كورينثي‬ ‫وجَ َّرة جديدين يف املوقع عام ‪ ٢٠٠٣‬باعتبارها محاولة بطولية‬ ‫(وقد صمم عىل نحو يخفي قناة تهوية)‪.‬‬ ‫ويف العام ‪ ،٢٠٠7‬نشر برونشتاين ُكتيِّبا (جاء بعضه ساخرا)‬ ‫دفاعا عن النسق املذموم يف اللجوء للمحاكاة التاريخية‬ ‫يف أعمال الديكور والذي أفرز عمليات تطوير مثل ميدان‬ ‫باترنوسرت‪ .‬ويف “عمارة ما بعد الحداثة يف لندن”‪ ،‬يشري إىل‬ ‫بنايات ما بعد الحداثة مثل مقر وكالة املخابرات الربيطانية‬ ‫الداخلية ‪ MI 5‬الذي يأخذ شكل كعكة الزفاف‪ ،‬والسقف‬ ‫املبهرج الذي أقيم ملحطة قطار “تشارنج كروس” التي أعيد‬ ‫ِّ‬ ‫محرية بدال من اعتبارها‬ ‫بناؤها‪ ،‬باعتبارها نماذج معمارية‬ ‫نتوءات مبتذلة حسبما يتم انتقادها عادة‪ .‬ويمكن العثور‬ ‫‪50‬‬

‫في اتجاه عقارب الساعة‪ :‬بابلو برونشتاين‪“ ،‬نصب عمود ميدان باترنوستر” ‪ / 2008‬صور‪ :‬ديلفان‪ /‬إذن من شارع هيرالد لندن‪ ،‬بابلو برونشتاين “أربعة تصاميم متبادلة للمنارة على نسق نيكوالس هوكسمور”‬ ‫‪ / 2014‬إذن من شارع هيرالد‪ ،‬لندن‪ ،‬وفرانكو نيرو‪ ،‬وتورين‪ ،‬بابلو برونشتاين “منزل الغاسلة” ‪ / 2014‬إذن من شارع هيرالد لندن وفرانكو نيرو‪ ،‬وتورين‪.‬‬

‫مع اتجاه عقارب الساعة من‬ ‫اليسار‪ :‬إعادة تخيل جريئة من‬ ‫برونشتاين لنصب عمود ينتمي‬ ‫للكالسيكية الجديدة في ميدان‬ ‫باترنوستر في لندن‪ ،‬محاوالت أخرى‬ ‫تنتمي لما بعد الحداثة في شكل‬ ‫تصاميم للمنارات وفقا لنسق‬ ‫المعماري اإلنجليزي نيكوالس‬ ‫هوكسمور‪ ،‬مبنى آخر غير‬ ‫متوقع‪“ ،‬منزل الغاسلة” ‪ ،2014‬أدوات‬ ‫الفنان التي يستخدمها في أعماله‬ ‫المعمارية الدقيقة‪ ،‬في المقابل‪:‬‬ ‫خزانة صممها برونشتاين‪ ،‬خبير‬ ‫الفضيات العتيقة‪.‬‬


‫يمكن َتلمُّس أصداء عناصر من قبيل االفتتان باملقتنيات‬ ‫األثرية واالحتفاء بالفن الرديء والحضور الدائم لقضايا‬ ‫السياسة واالقتصاد – وهي جميعا سمات حاضرة يف‬ ‫أعمال برونشتاين‪ ،‬يف هذا املقر الصغري لألسطول البحري‬ ‫الربيطاين حيث اختار أن يعيش‪.‬‬

‫في اتجاه عقارب الساعة‪:‬‬ ‫“الغرفة الصينية” وقد ازدانت‬ ‫بمقتنيات متنوعة تعود‬ ‫للقرن الثامن عشر‪ ،‬غرفة‬ ‫قراءة صغيرة تطل على‬ ‫الحديقة‪ ،‬رصيف ديل البحري‬ ‫كما ُيرى من الشاطئ‬ ‫الصخري‪.‬‬

‫املنزل‪ ،‬باعوا هذه الغرفة باعتبارها مطبخا عصريا مثريا‬ ‫صنعت مقابضه من القصدير” وقد حوَّله برونشتاين وبوا‬ ‫إىل صالون مبهج ملقتنياتهم الغريبة التي يعود تاريخها للقرن‬ ‫الثامن عشر التي من بينها‪ :‬توأم متماثل عىل بورسلني‪،‬‬ ‫ضفادع يف كهف‪ ،‬وخزفيات تصور رجاال غربيني يرتدون‬ ‫مالبس صينية‪ .‬وليست كل محتويات الغرفة صينية‪ :‬فعىل‬ ‫الجانب اآلخر من الغرفة توجد آلة قديمة تشبه البيانو تبدو‬ ‫رائعة‪( .‬كان برونشتاين يريد أن يضع فيها آلة هاربسكورد‬ ‫كبرية الحجم‪ ،‬ولكنه وجد أن الباب لن يسعها)‪.‬‬ ‫وأبرز الصور التي تضمها الغرفة الصينية هي لوحة مارجريت‬ ‫ووفينجتون‪ ،‬وهي ممثلة أيرلندية مشهورة عاشت يف القرن‬ ‫الثامن عشر وعشيقة مدير مسرح لندن املمثل دافيد جاريك‪.‬‬ ‫وبكشكشات ثوبها وابتسامتها وأنفها الرفيع الطويل‪ ،‬فإن‬ ‫املرأة التي تظهر يف اللوحة تشبه حتما نقوشا رأيتها للسيدة‬ ‫ووفينجتون – ولكنها كلوحة‪ ،‬تعترب “رديئة نوعا ما” وذلك‬ ‫حسبما يرى برونشتاين نفسه‪ .‬ويقال إن اللوحة قد رسمها‬ ‫هوجرث‪ ،‬وإنْ كان األرجح أنها رُسمت عرب خط إنتاج يف‬ ‫القرن الثامن عشر‪ ،‬حيث شارك فيها عشرون فنانا تقريبا‪،‬‬ ‫أكمل كل واحد منهم جزءا منفصال‪ .‬ويقول برونشتاين‬ ‫بنظرة تأمل‪“ :‬ربما يصح ذلك مع اليدين‪ ،‬وكذلك ُ‬ ‫الكمَّ ني‪،‬‬ ‫أما الوجه فيحمل بصمات هوجوورتس أكرث مما يحمل‬ ‫ملسات هوجرث”‪.‬‬ ‫وكان بوا منكبا عىل عمله يف غرفة العمل من الطابق الثاين‬ ‫عندما دخلناها يك نرى الخزانة التي يعود تاريخها للقرن‬ ‫السابع عشر ويستخدمها كمكتب‪ ،‬وقد أُ ِّثثت وكأنها قصر‬ ‫ِّ‬ ‫محرية‪ ،‬وقد سحب‬ ‫بارويك‪ ،‬وتضم غرفا سرية وأقفاال‬ ‫برونشتاين جارورا مخفيا يك يرينا محتوياته األصلية‬ ‫غري املصقولة‪ .‬كان يبدو أن الخزانة تجسد فن الرتمبلوي‬ ‫‪ trompe l'oeil‬املعقد يف املنزل‪ ،‬وتستحضر سمة املرح يف‬ ‫فن برونشتاين‪ ،‬الذي يُراوح ما بني الدقة املعرفية والتزييف‬ ‫الصريح والغموض‪ .‬وأحيانا يعجز حتى الفنان عن إدراك‬ ‫الفروق‪ .‬وبينما كان برونشتاين واقفا عىل الدَّ رج‪ ،‬أومأ إىل‬ ‫قطعة أثاث هولندية حصل عليها مؤخرا قائال‪“ :‬هذه قطعة‬ ‫غريبة‪ .‬ليس بوسعي أن أفهم ما هي”‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫أيضا عىل أصداء ما بعد الحداثة يف بعض منحوتات‬ ‫برونشتاين‪“ :‬الخزانة الكبرية‪ /‬املكتب) ‪ ،٢٠١١‬عىل سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬التي ُتعترب هجينا ضخما يستلهم خزانة عتيقة‬ ‫ومبنى شركة ‪ AT&T‬الذي صممه فيليب جونسون”‪.‬‬ ‫وقد وصفت خبرية اآلثار كاثرين وود أعمال برونشتاين‬ ‫بأنها “خلط بالغ الروعة ما بني الرتاث وما بعد الحداثة‪”.‬‬ ‫وربما يتجىل تحمسه للمفارقة يف األسلوب كأوضح ما‬ ‫يكون عىل املستوى الشخيص‪ ،‬وربما‪ ،‬يف منزله الخاص‪،‬‬ ‫الذي ُشيد يف العام ‪ ١٦7٠‬تقريبا وجرت عليه تغيريات كبرية‬ ‫يف الحقبتني الجورجية والفيكتورية‪ .‬وقد قام برونشتاين‬ ‫وصديقه ليو بوا‪ ،‬وهو صحفي وشاعر‪ ،‬بتغيري أجزائه‬ ‫الداخلية من لون “البيج الذي يالئم منزال لقضاء عطالت”‬ ‫إىل حالة تمزج سمات القرنني السابع عشر والثامن‬ ‫عشر‪ .‬وليست األصالة هي غايتهما بالضبط‪ .‬وقد شرح‬ ‫برونشتاين قائال‪“ :‬لقد اقتىض ذلك منا عمال كثريا‪ ،‬وكثري‬ ‫من تلك األشياء أنا من اختلقها‪ ”.‬وهو يَعرف أصحاب‬ ‫‪52‬‬

