ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻻﻧﺎﺟﻴﻞ ﻣﺮﻗﺲ وﻟﻮﻗـﺎ وﻳﻮﺣﻨﺎ اﻟﻘﺲ اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻜﺮي ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻌﺬراء ﺑﺎﻟﻔﺠﺎﻟﺔ اﻻﺻﺪار اﻟﺜﺎﻧﻲ 2012
http://coptic-treasures.com
األناجيل ( - )3جدول األناجيل ()3 رقم اإلصحاح مرقس 1 مرقس 2 مرقس 3 مرقس 4 مرقس 5 مرقس 6 مرقس 1
رقم اإلصحاح مرقس 8 مرقس 9 مرقس 11 التسلسل في مرقس لوقا 1 لوقا 2
رقم اإلصحاح لوقا 3 لوقا 4 لوقا 5 لوقا 6 لوقا 1 لوقا 8 لوقا 9
رقم اإلصحاح لوقا 11 لوقا 11 لوقا 12 لوقا 13 لوقا 14 لوقا 15 لوقا 16
رقم اإلصحاح لوقا 11 لوقا 18 لوقا 19 التسلسل في لوقا يوحنا 1 يوحنا 2 يوحنا 3
رقم اإلصحاح يوحنا 4 يوحنا 5 يوحنا 6 يوحنا 1 يوحنا 8 يوحنا 9 يوحنا 11
رقم اإلصحاح التسلسل في يوحنا
تواجد آيات األناجيل األربعة في الكتاب الثالث -األناجيل ()3
الكتــاب الــثالث
المكان
مرقس
تابع لوقا
تابع لوقا
تابع لوقا
تابع يوحنا
12 - 11 :1
05 - 63 :7
0 – 1 :16
15 - 7 :17
65-1 :0
63 – 60 :1
6 – 1 :2
3 - 3 :16
13 - 11 :17
77-61 :0
11 – 7 :6
12 – 13 :2
17 - 15 :16
67 - 15 :17
10-1 :3
11 – 15 :6
03 - 01 :3
65 - 11 :16
2-1 :12
11-13 :3
10 – 11 :7
11 – 1 :15
60 - 61 :16
17-3 :12
17-11 :3
13 -13 :7
15 – 17 :15
3-1 :17
15 - 1 :13
75-12 :3
67 - 61 :7
13 – 10 :15
17-7 :17
17 - 11 :13
71-71 :3
13 - 11 :2
67 – 65 :15
60-10 :17
يوحنا
06-1 :7
لوقا
71 – 62 :15
7-1 :10
01-62 :1
11-1 :2
11 - 17 :7
2 – 0 :11
15-2 :10
11-1 :1
15-11 :2
65-16 :7
63-66 :11
61-11 :10
11 :1
13-11 :2
67 -61 :7
07-67 :11
16-1 :13
10-16 :1
75-65 :2
77 -71 :7
11 – 16 :11
12-17 :13
11-1 :6
03-71 :2
13 - 17 :3
72 – 61 :11
61-13 :13
63-11 :6
71-1 :3
17 – 11 :7
03 - 07 :11
3 - 1 :17
07-1 :7
71-1 :15
1
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح األول)
(إنجيل مرقس)(اإلصحاح األول)
عودة للجدول
اإلصحاح األول اآليات (مر)16-1:1
اآليات (مر-:)15-17:1
في كتاب الميالد
في كتاب إنجيل متى (مت)10-16:7
اآليات (مر( + )12-11:1لو)67-61:7
ْت َد َخ َل ا ْلم ْجمع ِفي َّ ِ اآليات (مر11" -:)12-11:1ثُ َّم َد َخلُوا َك ْفرَناحوم ،ولِ ْلوق ِ ص َار ُي َعلِّ ُم11 .فَ ُب ِهتُوا ِم ْن َ ََ الس ْبت َو َ َ ُ َ َ َ 16 ِ ِ ان ولَ ْيس َكا ْل َكتَب ِة .و َك َ ِ تَعلِ ِ ص َر َخ يم ِه ألَنَّ ُه َك َ ان في َم ْج َمع ِه ْم َر ُج ٌل ِبه ُر ٌ َ ْ س ،فَ َ وح َن ِج ٌ َ س ْلطَ ٌ َ َ ان ُي َعلِّ ُم ُه ْم َك َم ْن لَ ُه ُ 10 17 ِ الن ِ ِ ِ سوعُ َّ اص ِر ُّ سوعُ َع ِرفُ َك َم ْن أَ ْن َ ي؟ أَتَ ْي َ ت لِتُ ْهلِ َك َنا! أََنا أ ْ ُّوس اهلل!» فَا ْنتَ َه َرهُ َي ُ ت :قُد ُ قَائالً« :آه! َما لَ َنا َولَ َك َيا َي ُ 13 اخرس! و ْ ِ ِ وح َّ ص ْو ٍت َع ِظ ٍيم َو َخ َر َج ِم ْن ُه17 .فَتَ َحي َُّروا ُكلُّ ُه ْمَ ،حتَّى ص َر َع ُه ُّ ص َ الر ُ اح ِب َ س َو َ الن ِج ُ اخ ُر ْج م ْن ُه!» فَ َ قَائالًَ ْ َ ْ « : ِ اح َّ طٍ س َة س ْل َ سأ َ يم ا ْل َج ِد ُ ضا قَ ِائلِ َ ض ُه ْم َب ْع ً َل َب ْع ُ ْم ُر َحتَّى األ َْرَو َ الن ِج َ يد؟ أل ََّن ُه ِب ُ َ ان َيأ ُ ينَ «:ما ه َذا؟ َما ُه َو ه َذا التَّ ْعل ُ فَتُ ِطيع ُه!» 12فَ َخرج َخبره لِ ْلوق ِ ْت ِفي ُك ِّل ا ْل ُكورِة ا ْلم ِحيطَ ِة ِبا ْل َجلِ ِ يل" . َ َ َُ ُ َ ُ َ ُ
61 السب ِ ِ احوم ،م ِدي َن ٍة ِم َن ا ْل َجلِ ِ ِ وت61 .فَ ُب ِهتُوا يلَ ،و َك َ ان ُي َعلِّ ُم ُه ْم في ُّ ُ اآليات (لوَ " -:)67-61:7وا ْن َح َد َر إلَى َك ْف ِرَن ُ َ َ ِ ان66 .و َك َ ِ ِم ْن تَعلِ ِ ان َن ِج ٍ ط ٍ طٍ ص ْو ٍت َع ِظ ٍيم يم ِه ،أل َّ ش ْي َ س ْل َ وح َ َن َكالَ َم ُه َك َ ان في ا ْل َم ْج َم ِع َر ُج ٌل ِبه ُر ُ ْ ص َر َخ ِب َ س ،فَ َ َ ان ِب ُ 60 ِ الن ِ ِ ِ ِ 67 سوعُ َّ اص ِر ُّ سوعُ َع ِرفُ َك َم ْن أَ ْن َ ي؟ أَتَ ْي َ ت لِتُ ْهلِ َك َنا! أََنا أ ْ ُّوس اهلل!» .فَا ْنتَ َه َرهُ َي ُ ت :قُد ُ قائالً«:آه! َما لَ َنا َولَ َك َيا َي ُ 63 ِ اخرس! و ْ ِ ِ ص َر َع ُه َّ ش ٌة َعلَى ش ْي ًئا .فَ َوقَ َع ْت َد ْه َ ض َّرهُ َ س ِط َو َخ َر َج ِم ْن ُه َولَ ْم َي ُ الش ْيطَا ُن في ا ْل َو ْ اخ ُر ْج م ْن ُه!» .فَ َ قَائالًَ ْ َ ْ «: ِِ ِ يع ،و َكا ُنوا ي َخ ِ ِ ٍ اح َّ س ْلطَ ٍ س َة ضا قَ ِائلِ َ اط ُب َ ض ُه ْم َب ْع ً ون َب ْع ُ ْم ُر األ َْرَو َ ُ الن ِج َ ينَ «:ما هذه ا ْل َكل َم ُة؟ ألَنَّ ُه ِب ُ ا ْل َجم ِ َ ان َوقَُّوة َيأ ُ ِ ِ فَتَ ْخرج!»67 .و َخرج ِ ِ ط ِة" . ورِة ا ْل ُم ِحي َ ص ٌ َ ََ ُُ يت َع ْن ُه إلَى ُك ِّل َم ْوض ٍع في ا ْل ُك َ
كفرناحوم= كفر النياح أو الراحة وجغرافياً فهي أوطى من الناصرة لذلك يقول إنحدر .في السبت= يوم الراحة
فالقديس مرقس بدأ معجزات السيد المسيح بهذه المعجزة ،وهو يكتب لألمم ليعلن لهم أن السيد المسيح أتى
ليعطي الراحة للمتعبين إذ يحررهم من األرواح النجسة التي سيطرت عليهم زماناً وأتعبتهم بل استعبدتهم .الرومان
كانوا أقوياء عسكريا ولكن ال حول لهم وال قوة امام األرواح والقوى الخفية .ومرقس هنا يبرز سلطان المسيح عليها .وكأن مرقس يقول أيهما أجدر بالخضوع المسيح أم ملككم بقوته العسكرية .كمن له سلطان وليس
كالكتبة= كان الكتبة يقولون ،الناموس يقول ..أو المعلم فالن يقول ،أما السيد المسيح فكان يقول ..أما أنا فأقول
أما المسيح فكلماته كلها قوة وجذابة للنفس. كذا وكذا ..والكتبة كانت كلماتهم جوفاء بال قوةّ ، آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري ..أنا أعرفك= الشياطين عرفت المسيح ولكن ليس كمعرفة المالئكة والقديسين أما الشياطين فتعرفه دياناً لها يأتي ليهلكها، الذين يجدون في معرفته فرحاً وحياة وشركة أبدية (يوّ .)71:3 2
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح األول)
أما هؤالء الشياطين فمملوئين كراهية وحقد .هم يعرفون وترتعب منه .من يفرح بالمسيح هو من إمتأل قلبه محبةّ ، اهلل لكنها معرفة بال حب وال رجاء ،يؤمنون ويقشعرون (يع )::11وهم يحاولون إبعاد البشر عن اهلل .واهلل ال يقبل شهادة هؤالء ،فهم إذا شهدوا يكون هذا بنية خبيثة ،فمثالً هم أقنعوا الفريسيين أن السيد يخرج الشياطين
بواسطة بعلزبول ،وربما يريدون بشهادتهم إثبات هذه العالقة .المهم أن المسيح في غنى عن شهادة األشرار عنه. والسيد المسيح كان ال يريد في البداية اإلعالن عن أنه المسيا المنتظر حتى ال تحدث ثورة سياسية إذ يظن
الشعب أنه جاء ليحررهم من الرومان .والمسيح رفض شهادة الشياطين .فشهادتهم له هي نوع من الخداع .فهم
يريدون إثبات أن لهم عالقة بالمسيح ،واليوم يشهدون له وغداً يهاجمونه فيضللون السامعين.
والحظ أن الشيطان لم يحتمل وجود المسيح الذي كان يعلم بسلطان فبدأ يهتاج .ولكن الشيطان مهما كانت قوته
فهو بال حول وال قوة أمام سلطان رب المجد .والحظ أنهم عرفوا كثي اًر عن المسيح ،لكن الشياطين لم يدركوا أنه اهلل المتجسد ،ولكن الشيطان فزع منه كما تفزع الظلمة من النور .والحظ أن السيد المسيح قبل أن يخرج
الشياطين من الناس سبق وهزم الشياطين في البرية .فهو إن لم يكن قد هزمه ،ما كان يقدر أن يكون له هذا
السلطان .فهو هزمه لحسابنا ليحررنا من سلطانه.
اآليات (مر )67-13:1في كتاب إنجيل متى (مت)17-17:2 اآليات (مر( + )63-60:1لو)77-71:7
60 ضى إِلَى مو ِ ِ ِ اك، اآليات (مرَ " -:)63-60:1وِفي ُّ صلِّي ُه َن َ ض ٍع َخالَ ٍءَ ،و َك َ ام َو َخ َر َج َو َم َ َْ ان ُي َ الص ْب ِح َباك ًار جدًّا قَ َ 62 67 63 ِ ْه ْب إِلَى ا ْلقَُرى يع َي ْطلُ ُبوَن َك» .فَقَ َ ال لَ ُه ْم« :لِ َنذ َ ان َوالَِّذ َ فَتَِب َع ُه ِس ْم َع ُ ين َم َع ُهَ .ولَ َّما َو َج ُدوهُ قَالُوا لَ ُه« :إِ َّن ا ْل َجم َ 63 الشي ِ ان ي ْك ِرُز ِفي مج ِ ام ِع ِهم ِفي ُك ِّل ا ْل َجلِ ِ ا ْل ُم َج ِ ين". او َرِة ألَ ْك ِرَز ُه َن َ ضا ،أل َِّني لِه َذا َخ َر ْج ُ اط َ اك أ َْي ً يل َوُي ْخ ِر ُج َّ َ ََ ت» .فَ َك َ َ ْ
71 النهار َخرج وَذ َهب إِلَى مو ِ ون َعلَ ْي ِه. ان ا ْل ُج ُموعُ ُيفَتِّ ُ ش َ ض ٍع َخالَ ٍءَ ،و َك َ ص َار َّ َ ُ َ َ َ َ َْ اآليات (لوَ " -:)77-71:7ولَ َّما َ وت ِ ضا ِبملَ ُك ِ ْهب ع ْنهم76 .فَقَا َل لَهم«:إِ َّن ُه ي ْنب ِغي لِ ِ ِ َّ ِّ اهلل، َي أ ر ُخ أل ا ن د م ل ا ر ش ُب أ َن أ ي ْ َ ْ ُ َ ً ْ َ ََ اءوا إِلَ ْيه َوأ َْم َ فَ َج ُ َ َ ُْ س ُكوهُ ل َئال َيذ َ َ َ ُ ْ َ ُ 77 ان ي ْك ِرُز ِفي مج ِ ام ِع ا ْل َجلِ ِ يل" . أل َِّني لِه َذا قَ ْد أ ُْر ِس ْل ُ ََ ت» .فَ َك َ َ
وكان يصلي= هي عالقة النور بالشمس ،هي صلة اإلبن بأبيه ،هي المحبة المتبادلة ،وان كان المسيح يصلي
فكم وكم إحتياجنا نحن للصالة .فبدون الصالة أي الصلة باهلل فال سلطان لنا على إبليس .وال حماية من اهلل لنا بدون عالقتنا باهلل .والحظ أنه إذ َعِل َم بأن الجموع تطلبه ذهب ليكرز ويخرج شياطين ،فهو لم يأتي لراحته بل ليريح الناس= ألني لهذا خرجت .والمسيح لم يكتفي بمدينة واحدة بل هو يريد أن يذهب للجميع= ينبغي لي أن
أبشر المدن األخر .فهو يريد أن الجميع يخلصون .فنحن نرى أن سكان كفر ناحوم حاولوا أن يمسكوه ويحتفظوا به لكنه في محبة شرح لهم أنه أتى للكل .يريد أن يحرر الكل من سلطان إبليس.
