تفسير الاناجيل انجيل متي والاحداث الموازية القس انطونيوس فكري كنيسة العذراء الفجالة

Page 1

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ أﻧﺠﻴﻞ ﻣﺘﻲ‬ ‫واﻻﺣﺪاث اﻟﻤﻮازﻳﺔ‬

‫اﻟﻘﺲ اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻜﺮي‬ ‫ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻌﺬراء ﺑﺎﻟﻔﺠﺎﻟﺔ‬ ‫اﻻﺻﺪار اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪2012‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪)2‬‬

‫األناجيل (‪ - )2‬جدول األناجيل (‪)2‬‬ ‫رقم اإلصحاح‬ ‫متي ‪4‬‬ ‫متي ‪5‬‬ ‫متي ‪1‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫متي ‪7‬‬ ‫متي ‪8‬‬ ‫متي ‪1‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫متي ‪01‬‬ ‫متي ‪00‬‬ ‫متي ‪02‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫متي ‪01‬‬ ‫متي ‪04‬‬ ‫متي ‪05‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫متي ‪01‬‬ ‫متي ‪07‬‬ ‫متي ‪08‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫متي ‪01‬‬ ‫متي ‪21‬‬ ‫بحث في متي‬

‫تواجد آيات األناجيل األربعة في الكتاب الثاني ‪ -‬األناجيل (‪)2‬‬

‫الكتــاب الــثاني‬

‫المكان‬

‫متي‬

‫تابع متي‬

‫تابع متي‬

‫تابع متي‬

‫تابع مرقس‬

‫لوقا‬

‫‪12 - 21 :4‬‬

‫‪6 - 2 :22‬‬

‫‪21 - 2 :24‬‬

‫‪21-21 :12‬‬

‫‪21 -42 :6‬‬

‫‪42 - 83 :4‬‬

‫‪21-2 :2‬‬

‫‪22 - 1 :22‬‬

‫‪18 - 28 :24‬‬

‫‪13-12 :12‬‬

‫‪26 -28 :6‬‬

‫‪22 - 2 :2‬‬

‫‪26-28 :2‬‬

‫‪28 - 21 :22‬‬

‫‪88 - 11 :24‬‬

‫‪84-11 :12‬‬

‫‪18 -2 :1‬‬

‫‪26-21 :2‬‬

‫‪43-21 :2‬‬

‫‪22 - 24 :22‬‬

‫‪86 - 84 :24‬‬

‫مرقس‬

‫‪82 -14 :1‬‬

‫‪16-21 :2‬‬

‫‪22 – 2 :6‬‬

‫‪21 - 26 :22‬‬

‫‪12 - 2 :22‬‬

‫‪12 – 24 :2‬‬

‫‪1 -2 :3‬‬

‫‪81-11 :2‬‬

‫‪84 - 26 :6‬‬

‫‪14 - 12 :22‬‬

‫‪13 - 12 :22‬‬

‫‪84 – 11 :2‬‬

‫‪12 -22 :3‬‬

‫‪81-88 :2‬‬

‫‪2 – 2 :1‬‬

‫‪82- 12 :22‬‬

‫‪82- 11 :22‬‬

‫‪42 - 42 :2‬‬

‫‪82 -11 :3‬‬

‫‪2 -2 :6‬‬

‫‪21 – 6 :1‬‬

‫‪3 - 2 :21‬‬

‫‪81 - 81 :22‬‬

‫‪21 – 2 :1‬‬

‫‪88 -82 :3‬‬

‫‪22 -6 :6‬‬

‫‪18 - 28 :1‬‬

‫‪24 - 1 :21‬‬

‫‪21 -2 :26‬‬

‫‪21 – 28 :1‬‬

‫‪83 – 84 :3‬‬

‫‪26-21 :6‬‬

‫‪11 – 14 :1‬‬

‫‪12 - 22 :21‬‬

‫‪12 -28 :26‬‬

‫‪11 – 23 :1‬‬

‫‪2 :1‬‬

‫‪16 - 21 :6‬‬

‫‪11 - 13 :1‬‬

‫‪81 - 11 :21‬‬

‫‪13 -12 :26‬‬

‫‪13 -18 :1‬‬

‫‪3 -1 :1‬‬

‫‪86 - 11 :6‬‬

‫‪4-2 :3‬‬

‫‪41 - 83 :21‬‬

‫‪3 -2 :21‬‬

‫‪6 – 2 :8‬‬

‫‪28 -1 :1‬‬

‫‪41-81 :6‬‬

‫‪28-2 :3‬‬

‫‪42 - 48 :21‬‬

‫‪28 -1 :21‬‬

‫‪21 – 28 :8‬‬

‫‪11 -24 :1‬‬

‫‪46-48 :6‬‬

‫‪21-24 :3‬‬

‫‪22 - 46 :21‬‬

‫‪12 -24 :21‬‬

‫‪82 – 11 :8‬‬

‫‪81-82 :1‬‬

‫‪41-41 :6‬‬

‫‪11-23 :3‬‬

‫‪1 - 2 :28‬‬

‫‪18 -11 :21‬‬

‫‪82 -82 :8‬‬

‫‪81 -88 :1‬‬

‫‪22-2 :1‬‬

‫‪11-18 :3‬‬

‫‪21 - 22 :28‬‬

‫‪11 -14 :21‬‬

‫‪1 – 2 :4‬‬

‫‪42 -83 :1‬‬

‫‪18-23 :1‬‬

‫‪84-13 :3‬‬

‫‪18 - 23 :28‬‬

‫‪2 -2 :23‬‬

‫‪21 – 22 :4‬‬

‫‪41 :1‬‬

‫‪13-14 :1‬‬

‫‪3-2 :1‬‬

‫‪82 - 14 :28‬‬

‫‪1 -6 :23‬‬

‫‪12 -28 :4‬‬

‫‪43 -48 :1‬‬

‫‪82-11 :1‬‬

‫‪28-1 :1‬‬

‫‪81 - 82 :28‬‬

‫‪22 -3 :23‬‬

‫‪81 – 82 :4‬‬

‫‪22 -41 :1‬‬

‫‪3 – 4 :3‬‬

‫‪21-24 :1‬‬

‫‪88 :28‬‬

‫‪24 -22 :23‬‬

‫‪84 – 88 :4‬‬

‫‪21- 2 :22‬‬

‫‪22 – 1 :3‬‬

‫‪16-23 :1‬‬

‫‪82 - 84 :28‬‬

‫‪12 -22 :23‬‬

‫‪42 – 82 :4‬‬

‫‪26- 28 :22‬‬

‫‪22 - 22 :3‬‬

‫‪84 – 11 :1‬‬

‫‪48 - 86 :28‬‬

‫‪82 -12 :23‬‬

‫‪12 - 2 :2‬‬

‫‪11- 21 :22‬‬

‫‪12 – 21 :3‬‬

‫‪83-82 :1‬‬

‫‪44 :28‬‬

‫‪21-2 :21‬‬

‫‪48 -12 :2‬‬

‫‪82- 13 :22‬‬

‫‪12-11 :3‬‬

‫‪4 – 2 :22‬‬

‫‪46 - 42 :28‬‬

‫‪22-28 :21‬‬

‫‪6 - 2 :6‬‬

‫‪84-81 :22‬‬

‫‪81-16 :3‬‬

‫‪3 – 2 :22‬‬

‫‪22 - 41 :28‬‬

‫‪16-26 :21‬‬

‫‪28 - 1 :6‬‬

‫‪42-82 :22‬‬

‫‪26-42 :3‬‬

‫‪22 – 1 :22‬‬

‫‪28 - 22 :28‬‬

‫‪82-11 :21‬‬

‫‪11 -24 :6‬‬

‫‪21-46 :22‬‬

‫‪6 - 1 :9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪)2‬‬

‫الكتــاب الــثاني‬

‫المكان‬

‫‪41 - 26 :22‬‬

‫‪23 - 24 :28‬‬

‫‪26-2 :12‬‬

‫‪44 -82 :6‬‬

‫‪1 -1 :1‬‬

‫تابع لوقا‬

‫تابع لوقا‬

‫تابع لوقا‬

‫تابع لوقا‬

‫تابع لوقا‬

‫تابع لوقا‬

‫‪21 -22 :1‬‬

‫‪43 -46 :1‬‬

‫‪28 – 1 :22‬‬

‫‪22 :21‬‬

‫‪6 – 4 :22‬‬

‫‪48-82 :23‬‬

‫‪12 -23 :1‬‬

‫‪22 -41 :1‬‬

‫‪18-24 :22‬‬

‫‪82 – 11 :21‬‬

‫‪26 :26‬‬

‫يوحنا‬

‫‪11 -11 :1‬‬

‫‪61 - 21 :1‬‬

‫‪16-14 :22‬‬

‫‪28 – 41 :21‬‬

‫‪21 - 22 :23‬‬

‫‪22-2 :6‬‬

‫‪86 -13 :1‬‬

‫‪26 -21 :22‬‬

‫‪13-11 :22‬‬

‫‪21 – 23 :28‬‬

‫‪11- 23 :23‬‬

‫‪12-24 :6‬‬

‫‪48 -81 :1‬‬

‫‪14 -12 :22‬‬

‫‪81-11 :22‬‬

‫‪12- 12 :28‬‬

‫‪82 - 13 :23‬‬

‫‪42 -48 :1‬‬

‫‪4 – 2 :22‬‬

‫‪21 – 2 :21‬‬

‫‪11 - 12 :24‬‬

‫‪84-82 :23‬‬

‫‪2‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح الرابع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الرابع‬ ‫(مت‪)12-21 :4‬‬

‫َن يوح َّنا أ ِ‬ ‫آية (مت‪21"-:)21:4‬ولَ َّما ِ‬ ‫ف إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫ص َر َ‬ ‫سوعُ أ َّ ُ َ ْ‬ ‫ُسل َم‪ ،‬ا ْن َ‬ ‫سم َع َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بعد معمودية يسوع فى األردن والتجربة فى البرية‪ ،‬ذهب يسوع إلى الجليل وهناك حول الماء إلى خمر (يو‬ ‫‪ )11:1‬ثم ذهب ليقيم فى كفر ناحوم (يو ‪ .)11:1‬وبعد هذا عاد يسوع ألورشليم وطهر الهيكل ألول مرة (يو‬

‫‪ )11-1::1‬وتقابل مع نيقوديموس (يو ‪ .)11-1::‬وفى هذه اآلية (مت ‪ )11:1‬نسمع أن يسوع يغادر اليهودية‬ ‫منصرفاً إلى الجليل وقارن مع (مر ‪ + 11:1‬يو ‪.):-1:1‬‬

‫الَِّتي ِع ْن َد ا ْل َب ْح ِر ِفي تُ ُخ ِ‬ ‫ون‬ ‫وم َزُبولُ َ‬ ‫ِ‬ ‫يق ا ْل َب ْح ِر‪َ ،‬ع ْب ُر‬ ‫يم‪َ ،‬‬ ‫ط ِر ُ‬ ‫َوأ َْر ُ‬ ‫ض َن ْفتَال َ‬

‫ِ‬ ‫اآليات (مت‪28"-:)21-28:4‬وتَر َك َّ ِ‬ ‫وم‬ ‫س َك َن في َك ْف َرَن ُ‬ ‫الناص َرةَ َوأَتَى فَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اح َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫اء َّ‬ ‫ون‪،‬‬ ‫يم‪ ،‬لِ َك ْي َي ِت َّم َما ِق َ‬ ‫يل ِبِإ َ‬ ‫الن ِب ِّي ا ْلقَ ِائ ِل‪« :‬أ َْر ُ‬ ‫ض َزُبولُ َ‬ ‫ش ْع َي َ‬ ‫َوَن ْفتَال َ‬ ‫ِ ‪26‬‬ ‫ور ع ِظيما‪ ،‬وا ْلجالِس َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الشعب ا ْلجالِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورِة ا ْل َم ْو ِت َو ِظالَ لِ ِه‬ ‫ُمم‪.‬‬ ‫ص َر ُن ًا َ ً َ َ ُ‬ ‫س في ظُ ْل َمة أ َْب َ‬ ‫َّ ْ ُ َ ُ‬ ‫ون في ُك َ‬ ‫األ ُْرُد ِّن‪َ ،‬جلي ُل األ َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق َعلَ ْي ِه ْم ُنور»‪ِ 21 .‬م ْن ذلِ َك َّ‬ ‫الزَم ِ‬ ‫ات»‪".‬‬ ‫أَ ْ‬ ‫ب َملَ ُك ُ‬ ‫ش َر َ‬ ‫وبوا ألَنَّ ُه قَد اقْتَ​َر َ‬ ‫سوعُ َي ْك ِرُز َوَيقُو ُل‪«:‬تُ ُ‬ ‫وت َّ َ َ‬ ‫ان ْابتَ َدأَ َي ُ‬ ‫بعد عودة السيد المسيح إلى الجليل أتى إلى الناصرة‪ ،‬وكان اليهود من سكان الجليل قليلى العدد ومن سبطى‬

‫زبولون ونفتالى ‪ ،‬وأكثر سكانها كانوا من الفينيقيين واليونان والعرب ‪ .‬ولهذا سميت جليل األمم ‪ +‬أش ‪.1:9‬‬ ‫وكأن إشعياء كان يتنبأ بما سيحدث لمنطقة الجليل‪ .‬وكان الوثنيون قد مألوا الجليل لما كان إسرائيل فى السبى‪.‬‬

‫وإلختالط اليهود بالوثنيين صار حالهم ردئ ‪ ،‬لذلك قيل عنهم الشعب الجالس فى الظلمة= ظلمة الخطية‬

‫والجهل وانقطاع األمل فى الخالص أبصر نو ارً عظيماً= هو المسيح الذى أتى نو اًر للعالم‪ .‬طريق البحر = بحر‬

‫الجليل‪ .‬عبر األردن= أى غرب األردن‪ .‬من ذلك الزمان= أى بعد القبض على يوحنا‪ ،‬آية (‪.)11‬‬ ‫والمسيح ترك الناصرة وذهب إلى كفر ناحوم‪.‬‬

‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ألن الناصرة رفضته‪ ....‬إذاً لنحذر أن نرفضه واالّ سيتركنا‪.‬‬

‫ليختار تالميذه من بين صياديها ألن كفر ناحوم عند البحر أى ساحلية‪ .‬وفى آية ‪ 11‬نجد أن دعوة المسيح‬ ‫هى التوبة‪ ،‬نفس دعوة المعمدان‪ ،‬فالتوبة هى المدخل‪ ،‬والبشارة المفرحة بأن من يتوب يدخل الملكوت‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ان يسوعُ م ِ‬ ‫اش ًيا ِع ْن َد َب ْح ِر ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ان الَِّذي ُيقَا ُل لَ ُه‬ ‫ص َر أَ َخ َوْي ِن‪ِ :‬س ْم َع َ‬ ‫يل أ َْب َ‬ ‫اآليات (مت‪َ "-:)11-23:4‬وِا ْذ َك َ َ ُ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫َخاهُ ُي ْل ِق َي ِ‬ ‫َج َعلُ ُك َما‬ ‫س أَ‬ ‫َّاد ْي ِن‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ان َ‬ ‫صي َ‬ ‫ال لَ ُه َما‪َ «:‬هلُ َّم َو َرِائي فَأ ْ‬ ‫ش َب َك ًة في ا ْل َب ْح ِر‪ ،‬فَِإ َّن ُه َما َكا َنا َ‬ ‫س‪َ ،‬وأَ ْن َد َر ُاو َ‬ ‫ُب ْط ُر ُ‬

‫‪3‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع)‬

‫اس»‪َ 12 .‬فلِ ْلوق ِ‬ ‫َّاد ِي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ْت‬ ‫صي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس ِفي َنةِ‬ ‫ِ‬ ‫َخاهُ‪ ،‬في َّ‬ ‫وح َّنا أ َ‬ ‫َوُي َ‬ ‫َوتَِب َعاهُ‪" .‬‬

‫‪12‬‬ ‫تَ​َرَكا ِّ‬ ‫آخ َرْي ِن‪:‬‬ ‫َخ َوْي ِن َ‬ ‫اك فَ َأرَى أ َ‬ ‫اجتَ َاز ِم ْن ُه َن َ‬ ‫الش َب َ‬ ‫اك َوتَِب َعاهُ‪ .‬ثُ َّم ْ‬ ‫اهما‪َ 11 .‬فلِ ْلوق ِ‬ ‫مع َزْب ِدي أَِبي ِهما يصلِح ِ ِ‬ ‫ْت تَ​َرَكا‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ان ش َبا َك ُه َما‪ ،‬فَ َد َع ُ َ‬

‫وب ْب َن َزْب ِدي‬ ‫َي ْعقُ َ‬ ‫اه َما‬ ‫َّ‬ ‫الس ِفي َن َة َوأ َ​َب ُ‬

‫المسيح ال يستخدم قوى سحرية لجذب الناس‪ ،‬بل أننا نفهم أنه قضى يوماً تقريباً فى إقناع يوحنا وأندراوس بعد أن‬ ‫شهد المعمدان لهما بأن يسوع هو المسيا (يو ‪ .)11-:::1‬ويوحنا وأندراوس أقنعا أخويهما بطرس ويعقوب فأتيا‬

‫للمسيح فأقنعهم أوالً ( أر ‪ )1:17‬وبعد هذا دعاهم هنا‪ .‬فطريقة اهلل هى اإلقناع وليس اإلجبار ‪ .‬والمسيح إختار‬

‫صيادين بسطاء ليحولهم إلى صيادين للناس‪ ،‬ولم يختار حكماء وفالسفة‪ ،‬حتى تظهر قوته اإللهية العاملة فيهم‬

‫(‪1‬كو ‪):1-11:1‬‬

‫بحر الجليل= هو بحيرة عذبة طولها ‪ 1:‬ميالً‪ ،‬وهى شرق مقاطعة الجليل يصب فيها نهر األردن اآلتى من‬

‫الشمال‪ .‬وتسمى بحيرة جنيسارت وأيضاً بحر طبرية‪ ،‬وهذا اإلسم أطلقوه عليها إكراماً لطيباريوس قيصر‪.‬‬

‫ملحوظة‪ :‬إختار اهلل فى العهد القديم رعاة غنم ليرعوا شعبه كموسى وداود وغيرهم‪ ،‬ألن فى العهد القديم‪ ،‬كان‬ ‫الشعب اليهودى هو شعب اهلل واهلل هو راعيهم األعظم‪ ،‬وأرسل لهم اهلل رعاة يرعون شعبه الذى كان داخل حظيرة‬ ‫أما فى العهد الجديد فإختار اهلل صيادين ليصطادوا األمم الذين كانوا غارقين فى بحر هذا العالم‬ ‫اإليمان فعالً‪ّ ،‬‬ ‫والمسيح إختار صيادين بسطاء من الجليل المحتقر ليعمل بهم‪ ،‬فيكون المجد هلل ال للبشر‪.‬‬

‫تركا الشباك‪ .‬تركا السفينة = تركا مصدر رزقهم وأطاعا‪ .‬لذلك كانوا رسالً جبابرة‪.‬والسامرية تركت جرتها‪ .‬وماذا‬

‫تركنا نحن ؟‬

‫‪18‬‬ ‫شارِة ا ْلملَ ُك ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ ِّ ِ‬ ‫وت‪،‬‬ ‫سوعُ َيطُ ُ‬ ‫اآليات (مت‪َ "-:)12-18:4‬و َك َ‬ ‫ان َي ُ‬ ‫وف ُك َّل ا ْل َجليل ُي َعل ُم في َم َجامع ِه ْم‪َ ،‬وَي ْك ِرُز ِب ِب َ َ َ‬ ‫‪14‬‬ ‫السقَم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ش ِفي ُك َّل َم َر ٍ‬ ‫ف ِفي َّ‬ ‫س ِ‬ ‫اء‬ ‫اع َخ َب ُرهُ ِفي َج ِم ِ‬ ‫َوَي ْ‬ ‫الش ْعب‪ .‬فَ َذ َ‬ ‫َح َ‬ ‫ورَّي َة‪ .‬فَأ ْ‬ ‫ض ُروا إِلَ ْيه َجم َ‬ ‫ض َو ُك َّل َ ْ‬ ‫يع ُ‬ ‫يع ُّ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ين َوا ْلم ْفلُ ِ‬ ‫ين َوا ْلم ْ ِ‬ ‫ين ِبأ َْم َر ٍ‬ ‫يرة ِم َن‬ ‫اض َوأ َْو َج ٍ‬ ‫ين‪ ،‬فَ َ‬ ‫شفَ ُ‬ ‫وج َ‬ ‫صا ِب َ‬ ‫ا ْل ُم َ‬ ‫اه ْم‪ .‬فَتَِب َعتْ ُه ُج ُموع َكث َ‬ ‫ص ُروع َ َ‬ ‫اع ُم ْختَلفَة‪َ ،‬وا ْل َم َجان َ َ‬

‫ودي ِ‬ ‫ا ْل َجلِ ِ‬ ‫شلِيم َوا ْل َي ُه ِ‬ ‫َّة َو ِم ْن َع ْب ِر األ ُْرُد ِّن‪" .‬‬ ‫يل َوا ْل َع ْ‬ ‫ش ِر ا ْل ُم ُد ِن َوأ ُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫مجامعهم= المجامع هى قاعات فى المدن اإلقليمية حيث كان اليهود يجتمعون للصالة والتسبيح يوم السبت‪،‬‬ ‫وللتعليم أيضاً‪ ،‬أما باقى األيام فكانت تستخدم للقضاء‪ .‬لكن ال يوجد سوى هيكل واحد فى أورشليم‪ .‬ونالحظ أن‬ ‫السيد المسيح صنع معجزات كثيرة ليظهر بها نفسه فتقبله الجموع ويذيع صيته‪ ،‬فيجتمعون حوله‪ ،‬فيبدأ يعلمهم‪.‬‬

‫العشر المدن= كانوا عشر مدن قريبة من بعضها على الشاطئ الشرقى من بحر الجليل‪ ،‬واسمها باليونانية‬ ‫ديكابوليس‪.‬‬ ‫وت ِ‬ ‫شارِة ملَ ُك ِ‬ ‫اآليات (مر‪24" -:)12-24:2‬وبع َدما أ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اء َي ُ ِ‬ ‫اهلل ‪َ 22‬وَيقُو ُل‪«:‬قَ ْد‬ ‫ُسل َم ُي َ‬ ‫َ​َْ َ ْ‬ ‫وح َّنا َج َ‬ ‫سوعُ إلَى ا ْل َجليل َي ْك ِرُز ِب ِب َ َ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫اهلل‪ ،‬فَتُوبوا و ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫يل»‪َ .‬وِفيما ُه َو َيم ِشي ِع ْن َد َب ْح ِر ا ْل َجلِ ِ‬ ‫اإل ْن ِج ِ‬ ‫آم ُنوا ِب ِ‬ ‫َك َم َل َّ‬ ‫ان‬ ‫ب َملَ ُك ُ‬ ‫ص َر ِس ْم َع َ‬ ‫الزَم ُ‬ ‫ان َواقْتَ​َر َ‬ ‫يل أ َْب َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ان َ ِ‬ ‫ير ِ‬ ‫َخاهُ ُي ْل ِق َي ِ‬ ‫ان‬ ‫س أَ‬ ‫َّاد ْي ِن‪ .‬فَقَ َ‬ ‫صي َ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬هلُ َّم َو َرِائي فَأ ْ‬ ‫ال لَ ُه َما َي ُ‬ ‫ش َب َك ًة في ا ْل َب ْح ِر‪ ،‬فَِإنَّ ُه َما َكا َنا َ‬ ‫َوأَ ْن َد َر ُاو َ‬ ‫َج َعلُ ُك َما تَص َ‬ ‫‪4‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع)‬ ‫‪21‬‬ ‫اجتَ َاز ِم ْن ُه َن َ ِ‬ ‫اس»‪َ 23 .‬فلِ ْلوق ِ‬ ‫َّاد ِي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫وب‬ ‫صي َ‬ ‫ْت تَ​َرَكا ِش َبا َك ُه َما َوتَِب َعاهُ‪ .‬ثَُّم ْ‬ ‫اك َقليالً فَ َأرَى َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫الس ِفي َنةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صل َح ِ‬ ‫ان ِّ‬ ‫اه َما َزْبدي في َّ‬ ‫َخاهُ‪َ ،‬و ُه َما في َّ‬ ‫أَ‬ ‫الش َب َ‬ ‫اه َما ل ْل َوقْت‪ .‬فَتَ​َرَكا أ َ​َب ُ‬ ‫اك‪ .‬فَ َد َع ُ‬ ‫السفي َنة ُي ْ‬ ‫اءهُ‪" .‬‬ ‫َو َر َ‬

‫ْب َن‬ ‫َم َع‬

‫ِ‬ ‫وح َّنا‬ ‫َزْبدي َوُي َ‬ ‫َج َرى َوَذ َه َبا‬ ‫األ ْ‬

‫نجد هنا نفس قصة دعوة التالميذ‪ ،‬وتركهم سفنهم ومهنتهم وأنهم تبعوا يسوع فو اًر‪ .‬وتفسير هذه اإلستجابة الفورية‪،‬‬

‫هو سابق إقتناعهم بالمسيح كما قلنا سابقاً‪.‬‬

‫وفى آية ‪ -:11‬قد كمل الزمان= فالنبوات حددت زمان مجئ المسيح (دا ‪.)9‬‬ ‫بحر الجليل = هو بحيرة طبرية وهو بحيرة جنيسارت‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ان ا ْلجمع ي ْزَد ِحم علَ ْي ِه لِيسمع َكلِم َة ِ‬ ‫ان َو ِاقفًا ِع ْن َد‬ ‫اهلل‪َ ،‬ك َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)22-2:2‬وِا ْذ َك َ َ ْ ُ َ ُ َ‬ ‫َ َْ َ َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫سلُوا ِّ‬ ‫اك‪8 .‬فَ َد َخ َل‬ ‫س ِفي َنتَ ْي ِن َو ِاقفَتَْي ِن ِع ْن َد ا ْل ُب َح ْي َرِة‪َ ،‬و َّ‬ ‫الش َب َ‬ ‫الصي ُ‬ ‫َّاد َ‬ ‫ون قَ ْد َخ َر ُجوا م ْن ُه َما َو َغ َ‬ ‫فَ َأرَى َ‬ ‫ان‪ ،‬وسأَلَ ُه أ ْ ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِفي َن ِة‪َ 4 .‬ولَ َّما فَ َرغَ ِم َن‬ ‫ع ِم َن َّ‬ ‫ص َار ُي َعلِّ ُم ا ْل ُج ُمو َ‬ ‫الَّتي َكا َن ْت لس ْم َع َ َ َ‬ ‫س َو َ‬ ‫َن ُي ْبع َد َقليالً َع ِن ا ْل َبِّر‪ .‬ثُ َّم َجلَ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ق وأَْلقُوا ِشبا َك ُكم لِ َّ ِ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪ ،‬قَ ْد تَِع ْب َنا اللَّْي َل‬ ‫ان َوقَ َ‬ ‫ا ْل َكالَِم قَ َ‬ ‫اب ِس ْم َع ُ‬ ‫ال لِ ِس ْم َع َ‬ ‫َج َ‬ ‫لص ْيد»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ان‪ْ «:‬اب ُع ْد إِلَى ا ْل ُع ْم ِ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ْي ًئا‪ .‬و ِ‬ ‫لك ْن َعلَى َكلِ َم ِت َك أُْل ِقي َّ‬ ‫ص َار ْت‬ ‫س َم ًكا َك ِث ًا‬ ‫ُكلَّ ُه َولَ ْم َنأْ ُخ ْذ َ‬ ‫ير ِجدًّا‪ ،‬فَ َ‬ ‫س ُكوا َ‬ ‫الش َب َك َة»‪َ .‬ولَ َّما فَ َعلُوا ذل َك أ َْم َ‬ ‫َ‬ ‫‪1‬‬ ‫َن يأْتُوا ويس ِ‬ ‫وه ْم‪ .‬فَأَتَ ْوا َو َمألُوا‬ ‫ين ِفي َّ‬ ‫الس ِفي َن ِة األ ْ‬ ‫ش ُاروا إِلَى ُ‬ ‫ق‪ .‬فَأَ َ‬ ‫َ‬ ‫اع ُد ُ‬ ‫ش َب َكتُ ُه ْم تَتَ َخ َّر ُ‬ ‫ش َرَك ِائ ِه ُم الَِّذ َ‬ ‫ُخ َرى أ ْ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذتَا ِفي ا ْل َغ َر ِ‬ ‫اخ ُر ْج ِم ْن‬ ‫َّ‬ ‫ع قَ ِائالً‪ْ «:‬‬ ‫الس ِفي َنتَ ْي ِن َحتَّى أ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ق‪َ .‬فلَ َّما َأرَى ِس ْم َع ُ‬ ‫س ذل َك َخ َّر ع ْن َد ُرْك َبتَ ْي َي ُ‬ ‫ان ُب ْط ُر ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬أل َِّني رجل َخ ِ‬ ‫َخ ُذوهُ‪.‬‬ ‫س ِفي َن ِتي َي َار ُّ‬ ‫ص ْي ِد َّ‬ ‫الس َم ِك الَِّذي أ َ‬ ‫ين َم َع ُه َد ْه َ‬ ‫يع الَِّذ َ‬ ‫اطئ!»‪ .‬إِ​ِذ ْ‬ ‫َُ‬ ‫اعتَ​َرتْ ُه َوجم َ‬ ‫شة َعلَى َ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫وح َّنا ْاب َنا َزَب ِدي اللَّ َذ ِ‬ ‫اآلن‬ ‫ان‪« :‬الَ تَ َخ ْ‬ ‫ان‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ان َكا َنا َ‬ ‫ف! ِم َن َ‬ ‫سوعُ لِ ِس ْم َع َ‬ ‫ش ِري َك ْي ِس ْم َع َ‬ ‫َو َكذلِ َك أ َْي ً‬ ‫وب َوُي َ‬ ‫ضا َي ْعقُ ُ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫اد َّ‬ ‫ش ْي ٍء َوتَِب ُعوهُ‪" .‬‬ ‫اءوا ِب َّ‬ ‫الس ِفي َنتَ ْي ِن إِلَى ا ْل َبِّر تَ​َرُكوا ُك َّل َ‬ ‫صطَ ُ‬ ‫تَ ُك ُ‬ ‫ون تَ ْ‬ ‫اس!» َولَ َّما َج ُ‬ ‫الن َ‬ ‫أما القديس لوقا فأورد بعض التفصيالت األخرى عن هذا اللقاء بين السيد المسيح وتالميذه‪ ،‬إذ دعاهم وهم‬ ‫ّ‬

‫ت‪.‬‬ ‫يس َار َ‬ ‫ُب َح ْي َرِة َج ِّن َ‬ ‫الس ِفي َنتَ ْي ِن‬ ‫إِ ْح َدى َّ‬

‫بجانب سفنهم وشباكهم‪ .‬وهنا نجد أن المسيح قد أظهر سلطانه أمام تالميذه فى معجزة صيد السمك الكثير‪،‬‬

‫وبهذا نفهم سببا اخر لماذا تبع التالميذ يسوع فو اًر إذ دعاهم‪ .‬إذاً لنالحظ أسباب إستجابة التالميذ لدعوة المسيح‬

‫لهم ‪-:‬‬

‫‪ .1‬شهادة يوحنا المعمدان له‪ ،‬والمعمدان كان المعلم األول لهم قبل المسيح‪.‬‬ ‫‪ .2‬حوار يسوع معهم لمدة يوم كامل يو ‪.11-:::1‬‬

‫‪ .3‬معجزات الشفاء التى أجراها المسيح أمامهم مت ‪.11:1‬‬ ‫‪ .4‬تعاليم المسيح للجموع من سفينة سمعان لو ‪.:::‬‬

‫‪ .5‬معجزة صيد السمك الكثير لو ‪ 1-6::‬جعلتهم يطمئنون لتدبير اهلل إلحتياجاتهم المادية‪.‬‬

‫ونالحظ أن آخر لقاء للمسيح حدثت فيه نفس القصة‪ ،‬أى معجزة صيد سمك كثير (يو ‪ ..)11-1:11‬وبمقارنة‬ ‫المعجزتين نجد اآلتي‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع)‬

‫‪ .1‬المعجزة األولى كانت فى سفينتين واألخيرة كانت فى سفينة واحدة فالمسيح أتى ليجعل اإلثنين واحداً (اليهود‬ ‫واألمم أو السمائيين واألرضيين بحسب فكر كنيستنا او أي إثنين منشقين على بعضهما)‪.‬‬

‫‪ .2‬فى المعجزة األولى أمرهم بطرح الشباك ولم يحدد الجهة‪ .‬وفى األخيرة طلب السيد إلقاء الشباك على الجانب‬

‫كر عدد السمك (‪ 1::‬سمكة) ألن األولى تشير لكل‬ ‫األيمن‪ .‬وفى األولى لم يذكر عدد السمك وفى الثانية ُذ َ‬ ‫الداخلين لإليمان وهم كثيرين‪ ،‬أماّ الثانية فتشير للقطيع الصغير أى الذين سيخلصون وهؤالء معروفين واحداً‬ ‫فواحداً وهم على الجانب األيمن (الخراف على الجانب األيمن‪ ،‬أماّ الجداء فهم على الجانب األيسر)‪:‬‬ ‫فالدعوة موجهة للجميع لكن قليلين هم الذين يخلصون‪.‬‬

‫‪ .3‬فى األولى صارت الشبكة تتمزق فيهرب منها السمك الصغير (رمز لمن إيمانهم ضعيف)‪ .‬وفى الثانية لم‬ ‫تتمزق الشبكة وكان السمك من كبار السمك (يو ‪ )11:11‬رمز لمن إيمانهم ثابت ناضج فهؤالء ال يتركون‬

‫الكنيسة مهما حدث من تجارب‪ ،‬فالشبكة رمز للكنيسة‪ ،‬ومن يترك الكنيسة يغرق فى بحر هذا العالم حتى‬

‫أخذتا فى الغرق = بسبب هؤالء الذين إيمانهم قليل‪ .‬ولكن نشكر اهلل فالكنيسة يحفظها المسيح‪.‬‬

‫‪ .4‬فى الثانية طلب السيد المسيح من التالميذ أن يعطوه السمك الذى إصطادوه‪ ،‬فالمؤمنين هم للمسيح وليس‬ ‫للكارزين أو للخدام‪ .‬أم السيد فأعطاهم من عنده سمكاً مشوياً وخبز‪ ،‬أى أن المسيح متكفل بإعالة خدامه‬

‫ليصطادوا هم لهُ المؤمنين‪ ،‬ويكون المؤمنين للمسيح‪( .‬راجع تفسير نش‪. )11 ، 11 : 8‬‬ ‫تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً= بعد هذا مباشرة نجد يسوع يستخدم هذه السفن كمنبر للتعليم (تأمل ‪ -:‬لو كان‬ ‫التالميذ لم تقابلهم ليلة فشل فى رزقهم لما كانوا قد نالوا كل هذه البركات الروحية ‪ ،‬أى لو كانت السفن قد‬

‫إمتألت سمكاً هذه الليلة ما كانوا قد إقتنعوا بأن يتركوا مصدر رزقهم ويتبعوا يسوع ‪ ،‬وما كان يسوع يستطيع أن‬

‫يدخل سفنهم ليستخدمها للك ارزة) ولكن بعد هذا نرى أن السفن قد إمتألت سمكاً بوفرة (بركات مادية)‪ .‬إذاً لنثق أنه‬ ‫لو أغلقت أمامنا بعض األبواب فإن هذا يكون بسماح من اهلل لنحصل على بركات أكثر‪ ،‬ولو فرغت سفينتنا من‬

‫السمك (بركات مادية) فهذا ليدخل المسيح لسفينة حياتنا‪.‬‬

‫إبعد إلى العمق = الصيد يكون ليالً لذلك قال بطرس تعبنا الليل كله أى تعبنا فى الوقت المناسب للصيد ومع‬ ‫هذا لم نحصل على شئ‪ .‬أما اآلن وبالنهار فالوقت غير مناسب للصيد‪ .‬والصيد ال يكون بالشباك فى العمق بل‬

‫على الشاطئ‪ .‬وهنا فكالم بطرس يعبر عن الخبرة البشرية بما تحمله من فشل ويأس ولكن أروع ما قاله بطرس‬

‫هو على كلمتك ألقى الشبكة = هنا ينتقل بطرس من خبراته البشرية المحدودة إلى اإليمان العميق بكلمة اهلل‪.‬‬ ‫وكثي اًر ما تقودنا خبراتنا البشرية لليأس‪ ،‬ولكن مع اإليمان نرى العجائب‪.‬‬

‫العمق= طالما بطرس سيصير صياد للناس فليعلم أول درس‪ ،‬هو أن الخادم يجب أن يحيا فى العمق‪ ،‬عمق‬ ‫أما من يحيا فى السطحيات بال خبرات روحية فى مخدعه فهذا لن‬ ‫معرفة المسيح وعمق الحب وعمق اإليمان ّ‬ ‫يصطاد شيئا‪ .‬وهنا نرى الجهاد مع النعمة‪ .‬فالجهاد يتمثل فى الدخول للعمق والقاء الشبكة (حياة الخادم الداخلية‬ ‫= عمق‪ ،‬كلمة الك ارزة = إلقاء الشبكة) والنعمة هى عمل اهلل العجيب بكلمات الخادم لتأتى هذه الكلمات‬

‫‪6‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع)‬

‫بثم ارها‪.‬ولنالحظ أن الدعوة هى للجميع فالمسيح لم يحدد الجهة التى يلقون فيها الشباك‪ .‬ومسئولية خالص‬

‫المؤمن هى مسئوليته الشخصية‪.‬‬

‫العمق ‪ :‬ايضا العمق يفهم على انه عن النبات الذى يتعمق فى باطن االرض ليحصل على المياه ‪ ،‬فال تحرقه‬ ‫ح اررة الشمس فيثمر ‪ .‬والمياه تشير للروح القدس الذى يعطى التعزيات وسط التجارب ويعطينا ان نثمر ‪.‬‬

‫كيف ندخل الى العمق ؟ هذا يكون بتنفيذ اآلية " حب الرب الهك من كل قلبك‪( "...‬تث ‪ ): :6‬ومحبة المسيح‬ ‫تعنى االتحاد معه ( راجع تفسير يو ‪ . )9 : 1:‬وبالتالى فالروح القدس المنبثق من اآلب ويمأل االبن يمألنا اذا‬ ‫كنا ثابتين فى االبن ‪.‬‬

‫وفى قول بطرس تعبنا الليل كله = إشارة لعمل األنبياء فى العهد القديم كله‪ ،‬إذ تعبوا ولكن كانت الخطية‬ ‫مسيطرة على قلوب البشر‪ .‬ويشير هذا القول أيضاً لمن يكرز ويعلم ببالغة بشرية ولكن من عندياته وليس بعمل‬ ‫المسيح فيه‪ .‬وربما تشير للخدام الذين يتعبون كثي اًر ولكن الوقت‪ ،‬وقت الثمار لم يأت بعد فلقد كانت ليلة التالميذ‬

‫فاشلة بمقاييسهم ولكنها كانت بداية نجاح عجيب وتحول عجيب‪.‬‬

‫ونالحظ أن المسيح جذب التالميذ إليه بعد أن خاطبهم بلغتهم‪ ،‬فهو كلمهم بلغة صيد السمك فإنجذبوا إليه‪ ،‬وهكذا‬

‫كلم المجوس بلغتهم عن طريق نجم‪ ،‬وكلم قسطنطين الملك بلغته حينما أرشده أن يضع عالمة الصليب على‬

‫أسلحته فيغلب فى الحرب‪.‬‬

‫فأشاروا إلى شركائهم = فالحصاد كثير والفعلة قليلون‪.‬‬

‫أخرج من سفينتى = قطعا بطرس ال يريد من المسيح أن يخرج حقيقة من سفينته لكن هذا مجرد تعبير عن‬ ‫شعوره بعدم إستحقاقه بوجود السيد فى سفينته فحينما واجه بطرس نور المسيح رأى خطاياه وشعر بعدم‬

‫إستحقاقه‪ ،‬وهذا ما حدث مع إشعياء إذ رأى اهلل (أش ‪ .)6‬وقد طمأنه المسيح بقوله = ال تخف‪ .‬عموماً فالمؤمنين‬

‫ينقسمون إلى فئتين األولى مثل بطرس حينما يعطيهم اهلل بركة من عنده يشعرون بأنهم غير مستحقين لشئ‪ ،‬واذا‬ ‫صادفتهم تجربة ينسبونها لخطاياهم‪ ،‬أما الصنف الثانى فهو شاعر بأن اهلل ال يعطيه ما هو أهل له‪ ،‬وأن اهلل قد‬

‫ظلمه‪ ،‬واذا صادفته تجربة نسبها لظلم اهلل له‪ .‬ولنعلم أن الفئة األولى هى التى يدخل المسيح قلبها ويملك عليها‬

‫كما دخل لسفينة بطرس‬

‫تركوا كل شئ وتبعوه = من يعرف المسيح حقيقة يترك كل شئ حاسباً إياه نفاية ويكرس القلب بالتمام للمسيح‪.‬‬ ‫ولنالحظ أن بطرس ترك شبكة وصنارة ولنرى ماذا أعطى اهلل لبطرس حتى اآلن من مجد فى السماء وعلى‬

‫األرض‪ .‬شبكتهم تتمزق‪ ..‬أخذتا فى الغرق = التجارب التى تواجه الكنيسة فيتركها ضعاف اإليمان‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح الخامس)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الخامس‬ ‫العظة على الجبل‬ ‫تشمل اإلصحاحات ‪ 1-6-:‬من إنجيل معلمنا متى العظة على الجبل وهى كما يسمونها دستور الحياة‬

‫المسيحية‪ ،‬ألقاها المسيح لكى تلتزم بها مملكته وقد ألقاها المسيح من على جبل‪ ،‬كان جالساً على جبل‪ ،‬والجبل‬ ‫رمز للسماويات فى إرتفاعه‪ ،‬وهذه التعاليم لو نفذناها نحيا السماويات على األرض‪ .‬ولقد لخص معلمنا لوقا‬

‫أما القديس مرقس فلم يورد منها شيئاً فمرقس لم يهتم بالتعاليم قدر إهتمامه‬ ‫بعض تعاليم المسيح فى هذه العظة ّ‬ ‫بإبراز قوة المسيح الجبارة فهو يقدمه للرومان الذين يهتمون بالقوة وليس بالتعاليم‪.‬‬ ‫هذه العظة فيها كل المبادئ السامية الالزمة للحياة المسيحية الكاملة ومن يلتزم بها يرث الحياة األبدية‪ .‬ونرى‬

‫فيها اإلنتقال من الناموس للنعمة‪ ،‬الناموس كان يعطى قوانين ولكن النعمة هى أن المسيح يعطينا حياته‪،‬‬ ‫فنستطيع أن نحيا هذه الفضائل السامية ‪ ،‬فالمسيح قادر أن يعطينا فيه الكمال المسيحى‪ .‬ولنالحظ أن معلمى‬

‫اليهود زادوا الشعب هماً على همه واستخدموا الناموس ليخيفوا الناس من اهلل‪ ،‬أما المسيح هنا فهو يصالح الناس‬ ‫على اهلل بأن يعلن لهم أن اهلل يريد لهم الطوبى والبركة‪ .‬المسيح يعلن لهم هنا عن قلب اهلل الرحيم‪.‬‬

‫(مت‪)21-2 :2‬‬

‫‪2‬‬ ‫ص ِع َد إِلَى ا ْل َج َب ِ‬ ‫َّم إِلَ ْي ِه تَالَ ِمي ُذهُ‪" .‬‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َى‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫آية (مت‪"-:)2:2‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لما رأى الجموع= رآها فى حاجة للتعليم حتى ال تهلك من عدم المعرفة‪.‬‬

‫صعد إلى الجبل = ليسمعه ويراه الجميع‪ .‬ونالحظ أن المسيح يعلن دستوره من على جبل وموسى صعد إلى جبل‬ ‫ليستلم شريعة العهد القديم‪ ،‬فالجبل رمز للسمو والعلو والثبات على اإليمان ‪ ،‬واإلرتفاع عن الماديات واألرضيات‬

‫فلما جلس = كمشرع يعلن شريعة العهد الجديد ووصايا الحق‪ .‬وكملك إبن داود يضع شريعته‪ .‬ولكن لنالحظ أنه‬ ‫لم يكن من حق ملوك إسرائيل أن يضعوا شريعة لشعبهم‪ ،‬بل هم يطبقون ناموس موسى‪ .‬إذاً فالمسيح إبن الملك‬

‫داود ليس ملكاً عادياً بل هو يهوه نفسه واضع شريعة العهد القديم ومكملها في الجديد‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وعلَّ َم ُه ْم قَ ِائالً‪" :‬‬ ‫فتح فاهُ َ‬ ‫آية (مت‪ ""-:)1:2‬فَ َ‬ ‫ففتح فاه = اهلل تكلم قديماً بأفواه األنبياء واآلن يكلمنا فى إبنه (عب ‪)1-1:1‬‬

‫‪8‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫السماو ِ‬ ‫آية (مت‪«8""-:)8:2‬طُوبى لِ ْلمس ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫وح‪ ،‬أل َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ين ِب ُّ‬ ‫َن لَ ُه ْم َملَ ُك َ‬ ‫َ‬ ‫وت َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫طوبى = أى البركة والسعادة لهؤالء‪ .‬ونالحظ أن المسيح لم يبدأ تعليمه بأن يتحدث عن الممنوعات‪ ،‬بل هو يبدأ‬ ‫بالجانب اإليجابى‪ ،‬والحياة الفاضلة كاشفاً عن مكافأتها ليحثهم عليها‪ .‬والصفات التى طوبها المسيح فى هذه‬ ‫اآلية واآليات التالية ليست صفات منفصلة بل متكاملة‪ ،‬فالمسكين بالروح هو بال شك وديع‪ ،‬وصانعو السالم بال‬

‫شك هم رحماء والذين يجوعون ويعطشون للبر والملكوت يكشف جوعهم وعطشهم عن قلب نقى بال جدال‬ ‫والمضطهدون من أجل البر هم باكون حتماً وبالنهاية يتعزون بالضرورة‪.‬‬

‫المساكين بالروح = ليسوا هم المعتازين مادياً ولكن هم من يشعرون بفقرهم الشديد بدون اهلل‪ ،‬ويشعرون بحاجتهم‬ ‫هلل‪ ،‬وأنه كل شئ لهم لذلك فهم يطلبونه بإنسحاق شديد‪،‬وهذا هو مفهوم اإلتضاع‪ ،‬وهؤالء يرفعهم اهلل لملكوته‬

‫ويسكن عندهم (أش ‪ .)1:::1‬الكبرياء يسقطنا من الملكوت كما أسقط أبونا آدم أما اإلتضاع يرفعنا إليه‪.‬‬

‫واإلتضاع والمسكنة بالروح ضد مفاهيم الفريسيين‪ .‬فالمسيح ُي َغيِّر هنا المفاهيم الخاطئة‪ .‬المسكين بالروح يشعر‬ ‫فى داخله أنه ال يستحق شيئا وأنه ضعيف وخاطئ ‪ ،‬وقلبه مثل لسانه أى َّ‬ ‫اليدعى هذا ‪ .‬وهذا ما جعل بطرس‬ ‫يقول للسيد أخرج من سفينتى يا رب ألنى رجل خاطئ (لو‪ )8 : :‬إذ وجد نفسه غير مستحق لوجود الرب فى‬

‫سفينته ‪ .‬أما المتكبر فهو دائما يشعر أن اهلل ظلمه إذ أنه كان يستحق أكثر ‪ .‬هذه المسكنة بالروح فيها حماية‬

‫من السقوط لذلك كانت نصيحة رب المجد لنا " إن فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون " (لو‪: 11‬‬

‫‪ . )17‬ونالحظ أن التواضع كان أول التطويبات فهو األساس لكل فضيلة ‪.‬‬

‫ألن لهم ملكوت السموات = السيد يرفع أنظارنا لتكون أفكارنا وطموحنا فى السموات وليس على األرض ‪ .‬لذلك‬ ‫نجده يكرر عبارة أبوكم السماوى ويعلمنا صالة " أبانا الذى فى السموات ‪."...‬‬

‫‪4‬‬ ‫وبى لِ ْل َح َاز َنى‪ ،‬أل ََّن ُه ْم َيتَ َع َّز ْو َن‪" .‬‬ ‫آية (مت‪ ""-:)4:2‬طُ َ‬ ‫الحزانى= ال يقصد الذى يحزن لضياع ماله أو ممتلكاته فهذا حزن باطل‪ ،‬بل من يحزن على خطاياه ويحيا حياة‬

‫التوبة‪ .‬بل يبكى على خطايا اآلخرين ويحزن على هالكهم‪ ،‬هؤالء حزنهم مقدس واهلل يحوله لفرح روحى‬

‫( يو ‪1 + 11:16‬كو ‪ .)17:1‬فمن يزرع بالدموع يحصد باإلبتهاج (مز ‪ = )::116‬ألنهم يتعزون‬

‫ولنالحظ الترتيب فالمتضع أى المسكين بالروح يسكن اهلل عنده فينير بصيرته فيعرف خطاياه ويراها فيحزن‬ ‫عليها‪ ،‬فيحول اهلل حزنه إلى فرح‪ .‬ونالحظ أن السيد المسيح ُذ ِك َر عنه أكثر من مرة أنه بكى ولم يذكر عنه أنه‬ ‫ضحك‪ ،‬مرة واحدة قيل عنه تهلل بالروح إذ رأى عمل اهلل فى تالميذه‪ .‬وماذا تنفع أفراح األرض يوم الدينونة‪ .‬أما‬ ‫عزاء الروح القدس فهو سندنا وسط أالمنا على األرض ويضمن لنا السماء‪.‬‬ ‫آية (مت‪2""-:)2:2‬طُوبى لِ ْلوَدع ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫ون األ َْر َ‬ ‫اء‪ ،‬أل ََّن ُه ْم َي ِرثُ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫الودعاء = مرة أخرى الحظ الترتيب‪ ،‬فالحزين على خطاياه‪ ،‬حزنه يصقله ويصير وديعا ‪ ،‬هو في خجل من‬ ‫ين‪ .‬الودعاء هم ذوى القلوب المتسعة البسيطة التى تحتمل إساءات اآلخرين‪ ،‬وال‬ ‫خطاياه الشخصية يغفر لالخر ً‬ ‫‪9‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫تقاوم الشر بالشر‪ ،‬هم الذين فى ثقة فى مسيحهم يقابلون من يعاديهم بإبتسامة وديعة‪ ،‬ال تربكهم إساءات‬

‫اآلخرين فيفقدوا سالمهم‪ ،‬ليس عن ضعف (فالمسيح القوى كان وديعاً)‪ ،‬بل ثقة فى قوة المسيح يرثون األرض =‬

‫هذه مثل " إن أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداؤه أيضا يسالمونه " (أم‪ ، )1 : 16‬فالوديع يتمتع بحب الناس‬ ‫فيعيش فى هدوء وسكينة‪ .‬وهناك فرق بين هدوء الطبع وبرودة الطبع ‪ ،‬فاألول ال يثور على الناس وال يثيرهم بل‬

‫تجده يشيع الهدوء فيمن حوله ‪ ،‬والثانى بروده يثير الناس ‪.‬‬

‫والكلمة اليونانية هنا المترجمة ودعاء تستخدم لوصف الحيوانات األليفة المستأنسة‪ ،‬وكأن السيد يطوب طبيعة‬

‫فروضها فتحولت لكائن أليف وديع‪.‬‬ ‫المؤمن التى كانت قبالً شرسة وقد خضعت هلل َّ‬

‫‪6‬‬ ‫اع َوا ْل ِعطَ ِ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫وبى لِ ْل ِج َي ِ‬ ‫اش إِلَى ا ْل ِبِّر‪ ،‬ألَ َّن ُه ْم ُي ْ‬ ‫ش َب ُع َ‬ ‫آية (مت‪ ""-:)6:2‬طُ َ‬ ‫الجياع والعطاش إلى البر= نالحظ الترتيب فالتطويب حتى اآلن كان لنفس متضعة سكن فيها اهلل ورأت‬

‫خطاياها فحزنت‪ ،‬وحول اهلل حزنها فرح‪ ،‬وبدأ المسيح يشفيها من شراستها فتغيرت طبيعتها‪ .‬مثل هذه النفس قطعاً‬ ‫ستشتاق للمزيد‪ ،‬والبر هنا هو بر المسيح‪ ،‬فهو صار لنا ب اًر من اهلل‪ .‬وطوبى لمن يشتاق أن يشبع من اهلل‪ ،‬طوبى‬ ‫لمن يجوع للطعام الروحى أى معرفة اهلل ومعرفة المسيح‪ .‬وكما أن الجوع الجسدى عالمة صحة‪ ،‬فالجوع الروحى‬

‫عالمة صحة روحية‪ .‬ومعرفة اهلل والمسيح حياة (يو ‪ ،)::11‬كما أن الشبع بالطعام يعطى حياة للجسد‪ .‬ومن‬

‫وي َعِّرفَه المسيح ويشبعه بالمسيح‬ ‫يجوع ويعطش هلل يشبعه اهلل ويرويه‪ ،‬يعطيه اهلل الروح القدس ليثبته فى المسيح ُ‬ ‫(يو ‪ ):9-:1:1‬هكذا صرخ المرنم " كما يشتاق األيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسى إليك يا اهلل (مز‬ ‫يدى فتشبع نفسى كما من شحم ودسم " (مز‪ . ): ، 1 : 6:‬فالحب اإللهى مشبع للنفس‪.‬‬ ‫‪ " + )1:11‬أرفع َّ‬ ‫والحياة هى رحلة نحو الكمال ‪ ،‬والكمال هو بدون حدود‪ .‬الجوع والعطش إلى اهلل هو شعور دائم باإلحتياج هلل‬

‫ولإلمتالء به‪ .‬ومن تذوق هذه المتعة يقول لكل إنسان مع المرنم "ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب " ( مز ‪: :1‬‬

‫‪.)8‬‬

‫آية (مت‪1""-:)1:2‬طُوبى لِ ُّلرحم ِ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫اء‪ ،‬أل ََّن ُه ْم ُي ْر َح ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫الرحماء= كلما نتالمس مع اهلل ونعرفه ونشبع به ويسكن فينا فهو يسكن عند المنسحقين نتمتع بسماته خاصة‬ ‫الرحمة‪" .‬كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم لو ‪ .":6:6‬والذى ال يرحم أخاه لن يذوق من رحمة اهلل‪ .‬والرحمة‬ ‫تشمل الفقراء والمحتاجين وأيضاً تشمل الخطاة فال ندينهم بل نصلى ألجل توبتهم وخالصهم‪ .‬وكما يغير المسيح‬ ‫طبعنا الشرس لطبع وديع‪ ،‬هكذا يغير قساوتنا إلى طبع رحيم‪.‬الرحمة هى اإلحساس باآلخر ومشاركته مشاعره‪.‬‬

‫وتسديد إحتياجاته‪.‬‬

‫آية (مت‪3""-:)3:2‬طُوبى لِألَ ْن ِقي ِ‬ ‫ون اهللَ‪" .‬‬ ‫اء ا ْل َق ْل ِب‪ ،‬أل ََّن ُه ْم ُي َعا ِي ُن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أنقياء القلب= نحن أمام نفس يتعامل معها اهلل‪ ،‬حولها للوداعة وتشبهت به فصارت رحيمة‪ ،‬وماذا بعد؟ كيف‬ ‫نرتقى لدرجة أعلى؟‬ ‫‪10‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫ينقى اهلل القلب فيصبح بسيط ‪ ،‬والبسيط عكس المركب‪ ،‬أى أن القلب البسيط له هدف واحد ‪ ،‬ال ينقسم بين‬

‫محبة اهلل ومحبة العالم‪ ،‬يصبح هذا القلب غير محباً للخطية‪.‬وأصل كلمة النقاوة فى اليونانية تشير للغسل‬ ‫والتطهير كإزالة األوساخ من المالبس‪ ،‬وتعنى أيضاً تنقية ما هو صالح مما هو ردئ كفصل الحنطة عن التبن‬

‫هكذا قلب المؤمن‪ ،‬يغسله ربنا يسوع المسيح بدمه من كل شائبة‪.‬‬

‫يعاينون اهلل = هذه ال تعنى أننا نرى اهلل بصورة مجسمة‪ ،‬فاهلل فوق الحواس بل أن من تطهر من حب الخطية‬ ‫تنفتح بصيرته الداخلية بل حواسه الداخلية كلها فيرى ويسمع ويتذوق= فيعاين اهلل ‪ ،‬فحين يقول داود النبى‬

‫"تأملت فرأيت الرب أمامى فى كل حين إنه عن يمينى لكى ال أتزعزع" (مز‪ )17 : ::‬فهل رأى داود الرب عيانا‬ ‫؟! قطعا ال ‪ ،‬لكنه هو شاعر دائما بحمايته ومساندته له ‪ .‬نحن نعاينه هنا على األرض باإليمان أما فى السماء‬

‫فسيكون هذا عيانا‪ .‬فالخطية هى التى تحجب رؤية اهلل‪ ،‬وبدون قداسة لن يرى أحد الرب (عب ‪ .)11:11‬اهلل‬

‫أما من يعيش للخطية يصبح قلبه غليظاً‬ ‫وي َح ْ‬ ‫وي َحس ُ‬ ‫ُيرى ُ‬ ‫ب بالقلب إذا تصفى من شوائب محبة العالم والخطية‪ّ .‬‬ ‫فى يا اهلل "‪ .‬مثل هذا اإلنسان الذى له القلب البسيط‬ ‫ال يشعر وال يحب الرب‪ .‬لذلك هتف داود " قلباً نقياً إخلقه ّ‬

‫يقال عنه أيضاً أن له عين بسيطة ال تبحث إالّ عماّ هو هلل‪ ،‬هذا اإلنسان يكون جسده كله ني اًر‪ ،‬أى يكون نو اًر‬ ‫للعالم يرى الناس اهلل من خالله فاهلل نور‪ .‬وهذه يصل لها من يقمع جسده وأهواءه ويضبط شهواته ويصلب نفسه‬

‫عن العالم‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫السالَِم‪ ،‬أل ََّنهم أ َْب َناء ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ُي ْد َع ْو َن‪" .‬‬ ‫ص ِان ِعي َّ‬ ‫آية (مت‪ ""-:)1:2‬طُ َ‬ ‫َ‬ ‫وبى ل َ‬ ‫ُْ‬ ‫صانعى السالم = من يعا ين اهلل يشتهى أن يعمل فى كرم اهلل ولحساب مجد اهلل‪ ،‬والمسيح هو رئيس السالم جاء‬

‫ليؤسس ملكوته على األرض وهو ملكوت السالم‪ .‬وابن اهلل يعمل لحساب هذا الملكوت ويؤسس مع المسيح‬ ‫ملكوته بين الناس‪ .‬أبناء اهلل مأل اهلل قلبهم سالماً فإندفعوا يعملونه بين الناس‪ ،‬متشبهين بالمسيح الذى صنع‬

‫سالماً بين السماء واألرض‪ .‬وكل من يصنع سالماً فهو إبن هلل‪ ،‬ومن يزرع خصاماً فهو ليس إبناً هلل‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫وبى لِ ْلم ْطر ِ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫َج ِل ا ْل ِبِّر‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن لَ ُه ْم َملَ ُك َ‬ ‫ود َ‬ ‫ين ِم ْن أ ْ‬ ‫وت َّ َ َ‬ ‫آية (مت‪ " -:)22:2‬طُ َ َ ُ‬ ‫المطرودين من أجل البر= أبناء اهلل المتحدين باإلبن البكر يسوع المسيح ينالهم ما نال المسيح (يو‪، )18 : 1:‬‬

‫فكما طارد الشيطان المسيح‪ ،‬هكذا سيطارد المؤمنين فالشيطان والعالم يبغضون المسيح أى يبغضون البر‬

‫وبالتالى يبغضون كل من يطلب البر ويحرمونه من ملكوت األرض لكن اهلل يعطيهم ملكوت السموات‬ ‫والمطرودين من أجل البر هم المضطهدين ألجل برهم‪ .‬نالحظ هنا أن المطرودين ألجل البر هم من أصحاب‬ ‫الطوبى الذين سبقوا‪ .‬فكل من طوبه المسيح يكرهه العالم‪ .‬فحامل الطوبى يعمل لحساب اهلل ولكن العالم ال يعمل‬

‫لحساب اهلل فهو ال يعرف اهلل (يو ‪ .)1::11‬حياة البر على األرض تتلخص فى ألم من الناس وتعزية من اهلل‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫وبى‬ ‫اآليات (مت‪ "-:)21-22:2‬طُ َ‬ ‫َج َرُك ْم‬ ‫ين‪ِ21 .‬اف َْر ُحوا َوتَ َهلَّلُوا‪ ،‬أل َّ‬ ‫َك ِاذ ِب َ‬ ‫َن أ ْ‬

‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجلِي‪،‬‬ ‫يرٍة‪ِ ،‬م ْن أ ْ‬ ‫لَ ُك ْم إ َذا َعي َُّرو ُك ْم َوطَ َرُدو ُك ْم َوقَالُوا َعلَ ْي ُك ْم ُك َّل َكل َمة شِّر َ‬ ‫ع ِظيم ِفي َّ ِ‬ ‫ين قَ ْبلَ ُك ْم‪" .‬‬ ‫اء الَِّذ َ‬ ‫َ‬ ‫الس َم َاوات‪ ،‬فَِإ َّن ُه ْم ه َك َذا طَ َرُدوا األَ ْن ِب َي َ‬ ‫‪11‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫هنا السيد يوجه كالمه للسامعين = طوبى لكم= وهذا تشجيع لهم ألن يكونوا من المؤمنين‪ ،‬وأن يحتملوا ما‬

‫سيواجهونه من ضيق كأوالد هلل فشركاء االلم شركاء للمجد ( رو ‪ ) 11 : 8‬عيروكم = شتموكم فى وجودكم‪....‬‬

‫قالوا عليكم = فى غيابكم‪ .‬كلمة شريرة = إتهامات باطلة‪.‬‬

‫طوبها بل‬ ‫ولنالحظ فى النهاية أن الجزاءات التى قالها السيد عن حالة ليست منفصلة عن بقية الحاالت التى َّ‬

‫هى متكاملة‪ ،‬هى تمس حياتنا الداخلية الواحدة من جوانب مختلفة‪ ،‬فمن المؤكد أن الرحماء ُيدعون أبناء اهلل وأن‬ ‫صانعى السالم ُيشبعون وهكذا قال القديس أغسطينوس هذا التشبيه ليشرح تكامل التطوبيات‪-:‬‬ ‫مثال ذلك أعضاء اإلنسان الجسدية متعددة ولكن لكل منها عملها الخاص فنقول طوبى لمن لهم أقدام ألنهم‬ ‫يمشون‪ ،‬ولمن لهم أيدى ألنهم يعملون‪ .‬هكذا نحن سنعاين اهلل بسبب نقاوة القلب‪ .‬ولكن نقى القلب هو صانع‬

‫سالم‪ ،‬لكن لن يعاين اهلل بسبب صنعه السالم لكن بسبب نقاوة قلبه‪ .‬ونقى القلب هو رحيم ولكنه لن يعاين اهلل‬

‫بسبب رحمته ولكن بسب نقاوة قلبه وهكذا‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫ض ٍع سهل‪ُ ،‬هو وجمع ِم ْن تَالَ ِم ِ‬ ‫ف ِفي مو ِ‬ ‫يذ ِه‪َ ،‬و ُج ْم ُهور َك ِثير ِم َن‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)16-21:6‬وَن َز َل َم َع ُه ْم َو َوقَ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ​َْ‬ ‫شفَوا ِم ْن أَمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫شلِيم و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫اض ِه ْم‪،‬‬ ‫الش ْع ِب‪ِ ،‬م ْن َج ِم ِ‬ ‫اء‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫س َم ُعوهُ َوُي ْ ْ‬ ‫اءوا ل َي ْ‬ ‫ين َج ُ‬ ‫ص ْي َد َ‬ ‫ور َو َ‬ ‫ساح ِل ُ‬ ‫ُور َ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ص َ‬ ‫يع ا ْل َي ُهوديَّة َوأ ُ‬

‫ِم ْن ُه‬ ‫ُّها‬ ‫أَي َ‬

‫‪23‬‬ ‫ُون‪21 .‬و ُك ُّل ا ْلجم ِع طَلَبوا أ ْ ِ‬ ‫َن قَُّوةً َكا َن ْت تَ ْخ ُر ُج‬ ‫سوهُ‪ ،‬أل َّ‬ ‫ون ِم ْن أ َْرَو ٍ‬ ‫س ٍة‪َ .‬و َكانُوا َي ْب َأر َ‬ ‫َوا ْل ُم َع َّذ ُب َ‬ ‫ُ‬ ‫َن َي ْلم ُ‬ ‫َ‬ ‫اح َن ِج َ‬ ‫َْ‬ ‫ِ ‪12‬‬ ‫ال‪«:‬طُوبا ُكم أَيُّها ا ْلمس ِ‬ ‫ش ِفي ا ْلج ِميع‪12 .‬ورفَع ع ْي َن ْي ِه إِلَى تَالَ ِم ِ‬ ‫وبا ُك ْم‬ ‫ين‪ ،‬أل َّ‬ ‫َوتَ ْ‬ ‫يذ ِه َوقَ َ‬ ‫َن لَ ُك ْم َملَ ُك َ‬ ‫اك ُ‬ ‫وت اهلل‪ .‬طُ َ‬ ‫َ َ َ​َ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬ ‫ض ُكم َّ‬ ‫ون‪11 .‬طُ َ ِ‬ ‫اس‪َ ،‬وِا َذا‬ ‫اآلن‪ ،‬أل ََّن ُك ْم تُ ْ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫ض َح ُك َ‬ ‫ون َ‬ ‫ُّها ا ْل َبا ُك َ‬ ‫ش َب ُع َ‬ ‫ا ْل ِج َياعُ َ‬ ‫ون‪ .‬طُ َ‬ ‫وبا ُك ْم أَي َ‬ ‫الن ُ‬ ‫اآلن‪ ،‬أل ََّن ُك ْم َ‬ ‫وبا ُك ْم إ َذا أ َْب َغ َ ُ‬ ‫اإل ْنس ِ ‪ِ18‬‬ ‫اس َم ُك ْم َك ِشِّر ٍ‬ ‫َج ُرُك ْم‬ ‫أَف َْرُزو ُك ْم َو َعي َُّرو ُك ْم‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ان‪ .‬اف َْر ُحوا ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َوتَ َهلَّلُوا‪ ،‬فَ ُه َوَذا أ ْ‬ ‫ير ِم ْن أ ْ‬ ‫َخ َر ُجوا ْ‬ ‫َج ِل ْاب ِن ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪ِ 14‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اء‪ ،‬أل ََّن ُك ْم قَ ْد ِن ْلتُ ْم‬ ‫اء‪ .‬أل َّ‬ ‫اء ُه ْم ه َك َذا َكا ُنوا َي ْف َعلُ َ‬ ‫َن َ‬ ‫ون ِباألَ ْن ِب َياء‪َ .‬ولك ْن َوْيل لَ ُك ْم أَي َ‬ ‫ُّها األَ ْغن َي ُ‬ ‫آب َ‬ ‫َعظيم في َّ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ون‪ .‬وْيل لَ ُكم أَيُّها الض ِ‬ ‫ُّها َّ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫ون َوتَ ْب ُك َ‬ ‫ستَ ْح َزُن َ‬ ‫ون َ‬ ‫َّاح ُك َ‬ ‫ستَ ُج ُ‬ ‫الش َب َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اء ُك ْم‪َ .‬وْيل لَ ُك ْم أَي َ‬ ‫اآلن‪ ،‬أل ََّن ُك ْم َ‬ ‫وع َ َ‬ ‫اعى‪ ،‬أل ََّن ُك ْم َ‬ ‫َع َز َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ون ِباألَ ْن ِبي ِ‬ ‫ال ِفي ُكم َج ِميعُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫اء ا ْل َك َذ َب ِة‪" .‬‬ ‫آب ُ‬ ‫اؤ ُه ْم َي ْف َعلُ َ‬ ‫س ًنا‪ .‬أل ََّن ُه ه َك َذا َك َ‬ ‫َ‬ ‫ان َ‬ ‫اس َح َ‬ ‫َوْيل لَ ُك ْم إ َذا قَ َ ْ‬ ‫واضح أن هناك خالفات فى النص الوارد فى تطويبات إنجيل متى مع تطويبات إنجيل لوقا‪ .‬فمثالً يقول فى متى‬

‫طوبى للمساكين بالروح وفى لوقا يقول طوباكم أيها المساكين‪ ..‬وهكذا‪ .‬وحل هذا اإلشكال سهل جداً‪ .‬فنحن‬ ‫نسمع فى إنجيل متى أن المسيح ألقى عظته على الجبل ‪ 1::‬ولكننا نسمع فى لوقا أن المسيح قال عظته الثانية‬

‫بعد ان نزل من على الجبل وذهب إلى سهل ‪ .11:6‬فعظة إنجيل متى من على الجبل وعظة إنجيل لوقا فى‬

‫سهل‪ .‬وسبب إختالف المعانى أن الجمع الذى إحتشد حول المسيح بعد نزوله من على الجبل كان مكوناً من‬ ‫تالميذه الذين تركوا كل شىء وتبعوه‪ ،‬وأيضاً من كثيرين من المتألمين والمرضى والمعذبين‪ ،‬فكان كالم المسيح‬

‫لهؤالء يختلف عن كالمه لمن كانوا على الجبل‪ ،‬كان كالم المسيح على الجبل (والجبل رمز للسماويات ) موجهاً‬

‫للنواحى الروحية مثل اإلتضاع وهو المسكنة بالروح‪ ،‬والجوع والعطش للبر‪ .‬أماً كالم المسيح فى السهل (‬ ‫والسهل رمز للمستوى الروحى األدنى ) فقد كان متأث اًر بحالة الجموع المعذبة‪ ،‬هؤالء الذين يحيون فى ذل وشقاء‬ ‫ونجد هنا المسيح يتحنن عليهم ويشفيهم‪ ،‬ويطوبهم على إحتمالهم ما هم فيه‪ .‬لم يكلمهم المسيح عن المسكنة‬

‫‪12‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫بالروح بل طوبهم على إحتمالهم المسكنة وأنهم تبعوه ويسمعونه‪،‬أى هم يبحثون عن الحق‪ .‬وطوب هؤالء الجياع‬

‫ألنهم إحتملوا جوعهم بال تذمر‪ .‬وقطعاً فالمسيح لن يطوب إنساناً مسكيناً فقط ألنه مسكين وفقير‪ ،‬إن لم يكن له‬ ‫روحيات ترضى المسيح كتسليم حياته هلل‪ ،‬والشكر على ما هو فيه‪ ،‬وعدم التذمر‪ .‬المسيح فى عظة إنجيل لوقا‬

‫يرفع من معنويات هؤالء المساكين (راجع قصة الغنى والعازر)‪ .‬وبعد أن يرفع معنوياتهم‪ ،‬يرفع روحياتهم بأن‬ ‫يكلمهم عن المسكنة بالروح‪ .‬المسيح كان يشفى أمراضهم ويحررهم من األرواح النجسة أوالً وبعد ذلك يكلمهم عن‬

‫الجوع والعطش إلى البر‪.‬‬

‫ونالحظ أن هناك من صار فقي اًر وجائعاً فعالً ألجل المسيح كالرهبان وعلى رأسهم األنبا أنطونيوس الذى باع كل‬

‫ما يملكه وصار فقي اًر ليتشبه بسيده الذى إفتقر وهو غنى ( ‪1‬كو ‪.)9:8‬‬

‫عظة إنجيل لوقا فى السهل هى الدرجة األولى فى السلم الروحى يليها الدرجة األعلى على الجبل فى إنجيل‬

‫متى‪ .‬ونزل معهم =هو نزل معهم لكى يرفعهم‪ .‬وهو تحنن عليهم إذ جاءوا ليسمعوه‪ ...‬وطلبوا أن يلمسوه‪..‬لذلك‬ ‫وعلَّ َمهم (مر ‪ ) :1:6‬ألن قوة كانت تخرج منه وتشفى الجميع = فالسيد‬ ‫إذ طلبوه بصدق طوب فقرهم وجوعهم َ‬ ‫المسيح هو القوة الخالقة‪ ،‬هو الذى به كان كل شىء وبغيره لم يكن شىء مماّ كان‪ ،‬وهو القوة المصححة الشافية‬

‫للخليقة‪ ،‬لهذا تجسد‪.‬‬

‫إذاً ال تعارض بين ما ذكره القديس متى وما قاله القديس لوقا ‪ .‬فالمسيح ظل يعلم الجموع أكثر من ثالث سنوات‬ ‫‪ .‬وكل إنجيلى يختار من تعاليم السيد ما يناسب هدفه من كتابة إنجيله ‪ .‬وكما رأينا فى المقدمة فإن لوقا يقدم‬

‫المسيح صديق البشرية المعذبة‪ ،‬لذلك هو ينتقى هنا من تعاليم المسيح هذه الكلمات الموجهة للمقهورين ‪ .‬وهؤالء‬ ‫حين تبدأ تعزياتهم يمكن أن يفهموا المستوى الروحى األعلى عن المسكنة بالروح التى ذكرها متى ‪.‬‬

‫طوباكم = طوبى بمعنى يسعد وينعم وتعنى الغبطة‪ .‬وفى عظة الجبل كان السيد يقول طوبى‪ ،‬وهنا يوجه السيد‬

‫كالمه لسامعيه من المساكين ليشجعهم أيها المساكين = العالم يفهم أن السعادة والغبطة هى لألغنياء‪ ،‬والسيد‬ ‫هنا يقول إن الطوبى للمساكين فلهم ملكوت اهلل‪ ،‬لهم السعادة فى السماء أما األغنياء فقد إستوفوا أجرهم على‬

‫األرض ولنراجع ( قصة لعازر والغنى) وهذه أيضا ذكرها لوقا فقط مما يوضح الفكرة التى يهتم لوقا بأن يقمها‬ ‫عن المسيح صديق البسطاء والفقراء والمعذبين ‪ .‬هنا المسيح يرفع المساكين والمتألمين لشركة أمجاده‪ .‬ومن آية‬

‫‪ 11‬يقدم المسيح بعض الويالت‪ ،‬مثالً لألغنياء ونالحظ‪-:‬‬

‫‪-1‬المسيح بدأ بالتطويبات قبل الويالت فهدفه تشجيع السامعين وبث الرجاء فيهم‪.‬‬

‫‪ -2‬المسيح ليس ضد األغنياء ولكن ضد األغنياء قساة القلوب أو الذين يعتمدون ويتكلون على أموالهم‬ ‫(مر‪ +19:1‬مر ‪.)11:17‬‬

‫‪-3‬المسكين مادياً ولكنه متكبر مثالً لن يكون له نصيب فى الملكوت‪.‬‬

‫أيها الباكون =المقصود بهم المظلومين والمقهورين‪ ،‬ومن ظلمهم العالم سينصفهم اهلل‪.‬‬

‫أفرزوكم = هو حكم يصدر من المجمع‪ ،‬فال يحق للمحكوم عليه دخوله ‪ 97-:7‬يوماً‪.‬‬ ‫وعيروكم= الحكم األول أفرزوكم هو حكم دينى‪ ،‬وهذا الحكم عيروكم هو حكم مدنى‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫أخرجوا إسمكم كشرير= هذا حكم أدبى ُيحرم فيه اإلنسان من حقوقه الدينية والمدنية والشخصية‪.‬‬ ‫من أجل إبن اإلنسان =مبارك من ُيحكم عليه بما سبق لكونه مسيحى‪.‬‬ ‫كانوا يفعلون باألنبياء = الصليب واإلضطهاد واقع على كل أوالد اهلل‪.‬‬

‫األغنياء=المتكلين على أموالهم‪ ،‬وقلوبهم بال رحمة‪ ،‬الشباعى=من مسرات العالم‪.‬‬

‫الضاحكين = يلهيهم العالم بإغراءاته عن طلب التوبة بدموع‪.‬‬

‫قال فيكم جميع الناس حسناً =هؤالء الذين يسعون وراء المجد الباطل‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شي ٍء‪ ،‬إِالَّ‬ ‫اآليات (مت ‪« " -:)26-28:2‬أَ ْنتُ ْم ِم ْل ُح األ َْر ِ‬ ‫س َد ا ْلم ْل ُح فَ ِب َما َذا ُي َملَّ ُح؟ الَ َي ْ‬ ‫ض‪َ ،‬ولك ْن إِ ْن فَ َ‬ ‫صلُ ُح َب ْع ُد ل َ ْ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬ ‫اس ِم َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫َن ُي ْط َر َح َخ ِ‬ ‫وعة َعلَى َج َبل‪َ ،‬والَ‬ ‫ور ا ْل َعالَِم‪ .‬الَ ُي ْم ِك ُن أ ْ‬ ‫أل ْ‬ ‫َن تُ ْخفَى َم ِدي َنة َم ْو ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ار ًجا َوُي َد َ‬ ‫اس‪ .‬أَ ْنتُ ْم ُن ُ‬ ‫ِ ‪ِ 26‬‬ ‫يع الَِّذ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يوِق ُد َ ِ‬ ‫ت ا ْل ِم ْك َي ِ‬ ‫ورُك ْم ه َك َذا‬ ‫يء لِ َج ِم ِ‬ ‫ض ُعوَن ُه تَ ْح َ‬ ‫اجا َوَي َ‬ ‫ون س َر ً‬ ‫ُ‬ ‫ين في ا ْل َب ْيت‪َ .‬ف ْل ُيض ْ‬ ‫ال‪َ ،‬ب ْل َعلَى ا ْل َم َن َارِة فَ ُيض ُ‬ ‫ئ نُ ُ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قُدَّام َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫اس‪ ،‬لِ َك ْي َي َر ْوا أ ْ‬ ‫س َن َة‪َ ،‬وُي َم ِّج ُدوا أ َ​َبا ُك ُم الَّذي في َّ َ َ‬ ‫َع َمالَ ُك ُم ا ْل َح َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (مت‪«28" -:)28:2‬أَ ْنتُ ْم ِم ْل ُح األ َْر ِ‬ ‫َن‬ ‫صلُ ُح َب ْع ُد لِ َ‬ ‫ش ْي ٍء‪ ،‬إِالَّ أل ْ‬ ‫س َد ا ْلم ْل ُح فَ ِب َما َذا ُي َملَّ ُح؟ الَ َي ْ‬ ‫ض‪َ ،‬ولك ْن إِ ْن فَ َ‬ ‫س ِم َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ُي ْط َر َح َخ ِ‬ ‫اس‪" .‬‬ ‫ار ًجا َوُي َدا َ‬

‫صفات الملح ‪ )1‬يعطى طعماً ويبرز نكهة الطعام لو ذاب بكمية معقولة‬ ‫‪ )1‬يحفظ بعض األطعمة من الفساد‬ ‫‪ ):‬نقى وابيض‪.‬‬

‫وبهذا التشبيه فالسيد المسيح يدعو المؤمنين للذوبان فى المجتمع‪ ،‬فالطبيعة البشرية فسدت وفقدت نكهتها بسبب‬

‫الخطية‪ .‬وعلى المؤمنين أن يعيشوا بحياتهم النقية (بيضاء كالملح) وسط المجتمع‪ .‬وهم قادرون بالمسيح الذى‬ ‫فيهم أن يؤثروا فيمن حولهم ويكونوا قدوة‪ ،‬وبهذا يتقدس العالم ويمتنع عنه الفساد‪ .‬ولكن على المؤمنين أن يذوبوا‬

‫فى حياة اآلخرين بإعتدال فال يفقدوهم شخصياتهم ومواهبهم (كمن يضع كمية كبيرة من الملح فى الطعام‬

‫فتفسده) ‪ .‬أما لو فسد الملح لصار خط اًر وبيالً على من يستعمله‪ ،‬والقدوة لو فسدت فأثرها ال ُيطاق كالملح‬ ‫الفاسد‪ .‬ولذلك طلب السيد المسيح من اآلب أالّ يأخذهم من العالم بل أن يحفظهم من الشرير (يو‪ )1::11‬فهم‬ ‫لهم عملهم ودورهم كملح للعالم‪.‬وا هلل كان لن يحرق سدوم لو وجد فيها عشرة ابرار ‪ .‬وهناك ملح فاسد وهذا يداس‬

‫مثل شاول الملك ‪ ،‬وهناك ملح قد إتسخ وهذا ُينقى بالتوبة مثل داود ‪ .‬لهذا جاء المسيح ولنالحظ أن ناثان النبى‬ ‫حين قال لداود الرب نقل عنك خطيتك(‪1‬صم‪ )1: : 11‬فهو نقلها لحساب المسيح ليحملها المسيح بدالً منه يوم‬

‫صليبه‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ون‬ ‫ور ا ْل َعالَِم‪ .‬الَ ُي ْم ِك ُن أ ْ‬ ‫وعة َعلَى َج َبل‪َ ،‬والَ ُيوِق ُد َ‬ ‫َن تُ ْخفَى َم ِدي َنة َم ْو ُ‬ ‫ض َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)26-24:2‬أَ ْنتُ ْم ُن ُ‬ ‫ِ ‪ِ 26‬‬ ‫يع الَِّذ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ا ْل ِم ْك َي ِ‬ ‫َّام‬ ‫يء لِ َج ِم ِ‬ ‫ض ُعوَن ُه تَ ْح َ‬ ‫اجا َوَي َ‬ ‫س َر ً‬ ‫ين في ا ْل َب ْيت‪َ .‬ف ْل ُيض ْ‬ ‫ال‪َ ،‬ب ْل َعلَى ا ْل َم َن َارِة فَ ُيض ُ‬ ‫ئ ُن ُ‬ ‫ورُك ْم ه َك َذا قُد َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫اس‪ ،‬لِ َك ْي َي َر ْوا أ ْ‬ ‫س َن َة‪َ ،‬وُي َم ِّج ُدوا أ َ​َبا ُك ُم الَّذي في َّ َ َ‬ ‫َع َمالَ ُك ُم ا ْل َح َ‬ ‫النور الحقيقى هو المسيح‪ ،‬جاء ليضىء للعالم‪ ،‬وجعل تالميذه يعكسون نوره كما يعكس القمر نور الشمس‪،‬‬

‫فيكونوا كمصباح يضىء للعالم‪ .‬والنور يعنى أن يرشد اآلخرين فى حياتهم ويكشف الشر‪ ،‬وهذا هو عمل أوالد‬

‫اهلل‪.‬‬

‫مدينة موضوعة على الجبل = المدينة الموضوعة على جبل هى أورشليم‪ ،‬فهى مبنية على جبل صهيون‪.‬‬ ‫وأورشليم هى رمز للكنيسة وللنفس البشرية المؤسسة على صخر الدهور وطالما المسيح فيها (فى النفس) تكون‬

‫نو اًر للعالم‪ ،‬ال يمكن إخفاؤه‪ .‬ولذلك تسمى الكنيسة منارة (رؤ ‪) : ، 1 ، 1‬‬

‫يوقدون سراجاً= إذا كانت المدينة المبنية على جبل هى إشارة للكنيسة التى تحيا حياة سماوية ‪ ،‬فالسراج يشير‬

‫للفرد ‪ .‬ونالحظ أن السراج يوقدونه بالزيت وفتيلة تحترق‪ .‬وهكذا أوالد اهلل يوقدون بزيت النعمة ويحترقون أى‬ ‫يقدموا أجسادهم ذبائح حية والروح القدس يشعلهم ويجعلهم نو اًر‪ ،‬هو يعكس نور المسيح الذى فيهم‪ .‬والنور الذى‬

‫فينا يختبىء بالخطية‪ ،‬لذلك نسمع قول بولس الرسول " ال تطفئوا الروح"‪ .‬ويطفىء النور أيضاً الماديات‬ ‫والمقاييس المادية= المكيال‪ .‬فكثي اًر ما تقف حساباتنا البشرية عائقاً أمام اإليمان‪ ،‬األمر الذى يفقد صلواتنا‬ ‫حيويتها وفاعليتها‪ ،‬لذلك حينما أرسل السيد تالميذه للك ارزة سحب منهم كل إمكانيات مادية فال يكون لهم ذهب‬

‫وال فضة‪ ....‬وال عصا لكى ينزع عنهم كل تفكير مادى‪ ،‬ويكون هو غناهم وقوتهم‪.‬‬

‫فيحرم اإلنسان من اإلشتياقات األبدية‪.‬يتحول الجسد إلى‬ ‫والمكيال أيضاً يشير لحجب النور باللذات الجسدية ُ‬ ‫عائق للروح عوضاً عن أن يكون معيناً لها خالل ممارسته العبادة وتقديس كل عضو فيه لحساب المسيا الملك‬ ‫والمصباح يجب أن يوضع على منارة = ليصل نوره لكل مكان‪ .‬والمنارة هى الكنيسة (أى ليرتبط المؤمن‬ ‫بكنيسته) ‪ .‬ونالحظ أن العالم يضع مكيال على كل فرد أو كنيسة ليخفى نورها وذلك بالمقاييس المادية التى‬

‫أصبحت تُ َس ِّمى اإلباحية حرية ‪ ،‬والتمسك بالوصايا تسميه تزمت أو تخلف عن الحضارة ‪ ،‬والتمسك بالعقيدة‬ ‫تسميه تعصب وهكذا ‪ .‬فك ل من يصل ألن يكون نور للعالم ال بد وأن الشياطين ستضطهده وتثير العالم ضده‪،‬‬ ‫ولكن بحسب وعد رب المجد فطوبى لهذا اإلنسان شريك رب المجد فى الصليب ‪.‬‬

‫المسيح إذاً بحلوله فينا وبإمتالئنا بالروح القدس‪ ،‬يظهر نور المسيح الذى فينا والهدف أن يتمجد اهلل حين يرى‬

‫الناس أعمالنا الحسنة‪ ،‬وما يطفىء هذا النور‬

‫‪ ):‬الحسابات البشرية‪.‬‬ ‫‪ )1‬اإلنغماس فى ملذات العالم‬ ‫‪ )1‬الخطية‬ ‫اهلل يريد أن الجميع يخلصون (‪1‬تى‪ .)::1‬ولكن "العالم و ِ‬ ‫ضع فى الشرير" (‪1‬يو‪ ،)19::‬فكيف يخلص العالم؟‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بل كيف يقبل اهلل هذا العالم الشرير دون أن يحرقه كما أحرق اهلل سدوم وعمورة؟‪.‬‬

‫ويدركوا بشاعة خطيتهم ويعودوا هلل‪ ،‬ويعود‬ ‫‪ )1‬هذا دور كل من يؤمن أن يكون نو اًر للعالم‪ ،‬فيرى الناس هذا النور ُ‬

‫اهلل إليهم‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫‪ )1‬واهلل كان لن يحرق سدوم وعمورة إن ُو ِج َد فيها عشرة أبرار (تك‪ .)::- 1::18‬وهذا معنى أن أوالد اهلل هم‬ ‫ملح األرض‪ .‬فاهلل يصبر على العالم لوجود أبرار فيه‪ ،‬كما نقبل نحن الطعام إن ُو ِج َد فيه ملح جيد‪.‬‬ ‫ويعانون من إضطهاد وعثرة األشرار‪ ،‬بل ربما يطلبون الموت إذ عرفوا حالوة‬ ‫‪ ):‬لكن هؤالء األبرار سيتألمون ُ‬ ‫عشرة المسيح (فى‪ .)1::1‬والمسيح يقول لهم إصبروا لكى تكونوا نو اًر للعالم وملحاً لألرض حتى يعرفنى الجميع‬

‫فيخلصوا‪ .‬فيقول هؤالء األبرار‪ ،‬لكننا سنتألم بوجودنا وسط األشرار‪ .‬هنا يقول لهم الرب "طوباكم إذا عيَّروكم‬ ‫وطردوكم ‪ ...‬فإن أجركم عظيم ‪ ."...‬وهذا األجر العظيم هو ثمر عملهم كنور وملح لجذب األشرار للخالص ‪،‬‬

‫وهذا ما جعل بولس يقول "إن كانت الحياة فى الجسد هى ثمر عملى" (فى‪ .)11:1‬واذا ظل اإلنسان يشتكى‬ ‫يقول له المسيح "أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة" (مت‪ .)17:16‬هنا سهر اإلنسان أى إحتماله‬

‫األلم فى العالم مع المسيح لخالص اآلخرين‪.‬‬

‫ولنالحظ أن من تنطبق عليه التطويبات يصير نو اًر للعالم وملحاً لألرض ‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ت ألَ ْنقُ َ َّ‬ ‫ض َب ْل ألُ َك ِّم َل‪.‬‬ ‫ت ألَ ْنقُ َ‬ ‫اء‪َ .‬ما ِج ْئ ُ‬ ‫اآليات (مت ‪« "-:)43-21:2‬الَ تَظُ ُّنوا أ َِّني ِج ْئ ُ‬ ‫وس أ َِو األَ ْن ِب َي َ‬ ‫ام َ‬ ‫ض الن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ام ِ‬ ‫‪23‬فَِإ ِّني ا ْل َح َّ‬ ‫وس َحتَّى‬ ‫ول َّ‬ ‫َن تَُز َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِلَى أ ْ‬ ‫اء َواأل َْر ُ‬ ‫الس َم ُ‬ ‫ض الَ َي ُزو ُل َح ْرف َواحد أ َْو ُن ْقطَة َواح َدة م َن الن ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الص ْغرى َو َعلَّم َّ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫ون ا ْل ُك ُّل‪ .‬فَ َم ْن َنقَ َ‬ ‫َي ُك َ‬ ‫اس ه َك َذا‪ُ ،‬ي ْد َعى أ ْ‬ ‫َص َغ َر في َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫الن َ‬ ‫ض إِ ْح َدى هذه ا ْل َو َ‬ ‫ص َايا ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما م ْن ع ِم َل وعلَّم‪ ،‬فَه َذا ي ْدعى ع ِظ ِ‬ ‫ات‪12 .‬فَِإ ِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك ْم إِ ْن لَ ْم َي ِزْد ِب ُّرُك ْم َعلَى‬ ‫يما في َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫ُ َ َ ً‬ ‫َوأ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫ِ ‪12‬‬ ‫يل لِ ْلقُ َدم ِ‬ ‫ا ْل َكتَب ِة وا ْلفَِّر ِ‬ ‫ون‬ ‫وت َّ‬ ‫س ِم ْعتُ ْم أ ََّن ُه ِق َ‬ ‫ين لَ ْن تَ ْد ُخلُوا َملَ ُك َ‬ ‫اء‪ :‬الَ تَ ْقتُ ْل‪َ ،‬و َم ْن قَتَ َل َي ُك ُ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫ماوات‪« .‬قَ ْد َ‬ ‫الس َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫يه ب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال‬ ‫ب ا ْل ُح ْكِم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ب ا ْل ُح ْكِم‪َ ،‬و َم ْن قَ َ‬ ‫اطالً َي ُك ُ‬ ‫َما أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك َّل َم ْن َي ْغ َ‬ ‫ستَْو ِج َ‬ ‫ب َعلَى أَخ َ‬ ‫ضُ‬ ‫ستَْو ِج َ‬ ‫ون ُم ْ‬ ‫ُم ْ‬ ‫‪18‬‬ ‫َخ ِ‬ ‫أل ِ‬ ‫ب َن ِ‬ ‫ت قُْرَبا َن َك إِلَى‬ ‫ب ا ْل َم ْج َم ِع‪َ ،‬و َم ْن قَ َ‬ ‫َّم َ‬ ‫َح َم ُ‬ ‫ق‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫يه‪َ :‬رقَا‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫ال‪َ :‬يا أ ْ‬ ‫ستَ ْو ِج َ‬ ‫ستَ ْو ِج َ‬ ‫ون ُم ْ‬ ‫ون ُم ْ‬ ‫ار َج َه َّن َم‪ .‬فَِإ ْن قَد ْ‬ ‫‪14‬‬ ‫ْه ْب أ ََّوالً اص َِ‬ ‫َن أل ِ‬ ‫ت أ َّ‬ ‫ش ْي ًئا َعلَ ْي َك‪ ،‬فَاتُْر ْك ُه َن َ‬ ‫يك َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ا ْل َمذ َْب ِح‪َ ،‬و ُه َن َ‬ ‫َّام ا ْل َمذ َْب ِح‪َ ،‬واذ َ‬ ‫اك تَ َذ َّك ْر َ‬ ‫طل ْح َمعَ‬ ‫ْ‬ ‫اك قُْرَبا َن َك قُد َ‬ ‫‪12‬‬ ‫اضيا لِ َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أِ‬ ‫ت مع ُه ِفي الطَّ ِري ِ ِ َّ‬ ‫ص ُم‬ ‫يك‪َ ،‬و ِحي َن ِئ ٍذ تَ َع َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ِّم قُْرَبا َن َك‪ُ .‬ك ْن ُم َر ً‬ ‫سلِّ َم َك ا ْل َخ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ق‪ ،‬ل َئال ُي َ‬ ‫يعا َما ُد ْم َ َ َ‬ ‫س ِر ً‬ ‫صم َك َ‬ ‫ال َوقَد ْ‬ ‫اضي‪ ،‬ويسلِّم َك ا ْلقَ ِ‬ ‫إِلَى ا ْلقَ ِ‬ ‫اضي إِلَى ُّ‬ ‫الس ْج ِن‪16 .‬اَْل َح َّ‬ ‫اك َحتَّى‬ ‫الش َر ِط ِّي‪ ،‬فَتُ ْلقَى ِفي ِّ‬ ‫ق أَقُو ُل َل َك‪ :‬الَ تَ ْخ ُر ُج ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫يل لِ ْلقُ َدم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َأر ٍَة‬ ‫اء‪ :‬الَ تَْز ِن‪َ .‬وأ َّ‬ ‫س ِم ْعتُ ْم أ ََّن ُه ِق َ‬ ‫ير! «قَ ْد َ‬ ‫تُوِف َي ا ْل َف ْل َ‬ ‫َما أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك َّل َم ْن َي ْنظُ​ُر إِلَى ْ‬ ‫س األَخ َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫َن َي ْهلِ َك‬ ‫لِ َي ْ‬ ‫شتَ ِه َي َها‪ ،‬فَقَ ْد َزَنى ِب َها ِفي َق ْل ِب ِه‪ .‬فَِإ ْن َكا َن ْت َع ْي ُن َك ا ْل ُي ْم َنى تُ ْع ِث ُر َك فَا ْقلَ ْع َها َوأَْل ِق َها َع ْن َك‪ ،‬أل ََّن ُه َخ ْير لَ َك أ ْ‬ ‫َع َ ِ‬ ‫س ُد َك ُكلُّ ُه ِفي َج َه َّن َم‪َ 82 .‬وِا ْن َكا َن ْت َي ُد َك ا ْل ُي ْم َنى تُ ْع ِث ُر َك فَا ْقطَ ْع َها َوأَْل ِق َها َع ْن َك‪ ،‬أل ََّن ُه َخ ْير‬ ‫َح ُد أ ْ‬ ‫أَ‬ ‫ضائ َك َوالَ ُي ْلقَى َج َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َع َ ِ‬ ‫لَ َك أ ْ ِ‬ ‫طالَ ق‪.‬‬ ‫اب َ‬ ‫يل‪َ :‬م ْن َ‬ ‫س ُد َك ُكلُّ ُه ِفي َج َه َّن َم‪َ « .‬وِق َ‬ ‫طلَّ َ‬ ‫َح ُد أ ْ‬ ‫ام َأرَتَ ُه َف ْل ُي ْعط َها كتَ َ‬ ‫َن َي ْهل َك أ َ‬ ‫ضائ َك َوالَ ُي ْلقَى َج َ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪88‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ام َأرَتَ ُه إالَّ لِ ِعلَّ ِة ِّ‬ ‫ضا‬ ‫الزَنى َي ْج َعلُ َها تَْزِني‪َ ،‬و َم ْن َيتَ​َزَّو ُج ُم َ‬ ‫َما أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن َم ْن َ‬ ‫َوأ َّ‬ ‫طلَّ َ‬ ‫طلَّقَ ًة فَِإ َّن ُه َي ْزِني‪« .‬أ َْي ً‬ ‫ق ْ‬ ‫‪84‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪:‬الَ تَ ْح َن ْث‪ ،‬ب ْل أَو ِ‬ ‫يل لِ ْلقُ َدم ِ‬ ‫اء‬ ‫ف لِ َّلر ِّ‬ ‫ام َك‪َ .‬وأ َّ‬ ‫س ِم ْعتُ ْم أ ََّن ُه ِق َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ب أَق َ‬ ‫َ‬ ‫َما أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ تَ ْحلفُوا ا ْل َبتَّ َة‪ ،‬الَ ِب َّ َ‬ ‫ْس َ‬ ‫َ‬ ‫‪86‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ض ألَنَّها مو ِطئ قَ َدم ْي ِه‪ ،‬والَ ِبأُور َ ِ‬ ‫أل ََّنها ُكر ِس ُّي ِ‬ ‫اهلل‪َ ،‬والَ ِباأل َْر ِ‬ ‫ف‬ ‫يم ألَنَّ َها َم ِدي َن ُة ا ْل َملِ ِك ا ْل َع ِظ ِيم‪َ .‬والَ تَ ْحِل ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫شل َ‬ ‫‪81‬‬ ‫شعرةً و ِ‬ ‫ِب أر ِ‬ ‫اد َعلَى‬ ‫ْس َك‪ ،‬أل ََّن َك الَ تَ ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫اء‪َ .‬ب ْل لِ َي ُك ْن َكالَ ُم ُك ْم‪َ :‬ن َع ْم َن َع ْم‪ ،‬الَ الَ‪َ .‬و َما َز َ‬ ‫اح َدةً َب ْي َ‬ ‫س ْوَد َ‬ ‫اء أ َْو َ‬ ‫ض َ‬ ‫َن تَ ْج َع َل َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪81‬‬ ‫‪83‬‬ ‫َما أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ تُقَ ِ‬ ‫او ُموا َّ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫ذلِ َك فَ ُه َو ِم َن ِّ‬ ‫الش َّر‪َ ،‬ب ْل‬ ‫يل‪َ :‬ع ْين ِب َع ْي ٍن َو ِس ٌّن ِب ِس ٍّن‪َ .‬وأ َّ‬ ‫س ِم ْعتُ ْم أ ََّن ُه ِق َ‬ ‫ير‪َ « .‬‬

‫‪16‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪42‬‬ ‫َن ي َخ ِ‬ ‫اء‬ ‫َم ْن لَ َ‬ ‫اص َم َك َوَيأْ ُخ َذ ثَْوَب َك فَاتُْر ْك لَ ُه ِّ‬ ‫ِّك األ َْي َم ِن فَ َح ِّو ْل لَ ُه َ‬ ‫ط َم َك َعلَى َخد َ‬ ‫ضا‪َ .‬و َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫اآلخ َر أ َْي ً‬ ‫اد أ ْ ُ‬ ‫الرَد َ‬ ‫‪41‬‬ ‫ضا‪42 .‬وم ْن س َّخر َك ِميالً و ِ‬ ‫ض ِم ْن َك فَالَ تَُردَّهُ‪.‬‬ ‫اد أ ْ‬ ‫اح ًدا فَاذ َ‬ ‫َن َي ْقتَ ِر َ‬ ‫َع ِط ِه‪َ ،‬و َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫سأَلَ َك فَأ ْ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ْه ْب َم َع ُه اثْ َن ْي ِن‪َ .‬م ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫‪44‬‬ ‫‪48‬‬ ‫َما أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬أ ِ‬ ‫اء ُك ْم‪َ .‬ب ِ‬ ‫َح ِس ُنوا‬ ‫يل‪ :‬تُ ِح ُّ‬ ‫ض َع ُد َّو َك‪َ .‬وأ َّ‬ ‫س ِم ْعتُ ْم أ ََّن ُه ِق َ‬ ‫يب َك َوتُْب ِغ ُ‬ ‫ارُكوا الَ ِع ِني ُك ْم‪ .‬أ ْ‬ ‫َح ُّبوا أ ْ‬ ‫ب قَ ِر َ‬ ‫َع َد َ‬ ‫«َ‬ ‫ْ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ 42‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات‪،‬‬ ‫ين ُي ِس ُ‬ ‫يئ َ‬ ‫َج ِل الَِّذ َ‬ ‫صلُّوا أل ْ‬ ‫اء أَِبي ُك ُم الَّذي في َّ َ َ‬ ‫ون إِلَ ْي ُك ْم َوَي ْط ُرُدوَن ُك ْم‪ ،‬ل َك ْي تَ ُكونُوا أ َْب َن َ‬ ‫إِلَى ُم ْبغضي ُك ْم‪َ ،‬و َ‬ ‫‪46‬‬ ‫ين‪َ ،‬وُي ْم ِط ُر َعلَى األ َْب َر ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ين ُي ِحبُّوَن ُك ْم‪،‬‬ ‫ار َو َّ‬ ‫س ُه َعلَى األَ ْ‬ ‫فَِإ َّن ُه ُي ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ش ِر ُ‬ ‫َح َب ْبتُ ُم الَِّذ َ‬ ‫ار َوالظَّالِ ِم َ‬ ‫الصالِ ِح َ‬ ‫ين‪ .‬أل ََّن ُه إِ ْن أ ْ‬ ‫ش ْم َ‬ ‫‪41‬‬ ‫ضا ي ْفعلُ َ ِ‬ ‫س ا ْل َع َّ‬ ‫ون؟‬ ‫سلَّ ْمتُ ْم َعلَى إِ ْخ َوِت ُك ْم فَقَ ْط‪ ،‬فَأ َّ‬ ‫فَأ ُّ‬ ‫َي فَ ْ‬ ‫ص َن ُع َ‬ ‫ش ُار َ‬ ‫َي أ ْ‬ ‫ضل تَ ْ‬ ‫ون ذل َك؟ َوِا ْن َ‬ ‫ون أ َْي ً َ َ‬ ‫َج ٍر لَ ُك ْم؟ أَلَ ْي َ‬ ‫ات ُهو َك ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون ه َك َذا؟ ‪43‬فَ ُكوُنوا أَ ْنتُم َك ِ‬ ‫س ا ْل َع َّ‬ ‫ين َك َما أ َّ‬ ‫امل‪" .‬‬ ‫امِل َ‬ ‫ضا َي ْف َعلُ َ‬ ‫ش ُار َ‬ ‫ون أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫َن أ َ​َبا ُك ُم الَّذي في َّ َ َ‬ ‫أَلَ ْي َ‬ ‫ْ‬

‫موضوع هذه اآليات هو أن المسيح جاء ليكمل الناموس فما معنى هذا ؟‬

‫‪ -1‬أوالً ‪ :‬المسيح يعلن أنه ليس ضد الناموس كما أشاعوا عنه‪ .‬وكيف ينقضه وهو واضعه فهو اهلل الذى تجسد‬ ‫ليكمله‪.‬‬

‫‪ -2‬هو يكمل عجز وصايا الناموس‪ ،‬هو يرفع المستوى لمستوى النعمة التى للعهد الجديد‪ ،‬ومع زيادة اإلمكانيات‬ ‫أى مع وجود النعمة زاد المطلوب (فطالب سنة أولى إبتدائى إذا حفظ جدول الضرب صار هذا معجزة ولكنه‬

‫إذا أتم دراسته الجامعية سيطالب بأكثر من هذا كثي اًر ) ففى العهد القديم لم يطلب اهلل سوى اإلمتناع عن‬

‫الزنا‪ ،‬أما فى العهد الجديد صارت النظرة والشهوة ممنوعة‪ .‬وبهذا فالسيد المسيح لم ينقض الناموس‪ ،‬إذ أن‬

‫نقض الناموس يعنى مثالً السماح بالزنا‪ .‬فى العهد القديم منع الناموس القتل‪ ،‬أما فى العهد الجديد يمنع‬

‫الغضب باطالً‪ .‬إذاً التكميل يعنى هنا الوصول ألعماق الخطية داخل النفس ونزع جذورها‬

‫‪ -3‬تكميل الناموس أيضاً يعنى أن فى المسيح تحققت كل النبوات‪ ،‬وظهر معنى الطقوس والفرائض‪ ،‬ففرائض‬ ‫الذبائح والختان كانت رم اًز لشئ سيحدث وبحدوثه إنتهت هذه الفرائض‪.‬‬

‫‪ -4‬السيد المسيح أكمل الناموس بخضوعه لوصاياه دون أن يكسر وصية واحدة " ألنه هكذا يليق بنا أن نكمل‬ ‫كل بر ( مت ‪ +1:::‬غل‪ )1:1‬ولذلك قال السيد " من منكم يبكتنى على خطية ( يو ‪ + 16:8‬يو ‪.)::11‬‬

‫‪ -5‬السيد المسيح لم يكمل الناموس فى نفسه فحسب وانما هو يكمله أيضاً فينا ( رو ‪ +1:17‬رو ‪.)1 ، : : 8‬‬

‫فالناموس كان مساعداً لإلنسان لكى يسلك فى البر‪ ،‬لكن الناموس عجز عن هذا‪ .‬فأتى المسيح ليدخل‬ ‫باإلنسان لطريق البر مثبتاً غاية الناموس‪.‬‬

‫‪ -6‬أكمل المسيح الناموس بموته‪ ،‬إذ بموته إستنفذ عقوبة الناموس على البشر‪.‬‬

‫‪ -7‬أكمل المسيح الناموس أنه كشف روح الحب فى الوصية " من يحبنى يحفظ وصاياى‪ ،‬فهو أعطانا أن‬ ‫نتجاوب مع وصايا الناموس ونتممها عن حب‪ ،‬وهذا كان بسكب روح المحبة فى قلوبنا بالروح القدس‬

‫(رو‪ ،):::‬أى جعلنا نطيع الناموس ليس خوفاً من عقاب بل حباً فيه= اكتبها فى قلوبهم (عب ‪.)17:8‬‬

‫الروح القدس الممنوح لنا في العهد الجديد بسكبه روح المحبة في قلوبنا ‪ ،‬صار لنا قلوب لحمية عوضاً عن‬ ‫قلوب الحجر‪ .‬والمحبة تجعلنا نحفظ الوصية عن حب وليس عن فرض (يو‪ )1:+11:11‬وبهذا كمل‬

‫الناموس فينا إذ أن هدف الناموس أن نحيا حياة البر‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫‪21‬‬ ‫ت ألَ ْنقُ َ َّ‬ ‫ض َب ْل ألُ َك ِّم َل‪" .‬‬ ‫ت ألَ ْنقُ َ‬ ‫اء‪َ .‬ما ِج ْئ ُ‬ ‫آية (مت‪« " -:)21:2‬الَ تَظُ ُّنوا أ َِّني ِج ْئ ُ‬ ‫وس أ َِو األَ ْن ِب َي َ‬ ‫ام َ‬ ‫ض الن ُ‬ ‫إنى جئت= هذا يعنى أنه جاء من نفسه وليس كاألنبياء أرسلهم اهلل‪ .‬فهو بهذا القول يظهر نفسه أعظم من‬

‫األنبياء‪.‬‬ ‫احد أَو ُن ْقطَة و ِ‬ ‫ض الَ ي ُزو ُل حرف و ِ‬ ‫آية (مت‪23" -:)23:2‬فَِإ ِّني ا ْل َح َّ‬ ‫اح َدة‬ ‫ول َّ‬ ‫َن تَُز َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِلَى أ ْ‬ ‫اء َواأل َْر ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫الس َم ُ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ام ِ‬ ‫ون ا ْل ُك ُّل‪" .‬‬ ‫وس َحتَّى َي ُك َ‬ ‫م َن الن ُ‬

‫إلى أن تزول السماء واألرض= إستعداداً لظهور السماء الجديدة واألرض الجديدة (رؤ ‪ .)1:11‬وربما يشير هذا‬ ‫إلنتهاء اللعنة أو أن هذا العالم الملعون منذ خطية آدم ستتغير صورته إلى صورة مجد (رو ‪.)11-11:8‬‬

‫والمقصود ان كلمة فى الناموس لن تسقط حتى لو زالت السماء واالرض ‪.‬‬

‫الحق أقول لكم= تعبير يعنى أن ما سيقال شىء مهم‪ ،‬ولم يستعمله سوى المسيح له المجد‪ ،‬أما األنبياء فكانوا‬ ‫يقولون "قال الرب"‪.‬‬

‫حرف واحد أو نقطة واحدة=األصل اللغوى ال يزول حرف ( ‪ )i‬واحد‪ .‬وحرف ( ‪ ) i‬هو أصغر الحروف الهجائية‬

‫فهو مجرد خط صغير وفوقه نقطة‪ .‬واضافة النقطة فوق الحرف تغير المعنى تغيي اًر جوهرياً‪ ،‬والسيد بهذا يظهر‬

‫أن ألصغر األجزاء فى الناموس قيمة‪ ،‬هذا تعبير عن كمال الناموس‪.‬‬

‫حتى يكون الكل= أن يتم الغرض من الناموس‪ ،‬فالناموس يحمل معه المكافأة على طاعته والقصاص على‬

‫عصيانه‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫الص ْغرى َو َعلَّم َّ‬ ‫َص َغ َر ِفي‬ ‫اآليات (مت‪ "-:)12-21:2‬فَ َم ْن َنقَ َ‬ ‫اس ه َك َذا‪ُ ،‬ي ْد َعى أ ْ‬ ‫الن َ‬ ‫ض إِ ْح َدى هذه ا ْل َو َ‬ ‫ص َايا ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما م ْن ع ِم َل وعلَّم‪ ،‬فَه َذا ي ْدعى ع ِظ ِ‬ ‫وت َّ ِ‬ ‫ملَ ُك ِ‬ ‫ات‪12 .‬فَِإ ِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك ْم إِ ْن‬ ‫يما في َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫ُ َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫الس َم َاوات‪َ .‬وأ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫لَم ي ِزْد ِب ُّرُكم علَى ا ْل َكتَب ِة وا ْلفَِّر ِ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫ين لَ ْن تَ ْد ُخلُوا َملَ ُك َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫وت َّ َ‬ ‫َ َ‬

‫لقد ظن الفريسيين أنهم يحفظون الناموس خالل غيرتهم بالتعليم‪ ،‬ولم يدروا أنهم ينقضونه بحياتهم الشريرة‪،‬‬

‫فالتعليم بغير عمل ُيحسب كنقض للناموس‪ ،‬والتعليم يفقد فاعليته بدون أن يكون المعلم قدوة‪ ،‬بل نفهم من قول‬ ‫السيد هنا أن العمل بالتعليم دون أن يكون المعل م قدوة فى حياته‪ ،‬هذا يقلل من مكافأته‪ .‬هنا دعوة من السيد لنا‬ ‫أن نلتزم بتكميل الناموس فى حياتنا العملية‪ .‬بل أن يزيد برنا على الكتبة والفريسيين‪ ،‬أى ال نتمسك بحرفية‬

‫الناموس بل نعبد اهلل بروح الحب‪ ،‬وال نمتنع فقط عن الخطايا بالفعل بل نمتنع عن األفكار الشريرة واإلرادة‬

‫المنحرفة‪ ....‬ولماذا ال واهلل أعطانا النعمة تعيننا‪.‬‬

‫الوصايا الصغرى = هى ما يراها الناس أنها وصايا صغيرة مثل النظرة أو الغضب فى مقابل الوصايا الكبرى‬ ‫كالزنا والقتل التى هى خطايا الفعل‪ .‬واليهود كانوا يرتبون الوصايا فهناك وصية أكبر وأعظم من وصية وهكذا‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يل ِل ْلقُ َدم ِ‬ ‫َما‬ ‫ب ا ْل ُح ْكِم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫س ِم ْعتُ ْم أ ََّن ُه ِق َ‬ ‫اء‪ :‬الَ تَ ْقتُ ْل‪َ ،‬و َم ْن قَتَ َل َي ُك ُ‬ ‫ستَْو ِج َ‬ ‫ون ُم ْ‬ ‫اآليات (مت‪« "-:)11-12:2‬قَ ْد َ‬ ‫َ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ال أل ِ‬ ‫يه ب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون‬ ‫اط ً‬ ‫ب ا ْل ُح ْكِم‪َ ،‬و َم ْن قَ َ‬ ‫يه‪َ :‬رقَا‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫ال َي ُك ُ‬ ‫أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك َّل َم ْن َي ْغ َ‬ ‫ستَْو ِج َ‬ ‫ب َعلَى أَخ َ‬ ‫ضُ‬ ‫ون ُم ْ‬ ‫ب َن ِ‬ ‫ار َج َه َّن َم‪" .‬‬ ‫َح َم ُ‬ ‫ق‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫ب ا ْل َم ْج َم ِع‪َ ،‬و َم ْن قَا َل‪َ :‬يا أ ْ‬ ‫ستَ ْو ِج َ‬ ‫ستَْو ِج َ‬ ‫ون ُم ْ‬ ‫ُم ْ‬

‫نرى السيد المسيح هنا يتتبع البواعث الداخلية التى تدفع للخطية ليقتلع أصول الشر من النفس‪ .‬والباعث على‬

‫القتل هو الغضب‪ ،‬والسيد يحدد هنا ثالث درجات‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫الغضب الباطل= تحرك الغضب فى القلب وقوله أنه باطل أى صادر عن قلب شرير حاقد يفضى للعراك‬ ‫والرغبة في اإلنتقام والقتل‪ ،‬وهناك غضب حميد قال عنه بولس الرسول " إغضبوا وال تخطئوا"(أف‪)16:1‬‬

‫ولكن عموماً فغضب اإلنسان ال يصنع بر اهلل (يع ‪ )17:1‬وهذا الغضب الباطل يستوجب الحكم‪ .‬والحكم‬ ‫هنا يعنى محاكم القرى وتتكون من (‪ )1:-:‬عضواً وقد يعنى الغضب الباطل‪ ،‬الغضب بسبب أمور تافهة‬ ‫وزمنية مهما بدت ذات قيمة‪ ،‬والغضب المطلوب هو غضب أب يغضب على إنحراف إبنه أو غضب معلم‬

‫يغضب على إهمال تلميذه‪.‬‬

‫والحظ أن الدرجة األولى هى غضب داخلى لم يصاحبه التفوه بكلمات إهانة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫من قال ألخيه رقا= هنا خرج الغضب إلى الخارج فى صورة كلمة استهزاء لآلخر‪ .‬وكلمة رقا كلمة سريانية‬ ‫تعبير عن إنفعال الغضب‪ ،‬كلمه إمتهان يمتهن بها الشخص على سبيل اإلحتقار ( بدالً من قوله أنت يقول‬

‫رقا) وقد تعنى باطل أو فارغ أو تافه‪ ،‬أو كمن يستهزئ بأحد ويقول "هئ" فى هذه الحالة يستوجب الشخص‬

‫أعلى هيئة قضائية فى ذلك الحين وهى السنهدريم= المجمع وهو مكون من ‪ 17‬شيخ‪ ،‬وهذا له أن يحكم‬

‫‪-3‬‬

‫بالرجم‪ .‬وكان حكم محاكم القرى يمكن نقضه أمام المجمع‪ ،‬ولكن ُحكم المجمع ال ُينقض‪.‬‬ ‫من قال يا أحمق = هنا الشخص يعبر عن غضبه بكلمة ذم‪ .‬فكلمة رقا كلمة بال معنى ولكن هنا الحال‬ ‫أسوأ فكلمة أحمق كلمة جارحة‪ ،‬ومثل هذا يستوجب عقاباً أشد‪ .‬فجهنم هى مكان إبليس الذى كان قتاالً‬ ‫للناس‪ ،‬ومن يترك نفسه للغضب يتشبه بإبليس فيكون معه فى جهنم‪ .‬وكلمة جهنم تنقسم لقسمين‬

‫أ‪-‬جيه وتعنى أرض ومنها ‪ GE OGRAPHY‬علم خرائط األرض‪ GE OLOGY ،‬علم طبقات األرض‪.‬‬

‫ب‪ -‬هنوم وهو وادى تلقى فيه الفضالت ويحرقونها‪ ،‬فهو نار متقدة دائماً‪ .‬ويصير معنى جهنم (جيه هنوم) أى‬ ‫وادى أو أرض هنوم وهو مكان نار مستمرة ودود مستمر‪ ،‬وهذا يشير للعذاب األبدى‪ .‬عموماً وصية العهد‬

‫الجديد هى المحبة‪ ،‬وأى خروج عن المحبة هو خطية وعصيان لوصية اهلل أى المحبة‪ ،‬حتى الشتيمة‬ ‫البسيطة تجرح المحبة وتسىء إلى اهلل‪ .‬والحظ أن الشتيمة البسيطة قد تثير عراك يفضى إلى القتل‪.‬‬

‫قد سمعتم انه قيل للقدماء ( هى وصايا اهلل في العهد القديم ) أما أنا فأقول = ال يجرؤ نبى أن يقول هذا‪،‬‬ ‫فالنبى يقول " هكذا يقول الرب" أماّ المسيح واضع الناموس فيقول هذا‪ .‬هذه االية وحدها تثبت الهوت المسيح‬ ‫فهل يوجد انسان يمكنه ان يغير او ينقص او يزيد حرفا على ما قاله اهلل ‪ ،‬اال لو كان هو اهلل ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪18‬‬ ‫َن أل ِ‬ ‫ش ْي ًئا َعلَ ْي َك‪14 ،‬فَاتُْر ْك‬ ‫ت أ َّ‬ ‫يك َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ت قُْرَبا َن َك إِلَى ا ْل َمذ َْب ِح‪َ ،‬و ُه َن َ‬ ‫اك تَ َذ َّك ْر َ‬ ‫َّم َ‬ ‫اآليات (مت‪ "-:)14-18:2‬فَِإ ْن قَد ْ‬ ‫طلِ ْح مع أ ِ‬ ‫ِّم قُْرَبا َن َك‪" .‬‬ ‫يك‪َ ،‬و ِحي َن ِئ ٍذ تَ َع َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ُه َن َ‬ ‫َّام ا ْل َمذ َْب ِح‪َ ،‬واذ َ‬ ‫اص َ َ َ‬ ‫ْه ْب أ ََّوالً ْ‬ ‫ال َوقَد ْ‬ ‫اك قُ ْرَبا َن َك قُد َ‬

‫يختم السيد كالمه هنا عن عدم الغضب بضرورة مصالحة اإلخوة قبل تقديم ذبيحة حب له‪ .‬والمعنى أننا قد‬ ‫نخطىء فى حق اآلخرين‪ ،‬ولكن هذا ليس معناه فقدان الرجاء فى عفو اهلل‪ ،‬بل علينا أن نذهب ونعتذر ونتصالح‬

‫ونفهم من قول السيد هذا أن الغضب والخصومة تمنعنا من الصالة والتناول فإن قدمت قربانك = ذهبت للتناول‬ ‫‪ .‬وقد تشير لذ بائح التسبيح والعبادة‪ .‬فالمحبة للناس هى أعظم ذبيحة هلل ودليل حبنا هلل (‪1‬يو ‪ )17:1‬وبدونها ال‬ ‫تُقبل أى ذبيحة‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫اضيا لِ َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت مع ُه ِفي الطَّ ِري ِ ِ َّ‬ ‫ص ُم إِلَى‬ ‫اآليات (مت‪ُ "-:)16-12:2‬ك ْن ُم َر ً‬ ‫سلِّ َم َك ا ْل َخ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ق‪ ،‬ل َئال ُي َ‬ ‫يعا َما ُد ْم َ َ َ‬ ‫س ِر ً‬ ‫صم َك َ‬ ‫اضي‪ ،‬ويسلِّم َك ا ْلقَ ِ‬ ‫ا ْلقَ ِ‬ ‫اضي إِلَى ُّ‬ ‫الس ْج ِن‪16 .‬اَْل َح َّ‬ ‫اك َحتَّى تُوِف َي‬ ‫الش َر ِط ِّي‪ ،‬فَتُ ْلقَى ِفي ِّ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ َك‪ :‬الَ تَ ْخ ُر ُج ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ير! "‬ ‫ا ْل َف ْل َ‬ ‫س األَخ َ‬

‫لها تفسيران ‪ )1‬حرفى‬

‫‪ )1‬رمزى‬

‫التفسير الحرفى‪ -:‬أن هاتين اآليتين هما إمتداد لأليات السابقة‪ ،‬ومعناهما حث المسيح لنا أن نصطلح مع‬ ‫خير من تطور األمور حتى السجن إذا حدث غضب وتهور وانتقام‪.‬‬ ‫اآلخرين‪ ،‬فهذا ٌ‬ ‫التفسير الرمزى‪ -:‬هو تفسير القديس أغسطينوس‪ .‬ويقول أن الخصم هو الضمير‪.‬إذاً يجب أن ترضى ضميرك‬ ‫سريعاً‪ .‬والقاضى هو اهلل‪ .‬والسجن هو جهنم والشرطى هو المالك الموكل بالهاوية‪ .‬وعبارة حتى توفى الفلس‬

‫األخير = هى تعبير يدل على االستحالة‪ ،‬يوضع إلى جوارها "ولن توفى" فمستحيل على اإلنسان أن يوفى العدل‬ ‫اإللهى مهما قضى فى السجن فخطايانا غير محدودة ألننا أخطأنا فى حق اهلل الغير محدود‪ ،‬لذلك تجسد اإلبن‬ ‫لكى يوفى عنا‪ .‬هو ناب عن البشرية فى دفع ثمن الخطية ووفاء العدل اإللهى فمن لم يؤمن ويقدم توبة لن‬ ‫يستفيد من دم المسيح‪ .‬وبالتالى سيلقيه القاضى فى جهنم التى ال خروج منها‪ ،‬فما دام لم يستفد من دم المسيح‪،‬‬

‫كيف سيوفى وهو ملقى فى السجن‪ .‬ويكون معنى كالم المسيح أنه من األفضل أن تصطلح مع أخيك ههنا وأنت‬ ‫فى حياتك على األرض‪ ،‬قبل أن تلقى بسبب ذلك فى السجن الذى لن تخرج منه [ والخصم قد يكون الوصية‬

‫اإللهية التى يجب طاعتها‪ .‬فالوصية اإللهية هى ضد رغبة اإلنسان العتيق] ال َف ْلس‪ :‬هو أصغر عملة‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫يل لِ ْلقُ َدم ِ‬ ‫َما أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك َّل َم ْن َي ْنظُ​ُر‬ ‫اء‪ :‬الَ تَْز ِن‪َ .‬وأ َّ‬ ‫س ِم ْعتُ ْم أ ََّن ُه ِق َ‬ ‫اآليات (مت‪« "-:)82-11:2‬قَ ْد َ‬ ‫َ‬ ‫شتَ ِه َي َها‪ ،‬فَقَ ْد َزَنى ِب َها ِفي َق ْل ِب ِه‪11 .‬فَِإ ْن َكا َن ْت َع ْي ُن َك ا ْل ُي ْم َنى تُ ْع ِث ُر َك فَا ْقلَ ْع َها َوأَْل ِق َها َع ْن َك‪ ،‬ألَنَّ ُه َخ ْير لَ َك‬ ‫ام َأر ٍَة لِ َي ْ‬ ‫إِلَى ْ‬ ‫َع َ ِ‬ ‫س ُد َك ُكلُّ ُه ِفي َج َه َّن َم‪َ 82 .‬وِا ْن َكا َن ْت َي ُد َك ا ْل ُي ْم َنى تُ ْع ِث ُر َك فَا ْقطَ ْع َها َوأَْل ِق َها َع ْن َك‪،‬‬ ‫أْ‬ ‫َن َي ْهلِ َك أَ َح ُد أ ْ‬ ‫ضائ َك َوالَ ُي ْلقَى َج َ‬ ‫َع َ ِ‬ ‫أل ََّن ُه َخ ْير لَ َك أ ْ ِ‬ ‫س ُد َك ُكلُّ ُه ِفي َج َه َّن َم‪" .‬‬ ‫َح ُد أ ْ‬ ‫َن َي ْهل َك أ َ‬ ‫ضائ َك َوالَ ُي ْلقَى َج َ‬

‫‪20‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫المسيح هنا أيضاً ال ينقض وصية ال تزن بل يطلب طهارة القلب فالزنا يبدأ من داخل القلب‪ .‬وانه من السهل‬ ‫مقاومة الخطية وهى فى مراحلها األولى أى داخل القلب وذلك بأن يمتنع عن النظر بشهوة وبهذا يثير حواسه‬

‫ويتلذذ بالنظر‪.‬‬

‫فإن كانت عينك اليمنى = ال يمكن فهمها حرفياً واالّ ألغمضنا العين اليمنى ثم ننظر باليسرى‪ .‬ولكن اليمنى‬ ‫تشير للخطية والشهوة المحبوبة‪ .‬واليد تشير للعمل‪ .‬ومعنى كالم السيد المسيح ال نفهمه بقطع اليد أو قلع العين‬

‫فعالً‪ ،‬لكن المقصود أن نضبط نظراتنا وشهواتنا وأفعالنا‪ ،‬نحيا كأموات أمام الخطية وهذا ما قاله بولس الرسول "‬

‫إحسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية " (رو ‪ )11:6‬وأيضاً " أميتوا أعضائكم التى على األرض الزنا النجاسة‪"....‬‬ ‫(كو ‪ ) :::‬ونصلب األهواء والشهوات ونقمع الجسد ونستعبده‪ ،‬وهذا هو الجهاد‪ ،‬وهذا هو التغصب الذى يخطف‬ ‫ملكوت السموات (غل ‪ + 11::‬اكو ‪ + 11:9‬مت ‪ +11:11‬غل ‪ )17:1‬بهذا نقدم أجسادنا ذبيحة حية (رو‬ ‫‪ .) 1:11‬والحظ أن من يفعل يعينه الروح على هذا " إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد " (رو ‪" )1::8‬‬

‫فالروح يعين ضعفاتنا " (رو ‪)16:8‬‬

‫العين اليمنى= تعنى النظر بلذة إلى منظر محبوب‪ ،‬وبشهوة‬

‫اليد اليمنى= تعنى تنفيذ ما إشتهاه اإلنسان ( هنا خرجت الخطية خارجاً)‬ ‫‪81‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َما أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن َم ْن‬ ‫اب طَالَ ق‪َ .‬وأ َّ‬ ‫اآليات (مت‪َ « "-:)81-82:2‬وِق َ‬ ‫يل‪َ :‬م ْن طَلَّ َ‬ ‫ام َأرَتَ ُه َف ْل ُي ْعط َها كتَ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ام َأرَتَ ُه إالَّ لِ ِعلَّ ِة ِّ‬ ‫الزَنى َي ْج َعلُ َها تَْزِني‪َ ،‬و َم ْن َيتَ​َزَّو ُج ُمطَلَّقَ ًة فَِإ َّن ُه َي ْزِني‪" .‬‬ ‫طَلَّ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫المرأة فى اليهودية كانت مهانة‪ ،‬وكان الرجال يصلون يومياً "أشكرك يا رب ألنك خلقتنى رجالً وليس إمرأة‪،‬‬

‫خلقتنى ح اًر وليس عبداً‪ "....‬وهذا يعبر عن قساوة قلوبهم من ناحية المرأة‪ ،‬ولقساوة قلوبهم هذه سمح لهم موسى‬

‫بالطالق (تث ‪ .)1:11‬ولقد شاع الطالق عند األمم واليهود على السواء‪ .‬ولقد كانت هناك مدرستان عند اليهود‪،‬‬

‫مدرسة شمعى وهى تسمح بالطالق فى حالة فقدان العفة‪ ،‬أماَ مدرسة هليل فتوسعت فى أسباب الطالق حتى أنها‬

‫سمحت بالطالق إن أفسدت الطعام أو خرجت عارية الرأس أو عموماً إن إنجذب الرجل إلمرأة أخرى‪ .‬وجاء‬

‫المسيح ليقدس الزواج ويرتفع به لمستوى المسئولية الجادة‪ ،‬فال يسمح بالطالق إالّ لعلة الزنى‪.‬‬

‫كتاب طالق= هو شهادة بطهارة الزوجة المطلقة ‪ )1‬حتى ال ترجم ‪ )1‬به يمكنها أن تتزوج رجالً أخر‪ .‬ولذلك‬ ‫يكون كتاب الطالق هذا وسيلة لتهدئة مشاعر الزوج ورجوعه عن الطالق‪ ،‬إذ يشعر الرجل حين يكتب هذا‬

‫الكتاب ان إمرأته ستصير آلخر فيرجع عن نيته بطالقها‪.‬‬

‫‪84‬‬ ‫‪88‬‬ ‫اء‪:‬الَ تَ ْح َن ْث‪ ،‬ب ْل أَو ِ‬ ‫يل لِ ْلقُ َدم ِ‬ ‫َما أَ​َنا‬ ‫ف لِ َّلر ِّ‬ ‫ام َك‪َ .‬وأ َّ‬ ‫س ِم ْعتُ ْم أ ََّن ُه ِق َ‬ ‫اآليات (مت‪« "-:)81-88:2‬أ َْي ً‬ ‫َ ْ‬ ‫ب أَق َ‬ ‫ضا َ‬ ‫ْس َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪82‬‬ ‫ض أل ََّنها مو ِطئ قَ َدم ْي ِه‪ ،‬والَ ِبأُور َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَأَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬الَ تَ ْحلِفُوا ا ْلبتَّ َة‪ ،‬الَ ِبا َّ ِ‬ ‫يم أل ََّن َها‬ ‫َ‬ ‫لس َماء أل ََّن َها ُك ْرس ُّي اهلل‪َ ،‬والَ ِباأل َْر ِ َ َ ْ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫شل َ‬ ‫‪81‬‬ ‫‪86‬‬ ‫شعرةً و ِ‬ ‫ف ِب أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ْوَدا َء‪َ .‬ب ْل لِ َي ُك ْن‬ ‫ْس َك‪ ،‬أل ََّن َك الَ تَ ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫اح َدةً َب ْي َ‬ ‫اء أ َْو َ‬ ‫ض َ‬ ‫َن تَ ْج َع َل َ ْ َ َ‬ ‫َمدي َن ُة ا ْل َملك ا ْل َعظيم‪َ .‬والَ تَ ْحل ْ َ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫اد َعلَى ذلِ َك فَ ُه َو ِم َن ِّ‬ ‫ير‪" .‬‬ ‫َكالَ ُم ُك ْم‪َ :‬ن َع ْم َن َع ْم‪ ،‬الَ الَ‪َ .‬و َما َز َ‬

‫‪21‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫سمح اهلل لليهود فى طفولتهم الروحية بأن يستخدموا إسمه فى القسم ‪:‬‬ ‫‪ )1‬حتى يرتبطوا به وال يرتبطوا باآللهة الوثنية إذ يقسمون بها‪.‬‬

‫‪ )2‬حتى ال يحنثوا بوعودهم بل يلتزمون بأن يوفوا أقسامهم أمام الرب‬

‫وكان اليهود حتى يتجنبوا شر القسم باهلل وحتى ال يعاقبهم اهلل إن حنثوا بما أقسموا عليه‪ ،‬قد سمحوا بالقسم‬ ‫بالسماء وباألرض وبأورشليم وبرأس اإلنسان واعتبروا أن هذه األشياء ال عالقة لها باهلل‪ .‬ولكن السيد المسيح هنا‬

‫يعلمنا أن كل خليقة اهلل لها عالقة باهلل‪ .‬وفى العهد الجديد ما عاد أحد يعبد آلهة غريبة‪ ،‬وبالتالى ما عاد القسم‬

‫باهلل عالمة التعبد هلل‪ ،‬فال داعى إذاً ألن يقسم أحد باهلل‪ ،‬خصوصاً أن اسم اهلل أسمى من أن نتعامل به فى‬

‫األمور المادية العالمية‪ ،‬بل يذكر فى العبادة فقط‪ .‬والمسيحى له سمة مميزة‪ ،‬هى أنه ال ُيقسم بل يكون كالمه‬ ‫نعم وال = أى الصدق فقط‪ .‬وما زاد عن الصدق أو قل عنه فهو كذب‪ ،‬والكذب هو من الشرير الكذاب وأبو‬ ‫الكذاب يو ‪.11:8‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪83‬‬ ‫َما أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ تُقَ ِ‬ ‫او ُموا‬ ‫يل‪َ :‬ع ْين ِب َع ْي ٍن َو ِس ٌّن ِب ِس ٍّن‪َ .‬وأ َّ‬ ‫س ِم ْعتُ ْم أَنَّ ُه ِق َ‬ ‫اآليات (مت‪َ « "-:)41-83:2‬‬ ‫‪42‬‬ ‫َن ي َخ ِ‬ ‫َّ‬ ‫اص َم َك َوَيأْ ُخ َذ ثَْوَب َك فَاتُْر ْك لَ ُه‬ ‫الش َّر‪َ ،‬ب ْل َم ْن لَ َ‬ ‫ط َم َك َعلَى َخد َ‬ ‫ضا‪َ .‬و َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫ِّك األ َْي َم ِن فَ َح ِّو ْل لَ ُه اآل َخ َر أ َْي ً‬ ‫اد أ ْ ُ‬ ‫‪41‬‬ ‫ضا‪42 .‬وم ْن س َّخر َك ِميالً و ِ‬ ‫ض ِم ْن َك فَالَ‬ ‫ِّ‬ ‫اد أ ْ‬ ‫اح ًدا فَاذ َ‬ ‫َن َي ْقتَ ِر َ‬ ‫َع ِط ِه‪َ ،‬و َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫سأَلَ َك فَأ ْ‬ ‫اء أ َْي ً‬ ‫ْه ْب َم َع ُه اثْ َن ْي ِن‪َ .‬م ْن َ‬ ‫َ‬ ‫الرَد َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫تَُردَّهُ‪" .‬‬ ‫قيل عين بعين= وصايا الناموس هذه تصلح لشعب بدائى‪ ،‬ال يملك النعمة التى تعطى المسيحى أن يحب‬

‫أعداءه‪ .‬ولكن هذه الوصايا كانت الزمة لمنع التوحش واإلنتقام الرهيب‪ ،‬إذ أن اإلنسان البدائى مستعد أن يقتل‬ ‫من يفقده عينه‪ .‬وجاء المسيح ليطلب أن نقابل الشر بالخير وهذه درجة عالية جداً‪ ،‬ال يملك اإلنسان البدائى أن‬ ‫ينفذها‪ ،‬فما يساعدنا اآلن على تنفيذها هو حصولنا على النعمة‪ .‬ال تقاوموا الشر= المقصود الشخص الشرير‬

‫وتقاوم فى اليونانية تعنى أن تقف فى حرب ضد من يقاومك مجاهداً أن تنتصر عليه خدك األيمن = المقصود‬

‫به الكرامة الشخصية‪ .‬اآلخر= ُربما يكون المقصود به هو أن تترك لهُ سبب الخالف الذى أدى لإلهانة‪ .‬فلو‬ ‫أهانك أحد بسبب خالف على شئ ‪ )1‬سامحه ‪ )1‬تنازل عن هذا الشئ‪.‬‬ ‫وهناك من طبق الوصية حرفياً فهزم الشيطان‪ .‬إذ ذهب أحد القديسين ليصلى لفتاة بها روح شرير‪ ،‬ولما فتحت‬

‫هى له الباب تحرك فيها الشيطان ولطمت القديس فحول لها الخد اآلخر‪ ،‬فخرج الشيطان حاالً صارخاً هزمتنى‬

‫بتنفيذك للوصية‪ ،‬ولقد رأيت شخصياً أحد اإلخوة غير المسيحيين‪ ،‬حين لطمه أحد أصدقائه فى مشادة فسكت بل‬

‫طأطأ رأسه‪ ،‬وبعد دقائق إنهار من لطمه طالباً الصفح وباكياً‪ .‬ولكن المهم هو الفهم الروحى وليس التطبيق‬ ‫الحرفى‪ ،‬فالسيد المسيح حين لُ ِط َم قال للعبد الذى لطمه‪ ....‬فلماذا تضربنى يو ‪ ،1::18‬فهو لم يقدم خده اآلخر‬ ‫بل هو كان مستعداً أن يصفح بل أن يموت عمن لطمه‪ .‬من سخرك ميالً = كان اليهودى تحت الحكم الرومانى‬ ‫– مهدداً فى أى لحظة أن يسخره جندى رومانى ليذهب حامالً رسالة معينة على مسافة بعيدة وهذا كان النظام‬

‫البريدى المتبع فى ذلك الحين‪ .‬أو كانوا يسخرون أحداً لعمل معين كما سخروا سمعان القيروانى ليحمل صليب‬ ‫‪22‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫المسيح‪ .‬والسيد هنا يطلب أنه إن سخرك أحد لمسافة ميل وتضطر أن تعمله بنظام العبودية فبحريتك سر معه‬

‫ميل آخر عالمة المحبة‪ .‬والميل اآلخر سيزيل م اررة عبودية الميل األول‪ .‬أى كن مستعداً للعطاء والبذل بحب‪،‬‬ ‫وهذا لخصه السيد بقوله من سألك فأعطه‬

‫نفهم من كالم السيد هنا هو أن ال نهتم بدرجة كبيرة بحقوقنا الشخصية بل نقبل البذل والتضحية والعطاء بحب‪،‬‬

‫أحد منك شئ فإتركه واترك غيره لتستريح من مشاكل القضاء أى‬ ‫والتسامح مع حتى من يوجه لنا إهانة وان أخذ ٌ‬ ‫إشتر راحتك وسالمك = اترك الرداء أيضاً فتربح وقتك وفكرك وربما تربح من يخاصمك بحبك له‪.‬والرداء عادة‬

‫أغلى ثمناً‪ .‬عموماً لن يستطيع هذا إال من حسب مع بولس أن كل شئ فى العالم نفاية‬

‫(فى ‪ + ++++.) 8::‬تعاليم المسيح فى هذه االيات ليس هدفها التطبيق الحرفى مثلما فهمنا عدم لزوم قطع اليد‬

‫اليمنى‪...‬لكن الرب يقصد ان االهم لنا ان نحتفظ بسالم القلب بقدر امكاننا ‪"،‬فثمر البر يزرع فى السالم" (يع ‪:‬‬

‫‪ ) 18 :‬أما الذى يتصارع على كل شئ فهو يحيا فاقدا سالمه فيدفع ثمنا غاليا هو فقدان سالمه وبالتالى يفقد‬ ‫ثمار البر أى عمل الروح القدس فيه ‪ ،‬فالروح يعمل فى الهدوء القلبى كما سمع إيليا صوت اهلل فى الهدوء‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪48‬‬ ‫َما أَ​َنا فَأَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬أ ِ‬ ‫َح ُّبوا‬ ‫يل‪ :‬تُ ِح ُّ‬ ‫ض َع ُد َّو َك‪َ .‬وأ َّ‬ ‫س ِم ْعتُ ْم أَنَّ ُه ِق َ‬ ‫يب َك َوتُْب ِغ ُ‬ ‫ب قَ ِر َ‬ ‫اآليات (مت‪َ « "-:)43-48:2‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ارُكوا الَ ِع ِني ُكم‪ .‬أ ْ ِ‬ ‫اء ُك ْم‪َ .‬ب ِ‬ ‫ط ُرُدوَن ُك ْم‪42 ،‬لِ َك ْي تَ ُكوُنوا‬ ‫ون إِلَ ْي ُك ْم َوَي ْ‬ ‫ين ُي ِس ُ‬ ‫يئ َ‬ ‫َج ِل الَِّذ َ‬ ‫صلُّوا أل ْ‬ ‫أْ‬ ‫َحس ُنوا إِلَى ُم ْبغضي ُك ْم‪َ ،‬و َ‬ ‫َع َد َ‬ ‫ْ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين‪َ ،‬وُي ْم ِط ُر َعلَى األ َْب َر ِ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫ار َو َّ‬ ‫س ُه َعلَى األَ ْ‬ ‫ات‪ ،‬فَِإ َّن ُه ُي ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ش ِر ُ‬ ‫ار َوالظَّالِ ِم َ‬ ‫الصالِ ِح َ‬ ‫ش ْم َ‬ ‫اء أَِبي ُك ُم الَّذي في َّ َ َ‬ ‫أ َْب َن َ‬ ‫‪41‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ضا ي ْفعلُ َ ِ‬ ‫س ا ْل َع َّ‬ ‫سلَّ ْمتُ ْم َعلَى‬ ‫ين ُي ِحبُّوَن ُك ْم‪ ،‬فَأ ُّ‬ ‫ش ُار َ‬ ‫َح َب ْبتُ ُم الَِّذ َ‬ ‫َي أ ْ‬ ‫أل ََّن ُه إِ ْن أ ْ‬ ‫ون ذل َك؟ َوِا ْن َ‬ ‫ون أ َْي ً َ َ‬ ‫َج ٍر لَ ُك ْم؟ أَلَ ْي َ‬ ‫ون ه َك َذا؟ ‪43‬فَ ُكونُوا أَ ْنتُم َك ِ‬ ‫س ا ْل َع َّ‬ ‫َن أ َ​َبا ُك ُم‬ ‫ين َك َما أ َّ‬ ‫إِ ْخ َوِت ُك ْم فَقَ ْط‪ ،‬فَأ َّ‬ ‫َي فَ ْ‬ ‫املِ َ‬ ‫ضا َي ْف َعلُ َ‬ ‫ش ُار َ‬ ‫ص َن ُع َ‬ ‫ون أ َْي ً‬ ‫ضل تَ ْ‬ ‫ون؟ أَلَ ْي َ‬ ‫ْ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات ُه َو َكا ِمل‪" .‬‬ ‫الَّذي في َّ َ َ‬ ‫اهلل محبة‪ ،‬وفى العهد الجديد عهد النعمة يسكب اهلل روح المحبة فى قلوبنا‪ ،‬ومن ثماره المحبة (رو ‪ + :::‬غل‬

‫‪ .)11::‬وكمال اإلنسان المسيحى أن يمتلئ محبة هلل أوالً ولكل الناس حتى لمن هم يعادونه‪ ،‬فى العهد الجديد‬ ‫يتصور المسيح فينا ( غل ‪ )19:1‬فال نستطيع سوى أن نحب الجميع تحب قريبك وتبغض عدوك = الناموس لم‬

‫يأمرهم أن يبغضوا أعداءهم ولكن تحب قريبك هذه وصية الناموس‪ ،‬أماّ تبغض عدوك فهى تعليم الكتبة‪ .‬فوصية‬ ‫الناموس األولى والعظمى هى المحبة‪ .‬فالقريب فى نظرهم هو اليهودى‪ .‬أما تفسير المسيح فنرى فيه أن السامرى‬

‫هو قريبى‪ .‬ونلمس فى الناموس بعض الوصايا التى تشير لمحبة العدو (خر ‪ +: ، 1 : 1:‬تث‪ )8-1:1:‬وقد‬ ‫نجد بعض اآليات التى قد تفهم على أنها كراهية لألعداء مثل (تث ‪ )6:1:‬وغيرها ولكن حتى نفهم هذه اآليات‬

‫يجب أن نعلم أن الشعب اليهودى فى هذه المرحلة ما كان يميز بين الخطية والخاطئ‪ ،‬فحين يطلب منهم اهلل أن‬

‫يكرهوا خاطئاً فكان هذا ليكرهوا الخطية التى يعملونها فال يعملونها هم أيضاً أحبوا أعداءكم = هذه ليست فى‬

‫قدرة اإلنسان العادى فكيف ننفذها ؟‬

‫فى عهد النعمة‪ ،‬يعطينا الروح القدس هذه اإلمكانية‪ ،‬وهى ليست بإمكانيات بشرية بل هى عطية إلهية‪ .‬ولكن‬

‫النعمة ال تُعطَى إالّ لمن يجاهد فى سبيلها ‪ ،‬وهذا تعليم أباء الكنيسة‪ .‬والجهاد هو عمل فيه تغصب ‪ ،‬وان ألزمنا‬ ‫‪23‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬

‫أنفسنا وجاهدنا تنسكب النعمة فينا بعمل الروح القدس‪ .‬ومن يعمل فيه الروح القدس يجدد طبيعته فيخلص (غل‪6‬‬

‫‪ )1: :‬لذلك فمن ليست له محبة لكل إنسان حتى أعداءه فهو ميت روحيا (‪1‬يو‪ )11 : :‬لسبب بسيط هو أن‬ ‫هذا دليل على أن الروح القدس لم ُيغيِّر طبيعته ويجدده بعد ‪ .‬وأول ثمار الروح هى المحبة (غل‪. )11 : :‬‬ ‫ولذلك فالسيد حدد شروط الجهاد حتى نحصل على هذه النعمة باركوا‪ ...‬أحسنوا‪ ...‬صلوا ألجل‪ ...‬وكلها تمارس‬

‫بالتغصب فهذا أقصى ما نستطيعه ‪ ،‬أما عطية المحبة فهى النعمة التى يعطيها اهلل مجاناً لمن يستحق‪ .‬وهذا‬ ‫ٍ‬ ‫وحينئذ حول الرب الماء إلى خمر‬ ‫كما مأل الخدام أجران الماء فهذا أقصى ما يمكن للبشر عمله (جهاد) ‪،‬‬

‫(نعمة) ‪.‬‬

‫باركوا العنيكم = تكلموا عنهم فى غيابهم وأمامهم بكل ما هو صالح (بالغصب طبعاً) أحسنوا إلى مبغضيكم =‬

‫قدموا لهم ما أمكن خدمات وأعمال محبة بالتغصب ‪ ،‬فهناك من يتصور أننا ال نقدم خدمات إالّ لمن يستحق هذا‬

‫‪ ،‬أى لمن يقدم لنا خدمات ‪.‬‬

‫صلوا ألجل الذين يسيئون إليكم = أطلبوا بركة اهلل لهم ولذويهم فى صلواتكم وربما يتساءل البعض‪ ..‬هل‬

‫أصلى وأقدم خدمة وأبارك شخص أساء لى‪ ،‬وقلبى مملوء غضباً عليه ؟ نقول نعم فهذا هو الجهاد‪ ،‬فالجهاد هو‬ ‫أن تغصب نفسك على شئ حسن صالح‪ ،‬ال رغبة لك أن تعمله‪ ،‬وهذا تعليم السيد له المجد (مت‪ )11 : 11‬وفى‬

‫مقابل جهادك تنسكب النعمة فيك‪ .‬فتجد نفسك قاد اًر على محبة عدوك‪ ،‬بل ستجد نفسك غير قادر أن تكرهه‪.‬‬

‫وهذه اآلية تثبت صحة وجهة نظر األرثوذكسية فى أنه ال نعمة بدون جهاد‪ .‬فالمحبة هى عطية من اهلل أى‬

‫نعمة‪ ،‬وهذه ال تنسكب فينا بدون الجهاد الذى ذكره السيد المسيح‪.‬‬

‫لكى تكونوا أبناء أبيكم= حتى تستطيعوا أن تستمروا وتظهروا هكذا أمام الناس والمالئكة‪ ،‬وتكونوا مشابهين فى‬ ‫المحبة هلل أبيكم‪ .‬هذا هو الكمال المسيحى‪ .‬فاهلل يعطى من بركاته للجميع حتى األشرار = يشرق شمسه على‬

‫األشرار‪ .‬والسيد يعطينا أن يكون المثل الذى نقيس عليه هو كمال اآلب السماوى‪ ،‬ومن يفعل يفرح اهلل‪.‬‬

‫أحببتم الذين يحبونكم = فهذه يصنعها حتى األشرار‪ ،‬هذه تنتمى لإلنسان العتيق‪ ،‬إنسان العهد القديم‪ ،‬الذى هو‬ ‫بدون نعمة‪.‬‬

‫العشارون= كانوا يجمعون الجزية‪ ،‬ولكنهم استغلوا وظيفتهم فى إبتزاز الناس لذلك صار إسم عشار يرادف أحط‬ ‫األشياء وأحقرها‪.‬‬

‫راجع مقدمة رسالة يوحنا االولى لشرح أهمية بل خطورة هذه الوصية‬

‫َح ِس ُنوا إِلَى م ْب ِغ ِ‬ ‫ون‪ :‬أ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫‪ِ 11‬‬ ‫ضي ُك ْم‪،‬‬ ‫ُّها َّ‬ ‫ام ُع َ‬ ‫اء ُك ْم‪ ،‬أ ْ‬ ‫َح ُّبوا أ ْ‬ ‫اآليات (لو ‪« " -:)86-11:6‬لك ِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم أَي َ‬ ‫َع َد َ‬ ‫ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫‪َ 13‬ب ِ‬ ‫ضا‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫ض لَ ُه َ‬ ‫ض َرَب َك َعلَى َخد َ‬ ‫ين ُي ِس ُ‬ ‫اع ِر ْ‬ ‫يئ َ‬ ‫َج ِل الَِّذ َ‬ ‫اآلخ َر أ َْي ً‬ ‫ِّك فَ ْ‬ ‫ون إِلَ ْي ُك ْم‪َ .‬م ْن َ‬ ‫صلُّوا أل ْ‬ ‫ارُكوا الَعني ُك ْم‪َ ،‬و َ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫َن‬ ‫َع ِط ِه‪َ ،‬و َم ْن أ َ‬ ‫أَ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َخ َذ الَِّذي لَ َك فَالَ تُطَالِ ْب ُه‪َ .‬و َك َما تُ ِر ُ‬ ‫يد َ‬ ‫سأَلَ َك فَأ ْ‬ ‫اء َك فَالَ تَ ْم َن ْع ُه ثَْوَب َك أ َْي ً‬ ‫ضا‪َ .‬و ُك ُّل َم ْن َ‬ ‫َخ َذ ِرَد َ‬ ‫‪81‬‬ ‫َي ْف َع َل َّ‬ ‫ضا‬ ‫ين ُي ِحبُّوَن ُك ْم‪ ،‬فَأ ُّ‬ ‫ضل لَ ُك ْم؟ فَِإ َّن ا ْل ُخ َ‬ ‫َي فَ ْ‬ ‫َح َب ْبتُ ُم الَِّذ َ‬ ‫طاةَ أ َْي ً‬ ‫ضا ِب ِه ْم ه َك َذا‪َ .‬وِا ْن أ ْ‬ ‫اس ِب ُك ُم اف َْعلُوا أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫الن ُ‬ ‫‪88‬‬ ‫ون‬ ‫ون إِلَ ْي ُك ْم‪ ،‬فَأ ُّ‬ ‫ضل لَ ُك ْم؟ فَِإ َّن ا ْل ُخ َ‬ ‫َي فَ ْ‬ ‫ضا َي ْف َعلُ َ‬ ‫ين ُي ْح ِس ُن َ‬ ‫س ْنتُ ْم إِلَى الَِّذ َ‬ ‫ُّون الَِّذ َ‬ ‫ُي ِحب َ‬ ‫طاةَ أ َْي ً‬ ‫ين ُي ِحبُّوَن ُه ْم‪َ .‬وِا َذا أ ْ‬ ‫َح َ‬ ‫‪24‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪84‬‬ ‫طاةَ لِ َك ْي‬ ‫ستَ ِرُّدوا ِم ْن ُه ْم‪ ،‬فَأ ُّ‬ ‫ون ا ْل ُخ َ‬ ‫ضل لَ ُك ْم؟ فَِإ َّن ا ْل ُخ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َي فَ ْ‬ ‫ه َك َذا‪َ .‬وِا ْن أَق َْر ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ين تَْر ُج َ‬ ‫ضتُ ُم الَِّذ َ‬ ‫ضا ُي ْق ِر ُ‬ ‫طاةَ أ َْي ً‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫يستَ ِرُّدوا ِم ْنهم ا ْل ِمثْ َل‪82 .‬ب ْل أ ِ‬ ‫يما‬ ‫ون َ‬ ‫ش ْي ًئا‪ ،‬فَ َي ُك َ‬ ‫ضوا َوأَ ْنتُ ْم الَ تَْر ُج َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َح ِس ُنوا َوأَق ِْر ُ‬ ‫اء ُك ْم‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َح ُّبوا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َع َد َ‬ ‫َج ُرُك ْم َعظ ً‬ ‫ُ​ُ‬ ‫‪86‬‬ ‫الش ِ‬ ‫َوتَ ُكوُنوا َب ِني ا ْل َعلِ ِّي‪ ،‬فَِإنَّ ُه ُم ْن ِعم َعلَى َغ ْي ِر َّ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫ضا َر ِحيم‪" .‬‬ ‫اء َك َما أ َّ‬ ‫ين َواألَ ْ‬ ‫اك ِر َ‬ ‫َن أ َ​َبا ُك ْم أ َْي ً‬ ‫ار‪ .‬فَ ُكوُنوا ُر َح َم َ‬

‫هنا نجد نفس تعاليم السيد التى قالها فى عظة الجبل‪ ،‬يكررها القديس لوقا ونفهم منها أن نعمل الخير لآلخرين‬

‫دون إنتظار مقابل ونرد العداوة بحب وهذا ال يستطيعه سوى من صار فى المسيح خليقة جديدة‪.‬‬

‫‪ 1‬كو ‪ 11::‬وقد يقول قائل وهل أنا المسيح ألفعل ذلك؟ حقاً يجب أن نعلم أن المسيح يسكن فينا ويعطينا حياته‬

‫فى غل ‪.17:1‬‬ ‫" لى الحياة هى المسيح فى ‪ + "11:1‬مع المسيح صلبت فأحيا ال أنا بل المسيح يحيا ّ‬ ‫من ضربك على خدك = نكرر‪ ،‬ليس المفهوم أن ال يدافع المسيحى عن نفسه ‪ ،‬بل أن يحتمل بقدر إمكانه‬ ‫وبمحبة اآلخر لكى يربحه للمسيح‪ ،‬المطلوب أن يكون الرد بوداعة ولطف وحكمة‪ ،‬فكل موقف له رد‪ ،‬ولكن‬

‫المفهوم العام هو أن نحتمل ضعفات اآلخرين ألجل المسيح‪ ،‬ونحاول جذبهم إلى السالم ونحيا نحن في سالم‪.‬‬

‫والمسيح يضع هنا حكمة ذهبية كما تريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوا أنتم أيضاً بهم هكذا = أى ال نرد على‬

‫إخوتنا بمثل ما يفعلون بنا من شر‪ ،‬بل بحسب ما نحب أن يفعلوا هم بنا‪.‬‬

‫نحن اآلن ال نحيا بحسب اإلنسان العتيق‪ ،‬فمثل هذا يحب من يحبه ويعطى من يرجو منه خي اًر أما إنسان العهد‬

‫الجديد المملوء نعمة فهو قادر أن يحب حتى من يكرهونه‬ ‫ويعادونه‪.‬‬

‫لم يذكر القديس لوقا موضوع من سخرك ميالً‪ ،‬فهو مكتوب لليونان والرومان فهذا الموضوع ال يخصهم‪ ،‬فلن‬

‫يسخرهم أحد‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح السادس)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السادس‬ ‫هنا يرفع السيد مستوى العبادات‪ ،‬من صدقة وصالة وصوم‪ ،‬إلى مستوى العالقة الشخصية مع اهلل‪ ،‬وهذا مخالف‬

‫للفكر اليهودى‪ .‬فقد كان الفريسيين يصلون ويصومون ويتصدقون فى مظهرية ليحصلوا على مديح الناس‬

‫واعجابهم‪ .‬أماّ السيد هنا فيقول وماذا تستفيد من إعجاب الناس‪ ،‬السيد يطلب أن نكف عن المظهريات‪ ،‬وأن‬

‫ندخل فى عالقة حب وحياة حب عميق يربطنا مع اهلل أبينا‪ .‬السيد يعطينا مفهوماً جديداً للعبادة أنها دخول إلى‬ ‫حضن اآلب السماوى فى المسيح يسوع‪ ،‬وهذه عالقة خاصة سرية ليست لإلعالن‪ .‬ولكن هناك فهم خاطىء لهذه‬

‫األيات‪ ..‬فهناك من إمتنع عن الصالة ألن أهل بيته يرونه وهو يصلى !! لو كان هذا المفهوم صحيحاً إلمتنعنا‬ ‫عن الصالة فى الكنيسة إذ أن الناس يروننا ونحن نصلى ولكن قصد المسيح أن ال نسعى ألن يرانا أحد‪ ،‬ال‬

‫نسعى وراء مجد من الناس‪ .‬وبنفس المفهوم يمكن أن نعطى أمام الناس لكن ال نبحث عن المظهرية‪ .‬والسيد هنا‬ ‫يبدأ بالصدقة إمتداداً لكالمه السابق عن المحبة‬ ‫(مت‪)22-2:6‬‬

‫‪2‬‬ ‫الن ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ص َدقَتَ ُكم قُدَّام َّ‬ ‫َجر‬ ‫اآليات (مت‪ِ« " -:)4-2:6‬ا ْحتَ ِرُزوا ِم ْن أ ْ‬ ‫س لَ ُك ْم أ ْ‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫اس ل َك ْي َي ْنظُ​ُرو ُك ْم‪َ ،‬وِاال َفلَ ْي َ‬ ‫ص َن ُعوا َ ْ َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِع ْن َد أَِبي ُكم الَِّذي ِفي َّ ِ‬ ‫َّام َك ِبا ْل ُبو ِ‬ ‫ون ِفي‬ ‫ق‪َ ،‬ك َما َي ْف َع ُل ا ْل ُم َر ُ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫اؤ َ‬ ‫ص َدقَ ًة فَالَ تُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫الس َم َاوات‪ .‬فَ َمتَى َ‬ ‫ص ِّو ْت قُد َ‬ ‫ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ا ْلمج ِ‬ ‫َّدوا م َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ام ِع َوِفي األ ِ‬ ‫اس‪ .‬اَْل َح َّ‬ ‫ت فَ َمتَى‬ ‫َج َرُه ْم! َوأ َّ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫َزقة‪ ،‬ل َك ْي ُي َمج ُ‬ ‫استَ ْوفَ ْوا أ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه ْم قَد ْ‬ ‫‪4‬‬ ‫اء‪ .‬فَأَبو َك الَِّذي يرى ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫ون ص َدقَتُ َك ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ص َدقَ ًة فَالَ تُعِّر ْ ِ‬ ‫اء‬ ‫ُ‬ ‫ف ش َمالَ َك َما تَ ْف َع ُل َيمي ُن َك‪ ،‬ل َك ْي تَ ُك َ َ‬ ‫َ‬ ‫ص َن ْع َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُه َو ُي َج ِ‬ ‫يك َعالَ ِن َي ًة‪" .‬‬ ‫از َ‬

‫احترزوا = فقد تتسلل محبة المديح إلى قلوبنا‪.‬‬

‫صدقتكم = تشير حسب أصل الكلمة ألعمال البر عامة‪.‬‬

‫لكي ينظروكم = ال نصنعها بهدف الفوز بمديح الناس‪ .‬المراؤون = يظهرون (عمل الرحمة) غير ما يبطنون‬ ‫(طلب مديح الناس فى كبرياء)‪.‬‬

‫فال تصوت قدامك بالبوق = كان الفريسيون يصنعون هذا‪ ،‬ليقدموا دعاية ألنفسهم‪ ،‬فعبادتهم كانت نوعاً من‬ ‫الرياء‪ ،‬لتزداد كرامتهم وسط الناس‪ ،‬وكانوا يدعون من يفعل هذا أبو المحسنين‪ ،‬عطوفة الرابى فالن صانع‬ ‫الحسنات وكان الفريسى من هؤالء ينال أجره من الناس كرامة وتعظيم‪ .‬والمسيح حتى يعطينا أن ال نبحث عن‬

‫كرامة من أحد وضع نفسه مكان المحتاج فقي اًر كان أم مريضاً‪.‬‬ ‫ما تفعل يمينك = اليمين هو عمل الخير الذى تقوم به‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬

‫ال تعرف شمالك = هو الشعور بالبر الذاتى‪ ،‬وبأننى صنعت شيئاً‪ ،‬وهو الشعور بالرغبة فى المديح أو طلب‬ ‫األجر من اهلل‪ ،‬وهو الشعور بأننا معجبون بأنفسنا‪ .‬جميل ما قاله داود إذ أعد الكثير لبيت الرب إنه قال " من‬

‫يدك أعطيناك "‬

‫‪2‬‬ ‫ين ِفي ا ْلمج ِ‬ ‫ام ِع َوِفي‬ ‫ُّون أ ْ‬ ‫صلَّ ْي َ‬ ‫صلُّوا قَ ِائ ِم َ‬ ‫ين‪ ،‬فَِإنَّ ُه ْم ُي ِحب َ‬ ‫ت فَالَ تَ ُك ْن َكا ْل ُم َرِائ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َن ُي َ‬ ‫اآليات (مت‪َ « "-:)3-2:6‬و َمتَى َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ار ِع‪ ،‬لِ َكي َي ْظ َه ُروا لِ َّلن ِ‬ ‫َزَو َايا َّ‬ ‫الش َو ِ‬ ‫اس‪ .‬اَْل َح َّ‬ ‫ت فَ ْاد ُخ ْل‬ ‫َج َرُه ْم! َوأ َّ‬ ‫صلَّ ْي َ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫استَْوفَ ْوا أ ْ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه ْم قَد ْ‬ ‫ت فَ َمتَى َ‬ ‫ْ‬ ‫وك الَِّذي يرى ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫يك الَِّذي ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫اء ُي َج ِ‬ ‫يك َعالَ ِن َي ًة‪.‬‬ ‫إِلَى ِم ْخ َد ِع َك َوأ ْ‬ ‫از َ‬ ‫اء‪ .‬فَأ َُب َ‬ ‫ص ِّل إِلَى أَِب َ‬ ‫َغلِ ْ‬ ‫ق َب َاب َك‪َ ،‬و َ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫َّهوا‬ ‫اب لَ ُه ْم‪ .‬فَالَ تَتَ َ‬ ‫ُمِم‪ ،‬فَِإ َّن ُه ْم َيظُ ُّن َ‬ ‫صلُّ َ‬ ‫ستَ َج ُ‬ ‫ون أَنَّ ُه ِب َكثَْرِة َكالَم ِه ْم ُي ْ‬ ‫شب ُ‬ ‫َوحي َن َما تُ َ‬ ‫ون الَ تُ َكِّرُروا ا ْل َكالَ َم َباطالً َكاأل َ‬ ‫سأَلُوهُ‪" .‬‬ ‫ِب ِه ْم‪ .‬أل َّ‬ ‫ون إِلَ ْي ِه قَ ْب َل أ ْ‬ ‫اج َ‬ ‫َن أ َ​َبا ُك ْم َي ْعلَ ُم َما تَ ْحتَ ُ‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫كان الفريسى يتعمد أن يراه الناس مصلياً فيحمدوه على بره وتقواه لذلك طلب السيد المسيح أن نصلى س اًر فى‬

‫المخدع فالصالة هى صلة وعالقة شخصية مع اهلل ليس ألحد أن يطلع عليها‪ ،‬هى شركة حب مع اهلل‪ .‬ولو إهتم‬

‫أحد بأن يراه الناس مصلياً فيمدحوه سيكون هذا عائقاً عن لقاء اهلل‪.‬‬

‫ادخل إلى مخدعك = هذا يعنى خصوصية وسرية العالقة مع اهلل فى الصالة‪.‬إغلق بابك = ليس فقط باب‬ ‫الغرفة‪ ،‬بل أبواب العالم كله بمشاكله ومغرياته وأحزانه‪ ،‬حتى ال يشغلنا شىء عن لقاء الحبيب‪.‬‬

‫ال تكرروا الكالم باطالً كاألمم = كما كان كهنة البعل يفعلون أيام إيليا النبى (امل ‪ .)16:18‬وكما كان الفريسيين‬

‫يطيلون صلواتهم لعلة (مت ‪ )11:1:‬فقد كان الفريسيون يذهبون لبيوت األرامل ويطيلون الصلوات ليحصلوا‬ ‫منهم على أجر ٍ‬ ‫عال‪ .‬ويطيلون صلواتهم ليمدحهم الناس على برهم وتقواهم‪ ،‬أو لظنهم أن اهلل ُيخدع بكثرة الكالم‪.‬‬

‫مثل هذا النوع من التكرار مرفوض‪ .‬فالسيد المسيح كرر صلواته (مت ‪ )11:16‬فتكرار الصلوات من قلب ملتهب‬

‫بالحب ليس فيه عيب‪ ،‬ولكن تكرار الكالم والعقل غائب وراء أفكار أخرى مرفوض‪ .‬إذاً فلنكرر الصلوات ولكن ال‬

‫نقول كلمات ال نعنيها بل نفكر ذهنياً فيما نقول (‪1‬كو‪ ،)18 -11 : 11‬وال نقول سوى ما نقصده‪ .‬والسيد نفسه‬

‫طلب اللجاجة فى الصالة‪ ،‬وهو فعل هذا ( لو ‪ +11:11‬لو ‪ .)1-1:18‬فلنصلى ونكرر لكن بقلب شاكر طالب‬

‫رحمة اهلل‪.‬نكرر بإلحاح ولجاجة (لو ‪ ،1:18‬لو ‪ )8:11‬وايمان‪ .‬وهذا ما يستجيبه اهلل‪.‬‬

‫اآليات (مت‪ )22-1:6‬الصالة الربانية ‪( +‬لو ‪)4-2:22‬‬ ‫َّس اسم َك‪22 .‬لِيأ ِ‬ ‫اآليات (مت‪«1" -:)22-1:6‬فَصلُّوا أَ ْنتُم ه َك َذا‪ :‬أَبا َنا الَِّذي ِفي َّ ِ ِ‬ ‫ْت َملَ ُكوتُ َك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الس َم َاوات‪ ،‬ل َيتَقَد ِ ْ ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ض‪ُ .‬خ ْب َزَنا َكفَافَ َنا أ ْ ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َكذلِ َك َعلَى األ َْر ِ‬ ‫وب َنا َك َما َن ْغ ِف ُر‬ ‫لِتَ ُك ْن َم ِش َ‬ ‫َعط َنا ا ْل َي ْوَم‪َ .‬وا ْغف ْر لَ َنا ُذ ُن َ‬ ‫يئتُ َك َك َما في َّ َ‬ ‫ين إِلَ ْي َنا‪28 .‬والَ تُ ْد ِخ ْل َنا ِفي تَ ْج ِرب ٍة‪ِ ،‬‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫لك ْن َن ِّج َنا ِم َن ِّ‬ ‫َن لَ َك ا ْل ُم ْل َك‪َ ،‬وا ْلقُ َّوةَ‪َ ،‬وا ْل َم ْج َد‪ ،‬إِلَى‬ ‫ير‪ .‬أل َّ‬ ‫ضا لِ ْل ُمذ ِْن ِب َ‬ ‫َن ْح ُن أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األَب ِد‪ِ .‬‬ ‫ي‪َ 22 .‬واِ ْن لَ ْم تَ ْغ ِف ُروا لِ َّلن ِ‬ ‫الس َم ِ‬ ‫ين‪24 .‬فَِإ َّن ُه إِ ْن َغفَ ْرتُ ْم لِ َّلن ِ‬ ‫اس َّزالَ ِت ِه ْم‪،‬‬ ‫او ُّ‬ ‫ضا أ َُبو ُك ُم َّ‬ ‫آم َ‬ ‫اس َّزالَ ِت ِه ْم‪َ ،‬ي ْغ ِف ْر لَ ُك ْم أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫ضا َّزالَ ِت ُك ْم‪".‬‬ ‫الَ َي ْغ ِف ْر لَ ُك ْم أ َُبو ُك ْم أ َْي ً‬

‫‪27‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬ ‫‪2‬‬ ‫احد ِم ْن تَالَ ِم ِ‬ ‫غ‪ ،‬قَا َل و ِ‬ ‫ان يصلِّي ِفي مو ِ‬ ‫َن‬ ‫يذ ِه‪َ « :‬ي َار ُّ‬ ‫ض ٍع‪ ،‬لَ َّما فَ َر َ‬ ‫ب‪َ ،‬علِّ ْم َنا أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ "-: )4-2:22‬وِا ْذ َك َ ُ َ‬ ‫‪1‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات‪ ،‬لِ َيتَقَد ِ‬ ‫َّس‬ ‫ضا تَالَ ِمي َذهُ»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫وح َّنا أ َْي ً‬ ‫صلِّ َي َك َما َعلَّ َم ُي َ‬ ‫صلَّ ْيتُ ْم فَقُولُوا‪ :‬أ َ​َبا َنا الَّذي في َّ َ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬متَى َ‬ ‫ُن َ‬ ‫‪8‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسم َك‪ ،‬لِيأ ِ‬ ‫اء َكذلِ َك َع َلى األ َْر ِ‬ ‫َع ِط َنا ُك َّل َي ْوٍم‪َ 4 ،‬وا ْغ ِف ْر‬ ‫ْت َملَ ُكوتُ َك‪ ،‬لِتَ ُك ْن َم ِش َ‬ ‫ض‪ُ .‬خ ْب َزَنا َكفَافَ َنا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫يئتُ َك َك َما في َّ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ضا َن ْغ ِفر لِ ُك ِّل م ْن يذ ِْنب إِلَ ْي َنا‪ ،‬والَ تُ ْد ِخ ْل َنا ِفي تَ ْج ِرب ٍة ِ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫لك ْن َن ِّج َنا ِم َن ِّ‬ ‫ير»‪".‬‬ ‫لَ َنا َخطَ َايا َنا أل ََّن َنا َن ْح ُن أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫هنا يعلم السيد تالميذه صالة محفوظة فلماذا تنكر علينا بعض الطوائف أن نصلى المزامير واألجبية كصلوات‬ ‫محفوظة والكنيسة المقدسة تفتخر بهذه الصالة الربانية فهى نموذج من وضع السيد نفسه‪ ،‬نبدأ به كل صلواتنا‬

‫وننهيها بها‪ ،‬فهى نموذج حى نتفهم خالله عالقتنا باهلل ودالتنا لديه‪ ،‬نرددها لنحيا بالروح الذى يريده الرب نفسه‪.‬‬

‫ونبدأها بإجعلنا مستحقين أن نصلى ألننا نقول أبانا‪ .‬ومن إنجيل معلمنا لوقا نفهم أن التالميذ سألوا السيد المسيح‬ ‫أن يعلمهم الصالة لما رأوه يصلى‪ ،‬فهو بصالته أمامهم تذوقوا معنى جديد وصورة جديدة للصالة لم يعرفوها من‬ ‫قبل‪ .‬فالمسيح يعلم ليس باإللزام ولكن باإلقناع الداخلى وفتح الوعى الداخلى‪ ،‬صالة المسيح وح اررتها وهيئته‬

‫وربما نورانيته كانت ليس كما كان الفريسيين يصلون‪ ،‬بل تركت أث اًر عميقاً فى نفوس التالميذ فإشتهوا أن يصلوا‬

‫مثله وبنفس الروح‪.‬‬

‫والمسيح كان يصلى كنائب عن البشرية وكرأس للكنيسة‪ ،‬يصلى لحسابنا‪ ،‬حملنا بصالته إلى حضن أبيه‪ .‬ولكن‬ ‫أيضا هى صلة اإلبن بأبيه ‪ .‬هذه الصلة هى ما إشتهى التالميذ أن يعيشوه حينما أروا المسيح يصلى فطلبوا من‬

‫الرب أن يعلمهم كيف ‪.‬‬

‫أبانا الذى فى السموات = المسيح جعلنا فيه أبناء اهلل‪ ،‬إذ وحدنا فى شخصه كإبن هلل‪ .‬ونقول أبانا بالجمع‪ ،‬فلسنا‬ ‫وحدنا فى وقوفنا أمام اهلل‪ ،‬ألن المسيح جمعنا كأعضاء جسده ووحدنا فى نفسه‪ .‬وكون أبانا هو فى السموات‪،‬إذاً‬ ‫لنفهم أننا أصبحنا سماويين‪ ،‬وغرباء فى هذه األرض بل هو ساكن فى قلوبنا فأصبحت قلوبنا سماء " هذا معنى‬

‫طأطأ السموات ونزل " (مز‪ )9 : 18‬لقد أتى لنا المسيح بتجسده بالسموات على األرض ‪ ،‬هو فى السموات‬ ‫وعلى األرض وفى كل مكان‪ ،‬ولكن السيد يريد أن يرفع عيوننا إلى السموات حيث أعد هو لنا مكاناً سنذهب إليه‬

‫"أنا ذاهب ألعد لكم مكاناً" (يو ‪ ):-1:11‬بل أعطانا إمكانية أن نحيا الحياة السمائية ونحن على األرض‪.‬‬ ‫وقولنا أبانا تحمل معن ى أنه حتى لو صلينا بمفردنا فى مخدعنا فإننا نصلى ونقدم صلواتنا بإسم الجماعة كلها‪،‬‬ ‫فأنا عضو فى جسد المسيح أهتم بكل عضو آخر فى هذا الجسد‪ ،‬فهو مكمل لى‪ .‬وبنفس المفهوم نكمل خبزنا‬

‫كفافنا وليس خبزى‪ ،‬نحن نصلى ألجل شعب المسيح كله ألننا جميعاً جسد واحد والمسيح رأس هذا الجسد‪.‬‬

‫فى بداية الصالة نصلى بقولنا أبانا فندرك مركزنا الجديد بالنسبة هلل والذى حصلنا عليه بالمعمودية‪ .‬بل أن الروح‬

‫القدس فى داخلنا يشهد ألرواحنا أننا صرنا أوالداً وأبناء هلل فنصرخ يا آبا اآلب (رو ‪+16:8‬غل‪ )6:1‬ليتقدس‬

‫إسمك = كلمة قدوس باليونانية هى أجيوس ومعناها ال أرضى اي متسامى ومرتفع عن االرضيات‪ .‬و اإلسم فى‬ ‫الكتاب المقدس يعبر عن حقيقة الجوهر وهدفنا هو مجد اهلل‪ ،‬نقدس إسمه فى قلوبنا ونتمنى أن يكون هو ممجداً‬

‫فى قلوب كل الناس أى يتسامى ويعلو فى قلوبنا وفى قلوب كل واحد‪ .‬يتقدس فينا ويرانا الناس فيقدسوا إسمه‪.‬‬

‫ويكون هذا بسلوكنا فى كمال مسيحى‪ ،‬نسلك بما فيه تقديس إسمه ‪ ،‬يرانا اآلخرون ويروا أعمالنا فيمجدوا أبانا‬

‫‪28‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬

‫الذى فى السموات (مت‪ .)16::‬صارت شهوة قلوب أبناء اهلل أن يصرخ الجميع كما يفعل المالئكة قائلين قدوس‬

‫قدوس قدوس‪.‬‬

‫طبعاً قولنا ليتقدس إسمك ال يعنى أننا نطلب أن يرتقى اهلل فى القداسة أو يزداد فيها بصالتنا‪ ،‬فهو كامل من كل‬

‫وجه‪ ،‬بل نشتاق أننا َن ْك ُم ْل ويقدسنا اهلل ويكون ذلك سبباً أن كل الناس يمجدون اهلل‪.‬‬ ‫ليأت ملكوتك= اهلل يملك اآلن على المالئكة وعلى قلوب أوالده المؤمنين به‪ ،‬ولكن مازال هناك شياطين يقاومون‬ ‫ملكوت اهلل‪ ،‬وأشرار على األرض غير خاضعين لناموس اهلل‪ ،‬واهلل يترك الجميع‪ ،‬ولكن فى حدود يسمح بها‪ ،‬كما‬

‫قال بولس الرسول "على اننا لسنا نرى الكل بعد مخضعا له " (عب ‪ ) 8 : 1‬والمسيح أتى ومن يقبله ويثبت فيه‬ ‫يصير الكل جسدا واحدا هو رأسه ‪ ،‬وهذا الجسد يخضع لآلب فى حب (‪1‬كو ‪( )18:1:‬المسيح هنا كرأس‬

‫للكنيسة يقدم الخضوع هلل اآلب) ‪ .‬أما اعداء اهلل فيكونوا خاضعين تحت قدميه‪.‬‬

‫فالمؤمن الحقيقى يشتهى أن يأتى هذا اليوم الذى يخضع فيه الكل هلل‪ ،‬هو الشوق لمجئ السيد المسيح الثانى فى‬

‫مجده ليسود الرب على كل الخليقة ويصير اهلل الكل فى الكل‪ ،‬وتبطل مقاومة كل األعداء‪.‬‬

‫والمؤمن الحقيقى يشتهى أن يمتد وينمو ملكوت اهلل اآلن على األرض ويزداد المؤمنين بالمسيح عدداً‪ ،‬ويزداد‬

‫التائبين من المؤمنين‪.‬‬

‫والمؤمن الحقيقى يشتهى أن يملك عليه المسيح تماماً فال يعود هناك مكان فى قلبه لمشاغبات الجسد وال ألى‬

‫محبة للعالم والزمنيات‪ ،‬بل يطيع اهلل طاعة كاملة ومن له هذه الشهوات المقدسة‪ ،‬أن يأتى اهلل فى ملكوته سيكون‬ ‫له معه نصيب فى ملكوته‪ .‬من له شهوة أن ال يكون للشيطان وال للخطية أى نصيب فى قلبه‪ ،‬بل يكون قلبه كله‬

‫هلل‪ ،‬ومن يجاهد ألجل هذا سيكون له نصيب فى ملكوت المسيح حين يجئ‪ .‬بهذه الطلبة نشتاق إلضمحالل‬ ‫مملكة الشيطان وأن يخضع الجميع وأولهم أنا للملك الحقيقى‪ .‬وبها نتذكر أن نصيبنا هو فى السموات فننصرف‬

‫عن اإلهتمام باألرضيات‪.‬‬

‫لتكن مشيئتك = مشيئة اهلل هى الخير المطلق‪ ،‬فهو صانع خيرات‪ ،‬ال يعرف أن يعمل ما فيه ضرر ألحد‪.‬‬ ‫ومشيئة اهلل قد تتعارض مع مشيئتى ألننى محدود فى كل شىء‪ .‬فبولس صلى ثالثة مرات ُليشفَى وكانت مشيئة‬ ‫اهلل عكس مشيئة بولس‪ ،‬ورفض اهلل شفاءه‪ ،‬وكان هذا لخالص نفسه لئال يرتفع من فرط اإلستعالنات (‪1‬كو‬ ‫‪ ) 9-1:11‬وبهذا اإلرتفاع يتكبر وينتفخ فيسقط ويهلك‪ .‬فمشيئة اهلل ليست فى شفاء الجسد والغنى المادى‬

‫ضيِّع صاحبها‪ ،‬ولكن مشيئة اهلل هى خالص النفوس (اتى ‪ )1:1‬فاهلل قد يسمح‬ ‫والمراكز العالية‪ ،‬فهذه كلها قد تُ َ‬ ‫ببعض التجارب واألالم لخالص النفس وبهذا تكون كل األمور تعمل معاً للخير (رو ‪ .)18:8‬ما نظنه خي اًر‬

‫بحسب فكرنا البشرى وما نظنه ش اًر ( كالمرض والفشل) بحسب فكرنا البشرى‪ ،‬كل هذا بسماح من اهلل وللخير‪،‬‬

‫أى لخالص نفوسنا (‪1‬كو ‪ .)11::‬فلنطلب من أبونا السماوى كل ما نريده ولكن يا ليتنا ننهى صالتنا بأن نقول‬

‫لتكن مشيئتك ‪ .‬هذه صالة إبن يثق فى محبة أبوه ‪.‬‬

‫إذاً لنصلى بثقة لتكن مشيئتك يارب وليس مشيئتى‪ ،‬فأنا ال أعرف ما هو الخير لنفسى‪ ،‬والروح القدس عمله فى‬

‫الصالة أن يجعلنا نقبل مشيئة اهلل (رو ‪.)16:8‬‬

‫‪29‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬

‫كما فى السماء كذلك على األرض= هى شهوة قلب المؤمن أن يرى الكل‪ ،‬من على األرض‪ ،‬يعملون وفق إرادة‬ ‫اهلل ومرضاته كما تفعل المالئكة فى السماء‪ ،‬وأن يتمم اهلل مشيئته فى كل من على األرض كما يفعل فى‬

‫السماء‪ .‬فإرادة البشر قد تعطل إرادة اهلل من ناحية خالص نفوسهم‪ ،‬فاهلل كما قلنا يريد أن الجميع يخلصون‪ ،‬ولكن‬ ‫إن قاومت إرادة اهلل‪ ،‬فاهلل لن يقدر أن يخلصنى ( مت ‪.):9-:1:1:‬‬

‫هذه الطلبة تعنى إجعلنا يارب قادرين أن نتبع الحياة السماوية فنريد ما تريده أنت‪ .‬واذا كانت السماء تشير‬ ‫للمؤمنين فى الكنيسة‪ ،‬فشهوة قلب المؤمن أن يصير غير المؤمنين (األرض) مؤمنين أى سماء‪ .‬يقول المرنم أن‬

‫اهلل طأطأ السموات ونزل (مز ‪ )9:18‬أى جعل لألرض إمكانية أن تحيا فى السماويات (أف ‪ )6:1‬فهل ُنفرح‬ ‫قلب اهلل ونحيا فى السماويات‪ ،‬وبهذا نحقق ما أراده‪ .‬والسماء من الفعل سما أى هى ارتفاع عن الشهوات‬

‫األرضية‪ ،‬وهذا ما طلبه الرسول (كو ‪ )1::‬إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق‪....‬‬

‫خبزنا كفافنا أعطنا اليوم = يقول الدارسين للغة اليونانية أن كلمة كفافنا المستخدمة هنا تعنى خبزنا الذى يكفينا‬ ‫لليوم وتعنى أيضاً خبزنا الذى للغد‪ ،‬الخبز الجوهرى األساسى‪ .‬فاهلل هو المسئول أن يقوتنا بالخبز الجسدى‬