‫بيوت يف ديل التاريخية يصرون عىل املزج بني الجص‬ ‫الجديد وبني شعر ذيل الحصان من سالالت كانت‬ ‫تستخدم يف ذلك الغرض قبل ‪ ٢٥٠‬عاما‪ ،‬ولكن ذلك ليس‬ ‫نهجه‪ .‬وخالل ساعات الصباح‪ ،‬اصطحبني برونشتاين عرب‬ ‫ِّ‬ ‫محري يتألف من قطع أثاث أصلية عىل ما يبدو‪،‬‬ ‫موكب‬ ‫وتعود للقرن السابع عشر (ولكنها متالئمة عىل نحو يثري‬ ‫الشكوك)‪ ،‬ومرايا “ريجنيس حقيقية” وضعت يف براويز‬ ‫من الورق املُقوَّى‪ ،‬ونماذج صارخة من التهجني التاريخي‬ ‫والجمايل‪.‬‬ ‫ويمتلك برونشتاين قدرة عىل مالحظة الخداع والغرابة‪.‬‬ ‫ففي الغرفة األمامية التي دهنت حوائطها الخشبية باللون‬ ‫البني الداكن‪ ،‬يشري إىل لوحة هولندية معلقة فوق املدفأة‬ ‫تعود ملطلع القرن السادس عشر وهي لوحة يكتنف‬ ‫الغموض أصولها‪ .‬وفيها يرتدي الجالس املجهول مالبس‬ ‫سوداء فيما يضع يده فوق جمجمة كبرية الحجم‪ .‬ولكن‬ ‫تظاهره بالتقوى يشوبه بعض التعقيد لدى تدقيق النظر‬

‫ٌ‬ ‫قماش مط َّرز‪ ،‬وقد‬ ‫فيها‪ .‬إذ يظهر أسفل الدهان األسود‬ ‫ُعرض هذا املكتئب الذي تتلبسه روح هاملت ذات مرة يف‬ ‫صورة بهية رائعة‪ ،‬وكان يتقلد فيها سيفا تذكاريا‪.‬‬ ‫أما يف الطابق العلوي يف غرفة العمل‪ ،‬فقد التقط‬ ‫برونشتاين إناءً‪ ،‬وتساءل‪“ :‬أهذا طفل يمتطي نمرا؟‪،‬‬ ‫ويظهر الشكل قطة كبرية بأذنني مُ دالَّتني فيما يعتليها‬ ‫طفل صغري يتعلق بها عىل نحو يُذ ِّكر بشكل الروديو‪.‬‬ ‫ويجد برونشتاين متعة يف مثل تلك التناقضات غري‬ ‫ٌ‬ ‫طفل يعتيل نمرا؟ وملاذا يظهر‬ ‫املتوقعة‪ .‬ملاذا‪ ،‬تحديدا‪،‬‬ ‫املسيح املصلوب بدينا نوعا ما عىل إبريق شاي إنجليزي‬ ‫ال يحمل أي أشكال أخرى وقد رُسم يف هولندا؟ ويُخمن‬ ‫برونشتاين أن اإلبريق‪ ،‬ربما‪ُ ،‬‬ ‫صنع لشخص كانت تروق له‬ ‫قراءة الحكايات القوطية عن العنف الدموي الذي مارسته‬ ‫الكاثوليكية مع احتسائه شاي ما بعد الظهرية‪.‬‬ ‫ويوجد إبريق الشاي فيما يسميه برونشتاين “الغرفة‬ ‫الصينية” الكائنة يف الطابق األول‪ .‬وقال‪“ :‬عندما اشرتينا‬


‫بيوت جونسون الزجاجية ‪...‬‬ ‫التي ليست زجاجية‬ ‫كان املعماري األسطوري ورفيقه الراعي الفني ديفيد ويتني‬ ‫يقضيان عطلة نهاية األسبوع يف أكرث الصناديق يف العالم‬ ‫ً‬ ‫حقيقة؟‪.‬‬ ‫شفافية‪ .‬ولكن هل كانا يفعالن ذلك‬