اآليات (مر )70-75:1في كتاب إنجيل متى (مت.)7-1:2
3
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني)
(إنجيل مرقس)(اإلصحاح الثاني)
عودة للجدول
اإلصحاح الثاني اآليات (مر)11-1:1
في كتاب إنجيل متى (مت)2-1:3
اآليات (مر)17-16:1
في كتاب إنجيل متى (مت)16-3:3
اآليات (مر)12-16:1
في كتاب إنجيل متى (مت)2-1:11
اآليات (مر)11-12:1
في كتاب إنجيل متى (مت)17-17:3
4
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث)
(إنجيل مرقس)(اإلصحاح الثالث)
عودة للجدول
اإلصحاح الثالث اآليات (مر)3-1:6
في كتاب إنجيل متى (مت)17-3:11
اآليات (مر( + )11-7:6لو)13-17:3
7 ودي ِ ف يسوعُ مع تَالَ ِم ِ يذ ِه إِلَى ا ْل َب ْح ِرَ ،وتَِب َع ُه َجمعٌ َك ِثير ِم َن ا ْل َجلِ ِ يل َو ِم َن ا ْل َي ُه ِ َّة ص َر َ َ ُ َ َ اآليات (مر " -:)11-7:6فَا ْن َ ْ ٌ ين حو َل صور وص ْي َداء ،جمع َك ِثير ،إِ ْذ ِ َِّ ِ ِ شلِ ِ ِ 2 ص َن َع أَتَ ْوا سم ُعوا َك ْم َ َ يم َوم ْن أ َُدوميَّ َة َوم ْن َع ْب ِر األ ُْرُد ِّنَ .والذ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ْ ٌ ٌ َوم ْن أ ُ ُور َ َ 15 3 َن تُالَ ِزم ُه س ِفي َن ٌة ص ِغ ِ ال لِتَالَ ِم ِ شفَى َك ِث ِ ينَ ،حتَّى إِلَ ْي ِه .فَقَ َ ان قَ ْد َ يذ ِه أ ْ ير َ س َب ِب ا ْل َج ْم ِعَ ،ك ْي الَ َي ْز َح ُموهُ ،ألَنَّ ُه َك َ يرةٌ ل َ َ َ َ َ 11 ِ ِ ِ ِ ِ ِ اح َّ ت ْاب ُن ص َر َخ ْت قَ ِائلَ ًة«:إِ َّن َك أَ ْن َ اءَ .واأل َْرَو ُ س ُة حي َن َما َنظَ َرتْ ُه َخ َّر ْت لَ ُه َو َ الن ِج َ س ُه ُك ُّل َم ْن فيه َد ٌ َوقَ َع َعلَ ْيه ل َي ْلم َ 11 ِ َن الَ ُي ْظ ِه ُروهُ" . اه ْم َك ِث ًا ير أ ْ ص ُ اهلل!»َ .وأ َْو َ
ِ ِ ِِ ِ ِ اآليات (لو17" -:)13-17:3وَن َز َل معهم ووقَ َ ِ ير ِم َن ف في َم ْوض ٍع َ َ َ ُْ َ َ َ ور َكث ٌ س ْهلُ ،ه َو َو َج ْمعٌ م ْن تَالَميذهَ ،و ُج ْم ُه ٌ شفَوا ِم ْن أَمر ِ ِ شلِيم و ِ ِ ِ َّ اض ِه ْم، الش ْع ِبِ ،م ْن َج ِم ِ اء ،الَِّذ َ س َم ُعوهُ َوُي ْ ْ اءوا ل َي ْ ين َج ُ ص ْي َد َ ور َو َ ساح ِل ُ ُور َ َ َ َ َْ ص َ يع ا ْل َي ُهوديَّة َوأ ُ 13 12 ِ َن قَُّوةً َكا َن ْت تَ ْخ ُر ُج ِم ْن ُه سوهُ ،أل َّ ون ِم ْن أ َْرَو ٍ ُونَ .و ُك ُّل ا ْل َج ْم ِع َ س ٍةَ .و َكا ُنوا َي ْب َأر َ َوا ْل ُم َع َّذ ُب َ طلَ ُبوا أَ ْن َي ْلم ُ اح َن ِج َ ِ وتَ ْ ِ يع" . شفي ا ْل َجم َ َ
في اآليات السابقة رأينا أن اليهود تشاوروا على السيد ليهلكوه ،أما هو كعادته ال يقاوم الشر بالشر ،بل استمر
يعلم ويكرز ويشفي .هو تركهم ال عن خوف ،بل ألن ساعته لم تكن قد جاءت بعد ،وهو يريد قبل أن يصلب أن
يكمل تعليمه وك ارزته .وهنا تعليم أن نهرب من الشر بقدر اإلمكان فإنصرف يسوع مع تالميذه إلى البحر= هذه مقدمة لما سيأتي في ( ):11أن السيد قال تعاليمه عند البحر ،أي على شاطئ البحيرة .وكلمة إنصرف تفيد معنى إنسحب في حالة الخطر ،في أصلها اليوناني.
وبسبب المعجزات الكثيرة التي كان يصنعها تزاحم الكثير حوله فإضطروا أن تالزمه سفينة ،يكون السيد فيها
ويعلم الجموع دون أن يزحموه .طلبوا أن يلمسوه= كان للمسيح أن يشفي المرضى باألمر ،لكنه لمس المرضى، فنحن بشر ماديون نحتاج أن نرى شيئاً ملموساً (الماء في المعمودية والخبز والخمر في اإلفخارستيا )..التالمس
مع المسيح يشفي الروح والجسد إن كان بإيمان .وطبعاً الشفاء الروحي أهم من الجسدي ،بل أن المرض قد يكون وسيلة للشفاء الروحي (بولس وأيوب) والحظ هنا:-
[ ]:أن الذين تبعوا يسوع كانوا من كل مكان. 5
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث)
[ ]1األسلوب القوي الذي يقدم به مرقس المسيح للرومان. اآليات (مر )13-16:6في كتاب إنجيل متى (مت)7-1:15
11 15 ِ س ِم َع أَق ِْرَب ُ اجتَ َمعَ أ َْي ً اآليات (مر " -:)11-15:6فَ ْ اؤهُ ضا َج ْمعٌ َحتَّى لَ ْم َي ْقد ُروا َوالَ َعلَى أَ ْك ِل ُخ ْب ٍزَ .ولَ َّما َ َخ َر ُجوا لِ ُي ْم ِس ُكوهُ ،أل ََّن ُه ْم قَالُوا«:إِ َّن ُه ُم ْختَل!»" .
الحظ الجمع الذي إكتشف محبته وقدرته على الشفاء وتلذذوا بتعليمه ،يجتمعون حوله .ولكن نجد أقاربه يتهمونه
بأنه مختل= هي تعني الهوس الديني ،وبعد هذا يقول عنه الكتبة أن معه بعلزبول (آية )11هؤالء ألغراضهم
الخاصة (الكبرياء والحسد) لم تنفتح عيونهم لمعرفته مثل الشعب الذي لبساطة إيمانه إكتشفوه وأحبوه .وكثي اًر ما تنغلق أعيننا عن رؤية يسوع ألن في القلب أغراض أخرى .والحظ أن العالقة الجسدية ال تعطي معرفة بالمسيح،
فأقرباؤه رفضوه (يو1 +713كو +::17مت .)1:1:1فاإليمان وعمل مشيئته يعطي اإلنسان أن تنفتح عيناه
ويعرفه .وبالمعمودية والتوبة والتناول نثبت في هذه المعرفة وهذه الرؤية .في هذه اآليات نرى اهلل فاتحاً أحضانه ليقبل الجميع في حب .وهناك من يتهم اهلل بأنه أخطأ ألن عين هذا اإلنسان هي المغلقة ،فأنقياء القلب فقط هم
الذين يعاينون اهلل ويعرفونه.
اآليات (مر )65-11:6في كتاب إنجيل متى (مت)67-11:11 اآليات (مر )60-61:6في كتاب إنجيل متى (مت)05-73:11
6
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)
(إنجيل مرقس)(اإلصحاح الرابع)
عودة للجدول
اإلصحاح الرابع اآليات (مر )15 -16 ، 3-1:7في كتاب إنجيل متى (مت)16-3،2-1:16 اآليات (مر )11-15:7في كتاب إنجيل متى (مت)17-15:16
اآليات (مر( + )10-11:7لو( )12-13:2مثل السراج) 11 ت ا ْل ِم ْك َي ِ الس ِر ِ س ال لَ ُه ْمَ «:ه ْل ُي ْؤتَى ِب ِس َر ٍ ت َّ اآليات (مر " -:)10-11:7ثُ َّم قَ َ ال أ َْو تَ ْح َ وض َع تَ ْح َ اج لِ ُي َ ير؟ أَلَ ْي َ 16 11 ِ َح ٍد أُ ُذ َن ِ ان س َ وما إِالَّ لِ ُي ْعلَ َن .إِ ْن َك َ لِ ُي َ ان أل َ ش ْي ٌء َخف ٌّي الَ ُي ْظ َه ُرَ ،والَ َ وض َع َعلَى ا ْل َم َن َارِة؟ ألَنَّ ُه لَ ْي َ ص َار َم ْكتُ ً 17 ُّها لِ َّ ون ُي َكا ُل لَ ُك ْم َوُي َز ُ ون! ِبا ْل َك ْي ِل الَِّذي ِب ِه تَ ِكيلُ َ س َم ُع َ لس ْم ِعَ ،ف ْل َي ْ س َم ْع» َوقَا َل لَ ُه ُم«:ا ْنظُُروا َما تَ ْ اد لَ ُك ْم أَي َ ِ ِ الس ِ س ُي ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُه»". ون10 .أل َّ َّ س ُي ْع َ طىَ ،وأ َّ ام ُع َ س لَ ُه فَالَّذي ع ْن َدهُ َ َما َم ْن لَ ْي َ َن َم ْن لَ ُه َ يه ِبِإ َن ٍ اآليات (لو«13" -:)12-13:2ولَ ْيس أَح ٌد يوِق ُد ِسراجا وي َغطِّ ِ س ِر ٍ ض ُع ُه َعلَى ض ُع ُه تَ ْح َ يرَ ،ب ْل َي َ اء أ َْو َي َ َ ً َُ َ َ َ ُ ت َ 12 17 م َنارٍة ،لِي ْنظُر الد ِ َّاخلُ َ ُّ ون، س َخ ِف ٌّي الَ ُي ْ وم الَ ُي ْعلَ ُم َوُي ْعلَ ُن .فَا ْنظُُروا َك ْي َ س َم ُع َ ف تَ ْ ور .أل ََّن ُه لَ ْي َ ون الن َ َ َ َ َ ظ َه ُرَ ،والَ َم ْكتُ ٌ س لَ ُه فَالَِّذي َيظُ ُّن ُه لَ ُه ُي ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُه»". أل َّ س ُي ْعطَىَ ،و َم ْن لَ ْي َ َن َم ْن لَ ُه َ سيعرف في كل العالم ،وتعاليمه سيعرفها هل يؤتى بسراج ليوضع تحت مكيال= مجد المسيح لن ُيخفى ،بل ُ الجميع وستعلن للعالم عن طريق تالميذه وعن طريقنا نحن إذ نطبق تعاليمه ووصاياه فنكون نو اًر للعالم ،نكون نو اًر إذ يحيا المسيح فينا ،والمسيح هو الذي سيظهر فينا ،نو اًر في أعمالنا وأحاديثنا .حقاً المسيح يطلب أن تكون حياتنا في الخفاء ،أي كل صلواتنا وأصوامنا في الخفاء ،ولكن معنى هذا أن ال نبحث عن مجد شخصي لنا ،بل
نبحث عن مجد المسيح في أي عمل نقوم به ،ومن يبحث عن مجد المسيح سيجعله المسيح نو اًر للعالم ال يمكن
أن يختفي .فالسراج هو كلمة اهلل (المسيح هو كلمة اهلل) وهو تعاليم السيد المسيح التي علينا أن ننشرها وال نخفيها.
المكيال= يستخدم للبيع والشراء (لكيل البذار ويسع كيلة قمح) .فما يخفي نور المؤمن هموم المكسب والخسارة وهموم لقمة العيش ،والمقاييس البشرية التي تفقد اإلنسان إيمانه باهلل العامل فوق كل الحدود البشرية (يو.)31: والمكيال هو حب المال ونسيان حقوق اهلل (نش .)117المكيال هو اإلنشغال بالعالم وهو المقاييس المادية للعالم
التي تخفي كلمة اهلل.