‫والملبس واحتياجات الحياة‪ ،‬وهو المسئول أيضاً عن اإلحتياجات الروحية والغذاء الروحى‪ .‬واهلل يغذى ارواحنا‬ ‫بكلمته فى الكتاب المقدس وباألسرار الكنسية ومنها التناول الذى يفتح أعيننا فنعرف اهلل كما فُتِحت أعين تلميذى‬ ‫عمواس بعد كسر الخبز‪ .‬واهلل هو الذى سيعطينا الشبع بمعرفته فى الحياة األبدية (يو‪ .)::11‬هذا نطلبه اآلن‬

‫أن نعرف اهلل فتحيا نفوسنا ونحيا منتصرين على أالم هذه الحياة‪ ،‬فمعرفة اهلل تعطى عزاء وحياة وشبع فال نحتاج‬

‫لغيره‪ .‬واذا فهمنا الكلمة بمعنى كفافنا‪ ،‬نفهم أننا نطلب اهلل ليعطينا ما نحتاجه فقط وليس عطايا التدليل التى‬

‫تفسد‪ .‬واذا فهمنا الكلمة بمعنى الذى للغد فنحن نعنى بها الحياة األبدية‪ .‬وكال المعنيين صحيح وضرورى‪ .‬قوله‬

‫كفافنا تعطينا أن ال ننشغل بالغد‪.‬‬

‫تأمل ‪ -:‬المسيح خبز الحياة (يو ‪ ):::6‬ونحن نحتاجه كخبز سماوى يومى‪ ،‬بدونه تصير النفس فى عوز‪.‬‬

‫واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبيين إلينا= هذا إعتراف بأننا خطاة ونقدم توبة ونحن محتاجين‬

‫لمغفرة مستمرة فنحن مازلنا فى الجسد‪ .‬من يتصور أنه بال خطية يضل نفسه ويكون متكب اًر ( ايو ‪ .)8:1‬نحن‬

‫فى إحتياج أن نصرخ هلل دائماً مع العشار " اللهم إرحمنى أنا الخاطىء (لو ‪ .) 1::18‬فلنذكر دائماً أننا خطاة‬ ‫ونطلب الرحمة والغفران ونرى أن هناك شرطاً لكى يغفر لنا اهلل وهو أن نغفر لآلخرين‪ .‬ولنعلم أن طبيعتنا‬ ‫الفاسدة ودس الشيطان يمنعوننا من أن نغفر‪ ،‬ولكن ذلك يؤدى لفقدان سالمنا على األرض وأبديتنا فى السماء‪.‬‬ ‫ولنالحظ أن من يخطىء فى حقى فخطيته صغيرة ألننى صغير‪ ،‬ولكنى حين أخطأت إلى اهلل فخطيتى كبيرة‬

‫جداً بل غير محدودة ألن اهلل غير محدود‪ ،‬فإن لم أغفر الخطايا الصغيرة كيف يغفر اهلل لى الخطايا الكبيرة‪.‬‬ ‫ونالحظ فى هذه الطلبة أننا نقدم إعتراف مستمر بخطايانا وال نلتمس األعذار وفيها أيضاً إلتزام بأن نغفر‬

‫لآلخرين‪.‬‬

‫ال تدخلنا فى تجربة لكن نجنا من الشرير= نحن نثق فى أن اهلل قادر أن يحفظنا من تجارب إبليس الشريرة‪،‬‬ ‫ولكننا ال نندفع بتهور نحو التجربة‪ ،‬بل فى تواضع نطلب أن ال يدخلنا الشيطان فى تجربة‪ ،‬نطلب من اهلل أن‬

‫‪30‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬

‫ُيبعد عنا تجارب إبليس‪ .‬فاهلل ال يريد النفس المتشامخة التى ال تحتاط من التجربة بل يريد النفس المتضعة‪.‬‬ ‫وبصراخنا هلل يهرب الشيطان‪ ،‬فصراخنا هو سر نجاتنا أماّ لو إتكلنا على أنفسنا فهذا هو الكبرياء‪ .‬وبداية سقوط‬

‫بطرس فى اإلنكار كان كبرياءهُ إذ قال ال أنكرك‪ ،‬والمسيح سمح بسقوطه فى اإلنكار حتى يتضع‪ .‬والشرير هو‬ ‫الشيطان ونحن نطلب أن ننجو من سهامه الملتهبة ونجنا من الشرير = أى نجنا من خداعاته واسندنا ضد‬ ‫حيله‪ .‬ولنالحظ أن قولنا ال تدخلنا فى تجربة ال تعنى أننا لن ندخل أبداً فى تجربة‪ ،‬أى لن نجرب‪ ،‬واالّ لما‬ ‫أضاف الرب" لكن‬

‫نجنا من الشرير" فالشرير‬

‫البد سوف‬

‫يجربنا‪،‬‬

‫ونحن‬

‫نصرخ‬

‫بإتضاع‬

‫يا رب أنا لست كفؤاً لتجارب إبليس فإن سمحت بتجربة فنجنى منها حتى ال أهلك‪ ،‬وستكون هناك تجارب طالما‬ ‫نحن فى الجسد‪.‬ولكننا نعلم أنه إذا سمح اهلل بتجربة فهى حتى ننمو روحياً‪ ،‬هو يسندنا خاللها‪ ،‬ونخرج وقد‬

‫اكتسبنا شيئاً لذلك نصرخ له‪ .‬وأضاف األباء بعد هذا "بالمسيح يسوع ربنا" وهى مستنتجة من قول المسيح مهما‬ ‫سألتم بإسمى فذلك أفعله ( يو ‪ +1::11‬يو ‪ )1::16‬ألن لك الملك والقوة والمجد إلى األبد = بعد أن نطلب أن‬ ‫ينجينا اهلل من الشيطان الشرير‪ .‬نقول هذه التسبحة فتعطينا راحة وثقة أننا فى يد اهلل محفوظين فال نخاف من‬

‫إبليس وتجاربه‪ .‬الملك= هو يملك على اإلنسان وعلى الشيطان وعلى كل الخليقة‪ .‬والقوة= هو أقوى بما ال يقاس‬ ‫من عدونا الذى يجربنا‪ .‬والمجد = هو مستحق أن نمجده‪.‬‬

‫أمين= كلمة عبرية تعنى ليكن هذا وباليونانية أمين تعنى حقاً‪.‬‬ ‫الس َم ِ‬ ‫اآليات (مت‪24" -:)22-24:6‬فَِإ َّن ُه إِ ْن َغفَ ْرتُ ْم لِ َّلن ِ‬ ‫ي‪َ 22 .‬وِا ْن لَ ْم تَ ْغ ِف ُروا‬ ‫او ُّ‬ ‫ضا أ َُبو ُك ُم َّ‬ ‫اس َّزالَ ِت ِه ْم‪َ ،‬ي ْغ ِف ْر لَ ُك ْم أ َْي ً‬ ‫لِ َّلن ِ‬ ‫ضا َّزالَ ِت ُك ْم‪" .‬‬ ‫اس َّزالَ ِت ِه ْم‪ ،‬الَ َي ْغ ِف ْر لَ ُك ْم أ َُبو ُك ْم أ َْي ً‬ ‫لم يعلق ال سيد المسيح على أى طلبة فى الصالة الربانية سوى هذه الطلبة أى حتمية أن تغفر للناس كشرط‬ ‫ليغفر اهلل لنا‪ ،‬وليستجيب اهلل صلواتنا ونكون مقبولين أمامه يجب أن نغفر‪ .‬راجع مت (‪.)::-11:18‬‬

‫(مت‪)84-26:6‬‬

‫‪26‬‬ ‫وه ُه ْم لِ َك ْي‬ ‫ون ُو ُج َ‬ ‫ين‪ ،‬فَِإنَّ ُه ْم ُي َغ ِّي ُر َ‬ ‫ين َكا ْل ُم َرِائ َ‬ ‫ص ْمتُ ْم فَالَ تَ ُكوُنوا َعا ِب ِس َ‬ ‫اآليات (مت‪َ « " -:)23-26:6‬و َمتَى ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫َي ْظ َه ُروا لِ َّلن ِ‬ ‫ين‪ .‬اَْل َح َّ‬ ‫ْس َك‬ ‫َج َرُه ْم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ص ْم َ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫ص ِائ ِم َ‬ ‫استَ ْوفَ ْوا أ ْ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه ْم قَد ْ‬ ‫ت فَ ْاد ُه ْن َأر َ‬ ‫ت فَ َمتَى ُ‬ ‫اس َ‬ ‫وك الَِّذي يرى ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫يك الَِّذي ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫َوا ْغ ِس ْل َو ْج َه َك‪23 ،‬لِ َكي الَ تَ ْظ َه َر لِ َّلن ِ‬ ‫اء ُي َج ِ‬ ‫ازي َك‬ ‫اء‪ .‬فَأ َُب َ‬ ‫ص ِائ ًما‪َ ،‬ب ْل ألَِب َ‬ ‫اس َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْ‬ ‫َعالَ ِن َي ًة‪" .‬‬ ‫الصوم هو تقديم الجسد ذبيحة أمام اهلل وتذلل حقيقى للنفس فى حضرة اهلل لنوال رحمته‪ .‬وعلينا أن يكون صومنا‬

‫فى الخفاء وبخشوع أمام اهلل‪ ،‬وبإنكار ذات فى صورة رفض شهوات الجسد لكى تنطلق الروح فى عبادة بال قيود‪.‬‬

‫أما حب الظهور كما كان يفعل الفريسيين رغبة منهم فى مديح الناس فيجعل الصوم شكليات بال روح‪ ،‬وال يقود‬

‫لحياة سماوية‪ .‬بل هو بال قيمة أمام اهلل فقد استوفوا أجرهم‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬

‫إدهن رأسك واغسل وجهك = المقصود أن تظهر نفسك بشكل طبيعى كما فى األحوال العادية‪ ،‬أما الفريسيين‬ ‫فكانوا يظهروا بثياب غير منسقة وشعر غير مدهون وعابسين ليظهروا للناس صائمين وينالوا مجداً من الناس‪.‬‬ ‫وز َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ب‬ ‫اآليات (مت‪«21" -:)12-21:6‬الَ تَ ْك ِن ُزوا لَ ُك ْم ُك ُن ًا‬ ‫وس َو َّ‬ ‫ث ُي ْف ِس ُد ُّ‬ ‫الص َدأُ‪َ ،‬و َح ْي ُ‬ ‫ض َح ْي ُ‬ ‫ث َي ْنقُ ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ون‪12 .‬ب ِل ا ْك ِن ُزوا لَ ُكم ُك ُن ًا ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ص َدأ‪َ ،‬و َح ْي ُ‬ ‫اء‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫س ِرقُ َ‬ ‫ارقُ َ‬ ‫ث الَ َي ْنقُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ون َوَي ْ‬ ‫سوس َوالَ َ‬ ‫ث الَ ُي ْفس ُد ُ‬ ‫ْ‬ ‫وز في َّ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫سِ‬ ‫ضا‪" .‬‬ ‫ون‪ ،‬ألَنَّ ُه َح ْي ُ‬ ‫ون َك ْن ُز َك ُه َن َ‬ ‫اك َي ُك ُ‬ ‫ث َي ُك ُ‬ ‫س ِرقُ َ‬ ‫ارقُ َ‬ ‫ون َق ْل ُب َك أ َْي ً‬ ‫ون َوالَ َي ْ‬ ‫َ‬ ‫الفريسيين محبين للمال وهم يعتبرون أن جزاء تقواهم البد أن يكون غنى فى األموال (لو ‪ .)11:16‬والسيد هنا‬

‫ينهى أن يكون كل همنا هو جمع األموال (يع ‪ .):-1::‬ولنفهم أن الطمع فى جمع األموال يالزمه صالة فارغة‬

‫من الروح‪ .‬فالسيد المسيح فى اآليات (‪ )17-1‬أ وضح أن حب الظهور والمجد الزمنى يفقدنا روحياتنا ويفقدنا‬

‫المكافأة السماوية لمن يقدم عبادته فى الخفاء‪ ،‬وفى هذه اآليات يقدم ربنا سبباً أخر لفقدان الروحيات أال وهو‬ ‫محبة المال‪.‬ألن من يفعل هذا يضع رجاؤه (ضمان مستقبله) فى المال‪ ،‬فصار المال إلهاً له‪ .‬من يظن أن المال‬

‫ُي َؤ ِّمن له مستقبله فهو يجعل من المال إلها له ‪ ،‬وهل يليق أن نثق فى أوراق ملونة أكثر من ثقتنا فى اهلل ‪.‬‬ ‫ال تكنزوا على األرض= بكنز المالبس واألوانى والمال وهذه كلها معرضه للضياع‪.‬‬

‫إكنزوا لكم كنو ازً فى السموات = وهذا يكون بالتصدق على الفقراء وعمل البر والصلوات واألصوام وفى هذا كله‬

‫نقضى أوقاتاً سماوية وتتعلق قلوبنا بهذا المكان الذى أحببناه أى السماء واكتشفنا جماله فأصبحنا نريد أن نقضى‬

‫أوقاتاً أطول مع اهلل‪ .‬فكما أن من يقضى أيامه يكنز أمواالً فيتعلق قلبه بهذه األموال‪ ،‬هكذا من يعيش أيامه فى‬ ‫السمويات يتعلق قلبه بالسمويات ويكون له كن اًز سماوياً‪ .‬وهكذا ننشغل بالمصير المبارك الذى لنا فى األبدية‪.‬‬ ‫وليس معنى قول السيد المسيح هنا منع اإلدخار‪ ،‬ولكن أن ال يعتقد اإلنسان أن مستقبله يكون آمنا لو امتلك‬

‫الكثير من المال‪ .‬فبهذا هو يؤله المال‪.‬السؤال المهم ما الذى يجعلك تشعر بأمان تجاه المستقبل هل وجود اموال‬

‫كثيرة لديك‪...‬ام اهلل قادر ان يدبر ؟ وهذا قطعا ال يعنى ان ال نعمل ونقول اهلل يرزقنا " فمن ال يريد أن يشتغل‬ ‫فال يأكل " (‪1‬تس‪. )17 : :‬‬

‫لنالحظ أن تعليم السيد هنا عن الصالة والصوم والصدقة أى عمل البر وخدمة الناس الهدف منه هو أن نحيا‬

‫الحياة السماوية على األرض فالصالة هى إلتصاق باهلل أبونا السماوى والصوم هو زهد وابتعاد عن األرضيات‬ ‫أى إرتفاع إلى السماويات والصدقة هى خدمة للسيد المسيح فالفقير والمحتاج هم إخوته " فبى فعلتم "(مت‪: 1:‬‬

‫‪ )17 - :1‬فإن زرت مريض فقد زرت المسيح السماوى ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (مت‪ِ 11" -:)18-11:6‬سراج ا ْلج ِ‬ ‫ون َن ِّي ًرا‪َ 18 ،‬وِا ْن‬ ‫س ُد َك ُكلُّ ُه َي ُك ُ‬ ‫سد ُه َو ا ْل َع ْي ُن‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن ْت َع ْي ُن َك َبسيطَ ًة فَ َج َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ون م ْظلِما‪ ،‬فَِإ ْن َك َ ُّ‬ ‫ون! "‬ ‫يك َ‬ ‫ور الَِّذي ِف َ‬ ‫ظالَ ًما فَالظَّالَ ُم َك ْم َي ُك ُ‬ ‫يرةً فَ َج َ‬ ‫ان الن ُ‬ ‫َكا َن ْت َع ْي ُن َك شِّر َ‬ ‫س ُد َك ُكل ُه َي ُك ُ ُ ً‬ ‫بعد أن تكلم السيد عن الكنز السماوى يكلمنا هنا عن العين البسيطة‪ .‬والعين البسيطة هى عكس المركبة‪ .‬فالعين‬

‫المركبة تطلب اهلل يوماً وتطلب العالم أياماً‪ ،‬وال تشبع من العالم بكل ملذاته‪ .‬أماّ من يبحث عن أن يكون له كنز‬

‫‪32‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬

‫سماوى فمن المؤكد أن عينه ستكون على السماويات يريد أن يحياها على األرض ويشتهيها كأبدية لهُ مستهيناً‬ ‫بالعالم حاسباً إياه نفاية ( فى ‪ )8::‬مثل هذا اإلنسان تكون عينه بسيطة ألنها تبحث فقط عن اهلل ومجده‪ .‬مثل‬ ‫هذا اإلنسان يكون المسيح فى داخله‪ ،‬يستريح فيه تكون له الحياة هى المسيح ( فى ‪ )11:1‬والمسيح نور‪ ،‬فيكون‬

‫جسده ني ارً‪ .‬سراج الجسد هو العين = سراج أى المرشد فى السير والعمل‪ .‬والعين رمز لإلهتمامات والرغبات‬

‫والمطامح التى ُيجتذب إليها اإلنتباه‪ ،‬وهذا دليل على طبيعة حياة اإلنسان كلها‪.‬‬ ‫والعين البسيطة بهذا تكون هى الغير طامعة فى أمجاد العالم وملذاته‪ ،‬راضية بما هى فيه‪ ،‬ال تهتم إالّ بأبديتها‬ ‫وبعشرتها مع اهلل‪ ،‬ال تبحث إالّ عن مجد اهلل‪.‬‬

‫فكلمة بسيطة تترجم ‪ Simple‬وتترجم فى الكتاب المقدس فى غالب األحيان ‪ Single hearted‬أى بمعنى‬ ‫إتجاه واحد فقط‪.‬‬

‫عينك شريرة = قلب مظلم ال يشتهى سوى العالم الباطل‪ ،‬بأمواله وملذاته‪ .‬هذه ال تقنع بحالها وتورث صاحبها‬

‫الهم‪ ،‬وتفقده الرؤية الصحيحة فتنحاز لألباطيل‪ ،‬تجمع وتكدس وال تقنع أبداً‪ .‬فالمال سيد ٍ‬ ‫قاس يستعبد محبيه‪ ،‬واذا‬

‫أحبوه سقطوا فى سجنه المظلم‪ ،‬ال يتركهم إالّ مرضى مهمومين متألمين يعيشون فى قلق وخوف فاقدين السالم‬ ‫والصحة والفرح والحرية وأخي اًر يفقد حياته األبدية = جسدك كله يكون مظلماً فإن كان النور فيك ظالماً = النور‬ ‫هو العقل والذى يتخذ الق اررات‪ ،‬وهذا تعبير تصويرى دقيق يصف القلب الذى هو ميت بالنسبة لألشياء التى هلل‪.‬‬

‫فإن كان العقل قد صار ظالماً واتخذ ق اررات خاطئة باإلنحياز للعالم فماذا سيكون حال باقى أعضائك والتى هى‬ ‫بطبيعتها خاضعة للشهوات = فالظالم كم يكون= بالقطع مستعبد للشهوات واألحقاد والحسد‪ ....‬الخ‪ .‬من تكون‬ ‫عينه بسيطة اى ال يقبل اال ان يبحث عما يريده اهلل فقط هذا يسكن فيه المسيح النور الحقيقى ويستخدم اعضاءه‬

‫كاالت بر(رو ‪ ) 6‬فيظهر فيه نور المسيح ‪ .‬والعكس من يبحث عن شهوات هذا العالم ويتجاوب مع اغراءات‬ ‫الشيطان سلطان الظلمة يقود اعضاءه كأالت اثم فيظلم كله ‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫ض ا ْلو ِ‬ ‫َن ي ْخ ِدم س ِّي َد ْي ِن‪ ،‬أل ََّن ُه إِ َّما أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلخ َر‪ ،‬أ َْو ُيالَ ِزَم‬ ‫اح َد َوُي ِح َّ‬ ‫ب َ‬ ‫آية (مت‪« " -:)14:6‬الَ َي ْقد ُر أ َ‬ ‫َن ُي ْبغ َ َ‬ ‫َحد أ ْ َ َ َ‬ ‫ا ْلو ِ‬ ‫ال‪" .‬‬ ‫اح َد َوَي ْحتَ ِق َر َ‬ ‫َن تَ ْخ ِد ُموا اهللَ َوا ْل َم َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫اآلخ َر‪ .‬الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫َ‬

‫هى تتمة ما سبق فال يمكن ألحد أن يعبد سيدين اهلل والمال= ألنه ال يستطيع أحد أن يحيا فى النور والظلمة‬

‫معاً‪ .‬فالمال كما قلنا سيد ٍ‬ ‫قاس يجعل من يعبده يتخلى عن اهلل وضميره وأحباؤه ويجرى فقط وراء المال أماّ راغب‬ ‫القداسة فيبيع كل شىء ويطلب اهلل = عينه تكون بسيطة أى أعطى قلبه بال إنقسام هلل = يبغض الواحد ويحب‬

‫اآلخر‪ .‬واهلل ليس ضد األغنياء فإبراهيم واسحق ويعقوب وأيوب كانوا أغنياء‪ ،‬ولكن اهلل ضد أن نكون عبيداً للمال‬ ‫متكلين على المال كضمان للمستقبل (مر ‪ .)11:17‬وكلمة المال هنا كلمة عبرية تشير إلى المقتنيات المادية‬ ‫بشكل عام‪ ،‬وكانت فى األصل تشير إلى ما يعتز به اإلنسان من مال ومقتنيات لكنها تطورت لتعنى المال كإله‬

‫يستعبد له اإلنسان‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬ ‫‪12‬‬ ‫س ِاد ُك ْم‬ ‫ون َوِب َما تَ ْ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫اآليات (مت‪« " -:)84-12:6‬لِذلِ َك أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ تَ ْهتَ ُّموا لِ َح َي ِات ُك ْم ِب َما تَأْ ُكلُ َ‬ ‫ون‪َ ،‬والَ أل ْ‬ ‫َج َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ون‪ .‬أَلَ ْيس ِت ا ْلحياةُ أَف َ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ْض َل ِم َن اللِّ َب ِ‬ ‫اس؟ ‪16‬اُْنظُ​ُروا إِلَى طُ ُي ِ‬ ‫اء‪ :‬إِ َّن َها الَ‬ ‫س َ‬ ‫س ُد أَف َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْض َل م َن الط َعام‪َ ،‬وا ْل َج َ‬ ‫َ‬ ‫ِب َما تَ ْل َب ُ‬ ‫ور َّ َ‬ ‫الس َم ِ‬ ‫ص ُد َوالَ تَ ْج َمعُ إِلَى َم َخ ِ‬ ‫ْض َل ِم ْن َها؟ ‪َ 11‬و َم ْن ِم ْن ُك ْم‬ ‫او ُّ‬ ‫از َن‪َ ،‬وأ َُبو ُك ُم َّ‬ ‫ستُ ْم أَ ْنتُ ْم ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ي أَف َ‬ ‫ي َيقُوتُ َها‪ .‬أَلَ ْ‬ ‫تَْزَرعُ َوالَ تَ ْح ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫يد علَى قَام ِت ِه ِذراعا و ِ‬ ‫ون ِباللِّ َب ِ‬ ‫ف تَ ْن ُمو! الَ‬ ‫اس؟ تَأ َّ‬ ‫ق ا ْل َح ْق ِل َك ْي َ‬ ‫إِ َذا ْ‬ ‫اهتَ َّم َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َملُوا َزَنا ِب َ‬ ‫اح َدةً؟ َولِ َما َذا تَ ْهتَ ُّم َ‬ ‫َن َي ِز َ َ‬ ‫َ َ ً َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ان ي ْلبس َكو ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫لك ْن أَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬إِ َّن ُه والَ سلَ ْيم ُ ِ‬ ‫تَتْعب والَ تَ ْغ ِز ُل‪11 .‬و ِ‬ ‫ب‬ ‫ان ُع ْ‬ ‫اح َد ٍة ِم ْن َها‪ .‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫شُ‬ ‫ان في ُك ِّل َم ْجده َك َ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ي ِجدًّا ي ْل ِبس ُكم أَ ْنتُم يا َقلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وج ُد ا ْل َي ْوَم َوُي ْط َر ُح َغ ًدا ِفي التَُّّن ِ‬ ‫يلي‬ ‫س ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ُ ُ ْ ْ َ‬ ‫ا ْل َح ْق ِل الَّذي ُي َ‬ ‫س ُه اهللُ ه َك َذا‪ ،‬أَ َفلَ ْي َ‬ ‫ور‪ُ ،‬ي ْل ِب ُ‬ ‫‪82‬‬ ‫شرب؟ أَو ما َذا َن ْلبس؟ ‪81‬فَِإ َّن ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ِ‬ ‫َن‬ ‫هذ ِه ُكلَّ َها تَ ْطلُ ُب َها األُ َم ُم‪ .‬أل َّ‬ ‫ان؟ فَالَ تَ ْهتَ ُّموا قَ ِائِل َ‬ ‫َُ‬ ‫ين‪َ :‬ما َذا َنأْ ُك ُل؟ أ َْو َما َذا َن ْ َ ُ ْ َ‬ ‫اإل َ‬ ‫اهلل وِب َّره‪ ،‬و ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫هذ ِه ُكلِّها‪ِ 88 .‬‬ ‫ون إِلَى ِ‬ ‫الس َم ِ‬ ‫اد لَ ُك ْم‪.‬‬ ‫او َّ‬ ‫أ َ​َبا ُك ُم َّ‬ ‫هذ ِه ُكلُّ َها تَُز ُ‬ ‫لك ِن ا ْطلُ ُبوا أ ََّوالً َملَ ُك َ‬ ‫اج َ‬ ‫ي َي ْعلَ ُم أ ََّن ُك ْم تَ ْحتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ش ُّرهُ‪" .‬‬ ‫‪84‬فَالَ تَ ْهتَ ُّموا لِ ْل َغ ِد‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن ا ْل َغ َد َي ْهتَ ُّم ِب َما لِ َن ْف ِس ِه‪َ .‬ي ْك ِفي ا ْل َي ْوَم َ‬

‫حين يقول السيد ال تهتموا بالمال سيثور سؤال هام‪ ....‬وكيف نؤمن مستقبلنا من مأكل وملبس ؟ وهنا السيد يقول‬

‫أن اهلل هو المسئول عن حياتنا ومستقبلنا ومعيشتنا‪ .‬وهل نثق فى مال يأكله السوس ويسرقه اللصوص وال نثق‬ ‫فى اهلل كأب سماوى يعولنا‪ .‬المس يح هنا يريد أن ينزع منا كل قلق وهم لنعيش فى طمأنينة تحت تدبير اهلل الذى‬ ‫يرعى حتى الطيور‪ .‬فلنعمل ونكد ونبحث عن القوت ولكن بال قلق وال هم فاهلل هو الرازق "إلق على الرب همك‬

‫فهو يعولك (مز ‪1 +11:::‬بط ‪ )1::‬أليست الحياة أفضل من الطعام= الحياة هى هبة من اهلل والجسد هو‬ ‫هيكل هلل أما الطعام واللباس فهما وسيلة فقط‪ .‬والذى وهب الحياة وخلق الجسد أال يستطيع أن يمنح القوت‬ ‫والكسوة‪ .‬أى إذا كان يمنح العطايا الكبيرة أال يمنح العطايا الصغيرة‪.‬‬ ‫س ِاد ُك ْم ِب َما‬ ‫ون َوِب َما تَ ْ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫الَ تَ ْهتَ ُّموا لِ َح َي ِات ُك ْم ِب َما تَأْ ُكلُ َ‬ ‫ون‪َ ،‬والَ أل ْ‬ ‫َج َ‬ ‫ْض َل ِم َن اللِّ َب ِ‬ ‫اس؟"‬ ‫س ُد أَف َ‬ ‫َوا ْل َج َ‬

‫آية (مت‪«12" -:)12:6‬لِذلِ َك أَقُو ُل لَ ُك ْم‪:‬‬ ‫ْض َل ِم َن الطَّ َع ِام‪،‬‬ ‫س َ‬ ‫س ِت ا ْل َح َياةُ أَف َ‬ ‫ون‪ .‬أَلَ ْي َ‬ ‫تَ ْل َب ُ‬ ‫ذراعاً واحدة= فى ترجمات أخرى يزيد على قامته أقل وحدة قياسية‪.‬‬

‫آية (مت‪16" -:)16:6‬اُْنظُروا إِلَى طُيو ِر َّ ِ‬ ‫ص ُد َوالَ تَ ْج َمعُ إِلَى َم َخ ِ‬ ‫از َن‪َ ،‬وأ َُبو ُك ُم‬ ‫ُ‬ ‫الس َماء‪ :‬إِ َّن َها الَ تَْزَرعُ َوالَ تَ ْح ُ‬ ‫ُ‬ ‫الس َم ِ‬ ‫ْض َل ِم ْن َها؟ "‬ ‫او ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ستُ ْم أَ ْنتُ ْم ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ي أَف َ‬ ‫ي َيقُوتُ َها‪ .‬أَلَ ْ‬ ‫األصغر = وهو زيادة القامة‪ .‬البواقى= األمور األكبر شأناً فى الحياة‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫يد علَى قَام ِت ِه ِذراعا و ِ‬ ‫اح َدةً؟"‬ ‫آية (مت‪َ " -:)11:6‬و َم ْن ِم ْن ُك ْم إِ َذا ْ‬ ‫اهتَ َّم َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن َي ِز َ َ‬ ‫َ َ ً َ‬ ‫يزيد على قامته= اللفظة اليونانية قد تعنى ُعمر بدالً من قامة‪ .‬أى يكون المعنى أنه ال‬

‫يمكن إضافة شىء إلى مسافة رحلة العمر‪ .‬واذا أخذناها كما هى يكون المعنى أنك ال يمكنك أن تزيد إلى طول‬

‫قامتك شىء‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬

‫ان ي ْلبس َكو ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫لك ْن أَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬إِ َّن ُه والَ سلَ ْيم ُ ِ‬ ‫آية (مت‪11 -:)11:6‬و ِ‬ ‫اح َد ٍة ِم ْن َها‪.‬‬ ‫ان في ُك ِّل َم ْجده َك َ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ال تقلقوا = الكلمة األصلية تفيد تعلق الفكر بشىء يتأمل فيه بغير استقرار‪.‬‬ ‫بهاء بان نلبس ثوب البر‪ ،‬نلبس‬ ‫تأمل = أهم من لباس الجسد أن اهلل قادر أن يعطينا ً‬ ‫المسيح ( رو ‪.)11:1:‬‬

‫‪82‬‬ ‫ِ‬ ‫وج ُد ا ْل َي ْوَم َوُي ْط َر ُح َغ ًدا ِفي التَّنُّ ِ‬ ‫س‬ ‫ان ُع ْ‬ ‫آية (مت‪ " -:)82:6‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫ب ا ْل َح ْق ِل الَّذي ُي َ‬ ‫شُ‬ ‫س ُه اهللُ ه َك َذا‪ ،‬أَ َفلَ ْي َ‬ ‫ور‪ُ ،‬ي ْل ِب ُ‬ ‫س ُك ْم أَ ْنتُ ْم َيا َقلِيلِي ِ‬ ‫يم ِ‬ ‫ان؟"‬ ‫ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ي ِجدًّا ُي ْل ِب ُ‬ ‫اإل َ‬

‫التنور= الفرن‪ .‬ولندرة الخشب كانوا يستخدمون الحشائش الجافة واألشواك وفروع األشجار الصغيرة كوقود‪.‬‬

‫ون إِلَى ِ‬ ‫‪َّ ِ ِ ِ 81‬‬ ‫الس َم ِ‬ ‫هذ ِه ُكلِّ َها‪".‬‬ ‫ُم ُم‪ .‬أل َّ‬ ‫او َّ‬ ‫َن أ َ​َبا ُك ُم َّ‬ ‫اج َ‬ ‫ي َي ْعلَ ُم أ ََّن ُك ْم تَ ْحتَ ُ‬ ‫آية (مت‪ " -:)81:6‬فَإ َّن هذه ُكل َها تَ ْطلُ ُب َها األ َ‬ ‫تطلبها األمم= الذين هم ليسوا قادرين على النظرة اإليمانية الهادئة والواثقة فى اهلل‪ ،‬فأفكارهم عن اهلل وعنايته‬ ‫أفكار قاصرة‪ ،‬ويطلبون ما يظنونه لسعادتهم أى األكل والشرب والملبس‪.‬‬

‫أطلبوا أوالً ملكوت اهلل وبره= راجع تفسير ليأت ملكوتك‪ .‬أى أطلبوا أن يملك اهلل بالكامل على قلوبكم وال يكون‬

‫للشيطان مكاناً فيه‪ .‬واطلبوا نمو ملكوت اهلل بين غير المؤمنين‪ .‬وأن يمأل اهلل قلوبنا ببره‪ .‬ونطلب اإلمتالء من‬

‫الروح القدس ونطلب توبة الخطاة‪ .‬ولنطلب ثانياً أو ثالثاً األمور الزمنية‪ ،‬بل أن اهلل سيعطيها لنا حتى لو لم‬

‫نطلبها‪.‬‬

‫ش ُّرهُ‪" .‬‬ ‫آية (مت‪84"-:)84:6‬فَالَ تَ ْهتَ ُّموا لِ ْل َغ ِد‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن ا ْل َغ َد َي ْهتَ ُّم ِب َما لِ َن ْف ِس ِه‪َ .‬ي ْك ِفي ا ْل َي ْوَم َ‬ ‫التهتموا بالغد = لم يقل ال تهتموا باليوم‪ ،‬فعلينا أن نعمل بجدية من أجل قوتنا‪ ،‬ولكن ال نحمل هم الغد أى‬

‫المستقبل ( اتس ‪ )9:1‬يكفى اليوم شره = ال يعنى بالشر الخطية لكن التعب والمشاكل التى نقابلها‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ال لِتَالَ ِم ِ‬ ‫ون‪،‬‬ ‫اآليات ( لو ‪َ " :)82-11:21‬وقَ َ‬ ‫َج ِل ه َذا أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ تَ ْهتَ ُّموا لِ َح َي ِات ُك ْم ِب َما تَأْ ُكلُ َ‬ ‫يذ ِه‪ِ «:‬م ْن أ ْ‬ ‫‪14‬‬ ‫ون‪18 .‬اَْلحياةُ أَف َ ِ‬ ‫لِ ْلج ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ْض ُل ِم َن اللِّ َب ِ‬ ‫اس‪ .‬تَأ َّ‬ ‫ان‪ :‬أ ََّن َها الَ تَْزَرعُ‬ ‫َملُوا ا ْل ِغ ْرَب َ‬ ‫س َ‬ ‫س ُد أَف َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ْض ُل م َن الط َعام‪َ ،‬وا ْل َج َ‬ ‫سد ِب َما تَ ْل َب ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ْض ُل ِم َن الطُّ ُي ِ‬ ‫اهتَ َّم‬ ‫س لَ َها َم ْخ َدع َوالَ َم ْخ َزن‪َ ،‬واهللُ ُي ِقيتُ َها‪َ .‬ك ْم أَ ْنتُ ْم ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ور! َو َم ْن ِم ْن ُك ْم إِ َذا ْ‬ ‫ي أَف َ‬ ‫ص ُد‪َ ،‬ولَ ْي َ‬ ‫تَ ْح ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫يد علَى قَام ِت ِه ِذراعا و ِ‬ ‫ون ِبا ْل َب َو ِاقي؟‬ ‫َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َص َغ ِر‪َ ،‬فلِ َما َذا تَ ْهتَ ُّم َ‬ ‫اح َدةً؟ فَِإ ْن ُك ْنتُ ْم الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫َن َي ِز َ َ‬ ‫ون َوالَ َعلَى األ ْ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫َملُوا َّ‬ ‫س‬ ‫تَأ َّ‬ ‫ق َك ْي َ‬ ‫الزَنا ِب َ‬ ‫ان ِفي ُك ِّل َم ْج ِد ِه َك َ‬ ‫سلَ ْي َم ُ‬ ‫ف تَ ْن ُمو‪ :‬الَ تَتْ َع ُ‬ ‫ان َي ْل َب ُ‬ ‫ب َوالَ تَ ْغ ِز ُل‪َ ،‬ولك ْن أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه َوالَ ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫َكو ِ‬ ‫وج ُد ا ْل َي ْوَم ِفي ا ْل َح ْق ِل َوُي ْط َر ُح َغ ًدا ِفي التَُّّن ِ‬ ‫س ُه اهللُ ه َك َذا‪ ،‬فَ َك ْم‬ ‫ان ا ْل ُع ْ‬ ‫اح َد ٍة ِم ْن َها‪ .‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫ب الَّذي ُي َ‬ ‫شُ‬ ‫ور ُي ْل ِب ُ‬ ‫َ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ون والَ تَ ْقلَقُوا‪ ،‬فَِإ َّن ِ‬ ‫س ُك ْم أَ ْنتُ ْم َيا َقلِيلِي ِ‬ ‫يم ِ‬ ‫هذ ِه ُكلَّ َها‬ ‫ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ون َو َما تَ ْ‬ ‫ان؟ فَالَ تَ ْطلُ ُبوا أَ ْنتُ ْم َما تَأْ ُكلُ َ‬ ‫ش َرُب َ َ‬ ‫ي ُي ْل ِب ُ‬ ‫اإل َ‬ ‫‪82‬‬ ‫اهلل‪ ،‬و ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫ون إِلَى ِ‬ ‫اد لَ ُك ْم‪".‬‬ ‫ُم ُم ا ْل َعالَِم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫هذ ِه ُكلُّ َها تَُز ُ‬ ‫هذ ِه‪َ .‬ب ِل ا ْطلُ ُبوا َملَ ُك َ‬ ‫اج َ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم فَأ َُبو ُك ْم َي ْعلَ ُم أ ََّن ُك ْم تَ ْحتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫تَ ْطلُ ُب َها أ َ‬

‫َوالَ‬ ‫َوالَ‬

‫‪35‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس)‬

‫نجد هنا نفس الكالم يكرره القديس لوقا‪ .‬ولكن إستبدل كلمة الطيور بالغربان‪ .‬ألن الغراب إذا ما أفرخ يترك أوالده‬

‫بال طعام ألن الفراخ يكون لونها أبيضاً فينفر منها‪ ،‬واهلل أعطى لهذه الفراخ أن تفرز رائحة من فمها تجذب إليها‬

‫البعوض‪ ،‬ويدخل لداخل فمها فتتغذى عليه‪ ،‬حتى يظهر ريشها األسود فيأتى لها أبواها لتغذيتها‪ .‬فإن كان اهلل‬ ‫يدبر هذا للغربان أفسيترك أوالده ويهملهم‬

‫(مز ‪ .)9:111‬ونالحظ أن السيد وجه هذا الحديث فى إنجيل لوقا بعد حديثه عن األغنياء‪ ،‬وهو يوجه هذا‬

‫الحديث لتالميذه الفقراء‪ ،‬فإبليس يجرب الفقراء بأنه يوهمهم أنهم سيكونون أكثر سعادة واطمئناناً لو إمتلكوا المال‬

‫الكثير‪ .‬وقوله ال تهتموا= حتى ال تمتص الزمنيات كل تفكيرنا فننشغل عن السماويات فنحرم من أن يملك اهلل‬ ‫على قلوبنا‪ .‬والحظ أن هذه هى مشكلة البشر‪ ،‬أن التفكير فى المشاكل والماديات والزمنيات يستغرقهم‪ ،‬بل‬

‫يقودهم ذلك للكآبة‪ .‬والسيد المسيح يدعونا أن نثق فيه أنه هو يدبر كل شئ وهذا يجعلنا نحيا فى فرح‪ ،‬وهذا ما‬

‫يريده لنا‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح السابع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السابع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ون‪َ ،‬وِبا ْل َك ْي ِل الَِّذي ِب ِه‬ ‫ون تُ َدا ُن َ‬ ‫اآليات (مت‪« "-:)2-2:1‬الَ تَِدي ُنوا لِ َك ْي الَ تُ َدا ُنوا‪ ،‬ألَنَّ ُك ْم ِبالد َّْي ُنوَن ِة الَِّتي ِب َها تَِدي ُن َ‬ ‫ون ي َكا ُل لَ ُكم‪8 .‬ولِما َذا تَْنظُر ا ْلقَ َذى الَِّذي ِفي ع ْي ِن أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ُن لَ َها؟ ‪4‬أ َْم‬ ‫ش َب ُة الَِّتي ِفي َع ْي ِن َك فَالَ تَ ْف َ‬ ‫يك‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما ا ْل َخ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫َ‬ ‫تَكيلُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ُخ ِر ِج ا ْلقَ َذى ِم ْن ع ْي ِن َك‪ ،‬و َها ا ْل َخ َ ِ‬ ‫ف تَقُو ُل أل ِ‬ ‫ش َب َة ِم ْن‬ ‫ي‬ ‫ام َرِائي‪ ،‬أ ْ‬ ‫يك‪َ :‬د ْعني أ ْ‬ ‫َخ ِر ْج أ ََّوالً ا ْل َخ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫َك ْي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش َب ُة في َع ْين َك؟ ُ‬ ‫َن تُ ْخ ِرج ا ْلقَ َذى ِم ْن ع ْي ِن أ ِ‬ ‫ع ْي ِن َك‪ ،‬و ِحي َن ِئ ٍذ تُْب ِ‬ ‫يك! "‬ ‫َخ َ‬ ‫ص ُر َج ِّي ًدا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال تدينوا = السيد المسيح ال يمنع اإلدانة منعاً مطلقاً واالّ سقط العدل وامتنع الناس عن التعليم‪ ،‬وال يوجد بهذا‬

‫المفهوم سلطان للقضاة‪ ،‬وال يصير هناك حق ألب يعلم إبنه ويوبخه حين يخطىء‪ ،‬وال من مدرس يوبخ تلميذه‬

‫وإلنقضى سلطان الكنيسة فى توبيخ الخطاة وادانتهم (اكو ‪ .)11+:::‬بل أن الرب أعطى للكنيسة هذا السلطان‬ ‫(مت ‪ .)18:18‬بل أن اهلل يقول وي ٌل للقائلين للشر خي اًر وللخير ش اًر …(إش ‪ )17::‬فالمؤمن الحقيقى إذ هو‬ ‫مسكن للروح القدس يحمل روح التمييز‪ ،‬فيرى األخطاء وال يقدر أن ينكرها أو يتجاهلها‪ .‬وبولس الرسول يقول‬

‫لتلميذه تيموثاوس "وبخ إنتهر عظ‪1( "....‬تى‪1+ 1:1‬تى ‪ )17::‬والمعمدان َوبَّخ الفريسيين (مت ‪ )1::‬ولكن‬ ‫المعنى المطلوب ‪-:‬‬

‫‪ .1‬أن نهتم بأن ندين أنفسنا أوالً وأال ندين كشهوة إنتقام أو ندين ظلماً‪.‬‬

‫‪ .2‬عندما نهتم بإدانة الناس ننسى أن نهتم بأن نراقب أنفسنا وننسى أن نهتم بالسماء ونصيبنا المعد لنا‪.‬‬

‫‪ .3‬نحن لن يمكننا معرفة قلوب الناس وحقيقتهم‪ ،‬فنحن إنما نحكم بالمظاهر التى نراها‪ ،‬لكن اهلل هو الديان‬ ‫العادل فهو فاحص القلوب والكلى‪.‬‬

‫‪ .4‬دينونة الناس تفقدنا طبيعة المحبة تجاههم‪ ،‬ومن المحبة الستر على اآلخر‪.‬عموماً من يلتمس العذر لآلخرين‬ ‫ويرحمهم‪ ،‬يرحمه اهلل ويغفر خطاياه‪.‬‬

‫‪ .5‬إعتاد الناس على أن يلجأوا إلدانة غيرهم وتبرير أنفسهم منذ القديم فآدم ألقى اللوم على حواء بل على اهلل‪....‬‬

‫المرأة التى خلقتها" فالخاطىء ال يريد أن يكون خاطئاً وحده‪ ،‬لذلك ينظر لمن حوله يبحث فيهم عن الخطأ‬ ‫ويدينهم متعلالً بأنه يريد إصالح المجتمع‪ .‬وكان الفريسيين يتدخلون فى شئون الناس ويدينوا ويحكموا عليهم‪،‬‬

‫وهذا عمل اهلل وحده‪.‬‬

‫‪ .6‬عمل دينونة الناس هو محاولة منى أن أظهر كإنسان بار‪ ،‬أفضل من الجميع‪ ،‬وهذا عكس ما يريده اهلل‪ ،‬فاهلل‬ ‫يريد قلباً مثل قلب داود القائل " خطيتى أمامى فى كل حين " وقلب بولس القائل الخطاة الذين أولهم أنا (اتى‬

‫‪ .)1::1‬أما عكس هذا السلوك فيقود للكبرياء‪ ،‬ثم السقوط‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع)‬

‫‪ .7‬من يركز نظره على السماء وعلى المسيح مهتماً بأبديته‪ ،‬يرى المسيح فى نوره وبهائه ويقارن مع حاله‬

‫فيكتشف بشاعة خطيته‪ ،‬أماّ من يركز على الناس فسيرى أخطاءهم وسيرى أنه أفضل منهم وهذا يقوده‬

‫للكبرياء والضياع أماّ من يرى خطيته وبشاعتها فسيصرخ هلل طالباً الرحمة فيخلص‪ .‬وهذا هو التفسير ألن‬ ‫بولس يقول "الخطاة الذين أولهم أنا" فهو عينه مفتوحة على السماء وعلى قلبه فيرى جمال ونقاء المسيح‬

‫ويقارن مع خطيته ولكنه ال يرى خطايا أحد‪.‬‬

‫‪ .8‬أن يقيم اإلنسان من نفسه دياناً للناس فهذا إغتصاب لحق اهلل الديان‪.‬‬

‫‪ .9‬اإلدانة هى وسيلة نفقد بها العين البسيطة (‪ )11:6‬إذ حين ننشغل بخطايا الناس سيكون هناك شىء آخر‬ ‫تنشغل به العين غير مجد اهلل‪.‬‬

‫إلى شخص‪ ،‬يقول السيد المسيح إذهب وعاتبه (مت ‪ .)11-1::18‬وفى هذا النص نفهم أنه يمكننا‬ ‫‪ .11‬إذا أخطأ َّ‬

‫أن نحكم على المخطىء بأنه مخطىء‪ ،‬ولكن هناك موقفين ‪ )1‬أن نشهر بالمخطىء ونفضحه وهذا ال يقبله‬ ‫المسيح ‪ )1‬أن نذهب إليه س اًر (بينك وبينه) ونعاتبه وهذا ما ُي َعلِّ ْم به الرب‪.‬‬ ‫‪ .11‬نصيحة أخيرة أن ال نهتم بأن نحكم وأن ندين اآلخرين‪ ،‬لكن إذا سألنا أحد عن موقف معين لشخص‬ ‫مخطىء‪،‬فعلينا أن نحكم بالحق‪ ،‬بأن هذا التصرف كان خطأ‪ ....‬لكن ال ندين الشخص ونحاول أن نستر‬ ‫عليه أو نجد عذ اًر له‪ ..‬نتصرف كمن يرحم الطبيعة البشرية ال كمن يدينها‪ .‬بصيغة أخرى فلندن الخطية وال‬ ‫ندين الخاطىء ونشوه سمعته ومن يتشبه باهلل فى مراحمه يرحمه اهلل= لكى ال تدانوا‪ .‬والحظ ان الناظر إلى‬

‫السماء وعقله وقلبه مشغولين بفرح بالمسيح لن يرى أصال ما يعمله الناس ‪ .‬هذا يكون كمن يقود سيارة فلو‬ ‫انشغل فى الطريق أمامه كما يجب لن يلحظ حال الراكبين معه ‪ ،‬أماّ من ينشغل بما يلبسه الراكبون معه‬ ‫فستكون النتيجة حادثة صعبة ‪.‬‬

‫‪ .12‬من يركز على خطاياه سيراها كبيرة = الخشبة التى فى عينك فيهتم أن يخرجها‪ .‬ولكن من ينسى نفسه ويركز‬ ‫على خطايا اآلخرين‪ ،‬لن يرى سوى القذى الذى فى عيونهم فيدينهم وينسى أن يخرج الخشبة من عينه‬

‫والقذى هو الذرات المتطايرة من الخشب عند نشره بالمنشار ‪ ،‬وهذه إشارة للخطية الصغيرة‪ ،‬فكيف ندين‬ ‫ال ناس على خطايا صغيرة ونحن ملوثون بخطايا كبيرة‪ .‬وهذا ال يتعارض مع التعليم لمن له حق التعليم ولكن‬ ‫ليكن التعليم فى محبة وليس بإستهزاء وكبرياء‪ .‬ولمن ليس لهم حق التعليم فليعاتبوا من أخطأ إليهم س اًر‪.‬‬ ‫وللكل عليهم أن يهتموا بأنفسهم أوالً‪.‬‬

‫الكيل= هو وعاء لقياس حجم الحبوب‪ .‬المقصود كما نقيس وندين خطايا اآلخرين هكذا سيفعل اهلل بنا‪.‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ضى َعلَ ْي ُك ْم‪ِ .‬ا ْغ ِف ُروا ُي ْغفَ ْر لَ ُك ْم‪.‬‬ ‫َح ٍد فَالَ ُي ْق َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ « " -:)41-81:6‬والَ تَِدي ُنوا فَالَ تُ َدانُوا‪ .‬الَ تَ ْق ُ‬ ‫ضوا َعلَى أ َ‬ ‫‪83‬‬ ‫ض ِان ُك ْم‪ .‬ألَنَّ ُه ِب َن ْف ِ‬ ‫ون ُي َكا ُل‬ ‫َّدا َم ْه ُز ًا‬ ‫َعطُوا تُ ْع َ‬ ‫ط ْوا‪َ ،‬ك ْيالً َج ِّي ًدا ُملَب ً‬ ‫س ا ْل َك ْي ِل الَِّذي ِب ِه تَ ِكيلُ َ‬ ‫ضا ُي ْعطُ َ‬ ‫َح َ‬ ‫ون ِفي أ ْ‬ ‫وز فَ ِائ ً‬ ‫أْ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪81‬‬ ‫َعمى؟ أَما يسقُطُ اال ثْ َن ِ ِ‬ ‫ْض َل‬ ‫َع َمى أ ْ‬ ‫َن َيقُ َ‬ ‫س التِّ ْل ِمي ُذ أَف َ‬ ‫ب لَ ُه ْم َمثَالً‪َ «:‬ه ْل َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫لَ ُك ْم»‪َ .‬و َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ان في ُح ْف َرٍة؟ لَ ْي َ‬ ‫ود أ ْ َ‬ ‫ون ِم ْث َل معلِّ ِم ِه‪42 .‬لِما َذا تَ ْنظُر ا ْلقَ َذى الَِّذي ِفي ع ْي ِن أ ِ‬ ‫ِم ْن معلِّ ِم ِه‪ ،‬ب ْل ُك ُّل م ْن صار َك ِ‬ ‫ش َب ُة‬ ‫يك‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما ا ْل َخ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫امالً َي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ‬

‫‪38‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع)‬ ‫‪41‬‬ ‫يك‪ :‬يا أ ِ‬ ‫َن تَقُ َ ِ‬ ‫ُخ ِر ِج ا ْلقَ َذى الَِّذي ِفي َع ْي ِن َك‪،‬‬ ‫الَِّتي ِفي َع ْي ِن َك فَالَ تَ ْف َ‬ ‫َخي‪َ ،‬د ْع ِني أ ْ‬ ‫ط ُن لَ َها؟ أ َْو َك ْي َ‬ ‫ف تَ ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ول ألَخ َ َ‬ ‫شب َة ِم ْن ع ْي ِن َك‪ ،‬و ِحي َن ِئ ٍذ تُْب ِ‬ ‫َن تُ ْخ ِر َج‬ ‫ش َب َة الَِّتي ِفي َع ْي ِن َك؟ َيا ُم َرِائي! أ ْ‬ ‫ت الَ تَ ْنظُ​ُر ا ْل َخ َ‬ ‫ص ُر َج ِّي ًدا أ ْ‬ ‫َوأَ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َخ ِر ْج أ ََّوالً ا ْل َخ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ا ْلقَ َذى الَِّذي ِفي ع ْي ِن أ ِ‬ ‫يك‪" .‬‬ ‫َخ َ‬ ‫َ‬

‫نفس اآليات مع تفصيالت أكثر‬ ‫‪81‬‬ ‫ضى َعلَ ْي ُك ْم‪ِ .‬ا ْغ ِف ُروا ُي ْغفَ ْر لَ ُك ْم‪" .‬‬ ‫َح ٍد فَالَ ُي ْق َ‬ ‫آية (لو‪َ « " -: )81:6‬والَ تَِدي ُنوا فَالَ تُ َدا ُنوا‪ .‬الَ تَ ْق ُ‬ ‫ضوا َعلَى أ َ‬ ‫نرى هنا اإلرتباط مع آية (‪ ):6‬التى تتكلم عن الرحمة‪ ،‬فعدم اإلدانة مرتبط بالرحمة‪ .‬وقوله هنا ال تقضوا= فيه‬ ‫معنى تحول الدينونة لقضاء وعقوبة (ونالحظ أن التشهير عقوبة)‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫ض ِان ُك ْم‪ .‬أل ََّن ُه ِب َن ْف ِ‬ ‫س ا ْل َك ْي ِل‬ ‫َّدا َم ْه ُز ًا‬ ‫َعطُوا تُ ْعطَ ْوا‪َ ،‬ك ْيالً َج ِّي ًدا ُملَب ً‬ ‫ضا ُي ْعطُ َ‬ ‫َح َ‬ ‫ون ِفي أ ْ‬ ‫وز فَ ِائ ً‬ ‫آية (لو‪ " -:)83:6‬أ ْ‬ ‫ون ُي َكا ُل لَ ُك ْم»‪".‬‬ ‫الَِّذي ِب ِه تَ ِكيلُ َ‬

‫إعطوا= للناس‪ .‬تُعطَ ْوا = من اهلل (اهلل يعطيكم من بركاته)‬ ‫وهنا لم يصف عطيتنا لآلخرين ولكن يصف عطية اهلل بالجودة‪ .‬فاهلل يعطى بسخاء وال ُي َعِّير (يع‪ . ): : 1‬كيالً‬ ‫جيداً= بال زوائد فى قاعه تُْن ِقص الكمية كأن يكون مقع اًر مثالً‪.‬‬ ‫كيالً ملبداً مهزو ازً فائضاً= هنا البائع يريد إكرام المشترى‪ ،‬فبعد أن يمأل الكيل يضع فوقه بعض القمح بزيادة‪....‬‬

‫ملبدة = كمية زائدة‪ .‬ثم يهز الكيل فينكبس القمح = مهزو ازً فتنقص الكيلة‪ ،....‬فيمألها ثانية‪ .‬فيعود ويضيف‬

‫قمحاً آخر حتى يفيض القمح من الكيلة = فائضاً فيفتح الشارى حجره ويستقبل الكيلة الفائضة فى حضنه‬

‫فرحاً‪.‬ومن يزرع بالبركات فبالبركات يحصد (‪1‬كو ‪ .)9-6:9‬وارتباط هذه اآلية بالسابقة هى أنه لو غفرنا وما‬ ‫عدنا نهتم بإدانة الناس ونرحمهم‪ ،‬يرحمنا اهلل ويغفر لنا‪ .‬ولكن اآلية معناها المباشر ينصب على محبة العطاء‪،‬‬

‫فبقدر ما نعطى لآلخرين سيعطينا اهلل‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫سقُطُ اال ثْ َن ِ‬ ‫ان ِفي ُح ْف َرٍة؟‬ ‫َع َمى أ ْ‬ ‫َن َيقُ َ‬ ‫ود أ ْ‬ ‫ب لَ ُه ْم َمثَالً‪َ «:‬ه ْل َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)42- 81:6‬و َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َما َي ْ‬ ‫َع َمى؟ أ َ‬ ‫‪42‬‬ ‫ْض َل ِم ْن معلِّ ِم ِه‪ ،‬ب ْل ُك ُّل م ْن صار َك ِ‬ ‫ون ِمثْ َل ُم َعلِّ ِم ِه‪" .‬‬ ‫امالً َي ُك ُ‬ ‫س التِّ ْل ِمي ُذ أَف َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫لَ ْي َ‬ ‫َ َ​َ‬

‫على من يتصدى لمهمة إدانة اآلخرين إلصالحهم وتعليمهم فلقد أقام من نفسه معلماً‪ ،‬وهل يستطيع أن يقوم أحد‬

‫بالتعليم ما لم يختبر هو بنفسه ما يقوله‪ .‬هذا كمن يقود اآلخرين وهو فاقد البصيرة‪ .‬فاألعمى هو من يحيا حياة‬ ‫الخطية (الخشبة فى عينه)‪ ،‬فكيف يظهر طريق النصرة على الخطايا لآلخر الذى ( القذى فى عينه)‪ .‬كال‬

‫اإلثنين عميان بسبب ما فى عيونهم فسيقود المعلم األعمى اآلخر للحفرة أى جهنم‪.‬‬

‫ليس التلميذ افضل من معلمه= كثير من التالميذ تفوقوا على معلميهم‪ ،‬لكن المقصود هنا أن هذا المعلم‬ ‫األعمى بسبب الخشبة التى فى عينه وجهله بطرق الرب‪ ،‬وجهله بطرق التوبة وجهله اإلنتصار على الخطية لن‬

‫يستطيع أن يقود اآلخر الذى هو أعمى بدوره وال يعرف هو اآلخر‪ ،‬إالّ إلى السقوط فى حفرة‪ .‬فمن أين سيأتى‬

‫التلميذ بمعرفة من معلم جاهل‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع)‬

‫اآليات (لو‪42" -: )41- 42:6‬لِما َذا تَ ْنظُر ا ْلقَ َذى الَِّذي ِفي ع ْي ِن أ ِ‬ ‫ش َب ُة الَِّتي ِفي َع ْي ِن َك فَالَ تَ ْفطَ ُن‬ ‫يك‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما ا ْل َخ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪41‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول أل ِ‬ ‫ش َب َة الَّتي‬ ‫يك‪َ :‬يا أَخي‪َ ،‬د ْعني أ ْ‬ ‫َن تَقُ َ‬ ‫ت الَ تَ ْنظُ​ُر ا ْل َخ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫لَ َها؟ أ َْو َك ْي َ‬ ‫ف تَ ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ُخ ِر ِج ا ْلقَ َذى الَّذي في َع ْين َك‪َ ،‬وأَ ْن َ‬ ‫َن تُ ْخ ِرج ا ْلقَ َذى الَِّذي ِفي ع ْي ِن أ ِ‬ ‫شب َة ِم ْن ع ْي ِن َك‪ ،‬و ِحي َن ِئ ٍذ تُْب ِ‬ ‫يك‪" .‬‬ ‫ِفي َع ْي ِن َك؟ َيا ُم َرِائي! أ ْ‬ ‫َخ َ‬ ‫ص ُر َج ِّي ًدا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َخ ِر ْج أ ََّوالً ا ْل َخ َ َ‬ ‫َ‬ ‫هل تريد أن تكون معلماً‪ ،‬عليك بإختبار طرق النصرة على الخطية أوالً‪ ،‬وبعد أن تعرفه إشرحه لغيرك‪ .‬فكيف‬ ‫يمكنك نقد اآلخرين والكشف عن سيئاتهم وشرورهم وفحص أسقامهم وأمراضهم وأنت شرير أثيم ومريض سقيم‪.‬‬

‫تشبيه فى موضوع اإلدانة‪ -:‬سائق السيارة عليه أن ينظر إلى الطريق وهو يقود سيارته‪ .‬ولكن إن أخذ ينظر‬ ‫لمن يركب معه السيارة وينتقد مالبسهم مثالً‪ ،‬من المؤكد أن حادثة ستقع للسيارة‪ .‬هكذا على كل منا أن يركز‬ ‫نظره على السماء وعلى الطريق‪ ،‬والطريق هو المسيح (يو ‪ .)6:11‬ولكن لو ركزنا إنتباهنا على اآلخرين لننقد‬

‫تصرفاتهم سيكون فى هذا هالك لنا‪.‬‬ ‫(مت‪)21-6:1‬‬

‫آية (مت‪6"-:)6:1‬الَ تُعطُوا ا ْلقُ ْد ِ ِ‬ ‫از ِ ِ َّ‬ ‫َّام ا ْل َخ َن ِ‬ ‫ت‬ ‫وس َها ِبأ َْر ُجلِ َها َوتَ ْلتَ ِف َ‬ ‫ْ‬ ‫ير‪ ،‬ل َئال تَ ُد َ‬ ‫َ‬ ‫س ل ْلكالَب‪َ ،‬والَ تَ ْط َر ُحوا ُد َرَرُك ْم قُد َ‬ ‫فَتُ َمِّزقَ ُك ْم‪" .‬‬ ‫حقاً يطلب منا اهلل أن نكون بسطاء ولكن يطلب أيضاً أن نكون حكماء‪ .‬ومعنى هذه اآلية أن ال نقدم وال نتكلم‬

‫عن مقدساتنا للمستهزئين فأسرار ملكوت اهلل ال تقدم إالّ لمن يقيمونها حق قيمتها ويتقبلونها بخشوع وورع‪.‬‬

‫الكالب=يشيروا لمقاومى الحق ألن الكالب تهجم على الشىء لتمزقه‪ .‬والخنازير= هى ال تهاجم لتمزق بأسنانها‬

‫لكنها تدنس الشىء إذ تدوسه بأقدامها‪ .‬وهى تدوسه ال لعيب فيه ولكنها ألنها تجهل ما هذا الشىء‪ .‬والقدس مشبه‬ ‫هنا بالدرر الثمينة التى ينبغى أن نحافظ عليها‪.‬إذاً علينا أن نعرف ماذا نقدم ولمن نقدمه‪.‬‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫سأَ ُل َيأْ ُخ ُذ‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫سأَلُوا تُ ْعطَ ْوا‪ .‬اُ ْطلُ ُبوا تَ ِج ُدوا‪ِ .‬اق َْر ُعوا ُي ْفتَ ْح لَ ُك ْم‪3 .‬أل َّ‬ ‫َن ُك َّل َم ْن َي ْ‬ ‫اآليات (مت‪« "-:)21-1:1‬ا ْ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َي إِ ْنس ٍ ِ‬ ‫س َم َك ًة‪،‬‬ ‫َي ْطلُ ُ‬ ‫سأَلَ ُه َ‬ ‫سأَلَ ُه ْاب ُن ُه ُخ ْب ًزا‪ُ ،‬ي ْعطيه َح َج ًرا؟ َوِا ْن َ‬ ‫ان م ْن ُك ْم إِ َذا َ‬ ‫ب َي ِج ُد‪َ ،‬و َم ْن َي ْق َرعُ ُي ْفتَ ُح لَ ُه‪ .‬أ َْم أ ُّ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫يع ِط ِ‬ ‫ي أ َُبو ُك ُم الَِّذي ِفي‬ ‫َن تُ ْعطُوا أ َْوالَ َد ُك ْم َعطَ َايا َج ِّي َدةً‪ ،‬فَ َك ْم ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫يه َح َّي ًة؟ فَِإ ْن ُك ْنتُ ْم َوأَ ْنتُ ْم أَ ْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ش َرار تَ ْع ِرفُ َ‬ ‫ُْ‬ ‫‪21‬‬ ‫ات‪ ،‬يهب َخ ْير ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َن َي ْف َع َل َّ‬ ‫َن‬ ‫ضا ِب ِه ْم‪ ،‬أل َّ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫سأَلُوَن ُه! فَ ُك ُّل َما تُ ِر ُ‬ ‫يد َ‬ ‫ات لِلَِّذ َ‬ ‫اس ِب ُك ُم اف َْعلُوا ه َك َذا أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫ين َي ْ‬ ‫الن ُ‬ ‫الس َم َاو َ َ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫وس َواألَ ْن ِب َي ُ‬ ‫ام ُ‬ ‫ه َذا ُه َو الن ُ‬ ‫إذ يسمع المؤمن وصية السيد " ال تعطوا القدس للكالب وال تطرحوا درركم‪ ....‬ربما يتساءل ومن أين لى القدس‬

‫والدرر؟ لذا يكمل السيد المسيح إسالوا تُعطَوا‪ .‬السيد يحفزنا لنصلى فنكون على صلة مستمرة به‪.‬‬

‫وماذا نسأل ؟ يجيب السيد أطلبوا أوالً ملكوت اهلل وبره (‪ ):::6‬واذا شعر اإلنسان بعجزه عن تنفيذ الوصايا يقول‬ ‫له السيد إسأل‪ .‬فلنسأل اهلل فيعطينا قوة للسير فى طريق الرب‪ .‬وكيف نعرف الطريق؟ يجيب السيد اطلبوا تجدوا‪.‬‬

‫وطالما نصلى ونطلب فلن نضل الطريق والى ماذا يقودنا الطريق ؟ يقودنا إلى الباب‪ ،‬وحينئذ نسمع قول السيد‬

‫‪40‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع)‬

‫إقرعوا يفتح لكم=يفتح لنا باب الكنوز المخفية‪ ..‬القدس والدرر‪ .‬والمسيح هو الباب واذا فتح‪ ،‬وهذا وعده‪ ،‬أنه‬ ‫يفتح لكل من يقرع‪ ،‬نجد كنوز مخفية فهو المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (كو‪ )::1‬والسيد هنا يعلن‬

‫إستعداده ألن يهب خيرات وعطايا جيدة للذين يسألونه‪ .‬فهو صانع خيرات‪ .‬ولكى يدلل على ذلك قال حتى‬ ‫األشرار يعطون أوالدهم عطايا جيدة فكم وكم أبوكم السماوى‪ ،‬وأبونا السماوى ال يعطينا عطايا مميتة‪ ،‬بل هو‬

‫يعطى كل بركة‪ .‬المسيح يكرر أن اهلل أب لنا‪ ،‬وهو أب شديد المحبة‪[ .‬نحن دائماً فى الشدائد نتعرض لسماع‬ ‫صوت إبليس‪ ..‬أن اهلل ال يحبكم إذ سمح بهذه الشدة فلنجب بثقة‪ ،‬أن اهلل أب وال يعطى سوى عطايا محيية‬

‫جيدة‪ ..‬فالمرض كان سبباً فى خالص بولس‪ ،‬والضيقة كانت سبباً فى خالص أيوب ‪ .‬إبليس يصور لنا التجربة‬ ‫على أنها حية يؤذينا اهلل بها ولنرد عليه بأن اهلل ال يعطى حيات ألوالده‪ .‬بل أن هذه التجربة هى للخير فهو‬

‫صانع الخيرات‪ .‬ونفهم من آية (‪ )11‬أنه لنحصل على الخيرات من اهلل فلنصنع الخير للناس‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫اسأَلُوا تُ ْعطَ ْوا‪ ،‬اُ ْطلُ ُبوا تَ ِج ُدوا‪ِ ،‬اق َْر ُعوا ُي ْفتَ ْح‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)28-1:22‬وأَ​َنا أَقُو ُل لَ ُك ُم‪ْ :‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫سأَلُ ُه ْاب ُن ُه‬ ‫َيأْ ُخ ُذ‪َ ،‬و َم ْن َي ْطلُ ُ‬ ‫ب َي ِج ُد‪َ ،‬و َم ْن َي ْق َرعُ ُي ْفتَ ُح لَ ُه‪ .‬فَ َم ْن م ْن ُك ْم‪َ ،‬و ُه َو أَب‪َ ،‬ي ْ‬ ‫‪28‬‬ ‫ِ ‪21‬‬ ‫ض ًة‪ ،‬أَفَيع ِط ِ‬ ‫سم َك ًة‪ ،‬أَفَيع ِط ِ‬ ‫َن‬ ‫يه َح َّي ًة َب َد َل َّ‬ ‫يه َع ْق َرًبا؟ فَِإ ْن ُك ْنتُ ْم َوأَ ْنتُ ْم أَ ْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ش َرار تَ ْع ِرفُ َ‬ ‫سأَلَ ُه َب ْي َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫الس َم َكة؟ أ َْو إِ َذا َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سأَلُوَن ُه؟»‪".‬‬ ‫اآلب الَّذي م َن َّ‬ ‫تُ ْعطُوا أ َْوالَ َد ُك ْم َعطَ َايا َج ِّي َدةً‪ ،‬فَ َك ْم ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫الس َماء‪ُ ،‬ي ْعطي ُّ‬ ‫س للَّذ َ‬ ‫الر َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ين َي ْ‬ ‫وح ا ْلقُ ُد َ‬ ‫هنا يكرر القديس لوقا نفس الكلمات ولنالحظ فرقين‬

‫سأَ ُل‬ ‫لَ ُك ْم‪22 .‬أل َّ‬ ‫َن ُك َّل َم ْن َي ْ‬ ‫ُخ ْب ًزا‪ ،‬أَفَيع ِط ِ‬ ‫يه َح َج ًرا؟ أ َْو‬ ‫ُْ‬

‫‪-1‬‬

‫اآليات إسألوا تعطوا … جاءت بعد حديث السيد المسيح عن أهمية اللجاجة فى الصالة‪ .‬ومن هنا نفهم أن‬

‫الصالة المقبولة عند اهلل‪ ،‬أحد شروطها هو اللجاجة‪ .‬فاللجاجة لها أهميتها‪ ،‬فهى تخلق دالة بيننا وبين اهلل‪،‬‬

‫فنشعر بأبوته‪ ،‬خصوصاً أن لنا هنا وعداً أن كل من يسأل يأخذ‪ .‬فمع الطلبة بلجاجة نمتلىء رجاء‪ .‬وقد‬ ‫يبطىء اهلل بعض األحيان فى اإلستجابة حتى نشعر بأهمية ما سنحصل عليه‪ ،‬أو ألن اهلل يرى أن الوقت‬

‫غير مناسب لإلستجابة‪ ،‬أو ألن ما نطلبه ليس فى مصلحتنا‪ ،‬لكن عموماً من يصلى بلجاجة حتى ولو لم‬ ‫يستجيب اهلل طلبته ستنشأ عالقة حب ودالة وثقة بينه وبين اهلل بسبب الصالة الطويلة ‪ ،‬فيتقبل ما يسمح به‬

‫اهلل‪ .‬وهذا نراه فى صالة المسيح فى جثيسمانى فهو يطلب رفع الكأس عنه‪ ،‬ولكن سرعان ما يقول‪ ..‬لتكن ال‬ ‫كإرادتى ولكن كإرادتك‪ .‬وهذا يفعله معنا الروح القدس‪ ..‬لكن قد تحدث اإلستجابة‪ ..‬إستجابتنا لصوت الروح‬

‫القدس‪ ..‬بعد فترة‪ .‬فنحن قد نبدأ الصالة طالبين شيئاً بعينه‪ ،‬ونصلى بلجاجة‪ ،‬لمدة من الزمن‪ ،‬وبعد وقت‬ ‫نستجيب لصوت الروح القدس فينا‪ ،‬ونقول أنا يا رب ال أعرف أين هو الصالح‪ ..‬إذاً لتكن مشيئتك‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫الفرق الثانى هو أن لوقا وضع كلمة الروح القدس هنا آية (‪ )1:‬عوضاً عن كلمة خيرات فى إنجيل متى‪.‬‬ ‫ومن هنا نفهم أن الروح القدس هو أعظم عطية يعطيها لنا اآلب السماوى‪ .‬وهذا هو ما يجب أن نسأله‬

‫وبلجاجة أن يعطيه لنا‪ .‬من اآلن علينا أن نطلب اإلمتالء من الروح القدس عوضاً عن أن نهتم فى صلواتنا‬ ‫باألمور الزمنية فهذه‪ ..‬تزاد لكم‪ .‬فالروح القدس هو الذى يعطينا أن نصير خليقة جديدة‪ ،‬هو يعلمنا كل شىء‬

‫‪41‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع)‬

‫ويذكرنا بكل ما قاله المسيح‪ ،‬هو يثبتنا فى المسيح الذي يحملنا إلى حضن اآلب وهو الذى يفتح أعيننا على‬

‫ما لم تره عين ( ‪1‬كو ‪.)17:1‬‬

‫تأمل ‪ -:‬إسألوا‪ ..‬اطلبوا‪ ..‬إقرعوا= هى درجات اإلصرار واللجاجة فى الصالة فدرجة إقرعوا هى أعلى درجة‪،‬‬ ‫صور نفسه هكذا صارخاً أو قارعاً لنفتح قلوبنا له (رؤ‪ )17::‬فإن‬ ‫هى درجة الصراخ هلل ليفتح‪ ،‬والعجيب أن اهلل َّ‬

‫كان المسيح يقرع هكذا على باب قلبى‪ ،‬أفال أثابر وأقرع وأصلى له بلجاجة‪.‬‬

‫الخبز= يشير للحياة‪ .‬وهذا ما يريده اهلل لنا‪.‬‬

‫السمكة= هى حياة وسط بحر هذا العالم‪.‬‬

‫الحجر= وهذا يشير للقساوة‪ ،‬وهذا ليس هو قلب اهلل لنا‬

‫البيضة= حياة بعد موت‪ .‬فاهلل يريد لنا حياة هنا وفى السماء‪.‬‬

‫الحية والعقرب= موت وهناك مثال امراض مميتة ‪ ،‬وهذه كالحيات والعقارب ‪ .‬وقطعاً هذا ال يريده اهلل لنا‪ .‬بل‬

‫التجارب هى لتأ ديبنا فتكون لنا للحياة‪ .‬فاهلل قادر ان يخرج من الموت حياة ‪ .‬فالسمكة تحيا وسط البحر والبحر‬ ‫يعنى لنا الموت ‪ ،‬والبيضة تبدو كحجر ميت ولكن يخرج منها حياة ( الكتكوت ) ‪ .‬والحجر هو ما يبدو لنا انه‬ ‫حرمان من الحياة لكن اهلل يريد ان يعطينا حياة ( خبز )‪ .‬اهلل قادر بل هو يريد أن يخرج لنا حياة مما يبدو لنا‬

‫موت كاألمراض مثال ‪.‬‬ ‫(مت‪)18-28:1‬‬

‫‪28‬‬ ‫ِ‬ ‫َّي ِ‬ ‫يق الَِّذي ُي َؤدِّي إِلَى‬ ‫اآليات (مت‪« "-:)24-28:1‬اُ ْد ُخلُوا ِم َن ا ْل َباب الض ِّ‬ ‫اب َو َر ْحب الطَّ ِر ُ‬ ‫ق‪ ،‬ألَنَّ ُه َواسع ا ْل َب ُ‬ ‫‪24‬‬ ‫يق الَِّذي ي َؤدِّي إِلَى ا ْلحي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫ب الطَّ ِر َ‬ ‫َض َي َ‬ ‫ون ِم ْن ُه! َما أ ْ‬ ‫اة‪َ ،‬وَقلِيلُ َ‬ ‫ين َي ْد ُخلُ َ‬ ‫ون ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫ير َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ‬ ‫اب َوأَ ْك َر َ‬ ‫ق ا ْل َب َ‬ ‫ا ْل َهالَ ك‪َ ،‬و َكث ُ‬ ‫ين َي ِج ُدوَن ُه! "‬ ‫ُه ُم الَِّذ َ‬

‫هذه كانت عادة األعراس فى تلك األ يام‪ ،‬إذ يدخل المدعوون من باب صغير ضيق ويمنع البواب الذين ال‬ ‫يرخص لهم بالدخول والباب الضيق هو وصايا المسيح وهى توصل للسماء‪ .‬والباب الواسع هو الجرى وراء‬

‫شهوات العالم‪ .‬والباب الضيق هو قبول الصليب مع المسيح‪ ،‬والباب الواسع هو إنكار المسيح لنحصل على‬

‫أمجاد العالم‪ .‬الباب الضيق هو الصالة والميطانيات والصوم واذالل الجسد‪ ،‬والباب الواسع هو باب الملذات‬ ‫العالمية‪ .‬الباب الضيق هو رفض العالم والباب الواسع هو الجرى وراء العالم‪.‬‬

‫والعجيب أن من يدخل من الباب الضيق‪ ،‬بأن يغصب نفسه ينفتح له الطريق المملوء سالماً وفرحاً وتعزيات‪،‬‬

‫ف بينما هو يحرم نفسه من ملذات العالم يمتلىء قلبه فرح عجيب وسالم عجيب‪ .‬ومن يدخل من الباب الواسع‬

‫يضيق معه الطريق إذ يمتلىء قلبه هماً وغماً وقلقاً‪ .‬الباب الضيق هو التغصب ومعه تأتى النعمة ومعها الفرح‪.‬‬ ‫وحينما طلب الرب ان نكون حكماء كالحيات (مت ‪ ) 16 : 17‬كان يقصد ان ندخل من الباب الضيق هذا ‪،‬‬

‫وما دخل الحيات بهذا ؟ الحية التي تريد تغيير جلدها تمر من خالل فتحة ضيقة ليحتك جلدها القديم ويسقط‬

‫فيظهر الجديد الالمع ‪ .‬وكل من يريد أن يتغير عن شكله ويتجدد ذهنه ( رو ‪ ) 1 : 11‬فليدخل من الباب‬

‫الضيق ‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع)‬

‫قليلون يجدونه = فالشهوات أعمت عيونهم عنه وكذلك مشاغل هذا العالم‪.‬‬

‫الدخول من الباب الضيق‬ ‫باب الصليب‬

‫حياة كلها سالم وفرح‬ ‫والنهاية حياة أبدية‬

‫الدخول من الباب الواسع‬

‫حياة كلها هم والنهاية‬

‫(باب ملذات العالم)‬

‫هالك أبدى‬

‫لك َّنهم ِم ْن َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (مت‪ِ«22" -:)12-22:1‬ا ْحتَ ِرُزوا ِم َن األَ ْن ِبي ِ‬ ‫اخل‬ ‫اء ا ْل َك َذ َب ِة الَِّذ َ‬ ‫َ‬ ‫ين َيأْتُوَن ُك ْم ِبث َياب ا ْل ُح ْمالَ ِن‪َ ،‬و ُ ْ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ون ِم َن َّ ِ ِ‬ ‫ِذ َئاب َخ ِ‬ ‫اطفَة! ‪ِ 26‬م ْن ِث َم ِ‬ ‫ش َج َرٍة‬ ‫س ِك ِتي ًنا؟ ه َك َذا ُك ُّل َ‬ ‫ارِه ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه ْم‪َ .‬ه ْل َي ْجتَنُ َ‬ ‫الش ْوك ع َن ًبا‪ ،‬أ َْو م َن ا ْل َح َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ٍ‬ ‫َما َّ‬ ‫ار َرِد َّي ًة‪،‬‬ ‫ص َن َع أَثْ َم ًا‬ ‫ص َنعُ أَثْ َم ًا‬ ‫ص َنعُ أَثْ َم ًا‬ ‫الش َج َرةُ َّ‬ ‫ار َج ِّي َدةً‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ار َرِد َّي ًة‪ ،‬الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ش َج َرة َج ِّي َدة أ ْ‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫الرِد َّي ُة فَتَ ْ‬ ‫َج ِّي َدة تَ ْ‬ ‫‪21‬‬ ‫طعُ َوتُ ْلقَى ِفي َّ‬ ‫ار‪12 .‬فَِإ ًذا ِم ْن ِث َم ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ارِه ْم‬ ‫ص َن َع أَثْ َم ًا‬ ‫ص َنعُ ثَ َم ًار َج ِّي ًدا تُ ْق َ‬ ‫ار َج ِّي َدةً‪ُ .‬ك ُّل َ‬ ‫َوالَ َ‬ ‫ش َج َرة َرِديَّة أ ْ‬ ‫ش َج َرٍة الَ تَ ْ‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫تَ ْع ِرفُوَن ُه ْم‪" .‬‬ ‫هنا يحذرنا السيد من المؤمنين المرائين‪ ،‬وهم فئتين‬ ‫‪-1‬‬

‫األنبياء الكذبة= لهم إسم المسيحية ولكن إيمانهم غير إيمان الكنيسة‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫من لهم إيمان صحيح ولكنهم يعملون أعماالً شريرة‪.‬‬

‫ثياب حمالن= يقولون أن طريقهم هو طريق المسيح‪ .‬والمسيح هو الحمل‪.‬‬

‫واألنبياء الكذبة هؤالء يحملون مسحة التقوى الخارجية بينما قلوبهم ذئاب خاطفة (‪1‬كو ‪ .)11-1::11‬وهؤالء‬ ‫يمكن تمييزهم من ثمارهم‪ .‬فهناك نفوس ال تثمر سوى الشوك‪ ،‬هؤالء من يعيشوا على ثمار األرض الملعونة التى‬

‫تثمر شوكاً‪ .‬هؤالء أبناء آدم األول اإلنسان العتيق‪ ،‬أماّ أوالد اهلل فهم الكرمة واألغصان‪ .‬وعموماً فهناك توبة لمن‬

‫يريد فيبدأ يحمل ثما اًر عوضاً عن الشوك‪ .‬فالتوبة تعيدنا لكى نصير فى المسيح طبيعة جديدة " إن كان أحد فى‬

‫المسيح فهو خليقة جديدة " (‪1‬كو ‪ .)11::‬وهذه الطبيعة الجديدة نلبسها أوالً فى المعمودية‪ ،‬وقد نخسرها‬

‫بخطايانا‪ ،‬ولكننا بالتوبة نستعيدها‪ ،‬وهذا ما كان السيد المسيح يعنيه بقوله " إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً "‬

‫(مت‪.) :: : 11‬‬

‫تلقى فى النار= مصير المعلمون الكذبة ‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع)‬

‫‪12‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ات‪َ .‬ب ِل الَِّذي َي ْف َع ُل‬ ‫ب‪َ ،‬ي َار ُّ‬ ‫س ُك ُّل َم ْن َيقُو ُل لِي‪َ :‬ي َار ُّ‬ ‫ب! َي ْد ُخ ُل َملَ ُك َ‬ ‫وت َّ َ َ‬ ‫اآليات (مت‪« "-:)18-12:1‬لَ ْي َ‬ ‫ادةَ أَِبي الَِّذي ِفي َّ ِ ‪ِ 11‬‬ ‫اس ِم َك تَ​َن َّبأْ َنا‪،‬‬ ‫ب‪َ ،‬ي َار ُّ‬ ‫ون لِي ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم‪َ :‬ي َار ُّ‬ ‫إِ َر َ‬ ‫س َيقُولُ َ‬ ‫ير َ‬ ‫س ِب ْ‬ ‫ب! أَلَ ْي َ‬ ‫ون َ‬ ‫الس َم َاوات‪َ .‬كث ُ‬ ‫‪ٍ ِ ِ 18‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ين‪ ،‬وِب ِ‬ ‫َخر ْج َنا َ ِ‬ ‫وِب ِ‬ ‫ْه ُبوا َع ِّني‬ ‫َع ِرْف ُك ْم قَطُّ! اذ َ‬ ‫ُصِّر ُح لَ ُه ْم‪ :‬إِ ِّني لَ ْم أ ْ‬ ‫ش َياط َ َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫يرةً؟ فَحي َنئذ أ َ‬ ‫اسم َك َ‬ ‫ص َن ْع َنا قَُّوات َكث َ‬ ‫اسم َك أ ْ َ‬ ‫يا فَ ِ‬ ‫اعلِي ِ‬ ‫اإل ثِْم! "‬ ‫َ‬

‫المسيح هنا يعلن لإلنسان الذى يريد التوبة‪ ،‬أنه ال يريد شكليات العبادة‪ ،‬أو مجرد ترديد ألفاظ ‪ ،‬اهلل ال يريد من‬

‫يكرمونه بالشفاه فقط والقلب مبتعد بعيداً‪ ،‬لكن اهلل يطلب القلب الخاضع إلرادته‪.‬‬

‫بإسمك أخرجنا شياطين= هذه تفهم بطريقتين‪-:‬‬

‫‪ -1‬كثيرون وصلوا لعمل معجزات وأفسدهم الغرور ألنهم نسبوا هذه النعمة ألنفسهم ففقدوا هذه النعمة ‪ ،‬ألم يخرج‬ ‫يهوذا شياطين ويشفى أمراض !!‪.‬‬

‫‪ -2‬الشيطان خداع‪ ،‬إذ يعطى للبعض أن يخرجوا األرواح الشريرة للخداع‪ .‬ولكن هؤالء يسهل جداً تمييزهم‪ ،‬من‬ ‫أسلوبهم الخالى من التواضع والمحبة‪ .‬سمعت أحدهم يقول " أنا أسلوبى فى إخراج الشياطين كذا وكذا "‬

‫ولنالحظ أن يهوذا الخائن أخرج شياطين حينما كان مع التالميذ (مت ‪ )8:17‬ال أعرفكم= كخاصتى الذين‬

‫يدخلون ملكوتى ألنكم لم تعرفونى حقيقة‪.‬‬

‫أليس بإسمك تنبأنا= كثيرون يعلمون بالحق ولكنهم ال يعملون به‪ .‬لم أعرفكم = كبنين له‪ .‬والحظ أن كلمة‬ ‫يعرف تشير لإلتحاد فهؤالء لم يكن لهم ثبات فى المسيح ‪.‬‬

‫هناك فرق بين مواهب الروح القدس وثمار الروح‪ ،‬فالمواهب تعطى لبناء الكنيسة وتسمى الوزنات (‪1‬بط‪)17:1‬‬

‫والهدف منها بناء الكنيسة ووجودها ليس شرطاً للخالص كما أرينا سابقاً‪ .‬أما الثمار فوجودها عالمة على‬

‫االمتالء من الروح القدس (غال‪ )1:-11::‬وبالتالى وجودها دليل على خالص االنسان‪.‬‬

‫شجرٍة رِدي ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (لو ‪«48" -:)46-48:6‬أل ََّن ُه ما ِم ْن َ ٍ‬ ‫َن‬ ‫َّة تُثْ ِم ُر ثَ َم ًار َج ِّي ًدا‪44 .‬أل َّ‬ ‫ش َج َرة َج ِّي َدة تُثْم ُر ثَ َم ًار َرديًّا‪َ ،‬والَ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪42‬‬ ‫ون ِم َن ا ْلعلَّ ْي ِ ِ‬ ‫ون ِم َن َّ‬ ‫الصالِ ُح‬ ‫ان َّ‬ ‫ُك َّل َ‬ ‫ش َج َرٍة تُ ْع َر ُ‬ ‫س ُ‬ ‫الش ْو ِك ِتي ًنا‪َ ،‬والَ َي ْق ِطفُ َ‬ ‫ف ِم ْن ثَ َم ِرَها‪ .‬فَِإ َّن ُه ْم الَ َي ْجتَُن َ‬ ‫ق ع َن ًبا‪ .‬اَ ِإل ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫الصالَ َح‪َ ،‬و ِ‬ ‫ير ُي ْخ ِر ُج َّ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫ير ِم ْن َك ْن ِز َق ْل ِب ِه ِّ‬ ‫ان ِّ‬ ‫ضلَ ِة ا ْل َق ْل ِب‬ ‫الصالِ ِح ُي ْخ ِر ُج َّ‬ ‫ِم ْن َك ْن ِز َق ْل ِب ِه َّ‬ ‫الش َّر‪ .‬فَِإ َّن ُه ِم ْن فَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫ون َما أَقُولُ ُه؟"‬ ‫ب‪َ ،‬ي َار ُّ‬ ‫َيتَ َكلَّ ُم فَ ُم ُه‪َ «46 .‬ولِ َما َذا تَ ْد ُعوَن ِني‪َ :‬ي َار ُّ‬ ‫ب‪َ ،‬وأَ ْنتُ ْم الَ تَ ْف َعلُ َ‬ ‫نجد هنا نفس تعليم السيد المسيح عن إستحالة أن تعطى الشجرة الجيدة ثم اًر ردياً‪ ،‬لكن يأتى هذا الكالم بعد‬ ‫حديثه عن (محبة اآلخرين والعطاء وعدم اإلدانة) وكأن هذه األعمال هى الثمار الجيدة التى تعلن عن إنسان‬

‫صالح‪ .‬والحظ أن كالم السيد هنا مباشرة يأتى وراء حديثه عن من يريد أن يخرج القذى من عين أخيه‪ .‬وبهذا‬

‫نرى عالقة مباشرة بين صفات اإلنسان وتعليمه‪ ،‬فمن يريد أن يخرج القذى من أعين اآلخرين‪ ،‬هو يريد أن يقوم‬ ‫بدور المعلم لهم‪ ،‬فماذا عن صفاته وماذا عن أعماله وماذا عن ثماره ؟‬

‫‪44‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع)‬

‫إننا سنعرف قلبه من ثماره وكالمه = اإلنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالح‪ ..‬من فضلة القلب‬

‫يتكلم فمه‪ .‬فالقلب المملوء محبة سيخرج كلمات محبة تجاه اآلخرين والعكس فالقلب الشرير سيخرج كلمات إدانة‪.‬‬

‫وكالم السيد يعنى أن نفعل وننفذ أوامر اهلل‪ ،‬هذا أهم من قولنا يارب يارب ونحن ال نفعل إرادة اهلل‪ .‬وهذا ليس‬

‫ضد ترديد صالة يسوع أو تكرار كيريي ليسون‪ ،‬فنحن نفعل هذا تنفيذاً لوصية بولس الرسول " صلوا بال انقطاع "‬

‫وطبعاً علينا أن نصلى ليس بالشفتين فقط ‪ ،‬بل بالشفتين وبقلب منشغل باهلل وبذهن منفتح يفكر فيما يردده‬ ‫لسانه‪ .‬ومن يجدد قلبه بإستمرار ويمأله من كالم اهلل وبصلوات بلجاجة وبتوبة وندم سيصلح هذا القلب وستتغير‬

‫كلمات الفم ويمجد اهلل‪.‬‬ ‫(مت‪( + )11-14:1‬لو‪) 41-41:6‬‬

‫‪14‬‬ ‫ش ِّبه ُه ِبرجل ع ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫اقل‪َ ،‬ب َنى َب ْيتَ ُه َعلَى‬ ‫س َمعُ أَق َْوالي هذه َوَي ْع َم ُل ِب َها‪ ،‬أُ َ ُ َ ُ َ‬ ‫اآليات (مت‪« " -:)11-14:1‬فَ ُك ُّل َم ْن َي ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ْخ ِر‪12 .‬فَ َن َز َل ا ْلمطَر‪ ،‬وجاء ِت األَ ْنهار‪ ،‬و َهب ِ‬ ‫سا‬ ‫ان ُم َؤ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّت ِّ‬ ‫سقُ ْط‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ‬ ‫الرَي ُ‬ ‫اح‪َ ،‬و َوقَ َع ْت َعلَى ذل َك ا ْل َب ْيت َفلَ ْم َي ْ‬ ‫سً‬ ‫َُ َ‬ ‫َ ُ َ​َ َ‬ ‫َّه ِبرجل ج ِ‬ ‫الص ْخ ِر‪16 .‬و ُك ُّل م ْن يسمع أَقْوالِي ِ‬ ‫الرْم ِل‪11 .‬فَ َن َز َل‬ ‫َعلَى َّ‬ ‫اهل‪َ ،‬ب َنى َب ْيتَ ُه َعلَى َّ‬ ‫هذ ِه َوالَ َي ْع َم ُل ِب َها‪ُ ،‬ي َ‬ ‫شب ُ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ َْ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫طر‪ ،‬وجاء ِت األَ ْنهار‪ ،‬و َهب ِ‬ ‫يما!»‪" .‬‬ ‫سقَ َ‬ ‫َّت ِّ‬ ‫ص َد َم ْت ذلِ َك ا ْل َب ْي َ‬ ‫ط‪َ ،‬و َك َ‬ ‫الرَي ُ‬ ‫ان ُ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫اح‪َ ،‬و َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ا ْل َم َ ُ َ َ َ‬ ‫سقُوطُ ُه َعظ ً‬ ‫‪43‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ِ‬ ‫سا ًنا َب َنى‬ ‫ش ِب ُه‪ُ .‬ي ْ‬ ‫س َمعُ َكالَ ِمي َوَي ْع َم ُل ِب ِه أ ُِري ُك ْم َم ْن ُي ْ‬ ‫اآليات (لو ‪ُ " -:)41-41:6‬ك ُّل َم ْن َيأْتي إِلَ َّي َوَي ْ‬ ‫ش ِب ُه إِ ْن َ‬ ‫ص َدم َّ‬ ‫َن ُي َز ْع ِز َع ُه‪،‬‬ ‫اس َعلَى َّ‬ ‫الص ْخ ِر‪َ .‬فلَ َّما َح َد َ‬ ‫ت‪َ ،‬فلَ ْم َي ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫الن ْه ُر ذلِ َك ا ْل َب ْي َ‬ ‫َب ْيتًا‪َ ،‬و َحفَ​َر َو َع َّم َ‬ ‫ق َو َو َ‬ ‫ث َ‬ ‫َس َ‬ ‫ض َع األ َ‬ ‫س ْيل َ َ‬

‫الص ْخ ِر‪41 .‬وأ َّ ِ‬ ‫سا ًنا َب َنى َب ْيتَ ُه َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض ِم ْن ُد ِ‬ ‫ون‬ ‫سا َعلَى َّ‬ ‫ان ُم َؤ َّ‬ ‫س َمعُ َوالَ َي ْع َم ُل‪ ،‬فَ ُي ْ‬ ‫أل ََّن ُه َك َ‬ ‫َما الَّذي َي ْ‬ ‫ش ِب ُه إِ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫سً‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان َخر ِ‬ ‫ص َدم ُه َّ‬ ‫َس ٍ‬ ‫يما!»‪" .‬‬ ‫سقَطَ َحاالً‪َ ،‬و َك َ َ ُ‬ ‫الن ْه ُر فَ َ‬ ‫أَ‬ ‫اب ذل َك ا ْل َب ْيت َعظ ً‬ ‫اس‪ ،‬فَ َ َ‬ ‫من المهم أن ننفذ كلمات المسيح ونعمل بها وال نكتفى بترديد "يا رب يا رب " فمن ينفذ وصايا المسيح ويعمل‬ ‫بكالمه سيعرف قوة هذا الكالم‪ ،‬بل سيعرف المسيح ويختبره فيحبه‪ ،‬فإذا هبت العواصف‪ ،‬عواصف التجارب‬

‫واآلالم‪ ،‬أو عواصف ورياح الخطية تجد أن إيمان هذا الشخص ثابتاً ألنه أسسه على الصخر أى على معرفة‬

‫المسيح معرفة حقيقية‪ ،‬ومن يعرف المسيح حقاً لن يستطيع إبليس تشكيكه فيمن عرفه وأحبه‪ .‬فتأسيس البيت على‬

‫الصخر هو اإليمان بالمسيح ومعرفته واختباره‪ ،‬ومحبته‪ .‬ولنعلم أننا فى كل تجربة نتعرض لها يأتى إبليس‬

‫ليشتكى اهلل قائالً " اهلل ال يحبكم واالّ لماذا سمح بهذه التجربة" ومن إختبر محبة المسيح حقيقة سيرفض هذا‬

‫الصوت‪ .‬وما يساعدنا على أن نعرف المسيح‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬

‫دراسة الكتاب المقدس‪ .‬فالكتاب المقدس هو كلمة اهلل‪ .‬والمسيح هو كلمة اهلل‪ .‬فكلما جلسنا لدراسة كلمة اهلل‬

‫المكتوبة نكتشف شخص المسيح كلمة اهلل الحى فنعرفه فنحبه‪.‬‬

‫بتنفيذ الوصية ‪ :‬فالوصية ال نعرف جمالها وال قوتها إن لم ننفذها‪ ،‬وحين ننفذها سنكتشف شخص المسيح‬ ‫الذى يساعدنا على تنفيذها فهو القائل بدونى ال تقدرون أن تفعلوا شيئاً ( يو ‪ )::1:‬وهو الذى طلب مناّ أن‬

‫نحمل نيره‪ .‬والنير هو الخشبة التى تربط ثورين معاً‪ ،‬وحين نرتبط نحن الضعفاء بالمسيح القوى سيحمل هو‬

‫‪45‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع)‬

‫كل الحمل أما من يسمع وصايا المسيح وال ينفذها‪ ،‬فهو سيظل بعيداً يحكم بعدم إمكانية تنفيذها‪ .‬وكذلك فى‬ ‫ضيقاتنا وأحزاننا إذا ذهبنا إليه وارتبطنا به سنجده َي ْح ِملنا َحمالً ويمألنا تعزية ورجاء‪.‬ونحن لن نعرف المسيح‬ ‫ونراه إن لم نكن أنقياء القلب‪ ،‬ننفذ الوصايا‪ ،‬فتنفتح عيوننا ونعرفه‪ .‬وتنفيذ الوصية سيعطينا أن نعرف‬ ‫المسيح المحب الذي يبحث عن فرحنا‪ .‬فمن ينفذ الوصايا يختبر حالة فرح وسالم ال يعرفها الخاطئ‪ .‬فيفهم‬

‫لماذا طلب المسيح تنفيذ هذه الوصايا ويدرك محبته‪.‬‬

‫وبهذا نفهم أنه لن يمكننا أن نصمد فى وجه تشكيك إبليس فى محبة اهلل إن لم تكن لنا هذه الخبرات العملية مع‬

‫المسيح وهذا هو البناء على الصخر أماّ البناء على الرمل فهو كمن يدرس الكتاب دراسة نظرية ويعلم به دون‬

‫أن يحاول تنفيذ هذه الوصايا‪ .‬األنهار= النهر عادة يشير لعطايا الروح القدس‪ .‬لكنه هنا هو نهر خادع من‬ ‫شهوات العالم (رؤ ‪ )1::11‬هدفه أن يبعدنا عن المسيح‪ ،‬أما من تذوق حالوة المسيح‪ ،‬حين عاش معه ونفذ‬ ‫وصاياه‪ ،‬سيحتقر ملذات وأمجاد هذا العالم وسيعتبرها نفاية (فى ‪.)8::‬‬

‫‪43‬‬ ‫ص َد َم‬ ‫اس َعلَى َّ‬ ‫الص ْخ ِر‪َ .‬فلَ َّما َح َد َ‬ ‫آية (لو‪ُ " -:) 43:6‬ي ْ‬ ‫سا ًنا َب َنى َب ْيتًا‪َ ،‬و َحفَ​َر َو َع َّم َ‬ ‫ق َو َو َ‬ ‫س ْيل َ‬ ‫ث َ‬ ‫َس َ‬ ‫ضعَ األ َ‬ ‫ش ِب ُه إِ ْن َ‬ ‫َّ‬ ‫الص ْخ ِر‪" .‬‬ ‫سا َعلَى َّ‬ ‫ان ُم َؤ َّ‬ ‫ت‪َ ،‬فلَ ْم َي ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫الن ْه ُر ذلِ َك ا ْل َب ْي َ‬ ‫َن ُي َز ْع ِز َع ُه‪ ،‬ألَنَّ ُه َك َ‬ ‫سً‬

‫ق هذه كناية عن السهر واالهتمام والمثابرة على فهم اإلنجيل وتطبيق وتنفيذ ما نتعلمه بال كلل‪.‬‬ ‫َو َحفَ َر َو َع َّم َ‬ ‫نحفر لألعماق حتى إلى الصخر ‪ ،‬والصخرة كانت المسيح‪ ،‬أى لنكتشف ونعرف شخص المسيح ونتلذذ به‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ال ب ِهتَ ِت ا ْلجموعُ ِم ْن تَعلِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ان ُي َعلِّ ُم ُه ْم‬ ‫يم ِه‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ‬ ‫سوعُ هذه األَق َْو َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫اآليات (مت‪َ " -:)11-13:1‬فلَ َّما أَ ْك َم َل َي ُ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫س َكا ْل َكتَ​َب ِة‪" .‬‬ ‫س ْلطَان َولَ ْي َ‬ ‫َك َم ْن لَ ُه ُ‬

‫كمن له سلطان=هو ليس فقط له سلطان‪ ،‬بل هو ُيعطى سلطانا لنا أن ننفذ الوصية‪ ،‬أى هو ُيعطى قوة مع كل‬ ‫وصية يعطيها‪ ،‬وبدونه لن نقدر أن ننفذ أى وصية ( يو ‪ +::1:‬فى ‪ .)1::1‬والمسيح له سلطان على القلوب‬

‫فهو خالقها‪.‬‬

‫الرمل= يشير لإليمان غير الثابت إذ أن صاحبه لم يكتشف شخص المسيح (الصخر)‪ .‬هو إيمان سطحى لم‬ ‫يتعمق صاحبه باحثاً عن شخص المسيح الحلو المشبع‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح الثامن)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثامن‬ ‫(مت‪)4-2:3‬‬

‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرة‪" .‬‬ ‫آية (مت‪َ "-:)2:3‬ولَ َّما َن َز َل م َن ا ْل َج َبل تَِب َعتْ ُه ُج ُموع َكث َ‬ ‫ولما نزل من الجبل تبعته جموع= ورآهم وتحنن عليهم وخاطبهم ببعض ما قاله من قبل فى عظته على الجبل‬

‫(لو ‪ )16-11:6‬نزل من الجبل = إشارة لنزوله من السماء ليشفى طبيعتنا من الخطية (يشير لها البرص)‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫َن تُطَ ِّه َرِني»‪8 .‬فَ َم َّد‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬إِ ْن أ َ​َرْد َت تَ ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫س َج َد لَ ُه قَائالً‪َ «:‬يا َ‬ ‫اء َو َ‬ ‫ص قَ ْد َج َ‬ ‫اآليات (مت‪َ "-:)4-1:3‬وِا َذا أ َْب َر ُ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫َح ٍد‪َ .‬ب ِل‬ ‫َن الَ تَقُ َ‬ ‫ص ُه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْنظُ ْر أ ْ‬ ‫س ُه قَ ِائالً‪«:‬أ ُِر ُ‬ ‫ول أل َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫يد‪ ،‬فَا ْط ُه ْر!»‪َ .‬ولِ ْل َوقْت طَ ُه َر َب َر ُ‬ ‫سوعُ َي َدهُ َولَ َم َ‬ ‫َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫اه ِن‪ ،‬وقَدِ​ِّم ا ْلقُرب َ َِّ‬ ‫ْه ْب أ َِر َن ْفس َك لِ ْل َك ِ‬ ‫ادةً لَ ُه ْم»‪".‬‬ ‫وسى َ‬ ‫اذ َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫َْ‬ ‫َم َر ِبه ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان الذي أ َ‬ ‫قَ َّدم السيد المسيح أوالً التعاليم المحيية‪ ،‬ثم هاهو يقدم الشفاء‪ .‬فهدف المسيح األساسى هو التعليم وليس شفاء‬

‫األمراض‪ ،‬فالتعليم هو الذى سيقدم الشفاء من مرض الخطية‪ .‬واإلنجيليون قدموا لنا بعضاً من المعجزات التى‬

‫صنعها السيد ليقدموا لنا فكر اهلل من نحونا‪ .‬بل أن السيد المسيح كان بمعجزاته يستعلن لنا محبة اهلل اآلب‪ .‬فهو‬

‫حينما يشفى أبرصاً أو أعمى أو يقيم ميت فهو يريد أن يقول إرادة اآلب من نحوكم هى الشفاء والبصيرة والحياة‪.‬‬ ‫واآلب قطعاً ال يريد لنا أن ُنشفى من أمراضنا الجسدية ثم نهلك أبدياً‪ ،‬لكن إرادة اآلب من نحونا هى شفائنا‬ ‫روحياً وأن تكون لنا البصيرة الروحية أى أن نعاين اهلل وأن تكون لنا حياة أبدية‬

‫(واألمراض قد تكون وسيلة يستخدمها اهلل للشفاء الروحى‪ ،‬وهذا حدث مع بولس ومع أيوب ) والمسيح صنع‬

‫معجزات مع اليهود ومع األمم فهو يعلن أنه أتى لخالص الجميع‪ .‬والمسيح قطعاً إستخدم المعجزات لجذب‬

‫الناس‪ ،‬وليعرفوا قوته فيقبلوا على سماع تعاليمه‪ ،‬وحتى اآلن فالمعجزات التى تحدث بأسماء قديسين كثيرين هى‬

‫لجذب مؤمنين كثيرين تنفعهم المعجزة فى تثبيت إيمانهم‪.‬‬

‫أبرص= البرص هو رمز للخطية ( راجع كتاب الالويين)‪.‬‬

‫وسجد = هو يقدم العبادة والخضوع قبل أن يقدم مشكلته ‪ ،‬يطلب ما هلل قبل أن يطلب ما لنفسه‪ .‬ولذلك تبدأ‬

‫كنيستنا فى كل مناسبة صلواتها بصالة الشكر‪.‬‬

‫إن أردت تقدر= هذه صالة إيمان بقدرة المسيح على الشفاء أريد فأطهر= المسيح يعلن سلطانه على البرص‬ ‫وارادته الطيبة نحو خليقته‪ .‬وصاحب كلمات السيد وارادته عمله مد يسوع يده ولمسه ونالحظ أن من كان‬ ‫يتالمس مع أبرص يتنجس ويحتاج إلى أن يتطهر‪ ،‬لكن السيد الرب القدوس لم يكن ممكناً للبرص أن ينجسه‪،‬‬ ‫بل البرص يهرب من أمامه "فالنور يضئ في الظلمة‪ ،‬والظلمة لم تدركه" (يو‪ .)::1‬وهو يدخل إلى أى نفس‬

‫‪47‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫مهما كانت نجاستها ليطهرها‪ .‬والمريض كان يحتاج إلى لمسة يد الرب ليدرك حنانه عليه‪ ،‬فهو لم يكن محتاجاً‬

‫فقط للشفاء الجسدى‪ ،‬بل إلى لمسة حنان ليدرك محبة الرب له‪.‬‬

‫أنظر أن ال تقول ألحد = كان اليهود فى انتظار ظهور المسيا ليخلصهم من حكم الرومان‪ ،‬وبهذا القول الذى‬ ‫إستعمله السيد م ار اًر كان يتجنب أن يأخذوه عنوة ليجعلوه ملكاً فتحدث ثورة وسط الشعب تثير السلطات والمسيح‬

‫لم يأت ليكون ملكاً أرضياً‪ .‬بل أن هذا سيثير الكهنة والكتبة فيخططون لموته قبل أن ينهى تعليمه‪ .‬والسيد يهتم‬ ‫بالتعليم أكثر من المعجزات‪.‬‬

‫أر نفسك للكاهن= فالسيد يحترم الشريعة‪ ،‬وهو لم يأت لينقض الناموس وهو أراد أن ُيظهر للكهنة أنه قادر على‬ ‫شفاء البرص فيدركوا أنه المسيا فشفاء البرص هو من اهلل فقط‪ .‬ولقد بدأ القديس متى معجزات المسيح بهذه‬ ‫المعجزة‪ ،‬فالبرص كما قلنا رمز للخطية‪ ،‬والمسيح أتى لشفاء البشرية من الخطية أساساً‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫َن تُطَ ِّه َرِني»‬ ‫ت تَ ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫ب إِلَ ْي ِه َج ِاث ًيا َوقَ ِائالً لَ ُه‪« :‬إِ ْن أ َ​َرْد َ‬ ‫ص َي ْطلُ ُ‬ ‫اآليات (مر ‪ " -:)42-42:2‬فَأَتَى إِلَ ْيه أ َْب َر ُ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪ِ ِ 41‬‬ ‫ط َه َر‪.‬‬ ‫ص َو َ‬ ‫س ُه َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬أ ُِر ُ‬ ‫يد‪ ،‬فَا ْط ُه ْر!»‪َ .‬فل ْل َوقْت َو ُه َو َيتَ َكلَّ ُم َذ َه َ‬ ‫ب َع ْن ُه ا ْل َب َر ُ‬ ‫سوعُ َو َم َّد َي َدهُ َولَ َم َ‬ ‫فَتَ َح َّن َن َي ُ‬ ‫ِ ‪44‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ط ِه ِ‬ ‫ير َك‬ ‫سلَ ُه لِ ْل َوق‬ ‫ِّم َع ْن تَ ْ‬ ‫ْت‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬ا ْنظُ ْر‪ ،‬الَ تَ ُق ْل ألَ َح ٍد َ‬ ‫ش ْي ًئا‪َ ،‬ب ِل اذ َ‬ ‫ْه ْب أ َِر َن ْف َ‬ ‫فَا ْنتَ َه َرهُ َوأ َْر َ‬ ‫س َك ل ْل َكاه ِن َوقَد ْ‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫َن َي ْد ُخ َل‬ ‫َما ُه َو فَ َخ َر َج َو ْابتَ َدأَ ُي َن ِادي َك ِث ًا‬ ‫ادةً لَ ُه ْم»‪َ .‬وأ َّ‬ ‫وسى‪َ ،‬‬ ‫ير َوُي ِذيعُ ا ْل َخ َب َر‪َ ،‬حتَّى لَ ْم َي ُع ْد َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ش َه َ‬ ‫َم َر ِبه ُم َ‬ ‫َما أ َ‬ ‫ون إِلَ ْي ِه ِم ْن ُك ِّل َن ِ‬ ‫ارجا ِفي مو ِ‬ ‫اح َي ٍة‪" .‬‬ ‫اض َع َخالِ َي ٍة‪َ ،‬و َكا ُنوا َيأْتُ َ‬ ‫َم ِدي َن ًة ظَا ِه ًرا‪َ ،‬ب ْل َك َ‬ ‫ان َخ ِ ً‬ ‫َ​َ‬

‫بدأ القديس مرقس معجزات المسيح بمعجزة إخراج روح نجس ( ‪ ،) 18 – 1: :1‬فالمسيح أتى ليخلص البشرية‬ ‫من سلطان إبليس‪ .‬ومرقس يكتب للرومان وبهذا يظهر قوة المسيح على األرواح التى تخيف البشر‪ .‬بهذه‬

‫المعجزة أراد مرقس أن يقول للرومان إن ملوككم هزموا جنوداً هم بشر‪ ،‬أما ملكنا إبن اهلل فله سلطان على القوى‬ ‫الخفية التي أخافت كل البشر كل زمان‪ .‬وبعد ان تكلم مرقس عن سلطان المسيح على االرواح النجسة انتقل‬

‫لمعجزات الشفاء وذكر كما نرى فى هذه االيات شفاء ابرص‪.‬‬

‫وقول المسيح له أر نفسك للكاهن= فهذا ألن هذا الشخص كان معروفاً بأنه أبرص‪ ،‬وكان معزوالً ال يستطيع أن‬ ‫يحيا وسط المجمع ويحتاج لشهادة من الكهنة بأنه قد ب أر ليعود لحياته الطبيعية‪.‬تحنن= هذه هى محبة الرب‬

‫يسوع‪ .‬فإنتهره = هذه أتت بعد تحنن فال نفهمها بأن السيد زجره‪ ،‬بل نبهه لعدم العودة للخطية‪.‬‬

‫أماَ متى فإذ يكتب لليهود يبدأ بمعجزة شفاء أبرص‪ ،‬فاليهود يعرفون أن البرص هو ضربة غضب من اهلل‪ ،‬وال‬ ‫يشفيه سوى اهلل‪ .‬فيفهمون ان المسيح هو اهلل ‪.‬‬

‫اآليات (لو‪21" -:)26-21:2‬و َك َ ِ‬ ‫ع َخ َّر َع َلى َو ْج ِه ِه‬ ‫سو َ‬ ‫صا‪َ .‬فلَ َّما َأرَى َي ُ‬ ‫ان في إِ ْح َدى ا ْل ُم ُد ِن‪َ ،‬فِإ َذا َر ُجل َم ْملُوء َب َر ً‬ ‫َ‬ ‫‪28‬‬ ‫يد‪ ،‬فَا ْطهر!»‪ .‬ولِ ْلوقْتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن تُ َ‬ ‫َو َ‬ ‫ت تَ ْقد ْر أ ْ‬ ‫س ُه قَائالً‪«:‬أ ُِر ُ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬إِ ْن أ َ​َرْد َ‬ ‫طلَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ط ِّه َرِني»‪ .‬فَ َم َّد َي َدهُ َولَ َم َ‬ ‫ب إِلَ ْيه قَائالً‪َ «:‬يا َ‬ ‫ُْ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول أل َ ٍ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫ِّم َع ْن تَ ْط ِه ِ‬ ‫َم َر‬ ‫َن الَ َيقُ َ‬ ‫صاهُ أ ْ‬ ‫َذ َه َ‬ ‫ض َوأ َِر َن ْف َ‬ ‫ص‪ .‬فَأ َْو َ‬ ‫ب َع ْن ُه ا ْل َب َر ُ‬ ‫َحد‪َ .‬بل « ْ‬ ‫س َك ل ْل َكاه ِن‪َ ،‬وقَد ْ‬ ‫ير َك َك َما أ َ‬

‫‪48‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬ ‫‪22‬‬ ‫شفَوا ِب ِه ِم ْن أَمر ِ‬ ‫اجتَمع جموع َك ِث ِ‬ ‫اض ِه ْم‪.‬‬ ‫وسى َ‬ ‫ادةً لَ ُه ْم»‪ .‬فَ َذ َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫س َم ُعوا َوُي ْ ْ‬ ‫يرة ل َك ْي َي ْ‬ ‫ُم َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫اع ا ْل َخ َب ُر َع ْن ُه أَ ْكثَ​َر‪ .‬فَ ْ َ َ ُ ُ‬ ‫‪26‬‬ ‫ان َي ْعتَ ِز ُل ِفي ا ْل َب َر ِ‬ ‫صلِّي‪" .‬‬ ‫َوأ َّ‬ ‫َما ُه َو فَ َك َ‬ ‫اري َوُي َ‬

‫يبدأ القديس لوقا أيضاً إنجيله بأول معجزات السيد وهى معجزة إخراج روح نجس‪ ،‬إذ يكتب لليونانيين والرومان‬

‫(لو ‪):::1‬‬

‫أريد فأطهر= كلمة أريد تظهر ألوهية السيد المسيح‪ ،‬فهوال يطلب وال يصلى هلل ليشفى المريض‪ ،‬بل إرادته تشفى‬ ‫المريض‪ .‬والحظ قوله فأطهر ألن البرص فى نظر اليهود نجاسة‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ان َي ْعتَ ِز ُل ِفي ا ْل َب َر ِ‬ ‫صلِّي‪" .‬‬ ‫آية (لو‪َ " :)26 :2‬وأ َّ‬ ‫َما ُه َو فَ َك َ‬ ‫اري َوُي َ‬ ‫‪-‬حين نرى السيد المسيح يصلى أفال ندرك إحتياجنا للصالة وحين نراه يختلى‪ ،‬أفال ندرك إحتياجنا للخلوة والهدوء‬

‫مع النفس والتأمل فى كلمة اهلل‪ .‬والمسيح يصلى كممثل ونائب عنا‪.‬‬

‫ونالحظ أسلوب القديس لوقا كطبيب إذ يقول رجل مملوء برصاً= بينما أن مرقس ومتى يقوالن رجالً أبرص فلوقا‬

‫كطبيب يحدد مدى إنتشار المرض‪ .‬فهذا الرجل كان فى حالة متأخرة من المرض‪ .‬فالبرص يمتد ويغزو الجسم‪.‬‬ ‫(مت‪ ( +)28-2:3‬لو‪-:)22-2:1‬‬

‫‪2‬‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ب إِلَ ْي ِه ‪َ 6‬وَيقُو ُل‪َ «:‬يا‬ ‫اح‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫اآليات (مت ‪" -:)28-2:3‬‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اء إِلَ ْيه قَائ ُد م َئة َي ْطلُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وم‪َ ،‬ج َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫آتي وأَ ْ ِ ِ‬ ‫ال لَ ُه يسوعُ‪«:‬أَ​َنا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب قَ ِائ ُد‬ ‫وجا ُمتَ َع ِّذ ًبا ِجدًّا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َج َ‬ ‫شفيه»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ُغالَمي َم ْط ُروح في ا ْل َب ْيت َم ْفلُ ً‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫‪1‬‬ ‫ت س ْق ِفي‪ِ ،‬‬ ‫سان‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ستَ ِحقًّا أ ْ‬ ‫سُ‬ ‫لك ْن ُق ْل َكلِ َم ًة فَقَ ْط فَ َي ْب َأرَ ُغالَ ِمي‪ .‬أل َِّني أَ​َنا أ َْي ً‬ ‫ت ُم ْ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬لَ ْ‬ ‫ضا إِ ْن َ‬ ‫َن تَ ْد ُخ َل تَ ْح َ َ‬ ‫ال‪َ «:‬يا َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْلطَ ٍ‬ ‫ي‪ :‬اف َْع ْل ه َذا!‬ ‫ب‪َ ،‬و َ‬ ‫ْه ْب! فَ َيذ َ‬ ‫ت َي ِدي‪ .‬أَقُو ُل لِه َذا‪ :‬اذ َ‬ ‫ان‪ .‬لِي ُج ْند تَ ْح َ‬ ‫تَ ْح َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫آلخ َر‪ :‬ائت! فَ َيأْتي‪َ ،‬ولِ َع ْبد َ‬ ‫ت ُ‬ ‫فَي ْفع ُل»‪َ 22 .‬فلَ َّما ِ‬ ‫ِ‬ ‫سرِائ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يما ًنا ِب ِم ْق َد ِ‬ ‫ون‪«:‬اَْل َح َّ‬ ‫ار‬ ‫َّب‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ين َيتْ َب ُع َ‬ ‫ال لِلَِّذ َ‬ ‫سوعُ تَ َعج َ‬ ‫سم َع َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬لَ ْم أَج ْد َوالَ في إ ْ َ‬ ‫يل إ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ق َوا ْل َم َغ ِ‬ ‫شِ‬ ‫ه َذا! ‪َ 22‬وأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ِ :‬إ َّن َك ِث ِ‬ ‫ار ِ‬ ‫وب ِفي‬ ‫ون ِم َن ا ْل َم َ‬ ‫س َح َ‬ ‫ارب َوَيتَّ ِك ُئ َ‬ ‫س َيأْتُ َ‬ ‫ير َ‬ ‫اق َوَي ْعقُ َ‬ ‫يم َوِا ْ‬ ‫ين َ‬ ‫ون َم َع إ ْب َراه َ‬ ‫ِ ‪21‬‬ ‫ار ِجي ِ‬ ‫َما ب ُنو ا ْلملَ ُك ِ‬ ‫ملَ ُك ِ‬ ‫َس َن ِ‬ ‫ون إِلَى الظُّ ْل َم ِة ا ْل َخ ِ‬ ‫ان»‪.‬‬ ‫وت َّ‬ ‫َّة‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫اك َي ُك ُ‬ ‫وت فَ ُي ْط َر ُح َ‬ ‫الس َم َاوات‪َ ،‬وأ َّ َ‬ ‫ير األ ْ‬ ‫اء َو َ‬ ‫ون ا ْل ُب َك ُ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪28‬‬ ‫اع ِة‪" .‬‬ ‫ت لِ َي ُك ْن لَ َك»‪ .‬فَ َب َأرَ ُغالَ ُم ُه ِفي ِت ْل َك َّ‬ ‫ثُ َّم قَ َ‬ ‫سوعُ لِقَ ِائ ِد ا ْل ِم َئ ِة‪« :‬اذ َ‬ ‫آم ْن َ‬ ‫الس َ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫ْه ْب‪َ ،‬و َك َما َ‬ ‫‪1‬‬ ‫اآليات (لو ‪2" -:)22-2:1‬ولَ َّما أَ ْكم َل أَقْوالَ ُه ُكلَّها ِفي مس ِ‬ ‫ام ِع َّ‬ ‫ان َع ْبد لِقَ ِائ ِد ِم َئ ٍة‪،‬‬ ‫وم‪َ .‬و َك َ‬ ‫الش ْع ِب َد َخ َل َك ْف َرَن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫اح َ‬ ‫‪8‬‬ ‫يز ِع ْن َده‪َ .‬فلَ َّما ِ‬ ‫وخ ا ْل َي ُه ِ‬ ‫َن َيأ ِْت َي‬ ‫ان َع ِز ًا‬ ‫ش ُي َ‬ ‫يضا ُم ْ‬ ‫س َل إِلَ ْي ِه ُ‬ ‫سأَلُ ُه أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ش ِرفًا َعلَى ا ْل َم ْو ِت‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َم ِر ً‬ ‫ُ‬ ‫ود َي ْ‬ ‫ع‪ ،‬أ َْر َ‬ ‫سم َع َع ْن َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪4‬‬ ‫وي ْ ِ‬ ‫ب‬ ‫َن ُي ْف َع َل لَ ُه ه َذا‪2 ،‬أل ََّن ُه ُي ِح ُّ‬ ‫ع َ‬ ‫ستَ ِحق أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫اج ِت َه ٍاد قَ ِائلِ َ‬ ‫طلَ ُبوا إِلَ ْي ِه ِب ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ين‪«:‬إِ َّن ُه ُم ْ‬ ‫اءوا إِلَى َي ُ‬ ‫شف َي َع ْب َدهُ‪َ .‬فلَ َّما َج ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫س َل إِلَ ْي ِه قَ ِائ ُد ا ْل ِم َئ ِة‬ ‫أ َّ‬ ‫سوعُ َم َع ُه ْم‪َ .‬وِا ْذ َك َ‬ ‫ُمتَ​َنا‪َ ،‬و ُه َو َب َنى لَ َنا ا ْل َم ْج َم َع»‪ .‬فَ َذ َه َ‬ ‫ان َغ ْي َر َبعيد َع ِن ا ْل َب ْيت‪ ،‬أ َْر َ‬ ‫ب َي ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫أ ِ‬ ‫َهالً‬ ‫َح ِس ْب َن ْف ِسي أ ْ‬ ‫ستَ ِحقًّا أ ْ‬ ‫َن تَ ْد ُخ َل تَ ْح َ‬ ‫سُ‬ ‫س ْق ِفي‪ .‬لِذلِ َك لَ ْم أ ْ‬ ‫ت ُم ْ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬الَ تَتْ َع ْب‪ .‬أل َِّني لَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت َ‬ ‫اء َيقُو ُل لَ ُه‪َ «:‬يا َ‬ ‫َصدقَ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫آتي إِلَ ْي َك‪ِ .‬‬ ‫أْ ِ‬ ‫س ْلطَ ٍ‬ ‫ت َي ِدي‪.‬‬ ‫ان‪ ،‬لِي ُج ْند تَ ْح َ‬ ‫سان ُم َرتَّب تَ ْح َ‬ ‫لك ْن ُق ْل َكلِ َم ًة فَ َي ْب َأرَ ُغالَ ِمي‪ .‬أل َِّني أَ​َنا أ َْي ً‬ ‫ت ُ‬ ‫ضا إِ ْن َ‬ ‫َن َ‬ ‫آلخر‪ :‬ا ْئ ِت! فَيأ ِْتي‪ ،‬ولِع ْب ِدي‪ :‬افْع ْل ه َذا! فَي ْفع ُل»‪1 .‬ولَ َّما ِ‬ ‫َّب‬ ‫ْه ْب! فَ َيذ َ‬ ‫َوأَقُو ُل لِه َذا‪ :‬اذ َ‬ ‫سوعُ ه َذا تَ َعج َ‬ ‫َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫سم َع َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب‪َ ،‬و َ َ‬

‫س ِّي ُد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ا ْل ِم َئ ِة‬

‫‪49‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫سرِائ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يما ًنا ِب ِم ْق َد ِ‬ ‫ت إِلَى ا ْل َج ْم ِع الَِّذي َيتْ َب ُع ُه َوقَ َ‬ ‫ِم ْن ُه‪َ ،‬وا ْلتَفَ َ‬ ‫ار ه َذا!»‪َ .‬و َر َجعَ‬ ‫ال‪«:‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬لَ ْم أَج ْد َوالَ في إ ْ َ‬ ‫يل إ َ‬ ‫صحَّ‪" .‬‬ ‫ون إِلَى ا ْل َب ْي ِت‪ ،‬فَ َو َج ُدوا ا ْل َع ْب َد ا ْل َم ِر َ‬ ‫سلُ َ‬ ‫يض قَ ْد َ‬ ‫ا ْل ُم ْر َ‬

‫ملحوظة‪ :‬من العجب أن كل قادة المئات الذين تقابلنا معهم في اإلنجيل كانوا صالحين (مثال آخر‪ :‬كرنيليوس)‬

‫هنا نحن أمام رجل اممى أى وثنى‪ ،‬وضابط‪ ،‬ولكن إهتمامه بعبد عنده يظهر تقواه‪ ،‬فالرومان يعاملون العبيد‬

‫على انهم أ قرب للحيوانات وهذا يطلب شفاء عبده‪ .‬ولكن واضح أنه تأثر بالعبادة اليهودية وعرف اهلل ثم سمع‬

‫عن المسيح وأحبه‪.‬هذا إنسان تغير قلبه إذ تالمس مع اهلل‪ .‬بل هو فى محبته بنى مجمعاً لليهود وفى قصة‬

‫القديس لوقا نجد أن هذا القائد فى تواضع وجد نفسه غير مستحقاً أن يذهب للمسيح فطلب من اليهود ان يكلموا‬

‫لهُ المسيح‪ ،‬أماّ القديس متى فقد أورد القصة على لسان القائد نفسه فالشيوخ اليهود هم مندوبون عنه‪ .‬والحظوا‬ ‫تواضع هذا القائد إذ هو ال يعلم عن المسيح سوى أنه معلم يهودي وليس هو يهوه ومع هذا يقول له "لست‬

‫مستحقاً‪ "..‬فهو يعلم أن اليهود ال يدخلون بيوت الوثنيين لئال يتنجسوا‪.‬‬

‫هذه القصة رمزياً تشير لألمم المعذبين من سلطان الشيطان والخطية عليهم وصراخهم للمسيح‪ .‬أنا آتى وأشفيه‬

‫فيه إعالن أن السيد المسيح أتى ليشفى األمم كما يشفى اليهود‪ ،‬وأن المسيح ال يستنكف من دخول بيوت الخطاة‬ ‫وال األمم فهو يقدس وال يتنجس‪ ،‬بل هو يدخل ليشفى ويحطم الوثنية ويعطى الشفاء الروحى للنفوس‪ .‬ولقد ظهرت‬ ‫عظمة هذا األممى فى إيمانه أن المسيح بكلمة له سلطان على أن يشفى‪.‬‬

‫تحت سقفى = فاليهود ال يدخلون تحت سقف األمم أى بيوتهم‪.‬‬

‫كثيرين سيأتون من المشارق‪ :..‬هذا إعالن عن دخول األمم لإليمان ويتكئون= هذه صورة الجلوس فى الوالئم‬

‫(مت ‪( )11-17:11‬عشاء العرس) أما بنو الملكوت = هم اليهود الذين رفضوا المسيح فيطرحون إلى الظلمة‬

‫الخارجية هم حسبوا كأبناء الملكوت ألن ألجلهم أعد الملكوت‪ .‬المسيح يجمع المؤمنين في جسد واحد هو رأسه‪.‬‬

‫وهو ينير له‪ .‬والظلمة الخارجية هى خارج مكان الوليمة الذى ينيره المسيح بنفسه (رؤ ‪ )::11‬أي خارج جسد‬

‫المسيح‪ .‬ولنالحظ أن من عاش فى ظلمة داخلية يستحق أن ُيلقى فى الظلمة الخارجية‪ ،‬كإعالن عما هو فيه‬ ‫وأنه خاضع للشيطان سلطان الظلمة‪ .‬البكاء وصرير األسنان = هذا يشير لقيامة الجسد ليشترك مع النفس فى‬

‫الجزاء‪ .‬يتكئون مع إبراهيم واسحق ويعقوب= من هنا أخذنا ما نقوله في أوشية الراقدين "نيح نفس عبدك في‬ ‫أحضان إبراهيم واسحق ويعقوب‬

‫آية( ‪ -:)17‬تعجب= نسمع مرتان ان يسوع تعجب ‪ )2‬من إيمان هذا‬

‫القائد األممي ‪ )1‬من عدم إيمان اليهود بنى جنسه فى الناصرة ( مر ‪.)6:6‬‬

‫المسيح هنا تعجب ألن اليهود لهم كل هذا الكم من الكتب المقدسة والهيكل و ‪ .. ..‬ولم يخرج منهم هذا الحب‬

‫هلل‪ ،‬لم يخرج مثل هذا النموذج الرائع ‪ ،‬فهو بال كل هذه البركات‪ ،‬بل هو قائد روماني وثني له وحشية في طباعه‬ ‫لكنه من خالل معاملته مع اليهود تأثر هكذا وصار رقيق الطباع‪ .‬أما اليهود أنفسهم فحالهم ردئ‪.‬‬

‫وهناك تفسير للفروق بين قصة متى ولوقا يكمل ما سبق‪- :‬‬

‫أن قائد المئة أرسل أوالً للسيد المسيح بعض اليهود إذ حسب نفسه غير مستحق أن يذهب للمسيح‪ ،‬ولما شعر‬ ‫بقبوله له ذهب بنفسه‪ .‬وركز متى على كالم السيد مع قائد المئة مباشرة وركز لوقا على كلمات السيد لليهود‬

‫‪50‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫وربما هذا بسبب أن متى يكتب لليهود فهو يريد إثارة حماستهم وغيرتهم إذ يجدوا أن األمم لهم عالقة بالمسيح بل‬

‫قد سبقوهم (رو ‪ ،19:17‬رو ‪ .)11:11‬ولوقا إذ يكتب لألمم يوضح لهم فضل اليهود فى خالص األمم‪،‬‬

‫فالمسيح أتى منهم‪ ،‬وهاهم يتوسطون لشفاء األمم‪ ،‬وهذا ليقبل األمم اليهود بمحبة‪ .‬ألنى أنا أيضاً تحت سلطان‪.‬‬

‫لى جند= هو كقائد مئة يخضع لرئيس له ربما يكون قائد ألف وينفذ أوامره‪ .‬وهو له جند أيضاً ينفذون أوامره‪.‬‬ ‫وهو هنا يتصور أن المسيح خاضع لسلطان اهلل وله سلطان على األمراض والشياطين وخالفه‪ .‬وبهذا التصور لم‬

‫يخطر على بال هذا القائد أن المسيح هو اهلل نفسه‪ .‬بل ما فهمه هذا القائد أن المسيح قد أعطاه اهلل سلطان وهو‬ ‫قادر أن يستخدم هذا السلطان بكلمة ويشفي الغالم‪.‬‬

‫فلما سمع عن يسوع= هذا هو واجب كل منا أن نخبر عن يسوع إن لم يكن بالكالم فباألفعال‪.‬‬ ‫(مت ‪ + 21-24:3‬مر ‪ + 84 – 11:2‬لو ‪-:)42– 83:4‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫س‪َ ،‬أرَى َح َماتَ ُه َم ْط ُر َ‬ ‫وم ًة‪َ ،‬فلَ َم َ‬ ‫سوعُ إِلَى َب ْيت ُب ْط ُر َ‬ ‫اء َي ُ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)21-24:3‬ولَ َّما َج َ‬ ‫وح ًة َو َم ْح ُم َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ين َك ِث ِ‬ ‫اح ِب َكلِ َم ٍة‪،‬‬ ‫ين‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ير َ‬ ‫َّموا إِلَ ْي ِه َم َج ِان َ‬ ‫َخ َر َج األ َْرَو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ص َار ا ْل َم َ‬ ‫ام ْت َو َخ َد َمتْ ُه ْم‪َ .‬ولَ َّما َ‬ ‫اء قَد ُ‬ ‫َي َد َها فَتَ​َرَكتْ َها ا ْل ُح َّمى‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫اء َّ‬ ‫اض َنا»‪".‬‬ ‫الن ِب ِّي ا ْلقَ ِائ ِل‪ُ «:‬ه َو أ َ‬ ‫اه ْم‪ ،‬لِ َك ْي َي ِت َّم َما ِق َ‬ ‫يل ِبِإ َ‬ ‫ضى َ‬ ‫شفَ ُ‬ ‫ام َنا َو َح َم َل أ َْم َر َ‬ ‫يع ا ْل َم ْر َ‬ ‫َو َجم َ‬ ‫َخ َذ أ ْ‬ ‫ش ْع َي َ‬ ‫َسقَ َ‬ ‫اآليات (مر ‪11" -:)84 – 11:2‬ولَ َّما َخرجوا ِم َن ا ْلم ْجم ِع جاءوا لِ ْلوق ِ‬ ‫وب‬ ‫ْت إِلَى َب ْي ِت ِس ْم َع َ‬ ‫س َم َع َي ْعقُ َ‬ ‫َُ‬ ‫ان َوأَ ْن َد َر ُاو َ‬ ‫َ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫َخبروه ع ْنها‪ .‬فَتَقَدَّم وأَقَامها م ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان م ْ ِ‬ ‫َوُي َ َّ‬ ‫اس ًكا ِب َي ِد َها‪،‬‬ ‫وم ًة‪َ ،‬فل ْل َوقْت أ ْ َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ​َ َ‬ ‫ضطَج َع ًة َم ْح ُم َ‬ ‫وحنا‪َ ،‬و َكا َن ْت َح َماةُ س ْم َع َ ُ‬ ‫‪81‬‬ ‫السقَم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪ ،‬إِ ْذ َغ َرَب ِت َّ‬ ‫اء‬ ‫َّموا إِلَ ْيه َجم َ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ص َار ا ْل َم َ‬ ‫ص َار ْت تَ ْخد ُم ُه ْم‪َ .‬ولَ َّما َ‬ ‫فَتَ​َرَكتْ َها ا ْل ُح َّمى َحاالً َو َ‬ ‫يع ُّ َ‬ ‫س‪ ،‬قَد ُ‬ ‫‪84‬‬ ‫ين‪َ 88 .‬و َكا َن ِت ا ْلم ِدي َن ُة ُكلُّ َها م ْجتَ ِم َع ًة َعلَى ا ْل َب ِ‬ ‫ضى ِبأ َْم َر ٍ‬ ‫شفَى َك ِث ِ‬ ‫َخ َر َج‬ ‫اض ُم ْختَلِفَ ٍة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫اب‪ .‬فَ َ‬ ‫ير َ‬ ‫َوا ْل َم َج ِان َ‬ ‫ين َكا ُنوا َم ْر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الشي ِ‬ ‫اط َ ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫ون أل ََّن ُه ْم َع َرفُوهُ‪" .‬‬ ‫ين َيتَ َكلَّ ُم َ‬ ‫اط َ‬ ‫يرةً‪َ ،‬ولَ ْم َي َد ِع َّ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ين َكث َ‬ ‫‪83‬‬ ‫َخ َذتْ َها ُح َّمى‬ ‫ان قَ ْد أ َ‬ ‫ام ِم َن ا ْل َم ْج َم ِع َد َخ َل َب ْي َ‬ ‫ان‪َ .‬و َكا َن ْت َح َماةُ ِس ْم َع َ‬ ‫ت ِس ْم َع َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)42– 83:4‬ولَ َّما قَ َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َار ْت تَ ْخ ُد ُم ُه ْم‪َ 42 .‬و ِع ْن َد‬ ‫َ‬ ‫َجلِ َها‪ .‬فَ َوقَ َ‬ ‫ش ِد َ‬ ‫سأَلُوهُ ِم ْن أ ْ‬ ‫ام ْت َو َ‬ ‫يدة‪ .‬فَ َ‬ ‫ف فَ ْوقَ َها َوا ْنتَ َه َر ا ْل ُح َّمى فَتَ​َرَكتْ َها! َوفي ا ْل َحال قَ َ‬ ‫ضع ي َد ْي ِه علَى ُك ِّل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ين َك َ ِ‬ ‫ُغر ِ‬ ‫اء ِبأ َْم َر ٍ‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫وب َّ‬ ‫اح ٍد‬ ‫َّم ُ‬ ‫س‪َ ،‬ج ِميعُ الَِّذ َ‬ ‫َ‬ ‫وه ْم إِلَ ْيه‪ ،‬فَ َو َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫سقَ َم ُ‬ ‫ان ع ْن َد ُه ْم ُ‬ ‫ُ‬ ‫اض ُم ْختَلفَة قَد ُ‬ ‫‪42‬‬ ‫ت ا ْلم ِسيح ْاب ُن ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫ضا تَ ْخ ُر ُج ِم ْن َك ِث ِ‬ ‫اهلل!»‬ ‫ِم ْن ُه ْم َو َ‬ ‫شفَ ُ‬ ‫ير َ‬ ‫اط ُ‬ ‫ين أ َْي ً‬ ‫ص ُر ُخ َوتَقُو ُل‪«:‬أَ ْن َ َ ُ‬ ‫اه ْم‪َ .‬و َكا َن ْت َ َ‬ ‫ين َو ِه َي تَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫يح‪" .‬‬ ‫فَا ْنتَ َه َرُه ْم َولَ ْم َي َد ْع ُه ْم َيتَ َكلَّ ُم َ‬ ‫ون‪ ،‬أل ََّن ُه ْم َع َرفُوهُ أَنَّ ُه ا ْل َمس ُ‬ ‫هنا نرى السيد المسيح يشفى حماة بطرس‪ ،‬فالسيد يهتم ببيت خادمه أو تلميذه‪ ،‬فعلى الخادم أن يقدم عمره كله‬ ‫للمسيح وال يفكر فى أموره الخاصة‪ ،‬والمسيح يتكفل بإحتياجات بيته‪ .‬وكلما خدمنا المسيح يخدمنا المسيح‪.‬‬

‫فقامت وخدمتهم= دليل الشفاء الفورى والكامل ( لم توجد فترة نقاهة) دليل الشفاء الروحي هو خدمة اآلخرين‪،‬‬

‫حينما حل المسيح في بطن العذراء ذهبت لتخدم أليصابات‪ .‬فلمس يدها= المسيح كان يمكن أن يشفى بمجرد‬ ‫كلمة منه‪ .‬ولكن كان يلمس فى بعض األحيان المرضى ليعلمنا أن جسده المقدس كان به قوة الكلمة اإللهى وهذا‬

‫لنفهم أنه إذا إتحدنا بجسده المقدس يمكن للنفس أن تُشفى من امراضها وتقوى على هجمات الشياطين‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫وهذه المعجزة جذبت كثيرين فأتوا‪ ،‬والسيد شفى كثيرين‪ .‬وربما من لم يحصل على الشفاء‪ ،‬كان هذا بسبب عدم‬ ‫إيمانه‪ .‬والشياطين إذ رأت قدرته عرفته فلم يدعهم ينطقون فهو يرفض شهادتهم‪ .‬ولوقا وحده إذ هو طبيب يصف‬

‫الحمى بأنها شديدة‪.‬‬

‫ونالحظ أن بطرس لم يسأل السيد بنفسه‪ ،‬إنما الموجودين سألوه‪ ،‬وهذه الصورة محببة لدى السيد وهى تطبيق‬

‫لقول يعقوب صلوا بعضكم ألجل بعض‪ .‬هى صورة حية لشفاعة األعضاء بعضها لبعض أمام رأسنا يسوع‪.‬‬

‫لماذا أسكت السيد الشياطين أن تنطق بأنه إبن اهلل ؟ لقد تصور اليهود أن المسيح أتى كمخلص من الرومان‪،‬‬ ‫فهموا بعض اآليات كما فى المزامير مثل تحطمهم بقضيب من‬

‫حديد ( مز ‪ +9:1‬مز ‪ )6:19‬بطريقة خاطئة‪ ،‬لذلك حرص السيد أن ال ينتشر خبر انه المسيا اوالً‪ ،‬حتى‬ ‫اليفهم الشعب أنه ٍ‬ ‫آت ليحارب الرومان‪ ،‬لذلك كان يوصى تالميذه أن ال يقولوا إنه المسيا‪ ،‬وأيضاً المرضى وكل‬ ‫الذين أخرج منهم شياطين أمرهم أن ال يقولوا ألحد‪ ،‬وهنا ينتهر الشياطين حتى ال تقول وتتكلم وتكشف هذه‬

‫الحقيقة أمام الجموع ألن الجموع كان لها فهم سياسى وعسكرى لوظيفة المسيح‪ .‬ولكن حينما أعلن بطرس أن‬ ‫المسيح هو إبن اهلل تهلل المسيح وطوب بطرس‪ ،‬ولكنه وجه تالميذه للفهم الصحيح والحقيقى للخالص وأن هذا‬

‫سيتم بموته وصلبه وقيامته وليس بثورة سياسية أو عمل عسكرى ( مت ‪ .)1:-1::16‬فالمسيح يود أن يعرف‬

‫الناس حقيقته ولكن لمن له القدرة على فهم حقيقة الخالص‪ .‬وفى أواخر ايام المسيح على األرض إبتدأ يعلن‬

‫صراحة عن كونه إبن اهلل (مت ‪ )61-6::16‬ولكن نالحظ أنه تدرج فى إعالن هذه الحقيقة بحسب حالة‬

‫السامعين‪ ،‬فإن من لهُ سيعطى ويزاد (مت ‪ )11:1:‬فبقدر ما ينمو السامع فى إستيعاب أمور وأسرار الملكوت‬ ‫يرتفع التعليم ويزيد وينمو ليعطى األكثر واألعلى‪ ،‬فمستوى السامع فى نموه هو الذى يحدد مستوى التعليم الذى‬

‫يقدمه المسيح‪ ،‬أما النفس الرافضة فينقطع عنها أسرار الملكوت والحياة مع اهلل‪ .‬اهلل يعطينا إذاً أن نكتشف اس ارره‬

‫بقدر ما نكون مستعدين لذلك‪.‬السيد أيضاً إنتهر الشياطين لعلمه بأن الشيطان مخادع‪ ،‬فهو اليوم يشهد للمسيح‬ ‫وغداً يشهد ضده فيضلل الناس لذلك أسكتهم حتى ال ينطقوا بأنه إبن اهلل‪.‬‬

‫ملحوظة‪ -:‬يبدو أن المسيح كان قد إعتاد أن يأتى لبيت بطرس لتناول الطعام وأنه أتى فى هذا اليوم لهذا‬ ‫الغرض‪ ،‬بدليل أن حماة بطرس قامت وأعدت الطعام وكان السيد يأخذ معهُ تالميذه األخصاء يوحنا ويعقوب‬ ‫( مر ‪.)19:1‬عموماً حماة سمعان ترمز لكل نفس أصيبت بالخطية فأقعدتها عن الحركة والخدمة فجاء المسيح‬ ‫ليشفيها‪ .‬ونالحظ أيضاً أن شفاء حماة سمعان كان فورياً بدون فترة نقاهة‪.‬‬

‫(متى ‪ + 11-23:3‬لو ‪-:)61-21:1‬‬

‫‪21‬‬ ‫اآليات (مت ‪23" -:)11-23:3‬ولَ َّما أرَى يسوعُ جموعا َك ِثيرةً حولَ ُه‪ ،‬أ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّم َك ِاتب‬ ‫َ َ َ ُ ُ​ُ ً‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َم َر بالذ َهاب إلَى ا ْل َع ْب ِر‪ .‬فَتَقَد َ‬ ‫‪12‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬يا معلِّم‪ ،‬أَتْبع َك أ َْي َنما تَم ِ‬ ‫سوعُ‪« :‬لِلثَّ َعالِب أ َْو ِج َرة َولِطُ ُي ِ‬ ‫َما ْاب ُن‬ ‫اء أ َْو َكار‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ضي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫َ َُ ُ َُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ور َّ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫َن أَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َفلَ ْيس لَ ُه أ َْي َن ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫ض َي أ ََّوالً َوأ َْد ِف َن‬ ‫ْس ُه»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ال لَ ُه آ َخ ُر م ْن تَالَميذه‪َ «:‬يا َ‬ ‫سن ُد َأر َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬ا ْئ َذ ْن لي أ ْ ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫اه ْم»‪".‬‬ ‫أَِبي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ون َم ْوتَ ُ‬ ‫سوعُ‪« :‬اتْ َب ْع ِني‪َ ،‬وَد ِع ا ْل َم ْوتَى َي ْد ِفنُ َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬

‫‪52‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫احد‪« :‬يا س ِّي ُد‪ ،‬أَتْبع َك أ َْي َنما تَم ِ‬ ‫ال لَ ُه و ِ‬ ‫‪ِ 21‬‬ ‫ون ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ضي»‪.‬‬ ‫ق قَ َ‬ ‫س ِائ ُر َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫يما ُه ْم َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)61-21:1‬وف َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ان َفلَ ْيس لَ ُه أ َْي َن ي ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫َما ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫سوعُ‪«:‬لِلثَّ َعالِ ِب أ َْو ِج َرة‪َ ،‬ولِطُ ُي ِ‬ ‫ْس ُه»‪َ 21 .‬وقَا َل‬ ‫اء أ َْو َكار‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ُْ‬ ‫سن ُد َأر َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫ور َّ َ‬ ‫‪62‬‬ ‫َن أَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫َ‬ ‫ض َي أ ََّوالً َوأ َْد ِف َن أَِبي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫آلخ َر‪«:‬اتْ َب ْع ِني»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬د ِع ا ْل َم ْوتَى َي ْد ِف ُن َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫ال‪َ «:‬يا َ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬ا ْئ َذ ْن لي أ ْ ْ‬ ‫‪62‬‬ ‫ضا‪« :‬أَتْبع َك يا س ِّي ُد‪ ،‬و ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫ْه ْب وَن ِاد ِبملَ ُك ِ‬ ‫اه ْم‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ال َ‬ ‫اهلل»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫لك ِن ا ْئ َذ ْن لِي أ ََّوالً أ ْ‬ ‫َم ْوتَ ُ‬ ‫َن أ َُودِّعَ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫آخ ُر أ َْي ً‬ ‫َُ َ َ َ‬ ‫ت فَاذ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪61‬‬ ‫وت ِ‬ ‫اء يصلُح لِملَ ُك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل»‪".‬‬ ‫ين ِفي َب ْي ِتي»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫الَِّذ َ‬ ‫َحد َي َ‬ ‫س أَ‬ ‫سوعُ‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫ضعُ َي َدهُ َعلَى ا ْلم ْح َراث َوَي ْنظُ​ُر إلَى ا ْل َو َر َ ْ ُ َ‬ ‫يقدم القديس لوقا هنا ثالث عينات لثالث أشخاص أرادوا أن يتتلمذوا للسيد المسيح‪ .‬وذكر القديس متى مثلين‬ ‫منهم فقط‪ .‬ومتى يورد هذا بعد شفاء حماة بطرس ليقول أن الخدمة ليست إمتيازات فقط (كما شفى المسيح حماة‬

‫بطرس) بل لها تبعاتها‪.‬‬

‫األول‪ -:‬هذا اإلنسان رأى المسيح وأحبه‪ ،‬نمت مشاعره تجاه السيد‪ ،‬لكنه لم يفهم أن تبعيته للمسيح فيها حمل‬ ‫تصور أن تبعية المسيح فيها مجد أرضى‪ ،‬لذلك أفهمه‬ ‫للصليب‪ ،‬لقد فرح بالمعجزات وبسلطان المسيح وربما‬ ‫َّ‬ ‫المسيح أنه حتى المسيح وهو السيد ليس له مكان يسند رأسه فيه‪ .‬ونالحظ انه فى الحاالت الثالث كان السيد‬

‫يجيب ليس بحسب قول الشخص ولكن بحسب ما فى فكره الداخلى‪ .‬كثيرون يشتهون الخدمة إلمتيازاتها وال‬

‫يعرفون صليبها فيسرعون بدخول الخدمة‪ ،‬وما ان تصادفهم مشاكل الخدمة يسرعون بالهرب لذلك نجد السيد هنا‬ ‫ُيظهر هذا لذلك الشخص‪ ،‬أن هناك تكلفة للتلمذة‪.‬‬ ‫أوجرة = كهوف‪ .‬أوكار= مآوى‪.‬‬

‫وهناك تفسير مو ٍاز‪ ،‬أن المسيح ال يجد فى قلب هذا الشخص مكاناً يسند أرسه فيه وذلك لرفضه الصليب‪ ،‬بينما‬

‫وجدت الطيور رمز الكبرياء إلرتفاعها والثعالب رمز الخبث أمكنة داخل قلب هذا الشخص‪ .‬إذًا نفهم من كلمات‬ ‫المسيح هنا أن هذا الشخص كان يطلب تبعية المسيح فى خبث ليحصل على إمتيازات كشفاء المرضى‪ ،‬أو‬

‫المناصب العالمية‪ ،‬وقطعاً فهو رافض الصليب‪ .‬هو ظن المسيح سيملك ملكاً عالمياً وسيملك هو معهُ ( مثل‬ ‫سيمون الساحر) وكون السيد ليس له أين يسند رأسه فذلك ألنه سماوى‪ ،‬ال مكان لهُ وال راحة لهُ على األرض‪،‬‬ ‫ومن يتبعه فعليه أن يقبل هذا الوضع فيجد المسيح مكاناً في قلبه‪ ،‬ولكن قلب هذا الشخص كان به أماكن‬

‫للطيور والثعالب فقط والسبب أن هذا القلب رافض للصليب الذي إستند عليه المسيح‪ .‬ومن يقبل هذا الوضع‬

‫عليه أن يتجرد من محبة المال والمجد األرضى‪.‬‬ ‫الثانى‪ -:‬هذا الشخص كان يفكر فى أن يتبع المسيح لكنه مرتبك ببعض األمور فلربما كان له والد شيخ وكان‬ ‫ينتظر موته ليدفنه ثم يتبع المسيح‪ .‬فهو حسن النية مشتاق للتلمذة‪ ،‬لكن عاقته الواجبات العائلية‪ .‬مثل هذا‬

‫يشجعه المسيح ليتخذ ق ارره‪ ،‬لذلك نسمع السيد يقول له إتبعنى وهنا يصرح بمشكلته ‪ ،‬فيقول له السيد دع الموتى‬

‫يدفنون موتاهم= أى دع الموتى روحياً (الذين يرفضون أن يتبعوننى وينتظرون تقسيم الميراث ويتصارعوا عليه)‬

‫يدفنون الموتى جسدياً‪( .‬أى يدفنوا أباك حين يموت بالجسد طبيعياً)‪ .‬والمسيح هنا ال يدعو للقسوة مع الوالدين‪،‬‬ ‫بل معنى قوله أن هناك كثيرين سيقومون بهذا الواجب ولكن إتبعنى أنت‪ .‬ومن شفى حماة بطرس قادر أن يدبر‬ ‫كما قلنا كل إحتياجات تالميذه بما فيها دفن موتاهم‪ .‬ولربما لو بقى لدفن والده تنطفأ األشواق المباركة للتلمذة‬ ‫‪53‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫التى كانت داخله ويعوقه العالم‪ .‬كثي اًر ما منعت العواطف البشرية كثيرين من تبعية المسيح‪ .‬دعوة المسيح لهذا‬ ‫الشخص تعنى أنا أريدك ألعمال أعظم من دفن الموتى‪ .‬من يريد أن يصير تلميذاً للرب عليه أن يترك أهل‬ ‫العالم يعيشون حياتهم العادية‪ ،‬أما هو فيكرس نفسه لخدمة الملكوت‪ .‬فتلميذ المسيح كرس حياته لخدمة األحياء‪،‬‬

‫ليس لخدمة الموتى‪ ،‬هو بخدمته يقود الناس للحياة وهذا أهم‪.‬قطعاً السيد لن يمنعه من دفن والده إذا مات‪ ،‬لكن‬ ‫المقصود عدم التعطل عن الخدمة بسبب التعلقات العاطفية الزائدة‪ ،‬واإلنشغال بميراث الميت وتقسيمه‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫ومراسيم العزاء اليهودية تمتد لشهور‪.‬‬

‫الثالث‪ -:‬هذا له نظرة مترددة‪ ،‬قلبه موزع بين المسيح والعالم‪ .‬وكل من يهتم بهموم العالم أو يخشى‬ ‫اإلضطهادات أو خسارة المال‪ ،‬مثل هذا ال يستطيع خدمة اإلنجيل أو أن يتبع يسوع‪ ،‬فيسوع ال يقبل من قلبه‬ ‫موزع بينه وبين العالم‪ .‬هذا الشخص الثالث يشبه إمرأة لوط‪ .‬هذا الثالث يطلب التلمذة ولكنه بقلبه مع عواطفه‬

‫البشرية تجاه أهل بيته‪ ،‬مثل هذا يبدأ الطريق مع المسيح لكنه ال يكمل‪ .‬من يضع يده على المحراث‪ ،‬البد وأن‬

‫ينظر لألمام ليسير فى خط مستقيم غير ملتو‪ ،‬ومن ينظر للخلف يلتوى منه خط السير‪ .‬وهكذا من يرتد ليهتم‬ ‫بالمشاعر اإلنسانية ويترك خدمة المسيح بسببها‪ ،‬أو تفشل خدمته‪ .‬الحظ أن المسيح ال يمنع من أن يذهب هذا‬ ‫الشاب لوداع أهله لكن إذ يذهب هو سيبقى معهم فترة ربما تمنعه من تبعية يسوع بعد ذلك‪ .‬بل هناك من يترك‬

‫المسيح إذا صادفه مرض فهو يحب نفسه ونفس الشئ إذا فقد قريب له أو مرض أحد أحباءه‪.‬‬

‫‪ ‬ونالحظ فى إنجيل لوقا أن لوقا وضع هذه الشروط للتلمذة مباشرة قبل إرساليته السبعين رسوالً لتكون لهم‬ ‫دستور حياة‪.‬‬

‫(مت ‪ + 11-18:3‬مر ‪ + 42-82:4‬لو ‪-:)12-11:3‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ث ِفي ا ْل َب ْح ِر‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)11-18:3‬ولَ َّما َد َخ َل َّ‬ ‫اض ِط َراب َع ِظيم قَ ْد َح َد َ‬ ‫الس ِفي َن َة تَِب َع ُه تَالَ ِمي ُذهُ‪َ .‬وِا َذا ْ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِّي ُد‪َ ،‬ن ِّج َنا فَِإ َّن َنا َن ْهلِ ُك!»‬ ‫اج َّ‬ ‫َّم تَالَ ِمي ُذهُ َوأ َْيقَظُوهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫الس ِفي َن َة‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َحتَّى َغطَّت األ َْم َو ُ‬ ‫ين‪َ «:‬يا َ‬ ‫ان ُه َو َنائ ًما‪ .‬فَتَقَد َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ين َيا َقلِيلِي ِ‬ ‫يم ِ‬ ‫َّب‬ ‫ام َوا ْنتَ َه َر ِّ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬ما َبالُ ُك ْم َخ ِائ ِف َ‬ ‫ص َار ُه ُدؤ َعظيم‪ .‬فَتَ َعج َ‬ ‫الرَي َ‬ ‫اح َوا ْل َب ْح َر‪ ،‬فَ َ‬ ‫اإل َ‬ ‫ان؟» ثُ َّم قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫سٍ‬ ‫يع ُه!»‪" .‬‬ ‫ين‪«:‬أ ُّ‬ ‫ان ه َذا؟ فَِإ َّن ِّ‬ ‫اس قَ ِائلِ َ‬ ‫الرَي َ‬ ‫يعا تُط ُ‬ ‫اح َوا ْل َب ْح َر َجم ً‬ ‫َي إِ ْن َ‬ ‫الن ُ‬ ‫‪86‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ‬ ‫ص َرفُوا ا ْل َج ْم َع‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)42-82:4‬وقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم لَ َّما َك َ‬ ‫اء‪« :‬ل َن ْجتَْز إِ َلى ا ْل َع ْب ِر»‪ .‬فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ان ا ْل َم َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ث َنوء ِر ٍ ِ‬ ‫ُخرى ِ‬ ‫اج‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫َوأ َ‬ ‫َخ ُذوهُ َك َما َك َ‬ ‫الس ِفي َن ِة‪َ .‬و َكا َن ْت َم َع ُه أ َْي ً‬ ‫يح َعظيم‪ ،‬فَ َكا َنت األ َْم َو ُ‬ ‫يرة‪ .‬فَ َح َد َ ْ ُ‬ ‫سفُن أ ْ َ َ‬ ‫ضا ُ‬ ‫صغ َ‬ ‫‪83‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ِرب إِلَى َّ ِ ِ‬ ‫اد ٍة َن ِائ ًما‪ .‬فَأ َْيقَظُوهُ َوقَالُوا لَ ُه‪َ «:‬يا‬ ‫سَ‬ ‫ص َار ْت تَ ْمتَلِئُ‪َ .‬و َك َ‬ ‫تَ ْ ُ‬ ‫ان ُه َو في ا ْل ُم َؤ َّخ ِر َعلَى ِو َ‬ ‫السفي َنة َحتَّى َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫الريح‪ ،‬وقَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ص َار ُه ُدوء‬ ‫س َك َن ِت ِّ‬ ‫الر ُ‬ ‫ال ل ْل َب ْح ِر‪ْ «:‬‬ ‫يح َو َ‬ ‫اس ُك ْت! ا ْب َك ْم!»‪ .‬فَ َ‬ ‫ام َوا ْنتَ َه َر ِّ َ َ‬ ‫ُم َعل ُم‪ ،‬أ َ‬ ‫َما َي ُه ُّم َك أَن َنا َن ْهل ُك؟» فَقَ َ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُه ْم‬ ‫َع ِظيم‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ين ه َك َذا؟ َك ْي َ‬ ‫يم َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬ما َبالُ ُك ْم َخ ِائ ِف َ‬ ‫يما‪َ ،‬وقَالُوا َب ْع ُ‬ ‫ان لَ ُك ْم؟» فَ َخافُوا َخ ْوفًا َعظ ً‬ ‫ف الَ إ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِل َب ْع ٍ‬ ‫يع ِان ِه!»‪" .‬‬ ‫ض‪َ «:‬م ْن ُه َو ه َذا؟ فَِإ َّن ِّ‬ ‫يح أ َْي ً‬ ‫الر َ‬ ‫ضا َوا ْل َب ْح َر ُيط َ‬ ‫اآليات (لو ‪11" -:)12-11:3‬وِفي أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬لِ َن ْع ُب ْر إِلَى َع ْب ِر ا ْل ُب َح ْي َرِة»‪.‬‬ ‫س ِفي َن ًة ُه َو َوتَالَ ِمي ُذهُ‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َحد األَيَّام َد َخ َل َ‬ ‫َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 18‬‬ ‫َّموا‬ ‫ام‪ .‬فَ َن َز َل َن ْو ُء ِر ٍ‬ ‫يح ِفي ا ْل ُب َح ْي َرِة‪َ ،‬و َكانُوا َي ْمتَلِ ُئ َ‬ ‫س ِائ ُر َ‬ ‫اء َو َ‬ ‫ون َم ً‬ ‫يما ُه ْم َ‬ ‫ص ُاروا في َخطَ ٍر‪ .‬فَتَقَد ُ‬ ‫فَأَ ْقلَ ُعوا‪َ .‬وف َ‬ ‫ون َن َ‬ ‫‪54‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫ِ‬ ‫ِّ ِ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ام َوا ْنتَ َه َر‬ ‫َوأ َْيقَظُوهُ قَ ِائِل َ‬ ‫ين‪َ «:‬يا ُم َعل ُم‪َ ،‬يا ُم َعل ُم‪ ،‬إن َنا َن ْهل ُك!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫لَهم‪«:‬أ َْي َن إِيما ُن ُكم؟» فَ َخافُوا وتَعجَّبوا قَ ِائلِ َ ِ‬ ‫يما َب ْي َن ُه ْم‪:‬‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ين ف َ‬ ‫ِ‬ ‫يع ُه!»‪" .‬‬ ‫فَتُط ُ‬

‫يح‬ ‫ِّ‬ ‫الر َ‬ ‫« َم ْن‬

‫ِ‬ ‫ص َار ُه ُد ُّو‪12 .‬ثُ َّم قَا َل‬ ‫َوتَ َم ُّو َج ا ْل َماء‪ ،‬فَا ْنتَ َه َيا َو َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫اء‬ ‫ْم ُر ِّ‬ ‫اح أ َْي ً‬ ‫الرَي َ‬ ‫ضا َوا ْل َم َ‬ ‫ُه َو ه َذا؟ فَإن ُه َيأ ُ‬

‫آية (‪-:)1:‬هذه رد على (مت ‪ )18:8‬أمر بالذهاب إلى العبر‪ ،‬وهاهم اآلن ينفذون ويركبون السفينة ليذهبوا إلى‬ ‫العبر‪ .‬ولقد ُع ِرف بحر الجليل بالعواصف العنيفة المفاجئة وهو بحيرة صغيرة (‪ 1:‬ميل × ‪ 8‬أميال) صورة هذه‬ ‫المركب المعذبة وسط األمواج‪ ،‬هى صورة الكنيسة التى تتعرض لعواصف شديدة يثيرها الشيطان ضدها‪ ،‬وصورة‬

‫لكل نفس بشرية تقبل المسيح داخلها رأساً لها فيثير الشيطان ضدها رياح التجارب‪ .‬لكن لنصرخ طوال حياتنا‬

‫للمسيح‪ ،‬وهو قطعاً لن يسمح للسفينة أن تغرق لسبب بسيط‪ ....‬هو انه بداخلها‪ .‬إذاً لنصرخ للمسيح دون أن نفقد‬

‫إيماننا‪ ،‬ودون أن نشك ولو للحظة أن السفينة ستغرق‪ ،‬واالّ سنسمع توبيخ المسيح ما بالكم خائفين يا قليلى‬

‫اإليمان‪ .‬والخوف هو طاقة مدمرة ونصيب الخائفين البحيرة المتقدة بالنار (رؤ‪ )8:11‬فالخوف سببه عدم اإليمان‬ ‫أو بتعبير آخر "عدم الثقة في المسيح"‪ .‬والخوف الصحى الوحيد هو الخوف من اهلل (مت ‪ + 18:17‬رو‬

‫‪ )17:11‬وكان هو نائماً= مثلما يحدث كثي اًر فى مشاكلنا إذ نصرخ ونظن أنه ال يسمع أو أنه ال يستجيب‪.‬‬ ‫وكونه ال يستجيب هذا ليس معناه ضعفاً منه لكنه يريد األمور هكذا‪ .‬لماذا؟ علينا أن ال نسأل ولكن نثق فيه‪.‬‬ ‫ويكون هذا حتى تنكشف لنا طبيعتنا الخائرة الضعيفة وينكشف لنا ضعف إيماننا ونشعر باإلحتياج للمخلص‪،‬‬

‫وعندما يستجيب ُنشفى من هذه األمراض الروحية ‪ ،‬وهي الشعور الكاذب بالقوة وعدم اإلحتياج هلل وأيضاً اليأس‬ ‫من التجارب (صغر نفس‪ +‬كبرياء)‪ .‬فتأخر إستجابته هى فرصة لشفائنا وإلصالح شأننا‪ .‬وقبل أن يهدئ المسيح‬ ‫عاصفة المياه يهدئ المسيح النفوس الهائجة المضطربة أما من ال يشعر بضعفه ستسقطه الشياطين في خطايا‬

‫كثيرة فيهلك ومن يصرخ يتقوى باهلل‪ .‬ولنعلم أنه طالما نحن فى الجسد‪ ،‬وطالما كانت الكنيسة على األرض فهناك‬ ‫عواصف فالعالم مضطرب‪ ..‬لكن لنطمئن فالمسيح داخلنا فلن نغرق‪ ،‬ولكن وجوده ال يمنع التجارب وبالصراخ‬

‫المستمر بلجاجة نكتشف ‪ )1‬ضعفنا ‪ )1‬قوة المسيح الذي فينا وهذا هو الشفاء‪ .‬أما لو إستجاب سريعاً فلربما‬ ‫نسقط في الكبرياء‪ .‬وهناك ملحوظة رائعة يقدمها القديس مرقس وكان هو فى المؤخر على وسادة نائماً= هذه‬

‫رؤية شاهد عيان‪ .‬ولكنه كان يركز على المسيح فالحظ أنه كان نائماً على وسادة‪ .‬وقوله فأيقظوه يشير ألن‬

‫مرقس كان معهم على السفينة لكن لم يشترك فى إيقاظ السيد‪ ،‬فهو لم يكن مثلهم خائفاً‪ ،‬والسبب بسيط أنه ركز‬ ‫فكره فى المسيح حتى أنه إنتبه لوجود وسادة تحت رأسه‪ ،‬فمن يركز نظره على المسيح ال يخاف‪ ،‬بل هذا يمنح‬

‫النفس سالماً وسط التجربة وهذا ما جعل بطرس أيضاً يسير على الماء وهو ينظر للمسيح‪ .‬ونوم المسيح إثبات‬

‫لكمال بشريته‪ .‬ومرة أخرى فوجود المسيح فى حياتنا وفى الكنيسة ال يمنع التجارب لكن هو يحفظنا منها‪ .‬وأخذوه‬ ‫كما كان فى السفينة (مر ‪ ):6:1‬أى أن المسيح كان فى السفينة ُي َعلِّم ولما قرر أن يعبر بحر الجليل بسبب‬ ‫الزحام‪ ،‬إنطلقوا بالسفينة والمعلم فى مكانه وهذه أيضاً مالحظة شاهد عيان‪.‬‬ ‫والعجيب أن داود النبى تنبأ عن هذه الحادثة تفصيالً (مز ‪ .):1-1::171‬لنطمئن فالمسيح له قدرة على كل ما‬ ‫هو فوق قدرة اإلنسان كالرياح والبحر‪ ..‬الخ‪ .‬يشير القديسين مرقس ولوقا أن التالميذ خافوا إذ أروا المعجزة‪ ،‬هم‬

‫‪55‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫ما كانوا يخافوا من المسيح‪ ،‬ولكنهم خافوا اآلن إذ شعروا بالسلطان اإللهى على الرياح والبحر‪ .‬وهذا هو الخوف‬

‫المطلوب‪ .‬أما خوف عدم اإليمان فهو خوف ُيهلك‪ .‬من هو هذا فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه (مر ‪)11:1‬‬ ‫هذه شهادة بالهوت المسيح‪ .‬فهذا قيل عن يهوة " أنت متسلط على كبرياء البحر (مز ‪ .)11-9:89‬عموماً‬ ‫وجود المسيح فى الكنيسة أو فى حياتنا ال يمنع التجارب‪ ،‬لكن هو له سلطان عليها ومتى يريد يسكتها‪ .‬لكن‬

‫فائدتها أن نصرخ دائماً له ونشعر باإلحتياج إليه‪ .‬وحينما يستجيب يزداد إيماننا به‪ .‬هو قادر أن يسكت‬ ‫العواصف وقتما يريد بكلمة ولكن علينا أن نفهم أنه يريد األمور كما هي‪ ..‬لماذا؟ ال داعي أن يشرح لنا‪ ،‬بل‬

‫علينا أن نسلم بقدراته وأنه موجود وال نزعجه بعدم إيماننا (نش‪ )9:1‬فما يفرح المسيح (الخمر) هو اإليمان وما‬

‫يزعجه عدم اإليمان وعدم الثقة فيه‪ .‬وهو قد يؤخر اإلستجابة ‪ )1‬لنستمر في الصالة فنكتشف ضعفنا بدونه ‪)1‬‬

‫أنه القوي الذي يساندنا وبغير هذا الفهم المستنير فنحن مرضى روحياً‪.‬‬ ‫(مت ‪ + 84-13:3‬مر ‪ + 12-2:2‬لو ‪-:)81-16:3‬‬

‫ِ‬ ‫اآليات (مت ‪َ 13" -:)84-13:3‬ولَ َّما َج َ ِ‬ ‫ار َج ِ‬ ‫ان َخ ِ‬ ‫استَ ْق َبلَ ُه َم ْج ُنوَن ِ‬ ‫ان ِم َن‬ ‫ورِة ا ْل ِج ْر َج ِس ِّي َ‬ ‫ين‪ْ ،‬‬ ‫اء إلَى ا ْل َع ْب ِر إلَى ُك َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ور َه ِائ َج ِ‬ ‫ا ْلقُ ُب ِ‬ ‫َن َي ْجتَ َاز ِم ْن ِت ْل َك الطَّ ِري ِ‬ ‫ص َر َخا قَ ِائلَ ْي ِن‪َ «:‬ما لَ َنا‬ ‫َحد َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ان ِجدًّا‪َ ،‬حتَّى َل ْم َي ُك ْن أ َ‬ ‫ق‪َ .‬وِا َذا ُه َما قَ ْد َ‬ ‫‪82‬‬ ‫از ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ب ِع ً ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ولَ َك يا يسوعُ ْاب َن ِ‬ ‫اهلل؟ أ ِ‬ ‫يرٍة تَْر َعى‪.‬‬ ‫َج ْئ َ‬ ‫ت إِلَى ُه َنا قَ ْب َل ا ْل َوقْت لتُ َع ِّذ َب َنا؟» َو َك َ َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ير َكث َ‬ ‫يدا م ْن ُه ْم قَطيعُ َخ َن ِ َ‬ ‫‪81‬‬ ‫‪82‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫از ِ‬ ‫ب إِلَى قَ ِطي ِع ا ْل َخ َن ِ‬ ‫ير»‪ .‬فَقَا َل‬ ‫َن َنذ َ‬ ‫ت تُ ْخ ِر ُج َنا‪ ،‬فَأْ َذ ْن لَ َنا أ ْ‬ ‫ين‪«:‬إِ ْن ُك ْن َ‬ ‫ين طَلَ ُبوا إِلَ ْي ِه قَ ِائلِ َ‬ ‫اط ُ‬ ‫ْه َ‬ ‫فَ َّ َ‬ ‫ير ُكلُّ ُه قَِد ا ْن َدفَع ِم ْن علَى ا ْلجر ِ‬ ‫از ِ‬ ‫ير‪َ ،‬وِا َذا قَ ِطيعُ ا ْل َخ َن ِ‬ ‫از ِ‬ ‫يع ا ْل َخ َن ِ‬ ‫ف إِلَى‬ ‫ض ْوا إِلَى قَ ِط ِ‬ ‫ضوا»‪ .‬فَ َخ َر ُجوا َو َم َ‬ ‫ام ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لَ ُه ُم‪ْ «:‬‬ ‫ُ​ُ‬ ‫ِ ِ ‪88‬‬ ‫ش ْي ٍء‪َ ،‬و َع ْن أ َْم ِر‬ ‫ات ِفي ا ْلم َي‬ ‫َما ُّ‬ ‫اه‪ .‬أ َّ‬ ‫ض ْوا إِلَى ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َخ َب ُروا َع ْن ُك ِّل َ‬ ‫ا ْل َب ْح ِر‪َ ،‬و َم َ‬ ‫الر َعاةُ فَ َه َرُبوا َو َم َ‬ ‫‪84‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف َع ْن تُ ُخو ِم ِه ْم‪" .‬‬ ‫ص ُروهُ َ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫طلَ ُبوا أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َن َي ْن َ‬ ‫ع‪َ .‬ولَ َّما أ َْب َ‬ ‫ا ْل َم ْج ُنوَن ْي ِن‪ .‬فَِإ َذا ُك ُّل ا ْل َمدي َنة قَ ْد َخ َر َج ْت ل ُمالَقَاة َي ُ‬

‫‪1‬‬ ‫الس ِفي َن ِة لِ ْلوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (مر ‪َ 2" -:)12-2:2‬و َج ُ ِ‬ ‫ْت‬ ‫ين‪َ .‬ولَ َّما َخ َر َج ِم َن َّ‬ ‫ورِة ا ْل َج َد ِرِّي َ‬ ‫َ‬ ‫اءوا إلَى َع ْب ِر ا ْل َب ْح ِر إلَى ُك َ‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫س َك ُن ُه ِفي ا ْلقُ ُب ِ‬ ‫استَ ْق َبلَ ُه ِم َن ا ْلقُ ُب ِ‬ ‫سالَ ِس َل‪،‬‬ ‫َحد أ ْ‬ ‫سان ِب ِه ُروح َن ِجس‪َ ،‬ك َ‬ ‫ور‪َ ،‬ولَ ْم َي ْقد ْر أ َ‬ ‫ان َم ْ‬ ‫ْ‬ ‫َن َي ْرِبطَ ُه َوالَ ِب َ‬ ‫ور إِ ْن َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ير ِبقُ ُي ٍ‬ ‫‪4‬أل ََّن ُه قَ ْد ُرِبطَ َك ِث ًا‬ ‫السالَ ِس َل َو َك َّ‬ ‫سالَ ِس َل فَقَطَّعَ َّ‬ ‫ان َد ِائ ًما لَ ْيالً‬ ‫َحد أ ْ‬ ‫س َر ا ْلقُ ُي َ‬ ‫َن ُي َذلِّلَ ُه‪َ .‬و َك َ‬ ‫ود‪َ ،‬فلَ ْم َي ْقد ْر أ َ‬ ‫ود َو َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ع ِم ْن ب ِع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار ِفي ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ال َوِفي ا ْلقُ ُب ِ‬ ‫س َج َد لَ ُه‪،‬‬ ‫َوَن َه ًا‬ ‫يد َرَك َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ور‪َ ،‬يص ُ‬ ‫ض َو َ‬ ‫س ُه ِبا ْلح َج َارِة‪َ .‬فلَ َّما َأرَى َي ُ‬ ‫يح َوُي َجِّر ُح َن ْف َ‬ ‫اهلل ا ْلعلِ ِّي؟ أَستَ ْحلِفُ َك ِب ِ‬ ‫‪1‬وصر َخ ِبصو ٍت ع ِظ ٍيم وقَا َل‪«:‬ما لِي ولَ َك يا يسوعُ ْاب َن ِ‬ ‫َن الَ تُ َع ِّذ َب ِني!» ‪3‬أل ََّن ُه قَا َل‬ ‫اهلل أ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح َّ‬ ‫اخ ُر ْج م َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ون‪ ،‬أل ََّن َنا‬ ‫ُّها ُّ‬ ‫لَ ُه‪ْ «:‬‬ ‫اسمي لَ ِج ُئ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫اس ُم َك؟» فَأ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫اب قائالً‪ْ «:‬‬ ‫سأَلَ ُه‪َ «:‬ما ْ‬ ‫ان َيا أَي َ‬ ‫س»‪َ .‬و َ‬ ‫الن ِج ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫اك ِع ْن َد ا ْل ِج َب ِ‬ ‫َن الَ ُي ْر ِسلَ ُه ْم إِلَى َخ ِ‬ ‫ال قَ ِطيع َك ِبير ِم َن‬ ‫ب إِلَ ْي ِه َك ِث ًا‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫ير أ ْ‬ ‫ورِة‪َ .‬و َك َ‬ ‫ير َ‬ ‫ون»‪َ .‬وطَلَ َ‬ ‫ار ِج ا ْل ُك َ‬ ‫َكث ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ِ 28‬‬ ‫ِ‬ ‫از ِ ِ‬ ‫الشي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪«:‬أ َْر ِس ْل َنا إِلَى ا ْل َخ َن ِ‬ ‫اط ِ‬ ‫از ِ‬ ‫ا ْل َخ َن ِ‬ ‫سوعُ‬ ‫ين قَ ِائلِ َ‬ ‫ب إِلَ ْيه ُك ُّل َّ َ‬ ‫ير َي ْر َعى‪ ،‬فَطَلَ َ‬ ‫ير ل َن ْد ُخ َل ف َ‬ ‫يها»‪ .‬فَأَذ َن لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ير‪ ،‬فَا ْن َدفَع ا ْلقَ ِطيع ِم ْن علَى ا ْلجر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اح َّ‬ ‫از ِ‬ ‫س ُة َوَد َخلَ ْت ِفي ا ْل َخ َن ِ‬ ‫ان َن ْح َو‬ ‫ف إِلَى ا ْل َب ْح ِر‪َ .‬و َك َ‬ ‫َ‬ ‫ل ْل َوقْت‪ .‬فَ َخ َر َجت األ َْرَو ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الن ِج َ‬ ‫ُْ‬ ‫‪24‬‬ ‫از ِ‬ ‫َما ُر َعاةُ ا ْل َخ َن ِ‬ ‫اع‪ .‬فَ َخ َر ُجوا لِ َي َر ْوا َما‬ ‫َخ َب ُروا ِفي ا ْل َم ِدي َن ِة َوِفي ِّ‬ ‫الض َي ِ‬ ‫ق ِفي ا ْل َب ْح ِر‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ير فَ َه َرُبوا َوأ ْ‬ ‫أَْلفَ ْي ِن‪ ،‬فَ ْ‬ ‫اختَ​َن َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ون جالِسا والَ ِبسا وع ِ‬ ‫ون الَِّذي َك َ ِ ِ‬ ‫اقالً‪ ،‬فَ َخافُوا‪26 .‬فَ َح َّدثَ ُه ُم‬ ‫ع فَ َن َ‬ ‫سو َ‬ ‫ظ ُروا ا ْل َم ْج ُن َ‬ ‫ان فيه اللَّ ِج ُئ ُ َ ً َ ً َ َ‬ ‫اءوا إِلَى َي ُ‬ ‫َج َرى‪َ .‬و َج ُ‬ ‫َن يم ِ‬ ‫ير‪21 .‬فَ ْابتَ َدأُوا ي ْطلُب َ ِ‬ ‫از ِ‬ ‫ون َو َع ِن ا ْل َخ َن ِ‬ ‫ف َج َرى لِ ْل َم ْج ُن ِ‬ ‫ض َي ِم ْن تُ ُخو ِم ِه ْم‪َ 23 .‬ولَ َّما َد َخ َل‬ ‫ين َأر َْوا َك ْي َ‬ ‫الَِّذ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ون إِلَ ْيه أ ْ َ ْ‬

‫‪56‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫ب إِلَ ْي ِه‬ ‫َّ‬ ‫الس ِفي َن َة َ‬ ‫طلَ َ‬ ‫َخ ِب ْرُه ْم َك ْم‬ ‫َهلِ َك‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫أْ‬

‫‪21‬‬ ‫ْه ْب إِلَى‬ ‫سوعُ‪َ ،‬ب ْل قَا َل لَ ُه‪«:‬اذ َ‬ ‫ان َم ْج ُنوًنا أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫الَِّذي َك َ‬ ‫ون َم َع ُه‪َ ،‬فلَ ْم َي َد ْع ُه َي ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ص َن َع‬ ‫الر ُّ‬ ‫ص َن َع َّ‬ ‫ضى َو ْابتَ َدأَ ُي َن ِادي ِفي ا ْل َع ْ‬ ‫ب ِب َك َو َر ِح َم َك»‪ .‬فَ َم َ‬ ‫ش ِر ا ْل ُم ُد ِن َك ْم َ‬ ‫َ‬

‫َب ْي ِت َك َوِالَى‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ‪.‬‬ ‫ِبه َي ُ‬

‫َّب ا ْل َج ِميعُ‪" .‬‬ ‫فَتَ َعج َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ين الَِّتي ِهي مقَا ِب َل ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل‪َ 11 .‬ولَ َّما َخ َر َج إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫ورِة ا ْل َج َد ِرِّي َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)81-16:3‬و َ‬ ‫س ُاروا إلَى ُك َ‬ ‫َ ُ‬ ‫شي ِ‬ ‫استَ ْقبلَ ُه رجل ِم َن ا ْلم ِدي َن ِة َك َ ِ ِ‬ ‫ين ُم ْن ُذ َزَم ٍ‬ ‫س ثَْوًبا‪َ ،‬والَ ُي ِقي ُم ِفي َب ْي ٍت‪َ ،‬ب ْل ِفي‬ ‫ان طَ ِويل‪َ ،‬و َك َ‬ ‫اط ُ‬ ‫ان فيه َ َ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫ان الَ َي ْل َب ُ‬ ‫َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِب ٍ ِ ٍ‬ ‫ا ْلقُ ُب ِ‬ ‫ب ِم ْن َك‬ ‫سو َ‬ ‫سوعُ ْاب َن اهلل ا ْل َعل ِّي؟ أَ ْطلُ ُ‬ ‫ص ْوت َعظيم‪َ «:‬ما لي َولَ َك َيا َي ُ‬ ‫ص َر َخ َو َخ َّر لَ ُه‪َ ،‬وقَ َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ور‪َ .‬فلَ َّما َأرَى َي ُ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫وح َّ‬ ‫‪َّ 11‬‬ ‫َن َي ْخ ُر َج ِم َن ِ‬ ‫ان َك ِث ٍ‬ ‫ان‪ .‬ألَنَّ ُه ُم ْن ُذ َزَم ٍ‬ ‫سِ‬ ‫ط‬ ‫طفُ ُه‪َ ،‬وقَ ْد ُرِب َ‬ ‫ان َي ْخ َ‬ ‫َم َر ُّ‬ ‫س أْ‬ ‫أْ‬ ‫ير َك َ‬ ‫الر َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫الن ِج َ‬ ‫َن الَ تُ َعذ َبني!»‪ .‬ألَن ُه أ َ‬ ‫‪82‬‬ ‫سالَ ِسل َوقُ ُي ٍ‬ ‫اق ِم َن َّ‬ ‫ان إِلَى ا ْل َب َر ِ‬ ‫طِ‬ ‫سوعُ ِق ِائالً‪َ «:‬ما‬ ‫الش ْي َ‬ ‫الرُب َ‬ ‫ان َي ْق َ‬ ‫طعُ ُّ‬ ‫س ُ‬ ‫وسا‪َ ،‬و َك َ‬ ‫سأَلَ ُه َي ُ‬ ‫اري‪ .‬فَ َ‬ ‫ط َوُي َ‬ ‫ود َم ْح ُر ً‬ ‫ِب َ‬ ‫ِ ِ ‪82‬‬ ‫َن الَ يأْمرُهم ِب َّ‬ ‫اط َ ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫الذ َه ِ‬ ‫اب إِلَى ا ْل َه ِ‬ ‫اوَي ِة‪.‬‬ ‫ون»‪ .‬أل َّ‬ ‫اس ُم َك؟» فَقَ َ‬ ‫ب إِلَ ْي ِه أ ْ‬ ‫ال‪«:‬لَ ِج ُئ ُ‬ ‫يرةً َد َخلَ ْت فيه‪َ .‬وطَلَ َ‬ ‫َن َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ ْ‬ ‫ين َكث َ‬ ‫‪81‬‬ ‫الد ُخ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك قَ ِطيعُ َخ َن ِ‬ ‫َن َيأْ َذ َن لَ ُه ْم ِب ُّ‬ ‫يها‪ ،‬فَأ َِذ َن لَ ُه ْم‪.‬‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫يرٍة تَْر َعى ِفي ا ْل َج َب ِل‪ ،‬فَطَلَ ُبوا إِلَ ْي ِه أ ْ‬ ‫َو َك َ‬ ‫ول ف َ‬ ‫ير َكث َ‬ ‫از َ‬ ‫‪88‬‬ ‫ير‪ ،‬فَا ْن َدفَع ا ْلقَ ِطيع ِم ْن علَى ا ْلجر ِ‬ ‫الشي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِم َن ِ‬ ‫از ِ‬ ‫ان َوَد َخلَ ْت ِفي ا ْل َخ َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ق‪.‬‬ ‫ف إِلَى ا ْل ُب َح ْي َرِة َو ْ‬ ‫اختَ​َن َ‬ ‫اط ُ‬ ‫َ‬ ‫فَ َخ َر َجت َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪84‬‬ ‫ِ‬ ‫اءوا إِلَى‬ ‫َخ َب ُروا ِفي ا ْل َم ِدي َن ِة َوِفي ِّ‬ ‫الض َي ِ‬ ‫َفلَ َّما َأرَى ُّ‬ ‫ان َه َرُبوا َوَذ َه ُبوا َوأ ْ‬ ‫الر َعاةُ َما َك َ‬ ‫اع‪ ،‬فَ َخ َر ُجوا ل َي َر ْوا َما َج َرى‪َ .‬و َج ُ‬ ‫اقالً‪ ،‬جالِ ِ‬ ‫ين قَ ْد َخرج ْت ِم ْن ُه الَِبسا وع ِ‬ ‫الشي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْنس َ ِ‬ ‫ع‪ ،‬فَ َخافُوا‪.‬‬ ‫سو َ‬ ‫سو َ‬ ‫اط ُ‬ ‫ً َ​َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ان الَّذي َكا َنت َّ َ‬ ‫سا ع ْن َد قَ َد َم ْي َي ُ‬ ‫َ ً‬ ‫ع فَ َو َج ُدوا ِ َ‬ ‫َي ُ‬ ‫‪81‬‬ ‫‪86‬‬ ‫ب إِلَ ْي ِه ُك ُّل ُج ْم ُه ِ‬ ‫ب َع ْن ُه ْم‪،‬‬ ‫فَأ ْ‬ ‫ين َأر َْوا َك ْي َ‬ ‫َن َيذ َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ورِة ا ْل َج َد ِرِّي َ‬ ‫ص ا ْل َم ْج ُن ُ‬ ‫ضا الَِّذ َ‬ ‫َخ َب َرُه ْم أ َْي ً‬ ‫ْه َ‬ ‫ون‪ .‬فَطَلَ َ‬ ‫ف َخلَ َ‬ ‫ور ُك َ‬ ‫‪83‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫اه ْم َخ ْوف َع ِظيم‪ .‬فَ َد َخ َل َّ‬ ‫َما َّ‬ ‫الس ِفي َن َة َو َر َج َع‪ .‬أ َّ‬ ‫ب إِلَ ْي ِه أ ْ‬ ‫اعتَ​َر ُ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫اط ُ‬ ‫أل ََّن ُه ْ‬ ‫ين فَطَلَ َ‬ ‫الر ُج ُل الَّذي َخ َر َج ْت م ْن ُه َّ َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضى َو ُه َو ُي َن ِادي ِفي ا ْل َم ِدينَ ِة‬ ‫جع إِلَى َب ْي ِت َك َو َحد ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ص َن َع اهللُ ِب َك»‪ .‬فَ َم َ‬ ‫ص َرفَ ُه قَائالً‪ْ « :‬ار ْ‬ ‫ِّث ِب َك ْم َ‬ ‫ع َ‬ ‫َم َع ُه‪َ ،‬ولك َّن َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ‪" .‬‬ ‫ص َن َع ِبه َي ُ‬ ‫ُكلِّ َها ِب َك ْم َ‬ ‫ولما جاء إلى العبر= أى عبروا البحيرة‬ ‫فى اآليات السابقة رأينا عواصف تواجه السفينة‪ ،‬ظهرت الطبيعة ثائرة على اإلنسان‪ ،‬وهنا نرى أن الشيطان‬