‫بقلم‪ :‬اليكساندرا النج‬ ‫تصوير‪ :‬دين كوفمان‬

‫‪55‬‬


‫حيث يوجد القلب‪ :‬بيت‬ ‫الزجاج ‪ Glass House‬ل ِـ (فيليب‬ ‫جونسون) يشير بصورة مبهمة‬ ‫إلى مسكنه الشهير في نيو‬ ‫كانان ‪ New Canaan‬في والية‬ ‫كونيتيكت وإلى الضيعة التي‬ ‫تحتل ‪ 49‬فدانا وتشمل ثمانية‬ ‫مباني أخرى بما فيها هذا البيت‬ ‫الذي يسمى غرينغر ‪Grainger‬‬ ‫ويستخدم كغرفة جلوس‪.‬‬ ‫الصورة المقابلة‪ :‬جونسون إلى‬ ‫اليسار مع رفيقه ديفيد ويتني‬ ‫الراعي الفني وجامع التحف أمام‬ ‫كاميرا ماريانا كوك في الضيعة‬ ‫في العام ‪.1995‬‬

‫‪54‬‬


‫جونسون يسمي املوقع “مذكرات معماري غريب األطوار” ولكن املوقع كان أيضا بمثابة دفرت‬ ‫للرسومات األولية وذكرى للمعماريني يف املايض والحاضر‪ ،‬واألصدقاء مثل لينكولني كريستني‬ ‫منظم الرقصات الذي سمى جونسون عىل اسمه واحدا من تكويناته الديكورية وهو برج‬ ‫ارتفاعه ‪ ٣٠‬قدما بناه يف ضيعته من كتل خرسانية مصبوغة‪.‬‬ ‫عىل عكس أيام األسبوع التي كانا يقضيانها يف مانهاتن اعترب جونسون وويتني الحياة يف‬ ‫َّ‬ ‫ومرفه يف نفس الوقت‪ .‬ال جرينغر‬ ‫نيو كانان كالحياة يف معسكر دائم ولكن بأسلوب بسيط‬ ‫وال املكتبة التي تبلغ مساحتها ‪ ٣٨٠‬قدما مربعا بهما حمام بالرغم من أنهما مزودتان بنظام‬ ‫لتكييف الهواء بخالف بيت الزجاج الذي يعتمد عىل التهوية الطبيعية عن طريق املنافذ‬ ‫املتقابلة‪ .‬هناك أنابيب للتدفئة مركبة عىل السقف واألرضية‪ ،‬ولكن قيل أن أنابيب السقف قد‬ ‫تجمدت يف وقت مبكر ولم يتم إصالحها‪ .‬للتعويض عن دورها يف أيام الشتاء ذات الربودة‬ ‫َّ‬ ‫واملدفأة بواسطة اإلشعاع الحراري‬ ‫االستثنائية يتم رفع درجة حرارة املاء املنساب عرب األرضيات‬ ‫إىل ما يقارب ‪ ٢٠٠‬درجة‪ .‬قال بورت درابر املقاول الذي ظل يتوىل صيانة املنزل لعدة سنوات‬ ‫لصحيفة التايمز يف العام ‪“ :٢٠٠7‬ال تستطيع أن تميش عىل تلك األرضية وأنت حايف القدمني”‪.‬‬ ‫لم يكن جونسون منزعجا بشكل خاص من تسربات املاء من سقوف الضيعة‪ ،‬وهو ما يتوقع‬ ‫عىل كل حال يف العادة من السقوف املسطحة‪ .‬أشار فرانك لويد رايت يف مرة إىل أحد منازله‬ ‫بأنه منزل السطلني كناية عىل كون سقفه يخر املاء كما أفاد روبرت إي إم ستيم‪َّ .‬‬ ‫فعلق‬ ‫جونسن عىل ذلك مازحا‪“ :‬أوه! ليس ذلك بيشء يا فرانك‪ ،‬إذ يجدر بمنزيل أن يسمى منزل‬ ‫األربعة سطول‪ ،‬كل سطل يف ركن من األركان”‪.‬‬ ‫يف حني أن بيت الزجاج ُ‬ ‫صمِّ م ليضم مساحات لتناول الطعام واملعيشة والنوم مقسمة‬ ‫بصورة غري محكمة بالخشب‪ ،‬وطوقا من الطوب كقاعدة للمدخنة والحمام‪ ،‬كانت هذه‬ ‫املساحات تستخدم أكرث كغرفة للمعيشة ومكتب يف بعض األحيان لجونسون ومكان‬

‫للحفالت (الكثري منها أقيم يف السنوات األوىل لشلة من طلبة املعمار الشباب من‬ ‫جامعة ييل ‪ Yale‬ومؤخرا ألشخاص من أمثال رتشارد ميري‪ ،‬وفرانك جيهري‪ ،‬وفران‬ ‫ليبوييتز‪ ،‬وآغنيس غند)‪ .‬كان البيت يخلو بصورة مذهلة من أي نوع من الزينة‪ .‬قال‬ ‫جاسرب جونز الرسام والصديق لكال الرجلني يف مرة من املرات‪“ :‬ال أعتقد أن الفوىض‬ ‫مسموح بها هناك‪ .‬كان البد من مالحظة محافظتهما الصارمة عىل أناقتهما يف جميع‬ ‫األوقات”‪.‬‬ ‫كان بيت الطوب يضم يف األصل ثالث غرف مقسمة بجدران حقيقية‪ ،‬وكان لكل غرفة‬ ‫كوة عىل الجدار‪ .‬كان البيت مخصصاً الستقبال الضيوف‪ ،‬ولكن جونسون أدرك يف‬ ‫يتحسب ملبيت بعضهم يف‬ ‫وقت مبكر أن تخصيص بيت للضيوف يعني بالضرورة أن‬ ‫َّ‬ ‫البيت من وقت آلخر‪ ،‬إىل جانب سطوع الشمس داخل بيت الزجاج عند الشروق‪.‬‬ ‫لذلك ويف العام ‪١٩٥٣‬‬ ‫أعاد تصميم بيت‬ ‫الطوب يف أول فِراق‬ ‫منه للحداثة بخلق‬ ‫غرفة نوم فخمة تشبه‬ ‫الشرنقة بسقف من‬ ‫األقواس‪ ،‬وجدران‬ ‫مغطاة بالفورتوين‬ ‫وسجاد فاخر باإلضافة‬ ‫إىل غرفة للقراءة تضم‬ ‫أرففاً للكتب من األرض إىل‬ ‫السقف‪ .‬كانت أعمدة غرفة‬ ‫النوم الرفيعة والجناح الذي‬ ‫صممه للربكة يف العام ‪١٩٦٢‬‬ ‫بمثابة بروفة لهندسة األعمدة‬ ‫الرفيعة البيضاء الجميلة‬ ‫التي يتميز بها مسرح والية‬ ‫نيويورك ‪New York State‬‬ ‫‪ Theater‬يف مركز لينكولن‪.‬‬ ‫ظل الشذوذ الجنيس الذي‬ ‫يعاين منه جونسون سرا‬ ‫مشاعا لعقود من الزمن‪.‬‬ ‫وشبَّه بعض املؤرخني التصميم‬ ‫الداخيل لبيت الطوب باملعسكر‬ ‫واألجزاء الخارجية كغطاء‬ ‫ألسرار ما بالداخل‪ .‬يف مرة‬ ‫وعندما ُسئل جونسون عما إذا كان الغرض من بيت الزجاج التباهي‪ ،‬أجاب بحدة أنه‬ ‫طاملا ليس لبيت الزجاج قبو فإنه لم يشعر أن عليه أن يخفض حياته الجنسية إىل أقل من‬ ‫مستواها‪ .‬بالنظر إىل الخصوصية التي توفرها الضيعة وجميع تلك البيوت غري الزجاجية فإن‬ ‫جونسون بالكاد كان يفتقر إىل الخصوصية‪.‬‬ ‫كانت للمناظر الخارجية بالنسبة لجونسون وهو ينظر إليها من داخل‬ ‫بيت الزجاج وعندما يميش بسرعته املعهودة من مبنى إىل آخر نفس‬ ‫األهمية التي يوليها إىل املباين‪ .‬كان هناك قطعتان فنيتان فقط من‬ ‫مجموعة جونسون داخل بيت الزجاج وهما‪ :‬تمثال إييل ناديلمان‪،‬‬ ‫ومنظر من مدرسة الفنان نيكوالس روسني الذي عاش يف القرن‬ ‫السابع عشر موضوعتني عىل حامل وسط الساحة‪ .‬كانت اللوحة‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ويشذب‬ ‫ويقلم‬ ‫مصدر إلهام كبري لجونسون وهو يزيل بعض األشجار‪،‬‬