السرير= هو إشارة للكسل والنوم والتراخي ،وهذا ال يليق بتالميذ المسيح (نش" ):17في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته"
7
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)
والحظ أن هذا المثل يأتي وراء مثل الزارع ،فمن يتقبل كلمة اهلل في قلبه ويكون أرضاً جيدة سيكون نو اًر للعالم. ويكون سراجاً متقداً بزيت النعمة ،أي مملوءاً من الروح القدس الذي يلهب قلوب أوالد اهلل حباً وغيرة على مجد
اهلل .وما يطفئ هذه النار هو التراخي والكسل أو اإلنشغال عن اهلل بسبب ماديات هذا العالم .والمنارة هي إشارة
للشهادة للحق والخدمة ،هي الكنيسة .والنور الذي هو المسيح ،الذي كان مكتوماً فينا حينئذ سيظهر للعالم كله منا بل من من خالل الشهادة للحق واألعمال الصالحة التي يراها الناس فيمجدوا أبونا السماوي .كل هذا ليس ّ المسيح الذي يحيا فينا ،مجده هو الذي سيظهر .والمنارة مرتفعة إشارة لحياة المؤمنين السماوية المرتفعة عن
ملذات وشهوات هذا العالم .فيكونوا نو اًر للعالم .ليس شئ خفي ال ُيظهر= إذ أخفينا كلمة اهلل بحياتنا األرضية
وخطايانا ستظهر في حياة آخرين ،لكن نكون قد خسرنا فرصة العمل في خدمة المسيح وهي أيضاً ملكوت المسيح الذي بدأ وسط اإلثنى عشر ثم إنتشر في العالم كله .وال صار مكتوماً= بدأ الملكوت وتعاليم المسيح
مكتومة بل وشخص المسيح غير معروف من هو (حتى التالميذ ما كانوا يعرفون حقيقة المسيح) ،كان مخفياً في البداية ،ثم ُع ِرف كل شئ بعد ذلك .إن كان ألحد أذنان =..الملكوت سيعلن وسيعرفه من له أذنان وليس كل العالم .وفي لوقا يقول أنظروا كيف تسمعون= فمن يسمع ويريد أن يفهم ،وليس له نية أن يعاند ويقاوم ،بل له
أما من يسمع وهو يريد أن يعاند ويقاوم ،أو نية أن ينفذ مثل هذا يكون له أذنان للسمع وسيسمع ويفهم ويؤمنّ ، يسمع دون نية على التنفيذ فهو لن يسمع ولن يفهم ،بل أن الذي يظنه أنه له من معرفة وحكمة عالمية سوف
ويزاد= بحسب طريقتكم في السماع ،لو يؤخذ منه .وهنا يضيف معلمنا مرقس= بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ُ بإستهتار أو بعناد ومقاومة ،حينئذ ستكونون كمن بال أذان ،ولن تفهموا شيئاً وستكونون بال بصيرة .أو لو كان
سماعكم بقلوب بسيطة تريد أن تفهم سأعطيكم فهماً واستنارة .المنارة هي الكنيسة والسرج هي الخدام وهم كل
مؤمن ينفذ وصايا المسيح .من له سيعطى= من كان أميناً سيزداد دائماً ،هذا للخدام في خدمتهم وللشعب في
طريقة حياتهم .أنظروا ما تسمعون= أي تأملوا هذه التعاليم أوالً وتشبعوا بها في نفوسكم قبل أن تعلموها لآلخرين .نفذوا أنتم أوالً هذه التعاليم ثم علموها .أما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه= من يهمل في حياته
الروحية يزداد فق اًر ،من هو ليس أميناً ويجحد الرب مثل اليهود فالذي كان عندهم أخذ منهم فراحت منهم أورشليم وهيكلهم ،وفقدوا حكمتهم وفهمهم للناموس فبعد أن كانوا يفهمون النبوات وينتظرون المسيح ،صاروا يجهلون كل
شئ .وفي حياتنا الروحية إن رفضنا عمل اهلل فحتى ما نلناه بالطبيعة من مواهب سيؤخذ منا .لذلك نجد أن
بعض البشر يسلكون كحيوانات ،بل أقل من الحيوانات (فالشذوذ الجنسي غير معروف وسط معظم الحيوانات)
إما أن يصير المؤمن نو اًر ال ُيخفى أو يصير ظلمة .فاهلل أعطى لكل منا مواهب حقاً ..نرى في هذا المثلّ .. ووزنات ال ليستمتع بها في ملذاته بل ليشهد بها هلل ويمجد إسمه (:بط .)::11فإن لم يصنع ويمجد إسم اهلل فمن
العدل أن ُيحرم من هذه المواهب.
8
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)
اآليات (مر )13-13:7نمو البذار 17 13 ِ وت ِ ِ ِ وم اهللَ :كأ َّ اآليات (مرَ " -:)13-13:7وقَ َ ال«:ه َك َذا َملَ ُك ُ َن إِ ْن َ ام َوَيقُ ُ سا ًنا ُي ْلقي ا ْلب َذ َار َعلَى األ َْرضَ ،وَي َن ُ 12 ِ ِ َن األَر َ ِ س ْن ُبالً، لَ ْيالً َوَن َه ًاراَ ،وا ْل ِب َذ ُار َي ْطلُعُ َوَي ْن ُموَ ،و ُه َو الَ َي ْعلَ ُم َك ْي َ ض م ْن َذات َها تَأْتي ِبثَ َم ٍر .أ ََّوالً َن َباتًا ،ثُ َّم ُ ف ،أل َّ ْ 13 َما متَى أ َْدر َك الثَّمرَ ،فلِ ْلوق ِ آلن ِفي ُّ ِ ض َر»". ْت ُي ْر ِس ُل ا ْل ِم ْن َج َل أل َّ صَ ثُ َّم قَ ْم ًحا َم َ اد قَ ْد َح َ َن ا ْل َح َ َ َُ َ الس ْنُبلَ .وأ َّ َ القديس مرقس هو الوحيد الذي يذكر هذا المثل "البذور التي تنمو في السر" وهو مقابل لمثل الخميرة.
ربما إستصعب التالميذ العمل ،وكيف يقدمون نو اًر للعالم ،لذلك يؤكد لهم السيد هنا أن العمل الكرازي ،وعمل
الخدمة هو عمل إلهي مستمر ،له فاعليته في حياة اآلخرين .الكارز أو الخادم يلقي الكلمة في القلوب واهلل ينميها كيف؟ ال نعرف .هنا اإلنسان الذي يلقي البذار على األرض هو الكارز أو الخادم( .هناك من قال أنه
المسيح ..ولكن ال يصح أن تقال باقي الكلمات عن المسيح ينام ويقوم ليالً ونها ارً ..وهو ال يعلم) .فالخادم يلقي البذار أي كلمة اهلل ،واهلل في سرية له عمله الخفي في القلوب التي يقيمها معه بطريقة ال يمكن لنا إدراكها. ويفاجأ الخادم بنمو الملكوت .نحن نجهل طريقة نمو البذار ،ولكننا نرى نتائجها وربما بعد مدة .النمو هو عمل
الروح القدس في النفس وليس عمل الخادم .فالخادم يجهل كيف تنمو الكلمة .والنمو قد يكون داخل قلب كل انسان ولنرى كيف نمت محبة اهلل داخل قاتل مثل القديس موسى األسود ،وقد يكون النمو هو إلنتشار الكنيسة
التى بدأت بعدد قليل فى أورشليم حول المسيح وسرعان ما مألت العالم كله (:كو)3 – 7 1 7
ولكن هناك ملحوظة مهمة لقداسة البابا شنودة " أنه من الخطورةعليك أن تشعر أنك تنمو " فهذا سيقودك للسقوط
فى الكبرياء ،ولنقل دائما كما علمنا رب المجد أننا عبيد بطالون .
سمعت هذا االعتراف من أحد خدام الكنيسة الموقرين خارج مصر -1قال في حفل أقيم له في مصر حضره
خادم مدارس األحد الذي كان يخدمه منذ ثالثين عاماً ،قال لخادمه هذا في الحفل ..لطالما زرتني وافتقدتني،
وكنت آخذ كالمك بسخرية ،ولطالما إحتملتني لمدة سنوات ،واذا حضرت فصل مدارس األحد كنت أسخر من كل ما أسمعه ،ولطالما أتعبتك في مناقشات حول صحة الفلسفات اإللحادية .وسافرت للخارج ..وهناك وأنا
وحدي كانت كلماتك ترن بشدة في أعماقي ،وحولتني تدريجياً إلى الكنيسة وهناك وصلت ألعلى درجات
الخدمة ..لقد نمت الكلمات بطريقة سرية ،مع أن الخادم نفسه كان يائساً من إصالح هذا الشاب الذي كان يظنه
في طريقه لإللحاد .حقاً ليس الغارس شيئاً وال الساقي بل اهلل الذي ُينمي (:كو .)317ولكن على الخادم أن يصبر .وفي النهاية سيأتي المالئكة كحاصدين قادمين بالمنجل السماوي يحصدون لحساب ملكوت اهلل ثما اًر مفرحة .وقد يشير المنجل للحصاد اآلن على األرض ،فكل من نمت داخله البذار يخطفه منجل اهلل ليترك خدمة
العالم ويبدأ في خدمة اهلل وكنيسته ،مثل هذا الخادم الذي ذكرنا قصته.
األرض من ذاتها تأتي بثمر= األرض إشارة إلى طبيعة البشر بعد أن صارت خليقة جديدة (:كو):317
اآليات (مر)61-65:7
في كتاب إنجيل متى (مت)61-61:16
اآليات (مر)71-60:7
في كتاب إنجيل متى (مت)17-16:2
اآليات (مر)67-66:7
في كتاب إنجيل متى (مت)67:16،60
9
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس)
(إنجيل مرقس)(اإلصحاح الخامس)
عودة للجدول
اإلصحاح الخامس اآليات (مر)15-1:0
في كتاب إنجيل متى (مت)67-12:2
اآليات (مر)76-11:0
في كتاب إنجيل متى (مت)13-12:3
10
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس)
(إنجيل مرقس)(اإلصحاح السادس)
عودة للجدول
اإلصحاح السادس اآليات (مر)3-1:3
في كتاب إنجيل متى (مت)02-07:16
اآليات (مر)16-7:3
في كتاب إنجيل متى (مت)10-3:15
اآليات (مر)13-17:3
في كتاب إنجيل متى (مت)11-1:17
اآليات (مر)77-65:3
في كتاب إنجيل متى (مت)16-16:17
اآليات (مر)01-70:3
في كتاب إنجيل متى (مت)66-11:17
اآليات (مر)03-06:3
في كتاب إنجيل متى (مت)63-67:17
11
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)
(إنجيل مرقس)(اإلصحاح السابع)
عودة للجدول
اإلصحاح السابع اآليات (مر)16-1:7
في كتاب إنجيل متى (مت)15-1:10
اآليات (مر)65-17:7
في كتاب إنجيل متى (مت)12-11:10
اآليات (مر( )67-61:7شفاء أصم أعقد)
وم صور وص ْي َداء ،وجاء إِلَى ب ْح ِر ا ْلجلِ ِ ِ اآليات (مر61" -:)67-61:7ثُ َّم َخرج أ َْي ً ِ س ِط ُح ُدوِد َ َ ََ يل في َو ْ ضا م ْن تُ ُخ ِ ُ َ َ َ َ َ َ َ 66 61 ِ َخ َذهُ ِم ْن َب ْي ِن ا ْل َج ْم ِع َعلَى ض َع َي َدهُ َعلَ ْي ِه .فَأ َ ا ْل ُم ُد ِن ا ْل َع ْ َعقَ َدَ ،وطَلَ ُبوا إِلَ ْي ِه أ ْ َن َي َ َص َّم أ ْ اءوا إِلَ ْيه ِبأ َ ش ِرَ .و َج ُ 67 السم ِ ضع أَصا ِبع ُه ِفي أُ ُذ َن ْي ِه وتَ َف َل ولَم ِ ِ ٍ َي ال لَ ُه«:إِفَّثَا» .أ ِ اءَ ،وأ َّ َن َوقَ َ س لَ َ َ َ َ َناح َيةَ ،و َو َ َ َ َ سا َن ُهَ ،و َرفَعَ َنظَ َرهُ َن ْح َو َّ َ 63 َن الَ يقُولُوا ألَح ٍد .و ِ ْت ا ْنفَتَح ْت أُ ْذ َناه ،وا ْنح َّل ِرباطُ لِس ِان ِه ،وتَ َكلَّم م ِ ا ْنفَ ِت ْح60 .ولِ ْلوق ِ لك ْن َع َلى ص ُ اه ْم أ ْ َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ يما .فَأ َْو َ َ َ َ ستَق ً 67 ٍ ِ ِ ِ ِ ِ الص َّم س ًنا! َج َع َل ُّ ين«:إِ َّن ُه َعم َل ُك َّل َ ص ُ اه ْم َكا ُنوا ُي َن ُ يراَ .وُب ِهتُوا إِلَى ا ْل َغ َاية قَائل َ اد َ ش ْيء َح َ قَ ْد ِر َما أ َْو َ ون أَ ْكثََر َكث ً ون»". س َيتَ َكلَّ ُم َ س َم ُع َ َي ْ ون َوا ْل ُخ ْر َ في اآليات السابقة رأينا السيد المسيح يذهب إلى تخوم صور وصيدا حتى يخلص نفس المرأة الكنعانية وابنتها، فهو كما ذهب للسامرة ألجل خالص نفس السامرية ،هكذا صنع هنا خالصاً لهذه الكنعانية .ولكنه لم ُيرد أن يستمر في أراضي األمم كثي اًر حتى ال ُيعثر اليهود (= ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيداء=) إذ يرونه في شركة مع األمم الدنسين .والسيد هنا يشفي أصم أعقد .وأعقد أي ثقيل اللسان ،يتكلم بصعوبة وذلك ألنه أصم،
وبسبب صممه إلتوى لسانه .وروحياً فهذا يمثل العاجز عن تسبيح اهلل ألنه سد أذانه عن سماع كلمة اهلل ،ويمثل
العاجز عن الشهادة للحق .والمسيح استخدم معه طرقاً ملموسة ،حتى توقظ فيه هذه الحركات الخارجية روح
اإليمان الالزم لنوال الشفاء ،ألنه وهو أصم ال يستطيع أن يسمع كالم الرب .فالسيد وضع إصبعه في أذنيه
ليشعر المريض بإصبعه أي قوته الشافية ويتالمس أيضاً مع حب المسيح وحنانه .وتفل ولمس لسانه ليؤمن أن هناك قوة ستخرج منه لتفك لسانه .ورفع نظره ليعلم المريض أن يرفع نظره هلل ،وليؤكد له أن القوة التي ستشفيه هي من اهلل وأنه متحد مع اآلب .وأن قوة الشفاء هي من اهلل وليست من بعلزبول .واإلصبع هو إشارة للروح
القدس (لو +1:1::مت .)111:1وعمل الروح القدس هو فتح حواسنا الروحية لندرك السماويات .وتفل المسيح كان ليرى هذا األصم شئ معبر عن الحياة يخرج من المسيح ،فجسد المسيح حي ومحيي ومن يأكله يحيا به
(يو )731:وكان التفل (جزء من جسد المسيح) ليعطي حياة ألعضائه الميتة ،هذه كنقل دم لمريض ليعطيه حياة
12
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)
أن ..وقال إفثأ= أنين المسيح هنا هو مثل بكائه على قبر لعازر فهو متعاطف معنا ،شاعر بأالمنا "في كل و َّ ضيقهم تضايق" وقوله إفثأ (آرامية وتعني بالعربية إنفتح) ،فهذا يعبر عن إرادة اهلل أن تكون حواسنا مفتوحة على
السماويات .وللوقت= إعالناً عن قدرة السيد نجد الشفاء فورياً ،وهذا ما يريد مرقس إظهاره للرومان.
جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون= [ ]:إذاً هناك معجزات كثيرة أخرى لم تذكر [ ]1الحظ كيف يقدم مرقس المسيح للرومان الذين يعشقون القوة ،فهو ينتصر ال على جنود بل على أرواح شريرة وعلى أمراض
مستعصية.
وهذه المعجزة هي معجزة متعددة1 .:شفاء الصمم.
.1شفاء الخرس.
.7تدريب على الكالم = تكلم مستقيماً. .1تخزين كلمات في عقل المريض. أوصاهم أال يقولوا ألحد= ):حتى ال يثير اليهود بأنه المسيا المنتظر بحسب مفاهيمهم فيثوروا على الرومان. )1هو ال يبحث عن الشهرة بل إليمان الناس ليخلصوا.
13
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن)
عودة للجدول
(إنجيل مرقس)(اإلصحاح الثامن) اإلصحاح الثامن اآليات (مر)3-1:2
في كتاب إنجيل متى (مت)62-61:10
اآليات (مر)11-15:2
في كتاب إنجيل متى (مت)11-1:13
اآليات (مر)13-11:2
(شفاء أعمى)
16 11 َعمى وطَلَبوا إِلَ ْي ِه أ ْ ِ ِ ِ َخ َذ ِب َي ِد س ُه ،فَأ َ َّموا إِلَ ْيه أ ْ َ َ ُ َن َي ْلم َ اء إِلَى َب ْيت َ اآليات (مرَ " -:)13-11:2و َج َ ص ْي َدا ،فَقَد ُ 17 ِ ِ َخ َر َج ُه إِلَى َخ ِ طلَّ َع ش ْي ًئا؟ فَتَ َ َع َمى َوأ ْ ص َر َ ار ِج ا ْلقَ ْرَي ِةَ ،وتَ َف َل ِفي َع ْي َن ْي ِهَ ،و َو َ األ ْ سأَلَ ُهَ :ه ْل أ َْب َ ض َع َي َد ْيه َعلَ ْيه َو َ 10 اد ِ ِ صر َّ ش َج ٍ ص َر ضا َعلَى َع ْي َن ْي ِهَ ،و َج َعلَ ُه َيتَ َ اس َكأَ ْ َوقَ َ ار َي ْم ُ ش َ ضعَ َي َد ْي ِه أ َْي ً ون» .ثُ َّم َو َ صح ً يحا َوأ َْب َ طلَّعُ .فَ َع َ َ الن َ ال«:أ ُْب ُ 13 ِِ ِ ُك َّل إِ ْنس ٍ ِ َح ٍد ِفي ا ْلقَ ْرَي ِة»". سلَ ُه إِلَى َب ْيته قَائالً«:الَ تَ ْد ُخ ِل ا ْلقَ ْرَي َةَ ،والَ تَ ُق ْل أل َ ان َجليًّا .فَأ َْر َ َ
تمت في هذه المعجزة معجزتين [ ]:فتح أعين األعمى .
[ ]1مأل ذاكرته.
ولشرح هذا علينا أن ن فهم كيفية الرؤية 1فنحن عند والدتنا ،تنفتح عيوننا وتسجل كل الصور التي نراها في ذاكرة المخ ،وحين نرى شخص أو أي صورة ترسل العين هذه الصورة إلى المخ ليبحث في ذاكرته عن ماذا تعني هذه
الصورة؟ ولمن هذه الصورة .وهذا يفسر لنا قول األعمى حين إنفتحت عيناه أنه يرى الناس كأشجار يمشون .هو
في الواقع بدأ يرى أشياء ،ولكن ذاكرته ليس بها شئ ،فهو ال يعرف الفرق بين شكل الرجل وشكل الشجرة إذ لم
يراهما من قبل ولم تسجل ذاكرته أي صورة من قبل .ولما وضع السيد يديه عليه ثانية مأل ذاكرته فأبصر جلياً
أي إستطاع أن يميز بين الناس وبين األشجار.
وأيضاً في المعجزة السابقة ،وهي شفاء أصم أعقد ،يمكن إعتبارها معجزتين ]:[ 1شفاء الصمم واللسان.
[]1التدريب على النطق في لحظة ومن المعروف أن التدريب على النطق يستغرق سنوات.
ويمكن أن يقال أن الشفاء هنا كان تدريجياً ،على مراحل .وذلك ألن السيد أراد إظهار هذا ،فهو شفى عميان
مولودين هكذا عدة مرات ولم نسمع عن هذا الشفاء التدريجي (يو .):إذاً فإظهار هذا التدريج له حكمة روحية.
فمثالً في قصة شفاء بارتيماوس األعمى كان بارتيماوس يصرخ بإيمان "يا ابن داود ارحمني" (مر)71-1:1:: ولكن هنا نجد أن الجموع هم الذين قدموا األعمى للسيد المسيح ،وهذا يدل على أنه لم يسمع به من قبل ،أو
سمع به ولكن إيمانه كان ضعيفاً ،ومن كان إيمانه ضعيفاً يصير شفاؤه أصعب ..وبالتدريج ..أي مع كل خطوة
شفاء ينمو اإليمان فيستحق درجة أعلى من الشفاء .وبالنسبة لنا فنحن نكون في حال الخطية عميان روحياً، 14
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن)
ويبدأ اهلل العمل معنا عن طريق خدامه ،كما قدم الناس هذا األعمى للمسيح ،ومع أول إستجابة لعمل المسيح
تبدأ عيوننا تنفتح ولكننا ال نبصر جيداً ،ولكن ما نراه يكون كافياً ..إن أردنا واستمر التجاوب مع عمل اهلل.. لزيادة إيماننا ومع زيادة اإليمان تأتي اللمسة التالية من السيد المسيح ويفتح أعيننا باألكثر ،فنرى الروحيات
أوضح ،ويزداد فرحنا ويزداد إيماننا ..وعلينا أن نصرخ دائماً "إفتح عيني حتى أراك يا رب"
وأخرجه إلى خارج القرية= هي بالتأكيد قرية ال تستحق أن تحدث المعجزة فيها بسبب قلة إيمانهم .وهكذا يدعونا
المسيح لترك أماكن الشر حتى يستطيع أن يفتح أعيننا .وبيت صيدا= هذه هي التي قال عنها السيد ويالته
بسبب عدم إيمانهم "وي ٌل لك يا كورزين ،وي ٌل لك يا بيت صيدا" (مت .)11-1:1::فلو كانوا قد آمنوا لكانوا قد تابوا .فأرسله إلى بيته= هو سبق وقال له ال تدخل القرية= فهو إذاً من قرية أخرى.
والحظ أ ن السيد يأخذ بيد األعمى ليخرجه خارج القرية ،فالمسيح يعيننا على ترك أماكن الشر ،فهل نطيع مثلما أطاع هذا األعمى السيد المسيح.
اآليات (مر)65-17:2
في كتاب إنجيل متى (مت)15-16:13
اآليات (مر)1:3+66-61:2
في كتاب إنجيل متى (مت)12-11:13
اآليات (مر)62-67:2
في كتاب إنجيل متى (مت 63-67:15وما بعده)
15
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع)
(إنجيل مرقس)(اإلصحاح التاسع)
عودة للجدول
اإلصحاح التاسع اآلية (مر)1:3
في كتاب إنجيل متى (مت)12:13
اآليات (مر)2-1:3
في كتاب إنجيل متى (مت)2-1:17
اآليات (مر)16-3:3
في كتاب إنجيل متى (مت)16-3:17
اآليات (مر)13-17:3
في كتاب إنجيل متى (مت)11-17:17
اآليات (مر)61-65:3
في كتاب إنجيل متى (مت)11:17،16
اآليات (مر)67-66:3
في كتاب إنجيل متى (مت)0-1:12
اآليات (مر)71-62:3
في كتاب إنجيل متى (مت)12
اآلية ()71:3
في كتاب إنجيل متى (مت)7-3:12
اآليات (مر)72-76:3
في كتاب إنجيل متى (مت)15-2:12
اآليات (مر )05-73:3فى كتاب إنجيل متى بعد تفسير آيات (مت)17 – 11 : 12
16
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)
(إنجيل مرقس)(اإلصحاح العاشر)
عودة للجدول
األصحاح العاشر اآليات (مر)11-1:15
في كتاب إنجيل متى (مت)11-1:13
اآليات (مر)13-16:15
في كتاب إنجيل متى (مت)10-16:13
اآليات (مر)17-17:15
في كتاب إنجيل متى (مت)13-13:13
اآليات (مر)61-12:15
في كتاب إنجيل متى (مت)65-17:13
اآليات (مر)67-61:15
في كتاب إنجيل متى (مت)13-17:15
اآليات (مر)70-60:15
في كتاب إنجيل متى (مت)12-15:15
17
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)
(إنجيل مرقس)( تسلسل األحداث فى إنجيل القديس مرقس)
عودة للجدول
تسلسل األحداث فى إنجيل القديس مرقس تبدو االحداث واحدة فى االناجيل الثالثة ،متى ومرقص ولوقا ،فهى نفس القصص والمعجزات والتعاليم.
ولكن االنجيليين ليسوا مؤرخين يكتبون كتبا تاريخية .بل كل منهم له رؤيته والزاوية التى ينظر منها
للمسيح فيرتب االحداث بتسلسل يشرح به هذه الرؤية.
وسبق ورأينا هذه الفكرة مع انجيل متى .فما هى نظرة القديس مرقس وما هو الشكل الذى يريد ان يرسمه
ليصور به المسيح ؟
رؤية القديس مرقس الرسول للمسيح يكتب القديس مرقس للرومان الذين يتباهون بقوة ملوكهم ويعبدون القوة واالنتصارات ويؤلهون ملوكهم
وقادتهم المنتصرين ويفتخرون بهم .لذلك يقدم مرقس لهم المسيح الملك القوى بل األقوى بما ال يقاس من
مل وكهم .هو ملك ليس من االرض بل هو ابن اهلل ،أتى الى االرض ليؤسس مملكة ويحارب عدوا هو الشيطان ويحرر من كان قد استعبدهم ويشفيهم.
أقوى ملوك الرومان أو العالم كله ال يقدر ان ينتصر سوى على جنود بشر ويقتل منهم الكثيرين ،لكن
المسيح ملك يهزم القوى الخفية التى يرتعب منها كل البشر بما فيهم ملوك الرومان ،وهذه القوى الخفية يسمونها الميتافيزيقية .لكن مرقس يقدم المسيح الملك الذى يهزم هذه القوى ويخطف من يده النفوس التى
سبق وأ سرها وقادها للموت ،وجاء المسيح الملك ليحرر هذه النفوس من يده ويحييها فنجده هو اإلله الحي المحيي .وم ن هذه النفوس المحررة يكون مملكته ،بل نجد أفراد هذه المملكة لهم نفس السلطان على الشيطان وعلى عمل المعجزات مثل المسيح (مر .):1 ، :3 1 ::
ولذلك تجد مرقس يقدم المسيح الملك القوى الذى له السلطان على كل الخليقة ،الطبيعة ،االنسان،
الموت ،الشيطان واألمراض ...الخ فمن من ملوك االرض له هذا السطان بل من يستطيع أن يهب هذا
السلطان لرعيته او تابعيه. االصحاح االول
- 1 : 1إنجيل = مرقس يكرز ببشارة مفرحة إذن فما هى ؟ ابن اهلل أتى لتكوين مملكة الحياة والشفاء .هو ليس ملك بشرى توارث الملك من ابيه الملك االنسان بل هو ابن اهلل . 18
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)
- ) 2 – 1( : 1هو له من يعد الطريق أمامه كالملوك ،وهذا الذى يعد الطريق له غير مستحق لحل سيور حذائه .هذا لندرك عظمة هذا الملك .وطريق اإلعداد هو الدعوة للتوبة ،فمن يتوب ستنفتح
عينيه ويعرف المسيح الملك ويتبعه .عمدتكم بالماء = هو قرار يأخذه من يقرر التوبة بنفسه ويعتمد
عالمة على ذلك .يعمدكم بالروح القدس = هو له هذا السلطان أن يهب الروح الذى يعين على اتخاذ قرار التوبة .
– ) 11 – 3( : 1هو ملك متواضع يقف فى صفوف البشر ،ولكن تأتى لمن سمع ولنا شهادة من اهلل ،من السماء ،انه ابن اهلل .هناك ملوك من قبل ادعوا هذا مثل االسكندر االكبر وقال انه ابن اإلله زيوس ،وكان الناس والتاريخ يعرفون الحقيقة .اما المسيح فله شهادة من اهلل .
– ) 16 – 11( : 1هو ملك أتى ليقيم مملكة ،وها هو يعلن بدء الحرب ضد الملك القديم الشيطان وجنوده الوحوش .أما جيش الملك المسيح حتى االن وجنوده هم المالئكة السماويين .وهذا يعطى فكرة عن عظمة هذا الملك اآلتى من السماء .هو سيقيم مملكته على انقاض مملكة عدوه الملك السابق ،
أى الشيطان .
– ) 10 ، 17( : 1الملك يبدأ تكوين مملكته ،ويبشر بأن هذه المملكة قد اقتربت ،وسمات هذه
المملكة الطهارة لذلك يطلب التوبة ،فالنجاسة والخطية هى سمات مملكة إبليس عدوه ،هو يطلب ان نترك مملكة عدوه مملكة النجاسة ونهايتها الموت لننتمى لمملكته مملكة الطهارة والحياة االبدية .
– ) 15 - 13( : 1هنا يبدأ الملك يكون جيشه االرضى ويدعو جنوده وسفراءه .هو ملك السماء واألرض .