‫يواجه نفوس البشر ليحطمها ويذلها‪ .‬والمسيح أتى ليخلصنا من سطوة هذا العدو المهول‪.‬‬

‫بمقارنة األناجيل الثالثة نجد أن هناك فروق فى القصة‪-:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫متى يذكر أنها حدثت مع شخصين أما لوقا ومرقس فيقوالن أنها حدثت مع شخص واحد‪ .‬ويبدو أنها فعالً قد‬ ‫حدثت مع شخصين لكن كان أحدهما هو المشهور‪ ،‬أو أن أحدهما كان األكثر شراسة ووحشية‪ .‬وكان أن‬

‫إكتفى مرقس ولوقا بذكر الشخص األكثر شهرة‪ .‬ورمزياً فمتي يكتب لليهود وذكره إلثنان فهو بذلك يشير ألن‬ ‫المسيح أتى لألمم كما لليهود‪ .‬أما مرقس ولوقا فيكتبان لألمم وهم يشيروا أن المسيح أتى لألمم‪ .‬واليهود‬

‫تسلط عليهم الشيطان لكبريائهم‪ .‬واألمم تسلط عليهم الشيطان لوثنيتهم‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫يقول معلمنا متى أن الحادثة وقعت فى كورة الجرجسيين‪ .‬ويقول مرقس ولوقا أنها فى كورة الجدريين‪ .‬وهذا‬ ‫ألن القصة حدثت فى مدينة جرجسة وهى إحدى المدن العشر‪ ،‬وهذه المدينة تقع فى مقاطعة إسمها كورة‬

‫الجدريين‪ ،‬ومتى إذ يكتب لليهود يذكر إسم البلدة فهم يعرفونها‪ ،‬اما مرقس ولوقا إذ يكتبان لألمم يكتبان إسم‬

‫المقاطعة ونالحظ فى القصة‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫عنف وسطوة الشيطان على اإلنسان روحاً وجسداً وكان هذا بسبب سقوط اإلنسان فى الخطية‪.‬ال يلبس ثوباً‬

‫‪.1‬‬

‫= فالشيطان يفضح‪ .‬والحظ تأثير الشيطان على الروح فهو يفصلها عن اهلل وعلى الجسد فهو يدفعه إليذاء‬ ‫نفسه وعلى النفس فهو يفقد النفس سالمها‪.‬‬

‫مجرد عبور السيد فى الطريق فضح ضعف الشيطان وأذله فصرخ الشيطان على لسان المجنون ما لنا‬

‫‪.2‬‬

‫ولك‪ ..‬أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا فإذ رأت الشياطين المسيح على األرض ظنوا أنه جاء يحاكمهم‪،‬‬ ‫فوجوده كان عذاب لهم‪.‬‬ ‫الشياطين دفعت المجنونين للقبور كما تدفعنا لقبور نجاسة الخطية فالموت والقبور إشارة للنجاسة‪ .‬ونالحظ‬

‫‪.3‬‬

‫أنهما كانا يقطعان السالسل التى يربطونهما بها‪ .‬وكل خاطىء يتملكه روح الشر يقطع كل القيود الدينية‬ ‫واالجتماعية ليجرى نحو قبور الخطية ونجاسة الشهوة وهناك يؤذى نفسه ويجرحها‪ ،‬فالخطية نار من‬

‫يحضنها يحترق وتؤذيه‪.‬‬

‫الشياطين تجد راحتها فى دفع اإلنسان للخطية لتتلذذ بإيذائه لنفسه‪ .‬هم يجدون راحتهم فى مملكتهم التى‬

‫‪.4‬‬

‫يقيمونها فى القلب الفاسد‪.‬ولكننا من قول الشياطين أجئت قبل الوقت لتعذبنا نفهم أنهم واثقين من إنهيار‬

‫مملكتهم‪ .‬وقولهم قبل الوقت= أى وقت الدينونة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫طلبت الشياطين أن تذهب لقطيع الخنازير لتسبب كراهية الناس فى هذه المنطقة للرب فيرفضه الناس‪،‬‬

‫‪.6‬‬

‫سمح السيد للشياطين أن تدخل فى الخنازير لألسباب اآلتية‪-:‬‬

‫وأيضاً فهى تفرح بأى أذى يصيب الناس‪.‬‬

‫‌أ‪-‬‬

‫لم تحتمل الخنازير دخول الشياطين بل سقط القطيع كله مندفعاً إلى البحر ومات فى الحال‪ ،‬ومن هذا نعلم‬

‫شر الشياطين‪ .‬مما فعلوه بأجساد الحيوانات ونعرف ما يحدث لمن تمتلكهم الشياطين‪ .‬ولكن نرى أن ما حدث‬

‫للمجنونين كان أقل بكثير مما حدث للخنازير‪ ،‬وهذا يوضح أن اهلل لم يسمح للشياطين أن تؤذى المجنونين إالّ‬ ‫فى حدود معينة‪ .‬ورأينا هنا قوة الشياطين المهولة والمدمرة‪ ،‬وبهذا ندرك عظمة الخالص الذي قدمه لنا‬

‫المسيح‪.‬‬

‫ب‪-‬بهذا يعلن السيد أنه يسمح بهالك قطيع خنازير من أجل إنقاذ شخصين فنفهم أهمية النفس البشرية عنده‪.‬‬ ‫ج‪ -‬نفهم من القصة أن الشياطين ال تقدر أن تفعل شىء‪ ،‬حتى الدخول فى قطيع خنازير إالّ بسماح منه‪.‬‬

‫د‪ -‬كان هذا تأديباً ألصحاب الخنازير فتربيتها ممنوعة حسب الناموس‪.‬‬

‫ه‪ -‬لم تطلب الشياطين الدخول فى إنسان فهى تعرف أن المسيح الذى أتى ليشفى اإلنسان سيرفض هذا حتماً‪.‬‬ ‫وهى لم تطلب الدخول فى حيوانات طاهرة يقدم منها ذبائح فالمسيح سيرفض‪ ،‬ولكنها تطلب الدخول فى‬

‫حيوانات نجسة‪ .‬ومن هذا نتعلم شىء عن عالم األرواح…‪.‬فنحن معرفتنا ناقصة جداً عن عالم األرواح فنحن‬

‫ال نعرف كيف تسكن روح اإلنسان فى اإلنسان‪ ،‬وال كيف تسكن روح شريرة فى اإلنسان وال كيف تدخل‬

‫األرواح الشريرة فى الحيوانات‪ ،‬ولكن من هذه القصة نفهم أن المسيح يسمح بدخول األرواح الشريرة للحيوانات‬

‫النجسة أو لإلنسان الذى يحيا فى نجاسة‪ ،‬فمن يقبل أن يسلم حياته للشيطان ويحيا فى النجاسة يكون معرضاً‬ ‫‪58‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫ألن تدخل فيه األرواح الشريرة وتحطم حياته‪ .‬فاإلنسان الذى يعيش عيشة الخنازير يتمرغ فى خطاياه يكون‬

‫للشيطان سلطان عليه‪ ،‬ويدفعه للهالك كما دفع الخنازير للهالك‪ .‬فالخنازير تشير لمن يرتد لنجاسته‬ ‫‪.1‬‬

‫(‪1‬بط‪ )11:1‬ومثل هؤالء سيكون مصيرهم البحيرة المتقدة بالنار مع إبليس (رؤ‪)8:11 + 17:17‬‬

‫هذان المجنونان يمثالن اإلنسان أو البشرية التى بقيت زماناً طويالً مستعبدة لعدو الخير بسالسل الخطية‬ ‫وقيود الشر‪ ،‬ال تقوى على العمل لحساب مملكة اهلل‪ ،‬تعيش خارج المدينة أى خارج الفردوس‪ ،‬ال تستطيع‬ ‫السكن مع اهلل فى مقدسه‪ .‬وهى قد تعرت من ثوب النعمة اإللهية تؤذى نفسها بنفسها‪ ،‬تعيش فى البرارى‬

‫منعزلة عن شركة الحب مع اهلل والناس‪.‬يصيح ويجرح فى نفسه = حينما يستحوذ الروح الشرير على إنسان‬ ‫يورثه القلق والبؤس‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫أصحاب الخنازير رفضوا المسيح بسبب خسارتهم‪ .‬وهذا هو منطق العالم لآلن الذى يخاصم المسيح‬

‫‪.9‬‬

‫المسيح عبر البحيرة وتعرضت السفينة للغرق لينقذ نفسا هذين المجنونين‪.‬‬

‫‪.22‬‬

‫بسبب أى خسارة مادية‪ ،‬بل قد يرفضه بسببها‪.‬‬

‫لجيئون = هى كلمة ال تينية تعنى لمن كان تحت حكم الرومان ويفهم لغتهم = العدد الكثير والقوة‬ ‫والطغيان‪ .‬وقيل أنها إسم فرقة رومانية قوامها ستة أالف جندى‪ .‬والمسيح بسؤاله عن إسمه يكشف قوته‪.‬‬

‫ما إسمك والسؤال موجه للشيطان وليس للرجل‪ ،‬فالشيطان قد إمتلك الرجل وسلبه عقله وشخصيته‪ .‬وسؤال‬ ‫السيد إلبليس هنا ما إسمك‪ ،‬ليعلن شخصيته أمام الناس‪ ،‬فاإلسم هو الرمز الخارجى للشخصية‪ .‬ونالحظ‬

‫‪.11‬‬

‫أنه بعد هذا السؤال تكلم الشيطان بلغة الجمع ألننا كثيرون‪.‬‬

‫وطلب إليه (لو ‪ ):1:8‬طلب الشيطان من المسيح أن ال يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية= فالهاوية هى‬

‫مكان عذاب حقيقى لهم ينتظرهم حتماً‪ .‬وهذا معنى قولهم أجئت إلى هنا لتعذبنا قبل الوقت ( مت‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.1:‬‬ ‫‪.24‬‬

‫‪ .)19:8‬والمسيح لم يرسلهم إلى الهاوية‪ ،‬فهذا محدد له وقت هو يوم الدينونة‪.‬‬

‫الحظ قول لوقا كيف خلص المجنون آية (‪ .):6‬فلهذا أتى المسيح المخلص لكى يخلصنا من سطوة‬

‫الشياطين ويشفينا روحياً‪.‬‬

‫الرعاة وجمهور الكورة الذين رفضوا المسيح مفضلين عليه أن يسكنوا مع خنازيرهم‪ ،‬هؤالء يشبهون من‬

‫يفضل حياة الخطية والنجاسة عن التوبة (‪ 1‬بط ‪.)11-11:1‬‬

‫عالمة خالص هذا المجنون قبوله للمسيح إذ هو أراد أن يتتلمذ للسيد المسيح‪ ،‬لكن المسيح فضل أن يتحول‬ ‫هذا الشخص لكارز‪ .‬وهذا هو اإلنجيل أن مريم المجدلية التى كان بها سبعة شياطين تتحول إلى كارزة‬ ‫بالقيامة ولمن؟ للتالميذ‪ .‬وهذا المجنون البائس يطلب من الرب بعد أن شفاه أن يتحول إلى كارز بكم‬

‫صنع به يسوع‪.‬‬

‫هناك من يتصور أن الشيطان أو أى قوة شيطانية لها سلطان عليه (كاألعمال والسحر والحسد)‪ .‬ومن هذه‬

‫القصة نفهم عكس هذا‪ .‬فال سلطان مطلق للشيطان‪ .‬بل المسيح له سلطان عليه‪ .‬وان كان دخول الخنازير‬

‫احتاج لسماح من المسيح فهل يكون للشيطان سلطان على اإلنسان الذى فداه المسيح وسكن فيه الروح القدس‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن)‬

‫أما من يفارقه الروح فللشيطان سلطان عليه (شاول الملك) والشيطان يذل مثل هذا اإلنسان ويعذبه ليالً ونها ارً‬

‫(مر‪ ):::‬أى دائم العذاب‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح التاسع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح التاسع‬ ‫(مت ‪ +3-2:1‬مر ‪ +21-2:1‬لو ‪-:)16-21:2‬‬ ‫ِ ِ​ِ ‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الس ِ‬ ‫اء إِ‬ ‫وحا َع َلى‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫وج‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫از‬ ‫ت‬ ‫اج‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ف‬ ‫اآليات (مت ‪" -:)3-2:1‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِّموَن ُه إِلَ ْي ِه َم ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ط ُر ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اش‪َ .‬فلَ َّما أرَى َي ُ ِ‬ ‫ِف َر ٍ‬ ‫اك»‪َ 8 .‬وِا َذا قَ ْوم ِم َن ا ْل َكتَ​َب ِة قَ ْد قَالُوا‬ ‫ال لِ ْل َم ْفلُ ِ‬ ‫يما َن ُه ْم قَ َ‬ ‫ورة لَ َك َخطَ َاي َ‬ ‫وج‪ِ « :‬ث ْ‬ ‫ق َيا ُب َن َّي‪َ .‬م ْغفُ َ‬ ‫َ‬ ‫سوعُ إ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ون ِب َّ ِ‬ ‫ِفي أَ ْنفُ ِس ِهم‪« :‬ه َذا يجد ُ ‪ِ 4‬‬ ‫َن‬ ‫سوعُ أَ ْف َك َارُه ْم‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫س ُر‪ ،‬أ ْ‬ ‫ال‪«:‬لِ َما َذا تُفَ ِّك ُر َ‬ ‫َُ‬ ‫ُّما أ َْي َ‬ ‫ِّف!» فَ َعل َم َي ُ‬ ‫ْ‬ ‫الشِّر في ُقلُوِب ُك ْم؟ أَي َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ش؟ و ِ‬ ‫طا ًنا َعلَى األ َْر ِ‬ ‫الب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫َن‬ ‫لك ْن لِ َك ْي تَ ْعلَ ُموا أ َّ‬ ‫س ْل َ‬ ‫َن ُيقَ َ‬ ‫ُيقَ َ‬ ‫ورة لَ َك َخطَ َاي َ‬ ‫ض أْ‬ ‫اك‪ ،‬أ َْم أ ْ‬ ‫َن ْ‬ ‫ام ِ َ‬ ‫ان ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ال‪ :‬قُ ْم َو ْ‬ ‫ال‪َ :‬م ْغفُ َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ش َك َواذ َ ِ‬ ‫ضى إِلَى َب ْي ِت ِه‪َ 3 .‬فلَ َّما َأرَى‬ ‫ال لِ ْل َم ْفلُ ِ‬ ‫َي ْغ ِف َر ا ْل َخ َ‬ ‫ط َايا»‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ قَ َ‬ ‫اح ِم ْل ِف َار َ‬ ‫ام َو َم َ‬ ‫وج‪«:‬قُِم ْ‬ ‫ْه ْب إلَى َب ْيت َك!» فَقَ َ‬ ‫طى َّ‬ ‫طا ًنا ِم ْث َل ه َذا‪" .‬‬ ‫س ْل َ‬ ‫َع َ‬ ‫َّبوا َو َمج ُ‬ ‫َّدوا اهللَ الَِّذي أ ْ‬ ‫ا ْل ُج ُموعُ تَ َعج ُ‬ ‫اس ُ‬ ‫الن َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫َّام‪ ،‬فَس ِمع أَنَّ ُه ِفي ب ْي ٍت‪1 .‬ولِ ْلوق ِ‬ ‫ضا بع َد أَي ٍ‬ ‫ون‬ ‫ير َ‬ ‫ْت ْ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (مر ‪ " -:)21-2:1‬ثُ َّم َد َخ َل َك ْف َرَن ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫وم أ َْي ً َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫اجتَ َم َع َكث ُ‬ ‫اح َ‬ ‫اطبهم ِبا ْل َكلِم ِة‪8 .‬وجاءوا إِلَ ْي ِه مقَد ِ‬ ‫ِ‬ ‫سعُ َوالَ ما َح ْو َل ا ْل َب ِ‬ ‫وجا َي ْح ِملُ ُه أ َْرَب َعة‪َ 4 .‬وِا ْذ‬ ‫ِّم َ‬ ‫اب‪ .‬فَ َك َ‬ ‫ين َم ْفلُ ً‬ ‫َ​َ ُ‬ ‫َحتَّى لَ ْم َي ُع ْد َي َ‬ ‫ان ُي َخ ُ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ان‬ ‫ان‪َ .‬وَب ْع َد َما َنقَ ُبوهُ َدلَّ ُوا َّ‬ ‫شفُوا َّ‬ ‫ف َح ْي ُ‬ ‫َج ِل ا ْل َج ْم ِع‪َ ،‬ك َ‬ ‫الس ْق َ‬ ‫لَ ْم َي ْق ِد ُروا أ ْ‬ ‫ير الَِّذي َك َ‬ ‫ث َك َ‬ ‫َن َي ْقتَ ِرُبوا إِلَ ْي ِه ِم ْن أ ْ‬ ‫الس ِر َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ط ِج ًعا َعلَ ْي ِه‪َ 2 .‬فلَ َّما أرَى َي ُ ِ‬ ‫ان قَ ْوم‬ ‫ال لِ ْل َم ْفلُ ِ‬ ‫ورة لَ َك َخ َ‬ ‫ضَ‬ ‫يما َن ُه ْم‪ ،‬قَ َ‬ ‫ط َاي َ‬ ‫وج ُم ْ‬ ‫اك»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ا ْل َم ْفلُ ُ‬ ‫وج‪َ « :‬يا ُب َن َّي‪َ ،‬م ْغفُ َ‬ ‫َ‬ ‫سوعُ إ َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ط َايا إِالَّ‬ ‫َن َي ْغ ِف َر َخ َ‬ ‫ِم َن ا ْل َكتَ​َب ِة ُه َن َ‬ ‫ون ِفي ُقلُوِب ِه ْم‪« :‬لِ َما َذا َيتَ َكلَّ ُم ه َذا ه َك َذا ِبتَ َج ِاد َ‬ ‫يف؟ َم ْن َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ين ُي َف ِّك ُر َ‬ ‫اك َجالِ ِس َ‬ ‫شعر يسوعُ ِبر ِ‬ ‫‪ِ ِ3‬‬ ‫ون ِبه َذا ِفي‬ ‫ون ه َك َذا ِفي أَ ْنفُ ِس ِه ْم‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬لِ َما َذا تُفَ ِّك ُر َ‬ ‫وح ِه أ ََّن ُه ْم ُيفَ ِّك ُر َ‬ ‫اهللُ َو ْح َدهُ؟» َفل ْل َوقْت َ َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫ش؟ ‪22‬و ِ‬ ‫ال‪ :‬قُم و ْ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫لك ْن لِ َك ْي‬ ‫ال لِ ْل َم ْفلُ ِ‬ ‫َن ُيقَ َ‬ ‫ورة لَ َك َخطَ َاي َ‬ ‫اك‪ ،‬أ َْم أ ْ‬ ‫س ُر‪ ،‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫احم ْل َ‬ ‫َن ُيقَ َ ْ َ‬ ‫ُّما أ َْي َ‬ ‫ير َك َو ْ‬ ‫س ِر َ‬ ‫وج‪َ :‬م ْغفُ َ‬ ‫ُقلُوِب ُك ْم؟ أَي َ‬ ‫وج‪«22 :‬لَ َك أَقُو ُل‪ :‬قُم و ْ ِ‬ ‫س ْلطَا ًنا َعلَى األ َْر ِ‬ ‫الب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ير َك‬ ‫تَ ْعلَ ُموا أ َّ‬ ‫ال لِ ْل َم ْفلُ ِ‬ ‫َن َي ْغ ِف َر ا ْل َخطَ َايا»‪ .‬قَ َ‬ ‫ض أْ‬ ‫َن ْ‬ ‫احم ْل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ان ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫س ِر َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫َواذ َ ِ‬ ‫ين‪َ «:‬ما‬ ‫ام لِ ْل َو ْق ِت َو َح َم َل َّ‬ ‫ت ا ْل َج ِميعُ َو َمج ُ‬ ‫َّام ا ْل ُك ِّل‪َ ،‬حتَّى ُب ِه َ‬ ‫َّدوا اهللَ قَ ِائلِ َ‬ ‫الس ِر َ‬ ‫ير َو َخ َر َج قُد َ‬ ‫ْه ْب إلَى َب ْيت َك!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َأر َْي َنا ِم ْث َل ه َذا قَطُّ!»‪" .‬‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (لو ‪21" -:)16-21:2‬وِفي أَح ِد األَي ِ‬ ‫ُّون َوم َعلِّم َ ِ َّ‬ ‫ام ِ‬ ‫ين َو ُه ْم قَ ْد‬ ‫وس َجالِ ِس َ‬ ‫ان ُي َعلِّ ُم‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َّام َك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون للن ُ‬ ‫ان فَِّريسي َ ُ ُ‬ ‫‪23‬‬ ‫َّة وأُور َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ون َعلَى ِف َر ٍ‬ ‫اش‬ ‫الر ِّ‬ ‫يم‪َ .‬و َكا َن ْت قُ َّوةُ َّ‬ ‫ب لِ ِشفَ ِائ ِه ْم‪َ .‬وِا َذا ِب ِر َجال َي ْح ِملُ َ‬ ‫أَتَ ْوا م ْن ُك ِّل قَ ْرَية م َن ا ْل َجليل َوا ْل َي ُهودي َ ُ‬ ‫شل َ‬ ‫ضعوه أَمام ُه‪21 .‬ولَ َّما لَم ي ِج ُدوا ِم ْن أ َْي َن ي ْد ُخلُ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َب ِب‬ ‫ون أ ْ‬ ‫وجا‪َ ،‬و َكا ُنوا َي ْطلُ ُب َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫سا ًنا َم ْفلُ ً‬ ‫ون ِبه ل َ‬ ‫َ‬ ‫إِ ْن َ‬ ‫َن َي ْد ُخلُوا ِبه َوَي َ ُ ُ َ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫اش ِم ْن ب ْي ِن األَجِّر إِلَى ا ْلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْط ِح َوَدلَّ ْوهُ َم َع ا ْل ِف َر ِ‬ ‫يما َن ُه ْم قَا َل‬ ‫ص ِع ُدوا َعلَى َّ‬ ‫سو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّام َي ُ‬ ‫ا ْل َج ْم ِع‪َ ،‬‬ ‫ع‪َ .‬فلَ َّما َأرَى إ َ‬ ‫سط قُد َ‬ ‫اك»‪12 .‬فَ ْابتَ َدأَ ا ْل َكتَب ُة وا ْلفَِّر ِ‬ ‫ُّها ِ‬ ‫ين « َم ْن ه َذا الَِّذي َيتَ َكلَّ ُم‬ ‫ورة لَ َك َخطَ َاي َ‬ ‫ون قَ ِائلِ َ‬ ‫ُّون ُيفَ ِّك ُر َ‬ ‫يسي َ‬ ‫س ُ‬ ‫لَ ُه‪«:‬أَي َ‬ ‫َ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ان‪َ ،‬م ْغفُ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫سوعُ ِبأَ ْف َك ِ‬ ‫ون‬ ‫َن َي ْغ ِف َر َخ َ‬ ‫ط َايا إِالَّ اهللُ َو ْح َدهُ؟» فَ َ‬ ‫ِبتَ َج ِاد َ‬ ‫يف؟ َم ْن َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫اب َوقَا َل لَ ُه ْم‪َ «:‬ما َذا تُفَ ِّك ُر َ‬ ‫َج َ‬ ‫ارِه ْم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ش َع َر َي ُ‬ ‫ِفي ُقلُوِب ُك ْم؟‬ ‫‪61‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬ ‫‪18‬‬ ‫ش؟ ‪14‬و ِ‬ ‫الب ِن ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‬ ‫لك ْن لِ َك ْي تَ ْعلَ ُموا أ َّ‬ ‫ورة لَ َك َخ َ‬ ‫َن ُيقَ َ‬ ‫َن ُيقَ َ‬ ‫ط َاي َ‬ ‫اك‪ ،‬أ َْم أ ْ‬ ‫س ُر‪ :‬أ ْ‬ ‫َن ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ُّما أ َْي َ‬ ‫ال‪ :‬قُ ْم َو ْ‬ ‫ال‪َ :‬م ْغفُ َ‬ ‫أَي َ‬ ‫طا ًنا َع َلى األ َْر ِ‬ ‫ْه ْب إِلَى َب ْي ِت َك!»‪12 .‬فَ ِفي‬ ‫ال لِ ْل َم ْفلُ ِ‬ ‫َن َي ْغ ِف َر ا ْل َخ َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ط َايا»‪ ،‬قَ َ‬ ‫اح ِم ْل ِف َار َ‬ ‫ش َك َواذ َ‬ ‫ض أْ‬ ‫وج‪«:‬لَ َك أَقُو ُل‪ :‬قُ ْم َو ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ضى إِلَى ب ْي ِت ِه و ُهو يم ِّج ُد اهلل‪ .‬فَأ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع َح ْي َرة‬ ‫ان ُم ْ‬ ‫ام ُه ْم‪َ ،‬و َح َم َل َما َك َ‬ ‫ضطَ ِج ًعا َعلَ ْي ِه‪َ ،‬و َم َ‬ ‫َخ َذت ا ْل َجم َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َُ‬ ‫َم َ‬ ‫ام أ َ‬ ‫ا ْل َحال قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ب!»‪" .‬‬ ‫َو َمج ُ‬ ‫امتَألُوا َخ ْوفًا قَ ِائلِ َ‬ ‫ين‪«:‬إِ َّن َنا قَ ْد َأر َْي َنا ا ْل َي ْوَم َع َجائ َ‬ ‫َّدوا اهللَ‪َ ،‬و ْ‬

‫ب فيه‪ .‬وجاء‬ ‫آية(‪ -:)1‬حينما رفضه أهل كورة الجدريين دخل السفينة واجتاز‪ ،‬فالسيد ال يبقى قط حيث ال ُي ْرَغ ْ‬ ‫إلى مدينته = أى كفر ناحوم (مر ‪ )1:1‬وكانت كفر ناحوم هى مركز خدماته وتنقالته فى تلك المرحلة‪.‬‬ ‫قصة شفاء المفلوج ‪:‬‬

‫إذا مفلوج يقدمونه إليه= أروع خدمة نقدمها إلنسان هى أن نضعه أمام المسيح‪ ،‬والمسيح هو الذى يعرف‬ ‫إحتياجاته كما قالت أخوات لعازر للمسيح "لعازر مريض" ولم يقوال له ماذا يفعل‪ .‬ومن إنجيلى مرقس ولوقا نفهم‬

‫أنهم قدموه بطريقة غير عادية‪ ،‬إذ هم نقبوا سقف البيت ولنالحظ‪.‬‬ ‫‪)1‬‬

‫أنه إذ دخل المسيح إلى البيت‪ ،‬حاالً ذاع الخبر فإجتمع الناس حوله‪ .‬واذا دخل المسيح حياتى لصرت رائحة‬

‫‪)1‬‬

‫ما ذنب صاحب البيت الذى نقبوا سقفه ؟ ولكن على الخادم األمين أن يحتمل الضيقات ألجل المسيح‪.‬‬

‫‪):‬‬

‫المسيح الزكية‪ ،‬فيجتمع الناس حولى يسألون عن المسيح‪ ،‬وهذه هى الك ارزة بحياة المسيح الذى فينا‪.‬‬

‫مغفورة لك خطاياك = فالخطية هى سبب أالمنا‪ .‬والمسيح يبحث عن شفاء البؤرة الصديدية‪ ،‬أصل الداء‪.‬‬ ‫ولنفهم أن كثي اًر ما يؤدبنا الرب بأمراض الجسد بسبب خطايانا‪ ،‬يؤدبنا فى الجسد لكى ال ندان مع العالم‬

‫(عب ‪ .)11-::11‬ومن تألم فى الجسد يكف عن الخطية (ابط ‪.)1:1‬والمسيح حين يغفر الخطايا فهو‬ ‫يشفى النفس لتتمتع بالبنوة = ثق يابنى‪.‬‬

‫‪)1‬‬

‫المسيح فى معجزة بيت حسدا ذهب هو للمريض‪ ،‬إذ ليس له أصدقاء يلقونه فى البركة إذا تحرك الماء‪ .‬وهنا‬

‫ينتظر المسيح أصدقاء هذا المفلوج أن يأتوا به إليه‪ ،‬فمما يفرح المسيح روح المحبة هذه التى جعلت‬

‫األصدقاء يحملون صاحبهم ليأتوا به للمسيح‪ ،‬هذا هو مفهوم الشفاعة الذى يفرح المسيح أن نصلى بعضنا‬ ‫ألجل بعض وأن يصلى السمائيين ألجل األرضيين ويصلى األرضيين ألجل السمائيين‪ ،‬أما من ليس له أحد‬

‫‪):‬‬

‫يذكره كمريض بيت حسدا‪ ،‬فهذا ال ينساه المسيح بل يذهب إليه بنفسه ليشفيه‪.‬‬

‫لماذا تفكرون بالشر فى قلوبكم‪ .‬وفى مرقس لماذا تفكرون بهذا فى قلوبكم فالسيد الرب هو فاحص القلوب‬ ‫والكلى‪ .‬ولنعلم أن اهلل يسألنا فيماذا نفكر‪ .....‬فبينما يمجد اهلل بعض الناس على حدث ما‪ ،‬يجدف البعض‬

‫اآلخر عليه بسببه ولنذكر أنه فى بداية كل قداس يقول الكاهن أين هى قلوبكم‪ .‬ولعل السيد بكشفه لما فى‬

‫قلوبهم يظهر لهم أنه إن كان يعرف ما فى قلوبهم فهو قادر أن يغفر أيضاً الخطايا كما يقول‪ .‬فمعرفة ما فى‬

‫القلوب منسوبة هلل ( مز ‪ .)1::::‬يجدف = يدعى أن له سلطان الغفران وهو هلل وحده‪ .‬وبهذا ففى نظرهم‬ ‫أنه يدعى األلوهية‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬

‫‪)6‬‬

‫أيما أيسر أن يقال… = الحظ أن السيد المسيح لم يقل أيما أيسر أن أغفر الخطايا أما أن أشفى المرض‪،‬‬ ‫بل أيما أيسر أن يقال كذا أو كذا‪ .‬ألن فى نظر الناس أن األيسر هو أن يقال مغفورة لك خطاياك من أن‬

‫يقال قم إحمل سريرك وامشى‪ .‬فإنه إذا قال مغفورة لك خطاياك فلن يرى أحد الخطايا وهى تغفر‪ ،‬ولكن لو‬ ‫قال قم إحمل سريرك فهنا سيظهر صدقه إن قام الرجل وحمل سريره‪ .‬ولكن المسيح إذ هو ينوى أن يشفى‬

‫المريض فلقد إختار أن يستأصل أصل الداء وهو الخطية‪ .‬وبهذا يكون قوله مغفورة لك خطاياك هو‬ ‫األصعب ألنه يشتمل على(‪ )1‬غفران الخطايا وسيكون دمه هو الثمن (‪ )1‬الشفاء الجسدى‪ .‬وكان هذا‬

‫سيظهر للناس فو اًر إذ يقوم المفلوج‪.‬ولما شكوا فى المسيح إذ قال مغفورة لك خطاياك إذ هم يعلمون أن اهلل‬ ‫وحده هو الذى يغفر الخطايا‪ ،‬أقام المسيح هذا المفلوج بعد أن فهموا ضمناً أنه غفر خطاياه ألنها أصل‬ ‫الداء‪ .‬وبهذا فلقد صار عليهم أن يعترفوا بأنه هو اهلل‪ ،‬فحسب ما يؤمنون أن اهلل وحده هو غافر الخطايا‪.‬‬ ‫كالم السيد المسيح هنا يفهم أن كال األمرين مستحيل على البشر أن يقولوا مغفورة لك خطاياك وأن يقولوا قم‬

‫وأمش‪ ،‬ومن يفعل هذا هو قادر أن يفعل تلك وال يستطيع أن يفعل هذه أو تلك إالّ اهلل‪ ،‬وبحدوث المعجزة‬

‫صار عليهم أن يعترفوا أن المسيح له سلطان على مغفرة الخطايا‪ ..‬إذاً هو اهلل‪ .‬المسيح هنا يعلن أنه إبن‬ ‫‪)1‬‬ ‫‪)8‬‬ ‫‪)9‬‬

‫اإلنسان الذى جاء محمالً بقوة غفران الخطايا ليشفى البشر من خطاياهم وأثارها (مت ‪.)11:1‬‬

‫فلما رأى يسوع إيمانهم = ليس إيمان األصدقاء الذين حملوا المفلوج فقط‪ ،‬بل إيمان المفلوج الذى إحتمل هذا‬ ‫الوضع العجيب أن يدلونه من السقف‪ ،‬ولم يعترض إذ سمع قول السيد مغفورة لك خطاياك‪.‬‬

‫قول المسيح يابنى يساوى تماماً قوله مغفورة لك خطاياك فغفران الخطايا يعيدنا لحالة البنوة هلل‪.‬‬

‫ولكن لكى تعلموا أن إلبن اإلنسان سلطاناً على األرض أن يغفر الخطايا = هناك تفسير لطيف آخر لهذه‬ ‫اآلية‪ ،‬أن الربيين كانوا يعلمون أن اإلنسان ال يمكن شفاؤه من مرض إالّ إذا غفرت خطاياه كلها‪ .‬وبهذا يكون‬ ‫السيد المسيح حين قام بشفاء المفلوج قد أثبت انه غفر خطاياه كما قال‪.‬‬

‫‪)17‬‬

‫فقام للوقت وحمل السرير= حين يعطى السيد أم اًر أو وصية فهو يعطى معها القوة على التنفيذ‪ ،‬لقد قام هذا‬

‫‪)11‬‬

‫يصير فى المسيح خليقة جديدة‪ .‬لقد كان َح ْم َل السرير هو عالمة القوة التى تمتع بها هذا المفلوج‪.‬‬ ‫وح ِرمنا من األحضان اإللهية‪ .‬وبالتوبة نعود‬ ‫إذهب إلى بيتك= بسبب الخطية حرمنا من الفردوس بيتنا األول ُ‬

‫المفلوج بصحة وعافية وكأننا أمام معجزة خلق من جديد‪ .‬وهكذا يحدث مع كل تائب‪ ،‬أن اهلل يعطيه أن‬

‫إلى احضان اآلب كما تمتع اإلبن الضال بقبالت أبيه وأحضانه عند عودته تائباً‪.‬‬

‫(مت ‪ + 28-1:1‬مر ‪ + 21-28:1‬لو ‪-:)81-11:2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫سا ِع ْن َد َم َك ِ‬ ‫اس ُم ُه َمتَّى‪.‬‬ ‫سوعُ ُم ْجتَاز ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ان ا ْل ِج َب َاية‪ْ ،‬‬ ‫سا ًنا َجال ً‬ ‫اك‪َ ،‬أرَى إِ ْن َ‬ ‫يما َي ُ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)28-1:1‬وف َ‬ ‫ون و ُخ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َوتَِب َع ُه‪َ 22 .‬وَب ْي َن َما ُه َو ُمتَّ ِكئ ِفي ا ْل َب ْي ِت‪ ،‬إِ َذا َع َّ‬ ‫اءوا َواتَّ َكأُوا‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ير َ‬ ‫ون قَ ْد َج ُ‬ ‫ش ُار َ َ‬ ‫طاة َكث ُ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬اتْ َب ْعني»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ين وا ْل ُخطَ ِ‬ ‫ُّون قَالُوا لِتَالَ ِم ِ‬ ‫يذ ِه‪َ 22 .‬فلَ َّما َنظَر ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ع وتَالَ ِم ِ‬ ‫يذ ِه‪«:‬لِ َما َذا َيأْ ُك ُل ُم َعلِّ ُم ُك ْم َم َع ا ْل َع َّ‬ ‫شِ‬ ‫اة؟» ‪َ 21‬فلَ َّما‬ ‫يسي َ‬ ‫ار َ َ‬ ‫سو َ َ‬ ‫َم َع َي ُ‬ ‫َ‬

‫‪63‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬ ‫‪28‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد َر ْح َم ًة الَ‬ ‫َّاء إِلَى َ‬ ‫سوعُ قَ َ‬ ‫ضى‪ .‬فَاذ َ‬ ‫ْه ُبوا َوتَ َعلَّ ُموا َما ُه َو‪ :‬إِ ِّني أ ُِر ُ‬ ‫ط ِبيب َب ِل ا ْل َم ْر َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬الَ َي ْحتَ ُ‬ ‫اج األَصح ُ‬ ‫سم َع َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طاةً إِلَى التَّْوَبة»‪".‬‬ ‫يح ًة‪ ،‬أل َِّني لَ ْم آت أل َْد ُع َو أ َْب َرًا‬ ‫ار َب ْل ُخ َ‬ ‫َذ ِب َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫‪ِ 24‬‬ ‫اآليات (مر ‪28" -:)21-28:1‬ثُ َّم َخر َج أ َْي ً ِ‬ ‫يما ُه َو ُم ْجتَاز َأرَى‬ ‫َ‬ ‫ضا إلَى ا ْل َب ْح ِر‪َ .‬وأَتَى إلَ ْيه ُك ُّل ا ْل َج ْم ِع فَ َعل َم ُه ْم‪َ .‬وف َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سا ِع ْن َد َم َك ِ‬ ‫ان‬ ‫ان ا ْل ِج َب َاي ِة‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫يما ُه َو ُمتَّ ِكئ ِفي َب ْي ِت ِه َك َ‬ ‫ي ْب َن َح ْلفَى َجال ً‬ ‫الَ ِو َ‬ ‫ام َوتَِب َع ُه‪َ .‬وف َ‬ ‫ال لَ ُه‪« :‬اتْ َب ْعني»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ع وتَالَ ِم ِ‬ ‫ين وا ْل ُخطَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِم َن ا ْل َع َّ‬ ‫يذ ِه‪ ،‬أل ََّن ُه ْم َكا ُنوا َك ِث ِ‬ ‫شِ‬ ‫َما ا ْل َكتَ​َب ُة‬ ‫ين َوتَِب ُعوهُ‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ير َ‬ ‫اة َيتَّ ِك ُئ َ‬ ‫ير َ‬ ‫سو َ َ‬ ‫ون َم َع َي ُ‬ ‫ار َ َ‬ ‫َكث ُ‬ ‫اة‪ ،‬قَالُوا لِتَالَ ِم ِ‬ ‫طِ‬ ‫وا ْلفَِّر ِ‬ ‫ب َم َع ا ْل َع َّ‬ ‫ُّون َفلَ َّما َأر َْوهُ َيأْ ُك ُل َمعَ ا ْل َع َّ‬ ‫شِ‬ ‫شِ‬ ‫ين‬ ‫ين َوا ْل ُخ َ‬ ‫يذ ِه‪َ «:‬ما َبالُ ُه َيأْ ُك ُل َوَي ْ‬ ‫ار َ‬ ‫ار َ‬ ‫يسي َ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ضى‪ .‬لَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اة؟» َفلَ َّما ِ‬ ‫طِ‬ ‫ط ِب ٍ‬ ‫ار َب ْل‬ ‫آت أل َْد ُع َو أ َْب َرًا‬ ‫َّاء إِلَى َ‬ ‫َوا ْل ُخ َ‬ ‫سوعُ قَ َ‬ ‫يب َب ِل ا ْل َم ْر َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬الَ َي ْحتَ ُ‬ ‫اج األَصح ُ‬ ‫سم َع َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫طاةً إِلَى التَّْوَب ِة»‪".‬‬ ‫ُخ َ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (لو ‪َ 11" -:)81-11:2‬وَب ْع َد ه َذا َخ َر َج فَ َنظَ َر َع َّ‬ ‫سا ِع ْن َد َم َك ِ‬ ‫ان ا ْل ِج َب َاي ِة‪ ،‬فَقَا َل‬ ‫ش ًا‬ ‫ار ْ‬ ‫اس ُم ُه الَ ِوي َجال ً‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫لَ ُه‪«:‬اتْبع ِني»‪13 .‬فَتَر َك ُك َّل َ ٍ‬ ‫ين‬ ‫ين َكا ُنوا ُمتَّ ِك ِئ َ‬ ‫يرةً ِفي َب ْي ِت ِه‪َ .‬والَِّذ َ‬ ‫َْ‬ ‫ام َوتَِب َع ُه‪َ .‬و َ‬ ‫ص َن َع لَ ُه الَ ِوي ض َيافَ ًة َك ِب َ‬ ‫َ‬ ‫ش ْيء َوقَ َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ُّون علَى تَالَ ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير ِم ْن َع َّ‬ ‫شِ‬ ‫ون‬ ‫َم َع ُه ْم َكا ُنوا َج ْم ًعا َك ِث ًا‬ ‫اري َن َو َ‬ ‫ين‪«:‬لِ َما َذا تَأْ ُكلُ َ‬ ‫يذ ِه قَ ِائلِ َ‬ ‫آخ ِر َ‬ ‫ين‪ .‬فَتَ َذ َّم َر َكتَ​َبتُ ُه ْم َوا ْلفَِّريسي َ َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ط ِب ٍ‬ ‫ون َم َع َع َّ‬ ‫شِ‬ ‫ضى‪81 .‬لَ ْم‬ ‫َّاء إِلَى َ‬ ‫َوتَ ْ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ار َ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫يب‪َ ،‬ب ِل ا ْل َم ْر َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬الَ َي ْحتَ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫ين َو ُخطَاة؟» فَأ َ‬ ‫اج األَصح ُ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫طاةً إِلَى التَّْوَب ِة»‪".‬‬ ‫آت أل َْد ُع َو أ َْب َرًا‬ ‫ار َب ْل ُخ َ‬

‫وهنا نسمع عن دعوة متى العشار كاتب هذا اإلنجيل ليكون من تالميذ المسيح‪ ،‬وهذه الدعوة تأتى مباشرة بعد‬

‫شفاء المفلوج بغفران خطاياه‪ .‬فالمسيح أتى ليدعو الخطاة إلى التوبة ويشفى من أثار الخطية‪ ،‬ويحول الخطاة‬

‫لتالميذ له وكل خاطئ هو مفلوج ال يستطيع العمل وال الخدمة في ملكوت اهلل‪ .‬ومتى هو متى العشار= رأى‬

‫إنساناً جالساً عند مكان الجباية‪ .‬والعشارين كانوا مشهورين بالظلم والقسوة‪ ،‬مكروهين من الشعب فهم يستغلون‬ ‫وظيفتهم فى إغتصاب أموال الشعب وهم يعملون لصالح المستعمرين الرومان‪ .‬وهنا متى يعترف بوظيفته األولى‬

‫المخجلة قبل أن يعرف المسيح‪ .‬كما إعترف بولس بإضطهاده للكنيسة أوالً ‪ ،‬فالتائب الحقيقي يعترف بماضيه‬ ‫بسهولة فهو قد تخلص منه‪ .‬ومتى هذا كان إسمه الوى‪ .‬والقديسين مرقس ولوقا إستخدما إسم الوى حتى يتفادوا‬

‫إستخدام إسم متى العشار‪ ،‬فمتى كان مشهو اًر بهذا اإلسم‪ ،‬ومرقس ولوقا تأدباً تجاه زميلهم اإلنجيلي قاال الوى‪.‬‬ ‫وكان من األشياء المألوفة أن يكون للشخص إسمين (شاول ‪ /‬بولس‪ )..‬ومتى غالباً كان له عالقة سابقة بالمسيح‬ ‫ولكن إستمر فى عمله حتى دعاه السيد المسيح هنا لتبعيته‪ .‬وقول المسيح إتبعنى قطع كل رباطاته مع ماضيه‪.‬‬ ‫ونفهم من مرقس ولوقا أن متى صنع وليمة للرب فى بيته‪ ،‬ودعا إليها زمالؤه العشارين‪ ،‬كما دعت السامرية‬

‫أهلها وجيرانها ليعرفوا ويفرحوا بالمسيح‪ .‬ومتى إنكا اًر لذاته لم يذكر هذه الوليمة ولكننا نسمع فى( مت ‪) 17:9‬‬ ‫أن يسوع كان فى بيته وبهذا نفهم أنه كان فى بيته ألجل هذه الوليمة‪ .‬لقد تحرر العشار من خطاياه وصار بيته‬ ‫مكانا للمسيح ووليمة وفرح‪ ،‬وهذا حال كل تائب حقيقى‪ .‬والفريسيين المتكبرين لم يعجبهم جلوس المسيح مع‬

‫خطاة وشعروا أنهم أبر من المسيح الذي يجلس مع خطاة‪ .‬والمسيح يقول لهذا أتيت " أنا أريد رحمة ال ذبيحة "‬ ‫لقد قبل السيد الوى بن حلفى هذا ‪ ،‬وصيره تلميذاً لهُ حتى يشهد لمن يبشرهم أن المسيح يريد ويقبل الخطاة وهذه‬

‫‪64‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬

‫هي الرحمة‪ .‬والسمائيين وأوالد اهلل يفرحون بتوبة الخطاة أما الفريسيين المتكبرين األرضيين فقد ثاروا على المسيح‬

‫لجلوسه مع الخطاة‪ .‬العشارين والخطاة = ارتبط إسم العشارين مع الخطاة نظ اًر لطمعهم وقساوتهم‪.‬‬

‫ربما يتعلل الفريسيين بالمزمور األول " طوبى للرجل الذى ال يجلس فى مجلس المستهزئين" ولكن هناك فرق‪،‬‬

‫فالسيد لم يجلس فى مجلس مستهزئين يشاركهم‪ ،‬بل مع خطاة تائبين فرحوا بمن يقبلهم واشتاقوا لتغيير حياتهم‪،‬‬

‫وتالمسهم مع المسيح قدسهم‪ .‬وعلى مائدة اإلفخارستيا نجتمع كخطاة تائبين لننال مغفرة خطايانا‪.‬‬

‫لم آت ألدعو أب ار ارً = أى من يظن فى نفسه أنه بار كالفريسيين‪ ،‬والحقيقة فإنه ال يوجد وال واحد بار سوى‬ ‫المسيح وحده‪ .‬والمسيح أتى لمن إكتشف أنه خاطىء نجس يحتاج للمسيح لكى يرحمه ويغفر له‪.‬‬

‫ال يحتاج األصحاء الى طبيب…= فالخاطئ فى نظر اهلل ما هو إالّ مريض يريد اهلل شفاؤه‪.‬‬

‫إذا عشارون وخطاة كثيرون قد جاءوا= فالمسيح إذا وجد في مكان لصار مصدر جذب‪.‬‬

‫(مت ‪ + 21-24:1‬مر‪ + 11-23:1‬لو ‪-:)81-88:2‬‬ ‫يسي َ ِ‬ ‫ين‪«:‬لِما َذا َنصوم َن ْح ُن وا ْلفَِّر ِ‬ ‫اآليات (مت ‪ِ 24" -:)21-24:1‬حي َن ِئ ٍذ أَتَى إِلَ ْي ِه تَالَ ِمي ُذ ي َّ ِ ِ‬ ‫َما‬ ‫يرا‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّون َكث ً‬ ‫وحنا قَائل َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫َن ي ُنوحوا ما َدام ا ْلع ِريس معهم؟ و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ستَ ِطيعُ َب ُنو ا ْل ُع ْر ِ‬ ‫لك ْن‬ ‫ون؟» فَقَ َ‬ ‫وم َ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬ه ْل َي ْ‬ ‫س أ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َ ُْ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫تَالَمي ُذ َك فَالَ َي ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫يد ٍة َعلَى ثَْوب‬ ‫ْع ًة ِم ْن ِق ْط َع ٍة َج ِد َ‬ ‫وم َ‬ ‫ستَأ ِْتي أَيَّام ِح َ‬ ‫س أَ‬ ‫َحد َي ْج َع ُل ُرق َ‬ ‫ون‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫يس َع ْن ُه ْم‪ ،‬فَحي َنئذ َي ُ‬ ‫ين ُي ْرفَعُ ا ْل َع ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ِتيق‪ ،‬أل َّ ِ‬ ‫يدةً ِفي ِزقَاق َع ِتيقَ ٍة‪ ،‬لِ َئالَّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ون َخ ْم ًار َج ِد َ‬ ‫ير ا ْل َخ ْر ُ‬ ‫ق أ َْرَدأَ‪َ .‬والَ َي ْج َعلُ َ‬ ‫َ‬ ‫َن ا ْلم ْل َء َيأْ ُخ ُذ م َن الث ْوب‪ ،‬فَ َيص ُ‬ ‫ِ‬ ‫يدةً ِفي ِزقَاق ج ِد َ ٍ‬ ‫ب َو ِّ‬ ‫ق ِّ‬ ‫ش َّ‬ ‫يعا»‪".‬‬ ‫ص ُّ‬ ‫تَ ْن َ‬ ‫اق تَ ْتلَ ُ‬ ‫ون َخ ْم ًار َج ِد َ‬ ‫الزقَ ُ‬ ‫الزقَ ُ‬ ‫ف‪َ .‬ب ْل َي ْج َعلُ َ‬ ‫َ‬ ‫يدة فَتُ ْحفَظُ َجم ً‬ ‫اق‪ ،‬فَا ْل َخ ْم ُر تَ ْن َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ان تَالَ ِمي ُذ يوح َّنا وا ْلفَِّر ِ‬ ‫وم تَالَ ِمي ُذ‬ ‫وم َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)11-23:1‬و َك َ‬ ‫اءوا َوقَالُوا لَ ُه‪«:‬ل َما َذا َي ُ‬ ‫ون‪ ،‬فَ َج ُ‬ ‫ين َي ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫يوح َّنا وا ْلفَِّر ِ‬ ‫ستَ ِطيعُ َب ُنو ا ْل ُع ْر ِ‬ ‫وموا‬ ‫ين‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ون؟» فَقَ َ‬ ‫س أْ‬ ‫وم َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬ه ْل َي ْ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫َما تَالَمي ُذ َك فَالَ َي ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫وا ْلع ِريس معهم؟ ما َدام ا ْلع ِريس معهم الَ ي ِ‬ ‫يس‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ستَأ ِْتي أَيَّام ِح َ‬ ‫يع َ‬ ‫َْ‬ ‫ين ُي ْرفَعُ ا ْل َع ِر ُ‬ ‫وموا‪َ .‬ولك ْن َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫ستَط ُ‬ ‫َ َ ُ َ َ ُْ َ َ َ ُ َ َ ُْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ِ ‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ع ْنهم‪ ،‬فَ ِحي َن ِئ ٍذ يصوم َ ِ ِ‬ ‫يد ٍة َعلَى ثَْو ٍب َع ِتيق‪َ ،‬وِاالَّ فَا ْل ِم ْل ُء‬ ‫ْع ًة ِم ْن ِق ْط َع ٍة َج ِد َ‬ ‫س أَ‬ ‫َحد َيخيطُ ُرق َ‬ ‫ون في ت ْل َك األَيَّام‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫يد يأْ ُخ ُذ ِم َن ا ْلع ِتي ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َّ‬ ‫ق ا ْل َخ ْم ُر‬ ‫يدةً ِفي ِزقَاق َع ِتيقَ ٍة‪ ،‬لِ َئالَّ تَ ُ‬ ‫َحد َي ْج َع ُل َخ ْم ًار َج ِد َ‬ ‫ير ا ْل َخ ْر ُ‬ ‫س أَ‬ ‫ا ْل َجد ُ َ‬ ‫ق أ َْرَدأَ‪َ .‬ولَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫ق فَ َيص ُ‬ ‫ب َو ِّ‬ ‫يدةُ ِّ‬ ‫يد ٍة»‪".‬‬ ‫ص ُّ‬ ‫اق تَ ْتلَ ُ‬ ‫يدةً ِفي ِزقَاق َج ِد َ‬ ‫ون َخ ْم ًار َج ِد َ‬ ‫الزقَ ُ‬ ‫الزقَ َ‬ ‫ا ْل َج ِد َ‬ ‫ف‪َ .‬ب ْل َي ْج َعلُ َ‬ ‫اق‪ ،‬فَا ْل َخ ْم ُر تَ ْن َ‬ ‫‪88‬‬ ‫ون ِط ْلب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪َ ،‬و َكذلِ َك تَالَ ِمي ُذ‬ ‫وح َّنا َك ِث ًا‬ ‫ِّم َ َ‬ ‫وم تَالَمي ُذ ُي َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)81-88:2‬وقَالُوا لَ ُه‪«:‬ل َما َذا َي ُ‬ ‫ير َوُيقَد ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪84‬‬ ‫ا ْلفَِّر ِ‬ ‫َن تَ ْج َعلُوا َب ِني ا ْل ُع ْر ِ‬ ‫ون َما‬ ‫ضا‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ون َوَي ْ‬ ‫ون؟» فَقَ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫وم َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أَتَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫َما تَالَ ِمي ُذ َك فَ َيأْ ُكلُ َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫ين أ َْي ً‬ ‫س َي ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫‪ِ 82‬‬ ‫ون ِفي ِت ْل َك األَي ِ‬ ‫َّام»‪َ 86 .‬وقَا َل‬ ‫وم َ‬ ‫ستَأ ِْتي أَيَّام ِح َ‬ ‫يس َع ْن ُه ْم‪ ،‬فَحي َنئذ َي ُ‬ ‫ين ُي ْرفَعُ ا ْل َع ِر ُ‬ ‫يس َم َع ُه ْم؟ َولك ْن َ‬ ‫ام ا ْل َع ِر ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫َد َ‬ ‫ضع رقْع ًة ِم ْن ثَو ٍب ج ِد ٍ‬ ‫يق الَ تُو ِافقُ ُه‬ ‫يد َي ُ‬ ‫شقُّ ُه‪َ ،‬وا ْل َع ِت ُ‬ ‫يد َعلَى ثَْو ٍب َع ِتيق‪َ ،‬وِاالَّ فَا ْل َج ِد ُ‬ ‫لَ ُه ْم أ َْي ً‬ ‫ْ َ‬ ‫س أَ‬ ‫َحد َي َ ُ ُ َ‬ ‫ضا َمثَالً‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫ِ ِ ‪81‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يدةُ ِّ‬ ‫ش َّ‬ ‫اق‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫يدةً ِفي ِزقَاق َع ِتيقَ ٍة لِ َئالَّ تَ ُ‬ ‫الزقَ َ‬ ‫ق ا ْل َخ ْم ُر ا ْل َج ِد َ‬ ‫َحد َي ْج َع ُل َخ ْم ًار َج ِد َ‬ ‫س أَ‬ ‫ْع ُة الَّتي م َن ا ْل َجديد‪َ .‬ولَ ْي َ‬ ‫الرق َ‬ ‫‪81‬‬ ‫‪83‬‬ ‫ِ‬ ‫يدةً ِفي ِزقَاق ج ِد َ ٍ‬ ‫ق َو ِّ‬ ‫ب‬ ‫َحد إِ َذا َ‬ ‫اق تَ ْتلَ ُ‬ ‫ون َخ ْم ًار َج ِد َ‬ ‫الزقَ ُ‬ ‫فَ ِه َي تُ ْه َر ُ‬ ‫ف‪َ .‬ب ْل َي ْج َعلُ َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫س أَ‬ ‫َ‬ ‫يعا‪َ .‬ولَ ْي َ‬ ‫يدة‪ ،‬فَتُ ْحفَظُ َجم ً‬ ‫يد لِ ْلوق ِ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫يد‪ ،‬أل ََّن ُه َيقُو ُل‪ :‬ا ْل َع ِت ُ‬ ‫ْت ا ْل َج ِد َ‬ ‫ا ْل َع ِت َ‬ ‫يق أَ ْط َي ُ‬ ‫يق ُي ِر ُ َ‬

‫‪65‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬

‫تحولت العبادة فى اليهودية إلى المظهريات طلباً للمجد الدنيوى‪ ،‬فكانوا يصومون ويصلون لعلة‪ ،‬أى ليثيروا إنتباه‬ ‫الناس إلى تقواهم‪ ،‬وهم هنا بسؤالهم عن عدم صوم تالميذ المسيح كان هذا ليشيروا بطريقة غير مباشرة‬

‫ألفضليتهم عن تالميذ المسيح‪ .‬وهؤالء الفريسيون يصومون ويطلبون في المقابل عطايا مادية‪ .‬فالفريسيون ليس‬

‫لديهم الروح القدس يكشف لهم محبة المسيح وبذله وأيضاً إذا حصلوا على تعزيات يتكبرون‪.‬‬

‫والسيد المسيح فى إجابته شرح مفهوماً جديداً للصوم فى المسيحية‪ ،‬فهمنا منه أن المسيحى هو عروس للمسيح‬

‫العريس‪ ،‬والمسيح دفع دمه ثمناً لهذه الخطبة فطالما هو موجود بالجسد‪ ،‬فالتالميذ ينعمون بوجود عريسهم معهم‪،‬‬

‫فهم فى فرح‪ ،‬والفرح ال يصح معه النوح والتذلل والصوم‪ .‬أماّ بعد أن يرفع العريس‪ ،‬فالعروس سوف تفهم أنه‬

‫طالما أن عريسها فى السماء فهى غريبة على األرض‪ ،‬ستفهم النفس أن عريسها ذهب ليعد لها مكاناً وسيأتى‬

‫ليأخذها إليه‪ ،‬وستذكر أنها لم تتكلف شيئاً للحصول على هذا المكان السماوى‪ ،‬بل أن عريسها دفع كل الثمن ‪،‬‬ ‫الروح القدس سيفتح عيون العروس على عمل المسيح ومحبته‪ .‬فتقف النفس لتقول مع عروس النشيد أنها‬

‫ط ْل هذا العالم وأنها مع كل حب عريسها لها فهى ما زالت محبة للعالم ولشهواته‬ ‫مجروحة حباً‪ .‬وتكتشف ُب ْ‬ ‫فتخجل من نفسها قائلة ماذا أقدم لمن أحبنى كل هذا الحب ؟ سأقدم له إثبات إيمانى بهذا النصيب السماوى‪،‬‬ ‫سأبيع األرض وكل ما فيها‪ ،‬ولن أطلب أى ملذات فيها ودون طلب أى أجر فى مقابل هذا‪ ،‬ولن أطلب أن يلتفت‬

‫الناس إلى ما أفعل فأنا ال أهتم سوى بعريس نفسى‪ .‬النفس التى تذوقت حب عريسها لن تكتفى بالصوم بهذا‬ ‫المفهوم‪ ،‬بل ستترك عن طيب قلب كل ملذات العالم‪ ،‬بل وهى المجروحة حباً ستبكى وتنوح على خطاياها التى‬ ‫سببت األلم لعريسها لذلك نسمع فى متى قول السيد هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا ويكرر مرقس ولوقا القول‬

‫مستبدلين كلمة ينوحوا بكلمة يصوموا‪ .‬فاألصل أن النفس المجروحة حباً تنوح إذ تحزن قلب عريسها‪ .‬لقد تحول‬ ‫الصوم إلى عمل خاص بالعروس فيه تنوح وتتذلل فى حب لعريسها عالمة توبة وندم‪ ،‬فتتمتع هنا بحبه كعريس‬

‫لها‪ ،‬وتتهيأ لتلتقى معهُ فى العرس األبدى‪ .‬المسيحي يصوم وال يطالب بثمن ألنه يشعر أنه ال يستحق شئ‪ ،‬بل‬ ‫هو يتذلل أمام مسيح أحبه لهذه الدرجة‪ .‬وألن المسيحي عينه إنفتحت فرأى كم أهان اهلل بخطاياه‪.‬‬

‫والسيد يرفض فكرة الترقيع‪ ،‬فال يصح أن يصوم تالميذه وهو معهم بنفس األفكار القديمة الفريسية‪ ،‬هم سيحصلوا‬

‫على الطبيعة الجديدة بعد حلول الروح القدس وحينئذ يصومون بالفكر الجديد‪ ،‬فالطبيعة الجديدة أو الخليقة‬ ‫الجديدة ( ‪1‬كو ‪ )11::‬هى عطية من اهلل وليست بإضافة بعض األصوام والصلوات‪ ،‬وكيف تليق تعاليم العهد‬ ‫الجديد بالفريسيين الذين يهتمون بالتحيات فى األسواق وبملذاتهم ومسراتهم‪ .‬فى المسيحية تكون النفس مستعدة‬

‫ألن تصوم العمر كله وتترك الكل وتحسب الكل نفاية‪ ،‬بذل الجسد كذبيحة حية‪ ..‬فهل يستطيع الفكر اليهودى‬

‫تحمل هذا ؟ قطعاً ال‪ ،‬بل إن اليهودى لو أضفنا له هذه األفكار المسيحية ( وهى كرقعة من قطعة جديدة)‪،‬‬ ‫واليهودى ( كثوب عتيق ) من المؤكد أنه لن يتحمل‪ ،‬بل سيتمزق إلنكماش الجديد بعد الغسيل‪ .‬ونالحظ أن‬

‫اليهود كانوا يصومون يومى اإلثنين والخميس أسبوعياً مع يوم الكفارة‪ .‬المسيحية تنكر حقوقها من ملذات العالم‬

‫ليس كفرض عليها وانما حباً فى عريسها‪ ،‬وسمواً بالنفس إلى مجال الروح حتى تنتعش وتتخلص من رباطات‬ ‫المادة‪ .‬فهل هذا يتفق مع األفكار الفريسية‪ ،‬هذا ال يتناسب إالّ مع من يحوله الروح القدس إلى خليقة جديدة‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬

‫وفى المسيحية تكتشف النفس أنها كلما بذلت ذاتها وباعت األرضيات وتركت شهوة الجسد ترتفع للسماويات‬

‫فتلتقى مع عريسها فى فرح‪ ،‬واذا حدث هذا فماذا يهم النفس إن طوبها اآلخرين‪ ،‬وهذا هو هدف الفريسيين من‬ ‫الصوم‪ .‬لقد صار الصوم فى المسيحية تحري اًر للنفس من األرضيات لتلتقى بعريسها فى عالقة سرية سواء فى‬ ‫الصوم والتذلل والنوح أو فى الفرح والتعزية‪ .‬والخمر الجديدة إذا وضعت فى زقاق (من الجلد) قديم‪ ،‬فبسبب‬

‫تفاعالت الخمر الجديدة تنبعث غازات ال يحتملها جلد الزقاق القديم فيتشقق الزقاق‪ .‬وطبعاً الزقاق القديم إشارة‬ ‫لطبيعة اإلنسان العتيق قبل المعمودية وهذه الطبيعة القديمة ال تحتمل أفراح اللقاء مع العريس السماوى ( فالخمر‬

‫إشارة للفرح)‪ .‬فببساطة لو تذوق الفريسى أفراح العهد الجديد إلنفجر فى كبريائه إذ سينسب ما حصل عليه إلى‬

‫تقواه وورعه والى أصوامه وصدقاته‪ ،‬ولن ينسبها إلى محبة المسيح‪ ،‬فيسقط فى كبرياء قاتل‪ .‬فالفريسية التى‬

‫ف شماله ما‬ ‫هاجمها المسيح تشير لطبيعة اإلنسان العتيق الذى يميل ألن يفتخر بما يعمله من بر وبهذا ُي َعِّر ْ‬ ‫تفعله يمينه‪ .‬إن الفريسى أو اليهودى أو اإلنسان العتيق لن يستسيغ تعاليم المسيح والعهد الجديد‪ ،‬لذلك سيفضل‬

‫تعود أن يفتخر بنفسه‬ ‫ما يعرفه بخبراته = يقول العتيق أطيب فالخمر العتيقة أطيب ‪ ،‬والمعنى أن اليهودى الذى َّ‬

‫وبتقواه ‪ ،‬سيجد أن هذا أطيب من إنكار ذاته ونسبة كل شئ هلل ‪ .‬لذلك فّ َّ‬ ‫ضل السيد أن ال يصوم تالميذه حتى‬ ‫يحصلوا على الطبيعة الجديدة ‪ .‬والفريسيون قطعاً سيرفضون التذلل واإلنسحاق مفضلين نفختهم وكبريائهم‪.‬‬

‫الخمر الجديدة = هى العبادة بالروح ومن ضمنها الصوم‪ ،‬وهذه تثير الفرح فى اإلنسان كثمرة للروح القدس‪.‬‬

‫والزقاق القديمة = يكون جلدها قد فقد مرونته فتنشق مع تخمر وتفاعالت الخمر الجديدة‪ .‬إشارة للفريسي المنفوخ‬ ‫بكبريائه وبره الذاتي‪ .‬وبمنطق هذا المثل فلن يكون في السماء نوح وال تذلل وال صيام فسنكون مع عريسنا أبدياً‪.‬‬

‫وكمثيل لهذا ففي خالل فترة الخمسين المقدسة بعد القيامة ال صوم وال تذلل وما قبل القيامة خالل الـ‪::‬يوماً‬

‫الصيام تذلل ونوح‪.‬‬

‫( مت ‪ + 16-23:1‬مر ‪ + 48-12:2‬لو ‪-:)26-42:3‬‬

‫‪ِ 23‬‬ ‫اآلن‬ ‫س َج َد لَ ُه قَ ِائالً‪«:‬إِ َّن ْاب َن ِتي َ‬ ‫اء فَ َ‬ ‫يما ُه َو ُي َكلِّ ُم ُه ْم ِبه َذا‪ ،‬إِ َذا َرِئيس قَ ْد َج َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)16-23:1‬وف َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ماتَ ْت‪ِ ،‬‬ ‫ام َأرَة َن ِ‬ ‫ازفَ ُة َدٍم ُم ْن ُذ اثْ َنتَ ْي‬ ‫لك ْن تَ َع َ‬ ‫ال َو َ‬ ‫ام َي ُ‬ ‫سوعُ َوتَِب َع ُه ُه َو َوتَالَمي ُذهُ‪َ .‬وِا َذا ْ‬ ‫َ‬ ‫ض ْع َي َد َك َعلَ ْي َها فَتَ ْح َيا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ِ ‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يت»‪.‬‬ ‫اء ْت م ْن َو َرائه َو َم َّ‬ ‫َع ْ‬ ‫ت ثَْوَب ُه فَقَ ْط ُ‬ ‫شف ُ‬ ‫سُ‬ ‫س ْت ُه ْد َ‬ ‫سْ‬ ‫ب ثَْوِبه‪ ،‬أل ََّن َها قَالَ ْت في َن ْفس َها‪«:‬إِ ْن َم َ‬ ‫س َن ًة قَ ْد َج َ‬ ‫ش َرةَ َ‬ ‫ِ ‪18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫شفَ ِ‬ ‫ت يسوعُ وأ َْبصرَها‪ ،‬فَقَ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‬ ‫ش ِف َي ِت ا ْل َم ْأرَةُ ِم ْن ِت ْل َك َّ‬ ‫اك»‪ .‬فَ ُ‬ ‫يما ُن ِك قَ ْد َ‬ ‫الس َ‬ ‫اعة‪َ .‬ولَ َّما َج َ‬ ‫فَا ْلتَفَ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫ال‪«:‬ثقي َيا ْاب َن ُة‪ ،‬إ َ‬ ‫‪14‬‬ ‫الص ِب َّي َة لَم تَم ْت ِ‬ ‫ين وا ْلجمع ي ِ‬ ‫الرِئ ِ‬ ‫لكنَّ َها‬ ‫َّوا‪ ،‬فَِإ َّن َّ‬ ‫سوعُ إِلَى َب ْي ِت َّ‬ ‫ُّون‪ ،‬قَ َ‬ ‫ضج َ‬ ‫يس‪َ ،‬وَنظَ َر ا ْل ُم َزِّم ِر َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬تَ​َنح ْ‬ ‫َي ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫الص ِب َّي ُة‪16 .‬فَ َخ َر َج ذلِ َك ا ْل َخ َب ُر إِلَى ِت ْل َك‬ ‫ام ِت َّ‬ ‫ض ِح ُكوا َعلَ ْي ِه‪َ .‬فلَ َّما أ ْ‬ ‫َن ِائ َمة»‪ .‬فَ َ‬ ‫ُخ ِر َج ا ْل َج ْمعُ َد َخ َل َوأ َْم َ‬ ‫س َك ِب َيد َها‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ض ُكلِّ َها‪" .‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ان‬ ‫سوعُ ِفي َّ‬ ‫اجتَ َمعَ إِلَ ْي ِه َج ْمع َك ِثير‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ضا إِلَى ا ْل َع ْب ِر‪ْ ،‬‬ ‫الس ِفي َن ِة أ َْي ً‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)48-12:2‬ولَ َّما ْ‬ ‫اجتَ َاز َي ُ‬ ‫‪18‬‬ ‫احد ِم ْن ر َؤ ِ‬ ‫ِع ْن َد ا ْلب ْح ِر‪11 .‬وِا َذا و ِ‬ ‫ير‬ ‫ب إِلَ ْي ِه َك ِث ًا‬ ‫اء‪َ .‬ولَ َّما َرآهُ َخ َّر ِع ْن َد قَ َد َم ْي ِه‪َ ،‬و َ‬ ‫طلَ َ‬ ‫َ‬ ‫ساء ا ْل َم ْج َم ِع ْ‬ ‫س َج َ‬ ‫اس ُم ُه َيا ِي ُر ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫قَ ِائالً‪ْ «:‬اب َن ِتي َّ ِ‬ ‫ضى َم َع ُه َوتَِب َع ُه‬ ‫ضعُ َي َد َك َعلَ ْي َها لِتُ ْ‬ ‫شفَى فَتَ ْح َيا!»‪ .‬فَ َم َ‬ ‫س َم ٍة‪ .‬لَ ْيتَ َك تَأ ِْتي َوتَ َ‬ ‫يرةُ َعلَى آخ ِر َن َ‬ ‫الصغ َ‬ ‫‪67‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬ ‫‪12‬‬ ‫شرةَ س َن ًة‪16 ،‬وقَ ْد تَأَلَّم ْت َك ِث ا ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َّاء َك ِث ِ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ير َ‬ ‫ير م ْن أَطب َ‬ ‫َ‬ ‫ام َأرَة ِب َن ْزف َدم ُم ْن ُذ اثْ َنتَ ْي َع ْ َ َ‬ ‫َج ْمع َكثير َو َكا ُنوا َي ْز َح ُموَن ُه‪َ .‬و ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ش ْي ًئا‪ ،‬ب ْل صار ْت إِلَى حال أَرَدأَ‪11 .‬لَ َّما ِ‬ ‫اء ْت ِفي ا ْل َج ْم ِع ِم ْن‬ ‫َوأَ ْنفَقَ ْت ُك َّل َما ِع ْن َد َها َولَ ْم تَْنتَ ِف ْع َ‬ ‫سو َ‬ ‫ع‪َ ،‬ج َ‬ ‫سم َع ْت ِب َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫‪13‬‬ ‫يت»‪َ 11 .‬فلِ ْلوق ِ‬ ‫ور ٍ‬ ‫ْت َج َّ‬ ‫ف َي ْن ُبوعُ َد ِم َها‪َ ،‬و َعلِ َم ْت ِفي‬ ‫اء‪َ ،‬و َم َّ‬ ‫ت َولَ ْو ِث َي َاب ُه ُ‬ ‫ش ِف ُ‬ ‫سُ‬ ‫سْ‬ ‫َ‬ ‫س ْت ثَْوَب ُه‪ ،‬أل ََّن َها قَالَ ْت‪«:‬إِ ْن َم َ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ش ِ‬ ‫َّاء‪َ .‬فلِ ْلوق ِ‬ ‫ِجس ِمها أ ََّنها قَ ْد ب ِرَئ ْت ِم َن الد ِ‬ ‫اع ًار ِفي َن ْف ِس ِه ِبا ْلقُ َّوِة الَِّتي َخ َر َج ْت ِم ْن ُه‪،‬‬ ‫سوعُ َب ْي َن ا ْل َج ْم ِع َ‬ ‫ْت ا ْلتَفَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ت َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪81‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ان َي ْنظُ​ُر‬ ‫س ِث َيا ِبي؟» فَقَ َ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ‪«:‬أَ ْن َ‬ ‫س ِني؟» َو َك َ‬ ‫ت تَْنظُ​ُر ا ْل َج ْم َع َي ْز َح ُم َك‪َ ،‬وتَقُو ُل‪َ :‬م ْن لَ َم َ‬ ‫ال‪َ «:‬م ْن لَ َم َ‬ ‫‪88‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َل لَ َها‪ ،‬فَ َخ َّر ْت َوقَالَ ْت لَ ُه‬ ‫َح ْولَ ُه لِ َي َرى الَِّتي فَ َعلَ ْت ه َذا‪َ .‬وأ َّ‬ ‫اء ْت َو ِه َي َخائفَة َو ُم ْرتَع َدة‪َ ،‬عال َم ًة ِب َما َح َ‬ ‫َما ا ْل َم ْأرَةُ فَ َج َ‬ ‫‪84‬‬ ‫ْه ِبي ِبسالٍَم و ُكوِني ِ‬ ‫شفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َح َّ‬ ‫يح ًة ِم ْن َد ِائ ِك»‪َ 82.‬وَب ْي َن َما ُه َو‬ ‫ق ُكلَّ ُه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يما ُن ِك قَ ْد َ‬ ‫اك‪ ،‬اذ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ال لَ َها‪َ « :‬يا ْاب َن ُة‪ ،‬إ َ‬ ‫ين‪ْ «:‬اب َنتُ َك ماتَ ْت‪ .‬لِما َذا تُتْ ِعب ا ْلمعلِّم بع ُد؟» ‪86‬فَ ِ‬ ‫ار َرِئ ِ‬ ‫اءوا ِم ْن َد ِ‬ ‫سوعُ لِ َوق ِْت ِه ا ْل َكلِ َم َة‬ ‫يس ا ْل َم ْج َم ِع قَ ِائلِ َ‬ ‫ُ َُ َ َْ‬ ‫سم َع َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َيتَ َكلَّ ُم َج ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ف! ِ‬ ‫َّ‬ ‫ال لِ َرِئ ِ‬ ‫َخا‬ ‫وح َّنا أ َ‬ ‫يس ا ْل َم ْج َم ِع‪«:‬الَ تَ َخ ْ‬ ‫الَِّتي ِقيلَ ْت‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫آم ْن فَقَ ْط»‪َ .‬ولَ ْم َي َد ْ‬ ‫وب‪َ ،‬وُي َ‬ ‫س َوَي ْعقُ َ‬ ‫ع أَ‬ ‫َح ًدا َيتْ َب ُع ُه إِال ُب ْط ُر َ‬ ‫‪81‬‬ ‫‪83‬‬ ‫ون ويوْل ِولُ َ ِ‬ ‫اء إِلَى َب ْي ِت َرِئ ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬لِ َما َذا‬ ‫يرا‪ .‬فَ َد َخ َل َوقَ َ‬ ‫يس ا ْل َم ْج َم ِع َو َأرَى َ‬ ‫ض ِج ً‬ ‫َي ْعقُ َ‬ ‫يجا‪َ .‬ي ْب ُك َ َ ُ َ‬ ‫وب‪ .‬فَ َج َ‬ ‫ون َكث ً‬ ‫‪42‬‬ ‫الص ِبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِب َّي ُة ِ‬ ‫تَ ِ‬ ‫َّة‬ ‫َخ َذ أ َ​َبا َّ‬ ‫ون؟ لَ ْم تَ ُم ِت َّ‬ ‫ض ِح ُكوا َعلَ ْي ِه‪ .‬أ َّ‬ ‫َما ُه َو فَأ ْ‬ ‫يع‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ُّون َوتَْب ُك َ‬ ‫ضج َ‬ ‫لك َّن َها َن ِائ َمة»‪ .‬فَ َ‬ ‫َخ َر َج ا ْل َجم َ‬ ‫‪42‬‬ ‫الص ِبي ِ‬ ‫طلِيثَا‪ ،‬قُو ِمي!»‪ .‬الَِّذي‬ ‫س َك ِب َي ِد َّ‬ ‫ث َكا َن ِت َّ‬ ‫َّة َوقَا َل لَ َها‪َ «:‬‬ ‫ضَ‬ ‫َوأ َّ‬ ‫ين َم َع ُه َوَد َخ َل َح ْي ُ‬ ‫الص ِب َّي ُة ُم ْ‬ ‫ُم َها َوالَِّذ َ‬ ‫ط ِج َع ًة‪َ ،‬وأ َْم َ‬ ‫تَ ْف ِسيره‪ :‬يا ص ِبيَّ ُة‪ ،‬لَ ِك أَقُو ُل‪ :‬قُو ِمي! ‪41‬وِل ْلوق ِ‬ ‫س َن ًة‪.‬‬ ‫ْت قَا َم ِت َّ‬ ‫ش ْت‪ ،‬أل ََّن َها َكا َن ِت ْاب َن َة اثْ َنتَ ْي َع ْ‬ ‫الص ِب َّي ُة َو َم َ‬ ‫ش َرةَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ​ُ َ َ‬ ‫‪48‬‬ ‫َن الَ يعلَم أَحد ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ْم َك ِث ًا‬ ‫َن تُ ْعطَى لِتَأْ ُك َل‪" .‬‬ ‫ذل َك‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ال أ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ير أ ْ َ ْ َ َ‬ ‫يما‪ .‬فَأ َْو َ‬ ‫فَ ُب ِهتُوا َب َهتًا َعظ ً‬ ‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ُمهُ‬ ‫يع ُه ْم َي ْنتَظ ُروَن ُه‪َ .‬وِا َذا َر ُجل ْ‬ ‫سوعُ قَ ِبلَ ُه ا ْل َج ْمعُ أل ََّن ُه ْم َكا ُنوا َجم ُ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)26-42:3‬ولَ َّما َر َج َع َي ُ‬ ‫‪41‬‬ ‫ِ‬ ‫ان لَ ُه ِب ْنت‬ ‫ب إِلَ ْي ِه أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َن َي ْد ُخ َل َب ْيتَ ُه‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ‬ ‫اء‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ع َوطَلَ َ‬ ‫يس ا ْل َم ْج َم ِع‪ ،‬فَ َوقَ َع ع ْن َد قَ َد َم ْي َي ُ‬ ‫ان َرِئ َ‬ ‫س قَ ْد َج َ‬ ‫َيا ِي ُر ُ‬ ‫ال ا ْلمو ِت‪ .‬فَ ِفيما ُهو م ْنطَلِق َزحمتْهُ ا ْلجموعُ‪48 .‬وام أرَة ِب َن ْز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َدٍم‬ ‫يدة لَ َها َن ْح ُو اثْ َنتَ ْي َع ْ‬ ‫َو ِح َ‬ ‫س َن ًة‪َ ،‬و َكا َن ْت في َح ِ َ ْ‬ ‫ش َرةَ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ٍ ‪44‬‬ ‫ِ‬ ‫َطب ِ‬ ‫ش ِتها ِلأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ْت ِم ْن َو َرِائ ِه‬ ‫َن تُ ْ‬ ‫ُم ْن ُذ اثْ َنتَ ْي َع ْ‬ ‫َّاء‪َ ،‬ولَ ْم تَ ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫شفَى م ْن أ َ‬ ‫س َن ًة‪َ ،‬وقَ ْد أَ ْنفَقَ ْت ُك َّل َمعي َ َ‬ ‫َحد‪َ ،‬ج َ‬ ‫ش َرةَ َ‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ثَْوِب ِه‪ .‬فَ ِفي ا ْل َح ِ‬ ‫ون‪،‬‬ ‫ف َد ِم َها‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ف َن ْز ُ‬ ‫ال َوقَ َ‬ ‫ان ا ْل َج ِميعُ ُي ْن ِك ُر َ‬ ‫س ِني؟» َوِا ْذ َك َ‬ ‫س ْت ُه ْد َ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬م ِن الَّذي لَ َم َ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫َولَ َم َ‬ ‫ِ‬ ‫س ِني؟» ‪46‬فَقَا َل‬ ‫قَ َ‬ ‫ض ِّيقُ َ‬ ‫س َوالَِّذ َ‬ ‫ام َعلِّ ُم‪ ،‬ا ْل ُج ُموعُ ُي َ‬ ‫ون َعلَ ْي َك َوَي ْز َح ُموَن َك‪َ ،‬وتَقُو ُل‪َ :‬م ِن الَّذي لَ َم َ‬ ‫ال ُب ْط ُر ُ‬ ‫ين َم َع ُه‪َ « :‬ي ُ‬ ‫‪41‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يسوعُ‪«:‬قَ ْد لَمس ِني و ِ‬ ‫ت أ َّ‬ ‫اء ْت ُم ْرتَِع َدةً‬ ‫احد‪ ،‬أل َِّني َعلِ ْم ُ‬ ‫َن قَُّوةً قَ ْد َخ َر َج ْت م ِّني»‪َ .‬فلَ َّما َأرَت ا ْل َم ْأرَةُ أَنَّ َها لَ ْم تَ ْختَف‪َ ،‬ج َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫‪43‬‬ ‫ف َب ِرَئ ْت ِفي ا ْل َح ِ‬ ‫َّام َج ِمي ِع َّ‬ ‫ال لَ َها‪ِ «:‬ث ِقي َيا ْاب َن ُة‪،‬‬ ‫الش ْع ِب أل ِّ‬ ‫َو َخ َّر ْت لَ ُه‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ال‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ستْ ُه‪َ ،‬و َك ْي َ‬ ‫س َب ٍب لَ َم َ‬ ‫َي َ‬ ‫َخ َب َرتْ ُه قُد َ‬ ‫ْه ِبي ِبسالٍَم»‪41.‬وب ْي َنما ُهو يتَ َكلَّم‪ ،‬جاء و ِ‬ ‫شفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار َرِئ ِ‬ ‫احد ِم ْن َد ِ‬ ‫يس ا ْل َم ْج َم ِع قَ ِائالً لَ ُه‪«:‬قَ ْد َماتَ ِت‬ ‫يما ُن ِك قَ ْد َ‬ ‫اك‪ِ ،‬اذ َ‬ ‫َ​َ َ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫إ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ف! ِ‬ ‫ْاب َنتُ َك‪ .‬الَ تُتْ ِع ِب ا ْلمعلِّم»‪22 .‬فَ ِ‬ ‫اء إِلَى‬ ‫آم ْن فَقَ ْط‪ ،‬فَ ِه َي تُ ْ‬ ‫َج َاب ُه ِق ِائالً‪« :‬الَ تَ َخ ْ‬ ‫سوعُ‪َ ،‬وأ َ‬ ‫شفَى»‪َ .‬فلَ َّما َج َ‬ ‫سمعَ َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫الص ِبي ِ‬ ‫َّ‬ ‫ون َعلَ ْي َها‬ ‫وح َّنا‪َ ،‬وأ َ​َبا َّ‬ ‫َّة َوأ َّ‬ ‫ا ْل َب ْي ِت لَ ْم َي َد ْ‬ ‫ان ا ْل َج ِميعُ َي ْب ُك َ‬ ‫ُم َها‪َ .‬و َك َ‬ ‫وب َوُي َ‬ ‫س َوَي ْعقُ َ‬ ‫ع أَ‬ ‫َح ًدا َي ْد ُخ ُل إِال ُب ْط ُر َ‬ ‫‪24‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ِ‬ ‫ال‪«:‬الَ تَ ْب ُكوا‪ .‬لَم تَم ْت ِ‬ ‫ض ِح ُكوا َعلَ ْي ِه‪َ ،‬ع ِ‬ ‫ين أَنَّ َها َماتَ ْت‪ .‬فَأ ْ‬ ‫ون‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ارِف َ‬ ‫َوَي ْل ِط ُم َ‬ ‫لكنَّ َها َن ِائ َمة»‪ .‬فَ َ‬ ‫َخ َر َج ا ْل َجميعَ‬ ‫ْ ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫َن تُ ْعطَى‬ ‫َم َر أ ْ‬ ‫س َك ِب َي ِد َها َوَن َ‬ ‫ص ِب َّي ُة‪ ،‬قُو ِمي!»‪ .‬فَ َر َج َع ْت ُر ُ‬ ‫ادى قَائالً‪َ «:‬يا َ‬ ‫ار ًجا‪َ ،‬وأ َْم َ‬ ‫ام ْت في ا ْل َحال‪ .‬فَأ َ‬ ‫وح َها َوقَ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫اه َما أ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ت َوالِ َد َ‬ ‫لِتَأْ ُك َل‪ .‬فَ ُب ِه َ‬ ‫َح ٍد َع َّما َك َ‬ ‫َن الَ َيقُوالَ أل َ‬ ‫اها‪ .‬فَأ َْو َ‬

‫من وضع قصص اإلنجيليين الثالثة معاً‪ ،‬نفهم أن يايرس‪ ،‬رئيس المجمع كانت إبنته مريضة‪ ،‬وقد إقتربت من‬ ‫الموت‪ ،‬فذهب للسيد المسيح يسأله أن يأتى ويشفيها‪ ،‬والسيد قبل أن يذهب‪ ،‬لكن موضوع نازفة الدم فى الطريق‬

‫‪68‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬

‫وشفائها َعطَّ َل السيد‪ .‬وجاء خبر أن البنت قد ماتت‪ ،‬لكن يايرس أصر على أن يذهب السيد ويقيمها = تعال‬ ‫وضع يدك عليها فتحيا ( مت ‪ ) 18:9‬وواضح أن متى يختصر القصة ويقدم خالصة الموضوع‪.‬‬ ‫وهنا نحن أمام معجزتين متداخلتين‪ )2 :‬شفاء نازفة الدم‬

‫مشكلتين‪:‬‬

‫‪ )2‬النجاسة‬

‫‪ )1‬الموت‬

‫‪ )1‬إقامة إبنة يايرس ألننا نعاني كخليقة من‬

‫والمسيح أتى ليحل المشكلتين ويعطينا بذلك خليقة جديدة فيها نسود على الخطية والنتيجة حياة أبدية‪ .‬ولنالحظ‬

‫أن الموت هو بسبب النجاسة فتداخلت المشكلتان ‪.‬‬ ‫‪ )1‬شفاء نازفة الدم ‪:‬‬

‫كثيرون ساروا وراء المسيح وواحدة نالت الشفاء ألنها تقدمت ‪ )1‬بإيمان ‪ )1‬بنفس منكسرة تتقدم فى الخفاء‬

‫بإنسحاق لتتالمس مع الرب‪ .‬وبحسب الناموس فنازفة الدم هى نجسة تنجس من يتالمس معها‪ ،‬لكن السيد‬ ‫القدوس ال يتنجس منا بل بتالمسه معنا يشفينا ويقدسنا‪ .‬والسيد أعلن ما فعلته هذه المرأة ليعلن إيمانها فنتشبه بها‬ ‫وحتى ال ينخسها ضميرها ألنها نالت العطية خلسة‪ ،‬وألن المسيح أعجب بإنسحاقها‪ .‬ونالحظ قول مرقس عنها‪،‬‬

‫وقد تألمت كثي ارً من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئاً بل صارت إلى حال أردأ‪ .‬بينما أن لوقا‬

‫كطبيب يحترم مهنة الطب ال يقول هذا بل يقول أنفقت كل معيشتها لألطباء ولم تقدر أن تشفى من أحد‪ .‬هذه‬

‫المرأة تشير ألن العالم غير قادر على شفاءنا من أمراضنا‪ .‬فقط المسيح‪.‬‬

‫والسيد بعد أن شفاها جسدياً منحها السالم لنفسها = إذهبى بسالم‪.‬‬

‫إن مسست ثَْوَب ُه فقط … من لمسنى = هناك من يلمس السيد بإيمان فيشفى وهناك كثيرين يزحمونه ويلتفون‬ ‫حوله بال إيمان فال يأخذون شيئاً‪ .‬وهو يشفى أمراض أجسادنا وأنفسنا وأرواحنا‪ .‬والحظ حال المرأة قبل شفاء‬ ‫المسيح لها ‪ )1‬مريضة جسدياً‪.‬‬

‫‪ )1‬نجسة طقسياً بسبب النزف‪ ): .‬بال مال (أنفقت كل أموالها)‪.‬‬

‫قوة قد خرجت منى= هذه اللمسة بإيمان تخرج قوة شافية من السيد فكثيرون يمألون الكنائس وقليلون من‬ ‫يتالمسوا بإيمان مع يسوع فينالوا قوة‪ .‬والقوة التى خرجت منه ال تعنى أن قوته نقصت بسببها‪ ،‬فهذا كإشعال‬

‫شمعة من نار شمعة أخرى دون أن تنقص شعلة الثانية‪.‬والتحام قصتى نازفة الدم وابنة يايرس يعنى أن المسيح‬ ‫هو قوة شفاء وحياة‪ .‬وهنا نجد تفسير لقول السيد للمجدلية ال تلمسينى ‪ ،‬فهى عرفته كمعلم ولم تدرك أنه اهلل ‪.‬‬ ‫وكأن السيد يقول لها أنت لن تأخذى منى ما أخذته هذه المرأة نازفة الدم إن لم يكن إيمانك بى قد إرتفع وصار‬

‫مثلها ‪ ،‬بقدر إيمانك ستأخذى منى ‪ ،‬إذاً حين تدركين أننى يهوه (أننى واآلب واحد = أى أصبحت فى نظرك‬ ‫أننى وأبى متساويان) ستأخذين ما تريدين ‪ .‬أنا أريد يا مريم أن تلمسينى بهذا اإليمان لتأخذى ‪.‬‬ ‫‪ )2‬إقامة إبنة يايرس ‪:‬‬

‫الحظ أيضاً أن يايرس كان فى درجة إيمانية أقل من قائد المئة‪ .‬فيايرس قال للسيد تعال وضع يدك‪ ،‬أما قائد‬ ‫المئة فقال قل كلمة فقط‪ ،‬لكن يايرس طلب بلجاجة = كثي ارً‪.‬‬

‫‪69‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬

‫قام المسيح بعمل ثالثة معجزات إقامة من األموات تمثل عمله اإللهى فى إقامتنا من موت الخطية‪ .‬ونالحظ أن‬

‫السيد قادر أن يقيمنا من أى درجة من درجات الموت‪.‬‬

‫‪ -1‬بنت يايرس= كانت مازالت فى بيت أبيها = تشير للخطية خالل الفكر الخفى فى الداخل‪ .‬وهذه تحتاج إلى‬

‫لمسة‪ .‬ومرقس إذ يكتب للرومان يفسر كلمة طاليثا العبرية‪.‬‬ ‫‪ -2‬إبن أرملة نايين = هذا ُح ِم ِل َ​َ فى نعش إلى الطريق= وهذا يشير ألن الخطية خرجت من مجال الفكر إلى‬ ‫حيز التنفيذ‪ .‬وهذه إحتاجت أن يوقف السيد الجنازة ويأمر الشاب أن يقوم‪ ،‬رمز لتدخل اهلل ليوقف حركة‬ ‫الخاطىء نحو قبر الخطايا‪ ،‬فال يكمل الشرير طريق شره وتتحول الخطية إلى عادة ودفع الشاب ألمه يشير‬

‫ألن المسيح يعيد الخاطىء لحضن الكنيسة‪.‬‬

‫‪ -3‬لعازر= هنا حدث عفونة للجسد = الخطية تحولت إلى عادة إرتبطت بالشخص وارتبط الشخص بها‪ .‬وها‬ ‫نسمع أن السيد إنزعج وأمر برفع الحجر ونادى لعازر ليخرج‪ ،‬وطلب حل رباطاته‪.‬‬

‫ونالحظ أن اليهود كانوا يستأجرون فى حاالت الموت ندابات ومزمرون وهذا ال يرضى المسيح فأخرجهم‪ .‬ونجد‬

‫هنا أن المسيح يعتبر أن الموت هو حالة نوم كما قال فى حالة لعازر‪ ،‬وهذا يعطينا أن ال ننزعج من الموت فهو‬ ‫حالة مؤقتة يعقبها قيامة بالتأكيد‪ .‬ونالحظ أن قليلين هم الذين أروا معجزة قيامة البنت‪ ،‬إشارة ألن قليلون هم من‬

‫يتمتعوا بقوة القيامة‪ .‬وقليلين (حوالى ‪ :77‬أو اكثر قليالً ) هم من أروا المسيح بعد قيامته‪.‬وقال أن تعطى لتأكل‬

‫= ليثبت أن قيامتها ليست خياالً أو وهماً‪.‬‬

‫تأمل‪ -:‬الكنيسة آمنت بقول السيد أن الموت ما هو إالّ نوم فعبرت عن هذا فى ليتورجيتها قائلة " ليس موت‬

‫لعبيدك بل هو إنتقال"‬

‫القصتان متداخلتان ألن نتائج الخطية [‪ ]1‬نحيا في نجاسة فترة [‪ ]1‬بعد هذه الفترة نموت‪ .‬والمسيح أتى ليعطينا‬

‫خليقة جديدة‪ .‬فهو المسيح القدوس الحي سيعطينا [‪ ]1‬قداسة [‪ ]1‬حياة‪ .‬والقصتان جاءتا بعد ذكر الخليقة الجديدة‬ ‫ليشرح معنى الخليقة الجديدة‪ .‬وجاءتا متداخلتان ألن من عاش في قداسة يستمر في حياة أبدية بدأها بالمعمودية‬

‫أما النجاسة فتؤدي للموت‪.‬‬ ‫‪ِ 11‬‬ ‫ص َر َخ ِ‬ ‫َع َم َي ِ‬ ‫ان َوَيقُوالَ ِن‪ْ «:‬ار َح ْم َنا َيا ْاب َن‬ ‫سوعُ ُم ْجتَاز ِم ْن ُه َن َ‬ ‫اك‪ ،‬تَِب َع ُه أ ْ‬ ‫ان َي ْ‬ ‫يما َي ُ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)84-11:1‬وف َ‬ ‫ِ‬ ‫َد ُاوَد!»‪َ 13 .‬ولَ َّما َج َ ِ‬ ‫سوعُ‪«:‬أَتُ ْؤ ِم َن ِ‬ ‫َع َم َي ِ‬ ‫َن أَف َْع َل ه َذا؟» قَاالَ‬ ‫ان‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ان أ َِّني أَق ِْد ُر أ ْ‬ ‫َّم إِلَ ْي ِه األ ْ‬ ‫ال لَ ُه َما َي ُ‬ ‫اء إلَى ا ْل َب ْيت تَقَد َ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪ٍ ِ ِ 11‬‬ ‫َع ُي َن ُهما قَ ِائالً‪ِ «:‬ب َح َ ِ‬ ‫َع ُي ُن ُه َما‪.‬‬ ‫يم ِان ُك َما ِل َي ُك ْن لَ ُك َما»‪ .‬فَا ْنفَتَ َح ْت أ ْ‬ ‫س ِّي ُد!»‪ .‬حي َنئذ لَ َم َ‬ ‫لَ ُه‪َ «:‬ن َع ْم‪َ ،‬يا َ‬ ‫سب إ َ‬ ‫س أْ َ‬ ‫شاعاه ِفي ِ‬ ‫فَا ْنتَهرُهما يسوعُ قَ ِائالً‪« :‬ا ْنظُرا‪ ،‬الَ يعلَم أَحد!» ‪82‬و ِ‬ ‫ض ُكلِّ َها‪َ 81 .‬وِ‬ ‫لكنَّ‬ ‫ِ‬ ‫يما ُه َما‬ ‫ف‬ ‫َر‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪88‬‬ ‫ُخ ِر َج َّ‬ ‫ار َج ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ان تَ َكلَّ َم األ ْ‬ ‫َّموهُ إِلَ ْيه‪َ .‬فلَ َّما أ ْ‬ ‫سان أ ْ‬ ‫َّب ا ْل ُج ُموعُ‬ ‫الش ْيطَ ُ‬ ‫س‪ ،‬فَتَ َعج َ‬ ‫َخ َر ُ‬ ‫َخ َر ُ‬ ‫ان‪ ،‬إِ َذا إِ ْن َ‬ ‫س َم ْج ُنون قَد ُ‬ ‫‪84‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫الشي ِ‬ ‫َما ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّون فَقَالُوا‪ِ «:‬ب َرِئ ِ‬ ‫اط ِ‬ ‫ين!»‪" .‬‬ ‫يل!» أ َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اط َ‬ ‫يسي َ‬ ‫قَ ِائلِ َ‬ ‫ين ُي ْخ ِر ُج َّ َ‬ ‫يس َّ َ‬ ‫ين‪«:‬لَ ْم َي ْظ َه ْر قَطُّ مثْ ُل ه َذا في إِ ْ‬ ‫سمعنا عن الخليقة الجديدة وهنا نسمع عن سمات الخليقة الجديدة [‪ ]1‬أعين مفتوحة ترى اهلل [‪ ]1‬من يرى اهلل‬ ‫تنفك عقدة لسانه ويسبح اهلل‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬

‫نسمع هنا عن معجزة شفاء أعميان‪ .‬واالخطر من العمى الجسدى هو العمى الروحى (‪1‬كو ‪ .)1:1‬ولنفهم أنه‬

‫أوالً علينا أن ندرك أننا حصلنا على اإلستنارة بالمعمودية حين خلعنا اإلنسان العتيق بظلمته ولبسنا اإلنسان‬ ‫الجديد الذى على صورة خالقنا‪ ،‬فنحمل فينا مسيحنا سر استنارتنا‪ .‬ولكن بالخطية نفقد هذه اإلستنارة‪ ،‬والمسيح‬

‫قادر أن يفتح بصيرتنا الروحية على شرط ‪ )1‬أن ندرك أننا عميان ‪ )1‬أن نصرخ مثل هذين األعميين قائلين يا‬ ‫إبن داود إفتح أعيننا وارحمنا‪ .‬وهو يستجيب ويفتح أعيننا فنعرفه ويعلن لنا ذاته‪ ،‬حينئذ سنسجد له كما سجد‬

‫المولود أعمى (يو‪ .)9‬أتؤمنان = هذا السؤال الزم‪:‬‬ ‫‪ )1‬فبدون إيمان لن تحدث المعجزة‪.‬‬

‫‪ )2‬المسيح يريد أن يظهر إيمانهما للجموع واألعميان يشيران لليهود (عماهم بسبب كبريائهم) وللوثنيين (عماهم‬

‫بسبب وثنيتهم)‪ .‬والمسيح فى إتضاعه طلب منهما أن ال يتكلما لكنهما لم يستطيعا إالّ أن يردا الحب بالحب‬ ‫فمضيا يشهدا له‪ ،‬كما فعلت السامرية‪ .‬والمسيح تأخر فى إستجابته ليصرخا فترة أطول (صالة طويلة) وحين‬

‫تأتى اإلستجابة يزداد اإليمان‪ .‬لما جاء إلى البيت= اللقاء مع المسيح هو أساساً لقاء مخدع‪.‬‬

‫ثم نسمع عن معجزة أخرى فيها يخرج السيد شيطاناً من إنسان أخرس مجنون‪ .‬وفيها نالحظ أن الشيطان له قوة‬ ‫رهيبة ليس لها نظير فى الكون‪ ،‬وهو يستطيع ان يدخل فى اإلنسان ويسيطر على أعضائه ويوقع به الضرر‪.‬‬

‫وهذا ما يفعله الشيطان بكل خاطىء فهو يسكت لسانه عن تسبيح اهلل ( مز ‪ .)1-1:1:1‬فكل مسبى فى أرض‬ ‫الخطية‬

‫(بابل رمز ألرض الخطية )‪ .‬وكلما يتعمق اإلنسان فى خطيته يكون كالمجنون‪ .‬وما هو تصرف المجنون إالّ‬

‫اإلندفاع وراء ما يؤذيه‪ ،‬والخاطىء يندفع وراء الخطية المهلكة على األرض وأبدياً‪.‬‬

‫ومن رأى المسيح وسبحه يكون في ملكوت السموات وهذا ما سنسمع عنه بعد ذلك‪.‬‬

‫(مت ‪)83-82:1‬‬

‫‪82‬‬ ‫وف ا ْلم ُد َن ُكلَّها وا ْلقُرى يعلِّم ِفي مج ِ‬ ‫ش َارِة‬ ‫ام ِع َها‪َ ،‬وَي ْك ِرُز ِب ِب َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)81-82:1‬و َك َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ان َي ُ‬ ‫سوعُ َيطُ ُ ُ‬ ‫َ َ َ َُ ُ‬ ‫‪86‬‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ا ْلملَ ُك ِ‬ ‫ش ِفي ُك َّل َم َر ٍ‬ ‫ف ِفي َّ‬ ‫ين‬ ‫وت‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫الش ْع ِب‪َ .‬ولَ َّما َأرَى ا ْل ُج ُمو َ‬ ‫ع تَ َح َّن َن َعلَ ْي ِه ْم‪ ،‬إِ ْذ َكا ُنوا ُم ْن َزِع ِج َ‬ ‫ض َو ُك َّل ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪81‬‬ ‫اد َك ِثير و ِ‬ ‫اعي لَها‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ قَ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم ْنطَ ِر ِح َ ٍ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫صُ‬ ‫لك َّن ا ْلفَ َعلَ َة َقلِيلُ َ‬ ‫ين َك َغ َنم الَ َر َ َ‬ ‫َ‬ ‫ال لتَالَميذه‪«:‬ا ْل َح َ‬ ‫َُ‬

‫لقد وصل اليهود إلى حالة تثير األسى ألن رعاتهم كانوا يصدونهم عن رؤية الحق‪ .‬وهنا نجد المسيح الراعى‬

‫الصالح يفتقد شعبه بنفسه إذ فسد رعاة الشعب‪ .‬ولذلك نجده اآلن يرسل تالميذه عوضاً عن رعاة إسرائيل غير‬

‫األمناء‪.‬‬

‫فاطلبوا من رب الحصاد أن ُيرسل فعلة الى حصاده = لذلك إعتادت الكنائس أن تصلى عند إختيار رعاتها‬ ‫(أساقفة وكهنة)‪ .‬ونالحظ أن بعد هذه اآلية مباشرة نسمع عن إختيار التالميذ واعطائهم سلطاناً‪ .‬فالتالميذ هم‬ ‫الرعاة الجدد لشعب المسيح عوضاً عن كهنوت اليهود المرفوض‪.‬‬

‫منزعجين= هذا حال كل مستعبد للخطية‪ ،‬فهو بال سالم ومضطرب‪.‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع)‬

‫منطرحين= معرضين لهجمات إبليس والسقوط في خطاياه‪ .‬وليس هذا فقط بل صار رعاة الشعب اليهودي سراق‬ ‫ولصوص (يو‪.)8:17‬‬

‫إطلبوا= فنحن نطلب واهلل هو الذي يرسل خدامه‪.‬‬

‫بشارة الملكوت= هو ملكوت كله حرية وفرح وسالم وهذا ال يشعر به سوى من إنفتحت عينيه‪ ،‬ولن تفتح عيني‬ ‫إنسان يحيا في نجاسة "طوبى ألنقياء القلب‪ "..‬ولذلك صار الملكوت موضوع ك ارزة فنحن نكرز بطريق الفرح‪.‬‬

‫ما سيأتي هو تأسيس الملكوت ومعنى ملكوت السموات‪ .‬والكنيسة هي ملكوت اهلل على األرض‪ .‬ومن هم‬ ‫أعضاء الكنيسة‪ .‬هم من شفاهم اهلل وفتح أعينهم فرأوه وأحبوه‪ ،‬رأوه وسطهم وفي إجتماعاتهم‪ ،‬و أروا مالئكة اهلل‬

‫وقديسيه وسط الكنيسة‪ .‬ومن أدرك هذا هو من تخلص من خطاياه بالتوبة فإنفتحت عينيه‪ .‬ومثل هذا تنفك شفتيه‬

‫ويسبح تعبي اًر عن حالة الفرح‪ .‬أيضاً ما يعمي العينين عن روعة ملكوت اهلل [‪ ]1‬التذمر [‪ ]1‬التمرد على وصايا‬ ‫اهلل‪ .‬ما يأتي هو أن المسيح كإبن داود يؤسس مملكته‪ ،‬وما سبق كان إعداد الناس بشفائهم ليؤهلوا لدخول هذا‬

‫الملكوت‪ .‬والحظ أن كلمة السموات من سمو النفس لتحيا في السمويات‪ ،‬هنا جزئياً وكلياً في الحياة األبدية‪ .‬ومن‬ ‫بدأ يتذوق الحياة السمائية يحتقر الملذات الحسية‪ ،‬وهذه هي الخليقة الجديدة التي سكب فيها الروح القدس محبة‬

‫اهلل (رو‪):::‬‬

‫اآليات السابقة جاءت بطريقة رائعة كمدخل لموضوع الملكوت‪.‬‬

‫علي‪ .‬ولكننا ونحن على األرض مازال داخلنا جزء من التمرد‪.‬‬ ‫ملكوت اهلل‪ :‬هو أن يملك اهلل ّ‬ ‫صيِّر المكان سماء‪ ،‬وكلما يملك اهلل باألكثر ويختفي التمرد يسمو اإلنسان‬ ‫ملكوت السموات‪ :‬حينما يملك اهلل ُي َ‬ ‫ويتذوق السمائيات بأفراحها باألكثر‪.‬‬ ‫والحظ أن اهلل حين يملك على قلب إنسان ال يقيده بوصاياه بل يفهم هذا اإلنسان أن هذه الوصايا هي طريق‬

‫الفرح والحرية الحقيقية فيحتقر كل لذة خاطئة‪.‬‬ ‫‪83‬‬ ‫ب ا ْلحص ِاد أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِاد ِه»‪".‬‬ ‫َن ُي ْرس َل فَ َعلَ ًة إِلَى َح َ‬ ‫آية (مت ‪ " -:)83:1‬فَا ْطلُ ُبوا م ْن َر ِّ َ َ‬

‫‪72‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح العاشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح العاشر‬ ‫( مت ‪ + 4-2:22‬مر‪ + 21-28:8‬لو ‪-:)26-21:6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وها‪،‬‬ ‫طا ًنا َعلَى أ َْرَو ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫َع َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)4-2:22‬ثُ َّم َد َعا تَالَ ِمي َذهُ اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫س ٍة َحتَّى ُي ْخ ِر ُج َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش َر َوأ ْ‬ ‫اح َن ِج َ‬ ‫اه ْم ُ‬ ‫ٍ ‪1‬‬ ‫هذ ِه‪ :‬اَأل ََّو ُل ِسمع ُ ِ‬ ‫شر رسوالً فَ ِهي ِ‬ ‫شفُوا ُك َّل َم َر ٍ‬ ‫س‪،‬‬ ‫ض ْع‬ ‫ف‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َوَي ْ‬ ‫ض َو ُك َّل ُ‬ ‫َما أ ْ‬ ‫ان الَّذي ُيقَا ُل لَ ُه ُب ْط ُر ُ‬ ‫َْ‬ ‫اء اال ثْ َن ْي َع َ َ َ ُ‬ ‫َس َم ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ِ8‬‬ ‫ِ‬ ‫وما‪َ ،‬و َمتَّى ا ْل َع َّ‬ ‫وب ْب ُن‬ ‫ش ُار‪َ .‬ي ْعقُ ُ‬ ‫وب ْب ُن َزْبدي‪َ ،‬وُي َ‬ ‫س أَ ُخوهُ‪َ .‬ي ْعقُ ُ‬ ‫ُّس‪َ ،‬وَب ْرثُولَ َم ُاو ُ‬ ‫وح َّنا أَ ُخوهُ‪ .‬فيلُب ُ‬ ‫َوأَ ْن َد َر ُاو ُ‬ ‫س‪ .‬تُ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ي‪َ ،‬وَي ُهوَذا ِ‬ ‫َسلَ َم ُه‪" .‬‬ ‫ان ا ْلقَا َن ِو ُّ‬ ‫س‪ِ .‬س ْم َع ُ‬ ‫س ا ْل ُملَقَّ ُ‬ ‫س َخ ْرُيوط ُّي الَّذي أ ْ‬ ‫اإل ْ‬ ‫َّاو َ‬ ‫ب تَد ُ‬ ‫َّاو ُ‬ ‫َح ْلفَى‪َ ،‬ولَب ُ‬ ‫ش َر لِ َي ُكوُنوا‬ ‫َع َ‬ ‫اس َم‬ ‫لِ ِس ْم َع َ‬ ‫ان ْ‬

‫ِ ‪24‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ِ‬ ‫ام اثْ َن ْي‬ ‫ين أ َ​َر َ‬ ‫ص ِع َد إِلَى ا ْل َج َب ِل َوَد َعا الَِّذ َ‬ ‫اآليات (مر ‪ " -:)21-28:8‬ثُ َّم َ‬ ‫اد ُه ْم فَ َذ َه ُبوا إلَ ْيه‪َ .‬وأَقَ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫ون لَهم س ْلطَان علَى ِشفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء األ َْم َر ِ‬ ‫اط ِ‬ ‫ين‪َ 26 .‬و َج َع َل‬ ‫اض َوِا ْخ َر ِ‬ ‫اج َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َم َع ُه‪َ ،‬ولِ ُي ْرسلَ ُه ْم ل َي ْك ِرُزوا‪َ ،‬وَي ُك َ ُ ْ ُ‬ ‫ِ ‪23‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫س‪،‬‬ ‫س أِ‬ ‫َي ْاب َن ِي َّ‬ ‫وح َّنا أ َ‬ ‫َخا َي ْعقُ َ‬ ‫وب ْب َن َزْبدي َوُي َ‬ ‫س‪َ .‬وَي ْعقُ َ‬ ‫وب‪َ ،‬و َج َع َل لَ ُه َما ْ‬ ‫الر ْعد‪َ .‬وأَ ْن َد َر ُاو َ‬ ‫اس َم ُب َوا َن ْر ِج َ‬ ‫ُب ْط ُر َ‬ ‫‪21‬‬ ‫اإلس َخري ِ‬ ‫ي‬ ‫ان ا ْلقَا َن ِو َّ‬ ‫وط َّ‬ ‫س‪َ ،‬و ِس ْم َع َ‬ ‫ي‪َ ،‬وَي ُهوَذا ِ ْ ْ ُ‬ ‫وما‪َ ،‬وَي ْعقُ َ‬ ‫َّاو َ‬ ‫وب ْب َن َح ْلفَى‪َ ،‬وتَد ُ‬ ‫ُّس‪َ ،‬وَب ْرثُولَ َم ُاو َ‬ ‫َوِفيلُب َ‬ ‫س‪َ ،‬و َمتَّى‪َ ،‬وتُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َسلَ َم ُه‪ .‬ثُ َّم أَتَ ْوا إِلَى َب ْي ٍت‪" .‬‬ ‫الَّذي أ ْ‬ ‫‪21‬‬ ‫الصالَ ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هلل‪.‬‬ ‫ضى اللَّْي َل ُكلَّ ُه ِفي َّ‬ ‫صلِّ َي‪َ .‬وقَ َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)26-21:6‬وِفي ت ْل َك األَيَّام َخ َر َج إِلَى ا ْل َج َب ِل ل ُي َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ضا «رسالً»‪ِ 24 :‬سمع َ ِ‬ ‫ان َّ‬ ‫الن َه ُار َد َعا تَالَ ِمي َذهُ‪َ ،‬و ْ‬ ‫اختَ َار ِم ْن ُه ُم اثْ َن ْي َع َ‬ ‫س َّم ُ‬ ‫ش َر‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫َولَ َّما َك َ‬ ‫س َّماهُ‬ ‫ان الَّذي َ‬ ‫َْ‬ ‫اه ْم أ َْي ً ُ ُ‬ ‫ين َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫س أَ‬ ‫وب ْب َن َح ْلفَى َو ِس ْم َع َ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫وما‪َ .‬ي ْعقُ َ‬ ‫وب َوُي َ‬ ‫َخاهُ‪َ .‬ي ْعقُ َ‬ ‫ُّس َوَب ْرثُولَ َم ُاو َ‬ ‫وح َّنا‪ .‬فيلُب َ‬ ‫س َوأَ ْن َد َر ُاو َ‬ ‫ضا ُب ْط ُر َ‬ ‫س‪َ .‬متَّى َوتُ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫وب‪َ ،‬وَي ُهوَذا ِ‬ ‫ضا‪" .‬‬ ‫ور‪َ .‬ي ُهوَذا أ َ‬ ‫سلِّ ًما أ َْي ً‬ ‫َخا َي ْعقُ َ‬ ‫اإل ْ‬ ‫ص َار ُم َ‬ ‫س َخ ْرُيوط َّي الَّذي َ‬ ‫الذي ُي ْد َعى ا ْل َغ ُي َ‬

‫لقد أمر الرب أن يطلبوا من رب الحصاد ليرسل فعلة إلى حصاده وهاهو قد إستجاب‪ ،‬واختار التالميذ اإلثنى‬ ‫عشر وأرسلهم للخدمة‪.‬وال أحد يأخذ هذه الوظيفة لنفسه بل المدعو من اهلل (عب ‪ .)1::‬ونالحظ من إنجيل لوقا‬

‫أن السيد إختار تالميذه بعد أن قضى الليل كله فى الصالة‪ .‬وهكذا تصلى الكنيسة قبل إختيار راعيها‪.‬‬

‫وليس مصادفة أن يكون عدد التالميذ ‪ ،11‬فعدد أسباط الشعب فى العهد القديم ‪ ،11‬فكأن المسيح ُيع ِّْد شعباً‬ ‫جديداً برئاسة جديدة‪ ،‬ففى المسيح يصير كل شىء جديداً‪ .‬كان المسيح يعمل بهم وفيهم ليعد شعباً وكنيسة‬ ‫جديدة‪ .‬ورقم ‪ 11‬يشير لمملكة اهلل على األرض‪.‬‬

‫‪ ( : = 11‬الثالوث القدوس) × ‪( 1‬العالم) = المؤمنون باهلل مثلث األقانيم فى كل العالم‪.‬‬

‫ولذلك كان أسباط العهد القديم أيضاً ‪ 11‬فهم شعب اهلل فى هذا العالم وبهذا المعنى حينما هلك يهوذا وصاروا‬

‫أحد عشر فقط إختاروا متياس ليكمل عددهم إلى ‪ .11‬وصار إسم اإلثنى عشر يستعمل للداللة عنهم‪ .‬ثم دعا=‬ ‫هذا يدل كما رأينا سابقاً أن السيد سبق وتحاور معهم واختارهم وأقنعهم‪ ،‬واقتنعوا به‪ ،‬فلما دعاهم تبعوه فى الحال‪.‬‬

‫‪73‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫راجع (مت ‪ .)11-18:1‬وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة= سلطان روحى وقوة روحية لهدم مملكة الشر‪.‬‬ ‫ولألسف كان يهوذا له هذا السلطان واستخدمه‪.‬‬

‫والسيد إختار اإلثنى عشر ليتتلمذوا على يديه‪ ،‬يعيشوا معه ويسمعوه ويرافقوه فيعرفوا فكره‪ ،‬وينقلوه لمن هم بعدهم‬

‫وهذا ما نسميه الفكر الرسولى‪ ،‬هذا هو التقليد الكنسى‪ .‬هو إستالم الفكر بطريقة عملية وتسليمه من جيل إلى‬ ‫جيل ‪ ،‬هي حياة المسيح و أسلوبه في كل تصرف يتعلمونها فيحيون بها‪ .‬ولقد إختار السيد تالميذه من وسط‬

‫الناس البسطاء ليؤكد أن فضل قوتهم هو هلل وليس منهم‪ .‬لقد وهبهم السيد إمكانياته ليعملوا ال بإسمهم بل بإسمه‬

‫ولحساب مملكته بكونه العامل فيهم‪ .‬ونسمع فى مرقس ولوقا أن المسيح صعد إلى الجبل ليصلى قبل إختيار‬ ‫تالميذه‪ ،‬والجبل بعلوه يشير للسماويات‪ ،‬وكأن صالته تشير ألنه سماوى متصل باهلل أبيه‪ ،‬يسمو فوق األرضيات‬

‫بغناها وأمجادها‪ ،‬كأنه بإرتفاعه على الجبل يبعد عن األرضيات‪ .‬وصالة المسيح تشير ألنه إنسانياً يمتلئ بالروح‬

‫(لو‪ ،)1:1‬وهذا اإلمتالء كان ليختار تالميذه بقوة وارشاد الروح‪ .‬والمسيح بهذا فتح لنا الطريق كبشر أن نمتلئ‬ ‫بالروح حين نصلي فيفتح حواسنا على السمائيات‪ .‬فحين تمتلئ اإلنسانية التي في المسيح بالروح فهو يفتح‬

‫الطريق أمامنا لنفس اإلمتالء‪ .‬وواضح من لو ‪ 1::6‬أنه كان هناك عدد كبير يتبع المسيح ولقد إختار منهم‬

‫المسيح ‪ 11‬فقط‪.‬‬

‫ونالحظ أن السيد قد إختار من ضمن التالميذ يهوذا الذى خانه‪ .‬لذلك على كل خادم أو راعى أن يحذر لئال‬

‫يسقط " من هو قائم ليحذر لئال يسقط " ونالحظ ان الكنيسة يستحيل أن تصل لدرجة الكمال على األرض‬

‫وسيبقى الزوان مع الحنطة‪ .‬ونالحظ فى هذا أيضاً أن سيامة كاهن لن تصلح إنحرافه لو كان هناك إنحراف‪.‬‬

‫ونقول أن يهوذا غالباً كان فى حالة جيدة وقت أن إختاره المسيح ولكن لمحبته للمادة هلك‪.‬‬

‫أما ما هى نوعية صالة المسيح فهذا لن نستطيع أن نقول عنه إال أنها راحة الروح مع الروح‪ ،‬هى راحة إبن مع‬

‫أبيه‪ ،‬هى صلة المحبة بالمحبة والنور بالنور‪.‬‬ ‫مــــــتى‬

‫مــــــرقس‬

‫لـــــــوقا‬

‫بطرس وأندراوس‬

‫بطرس‬

‫بطرس وأندراوس‬

‫يعقوب ويوحنا‬

‫يعقوب ويوحنا‬

‫يعقوب ويوحنا‬

‫فيلبس وبرثولماوس‬

‫أندراوس وفيلبس وبرثولماوس‬

‫فيلبس وبرثولماوس‬

‫توما ومتى العشار‬

‫متى وتوما‬

‫متى وتوما‬

‫ولباوس‬ ‫يعقوب بن حلفى ّ‬ ‫الملقب تداوس‬

‫يعقوب بن حلفى وتداوس‬

‫يعقوب بن حلفى وسمعان‬

‫سمعان القانوى اى الغيور‬

‫سمعان القانوى‬

‫يهوذا أخا يعقوب‬

‫يهوذا اإلسخريوطى‬

‫يهوذا اإلسخريوطى‬

‫يهوذا اإلسخريوطى‬

‫الغيور‬

‫‪74‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫بمقارنة أسماء التالميذ فى األناجيل الثالثة نالحظ اآلتى‪:‬‬ ‫‪ .1‬األول دائماً هو سمعان بطرس ألنه ُدعى أوالً وهو أكبرهم سناً وكان يتكلم نيابة عنهم‪ ،‬وليس لرئاسته‪.‬‬ ‫ومتى ولوقا وضعا إسم أندراوس أخوه معه لكن مرقس وضع إسم أندراوس فى ترتيبه بحسب أهميته‪ .‬ولكن‬ ‫بطرس كان مندفع في شخصيته‪ ،‬وهذا اإلندفاع ال يعني بالضرورة أنها شجاعة فهو أنكر وشتم المسيح‪.‬‬

‫‪ .2‬يعقوب ويوحنا هما إبنا زبدى والمسيح أسماهم بوانرجس‪ ،‬وهو إسم يدل على غيرتهما وحماسهما لو‪:1:9‬‬ ‫‪ .‬هذه الغيرة تحولت لحماس فى الك ارزة‪ .‬ونالحظ أن المسيح ال يغير طبيعة الشخص وال شخصيته‪ ،‬بل‬ ‫هو إستفاد بما فيهما من غيرة وقدسها‪ ،‬والتهب كالهما حباً في اهلل وغيرة في إتجاه صحيح‪ .‬المسيح يعرف‬

‫أن كل منهم به ضعف وبه نقطة إيجابية إستغلها المسيح وشفى الجميع من ضعفاتهم‪.‬‬

‫‪ .3‬برثولماوس هو نثنائيل يو‪.1::1‬‬

‫‪ .4‬متى تواضعاً يقول عن نفسه متى العشار ولم يقل متى اإلنجيلى‪( .‬هذا كان كعشار متواطئاً مع الرومان)‬ ‫‪ .5‬لباوس هو تداوس وهو نفسه يهوذا أخا يعقوب‪.‬‬

‫‪ .6‬سمعان القانوى هو سمعان الغيور‪ .‬قانوى تعريب للكلمة العبرية قانا وتعنى الغيور‪ .‬والغيورين هم حزب‬ ‫وطنى قاوم هيرودس وهم جماعة من اليهود متعصبون لقوميتهم إلى أبعد حد‪ ،‬ويطالبون بالتحرر من نير‬

‫الحكم الرومانى مهما كل فهم هذا من ثمن‪ .‬يرفضون قيام أى ملك غير اهلل نفسه‪ ،‬مستعدون أن يقوموا‬ ‫بأعمال تخريبية ألجل تحرير وطنهم من الرومان‪ .‬وهذا حينما شفاه المسيح صار غيو اًر على مجد اهلل‬

‫وكنيسته‪.‬‬

‫‪ .7‬يهوذا اإلسخريوطى‪ .‬وكلمة إسخريوطى تشير لعدة إحتماالت‬ ‫‌أ)‬ ‫‌ب)‬

‫من سكان مدينة قريوت يش ‪ 1:1:‬وهذا هو أشهر تفسير‪.‬‬

‫الشخص الذى يحمل كيس الدراهم وهو باألرامية سيكاريوتا‪.‬‬

‫َّاح‪.‬‬ ‫‌ج) الشخص الذى َ‬ ‫شنق من العبرانية أسكار وقد تعنى قاتل أو َذب ْ‬ ‫والكل تجاوبوا مع عمل المسيح الشافي‪ ،‬ما عدا يهوذا الذي رفض عمل المسيح واستمر على محبته للمال‬ ‫ورغبته في منصب حينما يملك المسيح فيحصل على أموال أكثر‪.‬‬

‫‪ .8‬هم خليط من الشخصيات فمنهم العشار وهذا باع نفسه للرومان ألجل الربح‪ .‬وعلى النقيض منهم الغيور‬ ‫الوطنى المتحمس لدرجة الشراسة ومنهم المقدام مثل بطرس‪ .‬ويوحنا المملوء حباً وعاطفة وتوما الشكاك‬ ‫واألدق انه تعود ان ال يترك تساؤال داخله او استفسار دون ان يخرجه الى خارج‪ ،‬وهذا ال يضايق اهلل بل‬

‫اهلل يجيب على تساؤالتنا وبطريقة مقنعة ( إر ‪ ) 1 : 17‬لكن اهلل يحزن ممن يتساءل بسخرية او يشكك‬ ‫االخرين ‪ .‬وطبيعة توما تجدها فى (يو ‪ . ) : : 11‬لكن كان لتوما محبة كبيرة للمسيح (يو ‪.) 16 : 11‬‬

‫وكلهم جمعهم المسيح ليقدسهم ويغير طبيعتهم فيصيروا نو اًر للعالم‪ .‬إختارهم المسيح من الناس العاديين‬

‫الخطاة ليترفقوا بإخوتهم‪.‬وظهر تغيير الطبيعة مثالً فى يوحنا الذى كان مملوءاً غيرة وحماساً‪ ،‬يطلب نزول‬

‫‪75‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫نار من السماء لتحرق رافضى المسيح‪ ،‬إلى يوحنا المملوء حباً عجيباً للمسيح‪ ،‬هى غيرة وحماس ولكن من‬

‫نوع آخر‪ .‬المسيح َغَّير منهم وأرسلهم ُلي َغِّيروا الناس ويصبح الكل خليقة جديدة‪.‬‬ ‫‪ .9‬المسيح َّ‬ ‫غير أسماء البعض مثل سمعان جعله بطرس‪ ،‬وبطرس معناها صخرة لكونه أول من أعلن‬ ‫اإليمان بالمسيح أنه إبن اهلل‪ ،‬وعلى هذا اإليمان تبنى الكنيسة‪ ،‬فال كنيسة إن لم يكن المسيح هو إبن اهلل‪.‬‬

‫وهو غير األسماء بسلطان فهو يهوه الذى غير إسم إبرام إلبراهيم‪......‬‬

‫‪ .11‬بطرس باألرامية تعنى كيفاس أو صفا بمعنى صخرة ‪1‬كو ‪.11::‬‬ ‫‪ .11‬بوانرجس (يعقوب ويوحنا إبنا زبدى) هذا اإلسم يعنى إبنا الرعد‪.‬‬

‫‪ .12‬أسماء فيلبس وأندراوس أسماء يونانية‪ .‬وهؤالء لهم مشكلة واضحة وهي التعامل مع اهلل من واقع الحسابات‬ ‫المادية‪.‬‬

‫‪ .13‬قارن بين (‪ )1:17( + ):::9‬نجد أن ما جاء المسيح ليعمله جعل التالميذ يعملونه‪ .‬لذلك غسل المسيح‬

‫أرجل تالميذه وطلب منهم أن يفعلوا نفس الشئ‪ .‬ولذلك نصلي لقان غسل األرجل مرتين‪ ،‬األولى يوم‬

‫خميس العهد والثانية يوم عيد الرسل‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اه ْم قَ ِائالً‪«:‬إِلَى طَ ِري ِ‬ ‫ضوا‪َ ،‬وِالَى‬ ‫هؤالَ ِء اال ثْ َنا َع َ‬ ‫اآليات (مت ‪ُ " -:)3-2:22‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ُمٍم الَ تَ ْم ُ‬ ‫سوعُ َوأ َْو َ‬ ‫سلَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ش َر أ َْر َ‬ ‫ق أَ‬ ‫‪6‬‬ ‫اف ب ْي ِت إِسرِائي َل الضَّالَّ ِة‪1 .‬وِفيما أَ ْنتُم َذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لس ِ‬ ‫ون ا ْك ِرُزوا‬ ‫َم ِدي َن ٍة لِ َّ‬ ‫ْه ُبوا ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ين الَ تَ ْد ُخلُوا‪َ .‬ب ِل اذ َ‬ ‫اه ُب َ‬ ‫ام ِرِّي َ‬ ‫ي إِلَى خ َر َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫شي ِ‬ ‫ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪َ .‬مجَّا ًنا‬ ‫يموا َم ْوتَى‪ .‬أ ْ‬ ‫ات‪ِ .‬ا ْ‬ ‫ب َملَ ُك ُ‬ ‫اط َ‬ ‫قَ ِائلِ َ‬ ‫شفُوا َم ْر َ‬ ‫َخ ِر ُجوا َ َ‬ ‫ين‪ :‬إِ َّن ُه قَد اقْتَ​َر َ‬ ‫ضى‪ .‬طَ ِّه ُروا ُب ْر ً‬ ‫وت َّ َ َ‬ ‫صا‪ .‬أَق ُ‬ ‫َعطُوا‪" .‬‬ ‫أَ‬ ‫َخذْتُ ْم‪َ ،‬مجَّا ًنا أ ْ‬ ‫إلى طريق أمم ال تمضوا والى مدينة للسامريين ال‪ ....‬إذهبوا إلى خراف بيت إسرائيل= كان فى الجليل مدن‬ ‫يونانية تعيش معزولة عن اليهود وكان اليهود والسامريين فى بغضة شديدة لبعضهم البعض‪ .‬فاليونانيون بوثنيتهم‬

‫والسامرة بكراهيتها للتالميذ اليهود‪ ،‬والتالميذ بمحبتهم الناقصة (قبل حلول الروح القدس) لن يمكن أن يشهدوا‬

‫للمسيح وسط هذه المقاومة واإلهانات والكراهية خصوصاً كما قلنا وهم لم يحل عليهم الروح بعد‪ .‬وحلول الروح‬

‫القدس عليهم سيعطيهم المحبة واإلحتمال والصبر‪ ،‬والكلمة المناسبة‪ .‬ولكن أرسلهم السيد أوالً إلى اليهود‪ ،‬حتى ال‬ ‫يكون لليهود عذر فى رفضهم للمسيح‪ .‬ولكن بعد صلب اليهود للمسيح ورفضهم بعد ذلك لتالميذه وبعد حلول‬

‫الروح القدس على التالميذ أرسلهم الرب لألمم وللسامريين " إذهبوا وتلمذوا جميع األمم وعمدوهم مت ‪19:18‬‬

‫وراجع أع ‪8:1‬‬

‫قد إقترب ملكوت السموات= هذا نفس ما قاله المعمدان مت ‪ 1::‬وقاله السيد الرب بنفسه مت ‪ .11:1‬فالسيد قد‬ ‫جاء ليؤسس ملكوته الروحى وهذا يتأسس فى القلوب التائبة‪ .‬فالقلب التائب يستطيع أن يملك الرب يسوع عليه‪،‬‬ ‫ولكن القلب غير التائب والمعاند لن يمكنه ذلك‪ .‬لذلك كانت رسالة المعمدان ثم رسالة رب المجد نفسه هى توبوا‬

‫مت ‪ .11:1 + 1::‬وحينما يملك اهلل على القلب يعيش اإلنسان في فرح‪ ،‬والعكس فحينما يملك إبليس يشيع‬ ‫الحزن والكآبة في القلب‪ .‬وألن ملكوت السموات فرح يقول المسيح لهم إكرزوا بأن الفرح اآلن متاح لكم‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫إشفوا مرضى‪ ..‬إخرجوا شياطين = المسيح يعطى لتالميذه إمكانيات جبارة للخدمة‪ ،‬تسندهم وتفتح الطريق‬ ‫أمامهم فالناس س وف تصدقهم حينما تصاحب المعجزات ك ارزتهم‪ .‬وبهذا يعلنوا محبة اهلل للبشر التى تريد لهم‬ ‫الشفاء والحياة‪ ،‬وتريد لهم الحرية من سلطان الشيطان ليملك الرب بنفسه عليهم‪ .‬ونالحظ أنه فى بداية معرفة‬

‫المسيح يكون الشفاء الجسدى هو عالمة عند المبتدئ لمحبة المسيح لهُ‪ ،‬ومع نضج المؤمن يسمح له اهلل ببعض‬ ‫كمل (بولس الرسول مثال)‪.‬‬ ‫األمراض َلي ُ‬

‫مجاناً أخذتم مجاناً اعطوا= حتى ال يصبح جمع األموال هدفاً لهم فيهتموا باألغنياء ويتركوا الفقراء‪ .‬وحتى ال‬ ‫يظنوا أنهم بقوتهم يفعلون هذا‪ .‬ثم طالبهم السيد فى اآلية القادمة بأن ال يقتنوا ذهباً وال فضة‪ .‬ولكن نالحظ أنه‬

‫قبل أن يطلب هذا أعطاهم هذه اإلمكانيات الجبارة فالسيد لم يحرمهم من تلك الزمنيات إالّ بعد أن أعطاهم‬ ‫الكثير‪ .‬والحظ أن هذه اإلرسالية كانت كتدريب فى وجود المعلم‪.‬‬

‫(مت ‪ + 22-1:22‬مر ‪ + 28-1:6‬لو ‪-:)6-2:1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ض ًة والَ ُنحاسا ِفي م َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫اط ِق ُك ْم‪َ 22 ،‬والَ ِم ْزَوًدا لِلطَّ ِري ِ‬ ‫ق َوالَ ثَْوَب ْي ِن‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)22-1:22‬الَ تَ ْقتَُنوا َذ َه ًبا َوالَ ف َّ َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫اع َل م ِ‬ ‫َن ا ْلفَ ِ‬ ‫والَ أ ْ ِ‬ ‫يها‬ ‫صا‪ ،‬أل َّ‬ ‫ام ُه‪َ « .‬وأ ََّي ُة َم ِدي َن ٍة أ َْو قَ ْرَي ٍة َد َخ ْلتُ ُم َ‬ ‫وها فَاف َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫صوا َم ْن ف َ‬ ‫ْح ُ‬ ‫َحذ َي ًة َوالَ َع ً‬ ‫َ‬ ‫ستَحق طَ َع َ‬ ‫‪28‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ت مستَ ِحقًّا َف ْليأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ْت‬ ‫يموا ُه َن َ‬ ‫ون ا ْل َب ْي َ‬ ‫سلِّ ُموا َعلَ ْي ِه‪ ،‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫ين تَ ْد ُخلُ َ‬ ‫اك َحتَّى تَ ْخ ُر ُجوا‪َ .‬و ِح َ‬ ‫َ‬ ‫ان ا ْل َب ْي ُ ُ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ستَحق‪َ ،‬وأَق ُ‬ ‫‪24‬‬ ‫لك ْن إِ ْن لَم ي ُك ْن م ِ‬ ‫سالَم ُكم علَ ْي ِه‪ ،‬و ِ‬ ‫اخ ُر ُجوا‬ ‫س َمعُ َكالَ َم ُك ْم فَ ْ‬ ‫ستَحقًّا َف ْل َي ْر ْ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫سالَ ُم ُك ْم إِلَ ْي ُك ْم‪َ .‬و َم ْن الَ َي ْق َبلُ ُك ْم َوالَ َي ْ‬ ‫ْ َ ُ ْ‬ ‫جع َ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ون أل َْر ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ضوا ُغ َب َار أ َْر ُجلِ ُك ْم‪ .‬اَْل َح َّ‬ ‫وم‬ ‫ستَ ُك ُ‬ ‫ار ًجا ِم ْن ذلِ َك ا ْل َب ْي ِت أ َْو ِم ْن ِت ْل َك ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ ،‬وا ْنفُ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ :‬‬ ‫س ُد َ‬ ‫ورةَ َي ْوَم الد ِ‬ ‫اح ِت َماالً ِم َّما لِ ِت ْل َك ا ْل َم ِدي َن ِة‪" .‬‬ ‫ِّين َحالَة أَ ْكثَُر ْ‬ ‫َو َع ُم َ‬

‫‪1‬‬ ‫اح‬ ‫س ْلطَا ًنا َعلَى األ َْرَو ِ‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)28-1:6‬وَد َعا اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫ش َر َو ْابتَ َدأَ ُي ْر ِسلُ ُه ُم اثْ َن ْي ِن اثْ َن ْي ِن‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫اه ْم ُ‬ ‫ِ ‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ش ْي ًئا لِلطَّ ِري ِ‬ ‫اسا ِفي ا ْل ِم ْنطَقَ ِة‪َ 1 .‬ب ْل‬ ‫َن الَ َي ْح ِملُوا َ‬ ‫اه ْم أ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫صا فَقَ ْط‪ ،‬الَ م ْزَوًدا َوالَ ُخ ْب ًاز َوالَ ُن َح ً‬ ‫ق َغ ْي َر َع ً‬ ‫سة‪َ ،‬وأ َْو َ‬ ‫الن ِج َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ال لَهم‪«:‬ح ْيثُما َد َخ ْلتُم ب ْيتًا فَأ َِقيموا ِف ِ‬ ‫ود َ ِ‬ ‫ش ُد ِ‬ ‫اك‪.‬‬ ‫َي ُكوُنوا َم ْ‬ ‫يه َحتَّى تَ ْخ ُر ُجوا ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ين ِبن َعال‪َ ،‬والَ َي ْل َب ُ‬ ‫ُ‬ ‫سوا ثَْوَب ْي ِن‪َ .‬وقَ َ ُ ْ َ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ادةً َعلَ ْي ِه ْم‪ .‬اَْل َح َّ‬ ‫ق‬ ‫س َمعُ لَ ُك ْم‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ت أ َْر ُجلِ ُك ْم َ‬ ‫اخ ُر ُجوا ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫اب الَِّذي تَ ْح َ‬ ‫اك َوا ْنفُ ُ‬ ‫ضوا التَُّر َ‬ ‫َو ُك ُّل َم ْن الَ َي ْق َبلُ ُك ْم َوالَ َي ْ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِّين حالَة أَ ْكثَر ْ ِ‬ ‫ون أل َْر ِ‬ ‫ص ُاروا‬ ‫ستَ ُك ُ‬ ‫ورةَ َي ْوَم الد ِ َ‬ ‫احت َماالً م َّما لت ْل َك ا ْل َمدي َنة»‪ .‬فَ َخ َر ُجوا َو َ‬ ‫ض َ‬ ‫أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫وم َو َع ُم َ‬ ‫س ُد َ‬ ‫‪28‬‬ ‫اط َ ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫ضى َك ِث ِ‬ ‫شفَ ْو ُه ْم‪" .‬‬ ‫وبوا‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ين فَ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ير َ‬ ‫َي ْك ِرُز َ‬ ‫يرةً‪َ ،‬وَد َهنُوا ِب َزْي ٍت َم ْر َ‬ ‫َخ َر ُجوا َ َ‬ ‫َن َيتُ ُ‬ ‫ين َكث َ‬

‫‪2‬‬ ‫ين و ِشفَ ِ‬ ‫طا ًنا علَى ج ِمي ِع َّ ِ‬ ‫اء‬ ‫َع َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)6-2:1‬وَد َعا تَالَ ِمي َذهُ اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش َر‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫س ْل َ َ‬ ‫الش َياط ِ َ‬ ‫اه ْم قُ َّوةً َو ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫وت ِ‬ ‫اض‪1 ،‬وأَرسلَهم لِي ْك ِرُزوا ِبملَ ُك ِ‬ ‫ش ْي ًئا لِلطَّ ِري ِ‬ ‫صا َوالَ‬ ‫اهلل َوَي ْ‬ ‫ضى‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬الَ تَ ْح ِملُوا َ‬ ‫شفُوا ا ْل َم ْر َ‬ ‫أ َْم َر ٍ َ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ق‪ :‬الَ َع ً‬ ‫َ‬ ‫‪4‬‬ ‫َي ب ْي ٍت َد َخ ْلتُموه فَه َن َ ِ‬ ‫ون لِ ْلو ِ‬ ‫اح ِد ثَْوَب ِ‬ ‫اخ ُر ُجوا‪َ 2 .‬و ُك ُّل‬ ‫ِم ْزَوًدا َوالَ ُخ ْب ًاز َوالَ ِف َّ‬ ‫اك ْ‬ ‫يموا‪َ ،‬و ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ان‪َ .‬وأ ُّ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ض ًة‪َ ،‬والَ َي ُك ُ َ‬ ‫اك أَق ُ‬ ‫ادةً َعلَ ْي ِه ْم»‪َ 6 .‬فلَ َّما َخ َر ُجوا َكا ُنوا‬ ‫َم ْن الَ َي ْق َبلُ ُك ْم فَ ْ‬ ‫ضا َع ْن أ َْر ُجلِ ُك ْم َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫ضوا ا ْل ُغ َب َار أ َْي ً‬ ‫اخ ُر ُجوا ِم ْن ِت ْل َك ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ ،‬وا ْنفُ ُ‬ ‫ون ِفي ُك ِّل مو ِ‬ ‫ون ِفي ُك ِّل قَ ْرَي ٍة ُي َب ِّ‬ ‫ض ٍع‪" .‬‬ ‫ون َوَي ْ‬ ‫شفُ َ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫َي ْجتَ ُاز َ‬ ‫َْ‬

‫‪77‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫ال تقتنوا ذهباً وال فضة = المقصود عدم اإلهتمام باإلقتناء أو أن يحملوا َه ْم الغد‪ ،‬فاهلل سيرسل لهم ما يكفيهم‪.‬‬ ‫اهلل يريد منهم اإلتكال الكامل عليه وأن ال يجدوا فى المال ضماناً للغد‪ ،‬وأن يهتموا فقط بالك ارزة‪ .‬عموماً فمحبة‬ ‫المال أصل لكل الشرور‪ .‬وكانوا يأكلون فى بيوت تالميذهم وكان هذا لتزداد المحبة بينهم وبين تالميذهم‪.‬‬

‫نحاساً= أى النقود فالنقود كانت من الذهب والفضة والنحاس فى مناطقكم = هى ثنية فى رداء المنطقة تستعمل‬ ‫كما نستعمل الجيوب اآلن وال مزوداً = كيس صغير يضعون فيه الطعام أثناء سفرهم‪.‬‬

‫وال أحذية = ويقول فى مرقس بل يكونوا مشدودين بنعال = ال يعقل أن السيد يطلب منهم السير حفاة األقدام‪،‬‬ ‫لذلك فليكونوا مشدودين بنعال‪ ،‬ولكن ال يحملوا هماً بزيادة‪ ،‬فيحملوا معهم أحذية لئال ينقطع الحذاء الذى يلبسونه‪.‬‬

‫حتى الحذاء عليهم أن ال يفكروا فيه‪ ،‬فهو سيدبر لهم كل شئ‪ ،‬بل ألم يكن حذاء مار مرقس المقطوع بداية‬

‫الك ارزة فى مصر‪ .‬وال ثوبين‪ ..‬وال يلبسوا ثوبين (مرقص)= نفس المعنى أن ال يحملوا هم إنقطاع ثوب فيلبسوا‬ ‫ثوبين‪ ،‬عليهم أن يذكروا أن ثياب بنى إسرائيل ونعالهم لم تبلى مدة ‪ 17‬سنة (تث ‪ ،)6-::19‬فال يحملوا شيئاً‬

‫مضاعفاً‪ .‬ولكن الحظ قوله مشدودين بنعال أى أنهم على إستعداد مستمر للحركة‪ .‬وكلمة مشدودين فألن‬

‫الصنادل المستخدمة كان لها سيور يلفونها حول الساق‪ ،‬ويلزم حلها أوالً قبل خلعها‪ ،‬هذه التى إعتبر المعمدان‬ ‫نفسه غير أهل لحلها‪ .‬وال عصا (متى)‪ ..‬غير عصا فقط (مرقس)‪ ..‬ال عصا (لوقا) العصا تستخدم فى السير‬

‫ليستند عليها السائر‪ ،‬إذ أن الطرق غير ممهدة وهم يسيرون فى جبال ووديان‪ ،‬وتستعمل العصا فى الدفاع ضد‬

‫الحيوانات‪ .‬ويبدو من مقارنة الثالثة أناجيل أن هناك خالف بسيط فى موضوع العصا ففى متى ولوقا ال ُيسمح‬

‫بحمل عصا وفى مرقس ُيسمح بهذا‪ .‬وطبعاً علينا أالّ نكون حرفيين وأن نفهم روح الوصية‪ ،‬والمقصود أن من‬ ‫يحتاج لعصا فليأخذها ليستند عليها‪ ،‬ولكن لنفهم أن المهم هو الشعور الداخلى باإلتكال على السيد المسيح فى‬ ‫كل شئ‪ ،‬ال يخاف الكارز من حيوان يهاجمه‬

‫(خر ‪ )1:11‬وال من جوع أو عوز‪ ،‬فاهلل يدبر كل شئ‪ .‬فال نفهم عدم حمل العصا حرفياً‪ ،‬أن المسيح يمنع ذلك‬

‫لكن المسيح يطلب أن نلقى كل همنا عليه وهو يعولنا‪ .‬عموماً العصا تشير للحماية من عدو‪ .‬ومعنى وجود نص‬ ‫يقول أحمل عصا ونص يقول ال تحمل عصا فهذا إشارة إلنه أن وجدت حماية إستعملوها (كما حدث مع نحميا‬

‫"نح ‪ )"9:1‬وان لم توجد فال تحملوا هماً فأنا أحميكم (عز ‪ )1:-11:8‬فعز ار لم يطلب حماية ثقة فى إلهه لكن‬ ‫نحميا إذ عرض عليه الملك جيشاً ليحميه لم يرفض‪.‬‬

‫وأية مدينة دخلتموها فإفحصوا من فيها مستحق= أى من هو مستحق أن تقيموا عنده‪ ،‬ويكون بيته كنيسة‬

‫تصلى فيها الصلوات والقداسات‪.‬وأقيموا هناك حتى تخرجوا (متى)‪ .‬حيثما دخلتم بيتاً فأقيموا فيه حتى تخرجوا‬

‫إذاً هم سيبحثون عن بيت سمعته طيبة ليقيموا فيه وال يتنقلون من بيت إلى بيت حتى ال تتحول خدمة الكلمة إلى‬

‫خدمة المجامالت‪ ،‬وانما يركزوا كل فكرهم وجهدهم فى العمل الكرازى وحده‪ .‬وحتى ال تحدث منافسات بين‬

‫البيوت فى إكرامهم فينسون الخدمة‪.‬‬

‫حين تدخلون البيت سلموا عليه = السالم هى عادة يهودية‪ ،‬بل هى عادة فى كل العالم‪ .‬ولكن المقصود هنا‬ ‫هو منح البركة لهذا المكان‪ .‬وان كان أهل البيت مستحقين لهذه البركة ستكون لهم‪ ،‬وان لم يكونوا مستحقين‬

‫‪78‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫ترجع هذه البركة وهذا السالم لكم= فليرجع سالمكم إليكم ‪ .‬انفضوا غبار أرجلكم= بمعنى أنهم خرجوا من‬ ‫عندهم ال يريدون أدنى شئ منهم‪ .‬وكان اليهود يعتقدون أن أرض إسرائيل مقدسة‪ ،‬لدرجة أنهم إذا كانوا يأتون من‬

‫مملكة وثنية يقفون عند حدود بالدهم من الخارج وينفضون أو يمسحون الغبار من على أرجلهم‪ ،‬حتى ال تتنجس‬ ‫أرضهم بالغبار الذى من أرض وثنية‪ .‬وهنا مثل حى ألولئك اليهود الذين يرفضون رسالة اإلنجيل‪ ،‬فهم ال‬ ‫يعتبرون مقدسين بل يصلون إلى مستوى الوثنيين وعبدة األصنام إذ رفضوا المسيح غافر الخطايا فإستقرت‬

‫خطاياهم عليهم (نح ‪ + 1:::‬أع ‪.):1:1:‬‬

‫سلموا عليه = بهذا تبدأ كنيستنا صلواتها‪ ،‬بأن يطلب الكاهن البركة والسالم للشعب بقوله " إيرينى باسى أى‬ ‫السالم لجميعكم " وهذا ليس مثل السالم العادى بين األشخاص العاديين واالّ ما معنى قول السيد يرجع سالمكم‬

‫إليكم‪ ،‬إذاً هو بركة تمنح من اهلل‪ .‬سدوم وعمورة= تكون حالتهم أكثر إحتماالً من هؤالء الرافضين إذ أن سدوم‬ ‫وعمورة لم ترى المعجزات التى رآها هؤالء‪ .‬هنا نرى أن العذاب درجات‪ .‬والمجد أيضاً درجات " فنجم يمتاز عن‬

‫نجم " (‪1‬كو ‪.)11:1:‬‬

‫‪1‬‬ ‫اح َّ‬ ‫س ِة‪"،‬‬ ‫س ْلطَا ًنا َعلَى األ َْرَو ِ‬ ‫آية (مر‪َ " -:)1 :6‬وَد َعا اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫ش َر َو ْابتَ َدأَ ُي ْر ِسلُ ُه ُم اثْ َن ْي ِن اثْ َن ْي ِن‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫الن ِج َ‬ ‫اه ْم ُ‬ ‫أرسلهم إثنين إثنين= جا ‪ 11-9:1‬فواحد منهما يشجع األخر ويعزيه إن هو ضعف‪ .‬وهكذا ذهب برنابا مع‬

‫بولس ثم سيال مع بولس‪ .‬أو أحدهما يعظ واآلخر يصلى‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪21‬‬ ‫اط َ ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫يرةً‪َ ،‬وَد َه ُنوا ِب َزْي ٍت‬ ‫وبوا‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ص ُاروا َي ْك ِرُز َ‬ ‫َخ َر ُجوا َ َ‬ ‫َن َيتُ ُ‬ ‫اآليات (مر ‪ " -:)28-21:6‬فَ َخ َر ُجوا َو َ‬ ‫ين َكث َ‬ ‫ضى َك ِث ِ‬ ‫شفَ ْو ُه ْم‪" .‬‬ ‫ين فَ َ‬ ‫ير َ‬ ‫َم ْر َ‬ ‫هنا نرى التالميذ يخرجون فى هذه المهمة التدريبيه فى وجود السيد بالجسد على األرض‪ ،‬ويمارسوا عمل الك ارزة‪.‬‬

‫ونراهم يمارسون سر مسحة المرضى = دهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم‪ .‬وهكذا تتمم الكنيسة هذا السر كما‬

‫تسلمته من الرسل‪ ،‬وكما إستلمه الرسل من السيد المسيح‪ ،‬وكما أمر معلمنا يعقوب (يع‪ .)1:-11::‬ونالحظ أن‬ ‫يهوذا كان من ضمن التالميذ‪ ،‬إذاً فهو قد َعلَّم ودهن بالزيت فشفى مرضى وأخرج شياطين‪ ،‬ولكن هلك إذ لم‬ ‫يقدر قيمة ما أخذ‪ ،‬فإنطبق عليه قول السيد المسيح إنى لم أعرفكم قط (مت ‪)1:-11:1‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِط ِذ َئ ٍ‬ ‫اء‬ ‫سَ‬ ‫اآليات (مت ‪َ « " -:)41-26:22‬ها أَ​َنا أ ُْرسلُ ُك ْم َك َغ َنم في َو ْ‬ ‫ط َ‬ ‫اء َكا ْل َحيَّات َوُب َ‬ ‫اب‪ ،‬فَ ُكوُنوا ُح َك َم َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس‪ ،‬أل ََّنهم سي ِ‬ ‫ِ ‪ِ 21‬‬ ‫اح َذروا ِم َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ون‬ ‫ساقُ َ‬ ‫ُ ْ َُ ْ‬ ‫س‪َ ،‬وِفي َم َجامع ِه ْم َي ْجل ُدوَن ُك ْم‪َ .‬وتُ َ‬ ‫سل ُموَن ُك ْم إِلَى َم َجال َ‬ ‫َكا ْل َح َمام‪َ .‬ولك ِن ْ ُ‬ ‫ِ ‪21‬‬ ‫أَمام والَ ٍة وملُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ون‪ ،‬أل ََّن ُك ْم‬ ‫َجلِي َ‬ ‫َسلَ ُمو ُك ْم فَالَ تَ ْهتَ ُّموا َك ْي َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫ف أ َْو ِب َما تَتَ َكلَّ ُم َ‬ ‫وك ِم ْن أ ْ‬ ‫ُمم‪ .‬فَ َمتَى أ ْ‬ ‫ادةً لَ ُه ْم َولأل َ‬ ‫َ َ ُ َُ‬ ‫‪12‬‬ ‫وح أَِبي ُك ُم الَِّذي َيتَ َكلَّ ُم ِفي ُك ْم‪.‬‬ ‫ط ْو َن ِفي ِت ْل َك َّ‬ ‫تُ ْع َ‬ ‫ون ِب ِه‪ ،‬أل ْ‬ ‫ستُ ْم أَ ْنتُ ُم ا ْل ُمتَ َكلِّ ِم َ‬ ‫اع ِة َما تَتَ َكلَّ ُم َ‬ ‫ين َب ْل ُر ُ‬ ‫الس َ‬ ‫َن لَ ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫ون م ْب َغ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َخاه إِ َلى ا ْلمو ِ‬ ‫‪12‬وسيسلِ‬ ‫ين ِم َن‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫َب‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وم األ َْوالَ ُد َعلَى َوالدي ِه ْم َوَي ْقتُلُوَن ُه ْم‪َ ،‬وتَ ُكوُن َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ ْ ُ‬ ‫‪18‬‬ ‫لك ِن الَِّذي يص ِبر إِلَى ا ْلم ْنتَهى فَه َذا ي ْخلُص‪ .‬ومتَى طَرُدو ُكم ِفي ِ‬ ‫َج ِل اس ِمي‪ .‬و ِ‬ ‫ا ْلج ِم ِ ِ‬ ‫اه ُرُبوا‬ ‫هذ ِه ا ْل َم ِدي َن ِة فَ ْ‬ ‫َ‬ ‫يع م ْن أ ْ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ​َ‬

‫‪79‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬ ‫‪14‬‬ ‫يل َحتَّى َيأ ِْتي ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ُخ َرى‪ .‬فَِإ ِّني ا ْل َح َّ‬ ‫ْض َل‬ ‫إِلَى األ ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ تُ َك ِّملُ َ‬ ‫س التِّ ْل ِمي ُذ أَف َ‬ ‫ون ُم ُد َن إِ ْ‬ ‫ان‪« .‬لَ ْي َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِم َن ا ْلمعلِِّم‪ ،‬والَ ا ْلع ْب ُد أَف َ ِ‬ ‫ب‬ ‫س ِّي ِد ِه‪ .‬إِ ْن َكا ُنوا قَ ْد لَقَّ ُبوا َر َّ‬ ‫س ِّي ِد ِه‪َ .‬ي ْك ِفي التِّ ْل ِمي َذ أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫ون َك ُم َعلِّمه‪َ ،‬وا ْل َع ْب َد َك َ‬ ‫ْض َل م ْن َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ول‪ ،‬فَ َك ْم ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ا ْل َب ْي ِت َب ْعلَ َزُب َ‬ ‫ستَ ْعلَ َن‪َ ،‬والَ َخ ِف ٌّي لَ ْن ُي ْع َر َ‬ ‫ي أْ‬ ‫وه ْم‪ .‬أل ْ‬ ‫َه َل َب ْي ِت ِه! فَالَ تَ َخافُ ُ‬ ‫س َم ْكتُوم لَ ْن ُي ْ‬ ‫َن لَ ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫‪11‬اَلَِّذي أَقُولُ ُه لَ ُكم ِفي الظُّ ْلم ِة قُولُوهُ ِفي ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫وح‪َ 13 ،‬والَ تَ َخافُوا‬ ‫السطُ ِ‬ ‫ادوا ِب ِه َعلَى ُّ‬ ‫س َم ُعوَن ُه ِفي األُ ُذ ِن َن ُ‬ ‫ور‪َ ،‬والَّذي تَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ون ا ْلجس َد و ِ‬ ‫َن ُي ْهلِ َك َّ‬ ‫لك َّن َّ‬ ‫س‬ ‫وها‪َ ،‬ب ْل َخافُوا ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ي ِم َن الَِّذي َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن َي ْقتُلُ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫س الَ َي ْق ِد ُر َ‬ ‫ِم َن الَِّذ َ‬ ‫الن ْف َ‬ ‫الن ْف َ‬ ‫ين َي ْقتُلُ َ َ َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا ْلج ِ‬ ‫سقُطُ َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ان ِب َف ْل ٍ‬ ‫ض ِب ُد ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫ور ِ‬ ‫ون أَِبي ُك ْم‪.‬‬ ‫ان ُي َب َ‬ ‫س؟ َو َواحد م ْن ُه َما الَ َي ْ‬ ‫س ُع ْ‬ ‫س َد كلَ ْي ِه َما في َج َه َّن َم‪ .‬أَلَ ْي َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫صفُ َ‬ ‫‪81‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫اف ِ‬ ‫ْض ُل ِم ْن ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرٍة! فَ ُك ُّل َم ْن‬ ‫َوأ َّ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم فَ َحتَّى ُ‬ ‫صاة‪ .‬فَالَ تَ َخافُوا! أَ ْنتُ ْم أَف َ‬ ‫َ َ‬ ‫يع َها ُم ْح َ‬ ‫ور ُر ُؤوس ُك ْم َجم ُ‬ ‫ير َكث َ‬ ‫ص َ‬ ‫ش ُع ُ‬

‫الن ِ ِ‬ ‫ات‪88 ،‬و ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف أَ​َنا أ َْي ً ِ ِ‬ ‫لك ْن م ْن ُي ْن ِكرني قُدَّام َّ‬ ‫ف ِبي قُدَّام َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫َعتَ ِر ُ‬ ‫َي ْعتَ ِر ُ‬ ‫اس أ ْ‬ ‫اس أُْنك ُرهُ‬ ‫َ‬ ‫َّام أَِبي الَّذي في َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضا به قُد َ‬ ‫َ‬ ‫ض‪ .‬ما ِج ْئ ُ ِ‬ ‫ات‪«84 .‬الَ تَظُ ُّنوا أ َِّني ِج ْئ ُ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫سالَ ًما‬ ‫أَ​َنا أ َْي ً‬ ‫ت ألُ ْلق َي َ‬ ‫ت ألُ ْلق َي َ‬ ‫َّام أَِبي الَّذي في َّ َ َ‬ ‫سالَ ًما َعلَى األ َْر ِ َ‬ ‫ضا قُد َ‬ ‫‪86‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ُمها‪ ،‬وا ْل َك َّن َة ِ‬ ‫يه‪ ،‬و ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْنس َ ِ‬ ‫اء ِ‬ ‫سِ‬ ‫َه ُل‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ت ألُفَِّر َ‬ ‫س ْيفًا‪ .‬فَِإ ِّني ِج ْئ ُ‬ ‫ض َّد َح َم ِات َها‪َ .‬وأ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫االب َن َة ض َّد أ ِّ َ َ‬ ‫ان ض َّد أَِب َ‬ ‫ق ِ َ‬ ‫َب ْل َ‬ ‫ِ ِ ‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ُما أَ ْكثَر ِم ِّني فَالَ ي ِ ِ‬ ‫ستَ ِحقُِّني‪َ 83 ،‬و َم ْن‬ ‫َح َّ‬ ‫َح َّ‬ ‫ب أ ًَبا أ َْو أ ًّ‬ ‫ستَحقُّني‪َ ،‬و َم ْن أ َ‬ ‫َب ْيته‪َ .‬م ْن أ َ‬ ‫ب ْاب ًنا أ َِو ْاب َن ًة أَ ْكثَ​َر م ِّني فَالَ َي ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫الَ يأْ ُخ ُذ صلِيب ُه ويتْبعني فَالَ ي ِ ِ‬ ‫َجِلي َي ِج ُد َها‪َ 42 .‬م ْن‬ ‫َض َ‬ ‫اع َح َياتَ ُه ِم ْن أ ْ‬ ‫يع َها‪َ ،‬و َم ْن أ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ستَحقُّني‪َ .‬م ْن َو َج َد َح َياتَ ُه ُيض ُ‬ ‫َ َ َ​َ َُ‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسِم‬ ‫َج َر َن ِب ٍّي َيأْ ُخ ُذ‪َ ،‬و َم ْن َي ْق َب ُل َب ًّا‬ ‫اسِم َن ِب ٍّي فَأ ْ‬ ‫ار ِب ْ‬ ‫سلَني‪َ .‬م ْن َي ْق َب ُل َن ِبيًّا ِب ْ‬ ‫َي ْق َبلُ ُك ْم َي ْق َبلُني‪َ ،‬و َم ْن َي ْق َبلُني َي ْق َب ُل الَّذي أ َْر َ‬ ‫‪41‬‬ ‫ارٍد فَقَ ْط ِباسِم ِت ْل ِم ٍ‬ ‫ار َكأْس م ٍ‬ ‫اء َب ِ‬ ‫يذ‪ ،‬فَا ْل َح َّ‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم إِ َّن ُه الَ‬ ‫َح َد ُ‬ ‫َب ّار فَأ ْ‬ ‫سقَى أ َ‬ ‫ْ‬ ‫َج َر َب ّار َيأْ ُخ ُذ‪َ ،‬و َم ْن َ‬ ‫الص َغ ِ َ َ‬ ‫يِ‬ ‫َج َرهُ»‪".‬‬ ‫ضيعُ أ ْ‬ ‫ُ‬

‫السيد أرسل تالميذه‪ ،‬وها هو يخبرهم مقدماً باآلالم التى ستواجههم فرسالة التالميذ هى نشر السالم‪ ،‬ولكن العالم‬

‫الشرير سيواجههم بشره‪ .‬وال سيد يسبق ويخبرهم حتى إذا ما أروا تحقيق ذلك ال يفزعوا وال يفاجئوا‪ ،‬بل يطمئنوا‬ ‫ويزداد إيمانهم‪ ،‬فمن يعرف المستقبل هو قادر أن يحميهم يو ‪ + 19:11‬يو ‪1-1:16‬‬

‫كغنم فى وسط ذئاب= والعجيب أن هؤالء الغنم حولوا الذئاب إلى غنم‪ ،‬ألم يتحول شاول الطرسوسى إلى غنم‬ ‫(رو‪ ):6:8‬بعد أن كان ذئباً (فى‪ .)6::‬وربما يتسائل البعض لماذا لم يجعلنا اهلل أسوداً وسط الذئاب؟‬

‫‪ .1‬حتى نعتمد عليه وحده كأسد خارج من سبط يهوذا رؤ‪ .:::‬اهلل يعمل مع الغنم الوديع المتشبه به‪ ،‬فهو حمل‬ ‫اهلل‪ .‬أماّ من يعتمد على قوة ذراعه‪ ،‬فهذا ال ُيسَّر به اهلل مز ‪ .1:111‬ويتركه وال يدافع عنه‪ .‬وكل من ينتقم‬ ‫لنفسه ال يرضى اهلل‪ ،‬وبهذا يصير الغنم ومعهم المسيح أقوى من الذئاب‪.‬‬

‫الر ُس ْل كانوا أسوداً فماذ كان يحدث ؛ سيهرب منهم الناس وال يسمعون لهم‪ ،‬ولكن الناس إذ أروا‬ ‫‪َّ .2‬‬ ‫تصور أن ُ‬ ‫ضعفهم و أروا قوة اهلل تعمل فيهم وتحميهم آمنوا باهلل‪ ،‬فالغنم فقط هى القادرة أن تكرز‪ .‬ألنى حينما أنا ضعيف‬ ‫بح َم ْل هو المسيح ولنا صورة وحوش (هل سيصدقنا أحد)‪.‬‬ ‫فحينئذ أنا قوى (‪1‬كو‪ .)17-9:11‬وكيف نكرز َ‬ ‫‪ .3‬اهلل ال يعمل بنا إالّ لو كنا ضعفاء حتى ال نفسد خطته‪ ،‬لذلك لم يرسلنا كأسود وسط العالم‪ ،‬فالقوة لن تكون‬ ‫سبباً فى نمو الك ارزة‪ ،‬إنما الوداعة‪ ،‬وعمل المسيح بنعمته فينا‪ .‬مثال‪ -:‬ريشة الفنان عليها أن ال تختار‬

‫األلوان‪ ،‬بل تترك هذا للفنان‪ ،‬أما لو تدخلت الريشة لتختار األلوان لخرجت لوحة فاسدة‪ .‬والقوى إذا رأى ذئباً‬

‫حول اإلمبراطورية الرومانية كلها‬ ‫سيقتله غير عارف أن اهلل بحكمته وصبره سيحوله إلى غنم بعد قليل‪ ،‬فاهلل َّ‬

‫‪80‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫للمسيحية بعد أن كانت إمبراطورية متوحشة‪ .‬حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام= الحمام ال يحمل حقداً نحو‬

‫أحد حتى لو ذبحوا أفراخها أمام عينها‪ ،‬وال تلقى فخاخاً ألحد‪ .‬والحمام يحيا فى جماعة محتفظين بالمحبة‬

‫(الكنيسة يجب أن تكون هكذا) يبتهجون معاً فى وحدة‪ .‬وحمامة نوح عادت لفلك نوح بينما أن الغراب عاش‬ ‫على الجيف‪ .‬وهكذا المؤمن ال يرتاح سوى فى الكنيسة تاركاً نجاسة العالم‪ .‬الحمامة بغصن الزيتون فى فمها‬

‫صارت رم اًز للسالم والبساطة والمحبة ولكن ليس معنى البساطة أن ال نكون حكماء‪ .‬فيلتزم اإلنسان‬

‫المسيحى بحكمته حتى ال يصنع له أحدا فخاً‪ ،‬ال يعطى ألحد مجاالً أن يلقى له الفخاخ أو يخدعه‪ .‬والحظ‬

‫أن كلمة بسيط قد تترجم فى الكتاب المقدس ‪ Single hearted‬وقد تترجم ‪ Simple‬والمقصود أن يكون‬

‫للقلب إتجاه واحد هو البحث عن مجد اهلل وهكذا الحمام تجده دائماً له إتجاه واحد هو بيته يعود إليه‪ ،‬ولذلك‬ ‫إستخدموا الحمام الزاجل فى حمل الرسائل وهكذا عادت حمامة نوح إلى الفلك‪.‬‬

‫ولكن لماذا تشبيه الحكيم بالثعبان؟‬ ‫‪)1‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫‪)3‬‬

‫الحية تختبئ فى الصخر والمؤمن يحتمى فى المسيح‪.‬‬

‫الحية مطاردة من الجميع وهكذا المؤمنين (راجع بقية اإلصحاح)‪.‬‬

‫الثعبان يدخل من ثقب صغير لينسلخ عنه جلده العتيق فيخرج إلى حياة جديدة‪ ،‬والمؤمن يدخل من الباب‬ ‫الضيق ليخلع اإلنسان العتيق ويلبس الجديد (كو‪ .)17-9::‬قارن مع من يدخل من الباب الضيق ويتغير‬ ‫عن شكله بتجديد ذهنه (مت‪ + 1::1‬رو‪ .)1:11‬الثقب الصغير هو التغصب على اإلمتناع عن الخطية‬

‫والتغصب على الصالة والصوم ‪ ...‬إلى اخره‪ .‬وهذا ما يسمى الجهاد فى المسيحية‪ .‬والنتيجة أن النعمة تغير‬

‫شكل اإلنسان إلى الخليقة الجديدة (‪1‬كو‪.)11::‬‬ ‫‪)4‬‬ ‫‪)5‬‬

‫الحية معروف عنها الحذر الشديد من الخطر‪ .‬هكذا المؤمن فليحذر ولتكن عينه مفتوحة حتى ال يقع فى‬

‫عثرة‪.‬‬

‫عندما ُي ْقتَ ْل‪ ،‬يترك كل جسمه للضرب ولكنه يحفظ رأسه ويخبئها‪ ،‬ففيها حياته‪ .‬وكيف نحتفظ برؤوسنا‪.‬‬ ‫(أ) الرأس هو اإليمان بالمسيح‪ ،‬فلنتمسك بااليمان ولو خسرنا كل شئ‪ .‬فالمسيح هو رأس الكنيسة‬ ‫(أف ‪ .)1:::‬إذاً هو رأسنا‪.‬‬

‫(ب) الرأس هو مكان األفكار‪ ،‬واألفكار هى أداة إبليس لتحريك شهوات الجسم‪ ،‬فمن الرأس تأتى أفكار‬ ‫الشهوة والحسد والتذمر وتعظم المعيشة والحقد واإلنتقام‪ .‬وعلى المؤمن إذا هاجمته هذه األفكار أن‬

‫يصرخ للرب يسوع لينزع عنه هذه األفكار فيحمى حياته‪.‬‬

‫إذاً فلنحافظ على أنفسنا بحكمة الحيات ولكن بوداعة الحمام وكسب ود اآلخرين ومحبتهم ليستمعوا لتعاليم‬ ‫الملكوت وتفقد الذئاب وحشيتها‪.‬‬

‫اس‪ ،‬أل ََّنهم سيسلِموَن ُكم إِلَى مجالِس‪ ،‬وِفي مج ِ‬ ‫‪ِ 21‬‬ ‫اح َذروا ِم َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ام ِع ِه ْم َي ْجلِ ُدوَن ُك ْم‪" .‬‬ ‫َ​َ َ َ َ​َ‬ ‫ُْ َُ ْ ُ ْ‬ ‫آية (مت‪َ "-:)21:22‬ولك ِن ْ ُ‬

‫‪81‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫ولكن إحذروا من الناس= حاولوا أن تحافظوا على أنفسكم بحكمة الحيات ووداعة الحمام‪ ،‬ولكن لتعلموا أن هذه‬ ‫هى طبيعة العالم الذى أرسلكم وسطه‪ .‬فال تستغربوا من إضطهاده لكم‪ .‬فستكونون مكروهين من العالم إلنتمائكم‬ ‫لي‪ ،‬فالعالم يكرهني أنا حقيقة‪ .‬إحذروا= ال تسقطوا أنفسكم في مشاكل فكونوا حذرين في كالمكم وتصرفاتكم‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ون أَمام والَ ٍة وملُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُمِم‪" .‬‬ ‫َجلِي َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫وك ِم ْن أ ْ‬ ‫آية (مت‪َ "-:)23:22‬وتُ َ‬ ‫ادةً لَ ُه ْم َولأل َ‬ ‫ساقُ َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫شهادة لهم ولألمم = قبولكم لأللم واحتمالكم سيكون شهادة لى أمام هؤالء الملوك وأمام األمم‪ .‬فكل من يحتمل‬

‫االلم حتى الموت فهو واثق مما يقوله ‪ ،‬وهذا ما سيجعل هؤالء الملوك يفكرون في هذه الدعوة ‪ .‬بل السالم‬

‫والفرح الذي قابل الشهداء به األالم والموت كان سببا فى ايمان كثيرين وفى انتشار الك ارزة ‪.‬‬

‫تحذير‪ :‬على كل من يتألم أن ال يقول للمسيح "لماذا تجعلني أنا أتألم" فبهذا نجعل من المسيح خصم بينما هو‬ ‫في فال تتصور أنه منفصل عنك بينما هو متحد بك وقد أعطاك حياته‪.‬‬ ‫يحيا ّ‬ ‫‪21‬‬ ‫ط ْو َن ِفي ِت ْل َك‬ ‫ون‪ ،‬أل ََّن ُك ْم تُ ْع َ‬ ‫َسلَ ُمو ُك ْم فَالَ تَ ْهتَ ُّموا َك ْي َ‬ ‫ف أ َْو ِب َما تَتَ َكلَّ ُم َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)12-21:22‬فَ َمتَى أ ْ‬ ‫‪12‬‬ ‫وح أَِبي ُك ُم الَِّذي َيتَ َكلَّ ُم ِفي ُك ْم‪" .‬‬ ‫َّ‬ ‫ون ِب ِه‪ ،‬أل ْ‬ ‫ستُ ْم أَ ْنتُ ُم ا ْل ُمتَ َكلِّ ِم َ‬ ‫اع ِة َما تَتَ َكلَّ ُم َ‬ ‫ين َب ْل ُر ُ‬ ‫الس َ‬ ‫َن لَ ْ‬ ‫آيات ف يها تشجيع فاهلل سيعطيهم بالروح القدس الذى فيهم أن تفيض منهم الحكمة وقوة الحجة إلذاعة بشرى‬

‫الخالص (أر ‪ .)9-1:1‬فى تلك الساعة = ال تستغرب يا أخى إن كنت تخاف اآلن أن يأتى عصر إضطهاد‪،‬‬

‫ألنك ال تشعر فى داخلك أنك قوى بما فيه الكفاية حتى تحتمل‪ .‬وال تستغرب إن لم تشعر بقوة حجتك اآلن‪ .‬ألن‬ ‫اهلل َي ِعد أن يعطى القوة والحكمة بل يسكب الفرح داخلك فى الساعة التى تحتاج فيها ذلك وليس اآلن‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫سلِ ُم‬ ‫س ُي ْ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)11-12:22‬و َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ون م ْب َغ ِ‬ ‫يع‬ ‫ين ِم َن ا ْل َج ِم ِ‬ ‫ض َ‬ ‫َوَي ْقتُلُوَن ُه ْم‪َ ،‬وتَ ُكوُن َ ُ‬

‫ِ‬ ‫وم األ َْوالَ ُد َعلَى َوالِ ِدي ِه ْم‬ ‫األَ ُخ أ َ‬ ‫َخاهُ إِلَى ا ْل َم ْوت‪َ ،‬واأل ُ‬ ‫َب َولَ َدهُ‪َ ،‬وَيقُ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َج ِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص‪" .‬‬ ‫اسمي‪َ .‬ولك ِن الَّذي َي ْ‬ ‫م ْن أ ْ ْ‬ ‫ص ِب ُر إِلَى ا ْل ُم ْنتَ َهى فَه َذا َي ْخلُ ُ‬

‫المقاومة ال تقف عند حدود‪ ،‬بل سيقف ضد المؤمن حتى أهل بيته وأقاربه‪ .‬ولكن السيد إذ يخبرنا بما سيحدث‬

‫يطلب منا الصبر بروح الثقة فى إلهنا ومسيحنا وبروح الرجاء فى األبدية‪ .‬والصبر المطلوب من المؤمن ليس هو‬ ‫الصبر فى مواجهة اإلضطهاد فقط بل الصبر فى إحتمال أى ألم يسمح به الرب‪ ،‬والصبر على تنفيذ وصايا‬

‫المسيح حتى آخر يوم فى حياتنا‪.‬‬

‫آية (مت‪18"-:)18:22‬ومتَى طَرُدو ُكم ِفي ِ‬ ‫ُخ َرى‪ .‬فَِإ ِّني ا ْل َح َّ‬ ‫ون‬ ‫اه ُرُبوا إِلَى األ ْ‬ ‫هذ ِه ا ْل َم ِدي َن ِة فَ ْ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ تُ َك ِّملُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫يل َحتَّى َيأ ِْتي ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ُم ُد َن إِ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬

‫متى طردوكم فإهربوا = هنا السيد يضع مبدأ هاماً‪ ،‬فإذا ثارت العاصفة وكان هناك فرصة أن نهدئ منها‪ ،‬بأن‬ ‫نبتعد فلنبتعد‪ ،‬وال نعطى فرصة للمضايقين أن يزدادوا غضباً وثورة‪ ،‬ال داعى أن يلقى أحد نفسه وسط المخاطر‬ ‫التى قد ال يحتملها جسده الضعيف‪ ،‬ولكن إن وقعنا فى أيديهم وطلبوا منا أن ننكر إيماننا‪ ،‬هنا لزم اإلستشهاد‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫وهرب الكارزين من مدينة إلى مدينة سيكون فيه فرصة إلنتشار اإليمان وهذا ما حدث فى بداية المسيحية‪ ،‬إذ‬

‫حينما أثار اليهود اإلضطهاد ضد الكنيسة هرب المسيحيون إلى كل مكان فإنتشرت الك ارزة‪.‬‬

‫ال تكملون مدن إسرائيل حتى يأتى إبن اإلنسان = فهم عليهم حين يثوروا ضدهم أن يهربوا إلى مدينة أخرى‬ ‫يكرزوا فيها‪ ،‬ثم يقابلهم إضطهاد آخر فيهربوا إلى مدينة أخرى ليكرزوا فيها‪ .‬وحينما يكملون كل مدن إسرائيل‬

‫يأتى إبن اإلنسان‪ ،‬فما معنى هذا؟ هناك معنيين ‪-:‬‬

‫‪ -1‬حين ينتهى إيمان المختارين من اليهود يأتى إبن اإلنسان ليدين األمة اليهودية على كل ما إقترفته حتى‬ ‫الصليب‪ ،‬وستخرب أورشليم والهيكل بعد أن يخرج منها الذين آمنوا‪ ،‬وهذا ما حدث سنة ‪17‬م فلقد أحرق تيطس‬

‫أورشليم وقتل أكثر من مليون وصلب ‪ 117777‬وأحرقهم وهدم الهيكل تماماً‪ .‬وكان هذا بعد أن تشتت‬ ‫المسيحيين فى كل مكان‪ .‬بل فى خالل حصار أورشليم هرب منها كل المسيحيين ولم يبق منهم وال واحد‪ ،‬فلم‬

‫ُيؤذى مسيحى واحد خالل هذا الحصار‪.‬‬ ‫‪ -1‬حتى اآلن هناك يهود سيؤمنون ونحن نعلم أن دخول البقية لإليمان هو عالمة على نهاية األيام ومجئ‬ ‫المسيح فى مجيئه الثانى‪ .‬فقول السيد ال تكملون مدن إسرائيل = قد يشير لكمال دخول البقية من اليهود‬

‫للمسيحية فى نهاية األيام‪( .‬رو ‪)1: ،:1-1::11‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ْض َل ِم َن ا ْلمعلِِّم‪ ،‬والَ ا ْلع ْب ُد أَف َ ِ‬ ‫س ِّي ِد ِه‪َ 12 .‬ي ْك ِفي التِّ ْل ِمي َذ‬ ‫س التِّ ْل ِمي ُذ أَف َ‬ ‫ْض َل م ْن َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫اآليات (مت ‪« " -:)12-14:22‬لَ ْي َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َه َل َب ْي ِت ِه! "‬ ‫س ِّي ِد ِه‪ .‬إِ ْن َكا ُنوا قَ ْد لَقَّ ُبوا َر َّ‬ ‫ول‪ ،‬فَ َك ْم ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ب ا ْل َب ْي ِت َب ْعلَ َزُب َ‬ ‫يأْ‬ ‫أْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫ون َك ُم َعلِّمه‪َ ،‬وا ْل َع ْب َد َك َ‬

‫هنا المسيح يقدم نفسه كقدوة فى إحتمال األلم‪ .‬وبهذا تصير أسلحة المؤمن التى يقدمها له اهلل إلحتمال األلم‪.‬‬

‫‪ -1‬الروح القدس الذى يتكلم فيه ويمنحه القوة‪.‬‬

‫‪ -1‬الصبر والرجاء إلى المنتهى وهذا يعطيه لنا الروح فاهلل لم يعطنا روح الفشل‪.‬‬ ‫‪ -:‬المسيح كقدوة فى إحتماله األلم‪( .‬راجع ‪1‬بط‪)1:1‬‬

‫‪ -1‬المسالمة بقدر إمكاننا مع من يضطهدوننا حتى ال نثيرهم‪.‬‬ ‫والحظ أن السيد المسيح لم َي ِع ْد أن يمنع األلم عمن يتبعه‪ ،‬ولكن َو ْع ْد المسيح كان بأن يمأل القلب سالماً من‬ ‫الداخل‪ ،‬فاأللم الخارجى ينتصر عليه السالم الداخلى والعزاء الداخلى والفرح الداخلى‪ .‬وهذه هى النصرة على‬ ‫األلم فى المسيحية‪ .‬والمسيح هنا يضع نفسه كمثال‪ ،‬فإن كان قد تألَّم وهو رب المجد أفال نقبل األلم‪ ،‬بل قيل‬ ‫عنه أنه تَ َك َّم َل باأللم (عب ‪ .)17:1‬أفال نقبل األلم لنكون كاملين‪ .‬فما يسمح به اهلل هو ألجل أن نتكمل‪ .‬هو‬ ‫كمل ونشبهه ‪.‬‬ ‫تكمل بااللم ليشابهنا فى كل شئ ‪ ،‬ونحن نتكمل باأللم َلن ُ‬