‫كان جونسون و“ويتني” يستخدمان امللصقات‬ ‫ليخربا بعضهما البعض بأماكن وجودهما‬ ‫خالل اليوم‪“ :‬أعمل يف الحديقة‪ ،‬أحبك”‪،‬‬ ‫“أنا يف غفوة‪ ،‬أحبك‪ ،‬أحبك‪ ،‬أحبك”‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫ليس بما يكفي من‬ ‫الشفافية‪:‬‬ ‫في اتجاه عكس حركة‬ ‫عقارب الساعة من اليمين‪ :‬لم‬ ‫يكن بيت الزجاج ذو الشهرة‬ ‫العالمية الذي اكتمل بناؤه‬ ‫في العام ‪ 1949‬المسكن‬ ‫الوحيد للرفيقين في الضيعة‬ ‫‪ ،‬معرض المنحوتات الذي بني‬ ‫في العام ‪ 1970‬ويضم أعماال‬ ‫ألمثال فرانك ستيللال‪ ،‬وروبرت‬ ‫موريس ‪ ،‬المكتبة ذات الغرفة‬ ‫الواحدة األكثر حداثة في نوعها‬ ‫التي بنيت في العام ‪ 1980‬حيث‬ ‫كان جونسون يعمل دائما ‪،‬‬ ‫إيريسك دا مونستا ‪Gehryesque‬‬ ‫‪ Da Monsta‬المنزل القريب من‬ ‫المدخل الذي اكتمل بناؤه في‬ ‫العام ‪ ، 1995‬مشهد من الداخل‬ ‫لبيت المزرعة غرينغر ‪Grainger‬‬ ‫الذي يعود إلى القرن الثامن‬ ‫عشر ويستخدم في الغالب‬ ‫لمشاهدة التلفزيون‪.‬‬

‫عندما نشرت مجلة اليف ‪ Life‬تحقيقا عن بيت الزجاج ‪ Glass House‬الذي يملكه فيليب‬ ‫جونسون يف نيو كانان ‪ New Canaan‬بوالية كونيتيكت مباشرة بعد اكتمال بنائه يف العام‬ ‫‪ ١٩٤٩‬تناول املعماريون واملصممون كؤوس املارتيني يف بار املحارة وهم يتفكرون يف مستقبل ما‬ ‫بات يعرف بني أصحاب املهنة باألسلوب العاملي ‪ .International Style‬ولكن ربما ال يكون‬ ‫ذلك ما يفكر فيه معظم الناس وهم ينظرون إىل الصور‪ ،‬إذ من املرجح أنهم وهم يسرتخون‬ ‫عىل مقاعدهم قد تساءلوا‪ :‬كيف لجونسون حقيقة أن يعيش يف صندوق شفاف دون جدران‬ ‫ودون خصوصية ودون أية أغراض؟‬ ‫كانت اإلجابة أنه بالرغم من انطباعنا غري املستساغ أن جونسون – هذا الرجل‬ ‫املنطوي عىل نفسه يف بدلته األنيقة ونظارته املتميزة الذي يقيض حياته الطويلة‬ ‫بشكل ال يصدق وحيدا (تويف يف العام ‪ ٢٠٠٥‬عن ‪ ٩٨‬عاما) يف مستطيل شفاف‬ ‫بمساحة ‪ ١.٨٠٠‬قدم مربع ويظهر خياله عىل خلفية منطقة خضراء يطلق عليها‬ ‫اسم “ورق الجدران الغايل” – لم يعش أبدا يف الواقع يف بيت الزجاج‪ ،‬عىل األقل‬ ‫ليس باملعنى الحريف كما نعيش نحن يف بيوتنا‪.‬‬ ‫الواقع أن بيت الزجاج لم يتجاوز كونه نقطة االرتكاز فيما تحوَّل الحقا إىل واحة‬ ‫حقيقية لفنون املعمار عىل مساحة ‪ ٤٩‬فدانا مصممة بعناية فائقة وتضم ‪١٤‬‬ ‫مبنى كان جونسون وديفيد ويتني – جامع التحف والراعي الفني الذي قابله‬ ‫يف العام ‪ ١٩٦٠‬وأصبح شريكا له طوال حياته وتويف بعد شهور فقط من وفاة‬ ‫جونسون – يستمتعان فيها (بما يشبه االستحالة) بعطالت فريدة يف عطلة‬ ‫نهاية األسبوع‪.‬‬ ‫من بيت الطوب ‪ Brick House‬الذي يشبه السرير املزدوج حيث كان‬ ‫جونسون ينام دائما‪ ،‬واملكتبة الصغرية ذات القبة البالغة التطور حيث كان‬ ‫يعمل محاطا بكتب املعمار إىل بيت كالونا فارمز ‪ ،Calluna Farms‬املنزل‬ ‫الريفي الذي بني يف العام ‪ ،١٩٥٠‬وقاعة عرض الفنون التي يف القبو – تمثل‬ ‫هذه املجموعة من املباين فكرة جونسون املثالية عن تفكيك وإعادة تصميم‬ ‫املنازل‪ .‬عندما يُعاد فتح مجمَّ ع بيت الزجاج‪ ،‬وهو وقف وطني وموقع تاريخي‬ ‫محمي‪ ،‬للزوار يف مايو بعد إجازة الشتاء املعتادة‪ ،‬سوف يستطيع الجمهور‬ ‫للم ــرة األولــى زي ــارة مبنيني إضافيني يف موقع ‪ – ١٤‬كالونا فارم ـ ــز وجرينغـ ــر‬ ‫‪ ،Calluna Farms and Grainger‬املنزل الخشبي الذي يعود إىل القرن‬ ‫‪56‬‬

