T qatar arabic jun july 2015

Page 1

‫ ‬

‫ ‪ -‬‬

‫إﺣﻴـــﺎء‬ ‫ﻛــﻞ ﺷـــﻲء‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬









‫تصميم‬ ‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪20١5‬‬

‫رفم الصفحة ‪62‬‬ ‫رمال الصحراء‪:‬‬ ‫غرفة الطعام الخضراء‬ ‫اللون في منزل جيرالد‬ ‫وباتي فورد السابق في‬ ‫مدينة رانشو ميراج في‬ ‫كاليفورنيا‪ ،‬والذي يملكه‬ ‫اآلن المسئوالن التنفيذيان‬ ‫في مجال الترفيه بيل‬ ‫دماسكي وجون ماكيلوي‬ ‫اللذان لم يضيفا إلى الغرفة‬ ‫إال البسيط من لمسات‬ ‫التطوير‪.‬‬

‫إبــداعــــات‬ ‫‪ - 50‬فرق ــة الدوحــة ملوسيق ـ ــى الب ــاروك‬ ‫ت ــرثي الذاكـرة الفنية‬ ‫تصدح الدوحة بالغناء يف جميع األوقات‪.‬‬ ‫وسواء كان األمر يتعلق باأللحان الكالسيكية‬ ‫وحتى األصوات اإللكرتونية التي ظهرت يف‬ ‫الوقت الراهن إىل جانب كافة اتجاهات‬ ‫املوسيقى‪ ،‬فإن مسارح املدينة تعج بكل ألوان‬ ‫وأطياف الغناء هذه وتنعم بالتنوع تماماً مثل‬ ‫الحياة اليومية‪.‬‬ ‫‪ - 54‬الغرب الحقيقي‬ ‫كما فعل مع املوضة – عندما أتاح لنا الفرصة‬ ‫لالحساس بقيمة املالبس األثرية – فعل مع‬ ‫املعمار‪ .‬ال يكاد األصويل مارك هاداواي يفرغ‬ ‫من تحسني ثوب هالستون حتى يشرع يف‬ ‫تعديل بيت كبري يعود تاريخ إنشائه إىل‬ ‫السبعينيات‪ ،‬حتى لو كان ذلك البيت هو‬ ‫البيت الذي يعيش فيه‪.‬‬ ‫‪ - 62‬تجــدي ـ ـ ـ ــد املب ـ ـ ـ ــانـ ـ ــي والسيـ ـ ـ ـ ــاس ــة‬ ‫فتاة كاميلوت األوروبية الجميلة يف الستينيات‬ ‫وعظمة عهد ريجان يف الثمانينيات – ولكن‬ ‫ماذا عن نظرة جديدة إىل سحر أحالم جريالد‬ ‫وبتي فورد األصلية يف جنوب كاليفورنيا يف‬ ‫السبعينيات؟ نظرة إىل أصدق تعبري عن الذوق‬ ‫األمرييك‪.‬‬ ‫‪ - 69‬استنبات العبقرية‬ ‫رسم ساي تومبيل بعضا من أعظم أعمال‬ ‫َ‬ ‫القرن العشرين يف مدينة غيتا اإليطالية‬ ‫الجبلية الساحلية‪ .‬وكان نيكوال ديل روسييو‪،‬‬ ‫الذي يرعى شئونه كل الوقت‪ ،‬هو من أبدع له‬ ‫جنته الخاصة‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫الغالف من تصوير‪ :‬ديفيد هيومي كينيرلي‬


‫عنوان جانبي‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫بدون اسم‬

‫‪11‬‬


‫المحتـــويـــات‬ ‫رفم الصفحة ‪46‬‬

‫رفم الصفحة ‪31‬‬ ‫فستان ميدهام‬ ‫كيرشوف‬ ‫‪Meadham Kirchhoff‬‬ ‫‪ 14.051 :‬رياال قطريا‪،‬‬ ‫دوفر ستريت ماركت‬ ‫‪،Dover Street Market‬‬ ‫جينز كريغ غرين‬ ‫‪Craig Green‬‬ ‫‪ 2.148 :‬رياال قطريا‬ ‫‪matchesfashion.com‬‬

‫رجل الغموض‬ ‫جيمس أوكلي‬ ‫في غرفة المعيشة‬ ‫في منزله في‬ ‫ويستفيليدج‪.‬‬

‫لمــحـــــة‬ ‫‪ - ١2‬حب العقد الذي ال يمكن حبه‬ ‫تصميم السبعينيات الذي ظل لفرتة طويلة‬ ‫هدفا للسخرية بوصفه مبتذل وسوقي‬ ‫أصبح اآلن مصدرا هاما لإللهام‪.‬‬ ‫‪ - ١5‬من هنا وهناك‬ ‫فنان طبيعي‬ ‫انضم إىل املصفوفة‬ ‫حملة بال مالبس‬ ‫‪ - 22‬تقرير السوق‬ ‫بهج اليوم‪.‬‬ ‫حقائب الزهور ‪ ..‬أزهار جميلة ل ُت ِ‬ ‫‪ - 24‬يف الجمال‬

‫‪ - 26‬تقرير الساعات‬ ‫دون تفاصيل وتعقيدات‬ ‫ال داعي لها‪ ،‬ال ترتكك هذه الساعات‬ ‫املثالية يف بساطتها تحتاج ألي يش‬

‫‪10‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫‪ - 3١‬رتوش الخروج عن السيطرة‬ ‫بخالف وظيفتها التجميلية املعتادة يف‬ ‫املايض‪ ،‬فقد ألغت الزخارف والزينات الزي‬ ‫بالكامل وأصبحت مكونا أساسيا له ‪.‬‬ ‫‪ - 35‬اللحظ ـ ـ ــة‬ ‫زينات وأواين للبيت تضفي بهاءً عىل شكل‬ ‫أبسط املكونات‪.‬‬ ‫‪ - 38‬مـواهـب جـديـدة‪ ،‬أعمـال جـديـدة‬ ‫الجيل الجديد من املصممني األمريكيني يف‬ ‫تجاربهم مع األشكال – يستلهمون أعمالهم‬ ‫من كل يشء ابتداء من األشكال العضوية‬ ‫إىل األشكال الهندسية الغريبة امل ـ ـ ـ ـ ــأخوذة من‬ ‫فرتة ما بعد الحداثة‪.‬‬ ‫‪ -42‬شــيء آخ ــر‬ ‫صمم يل كوربوسري كريس إل يس تو ‪ LC2‬يف‬ ‫تأت لحظته الحاسمة إال‬ ‫العام ‪ ١928‬ولكن لم ِ‬ ‫بعد ‪ 5١‬سنة من ذلك التاريخ ‪.‬‬

‫‪ - 43‬فيما بعد الفن الشعبي‬ ‫كشفت عودة االهتمام باملصمم الفرنيس‬ ‫الرمز يف عقدي الستينات والسبعينات بيري‬ ‫بولني عن فنان كانت أعماله أكرث تنوعا‬ ‫وشموال مما يعتقد معظم الناس‪.‬‬ ‫‪ - 46‬الفارس الغامض‬ ‫مخرج‬ ‫هربا من كياسة طفولته املشمسة‬ ‫ِ‬ ‫األفالم الواعد يحوِّل منزال يف نيويورك إىل‬ ‫وكر من الخيال الزائف‪.‬‬

‫من اليسار ‪ :‬كريستوفر ستورمان‪ ،‬بول وثاريل‬

‫االستعداد للمعركة‬ ‫سواء كانت َّ‬ ‫ملطخة ومتمردة‪ ،‬أو قوية‬ ‫وواضحة املعالم فإن خطوط العني ِّ‬ ‫تغري‬ ‫ً‬ ‫مقاتلة‬ ‫وجهك بالكامل وتجعل من كل امرأة‬ ‫ً‬ ‫حقيقية‬

‫الجـــــودة‬

‫الحلبـــــة‬



‫المحتـــويـــات‬

‫نظـــرة علــى قطـــر‬ ‫‪ - ١8‬فن السرياميك يتحدى الزمن‬

‫الخزف هو الطني املزجج واملفخور‪ .‬يرجع تاريخه‬ ‫ألقدم العصور‪ .‬يف الوقت الحاضر أصبح الخزف‬ ‫من أحد الفنون التشكيلية‪ .‬وأما االسم اآلخر‬ ‫لهذا الخزف فهو (سرياميك)‪.‬‬ ‫‪- ١9‬من الظلمات إىل النور‬ ‫شهد “متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل‬ ‫ثاين” افتتاح املعرض الجديد “من الظلمات إىل‬ ‫النور” الذي يضم مجموعة فريدة من املصابيح‬ ‫وأدوات اإلضاءة القديمة والنادرة‪.‬‬ ‫‪ - 20‬اليشء املميز‬ ‫حقائب بلمسات قطرية بوحي من أروع مدن‬ ‫العالم‪ ،‬وبعد النجاح الكبري الذي حققته‬ ‫تشكيلة “‪ .”Cybill One of One‬أعلنت آيغرن‬ ‫عن إطالق تشكيلة محدودة جديدة من حقيبة‬ ‫‪ Cybill‬األيقونية احتفاالً بالذكرى الخمسني‬ ‫لتأسيس العالمة‪.‬‬

‫رفم الصفحة ‪27‬‬ ‫إبداعات وتصاميم‬ ‫من مجموعة تمارا‬ ‫القباني التي تعمل‬ ‫من دبي‬

‫‪ - 27‬وسائل التواصل االجتماعي و املوضة‬ ‫قبل ساعات قليلة من بدء عرض أزياء نينا‬ ‫زاندنيا أخذت تصور فيديو عىل هاتفها الجوال‬ ‫لتحميله عىل صفحتها عىل انستغرام عن تقدم‬ ‫سري العمل يف العرض‪.‬‬

‫الناشـر ورئيس التحرير‬ ‫يوسف جاسم الدرويش‬ ‫الرئيس التنفيذي‬ ‫سانديب سيهجال‬ ‫نائب الرئيس التنفيذي‬ ‫ألبانا روي‬ ‫مدير التحرير‬ ‫سندو ناير‬

‫نائب املحرر‬ ‫ازدهار إبراهيم عيل‬ ‫سريينفسيان‬ ‫محرر املوضة‬ ‫دبرينا أليا‬ ‫كبري املراسلني‬ ‫كريم إمام‬

‫نائب مدير القسم الفني‬ ‫حنان أبو صيام‬ ‫مساعد مدير القسم الفني‬ ‫أيوش أندراجيت‬ ‫مصمم جرافيك أول‬ ‫ماهيش ريدي‬ ‫نبال بوخزام‬

‫مراسل صحفي أول‬ ‫أبيجيل ماثيو‬ ‫أشواريا موريت‬

‫مصور فوتوجرايف‬ ‫روبرت التيمريانو‬

‫مدير القسم الفني‬ ‫فينكات ريدي‬

‫مدير أول التسويق‬ ‫فريدريك الفونسو‬

‫مدير التسويق‬ ‫ساكاال ايه ديرباس‬ ‫مساعد مدير التسويق‬ ‫حسن ركاب‬ ‫ماتيوس جرييان‬ ‫محاسب أول‬ ‫براتاب تشاندرن‬ ‫مسئول توزيع أول‬ ‫بيكرم شرستا‬ ‫فريق التوزيع‬ ‫ارجون تيميلسينا‬ ‫بيمال راي‬ ‫الناشـر‬

‫مجلة أسلوب الحياة‬ ‫من نيويورك تايمز‬

‫مدير التحرير‬ ‫مينجو بارك‬

‫رئيس التحرير‬ ‫ديبورا نيدليمان‬

‫مدير التصوير‬ ‫نادية فيالم‬

‫املدير اإلبداعي‬ ‫باتريك يل‬

‫نيويورك تايمز‬ ‫خدمات األخبار‬

‫نائب رئيس التحرير‬ ‫ويتني فارجاس‬

‫املدير العام‬ ‫ميشيل قرين سبون‬

‫مدير املوضة‬ ‫جوي مكينا‬

‫نائب الرئيس‪،‬‬ ‫الرتاخيص وسندكيشن‬ ‫أليس تنق‬

‫نائب الرئيس‪ ،‬املحرر‬ ‫التنفيذي نيويورك‬ ‫تايمز لخدمات‬ ‫األخبار وسينديكت‬ ‫نانيس يل‬ ‫اإلصدارات املرخصة‬ ‫مدير التحرير‬ ‫جوسفني سكميديت‬ ‫املحرر اإلداري‬ ‫جون هاسكينز‬ ‫املنسقون‬ ‫آيان كارلينو‬ ‫جريي كيصر‬

‫حقوق الطبع والنشر‬ ‫يت‪ ،‬مجلة أسلوب الحياة من صحيفة نيويورك تايمز‪ ،‬وشعار ‪ T‬هي عالمات تجارية لشركة نيويورك تايمز‪ ،‬نيويورك‪ ،‬نيويورك‪ ،‬الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وتستخدم بموجب ترخيص ممنوح لشركة املها للدعاية واإلعالم يف قطر‪ .‬املحتوى مستنسخ من مجلة يت ألسلوب الحياة‬ ‫نيويورك تايمز‪ ،‬وحقوق الطبع والنشر كلها محفوظة لشركة نيويورك تايمز و ‪ /‬أو املساهمني فيها ‪ . 20١3‬وجهات النظر واآلراء الواردة يف ‪ T‬قطر ال تعرب بالضرورة عن شركة نيويورك تايمز أو وجهة نظر املساهمني فيها‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫الصورة مقدمة من مجموعة تمارا‬

‫شـركة المها للدعاية واإلعالن ذ‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫ص‪.‬ب‪ 3272 :‬الدوحة ‪ -‬قطــر‪ .‬هاتف‪ 44672١39 :‬أو ‪ 44550983‬أو ‪ 4467١١73‬أو ‪ . )974+( 44667584‬فاكس‪ . )974+( 44550982 :‬بريد إلكرتوين‪qtoday@omsqatar.com :‬‬


.

­

­

­

.


‫مميزات العصر‬

‫حب العقد‬ ‫الذي ال يمكن حبه‬

‫‪14‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫الصورة من ‪www.shutterstock.com :‬‬

‫خالل العقدين املاضيني كانت تصميمات‬ ‫تمر السبعينيات بتحول جذري يف ذاكرتنا‬ ‫منتصف القرن هي السائدة يف مجال‬ ‫الجمعية‪ .‬سنوات هذا العقد التي يبدو أن‬ ‫تصميم السبعينيات الذي ظل لفرتة‬ ‫الذوق قد نسيها َّ‬ ‫الجماليات‪ ،‬ولكن اآلن أصبحت كرايس إيميس‬ ‫ترقت مما كان يشبه النكتة –‬ ‫طويلة هدفاً‬ ‫مبتذل‬ ‫بوصفه‬ ‫للسخرية‬ ‫‪ Eames‬املتصدعة وأرائك فلورينس نول‬ ‫أقصد فيما يخص األثاث الذي يكون جزءا من‬ ‫وسوقي أصبح اآلن مصدرا ً هاماً لإللهام ‪ Florence Knoll‬التي برزت خيوط كسوتها‬ ‫وأس َّرة املاء – إىل مؤشر عىل ثقافة راقية‬ ‫البناء ِ‬ ‫من ال ِقدَ م بعد أن كانت تبدو جديدة ومتطورة‬ ‫ال تخلو بالكامل من السخرية‪ ،‬ولكن أيضا ال‬ ‫يف التسعينيات أول ما بعث هذا األسلوب إىل‬ ‫ُتع َرف بها‪.‬‬ ‫بقلم ديفيد نيتو وتوم ديالفان‬ ‫َّ‬ ‫واملقلد منها‬ ‫الحياة مرة أخرى – فهي متداوَلة‪،‬‬ ‫كانت الحقبة وقتا للتعبري املتحرر من الرقابة‬ ‫ُّ‬ ‫أصبح واسع االنتشار‪ .‬حتى مثيالتها األوروبية‬ ‫للتفكر‪ .‬يف مجال التصميم‬ ‫الذاتية وليس وقتا‬ ‫األنيقة التي صممها جون بروفيه‪ ،‬وشارلوت بريياند أصبحت إىل حد ما‬ ‫الذي قادنا بعيدا عن التحكم يف أنفسنا إىل تخطي الحدود هناك إىل أحكام‬ ‫معروفة أكرث مما يجب‪ .‬وبينما ال يشكك أحد يف أصالتها هناك يشء يف هذه‬ ‫مثل‪ :‬هذا سجاد كثيف الوجه‪ ،‬وهذه ألوان ومساحات عاكسة زائدة عن‬ ‫النماذج الحداثية يجعلنا نعتقد أنها تفتقر إىل بعض الحيوية‪.‬‬ ‫الحاجة‪ .‬أثبت العقد أنه مناسب لالستمرار عىل نفس املنوال يف التعلق عىل‬ ‫ربما يكون م ْنزع قوس البعث يمتد إىل ‪ 30‬سنة‪ .‬يتطلب األمر ميض هذه املدة‬ ‫أشياء من طقم اوستني باورز إىل غرفة األلعاب سيئة السمعة ذات الجدران‬ ‫املغطاة باللوحات واإلعالنات والتي تكون يف القبو كما تظهر يف إعالنات كالفني للنظر إىل الخلف للحظة من اإلعجاب والحنني‪ .‬بوصفنا من أطفال السبعينيات‬ ‫كلني ‪ Calvin Klein‬يف العام ‪ ١995‬مع مراهقني عىل طريقة السبعينيات وهم كنا أصغر مما نستطيع أن نفهم ما يعنيه التضخم والحرب‪ ،‬ولكننا كنا يف‬ ‫سن تسمح لنا بأن نتأثر بروح الحرية التي سادت يف ذلك العقد – ونتفاعل مع‬ ‫يحدقون يف الكامريا لتظهر مالبسهم الداخلية المعة تحت األضواء‪.‬‬


‫لمحــــــة‬

‫من هنا وهناك‬ ‫كوكتيل ثقايف‬

‫الرسومات بريشة‬ ‫كونستانتين كاكانياس‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليمين‪ :‬كريس طبس‪ ،‬مايك غارتين‪،‬‬ ‫كليمينس كويس‪ ،‬من باتريك إيرفيل (‪)2‬‬

‫تذكار تصميمي‬

‫انضم إلى المصفوفة‬

‫ظل الشكل النظيف والهنديس يظهر يف كل‬ ‫مكان مضفيا عىل الديكورات الداخلية إحساسا‬ ‫متجددا بعودة عقد الثمانينيات‪.‬‬

‫في اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة من أعلى‪ :‬ورق جدران‬ ‫من تصميم إيلي كيشيموتو‬ ‫في مقهى سازردين‬ ‫‪ Southerden‬في لندن‪ ،‬طاولة‬ ‫رو‪/‬لو ‪“ RO/LU‬غير المستوية‬ ‫السطح ‪:”Uncertain Surface‬‬ ‫‪ 19.292‬رياال قطريا‬ ‫‪ ، patrikparrish.com‬ساعة زيرو‬ ‫زيرو ‪ Clock 00‬ل ِـ بيتي أويلر ‪273 :‬‬ ‫رياال قطريا ‪sightunseen.com‬‬

‫فنان طبيعي‬

‫شجيرات المجد‬ ‫حديقة من تصميم راسيل‬ ‫بيج في فيال سيلفيو‬ ‫بوليكو في تورين‬ ‫بإيطاليا‪.‬‬

‫هذا الربيع يعرض متحف غاردين ميويزيم ‪ Garden Museum‬يف لندن أعمال مصمم املناظر‬ ‫الطبيعية راسيل بيج الذي ربما يكون موهبة القرن العشرين التاريخية األبرز والذي حسب‬ ‫ما يقول عن نفسه أنه “مصمم الحدائق األشهر يف العالم الذي لم يسمع بمثله أحد أبدا”‪.‬‬ ‫بيج‪ ،‬الخبري يف تشكيل املشاهد الطبيعية بعني هندسية والذي يشمل عمالؤه ماريلال اغنيليل‪،‬‬ ‫وأوسكار دي ال رينتا‪ ،‬والدي بريد جونسون‪ ،‬خلق مناظر خضراء بديعة تضم شجريات‬ ‫مشذبة‪ ،‬وبحريات ذات مياه تلمع مع انعكاس الضوء عليها ومشاهد غاية يف الجمال‪ .‬هذه‬ ‫هي املرة األوىل التي ُتجمع فيها صوره ومالحظاته وتصميماته الخاصة التي لم تنفذ معا يف‬ ‫مكان واحد لتلقي الضوء عىل عاطفة وأسلوب هذا النجم الالمع‪ .‬معرض "ذا إديوكيشن أوف‬ ‫أيه غاردنر" "‪ "The Education Of a Gardener‬يستمر حتى ‪ 21‬يونيو‬ ‫‪ - gardenmuseum.org.uk‬روكي كاسيل‬

‫حملة بال مالبس‬

‫ظهر آخر إعالنات مصمم مالبس الرجال باتريك إيرفيل فقط أعمال‬ ‫سوف ُت ِ‬ ‫املصور الراحل بيرت هوجار‪ .‬أوىل الصور التي لم ُت َر من قبل ‪ -‬خليط من الصور‬ ‫امللونة وغري امللونة ولوحات الطبيعة الصامتة ‪ -‬صورت يف العام ‪ 1981‬بعد‬ ‫والدة إيرفيل بعام واحد‪ .‬يقول إيرفيل عن هوجار الذي‪ ،‬مثل نده املثري للجدل‬ ‫روبرت مابلثورب‪( :‬التقط صورا فريدة لشخصيات من وسط املدينة مثل سوزان‬ ‫سونغتاغ‪ ،‬وكاندي دارلينج) أن “صوره خالدة‪ .‬ربما تظن أنها أُخِ ذت يل األسبوع‬ ‫املايض فقط”‪ – patrikervell.com .‬جيف الوازيا‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪17‬‬


‫لمحــــــة‬

‫مميزات العصر‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليسار‪ :‬غابرييلال كريسبي‪ ،‬مكتب على شكل زد في الهجائية الالتينية مع أدراج‪ / 1975 ،‬الصورة من‬ ‫فيليبس ‪ ،Phillips‬هورست ‪ ،Horst‬فوغ ‪، Vogue‬نيكوالس غيسكويري‪ ،‬عالم التصميم‬

‫جماليات الخراطة التي جاءت معها لتزيني األثاث‪ .‬باملقارنة مع أسلوب‬ ‫منتصف القرن الذي اتسم بالتج ُّرد من املحِّ سنات كانت السبعينيات مثرية‬ ‫ومتفسخة‪ .‬كان الناس ال يتهيبون من املغامرة‪ ،‬وكان الهدف من األثاث‬ ‫نشر الغسيل أو الجلوس أو االستلقاء أو ممارسة الجنس عليه – وهي‬ ‫النشاطات األكرث إغراء دون شك مما كان يحدث يف األماكن التي َ‬ ‫وضعت‬ ‫فيها تصميمات ما بعد الحرب بصماتها‪ :‬املدارس واملكاتب واملستشفيات‪.‬‬ ‫تخيل أنك تحاول أن تنام يف كريس من ن ـ ــوع برشلونـ ـ ـ ـ ــة ‪.Barcelona‬‬ ‫كان يجب علينا أن نتوقع حدوث ذلك‪ .‬املوضة‪ ،‬وهي يف العادة تسبق‬ ‫التصميم بخطوتني‪ ،‬ظلت تحتضن عقد السبعينيات لفرتة من الزمن‪.‬‬ ‫كانت هناك حملة فريسايش املشهودة ‪ Versace‬التي أدارها ستيفني‬ ‫ميسل‪ ،‬وشارك فيها آمرب فاليتا‪ ،‬وجورجينا غرينفيل كزوجتني بمثابة‬ ‫الجائزة بشعورهما الكثيفة يف العام ‪ ،2000‬وتومفورد الذي بدأ يبث بهاء‬ ‫السبعينيات ببدلة مخملية تحت اسم غويش ‪ Gucci‬منذ أكرث من عقدين‪.‬‬ ‫لذا فقد بدأت الظاهرة بعدد قليل من القطع التي وفدت إىل منازلنا‬ ‫شيئا فشيئا دون أن نكاد نشعر أو عىل األقل بعلم رادارات أذواقنا‪.‬‬ ‫األرائك املزدوجة عادت متسللة أيضا يف شكل شاشة التلفزيون املسطحة‬ ‫والسجاد الكثيف الوجه (الحظ أننا ال نقصد السجاد الذي يغطي‬ ‫األرضيات من الجدران إىل الجدران) الذي زحف أسفل أرجلنا‪ .‬أسطوانات‬ ‫كومبونيبييل ‪ Componibili‬للمصممة أنا كاستيليل فرياري البالستيكية‬ ‫القابلة للتكديس وجدت طريقها إىل حماماتنا ووقفت مصابيح اتشيليل‬ ‫‪ ،Achille‬وبري جياكومو كاستيغليوين األرضية (وهي مصممة يف‬ ‫الستينيات‪ ،‬ولكنها صمدت بارتياح يف املنازل خالل العقد التايل) يف الركن‬ ‫إلنارة وسط الغرفة‪.‬‬ ‫نحن اآلن نتجه إىل صدام مباشر مع السبعينيات ونحن نعيد تكوين كامل‬ ‫البيئات التي تحتضن أو عىل األقل تستلهم أجواءها‪ .‬أحد أول املشروعات‬ ‫ألنقاذ يشء ال يتصور أحد أبدا أنه سيعود مشروع تجديد منزل‬ ‫بيل إير لـِ ويلت تشامربلني الذي ُنشر عنه موضوع يف مجلة‬ ‫اليف يف العام ‪ .١972‬غرفة تشامربلني بجدرانها األنيقة املكسوة‬ ‫بالخشب األحمر والحجر وكتوفها الطائرة تبدو لسنوات مثل‬ ‫الجرس يف شكل تصميم معماري‪ .‬كان الكثريون سينصحون‬ ‫املالكني الجدد أن يهدموا املنزل‪ ،‬ولكن مصمم الديكور الداخيل‬ ‫بول فورشون الذي يعمل يف لوس أنجلوس وجد طريقة لطيفة‬ ‫لتجديد املنزل الذي يحتل مساحة ‪ 7.200‬قدم مربع‪ ،‬وذلك‬ ‫بالتقليل من حدة األلوان من البنفسجي الفاقع والربتقايل إىل‬ ‫ظالل أكرث تعقيدا‪ .‬سرير املاء الذي يبغ طوله ‪ 8‬أقدام ومغطي‬ ‫بالفراء تم إزالته‪ ،‬والسجاد الكثيف الوجه تم التقليل من‬ ‫كثافته‪ .‬التغيريات ْأثرت املنزل الذي كان يف السابق يفتقر إىل‬ ‫اللمسات الجمالية بسمات عضوية حديثة راقية ومحببة‪.‬‬ ‫انظر إىل حانة الكوكتيل التي ُ‬ ‫صممت يف العام ‪ 2009‬والكائنة‬ ‫أعىل فندق ذا ستاندارد ‪ The Standard‬يف مدينة نيويورك‪.‬‬ ‫الحانـ ـ ــة الت ـ ــي تسم ـ ــى باستحق ـ ــاق ب ـ ــوم ب ـ ــوم روم‬ ‫‪ Boom Boom Room‬والتي صممها رومان‪ ،‬وويليامز‬ ‫بنجفات تبث الضوء يف شكل إشعاع نجمي وكنبات حائطية‬ ‫جلدية بيضاء ُتعترب بعثا لعقد السبعينيات أكرث من كونها‬ ‫إعادة ترجمة له‪ :‬مثل إحياء ذكرى من عىل خشبة املسرح‪.‬‬ ‫ولكن مبتكِر الفندق أندريه باالزس لم يصمم كل الفندق بهذه‬ ‫املواصفات التي كانت سوف تبدو كرتونية لو فعل ذلك‪ .‬الغرفة‬ ‫– التي تظهر دائما وغالبا عند حلول الظالم كانعكاس لخياالت‬ ‫أشخاص يحملون كؤوس الخمر يف أيديهم عىل صفحة خط‬ ‫أفق مانهاتن املتألئل باألنوار – تتيح مشهدا متحفظا‪ ،‬ولكنه‬ ‫صادق‪ ،‬لسحر السبعينيات‪.‬‬ ‫بالنسبة ملعظمنا‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬تظهر السبعينيات بصورة أفضل‬ ‫يف قطع األثاث أكرث منها كبيئة متكاملة‪ِّ .‬‬ ‫فكر يف الطريقة‬ ‫غري بها نيكوالس غيسكويري املدير الفني لـِ لويس بولني‬ ‫التي َّ‬ ‫التفاصيل املعمارية التي تعود إىل القرن الثامن عشر يف شقته‬ ‫يف باريس بأرائك بيري بولني الخطمية من نماذج ‪( ١97١‬إىل‬ ‫اليسار)‪ ،‬أو كيف – يف غرفتها التي تعترب يف سياق آخر غرفة‬

‫‪16‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫مالبس مثل التي توجد يف نيويورك – وضعت إيرين لودر مكتبا المعا ذا‬ ‫أركان حادة من تصميم غابرييلال كريسبي يعود إىل العام ‪( ١975‬أعىل‬ ‫اليسار)‪ .‬البد من تجنب املبالغة يف التمسك بالنمطية عن طريق خلط‬ ‫األشياء التي تنتسب إىل فرتات أخرى‪ .‬الواقع هكذا يعمل معظم املصممني‬ ‫الواعني مثل فرانسوا كاترو يف فرنسا وبييل بولدوين يف الواليات املتحدة‬ ‫وديفيد هيكس يف بريطانيا يف بداية عهدهم باملهنة‪.‬‬ ‫بعد سنوات من اللون البيج والرمادي يف غرف الفنادق تزداد وترية عودة‬ ‫ظهور املغامرة – باستخدام عناصر قد تسبب‬ ‫الصدمة لآلخرين – يف أعمال التصميم‬ ‫الداخيل‪ .‬هناك يشء من التنفيس يف العودة‬ ‫إىل العقود التي جلبت لنا الكثري من العار‬ ‫لفرتة طويلة‪ .‬ولكن قبل أن تطمنئ أكرث مما‬ ‫يجب إىل هذا القول تذكر أن الثمانينيات‬ ‫تنتظر بفارغ الصرب دورها أيضا إىل العودة‪.‬‬ ‫أثاث ما بعد الحداثة لـِ إيتوري سوتساس‪،‬‬ ‫وشريو كوراماتاياس وصل سعره إىل مبالغ‬ ‫تتكون من ‪ 6‬خانات‪ ،‬وقد أقام متحف‬ ‫فيكتوريا آند آلبريت ‪Victoria & Albert‬‬ ‫بالفعل معرضا كبريا عن هذه الفرتة املثرية‬ ‫للجدل‪ .‬يف بعض املرات نعرف ما لدينا عندما‬ ‫يكون لدينا بالفعل‪ ،‬ويف مرات أخرى نبدأ يف اإلحساس بقيمة ما كان لدينا‬ ‫عندما ننظر إىل الوراء بعد أن يكون قد ذهب منذ فرتة طويلة‪.‬‬

‫يبدو جيدا‪:‬‬ ‫في اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة من أعلى اليمين‪:‬‬ ‫في شقة فرانسوا‪ ،‬وبيتي‬ ‫كاترو‪ ،‬صورة مأخوذة‬ ‫لمجلة فوغ ‪ Vogue‬في‬ ‫العام ‪ – 1970‬تمثال‬ ‫جابوني وطاولة من‬ ‫تصميم ايرو سارينيان‬ ‫إلى جانب مجموعة من‬ ‫األثاث المعاصر‪ ،‬في شقة‬ ‫نيكوالس غيسكويري‬ ‫في باريس‪ :‬أريكتان‬ ‫من تصميم بيير بولين‬ ‫تعودان إلى العام ‪1971‬‬ ‫ومنضدة قهوة من‬ ‫تصميم جاي اولينتي‪،‬‬ ‫مكتب من تصميم‬ ‫غابرييلال كريسبي يعود‬ ‫إلى العام ‪ 1975‬بيِ ع بقيمة‬ ‫‪ 707.980‬رياال قطريا في‬ ‫داللة في العام ‪.2014‬‬