‫بعلزبول= بعلزبوب هو إله العقرونيين (فهو إله الذباب طارد للذباب) (والعقرونيين فى فلسطين) واليهود أسموه‬ ‫بعلزبول تحقي اًر له فمعناه (إله األقذار)‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬ ‫‪16‬‬ ‫ف‪11 .‬اَلَِّذي أَقُولُ ُه‬ ‫ستَ ْعلَ َن‪َ ،‬والَ َخ ِف ٌّي لَ ْن ُي ْع َر َ‬ ‫وه ْم‪ .‬أل ْ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)11-16:22‬فَالَ تَ َخافُ ُ‬ ‫س َم ْكتُوم لَ ْن ُي ْ‬ ‫َن لَ ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫لَ ُك ْم ِفي الظُّ ْل َم ِة قُولُوهُ ِفي النُّ ِ‬ ‫وح‪"،‬‬ ‫السطُ ِ‬ ‫ادوا ِب ِه َعلَى ُّ‬ ‫س َم ُعوَن ُه ِفي األُ ُذ ِن َن ُ‬ ‫ور‪َ ،‬والَّذي تَ ْ‬

‫ليس مكتوم لن ُيستعلن = هو قول مشهور يستعمله الرب هنا لبيان إنتشار الك ارزة‪ ،‬والتى هى حتى اآلن‬ ‫غامضة لكنها ستتوضح‪ .‬فحتى وقت ما كان السيد يقول هذا الكالم‪ ،‬كانت فكرة الفداء والصليب غير معلومة‬

‫لكنها كانت مكتومة‪ .‬وأيضاً األمجاد المعدة للكنيسة كانت مكتومة فى هذا الوقت‪ ،‬بل مازالت حتى اآلن كلغز‪.‬‬

‫الذى أقوله لكم فى الظلمة قولوه فى النور = ما يعلمه اآلن لهم س اًر عليهم أن يذيعوه‪ ،‬أما معلمى اليهود فكانوا‬ ‫يهمسون فى أذان تالميذهم‪ ،‬ما كانوا يرفضون أن يعلنوه للجميع‪ .‬والمسيح لم يكن له تعاليم سرية تخص بعضاً‬

‫من الناس وتكون س اًر على العامة‪ .‬ولكن المسيح كان يعلم التالميذ ويرفع من مستواهم‪ ،‬ويعلن لهم بعضاً من‬

‫أس ارره التى كانت أعلى من مستوى العامة‪ ،‬فالمسيح يعطى تعاليمه بالتدريج حتى يقبلها السامع‪ .‬وهو هنا يقول‬

‫لتالميذه‪ ،‬كل ما قلته إعلنوه واجعلوه فى النور‪.‬األذن= ما قاله المسيح لتالميذه فقط فى جلسات خاصة ‪.‬‬

‫السطوح= ليسمع الجميع‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ون ا ْلجس َد و ِ‬ ‫لك َّن َّ‬ ‫وها‪َ ،‬ب ْل َخافُوا‬ ‫َن َي ْقتُلُ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫س الَ َي ْق ِد ُر َ‬ ‫آية (مت‪َ "-:)13:22‬والَ تَ َخافُوا ِم َن الَِّذ َ‬ ‫الن ْف َ‬ ‫ين َي ْقتُلُ َ َ َ َ‬ ‫َن ُي ْهلِ َك َّ‬ ‫س َد ِكلَ ْي ِه َما ِفي َج َه َّن َم‪" .‬‬ ‫ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫ي ِم َن الَِّذي َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫س َوا ْل َج َ‬ ‫الن ْف َ‬ ‫ال تخافوا فحياتكم ليست فى يدهم بل فى يد اهلل الذى فى يده سلطان ليس فقط على أجسادهم بل على نفوسهم‪.‬‬

‫فمن ينكر المسيح ألنه خائف من العذاب سينقذ جسده أليام ولكن سيكون قد خسر نفسه أبدياً‪ .‬وما أجمل أن‬ ‫نشعر أننا فى يد اهلل الرحيم‪ ،‬وأنه ال سلطان ألحد علينا ما لم يكن اهلل قد أعطاه هذا السلطان (يو ‪.)11:19‬‬

‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫سقُطُ َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ان ِب َف ْل ٍ‬ ‫ض ِب ُد ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫ور ِ‬ ‫ون‬ ‫ان ُي َب َ‬ ‫س؟ َو َواحد م ْن ُه َما الَ َي ْ‬ ‫س ُع ْ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)88-11:22‬أَلَ ْي َ‬ ‫صفُ َ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫اف ِ‬ ‫ْض ُل ِم ْن ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرٍة! ‪81‬فَ ُك ُّل‬ ‫أَِبي ُك ْم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم فَ َحتَّى ُ‬ ‫صاة‪ .‬فَالَ تَ َخافُوا! أَ ْنتُ ْم أَف َ‬ ‫َ َ‬ ‫يع َها ُم ْح َ‬ ‫ور ُر ُؤوس ُك ْم َجم ُ‬ ‫ير َكث َ‬ ‫ص َ‬ ‫ش ُع ُ‬ ‫ات‪88 ،‬و ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف أَ​َنا أ َْي ً ِ ِ‬ ‫لك ْن م ْن ُي ْن ِكرني قُدَّام َّ‬ ‫ف ِبي قُدَّام َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس‬ ‫َعتَ ِر ُ‬ ‫َم ْن َي ْعتَ ِر ُ‬ ‫اس أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّام أَِبي الَّذي في َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضا به قُد َ‬ ‫َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫أُْن ِك ُرهُ أَ​َنا أ َْي ً‬ ‫َّام أَِبي الَّذي في َّ َ َ‬ ‫ضا قُد َ‬ ‫إضطر السيد الرب أن يلجأ لهذه المقارنة ليثبت إهتمامه بنا فال نخاف من أى إضطهاد‪ .‬فاهلل إستمر يخلق‬

‫األرض أ الف الماليين من السنين ليجعلها جنة حتى يخلق اإلنسان ويمتعه بها‪ ،‬ولم يكن هذا ألجل العصافير‪.‬‬

‫لكن السيد إضطر لهذا ألن اإلنسان دائم الشك فى محبة اهلل‪ ،‬بل أن هذه هى لعبة إبليس دائماً أن يشكك‬ ‫اإلنسان فى محبة اهلل مع كل تجربة‪ .‬بل أن إهتمام اهلل باإلنسان يصل إلى درجة معرفته بعدد شعور رؤوسنا‬ ‫ولكن الخائفين غير المؤمنين الذين ينكرون المسيح مع كل هذه المحبة فال نصيب لهم فى أمجاد السماء‪ .‬هذا‬

‫معنى أن المسيح ينكرهم = ما عادوا أعضاء فى جسده‪ ،‬وما عاد المسيح يشملهم برحمته ويكفر عنهم بدمه‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫اء ِ‬ ‫اآليات (لو ‪2" -:)21-2:21‬وِفي أَثْ َن ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫ضا‪ْ ،‬ابتَ َدأَ‬ ‫اجتَ َم َع َرَب َو ُ‬ ‫الش ْع ِب‪َ ،‬حتَّى َك َ‬ ‫وس َب ْع ً‬ ‫ان َب ْع ُ‬ ‫ذل َك‪ ،‬إِ​ِذ ْ‬ ‫ض ُه ْم َي ُد ُ‬ ‫َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يقُو ُل لِتَالَ ِم ِ‬ ‫يذ ِه‪« :‬أ ََّوالً تَ َح َّرُزوا ألَ ْنفُس ُك ْم م ْن َخم ِ‬ ‫ستَ ْعلَ َن‪َ ،‬والَ‬ ‫ين الَّذي ُه َو ِّ‬ ‫ير ا ْلفَِّريس ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫س َم ْكتُوم لَ ْن ُي ْ‬ ‫اء‪َ ،‬فلَ ْي َ‬ ‫الرَي ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ ِف ٌّي لَ ْن يعر َ ِ ِ‬ ‫سمعُ ِفي ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ادى ِب ِه‬ ‫ْن ِفي ا ْل َم َخ ِاد ِع ُي َن َ‬ ‫ور‪َ ،‬و َما َكلَّ ْمتُ ْم ِب ِه األُذ َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ف‪ .‬لذل َك ُك ُّل َما ُق ْلتُ ُموهُ في الظ ْل َمة ُي ْ َ‬

‫ِ‬ ‫َحب ِ‬ ‫لك ْن أَقُو ُل لَ ُكم يا أ ِ‬ ‫وح‪4 .‬و ِ‬ ‫ون‬ ‫َعلَى ُّ‬ ‫س لَ ُه ْم َما َي ْف َعلُ َ‬ ‫ين َي ْقتُلُ َ‬ ‫َّائي‪ :‬الَ تَ َخافُوا ِم َن الَِّذ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫س َد‪َ ،‬وَب ْع َد ذل َك لَ ْي َ‬ ‫ون ا ْل َج َ‬ ‫السطُ ِ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن ُي ْل ِق َي ِفي َج َه َّن َم‪َ .‬ن َع ْم‪ ،‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ِ :‬م ْن‬ ‫س ْلطَان أ ْ‬ ‫أَ ْكثَ​َر‪َ .‬ب ْل أ ُِري ُك ْم ِم َّم ْن تَ َخافُ َ‬ ‫ون‪َ :‬خافُوا م َن الَّذي َب ْع َد َما َي ْقتُ ُل‪ ،‬لَ ُه ُ‬ ‫ِ ‪1‬‬ ‫شعور ر ُؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ه َذا َخافُوا! ‪6‬أَلَ ْيس ْت َخمس ُة ع ِ‬ ‫وس ُك ْم‬ ‫س ْي ِن‪َ ،‬و َواحد م ْن َها لَ ْي َ‬ ‫ير تَُباعُ ِب َف ْل َ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ام اهلل؟ َب ْل ُ ُ ُ ُ‬ ‫صاف َ‬ ‫س َم ْنسيًّا أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪3‬‬ ‫اف ِ‬ ‫ْض ُل ِم ْن ع ِ‬ ‫أ َْي ً ِ‬ ‫ف ِبي قُدَّام َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس‪،‬‬ ‫اعتَ​َر َ‬ ‫يرٍة! َوأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ُ :‬ك ُّل َم ِن ْ‬ ‫صاة‪ .‬فَالَ تَ َخافُوا! أَ ْنتُ ْم أَف َ‬ ‫َ َ‬ ‫يع َها ُم ْح َ‬ ‫ضا َجم ُ‬ ‫ير َكث َ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫اس‪ ،‬ي ْن َكر قُدَّام مالَ ِئ َك ِة ِ‬ ‫ان قُدَّام مالَ ِئ َك ِة ِ‬ ‫اهلل‪َ 1 .‬وم ْن أَ ْن َكرِني قُد َّ‬ ‫ف ِب ِه ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫اهلل‪َ 22 .‬و ُك ُّل َم ْن قَا َل‬ ‫َي ْعتَ ِر ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َّام الن ِ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫س فَالَ ي ْغفَر لَ ُه‪22 .‬ومتَى قَدَّمو ُكم إِلَى ا ْلمج ِ‬ ‫الرو ِح ا ْلقُ ُد ِ‬ ‫َكلِ َم ًة َعلَى ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ام ِع‬ ‫َّف َعلَى ُّ‬ ‫ان ُي ْغفَُر لَ ُه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما َم ْن َجد َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫الر َؤس ِ‬ ‫السالَ ِط ِ‬ ‫س ُي َعلِّ ُم ُك ْم ِفي ِت ْل َك‬ ‫ون‪21 ،‬أل َّ‬ ‫اء َو َّ‬ ‫َن ُّ‬ ‫ين فَالَ تَ ْهتَ ُّموا َك ْي َ‬ ‫ُّون أ َْو ِب َما تَقُولُ َ‬ ‫ف أ َْو ِب َما تَ ْحتَج َ‬ ‫الر َ‬ ‫وح ا ْلقُ ُد َ‬ ‫َو ُّ َ‬ ‫الس ِ‬ ‫َن تَقُولُوهُ»‪".‬‬ ‫ب أْ‬ ‫اعة َما َي ِج ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫فى (لو‪ )1::11‬نجد الفريسيين يتهمون المسيح أنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين (قارن مع مت‬

‫‪ .)11-11:11‬وفى (لو‪ ):1-:::11‬نجد الفريسيين يراقبونه طالبين أن يصطادوا شيئاً من فمه ليشكوا عليه‬ ‫وذلك لحنقهم عليه‪ ،‬فهم يريدون أن يحجبوا الناس عنه فال تنهار شعبيتهم ويفقدون كرامتهم وسلطانهم‪ .‬لكن‬

‫واضح أن تصرفهم جاء بنتيجة عكسية‪ ،‬فلقد جاءت ربوات (عشرات ألوف) الشعب ليسمعوا السيد الرب‪ .‬وبهذا‬ ‫يكون رياء الفريسيين قد فشل ومشورتهم فى الظالم قد انفضحت وظهر ريائهم فى النور‪.‬‬

‫فليس مكتوم لن يستعلن = اآلن بحسب ترتيب إنجيل لوقا صار لهذه اآلية مفهوم آخر‪ .‬فلقد سبق وفهمنا أنها‬ ‫تشير إلنتشار الك ارزة‪ ،‬وهذا قد حدث اآلن ورأينا عشرات األلوف مجتمعين حول المسيح‪ .‬لكنها أيضاً صارت‬

‫تشير إلفتضاح الظلمة‪ .‬فكل شر الشيطان فضحه الرب (كو ‪ .)1::1‬وكل مؤامرات الفريسيين فى الظلمة‬ ‫صارت فى النور مكشوفة وبهذا لم يهتم الشعب بكالم الفريسيين‪ ،‬لكنهم إجتمعوا حول المسيح‪ .‬ولنعلم أن ثوب‬

‫الرياء ال يستر صاحبه طويالً‪ ،‬بل سيتمزق وينكشف ما تحته من نجاسة وضالل‪.‬‬

‫عما سبق فى متى‪،‬‬ ‫كل ما قلتموه فى الظلمة ُيسمع فى النور وما كلمتم به األذن فى المخادع = هذه تختلف ّ‬ ‫ففى متى سمعنا "الذى تسمعونه فى األذن نادوا به على السطوح‪ ..‬الذى أقوله فى الظلمة قولوه فى النور"‪ .‬وكان‬ ‫أما هنا فالسيد يقصد أن يقول‬ ‫كالم السيد فى متى يشير لضرورة أن يكرز التالميذ بكل ما سمعوه من السيد ّ‬ ‫لتالميذه‪ ..‬تحاشوا الرياء‪ ..‬لتكن حياتكم طاهرة نقية وبال شر‪ .‬لتكن حياتكم متفقة مع تعاليمكم واالّ ما تخفونه من‬ ‫شر سيظهر أمام الناس‪ .‬ما ترتكبونه من شر فى الظلمة سيظهر فى النور‪ .‬وتعنى اآلية أيضاً‪ ..‬ال يكن لكم‬ ‫تعاليم سرية تخف ونها عن الناس‪ ،‬وتعاليم خفية تخشون إستعالنها للناس‪ ،‬فهذا ضعف وجبن من الخادم‪ .‬والسيد‬

‫نفسه كان يعلم فى الهيكل كل يوم علناً (يو ‪ )11-17:18‬وبالنظر لمفهوم القديسين متى ولوقا معاً نفهم واجب‬ ‫الخادم والكارز أنه يعلم بكل ما سمعه من المسيح وأن تكون حياته نقية متفقة مع ما يعلم به‪ ،‬وأن ال تكون له‬

‫‪85‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫تعاليم سرية فهذه ليست من المسيح بل من عنده فهو غير قادر أن يعلنها‪ .‬وال يكونوا كالفريسيين الذين يضمرون‬

‫شيئاً ويتكلمون بشئ أخر‪.‬‬

‫تحرزوا من خمير الفريسيين= طبعاً المقصود هو رياء الفريسيين‪ ،‬أو كمن يخفى عالقته بالمسيح خوفاً من‬

‫الناس‪ .‬والخمير فى بدايته يكون كمية صغيرة بالنسبة للعجين‪ ،‬كما أن الشر فى بدايته يكون صغي اًر إذا ما قورن‬ ‫بالحق‪ .‬ولكن من شان كالهما (الخمير والشر) سرعة اإلنتشار‪ .‬وكما تخمر الخميرة العجين‪ ،‬هكذا يفسد الشر‬

‫عقيدة اإلنسان‪ ،‬وكالهما يعمل فى الخفاء‪ .‬ورياء الفريسيين هو زيادة إهتمامهم بالناموس وطقوسه فى الخارج‪،‬‬

‫لكن أعمالهم رديئة فى الخفية وهذه التصرفات تفسد الكنيسة‪.‬‬

‫اآليات (لو ‪ -:)2-4:21‬ال تخافوا‪ -:‬وخوفكم هذا يدفعكم للرياء‪ .‬قيل أن الجسد ما هو إالّ صدفة تخفى لؤلؤة‪،‬‬ ‫واللؤلؤة هى النفس‪ .‬فلماذا اإلهتمام بالجسد‪ .‬يا أحبائى = هذا شعور المسيح نحو خاصته‪.‬‬

‫آية (لو ‪ -:)6:21‬اليست خمسة عصافير تباع ب َفلسين= وقيل فى (مت ‪ )19:17‬أليس عصفوران يباعان‬

‫َبفلس‪ .‬ويبدو أن أربعة عصافير كانت تباع َبفلسين ويعطى لمن يشترى أربعة‪ ،‬عصفو اًر زيادة مجاناً‪ ،‬فحتى هذا‬ ‫اهلل‪.‬الفلس هو أصغر عملة متداولة فى ذلك الوقت‪.‬‬ ‫العصفور الذى بال ثمن الينساه‬ ‫َ‬ ‫آية (لو ‪ -:)1:21‬حتى شعرة واحدة من رؤوسنا ال تهلك إالّ بسماح منه (لو ‪ .)18:11‬شعرة واحدة أي أصغر‬ ‫شئ فينا فشعرة تنقص لن نشعر بها‪ ،‬لكن المسيح مهتم بها‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫يموا‬ ‫اآليات (مت‪ِ " -:)21 - 3 :22‬ا ْ‬ ‫شفُوا َم ْر َ‬ ‫ضى‪ .‬طَ ِّه ُروا ُب ْر ً‬ ‫صا‪ .‬أَق ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ض ًة والَ ُنحاسا ِفي م َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫اط ِق ُك ْم‪َ ،‬والَ‬ ‫َمجَّا ًنا أ ْ‬ ‫َعطُوا‪ .‬الَ تَ ْقتَُنوا َذ َه ًبا َوالَ ف َّ َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ستَ ِحق طَ َعا َم ُه‪.‬‬ ‫صا‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن ا ْلفَاع َل ُم ْ‬ ‫َع ً‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫وها فَافْحصوا م ْن ِفيها م ِ‬ ‫ون‬ ‫يموا ُه َن َ‬ ‫« َوأ ََّي ُة َم ِدي َن ٍة أ َْو قَ ْرَي ٍة َد َخ ْلتُ ُم َ‬ ‫ين تَ ْد ُخلُ َ‬ ‫اك َحتَّى تَ ْخ ُر ُجوا‪َ .‬و ِح َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ستَحق‪َ ،‬وأَق ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫سلِّ ُموا َعلَ ْي ِه‪"،‬‬ ‫ا ْل َب ْي َ‬ ‫ت َ‬ ‫هى تحريض على إعالن اإليمان بالمسيح رباً علناً‪ .‬واإلنكار هو إنكار المسيح أو إهمال وصاياه‪ .‬وفى متى‬

‫شي ِ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫َم ْوتَى‪ .‬أ ْ‬ ‫اط َ‬ ‫َخ ِر ُجوا َ َ‬ ‫ِم ْزَوًدا لِلطَّ ِري ِ‬ ‫ق َوالَ ثَْوَب ْي ِن‬

‫َخذْتُ ْم‪،‬‬ ‫َمجَّا ًنا أ َ‬ ‫َح ِذ َي ًة َوالَ‬ ‫َوالَ أ ْ‬

‫نسمع السيد يقول أعترف أنا أيضاً به قدام أبى الذى فى السموات‪ .‬وهنا نسمع قدام مالئكة اهلل‪ .‬وكال اإلثنين‬

‫واحداً‪ .‬فالمالئكة دائماً قدام اهلل‪ .‬ولكن كون أن المسيح هنا يذكر مالئكة اهلل فهذا يعطينا شعور بإهتمام المالئكة‬

‫بنا فالمسيح وحد السمائيين واألرضين وجمع كالهما فيه (أف ‪ .)17:1‬لذلك نجد أن السماء تفرح بخاطىء واحد‬

‫يتوب (لو ‪ )17:1:‬ونجد السمائيين يفرحون بالخالص الذى صنعه الرب للبشر ويتكلمون بإسمنا‬

‫(رؤ ‪ )17-9::‬وكأن المسيح حين يعترف بى أمام المالئكة‪ ،‬كأنه يقدم لهم من صار لهم شريكاً فى حياتهم‬

‫‪86‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫السمائية وحياة التسبيح‪ .‬فحين يقول أمام أبي فالمعنى أيها اآلب هؤالء صاروا جزء من جسدي‪ .‬أمام المالئكة=‬ ‫هي دعوة لننضم لهم في حياتهم‪.‬‬ ‫آية (‪ -:)17‬أنظر تفسيرها فى (مت ‪.):1-:1:11‬‬ ‫اآليات (‪ -:)11-11‬أنا أعطيكم فماً وحكمة ال يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها(لو‪.)1::11‬‬ ‫ض‪ .‬ما ِج ْئ ُ ِ‬ ‫اآليات (مت‪«84" -:)86 - 84 :22‬الَ تَظُ ُّنوا أ َِّني ِج ْئ ُ ِ‬ ‫سالَ ًما َب ْل‬ ‫ت ألُ ْلق َي َ‬ ‫ت ألُ ْلق َي َ‬ ‫سالَ ًما َعلَى األ َْر ِ َ‬ ‫‪86‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ُمها‪ ،‬وا ْل َك َّن َة ِ‬ ‫يه‪ ،‬و ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْنس َ ِ‬ ‫اء ِ‬ ‫سِ‬ ‫َه ُل‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ت ألُفَِّر َ‬ ‫س ْيفًا‪ .‬فَِإ ِّني ِج ْئ ُ‬ ‫ض َّد َح َم ِات َها‪َ .‬وأ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫االب َن َة ض َّد أ ِّ َ َ‬ ‫ان ض َّد أَِب َ‬ ‫ق ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َب ْي ِت ِه‪" .‬‬

‫المسيح هو ملك السالم‪ ،‬جاء ليمأل قلوب المؤمنين به سالماً (‪ )11:11‬وبعد القيامة كانت هذه أيضاً عطيته‬

‫(يو‪ .)16+11+19:17‬وصانعى السالم ُيدعون أبناء اهلل (مت ‪ .)9::‬فحين يقول السيد ال تظنوا إنى جئت‬ ‫أللقى سالماً على األرض‪ ..‬بل سيفاً= ال يقصد السالم الذى يعطيه داخل القلب والذى هو ثمرة من ثمار الروح‬

‫القدس (غل ‪ )11::‬بل يقصد أن العالم لن يقبل المؤمنين به وسيثير حرباً ضدهم كما فعل العالم به هو نفسه‬ ‫(يو ‪ )17-18:1:‬وهذا ما حدث فعالً من اليهود ثم اإلمبراطورية الرومانية التى سفكت دماً كثي اًر = بل سيفاً‪.‬‬ ‫والسيف يفسر أنه كلمة اهلل الذى به نحارب إبليس والخطية والذى به (بسيف الكلمة) إنتشرت المسيحية فى كل‬

‫األرض (عب ‪ )11:1‬بل ثار أقارب المؤمن فى وجهه وقتلوه =أعداء اإلنسان أهل بيته‪.‬‬

‫الكنة = زوجة اإلبن ‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫ُما أَ ْكثَر ِم ِّني فَالَ ي ِ ِ‬ ‫ب ْاب ًنا أ َِو ْاب َن ًة أَ ْكثَ​َر‬ ‫َح َّ‬ ‫َح َّ‬ ‫ب أ ًَبا أ َْو أ ًّ‬ ‫ستَحقُّني‪َ ،‬و َم ْن أ َ‬ ‫اآليات (مت‪َ " -:)81 - 81 :22‬م ْن أ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِم ِّني فَالَ يستَ ِحقُِّني‪83 ،‬وم ْن الَ يأْ ُخ ُذ صلِيب ُه ويتْبعني فَالَ ي ِ ِ‬ ‫َضاعَ‬ ‫يع َها‪َ ،‬و َم ْن أ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ستَحقُّني‪َ .‬م ْن َو َج َد َح َياتَ ُه ُيض ُ‬ ‫َ َ َ​َ َُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َجِلي َي ِج ُد َها‪" .‬‬ ‫َح َياتَ ُه ِم ْن أ ْ‬ ‫من أحب أباً أو أماً أكثر منى= كان المؤمن معرضاً فى أيام اإلستشهاد ألن يقتل‪ ،‬فتأتى أمه تستعطفه ليترك‬

‫اإليمان من أجل خاطرها‪ ،‬فيتركوه يحيا‪ .‬لكن بهذا يصير حبه ألمه أكثر من حبه للمسيح‪ ،‬إذ أنكر المسيح‪،‬‬

‫وبهذا صار ال يستحقه =فال يستحقنى ولكن هذه ممتدة حتى اآلن‪ .‬فإذا أصاب أبى أو أمى أو أحد أحبائى‬ ‫مرض أو أن اهلل سمح بإنتقالهم‪ ،‬فأتخاصم مع اهلل وأوجه له كلمات صعبة قائالً لماذا تفعل هذا يارب !! فأنا بهذا‬

‫قد أحببت غيره أكثر منه‪ ،‬بالتالى ال أستحقه‪.‬‬

‫من وجد حياته يضيعها= من يتصور أنه يخلص نفسه بأن ينكرنى فهو فى الحقيقة يضيع نفسه ويخسرها‪ .‬وتفهم‬

‫أيضاً اآلن‪ ،‬بأن من يتصور أنه يجد حياته فى ملذات العالم ناسياً إلهه فهو بهذا يضيعها من أضاع حياته من‬

‫أجلى يجدها = فالذى قدم حياته لإلستشهاد معترفاً بإسمى فله أمجاد السموات‪ .‬ومن قدم جسده ذبيحة حيه وقد‬

‫‪87‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫صلب أهوائه مع شهواته فله تعزيات األرض وأمجاد السموات (رو ‪+1:11‬غل ‪ )11::‬من ال يأخذ صليبه‬

‫ويتبعنى = هذه أول مرة يتحدث فيها المسيح عن الصليب وفيها نبوة بصلبه‪ ،‬فكونى أتبعه آخذاً صليبى فهذا‬ ‫يعنى أن أمتثل به فى حمله لصليبه‪ .‬وحمل الصليب إشارة لأللم واحتماله‪ .‬والسيد كان هنا ينبههم أنهم سيجدون‬

‫أالماً واضطهادات كثيرة وعليهم أن يحملوها‪ ،‬والعجيب أن من يقبل الصليب يمأله اهلل فرحاً على األرض (أع‬

‫‪ )11-17::‬ومجداً فى السماء (رو ‪ .)11:8‬وقد ال يكون العصر عصر إستشهاد ولكن أليست أالم المرض‬ ‫والضيقات هى صليب علينا أن نقبله بسكوت وهدوء وبال تذمر فيسكب اهلل فرحه فى داخل المتألم‪ ،‬هذا معنى‬

‫يأخذ صليبه=أى يحتمل األلم بشكر وبدون تذمر وبرضا بنصيبه‪ .‬ويحمل الصليب أيضاً قبول تقديم الجسد‬ ‫كذبيحة حية (رو ‪ ) 1:11‬وهذا ما نسميه صليب إختيارى‪ ،‬وهو ترك ملذات العالم‪ .‬وهذا ما قال عنه بولس‬

‫الرسول مع المسيح صلبت فأحيا (غل ‪ .)17:1‬فمن يقبل هذا الصليب تكون له حياة‪ ،‬المسيح يحيا فيه‪ .‬ولنرى‬ ‫كيف طبق بولس هذا على نفسه فهو بالرغم من أالم جسده الرهيبة كان يقمع جسده ويستعبده (‪1‬كو‪+ )11:9‬‬

‫(‪1‬كو‪)8-1:11‬‬ ‫(لو ‪ +28-41:21‬مر ‪ +83-84:3‬لو ‪:)11-12:24‬‬ ‫‪41‬‬ ‫اضطَرم ْت؟ ‪22‬ولِي ِ‬ ‫ار َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ص ْب َغة‬ ‫ت ألُ ْل ِق َي َن ًا‬ ‫ض‪ ،‬فَ َما َذا أ ُِر ُ‬ ‫اآليات (لو ‪ِ « " -:)28-41:21‬ج ْئ ُ‬ ‫َ‬ ‫يد لَ ِو ْ َ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ت أل ْ ِ‬ ‫ف أَ ْنح ِ‬ ‫سالَ ًما َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض؟ َّكالَّ‪ ،‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ :‬ب ِل‬ ‫ون أ َِّني ِج ْئ ُ‬ ‫ص ُر َحتَّى تُ ْك َم َل؟ أَتَظُ ُّن َ‬ ‫َصطَ ِب ُغ َها‪َ ،‬و َك ْي َ َ‬ ‫أ ْ‬ ‫ُعط َي َ‬ ‫اآلن َخمسة ِفي ب ْي ٍت و ِ‬ ‫ا ْن ِقساما‪21 .‬أل ََّن ُه ي ُك ُ ِ‬ ‫ين‪ :‬ثَالَ ثَة َعلَى اثْ َن ْي ِن‪َ ،‬واثْ َن ِ‬ ‫ان َعلَى ثَالَ ثَ ٍة‪.‬‬ ‫اح ٍد ُم ْنقَ ِس ِم َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ون م َن َ ْ َ‬ ‫َ ً‬ ‫‪ِ 28‬‬ ‫االب ُن َعلَى األ ِ‬ ‫ت َعلَى األ ُِّم‪َ ،‬وا ْل َح َماةُ َعلَى َك َّن ِت َها‪َ ،‬وا ْل َكنَّ ُة‬ ‫َب‪َ ،‬واأل ُُّم َعلَى ا ْل ِب ْن ِت‪َ ،‬وا ْل ِب ْن ُ‬ ‫االب ِن‪َ ،‬و ْ‬ ‫َب َعلَى ْ‬ ‫َي ْنقَس ُم األ ُ‬ ‫َعلَى َح َم ِات َها»‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد أ ْ ِ‬ ‫س ُه‬ ‫لَ ُه ْم‪َ «:‬م ْن أ َ​َر َ‬ ‫َن َيأْت َي َو َرائي َف ْل ُي ْنك ْر َن ْف َ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْن ِج ِ‬ ‫َج ِل ِ‬ ‫يل‬ ‫َجلِي َو ِم ْن أ ْ‬ ‫س ُه ِم ْن أ ْ‬ ‫َو َم ْن ُي ْهل ُك َن ْف َ‬

‫اآليات (مر ‪84" -:)83-84:3‬وَدعا ا ْلجمع مع تَالَ ِم ِ‬ ‫ال‬ ‫يذ ِه َوقَ َ‬ ‫َ َ َْ َ َ​َ‬ ‫‪82‬‬ ‫وي ْح ِم ْل ِ‬ ‫س ُه ُي ْهِل ُك َها‪،‬‬ ‫اد أ ْ‬ ‫يب ُه َوَيتْ َب ْع ِني‪ .‬فَِإ َّن َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫صل َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ص َن ْف َ‬ ‫َن ُي َخلِّ َ‬ ‫َ‬ ‫‪81‬‬ ‫اإل ْنس ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َها‪86 .‬ألَنَّ ُه َما َذا َي ْنتَ ِفعُ ِ‬ ‫اء َع ْن‬ ‫س ُ‬ ‫ان ف َد ً‬ ‫س ُه؟ أ َْو َما َذا ُي ْعطي ِ َ‬ ‫ان لَ ْو َرِب َح ا ْل َعالَ َم ُكلَّ ُه َو َخس َر َن ْف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫فَ ُه َو ُي َخلِّ ُ‬ ‫ان ي ِ ِ‬ ‫ق ا ْل َخ ِ‬ ‫يل ا ْلفَ ِ‬ ‫استَ َحى ِبي َوِب َكالَ ِمي ِفي ه َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫اط ِئ‪ ،‬فَِإ َّن ْاب َن ِ‬ ‫اس ِ‬ ‫اء‬ ‫َن ْف ِس ِه؟ ‪83‬أل َّ‬ ‫سِ َْ‬ ‫َن َم ِن ْ‬ ‫ستَحي ِبه َمتَى َج َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫يه مع ا ْلمالَ ِئ َك ِة ا ْل ِقد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫ِّيس َ‬ ‫ِب َم ْجد أَِب َ َ َ‬

‫‪16‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫َحد َيأ ِْتي إِلَ َّي‬ ‫ت َوقَ َ‬ ‫ين َم َع ُه‪ ،‬فَا ْلتَفَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬إِ ْن َك َ‬ ‫س ِائ ِر َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)11-12:24‬و َك َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫يرة َ‬ ‫ان ُج ُموع َكث َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ُم ُه وام أرَتَ ُه وأَوالَ َده وِا ْخوتَ ُه وأ َ ِ ِ‬ ‫ون لِي ِت ْل ِمي ًذا‪َ .‬و َم ْن الَ‬ ‫ضا‪ ،‬فَالَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َوالَ ُي ْب ِغ ُ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫س ُه أ َْي ً‬ ‫َخ َواته‪َ ،‬حتَّى َن ْف َ‬ ‫ض أ َ​َباهُ َوأ َّ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ‬ ‫ي ْح ِم ُل ِ‬ ‫ون لِي ِت ْل ِمي ًذا‪" .‬‬ ‫يب ُه َوَيأ ِْتي َو َرِائي فَالَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫صل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فى اآليات السابقة تكلم السيد عن أننا وكالء‪ ،‬وعلينا أن نحيا كوكالء أمناء وحكماء مستعدين لذلك اليوم الذى‬

‫سيأتى هو فيه فجأة‪.‬‬

‫جئت أللقى نا ارً على األرض= سبق وفهمنا من إنجيل متى أن النار هى نار اإلضطهاد واألالم‪ .‬وهنا معنى‬ ‫جديد أن السيد سيرسل روحه النارى ليعزى المتألمين ويعطى حكمة ألوالد اهلل الذين هم وكالء فماذا أريد لو‬ ‫‪88‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫إضطرمت= فى ترجمة أخرى كم وددت لو إضطرمت عموماً فالتفسيرين متكاملين فكلما تضطرم نار الروح‬ ‫القدس فى المؤمنين تثور ضدهم نار اإلضطهاد‪ .‬والعكس كلما تثور نار اإلضطهاد ُي ِ‬ ‫ع السيد المسيح ويمأل‬ ‫سر ْ‬ ‫المؤمنين به من نار الروح القدس لتعطيهم حكمة يجيبوا بها السالطين‪ ،‬وبها يمتلئوا تعزية وصبر‪ .‬لذلك كم يود‬

‫المسيح أن نمتلىء من نار الروح القدس المطهرة والمعزية والتى تعطى حكمة ‪ .‬وهذه الطبيعة النارية التى تحرق‬ ‫الخطية‪ ،‬طبيعة الروح القدس‪ ،‬قد ظهرت حين حل على التالميذ على هيئة السنة نار‪ .‬والمعمودية هى بالروح‬

‫القدس ونار (مت ‪ )11::‬فهى لها فعل اإلحراق والتطهير‪ .‬عموماً نار اهلل التى يلقيها‪ ،‬هى للشرير حريق‪ .‬وللبار‬ ‫تطهير وتزكية واشعال لنار الحب فى قلبه والغيرة على كنيسته ومجده وانتشار مجده كنار‪ .‬ولى صبغة‬

‫أصطبغها= الصبغة تأتى بغمر الشىء فى الصبغة‪ .‬وهذه الكلمة تشير للمعمودية‪ .‬ألن المعمد يبقى تحت الماء‬

‫فترة وجيزة من الزمن مغمو اًر تماماً إشارة لموته مع المسيح‪ ،‬وكما أن المسيح بقى فى القبر مماتاً فى الجسد لفترة‬

‫قلي لة‪ ،‬هكذا يبقى المعمد فترة قليلة تحت الماء‪ .‬ولكن السيد المسيح لم يصطبغ بغمره فى الماء‪ ،‬بل بموته على‬

‫الصليب مغطى بدمائه‪ ،‬فهو إصطبغ بدمه‪ .‬وأسس سر المعمودية‪ ،‬حتى أن كل من يدفن فى ماء المعمودية‬

‫يكون قد مات مع المسيح‪ ،‬ويكون الخروج من ماء المعمودية كأنه قيامة مع المسيح‪.‬‬ ‫وهذه اآلية تأتى بعد حديثه عن النار التى سيلقيها على األرض‪-:‬‬

‫‪ -1‬فهذه النار هى نار األالم التى ستجوزها الكنيسة‪ ،‬ونار أالمه التى جازها هو على الصليب‪.‬‬

‫‪ -2‬وهذه النار تشير أيضاً للروح القدس الذى ح ّل على الكنيسة بعد الصليب‪ ،‬بعد أن إصطبغ المسيح بدم‬ ‫صليبه‪.‬‬

‫كيف أنحصر حتى تكمل= بمعنى كيف أهدأ حتى أتمم ما جئت ألجله‪.‬‬

‫أتظنون إنى جئت أللقى سالماً= كان اليهود يتصورون أن المسيح سيأتى ليعطيهم سالماً زمنياً ونصرة على‬ ‫الرومان‪ .‬لكن السالم الذى يعطيه السيد المسيح هو سالم داخلى ينتصر على األالم والضيقات الخارجية‪ ،‬هو‬

‫سالم يفوق كل عقل‪.‬‬

‫الصبغة = بالنسبة لنا هى حياة نقبل فيها األلم والصليب بفرح‪.‬‬ ‫وكما إنحصر المسيح‪( ،‬إنحصر هنا تأتى بمعنى إحتماله الحزن واأللم أى هو يعلن إستعداده لأللم والحزن حتى‬

‫يتمم عمله) علينا كمؤمنين أن نعلن إستعدادنا لحمل الصليب وألى حزن أو ألم لنعلن كمال حبنا لهُ‪ .‬فى هذه‬ ‫كيف أنحصر حتى تكمل =‬ ‫الحالة سننعم بالسالم الحقيقى الذى ليس من هذا العالم ‪.‬‬ ‫وجع حتى أنهى العمل‪.‬‬ ‫وم َ‬ ‫‪ = How Distressed I am Till It Is Accomplished‬كم أنا محزون ُ‬ ‫ينقسم األب على اإلبن… هذه نبوة ميخا النبى (مى ‪.)6:1‬‬ ‫يبغض = في العبرية الكلمة تترجم يبغض وتترجم أيضاً يحب أقل (تك‪):1-:7:19‬‬

‫اآليات (مر ‪َ 84" -:)83-84:3‬وَد َعا ا ْل َج ْم َع َم َع‬ ‫‪82‬‬ ‫وي ْح ِم ْل ِ‬ ‫ص‬ ‫اد أ ْ‬ ‫يب ُه َوَيتْ َب ْع ِني‪ .‬فَِإ َّن َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫صل َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َن ُي َخلِّ َ‬ ‫َ‬

‫تَالَ ِم ِ‬ ‫ال‬ ‫يذ ِه َوقَ َ‬ ‫س ُه ُي ْهلِ ُك َها‪،‬‬ ‫َن ْف َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد أ ْ ِ‬ ‫س ُه‬ ‫لَ ُه ْم‪َ «:‬م ْن أ َ​َر َ‬ ‫َن َيأْت َي َو َرائي َف ْل ُي ْنك ْر َن ْف َ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْن ِج ِ‬ ‫َج ِل ِ‬ ‫يل‬ ‫َجلِي َو ِم ْن أ ْ‬ ‫س ُه ِم ْن أ ْ‬ ‫َو َم ْن ُي ْهل ُك َن ْف َ‬ ‫‪89‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬ ‫‪81‬‬ ‫اإل ْنس ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َها‪86 .‬ألَنَّ ُه َما َذا َي ْنتَ ِفعُ ِ‬ ‫اء َع ْن‬ ‫س ُ‬ ‫ان ف َد ً‬ ‫س ُه؟ أ َْو َما َذا ُي ْعطي ِ َ‬ ‫ان لَ ْو َرِب َح ا ْل َعالَ َم ُكلَّ ُه َو َخس َر َن ْف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫فَ ُه َو ُي َخلِّ ُ‬ ‫ان ي ِ ِ‬ ‫ق ا ْل َخ ِ‬ ‫يل ا ْلفَ ِ‬ ‫استَ َحى ِبي َوِب َكالَ ِمي ِفي ه َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫اط ِئ‪ ،‬فَِإ َّن ْاب َن ِ‬ ‫اس ِ‬ ‫اء‬ ‫َن ْف ِس ِه؟ ‪83‬أل َّ‬ ‫سِ َْ‬ ‫َن َم ِن ْ‬ ‫ستَحي ِبه َمتَى َج َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫يه مع ا ْلمالَ ِئ َك ِة ا ْل ِقد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫ِّيس َ‬ ‫ِب َم ْجد أَِب َ َ َ‬

‫فداء عن نفسه= من يؤمن بالمسيح تكون له حياة أبدية (يو ‪ .)1::11‬أما لو ضاع عمرنا‬ ‫ماذا يعطى اإلنسان ً‬ ‫ومتنا دون إيمان حقيقى حى لن تكون لنا فدية‪ ،‬فالمقتول بعدما يموت ال يستطيع أن يعطى فدية لقاتله‪ .‬حتى‬ ‫يحييه أو ال يقتله إذ هو مات‪ ،‬فزمان الفدية قد مضى‪.‬‬

‫ونالحظ هنا أن كالم السيد المسيح عن الصليب وعن أهمية أن ينكر المؤمن نفسه كان رداً على بطرس الذى‬

‫بدا أنه رافض لفكرة الصليب (‪ ):1‬ونالحظ فى آية (‪ ):1‬أن شرط حمل الصليب هو شرط لكل مسيحى يريد أن‬

‫يتبع المسيح إذ أن الكالم موجه للجميع وللتالميذ‪ .‬وشروط التلمذة يحمل صليبه=ينكر ذاته ويقبل بما سمح به‬

‫اهلل ويتبعنى = يطيع وصاياى‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫َحد َيأ ِْتي إِلَ َّي‬ ‫ت َوقَ َ‬ ‫ين َم َع ُه‪ ،‬فَا ْلتَفَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬إِ ْن َك َ‬ ‫س ِائ ِر َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)11-12:24‬و َك َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫يرة َ‬ ‫ان ُج ُموع َكث َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ُم ُه وام أرَتَ ُه وأَوالَ َده وِا ْخوتَ ُه وأ َ ِ ِ‬ ‫ون لِي ِت ْل ِمي ًذا‪َ .‬و َم ْن الَ‬ ‫ضا‪ ،‬فَالَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َوالَ ُي ْب ِغ ُ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫س ُه أ َْي ً‬ ‫َخ َواته‪َ ،‬حتَّى َن ْف َ‬ ‫ض أ َ​َباهُ َوأ َّ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ‬ ‫ي ْح ِم ُل ِ‬ ‫ون ِلي ِت ْل ِمي ًذا‪" .‬‬ ‫يب ُه َوَيأ ِْتي َو َرِائي فَالَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫صل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وال يبغض=المسيح يوضح لتابعيه صعوبة الطريق‪ ،‬وأنه ستأتى ساعة وظروف فيها يضطر أتباع المسيح أن‬

‫يختاروا بينه وبين أحبائهم‪ .‬بين الحياة بعيداً عنه وبين الموت ألجله‪.‬وأنهم لن يستطيعوا أن يتبعوه ما لم يتركوا‬ ‫األهل فيظهر هذا أمام الناس كأنهم يبغضون أهلهم بالنسبة لهذه العالقة الجديدة مع المسيح‪ .‬هنا يظهر حب‬

‫الشخص ألهله بجانب حبه للمسيح كأنه بغضة لهم‪ ،‬أى يحبهم أقل من محبته للمسيح‪ .‬عموماً فالكلمة فى‬

‫العبرية تحتمل الترجمتين ‪ )1‬يبغض ‪ )1‬يحب أقل‪ .‬وهذا ما قيل عن يعقوب وليئة أنه أحب راحيل أكثر منها‬

‫(تك ‪ ):7:19‬ونفس الكلمة هنا مترجمة فى إنجيل متى من أحب أباً… أكثر منى فال يستحقنى حتى نفسه=من‬ ‫يغضب من اهلل ويتخاصم معه ويمتنع عن الكنيسة بسبب مشكلة أو مرض أصابه هو يحب نفسه أكثر من‬

‫المسيح‪ .‬ومن يرفض الصليب ويمتع نفسه بمتع محرمة هو يحب نفسه أكثر من المسيح‪.‬‬

‫عموماً إذا أحببنا اهلل سنحب الجميع حتى أعدائنا من خالله محبة صحيحة‪.‬‬ ‫‪11‬وم ْن الَ ي ْح ِم ُل ِ‬ ‫ون لِي ِت ْل ِمي ًذا‪ =" .‬ما هو الصليب؟ بالنسبة لنا هو إحتمال‬ ‫يب ُه َوَيأ ِْتي َو َرِائي فَالَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫صل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫األلم ‪ ،‬أما بالنسبة للمسيح فهو بذل الذات حتى آخر قطرة دم من أجل محبته للبشر ‪ .‬وهذه هى مدرسة المسيح‬ ‫‪ .‬ومن أراد أن يكون تلميذا للمسيح فى هذه المدرسة فلينكر ذاته ويبذل نفسه على طريقة محبة المسيح الباذلة ‪.‬‬

‫ولذلك فأعلى درجات السمائيين هم الشهداء الذين بذلوا حياتهم من أجل محبتهم فى الملك المسيح ‪.‬‬ ‫‪42‬‬ ‫اآليات (مت‪42" -:)41 - 42 :22‬م ْن ي ْقبلُ ُكم ي ْقبلُِني‪ ،‬وم ْن ي ْقبلُني ي ْقب ُل الَِّذي أَر ِ‬ ‫اسِم‬ ‫َ​َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫َ َ​َ ْ َ​َ‬ ‫سلَني‪َ .‬م ْن َي ْق َب ُل َن ِبيًّا ِب ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪41‬‬ ‫ار َكأْس م ٍ‬ ‫اء َب ِ‬ ‫ارٍد‬ ‫َج َر َن ِب ٍّي َيأْ ُخ ُذ‪َ ،‬و َم ْن َي ْق َب ُل َب ًّا‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫َح َد ُ‬ ‫اسِم َب ّار فَأ ْ‬ ‫َن ِب ٍّي فَأ ْ‬ ‫سقَى أ َ‬ ‫ار ِب ْ‬ ‫َج َر َب ّار َيأْ ُخ ُذ‪َ ،‬و َم ْن َ‬ ‫الص َغ ِ َ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُكم إِ َّن ُه الَ ي ِ‬ ‫فَقَ ْط ِباسِم ِت ْل ِم ٍ‬ ‫يذ‪ ،‬فَا ْل َح َّ‬ ‫َج َرهُ»‪".‬‬ ‫ضيعُ أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪90‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العاشر)‬

‫هنا يشرح شرف وظيفة خدام اإلنجيل بإعتبارهم سفراء لهُ‪ .‬وأن تكريمهم‪ ،‬فيه تكريم له هو شخصياً‪.‬‬ ‫بإسم نبى= بصفة نبى أو ألنه نبى مرسل من اهلل‪.‬‬ ‫من يقبل با ارً = ألجل الصالح الذى فى البار دون سواه من أمجاد العالم‪.‬‬

‫أحد هؤالء الصغار= الحظ هذه المقارنة‪.‬‬ ‫من يقبل‬

‫نبى‬

‫بإسم‬

‫نبى‬

‫من يقبل‬

‫بار‬

‫بإسم‬

‫بار‬

‫من سقى أحد هؤالء الصغار‪..‬‬

‫بإسم‬

‫تلميذ‬

‫ومن هنا نفهم أن المقصود بالصغار هم التالميذ لبساطتهم وضعفهم وفقرهم‪.‬‬

‫وكان جزاء أرملة صرفة صيدا على إستضافتها إيليا أن أقام اهلل إبنها من الموت‪.‬‬

‫إذاً مفهوم هذه اآليات هو إكرام وقبول خدام الرب ‪:‬‬

‫‪ -1‬من يقبلهم يكون كمن قبل الرب نفسه فما نفعله بإخوته األصاغر نكون قد فعلناه به نفسه‪ ،‬ومن يقبل خادماً‬ ‫يقبل الرب الذى أرسله‪ .‬وهذا تشجيع من السيد المسيح لتالميذه‪.‬‬

‫‪ -2‬من يقبل نبى ألن اهلل أرسله أو يقبل با اًر ألن الرب أرسله يكون له نفس أجر النبى الذى أرسله الرب أو نفس‬ ‫أجر البار الذى قدسه الرب‪.‬‬

‫‪ -3‬أى خدمة تقدم لخدام اهلل لن يضيع أجرها فاهلل ال ينظر إلى كمية العطاء بل الى قلب المعطى (مر‬ ‫‪.)11-11:11‬‬

‫وبهذا المفهوم أفال يكون تكريم الكنيسة األرثوذكسية للشهداء والقديسين متفق مع هذه اآلية‪ .‬أم يقول قائل ال‬ ‫يجوز ألنهم أموات !! هنا نقول أن إلهنا إله أحياء وليس إله أموات (مت ‪ .):1:11‬واهلل بارك إلسحق من أجل‬

‫إبراهيم أبيه بينما كان إبراهيم قد مات (تك ‪ )11:16‬وهكذا يقول الكتاب على لسان اهلل فإنى أكرم الذين‬

‫يكرموننى (‪1‬صم ‪ ):7:1‬أفال نكرم نحن من يكرمهم اهلل‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الحادى عشر‬ ‫اآليات (مت ‪( + )6-2:22‬لو‪)18-23:1‬‬

‫اآليات (مت ‪2" -:)6-2:22‬ولَ َّما أَ ْكم َل يسوعُ أَمره لِتَالَ ِم ِ‬ ‫اك ِل ُي َعلِّ َم َوَي ْك ِرَز ِفي‬ ‫ف ِم ْن ُه َن َ‬ ‫يذ ِه اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫َُْ‬ ‫ش َر‪ ،‬ا ْن َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ُه َو اآلتي‬ ‫َع َما ِل ا ْل َمس ِ‬ ‫س ِم َع في ِّ‬ ‫ُم ُد ِن ِه ْم‪ .‬أ َّ‬ ‫س َل اثْ َن ْي ِن م ْن تَالَميذه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬أَ ْن َ‬ ‫الس ْج ِن ِبأ ْ‬ ‫َما ُي َ‬ ‫يح‪ ،‬أ َْر َ‬ ‫وح َّنا َفلَ َّما َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ان‪2 :‬اَْلعمي ي ْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َوتَ ْنظُ َر ِ‬ ‫س َم َع ِ‬ ‫ون‪،‬‬ ‫ْه َبا َوأ ْ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه َما‪«:‬اذ َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ُْ ُ ُ‬ ‫َخ ِب َار ُي َ‬ ‫َج َ‬ ‫أ َْم َن ْنتَظ ُر آ َخ َر؟» فَأ َ‬ ‫وح َّنا ِب َما تَ ْ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ون‪ ،‬وا ْلمس ِ‬ ‫ين ُي َب َّ‬ ‫ون‪َ ،‬و ُّ‬ ‫وبى لِ َم ْن الَ‬ ‫َوا ْل ُع ْر ُج َي ْم ُ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫اك ُ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ص ُيطَ َّه ُر َ‬ ‫ش َ‬ ‫ون‪َ .‬وطُ َ‬ ‫الص ُّم َي ْ‬ ‫وم َ َ َ َ‬ ‫ون‪َ ،‬وا ْل ُب ْر ُ‬ ‫ون‪َ ،‬وا ْل َم ْوتَى َيقُ ُ‬ ‫َي ْعثُ​ُر ِف َّي»‪".‬‬

‫ِ ‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َل إِلَى‬ ‫اآليات (لو‪ " -:)18-23:1‬فَأ ْ‬ ‫وح َّنا تَالَمي ُذهُ ِبه َذا ُكلِّه‪ .‬فَ َد َعا ُي َ‬ ‫َخ َب َر ُي َ‬ ‫وح َّنا اثْ َن ْي ِن م ْن تَالَميذه‪َ ،‬وأ َْر َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ت ُهو ِ‬ ‫يسو َ ِ‬ ‫سلَ َنا إِلَ ْي َك‬ ‫اء إِلَ ْي ِه َّ‬ ‫اآلتي أ َْم َن ْنتَ ِظ ُر َ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ُ‬ ‫الر ُجالَ ِن قَاالَ‪ُ «:‬ي َ‬ ‫ان قَ ْد أ َْر َ‬ ‫آخ َر؟» َفلَ َّما َج َ‬ ‫ع قَائالً‪«:‬أَ ْن َ َ‬ ‫َُ‬ ‫‪12‬‬ ‫اء وأَرو ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت ُهو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِم ْن أ َْم َر ٍ‬ ‫شفَى َك ِث ِ‬ ‫يرٍة‪،‬‬ ‫آخ َر؟» َوِفي ِت ْل َك َّ‬ ‫اآلتي أ َْم َن ْنتَ ِظ ُر َ‬ ‫اع ِة َ‬ ‫ير َ‬ ‫الس َ‬ ‫اض َوأ َْد َو َ ْ َ‬ ‫قَائالً‪ :‬أَ ْن َ َ‬ ‫اح شِّر َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ان َك ِث ِ‬ ‫ص َر لِ ُع ْم َي ٍ‬ ‫س ِم ْعتُ َما‪ :‬إِ َّن ا ْل ُع ْم َي‬ ‫ْه َبا َوأ ْ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُهماَ‪« :‬اذ َ‬ ‫ير َ‬ ‫َخ ِب َار ُي َ‬ ‫َج َ‬ ‫ين‪ .‬فَأ َ‬ ‫َو َو َه َ‬ ‫وح َّنا ِب َما َأر َْيتُ َما َو َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ب ا ْل َب َ‬ ‫ون‪ ،‬وا ْلمس ِ‬ ‫ي ْب ِ‬ ‫ين ُي َب َّ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫ون‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ص ُي َ‬ ‫ون‪َ ،‬وا ْل ُع ْر َج َي ْم ُ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫اك َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ط َّه ُر َ‬ ‫ش َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫الص َّم َي ْ‬ ‫وم َ َ َ َ‬ ‫ون‪َ ،‬وا ْل ُب ْر َ‬ ‫ون‪َ ،‬وا ْل َم ْوتَى َيقُ ُ‬ ‫‪18‬‬ ‫وبى لِ َم ْن الَ َي ْعثُ​ُر ِف َّي»‪".‬‬ ‫َوطُ َ‬

‫فلما سمع فى السجن = راجع (مت ‪)11-::11‬‬ ‫ويوحنا المعمدان أدرك أنه سوف يستشهد‪ ،‬فأرسل تالميذه للسيد المسيح ليلمسوا بأنفسهم من هو المسيح‪ ،‬هو أراد‬

‫تحويل تالميذه حتى ال يقاوموا المسيح فيما بعد بل يتتلمذوا له‪ .‬وسؤال يوحنا أنت هو اآلتى (أى المسيح‬

‫المنتظر) أم ننتظر آخر‪ .‬كان هذا السؤال ليس عن شك فى المسيح‪ ،‬فمن عرف المسيح وهوفى بطن أمه (لو‬ ‫‪ )11:1‬ورأى حمامة تحل عليه يوم عماده (يو ‪ .):1-19:1‬فمن شهد للمسيح كل هذه الشهادات أيعود ويشك‬ ‫فيه! قطعاً ال‪ .‬ولكن كان السؤال ألجل أن يؤمن تالميذه بالمسيح ويتبعوه فهذا هو دوره كسابق للمسيح‪ .‬خصوصاً‬ ‫أن الغيرة كانت قد بدأت فى قلوب تالميذ المعمدان من نجاح خدمة المسيح (يو ‪ .)16::‬خصوصاً أنه واضح‬

‫من (يو ‪ ) :1-:::1‬أن المعمدان كان يشهد لتالميذه عن المسيح ليتبعوه كما تبعه هنا يوحنا وأندراوس‪.‬وهناك‬

‫من قال ان يوحنا أرسل يسأل المسيح هذا السؤال ألنه مسجون وحالته النفسية سيئة ‪ ،‬فإن كان المسيح هو اآلتى‬

‫فلماذا ال يخرجه من السجن!! ‪ .‬ألم يق أر من قال هذا الكالم العجيب ما قاله يوحنا المعمدان عن المسيح‬

‫‪92‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫(يو ‪ ) :6 – 11 ::‬هل من يقول هذا الكالم عن المسيح ما زال اليعرف من هو ؟! لقد أطلق المعمدان على‬

‫وي ْخ ِرج المعمدان من‬ ‫المسيح لقب " حمل اهلل"(يو‪ ) 19 : 1‬والمعنى انه سيقدم ذبيحة ‪ .‬فهل ُيقَ َّدم المسيح ذبيحة ُ‬ ‫السجن !!‬ ‫وحين سأل تالميذ المعمدان السيد المسيح أجابهم بأن العمى يبصرون والصم يسمعون … وكأنه يقول لهم لقد‬

‫فى (اش ‪ .)1:61+ ::::‬والسيد حذر التلميذان من أن يستمر شكهم فيه بعد أن سمعوا ما‬ ‫تحققت النبوات َّ‬ ‫فى بالذات إذا رأيتمونى‬ ‫فى وربما كان قصد السيد المسيح ال تشكا ّ‬ ‫سمعوه و أروا ما رأوه= طوبى لمن ال يعثر ّ‬

‫فى تعنى عدم اإليمان بى‪.‬المساكين= ليس فقط‬ ‫معلقاً على عود الصليب‪ ،‬أو معرضاً إلهانات اليهود‪ .‬ويعثر َّ‬ ‫الفقراء والضعاف بل المساكين بالروح أى المتضعين‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( + )22-1:22‬لو‪)13-14:1‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ه َذ ِ‬ ‫وح َّنا‪َ « :‬ما َذا َخ َر ْجتُ ْم إِلَى‬ ‫سوعُ َيقُو ُل ل ْل ُج ُموِع َع ْن ُي َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)22-1:22‬وَب ْي َن َما َذ َه َ‬ ‫ان ْابتَ َدأَ َي ُ‬ ‫لك ْن ما َذا َخر ْجتُم لِتَ ْنظُروا؟ أَإِ ْنسا ًنا الَ ِبسا ِثيابا َن ِ‬ ‫الريح؟ ‪ِ 3‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين‬ ‫اع َم ًة؟ ُه َوَذا الَِّذ َ‬ ‫ً ًَ‬ ‫ص َب ًة تُ َحِّرُك َها ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل َبِّريَّة لتَ ْنظُ​ُروا؟ أَقَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫وك‪ِ 1 .‬‬ ‫وت ا ْلملُ ِ‬ ‫اعم َة ُهم ِفي بي ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ْض َل ِم ْن‬ ‫س َ‬ ‫لك ْن َما َذا َخ َر ْجتُ ْم لِتَ ْنظُ​ُروا؟ أَ​َن ِبيًّا؟ َن َع ْم‪ ،‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ ،‬وأَف َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫ون الثَِّي َ‬ ‫َي ْل َب ُ‬ ‫اب الن َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّام َك‪22 .‬اَْل َح َّ‬ ‫ق أَقُو ُل‬ ‫َن ِب ٍّي‪ .‬فَِإ َّن ه َذا ُه َو الَّذي ُكت َ‬ ‫ام َو ْج ِه َك َمالَ كي الذي ُي َه ِّيئُ طَ ِريقَ َك قُد َ‬ ‫ب َع ْن ُه‪َ :‬ها أَ​َنا أ ُْرس ُل أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء أ ْ ِ‬ ‫النس ِ‬ ‫ود َ ِ‬ ‫لَ ُكم‪ :‬لَم َيقُم َب ْي َن ا ْلم ْولُ ِ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ِ‬ ‫َعظَ ُم‬ ‫ات أ ْ‬ ‫َعظَ ُم م ْن ُي َ‬ ‫ان‪َ ،‬ولك َّن األ ْ‬ ‫َص َغ َر في َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫ين م َن ِّ َ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِم ْن ُه‪" .‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ضى رسوالَ يوح َّنا‪ْ ،‬ابتَ َدأَ يقُو ُل ِل ْلجموِع ع ْن يوح َّنا‪«:‬ما َذا َخر ْجتُم إِلَى ا ْلبِّري ِ‬ ‫َّة‬ ‫َ‬ ‫ُ​ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)13-14:1‬فلَ َّما َم َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫الريح؟ ‪12‬ب ْل ما َذا َخر ْجتُم لِتَ ْنظُروا؟ أَإِ ْنسا ًنا الَ ِبسا ِثيابا َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِفي اللِّ َب ِ‬ ‫اس‬ ‫اع َم ًة؟ ُه َوَذا الَِّذ َ‬ ‫ً ًَ‬ ‫ص َب ًة تُ َحِّرُك َها ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫لتَ ْنظُ​ُروا؟ أَقَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْض َل ِم ْن َن ِب ٍّي! ‪11‬ه َذا‬ ‫ور ا ْل ُملُ‬ ‫وك‪َ .‬ب ْل َما َذا َخ َر ْجتُ ْم لِتَ ْنظُ​ُروا؟ أَ​َن ِبيًّا؟ َن َع ْم‪ ،‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ :‬وأَف َ‬ ‫ا ْلفَاخ ِر َوالتََّن ُّعم ُه ْم في قُ ُ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّام َك! ‪13‬أل َِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه َب ْي َن‬ ‫ُه َو الَّذي ُكت َ‬ ‫ام َو ْج ِه َك َمالَ كي الذي ُي َه ِّيئُ طَ ِريقَ َك قُد َ‬ ‫ب َع ْن ُه‪َ :‬ها أَ​َنا أ ُْرس ُل أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫وت ِ‬ ‫لك َّن األَص َغر ِفي ملَ ُك ِ‬ ‫ان‪ ،‬و ِ‬ ‫اء لَ ْيس َن ِب ٌّي أ ْ ِ‬ ‫النس ِ‬ ‫ود َ ِ‬ ‫ا ْلم ْولُ ِ‬ ‫َعظَ ُم ِم ْن ُه»‪".‬‬ ‫اهلل أ ْ‬ ‫َعظَ َم م ْن ُي َ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ين م َن ِّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫حتى ال يظن أحد أن يوحنا المعمدان يشك فى المسيح‪ ،‬فلقد شهد له هنا السيد المسيح‪ .‬وكانت شهادة المسيح‬

‫عن المعمدان بعد أن مضى تالميذه حتى ال يكون كالم المسيح عنه تملقاً له أو لهما‪ .‬عموماً كان قول المسيح‬

‫أنه ليس بقصبة تحركها الريح= يعنى أن يوحنا لن يتأثر بالمديح كما أنه ال يتأثر بالذم‪ .‬فلقد تعرض يوحنا لكثير‬

‫من المديح من الناس ولكثير من األلم من هيرودس ولكنه لم يتزعزع ال من هذا وال من ذاك‪ .‬وأيضاً ألنه ليس‬

‫قصبة تحركها الريح فهو لم يستجب لحروب األرواح النجسة وال ألى تعليم غريب‪ ،‬بل ظل على طهارته شاهداً‬ ‫للحق ال يتزعزع عنه‪،‬يحيا حياة خشنة‪ ،‬ويرتدى لباساً خشناً‪ ،‬إذ كان رداؤه من شعر اإلبل‪ .‬والقصبة فارغة أما‬ ‫يوحنا فمملوء من الروح لذلك لم يهتز من أفكار العالم الشريرة‪ .‬لكن من هو فارغ كالقصبة يهتز ألي شئ أو أي‬

‫فكر غريب‪.‬‬

‫‪93‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫وأفضل من نبى= فال يوجد نبى تنبأ آخر عن مجيئه‪ .‬الوحيد الذى جاءت عنه نبوات من أنبياء العهد القديم‬ ‫(غير المسيح طبعاً ) هو يوحنا المعمدان (مال ‪ + 1::‬أش ‪ .)::17‬وتنبأ مالك بوالدته (لو ‪ )1::1‬وامتأل‬ ‫بالروح من بطن أمه (لو ‪ + 1::1‬لو ‪ .)11:1‬وكل األنبياء تنبأوا عن المسيح‪ ،‬أما يوحنا فأعد له الطريق‬

‫مباشرة‪ .‬كل األنبياء أشتهوا أن يروا المسيح ولم يروه‪ ،‬أما يوحنا فرآه‪.‬‬

‫لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان= هو األعظم ألنه إستحق ان يعمد المسيح‪ .‬وهو‬ ‫شهد للحق حتى الموت‪ .‬وحينما أتى له تالميذه ليثيروه ضد نجاح عمل المسيح وذيوع شهرته بينما أن المعمدان‬

‫هو الذى عمده‪ ،‬قال قوالً عظيماً‬

‫" ينبغى أن هذا يزيد وانى أنا أنقص " (يو ‪ .):7::‬وكل األنبياء تنبأوا عن‬

‫وعمده وشهد له‪ ،‬وهو وحده أدرك سر الثالثة األقانيم يوم المعمودية‪ .‬وأضف‬ ‫المسيح ولم يروه‪ ،‬أماّ يوحنا فرآه ّ‬ ‫لهذا ما قيل فى تفسير أنه أفضل من نبى‪ ،‬وأنه عاش ناسكاً زاهداً مثل إيليا‪ .‬وكما لم يهاب إيليا آخاب وايزابل‪،‬‬ ‫لم يهاب يوحنا المعمدان هيرودس وهيروديا‪.‬‬

‫هأنذا أرسل أمام وجهك= هى نبوة مالخى عن المعمدان (مال ‪ )1::‬ولكن الحظ قول مالخى فيهيىء الطريق‬

‫أمامى= والمتكلم هنا هو يهوه وقول متى يهيىء طريقك قدامك= وهذه عن السيد المسيح‪ .‬فبمقارنة اآليتين نسنتج‬

‫بسهولة أن المسيح يسوع هو يهوه نفسه‪.‬‬

‫ولكن األصغر فى ملكوت السموات أعظم من يوحنا المعمدان= ملكوت السموات يبدأ هنا على األرض‬

‫بالمعمودية ندخله وبالتوبة نثبت فيه‪ ،‬فهو موت مع المسيح وقيامة معهُ‪ .‬وبالمعمودية نصير أوالداً هلل‪ ،‬وليس‬ ‫أوالداً للرجال أو للنساء (يو ‪ .)1:-11:1‬أماّ يوحنا مثله مثل من سبقوه تنسب والدته إلمرأة‪ .‬لذلك قال المسيح‬ ‫عنه لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا‪ ..‬أما األصغر فى ملكوت السموات أعظم منه= يعنى‬ ‫أن المولود من اهلل بالمعمودية‪ ،‬ويحيا حياة التوبة‪ ،‬فى إتضاع = األصغر =‬

‫( فاالصغر تشير لإلتضاع )‬

‫هو أعظم من المعمدان‪ .‬فيوحنا كان له كل بر الناموس‪ ،‬ولكن أوالد اهلل بالمعمودية خصوصاً المتضعين‪ ،‬قد‬ ‫تبرروا بدم المسيح وهم ثابتين فى المسيح‪ ،‬هؤالء أعظم من أى شخص كان له بر الناموس‪ .‬والمسيح هنا ال‬

‫ينقص من مكانة األنبياء‪ ،‬وانما أراد أن يظهر ما فى الحياة اإلنجيلية من سمو أعظم بكثير من سمو الحياة‬ ‫الناموسية‪ .‬فخالل الناموس مهما جاهد اإلنسان يبقى من مواليد النساء‪ ،‬أما عطية اهلل فى العهد الجديد فترفعنا‬

‫فوق اللحم والدم لننال البنوة هلل‪ .‬وهناك رأى للقديس يوحنا فم الذهب أن األصغر فى ملكوت السموات هو المسيح‬

‫نفسه ألنه أصغر من المعمدان سناً‪.‬‬

‫ما سبق كان عن يوحنا المعمدان وهو على األرض‪ .‬ولكن بعد أن فتح السيد المسيح الفردوس للبشر‪ ،‬ودخل أباء‬

‫وأبرار العهد القديم ودخل معهم أبرار العهد الجديد كان هناك كالماً آخر‪ ،‬فالكنيسة المقدسة تضع ترتيب‬

‫السمائيين هكذا مريم العذراء أوالً ثم المالئكة ثم ي وحنا المعمدان ثم الشهداء ثم القديسين واألبرار‪ .‬أى أن يوحنا‬ ‫المعمدان تضعه الكنيسة على رأس كل المؤمنين فى السماء من البشر ما عدا القديسة العذراء مريم التى حملت‬

‫اهلل إلهنا فى بطنها‪.‬وهذا يشبه قول المسيح " أبي اعظم منى" فهو يقوله وهو فى صورته الجسدية‪ ،‬أما االن وهو‬ ‫عن يمين اآلب فهو له نفس مجد اآلب‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫مت(‪( + )28-21:22‬لو ‪)26:26‬‬

‫‪21‬‬ ‫ات ي ْغصب‪ ،‬وا ْل َغ ِ‬ ‫وت َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ِ‬ ‫ون‬ ‫اآلن َملَ ُك ُ‬ ‫اص ُب َ‬ ‫ان إِلَى َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)28-21:22‬و ِم ْن أَيَّام ُي َ‬ ‫الس َم َاو ُ َ ُ َ‬ ‫ي ْختَ ِطفُوَن ُه‪28 .‬أل َّ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫وح َّنا تَ​َن َّبأُوا‪.‬‬ ‫وس إِلَى ُي َ‬ ‫َ‬ ‫َن َجم َ‬ ‫ام َ‬ ‫يع األَ ْن ِب َياء َوالن ُ‬ ‫‪26‬‬ ‫اهلل‪ ،‬و ُك ُّل و ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫شر ِبملَ ُك ِ‬ ‫ِ‬ ‫الناموس واألَ ْن ِبياء إِلَى ي َّ ِ ِ‬ ‫اح ٍد‬ ‫اآليات (لو ‪َ « -:)26:26‬ك َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ان َّ ُ ُ َ َ ُ‬ ‫وحنا‪َ .‬وم ْن ذل َك ا ْل َوقْت ُي َب َّ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫س ُه إِلَ ْي ِه‪" .‬‬ ‫َي ْغتَص ُ‬ ‫ب َن ْف َ‬

‫هنا نرى سبباً آخر لعظمة يوحنا المعمدان‪ ،‬إذ بتعليمه ومناداته بالتوبة جعل الكثيرين يجاهدون ويتوبون‬

‫فيغتصبون ملكوت السموات فمنذ ظهور يوحنا المعمدان منادياً بدعوة التوبة واليهود يتزاحمون عليه ويقدمون توبة‬ ‫فى جهاد وتغصب‪ ،‬واعتمدوا على يديه وغيروا سيرتهم ونبذوا خطيتهم فبهذا هم يغتصبون ملكوت السموات‪ .‬هنا‬

‫نرى المعمدان قد علم الناس معنى الجهاد الصحيح وهو التغصب حتى يكون لهم نصيب في الملكوت‪.‬‬

‫كان يوحنا المعمدان نهاية للعهد القديم‪ ،‬وبه يبدأ العهد الجديد‪ ،‬به إنتهت رسالة األنبياء‪ ،‬ومن يوم إبتدأ خدمته‬

‫فى تعميد التائبين بدأت خدمة ملكوت السموات‪ ،‬ألن هؤالء التائبين صاروا مستعدين لقبول المسيح‪ ،‬بل مستعدين‬ ‫أيضاً لمعرفته‪ .‬فالتوبة تنقى القلب‪ ،‬والقلب النقى يعاين اهلل أى يعرف المسيح ومن يقبل المسيح مجاهداً غاصباً‬ ‫نفسه على ترك الخطية‪ ،‬أيضاً غاصباً نفسه على اإللتصاق باهلل يكون له ملكوت السموات‪ .‬فملكوت السموات‬

‫هو عطية اهلل المجانية لكنها ال تقدم للمتهاونين المتراخين‪.‬‬

‫المعمدان بواسطة إعداد القلوب بالتوبة والعودة إلى اهلل جعل إشتياق الناس يهتاج لدخول ملكوت المسيا الذى‬

‫أعلن عنه‪ ،‬وهذا صاحبه جهاد وعبادة وتقوى وتغصب‪.‬‬

‫ما هو الجهاد؟ نسمع بولس الرسول يقول جاهدت الجهاد الحسن‪ ..‬فما هو هذا الجهاد‪ .‬الجهاد يبدأ بالتغصب‪.‬‬ ‫فالخاطىء يميل لعدم ترك الخطية وعليه أن يغصب نفسه فال يذهب ألماكن الخطية‪ ،‬من له عين تشتهى‪ .‬عليه‬

‫أن يجاهد بأن يغصب نفسه وذلك بأن يضع عينه فى التراب‪ .‬وهذا هو الجهاد السلبى ولكن هناك أيضاً الجهاد‬

‫اإليجابى فالجسد متكاسل محب إلرضاء لَ ّذاتهُ‪ .‬ومن يريد أن يجاهد يغصب نفسه على الوقوف والجهاد فى‬ ‫الصالة‪ ،‬واإلمتناع عن األكل اللذيذ والصوم فترات طويلة‪ .‬ومن يجاهد غاصباً نفسه تنسكب عليه النعمة فيجد‬ ‫لذة فى صلبه ألهوائه وشهواته‪ ،‬ويجد لذة فى صلواته وفى أصوامه وميطانياته‪ .‬وبهذا يغتصب ملكوت السموات‪.‬‬

‫وان كنا ال نغصب أنفسنا ستملك علينا الخطايا والشهوات وتسود علينا فنخرج من ملكوت السموات‪ .‬تدريب‪:‬‬ ‫فلنغصب أنفسنا على الجهاد‪ .‬وما يدفعنا للتغصب إحتياجنا هلل المستمر‪.‬‬

‫وما دفع الناس للتغصب أيام يوحنا المعمدان هو تعليم المعمدان وانذاراته مما وضع الخوف فى قلوب الناس‬

‫فإندفعوا يسألون ماذا نفعل (لو‪ . ) 17 : :‬وكانت دعوة المعمدان توبوا ‪ ،‬ومن تجاوب معه وقدم توبة تنقى قلبه‬ ‫فعرف المسيح ‪ .‬وكان هذا هو دور المعمدان أى تمهيد الطريق للمسيح ‪.‬‬

‫‪95‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫ألن جميع األنبياء والناموس إلى يوحنا‪ = ....‬الناموس واألنبياء كانا يتنبآن عن المسيح ومجيئه‪ ،‬وكانا يكلمان‬ ‫اليهود عن الطقوس والفرائض القديمة‪.‬‬

‫أماّ يوحنا المعمدان فقد بدأ فعالً اإلستعداد لنشر هذا الملكوت السماوى فى العالم‪ .‬لقد إنتهى عصر طقوس‬ ‫الناموس التى كانت تشير للمسيح ‪ ،‬فالمسيح نفسه أتى‪ ،‬وها هى النبوات قد تحققت‪ ،‬وبدأ تأسيس ملكوت اهلل‪.‬‬

‫كان هذا بدءاً من يوحنا المعمدان وحتى اآلن‪ .‬والطريق لدخول هذا الملكوت هو نعمة اهلل‪ ،‬ولكننا ال نأخذ وال‬ ‫نحصل على هذه النعمة ما لم نغصب أنفسنا ونجاهد‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫َن تَ ْق َبلُوا‪ ،‬فَه َذا ُه َو إِيلِيَّا ا ْلم ْزِ‬ ‫َن َيأ ِْتي‪َ 22 .‬م ْن لَ ُه أُ ُذ َن ِ‬ ‫لس ْم ِع‬ ‫أ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫َر‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫اآليات (مت ‪" -:)22-24:22‬‬ ‫ان لِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫س َم ْع‪" .‬‬ ‫َف ْل َي ْ‬ ‫إن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتى‪-:‬لنفهم هذه اآلية نرجع إلى نبوة مالخى وسنجد نبوتين ‪:‬‬

‫‪ .1‬هأنذا أرسل مالكى فيهيىء الطريق أمامى ويأتى بغتة إلى هيكله السيد الذى تطلبونه ومالك العهد الذى تسرون‬ ‫به ( مال ‪.)1::‬‬

‫‪ .2‬هأنذا أرس ُل إليكم إيليا النبى قبل مجىء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف فيرد قلب األباء على األبناء (مال‬ ‫‪)6-::1‬‬

‫وواضح أن اآلية األولى هى عن مجيء يوحنا المعمدان كسابق للمسيح‪ ،‬أى قبل مجيء المسيح األول فى‬

‫تجسده‪ .‬واآلية الثانية تشير لمجيء إيليا النبى قبل المجيء الثانى للمسيح( مجيء إيليا هذا نجده فى رؤ ‪-::11‬‬

‫‪ )11‬ولكن بالنسبة لليهود فهم ما كانوا يدرون أن هناك مجيء أول ومجيء ٍ‬ ‫ثان للمسيح فخلطوا بين النبوتين‪،‬‬ ‫وفهموا أن المالك الذى يهيئ الطريق أمام المسيا والمذكور فى (مال ‪ )1::‬هو نفسه إيليا المذكور فى (مال‬

‫‪ )::1‬لذلك فحين رأى التالميذ المسيح فى مجد عظيم على جبل التجلى آمنوا أنه المسيا المنتظر لكنهم تشككوا‬ ‫بسبب هذا المفهوم الخاطئ‪ ،‬فسألوا السيد المسيح‬

‫" فلماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغى أن يأتى أوالً " (مت‬

‫‪ )17:11‬والمسيح لم يرضى أن يكشف حقيقة المجيء األول والمجيء الثانى فى ذلك الوقت‪ ،‬فأشار إشارة‬

‫غامضة أن إيليا قد جاء‪( ..‬مت ‪ )11:11‬وهم فهموا أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان‪ .‬وهنا فى هذه اآلية يقول‬

‫لهم السيد إن أردتم أن تقبلوا (تقبلونى على أننى المسيح المنتظر)‪ .‬ولكن كل مشكلتكم أن إيليا لم يأتى بعد‪،‬‬

‫فالمعمدان الذى نتحدث عنه هو السابق للمجيء األول والذى أتى بروح إيليا =فهذا هو إيليا المزمع أن يأتى‪.‬‬ ‫فالمعمدان له نفس قوة وشجاعة إيليا أمام الملوك‪ ،‬وله نفس زهد وتقشف إيليا‪ .‬وكالهما مملوء من الروح القدس‪.‬‬

‫من له أذنان للسمع فليسمع= من كانت له األذنان الداخليتان القادرتان على سماع األمور الروحية وادراكها‬

‫سيدرك ما أقوله عن المعمدان وايليا واألهم أنه سيفهم أننى المسيح المنتظر فيؤمن بى‪.‬‬ ‫(مت ‪ + 21-26:22‬لو ‪)82-11:1‬‬

‫‪96‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬ ‫‪26‬‬ ‫ش ِب ُه أَوالَ ًدا جالِ ِس َ ِ‬ ‫َس َوا ِ‬ ‫ون إِلَى‬ ‫يل؟ ُي ْ‬ ‫ش ِّب ُه ه َذا ا ْل ِج َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ « " -:)21-26:22‬وِب َم ْن أُ َ‬ ‫ق ُي َن ُ‬ ‫اد َ‬ ‫َ‬ ‫ين في األ ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪23‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫وح َّنا الَ َيأْ ُك ُل َوالَ َي ْ‬ ‫َص َحا ِب ِه ْم َوَيقُولُ َ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫اء ُي َ‬ ‫أ ْ‬ ‫صوا! ُن ْح َنا لَ ُك ْم َفلَ ْم تَ ْلط ُموا! أل ََّن ُه َج َ‬ ‫ون‪َ :‬زَّم ْرَنا لَ ُك ْم َفلَ ْم تَْرقُ ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ون‪ِ :‬ف ِ‬ ‫اء ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ب‬ ‫يب َخ ْم ٍر‪ُ ،‬م ِح ٌّ‬ ‫ان َيأْ ُك ُل َوَي ْ‬ ‫يه َ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َيقُولُ َ‬ ‫فَ َيقُولُ َ‬ ‫سان أَ ُكول َوشِّر ُ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫ون‪ُ :‬ه َوَذا إِ ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ش ْيطَان‪َ .‬ج َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ ْل َع َّ‬ ‫شِ‬ ‫يها»‪".‬‬ ‫ار َ‬ ‫ين َوا ْل ُخطَاة‪َ .‬وا ْلح ْك َم ُة تَ​َب َّرَر ْت م ْن َبن َ‬

‫ين ِبمعم ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫س ِم ُعوا َوا ْل َع َّ‬ ‫اآليات (لو ‪َ 11" -:)82-11:1‬و َج ِميعُ َّ‬ ‫وح َّنا‪.‬‬ ‫ش ُار َ‬ ‫وديَّة ُي َ‬ ‫الش ْع ِب إِ ْذ َ‬ ‫ون َب َّرُروا اهللَ ُم ْعتَمد َ َ ْ ُ‬ ‫‪82‬‬ ‫شورةَ ِ‬ ‫النام ِ‬ ‫َما ا ْلفَِّر ِ‬ ‫َّ‬ ‫ين ِم ْن ُه‪82 .‬ثُ َّم قَا َل‬ ‫َوأ َّ‬ ‫اهلل ِم ْن ِج َه ِة أَْنفُ ِس ِه ْم‪َ ،‬غ ْي َر ُم ْعتَ ِم ِد َ‬ ‫وسي َ‬ ‫يسي َ‬ ‫ُّون فَ​َرفَ ُ‬ ‫ضوا َم ُ َ‬ ‫ُّون َو ُ‬ ‫‪81‬‬ ‫اس ه َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫السو ِ‬ ‫ض ُه ْم‬ ‫الر ُّ‬ ‫ين ِفي ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ون؟ ُي ْ‬ ‫يل؟ َو َما َذا ُي ْ‬ ‫ب‪«:‬فَ ِب َم ْن أُ َ‬ ‫ق ُي َن ُ‬ ‫اد َ‬ ‫ون أ َْوالَ ًدا َجالِ ِس َ‬ ‫ش ِب ُه َ‬ ‫ش ِب ُه َ‬ ‫ون َب ْع ُ‬ ‫ش ِّب ُه أَُن َ‬ ‫‪88‬‬ ‫ب‬ ‫ان الَ َيأْ ُك ُل ُخ ْب ًاز َوالَ َي ْ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ُ‬ ‫ضا َوَيقُولُ َ‬ ‫َب ْع ً‬ ‫ش َر ُ‬ ‫اء ُي َ‬ ‫صوا‪ُ .‬ن ْح َنا لَ ُك ْم َفلَ ْم تَْب ُكوا‪ .‬أل ََّن ُه َج َ‬ ‫ون‪َ :‬زَّم ْرَنا لَ ُك ْم َفلَ ْم تَْرقُ ُ‬ ‫‪84‬‬ ‫ِ‬ ‫اء ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫يب َخ ْم ٍر‪،‬‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ان َيأْ ُك ُل َوَي ْ‬ ‫ون‪ِ :‬ب ِه َ‬ ‫ب‪ ،‬فَتَقُولُ َ‬ ‫َخ ْم ًرا‪ ،‬فَتَقُولُ َ‬ ‫سان أَ ُكول َوشِّر ُ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫ون‪ُ :‬ه َوَذا إِ ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫طان‪َ .‬ج َ‬ ‫اة‪82 .‬وا ْل ِح ْكم ُة تَب َّرر ْت ِم ْن ج ِم ِ ِ‬ ‫طِ‬ ‫ب لِ ْل َع َّ‬ ‫شِ‬ ‫يها»‪".‬‬ ‫ُم ِح ٌّ‬ ‫ين َوا ْل ُخ َ‬ ‫ار َ‬ ‫َ‬ ‫يع َبن َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬

‫فى لوقا ‪ 82-11:1‬نجد موقفين لمن سمع دعوة يوحنا المعمدان‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫الشعب البسيط برروا اهلل‪ ..‬معتمدين = أى معترفين أن اهلل بار وال يخطئ‪ ،‬إنما هم المخطئين المحتاجين‬ ‫لتوبة ومعمودية‪ .‬والذى يبرر اهلل فى كل جيل يعترف بفضل اهلل عليه وأن كل أعماله وعطاياه هى كريمة‬

‫وأن كل شر يقع عليه هو يستحقه ألجل خطاياه‪ ،‬وأن اهلل لم يخطئ فى أحكامه‪ .‬مثل هؤالء ينسبون كل خير‬

‫هلل وينسبون كل شر ألنفسهم لذلك فهذه الفئة األولى شعروا بخطاياهم وببر اهلل وكانت عالمة توبتهم هى‬

‫معموديتهم‪ .‬وهم برروا اهلل أيضاً إذ قبلوا مالكه الذى أرسله‪ ،‬وقبلوا كالمه ودعوته (مالكه أى يوحنا‬

‫المعمدان)‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الفريسيون والناموسيون = هؤالء مشكلتهم أنهم يشعرون ببرهم الذاتى‪ ،‬مثل هؤالء ال يشعرون بإحتياجهم‬ ‫هلل‪ .‬كبرياؤهم يعميهم فال يروا وال يسمعوا فال يفهموا وال يدركوا‪ .‬فرفضوا مشورة اهلل من جهة أنفسهم‪ .‬هؤالء‬

‫ال يشعروا بخطاياهم إذ هم عميان‪ ،‬وبالتالى ال يشعرون بإحتياجهم للتوبة لذلك رفضوا معمودية يوحنا‪ ،‬بل‬ ‫ق عليه السيد المسيح فى األيات التالية‪ .‬والمتكبر فى كل جيل يرفض اإلعتراف‬ ‫قالوا عنه كالماً سيئاً علَّ َ‬

‫بخطيته‪ ،‬إذ هو في نظر نفسه بار دائماً وال يقبل أن يقول له أحد كلمة حق‪ ،‬أو يظهر له أحد خطأه‪ ،‬وال‬ ‫يفكر فى التوبة‪ ،‬وبالتالى ال يبرر اهلل إذا أراد اهلل أن يؤدبه‪ ،‬وسيرفض مشورة اهلل من جهته‪ ،‬ويرفض تأديب‬

‫اهلل (عب ‪ .)8:11‬لذلك فمثل هؤالء ال يميزون رجال اهلل مثل المعمدان ولن يعرفوا اهلل وال مسيحه‪ .‬هؤالء‬ ‫رفضوا المعمدان إذ كان يحيا فى زهد ورفضوا المسيح إذ عاش ببساطة ‪ .‬والحقيقة أنهم سيرفضون كل من‬

‫يأتى مرسالً من اهلل‪ ،‬فهم رافضين هلل‪ .‬ومعنى المثل الذى قاله المسيح‪-:‬‬

‫كانت هذه لعبة يقوم بها األطفال الصغار‪ .‬وهم ينقسمون إلى فريقين فريق يمثل دور الفرح أى حفلة ُعرس‪ .‬فيقوم‬ ‫الفريق األخر بالرقص والزمر‪ .‬ثم يقوم فريق بتمثيل دور جنازة فيبدأ الفريق اآلخر يحزن ويولول‪ .‬ولكننا هنا أمام‬

‫أوالد متمردين فالفريق الذى يمثل دور الفرح يقابل بصمت‪ ،‬أى ال تتجاوب حركاتهم مع نغمات وحركات الفريق‬

‫الذى يقابلهم‪ .‬والمسيح بهذا يشير للفريسيين‪ ،‬الذى أرسل اهلل لهم يوحنا المعمدان زاهداً ليجذبهم بالتوبيخ والحزن‬ ‫‪97‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫للتوبة فقالوا فيه شيطان ورفضوا التوبة‪ ،‬جاءهم المسيح فى ود ومحبة شافياً أمراضهم عارضاً عليهم المحبة‬ ‫والصداقة اإللهية‪ ،‬فرفضوه أيضاً وقالوا عنه أكول وشريب خمر‪ .‬فحينما تفسد بصيرة اإلنسان الداخلية يستطيع‬ ‫أن يجد لنفسه كل المبررات لرفض العمل اإللهى‪ ،‬فال يحتمل حب اهلل وحنانه وال يتقبل تأديباته‪ ،‬ال تجتذبه‬

‫الكلمات اإللهية الرقيقة كما ال تردعه التهديدات‪.‬‬

‫الحكمة تبررت من جميع بنيها= اهلل لم يترك نفسه بال شاهد‪ ،‬ألنه يعلم الذين له‪ .‬فإذا كان الفريسيون قد رفضوا‬ ‫مشورة اهلل من جهة أنفسهم‪ ،‬فإن للحكمة أبناءها‪ .‬واهلل له أوالده الذين يبررونه (مثل الذين إعتمدوا من يوحنا) فإذا‬

‫كان أعداء الحكمة يسفهونها فإن أبنائها يبررونها‪ ،‬ومثل هؤالء هم الذين برروا اهلل معتمدين من يوحنا‪ .‬والحكمة‬ ‫هنا هى التدبير اإللهى الذى دبر إرسال يوحنا المعمدان ثم تجسد المسيح ألجل خالص البشرية هذه الحكمة‬

‫ظهرت بارة ال غبار عليها فى نظر بنيها أى جماعة شعب اهلل الذين رحبوا بيوحنا والمسيح وتابوا‪ .‬الحكمة هي‬

‫تصرفات وأقوال اهلل وكل عمل يعمله في كل زمان أو مكان‪.‬‬

‫وحتى اآلن فأوالد اهلل فى كل جيل يبررون اهلل فى كل تصرفاته‪ ،‬بال تذمر يقبلون ما يحكم به‪ ،‬ناسبين أى ضرر‬

‫أو شر لخطاياهم والعكس فاألبرار فى أعين أنفسهم يرفضون دائماً أحكام اهلل قائلين " لماذا يا رب تفعل كذا‬

‫وكذا‪" ..‬وهذا بسبب كبريائهم ولنالحظ أن اهلل كثي اًر ما يسمح ببعض التأديبات كجزء من خطة الخالص لكن‬

‫هناك من يرفضها‪ .‬أماّ أبناء اهلل حقيقة فهم يقبلون أحكامه ويبررونه فيها‪ .‬والمتكبرون دائماً يرفضون أحكام اهلل‪،‬‬

‫أما المنسحقين فيبررون اهلل فيما يفعله‪ .‬المتكبرون يبررون أنفسهم ناسبين الخطأ هلل‪ .‬أما المتواضع حقيقة فهو‬

‫الذي يفهم وضعه بالنسبة هلل‪ ،‬أن اهلل كلي الحكمة وأنه ال شئ بجانبه‪ .‬المتكبرون قطعاً إذا كانوا قد نسبوا الخطأ‬

‫هلل فهم سيرفضون من يرسلهم اهلل‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪( + )14-12:22‬لو ‪-:)26-21:22‬‬ ‫اآليات (مت ‪ِ 12" -:)14-12:22‬حي َن ِئ ٍذ ْابتَ َدأَ يوِّب ُخ ا ْلم ُد َن الَِّتي ِ ِ‬ ‫يها أَ ْكثَُر قُ َّو ِات ِه أل ََّن َها لَ ْم تَتُ ْب‪َ «12 :‬وْيل‬ ‫صن َع ْت ف َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ص ْي َدا! أل ََّن ُه لَو ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يما‬ ‫اء ا ْلقُ َّو ُ‬ ‫ور ِز ُ‬ ‫ص ُن َ‬ ‫ات ا ْل َم ْ‬ ‫ص ْي َد َ‬ ‫ور َو َ‬ ‫صن َع ْت في ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ين! َوْيل لَك َيا َب ْي َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫لَك َيا ُك َ‬ ‫وع ُة في ُك َما‪ ،‬لَتَ َابتَا قَد ً‬ ‫وح و َّ ِ ‪ِ 11‬‬ ‫ِ‬ ‫اح ِت َماالً َي ْوَم الد ِ‬ ‫ِّين ِم َّما لَ ُك َما‪.‬‬ ‫اء تَ ُك ُ‬ ‫ون لَ ُه َما َحالَة أَ ْكثَُر ْ‬ ‫ص ْي َد َ‬ ‫ور َو َ‬ ‫الرَماد‪َ .‬ولك ْن أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُ‬ ‫س ِ َ‬ ‫في ا ْل ُم ُ‬ ‫ص َ‬ ‫اوي ِة‪ .‬ألَنَّ ُه لَو ِ ِ‬ ‫‪18‬وأَ ْن ِت يا َك ْفرَناحوم ا ْلمرتَ ِفع َة إِلَى َّ ِ‬ ‫وع ُة‬ ‫وم ا ْلقُ َّو ُ‬ ‫ستُ ْه َب ِط َ‬ ‫ص ُن َ‬ ‫ين إِلَى ا ْل َه ِ َ‬ ‫ات ا ْل َم ْ‬ ‫صن َع ْت في َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫الس َماء! َ‬ ‫َ َ ُ َ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫س ُد َ‬ ‫‪14‬‬ ‫يك لَب ِقي ْت إِلَى ا ْليوِم‪ .‬و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اح ِت َماالً َي ْوَم الد ِ‬ ‫ِّين ِم َّما لَ ِك»‪".‬‬ ‫لك ْن أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن أ َْر َ‬ ‫وم تَ ُك ُ‬ ‫ون لَ َها َحالَة أَ ْكثَُر ْ‬ ‫ف َ​َ‬ ‫َْ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬ ‫س ُد َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ون ِلس ُدوم ِفي ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫اح ِت َماالً ِم َّما لِ ِت ْل َك‬ ‫ذل َك ا ْل َي ْوِم َحالَة أَ ْكثَُر ْ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)26-21:22‬وأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إن ُه َي ُك ُ َ َ‬ ‫ِ ِ ‪28‬‬ ‫ت ص ْي َدا! أل ََّن ُه لَو ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع ُة‬ ‫اء ا ْلقُ َّو ُ‬ ‫ور ِز ُ‬ ‫ص ُن َ‬ ‫ات ا ْل َم ْ‬ ‫ص ْي َد َ‬ ‫ور َو َ‬ ‫صن َع ْت في ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ين! َوْيل لَك َيا َب ْي َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ا ْل َمدي َنة ‪َ « .‬وْيل لَك َيا ُك َ‬ ‫وح و َّ ِ ‪ِ 24‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون لِ ُه َما ِفي الد ِ‬ ‫ِّين َحالَة أَ ْكثَُر‬ ‫اء َي ُك ُ‬ ‫ص ْي َد َ‬ ‫ور َو َ‬ ‫الرَماد‪َ .‬ولك َّن ُ‬ ‫س ِ َ‬ ‫ستَ ْي ِن في ا ْل ُم ُ‬ ‫يما َجال َ‬ ‫ص َ‬ ‫في ُك َما‪ ،‬لَتَ َابتَا قَد ً‬ ‫ين إِلَى ا ْله ِ ِ ‪ِ 26‬‬ ‫اح ِتماالً ِم َّما لَ ُكما‪22 .‬وأَ ْن ِت يا َك ْفرَناحوم ا ْلمرتَ ِفع ُة إِلَى َّ ِ‬ ‫س َمعُ ِم ْن ُك ْم‬ ‫ستُ ْه َب ِط َ‬ ‫اوَية‪ .‬اَلَّذي َي ْ‬ ‫َ‬ ‫الس َماء! َ‬ ‫َ َ ُ َ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سلَ ِني»‪".‬‬ ‫َي ْ‬ ‫س َمعُ م ِّني‪َ ،‬والَّذي ُي ْرِذلُ ُك ْم ُي ْرِذلُني‪َ ،‬والَّذي ُي ْرِذلُني ُي ْرِذ ُل الَّذي أ َْر َ‬

‫‪98‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫كما نفهم أن هذه اآليات فى إنجيل متى (‪ )11-17‬بمقارنتها بنظيرتها فى إنجيل لوقا‪ .‬قد قالها السيد المسيح فى‬

‫عقب إرسالية السبعين رسوالً‪ .‬وملخص القول الذى يسمع منكم يسمع منى (لو ‪ ) 16:17‬ومن يرذلكم يرذلنى‬

‫ويا ويل من يرذل رسل المسيح فهو بهذا يرذله‪ ،‬أيضاً هو يرذل اآلب السماوى‪ .‬والذى يرذلنى يرذل الذى‬ ‫أرسلنى‪ .‬ويل ِ‬ ‫لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا = كورزين وبيت صيدا غرب بحر الجليل‪ .‬وكورزين مدينة‬ ‫فى الجليل بجوار بيت صيدا وكفر ناحوم‪ .‬وبيت صيدا هى على بحيرة طبرية أى فى الجليل‪ .‬وبيت صيدا اى‬

‫بيت صيد السمك‪ .‬وصور وصيدا هما مدينتين فينيقيتين وثنيتين على البحر المتوسط‪ .‬والمعنى أن السيد المسيح‬ ‫بالرغم من عمله معجزات كثيرة فى كورزين وبيت صيدا رفضوه فالويل لهم‪ .‬ومما يحزن قلب اهلل جحود أوالده‬ ‫بالرغم مماّ يقدمه لهم والسيد يقول أن هذه العطايا لو قدمت للغرباء لتابوا وأكرموا اهلل‪ .‬ويل ِ‬ ‫لك يا كورزين = إن‬

‫الذى يعرف كثي اًر ويخطئ يضرب أكثر‪ .‬لذلك فعقوبة سدوم أخف من عقوبة كورزين وبيت صيدا‪ .‬ولنالحظ أن‬ ‫سدوم رفضت مالك اهلل بينما أن كورزين رفضت اهلل نفسه‪ .‬ومن يرفض المسيح رفض دمه الغافر فستبقي عليه‬

‫خطاياه‪ ،‬فدمه يغفر كل خطايا البشر‪ ،‬لكن ذلك لمن يقبله ويؤمن به‪.‬‬

‫لو ‪ 21:22‬فى ذلك اليوم = يوم خراب أورشليم أوالً ثم يوم الدينونة‪ .‬ففى حرب تيطس ضد أورشليم سنة ‪17‬م‬ ‫كانت كورزين وكفر ناحوم من المدن التى ضربت بشدة وكانت الجثث تمأل الشوارع وليس من يدفن = وأنت يا‬

‫كفر ناحوم‪ ..‬ستهبطين إلى الهاوية آية (‪ )1:‬من هنا نفهم أن هناك درجات فى العذاب األبدى‪ ،‬كما أن هناك‬

‫درجات فى المجد األبدى (‪1‬كو ‪ . )11:1:‬هى مرتفعة إلى السماء = ألنها مبنية على ربوة عالية‬

‫هناك نقطة أخرى هامة وسؤال هام‪...‬لماذا يهلك من يرفض المسيح كما حدث لهذه المدن ؟ هل إنتقم المسيح‬ ‫منهم لرفضهم إياه ؟! لنعرف أن من يريد أن جميع الناس يخلصون هو ال ينتقم من أحد ‪ ،‬لكن من يؤمن‬

‫بالمسيح ويلتصق به يحميه المسيح من ضربات هذا العدو الشرير الذى يوجه ضربات حقده ضد كل البشرية ‪.‬‬

‫وهو يبدأ بإغراءات الخطايا التى يقدمها لهم ‪ ،‬ومن تجتذبهم شبكته التى نصبها لهم (خداع الخطية = فهو‬

‫ص ِّور للناس لذات الخطية ويخفى عنهم نتائجها) يبدأ يمارس معهم شهوته فى إلحاق أكبر أذى بهم ‪ ،‬إذ هم بال‬ ‫ُي َ‬ ‫حماية فقد فصلوا أنفسهم بأنفسهم عن اهلل‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪ (+ )82-12:22‬لو ‪)14-12:22‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 12‬‬ ‫اء َواأل َْر ِ‬ ‫ض‪،‬‬ ‫اآلب َر ُّ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ال‪« :‬أ ْ‬ ‫ُّها ُ‬ ‫َج َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)82-12:22‬في ذل َك ا ْل َوقْت أ َ‬ ‫َح َم ُد َك أَي َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ب َّ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫اء وا ْلفُهم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخفَ ْي َ ِ ِ‬ ‫َعلَ ْنتَ َها لِألَ ْطفَ ِ‬ ‫ام َك‪.‬‬ ‫أل ََّن َك أ ْ‬ ‫اآلب‪ ،‬أل ْ‬ ‫اء َوأ ْ‬ ‫ُّها ُ‬ ‫ال‪َ .‬ن َع ْم أَي َ‬ ‫ص َارت ا ْل َم َ‬ ‫َن ه َك َذا َ‬ ‫َم َ‬ ‫س َّرةُ أ َ‬ ‫ت هذه َع ِن ا ْل ُح َك َم َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ُ 11‬ك ُّل َ ٍ‬ ‫اد‬ ‫َحد َي ْع ِر ُ‬ ‫َحد َي ْع ِر ُ‬ ‫االب ُن َو َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫اآلب إِالَّ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ف َ‬ ‫اآلب‪َ ،‬والَ أ َ‬ ‫االب َن إِالَّ ُ‬ ‫س أَ‬ ‫ش ْيء قَ ْد ُدف َع إِلَ َّي م ْن أَِبي‪َ ،‬ولَ ْي َ‬ ‫َن يعلِ َن لَ ُه‪13 .‬تَعالَوا إِلَ َّي يا ج ِميع ا ْلمتْع ِب َ َّ ِ ِ‬ ‫َحم ِ‬ ‫يح ُك ْم‪ِ11 .‬ا ْح ِملُوا ِن ِ‬ ‫يري َعلَ ْي ُك ْم َوتَ َعلَّ ُموا‬ ‫ْ‬ ‫ال‪َ ،‬وأَ​َنا أ ُِر ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫االب ُن أ ْ ُ ْ‬ ‫َ َ َ ُ َ‬ ‫ين َوالثقيلي األ ْ َ‬ ‫اضع ا ْل َق ْل ِب‪ ،‬فَتَ ِج ُدوا راح ًة لِ ُنفُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ِن ِ‬ ‫يري َه ِّين َو ِح ْملِي َخ ِفيف»‪".‬‬ ‫وس ُك ْم‪82 .‬أل َّ‬ ‫َ​َ‬ ‫م ِّني‪ ،‬أل َِّني َوِديع َو ُمتَ​َو ُ‬

‫‪12‬‬ ‫السم ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‬ ‫اآلب‪َ ،‬ر ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫سوعُ ِب ُّ‬ ‫وح َوقَ َ‬ ‫ال‪«:‬أ ْ‬ ‫ُّها ُ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)14-12:22‬وِفي ت ْل َك َّ َ‬ ‫َح َم ُد َك أَي َ‬ ‫اعة تَ َهلَّ َل َي ُ‬ ‫ب َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫اء وا ْلفُهم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخفَ ْي َ ِ ِ‬ ‫َع َل ْنتَ َها لِألَ ْطفَ ِ‬ ‫َواأل َْر ِ‬ ‫ض‪ ،‬أل ََّن َك أ ْ‬ ‫س َّرةُ‬ ‫اآلب‪ ،‬أل ْ‬ ‫اء َوأ ْ‬ ‫ُّها ُ‬ ‫ال‪َ .‬ن َع ْم أَي َ‬ ‫ص َارت ا ْل َم َ‬ ‫َن ه َك َذا َ‬ ‫ت هذه َع ِن ا ْل ُح َك َم َ َ َ‬

‫‪99‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ُ «:‬ك ُّل َ ٍ‬ ‫ت إِلَى تَالَ ِم ِ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫يذ ِه َوقَ َ‬ ‫َحد َي ْع ِر ُ‬ ‫ام َك»‪َ .‬وا ْلتَفَ َ‬ ‫ف َم ْن ُه َو ْ‬ ‫االب ُن إِالَّ اآل ُ‬ ‫س أَ‬ ‫ش ْيء قَ ْد ُدفعَ إِلَ َّي م ْن أَِبي‪َ .‬ولَ ْي َ‬ ‫َم َ‬ ‫أَ‬ ‫‪18‬‬ ‫ت إِلَى تَالَ ِم ِ‬ ‫وبى‬ ‫يذ ِه َعلَى ا ْن ِف َرٍاد َوقَ َ‬ ‫االب ُن أ ْ‬ ‫َن ُي ْعلِ َن لَ ُه»‪َ .‬وا ْلتَفَ َ‬ ‫االب ُن‪َ ،‬و َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫اد ْ‬ ‫اآلب إِالَّ ْ‬ ‫ال‪« :‬طُ َ‬ ‫َوالَ َم ْن ُه َو ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫لِ ْلعي ِ ِ‬ ‫اء َك ِث ِ‬ ‫ون‬ ‫ادوا أ ْ‬ ‫ين َو ُملُو ًكا أ َ​َر ُ‬ ‫َن َي ْنظُ​ُروا َما أَ ْنتُ ْم تَ ْنظُ​ُر َ‬ ‫ير َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫ون الَّتي تَ ْنظُ​ُر َما تَ ْنظُ​ُروَن ُه! أل َِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن أَ ْن ِب َي َ‬

‫س َم ُعوا»‪".‬‬ ‫َولَ ْم َي ْنظُ​ُروا‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ون َولَ ْم َي ْ‬ ‫س َم ُعوا َما أَ ْنتُ ْم تَ ْ‬ ‫َن َي ْ‬

‫فى ذلك الوقت= نفهم من إنجيل لوقا أن السيد قال هذه الكلمات بعد ما رجع الرسل السبعون وأخبروه بخضوع‬

‫الشياطين لهم بإسمه‪ .‬هذا ما جعل يسوع يتهلل بالروح‪ ،‬فهو أتى لهذا وهاهو يرى نجاح رسالته تهلل يسوع‬ ‫بالروح = هناك من يتهلل بالجسد أى يفرح بملذات العالم ولكن يسوع يتهلل بالروح‪ ،‬فما يفرحه هو الروحيات‪.‬‬ ‫وهنا نراه يتهلل أى يبتهج بنجاح اإلنجيل‪ ،‬وخضوع الشياطين بإسمه لرسله‪ .‬ولم يذكر فى كل اإلنجيل أن يسوع‬

‫تهلل سوى فى هذا الموضع‪ ،‬فهو يتهلل فقط ألن الخطاة فازوا بالخالص‪.‬‬

‫أحمدك = ليست بمعنى الشكر على إحسان‪ ،‬بل إعالن الرضا عن المشهورة اإللهية‪ ،‬وكأنه يقول ألبيه حسناً‬ ‫فعلت إذ أعلنت اإلنجيل لهؤالء السبعين وحجبتها عن المتعجرفين‪ ،‬وحرفياً تعنى أعترف لك‪ .‬لكن البد ان نفهم‬ ‫ان هذه المشورة اإللهيه هي مشورة االبن كما هى مشورة اآلب ‪ .‬اذاً المسيح هنا يتكلم ويشكر ك أرس للكنيسة‬

‫جسده على ما حصلت عليه‪ .‬كما سبح مع تالميذه بعد ان قدم لهم سر الحياة (مت‪) :7 :16‬‬

‫ومن المهم أن نقارن المناسبة التى قيلت فيها هذه األيات فى كال اإلنجيلين‪ .‬فمتى يذكرها عقب تقسيم المؤمنين‬

‫أو الناس عموماً إلى فئتين‪ -:‬األولى هم من يبرون اهلل وهم الذين يفرحون بإحكام وحكمة اهلل والثانية هم من‬ ‫يرفضون مشورة اهلل أمثال الفريسيين وكفر ناحوم وكورزين‪ ..‬الخ‪ .‬ومعنى كالم السيد المسيح هنا أن حكمة اهلل‬

‫تُعلن لمن يؤمن بالمسيح ويقبله ويبرر اهلل ويتصرف فى بساطة قلبه بإتضاع = أعلنتها لألطفال ‪ .‬أما من‬ ‫يرفض مشورة اهلل‪ ،‬ألنه حكيم فى عينى نفسه يسلك بال تواضع فلن يفهم مشورة اهلل وحكمته ولن يفرح بها =‬

‫أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء= أى الحكماء فى أعين أنفسهم ‪.‬‬

‫أماّ فى إنجيل لوقا فلقد وردت هذه األيات فى عقب نجاح إرسالية السبعين رسوالً وخضوع الشياطين لهم‪ ،‬ومن‬ ‫هذا نفهم أن الشياطين ال تخضع سوى للمتضعين وليس للمتكبرين ‪.‬‬

‫أخفيت هذه= حكمتك ومشورتك وأسرارك وتدبيراتك فيما يخص الخالص سواء على المستوى العام للناس كلها أو‬ ‫تدبير اهلل للشخص نفسه‪ .‬بل اهلل يكشف لي فكره " أما نحن فلنا فكر المسيح" (‪1‬كو‪)16-9:1‬‬

‫األطفال= من يقبل المسيا فى بساطة قلب ويحمل صليبه فى إتضاع ‪ ،‬هو من يرتمى فى حضن أبيه‪ ،‬ال ينتقم‬ ‫لنفسه بل يشكو ألبيه‪ ،‬إطمئنانه وقوته هو ابوه السماوى‪ ،‬يجد لذته فى حضنه‪ ،‬هؤالء يدخل بهم السيد إلى‬

‫معرفته‪ .‬لذلك إختار المسيح تالميذه من البسطاء (‪1‬كو ‪ )18::‬الحكماء والفهماء= هؤالء متثقلين باألنا = هم‬ ‫الحكماء فى أعين أنفسهم بكبرياء رافض ألى مشورة ‪ ،‬فال يقدرون أن يدخلوا طريق المعرفة اإللهية الحقة‪.‬‬

‫ولنالحظ أن اهلل لم يقل أعلنتها للجهالء واألغبياء‪ ،‬بل لألطفال‪ ،‬فاألطفال هم البسطاء المتضعين‪ ،‬ولكنهم فى‬ ‫الحقيقة مملوئين حكمة وفهم‪ ،‬هؤالء يعطيهم اهلل‪ .‬من يعترف أنه جاهل يعطيه اهلل حكمة وفهم قلب‪ .‬وهذه هى‬

‫إلى من أبى = يقول هذا حتى ال يظن التالميذ أن كل‬ ‫مسرة اآلب أن يعطى حكمة للمتضعين كل شئ قد ُدفع ّ‬ ‫‪100‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫سلطان المسيح هو فى إخراج الشياطين‪ .‬وقول المسيح هنا يفيد مساواته لآلب فى الجوهر‪ .‬وأنه صار وارثاً لكل‬ ‫شئ (عب ‪ .)1:1‬طبعاً وارثاً لكل شئ بجسده‪ ،‬فكل مجد وكل سلطان صار لجسد المسيح هو لحساب كنيسته‬

‫جسده (يو ‪ +11:11‬أف ‪+ :7::‬‬

‫أف ‪ .)11:1‬ولكن ال يصح أن نقول أن المسيح بالهوته صار وارثاً‪ ،‬فهو واآلب واحد فى الجوهر اإللهى‪.‬‬

‫ليس أحد يعرف اإلبن إالّ اآلب = اإلبن بطبيعته اإللهية غير المحدودة ال يعلمها سوى اهلل غير المحدود‪ .‬وبنفس‬ ‫المفهوم = وال من هو اآلب إالّ اإلبن فاآلب يعرف اإلبن واإلبن يعرف اآلب خالل وحدة الجوهر‪ ،‬وهذه المعرفة‬ ‫غير متاحة لمخلوق سواء مالك أو إنسان‪.‬‬

‫ومن أراد اإلبن أن يعلن له = لهذا تجسد المسيح حتى يعلن لنا اآلب‪ ،‬فإذ كان اهلل محتجب عن اإلنسان‪،‬‬ ‫واإلنسان غير قادر على اإلقتراب منه‪ ،‬بل حين أراد اهلل أن يظهر لبنى إسرائيل إرتعبوا مماّ حدث‪ ،‬وطلبوا من‬

‫موسى أن ال يظهر لهم اهلل ثانية حتى ال يموتوا‪ ،‬بل أن موسى نفسه إرتعب (عب ‪ + 17-18:11‬تث‪-1::18‬‬ ‫‪ .)19‬فكان تجسد المسيح هو ليعلن اهلل اآلب‪ ،‬ولهذا قال المسيح من رآني فقد رأى اآلب (يو ‪ .)9:11‬فالمسيح‬

‫حين أقام موتى كان يعلن إرادة اآلب فى أن يعطينا حياة وحين فتح أعين عميان كان يعلن إرادة اآلب أن تكون‬

‫لب رأينا محبة اهلل الذى بذل إبنه الوحيد عنا وحين تجسد وقبل اإلهانة‬ ‫ص َ‬ ‫لنا بصيرة روحية بها نراه وهكذا‪ .‬وحين ُ‬ ‫رأينا تواضعه العجيب‪ .‬إذاً جاء اإلبن يحمل طبيعتنا لكى يدخل بنا إلى المعرفة اإللهية‪ .‬حملنا فيه حتى نقدر أن‬

‫وندرك ما ال ُيدرك‪ .‬وليس هناك سوى طريق واحد لندرك به اهلل ونتعرف عليه‪ ،‬وهذا الطريق هو‬ ‫نعاين ما ال ُيرى ُ‬ ‫اإلتحاد باإلبن‪ .‬بل هو حملنا كأبناء إلى حضن اآلب‪ .‬وبنفس المفهوم رأي موسى مجد اهلل وهو مختبأ في نقرة‬

‫في الجبل (رمز إلتحادنا بالمسيح)‪.‬‬

‫وكلمة يعرف تعنى فى لغة الكتاب المقدس " الوحدة أو اإلتحاد "‬ ‫‪ )1‬على مستوى جسدى ‪ -:‬آدم يعرف حواء‬

‫‪ )1‬على مستوى الهوتى ‪ -:‬اآلب يعرف اإلبن‬ ‫‪ ):‬عالقة اإلتحاد بين المسيح وكنيسته‬

‫‪ +‬فحين يقول " عرف آدم حواء إمرأته " (تك ‪ )1:1‬فهذا يعنى أنهما صا ار جسداً واحداً‪ ،‬أى إتحد بها جسدياً‬ ‫وهذه المعرفة أو هذا اإلتحاد يكون له ثمر‪ .‬فلقد أنجبت قايين‪ ،‬لذلك يقول " وعرف آدم حواء امرأته فحبلت‬

‫وولدت قايين "‬

‫‪ +‬وهكذا قيل هنا " ليس أحد يعرف اإلبن إال اآلب وال أحد يعرف اآلب إال اإلبن " ألنهما فى وحدة = الهوت‬

‫فى " (يو ‪ )17:11‬وتساوى " أنا واآلب واحد " (يو ‪):7:17‬‬ ‫واحد‪ .‬وهذه تساوى تماماً " أنا فى اآلب واآلب َّ‬ ‫‪ +‬وبنفس المفهوم حين يقول " ومن أراد اإلبن أن يعلن له " فهذا يعنى أن المسيح يعطينا أن نتحد به‪ .‬فالمعرفة‬

‫تعنى إ تحاد يعطى حياة‪ ،‬فالمسيح يوحدنا فيه لنكون أحياء فهو الحياة‪ .‬وصرنا نعرف اآلب من خالل إتحادنا‬ ‫بالمسيح‪( .‬راجع تفسير يو‪.)9 : 1:‬‬

‫‪101‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫ونفهم هذا من قول بولس " وأوجد فيه‪ ......‬ألعرفه‪( " ......‬فى ‪ )17-9::‬فالثبات فيه واإلتحاد به يعنى‬ ‫معرفته‪ .‬وهذا معنى " وهذه هى الحياة األبدية أن يعرفوك أنت اإلله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته "‬

‫(يو ‪ .)::11‬واإلتحاد به أشار إليه المسيح فى صالته الشفاعية (يو ‪.)16-11:11‬‬ ‫واال تحاد به له شروط‬

‫[‪ ] 1‬اإليمان به‪ :‬وهذا هو عمل الروح القدس الذي يقنع كل إنسان بأن المسيح هو الرب (‪1‬كو‪ )::11‬والذي‬ ‫بدونه ال إيمان‪ ]1[ .‬المعمودية التي تعطي إستنارة وهذه بالروح والماء‪ ]:[ .‬حلول الروح القدس الذي يشهد لإلبن‬ ‫ولآلب‪ .‬وبالروح نثبت في اإلبن ليحملنا إلى حضن اآلب‪ ]1[ .‬القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب‬

‫(عب‪ )11:11‬وهذه تحتاج لتوبة مستمرة‪ .‬ومن يحيا في طهارة يثبت في المسيح‪ ]:[ .‬تكون لنا األعمال‬

‫له‪.‬‬ ‫الصالحة التي تمجد إسم اهلل ومن يوفي هذه الشروط يريد اإلبن أن يعلن له اآلب= ومن أراد اإلبن أن يعلن ُ‬

‫فاإلبن يود ل و أعلن اآلب للجميع‪ .‬ولكنه ال يعلن اآلب سوى لمن يستحق بإيمانه العامل بمحبة‪ ،‬وبتمتعه بأسرار‬

‫إلى يا جميع المتعبين‪=..‬‬ ‫الكنيسة وأهم شرط لإلستحقاق هو اإلنسحاق والتواضع (فنصير أطفال صغار)‪ .‬تعالوا ّ‬ ‫هم المتعبين من الخطايا والمثقلين بحملها وأيضاً المتعبين من آالم العالم‪ .‬وهذه اآلية تشير أن المسيح يريد أن‬

‫يعلن اآلب للكل‪ .‬ولكن خطايانا تمنعنا من هذا‪ .‬والحل هو أيضاً أن نلجأ للمسيح ليحمل عنا خطايانا ويريحنا من‬

‫أتعابنا‪ .‬ومن يقبل للمسيح طالباً غفران خطاياه‪ ،‬فمثل هذا يريد المسيح أن يعلن له اآلب‪ .‬فأريحكم= هي ليست‬ ‫وعد بان يزيل المسيح اآلالم بل يعطي الراحة خاللها‪.‬‬

‫والحظ أن الخطية هي حمل ثقيل‪ .‬وحين يغفر المسيح يرفع هذا الحمل فيبطل وخز الضمير‪ ،‬ونكتشف محبة‬ ‫اآلب وحنوه من نحونا‪ .‬وسنشتاق لمحبة اآلب باألكثر فنقول لإلبن عن اآلب مع عروس النشيد "ليقبلني بقبالت‬

‫فمه" (نش‪ )1:1‬أي ليعلن لي محبته أكثر فأكثر‪.‬‬ ‫(مت‪-:):7-19:11‬‬

‫المسيح يريد أن يعلن لي أسرار السماء ولكن ما يمنعني هو خطيتي‪ .‬وهنا المسيح يدعو الخطاة أن يأتوا إليه‬

‫ليريحهم‪ ،‬ويدعو المتألمين والمضطهدين أن يأتوا إليه فيريحهم (آية‪ )18‬فيعرفوا أسرار اهلل‪ .‬وهنا سيتساءل البعض‬ ‫كيف أستطيع أن أتخلص من خطيتي المحبوبة‪ ،‬كيف أستطيع أن أنفذ هذه الوصية الصعبة التي أرى إستحالة‬ ‫على؟ كيف يعزيني المسيح وأنا متألم‬ ‫تنفيذها‪ ،‬كيف يحمل عني المسيح هماً أعاني منه او من إضطهاد واقع َّ‬ ‫خائف من مرض خطير أعاني منه‪.‬؟ والمسيح يرد إحملوا نيري= والنير هو العصا التي تربط ثورين إلى‬

‫المحراث‪ .‬ولكن تصور أننا ربطنا حمالً صغي اًر مع ثور بنير واحد‪ ،‬فالذي سوف يحمل كل الحمل هو الثور‪.‬‬

‫إلى وسوف ترى أنك ستكون قاد اًر على تنفيذ الوصية‪ ،‬وستجد‬ ‫وهذا ما يدعوني إليه المسيح‪ ،‬إرتبط بي = تعال ّ‬ ‫تعزية فأنا الذي سأعمل كل شئ حقيقة وهذه التعزيات هي التي تجعل الحمل خفيف مهما إشتدت الضيقة أو‬

‫مهما كان ثقل الوصية‪ ،‬وبدوني ال تقدرون أن تعملوا شيئاً (يو‪ .)::1:‬ويقول بولس الرسول أستطيع كل شئ في‬

‫تصور معي أنني طلبت منك أن تحمل رجالً ثقيالً جداً يقف في البحر وأنت‬ ‫المسيح الذي يقويني (في‪.)1::1‬‬ ‫َّ‬

‫ال تعلم شيئاً عن قانون الطفو‪ .‬ستقول لي ال يمكنني حمله‪ .‬ولكن لو تقدمت لتحمله ستجده خفيفاً جداً بسبب قوة‬

‫‪102‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫حمل الماء الخفية له‪ .‬إذاً تعال للمسيح بأن تحاول أن تنفذ الوصية وستجد هذا سهالً جداً‪ ،‬ألنه عملياً فالمسيح‬ ‫هو الذي يقوم بالعمل‪ .‬ولكنه لن يقوم بالعمل إالّ إذا تقدمت وحاولت‪ ،‬حينئذ ستكتشف قوة المسيح الخفية التي ال‬

‫يكتشفها إالّ كل من حاول‪ .‬تقدم بإيمان وحاول فنيره هين وحمله خفيف (رو‪ .)11-::17‬أما إبليس فيعرض‬

‫علي الخطية ولكن من يرتبط معه يحيا في كآبة‪ .‬مهما كانت وصايا المسيح فهي‬ ‫علي أن أرتبط معه عارضاً ّ‬ ‫ّ‬ ‫خفيفة بجانب الحمل الثقيل الذي سنحمله لو إرتبطنا مع إبليس برباطات الخطية التي يربطنا بهما لو قبلنا اللذات‬

‫التي يعرضها علينا‪ .‬وبنفس الطريقة نجد أن من هو مرتبط بالمسيح وتأتى عليه شدة تجد قلبه مملوءا تعزيات‬

‫إلهية ‪ ،‬فالمسيح حمل عنه هذا االلم ‪.‬‬

‫مثال‪ :‬ربما لم يكن في إسرائيل فتاة بجمال دليلة‪ .‬ولكن إذا كان شمشون قد تزوج بفتاة شريفة عفيفة=(الوصية)‬ ‫ولكنها ليست في جمال دليلة=( الخطية) ‪ ،‬لكان عاش في فرح ونصرة‪ ،‬ربما يكون هناك ضيق ألن دليلة أجمل=‬

‫(لذة الخطية ) ولكن قارن خفة حمل أن يتزوج بفتاة أقل جماالً من فقد عينيه وقوته وكرامته وحريته‪ .‬اذاً الوصية‬

‫هى نير هين ‪.‬‬

‫ماذا إذن‪ :‬فلنغصب أنفسنا على تنفيذ وصايا المسيح‪ ،‬ولربما نشعر بحملها لكن حملها أخف بأالف المرات من‬ ‫رباطات إبليس وعبوديته وحياة الحزن واأللم لو قبلنا الخطايا من يده‪ .‬ولذلك فملكوت السموات يغصب آية‬

‫(‪ .)11‬ولنالحظ أن من يزرع بالدموع يحصد باإلبتهاج‪ ،‬فإذا بدأنا بالتغصب والشعور بالم اررة سريعاً ما سنشعر‬ ‫بالفرح‪.‬‬

‫وهناك شرط آخر أن نتعلم من المسيح الوداعة والتواضع فاهلل يسكن عند المتواضع (من أسماهم المسيح أوالً‬

‫األطفال الصغار) = تعلموا مني فمن يحاول تنفيذ الوصية ومن يتعلم من المسيح سيدخل طريق المعرفة‬

‫الحقيقية لآلب‪ ،‬واكتشاف محبته الغافرة= فتجدوا راحة لنفوسكم‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫ت إِلَى تَالَ ِم ِ‬ ‫وبى لِ ْل ُع ُي ِ‬ ‫ون الَِّتي تَ ْنظُ​ُر َما تَ ْنظُ​ُروَن ُه!‬ ‫يذ ِه َعلَى ا ْن ِف َرٍاد َوقَ َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)14-18:22‬وا ْلتَفَ َ‬ ‫ال‪« :‬طُ َ‬ ‫‪14‬‬ ‫اء َك ِث ِ‬ ‫س َم ُعوا َما أَ ْنتُ ْم‬ ‫ون َولَ ْم َي ْنظُ​ُروا‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ادوا أ ْ‬ ‫ين َو ُملُو ًكا أ َ​َر ُ‬ ‫َن َي ْنظُ​ُروا َما أَ ْنتُ ْم تَْنظُ​ُر َ‬ ‫ير َ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫أل َِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن أَ ْن ِب َي َ‬

‫س َم ُعوا»‪".‬‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ون َولَ ْم َي ْ‬ ‫تَ ْ‬ ‫طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه= هؤالء التالميذ الذين عاشوا بإتضاع و أروا المسيح وعرفوه فعرفوا اآلب‬

‫ومحبته هم أفضل من قديسي العهد القديم الذين آمنوا بالمسيح وتنبأوا عنه لكنهم لم يروه‪ ،‬هم عاشوا في الظالل‬

‫أما رؤية‬ ‫ولكن التالميذ أروا المسيح حقيقة‪ .‬وال نقصد بالرؤية رؤية جسدية فالفريسيين رأوه ولم يؤمنوا به وال قبلوه‪ّ .‬‬ ‫التالميذ فكانت رؤية حقيقية إذ عرفوا المسيح وآمنوا به‪ .‬والسبب كبرياء الفريسيين وبساطة التالميذ لذلك قال‬

‫المسيح في (مت‪ )19:11‬تعلموا مني فإني وديع ومتواضع‪ .‬وهذه اآلية هي التي نصليها دائماً في أوشية‬

‫اإلنجيل‪ ،‬فاآلن نحن باإلنجيل نرى ونسمع المسيح الذي إشتهى أباء العهد القديم أن يروه ويسمعوه فلم يروا ولم‬

‫يسمعوا‪ .‬فإننا كلما نسمع كلمات اإلنجيل نتأمل شخص المسيح فنعرفه‪ ،‬فالكتاب المقدس هو كلمة اهلل المكتوبة‬

‫التي تكشف المسيح كلمة اهلل‪ .‬قارن أيضاً أوشية اإلنجيل باآلية (مت‪.)11:1:‬‬

‫‪103‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثاني عشر‬ ‫اآليات (مت ‪(+ )3-2:21‬مر ‪( + )13-18:1‬لو ‪-:)2-2:6‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ2‬‬ ‫الس ْب ِت َب ْي َن ُّ‬ ‫ون‬ ‫سوعُ ِفي َّ‬ ‫الزُروِع‪ ،‬فَ َج َ‬ ‫اع تَالَ ِمي ُذهُ َو ْابتَ َدأُوا َي ْق ِطفُ َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)3-2:21‬في دل َك ا ْل َوقْت َذ َه َ‬ ‫ب َي ُ‬ ‫ون‪1 .‬فَا ْلفَِّر ِ‬ ‫الس ْب ِت!» ‪8‬فَقَا َل‬ ‫ون َما الَ َي ِح ُّل ِف ْعلُ ُه ِفي َّ‬ ‫ُّون لَ َّما َنظَ ُروا قَالُوا لَ ُه‪ُ «:‬ه َوَذا تَالَ ِمي ُذ َك َي ْف َعلُ َ‬ ‫يسي َ‬ ‫س َنا ِب َل َوَيأْ ُكلُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ت ِ‬ ‫اهلل َوأَ َك َل ُخ ْب َز التَّ ْق ِد َم ِة الَِّذي لَ ْم َي ِح َّل‬ ‫ين َم َع ُه؟ َك ْي َ‬ ‫ف َد َخ َل َب ْي َ‬ ‫ين َج َ‬ ‫اع ُه َو َوالَِّذ َ‬ ‫َما قَ َأرْتُ ْم َما فَ َعلَ ُه َد ُاوُد ِح َ‬ ‫لَ ُه ْم‪«:‬أ َ‬ ‫َن ا ْل َكه َن َة ِفي َّ ِ ِ‬ ‫ين مع ُه‪ ،‬ب ْل لِ ْل َكه َن ِة فَقَ ْط‪2 .‬أَو ما قَ أرْتُم ِفي التَّور ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ون‬ ‫اة أ َّ‬ ‫س َ‬ ‫أَ ْكلُ ُه لَ ُه َوالَ للَّذ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس ْبت في ا ْل َه ْي َك ِل ُي َد ِّن ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫‪1‬‬ ‫ت و ُهم أ َْب ِري ‪ِ 6‬‬ ‫َّ‬ ‫يد َر ْح َم ًة الَ‬ ‫َعظَ َم ِم َن ا ْل َه ْي َك ِل! َفلَ ْو َعلِ ْمتُ ْم َما ُه َو‪ :‬إِ ِّني أ ُِر ُ‬ ‫هه َنا أ ْ‬ ‫اء؟ َولك ْن أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُ‬ ‫الس ْب َ َ ْ َ ُ‬ ‫َذ ِبيح ًة‪ ،‬لَما ح َكمتُم علَى األ َْب ِري ِ‬ ‫اء! ‪3‬فَِإ َّن ْاب َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ضا»‪".‬‬ ‫ان ُه َو َر ُّ‬ ‫ب َّ‬ ‫الس ْب ِت أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪18‬‬ ‫الس ْب ِت َب ْي َن ُّ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫ون َّ‬ ‫اجتَ َاز ِفي َّ‬ ‫س ِائ ُر َ‬ ‫الزُروِع‪ ،‬فَ ْابتَ َدأَ تَالَ ِمي ُذهُ َي ْق ِطفُ َ‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)13-18:1‬و ْ‬ ‫الس َنا ِب َل َو ُه ْم َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ال لَ ُه ا ْلفَِّر ِ‬ ‫َما قَ َأرْتُ ْم قَطُّ َما فَ َعلَ ُه َد ُاوُد‬ ‫ون ِفي َّ‬ ‫الس ْب ِت َما الَ َي ِح ُّل؟» فَقَ َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ُّون‪«:‬ا ْنظُ ْر! لِ َما َذا َي ْف َعلُ َ‬ ‫يسي َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ت ِ‬ ‫اهلل ِفي أَي ِ‬ ‫َّام أَِب َيأَثَ َار َرِئ ِ‬ ‫يس ا ْل َك َه َن ِة‪َ ،‬وأَ َك َل ُخ ْب َز التَّ ْق ِد َم ِة‬ ‫ين َم َع ُه؟ َك ْي َ‬ ‫ف َد َخ َل َب ْي َ‬ ‫اج َو َج َ‬ ‫اع ُه َو َوالَِّذ َ‬ ‫ِح َ‬ ‫ين ْ‬ ‫احتَ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫َج ِل ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‪،‬‬ ‫ال لَ ُه ُم‪َّ «:‬‬ ‫َع َ‬ ‫ضا»‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫الس ْب ُ‬ ‫طى الَِّذ َ‬ ‫ت إِ َّن َما ُج ِع َل أل ْ‬ ‫ين َكا ُنوا َم َع ُه أ َْي ً‬ ‫الَِّذي الَ َي ِح ُّل أَ ْكلُ ُه إِالَّ لِ ْل َك َه َن ِة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫الس ْب ِت‪13 .‬إِ ًذا ْاب ُن ِ‬ ‫الَ ِ‬ ‫سِ‬ ‫ضا»‪".‬‬ ‫ان ُه َو َر ُّ‬ ‫ب َّ‬ ‫َج ِل َّ‬ ‫س ُ‬ ‫الس ْب ِت أ َْي ً‬ ‫ان أل ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪2‬‬ ‫اجتَ َاز َب ْي َن ُّ‬ ‫الس َنا ِب َل‬ ‫ون َّ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)2-2:6‬وِفي َّ‬ ‫ان تَالَ ِمي ُذهُ َي ْق ِطفُ َ‬ ‫الزُروِع‪َ .‬و َك َ‬ ‫الس ْب ِت الثَّ ِاني َب ْع َد األ ََّو ِل ْ‬ ‫‪1‬‬ ‫السب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ال لَهم قَوم ِم َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت؟»‬ ‫ين‪«:‬لِ َما َذا تَ ْف َعلُ َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫َوَيأْ ُكلُ َ‬ ‫ون َما الَ َيح ُّل ف ْعلُ ُه في ُّ ُ‬ ‫ون َو ُه ْم َي ْف ُرُكوَن َها ِبأ َْيدي ِه ْم‪ .‬فَقَ َ ُ ْ ْ‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ت‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ين َكا ُنوا َم َع ُه؟ َك ْي َ‬ ‫ف َد َخ َل َب ْي َ‬ ‫ين َجاعَ ُه َو َوالَِّذ َ‬ ‫َما قَ َأرْتُ ْم َوالَ ه َذا الَِّذي فَ َعلَ ُه َد ُاوُد‪ِ ،‬ح َ‬ ‫َج َ‬ ‫فَأ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬إِ َّن ْاب َن‬ ‫َع َ‬ ‫اهلل َوأ َ‬ ‫ضا‪ ،‬الَِّذي الَ َي ِح ُّل أَ ْكلُ ُه إِالَّ ِل ْل َك َه َن ِة فَقَ ْط» َوقَ َ‬ ‫طى الَِّذ َ‬ ‫ين َم َع ُه أ َْي ً‬ ‫َخ َذ ُخ ْب َز التَّ ْق ِد َم ِة َوأَ َك َل‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫ضا»‪".‬‬ ‫ان ُه َو َر ُّ‬ ‫ب َّ‬ ‫الس ْب ِت أ َْي ً‬ ‫اإل ْن َ‬

‫بمقارنة ما حدث فى لوقا مع ما قيل فى متى نجد أن اليهود الموا التالميذ أوالً ثم شكوهم للمسيح‪ .‬ونالحظ اآلتى‬

‫فى هذه القصة‪-:‬‬

‫‪ -1‬فقر التالميذ‪ ،‬إذ يأكلون سنابل وكانت هذه عادة يهودية أن يفركوا السنابل الطرية الناضجة وينفخون القش‬

‫ويأكلون الحب‪ .‬ولقد سمحت الشريعة بقطف سنابل الغير أو عنب الغير فى حالة الجوع (تث ‪)1:-11:1:‬‬

‫ولكن ال يكون هذا فى وعاء أو بإستعمال منجل واالّ صار كسرقة للغير واستغالل للمحبة‪.‬‬

‫‪104‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫‪ -2‬متابعة التالميذ المستمرة للمعلم فهو ال يهدأ فى خدمته‪ ،‬وهم ملتصقون به دائماً محبة فيه‪ ،‬ال يبحثون عن‬ ‫طعام بل يأكلوا سنابل نيئة‪ .‬وواضح أن السيد أراد أن يختلى بتالميذه فذهبوا للحقول وهناك جاعوا‪ .‬والخلوة‬ ‫هي فرصة هدوء يسمع فيها التالميذ صوت يسوع الهادئ‪ .‬ولذلك نحتاج نحن أيضاً لهذه الخلوة‪ .‬ومن يدخل‬

‫في حوار مع المسيح هو إنسان حي‪.‬‬

‫‪ -3‬ما أثار اليهود ليس أكل السنابل من حقل الغير بل قطف السنابل وفركها ونفخ القش يوم السبت‪ ،‬وهذا‬ ‫إعتبروه حصاد وتذرية‪ ،‬وهذا ممنوع يوم السبت‪ .‬هو مفهوم حرفى قاتل‪ ،‬فكيف يطبقون مفهوم الحصاد على‬

‫قطف عدة سنابل ألشخاص جوعى‪.‬‬

‫‪ -4‬والسيد برر ما فعله تالميذه بأن داود إذ جاع هو ورجاله أكل الخبز المقدس الذى ال يحل أكله إالَّ للكهنة‪.‬‬ ‫وقطعاً فرك السنابل يوم السبت هو أقل خطورة بكثير من أكل أشخاص عاديين لخبز التقدمة المقدس‪.‬‬ ‫وكانت األرغفة من خبز التقدمة توضع على مائدة خبز الوجوه كل سبت لمدة أسبوع ثم يأكلها الكاهن‬

‫وأسرته فقط (‪1‬صم ‪.)6-1:11‬‬

‫‪ -5‬أما قرأتم = المسيح متعجب ممن يقرأون وال يفهمون‪.‬‬

‫‪ -6‬الكهنة فى السبت يدنسون السبت=أى الكهنة يقومون باألعمال الطقسية يوم السبت مثل الذبح والسلخ‬ ‫والتنظيف وشى الذبائح وختان األطفال إذا وافق اليوم السبت اليوم الثامن لميالد الطفل‪ .‬فالكهنة لم يتوقفوا‬

‫عن العمل= وهم أبرياء=أى أنهم لم يخطئوا بعملهم هذا‪ .‬وهذه األعمال لو قاموا بها خارج الهيكل لصار‬ ‫تدنيساً للسبت‪ .‬فمن أجل كرامة الهيكل وكرامة الوصية التى وضعها رب الهيكل (تقديم الذبائح والختان‪)....‬‬

‫يقوم الكهنة بأعمالهم داخل الهيكل وال يحسب عملهم خطية‪ ،‬حتى تتم رسالة الهيكل لم يتوقفوا عن العمل‪.‬‬ ‫واآلن فالمسيح هو رب الهيكل وقد َّ‬ ‫حل على األرض وهؤالء التالميذ يخدمونه ويتبعونه‪ ،‬فما الخطأ فى أن‬

‫يعملوا هذا العمل البسيط ليستمروا فى خدمتهم لرب الهيكل يوم السبت =ههنا أعظم من الهيكل =فالسيد‬

‫المسيح بالهوته المتحد بناسوته هو أعظم (يو‪. )11 : 1‬‬

‫‪ -7‬وصية السبت تشير لراحتنا األبدية فى السماء فى المسيح وخالصنا من الخطية الذى تم بقيامة المسيح يوم‬ ‫األحد الذى هو يوم الخليقة الجديدة‪ .‬وكانت الراحة هى راحة من األعمال األرضية ليتذكروا أن هناك سماء‬ ‫وأن هناك إله يجب أن يعبدونه‪ ،‬وفى عبادة اهلل يجدوا راحتهم‪ .‬لكن المسيح هو هذا اإلله‪ ،‬والتالميذ اآلن‬

‫معهُ ال يذكروا شيئاً عن أعمالهم وأكلهم وشربهم‪ ،‬بل هم جاعوا حتى إضطروا أن يفركوا سنابل ليأكلوا‪ ،‬فهم‬ ‫وجدوا راحتهم الحقيقية فى التصاقهم بالمسيح‪ ،‬وهذا بالنسبة لهم لم يكن يوماً فى األسبوع‪ ،‬بل صار المسيح‬

‫كل حياتهم‪ ،‬فلماذا التقيد بالحرفيات‪ ،‬خصوصاً أن المسيح إلهنا هو واضع وصية السبت‪ ،‬وله كل الحق‬ ‫كواضع للوصية أن يفسر الوصية كما يريد فهو رب السبت‪.‬‬

‫اهلل يستريح يوم السبت = هذا رمز ألن اهلل استراح في اليوم السابع بالفداء الذي به صار الخالص لإلنسان‬ ‫فإرتاح اإلنسان‪ .‬فراحة اهلل هي حقيقة راحة اإلنسان‪.‬‬

‫‪105‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫‪ -8‬يذكر إنجيل مرقس أن السبت وضع ألجل اإلنسان = ليرتاح اإلنسان وكل من معه جسدياً‪ ،‬باإلضافة ألن‬ ‫يذكر اإلنسان أنه ينتمى للسماء‪ .‬وكون السبت وضع ألجل اإلنسان فال يصح أن يكون سبباً فى جوع‬

‫التالميذ‪ .‬فاهلل يريد رحمة ال ذبيحة (هو ‪.)6:6‬‬

‫‪ -9‬لقد إشتكى اليهود التالميذ للمسيح بسبب حريتهم فى المسيح‪ ،‬لكن ما أحلى أن نجد أن المسيح يدافع عنا‬ ‫وعن تالميذه‪ .‬فليشتكى علينا من يشتكى فلنا مسيح يدافع عنا (رو‪. ):: : 8‬‬

‫‪ -11‬هناك مقارنة لطيفة بين أكل التالميذ للسنابل والقصة التى إقتبسها السيد المسيح من حياة داود إذ أكل من‬

‫الخبز المقدس‪ .‬فكال القصتين يرمزان لألكل من جسد المسيح فى سر اإلفخارستيا‪ ،‬فالمسيح شبه نفسه بحبة‬

‫الحنطة (يو ‪ )11:11‬وخبز الوجوه يشير لجسد المسيح فى سر اإلفخارستيا ونحن بتناولنا من جسد المسيح‬ ‫نصير كلنا خبز واحد‪ .‬وأكل داود الذى من سبط يهوذا‪ ،‬سبط المسيح يشير ألن الخبز المقدس الذى كان‬

‫حك اًر على سبط الوى صار لسبط يهوذا أى لكل المؤمنين بالمسيح‪.‬‬

‫‪ -11‬فى إنجيل معلمنا مرقس يذكر أن رئيس الكهنة هو أبياثار‪ ،‬بينما جاء فى سفر صموئيل " أبيمالك"‪-:‬‬

‫أ‪( -‬يمكن) أن أبياثار كان وهو إبن إبيمالك وكانا معاً حين إلتقى بهما داود النبى‪ ،‬ثم أن شاول قتل إبيمالك‬ ‫وهرب ابياثار إلى داود وصار رفيقاً له‪ .‬ولما استقر داود فى ملكه صار أبياثار هو رئيس الكهنة واألكثر‬

‫شهرة من أبيمالك‪ ،‬واستمر رئيساً للكهنة طوال فترة ملك داود‪ .‬ونال شهرة أكثر من أبيه‪ 1( .‬صم‬

‫‪.)1::7+17:11‬‬

‫ب‪( -‬يمكن) أن أبيمالك رفض إعطاء الخبز المقدس لداود ورجاله ولكن أبياثار إبنه هو الذى وافق على ذلك‪،‬‬ ‫أو أن أبيمالك كرئيس للكهنة رأى أنه بحكم مركزه ال يصح أن يكسر الشريعة فأعطى الخبز المقدس إلبنه‬

‫ليعطيه هو لداود فنسب العمل ألبياثار‪.‬‬

‫‪ -12‬فى (لو ‪ )1:6‬وفى السبت الثانى بعد األول= السبت األول هو عيد الفصح ‪ 11‬نيسان‪ ،‬فالفصح يسمى‬ ‫سبت‪ .‬والسبت الثاني هو السبت الذى أتى بعد الفصح مباشرة‪ .‬وفى هذا الوقت تكون السنابل طرية يمكن‬ ‫أكلها‪ .‬وفى هذا السبت يق أر اليهود فى المجامع قصة داود وأكله من الخبز المقدس‪ .‬وهذه هى القصة التي‬

‫أستشهد بها السيد المسيح‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( +-:)24-1:21‬مر ‪( + )6-2:8‬لو‪-:)22-6:6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ف ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫سأَلُوهُ‬ ‫سة‪ ،‬فَ َ‬ ‫سان َي ُدهُ َيا ِب َ‬ ‫اء إِلَى َم ْج َمع ِه ْم‪َ ،‬وِا َذا إِ ْن َ‬ ‫اك َو َج َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)24-1:21‬ثُ َّم ا ْن َ‬ ‫‪22‬‬ ‫السب ِ‬ ‫اإل ْبر ِ‬ ‫ِ‬ ‫سٍ‬ ‫ون لَ ُه َخ ُروف‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أ ُّ‬ ‫وت؟» لِ َك ْي َي ْ‬ ‫شتَ ُكوا َعلَ ْي ِه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ان ِم ْن ُك ْم َي ُك ُ‬ ‫قَ ِائلِ َ‬ ‫اء في ُّ ُ‬ ‫َي إِ ْن َ‬ ‫ين‪َ «:‬ه ْل َيح ُّل ِ َ ُ‬ ‫ْض ُل ِم َن ا ْل َخر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ه َذا ِفي َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يم ُه؟ ‪21‬فَ ِ‬ ‫وف! إِ ًذا‬ ‫سقَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ان َك ْم ُه َو أَف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َواحد‪ ،‬فَِإ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫الس ْبت في ُح ْف َرة‪ ،‬أَفَ َما ُي ْمس ُك ُه َوُيق ُ‬ ‫‪28‬‬ ‫اد ْت ِ‬ ‫السب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال لِ ِ‬ ‫سِ‬ ‫ُخ َرى‪َ 24 .‬فلَ َّما َخ َر َج‬ ‫يح ًة َكاأل ْ‬ ‫وت!» ثُ َّم قَ َ‬ ‫ان‪ُ «:‬م َّد َي َد َك»‪ .‬فَ َمد َ‬ ‫َّها‪ .‬فَ َع َ‬ ‫صح َ‬ ‫َيح ُّل ف ْع ُل ا ْل َخ ْي ِر في ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫إل ْن َ‬ ‫ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ش َاوُروا َعلَ ْي ِه لِ َك ْي ُي ْهلِ ُكوهُ‪"،‬‬ ‫ُّون تَ َ‬ ‫يسي َ‬

‫‪106‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ص ُاروا ُي َر ِاق ُبوَن ُه‪َ :‬ه ْل‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫ضا إِلَى ا ْل َم ْج َم ِع‪َ ،‬و َك َ‬ ‫اآليات (مر ‪ " -:)6-2:8‬ثُ َّم َد َخ َل أ َْي ً‬ ‫سة‪ .‬فَ َ‬ ‫اك َر ُجل َي ُدهُ َيا ِب َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ ‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِف ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬ه ْل‬ ‫يه ِفي َّ‬ ‫الس ْب ِت؟ لِ َك ْي َي ْ‬ ‫َي ْ‬ ‫س ِط!» ثُ َّم قَ َ‬ ‫س ُة‪«:‬قُ ْم في ا ْل َو ْ‬ ‫شتَ ُكوا َعلَ ْيه‪ .‬فَقَا َل ل َّلر ُج ِل الَّذي لَ ُه ا ْل َي ُد ا ْل َيا ِب َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫يص َن ْف ٍ‬ ‫الس ْب ِت ِف ْع ُل ا ْل َخ ْي ِر أ َْو ِف ْع ُل َّ‬ ‫ض ٍب‪َ ،‬ح ِزي ًنا‬ ‫َي ِح ُّل ِفي َّ‬ ‫س َكتُوا‪ .‬فَ َنظَ َر َح ْولَ ُه إِلَ ْي ِه ْم ِب َغ َ‬ ‫س أ َْو قَ ْتل؟»‪ .‬فَ َ‬ ‫الشِّر؟ تَ ْخل ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ُّون لِ ْلوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد ْت ي ُده ِ‬ ‫ْت‬ ‫يح ًة َكاأل ْ‬ ‫َعلَى ِغالَظَ ِة ُقلُوِب ِه ْم‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ال لِ َّلر ُج ِل‪ُ «:‬م َّد َي َد َك»‪ .‬فَ َمد َ‬ ‫صح َ‬ ‫ُخ َرى‪ .‬فَ َخ َر َج ا ْلفَِّريسي َ َ‬ ‫َّها‪ ،‬فَ َع َ َ ُ َ‬ ‫ش َاوُروا َعلَ ْي ِه لِ َك ْي ُي ْهلِ ُكوهُ‪" .‬‬ ‫ين َوتَ َ‬ ‫ير ُ‬ ‫ود ِس ِّي َ‬ ‫َم َع ا ْل ِه ُ‬

‫‪6‬‬ ‫ٍ‬ ‫سة‪،‬‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫ص َار ُي َعلِّ ُم‪َ .‬و َك َ‬ ‫اك َر ُجل َي ُدهُ ا ْل ُي ْم َنى َيا ِب َ‬ ‫س ْبت آ َخ َر َد َخ َل ا ْل َم ْج َم َع َو َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)22-6:6‬وِفي َ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ان ا ْل َكتَب ُة وا ْلفَِّر ِ‬ ‫َما ُه َو فَ َعلِ َم أَ ْف َك َارُه ْم‪َ ،‬وقَا َل‬ ‫ش ِفي ِفي َّ‬ ‫الس ْب ِت‪ ،‬لِ َك ْي َي ِج ُدوا َعلَ ْي ِه ِش َك َاي ًة‪ .‬أ َّ‬ ‫ُّون ُي َر ِاق ُبوَن ُه َه ْل َي ْ‬ ‫يسي َ‬ ‫َو َك َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ف ِفي ا ْلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْي ًئا‪َ :‬ه ْل َي ِح ُّل ِفي‬ ‫ف‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫سة‪«:‬قُ ْم َوِق ْ‬ ‫َسأَلُ ُك ْم َ‬ ‫ام َو َوقَ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬أ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ل َّلر ُج ِل الَّذي َي ُدهُ َيا ِب َ‬ ‫سط»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫س أَو إِ ْهالَ ُكها؟»‪22 .‬ثُ َّم َنظَر حولَ ُه إِلَى ج ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْب ِت ِف ْع ُل ا ْل َخ ْي ِر أ َْو ِف ْع ُل َّ‬ ‫يع ِه ْم َوقَا َل لِ َّلر ُج ِل‪ُ «:‬م َّد‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫يص َن ْف ٍ ْ‬ ‫َ‬ ‫الشِّر؟ تَ ْخل ُ‬ ‫ُخرى‪22 .‬فَامتَألُوا حمقًا وصاروا يتَ َكالَم َ ِ‬ ‫اد ْت ي ُده ِ‬ ‫ون‬ ‫يما َب ْي َن ُه ْم َما َذا َي ْف َعلُ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َي َد َك»‪ .‬فَفَ َع َل ه َك َذا‪ .‬فَ َع َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫يح ًة َكاأل ْ َ‬ ‫ون ف َ‬ ‫ُْ َ َ ُ َ ُ‬

‫ع‪" .‬‬ ‫سو َ‬ ‫ِب َي ُ‬

‫السيد هنا يؤكد المبدأ السابق أن اهلل يريد رحمة ال ذبيحة (هو ‪ )6:6‬فالسيد هنا بنفسه قام بشفاء اإلنسان ذو اليد‬

‫اليابسة أى المشلولة‪ .‬واليهود سألوا هل يحل اإلبراء فى السبوت= لم يكن السؤال ألجل المعرفة بل إستنكا اًر‬

‫لتصرفات المسيح واتهاماً لهُ‪ .‬والسيد إذ يعلم محبتهم لألموال والمقتنيات سألهم أى إنسان منكم يكون له خروف‬ ‫… ليظهر لهم أنهم يهتمون بمقتنياتهم وأموالهم أكثر من رحمتهم بإنسان يده مشلولة‪ .‬والرب كما أعطى قوة لهذا‬ ‫المريض ثم أعطاه أم اًر أن يمد يده‪ ،‬هكذا مع كل وصية يعطيها لنا يعطى معها القوة على التنفيذ فنمد أيدينا‬ ‫لفعل الخير بنعمته‪ .‬والحظ إيمان الرجل إذ لم يعترض على أمر المسيح بل مد يده‪.‬هناك من قال أن اليهود‬ ‫وضعوا هذا الرجل فى المجمع ليروا هل يشفيه المسيح‪ .‬والمسيح تعمد أن يصنع معجزات كثيرة يوم السبت‪ ،‬فهو‬

‫أتى ليصحح المفاهيم الخاطئة‪ .‬والحظ أنهم كانوا يريدون من المسيح أالّ يشفى يوم السبت‪ ،‬وتآمروا هم لقتل‬ ‫المسيح يوم السبت (مت ‪ )11:11‬ولهذا إذ عرف المسيح فكرهم قال لهم هل يحل فى السبت فعل الخير أو فعل‬

‫الشر تخليص نفس أو قتل (مر‪ )1::‬بغضب= بسبب عنادهم‪ .‬ولو فكروا قليالً فى روح الوصية‪ .‬ففى وصية‬ ‫السبت يمنع شغل حتى الحيوانات (تث ‪ )11::‬وذلك لكى يرتاح الحيوان‪ ،‬فهل اهلل يهتم براحة الحيوان يوم‬ ‫السبت وال يهتم بشفاء مريض يوم السبت‪ .‬الحظ قول مرقس فصاروا يراقبونه=المقصود أنهم يتربصون به‬

‫ليتصيدوا عليه خطأ قال السيد للرجل قم فى الوسط =كان هذا ليستدر رحمتهم على الرجل المشلول‪ .‬ولكن‬

‫تلن‪ .‬وهذا تدين فاسد إذ لم يجعل القلوب رحيمة‪ ،‬لهذا أصر السيد على عمل معجزاته يوم‬ ‫القلوب القاسية لم ْ‬ ‫السبت ليصحح هذا التدين الفاسد الذى أغلق القلوب‪.‬‬

‫(مر‪ -: ) : : :‬غالظة قلوبهم = لماذا إعتبر السيد المسيح أن دفاع اليهود عن وصية السبت هو غالظة قلب‬ ‫بينما أنه هو واضع الوصية ؟ كما رأينا أن مفهومهم كان خاطئا ‪ ،‬ولكن نالحظ تفاهة اإلعتراض ‪ ،‬فالمسيح قام‬

‫‪107‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫بعمل خير ‪ ،‬بل كل من هو فيه مرض من الواقفين كان يتمنى من المسيح أن يشفيه حتى لو فى السبت ‪ .‬إذن‬

‫أين غالظة القلب ؟ حقيقة ال بد وأن نعرفها أن القلوب النجسة المملوءة ش اًر تحاول أن تتمسح بالشكليات لتخفى‬ ‫الفساد الداخلى ‪ ،‬فهم يتمسكون هنا بحرفية الوصية إلظهار ٍ‬ ‫بر كاذب َي َّدعونه إلخفاء غالظة = نجاسة قلوبهم ‪.‬‬ ‫وهذا معنى قول السيد المسيح " ‪....‬هكذا أنتم أيضا من خارج تظهرون للناس أب ار ار ولكنكم من داخل مشحونون‬

‫رياء واثما‪...‬يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل‪(....‬مت‪. ):1 – 16 : 1:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 22‬‬ ‫يعا‪.‬‬ ‫يرة فَ َ‬ ‫ف ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫شفَ ُ‬ ‫اه ْم َجم ً‬ ‫سوعُ َوا ْن َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)12-22:21‬فَ َعل َم َي ُ‬ ‫اك‪َ .‬وتَِب َعتْ ُه ُج ُموع َكث َ‬ ‫‪23‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫اء َّ‬ ‫اختَْرتُ ُه‪َ ،‬ح ِبي ِبي الَِّذي‬ ‫اي الَِّذي ْ‬ ‫َن الَ ُي ْظ ِه ُروهُ‪ ،‬لِ َك ْي َي ِت َّم َما ِق َ‬ ‫يل ِبِإ َ‬ ‫اه ْم أ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫الن ِب ِّي ا ْلقَائ ِل‪ُ « :‬ه َوَذا فَتَ َ‬ ‫ش ْع َي َ‬ ‫َوأ َْو َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحد ِفي َّ‬ ‫الش َو ِ‬ ‫ار ِع‬ ‫س َّر ْت ِب ِه َن ْف ِسي‪ .‬أ َ‬ ‫س َمعُ أ َ‬ ‫ُم َم ِبا ْل َحقِّ‪ .‬الَ ُي َخاص ُم َوالَ َيص ُ‬ ‫يح‪َ ،‬والَ َي ْ‬ ‫ُ‬ ‫َضعُ ُروحي َعلَ ْيه فَ ُي ْخ ِب ُر األ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫وض ًة الَ ي ْق ِ‬ ‫ق إِلَى ُّ‬ ‫ف‪َ ،‬وفَِتيلَ ًة ُم َد ِّخ َن ًة الَ ُي ْط ِفئُ‪َ ،‬حتَّى ُي ْخ ِر َج ا ْل َح َّ‬ ‫اس ِم ِه‬ ‫صُ‬ ‫ض َ‬ ‫ص َب ًة َم ْر ُ‬ ‫َ‬ ‫ص َرِة‪َ .‬و َعلَى ْ‬ ‫الن ْ‬ ‫ص ْوتَ ُه‪ .‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُمِم»‪".‬‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫ون َر َج ُ‬ ‫اء األ َ‬

‫إنصرف= إذ أرادوا قتله إنصرف ‪ )1‬فهم ال يستحقونه‪،‬هم رفضوه فرفضوا الحياة‪ )1 .‬إنصرف ليس خوفاً ولكن‬ ‫ألن ساعته لم تكن قد جاءت بعد‪ .‬وكان عليه أن يتم تعاليمه أوالً‪ .‬لذلك أوصاهم أن ال يظهروه‪ .‬لكنه بعد أن‬ ‫أنهى تعاليمه ورسالته ِ‬ ‫وع َلم أن ساعته قد جاءت ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم (لو ‪ .):1:9‬من هنا نتعلم أن‬ ‫نهرب من وجه الشر إذا أمكننا ذلك‪ .‬هم لم يقبلوه وتشاوروا على قتله أما هو فقدم محبة للناس تبعته جموع‬

‫فشفاهم جميعاً‪.‬‬

‫هوذا فتاى = إشارة لتجسده‪ ،‬وكونه كان طفالً ثم فتى ثم رجالً‪ .‬اليصيح=كما يفعل المحاربون فى الحروب‪ ،‬وال‬ ‫يصيح لينتهر ويدين ويزجر‪ .‬ال يسمع أحد فى الشوارع صوته= لفرط تواضعه ووداعته‪.‬‬

‫قصبة مرضوضة ال يقصف=الخاطىء المنسحق تحت خطاياه يشجعه‪ .‬فتيلة مدخنة ال يطفىء =من له ش اررة‬

‫من نار النعمة يضرمها المسيح‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( + )81-11:21‬مر ‪( + )82-11:8‬لو ‪-:)18-24:22‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ُح ِ‬ ‫س‬ ‫َع َمى األ ْ‬ ‫َع َمى َوأ ْ‬ ‫س فَ َ‬ ‫شفَاهُ‪َ ،‬حتَّى إِ َّن األ ْ‬ ‫ض َر إِلَ ْي ِه َم ْج ُنون أ ْ‬ ‫اآليات (مت ‪ِ " -:)81-11:21‬حي َن ِئ ٍذ أ ْ‬ ‫َخ َر َ‬ ‫َخ َر ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫‪18‬‬ ‫َما ا ْلفَِّر ِ‬ ‫س ِم ُعوا قَالُوا‪«:‬ه َذا الَ‬ ‫ت ُك ُّل ا ْل ُج ُموِع َوقَالُوا‪«:‬أَلَ َع َّل ه َذا ُه َو ْاب ُن َد ُاوَد؟» أ َّ‬ ‫ص َر‪ .‬فَ ُب ِه َ‬ ‫يسي َ‬ ‫ُّون َفلَ َّما َ‬ ‫تَ َكلَّ َم َوأ َْب َ‬ ‫اط ِ ‪ِ 12‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫الشي ِ‬ ‫بول َرِئ ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ُ « :‬ك ُّل َم ْملَ َك ٍة ُم ْنقَ ِس َم ٍة َعلَى‬ ‫سوعُ أَ ْف َك َارُه ْم‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ين إِالَّ ِب َب ْعلَ َز َ‬ ‫اط َ‬ ‫يس َّ َ‬ ‫ُي ْخ ِر ُج َّ َ‬ ‫ين»‪ .‬فَ َعل َم َي ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫الش ْيطَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ُي ْخ ِر ُج َّ‬ ‫ان َّ‬ ‫س َم‬ ‫ب‪َ ،‬و ُك ُّل َم ِدي َن ٍة أ َْو َب ْي ٍت ُم ْنقَ ِسٍم َعلَى َذ ِات ِه الَ َيثْ ُب ُ‬ ‫الش ْيطَ ُ‬ ‫ت‪ .‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫َذات َها تُ ْخ َر ُ‬ ‫ان فَقَد ا ْنقَ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫ون؟ لِذلِ َك ُه ْم‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ت أَ​َنا ِب َب ْعلَ​َزُب َ‬ ‫ين‪ ،‬فَأ َْب َن ُ‬ ‫َعلَى َذ ِات ِه‪ .‬فَ َك ْي َ‬ ‫ت َم ْملَ َكتُ ُه؟ َوِا ْن ُك ْن ُ‬ ‫ف تَثُْب ُ‬ ‫اؤ ُك ْم ِب َم ْن ُي ْخ ِر ُج َ‬ ‫اط َ‬ ‫ُخ ِر ُج َّ َ‬ ‫ِ ‪11‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫ت أَ​َنا ِبرو ِح ِ‬ ‫ضاتَ ُكم! ‪13‬و ِ‬ ‫ف‬ ‫وت‬ ‫اهلل أ ْ‬ ‫اهلل! أ َْم َك ْي َ‬ ‫ين‪ ،‬فَقَ ْد أَق َْب َل َعلَ ْي ُك ْم َملَ ُك ُ‬ ‫لك ْن إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫اط َ‬ ‫َي ُكوُن َ‬ ‫ُخ ِر ُج َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ون قُ َ ْ‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ي ِ‬ ‫س َم ِعي‬ ‫ب أ َْم ِت َعتَ ُه‪ ،‬إِ ْن لَ ْم َي ْرِب ِط ا ْلقَ ِو َّ‬ ‫ت ا ْلقَ ِو ِّ‬ ‫َحد أ ْ‬ ‫َن َي ْد ُخ َل َب ْي َ‬ ‫ي أ ََّوالً‪َ ،‬وحي َنئذ َي ْن َه ُ‬ ‫ي َوَي ْن َه َ‬ ‫ستَطيعُ أ َ‬ ‫َْ‬ ‫ب َب ْيتَ ُه؟ َم ْن لَ ْي َ‬ ‫‪82‬‬ ‫َّة وتَ ْج ِد ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫فَهو علَ َّي‪ ،‬وم ْن الَ ي ْجمع م ِعي فَهو يفَِّر ُ ِ ِ‬ ‫يف ُي ْغفَُر لِ َّلن ِ‬ ‫يف‬ ‫اس‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما التَّ ْج ِد ُ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫ق‪ .‬لذل َك أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ُ :‬ك ُّل َخطي َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪108‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬ ‫‪81‬‬ ‫ال َكلِ َم ًة َعلَى ْاب ِن ِ‬ ‫وح َفلَ ْن ُي ْغفَ َر لِ َّلن ِ‬ ‫سِ‬ ‫َما َم ْن‬ ‫الر ِ‬ ‫َعلَى ُّ‬ ‫ان ُي ْغفَُر لَ ُه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫اس‪َ .‬و َم ْن قَ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َفلَ ْن ي ْغفَر لَ ُه‪ ،‬الَ ِفي ه َذا ا ْلعالَِم والَ ِفي ِ‬ ‫اآلتي‪ِ88 .‬ا ْج َعلُوا ال َّ‬ ‫ش َج َرةَ َج ِّي َدةً َوثَ َم َرَها َج ِّي ًدا‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪84‬‬ ‫الصالِح ِ‬ ‫الشجرةُ‪ .‬يا أَوالَ َد األَفَ ِ‬ ‫ات َوأَ ْنتُ ْم‬ ‫اعي! َك ْي َ‬ ‫َن ِم َن الثَّ َم ِر تُ ْع َر ُ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َوثَ َم َرَها َرِديًّا‪ ،‬أل ْ‬ ‫ف تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫َن تَتَ َكلَّ ُموا ِب َّ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ف َّ َ َ‬ ‫‪82‬‬ ‫الصالِح ِ‬ ‫الصالِح ِم َن ا ْل َك ْن ِز َّ ِ ِ‬ ‫شرار؟ فَِإ َّن ُه ِم ْن فَ ْ ِ‬ ‫ات‪،‬‬ ‫س ُ‬ ‫الصال ِح في ا ْل َق ْلب ُي ْخ ِر ُج َّ َ‬ ‫ان َّ ُ‬ ‫ضلَة ا ْل َق ْلب َيتَ َكلَّ ُم ا ْلفَ ُم‪ .‬اَ ِإل ْن َ‬ ‫أَ ْ َ‬ ‫الشرور‪86 .‬و ِ‬ ‫لك ْن أَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬إِ َّن ُك َّل َكلِم ٍة َبطَّالَ ٍة َيتَ َكلَّم ِب َها َّ‬ ‫َو ِ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫ير ِم َن ا ْل َك ْن ِز ِّ‬ ‫ان ِّ‬ ‫اس‬ ‫س ُ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ْ‬ ‫ير ُي ْخ ِر ُج ُّ ُ َ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫س ًابا َي ْوَم الد ِ‬ ‫ان»‪".‬‬ ‫س ْو َ‬ ‫ِّين‪ .‬أل ََّن َك ِب َكالَ ِم َك تَتَ​َب َّرُر َوِب َكالَ ِم َك تُ َد ُ‬ ‫ف ُي ْعطُ َ‬ ‫ون َع ْن َها ح َ‬ ‫َ‬

‫وح ا ْلقُ ُد ِ‬ ‫س‬ ‫الر ِ‬ ‫ال َعلَى ُّ‬ ‫قَ َ‬ ‫اج َعلُوا َّ‬ ‫الش َج َرةَ َرِد َّي ًة‬ ‫أ َِو ْ‬

‫‪11‬‬ ‫ين َن َزلُوا ِم ْن أُور َ ِ‬ ‫ول! َوِا َّن ُه ِب َرِئ ِ‬ ‫يس‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)82-11:8‬وأ َّ‬ ‫يم فَقَالُوا‪«:‬إِ َّن َم َع ُه َب ْعلَ​َزُب َ‬ ‫َما ا ْل َكتَ​َب ُة الَِّذ َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪18‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫الشي ِ‬ ‫اط ِ‬ ‫ش ْيطَا ًنا؟ ‪َ 14‬واِ ِن‬ ‫اه ْم َوقَ َ‬ ‫َن ُي ْخ ِر َج َ‬ ‫ف َي ْق ِد ُر َ‬ ‫ال لَ ُه ْم ِبأ َْمثَال‪َ «:‬ك ْي َ‬ ‫ش ْيطَان أ ْ‬ ‫ين»‪ .‬فَ َد َع ُ‬ ‫اط َ‬ ‫ين ُي ْخ ِر ُج َّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫َن‬ ‫ت أْ‬ ‫س َم ْت َم ْملَ َكة َعلَى َذ ِات َها الَ تَ ْق ِد ُر ِت ْل َك ا ْل َم ْملَ َك ُة أ ْ‬ ‫س َم َب ْيت َعلَى َذ ِات ِه الَ َي ْق ِد ُر ذلِ َك ا ْل َب ْي ُ‬ ‫َن تَثُْب َ‬ ‫ت‪َ .‬وِا ِن ا ْنقَ َ‬ ‫ا ْنقَ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ضاء‪11 .‬الَ ي ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ام َّ‬ ‫َن‬ ‫َحد أ ْ‬ ‫س َم الَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن َيثْ ُب َ‬ ‫َيثْ ُب َ‬ ‫ت‪َ ،‬ب ْل َي ُك ُ‬ ‫الش ْيطَ ُ‬ ‫ون لَ ُه ا ْن ِق َ‬ ‫ستَطيعُ أ َ‬ ‫َْ‬ ‫ان َعلَى َذاته َوا ْنقَ َ‬ ‫ت‪َ .‬وِا ْن قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ب َب ْيتَ ُه‪13 .‬اَْل َح َّ‬ ‫ب أ َْم ِت َعتَ ُه‪ ،‬إِ ْن لَ ْم َي ْرِب ِط ا ْلقَ ِو َّ‬ ‫ت قَ ِو ٍّ‬ ‫َي ْد ُخ َل َب ْي َ‬ ‫ي أ ََّوالً‪َ ،‬وحي َنئذ َي ْن َه ُ‬ ‫ي َوَي ْن َه َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن َجميعَ‬ ‫يف الَِّتي يج ِّدفُوَنها‪11 .‬و ِ‬ ‫الرو ِح ا ْلقُ ُد ِ‬ ‫س لَ ُه َم ْغ ِف َرة‬ ‫ا ْل َخ َ‬ ‫َّف َعلَى ُّ‬ ‫ط َايا تُ ْغفَُر لِ َب ِني ا ْل َب َ‬ ‫لك ْن َم ْن َجد َ‬ ‫ش ِر‪َ ،‬والتَّ َج ِاد َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫س َفلَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سا»‪".‬‬ ‫ستَْو ِجب َد ْي ُنوَن ًة أ َ​َبد َّي ًة»‪ .‬أل ََّن ُه ْم قَالُوا‪« :‬إِ َّن َم َع ُه ُر ً‬ ‫إِلَى األ َ​َبد‪َ ،‬ب ْل ُه َو ُم ْ‬ ‫وحا َن ِج ً‬ ‫‪24‬‬ ‫ُخ ِر َج ا َّ‬ ‫س‪،‬‬ ‫ان تَ َكلَّ َم األ ْ‬ ‫س‪َ .‬فلَ َّما أ ْ‬ ‫ان ذلِ َك أ ْ‬ ‫ان ُي ْخ ِر ُج َ‬ ‫لش ْيطَ ُ‬ ‫ش ْيطَا ًنا‪َ ،‬و َك َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)18-24:22‬و َك َ‬ ‫َخ َر ُ‬ ‫َخ َر َ‬ ‫‪26‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫الشي ِ‬ ‫ول َرِئ ِ‬ ‫اط ِ‬ ‫َّب ا ْل ُج ُموعُ‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ين»‪َ .‬و َ‬ ‫َما قَ ْوم ِم ْن ُه ْم فَقَالُوا‪ِ «:‬ب َب ْعلَ َزُب َ‬ ‫ون طَلَ ُبوا ِم ْنهُ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫اط َ‬ ‫ين ُي ْخ ِر ُج َّ َ‬ ‫يس َّ َ‬ ‫فَتَ َعج َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ ،‬وَب ْي ٍت ُم ْنقَ ِسٍم َعلَى‬ ‫اء ُي َجِّرُبوَن ُه‪ .‬فَ َعلِ َم أَ ْف َك َارُه ْم‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ُ «:‬ك ُّل َم ْملَ َكة ُم ْنقَس َمة َعلَى َذات َها تَ ْخ َر ُ‬ ‫َ‬ ‫آي ًة م َن َّ َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ٍ‬ ‫ان َّ‬ ‫ون‪ :‬إِ ِّني ِب َب ْعلَ َزُبو َل‬ ‫الش ْي َ‬ ‫ضا َي ْنقَ ِس ُم َعلَى َذ ِات ِه‪ ،‬فَ َك ْي َ‬ ‫ف تَثْ ُب ُ‬ ‫ت َم ْملَ َكتُ ُه؟ أل ََّن ُك ْم تَقُولُ َ‬ ‫ط ُ‬ ‫سقُطُ‪ .‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫ان أ َْي ً‬ ‫َب ْيت َي ْ‬ ‫‪21‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫الشي ِ‬ ‫ضاتَ ُك ْم!‬ ‫ول أ ْ‬ ‫أْ‬ ‫ت أَ​َنا ِب َب ْعلَ​َزُب َ‬ ‫ين‪ ،‬فَأ َْب َن ُ‬ ‫ين‪ .‬فَِإ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ون؟ لِذلِ َك ُه ْم َي ُكوُن َ‬ ‫اؤ ُك ْم ِب َم ْن ُي ْخ ِر ُج َ‬ ‫اط َ‬ ‫اط َ‬ ‫ون قُ َ‬ ‫ُخ ِر ُج َّ َ‬ ‫ُخ ِر ُج َّ َ‬ ‫ِ ‪12‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫بع ِ‬ ‫‪12‬و ِ‬ ‫وت‬ ‫َص ِ‬ ‫اهلل‪ِ .‬حي َن َما َي ْحفَظُ ا ْلقَ ِو ُّ‬ ‫اهلل أ ْ‬ ‫ين‪ ،‬فَقَ ْد أَق َْب َل َعلَ ْي ُك ْم َملَ ُك ُ‬ ‫لك ْن إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫اط َ‬ ‫ي َد َارهُ‬ ‫ُخ ِر ُج َّ َ‬ ‫ت ِبأ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫لك ْن متَى جاء م ْن ُهو أَقْوى ِم ْن ُه فَِإنَّ ُه ي ْغلِب ُه‪ ،‬وي ْن ِزعُ ِسالَح ُه ا ْل َك ِ‬ ‫ان‪ .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫َم ٍ‬ ‫ام َل الَِّذي‬ ‫سلِّ ًحا‪،‬تَ ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُمتَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ون أ َْم َوالُ ُه في أ َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫س َم ِعي فَ ُه َو َعلَ َّي‪َ ،‬و َم ْن الَ َي ْج َمعُ َم ِعي فَ ُه َو ُيفَِّر ُ‬ ‫اتَّ َك َل َعلَ ْيه‪َ ،‬وُي َوِّزعُ َغ َنائ َم ُه‪َ .‬م ْن لَ ْي َ‬ ‫فى إنجيل متى نسمع أن السيد المسيح يشفى مجنون أعمى وأخرس فيتهمه الفريسيون لحسدهم له انه إنما عمل‬

‫بعض منه‪ .‬أما‬ ‫هذا بالشيطان ليبعدوا الناس عنه‪ .‬ورد المسيح عليهم فى خطاب طويل‪ .‬يورد منه القديس مرقس‬ ‫ٌ‬ ‫القديس لوقا فأورد نفس الخطاب بعد معجزة شفاء أخرس‪ .‬وكان ِ‬ ‫يخر ُج شيطاناً وكان ذلك أخرس = طبعاً ال يوجد‬

‫شيطان أخرس‪ .‬ولكن هذه صفة اإلنسان الذى صار أخرساً نتيجة لسكن الشيطان فيه‪ .‬وبمقارنة ماورد فى متى‬ ‫وفى لوقا نفهم أن السيد المسيح قد شفى المجنون األعمى األخرس بأن أخرج منه الروح النجس الذى جعله‬

‫كذلك‪ .‬وهذا كان حال البشر قبل المسيح‪ ،‬كان الشيطان يمتلك الناس‪ ،‬وجاء المسيح ليحررهم من سلطانه‬

‫ويضمهم كأحرار لملكوته‪.‬‬

‫‪109‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫والمجنون هو من يفعل ْشىء ال ُيتَ َوقَّع أن يصدر عن إنساناً عاقل‪ ،‬مثالً إذا وجدنا إنساناً ُيلقى بنفسه فى النار‪،‬‬ ‫نقول عنه أنه مجنون ألنه يفعل ما يضر به نفسه‪ .‬والشيطان يغوى اإلنسان أن يخطىء وحين يتجاوب معه‬ ‫ويسير فى طريق الخطية يكون مجنوناً روحياً إذ هو يضر نفسه‪ ،‬فطريق الخطية نهايته الموت‪ .‬ثم لو سار‬ ‫إنسان فى هذا الطريق سيصاب بالعمى الروحى فال يعود يعرف المسيح وال يتذوق حالوة عشرته‪ .‬وطالما صار‬

‫ال يعرف المسيح وال حالوة عشرته فهو لن يسبحه ولن يتحرك لسانه طالباً التوبة إذ صار أخرساً‪( .‬فالعمى‬

‫الروحى يعمى اإلنسان أيضاً عن فساد طريقه فال يعرف انه خاطىء ولن يطلب التوبة)‪ .‬فشفاء السيد المسيح‬ ‫لهذا المجنون األعمى األخرس هو رمز لشفاء الخاطئ الذى يسيطر عليه الشيطان أو تسيطر عليه الخطية‬

‫فيسلبه لبه وعقله ويعميه عن رؤية البركات السماوية (والعكس من بالتوبة يتنقى قلبه يرى اهلل) ويعميه أيضاً عن‬

‫رؤية الهالك األبدى‪ ،‬فال يقع بصره إالّ على اللذات العالمية ويعقد لسانه عن اإلعتراف بالذنب والتوبة وعن‬

‫التسبيح‪ .‬وفى هذه المعجزة نرى إنهيار مملكة الشيطان التى تفقد اإلنسان فكره السليم ورؤيته وتخرس لسانه بل‬

‫تجعله يتصادم مع المسيح‪ .‬والشعب العادى رأى فى هذا إعالن مملكة المسيا=ألعل هذا إبن داود= القديس متى‬

‫يكرر هذا القول لليهود فهذا هدف القديس متى أن المسيح الملك يؤسس ملكوته ولكن الفريسيين جدفوا وأظهروا‬

‫عداءهم بغير تعقل قائلين هذا ال يخرج الشياطين إالّ ببعلزبول رئيس الشياطين = وأصل كلمة بعلزبول هو‬ ‫بعلزبوب أى إله الذباب عند العقرونيين‪1( ،‬مل ‪ )::1‬وأسموه هكذا إذ كانوا يعتقدون أن فيه القدرة على طرد‬

‫الذباب من المنازل‪ ،‬أما اليهود فأخذوا اإلسم وأطلقوه على الشيطان بعد تعديله إلى بعلزبول أى إله المزابل وكان‬

‫رد المسيح أن الشيطان ال ينقسم على نفسه واالّ خربت مملكته‪ .‬وفى هذا درس لنا أال ننقسم على أنفسنا سواء‬ ‫على مستوى الكنيسة أو مستوى العائلة‪.‬وكل إنقسام سواء على مستوى الكنيسة أو العائالت هو غريب عن روح‬ ‫المسيح‪ .‬إنه من عمل الشيطان‪ .‬وهل من المنطقى أن يأتى الشيطان ليسئ إلنسان‬

‫أخر وينقسم عليهم ويخرجه ما لم يكن لمن أخرجه سلطان على الشياطين‪.‬‬

‫( وهذه خطتهم ) فيأتى‬

‫فأبناؤكم بمن يخرجون= يقصد تالميذه الذين هم من أبناء الشعب وهؤالء لما أرسلهم المسيح أخضعوا الشياطين‬ ‫بإسم المسيح (لو ‪ + 11:17‬مت ‪ )8:17‬وهؤالء صيادين بسطاء لم يعرف عنهم أنهم يتعاملون بالسحر وهم‬

‫صاروا شهود للمسيح وبره وقوته ومحبته ‪ ،‬وقضاة لهؤالء المتمردين‪ ،‬فهم بشهادتهم يوم الدين ُسيحكم على هؤالء‬ ‫المفترين على المسيح ظلماً‪ .‬ولو تعلل هؤالء بأن الشيطان أغواهم إذ كان مسيط اًر عليهم‪ ،‬فتالميذ المسيح أيضاً‬ ‫سيدينونهم إذ هم منهم‪ ،‬هم إخوتهم وأبناءهم‪ ،‬وهم سيشهدوا أن المسيح قد قيد إبليس وحررهم‪ ،‬وكان المسيح‬

‫مستعداً ألن يحرر كل من يقبله‪ .‬ولكن إن كنت أنا بروح اهلل أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت اهلل = هنا‬ ‫السيد يؤكد أنه يخرج الشياطين بروح اهلل‪ ،‬والمقصود طبعاً أن المسيح يريد أن يقول أنا ال أستخدم بعلزبول ولكن‬ ‫أنا بروح اهلل الذى تعرفونه أعمل ما أعمله من معجزات إخراج الشياطين‪ ،‬هنا السيد يظهر العالقة بينه وبين اهلل‬

‫حتى يطمئنوا أنه ال يستخدم قوى شيطانية‪ ،‬كان المسيح يمكنه أن يقول أنا أخرج الشياطين بقوتى ولكن كان هذا‬ ‫لن يعطى إطمئناناً للسامعين فهم لم يعرفوا بعد من هو المسيح‪ ،‬كان السيد يريد أن يطمئنهم أن مصدر قوته هو‬ ‫اهلل وليس الشيطان‪ .‬وعالمة ذلك قد ظهرت فى حياة التالميذ البسطاء الذين صاروا يحملون قوة وسلطاناً‪ .‬لقد‬

‫‪110‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫أعطاهم الروح القدس هذا السلطان‪ .‬فما حققه المسيح لجسده صار لكنيسته‪ ،‬األمر الذى يؤكد ظهور ملكوت‬

‫اهلل‪ ،‬محطماً مملكة الشيطان ليقيم مملكة اهلل الروحية على كل األمم‪ .‬وليملك على القلوب‪.‬‬

‫واآلن هل السامعين هم من مملكة اهلل أم من مملكة الشيطان ؟ لقد أقبل ملكوت اهلل وتحطمت مملكة الشيطان‪،‬‬

‫فإن هم قبلوا المسيح صاروا مسكناً للروح القدس وتحرروا من سلطان إبليس‪ ،‬وان هم عاندوا المسيح وقاوموه فهم‬

‫بالضرورة سيهلكوا مع مملكة الشيطان التى هلكت وأتت اآلية فى لوقا ولكن إن كنت أنا بإصبع اهلل أخرج‪..‬‬

‫وبهذا نفهم أن الروح القدس هو إصبع اهلل بينما يسمى المسيح ذراع اهلل (اش ‪ +9::1‬مز ‪ )1:98‬فالذراع هى‬

‫القوة التى ُي ْع َم َل بها العمل‪ ،‬أماّ األصابع فهى التى تنفذ العمل واآلن الروح القدس يبنى الكنيسة ويهيىء النفوس‪،‬‬ ‫ولكن عمله مبنى على قوة عمل المسيح فى فدائه‪ .‬وعموما وحدة الذراع واألصابع إشارة لوحدة اإلبن والروح‬

‫القدس‪.‬‬

‫السيد المسيح هنا ال يستعرض قوته اإللهية بل هو يوجه نظر السامعين من الرافضين والمعاندين إلى السلطان‬

‫الجديد على الشياطين الذى صار متاحاً للتالميذ‪ ،‬ومتاح أيضاً لهم ولكنهم بعنادهم يحرمون أنفسهم منه‪ .‬إذن‬

‫عوضاً عن أن تتهمونى بأنى ببعلزبول أخرج الشياطين تمتعوا بهذا السلطان وهذا الرصيد الذى صار للبشرية‪.‬‬ ‫هذا الرصيد صار للبشرية بأن إمتألت اإلنسانية التي في المسيح بالروح القدس‪.‬‬

‫أم كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوى‪ = ..‬هذا دليل ثالث أن المسيح أخرج الشيطان بسلطانه فهو األقوى‬ ‫من الشيطان‪ .‬لقد إحتل الشيطان اإلنسان وحسبه بيته‪ ،‬ونهب كل طاقاته وامكانياته ومواهبه لتعمل لحساب‬