‫الثامن عشر الذي كان الرفيقان يستخدمانه‬ ‫كغرفة ملشاهدة التلفزيون‪ ،‬ويقدم صورة‬ ‫أكرث تعبريا عن نوع الحياة التي كانت حقيقة‬ ‫خلف الحواجز الزجاجية‪.‬‬ ‫يف البداية كان هناك بيتني‪ :‬بيت الزجاج‬ ‫وبيت الطوب‪ ،‬وكالهما يصل طوله إىل ‪٥٠‬‬ ‫قدما وانتهى العمل فيهما بفارق شهور من‬ ‫بعضهما البعض يف العام ‪ ١٩٤٩‬يف قطعة‬ ‫أرض مساحتها خمسة فدانات وفاصل من‬ ‫يف التاريخ بيت الطوب حقه من ِّ‬ ‫الذكر – فمن‬ ‫األرض الخضراء بعرض ‪ ٩٠‬قدما بينهما‪ .‬لم ِ‬ ‫الخارج لم يكن مميزا وال ينسجم جيدا مع مع نوعية الناس الذين يعيشون يف بيوت الزجاج‬ ‫– ولكن جونسون كان دائما يعلم أنه من املستحيل أن يعيش اإلنسان كل حياته يف العلن‪،‬‬ ‫لذلك بنى مكانا‪ ،‬وهو بيت الطوب‪ ،‬يحصل فيه عىل بعض الخصوصية‪.‬‬ ‫ظهرت بقية املباين بصورة طبيعية وإن كان ذلك بالتدريج‪ .‬تتلخص فكرة جونسون عن‬ ‫املوقع منذ البداية يف بناء مجموعة من املنازل الصغرية مصممة ألغراض وأسباب ومزاجات‬ ‫مختلفة‪ ،‬وبها تكوينات معمارية ديكورية ليس لها استخدامات حقيقية محددة‪ .‬وكان‬


‫له نافذة من تصميم ميشيل هايذر منقوشة بخطوط غامضة‪.‬‬ ‫يوجد بالبيت شاشة تلفزيون مسطحة قديمة من طراز بايونري‬ ‫‪ Pioneer‬وال يوجد به حمام‪ .‬كان جونسون وويتني يجلسان عىل‬ ‫كرسيني مكسوان بقماش كاروهات يوحي بالجرأة من تصميم‬ ‫ماتيا بونيتي ويشاهدان أفالم ستانيل كوبريك ‪Stanley Kubrick‬‬ ‫‪،‬إيزي رايدر ‪ ،Easy Rider‬و ذا غراديويت ‪The Graduate‬‬ ‫أو يتسليان بألغاز مصنوعة من قطع فنية خشبية مصنوعة‬ ‫خصيصا لهما ويملكان بعضا منها بما يف ذلك صورة مكونة من‬ ‫‪ ٩‬أجزاء بريشة آندي وارهول‪ .‬يف بعض املرات مع خفوت الضوء‬ ‫كانا ينهيان يومهما بزيارة إىل صاالت عرض اللوحات الفنية‬ ‫والتماثيل‪ .‬أصبح ويتني أثناء السنوات التي أمضاها مع جونسون‬ ‫(التقى اإلثنان عندما ألقى جونسون املهندس املعماري الذي يبلغ‬ ‫الرابعة والخمسني من عمره محاضرة يف براون‪ .‬ويتني الذي كان‬ ‫يف الحادية والعشرين من عمره جاء بعد ذلك عندما دُعي إىل‬ ‫زيارة بيت الزجاج) مستشارا فنيا كبريا وراعيا فنيا مستقال‪ .‬بحلول‬ ‫العام ‪ ١٩٦٥‬بلغ االثنان مراتب عليا فــي مـ ـ ــدارج الف ـ ــن إىل درج ـ ــة‬ ‫تكليف جونسون بتصميم صال ـ ــة ع ـ ــرض اللوحـ ـ ــات الفنيـ ـ ــة‬ ‫‪ Painting Gallery‬ليتيح فيها املزيد من املساحات الخالية‪.‬‬ ‫كانت الصالة الكائنة يف القبو عمال فنيا يف حد ذاتها – كتلة من‬ ‫الطني محفورة يف سفح الجبل أعىل بيت الزجاج‪ .‬يف الداخل‬ ‫كانت اللوحات التي رسمها جونز‪ ،‬وفرانك ستيلال‪ ،‬وروبرت‬ ‫روشينبريج‪ ،‬ووارهول الذين كان ويتني يتكلم معهم بصورة‬ ‫منتظمة عىل الهاتف معروضة عىل ألواح متحركة مثل كتب‬ ‫عمالقة للصور املتحركة‪ .‬يف العام ‪ ١٩7٠‬أضاف جونسون معرض‬ ‫التماثيل يف الطرف الشمايل من الضيعة‪.‬‬ ‫بالرغم من الطبيعة غري العادية للمباين التي َّ‬ ‫خلفها‪ ،‬وفقا‬ ‫ملدير بيت الزجاج هرني يورباش‪ ،‬لم يفكر فيليب جونسون يف‬ ‫نفسه أبدا كمهندس معماري كبري‪ .‬يوافق عىل ذلك عدد غري قليل من النقاد مشريين إىل‬ ‫التجاوزات الفنية التي اقرتفها يف مبنى إيه يت آند يت ‪ AT&T Building‬ومذك ـ ـ ــرين بـ ـ ـ ــأن بيـ ـ ــت‬ ‫ال ـ ــزج ـ ـ ــاج نفسـ ـ ـ ـ ــه يق ـ ـ ـ ــوم علـ ـ ـ ــى أسلـ ـ ـ ــوب بيـ ــت فارن ـ ــزوي ـ ــرث ه ـ ــاوس‬ ‫‪ Farnsworth House‬الذي صممه ميس فان دير روهي الذي يعرتف جونسون دون مواربة‬ ‫أنه استلهم أسلوبه يف تصميم بيت الزجاج‪ .‬ولكن مع ذلك كان جونسون دون شك واحدا‬ ‫من أعظم الرعاة الفنيني يف القرن العشرين ألنه استطاع أن يجمع الفنانني‪ ،‬والبنائني‪،‬‬ ‫واملعماريني‪ ،‬وأصحاب األموال والذوق والشجاعة لتنفيذ املنشآت ذات الطابع الفني والعمود‬