– )11 ، 11( :1هو يدعو لمملكته بالتعليم واليفرض على أحد شيئا إال بعد أن يقنعه(ار )31 1:
– ) 12 – 16( : 1نرى هنا عدوه مهزوما .بدأ مرقس بهذه المعجزة فهى تبهر الرومان ألنها تظهر قوة وجبروت الملك المسيح على القوات الخفية التى ترعبهم وترعب ملوكهم وأبطالهم .
– ) 67 – 13( :1هو ملك يعطى الشفاء لمن ينتمى الى مملكته .وللمرة الثانية نرى سلطانه على الشيطان .فهو يحرر من يتبعه من سلطان إبليس ويشفيه مما لحقه من أثار عبوديته له .
– ) 63 – 60( :1يصلى = هو له صلته وجلسته مع أبيه السماوى .الكرازة = لتأسيس مملكته . وهنا نرى للمرة الثالثة سلطانه على عدوه الملك المهزوم .هو أتى ليحاربه ونراه منتص ار دائما عليه.
– )70 – 75( :1سلطانه على شفاء األمراض التى ال يشفيها سوى اهلل فهو ابن اهلل .والبرص مرض يشير للخطية ( راجع تفسير سفر الالويين ) وهو من عمل الملك السابق الشيطان .وهنا نفهم أن
الشفاء متاح لمن يريد ويأتى للملك يسوع المسيح منضماً لمملكته .ونرى هنا انتشار المملكة . االصحاح الثانى
19
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)
– ) 11 – 1( :1الخطية هى سالح العدو المهزوم ،وهى سبب أالم البشر وامراضهم .واهلل له السلطان على غفران الخطية .وهذا السلطان البنه الملك المسيح الذى أتى ليؤسس مملكة الطهارة
وغفران الخطية لكل من يأتى إلي مملكته تائباً قابال ان ينتمى لهذه المملكة .
– )11 – 16( :1الكل مدعو لهذه للمملكة حتى أشر الخطاة .فالخطاة مرضى وهو الطبيب المعالج ، بل هو أتى ليجدد الخليقة ،ويخلق من االنسان خلقة جديدة .أليس هو الخالق لألولى .وها هو يجد
الوى العشار ويجدده ليصير تلميذه االنجيلى البشير القديس متى ( مت . ) : 1 : + 7 1 ::
– )12 – 16( :1رب السبت = هو الملك المشرع ابن اهلل واضع وصية السبت قديما .وهو ال يناقض نفسه .لكنه هنا يفسر روح الوصية فالتمسك بالحرف يقتل. االصحاح الثالث – ) 3 – 1 ( :6غالظة قلوبهم = من الذى يرفض هذه المملكة الجيدة مملكة الشفاء والحياة والخليقة الجديدة ؟ هو من كان قلبه متحج ار ،مستعبدا لشهواته القديمة هذا يرفض الطهارة الداخلية متمسكا
بالحرف ،مختفيا وراءه ُ ،م َسكناً قلبه بأن هذا التمسك الحرفى يحميه من اللوم ان ظل فى نجاسات قلبه .مثل هؤالء تكشفهم تصرفاتهم القاسية ،فاإلبتعاد عن اهلل يجعل القلب متحج ار بال رحمة .أما تعليم
المسيح " فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم " ( لو.) 7: 1 :وهذا يقدر عليه من كان ملتصقا
باهلل .وهذا يفسر موقف هؤالء اليهود قساة القلوب الذين رفضوا الشفاء النسان .وهنا نرى المسيح الملك
المشرع يشرح حكمة الشريعة اال وهو الرحمة .أليس هو واضع قانون " أريد ) :7 1 :
رحمة ال ذبيحة " ( مت
- ) 11 – 7 ( :6نرى هنا انتشار المملكة والملك القديم الشيطان يعلن هزيمته امام المسيح الملك . – ) 15 – 16 ( :6الملك يحدد ويعلن أسماء سفرائه وقادة جيوشه .
– ) 60 – 11 ( :6كل ملك خرج ليحارب فمن المؤكد انه سيكون له أعداء هم بقلبهم ال زالوا تابعين للملك السابق الذى يحاربه الملك المسيح .والعجيب أن نرى أعداء الملك المسيح هم إخوته بالجسد ، لذلك يشرح مرقس هنا ان الخليقة الجديدة التى يكونها المسيح ال عالقة بينها وبين الخليقة القديمة ،
فالمملكة التى يكونها المسيح ستصير جسده .فالمسيح ليس الملك المستبد بل هو جعل أفراد مملكته أقرباء له بالجسد وأحباء له .وعجيب ايضا ان نرى اعداءه هم من الكتبة دارسى وشارحى الناموس
الذى وضعه المسيح الذى امامهم ،ولم يكتشفوا ذلك لحسدهم الذى أعماهم كما فهمهم ايضا بيالطس
( مر . ):: 1:7والحسد والغيرة أيضا سبب عداء إخوته له .وهنا يشرح الملك خطته وأنه يهزم ابليس لينهب شعبه من بين يديه ويحررهم ويكون مملكته. االصحاح ال اربع 20
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)
القديس مرقس تكلم عن ان المسيح الملك سيقيم مملكة ،وحتى ال يفهم احد انها مملكة أرضية فها هو
يشرح سمات وأوصاف هذه المملكة .ثم نرى أن هذه المملكة هى كسفينة تضربها األمواج ،لكنها لن تغرق أبدا فالمسيح الملك داخلها ،ومسيطر على كل االمور .
– ) 67 – 1( :7القديس مرقس يأتى بأمثال هنا ذكرها السيد المسيح عن ملكوت السموات ليشرح
القديس مرقس أن المملكة ليست أرضية ،وهى مختلفة عن ممالك العالم فهى مملكة طهارة ونقاء داخلى ،وهى مملكة تنمو والعالم كله مدعو لها .يعلم = المسيح يشرح للناس مفهوم مملكته وأنها مختلفة عن
مملكة من قبله أي الشيطان ،فهو يقنع قبل ان يدعو ( ار . ) 3 1 1:
– ) 71 – 60 ( :7هو ملك له سلطان على البحر بل وعلى كل الطبيعة .وهو ملك هادئ يبدو أنه نائم ولكنه يتدخل فى الوقت المناسب ويهدئ أمواج بحر هذا العالم ( إش . ) 1 1 :1وهذا ما يضع
السالم فى قلوب شعبه أنه ملك قوى ،وانه وسط كنيسته يحفظها .لذلك هو ملك السالم . االصحاح الخامس
هنا نرى المسيح الملك له سلطان عجيب على جيش من الشياطين يسكن انسانا ويستعبده ويذله .الملك هنا يحارب بسلطانه جيشا لوحده .وهذه القصة تشرح عمل هذا الملك الملعون المستبد ،فهذا االنسان
البائس كان يحيا فى القبور (أى فى الموت) ،وكان مقيدا (أى مستعبدا اشارة لرباطات الخطية) التى
كبل الشيطان بها بنى البشر ،مجنوناً ( إشارة لكل من يحيا رافضا التوبة فهو يختار الطريق الذى هو
ضد مصلحته ) .اما الملك المسيح فلقد أتى ليحررنا من هذا الوضع وهذا المصير .أاما من يصر على أن يبقى فى النجاسة ،نجاسة الخطية التى هى سالح الشيطان الملك المهزوم ( لذلك أسماه المسيح
رئيس هذا العالم ) فهو يظل مستعبدا لهذا الملك المذل ،ويكون كالخنزير الذى يحيا فى النجاسة .مثل هذا االنسان البائس ستستعبده الشياطين وتخنقه فى بحر هذا العالم حتى يموت ،ولهذا ترك المسيح
الشياطين تدخل فى الخنازير لنفهم مصير من يصر على ان يحيا فى نجاسته .والمسيح بعد أن شفى
هذا االنسان أرسله ليكرز بما صنعه المسيح به ،إذ حوله إلى خليقة جديدة .فيصير نموذجا لمن يقبل أن يدخل الى مملكة المسيح .
ثم فى صورة مناقضة للصورة السابقة نرى المسيح يشفى ويقيم من األموات ...هذه هى مملكته .
االصحاح السادس – ) 3 – 1( : 3سلطان المسيح على الشفاء والحياة هما فقط لمن يؤمن به وينضم لمملكته .ولهذا
تعجب المسيح ممن يرفض الشفاء والحياة منتميا للمملكة مص اًر على رفض االيمان .
21
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)
– ) 16 – 7( : 3هنا نرى أن حتى تالميذه لهم نفس سلطان المسيح .وهنا المسيح يرسلهم لينشروا مملكته ويشفوا األمراض ولهم سلطان على الشياطين ولن يعوزهم شيئا .والويل لمن يرفض دعوتهم ،إذ
أنه يرفض الشفاء والحياة األبدية ويظل مقيدا مع الشيطان .
– ) 13 - 17 ( : 3تطبيقا على ما فات نرى هنا رعب هيرودس الذى صور له قيامة المعمدان
الذي كان قد قتله ،وهذا مرض نفسى .
– ) 13 – 17 ( :3أسباب الرعب معروفة وهى الخطايا التى يرتكبها االنسان .فسبب رعب هيرودس خطاياه .اما من يحيا فى التوبة فى طهارة فهو يحيا فى سالم فى مملكة السالم .
– ) 77 – 65( : 3مملكة المسيح هى مملكة الشبع أى عدم اإلحتياج (معجزة الخمسة الخبزات ) . – ) 06 – 70 ( : 3حتى ال يفهم التالميذ ان المسيح سيقيم مملكته على االرض صعد الى الجبل
اعالنا منه انه سيصعد الى السماء ولن يقيم مملكة ارضية .ولن تكون مملكته مملكة شبع مادى وسالم عالمى بل هناك أالم تنتظرها ولكنه هو ملك قوى وسيكون مسيط ار على كل األحداث .لكل ذلك ألزم
تالميذه أن ينزلوا للبحر رم از للعالم ،فالكتاب يستعمل البحر رم از للعالم الهائج الذى سيخدم فيه تالميذه
،والمسيح االله الضابط الكل دبر وسمح بهياج الريح رم از لهياج الشيطان رئيس سلطان الهواء ( اف .)1 1 1والهواء هو الذى ُيهَيج البحر = الشيطان هو الذى يهيج الناس ضد المسيح وكنيسته . ماشيا على البحر أي مسيط ار على كل األحداث فهو ضابط الكل .
– ) 03 – 07 ( :7مملكة المسيح تمتد وتنتشر بالرغم من أال مها . االصحاح السابع
– ) 16 – 1( :7طهارة المملكة هى طهارة داخلية فى القلب .وهذا طريق الشفاء والسالم لمن ينضم للمملكة .
– ) 65 – 17 ( : 7سبب عدم الطهارة هو إبليس الملك السابق .والمسيح الملك له سلطان عليه ولكن لن يستفيد من هذا السلطان إال من يأتى للمسيح طالبا الشفاء ،وسيشفَى مهما كان نجسا ويتحرر من الملك السابق الظالم ابليس.
– ) 67 – 61( :7عمل كل شئ حسنا = هذا عن الخليقة الجديدة بعد أن فسدت الخليقة القديمة
والتى كانت حسنة جدا ( تك . ) 7: 1 :وهنا نرى أن كل من يقبل إليه يشفى .ونرى هنا الطريقة
التى يتم بها شفائنا وكيف يتحول الموت الذى فينا الى حياة ،تفل ولمس لسانه = تالمسنا مع جسده يعطينا حياة ،فجسده متحد بالهوته الحى المحيى االصحاح الثامن
22
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)
– ) 15 -1 ( : 2المسيح هنا يسأل كم عندكم من الخبز = ليشبع االالف وليشرح ان طريق الشبع الحقيقى هو شخصه فهو خبز الحياة ،هو مشبع لكل من فى مملكته بشخصه = لن نحتاج لغيره .
– ) 11 ، 11 ( : 2من قلبه غليظ لن يفهم بل هو يصر على عدم الفهم مهما رأى ،لذلك فالمسيح يرفض أن يتعامل مع أمثال هؤالء .
– ) 11 – 16 ( : 2هنا نرى عدم فهم التالميذ أنفسهم بعد كل ما رأوه ،والمسيح يعاتبهم .
– ) 13 – 11 ( : 2القديس مرقس يضع قصة شفاء هذا األعمى على مراحل ،ليشرح ويبرر عدم فهم التالميذ السابق ذكره وانهم سيفهمون كل شئ على مراحل كما حدث مع هذا األعمى .
– ) 65 – 17 ( : 2المسيح يشرح كيف نعرف ان عيوننا قد إنفتحت ؟ هذا لو عرفنا من هو .بل هذا هو طريق الشبع به ،إذ سنرى فيه كل إحتياجنا .
– ) 62 – 61 ( :2هى مملكة المسيح الذى يبذل نفسه عن العالم وعلى تالميذه ان يسيروا على نفس الطريق الذى هو البذل االصحاح التاسع - 1 :3هناك من سيدرك هذا الملكوت من السامعين وبهذا يحيا ،فهي مملكة الحياة . – ) 16 – 1( : 3المسيح يعلن أنه ابن اهلل ويظهر الهوته .
– ) 13 – 17( : 3تالميذ المسيح ال بد أن يكون لهم نفس سلطان المسيح على الشيطان .إلى متى
أحتملكم = سر غضب المسيح أن تالميذه لم يكن لهم نفس السلطان .وهو هنا يشرح لهم كيف يغلبوا إبليس .بالصوم والصالة .الصوم = هو أن نحرم إبليس من سالحه الذى هو ملذات الجسد . والصالة = هى صلتنا باهلل وبهذه الصلة نغلبه .
– ) 61 – 65 ( :3المسيح يصل فى رفضه لملذات العالم إلى القمة وهى الصليب نفسه .
– ) 67 – 66 ( :3هنا مرقس يشرح سبب فشل التالميذ فى اخراج الشيطان وهو شهوتهم للمراكز العالمية ،وهذا تناقض لما قاله المسيح فى انه سيصلب ،وأنهم حتى يغلبوا إبليس عليهم بترك كل شهوة للعالم أى ما عبر عنه المسيح بالصوم ليحرموا ابليس من أسلحته .فحوارهم هذا عبر عن عدم
فهمهم لما قاله المسيح .
– ) 05 – 62 ( : 3هنا نرى قوانين المملكة وأهمية الموت عن شهوات العالم لنغلب نحن ايضا.