‫مملكة الشر‪.‬هذا العدو القوى لن يخرج‪ ،‬وال تسحب منه أمتعته التى إغتصبها ما لم يربط أوالً‪ .‬فقد جاء السيد‬

‫المسيح ليعلن عملياً سلطانه كمحطم لهذا العدو القوى حتى يسحب منه ما قد سبق فسلبه‪ .‬وقد يكون بيته هو‬ ‫مملكته على األرض وأمتعته هم الناس الذين يتشبهون بإبليس أبيهم فى أعمالهم‪ .‬وكما أننا ندعو القديسين أوانى‬

‫مقدسة وأمتعة مكرسة‪ ،‬فاألشرار هم آنية إبليس وأمتعته‪ .‬والمسيح بدأ معركة مع الشيطان على الجبل وأنهاها‬

‫على= فى الحرب مع‬ ‫على الصليب‪ ،‬وبعد الصليب ربطه (‪1‬بط ‪ + 1:1‬رؤ ‪ ):-1:17‬من ليس معى فهو َّ‬ ‫إبليس ( فالحرب لم تنته بعد ألن إبليس لم يلق فى البحيرة المتقدة بالنار) ال يوجد حياد فإما أن نكون مع المسيح‬

‫ضد إبليس أو نكون مع إبليس ضد المسيح‪ ،‬إماّ نكون أوالداً هلل أو أوالداً إلبليس‪ .‬هذا الكالم موجه للسامعين‬

‫ومنهم من إعتبر المسيح أنه إبن داود خصوصاً بعد معجزة شفاء المجنون األعمى األخرس‪ ،‬ومنهم الفريسيين‬ ‫الرافضين الذين جدفوا عليه‪ .‬ومن ال يجمع معى فهو يفرق = فالذى يجمع بدون المسيح‪ ،‬مهما جمع فهو يفرق‪،‬‬

‫فالمسيح واحد وكنيسته واحدة‪ ،‬ومن يجمع بدونه سيكون خارج الكنيسة الواحدة‪ .‬مع المسيح ليس حل وسط‪ ،‬إماّ‬ ‫أنت مع المسيح أو ضده‪ .‬والمسيح أتى ليرد الناس هلل والفريسيين بقولهم يفرقون الناس عن المسيح‪ ،‬إذن هم مع‬

‫الشيطان ضد اهلل‪ .‬يربط القوى= سالح إبليس هو إغراءات العالم‪ ،‬وهذا ما عمله مع إبليس يوم التجربة على‬ ‫الجبل‪ ،‬إذ قد رفض كل ما عرضه عليه‪ ،‬فما عاد في يد إبليس سالح ضد المسيح‪ .‬ولذلك قال المسيح " رئيس‬

‫فى شئ " (يو‪ . ):7 : 11‬أما من يقبل ملذات العالم من يد إبليس يرتبط مع إبليس‬ ‫هذا العالم يأتى وليس له َّ‬ ‫ويذله إبليس‪.‬‬

‫‪111‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫ونالحظ فى (لو ‪ )11:11‬قوله حينما يحفظ القوى دارهُ متسلحاً = وأسلحة إبليس القوى الخبث والدهاء‪ ،‬وجاء‬ ‫المسيح ليشهر هذا العدو ويفضحه ويحطم أسلحته بمحبته وبالحق الذى فيه‪ ،‬ليطرده من قلوب أوالده‪.‬‬

‫فى (مر ‪ )11::‬أماّ الكتبة الذين نزلوا من أورشليم = هم بعثة غالباً من مجمع السنهدريم مرسلة إلفساد خدمة‬

‫السيد‪ ،‬إذ ذا ع صيته‪ .‬لكن قوله نزلوا فهذا إشارة إلنحطاطهم‪ .‬والحظ أن مرقس لم يضع خطاب السيد عقب‬ ‫معجزة ولكن عقب أن أقرباء المسيح قالوا أنه مختل (مر ‪ .)11::‬فمرقس يصور أن الهجوم على المسيح كان‬ ‫من أقربائه ومن الفريسيين والكتبة والسنهدريم‪ .‬وهنا يوضح مرقس أن هؤالء كانوا يلوثون سمعة يسوع ليوقفوا‬

‫اإلنبهار به‪.‬‬

‫معه بعلزبول ومرة يقولون برئيس الشياطين يخرج‬ ‫ومن (مر ‪ )11::‬نجد أن هؤالء الكتبة مرة يقولون أن ُ‬ ‫الشياطين‪ .‬والمسيح يرد بأن قولهم هذا وذاك فيه تناقض إذ كيف وهو مستحوذ عليه الشيطان يخرج شياطين‪،‬‬ ‫هذا هو اإلنقسام بعينه‪ ،‬والشيطان ال يفعل ذلك حتى ال تخرب مملكته‪ .‬فإخراج الشيطان من إنسان هو حكم‬

‫بطرده بسلطان يخرج أمامه الشيطان منهزماً‪.‬‬

‫وفى لو (‪ )26:22‬نجدهم لم يكتفوا بمعجزة إخراج الشياطين بل يطلبوا معجزة أخرى ليثبت أنه المسيا‪ ،‬فكان‬

‫اليهود عندهم إعتقاد أن المسيا سينزل مناً من السماء كما فعل موسى (يو ‪.):1-:7:6‬‬ ‫اآليات (مت ‪ )81-82:21‬ما معنى التجديف على الروح القدس ‪( +‬لو ‪)22:21‬‬ ‫َّة وتَ ْج ِد ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫‪ِ ِ 82‬‬ ‫يف ُي ْغفَُر لِ َّلن ِ‬ ‫َما‬ ‫اس‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫اآليات (مت ‪ "-:)81-82:21‬لذل َك أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ُ :‬ك ُّل َخطي َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ال َكلِ َم ًة َعلَى ْاب ِن ِ‬ ‫َفلَ ْن ُي ْغفَ َر لِ َّلن ِ‬ ‫سِ‬ ‫وح‬ ‫الر ِ‬ ‫ال َعلَى ُّ‬ ‫ان ُي ْغفَُر لَ ُه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما َم ْن قَ َ‬ ‫اس‪َ .‬و َم ْن قَ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫الَ ِفي ه َذا ا ْلعالَِم والَ ِفي ِ‬ ‫اآلتي‪" .‬‬ ‫َ َ‬

‫الرو ِح‬ ‫يف َعلَى ُّ‬ ‫التَّ ْج ِد ُ‬ ‫ا ْلقُ ُد ِ‬ ‫س َفلَ ْن ُي ْغفَ َر لَ ُه‪،‬‬

‫‪22‬‬ ‫وح ا ْلقُ ُد ِ‬ ‫ال َكلِ َم ًة َعلَى ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫الر ِ‬ ‫س فَالَ‬ ‫َّف َعلَى ُّ‬ ‫ان ُي ْغفَُر لَ ُه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫آية (لو ‪َ "-:)22:21‬و ُك ُّل َم ْن قَ َ‬ ‫َما َم ْن َجد َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ُي ْغفَُر لَ ُه‪".‬‬

‫يستغل إبليس هذه اآليات ليحطم بعض النفوس‪ ،‬فيشككها أنه قد مر على فكرها تجديفاً على الروح القدس‬ ‫وبالتالى تبعاً لهذه اآليات فال غفران وبالتالى إغالق باب الرجاء أمامها‪.‬‬

‫ولكن علينا أن نفهم أن أى خطية يقدم عنها توبة يغفرها اهلل‪ ،‬وهذا وعده (‪1‬يو ‪ )9-1:1‬الحظ قوله يطهرنا من‬

‫كل خطية ولكن المقصود بالتجديف على الروح القدس هو اإلصرار على مقاومة صوت الروح القدس الذى يبكت‬ ‫على الخطية داعياً للتوبة‪ ،‬أى أن يصر اإلنسان على عدم التوبة حتى آخر نسمة من نسمات حياته‪ .‬من قال‬

‫كلمة على إبن اإلنسان ُيغفر له= فاإلنسان غير المؤمن قد يتعثر فى المسيح إذ يراه إنساناً عادياً فيتكلم عليه‬ ‫كالماً غير الئق‪ ،‬لكنه حين يؤمن ويعترف بهذه الخطية تغفر لهُ‪.‬‬ ‫له= السيد يقول هذا للفريسيين الذين قالوا أنه يخرج الشيطان بواسطة‬ ‫أما من قال على الروح القدس فلن يغفر ُ‬ ‫بعلزبول‪ ،‬فهم بهذا يقولون عن الروح القدس الذى به يخرج السيد الشياطين أنه بعلزبول‪ ،‬وهذا فيه تجديف على‬

‫‪112‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫الروح القدس‪ .‬وحتى من هؤالء من سيقدم توبة بعد إيمانه ستغفر لهُ‪ ،‬أما لو إستمر مقاوماً للحق فلن تغفر‬ ‫خطيته‪ .‬ولنالحظ أن الروح القدس هو الذى يبكت على الخطايا (يو‪ .) 8:16‬ولكن أمام إصرار اإلنسان على‬ ‫المقاومة لصوت الروح القدس ينطفىء صوته‪ .‬لذلك يحذر الرسول بولس " ال تطفئوا الروح " و"ال تحزنوا الروح"‬

‫واذا إنطفأ الروح داخل إنسان لعناده (مثل هؤالء الفريسيين) سيصبح غير قاد اًر على التوبة ( ألنه ال يسمع‬

‫صوت الروح القدس) واذ ال يقدم توبة ال تغفر خطيته‪ ،‬وهذا هو التجديف على الروح الذى ال ُيغفر‪ .‬ولكن ال‬ ‫ُيفهم الكالم حرفياً فغير المؤمنين طالما جدفوا على الروح القدس فهل حينما يؤمنون لن يغفر لهم ما قالوه ؟!!‬

‫ويفهم التجديف على الروح القدس إلنسان مسيحي تذوق الموهبة السمائية واختار طريق التجديف (عب‪.)6-1:6‬‬

‫ملحوظة‪ :‬اهلل في محبته يظل يحاول مع أوالده حتى لو أطفاؤا الروح القدس وقد يكون ذلك بالضربات مثل يونان‬ ‫واإلبن الضال بل في بعض األحيان بعطايا جيدة ربما ليخجل هذا الخاطئ‪ ،‬أما نزع الروح القدس فهي حالة‬

‫نادرة لم تذكر سوى مرة واحدة مع شاول الملك‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اآليات مر(‪13" -:)82-13:8‬اَْل َح َّ‬ ‫يف الَِّتي ُي َج ِّدفُوَن َها‪.‬‬ ‫يع ا ْل َخ َ‬ ‫ط َايا تُ ْغفَُر لِ َب ِني ا ْل َب َ‬ ‫ش ِر‪َ ،‬والتَّ َج ِاد َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن َجم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪11‬و ِ‬ ‫وح ا ْلقُ ُد ِ‬ ‫ستَ ْو ِجب َد ْي ُنوَن ًة أ َ​َب ِديَّ ًة»‪82 .‬ألَنَّ ُه ْم‬ ‫الر ِ‬ ‫َّف َعلَى ُّ‬ ‫لك ْن َم ْن َجد َ‬ ‫س لَ ُه َم ْغف َرة إِلَى األ َ​َبد‪َ ،‬ب ْل ُه َو ُم ْ‬ ‫س َفلَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫سا»‪".‬‬ ‫قَالُوا‪« :‬إِ َّن َم َع ُه ُر ً‬ ‫وحا َن ِج ً‬ ‫يعتبر تجديفاً على إبن‬ ‫الحظنا هنا أن خطاب السيد المسيح جاء بعد أن قال أقرباء المسيح عنه أنه مختل فهذا َ‬ ‫اإلنسان إذ هم تعثروا فيه ولم يعرفوا حقيقته وجاء الخطاب بعد تجديف الفريسيين وقولهم على الروح القدس أنه‬

‫بعلزبول وبمثل هذا التجديف على الروح لو إستمروا فى عنادهم فلن يغفر لهم أبداً‪.‬‬

‫اج َعلُوا َّ‬ ‫اآليات (مت ‪ِ88" -:)81-88:21‬ا ْج َعلُوا َّ‬ ‫َن‬ ‫الش َج َرةَ َرِديَّ ًة َوثَ َم َرَها َرِديًّا‪ ،‬أل ْ‬ ‫الش َج َرةَ َج ِّي َدةً َوثَ َم َرَها َج ِّي ًدا‪ ،‬أ َِو ْ‬ ‫الصالِح ِ‬ ‫الشجرةُ‪84 .‬يا أَوالَ َد األَفَ ِ‬ ‫ضلَ ِة‬ ‫ات َوأَ ْنتُ ْم أَ ْ‬ ‫اعي! َك ْي َ‬ ‫ِم َن الثَّ َم ِر تُ ْع َر ُ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ش َرار؟ فَِإنَّ ُه ِم ْن فَ ْ‬ ‫ف تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫َن تَتَ َكلَّ ُموا ِب َّ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ف َّ َ َ‬ ‫‪82‬‬ ‫الصالِح ِ‬ ‫الصالِح ِم َن ا ْل َك ْن ِز َّ ِ ِ‬ ‫ات‪َ ،‬و ِ‬ ‫ان ِّ‬ ‫ير ِم َن ا ْل َك ْن ِز‬ ‫س ُ‬ ‫س ُ‬ ‫الصال ِح في ا ْل َق ْلب ُي ْخ ِر ُج َّ َ‬ ‫ان َّ ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ا ْل َق ْلب َيتَ َكلَّ ُم ا ْلفَ ُم‪ .‬اَ ِإل ْن َ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫ِ‬ ‫الشرور‪86 .‬و ِ‬ ‫لك ْن أَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬إِ َّن ُك َّل َكلِم ٍة َبطَّالَ ٍة َيتَ َكلَّم ِب َها َّ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫ِّ‬ ‫س ًابا َي ْوَم‬ ‫س ْو َ‬ ‫ف ُي ْعطُ َ‬ ‫ون َع ْن َها ح َ‬ ‫اس َ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ير ُي ْخ ِر ُج ُّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪81‬‬ ‫الد ِ‬ ‫ان»‪".‬‬ ‫ِّين‪ .‬أل ََّن َك ِب َكالَ ِم َك تَتَ​َب َّرُر َوِب َكالَ ِم َك تُ َد ُ‬ ‫إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً‪ .‬أو إجعلوا الشجرة رديئة‪ =..‬السيد يوجه كالمه لمن يتهمونه أنه ببعلزبول‬ ‫يشفى ويخرج الشياطين‪ .‬وان كان أحد تصدق عليه هذه التهمة فهو بالتأكيد شجرة رديئة وثمارها رديئة ولكن‬

‫السيد يشرح لهم‪ ،‬أن ينظروا إلى أعماله فسيجدونها أعماالً صالحة فهو يجول يصنع خي اًر ويشفى المرضى‬ ‫ويدعو للتوبة‪ ..‬إذاً ثماره جيدة وهذا يدل أنه شجرة جيدة‪ .‬أما هم فشجرة رديئة فأعمالهم شريرة ومؤامراتهم ضده‬ ‫تفضح خبثهم وريائهم‪ .‬ولكن السيد ال يغلق الباب أمام أحد فالحظ أنه يقول إجعلوا الشجرة جيدة = فالفرصة إذن‬

‫متاحة أمام الجميع لكى يتغيروا من كونهم شجرة رديئة ليصيروا شجرة جيدة ولكن السيد يقول أيضاً إجعلوا‬

‫الشجرة رديئة = فاهلل خلقهم شجرة جيدة وأتى بهم إلى أرض جيدة‪ ،‬وهيأ لهم كل الظروف ليستمروا شجرة جيدة‬

‫‪113‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫ولكنهم بإنحرافهم صاروا شجرة رديئة‪ .‬هذا الكالم ال يعطى ألحد فرصة أن يتعلل بأنه ضعيف وأن طبيعته‬

‫ساقطة ضعيفة شريرة‪ .‬لكن ُيفهم من هذا الكالم أن السيد يفتح باب الرجاء أمام كل إنسان‪ ،‬ومن يريد يحوله اهلل‬ ‫من شجرة رديئة إلى شجرة جيدة‪.‬‬ ‫يا أوالد األفاعى= هم قالوا أنه ببعلزبول يخرج الشياطين‪ ،‬لذلك قال عليهم أوالد أفاعى‪ .‬فكل من يقبل األفكار‬

‫الشيطانية التى يطرحها عليه الشيطان فى قلبه ثم يتكلم بها بلسانه فقد صار إبناً إلبليس وبوقاً للحية القديمة‪.‬‬

‫كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار = هؤالء داخلهم فساد لكنهم فى رياء يتكلمون كالماً صالحاً‬ ‫أمام الناس وهم يفسرون الكتاب ويعظون عن القداسة والمحبة‪ .‬والسيد هنا يلفت النظر أن المهم هو تنقية الداخل‬

‫وحينما يتطهر الداخل تكون كلماتنا نقية من فيض قلبنا الطاهر= من فضلة القلب يتكلم اللسان =فالبر والتقوى‬ ‫ليست كلمات نوهم بها الناس أننا أتقياء ‪،‬‬

‫( فهذا هو الرياء‪ ،‬وطبيعتنا الداخلية البد وستفتضح يوماً ما فليس‬

‫خفى إالّ ويعلن مت ‪ .)16:17‬ولكن البر والتقوى هى طبيعة نابعة من القلب‪ ،‬فلنصرخ مع داود " قلباً نقياً إخلقه‬

‫فّى يا اهلل " والسيد المسيح أتى لهذا ليعطينا أن نكون خليقة جديدة (‪ 1‬كو ‪.)11::‬‬ ‫باإلضافة ألنهم فى بعض األحيان يمتدحونه حين يعمل معجزات‪ ،‬وها هم يتهمونه‪ ،‬فكيف يستقيم أن من‬ ‫يمدحونه يتعامل مع بعلزبول‪ .‬بل كيف يعمل أعماالً صالحة وهو يتعامل مع بعلزبول‪ ،‬واخراج الشيطان هو عمل‬

‫َخي ِّْر والشيطان ال يصدر منه أى خير فكيف يستقيم كالمهم‪.‬‬ ‫ونالحظ أن القلب يمتلىء بما نضعه فيه‪ ،‬ومصادر دخول المعلومات للقلب هى الحواس واألفكار‪ ،‬فلو قدسناها‬ ‫أى نمنع العين من أن تنظر نظرة شريرة ونمنع األذن من أن تسمع كلمة بطالة نتلذذ بها وهكذا‪ ،‬بل نغذى‬

‫حواسنا بمعلومات مقدسة‪ ،‬كما كان داود يشتهى أن يتفرس فى هيكل اهلل‪ ،‬أو ندرب األذان على سماع األلحان‬ ‫والترانيم ونجتهد أن نضبط الفكر‪ ،‬فنفكر فى السماويات‪ ،‬بهذا يمتلىء القلب من الكنوز الصالحة‪ ،‬وحينئذ يخرج‬

‫اللسان أقوال صالحة‪.‬‬

‫كل كلمة بطالة… =هنا يقدم المسيح حل لمشكلة كيف يتقدس القلب‪ .‬والبداية التى يعرضها المسيح هى التحكم‬

‫فى اللسان‪ ،‬جهادنا أال ننطق بكلمة شريرة أو رديئة أو قبيحة‪ ،‬فاللسان لو ضبطناه نضبط الحياة كلها (يع ‪-1::‬‬ ‫‪ )11‬فمثالً من يتذمر بإستمرار على وضعه يمأل قلبه تذم اًر ضد اهلل ويزداد لسانه فى إتهاماته ضد اهلل‪ ،‬ولن‬

‫تنتهى هذه الدائرة الشيطانية‪ ،‬أما من يتعود على شكر اهلل وتسبيح اهلل بلسانه‪ ،‬فهذا يمأل قلبه حباً هلل‪ ،‬وبالتالى‬

‫من داخل هذا القلب المملوء حباً تخرج كلمات تسبيح‪.‬‬

‫فلنبدأ بأن نغصب أنفسنا أن نتكلم حسناً‪ ،‬هنا ينصلح حال القلب فيبدأ يخرج أقواالً مباركة من قلب محب وليس‬ ‫بتغصب بالطبيعة الجديدة بالنعمة التى نحصل عليها بالجهاد (أى بالتغصب)‪ .‬وقطعاً علينا أن نغصب أنفسنا‬ ‫حتى تدركنا النعمة وتغير طبيعتنا حتى ال ندان = ألنك بكالمك تتبرر وبكلمك تدان‪ .‬ولنذكر أن "ال شتامون‬

‫يرثون ملكوت اهلل" (‪1‬كو‪ .)17:6‬بل سنعطى حساب عن كل كلمة بطالة‪.‬‬

‫‪114‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫اآليات (مت ‪ (+ )41-83:21‬لو‪-:)81-11:22‬‬ ‫اآليات (مت ‪ِ 83" -:)41-83:21‬حي َن ِئ ٍذ أَجاب قَوم ِم َن ا ْل َكتَب ِة وا ْلفَِّر ِ‬ ‫َن َن َرى ِم ْن َك‬ ‫يد أ ْ‬ ‫ين‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪ُ ،‬ن ِر ُ‬ ‫ين قَ ِائلِ َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َّ‬ ‫الن ِب ِّي‪ .‬ألَنَّ ُه َك َما‬ ‫َجاب َوقَ َ‬ ‫آي َة ُيوَن َ‬ ‫آي ًة‪َ ،‬والَ تُ ْعطَى لَ ُه آ َية إِالَّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ِ «:‬جيل شِّرير َوفَاسق َي ْطلُ ُ‬ ‫آي ًة»‪ .‬فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫ان ِفي ب ْط ِن ا ْلح ِ‬ ‫ض ثَالَ ثَ َة أَي ٍ‬ ‫وت ثَالَ ثَ َة أَي ٍ‬ ‫ان ِفي َق ْلب األ َْر ِ‬ ‫ون ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ث‬ ‫َّام َوثَالَ َ‬ ‫َّام َوثَالَ َ‬ ‫ث لَ َيال‪ ،‬ه َك َذا َي ُك ُ‬ ‫ان ُيوَن ُ‬ ‫َك َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪42‬‬ ‫اد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين م َع ه َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫َعظَ ُم ِم ْن‬ ‫ون ِفي ِّ‬ ‫يل َوَي ِدينُوَن ُه‪ ،‬أل ََّن ُه ْم تَ ُابوا ِب ُم َن َ‬ ‫اة ُيوَن َ‬ ‫وم َ‬ ‫ان‪َ ،‬و ُه َوَذا أ ْ‬ ‫لَ َيال‪ِ .‬ر َجا ُل ني َن َوى َ‬ ‫الد ِ َ‬ ‫س َيقُ ُ‬ ‫اصي األَر ِ ِ‬ ‫يل وتَِدي ُن ُه‪ ،‬أل ََّنها أَتَ ْت ِم ْن أَقَ ِ‬ ‫‪ِ 41‬‬ ‫وم ِفي الد ِ‬ ‫ُيوَن َ‬ ‫س َمعَ‬ ‫ض لتَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ان ُ‬ ‫ِّين َم َع ه َذا ا ْل ِج ِ َ‬ ‫هه َنا! َمل َك ُة التَّْي َم ِن َ‬ ‫ْ‬ ‫ستَقُ ُ‬ ‫َع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هه َنا! "‬ ‫سلَ ْي َم َ‬ ‫سلَ ْي َم َ‬ ‫ان‪َ ،‬و ُه َوَذا أ ْ‬ ‫ان ُ‬ ‫ظ ُم م ْن ُ‬ ‫ح ْك َم َة ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 11‬‬ ‫آي ًة‪َ ،‬والَ‬ ‫ان ا ْل ُج ُموعُ ُم ْزَد ِح ِم َ‬ ‫يما َك َ‬ ‫ب َ‬ ‫ين‪ْ ،‬ابتَ َدأَ َيقُو ُل‪«:‬ه َذا ا ْل ِجي ُل شِّرير‪َ .‬ي ْطلُ ُ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)81-11:22‬وف َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ان َّ‬ ‫ون ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ضا لِه َذا‬ ‫تُ ْع َ‬ ‫آي ًة أل ْ‬ ‫َه ِل ِني َن َوى‪َ ،‬كذلِ َك َي ُك ُ‬ ‫ان ُيوَن ُ‬ ‫الن ِب ِّي‪ .‬أل ََّن ُه َك َما َك َ‬ ‫آي ُة ُيوَن َ‬ ‫ان أ َْي ً‬ ‫ان َ‬ ‫آية إِالَّ َ‬ ‫طى لَ ُه َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اصي األَر ِ ِ‬ ‫يل وتَِدي ُنهم‪ ،‬أل ََّنها أَتَ ْت ِم ْن أَقَ ِ‬ ‫يل‪82 .‬ملِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ِج ِ‬ ‫وم ِفي الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫س َمعَ‬ ‫ض لتَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّين َم َع ِر َجال ه َذا ا ْلج َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ان هه َنا! ‪ِ 81‬رجا ُل ِني َنوى سيقُوم َ ِ‬ ‫ان‪ ،‬و ُهوَذا أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّين معَ ه َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫يل َوَي ِدينُوَن ُه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سلَ ْي َم َ ُ‬ ‫َعظَ ُم م ْن ُ‬ ‫سلَ ْي َم َ َ َ‬ ‫ح ْك َم َة ُ‬ ‫ون في الد ِ َ‬ ‫َ َ​َ ُ‬ ‫اد ِ‬ ‫هه َنا! "‬ ‫أل ََّن ُه ْم تَ ُابوا ِب ُم َن َ‬ ‫َعظَ ُم ِم ْن ُيوَن َ‬ ‫اة ُيوَن َ‬ ‫ان‪َ ،‬و ُه َوَذا أ ْ‬ ‫ان ُ‬ ‫رفض السيد المسيح تقديم آية لهم أل نهم طلبوا هذا بمكر‪ ،‬فهو صنع معجزات من قبل لكنهم قالوا أنه يعملها‬

‫ببعلزبول فهم ال يستحقون‪ ،‬ألن السيد نفسه َعلّ َم من قبل ضرورة أال ُيلقى القدس للكالب‪ .‬ولنفهم أن المعجزة‬ ‫ليست عمالً إستعراضياً‪ ،‬وانما هى عمل إلهى هدفه خالص اإلنسان‪ ،‬يتقدم هذا كله اآلية التى حملت رم اًز لدفن‬ ‫السيد المسيح وقيامته التى بها أعطانا الخالص وهذه اآلية هى آية يونان النبى‪ .‬وموت المسيح نفسه وقيامته‬ ‫هى آية عجيبة لمن يفهم‪ ،‬فموت المسيح فيه موت للخطية وقيامة المسيح فيها إنتصار على الموت وهذه هى‬

‫اآلية التى يحتاجها اإلنسان لخالصه‪.‬‬

‫ونفهم أيضاً أن المعجزات لن تزيد إيمان أحد بقدر ما يزيد إيمانه التأمل فى محبة المسيح المصلوب عناّ‪ ،‬والقائم‬ ‫من األموات ليقيمنا ويعطينا حياة أبدية فها هم اليهود قد أروا معجزات كثيرة ولم يؤمنوا بل هم يطلبون المزيد‬

‫منها‪ ،‬والمسيح يقول ال معجزات‪ ،‬فما تحتاجونه لخالصكم ليس هو المعجزة بل التأمل فى عمل المسيح الفدائى‬ ‫أى موته وقيامته‪ .‬ويحتاجون لتوبة كتوبة يونان النبى وتوبة نينوى التى تابت بمناداة يونان‪ .‬فالمسيح يعلم ما في‬

‫قلوبهم من شرور جعلتهم ال يفهمون كل ما عمله سابقاً من معجزات‪.‬‬

‫ثالثة أيام وثالث ليال= التلمود يعتبر جزء اليوم يوماً كامالً‪ .‬واليهود يعبرون عن اليوم الكامل بقولهم ليالً ونها اًر‬ ‫= مساء وصباح (تك ‪( + )8+::1‬تك ‪(+)11+1:1‬إس ‪)16:1‬‬

‫جيل شرير وفاسق = يتهمونه أنه ببعلزبول‬

‫يعمل معجزاته‪.‬‬

‫التيمن= اليمن أو الجنوب عموماً أو سبأ‪.‬‬

‫‪115‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫(لو ‪ ):7:11‬يونان آية ألهل نينوى = ربما أن خبر الحوت وصل ألهل نينوى من البحارة‪ ،‬ثم خرج يونان حياً‪،‬‬ ‫وكان هذا سبباً فى إيمان أهل نينوى فكانت آية يونان هى خروجه من بطن الحوت بعد ثالثة أيام‪ .‬وآية المسيح‬

‫الكبرى هى خروجه من الموت بعد ثالثة أيام‪ .‬والمعنى وراء هذا الكالم أن الضربات التى كانت ستوجه لنينوى‬

‫إن لم تتب‪ ،‬ستوجه لليهود لو رفضوا اإليمان بالمسيح‪ ،‬وهذا ما حدث من تيطس سنة ‪17‬م‪.‬‬

‫ونالحظ فى المثلين اللذين إستخدمهما المسيح ‪ )1‬نينوى سمعت عن خوف واضطرار ‪ )1‬ملكة التيمن جاءت‬

‫تسمع عن إشتياق بعد أن سمعت عن سليمان أماّ إسرائيل فليس لديه إشتياق وال يحرك قلوبهم الخوف بالرغم من‬ ‫كل ما رأوه وسمعوه من المسيح‪ ،‬مع أن المسيح أتى بحكمة ومعجزات أكثر بكثير من سليمان‪ ،‬ونادى بكلمات‬

‫أعظم من يونان لكنهم رفضوه‪ .‬والحظ أن نينوى قبلت نبياً غريباً عنهم فهو من إسرائيل وسمعت له وتابت‪،‬‬ ‫واليهود رفضوا ربهم المتجسد الذى تكلمت عنه نبوات كتابهم المقدس‪.‬‬

‫تأمل ‪ -:‬ما نحتاجه اليوم فعالً ليس كثرة المعجزات ولكن تغير القلب إلى قلب محب هلل‪ ،‬والقلب المملوء حباً هلل‬ ‫سيقبل من يديه أى شىء‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪ (+ )42-48:21‬لو ‪-: )16-14:22‬‬

‫اك َن لَ ْي ِ‬ ‫ان ي ْجتَ ُاز ِفي أَم ِ‬ ‫الن ِجس ِ‬ ‫وح َّ‬ ‫اآليات (مت ‪48" -:)42-48:21‬إِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫اإل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫الر‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يها َماء‪َ ،‬ي ْطلُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ت ِم ْن ُه‪ .‬فَ َيأ ِْتي َوَي ِج ُدهُ فَ ِ‬ ‫ب‬ ‫وسا ُم َزَّي ًنا‪ .‬ثُ َّم َيذ َ‬ ‫اح ًة َوالَ َي ِج ُد‪ .‬ثُ َّم َيقُو ُل‪ :‬أ َْرجعُ إِلَى َب ْي ِتي الَِّذي َخ َر ْج ُ‬ ‫ْه ُ‬ ‫َر َ‬ ‫ار ًغا َم ْكنُ ً‬ ‫صير أَو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح أُ َخر أَ َ ِ‬ ‫اخ ُر ذلِ َك ِ‬ ‫سِ‬ ‫ش َّر ِم ْن أ َ​َو ِائلِ ِه! ه َك َذا‬ ‫ان أَ َ‬ ‫س ُك ُن ُه َن َ‬ ‫ش َّر م ْن ُه‪ ،‬فَتَ ْد ُخ ُل َوتَ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اك‪ ،‬فَتَ ُ َ‬ ‫َوَيأْ ُخ ُذ َم َع ُه َ‬ ‫س ْب َع َة أ َْرَو ٍ َ‬ ‫ضا لِه َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫يل َّ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫ير»‪".‬‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫ون أ َْي ً‬ ‫‪14‬‬ ‫اك َن لَ ْي ِ‬ ‫ان‪ ،‬ي ْجتَ ُاز ِفي أَم ِ‬ ‫وح َّ‬ ‫س ِم َن ِ‬ ‫ب‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)16-14:22‬متَى َخ َر َج ُّ‬ ‫يها َماء َي ْطلُ ُ‬ ‫سِ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫سف َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫الن ِج ُ‬ ‫َ‬ ‫‪16‬‬ ‫راح ًة‪ ،‬وِا ْذ الَ ي ِج ُد يقُو ُل‪ :‬أَر ِجع إِلَى ب ْي ِتي الَِّذي َخر ْج ُ ِ ‪ِ 12‬‬ ‫ب َوَيأْ ُخ ُذ‬ ‫وسا ُم َزَّي ًنا‪ .‬ثُ َّم َيذ َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ت م ْن ُه‪ .‬فَ َيأْتي َوَي ِج ُدهُ َم ْك ُن ً‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫صير أَو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُخر أَ َ ِ‬ ‫اخ ُر ذلِ َك ِ‬ ‫سِ‬ ‫ش َّر ِم ْن أ َ​َو ِائلِ ِه!»‪" .‬‬ ‫س ْب َع َة أ َْرَو ٍ‬ ‫ان أَ َ‬ ‫س ُك ُن ُه َن َ‬ ‫ش َّر م ْن ُه‪ ،‬فَتَ ْد ُخ ُل َوتَ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اك‪ ،‬فَتَ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫اح أ َ َ‬ ‫قبل هذا شرح المسيح أنه هو الذى نهب أمتعة القوى بعد أن دخل بيته وذلك بعد أن ربطه أوالً‪ .‬والسيد المسيح‬

‫حررنا كمؤمنين من سلطان إبليس‪.‬ولكن السيد المسيح هنا يحذرنا لئال نبدأ الطريق وال نكمله‪ ،‬فإننا بعد أن حررنا‬

‫المسيح‪ ،‬علينا أن نجاهد لنستمر أح ار اًر‪ .‬وذلك بأن نرفض طريق الخطية‪ ،‬وأن نصلى بإستمرار ونمارس وسائط‬ ‫النعمة‪ ،‬نسهر على خالص نفوسنا ونستعد لليوم األخير‪ ،‬أماَ من يهمل ويرتد فسيعود له الشيطان وبقوة أكبر‪،‬‬

‫فهو ال يجد راحته إال فى العودة من حيث طُرد‪ ،‬وهكذا يبقى متربصاً لعله فى تهاوننا يرجع بصورة أشر وأقوى‬ ‫لكى يسكن فينا من جديد‪ .‬هذا حال من بدأ بالروح وأكمل بالجسد (غل ‪ ):::‬وهذا هو حال اليهود الذى يوجه‬

‫السيد كالمه إليهم‪ ،‬إذ هم بسابق عالقتهم مع اهلل ووجود اهلل فى وسطهم‪ ،‬فكأنهم تمتعوا بطرد إبليس من قلوبهم‪،‬‬

‫لكنهم إذ جحدوا الرب وجدفوا عليه صاروا أشر مما كانوا عليه قبل اإليمان ليس فيها ماء= أى يطوف باحثاً‬

‫عن شخص خال من الروح القدس ليحتل قلبه‪.‬‬

‫‪116‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫والشعب اليهودى حين كان فى مصر مستعبداً‪ ،‬يعيشون حسب نواميس المصريين المملوءة دنساً سكن الروح‬ ‫النجس فيهم‪ ،‬ولكنهم خلصوا بواسطة موسى خالل رحمة اهلل وتقبلوا الشريعة‪ ،‬حينئذ طُ ِرد منهم الروح النجس‪،‬‬ ‫واآلن بجحدهم للمسيح هاجمهم الروح النجس من جديد فوجد قلبهم فارغاً‪ ،‬خالياً من مخافة اهلل‪ ،‬كما لو كان‬

‫مكنوساً مزيناً‪ ،‬فسكن فيهم‪ .‬والعكس فالروح القدس إذ يجد قلباً نقياً يطلب اهلل‪ ،‬يأتى ويسكن عنده‪.‬‬

‫أواخر اليهود كانت على يد تيطس سنة ‪17‬م أشر من أوائلهم في مصر إذ كانوا فقط مجرد عبيداً للمصريين‪.‬‬

‫ليس فيها ماء= كان اليهود يظنون أن البرية هى مكان الشياطين‪ .‬ونالحظ عموماً أن الماء يرمز للروح القدس‬

‫(أش ‪ + 1-1:11‬يو ‪ .):9-:1:1‬والشيطان ال يستطيع أن يغوي إنسان مملوءاً بالروح القدس‪.‬‬

‫يطلب راحة = الشيطان يجد راحة فى إحتالل أجسام البشر‪ .‬ليؤذيهم ويبعدهم عن اهلل‪ ،‬فهذه راحته‬

‫أرجع إلى بيتى = فهو إن لم يجد إنسان آخر يدخل فيه يعود لمن خرج منه‪ .‬ولنطبق هذا على اليهود‪ ،‬فالشيطان‬ ‫خرج منهم إذ أخرجهم موسى من أرض مصر وسكنوا فى أرض الميعاد‪ ،‬ثم سكن فى األمم الوثنيين‪ ،‬لكنه ظل‬

‫متربصاً بالمكان الذى خرج منه‪ ،‬فاألمم كانوا أماكن ليس بها ماء‪ .‬ولما جحد اليهود المسيح وصلبوه‪ ،‬صاروا هم‬ ‫أماكن بال ماء‪ ،‬فرجع الشيطان إلى بيته ومعه سبعة أرواح أخر أشر منه‪ .‬وهذا ما حدث‪ ،‬فحسب وصف المؤرخ‬

‫يوسيفوس عن حال اليهود قبل خراب سنة ‪17‬م على يد تيطس‪ ،‬نرى فعالً أن حال اليهود صار من أردأ ما‬ ‫يمكن أخالقياً كإنما إستولى عليهم لجيئون واندفعوا فى شرورهم جداً‪ .‬مكنوساً مزيناً = إذا عاد اإلنسان لسيرته‬

‫األولى (‪1‬بط ‪ )11-17:1‬ولم يحصن نفسه بعبادته هلل‪ .‬أشر منه= إذاً الشياطين متفاوتين فى القوة والشر‬ ‫والخداع ‪ ،‬لكن من يتحصن باهلل ينجو منهم فإسم الرب برج حصين‪.‬‬

‫مكنوساً = ليس فيه أثر لكالم المسيح إذ ترك جهاده‪ .‬مزيناً = فيه صور الخالعة فى القلب‪ .‬والحظ فالشيطان‬

‫حين يخرج من شخص يظل يجول باحثاً عن شخص آخر يؤذيه‪ ،‬فعمله هو أذية الناس‪ .‬وان لم يجد آخر يعود‬ ‫للشخص الذى خرج منه ليحتله ثانية ويؤذيه‪ .‬فهو حقود ال يحتمل نجاة إنسان من يده‪.‬‬

‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫‪ِ 11‬‬ ‫ام َأرَة‬ ‫يما ُه َو َيتَ َكل ُم ِبه َذا‪َ ،‬رفَ َعت ْ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)13-11:22‬وف َ‬ ‫‪13‬‬ ‫الَِّذي حملَ َك والثَّ ْدي ْي ِن اللَّ َذ ْي ِن ر ِ‬ ‫وبى‬ ‫ض ْعتَ ُه َما»‪ .‬أ َّ‬ ‫َما ُه َو فَقَ َ‬ ‫ال‪َ «:‬ب ْل طُ َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬ ‫وبى لِ ْل َب ْط ِن‬ ‫ص ْوتَ َها م َن ا ْل َج ْم ِع َوقَالَ ْت لَ ُه‪«:‬طُ َ‬ ‫َ‬ ‫ون َكالَم ِ‬ ‫اهلل َوَي ْحفَظُوَن ُه»‪".‬‬ ‫لِلَِّذ َ‬ ‫ين َي ْ‬ ‫س َم ُع َ َ‬

‫طوبى للبطن= هنا نجد تنفيذ نبوة العذراء "كل األجيال تطوبنى (لو ‪ ")18:1‬هذه المرأة تطوب المرأة التى حملت‬ ‫المسيح فى بطنها إذ أعجبت بأقواله‪ .‬ونفهم أن الروح القدس نطق على شفتيها فهى لم تذكر أباه فهو بال أب‬

‫جسدى طوبى للذين يسمعون كالم اهلل …= المسيح بهذا يطوب العذراء أيضاً فهى بال شك تحفظ كالم اهلل واالً‬

‫ما إستحقت أن تكون لهُ أماً‪ .‬المسيح هنا يرفض أن تكون الطوبى بسبب القرابة الجسدية‪ ،‬ولكن بسبب التقوى‬ ‫فهذا أهم‪ .‬ونجد أن من تالميذ المسيح من هم أقرباؤه بالجسد مثل يعقوب ويهوذا كاتب الرسالة وليس‬

‫اإلسخريوطى‪ ،‬ولكنهم فى كتابتهم لم يقولوا أنهم أقرباء لهُ بالجسد‪ ،‬بل عبيده (يع ‪ + 1:1‬يه‪ .)1‬فالقرابة الجسدية‬ ‫ال تعطى فرحاً بالمسيح‪ ،‬فهاهم بعض أقرباؤه يعتبرونه مختل (مر ‪ .)11::‬لذلك إعتبر بولس الرسول أنه إن‬

‫عرفنا المسيح حسب الجسد فنحن ما عرفناه (‪1‬كو ‪ )16::‬والحظ أن الناس لن يحبوا أحداً ألنه يقول أنا إبن‬ ‫‪117‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫فالن أو عالن وانما هم يحبونه لشخصه وأعماله‪ ،‬وهكذا السيد المسيح أراد أن تكون الطوبى ألمه بسبب تقواها‪.‬‬ ‫وان كنا نهاجم الفريسيين على عنادهم وعدم إيمانهم بالمسيح وعيونهم المغلقة‪ ،‬فإننا نطوب هذه المرأة على أذنيها‬

‫المفتوحتين وعيونها المفتوحة وقلبها المفتوح‪ ،‬فهى علمت أن من أمامها أى المسيح‪ ،‬ليس شخصاً عادياً‪ ،‬إذ هى‬

‫عرفت قدر كلماته وتعاليمه‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪( + )22-46:21‬مر ‪ (+ )82 -82:8‬لو ‪-:)12 -21:3‬‬

‫‪ِ 46‬‬ ‫ُم ُه َوِا ْخ َوتُ ُه قَ ْد َوقَفُوا َخ ِ‬ ‫َن ُي َكلِّ ُموهُ‪.‬‬ ‫ار ًجا َ‬ ‫ع إِ َذا أ ُّ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫يما ُه َو ُي َكلِّ ُم ا ْل ُج ُمو َ‬ ‫طالِ ِب َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)22-46:21‬وف َ‬ ‫‪43‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ال لَ ُه و ِ‬ ‫ون َخ ِ‬ ‫اب َوقَا َل لِ ْلقَ ِائ ِل لَ ُه‪َ «:‬م ْن ِه َي‬ ‫احد‪ُ « :‬ه َوَذا أ ُّ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫َن ُي َكلِّ ُم َ‬ ‫ار ًجا طَالِ ِبي َن أ ْ‬ ‫ُم َك َوِا ْخ َوتُ َك َو ِاقفُ َ‬ ‫َج َ‬ ‫وك»‪ .‬فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫ُمي وم ْن ُهم إِ ْخوتي؟» ‪41‬ثَُّم م َّد ي َده َن ْحو تَالَ ِم ِ‬ ‫يئ َة أَِبي الَِّذي‬ ‫ُمي َوِا ْخ َوتي‪22 .‬أل َّ‬ ‫يذ ِه َوقَا َل‪َ «:‬ها أ ِّ‬ ‫ص َنعُ َم ِش َ‬ ‫َن َم ْن َي ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫أ ِّ َ َ‬ ‫ات ُهو أ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمي»‪".‬‬ ‫َخي َوأ ْ‬ ‫ُخ ِتي َوأ ِّ‬ ‫َ‬ ‫في َّ َ َ‬

‫‪81‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ُم ُه َو َوقَفُوا َخ ِ‬ ‫اء ْت ِحي َن ِئ ٍذ إِ ْخ َوتُ ُه َوأ ُّ‬ ‫سلُوا إِلَ ْي ِه َي ْد ُعوَن ُه‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان ا ْل َج ْمعُ‬ ‫ار ًجا َوأ َْر َ‬ ‫اآليات (مر ‪ " -:)82 -82:8‬فَ َج َ‬ ‫‪88‬‬ ‫ِ‬ ‫ُم َك َوِا ْخ َوتُ َك َخ ِ‬ ‫ُمي َوِا ْخ َوِتي؟» ‪84‬ثُ َّم َنظَ َر‬ ‫سا َح ْولَ ُه‪ ،‬فَقَالُوا لَ ُه‪ُ «:‬ه َوَذا أ ُّ‬ ‫َج َاب ُه ْم ِق ِائالً‪َ «:‬م ْن أ ِّ‬ ‫ار ًجا َي ْطلُ ُبوَن َك»‪ .‬فَأ َ‬ ‫َجال ً‬ ‫اهلل ُهو أ ِ‬ ‫يئ َة ِ‬ ‫ُمي»‪".‬‬ ‫ُمي َوِا ْخ َوِتي‪82 ،‬أل َّ‬ ‫َخي َوأ ْ‬ ‫ُخ ِتي َوأ ِّ‬ ‫ال‪َ «:‬ها أ ِّ‬ ‫ين َوقَ َ‬ ‫ص َنعُ َم ِش َ‬ ‫َح ْولَ ُه إِلَى ا ْل َجالِ ِس َ‬ ‫َن َم ْن َي ْ‬ ‫َ‬

‫‪12‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُم ُه وِا ْخوتُ ُه‪ ،‬ولَم ي ْق ِدروا أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َب ِب ا ْل َج ْم ِع‪ .‬فَأ ْ‬ ‫َخ َب ُروهُ‬ ‫َن َيصلُوا إِلَ ْيه ل َ‬ ‫اء إِلَ ْيه أ ُّ َ َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)12-21:3‬و َج َ‬ ‫َ ْ َ ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ون َخ ِ‬ ‫ون‬ ‫ين‪«:‬أ ُّ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أ ِّ‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ار ًجا‪ُ ،‬ي ِر ُ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ُمي َوِا ْخ َوِتي ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫يد َ‬ ‫ُم َك َوِا ْخ َوتُ َك َو ِاقفُ َ‬ ‫قَ ِائلِ َ‬ ‫َج َ‬ ‫َن َي َر ْو َك»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ين َي ْ‬ ‫َكلِم َة ِ‬ ‫ون ِب َها»‪".‬‬ ‫اهلل َوَي ْع َملُ َ‬ ‫َ‬

‫هذه القصة تحمل نفس المفهوم السابق‪ ،‬فالمسيح هنا يرفع العالقات من مستوى القرابة بالجسد إلى مستوى العمل‬

‫بمشيئة اآلب كأساس‪ ،‬فمن ال يصنع مشيئة اآلب ال يكون من أهل المسيح‪ .‬ونالحظ أن إخوة المسيح بالجسد لم‬

‫يكونوا يؤمنون به أوالً (يو‪ ،)::1‬وبعض من أقربائه قالوا أنه مختل (مر ‪ ،)11::‬فأيهما أقرب للمسيح هؤالء غير‬

‫المؤمنين حتى وان كانوا أقرباءه بالجسد‪ ،‬أم الذين آمنوا به وأحبوه وحفظوا وصاياه (يو ‪ .)1::11‬المسيح عموماً‬ ‫يريد أن يرفعنا فوق مستوى العالقات الجسدية‪ ،‬فهو الذى قال من أحب أباً أو أما‪ ....‬اكثر منى فال يستحقنى‪.‬‬

‫ثم مد يده نحو تالميذه وقال ها أمى ……= فالمسيح بتجسده وحلوله فى وسطنا دخل معنا فى عالقة جديدة‬ ‫فحسبنا أمه واخوته‪ .‬نحن نصير أماً له بحمله فى داخلنا‪ ،‬وصرنا إخوة له بكونه بك اًر بين إخوة كثيرين والحظ أن‬ ‫السيد المسيح لم يتنكر للعذراء أمه‪ ،‬فهو لم يقل ليست أمى بل من هى أمى ليرفع العالقة من أن تكون جسدية‬ ‫لعالقة أسمى‪ ،‬خالل الطاعة إلرادة أبيه‪ .‬نحن بتنفيذنا للوصية ال نكون فقط أقرباء له بالجسد بل نتحد به ونثبت‬

‫فيه‪ ،‬فما يفصلنا عنه هو الخطية فال شركة للنور مع الظلمة‪ .‬نحن قد أتحدنا به بالمعمودية (رو ‪ )8-::6‬ونظل‬

‫ثابتين فيه (أقرباء له ) إن التزمنا بوصاياه‬

‫‪118‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫إخوته = اليهود يعتبرون أوالد الخالة والخال وأوالد العمومة أنهم إخوة‪ .‬وهكذا قال إبراهيم عن لوط أنه أخاه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وهناك رأى بأنهم إماّ أوالد خالته أو هم أوالد يوسف من زواج سابق‪.‬‬ ‫الحظ أن لوقا يضع هذه القصة بعد قول السيد المسيح انظروا كيف تسمعون فمن يسمع كالم السيد وينفذه‬

‫يصير قريباً لهُ‪ .‬ومتى يضع القصة بعد حديث المسيح عن خروج الروح النجس ورجوعه لو كان المكان مكنوساً‪.‬‬ ‫إذاً متى يقصد‪ ،‬هل تريد أن تكون ح اًر من األرواح النجسة‪ ،‬وتكون قريباً للسيد المسيح‪ ،‬إذاً نفذ وصاياه‪ .‬ونفس‬

‫المفهوم نجده فى إنجيل مرقس واقفون خارجاً = فإخوته ألنهم كانوا اليؤمنون به وقفوا خارجاً‪ .‬فالوقوف خارجاً‬ ‫يفقدنا عالقتنا بالمسيح‪ .‬أما من يدخل للداخل فهم أقرباؤه بالجسد وهؤالء هم من قبلوا المسيح وحفظوا وصاياه‪.‬‬

‫لوقا يقول إنظروا كيف تسمعون (لو‪ =)18:8‬فالكل يسمع ولكن من يسمع وينفذ ويطيع الوصايا‪.‬‬

‫‪119‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثالث عشر‬ ‫اإلصحاح الثالث عشر هو إصحاح األمثال ويبدأ بأن يشرح السيد مثل الزارع‪ ،‬ثم نجد التالميذ ينفردون بمعلمهم‬ ‫ويسألونه عن تفسير المثل ولماذا يستخدم األمثال فيجيب السيد أوالً عن سبب إستخدامه لألمثال ثم يفسر لهم‬

‫المثل‪ .‬وسنبدأ باآليات التى تشرح سبب إستخدام األمثال‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪( +)21-22:28‬مر ‪ (+ )21-22:4‬لو ‪-:)22-1:3‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أل ََّن ُه قَ ْد‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫َج َ‬ ‫َّم التَّالَمي ُذ َوقَالُوا لَ ُه‪«:‬ل َما َذا تُ َكلِّ ُم ُه ْم ِبأ َْمثَال؟» فَأ َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)21-22:28‬فَتَقَد َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما َم ْن‬ ‫اد‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ات‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ُع ِط َي لَ ُك ْم أ ْ‬ ‫س ُي ْعطَى َوُي َز ُ‬ ‫أْ‬ ‫َن تَ ْع ِرفُوا أ ْ‬ ‫َما ألُولَئ َك َفلَ ْم ُي ْعطَ‪ .‬فَِإ َّن َم ْن لَ ُه َ‬ ‫َس َرَار َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ون‪ ،‬وس ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل ه َذا أُ َكلِّمهم ِبأَمثَال‪ ،‬أل ََّنهم م ْب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين الَ‬ ‫ام ِع َ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫س ُي ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُه‪ِ .‬م ْن أ ْ‬ ‫ين الَ ُي ْبص ُر َ َ َ‬ ‫س لَ ُه فَالَّذي ع ْن َدهُ َ‬ ‫لَ ْي َ‬ ‫ُ ُْ ْ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫‪24‬‬ ‫ين تُْب ِ‬ ‫ون‪ ،‬وم ْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫ون‪ .‬فَقَ ْد تَ َّم ْت ِفي ِه ْم ُن ُب َّوةُ إِ َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ون َوالَ َي ْف َه ُم َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫اء ا ْلقَائلَ ُة‪ :‬تَ ْ‬ ‫َي ْ‬ ‫ون َ‬ ‫ش ْع َي َ‬ ‫س ْم ًعا َوالَ تَ ْف َه ُم َ َ ُ‬ ‫ضوا عيوَنهم‪ ،‬لِ َئالَّ ي ْب ِ‬ ‫ب ه َذا َّ‬ ‫ص ُروا‬ ‫ون‪22 .‬أل َّ‬ ‫الش ْعب قَ ْد َغلُ َ‬ ‫َوالَ تَ ْنظُ​ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫س َم ُ‬ ‫َن َق ْل َ‬ ‫ظ‪َ ،‬وآ َذا َن ُه ْم قَ ْد ثَ ُق َل َ‬ ‫اع َها‪َ .‬و َغ َّم ُ ُ ُ ُ ْ‬ ‫لك ْن طُوبى لِعيوِن ُكم أل ََّنها تُْب ِ‬ ‫ش ِفيهم‪26 .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُر‪َ ،‬وآل َذ ِان ُك ْم‬ ‫ِب ُع ُيوِن ِه ْم‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫َ ُ​ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫س َم ُعوا ِبآ َذان ِه ْم‪َ ،‬وَي ْف َه ُموا ِب ُقلُوِب ِه ْم‪َ ،‬وَي ْرج ُعوا فَأَ ْ َ ُ ْ‬ ‫ار َك ِث ِ‬ ‫س َمعُ‪21 .‬فَِإ ِّني ا ْل َح َّ‬ ‫َن‬ ‫اء َوأ َْب َرًا‬ ‫ين ا ْ‬ ‫َن َي َر ْوا َما أَ ْنتُ ْم تَ​َر ْو َن َولَ ْم َي َر ْوا‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫شتَ َه ْوا أ ْ‬ ‫ير َ‬ ‫أل ََّن َها تَ ْ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن أَ ْن ِب َي َ‬ ‫س َم ُعوا‪" .‬‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ون َولَ ْم َي ْ‬ ‫س َم ُعوا َما أَ ْنتُ ْم تَ ْ‬ ‫َي ْ‬

‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬قَ ْد‬ ‫ش َر َع ِن ا ْل َمثَ ِل‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ين َح ْولَ ُه َم َع اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫سأَلَ ُه الَِّذ َ‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)21-22:4‬ولَ َّما َك َ‬ ‫ان َو ْح َدهُ َ‬ ‫شي ٍء‪21 ،‬لِ َكي ي ْب ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫َن تَع ِرفُوا ِس َّر ملَ ُك ِ‬ ‫أِْ‬ ‫ار ٍج فَ ِباألَمثَ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ين ُه ْم ِم ْن َخ ِ‬ ‫ص ُروا‬ ‫اهلل‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ال َي ُك ُ‬ ‫َما الَِّذ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُعط َي لَ ُك ْم أ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ون لَ ُه ْم ُكل َ ْ‬ ‫ين والَ ي ْنظُروا‪ ،‬ويسمعوا س ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ْم»‪".‬‬ ‫ين َوالَ َي ْف َه ُموا‪ ،‬لِ َئالَّ َي ْر ِج ُعوا فَتُ ْغفَ َر لَ ُه ْم َخطَ َاي ُ‬ ‫ام ِع َ‬ ‫ُم ْبص ِر َ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫َن‬ ‫ون ه َذا ا ْل َمثَ ُل؟»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ُع ِط َي أ ْ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫ال‪«:‬لَ ُك ْم قَ ْد أ ْ‬ ‫ين‪َ «:‬ما َع َ‬ ‫اآليات (لو ‪ " -:)22-1:3‬فَ َ‬ ‫ين الَ ي ْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما لِ ْلب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫ين الَ َي ْف َه ُم َ‬ ‫سا ِم ِع َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫اق َ‬ ‫ين فَ ِبأ َْمثَال‪َ ،‬حتَّى إِنَّ ُه ْم ُم ْبص ِر َ ُ‬ ‫َس َرَار َملَ ُكوت اهلل‪َ ،‬وأ َّ َ‬ ‫تَ ْع ِرفُوا أ ْ‬ ‫ون‪َ ،‬و َ‬

‫‪ -1‬إستخدام السيد المسيح األحداث التى يرونها تجرى أمامهم‪ ،‬مثل الزارع الذى خرج ليزرع أو الصياد الذى‬

‫يصطاد‪ ....‬الخ فالصور التى تجرى أمام عيونهم تُثَبِّت المفهوم التعليمى الذى يريده السيد‪ .‬ولو كان السيد‬ ‫المسيح موجوداً اليوم لضرب أمثال من حياتنا اليومية‪ .‬وهذه طريقة لنتأمل أعمال اهلل‪ ،‬فلنتأمل فيما حولنا‬

‫من أحداث لنرى حكمة اهلل ولنرى يد اهلل‪ .‬ولقد إتبعت الكنيسة المقدسة نفس أسلوب السيد المسيح فمثالً تق أر‬

‫‪120‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫الكنيسة هذا الفصل فى شهر هاتور شهر الزراعة‪ ،‬بنفس المفهوم الذى إستخدمه السيد المسيح‪ .‬وفى أعياد‬

‫إستشهاد القديسين تق أر فصوالً عن اإلضطهادات واألالم‪ ،‬ثم نسمع سيرة الشهيد وتُرسم أمام عيوننا‪.‬‬ ‫‪ -2‬المثل هو شرح ألمر يصعب فهمه وهذا يتضح من كلمة مثل‪ ،‬وهو قد يكون مجرد تشبيه أو قصة من الواقع‬ ‫اليومى لتوضيح حقيقة روحية‪ .‬فالقصص واألمثال التى من واقع الحياة تؤثر فى الناس أكثر من الوعظ‪ .‬أما‬

‫التالميذ فأعطاهم المسيح أكثر من القصص وعظاً فهو يعرف إهتمامهم‪.‬‬

‫‪ -3‬إستخدم السيد المسيح أمثال للمشابهة كمثل رقعة الثوب الجديد على الثوب القديم‪ ....‬وهناك مثل للمناسبة‬

‫كمثل الزارع‪ ..‬وهناك مثل بالقصة الموضِّحةَ كمثل السامرى الصالح والغنى الغبى وقاضى الظلم وهنا فى‬

‫هذه القصص يوضح السيد حقائق روحية فى صورة قصة‪.‬‬

‫إذاً فى األمثال عموماً يشرح الرب ويستخرج الحقائق الروحية من األشياء واألحداث المألوفة ليدربنا أن نتأمل‬

‫فيما حولنا وفى الطبيعة ونرى يد اهلل‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫السيد المسيح يتكلم بأمثال ال ليخفى الحقائق الروحية عن بعض الناس فهو يريد أن الجميع يخلصون‪ ،‬ولكن‬ ‫الكالم بأمثال هى طريقة تدعو السامع ألن يفكر ويستنتج وبهذا تثبت المعلومة باألكثر‪ ،‬ولكن من هو الذى‬

‫سوف يفكر ويستنتج ؟ قطعاً هو المهتم بأن يفهم أسرار الملكوت‪ ،‬هو من يأخذ األمر بجدية‪ ،‬هو المشتاق‬ ‫لمعرفة الحق‪ ،‬أما قساة القلوب والمهتمين بالماديات أو بأنفسهم فى كبرياء ‪ ،‬غير المهتمين بالبحث عن‬

‫الحق ‪ ،‬فلن يهتموا بالبحث وال بالفهم‪ ،‬وبهذا فإن السيد يطبق ما سبق أن قاله "ال تعطوا القدس للكالب"‪ .‬من‬

‫له سيعطى ويزداد = أى من كان أميناً وقد حرص أن يفتش على الحق‪ ،‬سيعطيه‬ ‫هنا نفهم قول السيد من ُ‬ ‫السيد أن يفهم‪ ،‬وينمو فهمه يوماً فيوماً ويذوق حالوة أسرار ملكوت اهلل‪.‬وبقدر ما يكون اإلنسان أميناً ينمو‬

‫فى إستيعاب أسرار ملكوت اهلل‪ ،‬وكلما ينمو يرتفع مستوى التعليم ويرتفع مستوى كشف أمور ملكوت اهلل‪ .‬أماّ‬

‫النفس الرافضة غير األمينة بل المستهترة أو المعاندة فهذه ال ُيعطى لها أى فهم = أما من ليس له فالذى‬ ‫عنده سيؤخذ منه= ما الذى كان عند هذه النفس‪ ،‬كان لها الذكاء العادى وكان لها بعض المفاهيم الروحية‬ ‫ولكن أمام عناد هذه النفس واستهتارها تفقد حتى ذكاءها العادى‪ ،‬وتفقد حتى مفاهيمها الروحية السابقة‬

‫ويدخل اإلنسان فى ظالم روحى ويفقد حكمته‪ .‬إذاً هناك من يكشف له السيد عن أسرار الملكوت فينطلق‬ ‫من مجد إلى مجد‪ ،‬وهناك من يحرمه السيد حتى من حكمته العادية‪ .‬وهذه الحالة األخيرة كانت هى حالة‬ ‫الشعب اليهودى والفريسيين والكتبة‪ ..‬هؤالء كان لهم الناموس والنبوات تشهد للمسيح وأمام عنادهم فقدوا‬

‫حتى تمييز النبوات‪ ،‬والحظ أنهم كانوا يفهمون هذه النبوات إذ حين سأل المجوس عن المسيح كان هناك من‬ ‫يعلم أن المسيح يولد فى بيت لحم‪ .‬ولكن أمام عنادهم فهم فقدوا حتى فهم نبوات كتابهم‪ .‬لقد صاروا‬

‫مبصرين ال يبصرون وسامعين ال يسمعون وال يفهمون وهم أروا السيد ولم يعرفوه وسمعوه ولم يميزوا‬

‫صوته اإللهى بينما أن تالميذ السيد إنفتحت بصيرتهم الروحية فعرفوه وأحبوه طوبى لعيونكم ألنها تبصر‬

‫من له أذنان للسمع فليسمع = (مت ‪ )1:28‬هنا السيد يقسم الناس قسمين من يريد أن يسمع ويفهم وينفذ ما‬

‫تعلمه بال عناد ‪ ،‬من ال يريد أن يفهم بل يريد أن يقاوم لذلك فالسيد ينبه (لو ‪ )18:8‬ويقول فانظروا كيف‬

‫‪121‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫تسمعون‪ .‬قول السيد فى (مت ‪ )11:1:‬قد أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت اهلل هذا لسابق علمه عن‬ ‫إستعدادهم واشتياقهم للسمع (رو ‪ ):7-19:8‬ونالحظ أن متى إذ يكتب لليهود أورد لهم نبوة إشعياء ألنهم‬ ‫يعرفون النبوات وأما مرقس ولوقا إذ يكتبون لألمم لم يوردوا النبوة‪.‬‬

‫قلب هذا الشعب قد غلظ … ويرجعوا فأشفيهم= كم يود السيد أن هذا الشعب يسمع ويؤمن ويرجع إليه فيشفيه‪،‬‬

‫ولكن كبرياءهم وعنادهم وارتباطهم بشهواتهم َغلّظَ قلوبهم وأغلق عيونهم وأذانهم فلم يعرفوا المسيح بل صلبوه إن‬ ‫أنبياء‪ ..‬اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون = أى يروا المسيح حين يتجسد‪.‬‬ ‫األمثال اآلتية يشرح بها السيد المسيح ما معنى الملكوت‪:‬‬ ‫اآليات (مت ‪( + )18 - 23 + 1-2:28‬مر ‪)12-28 +1-2:4‬‬

‫‪( +‬لو ‪-:)22-22+3– 4:3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ2‬‬ ‫اجتَ َم َع إِلَ ْي ِه ُج ُموع‬ ‫س ِع ْن َد ا ْل َب ْح ِر‪ ،‬فَ ْ‬ ‫سوعُ م َن ا ْل َب ْيت َو َجلَ َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)1-2:28‬في ذل َك ا ْل َي ْوِم َخ َر َج َي ُ‬ ‫الش ِ‬ ‫َك ِثيرة‪ ،‬حتَّى إِنَّ ُه َد َخ َل َّ ِ‬ ‫ير ِبأ َْمثَال قَ ِائالً‪ُ «:‬ه َوَذا َّ‬ ‫ف َعلَى َّ‬ ‫الز ِ‬ ‫اط ِئ‪8 .‬فَ َكلَّ َم ُه ْم َك ِث ًا‬ ‫س‪َ .‬وا ْل َج ْمعُ ُكلُّ ُه َوقَ َ‬ ‫ارعُ‬ ‫َ َ‬ ‫السفي َن َة َو َجلَ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫آخر علَى األَم ِ‬ ‫ق‪ ،‬فَ َج ِ ُّ‬ ‫قَ ْد َخر َج لِ َي ْزر َ ‪ِ 4‬‬ ‫ط َب ْعض َعلَى الطَّ ِري ِ‬ ‫اك ِن‬ ‫سقَ َ‬ ‫سقَ َ‬ ‫ط َُ َ‬ ‫ور َوأَ َكلَتْ ُه‪َ .‬و َ‬ ‫َ‬ ‫يما ُه َو َي ْزَرعُ َ‬ ‫اءت الط ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‪َ ،‬وف َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق أ َْر ٍ‬ ‫ش َرقَت َّ‬ ‫س‬ ‫ا ْل ُم ْحج َرِة‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫ض‪َ .‬ولك ْن لَ َّما أَ ْ‬ ‫ت َحاالً إِ ْذ لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه ُع ْم ُ‬ ‫يرة‪ ،‬فَ َن َب َ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫ث لَ ْم تَ ُك ْن لَ ُه تُْرَبة َكث َ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫آخ ُر َعلَى األ َْر ِ‬ ‫الش ْو ِك‪ ،‬فَطَلَ َع َّ‬ ‫آخ ُر َعلَى َّ‬ ‫َصل َج َّ‬ ‫ض‬ ‫سقَطَ َ‬ ‫سقَطَ َ‬ ‫احتَ​َر َ‬ ‫ْ‬ ‫ق‪َ ،‬وِا ْذ لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه أ ْ‬ ‫الش ْو ُك َو َخ َنقَ ُه‪َ .‬و َ‬ ‫ف‪َ .‬و َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ين‪َ .‬م ْن لَ ُه أُ ُذ َن ِ‬ ‫س َم ْع»‪".‬‬ ‫ان لِ َّ‬ ‫ِّين َو َ‬ ‫آخ ُر ثَالَ ِث َ‬ ‫َعطَى ثَ َم ًرا‪َ ،‬ب ْعض ِم َئ ًة َوآ َخ ُر ِست َ‬ ‫ا ْل َج ِّي َد ِة فَأ ْ‬ ‫لس ْم ِع‪َ ،‬ف ْل َي ْ‬

‫‪23‬‬ ‫ار ِع‪ُ 21 :‬ك ُّل م ْن يسمع َكلِم َة ا ْلملَ ُك ِ‬ ‫اس َم ُعوا أَ ْنتُ ْم َمثَ َل َّ‬ ‫الز ِ‬ ‫وت َوالَ َي ْف َه ُم‪ ،‬فَ َيأ ِْتي‬ ‫اآليات (مت ‪« " -:)18-23:28‬فَ ْ‬ ‫َ َ َْ ُ َ َ‬ ‫ق‪12 .‬وا ْلم ْزروعُ علَى األَم ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ف َما قَ ْد ُز ِرعَ ِفي َق ْل ِب ِه‪ .‬ه َذا ُه َو ا ْل َم ْزُروعُ َعلَى الطَّ ِري ِ‬ ‫اك ِن ا ْل ُم ْح ِج َرِة ُه َو‬ ‫ير َوَي ْخطَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫َ‬ ‫ث ِ‬ ‫‪ِ 12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َصل ِفي َذ ِات ِه‪َ ،‬ب ْل ُه َو إِلَى ِح ٍ‬ ‫ضيق أ َِو‬ ‫ين‪ .‬فَِإ َذا َح َد َ‬ ‫س لَ ُه أ ْ‬ ‫الَّذي َي ْ‬ ‫س َمعُ ا ْل َكل َم َة‪َ ،‬و َحاالً َي ْق َبلُ َها ِبفَ َر ٍح‪َ ،‬ولك ْن لَ ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل ا ْل َكلِم ِة فَحاالً يعثُر‪11 .‬وا ْلم ْزروعُ ب ْي َن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور‬ ‫ْ‬ ‫اض ِط َهاد ِم ْن أ ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫الش ْوك ُه َو الَّذي َي ْ‬ ‫س َمعُ ا ْل َكل َم َة‪َ ،‬و َه ُّم ه َذا ا ْل َعالَم َو ُغ ُر ُ‬ ‫َ َ َْ ُ‬ ‫‪18‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ِغ َنى ي ْخ ُنقَ ِ ِ‬ ‫َما ا ْل َم ْزُروعُ َعلَى األ َْر ِ‬ ‫س َمعُ ا ْل َكلِ َم َة َوَي ْف َه ُم‪َ .‬و ُه َو‬ ‫ير ِبالَ ثَ َم ٍر‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َ‬ ‫ض ا ْل َج ِّي َدة فَ ُه َو الَّذي َي ْ‬ ‫ان ا ْل َكل َم َة فَ َيص ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫ِّين َو َ‬ ‫آخ ُر ثَالَ ِث َ‬ ‫ص َنعُ َب ْعض ِم َئ ًة َوآ َخ ُر ِست َ‬ ‫الَّذي َيأْتي ِبثَ َم ٍر‪ ،‬فَ َي ْ‬

‫‪2‬‬ ‫اجتَمع إِلَ ْي ِه جمع َك ِثير حتَّى إِ َّن ُه َد َخ َل َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)1-2:4‬و ْابتَ َدأَ أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫ضا ُي َعلِّ ُم ع ْن َد ا ْل َب ْح ِر‪ ،‬فَ ْ َ َ‬ ‫السفي َن َة َو َجلَ َ‬ ‫َْ‬ ‫‪1‬‬ ‫ال لَهم ِفي تَعلِ ِ‬ ‫ان ِع ْن َد ا ْل َب ْح ِر َعلَى األ َْر ِ‬ ‫يم ِه‪:‬‬ ‫ان ُي َعلِّ ُم ُه ْم َك ِث ًا‬ ‫ض‪ .‬فَ َك َ‬ ‫َعلَى ا ْل َب ْح ِر‪َ ،‬وا ْل َج ْمعُ ُكلُّ ُه َك َ‬ ‫ْ‬ ‫ير ِبأ َْمثَال‪َ .‬وقَ َ ُ ْ‬ ‫‪8‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ارعُ قَ ْد َخر َج لِ َي ْزر َ ‪ِ 4‬‬ ‫اس َم ُعوا! ُه َوَذا َّ‬ ‫الز ِ‬ ‫سقَطَ َب ْعض َعلَى الطَّ ِري ِ‬ ‫اء‬ ‫« ْ‬ ‫يما ُه َو َي ْزَرعُ َ‬ ‫ق‪ ،‬فَ َجا َء ْت طُ ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ور َّ َ‬ ‫ع‪َ ،‬وف َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ق أ َْر ٍ‬ ‫آخ ُر َعلَى َم َك ٍ‬ ‫ض‪.‬‬ ‫ان ُم ْح ِج ٍر‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫سقَطَ َ‬ ‫ت َحاالً إِ ْذ لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه ُع ْم ُ‬ ‫يرة‪ ،‬فَ َن َب َ‬ ‫َوأَ َكلَتْ ُه‪َ .‬و َ‬ ‫ث لَ ْم تَ ُك ْن لَ ُه تُْرَبة َكث َ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬و ِ‬ ‫الش ْو ِك‪ ،‬فَطَلَ َع َّ‬ ‫آخ ُر ِفي َّ‬ ‫ش َرقَ ِت َّ‬ ‫َصل َج َّ‬ ‫الش ْو ُك َو َخ َنقَ ُه‬ ‫سقَطَ َ‬ ‫لك ْن لَ َّما أَ ْ‬ ‫احتَ​َر َ‬ ‫س ْ‬ ‫ق‪َ ،‬وِا ْذ لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه أ ْ‬ ‫ف‪َ .‬و َ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫‪3‬‬ ‫طى ثَم ار يصع ُد وي ْنمو‪ ،‬فَأَتَى و ِ‬ ‫ِ‬ ‫آخ ُر ِفي األ َْر ِ‬ ‫آخ ُر ِب ِستِّي َن‬ ‫سقَ َ‬ ‫ين َو َ‬ ‫ط َ‬ ‫احد ِبثَالَ ِث َ‬ ‫ض ا ْل َج ِّي َد ِة‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َفلَ ْم ُي ْعط ثَ َم ًرا‪َ .‬و َ‬ ‫َع َ َ ً َ ْ َ َ َ ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬م ْن لَ ُه أُ ُذ َن ِ‬ ‫س َم ْع»‪".‬‬ ‫ان لِ َّ‬ ‫َو َ‬ ‫آخ ُر ِب ِم َئ ٍة»‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫لس ْم ِع‪َ ،‬ف ْل َي ْ‬

‫‪122‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬ ‫‪28‬‬ ‫ف تَع ِرفُ َ ِ‬ ‫يع األَمثَ ِ‬ ‫ال؟ ‪24‬اَ َّلز ِ‬ ‫اآليات (مر ‪ " -:)12-28:4‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ارعُ‬ ‫َما تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ون ه َذا ا ْل َمثَ َل؟ فَ َك ْي َ ْ‬ ‫ون َجم َ ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ان لِ ْلوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َيأ ِْتي َّ‬ ‫ين َعلَى الطَّ ِري ِ‬ ‫ْت‬ ‫الش ْي َ‬ ‫ق‪َ :‬ح ْي ُ‬ ‫َي ْزَرعُ ا ْل َكلِ َم َة‪َ .‬و ُ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫هؤالَ ِء ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫ث تُْزَرعُ ا ْل َكل َم ُة‪َ ،‬وحي َن َما َي ْ‬ ‫ط ُ َ‬ ‫ين ُز ِرعوا علَى األَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي ْن ِزعُ ا ْل َكلِم َة ا ْلم ْزروع َة ِفي ُقلُوِب ِهم‪26 .‬و ُ ِ ِ‬ ‫ين ِحي َن َما‬ ‫اك ِن ا ْل ُم ْح ِج َرِة‪ :‬الَِّذ َ‬ ‫هؤالَء َكذل َك ُه ُم الَّذ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يسمع َ ِ‬ ‫َصل ِفي َذ َو ِات ِه ْم‪َ ،‬ب ْل ُه ْم إِلَى ِح ٍ‬ ‫ث‬ ‫ين‪ .‬فَ َب ْع َد ذلِ َك إِ َذا َح َد َ‬ ‫س لَ ُه ْم أ ْ‬ ‫ون ا ْل َكل َم َة َي ْق َبلُوَن َها ل ْل َوقْت ِبفَ َر ٍح‪َ ،‬ولك ْن لَ ْي َ‬ ‫َ َُْ‬ ‫‪23‬‬ ‫َج ِل ا ْل َكلِم ِة‪َ ،‬فلِ ْلوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ُز ِر ُعوا َب ْي َن َّ‬ ‫ين‬ ‫الش ْو ِك‪ُ :‬‬ ‫ون‪َ .‬و ُ‬ ‫ضيق أ َِو ْ‬ ‫هؤالَ ِء ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫هؤالَ ِء ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫ْت َي ْعثُ​ُر َ‬ ‫اض ِط َهاد ِم ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫اء تَ ْد ُخ ُل وتَ ْخ ُن ُ ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫يسمع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير ِبالَ‬ ‫ور ا ْل ِغ َنى َو َ‬ ‫سائ ِر األَ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ش َه َو ُ َ‬ ‫َ َُْ‬ ‫ق ا ْل َكل َم َة فَتَص ُ‬ ‫وم ه َذا ا ْل َعالَم َو ُغ ُر ُ‬ ‫ون ا ْل َكل َم َة‪َ ،‬و ُه ُم ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ون‪ :‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين يسمع َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين ُز ِر ُعوا َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ين‬ ‫ثَ َم ٍر‪َ .‬و ُ‬ ‫احد ثَالَ ِث َ‬ ‫هؤالَ ِء ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫ون ا ْل َكل َم َة َوَي ْق َبلُوَن َها‪َ ،‬وُيثْم ُر َ َ‬ ‫ض ا ْل َج ِّي َدة‪ :‬الَّذ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ِّين َوآ َخ ُر ِم َئ ًة»‪".‬‬ ‫َو َ‬ ‫آخ ُر ِست َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ال ِب َمثَل‪َ «2 :‬خ َر َج‬ ‫اءوا إِلَ ْي ِه ِم ْن ُك ِّل َم ِدي َن ٍة‪ ،‬قَ َ‬ ‫ضا ِم َن الَِّذ َ‬ ‫اجتَ َم َع َج ْمع َك ِثير أ َْي ً‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)3– 4:3‬فلَ َّما ْ‬ ‫ين َج ُ‬ ‫ِ ‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الز ِ‬ ‫سقَطَ َب ْعض َعلَى الطَّ ِري ِ‬ ‫سقَطَ آ َخ ُر َعلَى‬ ‫ور َّ‬ ‫ارعُ لِ َي ْزَر َ‬ ‫الس َماء‪َ .‬و َ‬ ‫ق‪ ،‬فَا ْن َد َ‬ ‫يما ُه َو َي ْزَرعُ َ‬ ‫اس َوأَ َكلَتْ ُه طُ ُي ُ‬ ‫ع َزْر َع ُه‪َ .‬وف َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ط َ ِ‬ ‫ت َم َع ُه َّ‬ ‫س ِط َّ‬ ‫ت َج َّ‬ ‫الش ْو ُك َو َخ َنقَ ُه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫سقَ َ‬ ‫الش ْو ِك‪ ،‬فَ َن َب َ‬ ‫الص ْخ ِر‪َ ،‬فلَ َّما َن َب َ‬ ‫ف ألَنَّ ُه لَ ْم تَ ُك ْن لَ ُه ُرطُ َ‬ ‫آخ ُر في َو ْ‬ ‫وبة‪َ .‬و َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آخ ُر ِفي األ َْر ِ‬ ‫ادى‪َ «:‬م ْن لَ ُه أُ ْذ َن ِ‬ ‫لس ْم ِع‬ ‫ان لِ َّ‬ ‫ض َّ‬ ‫سقَ َ‬ ‫ط َ‬ ‫ف»‪ .‬قَ َ‬ ‫ال ه َذا َوَن َ‬ ‫الصالِ َح ِة‪َ ،‬فلَ َّما َن َب َ‬ ‫ص َن َع ثَ َم ًار م َئ َة ْ‬ ‫ت َ‬ ‫َو َ‬ ‫س َم ْع!»‪" .‬‬ ‫َف ْل َي ْ‬

‫ِ ‪21‬‬ ‫اآليات (لو ‪َ 22" -:)22-22:3‬وه َذا ُه َو ا ْل َمثَ ُل‪َّ :‬‬ ‫ين َعلَى الطَّ ِري ِ‬ ‫ين‬ ‫الزْرعُ ُه َو َكالَ ُم‬ ‫ق ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫اهلل‪َ ،‬والَِّذ َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ين َمتَى‬ ‫ين َعلَى َّ‬ ‫الص ْخ ِر ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫صوا‪َ .‬والَِّذ َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫َي ْ‬ ‫يس َوَي ْن ِزعُ ا ْل َكل َم َة م ْن ُقلُوِب ِه ْم ل َئال ُي ْؤ ِم ُنوا فَ َي ْخلُ ُ‬ ‫ون‪ ،‬ثُ َّم َيأْتي إِ ْبل ُ‬ ‫ين‪ ،‬وِفي وق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ا ْل َكلِم َة ِبفَر ٍح‪ ،‬و ُ ِ‬ ‫ُّون‪َ 24 .‬والَِّذي‬ ‫ْت التَّ ْج ِرَب ِة َي ْرتَد َ‬ ‫َصل‪ ،‬فَ ُي ْؤ ِم ُن َ‬ ‫س ِم ُعوا َي ْق َبلُ َ‬ ‫س لَ ُه ْم أ ْ‬ ‫ون إِلَى ح ٍ َ َ‬ ‫هؤالَء لَ ْي َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫اها ولَ َّذ ِاتها‪ ،‬والَ ي ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِم ْن ُهم ِ‬ ‫سقَطَ َب ْي َن َّ‬ ‫ون‬ ‫ون‪ ،‬ثُ َّم َيذ َ‬ ‫ض ُج َ‬ ‫ون فَ َي ْختَِنقُ َ‬ ‫ْه ُب َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫الش ْو ِك ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫وم ا ْل َح َياة َو ِغ َن َ َ َ َ ُ‬ ‫ين َي ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ين يسمع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثَ َم ًرا‪َ .‬والَِّذي ِفي األ َْر ِ‬ ‫ون‬ ‫صالِ ٍح‪َ ،‬وُيثْ ِم ُر َ‬ ‫ون ا ْل َكل َم َة فَ َي ْحفَظُوَن َها في َق ْل ٍب َج ِّيد َ‬ ‫ض ا ْل َج ِّي َدة‪ُ ،‬ه َو الَّذ َ َ ْ َ ُ‬ ‫الص ْب ِر‪" .‬‬ ‫ِب َّ‬

‫مثل الزارع هو إشارة لكلمة اهلل التى تبذر فى قلوب المؤمنين فيولدوا من جديد‪" .‬مولودين ثانية ال من زرع يفنى‬

‫بل مماّ ال يفنى بكلمة اهلل الحية الباقية إلى األبد (ابط ‪ )1::1‬فنحن التربة ألننا مأخوذين من تراب األرض‪،‬‬ ‫والروح القدس هو المطر النازل من السماء (اش ‪ )1-::11‬والروح القدس يعلمنا ويذكرنا بكالم اهلل (يو‬

‫‪ .)16:11‬ومن يسمع كلمة اهلل التى يعلمها له الروح القدس يتنقى (يو ‪ )::1:‬ويولد من جديد‪ ،‬أى بعد أن كان‬

‫ميتا يحيا وكأنه ُو َلد من جديد ( يو ‪ .)1:-11::‬أما من يقاوم فكلمة اهلل التى سمعها سوف تدينه (يو‪.)18:11‬‬ ‫فكلمة اهلل سيف ذى حدين (عب ‪ )11:1‬الحد األول للسيف يقطع الشر من النفس وينقى اإلنسان فيحيا ويولد‬ ‫من جديد‪ ،‬هو مشرط الجراح الذى يقطع الداء من الجسم ليحيا‪.‬‬

‫والحد الثانى هو حد الدينونة والعقاب‪( ،‬رؤ ‪+16:1‬يو ‪)18:11‬‬

‫والكنيسة المقدسة كما قلنا تق أر فصل الزارع مرتين فى شهر هاتور المرة األولى فى األسبوع األول (األحد األول‬

‫من الشه ر ) وتق أر معه فصل من رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس الثانية "هذا وان من يزرع بالشح‬ ‫‪123‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫فبالشح أيضاً يحصد‪ ،‬ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضاً يحصد (‪1‬كو ‪ .)6:9‬وكأن الكنيسة تدعونا لقراءة‬ ‫الكتاب المقدس كلمة اهلل لنتنقى‪ ،‬وأن نق اًر كثي اًر ونسمع كثي اًر‪ ،‬نق أر ال بالشح بل كثي اًر‪ .‬هذا هو الحد األول للسيف‬

‫ذى الحدين أى كلمة اهلل التى تنقى‪.‬‬

‫ثم نأتى لألحد الثانى من الشهر لنجد الحد الثانى للسيف أى كلمة اهلل التى تدين‪ ،‬فالكنيسة تق أر نفس الفصل‬

‫من اإلنجيل أى فصل الزارع ولكن تق أر معه فصالً أخر من البولس من (عب ‪ )8-1:6‬ألن أرضاً قد شربت‬

‫المطر اآلتى عليها‪ ..‬وأنتجت عشباً صالحاً تنال بركة من اهلل‪ ،‬ولكن أن أخرجت شوكاً‪ ..‬فهى مرفوضة وقريبة‬ ‫من اللعنة التى نهايتها للحريق"‪.‬‬

‫وكلمة اهلل التى تزرع فينا ليست فقط هى كلمات الكتاب المقدس بل هى حياة المسيح كلمة اهلل‪ ،‬فأقول " لى‬

‫فى " (غل ‪ )17:1‬ومن‬ ‫الحياة هى المسيح " (فى ‪ )1::1‬وأقول "مع المسيح صلبت فأحيا ال أنا بل المسيح يحيا ّ‬ ‫يحافظ على حياة المسيح فيه يخلص‪" ،‬فنحن نخلص بحياته" (رو ‪ .)17::‬أى نصير بذرة حية فيها حياة هى‬ ‫حياة المسيح‪ ،‬فحتى وان متنا ودفننا نعود ونحيا فى مجد (‪1‬كو ‪.)1:-:::1:‬‬

‫والحظ هنا أن ا لمثل عن زراعة بذور فى أرض ‪ ...‬ونالحظ أن المثل أعطانا غنى فى التأمل والتفسير ‪ .‬فهناك‬

‫تفسير أن البذار هى كلمة اهلل فى الكتاب المقدس والتأمل فيه ودراسته ‪ ،‬وهناك تفسير آخر أن البذار هى حياة‬ ‫المسيح فينا ‪ ،‬وكل من يجاهد تثبت فيه حياة المسيح فيأتى بثمار أكثر ‪ .‬وهذه هى أهمية األمثال ‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ2‬‬ ‫اجتَ َم َع إِلَ ْي ِه ُج ُموع‬ ‫س ِع ْن َد ا ْل َب ْح ِر‪ ،‬فَ ْ‬ ‫سوعُ م َن ا ْل َب ْيت َو َجلَ َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)1-2:28‬في ذل َك ا ْل َي ْوِم َخ َر َج َي ُ‬ ‫الش ِ‬ ‫َك ِثيرة‪ ،‬حتَّى إِنَّ ُه َد َخ َل َّ ِ‬ ‫ف َعلَى َّ‬ ‫اط ِئ‪" .‬‬ ‫س‪َ .‬وا ْل َج ْمعُ ُكلُّ ُه َوقَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫السفي َن َة َو َجلَ َ‬

‫هو خرج من عند اآلب (بيته السماوى) (يو ‪ )::1:‬ليأتى للعالم (البحر) ولكنه فى السفينة (الكنيسة ليعلم‬

‫شعبه)‬

‫ير ِبأ َْمثَال قَ ِائالً‪ُ «:‬ه َوَذا َّ‬ ‫الز ِ‬ ‫ع‪"،‬‬ ‫آيه (مت ‪8" -:)8:28‬فَ َكلَّ َم ُه ْم َك ِث ًا‬ ‫ارعُ قَ ْد َخ َر َج لِ َي ْزَر َ‬ ‫خرج الزارع ليزرع‬ ‫بيت يسوع هو السماء‪ ،‬وقوله خرج من البيت إشارة لتجسده والبحر إشارة للعالم بأمواجه المتقلبة ومياهه المالحة‬ ‫التى من يشرب منها يعطش‪ .‬والجمع الواقف أمامه يشير لكل العالم الذى أتى إليه يسوع الزارع ليزرع كلمته فى‬

‫قلوبهم‪ .‬ولكن انقسم الناس إلى أربعة أنواع ‪ )1‬الطريق ‪ )1‬األرض المحجرة ‪ ):‬أرض بها شوك ‪ )1‬أرض جيدة‬

‫إشارة للنفس المستعدة لتقبل كلمة اهلل = انظروا كيف تسمعون (لو ‪ .)18:8‬فالسيد تجسد وجاء ليعلم وأرسل‬ ‫روحه القدوس كماء يروى أرضنا العطشى‪ ،‬هو هيأ لنا كل شىء‪ ،‬والسؤال اآلن لنا كيف نسمع ؟ أنا بحريتى‬

‫أضع نفسى كأرض من األراضى األربع‪ .‬والحظ أن رقم ‪ 1‬يشير للعالم‪ ،‬فالمسيح أتى لكل العالم‪ ،‬هو قام بدوره‬ ‫فى الخالص فهل أهتم أنا بخالص نفسى وأسمع بجدية تعاليمه‪ .‬والحظ فإن الباذر هو المسيح أو خدام المسيح‬

‫(‪1‬كو ‪ )9-6::‬ومن (يو‪ )11:11‬نجد أن السيد يشبه نفسه بحبة الحنطة التى تقع فى األرض وتدفن لتموت‬

‫‪124‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫فى أى يعطينى أن أموت معه وأقوم معهُ‪ ،‬هو‬ ‫فى ويقوم ّ‬ ‫وتقوم‪ ،‬فالمسيح أيضاً هو البذرة فهو كلمة اهلل يدفن ّ‬ ‫يعطينى حياته إذا قبلت أن أصلب معه (غل‪.)17:1‬‬ ‫والحظ أنه ال يولد إنسان طبيعته محجرة‪ ،‬أوبها شوك‪ ،‬وانسان آخر طبيعته جيدة‪ ،‬فكلنا خطاة ومرضى والسيد‬

‫المسيح أتى ليغير طبيعتنا مهما كانت فاسدة ليعطينا أن نكون فيه خليقة جديدة (‪1‬كو ‪ .)11::‬فلنصلى مع داود‬ ‫فى يا اهلل" ثم نسمع بجدية وبإهتمام كلمة اهلل فى إنجيله‪ .‬وليس المهم السمع فقط بل أن‬ ‫قائلين "قلباً نقياً إخلق ّ‬ ‫نسمع ونعمل (يع ‪ ،)1:-11:1‬واألذن المفتوحة التى تريد أن تسمع وتتعلم ستسمع أى تُدرك كلمة اهلل المرسلة‬ ‫الحاملة لسر الحياة‪.‬‬ ‫البذار التى تسقط على الطريق‪:‬‬ ‫ماذا يحدث للبذار التى تسقط على الطريق‪ ،‬إماّ تأكلها الطيور (متى ومرقس ولوقا) أو تدوسها األرجل (لوقا فقط‬

‫)‪ .‬ثم يفسر السيد الطيور بأنها الشياطين التى تخطف ما قد زرع فى القلب‪ .‬ولوقا وحده يعطى التفسير كيف‬

‫يخطف إبليس ما ُيزرع ؟ الطريقة بأن يعرض على اإلنسان أفكا اًر شهوانية أو أفكا اًر فلسفية إلحادية‪ ،‬فإذا جعل‬ ‫اإلنسان حواسه مفتوحة لكل دنس أو يقبل كل فكر غريب إلحادى أو هرطوقى‪ ..‬الخ‪ .‬يكون َمداساً للشياطين‪.‬‬

‫الحواس المفتوحة بشغف للعالم تجعل القلب مداساً للشياطين‪ ،‬أماّ من يمنع حواسه عن اإلنفتاح للعالم يكون اهلل‬

‫له سو اًر من نار فال يدخل شىء ليدوس البذار ويميتها فى القلب (زك ‪ )::1‬وهل يجرؤ الشيطان أن يدخل‬

‫ليدوس واهلل سور يحمى هذه النفس؟! ولكن لمن يكون له اهلل سو اًر من نار؟ قطعاً لمن يصلب شهواته وأهواءه‪،‬‬

‫ب مع المسيح‪ ،‬لمن يضع عينيه فى التراب وال ينظر بشهوة‪ ،‬من يحيا كميت ويقول مع المسيح صلبت‬ ‫صلَ ْ‬ ‫لمن ُي ْ‬ ‫(غل ‪.)11: 6 + 11 : : + 17:1‬‬ ‫ومن يترك البذار على الطريق يخطفها الطيور ‪ ،‬لكن من يدفنها فى األرض ال تصل لها الطيور ‪ ،‬وروحيا هذا‬

‫يعنى من يخبئ كالم اهلل فى داخل قلبه متفك ار ومتأمال فيه " خبأت كالمك فى قلبى لكى ال أخطئ إليك "‬

‫(مز‪ . )11 : 119‬وليس فقط أن نخبئ كالم اهلل بل أن ننفذه ونلهج فيه (مز‪: 119 + 8 ،11 ، 18 : 119‬‬ ‫‪ )1:‬إذاً الطريق الذى يوصى به المرنم هو أن نضع كالم اهلل ونخبئه فى القلب ونلهج فيه طول النهار ونتأمل‬

‫فيه ونسعى لتنفيذه ‪ ،‬وهذا معنى أن الحيوانات المجترة طاهرة (راجع ال‪ . )11‬ومن ال يفعل تخطف الطيور البذار‬ ‫(األفكار التى يعرضها الشيطان) ‪. ،‬‬

‫ونالحظ أن من يكون طريقاً يتقسى قلبه من دوس األقدام‪ ،‬فالطريق يكون دائماً صلباً‪ ،‬وهذا يمثل القلب الذى‬

‫تقسى بشهوات العالم‪ ،‬يسمع كلمة اهلل ولكن بدون إنتباه يتأثر بها مؤقتا وانفعاله عاطفى سريعاً ما يزول‪ ،‬ومع‬

‫أول شهوة أو فكرة خاطئة‪ ،‬حاالً تموت كلمة اهلل فى قلبه‪ .‬وألن القلب قاسى يكون صعباً توبته (أرض ال تصلح‬

‫للحرث)‬

‫‪125‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫واصالح هذه األرض يكون بالتوبة (يشبه هذا حرث األرض) فيتفتت القلب‪ ،‬ويستعد إلستقبال كلمة اهلل ويخبئها‬ ‫فتأتى بثمر‪ ،‬والتوبة هنا هى بحفظ الحواس‪ ،‬قرار من اإلنسان أن تصبح حواسه ميتة عن العالم حينئذ تتدخل‬

‫نعمة اهلل‪ ،‬ويكون اهلل سو اًر يحمى هذه النفس‪ .‬فلننتبه إلى أصدقائنا وجلساتنا وطريقة أفراحنا ولهونا‪.‬‬

‫مثال‪ :‬شخص دخل الكنيسة وصلّى ودخلت كلمة اهلل فى قلبه كبذرة‪ .‬فإذا خرج وذهب بإرادته لدار لهو أو سينما‬

‫مثالً‪ ،‬فالشيطان هنا يكون مثل الطير المستعد دائماً لخطف البذار ليأكلها‪ ،‬وما سيشاهده هذا اإلنسان سيدوس‬

‫كلمة اهلل = البذرة التى سقطت على الطريق‪ ،‬فهذا اإلنسان هو الذى سمح لنفسه أن يكون طريقاً ومداساً‪ .‬أماً لو‬ ‫ذهب هذا اإلنسان إلى بيته واستمر باقى اليوم مع اهلل‪ ،‬فهو بهذا يخبىء كلمة اهلل عن الطيور فتنمو فى داخله‪.‬‬

‫فالفالح أوالً (فى فلسطين ) يحرث الحقل ثم يبذر البذور ثم يحرثها مرة أخرى ليدفن البذار داخل التربة‪ .‬لذلك‬ ‫علينا بعد أن تقع كلمة اهلل فى داخل قلوبنا أن ندفنها داخل قلوبنا بأن نمنع حواسنا عن التلذذ بالعالم‪ ،‬وقضاء‬

‫حياتنا مع اهلل وفى حماية اهلل‪.‬‬ ‫البذار التى تسقط على أرض محجرة ‪:‬‬ ‫البذار هنا سقطت على أرض بها أحجار كثيرة‪ ،‬إشارة لخطايا محبوبة مدفونة فى القلب‪ .‬وتشير للقلب المرائى‪،‬‬ ‫فهى لها مظهر التربة الجيدة لكن داخلها خطايا مدفونة‪ .‬وبالتالى فلم يكن هناك فرصة أن تمتد الجذور لتحصل‬

‫على المياه من العمق =لم تكن له رطوبة (لوقا)‪ .‬ونالحظ أن البذرة وقعت فى منطقة ترابها قليل فسبب الح اررة‬

‫الشديدة (لقلة الرطوبة) تنمو البذرة بسرعة‪ .‬ولكن أيضاً ح اررة الشمس تجفف هذه الزرعة‪ .‬فالشمس التى تفيد‬ ‫المزروعات العادية هى هى نفسها تحرق هذه الزرعة‪.‬‬

‫سطح األرض‬ ‫بذرة‬ ‫حجر‬

‫تراب قليل‬

‫لذلك طلب المسيح (ادخلوا إلى العمق ) (لو ‪ ) 1::‬ومن لهُ عمق ستكون لهُ رطوبة‪ ،‬أى من يدخل لعمق محبة‬ ‫اهلل (وهذا يأتى من عشرة اهلل فنكتشف لذة عشرته ونحبه) ومن يحب اهلل سيحفظ وصاياه (يو‪ )1: : 11‬ومن‬ ‫يفعل يبنى بيته على الصخر (مت‪ )11 : 1‬ومن يفعل فهو عرف المسيح وسيزداد إيمانه باهلل وسيثبت فى‬

‫المسيح ‪ ،‬مثل هذا سيمتلىء من الروح القدس (الرطوبة) وسيكون له ثمار (غل ‪ )1:-11::‬وسيمتلئ تعزية‬

‫وصبر‪ .‬ومن يمتلىء صبر سيحتمل التجربة‪ ،‬فالشمس هى التجارب المؤلمة‪ .‬أما من يحيا حياة سطحية‪ ،‬يكتفى‬

‫بالذهاب للكنيسة كما لقوم عادة (عب ‪ )1::17‬دون أن يدخل فى عالقة وشركة حب مع المسيح‪ ،‬مثل هذا إن‬ ‫هبت التجارب عليه (مت‪ )1: : 1‬والتجارب هى األمطار والرياح التى تسقط البيت ‪ ،‬مثل هذا ينكر إيمانه إذ‬ ‫هو لم يتذوق حالوة المسيح ولم يعرفه ولم يثبت فيه ‪ ،‬مثل هذا تحرقه التجارب ولنالحظ أن التجارب التى تفيد‬ ‫المؤمن وتثبته‪ ،‬هى هى نفسها تحرق اإلنسان السطحى الذى لم يتذوق حالوة المسيح‪ .‬وما الذى يجعل اإلنسان‬

‫يحيا فى سطحية إالّ أنه أحب خطاياه وال يريد أن ينقى حياته منها‪ ،‬مثل هذا الفالح الذى لم ينقى أرضه من‬ ‫‪126‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫الحجارة الموجودة فيها‪ ،‬المختبئة داخلها‪ .‬مثل هذا محتاج للتوبة‪ ،‬أى يترك خطاياه المحبوبة‪ ،‬ويغصب نفسه أوالً‬ ‫على أن يقيم عالقة صالة ودراسة للكتاب المقدس‪ ،‬إلى أن يدخل للعمق‪ ،‬أى يكتشف حالوة شخص المسيح‪.‬‬

‫ولنالحظ أن مثل هؤالء السطحيين حين يسمعون كلمة اهلل يفرحون جداً ويبدو أنهم ينمون بسرعة جداً‪ .‬لكن‬

‫لألسف بسبب إصرارهم على عدم ترك خطاياهم المحبوبة يرتدون بسرعة‪ .‬وغالباً تكون هذه الخطايا المحبوبة‬

‫هى الكبرياء والذاتية‪.‬‬

‫البذار التى سقطت على أرض بها أشواك‬ ‫الحبة التى تقع بين الشوك حين تنمو ينمو معها الشوك‪ ،‬يضرب جذوره حولها‪ ،‬يمتصها ويخنقها‪ ،‬يسرق نصيبها‬ ‫من التربة ومن الماء فتخرج صفراء عليلة وال تعطى ثمر‪ .‬والسيد المسيح شرح ما هو هذا الشوك فقال إنه هم‬

‫هذا العالم وغرور الغنى‪ .‬والغريب أن يجتمع هذان اإلثنان‪ ،‬فَهَ ْم هذا العالم يعانى منه الفقراء والضعفاء وهذا‬ ‫عكس الغنى والقوة‪ ،‬ولكن لو فكرنا قليالً سنجد أن هم هذا العالم وغرور الغنى هما وجهان لعملة واحدة إسمها‪..‬‬

‫"عدم اإلتكال أو عدم الثقة فى اهلل" فالفقير أو الضعيف الذى يحمل الهم ويعيش حزيناً خائفاً من الغد هو ال يثق‬

‫فى اهلل وال يعتمد عليه‪ ،‬ال يفهم أن اهلل هو ضابط الكل وهو أبوه السماوى القادر أن يعتنى به‪ .‬وأيضاً المغرور‬ ‫بغناه‪ ،‬هو يعتمد على أمواله أو قوته أو مركزه‪ ،‬وال يعتمد على اهلل (مر ‪ .)11:17‬ويكون عدم الثقة فى اهلل‬

‫واإلتكال عليه هو كشوك يخنق كلمة اهلل‪ ،‬أما المتكل على اهلل فنجده يحيا مسبحاً فرحاً‪ ،‬يفرح بكلمة اهلل ويتعزى‬

‫بها‪ ،‬إذ الشىء من األشواك يمنع كلمة اهلل من تأدية عملها فى قلبه‪ ،‬والغنى الذى يعرف أن اهلل هو الذى يحميه‬

‫وليس أمواله سيفرح باهلل وتأتى الكلمة بثمارها فى قلبه‪ .‬وشهوات سائر األشياء (مرقس) مثل شهوة العظمة والقوة‬ ‫والسلطان واالنتقام والمتعة‪ .‬هنا يخرج اإلنسان عن مفهوم أن يحيا فى العالم‪ ،‬أو يكون العالم أداة نعيش بها إلى‬

‫مفهوم أن يكون العالم هدفاً ولو صار العالم هدف ال يصير اهلل هدف‪ ،‬ويكون هذا شوكاً يخنق الكلمة‪ .‬فكلمة اهلل‬

‫لو دخلت القلب ستجده مملوكاً آلخر وهو العالم‪.‬‬

‫إذاً كل من حمل هم هذا العالم‪ ،‬وانشغل بهمومه عن الفرح باهلل‪ .‬وكل من صار لهُ العالم أو الغنى أو الشهوات‬ ‫إلهاً آخر يبعده عن اهلل ويشعره بعدم اإلحتياج هلل (راجع رسالة المسيح لمالك كنيسة الودكية (رؤ‪ ،):‬كل هؤالء‬ ‫ال تثمر فيهم كلمة اهلل‪.‬‬

‫إذاً فلنهتم بأن نحيا ونفكر فى أمورنا ولكن بدون َه ْم‪ ،‬نفكر بثقة فى أن اهلل سيتدخل فى الوقت المناسب‪ .‬وال مانع‬ ‫ؤم ْن له الحياة وليست‬ ‫أن يكون لإلنسان أموال ولكن يتصرف فيها بطريقة حكيمة ويعرف أن اهلل هو الذى ُي ِّ‬ ‫أمواله‪ .‬وعلى من يحمل هماً نتيجة ضيق أو ظلم أو مرض أن يجرى إلى اهلل ويصلى ويلقى همه عليه‪ ،‬حينئذ‬ ‫سيكتشف مع المرنم أنه "عند كثرة همومى فى داخلى تعزياتك تلذذ نفسى (مز ‪)19:91‬‬

‫حتى نعتمد على‬

‫اهلل ونثق فيه علينا أن ينمو إيماننا‪ ،‬وحتي ينمو إيماننا علينا أن نشكر اهلل على كل حال (كو‪)1:1‬‬

‫األرض الجيدة ‪:‬‬

‫‪127‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫من األمثال السابقة فاألرض الجيدة هى التى تدخل فيها البذرة للداخل وال تكون أرضا صلبة ألنها مداس للناس‬ ‫والبهائم‪ .‬وهى األرض التى تنقت من األحجار‪ ،‬فيكون هناك عمق‪ ،‬وال تحيا النفس فى سطحية‪ ،‬بل تتذوق لذة‬

‫العمق ولذة العشرة مع اهلل‪ ،‬ولكن عليها أن تترك خطاياها المحبوبة أوالً‪ .‬وهى أرض عرفت اهلل فوضعت كل‬

‫إتكالها عليه‪ .‬فى مثل هذه األرض يصعد الثمر وينمو =وتصعد النفس لتحيا فى السماويات واألرض الجيدة هى‬ ‫هبة اهلل لنا فى المعمودية‪ ،‬إذ يعطينا الروح القدس أن نولد بطبيعة جديدة جيدة على صورة المسيح‪ ،‬ويكون لنا‬

‫الروح القدس مياهاً سمائية تروى أرضنا‪ ،‬ويسوعنا هو شمس البر الذى ينير على تربتنا فتثمر كلمة اهلل فينا‪.‬‬

‫ولكن من يعود يفتح حواسه للعالم سيكون مداساً‪ ،‬أومن يعود ينفتح على العالم وخطاياه سيكون مداساً‪ ،‬أومن‬ ‫يحيا فى سطحية‪ ،‬أو يجرى وراء شهوات العالم‪ ،‬مثل هؤالء سيعودون إلى طبيعة اإلنسان العتيق‪ ،‬واإلنسان‬

‫العتيق لن يدخل ملكوت السماء "لحماً ودماً ال يقدران أن يرثا ملكوت اهلل (‪1‬كو ‪ "):7:1:‬األرض الجيدة هى‬

‫التى يتم حرثها‪ ،‬أى تقليبها فى ضوء الشمس‪ ،‬إذاً لنفحص ذواتنا يومياً فى ضوء كلمة اهلل‪ ،‬ونقدم توبة عن كل‬ ‫خطية يظهرها نور اهلل لنا‪ .‬والبذار حتى تثمر يجب أن يكون هناك شمس‪ ،‬وشمس برنا هو مسيحنا‪ ،‬فهل نجلس‬

‫أمام المسيح وقتاً كافياً فى صالة ودرس للكتاب وفى خلوات روحية يومية لتثمر الكلمة فى داخلنا‪.‬‬

‫ثالثين وستين ومئة = (قيل ان هناك سنابل تثمر ‪ :7‬حبة واخرى تثمر ‪ 67‬حبة وثالثة تثمر ‪177‬حبة‪ ،‬وهذه‬ ‫تعبر عن درجات المؤمنين‪ ،‬هذا يعبر عن تفاوت الناس فى عبادة اهلل وممارسة الفضيلة والرحمة‪ ،‬وظهور ثمار‬

‫الروح فيهم‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪ -:)48 - 86 + 82-14:28‬مثل الحنطة والزوان‬ ‫‪14‬‬ ‫وت َّ ِ‬ ‫ع َزْر ًعا َج ِّي ًدا ِفي‬ ‫آخ َر ِق ِائالً‪ُ «:‬ي ْ‬ ‫َّم لَ ُه ْم َمثَالً َ‬ ‫سا ًنا َزَر َ‬ ‫ش ِب ُه َملَ ُك ُ‬ ‫الس َم َاوات إِ ْن َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)82-14:28‬قَد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضى‪َ 16 .‬فلَ َّما طَلَ َع َّ‬ ‫َح ْقلِ ِه‪َ 12 .‬وِفيما َّ‬ ‫ص َن َع ثَ َم ًرا‪،‬‬ ‫الن َب ُ‬ ‫اء َع ُد ُّوهُ َو َزَر َ‬ ‫س ِط ا ْل ِح ْنطَ ِة َو َم َ‬ ‫ع َزَوا ًنا في َو ْ‬ ‫ات َو َ‬ ‫اس ن َيام َج َ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِحي َن ِئ ٍذ ظَ َه َر َّ‬ ‫ت في َح ْقل َك؟ فَم ْن‬ ‫يد َر ِّ‬ ‫س َزْر ًعا َج ِّي ًدا َزَر ْع َ‬ ‫اء َع ِب ُ‬ ‫الزَو ُ‬ ‫ان أ َْي ً‬ ‫ب ا ْل َب ْيت َوقَالُوا لَ ُه َ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬أَلَ ْي َ‬ ‫‪:‬يا َ‬ ‫ضا‪ .‬فَ َج َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ال‪ :‬الَ! لِ َئالَّ‬ ‫ب َوَن ْج َم َع ُه؟ فَقَ َ‬ ‫سان َع ُد ٌّو فَ َع َل ه َذا‪ .‬فَقَ َ‬ ‫أ َْي َن لَ ُه َزَوان؟‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َن َنذ َ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫يد‪ :‬أَتُ ِر ُ‬ ‫ال لَ ُه ا ْل َع ِب ُ‬ ‫ْه َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ :‬إِ ْن َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ‬ ‫ان ِكالَ ُهما معا إِلَى ا ْلح ِ‬ ‫تَ ْقلَ ُعوا ا ْل ِح ْنطَ َة َم َع َّ‬ ‫وه َما َي ْن ِم َي ِ‬ ‫الزَو ِ‬ ‫ص ِاد أَقُو ُل‬ ‫ان َوأَْنتُ ْم تَ ْج َم ُعوَن ُه‪َ .‬د ُع ُ‬ ‫صاد‪َ ،‬وِفي َوقْت ا ْل َح َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ًَ‬ ‫اج َم ُعوا أ ََّوالً َّ‬ ‫وها إِلَى َم ْخ َزني»‪".‬‬ ‫ِل ْل َح َّ‬ ‫َما ا ْل ِح ْن َ‬ ‫ق‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫اج َم ُع َ‬ ‫اح ِزُموهُ ُح َزًما ِل ُي ْح َر َ‬ ‫الزَو َ‬ ‫ص ِاد َ‬ ‫ط َة فَ ْ‬ ‫ان َو ْ‬ ‫ين‪ْ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٍ ِ ِ 86‬‬ ‫ِ‬ ‫ص َر َ‬ ‫سوعُ ا ْل ُج ُمو َ‬ ‫َّم إِلَ ْيه تَالَمي ُذهُ‬ ‫ف َي ُ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)48-86:28‬حي َنئذ َ‬ ‫ع َو َجا َء إلَى ا ْل َب ْيت‪ .‬فَتَقَد َ‬ ‫‪81‬‬ ‫الزْرعَ ا ْل َج ِّي َد ُه َو ْاب ُن ِ‬ ‫ارعُ َّ‬ ‫سِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬اَ َّلز ِ‬ ‫س ْر لَ َنا َمثَ َل َزَو ِ‬ ‫ان‪َ 83 .‬وا ْل َح ْق ُل ُه َو‬ ‫ين‪«:‬فَ ِّ‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫قَ ِائلِ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ان ا ْل َح ْق ِل»‪ .‬فَأ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الزرعُ ا ْلج ِّي ُد ُهو ب ُنو ا ْلملَ ُك ِ‬ ‫وت‪َ .‬و َّ‬ ‫الشِّر ِ‬ ‫ان ُه َو َب ُنو ِّ‬ ‫اد ُه َو‬ ‫صُ‬ ‫الزَو ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫يس‪َ .‬وا ْل َح َ‬ ‫ير‪َ .‬وا ْل َع ُد ُّو الَّذي َزَر َع ُه ُه َو إِ ْبل ُ‬ ‫ا ْل َعالَ ُم‪َ .‬و َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ق ِب َّ‬ ‫ون ُهم ا ْل َمالَ ِئ َك ُة‪42 .‬فَ َك َما ُي ْج َمعُ َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اء ه َذا‬ ‫اء ا ْل َعالَِم‪َ .‬وا ْل َح َّ‬ ‫ان َوُي ْح َر ُ‬ ‫صُ‬ ‫ار‪ ،‬ه َك َذا َي ُك ُ‬ ‫الزَو ُ‬ ‫ون ِفي ا ْن ِق َ‬ ‫ا ْن ِق َ‬ ‫ض ُ‬ ‫اد َ ُ‬ ‫‪41‬‬ ‫ون ِم ْن ملَ ُكوِت ِه ج ِميع ا ْلمع ِاث ِر وفَ ِ‬ ‫اعلِي ِ‬ ‫ا ْل َعالَِم‪ُ 42 :‬ي ْر ِس ُل ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ط َر ُحوَن ُه ْم ِفي‬ ‫اإل ثِْم‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫ان َمالَ ِئ َكتَ ُه فَ َي ْج َم ُع َ‬ ‫َ َ َ​َ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫س ِفي ملَ ُك ِ‬ ‫ون ا ْلب َكاء وص ِرير األَس َن ِ ‪ِ ٍ ِ ِ 48‬‬ ‫ون َّ‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫يء األ َْب َرُار َك َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫أَتُ ِ‬ ‫وت أَِبي ِه ْم‪َ .‬م ْن لَ ُه‬ ‫ار‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫ْ‬ ‫ان‪ .‬حي َنئذ ُيض ُ‬ ‫اك َي ُك ُ ُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫أُ ُذ َن ِ‬ ‫س َم ْع‪" .‬‬ ‫ان لِ َّ‬ ‫لس ْم ِع‪َ ،‬ف ْل َي ْ‬

‫‪128‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫يشبه ملكوت السموات=هو الكنيسة التى تنشر اإليمان ومعرفة المسيح‪ .‬ليملك المسيح على قلوب شعبه فخدمة‬

‫الكنيسة سواء ك ارزة أو وعظ أو تعليم هدفها وصول المؤمنين إلى ملكوت السموات‪ .‬إنساناً زرع زرعاً جيداً = هو‬

‫المسيح نفسه فى حقله= فى كنيسته‪ .‬وفيما الناس نيام= لم يقل السيد وفيما الزارع نائم‪ ،‬فالمسيح ال ينام بل هو‬ ‫ساهر على كنيسته ويهتم بها‪ .‬ولكن الناس هم الذين ينامون أى هم فى غفلة وتراخى وكسل واهمال ونسيان اهلل‪،‬‬

‫سواء رعاة وخدام أو رعية وشعب‪ .‬ومضى = كأنه لم يفعل شئ مع أنه سبب الشر الموجود فى العالم‬

‫فإبن اإلنسان زرع فى العالم زرعاً جيداً هم بنو الملكوت‪ ،‬وجاء العدو خلسة وزرع زواناً وهم بنو الشرير‪ .‬ففى‬

‫وسط الك ارزة يضع إبليس أراء هدامة ( هرطقات ‪ /‬فلسفات مخادعة إلحادية‪ /‬شكوك ‪/‬شهوات ‪/‬خطية) وهذه يمكن‬

‫أن تنتشر إذا نام الناس أى لو تناسوا عالقتهم باهلل من صوم وصالة …الخ وانشغلوا بملذات هذا العالم‪ .‬وفجأة‬ ‫نجد هذه األراء وقد إنتشرت أو أن أناساً أشرار خرجوا من وسط الكنيسة‪ .‬والزوان يشبه الحنطة فى الشكل‬ ‫ويصعب تمييزه عنها فى البداية لذا نحتاج لحياة السهر والتدقيق لنميز أفكار الشر ولنحذر الثعالب الصغيرة التى‬

‫تدخل ونحن نيام‪ .‬والزوان ينمو مع الحنطة ولكنه ال يؤثر فى نموها فال نضطرب إذا رأيناهما معاً‪( .‬وليس أمام‬

‫الخدام سوى مخدع الصالة) جاء عدوه= فإبليس هو عدو اهلل‪ ،‬هى حرب بين اهلل وابليس‪ ،‬وهو يحارب أوالد اهلل‪.‬‬

‫الحصاد=يوم الدينونة‪ .‬الحصادين=المالئكة‪ .‬لئال تقلعوا الحنطة مع الزوان = مع كل إمكانيات المالئكة الجبارة‬ ‫فهم ال يعرفون المستقبل‪ .‬واهلل يعمل فى قلوب البشر ويحول البعض من زوان إلى حنطة‪ .‬فمثالً لو سمح اهلل‬ ‫للمالئكة بقلع الزوان لقلعوا شاول الطرسوسى بسبب شره ومهاجمته للكنيسة غير عارفين أنه سيتحول إلى أعظم‬

‫حنطة‪ .‬فالمالئكة ال تعرف سوى ما يرونه اآلن‪ .‬واهلل يعطى فرصاً للتوبة لكل فرد حتى لو قرر التوبة يعطيه اهلل‬ ‫بنعمته طبيعة جديدة‪ ،‬فيتحول من زوان إلى حنطة‪ .‬والزوان لو طحنت بذوره مع الحنطة فالدقيق يكون ساماً لذلك‬ ‫يجب حرق الزوان وهذا مصير األشرار الذين لم يستغلوا فرص التوبة (رؤ ‪ .)1:-11:1‬هنا نرى فى هذا المثل‬

‫مزاحمة الباطل للحق فى هذا العالم ثم إنتصار الحق فى النهاية‪ .‬ولكن على الكنيسة أن ال تتسرع وتحكم على‬ ‫إنسان بالقطع فلعله من نوع الزوان الذى يتحول إلى حنطة‪ .‬على الكنيسة أن تُ َعلِّم وتنير الطريق له‪ .‬لكن ال‬ ‫يعنى هذا التهاون مع الذين يصرون على خطاياهم (‪1‬كو ‪1+1:-9::‬يو‪ .)17‬وجاء إلى البيت‪ ..‬فتقدم إليه‬

‫تالميذه قائلين فسر لنا= المسيح يود أن يشرح لتالميذه ويعطيهم كل أسرار الملكوت‪ ،‬لكن ال يعطى هذا إالّ لمن‬ ‫يشتاق ويسأل ويطلب ويثابر‪ ،‬فهو ال يهب أس ارره السماوية للمتهاونين‪ .‬أما فى األمور األرضية (طعام‪/‬ملبس‪)..‬‬

‫فهو يشرق بشمسه على األبرار واألشرار ويمطر على األبرار والظالمين (مت‪ .)1:::‬والبيت هو رمز للكنيسة‬

‫حيث نجتمع بإسم المسيح فيحل فى وسطنا فرحاً بالمحبة التى فينا معلناً أس ارره لنا‪.‬‬

‫هذا المثل تراه فى كثير من الحدائق ‪ .‬فقد ذهبت إلى حديقة أحد البيوت خارج مصر ورأيت فى حديقته زهو ار‬

‫لونها أصفر جميل ‪ ،‬فقلت له ما أجمل هذه الزهور ‪ ،‬فضحك وقال إنما هى (ويدز) وتعجبت من الكلمة التى لم‬

‫أفهم معناها ‪ ،‬فقال هذه نباتات نسميها هكذا وهى نباتات تمتص كل غذاء التربة فتقتل كل نباتات الحديقة إن‬ ‫تركناها ‪ ،‬فقلت وما العمل ؟ فقال عندنا أدوات خاصة لنقلعها من جذورها ‪ .‬فقلت ومن زرعها ‪ ،‬فقال نسميها‬

‫نباتات شيطانية ‪ ،‬والعين الخبيرة فقط هى التى تميزها عن النباتات العادية ‪.‬‬

‫‪129‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫اآليات (مت ‪( + )81-82:28‬مر‪ )81-82:4‬مثل حبة الخردل ‪+‬‬ ‫(لو ‪)21-23:28‬‬

‫‪82‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫سان‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ات َح َّب َة َخ ْرَدل أ َ‬ ‫آخ َر قَ ِائالً‪ُ «:‬ي ْ‬ ‫َّم لَ ُه ْم َمثَالً َ‬ ‫ش ِب ُه َملَ ُك ُ‬ ‫َخ َذ َها إِ ْن َ‬ ‫وت َّ َ َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)81-82:28‬‬ ‫ِ ِ ‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع ا ْل ُب ُز ِ‬ ‫ش َج َرةً‪َ ،‬حتَّى إِ َّن‬ ‫َص َغ ُر َج ِم ِ‬ ‫ير َ‬ ‫َو َزَر َع َها في َح ْقله‪َ ،‬و ِه َي أ ْ‬ ‫ور‪َ .‬ولك ْن َمتَى َن َم ْت فَ ِه َي أَ ْك َب ُر ا ْل ُبقُول‪َ ،‬وتَص ُ‬ ‫ِ‬ ‫طُيور َّ ِ ِ‬ ‫ص ِان َها»‪".‬‬ ‫آوى في أَ ْغ َ‬ ‫الس َماء تَأْتي َوتَتَ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪82‬‬ ‫َي مثَل ُنمثِّلُ ُه؟ ‪ِ 82‬م ْث ُل حب ِ‬ ‫ش ِّب ُه ملَ ُك َ ِ‬ ‫َّة َخ ْرَدل‪َ ،‬متَى‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)81-82:4‬وقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وت اهلل؟ أ َْو ِبأ ِّ َ‬ ‫ال‪ِ «:‬ب َما َذا ُن َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ور الَِّتي علَى األَر ِ ‪ِ 81‬‬ ‫ُز ِر َع ْت ِفي األ َْر ِ‬ ‫يع ا ْل ُب ُز ِ‬ ‫ير أَ ْك َب َر َج ِمي ِع‬ ‫َص َغ ُر َج ِم ِ‬ ‫َ‬ ‫ض فَ ِه َي أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ض‪َ .‬ولك ْن َمتَى ُز ِر َع ْت تَ ْطلُعُ َوتَص ُ‬ ‫السم ِ‬ ‫ول‪ ،‬وتَص َنع أَ ْغصا ًنا َك ِبيرةً‪ ،‬حتَّى تَ ِ‬ ‫ت ِظلِّ َها»‪".‬‬ ‫اء أ ْ‬ ‫آوى تَ ْح َ‬ ‫َ َ‬ ‫ستَط َ‬ ‫ا ْل ُبقُ ِ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َن تَتَ َ‬ ‫َ‬ ‫يع طُ ُي ُ‬ ‫ور َّ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫وت ِ‬ ‫َخ َذ َها‬ ‫ش ِب ُه َح َّب َة َخ ْرَدل أ َ‬ ‫ش ِّب ُه ُه؟ ُي ْ‬ ‫ال‪َ «:‬ما َذا ُي ْ‬ ‫اآليات (لو ‪ " -:)21-23:28‬فَقَ َ‬ ‫اهلل؟ َوِب َما َذا أُ َ‬ ‫ش ِب ُه َملَ ُك ُ‬ ‫شجرةً َك ِبيرةً‪ ،‬وتَآو ْت طُيور َّ ِ ِ‬ ‫اها ِفي ب ِ ِ‬ ‫ص ِان َها»‪".‬‬ ‫سان َوأَْلقَ َ‬ ‫ُْ‬ ‫الس َماء في أَ ْغ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ستَانه‪ ،‬فَ َن َم ْت َو َ‬ ‫إِ ْن َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ص َار ْت َ َ َ‬

‫‪-‬‬

‫فى مثل الزارع رأينا ثالثة أقسام من البذار يهلك‪ ،‬وقسم واحد يخلص‪ ،‬بل فى مثل الزوان رأينا أن جزءاً من‬ ‫القسم الرابع يهلك‪ ،‬وحتى ال ييأس أحد يقدم السيد المسيح َمثَل حبة الخردل‪ .‬هنا نرى حبة خردل صغيرة‬ ‫تنمو وتزداد وتصبح شجرة كبيرة وهذا يعنى‪..‬‬

‫‪ .1‬يشير للمؤمن الفرد إذ تنمو كلمة اهلل فى داخله ويتحول لشجرة يأوى إليها اآلخرون‪ .‬والملكوت ينمو فى القلب‬ ‫الهادئ وتدريجياً كنمو الحبة أو الخميرة‪.‬‬

‫‪ .2‬يشير للكنيسة التى بدأت بشخص المسيح الذى ظهر فى صورة ضعف ومات على الصليب وترك ‪11‬تلميذاً‬ ‫خائفين مضطهدين ولكنها نمت فى العالم كله وانتشرت‪.‬‬ ‫ود ِف َن كما دفنت هذه البذرة (يو‪ )11:11‬ولكن قام وأقام كنيسته فيه‪ ،‬كنيسته هى‬ ‫‪ .3‬تشير للمسيح الذى تألم ُ‬ ‫جسده الذى إمتد فى كل العالم‪.‬‬

‫والبذرة فيها حياة تظهر بدفنها للموت‪ ،‬وهكذا الخميرة فى المثل القادم‪ ،‬فالحبة تدفن وتتحلل لتثمر‪ ،‬وهكذا كل من‬ ‫ِ‬ ‫ب عن شهوات العالم‪ ،‬ويقبل المسيح فيه مصلوباً حامالً شركة آالمه فيه‪ ،‬هذا ينعم بقوة قيامة المسيح‬ ‫وصل َ‬ ‫مات ُ‬ ‫فيه‪ .‬حبة الخردل التى تُدفن فى الحقل إنما هى المسيح المتألم الذى يدفن فينا ويقوم شجرة حياة فى قلبنا‪ .‬وحبة‬ ‫الخردل هذه الصغيرة ال تتحول لشجرة يأوى إليها الطيور ويستظل تحتها حيوانات البرية إالّ لو دفنت فى الطين‬

‫(موت عن شهوات العالم)‬

‫طيور السماء=إشارة لألمم الذين آمنوا ودخلوا تحت ظالل الكنيسة المريحة‪ .‬ولكن فى آية (‪ )19:1:‬نفهم أن‬ ‫الطيور تشير للشيطان‪ ،‬ونحن ال نندهش إذ يتسلل أبناء الشيطان إلى داخل الكنيسة (فهذا هو مثل الحنطة‬

‫والزوان) أخذها إنسان وزرعها فى حقله= اإلنسان هو المسيح وحقله هو العالم‪ .‬وهذا المثل يشير إلزدهار‬ ‫الحق ونمو الملكوت بالرغم من مضايقات أهل العالم‪ .‬فالحبة ألقيت فى األرض‪ ،‬وأحاطت بها الظلمة‪ ،‬وضغط‬

‫عليها الطين من كل جانب‪ ،‬ولكن الحياة الكامنة فيها إنطلقت لتصبح شجرة‪ .‬ونالحظ أن ملكوت اهلل يبدأ فى‬

‫‪130‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫حياة اإلنسان بمعرفة بسيطة عن اهلل مع بدايات التوبة‪ ،‬ولكن بعد ذلك يتحول ليشمل حب اهلل كل النفس فيعطى‬

‫اإلنسان حياته كلها هلل‪.‬‬

‫ملحوظة‪ -:‬هناك بذور أصغر من حبة الخردل‪ ،‬فلماذا إختار المسيح الخردل؟ ألن شجرة الخردل تنمو من بعد‬ ‫وضع البذرة فى شهور قليلة‪ .‬وكأن المسيح أراد أن يشير ضمناً لسرعة إنتشار الملكوت‪ ،‬مع الهدف األساسى‬

‫الذى هو الفارق الهائل بين حجم حبة الخردل والشجرة التى ستنمو‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( + )88:28‬لو ‪ )12-12:28‬مثل الخميرة ‪:‬‬

‫‪88‬‬ ‫وت َّ ِ ِ‬ ‫ام َأرَة َو َخ َّبأَتْ َها ِفي ثَالَ ثَ ِة‬ ‫يرةً أ َ‬ ‫آخ َر‪ُ «:‬ي ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم َمثَالً َ‬ ‫آيه (مت ‪ " -:)88:28‬قَ َ‬ ‫ش ِب ُه َملَ ُك ُ‬ ‫َخ َذتْ َها ْ‬ ‫الس َم َاوات َخم َ‬ ‫أَ ْك َي ِ‬ ‫اختَ َم َر ا ْل َج ِميعُ»‪".‬‬ ‫ال َد ِقيق َحتَّى ْ‬ ‫ِ ‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ام َأرَة َو َخ َّبأَتْ َها ِفي‬ ‫وت‬ ‫يرةً أ َ‬ ‫اهلل؟ ُي ْ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)12-12:28‬وقَ َ‬ ‫ضا‪ِ «:‬ب َما َذا أُ َ‬ ‫ش ِّب ُه َملَ ُك َ‬ ‫ال أ َْي ً‬ ‫َخ َذتْ َها ْ‬ ‫ش ِب ُه َخم َ‬ ‫ثَالَ ثَ ِة أَ ْك َي ِ‬ ‫اختَ َم َر ا ْل َج ِميعُ»‪".‬‬ ‫ال َد ِقيق َحتَّى ْ‬

‫بنفس مفهوم المثل السابق فالخميرة صغيرة فى كميتها لكن فى داخلها قوة حياة‪ ،‬وهذه تمسك فى العجين كله‬

‫وبسرعة تتفاعل معه وتهبه خواصها‪ ،‬فيتحول الدقيق إلى خمير ‪ ،‬هكذا تعمل فينا كلمة اهلل بنفس الطريقة الخفية‬ ‫والسرية والقوية والمستمرة ‪ ،‬فإذا وضعناها فى قلبنا تجعلنا قديسين وروحيين‪ ،‬على أن ال نغلق القلب أمامها‪ ،‬بل‬

‫نتجاوب معها وال نعاند صوت اهلل داخلنا‪ .‬وكما تحول الخميرة الدقيق إلى صورتها تحولنا كلمة اهلل إلى صورة‬ ‫المسيح (غل‪ )19 : 1‬وبهذا تنتشر فينا رائحة المسيح وحبه ويسيطر الروح على الحياة كلها‪ .‬وهذا العمل يتم فى‬

‫الخفاء ثالثة أكيال دقيق=رقم ‪ :‬هو رقم األقنوم الثالث أى الروح القدس وهو رقم القيامة فالسيد قام فى اليوم‬ ‫الثالث‪ .‬والحظ أنه فى اليوم الثالث خرجت األرض من الماء وبدأ ظهور الحياة من شجر وثمار (تك ‪)1:-9:1‬‬

‫وهذا ع مل الروح القدس داخل نفس كل إنسان إذ يخرج حياة فيه من بعد موت‪ ،‬وهذه الحياة هى الحياة المقامة‬

‫مع المسيح‪ ،‬نحصل عليها أوالً فى المعمودية إذ نموت وندفن مع المسيح ونقوم معه مولودين من الماء والروح‬ ‫وتبدأ ثمار الروح تظهر فينا‪ ،‬وثانياً مع الخطية نعود لحالة الموت‪ ،‬لكن عمل الروح القدس الذى يبكت على‬

‫الخطية‪ ،‬يعمل فينا وبالتوبة واإلعتراف يعطى الروح القدس غفراناً للخطية فنعود من حالة الموت للحياة " إبنى‬

‫هذا كان ميتاً فعاش" (لو‪ .)11:1:‬والمرأة هى الكنيسة التى بأسرارها وبالروح القدس العامل فى هذه األسرار‬

‫تعطى حياة ألبنائها‪.‬‬

‫وقد تشير المرأة لليهود الذين صلبوا المسيح‪ ،‬وبموته وقيامته أعطى الحياة لكل البشرية (الدقيق)‪ .‬والدقيق يشير‬

‫للكنيسة كلها (‪1‬كو‪ .)11:17‬ونرى هنا فى هذا المثل دور الكنيسة التى من خالل حياة الشركة‪ ،‬ومن خالل‬

‫األسرار تعلن ملكوت السموات‪ ،‬فهى تقدم المسيح (الخميرة) والخميرة هنا تكون واهبة للحياة وتعطى صفاتها‬ ‫للعجين (الكنيسة) ليتشبه العجين بالخميرة‪ ،‬أى تحمل الكنيسة سمات المسيح‪ .‬والحظ أن الخميرة مأخوذة من‬

‫الدقيق‪ ،‬والمسيح أخذ جسده من العذراء أى جسد بشريتنا‪ ،‬وأعطانا بعد ذلك جسده لنتحد به ونصير خب اًز واحداً‬

‫(‪1‬كو ‪.)11:17‬وقد تكون الخميرة هى تالميذ ورسل المسيح‪ ،‬هو أعدهم ونشروا اإليمان فى العالم كله بسرعة‪،‬‬

‫‪131‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫فأقاموه من موت الخطية إلى قيامة الحياة ( رقم ‪ ،):‬وبعمل الروح القدس األقنوم الثالث‪ .‬وهذا ينطبق على أى‬

‫مجموعة خدام نشطين روحياً يغيرون حياة اآلخرين‪.‬‬

‫مثل حبة الخردل يشير للنمو الظاهر من الخارج ‪ ،‬أما مثل الخميرة فيشير للنمو الداخلى ‪ .‬وكالهما يشيران لعمل‬ ‫نعمة اهلل فى النمو ‪ ،‬ولكن مثلى الوزنات ( مت ‪ ) 1:‬واألَ ْمناء (لو ‪ )19‬فهما يشيران لجهاد اإلنسان‪ .‬وال معنى‬ ‫للخلط بين النعمة والجهاد وال معنى إلغفال ضرورة الجهاد ‪ ،‬فنحن نرى فى مثل العشر عذارى أن الخمس‬ ‫الجاهالت كان معهن مصابيح ونعسن ولم يسهرن على مإلها بزيت النعمة فلم يدخلوا ‪ ،‬ولم يستطعن أن يأخذن‬

‫من الحكيمات ‪ ،‬فالسهر والجهاد هو أمر شخصى ال يمنحه شخص آلخر ‪ .‬ونالحظ أن الجاهالت كن عذارى‬ ‫أى مؤمنات بالمسيح وها هن يطلبنه كعريس ولكن بسبب إهمالهن الجهاد لم يقبلوا فلم يخلصوا‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( + )82-84:28‬مر‪-:)84-88:4‬‬ ‫‪84‬‬ ‫ِ‬ ‫ع ِبأ َْمثَال‪َ ،‬وِب ُد ِ‬ ‫ون َمثَل لَ ْم َي ُك ْن ُي َكلِّ ُم ُه ْم‪82 ،‬لِ َك ْي‬ ‫سوعُ ا ْل ُج ُمو َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)82-84:28‬ه َذا ُكلُّ ُه َكلَّ َم ِبه َي ُ‬ ‫ات م ْن ُذ تَأ ِ‬ ‫ق ِبم ْكتُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل ِب َّ‬ ‫ْس ِ‬ ‫يس ا ْل َعالَِم»‪".‬‬ ‫َي ِت َّم َما ِق َ‬ ‫الن ِب ِّي ا ْلقَائ ِل‪َ «:‬‬ ‫وم ُ‬ ‫سأَفْتَ ُح ِبأ َْمثَال فَمي‪َ ،‬وأَ ْنط ُ َ َ‬ ‫ان ي َكلِّمهم حسبما َكا ُنوا ي ِ‬ ‫هذ ِ‬ ‫اآليات (مر‪88 -:)84-88:4‬وِبأَمثَال َك ِثيرٍة ِمثْ ِل ِ‬ ‫س َم ُعوا‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫يع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ستَط ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سر لِتَالَ ِم ِ‬ ‫‪َ 84‬وِب ُد ِ‬ ‫ش ْي ٍء‪.‬‬ ‫ون َمثَل لَ ْم َي ُك ْن ُي َكلِّ ُم ُه ْم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫يذ ِه ُك َّل َ‬ ‫َما َعلَى ا ْن ِف َرٍاد فَ َك َ‬ ‫ان ُيفَ ِّ ُ‬ ‫فكما قلنا فى مقدمة اإلصحاح أن األمثال تزيد توضيح األمور‪ ،‬وتدفع السامع للتفكير فتثبت الحقائق فى ذهنه‪.‬‬ ‫آيه (مت ‪ )44:28‬الكنز المخفى فى حقل‬

‫‪44‬‬ ‫ات َك ْن ًاز م ْخ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫َخفَاهُ‪َ .‬و ِم ْن فَ​َر ِح ِه‬ ‫سان فَأ ْ‬ ‫ضا ُي ْ‬ ‫ش ِب ُه َملَ ُك ُ‬ ‫آيه (مت ‪« " -:)44:28‬أ َْي ً‬ ‫فى في َح ْقل‪َ ،‬و َج َدهُ إِ ْن َ‬ ‫وت َّ َ َ‬ ‫ُ ً‬ ‫شتَ​َرى ذلِ َك ا ْل َح ْق َل‪" .‬‬ ‫ان لَ ُه َوا ْ‬ ‫ضى َوَب َ‬ ‫اع ُك َّل َما َك َ‬ ‫َم َ‬

‫هذا المثل والمثلين اآلتيين كانوا للتالميذ وليس للجموع‪ ،‬فهم لمن يريد أن يدخل فى العمق حباً فى المسيح وليس‬

‫ألى شخص‪.‬‬

‫فى المثل السابق رأينا دور الكنيسة فى نشر ملكوت السموات‪ ،‬فالكنيسة تقدم شخص المسيح كسر الملكوت‬

‫الحقيقى‪ .‬وهنا نرى دور المؤمن وجهاده المستمر إلكتشاف المسيح "الكنز المخفى" فى الحقل‪ .‬والكنز المخفى فى‬

‫حقل يحتاج لمن يفتش عنه‪ ،‬يتعب ويبحث باذالً كل الجهد ليجد هذا الكنز والحقيقة أننا فى جهادنا‪ ،‬سواء فى‬

‫صالة أو دراسة الكتاب المقدس إنما نجتهد ألن نعرف شخص المسيح‪ ،‬ونكتشف لذة العشرة معهُ‪ ،‬وهنا نملكه‬ ‫القلب كله فيمتد بهذا ملكوت السموات إلى قلبى‪ .‬ومن يكتشف هذا الكنز سيبيع كل شىء آخر حاسباً إياه نفاية‬

‫(فى ‪ )8-1::‬ولكن كما يحفر اإلنسان فى حقل حتى يجد الكنز المخفى‪ ،‬فلنحفر فى آيات الكتاب المقدس‪ ،‬وال‬ ‫نكتفى بثمار الحقل الظاهرة أى المعانى السطحية بل نجتهد أن نصل ألعماقها ونفهمها‪ .‬فنكتشف شخص‬

‫المسيح‪ .‬والحظ أننا لن يمكننا أن نفرط فيما بين أيدينا من ملذات العالم ونبيعها‪ ،‬ما لم نكتشف أوالً هذا الكنز ‪،‬‬

‫فهذه الملذات أيضا هى من ثمار الحقل الظاهرة‪ .‬فلندخل إلى مخدعنا ونصلى وندرس كلمة اهلل بهدف إكتشاف‬

‫‪132‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫شخص المسيح كلمة اهلل‪ ،‬حينئذ سنبيع كل شىء أماّ من تلهيه ملذات العالم‪ ،‬رافضاً الجهاد فى الصالة ودراسة‬

‫كلمة اهلل سيظل هذا الكنز مخفياً بالنسبة لهُ‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪ )46-42:28‬مثل اللؤلؤة كثيرة الثمن‪:‬‬

‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫وت َّ ِ‬ ‫سا ًنا تَ ِ‬ ‫س َن ًة‪َ 46 ،‬فلَ َّما َو َج َد‬ ‫ضا ُي ْ‬ ‫ش ِب ُه َملَ ُك ُ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)46-42:28‬أ َْي ً‬ ‫اج ًار َي ْطلُ ُ‬ ‫ئ َح َ‬ ‫الس َم َاوات إِ ْن َ‬ ‫ب آلل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اها‪" .‬‬ ‫ان لَ ُه َوا ْ‬ ‫شتَ​َر َ‬ ‫ضى َوَب َ‬ ‫اع ُك َّل َما َك َ‬ ‫يرةَ الثَّ َم ِن‪َ ،‬م َ‬ ‫لُ ْؤلُ َؤةً َواح َدةً َكث َ‬ ‫اللؤلؤة الواحدة كثيرة الثمن هى شخص المسيح‪ ،‬وأماّ الآللىء الحسنة هى العالم بملذاته‪ .‬وهذا العالم الشك لهُ‬

‫إغراؤه وحالوته وجذبه ولكن إذا إكتشفنا شخص المسيح سنكتشف فى الوقت نفسه تفاهة كل ملذات الدنيا‬

‫(فى‪ .)8-1::‬المثل السابق يشرح أن من يجاهد ليكتشف شخص المسيح سيبيع كل شىء‪ ،‬وهنا نكتشف أن ما‬ ‫نبيعه كان قبل إكتشاف المسيح كآللى فى نظرنا‪ ،‬ولكن بعد معرفة المسيح اللؤلؤة كثيرة الثمن‪ ،‬نكتشف أن ما‬

‫كان فى نظرنا كآللىء صار كنفاية‪ .‬باع = ما كان له قيمة فى نظره كآللئ فقد قيمته ‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪ )22-41:28‬مثل الشبكة المطروحة فى البحر‪:‬‬

‫‪41‬‬ ‫شب َك ًة م ْطروح ًة ِفي ا ْلب ْح ِر‪ ،‬وج ِ‬ ‫وت َّ ِ‬ ‫ام َع ًة ِم ْن ُك ِّل‬ ‫ضا ُي ْ‬ ‫ش ِب ُه َملَ ُك ُ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)22-41:28‬أ َْي ً‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫الس َم َاوات َ َ َ ُ َ‬ ‫‪43‬‬ ‫وها علَى َّ ِ‬ ‫وها َخ ِ‬ ‫ار ًجا‪.‬‬ ‫اد إِلَى أ َْو ِع َي ٍة‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫امتَأل ْ‬ ‫اء فَطَ َر ُح َ‬ ‫سوا َو َج َم ُعوا ا ْل ِج َي َ‬ ‫َص َع ُد َ َ‬ ‫َت أ ْ‬ ‫َما األ َْرِد َي ُ‬ ‫الشاط ِئ‪َ ،‬و َجلَ ُ‬ ‫َن ْوٍع‪َ .‬فلَ َّما ْ‬ ‫‪41‬‬ ‫ض ِ‬ ‫ار‪َ 22 ،‬وَي ْط َر ُحوَن ُه ْم ِفي أَتُ ِ‬ ‫ش َرَار ِم ْن َب ْي ِن األ َْب َر ِ‬ ‫ون‬ ‫ون األَ ْ‬ ‫اء ا ْل َعالَِم‪َ :‬ي ْخ ُر ُج ا ْل َمالَ ِئ َك ُة َوُي ْف ِرُز َ‬ ‫ه َك َذا َي ُك ُ‬ ‫ون ِفي ا ْن ِق َ‬ ‫َّ‬ ‫َس َن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ان»‪".‬‬ ‫ار‪ُ .‬ه َن َ‬ ‫اك َي ُك ُ‬ ‫ير األ ْ‬ ‫اء َو َ‬ ‫ون ا ْل ُب َك ُ‬ ‫ص ِر ُ‬

‫هذا المثل يشبه مثل ُعرس إبن الملك (مت ‪ )11-1:11‬الذى دعا إلى ُعرس إبنه كل الناس ولكن أخي اًر أخرج‬ ‫غير المستعدين ألن كثيرين ُيدعون وقليلين ينتخبون (مت‪.)11:11‬‬ ‫فالشبكة المطروحة هى الكنيسة التى ُيدعى الكل إليها‪ ،‬والخدام هم الصيادون والبحر إشارة للعالم كله‪ ،‬يدخل‬ ‫الكل للكنيسة‪ ،‬ولكن هناك من يجاهد لكى يكتشف شخص المسيح فيبيع العالم ألجله‪ ،‬وهناك من يجذبه العالم‬ ‫فيبيع المسيح ألجله‪ ،‬أى ألجل العالم‪ ،‬فمن باع العالم ألجل المسيح فهؤالء هم الحنطة‪ ،‬ومن باع المسيح ألجل‬

‫ب للشاطىء يوم الدينونة‪ .‬فالشاطىء يشير لنهاية الزمان يوم يترك‬ ‫ملذات العالم فهؤالء هم الزوان والشبكة ستُ ْس َح ْ‬ ‫كل الناس البحر أى العالم " إليك يأتى كل بشر مز‪"1:6:‬‬

‫جلسوا = إشارة لجلوس اهلل على كرسى الدينونة‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ِ «:‬م ْن‬ ‫س ِّي ُد»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)28-22:28‬قَ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬أَفَ ِه ْمتُ ْم ه َذا ُكلَّ ُه؟» فَقَالُوا‪َ «:‬ن َع ْم‪َ ،‬يا َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِب ُه رجالً ر َّ ٍ‬ ‫وت َّ ِ‬ ‫َج ِل ذلِ َك ُك ُّل َك ِاتب متَعلٍِّم ِفي ملَ ُك ِ‬ ‫اء»‪َ 28 .‬ولَ َّما أَ ْك َم َل‬ ‫أْ‬ ‫ب َب ْيت ُي ْخ ِر ُج م ْن َك ْن ِزِه ُج ُد ًدا َو ُعتَقَ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫الس َم َاوات ُي ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫يسوعُ ِ‬ ‫اك‪" .‬‬ ‫هذ ِه األ َْمثَ َ‬ ‫ال ا ْنتَ َق َل ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َُ‬

‫هذا ال كالم موجه للتالميذ الذين سيقومون بخدمة الكلمة‪ ،‬والسيد هنا يقول لهم أنهم لن يكونوا مثل كتبة اليهود‬ ‫متمسكين بحرفية الناموس دون خبرات روحية‪ ،‬إنما سيكونون بجهادهم وتفتيشهم عن شخص المسيح‪ ،‬وبعمل‬ ‫‪133‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫الروح القدس فيهم‪ ،‬لهم خبرات حية جديدة ولهم نمو فى معرفة شخص المسيح اللؤلؤة كثيرة الثمن‪ .‬وسيكون لهم‬

‫خبرات الكتاب المقدس بعهديه الجديد والقديم = جدداً وعتقاء ‪ .‬وسيكون لهم خبرات األباء =عتقاً وخبراتهم هم‬

‫الشخصية =جدداً‪ .‬ويشبههم السيد برب بيت= فهم سيكونون رؤوساً لكنائس يعلمون شعبها من هذه الكنوز‪ .‬وقد‬ ‫يكون رب البيت هو أنت والبيت هو ذاتك ‪ ،‬فماذا يوجد فى عقلك وقلبك وحواسك ومعارفك‪.‬‬

‫كاتب متعلم في ملكوت السموات= في مقابل كتبة اليهود الذين تمسكوا بالحرف فماتوا‪ .‬وكان الكتبة أكثر الناس‬

‫معرفة بالشريعة وأكثرهم علما ‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( + )23-24:28‬مر‪-:)6-2:6‬‬

‫‪24‬‬ ‫ان ُي َعلِّ ُم ُه ْم ِفي َم ْج َم ِع ِه ْم َحتَّى ُب ِهتُوا َوقَالُوا‪ِ «:‬م ْن أ َْي َن‬ ‫اء إِلَى َوطَ ِن ِه َك َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)23-24:28‬ولَ َّما َج َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ُم ُه تُ ْدعى مريم‪ ،‬وِا ْخوتُ ُه يعقُوب وي ِ‬ ‫لِه َذا ِ‬ ‫س ه َذا ْاب َن َّ‬ ‫النج ِ‬ ‫ان‬ ‫س ْت أ ُّ‬ ‫هذ ِه ا ْل ِح ْك َم ُة َوا ْلقُ َّو ُ‬ ‫وسي َو ِس ْم َع َ‬ ‫َ َْ َ​َ َ َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َّار؟ أَلَ ْي َ‬ ‫ات؟ أَلَ ْي َ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫َخواتُ ُه ج ِميعه َّن ِع ْن َد َنا؟ فَ ِم ْن أ َْي َن لِه َذا ِ‬ ‫سوعُ فَقَا َل‬ ‫ون ِب ِه‪َ .‬وأ َّ‬ ‫هذ ِه ُكلُّ َها؟» فَ َكانُوا َي ْعثُ​ُر َ‬ ‫َ ُ​ُ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫س ْت أ َ َ‬ ‫َوَي ُهوَذا؟ أ َ​َولَ ْي َ‬ ‫‪23‬‬ ‫اك قَُّو ٍ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫لَهم‪«:‬لَ ْيس َن ِب ٌّي ِبالَ َكرام ٍة إِالَّ ِفي و َ ِ ِ‬ ‫ات َك ِث ِ ِ ِ‬ ‫يم ِان ِه ْم‪" .‬‬ ‫ص َن ْع ُه َن َ‬ ‫طنه َوِفي َب ْيته»‪َ .‬ولَ ْم َي ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫يرةً ل َع َدم إ َ‬ ‫َ​َ‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ت‪ْ ،‬ابتَ َدأَ ُي َعلِّ ُم ِفي‬ ‫ان َّ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)6-2:6‬و َخ َر َج ِم ْن ُه َن َ‬ ‫الس ْب ُ‬ ‫اء إِلَى َوطَ ِن ِه َوتَِب َع ُه تَالَ ِمي ُذهُ‪َ .‬ولَ َّما َك َ‬ ‫اك َو َج َ‬ ‫هذ ِه ا ْل ِح ْكم ُة الَِّتي أ ْ ِ‬ ‫هذ ِه؟ وما ِ‬ ‫ين‪ِ «:‬م ْن أ َْي َن لِه َذا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫س ِم ُعوا ُب ِهتُوا قَ ِائلِ َ‬ ‫ير َ‬ ‫ُعط َي ْت لَ ُه َحتَّى تَ ْج ِر َ‬ ‫ون إِ ْذ َ‬ ‫ا ْل َم ْج َم ِع‪َ .‬و َكث ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ​ِ ‪8‬‬ ‫النجَّار ْاب َن مريم‪ ،‬وأَ ُخو يعقُوب وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ه َذا ُه َو َّ‬ ‫س ْت‬ ‫وسي َوَي ُهوَذا َو ِس ْم َع َ‬ ‫َْ َ َُ‬ ‫ان؟ أ َ​َولَ ْي َ‬ ‫َْ َ​َ َ‬ ‫َعلَى َي َد ْيه قُ َّوات م ْث ُل هذه؟ أَلَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ط ِن ِه َوَب ْي َن أَق ِْرَب ِائ ِه َوِفي‬ ‫ام ٍة إِالَّ ِفي َو َ‬ ‫أَ‬ ‫ون ِب ِه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫هه َنا ِع ْن َد َنا؟» فَ َكا ُنوا َي ْعثُ​ُر َ‬ ‫َخ َواتُ ُه ُ‬ ‫سوعُ‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫س َن ِب ٌّي ِبالَ َك َر َ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اك والَ قُ َّوةً و ِ‬ ‫َّب‬ ‫ين فَ َ‬ ‫شفَ ُ‬ ‫َب ْي ِت ِه»‪َ .‬ولَ ْم َي ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫ضى َقلِيلِ َ‬ ‫ض َع َي َد ْي ِه َعلَى َم ْر َ‬ ‫اح َدةً‪َ ،‬غ ْي َر أ ََّن ُه َو َ‬ ‫اه ْم‪َ .‬وتَ َعج َ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫َ‬ ‫ص َن َع ُه َن َ َ‬ ‫ِم ْن ع َدِم إِ ِ‬ ‫وف ا ْلقَُرى ا ْل ُم ِحيطَ َة ُي َعلِّ ُم‪" .‬‬ ‫ص َار َيطُ ُ‬ ‫َ‬ ‫يمان ِه ْم‪َ .‬و َ‬ ‫َ‬

‫بهتوا وقالوا… أليس هذا هو إبن النجار=هؤالء كانوا واقفين ال ليتعلموا بل ليحكموا عليه‪ ،‬أعجبوا بكالمه ولكنهم‬ ‫لم يستفيدوا بسبب كبريائهم الذى أ غلق قلوبهم‪ ،‬فلم يروا فى المسيح سوى إبن نجار هم يعرفون عائلته‪ ،‬وكم من‬

‫فالسفة حتى اآلن يحكمون على كلمات المسيح وتعاليمه بالعظمة ولكنهم لم يؤمنوا ولم يتذوقوا حالوته‪ ،‬ألنهم‬

‫جعلوا من أنفسهم حكاماً يحكمون عليه وقضاة يتحققون من كل كلمة قالها‪ ،‬ولم يفتحوا القلب لهُ‪ .‬وربما لم يقبله‬ ‫هؤالء اليهود إذ إنتظروا المسيح ملكاً زمنياً‪ ،‬وكم من مرة نرفض المسيح ونهاجمه إذ ال يخلصنا بحسب الخطة‬ ‫التى نضعها نحن‪ ،‬وهذه هى نفس سقطة تلميذى عمواس (لو‪ ،)11:11‬فى نظر هؤالء أن الفداء الذى تم على‬

‫الصليب ليس هو الفداء المطلوب‪ .‬فكانوا يعثرون فيه= فهو وضع لسقوط وقيام كثيرين (لو‪ :1:1‬وهذا ما تنبأ‬ ‫إشعياء أيضاً عنه ‪ )1:-11:8‬إن كبرياء هؤالء اليهود تصادم مع تواضع المسيح الذى ظهر كإبن نجار‪ ،‬فلم‬

‫يقبل هؤالء المتغطرسين أن يكون مسيحهم متواضعاً‪ .‬وبسبب عدم إيمانهم هذا لم يستطيع المسيح أن يعمل قوات‬

‫ومعجزات بينهم (مر‪ .) ::6‬هؤالء أروا المسيح بعيونهم وكأنهم لم يروه‪ .‬وانطبق عليهم قول الرب عنهم مبصرين‬

‫ال يبصرون‪(...‬اية ‪. ) 1:‬‬

‫‪134‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫أليس هذا هو النجار إبن مريم = ُيفهم من هذا أن يوسف النجار كان قد تنيح‪ .‬فى ذلك الحين واالّ كانوا قد‬ ‫ذكروا إسمه‪.‬‬ ‫يعقوب ويوسى‪ ..‬إخوته= الكتاب المقدس يستخدم لفظ إخوة فى حاالت القرابة الشديدة (تك ‪ 8:1:‬إبراهيم ولوط‬

‫‪+‬تك ‪ 1::19‬البان ويعقوب)‪ .‬وهى تستخدم عند اليهود للتعبير عن أوالد العم والعمة والخال والخالة‪ .‬وفى اللغة‬ ‫األرامية تستخدم نفس الكلمة أخ لتعبر عن كل هذه القرابات‪ .‬وهناك أراء كثيرة فى هذا الموضوع ‪ )1‬هم أبناء‬

‫زوجة أخرى ليوسف النجار ‪ )1‬أوالد خالة للمسيح‪.‬‬

‫ويعقوب هو رئيس كنيسة أورشليم وكاتب رسالة يعقوب ويهوذا كاتب رسالة يهوذا‪ .‬واخوته لم يقبلوه أوالً ثم عادوا‬

‫وآمنوا (يو‪.)::1‬‬

‫(مر ‪ )2:6‬خرج من هناك (من كفر ناحوم) وجاء إلى وطنه (الناصرة) لكى يعطيهم فرصة أخرى‪.‬‬ ‫إن تواضع المسيح الذى بسببه تعثر اليهود فيه صار سبباً إلعجابنا به وحبنا لهُ‪ ،‬إذ نزل إلينا ليرفعنا إليه‪ .‬شاركنا‬ ‫جسدنا وأعمالنا فبارك لنا كل شىء‪ .‬ليس نبى بال كرامة إالّ فى وطنه = درج الناس على إكرام الغريب الذى ال‬ ‫يعرفونه‪ ،‬والتقليل من شأن القريب الذى يعرفون نشأته وأهله وغالباً مايكون هذا بسبب الحسد والغيرة‪ .‬والمسيح‬

‫إستعمل مثالً شائعاً قال فيه عن نفسه أنه نبى‪ ،‬إذ أن بعض الفئات فهموا أنه النبى الذى قال لهم عنه موسى‬

‫(تث ‪ +1::18‬مر ‪ + 18-11:8‬مر ‪ .)1::6‬ليس نبى بال كرامة إال فى وطنه= مثل معروف عند اليهود‬ ‫استخدمه السيد المسيح هنا‪.‬‬

‫(مر‪ )2:6‬لم يقدر أن يصنع… من عدم إيمانهم= فعدم إيماننا قادر أن يغلق أبواب مراحم اهلل‪ ،‬أماّ اإليمان‬ ‫فيفتح كوى مراحم اهلل‪.‬‬

‫‪135‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الرابع عشر‬ ‫اآليات (مت ‪( + )21-2:24‬مر ‪ ( + )11-24:6‬لو ‪-:)1-1:1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ْت ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ2‬‬ ‫ال لِ ِغ ْل َم ِان ِه‪«:‬ه َذا ُه َو‬ ‫يس ُّ‬ ‫ع‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ير ُ‬ ‫الرْب ِع َخ َب َر َي ُ‬ ‫س َرِئ ُ‬ ‫ود ُ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)21-2:24‬في ذل َك ا ْل َوق َ‬ ‫سم َع ه ُ‬ ‫ات! ولِذلِ َك تُعم ُل ِب ِه ا ْلقُ َّو ُ ‪ِ ِ 8‬‬ ‫ان قَ ْد قَام ِم َن األَمو ِ‬ ‫وح َّنا َوأ َْوثَقَهُ‬ ‫ير ُ‬ ‫س َك َ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ُ‬ ‫س َك ُي َ‬ ‫ُي َ‬ ‫ان قَ ْد أ َْم َ‬ ‫ود َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ات»‪ .‬فَإ َّن ه ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َخ ِ‬ ‫وديَّا ام أر َِة ِفيلُبُّس أ ِ‬ ‫َج ِل ِهير ِ‬ ‫ون لَ َك»‪.‬‬ ‫يه‪4 ،‬أل َّ‬ ‫َو َ‬ ‫ان َيقُو ُل لَ ُه‪«:‬الَ َي ِح ُّل أ ْ‬ ‫َن تَ ُك َ‬ ‫وح َّنا َك َ‬ ‫ط َر َح ُه ِفي ِس ْج ٍن ِم ْن أ ْ‬ ‫َن ُي َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشع ِب‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ ِ‬ ‫َن ي ْقتُلَ ُه َخ َ ِ‬ ‫ص ِت ْاب َن ُة‬ ‫ير ُ‬ ‫َولَ َّما أ َ​َر َ‬ ‫اد أ ْ َ‬ ‫اف م َن َّ ْ‬ ‫س‪َ ،‬رقَ َ‬ ‫ود َ‬ ‫ان ع ْن َد ُه ْم م ْث َل َن ِب ٍّي‪ .‬ثُ َّم لَ َّما َ‬ ‫ص َار َم ْول ُد ه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وديَّا ِفي ا ْلو ِ‬ ‫ودس‪ِ 1 .‬م ْن ثَ َّم وع َد ِبقَ ٍ‬ ‫ِهير ِ‬ ‫يها‪3 .‬فَ ِه َي إِ ْذ َكا َن ْت قَ ْد تَلَقَّ َن ْت ِم ْن‬ ‫َ​َ‬ ‫َ ْ‬ ‫سم أ ََّن ُه َم ْه َما طَلَ َب ْت ُي ْعط َ‬ ‫َ‬ ‫ير ُ َ‬ ‫سط فَ َ‬ ‫س َّر ْت ه ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫ان»‪ .‬فَا ْغتَ َّم ا ْلملِ ُك‪ .‬و ِ‬ ‫ُمها قَالَ ْت‪«:‬أ ْ ِ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ِ‬ ‫ين‬ ‫ْس ِام َوا ْل ُمتَّ ِك ِئ َ‬ ‫لك ْن ِم ْن أ ْ‬ ‫ْس ُي َ‬ ‫َعطني ُ‬ ‫أ ِّ َ‬ ‫َج ِل األَق َ‬ ‫َ‬ ‫هه َنا َعلَى طَ َبق َأر َ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫الص ِبي ِ‬ ‫الس ْج ِن‪22 .‬فَأ ْ ِ‬ ‫َّة‪،‬‬ ‫ْس ُه َعلَى طَ َبق َوُد ِف َع إِلَى َّ‬ ‫وح َّنا ِفي ِّ‬ ‫َم َر أ ْ‬ ‫ْس ُي َ‬ ‫ُحض َر َأر ُ‬ ‫س َل َوقَطَ َع َأر َ‬ ‫َن ُي ْعطَى‪ .‬فَأ َْر َ‬ ‫َم َع ُه أ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ع‪" .‬‬ ‫س َد َوَدفَ ُنوهُ‪ .‬ثُ َّم أَتَ ْوا َوأ ْ‬ ‫اء ْت ِب ِه إِلَى أ ِّ‬ ‫سو َ‬ ‫َخ َب ُروا َي ُ‬ ‫َّم تَالَمي ُذهُ َو َرفَ ُعوا ا ْل َج َ‬ ‫فَ َج َ‬ ‫ُم َها‪ .‬فَتَقَد َ‬ ‫اآليات (مر ‪24" -:)11-24:6‬فَ ِ ِ‬ ‫ان‬ ‫س ا ْل َملِ ُك‪ ،‬أل َّ‬ ‫ص َار َم ْ‬ ‫ورا‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ير ُ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد َ‬ ‫ال‪«:‬إِ َّن ُي َ‬ ‫َن ْ‬ ‫اس َم ُه َ‬ ‫ود ُ‬ ‫َ‬ ‫ش ُه ً‬ ‫سمعَ ه ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫قَام ِم َن األَمو ِ‬ ‫َح ِد‬ ‫ال َ‬ ‫ال َ‬ ‫ون‪«:‬إِ َّن ُه إِيلِيَّا»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ات»‪ .‬قَ َ‬ ‫ات َوِلذلِ َك تُ ْع َم ُل ِب ِه ا ْلقُ َّو ُ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫ون‪«:‬إِ َّن ُه َن ِب ٌّي أ َْو َكأ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ت أَ​َنا أر َ ِ َّ‬ ‫َن‬ ‫ام م َن األ َْم َوات!» أل َّ‬ ‫س قَ َ‬ ‫وح َّنا الذي قَطَ ْع ُ‬ ‫ير ُ‬ ‫ال‪«:‬ه َذا ُه َو ُي َ‬ ‫ود ُ‬ ‫األَ ْن ِب َياء»‪َ .‬ولك ْن لَ َّما َ‬ ‫َ‬ ‫سمعَ ه ُ‬ ‫ْس ُه‪ .‬إن ُه قَ َ‬ ‫َخ ِ‬ ‫وديَّا ام أر َِة ِفيلُبُّس أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل ِهير ِ‬ ‫ان قَ ْد‬ ‫وح َّنا َوأ َْوثَقَ ُه ِفي ِّ‬ ‫ير ُ‬ ‫يه‪ ،‬إِ ْذ َك َ‬ ‫س ُه َك َ‬ ‫الس ْج ِن ِم ْن أ ْ‬ ‫س َك ُي َ‬ ‫َ‬ ‫س َل َوأ َْم َ‬ ‫ان قَ ْد أ َْر َ‬ ‫س َن ْف َ‬ ‫ود َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫هُ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َ ‪ِ 21‬‬ ‫ون لَ َك ام أرَةُ أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يروِديَّا َعلَ ْي ِه‪،‬‬ ‫تَ​َزَّو َج ِب َها‪23 .‬أل َّ‬ ‫س‪«:‬الَ َي ِح ُّل أ ْ‬ ‫ير ُ‬ ‫َن تَ ُك َ‬ ‫وح َّنا َك َ‬ ‫َن ُي َ‬ ‫ود َ‬ ‫يك» فَ َحنقَ ْت ه ُ‬ ‫َْ‬ ‫ان َيقُو ُل ل ِه ُ‬ ‫َن تَ ْقتُلَ ُه ولَم تَ ْق ِدر‪12 ،‬أل َّ ِ‬ ‫ان َي ْحفَظُ ُه‪َ .‬وِا ْذ‬ ‫اد ْت أ ْ‬ ‫ير ُ‬ ‫َوأ َ​َر َ‬ ‫وح َّنا َعالِ ًما أ ََّن ُه َر ُجل َب ٌّار َوِقدِّيس‪َ ،‬و َك َ‬ ‫س َك َ‬ ‫اب ُي َ‬ ‫ان َي َه ُ‬ ‫ود َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َن ه ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِمع ُه‪ ،‬فَع َل َك ِثيرا‪ ،‬و ِ‬ ‫س ُر ٍ‬ ‫ظ َم ِائ ِه َوقُ َّو ِاد‬ ‫اء لِ ُع َ‬ ‫س ِفي َم ْوِل ِد ِه َع َ‬ ‫ير ُ‬ ‫ور‪َ .‬وِا ْذ َك َ‬ ‫ش ً‬ ‫ود ُ‬ ‫ان َي ْوم ُموافق‪ ،‬لَ َّما َ‬ ‫سم َع ُه ِب ُ‬ ‫ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ص َن َع ه ُ‬ ‫لص ِبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ‪ِ 11‬‬ ‫ِ‬ ‫َّة‪:‬‬ ‫ال ا ْل َملِ ُك لِ َّ‬ ‫ين َم َع ُه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ير ُ‬ ‫س َوا ْل ُمتَّ ِك ِئ َ‬ ‫ود َ‬ ‫ص ْت‪ ،‬فَ َ‬ ‫يروِديَّا َو َرقَ َ‬ ‫س َّر ْت ه ُ‬ ‫األُلُوف َوُو ُجوه ا ْل َجليل‪َ ،‬د َخلَت ْاب َن ُة ه ُ‬ ‫‪18‬‬ ‫ِ‬ ‫َن «مهما طَلَ ْب ِت ِم ِّني أل ْ ِ ِ‬ ‫«مهما أَرْد ِت ا ْطلُِبي ِم ِّني فَأ ْ ِ ِ‬ ‫ف َم ْملَ َك ِتي»‪.‬‬ ‫صَ‬ ‫ُعط َي َّنك َحتَّى ن ْ‬ ‫ُعط َيك»‪َ .‬وأَق َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ْس َم لَ َها أ ْ َ ْ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ِ‬ ‫س ْر َع ٍة إِلَى ا ْل َمِل ِك‬ ‫فَ َخ َر َج ْت َوقَالَ ْت أل ِّ‬ ‫ْس ُي َ‬ ‫ُم َها‪َ «:‬ما َذا أَ ْطلُ ُ‬ ‫ان»‪ .‬فَ َد َخلَ ْت ل ْل َوقْت ِب ُ‬ ‫ب؟» فَقَالَ ْت‪َ «:‬أر َ‬ ‫‪16‬‬ ‫يد أ ْ ِ ِ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ِ‬ ‫ْس ِام‬ ‫ان َعلَى َ‬ ‫َو َ‬ ‫طلَ َب ْت قَ ِائلَ ًة‪«:‬أ ُِر ُ‬ ‫ط َبق»‪ .‬فَ َح ِز َن ا ْل َمِل ُك ِجدًّا‪َ .‬وأل ْ‬ ‫ْس ُي َ‬ ‫َج ِل األَق َ‬ ‫َن تُ ْعط َيني َحاالً َأر َ‬ ‫‪13‬‬ ‫َن ي ْؤتَى ِب أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن يرد َ ‪ِ ِ 11‬‬ ‫ْس ُه ِفي‬ ‫ضى َوقَ َ‬ ‫َوا ْل ُمتَّ ِك ِئ َ‬ ‫ْس ِه‪ .‬فَ َم َ‬ ‫َم َر أ ْ ُ‬ ‫ط َع َأر َ‬ ‫س َل ا ْل َمل ُك َ‬ ‫َّها‪َ .‬فل ْل َوقْت أ َْر َ‬ ‫َ‬ ‫ين لَ ْم ُي ِرْد أ ْ َ ُ‬ ‫سيَّافًا َوأ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُمها‪11 .‬ولَ َّما ِ‬ ‫لص ِبي ِ‬ ‫الس ْج ِن‪ .‬وأَتَى ِب أر ِ‬ ‫اءوا َو َرفَ ُعوا‬ ‫َّة‪َ ،‬و َّ‬ ‫طاهُ لِ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َع َ‬ ‫َع َ‬ ‫ْس ِه َعلَى َ‬ ‫الص ِب َّي ُة أ ْ‬ ‫ط َبق َوأ ْ‬ ‫طتْ ُه أل ِّ َ‬ ‫سمعَ تَالَمي ُذهُ‪َ ،‬ج ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وها ِفي قَ ْب ٍر‪" .‬‬ ‫ض ُع َ‬ ‫ُجثَّتَ ُه َو َو َ‬

‫‪136‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫يع ما َك َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (لو ‪1" -:)1-1:1‬فَ ِ ِ‬ ‫َن قَ ْو ًما َكا ُنوا‬ ‫اب‪ ،‬أل َّ‬ ‫يس ُّ‬ ‫ير ُ‬ ‫ان م ْن ُه‪َ ،‬و ْارتَ َ‬ ‫س َرِئ ُ‬ ‫ود ُ‬ ‫َ‬ ‫سم َع ه ُ‬ ‫الرْب ِع ِب َجم ِ َ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‪«:‬إِ َّن ُي َ َّ‬ ‫آخ ِر َ ِ ِ‬ ‫ام»‪ .‬فَقَا َل‬ ‫ام ِم َن األ َْم َوات»‪َ .‬وقَ ْو ًما‪«:‬إِ َّن إِيليَّا َ‬ ‫ظ َه َر»‪َ .‬و َ‬ ‫َيقُولُ َ‬ ‫ين‪«:‬إ َّن َنبيًّا م َن ا ْلقُ َد َماء قَ َ‬ ‫وحنا قَ ْد قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن َي َراهُ‪" .‬‬ ‫ب أْ‬ ‫وح َّنا أَ​َنا قَطَ ْع ُ‬ ‫ير ُ‬ ‫َس َمعُ َع ْن ُه ِم ْث َل ه َذا؟» َو َك َ‬ ‫ان َي ْطلُ ُ‬ ‫س‪ُ «:‬ي َ‬ ‫ْس ُه‪ .‬فَ َم ْن ُه َو ه َذا الَّذي أ ْ‬ ‫ت َأر َ‬ ‫ود ُ‬ ‫هُ‬ ‫هيرودس هذا هو هيرودس أنتيباس أحد أبناء هيرودس الكبير الذى كان يحكم كل اليهودية والجليل‪ ،‬وبعد ما‬ ‫مات هيرودس الكبير سنة ‪ 1‬ق‪.‬م‪ .‬إنقسمت مملكته أربعة أجزاء‪ .‬ومن أوالد هيرودس الكبير‪.‬‬

‫‪)1‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫‪)3‬‬

‫اريسطوبولوس (لم يكن يحكم) وهو والد هيروديا‪.‬‬

‫هيرودس فيلبس(مر ‪ )11:6‬وقد تزوج من هيروديا بنت أخيه‪.‬‬ ‫هيرودس أنتيباس‪ .‬وقد تركت هيروديا زوجها فيلبس لتتزوجه فى أثناء حياة زوجها فيلبس وهذا ما عارضه‬

‫يوحنا المعمدان‪ .‬ولقد كان مسموحاً‪ ،‬بل مطلباً للناموس أن يتزوج األخ أرملة أخيه الراحل إذا كان هذا الميت‬

‫قد مات دون نسل وذلك ليقيم نسالً بإسم أخيه‪ ،‬لكن أن تترك زوجة زوجها لتتزوج بأخيه فهذا ضد الناموس‪.‬‬

‫هيرودس رئيس الربع= هو أنتيباس‪ ،‬والربع هو ربع مملكة هيرودس الكبير أبوه‪ .‬والربع الذى حكمه هو الجليل‬ ‫وبيرية (وهيرودس هذا هو الذى حاكم المسيح عندما أرسلهُ له بيالطس البنطى)‪.‬‬ ‫هو يوحنا المعمدان قد قام من األموات= رغم أن يوحنا المعمدان لم يعمل معجزات (يو‪ ،)11:17‬والمسيح كان‬ ‫صانع للمعجزات‪ ،‬إالّ أن تصور هيرودس أن المسيح هو يوحنا المعمدان وقد قام من األموات‪ ،‬ما كان سوى‬

‫إحساساً باإلثم وعذاباً للضمير‪ .‬فالشرير يهرب وال طارد (أم ‪( )1:18‬وهذا نفس ما حدث مع قايين)‪ .‬وهكذا‬

‫تنتهى اللذة العابرة بعذاب مستمر وألم دائم‪ .‬والحظ تدرج الشر فى حياة هيرودس ‪ )1‬فهو أوالً قد إغتصب زوجة‬

‫أخيه الحى‪ )1 .‬قتل يوحنا المعمدان‪ .‬والحظ أن مؤامرة القتل قد تم تدبيرها وقت اإلستمتاع الوقتى بالخطية‪ .‬ولقد‬ ‫قتل هيرودس المعمدان ليكتم صوت الحق الذى كان يعذبه‪ ،‬لكن الخوف لم يفارقه‪ ،‬صار بال سالم‪ ،‬فالخطية‬

‫تفقد اإلنسان سالمه الداخلى‪ ،‬وتفقده أبديته‪ .‬أماّ اإللتزام بالحق فهو وان كان ثمنه اإلستشهاد لكن لن يفقد المؤمن‬

‫سالمه على األرض‪ ،‬وتكون له حياة أبدية‪ .‬أين هيرودس اآلن وأين يوحنا المعمدان؟!‬

‫نهاية هيرودس‪ -:‬كان هيرودس متزوجاً من إبنة الحارث والى النبطيين وبسبب زواجه من هيروديا طلقها‪ .‬فقام‬ ‫عليه الحارث وحاربه وسحق جيشه‪ .‬وتم نفى هيرودس وزوجته إلى فرنسا سنة ‪:9‬م‪ ،‬ونالت إبنة هيروديا جزاءها‬

‫إذ سقطت فى بحيرة من الثلج وقطعت رقبتها‪.‬‬

‫ويضيف معلمنا مرقس على قصة متى أن هيرودس كان يحترم يوحنا ويهابه عالماً أنه رجل بار وقديس‪ .‬وكان‬

‫يحفظه آية (مر ‪ = )17:6‬واضح أن هيروديا كانت دائمة التدبير وحبك المؤامرات ضد يوحنا المعمدان آية (مر‬

‫‪ .)19:6‬ولكنها لم تقدر ألن هيرودس كان يحفظه منها‪ ،‬إذ كان خائفاً من الشعب‪ ،‬وألنه كان يعلم أنه رجل بار‬

‫وقديس لكن كان في داخله صراع بين رغبته اآلثمة واعجابه بيوحنا‪ ،‬ولكنه إنهار أخي اًر أمام أالعيب هذه المرأة‬ ‫التى أغوته برقصة إبنتها (سالومى) وهو فى حالة سكر ومجون‪ .‬لكن لنفهم أن حياة المعمدان إنتهت ليس‬

‫لسلطان هيرودس أو هيروديا بل ألن اهلل سمح بهذا‪.‬‬

‫‪137‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫إذ سمعه فعل كثي ارً= آية (مر ‪ )17:6‬وفى الترجمة األصلية "إذ سمعه إضطرب كثي اًر " ولكنه سمعه بسرور‪.‬‬ ‫وواضح أن ضميره كان يستيقظ بعض الوقت ويفرح لكالم المعمدان المملوء قوة بالروح القدس‪ ،‬ولكنه أمام شهواته‬

‫كان يرفض اإلذعان لصوت الحق‪ ،‬فكان صوت المعمدان يعذبه‪ .‬هو كان يتعذب إذ لم يكن مستقيماً فى قلبه‬

‫وخاضعاً لشهواته‪.‬‬

‫وتمت جريمة القتل فى جو ُسكر وعربدة ومجون‪ ،‬كان مجلس مستهزئين آية (مر ‪ )11:6‬ونجحت مؤامرتهم ألن‬ ‫المعمدان أنهى مهمته‪ ،‬فحتى ال توجد منافسة أو حزبين فليصعد يوحنا للسماء بأي وسيلة‪ .‬واذ كان يوم‬

‫موافق=هو كان موافقاً ألغراض هيروديا‪ .‬وهيرودس هذا سماه السيد المسيح ثعلباً (لو ‪ .):1:1:‬فهيروديا كانت‬ ‫تعلم أن هيرودس كان يسكر في هذا اليوم‪.‬‬

‫جاءت القصة في متى كتطبيق على قول السيد "ليس نبي بال كرامة إالّ في وطنه" (ص‪ )1:‬وجاءت القصة في‬

‫مرقس عقب إرسالية الرسل بمعنى أنه سيحدث لكم مثل هذا‪.‬‬

‫وحتى اآلن نحن نفعل نفس الخطأ إذ نخاصم ونقاطع من يسمعنا كلمة حق حتى ال يعذب ضميرنا‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( +)18-28:24‬مر‪+ )44-82:6‬‬ ‫( لو‪( + )21-22:1‬يو‪-:)22-2:6‬‬

‫اك ِفي س ِفي َن ٍة إِلَى مو ِ‬ ‫اآليات (مت ‪َ 28" -:)18-28:24‬فلَ َّما ِ‬ ‫ض ٍع َخالَ ٍء ُم ْنفَ ِرًدا‪.‬‬ ‫ف ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫سوعُ ا ْن َ‬ ‫سمعَ َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪24‬‬ ‫فَس ِمع ا ْلجموعُ وتَِبعوه م َ ِ‬ ‫اه ْم‪.‬‬ ‫ص َر َج ْم ًعا َك ِث ًا‬ ‫ير فَتَ َح َّن َن َعلَ ْي ِه ْم َو َ‬ ‫ض ُ‬ ‫شفَى َم ْر َ‬ ‫سوعُ أ َْب َ‬ ‫شاةً م َن ا ْل ُم ُد ِن‪َ .‬فلَ َّما َخ َر َج َي ُ‬ ‫َ َ ُ​ُ َ ُ ُ ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫ضى‪ِ .‬اص ِر ِ‬ ‫ين‪«:‬ا ْلمو ِ‬ ‫ضوا‬ ‫ضعُ َخالَء َوا ْل َوق ُ‬ ‫َّم إِلَ ْي ِه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫ف ا ْل ُج ُموعَ لِ َك ْي َي ْم ُ‬ ‫ْت قَ ْد َم َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫س ُ‬ ‫ص َار ا ْل َم َ‬ ‫َولَ َّما َ‬ ‫اء تَقَد َ‬ ‫‪26‬‬ ‫وه ْم أَ ْنتُ ْم لِ َيأْ ُكلُوا»‪21 .‬فَقَالُوا‬ ‫اعوا لَ ُه ْم َ‬ ‫اما»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َعطُ ُ‬ ‫اج َة لَ ُه ْم أ ْ‬ ‫ضوا‪ .‬أ ْ‬ ‫َن َي ْم ُ‬ ‫سوعُ‪«:‬الَ َح َ‬ ‫إِلَى ا ْلقَُرى َوَي ْبتَ ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ط َع ً‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ٍ‬ ‫لَ ُه‪«:‬لَ ْي ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫س َم َكتَ ِ‬ ‫َن َيتَّ ِك ُئوا‬ ‫ان»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ع أْ‬ ‫َم َر ا ْل ُج ُمو َ‬ ‫س ع ْن َد َنا ُ‬ ‫س ُة أ َْرِغفَة َو َ‬ ‫هه َنا إِال َخ ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ال‪«:‬ا ْئتُوني ِب َها إلَى ُه َنا»‪ .‬فَأ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫َعطَى األ َْرِغفَ َة‬ ‫اء َوَب َار َك َو َك َّ‬ ‫س َة َو َّ‬ ‫ش ِب‪ .‬ثُ َّم أ َ‬ ‫َعلَى ا ْل ُع ْ‬ ‫س َر َوأ ْ‬ ‫َخ َذ األ َْرِغفَ َة ا ْل َخ ْم َ‬ ‫الس َم َكتَ ْي ِن‪َ ،‬و َرفَ َع َنظَ َرهُ َن ْح َو َّ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ِبعوا‪ .‬ثُ َّم رفَعوا ما فَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ش َرةَ قُفَّ ًة َم ْملُوءةً‪.‬‬ ‫س ِر اثْ َنتَ ْي َع ْ‬ ‫ض َل م َن ا ْلك َ‬ ‫للتَّالَميذ‪َ ،‬والتَّالَمي ُذ ل ْل ُج ُموِع‪ .‬فَأَ َك َل ا ْل َجميعُ َو َ ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ون َكا ُنوا َن ْحو َخمس ِة آالَ ِ‬ ‫ف َر ُجل‪َ ،‬ما َع َدا ِّ‬ ‫َن َي ْد ُخلُوا‬ ‫سوعُ تَالَ ِمي َذهُ أ ْ‬ ‫َواآل ِكلُ َ‬ ‫اء َواأل َْوالَ َد‪َ .‬ولِ ْل َوقْت أَْل َزَم َي ُ‬ ‫س َ‬ ‫الن َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫صلِّ َي‪.‬‬ ‫ص َر َ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫ف ا ْل ُج ُمو َ‬ ‫س ِبقُوهُ إِلَى ا ْل َع ْب ِر َحتَّى َي ْ‬ ‫السفي َن َة َوَي ْ‬ ‫صع َد إِلَى ا ْل َج َب ِل ُم ْنفَ ِرًدا ل ُي َ‬ ‫ف ا ْل ُج ُمو َ َ‬ ‫ع‪َ .‬وَب ْع َد َما َ‬

‫اك َو ْح َدهُ‪" .‬‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫اء َك َ‬ ‫س ُ‬ ‫ص َار ا ْل َم َ‬ ‫َولَ َّما َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ش ْي ٍء‪ُ ،‬ك ِّل َما فَ َعلُوا َو ُك ِّل َما َعلَّ ُموا‪.‬‬ ‫اجتَ َم َع ُّ‬ ‫ع َوأ ْ‬ ‫َخ َب ُروهُ ِب ُك ِّل َ‬ ‫سو َ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)44-82:6‬و ْ‬ ‫س ُل إِلَى َي ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫‪82‬‬ ‫الذ ِ‬ ‫ين و َّ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ين َكا ُنوا َك ِث ِ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫يحوا َقلِيالً»‪ .‬أل َّ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ير َ‬ ‫اه ِب َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬تَ َعالَ ْوا أَ ْنتُ ْم ُم ْنفَ ِرِد َ‬ ‫استَ ِر ُ‬ ‫ين إِلَى َم ْوض ٍع َخالَء َو ْ‬ ‫َن ا ْلقَادم َ َ‬ ‫‪88‬‬ ‫‪81‬‬ ‫الس ِفي َن ِة إِلَى مو ِ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ض ْوا ِفي َّ‬ ‫َولَ ْم تَتَ​َي َّ‬ ‫ين‪ .‬فَ َر ُ‬ ‫آه ُم ا ْل ُج ُموعُ ُم ْنطَلِ ِق َ‬ ‫ض ٍع َخالَ ٍء ُم ْنفَ ِرِد َ‬ ‫صة لِألَ ْك ِل‪ .‬فَ َم َ‬ ‫َْ‬ ‫س ْر لَ ُه ْم فُْر َ‬ ‫ِ ‪84‬‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ َأرَى‬ ‫اك ِم ْن َج ِم ِ‬ ‫يع ا ْل ُم ُد ِن ُم َ‬ ‫ضوا إِلَى ُه َن َ‬ ‫س َبقُ ُ‬ ‫ير َ‬ ‫وه ْم َو ْ‬ ‫ون‪ .‬فَتَ​َار َك ُ‬ ‫اجتَ َم ُعوا إِلَ ْيه‪َ .‬فلَ َّما َخ َر َج َي ُ‬ ‫شاةً‪َ ،‬و َ‬ ‫َو َع َرفَ ُه َكث ُ‬ ‫اعي لَها‪ ،‬فَ ْابتَ َدأَ يعلِّمهم َك ِثيرا‪82 .‬وبع َد ساع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ات َك ِث ٍ‬ ‫َّم إِلَ ْي ِه‬ ‫َ​َْ َ َ‬ ‫يرا‪ ،‬فَتَ َح َّن َن َعلَ ْي ِه ْم إِ ْذ َكا ُنوا َكخ َراف الَ َر َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ ُْ ً‬ ‫َج ْم ًعا َكث ً‬ ‫يرة تَقَد َ‬ ‫‪ِ86‬‬ ‫ين‪«:‬ا ْلمو ِ‬ ‫اعوا لَ ُه ْم‬ ‫ضوا إِلَى ِّ‬ ‫الض َي ِ‬ ‫ضعُ َخالَء َوا ْل َوق ُ‬ ‫تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫ْه ْم لِ َك ْي َي ْم ُ‬ ‫ْت َم َ‬ ‫اع َوا ْلقَُرى َح َوالَ ْي َنا َوَي ْبتَ ُ‬ ‫ضى‪ .‬ا ْ‬ ‫َْ‬ ‫ص ِرف ُ‬ ‫‪138‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫لَ ُه‪«:‬أَ​َنم ِ‬ ‫ضي َوَن ْبتَاعُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫سة‬ ‫َعل ُموا قَالُوا‪َ «:‬خ ْم َ‬