‫لمحة من قطر‬

‫مهرجان الجواهر‬

‫عطر بقيم اإلنسانية‬

‫لقد مر أكرث قليال من سبع سنوات عىل غزو بيت‬ ‫املجوهرات الربيطاين غراف ‪ Graff‬لعالم صناعة‬ ‫الساعات‪ .‬ومن واقع اإلقبال الذي وجدته الشركة هذا‬ ‫العام يف معرض بازل وورلد للمجوهرات والساعات‬ ‫‪ Baselworld‬نستطيع القول باطمئنان “أن أداءها كان‬ ‫موفقا من جميع النواحي‪ .‬كان من الطبيعي أن يظهر‬ ‫املاس واملجوهرات بشكل مكثف يف الساعات‪ ،‬فقد كانت‬ ‫مجموعة ساعات هالو ‪ Halo‬النسائية التي أُطلِقت هذا العام‬ ‫مهرجانا للجواهر يضم أحجارا كريمة براقة كان القصد منها‬ ‫أن تلفت االنتباه‪ .‬ولكن اليشء الذي جعل غراف ُتوضع يف مصاف‬ ‫الشركات الكربى التزامُ ها الجاد باألبحاث والتطوير يف صناعة‬ ‫الساعات‪ .‬يحمل اسم غراف اليوم مجموعة من الساعات التي‬ ‫تتميز بدرجة عالية من التعقيد والحركات‪ :‬اثنتان منها تعترب‬ ‫االوىل من نوعها يف العالم وهما ساعة رياضية تتحمل الغوص‬ ‫إىل ‪ 300‬مرت تحت سطح املاء والساعة األنحف يف العالم املرصعة‬ ‫بالكامل باملاس”‪ .‬يقول مدير املبيعات الدولية بالشركة هاكس‬ ‫جاكر‪“ :‬نحن نحاول أن ندفع حدودنا إىل األمام بالرغم من أننا‬ ‫قريبو العهد نسبيا يف هذا القطاع‪ .‬ولكن التزامنا يمنحنا الشرعية‬ ‫للقيام بذلك”‪ ,‬كان القرار الذي ُّاتخِ ذ يف العام ‪ 2008‬بالدخول‬ ‫بجدية يف هذا املجال يستهدف تقديم يشء لسوق الرجال بعد‬ ‫أن ظلت غراف لفرتة طويلة من الزمن تخصص منتجاتها للنساء‬ ‫فقط‪ .‬مع ذلك تبقى النساء هنا يف منطقة الشرق األوسط‬ ‫األكرث والء لقسم الساعات بالشركــة م ــع تحقيــق ساعـ ــة برتفالي‬ ‫‪ Butterfly‬من غراف ‪ Graff‬مكانة الساعة األكرث مبيعا بينهن يف‬ ‫املنطقة‪ .‬تقدم الشركة ساعات أنيقة تنسجم مع املالبس والبشرة‬ ‫وساعات فنية وساعات رياضية وساعات مصممة حسب الطلب‪،‬‬ ‫ولكنها جميعا تشرتك يف حَ مْ ل عالمة مميزة وهي تاج مثلث عند‬ ‫عالمة رقم الساعة ‪ 12‬عىل ميناء الساعة‪ .‬يوضح جاكر من مجوهرات‬ ‫عيل بن عيل قائال‪“ :‬لقد اجتزنا اختبار الثالثة أمتار‪ .‬كل من يستطيع أن‬ ‫يقرتب إىل هذه املسافة من ساعاتنا يستطيع بسهولة أن يميِّز تاجها”‪- .‬‬

‫يُعرب أوبس ‪ ،IX‬العطر التاسع يف مجموعة الليربري من أمواج‪ ،‬عن القيم‬ ‫اإلنسانية العميقة املتمثلة بالحب والتضحية‪ .‬وقد استلهم املدير الفني ألمواج‪،‬‬ ‫كريستوفر تشونغ فكرته من “الترافياتا” ‪،‬إحدى أروع عروض األوبرا الرومانسية‬ ‫لفريدي واملستوحاة من رواية “غادة الكاميليا”‪ .‬وكعادته دائماً‪ ،‬فقد اهتم تشونغ‬ ‫عند ابتكار أوبس ‪ IX‬بأدق التفاصيل لسرد قصة مشاعر الخيانة والفداء‪ ،‬كما‬ ‫األوبرايل من‬ ‫عرض “الترافياتا”‬ ‫جسدتها مؤدية األوبرا األيقونية ماريا كاالس يف‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ترجمة عذبة لجوهر زهرة الكاميليا‪،‬‬ ‫إنتاج “لزبون” عام ‪ .1958‬ويمثل أوبس ‪IX‬‬ ‫والتي قام املدير الفني بابتكار أريجها حيث تخلو الزهرة بطبيعتها من أي عبري‪.‬‬ ‫ويتكون العطر من أريج زهرة الكاميليا املمزوج مع الفلفل األسود والياسمني‪،‬‬ ‫األمر الذي يعكس هالة من الدفء والروح الحرة‬ ‫يف نغماته العليا‪ ،‬يف حني ينسجم عبق خشب‬ ‫الغاياك وشمع العسل والجلد بطريقة‬ ‫يتكون العطر‬ ‫من أريج زهرة‬ ‫متناقضة ولكنها متسقة يف الوقت ذاته‬ ‫الكاميليا‬ ‫يف نغماته الوسطى‪ .‬هذا ويختتم أوبس‬ ‫الممزوج‬ ‫مع الفلفل‬ ‫‪ IX‬بتوليفة من عبري العنرب الرمادي‬ ‫األسود‬ ‫ونجيل الهند والزباد‪ .‬ومن خالل‬ ‫والياسمين‬ ‫هذا العطر‪ ،‬يستحضر كريستوفر‬ ‫تشونغ املعركة األزلية بني‬ ‫الرغبات املتصارعة للقلب‬ ‫والعقل واملنطق‪ .‬ومن خالل‬ ‫الدمج بني أطياف األزهار‬ ‫الفاخرة جنباً إىل جنب مع‬ ‫النغمات الجلدية وتلك‬ ‫املشتقة من الحيوانات‪،‬‬ ‫فقد استطاع تشونغ‬ ‫تصوير الخالفات املحتدمة‬ ‫يف محاكمات العاشقني‬ ‫ووصفها يف عبري هذا العطر‬ ‫اآلسر‪.‬‬ ‫ازدهار إبراهيم‬

‫دبرينا أليا‬ ‫من اليسار في اتجاه عقارب الساعة‪ :‬صورة عطر أوبس مقدمه من أمواج‪ .‬جراف دايموند‪ .‬عرض أزياء من كارولينا هيريرا‬

‫إحساس خاص‬

‫سهولة وإنسيابية‬

‫تستوحي مجموعة‬ ‫كارولينا هيريرا لما‬ ‫قبل الخريف إلهامها‬ ‫من المرأة العالمية‬

‫تلخص مجموعة كارولينا هرييرا ملوسم ما قبل خريف ‪2015‬‬ ‫السهولة واالنسيابية التامة يف ارتداء املالبس‪ .‬األقمشة الفاخرة‪،‬‬ ‫الطبعات الغنية‪ ،‬التفاصيل واأللوان وكذلك الحرفية العالية‬ ‫الدقيقة التي تشتهر بها مصانع نيويورك تؤدي إىل صور ظلية غري‬ ‫معقدة ملرتدي املالبس‪ .‬تعتمد املجموعة ألوان الخريف الدائمة‬ ‫الخضراء‪ ،‬الكسوف األزرق مع األحمر املائل إىل الربتقايل ممزوج‬ ‫مع تدرج دايفء من اللون العاجي واألغرب والرمادي يف نسيج‬ ‫كشمريي أو حريري عىل الوجهني وتكنو كريب‪ .‬إنها زينة من‬ ‫الطبعات وباقات الزهور يف جاكار من القماش الفاخر مع تطريز‬ ‫وحياكة يدوية عىل الشيفون الشفاف‪ ،‬فيزيد من إلهام املوسم‬ ‫بينما تواصل احتضان األناقة األنثوية املرادفة لهذه الدار‪ .‬تضم‬ ‫كارولينا هرييرا مرة أخرى طبعات غريبة األطوار لهذا املوسم‪،‬‬ ‫فتأيت هذه املرة عىل شكل خنفساء مسلية طاملا اعتربت ركزاً‬ ‫للوعود والحظ واملرح‪ .‬وتستوحي مجموعة كارولينا هرييرا ملا قبل‬ ‫الخريف إلهامها من املرأة العاملية فتقدم خيارات تتخطى الزمن‬ ‫واملناسبة حيث يبدو املظهر يف النهار سهال ً تماماً كما هو يف الليل‪.‬‬ ‫ازدهار إبراهيم‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪19‬‬


‫لمحة‬

‫من هنا وهناك‬ ‫ملك الحلبة‪ :‬في اتجاه‬ ‫حركة عقارب الساعة‬ ‫من أسفل اليسار‪ :‬لي‬ ‫بروم‪ ،‬مصابيح هاللية‬ ‫وكرسي منسوج من‬ ‫المجموعة الجديدة‬ ‫للمصمم‪ :‬السعر عند‬ ‫الطلب‪.‬‬

‫صرعة تزيين الشعر‬

‫يف موسم الشعر الذي ال يجد ما يكفي من‬ ‫التصفيف‪ ،‬القليل من التزيني يمكن أن يحدث‬ ‫فرقا كبريا‬

‫التصميم بقليل من الدراما‬ ‫ظهر مصمم األثاث واإلضاءة الربيطاين يل بروم‪ ،‬الذي يُعرف بابتكاراته الذكية‬ ‫التي تنم عن الحنني يف غالب األحوال وبأساليبه يف عرضها بتفاصيل دقيقة‪،‬‬ ‫يف العام ‪ 2012‬أثناء معرض أثاث ميالن ‪ Milan Furniture Fair‬يف حانة‬ ‫قديمة كان قد اشرتاها يف لندن ثم فككها وأعاد تركيبها يف ميالن‪ .‬هذا العام‬ ‫سوف يعود إىل هذه الفعالية الكربى بعرض فريد لكرايس مصممة بأسلوب‬ ‫ممفيس ‪ Memphis‬ومرايات مج َّزأة من النوع الذي يستخدم يف متاجر السلع‬ ‫املتنوعة يف غرف تجربة مالبس الرجال‪ ،‬وطاوالت مخروطة األرجل مثل التي‬ ‫تستخدم يف متاجر الكتب ومصابيح أنبوبية فلورية مغطاة بالكريستال مثل التي‬ ‫تيضء أقسام العطور‪ .‬ويقول‪“ :‬أنا دائما أحاول أن أفعل شيئا مسرحيا‪ .‬وبمجرد أن‬ ‫عرفت أن املتاجر املتعددة السلع اخرتاع إنجليزي عرفت أن الفكرة التي تطرأ عىل ذهني‪.‬‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليسار‪ :‬دولسي آند غابانا‬ ‫‪( Dolce & Gabbana‬قطعة للعرض فقط)‪ ،‬فالينتينوغارافاني ‪Valentino Garavani‬‬ ‫‪ 2.894 :‬رياال قطريا‪ ،‬سيلين ‪ 1.547 :Céline‬رياال قطريا ‪، bergdorfgoodman.com‬‬ ‫بوتيغا فينيتا ‪ 4.368 :Bottega Veneta‬رياال قطريا‪.‬‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من أسفل اليمين‪ :‬فريدريك دومولين‪ ،‬من مارتن غرانت‪ ،‬فريدريك دومولين (‪، )2‬لوك هيز‪ ،‬آرثر وودكروفت (‪.)2‬‬ ‫الرسوم بريشة كونستانتين كاكانياس‬

‫بكلماتها‬

‫نجمة املوضة يل رادزيويل تتذكر اكتشافها‬ ‫ملعاطف مارتن غرانت ‪Martin Grant‬‬

‫شرق األناقة‪:‬‬ ‫من أقصى اليسار‪ :‬لقطات‬ ‫من مجموعة مارتن‬ ‫غرانت لربيع ‪2015‬‬ ‫‪Martin Grant’s spring‬‬ ‫‪2015 collection‬‬ ‫المصممة ولي رادزيويل‬ ‫في كوستاريكا في‬ ‫العام ‪.2008‬‬

‫‪18‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫“منذ سنوات بينما كنت أبحث حول برينيز مع صديقي‬ ‫أندريه ليون تايل عرثت عىل معطف جلدي أسود كنت‬ ‫شديدة اإلعجاب به‪ .‬لم أكن قد سمعت باملصمم من‬ ‫قبل‪ ،‬ولكن أندريه عرف فورا أنه كان مارتن غرانت‪،‬‬ ‫وهو أسرتايل يعيش اآلن ويعمل يف باريس‪ .‬أنا أعيش‬ ‫هنا أيضا‪ ،‬عىل األقل جزءا من السنة‪ ،‬وعند عوديت‬ ‫كنت مصممة عىل أن أجده‪ .‬لم يكن من السهل العثور‬ ‫عىل محله الصغري يف ماريس ‪ ،Marais‬وعندما وجدته كان‬ ‫مغلقا السرتاحة الغداء‪ .‬لذلك تمشيت قليال ‪ -‬ثم أكرث ‪ -‬حتى فتح‬ ‫املحل‪ ،‬وكان هو هناك‪ ،‬نحيف وصبياين الشكل ومن النوع الذي يحب‬ ‫االنزواء‪ .‬بالنسبة ملوهبته فإنها ترتكز عىل ُصنع املعاطف والسرتات التي ال تبدو‬ ‫كصيحة‪ ،‬ألنه يفهم ويحرتم الخطوط والنسب والبساطة‪ .‬حتى اآلن وقد‬ ‫محظوظني أنه ال يحتاج أو‬ ‫أصبح مقره يف باريس كبريا وجميال شعرنا بأننا‬ ‫ْ‬ ‫يريد أن يتبجح‪ .‬وكم كنت محظوظة أن نبقى صديقني حميمني”‪.‬‬ ‫‪martingrantparis.com‬‬


‫لمحة من قطر‬

‫من الظلمات إلى النور‬ ‫شهد “متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاين” افتتاح املعرض الجديد “من الظلمات إىل النور”‬ ‫الذي يضم مجموعة فريدة من املصابيح وأدوات اإلضاءة القديمة والنادرة‪ ،‬بحضور نخبة من كبار‬ ‫الشخصيات يتقدمهم الشيخ خالد بن فيصل بن قاسم آل ثاين‪ ،‬ود‪.‬أنا بوليني ممثلة هيئة اليونسكو‪،‬‬ ‫وحشد من السفراء وكبار الشخصيات والدبلوماسيني‪ ،‬ويستمر املعرض حتى يوم ‪ 29‬أغسطس‬ ‫ضمن أروقة املتحف الكائن بمنطقة الشحانية‪ ،‬ويستقبل زواره بني يومي األحد والخميس من الساعة‬ ‫‪ 9‬صباحاً حتى الـ ‪ 6‬مساءً‪ .‬وتزخر تشكيلة معرض “من الظلمات إىل النور” بباقة واسعة ومذهلة‬ ‫من املصابيح العتيقة املصنوعة من السرياميك واملعادن املزخرفة‪ ،‬ومصابيح املساجد الجميلة‪،‬‬ ‫والشمعدانات‪ ،‬إضافة إىل مجموعة من الرثيات واملصابيح ذات التصاميم العصرية‪ .‬وتعود هذه‬ ‫املقتنيات النفيسة إىل حقب مختلفة من العصور اإلسالمية القديمة والوسطى‪ ،‬وأجزاء مختلفة من‬ ‫آسيا الوسطى وأوروبا‪ .‬ويسلط املعرض الضوء عىل تقليد استخدام املصابيح املصنوعة خصيصاً لشهر‬ ‫رمضان يف املجتمعات اإلسالمية‪ .‬كما يحفل املعرض بمجموعة مميزة من الشمعدانات ومصابيح‬ ‫املساجد التي تعود للعصور اإلسالمية‪ ،‬حيث يزدان العديد منها بالكتابات والنصوص الدينية‪ .‬وسيتم‬ ‫عرض جميع أدوات اإلضاءة واملصابيح مصحوبة بالشرح واإليضاح‪ ،‬ويشمل املعرض كذلك عىل نماذج‬ ‫من أواخر القرن التاسع عشر والنصف األول للقرن العشرين‪ ،‬لنقدم للزائر فرصة شاملة وأكرث وضوحاً‬ ‫عن تطور هذه األدوات والتقنيات عىل مر العصور املختلفة‪ - .‬ازدهار إبراهيم‬

‫تعود هذه‬ ‫المقتنيات‬ ‫النفيسة إلى‬ ‫حقب مختلفة‬ ‫من العصور‬ ‫اإلسالمية‬ ‫القديمة‬ ‫والوسطى‬

‫إبداعات عائشة رمضان‬ ‫قامت املصممة عائشة رمضان بتقديم أقصر عرض أزياء يف حياتها بإطالق‬ ‫عالمتها التجارية عائشة رمضان‪ ،‬وهذا لم يكن حدثا عن قبيل الصدفة‪،‬‬ ‫أو عن طريق الخطأ فقد كانت مدركة تماما لردود األفعال واآلراء التي‬ ‫ستصدر عن العرض‪ ،‬وبالفعل كانت مجموعتها جديرة باملالحظات‪.‬تقول‬ ‫عائشة عن ذلك‪“:‬بعد ميض ما يقارب ال ‪ 9‬سنوات عىل عميل املتواصل‬ ‫يف هذا املجال‪ ،‬عرفت عامليا من خالل تصميمايت للكوتور‪ ،‬والتي ارتدتها‬ ‫مشاهري العالم من هوليوود إىل الشرق األوسط”‪ .‬وتضيف بكل بساطة‬ ‫شغفي بالكوتور هو سبب تواجدي يف عالم املوضة واألزياء”‪ .‬ولكن إيماين‬ ‫كان وال يزال بأن جوهر أعمايل يكمن يف تصميم األلبسة الجاهزة‪ ،‬إال أنني‬ ‫كنت بحاجة إىل بعض التوجيهات للميض قدما يف هذا الطريق‪ ،‬وعند لقايئ‬ ‫بأسيل عطار وفريق العمل يف‪ Est 2014‬استطعنا أن نخوض رحلة إعادة‬ ‫وإدارة عالمتي التجارية األمر الذي أسهم يف بلورت شخصيتي وتميزي عىل‬ ‫الصعيدين الشخيص واملهني”‪.‬‬

‫من أعلى الصفحه في اتجاه عقارب الساعة‪ :‬صور من عرض أزياء عائشة رمضان‪ .‬تصوير‪ :‬روب التيميرانو جانب‬ ‫من المعروضات في معرض "من الظلمات إلى النور"‪ .‬قاعة عرض معرض فالت الند ريميكس‪.‬‬

‫معرض فالت الند ريميكس‬ ‫أقيم معرض الفنون البصرية للفنان ديفيد باتشيلور وهو فنان أسكتلندي وكاتب يستكشف يف املقام‬ ‫األول مفهوم اللون واالستجابات الخاصة بنا لأللوان داخل املجتمع‪ .‬معروف بعمله يف الهياكل الثالثية‬ ‫األبعاد املتفاعلة مع الجمهور واملصنوعة من إعادة استعمال املواد املنزلية واملكونات الصناعية الخفيفة‬ ‫كالدمى وزجاجات املنظفات والتي تم زيادتها لتعزيز لونها االصطناعي وهو اللون الوحيد الذي ال يمكن‬ ‫إنشاؤه إال من قبل العالم الحديث‪ .‬بالشراكة مع جامعة فرجينيا كومنولث يف قطر‪ ،‬أقيم معرض “‬ ‫فالت الند ريميكس”‪ .‬وقال باتشيلور يف حديث له بعد افتتاح املعرض‪“ :‬بالنسبة يل الرسم هو نوع من‬ ‫األحالم‪ .‬انه نوع من األماكن الذي ترفض فيه األشكال والنماذج واألشياء االنصياع لقوانني الجاذبية”‪.‬‬ ‫يعد هذا املعرض من أحدث املعارض الفردية لديفيد باتشيلور الذي يستند عىل السهول املوجودة‬ ‫يف معرض سوق الفواكه يف أدنربة وجزيرة سبايك وبريستول‪ .‬عنوان السهول يأيت من رواية األرض‬ ‫املسطحة ِالدوين أي أبوت التي تروي منطقة يسكن فيها اثنان من األرايض املسطحة والتي تمثل‬ ‫العالم ثنايئ األبعاد‪ .‬ويستكشف العوالم من بعد واحد وثالثة أبعاد من أجل تحديد النظر‪ ،‬كيف أنه‬ ‫من الصعب تصور أية أبعاد خارج تجربة املرء‪ - .‬كريم إمام‬

‫جانب من‬ ‫معرض “ فالت‬ ‫الند ريميكس”‬ ‫للفنان ديفيد‬ ‫باتشيلور‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪21‬‬


‫لمحة من قطر‬

‫إبداع الخزفيات في ورشة‬ ‫“فن السيراميك”‬

‫من األعلى في اتجاه‬ ‫عقارب الساعة‪ :‬الفنان‬ ‫البريطاني بن باربور أثناء‬ ‫تنفيذ عمله الفني‪ ،‬العمل‬ ‫الخاص بالفنان خليفة‬ ‫العبيدلي‪ ،‬من أعمال‬ ‫الفنانة آسيا القحطاني‪،‬‬ ‫خليفة العبيدلي‪.‬‬

‫من أعلى الصفحه في اتجاه عقارب الساعة تصوير‪ :‬روب التيميرانو‬ ‫أسفل الصفحه من اليمين في اتجاه عقارب الساعة‪ :‬لقطة أثناء االفتتاح‪ .‬عارضات األزياء خالل العرض‬

‫الخزف هو الطني املزجج واملفخور‪ .‬يرجع تاريخه ألقدم العصور‪ .‬يف الوقت‬ ‫الحاضر أصبح الخزف من أحد الفنون التشكيلية‪ .‬وأما االسم اآلخر لهذا‬ ‫الخزف فهو (سرياميك)‪ .‬استضاف مركز مشريب للثقافة والفنون ورشة‬ ‫عمل (فن السرياميك) قدمتها الفنانة آسيا القحطاين بحضور عدد من‬ ‫املهتمني من املواطنني واملقيمني‪ .‬الفنانة آسيا عبدالسالم القحطاين مدربة‬ ‫الخزف بمركز الفنون البصرية تقول‪“ :‬هذه الورشة أقيمت تلبية لدعوة‬ ‫من السيد خليفة العبيديل مدير املركز الذي طرح فكرة تقديم ورشة فنية‬ ‫للمواطنني واملقيمني عن فن الخزف‪ ،‬وتأيت الورشة يف إطار التعاون بني‬ ‫مركز مشريب للثقافة والفنون ومركز الفنون البصرية”‪ .‬وترى القحطاين‬ ‫أن فن الخزف يف قطر متقلص ومظلوم عندما نقارنه بأشكال الفنون‬ ‫التشكيلية والفنون الجميلة األخرى‪ ،‬حيث أنه ال يحظى بنفس القدر من‬ ‫األهمية واإلهتمام‪ ،‬بالرغم ان الجداريات تتحدى الزمن يف عمرها‪ ،‬وتبقى‬ ‫أكرث من لوحات الفن التشكييل التقليدية‪ ،‬فهي عبارة عن طني يتم تحويله‬ ‫لحجر‪ ،‬واأللوان املستخدمة عبارة عن تركيبات كيميائية تكون طالء زجاجي‬ ‫يبقي العمل آلالف السنني‪ .‬من جانبه قال السيد خليفة العبيديل مدير‬ ‫مركز مشريب للثقافة والفنون‪“:‬يأيت تنظيم هذه الورشة ضمن برنامج املركز‬ ‫املستمر طوال العام والذي يحوي ثالثة مستويات أولها خاص بالفنانني من‬ ‫املحاضرين أو املشاركني‪ ،‬فيما يخصص املستوى الثاين للمدارس والطلبة‬ ‫بمساعدة الفريق التعليمي ملتاحف قطر ويبدأ يف شهر سبتمرب املقبل‬ ‫بالتنسيق مع املجلس األعىل للتعليم‪ ،‬يف حني يفتح املستوى الثالث للعامة‬ ‫من املهتمني بالفنون‪ ،‬وغالبا ما يضم العائالت من املواطنني واملقيمني”‪.‬‬ ‫واختتم العبيديل حديثه منوهاً بالجهود التي يبذلها الرئيس التنفيذي‬ ‫لشركة مشريب العقارية املهندس عبدالله املحشادي واصفاً إياه بـ“الداعم‬ ‫الكبري” ملركز مشريب للثقافة والفنون‪ ،‬كما تحدث عن التشجيع الذي يلقاه‬ ‫املركز من هيئة املتاحف الستمرار اإلنتاج وورش العمل‪ ،‬وكذلك الفنانني‬ ‫الذين يتفاعلون مع املركز بكل “حب وصدق إلنجاح هذه الورش”‪.‬‬ ‫‪ -‬كريم إمام‬

‫تصميمات مستوحاة من الصحراء‬

‫أسبوع تظاهري ثقافي‬ ‫يعنى بالتصاميم واألفكار‬ ‫اإلبداعية خاصة للمصممات‬ ‫المحليات بشكل خاص‬

‫‪20‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫افتتح معرض “هي للمالبس العربية” أبوابه للعام‬ ‫السابع عىل التوايل‪ ،‬وهو من إنتاج قطري بدأ‬ ‫ينتقل من تظاهرة محلية ومن معرض متواضع‬ ‫وصغري ويحتوي عىل بعض التصاميم املحلية‬ ‫إىل معرض متميز ويقدم تصاميم عربية‬ ‫وإقليمية‪ .‬وهناك أسماء مشهورة ملصممي‬ ‫أزياء شاركوا يف املعرض هذا العام‪ ،‬والطموح‬ ‫أن يتحول “هي” إىل أسبوع تظاهري ثقايف‬ ‫يعنى بالتصاميم واألفكار اإلبداعية خاصة‬ ‫للمصممات املحليات بشكل خاص‪ ،‬ومصممات‬ ‫األزياء باملنطقة بشكل عام‪ .‬وتخلل حفل االفتتاح‬ ‫عرض أزياء ملحالت الديباج القطري لألزياء الفاخرة‪،‬‬ ‫وأميمة عزوز‪ ،‬املصممة السعودية الشهرية‪ .‬وكشف‬ ‫املصممون خالل العرض عن أحدث تشكيالت رمضان من‬ ‫العبايات والجالبيات عىل منصة عرض بطول ‪ 22‬مرتاً استوحي‬ ‫تصميمها من الصحراء‪ - .‬ازدهار إبراهيم‬


‫لمحة‬

‫تقرير الكتاب‬

‫تغيير جذري‬

‫طموحات كبيرة‬ ‫يسار‪ :‬السلم المزدوج‬ ‫الكبير في منزل صممته‬ ‫همبل على غرار طراز‬ ‫القرن الثامن عشر في‬ ‫ليختنشتاين ‪.Lichtenstein‬‬ ‫أسفل‪ :‬المدخل إلى منزل‬ ‫“كول بارك”‪ ،‬منزلها‬ ‫الريفي اإلنجليزي‪.‬‬

‫من االحتفاء بعصر الباروك إىل التبسيطية أحادية‬ ‫اللون‪ ،‬مصممة الديكور أنوشكا‬ ‫همبل ُتظهر قدرة مدهشة عىل تغيري املسار‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬توم ديلفان‬

‫الحياة الجميلة‬ ‫عكس اتجاه عقارب‬ ‫الساعة من أعلى‪:‬‬ ‫جناح البجعة األسود‬ ‫والرمادي في فندق‬ ‫بليكس ‪ Blakes‬في‬ ‫جنوب كنجستون‪،‬‬ ‫همبل في العام‬ ‫‪ ،1970‬وجناح بيلوجا‬ ‫األبيض تماما في‬ ‫فندق همبل ‪Hempel‬‬ ‫بالقرب من هايد بارك‪.‬‬

‫الصور باتجاه عقارب الساعة من أعلى‪:‬‬ ‫آندرياس فون آينسيدل‪ /‬بإذن من ريزولي ‪ ،‬كاميرون ماينارد‪ /‬بإذن من ريزولي‪ ،‬برايان آريس‪/‬‬ ‫ميروربيكس‪ ،‬كيم شفارتس‪ /‬بإذن من ريزولي‪ ،‬نيكوالس دارشيمبود‪ /‬بإذن من ريزولي‪.‬‬

‫يبدو أن الناس ذوي الذوق العايل إما يكربون وهم محاطون‬ ‫به أو يكربون يف غيابه التام‪ .‬وهؤالء الذين يمثلون الفئة األوىل‬ ‫يسايرون ما هو مألوف‪ ،‬بينما هؤالء الذين ينتمون للفئة‬ ‫ِّ‬ ‫فيعلمون أنفسهم عناصر األسلوب حتى يمكنهم أن‬ ‫الثانية‬ ‫يصنعوا ما يتوقون إليه‪ .‬وتنتمي أنوشكا همبل‪ ،‬وهي ابنة‬ ‫راعي أغنام من نيوزيلندا كان قد قال لها ذات يوم “إن لديها‬ ‫بعض األفكار الخيالية” بشكل صريح إىل الفريق الثاين‪ .‬وهي‬ ‫معروفة تقريبا بمسارها املهني غري التقليدي – بداية من‬ ‫كونها فتاة جيمس بوند إىل كونها ممثلة أفالم درجة ثانية ثم‬ ‫مديرة فندق ثم مصممة – بقدر ما هي معروفة بتصميماتها‬ ‫الداخلية‪.‬‬ ‫وثمة دراسة جديدة تحاول فك طالسم أسلوبها املعقد‪.‬‬ ‫ويستشهد أحد الفصول الذي يدور حول اإللهام لدى همبل‬ ‫بكل يشء بداية من “املاء” و“العضالت” إىل “تايالند واللون”‪.‬‬ ‫واألمر الذي يجعل هذا األسلوب صعبا هو نفسه ما يجعل‬ ‫الكتاب زاخراً باملثريات البصرية ‪ -‬وتبدأ مجموعة همبل‬ ‫املدهشة من فندق بليكس ‪ Blakes‬ذي اللون األسود والطراز‬ ‫الكالسييك الجديد‪ ،‬الذي اعتربه الكثريون أول فندق بوتيك‬ ‫من نوعه لدى افتتاحه يف العام ‪ ،١978‬وصوال إىل تصميماتها‬ ‫ذات اللون األبيض الناصع مثل مجموعة املنازل الصغرية‬ ‫الواقعة بالقرب من حديقة هايد بارك والتي أضحت أشبه‬ ‫بمقام يمثل تجسيدا للمدرسة التبسيطية يف العام ‪.١997‬‬ ‫ويتجىل التنوع الذي تمتاز به أعمالها بالقدر نفسه يف بيوتها‬ ‫الخاصة‪ .‬فاملنزل الريفي‪ ،‬كول بارك‪ ،‬الذي عاشت فيه مع‬ ‫زوجها البالغ من العمر ‪ 34‬سنة‪ ،‬وهو املستثمر السري مارك‬ ‫واينربج‪ ،‬تسوده ظالل من األحمر ويزدان بمجموعات‬ ‫من اللوحات ذات الطابع اإلليزابيثي‪ ،‬واألباريق الصينية‪،‬‬ ‫والخزانات العتيقة‪ ،‬فيما يتميز منزلها اللندين بتصميماته‬ ‫الداخلية ذات اللون األسود التي تتباين أناقتها مع الحدائق‬ ‫الخضراء وارفة الظالل وتنمو بها أشجار البقس والطقسوس‬ ‫وزهر الكاميليا‪.‬‬ ‫وتتمتع همبل بأسلوب يسهل تمييزه‪ ،‬وهو اعتمادها عىل‬ ‫املزج املربِك بني االنضباط والرومانسية‪ ،‬لكن مع ذلك يبدو‬ ‫كل مشروع لها بأنه متجدد‪.‬‬ ‫وهي تقول عن ميلها للقفز من يشء إىل آخر‪ ،‬وهي خصلة‬ ‫عادت عليها بفوائد جمَّ ة‪...‬وأنتجت صورا ملهمة‪“ :‬لدي ذهن‬ ‫سريع التنقل وال يثبت يف مكان طويال”‪.‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪23‬‬


‫لمحة من قطر‬

‫الشيء المميز‬ ‫حقائب بلمسات قطرية‬ ‫بوحي من أروع مدن العالم‪ ،‬وبعد النجاح الكبري الذي حققته تشكيلة ‪Cybill One of One‬‬ ‫أعلنت آيغرن عن إطالق تشكيلة محدودة جديدة من حقيبة ‪ Cybill‬األيقونية احتفاالً بالذكرى‬ ‫الخمسني لتأسيس العالمة‪ .‬خمسون عاماً عىل تأسيس آيغرن ‪ -‬تحتل عالمة آيغرن التي تأسست يف‬ ‫ميونيخ بأملانيا اليوم مكانة عاملية متقدمة كعالمة متخصصة باملنتجات الجلدية الفاخرة التي تحمل‬ ‫وتجمع األناقة الراقية مع أعىل معايري الجودة‪ .‬فهي عالمة تستمد روحها من املدن الكبرية‪ ،‬وتستلهم‬ ‫منها طابع الحياة وإيقاعها‪ .‬واليوم‪ ،‬تهدي العالمة تشكيلة حصرية من حقائب ‪ Cybill‬لهذه املدن‬ ‫الكبرية‪ .‬والتي تتمتع كل مدينة كربى يف العالم بروحها الخاصة‪ ،‬من اللغة إىل نمط الحياة والعمارة‬ ‫والفنون‪ .‬وتعرب حقيبة قطر عن الروعة التي تحملها املدينة‪ ،‬مع أنماط هندسية وملسات األرابيسك‬ ‫واملالمح املحلية‪.‬‬ ‫ازدهار إبراهيم‬

‫الصورة مقدمة من‪ :‬آيجنر ميتروبوليتان قطر‬

‫‪22‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫لمحة‬

‫محرر السوق‪ :‬مونيكا كيمسوروف‪ .‬في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليسار‪ :‬سلم بين جونز‪ ،acegallery.net ، Ben Jones ،‬سلم شين اوكودا ‪ /‬واكا واكا‪ ، ikoikospace.com ،Shin Okuda / ”Waka Waka“،‬صندوق الكتب السلم اوتوبان ‪ Autoban‬ل ِـ دي‬ ‫ال اسبادا) ‪ ddcnyc.com، De La Espada ،‬سلم لوستين ميديام بلوك‪ ، minam.com، Lostine Medium Bloak ،‬سلم شارلي ستايربجورن نيلسون ‪ Charlie Styrbjorn Nilsson‬ل ِـ وينر جي تي في ديزاين ‪ ،dzineelements.com ،‬سلم التيك من كريت آند باريل‪،‬‬ ‫‪ ،crateandbarrel.com، Crate & Barrel‬سلم نورم آركيتيكتس ‪ Norm Architects‬ل ِـ (مينيو) ‪ dwr.com، Menu‬سلم مات كار ‪ Matt Carr‬ل ِـ (ألمبرا هاب) ‪umbra.com، Umbra Hub ،‬‬