االصحاح العاشر – ) 17 – 1 ( : 15قوانين مملكة المسيح فى الزواج .وفى ان نعود كاألطفال الذين يعتمدون على أبيهم .وكتطبيق نرى قصة الشاب الغنى الذى شرح المسيح فيها طريق الكمال وهواالتكال عليه وليس على المال أو غيره . 23
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)
– ) 61 – 12 ( : 15فى مملكة المسيح من يترك شئ ألجله يعوضه أكثر كثي ار ،روحيا وماديا . – ) 67 – 61 ( : 15نرى التطبيق فى المسيح الذى يبذل ذاته ويترك كل شئ حتى الصليب . – ) 77 – 60 ( : 15مرة ثانية نرى عدم فهم التالميذ فعيونهم مغلقة .
– ) 01 – 73 ( : 15القديس مرقس يورد قصة تفتيح عين األعمي ليقول أن المبصر يعرف المسيح .فالتالميذ لم يفهموا والعكس بعد ذلك مباشرة نسمع عن دخول المسيح ألورشليم واألطفال يعرفونه ويقولون أوصنا يا ابن داود .
ثم تأتى بعد ذلك قصة دخول السيد المسيح إلى أورشليم كملك ،ثم يتوج ملكا على القلوب بصليبه ويموت
ليقوم ويصعد للسماء ليجلس عن يمين أبيه السماوى.
24
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح األول)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح األول)
عودة للجدول
في كتاب الميالد
25
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثاني)
عودة للجدول
في كتاب الميالد
26
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثالث)
عودة للجدول
في كتاب الميالد
27
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الرابع)
عودة للجدول
اإلصحاح الرابع اآليات (لو)16-1:7
في كتاب الميالد فصل التجربة
17 وح إِلَى ا ْل َجلِ ِ ط ِة. يلَ ،و َخ َر َج َخ َبٌر َع ْن ُه ِفي َج ِم ِ الر ِ ورِة ا ْل ُم ِحي َ سوعُ ِبقَُّوِة ُّ اآليات (لوَ " -:)11-17:7و َر َجعَ َي ُ يع ا ْل ُك َ 13 10 الن ِ ان يعلِّم ِفي مج ِ اء إِلَى َّ ب ك و َّدا ِم َن ا ْل َج ِم ِ اص َرِة َح ْي ُ َ ام ِع ِه ْم ُم َمج ً ث َك َ َ سَ ََ ُ ان قَ ْد تََربَّىَ .وَد َخ َل ا ْل َم ْج َم َع َح َ يعَ .و َج َ َ َ ُ 17 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ اء َّ وبا اد ِت ِه َي ْوَم َّ الن ِب ِّيَ .ولَ َّما فَتَ َح ِّ ام ل َي ْق َأرَ ،فَ ُدف َع إِلَ ْيه س ْف ُر إِ َ َع َ الس ْف َر َو َج َد ا ْل َم ْوض َع الذي َك َ ان َم ْكتُ ً ش ْع َي َ الس ْبت َوقَ َ 12 ِ ين ،أَر ِ شر ا ْلم ِ ب علَ َّي ،أل ََّن ُه م ِ ِ ِ ش ِفي ا ْلم ْن َك ِس ِري ا ْل ُقلُ ِ ي وح َّ الر ِّ َ فيهُ « :ر ُ وب ،ألُ َناد َ ساك َ ْ َ س َحني أل َُب ِّ َ َ َ َ َ سلَني ألَ ْ َ ُ ِ 13 ق ولِ ْلعم ِي ِبا ْلبص ِر ،وأُر ِس َل ا ْلم ْنس ِح ِق َ ِ ِ ين ِب ِ ْس ِ ب ا ْل َم ْق ُبولَ ِة»15 .ثُ َّم الر ِّ س َن ِة َّ ور َ ين في ا ْل ُحِّريَّةَ ،وأَ ْك ِرَز ِب َ ُ َ ل ْل َمأ ُ َ َ َْ اإل ْطالَ ِ ُ ْ ين ِفي ا ْلم ْجم ِع َكا َن ْت عيوُنهم َ ِ ِِ ص ًة إِلَ ْي ِه11 .فَ ْابتَ َدأَ َيقُو ُل ط َوى ِّ َ سَ .و َج ِميعُ الَِّذ َ شاخ َ سلَّ َم ُه إِلَى ا ْل َخادمَ ،و َجلَ َ الس ْف َر َو َ ُُ ُْ َ َ 11 ون ِم ْن َكلِم ِ لَهم«:إِ َّن ُه ا ْليوم قَ ْد تَ َّم ه َذا ا ْلم ْكتُوب ِفي مس ِ ات ِّ الن ْع َم ِة ان ا ْل َج ِميعُ َي ْ َّب َ ش َه ُد َ ام ِع ُك ْم»َ .و َك َ ون لَ ُه َوَيتَ َعج ُ َ ُ َ َ ُْ َ َْ َ ا ْل َخ ِ ف؟»". وس َ ار َج ِة ِم ْن فَ ِم ِهَ ،وَيقُولُ َ س ه َذا ْاب َن ُي ُ ون« :أَلَ ْي َ رجع يسوع بقوة الروح= الجسد كان ضعيفاً ،ولكن الروح كان قوياً لكن اإلنسانية التي في المسيح يسوع إمتألت
بقوة الروح .ومن منهج المسيح نفهم كيف نصبح أقوياء بالروح أو كيف نمتلئ بالروح [ ]:صوم وصالة كما
صام المسيح هذه األربعين يوماً [ ]1رفض إقتراحات إبليس [ ]7قطعاً يسبق كل هذا المعمودية والميرون .ومن المؤكد سننتصر ألن غلبة المسيح على الشيطان كانت لحسابنا.
خبر عنه في جميع الكورة المحيطة= بدأ السيد معجزاته وتعاليمه في كفرناحوم ،وخرجت أخباره لكل خرج ٌ منطقة الجليل ،مما أثار غيرة أهل الناصرة ،فالناصرة هي وطنه ،وآخذوه على ذلك ( .)1711حيث كان قد تربى= هذه تشير لدقة لوقا ،فالمسيح ُولِ َد في بيت لحم لكنه تربى في الناصرة. ممجداً من الجميع= لقد إنبهروا بتعاليمه ومعجزاته ،ولكن وياللعجب فبعد قليل نجدهم يثورون ضده ويحاولون
قتله ( ،)1:11فهم ال يريدون أن يسمعوا كلمات تأنيب ،هم يريدون المعجزات ولكن ال يريدون التعاليم التي تقود للحياة ،يريدون شفاء األجساد ولكن ال يريدون شفاء األرواح .والحظ كبريائهم فما أعثرهم فيه أنه من أصل بسيط
أليس هذا إبن يوسف فهم في كبريائهم يريدون أن من يعلمهم يكون إبن ملوك .وسنرى سبباً آخر بعد ذلك
أما األمم فكانوا لثورتهم أن السيد أشار إلستحقاق األمم للشفاء ( )13-1:11وهم كانوا يشعرون أنهم أبناء اهلل ّ يسمونهم كالباً.
28
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)
إن إنتقالهم هكذا من اإلعجاب بالمسيح إلى محاولة قتله ليشير أنهم فقدوا الحس والبصيرة (تث.)77-11171
(آية 1)::وقام ليق أر= كان الشعب يجتمع في المجامع للصالة ولسماع الكتاب المقدس والوعظ والتعليم .وكان من الممكن أن ُيدعى للقراءة والوعظ أي شخص يمكنه أن يتكلم ،وهذا إستغله ُر ُسل المسيحية فعلموا من خالل المجامع اليهودية ال منتشرة في العالم كله عن المسيح .والمجامع بدأ إنشاؤها بعد السبي .وكانوا يجتمعون أيام
السبت واإلثنين والخميس .وكانت هناك قراءات محددة لكل يوم( .بنظام القطمارس القبطي حالياً) .فكان يق أر جزء من ناموس موسى أي التوراة وجزء من األنبياء (أع .)::-:11:7حسب عادته= إذاً فالمسيح كان قد تعود
حضور المجامع في المكان الذي يوجد به .وهكذا عمل بولس الرسول .
وبالرجوع لآلية ( -1):7نجد أن المسيح قد ظهر في مجامع اليهود كواعظ مشهور .وقام ليق أر= كانت العادة أن يق أروا الكتاب وهم وقوف ،ويجلسون عند الوعظ والتعليم (نح .)711ومن كان يريد أن يتكلم ويعظ يقف ،لذلك
وقف السيد.
(آية 1):3كانت القراءة من أسفار النبوات في هذا اليوم مأخوذة من سفر إشعياء (أش .)1-:1::وكان هذا بتدبير إلهي فليس هناك مكان للصدف في تدبيرات اهلل ،وكان النص يتحدث عن المسيح.
(آيات 1)1:-:1وطوى السفر= بعد أن ق أر وأكرز بسنة الرب المقبولة ولم ُي ِكمل باقي اآلية من سفر إشعياء، والتكملة هي "وبيوم إنتقام إللهنا" لكن المسيح في مجيئه األول أتى ليخلص ال لينتقم ،لذلك طوى السفر تعني أن
الوقت ليس هو وقت اإلنتقام .هو جاء ُلي ْم َس ْح من الروح القدس يوم األردن ويخصص كرئيس كهنة يقدم ذبيحة نفسه ليخلص المساكين ،المطحونين في عبودية إلبليس ،جاء كطبيب سماوي ليشفي المنكسري القلوب .وليكرز بسنة الرب المقبولة= هي سنة اليوبيل التي تأتي كل 7:سنة وكان يتم فيها تحرير العبيد وتحرير األرض ،وهذا
رمز لما سيقدمه المسيح بصليبه للبشرية ،فهو أتى ليهب المؤمنين الحرية الروحية ،ويعيد للبشر ما فقدوه من ميراث البر وملكوت السموات .وليعيد لنا البصيرة الروحية .إذاً سنة اليوبيل ،السنة المقبولة ،هي مجيئه األول، أما "يوم إنتقام إلهنا" فهذه إشارة لمجيئه الثاني كديان لألرض كلها .والمسيح في كالمه أشار صراحة أنه هو
المقصود بهذه ال نبوة .وكان يتكلم بقوة وسلطان جذبا السامعين إليه ،ولكن يالألسف فكبريائهم قد أعمى عيونهم فلم يعرفوه ولم يؤمنوا ..لماذا؟ ألنه إبن يوسف النجار البسيط.
16 ون لِي ه َذا ا ْلمثَ َل :أَيُّها الطَّ ِبيب ا ْ ِ س َك! َك ْم اآليات (لو " -:)65-16:7فَقَ َ ال لَ ُه ْمَ «:علَى ُك ِّل َحال تَقُولُ َ ُ َ شف َن ْف َ َ 17 ِ ِ ال« :ا ْل َح َّ س َن ِب ٌّي ضا ِفي َو َ ط ِن َك» َوقَ َ وم ،فَاف َْع ْل ذلِ َك ُه َنا أ َْي ً سم ْع َنا أ ََّن ُه َج َرى في َك ْف ِرَن ُ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُه لَ ْي َ َ اح َ 10 ِ ِ ِ يل ِفي أَي ِ ِ ط ِن ِهَ .وِبا ْل َح ِّ ين أ ْ ُغلِقَ ِت َّ َم ْق ُبوالً ِفي َو َ اء ُم َّدةَ س َرِائ َ َّام إِيلِيَّا ِح َ يرةً ُك َّن في إِ ْ الس َم ُ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إ َّن أ ََرام َل َكث َ ض ُكلِّها13 ،ولَم يرس ْل إِيلِيَّا إِلَى و ِ ان جوعٌ ع ِظ ِ اح َد ٍة ِم ْن َها ،إِالَّ إِ َلى ين َو ِستَّ ِة أَ ْ ثَالَ ِث ِس ِن َ ش ُه ٍر ،لَ َّما َك َ ُ يم في األ َْر ِ َ َ َ ْ ُْ َ َ ٌ 17 الن ِب ِّي ،ولَم يطَ َّهر و ِ ِ ِ ِ ٍ ٍ ش َع َّ يل ِفي َزَم ِ اح ٌد س َرِائ َ ان أَلِي َ ير َ ون َكا ُنوا في إِ ْ َ ْ ُ ْ َ اءَ .وُب ْر ٌ ص ْي َد َ ص ْرفَة َ ام َأرَة أ َْرَملَة ،إِلَى َ ْ ص َكث ُ 13 12 ين ِ ِ ضبا ج ِميع الَِّذ َ ِ ان ُّ ِ َخ َر ُجوهُ َخ ِ ار َج اموا َوأ ْ ِم ْن ُه ْم إِالَّ ُن ْع َم ُ امتَألَ َغ َ ً َ ُ ين في ا ْل َم ْج َم ِع ح َ َ الس ْرَيان ُّي» .فَ ْ سم ُعوا ه َذا ،فَقَ ُ
29
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع) 65 َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َما ُه َو فَ َج َاز َس َف ٍل .أ َّ اءوا ِبه إِلَى َحاف َة ا ْل َج َب ِل الَّذي َكا َن ْت َمدي َنتُ ُه ْم َم ْبن َّي ًة َعلَ ْيه َحتَّى َي ْط َر ُحوهُ إِلَى أ ْ ا ْل َمدي َنةَ ،و َج ُ ِ ضى" . س ِط ِه ْم َو َم َ في َو ْ
هم تساءلوا لماذا لم يبدأ المسيح معجزاته في بلده الناصرة ولماذا بدأ في كفرناحوم .والمسيح عرف ما يجول في
ذهنهم فهو اهلل فاحص القلوب والكلى ،فقال لهم تقولون لي هذا المثل ،أيها الطبيب إشف نفسك= أي إذا كنت
طبيباً وقادر أن تشفي أهل كفرناحوم ،كان األولى بك أن تشفي أهلك في الناصرة (= نفسك) .وبهذا تثبت نفسك
كطبيب شافي ولست إبن يوسف النجار فقط (طبعاً المثل يقال أصالً إذا أصاب الطبيب أي مرض) .وكان رد المسيح عليهم وعلى تساؤالتهم أنه لم يصنع آيات في وسطهم ألنهم ال يستحقون ..الحق أقول لكم ليس نبي
مقبوالً في وطنه= (هذا مثل شائع عندهم) .فالمشكلة أنكم ال تقبلونني وال تؤمنون بي ،بل كل ما تفكرون فيه
بساطة عائلتي وأن أبي نجار .وأيضاً فالمثل يشير ألنهم رافضين للمسيح كما رفض أباؤهم األنبياء وقتلوهم، وذلك بسب الحسد ،فأهل النبي إذ يعرفون أهله وبيته وسيرته يستكثرون عليه أن يصير نبياً ،إذ يحسبونه كواحد
منهم أو أقل .فرؤية إنسان كثي اًر يفرغ المهابة من حول شخصه .وهذا حقيقي دائماً فالحسد يجعل كل واحد ،ال يحتمل تفوق جاره الذي يعرفه ويظن أنه األجدر بهذه الكرامة.