‫‪81‬‬ ‫وه ْم أَْنتُ ْم لِ َيأْ ُكلُوا»‪ .‬فَقَالُوا‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫َعطُ ُ‬ ‫ُخ ْب ًزا‪ ،‬أل ْ‬ ‫س ِع ْن َد ُه ْم َما َيأْ ُكلُ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬أ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫ون»‪ .‬فَأ َ‬ ‫َن لَ ْي َ‬ ‫‪83‬‬ ‫ُخ ْب ًاز ِب ِم َئتَي ِدي َن ٍ‬ ‫ْه ُبوا َوا ْنظُ​ُروا»‪َ .‬ولَ َّما‬ ‫ار َوُن ْع ِط َي ُه ْم لِ َيأْ ُكلُوا؟» فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬ك ْم َرِغيفًا ِع ْن َد ُك ُم؟ اذ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َم َكتَ ِ‬ ‫صفُوفًا‪:‬‬ ‫ش ِب األ ْ‬ ‫ون ِرفَاقًا ِرفَاقًا َعلَى ا ْل ُع ْ‬ ‫َم َرُه ْم أ ْ‬ ‫يع َيتَّك ُئ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫َن َي ْج َعلُوا ا ْل َجم َ‬ ‫صفُوفًا ُ‬ ‫ض ِر‪ .‬فَاتَّ َكأُوا ُ‬ ‫َو َ‬ ‫ان»‪ .‬فَأ َ‬ ‫‪42‬‬ ‫سم ِ‬ ‫س َر‬ ‫اء‪َ ،‬وَب َار َك ثُ َّم َك َّ‬ ‫س َة َو َّ‬ ‫ين‪ .‬فَأ َ‬ ‫ين َخ ْم ِس َ‬ ‫ِم َئ ًة ِم َئ ًة َو َخ ْم ِس َ‬ ‫َخ َذ األ َْرِغفَ َة ا ْل َخ ْم َ‬ ‫الس َم َكتَ ْي ِن‪َ ،‬و َرفَعَ َنظَ َرهُ َن ْح َو ال َّ َ‬ ‫‪41‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِب ُعوا‪48 .‬ثُ َّم َرفَ ُعوا ِم َن‬ ‫الس َم َكتَ ْي ِن لِ ْل َج ِم ِ‬ ‫س َم َّ‬ ‫ِّموا إِلَ ْي ِه ْم‪َ ،‬وقَ َّ‬ ‫يع‪ ،‬فَأَ َك َل ا ْل َج ِميعُ َو َ‬ ‫األ َْرِغفَ َة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َعطَى تَالَمي َذهُ ل ُيقَد ُ‬ ‫‪44‬‬ ‫ين أَ َكلُوا ِم َن األَرِغفَ ِة َن ْحو َخمس ِة آالَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َر ُج ٍل‪.‬‬ ‫ش َرةَ قُفَّ ًة َم ْملَُّوةً‪َ ،‬و ِم َن َّ‬ ‫س ِر اثْ َنتَ ْي َع ْ‬ ‫ان الَِّذ َ‬ ‫الس َم ِك‪َ .‬و َك َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ا ْلك َ‬ ‫ْ‬ ‫‪22‬‬ ‫ف م ْنفَ ِرًدا إِلَى مو ِ‬ ‫ض ٍع‬ ‫َخ َب ُروهُ ِب َج ِم ِ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)21-22:1‬ولَ َّما َر َج َع ُّ‬ ‫س ُل أ ْ‬ ‫يع َما فَ َعلُوا‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َْ‬ ‫َخ َذ ُه ْم َوا ْن َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ص َر َ ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ٍ‬ ‫ون إِلَى‬ ‫س َّمى َب ْي َ‬ ‫اج َ‬ ‫ص ْي َدا‪ .‬فَا ْل ُج ُموعُ إِ ْذ َعل ُموا تَِب ُعوهُ‪ ،‬فَقَ ِبلَ ُه ْم َو َكلَّ َم ُه ْم َع ْن َملَ ُكوت اهلل‪َ ،‬وا ْل ُم ْحتَ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫َخالَء ل َمدي َنة تُ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫شر وقَالُوا لَ ُه‪« :‬اص ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشفَ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫اع‬ ‫ْه ُبوا إِلَى ا ْلقَُرى َو ِّ‬ ‫الض َي ِ‬ ‫اء َ‬ ‫ف ا ْل َج ْم َع لِ َيذ َ‬ ‫شفَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّم اال ثْ َنا َع َ َ َ‬ ‫اه ْم‪ .‬فَ ْابتَ َدأَ الن َه ُار َيمي ُل‪ .‬فَتَقَد َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ِ‬ ‫حوالَ ْي َنا فَي ِبيتُوا وي ِج ُدوا طَعاما‪ ،‬أل ََّن َنا هه َنا ِفي مو ِ‬ ‫س‬ ‫ض ٍع َخالَ ٍء»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َعطُ ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫وه ْم أَ ْنتُ ْم ل َيأْ ُكلُوا»‪ .‬فَقَالُوا‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ ً‬ ‫‪24‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِع ْن َد َنا أَ ْكثَر ِم ْن َخم ِ‬ ‫اما لِه َذا َّ‬ ‫الش ْع ِب ُكلِّ ِه»‪ .‬ألَنَّ ُه ْم َكا ُنوا َن ْح َو‬ ‫َن َنذ َ‬ ‫س َم َكتَ ْي ِن‪ ،‬إِالَّ أ ْ‬ ‫ب َوَن ْبتَ َ‬ ‫ْه َ‬ ‫سة أ َْرِغفَة َو َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫اع طَ َع ً‬ ‫‪26‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ال لِتَالَ ِم ِ‬ ‫َخمس ِة آالَ ِ‬ ‫َخ َذ‬ ‫يع‪ .‬فَأ َ‬ ‫ف َر ُجل‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يذ ِه‪«:‬أَتْ ِك ُئ ُ‬ ‫ين َخ ْم ِس َ‬ ‫وه ْم ِف َرقًا َخ ْم ِس َ‬ ‫ين»‪ .‬فَفَ َعلُوا ه َك َذا‪َ ،‬وأَتْ َكأُوا ا ْل َجم َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّموا ل ْل َج ْم ِع‪.‬‬ ‫الس َماء َوَب َارَك ُه َّن‪ ،‬ثُ َّم َك َّ‬ ‫ظ َرهُ َن ْح َو َّ‬ ‫س َة َو َّ‬ ‫َع َ‬ ‫الس َم َكتَْي ِن‪َ ،‬و َرفَ َع َن َ‬ ‫س َر َوأ ْ‬ ‫األ َْرِغفَ َة ا ْل َخ ْم َ‬ ‫طى التَّالَمي َذ ل ُيقَد ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َرةَ قُفَّ ًة‪" .‬‬ ‫س ِر اثْ َنتَا َع ْ‬ ‫فَأَ َكلُوا َو َ‬ ‫يعا‪ .‬ثُ َّم ُرِف َع َما فَ َ‬ ‫ض َل َع ْن ُه ْم م َن ا ْلك َ‬ ‫ش ِب ُعوا َجم ً‬ ‫‪2‬‬ ‫سوعُ إِلَى َع ْب ِر َب ْح ِر ا ْل َجلِ ِ‬ ‫يل‪َ ،‬و ُه َو َب ْح ُر طَ َب ِريَّ َة‪َ 1 .‬وتَِب َع ُه َج ْمع َك ِثير‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)22-2:6‬ب ْع َد ه َذا َم َ‬ ‫ضى َي ُ‬ ‫‪4‬‬ ‫اك مع تَالَ ِم ِ‬ ‫ضى‪8 .‬فَ ِ‬ ‫ان‬ ‫يذ ِه‪َ .‬و َك َ‬ ‫آي ِات ِه الَِّتي َك َ‬ ‫ص َن ُع َها ِفي ا ْل َم ْر َ‬ ‫ص ُروا َ‬ ‫س ُه َن َ َ َ‬ ‫ان َي ْ‬ ‫سوعُ إِلَى َج َبل َو َجلَ َ‬ ‫صع َد َي ُ‬ ‫َ‬ ‫أل ََّن ُه ْم أ َْب َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ير م ْق ِبل إِلَ ْي ِه‪ ،‬فَقَ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد ا ْل َي ُه ِ‬ ‫سوعُ َع ْي َن ْي ِه َوَنظَ َر أ َّ‬ ‫ُّس‪ِ «:‬م ْن أ َْي َن َن ْبتَاعُ‬ ‫ص ُح‪ِ ،‬ع ُ‬ ‫ود‪ ،‬قَ ِر ً‬ ‫ا ْلف ْ‬ ‫ال لفيلُب َ‬ ‫يبا‪ .‬فَ َرفَ َع َي ُ‬ ‫َن َج ْم ًعا َكث ًا ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّس‪«:‬الَ َي ْك ِفي ِه ْم‬ ‫هؤالَ ِء؟» َوِا َّن َما قَ َ‬ ‫ُخ ْب ًاز ِل َيأْ ُك َل ُ‬ ‫ال ه َذا ِل َي ْمتَ ِح َن ُه‪ ،‬ألَنَّ ُه ُه َو َعِل َم َما ُه َو ُم ْزِمع أ ْ‬ ‫َن َي ْف َع َل‪ .‬أ َ‬ ‫َج َاب ُه فيلُب ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ار لِيأْ ُخ َذ ُك ُّل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫ش ْي ًئا َي ِس ًا‬ ‫ير»‪ .‬قَ َ‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫س أَ ُخو ِس ْم َع َ‬ ‫ُخ ْبز ِبم َئتَ ْي دي َن ٍ َ‬ ‫ال لَ ُه َواحد م ْن تَالَميذه‪َ ،‬و ُه َو أَ ْن َد َرُاو ُ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ان‪ ،‬و ِ‬ ‫ش ِع ٍ‬ ‫اج َعلُوا‬ ‫هؤالَ ِء؟» فَقَ َ‬ ‫س ُة أ َْرِغفَ ِة َ‬ ‫لك ْن َما ه َذا لِ ِم ْث ِل ُ‬ ‫سوعُ‪ْ «:‬‬ ‫ال َي ُ‬ ‫س َم َكتَ ِ َ‬ ‫ير َو َ‬ ‫س‪ُ « :‬ه َنا ُغالَم َم َع ُه َخ ْم َ‬ ‫ُب ْط ُر َ‬ ‫ٍ ‪22‬‬ ‫الرجا ُل وع َد ُد ُهم َن ْحو َخم ِ‬ ‫ان ع ْ ِ‬ ‫ون»‪ .‬و َك َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫سوعُ األ َْرِغفَ َة‬ ‫ان في ا ْل َم َك ِ ُ‬ ‫سة آالَف‪َ .‬وأَ َخ َذ َي ُ‬ ‫شب َكثير‪ ،‬فَاتَّ َكأَ ِّ َ َ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫اس َيتَّك ُئ َ َ‬ ‫الن َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ع علَى التَّالَ ِم ِ‬ ‫ش ِب ُعوا‪،‬‬ ‫ين‪َ .‬و َكذلِ َك ِم َن َّ‬ ‫اءوا‪َ .‬فلَ َّما َ‬ ‫الس َم َكتَ ْي ِن ِبقَ ْد ِر َما َ‬ ‫َو َ‬ ‫َعطَ ُوا ا ْل ُمتَّ ِك ِئ َ‬ ‫يذ‪َ ،‬والتَّالَ ِمي ُذ أ ْ‬ ‫ش َك َر‪َ ،‬و َوَّز َ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫شيء»‪28 .‬فَجمعوا ومألُوا اثْ َنتَي ع ْ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِلتَالَ ِم ِ‬ ‫س ِر‪ِ ،‬م ْن‬ ‫قَ َ‬ ‫يذ ِه‪ْ «:‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ش َرةَ قُف ًة م َن ا ْلك َ‬ ‫اج َم ُعوا ا ْلك َ‬ ‫َ​َُ َ َ‬ ‫س َر ا ْلفَاضلَ َة ل َك ْي الَ َيضيعَ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ضلَ ْت ع ِن ِ‬ ‫ين‪َ 24 .‬فلَ َّما أرَى َّ‬ ‫س ِة أ َْرِغفَ ِة َّ‬ ‫الش ِع ِ‬ ‫سوعُ قَالُوا‪«:‬إِ َّن ه َذا ُه َو‬ ‫اآلكلِ َ‬ ‫ير‪ ،‬الَِّتي فَ َ‬ ‫اس َ‬ ‫َ‬ ‫ص َن َع َها َي ُ‬ ‫اآلي َة الَّتي َ‬ ‫الن ُ‬ ‫َخ ْم َ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫الن ِب ُّي ِ‬ ‫ِبا ْل َح ِقيقَ ِة َّ‬ ‫َن َيأْتُوا َوَي ْختَ ِطفُوهُ لِ َي ْج َعلُوهُ َملِ ًكا‪،‬‬ ‫اآلتي إِلَى ا ْل َعالَِم!» َوأ َّ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫سوعُ فَِإ ْذ َعلِ َم أ ََّن ُه ْم ُم ْزِم ُع َ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫ضا إِلَى ا ْل َج َب ِل َو ْح َدهُ‪" .‬‬ ‫ص َر َ‬ ‫ف أ َْي ً‬ ‫ا ْن َ‬

‫معجزة إشباع الخمسة أالف ‪:‬‬ ‫هذه المعجزة هى المعجزة الوحيدة التى يدونها البشيرون األربعة ألهميتها‪ .‬فهذه المعجزة‪ ،‬معجزة إشباع الجموع‬ ‫بالخبز هى إشارة لشخص المسيح المشبع الذى به نستغنى عن العالم وهى رمز لسر اإلفخارستيا الذى يعطينا‬ ‫‪139‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫السيد فيه جسده على شكل خبز‪ ،‬ويشبعنا كلنا به‪ .‬لذلك قبل إتمام معجزة إشباع الجمع شفى السيد مرضاهم آية‬ ‫(‪ ) 11‬كما غسل السيد أرجل تالميذه قبل العشاء الربانى وفى هذا إشارة إللزامنا بالتوبة واإلعتراف قبل التناول‬ ‫وذلك ألنه بالتوبة واإلعتراف تشفى النفس من مرضها الروحى فتتأهل لتقبل الجسد المقدس ولذلك من يقدم توبة‬

‫حقيقية يفرح بالتناول‪ .‬ولما صار المساء=إشارة رمزية لحال العالم من ضيقات وجوع نفسى وروحى قبل مجىء‬

‫المسيح‪ .‬لكن جاء المسيح ليقدم الشبع‪ ،‬قدم جسده طعاماً‪ .‬إصرف الجموع = بالحسابات البشرية ال يمكن إطعام‬

‫كل هذا الجمع‪ .‬وكم تقف الحسابات البشرية عائقاً أمام إمكانيات اإليمان‪ .‬وفى (يو‪ ) 6-::6‬نجد السيد المسيح‬

‫يسأل فيلبس ليمتحنه " من أين نبتاع خب اًز ليأكل هؤالء" فالسيد يظهر حجم المشكلة أوالً‪ ،‬ثم يظهر لفيلبس ضعف‬ ‫إيمانه وخطأ ان يلجأ الى حساباته البشرية مع المسيح‪ ،‬إذ أن فيلبس رأى كثي اًر من المعجزات الخارقة ومازال‬

‫غير واثق‪ .‬وطبعاً فسؤال السيد المسيح لفيلبس سينتج عنه زيادة إيمان فيلبس بعد أن يرى المعجزة وشفاء اإليمان‬

‫شرط للشبع‪ .‬وعلينا أن نضع كل إمكانياتنا البشرية بين يدى المسيح طالبين البركة فى الصالة‪ .‬وهنا نرى سبباً‬ ‫مهماً حتى تحل البركة وهو جلوس الشعب فى محبة وتآلف‪ ،‬فبدون محبة ال بركة‪ .‬ونالحظ أن المسيح يعطى‬

‫للتالميذ (الكنيسة بكهنوت ها وخدامها) والتالميذ يعطون الناس‪ .‬وفى هذه المعجزة نرى النعمة تمتد بالموجود لحدود‬ ‫عجيبة‪ ،‬نرى خلق بصورة جديدة‪ ،‬فالمتاح قليل ولكن مع البركة صار كثي اًر جداً‪ .‬وما هو القليل المتاح‪-:‬‬ ‫‪ .1‬خمس خبزات وسمكتين‪.‬‬

‫‪ .2‬الخبز من الشعير وهو أرخص أنواع الخبز‪.‬‬ ‫‪ .3‬ومع من ؟‬

‫مع غالم صغير (وتصور لو رفض هذا الغالم أن يعطي ما معه‪ ،‬كم كانت ستكون‬

‫خسارته وهكذا كل خادم يتصور أن إمكانياته ضعيفة فيمتنع عن الخدمة)‬

‫فاهلل يعمل بالقليل ويبارك فيه‪.‬‬

‫دخل عنصر سماوى للمادة فتحدت األعداد والكميات وأشبعت األالف وتبقى منها‪ .‬كما‬

‫قال اهلل لبولس "قوتى فى الضعف تُ ْك َمل" أى مهم وجود الضعف أى القليل الذى عندنا‪.‬‬ ‫وهذا هو مفهوم الكنيسة األرثوذكسية فى الجهاد والنعمة‪ .‬أمثلة‪-:‬‬

‫‪ -1‬اهلل يأمر نوح ببناء فلك (جهاد) ولكن اهلل يغلق عليه فيحميه (نعمة) (تك ‪ )16:1‬فهل كانت التكنولوجيا أيام‬ ‫نوح قادرة أن تبنى هذا الفلك العجيب‪ ،‬الذى يقاوم مياهاً من فوق ومن تحت‪.‬‬

‫‪ -2‬المسيح يأمر بمأل األجران فى معجزة تحويل الماء الى خمر‪ ،‬فهل من حول الماء إلى خمر كان غير قادر‬ ‫على تحويل الهواء إلى خمر وال داعى لشقاء الخدام فى ملء األجران‪.‬‬

‫(ملء األجران = جهاد وتحويل الماء لخمر = نعمة)‪.‬‬

‫‪ -3‬المسيح يأمر برفع الحجر عن قبر لعازر ثم أقام الميت‪ ،‬فهل من أقام الميت كان غير قادر على زحزحة‬ ‫الحجر‪ .‬ولكن زحزحة الحجر هى الجهاد‪.‬‬

‫‪ -4‬هنا المسيح يطلب ما معهم‪ ،‬وكل ما معهم‪ ،‬وهذا هو الجهاد‪ .‬أماّ النعمة فهى التى حولت هذا القليل إلشباع‬ ‫الكثيرين‪.‬‬

‫‪140‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫إذاً نعمة المسيح تعمل مع من يجاهد بقدر استطاعته وال تعمل مع المتكاسل لذلك نسمع أن بولس قد جاهد‬ ‫الجهاد الحسن (‪1‬تى ‪ )1:1‬ونسمع أنه كان يقمع جسده ويستعبده بالرغم من أمراضه الجسدية (‪1‬كو ‪.)11:9‬‬

‫ومن هذه المعجزة نفهم معنى رقم ‪ :‬فهو رقم النعمة المسئولة فرقم ‪ :‬هو رقم الحواس وأصابع اليد والقدمين‪ ،‬وهو‬

‫رقم النعمة فبخمسة خبزات أشبع المسيح خمسة أالف‪ .‬ويكون المعنى أن نعمة المسيح تعمل مع من يحفظ‬ ‫حواسه طاهرة‪ ،‬ويحفظ إتجاهاته (قدميه) ويحفظ أعماله طاهرة (يديه)‪ .‬فالنعمة ال تعمل مع المتهاون‪ .‬من يقدس‬

‫حواسه وأعماله واتجاهاته‪ ،‬أى يكرسها للرب‪ ،‬مانعاً نفسه من التلوث بالعالم يمتلىء نعمة‪ ،‬وهذه النعمة هى التى‬ ‫تعطيه ان يصير خليقة جديدة (‪1‬كو ‪ .)11::‬وبهذه الخليقة الجديدة أو الطبيعة الجديدة ندخل السماء‪ ،‬إذ أن‬ ‫هذه الخليقة على صورة المسيح (غل ‪ )19:1‬لذلك يقول بولس الرسول بالنعمة أنتم مخلصون (أف‪ )8:1‬ويكمل‬

‫ليس من أعمال كيال يفتخر أحد (أف ‪ )9:1‬وذلك يعنى أن األعمال ليست هى السبب الرئيسى لحصولنا على‬ ‫الطبيعة الجديدة‪ ،‬ولكن نحصل عليها بالنعمة ‪ ،‬ولكن حتى نمتلىء من هذه النعمة علينا أن نعمل ونجاهد فى‬

‫أعمال صالحة سبق اهلل وأعدها لكى نسلك فيها (أف ‪.)17:1‬‬

‫والسيد المسيح كرر هذه المعجزة (مت ‪ .):9-:1:1:‬وكان عدد الجموع ‪ 1777‬وعدد السمك (قليل لم يذكر‬

‫عدده) والخبزات ‪ 1‬وتبقى ‪ 1‬سالل والسيد المسيح لم يكرر هذه المعجزات كثي اًر حتى ال نطلب فى حياتنا معه أن‬ ‫يشبع إحتياجاتنا الجسدية بطريقة معجزية‪ ،‬لهذا رأيناه يترك تالميذه الجائعين أن يقطفوا سنابل حنطة يوم السبت‬

‫ويأكلونها‪ ،‬وترك بولس الرسول فى مرضه دون أن يشفيه فنتعلم أن نقبل من يده ما يسمح به دون طلب معجزات‬

‫بصفة مستمرة إشباعاً إلحتياجات الجسد (طعام ومال وصحة) بل نطلب أوالً الروحيات= أطلبوا أوالً ملكوت اهلل‬ ‫وبره وهذه تزاد لكم‪ .‬والسؤال لماذا صنع السيد هذه المعجزة مرتين ومامعنى األرقام؟ أشبع السيد الجموع مرتين‬

‫إنما ليعلن أنه جاء ليشبع المؤمنين كلهم يهوداً وأمم‪ .‬فالكنيسة اليهودية يمثلها الـ‪ 2222‬إذ سبقت النعمة وعملت‬

‫معهم خالل الناموس واألنبياء‪ .‬وكنيسة األمم يمثلها الـ‪ 4222‬فرقم ‪ 1‬يمثل كل العالم بإتجاهاته األربعة‪ .‬ولكن‬

‫كالهما بإيمانهما بالمسيح صار سماوياً‪ .‬فرقم ‪ 1777‬هو رقم السمائيين‪ ،‬فالمالئكة ألوف ألوف وربوات ربوات‪.‬‬ ‫ورقم ‪ 17 × 17 × 17 = 1777‬والحظ فرقم ‪ 17‬هو رقم الوصايا ‪ ،‬وتكرارها ثالث مرات إشارة للكمال المطلق‬

‫الموجود فى السماء‪ ،‬إذ ال يدخلها نجس (رؤ‪ .)11 : 11‬وتبقى من المعجزة األولى ‪ 21‬قفة ورقم ‪ 11‬يشير‬ ‫لشعب اهلل المؤمن فى العهد القديم أو العهد الجديد‪ .‬أى أن الشبع الذى يعطيه السيد هو لكل المؤمنين‪ ،‬هناك ما‬

‫يكفى لكل مؤمن فى كل زمن وفى المعجزة الثانية تبقى ‪ 1‬سالل إشارة للكنائس السبع أى كل كنائس العالم‪.‬‬ ‫فالشبع بشخص المسيح متاح للجميع فالكنيسة ستكرر إشباع الجموع بجسد المسيح عبر الزمن والى نهاية‬

‫الدهور‪ .‬سمكتين = السمكة ترمز للمسيح (سمكة = إخثيس باليونانية وهذه الكلمة من خمسة حروف تشير لقولنا‬

‫يسوع المسيح إبن اهلل مخلصنا ‪ .‬وكونهم إثنتين ألن رقم ‪ 1‬يشير للتجسد فهو الذى جعل اإلثنين واحداً‬

‫(أف‪ .)11:1‬وهو أشبعنا بجسده الذى قدمه لنا طعاماً‪.‬‬

‫وفى المعجزة الثانية نسمع عن ‪ 1‬أرغفة ورقم ‪ 1‬هو عمل الروح الكامل (إش ‪ )1:11‬فالروح يعلن شخص‬

‫المسيح للمؤمنين (يو ‪ )11:16‬وهذا يشبعهم وصغار السمك إشارة للرسل البسطاء المتواضعين الذين تأسست‬

‫‪141‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫الكنيسة عليهم‪ ،‬أى على اإليمان بالمسيح الذى كرزوا به (أف ‪ )17:1‬فالتالميذ هم الذين أعلنوا شخص المسيح‬

‫المشبع ولم يحدد عددهم إشارة ألن اهلل يرسل للعالم خداماً في كل زمان وكل مكان‪ 1 ،‬خبزات = قد يشير رقم ‪1‬‬ ‫لعمل الروح القدس فى الكنائس السبع ليشبع الجميع بشخص المسيح‪ .‬ونسمع أن السيد أراد أن ينفرد مع تالميذه‪،‬‬

‫فى موضع خالء (مت ‪ .)1::11‬ونحن نحتاج لهذه الخلوة الهادئة نسمع فيها صوت يسوع فى هدوء‪ ،‬فصوته ال‬

‫يمكننا سماعه فى ضوضاء العالم (‪1‬مل ‪ .)1:-11:19‬فى إنجيل معلمنا يوحنا بعد هذه المعجزة مباشرة نسمع‬

‫المسيح يتحدث عن نفسه كخبز الحياة‪ ،‬هو كأنه يشرح معنى المعجزة (يو‪ )6‬والى ماذا ترمز‪.‬‬

‫القفة= من أين أتوا بالقفف التى وضعوا فيها الكسر؟ كان اليهودى يحمل معه قفة بها طعامه حتى ال يضطر‬

‫لشراء طعام من األمم أو السامريين‪ .‬خمسة أالف رجل ما عدا النساء واألوالد= بولس الرسول يقول ألهل‬

‫كورنثوس (رجاالً ونساء) كونوا رجاالً (‪1‬كو‪ )1::16‬فى حديثه حتى يثبتوا فى اإليمان‪ .‬فالنساء يرمزن للتدليل‬ ‫واألطفال يرمزون لعدم النضج‪ ،‬أما شعب اهلل فيأخذ أموره الروحية بجدية وهم ناضجين يستوى فى هذا الرجال أو‬

‫النساء أو األطفال (أبانوب الشهيد كان عمره ‪ 11‬سنة) الشبع= من أشبع البطون قادر أن يشبع النفوس‬ ‫والعواطف وقادر أن يشبع الروح وهذا هو األهم‪ ،‬فمن يشبع روحياً يشبع نفسياً بالتبعية والشبع النفسى أى‬

‫ِّب أى يتبادل الحب مع اآلخرين سواء زوجة أو أطفال‪ .‬ولكن اهلل‬ ‫َّب وأن ُيح ْ‬ ‫العاطفى‪ ،‬فيه يحتاج اإلنسان أن ُيح ْ‬ ‫اآلب يعطينا الحب األبوى والمسيح عريس نفوسنا قادر أن يشبعنا عاطفياً والروح القدس يسكن المحبة فى قلوبنا‬

‫واالّ كيف عاش الرهبان القديسين وكيف يعيش إنسان بال أهل ؟ اهلل يشبع نفوسنا‪ .‬والحظ بولس يقول "محبة‬

‫المسيح تحصرني" ‪" +‬من يفصلني عن محبة المسيح" إذاً هي محبة متبادلة‪ .‬بل من يشبع روحياً بمعرفة المسيح‬

‫تشبع بطنه‪ .‬فكم من أباء سواح إكتفوا بعشب األرض طعاماً لهم عشرات السنين‪ .‬مشكلة العالم أنه يبحث عن‬

‫الشبع الجسدى والعاطفى وينسى أن لهُ روحاً ال تشبع إالً بعالقتها مع خالقها‪ .‬هذا سبب إنهيار الغرب وكثرة‬ ‫حاالت اإلنتحار والتعامل مع األطباء النفسيين أمر الجموع أن يتكئوا على العشب = والسمك الذى أكلوه كان‬ ‫سمكاً مملحاً (فسيخ) وكانت هذه عادة لسكان السواحل‪ ،‬فهم يملحون األسماك الباقية من طعامهم‪ ،‬ويأخذونها‬ ‫معهم فى مناسبة كهذه‪ .‬وهذا المنظر هو ما تعود األقباط أن يعملوه بعد عيد القيامة أى فى يوم شم النسيم إذ‬

‫يخرجوا إلى الحدائق الخضراء ويأكلون الفسيخ تذكا اًر لهذه المعجزة‪ ،‬خصوصاً بعد عيد القيامة الذى فيه أخذنا‬ ‫قيامه وحياة مع المسيح لندخل إلى موضع الخضرة على ماء الراحة فى فردوس النعيم (أوشية المنتقلين)‬

‫فالخضرة رمز للحياة‪ ،‬والقيامة حياة وشبع بشخص المسيح‪ .‬وهذا ما نفعله فى شم النسيم بعد القيامة‪ .‬الذهاب‬ ‫للحدائق مع البيض = الخضرة وهذه إشارة للفردوس حيث نذهب بعد القيامة‪ .‬والبيض يرمز لخروج حياة‬

‫(الكتكوت ) من مائت ( البيضة التى لها هيئة الحجر )‪ .،‬والحظ قول يوحنا أن الموضع كان به عشب كثير=‬

‫اعي فال يعوزني شئ" "في مراعي خضر‬ ‫فهو الراعي الصالح الذي يقودنا لمراعي خضراء مشبعة "فالرب ر ّ‬ ‫يسكنني"‪.‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ِر‪42 .‬فَاتَّ َكأُوا‬ ‫ش ِب األ ْ‬ ‫ون ِرفَاقًا ِرفَاقًا َعلَى ا ْل ُع ْ‬ ‫َم َرُه ْم أ ْ‬ ‫يع َيتَّ ِك ُئ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫َن َي ْج َعلُوا ا ْل َجم َ‬ ‫اآليات (مر ‪ " -:)42-81:6‬فَأ َ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ين َخ ْم ِس َ‬ ‫صفُوفًا‪ِ :‬م َئ ًة ِم َئ ًة َو َخ ْم ِس َ‬ ‫صفُوفًا ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪142‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫أمرهم بأن يجلسوا خمسين خمسين‪ ..‬فإلهنا إله نظام وليس إله تشويش (‪1‬كو‪ .):::11‬وهذا النظام حتى ال‬ ‫ينسوا أحداً فى التوزيع‪.‬‬

‫وكسر وأعطى=وهذا هو ما عمله عند تأسيس سر اإلفخارستيا‪ ،‬فهو‬ ‫الحظ الكلمات رفع نظره نحو السماء وبارك َّ‬

‫ُيعلن عن نفسه كسر شبع لنا والمسيح يشرح في هذه المعجزة معنى الشبع باللغة التي نفهمها أي شبع البطن‪.‬‬ ‫الشبع= الذي إمتألت بطنه طعاماً ال يحتاج لطعام آخر والذي عرف المسيح وأحبه ال يحتاج ألي شئ في‬ ‫العالم‪ .‬ففي المسيح الكفاية‪ .‬وكلمة بارك هى نفسها كلمة شكر (بارك= عبرية وشكر = يونانية)‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫ف م ْنفَ ِرًدا إِلَى مو ِ‬ ‫ض ٍع‬ ‫َخ َب ُروهُ ِب َج ِم ِ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)22-22:1‬ولَ َّما َر َج َع ُّ‬ ‫س ُل أ ْ‬ ‫يع َما فَ َعلُوا‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َْ‬ ‫َخ َذ ُه ْم َوا ْن َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ص َر َ ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ٍ‬ ‫ون إِلَى‬ ‫س َّمى َب ْي َ‬ ‫اج َ‬ ‫ص ْي َدا‪ .‬فَا ْل ُج ُموعُ إِ ْذ َعل ُموا تَِب ُعوهُ‪ ،‬فَقَ ِبلَ ُه ْم َو َكلَّ َم ُه ْم َع ْن َملَ ُكوت اهلل‪َ ،‬وا ْل ُم ْحتَ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫َخالَء ل َمدي َنة تُ َ‬ ‫الشفَ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫اه ْم‪" .‬‬ ‫اء َ‬ ‫شفَ ُ‬ ‫والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم= لماذا لم يقل والمرضى شفاهم؟ هناك من يستخدم اهلل المرض لشفائه روحياً‬

‫(أيوب وبولس) هؤالء هم المحتاجين للمرض‪ ،‬هناك من يحتاج لمعجزة شفاء ليؤمن والسيد يعطيه الشفاء ليجذبه‬

‫لإليمان‪ ،‬ولكن بعد ذلك قد يسمح ببعض األالم ليكمل إيمان هذا الشخص‪ ،‬فإن كان قد قيل عن المسيح أنه‬ ‫تكمل باألالم فكم وكم نحن الضعفاء (عب ‪ + 17:1‬عب‪+11-::11‬ابط ‪)1:1‬‬

‫والكنيسة تق أر هذا الفصل فى األحد الخامس من الشهر (لو تصادف وكان هناك أحد خامس) وتسميه إنجيل‬

‫البركة‪ .‬فرقم ‪ :‬يذكرنا بالمعجزة (خمس خبزات)‪ .‬وأكبر بركة حصلنا عليها هى القيامة‪ .‬فإذا تصادف وجود‬ ‫خمس أحاد (واألحد هو يوم القيامة) تحتفل الكنيسة بهذه المناسبة وتق أر إنجيل البركة‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪ ( + )88-11:24‬مر ‪( + )21-42:6‬يو‪-:)12-24:6‬‬ ‫‪11‬‬ ‫َن ي ْد ُخلُوا َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِبقُوهُ إِلَى ا ْل َع ْب ِر َحتَّى‬ ‫سوعُ تَالَمي َذهُ أ ْ َ‬ ‫السفي َن َة َوَي ْ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)88-11:24‬ولِ ْل َوقْت أَْل َزَم َي ُ‬ ‫‪18‬‬ ‫ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫اك َو ْح َدهُ‪.‬‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫ف ا ْل ُج ُمو َ‬ ‫اء َك َ‬ ‫َي ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ص َار ا ْل َم َ‬ ‫صلِّ َي‪َ .‬ولَ َّما َ‬ ‫صع َد إِلَى ا ْل َج َب ِل ُم ْنفَ ِرًدا ل ُي َ‬ ‫ف ا ْل ُج ُمو َ َ‬ ‫ع‪َ .‬وَب ْع َد َما َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫َما َّ ِ‬ ‫ض َّ‬ ‫يع‬ ‫اج‪ .‬أل َّ‬ ‫ادةً‪َ .‬وِفي ا ْل َه ِز ِ‬ ‫س ِط ا ْل َب ْح ِر ُم َع َّذ َب ًة ِم َن األ َْم َو ِ‬ ‫َوأ َّ‬ ‫َن ِّ‬ ‫يح َكا َن ْت ُم َ‬ ‫الر َ‬ ‫ص َار ْت في َو ْ‬ ‫السفي َن ُة فَ َكا َن ْت قَ ْد َ‬ ‫اشيا علَى ا ْلب ْح ِر‪َ 16 .‬فلَ َّما أ َْبصره التَّالَ ِمي ُذ م ِ‬ ‫ِ‬ ‫اضطَ َرُبوا‬ ‫الر ِ‬ ‫َّ‬ ‫اش ًيا َعلَى ا ْل َب ْح ِر ْ‬ ‫ابع ِم َن اللَّْي ِل َم َ‬ ‫َ​َُ‬ ‫َ‬ ‫سوعُ َم ً َ‬ ‫ضى إِلَ ْي ِه ْم َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ِ ِ 11‬‬ ‫ِ‬ ‫َّعوا! أَ​َنا ُه َو‪ .‬الَ تَ َخافُوا»‪.‬‬ ‫سوعُ ِق ِائالً‪« :‬تَ َ‬ ‫قَ ِائِل َ‬ ‫شج ُ‬ ‫ص َر ُخوا! َفل ْل َوقْت َكلَّ َم ُه ْم َي ُ‬ ‫ين‪«:‬إِ َّن ُه َخ َيال»‪َ .‬و ِم َن ا ْل َخ ْوف َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫آتي إِلَ ْي َك علَى ا ْلم ِ‬ ‫ت ُهو‪ ،‬فَمرني أ ْ ِ‬ ‫ال»‪ .‬فَ َن َز َل‬ ‫ال‪«:‬تَ َع َ‬ ‫اء»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫س َوقَ َ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬إِ ْن ُك ْن َ‬ ‫َ‬ ‫فَأ َ‬ ‫ال‪َ «:‬يا َ‬ ‫َج َاب ُه ُب ْط ُر ُ‬ ‫ت أَ ْن َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َن َ‬ ‫ع‪82 .‬و ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫س ِم َن َّ‬ ‫لك ْن لَ َّما َأرَى ِّ‬ ‫يح َ‬ ‫الس ِفي َن ِة َو َم َ‬ ‫يدةً َخ َ‬ ‫اف‪َ .‬وِا ِذ ْابتَ َدأَ َي ْغ َر ُ‬ ‫ش ِد َ‬ ‫الر َ‬ ‫سو َ َ‬ ‫شى َعلَى ا ْل َماء ل َيأْت َي إِلَى َي ُ‬ ‫ُب ْط ُر ُ‬ ‫ب‪َ ،‬ن ِّج ِني!»‪82 .‬فَ ِفي ا ْل َح ِ‬ ‫يل ِ‬ ‫يم ِ‬ ‫ت؟»‬ ‫ص َر َخ ِق ِائالً‪َ «:‬ي َار ُّ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬يا َقلِ َ‬ ‫س َك ِب ِه َوقَ َ‬ ‫ان‪ ،‬لِ َما َذا َ‬ ‫ش َك ْك َ‬ ‫سوعُ َي َدهُ َوأ َْم َ‬ ‫ال َم َّد َي ُ‬ ‫َ‬ ‫اإل َ‬ ‫‪88‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ت ْاب ُن ِ‬ ‫ين ِفي َّ ِ ِ‬ ‫ولَ َّما َد َخالَ َّ ِ‬ ‫اهلل!»‪.‬‬ ‫س َك َن ِت ِّ‬ ‫ين‪ِ «:‬با ْل َح ِقيقَ ِة أَ ْن َ‬ ‫س َج ُدوا لَ ُه قَ ِائلِ َ‬ ‫يح‪َ .‬والَِّذ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫اءوا َو َ‬ ‫السفي َنة َج ُ‬ ‫السفي َن َة َ‬ ‫َ‬ ‫"‬

‫‪143‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫َن ي ْد ُخلُوا َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْي َدا‪،‬‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)21-42:6‬ولِ ْل َوقْت أَْل َزَم تَالَمي َذهُ أ ْ َ‬ ‫السفي َن َة َوَي ْ‬ ‫س ِبقُوا إِلَى ا ْل َع ْب ِر‪ ،‬إِلَى َب ْيت َ‬ ‫‪41‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ِ‬ ‫الس ِفي َن ُة‬ ‫اء َكا َن ِت َّ‬ ‫ص َر َ‬ ‫َحتَّى َي ُك َ‬ ‫َّع ُه ْم َم َ‬ ‫ف ا ْل َج ْم َع‪َ .‬وَب ْع َد َما َود َ‬ ‫س ُ‬ ‫ص َار ا ْل َم َ‬ ‫صلِّ َي‪َ .‬ولَ َّما َ‬ ‫ضى إِلَى ا ْل َج َب ِل ل ُي َ‬ ‫ون قَ ْد َ‬ ‫‪43‬‬ ‫الريح َكا َن ْت ِ‬ ‫ين ِفي ا ْلجذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّه ْم‪َ .‬وَن ْح َو ا ْل َه ِزي ِع‬ ‫ْف‪ ،‬أل َّ‬ ‫ضد ُ‬ ‫س ِط ا ْل َب ْح ِر‪َ ،‬و ُه َو َعلَى ا ْل َبِّر َو ْح َدهُ‪َ .‬و َر ُ‬ ‫آه ْم ُم َع َّذ ِب َ‬ ‫َن ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫في َو ْ‬ ‫َن يتَجاو َزُهم‪َ 41 .‬فلَ َّما أرَوه م ِ‬ ‫اهم م ِ‬ ‫َّا ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اش ًيا َعلَى ا ْل َب ْح ِر ظَ ُّنوهُ َخ َياالً‪،‬‬ ‫اش ًيا َعلَى ا ْل َب ْح ِر‪َ ،‬وأ َ​َر َ‬ ‫اد أ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َُْ َ‬ ‫الرِب ِع م َن الل ْيل أَتَ ُ ْ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫اضطَربوا‪َ .‬فلِ ْلوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِع َد إِلَ ْي ِه ْم إِلَى‬ ‫ص َر ُخوا‪22 .‬أل َّ‬ ‫ْت َكلَّ َم ُه ْم َوقَ َ‬ ‫يع َأر َْوهُ َو ْ َ ُ‬ ‫َن ا ْل َجم َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬ثقُوا! أَ​َنا ُه َو‪ .‬الَ تَ َخافُوا»‪ .‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫َّبوا ِفي أَ ْنفُ ِس ِه ْم ِجدًّا إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪21 ،‬أل ََّن ُه ْم لَ ْم َي ْف َه ُموا ِباأل َْرِغفَ ِة إِ ْذ َكا َن ْت‬ ‫س َك َن ِت ِّ‬ ‫يح‪ ،‬فَ ُب ِهتُوا َوتَ َعج ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫السفي َنة فَ َ‬ ‫وب ُه ْم َغِليظَ ًة‪" .‬‬ ‫ُقلُ ُ‬ ‫الن ِب ُّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ قَالُوا‪«:‬إِ َّن ه َذا ُه َو ِبا ْل َح ِقيقَ ِة َّ‬ ‫اآليات (يو‪َ 24" -:)12-24:6‬فلَ َّما أرَى َّ‬ ‫اآلتي‬ ‫اس َ‬ ‫ص َن َع َها َي ُ‬ ‫اآلي َة الَّتي َ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا إِلَى ا ْل َج َبلِ‬ ‫إِلَى ا ْل َعالَِم!» َوأ َّ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫سوعُ فَِإ ْذ َعلِ َم أ ََّن ُه ْم ُم ْزِم ُع َ‬ ‫ف أ َْي ً‬ ‫َن َيأْتُوا َوَي ْختَطفُوهُ ل َي ْج َعلُوهُ َمل ًكا‪ ،‬ا ْن َ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ون إِلَى َع ْب ِر ا ْل َب ْح ِر إِلَى‬ ‫سا ُء َن َز َل تَالَ ِمي ُذهُ إِلَى ا ْل َب ْح ِر‪ ،‬فَ َد َخلُوا َّ‬ ‫الس ِفي َن َة َو َكا ُنوا َيذ َ‬ ‫ْه ُب َ‬ ‫َو ْح َدهُ‪َ .‬ولَ َّما َك َ‬ ‫ان ا ْل َم َ‬ ‫ان الظَّالَم قَ ْد أَقْب َل‪ ،‬ولَم ي ُك ْن يسوعُ قَ ْد أَتَى إِلَ ْي ِهم‪23 .‬و َهاج ا ْلب ْحر ِم ْن ِر ٍ ِ‬ ‫ب‪َ 21 .‬فلَ َّما‬ ‫يم ٍة تَ ُه ُّ‬ ‫وم‪َ .‬و َك َ‬ ‫َك ْف ِرَن ُ‬ ‫َ َ ْ َ َُ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫يح َعظ َ‬ ‫ُ‬ ‫اح َ‬ ‫ع م ِ‬ ‫َكا ُنوا قَ ْد َج َّذفُوا َن ْح َو َخ ْم ٍ‬ ‫الس ِفي َن ِة‪،‬‬ ‫اش ًيا َعلَى ا ْل َب ْح ِر ُم ْقتَ ِرًبا ِم َن َّ‬ ‫ين َغ ْل َوةً‪َ ،‬ن َ‬ ‫س َو ِع ْ‬ ‫ين أ َْو ثَالَ ِث َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ظ ُروا َي ُ‬ ‫سو َ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫َن ي ْقبلُوه ِفي ا َّ ِ ِ‬ ‫الس ِفي َن ُة إِلَى‬ ‫ص َار ِت َّ‬ ‫فَ َخافُوا‪ .‬فَقَا َل لَ ُه ْم‪«:‬أَ​َنا ُه َو‪ ،‬الَ تَ َخافُوا!»‪ .‬فَ​َر ُ‬ ‫ضوا أ ْ َ َ ُ‬ ‫لسفي َنة‪َ .‬ولِ ْل َوقْت َ‬ ‫ض الَِّتي َكا ُنوا َذ ِ‬ ‫األ َْر ِ‬ ‫ين إِلَ ْي َها‪" .‬‬ ‫اه ِب َ‬

‫وللوقت ألزم يسوع تالميذه أن يدخلوا السفينة… صعد إلى الجبل‪ .‬وأما السفينة فكانت قد صارت فى وسط‬

‫البحر معذبة من األمواج مضى إليهم يسوع ماشياً على البحر … إضطربوا‪ ..‬وصرخوا‪" .‬‬

‫هذه األحداث ال يفسرها سوى ما ورد فى (يو‪ )1:-11:6‬أن الناس بعد أن أروا معجزة إشباع الجموع إنبهروا‬

‫بالمسيح وأرادوا أن يختطفوه ويجعلوه ملكاً‪ .‬ففى نظر الناس ال يوجد ملك أفضل من هذا‪ ،‬يشبعهم بال تعب‪ ،‬ومن‬

‫المؤكد أنه قادر أن يخلصهم من الرومان ويعطيهم ملكاً عالمياً‪ .‬هؤالء كل ما يشغلهم هو البركات المادية‪ ،‬المجد‬ ‫العالمى‪ .‬وربما تأثر تالميذه بنفس أفكار الجموع‪ ،‬وتحمسوا لفكرة أن يكون المسيح ملكاً وبالتالى سيكونون هم‬ ‫أمراء‪ ،‬واحد عن يمينه وواحد عن يساره‪ ،‬كطلبة أم إبنى زبدى‪ .‬وبدأت أفكار المجد العالمى تداعب خيالهم‪ ،‬وألن‬

‫المسيح رفض الملك‪ ،‬غالباً فقد حدث تذمر بين التالميذ وهذا التذمر أفقدهم السالم القلبي‪ .‬وهذا عبر عنه‬

‫اإلنجيلي بقوله لما كان المساء‪ ..‬وكان الظالم‪ ..‬هاج البحر‪ .‬هنا كان البد للمسيح أن يعطيهم درساً ال ُينسى‬ ‫طوال حياتهم‪ ..‬فالسيد نجده هنا يلزمهم أن يدخلوا السفينة‪ ،‬وهو ضابط الكل سمح بأن ريحاً عظيمة تهب فتعذب‬

‫األمواج السفينة‪ ،‬أماّ هو فيمضى إلى الجبل ليصلى‪ .‬وأثناء رعبهم ليالً وسط البحيرة يأتى إليهم ماشياً على البحر‬ ‫وأراد أن يتجاوزهم (مرقس) فصرخوا إليه‪ ،‬فدخل إلى السفينة‪ ،‬وللوقت صارت السفينة إلى األرض (يوحنا)‬

‫وسكنت الريح (متى)‪ .‬ما هو الدرس الذى يعطيه السيد المسيح هنا لهؤالء التالميذ الذين يحلمون بالملك‬

‫األرضى؟‬

‫‪144‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫صعوده للجبل= أنه هو السماوى‪ ،‬ويلزمهم أن يفكروا فى أنهم أيضاً صاروا سماويين‪ ،‬وغرباء عن األرض‪ ،‬ال‬

‫يجب أن تداعب خياالتهم أفكار المجد العالمى‪ .‬وأنه لن يبقى على األرض بل سيأتى يوماً وهو قريب ينطلق فيه‬

‫إلى السماء‪ ،‬يصعد للسماء ليجلس عن يمين أبيه ‪ ،‬وبهذا يعد لهم ولنا مكانا ‪ ،‬فلن نبقى هنا ‪.‬‬

‫ليصلى= المسيح يصلى‪ ،‬هذا عالمة صلته باآلب‪ .‬ونحن نصلى لتكون لنا صلة باهلل‪ ،‬وتذكرنا الصالة بأننا‬

‫غرباء فى هذا العالم‪ ،‬وتحفظنا فى سالم وسط العالم المضطرب لكن المسيح يشرح أهمية الخلوة‪ .‬وأهمية الصلة‬

‫مع اهلل وسط الضيقات‪.‬‬

‫السفينة=المسيح سيصعد إلى السماء ويترك كنيسته وتالميذه فى العالم ‪ .‬والعالم ملىء بالتجارب والضيقات‪ ،‬هو‬ ‫هائج على أوالد اهلل‪ ،‬وعلينا أن نفهم هذا وال نستغرب إذا هاج العالم‪.‬‬

‫الرياح والموج=هو هياج العالم ضد الكنيسة (السفينة)‪ .‬واهلل يترك الشيطان (رئيس سلطان الهواء اف‪) 1 :1‬‬ ‫يهيج العالم (البحر) ويستهزئ به إذ أنه سيجد نفسه أنه نفذ دون أن يدري إرادة اهلل (مز‪.)6-1:1‬‬

‫المسيح يسير على الماء = علينا أن نفهم أنه مهما هاج العالم ضد الكنيسة فهو مازال تحت سيطرة رب المجد‬ ‫فهو اهلل‪ .‬هو ضابط الكل‪ ،‬ال يمكن إلنسان أن يمد يده علينا ما لم يسمح له رب المجد بهذا (يو‪)11-17:19‬‬ ‫هذه المعجزة تثبت الهوته‪.‬‬

‫أراد أن يتجاوزهم = المسيح يتراءى أمامنا ولكن ال يتدخل فى حياتنا ما لم نطلبه‪( .‬هكذا فعل مع تلميذى‬ ‫عمواس) والدرس ان نلجأ له بالصالة فى الضيقة ‪.‬‬

‫هدوء الريح ووصول السفينة للبر= فى الوقت الذى يراه رب المجد أنه وقت مناسب تهدأ الريح‪ ،‬وتنتهى الضيقة‬ ‫ولكن الى ان تنتهى الضيقة فوجوده فى سفينتنا يمأل القلب سالما ‪ .‬والمعنى العام لما حدث أو الدرس الذى أراد‬

‫السيد أن يعطيه لتالميذه أن ال يفكروا فى أى مجد عالمى‪ ،‬بل هم سيواجهون بإضطهادات عنيفة ولكنها تحت‬

‫سيطرة رب المجد‪ ،‬هو حقاً سيصعد للسماء ولكن لن يترك كنيسته‪ ،‬وفى الوقت الذى يراه مناسباً تهدأ الثورات‬ ‫ضد الكنيسة وسيظل هذا حتى تصل الكنيسة للبر أى للسماء عند إنقضاء هذا الدهر‪ .‬وكانت هناك دروس‬

‫إضافية‪ ،‬فالسيد بعد معجزته الباهرة‪ ،‬ألزمهم أن يدخلوا السفينة حتى يعانوا من البحر الهائج فال ينتفخوا بل يعرفوا‬ ‫ضعفهم‪ ،‬إذ أن الجموع ستعطيهم إكراماً زائداً ألنهم تالميذ هذا المعلم‪.‬‬

‫قارن آية (‪ )1:‬مع آية (‪ )1:‬نسمع كلمة المساء =فعند اليهود مساءين كل يوم (هذا يشبه قول اإلخوة‬ ‫المسلمين المغرب والعشاء)‬

‫(يو ‪ )18-11:6‬الحظ الكلمات الظالم أقبل‪ ....‬ولم يكن يسوع قد أتى إليهم‪ ....‬وهاج البحر = هذا يعنى أن‬ ‫عدم وجود يسوع فى حياتى يشعرنى بهياج العالم ضدى وبالظلمة‪.‬‬

‫(يو ‪ )11:6‬فرضوا = صحة الترجمة تلهفوا أن يقبلوه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فى الهزيع الرابع من الليل= أى من الساعة ‪ :‬إلى الساعة ‪ 6‬صباحاً‪ .‬أى أن التجربة إستمرت فترة طويلة‪.‬‬ ‫وهذا درس لنا أن ال نتضايق إذا استمرت التجربة فترة طويلة فوراء اإلنتظار نفع كبير‪ ،‬بل أطلب الرب وهو‬

‫‪145‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫سيأتى فى الوقت المناسب‪ ،‬ويدخل لحياتك ويكون هو سالمك‪ .‬بال أن المياه المضطربة أى التجارب هى‬

‫التى حملت المسيح إلى التالميذ‪ ،‬فالتجربة التى نخاف منها هى التى يأتى المسيح إلينا من خاللها‪.‬‬

‫(مت ‪ )11:11‬أنا هو = هذا هو اإلسم االلهى "يهوه" خر ‪ 11::‬فالمسيح هو يهوه‪.‬‬

‫(مر‪ ):1:6‬ألنهم لم يفهموا باألرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة= أراد المسيح أن يظهر لتالميذه أنه سر الشبع‬ ‫الروحى لهم‪ ،‬وهو الذى سيعطيهم حياة أبدية وذلك بأن أظهر لهم قوته الخالقة فى معجزة إشباع الجموع‪ ،‬لكن إذ‬

‫إتجه فكرهم للمجد العالمى بدالً من الشبع الروحى‪ ،‬أراد المسيح أن يظهر لهم أنه ال معنى ألن نبحث عن مجد‬

‫عالمى وسط عالم مضطرب‪ ،‬بل أن المسيح هو سر سالمنا وشبعنا الداخلى وسط هذا اإلضطراب‪.‬‬

‫بطرس يسير على الماء‪-:‬‬

‫هذا معناه ببساطة أن أى واحد مناّ قادر أن ينتصر على ضيقات العالم‪ ،‬ندوسها وال نعبأ بها طالما أن المسيح‬ ‫معنا‪ ،‬وطالما نحن ناظرين إليه‪ ،‬يضطرب العالم فى الخارج‪ ،‬ولكننا ونحن ناظرين للمسيح تمتلىء قلوبنا من‬

‫السالم فنطأ التجارب وال نهتم بها‪ ،‬وال نفقد سالمنا الداخلى‪.‬‬

‫ونالحظ أن بطرس سار على الماء طالما كان ناظ اًر للمسيح‪ ،‬ولكن لما نظر للمياه غرق‪ ،‬هو شك ألنه رأى‬

‫األمواج عظيمة والهواء رياحه عظيمة‪.‬هو كان إيمانه عظيماً إذ ألقى بنفسه فى البحر لكن عاد للسلوك بالعيان‬

‫ال باإليمان‪ ،‬ونحن يجب أن نسلك باإليمان ال بالعيان‪ .‬وعالج ضعف اإليمان تثبيت النظر على المسيح دائماً‬ ‫دون النظر لكمية المخاطر التى نتعرض لها‪ .‬فلو ركزنا أنظارنا على حجم المشكلة يتزعزع إيماننا‪ ،‬أما لو ركزنا‬

‫أنظارنا على المسيح يثبت إيماننا‪.‬‬

‫والحظ أن المسيح لم يهدىء البحر حتى يسير بطرس على الماء‪ ،‬بل هو أعطاه أن يسير فوق البحر‬

‫المضطرب‪ ،‬وهذا معناه ببساطة أنه ال يجب أن ننتظر حتى تنتهى التجربة لنحيا فى سالم‪ ،‬بل أننا قادرين‬

‫بالمسيح الذى فينا أن نحيا فى سالم وسط التجربة‪.‬‬

‫عموماً حتى لو بدأنا نغرق فى هموم التجربة ومشاكلها فلنصرخ مع بطرس يا رب نجنى والمسيح يمد يده‬ ‫لينتشلنا‪ .‬ولكن ما يجعلنا نغرق هو قلة اإليمان = يا قليل اإليمان لماذا شككت ‪.‬‬

‫سير المسيح فوق األمواج = يعنى سلطانه وأن كل شىء خاضع لهُ‪ ،‬هو الذى يسيطر على األحداث ‪ .‬ويعنى‬ ‫إنتصار المؤمن على آالم العالم‪ ،‬أى قدرته أن يحيا فى سالم بالرغم من كل أالم العالم‪ .‬كل هذا بشرط أن نظل‬ ‫ناظرين للمسيح ‪ ،‬وغير ناظرين للمشكلة مهما كان حجمها ‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪ ( + )86-84:24‬مر‪-:)26-28:6‬‬

‫‪84‬‬ ‫اءوا إِلَى أ َْر ِ‬ ‫ت‪82 ،‬فَ َع َرفَ ُه ِر َجا ُل ذلِ َك ا ْل َم َك ِ‬ ‫سلُوا‬ ‫يس َار َ‬ ‫ان‪ .‬فَأ َْر َ‬ ‫ض َج ِّن َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)86-84:24‬فلَ َّما َع َب ُروا َج ُ‬ ‫‪86‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طلَبوا إِلَ ْي ِه أ ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫إِلَى ج ِم ِ ِ‬ ‫ورِة ا ْل ُم ِحي َ‬ ‫يع ا ْل َم ْر َ‬ ‫َح َ‬ ‫ط ِة َوأ ْ‬ ‫سوا ُه ْد َ‬ ‫ضى‪َ ،‬و َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ب ثَْوِبه فَقَ ْط‪ .‬فَ َجميعُ‬ ‫ض ُروا إِلَ ْيه َجم َ‬ ‫َن َي ْلم ُ‬ ‫يع ت ْل َك ا ْل ُك َ‬ ‫سوهُ َنالُوا ِّ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫الَِّذ َ‬ ‫الشفَ َ‬ ‫ين لَ َم ُ‬

‫‪146‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الرابع عشر)‬ ‫‪24‬‬ ‫‪28‬‬ ‫اءوا إِ َلى أ َْر ِ‬ ‫الس ِفي َن ِة‬ ‫س ْوا‪َ .‬ولَ َّما َخ َر ُجوا ِم َن َّ‬ ‫يس َار َ‬ ‫ت َوأ َْر َ‬ ‫ض َج ِّن َ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)26-28:6‬فلَ َّما َع َب ُروا َج ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫ضى علَى أ ِ‬ ‫طافُوا ج ِم ِ‬ ‫لِ ْلوق ِ‬ ‫س ِم ُعوا أ ََّن ُه‬ ‫ورِة ا ْل ُم ِحي َ‬ ‫ْت َع َرفُوهُ‪ .‬فَ َ‬ ‫َس َّرٍة إِلَى َح ْي ُ‬ ‫ط ِة‪َ ،‬و ْابتَ َدأُوا َي ْح ِملُ َ‬ ‫ون ا ْل َم ْر َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ث َ‬ ‫َ‬ ‫يع ت ْل َك ا ْل ُك َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ق‪ ،‬وطَلَبوا إِلَ ْي ِه أ ْ ِ‬ ‫ضعوا ا ْلمر َ ِ‬ ‫اك‪ .‬وح ْيثُما َد َخ َل إِلَى قُرى أَو م ُد ٍن أَو ِ‬ ‫سوا َولَ ْو‬ ‫ض َي ٍ‬ ‫ُه َن َ‬ ‫َس َوا ِ َ ُ‬ ‫ضى في األ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َن َي ْلم ُ‬ ‫اع‪َ ،‬و َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ً ْ ُ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِف َي‪" .‬‬ ‫س ُه ُ‬ ‫ُه ْد َ‬ ‫ب ثَْوِبه‪َ .‬و ُك ُّل َم ْن لَ َم َ‬ ‫ذاعت شهرة المسيح فأتى إليه المرضى وكل من لمسهُ ِ‬ ‫شف َى‪ .‬وهل البد أن نتالمس مع المسيح ُلنشفى‪ .‬التالمس‬ ‫ليس هو التالمس الجسدى بل باإليمان‪ ،‬فكل من أدرك من هو المسيح وآمن به‪ ،‬تالمس معهُ ينال الشفاء‬

‫الروحى أرض جنيسارات= تعنى "جنة السرور" وهى سهل خصب يقع على الشاطىء الغربى للبحيرة وكفر ناحوم‬

‫فى أقصى الشمال بالنسبة لها‪.‬‬ ‫وحقاً هى ستكون لنا جنة السرور على األرض إذ نتالمس مع المسيح ونعرفه من هو وننال شفائنا الروحى‬

‫ونمتلىء سالماً‪.‬‬

‫لماذا ذكرت قصص شفاء هنا؟ ببساطة أنه وسط هياج العالم ‪ ،‬عمل المسيح هو شفاء الناس ليوصلهم‬ ‫للملكوت‪ ،‬بل هو يستغل هذه الضيقات في شفاء الناس‪.‬‬

‫‪147‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الخامس عشر‬ ‫اآليات (مت ‪( + )12-2:22‬مر ‪-:)18-2:1‬‬ ‫شلِ‬ ‫ين ِ‬ ‫ُّون الَِّ‬ ‫ع َكتَبة وفَِّر ِ‬ ‫اآليات (مت ‪ِ 2" -:)12-2:22‬حي َن ِئ ٍ‬ ‫اء إِ‬ ‫ين‪«1 :‬لِ َما َذا‬ ‫ُور‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫يس‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يم قَ ِائلِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪8‬‬ ‫يد ُّ‬ ‫ضا‪،‬‬ ‫الش ُي ِ‬ ‫َيتَ َعدَّى تَالَ ِمي ُذ َك تَ ْقلِ َ‬ ‫ون أ َْي ِد َي ُه ْم ِحي َن َما َيأْ ُكلُ َ‬ ‫وخ‪ ،‬فَِإنَّ ُه ْم الَ َي ْغ ِسلُ َ‬ ‫اب َوقَا َل لَ ُه ْم‪َ «:‬وأَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫َج َ‬ ‫ون ُخ ْب ًزا؟» فَأ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُما َف ْل َي ُم ْت‬ ‫ش ِت ْم أ ًَبا أ َْو أ ًّ‬ ‫اك َوأ َّ‬ ‫ُم َك‪َ ،‬و َم ْن َي ْ‬ ‫صى قَ ِائالً‪ :‬أَ ْك ِرْم أ َ​َب َ‬ ‫س َبب تَ ْقليد ُك ْم؟ فَِإ َّن اهللَ أ َْو َ‬ ‫ل َما َذا تَتَ َعد َّْو َن َوصيَّ َة اهلل ِب َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ال ألَِب ِ‬ ‫ُم ُه‪6 .‬فَقَ ْد‬ ‫ُم ِه‪ :‬قُ ْرَبان ُه َو الَِّذي تَ ْنتَ ِفعُ ِب ِه ِم ِّني‪ .‬فَالَ ُي ْك ِرُم أ َ​َباهُ أ َْو أ َّ‬ ‫َم ْوتًا‪َ .‬وأ َّ‬ ‫يه أ َْو أ ِّ‬ ‫ون‪َ :‬م ْن قَ َ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم فَتَقُولُ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ِبسبب تَ ْقِل ِ‬ ‫ص َّي َة ِ‬ ‫ط ْلتُم و ِ‬ ‫ب إِلَ َّي ه َذا َّ‬ ‫ب ِبفَ ِم ِه‪،‬‬ ‫س ًنا تَ َن َّبأَ َع ْن ُك ْم إِ َ‬ ‫يد ُك ْم! َيا ُم َر ُ‬ ‫اؤ َ‬ ‫الش ْع ُ‬ ‫اء قَائالً‪َ :‬ي ْقتَ ِر ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ش ْع َي ُ‬ ‫ون! َح َ‬ ‫أ َْب َ ْ َ‬ ‫ون تَعالِ ِ‬ ‫َما َق ْلب ُه فَم ْبتَِعد ع ِّني ب ِع ً ‪ِ 1‬‬ ‫وي ْك ِرمني ِب َ ِ‬ ‫ص َايا َّ‬ ‫ِّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس»‪22.‬ثُ َّم‬ ‫َ َ‬ ‫يم ه َي َو َ‬ ‫شفَتَ ْيه‪َ ،‬وأ َّ ُ ُ‬ ‫َُ ُ‬ ‫يدا‪َ .‬وَباطالً َي ْع ُب ُدوَنني َو ُه ْم ُي َعل ُم َ َ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫س ِ‬ ‫ان‪َ ،‬ب ْل َما َي ْخ ُر ُج ِم َن ا ْلفَِم ه َذا‬ ‫َد َعا ا ْل َج ْم َع َوقَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪ْ «:‬‬ ‫اس َم ُعوا َواف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫س َما َي ْد ُخ ُل ا ْلفَ َم ُي َن ِّج ُ‬ ‫ْه ُموا‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ين لَ َّما ِ‬ ‫َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫اإل ْنس َ ‪ٍ ِ ِ 21‬‬ ‫اب‬ ‫َّم تَالَ ِمي ُذهُ َوقَالُوالَ ُه‪« :‬أَتَ ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫َج َ‬ ‫سم ُعوا ا ْلقَ ْو َل َنفَُروا؟» فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫س ِ َ‬ ‫ُي َن ِّج ُ‬ ‫ان»‪ .‬حي َنئذ تَقَد َ‬ ‫‪24‬‬ ‫الس َم ِ‬ ‫ال‪ُ «:‬ك ُّل َغ ْر ٍ‬ ‫ادةُ ُع ْم َي ٍ‬ ‫َع َمى‬ ‫او ُّ‬ ‫س ُه أَِبي َّ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ي ُي ْقلَعُ‪ .‬اُتُْرُك ُ‬ ‫َع َمى َيقُ ُ‬ ‫وه ْم‪ُ .‬ه ْم ُع ْم َيان قَ َ‬ ‫ان‪َ .‬وِا ْن َك َ‬ ‫ود أ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫س لَ ْم َي ْغ ِر ْ‬ ‫‪26‬‬ ‫‪َّ 22‬‬ ‫ِ‬ ‫طِ ِ‬ ‫ضا‬ ‫ال لَ ُه‪« :‬فَ ِّ‬ ‫سقُ َ‬ ‫س ْر لَ َنا ه َذا ا ْل َمثَ َل»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫س َوقَ َ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬ه ْل أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫ان كالَ ُه َما في ُح ْف َرٍة»‪ .‬فَأ َج َ‬ ‫َي ْ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫اب ُب ْط ُر ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ضي إِلَى ا ْلجو ِ‬ ‫َن ُك َّل ما ي ْد ُخ ُل ا ْلفَم يم ِ‬ ‫اآلن َغ ْير فَ ِ‬ ‫ف َوَي ْن َد ِفعُ إِلَى ا ْل َم ْخ َر ِج؟‬ ‫ون َب ْع ُد أ َّ‬ ‫ين؟ أَالَ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫اه ِم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َحتَّى َ ُ‬ ‫‪23‬‬ ‫ِ‬ ‫ان‪21 ،‬أل ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِ‬ ‫يرة‪ :‬قَ ْتل‪،‬‬ ‫َوأ َّ‬ ‫ص ُد ُر‪َ ،‬وَذ َ‬ ‫س َ‬ ‫َما َما َي ْخ ُر ُج م َن ا ْلفَم فَم َن ا ْل َق ْلب َي ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اك ُي َن ِّج ُ‬ ‫َن م َن ا ْل َق ْلب تَ ْخ ُر ُج أَ ْف َكار شِّر َ‬

‫ٍ‬ ‫‪ِ ِ ِ ِ 12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِز ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ادةُ ُز ٍ‬ ‫سولَ ٍة فَالَ‬ ‫ان‪َ .‬وأ َّ‬ ‫سق‪ِ ،‬س ْرقَة‪َ ،‬‬ ‫ش َه َ‬ ‫س َ‬ ‫نى‪ ،‬ف ْ‬ ‫َما األَ ْك ُل ِبأ َْيد َغ ْي ِر َم ْغ ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ور‪ ،‬تَ ْجديف‪ .‬هذه ه َي الَّتي تَُن ِّج ُ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ان»‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫س اإل ْن َ‬ ‫ُي َن ِّج ُ‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫شلِ‬ ‫ين ِ‬ ‫ُّون وقَوم ِم َن ا ْل َكتَب ِة قَ ِاد ِ‬ ‫اجتَمع إِلَ ْي ِه ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ضا ِم ْن‬ ‫ُور‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫يس‬ ‫و‬ ‫اآليات (مر‪" -:)18-2:1‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يم‪َ .‬ولَ َّما َأر َْوا َب ْع ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ون ُخ ْب ًاز ِبأ َْي ٍد َد ِن ٍ‬ ‫تَالَ ِم ِ‬ ‫ين َو ُك َّل ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ود إِ ْن لَ ْم َي ْغ ِسلُوا أ َْي ِد َي ُه ْم‬ ‫سولَ ٍة‪ ،‬الَ ُموا‪8 .‬أل َّ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫يذ ِه َيأْ ُكلُ َ‬ ‫سة‪ ،‬أ ْ‬ ‫َي َغ ْي ِر َم ْغ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ين ِبتَ ْقلِ ِ‬ ‫اع ِت َن ٍ‬ ‫يد ُّ‬ ‫السو ِ‬ ‫يرة‬ ‫الش ُي ِ‬ ‫وخ‪َ .‬و ِم َن ُّ‬ ‫ون‪ُ ،‬متَ َم ِّ‬ ‫اء أ ْ‬ ‫ون‪َ .‬وأَ ْ‬ ‫ق إِ ْن لَ ْم َي ْغتَ ِسلُوا الَ َيأْ ُكلُ َ‬ ‫س ِك َ‬ ‫اء‪ ،‬الَ َيأْ ُكلُ َ‬ ‫ِب ْ‬ ‫ش َي ُ‬ ‫ُخ َرى َكث َ‬ ‫َس َّرٍة‪2 .‬ثُ َّم سأَلَ ُه ا ْلفَِّر ِ‬ ‫اس وأ ِ‬ ‫ار َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وها لِلتَّم ُّ ِ‬ ‫س ِل ُك ُؤ ٍ‬ ‫وس َوأ َ​َب ِ‬ ‫ُّون َوا ْل َكتَ​َب ُة‪«:‬لِ َما َذا الَ‬ ‫سلَّ ُم َ‬ ‫يسي َ‬ ‫سك ِب َها‪ ،‬م ْن َغ ْ‬ ‫َ‬ ‫يق َوآن َية ُن َح ٍ َ‬ ‫تَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ون ُخ ْب ًاز ِبأ َْي ٍد َغ ْي ِر م ْغ ٍ‬ ‫يسلُ ُك تَالَ ِمي ُذ َك حسب تَ ْقلِ ِ‬ ‫يد ُّ‬ ‫س ًنا تَ​َن َّبأَ‬ ‫الش ُي ِ‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫وخ‪َ ،‬ب ْل َيأْ ُكلُ َ‬ ‫َج َ‬ ‫سولَة؟» فَأ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َْ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬ح َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ين! َك َما ُه َو َم ْكتُوب‪ :‬ه َذا َّ‬ ‫يدا‪،‬‬ ‫شفَتَ ْي ِه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ب ُي ْك ِرُم ِني ِب َ‬ ‫إِ َ‬ ‫َما َق ْل ُب ُه فَ ُم ْبتَِعد َع ِّني َب ِع ً‬ ‫اء َع ْن ُك ْم أَ ْنتُ ُم ا ْل ُم َرِائ َ‬ ‫الش ْع ُ‬ ‫ش ْع َي ُ‬ ‫ون ِبتَ ْقلِ ِ‬ ‫ص َّي َة ِ‬ ‫اس‪3 .‬أل ََّن ُكم تَرْكتُم و ِ‬ ‫ون تَعالِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫يد َّ‬ ‫ص َايا َّ‬ ‫ِّ‬ ‫الن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس‪:‬‬ ‫اهلل َوتَتَ َم َّ‬ ‫س ُك َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫يم ه َي َو َ‬ ‫َوَباطالً َي ْع ُب ُدوَنني َو ُه ْم ُي َعل ُم َ َ َ‬ ‫‪1‬‬ ‫صيَّ َة ِ‬ ‫ضتُم و ِ‬ ‫ُخر َك ِثيرةً ِم ْث َل ِ‬ ‫ق َوا ْل ُك ُؤ ِ‬ ‫س َل األ َ​َب ِ‬ ‫اري ِ‬ ‫اهلل‬ ‫ُم ًا‬ ‫ون»‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫هذ ِه تَ ْف َعلُ َ‬ ‫َغ ْ‬ ‫س ًنا! َرفَ ْ ْ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬ح َ‬ ‫َ‬ ‫ور أ َ َ‬ ‫وس‪َ ،‬وأ ُ‬

‫‪148‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس عشر)‬ ‫‪22‬‬ ‫ون‪:‬‬ ‫يد ُك ْم! ‪22‬أل َّ‬ ‫ُما َف ْل َي ُم ْت َم ْوتًا‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ش ِت ُم أ ًَبا أ َْو أ ًّ‬ ‫اك َوأ َّ‬ ‫ُم َك‪َ ،‬و َم ْن َي ْ‬ ‫وسى قَ َ‬ ‫ال‪ :‬أَ ْك ِرْم أ َ​َب َ‬ ‫لِتَ ْحفَظُوا تَ ْقلِ َ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم فَتَقُولُ َ‬ ‫َن ُم َ‬ ‫‪21‬‬ ‫يه أَو أ ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْي ًئا‬ ‫إِ ْن قَ َ‬ ‫َي َه ِديَّة‪ُ ،‬ه َو الَِّذي تَ ْنتَ ِفعُ ِب ِه ِم ِّني فَالَ تَ َد ُعوَن ُه ِفي َما َب ْع ُد َي ْف َع ُل َ‬ ‫ُمه‪ :‬قُ ْرَبان‪ ،‬أ ْ‬ ‫سان ألَِب ْ‬ ‫ال إِ ْن َ‬ ‫ور َك ِثيرةً ِم ْث َل ِ‬ ‫اهلل ِبتَ ْقلِ ِ‬ ‫ين َكالَم ِ‬ ‫ُم ِه‪28 .‬م ْب ِطلِ‬ ‫ألَِب ِ‬ ‫يد ُكم الَِّذي َ َّ‬ ‫ون»‪24 .‬ثُ َّم َد َعا ُك َّل‬ ‫يه أ َْو أ ِّ‬ ‫هذ ِه تَ ْف َعلُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُم ًا َ‬ ‫سل ْمتُ ُموهُ‪َ .‬وأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ان إِ َذا َد َخ َل ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار ِج ِ‬ ‫سِ‬ ‫شيء ِم ْن َخ ِ‬ ‫س ُه‪،‬‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ْه ُموا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ا ْل َج ْم ِع َوقَ َ‬ ‫َ‬ ‫يه َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪ْ «:‬‬ ‫اس َم ُعوا م ِّني ُكلُّ ُك ْم َواف َ‬ ‫َن ُي َن ِّج َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َح ٍد أُ ْذ َن ِ‬ ‫س َم ْع»‪َ 21 .‬ولَ َّما َد َخ َل‬ ‫ان ِل َّ‬ ‫لك َّن األَ ْ‬ ‫ان‪ .‬إِ ْن َك َ‬ ‫س َ‬ ‫ان أل َ‬ ‫لس ْم ِع‪َ ،‬ف ْل َي ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اء الَّتي تَ ْخ ُر ُج م ْن ُه ه َي الَّتي تَُن ِّج ُ‬ ‫ش َي َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ضا ه َك َذا َغ ْير فَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ون‬ ‫سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ َع ِن ا ْل َمثَ ِل‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َما تَ ْف َه ُم َ‬ ‫اه ِم َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أَفَأَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫م ْن ع ْند ا ْل َج ْم ِع إِلَى ا ْل َب ْيت‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ين؟ أ َ‬ ‫َن ي َن ِّجس ُه‪21 ،‬أل ََّن ُه الَ ي ْد ُخ ُل إِلَى َق ْل ِب ِه ب ْل إِلَى ا ْلجو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ُك َّل َما َي ْد ُخ ُل ِ‬ ‫ان ِم ْن َخ ِ‬ ‫ف‪ ،‬ثُ َّم َي ْخ ُر ُج إِلَى‬ ‫أ َّ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ار ٍج الَ َي ْقد ُر أ ْ ُ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪12‬‬ ‫اإل ْنس ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ان‪12 .‬أل ََّن ُه ِم َن‬ ‫ا ْل َخالَ ِء‪َ ،‬وذلِ َك ُي َ‬ ‫س َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ان ذل َك ُي َن ِّج ُ‬ ‫ط ِّه ُر ُك َّل األَ ْطع َمة»‪ .‬ثُ َّم قَا َل‪«:‬إِ َّن الَّذي َي ْخ ُر ُج م َن ِ َ‬

‫الشِّريرةُ‪ِ :‬ز ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫وب َّ‬ ‫َّاخ ِل‪ِ ،‬م ْن ُقلُ ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫سق‪ ،‬قَ ْتل‪ِ 11 ،‬س ْرقَة‪ ،‬طَ َمع‪ُ ،‬خ ْبث‪َ ،‬م ْكر‪َ ،‬ع َه َارة‪َ ،‬ع ْين‬ ‫نى‪ ،‬ف ْ‬ ‫اس‪ ،‬تَ ْخ ُر ُج األَ ْف َك ُار ِّ َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِشِّريرة‪ ،‬تَ ْج ِديف‪ِ ،‬ك ْب ِرياء‪ ،‬جهل‪18 .‬ج ِميع ِ‬ ‫س ِ‬ ‫هذ ِه ُّ‬ ‫الش ُر ِ‬ ‫ان»‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ور تَ ْخ ُر ُج م َن الدَّاخ ِل َوتَُن ِّج ُ‬ ‫َ‬ ‫هذا اإلصحاح هو عن الطهارة الداخلية فنشبع باهلل "فطوبى ألنقياء القلب ألنهم يعاينون اهلل"‪ .‬وهو إصحاح يشير‬

‫أن الملكوت هو لألمم باإليمان ولهم أيضاً شبع بشخص المسيح‪.‬‬

‫إنتهز السيد فرصة سؤال الكتبة والفريسيين عن عدم غسل التالميذ أيديهم حينما يأكلون خب اًز‪ ،‬ليوبخ اليهود على‬ ‫عبادتهم الزائفة إستناداً على سنن باطلة وكان السيد يريد هنا التركيز على الطهارة الداخلية وليس الخارجية فبها‬ ‫نرى الرب ونشبع به‪ .‬ولقد تعود اليهود على غسل كل ما تمتد إليه أيديهم كما يشرح معلمنا مرقس حتى ال يكون‬

‫ما يمسكون به دنساً (فى نظرهم أن الشىء يتدنس مثالً لو لمسه أممى وثنى)‪ .‬ومرقس ألنه يكتب للرومان الذين‬

‫ال يعلمون شيئاً عن عادات اليهود إضطر لشرح عادات اليهود (‪ .)1-::1‬ولكن متى إذ يكتب لليهود لم يضطر‬ ‫لهذا‪ .‬وغسل األيادى واألباريق هى عادة من التقليد وليس من الناموس وقد وضعها الفريسيون زيادة على أوامر‬

‫الناموس‪ .‬وهذا التقليد تمسك به اليهود جداً حتى أن الرابى أكيبا إذ ُس ِج َن ولم يكن له أن يحصل إالَ على قليل‬ ‫من الماء ال يكفى غسل يديه فضل الموت جوعاً وعطشاً من أن يأكل دون أن يغسل يديه‪ .‬ويسمون األيدى غير‬ ‫المغسولة أيدى دنسة (مر‪ .)1:1‬والحظ أن الجماهير البسيطة أدركت من هو المسيح وصارت تنعم بالشفاء إذ‬

‫الم َجِّربين‪ .‬هؤالء بسبب‬ ‫تلمسه‪ ،‬أما هؤالء المتكبرين‪ ،‬فلقد أعمت كبرياؤهم عيونهم فأخذوا منه موقف الناقدين و ُ‬ ‫حسدهم رفضوا الكلمة اإللهى وقاوموه إذ تصوروا أنه جاء ليسحب الكراسى من تحتهم أو يغتصب مراكزهم‪.‬‬ ‫وهكذا كل من يفرح ويتلذذ بشهوة عالمية‪ ،‬تجده يقاوم المسيح ألنه يتصور أن المسيح سيحرمه من شىء يحبه‪،‬‬ ‫بينما أن المسيح يريد أن يشفيه‪ .‬وهنا السيد المسيح يهاجم تقليد الفريسيين وأباء اليهود الذى يعارض الكتاب‬

‫المقدس‪ .‬فالكتاب المقدس فى ناموس موسى أوصى بإكرام الوالدين وهذا يشمل سد إحتياجاتهم المادية‪ .‬ولكن‬

‫األباء اليهود من أجل منفعتهم الشخصية واستفادتهم من أموال الناس وضعوا لهم تقليد مخالف لناموس موسى=‬ ‫من قال ألبيه أو أمه قربان هو الذى تنتفع به منى = وهذا يعنى ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬أن المساعدة التى أقدمها لك ياأبى سأمنعها عنك وأقدمها للهيكل‪.‬‬

‫‪149‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫‪ )2‬وهناك رأى أخر أن الشخص كان ينذر كل ما يملك للهيكل بعد وفاته على أن يصرف منه على نفسه فى‬ ‫مدة حياته وال يعطى ألبويه المحتاجين وهذا معنى قوله قربان= أى سيقدم للهيكل‪.‬‬

‫‪ )3‬من يقدم للهيكل عطايا كانوا يعفونه من اإلنفاق على والديه‪.‬‬

‫وال يفهم قول المسيح ضد تقليد اليهود أنه ضد أى تقليد‪ ،‬بل هو ضد التقليد إذا خالف الكتاب المقدس فكنيستنا‬

‫تؤمن بالتقليد لماذا ؟‬

‫‪ )1‬الكتاب المقدس نفسه محفوظ لنا بالتقليد‪ ،‬فمن قال أن هذه األسفار هى األسفار القانونية‪ ،‬فهناك أسفار غير‬ ‫قانونية‪ .‬من الذى حدد القانونى من غير القانونى سوى تقليد األباء الذين حددوا األسفار القانونية ورفضوا‬

‫غير القانونية‪.‬‬

‫‪ )2‬من الذى علم إبراهيم دفع العشور لملكى صادق ومن الذى علّم يعقوب تدشين األماكن بسكب الزيت ومن‬ ‫الذى َعلَّ َم يوسف أن الزنا حرام ولم يكن هناك ناموس‪ ،‬كان هذا بالتقليد (تك ‪.)11:18+18:18+17:11‬‬ ‫‪ )3‬كيف سارت الكنيسة دون إنجيل مكتوب حتى كتب أول إنجيل ؟ بالتقليد‪.‬‬ ‫‪ )4‬من التقليد اليهودى عرف بولس إسمى الساحرين المقاومين لموسى (‪1‬تى ‪ .)8::‬ونقل يهوذا الرسول‬

‫مخاصمة ميخائيل إلبليس (يه‪ )9‬وعرف أيضاً نبوة أخنوخ (يه‪ .)11‬ومن التقليد اليهودى عرف بولس أن‬

‫الناموس كان مسلماً بيد مالئكة (غل‪.)19::‬‬

‫‪ )5‬بولس يؤكد على التقليد (‪1‬كو‪1+:1:11‬تس‪ )6::‬وكذلك يوحنا (‪1‬يو ‪.)11‬‬

‫ملحوظة‪ :‬ولكننا نعيب على المترجم أنه يترجم الكلمة "تقليد" إذا كانت محل هجوم مثل هذا النص‪ .‬ويترجمها‬ ‫تعليم إذا كان التقليد مهم ومطلوب‪.‬‬

‫آيه(‪ -:)3‬لقد تركت األمة اليهودية عبادة اهلل بالقلب والحق وأهملت الوصايا األساسية‪ ،‬ودققت واهتمت بالتقاليد‬

‫البشرية المسلمة من الشيوخ كغسيل األيدى واألباريق‪ ،‬تركوا محبة اهلل ومحبة القريب واهتموا بنظافة الجسد من‬ ‫الخارج‪ .‬وانه لمن السهل أن يكتفى المرء بالعبادة المظهرية وتأدية الفروض الدينية الخارجية ويترك القلب مملوء‬ ‫ش اًر ولكنه بهذا سيصير كالقبور المبيضة من الخارج وبالداخل نجاسة‪ .‬وهذه النبوة من إشعياء مأخوذة من‬ ‫(أش‪.)1::19‬‬ ‫يا مراؤون (مت ‪ )1:1:‬فهم يظهرون كمدافعين عن الحق وهم يكسرونه‪.‬يحملون صورة الغيرة على مجد اهلل وهم‬ ‫يهتمون بما لذواتهم‪ ،‬يعبدون اهلل عبادة جافة أى ليس عن حب وانما لتحقيق أهداف بشرية ذاتية‪ .‬لذلك صارت‬ ‫تعاليمهم وصايا الناس (مت‪ .)1:22‬أما من يخدم اهلل بأمانة تكون تعاليمهُ هى كالم اهلل‪ ،‬كما قال اهلل ألرمياء‬ ‫مثل فمى تكون (أر ‪.)19:1:‬‬ ‫(مت ‪ )17:1:‬إسمعوا وافهموا= كلم السيد الفريسيين بعنف ألنهم قادة عميان مراؤون هذا القول سخرية من‬

‫الفريسيين الذين كانوا يسمون أنفسهم قادة للعميان (رو‪ )19:1‬وهم حقاً عميان‪ .‬ولكن نجده هنا يكلم الشعب‬ ‫بلطف ويعلمهم‪ ،‬فالمرائين ال يصلح معهم الكلمات الطيبة فإن هذا سيغطى على شرهم ويفسدهم باألكثر‪ .‬أما‬ ‫الشعب البسيط فال يحتمل كلمة قاسية لئال يحطم ويعثر وييأس‪ .‬هؤالء يحتاجون لكلمة تشجيع لبنيانهم الروحى‪.‬‬ ‫والسيد بدأ يعلم الشعب عن حقيقة غسل األيادى قبل األكل التى أثارها أمامهم الفريسيون المراءون ال ليدافع عن‬ ‫تالميذه بل لبن يان الشعب الروحى‪ ،‬ولكى ال يتعثروا بسبب الشكوك التى يثيرها الكتبة والفريسيون‪ .‬والسيد شرح‬ ‫‪150‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫للشعب أن سر الحياة والقداسة ال يكمن فى األعمال الخارجية الظاهرة وانما فى الحياة الداخلية وهذا عكس ما‬ ‫ينادى به الفريسيين إذ تركوا نقاوة القلب مهتمين بغسل األيادى‪.‬‬

‫الفريسيين لما سمعوا القول نفروا= قول المسيح كان كالمشرط الذى فتح الجرح المتقيح فخرجت العفونة وظهر‬ ‫الفساد وهذا ال يطيقه المرائى‪.‬‬

‫كل غرس لم يغرسه أبى السماوى يقلع= عبارة تشير للتقاليد واألشخاص الذين يحضونهم على إتباعها (أى‬ ‫جماعة الكتبة والفريسيين)‬

‫يمضى إلى الجوف ويندفع إلى المخرج= جعل اهلل فى اإلنسان‪ ،‬فى الجسم اإلنسانى نظاماً بأن يستفيد من كل‬ ‫ما هو مفيد فى الطعام ويلقى بما ينجسه للخارج‪ .‬فما هو نجاسة في الطعام يلقيه الجسم للخارج‪ .‬ولنالحظ أنه‬

‫حتى التالميذ قد تساءلوا عن مفهوم التطهير الداخلى وليس الخارجى‪ ،‬فهم قطعاً متأثرين جداً بالبيئة التى‬ ‫يعيشون فيها‪ ،‬بل إن هذا إستمر حتى بعد المسيح‪ ،‬حتى أن بطرس رفض أن يأكل مع أممى (غل‪ )1‬واضطر‬

‫اهلل أن يعطيه رؤيا المالءة ليقنعه أن يذهب ويبشر كرنيليوس األممى‪.‬‬

‫فى (مت ‪ )11:1:‬اتركوهم = لعلهم إذا تركوهم يتوبوا عما هم فيه‪ ،‬إذ يتخلى عنهم الناس‪.‬‬

‫فى (مر ‪ )16-1::1‬ليس شئ من خارج = أى طعام مغسول أو غير مغسول أو بأيدى مغسولة أو غير‬

‫مغسولة‪ .‬األشياء التى تخرج = شتائم ‪ /‬إدانة ‪ /‬كذب ‪ /‬نظرات شريرة‪....‬‬ ‫ملحوظات‪-:‬‬

‫‪ .1‬كانت الغسالت لألدوات تتم بالغمر فى الماء ولألسرة بالرش‪ .‬والغسل ليس للناحية الصحية بل إلزالة‬ ‫النجاسة الطقسية‪ .‬لذلك كان اليهود يستعملون كميات كبيرة من الماء‪ ،‬من هنا نفهم سر وجود ستة أجران‬ ‫بأحجام كبيرة فى بيت يهودى (يو‪ .)1‬أما غسيل األيدى لغرض صحى فهو ليس ضد المسيحية‪.‬‬

‫‪ .1‬نبوة إشعياء قالها إشعياء للشعب حين أرادوا التحالف مع مصر ضد أشور واستعملها المسيح هنا‪ .‬فكون‬ ‫أننى أسبح اهلل بشفتى‪ ،‬والجأ إلى إنسان لحل مشكلتى‪ ،‬أى أعتمد عليه دون اهلل‪ ،‬فهنا أنا أسبح اهلل بشفتى‬

‫وقلبى مبتعد عنه بعيداً‪.‬‬

‫‪ .8‬طالما كان القلب طاه اًر ال تستطيع األطعمة أن تنجسه ألنها تدخل إلى جوف اإلنسان‪ ،‬فما كان منها مفيداً‬ ‫يتحول إلى أنسجة جديدة‪ ،‬وما كان منها ضا اًر يخرج إلى الخالء‪ ،‬وذلك يطهر كل األطعمة‪ ،‬أى يطرد كل ما‬ ‫هو ضار بالجسم عن طريق اإلف ارزات التى تخرج إلى الخالء‪.‬‬

‫‪ .4‬الخطايا التى ذكرها السيد طمع= من ال يشبع ودائماً يريد أكثر‪.‬‬

‫خبث= تعنى األعمال الشريرة وهى سمة‬

‫من يفرح فى مصائب اآلخرين لذلك ُيدعى إبليس بالخبيث‪.‬‬ ‫المكر= من يوقع أحد فى فخ ‪ .‬الجهل= الحماقة الروحية والبعد عن الحق‪ .‬عين شريرة = حسد‪ .‬والحسد ال‬

‫يضر سوى الحاسد إذ يمتلىء قلبه شرا‪.‬‬

‫عهارة= سلوك فاسق وشذوذ‪ .‬وهذه الخطايا وأمثالها هى التى تنجس‬

‫ومن داخله أمثال هذه الخطايا يخرج من فمه كلمات نجسة وأعمال نجسة‪.‬‬ ‫الداخل‪َ .‬‬ ‫فسق = نوع من الزنى ولكن فى فجور ‪.‬‬

‫‪151‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫‪( -:‬مر ‪ )::1‬يغسلوا أيديهم بإعتناء= أى حتى الكوع (وهو تعبير يهودى)‪.‬‬ ‫‪( -6‬مر‪ )11:1‬قربان أى هدية = مرقس يفسر الكلمة فهو يكتب للرومان‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪( + )13-12:22‬مر‪ -:)82-14:1‬المرأة الكنعانية‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ام َأرَة‬ ‫سوعُ ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ص ْي َد َ‬ ‫ور َو َ‬ ‫ف إِلَى َن َواحي ُ‬ ‫اك َوا ْن َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)13-12:22‬ثُ َّم َخ َر َج َي ُ‬ ‫اء‪َ .‬وِا َذا ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ار َجة ِم ْن ِت ْل َك التُّ ُخ ِ‬ ‫َك ْن َع ِانيَّة َخ ِ‬ ‫س ِّي ُد‪َ ،‬يا ْاب َن َد ُاوَد! ِا ْب َن ِتي َم ْجنُوَنة ِج ًّدا»‪َ 18 .‬فلَ ْم‬ ‫ص َر َخ ْت إِلَ ْيه قَائلَ ًة‪ْ «:‬ار َح ْمني‪َ ،‬يا َ‬ ‫وم َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ال‪«:‬لَم أُرس ْل إِالَّ‬ ‫َّم تَالَ ِمي ُذهُ َو َ‬ ‫طلَ ُبوا إِلَ ْي ِه قَ ِائلِ َ‬ ‫َج َ‬ ‫اء َنا!» فَأ َ‬ ‫ْها‪ ،‬أل ََّن َها تَص ُ‬ ‫ين‪ْ «:‬‬ ‫اص ِرف َ‬ ‫اب َوقَ َ ْ ْ َ‬ ‫يح َو َر َ‬ ‫ُيج ْب َها ب َكل َمة‪ .‬فَتَقَد َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َن‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫س ًنا أ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬أَع ِّني!» فَأ َ‬ ‫إِلَى خ َراف َب ْيت إِ ْ‬ ‫س َح َ‬ ‫ال‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫س َج َد ْت لَ ُه قَائلَ ًة‪َ «:‬يا َ‬ ‫يل الضَّالَّة»‪ .‬فَأَتَ ْت َو َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫سقُطُ ِم ْن‬ ‫ُي ْؤ َخ َذ ُخ ْب ُز ا ْل َب ِن َ‬ ‫ب أ َْي ً‬ ‫س ِّي ُد! َوا ْلكالَ ُ‬ ‫ضا تَأْ ُك ُل م َن ا ْلفُتَات الَّذي َي ْ‬ ‫ين َوُي ْط َر َح ل ْلكالَب»‪ .‬فَقَالَ ْت‪َ «:‬ن َع ْم‪َ ،‬يا َ‬ ‫ال لَها‪« :‬يا ام أرَةُ‪ ،‬ع ِظيم إِيما ُن ِك! لِي ُك ْن لَ ِك َكما تُ ِر ِ‬ ‫‪ٍ ِ ِ 13‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش ِف َي ِت‬ ‫ين»‪ .‬فَ ُ‬ ‫يد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َج َ‬ ‫َمائ َدة أ َْرَبا ِب َها!»‪ .‬حي َنئذ أ َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اع ِة‪" .‬‬ ‫ْاب َنتُ َها ِم ْن ِت ْل َك َّ‬ ‫الس َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ضى إِلَى تُ ُخ ِ‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫اآليات (مر‪" -:)82-14:1‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َن الَ‬ ‫َّ‬ ‫ام ِم ْن ُه َن َ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫اء‪َ ،‬وَد َخ َل َب ْيتًا َو ُه َو ُي ِر ُ‬ ‫اك َو َم َ‬ ‫ص ْي َد َ‬ ‫ور َو َ‬ ‫وم ُ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫س ِم َع ْت ِب ِه‪ ،‬فَأَتَ ْت َو َخ َّر ْت ِع ْن َد قَ َد َم ْي ِه‪.‬‬ ‫َن َي ْختَ ِف َي‪12 ،‬أل َّ‬ ‫َحد‪َ ،‬فلَ ْم َي ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫ام َأرَةً َك َ‬ ‫َي ْعلَ َم أ َ‬ ‫ان ِب ْاب َنت َها ُروح َن ِجس َ‬ ‫َن ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ​ِ​ِ‬ ‫‪16‬و َكا َن ْت االم أرَةُ أ ِ‬ ‫َن ُي ْخ ِر َج َّ‬ ‫سوعُ فَقَا َل‬ ‫ان ِم ِن ْاب َن ِت َها‪َ .‬وأ َّ‬ ‫سأَلَتْ ُه أ ْ‬ ‫الش ْيطَ َ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫سو ِريَّ ًة‪ .‬فَ َ‬ ‫ُمميَّ ًة‪َ ،‬وِفي ِج ْنس َها فينيقيَّ ًة ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َج َاب ْت َوقَالَ ْت‬ ‫ين أ ََّوالً َي ْ‬ ‫س ًنا أ ْ‬ ‫َن ُي ْؤ َخ َذ ُخ ْب ُز ا ْل َب ِن َ‬ ‫ش َب ُع َ‬ ‫لَ َها‪َ «:‬د ِعي ا ْل َب ِن َ‬ ‫ين َوُي ْط َر َح ل ْلكالَ ِب»‪ .‬فَأ َ‬ ‫س َح َ‬ ‫ون‪ ،‬أل ََّن ُه لَ ْي َ‬ ‫‪11‬‬ ‫َج ِل ِ‬ ‫ت ا ْلم ِائ َد ِة تَأْ ُك ُل ِم ْن فُتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْه ِبي‪.‬‬ ‫ين!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫هذ ِه ا ْل َكلِ َم ِة‪ ،‬اذ َ‬ ‫ات ا ْل َب ِن َ‬ ‫ال لَ َها‪«:‬أل ْ‬ ‫ب أ َْي ً‬ ‫س ِّي ُد! َوا ْلكالَ ُ‬ ‫لَ ُه‪َ «:‬ن َع ْم‪َ ،‬يا َ‬ ‫ضا تَ ْح َ َ‬ ‫وح ًة َعلَى ا ْل ِف َر ِ‬ ‫ان ِم ِن ْاب َن ِت ِك»‪82 .‬فَ َذ َه َب ْت إِلَى َب ْي ِت َها َو َو َج َد ِت َّ‬ ‫قَ ْد َخ َر َج َّ‬ ‫اش‪" .‬‬ ‫االب َن َة َم ْ‬ ‫الش ْي َ‬ ‫الش ْي َ‬ ‫ط َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ان قَ ْد َخ َر َج‪َ ،‬و ْ‬ ‫ط ُر َ‬

‫هنا نجد تناقض عجيب بين موقف الفريسيين الذين يقاومون المسيح ولم يكتشفوه‪ ،‬بل لم يروا قوته الشافية وهم‬

‫الذين يحفظون الناموس وذلك لكبريائهم ومحبتهم للمال وبين هذه المرأة الكنعانية األممية الوثنية التي تحيا في‬

‫نجاسة‪ ،‬لكنها إكتشفت فيه مسيحاً شافياً قاد اًر أن يصنع المعجزات‪ .‬لذلك نسمع ثم خرج يسوع من هناك‬

‫وانصرف إلى نواحى صور وصيدا= كأن السيد قد رفض الشعب اليهودى الرافض اإليمان ليذهب يفتش عن‬

‫أوالده بين األمم‪ .‬وعجيب أن يكون هؤالء وفى أيديهم النبوات‪ ،‬عميان روحياً لم يعرفوا المسيح‪ .‬بينما أن هذه‬ ‫المرأة التى ال تملك نبوة واحدة وال هى من شعب اهلل‪ ،‬قد أدركت من هو المسيح فأتت إليه صارخة واثقة فى‬

‫إستجابته‪ .‬ما الذى أعمى قلب هؤالء الفريسيين‪ ،‬لو قلنا الخطية فالكنعانية أكثر خطية منهم !! إذاً هو الكبرياء‬ ‫الذى جعلهم يظنون أنهم أعلى من المسيح‪ ،‬ينقدون تصرفاته ويحكمون عليه‪ ،‬ويتصيدون عليه أى خطأ‪ ،‬وهو‬ ‫الرياء‪ ،‬فبينما الفساد ضارب بجذوره فى الداخل‪ ،‬نجدهم يتبارون فى إظهار قداستهم‪ .‬ولن نعرف المسيح إال لو‬

‫تواضعنا وأدركنا أننا خطاة فى إحتياج إليه‪ ،‬مقدمين توبة‪ .‬والحظ قول الكتاب واذا إمرأة كنعانية خارجة من تلك‬

‫التخوم ففى هذا إشارة إلستعداد المرأة لترك نجاسات هذا المكان وأيضاً فيها رمز لترك الشرير لشره حتى يقبله‬ ‫المسيح‪ .‬والحظ فى كالمها صرخت=هى شعرت بإحتياجها إليه‪ ،‬وصرخت فيها معنى اإليمان والثقة‪ .‬إرحمنى =لم‬ ‫تطلب شفاء من المسيح أو غيره بل طلبت الرحمة‪.‬‬

‫ياإبن داود= هى ال تعرف النبوات ولكن سمعت عنه من اليهود فآمنت‪ .‬ونادته كما يناديه اليهود‬ ‫‪152‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫إبنتى مجنونة جداً = ومرقس يقول بها روح نجس‪ .‬إذاً الشيطان سبب جنونها وكانت إستجابة المسيح عجيبة‬ ‫فهو أوالً لم يجبها بكلمة ثم حين تكلم معه تالميذه نجده يقول لم أرسل إال إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ولما‬

‫ويطرح للكالب‪.‬وهذه‬ ‫أتت وسجدت وقالت له ياسيد أعنى‪ .‬نجده يقول لها ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ُ‬ ‫الردود العنيفة لم تكن من طبع المسيح فلماذا إستخدم السيد المسيح هذا األسلوب معها ؟‬

‫‪ .1‬لكى ال يعثر اليهود إذا رأوه يتجاوب مع األمم‪ .‬واليهود يقسمون العالم قسمين‪:‬‬ ‫أ‪-‬اليهود أبناء اهلل‬

‫ب‪ -‬الكالب (وهم األمم)ويعتبرونهم نجاسة ويغسلون أى شىء تمتد إليه يد أممى وال يأكلون معهم‪.‬‬ ‫‪ .1‬قال السيد لتالميذه تكونون لى شهوداً فى أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة والى أقصى األرض (أع‪.)8:1‬‬

‫ونفذ هو بنفسه هذه الوصية فهو بدأ بأورشليم واليهودية ثم ذهب للسامرية‪ ،‬ولكن الوقت كان لم يحن بعد‬

‫للذهاب لألمم (أقصى األرض)‪ .‬بل هو لن يذهب لألمم لكن سيرسل تالميذه‪.‬‬

‫‪ .3‬صمت السيد أوالً كان ليثير تالميذه فيطلبون ألجلها‪ ،‬فرسالتهم ستكون اإلهتمام بالعالم الوثنى‪ .‬والسيد يريد من‬ ‫كل مناّ أن نهتم بكل متألم ونصلى ألجله "صلوا بعضكم ألجل بعض (يع ‪ ")16::‬فهذه هى المحبة فى‬ ‫المسيحية‪ ،‬خروج من الذات والبحث عن كل محتاج‪.‬وكان صمته ايضا لتستمر فى لجاجتها فتطهر‪ .‬ونحن‬

‫اذا تأخر اهلل فى استجابته علينا فهذا النه يريد ان تطول فترة صالتنا اى نستمر فى حضرة اهلل فنطهر اوال ‪.‬‬

‫وهذا اهم من ان نفرح بالعطية ‪.‬‬

‫‪-1‬السيد المسيح له طرق مختلفة مع كل خاطىء ليجذبه للتوبة‪ ،‬ك ٌل بحسب حالته‪ ،‬وما يصلح لهذا اإلنسان ال‬ ‫يصلح مع اآلخر‪ .‬فمع المرأة السامرية التى تجهل كل شىء عن المسيح يذهب لها المسيح بنفسه ويجذبها إلى‬

‫حوار ويقودها للتوبة ثم إكتشاف شخصه‪ ،‬أماّ اإلبن الضال فهو قد خرج من حضن أبيه بعد أن تذوق حالوة‬ ‫حضن أبيه‪ ،‬تركه باختياره‪ ،‬هذا ال يذهب إليه الرب‪ ،‬بل يحاصره بالضيقات ( مجاعة ‪ /‬أكل مع الخنازير‪ /‬تخلى‬

‫األصدقاء ‪ /‬إفالس تام …) وهنا يشتاق اإلبن الضال للعودة ألحضان أبيه إذ َيعرف م اررة البعد عنه‪ ،‬والبركات‬ ‫التى فى حضرته‪.‬‬

‫أماّ هذه الكنعانية فهى من شعب ملعون‪ ،‬هم أشر شعوب األرض لعنهم أبوهم نوح (تك ‪ ،)1::9‬ثم ثبت تاريخياً‬ ‫أنهم مستحقون لهذه اللعنة‪ ،‬فهم عاشوا فى نجاسة رهيبة‬

‫( فمنهم أهل سدوم وعمورة )‪ ،‬أى إشتهروا بالشذوذ‬

‫الجنسى وقدموا بنيهم ذبائح لألصنام وفعلوا الرجاسات حتى مع الحيوانات وأجازوا أوالدهم فى النار‪ .‬والسيد‬

‫إستخدم مع هذه المرأة أسلوب جديد‪ ،‬هو يظهر لها نجاستها‪ ،‬يكشف لها حقيقة نفسها وخطيتها فال شفاء دون‬

‫إصالح الداخل وال معجزات دون توبة أوالً‪ .‬كان أسلوباً قاسياً ولكنه كمشرط الجراح‪ ،‬مع كل ألمه إالّ أنه الطريقة‬ ‫الوحيدة إلزالة المرض‪ .‬المسيح يكشف لها نجاستها لتشمئز منها فتطلب الشفاء والنقاوة الداخلية‪.‬‬

‫لو كان هناك أسلوب آخر لكان السيد قد إستخدمه بالتأكيد‪.‬‬

‫‪ .:‬كان السيد الذى يعلم كل شىء يعرف أن هذه المرأة قادرة على إحتمال الموقف " ال يدعكم تجربون فوق ما‬ ‫تستطيعون (‪1‬كو ‪.)1::17‬‬

‫‪153‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫‪ .6‬إذ كان يعلم إحتمالها‪ ،‬وأنها ستظهر إيماناً وصب اًر عجيباً‪ .‬كان بهذا يزكيها أمام الموجودين ويعلن إستحقاقها‬ ‫لعمل المعجزة‪.‬‬

‫‪ .1‬من المؤكد أن يده الحانية كانت تسند قلبها حتى ال تخور فشماله تحت رأسى (أى كلماته الصعبة ) ويمينه‬ ‫تعانقنى (أى تعزياته ) (نش ‪ .)6:1‬كانت هناك معونة خاصة تسندها حتى تصمد وال تيأس‪.‬‬

‫‪ .8‬الحظ قولها نعم يا سيد والكالب أيضاً تأكل‪ ..‬هذا القول هو إعتراف بالخطية‪ ،‬إعتراف بنجاستها‪ .‬هنا ظهر‬

‫أن أسلوب المسيح القاسي معها اتى بنتيجة باهرة‪ .‬لم يكن المسيح ليستعمل هذا األسلوب إالً لو كان متأكداً‬

‫من نجاحه‪.‬‬

‫‪ .9‬كان المسيح يركز خدمته وسط اليهود فقط ويكون خميرة مقدسة‪ ،‬وهو أرسل تالميذه لكل األرض‪ .‬لكن هو‬ ‫بنفسه ما كان سيذهب لألمم‪ .‬لذلك سمعنا قول المزمور "شعب لم أعرفه يتعبد لى (مز‪ )1::18‬من سماع‬

‫األذن يسمعون لى (مز ‪ .)11:18‬فاألمم آمنوا بسماعهم من الرسل عن المسيح = هذا معنى قوله لم أرسل‬

‫إالّ إلى خراف بيت إسرئيل‪ .‬لكن إستجابته للكنعانية حمل معنى قبوله لألمم مستقبالً‪ .‬ونالحظ أن هدف إقامة‬ ‫شعب إسرائيل كشعب مختار كان أن يؤمنوا بالمسيح حين يأتى متجسداً وسطهم ويكونوا نو اًر للعالم ولكن‬ ‫خاصته رفضته‪ .‬ولذلك بكى المسيح على أورشليم إذ رفضته وسلمته للصلب فالمسيح كان يرجو لهم ملكوت‬

‫اهلل حتى آخر لحظة‪ .‬ولفشلهم فى أن يكونوا نو اًر للعالم إنفتح الباب على مصراعيه لألمم‪ .‬والسيد بهذه‬

‫اإلجابة أعطى درساً لليهود السامعين أن األمم ليسوا كالباً بل فيهم من هم أحسن من اليهود‪ .‬المسيح بما‬

‫عمله عالج الكنعانية واليهود في وقت واحد‪.‬‬

‫‪ .17‬والمسيح يطوب ويمدح هذه المرأة أمام الجميع على إيمانها‪.‬‬

‫‪ .11‬ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكالب " هو مثل يهودى شائع‪ ،‬وكان اليهود يستخدمون لفظ‬ ‫الكالب داللة على إحتقارهم لألمم‪ .‬والحظ أن المسيح بهذا ال يعطى أى فرصة أو سبب لليهود حتى‬

‫يرفضوه‪ ،‬فهو يجاملهم ويراعى شعورهم‪ ،‬ويظهر لهم أنه أتى من أجلهم‪ .‬حقاً قال داود النبى " لكى تتبرر‬

‫فى أقوالك وتغلب إذا حوكمت ( وتزكو فى قضائك) (مز ‪.)1::1‬‬

‫‪ .11‬يرى القديس أغسطينوس أن شفاء غالم قائد المئة وشفاء ابنة هذه المرأة دون أن يذهب المسيح إليهم فيه‬ ‫معنى ان األمم سيخلصون بالكلمة دون أن يذهب المسيح إليهم بالجسد‪.‬‬

‫(مر ‪ -:)14:1‬دخل بيتاً وهو ال يريد أن يعلم أحد = فلم يحن بعد وقت الك ارزة بين األمم‪.‬والمسيح لم يذهب‬

‫لألمم‪ .‬لكن كانت هذه الزيارة عربون على خالص األمم‪ .‬وهو ال يريد أن اليهود يثيروا المشاكل ألنه ذهب لبيت‬

‫وسط األمم‪.‬‬

‫‪ .1:‬رقة المسيح فى قوله كالب للمرأة الكنعانية ظهرت فى نوع الكلمة التى إستخدمها‪ .‬فالكلمة التى يستخدمها‬ ‫اليهود كلمة تنم على االحتقار وهى الكلمة التى إستخدمها بولس الرسول فى رسالته فى ‪ 1::‬أماّ السيد‬

‫فإستخدم هنا كلمة تشير للكالب المدللة وغالباً قالها المسيح للمرأة بنظرة حانية‪.‬‬

‫‪154‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫‪ .11‬هناك سؤال لماذا ذهب السيد إلى تخوم صور وصيدا أى على الحدود مع الجليل ؟ اآلن عرفنا الجواب وهو‬ ‫انه أراد أن يلتقط هذه النفس ويشفيها كما سار مسافة طويلة ليلتقي بالسامرية فتخلص‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫اء إِلَى َج ِانب َب ْح ِر ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ص ِع َد إِلَى ا ْل َج َب ِل‬ ‫سوعُ ِم ْن ُه َن َ‬ ‫يل‪َ ،‬و َ‬ ‫اك َو َج َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)82-11:22‬ثُ َّم ا ْنتَ َق َل َي ُ‬ ‫شل وآ َخر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك‪82 .‬فَج ِ ِ‬ ‫وه ْم ِع ْن َد‬ ‫س ُه َن َ‬ ‫ون‪َ ،‬وطَ َر ُح ُ‬ ‫ير َ‬ ‫َ َ‬ ‫َو َجلَ َ‬ ‫ون َكث ُ‬ ‫يرة‪َ ،‬م َع ُه ْم ُع ْرج َو ُع ْمي َو ُخ ْرس َو ُ َ ُ‬ ‫اء إلَ ْيه ُج ُموع َكث َ‬ ‫‪82‬‬ ‫الش َّل ي ِ‬ ‫ون‪َ ،‬وا ْل ُع ْم َي‬ ‫ُّون‪َ ،‬وا ْل ُع ْر َج َي ْم ُ‬ ‫ع‪ .‬فَ َ‬ ‫شفَ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ش َ‬ ‫صح َ‬ ‫س َيتَ َكلَّ ُم َ‬ ‫ون‪َ ،‬و ُّ َ‬ ‫اه ْم َحتَّى تَ َعج َ‬ ‫َّب ا ْل ُج ُموعُ إِ ْذ َأر َْوا ا ْل ُخ ْر َ‬ ‫قَ َد َم ْي َي ُ‬ ‫ي ْب ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َّدوا إِ َ‬ ‫ون‪َ .‬و َمج ُ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫له إِ ْ‬

‫الفريسيين بكبريائهم وريائهم رفضوا المسيح‪ ،‬والمرأة الكنعانية األممية ببساطتها عرفته فشفيت‪ .‬وهنا نرى بسطاء‬

‫اليهود قد أقبلوا عليه فشفاهم‪.‬وغالباً كان بينهم أمميين إذ يقول = مجدوا إله إسرائيل‪ .‬إذاً نرى هنا أن اإليمان‬

‫طهَّر قلوب هؤالء األمم فشفاهم المسيح (أع‪. )9 : 1:‬‬

‫اآليات (مت ‪ ( + )81-81:22‬مر ‪ -: )1-2:3‬إشباع األربعة آالف‬ ‫‪81‬‬ ‫اآلن لَ ُه ْم ثَالَ ثَ َة‬ ‫ق َعلَى ا ْل َج ْم ِع‪ ،‬أل َّ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)81-81:22‬وأ َّ‬ ‫ال‪«:‬إِ ِّني أُ ْ‬ ‫سوعُ فَ َد َعا تَالَ ِمي َذهُ َوقَ َ‬ ‫ش ِف ُ‬ ‫َن َ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫‪88‬‬ ‫َّام يم ُكثُ َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ين لِ َئالَّ ُي َخ ِّوُروا ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ال لَ ُه‬ ‫ق» فَقَ َ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫ت أ ُِر ُ‬ ‫سُ‬ ‫ص ِائ ِم َ‬ ‫س لَ ُه ْم َما َيأْ ُكلُ َ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ون‪َ .‬ولَ ْ‬ ‫َص ِرفَ ُه ْم َ‬ ‫ون َمعي َولَ ْي َ‬ ‫أَي َ ْ‬ ‫‪84‬‬ ‫تَالَ ِمي ُذه‪ِ «:‬م ْن أ َْي َن لَ َنا ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫َّة ُخ ْبز ِبه َذا ا ْل ِم ْق َد ِ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬ك ْم‬ ‫ار‪َ ،‬حتَّى ُي ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ش ِبعَ َج ْم ًعا ه َذا َع َد ُدهُ؟» فَقَا َل لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫‪86‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ار َّ ِ‬ ‫ِع ْن َد ُكم ِم َن ا ْل ُخ ْب ِز؟» فَقَالُوا‪«:‬س ْبعة وَقلِيل ِم ْن ِ‬ ‫َن َيتَّ ِك ُئوا َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ص َغ ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وأَ َخ َذ‬ ‫ع أْ‬ ‫َم َر ا ْل ُج ُمو َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫الس َمك»‪ .‬فَأ َ‬ ‫‪81‬‬ ‫الس ْبع ُخ ْب َز ٍ‬ ‫ش ِب ُعوا‪ .‬ثُ َّم َرفَ ُعوا‬ ‫ش َك َر َو َك َّ‬ ‫ات َو َّ‬ ‫َعطَ ُوا ا ْل َج ْم َع‪ .‬فَأَ َك َل ا ْل َج ِميعُ َو َ‬ ‫الس َم َك‪َ ،‬و َ‬ ‫َعطَى تَالَ ِمي َذهُ‪َ ،‬والتَّالَ ِمي ُذ أ ْ‬ ‫س َر َوأ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ون َكا ُنوا أَربع َة آالَ ِ‬ ‫ض َل ِم َن ا ْل ِكس ِر س ْبع َة ِسالَ ل مملُوء ٍة‪83 ،‬و ِ‬ ‫ف َر ُجل َما َع َدا ِّ‬ ‫اء َواأل َْوالَ َد‪81 .‬ثُ َّم‬ ‫اآلكلُ َ‬ ‫َما فَ َ‬ ‫س َ‬ ‫الن َ‬ ‫َْ​َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ف ا ْلجموعَ وص ِع َد إِلَى َّ ِ ِ‬ ‫اء إِلَى تُ ُخ ِ‬ ‫وم َم ْج َد َل‪" .‬‬ ‫السفي َنة َو َج َ‬ ‫ص َر َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬ ‫اآليات ( مر ‪ِ 2" -:)1-2:3‬في ِت ْل َك األَي ِ‬ ‫ان ا ْل َج ْمعُ َك ِث ًا‬ ‫ير ِجدًّا‪َ ،‬ولَ ْم َي ُك ْن لَ ُه ْم َما َيأْ ُكلُ َ‬ ‫َّام إِ ْذ َك َ‬ ‫سوعُ تَالَمي َذهُ‬ ‫ون‪َ ،‬د َعا َي ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫َّام يم ُكثُ َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ون‪َ 8 .‬وِا ْن‬ ‫ق َعلَى ا ْل َج ْم ِع‪ ،‬أل َّ‬ ‫َوقَا َل لَ ُه ْم‪« :‬إِ ِّني أُ ْ‬ ‫ش ِف ُ‬ ‫س لَ ُه ْم َما َيأْ ُكلُ َ‬ ‫َن َ‬ ‫ون َمعي َولَ ْي َ‬ ‫اآلن لَ ُه ْم ثَالَ ثَ َة أَي َ ْ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫َج َاب ُه تَالَ ِمي ُذهُ‪ِ «:‬م ْن‬ ‫ق‪ ،‬أل َّ‬ ‫ين ُي َخ ِّوُر َ‬ ‫ص ِائ ِم َ‬ ‫اءوا م ْن َبعيد»‪ .‬فَأ َ‬ ‫َن قَ ْو ًما م ْن ُه ْم َج ُ‬ ‫ص َرفْتُ ُه ْم إِلَى ُب ُيوِت ِه ْم َ‬ ‫َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِبع ُ ِ‬ ‫أ َْي َن ي ِ‬ ‫س ْب َعة»‪.‬‬ ‫َحد أ ْ‬ ‫ستَطيعُ أ َ‬ ‫َن ُي ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫سأَلَ ُه ْم‪َ «:‬ك ْم ع ْن َد ُك ْم م َن ا ْل ُخ ْب ِز؟» فَقَالُوا‪َ «:‬‬ ‫هؤالَء ُخ ْب ًاز ُه َنا في ا ْل َبِّريَّة؟» فَ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫الس ْبع ُخ ْب َز ٍ‬ ‫َن َيتَّ ِك ُئوا َعلَى األ َْر ِ‬ ‫َّموا إِلَى‬ ‫َع َ‬ ‫ض‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ات َو َ‬ ‫َم َر ا ْل َج ْم َع أ ْ‬ ‫س َر َوأ ْ‬ ‫َخ َذ َّ َ‬ ‫ش َك َر َو َك َ‬ ‫ِّموا‪ ،‬فَقَد ُ‬ ‫طى تَالَمي َذهُ ل ُيقَد ُ‬ ‫فَأ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫َن يقَدِّموا ِ‬ ‫ان معهم َقلِيل ِم ْن ِ‬ ‫ص َغ ِ‬ ‫ش ِب ُعوا‪ .‬ثُ َّم َرفَ ُعوا‬ ‫ار َّ‬ ‫الس َم ِك‪ ،‬فَ َب َار َك َوقَ َ‬ ‫ضا‪ .‬فَأَ َكلُوا َو َ‬ ‫هذ ِه أ َْي ً‬ ‫ا ْل َج ْم ِع‪َ .‬و َك َ َ َ ُ ْ‬ ‫ال أ ْ ُ ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِ‬ ‫فَ َ ِ ِ‬ ‫ص َرفَ ُه ْم‪" .‬‬ ‫اآلكلُ َ‬ ‫س ْب َع َة ِسالَل‪َ .‬و َك َ‬ ‫ون َن ْح َو أ َْرَب َعة آالَف‪ .‬ثُ َّم َ‬ ‫س ِر‪َ :‬‬ ‫ضالَت ا ْلك َ‬ ‫تم تفسير المعجزة مع معجزة إشباع الخمسة آالف ونالحظ اآلتي‪-:‬‬

‫‪ -1‬لهم ثلثة أيام يمكثون معى وليس لهم ما يأكلون= وجودهم مع يسوع أشبعهم حتى أنهم لم يشعروا بجوع‪.‬‬ ‫فالشبع الروحى يشبع النفس ويشبع البطن‪.‬‬

‫‪155‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫"كان األنبا أنطونيوس يجلس مع تالميذه ويسألونه وهو يجيب‪ ،‬والحظ أن أحدهم ال يسأل بل ينظر إليه دائماً‪،‬‬

‫فقال لهُ وأنت يابنى لماذا ال تسأل فقال له يكفينى أن انظر إلى وجهك يا أبى" فإن كان وجه األنبا أنطونيوس‬ ‫يشبع من ينظر إليه فكم وكم وجه المسيح‪.‬‬

‫‪ -2‬الحظ حيرة التالميذ إذ قال لهم الرب لست أريد أن أصرفهم صائمين‪ ،‬فلقد نسوا معجزة الخمسة اآلالف‪ .‬وكم‬ ‫ننسى نحن عطايا اهلل الكثيرة ونشك وقت التجربة‪.‬‬

‫‪ -3‬فى معجزة الخمسة اآلالف وألنها ترمز لليهود جلسوا على العشب (مت ‪ .)19:11‬فالعشب يرمز للمراعى إذ‬ ‫كان اليهود خراف فى مرعى اهلل‪ ،‬واهلل هو الراعى الصالح لهم (مت ‪ + 11:1:‬مز ‪ + 1:1:‬حز ‪.)11::1‬‬

‫أماّ هنا نسمع أنهم جلسوا على األرض (آية ‪ )::‬فهذه المعجزة تشير لألمم‪ ،‬واألمم قبل اإليمان ما كان لهم‬ ‫مرعى‪ ،‬كانوا خارج الحظيرة ولم يكونوا من خراف اهلل‪.‬‬

‫‪ -4‬تبقى هنا سبعة سالل بينما تبقى فى معجزة الخمس اآلالف ‪ 11‬قفة‪ .‬والقفة يستخدمها اليهود ليضعوا فيها‬ ‫طعامهم أما السالل فيستخدمها كل العالم‪ .‬هى ال تخص اليهود بل كل العالم‪ .‬وتشير لسلة يوضع فيها‬

‫السمك‪ .‬والسمك أل نه فى البحر يشير لألمم فالبحر يشير للعالم‪ ،‬وكان تالميذ المسيح من الصيادين أما‬ ‫الشعب اليهودى فيشار لهم بالخراف إذ كانوا من داخل الحظيرة‪ .‬واهلل أرسل لهم رعاة مثل موسى وداود‬

‫وعاموس‪.‬‬

‫دلمانوثة= قرية صغيرة غير مشهورة على بحر الجليل‪.‬‬

‫‪156‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح السادس عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السادس عشر‬ ‫اآليات (مت ‪( + )21-2:26‬مر ‪)12-22:3‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصدُّوِقي َ ِ‬ ‫اآليات (مت ‪2" -:)21-2:26‬وجاء إِلَ ْي ِه ا ْلفَِّر ِ‬ ‫اء‪.‬‬ ‫ُّون َو َّ‬ ‫سأَلُوهُ أ ْ‬ ‫يسي َ‬ ‫َن ُي ِرَي ُه ْم َ‬ ‫ُّون ل ُي َجِّرُبوهُ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫آي ًة م َن َّ َ‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اء‬ ‫اح‪ :‬ا ْل َي ْوَم ِشتَاء أل َّ‬ ‫ص ْحو أل َّ‬ ‫الص َب ِ‬ ‫َن َّ‬ ‫اء ُم ْح َم َّرة‪َ .‬وِفي َّ‬ ‫َن َّ‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬إِ َذا َك َ‬ ‫َج َ‬ ‫فَأ َ‬ ‫الس َم َ‬ ‫الس َم َ‬ ‫اء ُق ْلتُ ْم‪َ :‬‬ ‫س ُ‬ ‫ان ا ْل َم َ‬ ‫ات األ َْزِم َن ِة فَالَ تَ ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫م ْحم َّرة ِبعب ٍ‬ ‫ون! ‪ِ 4‬جيل ِشِّرير‬ ‫اء‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫‪.‬يا ُم َر ُ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َما َعالَ َم ُ‬ ‫يع َ‬ ‫ون! تَ ْع ِرفُ َ‬ ‫اؤ َ‬ ‫وسة َ‬ ‫ْ‬ ‫ستَط ُ‬ ‫ُ َ ُ​ُ َ‬ ‫َن تُ َم ِّي ُزوا َو ْج َه َّ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َّ‬ ‫اء تَالَ ِمي ُذهُ إِلَى ا ْل َع ْب ِر‬ ‫آي َة ُيوَن َ‬ ‫الن ِب ِّي»‪ .‬ثُ َّم تَ​َرَك ُه ْم َو َم َ‬ ‫آية إِالَّ َ‬ ‫آي ًة‪َ ،‬والَ تُ ْعطَى لَ ُه َ‬ ‫س َ‬ ‫ضى‪َ .‬ولَ َّما َج َ‬ ‫فَاسق َي ْلتَم ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ير ا ْلفَِّر ِ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْنظُ​ُروا‪َ ،‬وتَ َح َّرُزوا ِم ْن َخ ِم ِ‬ ‫ين»‪1 .‬فَفَ َّك ُروا ِفي‬ ‫ين َو َّ‬ ‫َن َيأْ ُخ ُذوا ُخ ْب ًزا‪َ .‬وقَ َ‬ ‫سوا أ ْ‬ ‫الصدُّوِق ِّي َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫َن ُ‬ ‫‪ِ 3‬‬ ‫ون ِفي أَ ْنفُ ِس ُك ْم َيا َقلِيلِي ِ‬ ‫يم ِ‬ ‫ان أ ََّن ُك ْم لَ ْم‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬لِ َما َذا تُفَ ِّك ُر َ‬ ‫أَ ْنفُ ِس ِه ْم قَ ِائلِ َ‬ ‫ين‪«:‬إِ َّن َنا لَ ْم َنأْ ُخ ْذ ُخ ْب ًاز»‪ .‬فَ َعل َم َي ُ‬ ‫اإل َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ات ا ْل َخمس ِة اآلالَ ِ‬ ‫ون َخمس ُخ ْب َز ِ‬ ‫ف َو َك ْم قُفَّ ًة أ َ‬ ‫اآلن الَ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫َحتَّى َ‬ ‫تَأْ ُخ ُذوا ُخ ْب ًزا؟ أ َ‬ ‫س ْبعَ‬ ‫َخذْتُ ْم؟ َوالَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ون؟ َوالَ تَ ْذ ُك ُر َ ْ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ات األَربع ِة اآلالَ ِ‬ ‫ُخ ْب َز ِ‬ ‫َن تَتَ َح َّرُزوا ِم ْن َخ ِم ِ‬ ‫ير‬ ‫ف َو َك ْم َّ‬ ‫سالً أ َ‬ ‫َخذْتُ ْم؟ َك ْي َ‬ ‫ت لَ ُك ْم أ ْ‬ ‫س َع ِن ا ْل ُخ ْب ِز ُق ْل ُ‬ ‫ف الَ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫ون أ َِّني لَ ْي َ‬ ‫َْ​َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ير ا ْل ُخ ْب ِز‪ ،‬ب ْل ِم ْن تَعلِ ِيم ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ا ْلفَِّر ِ‬ ‫َن َيتَ َح َّرُزوا ِم ْن َخ ِم ِ‬ ‫ين‬ ‫ين َو َّ‬ ‫ين؟» ِحي َن ِئ ٍذ فَ ِه ُموا أ ََّن ُه لَ ْم َي ُق ْل أ ْ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫الصدُّوِق ِّي َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫َو َّ‬ ‫الصدُّوِق ِّي َ‬ ‫يذ ِه وجاء إِلَى َنو ِ‬ ‫الس ِفي َن َة مع تَالَ ِم ِ‬ ‫اآليات (مر ‪22" -:)12-22:3‬ولِ ْلوق ِ‬ ‫احي َد ْل َمانُوثَ َة‪22 .‬فَ َخ َر َج‬ ‫ْت َد َخ َل َّ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫وح ِه وقَ َ ِ‬ ‫اء‪ ،‬لِ َكي يجِّربوه‪ .‬فَتَ​َن َّه َد ِبر ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اوروَن ُه طَالِ ِب َ ِ‬ ‫ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ب‬ ‫يسي َ‬ ‫ْ َُ ُ ُ‬ ‫ال‪«:‬ل َما َذا َي ْطلُ ُ‬ ‫ين م ْن ُه َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّون َو ْابتَ َدأُوا ُي َح ِ ُ‬ ‫آي ًة م َن َّ َ‬ ‫‪28‬‬ ‫آي ًة؟ اَْل َح َّ‬ ‫ضى إِلَى‬ ‫ضا َّ‬ ‫الس ِفي َن َة َو َم َ‬ ‫آي ًة!» ثُ َّم تَ​َرَك ُه ْم َوَد َخ َل أ َْي ً‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬لَ ْن ُي ْعطَى ه َذا ا ْل ِجي ُل َ‬ ‫ه َذا ا ْل ِجي ُل َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫َن َيأْ ُخ ُذوا ُخ ْب ًزا‪ ،‬ولَم َي ُك ْن معهم ِفي َّ ِ ِ َّ‬ ‫اه ْم قَ ِائالً‪« :‬ا ْنظُ​ُروا!‬ ‫ص ُ‬ ‫سوا أ ْ‬ ‫السفي َنة إِال َرِغيف َواحد‪َ .‬وأ َْو َ‬ ‫ا ْل َع ْب ِر‪َ .‬وَن ُ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪26‬‬ ‫ين و َخ ِم ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُه ْم لِ َب ْع ٍ‬ ‫َوتَ َح َّرُزوا ِم ْن َخ ِم ِ‬ ‫س ِع ْن َد َنا ُخ ْبز»‪21 .‬فَ َعلِ َم‬ ‫ير ُ‬ ‫س» فَفَ َّك ُروا قَ ِائلِ َ‬ ‫ين َب ْع ُ‬ ‫ض‪« :‬لَ ْي َ‬ ‫ود َ‬ ‫ير ا ْلفَِّريس ِّي َ َ‬ ‫ير ه ُ‬ ‫وب ُك ْم‬ ‫س ِع ْن َد ُك ْم ُخ ْبز؟ أَالَ تَ ْ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َحتَّى َ‬ ‫ون َب ْع ُد َوالَ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫ش ُع ُر َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬لِ َما َذا تُفَ ِّك ُر َ‬ ‫اآلن ُقلُ ُ‬ ‫ون؟ أ َ‬ ‫َن لَ ْي َ‬ ‫َي ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫َعين والَ تُْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َة‬ ‫ين َك َّ‬ ‫س ْر ُ‬ ‫ون؟ ِح َ‬ ‫ون‪َ ،‬والَ تَ ْذ ُك ُر َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ون‪َ ،‬ولَ ُك ْم آ َذان َوالَ تَ ْ‬ ‫ت األ َْرِغفَ َة ا ْل َخ ْم َ‬ ‫َغليظَة؟ أَلَ ُك ْم أ ْ ُ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫الس ْبع ِة لِألَربع ِة اآلالَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ ْل َخم ِ‬ ‫َّ‬ ‫ف‪َ ،‬ك ْم‬ ‫س ًار َرفَ ْعتُ ْم؟» قَالُوا لَ ُه‪«:‬اثْ َنتَ ْي َع ْ‬ ‫ش َرةَ»‪َ « .‬و ِح َ‬ ‫َْ​َ‬ ‫ين َّ َ‬ ‫سة اآلالَف‪َ ،‬ك ْم قُف ًة َم ْملُ َّوةً ك َ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ون؟»"‬ ‫س ْب َع ًة»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬ك ْي َ‬ ‫ف الَ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫س ٍر َم ْملُ ًّوا َرفَ ْعتُ ْم؟» قَالُوا‪َ «:‬‬ ‫س َّل ك َ‬ ‫َ‬ ‫(مر ‪ ) 17:8‬يقول مرقس أن السيد جاء إلى إلى نواحى دلمانوثة‪ ،‬ويقول متى جاء إلى تخوم مجدل‬

‫(مت ‪ .):9:1:‬وهذا المكان بالقرب من طبرية على الشاطىء الغربى للبحيرة‪ .‬واإلختالف فى األسماء راجع ألن‬ ‫نفس المكان قد يكون له إسمان‪ ،‬إسم قديم واسم حديث‪ ،‬ومتى إستخدم أحدهما بينما إستخدم مرقس اآلخر‪.‬‬

‫‪157‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫(مت ‪ -:)1-1:16‬الفريسيين متعارضون فكرياً‪ ،‬لكننا هنا نجدهم قد إتفقوا معاً ضد المسيح فمملكة الظلمة ال‬

‫تقبل النور‪ .‬وقد جاءوا للمسيح يطلبون آية‪ ،‬ولم يكفهم كل اآليات التى صنعها السيد المسيح‪ .‬وهم طلبوا آية من‬ ‫السماء= ربما قصدوا بهذا نزول َم ْن ِم َن السماء‪ ،‬أو عالمة طبيعية غريبة مثل إختفاء الشمس مثالً أو بروق‬ ‫ورعود كما فعل موسى‪ .‬ولكن األقرب هو فكرة طلبهم َم ْن سماوى‪ ،‬فشيوخهم كانوا يقولون أن المسيا حين يأتى‬ ‫سينزل مناً من السماء كما فعل موسى (يو ‪ .):1-:7:6‬والمسيح ما كان عنده مانع من عمل معجزة ولكن لمن‬

‫حدوا‬ ‫يعمل المعجزة ؟ هو يعملها لمن تجعله يؤمن‪.‬ولكن هؤالء عقدوا العزم على عدم اإليمان‪ ،‬بل هم قد أتوا َليتَ ُ‬ ‫المسيح فى عناد ومقاومة‪ ،‬ولو كان قد فعل آية لكانوا قد إخترعوا أى شىء ليقاوموه‪ .‬لذلك هو رفض عمل آية‬

‫لهم‪.‬والحظ إتفاق الفريسيين والصدوقيين ضد المسيح بالرغم من اختالفهم‪ .‬فمملكة الظلمة ال تطيق النور‪.‬‬

‫والمسيح يفضل أن يؤسس ملكوته بالتعليم وليس بعمل اآليات "طوبى للذين آمنوا ولم يروا " (يو ‪.)19:17‬‬

‫والتعليم يقود للتوبة‪ ،‬لذلك نادى يوحنا المعمدان أوالً بالتوبة‪ ،‬ثم نادى المسيح بالتوبة ومن بعده التالميذ فالزمان‬ ‫هو تأسيس الملكوت وذلك يتم بالتوبة‪ ،‬فلن يدخل أحد الملكوت إذا إستمر فى نجاسته‪ ،‬والعكس فاهلل حين تاب‬

‫أهل نينوى قبلهم ‪ ،‬لذلك يشير السيد إلى يونان النبى‪ .‬ولكننا نجد هؤالء المقاومين ال يبحثون سوى عن آية‪ ،‬وحتى‬

‫اآلن فهناك من يفكر فى المعجزات دون أن يقدم توبة‪ .‬واشارة المسيح آلية يونان النبى تعنى أن كل ما قدمه‬ ‫يونان ألهل نينوى هو قوله أن المدينة ستهلك إن لم يتوبوا‪ ،‬وبهذه الكلمات فقط تابوا‪ .‬واآلن أمامهم المسيح بكل‬

‫ما يقوله ويفعله وهم ال يؤمنون وال يتوبون‪ .‬والسيد يقول تعرفون أن تميزوا وجه السماء = أى يتعرفوا على حالة‬ ‫الجو خالل العالمات الظاهرة فى السماء‪ .‬وهؤالء مثل كثيرين يظهرون ذكائهم فى األمور المادية لكنهم ال‬

‫يهتمون باألمور الروحية واكتشافهم لفرص التوبة والتعرف على الرب‪ .‬فهؤالء الفريسيين برعوا فى معرفة عالمات‬ ‫الطقس ولم يعرفوا زمان اإلفتقاد اإللهى‪ ،‬فالمسيح فى وسطهم ولم يعرفوه أماّ عالمات األزمنة = هم كدارسين‬ ‫للناموس البد وأنهم يعرفون النبوات التى تحدد زمان مجىء المسيح بالسنة (دا ‪ )11-11:9‬وظهور يوحنا‬

‫المعمدان كسابق (مال‪+ 1::‬إش ‪ )::17‬ثم ظهر المسيح ومعجزاته (إش‪ .)6-::::‬وغيرها كثير من النبوات‪،‬‬ ‫فلماذا لم يستخدموا ذكائهم فى دراسة هذه النبوات‪ ،‬ولو فعلوا لكانوا قد عرفوا المسيح‪ .‬لكنهم كما يقول المسيح‬ ‫جيل شرير فاسق= أى أن خطاياهم وعنادهم وريائهم وحسدهم للمسيح ومحبتهم لألموال وخوفهم على ضياعها‬ ‫إذا سار الناس وراء المسيح‪ ،‬كل هذا أعمى عيونهم عن فهم كتب األنبياء والحل هو التوبة التي نادي بها يونان‪،‬‬ ‫ولو حدث ستعرفونني‪ .‬ومثل هؤالء مهما ُع ِم َل أمامهم من آيات لن يؤمنوا لذلك تركهم المسيح ومضى واآلن‬ ‫بالنسبة لنا فالزمن زمن توبة فعلينا أن ال نفكر سوى فى اإلستعداد بتوبة كما تاب أهل نينوى على يد يونان وال‬ ‫نطلب حدوث معجزات من المسيح بل نسلم بما يريده‪.‬‬

‫ونالحظ أن المسيح أيضاً بإشارته ليونان فهو يشير لموته وقيامته‪ ،‬وتأملنا فيما صنعه المسيح لنا يجعلنا نحبه‪،‬‬ ‫ومن يحب المسيح سيقبل أى شىء يسمح به (راجع يو‪ .)11-1::11‬والصليب والقيامة أعظم آيات قدمها‬

‫المسيح للبشرية ففيهما سر خالص البشرية‪.‬‬

‫‪158‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫هؤالء المعاند ين بسبب شرهم فاتهم أن يدركوا من هو المسيح‪ ،‬وأنه جاء لخالصهم األبدى‪ ،‬ولو أدركوا لخلصوا‪،‬‬ ‫لو تابوا لكانوا اآلن فى السماء‪ .‬والحظ أن إشارة المسيح آلية يونان فيها تلميح بقبول األمم بسبب رفض اليهود‬

‫للمسيح‪.‬‬

‫وانجيل مرقس لم يشر لكالم المسيح عن يونان فهو يكتب للرومان الذين ال يعرفون شيئاً عن يونان‪ .‬وفى‬

‫(مر‪ )11:8‬تنهد بروحه = أى التنهد ليس على مستوى الجسد بل من أعماقه شعر بضيق من موقفهم منه‪.‬‬

‫إذا كان المساء قلتم صحو ألن السماء محمرة = أى إذا أروا السماء حمراء فى المساء‪ ،‬يقولون إن الجو غداً‬

‫سيكون صحواً‪ .‬وفى الصباح اليوم شتاء = وفى صباح اليوم تقولون سيكون اليوم شتاء إذا رأيتم السماء حمراء‬ ‫بعبوسة أ ى هنا غيوم وسحاب‪ .‬وتفسير هذا أن السيد أتى بوداعة ومحبة يعلم ويشفى فكان يجب عليهم بذكاء‬ ‫أن يدركوا أن الزمن زمن قبول‪ .‬صحو= سنة مقبولة (لو ‪ .)19:1‬ثم تركهم ومضى= فمن ال يريد المسيح يتركه‬ ‫المسيح‪ .‬ونحن اآلن مع أن كل العالمات التي تشير إلى أن المجئ الثاني على األبواب موجودة‪ ،‬أال يدعونا هذا‬

‫لتقديم توبة وبسرعة‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْنظُ​ُروا‪،‬‬ ‫َن َيأْ ُخ ُذوا ُخ ْب ًزا‪َ .‬وقَ َ‬ ‫سوا أ ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫اء تَالَمي ُذهُ إِلَى ا ْل َع ْب ِر َن ُ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)21-2:26‬ولَ َّما َج َ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ِ 3‬‬ ‫ير ا ْلفَِّر ِ‬ ‫َوتَ َح َّرُزوا ِم ْن َخ ِم ِ‬ ‫ين َو َّ‬ ‫سوعُ‬ ‫ين»‪ .‬فَفَ َّك ُروا ِفي أَْنفُ ِس ِه ْم قَ ِائلِ َ‬ ‫الصدُّوِق ِّي َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫ين‪«:‬إِ َّن َنا لَ ْم َنأْ ُخ ْذ ُخ ْب ًاز»‪ .‬فَ َعل َم َي ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫ون ِفي أَ ْنفُ ِس ُك ْم َيا َقلِيلِي ِ‬ ‫يم ِ‬ ‫ون؟ َوالَ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫اآلن الَ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫َحتَّى َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬لِ َما َذا تُفَ ِّك ُر َ‬ ‫ان أ ََّن ُك ْم لَ ْم تَأْ ُخ ُذوا ُخ ْب ًزا؟ أ َ‬ ‫اإل َ‬ ‫ات األَربع ِة اآلالَ ِ‬ ‫َخذْتُم؟ ‪22‬والَ س ْبع ُخ ْب َز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ا ْل َخم ِ‬ ‫ون َخمس ُخ ْب َز ِ‬ ‫َّ‬ ‫َخذْتُ ْم؟‬ ‫ف َو َك ْم َّ‬ ‫سالً أ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ​َ‬ ‫ْ َ‬ ‫تَ ْذ ُك ُر َ ْ َ‬ ‫سة اآلالَف َو َك ْم قُف ًة أ َ ْ‬ ‫‪22‬‬ ‫ير ا ْلفَِّر ِ‬ ‫َن تَتَ َح َّرُزوا ِم ْن َخ ِم ِ‬ ‫ين؟» ‪ِ 21‬حي َن ِئ ٍذ‬ ‫ين َو َّ‬ ‫َك ْي َ‬ ‫ت لَ ُك ْم أ ْ‬ ‫س َع ِن ا ْل ُخ ْب ِز ُق ْل ُ‬ ‫الصدُّوِق ِّي َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫ف الَ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫ون أ َِّني لَ ْي َ‬ ‫ير ا ْل ُخ ْب ِز‪ ،‬ب ْل ِم ْن تَعلِ ِيم ا ْلفَِّر ِ‬ ‫َن َيتَ َح َّرُزوا ِم ْن َخ ِم ِ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ين َو َّ‬ ‫فَ ِه ُموا أ ََّن ُه لَ ْم َي ُق ْل أ ْ‬ ‫الصدُّوِق ِّي َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ولما جاء تالميذه إلى العبر= أى عبر بحر الجليل‪.‬‬

‫تحرزوا من خمير الفريسيين = إذا تشبهوا بالفريسيين فى ريائهم فلن يمكن إقامة الملكوت داخلهم‪ ،‬فالرياء أخطر‬

‫عدو للملكوت‪ ،‬هو يتسلل لحياة الخدام والشعب لينشغل اإلنسان بذاته دون حساب ألهمية اللقاء مع المسيح‬

‫وتشبيهه بالخميرة فذلك إلنتشارها السريع‪ ،‬الرياء هو عدوى سريعة اإلنتشار‪ .‬إننا لم نأخذ خب ازً = لقد إنشغلوا‬ ‫بمشكلة تافهة والمسيح صانع المعجزات بينهم‪ ..‬وكم من مشكلة تافهة تشغلنا عن المسيح‪.‬‬

‫ حتى يقيم السيد ملكوته السماوى فينا فلنهتم بعالقتنا الشخصية معه بدون رياء‪ ،‬أى بدون إهتمام برأى الناس‪.‬‬‫ولنذكر على الدوام أنه موجود وقادر على حل أى مشكلة تواجهنا‪ ،‬لنحتفظ بإيمان بسالمنا فيه‪ .‬والحظ أن‬

‫السيد حين أراد أن يوبخ تالميذه على خطأ صدر منهم كان هذا بينه وبينهم حتى ال يجرح مشاعرهم أمام‬

‫الناس‪.‬‬

‫‪ -‬ونالحظ أيضاً شغف التالميذ ببقائهم دائماً بجوار معلمهم حتى أنهم نسوا أن يأخذوا معهم خب اًز‪.‬‬

‫لماذا تفكرون فى أنفسكم = فهو فاحص القلوب والكلى‪.‬‬

‫‪159‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫أال تشعرون بعد وال تفهمون = هى دعوة لدخولهم لألعماق‪ ،‬ليعرفوا من هو ويؤمنوا به‪ .‬أحتى اآلن قلوبكم‬

‫غليظة= يحركهم ليطلبوا قلباً جديداً‪.‬‬

‫عموماً فالسيد المسيح ال يعنى بكالمه هذا أن نترك أعمالنا فهو ال يشجع الكسل ولكنه ال يريد أن تكون األمور‬

‫المادية سبباً لحمل الهم فى قلب اإلنسان‪.‬‬

‫(مر ‪ )1::8‬خمير هيرودس= خبثه ومكره‪.‬‬

‫تدريب‪ :‬درب نفسك على أن تذكر دائماً أعمال اهلل القديمة‪ ،‬وكم مشكلة أخرجك منها حتى ال تيأس من التجربة‬

‫الحالية‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪( + )12-28:26‬مر ‪ ( + )82-11:3‬لو ‪-:)12-23:1‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل تَالَ ِمي َذهُ ِق ِائالً‪َ «:‬م ْن َيقُو ُل‬ ‫سأ َ‬ ‫ُّس َ‬ ‫ص ِريَّة فيلُب َ‬ ‫سوعُ إِلَى َن َواحي قَ ْي َ‬ ‫اء َي ُ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)12-28:26‬ولَ َّما َج َ‬ ‫‪24‬‬ ‫ون‪ :‬إِرِميا أَو و ِ‬ ‫َّ‬ ‫اس إِ ِّني أَ​َنا ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫احد ِم َن‬ ‫ون‪ :‬إِيلِيَّا‪َ ،‬و َ‬ ‫ان‪َ ،‬وآ َخ ُر َ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ُ‬ ‫ان؟» فَقَالُوا‪«:‬قَ ْوم‪ُ :‬ي َ‬ ‫آخ ُر َ ْ َ ْ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫الن ُ‬ ‫‪26‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ت ُهو ا ْلم ِسيح ْاب ُن ِ‬ ‫األَ ْن ِبي ِ‬ ‫اهلل‬ ‫اء»‪ .‬قَ َ‬ ‫اب ِس ْم َع ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬وأَ ْنتُ ْم‪َ ،‬م ْن تَقُولُ َ‬ ‫س َوقَا َل‪«:‬أَ ْن َ َ َ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫ون إِ ِّني أَ​َنا؟» فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫ان ُب ْط ُر ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ان ْب َن يوَنا‪ ،‬إِ َّن لَ ْحما وَدما لَم يعلِ ْن لَ َك‪ِ ،‬‬ ‫لك َّن أَِبي الَِّذي‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫وبى لَ َك َيا ِس ْم َع ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬طُ َ‬ ‫أج َ‬ ‫ا ْل َح ِّي!»‪ .‬فَ َ‬ ‫ً َ ً ْ ُْ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ِ ‪23‬‬ ‫الص ْخرِة أ َْبني َك ِن ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫اب ا ْل َج ِح ِيم لَ ْن تَ ْق َوى‬ ‫الس َم َاو‬ ‫ِفي َّ‬ ‫ضا‪ :‬أَ ْن َ‬ ‫ات‪َ .‬وأَ​َنا أَقُو ُل لَ َك أ َْي ً‬ ‫يستي‪َ ،‬وأ َْب َو ُ‬ ‫َ‬ ‫ت ُب ْط ُر ُ‬ ‫س‪َ ،‬و َعلَى هذه َّ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُع ِط َ ِ‬ ‫ات‪ ،‬فَ ُك ُّل َما تَْرِبطُ ُه َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ات‪َ .‬و ُك ُّل َما‬ ‫ض َي ُك ُ‬ ‫َعلَ ْي َها‪َ .‬وأ ْ‬ ‫يك َمفَات َ‬ ‫ون َم ْرُبوطًا في َّ َ َ‬ ‫يح َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َن الَ يقُولُوا أل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ون م ْحلُوالً ِفي َّ ِ ‪ٍ ِ ِ 12‬‬ ‫تَ ُحلُّ ُه َعلَى األ َْر ِ‬ ‫يح‪.‬‬ ‫سوعُ ا ْل َمس ُ‬ ‫َ‬ ‫صى تَالَمي َذهُ أ ْ َ‬ ‫َحد إِ َّن ُه َي ُ‬ ‫الس َم َاوات»‪ .‬حي َنئذ أ َْو َ‬ ‫ض َي ُك ُ َ‬ ‫"‬

‫‪11‬‬ ‫ق سأ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َل تَالَمي َذهُ‬ ‫ُّس‪َ .‬وِفي الط ِري ِ َ‬ ‫ص ِريَّة فيلُب َ‬ ‫سوعُ َوتَالمي ُذهُ إِلَى قَُرى قَ ْي َ‬ ‫اآليات (مر ‪ " -:)82-11:3‬ثُ َّم َخ َر َج َي ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ون‪ :‬و ِ‬ ‫ِق ِائالً لَ ُهم‪« :‬م ْن َيقُو ُل َّ‬ ‫احد ِم َن‬ ‫ون‪ :‬إِيلِيَّا‪َ .‬و َ‬ ‫ان‪َ .‬وآ َخ ُر َ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ُ‬ ‫َج ُابوا‪ُ «:‬ي َ‬ ‫اس إِ ِّني أَ​َنا؟» فَأ َ‬ ‫آخ ُر َ َ‬ ‫الن ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫األَ ْن ِبي ِ‬ ‫يح!» فَا ْنتَ َه َرُه ْم َك ْي‬ ‫س َوقَ َ‬ ‫اء»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬أَ ْن َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬وأَ ْنتُ ْم‪َ ،‬م ْن تَقُولُ َ‬ ‫ت ا ْل َمس ُ‬ ‫َج َ‬ ‫ون إِ ِّني أَ​َنا؟» فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫اب ُب ْط ُر ُ‬ ‫َح ٍد َع ْن ُه‪" .‬‬ ‫الَ َيقُولُوا أل َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 23‬‬ ‫سأَلَ ُه ْم ِق ِائالً‪َ «:‬م ْن تَقُو ُل ا ْل ُج ُموعُ‬ ‫صلِّي َعلَى ا ْن ِف َرٍاد َك َ‬ ‫ان التَّالَمي ُذ َم َع ُه‪ .‬فَ َ‬ ‫يما ُه َو ُي َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)12-23:1‬وف َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫آخر َ ِ ِ ِ‬ ‫ان‪ .‬وآ َخر َ ِ ِ‬ ‫َج ُابوا َوقَالوا‪ُ «:‬ي َ َّ‬ ‫ام»‪12 .‬فَقَا َل‬ ‫أ َِّني أَ​َنا؟» فَأ َ‬ ‫ون‪ :‬إيليَّا‪َ .‬و َ ُ‬ ‫وحنا ا ْل َم ْع َم َد ُ َ ُ‬ ‫ون‪ :‬إ َّن َنبيًّا م َن ا ْلقُ َد َماء قَ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن الَ َيقُولُوا ذلِ َك‬ ‫س َوقَ َ‬ ‫صى أ ْ‬ ‫لَ ُه ْم‪َ «:‬وأَ ْنتُ ْم‪َ ،‬م ْن تَقُولُ َ‬ ‫ال‪َ «:‬مس ُ‬ ‫َج َ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا؟» فَأ َ‬ ‫يح اهلل!»‪ .‬فَا ْنتَ َه َرُه ْم َوأ َْو َ‬ ‫اب ُب ْط ُر ُ‬ ‫َح ٍد‪"،‬‬ ‫أل َ‬ ‫من يقول الناس إنى أنا إبن اإلنسان …‪ .‬أنت هو المسيح إبن اهلل الحى‪ ..‬طوبى لك‬

‫الحظ أن المسيح هنا يؤكد ناسوته‪ ،‬واآلب يعلن لبطرس الهوت المسيح وهذا هو إيمان الكنيسة أن إبن اهلل تجسد‬

‫وتأنس‪ ،‬اهلل ظهر فى الجسد (اتى ‪ .)16::‬وهذا ما قاله بولس الرسول "ال أحد يستطيع أن يقول المسيح رب إالّ‬

‫بالروح القدس" (‪1‬كو‪)::11‬‬

‫‪160‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫ط َّوَبهٌ المسيح عليه‪ ،‬فهو أعلن دستور اإليمان القويم‪ ،‬والمخلص يعلن أنه يقيم‬ ‫وهذا اإليمان الذى أعلنه بطرس َ‬ ‫كنيسته على هذا اإليمان‪ ،‬ويعطى كنيسته سلطان الحل والربط‪ ،‬ليس لبطرس فقط بل لكل الرسل (مت ‪+19:16‬‬

‫مت ‪ .)18:18‬ولما سأل السيد سؤاله ردد التالميذ ما يقوله الناس‪ ،‬فمثالً هيرودس قال أنه يوحنا‬

‫المعمدان=(مت ‪ .)1:11‬وهناك من قالوا أنه إيليا أى أنه السابق للمسيح (مال ‪ )::1‬وآخرون تصوروا أنه واحد‬ ‫من األنبياء ألن موسى تنبأ بأن نبيا مثله سيأتى لهم (تث‪.)1::18‬‬

‫وأنتم من تقولون إنى أنا = فالسيد المسيح يهتم جداً بكيف نعرفه نحن خاصته فماذا لو سألك المسيح‪ ..‬من‬ ‫أنا‪ ..‬هل سيكون ردك عن معرفة نظرية عرفتها من الكتب‪ ،‬أو من خبرات شخصية إختبرت فيها حالوة شخصه‬

‫وحالوة عشرته‪ ،‬وتعزياته إذ يقف بجانبك فى الضيقات‪ ،‬هل عرفته أم سمعت عنه‪ .‬فبطرس لم ُي َك ِّون رأيه عن‬ ‫المسيح من كالم الناس‪ ،‬بل اهلل أعلن لهُ‪ ،‬إذاً فلنصرخ إلى اهلل ليفتح أعيننا لنعرف المسيح ونختبره فنقول مع‬ ‫أيوب‪ ،‬بسمع األذن قد سمعت عنك واآلن رأتك عينى (أى ‪ )::11‬لنصلى حتى يعلن لنا الروح القدس عمن هو‬

‫المسيح‪ ،‬وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إالّ بالروح القدس (‪1‬كو ‪ + ::11‬يو ‪ )11:16‬إيماننا بالمسيح‪،‬‬ ‫ومعرفتنا بالمسيح هو إعالن إلهى يشرق به اآلب بروحه القدوس‪.‬‬

‫وتسلم هذا اإليمان خالل التالميذ والكنيسة‪ ،‬واستلمناه‪ ،‬ولكن لنصلى حتى ال يبقى هذا اإليمان مجرد خبرة نظرية‬

‫ولكن خبرة عملية بشخص السيد المسيح‪ ،‬فنحبه إذ ندرك لذة العشرة معه‪ ،‬ومن ُيدرك هذا سوف يحسب كل‬ ‫األشياء نفاية (فى ‪.)8::‬‬

‫أنت هو المسيح = المسيح هو المسيا الذى كان اليهود ينتظرونه مخلصاً‪ .‬وكلمة المسيح تعنى الممسوح من‬ ‫اهلل‪ .‬وكانت المسحة فى العهد القديم هى للملوك ورؤساء الكهنة واألنبياء فقط (رؤ ‪ + ::1‬ابط ‪ + 1::‬لو‬

‫‪ ) 16:1‬وفى هذه اآليات نرى المسيح ملكاً ورئيساً للكهنة ونبياً ‪.‬‬

‫إبن اهلل الحى= لقد سبق نثنائيل وقال هذا قبل بطرس‪ ،‬أن المسيح إبن اهلل ولكن نثنائيل كان يقصدها بطريقة‬ ‫عامة كما يقولون إسرائيل إبن اهلل‪.‬ولذلك لم نسمع أن السيد طوب إيمان نثنائيل كما فعل مع بطرس (يو ‪-11:1‬‬ ‫‪.):1‬‬

‫أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى= المس يح اليبنى كنيسته على إنسان مهما كان هذا اإلنسان‪ .‬ولكن‬ ‫معنى الكالم أن الكنيسة ستؤسس على هذا اإليمان الذى نطق به بطرس‪ ،‬أن المسيح هو إبن اهلل الحى‪.‬‬ ‫وبإتحادنا به خالل المعمودية نصير أوالد اهلل‪ ،‬وندخل إلى العضوية فى الملكوت الروحى الجديد وننعم بحياته‬

‫فينا‪ ،‬نحمله داخلنا كسر حياة أبدية‪ .‬والخالص يعني أيضاً إستعادة الحياة الفردوسية بأفراحها ونحن على األرض‬ ‫ويكون لنا سلطان على إبليس وعلى الخطية‪.‬‬

‫ت (مذكر) بطرس وعلى َه ِذ ِه ( مؤنث) الصخرة إذاً الصخرة هى ليست بطرس‪ ،‬ألن‬ ‫والحظ قول الكتاب أَ ْن َ‬ ‫الصخرة التى تبنى عليها الكنيسة هى المسيح نفسه (‪1‬كو‪ .)1:17‬والمسيح هو حجر الزاوية (‪1‬بط ‪ .)6:1‬وكلمة‬ ‫بطرس مشتقة عن اليونانية ‪ Petra‬بت ار أى صخرة‪ ،‬فالمسيح أسس كنيسته على صخرة هى اإليمان به كإبن اهلل‬ ‫والمسيح لم يقل له أنت ‪ .Petra‬بل قال له أنت ‪ Petrus‬أبواب الجحيم لن تقوى عليها= أبواب الجحيم هى‬

‫‪161‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫إشارة لقوى الشر وهذه لن تنتصر على الكنيسة‪ ،‬بل وال الموت قادر أن يسود على المؤمنين‪ ،‬بل هم سيقومون‬

‫من الموت فى األبدية ( هذا إذا كان إيمانهم صحيحاً كإيمان بطرس ) وهى أيضاً تشير للتجارب والحروب ضد‬ ‫الكنيسة والمؤمنين سواء كان مصدرها الشيطان أو بشر يحركهم شياطين‪ .‬فإبن اهلل الصخرة وحجر الزاوية هو‬

‫بنفسه الذى يسند كنيسته فلن تنهار‪.‬‬

‫وأعطيك مفاتيح‪+ ..‬مت ‪ + 23:23‬يو ‪ .12:12‬فالمسيح أعطى لكنيسته سلطان الحل والربط وغفران الخطايا‬

‫وامساكها‪ ،‬القبول فى شركة الكنيسة أو إخراج وفرز المخالفين من الشركة المقدسة‪ ،‬السيد أعطي لكنيسته سلطان‬ ‫الحكم على أوالدها وتأديبهم‪ .‬المسيح من خالل كنيسته يحل ويربط‪ .‬والربط هو لمن يصر على خطيته‪ ،‬فتحرمه‬

‫الكنيسة من التناول‪ .‬والحل هو لمن يتوب ويعترف بخطاياه‪.‬‬

‫أوصى تالميذه أن ال يقولوا ألحد= اليهود تصوروا أن المسيح ٍ‬ ‫آت كمخلص من الرومان‪ .‬وهم فهموا بعض‬ ‫ٌ‬ ‫اآليات فى سفر المزامير مثل تحطمهم بقضيب من حديد (مز ‪ + 9:1‬مز‪ )6:19‬بطريقة خاطئة‪ ،‬لذلك حرص‬ ‫المسيح ان ال ينتشر خبر أنه المسيا حتى ال يفهم الشعب أنه ٍ‬ ‫آت ليحارب الرومان لذلك كان يوصى تالميذه أن‬ ‫ال يقولوا أنه المسيا‪ ،‬وأيضاً المرضى وكل من أخرج منهم شياطين أمرهم أن ال يقولوا ألحد‪ ،‬وانتهر الشياطين‬

‫حتى ال تقول وتتكلم وتكشف هذه الحقيقة أمام الجموع (لو ‪ )11:1‬ألن الجموع كان لها مفهوم سياسي وعسكري‬

‫لوظيفة المسيا‪.‬‬

‫ولكن حينما أعلن بطرس ان المسيح هو إبن اهلل فرح المسيح وطوبه‪ ،‬لكنه وجه تالميذه للفهم الحقيقي السليم‬

‫للخالص‪ ،‬وأن هذا ال يتم باالنتصار على الرومان‪ ،‬بل بموته وقيامته (مت ‪ )11:16‬إذاً نفهم أن المسيح يود أن‬ ‫يعرف الناس حقيقته‪ ،‬ولكن ليس كل واحد‪ ،‬بل لمن له القدرة على فهم حقيقة الخالص‪ .‬وفى أواخر أيام المسيح‬

‫على األرض إبتدأ يعلن صراحة عن كونه إبن اهلل (مت ‪ .)61-6::16‬لكن نالحظ أنه تدرج فى إعالن هذه‬

‫الحقيقة بحسب حالة السامعين‪ .‬فإن من له سيعطى ويزاد (مت ‪ )11:1:‬فبقدر ما ينمو السامع فى إستيعاب‬ ‫أمور وأسرار الملكوت يرتفع التعليم ويزيد وينمو ليعطى األكثر واألعلى‪ .‬فمستوى السامع فى نموه هو الذي يحدد‬

‫مستوى التعليم الذى يقدمه المسيح‪ ،‬أما النفس الرافضة فينقطع عنها أسرار الملكوت والحياة مع اهلل‪ .‬فاهلل إذاً‬ ‫يعطينا أن نكتشف أس ارره بقدر ما نكون مستعدين لذلك‪ .‬وراجع حوار المسيح مع السامرية لترى التدرج فى إعالن‬

‫حقيقته ومع تجاوبها كان يعلن لها ما هو أكثر عنه‪.‬‬

‫ إذاً الهدف األول من أن ال يقولوا ألحد أن ال تطالبه الجماهير بأن يكون ملكاً زمنياً أرضياً فتحدث ثورة‬‫شعبية ضد الرومان‪ ،‬ولهذا أثاره الرهيبة‪ .‬بل ستتعطل خدمة المسيح وتعليمه‪.‬‬

‫ السبب الثانى حتى ال يحرص الكتبة والفريسيون أن يقتلوه قبل الوقت‪ ،‬أى قبل أن ينهى كل تعاليمه وأعماله‪.‬‬‫‪ -‬ال يصح أن يتكلم التالميذ عنه كإبن اهلل دون أن تظهر ألوهيته بالدليل الساطع وذلك بقيامته فعالً بعد موته‪.‬‬

‫متى (‪ )1::16‬قيصرية فيلبس= أسسها هيرودس فيلبس‪ ،‬وسميت بإسمه تمي اًز لها عن قيصرية التى على‬ ‫البحر‪ .‬وهى عند سفح جبل حرمون بجانب منبع نهر االردن (لو ‪ )18:9‬وفيما هو يصلى‪( ...‬مز ‪ )11:8‬وفى‬

‫الطريق‪ -:‬لوقا وحده أشار لصالة المسيح وربطها بهذا اإلعالن السمائى لبطرس بحقيقة المسيح‪ ،‬إذ بصالة‬

‫‪162‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫عنا امام اآلب‪.‬‬ ‫المسيح ُيعلن اآلب بروحه القدوس لبطرس هذا السر‪ .‬ومعنى صالة المسيح هو شفاعة المسيح ّ‬ ‫وهذا معناه اننا مقبولين امام اآلب فيه‪ .‬لذلك نطلب بإسمه أى شىء نطلبه من اآلب‪( .‬يو ‪.)11-1::16‬‬ ‫فالمسيح صلّى على إنفراد (لو ‪ )18:9‬ثم سار معهم إلى نواحى قيصرية فيلبس وفى الطريق سألهم هذا السؤال‬ ‫فالمسيح بشفاعته عنا يقبلنا اآلب ويعمل فينا بروحه القدوس‪ ،‬وأول ما يعمله فينا الروح القدس أنه يثبتنا فى‬

‫المسيح إبن اهلل (بالمعمودية وال توبة واإلعتراف والتناول ) ثم يعلن لنا عمن هو المسيح فنفهم حقيقة عالقتنا باهلل‪،‬‬ ‫هو يشهد ألرواحنا أننا أوالد اهلل (رو ‪ .)16:8‬لوقا يشير لصالة المسيح هنا ألنه يدرك خطورة ما سيعلنه بطرس‬

‫اآلن‪ ،‬ويشير أننا ال يمكننا فهم هذه الحقائق إالّ بشفاعة المسيح الكفارية= صالته اى صلته هو باآلب فهم واحد‬

‫وصلته بنا فنحن صرنا جسده وهذا ما كان أيوب يشتهيه وقد حققه المسيح " ليس بيننا مصالح يضع يده على‬

‫كلينا " (أى‪ . ):: : 9‬وكيف صرنا جسده؟ الرد فى اية ‪.11‬‬

‫والحظ أن نص إعتراف بطرس يختلف من إنجيل آلخر‪ ،‬ولكن بجمع النصوص يتكامل المعنى‪.‬‬ ‫متى ‪ -:‬المسيح إبن اهلل الحي ‪ -:‬هذه إشارة لالهوته فهو اهلل المتجسد‪.‬‬ ‫مرقس ‪ -:‬المسيح ‪ -:‬هو المسيح أى الممسوح كرئيس كهنة سيقدم ذبيحة نفسه‪.‬‬ ‫لوقا ‪ -:‬مسيح اهلل ‪ -:‬هو مسيا النبوات الموعود به فى الكتاب‪ ،‬الذى ينتظرونه‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( + )13-12:26‬مر‪ ( + )2:1 + 88 - 82:3‬لو ‪)11-11:1‬‬ ‫ْهب إِلَى أُور َ ِ‬ ‫ْت ْابتَ َدأَ يسوعُ ي ْظ ِهر لِتَالَ ِم ِ‬ ‫اآليات (مت ‪ِ 12" -:)13-12:26‬م ْن ذلِ َك ا ْلوق ِ‬ ‫يم‬ ‫يذ ِه أ ََّن ُه َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫َن َيذ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخ ور َؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير ِم َن ُّ‬ ‫س إِلَ ْي ِه َو ْابتَ َدأَ‬ ‫َوَيتَأَلَّ َم َك ِث ًا‬ ‫وم‪ .‬فَأ َ‬ ‫َخ َذهُ ُب ْط ُر ُ‬ ‫الش ُي ِ َ ُ َ‬ ‫ساء ا ْل َك َه َنة َوا ْل َكتَ​َبة‪َ ،‬وُي ْقتَ َل‪َ ،‬وفي ا ْل َي ْوم الثالث َيقُ َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ت َم ْعثَ​َرة لِي‪،‬‬ ‫اك َي َار ُّ‬ ‫ال ِل ُب ْ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ت َوقَ َ‬ ‫ْه ْب َع ِّني َيا َ‬ ‫ش َ‬ ‫َي ْنتَ ِه ُرهُ قَ ِائالً‪َ «:‬حا َ‬ ‫س‪«:‬اذ َ‬ ‫ان! أَ ْن َ‬ ‫ون لَ َك ه َذا!» فَا ْلتَفَ َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ب! الَ َي ُك ُ‬ ‫ط ُر َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد أَحد أ ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ​ِ‬ ‫هلل ِ‬ ‫أل ََّن َك الَ تَهتَ ُّم ِبما ِ‬ ‫لك ْن ِب َما لِ َّلن ِ‬ ‫اس»‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ قَ َ‬ ‫سهُ‬ ‫سوعُ لتَالَميذه‪«:‬إِ ْن أ َ​َر َ َ‬ ‫َن َيأْت َي َو َرائي َف ْل ُي ْنك ْر َن ْف َ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي ْح ِم ْل ِ‬ ‫َجلِي َي ِج ُد َها‪ .‬أل ََّن ُه‬ ‫اد أ ْ‬ ‫يب ُه َوَيتْ َب ْع ِني‪ ،‬فَِإ َّن َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫س ُه ِم ْن أ ْ‬ ‫صل َ‬ ‫َ​َ‬ ‫س ُه ُي ْهل ُك َها‪َ ،‬و َم ْن ُي ْهل ُك َن ْف َ‬ ‫ص َن ْف َ‬ ‫َن ُي َخلِّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ‪11‬‬ ‫اإل ْنس ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما َذا َي ْنتَ ِفعُ ِ‬ ‫اء َع ْن َن ْفسه؟ فَِإ َّن ْاب َن‬ ‫س ُ‬ ‫ان لَ ْو َر َ‬ ‫ان ف َد ً‬ ‫س ُه؟ أ َْو َما َذا ُي ْعطي ِ َ‬ ‫بح ا ْل َعالَ َم ُكلَّ ُه َو َخس َر َن ْف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ٍِ‬ ‫ف يأ ِْتي ِفي م ْج ِد أَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه َم َع َمالَ ِئ َك ِت ِه‪َ ،‬و ِحي َن ِئ ٍذ ُي َج ِ‬ ‫سِ‬ ‫ب َع َملِ ِه‪13 .‬اَْل َح َّ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن‬ ‫سَ‬ ‫س ْو َ َ‬ ‫ازي ُك َّل َواحد َح َ‬ ‫ان َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ان ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ت َحتَّى َي َرُوا ْاب َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫آت ًيا ِفي َملَ ُكوِت ِه»‪".‬‬ ‫ون ا ْل َم ْو َ‬ ‫هه َنا قَ ْو ًما الَ َي ُذوقُ َ‬ ‫م َن ا ْلق َيام ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ان ي ْنب ِغي أ ْ َّ ِ‬ ‫َن ْاب َن ِ‬ ‫ض ِم َن ُّ‬ ‫الش ُيو ِخ‬ ‫اآليات (مر‪َ 82" -)88- 82:3‬و ْابتَ َدأَ ُي َعلِّ ُم ُه ْم أ َّ‬ ‫يرا‪َ ،‬وُي ْرفَ َ‬ ‫سِ َ​َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َن َيتَأَل َم َكث ً‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور َؤ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫س إِلَ ْي ِه َو ْابتَ َدأَ َي ْنتَ ِه ُرهُ‪.‬‬ ‫ال ا ْلقَ ْو َل َعالَ ِن َي ًة‪ .‬فَأ َ‬ ‫وم‪َ .‬وقَ َ‬ ‫َخ َذهُ ُب ْط ُر ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫ساء ا ْل َك َه َنة َوا ْل َكتَ​َبة‪َ ،‬وُي ْقتَ َل‪َ ،‬وَب ْع َد ثَالَ ثَة أَيَّام َيقُ ُ‬ ‫‪88‬‬ ‫هلل ِ‬ ‫ان! أل ََّن َك الَ تَهتَ ُّم ِبماِ ِ‬ ‫لك ْن ِب َما لِ َّلن ِ‬ ‫اس»‪.‬‬ ‫ص َر تَالَ ِمي َذهُ‪ ،‬فَا ْنتَ َه َر ُب ْ‬ ‫ْه ْب َع ِّني َيا َ‬ ‫س قَ ِائالً‪« :‬اذ َ‬ ‫فَا ْلتَفَ َ‬ ‫ش ْيطَ ُ‬ ‫ط ُر َ‬ ‫ت َوأ َْب َ‬ ‫ْ َ‬ ‫"‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫وت‬ ‫آية (مر‪َ " -:)2:1‬وقَ َ‬ ‫ت َحتَّى َي َر ْوا َملَ ُك َ‬ ‫ون ا ْل َم ْو َ‬ ‫هه َنا قَ ْو ًما الَ َي ُذوقُ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن م َن ا ْلق َيام ُ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل قَ ْد أَتَى ِبقُ َّوٍة»‪".‬‬

‫‪163‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫وخ ور َؤس ِ‬ ‫اإل ْنس ِ َّ ِ‬ ‫ض ِم َن ُّ‬ ‫اء‬ ‫اآليات (لو ‪11" -:)11-11:1‬قَ ِائالً‪«:‬إِ َّن ُه َي ْن َب ِغي أ َّ‬ ‫يرا‪َ ،‬وُي ْرفَ ُ‬ ‫الش ُي ِ َ ُ َ‬ ‫َن ْاب َن ِ َ‬ ‫ان َيتَأَل ُم َكث ً‬ ‫‪18‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد أَحد أ ْ ِ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُه‬ ‫ال لِ ْل َج ِم ِ‬ ‫وم»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫يع‪«:‬إِ ْن أ َ​َر َ َ‬ ‫َن َيأْت َي َو َرائي‪َ ،‬ف ْل ُي ْنك ْر َن ْف َ‬ ‫ا ْل َك َه َنة َوا ْل َكتَ​َبة‪َ ،‬وُي ْقتَ ُل‪َ ،‬وفي ا ْل َي ْوم الثالث َيقُ ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي ْح ِم ْل ِ‬ ‫َجلِي فَه َذا‬ ‫اد أ ْ‬ ‫يب ُه ُك َّل َي ْوٍم‪َ ،‬وَيتْ َب ْع ِني‪ .‬فَِإ َّن َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫س ُه ِم ْن أ ْ‬ ‫صل َ‬ ‫َ​َ‬ ‫س ُه ُي ْهل ُك َها‪َ ،‬و َم ْن ُي ْهل ُك َن ْف َ‬ ‫ص َن ْف َ‬ ‫َن ُي َخلِّ َ‬ ‫َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ص َها‪ .‬أل ََّن ُه َما َذا َي ْنتَ ِفعُ ِ‬ ‫استَ َحى ِبي‬ ‫س ُه أ َْو َخ ِس َرَها؟ أل َّ‬ ‫بح ا ْل َعالَ َم ُكلَّ ُه‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ان لَ ْو َر َ‬ ‫َن َم ِن ْ‬ ‫َهلَ َك َن ْف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ُي َخلِّ ُ‬ ‫اآلب وا ْلمالَ ِئ َك ِة ا ْل ِقد ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ِبم ْج ِد ِه َوم ْج ِد ِ‬ ‫ستَ ِحي ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ين‪َ 11 .‬حقًّا أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن‬ ‫ِّيس َ‬ ‫َوِب َكالَمي‪ ،‬فَِبه َذا َي ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ان َمتَى َج َ َ‬ ‫وت ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اهلل»‪".‬‬ ‫ت َحتَّى َي َر ْوا َملَ ُك َ‬ ‫ون ا ْل َم ْو َ‬ ‫هه َنا قَ ْو ًما الَ َي ُذوقُ َ‬ ‫م َن ا ْلق َيام ُ‬ ‫ْهب إِلَى أُور َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 12‬‬ ‫يم َوَيتَأَلَّ َم‬ ‫سوعُ ُي ْظ ِه ُر لتَالَميذه أ ََّن ُه َي ْن َبغي أَ ْن َيذ َ َ‬ ‫آية (مت ‪ " -:)12:26‬م ْن ذل َك ا ْل َوقْت ْابتَ َدأَ َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخ ور َؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير ِم َن ُّ‬ ‫وم‪" .‬‬ ‫َك ِث ًا‬ ‫الش ُي ِ َ ُ َ‬ ‫ساء ا ْل َك َه َنة َوا ْل َكتَ​َبة‪َ ،‬وُي ْقتَ َل‪َ ،‬وفي ا ْل َي ْوم الثالث َيقُ َ‬ ‫المسيح أوضح لتالميذه من هو وأنه أتى ليؤسس كنيسته‪ ،‬وها هو يعلن ثمن تأسيس الكنيسة أى الصليب‪.‬‬

‫وقبل أن يتوهم تالميذه إذ سمعوا أنه إبن اهلل المسيا المنتظر‪ ،‬أنهم سيملكون معه إذ يصير ملكاً وقائداً عظيماً‪،‬‬

‫ها هو يشرح لهم أنه حقاً سيملك ولكن سيملك على قلوب كنيسته بصليبه‪ ،‬حامالً الرياسة على كتفه (إش‪)6:9‬‬ ‫فالرياسة كانت بصليبه الذى به ملك على قلوبنا‪ ،‬هو بصليبه هدم مملكة الخطية ومملكة إبليس وأقام ملكوته‪.‬‬

‫وقوله هذا يشير ألنه يعلم سابقاً وبدقة ما سيحدث له‪ ،‬إذاً فما سيحدث له هو بسلطانه‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫هلل ِ‬ ‫ت معثَرة لِي‪ ،‬أل ََّن َك الَ تَهتَ ُّم ِبما ِ‬ ‫لك ْن‬ ‫ال لِ ُب ْ‬ ‫ت َوقَ َ‬ ‫ْه ْب َع ِّني َيا َ‬ ‫س‪«:‬اذ َ‬ ‫آية (مت ‪ " -:)18:26‬فَا ْلتَفَ َ‬ ‫ش ْيطَ ُ‬ ‫ط ُر َ‬ ‫ان! أَ ْن َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِب َما لِ َّلن ِ‬ ‫اس»‪".‬‬

‫رفض بطرس للصليب هذا لهو نابع من ذاته‪ ،‬أماّ إعترافه بأن السيد هو المسيح إبن اهلل الحى فهو من اهلل‪.‬‬

‫إذهب عنى ياشيطان= بطرس ليس شيطاناً ولكن يردد ما وسوس به الشيطان لهُ‪ ،‬فالشيطان دائماً يصور لنا‬ ‫رفض الصليب الموضوع علينا‪ .‬ويبدو أن بطرس كان رافضاً لفكرة الصليب حتى النهاية‪ ،‬لذلك حين سألهُ السيد‬ ‫أتحبنى … أتحبنى‪ ..‬أتحبنى صرح له السيد بعد ذلك انه سيموت مصلوباً‪ ،‬ولعلم السيد أن بطرس رافض لفكرة‬ ‫الصليب كرر له كلمة إتبعنى = أى ال ترفض الصليب إن كنت حقيقة تحبنى (يو ‪ .)11-1::11‬ويقال أن‬

‫نيرون حين أراد قتل بطرس اقنعه المؤمنون فى روما بالهرب‪ ،‬فهرب بطرس‪ ،‬وعلى أبواب روما رأى السيد‬

‫المسيح متجهاً لروما فسأله إلى أين ؟ فقال أنا ذاهب ألصلب بدالً منك‪ .‬فعاد بطرس وسلم نفسه وطلب أن‬

‫يصلب منكس الرأس‪.‬‬

‫والحظ ما قاله المسيح أنت معثرة لى‪ ..‬إذهب عنى يا شيطان‪ ..‬أل نك ال تهتم بما هلل لكن بما للناس‪.‬‬

‫فالسيد جاء ليقيم مملكته خالل صليبه وطلب ممن يريد أن يكون له تلميذاً أن يحمل صليبه ويتبعه‪ ،‬فمن يرفض‬

‫الصليب يرفض الفكر اإللهى آية (‪.)14‬‬

‫معثرة = تعمل على تعطيل الصليب والفداء‪.‬‬

‫شيطــــان = وال يوجد من يهتم بتعطيل الفداء سوى الشيطان‪ ،‬والشيطان هو الذي يوسوس في داخلنا برفض‬ ‫الصليب‪.‬‬

‫‪164‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫ال تهتم بما هلل = الترجمة الحرفية لكلمة تهتم‪ ،‬أن عندك وجهة نظر معينة فهناك من لهم وجهة نظر ال تتفق‬ ‫مع وجهة نظر اهلل (مثل بطرس هنا) وهى أننا نقبل أن نسير مع المسيح فى الصحة والمجد العالمى والغنى‬

‫المادى‪ ..‬الخ أما لو ُو ِج َد صليب ‪ ،‬نرفض المسيح ونتصادم معهُ ‪ .‬ويكون هذا بإيعاز من الشيطان‪ .‬لذلك قال‬ ‫السيد لبطرس إذهب عنى يا شيطان‪ ،‬ألن بطرس كان يكرر فكر الشيطان‪ .‬والشيطان الخبيث دائماً يسعى ألن‬ ‫يقنع أوالد اهلل بأنه لو أن اهلل يحبهم ألعطاهم خيرات زمنية (مال وعظمة وقوة وسلطان‪ ) ..‬ولكن لنعلم أنه‬

‫كرئيس لهذا العالم (يو ‪ ):7:11‬يغرينا بما تحت يديه‪ ،‬لكن أوالد اهلل يرفضون العالم بما فيه حتى لو وصلوا ألن‬

‫ُيصلبوا ‪ ،‬ويقبلون من يد أبيهم السماوى ما يسمح به سواء خيرات زمنية أو صليب‪ ،‬فما يسمح به أبوهم السماوى‬

‫فيه حياتهم األبدية‪ ،‬ولكن شرط الشيطان أن يعطينا من خيرات العالم أن نخر ونسجد لهُ (مت ‪ .)9:1‬والمسيح‬ ‫أعطانا مثالً حتى نفهم هذا فقال متسائالً هل لو سأل إبن أباه أن يعطيه خب اًز فهل يعطيه أبوه حج اًر … فإن كنتم‬ ‫تعرفون أن تعطوا أوالدكم عطايا صالحه فكم وكم أبوكم السماوى‪ .‬من هنا نعلم أن ما يسمح به اهلل سواء خيرات‬