‫تقرير السوق‬

‫الساللم‬

‫آخر تجسيد ألحد أقدم‬ ‫التصميمات يف العالم يستمر‬ ‫بنجاح يف الجمع بني املنفعة‬ ‫وجمال الشكل‬ ‫تصوير جوانا ماكلور‬

‫في اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة من أعلى اليسار‪:‬‬ ‫بين جونز ‪ Ben Jones‬من‬ ‫‪ 21.840‬رياال قطريا‪ ،‬شين‬ ‫اوكودا ‪ /‬واكا واكا‬ ‫‪:Shin Okuda/WakaWaka‬‬ ‫‪ 2.912‬رياال قطريا‪ ،‬أوتوبان‬ ‫‪ Autoban‬ل ِـ دي ال اسبادا‬ ‫‪ 11.921 :De La Espada‬رياال‬ ‫قطريا‪ ،‬لوستين ‪Lostine‬‬ ‫‪ 1.638 :‬رياال قطريا‪ ،‬شارلي‬ ‫ستيربجورن نيلسون‬ ‫‪Charlie Styrbjorn Nilsson‬‬

‫ل ِـ وينر جي تي في ديزاين‬ ‫‪4.732 :Wiener GTV Design‬‬ ‫رياال قطريا‪ ،‬كريت آندباريل‬ ‫‪ 728 :Crate & Barrel‬رياال‬ ‫قطريا‪ ،‬نورم آركيتيكتس‬ ‫‪ Norm Architects‬لـ مينيو‬ ‫‪ 1.638 :Menu‬رياال قطريا‪،‬‬ ‫مات كار ‪ Matt Carr‬ل ِـ‬ ‫أومبرا ‪ 364 :Umbra‬رياال‬ ‫قطريا‪.‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪25‬‬


‫لمحة‬

‫تقرير السوق‬

‫أزهار جميلة‬ ‫بهج اليوم‪.‬‬ ‫ل ُت ِ‬

‫تصوير جوانا ماكلور‬

‫في اتجاه عقارب الساعة من أعلى اليسار‪:‬‬ ‫إترو ‪ 4.459 :Etro‬رياال قطريا‪ ،‬إغنونا ‪ :Agnona‬السعر عند‬ ‫الطلب‪ ،‬فندي ‪ 24.934 :Fendi‬رياال قطريا‪ ،‬تودس ‪:Tod’s‬‬ ‫‪ 8.245‬رياال قطريا‪ ،‬شانيل ‪ 15.288 :Chanel‬رياال قطريا‪ ،‬مارك‬ ‫كروس ‪ 8.718 :Mark Cross‬رياال قطريا‪ ،‬فالنتينو غارافاني‬ ‫‪ 13.268 :Valentino Garavani‬رياال قطريا‪ ،‬سيموني روشا‬ ‫‪ 7.790 :Simone Rocha‬رياال قطريا‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫إعداد‪ :‬بول مورينو‪ ،‬في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليسار‪ :‬حقيبة إترو ‪ ، Etro‬حقيبة اغنونا ‪ ، Agnona‬حقيبة فندي ‪ ،Fendi‬حقيبة تودس ‪ ،Tod’s‬حقيبة شانيل ‪ ،Chanel‬حقيبة مارك‬ ‫كروس ‪ markcross.com، Mark Cross،‬حقيبة فلنتينو غارافاني ‪ ، Valentino Garavani‬حقيبة سيموني روشا ‪secretlocation.ca ،Simone Rocha‬‬

‫حقائب الزهور‬


‫أدوات الرسم‬ ‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من‬ ‫اليسار‪ :‬أدوات مكياج العين من‬ ‫َّ‬ ‫ملطخ ‪ Prada‬قليال | النكوم‬ ‫برادا‪،‬‬ ‫آرتالينر ‪ Lancôme Artliner‬لعمل‬ ‫خط سائل دقيق‪ 112 :‬رياال قطريا‬ ‫‪lancome-usa.com‬‬ ‫دولسي آند غابانا جالم الينر‬ ‫‪،Dolce & Gabbana Glam Liner‬‬ ‫لرسم جناح متقن‪ 127 :‬رياال‬ ‫قطريا ‪ | sephora.com‬قلم‬ ‫بوبي براون ‪Bobbi Brown‬‬ ‫لوضع الهالم لفترة طويلة وعمل‬ ‫اللطخات الكثيفة‪ 91 :‬رياال قطريا‬ ‫‪bobbibrowncosmetics.com‬‬

‫كنت‬ ‫خطوط مج َّنحة تبث إشارات من خالل شكلها‪ :‬سواء‬ ‫ِ‬ ‫تبدين مستعدة أو مغرورة يعتمد ذلك عىل زاوية التقاء‬ ‫وسمْ ك الخط ومدى ُّ‬ ‫تقطع أو ضبابية األطراف‬ ‫الخطوط ُ‬ ‫يشبهن الدمى دون أن يظهرن بأنهن مهيضات الجناح‪:‬‬ ‫ً‬ ‫محاطة بهالة كثيفة من‬ ‫أعينهن كانت تيضء كالنجوم‬ ‫السواد والرموش مثل الشعاع‪ .‬عدد ال بأس به من‬ ‫املصممني تركوا خطوط العني تهاجر من مواضعها‬ ‫املعتادة وتتوه بشكل عجيب إىل أماكن أخرى‪ .‬ميو‬ ‫ميو ‪ Miu Miu‬خففت من حدة ظهور الجفن‬ ‫األسفل ووضعت شريحة نظيفة فوق الحاجب‬ ‫وكأنه مكتوب بإحدى أدوات شاربي ‪.Sharpie‬‬ ‫برادا فعلت شيئا مشابها ولكن بصورة ألطف‪.‬‬ ‫بعض فتيات سيلني ‪ Céline‬الشاحبات وضعن‬ ‫خطا ملطخا عىل الجفن األسفل بصفة خاصة‬ ‫ليظهرن بهيئة تنتمي إىل عالم آخر‪ ،‬وقبيحة‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫أكرث تقريبا من أي نوع آخر من املكياج‬ ‫تعيد خطوط العني تشكيل الوجه‪ .‬وألن‬ ‫النتيجة بهذا القدر من الخطورة فإن‬ ‫األخطاء يف وضعها ال تغتفر‪ .‬أقوم أكرث‬ ‫من مرة بتصحيح عني ثم األخرى‪ ،‬بينما‬

‫شوهاجا (‪ | )2( Schohaja )2‬منتجات‪ :‬ماركو ميتزينغر (‪)8( Marko Metzinger )8‬‬

‫خط ناعم‬ ‫من أعلى‪ :‬قلم العين بالك بصطر‬ ‫باي إنفوليبـل‬ ‫‪Blackbuster by Infallible‬‬ ‫من لوريال باريس ‪L’Oréal Paris‬‬ ‫لخطوط أسمك للعين‪ 33 :‬رياال‬ ‫قطريا ‪،lorealparisusa.com‬‬ ‫فلويد الين إن بالك تراك‬ ‫‪Fluidline in Blacktrack‬‬ ‫من مـــاك كــــوسميتيـــك‬ ‫‪ MAC Cosmetics‬للتحكم في‬ ‫الشكل والكثافة ‪ 58‬رياال قطريا‬ ‫‪،maccosmetics.com‬‬ ‫قلم ديسيـــن دو ريغـــارد‬ ‫‪ Dessin du Regard‬من إيـــــف‬ ‫ســان لوران ‪Yves Saint Laurent‬‬ ‫األفضل في تلوين باطن الجفن‪:‬‬ ‫‪ 109‬رياال قطريا ‪،yslbeautyus.com‬‬ ‫إلى اليمين‪ :‬لدى مارشيسا‪ ،‬رفع‬ ‫الحاجب لخلق مساحة مستوية‬ ‫لتلوين الجفن‬

‫يصبح الخط أسمك وأقصر باستمرار‬ ‫ُ‬ ‫عيني بالكامل‬ ‫لونت‬ ‫عندما أمر عليه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إىل درجة أنني كدت أن أبدو‬ ‫توأما لـِ بريس النسخة الصناعية‬ ‫لشخص حقيقي يف فيلم بل ْيد رنر‬ ‫"‪ "Blade Runner‬وهي تجهِّز نفسها‬ ‫للمعركة‪ ،‬ترش شريطا من اللون األسود عىل‬ ‫جفونها املثقلة بالبودرة والجزء العلوي من قصبة أنفها‬ ‫الشاحب‪“ .‬كيف أبدو؟ ” تسأل بشقاوة‪“ .‬تبدين جميلة”‪,‬‬ ‫تجيبها صديقتها املتوترة‪ .‬حلقة الفحم النبايت تجعل بياض‬ ‫ُ‬ ‫حاولت أن أقلد بنات األسر الحاكمة‬ ‫عينيها يشع بجنون‪ .‬لقد‬ ‫يف مصر القديمة‪ ،‬وكانت النتيجة أنني أصبحت أشبه دمية‬ ‫همجية‪ .‬لقد درَّسونا أن التناظر هو مصدر الجمال وأن األجزاء‬ ‫املتناظرة من الوجه يجب أن تكون متماثلة‪ .‬ولكن اليد ليست‬ ‫ثابتة والبشرة ليست مثالية خاصة صفحة الجفون الرقيقة‪.‬‬ ‫فيديوهات يوتيوب قد تساعد‪ .‬اسحبي ِس َّنة القلم أو الفرشاة‬ ‫إىل أقرب نقطة ممكنة من أطراف الرموش‪ ،‬كما يشرح الكثري‬ ‫من البنات الصبورات‪ ،‬ثم اسحبي خطا من الزاوية الخارجية‬ ‫للعني‪ ،‬صيل بني الخطني لرتسمي مثلثا‪ .‬اآلن لوِّين بطن املثلث‪.‬‬ ‫لكن لألسف إن مثل هذه الدروس لن تطلعك عىل الخطأ الذي‬ ‫عىل وجهك‪ .‬عىل بعد بوصتني من املرآة يختفي اإلحساس‬ ‫بكل املقاييس‪ .‬بشرتك تنكمش بصورة غري متناسبة تحت‬ ‫ضغط القلم أو الفرشاة‪ .‬هذا الجفن مغطى أكرث من‬ ‫الجفن اآلخر‪ .‬الركن الخارجي إلحدى العينني أعىل قليال‬ ‫من ركن العني األخرى‪ .‬هل إحدى العينني كلها تبدو أعىل‬ ‫من أختها؟ هل ستحرتمني عدم التناسق أم ستحاولني أن‬ ‫تعالجيه؟ الحقيقة أن ذلك ال يهم كثريا‪ .‬ال أحد آخر ينظر إىل‬ ‫وجهك بمنظار ِّ‬ ‫مكرب أو من ناحية طبية أو غري ذلك‪ .‬أنت إما‬ ‫عىل مسافة أو يف حالة حركة أو محبوبة أصال‪ .‬مكياج الحرب‬ ‫بصرف النظر عن الطريقة التي يوضع بها له هدف احتفايل‬ ‫وهو إبراز الفرق بني الفتاة العادية والفتاة املحاربة‪ .‬وضعه‬ ‫ُ‬ ‫حققت األثر الذي كنت أسعى‬ ‫يشري إىل تحوُّل‪ .‬هذه األيام‬ ‫وراءه وأنا يف العشرين من عمري‪ .‬ال تحتاجني ألي جهد يذكر‬ ‫لتبدين مرهقة‪ .‬ولكني ما زلت أحب أن أضع خطا بني ما قبل‬ ‫وما بعد‪ ،‬وبني الليل والنهار‪ .‬بقلم وملسة بسيطة باللون‬ ‫األسود تستطيعني أن تنتقيل من الشباب إىل النضوج‪ ،‬أو من‬ ‫االختباء إىل ساحة الحرب‪.‬‬ ‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪27‬‬


‫لمحة‬

‫في الجمال‬

‫االستعداد للمعركة‬

‫سواء كانت َّ‬ ‫ملطخة ومتمردة‪ ،‬أو قوية وواضحة‬ ‫املعالم فإن خطوط العني ِّ‬ ‫تغري وجهك بالكامل وتجعل‬ ‫مقاتلة حقيقيةً‬ ‫ً‬ ‫من كل امرأة‬ ‫بقلم إميلي كوك‬

‫‪26‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫املكياج التلقايئ بكثافة مهنية‪ .‬إنك ال تستطيعني أن تخرجي إىل العالم بهذه‬ ‫الطريقة‪ ،‬وكأنك ال تهتمني بأي يشء‪ ،‬دون أن تشعري ببعض الفخر‪ .‬عندما‬ ‫يتفحص أطفال وسط املدينة الذين تصورهم نان غولدين أنفسهم يف املرآة ال‬ ‫يفعلون ذلك لرتتيب وجوههم‪ ،‬بل لإلعجاب بما هو مكتوب عليها‪.‬‬ ‫خط العني األسود املجنح‪ ،‬يف املقابل‪ ،‬يرسل رسائله أساسا من خالل الشكل‬ ‫ويحتاج إىل دقة‪ :‬سواء كنت تبدين مستعدة أو مغرورة فإن ذلك يعتمد عىل‬ ‫ِّ‬ ‫متقطعة أو‬ ‫وسمْ ك الخط‪ ،‬وإىل أي مدى تكون الحواف‬ ‫زاوية التقاء الخطني ُ‬ ‫ضبابية‪ .‬يف الخمسينيات وضعت عارضة األزياء جني باتشيت هذا املكياج مع‬ ‫بروز خفيف إىل أعىل من األركان بدت أنيقة ومرحة وراضية عن نفسها‪ .‬اودري‬ ‫هيببورن تقدم النموذج الكالسييك الصادق إلطاللة سيدات املجتمع املخميل‪.‬‬ ‫الخط األسود الكثيف الذي أثقل الجفون العلوية لـِ بريجيت باردوت جعلها‬ ‫تبدو نعسانة وشاردة الذهن‪ .‬بالنسبة ملمثالت املوجة الجديدة الفرنسيات –‬ ‫جني سبريج‪ ،‬وآننا كارينا– كانت الدقة تعني الجنس‪.‬‬ ‫عىل منصة العرض هذا املوسم كانت عارضات لويس فيتون ‪Louis Vuitton‬‬

‫سانت لوري خالل عرض أزياء الخريف ‪" 2016 - 2015‬جاهز لالرتداء"‬

‫يف الكلية بيَّضت شعري وبدأت يف وضع الكثري من مستحضرات التجميل‬ ‫عيني يف محاولة ألن أبدو مكدَّ مة ومرهقة كما تحب أن تظهر‬ ‫السوداء حول‬ ‫َّ‬ ‫بس َّنة‬ ‫دائما الفتاة الكاملة التي يف العشرين من عمرها‪ .‬استعملت قلم عني ِ‬ ‫لزجة كانت دائما ِّ‬ ‫تقطع الخط‪ .‬مزجت كل يشء بأطراف أصابعي‪ ،‬وكنت‬ ‫أجرب الشكل الذي كنت أسعى إىل الحصول عليه عىل لوح مزج األلوان‬ ‫الخاص بي الذي لم يكن نظيفا تماما‪.‬‬ ‫إذا كان أحمر الشفاه يرسل رسالة بكل ما يفعله الفم من التقبيل أو االبتسام‬ ‫أو ممارسة الحب فإن خطوط العني ترسل رسالة بمكنونات نفسك‪ ،‬ولكن‬ ‫فقط إذا كانت مصممة بشكل معني‪ .‬إذا كانت مدخنة أو ملطخة وموضوعة‬ ‫بدون عناية فإنها توحي بالسخط واإلكثار من الحب‪ .‬ألم تأوي إىل فراشها‬ ‫أبدا؟ أم هل ظلت يف فراشها طوال اليوم؟ انظروا إىل كورتني لوف‪ ،‬أو كيت‬ ‫موص‪ ،‬يف مالبسهما املبهدلة وشكلهما الذي يوحي باإلدمان عىل الهروين‬ ‫واستعجال النضج والرغبة يف الظهور بصورة الفتاة التي سوف تموت وهي‬ ‫شابة‪ .‬منذ سنوات قليلة تبنت الكتابة يف شئون الجمال كات مارنويل أسلوب‬

‫مجموعة سان لوران‬ ‫‪Saint Laurent‬‬ ‫لخريف وشتاء ‪2016-2015‬‬ ‫في معرض المالبس‬ ‫الجاهزة من سان لورا‬


‫لمحة من قطر‬

‫في الموضة‬

‫وسائل التواصل االجتماعي و الموضة‬ ‫إبداعات وتصاميم‬ ‫من مجموعة تمارا‬ ‫القباني التي تعمل‬ ‫من دبي‬

‫قبل ساعات قليلة من بدء عرض أزياء نينا‬ ‫زاندنيا أخذت تصور فيديو عىل هاتفها الجوال‬ ‫لتحميله عىل صفحتها عىل انستغرام عن تقدم‬ ‫سري العمل يف العرض‪.‬‬ ‫بقلم سارة حمدان‬

‫هل تريدون أن تصبحوا (رجاال ونساء) مصممي أزياء ناجحني‬ ‫عىل نطاق املنطقة؟ األمر يتلخص يف عدد متابعيك عىل انستغرام‪.‬‬ ‫سارة حمدان تكتب عن كيف تعمل وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫عىل تشكيل بيئة جديدة لصناعة املوضة يف املنطقة‪.‬‬ ‫قبل ساعات قليلة من بدء عرض األزياء الذي حمل اسمها عىل‬ ‫سطح إحدى القاعات الراقية يف دبي‪ ،‬أخذت نينا زاندنيا اسرتاحة‬ ‫من الكالم مع عارضات األزياء وإعداد منصة العرض لتعمل شيئا‬ ‫يف غاية األهمية يمكن أن يؤثر بصورة حاسمة عىل عرضها‪ :‬فقد‬ ‫كانت تصور فيديو عىل هاتفها الجوال لتحميله عىل صفحتها عىل‬ ‫انستغرام عن تقدم سري العمل يف العرض‪.‬‬ ‫بـِ ‪ 44.5‬ألف متابع عىل انستغرام وحده تدرك زاندنيا أن املالبس‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪29‬‬


‫لمحــــــــة‬ ‫لمحة‬

‫تقرير الساعات‬

‫دون تفاصيل وتعقيدات‬

‫ال داعي لها‪ ،‬ال ترتكك هذه الساعات‬ ‫املثالية يف بساطتها‬ ‫تحتاج ألي يش‬ ‫تصوير مارتن زاد‬

‫لعارض‪ :‬شين دافي في بارتس موديلز ‪ ،Parts Models‬مكياج آن كوهالغين باستخدام مستحضرات ديورسكين ‪Diorskin‬‬ ‫في سوزان برايس إن واي سي ‪ ،Susan Price nyc‬مناكير يوكو تسوشيهاشي ل ِـ(ديو فيرنيس) ‪ Dior Vernis‬في سوزان‬ ‫برايس إن واي سي ‪ ،Susan Price NYC‬تصميم‪ :‬سامويلفاريير‪ ،‬السترة‪ :‬جي كرو‪ 819 : j. Crew‬رياال قطريا ‪j.crew.com‬‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة‬ ‫من أعلى اليسار‪ :‬كوتش‬ ‫بليكر ‪:Coach Bleecker‬‬ ‫‪ 1.267‬رياال قطريا ‪coach.com‬‬ ‫يونيفورم ويرس إم ثيرتي‬ ‫سفن ‪Uniform Wares M37‬‬ ‫‪ 1.419 :‬رياال قطريا‬ ‫‪uniformwares.com‬‬ ‫بوسيا ‪994 :Boccia-‬‬ ‫رياال قطريا ‪،boccia.com‬‬ ‫موندين سيمبلي إليغانت‬ ‫‪Mondaine Simply Elegant‬‬ ‫‪ 1.274 :‬رياال قطريا‬

‫‪28‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫ْ‬ ‫أخذت الحملة تسري بقوة الدفع‬ ‫للرتويج للعالمة‪ .‬بعد ذلك‬ ‫ً‬ ‫الذايت بعد أن أصبح الناس يهتمون كثريا بما أخطط له وما‬ ‫كنت أفعله وما أرتديه وما أحب وما ال أحب‪ .‬لديَّ بالتأكيد‬ ‫الكثري من املعجبني السعوديني‪ ،‬واإلماراتيني‪ ،‬والقطريني‪،‬‬ ‫ولكني حصلت أيضا عىل اهتمام دويل من متابعني من باريس‪،‬‬ ‫ولندن‪ ،‬ولوس أنجلوس من الذين أحبوا الطريقة التي ساهمت‬ ‫بها عبايايت وجالبيايت يف صهر الثقافة العربية والجمال‬ ‫الغربي”‪.‬‬ ‫مشهد املوضة اإلقليمي حقق اخرتاقاً مقدَّ راً مع إقامة مناطق‬ ‫مثل حي دبي للتصميم ‪ D3‬يف دبي‪ ،‬وفرص دراسة املوضة يف‬ ‫املدينة التعليمية يف قطر‪ .‬ولكن هذه املبادرات ما تزال صغرية‬ ‫ومتفرقة مقارنة مع ما يقابلها يف املراكز العاملية للموضة مثل‬ ‫باريس ونيويورك‪.‬‬ ‫تقول تمارا‪“ :‬من الضروري جدا أن يحصل املصممون يف املنطقة‬ ‫عىل تدريب جاد ودعم مايل من الحكومات ومحالت البيع‬ ‫بالتجزئة واملستثمرين‪ .‬إنها بالفعل سوق متطورة وتتمتع‬ ‫بمستقبل واعد”‪.‬‬ ‫الدعم من هؤالء الشركاء الرئيسيني أسايس‪ .‬ويعترب العاملون‬ ‫يف مجال االبتكار بما يف ذلك املصممون اإلقليميون‬ ‫واملد وِّنون القوة املحركة لبناء بيئة أعمال راسخة يف‬ ‫هذا املجال‪.‬‬ ‫املجالت املحلية مثل غرازيا ميدل إيست‬ ‫‪ Grazia Middle East‬تنظم فعاليات لتقديم‬ ‫الجوائز ملدوين املوضة‪ .‬وكان الفائز هذا العام‬ ‫كات ليربايس التي حققت ‪ ١0.6‬ألف متابع عىل‬ ‫انستغرام‪ ،‬وأظهرت اطالعا جيدا عىل اتجاهات‬ ‫املوضة واملصممني الجدد يف املنطقة‪ .‬هذا يساعد‬ ‫عىل خلق الهالة اإلعالمية املطوبة حول املصممني‬ ‫اإلقليميني الناجحني مثل املصممة السعودية‬ ‫اللبنانية العنود بدر التي تقف وراء عالمة ليدي‬ ‫فوزازا ‪ Lady Fozaza‬والتي حققت ‪ 364.000‬متابع‬ ‫عىل انستغرام‪ .‬تصميماتها التي تتميز بالسرتات‬ ‫الرياضية األنيقة يستخدمها املشاهري بمن يف ذلك‬ ‫كيم كاراداشيان ونانيس عجرم‪ .‬مجموعتها تباع‬ ‫عرب اإلنرتنت ومواقع التجارة الرقمية مثل‬ ‫‪.www.aura-b.com‬‬ ‫لجأ مصممون آخرون إىل وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي والتجارة الرقمية لدفع أعمالهم‬ ‫التجارية إىل األمام‪ ،‬ولكنهم يفضلون أيضا بيع‬ ‫املالبس من محالت مادية محسوسة‪ .‬فساتني‬ ‫املصممة العراقية زينة زايك التي تحمل اسم جوليا‬ ‫دوماين ‪ Julea Domani‬وتحظى بـِ ‪ 443.000‬متابعا‬ ‫ع ـ ـ ـ ـ ــىل انستغ ـ ــرام متو ف ــرة إ م ـ ــا عىل موقعه ـ ــا‬ ‫‪www.juleadomani.‬‬ ‫‪ ae‬أو يف محل يف مركز‬ ‫من الضروري جدا أن يحصل املصممون يف املنطقة عىل‬ ‫الجمرية بالم سرتيب يف‬ ‫تدريب جاد ودعم مايل من الحكومات ومحالت البيع‬ ‫دبي للذين يفضلون أن‬ ‫يأتوا ويتفحصوا السلع‬ ‫بالتجزئة واملستثمرين‪ .‬إنها بالفعل سوق متطورة وتتمتع‬ ‫بأنفسهم‪ .‬باملثل‪ ،‬فإن‬ ‫بمستقبل واعد‬ ‫عبايات وفساتني املصممة‬ ‫اإلماراتية الشابة فاطمة‬ ‫املال متوفرة للطلبات عرب الربيد اإللكرتوين‪ ،‬وتطبيق واتساب‪،‬‬ ‫وسنابشات عىل صفحتها عىل انستغرام التي تستحوذ عىل‬ ‫‪ ١06.000‬متابع‪ .‬ولكن األمر ال يقف هنا‪ .‬مجموعة املصممة‬ ‫الشابة‪ ،‬التي تضم فساتني وحقائب ودفاتر‪ ،‬متوفرة يف‬ ‫البوتيكات يف جميع دول مجلس التعاون الخليجي بما يف ذلك‬

‫الجوهر في الجودة‬ ‫من أعلى عكس اتجاه‬ ‫حركة عقارب الساعة‬ ‫تصميمات شرقية بلمسة‬ ‫عصرية للمصممة فاطمة‬ ‫المال‪ ،‬المصممة فاطمة‬ ‫المال‪.‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪31‬‬


‫لمحة من قطر‬

‫في الموضة‬

‫الجميلة وحدها ال تكفي لخلق ظاهرة هذه األيام‪ .‬أفضل طريقة‬ ‫لنشر الخرب عن عالمتها حديثة العهد‪ ،‬والتي لم يتجاوز إطالقها‬ ‫السنتني هي أن تجعل الناس يتكلمون عنها عىل وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫لذلك عندما حان موعد توجيه الدعوات لحضور العرض لجأت إىل‬ ‫فيسبوك بدال عن بطاقات الدعوة أو الدعوات اإللكرتونية وذلك‬ ‫حتى يعلم الناس من الذي سوف يأيت أيضا‪ .‬يبث انستغرام صورا‬ ‫وفيديوهات بشكل منتظم عن آخر املستجدات ملا يحدث خلف‬ ‫الكواليس واالستعدادات للعرض بما يف ذلك املقابالت الصحفية‬ ‫واللقاءات التلقائية التي تتم حول فناجني القهوة ودون مكياج‬ ‫لتحفيز االهتمام‪ .‬تمثل مدونتها‪ ،‬التي تحظى بـِ ‪ 430.000‬متابع‬ ‫حقيقي‪ ،‬أقوى أدوات التسويق لديها‪ .‬تقول زاندنيا‪ ،‬وهي‬ ‫مصممة وإعالمية سويدية إيرانية‪“ :‬هذه الصناعة تسري بخطى‬ ‫سريعة‪ .‬وإذا لم تكن نشيطا بما يكفي عىل وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي سوف ُتنىس‪ ،‬وسوف يجد متابعوك ما يبحثون عنه‬ ‫من الجديد يف عالم املوضة بصورة أسرع من غمضة عني‪ .‬وسائل‬ ‫التواصل االجتماعي تساعدك أيضا عىل التعرف عىل جمهورك‬ ‫– متابعون يف غاية التنوع‪ ،‬من اإلماراتيني واملغرتبني إىل الطلبة‬ ‫والطالبات”‪.‬‬ ‫صناعة املوضة يف املنطقة قد تكون يافعة ومج َّزأة‪ ،‬ولكن املصممني‬ ‫مقتنعون بأنهم حتى يربزوا يف الساحة ويبيعوا منتجاتهم‪ ،‬ال بد‬ ‫لهم من استخدام وسائل التواصل االجتماعي التي تلعب دورا‬ ‫محوريا يف تحقيق النجاح هذه األيام‪ .‬األعداد كبرية بشكل مذهل‪:‬‬ ‫مستخدمو اإلنرتنت بني الشباب من ‪ ١5‬إىل ‪ 35‬سنة وصل عددهم‬ ‫إىل ‪ ١0‬مليون أو حوايل ‪ %4‬مما يقدر بـِ ‪ 260‬مليون مستخدم رقمي‬ ‫نشط عىل نطاق العالم‪ ،‬وفقا لتقرير صدر مؤخرا من إسرتاتيجي‬ ‫آند جوجل‪ .‬بينما تعترب وسائل التواصل االجتماعي أداة‬ ‫تسويقية أساسية الستهداف ‪ %6١‬من مستخدمي اإلنرتنت‬ ‫النشطني عىل وسائل التواصل االجتماعي لحوايل ‪ 4‬ساعات‬ ‫يف اليوم‪ ،‬وفقا للتقرير‪ ،‬أصبح اإلنرتنت يف وقت قيايس قناة‬ ‫هامة لتحقيق الدخل نظرا ألن الكثري من هؤالء املصممني‬ ‫يختارون بيع تصميماتهم عربه وذلك بصفة حصرية‪.‬‬ ‫هذا ينسجم مع تقديرات املحللني بأن منطقة الشرق‬ ‫األوسط وشمال إفريقيا عىل نطاق أوسع تملك اإلمكانيات‬ ‫التي تجعلها واحدة من أسرع املناطق نموا يف العالم يف‬ ‫مجال التجارة عرب اإلنرتنت‪.‬‬ ‫يقول عبد القادر الما الشريك الرئييس لشركة االستشارات‬ ‫إسرتاتيجي آند‪“ :‬مع تزايد حجم الجيل الرقمي العربي‬ ‫الذي بلغ سن اإلنفاق ليس هناك إال أن نتوقع لهذا الجيل‬ ‫النمو‪ ،‬إن لم يكن االنفجار خالل الخمس أو العشر سنوات‬ ‫القادمة”‪ .‬ليس من الغريب إذن أن يتحول املصممون‬ ‫يف املنطقة إىل وسائل التواصل االجتماعي ملعرفة مواقع‬ ‫التسـ ــويق والتجارة اإللكرتوني ــة لبيـ ـ ــع مجموعاته ــم‪.‬‬ ‫املشهد يف مجال املوضة لم يعد يعني املحالت بشكلها املادي‬ ‫املعروف وأساليب اإلعــالن التقليد يــة‪ .‬نين ــا زاندنيا تبيع‬ ‫مجموعتها عرب موقعها عىل اإلنرتنت من موقع‬ ‫‪ ،www.ninazandnia.com‬وهي نفس الطريقة‬ ‫التي تستخدمها املصممة التي تعمل من دبي‪ ،‬تمارا‬ ‫القباين‪ .‬تتلقى القباين طلبات بصورة مباشرة من تطبيق‬ ‫واتساب وتضع تفاصيلها عىل صفحتها عىل انستغرام‬ ‫عىل عنوان ‪ @tamaraalgabbani‬ليطلع عليها ‪86.8‬‬ ‫ألف متابع‪ ،‬وتبيع فساتينها املتنوعة عىل موقع ‪www.‬‬ ‫‪ . tamaraalgabbani.com‬دخلت تمارا يف عالم املوضة‬ ‫قبل ‪ 4‬سنوات بعد أن الحظت أنها تحقق عددا جيدا من‬ ‫املتابعني بسبب خطوطها الخاصة يف التصميم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫“بدأت حملة وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫تقول القباين‪:‬‬ ‫‪30‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫تصميمات عصرية‬ ‫من األعلى عكس‬ ‫اتجاه عقارب الساعة‬ ‫المصممة نينا‬ ‫زاندنيا‪ ،‬مجموعة‬ ‫نينا زاندنيا التي‬ ‫تهتم بتسويقها‬ ‫عبر وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي‬


‫الجودة‬ ‫عنوان جانبي‬

‫في الموضة‬

‫رتوش‬ ‫الخروج عن السيطرة‬ ‫بخالف وظيفتها التجميلية املعتادة‬ ‫يف املايض‪ ،‬فقد ألغت الزخارف‬ ‫والزينات الزي بالكامل‬ ‫وأصبحت مكونا أساسيا له‬

‫بدون اسم‬

‫تصوير بول وثاريل‬ ‫تصميم جيسون رايدر‬

‫برونزا شولر‬ ‫‪ :Proenza Schouler‬بلوزة‪8.190 :‬‬ ‫رياال قطريا‪ ،‬وتنورة‪ 8.554 :‬رياال‬ ‫قطريا‪،‬أسورة جورج جينسين‬ ‫‪ 4.004 :Georg Jensen‬رياال قطريا‬ ‫‪georgjensen.com‬‬ ‫أحذية فينتيدج‬ ‫‪(Vintage‬ملبوسة طوال العرض)‬ ‫‪contemporarywardrobe.com‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪33‬‬