‫الواحد والتي تستخدم فيها الخرسانة والرخام وتعاين من بعض حاالت تسرب املياه من‬ ‫سقوفها‪ .‬قال جونسون يف مرة‪“ :‬أعتقد أنني ال أستطيع أن أكون معماريا عظيما‪ .‬املعماريون‬ ‫العظماء لديهم أساليب متميزة‪ ،‬ولكن إذا كانت جميع املباين التي صممتها يشبه بعضها‬ ‫بعضا لكانت مملة جدا”‪.‬‬ ‫بيت الزجاج – وهو االسم الذي كان جونسون من حكمته يفضل أن يطلقه عىل كامل‬ ‫الضيعة – قد يكون أبرز إنجازاته يف فن الهروب من الرتابة‪ .‬بوصفه متحفا حيا لألسلوب‬ ‫األمرييك كان البيت معلما بارزا من معالم صفتي الفضول وحب التملك الالمتناهيتني اللتني‬ ‫كان يتصف بهما جونسون‪ .‬قد ال يكون جونسون وويتني قد عاشا فقط يف بيت الزجاج‪،‬‬ ‫ولكنهما أحباه إىل درجة التقديس‪ .‬وبيت الزجاج‪ ،‬بكل ما ينقصه من العناصر الجمالية‪،‬‬ ‫رد الجميل إىل جونسون بتثبيت مكانته كمعماري يف ذاكرة الجمهور‪ .‬بعد أن انتقلت رعاية‬ ‫الضيعة إىل الصندوق الوطني تتذكر ماكلري أنها يف مرة فتحت خزانة السكاكني يف كالونا‬ ‫ووجدت اثنني من أكواب جونسون الخاصة‪ ،‬وأن تلك اللحظة كانت تشبه لحظات التجيل‬ ‫الديني‪ ،‬وأنها حملتهما بعناية فائقة إىل الويص‪ ،‬وكما قالت‪“ :‬كأين أحمل فرخ طائر”‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫البعض اآلخر يف املساحة املحيطة بالبيت من الخارج ليخلق منظرا أكرث اتساقا‪،‬‬ ‫وأيضا وهو يرتك بعض األعشاب تنمو حتى تصبح طويلة القامة‪ ،‬بينما يجز‬ ‫البعض اآلخر إىل ما يقارب مستوى األرض‪ .‬ريتشارد كييل الذي صمم اإلضاءة‬ ‫بطريقة متميزة لجونسون وملطعم فور سيزونز ‪ Four Seasons‬الذي تعود‬ ‫ملكيته إىل ميس فان دير روهي يف مبنى سيغرام ‪ Seagram Building‬تعاوَن‬ ‫مع جونسون يف إضاءة املنطقة املحيطة بالبيت حتى يعيد إليها الحياة يف الليل‪.‬‬ ‫تجعل بساطة بيت الزجاج من الصعب التفكري يف األشياء التي ال تكون إال مع‬ ‫بعض الفوىض مثل تناول الطعام‪ ،‬فحتى جونسون املتوتر دائما يحتاج إىل‬ ‫هاو متمكن ويصغر جونسون بـِ ‪ ٣٣‬سنة‪ ،‬يطبخ‬ ‫الطعام‪ .‬كان ويتني‪ ،‬وهو طا ٍه ٍ‬ ‫لجونسون ولنفسه من وقت آلخر يف مطبخ البيت الزجاجي الصغري‪ .‬بعد أن‬ ‫أشرتى جونسون كالونا‬ ‫فارمز لويتني يف العام ‪١٩٨١‬‬ ‫توسعت حياة الرفيقني‬ ‫املنزلية لتصل إىل الطرف‬ ‫الجنوبي من الضيعة‪.‬‬ ‫الربْكة‬ ‫تخلص ويتني من ِ‬ ‫الريفية وملعب التنس‬ ‫واختصر خمس غرف نوم‬ ‫يف اثنتني وأبقى عىل حمام واحد فقط‪.‬‬ ‫لم يكن هناك مغطس لغسيل الصحون‬ ‫يف مطبخ كالونا‪ ،‬وكان هناك فقط ثالجة‬ ‫متواضعة باإلضافة إىل مجموعة ويتني‬ ‫الفريدة من أوعية الطبخ النحاسية‬ ‫وعشرات من كتب الطبخ املتآكلة‪ .‬اعتاد‬ ‫ويتني أن يقيم مأدبة شهرية بشوربة‬ ‫السمك والخضروات كل عام عندما‬ ‫تزهر شجريات الفاوانيا والسوسن يف‬ ‫حديقته‪ .‬وكان شديد الحماس والتعلق‬ ‫بأوعيته املنزلية كما بمجموعته للقطع‬ ‫والتصميمات الفنية (بيعت عزبته يف‬ ‫مزاد سوثبيز ‪ Sotheby’s‬يف العام ‪٢٠٠٦‬‬ ‫ُ‬ ‫وضمت إىل أوقاف الضيعة)‪.‬‬ ‫بحلول عقد الثمانينيات استقر الرجالن‬ ‫يف روتني من الحياة املريحة‪ :‬يستيقظ‬ ‫ويتني يف صباح كل سبت يف بيت كالونا‬ ‫فارمز ويحضر كلبيهما املحببني اليس‪،‬‬ ‫وجيمس وكانا من فصيلة الكيشوند ويذهب بهما بحثا عن جونسون‪ ،‬الذي يكون يف ذلك‬ ‫الوقت قد بدأ يعمل إما عىل طاولة الطعام يف بيت الزجاج أو يف املكتبة التي بنيت يف العام‬ ‫‪ ١٩٨٠‬واملحاطة عىل امتداد جدرانها بكتب املعمار بما يف ذلك مجلدات عن ير إدوين لوتينز‪،‬‬ ‫جي جي بي أود‪ ،‬بيرت آيزمان‪ .‬كان ويتني يقيض معظم ساعات اليوم يف العمل يف الحديقة‪.‬‬ ‫ويف أوقات ما بعد الظهرية يف فصل الشتاء عندما تنخفض درجة الحرارة إىل ما دون الصفر‬ ‫كان ويتني وجونسون يقومان يف بعض املرات بإصالح بعض األشياء املتعطلة يف بيت الزجاج‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويشغالن النافورة يف الربكة التي تقع يف الطريق من البيت إىل الجبل وذلك للتسلية فقط‪،‬‬ ‫كنوز مدفونة‪ :‬في اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة من اليسار‪ :‬المدخل إلى معرض‬ ‫اللوحات في القبو ‪،‬بيت كالونا فارمز‬ ‫‪ Calluna Farms‬من الداخل بستائره‬ ‫ومقاعده المصنوعة من الخيوط‬ ‫المتباعدة النسيج من تصميم بروفيه‬ ‫‪ ،‬لو كوربيزير‪ ،‬وثونيت كالونا فارمز‬ ‫البيت الريفي من طراز شينغل ‪shingle‬‬ ‫المعماري‪ ،‬والذي اشتراه جونسون في‬ ‫العام ‪ 1981‬ليكون مسكنا ل ِـ (ويتني)‬ ‫‪ ،‬غرفة النوم في بيت الطوب ‪Brick‬‬ ‫‪ House‬الذي صممه جونسون في العام‬ ‫‪ 1953‬بسقوفه من نوع العقد القنطري‬ ‫والجدران المغطاة بنقوش الفورتوني‬ ‫والسجاد المنسوج يدويا | برج لينكولن‬ ‫كريستين‬ ‫‪ Lincoln Kirstein‬وهو بناء ديكوري‬ ‫ضمن الضيعة كان جونسون يتسلقه‬ ‫نافذة من تصميم الفنان ميشيل هيزر‬ ‫في مؤخرة غرينغر في مواجهة حديقة‬ ‫الفاوانيا والسوسن ‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫كان جونسون يسمي الضيعة “مذكرات معماري غريب‬ ‫األطوار”‪ ،‬لكنها كانت أيضا بمثابة دفرت للرسومات األولية‬ ‫ونموذج حي لألساليب املعمارية يف املايض والحاضر‪.‬‬ ‫حيث كان املاء عندما يحمله الريح يقع عىل ورق الشجر ثم يتجمد ليخلق ملعة فورية محببة‬ ‫وشتاء أبيض‪.‬‬ ‫كان الرجالن يستخدمات امللصقات ليخرب كل منهما اآلخر باملكان الذي يوجد فيه أثناء اليوم‪،‬‬ ‫وكانت امللصقات تلصق دائما عىل املكتب ذي السطح الجلدي يف بيت الزجاج‪ .‬تقول كريستي‬ ‫ماكلري املديرة التنفيذية السابقة للضيعة‪“ :‬كان ذلك يشبه نظام االتصاالت الداخلية‪ .‬كانت‬ ‫تلك األوراق تحمل عبارات مثل‪( :‬أنا أعمل يف الحديقة‪ ،‬أحبك)‪ ،‬و (أنا يف غفوة‪ ،‬أحبك‪،‬‬ ‫أحبك‪ ،‬أحبك)”‪ .‬كانا دائما يتناوالن طعام الغداء معا يف نيو كانان حيث يوجد مقهى بلو‬ ‫ووتر كافيه ‪ Bluewater Cafe‬أو جناح تيست أوف إيشيا ‪ Taste of Asia‬عىل طاولة‬ ‫جونسون املركونة عىل الزاوية يف مطعم‬ ‫فور سيزونز‪ .‬وبعد الظهرية كانا يقرآن أو‬ ‫يلعبان بالورق يف بيت الزجاج‪.‬‬ ‫أصبح بيت جرينغر الذي اشرتاه ويتني‬ ‫يف العام ‪ ١٩٩٠‬نموذج الرفيقني للكهف‬ ‫الذي يعيش فيه اإلنسان‪ .‬أزال ويتني عنه‬ ‫جميع اإلضافات حتى أعاده إىل األصل‬ ‫الذي كان عليه يف القرن الثامن عشر‪،‬‬ ‫ثم دهنه باللون األسود الباهت وركب‬