‫زمنية (مال ‪ /‬صحة‪ )..‬أو ما يسمح به من تأديبات‪ ،‬هو لصالح أوالده‪ ،‬هو لخالص نفوسهم (رو‪+ )18:8‬‬

‫(‪1‬كو ‪ + ) 11-11::‬مرض أيوب وتجربته كانت لخالص نفسه وكذلك مرض بولس‪.‬‬

‫َن يأ ِْتي ورِائي َف ْلي ْن ِكر َن ْفس ُه وي ْح ِم ْل ِ‬ ‫ال يسوعُ لِتَالَ ِم ِ‬ ‫‪ٍ ِ ِ 14‬‬ ‫يبهُ‬ ‫يذ ِه‪«:‬إِ ْن أ َ​َر َ‬ ‫صل َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫اد أ َ‬ ‫َ‬ ‫آية (مت ‪ " -:)14:26‬حي َنئذ قَ َ َ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َحد أ ْ َ َ َ َ‬ ‫َوَيتْ َب ْع ِني‪"،‬‬ ‫ينكر نفسه = يرفض فكرة أن له حق فى الخيرات الزمنية‪ ،‬وهذا ما يقنعنا به إبليس لنتصادم مع اهلل‪ .‬مثل األخ‬

‫األكبر لإلبن الضال‪ ،‬إذ تخاصم مع أبيه من اجل أنه لم يعطه ِج ْدياً يفرح به مع أصدقائه‪ ،‬وقارن مع محبة أبيه‬

‫الذى يقول له كل شىء هو لك‪ ،‬واهلل أعطانا أن نرثه أى نرث مع المسيح (رو‪ )11:8‬فهل نتصادم معه من أجل‬

‫أشياء تافهة‪ .‬يحمل صليبه = يقبل بما سمح به اهلل واثقاً فى محبة اهلل‪ ،‬وأن ما سمح به هو للخير حتى وان لم‬ ‫نفهم اآلن (يو ‪ .)1:1:‬إن أراد أحد = إرادة حرة‪.‬ويتبعنى = طاعة كاملة لكل ما يسمح به اهلل‪ .‬ولنالحظ أن‬

‫الصليب هو بذل المسيح ذاته حبا فينا دون أن يطلب أحد منه هذا ودون أن يطلب هو منا أى مقابل‪ .‬وهذه هى‬

‫أعلى درجات المحبة ‪ ،‬والتى يطلب الرب من كل من يريد أن يكون تلميذا حقيقيا له أن يصل لهذه الدرجة‪.‬‬

‫ولذلك تضع كنيستنا الشهداء فى أعلى الدرجات فهم بذلوا حياتهم حبا فى المسيح ‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجلِي َي ِج ُد َها‪.‬‬ ‫اد أ ْ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)16-12:26‬فَِإ َّن َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫س ُه ِم ْن أ ْ‬ ‫س ُه ُي ْهل ُك َها‪َ ،‬و َم ْن ُي ْهل ُك َن ْف َ‬ ‫ص َن ْف َ‬ ‫َن ُي َخلِّ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫اإل ْنس ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َع ْن َن ْف ِس ِه؟"‬ ‫س ُ‬ ‫ان لَ ْو َر َ‬ ‫ان ف َد ً‬ ‫س ُه؟ أ َْو َما َذا ُي ْعطي ِ َ‬ ‫بح ا ْل َعالَ َم ُكلَّ ُه َو َخس َر َن ْف َ‬ ‫أل ََّن ُه َما َذا َي ْنتَفعُ ا ِإل ْن َ‬ ‫يخلص نفسه= يهرب من اإلستشهاد ‪ /‬يهرب من الشدائد فى الخدمة مثالً ليتمتع بملذات الدنيا ‪ /‬يرفض الصالة‬

‫والصوم لمتع دنيوية‪.‬‬

‫يهلك نفسه = يتقدم لإلستشهاد ‪ /‬يقدم جسده ذبيحة حية ‪ /‬يقمع جسده ويستعبده ‪ /‬يصلب أهواءه وشهواته‪.‬‬

‫‪165‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫كله = هذا مثل من يضيع عمره فى عمله تاركاً اهلل‪ ،‬مثل هذا فليعلم أن العالم زائل بطبعه ‪.‬‬ ‫لو ربح العالم ُ‬ ‫وخسر نفسه= وهى الباقية والحظ أن السيد قال هذه اآلية رداً على رفض بطرس للصليب‪ .‬إذاً رفض الصليب‬ ‫فيه ربح للعالم وخسارة أبدية‪ .‬ماذا يعطى اإلنسان فداء عن نفسه = األموال إن ضاعت فجائز أن تعود‪ ،‬أما‬

‫النفس فهالكها خسارة ال تعوض‪ .‬وكيف أقدم فدية عن إنسان تم قتله فعالً‪ .‬فإن هلكت النفس‪ ،‬أى ذهبت للجحيم‬ ‫بعد موتها فال فداء لها‪.‬‬

‫ازي ُك َّل و ِ‬ ‫ف يأ ِْتي ِفي م ْج ِد أَِب ِ‬ ‫آية (مت ‪11" -:)11:26‬فَِإ َّن ْاب َن ِ‬ ‫يه َم َع َمالَ ِئ َك ِت ِه‪َ ،‬و ِحي َن ِئ ٍذ ُي َج ِ‬ ‫سِ‬ ‫اح ٍد‬ ‫س ْو َ َ‬ ‫َ‬ ‫ان َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ب َع َملِ ِه‪" .‬‬ ‫سَ‬ ‫َح َ‬ ‫من يرضى بأن يهلك نفسه ستكون مجازاته سماوية فى مجد سماوي هو إمتداد للملكوت الداخلى الذى نعيشه هنا‬

‫على االرض‪ ،‬ننعم بسالم يفوق كل عقل‪ ،‬وفرح حقيقى بالرغم من أالم هذا العالم (فى ‪ + 1:1‬يو ‪ )11:16‬أماّ‬

‫الملكوت األخروى فبال ألم (رؤ ‪.)1:11‬‬

‫أماّ من ترك المسيح ليجرى وراء لذات العالم فنصيبه معاناة وحزن على األرض‪ ،‬ونار متقدة أبدية‪ .‬وفى هذه‬ ‫اآلية يتكلم المسيح عن مجده = يأتى فى مجد‪ .‬فهو بعد أن تحدث عن أالمه يتحدث هنا عن مجده‪ .‬ولنالحظ‬

‫قول بولس الرسول أن كل من يتألم معهُ يتمجد أيضاً معهُ (رو ‪ .)11:8‬فمن إحتمل صليبه بشكر سيتمجد معهُ‪.‬‬ ‫القول الوحيد المسجل للقديس األنبا بوال " أن من يهرب من الضيقة يهرب من اهلل" فالضيقة هى شركة ألم‬ ‫وصليب مع المسيح‪ ،‬ومن يشترك معه فى الصليب سيشترك معه فى المجد‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪( + )13:26‬مر ‪ ( + ) 2:1‬لو ‪)11:1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت َحتَّى َي َرُوا ْاب َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫آية (مت ‪13" -:)13:26‬اَْل َح َّ‬ ‫ان‬ ‫ون ا ْل َم ْو َ‬ ‫هه َنا قَ ْو ًما الَ َي ُذوقُ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن م َن ا ْلق َيام ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫آت ًيا ِفي َملَ ُكوِت ِه»‪".‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫وت‬ ‫آية (مر ‪َ " -:)2:1‬وقَ َ‬ ‫ت َحتَّى َي َر ْوا َملَ ُك َ‬ ‫ون ا ْل َم ْو َ‬ ‫هه َنا قَ ْو ًما الَ َي ُذوقُ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن م َن ا ْلق َيام ُ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل قَ ْد أَتَى ِبقُ َّوٍة»‪".‬‬ ‫‪11‬‬ ‫وت ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اهلل»‪".‬‬ ‫ت َحتَّى َي َر ْوا َملَ ُك َ‬ ‫ون ا ْل َم ْو َ‬ ‫هه َنا قَ ْو ًما الَ َي ُذوقُ َ‬ ‫آية (لو ‪َ " -:)11:1‬حقًّا أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن م َن ا ْلق َيام ُ‬ ‫بعد اآلية السابقة والتى تحدث فيها السيد المسيح عن المجد‪ ،‬أصبح إشتياق التالميذ شديداً أن يروه أو حتى‬ ‫يعرفوا ما هو‪ .‬والسيد فى هذه اآلية يطمئنهم بأن بعضاً منهم لن يذوقوا الموت قبل أن يروا ملكوت إبن اإلنسان‪.‬‬

‫فما هو ملكوت إبن اإلنسان؟‬

‫ملكوت إبن اإلنسان هو حين يجلس عن يمين أبيه‪ ،‬ويكون فى صورة مجد اآلب‪ .‬ويجلس ليدين‪ .‬ويملك على‬

‫األبرار وهم يخضعون لهُ‪ ،‬ويطأ إبليس وتابعيه ويحبسهم فى البحيرة المتقدة بالنار فيكفوا عن مقاومتهم لملكه‪ .‬كل‬ ‫هذا سيكون فى يوم الدينونة وما بعده‪ ..‬ولكن نالحظ أن كل من أستمع للسيد المسيح وهو يقول هذا الكالم‪ ،‬الكل‬ ‫ماتوا أو إ ستشهدوا قبل مجىء السيد المسيح فى مجده ليدين الجميع‪ .‬فما معنى أن منهم من ال يموت قبل أن‬ ‫يرى إبن اإلنسان آتياً فى ملكوته ؟‬ ‫‪166‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫نالحظ أن بعد هذه اآلية مباشرة‪ ،‬وفى األناجيل الثالثة تأتى قصة تجلى المسيح على الجبل‪ .‬وفى التجلي رأى‬

‫بعض التالميذ بعضاً من مجد السيد المسيح بقدر ما كشفه لهم‪ ،‬وعلى قدر ما إحتملوا‪ ،‬وهم تمتعوا بمجده‪ ،‬وكان‬

‫هذا إعالناً عن بهائه اإللهي‪ ،‬وهؤالء لم يموتوا حتى أروا هذا المجد وآخرون ممن سمعوا كلمات المسيح هذه أروا‬

‫قيامته وصعوده وحلول الروح القدس على الكنيسة وبدء ملكوت اهلل داخل قلوب المؤمنين‪ ،‬أروا آالف تترك آلهتها‬

‫الوثنية (بل وتبيع ممتلكاتها كما رأينا فى سفر أعمال الرسل) ويحرقوا كتب السحر ويتبعوا المسيح ويملكوه على‬

‫قلوبهم‪ ،‬و أروا آالف الشهداء يبيعون حياتهم حباً فى المسيح‪ ،‬كل هؤالء كان ملكوت اهلل فى داخلهم (لو ‪.)11:11‬‬ ‫لقد أروا ملكوت اهلل معلناً فى حياة الناس ضد مجد العالم الزائل‪.‬‬

‫كل هؤالء الشهداء والذين باعوا العالم ألجل المسيح تذوقوا حالوة ملك المسيح على قلوبهم‪ ،‬وكان هذا عربون‬

‫المجد األبدي إلى أن يحصلوا على كمال مجد الملكوت المعد لهم‪ .‬وهناك ممن سمعوا قول المسيح هذا لم يموتوا‬ ‫حتى أروا خراب أورشليم وحريقها الهائل سنة ‪17‬م‪ ،‬لقد أروا صورة للمسيح الديان‪ ،‬و أروا عقوبة رافضى المسيح‪.‬‬

‫والحظ أن اهلل دبر هروب المسيحيين كلهم من أورشليم قبل حصارها النهائي‪.‬‬

‫ال يذوقون الموت =هذه ال تقال إالّ على األبرار فهم ال يموتون بل ينتقلون‪ ،‬وكما قال المسيح عن الموت أنه‬

‫نوم ( عن إبنة يايرس وعن لعازر)‪ .‬أماّ األشرار فهم يموتون وهم مازالوا على األرض "إبنى هذا كان ميتاً فعاش‬

‫‪ +‬لك إسم أنك حى وأنت ميت (لو ‪+11:1:‬رؤ ‪ .)1::‬وذاق الموت قيلت عن المسيح (‪ )9:1‬فتذوق الموت هو‬ ‫موت بالجسد أما الروح فتذهب إلى اهلل فى انتظار القيامة‪ .‬ومن يتذوق عربون المجد األبدى هنا على األرض ال‬

‫يموت بل يتذوق الموت فقط‪ .‬ويكون معنى كالم السيد أن من الموجودين‪ ،‬من لن ينتقل قبل أن يتذوق حالوة‬

‫ملكوت اهلل فى داخله‪ ،‬وهذا ما حدث بعد يوم الخمسين حينما حل الروح القدس فمألهم سالماً وفرحاً‪ ،‬وكان‬

‫المسيح يحيا فيهم (غل ‪.)17:1‬‬

‫آتياً في ملكوته= هذا حدث يوم قيامة المسيح ويوم صعوده‪ ،‬ويوم تجليه‪ ،‬ويوم آمن من عظة بطرس‬

‫‪:777‬نفس واعتمدوا ‪ ..‬وانتشار الكنيسة التي ملكت المسيح على قلبها‪ ،‬واندحار أعداؤه الذين صلبوه وهذا حدث‬

‫في حريق أورشليم‪.‬‬

‫‪167‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح السابع عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السابع عشر‬ ‫اآليات (مت ‪( + )3-2:21‬مر ‪ ( + )3-1:1‬لو ‪ -:)86-13:1‬التجلى‬ ‫اآليات (مت ‪2" -:)3-2:21‬وبع َد ِستَّ ِة أَي ٍ‬ ‫ص ِع َد ِب ِه ْم إِلَى َج َبل َعال‬ ‫َّام أ َ‬ ‫وب َوُي َ‬ ‫س َوَي ْعقُ َ‬ ‫َ​َْ‬ ‫وح َّنا أَ َخاهُ َو َ‬ ‫سوعُ ُب ْط ُر َ‬ ‫َخ َذ َي ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اء َك ُّ‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫اء َو ْج ُه ُه َك َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫وسى َوِايلِيَّا قَ ْد‬ ‫ُم ْنفَ ِرِد َ‬ ‫ص َار ْت ِث َي ُاب ُه َب ْي َ‬ ‫َّام ُه ْم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ور‪َ .‬وِا َذا ُم َ‬ ‫ض َ‬ ‫س‪َ ،‬و َ‬ ‫َض َ‬ ‫ين‪َ .‬وتَ َغي َ​َّر ْت َه ْي َئتُ ُه قُد َ‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ظَ َه َار لَ ُه ْم َيتَ َكلَّ َم ِ‬ ‫ث‬ ‫ع‪َ « :‬ي َار ُّ‬ ‫ص َن ْع ُه َنا ثَالَ َ‬ ‫ب‪َ ،‬ج ِّيد أ ْ‬ ‫هه َنا! فَِإ ْن ِش ْئ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َن َن ُك َ‬ ‫ت َن ْ‬ ‫ون ُ‬ ‫س َيقُو ُل ل َي ُ‬ ‫ان َم َع ُه‪ .‬فَ َج َع َل ُب ْط ُر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 2‬‬ ‫َمظَ َّ‬ ‫ص ْوت ِم َن‬ ‫يما ُه َو َيتَ َكلَّ ُم إِ َذا َ‬ ‫س َح َابة َن ِّي َرة ظَلَّلَتْ ُه ْم‪َ ،‬و َ‬ ‫ال‪ :‬لَ َك َواح َدة‪َ ،‬ولِ ُم َ‬ ‫وسى َواح َدة‪َ ،‬وِإليليَّا َواح َدة»‪َ .‬وف َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ .‬لَ ُه اسمعوا»‪6 .‬ولَ َّما ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫سقَطُوا َعلَى ُو ُجو ِه ِه ْم‬ ‫س ِرْر ُ‬ ‫الس َح َابة قَائالً‪«:‬ه َذا ُه َو ْابني ا ْل َح ِب ُ‬ ‫سم َع التَّالَمي ُذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُْ‬ ‫يب الَّذي ِبه ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫َع ُي َنهم ولَم َير ْوا أ َ َّ‬ ‫ع َو ْح َدهُ‪" .‬‬ ‫س ُه ْم َوقَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َح ًدا إِال َي ُ‬ ‫سوعُ َولَ َم َ‬ ‫اء َي ُ‬ ‫َو َخافُوا ِجدًّا‪ .‬فَ َج َ‬ ‫وموا‪َ ،‬والَ تَ َخافُوا»‪ .‬فَ َرفَ ُعوا أ ْ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫ال‪« :‬قُ ُ‬ ‫اآليات (مر ‪1" -:)3-1:1‬وبع َد ِستَّ ِة أَي ٍ‬ ‫ص ِع َد ِب ِه ْم إِلَى َج َبل َعال‬ ‫َّام أ َ‬ ‫وب َوُي َ‬ ‫س َوَي ْعقُ َ‬ ‫َ​َْ‬ ‫وح َّنا‪َ ،‬و َ‬ ‫سوعُ ُب ْط ُر َ‬ ‫َخ َذ َي ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫صار َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‬ ‫اء ِجدًّا َكالثَّْل ِج‪ ،‬الَ َي ْق ِد ُر قَ َّ‬ ‫ُم ْنفَ ِرِد َ‬ ‫ص َار ْت ِث َي ُاب ُه تَ ْل َمعُ َب ْي َ‬ ‫ض َ‬ ‫ين َو ْح َد ُه ْم‪َ .‬وتَ َغي َ​َّر ْت َه ْي َئتُ ُه قُدَّا َم ُه ْم‪َ ،‬و َ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن يب ِّي َ ِ‬ ‫وسى‪َ ،‬و َكا َنا َيتَ َكلَّ َم ِ‬ ‫ع‪َ «:‬يا‬ ‫سو َ‬ ‫سو َ‬ ‫أ ْ َُ‬ ‫س َيقو ُل ل َي ُ‬ ‫ع‪ .‬فَ َج َع َل ُب ْط ُر ُ‬ ‫ان َم َع َي ُ‬ ‫ض م ْث َل ذل َك‪َ .‬وظَ َه َر لَ ُه ْم إِيليَّا َم َع ُم َ‬ ‫يليَّا و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َّ‬ ‫اح َدةً»‪6 .‬ألَنَّ ُه لَ ْم َي ُك ْن‬ ‫ث َم َ‬ ‫ص َن ْع ثَالَ َ‬ ‫س ِّي ِدي‪َ ،‬ج ِّيد أ ْ‬ ‫َن َن ُك َ‬ ‫هه َنا‪َ .‬ف ْل َن ْ‬ ‫ون ُ‬ ‫وسى َواح َدةً‪َ ،‬وِإل َ‬ ‫ال‪ :‬لَ َك َواح َدةً‪َ ،‬ولِ ُم َ‬ ‫َ‬ ‫‪1‬‬ ‫الس َح َاب ِة قَ ِائالً‪«:‬ه َذا ُه َو ْاب ِني‬ ‫ص ْوت ِم َن َّ‬ ‫س َح َابة تُ َ‬ ‫َي ْعلَ ُم َما َيتَ َكلَّ ُم ِب ِه إِ ْذ َكا ُنوا ُم ْرتَِع ِب َ‬ ‫اء َ‬ ‫ظلِّلُ ُه ْم‪ .‬فَ َج َ‬ ‫ين‪َ .‬و َكا َن ْت َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ع َو ْح َدهُ َم َع ُه ْم‪" .‬‬ ‫سو َ‬ ‫اس َم ُعوا»‪ .‬فَ َنظَُروا َح ْولَ ُه ْم َب ْغتَ ًة َولَ ْم َي َر ْوا أ َ‬ ‫ا ْل َح ِب ُ‬ ‫يب‪ .‬لَ ُه ْ‬ ‫َح ًدا َغ ْي َر َي ُ‬ ‫اآليات (لو ‪13" -:)86-13:1‬وبع َد ه َذا ا ْل َكالَِم ِب َن ْح ِو ثَم ِاني ِة أَي ٍ‬ ‫ص ِع َد إِلَى َج َبل‬ ‫َّام‪ ،‬أ َ‬ ‫وح َّنا َوَي ْعقُ َ‬ ‫س َوُي َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َْ‬ ‫وب َو َ‬ ‫َخ َذ ُب ْط ُر َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ‬ ‫لِ ُي َ ِّ ‪ِ 11‬‬ ‫اس ُه ُم ْب َيضًّا الَ ِم ًعا‪َ .‬وِا َذا َر ُجالَ ِن َيتَ َكلَّ َم ِ‬ ‫ان َم َع ُه‪،‬‬ ‫ص َار ْت َه ْي َئ ُة َو ْج ِهه ُمتَ َغ ِّي َرةً‪َ ،‬ولِ َب ُ‬ ‫صلِّي َ‬ ‫يما ُه َو ُي َ‬ ‫صل َي‪َ .‬وف َ‬ ‫‪81‬‬ ‫َن ي َك ِّملَ ُه ِفي أُور َ ِ‬ ‫وسى َوِايلِيَّا‪82 ،‬اَللَّ َذ ِ‬ ‫َما‬ ‫يم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ان َع ِت ً‬ ‫ان ظَ َه َار ِب َم ْج ٍد‪َ ،‬وتَ َكلَّ َما َع ْن ُخ ُرو ِج ِه الَِّذي َك َ‬ ‫يدا أ ْ ُ‬ ‫َو ُه َما ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫‪ِ 88‬‬ ‫ان م َع ُه فَ َكا ُنوا قَ ْد تَثَ َّقلُوا ِب َّ‬ ‫يما ُه َما‬ ‫استَ ْيقَظُوا َأر َْوا َم ْج َدهُ‪َ ،‬و َّ‬ ‫الن ْوِم‪َ .‬فلَ َّما ْ‬ ‫ُب ْط ُر ُ‬ ‫الر ُجلَ ْي ِن ا ْل َواقفَ ْي ِن َم َع ُه‪َ .‬وف َ‬ ‫س َوالل َذ ِ َ‬ ‫اح َدةً‪ ،‬وِلموسى و ِ‬ ‫ال‪ :‬لَ َك و ِ‬ ‫طر ِ‬ ‫ظ َّ‬ ‫ُيفَ ِ‬ ‫اح َدةً‪،‬‬ ‫ث َم َ‬ ‫ص َن ْع ثَالَ َ‬ ‫ارقَ ِان ِه قَ َ‬ ‫ام َعلِّ ُم‪َ ،‬ج ِّيد أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َن َن ُك َ‬ ‫هه َنا‪َ .‬ف ْل َن ْ‬ ‫ون ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫س ل َي ُ‬ ‫ال ُب ْ ُ ُ‬ ‫ع‪َ « :‬ي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 84‬‬ ‫س َح َابة فَظَلَّلَتْ ُه ْم‪ .‬فَ َخافُوا ِع ْن َد َما َد َخلُوا ِفي‬ ‫يما ُه َو َيقُو ُل ذل َك َكا َن ْت َ‬ ‫َوِإليليَّا َواح َدةً»‪َ .‬و ُه َو الَ َي ْعلَ ُم َما َيقُو ُل‪َ .‬وف َ‬ ‫‪86‬‬ ‫ِ‬ ‫السحاب ِة‪82 .‬وصار صوت ِم َن َّ ِ ِ‬ ‫ت ُو ِج َد‬ ‫ان َّ‬ ‫الص ْو ُ‬ ‫اس َم ُعوا»‪َ .‬ولَ َّما َك َ‬ ‫الس َح َابة قَائالً‪«:‬ه َذا ُه َو ْابني ا ْل َح ِب ُ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫يب‪ .‬لَ ُه ْ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫َّام ِب َ ٍ ِ‬ ‫َما ُهم فَس َكتُوا ولَم ي ْخ ِبروا أَح ًدا ِفي ِت ْل َك األَي ِ‬ ‫ص ُروهُ‪" .‬‬ ‫َ ْ ُ ُ َ‬ ‫ش ْيء م َّما أ َْب َ‬ ‫سوعُ َو ْح َدهُ‪َ ،‬وأ َّ ْ َ‬ ‫َي ُ‬ ‫‪ )1‬فى اآلية السابقة وعد السيد تالميذه أن منهم من سوف يرون إبن اإلنسان آتياً فى ملكوته‪ ،‬ها هو هنا يريهم‬ ‫عربون المجد األبدى فى الملكوت‪.‬‬

‫‪168‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫‪ )2‬أخذ السيد معه ‪ :‬تالميذ ليشهدوا على ما حدث‪ ،‬ورقم ‪ :‬كافى جداً كشهود بحسب الناموس‪ .‬وكان الثالثة‬

‫دائماً يرافقونه فى األحداث الهامة مثل إقامة إبنة يايرس وفى بستان جثسيمانى‪ ،‬وهم بطرس ويعقوب ويوحنا‪.‬‬

‫وبطرس لم ينسى ما رآه وسجله فى رسالته (‪ 1‬بط ‪ )18-16:1‬وهكذا يوحنا (يو‪.)11:1‬‬ ‫‪ )3‬يقول تقليد الكنيسة أن الجبل كان هو جبل تابور‪ .‬وهو جبل ٍ‬ ‫عال يشير للسمو‪ ،‬سمو قدر المسيح الذى‬ ‫سيرونه اآلن متجلياً‬

‫‪ )4‬التجلي هو إعالن لمجد المسيح والهوته بخروجه عن مستوى األرض والزمن‪ .‬فيه أعطى السيد لتالميذه أن‬ ‫يتذوقوا الحياة األخروية‪ ،‬معلناً أمجاده اإللهية بالقدر الذى يستطيع التالميذ أن يحتملوه وهم بعد فى الجسد‪.‬‬

‫‪ )5‬السيد حدث تالميذه عن آالمه وموته‪ ،‬فكان البد له أن يظهر لهم ما سيكون عليه مجده عند ظهوره‪ ،‬واذ أروا‬ ‫مارأوه كان هذا قوة لهم وسنداً على إحتمال اآلالم واالضطهادات التى سيواجهونها دون أن يتعثروا فيه‪ .‬واهلل‬

‫دائماً يعزى كل متألم ليحتمل ألمه‪.‬‬

‫‪ )6‬صعدوا أوالً على جبل لكى يتجلى أمامهم‪ .‬ولكى نعاين نحن مجد الرب يجب أن ندرب أنفسنا أن نحيا فى‬ ‫السماويات‪ ،‬وتكون لنا خلوة هادئة باستمرار نتأمل فيها فى الكتاب المقدس‪ ،‬ونرتفع فوق شهوات العالم‬ ‫ورغبات الذات لنحقق وصية بولس الرسول " فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق‪ ..‬إهتموا بما فوق‬

‫ال بما على األرض‪ ..‬أميتوا أعضاءكم التى على األرض (كو‪ .)":-1::‬وتأملنا فى كلمة اهلل المكتوبة فى‬ ‫الكتاب المقدس تكشف لنا عن كلمة اهلل أى المسيح‪ ،‬وكلما عاشرناه نحيا فى السماويات كمن يرتفع فوق‬

‫جبل‪.‬‬

‫‪ )7‬التجلي محسوب لإلنسان‪ ،‬فنحن سنحصل على جسد ممجد (فى ‪1 + 11::‬يو ‪.)1::‬‬ ‫آية (مت ‪2" -:)2:21‬وبع َد ِستَّ ِة أَي ٍ‬ ‫ص ِع َد ِب ِه ْم إِلَى َج َبل َعال‬ ‫سوعُ ُب ْ‬ ‫وح َّنا أ َ‬ ‫َّام أ َ‬ ‫وب َوُي َ‬ ‫س َوَي ْعقُ َ‬ ‫َ​َْ‬ ‫َخاهُ َو َ‬ ‫ط ُر َ‬ ‫َخ َذ َي ُ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ُم ْنفَ ِرِد َ‬ ‫وبعد ستة أيام‪ ..‬ويقول لوقا وبعد هذا الكالم بنحو ثمانية أيام وحل هذه المشكلة بسيط فالقديس لوقا أحصى‬ ‫اليوم الذى فيه أعلن الرب وعده وأحصى يوم التجلى‪ ،‬أما متى ومرقس فأحصوا األيام الستة التى بين يوم الوعد‬

‫ويوم التجلي‪ .‬ولكن وجود رقم ‪ ،6‬رقم ‪ 8‬له معنى فرقم ‪ 6‬هو رقم النقص اإلنساني‪ ،‬فاإلنسان خلق فى اليوم‬ ‫السادس ورقم ‪ 8‬هو رقم األبدية‪ .‬لذلك نجد أن رقم الوحش ‪ 666‬ورقم إسم يسوع ‪ .888‬والمعنى أن اإلنسان‬ ‫الناقص صار له بالمسيح مجد أبدى وما بين اليوم السادس واليوم الثامن يوم األبدية المجيد يأتى اليوم السابع‬

‫يوم الراحة‪ .‬فمن ينتقل اآلن يذهب للراحة فى إنتظار المجد‪ .‬ولكن يمكننا أيضاً أن نقول أن رقم ‪ 6‬التصق‬ ‫بالمسيح الذى صلب فى اليوم السادس والساعة السادسة وكانت البشارة به فى الشهر السادس‪ ،‬فهو الذى بال‬

‫خطية صار خطية ألجلنا‪ .‬هو الذى له كل المجد (‪ )8‬صار له جسد إنسان (‪ .)6‬هو الحى األبدى (‪ )8‬صار‬ ‫له جسد ليموت (‪.)6‬ولكن هذا الجسد سيتمجد ثانية ‪.‬‬

‫‪169‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫منفردين= الخلوة اليومية فيها الروح القدس يعطينا أن نرى صورة للمسيح في مجده‪ ،‬وبدون هذه الخلوة تضعف‬ ‫خدمة الخادم‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اء َك ُّ‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫اء َو ْج ُه ُه َك َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ور‪" .‬‬ ‫ص َار ْت ِث َي ُاب ُه َب ْي َ‬ ‫َّام ُه ْم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ض َ‬ ‫س‪َ ،‬و َ‬ ‫َض َ‬ ‫آية (مت ‪َ " -:)1:21‬وتَ َغي َ​َّر ْت َه ْي َئتُ ُه قُد َ‬ ‫تغيرت هيئته = هذا التغير هو كشف ألمجاده المختفية وراء الجسد‪ ،‬لقد إضطر أن يخفيها حتى يمكننا أن نراه‬

‫ونسمعه دون خوف‪ ،‬ودون أن نموت وأضاء وجهه كالشمس = هو شمس البر‬

‫( مال ‪ ) 1:1‬ينعكس نوره علينا فننير لذلك تشبه الكنيسة بالقمر‪ .‬نوره هو نور الهوته وكان يشع من جسده‬

‫صارت ثيابه بيضاء = الثياب تشير للكنيسة الملتصقة به‪ .‬ويقول مرقس ال يقدر قصار على األرض أن يبيض‬

‫مثل ذلك = الثياب بيضاء ألن المسيح برر كنيسته‪ ،‬غسلها بدمه ( رؤ ‪1 + 11:1‬يو‪ )1:1‬وهذا التبرير ال‬ ‫يستطيع أحد أن يعطيه للكنيسة‪ .‬المسيح فقط بدمه يبرر الكنيسة فتقول تغسلنى فأبيض أكثر من الثلج ‪( +‬أش‬

‫قصار= مبيض ثياب" والحظ أن المسيح إحتفظ بمالمح وجهه وجسده فهو لن يتخلى عن جسده أبداً‪،‬‬ ‫‪ّ " )18:1‬‬ ‫وجسده هو الذى تمجد‪ .‬وهو جلس بجسده عن يمين اآلب‪ .‬وهذا يعنى أيضاً أننا سنتمجد بجسدنا‪ ،‬إذ يقوم الجسد‬ ‫ولكن يكون جسد نورانى له نفس مالمح الجسد القديم‪ .‬وبياض ثيابه ولمعانها إشارة لبر جسده وليس مجد الهوته‬

‫فمجد الهوته ظهر فى وجهه الذى أضاء كالشمس‪ ،‬أما بر ناسوته فظهر فى بياض ثيابه‪ ،‬وناسوته أى جسده‬

‫الذى هو الكنيسة (أف ‪ .):7::‬بر ناسوته أى أنه كان بال خطية‪.‬‬

‫تأمل أخر فى (مت ‪ -:)3 ، 6‬نالحظ أنه قبل حادثة التجلى تكلم المسيح مع تالميذه عن صليبه (مت ‪)11:16‬‬ ‫وبعد حادثة التجلى تكلم ثانية عن صليبه (مت ‪ )11:11‬والصليب كان فى اليوم السادس والساعة السادسة‪،‬‬

‫والقيامة كانت يوم األحد أى اليوم الثامن (بداية األسبوع الجديد)‪ .‬فالصليب (‪ )6‬هو طريق المجد (‪ .)8‬ومن‬

‫يتألم معه يتمجد أيضاً معهُ (رو ‪ .)11:8‬وكان قول لوقا وبعد ثمانية أيام من حديث المسيح فى قيصرية فيلبس‬ ‫عن صليبه ‪ .‬فبعد الصليب البد وسيكون هناك مجد‪ .‬والحظ أنه حتى فى لحظات التجلى كان موسى وايليا‬ ‫يتكلمان معه عن "خروجه الذى كان عتيداً أن يكمله فى أورشليم آية (‪ .):1‬هكذا يلتحم الصليب بالمجد‪،‬‬

‫والصليب سيكون موضوع تسبيحنا فى المجد ‪ ،‬فحتى المالئكة يفعلون هذا ( رؤ‪ .) 9 : :‬ونحن ال يمكننا أن‬ ‫ننعم بمجد المسيح فينا وتجليه فينا اآلن ما لم نقبل وصية الصليب معه‪ ،‬ولن ننعم بالمجد األبدى بدون صليب‪.‬‬

‫خروجه = مغادرة أورشليم للمرة األخيرة حامالً صليبه‪.‬‬

‫والحظ أيضاً لوقا آية(‪ )19‬وفيما هو يصلى صارت هيئة وجهه متغيرة يتميز إنجيل لوقا بالتركيز على الصالة‪.‬‬ ‫ولوقا الحظ من قبل أن المسيح كان يصلى قبل أن يسألهم " من يقول الناس إنى أنا إبن اإلنسان " وها هو‬

‫يالحظ أنه كان يصلى قبل التجلى‪ .‬فبالنسبة للمسيح فالصالة هى حديث الشركة مع اآلب الواحد معهُ فى‬ ‫الالهوت‪ ،‬وأن هذا المجد الظاهر فى التجلى ناشىء عن الوحدة بين اآلب واإلبن فى الالهوت‪ .‬أما أهمية‬ ‫الصالة لنا نحن البشر‪ ،‬فعن طريق الصالة يتغير شكل اإلنسان‪ .‬وبها ننفذ الوصية تغيروا عن شكلكم‬

‫(رو‪)1:11‬‬ ‫‪170‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫التجلى عيد سيدى = الكنيسة تهتم بالتجلى‪ ،‬وتحتفل به كعيد سيدى بكونه شهادة حق لالهوت السيد المسيح‬ ‫المختفى فى حجاب الجسد‪ ،‬أعلنه السيد لبعض من تالميذه قدر ما يحتملوا ليدركوا ما تنعم به الكنيسة فى‬

‫األبدية بطريقة فائقة ال ينطق بها‪ .‬في إحتفالنا بعيد التجلي نفرح بما سنحصل عليه أي الجسد الممجد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫موسى وايليا آية (‪-:)8‬‬ ‫هنا نرى صورة رائعة للملكوت‪ ،‬فاهلل ليس إله أموات بل إله احياء‪ .‬وفى المجد سننعم كلنا بهذه العشرة الحلوة مع‬ ‫المسيح‪ ،‬هو فى مجده ونحن معه فى المجد فى فرح أبدى‪ ،‬هو يفرح بالبشرية ونحن نفرح به‪ .‬هناك حوار بين‬

‫موسى وايليا وبين المسيح‪ ،‬وهذا ما سيحدث لنا فى السماء‪ ،‬فلن نكون منعزلين عنه‪ ،‬بل فى عالقة حب وحوار‬

‫ومعامالت حلوة وأبدية‪ .‬وهذا ما يمكننا أن نختبره من اآلن‪ ،‬فالحياة األبدية تبدأ هنا والملكوت هو فى داخلنا‪،‬‬

‫نحن نحصل اآلن على العربون‪ ،‬عربون عشرة المسيح المفرحة‪.‬‬

‫‪ -1‬إيليا لم يمت بالجسد بينما موسى مات بالجسد‪ .‬ولكن كالهما حول المسيح فليس موت لعبيدك يا رب بل هو‬ ‫إنتقال‪،‬هو نوم‪ ،‬ولكن العالقة مع المسيح ال يقطعها موت الجسد الذى نتذوقه حالياً‪.‬‬

‫‪ -2‬موسى ممثل الناموس وايليا ممثل األنبياء‪ ،‬وبهذا نفهم أن المسيح هو غاية الناموس ومركز النبوات (رو‬

‫‪ + 1:17‬رؤ ‪ )17:19‬فكل طقوس الناموس الموسوى كانت رم اًز للخالص الذى تم بالصليب وكل النبوات‬ ‫كان هدفها المسيح والخالص الذى تممه‪.‬‬

‫‪ -3‬موسى كان حليماً وايليا كان نارياً فى غيرته‪ ،‬وملكوت المسيح هو ملكوت الوداعة ولكن بغيرة‪ .‬ووجود‬ ‫موسى وايليا امام التالميذ اآلن يعطيهم صورة لما يجب ان تكون عليهم خدمتهم في المستقبل‪.‬‬

‫‪ -4‬الحظ إجتماع المسيح مع ممثلى العهد القديم موسى وايليا ومع ممثلى العهد الجديد بطرس ويعقوب ويوحنا‪،‬‬ ‫فالكل صار واحداً فيه (أف ‪.)16-11:1‬‬

‫‪ -5‬قال بعض الناس عن المسيح انه إيليا أو أحد األنبياء ‪ .‬والتالميذ اآلن أروا الفارق بين إيليا وموسى وبين‬ ‫المسيح الرب‪.‬‬

‫‪ -6‬ظهور موسى مع المسيح يظهر أن المسيح ليس بناقض للناموس‪.‬‬

‫‪ -7‬كان موسى فى غلبته على فرعون وتحرير الشعب من عبودية فرعون وكان إيليا فى غلبته على أخاب‬ ‫وعبادة البعل رمو اًز للمسيح فى غلبته على الشيطان والوثنية‪ ،‬وتحريره ألوالده من سلطان الشيطان‪.‬‬

‫‪ -8‬رفض السيد المسيح تقديم آية للفريسيين ألنهم ال يستحقون‪ ،‬أما لتالميذه‪ ،‬فها هو يريهم آية سمائية ليثبت‬ ‫إيمانهم فهم يستحقون‪.‬‬

‫‪ -9‬موسى اآلن روح وقد ظهر بشكل نورانى‪ ،‬أماّ إيليا فقد ظهر بجسده ألنه لم يمت‪ .‬وهذا يظهر سلطان‬ ‫المسيح فهو رب األحياء واألموات‪ .‬والحظ أن موسى مات بالجسد لكن الروح موجودة‪.‬‬

‫‪ -11‬ويقول لوقا أنهما ظه ار بمجد‪ .‬وهذا ما سيحدث لكل الكنيسة فى األبدية أنها ستكون فى مجد ألنه سينعكس‬ ‫عليها مجد المسيح الذى ستراه ممجداً‪.‬‬

‫‪171‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫‪ -11‬أال تتكرر هذه الصورة يومياً فى المخدع حين نقف لنصلى ونتشفع بالقديسين‪ ،‬وكأننا نعقد اجتماع صالة‬ ‫بيننا وبين القديسين‪ ،‬وحسب وعد المسيح إذا إجتمع إثنين أو ثالثة بإسمى أكون فى وسطهم‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ث‬ ‫ع‪َ « :‬ي َار ُّ‬ ‫ص َن ْع ُه َنا ثَالَ َ‬ ‫ب‪َ ،‬ج ِّيد أ ْ‬ ‫هه َنا! فَِإ ْن ِش ْئ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َن َن ُك َ‬ ‫ت َن ْ‬ ‫ون ُ‬ ‫س َيقُو ُل ل َي ُ‬ ‫آية (مت ‪ " -:)4:21‬فَ َج َع َل ُب ْط ُر ُ‬ ‫اح َدة‪ ،‬وِإليلِيَّا و ِ‬ ‫اح َدة‪ ،‬ولِموسى و ِ‬ ‫ال‪ :‬لَ َك و ِ‬ ‫َمظَ َّ‬ ‫اح َدة»‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ‬

‫يا رب جيد أن نكون ههنا = إذا تجلى الرب للنفس البشرية فإنها تود لو ظلت متمتعة به لألبد تاركة الدنيا وما‬ ‫فيها‪ .‬وهذا يتذوقه من يتقابل مع المسيح فى الصالة ( ال يصلى بروتينية وسرعة) فإنه يود أالّ تتوقف الصالة‪.‬‬

‫تصور بطرس أن المسيح سيؤسس ملكوته اآلن على الجبل‪ ،‬فأراد ان يصنع ثالث مظال‬ ‫ثالث مظال= لقد‬ ‫ّ‬ ‫تصور أن هذه المظال‪( ،‬وأن يمكثوا فى الجبل أمام هذا المنظر البهى) ستمنع‬ ‫للمسيح ولموسى وإليليا‪ ،‬وربما‬ ‫ّ‬ ‫المسيح من النزول ليتألم كما أخبرهم‪ ،‬ولكن كما قال مرقس أن بطرس ما كان يعلم ما يتكلم به‪ ،‬وهكذا قال لوقا‪.‬‬

‫لقد إنبهر بطرس بما رآه فدخل فى حالة تشبه الهذيان‪ ،‬فهل األرواح مثل موسى تحتاج لمظال‪ .‬وهل يتساوى‬ ‫المسيح وموسى وايليا فيكون لكل واحد مظلة‪ ،‬وهل مظلة واحدة ال تكفى‪ ،‬وهل بعد ان أخبرهم المسيح بأنه يجب‬ ‫أن يتألم ويموت‪ ،‬هل سيغير المسيح خطته ويقبل أن يهرب إلى مظلة فى الجبل؟‬

‫والمظلة عادة لتقى اإلنسان من نور وح اررة الشمس‪ ،‬ولكن النور يخرج اآلن من جسد المسيح فما فائدة المظلة‪.‬‬ ‫واضح أن كالم بطرس بال معنى والسبب إنبهاره بما رأى‪.‬‬

‫ونالحظ أن المسيح نزل معهم بعد ذلك لميدان الخدمة‪ ،‬فالخدمة ليست هى البقاء فى الجبل للتمتع بالمسيح فى‬

‫مجده فقط‪ ،‬بل هى تمتع بالمسيح لإلمتالء ثم نزول للعالم للخدمة‪ ،‬هكذا قالت عروس النشيد (نش ‪)11-11:1‬‬ ‫نزول للعالم حاملين صليب الخدمة والك ارزة‪ .‬لقد إشتهى بطرس ان يبقى على الجبل‪ ،‬لكن السيد ألزمهم بالنزول‬

‫ليمارسوا الحب العامل الباذل‪.‬‬ ‫‪ِ 2‬‬ ‫الس َح َاب ِة قَ ِائالً‪«:‬ه َذا ُه َو ْابني‬ ‫ص ْوت ِم َن َّ‬ ‫س َح َابة َن ِّي َرة ظَلَّلَتْ ُه ْم‪َ ،‬و َ‬ ‫يما ُه َو َيتَ َكلَّ ُم إِ َذا َ‬ ‫آية (مت ‪َ " -:)2:21‬وف َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اس َم ُعوا»‪".‬‬ ‫س ِرْر ُ‬ ‫ا ْل َح ِب ُ‬ ‫ت‪ .‬لَ ُه ْ‬ ‫يب الَّذي ِبه ُ‬ ‫إذا سحابة نيرة ظللتهم= هى الحضرة اإللهية‪ ،‬لقد تصور بطرس أنه سيقيم مظلته من قش وبوص للمسيح‪.‬‬

‫ولكن اآلب بمجده ي ظلل عليه وها هو يعلن هذا‪ .‬فكما مأل مجد الرب الهيكل أيام سليمان وخيمة اإلجتماع أيام‬ ‫موسى على شكل سحاب‪ ،‬ها هو بمجده يظلل على المسيح‪.‬‬

‫هذه الصورة ستتكرر فى المجىء الثانى حين يأتى المسيح فى مجد أبيه وهذه السحابة ظللت أيضاً على التالميذ‬

‫وعلى موسى وايليا‪ ،‬فاآلب يود لو يشعر كل أوالده بأنه يرعاهم ويظللهم ويشملهم بدفء محبته‪ .‬ولكن اآلب‬

‫يوصى أوالده هذا هو إبنى الحبيب‪ ..‬له إسمعوا إذًا حتى نتمتع بهذه المحبة األبوية علينا أن نسمع وننفذ وصايا‬

‫المسيح‪ .‬موسى بظهوره يشهد للمسيح أنه هو النبى الذى تنبأ عنه‪ ،‬وايليا بالنيابة عن األنبياء بظهوره اآلن يقدم‬ ‫المسيح على أنه هو محور النبوات‪ ،‬وها هو اآلب يشهد بحقيقة المسيح أنه إبنه‪.‬‬

‫‪172‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫والحظ أن اهلل قاد شعبه فى البرية عن طريق سحابة فاهلل يحب أن يظلل على شعبه ويحميهم ويعزيهم من شمس‬

‫التجارب‪ ،‬والسحابة نيرة ألن اهلل نور وساكن فى النور‪ ،‬ولكى يظلل علينا‪ ،‬يجب أن نترك الخطية فالخطية ظلمة‬ ‫وال شركة للنور مع الظلمة‪.‬‬

‫ونالحظ أن له إسمعوا قيلت هنا والمسيح في صورة مجده حتى نخاف وننفذ الوصايا فهي وصايا إلهية‪ .‬هذا قول‬ ‫اآلب للتالميذ ولنا ان كل كلمة يقولها المسيح هى كلمة الهية من يسمعها يحيا ‪ .‬وهذه ايضا كانت وصية العذراء‬ ‫" مهما قال لكم فافعلوه "‬

‫( يو ‪.) : : 1‬‬

‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (مت ‪6" -:)1-6:21‬ولَ َّما ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫س ُه ْم َوقَ َ‬ ‫سوعُ َولَ َم َ‬ ‫اء َي ُ‬ ‫سقَطُوا َعلَى ُو ُجو ِه ِه ْم َو َخافُوا ِجدًّا‪ .‬فَ َج َ‬ ‫سم َع التَّالَمي ُذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وموا‪َ ،‬والَ تَ َخافُوا»‪".‬‬ ‫«قُ ُ‬ ‫سقوط التالميذ وخوفهم يعبر عن عجز البشرية عن اإللتقاء باهلل بسبب خطاياها وفقدان سالمها‪ .‬ولمسة يسوع‬

‫لتالميذه ودعوته لهم للقيام تشير أنه لهذا أتى وتجسد ليقيمنا من التراب الذى نحن فيه ويعطينا أن نتقابل مع‬

‫اآلب‪ .‬ال تخافوا= هذه يقولها بسلطان أى أنه يعطى مع كلماته هذه سالماً يمأل القلب‪ .‬فالمسيح أتى ليعيدنا‬ ‫لألمجاد السماوية ولنتقابل مع اآلب وليقيمنا من التراب الذى كنا فيه وليمأل القلب سالماً فهو ملك السالم‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫َع ُي َنهم ولَم َير ْوا أ َ َّ‬ ‫ع َو ْح َدهُ‪" .‬‬ ‫سو َ‬ ‫َح ًدا إِال َي ُ‬ ‫آية (مت ‪ " -:)3:21‬فَ َرفَ ُعوا أ ْ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫إختفاء موسى وايليا وبقاء المسيح وحده يحمل معنى أهمية أن تتركز األنظار على المسيح وحده كمخلص‪ ،‬فال‬

‫الناموس وال األنبياء يستطيعان أن يخلصا‪ ،‬ولكنها يقودان فقط للمسيح المخلص‪.‬‬

‫يقول لوقا وحده فى آية (‪ ):1‬أن التالميذ تثقلوا بالنوم‪ ،‬ويبدو أنه ليس نوماً عادياً ولكن عدم إحتمال لهذا المجد‬

‫الذى يرونه‪ ،‬وهم ناموا أيضاً فى بستان جثسيمانى فنحن فى جسد بشريتنا ال نحتمل األلم وال المجد‪ .‬لذلك سيلبس‬

‫هذا الفاسد عدم فساد لنحتمل أن نرى مجد اهلل‪ .‬عموماً حتى نشاهد مجد المسيح علينا أن نستيقظ من نوم‬

‫الخطية (أف ‪ )11::‬ويقول لوقا أما هم فسكتوا ولم يخبروا أحداً… وكان هذا تنفيذاً ألوامر المسيح (مت ‪9:11‬‬ ‫‪ +‬مر ‪.)9:9‬‬

‫اآليات (مت ‪ ( + )28-1:21‬مر ‪)28-1:1‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ازلُ َ ِ‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫يما ُه ْم َن ِ‬ ‫َح ًدا ِب َما َأر َْيتُ ْم َحتَّى‬ ‫ص ُ‬ ‫سوعُ قَائالً‪«:‬الَ تُ ْعل ُموا أ َ‬ ‫اه ْم َي ُ‬ ‫ون م َن ا ْل َج َب ِل أ َْو َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)28-1:21‬وف َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْنس ِ ِ‬ ‫َن َيأ ِْت َي أ ََّوالً؟»‬ ‫ين‪َ «:‬فلِ َما َذا َيقُو ُل ا ْل َكتَ​َب ُة‪ :‬إِ َّن إِيلِيَّا َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫ان م َن األ َْم َوات»‪َ .‬و َ‬ ‫وم ْاب ُن ِ َ‬ ‫َيقُ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ال لَهم‪«:‬إِ َّن إِيلِيَّا يأ ِْتي أ ََّوالً ويرُّد ُك َّل َ ٍ ‪ِ 21‬‬ ‫اء َولَ ْم َي ْع ِرفُوهُ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َج َ‬ ‫فَأ َ‬ ‫ش ْيء‪َ .‬ولك ِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن إِيليَّا قَ ْد َج َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫سوعُ َوقَ َ ُ ْ‬ ‫‪28‬‬ ‫ادوا‪َ .‬كذلِ َك ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ال لَ ُه ْم َع ْن‬ ‫ف َيتَأَلَّ ُم ِم ْن ُه ْم»‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ فَ ِه َم التَّالَ ِمي ُذ أ ََّن ُه قَ َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫َب ْل َع ِملُوا ِب ِه ُك َّل َما أ َ​َر ُ‬ ‫ان أ َْي ً‬ ‫ضا َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫وح َّنا ا ْل َم ْع َم َد ِ‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫ُي َ‬

‫‪173‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫ازلُ َ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫يما ُه ْم َن ِ‬ ‫ام‬ ‫اه ْم أ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫َن الَ ُي َح ِّدثُوا أ َ‬ ‫َح ًدا ِب َما أ َْب َ‬ ‫ون م َن ا ْل َج َب ِل‪ ،‬أ َْو َ‬ ‫اآليات( مر ‪َ "-:)28-1:1‬وف َ‬ ‫ص ُروا‪ ،‬إال َمتَى قَ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ون‪«:‬ما ُهو ا ْل ِقي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪ِ 22‬‬ ‫اإل ْنس ِ ِ‬ ‫سأَلُوهُ‬ ‫ام م َن األ َْم َوات؟» فَ َ‬ ‫اءلُ َ َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ان م َن األ َْم َوات‪ .‬فَ َحفظُوا ا ْل َكل َم َة ألَ ْنفُس ِه ْم َيتَ َ‬ ‫ْاب ُن ِ َ‬ ‫َُ‬ ‫‪21‬‬ ‫قَ ِائل ِي َن‪«:‬لِما َذا يقُو ُل ا ْل َكتَب ُة‪ :‬إِ َّن إِيلِيَّا ي ْنب ِغي أ ْ ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬إِ َّن إِيلِيَّا َيأ ِْتي أ ََّوالً َوَي ُرُّد ُك َّل‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫َج َ‬ ‫َن َيأْت َي أ ََّوالً؟» فَأ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ير ويرَذ َل‪ِ .‬‬ ‫ان أ ْ َّ ِ‬ ‫ف ُه َو َم ْكتُوب َع ِن ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ضا قَ ْد أَتَى‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ش ْي ٍء‪َ .‬و َك ْي َ‬ ‫لك ْن أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن إِيلِيَّا أ َْي ً‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َن َيتَأَل َم َكث ًا َ ُ ْ‬ ‫ادوا‪َ ،‬ك َما ُه َو َم ْكتُوب َع ْن ُه»‪".‬‬ ‫َو َع ِملُوا ِب ِه ُك َّل َما أ َ​َر ُ‬ ‫كون أن المسيح يذكر موضوع آالمه وصلبه وهو اآلن قد ظهر مجده فالمقصود أنه حين يصلب فإن هذا قد‬

‫حدث بحريته وارادته‪.‬‬

‫ازلُ َ ِ‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫سوعُ قَ ِائالً‪«:‬الَ تُ ْعلِ ُموا أ َ ِ‬ ‫يما ُه ْم َن ِ‬ ‫وم ْاب ُن‬ ‫ص ُ‬ ‫اه ْم َي ُ‬ ‫ون م َن ا ْل َج َب ِل أ َْو َ‬ ‫آية (مت ‪َ " -:)1:21‬وف َ‬ ‫َح ًدا ب َما َأر َْيتُ ْم َحتَّى َيقُ َ‬ ‫ان ِم َن األَمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫ات»‪".‬‬ ‫َْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫السيد يوصيهم أن ال يعلموا أحد بما رأوه على الجبل لماذا؟‬

‫أ‪ -‬حتى ال يظن الناس أن التجلى مقدمة لملك عالمى (وبعد القيامة لن يحدث هذا)‪.‬‬

‫ب‪ -‬حتى ال يتشكك الناس إذ تأتى أالمه‪ ،‬لذلك فليقولوا هذا بعد القيامة‪.‬‬

‫ت‪ -‬عليهم بالتأمل فيما رأوه‪ ،‬حتى يقوم المسيح ويمتلئوا بالروح القدس‪ ،‬هنا سيروا أحداث التجلى فى قلوبهم‬ ‫وليس كمنظر خارجى فقط‬

‫ث‪ -‬حتى ال ينشغلوا بالمجد عن أحداث الصليب واآلالم القادمة‪ .‬فطريق المسيح هو الصليب وهكذا ينبغي أن‬ ‫يكون هذا طريق التالميذ وطريق الكنيسة كلها‪.‬‬

‫ج‪ -‬الناس لن تصدق أن هذا اإلنسان المتواضع له كل هذا المجد وسيتهمهم الفريسيين بالكذب‪ ،‬أما بعد‬ ‫القيامة يمكن إثبات هذا المجد‪.‬‬

‫ح‪ -‬وفيما هم نازلون=بعد الخلوة التى نستمتع فيها مع المسيح ننزل لنخدم‪ .‬موضوع أن إيليا ينبغى أن يأتى‬ ‫أوالً ‪.......‬آيات (مت‪)1: – 17 : 11‬‬

‫وتفسير هذه اآليات ورد تحت تفسير آيات (‪ .)1:-11:11‬والحظ أن الكتبة كان لهم معرفة نظرية بالكتاب‬

‫ولكن دون روح‪ ،‬فيوحنا أتى كسابق وبروح إيليا فى زهده وتقشفه وشهادته للحق أمام ملوك ولكنهم لم يعرفوه‬

‫فعيونهم مغلقة‪ .‬فإيليا قد جاء ليس بحسب الفكر الحرفى‪ ،‬ولكن هناك إعداد تم بواسطة المعمدان للناس فقدموا‬

‫توبة إستعداداً لمجىء المسيح األول‪ ،‬وسيأتى إيليا فعالً قبل المجىء الثانى إلعداد الناس برد قلوب األباء على‬

‫األبناء (مال ‪ =)6:1‬قال لهم أن أيليا يأتى أوالً ويرد كل شىء‬

‫آية(‪ .)11‬وكالم السيد هنا يعنى أنه المعمدان جاء بروح إيليا وقوته ليكون سابقاً للمسيح الذى هو إبن اإلنسان‬

‫الذى أتى هو أيضاً ولم يعرفوه بل سيتألم منهم‪ .‬وكما لم يميزوا أن المعمدان هو السابق‪ ،‬لن يميزوا المسيح فهو‬

‫ضد فكرهم الحرفى أن المسيح يأتى كملك زمنى‪ .‬وكما قتل هيرودس يوحنا المعمدان سيقتلون هم المسيح‪.‬‬

‫‪174‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫(مر ‪ )17:9‬الحظ أن التالميذ ما كانوا فاهمين معنى القيامة‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( + )12-24:21‬مر ‪ ( + )11-24:1‬لو ‪-:)48– 81:1‬‬ ‫‪ِ 22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (مت ‪َ 24" -:)12-24:21‬ولَ َّما َج ُ ِ‬ ‫س ِّي ُد‪ْ ،‬ار َحِم ْابني‬ ‫َّم إِلَ ْيه َر ُجل َجاث ًيا لَ ُه َوقَائالً‪َ «:‬يا َ‬ ‫اءوا إلَى ا ْل َج ْم ِع تَقَد َ‬ ‫ِ ‪26‬‬ ‫ضرتُ ُه إِلَى تَالَ ِم ِ‬ ‫ير ِفي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫َن‬ ‫ير ِفي ا ْل َم‬ ‫ار َو َك ِث ًا‬ ‫يدا‪َ ،‬وَيقَعُ َك ِث ًا‬ ‫ص َرعُ َوَيتَأَلَّ ُم َ‬ ‫يذ َك َفلَ ْم َي ْق ِد ُروا أ ْ‬ ‫ش ِد ً‬ ‫اء‪َ .‬وأ ْ‬ ‫فَِإ َّن ُه ُي ْ‬ ‫َح َ ْ‬ ‫‪21‬‬ ‫َحتَ ِملُ ُك ْم؟‬ ‫َي ْ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ُّها ا ْل ِجي ُل َغ ْي ُر ا ْل ُم ْؤ ِم ِن‪ ،‬ا ْل ُم ْلتَ ِوي‪ ،‬إِلَى َمتَى أَ ُك ُ‬ ‫ون َم َع ُك ْم؟ إِلَى َمتَى أ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫شفُوهُ»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ال‪«:‬أَي َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ِ ‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫سوعُ‪ ،‬فَ َخ َر َج ِم ْن ُه َّ‬ ‫َّم التَّالَ ِمي ُذ‬ ‫ش ِف َي ا ْل ُغالَ ُم ِم ْن ِت ْل َك َّ‬ ‫الش ْي َ‬ ‫ان‪ .‬فَ ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫الس َ‬ ‫ِّموهُ إِلَ َّي ُ‬ ‫هه َنا!» فَا ْنتَ َه َرهُ َي ُ‬ ‫قَد ُ‬ ‫اعة‪ .‬ثُ َّم تَقَد َ‬ ‫‪12‬‬ ‫سوعُ‪«:‬لِ َع َدِم إِ‬ ‫يم ِان ُك ْم‪ .‬فَا ْل َح َّ‬ ‫ق أَقُو ُل‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫َن ُن ْخ ِر َج ُه؟»‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع َعلَى ا ْن ِف َرٍاد َوقَالُوا‪«:‬لِ َما َذا لَ ْم َن ْق ِد ْر َن ْح ُن أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إِلَى َي ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ان لَ ُكم إِيمان ِم ْث ُل حب ِ‬ ‫ون‬ ‫ون لِه َذا ا ْل َج َب ِل‪ :‬ا ْنتَ ِق ْل ِم ْن ُه َنا إِلَى ُه َن َ‬ ‫اك فَ َي ْنتَ ِق ُل‪َ ،‬والَ َي ُك ُ‬ ‫َّة َخ ْرَدل لَ ُك ْنتُ ْم تَقُولُ َ‬ ‫َ‬ ‫لَ ُك ْم‪ :‬لَ ْو َك َ ْ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫الص ْوِم»‪".‬‬ ‫الصالَ ِة َو َّ‬ ‫س فَالَ َي ْخ ُر ُج إِالَّ ِب َّ‬ ‫ش ْيء َغ ْي َر ُم ْم ِك ٍن لَ َد ْي ُك ْم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َ‬ ‫َما ه َذا ا ْل ِج ْن ُ‬ ‫اوروَنهم‪22 .‬ولِ ْلوق ِ‬ ‫اآليات (مر ‪24" -:)11-24:1‬ولَ َّما جاء إِلَى التَّالَ ِم ِ‬ ‫ْت ُك ُّل‬ ‫يذ َأرَى َج ْم ًعا َك ِث ًا‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ير َح ْولَ ُه ْم َو َكتَ​َب ًة ُي َح ِ ُ ُ ْ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫اوروَنهم؟» فَأَجاب و ِ‬ ‫ِ‬ ‫احد ِم َن ا ْل َج ْم ِع‬ ‫ا ْل َج ْم ِع لَ َّما َأر َْوهُ تَ َحي َُّروا‪َ ،‬و َرَك ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫سلَّ ُموا َعلَ ْيه‪ .‬فَ َ‬ ‫ضوا َو َ‬ ‫سأَ َل ا ْل َكتَ​َب َة‪ِ «:‬ب َما َذا تُ َح ِ ُ ُ ْ‬ ‫‪23‬‬ ‫ص ُّر ِبأ ِ ِ‬ ‫ْه فَي ْزِب ُد وي ِ‬ ‫س‪.‬‬ ‫ت إِلَ ْي َك ْاب ِني ِب ِه ُروح أ ْ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫َّم ُ‬ ‫س‪َ ،‬و َح ْيثُ َما أ َْد َرَك ُه ُي َمِّزق ُ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َس َنانه َوَي ْي َب ُ‬ ‫َخ َر ُ‬ ‫ال ‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪ ،‬قَ ْد قَد ْ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ت لِتَالَ ِم ِ‬ ‫ون َم َع ُك ْم؟‬ ‫يذ َك أ ْ‬ ‫فَ ُق ْل ُ‬ ‫ُّها ا ْل ِجي ُل َغ ْي ُر ا ْل ُم ْؤ ِم ِن‪ ،‬إِلَى َمتَى أَ ُك ُ‬ ‫َج َ‬ ‫َن ُي ْخ ِر ُجوهُ َفلَ ْم َي ْقد ُروا»‪ .‬فَأ َ‬ ‫اب َوقَا َل لَ ُه ْم‪«:‬أَي َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِلَى متَى أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح‪ ،‬فَ َوقَ َع َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض َيتَ َم َّرغُ‬ ‫ص َر َع ُه ُّ‬ ‫الر ُ‬ ‫َّموهُ إِلَ ْيه‪َ .‬فلَ َّما َرآهُ ل ْل َوقْت َ‬ ‫ِّموهُ إلَ َّي!»‪ .‬فَقَد ُ‬ ‫َحتَملُ ُك ْم؟ قَد ُ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ِ 11‬‬ ‫ِ‬ ‫ير ما أَْلقَاهُ ِفي َّ‬ ‫َل أ َ​َباهُ‪َ «:‬ك ْم ِم َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫الزَم ِ‬ ‫ار َوِفي‬ ‫َص َاب ُه ه َذا؟» فَقَ َ‬ ‫سأ َ‬ ‫ان ُم ْن ُذ أ َ‬ ‫َوُي ْزِب ُد‪ .‬فَ َ‬ ‫ال‪ُ « :‬م ْن ُذ ص َباهُ‪َ .‬و َكث ًا َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ش ْي ًئا فَتَح َّن ْن علَ ْي َنا وأ ِ‬ ‫اء لِيهلِ َك ُه‪ِ .‬‬ ‫ِ‬ ‫َن تُ ْؤ ِم َن‪.‬‬ ‫َع َّنا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ستَ ِطيعُ َ‬ ‫ستَ ِطيعُ أ ْ‬ ‫سوعُ‪«:‬إِ ْن ُك ْن َ‬ ‫لك ْن إِ ْن ُك ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل َم ُ ْ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 14‬‬ ‫شي ٍء مستَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ِاني»‪.‬‬ ‫ص َر َخ أ َُبو ا ْل َولَِد ِب ُد ُموٍع َوقَ َ‬ ‫ُك ُّل َ ْ ُ ْ‬ ‫ال‪«:‬أُو ِم ُن َيا َ‬ ‫طاع ل ْل ُم ْؤ ِم ِن»‪َ .‬فل ْل َوقْت َ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬فَأَع ْن َع َد َم إ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫الن ِجس قَا ِ‬ ‫وح َّ‬ ‫آم ُر َك‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫َص‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫َخ‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫وح‬ ‫الر‬ ‫ا‬ ‫ُّه‬ ‫َي‬ ‫أ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ئ‬ ‫الر‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ون‬ ‫ض‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َن‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫َى‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يدا و َخرج‪ .‬فَصار َكم ْي ٍت‪ ،‬حتَّى قَ َ ِ‬ ‫ضا!» ‪16‬فَصر َخ وصرع ُه َ ِ‬ ‫ات!»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ون‪« :‬إِ َّن ُه َم َ‬ ‫ير َ‬ ‫اخ ُر ْج ِم ْن ُه َوالَ تَ ْد ُخ ْل ُه أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫شد ً َ َ َ‬ ‫َ​َ َ َ​َ َ‬ ‫ال َكث ُ‬ ‫َ​َ َ‬

‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َن‬ ‫سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ َعلَى ا ْن ِف َرٍاد‪«:‬لِ َما َذا لَ ْم َن ْق ِد ْر َن ْح ُن أ ْ‬ ‫ام‪َ .‬ولَ َّما َد َخ َل َب ْيتًا َ‬ ‫س َك ُه َي ُ‬ ‫فَأ َْم َ‬ ‫سوعُ ِب َيده َوأَقَ َ‬ ‫ام ُه‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫الص ْوِم»‪".‬‬ ‫الصالَ ِة َو َّ‬ ‫ش ْي ٍء إِالَّ ِب َّ‬ ‫ُن ْخ ِر َجهُ؟» فَقَ َ‬ ‫َن َي ْخ ُر َج ِب َ‬ ‫س الَ ُي ْم ِك ُن أ ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬ه َذا ا ْل ِج ْن ُ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫استَ ْق َبلَ ُه َج ْمع َك ِثير‪َ 83 .‬وِا َذا َر ُجل ِم َن‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)48– 81:1‬وِفي ا ْل َي ْوِم التَّالي إِ ْذ َن َزلُوا م َن ا ْل َج َب ِل‪ْ ،‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ص ُر ُخ َب ْغتَ ًة‪،‬‬ ‫ص َر َخ قائالً‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪ ،‬أَ ْطلُ ُ‬ ‫ب إِلَ ْي َك‪ .‬اُْنظُ ْر إِلَى ْابني‪ ،‬فَِإ َّن ُه َوحيد لي‪َ .‬و َها ُروح َيأْ ُخ ُذهُ فَ َي ْ‬ ‫ا ْل َج ْم ِع َ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ِم ْن تَالَ ِم ِ‬ ‫ص َر ُع ُه ُم ْزِب ًدا‪َ ،‬وِبا ْل َج ْه ِد ُيفَ ِ‬ ‫ارقُ ُه ُم َر ِّ‬ ‫يذ َك أ ْ‬ ‫سوعُ‬ ‫ضا إِيَّاهُ‪َ .‬وطَلَ ْب ُ‬ ‫ض ً‬ ‫َج َ‬ ‫َن ُي ْخ ِر ُجوهُ َفلَ ْم َي ْقد ُروا»‪ .‬فَأ َ‬ ‫فَ َي ْ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ون مع ُكم وأَ ْحتَ ِملُ ُكم؟ قَدِ​ِّم ْاب َن َك إِلَى ُه َنا!»‪41 .‬وب ْي َنما ُهو ٍ‬ ‫آت‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ال‪«:‬أَي َ‬ ‫َ​َ َ َ‬ ‫ُّها ا ْل ِجي ُل َغ ْي ُر ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َوا ْل ُم ْلتَ ِوي إِلَى َمتَى أَ ُك ُ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ‪48‬‬ ‫وح َّ‬ ‫َم َّزقَ ُه َّ‬ ‫ت ا ْل َج ِميعُ ِم ْن‬ ‫سلَّ َم ُه إِلَى أَِب‬ ‫شفَى َّ‬ ‫سوعُ ُّ‬ ‫س‪َ ،‬و َ‬ ‫يه‪ .‬فَ ُب ِه َ‬ ‫الش ْيطَ ُ‬ ‫الر َ‬ ‫الص ِب َّي َو َ‬ ‫الن ِج َ‬ ‫ص َر َع ُه‪ ،‬فَا ْنتَ َه َر َي ُ‬ ‫ان َو َ‬ ‫ال ِلتَالَ ِم ِ‬ ‫ان ا ْلج ِميع يتَعجَّب َ ِ‬ ‫عَ ِ ِ‬ ‫يذ ِه‪" :‬‬ ‫سوعُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ظ َمة اهلل‪َ .‬وِا ْذ َك َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ون م ْن ُك ِّل َما فَ َع َل َي ُ‬ ‫‪ )1‬هنا يشفى السيد ولداً يصرعه الشيطان‪ ،‬أن يخرج منه هذا الشيطان وتأتى هذه المعجزة مباشرة وراء حادثة‬

‫التجلى‪ .‬فليس معنى أن يعطينا اهلل ونحن مازلنا على األرض بعض التعزيات السماوية أن نكف عن الجهاد‬

‫‪175‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫ضد الشيطان‪ .‬ونالحظ دعوة السيد لتالميذه ألن يصوموا ويصلوا ليهزموا إبليس‪ .‬إذاً الحياة الروحية هى جهاد‬

‫ب هذه النفوس‬ ‫وج ْذ َ‬ ‫ضد مملكة إبليس بصوم وصالة وخدمة النفوس التى يعذبها الشيطان بل يستعبدها‪َ ،‬‬ ‫المعذبة للمسيح‪ ،‬وهى أيضاً تعزيات سماوية مفرحة‪ .‬ولننظر لخادم مثالى هو بولس الرسول‪ ،‬وقارن تعزياته‬

‫(‪1‬كو‪( )1-::1‬كم مرة يذكر كلمة تعزية) مع جهاده فى خدمته (‪1‬كو ‪ .)::-1::11‬ولكن هناك من‬ ‫يخطىء ويظن أن الحياة الروحية هى خلوة مع اهلل فقط‪ ،‬وأيضاً هناك من يخطىء ويظن أنه قادر على‬

‫الخدمة المتواصلة بدون خلوة مع اهلل‪.‬‬ ‫‪)2‬‬

‫ُيصرع ويتألم شديداً = أصل اآلية ُيصرع فى رؤوس األهلة وبعض الترجمات ترجمتها ُيصرع بالقمر (رؤوس‬ ‫الشهور القمرية) وهذا خداع شيطانى ليوحى للناس عالقة صرع الولد بالكواكب‪ .‬عموماً فلنالحظ أن كل من‬

‫‪)3‬‬

‫يقع كثي ارً فى النار وكثي ارً فى الماء= وهذا ما يفعله إبليس مع كل واحد منا فهو يحاول أن يدفعنا لنيران‬

‫ُيستعبد إلبليس يفقد سالمه ويعيش فى أالم حقيقية‪ .‬وهكذا يحدث لمن يؤمن بالحسد وأن عين فالن تسبب‬ ‫األذى‪ ،‬فحينما يزورنا هذا الفالن يسبب الشيطان مشكلة لنصدق هذا الموضوع‪.‬‬ ‫الشهوات أو نيران الغضب أو يدفعنا لبرودة الفتور‪ .‬إن من يخضع للخطية يفقد سالمه ويتشتت فكره ويتألم‬

‫جسده‪ ،‬ويندفع فى خصام بل قتال عنيف مع من حوله‪ ،‬أماّ عن حياته الروحية فهى فتور كامل‪.‬‬ ‫‪)4‬‬

‫تالميذك لم يقدروا أن يشفوه = المسيح منع عنهم الموهبة حتى يفهموا أهمية الصالة (الصراخ هلل باستمرار)‬

‫وأهمية الصوم (الزهد فى ملذات الدنيا ) ويكون لديهم شعور مستمر باإلحتياج‪ .‬فيبدو أنهم بعد التجلى وما‬ ‫رأوه شعروا بنشوة واكتفاء جعلهم ينسون الصالة والصوم‪ .‬والصوم هو سحب السالح الذي في يد إبليس الذي‬ ‫هو ملذات العالم‪ .‬والصالة هي سالح في يدي أضرب به إبليس‪ .‬فالصالة هي صلة مع اهلل القوي الذي‬

‫يرعب إبليس‪.‬‬ ‫‪)5‬‬

‫أيها الجيل غير المؤمن= ‪ )1‬ضعف إيمان التالميذ ‪ )1‬ضعف إيمان الوالد وهو صرح بهذا أعن عدم‬

‫إيماني (مر ‪ ): )11:9‬ضعف بل عدم إيمان الجمع‪ ،‬جلسوا يحاورونهم فى إستخفاف وقساوة قلب وعدم‬ ‫إيمان‪ .‬هنا نلمس فى كلمات الرب رنة عدم الرضا ونفاد الصبر فالمسيح أراد أن يرى تالميذه ولهم صلوات‬

‫ق وية وأصوام يصرع أمامها الشيطان‪.‬ولنعلم أن اإليمان ينمو حتى ولو كان مثل حبة خردل‪ ،‬لذلك فالتالميذ‬

‫طلبوا مرة من السيد قائلين زد إيماننا (لو ‪ )::11‬وبولس يمدح أهل تسالونيكى أن إيمانهم ينمو (‪1‬تس ‪.)::1‬‬ ‫واهلل يعمل مع كل واحد من أوالده ليزيد إيمانه‪ ،‬تارة بعطايا حلوة وتارة بتجارب نرى منها يد اهلل‪ .‬ولكن من‬

‫يأخذ عطايا حلوة فليشكر ويسبح‪ ،‬ومن تأتى عليه تجارب فليسلم األمر هلل ويصلى فيرى يد اهلل‪ .‬أماّ من يأخذ‬

‫عطايا فينشغل بها عن اهلل أو من تأتى لهُ تجارب فيتذمر ويترك صلواته‪ ،‬فمثل هذا لن يرى يد اهلل ولن ينمو‬ ‫إيمانه‪ .‬ونرى هذا األب أتى للمسيح واعترف بأن إيمانه ضعيف أو معدوم‪ ،‬لكن المسيح لم يرفضه إذ أتى‬ ‫إليه‪ ،‬بل شفى له إبنه وبهذا زاد إيمانه‪ .‬فلنصرخ هلل بدون تذمر شاكرين على كل حال فينمو إيماننا وما يساعد‬

‫على نمو اإليمان‪ .‬أيضاً الصالة الكثيرة واألصوام المصاحبة لها‪.‬‬

‫‪176‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫‪)6‬‬

‫ولكن فى الحقيقة فإن القديس مرقس يقدم إجابة واضحة لسبب غضب الرب على تالميذه فى (مر‪:: : 9‬‬

‫‪ ) :1‬فبعد رجوع السيد مع تالميذه للبيت سألهم عما كانوا يتكالمون فيما بينهم فى الطريق ‪ ،‬وهم تحاجوا‬‫فيمن هو أعظم ‪ .‬والسيد الذى يعرف ما فى القلوب عرف ما فى قلوبهم ‪ .‬وكانت سقطتهم وهى البحث عن‬

‫العظمة الدنيوية ‪ ،‬هى سبب فشلهم فى إخراج الشيطان من الولد ‪ .‬ولذلك كانت إجابة السيد أن هذا الجنس ال‬

‫يخرج إال بالصالة والصوم ‪ .‬والحظ أن الصوم هو الزهد الكامل عن كل ملذات الدنيا ‪ ،‬أما البحث فيمن هو‬

‫أعظم فهو على النقيض تماما ‪ ،‬أى البحث عن أمجاد الدنيا ‪.‬‬ ‫‪)7‬‬

‫تقولون لهذا الجبل إنتقل=الجبل هو أى خطية محبوبة او شهوة نستعبد لها أو عقبة مستحيلة أو أى صعوبة‬

‫بحسب الظاهر تواجه المسيحى‪ ،‬كل هذا يمكن أن يتزحزح بالصالة والصوم مع اإليمان‪ .‬ولقد تم نقل جبل‬ ‫المقطم فعالً بحسب هذه اآلية‬

‫‪)8‬‬

‫جاء المسيح للتالميذ فى الوقت المناسب‪ ،‬فهم فشلوا فى إخراج الروح والكتبة والجمع يحاورونهم فى إستهزاء‪.‬‬

‫ودائماً يأتى المسيح لكنيسته فى الوقت المناسب ليرفع عنها الحرج ويبكم المقاومين "اهلل فى وسطها فال‬

‫تتزعزع (مز ‪ .)::16‬وهذا هو وعده (مت ‪ )17-19:17‬فهو المسئول عن الكنيسة والمدافع عنها‪ ،‬فهى‬

‫عروسه‪.‬‬ ‫‪)9‬‬

‫مفهوم ال سيد المسيح هنا عن الصالة والصوم ولزومهم لطرد األرواح الشريرة إلتقطته كنيستنا ووضعت‬

‫أصواماً كثيرة مع صلوات وتسبيحات عديدة‪ ،‬حتى تعطى شعبها قوة فى حربه ضد إبليس‪ .‬واهلل يعطى مواهب‬ ‫( كما أعطى التالميذ سلطان إخراج الشياطين ) لكن لنحافظ على هذه الموهبة البد من الصالة والصوم‪.‬‬

‫‪)11‬‬

‫(مر ‪ -:)1::9‬تحيروا= ربما ألنه كان نازالً من الجبل مبك اًر‪ ،‬أو ألنهم فوجئوا به‪ ،‬وهم أرادوا أن يستمر‬

‫حديثهم السافر مع تالميذه‪ ،‬وهم يعلمون انهم ال يستطيعون شيئاً أمامه هو شخصياً‪ ،‬فإن حضر لن يستطيعوا‬ ‫السخرية من عجز التالميذ‪ .‬أو هل كان وجهه مازال يشع نو اًر من أثار التجلى !! عموماً فالسيد الحظ تكتل‬ ‫الكتبة ضد تالميذه فسألهم بماذا تحاورونهم (مر ‪ )16:9‬فلم يجيبوا‪ .‬ثم صرخ هذا األب طالباً الشفاء‪ .‬والحظ‬

‫أن هناك من يفضل الحوار غير الهادف بدالً من اإليجابيات كالصلوات والتسابيح وهذا ما أسماه بولس‬

‫الرسول "المباحثات الغبية" (‪1‬تي‪)1::1‬‬ ‫‪)11‬‬ ‫‪)12‬‬

‫عه الروح = إن طرد روح الشر من حياتنا يصحبه صراع شديد‪ ،‬ولكن بعد أن تتقابل‬ ‫(مر ‪ )17:9‬للوقت صر ُ‬ ‫النفس مع المسيح وتدخل فى عشرة معه تموت عن العالم ثم يمسك بيدها ويقيمها فتقوم مستندة على ذراعه‪.‬‬ ‫أومن يا سيد فأعن عدم إيماني= أعلن الوالد إيمانه = أومن‪ ..‬ولكن خشى أن ال يكون كافياً فصرخ‬

‫متذلال= أعن عدم إيمانى … فهو إعتبر إيمانه كالعدم‪ ،‬وطلب من الرب أن يعينه فى حالته‪ .‬فمهما كان‬ ‫إيماننا فهو مازال ناقصاً‪ ،‬واذا قيس بما يجب أن تكون عليه ثقتنا فى المسيح فهو عدم‪ .‬ولكى يقوى إيماننا‬ ‫يجب أن نصرخ أؤمن يا سيد فاعن عدم إيمانى‪ .‬واهلل دائماً يستجيب لهذه الصرخة واستجابته تزيد إيماننا‪.‬‬ ‫والحظ أن السيد لم يرفضه إذ اعترف بعدم إيمانه بل شفى له ابنه وبالتالى شفى له إيمانه‪.‬‬

‫‪177‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫‪)13‬‬

‫قول المسيح إلى متى أكون معكم = فيه إشارة لصعوده‪ ،‬فإن كان تالميذه ضعفاء وهو فى وسطهم يسندهم‪،‬‬ ‫يرونه وي سألونه ويكلمونه‪ ،‬فماذا سيحدث لهم بعد الصعود إذ ال يجدوه‪ ..‬هذا يحتاج إليمان‪ ،‬ألننا باإليمان‬ ‫نسلك ال بالعيان‪.‬‬

‫‪)14‬‬

‫كم من الزمن منذ أصابه هذا(مر‪ = )11:9‬هذا السؤال يوجه لكل من طال زمانه فى الخطية (زمان بقائه‬

‫إلى ألشفيك منذ زمان‪.‬‬ ‫مستعبداً لها ) وطال زمان بقائة فى أسر إبليس‪ .‬وسؤال المسيح معناه لماذا لم تأتى ّ‬ ‫ويشير السؤال لتأثر المسيح الستعباد الشيطان للبشر كل هذا الزمان‪.‬‬

‫‪)15‬‬

‫(مر ‪ )16:9‬فصار كميت = من يخرج منه روح شرير يصير كميت عن العالم (مر‪ )11:1‬فأمسكه يسوع‬

‫‪)16‬‬

‫السيد أعطى تالميذه الموهبة على الشفاء واخراج الشياطين ولكن يلزم إضرام أى موهبة بالصالة والصوم‬

‫‪)17‬‬

‫نفهم من (لو ‪ ):1:9‬أن هذه القصة كانت فى اليوم التالى للتجلى‪.‬‬

‫‪)18‬‬

‫وأقامه= هو ميت عن العالم حى مع المسيح ‪ ،‬وهذه = مع المسيح صلبت فأحيا (غل ‪.)17:1‬‬ ‫(‪1‬تى ‪.)6:1‬‬

‫إلى متى أكون معكم وأحتملكم= واضح تكرار األناجيل الثالثة لهذه الجملة‪ .‬إن أكثر ما يحزن الرب يسوع‬ ‫هو أن يرى أوالده مهزومين أمام الشياطين‪ .‬لقد أعطانا سلطاناً أن ندوس الحيات والعقارب (لو ‪)19:17‬‬ ‫فلماذا ال نستخدمه‪ ،‬لماذا نستسلم ونقول " الشيطان شاطر " هذه الجملة تحزن رب المجد جداً‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪ ( + )18-11:21‬مر ‪ ( + ) 81-82:1‬لو ‪-:)42-48:1‬‬ ‫ون ِفي ا ْل َجلِ ِ‬ ‫‪ِ 11‬‬ ‫سوعُ‪ْ «:‬اب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫سلَّ ُم إِلَى‬ ‫يل قَ َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫يما ُه ْم َيتَ​َرد ُ‬ ‫َّد َ‬ ‫ف ُي َ‬ ‫ان َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)18-11:21‬وف َ‬ ‫‪18‬‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫وم»‪ .‬فَ َح ِزُنوا ِجدًّا‪.‬‬ ‫أ َْيدي الناس فَ َي ْقتُلُوَن ُه‪َ ،‬وفي ا ْل َي ْوم الثالث َيقُ ُ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ان ُي َعلِّ ُم‬ ‫اجتَ ُازوا ا ْل َجلِ َ‬ ‫اآليات (مر ‪َ -:)81-82:1‬و َخ َر ُجوا ِم ْن ُه َن َ‬ ‫يل‪َ ،‬ولَ ْم ُي ِرْد أ ْ‬ ‫َحد‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ‬ ‫اك َو ْ‬ ‫َن َي ْعلَ َم أ َ‬ ‫سلَّم إِلَى أ َْي ِدي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫تَالَ ِمي َذهُ َوَيقُو ُل لَ ُه ْم‪«:‬إِ َّن ْاب َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫وم ِفي ا ْل َي ْوِم الثَّالِ ِث»‪.‬‬ ‫اس فَ َي ْقتُلُوَن ُه‪َ .‬وَب ْع َد أ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َن ُي ْقتَ َل َيقُ ُ‬ ‫ان ُي َ ُ‬ ‫‪81‬‬ ‫سأَلُوهُ‪" .‬‬ ‫َوأ َّ‬ ‫َما ُه ْم َفلَ ْم َي ْف َه ُموا ا ْلقَ ْو َل‪َ ،‬و َخافُوا أ ْ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫‪48‬‬ ‫ان ا ْلج ِميع يتَعجَّب َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫سوعُ‪،‬‬ ‫اآليات (لو ‪ " -:)42-48:1‬فَ ُب ِه َ‬ ‫ت ا ْل َجميعُ م ْن َعظَ َمة اهلل‪َ .‬وِا ْذ َك َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫ون م ْن ُك ِّل َما فَ َع َل َي ُ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ال لِتَالَ ِم ِ‬ ‫سلَّم إِلَى أ َْي ِدي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ض ُعوا أَ ْنتُ ْم ه َذا ا ْل َكالَم ِفي آ َذ ِان ُك ْم‪ :‬إِ َّن ْاب َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫َما ُه ْم‬ ‫اس»‪َ .‬وأ َّ‬ ‫قَ َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫يذ ِه‪َ « :‬‬ ‫ان َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ف ُي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫سأَلُوهُ َع ْن ه َذا ا ْلقَ ْو ِل‪" .‬‬ ‫فى َع ْن ُه ْم ِل َك ْي الَ َي ْف َه ُموهُ‪َ ،‬و َخافُوا أ ْ‬ ‫َفلَ ْم َي ْف َه ُموا ه َذا ا ْلقَ ْو َل‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫ان ُم ْخ ً‬ ‫السيد يخبر تالميذه بالصليب وهذا يأتى بعد ‪ )1‬التجلى ‪ )1‬إخراج الروح الشرير‪.‬‬

‫وهذا يعنى ‪ )1‬مع أهمية التجلى وأفراحه وتعزياته لكن حتى ننعم بهذا أبدياً البد من الصليب‪.‬‬

‫‪ )1‬حتى ُيهزم عدو الخير نهائياً فالبد من الصليب (كو ‪.)1:-11:1‬‬

‫‪ ):‬والحظ أن أحداث الصليب كانت ت قترب لذلك كان السيد المسيح ينبه تالميذه حتى ال يفاجئهم ما سوف‬ ‫يحدث‪ .‬ولكن كون السيد يخبرهم بما حدث إذاً هو يذهب للصليب بسلطانه إذ هو أتى لذلك‪.‬‬

‫‪178‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫‪ )1‬السيد ال يريد أن تالميذه يذهب فكرهم إلى األمجاد الزمنية خصوصاً بعد التجلى وبعد معجزة إخراج الروح‬

‫النجس ‪ ،‬وبالذات بعد جدالهم فيمن هو األعظم‪ ،‬فيعود ويحدثهم عن أهمية الصليب فالعالم هنا طالما كنا فى‬ ‫الجسد هو عالم ألم وصليب أماّ المجد فهناك‪.‬‬

‫لم يفهموا = فهم فى ذهنهم األمجاد العالمية‪ ،‬فما عالقة هذا‬

‫بالصليب‪ .‬ولم يفهموا أن الصليب هو طريق المجد‪ .‬هم لم يفهموا ألنهم لم يريدوا أن يفهموا ألن لهم رأي مخالف‪.‬‬

‫‪ ) :‬الحظ البعض أن السيد فى بعض األحيان كان يطلب إخفاء أخبار مجده كما حدث فى موضوع التجلى‪،‬‬

‫وهنا فى (لو‪ )11:9‬يطلب من تالميذه كتمان موضوع أالمه‪ .‬فضعوا أنتم هذا الكالم فى أذانكم = فكال األمرين‬ ‫غير منفصل فالمسيح تمجد بأالمه وايضا بقيامته وبتجليه وبصعوده‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪ )11-14:21‬إيفاء الدرهمين‬

‫‪14‬‬ ‫س‬ ‫ين َيأْ ُخ ُذ َ‬ ‫َّم الَِّذ َ‬ ‫اءوا إِلَى َك ْف َرَن ُ‬ ‫ون الد ِّْرَه َم ْي ِن إِلَى ُب ْط ُر َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)11-14:21‬ولَ َّما َج ُ‬ ‫وم تَقَد َ‬ ‫اح َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ان؟‬ ‫َما ُيوِفي ُم َعلِّ ُم ُك ُم الد ِّْرَه َم ْي ِن؟» قَ َ‬ ‫ال‪َ «:‬بلَى»‪َ .‬فلَ َّما َد َخ َل ا ْل َب ْي َ‬ ‫سوعُ قَ ِائالً‪َ «:‬ما َذا تَظُ ُّن َيا ِس ْم َع ُ‬ ‫س َبقَ ُه َي ُ‬ ‫ت َ‬ ‫َوقَالُوا‪«:‬أ َ‬ ‫ِ‬ ‫َم ْن ب ِني ِهم أَم ِم َن األ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم َّم ْن َيأْ ُخ ُذ ملُو ُك األَر ِ ِ‬ ‫َج ِان ِب»‪ .‬قَا َل‬ ‫س‪« :‬م َن األ َ‬ ‫َ‬ ‫َجان ِب؟» قَا َل لَ ُه ُب ْط ُر ُ‬ ‫ْ‬ ‫ض ا ْلج َب َاي َة أ َِو ا ْلج ْزَي َة‪ ،‬أ َ ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْه ْب إِلَى ا ْل َب ْح ِر َوأَْل ِ‬ ‫ق ص َّن َارةً‪َ ،‬و َّ‬ ‫الس َم َك ُة الَّتي تَ ْطلُعُ أ ََّوالً‬ ‫َح َرار‪َ .‬ولك ْن ل َئالَّ ُن ْعث َرُه ُم‪ ،‬اذ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬فَِإ ًذا ا ْل َب ُن َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫لَ ُه َي ُ‬ ‫َع ِط ِه ْم َع ِّني َو َع ْن َك»‪".‬‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ُخذ َ‬ ‫ْها‪َ ،‬و َمتَى فَتَ ْح َ‬ ‫ستَ ًارا‪ ،‬فَ ُخذْهُ َوأ ْ‬ ‫اها تَ ِج ْد إِ ْ‬

‫الدرهمين=هى ضريبة تدفع لقيصر‪ ،‬وهذه هى الجزية التى تدفعها الشعوب المستعمرة لقيصر‪ .‬وكان رئيس‬ ‫الكهنة والكهنة معافين من دفع هذه الجزية‪ .‬وكان قد فات‪ ،‬أو قد حان ميعاد دفع الجزية فتساءل الناس هل يدفع‬

‫ف أن المعلم هو المسيا المنتظر‪ ،‬وكان بعض الناس‬ ‫المعلم الجزية أم ال‪ .‬وكان السؤال حرجاً للمسيح‪ ،‬فقد ُع ِر َ‬ ‫يرددون هذا الكالم ولكن رسمياً فهو ليس بكاهن‪ ،‬والنظام السائد يلزمه بالدفع‪ ،‬فهل يدفع وهو المسيا أم ال ؟‬ ‫وبطرس لهذا تحرج أن يسأله‪ ،‬ولكن العارف بما فى القلوب بادره بالسؤال‪ ،‬وسؤال المسيح يشير ألن النظام جائر‬

‫فقيصر ال حق له أن يطالب أصحاب األرض بدفع جزية‪ .‬ولكن المسيح أظهر طاعة للنظام مهما كان جائ اًر‪.‬‬

‫وهذه المعجزة لها معنى فللرب األرض وملؤها‪ ،‬والرب أراد أن يقول لبطرس إدفع الجزية مهما كانت جائرة واهلل‬

‫الذى له كل األرض يعوضك من غناه‪ .‬والحظ أن الرب لم يقل لبطرس إذهب إصطاد سمكاً وبعه وأوفى‬

‫الدرهمين‪ .‬ولكن طلب منه أن يصطاد سمكة واحدة‪ ،‬وهنا نرى مثاالً جديداً للجهاد والنعمة‪ .‬فيا بطرس ألنك‬ ‫صياد إذهب ِ‬ ‫وص ْد (الصيد = جهاد) وألنك خادم اهلل فستجد أعوازك مسددة بطريقة معجزية (نقود فى بطن‬

‫السمكة = نعمة)‪ .‬وحين يرعانا اهلل فال يعوزنا شىء‪.‬‬

‫والحظ أن حرج موقف المسيح أيضاً فى أن الوطنيين كانوا يعارضون دفع الجزية لألجانب أى الرومان‪ .‬ولكن‬ ‫المسيح فضل أن يخضع للنظام الموجود وال يعثر أحد‪ .‬ولكن الحظ فقر المسيح وتالميذه‪ ،‬إذ ال يملكون مقدار‬

‫هذه الجزية‪ .‬فالدرهمين = ½ شاقل يهودى = تقريباً ‪ 6‬قروش‪ ،‬ولكن الرب إفتقر ليغنينا (‪1‬كو ‪)9:8‬‬

‫واألستار= شاقل يهودى‪ .‬والسيد أعطى لبطرس من بطن السمكة ما يكفى تماماً لدفع الجزية عنه وعن بطرس‪،‬‬ ‫فقد كان النظام الرومانى يقضى بأن يدفع كل يهودى ½ شاقل = ½ أستار واألستار هو عملة‪.‬‬

‫‪179‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫ملحوظة‪ :‬بطرس لم يجد في بطن السمكة ثروة تجعله غنياً‪ .‬لكن النعمة تعطينا ما نحتاجه فقط‪.‬‬

‫‪180‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثامن عشر‬ ‫اآليات (مت ‪ ( + )2-2:23‬مر ‪ ( +) 81-88:1‬لو ‪-:)43-46:1‬‬ ‫َعظَم ِفي ملَ ُك ِ‬ ‫ع قَ ِائلِ‬ ‫اآليات (مت ‪ِ 2" -:)2-2:23‬في ِ‬ ‫اع ِة تَقَدَّم التَّالَ ِمي ُذ إِ‬ ‫وت‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ين‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫الس‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪«:‬اَْل َح َّ‬ ‫يروا مثْ َل‬ ‫سط ِه ْم َوقَ َ‬ ‫ام ُه في َو ْ‬ ‫الس َم َاوات؟» فَ َد َعا َي ُ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إ ْن لَ ْم تَْرج ُعوا َوتَص ُ‬ ‫سوعُ إلَ ْيه َولَ ًدا َوأَقَ َ‬ ‫‪4‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضع َن ْفس ُه ِم ْث َل ه َذا ا ْلولَِد فَهو األ ْ ِ‬ ‫وت َّ ِ‬ ‫ات‪.‬‬ ‫األ َْوالَِد َفلَ ْن تَ ْد ُخلُوا َملَ ُك َ‬ ‫َعظَ ُم في َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫الس َم َاوات‪ .‬فَ َم ْن َو َ َ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫اس ِمي فَقَ ْد قَ ِبلَ ِني‪" .‬‬ ‫َو َم ْن قَِب َل َولَ ًدا َواح ًدا م ْث َل ه َذا ِب ْ‬ ‫‪88‬‬ ‫ان ِفي ا ْلب ْي ِت سأَلَهم‪ِ «:‬بما َذا ُك ْنتُم تَتَ َكالَم َ ِ‬ ‫يما َب ْي َن ُك ْم‬ ‫وم‪َ .‬وِا ْذ َك َ‬ ‫َ‬ ‫اء إِلَى َك ْف ِرَن ُ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)81-88:1‬و َج َ‬ ‫ْ‬ ‫ون ف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫اح َ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪84‬‬ ‫ض ُه ْم َم َع َب ْع ٍ‬ ‫اجوا ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ادى‬ ‫س َكتُوا‪ ،‬أل ََّن ُه ْم تَ َح ُّ‬ ‫َع َ‬ ‫س َوَن َ‬ ‫ض ِفي َم ْن ُه َو أ ْ‬ ‫ق َب ْع ُ‬ ‫ظ ُم‪ .‬فَ َجلَ َ‬ ‫ق؟» فَ َ‬ ‫‪86‬‬ ‫ون ِ‬ ‫ام ُه ِفي‬ ‫آخ َر ا ْل ُك ِّل َو َخ ِاد ًما لِ ْل ُك ِّل»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ش َر َوقَ َ‬ ‫اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫َحد أ ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬إِ َذا أ َ​َر َ‬ ‫ون أَ​َّوالً فَ َي ُك ُ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫اد أ َ‬ ‫َخ َذ َولَ ًدا َوأَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ًدا ِم ْن أَوالٍَد ِم ْث َل ه َذا ِب ِ‬ ‫ال لَهم‪«81 :‬م ْن قَ ِب َل و ِ‬ ‫س َي ْق َبلُِني‬ ‫احتَ َ‬ ‫س ِط ِه ْم ثُ َّم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َو ْ‬ ‫اسمي َي ْق َبلُني‪َ ،‬و َم ْن قَ ِبلَني َفلَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫ض َن ُه َوقَ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫سلَ ِني»‪".‬‬ ‫أَ​َنا َب ِل الَّذي أ َْر َ‬ ‫‪46‬‬ ‫‪ِ 41‬‬ ‫َع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ‬ ‫سوعُ ِف ْك َر َق ْل ِب ِه ْم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫اآليات (لو ‪َ " -:)43-46:1‬وَد َ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ظ َم في ِه ْم؟ فَ َعل َم َي ُ‬ ‫اخلَ ُه ْم ف ْكر َم ْن َع َ‬ ‫‪43‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَهم‪«:‬م ْن قَ ِب َل ه َذا ا ْلولَ َد ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َص َغ َر‬ ‫سلَ ِني‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن األ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اسمي َي ْق َبلُني‪َ ،‬و َم ْن قَ ِبلَني َي ْق َب ُل الَّذي أ َْر َ‬ ‫َ‬ ‫ام ُه ع ْن َدهُ‪َ ،‬وقَ َ ُ ْ َ‬ ‫َولَ ًدا َوأَقَ َ‬ ‫ِفي ُكم ج ِميعا ُهو ي ُك ُ ِ‬ ‫يما»‪".‬‬ ‫ْ َ ً َ َ‬ ‫ون َعظ ً‬ ‫فكر التالميذ المتأثر بالفكر اليهودى‪ ،‬أن المسيا حين يأتى‪ ،‬سيأتى لكى يملك على األرض‪ ،‬جعلهم يشتهون أن‬ ‫يجلسوا واحداً عن يمينه وواحداً عن يساره (مت ‪..)11-11:17‬هذا الفكر إستمر حتى ليلة العشاء السرى‬

‫(لو‪ )11-11:11‬ولكن المسيح كان يتكلم عن ملكوت السموات أمامهم دائماً‪ ،‬فإختلط عليهم األمر‪ ،‬وظنوا أن‬ ‫ملكوت السموات هذا يمكن أن يكون على األرض‪ ،‬وبنفس الفكر بدأوا يحلمون بمراكز أرضية حين يملك المسيح‬

‫فى ملكوت السموات هذا‪ ،‬ودخلهم تساؤل عمن يكون األعظم فى هذا الملكوت‪ .‬وبمقارنة ما حدث فى إنجيلى‬

‫متى ومرقس نجدهم وقد شغل هذا الموضوع ذهنهم تماماً يتحاورون فى الطريق عمن هو األعظم فيهم‪ ،‬بالتالى‬

‫سيكون هو مثالً الوزير األول فى ُملك المسيح‪ .‬ولما أتوا إلى البيت فى كفر ناحوم سألهم الذى ال ُيخفى عليه‬ ‫عما كانوا يتكلمون فيه‪ ،‬فسكتوا (مر‪ ):1:9‬ثم تساءلوا علناً ولم يستطيعوا أن يستمروا ساكتين (مت ‪،)1:18‬‬ ‫شئ ّ‬ ‫فإذا دب فكر العظمة والكبرياء فى القلب فهو ال يهدأ‪ .‬وحتى يكسر السيد كبريائهم أتى بولد ودعاهم أن يتشبهوا‬

‫‪.1‬‬

‫باألوالد ومن يفعل فهو األعظم‪ ..‬قطعاً ليس فى السن بل ‪-:‬‬ ‫فى حياتهم المتواضعة الوديعة كاألطفال (‪1‬كو ‪)17:11‬‬

‫‪181‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫‪.1‬‬

‫فى الثقة فى كالم أبيهم السماوى واإلتكال عليه وطاعته‪.‬‬

‫‪.1‬‬

‫األطفال ال يشعرون أنهم أفضل من اآلخرين فالغنى يلعب مع الفقير‪.‬‬

‫‪.:‬‬ ‫‪.:‬‬

‫البساطة وتقبل الحقائق اإليمانية والروحية‪ ،‬فالطفل يصدق ما يقال له من والده‪.‬‬

‫الحظ أن األطفال ال يشعرون بأنهم متواضعين‪ ،‬فمن يشعر أنه متواضع‪ ،‬أو أنه يتواضع حين يكلم إنساناً‬

‫فقي اًر فهو ليس متواضع‪.‬‬

‫‪.6‬‬

‫التسامح المطلق فالطفل ال يحتفظ فى قلبه بأى ضغينة‪.‬‬

‫‪.8‬‬

‫الطفل بال شهوات‪ ،‬بال طلب للمجد الباطل‪ ،‬بال حسد لآلخرين‪.‬‬

‫‪.1‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪.17‬‬

‫إذا أحزن إنسان طفالً فهو ال ينتقم لنفسه بذراعيه بل يلجأ لوالديه‪.‬‬ ‫إذا تشاجر األطفال فهم سريعاً ما يتصالحون ويعودون للعب معاً‪.‬‬

‫ملكوت اهلل الذى يؤسسه المسيح ال وجود فيه لمن يبحث أن يكون األقوى واألعظم بل من يدخله هو من‬

‫يحس بضعفه وأنه ال شئ ولكن قوته وعظمته هى فى حماية اهلل له (‪1‬كو ‪ .)17-9:11‬وهذه طبيعة‬

‫األطفال فهم يحتمون بوالديهم‪.‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.11‬‬

‫بلغة التعليم المعاصر‪ ،‬فهذا الولد فى حضن المسيح هو وسيلة إيضاح‪.‬‬

‫الطفل يطلب ما يريده واثقاً فى أخذه من أبيه‪ ،‬وهو ال يفكر فى أن أبوه يعطيه ألنه يستحق‪ ،‬بل هو يطلب‬

‫بدالة المحبة‪.‬‬

‫قال السيد من قبلني يقبل الذي أرسلني أي اآلب وهذا إلتحاده باآلب (كما جاء في لوقا) ‪ .‬والحظ قول السيد‬

‫المسيح هنا من قبل ولداً واحداً مثل هذا بإسمى فقد قبلنى فالمسيح هنا وحَّد نفسه باألطفال والبسطاء‬

‫والضعفاء‪ ..‬بإسمى = أى من أجل المسيح‪ ،‬فمن يقبل طفالً يكون كمن قبل المسيح نفسه‪ .‬والحقيقة فإن المسيح‬

‫حين يقول إن لم ترجعوا وتصيروا مثل األوالد فهو يقصد نفسه‪ ،‬أى إن لم ترجعوا وتستعيدوا صورتى التى‬

‫حصلتم عليها فى المعمودية فلن تدخلوا ملكوت السموات‪ .‬فنحن نولد بالمعمودية على صورة المسيح‪ .‬نحن خلقنا‬

‫أوالً على صورة اهلل (تك ‪ )11-16:1‬وفقد اإلنسان الصورة اإللهية باختياره لطريق العصيان والخطية‪ .‬وأتى‬ ‫المسيح وفدانا وأعطانا سر المعمودية وفيها ندفن ونموت ونقوم مع المسيح وبصورة المسيح‪ .‬ولكننا مع إحتكاكنا‬ ‫بالعالم نفقد هذه الصورة اإللهية ثانية‪ ،‬وكالم السيد المسيح هنا‪ ،‬أن هناك إمكانية إلستعادة هذه الصورة = إن لم‬

‫ترجعوا = إذاً هن اك إمكانية للرجوع ولكن كيف؟ هذا هو عمل النعمة‪ ،‬التى تعيدنا للصورة اإللهية‪ ،‬والنعمة تحتاج‬ ‫لجهاد‪ ،‬لذلك نسمع بولس الرسول يقول " يا أوالدى الذين أتمخض بهم (أالم الجهاد والخدمة) إلى أن يتصور‬

‫المسيح فيكم(عمل النعمة) وعمل النعمة يعطينا أن نصير خليقة جديدة على صورة المسيح (غل‪1 + 19:1‬كو‬

‫‪ )11::‬لذلك نحن نخلص بالنعمة (أف ‪ )8:1‬التى بها نعود للصورة اإللهية‪ .‬واألوالد هم المولودين من الماء‬ ‫والروح وقد خرجوا بدون خطية‪ ،‬والمسيح هو الذى قال عن نفسه "من منكم يبكتنى على خطية"‪ ،‬لذلك كان هذا‬

‫الولد فى حضن المسيح إشارة للمسيح نفسه‪ .‬ولداً بإسمي= ولو فهمنا أن اإلسم يشير لقدرة وقوة المسيح فيكون‬

‫قول السيد بإسمي أن المسيح قادر أن يعيدني بقوته إلى صورة المعمودية األولى أي كطفل‪ .‬إذاً يمكننا فهم قول‬ ‫‪182‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫السيد ولداً واحداً بإسمي أنه عاد كولد بقوتي‪ .‬ونحن إن لم نحصل على صورة المسيح لن ندخل ملكوت‬ ‫ال سموات‪ .‬هذه تشابه أن لكل بلد فى العالم عملة يتم التعامل بها داخل حدود هذا البلد‪ ،‬لكن إن حاولت التعامل‬

‫بعملة عليها صورة ملك آخر لن ُيسمح لك بأن تتعامل بها‪ .‬فنحن نصبح ُعملة قابلة للتداول فى السماء لو‬ ‫إنطبعت علينا صورة الملك السماوى‪ .‬فإن كان المسيح قد تواضع وترك مجده السمائى ألجلنا‪ ،‬أفال نتخلى نحن‬

‫عن أفكار العظمة األرضية مثل ما فعل هو ونتصاغر أمام الناس وأمام أنفسنا‪ ،‬إذا كان المسيح قد صار عبداً‬

‫أفال نقبل أن نتصاغر مثله أمام إخوتنا‪ .‬خصوصاً أن النعمة تسندنا‪ ،‬وبالمسيح نستطيع كل شئ (يو ‪+ ::1:‬‬

‫فى ‪ )1::1‬فهل نقبل؟ والسيد يشرح كيف تساندنا النعمة‪ ....‬هذا يكون بالجهاد‪ ..‬وكيف نجاهد ؟‬

‫إذا أراد أحد أن يكون أوالً فيكون آخر الكل وخادماً للكل (مر ‪ ):::9‬من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم‬ ‫خادماً (مر ‪)1::17‬‬

‫من أراد أن يصير فيكم أوالً يكون للجميع عبداً (مر ‪ )11:17‬والسيد ضرب بنفسه المثال فقال عن نفسه أنه أتى‬

‫َليخدم ال ُليخدم (مر‪.)1::17‬‬ ‫وهو غسل أرجل تالميذه وطلب أن نفعل ذلك (يو ‪.)11-11:1:‬‬

‫ومن يفعل تسانده النعمة ليرجع ويكون كاألوالد أى يستعيد صورة المسيح والحظ قول السيد من وضع نفسه‬

‫مثل هذا الولد = كلمة وضع نفسه تعنى أنه ال َي َّدعى اإلتضاع طلباً لمديح الناس‪ ،‬فما أخطر أن تدعى النفس‬ ‫اإلتضاع‪ .‬بل هو عليه أن يفهم الحقيقة "اننا ال شئ‪ ..‬تراب‪ ..‬بخار يظهر قليالً ثم يضمحل‪ .‬ولكن نحن‬ ‫بالمسيح‪ ،‬وليس من أنفسنا‪ ،‬قد أصبحنا أوالداً هلل‪ .‬فقيمتنا ترجع ال ألنفسنا بل للمسيح الذى فينا‪ .‬لذلك فالتواضع‬

‫الحقيقي هو ما عمله المسيح إذ أخلى ذاته‪ .‬أما التواضع بالنسبة لنا فهو أن نفهم حقيقتنا أننا ال شئ وأن قيمتنا‬

‫في هو الذي فيك‪ .‬والحظ أن عمل المسيح فى أن‬ ‫هي في المسيح الذي فينا فكيف أنتفخ عليك والمسيح الذي َّ‬ ‫وي َ​َ ِّ‬ ‫وحد نفسه به‪ ،‬ويقول ما قاله‪ .‬هذا كان عجيباً فى أيامه‪ ،‬فقد‬ ‫يأتى بطفل ويعمل ما عمله‪ ،‬بأن يحتضنه ُ‬ ‫إحتقر الرومان الطفولة‪ ،‬ولم يكن للطفل أى حق من الحقوق‪ ،‬ويستطيع الوالدان أن يفعال بطفلهما ما يشاءا بال‬

‫رقيب‪ ،‬وتعرضت الطفولة فى اليونان لمتاعب كثيرة‪ ،‬فكانوا يتركون األطفال فى العراء أياماً حتى يموت الضعيف‬ ‫ويبقى القوى‪ .‬واليهود فى أى حصر أو تعداد ما كانوا يحصون النساء وال األطفال‪ .‬ولكننا هنا نجد السيد يشير‬ ‫للطفل بأنه مثال يجب أن نتشبه به‪ .‬الرومان واليونان كانوا يفتخرون بالقوة والعظمة لذلك إحتقروا األطفال‬

‫لضعفهم‪ ،‬أماّ المسيح فيطالبنا بالتشبه بهم فى ضعفهم وأن نعتبر أن قوتنا هو اهلل نفسه‪ ..‬هذا هو ملكوت اهلل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫نستطيع أن نقول أن هذا اإلصحاح وما يقابله فى إنجيل القديس مرقس‪ .‬يشتمل على قوانين الملكوت‪ .‬أى‬

‫كيف ندخل الملكوت‪.‬‬

‫القانون األول‪ -:‬نعود ونكون مثل األطفال بقوة وقدرة مسيحنا‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪( + )1-6:23‬مر ‪)41:1‬‬

‫‪183‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن عشر)‬ ‫‪6‬‬ ‫الص َغ ِ‬ ‫ق ِفي ُع ُن ِق ِه َح َج ُر‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫َح َد ُ‬ ‫ين ِبي فَ َخ ْير لَ ُه أ ْ‬ ‫َن ُي َعلَّ َ‬ ‫ار ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)1-6:23‬و َم ْن أ ْ‬ ‫َعثَ​َر أ َ‬ ‫ات‪ ،‬و ِ‬ ‫ات! فَالَ ب َّد أ ْ ِ‬ ‫َّة ا ْلب ْح ِر‪1 .‬وْيل لِ ْلعالَِم ِم َن ا ْلعثَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرحى وي ْغر َ ِ‬ ‫لك ْن َوْيل لِذلِ َك ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان الَِّذي‬ ‫ُ‬ ‫ق في لُج َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َن تَأْت َي ا ْل َعثَ​َر ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ‬ ‫ِب ِه تَأ ِْتي ا ْل َعثَْرةُ! "‬

‫‪41‬‬ ‫الص َغ ِ‬ ‫ق ُع ُنقُ ُه ِب َح َج ِر َر ًحى َوطُ ِر َح ِفي‬ ‫َح َد ِّ‬ ‫ين ِبي‪ ،‬فَ َخ ْير لَ ُه لَ ْو طُ ِّو َ‬ ‫ار ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ‬ ‫آية (مر ‪َ « " -:)41:1‬و َم ْن أ ْ‬ ‫َعثَ​َر أ َ‬ ‫ا ْل َب ْح ِر‪" .‬‬

‫نفهم من هذا أن العالم مملوء عثرات والكنيسة ستواجه ضيقات‪ ،‬أالم جسدية واضطهاد واستشهاد وستواجه حروباً‬

‫شيطانية وخداعات وتشكيك من هراطقة أو إثارة حب العالم وشهواته فى قلوب أوالد اهلل (‪1‬يو‪ ،)19::‬لكن اهلل‬ ‫يحفظ أوالده (يو ‪ .)1::11‬والحظ فالشيطان يعمل لحساب مملكته بأن يستخدم أوالده وأتباعه ُليعثِروا أوالد اهلل‪،‬‬ ‫إماّ بأن يوقعوا بهم فى شباك الخطية أو يضطهدونهم جسدياً‪ .‬وهذا األسلوب إستعمله إبليس مع يسوع نفسه فهو‬ ‫على الجبل حاول أن يعثر المسيح ويجعله يسجد لهُ ولما فشل دبر مؤامرة الصليب‪ .‬ولكن اهلل فى مملكته يحفظ‬ ‫أوالده (يو ‪ )11-11:11‬هؤالء الذين دخلوا مملكته وذلك بتواضعهم وبساطتهم = الصغار المؤمنين‪ .‬صغار‬ ‫تعنى ضعيف وبسيط ويمكن إسقاطه فى الخطية فربما يظن أحد أنه بسبب بساطة ووداعة أوالد اهلل‪ ،‬فهو‬

‫يستطيع أن يفعل بهم ما أراد‪ ..‬ولكن ال فمملكة اهلل لها ملك قوى يدافع عنهم (خر ‪ )11:11‬ويا ويل من يقع فى‬

‫يد اهلل الحى (عب ‪ .):1-:7:17‬والوقوع فى يد اهلل ليس هيناً‪ ،‬بل خير لذلك اإلنسان أن ُيعلق فى عنقه حجر‬ ‫الرحى ويغرق فى لجة البحر‪ .‬وكانت هذه عقوبة رومانية ويونانية‪ .‬حجر الرحى = حجر ثقيل يستعمل فى‬ ‫طحن الحبوب‪.‬‬

‫والحظ أن اهلل قد يسمح ببعض األالم تقع على أوالده من الشرير إبليس أو من أتباعه األشرار (كما حدث مع‬

‫أيوب ومع بولس) ولكن يكون هذا بسماح منه إلعدادهم للملكوت ولتأديبهم (عب ‪.)11-::11‬‬

‫وحجر الرحى هنا هو خطية هذا المعتدى على الكنيسة التى تجعله يغوص فى بحر الدينونة الرهيبة‪ .‬وقطعاً‬ ‫المسيح هنا ال يدعو لإلنتحار بل أن يعلم المعتدي أن عذاب الدينونة أصعب من الموت غرقاً‪ ،‬وهذا ليكف‬

‫المعتدي عن عمله العدواني‪.‬‬

‫والحظ أن الشرير قد يحاول إثارة إضطهاد ضد الكنيسة أو ضد إنسان مؤمن‪ ،‬حتى يخيفه وينكر اإليمان فيهلك‪.‬‬

‫من كل هذا نفهم أن‬

‫القانون الثانى‪ -:‬الكنيسة موجودة فى عالم ملئ بالعثرات لكن ملك الكنيسة ورئيسها يحميها وينتقم من‬ ‫أعدائها‪.‬‬

‫اآليات (مر‪ ( + )42-83:1‬لو‪)22-41:1‬‬

‫‪83‬‬ ‫وح َّنا ِق ِائالً‪َ «:‬يا‬ ‫َج َاب ُه ُي َ‬ ‫اآليات (مر‪ " -:)42-83:1‬فَأ َ‬ ‫‪81‬‬ ‫سوعُ‪«:‬الَ‬ ‫س َيتْ َب ُع َنا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫َيتْ َب ُع َنا‪ ،‬فَ َم َن ْع َناهُ ألَنَّ ُه لَ ْي َ‬

‫ين ِب ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫اط َ‬ ‫ُم َعلِّ ُم‪َ ،‬أر َْي َنا َواح ًدا ُي ْخ ِر ُج َ َ‬ ‫ْ‬ ‫اسم َك َو ُه َو لَ ْي َ‬ ‫تَم َنعوه‪ ،‬أل ََّن ُه لَ ْيس أَحد يص َنع قُ َّوةً ِباس ِمي وي ِ‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫ستَطيعُ‬ ‫َ َ َ ْ ُ‬ ‫َ​َ ْ‬ ‫ْ‬

‫‪184‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫ٍ‬ ‫اس ِمي أل ََّن ُك ْم‬ ‫س َعلَ ْي َنا فَ ُه َو َم َع َنا‪42 .‬أل َّ‬ ‫ش ًّرا‪42 .‬أل َّ‬ ‫َن َيقُ َ‬ ‫ول َعلَ َّي َ‬ ‫يعا أ ْ‬ ‫ْس َماء ِب ْ‬ ‫سقَا ُك ْم َكأ َ‬ ‫َن َم ْن َ‬ ‫َن َم ْن لَ ْي َ‬ ‫س ِر ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح‪ ،‬فَا ْل َح َّ‬ ‫َج َرهُ‪" .‬‬ ‫لِ ْل َمس ِ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه الَ ُيضيعُ أ ْ‬ ‫‪41‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ِم َك فَ َم َن ْع َناهُ‪ ،‬ألَنَّ ُه‬ ‫وح َّنا َوقَ َ‬ ‫اط َ‬ ‫ال‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪َ ،‬أر َْي َنا َواح ًدا ُي ْخ ِر ُج َّ َ‬ ‫اب ُي َ‬ ‫أج َ‬ ‫اآليات (لو‪ " -:)22-41:1‬فَ َ‬ ‫ين ِب ْ‬ ‫‪22‬‬ ‫س َعلَ ْي َنا فَ ُه َو َم َع َنا»‪".‬‬ ‫سوعُ‪«:‬الَ تَ ْم َن ُعوهُ‪ ،‬أل َّ‬ ‫س َيتْ َبعُ َم َع َنا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َن َم ْن لَ ْي َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫لَ ْي َ‬ ‫يا معلم رأينا واحداً يخرج شياطين بإسمك = طالما يستخدم إسم المسيح فهو مؤمن وهو ليس يتبعنا= أى ليس‬

‫من اإلثنى عشر أو السبعين‪ .‬ولنالحظ أنه ما كان ممكناً لهذا اإلنسان أن يخرج شياطين إن لم يكن مؤمناً‬ ‫بالمسيح‪ .‬لكن يوحنا تعجب أنه ليس من تالميذ المسيح إذ ظن يوحنا أن المعجزات هى للتالميذ فقط‪ .‬لكن هذا‬

‫اإلنسان كان يعمل لحساب المسيح بإيمان صادق وان لم تكن له فرصة للتبعية الظاهرة ونفهم من درس المسيح‬ ‫أن الكنيسة كنيسة واحدة وال معنى فيها للتعصب لشخص ما أو جماعة ما‪ ،‬وهذا قطعاً ال يعنى قبول تعاليم‬ ‫مخالفة لتعاليم وعقيدة الكنيسة‪ .‬ولكن على الكنيسة أن تفهم أنها متسعة القلب للجميع‪ ،‬لها وحدة ومحبة تجمع‬

‫الكل خالل إيمان مستقيم‪ .‬أماّ من يعمل قوات وأيات من خارج إطار اإليمان المستقيم فهؤالء ينطبق عليهم قول‬

‫السيد إذهبوا عنى يا فاعلى اإلثم (مت ‪ .)1:-11:1‬من ليس علينا= الذى ليس مخالفاً لنا ولكنيستنا فى‬

‫اإليمان = فهو معنا فى وحدة ومحبة‬

‫وهذه األيات أوردها القديس مرقس مباشرة بعد مشاجرة التالميذ فمن هو األعظم فيهم‪ .‬ومن هذا نفهم أن العثرة‬ ‫تأتى فى الكنيسة من مفهوم من هو األعظم‪ .‬فيوحنا إعتبر أن هذا الشخص طالما ليس من مجموعتهم فهو أقل‬

‫منهم وليس من حقه أن يحصل على نفس مواهبهم فى إخراج الشياطين‪ .‬والسيد يعلمهم مفهوم آخر‪ُ ،‬يفهم أن من‬ ‫ليس ضدنا ( ضدنا = يعلم تعاليم مخالفة لإليمان) وهو يحب المسيح ويستخدم إسمه فهو معنا‪ ،‬فالكل جسد واحد‬ ‫والكل فى مملكة المسيح لهم سلطان على إبليس‪ .‬ومن هذا نفهم أن‬

‫القانون الثالث‪ -:‬الكنيسة أو ملكوت اهلل هو ملكوت الوحدة والمحبة بال شعور بالعظمة‪ .‬كنيسة واحدة وحيدة‬ ‫مقدسة رسولية‪.‬‬

‫من سقاكم كأس ماء بإسمى‪ ..‬ال يضيع أجره‬ ‫كما يعاقب اهلل معثرى الكنيسة نجده هنا يكافئ من يقدم لها الخدمات‪ ،‬ولكن على أن يكون بإسم المسيح‪ .‬فمن‬ ‫يقدم لخدام المسيح ألجل إسم المسيح فهذا ينال مكافأته من اهلل وبهذا نفهم أن‬

‫القانون الرابع‪ -:‬الملك الذى يعاقب أعداء كنيسته هو يجازى من يخدمها‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( + )22-3:23‬مر ‪)43-48:1‬‬

‫‪3‬‬ ‫َع َر َج‬ ‫َعثَ​َرتْ َك َي ُد َك أ َْو ِر ْجلُ َك فَا ْق َ‬ ‫ط ْع َها َوأَْل ِق َها َع ْن َك‪َ .‬خ ْير لَ َك أ ْ‬ ‫َن تَ ْد ُخ َل ا ْل َح َياةَ أ ْ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)22-3:23‬فَِإ ْن أ ْ‬ ‫‪1‬‬ ‫ار األَب ِدي ِ‬ ‫َن تُ ْلقَى ِفي َّ‬ ‫َّة َولَ َك َي َد ِ‬ ‫َعثَ​َرتْ َك َع ْي ُن َك فَا ْقلَ ْع َها َوأَْل ِق َها َع ْن َك‪َ .‬خ ْير لَ َك‬ ‫أ َْو أَ ْق َ‬ ‫ط َع ِم ْن أ ْ‬ ‫ان أ َْو ِر ْجالَ ِن‪َ .‬وِا ْن أ ْ‬ ‫الن ِ َ‬

‫‪185‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن عشر)‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫َن تُ ْلقَى ِفي َج َه َّنِم َّ‬ ‫الص َغ ِ‬ ‫ار َولَ َك َع ْي َن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ار‪،‬‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫َح َد ُ‬ ‫َع َو َر ِم ْن أ ْ‬ ‫أْ‬ ‫َن تَ ْد ُخ َل ا ْل َح َياةَ أ ْ‬ ‫ان‪« .‬اُْنظُ​ُروا‪ ،‬الَ تَ ْحتَق ُروا أ َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ُك َّل ِح ٍ‬ ‫ات‪" .‬‬ ‫ين َي ْنظُ​ُر َ‬ ‫ون َو ْج َه أَِبي الَّذي في َّ َ َ‬ ‫أل َِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن َمالَ ئ َكتَ ُه ْم في َّ َ َ‬ ‫‪48‬‬ ‫ون لَ َك‬ ‫َن تَ ْد ُخ َل ا ْل َح َياةَ أَ ْقطَ َع ِم ْن أ ْ‬ ‫َعثَ​َرتْ َك َي ُد َك فَا ْقطَ ْع َها‪َ .‬خ ْير لَ َك أ ْ‬ ‫َن تَ ُك َ‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)43-48:1‬وِا ْن أ ْ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ِ‬ ‫وت َو َّ‬ ‫ضي إِلَى َج َه َّنم‪ ،‬إِلَى َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعثَ​َرتْ َك ِر ْجلُ َك‬ ‫ار الَِّتي الَ تُ ْطفَأُ‪َ .‬ح ْي ُ‬ ‫ود ُه ْم الَ َي ُم ُ‬ ‫ث ُد ُ‬ ‫الن ُار الَ تُ ْطفَأُ‪َ .‬وِا ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َي َدان َوتَ ْم َ‬ ‫ون لَ َك ِر ْجالَ ِن َوتُ ْطر َح ِفي َج َه َّنم ِفي َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ار الَِّتي الَ تُ ْطفَأُ‪.‬‬ ‫َع َر َج ِم ْن أ ْ‬ ‫فَا ْقطَ ْع َها‪َ .‬خ ْير لَ َك أ ْ‬ ‫َن تَ ُك َ‬ ‫َن تَ ْد ُخ َل ا ْل َح َياةَ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪41‬‬ ‫‪46‬‬ ‫وت ِ‬ ‫َع َو َر ِم ْن‬ ‫وت َوالنَّ ُار الَ تُ ْ‬ ‫َح ْي ُ‬ ‫َعثَ​َرتْ َك َع ْي ُن َك فَا ْقلَ ْع َها‪َ .‬خ ْير لَ َك أ ْ‬ ‫َن تَ ْد ُخ َل َملَ ُك َ‬ ‫ود ُه ْم الَ َي ُم ُ‬ ‫ث ُد ُ‬ ‫اهلل أ ْ‬ ‫طفَأُ‪َ .‬وِا ْن أ ْ‬ ‫‪43‬‬ ‫وت َو َّ‬ ‫ان َوتُ ْطر َح ِفي َج َه َّنم َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ون لَ َك َع ْي َن ِ‬ ‫الن ُار الَ تُ ْطفَأُ‪".‬‬ ‫ار‪َ .‬ح ْي ُ‬ ‫أْ‬ ‫ود ُه ْم الَ َي ُم ُ‬ ‫ث ُد ُ‬ ‫َن تَ ُك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫سبق ال سيد وتكلم عن العثرات الموجودة فى العالم‪ ،‬فماذا يصنع اإلنسان المسيحى أمام هذه العثرات والشهوات‬

‫المحاربة فى أعضائه ؟ قطعاً المسيح ال يقبل أن نقطع أيادينا وأرجلنا‪ ..‬الخ‪ .‬بل أن نحيا كأموات أمام الخطية‪.‬‬ ‫فإن كانت أعيننا تعثرنا فلنمنع أعيننا من أن تنظر‪ ،‬فهناك من يسير فى طريقه وعيناه لألرض ويمنع عن عينه‬

‫كل الصور المعثرة‪ .‬وقطعاً فى هذا تغصب‪ ،‬ولكن الملكوت يغصب (مت ‪ .)11:11‬ومن تعثره أماكن معينة‬ ‫فعليه أن ال يذهب فيكون كمن قطع رجله‪ ،‬وهناك من يعثره صديق معين أو جماعة معينة‪ ،‬فعليه أن يمتنع عنهم‬

‫ويكون كمن قد مات‪ ..‬وهكذا‪ .‬وهذا ما ُيسمى الجهاد‪ ،‬أن تغصب نفسك أن ال تفعل ما ترغب فيه إن كان فيه‬ ‫خطأ وتحيا كميت أمامه‪ .‬وتغصب نفسك أن تفعل ما ال ترغب فيه إن كان صحيحاً كالمثابرة فى الصالة‬ ‫والمواظبة على الذهاب مبك اًر للكنيسة‪ .‬والصيام بقدر اإلمكان‪ ..‬الخ‪ .‬فهناك عثرات من اآلخرين وعثرات من‬ ‫أنفسنا عندما ننخدع من شهواتنا وهذه يجب أن نقطعها مهما كانت عزيزة علينا‪ ،‬كما أن اليد والرجل والعين‬

‫عزيزة علينا‪ ،‬أى نتخلص مما يسبب لنا العثرة [ اليد (نبتعد عن أى عمل ردئ) والرجل (نمتنع عن الذهاب‬

‫لألماكن المعثرة)‪ ]..‬أقمع جسدى وأستعبده (‪1‬كو ‪ )11:9‬ومن يجاهد ويغصب نفسه تمأله النعمة‪ ،‬فالنعمة ال‬ ‫تُعطى إالّ لمن يستحقها والنعمة تعطينا أن نكون خليقة جديدة‪ ،‬الشهوات فيها ميتة‪ ،‬خليقة ال تفرح بالخطية وال‬ ‫تسودها الخطية رو ‪ .11:6‬ومن يصلب نفسه عن شهواته يقول مع بولس الرسول "مع المسيح صلبت فأحيا ال‬ ‫فى غل ‪ 17:1‬ويقول لى الحياة هى المسيح (فى ‪ )11:1‬من هذا نفهم أن‬ ‫أنا بل المسيح يحيا ّ‬ ‫القانون الخامس‪ -:‬أوالد الملكوت يحيون كأموات عن العالم لكن أحياء بالمسيح الذى فيهم‪ ،‬المسيح سر‬ ‫حياتهم الجديدة‪.‬‬

‫أنظروا ال تحتقروا أحد هؤالء الصغار‪ ..‬مالئكتهم فى السموات‪ ..‬ينظرون وجه أبى الصغار هم األطفال‬ ‫األبرياء‪ ،‬أو هم الذين بتواضعهم وقداستهم دخلوا من أبواب الملكوت وصاروا أو رجعوا وصاروا مثل األطفال‪ ،‬هم‬ ‫المؤمنين بالمسيح والمتواضعين الذين يبدو أنهم ضعفاء ال حيلة لهم‪ .‬وهنا المسيح يحذر العالم أن هناك مالك‬

‫حارس معين لمرافقة وحراسة كل منهم وهو غير مرئى‪ ،‬ولكنه قادر أن ينصف هؤالء الضعفاء‪ ،‬وأن هؤالء‬

‫المالئكة ينظرون وجه اآلب أى قادرين على حمل البركات منه لهؤالء الصغار واآلن نفهم أن‬

‫‪186‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫القانون السادس‪ -:‬ملكوت السموات صار مفتوحاً لألرضيين المجاهدين كما للسمائيين (يو ‪ )22:2‬والمالئكة‬ ‫تحرس أوالد اهلل‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪ ( + )24-22:23‬لو ‪ )6-4:22‬الخروف الضال‬ ‫‪21‬‬ ‫ان قَ ْد ج ِ‬ ‫َن ْاب َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‬ ‫اآليات (مت ‪22" -:)24-22:23‬أل َّ‬ ‫ون؟ إِ ْن َك َ‬ ‫ص َما قَ ْد َهلَ َك‪َ .‬ما َذا تَظُ ُّن َ‬ ‫اء ل َك ْي ُي َخلِّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان ِم َئ ُة َخر ٍ‬ ‫ين َعلَى ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ب الض َّ‬ ‫سٍ‬ ‫َّال؟ ‪َ 28‬وِا ِن‬ ‫ال َوَيذ َ‬ ‫ِّس ِع َ‬ ‫وف‪َ ،‬و َ‬ ‫ب َي ْطلُ ُ‬ ‫ْه ُ‬ ‫ِّس َع َة َوالت ْ‬ ‫ض َّل َواحد م ْن َها‪ ،‬أَفَالَ َيتُْر ُك الت ْ‬ ‫ِإل ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬إِ َّن ُه ي ْفرح ِب ِه أَ ْكثَر ِم َن التِّسع ِة والتِّس ِع َ ِ‬ ‫َن َي ِج َدهُ‪ ،‬فَا ْل َح َّ‬ ‫يئ ًة‬ ‫س ْت َم ِش َ‬ ‫ق أْ‬ ‫اتَّفَ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫ين الَّتي لَ ْم تَض َّل‪ .‬ه َك َذا لَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ات أ ْ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الص َغ ِ‬ ‫ار‪" .‬‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫َح ُد ُ‬ ‫َن َي ْهل َك أ َ‬ ‫ام أَِبي ُك ُم الَّذي في َّ َ َ‬ ‫أَ‬ ‫َم َ‬ ‫‪4‬‬ ‫َض َ ِ ِ‬ ‫ان ِم ْن ُكم لَ ُه ِم َئ ُة َخر ٍ‬ ‫سٍ‬ ‫ين‬ ‫اآليات (لو ‪« " -:)6-4:22‬أ ُّ‬ ‫ِّس ِع َ‬ ‫وف‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ِّس َع َة َوالت ْ‬ ‫اع َواح ًدا م ْن َها‪ ،‬أَالَ َيتُْر ُك الت ْ‬ ‫َي إِ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫َج ِل الض ِّ‬ ‫ض ُع ُه َعلَى َم ْن ِك َب ْي ِه فَ ِر ًحا‪َ 6 ،‬وَيأ ِْتي إِلَى َب ْي ِت ِه َوَي ْد ُعو‬ ‫َّة‪َ ،‬وَيذ َ‬ ‫َّال َحتَّى َي ِج َدهُ؟ َوِا َذا َو َج َدهُ َي َ‬ ‫ب أل ْ‬ ‫ْه َ‬ ‫َ‬ ‫َص ِدقَ َ ِ‬ ‫ت َخ ُروِفي الض َّ‬ ‫َّال!‪" .‬‬ ‫ان قَ ِائالً لَ ُه ُم‪ :‬اف َْر ُحوا َم ِعي‪ ،‬أل َِّني َو َج ْد ُ‬ ‫ير َ‬ ‫األ ْ‬ ‫اء َوا ْلج َ‬ ‫هناك فروق بين المثل كما ورد فى إنجليى متى ولوقا‪ ،‬فبدل الجبال فى متى يأتى المثل فى لوقا فى البرية‪ .‬وفى‬

‫متى يقول وان إتفق أن يجده يأتى المثل فى لوقا يذهب حتى يجده‪ .‬والسبب أن متى يكتب لليهود ولوقا لألمم‪.‬‬ ‫فبوحى من الروح القدس تغيرت األلفاظ‪ ،‬فاليهود قبل المسيح كانوا على جبال الشريعة والناموس ومعرفة اهلل‪ ،‬أما‬

‫األمم فكانوا فى برية الوثنية‪ ،‬فى تيه مطلق‪ ،‬واليهود صعب ردهم لإليمان بالمسيح لكبريائهم لذلك قال وان إتفق‬ ‫أما األمم فسيدخلون اإليمان‪ .‬من هو الخروف الضال؟ هى النفس المؤمنة التى ضلت ألنها ضعيفة‪ .‬سقطت‬

‫وتشعر بخطيتها ‪ .‬يفرح به = إذ كان ميتاً فعاش ‪.‬‬

‫الراعى = هو المسيح الذى تجسد ليفتش عن آدم وبنيه‬

‫الذين ضلوا‬

‫من هم التسعة والتسعين؟ هم ‪ )1‬المالئكة فى السماء الذين لن يضلوا‪.‬‬ ‫‪ )1‬القديسون فى المجد وهؤالء لن يضلوا‪.‬‬ ‫‪ ):‬القديسون فى األرض الذين لم يفقدوا نعمة المعمودية‬ ‫وقد يكونوا ‪ )1‬األبرار فى أعين أنفسهم كالفريسيين الذين يشعرون بعدم اإلحتياج ‪ ،‬هؤالء ال أمل فى رجوعهم ‪،‬‬

‫فهم لن يبحثوا عن الرب ‪ ،‬ببساطة ألنهم ال يشعرون باإلحتياج (رؤ‪ . )11 : :‬فى هذا المثل يكشف السيد عن‬ ‫نظرته لإلنسان أنه ليس مجرد فرد فى عدد ال يحصى‪ ،‬إنما اهلل يهتم بكل فرد شخصياً وبإسمه‪ ،‬كل نفس لها‬

‫قيمة عظيمة عند المسيح‪ .‬ومن هنا نفهم أن‪:‬‬

‫القانون السابع‪ -:‬المسيح الملك يهتم بكل نفس فى ملكوته وال يسمح بهالكها‪ .‬فهو يبحث عنها شخصياً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 22‬‬ ‫ِ‬ ‫ار‪ ،‬و ُك َّل َذ ِب ٍ‬ ‫ٍِ‬ ‫ص َار‬ ‫اآليات (مر ‪41" -:)22-41:1‬أل َّ‬ ‫َ‬ ‫يحة تُ َملَّ ُح ِبم ْل ٍح‪ .‬اَْلم ْل ُح َج ِّيد‪َ .‬ولك ْن إِ َذا َ‬ ‫َن ُك َّل َواحد ُي َملَّ ُح ِب َن ٍ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ِم ْلح ِبالَ ملُوح ٍة‪ ،‬فَِبما َذا تُ ِ‬ ‫ضا»‪".‬‬ ‫ض ُك ْم َب ْع ً‬ ‫سالِ ُموا َب ْع ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫صل ُحوَن ُه؟ ل َي ُك ْن لَ ُك ْم في أَ ْنفُس ُك ْم م ْلح‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬

‫‪187‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫ألن كل واحد= كل مؤمن إنتمى إلى ملكوت السموات‪ُ .‬يملح بنار= النار هى الروح القدس‪ ،‬روح اإلحراق (أع‬ ‫‪ + 1-::1‬إش ‪ .)1:1‬والملح يصون من الفساد والعفونة (كو ‪ .)6:1‬والروح القدس هو الذى ُيعطى نعمة لكل‬ ‫مؤمن‪ ،‬تعطيه أن يصير خليقة جديدة‪ .‬والحظ أن هذه األيات جاءت فى إنجيل مرقس بعد حديث السيد المسيح‬ ‫عن أهمية قطع اليد والرجل وقلع العين التى تعثر‪ ،‬وكما قلنا فإن هذا إشارة للجهاد‪ ،‬وأمام الجهاد يمألنا الروح‬

‫القدس نعمة تغير من طبيعتنا وتكتم وتميت الخطية التى فينا‪ ،‬أو الشهوة التى فينا (رو‪( )::8‬فقوله دان الخطية‬ ‫أى حكم عليها بالموت)‪ .‬فنار الروح القدس أحرقت الشهوة أو الخطية فينا‪ ،‬وصارت الخطية بال سلطان علينا‬

‫ألن النعمة تسود علينا (رو‪ )11:6‬وبهذا فنار الروح القدس تملح المؤمن أى تحفظه من الفساد‪ .‬وهذا أسماه‬

‫بولس الرسول "ختان القلب بالروح" (رو‪.)19:1‬‬

‫وكل ذبيحة تملح بملح= هذا إشارة إلى (ال ‪ )1:-1::1‬ألن ذبائح العهد القديم تشير للمسيح الذى قَ َّد َم نفسه‬ ‫ذبيحة‪ ،‬واضافة الملح إلى ذبائح العهد القديم يشير ألن المسيح هو بال خطية وأنه حين يموت لن يطوله الفساد‬ ‫بل سيقوم ثانية (مز‪" )17:16‬لن تدع تقيك يرى فساداً" وكل مؤمن عليه أن يقدم جسده ذبيحة حية (رو‪،)1:11‬‬ ‫كيف؟ بقطع يده ورجله وقلع عينه (بالمفهوم الروحى وليس الحرفى)‪ .‬ومن يعمل تحفظه النعمة = تملح بملح‪.‬‬

‫الملح جيد= سبق السيد وقال أنتم ملح األرض (مت ‪ )1:::‬ومن الذى يكون ملح األرض إالّ كل من إمتأل‬ ‫نعمة‪ .‬مثل هذا الملح يكون جيد‪.‬‬

‫يعطى طعماً للطعام‪ ،‬فالمؤمنين المملوئين نعمة‪ ،‬بذوبانهم وسط‬ ‫ملح بال ملوحة= أى ملح فاسد‪ ،‬أو هو ال ُ‬ ‫العالم‪ ،‬يتقبل اهلل هذا العالم‪ ،‬قيل أن اهلل يفيض مياهاً فى نهر النيل بسبب وجود األنبا بوال فى مصر‪ .‬ليكن لكم‬

‫فى أنفسكم ملح= أى لتمتلئوا نعمة لتكونوا ملحاً جيداً ويكون هذا بجهادكم وبأن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية ‪،‬‬ ‫وتقديم الجسد ذبيحة حية هو جهاد اإلنسان أن يحيا كميت عن ملذات الخطية‪.‬‬

‫والحظ أهمية الجهاد حتى تعمل النعمة فينا وتحفظنا‪ ،‬فالرب يقول ليكن لكم في أنفسكم ولم يقل أما أنا‬ ‫فسأعطيكم الملح الذي يحفظكم‪.‬‬ ‫ولكن ما يبطل مفعول النعمة فينا‪ ،‬نزاعاتنا وصراعاتنا على الرئاسات والمجد الدنيوى‪ ،‬كما بدأ هذا اإلصحاح‬

‫بصراع التالميذ عمن هو األعظم‪ .‬والسيد يعطى نصيحته بأن نحيا فى سالم‪ ،‬وطوبى لصانعى السالم ومن هذا‬

‫نفهم أن‬

‫القانون الثامن‪ -:‬النعمة تحفظ أوالد الملكوت من الفساد‬ ‫وشرط بقاء النعمة‬

‫‪ )1‬نكون ذبائح (نصلب شهواتنا)‬

‫‪ )1‬نحيا فى سالم‬

‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫س ِم َع ِم ْن َك فَقَ ْد‬ ‫َخ َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ « " -:)12-22:23‬وِا ْن أ ْ‬ ‫طأَ إِلَ ْي َك أَ ُخ َ‬ ‫وك فَاذ َ‬ ‫ْه ْب َو َعات ْب ُه َب ْي َن َك َوَب ْي َن ُه َو ْح َد ُك َما‪ .‬إِ ْن َ‬ ‫‪26‬‬ ‫ش ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َم ْع‪ ،‬فَ ُخ ْذ َم َع َك أ َْي ً ِ ِ‬ ‫اه َد ْي ِن أ َْو ثَالَ ثَ ٍة‪.‬‬ ‫ت أَ‬ ‫وم ُك ُّل َكلِ َم ٍة َعلَى فَِم َ‬ ‫َخ َ‬ ‫َرِب ْح َ‬ ‫اك‪َ .‬وِا ْن لَ ْم َي ْ‬ ‫ضا َواح ًدا أَو اثْ َن ْي ِن‪ ،‬ل َك ْي تَقُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪21‬وِا ْن لَم يسمع ِم ْنهم فَ ُق ْل لِ ْل َك ِن ِ‬ ‫يس ِة َف ْل َي ُك ْن ِع ْن َد َك َكا ْل َوثَِن ِّي َوا ْل َع َّ‬ ‫شِ‬ ‫ار‪23 .‬اَْل َح َّ‬ ‫ق أَقُو ُل‬ ‫يسة‪َ .‬وِا ْن لَ ْم َي ْ‬ ‫س َم ْع م َن ا ْل َكن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ ُْ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪َ ،‬و ُك ُّل َما تَ ُحلُّوَن ُه َعلَى األ َْر ِ‬ ‫لَ ُك ْم‪ُ :‬ك ُّل َما تَْرِبطُوَن ُه َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ون َم ْحلُوالً ِفي‬ ‫ض َي ُك ُ‬ ‫ض َي ُك ُ‬ ‫ون َم ْرُبوطًا في َّ َ‬

‫‪188‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن عشر)‬ ‫ِ ‪21‬‬ ‫ان ِم ْن ُك ْم َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ق اثْ َن ِ‬ ‫ون لَ ُه َما ِم ْن ِق َب ِل‬ ‫الس َم‬ ‫َّ‬ ‫ض ِفي أ ِّ‬ ‫َي َ‬ ‫ضا‪ :‬إِ ِن اتَّفَ َ‬ ‫ش ْي ٍء َي ْطلُ َب ِان ِه فَِإ َّن ُه َي ُك ُ‬ ‫اء‪َ .‬وأَقُو ُل لَ ُك ْم أ َْي ً‬ ‫ِ ‪12‬‬ ‫اك أَ ُك ُ ِ‬ ‫اجتَ َم َع اثْ َن ِ‬ ‫س ِط ِه ْم»‪".‬‬ ‫الس َم َاو‬ ‫أَِبي الَِّذي ِفي َّ‬ ‫اس ِمي فَ ُه َن َ‬ ‫ات‪ ،‬أل ََّن ُه َح ْيثُ َما ْ‬ ‫ون في َو ْ‬ ‫ان أ َْو ثَالَ ثَة ِب ْ‬

‫سبق السيد وقال للمخطئ ال تقدم قربانك على المذبح قبل أن تصطلح مع أخيك (مت ‪ .)11-1:::‬وهذا الكالم‬

‫موجه لمن لحقه األذى‪ ،‬بأن يعاتب من أخطأ إليه‪ ،‬وهذا يخجل المخطئ‪ ،‬والسرية أدعى لعودة الصفاء‪ ،‬فالتشهير‬

‫بمن أخطأ يزيده عناداً‪ .‬هنا من لحقه األذى بتصرفه هذا يربح نفساً للمسيح وهو فى هذا يمتثل بالمسيح‪ ،‬فنحن‬

‫أخطأنا إليه لكن جاء وتجسد ليصالحنا‪ .‬واذا لم يسمع فلنذهب للكنيسة‪ ،‬وهنا السيد يعطى لكنيسته سلطان للحل‬

‫والربط (آيه ‪ .)18‬وقبل الكنيسة فليأخذ معه شاهدين أو ثالثة ربما يخجل هذا العنيد منهم‪ ،‬وهؤالء الشهود‬

‫سيكونون شهوداً عليه بعد ذلك‪ .‬فإذا رفض تدخل الكنيسة تربطه الكنيسة أى تمنعه من شركتها ويمنع من‬ ‫األسرار‪ ،‬فمن رفض أمومة الكنيسة فهو يرفض أبوة اهلل‪ .‬أما سلطان الحل فهو قبول توبته وغفرانه لو رجع‬

‫بالتوبة وهذا ما فعله بولس الرسول مع زانى كورنثوس (‪1‬كو ‪ :-1::‬ثم ‪1‬كو ‪ .)8-6:1‬وقطع هذا العنيد‬

‫المصر على عناده يظهر فى قول المسيح= ليكن عندك كالوثنى والعشار طبعاً ليس العشار التائب ولكن‬

‫العشار المعاند‪ ،‬والوثنى المصر على وثنيته‪.‬‬

‫إن إتفق إثنين‪ ..‬يكون لهما= المسيح يفرح بروح المحبة التى تجمع بيننا فإذا كان هذا المعاند الذى يرفض‬ ‫الصلح مع أخيه الذى ذهب ليعاتبه يتعرض للقطع والحرمان من شركة الكنيسة‪ ،‬فإن المجتمعين فى محبة‬

‫يصلون ألجل شئ معين‪ ،‬قطعاً سيستجيب اهلل لهم لو طلبوا أن يتغير قلب هذا المعاند‪ .‬والروح القدس يمألهم‬ ‫كما مأل من إجتمعوا للصالة بنفس واحدة (أع ‪ + 1-1:1‬أع ‪ ):1-:1:1‬بل يأتى المسيح ويكون فى وسط هذه‬

‫المجموعة التى تجتمع فى حب بإسمه = فهناك أكون فى وسطهم‪ .‬وما أجمل هذه اآلية فقداساتنا بوجود المسيح‬

‫فى وسطنا تتحول إلى سماء واجتماعاتنا تتحول إلى سماء‪ ،‬ففى أى قداس أو إجتماع يجتمع أكثر من إثنين أو‬ ‫ثالثة بإسم المس يح‪ .‬بل صالتنا الشخصية فى مخادعنا إذ نصلى متشفعين بالقديسين والمالئكة‪ ،‬حينئذ نجتمع‬ ‫أرضيين مع سمائيين‪ ،‬وبحسب وعد المسيح يكون هو فى وسطنا‪ ،‬فيتحول المخدع إلى سماء ومن هذا نفهم أن‬

‫القانون التاسع‪ -:‬هو أن الكنيسة ملكوت السموات على األرض هى إجتماع إخوة فى محبة والمسيح حاضر‬ ‫فى وسطها‪ ،‬بل أعطاها سلطاناً للحل والربط‪ .‬بل ما تتفقوا عليه سأنفذه لكم‪.‬‬

‫ب‪َ ،‬كم م َّرةً ي ْخ ِطئ إِلَ َّي أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٍ ِ ِ 12‬‬ ‫َخي َوأَ​َنا أَ ْغ ِف ُر لَ ُه؟‬ ‫س َوقَ َ‬ ‫َّم إِلَ ْيه ُب ْط ُر ُ‬ ‫ال‪َ «:‬ي َار ُّ ْ َ ُ ُ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)82-12:23‬حي َنئذ تَقَد َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ين م َّرةً س ْبع م َّر ٍ‬ ‫ات‪ ،‬ب ْل إِلَى ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َه ْل إِلَى س ْب ِع م َّر ٍ‬ ‫ات‪18 .‬لِذلِ َك‬ ‫ات؟» قَ َ‬ ‫س ْب ِع َم َّر َ‬ ‫َ‬ ‫سوعُ‪«:‬الَ أَقُو ُل لَ َك إِلَى َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫س ْبع َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪14‬‬ ‫يده‪َ .‬فلَ َّما ْابتَ َدأَ ِفي ا ْلمحاسب ِة قُدِّم إِلَ ْي ِه و ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت َّ ِ‬ ‫احد َم ْد ُيون‬ ‫ُي ْ‬ ‫اد أ ْ‬ ‫سا ًنا َملِ ًكا أ َ​َر َ‬ ‫ش ِب ُه َملَ ُك ُ‬ ‫ب َع ِب َ ُ‬ ‫ُ َ َ​َ‬ ‫َن ُي َحاس َ‬ ‫َ‬ ‫الس َم َاوات إِ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِب َع ْ ِ‬ ‫ام َأرَتُ ُه َوأ َْوالَ ُدهُ َو ُك ُّل َما لَ ُه‪َ ،‬وُيوفَي الد َّْي ُن‪.‬‬ ‫س ِّي ُدهُ أ ْ‬ ‫َن ُي َب َ‬ ‫َم َر َ‬ ‫اع ُه َو َو ْ‬ ‫ش َرة آالَف َو ْزَنة‪َ .‬وِا ْذ لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه َما ُيوفي أ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِّي ُد ذلِ َك ا ْل َع ْب ِد َوأَ ْطلَقَ ُه‪َ ،‬وتَ​َر َك لَ ُه‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬تَ َم َّه ْل َعلَ َّي فَأُوِف َي َك ا ْل َجم َ‬ ‫يع‪ .‬فَتَ َح َّن َن َ‬ ‫س َج َد لَ ُه قَائالً‪َ :‬يا َ‬ ‫فَ َخ َّر ا ْل َع ْب ُد َو َ‬ ‫اح ًدا ِم َن ا ْلع ِب ِ‬ ‫الد َّْي َن‪13 .‬ولَ َّما َخرج ذلِ َك ا ْلع ْب ُد وج َد و ِ‬ ‫ان َم ْد ُيوًنا لَ ُه ِب ِم َئ ِة ِدي َن ٍ‬ ‫َخ َذ ِب ُع ُن ِق ِه‬ ‫س َك ُه َوأ َ‬ ‫يد ُرفَقَ ِائ ِه‪َ ،‬ك َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ار‪ ،‬فَأ َْم َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع‪َ .‬فلَ ْم‬ ‫قَائالً‪ :‬أ َْوِفني َما لي َعلَ ْي َك‪ .‬فَ َخ َّر ا ْل َع ْب ُد َرِفيقُ ُه َعلَى قَ َد َم ْيه َوطَلَ َ‬ ‫ب إِلَ ْيه قَائالً‪ :‬تَ َم َّه ْل َعلَ َّي فَأُوِف َي َك ا ْل َجم َ‬ ‫‪189‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح الثامن عشر)‬ ‫‪82‬‬ ‫صوا‬ ‫ان‪َ ،‬ح ِزُنوا ِجدًّا‪َ .‬وأَتَ ْوا َوقَ ُّ‬ ‫يد ُرفَقَ ُ‬ ‫ضى َوأَْلقَاهُ ِفي ِس ْج ٍن َحتَّى ُيوِف َي الد َّْي َن‪َ .‬فلَ َّما َأرَى ا ْل َع ِب ُ‬ ‫اؤهُ َما َك َ‬ ‫ُي ِرْد َب ْل َم َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫علَى ِ ِ‬ ‫ُّها ا ْل َع ْب ُد ِّ‬ ‫ير‪ُ ،‬ك ُّل ذلِ َك الد َّْي ِن تَ​َرْكتُ ُه لَ َك أل ََّن َك‬ ‫َ‬ ‫س ِّي ُدهُ َوقَا َل لَ ُه‪ :‬أَي َ‬ ‫س ِّيده ْم ُك َّل َما َج َرى‪ .‬فَ َد َعاهُ حي َنئذ َ‬ ‫َ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫‪84‬‬ ‫‪88‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سلَّ َم ُه إِلَى‬ ‫ان َي ْن َب ِغي أ ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫طَلَ ْب َ‬ ‫ت إِلَ َّي‪ .‬أَفَ َما َك َ‬ ‫ت أ َْي ً‬ ‫ضا تَْر َح ُم ا ْل َع ْب َد َرِفيقَ َك َك َما َرح ْمتُ َك أَ​َنا؟‪َ .‬و َغض َ‬ ‫س ِّي ُدهُ َو َ‬ ‫ب َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ي ي ْفع ُل ِب ُكم إِ ْن لَم تَتْرُكوا ِم ْن ُقلُوِب ُكم ُك ُّل و ِ‬ ‫الس َم ِ‬ ‫اح ٍد‬ ‫ان لَ ُه َعلَ ْي ِه‪ .‬فَه َك َذا أَِبي َّ‬ ‫ين َحتَّى ُيوِف َي ُك َّل َما َك َ‬ ‫ا ْل ُم َع ِّذ ِب َ‬ ‫َ‬ ‫او ُّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َخ ِ‬ ‫أل ِ‬ ‫يه َّزالَ ِت ِه»‪".‬‬

‫يشبه ملكوت السموات= أى الكنيسة إنساناً ملكاً= هو المسيح الديان‪ .‬يحاسب عبيده= ليس حساب يوم‬ ‫الدينونة‪ ،‬بل هو تعامل اهلل معنا اآلن ونحن فى الجسد‪ ،‬فمن يغفر ألخيه هنا يغفر له المسيح يوم الدينونة ومن‬

‫يغلق قلبه عن أخيه يغلق المسيح قلبه من ناحيته‪ .‬أما يوم الدينونة فال سماح فيه وال مسامحة‪ .‬فلننتهز الفرصة‬ ‫هنا ونغفر فيغفر لنا السيد خطايانا‪ .‬والحظ أن هذا هو الشرط الذى وضعه السيد بعد أن علم تالميذه الصالة‬

‫الربانية (مت ‪ .)1:-11:6‬وكان هذا هو التعليق الوحيد على الصالة الربانية‪ .‬ولنالحظ أن من يغفر ألخيه‬

‫سيغفر له اهلل‪ ،‬وسيشعر بهذا الغفران فى محبة اآلب الحانية فأبو اإلبن الضال حين غفر إلبنه وسامحه وقَبِلَهُ‪،‬‬ ‫وقع على عنقه َوقَّبلَهُ‪ .‬فمن يغفر سيشعر بهذه المحبة األبوية‪.‬‬

‫عشرة أالف وزنة= لو كانت وزنات ذهب تساوى أكثر من ‪ 67‬مليون جنيه‪ .‬والحظ أن خيمة اإلجتماع إستخدم‬

‫فيها ‪ 19‬وزنة (خر‪ )11::8‬والهيكل إستخدم فيه ‪ :777‬وزنة ذهب فقط‪ 1777 ،‬وزنة فضة (‪1‬أى ‪.)1-1:19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1‬مليون جنيه‪.‬‬

‫أماّ لو كانت العشرة أالف وزنة من فضة فهى تساوى حوالى‬ ‫‪1‬‬ ‫أما المائة دينار فهى تساوى حوالى ‪ :‬جنيه وهذا يعنى أن خطايانا تجاه اهلل رهيبة وديوننا هلل ال يمكن لنا أن‬ ‫نوفيها بل نعجز تماماً عن ذلك‪ .‬لذلك جاء المسيح ليوفى وليغفر‪.‬‬

‫‪ 17777‬العشرة هى رمز للوصايا العشرة التى أخطأنا فيها‪ ،‬واأللف هى رمز للسمائيات‪ ،‬فمن يلتزم بالوصايا‬ ‫يحيا فى السماويات‪ .‬ويشير الرقم لمخالفة الوصايا العشر والعقوبة ضياع السماويات (‪)1777‬‬

‫أمر سيده أن يباع= وذلك حسب الشريعة (ال ‪.)1:-:9:1:‬‬

‫على فأوفيك= وكيف يوفى هذا العبد ‪ 67‬مليون جنيه وهو مفلس‪ ،‬السيد يريد إظهار إستحالة أن‬ ‫يا سيد تمهل ّ‬ ‫نوفى‪ ،‬لذلك جاء هو ليوفى‪ ،‬ولكن الحظ إستجابة السيد لصراخ وصالة عبده‪ ،‬وأنه سامحه‪ .‬والعبد كان يطلب أن‬ ‫يمهله سيده‪ ،‬لكن مهما أمهله كيف يمكن تدبير المبلغ ليسدد‪ .‬ولكن إستجابة السيد كانت كريمة أكثر من‬

‫التصور‪ ،‬فقد ترك له كل شئ‪ .‬والحظ بعد ذلك أن إنغالق قلب العبد من نحو العبد زميله أفقده غفران سيده‪.‬‬

‫وماذا كان دين زميله ‪ 177‬دينار (إشارة لقطيع اهلل) إن لم تتركوا من قلوبكم = فالغفران ال يكون بالفم فقط بل‬

‫من القلب‪ 1 .‬مرات=هو رقم الكمال ‪ 12‬مرة سبع مرات= أى الغفران الكامل دائماً ومن هذا نعلم أن‬

‫القانون العاشر‪ -:‬إستمرار المؤمن فى الملكوت وتمتعه به مربوط بغفرانه إلخوته من قلبه لكل أخطائهم‪.‬‬

‫‪190‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح التاسع عشر‬ ‫اآليات (مت ‪ ( + )21-2:21‬مر‪ )21-2:22‬قانون الزواج في المسيحية‬ ‫‪2‬‬ ‫ودي ِ‬ ‫سوعُ ه َذا ا ْل َكالَم ا ْنتَ َق َل ِم َن ا ْل َجلِ ِ‬ ‫وم ا ْل َي ُه ِ‬ ‫اء إِلَى تُ ُخ ِ‬ ‫َّة ِم ْن َع ْب ِر‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫اآليات (مت ‪" -:)21-2:21‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يل َو َج َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪1‬‬ ‫اك‪8 .‬وجاء إِلَ ْي ِه ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن‬ ‫يرة فَ َ‬ ‫ين لَ ُه‪َ «:‬ه ْل َي ِح ُّل لِ َّلر ُج ِل أ ْ‬ ‫شفَ ُ‬ ‫ُّون لِ ُي َجِّرُبوهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫يسي َ‬ ‫اه ْم ُه َن َ َ َ َ‬ ‫األ ُْرُد ِّن‪َ .‬وتَِب َعتْ ُه ُج ُموع َكث َ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ِ :‬م ْن‬ ‫َما قَ َأرْتُ ْم أ َّ‬ ‫ق ِم َن ا ْل َب ْد ِء َخلَقَ ُه َما َذ َك ًار َوأُْنثَى؟ َوقَ َ‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫َن الَِّذي َخلَ َ‬ ‫ُيطَلِّ َ‬ ‫َج َ‬ ‫س َب ٍب؟» فَأ َ‬ ‫ام َأرَتَ ُه ل ُك ِّل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ُم ُه وي ْلتَ ِ‬ ‫ون اال ثْ َن ِ‬ ‫سد‬ ‫َج ِل ه َذا َيتُْر ُك َّ‬ ‫صُ‬ ‫ام َأرَِت ِه‪َ ،‬وَي ُك ُ‬ ‫أْ‬ ‫الر ُج ُل أ َ​َباهُ َوأ َّ َ َ‬ ‫سا َب ْع ُد اثْ َن ْي ِن َب ْل َج َ‬ ‫س ًدا َواح ًدا‪ .‬إِ ًذا لَ ْي َ‬ ‫ان َج َ‬ ‫ق ِب ْ‬ ‫‪1‬‬ ‫َن يع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق؟»‬ ‫طالَ ق فَتُ َ‬ ‫اب َ‬ ‫طلَّ ُ‬ ‫طى كتَ ُ‬ ‫وسى أ ْ ُ ْ‬ ‫صى ُم َ‬ ‫سان»‪ .‬قَالُوا لَ ُه‪َ «:‬فل َما َذا أ َْو َ‬ ‫َواحد‪ .‬فَالَّذي َج َم َع ُه اهللُ َال ُيفَِّرقُ ُه إِ ْن َ‬ ‫‪3‬‬ ‫طلِّقُوا ِنساء ُكم‪ .‬و ِ‬ ‫لك ْن ِم َن ا ْل َب ْد ِء لَ ْم َي ُك ْن ه َك َذا‪.‬‬ ‫َن تُ َ‬ ‫قَ َ‬ ‫س َاوِة ُقلُوِب ُك ْم أ َِذ َن لَ ُك ْم أ ْ‬ ‫وسى ِم ْن أ ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َج ِل قَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬إِ َّن ُم َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫َّ‬ ‫س َبب ِّ‬ ‫ال لَ ُه‬ ‫الزَنا َوتَ​َزَّو َج ِبأ ْ‬ ‫ُخ َرى َي ْزِني‪َ ،‬والَِّذي َيتَ​َزَّو ُج ِب ُمطَلَّقَ ٍة َي ْزِني»‪ .‬قَ َ‬ ‫َوأَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن َم ْن طَلَّ َ‬ ‫ام َأرَتَ ُه إِال ِب َ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪22‬‬ ‫ون ه َذا‬ ‫ان ه َك َذا أ َْم ُر َّ‬ ‫ق أْ‬ ‫الر ُج ِل َم َع ا ْل َم ْأر َِة‪ ،‬فَالَ ُيو ِاف ُ‬ ‫س ا ْل َج ِميعُ َي ْق َبلُ َ‬ ‫تَالَ ِمي ُذهُ‪« :‬إِ ْن َك َ‬ ‫َن َيتَ​َزَّو َج!» فَقَا َل لَ ُه ْم‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫ون أ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين أ ْ ِ‬ ‫ص َيان ُولِ ُدوا ه َك َذا ِم ْن ُبطُ ِ‬ ‫اه ُم‬ ‫ص ُ‬ ‫ا ْل َكالَ َم َب ِل الَِّذ َ‬ ‫ُم َهات ِه ْم‪َ ،‬وُي َ‬ ‫ُعط َي لَ ُهم‪ ،‬أل ََّن ُه ُي َ‬ ‫وج ُد خ ْ‬ ‫وج ُد خ ْ‬ ‫ص َيان َخ َ‬ ‫وت َّ ِ‬ ‫َج ِل ملَ ُك ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َن َي ْق َب َل َف ْل َي ْق َب ْل»‪".‬‬ ‫استَ َ‬ ‫اع أ ْ‬ ‫ط َ‬ ‫اس‪َ ،‬وُي َ‬ ‫الس َم َاوات‪َ .‬م ِن ْ‬ ‫وج ُد خ ْ‬ ‫ص ْوا أَ ْنفُ َ‬ ‫ص َيان َخ َ‬ ‫الن ُ‬ ‫س ُه ْم أل ْ َ‬

‫‪2‬‬ ‫وم ا ْليهوِدي ِ‬ ‫اجتَ َم َع إِلَ ْي ِه ُج ُموع‬ ‫ام ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َّة ِم ْن َع ْب ِر األ ُْرُد ِّن‪ .‬فَ ْ‬ ‫اء إِلَى تُ ُخ ِ َ ُ‬ ‫اك َو َج َ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)21-2:22‬وقَ َ‬ ‫ضا يعلِّمهم‪1 .‬فَتَقَدَّم ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ام َأرَتَ ُه؟» لِ ُي َجِّرُبوهُ‪.‬‬ ‫سأَلُوهُ‪َ «:‬ه ْل َي ِح ُّل لِ َّلر ُج ِل أ ْ‬ ‫َن ُيطَلِّ َ‬ ‫ضا‪َ ،‬و َك َع َ‬ ‫يسي َ‬ ‫اد ِت ِه َك َ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ُّون َو َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ان أ َْي ً ُ َ ُ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫َن ي ْكتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب‬ ‫طالَ ق‪ ،‬فَتُ َ‬ ‫اب َ‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫طلَّ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫ق»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ب كتَ ُ‬ ‫وسى أَذ َن أ ْ ُ َ‬ ‫َج َ‬ ‫فَأ َ‬ ‫وسى؟» فَقَالُوا‪ُ «:‬م َ‬ ‫صا ُك ْم ُم َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ِ «:‬ب َما َذا أ َْو َ‬ ‫ص َّي َة‪6 ،‬و ِ‬ ‫هذ ِه ا ْلو ِ‬ ‫َج ِل قَساوِة ُقلُوِب ُكم َكتَب لَ ُكم ِ‬ ‫لك ْن ِم ْن َب ْد ِء ا ْل َخلِيقَ ِة‪َ ،‬ذ َك ًار َوأُْنثَى َخلَقَ ُه َما‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ِ «:‬م ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َي ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ُم ُه وي ْلتَ ِ‬ ‫ون اال ثْ َن ِ‬ ‫سا َب ْع ُد اثْ َن ْي ِن َب ْل‬ ‫َج ِل ه َذا َيتُْر ُك َّ‬ ‫صُ‬ ‫ام َأرَِت ِه‪َ ،‬وَي ُك ُ‬ ‫اهللُ‪ِ .‬م ْن أ ْ‬ ‫الر ُج ُل أ َ​َباهُ َوأ َّ َ َ‬ ‫س ًدا َواح ًدا‪ .‬إِ ًذا لَ ْي َ‬ ‫ان َج َ‬ ‫ق ِب ْ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 22‬‬ ‫جسد و ِ‬ ‫ال‬ ‫ضا َع ْن ذلِ َك‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫احد‪ .‬فَالَِّذي َج َم َع ُه اهللُ الَ ُيفَِّرق ُ‬ ‫سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ أ َْي ً‬ ‫سان»‪ .‬ثُ َّم في ا ْل َب ْيت َ‬ ‫ْه إِ ْن َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪21‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫آخ َر تَْزِني»‪".‬‬ ‫ام َأرَتَ ُه َوتَ​َزَّو َج ِبأ ْ‬ ‫ام َأرَة َز ْو َج َها َوتَ​َزَّو َج ْت ِب َ‬ ‫لَ ُه ْم‪َ «:‬م ْن طَلَّ َ‬ ‫ُخ َرى َي ْزِني َعلَ ْي َها‪َ .‬وِا ْن طَلقَت ْ‬ ‫ق ْ‬

‫قضى الرب فى الجليل فترة طويلة من خدمته‪ ،‬ولما أكمل الخدمة ترك الجليل ولم يعد إليها إالّ بعد القيامة‪ .‬وهنا‬

‫لب‪ .‬وفى‬ ‫ص َ‬ ‫نراه متجهاً إلى اليهودية وأورشليم للمرة األخيرة‪ ،‬ما اًر بعبر األردن‪ .‬وفى زيارته هذه األخيرة ألورشليم ُ‬ ‫أثناء هذه الرحلة تدخل أحداث (لو ‪ .):1:18-:1:9‬ومنطقة عبر األردن (بيرية وتسمى اآلن الجوالن) هى التى‬ ‫كان يوحنا المعمدان يعلم ويعمد فيها (يو‪. )17:17‬‬

‫‪191‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫ليجربوه = كانت هناك مدرستين عند اليهود فى موضوع الطالق‪-:‬‬ ‫‪ .1‬مدرسة الراباى هليل‪ ،‬وهم يسمحون بالطالق لكل سبب حتى عدم إجادة الطهى أو حتى لو أعجبت الرجل‬ ‫إمرأة أخرى وكره إمرأته‪.‬‬

‫‪ .2‬مدرسة الراباى شمعى وهى تقيد الطالق إالّ لسبب الخيانة فقط ‪.‬‬

‫وسؤال ال فريسيين للمسيح هنا فى خبث‪ ،‬فهو موجه ضد هيرودس وهيروديا فهيرودس كان قد طلق إمرأته بنت‬ ‫الحارث ليتزوج بإمرأة أخيه فيلبس‪ .‬فلو منع المسيح الطالق إلشتكوه لهيرودس فيقتله كما قتل المعمدان‪ .‬ولو‬

‫سمح المسيح بالطالق لكان أقل من المعمدان جرأة فى الشهادة للحق‪ .‬لكل سبب= أى لكل ما ال يعجبه فيها‬

‫بحسب مدرسة الرابى هليل‪ .‬خلقهما ذك ارً وأنثى= الرب هنا يقرر شريعة الزوجة الواحدة‪ ،‬فاهلل خلق إمرأة واحدة‬

‫آلدم‪ ،‬بالرغم من حاجته لزيادة النسل فى األرض وألن اهلل خلق إمرأة واحدة آلدم‪ ،‬فكيف يطلقها أو يختار غيرها‪.‬‬

‫يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته= الرابطة الزوجية أقوى من كل الروابط العائلية وال تفك‪ .‬فإن كان الرجل‬ ‫ال يمكنه تغيير أباه وأمه مهما كانوا متعبين ( أى يكونا أسباب تعب له ) فهو ال يمكنه تغيير إمرأته‪ .‬ولقد سمح‬ ‫موسى بالطالق‪ ،‬لذلك كان هؤالء الفريسيون الخبثاء‪ ،‬وكانوا قد سمعوا رأيه بمنع الطالق أثناء عظته على الجبل‬

‫(مت ‪ ) :1-:1::‬يريدونه أن يكرر رأيه هذا ثانية ليتهموه بأنه كاسر للناموس‪ .‬أما السيد المسيح فإستغل السؤال‬

‫ليشرح لهم ولنا أن الزواج سر مقدس= فالذى جمعه هو اهلل= اهلل هو الذى جمع الزوجين ليصبحا جسداً واحداً‪.‬‬

‫واذا كان اهلل هو الذى جمعهما فكيف يفرق اإلنسان بالطالق ما جمعه اهلل‪ .‬من أجل هذا يترك‪ = ..‬من أجل أن‬ ‫يتم سر الزواج ليستقل الرجل عن عائلته ليبنى أسرة جديدة‪.‬‬ ‫والكتاب قدس سر الزواج فى عدة مناسبات‪-:‬‬ ‫‪ .1‬هنا يقول عنه السيد المسيح أن ما جمعه اهلل‪ .‬إذاً هو رباط إلهى‪.‬‬

‫‪ .2‬كثي اًر ما سمعنا فى العهد القديم عن اليهود شعب اهلل أنهم عروس اهلل‬ ‫(إش ‪ + 1::7‬هو ‪.)1:1‬‬

‫‪ .3‬بولس الرسول شبه عالقة المسيح بكنيسته بعالقة الرجل بإمرأته وقال إن هذا السر عظيم (أف ‪.):1-1:::‬‬ ‫‪ .4‬السيد المسيح كرم الزواج بحضوره عرس قانا الجليل (يو‪.)1‬‬

‫‪ .5‬يقول بولس الرسول "ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد والمضجع غير نجس (عب ‪ )1:1:‬وراجع أيضاً‬ ‫(‪1‬تى ‪1 + :-1:1‬كو ‪.)11-17:1‬‬

‫‪ .6‬المسيح كعريس للكنيسة ترك أباه= اى ترك مجده وأخلى ذاته آخذاً صورة عبد وترك أمه = أى الشعب‬ ‫اليهودى الذى أتى منه بالجسد‪ .‬ليلتصق بإمرأته أى كنيسته‪.‬‬

‫وموسى لم يوصى بالطالق‪ ،‬فالسؤال خاطئ فلماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طالق فتطلق‪( .‬تث ‪)1:11‬‬ ‫لكن موسى أوصى أنه فى حالة أن يطلق رجل زوجته يعطيها كتاب طالق به يمكنها أن تصبح حرة وتتزوج من‬

‫رجل آخر لو أرادت‪ .‬والسيد يشرح لماذا سمح موسى بهذا‪ .‬بأن موسى من أجل قساوة قلبهم أذن أو سمح ولم‬

‫‪192‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫يوصى بهذا‪ .‬واذا كان العهد القديم قد سمح بالطالق فهو سمح أيضاً بالحلف أما شريعة العهد الجديد فقد منعت‬ ‫كالهما فهي شريعة النعمة التي تساند من ينفذ الوصايا‪ .‬وهم فى قساوة قلوبهم كانوا سيقتلون نساءهم لو تضايقوا‬

‫خير من قتلهن‪ .‬بل ربما كان الرجل وهو يكتب كتاب طالق لزوجته ويعرف أن‬ ‫منهن‪ .‬إذاً طالق الزوجات كان ٌ‬ ‫بهذا الكتاب ستصير آلخر‪ ،‬يرجع عن فكرة الطالق‪ .‬والسيد أعطى سبباً واحداً للطالق وهو الزنا‪ .‬فالزنا يجعل‬ ‫الزانية جسد واحد مع الرجل اآلخر‪ ،‬وبهذا هى قطعت عالقة الجسد الواحد مع زوجها وبهذا فرب المجد يقيد‬

‫الطالق تماماً إالّ لعلة الزنا‪ .‬وبهذا على الزوج والزوجة أن يحتمال بعضهما بثبات للحفاظ على العالقة التى‬

‫جمعها اهلل‪ .‬ومن يطلق إمرأة لغير سبب الزنا ويتزوج بأخرى (عن طريق المحاكم العالمية) فهو يزنى‪ ،‬ألن الذى‬

‫طلقه إنسان‪ ،‬ولكن اهلل لم يطلقه‪ .‬ونرجع للقاعدة التى وضعها المسيح ما جمعه اهلل ال يفرقه إنسان‪ .‬ومادام اهلل‬

‫لم يحكم باإلنفصال فهما مازاال جسداً واحداً‪ ،‬فكيف يتزوج بأخرى؟ فهذا يكون زنا‪ .‬فالزنا هو أن يقيم الرجل‬ ‫عالقة مع إمرأة اخرى غير زوجته‪ ،‬وزوجته األولى (التى طلقها بواسطة إنسان) مازالت زوجته بحسب حكم اهلل‪،‬‬

‫لذلك قال السيد فى (مر‪ )11:17‬يزنى عليها فهى مازالت زوجته‪ .‬وان كان موسى قد سمح بالطالق فمالخى‬ ‫النبى أعلن عن غضب اهلل على من يغدر بإمرأته (مال‪ )16-1::1‬وهنا يصرح أن اهلل يكره الطالق‪ .‬فالمسيح‬

‫يشرح لهؤالء القساة روح الناموس وليس حرفه‪.‬‬

‫وواضح طبعاً أن فى كالم السيد المسيح منعاً باتاً من تعدد الزوجات فإذا كان من طلق إمرأته (بحكم من‬

‫المحكمة) يزنى إن تزوج بأخرى‪ .‬فماذا يكون الموقف ممن تزوج إمرأة أخرى دون أن يطلق األولى (حتى بحكم‬

‫من المحكمة)‬

‫فالذى جمعه اهلل ال يفرقه إنسان = هناك زواج مدنى وهو سنة إلهية منذ بدء الخليقة (تك‪ )1 ، 1‬ولكن الزواج‬

‫فى المسيحية مختلف ‪ ،‬فالزواج يكون ببركة خاصة من اهلل وبسماح منه وعن طريق وكالؤه من الكهنة‪.‬‬ ‫؟‬

‫لماذا‬

‫ببساطة فالمسيحى حين تعمد فهو صار عضوا فى جسد المسيح وخلية حية في جسده ‪ .‬وأى تغيير فى‬

‫صفته ال بد أن يكون بسماح وبركة ونعمة خاصة يعطيها اهلل للزوجين ليكونا جسدا واحدا فى المسيح‪ ،‬وخلية‬

‫متكاثرة فى جسده‪ .‬فهل يحق للمسيحى أن يتزوج زواجا مدنى وهو عضو فى جسد المسيح دون بركة واذن من‬

‫رأس الجسد؟‬

‫لذلك يقول الذى جمعه اهلل‪...‬‬

‫ونالحظ فى (مر‪ )11:17‬أن السيد ساوى بين الرجل والمرأة فقال وان طلقت إمرأة زوجها‪ ..‬واليهود كانوا يعطون‬ ‫حق طلب الطالق للزوج فقط وليس للزوجة‪ .‬فكان كالم المسيح هنا غريباً على أسماع اليهود‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫َن َيتَ​َزَّو َج!»‪" .‬‬ ‫ان ه َك َذا أ َْم ُر َّ‬ ‫آية (مت ‪ " -:)22:21‬قَ َ‬ ‫ق أْ‬ ‫الر ُج ِل َم َع ا ْل َم ْأر َِة‪ ،‬فَالَ ُيو ِاف ُ‬ ‫ال لَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ‪« :‬إِ ْن َك َ‬

‫فال يوافق أن يتزوج = هذا الكالم معناه أن التالميذ أروا فى منع السيد للطالق تقييداً لحرية الرجل‪ ،‬فقالوا إذاً‬ ‫األسهل أن يعيش اإلنسان بال زواج حتى ال تضايقه إمرأة ال يستطيع أن يطلقها‪.‬‬

‫‪193‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع عشر)‬ ‫‪22‬‬ ‫ُع ِط َي لَ ُهم‪"،‬‬ ‫آية (مت ‪ " -:)22:21‬فَقَ َ‬ ‫ون ه َذا ا ْل َكالَ َم َب ِل الَِّذ َ‬ ‫س ا ْل َج ِميعُ َي ْق َبلُ َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬لَ ْي َ‬

‫ليس الجميع يقبلون هذا الكالم= ليس كل إنسان يستطيع مقاومة الغريزة الطبيعية التى فيه ويتبتل‪ ،‬بل من‬ ‫يعطَى معونة إلهية فيصبح أعلى من الطبيعة‪ .‬هؤالء أعطى لهم = أُ ِ‬ ‫عطى لهم معونة ونعمة للسمو فوق الطبيعة‬ ‫ُ‬ ‫بدون زواج‪ .‬هؤالء أسماهم السيد فى آية ‪ 11‬خصيان خصوا أنفسهم= ال بالمعنى الحرفى كما فعل العالمة‬ ‫أوريجانوس‪ ،‬فالكنيسة تحرم هذا‪ ،‬ولكن المعنى هو زيادة الجهاد والصلوات واألصوام فتزداد النعمة‪ ،‬ويفرح مثل‬

‫هذا بالمسيح وال يريد أن يعطله الزواج عن عالقته بالمسيح (‪1‬كو ‪ ):1-:1:1‬فيمتنع مثل هذا عن الزواج‬ ‫مكرساً كل حياته وعواطفه هلل‪ .‬أما من يهرب من الزواج بسبب مسئولياته فال يقال عنه هذا الكالم‪ .‬فهناك فرق‬

‫بين البتولية (من إمتنع عن الزواج حباً فى المسيح) وبين العزوبية (الهروب من مسئوليات الزواج)‪ .‬ولكن لماذا‬ ‫ذكر السيد المسيح هذا اآلن؟ هناك كثيرين تعرضوا لمشاكل في حياتهم الزوجية وحدث إنفصال بين الزوجين‬

‫بسبب هذا‪ .‬فيأتون مسرعين للكنيسة طالبين الزواج ثانية بينما الطرف اآلخر مازال على قيد الحياة‪ .‬ويقول هؤالء‬ ‫كيف أعيش بدون حقي الطبيعي في الزواج‪ .‬والرب يجيب بأنه من األفضل أن تحيا هكذا بدون حقك من أن‬

‫تكسر القانون اإللهي وهذا معنى خصوا أنفسهم هنا‪.‬‬ ‫خصيان ولدوا هكذا= بسبب عيب َخْلقى‪ .‬وهؤالء ال يقال عنهم بتوليون‪.‬‬ ‫خصيان خصاهم الناس= كما كانوا يفعلون مع العبيد ليخدموا فى بيوت النساء‬

‫الزواج فى المسيحية‬ ‫الزواج فى المسيحية هو سر من أسرار الكنيسة‪ ،‬وأسرار الكنيسة هى حصولنا على نعمة غير منظورة تحت‬ ‫أعراض منظورة‪ .‬ففى سر الزواج يعطى الروح القدس للزوجان أن يصيروا جسداً واحداً فى المسيح (أى يتزوجا‬

‫وينجبا وهم ثابتين فى المسيح) ويجمعهما الروح القدس فى محبة روحانية [ من طقس صلوات سر اإلكليل‬ ‫"إعطهم يارب المحبة الروحانية تجمع بين قلبيهما] والمحبة الروحانية تفترق عن المحبة الجسدانية فالمحبة‬ ‫الجسدانية هى محبة دافعها األول واألخير الشهوات الجسدية وهذه مصيرها أن تضيع مع األيام لذلك كثير من‬

‫الزيجات التى بدأت بالحب إنتهت بالطالق‪ ،‬ألن الحب كان جسدياً فقط‪.‬‬

‫ولكن من حصل على نعمة الروح القدس فى سر الزواج يضع الروح القدس الحب فى قلب الزوجين‪ ،‬بل ويزيد‬

‫العمر وهذه هى المحبة الروحانية‪ .‬ولكن لماذا تفشل بعض الزيجات التى تتم بسر زواج؟ سر‬ ‫هذا الحب طوال ُ‬ ‫الزواج مثل أى سر نحصل فيه على النعمة ولكن علينا أن نضرمها‪ .‬فمثالً فى سر المعمودية نموت مع المسيح‬ ‫ونقوم معه فهل كل معمد هو ميت عن العالم ويتمتع بالحياة المقامة مع المسيح ؟ نحن حصلنا على النعمة فى‬

‫سر المعمودية ولكن المستهتر فى جهاده يفقد هذه النعمة‪ .‬مثال آخر‪ -:‬فى سر الميرون يمتلئ المؤمن المعمد‬ ‫من الروح القدس فهل كل من يحصل على السر هو ممتلئ اآلن؟ قطعاً ال فهذا يتوقف على جهاده واالّ لما قال‬

‫‪194‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "إضرم موهبة اهلل التى فيك بوضع يدى (‪1‬تى‪ )6:1‬ويقول ألهل أفسس إمتلئوا‬ ‫بالروح (أف ‪ )18::‬إذاً كل من يجاهد يمتلئ‪ .‬ومن ال يجاهد يطفئ الروح (‪ 1‬تس ‪.)19::‬‬

‫وهذا ما يحدث فى سر الزواج‪ ،‬فالعروسين يحصالن على النعمة ولكن إن أهمال جهادهما الروحى وعاشا بال‬

‫صالة وبال صوم وبال كتاب مقدس وبال كنيسة تنطفئ النعمة التى حصال عليها فى سر الزواج "ال تطفئوا‬ ‫الروح" وبهذا تختفى المحبة الروحانية الى كانت تبتلع الخالفات الطبيعية بين أى زوجين‪ ،‬فتكبر الخالفات‪..‬‬