‫لمحة من قطر‬

‫في الموضة‬

‫محالت راقية يف قطر‪ ،‬و(غرين دايموند بوتيك)‬ ‫‪ Green Diamond Boutique‬يف البحرين‪،‬‬ ‫و(فالميس بوتيك) ‪Flammes Boutique‬‬ ‫يف السعودية‪ ،‬و(أزورو بوتيك)‪Azzuro‬‬ ‫‪ Boutique‬يف الكويت‪ ،‬و(يوش بوتيك) ‪Ush‬‬ ‫‪ Boutique‬يف دبي‪.‬‬ ‫تقول املال‪“ :‬اليشء األكرث أهمية هو الجوهر يف‬ ‫الجودة واألفكار‪ ،‬وهو الذي يجب أن يحافظ‬ ‫عىل مستواه إن لم يكن يتقدم‪ .‬بهذه الطريقة‬ ‫تستطيعني املحافظة عىل والء متابعيك‪.‬‬ ‫التواصل يشء أسايس‪ ،‬ونفس اليشء ينطبق‬ ‫ُّ‬ ‫التعلم‬ ‫عىل شعورك املستمر بالحاجة إىل‬ ‫والتنوع‪ ،‬ألن الزمن يتغري وأشياء جديدة تظهر‪،‬‬ ‫وهنا تأيت أهمية وسائل التواصل االجتماعي”‪ .‬يف قطر‪ ،‬عندما‬ ‫تعاونت جوين ستيفاين‬ ‫املعروفة باختياراتها‬ ‫التواصل يشء أسايس‪ ،‬ونفس اليشء ينطبق عىل شعورك‬ ‫الجريئة للمالبس مع‬ ‫ُّ‬ ‫املستمر بالحاجة إىل التعلم والتنوع‪ ،‬ألن الزمن يتغري‬ ‫املصممني القطريني‬ ‫وأشياء جديدة تظهر‪ ،‬وهنا تأيت أهمية‬ ‫الواعدين‪ ،‬ذا كايس‬ ‫‪ ،The Kayys‬إلنتاج أزياء‬ ‫وسائل التواصل االجتماع‬ ‫لها ولراقصاتها املساندات‬ ‫األربع يف حفل موسيقي أثناء بطولة كأس العالم الرابعة‬ ‫والعشرين لكرة اليد‪ ،‬كان املتابعون من خالل انستغرام هم أول‬ ‫من علم بهذه الشراكة املثرية‪ .‬األخوات الاليت يقفن خلف العالمة‪،‬‬ ‫هند‪ ،‬وغادة‪ ،‬ومها السبيعي‪ ،‬انضممن إىل ستيفاين البتكار‬ ‫لبستني خلقتا توازنا مثاليا بني الخطوط الجريئة التي ُتعرف بها‬ ‫ستيفاين وبني حساسيات املنطقة‪.‬‬ ‫من أسفل اليسار في‬ ‫بـِ ‪ ١١2.000‬متابع عىل انستغرام ُع ِرضت املجموعات الجديدة من‬ ‫اتجاه عقارب الساعة‪.‬‬ ‫ذا كايس أوال هنا ملتابعي العالمة قبل أن ُتع َرض يف املعارض‪.‬يف‬ ‫جوين ستيفاني في‬ ‫مالبس ذا كايس خالل‬ ‫منطقة تتسم بالحيوية يثبت هؤالء املصممون والصانعون الشباب‬ ‫حفل بطولة كرة اليد‪،‬‬ ‫أنك تستطيع النجاح‪ .‬التقدم التكنولوجي يساهم يف استحداث‬ ‫ستيفاني خالل الحفل‬ ‫بطقم مختلف‪ ،‬احد‬ ‫وسائل جديدة للتوزيع وتعزيز المركزية مشاهدة وبيع األزياء‪.‬‬ ‫تصميمات مجموعة‬ ‫األصالة‬ ‫العملة التي يتعاملون بها شعبيتهم‪ ،‬وهم ينتعشون مع‬ ‫ريزورت ‪ 2015 Resort‬عبارة‬ ‫عن جاكيت مكتوب عليه‬ ‫مستخدمني صناعة الجمال والرسائل اإليجابية‪ ،‬ويدفعون أعمال‬ ‫عبارة (دريم أون‪ ،‬دريمر)‬ ‫بعضهم البعض إىل األمام عىل تطبيق انستا بيك ‪.Insta-pic‬‬ ‫بالحروف العربية‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫عنوان جانبي‬

‫بدون اسم‬

‫فستان ميدهام كيرشوف‬ ‫‪Meadham Kirchhoff‬‬ ‫‪ 14.051 :‬رياال قطريا‪،‬‬ ‫دوفر ستريت ماركت‬ ‫‪،Dover Street Market‬‬ ‫جينز كريغ غرين‬ ‫‪Craig Green‬‬ ‫‪ 2.148 :‬رياال قطريا‬ ‫‪matchesfashion.com‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪35‬‬


‫الجــــودة‬

‫في الموضة‬

‫معطف ميللي ‪Milly‬‬ ‫‪ 3000 :‬رياال قطريا‪،‬‬ ‫جينز ماثيو آدامز دوالن‬ ‫‪Matthew Adams Dolan‬‬ ‫‪ 1.802 :‬رياال قطريا‬ ‫‪matthewadamsdolan.com‬‬

‫‪34‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫الجـــــودة‬

‫اللحظ ـ ــة‬

‫زينات وأواني للبيت تضفي بها ًء‬ ‫على شكل أبسط المكونات‬ ‫تصوير دين كوفمان تصميم فيكتوريا بيترو كونروي‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة‬ ‫من أعلى‪ :‬مزهرية آستير دي‬ ‫فيالتي‬ ‫‪Astier de Villatte‬‬ ‫‪ 1.401 :‬رياال قطريا‬ ‫‪،abchome.com‬‬ ‫سلطانية بريكيت دافدا‬ ‫‪ 473 :Brickett Davda‬رياال قطريا‬ ‫‪brickettdavda.com‬‬ ‫سلطانية كريستين بيروكون‬ ‫‪Christiane Perrochon‬‬ ‫المغطاة بقشرة من الخزف‬ ‫الصيني ‪ 320‬رياال قطريا‬ ‫‪،christianeperrochon.com‬‬ ‫طبق السلطة األزرق‬ ‫‪Marin‬‬ ‫من كريت آند باريل‬ ‫‪ 29 :Crate & Barrel‬رياال قطريا‬ ‫‪ ،crateandbarrel.com‬كوب‬ ‫وصحن الشاي المصنوع من‬ ‫الجرانيت من ديزاين ويزين‬ ‫ريتش ‪Design Within Reach‬‬ ‫(ال يظهر في الصورة)‪ 115 :‬رياال‬ ‫قطريا ‪.dwr.com‬‬

‫الخزف المنزلي‬ ‫أواين وزينات خزفية المعة يف ألوان هادئة ومصممة بواسطة شخص‬ ‫وليس آلة ‪ -‬تجعل األعمال اليومية مناسبات خاصة‪.‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪37‬‬


‫الجــــودة‬

‫سيلين ‪:Céline‬‬ ‫بلوزة‪ 3.458 :‬رياال قطريا‪،‬‬ ‫وتنورة‪ 18.928 :‬رياال قطريا‬ ‫‪،bergdorfgoodman.com‬‬ ‫أسورة جورج جينسين‬ ‫‪Georg Jensen‬‬ ‫‪ 4000 :‬رياال قطريا‬

‫العارض‪ :‬لويت هيز يف سيليكت موديل مانيدجمنت ‪ ،Select Model Management‬الشعر‪ :‬كيتريادا يف جوليان واتسون إيجنيس ‪ ،Julian Watson Agency‬مكياج‪ :‬هريومي يودا باستخدام مستحضرات ديورسكني ‪ Diorskin‬يف جوليان واتسون إيجنيس‪ ،Julian Watson Agency‬مانيكيور‪ :‬جيني دريرب يف بريميري هري آند ميك آب ‪ ،Premier Hair And Makeup‬تصميم‪:‬‬ ‫ثيوبوليتويكس يف ذا ماغنيت إيجنيس ‪ ،The Magnet Agency‬مراقب املشاهد‪ :‬بواسطة سيلفيا فاراغو ليمتد ‪ ،Sylvia Farago LTD‬اختيار العارضني والعارضات‪ :‬آريانا براداريليل‪ ،‬املصورون املساعدون‪ :‬كريس ميلر و(سام ويلسون)‪ ،‬كمبيوتر‪ :‬فيكتوريا شوملر‪ ،‬مساعدو التصميم‪ :‬ليديا سيمسون‪ ،‬و(إييل بريت)‪ ،‬مساعدو املكياج‪ :‬كاميال فوريني‪ ،‬مساعدو الشعر‪ :‬تاكويايوشيياما‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫‪36‬‬

‫في الموضة‬


‫أنسجة صوفية خفيفة الوزن‬

‫من أعلى‪ :‬الرسين ويسبر‬ ‫‪ Larsen Whisper‬في بطانة بيج‬ ‫خفيفة غير منشاة‪ :‬السعر عند‬ ‫الطلب ‪، cowtan.com‬‬ ‫محرم صالون إن آيالند‬ ‫‪Maharam Salon in‬‬ ‫‪:Island‬‬ ‫‪ 302‬رياال قطريا للياردة‬ ‫‪ ، maharam.com‬شوماخر‬ ‫بريستويك‬ ‫‪ Schumacher Prestwick‬فحمي‬ ‫اللون‪ :‬السعر عند الطلب‬ ‫‪fschumacher.com‬‬

‫أنسجة ملساء ولدنة مع أقل قدر من اللمعان تستوعب‬ ‫األضواء بطريقة بارعة لتكون أنسب خامة للستائر‪.‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪39‬‬


‫الجـــــودة‬

‫اللحظـة‬

‫من اليسار‪ :‬كاسينا بلوريما‬ ‫‪:Cassina Plurima‬‬ ‫‪ 41.796‬رياال قطريا‬ ‫‪،cassina.com‬‬ ‫سجاد إي بي سي‪ ،‬وهوم‬ ‫بيرو‬ ‫‪ABC Carpet & Home Buro‬‬ ‫‪ 1.802 :‬رياال قطريا‬ ‫‪،abchome.com‬‬ ‫بولترونا فراو البيرو‬ ‫‪60.170 :Poltrona Frau Albero‬‬ ‫رياال قطريا‬ ‫‪poltronafrau.com‬‬

‫خزانات منحوتة‬ ‫خزانات لولبية برجية بتشكيلة من املساحات املغلقة واملفتوحة‬ ‫تحوِّل الرفوف إىل أشياء تريح العني حتى عندما تكون خالية‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫ب‬

‫عد ‪ 8‬سنوات من تصميم‬ ‫األثاثات ملتجر ويست إلم‬ ‫‪ West Elm‬افتتحت‬ ‫سرييت ليو‪ 35 ،‬سنة‪،‬‬ ‫استوديو التصميم الخاص بها موفينج‬ ‫ماونتينس ‪ .Moving Mountains‬يف‬ ‫قطعها الفنية األوىل نظرت ليو إىل املايض‬ ‫متالعبة باأللوان والنسب لتخرج بنسختها‬ ‫الخاصة من كريس ويندسور ‪،Windsor‬‬ ‫وتزاوج بني املواد الطبيعية والخطوط‬ ‫املتعرجة والخشب املطعم بنثار الكومفيتي‬ ‫لتخلق نموذجا من التعبري الفني ملا بعد‬

‫زوايا قائمة‪ :‬في اتجاه‬ ‫حركة عقارب الساعة‬ ‫من اليمين‪ :‬سيريت‬ ‫ليو بين تصميماتها‬ ‫في االستوديو الخاص‬ ‫بها في وليامسبيرغ‪،‬‬ ‫مصباح قراءة بنقوش‬ ‫لغصن شجرة نخيل‪ ،‬رف‬ ‫مدرج مصنوع‬ ‫للكتب‬ ‫َّ‬ ‫من الخشب المضغوط‬ ‫والرخام‪ ،‬مرآة على‬ ‫شكل الحرف أيه ‪.A‬‬

‫الحداثة أكرث دفئا وحيوية‪ .‬ويف هذا الربيع‬ ‫تتناول أشكاال من النماذج الكالسيكية‬ ‫الجديدة وأسلوب هوليوود ريجينيس‬ ‫‪ Hollywood Regency‬يف التصميم‬ ‫الداخيل‪ .‬قالت يف تأمُّ ل‪“:‬أتخيل القطع‬ ‫وهي تدفعك إىل البحث عن يشء يقابلها يف‬ ‫روما القديمة”‪ .‬القاسم املشرتك‪ :‬استخدام‬ ‫ليو القوي لألنماط املكررة والذي ساعدها‬ ‫أيضا يف التخلص من الرتابة‪ .‬تقول‪“ :‬يف هذا‬ ‫اليوم والعصر الجميع مصممون لألثاث‪.‬‬ ‫يجب أن يكون عملك واضحا حتى يربز‬ ‫ويصمد”‪mvngmtns.com.‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪41‬‬


‫الجـــــودة‬ ‫قريبا‬

‫مـواهـب جـديـدة‪ ،‬أعمـال جـديـدة‬

‫الجيل الجديد من املصممني األمريكيني يف تجاربهم مع األشكال –‬ ‫يستلهمون أعمالهم من كل يشء ابتداء من األشكال العضوية إىل‬ ‫األشكال الهندسية الغريبة امل ـ ـ ـ ــأخوذة من فرتة ما بعد الحداثة‪.‬‬ ‫بقلم مونيكا خيمسيروف‬

‫ف‬

‫ي مقره يف لوس أنجلوس‬ ‫حيث ما تزال أعمال منتصف‬ ‫القرن الفنية يف مجال‬ ‫الطبيعة الصامتة تحتل‬ ‫الصدارة يقر ماثيو سوليفان‪ 38 ،‬سنة‪ ،‬أنه‬ ‫وجد صعوبة يف إيجاد جمهور للخط الغريب‪،‬‬ ‫الكوي كويري‪،” AL Que Quiere “ ،‬الذي‬ ‫يتبعه يف تصميم أثاثاته‪ .‬أقام أول معرض له‬ ‫يف صالة جي إف تشني ‪ JF Chen‬املعروفة‪،‬‬ ‫ولكن “أثاثات الفن من الصعب بيعها‪ ،‬خاصة‬ ‫هنا” كما يقول‪ .‬مع ذلك فهو يتمتع يف‬ ‫دوائر معينة خاصة تلك التي تميل إىل إحياء‬ ‫مجموعة ميمفيس ‪ Memphis‬التي بدأت‬ ‫يف الثمانينيات‪ ،‬بتقدير خاص يحسده عليه‬ ‫بقية املصممني ‪ -‬مديرو االبتكار يف مجلة الفن‬ ‫تويلت بيرب ‪ Toiletpaper‬عىل سبيل املثال‬ ‫استخدموا مؤخرا قطعه الفنية يف إعالن عن‬ ‫حملة لـِ (كنزو) ‪ ،Kenzo‬حيث اجتذبتهم‬ ‫الطريقة التي يزاوج بها بني األعمدة اإلغريقية‬ ‫والقطع الهرمية املصنوعة من مواد بسيطة‬ ‫مثل الخشب والرخام ليخلق “نسخة من‬ ‫ممفيس أكرث استساغة وانسجاما مع أي‬ ‫أسلوب للديكور الداخيل”‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫تصوير دانييل شيا‬

‫فوضى كالسيكية‬ ‫ماثيو سوليفان في‬ ‫ساحة في مخزن في‬ ‫االستوديو الخاص به في‬ ‫لوس أنجلوس محاطا‬ ‫ببعض أعماله التي تشمل‬ ‫طاوالت بأعمدة مخروطة‪،‬‬ ‫وطاولة هرمية‪ ،‬وألواحا‬ ‫من الرخام وأشياء مرحة‬ ‫ِّ‬ ‫تذكر بحركة التصميم‬ ‫اإليطالية ممفيس‬ ‫‪ Memphis‬التي ظهرت‬ ‫في الثمانينيات‪.‬‬


‫د‬

‫يان دافيس‪ ،‬وجني يل وكالهما‬ ‫يف الثانية والثالثني من العمر‬ ‫مازحني أنهما‬ ‫يحبان أن يقوال‬ ‫ْ‬ ‫قد اخرتعا حركتهما الخاصة‬ ‫يف التصميم‪ :‬تقول يل ضاحكة‪“ :‬حركتن ـ ــا‬ ‫ُتسمـ ــى شيبزم”‪ .‬ع ـ ــندم ــا أسس الرفق ــيان يف‬ ‫سيات ــل ستوديو ليديز آند جنتلمن‬ ‫‪ Ladies & Gentlemen Studio‬يف العام‬ ‫‪ 20١١‬كانت بعض أعمالهما األوىل مستمدة من‬ ‫التكوينات التي ابتكراها من الكتل الهندسية‬ ‫الكالسيكية الخاصة باألطفال‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫التاريخ أصبحا يُعرفان باستخدام هذا‬ ‫األسلوب يف كل يشء من أجراس الريح إىل‬ ‫مصابيح املكاتب األنيقة‪ .‬العمل يف األشكال‬ ‫األولية كما يشرح دافيس مكنهما من‬ ‫املحافظة عىل روح املرح يف العملية حتى‬ ‫مع تقدم تصميماتهما يف مدارج الرقي‬ ‫والتعقيد ‪ -‬مؤخرا أطلقا موبايل كبري‬ ‫األبعاد من ُّ‬ ‫الصفر والنحاس واألملنيوم‪،‬‬ ‫وتضمنت نجفتهما الجديدة شيب آب‬ ‫‪ Shape Up‬بكرة ووزن معادِل لضبط‬ ‫االرتفاع‪ .‬املخاطرة يف تحقيق مثل هذه‬ ‫الجماليات الالفتة بالطبع تكمن يف االتجاه‬ ‫إىل تأطريها‪ ،‬ولكن دافيس ويل ال يرتدعان‬ ‫بذلك‪ ،‬تقول يل‪“ :‬بعض املصممني لديهم‬ ‫مادة واحدة محددة تستجيب لهم‪ .‬أما‬ ‫نحن فإن تلك املادة هي الشكل”‪.‬‬ ‫‪ladiesandgentlemenstudio.com‬‬

‫كتل البناء الخرسانية‪ :‬في‬ ‫اتجاه حركة عقارب الساعة من‬ ‫أعلى‪ :‬جين لي و ديالن ديفيس‬ ‫في االستوديو الخاص بهما في‬ ‫سياتل‪ ،‬أرفف تحمل تعبيرات‬ ‫فنية لظاهرة التوازن‪ ،‬ومصباح‬ ‫في شكل فاصلة لألمام‪ ،‬أعلى‬ ‫اليسار‪ ،‬نموذج لموبايل‪.‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪43‬‬


‫الجـــــودة‬

‫قريبـــــــــــًا‬

‫ع‬

‫ندم ـ ـ ـ ــا ك ـ ــان ي ـ ــدرس النحـ ـ ـ ـ ــت‬ ‫يف الجـ ـ ـ ــامع ـ ــة خ ـ ــارج‬ ‫غرانـ ـ ـ ـ ــد رابيـ ــدس‬ ‫‪ Grand Rapids‬بوالية‬ ‫متشيجان كان ستيفني هولينبيك‪35 ،‬‬ ‫سنة يحصل أيضا عىل تعليم غري رسمي‬ ‫يف التصميم ‪ -‬ستيلكيس‪ ،‬و(هريمان‬ ‫ميللر)‪ ،‬و(هاوورث) يعملون أيضا يف‬ ‫املنطقة‪ .‬كان هولينبيك يصمم أعماله‬ ‫وهو يفكر يف اإلنتاج بصورة تجارية‬ ‫إىل أن اكتشف عملية صب املعادن يف‬ ‫قوالب مصممة من الثلج‪ ،‬وبدأ يتحول‬ ‫إىل فن التصميم‪ .‬مجموعته من القطع‬ ‫املصبوبة يف قوالب الثلج تحظى اآلن‬ ‫باهتماما فريدا من نوعه‪ .‬وهو يخطط أن‬ ‫يعرض أثناء أسبوع نيويورك للتصميم‬ ‫‪ New York Design Week‬يف مايو‬ ‫نتائج مختلف أساليب التجريب التي‬ ‫استخدمها ليخلق الفازات‪ ،‬والطاوالت‬ ‫املجعَّ دة بصورة غريبة بما يف ذلك صب‬ ‫الشمع الساخن الذائب يف جيوب‬ ‫مجمدة يف بحرية متشيجان‪ .‬يبدو أن‬ ‫املشروع نوعا من فن تقليد الحياة‪ :‬يقول‪:‬‬ ‫“أفضل أجزاء العمل هي األجزاء التي‬ ‫لم أخططها‪ .‬فهي فقط تحدث تلقائيا”‪.‬‬ ‫‪stevenhaulenbeek.com‬‬

‫‪42‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫العصر البرونزي‪ :‬في‬ ‫اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة من اليمين‪:‬‬ ‫ستيفين هولينبيك في‬ ‫االستوديو الخاص به في‬ ‫شيكاغو مع قطع من‬ ‫مجموعته آيس كاست‬ ‫برونز ‪Ice-Cast Bronze‬‬ ‫سلة لم تكتمل بعد‬ ‫َّ‬ ‫معلقة على حائط من‬ ‫الطوب‪ ،‬حاملة مزدوجة‬ ‫للشمع وأشياء أخرى‬ ‫صنعت بطريقة صب‬ ‫البرونز في قوالب الثلج‪.‬‬


‫الحلبة‬

‫رؤية عظيمة‬ ‫صالة التدخين التي صممها‬ ‫بيير بولين لقصر اإلليزيه‬ ‫‪ Palais de l’Élysée‬في عهد‬ ‫الرئيس جورج بومبيدو في‬ ‫العام ‪ 1971‬تعكس إضاءته‬ ‫المنجدة‪ ،‬وفي‬ ‫وجدرانه‬ ‫َّ‬ ‫مقدمة الصورة‪ ،‬كراسيه‬ ‫التي تحمل اسم إليزيه‬

‫بيير بيردوي ‪ /‬آرشيفز مايا بولين ‪ /Archives Maia Paulin‬من كتاب بيير بولين ‪ / Pierre Paulin‬دار آلبين للنشر ‪Albin Michel Publishing‬‬

‫بيري بولني ‪ ،‬مصمم األثاث الفرنيس الراحل الذي تويف‬ ‫يف العام ‪ ،2009‬صمم الديكور ملنازل الرؤساء ومكاوي‬ ‫الكهرباء البخاخة لربات البيوت وقوارير العطر لكورجيه‬ ‫‪ ،Courrèges‬ولكنَّ ذاكرة التاريخ قصرية‪ .‬يبقى يف‬ ‫الالوعي لدى جيل كامل مشروم ‪ Mushroom‬بولني‬ ‫(كريس محشو بالرغاوي ومغطى بنسيج الجرييس ويبدو‬ ‫بما يكفي من األسباب كالفطر الذي ينتشر عىل أرض‬ ‫الغابات) واملحار ‪( Oyster‬كريس ملبَّد يف شكل قوقعة‬ ‫لحيوان من الرخويات) واللسان ‪( Tongue‬خمِّ ن كيف‬ ‫يكون شكله)‪ .‬نيكوالس غيسكويري‪ ،‬املدير الفني لـ(لويس‬ ‫فيتون) الذي يجمع اآلن منتجات بولني وأحد املصممني‬ ‫املعاصرين البارزين والذي قىض طفولته يف السبعينيات‬ ‫محاطا بهذه القطع‪ ،‬يقول‪“ :‬عندما ترى هذه األشياء‬

‫اإلرث‬

‫فيما بعد الفن الشعبي‬ ‫كشفت عودة االهتمام باملصمم‬ ‫الفرنيس الرمز يف عقدي الستينيات‬ ‫والسبعينيات بيري بولني عن فنان‬ ‫كانت أعماله أكرث تنوعا وشموال مما‬ ‫يعتقد معظم الناس‪.‬‬ ‫بقلم ماثيو شنير‬

‫فإنك ال تستطيع أن تنساها”‪.‬‬ ‫هذه القطع حتى ذلك اللسان غري الصالح لألكل والذي‬ ‫هو عبارة عن كريس متموج ومنخفض وأكرث ما يصلح‬ ‫للقبلة الفرنسية ‪ -‬ظلت ُتن َتج بصورة منتظمة منذ أن‬ ‫طرحتها آرتيفورت ‪ Artifort‬بألوان فاقعة يف الستينيات‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫مجدد‬ ‫زادت هذه القطع من شعبية بولني كمصمم‬ ‫وكمتمرد عىل أسلوب منتصف القرن املتحفظ يف‬ ‫التصميم خالل الستينيات‪ .‬تظهر بصمة بولني البارزة يف‬ ‫تغليف القطع التي يصممها بأقمشة الجرييس امللونة‪،‬‬ ‫وتطريتها‪ ،‬وإخفاء قضبان الصلب والخشب التي تشكل‬ ‫هيكلها الداخيل‪ .‬بأغطيتها الهزازة وفرت كراسيه ليس‬ ‫فقط دعوة لالسرتخاء بل أيضا الراحة والدفء‪ .‬يف باريس‬ ‫يف أواخر الستينيات كانت بوادر االضطرابات االجتماعية‬ ‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪45‬‬


‫الجـــــودة‬

‫شـــيء آخــــر‬ ‫تأت لحظته الحاسمة إال بعد ‪ 5١‬سنة من‬ ‫صمم يل كوربوسري كريس إل يس تو ‪ LC2‬يف العام ‪ ١928‬ولكن لم ِ‬ ‫ذلك التاريخ يف إعالن شهري نشرته شركة ماكسيل ‪ Maxell‬للتسجيالت الصوتية يظهر فيه شاب مرتاخي‬ ‫الهيئة يلبس نظارة شمسية يكاد صوت عايل الدقة أن ينتزعه انتزاعا من مقعده‪ ،‬ولكن من العجيب أن‬ ‫الشاب ثبت يف مكانه بفضل مقاعد إىل يس تو ‪ LC2‬التي إىل جانب ذلك تتيح شكال عصريا عايل التميز ملن‬ ‫يجلس عليها بمساندها املريحة‪ .‬اآلن قامت شركة كاسينا ‪ Cassina‬التي منحت الرخصة ألثاثات يل كوربوسري‬ ‫منذ العام ‪ ١964‬بالتنقيب يف أرشيفها لتجد خمسة ألوان جديدة إلطارات الكرايس تشمل ظالال جذابة من‬ ‫األزرق‪ ،‬واألخضر تم تطويرها بمساعدة الشخصني اللذين ألهما املصمم يف ُ‬ ‫ص ْنع أثاثاته الخاصة‪ ،‬وهما أوال‪:‬‬ ‫بيري جينرييت قريبه وشريكه التجاري‪ ،‬وشارلوت بريياند الفريدة املتعاونة معهما‪ .‬بعد ‪ 87‬سنة من ابتكاره ما‬ ‫يزال إل يس تو ‪ LC2‬هو الكريس الذي التود أن تقوم منه‪ .‬إل يس تو ‪ ،cassina.com، LC2‬نسيج ريتشموند‬ ‫‪( Richmond‬عىل األرض) كاوتان آند توت ‪cowtan.com، Cowtan & Tout‬‬ ‫تصوير جوانا ماكلور‬

‫تصميم‪ :‬آمي هنري في شركة سي إل إم ‪CLM‬‬


‫كرايس بولني بكسوتها الهزازة ال تمثل‬ ‫دعوة لالسرتخاء فحسب‪ ،‬بل أيضا توفر‬ ‫الراحة والدفء‬

‫في اتجاه حركة عقارب الساعة من اليسار‪ :‬من ديميش دانات ‪ ،Demisch Danant‬كريستوف كشيرر ‪ / Christoph Kicherer‬من آالي ‪ ،Alaïa‬لويس فيتون ‪ ، Louis Vuitton‬جي اوبنيم ‪J.‬‬ ‫‪ ،Oppenheim‬من ليجني روسيت ‪ ،Ligne Roset‬آرشيفز بيير بولين ‪ /Archives Pierre Paulin‬من كتاب بيير بولين ‪ / Pierre Paulin‬دار نشر ألبن ميشيل“‪”Albin Michel publishing‬‬

‫هذه املجموعة ضمن مقتنيات متحف موبليري ناشيونال‬ ‫‪ Mobilier National‬الذي طلب صنعها له خصيصا)‪.‬‬ ‫ق َ‬ ‫ِطع بومبيدو هي األندر واألغىل ضمن تصميمات بولني‪،‬‬ ‫وهناك قائمة انتظار طويلة لجامعي التحف الذين‬ ‫يتطلعون إىل الحصول عىل كل قطعة منها ي َ‬ ‫ُكشف‬ ‫النقاب عنها‪ .‬يقول غيسكويري‪ ،‬الذي اشرتى يف مرة ما‬ ‫يعادل قيمة جميع معروضات معرض من أرائك إليزيه‬ ‫يف صفقة واحدة‪“ :‬أنا دائما يف حالة ُّ‬ ‫ترقب”‪ .‬ومع تصاعد‬ ‫الطلب تصاعدت األسعار‪ .‬ووفقا للمختصة يف صاالت‬ ‫العرض الفنية سوزان ديميش فقد تصاعدت األسعار‬ ‫عشرة أضعاف‪.‬‬ ‫املعجبون الجدد بـِ(بولني) يجدون فيه مصمما أكرث‬ ‫تعقيدا وتنوعا مما ينتشر يف الرأي العام‪ .‬مقتنياته‬ ‫املبكرة يف الخمسينيات كانت تميل إىل أسلوب‬ ‫الحداثة االسكندنافية‪ ،‬يف الستينيات والسبعينيات‬ ‫مرحا‪ ،‬وعند تقاعده بعد حوايل ‪ 60‬سنة من‬ ‫كان ِ‬ ‫ذلك التاريخ كان يستكشف أسلوبا أكرث معمارية‬ ‫وإنشائية لصناعة األثاث‪ ،‬مثل أعماله يف القطع التي‬ ‫ُك ِّلف بتصميمها للرئيس الفرنيس فرنسوا متريان‪.‬‬ ‫(ففي موضوع بولني‪ ،‬عىل األقل‪ ،‬يمكن أن يتفق اليسار‬ ‫واليمني)‬ ‫يقول بنجامني بولني‪“ :‬لم يُع ِّرف والدي نفسه أبدا‬ ‫كمصمم شعبي‪ .‬أنا أحاول أن أنفي عن صورته صفة‬ ‫الفنان الشعبي‪ .‬هذه تقريبا هي مهمتي‪ .‬كانت رسالته‬ ‫أكرب من ذلك”‪ .‬بوضع ذلك يف االعتبار أسس بيري و(مايا)‬ ‫و(بنجامني بولني) شركة بولني‪ ،‬بولني‪ ،‬بولني‬ ‫‪ Paulin, Paulin, Paulin‬وهي شركة عائلية تعنى‬ ‫بالرتويج لقطع بولني األقل شهرة وإعادتها إىل خط‬ ‫اإلنتاج‪ .‬يقول بنجامني‪“ :‬بالنسبة يل تعترب هذه القطع‬ ‫مثل أفراد األسرة‪ ،‬تقريبا”‪ .‬يعكف بنجامني‬ ‫حاليا عىل إنتاج نموذج َّ‬ ‫قلما عرض يف العلن من‬ ‫األرشيف‪ ،‬وهو ألريكة ديكليف ‪ Déclive‬املتموجة‬ ‫التي تعود إىل العام ‪ ١966‬والتي ملحها َع َرضا يف‬ ‫ع ْرض متحفي وشعر باإلحباط ألنه لم يستطع أن‬ ‫ينتزعها من املتحف ليعرضها يف الخارج‪.‬‬ ‫العديد من معارض بولني القادمة سوف‬ ‫ُتطلِع العالم عىل بولني بكل تنوعه‬

‫واتساع أفقه‪ .‬بعد نجاحها يف ميامي سوف‬ ‫تقيم ديميش دانانت معرضا ألعمال بولني‬ ‫يف نيويورك يف مايو يتابع تطور الفنان من‬ ‫الستينيات إىل أوائل الثمانينيات‪ ،‬واضعا‬ ‫أعماله الشهرية جنبا إىل جنب مع قطعه‬ ‫املعروفة عىل نطاق واسع وذلك بهدف تفنيد‬ ‫الفكرة السائدة عن تصميماته‪ .‬تقول ديميش‪:‬‬ ‫“ لقد كان بولني أكرث مما نعتقد‪ .‬الطريقة‬ ‫التي عالج بها املقاعد واألثاث كانت فريدة‬ ‫يف نوعها‪ .‬أعتقد أنه أهمَّ مما يدركه ويق ُّر به‬ ‫الجميع”‪ .‬ابتداء من هذا الصيف سوف تطلق‬