‫ــتحدة‬

‫قميص فيرساتشي ‪ 2.438 :Versace‬رياال ً قطريًا ‪ .‬الصور‬ ‫المقابلة‪ :‬فستان باكو رباني ‪ ، Paco Rabanne‬ويبستر‬ ‫ميامي ‪ 12.074 :Webster Miami‬رياال ً قطريًا‪ ،‬حذاء رياضة‬ ‫بوني ‪ 218 :Pony‬رياال ً قطريًا‪pony.com ،‬‬

‫‪61‬‬


‫املالبس الرياضية عالية التقنية من‬ ‫مالبس املضمار إىل مالبس الساحات‬ ‫قطعت شوطا كبريا مع رواج أزياء‬ ‫املوضة الراقية من الكنزات وأطقم‬ ‫مالبس الدراجات النارية واألجهزة‬ ‫عالية التقنية بوضوح بني األمريكيني‪.‬‬ ‫تصوير كريم سادلي‬ ‫تصميم جو ماكينا‬

‫في ربـوع‬ ‫الواليات المــ‬ ‫‪60‬‬


‫فستان لويس فيتون ‪ :Louis Vuitton‬السعر عند الطلب‪ ،‬فانلة رياضة‬ ‫اديداس ‪ 400 :Adidas‬رياال ً قطريًا‪ ،nbastore.com ،‬حذاء بوني ‪ ،Pony‬الصـــور‬ ‫المقابلـــــة‪ :‬قميــــص‪ 7.826 :‬ريـــــاال ً قطريـــًا‪ ،‬وبنطلون ‪ 5.369‬رياال ً قطريـــًا‬ ‫مــن مجموعــــة كالـــفين كلــــين ‪ ،Calvin Klein Collection‬قـميــص‬ ‫الكوست ‪ 1.074 :Lacoste‬رياال ً قطريًا‪ ، lacoste.com ،‬حذاء رياضة بوني ‪Pony‬‬

‫‪63‬‬


62


‫معطف‪ 1.547 :‬رياال ً قطريًا وبلوزة بعنق‪ 1.383 :‬رياال ً قطريًا من تي بواسطة‬ ‫اليكساندر وانج ‪ ،alexanderwang.com، T by Alexander Wang‬تنورة‪16.038 :‬‬ ‫رياال ً قطريًا‪ ،‬وبنطلون‪ 8.372 :‬رياال ً قطريًا من شانيل ‪ ،Chanel‬جوارب فالك ‪،Falke‬‬ ‫حذاء كي سويس ‪ | K-Swiss‬الصورة المقابلة‪ :‬قميص‪ 3.968 :‬رياال ً قطريًا وتنورة‪:‬‬ ‫‪ 34.944‬رياال ً قطريًا‪ ،‬وقميص‪ 3.385 :‬رياال ً قطريًا من باكو رباني ‪Paco Rabanne ،‬‬ ‫‪ | amarees.com‬حذاء رياضة بوني ‪Pony‬‬

‫‪65‬‬


‫‪64‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫اإلنتاج‪ :‬براشفيلد ‪ ،‬التكنولوجيا الرقمية‪ :‬إدوارد مالفيتيس | المصورون المساعدون‪ :‬انطوني سيفو‪ ،‬اليكساندر جاراس ‪ ،‬تصميم‪ :‬كارلوس نازايو ‪ ،‬مساعد تصفيف الشعر‪ :‬روجر براينكير‬