بل أن السيد أشار أن موقفه هذا تكرر من قبل مع إيليا واليشع إذ تمتع بمعجزاتهم األمم وليس أبناء وطنهم الذين ال يستحقون ،بل كا ن اهلل يؤدبهم لعبادتهم الوثنية .وهنا نفهم أسلوب اهلل ،أن اهلل يمنع نعمه وبركاته عمن ال
يستحقها .وهل كان في إسرائيل إيمان مثل إيمان المرأة .وطبعاً فقصتي إيليا واليشع ،إشارة واضحة لقبول األمم ورفض اليهود فيما بعد لصلبهم المسيح .ولكن المعنى القريب هو إستحقاق كفرناحوم للمعجزات إليمانهم وعدم
إستحقاق أهل الناصرة لعدم إيمانهم .ولكن إشارة المسيح إلستحقاق األمم أكثر من اليهود لمعجزات إيليا واليشع،
أثارت اليهود الحاضرين لكبريائهم وقاموا بمحاولة لقتل المسيح .عموماً ال أحد يريد أن يسمع حقيقة نفسه ويكره من يظهر له حقيقة خطاياه (رؤ .)::1::إالّ أن المسيح لم تكن ساعته قد جاءت بعد فجاز في وسطهم وتركهم ،فال سلطان ألحد عليه (يو ،)::1::بل هو يضع ذاته من نفسه حين يريد (يو ):1-:31::إذاً هو جاز وسطهم بسلطان الهوته .وهنا السيد إستغل مقاومة أهل بلده له ليعلن قبوله لكل البشرية.
اآليات (لو)67-61:7
في كتابنا هذا (مر)12-11:1
اآليات (لو)71-62:7
في كتاب إنجيل متى (مت)17-17:2
اآليات (لو)77-71:7
كتابنا هذا (مر(63-60:1
30
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الخامس)
عودة للجدول
اإلصحاح الخامس اآليات (لو)11-1:0
في كتاب إنجيل متى (مت 11-12:7وما بعده)
اآليات (لو)13-11:0
في كتاب إنجيل متى (مت 7-1:2وما بعده)
اآليات (لو)13-17:0
في كتاب إنجيل متى (مت)2-1:3
اآليات (لو)61-17:0
في كتاب إنجيل متى (مت)16-3:3
اآليات (لو)63-66:0
في كتاب إنجيل متى (مت(17-17:3
31
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح السادس)
عودة للجدول
اإلصحاح السادس اآليات (لو)0-1:3
في كتاب إنجيل متى (مت)2-1:11 في كتاب إنجيل متى (مت)17-3:11
اآليات (لو)11-3:3 اآليات (لو)13-11:3
في كتاب إنجيل متى (مت)7-1:15
اآليات (لو)13-17:3
في كتاب إنجيل متى (مت 11-1:0وما بعده)
اآليات (لو)63-17:3
في كتاب إنجيل متى (مت 72-76:0وما بعده)
اآليات (لو)71-67:3
في كتاب إنجيل متى (مت 0-1:7وما بعده)
اآليات (لو)73-76:3
في كتاب إنجيل متى (مت 15-10:7وما بعده)
اآليات (لو)73-77:3
في كتاب إنجيل متى (مت(17-17:7
32
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح السابع)
عودة للجدول
اإلصحاح السابع اآليات (لو)15-1:7
في كتاب إنجيل متى (مت)16-0:2
(إقامة إبن أرملة نايين) اآليات (لو)17-11:7 11 ون ِم ْن تَالَ ِم ِ ِ ِ يذ ِه ير َ ب إِلَى َم ِدي َن ٍة تُ ْد َعى َنا ِي َ ينَ ،وَذ َه َ اآليات (لوَ " -:)17-11:7وِفي ا ْل َي ْوِم التَّالي َذ َه َ ب َم َع ُه َكث ُ 11 ِ ِ يد أل ِّ ِ ِ ب إِلَى َب ِ ير ت َم ْح ُمو ٌلْ ،اب ٌن َو ِح ٌ اب ا ْل َم ِدي َن ِة ،إِ َذا َم ْي ٌ يرَ .فلَ َّما اقْتََر َ ُمهَ ،وه َي أ َْرَملَ ٌة َو َم َع َها َج ْمعٌ َكث ٌ َو َج ْمعٌ َكث ٌ 17 16 ف ا ْلح ِ ِ س َّ ون. الر ُّ آها َّ ب تَ َح َّن َن َعلَ ْي َهاَ ،وقَ َ الن ْع َ ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِةَ .فلَ َّما َر َ املُ َ ش ،فَ َوقَ َ َ َّم َولَ َم َ ال لَ َها«:الَ تَ ْبكي» .ثُ َّم تَقَد َ 13 10 ِ ُّها َّ ف، الش ُّ ت َو ْابتَ َدأَ َيتَ َكلَّ ُم ،فَ َدفَ َع ُه إِلَى أ ِّ ُم ِه .فَأ َ فَقَ َ يع َخ ْو ٌ س ا ْل َم ْي ُ َخ َذ ا ْل َجم َ ال« :أَي َ اب ،لَ َك أَقُو ُل :قُ ْم!» .فَ َجلَ َ ودي ِ ِ ش ْع َب ُه»َ 17 .و َخر َج ه َذا ا ْل َخ َبر َع ْن ُه ِفي ُك ِّل ا ْل َي ُه ِ ين«:قَ ْد قَ ِ ِ َّة َوِفي يمَ ،وافْتَقَ َد اهللُ َ َو َمج ُ َّدوا اهللَ قَ ِائلِ َ ُ َ ام في َنا َنب ٌّي َعظ ٌ َ ورِة ا ْل ُم ِحيطَ ِة" . َج ِم ِ يع ا ْل ُك َ ):ال تبكي= قبل أن يلمس الرب النعش لمس قلب األم قائالً لها ال تبكي .وال تبكي هذه لو قالها أي إنسان ألم أما لو سمعتها من المسيح نفسه لدخل العزاء إلى قلبها .فاهلل يعطى مع كالمه فقدت وحيدها فهي لن تعزيهاّ ، قوة ومع وصاياه قدرة على التنفيذ .والناس معزون متعبون غير قادرين على تعزية أحد .لكن اهلل وحده هو
الذي يحول النار التي في القلب إلى برودة.
)1هذه المعجزة تختلف عن إقامة إبنة يايرس واقامة لعازر ،فهنا نجد أن المسيح هو الذي يبادر بصنع المعجزة دون أن يسأله أحد ليعلن أنه أتى ليعطي حياة للبشر ،فهو ليس قادر على أن يقيم من الموت الجسدي فقط،
بل هو قادر أن يقيمنا من موت الخطية (يو .)1717ومن يقوم من موت الخطية تكون له حياة أبدية .هذه
المعجزة تشير تماماً لما عمله المسيح ،فهو أتى ليعطي للبشرية حياة دون أن يسأله أحد .فمن كان يتصور
من البشر أن هناك حل لمشكلة الموت.
)7إيليا واليشع وغيرهم ممن أقاموا أموات ،أقاموهم بالصالة هلل أما المسيح فكان يعطي أم اًر دون أن يصلي.
)1األرملة تشير للبشرية التي صارت كأرملة بفقدها نعمة اهلل ولذة العشرة مع اهلل .أما الشاب الميت فيشير لكل نفس وقد أفقدتها الخطية حياتها فصارت ميتة.
)7هناك أموات كثيرين ماتوا أيام السيد المس يح ولم يقمهم ،فالسيد ال يهتم بأن يقيم األجساد لتموت ثانية ،بل هو يريد أن يعلن أنه يريد قيامتنا من موت الخطية لحياة أبدية ،واقامته لهذا الشاب خير دليل على إمكانية
حدوث هذه القيامة األبدية.
33
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)
):الثالث معجزات التي أقام فيها السيد أموات ،تشير لثالث درجات الخطية (راجع معجزة إقامة إبنة يايرس في كتاب إنجيل متى)
)3لمس السيد للنعش يظهر أن جسد المسيح المتحد بالهوته قادر أن يعطي حياة لمن يتالمس معه ،فهو له سلطان على محو الموت والفساد "من يأكلني يحيا بي" (يو .)731:وبنفس المفهوم حين تفل المسيح ولمس
لسان األصم فهو كان ينقل له حياة ،وحين تفل ليلمس عين األعمى (مر +7713مر +1711يو .):1:من
هنا نفهم أن جسد المسيح كان له تأثير في خالص اإلنسان ،وهذا إلتحاده بالالهوت .ونرى تطبيقاً لهذا قول
السيد المسيح عن سر اإلفخارستيا "من يأكلني يحيا بي" ففي جسده حياة وشفاء .
)1كان مع السيد المسيح كثيرون أروا هذه المعجزة .والسيد قصد هذا لتثبيت إيمانهم. اآليات (لو )16-12:7في كتاب إنجيل متى (مت)3-1:11 اآليات (لو )12-17:7في كتاب إنجيل متى (مت)11-7:11 اآليات (لو )60-13:7في كتاب إنجيل متى (مت)13-13:11 اآليات (لو( )05-63:7المرأة الخاطئة) 67 ِ اح ٌد ِم َن ا ْلفَِّر ِ اآليات (لو63" -:)05-63:7وسأَلَ ُه و ِ ام َأرَةٌ ين أ ْ َن َيأْ ُك َل َم َع ُه ،فَ َد َخ َل َب ْي َ يس ِّي َ َ َ َ ت ا ْلفَِّريس ِّي َواتَّ َكأََ .وِا َذا ْ 62 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ اء ْت ِبقَارورِة ِط ٍ يب َو َوقَفَ ْت ِع ْن َد قَ َد َم ْي ِه ِم ْن في ا ْل َمدي َنة َكا َن ْت َخاط َئ ًة ،إِ ْذ َعل َم ْت أَنَّ ُه ُمتَّكئٌ في َب ْيت ا ْلفَِّريس ِّيَ ،ج َ ُ َ شع ِر أر ِ ِ ورِائ ِه ب ِ ْس َهاَ ،وتُقَِّب ُل قَ َدم ْي ِه َوتَ ْد َه ُن ُهما ِبالطِّ ِ يب. اك َي ًةَ ،و ْابتَ َدأ ْ ََ َ ُّموِعَ ،و َكا َن ْت تَ ْم َ س ُح ُه َما ِب َ ْ َ َ َ َت تَُب ُّل قَ َد َم ْيه ِبالد ُ ِ ِ ِِ ِ َ 63فلَ َّما أرَى ا ْلفَِّر ِ س ُه يس ُّي الَِّذي َد َعاهُ ذلِ َك ،تَ َكلَّ َم ِفي َن ْف ِس ِه ِق ِائالً«:لَ ْو َك َ االم ْأرَةُ الَّتي تَ ْلم ُ َ ان ه َذا َن ِبيًّا ،لَ َعل َم َم ْن هذه َ 75 ِ ِ ِ ِ ِ ام َعلِّ ُم». ش ْي ٌء أَقُولُ ُه لَ َك» .فَقَ َ سوعُ َوقَ َ ان ،ع ْندي َ ال لَ ُهَ «:ياس ْم َع ُ َج َ َو َما ه َي! إِ َّن َها َخاط َئ ٌة» .فَأ َ اب َي ُ الُ «:ق ْلَ ،ي ُ 71 ِِ ونَ 71 .وِا ْذ لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه َما َما ُيوِف َي ِ س ِم َئ ِة ِدي َن ٍ ان لِ ُم َدا ِي ٍن َم ْد ُيوَن ِ ان ار َو َعلَى َ س َ « َك َ اآلخ ِر َخ ْم ُ انَ .علَى ا ْل َواحد َخ ْم ُ 76 ِ ِ ال ام َح ُه ِباألَ ْكثَ ِر» .فَقَ َ ان َوقَ َ اب ِس ْم َع ُ ُّه َما َي ُك ُ َج َ ون أَ ْكثََر ُحبًّا لَ ُه؟» فَأ َ يعا .فَ ُق ْل :أَي ُ ال«:أَظُ ُّن الَّذي َ ام َح ُه َما َجم ً َ سَ سَ 77 ان«:أَتَ ْنظُر ِ الص َو ِ َج ِل لَ ُهِ «:ب َّ ت إِلَى ا ْل َم ْأر َِة َوقَ َ هذ ِه ا ْل َم ْأرَةَ؟ إِ ِّني َد َخ ْل ُ ت» .ثَُّم ا ْلتَفَ َ اب َح َك ْم َ ال لِ ِس ْم َع َ اء أل ْ ت َب ْيتَ َكَ ،و َم ً ُ 70 شع ِر أر ِ ِر ْجلَ َّي لَم تُع ِط .وأ َّ ِ َما ِه َي فَ ُم ْن ُذ ْس َها .قُْبلَ ًة لَ ْم تُقَِّب ْل ِنيَ ،وأ َّ ُّموِع َو َم َ َما ه َي فَقَ ْد َغ َ ْ ْ َ س َحتْ ُه َما ِب َ ْ َ سلَ ْت ِر ْجلَ َّي ِبالد ُ 77 73 َج ِل ِ ِ ِ ٍ َما ِهي فَقَ ْد َد َه َن ْت ِب ِّ الط ِ ِِ ِ َّ ذل َك َد َخ ْل ُ يب ِر ْجلَ َّيِ .م ْن أ ْ ت لَ ْم تَ ُكف َع ْن تَ ْقبيل ر ْجلَ َّي .ب َزْيت لَ ْم تَ ْد ُه ْن َأرْسيَ ،وأ َّ َ اها ا ْل َك ِثيرةُ ،أل ََّنها أَحب ْ ِ ب َقلِيالً»72 .ثُ َّم قَا َل يراَ .والَِّذي ُي ْغفَُر لَ ُه َقلِي ٌل ُي ِح ُّ أَقُو ُل لَ َك :قَ ْد ُغ ِف َر ْت َخطَ َاي َ َ َ َّت َكث ً َ 73 لَها«:م ْغفُورةٌ لَ ِك َخطَاي ِ ضا؟». ون َم َع ُه َيقُولُ َ اك» .فَ ْابتَ َدأَ ا ْل ُمتَّ ِك ُئ َ ون ِفي أَ ْنفُ ِس ِه ْمَ «:م ْن ه َذا الَِّذي َي ْغ ِف ُر َخطَ َايا أ َْي ً َ َ َ َ 05 ال لِ ْلم أر َِة«:إِ ِ سالٍَم»". ص ِكِ ،اذ َ ْه ِبي ِب َ يما ُنك قَ ْد َخلَّ َ فَقَ َ َ ْ َ
34
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)
.:اآلية السابقة مباشرة الحكمة تبررت من جميع بنيها ،نجد تطبيقها المباشر في هذه القصة ،فها هي المرأة الخاطئة ولكنها كانت حكيمة ،فهي أتت للمسيح معترفة بخطاياها في إنكسار نفس ،دون إعتراض
أو كبرياء أو عجرفة ،فحصلت على الخالص.