‫ليجني روزيت‬ ‫‪ Ligne Roset‬نسخا جديدة من أثاث بولني الخشبي‬ ‫املبكر املستوحى من أسلوب التصميم الرنويجي بما يف‬ ‫ذلك سرير نهاري ومكتب من مجموعته األوىل التي‬ ‫تعود إىل العام ‪ .١953‬ويف أكتوبر سوف يُفت َتح معرض‬ ‫للقطع الكالسيكية يف مركز بومبيدو‪ .‬املعرض‪ ،‬الذي‬ ‫سيغطي مسرية بولني الفنية بالكامل من تعليمه يف‬ ‫املراحل األوىل فــي استودي ــو مارسي ــل غاسك ــوين‬ ‫‪ Marcel Gascoin‬يف الخمسينيات إىل وفاته عن‬ ‫عمر يناهز الواحد والثمانني عاما (“لقد عمل إىل‬ ‫النهاية‪ .‬والدي لم يكن أبدا مسنا” كما يقول بنجامني)‬ ‫من املفرتض أن يقيض عىل املفهوم العام بأن بولني لم‬ ‫يكن سوى خبري أو عالِم يف الفن الشعبي‪.‬‬ ‫لتوفري األثاث للمعرض يلجأ املتحف إىل أرشيفه‬ ‫الخاص ومقتنياته الجديدة والقطع التي يقرتضها من‬ ‫الجهات األخرى‪ .‬سوف يكون هناك قائمة مرتبة ترتيبا‬ ‫تاريخيا لثالثني من الكرايس فقط‪ .‬مايا وودزيسالوسكا‬ ‫بولني تربعت برسومات واسكتشات زوجها الراحل‬ ‫وبنماذجه‪ ،‬وتربعت حتى بمحتويات بيتها ميزون‬ ‫دي سيفينس ‪ Maison des Cévennes‬الذي‬ ‫صممه بولني ليعيشا فيه عند التقاعد عند سفح‬ ‫جبال سيفينس جنوب فرنسا‪ .‬يقول بيتوات القيِّم عىل‬ ‫مقتنيات بولني‪“ :‬أخذنا كل يشء‪ .‬بالرغم من ذلك‬ ‫بقي األرشيف يف بيت ميزون دي سيفينس مكدَّسا‬ ‫بالتصاميم التي لم ُتر ولم ُتن َتج‪ .‬يمكن لهذه القطع أن‬ ‫تؤمن عودة ظافرة لبولني لسنوات طويلة قادمة”‪.‬‬

‫شكل األشياء‪ :‬في اتجاه حركة عقارب الساعة‬ ‫من أعلى‪ :‬أريكة وكراسي بولين إي بي سي‬ ‫دي ‪ ABCD Paulin‬في واحدة من ثالث شقق‬ ‫مفروشة ومؤجرة من عز الدين آالي على شارع‬ ‫فايف رو دو موسي ‪ Rue du Moussy 5‬بجوار‬ ‫االستوديو الخاص به في باريس‪ ،‬إنتاج لويس‬ ‫فيتون من عالمة تبي سيج ‪1972 Tapis-siège‬‬ ‫وعرِ ضت في معرض‬ ‫التي صممها بولين ُ‬ ‫ديزاين ميامي العام الماضي‪ ،‬سرير النهار‬ ‫الذي صممه المصمم في العام ‪ 1953‬وأعادت‬ ‫ليجني روسيت إصداره هذا العام‪ ،‬أريكة‬ ‫أوساكا التي استخدم نيكوالس غيسكويري‬ ‫نماذج منها كمقاعد في معرض لويس فيتون‬ ‫كروز ‪ Louis Vuitton Cruise 2015‬في موناكو‪،‬‬ ‫مصباح إليزيه األرضي وعمود النيون اللذين‬ ‫صممهما بولين في العام ‪.1971‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪47‬‬


‫الحلبة‬

‫اآلرث‬ ‫عنوان جانبي‬

‫‪ Archives‬آرشيفز بولين ‪ Didier Boy de la Tour /‬ديدير بوي دي ال تور ‪ Archives Paulin،‬من آرشيفز بولين ‪ Artifort Archives،‬في اتجاه حركة عقارب الساعة من أعلى اليسار‪ :‬آرتيفورت آرشيفز‬ ‫‪ ،)2( 2015‬مـــن ليجنــــي روســـيت “‪ ”Christie’s Images Ltd.‬كريستيز إميدجز ليمتيـــد ‪ ”Albin Michel publishing“، 2015‬دار آلبين ميشيل للنشر ‪ Pierre Paulin /‬من كتاب بيير بولين ‪Paulin/‬‬ ‫‪ Demisch Danant‬من ديميش دانانت ‪Ligne Roset،‬‬

‫يف فورة أثاث منتصف القرن بظهره‬ ‫القائم يبدو أن طراوة وبهاء أثاث‬ ‫بولني قد عادت جديدة‪.‬‬

‫تلوح يف األفق‪ ،‬وبحلول مايو ‪ ١968‬خرج الطلبة إىل الشوارع‬ ‫لالحتجاج ضد مؤسسة الدولة وقناعاتها الراسخة‪ .‬يقول‬ ‫كليو بيتوات ‪Cloé Pitiot‬القيِّم عىل معرض بولني للقطع‬ ‫الكالسيكية الذي سوف يُفتتح يف مركز بومبيدو يف باريس‬ ‫يف أكتوبر من هذا العام‪“ :‬إنهم يريدون أن يرقدوا عىل‬ ‫األرض”‪ .‬تصميمات بولني الحرة واملرنة وفرت إحساسا‬ ‫جديدا‪ ،‬شعبيا وجماهرييا يف نفس الوقت‪.‬‬ ‫يبدو أن حيويته املريحة التي كانت ثورية يف وقتها‪،‬‬ ‫بعد هدنة من هوس منتصف القرن‪ ،‬قد‬ ‫عادت إىل ثوريتها مرة أخرى‪ .‬ونتيجة‬ ‫لسنوات كانت فورة إعادة اكتشاف‬ ‫التصميمات تتجه خاللها إىل أثاث بروفيه‬ ‫‪ Prouvé‬وبريياند ‪ Perriand‬القائمة‬

‫الظهر‪ ،‬يبدو أن طراوة وبهاء أثاث بولني قد عادا جديدين مرة‬ ‫أخرى‪ .‬جيل تربى عىل الفطر ‪ Mushroom‬واملحار ‪Oysters‬‬ ‫(بصرف النظر عن زنبقة ‪ ١965 Tulip‬وشريحة برتقال‬ ‫‪ ١960 Orange Slice‬وديكورات من قائمة البقالة) أصبح‬ ‫اآلن يحن إىل سحر بولني الذي أصبح متاحا أكرث من ذي قبل‪.‬‬ ‫بفضل مجهودات أسرة املصمم الراحل واالهتمام الالفت من‬ ‫جانب كبار جامعي التحف مثل غيسكويري ‪Ghesquière‬‬ ‫فإننا عىل أعتاب إحياء إرث بولني‪ .‬غيسكويري‬ ‫الذي يعمل مع مايا ودزيسالوسكا بولني‬ ‫‪Maia Wodzislawska Paulin‬‬ ‫أرملة بولني وابنه بنجامني‬ ‫‪َّ ،Benjamin‬‬ ‫كلف شركة ال‬ ‫سيفيدينا ‪ La Cividina‬بإنتاج أكرث‬ ‫من ‪ 30‬أريكة أفعوانيه الشكل من‬ ‫نوع اوساكا ‪ Osaka‬ملعرض‬ ‫كروز ‪ Cruise‬لجامعي‬ ‫التحف الذي تنظمه‬ ‫شركة لويس فيتون ‪Louis‬‬

‫الفن الحي‪ :‬في اتجاه حركة عقارب الساعة من‬ ‫األعلى‪ :‬أريكة ديكاليف التي تعود إلى العام ‪، 1966‬‬ ‫وكراسي بترفالي الجلدية التي تعود إلى العام ‪1954‬‬ ‫المفصل‬ ‫في منزل بولين في باريس‪ ،‬الكرسي‬ ‫َّ‬ ‫بالقياس‪ ،‬مكتب مطلي‪ -‬ومنضدة جانبية صممها‬ ‫بولين لمكتب الرئيس فرانسوا ميتران في العام‬ ‫‪ ،1983‬كرسي ومتكأ ريبون ‪ Ribbon‬الذي يعود إلى‬ ‫العام ‪ ،1966‬واحد من كراسي إليزيه التي صنعها‬ ‫بولين لغرفة التدخين الخاصة ب ِـ(بومبيدو)‪ ،‬وحاليا‬ ‫تنتجها شركة ليجني روسيت ‪ ، Ligne Roset‬كرسي‬ ‫موشرووم ‪ Mushroom‬الذي يعود إلى العام ‪1960‬‬ ‫والذي كان السبب في شهرة بولين‪ ،‬المصمم في‬ ‫الخمسينيات‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫‪ Vuitton‬يف موناكو يف مايو‪ .‬وهو يف احرتامه الكبري‬ ‫لـِ(بولني) يحذو حذو صديقه مصمم األزياء عز الدين آالي‬ ‫‪ .Azzedine Alaïa‬بالرغم من أن متجر آالي الجديد عىل‬ ‫شارع رو دي ماريغنان‬ ‫‪ Rue de Marignan‬امليلء بأثاث بولني – بما يف ذلك‬ ‫أرائك أوساكا وأرفف الحفظ التي يف شكل يو ‪ U‬يف‬ ‫الهجائية الالتينية – قد ألقى ضوءا جديدا عىل حماس‬ ‫آالي ألثاث بولني عندما اف ُت ِتح يف خريف العام ‪ 20١3‬فإن‬ ‫آالي كان يمارس هواية جمع التحف قبل ذلك بفرتة‬ ‫طويلة‪ .‬يقول غيسكويري ضاحكا‪“ :‬كان عز الدين منافسا‬ ‫قويا‪ .‬كان يتصرف يف هذا املجال وكأنه يقول يل‪ :‬انتبه!‬ ‫لقد حصلت عىل تصميمات بولني قبلك بسنوات عديدة‪.‬‬ ‫ال تقل يل أنك كنت يف الساحة يف ذلك الوقت”‪.‬‬ ‫قاد العمل يف معرض كروز بولني إىل تعاون آخر مع‬ ‫فيتون ‪ Vuitton‬إلنتاج‪ ،‬عىل األقل كنموذج‪ ،‬سلسلة‬ ‫من القطع التي صممها بولني يف العام ‪ ١972‬كجزء من‬ ‫مقرتح لم ي َّ‬ ‫ُنفذ أبدا لصالح شركة هريمان ميلر‬ ‫‪ .Herman Miller‬هذه القطع ُع ِرضت يف صالة عرض‬ ‫ديزاين ميامي ‪ Design Miami‬يف ديسمرب حيث كانت‬ ‫صالة ديميش دانانت ‪ Demisch Danant‬يف نيويورك‬ ‫تعرض يف جناح مجاور ثالث قطع لـِ(بولني) تشبه‬ ‫اليقطني املهروس‪ :‬وهي أريكة جلدية وكرسيني‬ ‫من الصوف بلون دهني وجميعها ُ‬ ‫صمِّ مت‬ ‫يف العام ‪ ١97١‬ضمن أشهر مهمة َّ‬ ‫يطلِع بها‬ ‫بولني لتصميم أثاث قصر اإلليزيه يف عهد‬ ‫الرئيس جورج بومبيدو‪ ،‬ولم ُتن َتج عىل‬ ‫نطاق تجاري إال بعد وقت قصري من‬ ‫ذلك‪( .‬توجد قطع األثاث األصلية من‬


‫بدون اسم‬

‫عنوان جانبي‬

‫املساحة‪ ،‬مثل سيناريو األفالم‪ ،‬البد أن تكوِّن لغزا‬ ‫يجعلك تشعر بأن هناك يشء‪.‬‬

‫‪ West Village‬يناسب ثريا متحضرا ومنحال يف الثالثينيات يحب‬ ‫املناسبات االجتماعية والحياة املرفهة‪.‬‬ ‫يقول بصوت ناعم وهو يفتح الباب الرئييس البسا جوربني عىل قدميه‬ ‫ويحك رأسه الخايل من الشعر‪“:‬إنها مظلمة هنا نوعا ما ‪ ...‬قد تحتاج‬ ‫إىل دقيقة حتى تتكيف عيناك”‪ .‬بالطبع‪ ،‬وأنت تدخل بيته الواقع عىل‬ ‫أحد أكرث شوارع مانهاتن غرابة تكاد أن تشعر أنك يف مشهد سينمايئ‬ ‫معتمر بما يكون نسخة مجددة ألفالم دراكيوال ‪ .Dracula‬ليس ضربا‬ ‫من الخيال أن ترى أوكيل نفسه بخموله وتأمله وغموضه يف املقدمة‪.‬‬ ‫هذا بالضبط ما يبدو أنه الشعور الذي كان ينتابه وينتاب املصمم‬ ‫األوروجواين فريناندو سانتانجيلو املعروف بمساعدته لصاحب الفنادق‬

‫أندريه باالزس يف إعادة تصميم األماكن العامة يف شاتو مارمونت‬ ‫‪ Chateau Marmont‬إىل جانب عدد من منازل باالزس األخرى‪.‬‬ ‫اإلشارات السينمائية واضحة‪ :‬غرف الضيوف والصاالت متألقة‪ ،‬ولكنها‬ ‫يف نفس الوقت تفتقر إىل الحياة واملرح والصاالت مبهرة كما يف فيلم‬ ‫ملخرج بريتولويس ذا كونفورميست ‪ - The Conformist‬الفيلم‬ ‫ا ِ‬ ‫الرائع من نوع األفالم الكالسيكية الجديدة وهو يمثل الوجه الحديث‬ ‫لفيلال نييش كامبيغليو ‪ Villa Necchi Campiglio‬الواقعة وسط‬ ‫ميالنو‪ ،‬والتي كانت موقعا لتصوير فيلم أنا الحب ‪ I Am Love‬يف‬ ‫العام ‪ 20١0‬من بطولة تيلدا سوينتون‪ .‬منزله “ليس من النوع الذي يمكن‬ ‫أن أضع فيه صور بنات وأبناء إخواين وأخوايت عىل مسطبة املدفأة‬ ‫بالرغم من أين أحبهم دون شك” كما يقول‪ .‬بدال عن ذلك حاول أن‬ ‫يحايك نادي رجايل أو فندق راق أصبح أثرا بعد حني وأن كان بصورة‬ ‫مبتكرة‪ .‬أنا أحب الفنادق الفخمة التي ال تعمِّ ر كثريا ”‪.‬‬ ‫املالكون السابقون ج َّردوا البيت من كل التفاصيل األصلية وجعلوه‬

‫من النهار إلى الليل‪:‬‬ ‫في اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة من أعلى‪ :‬في غرفة‬ ‫المعيشة‪ ،‬منظر طبيعي‬ ‫يعود إلى القرن التاسع‬ ‫عشر معلق فوق أريكة‬ ‫طولها ‪ 9‬أقدام مصنوعة‬ ‫من الموهير من تصميم‬ ‫سانتانجيلو‪ ،‬ومنضدة قهوة‬ ‫من الرخام‪ ،‬في االستوديو‬ ‫في الطابق العلوي حيث‬ ‫يعمل أوكلي توجد نجفة‬ ‫إمباير ‪ ، Empire‬وكراسي‬ ‫من طراز كراسي نابليون‬ ‫الثالث‪ ،‬ومكتب إيطالي من‬ ‫المطعم‪ ،‬ردهة‬ ‫الخشب‬ ‫َّ‬ ‫مكسوة بقشرة الخشب‬ ‫مع شرفات ولوحة زيتية‬ ‫مكسيكية تعود إلى القرن‬ ‫الثامن عشر‪.‬‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪49‬‬


‫الحلبة‬

‫في التصميم‬

‫الفارس الغامض‬

‫مخرج األفالم الواعد‬ ‫هربا من كياسة طفولته املشمسة‬ ‫ِ‬ ‫يحوِّل منزال يف نيويورك إىل وكر من الخيال الزائف‪.‬‬ ‫بقلم رافين كوستيللو‬ ‫تصوير كريستوفر ستورمان‬

‫يف اللحظة التي عرف فيها جيمس أوكيل أنه لم يُخلق للبيئة التي ولد‬ ‫فيها كان يف املدرسة العليا يف تنييس وش ــاه ـ ـ ــد فيل ــم املخم ــل األزرق‬ ‫‪ Blue Velvet‬للمخـ ـ ــرج ديفي ــد لي ـ ــنش‪ .‬وبوصف ــه مش ــاكســا حتى عنــدم ـ ــا‬ ‫ك ـ ــان مراهق ـ ــا‪،‬وكـ ـ ـ ــونـ ــه نشـ ــأ يف أس ـ ــرة غني ـ ــة ُتع ــرف برقـ ـ ـ ــي الـ ـ ــذوق‬ ‫(والده بالتبن ــي‪ ،‬وهــو أخ ــو الحاك ــم‪ ،‬يم ــلك كليفالن ـ ـ ــد براون ــز‬ ‫‪ )Cleveland Browns‬شعر بأن جو الفيلم املخيف قد أيقظ شيئا‬ ‫يف نفسه‪ ،‬وأدرك أنه لن يكون راضيا أبدا يف األجواء البيضاء املشعة‬ ‫بالكياسة واألدب التي قىض فيها طفولته‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫يقول أوكيل الذي يبلغ اآلن الثانية واألربعني من عمره‪“ :‬عندها عرفت‬ ‫أنني أريد أن أصنع األفالم‪ ،‬وعشقت تلك البيئات السوداوية”‪.‬‬ ‫أثبتت صناعة األفالم أنها عمل شاق ‪ -‬لقد أكمل فيلمه األول قبل‬ ‫حوايل ‪ ١0‬سنوات‪ ،‬وكان فيلما مثريا بعنوان “الشيطان الذي تعرف”‬ ‫‪ Devil You Know‬من بطولة روزاموند بايك‪ ،‬ومشاركة من جنيفر‬ ‫لورينس التي لم تكن معروفة عندها‪ .‬لم يُعرض الفيلم أبدا يف دور‬ ‫العرض السينمايئ‪ ،‬ولكن ما من شك أنه خلق من خالله عرينا غامضا‬ ‫ألحالمه وهو منزل يعود إىل القرن التاسع عشر يف ويستفيليدج‬

‫رجل الغموض‬ ‫جيمس أوكلي‬ ‫في غرفة المعيشة‬ ‫في منزله في‬ ‫ويستفيليدج‪.‬‬


‫فرقـة الدوحــة ملوسيقى‬ ‫البـاروك تـرثي الذاكرة العربي ــة‬

‫الغرب الحقيقي ‪ ، 54‬تجديــد املب ـ ـ ـ ــانـ ــي‬ ‫والسي ــاســة ‪ ،62‬استنبات العبقرية ‪68‬‬

‫من األسفل تصوير‪ :‬انطوني كوتسيفاس‪ ،‬سيمون واتسون‪ ،‬ماري خوسيه بيدارد‬

‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪2015‬‬


‫الحلبة‬

‫في التصميم‬

‫يبعث املنزل اإلحساس ببيئة تناسب شخصية‬ ‫دراكيوال الحديث‪ :‬رجويل الشكل ومن عالم آخر‪.‬‬

‫مث ـ ـ ـ ــل مدرس ـ ــة بوذي ـ ـ ــة بديك ـ ــور يخل ـ ـ ــو مــن املعال ــم عىل طريقـ ــة‬ ‫َ‬ ‫مضاعف‬ ‫‪ white-on-white‬يف الرسم‪ ،‬وخلقوا غرفة معيشة بارتفاع‬ ‫وفتحوا كل مؤخرة املبنى ووضعوا عليها جدار من الزجاج‪ .‬يقر أوكيل‬ ‫بصحة مثل هذا األسلوب‪ ،‬ولكنه لم يستطع إال بالكاد أن يخفي‬ ‫ارتعاشه‪ .‬يبدو أنه يرى أن اإلسراف يف اإلضاءة‪ ،‬وهو يشء نادر يف املنازل‬ ‫املتالصقة‪ ،‬يعيق قليال‪ .‬أما عن الديكور األبيض‪ ،‬حسنا‪ ،‬فاألفضل أال‬ ‫نقول إال القليل مما قال‪ ،‬وذلك قوله‪“ :‬أنا أكره األبيض‪ ،‬أحتقره”‪.‬‬ ‫لتحقيق ذلك استبعد هوَو سانتانجيلو التظليل لصالح طيف من‬ ‫العقيق األحمر والزيتوين والفحمي وزرقة منتصف الليل‪ “ ،‬تلك األلوان‬ ‫الطينية التي تجدها يف اللوحات الشهرية”‪ ،‬كما يقول سانتانجيلو‪،‬‬ ‫وتلك األلوان العميقة التي تمثل أكرث من مجرد درجات يف اللون‪.‬‬ ‫َ‬ ‫السمْ ك‬ ‫جميع املساحات املسطحة مغطاة بسجاد مخميل‬ ‫مضاعف ُّ‬

‫‪50‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫أو بالط تريازو ‪ terrazzo‬أو جص من البندقية أو ف ِِّلني أو‬ ‫لباد‪ .‬للمطبخ نوافذ يحاذي أسفلها سطح الشارع ولكنها‬ ‫اآلن مطعمة بإطار من الجص وقطعة من الجذع (العقيق‬ ‫اليماين) بدال عن الزجاج‪.‬‬ ‫أوكيل ال يهتم باملصدر سواء كان منه ه َو (“أعتقد أنه من‬ ‫غري املفيد أن يستسلم الناس لهاجس شجرة العائلة‪.‬‬ ‫األسالف قد ماتوا‪ .‬امضوا يف طريقكم”‪ ,‬كما يقول) أو من‬ ‫ممتلكاته‪ .‬لذلك وجَّ ه سانتانجيلو أن يختار أثاثاته عىل‬ ‫أساس الجمال فقط‪ ،‬وعىل أساس دورها يف تجميل املكان‪.‬‬ ‫مررنا بمجموعة من كرايس هوفمان أمام مدفأة تعمل‬ ‫بالغاز يف البهو دون أن ِّ‬ ‫نعلق‪ ،‬وعندما سئل أوكيل عن‬ ‫الفرتة التي ينتمي إليها الدوالب الكبري الذي أعيد تصميمه‬ ‫ليكون خزانة عامرة باملشروبات لم يجب‪ ،‬ثم قال‪“ :‬أنا‬ ‫حقيقة ال أهتم من أين تأيت األشياء”‪.‬‬ ‫ولكن مهما كان أصلها فإن الخزانة قد طرأت عليها تعديالت‬ ‫كبرية‪ .‬أوكيل عموما ال تتعدى تنقالته الجغرافية دائرة‬ ‫الخمس مباين التي حول منزله (ما عدا يف عطلة نهاية‬ ‫األسبوع عندما يهرب إىل منزل يكاد أن يكون أسودا كله كان‬ ‫سانتانجيلو قد صممه له يف منطقة ذا بريكشريز‬ ‫‪ ،)the Berkshires‬وال يستخدم املرتو أو سيارات األجرة‬ ‫كما يقول‪ ،‬لذلك فالناس هم الذين يأتون إليه‪ .‬يقول يف‬ ‫ذلك‪“ :‬أنا أقيم العديد من الحفالت وأقدم فيها الكثري‬ ‫من الخمور”‪ .‬صباح اليوم التايل يقوم أوكيل برتتيب االستوديو‬ ‫الخاص به يف الطابق العلوي‪ ،‬وهو املكان الذي يقيض فيه معظم‬ ‫وقته (هناك أريكة مخملية من النوع الذي يتحول إىل سرير كثريا ما‬ ‫ينام عليها ويتغطى بغطاء كاشمري‪ ،‬وهناك علبة سجائر مالبورو‬ ‫مجعَّ دة عىل منضدة قهوة مطلية بأسلوب شينوازيري)‪ .‬ه َو يعمل‬ ‫حاليا يف فيلم جديد ومن املقرر أن يبدأ التصوير يف أبريل‪ .‬من الغريب‬ ‫أن هذا الفيل ـ ــم كوميدي عن جريمة سرقة‪ .‬ويقول‪“ :‬قصة ذا بالـ ــم‬ ‫بيتش ‪ The Palm Beach Story‬تقابل سمك ـ ـ ـ ــة اسمهـ ـ ـ ـ ــا واندا‬ ‫‪ .”A Fish Called Wanda‬ثم قال‪“ :‬قد أبدو سوداوي بعض اليشء‬ ‫ولكن يف الواقع أن هذا الفيلم يمثلني أكرث من فيلمي األول‪ ،‬ألن به‬ ‫الكثري من الطبقات‪ ،‬وأنا لديَّ الكثري من الطبقات”‪.‬‬

‫إلغاء األلوان‪:‬‬ ‫من اليسار‪ :‬في بير‬ ‫السلم الرئيسي ألوان‬ ‫المنزل الغنية تمتزج‬ ‫في الجدران المكسوة‬ ‫باللباد والمدهونة‬ ‫باألحمر والزيتوني‪،‬‬ ‫سجادة زرقاء إيف كلين‬ ‫‪ ، Yves Klein‬ودرابزين‬ ‫والصفر‬ ‫من الخشب‬ ‫ُّ‬ ‫(النحاس األصفر)‪ ،‬في‬ ‫البهو الذي يطل على‬ ‫غرفة المعيشة منضدة‬ ‫قهوة مصقولة من‬ ‫الصفر وكراسي جوزيف‬ ‫ُّ‬ ‫هوفمان أمام المدفأة‪.‬‬


‫فرقـ ـ ـ ـ ـ ــة الدوح ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫ملوسيقـ ــى البـ ـ ـ ــاروك‬ ‫ت ـ ـ ــرثي الذاكــرة الفنية‬ ‫تصدح الدوحة بالغناء يف جميع األوقات‪ .‬وسواء كان األمر يتعلق‬ ‫باأللحان الكالسيكية وحتى األصوات اإللكرتونية التي ظهرت يف الوقت‬ ‫الراهن إىل جانب كافة اتجاهات املوسيقى‪ ،‬فإن مسارح املدينة تعج بكل‬ ‫ألوان وأطياف الغناء هذه وتنعم بالتنوع تماماً مثل الحياة اليومية‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬كريم إمام‬

‫وسوف تجد هنا تفسرياً للهوية املوسيقية ملدينة الدوحة‬ ‫من وجهة النظر يف الوقت الراهن‪ ،‬إىل جانب بعض‬ ‫اإليقاعات واأللحان املعاصرة والخالدة لصوت الدوحة‬ ‫الشعبي‪.‬‬ ‫وقد دخلت موسيقى عصر الباروك يف الدوحة وأصبح لها‬ ‫محبون كرث‪ ،‬فهي موسيقى شفافة رقيقة مفعمة بالرواء‬ ‫والذين أبدعوا يف هذا العصر وبالطريقة املعروفة لهذا‬ ‫النوع كثريون‪ ،‬فكلمة “باروك” هي اصطالح مستعمل يف‬ ‫فن العمارة والتصوير‪ ،‬ومعناها الحريف “شكل غريب‪،‬‬ ‫غري متناسق‪ ،‬معوج”‪ .‬وترجع أسباب التحوّل نحو الفن‬ ‫تغري األحوال االقتصاديّة‪ ،‬وإىل االخرتاعات‬ ‫البارويك إىل ّ‬ ‫التكنيكية واالكتشافات الجغرافية‪ ،‬وهو ما أسفر عن‬

‫تأثري عميق يف عقليّة شعوب أوروبا بوجه عام‪ ،‬عندما‬ ‫قامت عظمة الهندسة املعمارية يف عواصم أوروبا‪ ،‬عمد‬ ‫امللوك واألمراء إىل إظهار سلطانهم واكتساب قلوب‬ ‫الناس وعواطفهم‪ ،‬فشيدت املعابد ذات األسلوب الضخم‬ ‫وزينت بأجمل املظاهر والزخارف‪ .‬وكانطباع الفن املعماري‬ ‫يف ذلك العصر يمتاز بدقة التفاصيل وتناسق األجزاء‬ ‫فتأثرت األلحان بهذا األسلوب الرفيع‪ ،‬فوضعت مؤلفات‬ ‫آللة األرغن كانت خري تعبري عن هذا التأثري الروحي‪.‬‬ ‫ويمتدّ عصر الباروك من سنة ‪ ١550‬إىل سنة ‪.١700‬‬ ‫فهذا اليشء ذاته هو ما حدث يف الدوحة فقد تأسست‬ ‫فرقة الدوحة ملوسيقى الباروك يف العام ‪ 20١١‬من قبل‬ ‫مجموعة من املوسيقيني املحرتفني املقيمني يف الدوحة‬ ‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪53‬‬


‫من اليسار في اتحاه‬ ‫عقارب الساعة‪ .‬فرقة‬ ‫الدوحة لموسيقى‬ ‫الباروك في حفل‬ ‫مع جمعية كورال‬ ‫باخ‪ ،‬عازفة التشيلو‬ ‫ومؤسسة الفرقة‬ ‫كاترين ماينجاست‬

‫‪52‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬


‫“اآلالت املستخدمة يف الباروك هي نفسها‬ ‫املستخدمة يف املوسيقى العربية”‬

‫مساحة لنفيس لتقديم املوسيقى التي أحب‪ ،‬وكانت‬ ‫التجربة املوسيقية واإلنسانية التي تدعى “كاترين‬ ‫صالون” وهي بالفعل أمر ممتع خاصة أنها ترتكز عىل‬ ‫فكرة املشاركة‪ ،‬حيث أن ضيوف الصالون يجلبون معهم‬ ‫املأكوالت واملشروبات التي نتشاركها بعد انتهاء العزف‬ ‫املوسيقي"‪ .‬مضيفة أن كافة املوسيقيني املشاركني يف ذلك‬ ‫الصالون ملتزمون بالحضور‪ ،‬وهي أيضا فرصة متجددة‬ ‫بالنسبة لنا للعزف‪ ،‬والتدرب‪ ،‬وتطوير مهاراتنا‪.‬‬ ‫وبخصوص أهم املعوقات التي واجهتها خالل مشاريعها‬ ‫املوسيقية املختلفة أوضحت كاترين قائلة‪“ :‬لقد بدأنا‬ ‫من الصفر بدون أي دعم من أية جهة أو منظمة‪ ،‬ولكن‬ ‫الجميع كان واثقا ومثابرا ومؤمنا بفكر تقديم هذه‬ ‫املوسيقى‪ ،‬وتأسيس هذه الفرقة بدون دعم مادي‪ ،‬وهو‬ ‫ما أراه أمراً متفرداً‪ ،‬حيث أنك ال تشاهد هذا األمر كثرياً‪،‬‬ ‫خاصة أن املوسيقيني دائماً ما يجمعون آالتهم املوسيقية‬ ‫إن لم يحصلوا عىل املقابل املادي‪ ،‬وقد استعرقنا األمر‬ ‫حوايل أربع سنوات لتأسيس الكورال والفرقة املوسيقية‪،‬‬ ‫وأخريا هذا العام استطعنا الحصول عىل راعي من خالل‬ ‫مدرسة “بارك هوس” التي تقدم لنا الدعم إلحياء أربع‬ ‫حفالت موسيقية قدمنا منها اثنتني‪ ،‬األوىل يف احتفال‬ ‫للسفارة األملانية يف مارس املايض‪ ،‬والثانية أقيمت يف املركز‬ ‫اإلنجييل بمجمع األديان الشهر املايض قدمنا خاللها مع‬ ‫مجتمع كورال باخ أعماال لكل من جوهان سبيستيان‬ ‫باخ‪ ،‬وجوتفريد أوجوست هوميليوس‪ ،‬والحفلة القادمة‬ ‫ستكون يف مركز املؤتمرات‪ ،‬واألخرية يف الكنيسة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي منحنا الفرصة الستقدام العديد من األصوات‬ ‫املميزة واملوسيقيني من كافة أنحاء أوروبا ليشاركونا فيما‬ ‫وتعرب كاترين عن اعتقادها‬ ‫نقدم من حفالت موسيقية”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بأن أوروبا تعيش أزمة ثقافية تتمثل يف أن الفنانني‬ ‫يتوقون لتقديم أعمال واملشاركة يف فعاليات فنية‬ ‫خارجها‪ ،‬وهي فرصة بالنسبة لنا لتقديم ذلك بأقل قدر‬ ‫من الدعم املادي‪.‬‬ ‫وأوضحت قائلة‪":‬بصراحة أعتقد لو أنني ما زلت يف‬ ‫أوروبا ملا تمكنت من تأسيس مثل هذه املشاريع الفنية‬ ‫واملوسيقية بنفيس‪ ،‬حيث أن األمور هناك مرتبة بشكل‬ ‫منظم ومحدد‪ ،‬والفنان يظل منتظرا ملكاملة هاتفية‬