‫وينتهى هذا البيت فى أحيان كثيرة بالطالق‪ .‬فالسيد المسيح حين منع الطالق أعطى لكل زوجين نعمة تصون‬ ‫البيت من اإلنهيار‪ .‬ولكن هل يصون الزوجين هذه النعمة بأن تكون لهما عالقة مع اهلل ويستمروا فى جهادهم؟‬

‫لو فعلوا لما كان هناك طالق ولما عانت األسر المسيحية‪.‬‬ ‫المسيح يبارك األوالد‬ ‫اآليات (مت ‪( + )22-28:21‬مر ‪ ( + )26-28:22‬لو ‪)21-22:23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ٍ ِ ِ 28‬‬ ‫َما‬ ‫صلِّ َي‪ ،‬فَا ْنتَ َه َرُه ُم التَّالَ ِمي ُذ‪ .‬أ َّ‬ ‫ِّم إِلَ ْي ِه أ َْوالَد لِ َك ْي َي َ‬ ‫ضعَ َي َد ْيه َعلَ ْي ِه ْم َوُي َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)22-28:21‬حي َنئذ قُد َ‬ ‫‪22‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ض َع َي َد ْي ِه َعلَ ْي ِه ْم‪،‬‬ ‫وه ْم أل َّ‬ ‫سوعُ فَقَ َ‬ ‫َن لِ ِم ْث ِل ُ‬ ‫ون إِلَ َّي َوالَ تَ ْم َن ُع ُ‬ ‫هؤالَ ِء َملَ ُك َ‬ ‫ال‪َ «:‬د ُعوا األ َْوالَ َد َيأْتُ َ‬ ‫ات»‪ .‬فَ َو َ‬ ‫وت َّ َ َ‬ ‫َي ُ‬ ‫اك‪" .‬‬ ‫ضى ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َو َم َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وه ْم‪َ 24 .‬فلَ َّما‬ ‫س ُه ْم‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َّم ُ‬ ‫َما التَّالَ ِمي ُذ فَا ْنتَ َه ُروا الَِّذ َ‬ ‫َّموا إِلَ ْيه أ َْوالَ ًدا ل َك ْي َي ْلم َ‬ ‫ين قَد ُ‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)26-28:22‬وقَد ُ‬ ‫وت ِ‬ ‫اهلل‪22 .‬اَْل َح َّ‬ ‫ق‬ ‫وه ْم‪ ،‬أل َّ‬ ‫سوعُ ذلِ َك ا ْغتَاظَ َوقَ َ‬ ‫َن لِ ِم ْث ِل ُ‬ ‫ون إِلَ َّي َوالَ تَ ْم َن ُع ُ‬ ‫هؤالَ ِء َملَ ُك َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬د ُعوا األ َْوالَ َد َيأْتُ َ‬ ‫َأرَى َي ُ‬ ‫‪26‬‬ ‫وت ِ‬ ‫ض َع َي َد ْي ِه َعلَ ْي ِه ْم َوَب َارَك ُه ْم‪" .‬‬ ‫أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ :‬م ْن الَ َي ْق َب ُل َملَ ُك َ‬ ‫ض َن ُه ْم َو َو َ‬ ‫احتَ َ‬ ‫اهلل ِم ْث َل َولٍَد َفلَ ْن َي ْد ُخلَ ُه»‪ .‬فَ ْ‬

‫‪22‬‬ ‫َّموا‬ ‫اآليات (لو ‪ " -:)21-22:23‬فَقَد ُ‬

‫ون إِلَ َّي‬ ‫اه ْم َوقَ َ‬ ‫فَ َد َع ُ‬ ‫ال‪َ «:‬د ُعوا األ َْوالَ َد َيأْتُ َ‬ ‫وت ِ‬ ‫اهلل ِم ْث َل َولٍَد َفلَ ْن َي ْد ُخلَ ُه»"‬ ‫َي ْق َب ُل َملَ ُك َ‬

‫ال أ َْي ً ِ ِ‬ ‫وه ْم‪.‬‬ ‫إِلَ ْي ِه األَ ْطفَ َ‬ ‫آه ُم التَّالَ ِمي ُذ ا ْنتَ َه ُر ُ‬ ‫س ُه ْم‪َ ،‬فلَ َّما َر ُ‬ ‫ضا ل َي ْلم َ‬ ‫وت ِ‬ ‫اهلل‪21 .‬اَْل َح َّ‬ ‫ق أَقُو ُل‬ ‫َوالَ تَ ْم َن ُعو ُه ْم‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن لِ ِم ْث ِل ُ‬ ‫هؤالَ ِء َملَ ُك َ‬

‫‪26‬‬ ‫أ َّ‬ ‫سوعُ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫لَ ُك ْم‪َ :‬م ْن الَ‬

‫راجع تفسير (مت ‪ )6-1:18‬بعض األباء قدموا أطفالهم للسيد ليباركهم‪ ،‬أما التالميذ فإنتهروا األطفال بحسب‬ ‫المفهوم اليهودى الذى يحتقر األطفال(فال يصح أن يوجدوا فى حضرة المسيح)‪ .‬ولكننا نجد هنا السيد يحنو على‬ ‫األطفال كما يحنو على كل ضعيف‪ .‬ومن يقبل للرب فى بساطة األطفال يحتضنه الرب كما إحتضن هؤالء‬

‫األطفال (مر‪ )16:17‬ويباركه‪ .‬وباركهم= الكلمة اليونانية تعنى باركهم بشدة مرة ومرات‪ .‬ومتى ذكر هذه القصة‬

‫عن بركة المسيح لألطفال‪ ،‬فالطفل ال يشتهي وبهذا فمن يحيا مثل من ذكرهم السيد "خصوا أنفسهم" فهو‬

‫كاألطفال‪ .‬وبهذا يباركه المسيح‪ ،‬فهذه القصة تطبيق على ما سبق‪ ،‬وهي أيضاً تطبيق على ما سيأتي عن الشاب‬

‫الذي يبيع أمواله فالطفل ال يتعلق بأموال‪.‬‬ ‫الشاب الغنى‬

‫‪195‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫اآليات (مت ‪( + )16-26:21‬مر‪( + )11-21:22‬لو‪)11-23:23‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬ ‫ون لِ َي‬ ‫الصالِ ُح‪ ،‬أ َّ‬ ‫ُّها ا ْل ُم َعلِّ ُم َّ‬ ‫َع َم ُل لِتَ ُك َ‬ ‫صالَ ٍح أ ْ‬ ‫َّم َوقَا َل لَ ُه‪«:‬أَي َ‬ ‫َي َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)16-26:21‬وِا َذا َواحد تَقَد َ‬ ‫‪21‬‬ ‫احد و ُهو اهلل‪ .‬و ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ال لَهُ‪«:‬لِما َذا تَ ْدعوني صالِحا؟ لَ ْيس أَحد ِ‬ ‫َن‬ ‫ا ْل َح َياةُ األ َ​َب ِد َّي ُة؟» فَقَ َ‬ ‫ت أْ‬ ‫لك ْن إِ ْن أ َ​َرْد َ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫صال ًحا إِال َو َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪23‬‬ ‫تَ ْد ُخ َل ا ْلحياةَ فَ ْ ِ‬ ‫ش َه ْد‬ ‫ق‪ .‬الَ تَ ْ‬ ‫ص َايا؟» فَقَ َ‬ ‫ص َايا»‪ .‬قَ َ‬ ‫س ِر ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫سوعُ‪«:‬الَ تَ ْقتُ ْل‪ .‬الَ تَْز ِن‪ .‬الَ تَ ْ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬أ ََّي َة ا ْل َو َ‬ ‫احفَظ ا ْل َو َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪21‬‬ ‫اب‪ِ « :‬‬ ‫ُم َك‪ ،‬وأ ِ‬ ‫ِب ُّ‬ ‫ال لَ ُه َّ‬ ‫الز ِ‬ ‫هذ ِه ُكلُّ َها َح ِف ْظتُ َها ُم ْن ُذ َح َداثَِتي‪ .‬فَ َما َذا‬ ‫الش ُّ‬ ‫َح َّ‬ ‫يب َك َك َن ْف ِس َك»‪ .‬قَ َ‬ ‫ور‪ .‬أَ ْك ِرْم أ َ​َب َ‬ ‫ب قَ ِر َ‬ ‫اك َوأ َّ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ْه ْب وبع أَمالَ َك َك وأ ْ ِ‬ ‫َن تَ ُك َ ِ‬ ‫ون لَ َك َك ْنز ِفي‬ ‫ُي ْع ِوُزني َب ْع ُد؟» قَ َ‬ ‫ت أْ‬ ‫سوعُ‪«:‬إِ ْن أ َ​َرْد َ‬ ‫اء‪ ،‬فَ َي ُك َ‬ ‫َعط ا ْلفُقَ َر َ‬ ‫َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫ون َكامالً فَاذ َ َ ْ ْ‬ ‫‪18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫س ِمعَ َّ‬ ‫الش ُّ‬ ‫يرٍة‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اء‪َ ،‬وتَ َع َ‬ ‫سوعُ‬ ‫ضى َح ِزي ًنا‪ ،‬ألَنَّ ُه َك َ‬ ‫اب ا ْل َكلِ َم َة َم َ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫ال اتْ َب ْعني»‪َ .‬فلَ َّما َ‬ ‫ان َذا أ َْم َوال َكث َ‬ ‫َّ َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِتَالَ ِم ِ‬ ‫ات! ‪َ 14‬وأَقُو ُل لَ ُكم أ َْي ً ِ‬ ‫يذ ِه‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫ور َج َمل‬ ‫س ُر أ ْ‬ ‫َن َي ْد ُخ َل َغن ٌّي إِلَى َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه َي ْع ُ‬ ‫ضا‪ :‬إ َّن ُم ُر َ‬ ‫ْ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪«:‬إِ ًذا َم ْن‬ ‫س ُر ِم ْن أ ْ‬ ‫س ِم َع تَالَ ِمي ُذهُ ُب ِهتُوا ِجدًّا قَ ِائلِ َ‬ ‫َن َي ْد ُخ َل َغن ٌّي إِلَى َملَ ُكوت اهلل!»‪َ .‬فلَ َّما َ‬ ‫م ْن ثَ ْقب إِ ْب َرٍة أ َْي َ‬ ‫‪16‬‬ ‫لك ْن ِع ْن َد ِ‬ ‫اع‪ ،‬و ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫ال لَ ُهم‪«:‬ه َذا ِع ْن َد َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ش ْي ٍء‬ ‫ستَ َ‬ ‫ص؟» فَ َن َ‬ ‫اهلل ُك ُّل َ‬ ‫اس َغ ْي ُر ُم ْ‬ ‫َْ‬ ‫ط ٍ َ‬ ‫ظ َر إِلَ ْي ِه ْم َي ُ‬ ‫ستَطيعُ أَ ْن َي ْخلُ َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ ْ‬ ‫ستَطَاع»‪".‬‬ ‫ُم ْ‬

‫ِ‬ ‫‪ِ 21‬‬ ‫يما ُه َو َخ ِ‬ ‫ارج إِلَى الطَّ ِري ِ‬ ‫ُّها ا ْل ُم َعلِّ ُم‬ ‫ق‪َ ،‬رَك َ‬ ‫سأَلَ ُه‪«:‬أَي َ‬ ‫ض َواحد َو َجثَا لَ ُه َو َ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)11-21:22‬وف َ‬ ‫‪23‬‬ ‫ال لَ ُه يسوعُ‪«:‬لِما َذا تَ ْدعوِني صالِحا؟ لَ ْيس أَحد صالِحا إِالَّ و ِ‬ ‫ِ‬ ‫احد‬ ‫َّ‬ ‫َع َم ُل أل َِر َ‬ ‫الص ِال ُح‪َ ،‬ما َذا أ ْ‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ث ا ْل َح َياةَ األ َ​َبد َّي َة؟» فَقَ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ش َه ْد ِب ُّ‬ ‫الز ِ‬ ‫ُم َك»‪.‬‬ ‫اك َوأ َّ‬ ‫ق‪ .‬الَ تَ ْ‬ ‫سلُ ْب‪ .‬أَ ْك ِرْم أ َ​َب َ‬ ‫ت تَ ْع ِر ُ‬ ‫س ِر ْ‬ ‫َو ُه َو اهللُ‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ور‪ .‬الَ تَ ْ‬ ‫ص َايا‪ :‬الَ تَْز ِن‪ .‬الَ تَ ْقتُ ْل‪ .‬الَ تَ ْ‬ ‫ف ا ْل َو َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ال لَ ُه‪ُ «:‬ي ْع ِوُز َك‬ ‫َّه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫َحب ُ‬ ‫سوعُ َوأ َ‬ ‫َج َ‬ ‫فَأ َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪ ،‬هذه ُكلُّ َها َحف ْظتُ َها ُم ْن ُذ َح َداثَتي»‪ .‬فَ َنظَ َر إِلَ ْيه َي ُ‬ ‫امالً َّ ِ‬ ‫ال اتْبع ِني ح ِ‬ ‫ون لَ َك َك ْنز ِفي َّ ِ‬ ‫ْه ْب ِبع ُك َّل ما لَ َك وأ ْ ِ‬ ‫ش يء و ِ‬ ‫يب»‪.‬‬ ‫احد‪ِ :‬اذ َ‬ ‫اء‪ ،‬فَ َي ُك َ‬ ‫ْ‬ ‫الصل َ‬ ‫َ‬ ‫الس َماء‪َ ،‬وتَ َع َ َ ْ‬ ‫َعط ا ْلفُقَ َر َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ال لِتَالَ ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َر‬ ‫سوعُ َح ْولَ ُه َوقَ َ‬ ‫ضى َح ِزي ًنا‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ‬ ‫يذ ِه‪َ «:‬ما أ ْ‬ ‫فَا ْغتَ َّم َعلَى ا ْلقَ ْو ِل َو َم َ‬ ‫َع َ‬ ‫يرٍة‪ .‬فَ َنظَ َر َي ُ‬ ‫ان َذا أ َْم َوال َكث َ‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬يا َب ِن َّي‪َ ،‬ما‬ ‫ضا َوقَ َ‬ ‫ُد ُخ َ‬ ‫سوعُ أ َْي ً‬ ‫َج َ‬ ‫ول َذ ِوي األ َْم َو ِال إِلَى َملَ ُكوت اهلل!» فَتَ َحي َ​َّر التَّالَمي ُذ م ْن َكالَمه‪ .‬فَأ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ِ ‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن َي ْد ُخ َل َغ ِن ٌّي إِلَى‬ ‫س َر ُد ُخ َ‬ ‫س ُر ِم ْن أ ْ‬ ‫ول ا ْل ُمتَّ ِكلِ َ‬ ‫أْ‬ ‫ور َج َمل م ْن ثَ ْق ِب إِ ْب َرٍة أ َْي َ‬ ‫َع َ‬ ‫ين َعلَى األ َْم َوال إلَى َملَ ُكوت اهلل! ُم ُر ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ‪16‬‬ ‫ملَ ُك ِ‬ ‫ض ُه ْم لِ َب ْع ٍ‬ ‫وت‬ ‫ستَ ِطيعُ أ ْ‬ ‫سوعُ‬ ‫اهلل» فَ ُب ِهتُوا إِلَى ا ْل َغ َاي ِة قَ ِائلِ َ‬ ‫ين َب ْع ُ‬ ‫ض‪« :‬فَ َم ْن َي ْ‬ ‫ص؟» فَ َنظَ َر إِلَ ْي ِه ْم َي ُ‬ ‫َن َي ْخلُ َ‬ ‫َ‬ ‫شي ٍء مستَطَاع ِع ْن َد ِ‬ ‫لك ْن لَ ْيس ِع ْن َد ِ‬ ‫اع‪ ،‬و ِ‬ ‫ال‪ِ «:‬ع ْن َد َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اهلل»‪".‬‬ ‫اهلل‪ ،‬أل َّ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫َن ُك َّل َ ْ ُ ْ‬ ‫اس َغ ْي ُر ُم ْ‬ ‫َ‬ ‫ستَطَ ٍ َ‬

‫‪23‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ث ا ْل َح َياةَ األ َ​َب ِد َّي َة؟»‬ ‫ُّها ا ْل ُم َعلِّ ُم َّ‬ ‫َع َم ُل أل َِر َ‬ ‫الصالِ ُح‪َ ،‬ما َذا أ ْ‬ ‫سأَلَ ُه َرِئيس قائالً‪«:‬أَي َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)11-23:23‬و َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ال لَ ُه يسوعُ‪«:‬لِما َذا تَ ْدعوِني صالِحا؟ لَ ْيس أَحد صالِحا إِالَّ و ِ‬ ‫ص َايا‪ :‬الَ تَْز ِن‪.‬‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ت تَ ْع ِر ُ‬ ‫احد َو ُه َو اهللُ‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ف ا ْل َو َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫هذ ِه ُكلُّها ح ِف ْظتُها م ْن ُذ ح َداثَِتي»‪َ 11 .‬فلَ َّما ِ‬ ‫ال‪ِ «:‬‬ ‫ش َه ْد ِب ُّ‬ ‫الز ِ‬ ‫اك َوأ َّ‬ ‫ق‪ .‬الَ تَ ْ‬ ‫ُم َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ور‪ .‬أَ ْك ِرْم أ َ​َب َ‬ ‫س ِر ْ‬ ‫َ َ َ ُ َ‬ ‫سمعَ‬ ‫الَ تَ ْقتُ ْل‪ .‬الَ تَ ْ‬ ‫َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع علَى ا ْلفُقَر ِ‬ ‫اء‪َ ،‬وتَ َعا َل‬ ‫سوعُ ذلِ َك قَ َ‬ ‫ضا َ‬ ‫اء‪ ،‬فَ َي ُك َ‬ ‫ال لَ ُه‪ُ «:‬ي ْع ِوُز َك أ َْي ً‬ ‫ش ْيء‪ْ :‬‬ ‫بع ُك َّل َما لَ َك َو َوِّز ْ َ‬ ‫َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ون لَ َك َك ْنز في َّ َ‬ ‫‪14‬‬ ‫اتْبع ِني»‪َ 18 .‬فلَ َّما س ِمع ذلِ َك ح ِز َن‪ ،‬ألَنَّ ُه َك َ ِ‬ ‫ول َذ ِوي‬ ‫س َر ُد ُخ َ‬ ‫سوعُ قَ ْد َح ِز َن‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪َ «:‬ما أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َع َ‬ ‫ان َغنيًّا ِجدًّا‪َ .‬فلَ َّما َرآهُ َي ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫وت ِ‬ ‫َن ي ْد ُخ َل َغ ِن ٌّي إِلَى ملَ ُك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫األَمو ِال إِلَى ملَ ُك ِ‬ ‫ال‬ ‫اهلل! ‪12‬أل َّ‬ ‫اهلل!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َن ُد ُخ َ‬ ‫س ُر م ْن أ ْ َ‬ ‫ول َج َمل م ْن ثَ ْق ِب إِ ْب َرٍة أ َْي َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫اس مستَطَاع ِع ْن َد ِ‬ ‫ين ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ِع ْن َد َّ‬ ‫اهلل»‪".‬‬ ‫ستَطَ ِ‬ ‫ص؟» فَقَ َ‬ ‫ستَ ِطيعُ أ ْ‬ ‫الن ِ ُ ْ‬ ‫ال‪َ «:‬غ ْي ُر ا ْل ُم ْ‬ ‫سم ُعوا‪« :‬فَ َم ْن َي ْ‬ ‫َن َي ْخلُ َ‬ ‫الَّذ َ َ‬

‫‪196‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫هذه القصة مرتبطة بما سبق‪ ،‬فما سبق أن الرجوع لبساطة الطفولة هو شرط لدخول الملكوت‪ ،‬وتحدثنا هذه‬

‫القصة عن الشرط الثانى وهو عدم اإلعتماد على اي شىء او اي أحد سوى اهلل‪.‬‬

‫ومن لوقا نفهم ان هذا الشاب كان رئيس أى رئيس مجمع لليهود أو عضو فى السنهدريم لكنه كان صادقاً فى‬

‫سؤاله للمسيح لذلك أحبه يسوع (مر‪.)17:11‬وقيل عنه ركض وجثا إذاً هو مهتم ويحترم المسيح‪.‬‬

‫أيها المعلم الصالح‪ ..‬لماذا تدعونى صالحاً‪ ..‬ليس صالح إالّ واحد وهو اهلل المسيح لم يقل له ال تدعونى‬

‫صالحاً‪ ،‬والمسيح قال عن نفسه‪ ،‬أنا هو الراعى الصالح (يو‪ .)11:17‬ولكن المسيح أراد أالّ يكلمه الشاب بال‬ ‫فهم كما إعتادوا أن يكلموا معلمى اليهود‪ ،‬إذ يطلقون عليهم ألقاب ال تطلق إالّ على اهلل وحده والمسيح ال ينخدع‬ ‫باأللقاب التى تقال باللسان‪ ،‬بل هو يطلب إيمان هذا الشاب القلبى بأنه هو اهلل‪ ،‬وانه هو الصالح وحده "من منكم‬

‫يبكتنى على خطية (يو ‪ .)16:8‬والمسيح كان يقود الشاب خطوة خطوة‪ .‬وكانت الخطوة األولى أن يقوده لإليمان‬ ‫به‪ ،‬أنه هو اهلل‪ ،‬فبدون اإليمان ال يمكن فعالً حفظ وصايا الناموس وبالتالى ال يمكن له أن يرث الحياة األبدية‪.‬‬

‫واذا آمن هذا الشاب ألمكنه حفظ الوصايا‪ .‬فكيف يصير كامالً ؟ الخطوة التالية هى التخلى عن الثقة فيما نملكه‬ ‫وأن نضع كل ثقتنا فى المسيح هذا هو المعنى المطلوب لقول السيد أذهب بع أمالكك‪ ...‬والسيد بنفسه فى (مر‬

‫‪ )11:17‬فسر ما يعنيه بالقول السابق حين قال = ما أعسر دخول المتكلين على األموال إلى ملكوت اهلل =‬ ‫فالبيع معناه أن أفقد إهتمامى بالشىء وال أعود أعتمد عليه أو أضع فيه ثقتى =إتبعنى وبهذا المفهوم يستطيع‬

‫الغنى أن يعطى للفقراء وللمحتاجين من ثروته دون خوف من المستقبل‪ ،‬فاهلل يدبر المستقبل‪ ،‬وال يخاف مثالً أن‬

‫تض يع ثروته‪ ،‬فاهلل هو ضمان المستقبل‪ ،‬وليس الثروة‪ .‬والسيد فى إجابته لم يقل أن األغنياء لن يدخلوا إلى‬ ‫ملكوت السموات بل سيدخلوا إن هم قبلوا الدخول من الباب الضيق = مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن‬

‫يدخل غنى إلى ملكوت اهلل = ثقب اإلبرة هو باب صغير داخل باب سور أورشليم الكبير‪ .‬فهم تعودوا على‬ ‫إغالق أبواب أورشليم قبل الغروب‪ ،‬وحينما تأتى قافلة متأخرة ال يفتحون الباب الرئيسى‪ ،‬بل باب صغير فى‬

‫الباب الرئيسى‪ .‬والجمل ال يستطيع أن يدخل من هذا الباب الصغير (ويسمى ثقب اإلبرة) إالّ بعد أن يناخ على‬

‫وي ْدفَ ْع للداخل‪.‬وهكذا الغنى ال يدخل ملكوت السموات إالّ لو‬ ‫َّر ُ‬ ‫ركبتيه (يركع على ركبتيه) وتُْن َز ْل كل حمولته ُ‬ ‫ويج ْ‬ ‫تواضع وشعر أن كل أمواله هى بال قيمة‪ .‬وتدفعه النعمة دفعا‪ ،‬هذا معنى أنه عند اهلل كل شىء مستطاع =‬ ‫فالنعمة تفرغ قلب الغنى من حب أمواله وتلهب قلبه بحب الكنز السماوى‪ .‬راجع (‪1‬تى ‪ .)19-11:6‬ومعنى‬

‫الكالم أن األغنياء يمكنهم ان يدخلوا الملكوت لو قبلوا الدخول من الباب الضيق والنعمة تعين من يريد‪ .‬والمسيح‬

‫بإجابته ليس أحد صالح يوجه الكل إلى عدم الرغبة فى محبة أى كرامة أو ألقاب مبالغ فيها‪ ،‬وأن ننسب كل‬ ‫كرامة هلل ال ألنفسنا‪ .‬وبقوله إذهب وبع كل أمالكك= هو قد لمس نقطة ضعف هذا الشاب أوال وهى محبته‬

‫لألموال‪.‬‬ ‫اهلل ليس ضد األغنياء فهو جعل سليمان الملك غنياً جداً وابراهيم واسحق ويعقوب وأيوب كانوا من األغنياء‪ .‬لكن‬ ‫المهم عند الرب هو أن ال يعتمد أحد أو يضع ثقته فى أمواله‪.‬‬

‫‪197‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫مضى الشاب حزيناً= فالطبيعة البشرية بحكم التصاقها الشديد بمغريات هذا العالم‪ ،‬من العسير عليها جداً أن‬ ‫تترك العالم بإختيارها الطبيعي وتلتحق باهلل والروحيات‪ ،‬ولكن بمساعدة نعمة اهلل تستطيع‪ .‬هذا الشاب اراد أن‬

‫يجمع بين حبه هلل وحبه للمال ولكن محبة المال هى عداوة هلل وأصل لكل الشرور (‪1‬تى ‪ .)17-9:6‬والعبادة‬

‫يجب ان تكون هلل وحده‪ .‬وطالما هذا الشاب معلق بحب المال بهذه الصورة‪ ،‬فيستحيل عليه أن يحفظ الوصايا‬

‫تماماً‪.‬‬

‫والعجيب ان اهلل يفيض من البركات الزمنية مع البركات الروحية لمن ترك محبة العالم بإرادته (مت ‪.)19:19‬‬

‫وهذا ما حدث مع بطرس وباقى التالميذ‪ ،‬فقد تركوا شباكاً ومهنة صيد وحصلوا على محبة الناس فى كل مكان‬

‫وزمان وعلى أمجاد أبدية‪.‬‬

‫والحظ فى (مر‪ )19:17‬أن السيد يضع من ضمن الوصايا ال تسلب فالرب غير مقيد بحرفية الوصية‪ ،‬بل هو‬ ‫يشرح روح الوصية‪ ،‬والوصية العاشرة تتكلم عن ال تشته بيت قريبك وال إمرأته وال عبده‪ ..‬واألغنياء والحكام‬

‫والرؤساء ومنهم هذا الشاب معرضون بحكم قوتهم ومركزهم أنهم إذا إشتهوا ما لقريبهم أو جارهم يأخذوه منه عنوة‬ ‫أى يسلبوه‪ ،‬وهم أيضاً ينهبون أجر الفعلة (يع ‪( )1::‬راجع قصة أخاب ونابوت اليزرعيلى)‬ ‫‪‬‬

‫كثيرون من األغنياء تبعوا يسوع مثل نيقوديموس ويوسف الرامى ولم يطلب منهم أن يبيعوا ما لهم ولكنه‬

‫طلب هذا من الشاب ألنه كان متعلقاً بأمواله وأحبها أكثر من اهلل‪ .‬فكانت أمواله هى التى تمتلكه وليس هو‬

‫الذى يمتلكها‪ .‬لذلك تصلى الكنيسة "صالحاً لألغنياء"‪ .‬اهلل خلق العالم والمادة واألموال لنستعملها ال‬

‫لتستعبدنا‪ ،‬وبهذا بدالً من أن تسند األموال الناس ربطت البعض فى شباك التراب‪ ،‬والسيد شرح أن العيب‬ ‫ليس فى المال بل القلب المتكل على المال (كما شرح هذا إنجيل مرقس إذ قال ما أعسر دخول المتكلين‬

‫على األموال…)‪ .‬ولما سمع التالميذ هذا التعليم بهتوا إلى الغاية‪ ..‬قائلين‪ ..‬فمن يستطيع أن يخلص =‬ ‫لقد أدرك التالميذ صعوبة الطريق بسبب إغراءات المال‪ ،‬وهم يعلمون أن الناس منكبين على المال ال‬ ‫يستطيعون أن يتخلوا عنه‪ .‬واليهود كانوا يعتقدون ان ال شىء يفضل على الماديات‪.‬‬

‫‪ ‬واضح أن هذا الشاب كان يبحث عن طريق الكمال‪ ،‬لقد حفظ وصايا الناموس فماذا بعد ؟ ماذا يعوزنى بعد‬ ‫(مت ‪ )17:19‬إذاً هو يطلب الكمال الذى فوق الناموس‪ ،‬وال كمال فوق الناموس سوى المسيح الذى قال‬ ‫جئت ألكمل‪ .‬لذلك حين قال الشاب للسيد "أيها المعلم الصالح" كان رد المسيح يعنى "أنت التؤمن إنى اهلل‪،‬‬

‫وارتدائى للجسد قد ضللك فلماذا تنعتنى بما يليق بالطبيعة العلوية وحدها مع أنك ال تزال تحسبنى إنساناً‬ ‫مثلك" وبهذا كان المسيح يجتذبه لإليمان به كإبن هلل فهذا هو طريق الكمال‪ ،‬واذا آمن به وجد فيه كل‬

‫كفايته‪َ ،‬و َج َد فيه اللؤلؤة الكثيرة الثمن‪ ،‬حينئذ يسهل عليه بيع الاللىء الكثيرة التى لديه أى يبيع أمواله‪،‬‬ ‫ويضع كل إعتماده واتكاله عليه فقط‪.‬‬ ‫‪ ‬فى الثالثة أناجيل تأتى قصة ذلك الشاب الغنى وقول المسيح أن من العسير دخول األغنياء إلى الملكوت‪،‬‬ ‫مباشرة بعد قصة مباركته لألطفال وقوله أن لمثل هؤالء ملكوت السموات‪ ،‬فاألطفال فى بساطتهم وعدم‬

‫‪198‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫تعلقهم بالعالم يسهل دخولهم للملكوت‪ ،‬أماّ من تثقل بمحبة العالم فمثل هذا يصعب دخوله للملكوت‪ .‬وبهذا‬

‫فاإلنجيل يعرض صورتين متناقضتين إحداهما للحياة واألخرى للموت ليختار كل إنسان بينهما‪(.‬تث‬

‫‪ .)17::7‬الصورتين إحداهما تصور البساطة مع غنى اهلل والملكوت واألخرى تصور غنى العالم ومجده‬ ‫وهو زائل وفانى وسوف نتركه‪.‬‬

‫‪ ‬ليس معنى هذه القصة أن الفقراء سيدخلون الملكوت بال نقاش‪ ،‬فهناك فقراء بال قناعة‪ ،‬متذمرين‪ ،‬يلعنون‬ ‫الزمان الذى جعلهم فقراء هكذا‪ ،‬يشتهون المال ضماناً لمستقبلهم‪ ،‬غير شاكرين اهلل على ما أعطاهم‪ ،‬فهؤالء‬ ‫العملة هى عدم اإلتكال على اهلل‪.‬‬ ‫واألغنياء هم وجهان لعملة واحدة‪ُ .‬‬

‫اآليات (مت ‪( + )82-11:21‬مر ‪( +) 82-13:22‬لو ‪)82-13:23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اك‪ .‬فَ َما َذا‬ ‫س ِحي َن ِئ ٍذ َوقَ َ‬ ‫ش ْي ٍء َوتَِب ْع َن َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬ها َن ْح ُن قَ ْد تَ​َرْك َنا ُك َّل َ‬ ‫َج َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)82-11:21‬فَأ َ‬ ‫اب ُب ْط ُر ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫س ْاب ُن‬ ‫ون لَ َنا؟» فَقَ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك ْم أَ ْنتُ ُم الَِّذ َ‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫ين تَِب ْعتُ ُموِني‪ ،‬في التَّ ْجديد‪َ ،‬متَى َجلَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫ش َر‪.‬‬ ‫َس َبا َ‬ ‫س َر ِائ َ‬ ‫يل اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫ضا َع َلى اثْ َن ْي َع َ‬ ‫ش َر ُك ْر ِسيًّا تَِدي ُن َ‬ ‫س َ‬ ‫ون أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫ط إِ ْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ان َعلَى ُك ْرس ِّي َم ْجده‪ ،‬تَ ْجل ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪11‬‬ ‫َخو ٍ‬ ‫اس ِمي‪َ ،‬يأْ ُخ ُذ ِم َئ َة‬ ‫ات أ َْو أ ًَبا أ َْو أ ًّ‬ ‫ام َأرَةً أ َْو أ َْوالَ ًدا أ َْو ُحقُوالً ِم ْن أ ْ‬ ‫َج ِل ْ‬ ‫َو ُك ُّل َم ْن تَ​َر َك ُب ُيوتًا أ َْو إِ ْخ َوةً أ َْو أ َ َ‬ ‫ُما أ َِو ْ‬ ‫ين‪ ،‬و ِ‬ ‫ون ي ُكوُن َ ِ‬ ‫ِ ‪ِ ِ 82‬‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫ف َوَي ِر ُ‬ ‫ون أ ََّولِ َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫ير َ‬ ‫ون أ ََّولُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ون آخ ِر َ َ‬ ‫ث ا ْل َح َياةَ األ َ​َبديَّ َة‪َ .‬ولك ْن َكث ُ‬

‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ش ْي ٍء َوتَِب ْع َن َ‬ ‫س َيقُو ُل لَ ُه‪َ «:‬ها َن ْح ُن قَ ْد تَ​َرْك َنا ُك َّل َ‬ ‫سوعُ‬ ‫َج َ‬ ‫اك»‪ .‬فَأ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)82-13:22‬و ْابتَ َدأَ ُب ْط ُر ُ‬ ‫َخو ٍ‬ ‫ال‪« :‬ا ْل َح َّ‬ ‫َجلِي‬ ‫ات أ َْو أ ًَبا أ َْو أ ًّ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ام َأرَةً أ َْو أ َْوالَ ًدا أ َْو ُحقُوالً‪ ،‬أل ْ‬ ‫س أَ‬ ‫َحد تَ​َر َك َب ْيتًا أ َْو إِ ْخ َوةً أ َْو أ َ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪:‬لَ ْي َ‬ ‫ُما أ َِو ْ‬ ‫‪82‬‬ ‫ات وأ َّ ٍ‬ ‫ان‪ ،‬بيوتًا وِا ْخوةً وأ َ ٍ‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اإل ْن ِج ِ‬ ‫اآلن ِفي ه َذا َّ‬ ‫َج ِل ِ‬ ‫ف َ‬ ‫َوأل ْ‬ ‫ُم َهات َوأ َْوالَ ًدا َو ُحقُوالً‪َ ،‬معَ‬ ‫يل‪ ،‬إِالَّ َوَيأْ ُخ ُذ م َئ َة ْ‬ ‫َخ َو َ‬ ‫الزَم ِ ُ ُ َ َ َ‬ ‫ين‪ ،‬و ِ‬ ‫ون ي ُكوُن َ ِ‬ ‫ِ ‪ِ ِ 82‬‬ ‫ِ‬ ‫اد ٍ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫ات‪َ ،‬وِفي الد ْ‬ ‫اض ِط َه َ‬ ‫ْ‬ ‫ون أ ََّولِ َ‬ ‫اآلخ ُر َ‬ ‫ير َ‬ ‫ون أ ََّولُ َ َ‬ ‫ون آخ ِر َ َ‬ ‫َّه ِر اآلتي ا ْل َح َياةَ األ َ​َبد َّي َة‪َ .‬ولك ْن َكث ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ال لَ ُه ُم‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫ق أَقُو ُل‬ ‫اك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اآليات (لو ‪ " -:)82-13:23‬فَقَ َ‬ ‫ش ْي ٍء َوتَِب ْع َن َ‬ ‫س‪َ «:‬ها َن ْح ُن قَ ْد تَ​َرْك َنا ُك َّل َ‬ ‫ال ُب ْط ُر ُ‬ ‫وت ِ‬ ‫َج ِل ملَ ُك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل‪82 ،‬إِالَّ َوَيأْ ُخ ُذ ِفي ه َذا‬ ‫س أَ‬ ‫لَ ُك ْم‪ :‬إِ ْن لَ ْي َ‬ ‫َحد تَ​َر َك َب ْيتًا أ َْو َوال َد ْي ِن أ َْو إِ ْخ َوةً أ َِو ْ‬ ‫ام َأرَةً أ َْو أ َْوالَ ًدا م ْن أ ْ َ‬ ‫َّه ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الزَم ِ‬ ‫اآلتي ا ْل َح َياةَ األ َ​َب ِد َّي َة»‪".‬‬ ‫يرةً‪َ ،‬وِفي الد ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫َض َعافًا َكث َ‬

‫بطرس هنا يقارن بينه وبين الشاب الغنى الذى رفض بيع أمواله وربما كان بطرس يريد أن يطمئن على نفسه‪.‬‬ ‫ولكن لنسأل بطرس ماذا تركت وماذا أخذت ؟ بطرس ترك شباكاً بالية وربما تركها ألنه ظن أنه يحصل من‬ ‫المسيح على مجد زمنى حين يملك المسيح‪ .‬والمهم أن ندرك أن كل ما نتركه لن يزيد عن كونه أشياء بالية‪،‬‬

‫بجانب ما سنحصل عليه من أمجاد فى السماء وتعزيات على األرض= مئة ضعف = ربما ينظر اإلنسان بفخر‬

‫أن ما تركه ألجل المسيح كان شيئاً ذو قيمة‪ ،‬لكن حقيقة فإنه ال يوجد فى العالم شىء له قيمة‪ .‬واهلل يعطى‬ ‫الكثير لمن يترك فهناك حقيقة مهمة‪"..‬أن اهلل ال يحب أن يكون مديوناً " ولكن الحظ اآلية فى (مر ‪):7:17‬‬

‫يأخذ مئة ضعف اآلن فى هذا الزمان … مع اضطهادات حقاً سيعوض اهلل من يترك العالم بخيرات زمنية مع‬ ‫تعزيات‪ ،‬ولكن ال ننسى أننا طالما نحن فى العالم‪ ،‬فاإلضطهادات والضيقات هى ضريبة يفرضها العالم ورئيسه‬

‫‪199‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫على من يحتقر العالم ويختار الحياة األبدية‪ ،‬واهلل يسمح بهذه الضيقات ‪ )1‬حتى ال يتعلقوا بالماديات ويفقدوا‬

‫شهوتهم للسماء ‪ )1‬بهذه الضيقات َن ْك ُم ْل ونزداد نقاوة ‪ ):‬خالل الضيقات تزداد تعزيات اهلل ‪ )1‬من يشترك مع‬ ‫المسيح فى الصليب سيكون شريكه فى المجد‪ .‬تجلسون على إثنى عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل =سيكون‬

‫التالميذ ف ى يوم الرب العظيم كديانين لألسباط اإلثنى عشر‪ ،‬ألن ما كان ينبغى لهؤالء أن يفعلوه‪ ،‬أى أن يؤمنوا‬

‫بالمسيح ويكرزوا به ويكونوا نو اًر لألمم قد تخلوا عنهُ ولم يقوموا به‪ ،‬ولكن التالميذ وهم من شعب اليهود أى لهم‬ ‫نفس ظروف اليهود قد قبلوا المسيح وآمنوا به وكرزوا به وصاروا نو اًر للعالم‪ ،‬بل هم تركوا كل شىء ألجله‪ .‬فماذا‬ ‫سيكون عذر اليهودى الذى رفض المسيح وهو يرى أمامه التالميذ الذين هم مثله فى كل الظروف فى مجد‬

‫عظيم بسبب إيمانهم بالمسيح‪ .‬مئة ضعف=الذى يقبل أن يترك من أجل المسيح سيعوضه المسيح هنا فى هذه‬ ‫األرض بكل الخيرات الماد ية التى يحتاجها واألهم التعزيات السماوية‪ .‬فالراهب أو البتولى الذى يرفض الزواج‬ ‫ُيحرم من وجود زوجة وأبناء له‪ ،‬ولكنه يتقبل من اهلل سالماً فائقاً ولذة روحية خالل إتحاده مع عريس نفسه يسوع‪،‬‬ ‫هذه اللذة تفوق كل راحة يقتنيها زوج خالل عالقته األسرية‪ .‬وكل هذا ما هو إالّ عربون ما سوف يناله من مجد‬

‫أبدى‪.‬‬

‫الحظ قوله إخوة وأخوات وأوالداً‪ ..‬وامرأة = هذه شريعة الزوجة الواحدة‪ ،‬فلم يقل من يترك نساء بل إمرأة‪ .‬والترك‬

‫يعنى محبة المسيح أكثر وهناك شرط أن يكون الترك ألجل المسيح وليس ألى غرض آخر = ألجلى وألجل‬

‫اإلنجيل= ألجل خدمة كلمة اإلنجيل‪.‬‬

‫أولون يكونون ِ‬ ‫آخرين= هؤالء هم من آمنوا أوالً ثم إرتَدوا‪ .‬والمقصود بهم اليهود والفريسيين فهؤالء كانوا شعب‬ ‫آخرون و ِ‬ ‫اآلخرة ِ‬ ‫اهلل لكنهم إذ رفضوا المسيح رِفضوا ويقصد بهم األغنياء والملوك‪ ،‬فهم هنا أولون وفى ِ‬ ‫اآلخرون‬ ‫ُ ُ‬ ‫أولين = هؤالء مثل األمم كانوا فى وثنيتهم ِ‬ ‫آخرون وآمنوا بعد ذلك فصاروا أولون‪ .‬وتشير للرسل والتالميذ‪،‬‬ ‫فهؤالء كانوا فقراء معدمين محتقرين فى الدنيا فجعلهم المسيح أولون‪ .‬وكان من ترك حقه فى هذا العالم ليصير‬

‫آخ اًر (أى يضع نفسه فى آخر الصفوف ) يجعله المسيح أوالً‪ .‬وفى مرقس ولوقا يأتى بعد هذا مباشرة نبوة المسيح‬ ‫عن أالمه وصلبه وكأنه بهذا يضع نفسه كأعظم نموذج للترك‪ ،‬إذ ترك مجده أخذاً صورة عبد متألم يصلب فى‬ ‫نهاية األمر‪..‬ولكن بعد هذا يقوم ويصعد ويجلس عن يمين اآلب‪ ..‬فهل نقبل أن نترك شىء لنحصل على هذا‬

‫المجد المعد لنا‪.‬‬

‫‪200‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العشرون)‬

‫(إنجيل متي)(اإلصحاح العشرون)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح العشرون‬ ‫‪2‬‬ ‫ب ب ْي ٍت َخرج مع ُّ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ستَأْ ِج َر فَ َعلَ ًة‬ ‫ات ُي ْ‬ ‫اآليات (مت ‪« " -:)26-2:12‬فَِإ َّن َملَ ُك َ‬ ‫ش ِب ُه َر ُجالً َر َّ َ‬ ‫َ​َ َ​َ‬ ‫الص ْب ِح ل َي ْ‬ ‫وت َّ َ َ‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ ‪1‬‬ ‫ق مع ا ْلفَعلَ ِة علَى ِدي َن ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫سلَ ُه ْم إِلَى َك ْرِم ِه‪ .‬ثُ َّم َخ َر َج َن ْح َو َّ‬ ‫اع ِة الثَّالِثَ ِة َو َأرَى َ‬ ‫آخ ِر َ‬ ‫الس َ‬ ‫ل َك ْرِمه‪ ،‬فَاتَّفَ َ َ َ َ َ‬ ‫ار في ا ْل َي ْوِم‪َ ،‬وأ َْر َ‬

‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫السو ِ‬ ‫ُع ِط َي ُك ْم َما َي ِح ُّ‬ ‫ضا‬ ‫اما ِفي ُّ‬ ‫ين‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪ :‬اذ َ‬ ‫ق َبطَّالِ َ‬ ‫ض ْوا‪َ .‬و َخ َر َج أ َْي ً‬ ‫ق لَ ُك ْم‪ .‬فَ َم َ‬ ‫ضا إِلَى ا ْل َك ْرِم فَأ ْ‬ ‫ْه ُبوا أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫ق َي ً‬ ‫‪6‬‬ ‫آخ ِر َ ِ‬ ‫الس ِادس ِة والتَّ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫اس َع ِة َوفَ َع َل َكذلِ َك‪ .‬ثُ َّم َن ْح َو َّ‬ ‫ش َرةَ َخ َر َج َو َو َج َد َ‬ ‫اع ِة ا ْل َح ِاد َي َة َع ْ‬ ‫اما َبطَّالِ َ‬ ‫الس َ‬ ‫َن ْح َو َّ َ‬ ‫اعة َّ َ َ‬ ‫ين ق َي ً‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ستَأ ِ‬ ‫هه َنا ُك َّل َّ‬ ‫الن َه ِ‬ ‫ضا إِلَى‬ ‫َحد‪ .‬قَ َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪:‬اذ َ‬ ‫ار َبطَّالِ َ‬ ‫ْه ُبوا أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫ْج ْرَنا أ َ‬ ‫ين؟ قَالُوا لَ ُه‪ :‬أل ََّن ُه لَ ْم َي ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ :‬ل َما َذا َوقَ ْفتُ ْم ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َك ْرِم فَتَأْ ُخ ُذوا َما َي ِح ُّ‬ ‫ُج َرةَ ُم ْبتَِد ًئا ِم َن‬ ‫اء قَ َ‬ ‫ق لَ ُك ْم‪َ .‬فلَ َّما َك َ‬ ‫َع ِط ِه ُم األ ْ‬ ‫ب ا ْل َك ْرِم لِ َو ِكيلِ ِه‪ْ :‬ادعُ ا ْلفَ َعلَ َة َوأ ْ‬ ‫صاح ُ‬ ‫ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫ان ا ْل َم َ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫َخ ُذوا ِدي َن ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ُّنوا‬ ‫اب َّ‬ ‫ون َ‬ ‫ش َرةَ َوأ َ‬ ‫اع ِة ا ْل َح ِاد َي َة َع ْ‬ ‫اء األ ََّولُ َ‬ ‫ين إِلَى األ ََّولِ َ‬ ‫اآلخ ِر َ‬ ‫الس َ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫اء أ ْ‬ ‫ار دي َن ًارا‪َ .‬فلَ َّما َج َ‬ ‫ين‪ .‬فَ َج َ‬ ‫ً‬ ‫‪21‬‬ ‫ضا ِدي َن ا ِ‬ ‫‪ِ 22‬‬ ‫هؤالَ ِء‬ ‫ون تَ َذ َّم ُروا َعلَى َر ِّ‬ ‫ون أَ ْكثَ​َر‪ .‬فَأ َ‬ ‫ين‪ُ :‬‬ ‫ب ا ْل َب ْي ِت قَ ِائلِ َ‬ ‫يما ُه ْم َيأْ ُخ ُذ َ‬ ‫أ ََّن ُه ْم َيأْ ُخ ُذ َ‬ ‫َخ ُذوا ُه ْم أ َْي ً‬ ‫ً‬ ‫ار دي َن ًارا‪َ .‬وف َ‬ ‫‪28‬‬ ‫ال لِو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلخر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫احتَم ْل َنا ِث َق َل َّ‬ ‫الن َه ِ‬ ‫اح ٍد‬ ‫س َاوْيتَ ُه ْم ِب َنا َن ْح ُن الَِّذ َ‬ ‫أج َ‬ ‫ار َوا ْل َح َّر! فَ َ‬ ‫س َ‬ ‫اب َوقَ َ َ‬ ‫اع ًة َواح َدةً‪َ ،‬وقَ ْد َ‬ ‫ون َعملُوا َ‬ ‫ُ‬ ‫ين ْ َ‬ ‫‪24‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َم ِعي َعلَى ِدي َن ٍ‬ ‫ُع ِط َي ه َذا‬ ‫يد أ ْ‬ ‫ار؟ فَ ُخ ِذ الَِّذي لَ َك َواذ َ‬ ‫ْه ْب‪ ،‬فَِإ ِّني أ ُِر ُ‬ ‫َما اتَّفَ ْق َ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫صاح ُ‬ ‫م ْن ُه ْم‪َ :‬يا َ‬ ‫ب‪َ ،‬ما ظَلَ ْمتُ َك! أ َ‬ ‫‪26‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫ير ِم ْثلَ َك‪ .‬أ َ​َو َما َي ِح ُّل لِي أ ْ‬ ‫َن أَف َْع َل َما أ ُِر ُ‬ ‫صالِح؟ ه َك َذا َي ُك ُ‬ ‫يرة أل َِّني أَ​َنا َ‬ ‫يد ِب َما لي؟ أ َْم َع ْي ُن َك شِّر َ‬ ‫األَخ َ‬ ‫ون ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن َك ِث ِ‬ ‫ون»‪".‬‬ ‫ين‪ ،‬أل َّ‬ ‫ين ُي ْنتَ َخ ُب َ‬ ‫ين ُي ْد َع ْو َن َوَقلِيلِ َ‬ ‫ير َ‬ ‫آخ ِر َ‬ ‫ين َواأل ََّولُ َ‬ ‫ون أ ََّولِ َ‬ ‫اآلخ ُر َ‬ ‫هذا المثل ضربه السيد المسيح ليشرح اآلية السابقة (‪ ):7:19‬ويتضح هذا من (مت ‪ .)16:17‬أن ِ‬ ‫آخرين‬

‫يكونون أولين‪.‬‬

‫والمثل مأخوذ من بالد الشرق حيث تعود الفعلة األجراء أن يتجمعوا فى مكان معين من القرية‪ ،‬وياتى أصحاب‬ ‫المزارع إلى هذا المكان ليؤجروا بعض العمال للعمل فى حقولهم نظير اجر متفق عليه‪ .‬وهذا المثل قاله السيد‬

‫فى بيرية (عبر األردن )‪ .‬أثناء ذهابه للمرة األخيرة إلى أورشليم‪ .‬ومعنى المثل هو الخالص لجميع الناس‪ ،‬فاألمم‬

‫وهم أصحاب الساعة الحادية عشر لهم نصيب فى الملكوت تماماً مثل اليهود أصحاب الساعة األولى‪ ،‬اى الذين‬

‫عرفوا اهلل منذ أيام إبراهيم واسحق ويعقوب‪ .‬وبنفس المفهوم فالخالص هو لجميع التائبين اآلن مهما تأخرت‬

‫توبتهم‪ .‬فالدينار إذاً هو دخول ملكوت السموات‪ ،‬هو الخالص‪ ،‬وهو الخير الذى سيقدمه اهلل لكل مؤمن تائب‪.‬‬

‫ولنالحظ أن المساواة هى فى دخول الملكوت للكل‪ .‬ولكن داخل الملكوت فإن نجماً يمتاز عن نجم فى المجد‬

‫(‪1‬كو ‪.)11:1:‬‬

‫الفعلة = هم كل البشر الذين يدعوهم اهلل للحياة معه وخدمته‪.‬‬

‫‪201‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العشرون)‬

‫آية(‪ -:)1‬رجالً رب بيت= هو المسيح كلمة اهلل الحى‪ ،‬رب السماء واألرض‪ .‬الخليقة السماوية واألرضية هى بيته‬

‫الذى يدبر أموره ويهتم به‪ .‬كرمه= هى الكنيسة التى بخمرها يفرح اهلل‪ .‬واهلل يدعو الكل لكنيسته‪ .‬وما أجمل أن‬ ‫نرى السيد يدعو الكل لكنيسته‪ ،‬طوال ساعات النهار‪ ،‬فهو يدعو الجميع ليخلصون والى معرفة الحق يقبلون‬

‫(‪1‬تى ‪.)1:1‬‬

‫خرج = اهلل هو الذى يبادر بالحب‪ .‬فهل كان أحد يتصور أن هناك حالً للموت‪.‬‬

‫آيات (‪ -:)6-1‬الساعات هى بحسب التوقيت اليهودى‪ ،‬فالساعة األولى هى الساعة السادسة صباحاً‪ ،‬هى بداية‬ ‫تكوين األمة اليهودية حين دعا اهلل إبراهيم‪ .‬ثم الساعة الثالثة هى التاسعة صباحاً اآلن‪ .‬والسادسة هى الثانية‬

‫عشر ظه اًر اآلن‪ .‬والحادية عشرة هى فى نهاية النهار هى ساعة دعوة األمم بعد إنقضاء النهار اليهودى‪.‬أي لقد‬

‫إقترب وقت إنتهاء عالقة إسرائيل باهلل‪ .‬وأيضاً تشير الساعات هذه ألن اهلل يدعو اإلنسان فى كل مراحل عمره‪،‬‬ ‫وحسنا لو إستجاب حتى لو كان فى الساعة الحادية عشرة‪ ،‬أماّ لو تكاسل فالثانية عشر تشير للموت فهى تأتى‬ ‫بحلول الظالم ونهاية اليوم أى نهاية العمر‪ .‬إن الصوت اإللهى لهو موجه للبشرية كلها خالل كل األيام وكل‬

‫مراحل العمر‪ .‬الصوت اإللهى ال يتوقف ما دام الوقت ُيدعى اليوم (عب ‪ .)1:::‬ولكن إذا كان المثل ُيفهم منه‬ ‫أن اهلل يقبل أصحاب الساعة الحادية عشرة‪ ،‬فهذا ال يعنى أن نؤجل توبتنا لسن الشيخوخة فمن يعلم متى تكون‬

‫نهاية عمره‪ ،‬الساعة الحادية عشرة هى التى تسبق الموت مباشرة وال تعنى سن الشيخوخة‪ .‬وأيضاً لماذا نؤجل‬

‫التوبة وفيها أفراح وتعزيات‪.‬‬

‫‪ :1‬والحظ أن أصحاب الساعة الحادية عشرة ما كانوا ممتنعين عن العمل‪ ،‬بل لم يستأجرهم أحد فهم ليسوا‬ ‫معاندين وال مقاومين هلل بل لم تصلهم دعوة اهلل‪ ،‬أو لم يفهموها‪ .‬هم كانوا راغبين فى العمل وليسوا متكاسلين‪.‬‬ ‫‪ :6‬بطالين =إشارة لألمم وقد صاروا بطالين كآلهتهم الباطلة واشارة لكل من يسير وراء شهواته وخطاياه فهو‬

‫بطال إستأجره الشيطان‪.‬‬ ‫‪ ‬ولنأخذ مثاالً‪ ،‬فالمسيح دعا بولس الرسول فى منتصف حياته بعد أن كان بطاالً مضطهداً للكنيسة‪ ،‬كان‬ ‫آ ِخ اًر فصار أوالً إذ إستجاب‪.‬‬ ‫‪ ‬لقد إنحطت البشرية وسقطت بسبب الخطية ولكن اهلل فى محبة لم ينتظر أن تصعد إليه البشرية‪ ،‬بل هو‬ ‫الذى يبادر بالخروج ليدعوها فترتفع اليه‪.‬‬

‫‪ ‬الدينار= هو دخول الملكوت والبقاء فيه فى حياة أبدية والتمتع بشخص المسيح‪ .‬وهذا ليس ٍ‬ ‫لبر فينا إنما‬ ‫هو عطية من اهلل ألنه صالح =ألنى أنا صالح‪ .‬هذه عطيته تعبي اًر عن جوده اإللهى وكرمه‪ .‬وهذه العطية‬ ‫ليست عائدة على أعمالنا بل عائدة على كرمه‪ ،‬فالنعمة هى عطية مجانية ال تعطى ألعمالنا بل هى محبة‬ ‫من اهلل ورحمة‪ .‬فمهما عملنا‪ ،‬هل كان أحد يستحق أن يتجسد المسيح ويموت ألجله ويفتح له باب السماء‪.‬‬

‫هذا معنى حصول الكل على نفس الدينار‪ ،‬فدخول السماء بإستحقاق دم المسيح ال عالقة له بأعمالنا‪ .‬ولكن‬

‫نكرر ‪ )1‬النعمة اآلن أى عمل الروح القدس فينا وامتالئنا به متوقف على جهادنا‪ ،‬فالنعمة ال تعطى إالّ لمن‬ ‫يستحقها‪ ،‬حقاً‪ ..‬المسيح مات ألجل الكل مجاناً‪ ..‬لكن التمتع بثمار صليبه يحتاج للجهاد المستمر‪)1 .‬لن‬

‫‪202‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العشرون)‬

‫يكون الكل متساوون فى المجد‪ ،‬بل كل واحد سيكون له بحسب عمله‪ .‬الكل يدخلون (المؤمنون التائبون)‬

‫ولكن نجماً يمتاز عن نجم فى المجد‪.‬‬

‫آية (‪ -:)11‬تذمروا= أشارة لتذمر اليهود على قبول األمم‪ ،‬وتذمر األخ األكبر لإلبن الضال‪ .‬وهذا التذمر‬ ‫راجع للحسد‪ ،‬وكان حرياً بهم أن يفرحوا لخالص الكثيرين ويفرحوا بلطف سيدهم ورحمته إذ أنعم على اآلخرين‬ ‫بالملكوت‪ ،‬ولكن هذا الحسد دفع اليهود لرفض المسيح فصار ِ‬ ‫اآلخرون أولون‪.‬‬

‫آية (‪ -:)1:‬أم عينك شريرة =إشارة لحسدهم‪ .‬والحظ أن تذمرهم معناه أنهم لم يجدوا لذة فى العمل لحساب‬ ‫اهلل بل هم عملوا فقط ألجل األجر‪ .‬وكان هذا هو منطلق التفكير اليهودى والفريسى‪ ،‬ومن يتشبه بهم حتى‬

‫اآلن‪ ،‬أن هؤالء يعملون ويخدمون اهلل ويطلبون األجر المادى ويحسدون من يكافأه اهلل ويعطيه أكثر منهم‪،‬‬

‫وهذا راجع لحب الذات‪ .‬هؤالء ال يرجع تذمرهم لحرمانهم من شىء وانما يرجع للخير الذى ناله الغير‪.‬‬

‫عينك شريرة =حقود‪.‬‬

‫ألنى أنا صالح= أى كريم أعطى بسخاء‪.‬‬

‫آية(‪ -:)11‬إحتملنا ثقل النهار والحر= وماذا يساوى هذا التعب بجانب المجد المعد ألوالد اهلل‪ .‬المشكلة أن‬ ‫هؤالء كانوا يعملونه بروح العبودية فلم يشعروا بأى تعزية‪ ،‬بل شعروا بثقل النهار وحره‪.‬‬ ‫اآليات (مت ‪( + )21-21:12‬مر ‪( + )84-81:22‬لو‪-:)84-82:23‬‬ ‫اع ًدا إِلَى أُور َ ِ‬ ‫ان يسوعُ ص ِ‬ ‫‪ِ 21‬‬ ‫ش َر ِت ْل ِمي ًذا َعلَى ا ْن ِف َرٍاد ِفي‬ ‫يم أ َ‬ ‫َخ َذ اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫َ‬ ‫يما َك َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)21-21:12‬وف َ‬ ‫شل َ‬ ‫ان يسلَّم إِلَى ر َؤس ِ‬ ‫ال لَهم‪َ «23 :‬ها َن ْح ُن ص ِ‬ ‫اع ُد َ ِ‬ ‫شلِيم‪َ ،‬و ْاب ُن ِ‬ ‫الطَّ ِري ِ‬ ‫اء ا ْل َك َه َن ِة َوا ْل َكتَ​َب ِة‪،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ون إلَى أ ُ‬ ‫ق َوقَ َ ُ ْ‬ ‫سِ َُُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫فَي ْح ُكمو َن علَ ْي ِه ِبا ْلمو ِت‪21 ،‬ويسلِّموَن ُه إِلَى األُمِم ِل َكي يه َأزُوا ِب ِه وي ْجِل ُدوه وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم»‪".‬‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ َ​َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫صل ُبوهُ‪َ ،‬وفي ا ْل َي ْوم الثالث َيقُ ُ‬ ‫‪81‬‬ ‫ين إِلَى أُور َ ِ‬ ‫قص ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫سوعُ‪َ ،‬و َكا ُنوا َيتَ َحي َُّر َ‬ ‫اع ِد َ‬ ‫َّم ُه ْم َي ُ‬ ‫اآليات (مر ‪َ " -:)84-81:22‬و َكا ُنوا في الط ِري ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫يم َوَيتَقَد ُ‬ ‫شل َ‬ ‫ِ‬ ‫ث لَ ُه‪َ «88 :‬ها َن ْح ُن‬ ‫س َي ْح ُد ُ‬ ‫ون‪ .‬فَأ َ‬ ‫َخ َذ اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫ون َكا ُنوا َي َخافُ َ‬ ‫يما ُه ْم َيتْ َب ُع َ‬ ‫ش َر أ َْي ً‬ ‫ضا َو ْابتَ َدأَ َيقُو ُل لَ ُه ْم َع َّما َ‬ ‫َوف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان يسلَّم إِلَى ر َؤس ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫اع ُد َ ِ‬ ‫شلِيم‪َ ،‬و ْاب ُن ِ‬ ‫سلِّ ُموَنهُ‬ ‫اء ا ْل َك َه َن ِة َوا ْل َكتَ​َب ِة‪ ،‬فَ َي ْح ُك ُم َ‬ ‫ون َعلَ ْيه ِبا ْل َم ْوت‪َ ،‬وُي َ‬ ‫ُ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ون إلَى أ ُ‬ ‫سِ َُُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫‪84‬‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم»‪".‬‬ ‫ُون ِب ِه َوَي ْجلِ ُدوَن ُه َوَيتْ ُفلُ َ‬ ‫ُمِم‪ ،‬فَ َي ْه َأز َ‬ ‫إلَى األ َ‬ ‫ون َعلَ ْيه َوَي ْقتُلُوَن ُه‪َ ،‬وفي ا ْل َي ْوم الثالث َيقُ ُ‬ ‫‪82‬‬ ‫ون إِلَى أُور َ ِ‬ ‫شر وقَا َل لَهم‪َ «:‬ها َن ْح ُن ص ِ‬ ‫س َي ِت ُّم ُك ُّل َما‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)84-82:23‬وأ َ‬ ‫اع ُد َ‬ ‫يم‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫َخ َذ اال ثْ َن ْي َع َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫شل َ‬ ‫ُهو م ْكتُوب ِباألَ ْن ِبي ِ‬ ‫ان‪81 ،‬أل ََّن ُه يسلَّم إِلَى األ ِ‬ ‫اء َع ِن ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫شتَ ُم َوُيتْ َف ُل َعلَ ْي ِه‪َ 88 ،‬وَي ْجلِ ُدوَن ُه‪،‬‬ ‫ستَ ْه َأزُ ِب ِه‪َ ،‬وُي ْ‬ ‫َ‬ ‫ُمم‪َ ،‬وُي ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُُ‬ ‫‪84‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فى َع ْن ُه ْم‪َ ،‬ولَ ْم‬ ‫وم»‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َما ُه ْم َفلَ ْم َي ْف َه ُموا م ْن ذل َك َ‬ ‫ش ْي ًئا‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َوَي ْقتُلُوَن ُه‪َ ،‬وفي ا ْل َي ْوم الثالث َيقُ ُ‬ ‫ان ه َذا األ َْم ُر ُم ْخ ً‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫َي ْعلَ ُموا َما ِق َ‬ ‫لقد إقترب ميعاد الصليب‪ ،‬والمسيح متجه اآلن إلى أورشليم للمرة األخيرة التى سيصلب فيها‪ .‬ونسمع فى‬

‫(مر‪):1:17‬أن التالميذ كانوا يتحيرون ويخافون فهم يعرفون عداوة الفريسيين والسنهدريم لمعلمهم‪ ،‬وطالما تنبأ‬

‫لهم المعلم بأنه سوف يتألم منهم‪ ،‬وها هم ذاهبون إلى أورشليم وكانوا شاعرين بان أمو اًر خطيرة ستحدث ولكنهم‬ ‫كانوا متحيرون ماذا سيحدث بالضبط‪ .‬وها هو السيد يتكلم بوضوح عما سيتم حتى إذا كان يؤمنون (يو‪)19:11‬‬

‫‪203‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العشرون)‬

‫واذا ما حدث ما قاله فحينئذ سيعرفون أن ما حدث كان بإرادته وسيؤمنون باألكثر‪ .‬ومع ان كالم المسيح كان‬

‫واضحاً إالّ أن التالميذ لم يفهموا‪ ،‬فهم لم يتصوروا أن هذا المعلم العجيب الذى يقيم الموتى يستسلم بهدوء للكهنة‬

‫=ولم يعلموا ما قيل وربما تصوروا أن ما قاله المعلم سيكون مجرد مناوشات يتسلم بعدها ُملك إسرائيل‪ .‬لذلك‬ ‫يأتى بعد هذا مباشرة طلب إبنا زبدى أن يجلسا عن يمينه ويساره فى ملكه‪ .‬فهم ما تصوروا أبداً موت المخلص‬ ‫الذى أتى ليخلص إسرائيل‪ ،‬فكيف يخلصها إن هو مات‪.‬‬

‫اآليات (مت ‪( + )13-12:12‬مر‪ )42-82:22‬طلب إبنا زبدى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٍ ِ ِ 12‬‬ ‫ش ْي ًئا‪.‬‬ ‫س َج َد ْت َو َ‬ ‫طلَ َب ْت ِم ْن ُه َ‬ ‫َّم ْت إِلَ ْيه أ ُُّم ْاب َن ْي َزْبدي َم َع ْاب َن ْي َها‪َ ،‬و َ‬ ‫اآليات (مت ‪ " -:)13-12:12‬حي َنئذ تَقَد َ‬ ‫‪12‬‬ ‫احد ع ْن ي ِم ِ‬ ‫ان و ِ‬ ‫ين؟» قَالَ ْت لَ ُه‪ُ «:‬ق ْل أ ْ ِ‬ ‫ال لَها‪«:‬ما َذا تُ ِر ِ‬ ‫سِ‬ ‫ار ِفي‬ ‫ين َك َو َ‬ ‫يد َ‬ ‫َ َ‬ ‫اآلخ ُر َع ِن ا ْل َي َ‬ ‫اي ه َذ ِ َ‬ ‫س ْاب َن َ‬ ‫َن َي ْجل َ‬ ‫فَقَ َ َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ .‬أَتَ ِ‬ ‫يع ِ‬ ‫ان َما تَ ْطلُ َب ِ‬ ‫ستُ َما تَ ْعلَ َم ِ‬ ‫ش َرُب َها‬ ‫ف أَ ْ‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫َملَ ُكوِت َك»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ْ‬ ‫ال‪«:‬لَ ْ‬ ‫ْس الَّتي َ‬ ‫ش َرَبا ا ْل َكأ َ‬ ‫ستَط َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫‪18‬‬ ‫َما َكأ ِ‬ ‫َن تَصطَ ِب َغا ِب ِّ ِ ِ‬ ‫ش َرَب ِان َها‪،‬‬ ‫ال لَ ُه َما‪« :‬أ َّ‬ ‫ْسي فَتَ ْ‬ ‫ستَ ِطيعُ»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َصطَبغُ ِب َها أَ​َنا؟» قَاالَ لَ ُه‪َ «:‬ن ْ‬ ‫الص ْب َغة الَّتي أ ْ‬ ‫أَ​َنا‪َ ،‬وأ ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وِب ِّ ِ ِ‬ ‫سِ‬ ‫صطَ ِب َغ ِ‬ ‫ين‬ ‫ان‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ُع ِط َيهُ إِالَّ لِلَِّذ َ‬ ‫س لِي أَ ْن أ ْ‬ ‫َصطَ ِبغُ ِب َها أَ​َنا تَ ْ‬ ‫الص ْب َغة الَّتي أ ْ‬ ‫اري َفلَ ْي َ‬ ‫وس َع ْن َيميني َو َع ْن َي َ‬ ‫َما ا ْل ُجلُ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن‬ ‫ون أ َّ‬ ‫َج ِل األ َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫س ِم َع ا ْل َع َ‬ ‫َخ َوْي ِن‪ .‬فَ َد َع ُ‬ ‫ال‪« :‬أَ ْنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ش َرةُ ا ْغتَاظُوا ِم ْن أ ْ‬ ‫اه ْم َي ُ‬ ‫أُع َّد لَ ُه ْم م ْن أَِبي»‪َ .‬فلَ َّما َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫َن ي ُك َ ِ‬ ‫ر َؤساء األ ِ‬ ‫يما‬ ‫ودوَن ُه ْم‪َ ،‬وا ْل ُع َ‬ ‫ون ه َك َذا ِفي ُك ْم‪َ .‬ب ْل َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫س ُ‬ ‫ون َعلَ ْي ِه ْم‪ .‬فَالَ َي ُك ُ‬ ‫سلَّطُ َ‬ ‫اد أ ْ َ‬ ‫اء َيتَ َ‬ ‫ظ َم َ‬ ‫ُمم َي ُ‬ ‫ون في ُك ْم َعظ ً‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ان لَم يأ ِ‬ ‫َن ْاب َن ِ‬ ‫ْت لِ ُي ْخ َد َم َب ْل‬ ‫ون ِفي ُك ْم أ ََّوالً َف ْل َي ُك ْن لَ ُك ْم َع ْب ًدا‪َ ،‬ك َما أ َّ‬ ‫اد أ ْ‬ ‫َف ْل َي ُك ْن لَ ُك ْم َخ ِاد ًما‪َ ،‬و َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫سِ ْ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ُه ِف ْد َي ًة َع ْن َك ِث ِ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫ير َ‬ ‫ل َي ْخد َم‪َ ،‬ولِ َي ْبذ َل َن ْف َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ‬ ‫َن تَ ْف َع َل لَ َنا ُك َّل َما‬ ‫يد أ ْ‬ ‫وح َّنا ْاب َنا َزْب ِدي قَ ِائلَ ْي ِن‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪ُ ،‬ن ِر ُ‬ ‫وب َوُي َ‬ ‫َّم إِلَ ْيه َي ْعقُ ُ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)42-82:22‬وتَقَد َ‬ ‫‪81‬‬ ‫‪86‬‬ ‫احد ع ْن ي ِم ِ‬ ‫َن َن ْجِلس و ِ‬ ‫يد ِ‬ ‫اآلخ ُر َع ْن‬ ‫َ‬ ‫ين َك َو َ‬ ‫طلَ ْب َنا»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َع ِط َنا أ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ال لَ ُه َما‪َ «:‬ما َذا تُ ِر َ‬ ‫َن أَف َْع َل لَ ُك َما؟» فَقَاالَ لَ ُه‪«:‬أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪83‬‬ ‫ان‪ .‬أَتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس ِ ِ‬ ‫يع ِ‬ ‫ان َما تَ ْطلُ َب ِ‬ ‫ستُ َما تَ ْعلَ َم ِ‬ ‫ش َرُب َها‬ ‫ْس الَِّتي أَ ْ‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سوعُ‪«:‬لَ ْ‬ ‫ش َرَبا ا ْل َكأ َ‬ ‫ستَط َ‬ ‫ار َك في َم ْجد َك»‪ .‬فَقَا َل لَ ُه َما َي ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪81‬‬ ‫َن تَصطَ ِب َغا ِب ِّ ِ ِ‬ ‫ْس الَِّتي‬ ‫سوعُ‪«:‬أ َّ‬ ‫ستَ ِطيعُ»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َصطَبغُ ِب َها أَ​َنا؟» فَقَاالَ لَ ُه‪َ « :‬ن ْ‬ ‫الص ْب َغة الَّتي أ ْ‬ ‫أَ​َنا‪َ ،‬وأ ْ ْ‬ ‫َما ا ْل َكأ ُ‬ ‫ال لَ ُه َما َي ُ‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫شرب ِانها‪ ،‬وب ِّ ِ ِ‬ ‫سِ‬ ‫صطَ ِب َغ ِ‬ ‫اري‬ ‫ان‪َ .‬وأ َّ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ش َرُب َها أَ​َنا فَتَ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َصطَبغُ ِب َها أَ​َنا تَ ْ‬ ‫الص ْب َغة الَّتي أ ْ‬ ‫وس َع ْن َيميني َو َع ْن َي َ‬ ‫َما ا ْل ُجلُ ُ‬ ‫‪42‬‬ ‫ُع ِطي ُه إِالَّ ِللَِّذ َ ِ‬ ‫وح َّنا‪.‬‬ ‫س ِم َع ا ْل َع َ‬ ‫س لِي أ ْ‬ ‫ش َرةُ ْابتَ َدأُوا َي ْغتَاظُ َ‬ ‫ون ِم ْن أ ْ‬ ‫وب َوُي َ‬ ‫َج ِل َي ْعقُ َ‬ ‫َن أ ْ َ‬ ‫ين أُع َّد لَ ُه ْم»‪َ .‬ولَ َّما َ‬ ‫َفلَ ْي َ‬ ‫‪41‬‬ ‫ون ر َؤساء األ ِ‬ ‫اء ُه ْم‬ ‫ودوَن ُه ْم‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ون أ َّ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫فَ َد َع ُ‬ ‫س ُ‬ ‫َن الَِّذ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬أَ ْنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫َن ُعظَ َم َ‬ ‫ُمم َي ُ‬ ‫ين ُي ْح َ‬ ‫اه ْم َي ُ‬ ‫س ُب َ ُ َ َ َ‬ ‫‪44‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫اد أ ْ ِ‬ ‫َن‬ ‫اد أ ْ‬ ‫ون لَ ُك ْم َخ ِاد ًما‪َ ،‬و َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫ون ه َك َذا ِفي ُك ْم‪َ .‬ب ْل َم ْن أ َ​َر َ‬ ‫يما‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫ون َعلَ ْي ِه ْم‪ .‬فَالَ َي ُك ُ‬ ‫سلَّطُ َ‬ ‫َيتَ َ‬ ‫َن َي َ‬ ‫ير في ُك ْم َعظ ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ْاب َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫س ُه ِف ْد َي ًة َع ْن‬ ‫يع َع ْب ًدا‪42 .‬أل َّ‬ ‫ون لِ ْل َج ِم ِ‬ ‫ير ِفي ُك ْم أ ََّوالً‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫ان أ َْي ً‬ ‫ضا لَ ْم َيأْت ل ُي ْخ َد َم َب ْل ل َي ْخد َم َوِل َي ْبذ َل َن ْف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َيص َ‬ ‫َك ِث ِ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫ير َ‬

‫بمقارنة متى ومرقس نفهم أن يعقوب ويوحنا طلبا من أمهما أن تطلب هى من المسيح أن يجلسا عن يمينه وعن‬

‫يساره‪ ،‬فهما ربما خافا أن يطلبا هذا الطلب من السيد مباشرة‪ .‬وهذا الطلب يعنى أن أفكارهما ما زالت فى الملك‬

‫األرضى‪ .‬ولكن الطلب يبين أيضاً أنهما مخلصان للسيد ويودان لو تألما معه كما يقول وبعد هذا يجلسان عن‬ ‫يمينه وعن يساره‪ .‬وحين سمع السيد طلب األم وجه الكالم ليعقوب ويوحنا فرد عليه يعقوب ويوحنا‪ .‬فحين يقول‬

‫‪204‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العشرون)‬

‫مرقس أن يعقوب ويوحنا هما اللذان قاما بالطلب من المسيح‪ ،‬فهذا ألن الطلب هو أصالً منهما‪ ،‬وأن الحوار بعد‬ ‫ذلك تم معهما مباشرة‪ .‬وهم طلبوا المجد مع المسيح ولكنهم لم يفهموا أن المسيح سيتمجد بالصليب‪ ،‬لذلك قال‬

‫لهما المسيح عن الصبغة أى أنه سيتغطى بالدم‪ .‬وبهذا فالسيد يشرح ليعقوب ويوحنا ثم باقى التالميذ أن العظمة‬ ‫ٍ‬ ‫حينئذ= بعد كالم‬ ‫الحقيقية هى فى الصليب وفى الخدمة والبذل‪ ،‬وهذا التعليم غير تعليم اليهود والفريسيين‪.‬‬ ‫المسيح عن صليبه‪ .‬فكان كالم إبنى زبدى هو عدم الفهم التام لما سوف يحدث‪.‬‬

‫أما كأسى= هذه الكأس هى التى أعطاها له اآلب أى اآلالم المعدة له‪ .‬فتشربانها = فيعقوب مات شهيداً‪،‬‬ ‫ويوحنا عذبوه كثي اًر (أع ‪ )1:11‬ونحن هل نقبل أن نشرب الكأس التى يعطيها لنا اآلب‪ ،‬من يقبل سيكون له‬ ‫نصيب فى المجد = هؤالء قال عنهم الذين أعد لهم من أبى = هؤالء هم الذين قبلوا حمل الصليب مع المسيح‪.‬‬

‫فليس لى أن أعطيه = السيد المسيح قال أن اآلب قد أعطى كل الدينونة لإلبن (يو‪ .)11::‬ولكن فى‬ ‫(يو‪ ) 11:11‬يقول ألنى لم آت ألدين العالم بل ألخلص العالم‪ .‬ومن هذا نفهم أن المسيح فى مجيئه األول أتى‬ ‫ليخلص وليدعو الناس لإليمان والتوبة‪ .‬أما فى مجيئه الثانى فهو سيأتى ليدين (مت ‪)11،:1-:1:1:‬لذلك‬

‫فالمسيح فى مجيئه األول لن يحدد من يجلس عن يمينه ومن يجلس عن يساره فى الملكوت‪ .‬وفى تواضعه أو‬

‫بينما هو فى وضع إخالئه لذاته قال ليس لى أن أعطيه‪ ..‬لكن الذين أعد لهم من أبى‪ ..‬وهذه متفقة مع قوله‬ ‫ألن أبى أعظم منى (يو ‪)18:11‬‬ ‫‪‬‬

‫أم إبنى زبدى = هى سالومى خالة المسيح‪ ،‬فيعقوب ويوحنا ظنا أن السيد المسيح سيوافق على طلبهما‬ ‫بسبب القرابة الجسدية‪ .‬ولكن ليس هذا هو موقف المسيح من القرابة الجسدية (راجع مت ‪):7-16:11‬‬

‫‪‬‬

‫سؤال المسيح لهما ماذا تريدان أن أفعل لكما= ليس ألنه ال يعرف بل ليحرك مشاعرهما فيخجالن مما‬

‫يطلبانه تصطبغا بالصبغة التى أصطبغ بها أنا= المسيح سيصطبغ بدمه على الصليب ويعقوب اصطبغ‬ ‫بدمه إذ مات شهيداً‪ .‬ولكن كل مسيحى حين يعتمد فهو يموت ويدفن مع المسيح‪ ،‬وتكون المعمودية هى‬

‫الصبغة التى يصبطغ بها ‪ ،‬ويعقوب ويوحنا فى تسرع قاال نستطيع وهذا التسرع ناشئ عن‪-:‬‬ ‫‪ )1‬محبتهم للمسيح‬

‫‪ )1‬جهلهم بما يعنيه المسيح‬

‫‪ ):‬تفكيرهم محصور فى مجد أرضى‬

‫العشرة إبتدأوا يغتاظون= إذ ظنوا أن المسيح أعطاهم نصيباً عظيماً فى ملكوته األرضى فدب الحسد فى قلوبهم‪،‬‬ ‫وهذا هو المرض الذى يوجهه عدو الخير بين الخدام‪ ،‬حب الرئاسات والكرامة الزمنية‪ .‬لذلك بدأ المسيح يشرح‬

‫لهم أن ملكوته يختلف عن أى ملكوت عالمى فى مبادئه وروحه وأغراضه‪ ،‬العظيم فى ملكوت السموات هو من‬

‫ينسى نفسه ويخدم اآلخرين ويتضع باذالً نفسه‪ ..‬كما فعل المسيح نفسه‪.‬‬

‫واآلن ونحن قد فهمنا إخالء المسيح له المجد لنفسه واختياره طريق الصليب صرنا نفهم أن العظمة الحقيقية‬

‫ليست فى المراكز العالمية بل بالتشبه بالمسيح فى رفض كل مجد عالمى‪.‬‬ ‫شفاء أعميين‬

‫اآليات (مت ‪( + )84-11:12‬مر‪ ( + ) 21-46:22‬لو‪)48-82:23‬‬

‫‪205‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العشرون)‬ ‫‪82‬‬ ‫َعمي ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ارج َ ِ‬ ‫‪ِ 11‬‬ ‫سِ‬ ‫ان َعلَى‬ ‫يحا تَِب َع ُه َج ْمع َكثير‪َ ،‬وِا َذا أ ْ َ َ‬ ‫ون م ْن أ َِر َ‬ ‫يما ُه ْم َخ ِ ُ‬ ‫ان َجال َ‬ ‫اآليات (مت ‪َ " -:)84-11:12‬وف َ‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ‬ ‫الطَّ ِري ِ‬ ‫س ِم َعا أ َّ‬ ‫سو َ‬ ‫س ِّي ُد‪َ ،‬يا ْاب َن َد ُاوَد!» فَا ْنتَ َه َرُه َما ا ْل َج ْمعُ‬ ‫ص َر َخا قَائلَ ْي ِن‪ْ « :‬ار َح ْم َنا َيا َ‬ ‫ع ُم ْجتَاز َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫ق‪َ .‬فلَ َّما َ‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر َخ ِ‬ ‫ال‪َ «:‬ما َذا‬ ‫اه َما َوقَ َ‬ ‫س ِّي ُد‪َ ،‬يا ْاب َن َد ُاوَد!» فَ َوقَ َ‬ ‫اد ُ‬ ‫سوعُ َوَن َ‬ ‫س ُكتَا‪ ،‬فَ َكا َنا َي ْ‬ ‫ل َي ْ‬ ‫ف َي ُ‬ ‫ان أَ ْكثَ​َر قَائلَ ْي ِن‪ْ « :‬ار َح ْم َنا َيا َ‬

‫‪84‬‬ ‫‪88‬‬ ‫َعي َنهما‪َ ،‬فلِ ْلوق ِ‬ ‫يد ِ‬ ‫ْت‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬أ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫تُ ِر َ‬ ‫َن تَْنفَ ِت َح أ ْ‬ ‫َ‬ ‫سوعُ َولَ َم َ‬ ‫َع ُي ُن َنا!» فَتَ َح َّن َن َي ُ‬ ‫َن أَف َْع َل ِب ُك َما؟» قَاالَ لَ ُه‪َ «:‬يا َ‬ ‫س أ ُْ َُ‬ ‫َع ُي ُن ُه َما فَتَِب َعاهُ‪" .‬‬ ‫ص َر ْت أ ْ‬ ‫أ َْب َ‬ ‫‪46‬‬ ‫ارج ِم ْن أ َِريحا مع تَالَ ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يذ ِه َو َج ْم ٍع َغ ِف ٍ‬ ‫يما ُه َو َخ ِ‬ ‫ان‬ ‫ير‪َ ،‬ك َ‬ ‫اءوا إِلَى أ َِر َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)21-46:22‬و َج ُ‬ ‫يحا‪َ .‬وف َ‬ ‫الن ِ‬ ‫ق يستَع ِطي‪َ 41 .‬فلَ َّما ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ َّ‬ ‫ص ُر ُخ‬ ‫اص ِر ُّ‬ ‫س األ ْ‬ ‫ي‪ْ ،‬ابتَ َدأَ َي ْ‬ ‫سا َعلَى الطَّ ِري ِ َ ْ ْ‬ ‫سم َع أ ََّن ُه َي ُ‬ ‫َ‬ ‫س َجال ً‬ ‫يم ُاو َ‬ ‫يم ُاو ُ‬ ‫َع َمى ْاب ُن ت َ‬ ‫َب ْارت َ‬ ‫ِ‬ ‫ويقُو ُل‪«:‬يا يسوعُ ْاب َن َداوَد‪ ،‬ارحم ِني!» ‪43‬فَا ْنتَهره َك ِثير َ ِ‬ ‫يرا‪َ «:‬يا ْاب َن َد ُاوَد‪ْ ،‬ار َح ْم ِني!»‪.‬‬ ‫س ُك َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ون ل َي ْ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ َْْ‬ ‫ص َر َخ أَ ْكثَ​َر َكث ً‬ ‫َ​َ ُ ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪41‬‬ ‫اء‬ ‫ق! قُ ْم! ُه َوَذا ُي َن ِاد َ‬ ‫فَ َوقَ َ‬ ‫ين لَ ُه‪ِ «:‬ث ْ‬ ‫َم َر أ ْ‬ ‫ادى‪ .‬فَ َن َ‬ ‫َن ُي َن َ‬ ‫َع َمى قَ ِائلِ َ‬ ‫اد ُوا األ ْ‬ ‫ام َو َج َ‬ ‫يك»‪ .‬فَطَ َر َح ِرَد َ‬ ‫ف َي ُ‬ ‫سوعُ َوأ َ‬ ‫اءهُ َوقَ َ‬ ‫‪22‬‬ ‫َن أ ُْب ِ‬ ‫ص َر!»‪.‬‬ ‫َن أَف َْع َل ِب َك؟» فَقَ َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫س ِّي ِدي‪ ،‬أ ْ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬ما َذا تُ ِر ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ال لَ ُه األ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫ع‪ .‬فَأ َ‬ ‫َع َمى‪َ «:‬يا َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫إِلَى َي ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫سوعُ‪«:‬اذ َ ِ‬ ‫ع ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫فَقَ َ‬ ‫شفَ َ‬ ‫يما ُن َك قَ ْد َ‬ ‫سو َ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وتَِب َع َي ُ‬ ‫اك»‪َ .‬فل ْل َوقْت أ َْب َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫ْه ْب‪ .‬إ َ‬ ‫ق يستَع ِطي‪َ 86 .‬فلَ َّما ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (لو‪82" -:)48-82:23‬ولَ َّما اقْتَر ِ‬ ‫يحا َك َ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ب م ْن أ َِر َ‬ ‫َ​َ‬ ‫سمعَ‬ ‫سا علَى الطَّ ِري ِ َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َع َمى َجال ً‬ ‫َ‬ ‫‪83‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع َّ‬ ‫َخ َب ُروهُ أ َّ‬ ‫ا ْل َج ْم َع ُم ْجتَ ًا‬ ‫الناص ِر َّ‬ ‫ون ه َذا؟» فَأ ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫سوعُ‬ ‫سو َ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫ص َر َخ قائالً‪َ « :‬ي َاي ُ‬ ‫ي ُم ْجتَاز‪ .‬فَ َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫َل‪َ «:‬ما َع َ‬ ‫از َ‬ ‫ِ‬ ‫ْاب َن َداوَد‪ ،‬ارحم ِني!»‪81 .‬فَا ْنتَهره ا ْلمتَقَدِّم َ ِ‬ ‫يرا‪َ « :‬يا ْاب َن َد ُاوَد‪ْ ،‬ار َح ْم ِني!»‪.‬‬ ‫ت‪ ،‬أ َّ‬ ‫س ُك َ‬ ‫ون ل َي ْ‬ ‫َما ُه َو فَ َ‬ ‫ُ َْْ‬ ‫ص َر َخ أَ ْكثَ​َر َكث ً‬ ‫َ​َ ُ ُ ُ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ‬ ‫َن‬ ‫َن أَف َْع َل ِب َك؟» فَقَ َ‬ ‫فَ َوقَ َ‬ ‫اس ِّي ُد‪ ،‬أ ْ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫َم َر أ ْ‬ ‫سأَلَ ُه ِق ِائالً‪َ «:‬ما َذا تُ ِر ُ‬ ‫َّم إِلَ ْيه‪َ .‬ولَ َّما اقْتَ​َر َ‬ ‫ال‪َ « :‬ي َ‬ ‫ب َ‬ ‫ف َي ُ‬ ‫سوعُ َوأ َ‬ ‫َن ُيقَد َ‬ ‫‪41‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شفَا َك»‪َ 48 .‬وِفي ا ْل َح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يما ُن َك قَ ْد َ‬ ‫ص َر‪َ ،‬وتَِب َع ُه َو ُه َو ُي َم ِّج ُد اهللَ‪َ .‬و َجميعُ‬ ‫ال أ َْب َ‬ ‫أ ُْبص َر!»‪ .‬فَقَا َل لَ ُه َي ُ‬ ‫سوعُ‪« :‬أ َْبص ْر‪ .‬إ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّحوا اهللَ‪" .‬‬ ‫سب ُ‬ ‫الش ْع ِب إِ ْذ َأر َْوا َ‬

‫‪)1‬‬

‫متى يذكر أنهما أعميان ومرقس ولوقا يذكران أنه أعمى واحد بل أن مرقس يحدد إسمه‪ ،‬ويبدو أنهما كانا‬

‫إثنين فعالً ولكن أشهرهما هو بارتيماوس هذا‪ ،‬فذكر مرقس ولوقا أنه واحد وهو المشهور ولكن لعل هذا‬ ‫يحمل معنى رمزى‪ ،‬فالمسيح أتى ليجعل اإلثنين واحداً اليهود واألمم‪ ،‬ويعطى كليهما إستنارة ومعرفة هلل‪،‬‬ ‫فكالهما كانا أعميان‪ .‬ومتى يكتب لليهود فيذكر االثنين ومرقس ولوقا يكتبان لالمم فيقوالن واحد ‪.‬‬

‫‪)2‬‬

‫كان هذا جالساً يستعطى (مر ‪ )16:17‬وفى هذا يشبه الخاطى الذى هو أعمى روحياً ويسلك فى الظلمة وال‬ ‫يرى طريق الملكوت‪ ،‬بل يجلس ليستعطى كسرة عفنة من شهوات زائلة‪ .‬ومن ضمن الشهوات الزائلة ما طلبه‬ ‫إبني زبدي من مجد عالمي لذلك ذكرت هذه القصة هنا أما من إنفتحت عينيه فيستقبل المسيح كملك في‬

‫قلبه كما نرى في اآليات اآلتية عن دخول المسيح كملك إلى أورشليم‪.‬‬ ‫‪)3‬‬

‫إنتهره كثيرون ليسكت‪ ،‬وهذا يحدث فى صراع التوبة إذ تنتهرنا العادات القديمة والشهوات المحبوبة‬

‫واألصدقاء األشرار والمجتمع الفاسد فال نجد لنا طريق إالّ الصراخ أكثر كثي اًر مثل األعمى طالبين الرحمة‪،‬‬

‫وكما إستجاب يسوع لهذا األعمى الذى يصرخ سيستجيب حتماً لكل من يناديه‬ ‫‪)4‬‬

‫يا يسوع إبن داود إرحمنى = هذا األعمى يهودى وهو سمع عن المسيا وأنه سيكون إبن داود حسب‬ ‫النبوات‪ ،‬لذلك فقوله إبن داود يحمل معنى إيمانه بأنه المسيا المنتظر (مز‪+ 11:1:1‬أش‪)1:11‬‬ ‫‪206‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (اإلصحاح العشرون)‬

‫‪)5‬‬

‫طرح األعمى رداءه وقام وجاء إلى المسيح‪ ،‬وهذا يشير إلى أن كل خاطى يريد أن تستنير عينيه‪ ،‬عليه أن‬

‫‪)6‬‬

‫سؤال السيد ماذا تريد أن أفعل بك‪ ،‬يعنى أن السيد يريد أن يعلن إيمان هذا الرجل أمام الجميع‪ .‬وأنه يعطى‬

‫‪)7‬‬ ‫‪)8‬‬ ‫‪)9‬‬

‫يطرح أعماله القديمة تابعاً المسيح‪ .‬الرداء قد يشير للحياة القديمة أو التكاسل القديم أو الحياة العتيقة‪.‬‬

‫من يسألونه‪.‬‬

‫الحظ أنه حين تمتع بالبصيرة تبع يسوع‪.‬‬

‫فصرخ أكثر كثي ارُ = هذه تعلمنا اللجاجة فى الصالة بإيمان‪.‬‬

‫متى ومرقس يقوالن وفيما هو خارج من أريحا ولوقا يقول ولما إقترب من أريحا‪ .‬ويقول متى أنهما إثنان‬ ‫ومرقس ولوقا يقوالن واحد‪ -:‬وهناك حالّن لهذا‪-:‬‬

‫‪.1‬‬

‫بينما كان يسوع يقترب من أريحا سمع عنه هذا األعمى فصرخ ولكن يسوع تركه ليشتد إيمانه‪ .‬وفى الصباح‬

‫‪.2‬‬

‫يقول يوسيفوس أنه كانت هناك مدينتين بإسم أريحا‪ ،‬أريحا الجديدة وأريحا القديمة‪ .‬وهما متجاورتان‪ ،‬على‬

‫أثناء خروجه من أريحا إزداد هذا األعمى صراخاً‪ ،‬فى حين كان أعمى آخر قد إنضم إليه فشفاهما‪.‬‬

‫بعد ميل واحد من بعضهما‪ .‬ويكون يسوع فى هذه الحالة خارجاً من واحدة مقترباً من األخرى واألعميان فى‬

‫وسط الطريق‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫كانا إثنين ولكن كان واحد هو المتقدم فى الكالم‪.‬‬

‫هذه المعجزة آ خر معجزة للسيد المسيح قبل دخوله ألورشليم ليصلب وبها نرى أن األعميان يرمزان للبشرية (يهود‬ ‫وأمم) التى عجزت عن رؤية اهلل ومعرفته‪ .‬وجاء المسيح ليقدم لها الفداء وتنفتح أعين البشرية وتعرف اهلل وتدرك‬

‫محبته‪ .‬وكلما صرخنا مثل هذا األعمى تدركنا مراحم اهلل وتنفتح أعيننا باألكثر لندرك اهلل فنحبه ألنه أحبنا اوالً‪.‬‬

‫أما الجموع التى كانت تنتهر األعميان فهى تشير لكل المعطالت التى تمنعننا عن الصراخ إلستدرار مراحم اهلل‪.‬‬

‫ونأتى لسؤال السيد لألعمى‪ ...‬ماذا تريد‪ ...‬وهو سؤال لكل منا اآلن‪.‬‬ ‫ماذا نريد؟‪.‬‬

‫‪207‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫(إنجيل متي)( بحث فى إنجيل متى)‬

‫عودة للجدول‬

‫بحث فى إنجيل متى‬ ‫معنى تسلسل األحداث في إنجيل متى‬ ‫قد يتصور البعض أن األحداث والمعجزات والتعاليم والعظات تأتي في األناجيل بطريقة عشوائية‪ ،‬فال ترابط بين حدث‬ ‫وما قبله وما بعده‪ .‬وهذا خطأ‪ .‬فاألحداث مترابطة‪ ،‬وكل حدث يشرح ما قبله ويمهد لما يأتي بعده‬ ‫واإلنجيل بل األناجيل كلها ليست تأريخ لحياة المسيح بقدر ما هى عرض لفكرة معينة يريدها اإلنجيلى أن تصل إلينا‪.‬‬

‫فنجد إنجيل متى يبدأ بقوله " كتاب ميالد يسوع المسيح إبن داود إبن إبراهيم ‪" .. ..‬‬

‫وداود هو الملك األشهر فى تاريخ إسرائيل وقيل عن إبنه " هو يبنى بيتاً إلسـمى وأنـا أثبـت كرسـى مملكتـه إلـى األبـد "‬

‫(‪1‬صم ‪ .)1::1‬وقيل عنه أيضاً " أقسم الرب لداود بالحق ال يرجع عنه‪ .‬من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك ‪( " ..‬مز‬ ‫‪ .)11 ،11:1:1‬وحيث أن كرسى هذا اإلبن الموعود به يستمر لألبد فهذا يشير للمسيح إبن داود (رؤ ‪)16:11‬‬

‫وابراهيم هو الذى بدأت به قصة الخالص حينما اختاره اهلل وأمره بالذهاب إلى أرض الميعاد ومنه خرج شعب أتى منه‬ ‫المسيح المخلص فتحقق قول اهلل إلبراهيم "يتبارك فى نسلك جميع أمم األرض" (تك ‪)18:11‬‬ ‫وقصــة تقــديم اب ـراهيم ابنــه ذبيحــة هــي رمــز واضــح للفــداء ‪ .‬إذاً مــا أراد متــى أن يقولــه بــأن المســيح هــو إبــن داود إبــن‬

‫إبراهيم ‪ ..‬هو أن المسيح أتى ليخلص ويؤسس مملكـة هـى "ملكـوت السـموات"‪ .‬واإلنجيـل كلـه يشـرح مـا هـو الخـالص‪،‬‬

‫وما هى هذه المملكة ‪ ،‬وكيف يؤسسها المسيح فى أحداث مترابطة‪.‬‬

‫ويقول المالك ليوسف أن هذا المولود إسمه عمانوئيل الذى تفسيره اهلل معنا‪.‬‬

‫فيســوع المســيح هــو اهلل ظهــر فــى الجســد‪ .‬واهلل حيــاة واهلل قــدوس فحينمــا إتحــد بجســد بش ـريتنا صــارت لنــا حيــاة أبديــة‪.‬‬ ‫وصار لنا أن يحل الروح القدس فينا ويمألنا محبة (رو ‪ ):::‬فنمتلئ فرحاً (غل ‪ )1:-11::‬وننتصر على الخطيـة "‬

‫عظيم هو سر التقوى ‪ ،‬اهلل ظهر فى الجسد "‬

‫(‪1‬تى ‪ )16::‬وصار الشيطان تحت أقدامنا (لو ‪ )19:17‬ولذلك يطلب السيد المسيح منا أن نثبت فيـه فيكـون لنـا كـل‬ ‫هذا (يو ‪ .)1:1:‬وكل من يثبت فى المسيح ينضم لمملكته أى لملكوت السموات الذى أتى المسـيح ليؤسسـه بـأن نهـب‬

‫بيت الشيطان القوى ونهب أمتعتـه بعـد أن ربطـه (مـت ‪ )19:11‬وأمتعتـه كانـت نحـن ولكـن المسـيح حررنـا منـه فصـرنا‬

‫للمسيح‪.‬‬

‫‪208‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫معرفة اهلل‬ ‫كلمة يعرف لها معنيان‪-:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫يعرف بمعنى تزداد معلوماته عن شئ ‪To Know‬‬

‫‪)2‬‬

‫يعرف بمعناها الرمزى فى الكتاب المقدس وتعنى إتحاد‬

‫أ) إتحاد الهوتى‪ :‬فاآلب واحد فى اإلبن واإلبن واحد فى اآلب‪ .‬وهذا َّ‬ ‫عبـر عنـه السـيد المسـيح بقولـه "لـيس أحـد يعـرف‬ ‫اإلبـن إالّ اآلب‪ ،‬وال أحـد يعـرف اآلب إال اإلبـن ومـن أراد اإلبــن أن يعلـن لـه (مـت ‪ .)11:11‬وهـذه تسـاوى تمامـاً "‬

‫فى " (يو ‪)11:11‬‬ ‫أنا واآلب واحد " (يو ‪ ):7:17‬وتساوى أيضاً " صدقونى إنى فى اآلب واآلب َّ‬ ‫هنا كلمة يعرف تشير للوحدة بين اآلب واإلبن ‪ ،‬كما أن هناك تعبي اًر آخر يشير للوحدة يستخدم كلمة المحبة التى هى‬

‫طبيعة اهلل‪ ،‬فنقول عن اإلبن أنه المحبوب واآلب يحب اإلبـن ‪ ،‬كـل هـذه تعبيـرات عـن الوحـدة بلغـة المحبـة (أف ‪)6:1‬‬ ‫وفى (كو ‪ )1::1‬يقول "ملكوت إبن محبتـه" ويقـول السـيد المسـيح " اآلب يحـب اإلبـن ويريـه جميـع مـا هـو يعملـه" (يـو‬

‫‪ )17::‬فقوله هنا يحب تشير للوحدة التى هى بالطبيعة بـين اآلب واإلبـن ‪ ،‬وطبيعـة اهلل هـى المحبـة فـاهلل محبـة (‪1‬يـو‬

‫‪ .)8:1‬والحـظ قولـه " يريـه جميـع مـا هـو يعملـه " أى أن اإلبـن يعـرف كـل مـا لـآلب نتيجـة هـذه الوحـدة‪ .‬ومـا يقـال عــن‬ ‫اآلب واإلبن يقال عن الروح القدس " ألن الروح يفحص كل شئ حتى أعمـاق اهلل ‪ ..‬أمـور اهلل ال يعرفهـا أحـد إال روح‬

‫اهلل" (‪1‬كو ‪ .)11-17:1‬وبنفس المفهوم " كل ما يسـمع يـتكلم بـه ويخبـركم بـأمور آتيـة‪ .‬ذاك يمجـدنى‪ .‬ألنـه يأخـذ ممـا‬

‫وعَّبــر عـن ذلــك بأنـه يســمع ‪،‬‬ ‫لـى ويخبـركم " (يــو ‪ )11-1::16‬فـالروح الــذى هـو واحـد مــع اآلب يعـرف كــل مـا لـآلب َ‬ ‫ويعرف كل ما لإلبن فهو واحد معه فيخبرنا بما لإلبن‪.‬‬

‫ب) إتحاد المسيح بنا نحن البشر‪ -:‬اهلل ظهـر فـى الجسـد ليتحـد بطبيعتنـا‪ .‬وهـذا يـتم لكـل منـا عـن طريـق المعموديـة‪" .‬‬ ‫ألنــه إن كنــا قــد صـرنا متحــدين معــه بشــبه موتــه ‪ ،‬نصــير أيضـاً بقيامتــه " (رو ‪ .)::6‬و ارجــع (يــو ‪.)16-17:11‬‬ ‫وهذاتم التعبير عنه فى قول السيد المسيح " ومن أراد اإلبن أن يعلن له (مت ‪.)11:11‬‬

‫ج) إتحاد إنسان بإنسان‪ -:‬فقيل " وعرف آدم حواء إم أرته فحبلت وولدت قايين (تك ‪ )1:1‬هو إتحاد نشأ عنه حياة‪.‬‬ ‫وبنفس المفهوم إذا إتحدنا باهلل يكون لنا حياة أبدية ‪ ،‬وهـذا مـا أتـى المسـيح ألجلـه وهـذه هـى الحيـاة األبديـة أن يعرفـوك‬ ‫أنت اإلله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته (يو ‪.)::11‬‬

‫فالمعرفة بالمفهوم الرمزى تعنـى اتحـاد‪ .‬ومـن يتحـد بـاهلل يعرفـه بمعنـى (‪ )TO KNOW HIM‬معرفـة عميقـة فيكـون لنـا‬

‫فكر المسيح (‪1‬كو ‪ .)16:1‬فهى ليست كمعرفة اإلنسان لإلنسـان‪ .‬معرفـة قـال عنهـا بـولس الرسـول " وأوجـد فيـه ‪.. ..‬‬ ‫ألعرفه ‪( ".. ..‬فى ‪)17-9::‬‬

‫المسيح المخلص‬

‫بالخطية دخل الموت إلى العالم ‪ ،‬ومات كل بنى آدم ‪ .‬والمسيح الذى أتى ليتحد بنا صار لنا حياة أبدية‪ .‬أتـى المسـيح‬ ‫ليشفى طبيعتنا من ‪ )1‬الموت‬

‫‪ )1‬الخطية‬

‫‪209‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫وهــذا هــو الخــالص‪ .‬فحينمــا نســمع أن المســيح صــنع معجـزة شــفاء ‪ ،‬فعلينــا أال نتوقــف عنــد المفهــوم الســطحى للمعجـزة‬

‫وأنهــا مجــرد شــفاء للجســد ‪ ،‬بــل نــدخل للعمــق وننظــر إلــى مــا تشــير إليــه المعج ـزة‪ .‬فكــل الــذين شــفاهم المســيح عــادوا‬ ‫ومرضوا ثانية ‪ ،‬وكل الذين أقامهم من الموت ‪ ،‬ماتوا ثانية‪ .‬إذاً المهم هو الشفاء الروحى الذى يعطينا حياة أبدية‪.‬‬

‫فشفاء األعمى هو إشارة إلرادة اهلل فى تفتيح عينيه الروحيتين فيرى اهلل ‪ ،‬فبدون القداسة لن يرى أحد الرب (عب‬

‫‪ )11:11‬وشفاء أصم هو إشارة إلرادة اهلل فى تفتيح أذنيه فيسمع صوت الروح القدس (رؤ ‪ )11:1‬واقامة ميت هو‬

‫إشارة ألن اهلل يريد لنا حياة أبدية‪ .‬وهكذا‪.‬‬

‫المسيح أتى ليستعلن لنا حب اآلب وارادته أن الجميع يخلصون (‪1‬تى ‪ )1:1‬أبدياً‪.‬‬

‫هدف العظة على الجبل‬

‫هذا ليس شرحاً لآليات بل محاولة لفهم الترابط بين اآليات‪ .‬فهى ليست أقوال متناثرة ‪ ،‬بل هى تعاليم لها رباط واحد‬

‫يجمعها هو معرفة المسيح أى إتحاد المسيح بالنفس البشرية فيعطيها حياة‪ .‬والحظ أن بداية العظة أن المسيح صعد‬

‫إلى الجبل‪ .‬هو سماوى ومن يريد اإلتحاد به عليه أن يكون سماوياً مثله‪ ،‬ويرتقى فوق مستوى األرضيات‪ .‬وكانت‬ ‫بداية العظة هو تطويب المساكين بالروح أى المتضعين والمنسحقين وهؤالء يسكن اهلل عندهم (إش ‪ .)1:::1‬ومن‬

‫يسكن المسيح عنده تكون له حياة المسيح "لى الحياة هى المسيح" (فى‪( + )11:1‬غل‪ .)17:1‬هذه هى معرفة‬

‫المسيح‪ .‬ويقول أيضاً "طوبى ألنقياء القلب ألنهم يعاينون اهلل" هذه هى المعرفة التى تعطى حياة‪ .‬وتستمر العظة حتى‬ ‫نسمع أن من يتبع تعاليم المسيح يثبت فيه ويكون كمن بنى بيته على الصخر فال يهتز وال يضطرب مع هيجان عدو‬

‫الخير ضده ‪ ،‬وتشكيكه فى المسيح ‪ ،‬وهذا ما َعبَّر عنه السيد بهبوب الرياح وتساقط األمطار ‪( .. ..‬مت ‪-11:1‬‬ ‫‪ .)11‬فمن عرف المسيح يثبت فى المسيح فيكون له خالص وهذا هو موضوع العظة على الجبل‪.‬‬ ‫المسيحية ليست وصايا ننفذها فنخلص‪ .‬هذه كانت تعاليم اليهودية عن الوصايا "من يفعلها يحيا بها" (ال‪ .)::18‬لكن‬

‫فى " هى جهادى أن أستمر ثابتاً فى المسيح الذى إتحدت به فى المعمودية وهذا ما‬ ‫المسيحية هى "المسيح يحيا ّ‬ ‫تحدثنا عنه العظة على الجبل‪.‬‬ ‫إنجيل متى بدأ بقوله كتاب ميالد يسوع (لذلك فهو يبدأ بشرح معنى الخالص في المسيح الذي أتى يسوع ليتممه‬

‫في‬ ‫وكانت اول خطوة ميالد يسوع ‪ ،‬ليتم اتحاد جسده بنا ) وهذا الخالص يتم ليس بأن أنفذ وصايا بل بحياة المسيح ّ‬ ‫والثبات في المسيح (وهذا هدف عظة الجبل) ومفهم أن من يثبت فى المسيح سيسهل عليه حفظ الوصايا ‪ ،‬فحفظ‬

‫الصايا أوال بالتغصب (وهذا ما نسميه جهاداً) ‪ .‬ومن يفعل يبدأ يثبت فى المسيح فيسهل عليه حفظ الوصايا ‪ .‬ولكن‬ ‫الخالص يكون لمن هو ثابت فى المسيح وله حياة المسيح‪.‬‬

‫‪210‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫العظة على الجبل‪ :‬اإلصحاحات (‪)1-2‬‬ ‫( ‪)21-2:2‬‬

‫ولما رأى الجموع = هذه راجعة لنهاية اإلصحاح الرابع وفيه رأينا السيد المسيح يشفى الجموع ‪ ،‬فتبعته الجموع ولما‬

‫رآها أعطاهم هذا التعليم الذى يعطى الثبات بعد الشفاء‪.‬‬

‫صعد إلى الجبل = الجبل يشير للسماويات‪ .‬ومن أراد أن يثبت فى المسيح عليه بأن يحيا فى السماويات " إن كنتم قد‬ ‫قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق ‪( " .. ..‬كو ‪ " + )1::‬كونوا قديسين ألنى أنا قدوس ‪( ".. ..‬ال ‪ )11:11‬ولذلك‬ ‫يشير السيد ألن من يفعل يكون لهم "ملكوت السموات" وهذا عكس مفهوم اليهود الذين يحلمون بملك األرض‪ .‬ونسمع‬

‫تعليم السيد ‪ ..‬صلوا " أبانا الذى فى السموات"‬

‫طوبى = هى إشارة للسعادة والفرح لمن يثبت فى المسيح وللبركة التى يحصل عليها فى السماء وعلى األرض‪.‬‬ ‫وللحياة األبدية التى سينالها‪ .‬لذلك قال السيد "أتيت لتكون لهم حياة (فى السماء) وليكون لهم أفضل (أيضاً على‬

‫األرض سيفرحون) (يو ‪)17:17‬‬

‫المساكين بالروح = المتواضع المنسحق ‪ ،‬الشاعر باالحتياج هلل دائماً ‪ ،‬عكس مالك الودكيه (رؤ‪ .)11::‬وهذا‬ ‫المنسحق يسكن اهلل عنده (إش ‪ )1:::1‬والشاعر باحتياج يمتلئ (يو ‪.):9-:1:1‬‬

‫الحزانى = على خطيتهم فيتوبون ويحزنون أيضاً على خطايا الناس ‪ ،‬فهؤالء يتشبهون باهلل ‪ ،‬وحزانى فى تذللهم أمام‬

‫اهلل بأصوام وقمع للجسد ‪ ،‬كمل فعل بولس (‪1‬كو ‪ .)11:9‬والذين يزرعون بالدموع يحصدون باالبتهاج (مز‪)::116‬‬

‫ثباتاً فى المسيح‪.‬‬

‫الوداعة = تشبه بالمسيح ا لذى ال يصيح وال يخاصم وال يسمع أحد فى الشوارع صوته‪ .‬هى هدوء وطول أناة واحتمال‬ ‫للناس‪.‬‬

‫إلى ويشرب‪( "..‬يو ‪ .):9-:1:1‬وهناك إنسان أرضى‬ ‫الجياع والعطاش إلى البر = هذه مثل "إن عطش أحد فليقبل ّ‬ ‫يجرى وراء ملذات العالم ‪ ،‬هذه التى ال تروى (أر‪ .)1::1‬ولكن اإلنسان الروحى يريد أن يعرف اهلل أكثر ويزداد فى‬

‫صنع البر فيزداد ثباتاً فى اهلل وحباً فى اهلل‪.‬‬

‫الرحماء = يتشبهون باهلل الرحيم‬

‫أنقياء القلب = هؤالء إذ سكن اهلل فيهم (مساكين بالروح) وحزنوا وتابوا (حزانى) وتشبهوا باهلل (ودعاء) وعطشوا هلل‬ ‫(جياع وعطاش إلى البر) وصاروا (رحماء) مثل اهلل ‪ ،‬إتحدوا باهلل وثبتوا فيه فعرفوه وصارت لهم رؤية قلبية واضحة‬

‫وفرحوا به يعاينون اهلل‪.‬‬

‫صانعى السالم = تشبهوا بالمسيح‬ ‫تسلسل التطوبيات‬

‫المتواضع يسكن اهلل عنده ‪ ،‬ومن يسكن اهلل عنده تنفتح عينيه فيرى اهلل ويرى خطيته فيحزن عليها ويسبح اهلل الذى‬

‫غفر‪ .‬ومن رأى خطيته ينكسر ويعطى عذ اًر لآلخرين فيصير وديعاً وال يكون عنيفاً مع الناس إذا أخطأوا‪ .‬وكلما شعر‬

‫اإلنسان بعمل اهلل يعطش بعمل اهلل فيه باألكثر‪ ،‬وكلما عمل اهلل فيه صار رحيماً ومتشبهاً باهلل‪ .‬ويتنقى قلبه فيرى اهلل‪.‬‬

‫‪211‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫وكلما تنقى قلب اإلنسان يصير فى سالم مع اهلل ومع الخليقة بل يتشبه باهلل ويصنع سالماً بين الناس ويحاول أن‬ ‫يجعل كل إنسان فى فرح‪ .‬ولكن كل من يتشبه بالمسيح سيكرهه العالم ‪ ،‬فإبليس رئيس هذا العالم فى عداوة مع اهلل‪.‬‬

‫طوبى لكم إذا طردوكم = المتحد بالمسيح مكروه من رئيس هذا العالم عدو المسيح‪ ،‬ومكروه من العالم‪ .‬ولكن طوبى‬ ‫له إذ صارت له حياة المسيح‪ ،‬وصار شريك المسيح في األلم وبالتالي في المجد (رو‪)11:8‬‬ ‫(‪ )26-28:2‬ملح األرض ونور العالم‬ ‫اهلل أرسل المؤمنين فى العالم كسفراء ‪ ،‬يعظ المسيح بهم (‪1‬كو‪ .)17::‬والمسيح أعطانا حياته وهذا هو سر قبول اهلل‬ ‫لنا‪ .‬فحياة المسيح فينا صيرتنا ملحاً ونو اًر‪ .‬ملحاً بسببه يقبل اهلل العالم ويحتمله ‪ ،‬فلو وجد فى سدوم (‪ )17‬أتقياء ما‬

‫منا بل هو المسيح فينا والمسيح هو النور‬ ‫أحرقها اهلل‪ .‬ونو اًر يكشف خطايا العالم فيتوب اآلخرون‪ .‬والنور طبعاً ليس ّ‬ ‫الحقيقى (يو‪ )11:8‬ولكن كيف نثبت فى المسيح لنكون ملحاً ونو اًر‪.‬‬ ‫‪)1‬‬ ‫‪)2‬‬

‫تكون لنا أعمال صالحة بسببها يمجد الناس أبونا السماوى‪.‬‬

‫ننزع المكيال ‪..‬‬

‫أ) هو إشارة للخطية عموماً‪.‬‬

‫ب) نمتنع عن اللذات الحسية الخاطئة التى تعطل اكتشاف الفرح الروحى‪.‬‬ ‫ج) الحسابات المادية فى التعامل مع اهلل وهذه ضد اإليمان‪.‬‬

‫(‪ )12-21:2‬إكمال الناموس‬ ‫وهل ما ينادى به المسيح كان غير متاحاً فى العهد القديم ‪ ،‬قطعاً ال ‪ ،‬واالّ ما جاء المسيح‪ .‬فالمسيح أتى ليمنحنا‬ ‫النعمة أى بالروح القدس الذى يعين ضعفاتنا (رو‪( + )16:8‬رو‪" )1::8‬فلو كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بال‬

‫سبب (غل ‪.)11:1‬‬ ‫ً‬ ‫وألن لنا معونة من الروح القدس طلب السيد المسيح منا أن يزيد برنا عن الكتبة والفريسيين‪ ،‬وهذه تعنى نقاوة الداخل ‪،‬‬ ‫وهذه قال عنها بولس الرسول‬

‫"يطهر ضمائركم‪( "..‬عب‪ " + )11:9‬ال يكون لهم أيضاً ضمير خطايا" (عب ‪ " + )1:17‬مرشوشة قلوبنا من ضمير‬

‫شرير‪( "..‬عب‪ .)11:17‬فتطهير الخارج يكون بالماء ‪ ،‬أما تطهير الداخل فهذا ال يمكن إالً بالروح القدس‪ .‬وهذا ما‬ ‫صار متاحاً للمؤمنين ‪ ،‬لذلك يطالبهم السيد المسيح بأن يزيد برهم عن الكتبة والفريسيين ‪ ،‬وهذا أحد معانى إكمال‬ ‫الناموس‪ .‬وحينما يزيد برنا نثبت فى المسيح‪ .‬والخالصة فإن برنا يزداد حينما نتجاوب مع عمل الروح القدس أى‬

‫نستمع له فال ينطفئ‪.‬‬

‫(‪)43-12:2‬‬

‫الغضب – الزنا – الطالق – االنتقام – المحبة‬

‫هنا نرى معنى ازدياد البر عن الكتبة والفريسيين‪ .‬فالمسيح مأل النفس سالماً فلماذا الغضب والمسيح أشبع النفس‬ ‫فلماذا الشهوة‪ .‬والذى صارت له حياة المسيح فلماذا يهتم بحقوقه المادية‪ ،‬فليترك ما يتصارع عليه اآلخرون من هذا‬

‫‪212‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫العالم الفانى ليحيا هو فى سالم أعطاه له المسيح‪ .‬وال تقدم قربانك وأنت متخاصم أى ال تناول لمن هو فى عداء مع‬

‫اآلخرين‪ .‬ولذلك طلب السيد منا محبة األعداء‪ .‬فكيف نثبت فى المسيح ‪ ،‬والمسيح محبة‪ ،‬بينما نحن فى عداء‪.‬‬ ‫المسيح أتى ليوحدنا به (يو‪ ، )16-17:11‬وكيف يتم اإلتحاد ونحن لنا طبيعة كارهة حاقدة حاسدة واهلل محبة‪.‬‬ ‫والعكس فلو كانت لنا محبة إلتحدنا باهلل وثبتنا فيه فتكون لنا حياة أبدية وفرح على األرض وفى السماء وهذا ما يريده‬

‫المسيح لنا‪ .‬هذا هو الخالص‪ .‬راجع تفسير ( يو ‪. ) 9 : 1:‬‬

‫(‪ )23-2:6‬الصدقة والصالة والصوم‬

‫كان اليهود يمارسون الصدقة والصالة والصوم بهدف مظهرى أى ليمدحهم الناس‪ .‬والسيد المسيح هنا يضع الصدقة‬

‫والصالة والصوم كثالث وسائل أساسية للثبات فيه‪ .‬لذلك يطلب أن تكون خفية ‪ ،‬فهى عالقة خاصة بالمسيح هدفها‬ ‫الثبات فيه وال عالقة للناس بها‪.‬‬ ‫الصدقة = هى فعل البر عموماً للمحتاج‪ ،‬وهذه قال عنها السيد المسيح أن من زار مريض أو سجين فقد ازره هو‪ .‬إذاً‬ ‫هى وسيلة نرى بها المسيح فنعرفه ‪ ،‬فمن يقدم خدمة إلخوة الرب فهو يقدمها للرب فيعرف المسيح‪.‬‬

‫الصالة = هى صلة باهلل‬

‫الصوم = هو ارتفاع للسمائيات تاركين الملذات األرضية فيسهل االتصال بالمسيح‪.‬‬ ‫إذاً فالصدقة والصالة والصوم وسائل للثبات فى المسيح وللحياة السماوية فيكون لنا كنز سماوى ‪ ،‬فمن يلتصق باهلل‬

‫السماوى بالصالة ويقدم له خدمة فى شخص المحتاج زاهدا فى العالم وملذاته بالصوم فهو يحيا فى‬

‫السماء‪.‬‬ ‫الصالة الربانية‬

‫يقول معلمنا لوقا البشير أن المسيح إذ كان يصلى رآه تالميذه فقال واحد علمنا أن نصلى‪ .‬فلماذا؟ ما الذى أعجب‬ ‫التالميذ؟ كما قلنا الصالة هى صلة مع اآلب فلما رأى التالميذ حالة السالم والنور التى كان عليها المسيح فى‬

‫صالته إشتاقوا أن يكونوا هكذا‪ .‬فإذا كان المسيح قد قال لنا أن من عينه بسيطة يكون جسده كله ني اًر فكم كان هو ‪،‬‬

‫وهو فى حالة الصلة الكاملة مع اآلب ‪ ،‬هى حالة تجلى بسيطة حدثت ورآها التالميذ فإشتاقوا هم أيضاً لهذه الحالة‬ ‫من اإلتحاد والثبات فى اهلل‪ .‬ولنالحظ فى الصالة الربانية ليس فقط أن نرددها بل أن نحيا فى هذا الفكر‪.‬‬

‫أبانا الذى فى السموات = ‪ )1‬اهلل أب لنا حينما نثبت ونتحد بالمسيح إبنه ‪ )1‬هذا الثبات إن عشنا فى السماويات‬ ‫ونكون قديسين ‪ ،‬فنحيا فى األرض بروح الغربة ‪ ):‬قوله أبانا ‪ /‬إغفر لنا ‪ ..‬تشير ألننا جسد واحد والخالص إالّ من‬

‫خالل الوحدة‪.‬‬

‫ليتقدس اسمك = كيف يتم الثبات ف ى المسيح ؟ بالطهارة والبعد عن الخطية ‪ ،‬فالخطية هى التى تفصلنى عن‬ ‫المسيح‪ .‬إذاً إجعلنى يارب أن أسلك بطهارة وقداسة لكى يقدس الناس إسمك‪ .‬وهذه تساوى "لكى يرى الناس أعمالكم‬ ‫‪ ..‬فيمجدوا أباكم‪ "..‬أى يعلو إسم اهلل فى نظر الناس وأكون أنا أداة لذلك‪ .‬يارب إجعلنى أداة لكى يكون الناس‬

‫كالمالئكة يصرخون لك قائلين قدوس قدوس قدوس‪.‬‬

‫‪213‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫على فليس من الممكن أن أثبت فى المسيح سوى بهذا‪ .‬وبهذا اتحد بالمسيح‬ ‫ليأتى ملكوتك = تعال يارب واملك َّ‬ ‫بالكامل‪.‬‬

‫لتكن مشيئتك = التسليم الكامل هلل فهو يعرف كل شئ ويعرف المستقبل فكيف أعترض‪ .‬وهذا التسليم يكون إذا‬ ‫إكتشفت محبته‪.‬‬

‫كما فى السماء كذلك على األرض = ما سبق كان يخصنى أنا شخصياً وهذه الطلبة هى عن كل الناس ‪ ،‬لتكون‬ ‫األرض كالسماء ‪ ،‬طهارة وتسبيح وفرح وخضوع‪ .‬فالذى تذوق السمائيات يتمنى أن يكون الكل هكذا ‪ ،‬اما الخاطئ‬

‫فهو يريد أن يصبح الكل مثله (رو ‪ .):1:1‬أما القديسين فهم يتشبهون باهلل ويريدون أن الكل يخلصون‪ .‬ومن يكون‬ ‫هكذا يثبت فى اهلل‪.‬‬

‫خبزنا كفافنا أعطنا اليوم = إعطنى أن أنشغل بك وحدك وليس باألكل والشرب‪.‬‬

‫خبزنا الذى للغد‪ = ..‬إعطنى اإلتحاد الكامل بك فأنت الخبز الحقيقى األبدى لى ‪ ،‬خبز الحياة‬

‫إغفر لنا ذنوبنا كما نغفر ‪ =..‬كيف يتم اإلتحاد بينى وبين اهلل وأنا قلبى مملوء حقد وكراهية ‪ ،‬كيف يتم اإلتحاد بين‬ ‫طبيعتين مختلفتين (محبة وكراهية) فالذى ال يغفر هو قلب كاره‪.‬‬

‫ال تدخلنا فى تجربة = إجعلنى فى السمائيات يارب ‪ ،‬فال يسقطنى الشيطان لألرضيات فأنفصل عنك‪.‬‬

‫لك القوة = أنت قادر يارب أن تفعل كل هذا‪ .‬فيجب أن يكون لى ثقة فى قدرة اهلل‪.‬‬ ‫(‪ )12-21:6‬الكنز السماوى‬

‫هل تظن أنك بصيامك وصدقتك والوقت الذى تضيعه فى صالتك أنك تخسر شيئاً ؟ قطعاً ال فأنت بهذا تتحد وتثبت‬ ‫فى المسيح كما سبق‪ ،‬وتصنع كن اًز فى السماء‪.‬‬

‫الكنز األرضى هو المال‪ ،‬فهل تضع ثقتك فى أوراق ملونة ومقتنيات أم فى اهلل‪ .‬الكنز السماوى هو المسيح الذى تتحد‬

‫به‪ .‬ومن هذا الكنز الذى كان لبطرس قال للرجل األعرج "الذى لى إياه أعطيك" (أع‪ .)6::‬حقاً "أنا لحبيبى وحبيبى‬

‫لى" (نش ‪)::6‬‬ ‫ّ‬ ‫فى‬ ‫إكنزوا = إهتموا بأن يزداد ثباتكم فى المسيح الساكن فيكم‪ ،‬الكنز هو المسيح يحيا َّ‬

‫كنو ازً فى السماء = السماء هى قلبى الذى يسكن فيه المسيح "فملكوت اهلل فى داخلنا" هذا ما قال عنه بولس الرسول‬ ‫" لنا هذا الكنز فى أو ٍ‬ ‫ان خزفية (‪1‬كو ‪ )1:1‬واألوانى الخزفية هى أجسادنا‪.‬‬ ‫وانجيل الكنز هذا يأتى فى األحد األول من الصوم بعد أن نكون قد صمنا أسبوعاَ لتقول لنا الكنيسة أننا لم نخسر بل‬ ‫صار لنا كن اًز سماوياً‪ .‬وهذا الكنز هو الذى ينفعنى فى السماء‪.‬‬

‫(‪)18-11:6‬‬

‫العين البسيطة‬

‫هى التى تبحث عن هدف واحد فقط هو المسيح فال تهتم بالعالم‪ .‬واذا سكن المسيح فى إنسان يكون نو اًر فالمسيح‬ ‫الساكن فيه هو نور = جسده كله يكون ني ارَ ‪ .‬وهذا ما رآه التالميذ إذ كان المسيح يصلى فإشتهوا أن يصلوا مثله‪.‬‬ ‫وحين يكون الجسد كله ني اًر يتحقق القول يجازيك عالنية‬

‫‪214‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫سراج الجسد هو العين = السراج مصباح ينير لى الطريق‪ .‬والعين هى هدفى وطموحاتى أى ماذا أريد‪ .‬وما أريده هو‬ ‫الذى يقود نى‪ .‬فإذا كان هدفك مادى فسيكون كل ما تبحث عنه هو الماديات ‪ .‬هناك من يأتى للكنيسة ال يطلب‬

‫معرفة المسيح والتلذذ بشخصه‪ ،‬بل يطلب من اهلل الماديات فقط‪ .‬لكن هناك من يذهب إلى عمله طالباً أن يشترك اهلل‬

‫معه وينجحه‪ .‬األول يستغل اهلل مادياً أما الثانى فعينه بسيطة ‪ ،‬هو يريد اهلل ويريد معرفة اهلل ‪ ،‬لكنه حتى وهو فى‬ ‫العالم يعمل ال ينفصل عن اهلل‪.‬‬

‫عينك شريرة = هذا من يسعى وراء شهواته‪ .‬مثال‪ -:‬سليمان الذى سعى وراء النساء والمال والنتيجة َب َّخ َر ألوثان‬ ‫وبهذا تشبه باألوثان ‪ ،‬فصار جسده مظلماً‪ .‬وكل من ال هدف له سوى إرضاء شهواته ينفصل عن اهلل وينفصل عنه‬ ‫اهلل ‪ ،‬واهلل هو النور فجسده كله يكون مظلماً‪.‬‬

‫النور الذى فيك = أى عقلك الذى يرشدك‪ .‬وهناك عقل إختار ملذات العالم‪ ،‬لكن هناك عقل نيِّر يعرف أن لهذه الدنيا‬ ‫نهاية وقد تأتى سريعاً فيختار طريق اإللتصاق باهلل‪ .‬خطأ الرجل الغنى الغبى أنه لم يفكر فى أنه قد يموت فظل يفكر‬

‫ويحلم فقط ببناء المخازن ويأكل ويشرب ويتلذذ بالعالم‪ ،‬ولم يفكر فى أن يكون له كنز سماوى ينفعه فى السماء‪ .‬ومن‬

‫إختار عقله طريق الشهوات ‪ ،‬والعقل أصالً هو أداة نور ترشد صاحبها لطريق النور‪ ،‬فإن أعضاء جسد هذا اإلنسان‬

‫تكون فى خدمة الشر‪ ،‬تكون أالت إثم وهذا معنى فالظالم (أى أعضاء الجسد) كم يكون فالعقل نور ألنه يرشد أما‬ ‫أعضاء الجسد فظالم فهى غير قادرة أن ترشد وتقود بل هى بطبيعتها منقادة ‪ .‬أما من يخدم اهلل ويبحث عنه تكون‬

‫أعضاؤه أالت بر‪.‬‬

‫(‪)14:6‬‬

‫السيدين‬

‫من هو إلهى الذى أعتمد عليه ‪ ،‬هل اهلل أم المال ؟ على من ألقى رجائى؟‬

‫على أن أعمل‪ .‬وبولس الرسول يقول من ال يعمل ال يأكل (‪1‬تس ‪ )17::‬مانعاً التكاسل‪.‬‬ ‫ليس خطأ أن أعمل ‪ ،‬بل ّ‬ ‫لكن السؤال هنا‪ .‬ما هو مصدر إطمئنانى‪ ،‬هل هو اهلل أم زيادة األموال‪.‬‬ ‫من يضع كل ثقته فى اهلل يثبت فى اهلل‪ ،‬أما من يشك فى اهلل يفقد ثباته فى اهلل‪ .‬العالم مخادع‪ .‬فماذا فى العالم؟ المال‬ ‫والقوة والشهوات‪ .‬ومن يسعى وراء هذا كله فهو يسعى وراء باطل أى قبض الريح‪ .‬وكل هذا عاجز عن أن يعطى‬

‫اإلنسان السالم والفرح‪ .‬أما الشيطان فهو يحاول أن يقنع اإلنسان بأن هذا كله هو مصدر فرحه واطمئنانه‪ ،‬فهو رئيس‬ ‫هذا العالم ‪ ،‬وهذه هى أدواته‪ .‬لكن لنعلم أن‬

‫المال‪ -:‬موجود اليوم وقد ال يوجد غداً‪ .‬وهو ال يعطى إطمئناناً وال ثقة فى المستقبل ‪.‬‬

‫القوة‪ -:‬شاول الملك كان له مظهر القوة ‪ ،‬لكن داود الهارب كان هو القوى حقيقة‪.‬‬

‫الشهوة‪ -:‬هذه ال تشبع احداً ‪ ،‬فسليمان كان له ‪ 999‬إمرأة واشتهى رقم ‪ 1777‬فأخذها أى لم تشبعه ‪ 999‬زوجة‬ ‫وسرية‪.‬‬

‫لذلك قال المسيح عن نفسه أنه الحق فى مقابل العالم الباطل ورئيسه إبليس‪ .‬فالمسيح يعطى الشبع واإلطمئنان مادياً‬ ‫ونفسياً وروحياً‪ ،‬ولكن هذا لمن عينه بسيطة ويقول مثل هذا اإلنسان للمسيح "معك ال أريد شيئاً فى األرض" (مز‬

‫‪.)1::1:‬‬

‫‪215‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫(‪)84-12:6‬‬ ‫الثقة باهلل تزيد الثبات فى اهلل ‪ ،‬عكس الشك‪ .‬والسيد الرب ليعطينا درساً ال ُينسى‪ ،‬يقول سأهتم بكم‪ ،‬فأنتم أهم من‬ ‫العصافير‪.‬‬

‫(‪)2-2:1‬‬

‫ال تدينوا‬

‫إهتم بأن تدين نفسك فتتنقى ‪ ،‬فتعاين اهلل‪ .‬ألن أنقياء القلب يعاينون اهلل‪ .‬ومن يعاين اهلل يعرفه ويحبه فيثبت فيه‪ .‬أما‬ ‫من ينشغل باآلخرين وخطاياهم فلن يهتم بأن ينقى نفسه‪ ،‬وهذا لن يثبت فى المسيح‪.‬‬

‫الدينونة لآلخرين تعمينى عن الخشبة التى فى عينى فال أرى كيف أتوب وأتخلص منها‪ ،‬وبذلك لن أرى المسيح ولن‬

‫أثبت فيه‪.‬‬

‫والدينونة لآلخرين فيها كبرياء والمسيح ال يسكن عند المتكبر بل المنسحق‬ ‫والدينونة لآلخرين فيها نقص محبة ‪ ،‬وكيف أتحد بالمسيح وأنا بال محبة‪.‬‬

‫والدينونة لآلخرين تجعلنى أفقد العين البسيطة التى تطلب مجد المسيح إذ تطلب مجد نفسها‪.‬‬ ‫أما من ينظر للسماء وال ينظر للناس سيرى المسيح فى قداسته ونقائه ويرى خطاياه فيشمئز منها ويتوب ويتنقى فيرى‬

‫المسيح ويعرفه ويثبت فيه‪.‬‬

‫أما من ال يتوب فاهلل ال يغفر له فيحرم من األحضان األبوية التى نالها اإلبن الضال إذ تاب‬ ‫(‪)3-6:1‬‬

‫فى هى كنز سماوى داخلى أغلى من كل درر األرض‪ .‬ولكن هذه عالقة‬ ‫درركم = الثبات فى المسيح ‪ ،‬وحياة المسيح َّ‬ ‫خفية ليست أللقيها أمام الناس وأتباهى بها ‪ ،‬خصوصاً إذا كان الناس مستعدين للسخرية منها‪.‬‬

‫وكيف أحصل على هذه الدرر‬

‫إسألوا تعطوا ‪ /‬أطلبوا تجدوا ‪ /‬إقرعوا يفتح لكم‬

‫هى درجات ثالث من اإللحاح ‪ ،‬وأعلى درجة هى أن أقرع‪ .‬هذه لجاجة واصرار فى الطلب وهذا اإللحاح يزيد العالقة‬

‫مع اهلل إذ يقف اإلنسان فترة أطول ‪ ،‬واذ يفعل يعرف اهلل‪ .‬وقد يكون الطلب الذى أطلبه فى حد ذاته غير هام فيتركنى‬ ‫اهلل لتزداد الوقفة معه وتزداد الصلة والمعرفة والثبات واإلتحاد‪ .‬فيكون تأخر اهلل فى اإلستجابة ليعطينى ما هو أهم أى‬

‫إكتشاف الدرر أو الكنز السماوى أو حياة المسيح داخلى‪.‬‬

‫فى ‪ )1‬اإلمتالء من الروح القدس‬ ‫واألهم من الطلبات المادية فلنطلب ‪ )1‬حياة المسيح َّ‬ ‫وهذا ما قال عنه السيد " أطلبوا أوالً ملكوت اهلل وبره " (مت ‪):::6‬‬

‫إسألوا = ما هو الطريق للمسيح ‪ ،‬كما فعل المجوس‪.‬‬ ‫إطلبوا = أن نظل ثابتين فى المسيح بعد أن عرفناه‪.‬‬

‫إقرعوا = لنرى أمجاد السماء يعلنها لنا الروح القدس (‪1‬كو ‪)11-9:1‬‬

‫‪216‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫فى ‪ ،‬أن أعرف‬ ‫إذاً ما أريده أن أرى أمجاد السماء ‪ ،‬أن أكتشف أن السماء داخلى ‪ ،‬أن أكتشف معنى حياة المسيح َّ‬ ‫معنى المجد المعد ‪ .. ..‬إذاً‪.‬‬ ‫إسألوا = لتعرفوا الطريق‪.‬‬

‫أطلبوا = حتى ال تضلوا وتحافظوا على الثبات فى الطريق‪.‬‬

‫إقرعوا = بعد أن سألنا عن الطريق وثبتنا فى الطريق‪ .‬وصلنا للباب وها نحن نقرع ليفتح لنا فنرى الدرر واألمجاد‪.‬‬ ‫ولنالحظ أن الطريق والباب هما المسيح‬

‫لكن حتى يشرح لنا الروح القدس ويصور لنا هذا المجد المعد ‪ ،‬هناك خطوات مهمة تسبق هذا‪-:‬‬

‫‪)1‬‬ ‫‪)2‬‬

‫أن نتجاوب مع الروح القدس حتى يبكت على خطية وعلى بر ‪ .. ..‬فتحدث التنقية‪.‬‬

‫من يتنقى يحكى له الروح القدس عن المسيح (يو‪.)11:16‬‬

‫‪)3‬‬

‫من يعرف المسيح يدخل فى عالقة حب مع المسيح‪.‬‬

‫‪)4‬‬

‫والمحبة تجعلنى ال أمل أن أقرع وأقرع حتى أعرف هذه األمجاد والدرر‪.‬‬

‫‪)5‬‬ ‫‪)6‬‬

‫حينئذ أقول مع بولس الرسول " لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً‪( .‬فى ‪)1::1‬‬ ‫واهلل فى محبته يستجيب ولكن كيف يستجيب‪.‬‬

‫(‪)22-1:1‬‬ ‫اهلل األب السماوى يعرف كيف يقودنا للسماء وللثبات فى المسيح‪ .‬فإذ نسأل يستجيب‪ .‬وقد يستجيب بأن يسمح بتجربة‬

‫أو ألم أو مرض ‪ ،‬ونظن أن التجربة هى حية أو عقرب ‪ ،‬واهلل يقول ‪ ،‬وهل هذا ممكن أن أب يسمح ألوالده بهذا‪ .‬إنما‬

‫من تألم فى الجسد كف عن الخطية" (‪1‬بط‪ .)1:1‬فأنا أسمح بما يخرج لكم منه حياة وثبات ‪ ،‬كل ما يسمح به اهلل لنا‬

‫هو لكى نرى الدرر‪ .‬فاأللم طريق المجد‪ .‬فالخبز يعنى أن اهلل يغذينى بطريقته فأحيا ‪ ،‬والبيض يعنى أن اهلل يخرجنى‬

‫من موت العالم إلى حياة بطريقته‪ .‬والسمك يعنى أن اهلل يجعلنى أحيا وسط تيارات العالم دون أن أهلك وبطريقته‪.‬‬

‫اهلل أبونا السماوى ال يؤذى أوالده ‪ ،‬بل هو يهب خيرات للذين يسألونه‪ .‬وكل األمور تعمل معاً للخير للذين يحبون اهلل‬

‫‪ ،‬حتى ما نظن أنه حية أو عقرب‬

‫(‪)24-21:1‬‬

‫الطريق‬

‫‪)1‬‬

‫أن نفعل بالناس ما نريد أن يفعلوه بنا (هذه عن المعامالت مع الناس)‪.‬‬

‫‪)2‬‬

‫ندخل من الباب الضيق‪ -:‬صوم ‪ /‬صالة ‪ /‬تسابيح ‪ /‬قمع للجسد ‪ /‬خدمة‪.‬‬

‫‪)3‬‬

‫هذا الباب ألنه ضيق يحتاج أن نسأل لنجده واسألوا تعطوا أما الطريق الواسع ‪ ،‬طريق شهوات العالم فالشيطان‬

‫يسهله لإلنسان‪.‬‬ ‫‪)4‬‬

‫من يسلك فى الطريق الضيق يجد الفرح والسالم والعكس من يسلك فى الطريق الواسع – يجد لذة عابرة مع هم‬

‫وغم مستمرين‪.‬‬

‫(‪)22:1‬‬

‫األنبياء الكذبة‬

‫‪217‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫طريق اهلل ُيحارب دائماً من أصحاب التعاليم الزائفة المضللة وممن لهم أفعال منحرفة ‪ ،‬وكيف يعلم من له سلوك‬ ‫منحرف‪.‬‬

‫أنبياء = من يتنبأ بالمستقبل ومن يعلم ويعظ‬

‫مثال = من تثمر تعاليمه كبرياء ‪ ،‬كيف يكون معلماً صالحاً ًَ ‪ ،‬هذا نبياً كاذباً ‪ .. ..‬فلنحذر‬ ‫(‪)12-26:1‬‬ ‫من ثمارهم ‪ .. ..‬الثمار هى عالمات الطريق‬

‫الثمار هى عالمات الطريق الصحيح‪ .‬فكل عقيدة صحيحة لها ثمار حلوة تفرح اهلل‪ .‬أما التعليم الخاطئ فيثمر خطايا‬

‫(شوك وحسك)‪.‬‬ ‫(‪)18-12:1‬‬

‫من هو خارج الطريق‬

‫هدف العظة على الجبل أن نعرف المسيح أى تكون لنا حياته األبدية ونظل ثابتين فيه‪ .‬أما من هو خارج الطريق فلن‬

‫يثبت فى المسيح ولن يعرفه أى لن يتحد به فلن تكون له حياة أبدية‪ .‬والحياة مع اهلل ليست فى ترديد صلوات مظهرية‬

‫‪ ،‬ليس كل من يقول لى يارب يارب فهذا قيل عنه " هذا الشعب أكرمنى بشفتيه أما قلبه فأبعده عنى" (إش‪)1::19‬‬ ‫أما ما يريده اهلل فهو ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬أن ننفذ إرادة اهلل‪.‬‬

‫‪ )1‬أن نصلى‬

‫(‪ )11-14:1‬من هو فى الطريق ثابت فى المسيح‬

‫من هو غير ثابت فى المسيح ‪ ،‬خارج الطريق كما سبق ‪ ،‬فال حياة أبدية له ‪ ،‬بل هو بسهولة جداً مع أى تجربة يترك‬ ‫المسيح (التجربة هى المطر والرياح ‪ )....‬فهو إذ لم يعرف المسيح يسهل تشكيكه فى محبة المسيح‪.‬‬

‫أما من هو ثابت فى المسيح ‪ ،‬عرف المسيح ‪ ،‬إتحد به ال يمكن تشكيكه فى المسيح إذ هو يرى المسيح فى محبته‬

‫فكيف يشك فيه‪ .‬وهذا يتطلب أن يسمع أقوال المسيح وينفذها فيتنقى قلبه فيرى المسيح ويعرفه‪.‬‬

‫القديس متى يقدم المسيح كمشرع (ربونى) العهد الجديد ‪ ،‬بديالً لمعلمى العهد القديم‪ .‬يكمل الناموس‪ .‬لذلك وضع كل‬

‫التشريعات معاً ‪ ،‬جمع كل تعاليم السيد المسيح ووضعها معاً‪ .‬لكن كما رأينا لم يضعها عشوائياً‪ ،‬بل كان هناك خيط‬ ‫واحد يجمعها هو كيفية الثبات فى المسيح‪ .‬كيفية أن تثبت فى حياة المسيح وأثبت فيه‪ .‬وهذا هو مفهوم الخالص فى‬

‫المسيحية‪ .‬هذا ما أراد القديس متى أن يظهره‪ ..‬ما معنى أن المسيح يدعي يسوع أي يخلص‪.‬‬ ‫معرفة المسيح‬ ‫كما رأينا فهناك نوعان من المعرفة ‪ )1‬معرفة بمعنى ‪TO KNOW‬‬ ‫‪ )1‬معرفة بالمعنى الرمزى وتعنى إتحاد‬

‫والسؤال كيف نتحد بالمسيح وكيف نثبت فيه؟‬ ‫‪)1‬‬

‫اإلتحاد بالمسيح يكون بالمعمودية (رو ‪):-::6‬‬

‫‪218‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫‪)2‬‬

‫الثبات فى المسيح يكون بكل ما سبق فيما قيل فى العظة على الجبل‬

‫ونالحظ أنه كلما إزداد ثباتنا فى المسيح نعرفه باألكثر (‪ )TO KNOW‬إذا يحكى لنا الروح القدس عنه ‪ ،‬وكلما‬ ‫عرفناه أحببناه وكلما أحببناه إزداد ثباتنا فيه وهكذا‪.‬‬

‫ونالحظ أن المسيح كمشرع للعهد الجديد قد أعطانا هذه العظة على الجبل بنفس مفهوم مشرع العهد القديم‪ ،‬فيسوع‬

‫المسيح هو هو أمس واليوم والى األبد (عب‪ )8:1:‬فاهلل قال آلدم أن يأكل من كل شجر الجنة ومن ضمن شجر‬ ‫الجنة نجد شجرة الحياة أي (المسيح) ويمتنع أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر أي اإلنفصال عن اهلل‪ .‬فطريق‬

‫الحياة هو واحد وهو الثبات في المسيح الذي هو القيامة والحياة (يو‪.)1::11‬‬

‫تسلسل األحداث فى إنجيل متى‬ ‫اإلنجيل يقدم لنا المسيح الملك المخلص ‪ ،‬اهلل الذى ظهر فى الجسد ليعطى الخالص لإلنسان ويؤسس مملكة‬

‫خاضعة له‪ .‬المسيح يحيا فى أعضائها فتكون لهم حياة أبدية ‪ ،‬ويعيشون فى فرح وشبع‪ .‬وهذا هو خط اإلنجيل العام‪.‬‬

‫اإلصحاح األول‬

‫المسيح هو اهلل معنا = عمانوئيل‪ .‬أتى وتجسد من إبراهيم ومن داود ليخلص ويملك إلى األبد‪ .‬هو أتى من اليهود‬

‫لخالص اليهود‪ .‬هو تجسد ليموت ويقوم ويعطينا حياته نخلص بها‪.‬‬

‫اإلصحاح الثانى‬

‫حقاً المسيح ُولِ َد من اليهود‪ .‬لكننا هنا نرى األمم يقبلون المسيح فى شخص المجوس‪ .‬ويقبلونه كملك = الذهب‪.‬‬ ‫ومخلص = المر‪ .‬وشفيع = اللبان‪ .‬والمسيح يأتى إلى مصر ليبارك العالم كله فى شخص مصر‪ ،‬وما سيكون‬ ‫لمصر من دور فى األيام األخيرة‪ .‬هنا نرى الخالص للجميع‪ ،‬لكل العالم‪.‬‬

‫اإلصحاح الثالث‬

‫يوحنا المعمدان يعد الطريق للملك‪ .‬فكل ملك يأتى أمامه من يعد الطريق‪ .‬واعداد الطريق كان بالدعوة للتوبة ‪+‬‬

‫معمودية المسيح التى بها أسس سر المعمودية‪ .‬فالمسيح ما كان محتاجاً للمعمودية بل المعمودية كانت محتاجة‬ ‫للمسيح‪ .‬فبالمعمودية يبدأ عمل اهلل معنا ف يكون لنا ثبات فى المسيح وتكون لنا حياة المسيح ‪ ،‬نموت معه ونقوم‬

‫متحدين به فى المعمودية فتكون لنا حياته ‪ ،‬وهذا هو الخالص‪ .‬ويوحنا كان يدعو للتوبة‪ ،‬ومن يقدم توبة تنفتح عيناه‬ ‫ويعرف المسيح ويقبله ويؤمن به فيأتي ليعتمد فيتحد به وتكون له حياته‪.‬‬

‫اإلصحاح الرابع‬ ‫(‪)22-2:4‬‬

‫المسيح يهزم الشيطان إذ جاء ليجربه ‪ ،‬فربطه ليبدأ تأسيس ملكوته‪ .‬وأيضاً هذا إعالن أنه يمكن لنا ونحن في المسيح‬

‫أن نهزم الشيطان والخطية فنثبت في المسيح‪ .‬فالخالص في المسيحية يشمل السلطان على الشيطان (لو‪)19:17‬‬

‫وعلى الخطية (رو‪)11:6‬‬

‫(‪)21-21:4‬‬

‫‪219‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫المسيح يبدأ خدمته فى تأسيس ملكوته‪ .‬وهنا نرى أن دعوة المسيح هي التوبة للخالص فال خالص بدون توبة‪.‬‬

‫(‪)11-23:4‬‬

‫المسيح يدعو تالميذه الذين سيعملون فى تأسيس ملكوته‪ .‬وتالميذه هنا كانوا تالميذاً للمعمدان واستجابوا لدعوة‬

‫المعمدان وقدموا توبة فعرفوا المسيح واستجابوا للمسيح بسرعة‪.‬‬

‫(‪)12-18:4‬‬

‫المسيح المخلص يبدأ فى الشفاء ‪ ،‬شفاء البشر من أمراضهم الناشئة عن السقوط فمملكة المسيح هى مملكة أعضاؤها‬

‫أصحاء روحياً والشفاء الجسدى رمز للشفاء الروحى‪ ،‬وماذا يعني الشفاء الروحي؟ هذا ما تجيب عنه اإلصحاحات‬

‫التالية‪.‬‬

‫اإلصحاحات ‪1 ، 6 ، 2‬‬ ‫هذه هى شريعة العهد الجديد‪ .‬لكن رأينا أنها طريقة الثبات فى المسيح‪ .‬فالمسيح كملك يضع شريعته ولكننا إكتشفنا أن‬

‫هدف الشريعة هو أن نثبت فيه‪.‬‬

‫فالمسيح ‪ )1‬إعتمد ليؤسس سر المعمودية وبها تكون لنا حياة المسيح‪ )1 .‬حتى نثبت في المسيح فلنلتزم بهذه‬

‫الشريعة فيحيا المسيح فينا‪ .‬فالعظة على الجبل ترسم طريقة الثبات في المسيح وبهذا نثبت في الحياة األبدية‪): .‬‬

‫إعالنه عن إرادته فى الشفاء‪ .‬هو أتي ليعطي الناس حياة‪ )1 .‬األديان األخرى تضع وصايا "ومن يفعلها يحيا بها"‬

‫(ال‪ )::18‬أما المسيحية فهي أن نحيا بحياة المسيح‪ .‬إذاً هو يعين من يريد أن يلتزم بوصاياه‪.‬‬ ‫اإلصحاح الثامن‬

‫(‪)4-2:3‬‬

‫المسيح يبدأ بشفاء أبرص‪ .‬فالبرص رمز للخطية (راجع سفر الالويين)‪ .‬وبهذا يعلن المسيح بوضوح أن هدفه األساسى‬ ‫ليس شفاء األمراض الجسدية بل شفاء البشرية من مرض الخطية‪ .‬فالخالص هو خالص من سلطان الخطية "فإن‬

‫الخطية لن تسودكم ألنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة" (رو ‪ .)11:6‬بدأ الرب بشفاء يهودى‪ .‬ونفهم أن‬

‫الخالص ليس مفهوم سياسي أو عسكري كما يفهمه اليهود‪ ،‬إذ تصوروا أن الخالص هو من الرومان‪.‬‬

‫(‪)28-2:3‬‬

‫شفاء غالم قائد المئة‬

‫الحظ قول السيد " لم أجد وال فى إسرائيل إيماناً بمقدار هذا " هنا نرى اإليمان شرط للشفاء‪ .‬المسيح يريد أن يشفى ‪،‬‬

‫هو أتى لهذا‪ .‬لكن الشرط ُلنشفَى هو أن نؤمن‪ .‬الرب هنا يشفى أممى ‪ ،‬فهو أتى للكل‪.‬‬ ‫الظلمة الخارجية‬

‫السيد المسيح أتى ليوحد الكنيسة كلها فى جسد واحد هو رأسه‪ ،‬وهو نوره فال يحتاج هذا الجسد لشمس تنير له (رؤ‬

‫‪ ) ::11‬وكل من هو خارج هذا الجسد يكون فى ظلمة ‪ ،‬تسمى ظلمة خارجية ألنها خارج الجسد‪ .‬الجسد سيحتوى‬

‫الكل يهود وأمم‪.‬‬

‫(‪)21-24:3‬‬

‫شفاء حماة سمعان‬

‫‪220‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫‪)1‬‬ ‫‪)2‬‬

‫المسيح يهتم بخدامه ومشكالت عائالتهم‪.‬‬

‫عالمة الشفاء = قامت وخدمتهم‪ .‬فالخدمة متشبهين بسيدنا هي عالمة الشفاء‪ ،‬شفاء طبيعتنا أما الخطية فهي‬

‫تقعد النفس عن الحركة والخدمة‪.‬‬

‫‪)3‬‬

‫جميع المرضى شفاهم = فهو أتى لشفاء الطبيعة اإلنسانية‬

‫(‪)11-23:3‬‬

‫رأينا فيما سبق أن الرب يشفى كثيرين ‪ ،‬فهل أتى السيد المسيح لشفاء األجساد؟ هنا نرى أن هناك ثمن لتبعية المسيح‬

‫ليس إلبن اإلنسان أين يسند رأسه هنا نرى نوعية الخدمة الصحيحة‪ .‬بل سيهيج البحر أى العالم ضد أوالد اهلل فى‬

‫الكنيسة (السفينة) لكن الرب فى الكنيسة (السفينة) إذاً لن تغرق‪ .‬وايماننا يفرح قلبه = "لحبيبى السائغة المرقرقة‬

‫السائحة على شفاه النائمين " (نش ‪ .)9:1‬فالعروس إذا وجدت عريسها نائماً عليها أن تفرحه بإيمانها أي ثقتها فيه‬

‫(تسكب خم اًر على شفتيه) ‪ .‬وال توقظه أى تزعجه بعدم إيمانها وانزعاجها ألى خبر‪ .‬لكن المقصود أنه سيكون هناك‬ ‫ضيقات فى العالم‪ .‬فالمسيح لم يأ تى لشفاء الجسد بل لشفاء الروح ‪ ،‬لذلك قد يسمح ببعض اآلالم للجسد يثيرها عدو‬

‫الخير (الرياح)‪ .‬ونوم العريس يشير ألن اهلل فى بعض األحيان ال يتدخل سريعاً لحل المشكلة‪ .‬لكن مسيحنا له سلطان‬

‫على الطبيعة‪.‬‬

‫وما الذى يعطينا هذا اإلطمئنان بينما عدو الخير يثير اإلضطرابات ضد الكنيسة؟‬ ‫(‪)84-13:3‬‬ ‫هنا نرى الشيطان تحت سيطرة رب المجد‪ .‬المجنونان الهائجان جداً = إشارة لعمل الرياح السابق مع السفينة‪ .‬وكما‬ ‫إنتهر رب المجد الرياح فهدأت ‪ ،‬هو قادر أن يوقف عمل الشياطين كما حدث هنا‪ .‬فإذا كان عدو الخير تحت سيطرة‬

‫رب المجد ‪ ،‬فلماذا الخوف‪ ،‬ليس للشيطان سلطان على من هم في المسيح‪ ،‬وهكذا ليس للخطية سلطان عليهم‪.‬‬

‫المسيح أتى ليخلصنا من الشيطان العدو المهول وسلطانه وأذيته‪.‬‬ ‫اإلصحاح التاسع‬

‫(‪)3-2:1‬‬

‫إعالن واضح أن السيد ما جاء لشفاء أمراض جسدية بل لشفاء أمراض البشرية الناشئة عن الخطية ‪ ،‬ولغفران‬ ‫الخطايا‪.‬‬

‫(‪)28-1:1‬‬ ‫المسيح هو الطبيب الذى أتى لشفائنا من مرض الخطية‬

‫لكن كيف‬

‫(‪)21-24:1‬‬ ‫الشفاء سيكون بأن يجعل كل شئ جديداً‪ " .‬إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة " (‪1‬كو ‪.)11::‬‬

‫‪221‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫(‪)16-23:1‬‬ ‫ماذا تعنى الخليقة الجديدة‪ .‬هنا نسمع عن قصتين متداخلتين ‪-:‬‬ ‫‪ )1‬إقامة إبنه يايرس‬

‫‪ )1‬شفاء نازفة الدم‪.‬‬

‫وهكذا جاءت القصتان متداخلتان فى إنجيل مرقس ولوقا فلماذا‪.‬‬

‫آدم مات بسبب الخطية ‪ ،‬لكن تركه اهلل يحيا لسنوات ومات بعدها ‪ ،‬عاش فى نجاسة خطيته بدون حل ‪ ،‬فال حل‬

‫سوى بدم المسيح‪ .‬وترك آدم يعيش فى نجاسته َعب َ​َّر عنه حزقيال النبى على فم الرب " فمررت بك ورأيتك مدوسه‬ ‫بدمك فقلت لك بدمك عيشى ‪( ".. ..‬حز ‪ )6:16‬أى إستمر فى حياتك يا إنسان وأنت فى نجاستك لفترة تموت‬ ‫بعدها‪ .‬ولذلك يكون بدمك عيشى تناظر نازفة الدم ‪ ،‬فنزف الدم نجاسة وموت إبنة يايرس يناظر موت كل البشرية‪.‬‬

‫وكال العيش فى نجاسة والموت هما نتاج الخطية‪ .‬والسيد المسيح أتى ليخلق خلقة جديدة لها قداسة وطهارة ولها حياة‬

‫أبدية‪ .‬فتداخلت قصتا إقامة إبنة يايرس وشفاء نازفة الدم‪.‬‬

‫(‪)84-11:1‬‬

‫المسيح يشفى أعميان ويفتح أعينهما ويشفى المجنون األخرس‪ .‬وهذا لنفهم معنى الخليقة الجديدة فهى خليقة ترى اهلل "‬ ‫فطوبى ألنقياء القلب ألنهم يعاينون اهلل" وهى خليقة تسبح اهلل إذ رأته وعرفته وتصالحت معه فأحبته‪.‬‬

‫(‪)82:1‬‬

‫المسيح لم يأتى ليشفى أعمى أو عشرة عميان ‪ ،‬لكننا نجده هنا يشفى كل مرض وكل ضعف فى الشعب = هو أتى‬

‫لشفاء كل الطبيعة البشرية وهذا هو الخالص‪.‬‬

‫(‪)83-86:1‬‬

‫المسيح يرى الناس المتألمين ويريد لهم الخالص ليضمهم إلى ملكوته‪ .‬ويبدأ فى تأسيس ملكوته‪ .‬وهذا الملكوت يحتاج‬

‫إلى فعلة ليكون هناك حصاد = مؤمنين فى هذا الملكوت‪.‬‬ ‫اإلصحاح العاشر‬

‫(‪)4-2:22‬‬

‫نرى السيد المسيح وقد إختار تالميذه اإلثنى عشر‪ .‬وك ٌل منهم لهم عيوبه ‪ ،‬لكنه غسل أرجلهم أى يطهرهم ويغير‬ ‫طبيعتهم ليتحدوا به (يو‪ )1:‬وكان هذا قبل سر اإلفخارستيا وأرسلهم ُليعلِّموا فى وسط الناس ‪ ،‬يغسلون أرجل الناس‬

‫كما غسل هو أرجلهم‪ .‬ونرى فى (‪ ):::9‬أن المسيح كان يشفى كل مرض وكل ضعف فى الشعب‪ .‬ونرى فى‬

‫(‪ )1:17‬أن السيد المسيح أعطى تالميذه سلطاناً ‪ ..‬أن يشفوا كل مرض وكل ضعف‪ .‬وهذا ما كان يعنيه السيد‬

‫المسيح بقوله " فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم ‪ ،‬فانتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض‪"..‬‬

‫(يو‪ .)1:-11:1:‬إختيار التالميذ هنا وتغيير طبيعتهم هو تطبيق على ما سبق عن الخليقة الجديدة‪.‬‬ ‫وهكذا بدأ الرب يؤسس ملكوته‪ .‬بدأ متى هنا يشرح معنى أن المسيح هو إبن داود الملك‪.‬‬

‫‪222‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫حتى إصحاح (‪ )9‬رأينا معنى الخالص‪ .‬وابتداء من إصحاح (‪ )17‬نسمع عن تأسيس الملكوت وماذا يعنى الملكوت‬

‫‪ ،‬وكيف ندخل لهذا الملكوت‪.‬‬

‫(‪)22-2:22‬‬

‫التعليمات لإلثنى عشر‬

‫السيد يرسل تالميذه ليؤسسوا الملكوت واعداً إياهم أنه المسئول عن إعالتهم ‪ ،‬وهذا ما فعله فى اللقاء األخير معهم‬

‫(يو‪ )11‬فالسيد اخذ منهم السمك الذى إصطادوه (الـ‪ 1::‬سمكة رمز المؤمنين) وأعطاهم سمكاً مشوياً أى هو مسئول‬ ‫عن تسديد إحتياجاتهم‬

‫(‪)41-26:22‬‬

‫هم سيواجهون اإلضطهاد كما حدث لمعلمهم أى السيد المسيح‪ .‬فالملكوت هو فرح لكن هناك صليب طالما نحن على‬

‫األرض‪.‬‬

‫اإلصحاح الحادى عشر‬

‫(‪)22-2:22‬‬ ‫‪)1‬‬

‫يوحنا يحول تالميذه للمسيح ‪ ،‬ألم يأتى إلعداد الطريق للمسيح‪.‬‬

‫‪)2‬‬

‫عظمة يوحنا المعمدان يؤكدها السيد المسيح‪ .‬فإذا كان الرسول الذى يعد الطريق عظيماً هكذا ‪ ،‬فكم تكون عظمة‬

‫الملك الذى يعد له يوحنا الطريق أى المسيح‪ .‬هو رب األرباب‪.‬‬

‫‪ )3‬ملكوت السماوات ُيغصب ‪ .‬وهذا معنى الجهاد فى المسيحية ‪( .‬آية‪)11‬‬ ‫(‪)21-26:22‬‬ ‫اليهود يرفضون المسيح كما رفضوا يوحنا ‪ ،‬فهم بسبب كبريائهم يرفضون أى توبيخ لهم وبهذا يخسرون الملكوت‬

‫ويخسرون الخالص‪.‬‬

‫(‪)14-12:22‬‬

‫التوبة شرط للملكوت وعدم التوبة تجعل اإلنسان خارج الملكوت‪ .‬الملكوت الكل مدعو إليه ولكن يا ويل الذي يرفض‬

‫اهلل‪ .‬والسبب أن من يرفض المسيح‪ ..‬من سيغفر له خطاياه‪ ،‬خطاياه تستقر عليه ويعاقب عليها‪.‬‬

‫(‪)82-12:22‬‬

‫السيد المسيح يعلن فرحته ويشكر اآلب الذى كشف طريق الملكوت للبسطاء التائبين وأسماهم هنا األطفال‪ .‬ويدعو‬ ‫الجميع ألن يأتوا إليه فالطريق سهل‪ ،‬يأتون بال عناد وال أعذار بأن الطريق للملكوت صعب‪ .‬فحقيقة هو الذى يحمل‬

‫عنا النير‪.‬‬

‫اإلصحاح الثانى عشر‬

‫(‪)12-2:21‬‬

‫المسيح رب السبت‬

‫هذا الملكوت الذى يؤسسه السيد ‪ ،‬هو يشرع له فهو ملك الملوك ولكنه هو الوديع الذى ال يخاصم وال يصيح‪.‬‬

‫‪223‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫(‪)81-11:21‬‬ ‫المسيح يؤسس مملكته على أنقاض مملكة إبليس‪ .‬فنحن صرنا فى مملكة المسيح بعد أن حررنا المسيح من إبليس‪.‬‬ ‫آية يونان النبى‬

‫(‪)42-83:21‬‬

‫المملكة تؤسس بالصليب ورمزه ما حدث ليونان‪.‬‬ ‫(‪)22-46:21‬‬

‫من يصنع مشيئة أبى هو أخى ‪.. ..‬‬

‫كل مؤمن ينضم لهذا الملكوت هو جزء من جسد المسيح‪ .‬لقد صرنا " أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف‬ ‫‪ .):7::‬مملكة المسيح كلهم أقرباء وأخوة وأحباء بل جسد واحد ‪ ،‬جسد المسيح الواحد‪ .‬لكن بشرط تنفيذ الوصية‪.‬‬ ‫اإلصحاح الثالث عشر‬

‫أمثال تشرح معنى الملكوت‬

‫(‪)18-2:28‬‬

‫مثل الزارع = المسيح زرع حياته فى كل مؤمن معمد ‪ ،‬وبحسب كل شخص وجهاده تكون الثمار‬

‫(‪)48-86:28( ، )82-14:28‬‬

‫مثل القمح والزوان = ليس اآلن وقت الحساب ‪ ،‬الكل فى الملكوت‪ .‬وهناك يوم للدينونة‪.‬‬

‫(‪)82-82:28‬‬

‫مثل حبة الخردل ومثل الخميرة = الملكوت ينمو‬

‫(‪)28-44:28‬‬

‫أمثلة الكنز واللؤلؤة والشبكة = ملكوت السموات أو معرفة شخص يسوع تستحق أن نترك كل األرض بما فيها‬

‫ونحسبها نفاية (فى‪ )8::‬ومن يفعل فنصيبه مع األبرار ومن ال يفعل فنصيبه مع األشرار‪ .‬فلنجاهد حتى نكتشف‬ ‫حالوة هذا الملكوت‪.‬‬ ‫(‪)23-24:28‬‬

‫المسيح ملك الملوك ملك وديع قد يتعثر فيه الناس‪ .‬ويقول السيد المسيح فى نهاية اإلصحاح "ليس نبى بال كرامة إالّ‬

‫فى وطنه"‬

‫اإلصحاح الرابع عشر‬

‫(‪)21-2:24‬‬

‫تطبيق على اآلية األخيرة‪ .‬فيوحنا العظيم قطعوا رأسه‪ .‬إذاً من يدخل لهذا الملكوت عليه أن ال يطلب مجد أرضى‬

‫(‪)12-28:24‬‬

‫الشبع سمة من سمات ملكوت السموات ‪ ،‬فليس معنى أن ُيهان من يدخل لهذا الملكوت أن المسيح سيتركه‪.‬‬ ‫(‪)86-11:24‬‬ ‫‪224‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫البحر الهائج رمز لهذا العالم الثائر ضد المسيح وملكوته‪ .‬لكن كل شئ تحت سيطرة المسيح = هذا معنى سيره على‬

‫المياه‪ .‬بل حتى تالميذ المسيح لهم سلطان = بطرس سار على الماء‪.‬‬ ‫اإلصحاح الخامس عشر‬

‫(‪)12-2:22‬‬

‫ملكوت المسيح ملكوت السموات من شروطه الطهارة الداخلية وليس الخارجية‬

‫(‪)13-12:22‬‬

‫المرأة الكنعانية‬

‫هذه المرأة مثال للنجاسة ‪ ،‬ولكنها تطهرت وخلصت باإليمان‪ .‬وهذا ما قاله بطرس " طهر باإليمان قلوبهم" (أع‬

‫‪ .)9:1:‬فاإليمان شرط دخول هذا الملكوت‪.‬‬

‫(‪)81-11:22‬‬

‫إشباع األربعة اآلالف‬

‫هى شبيهة بمعجزة إشباع الخمسة آالف ولكن األرقام هنا تشير إلشباع العالم كله أي العالم األممى ‪ ،‬أما معجزة‬ ‫الخمسة آالف فتشير لليهود‪ .‬فالشبع للجميع‪ ،‬لكل من يؤمن‪.‬‬ ‫اإلصحاح السادس عشر‬

‫(‪)4-2:26‬‬

‫الملكوت إقترب وعلى كل إنسان أن يميز عالمات األزمنة ليكون له نصيب فيه‪.‬‬

‫(‪)21-4:26‬‬

‫من هو فى الملكوت عليه أن يحترس من الشر ‪ ،‬فالشر كالخميرة يخمر الكل‪ .‬ومن ال يحترس يصير خارج الملكوت‪.‬‬

‫(‪)13-28:26‬‬

‫المسيح الملك مؤسس ال ملكوت هو إبن اهلل ‪ ،‬لكنه سيصلب ‪ ،‬والسيد قال هذا حتى ال يفهم تالميذه أن ملكوته ملكوت‬ ‫أرضى‪.‬‬ ‫اإلصحاح السابع عشر‬

‫(‪)28-2:21‬‬

‫التجلى‬

‫المسيح الملك يظهر مجده‪.‬‬

‫(‪)18-24:21‬‬

‫المؤمنين فى الملكوت لهم سلطان على إبليس بالصوم والصالة‪.‬‬

‫(‪)11-14:21‬‬

‫المؤمنون فى الملكوت خاضعين للملوك الزمنيين ويدفعون الجباية (الضرائب)‪ .‬فليس معنى أن نتبع المسيح كملك أن‬ ‫هذا معناه أننا ال نخضع للملوك والرؤساء األرضيين‪ .‬بل نفهم من (رو‪ )1-1:1:‬أنهم معينين من قبل اهلل‪.‬‬

‫‪225‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫اإلصحاح الثامن عشر‬

‫(‪)24-2:23‬‬

‫أعضاء الملكوت هم كأطفال فى الشر ‪ ،‬أعضاءهم ميتة أمام الشر‪ .‬والرب يبحث عن كل ضال ليعيده‪.‬‬

‫(‪)82-22:23‬‬

‫الغفران لآلخرين شرط ألن يسامحنا الملك فنبقى فى الملكوت‪.‬‬ ‫اإلصحاح التاسع عشر‬

‫(‪)21-2:21‬‬

‫قانون الزواج واألفضل البتولية (الخصيان الذين خصوا أنفسهم) والزواج ذكر هنا ألنه سر إلهى به يجمع اهلل رجل‬ ‫وامرأة بغرض اإلنجاب فينمو الملكوت عددياً ويستمر بالنسل‪ .‬وفي هذا الملكوت اهلل يزوج الناس فليس من حق أحد‬ ‫أن يفصم هذه العالقة واألفضل من الزواج البتولية‪.‬‬ ‫(‪)22-28:21‬‬

‫التشبه باألطفال هذه سمات مواطنى الملكوت (بساطة األطفال وتسامحهم)‬

‫(‪)82-26:21‬‬

‫الترك هو طريق الكمال فى الملكوت‪.‬‬ ‫اإلصحاح العشرين‬

‫(‪)26-2:12‬‬

‫كل من يأتى للمسيح له نصيب فى الملكوت‬

‫(‪)21-21:12‬‬

‫الصليب إقترب ‪ .‬والرب يخبر تالميذه بأنه سيصلب‪.‬‬

‫(‪)13-12:12‬‬

‫مع أن الرب أخبر تالميذه بأن الصليب هو طريقه ‪ ،‬مازالوا يطلبون ملكاً أرضياً وهذا يدل على عيون مغلقة‬

‫(‪)84-11:12‬‬

‫السيد يفتح أعين أعميين ‪ ،‬ومتى يريد أن يقول بهذا أن من تنفتح عينيه يدرك أن الملكوت سماوى‪.‬‬ ‫اإلصحاح الحادى والعشرون‬

‫المسيح الملك يدخل أورشليم كملك وديع ليؤسس ملكه بصليبه ويدخل المسيح الملك إلى الهيكل ليطهره ‪ ،‬فهو رب‬ ‫الهيكل‪ .‬ويلعن التينة فهو كديان يعاقب ويدين من ال يقبل التطهير فيثمر‪.‬‬

‫‪226‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫ونفهم من إنجيل مرقس أن المسيح دخل أورشليم وذهب للهيكل ونظر ماذا يحدث وفى اليوم التالى أى يوم األثنين‬ ‫طهر الهيكل‪ .‬لكن القديس متى يورد قصة التطهير مباشرة بعد دخول المسيح إلى أورشليم فهو يقدم لنا المسيح الملك‬ ‫الذى أتى ليملك ويطهر ‪ ،‬لذلك فمتى ال يراعى التاريخ بل يقدم لنا فكرة المسيح الذى يؤسس ملكوته‪.‬‬ ‫اإلصحاح ‪ 13-11‬أسبوع األالم وفيه المسيح يصلب ويموت ثم يقوم وبهذا أسس ملكوته‬

‫(‪)12:13‬‬

‫المسيح مع أنه صعد بالجسد إلى السماء إالّ أنه با ٍ‬ ‫ق فى كنيسته يملك عليها لألبد‪.‬‬

‫الملخـــص‬

‫كتاب ميالد‬

‫ص(‪ )1-1‬نرى قصة الميالد‪ .‬فالمسيح تجسد ليموت ويقدم الخالص‪.‬‬ ‫ص (‪ ):‬معمودية المسيح وهي كيف نستفيد من تجسد المسيح‪.‬‬ ‫يسوع المسيح ‪ .. ..‬ماذا يعني الخالص‬

‫ص (‪ )11-1( )1‬المسيح يغلب الشيطان كإنسان ليعطيني أن أغلبه‪.‬‬ ‫(‪ )11-11‬المسيح يدعو للتوبة فهي طريق الخالص‪.‬‬

‫(‪ )11-18‬التالميذ تجاوبوا مع المسيح ألنهم إستجابوا لدعوة معلمهم المعمدان وهي التوبة‪.‬‬ ‫(‪ )1:-1:‬المسيح يشفي وماذا يعني الشفاء‪ ..‬هذا ما سنراه فيما يلي‪:‬‬ ‫ص (‪ )1-6-:‬العظة على الجبل نرى فيها طريق الخالص‬ ‫‪ )1‬المسيح يعطيني حياته‪.‬‬

‫على أن ألتزم بوصاياه‪.‬‬ ‫‪ )2‬حتى أثبت في حياته ّ‬ ‫ص (‪ )1-1( )8‬الخالص هو خالص من الخطية‪ .‬وكان هذا لليهود‪.‬‬ ‫(‪ )1:-:‬الخالص أيضاً لألمم‪.‬‬

‫(‪ )11-11‬عالمة الشفاء الحركة والخدمة‪.‬‬

‫(‪ )11-18‬نرى هنا نوعية الخدمة الصحيحة ونرى لزوم صراخنا المستمر لنحصل على الخالص‪.‬‬ ‫(‪ ):1-18‬الخالص من سلطان الشياطين علينا‪.‬‬ ‫ص (‪ )8-1( )9‬الخالص هو غفران الخطايا‪.‬‬

‫(‪ )1:-9‬المسيح هو الطبيب الذي أتى ليشفي من الخطية‪.‬‬ ‫(‪ )11-11‬المسيح سيجعل كل شئ جديد أي سنكون خليقة جديدة‪.‬‬ ‫(‪ )16-18‬المسيح سيخلصنا من نجاسة الخطية ومن الموت‪.‬‬

‫(‪ ):1-11‬الخليقة الجديدة تعاين اهلل وتسبحه‪ .‬وهذا تطبيق على معنى الخليقة الجديدة‪.‬‬ ‫‪227‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫(‪)::‬‬

‫الشفاء شفاء كامل وعام لكل مرض ولكل الناس‪ ،‬لكل من يقبل‪ .‬وهذا إسمه ملكوت السموات‪.‬‬

‫بهذا رأينا معنى الخالص الذي أتى يسوع المسيح ليتممه‪ .‬وهذا مدخل رائع للموضوع اآلتي وهو تأسيس ملكوت‬ ‫السموات الذي أفراده الخليقة الجديدة التى أتى المسيح لشفائها‪.‬‬ ‫إبن داود ‪ .. .. ..‬تأسيس الملكوت‬ ‫ص (‪ ) 17‬المسيح يختار تالميذه وبهم يؤسس الملكوت ويخبرهم بما سيالقونه من إضطهادات فليس الملكوت معناه‬ ‫الراحة في األرض‪ .‬وتغيير حياة التالميذ وشفائهم من ضعفاتهم تطبيق مباشر على ما سبق عن الخليقة الجديدة‪.‬‬ ‫التالميذ قام المسيح بشفائهم ليشفوا الناس ويمتد الملكوت‪.‬‬ ‫(ص‪) 11‬‬

‫يوحنا يحول تالميذه للمسيح فهو قد أنهى دوره ومهد الطريق للمسيح‪ .‬والمسيح اآلن يؤسس ملكوته‬

‫فليحول يوحنا تالميذه لهذا الملكوت‪ .‬وهذا الملكوت يجب أن نغصب أنفسنا عليه‪ .‬ولكن هناك من سيرفض هذا‬ ‫الملكوت ويعاند وهذا يا ويله فمن يغفر له لو رفض المسيح‪ .‬وأسرار الملكوت معلنة للبسطاء‪ .‬والحظ أن المسيح يعمل‬

‫معنا فالطريق سهل‪.‬‬

‫(ص‪) 11‬‬

‫هذا الملكوت هو للمسيح الرب الذي يملك فيه ويشرع له‪ .‬وبعد أن كان البشر في سلطان إبليس حررهم‬

‫وضمهم إلى ملكوته بل صيرهم أقرباء واخوة له‪ ،‬وهذا كان بالصليب (يونان النبي)‪ .‬لكن الشرط أن نحفظ الوصايا‪.‬‬ ‫هو ملكوت طرد المسيح منه الشيطان ولكن من يهمل جهاده يعود له الشيطان‪.‬‬

‫(ص‪)1:‬‬

‫(ص‪)11‬‬

‫أمثال تشرح معنى ملكوت السموات‪.‬‬

‫من هم في ملكوت السموات عليهم أن ال يطلبوا مجداً أرضياً فأعظم مواليد النساء إستشهد‪ .‬ثم نرى أنها‬

‫مملكة شبع (الخمس خبزات) لكن العالم مضطرب (البحر هائج) والمسيح له سلطان على األمور‪ ،‬إذاً ال داعي‬

‫للخوف‪.‬‬

‫(ص‪)1:‬‬

‫الملكوت هو ملكوت شبع لكن ال طريق للشبع سوى نقاوة القلب لنعاين اهلل فنشبع به‪ .‬فهذا اإلصحاح‬

‫يتكلم عن النجاسة والطهارة‪ .‬وماذا عن غير المؤمنين‪ .‬الطريق لذلك هو اإليمان "طهر باإليمان قلوبهم"‪ .‬فالمرأة‬

‫الكنعانية قال لها "عظيم إيمانك" هذا اإلصحاح هو تطهير األمم ليؤمنوا ويطهروا ليدخلوا الملكوت ويشبعوا بالمسيح‪.‬‬

‫(ص‪ )16‬المسيح يسأل "من أنا في نظركم" فإذا كنا نحن قد عرفناه وشبعنا به فنحن في الملكوت‪ .‬والمسيح مهتم أن‬ ‫تكون أعيننا قد إنفتحت والعالمة أننا نكون قد عرفناه من هو‪ .‬بهذا نكون في الملكوت‪.‬‬

‫(ص‪ )11‬المسيح يظهر جماله اإللهي‪ ،‬فنحن نشبع بشخصه اإللهي وهذا هو جمال األبدية والشبع الحقيقي األبدي‬ ‫بشخص المسيح‪ .‬ومن هم في الملكوت لهم سلطان على إبليس لكن بالجهاد‪ ،‬والبد من حمل الصليب‪.‬‬ ‫(ص‪ )18‬قوانين ملكوت السموات الذي يؤسسه المسيح‪.‬‬

‫ص(‪ )11-1( )19‬قانون الزواج في المسيحية (ملكوت السموات على األرض)‬

‫‪228‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫(‪ )1:-1:‬المسيح يبارك األطفال وهذه القصة ذكرت هنا كتطبيق على من خصوا أنفسهم من أجل ملكوت السموات‬

‫فصاروا كاألطفال ال يشتهون‪ .‬وهذه القصة أيضاً مقدمة لقصة الشاب الغني التي فيها قال المسيح أن الكمال هو لمن‬ ‫يبيع كل ماله ويعتمد على اهلل فقط فيكون أيضاً كاألطفال‪.‬‬

‫(‪ )16-16‬قصة الشاب الغني وفيها أن الكمال هو أن يبيع كل شئ معتمداً على اهلل‪.‬‬ ‫(‪ ):7-11‬من يترك شئ في هذا الملكوت يعوضه اهلل أضعاف أضعاف ما تركه‪.‬‬

‫(ص‪ )16-1( )17‬كل من يأتي للمسيح له نصيب في الملكوت‪ .‬هو إعالن واضح عن قبول األمم في الملكوت‪.‬‬

‫(‪ )19-11‬الصليب إقترب والرب يخبر تالميذه بأنه سيصلب‪ ،‬فالصليب به سيملك المسيح والمسيح بهذا صار‬

‫نموذج للترك‪.‬‬

‫(‪ )18-17‬مع أن الرب أخبر تالميذه بأنه سيصلب إالّ أنهم يطلبون ملكاً زمنياً‪ .‬وهذا إن دل على شئ سيدل على‬

‫أن من يطلب المجد الزمني فهو أعمى البصيرة‪.‬‬

‫(‪ ):1-19‬السيد يفتح أعين أعميين إعالناً عن أن هذه هي إرادته أن تنفتح أعيننا فندرك سر الصليب ونملك‬

‫المسيح على قلوبنا‪.‬‬

‫والحظ أن هذه المعجزة بفتح أعين أعميين تسبق دخول المسيح أورشليم كملك فإن من إنفتحت عينيه يعرف من هو‬

‫المسيح ويملكه على قلبه‪.‬‬

‫(‪ )18-11‬المسيح يؤسس ملكوته بصليبه وقيامته‪.‬‬ ‫ابن ابراهيم‪ -:‬كما قدم ابراهيم ابنه ذبيحة قدم اآلب ابنه ذبيحة‬ ‫وهذا موضوع االصحاحات ‪11 – 12‬‬

‫وكما عاد اسحق حيا قام المسيح ‪ ....‬اصحاح ‪13‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬

‫الحظ التسلسل فى اإلصحاحات ‪ 11‬إلى ‪.1:‬‬ ‫إصحاح ‪ 11‬السيد المسيح يعطى إنذارات لكل من ال يسلك بأمانة‪.‬‬

‫إصحاح ‪ 11‬مكر الفريسيين مما يظهر إصرارهم على عدم األمانة‪.‬‬ ‫إصحاح ‪ 1:‬ويالت السيد المسيح لهم لعدم أمانتهم وقمة هذه الويالت خراب أورشليم‪.‬‬ ‫إصحاح ‪ 11‬عالمات خراب أورشليم‪.‬‬

‫إصحاح ‪ 1:‬ماذا نفعل أمام ما سمعناه من أخبار مزعجة عن النهاية‪:‬‬ ‫‪ .1‬مثل العشر عذارى‪ ..‬أن نمتلئ من الروح القدس‪.‬‬ ‫‪ .2‬مثل الوزنات‪ ..‬أن نكون أمناء ونجاهد لنربح‪.‬‬ ‫‪ .3‬خدمة أخوة الرب‪ ..‬هذا هو الجهاد المطلوب‪.‬‬

‫ونالحظ أن من طرح فى الظلمة الخارجية هو من دفن وزنته أشارة لمن تقوقع حول نفسه رافضاً خدمة اآلخرين‪.‬‬ ‫‪229‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )2‬إنجيل متي) (بحث في إنجيل متي)‬

‫لقد لخص القديس متي انجيله فى اول اية‬ ‫‪ ...‬كتاب ميالد يسوع المسيح‬ ‫اصحاح‬

‫‪8- 2‬‬ ‫الميالد‬

‫ابن داود‬

‫ابن ابراهيم‪.‬‬

‫‪1،3‬‬

‫‪12- 22‬‬

‫‪13 – 12‬‬

‫الخالص‬

‫المملكة‬

‫الذبيحة‪.‬‬

‫‪230‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.