‫معطف وبنطلون بالك ليبل ‪ Black Label‬من رالف لورين ‪:Ralph Lauren‬‬ ‫السعر عند الطلب ‪ ،ralphlauren.com‬قميص اوف وايت ‪ Off-White‬بواسطة فيرجيل ابلوه ‪:Virgil Abloh‬‬ ‫‪ 1.773‬رياال ً قطريًا ‪ ،off---white.com‬جورب فالك ‪ ،Falke‬حذاء رياضة كي سويس ‪ ،K-Swiss‬الصور المقابلة‪:‬‬ ‫فستان‪ 13.065 :‬رياال ً قطريًا‪ ،‬وقميص‪ 5.824 :‬رياال ً قطريًا‪ ،‬وبنطلون من شانيل ‪ ،Chanel‬قميص تيرتيلنيك‬ ‫من تي بواسطة اليكساندر وانج ‪ ،T by Alexander Wang‬جوارب فالك‪ ،‬حذاء رياضة كي سويس ‪،K-Swiss‬‬ ‫العارضات‪ :‬ادريان جوليغر ‪ /‬دي إن أيه ‪ ،DNA‬وآيا جونز ‪ / Aya Jones‬ذا ليونز ‪ .The Lions‬تصفيف الشعر‪ :‬دامين‬ ‫بوسينوط من جيد رووت ‪ .Jed Root‬مكياج‪ :‬كريستيل كوكيت من كاليستي ‪Calliste‬‬

‫‪67‬‬


66


‫املقاتلون‪ ،‬الشعراء‪،‬‬ ‫الحاملون‪،‬‬

‫للرج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬ ‫الفرنسيني‬ ‫املحبـ ـ ـ ــون‪.‬‬ ‫الجاذبية الدائمة‬

‫تصوير ويلي فاندربيري‬ ‫تصميم اوليفيير ريزو‬

‫‪69‬‬


‫الممثل غاسبارد يوليل‪،‬‬ ‫‪ 30‬سنة‪ ،‬الذي أدى دور‬ ‫المصمم في فيلم سانت‬ ‫لورانت المرتقب‬ ‫‪.Saint Laurent‬‬ ‫قميص‪ 3.185 :‬رياال ً قطريًا‬ ‫ومنديل جيب (ملفوف حول‬ ‫الرقبة)‪ 568 :‬رياال ً قطريًا من‬ ‫جورجيو آرماني‬ ‫‪.Giorgio Armani‬‬ ‫الصورة المقابلة‪ :‬سترة‬ ‫برادا ‪ 3.567 :Prada‬رياال ً‬ ‫قطريًا ‪prada.com‬‬

‫‪68‬‬


‫الموسيقار اإللكتروني‬ ‫جاكسون فورجيود ‪35‬‬ ‫سنة‪ ،‬الذي يعمل باالسم‬ ‫الفني جاكسون وفرقته‬ ‫الرقمية‬ ‫‪Jackson and His‬‬ ‫‪Computerband‬‬ ‫ويعمل حاليا على إنتاج‬ ‫ألبومه الثالث‪.‬‬ ‫قميص ديور اوم‬ ‫‪Dior Homme‬‬ ‫‪ 3.058‬رياال ً قطريًا‪،‬‬ ‫‪diorhomme.com‬‬

‫‪71‬‬


‫الموسيقار والمنتج‬ ‫الموسيقي هوجو‬ ‫ليكليرسيك ‪ 20‬سنة‪،‬‬ ‫المشهور باسم ماديون‬ ‫‪ Madeon‬ويتوقع أن يصدر‬ ‫أول ألبوم له بعنوان‬ ‫ادفينشر ‪ Adventure‬في‬ ‫وقت الحق من هذا الشهر‬ ‫معطف برادا ‪:Prada‬‬ ‫‪ 10.665‬رياالً قطريًا‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫الراقص فرانسوا آلو‬ ‫‪ 21‬سنة‪ ،‬الذي سوف يظهر‬ ‫في عروض بحيرة البجع‬ ‫‪ Swan Lake‬وتاريخ مانون‬ ‫‪L’Histoire de Manon‬‬ ‫لفرقة باليه أوبرا باريس‬ ‫‪Paris Opera Ballet‬‬ ‫معطف برادا ‪:Prada‬‬ ‫‪ 10.665‬رياال ً قطريًا‪.‬‬ ‫سترة ديور اوم‬ ‫‪ 5.096 :Dior Homme‬رياال ً‬ ‫قطريًا‪ ،‬بنطلون‪2.639 :‬‬ ‫رياال ً قطريًا‪ ،‬وحزام‪1.365 :‬‬ ‫رياال ً قطريًا من جورجيو‬ ‫أرماني ‪Giorgio Armani‬‬ ‫قبعة دولسي آند غابانا‬ ‫‪:Dolce & Gabbana‬‬ ‫‪ 4.095‬رياال ً قطريًا‬ ‫‪dolcegabbana.it‬‬

‫تصميم المشهد‪ :‬إيما روش في ستريترز ‪ ، Streeters‬مانيكيور‪ :‬اليكساندرا جانوسكي في آرت ليست ‪ ، Artlist‬اإلضاءة‪ :‬رومين دوباس ‪ ،‬الهندسة الرقمية‪ :‬هنري كاوتانت ‪ ،‬مساعد التصوير‪ :‬كورنتين‬ ‫ثيفينيت ‪ ،‬مساعدو التصميم‪ :‬لوكريزيا مانسيني‪ ،‬جولي نيفيرت‪ ،‬جابرييل الهانكي ‪ ،‬مساعد تصفيف الشعر‪ :‬سوفي آندرسون ‪ ،‬مساعد المكياج‪ :‬ييفيت‬

‫‪73‬‬


‫المغني ومؤلف األغاني‬ ‫والمنتج والممثل بنيامين‬ ‫بيولي ‪ 42‬سنة‪ ،‬الذي‬ ‫ُيتوقع أن يصدر ألبومه‬ ‫الثامن في وقت الحق من‬ ‫هذا العام ويعكف حاليا‬ ‫على كتابة سيناريو ألول‬ ‫عمل سينمائي له وهو‬ ‫فيلم روائي في شكل‬ ‫كوميديا موسيقية‬ ‫معطف هيرميس‬ ‫‪ 14.014 :Hermès‬رياال ً قطريًا‬ ‫‪hermes.com‬‬ ‫سترة برادا ‪3.567 :Prada‬‬ ‫رياال ً قطريًا تصفيف الشعر‪:‬‬ ‫مالكولم إدواردس في‬ ‫آرت بارتنر ‪Art Partner‬‬ ‫تجهيز العارضان‪ :‬لينسي‬ ‫اليكساندر في ستريترز‬ ‫‪ Streeters‬باستخدام‬ ‫منتجات إستي لودر‬ ‫‪Estée Lauder‬‬

‫‪72‬‬



‫وثيقـــــــة‬

‫الخزفيات البريطانية‬

‫مجموعة من اللوحات بريشة ليان شابتون من كتاب “لوسي ري‪ :‬بحث في حياتها وأعمالها”‬ ‫‪Lucie Rie: a Survey of Her Life and Work‬‬

‫بقلم جون هاوستون من مجلس الحرف اليدوية ‪Crafts Council 1981‬‬

‫‪74‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.