‫للمشاركة يف فعاليات موسيقية أو تقديم دروس ملن يود‬ ‫ّ‬ ‫تعلم العزف‪ ،‬ولكن أن تنيشء شيئا جديدا ومختلفا فإن‬ ‫هذا أمر من األسهل تحقيقه هنا يف قطر‪ ،‬ولكن بالطبع‬ ‫بدون وجود الدعم املادي يكون من الصعب جدا التقدم‬ ‫والتطور‪ ،‬لكن البد من اإلشارة إىل أن هناك العديد من‬ ‫الفرص هنا‪ ،‬فاملدينة تنمو وتكرب وهناك حاجة متزايدة‬ ‫واهتمام متصاعد باملوسيقى والفنون بشكل عام”‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بتحقيق هدف الفرقة يف إيجاد تالحم‬ ‫وتعاون أكرب مع موسيقيني عرب ترى كاترين أن األدوات‬ ‫يف تحقيق ذلك بسيطة‪ ،‬ألن اآلالت املوسيقية املستخدمة‬ ‫يف موسيقى الباروك هي نفس اآلالت املستخدمة يف‬ ‫املوسيقى العربية‪ ،‬حيث أنه من الناحية التاريخية فإن‬ ‫اآلالت املوسيقية قدمت إىل أوروبا عن طريق الحضارة‬ ‫األندلسية يف إسبانيا‪ ،‬فالعود مثال استعمل يف موسيقى‬ ‫الباروك‪ ،‬فمن ناحية اآلالت املوسيقية يمثل هذا التعاون‬ ‫أداة فاعلة‪ ،‬حيث يمكننا استخدام آالت مشرتكة‪ ،‬ومن‬ ‫الناحية املوسيقية فإنه من املذهل كيف يمكن ربط هذه‬ ‫املوسيقى والثقافة بعضها البعض‪ ،‬واألمر يتعلق بشكل‬ ‫أسايس باالرتجال الذي يعد موضوعا هاما جدا يف موسيقى‬ ‫الباروك‪ ،‬وأيضا يف املوسيقى العربية حيث يعد االرتجال‬ ‫أداة مهمة للتعبري املوسيقي‪ ،‬وهناك أيضا العديد من‬ ‫املشاريع املماثلة يف أوروبا‪ .‬وأشارت بخصوص عدم وجود‬ ‫موسيقيني عرب يف مشروعاتهم املوسيقيىة حتى اآلن‪:‬‬ ‫“أعتقد أنه ما تزال هناك مشكلة فيما يتعلق بالعالقة‬ ‫بني املقيمني العرب واألجانب‪ ،‬واألمر ما يزال بالنسبة لنا‬ ‫حلم نود تحقيقه‪ ،‬إال أنها ترتبط أيضا بمقدار الدعم املادي‬ ‫لتحقيقها‪ ،‬وهناك مشاريع لتقديم وإقامة مثل هذا التعاون‬ ‫خالل العام الثقايف قطر – أملانيا ‪.”20١7‬‬ ‫وتحدثت كاترين عن مشروع موسيقي جديد هو مدرسة‬ ‫لتعليم عزف اآلالت املوسيقية‪ ،‬حيث قالت‪":‬لدينا اآلن‬ ‫الفرصة الستخدام عدد من الغرف املوجودة يف املدرسة‬ ‫األملانية‪ ،‬إلقامة برنامج موسيقي تعليمي يف إطار مركز‬ ‫موسيقي‪ ،‬من خالل حوايل ‪ ١2‬مدرسا للموسيقى‬ ‫جميعهم من ذوي الخربة التعليمية الكبرية يف مجال‬ ‫تعليم املوسيقى‪ ،‬ومعظمهم أعضاء يف أوركسرتا قطر‬ ‫الفلهارمونية‪ ،‬وسيكون هناك افتتاح رسمي للمدرسة"‪.‬‬ ‫وتضيف قائلة‪" :‬هي فرصة متاحة للجميع وغري مقتصرة‬ ‫فقط عىل طلبة املدرسة األملانية أو أولياء األمور‪ ،‬فالجميع‬ ‫يمكنه التسجيل للحضور واملشاركة‪ ،‬ونقدم حصصا‬ ‫تعريفية لألطفال باآلالت املوسيقية‪ ،‬حيث نساعدهم يف‬ ‫التعرف عىل اآلالت واكتشاف شغفهم املوسيقي آللة معينة‬ ‫خالل حوايل ‪ ١5‬أسبوعا‪ ،‬ومن ثم اختيارها حيث أنه من‬ ‫املثري لالهتمام معرفة اآللة التي تجذب طفلك‪ ،‬فاألمر‬ ‫يتعلق بالشخصية‪ ،‬حيث أن لكل آلة شخصية معينة‬ ‫ترتبط بها وتنجذب إليها‪ ،‬وهذا يف حقيقة األمر يقدم‬ ‫لألطفال أنفسهم فرصة التعرف عىل املدرسني وعىل اآلالت‬ ‫املوسيقية‪ ،‬وهو أمر فريد من نوعه ‪ ،‬وأعتقد أنه غري متاح‬ ‫يف أية مدرسة موسيقية أخرى يف الدولة"‪.‬‬

‫أما عن األحالم والتوقعات والرؤى والخطط املتعلقة‬ ‫باملستقبل بالنسبة لها عىل الصعيد الشخيص وللفرقة‬ ‫املوسيقية فتقول‪":‬األحالم تتمثل يف إيجاد الفرصة لتغطية‬ ‫وتنظيم حفالت موسيقية جميلة ومتنوعة‪ ،‬وربط العملية‬ ‫بتقديم أعمال أوبرالية يف قطر‪ ،‬وحفالت كنسية‪ ،‬وحفالت‬ ‫متخصصة يف موسيقى الحجرة‪ ،‬وأيضا توجيه الدعوة‬ ‫لراقصني وممثلني‪ ،‬حيث أنه ومن خالل موسيقى الباروك‬ ‫يمكننا عمل الكثري وتحقيق العديد من األحالم‪ ،‬خاصة أن‬ ‫الوضع هنا مختلف ومتفرد‪ ،‬حيث يمكنك الذهاب وسماع‬ ‫السينفونيات العظيمة يف األوبرا التي تقدمها األوركسرتا‬ ‫والتي –كما ذكرت‪ -‬تنحصر يف املوسيقى الرومانتيكية‪ ،‬إال‬ ‫أن ما نقدمه من موسيقى مختلفا وجديدا عىل املتلقي‪،‬‬ ‫وبالتايل هناك مساحات أكرب من التطور‪ .‬أيضا من ضمن‬ ‫الخطط تأسيس املدرسة املوسيقية وإنجاحها”‪ .‬ويف وصفها‬ ‫للمشهد املوسيقي يف قطر تشري قائلة‪":‬أعتقد أن املشهد‬ ‫املوسيقي يف قطر تطور بشكل الفت للنظر‪ ،‬حيث أن‬ ‫أوركسرتا قطر الفلهارمونية منذ انشائها تقدم حفالت‬ ‫املوسيقى الكالسيكية بشكل دوري ربما أسبوعي‪ ،‬كما أن‬ ‫هناك العديد من الفعاليات املوسيقية التي يشهدها متحف‬ ‫الفن اإلسالمي‪ ،‬وأيضا موسيقى الجاز التي تتطور من خالل‬ ‫مركز لينكولن الذي يجلب العديد من املوسيقني املثريين‬ ‫لإلهتمام‪ ،‬فهناك تطور ملحوظ وجيد‪ ،‬ولكن هذا ال يعني‬ ‫أن ما يقدم حتى اآلن كاف بالنسبة ملدينة تتطور وتنمو بهذا‬ ‫الشكل املتسارع"‪.‬‬ ‫وتضيف بخصوص ما تحتاج له الساحة املوسيقية يف هذه‬ ‫اللحظة قائلة‪":‬الدعم ثم الدعم‪ ،‬سواء املادي أو املعنوي‪،‬‬ ‫حيث أنه عندما ننظر إىل امليزانية املطلوبة ملشاريعنا ستجد‬ ‫أنها ليست ضخمة‪ ،‬وذلك يرجع إىل أننا كموسيقيني‬ ‫مرتابطني بشكل قوي‪ ،‬بحيث أنه من املمكن ومن العادي‬ ‫جدا أن تطلب من زمالءك كموسيقيني أن يحضروا إىل‬ ‫الدوحة ويقدموا ما لديهم بشكل غري رسمي‪ ،‬يف حني‬ ‫أنه عندما يتم ذلك عن طريق وكالة مثال أو شركة أو‬ ‫مؤسسة فإن عليها أن تتكفل بتذاكر الطريان وحجوزات‬ ‫الفنادق‪ ،‬والعديد من االلتزامات املادية التي ال نتحملها‬ ‫نحن كموسيقيني مع أصدقائنا من املوسيقيني يف أوروبا‬ ‫والذين هم أصال مهتمون بالحضور إىل هنا والتواجد‬ ‫واملشاركة يف تشكيل املشهد املوسيقي‪ ،‬حتى بدون أن‬ ‫يطلبوا مبالغ طائلة لقاء ذلك"‪.‬‬ ‫مختتمة حديثها بالتوضيح أن األمر يحتاج إىل تظافر‬ ‫الجهود الحكومية والخاصة يف هذا األمر‪ ،‬خاصة‬ ‫أن هناك اتجاه لتقليل اإلنفاق فيما يتعلق باملشاريع‬ ‫املوسيقية‪ ،‬وهو أمر يمكن أن يقوم به وينهض به القطاع‬ ‫الخاص والشركات‪ ،‬حيث يمكننا أن نتعامل بشكل‬ ‫أكرث مرونة كموسيقيني بدال من التعامل مع الشركات‬ ‫الكبرية أو املؤسسات الكبرية‪ ،‬ألن البريوقراطية ليست‬ ‫أمرا داعما لإلبداع بشكل عام‪ ،‬وكموسيقيني يمكننا أن‬ ‫نتعامل مع األمور ببساطة أكرب ومرونة إلقامة مشاريع‬ ‫موسيقية مختلفة‪.‬‬ ‫يونيو ‪ -‬يوليو ‪٢٠١٥‬‬

‫‪55‬‬


‫والذين يعملون يف قطاعات مختلفة ويجمع بينهم حب‬ ‫املوسيقى‪ ،‬وتعد الفرقة األوىل والوحيدة من نوعها يف‬ ‫منطقة الخليج‪ .‬هؤالء املوسيقيون هم من االختصاصيني‬ ‫يف موسيقى الباروك والخرباء يف ممارسة أداء موسيقى‬ ‫الباروك التاريخية‪ ،‬فباإلضافة إىل إقامة عروض حية‬ ‫متخصصة يف موسيقى أسلوب هذه الفرتة من الزمن‪،‬‬ ‫تهدف الفرقة إىل تطوير الحوار والتالحم والتعاون بني‬ ‫الثقافات الشرقية والغربية‪ ،‬حيث تتعاون مع عدد من‬ ‫املوسيقيني العرب املحليني‪ .‬وهو األمر الذي فتح مجاالت‬ ‫مثرية جدا لالهتمام بمشاريع من هذا النوع‪ .‬كما تقدم‬ ‫الفرقة بالتعاون مع جمعية كورال باخ‪ ،‬املوسيقى‬ ‫املقدسة يف مناسبات دينية مختلفة داخل قطر‪.‬‬ ‫(يت قطر) تحاورت مع املوسيقية األملانية كاترين‬ ‫ماينجاست‪ ،‬تلك املرأة صاحبة الروح الحرة التي تقف‬ ‫وراء العديد من املشاريع املختلفة والفريدة بمثابرة‬ ‫وإيمان بما تقوم به‪ ،‬من خالل نشر حب املوسيقى عىل‬ ‫من حولها‪ ،‬والتي تدور حول إيجاد أنواع مختلفة من‬ ‫املوسيقى يف الدوحة‪ .‬تمثل ماينجاست روح (الباروك)‬ ‫عىل حقيقته‪ ،‬فكانت موسيقاها تحمل قوة وعظمة‬ ‫وتأثريا ‪ .‬ويرجع ذلك إىل خلفيتها الثقافية يف أملانيا‪ ،‬وبيتها‬ ‫املوسيقي الكاتدرائية القوطية الكبرية “أوملر مونسرت”‬ ‫التي تخدم املوسيقى والدين ‪ .‬كما كانت تعزف عىل آلة‬ ‫التشيلو يف سن الثامنة‪ ،‬فعن ذلك تقول ماينجاست‪:‬‬ ‫“ولدت يف مدينة أولم جنوبي أملانيا‪ ،‬بدأت العزف عىل‬ ‫آلة التشيلو يف سن الثامنة‪ ،‬وكان بيتي املوسيقي هو‬ ‫الكاتدرائية القوطية الكبرية “أوملر مونسرت” (التي تملك‬ ‫أعىل برج كنيسة يف العالم)‪ .‬وتضيف‪“ :‬تعلمت عىل أيدي‬ ‫العديد من املوسيقيني العظماء من أمثال إيدغار رابغش‬ ‫الذي اختارين ضمن كورال الكنيسة ليك أعزف عىل آلة‬ ‫التشيلو‪ ،‬وذلك بعد أن حاولت مع آلة الكمان التي‬ ‫وجدتها صعبة بعض اليشء لعدم مالئمتها مع أصابع‬ ‫يدي”‪ .‬وتضيف أنها كانت متحمسة جدا لهذه اآللة وأنها‬ ‫علمت منذ ذلك الحني أنها ستكون مركز مسريتها املهنية‬ ‫وحبها وشغفها املوسيقي‪ .‬وتشري قائلة‪“ :‬كنت مستقلة‬ ‫يف عملية التدريب وتطوير أدايئ يف العزف وال أتذكر أي‬ ‫ضغط من والدّ ي بخصوص ذلك‪ ،‬حيث كانت هذه اآللة‬ ‫من محض اختياري‪ ،‬والبد هنا من اإلشارة إىل أنني‬ ‫ترعرعت يف بيت يساند املوسيقى‪ ،‬حيث أن جدي والد‬ ‫أبي كان موسيقي يعزف الكمان الصغري يف األوركسرتا‬ ‫األوبرالية األملانية‪ ،‬وكان يتوق إىل ممارسة التلحني وكتابة‬ ‫املوسيقى‪ ،‬ولكنه مات يف الحرب العاملية”‪ ,‬تقول ذلك‬ ‫وهي تتحسر عىل عدم مقابلتها له‪ ،‬وتضيف‪“ :‬أبي أيضا‬ ‫كان يهوى املوسيقى ولكن بسبب ظروف الحرب لم تتسن‬ ‫له الفرصة ملمارستها‪ ،‬حيث أن والدته باعت كافة اآلالت‬ ‫املوسيقية من أجل لقمة العيش‪ ،‬وأعتقد أن أبي عاىن‬ ‫من ذلك خاصة أنه كان يغني يف فرقة كورال موسيقية‪،‬‬ ‫وأعتقد أنه لو سنحت له ظروف مغايرة ّ‬ ‫ألتبع مسار والده‬ ‫املوسيقي”‪.‬‬ ‫وبخصوص دراستها للموسيقى تقول‪“ :‬انتقلت إىل مدينة‬ ‫شتوتغارت لدراسة املوسيقى والعزف‪ ،‬يف سن الخامسة‬ ‫عشرة‪ ،‬وأثناء دراستي ذهبت لقضاء فصليني دراسيني‬ ‫يف الواليات املتحدة األمريكية لدراسة التشيلو يف جامعة‬ ‫والية لويزيانا ملدة عام مستفيدة من منحة دراسية‪،‬‬ ‫بعدها حصلت عىل شهاديت يف شتوتغارت‪ ،‬ثم انتقلت إىل‬ ‫مدينة درسدن يف شرق أملانيا بال أي هدف محدد‪ ،‬وبدأت‬ ‫أدّرس املوسيقى‪ ،‬وكونت فرقة موسيقية من السيدات‬ ‫اسمها “مجموعة دريسدن املوسيقية”‪ ،‬وشاركت يف‬

‫‪54‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫تأمل موسيقي‪:‬‬ ‫من اليسار إلى اليمين‬ ‫في اتجاه عقارب الساعة‬ ‫حفل موسيقي لفرقة‬ ‫الدوحة لموسيقى‬ ‫الباروك خالل االحتفال‬ ‫بالعالقات القطرية ‪-‬‬ ‫األلمانية‪ ،‬عازفة الكمان‬ ‫إينيس ويهن‬

‫تقديم حفالت موسيقية مع األوركسرتا‪ ،‬واألوركسرتا‬ ‫األوبرالية‪ ،‬وقمت بدراسات إضافية يف مجال موسيقى‬ ‫الباروك”‪.‬‬ ‫وعن أهمية الدراسة األكاديمية وما تقدمه للموسيقي‬ ‫أوضحت قائلة‪":‬الدراسة األكاديمية مثرية جدا لالهتمام‪،‬‬ ‫وقد تسنت يل الفرصة للتعرف عىل نظامني تعليميني‬ ‫مختلفني النظام األملاين والنظام األمرييك‪ ،‬ومن وجهة‬ ‫نظري فإن النظام األمرييك مختلف‪ ،‬ففيه يتم التعامل‬ ‫معك كزبون‪ ،‬وهناك إحساس مختلف بكيفية التعامل‬ ‫معك كطالب‪ ،‬حيث أن هناك العديد من التعاون خالل‬ ‫العملية التعليمية بني الطالب واملعلم‪ ،‬وليس هناك هذا‬ ‫النوع من التعايل يف العالقة‪ ،‬وقد كانت بالفعل سنة‬ ‫عظيمة لعيش هذه التجربة التعليمية املختلفة‪ ،‬حيث‬ ‫أعتقد – من وجهة نظري‪ -‬أن العملية التعليمية يف أملانيا‬ ‫قاصرة بعد اليشء‪ ،‬إال أن املوسيقي (أي موسيقي) البد‬ ‫أن يخوض تجربة تعليمية بشكل عام‪ ،‬وأن يحصل عىل‬ ‫مؤهل‪ ،‬فهي مسألة هامة إذا أراد التطوير من مهاراته"‪.‬‬ ‫تتحدث ماينجاست عن انتقالها إىل قطر وتأسيسها‬ ‫لفرقة الدوحة ملوسيقى الباروك فتقول‪“ :‬عندما وصلت‬ ‫هنا لم أجد أية منصة للموسيقيني الذين ال ينتمون لفرقة‬ ‫ما ملمارسة العزف‪ ،‬بخالف أوركسرتا قطر الفلهارمونية‪،‬‬ ‫كما أنها تفتقر ملساحات للعمل بشكل حر‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ّ‬ ‫فكرت يف أن أؤسس منصات جديدة ومجاالت رحبة‬ ‫لهؤالء املوسيقيني‪ ،‬وهو أمر به قدر كبري من التحدي‪،‬‬ ‫حيث تدرك حينها أنك تقوم بالعديد من األمور اإلدارية‬ ‫التي تؤثر عىل الجانب املوسيقي واملمارسة الفعلية‬ ‫للعزف‪ ،‬التي تصبح أقل وأقل‪ ،‬لهذا جاءت فكرة إنشاء‬ ‫الفرقة وإنشاء مجتمع كورال باخ بالتعاون مع عازفة‬ ‫الكمان إينيس ويهن عضوة أوركسرتا قطر الفلهارمونية‪،‬‬ ‫فمن خالل عميل بشكل متقطع كعازفة بديلة لعدد‬ ‫من موسيقيي األوركسرتا‪ ،‬كانت الفرصة للتعرف عىل‬

‫مجموعة من املوسيقيني‪ ،‬ومن هنا جاءت فكرة إنشاء‬ ‫فرقة الدوحة ملوسيقى الباروك التي تعد فرقة فريدة‬ ‫من نوعها يف الخليج ويف الدوحة‪ ،‬فهي األوىل والوحيدة‬ ‫التي تتخصص يف هذه النوعية من املوسيقى‪ ،‬حيث أن‬ ‫أوركسرتا قطر الفلهارمونية عىل سبيل املثال تغطي بشكل‬ ‫أسايس املوسيقى الرومانتيكية‪ ،‬يف حني أن موسيقى‬ ‫الباروك ال تحتاج لهذا الكم الكبري من املوسيقيني‬ ‫املتواجدين يف األوركسرتا الضخمة”‪ ،‬وتضيف‪“ :‬موسيقى‬ ‫الباروك مرتبطة ارتباطا وثيقاً باملوسيقى الكنسية‪ ،‬حيث‬ ‫أنها قدمت يف الفرتة التي كان املؤلفون املوسيقيون يكتبون‬ ‫موسيقاهم للكنيسة‪ ،‬فمثال جوهان سباستيان باخ كان‬ ‫يكتب بشكل رئييس للكنيسة‪ ،‬وقد كتب العديد من‬ ‫األعمال املوسيقية الدينية”‪ .‬لذا فإنه ومن أجل تقديم‬ ‫مثل هذه املوسيقى فإنه عليك أن تمتلك فرقة موسيقية‬ ‫بمواصفات خاصة‪ ،‬لذلك فإن هناك هذا التمازج بني‬ ‫فرقة الدوحة ملوسيقى الباروك وجمعية كورال باخ”‪.‬‬ ‫ووصفت كاترين أعضاء الفرقة بأنهم مجموعة متميزة‬ ‫من املوسيقيني املؤمنني بأهمية ما يقومون به وما‬ ‫يقدمونه‪ ،‬موضحة أنها تضمّ كال ً من كاترين مينغاست‬ ‫عىل آلة التشيلو‪ ،‬إينيس ويهن وتوبياس جيته عىل‬ ‫آلة الكمان‪ ،‬وسونيا بارك عىل آلة البيانو‪ ،‬وأليسكندر‬ ‫كاميناروف (إيقاع)‪.‬‬ ‫أما مشروع “إيجاد مساحة” املرتبط أيضا بالفرقة والذي‬ ‫تستضيف خالله كاترين حفالت شهرية يف منزلها تقام‬ ‫يف آخر خميس من كل شهر بحضور مجموعة من محبي‬ ‫موسيقى الباروك فتقول بخصوصه‪":‬عندما انتقلت إىل‬ ‫الدوحة منذ حوايل خمس سنوات واجهت صعوبة يف‬ ‫إيجاد أماكن أو فرص أمارس خاللها العزف املوسيقي‬ ‫الذي تخصصت فيه‪ ،‬ففكرت يف أن أجد لنفيس مساحة‬ ‫خاصة بعيدة عن الرسميات‪ ،‬فكانت الفكرة التي بدأت‬ ‫منذ حوايل سنة ونصف‪ ،‬فقلت لنفيس يمكنني أن أجد‬


‫‪BY AMANDA FORTINI‬‬ ‫‪PHOTOGRAPHS BY STEFAN RUIZ‬‬

‫جميع العناصر‪ :‬المدخل المضيء في بيت شاو ‪ Shaw House‬الذي ُبني في العام ‪ 1974‬بالخشب األحمر المأخوذ من جسر دوالن كريك في منطقة بيغ سير‬ ‫بكاليفورنيا ويملكه اآلن مارك هاداواي (صورة داخلية) المؤسس المشارك لمؤسسة ريزوريكشن فينتيدج ‪ Resurrection Vintage‬مشهد المحيط الهادئ من البيت‬

‫‪57‬‬


‫الغرب الحقيقي‬ ‫كما فعل مع املوضة –‬ ‫عندما أتاح لنا الفرصة‬ ‫لالحساس بقيمة املالبس‬ ‫األثرية – فعل مع املعمار‪.‬‬ ‫ال يكاد األصويل مارك‬ ‫هاداواي يفرغ من تحسني‬ ‫ثوب هالستون حتى‬ ‫يشرع يف تعديل بيت كبري‬ ‫يعود تاريخ إنشائه إىل‬ ‫السبعينيات‪ ،‬حتى لو كان‬ ‫ذلك البيت هو البيت الذي‬ ‫يعيش فيه‪.‬‬ ‫بقلم أماندا فورتيني‬ ‫تصوير ستيفان رويز‬

‫‪56‬‬

‫يف بيغ سري ‪ ،Big Sur‬ذلك الشاطئ الساحر شبه الخايل من‬ ‫السكان الذي يمتد إىل ‪ 90‬ميال بمحاذاة طريق كاليفورنيا السريع‬ ‫رقم ‪ ١‬ال تدهمك األنا بقدر ما تسحرك الطبيعة‪ .‬أشجار الخشب‬ ‫األحمر تقف بشموخ متصدرة املشهد كرسل صامتني من زمن‬ ‫آخر‪ .‬التلة الوعرة عىل جبال سانتا لوسيا تنحدر مئات األقدام‬ ‫يف هاوية سحيقة إىل األمواج الهائجة املزبدة يف األسفل‪ .‬يف‬ ‫كل ليلة يصل الظالم املقيم كثيفا وثقيال كدثار ُّ‬ ‫يلفك لفا كامال‬ ‫ومقلقا‪ ،‬بينما تزأر مياه املحيط يف مكان ما من عىل بعد‪ .‬يف‬ ‫قصة حياته التي كتبها عام ‪ ١962‬تحت عنوان بيغ سري ‪Big Sur‬‬ ‫كتب جاك كريواك‪“ :‬يف أحالم اليقظة التي تراودين عن هذا‬ ‫املنتجع الفريد كان هناك يشء من املغامرة‪ ،‬واملتعة الربيئة‪،‬‬ ‫والنكهة الريفية بني كل تلك األدغال املستأنسة‪ ،‬والفرح الغامر‬ ‫بدال عن كل هذا الزئري الجوي يف الظالم”‪( .‬حدث لـِ كريواك‬ ‫انهيار نفيس شهري كشهرة تلك البيئة‪ ،‬وجزئيا بسببها)‪ .‬وربما‬ ‫يكون ذلك تمثيال للظواهر املوجودة هناك أيضا مثل االنهيارات‬


‫نهاية مفتوحة‪:‬‬ ‫في اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة من أعلى‪:‬‬ ‫مغطس الماء الحار‬ ‫المبني من الحجر‬ ‫بجوار البيت يشرف‬ ‫على المحيط الهادئ ‪،‬‬ ‫التسريحة في غرفة النوم‬ ‫الرئيسية مع جذع تمثال‬ ‫خميري وطبق بيروفي‪،‬‬ ‫في المدخل تكوين‬ ‫صوتي بحالة جيدة طوله‬ ‫‪ 12‬قدما ل ِـ (بيرتويا)‪ .‬الصورة‬ ‫المقابلة‪ :‬غرفة الجلوس‬ ‫مؤثثة بأريكة من‬ ‫تصميم ميرا ناكاشيما‬ ‫يعود تاريخ صنعها إلى‬ ‫العام ‪ ،2014‬وكرسيين من‬ ‫تصميم فيليب آركتاندر‬ ‫منجدين بجلد الضأن‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ومنضدة لوحية من‬ ‫تصميم جورج ناكاشيما‬ ‫تعود إلى العام ‪.1963‬‬

‫الطينية املوسمية‪ ،‬والحرائق الربية‪ ،‬والرطوبة اللزجة من‬ ‫الضباب اليومي‪ .‬بيغ سري ‪ Big Sur‬مكان يتميز بالتطرف‬ ‫املناخي‪ .‬ربما كان هذا هو السبب‪ ،‬بالرغم من أنه كان‬ ‫موطنا للعديد من املنتجعات الفاخرة التي تعكس مظاهر‬ ‫ريفية مصطنعة للسواح الذين يهربون مؤقتا من ضجيج‬ ‫الحواضر‪ ،‬الذي جعل من يعيشون فيه بصورة دائمة ال‬ ‫يتجاوز عددهم األلفني‪ .‬مارك هاداواي‪ -‬املؤسس املشرتك‬ ‫ملؤسسة ريزوريكشن فينتيدج ‪Resurrection Vintage‬‬

‫التي تعمل يف مجال تجديد املباين وجمع األعمال الفنية‬ ‫والتحف األثرية واألثاث ‪ -‬صنع لنفسه مهنة اعتمادا عىل‬ ‫ذوقه الصارم‪ ،‬وكانت منطقة بيغ سري تناسب ذلك الذوق‪.‬‬ ‫يقول هاداواي‪“ :‬وكأن الناس يقولون‪ :‬ياه! كيف تطيق أن‬ ‫تقود السيارة ملدة ‪ 5‬ساعات متواصلة؟!‪ ،‬مشريا إىل الرحلة‬ ‫من لوس أنجلوس التي يقوم بها بانتظام يف عطلة نهاية‬ ‫األسبوع مرة كل شهر‪ ،‬وكان ذلك دائما لصيد السمك أو‬ ‫اإلبحار يف قوارب الكاياك مع األصدقاء”‪ .‬ويضيف بينما يناور‬

‫بسيارته املرسيدس ‪ G550‬التي تشبه الدبابة صعودا وحول‬ ‫نتوء جبيل وعرب أجمة شامخة من أشجار الخشب األحمر‬ ‫ومهبط ينحدر ‪ 500‬قدم عن الطريق لنزول الركاب‪“ :‬لو كانت‬ ‫املسافة أقصر إىل لوس أنجلوس ملا كانت املنطقة كما هي‬ ‫اآلن‪ .‬هذه املنطقة تحافظ عىل طبيعتها ونقائها بصورة ال‬ ‫تصدق”‪.‬‬ ‫األرض البكر – هناك أجزاء طويلة من الطريق السريع رقم‬ ‫‪ ١‬ال تستطيع أن ترى البيت منها – كانت نتيجة لبعض‬ ‫القوانني األكرث صرامة من نوعها يف البالد لتحديد املناطق‪.‬‬ ‫هذا يعني أن املايض يبقى حاضرا أبدا هنا‪ .‬الغياب املرحَّ ب‬ ‫به للقصور الفاخرة واألسواق الصاخبة ولوحات اإلعالنات‬ ‫الطاغية أو أعمال البناء الظاهرة من أي نوع تنقل إليك‬ ‫االنطباع بأنك يف نفس املكان الذي يحبه الكثري من ُ‬ ‫الكتاب‬ ‫والفنانني من روبنسون جيفرز إىل هرني ميللر‪ ،‬وإدوارد‬ ‫ويستون‪ ،‬وهنرت إس تومبسون الذي كتب يف العام ‪“ ١96١‬لم‬ ‫تقطع قاطرة التقدم يف منطقة بيغ سري ‪ Big Sur‬مسافة‬ ‫تذكر”‪ .‬هاداواي‪ ،‬الذي يبلغ السابعة واألربعني من عمره‬ ‫ِّ‬ ‫ومعربة وعينان دافئتان وشخصية‬ ‫ولديه حواجب كثيفة‬ ‫لطيفة وصادقة وذكية‪ ،‬وهي الصفات التي تمتزج بطريقة‬ ‫طالب يف‬ ‫تستعيص عىل الوصف وتذ ِّكر بـِ جيك جيلينهال‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫مدرسة املايض َّ‬ ‫وعال ٌ‬ ‫ري يتمتع بحس فني مرهف‪ .‬يف‬ ‫مة وخب ٌ‬ ‫مؤسسة ريزوريكشن‪ ،‬مكان “املالبس األثرية والتاريخية”‬ ‫الذي بدأ يف مشرحة سابقة يف إيست فيليدج ‪East Village‬‬ ‫يف العام ‪ ،١996‬وله اآلن بوتيكات يف مدينة نيويورك ولوس‬ ‫أنجلوس‪ ،‬ساعد هاداواي مع شريكه التجاري كايت‬ ‫‪59‬‬


58


‫رودريغاس يف تحويل مفهوم املؤسسة من محل لبيع‬ ‫السلع الرخيصة لدعم جيش الخالص إىل محل للتحف‬ ‫النادرة التي ُتشرتى لالستثمار‪ .‬رودريغاس الذي كان‬ ‫يدير البوتيك يف نيويورك‪ ،‬بينما كان هاداواي يقوم‬ ‫بعمليات الشراء من الساحل الغربي يتذ َّكر‪“ :‬لقد فزنا‬ ‫بصفقة فريدة يف ذلك الوقت‪ .‬كان البوتيك من نوع‬ ‫ً‬ ‫حقيقة مثل ذلك املتجر‬ ‫السهل املمتنع‪ ،‬ولم يكن هناك‬ ‫يف ذلك الوقت‪ .‬كان ابتكارا فريدا من نوعه منذ البداية‪،‬‬ ‫حيث يتم اختيار كل قطعة بعناية فائقة”‪ ،‬وهذا ما‬ ‫كان يربع فيه مارك دائما‪ :‬كان يستطيع أن ينظر إىل‬ ‫األشياء ويميز ما هو قيِّم منها‪ .‬املغني الرئييس يف فرقة‬ ‫مارون فايف ‪ Maroon 5‬آدم ليفني الذي يعمل معه‬

‫بالرغم من أن املبدأ املوجِّ ه يف‬ ‫عملية تجديد املباين هذه‬ ‫ِّ‬ ‫املجدد‬ ‫األيام هو أن يضع‬ ‫بصمته الخاصة يف العمل‪،‬‬ ‫إال أن هذا ليس هو أسلوب‬ ‫هاداواي الذي تتميز أعماله‬ ‫باملحافظة عىل رؤية املصمم‬ ‫األصيل‪ .‬ويقول‪“ :‬أنا فقط أحاول‬ ‫فعل ما هو يف مصلحة البيت”‪.‬‬

‫هاداواي كمستشار للنواحي الجمالية – هاداواي جدد‬ ‫منزل هوليوود هيلز ‪ Hollywood Hills‬لـِ(آدم ليفني)‪،‬‬ ‫ويصمم منزال آخر له إىل جانب تقديم املشورة له حول‬ ‫مقتنياته الفنية وساعاته الروليكس ‪ Rolex‬األثرية –‬ ‫ويعترب رهافة إحساسه‬ ‫يسميه “راعي كل ما هو مذهل”‬ ‫ِ‬ ‫الفني ميزة “باهرة جدا جدا‪ ،‬ووسواسا قهريا رائعا جدا‬ ‫يف الحقيقة”‪ .‬يف اليوم الذي التقينا فيه كان هاداواي‬ ‫يلبس بتلقائية محسوبة يت شريت بحري برتقايل اللون‬ ‫مطبوع عليه باقة من الفطر‪ ،‬وحذاء جلدي من نوع‬ ‫نايك ‪ Nike‬أخضر وأبيض‪ ،‬وساعة روليكس ‪، Rolex‬‬ ‫وكانت جميعها كالسيكية وأنيقة‪.‬يف السنوات األخرية‬ ‫حقق هاداواي شهرة بأنه يجدد املنازل الحديثة الطراز‬ ‫التي يعود تاريخ إنشاؤها إىل منتصف القرن يف لوس‬ ‫أنجلوس‪ .‬بني املشروعات التي أنجزها لعمالئه املشهورين‬ ‫مثل املخرج مارك فورسرت‪ ،‬واملصور مارك سليجر‪،‬‬ ‫واملصمم جريمي سكوت وتقريبا جميع أعضاء فرقة‬ ‫مارون فايف منزالن لـِ (جون لونرت)‪ ،‬وأربعة منازل لـِ‬ ‫(ريتشارد نيوتراس)‪ ،‬واملنزل التجريبي رقم ‪ 2١‬لـِ (بيري‬ ‫كونيغ)‪ .‬بالرغم من أن املبدأ املوجِّ ه يف عملية تجديد‬ ‫ِّ‬ ‫املجدد بصمته الخاصة يف‬ ‫املباين هذه األيام هو أن يضع‬ ‫العمل‪ ،‬إال أن هذا ليس أسلوب هاداواي الذي تتميز‬ ‫أعماله باملحافظة عىل رؤية املصمم األصيل‪ .‬وقال يل‪:‬‬ ‫“عليك أن تنظر‪ :‬ما الذي فعله املعماري‪ ،‬وما الذي‬ ‫سيفعله شخص آخر بعد ‪ ١0‬سنوات؟ وهو يكاد يكون‬ ‫متجردا بل غري ميال إىل الفخر بأعماله”‪ .‬ويقول‪“ :‬أنا‬ ‫فقط أحاول أن أعمل ما يف مصلحة البيت‪ ،‬وال أحاول‬ ‫أن أقوم بأي خطوات جريئة”‪ .‬عىل موقعه عىل اإلنرتنت‬ ‫حيث يرصد قائمة بمشروعاته يكون تاريخ االنتهاء هو‬

‫ديكور فريد‪:‬‬ ‫من أعلى‪ :‬نسيج‬ ‫ببيروفي يعود إلى‬ ‫الفترة من سنة ‪100‬‬ ‫إلى سنة ‪ 500‬ميالدية‬ ‫معلق فوق طاولة‬ ‫الطعام والكراسي‬ ‫التي صممها جورج‬ ‫ناكاشيما‪ ،‬الرفوف‬ ‫المفتوحة بين المطبخ‬ ‫وغرفة المعيشة تحمل‬ ‫مجموعة هاداواي‬ ‫من القطع التي تعود‬ ‫إلى الحقبة السابقة‬ ‫لوصول كولومبوس‬ ‫إلى األميركتين‪ .‬الصورة‬ ‫المقابلة‪ :‬إحدى غرف‬ ‫الضيوف من تصميم‬ ‫هاداواي مصنوعة‬ ‫من الخشب األحمر‬ ‫المستعمل (الصورة‬ ‫الداخلية) والشاطئ‬ ‫أسفل البيت‪.‬‬

‫دائما السنة األصلية التي أنئش فيها املبنى‪ .‬لقد أعاد‬ ‫منزله الخاص يف لوس أنجلوس‪ ،‬هاربل هاوس ‪Harpel‬‬ ‫‪ ،house‬الذي كان يملكه جون لوترنو ُب ِني يف العام‬ ‫تمسكا بأصالة منتصف القرن‬ ‫‪ ،١956‬إىل وضعه األصيل ُّ‬ ‫يف ظرف ثالث سنوات‪ ،‬وذلك بتخفيض ارتفاعه بإزالة‬ ‫اإلضافة التي تمت يف الطابق الثاين‪ ،‬وإضافة ابتكارات‬ ‫مثل اإلضاءة املتسلسلة والجدران الجصية‪ .‬يشرح‬ ‫رودريغاس قائال‪“ :‬مارك أصويل‪ .‬هو يريد أن يعرف ما‬ ‫تم تاريخيا ويتأكد من ذلك وكأنه يقول وهو ينظر إىل‬ ‫عيل أن أشك يف هذا اليشء؟ ملاذا‬ ‫اليشء‪ :‬ملاذا يتوجب َّ‬ ‫أشرتي فستان هالستون ثم أعدله وأغري أسلوبه؟ ”‪ .‬يف‬ ‫عالم معمار منتصف القرن يمثل هاداواي الطرف املقابل‬ ‫للمتخصصني يف تجديد اللوحات التاريخية القديمة‬ ‫يف عالم الفن‪ .‬منزل شاو هاوس ‪ Shaw House‬الذي‬ ‫كان يسمى مسكن هاداواي يف منطقة بيغ سري وصممه‬ ‫املعماري املحيل ويل شاو ‪ Will Shaw‬لزوجته الثانية‬ ‫ماري ‪ Mary‬يمثل إىل حد كبري جزءا من مايض‬ ‫منطقة بيغ سري بما يف ذلك أشجار الخشب األحمر‬ ‫التي ُ‬ ‫صنع املنزل من أخشابها‪ .‬يمكن تصنيف شاو‬ ‫هاوس الذي اكتمل بناؤه يف العام ‪ ١974‬مع ما أسماه‬ ‫الكاتب املعماري ريتشارد اولسني منازل “أخشاب‬ ‫الجسور” يف بيغ سري‪ .‬بنيت هذه املنازل من أخشاب‬ ‫مستعملة أخذت من الجسور املحلية التي تم إزالتها‬ ‫واستبدالها بجسور من الخرسانة املسلحة خالل عقد‬ ‫الستينيات‪ .‬جاءت أخشـ ــاب شـ ـ ــاو ه ـ ـ ــاوس م ـ ــن جسـ ـ ــر‬ ‫دوالن ك ــري ـ ــك ‪ Dolan Creek Bridge‬القديم الذي‬ ‫كان يقع عىل بعد مسافة قصرية إىل الجنوب م ــن‬ ‫معه ـ ـ ــد إيسـ ـ ــالني ‪ Esalen Institute‬وهو منتجع‬ ‫لحركة القدرات البشرية يتكوَّن من عدة طوابق)‪.‬‬ ‫من بني أكرث اإلنشـ ــاءات املصنوع ــة م ــن خش ــب‬ ‫الجســور شهـ ــرة من ــزل هي ـ ــل أوف ذا هـ ـ ـ ــوك‬ ‫‪ Hill of the Hawk‬الذي يعود إىل العام ‪،١969‬‬ ‫ومنزل ستود هاوس ‪ Staude House‬الذي يعود إىل‬ ‫العام ‪ ١97١‬اللذين بناهما املعماري جورج بروك كوثلو‬ ‫‪61‬‬


60


63


‫الذي بنى أيضا بيتا مماثال لـِ (كلينت إيستوود) يف بيبيل‬ ‫بيتش ‪ Pebble Beach‬املجاور‪ .‬الخشب األحمر ليس هو‬ ‫املادة املحلية الوحيدة التي استخدمها شاو يف بناء هذا‬ ‫البيت املكون من ثالث غرف نوم وحمامني والقليل من‬ ‫الحواجز بمحيطه الذي يكاد أن يكون خماسيا‪ .‬األرضيات‬ ‫مصنوعة من خشب األرز وصنوبر مونتريي‪ .‬املدفأة الحجرية‬ ‫الضخمة التي تشبه كري الحداد مصنوعة من “صخور‬ ‫مأخوذة من جانب الطريق”‪ .‬أشار هاداواي أثناء تجوالنا‬ ‫يف البيت إىل كلبيه من فصيلة شاهوها اللذين ال يفارقاننا‬ ‫وال ينفكان يزمجران ويتزحلقان عىل األرضيات املصنوعة‬ ‫من مواد محلية وكأن شخصيات أفالم الكرتون قد عادت‬ ‫إىل الحياة‪ .‬ويقول‪“ :‬عندما تقود سيارتك عىل الطريق ترى‬ ‫هذه الصخور‪ .‬فهي جزء من املفردات”‪ .‬سعى شاو أيضا‬ ‫إىل أن يحايك البيئة الكلية لو استخدمنا مصطلح مؤسسة‬ ‫إيسالني ‪ Esalen‬ملنطقة بيغ سري بمنحدراتها الصخرية‬ ‫وأشجارها‪ .‬يقول هاداواي عن السقف الذي يرتفع إىل ‪20‬‬ ‫قدما‪“ :‬عندما تنظر إىل ال ِّنسب تجد أنها مريحة ألنك اعتدت‬ ‫عىل هذا النوع من املقاييس هنا”‪ .‬كان شاو هاوس حلما‬ ‫ملصمم يفكر يف املحافظة عىل الرتاث‪ .‬ماري شاو التي اشرتى‬ ‫هاداواي من أبنائها البيت سنة ‪ 20١3‬لم تغري شيئا أبدا يف‬ ‫عمل زوجها‪ .‬يقول هاداواي‪“ :‬ظل البيت سليما بصورة‬ ‫مدهشة‪ .‬جميع األجهزة املنزلية وكل مقبض باب وصنبور‬ ‫ومغطس ومرحاض‪ ،‬وكل مفتاح إضاءة كان سليما”‪ .‬قىض‬ ‫هاداواي سنة وهو يجدد الواجهات الخارجية (بدَّل العازل‬ ‫الذي تآكل بسبب العوامل الجوية والشرفة الخارجية‬ ‫البارزة ور َّكب سقفا نحاسيا جديدا عىل جناح الضيوف‬ ‫وأضاف مغطسا للمياه الساخنة مبنيا من الحجارة املحلية)‬ ‫ولكنه ترك األجزاء الداخلية من البيت بنفس تصميمات‬ ‫شاو‪ .‬اإلضاءة هي اإلضاءة األصلية‪ .‬املغطس األحمر الالمع‬ ‫واألنيق والذي يمثل ملسة كالسيكية صارمة والقائم عىل‬ ‫أرجل يف غرفة النوم الرئيسية من إضافات كوهلر يف العام‬ ‫‪ ١973‬بعد مرور مائة سنة عىل إنشاء البيت‪ .‬العديد من‬ ‫قطع األثاث التي صممها شاو من الخشب األحمر (طاولة‬ ‫جانبية‪ ،‬وكونسول‪ ،‬وخزانة ألدوات املائدة بأسلوب دونالد‬ ‫جود) ما تزال هناك‪ .‬حتى أجهزة املطبخ ما عدا ثالجة‬ ‫خرجت من الخدمة مؤخرا هي نفسها األجهزة األصلية التي‬ ‫كانت هناك منذ السبعينيات‪ .‬يقول رودريغاس ضاحكا‪:‬‬ ‫“كما قلت‪ ،‬فهو أصويل حتى النخاع‪ .‬ما لم تكن الثالجة‬ ‫األصلية معطلة تماما وال يمكن إصالحها ملا أحضر ثالجة‬ ‫جديدة”‪ .‬األثاث والقطع الفنية متنوعة وفائضة‪ .‬والقطع‬ ‫الفنية تشمل يف الغالب تحفا تعود إىل الحقبة السابقة‬ ‫لوصول كولومبوس إىل األمريكتني‪( .‬والد هاداواي وهو‬ ‫أستاذ جامعي يف األدب اإلنجليزي كان يجمع التحف‪.‬‬ ‫وهاداواي الذي ترك الدراسة قبل أن يكمل املرحلة الثانوية‬ ‫ولم يلتحق بالجامعة بدأ يجمع التحف بجدية أثناء عمله‬ ‫يف محل لبيع األجهزة السمعية الخاصة بالسيارات يف‬ ‫بريكيل)‪ .‬وكان من االستثناء عن القاعدة تصميم صويت‬ ‫من هاري بريتويا بطول ‪ ١2‬قدما (دقاته التي تشبه دقات‬ ‫جرس الكنيسة تناسب شكل البيت الذي يشبه الكنيسة)‪،‬‬ ‫وحرف يف إطار من تصميم إيف سان لورانت‬ ‫‪ Yves Saint Laurent‬لعارضة األزياء وملهمته مارينا‬ ‫شيانو‪ ،‬ودمية لحصان هزاز مصنوعة يدويا تعود إىل‬ ‫الثالثينيات ويبدو كأنها قد خرجت للتو من رواية األرنب‬ ‫املخميل‪ .The Velveteen Rabbit‬يخربين هاداواي أنه اتخذ‬ ‫قرارا أال يعرض الكثري من أعمال الفن املعاصر “ألنه يذكرين‬ ‫بعالم أعيش فيه يف لوس أنجلوس وليس هنا”‪ .‬عامله يف بيغ‬ ‫سري ليس معاصرا وال ماضيا بل بني هذا وذاك‪ ،‬مكان يبدو‬ ‫‪62‬‬

‫الحياة في القمة‪:‬‬ ‫في اتجاه حركة عقارب‬ ‫الساعة‪ :‬منظر البيت‬ ‫من الجبل المقابل‪،‬‬ ‫هاداواي يجلس فوق‬ ‫سقف فوق المطبخ‪،‬‬ ‫الديكور الداخلي أمام‬ ‫خلفية البيت‪ .‬الصورة‬ ‫المقابلة‪ :‬نوافذ من‬ ‫األرض إلى السقف‬ ‫تضيء السلم في‬ ‫المدخل الذي يؤدي‬ ‫إلى غرفة في الطابق‬ ‫األعلى‪.‬‬

‫فيه أن الوقت يتمدد بصورة محرية وينكمش وينطبق عىل‬ ‫نفسه‪ .‬بصخورها املميزة التي تربز من املحيط الهادئ مثل‬ ‫يشء من أفالم الخيال العلمي أو أسطورة سلتية قديمة‬ ‫تبدو بيغ سري قديمة وحديثة يف نفس الوقت‪ .‬األثاث‪ ،‬مثل‬ ‫الفن وبيغ سري نفسها‪ ،‬عرب هذا الخط البدايئ الحديث‪ .‬هناك‬ ‫مساطب مصنوعة يدويا من الخشب األحمر لكل سرير‬ ‫ومصباح كاستيغليوين ‪ Castiglioni‬يشبه قنديل البحر‬ ‫أو صحن طائر‪ ،‬وتشكيلة من القطع من تصميم ناكاشيما‪:‬‬

‫طقم سفرة‪ ،‬وطاولة قهوة متعرجة السطح وكلتاهما‬ ‫مصنوعتان من خشب الجوز باإلضافة إىل أريكة من الشانيل‬ ‫الداكن من تصميم مريا‪ ،‬ابنة ناكاشيما‪ ،‬انتظرها هاداواي‬ ‫سنة كاملة حتى تكتمل‪ .‬من خالل النوافذ التي من األرض‬ ‫إىل السقف رأينا النهار يتسلل إىل الليل‪ ،‬واملحيط يعتم إىل ما‬ ‫يشبه الظل البنفسجي للكدمة‪ .‬يقول هاداواي بينما ترتطم‬ ‫األمواج بقوة يف األسفل‪“ :‬لن ترى قاربا‪ ،‬ولن ترى منزال‬ ‫وكأنك تميش عىل هذا الشاطئ قبل ألف عام”‪.‬‬


‫املب ـ ـ ــان ـ ـ ـ ــي‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫فتاة كاميلوت‬ ‫األوروبية الجميلة يف‬ ‫الستينيات وعظمة‬ ‫عهد ريجان يف‬ ‫الثمانينيات – ولكن‬ ‫ماذا عن نظرة‬ ‫جديدة إىل سحر‬ ‫أحالم جريالد وبتي‬ ‫فورد األصلية يف‬ ‫جنوب كاليفورنيا يف‬ ‫السبعينيات؟ نظرة‬ ‫إىل أصدق تعبري عن‬ ‫الذوق األمرييك‪.‬‬

‫بقلم روب هاسكيل‬ ‫تصوير انطوني كوتسيفاس‬ ‫إنتاج ميشيل رينولدز‬

‫م‬

‫دينة رانشو مرياج ‪ Rancho Mirage‬يف كاليفورنيا عىل بعد ‪١١‬‬ ‫ميال إىل الجنوب الشرقي من بالم سربينجز ‪Palm Springs‬‬ ‫تشتهر بشيئني‪ :‬األول الرباري املشمسة‪ ،‬والقصر البهيج الرحب‬ ‫املنخفض االرتفاع الذي تعود ملكيته إىل والرت اننينبريغ‬ ‫‪ Walter Annenberg‬وزوجته يل‪ .‬من تحت سقف الباغودا‬ ‫الزهري لهذا القصر كان الزوجان يديران اتجاه النفوذ السيايس‪ ،‬الذي وصل‬ ‫ذروته يف عهد ريجان‪ ،‬غربا‪ .‬استضاف الزوجان سبعة رؤساء أمريكيني وأقاما‬ ‫حفل زفاف لفرانك سيناترا يف يوم وصلت فيه درجة الحرارة إىل ‪ ١00‬درجة‬ ‫فهرنهايت يف شهر يوليو‪ .‬امللكة اليزابيث تجولت مرة يف الغرف التي صمم‬ ‫ديكورها وليام هينز ليؤسس لرثوة إعالمية من استخدام أعمال مونيت‪ ،‬وفان‬ ‫جوخ‪ ،‬وغوغوين يف ديكور البيت حتى ترى امللكة كيف يعيش األمريكيون‬ ‫العاديون– أو كما صرح والرت للصحافة!‬

‫‪65‬‬


‫تج ـ ــدي ـ ـ ــد‬ ‫والسي ـ ـ ــاس ـ‬ ‫رمال الصحراء‪:‬‬ ‫غرفة الطعام الخضراء اللون‬ ‫في منزل جيرالد وباتي فورد‬ ‫السابق في مدينة رانشو‬ ‫ميراج في كاليفورنيا‪ ،‬والذي‬ ‫يملكه اآلن المسئوالن‬ ‫التنفيذيان في مجال الترفيه‬ ‫بيل دماسكي وجون‬ ‫ماكيلوي اللذان لم يضيفا‬ ‫إلى الغرفة إال البسيط من‬ ‫لمسات التطوير‪ .‬الصورة‬ ‫المقابلة‪ :‬المدخل وبه‬ ‫بورتريه ارتفاعه ‪ 7‬أقدام ل ِـ‬ ‫بتي فورد كان معلقا في‬ ‫البيت األبيض‪ ،‬ومرآة غير‬ ‫منتظمة األبعاد زرقاء وزهرية‬ ‫اللون صنعها للبيت مصمم‬ ‫الديكور دارين براون‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫أثبت منزل آل فورد بأثاثه الذي‬ ‫ظل سليما نوعا ما أن االهتمام‬ ‫به ال يُقاوم‪ .‬كل الناس اآلخرين‬ ‫الذين كانوا يتفرجون عىل‬ ‫محتويات املنزل كانوا من الذين‬ ‫جاءوا هربا من املناطق الباردة‬ ‫يف فصل الشتاء‪ .‬تقول الزوجة‬ ‫لزوجها وعىل وجهها عبوس‬ ‫اإلعجاب‪“ :‬حبيبي‪ ،‬كلها أصلية”‬ ‫وكنا نحن نقول‪“ :‬حبيبي‪ ،‬كلها‬ ‫أصلية”‪.‬‬

‫ولكن كان هناك كنوز أيضا ليس أقلها بورتريه لـِ بيتي كان يف السابق معلقا يف‬ ‫البيت األبيض‪ .‬بالطبع فإن أغراض آل فورد‪ ،‬حتى الزر األحمر لإلعالن عن الخطر‬ ‫املركب يف املراحيض الرئاسية كجزء من شبكة أمنية متشعبة تمتد إىل مركز قيادة‬ ‫االستخبارات يف موقع مجاور يف بيت كان يملكه سابقا جينجر روجرز‪ ،‬وفرت فرصة‬ ‫تختلف تماما عن تلك التي يوفرها بيت غارسيا الذي حدث له الكثري عدا أنه لم يتأثر‬ ‫بتعاقب التجديدات العشوائية‪ .‬شرح ماكيلوي الذي يعمل يف مجلس إدارة مؤسسة‬ ‫جون لوترن ‪ John Lautner Foundation‬ذلك قائال‪“ :‬يف بيت لوترن لم يكن‬ ‫تغيرينا له سوف يدمره وذلك بصراحة ألنه كان مدمرا بالفعل‪ .‬هذا البيت كان عىل‬

‫النقيض من ذلك‪ .‬فقد كان كل يشء فيه أصليا لذلك كانت املسألة هي أن نقرر ما‬ ‫الذي نريد أن نحافظ عليه”‪ .‬إلعادة الهندسة املعمارية للمنزل َّ‬ ‫كلف الرجالن شركة‬ ‫مارمول رادزنر ‪ Marmol Radziner‬التي أشرفت عىل تجديدات بيت غارسيا‪،‬‬ ‫وعملت عىل إحياء ما قد يكون أشهر معلم صحراوي حديث وهو بيت كوفمان‬ ‫‪ Kaufmann House‬الذي يعود تاريخ بنائه إىل العام ‪ ١946‬وكان يملكه ريتشارد‬ ‫نيوترا‪ .‬الحِ رفيون املحليون الذين كان عدد منهم يشارك يف عملية التجديد أضفوا‬ ‫حماسا خاصا عىل املشروع‪ .‬قال ماكيلوي وهو يتذكر‪“ :‬كانوا يتمتعون بالتزام‬ ‫شخيص قوي تجاهنا وتجاه هذا البيت بسبب شخصية بيتي”‪.‬‬ ‫‪67‬‬


‫عل ــى مساف ــة قريب ــة من الش ـ ـ ــارع‪ ،‬كإضاف ــة ومعـ ــادِل إلرث آل انينبي ــرغ‪،‬‬ ‫يق ـ ــع ثـ ـ ــان ــي أكرب معْ لـ ــم ملدين ـ ـ ــة رانش ـ ـ ــو مرياج وهـ ـ ـ ــو مرك ـ ــز بتـ ــي ف ــورد‬ ‫‪ .Betty Ford Center‬يف أعقاب هزيمة جريالد يف انتخابات العام ‪١976‬‬ ‫الرئاسية انتقل الزوجان إىل الصحراء وبنيا منزال بسبع غرف نوم يف مساحة‬ ‫‪ 6.300‬قدم مربع أمام ملعب الجولف رقم ‪ ١3‬بنادي ثندربريد كانرتي كلوب‬ ‫‪ Thunderbird Country Club‬الذي أسسه يف الخمسينيات داعمون‬ ‫من هوليوود مثل بينج كروسبي‪ ،‬وبوب هوب‪ ،‬ولوسيل بول‪ .‬قىض الرئيس‬ ‫األمرييك األسبق الذي توفى يف العام ‪ 2006‬حياته يف لعب الجولف أو يف بركة‬ ‫السباحة أو يف لعب غني رامي ‪ gin rummy‬بورق الكوتشينة‪ .‬السيدة األوىل‬ ‫السابقة‪ ،‬والتي كانت صراحتها بشأن إدمانها للكحول عالمة عىل بداية‬ ‫تحوُّل جارف يف وعي العامة بمشكلة اإلدمان‪ ،‬كان لها وجود منتظم تحت‬ ‫األضواء إىل حني وفاتها يف العام ‪.20١١‬‬ ‫بيل داماسيك وجون ماكيلوي زارا املنزل فورا بعد أن عرضته مؤسسة أمالك‬ ‫آل فورد للبيع يف العام ‪ .20١2‬كان الرجالن‪ ،‬وكالهما عمل مسئوال تنفيذيا‬ ‫يف مجال الرتفيه‪ ،‬يفكران يف بناء منزل لقضاء عطلة نهاية األسبوع يف‬ ‫الصحراء ولكنهما استبعدا لفرتة قصرية رانشو مرياج‪ .‬بحكم شهرتها كانت‬ ‫املدينة تتميز بأشياء قليلة تنقص الرجلني‪“ :‬فهي خانقة وقديمة وواضحة‬ ‫وجمهورية”‪ .‬ماكيلوي يقول‪“ :‬إنها جنة للمتقاعدين الذين يثبِّتون شعر‬ ‫رؤوسهم يف تسريحة واحدة عىل عكس أصحاب التفكري الليربايل القادمني‬ ‫من أعىل الوادي يف مدينة بالم سربينجز ‪ .” Palm Springs‬ثم قال‪“ :‬لم‬ ‫تعجبنا أبدا‪ .‬وبصراحة تبدو وكأنها الجزء اليسء من النكتة”‪ .‬ولكن منزل‬ ‫آل فورد بأثاثه الذي ظل سليما نوعا ما أثبت أن االهتمام به ال يقاوم‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫“كل الناس اآلخرين الذين كانوا يتفرجون عىل محتويات املنزل كانوا من‬ ‫الذين جاءوا هربا من املناطق الباردة يف فصل الشتاء‪ .‬تقول الزوجة لزوجها‬ ‫وعىل وجهها عبوس اإلعجاب‪“ :‬حبيبي‪ ،‬كلها أصلية”‪ .‬وكنا نحن نقول‪:‬‬ ‫“حبيبي‪ ،‬كلها أصلية”‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬

‫ب‬

‫النسبة آلل فورد أتاحت رانشو مرياج املكان املثايل‬ ‫للمنزل الذي كانا يحلمان أن يكون لهما تحت أشعة‬ ‫الشمس يف كاليفورنيا بعد سنوات من العيش يف‬ ‫ميدويست ‪ Midwest‬ثم يف واشنطن‪ .‬أخذت بيتي زمام‬ ‫املبادرة وكلفت شركة ويلتون بيكيت وشركاؤه‬ ‫‪ Welton Becket & Associates‬التي اشتهرت ببناء مبنى السجالت‬ ‫الحكومية كابيتول ريكوردس بيلدينج ‪ Capitol Records Building‬الذي‬ ‫يشبه املجرة يف هوليوود‪ ،‬ولكنهما هنا فضال األسلوب الصحراوي الحديث‪:‬‬ ‫صفحات واسعة من الزجاج‪ ،‬سقف مسطح بواقيات علوي ـ ــة مـ ــن أشع ـ ــة‬ ‫الشمس ومساحات رطبة يف الخارج والداخل‪ .‬فيما يختص باألجزاء الداخلية‬ ‫للمنزل َّ‬ ‫تطلعت بيتي إىل األناقة الوادعة يف األماليد واملنسوجات امللونة بألوان‬ ‫زاهية م ـ ــن األخضـ ـ ـ ـ ــر واألزرق الت ـ ـ ــي تفضلهمـ ـ ــا‪ :‬للوص ـ ــول إل ـ ــى ب ـ ــال ــم سربينج ــز‬ ‫‪ Palm Springs‬من خالل بالم بيتش ‪َّ .Palm Beach‬‬ ‫فكل ْ‬ ‫فت لورا ماكو‬ ‫مصممة الديكور صاحبة الشعبية الكبرية يف بيفريل هيلز ‪Beverly Hills‬‬ ‫خالل الفرتة التي كان من ضمن زبائنها جيمي ستيوارت‪ ،‬و(داين يك)‪،‬‬ ‫و(جريجوري بيك)‪.‬‬ ‫لم تكن تلك هي املرة األوىل التي يتعرض فيها داماسيك‪ ،‬وماكيلوي إلغراء‬ ‫املساكن الشهرية‪ .‬فهمـ ـ ــا من ـ ــذ العـ ــام ‪ 2002‬يعيشـ ـ ــان ف ــي من ـ ـ ـ ــزل غارسيا‬ ‫‪ Garcia House‬الذي بناه لوترن ‪ Lautner‬وكان من أيقونات منتصف القرن‬ ‫األكيدة يف هوليوود هيلز ‪ Hollywood Hills‬عندما اشرتياه من املمثل‬ ‫واملخرج فينسينت غالو‪ .‬أثاث آل فورد الذي لم يستخدم طوال ‪ 35‬سنة بدأت‬ ‫تظهر عليه أيضا آثار الزمن يف الوقت الذي استلم فيه امل ُ َّالك الجدد العقار‪.‬‬ ‫كرايس الفينيل بأحزمتها الالفتة للنظر وأغطيتها املتدلية وألوانها البيج والبني‬ ‫تحيط بربكة السباحة‪ ،‬وحمام السيدة فورد الذي يضم مرحاضا زهري‬ ‫اللون‪ ،‬واملطبخ بمساطبه املصنوعة من البالط وخزاناته املصنوعة من خشب‬ ‫البلوط أثبتت أن الفخامة ليست شيئا إذا لم تكن هدفا متحركا‪.‬‬

‫أفدنة خضراء‪:‬‬ ‫أسفل‪ :‬المنزل المصمم‬ ‫بأسلوب منتصف القرن في‬ ‫كليفورنيا الجنوبية كان‬ ‫قد ُصمم في العام ‪1977‬‬ ‫بواسطة شركة ويلتون‬ ‫بيكيت وشركائه‪ .‬الصورة‬ ‫المقابلة‪ :‬في اتجاه حركة‬ ‫عقارب الساعة من أعلى‪:‬‬ ‫دماسكي إلى اليسار‪،‬‬ ‫و(ماكيلوي) على أريكة‬ ‫مكسوة حديثا بنسيج‬ ‫غريزاللي في غرفة المعيشة‬ ‫الرئيسية في منزل آل‬ ‫فورد بجانب مساند كارل‬ ‫سبرينغر التي تعود إلى‬ ‫عقد السبعينيات‪ ،‬وكرسي‬ ‫فرنسي وثير يعود إلى‬ ‫القرن الثامن عشر‪ ،‬مساحة‬ ‫للجلوس في غرفة النوم‬ ‫الرئيسية تضم كرسيا‬ ‫بتيفورد‪ ،‬ولوحة بينك بولو‬ ‫‪ Pink Polo‬األصلية التي تعود‬ ‫إلى العام ‪ 1982‬ل ِـ باتريك ناجيل‪،‬‬ ‫ومنضدة قهوة كابول إيطالية‬ ‫تعود إلى السبعينيات‪.‬‬


‫أوقات ممتعة‪:‬‬ ‫من أعلى اليسار في اتجاه‬ ‫حركة عقارب الساعة‪ :‬رأس‬ ‫وأغطية سرير غرفة النوم‬ ‫الرئيسية في جناح الضيوف‬ ‫مصنوعة من الستائر‬ ‫القديمة لغرفة جلوس آل‬ ‫فورد‪ ،‬وغرفة طعامهم‬ ‫الظاهرة في أقصى اليمين‪.‬‬ ‫آل فورد في البيت‪ .‬غرفة‬ ‫النوم الرئيسية بقطعة‬ ‫سجاد كثيفة الوجه ومصابيح‬ ‫وحوامل جدارية للمصابيح‬ ‫كالسيكية وإضاءة سقف‬ ‫مكونة من مصابيح من‬ ‫مجموعة بيتي فورد األصلية‪.‬‬ ‫غرفة الصحافة بمنضدة قهوة‬ ‫مصممة حسب الطلب من‬ ‫تصميم دارين براون ولوحة‬ ‫من متجر محلي‪،‬‬

‫‪TOP LEFT: LARA JO REGAN‬‬

‫يستطيعان من النفايات الرئاسية‪ .‬يقول ماكيلوي‪“ :‬أنا ال أحب أن ألقي شيئا‬ ‫جانبا أو أن أغريه ملجرد التغيري‪ .‬هل كنت سأختار تلك األقمشة؟ أعوذ بالله‪.‬‬ ‫بالطبع ال‪ .‬ولكن السؤال الهام بالنسبة يل هو كيف نعيد تصميم املادة األصلية‬ ‫بطريقة صادقة ومحرتمة وأيضا محببة؟”‬ ‫بالتدريج اكتشف براون أيضا إمكانيات هذه اآلثار التي شحب لونها بسبب‬ ‫مكان ما بني حداثة‬ ‫تأثري أشعة وحرارة الشمس يف استعادة تصميم تجمَّ د يف‬ ‫ٍ‬ ‫الستينيات وبهرجة الثمانينيات –ولنسمِّ ي ذلك أناقة السبعينيات‪ :‬نوع من دعة‬ ‫سيدات املجتمع كما نراها من خالل قبعة الجولف امللونة‪ .‬حصل براون عىل‬ ‫األقمشة امل ُ َّ‬ ‫نشاة التي كان عليها آثار املاء وغسلها غسال جافا وأعاد تفصيلها‪.‬‬ ‫أخذ األرفف الخشبية من خزانة الجوائز الخاصة بـِ (جريالد فورد) وحوَّلها إىل‬ ‫إطار لسرير وضعه يف غرفة الضيوف‪ .‬يف غرفة النوم الرئيسية هناك شبك من‬ ‫مصابيح السقف أُخِ ذ من تسريحة بيتي ِّ‬ ‫يحلق اآلن بأبُّهة فوق السرير‪ .‬يف غرفة‬ ‫أخرى للضيوف تحولت الستائر األصلية لغرفة املعيشة إىل كساء لرأس السرير‬ ‫ومالءة له‪ ،‬ويغطي النوافذ الستائر القديمة لغرفة الطعام بعد إزالة بطاناتها‬ ‫لتكشف عن سطح أخضر ما يزال رائعا‪.‬‬ ‫كتبت سوزان سونتاغ قائلة‪“ :‬أنك لن تفي املعسكر حقه بمجرد الكالم عنه‪.‬‬ ‫يفسر هذا السبب الذي يجعلك ال تجد دارين براون أبدا ينطق الكلمة”‪.‬‬ ‫ربما ِّ‬ ‫وماكيلوي يقول‪“ :‬إن مجرد التلميح بكلمة معسكر يجعل شعر قفاه يقف‪.‬‬ ‫مع ذلك من الصعب أن ننكر أن بيت آل فورد السابق يصل إىل قمة فرتات‬ ‫رقيه حسب ارتفاعات وانخفاضات طريق املعسكر”‪ .‬باستكشافاته للمايض‬ ‫وروح املسرح التي يعكسها ومبالغاته‪ ،‬وتحديه املضحك لألفكار املعاصرة يف‬ ‫مجال الرقي ورفعه عىل طريقة العصور الوسطى لقيمة ق َ‬ ‫ِطع كانت قد تبدو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫التألق‬ ‫البيت‬ ‫يف املقابل للعني األقل جرأة خارجة عن املوضة أو وقحة‪ ،‬يجعل‬ ‫الواضح يبدو ساذجا باملقارنة‪ .‬يقول براون‪“ :‬التصميم الداخيل قد يكون نوعا‬ ‫من االستبداد‪ .‬وال أحب أن أعتقد أين قد قدمت بديال لذلك”‪ .‬يبقى بورتريه‬ ‫بتي فورد بالطبع بالرغم من أنه اآلن معلق يف املدخل بالقرب من مرآة جذابة‬ ‫وزرقاء ونموذجية وغري منتظمة األبعاد من تصميم براون‪ .‬لوحة تصلينج‬ ‫بيبس ‪ Tussling Babes‬للرسام باتريك ناجيل‬ ‫‪ Patrick Nagel‬رسام الثمانينيات الذي يُعرف أكرث بتصميمه لغالف البوم ريو‬ ‫‪ Rio‬لفرقة دوران دوران ‪ Duran Duran‬الذي أحبه جيل من املراهقني معلقة‬ ‫عىل جدار الحمام‪ .‬يف غرفة املعيشة تنافس ما يسميها براون “ملسات البيت‬ ‫األبيض” بأدب سحر الثمانينيات املريب‪ .‬هناك الزقورات النحاسية الالمعة عىل‬ ‫منضدة القهوة وقماش شيتا شانيل يمتد عىل زوج من املساند‪ ،‬ولكن أريكة‬ ‫آل فورد األصلية الطويلة تتصدر املكان‪ ،‬وقد اس ُتبدِ ل قماشها القطني امللون‬ ‫بدوامات من اللون الرمادي‪.‬‬ ‫مع ذلك يربز تاريخ البيت إىل الوجود من وقت آلخر‪ .‬غرفة الطعام مع‬ ‫جدارياتها املليئة بصور أوراق األشجار وكراسيها العالية ذات الشبك قدمت‬ ‫كبسولة مثالية للوقت ال تحتاج إال إىل أن يُنفض عنها الغبار‪ .‬داماسيك‬ ‫يتذكر ردة الفعل األولية من أصدقائه تجاه الغرفة املحنطة إذا جاز التعبري يف‬ ‫قوقعة السبعينيات‪ :‬قالوا‪“ :‬قال الناس إنك تتخلص من هذا‪ ،‬صحيح؟قلنا‪:‬‬ ‫“بالطبع ال‪ .‬هذه الغرفة تمثل فكرة متكاملة”‪ .‬بتجديدات قليلة بارعة ‪ -‬نجفة‬ ‫فرنسية تعود إىل القرن التاسع عشر‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬وتمثالني ألوزتني من‬ ‫الربونز وجدهما براون يف سوق باريس الشعبي ‪ -‬تبدو الغرفة كنسخة أكرث‬ ‫حيوية من نفسها‪ .‬يقول ستيفن فورد‪ ،‬أحد أبناء الرئيس والذي َّ‬ ‫مثل يف فيلم‬ ‫‪ The Young and the Reckless‬يف الثمانينيات‪“:‬أعتقد أن والديَّ كانا‬ ‫سيوافقان أن هؤالء الرجال كانوا الوارثني املثاليني‪ ،‬ولكن ال يمكن أن أتخيل‬ ‫كيف استطاعا أن يحافظا عىل الوضع القديم الذي كانت عليه غرفة الطعام”‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ،‬كل ذلك االرتداد إىل املايض يعزز من توهُّ ج الحنني يف مدينة رانشو‬ ‫مرياج‪ .‬بالرغم من أن الرجلني ال يمارسان الجولف إال أن داماسيك اشرتى لـِ‬ ‫(ماكيلوي) عربة جولف كهربائية بمناسبة الكريسماس العام املايض‪ .‬وكانا‬ ‫مسرورين وهما يتناوالن طعام اإلفطار للمرة األوىل يف النادي برؤية كارول‬ ‫شانينج ‪ Carol Channing‬وهي تجلس إىل طاولة قريبة منهما‪ .‬ليس عن‬ ‫طريق تقديس منزل فورد وال إخراجه من الذاكرة استطاع الرجال أداء‬ ‫املهمة الصعبة يف بعض املرات إلدارة جزء من التاريخ‪ .‬يقول ماكيلوي‪“ :‬نحن‬ ‫منبهرون باملايض ولكننا لسنا أصوليون‪ .‬ونريد لألمور أن تكون يف أحسن حاالتها‬ ‫بقدر اإلمكان حاليا ويف املايض”‪.‬‬ ‫‪69‬‬


‫“هل كنت سأختار تلك‬ ‫األقمشة؟ أعوذ بالله‪ .‬بالطبع‬ ‫ال‪ .‬ولكن السؤال الهام بالنسبة‬ ‫يل هو كيف نعيد تصميم‬ ‫املادة األصلية بطريقة صادقة‬ ‫ومحرتمة وأيضا محببة؟”‬

‫لجأ الرجالن أيضا إىل دارين براون ‪ Darren Brown‬الذي عمل لفرتة مديرا‬ ‫الستوديو التصميم الداخيل بشركة جوناثان آدلر ‪ Jonathan Adler‬والذي‬ ‫ساعد الشركة يف تحويل بيت غارسيا إىل منتجع أنيق ومريح يتمتع بلمسة‬ ‫رائعة من جو الديسكو‪ .‬اقرتح براون تحويل بيت آل فورد إىل نموذج ملعمار‬ ‫الثمانينيات الذي كان يميل إليه كثريا‪ :‬ديكور داخيل من ألواح ماليبو الخشبية‬ ‫الخفيفة‪ ،‬قطع أثاث ضخمة‪ ،‬وألوان أكرث ارتباطا باألرض‪ .‬ضم دفرت أفكاره‬ ‫صورة من نوع الطبيعة الثابتة من املشهد االفتتاحي لفيلم أمريكان غيغولو‬

‫‪68‬‬

‫‪ American Gigolo‬الذي تقود فيه الشخصية الرئيسية‪ ،‬ويقوم بدورها‬ ‫ريتشارد جريي‪ ،‬سيارته املرسيدس املفتوحة السوداء عىل امتداد الساحل بحثا‬ ‫عن املتع والتجارب الغريبة‪ .‬يوضح براون الصلة بني هذا وذاك قائال‪ “ :‬أحب‬ ‫أن أعيد تجربة األشياء التي قد أكون استبعدتها يف املايض لتحدي ليس فقط‬ ‫أحاسييس الخاصة بل أيضا مفهوم ما هو مقبول‪ .‬مع كل التصاميم املثرية‬ ‫لالهتمام املتوفرة هنا ال أدري ملاذا ُنبقي الصحراء محبوسة يف منتصف القرن”‪.‬‬ ‫بدا عقد الثمانينيات مواتيا للرجلني أيضا ولكن مع شرط أن يحتفظا بما‬


‫استنبات‬ ‫رسم ساي تومبيل بعضا‬ ‫َ‬ ‫من أعظم أعمال القرن‬ ‫العشرين يف مدينة‬ ‫غيتا اإليطالية الجبلية‬ ‫الساحلية‪ .‬وكان نيكوال‬ ‫ديل روسييو‪ ،‬الذي‬ ‫يرعى شئونه كل الوقت‪،‬‬ ‫هو من أبدع له جنته‬ ‫الخاصة‪.‬‬

‫العبقرية‬

‫بقلم ستاسي ستاو‬ ‫تصوير سيمون واتسون‬

‫أول ذكريات ديل روسييو عن غيتا‪ ،‬القرية اإليطالية الساحلية املحصورة بني‬ ‫الجبال والواقعة عىل بعد حوايل ‪ 60‬ميال إىل الشمال من نابويل‪ ،‬تكونت عندما‬ ‫كان مراهقا يف الخمسينيات‪ .‬كان ديل روسييو يقيض الصيف مع والديه‪،‬‬ ‫فانطبعت املناظر الطبيعية ‪ -‬النباتات ذات اللون األخضر الباهت‪ ،‬وقوارب الصيد‬ ‫يف املرىس‪ ،‬ومختلف ألوان الطيف يف وقت الغروب ‪ -‬بقوة يف ذاكرته‪.‬‬ ‫يف العام ‪ ،١979‬عندما كان يف منتصف الثالثينيات من عمره وكان ملا يقارب‬ ‫نصف قرن يعمل مساعدا لـِ (ساي تومبيل) ومسئوال عن أرشيفه الخاص‬

‫السماء المدهونة‬ ‫منظر لبحر تيران من‬ ‫شرفة الحديقة التي‬ ‫تحيط بمنزل نيكوال‬ ‫ديل روسييو في غيتا‬ ‫بإيطاليا‬

‫ورفيقه األقرب إىل أن توفى يف العام ‪ 20١١‬عن عمر ناهز الثالثة والثمانني‪ ،‬عاد‬ ‫ديل روسييو إىل غيتا ومعه تومبيل‪ ،‬ولم يغادر املدينة منذ ذلك التاريخ‪ .‬وهو يف‬ ‫السبعني من عمره اآلن ما يزال مفتونا ببيته القديم الذي يقوم يف قطعة أرض‬ ‫مساحتها ستة فدانات وحديقته الغنية بمجموعة يصل ما تضمه إىل ‪ ١42‬نوعا‬ ‫من أشجار النخيل التي جلبها من جميع أنحاء العالم‪ .‬تومبيل الذي اشتهر‬ ‫بتقسيم وقته بني إيطاليا ومسقط رأسه يف مدينة ليكسينجتون بوالية فريجينيا‬ ‫استقر يف فندق محيل‪ ،‬ثم فيما بعد يف منزله الخاص القريب من الفندق‬ ‫‪71‬‬


‫المسورة‬ ‫الحديقة‬ ‫َّ‬ ‫غرفة الجلوس العتيقة‬ ‫في البيت الرئيسي‬ ‫الذي يعود تاريخ إنشائه‬ ‫إلى سنة ‪ 1000‬ميالدية‬ ‫في ضيعة نيكوال ديل‬ ‫روسييو‪ ،‬أمين أرشيف‬ ‫ساي تومبلي ورفيقه‬ ‫المقرب في غيتا بإيطاليا‬ ‫مع لوحة جصية تعود‬ ‫إلى القرن الثامن عشر‬ ‫ُيعتقد أنها من أعمال‬ ‫الفنان سباستيانو‬ ‫كونكا‪ ،‬أريكة من منزل‬ ‫آندي وارهول في باريس‬ ‫وبالط من التراكوتا على‬ ‫األرض مصنوع يدويا في‬ ‫قرية مجاورة‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫واالستوديو الخاص به خالل الشهور الطويلة التي كان يقضيها سنويا‬ ‫يف مدينة غيتا وهو ينظر إىل بحر تريان ويرسم بعضا من أهم لوحات‬ ‫القرن العشرين بما يف ذلك سلسلة "الفصول األربعة" ‪.Four Seasons‬‬ ‫وبمساعدة أهم الشخصيات الفنية العاملية التي دُعيت للزيارة عرب‬ ‫عشرات السنني استطاع أن يساهم يف وضع قرية صيد السمك املنزوية‬ ‫عىل خارطة الثقافة‪.‬‬ ‫يتسلق ديل روسييو‪ ،‬الذي ما يزال نحيال ورشيقا‪ ،‬الجبال دون الحاجة إىل‬ ‫أن يتوقف ليسرتد أنفاسه‪ .‬الوقت الذي يقضيه يف غيتا (ولديه شقة أيضا يف‬ ‫روما) عبارة عن فرتة استجمام من ضغوط إدارة مؤسسة ساي تومبيل‬ ‫‪ Cy Twombly Foundation‬التي ُتقدَّ ر قيمتها بحوايل ‪ ١.5‬مليار دوالر‬ ‫أمرييك ويتويل رئاسة مجلس إدارتها املكون من خمسة أعضاء‪ .‬رئاسة‬ ‫املؤسسة التي تتخذ من مبنى مجدد من طراز بو آرتس ‪Beaux Arts‬‬ ‫املعماري مقرا لها عىل شارع إيست إيتي سكند سرتيت ‪East 82nd Street‬‬

‫أوقات الترنُّ م‬ ‫من أعلى اليسار‪ :‬في‬ ‫الحديقة فصائل نادرة‬ ‫وغريبة من النباتات‬ ‫تشمل من اليسار‪ :‬طيور‬ ‫الجنة البيضاء من جنوب‬ ‫إفريقيا‪ ،‬أشجار بالما‬ ‫دي باسوبايا من أعالي‬ ‫اإلنديز‪ ،‬نخيل االكساندر‬ ‫من أستراليا وأشجار‬ ‫بالو بوراشو من أميركا‬ ‫الجنوبية ‪ ،‬ديل روسييو‬ ‫في غرفة جلوس صغيرة‬ ‫مع لوحة تعكس البراري‬ ‫البرازيلية تعود إلى‬ ‫حوالي عام ‪1830‬‬

‫يف مانهاتن سوف تفتتح يف الخريف‪ .‬ولكن حتى يف غيتا يشرف ديل روسييو عىل‬ ‫أربعة مساعدين يف مكتب صغري يف الضيعة‪ .‬وهم يعملون عىل رعاية أعمال‬ ‫الفنان‪ .‬هوايته أن يرعى الحديقة التي يبدو أنها بال حدود والتي أنشأها من ال يشء‬ ‫تقريبا وتطل عىل ‪ ١5‬شرفة بآالف الشجريات واألشجار إىل جانب أشجار النخيل‬ ‫حضرت من جميع أنحاء العالم‪،‬‬ ‫التي يهدد الكثري منها خطر االنقراض والتي أُ ِ‬ ‫وعدد كبري من زهور السحلبية والسوسن‪ .‬ومع ذلك فإن أهم ما يشغله استنبات‬ ‫إرث تومبيل‪“ .‬نريد أن نفعل ما هو صواب لـِ (ساي)”‪ ،‬يقول وهو يزيح شعره الذي‬ ‫ما يزال كثيفا عن وجهه الذي شبهه آرثر دانتو الناقد الفني بمجلة ذا نيشن‬ ‫‪ The Nation‬يف مرة من املرات بوجوه شباب كارافاغيو “‪”Caravaggio Youth‬‬ ‫الذين يحسنون العناية بأنفسهم”‪ .‬ويضيف‪“ :‬نشعر بالتزام أخالقي أن نفعل ما‬ ‫هو صواب”‪.‬‬ ‫كان ديل روسييو طالبا جامعيا يف العشرين من عمره يف روما‪ ،‬وكان يجدد ويبيع‬ ‫الشقق القديمة كنشاط جانبي عندما قابل تومبيل أو عىل األقل عندما رآه ألول‬ ‫‪73‬‬


‫منزل تومبيل الذي يقع‬ ‫عىل مسرية ‪ 20‬دقيقة‬ ‫باألقدام أسفل الجبل‬ ‫من ضيعة ديل روسييو‬ ‫ويُرى من شرفة غرفة‬ ‫طعامه‪ .‬كان ديل‬ ‫روسييو يلوِّح بعلم‬ ‫تريك صغري من نافذة‬ ‫غرفة الطعام إيذانا‬ ‫بحلول وقت العشاء‬

‫السعي إلى الشهرة‬ ‫في غرفة الطعام عمل‬ ‫ل ِـ تومبلي يعلوه‬ ‫رسم بريشة بيكاسو‬ ‫معلق فوق كرسي‬ ‫قوطي ُأ ِ‬ ‫حضر من سوق‬ ‫شعبي في مدينة‬ ‫نيويورك‬

‫‪72‬‬


75


‫يف الوقت الذي وصل‬ ‫فيه ديل روسييو‬ ‫وتومبيل كان البيت آيال‬ ‫للسقوط‪ ،‬وقد كان‬ ‫انعدام مظاهر البهرجة‬ ‫يف املكان يناسبهما‪ .‬كانت‬ ‫غيتا مكانا مثاليا لفنان‬ ‫كانت اهتماماته خليطا‬ ‫فريدا من األساطري‬ ‫الكالسيكية واإليحاءات‬ ‫الجنسية والخربشات‬ ‫الحضرية‪.‬‬

‫م ـ ـ ــرة ف ــي الع ـ ــام ‪ .١964‬مـ ـ ــن نافـ ـ ــذة بيتـ ـ ــه علـ ـ ــى شـ ـ ـ ــارع في ـ ــا دي مـ ـ ــونسريات ـ ـ ــو‬ ‫‪ Via di Monserrato‬كان ديل روسييو يستطيع أن يرى عرب الشوارع الضيقة‬ ‫قصرا منيفا مليئا بأثاث وتحف ولوحات عىل طول وعرض الجدران يعود إىل القرن‬ ‫الثامن عشر‪ ،‬حيث كان الفنان تومبيل يعيش مع زوجته تاتيانا فرانشيتي وهي‬ ‫رسامة وجوه وأخت لـِ بارون جيورجيو فرانشيتي الذي كان أحد رعاة أعمال تومبيل‪.‬‬ ‫(تزوج االثنان يف العام ‪ ١959‬وأنجبا ابنا وهو اليساندرو وهو اآلن فنان يقيم يف روما)‪.‬‬ ‫عرف ديل روسييو الزوار املعروفني الذين كانوا يزورون تومبيل‪ ،‬الذي كان حينها‬ ‫يف السادسة والثالثني من عمره‪ ،‬يف شقته لريوا أعماله‪ .‬بعد شهور قليلة من ذلك‬ ‫قدَّ م صديق مشرتك ديل روسييو الذي كان يصف نفسه يف ذلك الوقت بـ “الفوضوي‬ ‫الهمجي” لـِ تومبيل الذي ملس مقدرة الشاب عىل تمييز أساليب الفنانني بعد اطالع‬ ‫قصري عىل أعمالهم‪ .‬يقول ديل روسييو وهو ينظر من خالل نافذة املطبخ يف منزل‬ ‫غيتا‪“ :‬لديَّ عني جيدة رفعَ ت قدري لديه‪ .‬فهو لن يمنحك صداقته هكذا”‪.‬‬ ‫منحه تومبيل أول وظيفة فنية وهي َق ْطع القماش‪ ،‬قبل أن يطلب منه أن يصنع‬ ‫إطارا للوحة ألحد العمالء‪ .‬يف ظرف سنوات قليلة كان روسييو يعمل بدوام كامل‬ ‫مع تومبيل (بعد ذلك بدأ يوزع اإلطارات األثرية مثل التي تستخدم يف املتاحف)‪.‬‬ ‫بالرغم من أن الرجلني لم يعيشا معا أبدا‪ ،‬إال أن حياتيهما كانتا يف تداخل دائم‪.‬‬ ‫تومبيل وتاتيانا ‪ Tatiana‬التي توفيت يف العام ‪ 20١0‬لم ُت َّ‬ ‫طلق أبدا‪ ،‬وبقيا صديقني‪.‬‬ ‫يقول موزع األعمال الفنية الري غاغوسيان الذي بدأ يمثل تومبيل يف التسعينيات‬ ‫والذي ما يزال يبحر بيخته سنويا إىل غيتا ملقابلة ديل روسييو‪“ :‬كانت شخصيتا‬ ‫ساي‪ ،‬ونيكوال متشابهتني ومتقاربتني إىل درجة أن أصبحا شخصا واحدا ”‪.‬‬ ‫من خالل تومبيل استطاع ديل روسييو أن يدخل إىل دائرة الفن والتصميم العاملية‬ ‫محصورة العضوية‪ .‬كان الرجال ضيوفا يف منزل فيش هاوس ‪ Fish House‬لـِ‬ ‫روبرت بوشينبريغ يف جزيرة كابتيفا‪ ،‬ويف منزل غالص هاوس ‪Glass House‬‬ ‫لـِ فيليب جونسون يف نيو كانان بوالية كونيتيكت‪ .‬جسرب جونز‪ ،‬وويليم دي كونينج‪،‬‬ ‫وآندي وارهول كانوا من بني الفنانني املقربني‪ .‬تومبيل‪ ،‬الذي كانت الفنانة جوليان‬ ‫شامبيل ‪ -‬وكانت صديقة له أيضا ‪ِّ -‬‬ ‫تلقبه بـ “الطفل الكبري”‪ ,‬كان بحاجة إىل رعاية‪.‬‬ ‫لم يكن يقود السيارة أو يطبخ‪ ،‬وكان يمل من األعمال التجارية – لذلك كان ديل‬ ‫روسييو يقوم باألعمال اليومية‪ ،‬ويستقبل الضيوف‪ ،‬وينظم املعارض‪ ،‬ويقابل‬ ‫املوزعني وأصحاب صاالت العرض‪ ،‬ويحرر الكتلوجات‪ .‬يف بعض املرات كان تومبيل‬ ‫بطوله الذي ييلغ ‪ 6‬أقدام و ‪ 4‬بوصات يجلس عىل كتفي نيكوال ليصل إىل الزوايا‬ ‫العليا من اللوحات القماشية لريسم عليها‪ .‬يقول ديل روسييو‪” :‬‬ ‫يف بعض املرات ال يستطيع أن يؤدي أكرث املهام التي تحتاج إىل حركة‪ ،‬أو ربما لم‬ ‫يكن يريد ذلك”‪ .‬بالرغم من أن تومبيل عاش يف إيطاليا منذ أواخر عقد الخمسينيات‬ ‫(إىل جانب شقته يف روما كان يملك ّ‬ ‫فيال تعود إىل القرن السابع عشر يف باسانو يف‬ ‫‪74‬‬

‫طبيعة صامتة‬ ‫أعلى‪ :‬على طاولة في‬ ‫غرفة الجلوس الرئيسية‪:‬‬ ‫تذكارات تشمل ملصقا‬ ‫لمعرض تومبلي في‬ ‫سانت بطرسبرغ‪ ،‬لوحة‬ ‫لروس بليكنر‪ ،‬مرجانا‬ ‫َ‬ ‫وصفقة من‬ ‫أحمر‬ ‫جزر سيشيل وصورة‬ ‫مرسومة لوجه ديل‬ ‫روسييو عندما كان طفال‬ ‫بريشة الفنان باسكال‬ ‫دي فابيو‪ .‬الصورة‬ ‫المقابلة‪ :‬غرفة جلوس‬ ‫قلما تُ ستخدم في البيت‬ ‫الرئيسي‪ ،‬حيث يغطي‬ ‫األثاث نسيج قطني رقيق‬ ‫ومرآة عتيقة تمنع دخول‬ ‫الهواء البارد من خالل‬ ‫فتحة المدفأة‪.‬‬

‫تريينا شمال روما)‪ ،‬إال أن ديل روسييو كان هو من أحضره إىل عالم مدينة‬ ‫غيتا التي أثرت كثريا عىل أعماله املتأخرة‪ .‬كان الفنان يسيل زواره بالقصص‬ ‫تملك هادريان ّ‬ ‫التي تحيك كيف َّ‬ ‫فيال يف املدينة‪ ،‬وكيف استطاع كاتوالس أن‬ ‫يكتسب أصدقاء هناك‪ ،‬وكيف دُفن سيسريو يف موقع قريب‪ .‬كان يقول‬ ‫مازحا كأن املوقع إيستهامبتون قبل ‪ 2.000‬سنة‪ .‬يف الوقت الذي وصل فيه ديل‬ ‫روسييو وتومبيل كان املكان آيال للسقوط‪ ،‬ولكن كان انعدام مظاهر البهرجة‬ ‫يف املكان يناسبهما‪ .‬كانت غيتا مكانا مثاليا لفنان كانت اهتماماته خليطا فريدا‬ ‫من األساطري الكالسيكية‪ ،‬واإليحاءات الجنسية‪ ،‬والخربشات الحضرية‪.‬‬ ‫عندما اشرتى تومبيل بعد سنوات من العيش يف فندق محيل أو مع األصدقاء‬ ‫منزال واستأجر استوديو يف غيتا يف أوائل التسعينيات كان املنزل واالستوديو‬ ‫يقعان عىل مسرية ‪ 20‬دقيقة باألقدام أسفل الجبل من منزل ديل روسييو‪،‬‬ ‫وكان يستطيع أن يراهما من شرفة غرفة طعامه‪ .‬كان الضيوف ينزلون دائما‬ ‫مع ديل روسييو‪ ،‬أما ساي‪ ،‬كما يقول‪ ،‬فقد كان “ينزعج من سيل الزوار‪،‬‬ ‫وكانت أمنيته الوحيدة أن يرسم قبل أن يعجز عن ذلك بسبب تقدمه يف‬ ‫السن”‪ .‬لم يكن لدى تومبيل جهاز تلفزيون‪ ،‬وكان نادرا ما يستخدم الهاتف‪،‬‬ ‫وكان يتجنب لقاء جيش املساعدين الذين عادة ما يستخدمهم الفنانون‬ ‫الذين يف وزنه ليقوموا بمعظم األعمال‪ .‬دانتو يتذكر أنه يف إحدى الزيارات‬ ‫عندما كان الجميع يتأهبون للذهاب لتناول طعام العشاء كان ديل روسييو‬ ‫يلوح بعلم تريك صغري من خارج النافذة‪ .‬يقول نيكوالس سريوتا مدير ذا‬ ‫تيت ‪“ :the Tate‬كان ساي يعتمد عىل نيكوال بصفته شخص يثق فيه كثريا‬ ‫ويستطيع أن يناقش معه األفكار‪ .‬كان من الواضح أنهما كانا يستمتعان كثريا‬ ‫بصحبة بعضهما البعض‪ .‬كانا يتشاركان االهتمام باألدب واحرتامهما الكبري‬ ‫للغة والشعر‪ .‬وهذا كان أحد األشياء التي جعلتهما رفيقني جيدين إذا كان‬ ‫املعيار هو تحقيق مصلحة العمل”‪ .‬كان ديل روسييو يجمع قطع الخشب‪،‬‬ ‫وأغصان النباتات املتسلقة واملواد الطبيعية األخرى ليستخدمها تومبيل يف‬ ‫أعماله الفنية‪.‬‬ ‫بالرغم من االرتباط القائم بني حياتيهما لم يدَع ديل روسييو الفنان أبدا أن‬ ‫يص ِّنفه أو ِّ‬ ‫يؤطره‪ .‬وما يزال إىل اآلن يشعر بالقلق من أن ما ُك ِتب عن الرجلني‬ ‫قد يميل إىل النميمة واإلشاعات أو يدخل أكرث من الالزم يف الخصوصيات‪.‬‬ ‫يقول سريوتا‪“ :‬من املهم اإلشارة إىل أن نيكوال كانت له حياة مستقلة عن‬ ‫حياة ساي‪ .‬وكان يمارس اهتمامه الخاص بحديقة النخيل ويخلق ً‬ ‫بيئة‬ ‫ومنزال ِّ‬ ‫يعرب عنه هو فقط وذلك بفضل قوة إحساسه باأللوان واملنسوجات‬ ‫التي استطاع أن يجمع بينها بطريقة شديدة التأثري”‪ .‬البيت املبني من الجص‬ ‫األبيض ذو املصاريع الخضراء يضم غرفة جلوس رئيسية يرتفع سقفها إىل‬


‫كان تومبيل ِّ‬ ‫يسيل‬ ‫زواره بقصص عن كيف‬ ‫امتلك هارديان فيال يف‬ ‫املدينة وكيف اكتسب‬ ‫كاتالوس أصدقاء هناك‬ ‫وكيف ُد ِفن سيسرييو‬ ‫يف موقع قريب‪ .‬وكان‬ ‫يقــول مازح ــا كـ ــأن‬ ‫املوقــع إيست هامبت ــون‬ ‫‪East Hampton‬‬ ‫قبل ‪ 2.000‬سنة‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫‪ ١4‬قدما‪ ،‬وجدران مزينة بأكاليل من الزهور بلون قرنفيل وأزرق باهت‪ .‬عند رفع‬ ‫األغطية القماشية الخفيفة نرى أرائك وكرايس منجدة بالحرير األصفر والدهني‬ ‫اللون‪ .‬هناك غرفة نوم بها كريس ضخم مغطي بكتان زغبي‪ .‬الغرف فائضة ولكنها‬ ‫تطل عىل مشهد بديع يشمل البحر وامتداد الشاطئ يف القرية إىل األسفل‪ .‬البناء‬ ‫األصيل يعود إىل حوايل عام ‪ ١000‬ميالدية‪ ،‬وكان يستخدم عرب القرون بواسطة‬ ‫السفري اإلسباين وأسقف‪ .‬ولكن يف العام ‪ ١979‬كاد السقف أن يسقط‪ ،‬ونجت غرفة‬ ‫واحدة بجدران من اللوحات الجصية من قصف الحرب العاملية الثانية‪ .‬يقول ديل‬ ‫روسييو‪“ :‬كانت هناك تشققات من الك َِرب بحيث يمكنك أن ترى من خاللها البحر”‪.‬‬ ‫ومرر أصابعه حول باب مصقول ثم ضحك قائال‪“ :‬قضيت كل حيايت يف تجديد‬ ‫هذا البيت‪ .‬وكنت أعلم عندما فرغت أنه سوف يتداعى مرة أخرى”‪ .‬منذ ‪ ١4‬سنة‬ ‫اشرتى ديل روسييو منزال ثانيا ليكمل املجموعة‪( .‬منزل تومبيل يعود إىل ابنه)‪ .‬يقع‬ ‫املنزل تحت املنزل القديم‪ .‬وبسبب أنه من السهل تدفئته فقد كان هو املكان الذي‬ ‫يسكن فيه عندما ال يكون مسافرا إىل املؤسسة أو يف شقته يف روما‪ .‬عىل طاولة‬ ‫‪76‬‬

‫التاريخ الحي‬ ‫من أعلى اليسار‪ :‬مدخل‬ ‫البيت حيث يقيم حاليا‬ ‫ديل روسييو عندما يكون‬ ‫في غيتا وبه كرسي من‬ ‫تصميم آرني جيكوبسون‪،‬‬ ‫بالط نيابوليتان يعود إلى‬ ‫القرن الثامن عشر‪ ،‬وملصق‬ ‫لمعرض تومبلي في صالة‬ ‫عرض غاغوسيان غاليري‬ ‫‪ Gagosian Gallery‬يعود‬ ‫َّ‬ ‫مؤطر‬ ‫إلى العام ‪2008‬‬ ‫بإطار أثري اكتشفه ديل‬ ‫روسييون‪ ،‬وشجرة برتقال‬ ‫خارج الملحق الذي يحفظ فيه‬ ‫تومبلي أرشيفه‪.‬‬ ‫الصورة المقابلة‪ :‬إحدى غرف‬ ‫الضيوف في البيت الرئيسي‬ ‫بسرير وأبواب أصلية تعود‬ ‫إلى القرن الثامن عشر‬

‫ذات سطح زجاجي وقاعدة من التيك املخروط تعود إىل منتصف القرن يوجد‬ ‫نموذج هنديس للفيال ماالباريت ‪ Villa Malaparte‬التي يف جزيرة كابري‬ ‫حيث يخطط ديل روسييو‪ ،‬وغاغوسيان إلقامة معرض لهذا الصيف‪ .‬أوثانه‬ ‫الشخصية من أعمال تومبيل محفوظة يف خزانة خشبية بحجم الجدار يف‬ ‫مكتب املؤسسة يف ضيعة غيتا‪ .‬هناك خطابات خاصة‪ ،‬وصور بولوريد أصلية‬ ‫ومراسالت مع املوزعني ومذكرات باألعمال اليومية بطلبات عىل دهانــات‬ ‫ملونة‪ ،‬ونظارات تومبـ ـ ـ ــيل ُ‬ ‫وفـ ـ ـ َرش الرسـ ــم الخاصة بـ ــه ‪“ -‬األشياء التي‬ ‫جمعتها عىل مدى ‪ 50‬عاما”‪ ،‬كما يقول ديل روسييو‪ .‬ولكنه ال يفتح الخزانة‬ ‫للزوار‪ ،‬وبعض األشياء مغلق عليها باملفتاح‪.‬‬ ‫ف ــي غيتـ ــا‪ ،‬يقول شنابي ـ ــل‪ :‬ك ـ ــان تومبل ــي “يعيـ ــش ف ــي شاعري ـ ـ ــة أعمال ـ ـ ــه”‪،‬‬ ‫ً‬ ‫استعادة ألبيات شعر إزرا باوند‪ :‬دع الري ـ ــاح تتكل ـ ـ ــم ‪ /‬تلك ه ـ ــي الجنـ ـ ــة‬ ‫‪“ .Let the wind speak / that is paradise‬نيكوال”‪ ،‬كما يقول‪“ ،‬عاش‬ ‫ذلك معه”‪.‬‬



‫وثيقـــــــة‬

‫زهور في األصص‬ ‫البستنة كهواية‪ :‬كتاب مصور عن ترتيب الزهور ‪ Picture Book of Flower Arrangement‬بقلم فايوليت ستيفينسون‪،‬‬ ‫من دار كولينجريدج ‪ Collingridge‬للنشر‪ ،1968 ،‬جزء من سلسلة لوحات من الكتب إعداد لين شابتون لمجلة تي‬

‫‪78‬‬

‫تي قطر‪ :‬مجلة أسلوب الحياة من نيويورك تايمز‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.