.1هناك من يخلط بين هذه القصة وبين ساكبة الطيب في (مت .):7-:11:ولكن هناك فروق. مـــت13
لـــو7
المضيف:
سمعان األبرص
سمعان الفريسي
المرأة:
مريم القديسة
امرأة خاطئة
اعتراض الحاضرون :ثمن الطيب أولى به الفقراء اقتراب الخاطئة من المسيح الزمن:
في نهاية حياة المسيح
في بداية خدمة المسيح
المكان:
بيت عنيا قرب أورشليم
في الجليل
وبالتالي نستنتج أنهما قصتان مختلفتان تماماً والحظ أن إسم سمعان كان منتش اًر وفي متى 1:سكبت مريم
القديسة أخت لعازر التي إختارت النصيب الصالح الطيب حباً في يسوع .وفي (لو )3تسكب هذه المرأة الطيب طلباً للغفران واعترافاً بخطاياها .وهي إمرأة سيرتها سيئة في المدينة.
.7كانت أبواب اليهود مفتوحة بداعي الكرم ،وخصوصاً في مناسبة كهذه .لذلك دخلت هذه المرأة .هي كانت قد سمعت أن المسيح يقبل الخطاة ويغفر لهم فأتت وكلها أمل في الغفران وبدء حياة جديدة بال إثم .ووقفت هذه المرأة وراء السيد وسكبت الطيب على رجليه ولما لم يمنعها أو يرفض ما عملته ،وربما
نظر لها نظرة قبول ،وهي تعرف عدم استحقاقها بكت عند قدميه فبلت قدميه وهو متكئ ،ولما سقطت
دموعها على قدميه خجلت فمسحتهما بشعرها (والحظ أن شعر المرأة مجدها :كو ):71::فهي بهذا
تضع كل مجدها وكرامتها تحت قدمي المسيح( .ملحوظة 1هم كانوا يخلعون النعال إذا إتكأوا للطعام).
.1وماء لرجلي لم تعطي= كان من عادة اليهود أن المضيف ليظهر إحترامه لضيفه ،وتقديره له ،أن يغسل قدميه ويمسح رأسه بالدهن الطيب الرائحة (زيت مضاف له روائح طيبة) .فسمعان تكلف ماالً كثي اًر في
الوليمة ولكنه لم يعط لضيفه من مشاعره ،ربما خوفاً من بقية الفريسيين لئال ينتقدوه وربما شعر أنه يكفي أن يقيم وليمة للمسيح المرفوض من الجميع .هو بهذا شعر أنه صاحب فضل على المسيح ،والمسيح
يكفيه هذا .ومن يشعر بهذا سريعاً ما ُيدين المسيح ،وهذا ما حدث "لو كان هذا نبياً ،لعلم من هذه..).. (من يداين المسيح سريعاً ما يدينه) .وهذا ما يحدث معنا فنحن إذا شعرنا أننا أصحاب فضل على اهلل حينما نصلي ونصوم ،فسريعاً ما ندينه إذا حدثت لنا أي تجربة قائلين ..لماذا يا رب تفعل ذلك ..كأن
35
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)
اهلل قد أخطأ .لذلك ينبه المسيح "ال تعرف شمالك ما تعمله يمينك" فاليمين هو عمل البر من صالة
وصوم..الخ .والشمال هو االفتخار بهذا والشعور بأننا أصحاب فضل .وتعليم رب المجد "إن فعلتم كل
البر فقولوا إننا عبيد بطالون ،فمن يشعر أنه عبد بطال غير مستحق لشئ ،إذا جاءته تجربة يقول .هذا بسبب خطيتي ،لكنه ال يدين اهلل.
.7لقد إقتحمت هذه المرأة مجلس السيد المسيح ولكنه قبلها ،إذ قد أتت بتوبة صادقة .وهو يقبل كل من يأتي بتوبة صادقة غاف اًر له .لقد صارت هذه المرأة نموذجاً لكثيرين ،تعلموا منها وأتوا للسيد المسيح فغفر
لهم.
.:هذه المرأة تعطي درساً لكل َّ منا وهو ..أن الطريق الشرعي المقبول لكي نقترب من المسيح ونكون مقبولين ..هو أن نأتي معترفين بخطايانا معترفين بعدم إستحقاقنا (راجع قصة الفريسي والعشار) .بل أن
المسيح في إشتياق لمثل هذه النفوس التائبة المعترفة الباكية ،التي تشعر بإحتياجها إليه كرب غافر. ومهما كانت خطايانا فرحمة اهلل أعظم .فهذه المرأة بحسب الناموس تستحق الرجم لكن مراحم اهلل
خلصتها.
.3هذا الفريسي دعا المسيح إلى بيته ،ال إلى قلبه ،ولكن المرأة الخاطئة إقتحمت البيت بدالة المحبة. الفريسي يمثل النفس التي تتخفى وراء المظاهر الخارجية دون األعماق ،أما المرأة فتمثل النفس الجادة
في خالصها فتهتم باللقاء الخفي مع العريس السماوي .وربما كان هذا الفريسي يريد أن يرى آية من
آيات الرب التي سمع عنها أو هو رأي أن مستقبل هذا المعلم مشرق وأراد أن يستفيد منه ،عموماً
أما لو أتينا له كخطاة مثل هذه فإرتباطنا بالمسيح بسبب أغراض ومطامع مادية يضيع ّ منا الخالصّ . المرأة سننال الخالص.
.1طريقة الجلوس أثناء الطعام 1كانوا يجلسون حول موائد ذات أرجل قصيرة ،وكانوا يجلسون على أرائك
أي مقاعد أرضية مستندين على المائدة ،وأرجلهم إلى خلف ،وخالعين نعالهم ،لذلك أتت تلك المرأة من خلف السيد وسكبت الطيب عند قدميه ،وطالما مسحت قدميه بشعرها ،فمن المقصود أنها كانت في
وضع أقرب للسجود.
.:قول الكتاب "واذا امرأة في المدينة كانت خاطئة" هذا القول يشير ألن سمعتها كانت سيئة ومنتشرة في كل الم دينة .ولكن واضح أنها تابت ،ودموعها خير شاهد لذلك ،ودموعها ،دموع التوبة عند المسيح هي أثمن من أي قارورة طيب.
.::شك الفريسي في أن المسيح ليس بنبي ألن من يلمس زانية يتنجس ،ولكن من يلمس المسيح يتقدس والسيد أظهر له أنه أعظم من نبي ،فالنبي ال يعلم ما في القلوب ،لكن السيد المسيح أجاب علناً على
تساؤالت سمعان التي في قلبه .والسيد المسيح أظهر للفريسي أن هذه المرأة أعظم منه حباً .فالفريسي []: لم يقم بواجبات المضيف من غسل األرجل فكانوا يلبسون صنادل فتتسخ أرجلهم من التراب ]1[ .الدهن
36
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)
بالزيت إلنعاش الضيف ]7[ .التقبيل (أي إبداء مشاعر المحبة)( .ملحوظة 1الزيت يحتوي على عطور
لإلنعاش).
والمرأة [ ]:غسلت قدمي السيد ومسحتهما بشعرها [ ]1دهنت قدميه بالطيب [ ]7قبلت قدميه .وما سبب هذا العطاء؟ الحب الذي مأل قلبها .وما سبب هذا الحب؟ شعورها بغفران السيد لها ،والحظ أنها ما كانت
ستشعر بحب السيد وغفرانه إالّ لو كانت قد إنفتحت عيناها على خطاياها ،بل وعلى محبته وغفرانه لها. والسؤال كيف أدركت هذا الحب؟ ال نعرف .فاهلل له طرقه الخاصة التي تختلف من إنسان إلنسان .وهو
أعطى لها من محبته (ربما في هذا اليوم أو قبل هذا اليوم فصارت تسير وراءه) ما جعلها تفهم أنه غفر لها فأحبته .أما الفريسي المعجب بنفسه ،فهو يرى أنه كامل بال خطية وبالتالي فهو ال يحتاج لغفران ،ولذلك
فمحبته محدودة .والحظ أن محبة المرأة كانت أيضاً إليمانها بأن المسيح غفر ،وله سلطان أن يغفر=
إيمانك قد خلصك.
.::إننا نحتاج لقضاء أوقات طويلة في الصالة ودراسة الكتاب المقدس فهذا يفتح أعيننا [ ]:لنعرف شخص المسيح [ ]1لنعرف نجاسة قلوبنا وكم غفر المسيح لنا ،وكيف قبلنا ونحن هكذا .واذا إنفتحت أعيننا ورأيناه وعرفنا ما فعله ألجلنا سيمتلئ القلب حباً له .ولكن هذا الفريسي كانت عينه مغلقة ،فهو شعر أنه أعطى
المسيح ولم يأخذ شيئاً من المسيح ،فلم يحب المسيح.
.:1لم يكن لهما ما يوفيان= هذا يعني عجز البشر عن إيفاء اهلل ما عليهم من دين الخطية ،زادت خطاياه أم قلت.
.:7إذهبي بسالم= هذه ليست مثل "مع السالمة" ولكن المسيح يهبها سالماً عجيباً.
ألهمية هذا الجزء تصليه الكنيسة يومياً في صالة نصف الليل ،ألننا نرى فيه الطريق الصحيح لإلقتراب من المسيح لننال الغفران والسالم وننعم بمحبته ،أال وهو اإلنسحاق أمام اهلل طالبين الرحمة والغفران.
37
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثامن)
عودة للجدول
اإلصحاح الثامن 1 وت ِ شر ِبملَ ُك ِ ٍ ان ي ِس ِ ِ ٍ ِ اهللَ ،و َم َع ُه اال ثْ َنا اآليات (لوَ " -:)6-1:2و َعلَى أَثَ ِر ذل َك َك َ َ ُ ير في َمدي َنة َوقَ ْرَية َي ْك ِرُز َوُي َب ِّ ُ َ 1 ين ِم ْن أَرو ٍ ِ النس ِ يرٍة َوأ َْم َر ٍ اضَ :م ْرَي ُم الَِّتي تُ ْد َعى ا ْل َم ْج َدلِ َّي َة الَِّتي َخ َر َج ِم ْن َها اء ُك َّن قَ ْد ُ َع َ ش َرَ .وَب ْع ُ ش ِف َ َْ ض ِّ َ اح شِّر َ ودس ،وسوسنَّ ُة ،وأ َ ِ ين6 ،ويوَّنا ام أرَةُ ُخ ِ ِ ِ ِ س ْبع ُة َ ِ ات ُك َّن َي ْخ ِد ْم َن ُه ِم ْن أ َْم َوالِ ِه َّن" . ير ٌ ير ُ َ َ ُ َ َ َ َ ُخ ُر َكث َ وزي َوكيل ه ُ ش َياط َ َ ُ َ ْ َ
وعلى أثر ذلك= ذلك هو قبول السيد للمرأة الخاطئة (نهاية إصحاح .)3وهنا نرى السيد يوسع نشاطه ويقبل الخطاة في كل مكان ،بل يكون للنساء دور في العمل خصوصاً مع رفض اليهود له. هنا نرى المسيح يوسع خدمته لكل مكان ممكن أن يصل إليه ،وقد إتخذ مدينة كفرناحوم مرك اًز له يبدأ منها رحالته للك ارزة .يكرز ويبشر بملكوت اهلل= السيد بوجوده وسط الناس ،كان هذا هو ملكوت اهلل ،وبوجوده في قلوبنا ،يكون ملكوت اهلل في داخلنا (لو )1:1:3أما يوحنا المعمدان فكان يكرز أنه قد إقترب ملكوت السموات
(مت ):17والحظ أن المسيح كان يتبعه بعض النساء ،وبهذا فالمسيح بدأ مفهوماً جديداً على اليهود ،إذ كان اليهود يصلون يومياً "أشكرك يا رب ألنك لم تخلقني عبداً وال امرأة ،"..فكانوا يحتقرون النساء واألطفال .وهكذا كان األمم يحتقرون النساء .ولكننا هنا نجد المسيح ُي ِكرم النساء ،بل صرن مسئوالت عن الصرف ،أي المصروفات المادية التي تحتاجها الك ارزة .وكون المسيح يعلي من شأن النساء فهذا تعليم للكنيسة بأن الرجل وا لمرأة متساويان .والحظ أن المسيح وتالميذه كانوا فقراء ،بل لم يكن معه ما يدفعه للجزية (مت ،)111:3ولكننا
نرى أن اهلل يدبر األموال التي تحتاجها الخدمة .وعموماً فخادم الكلمة يجب أن من يسمعونه يشتركون في سد إحتياجاته .المسيح َّ قدم لهن الشفاء ،أي هو قدم لهن الروحيات فليس بكثير أن يقدمن الماديات وماذا تساوي أموالهن بجانب شفائهن من األرواح الشريرة (:كو )::1:العطاء المادي للخدمة يظهر المحبة ،هو فرصة
إلظهار الحب هلل .يكرز= تشير للتعليم .يبشر= تشير إلذاعة األخبار السارة بأن هناك أفراح سماوية بعد أحزان هذا العالم ..بينم ا الك ارزة قد تشمل اللوم والتوبيخ على الخطية .هنا نرى إتضاع المسيح فمن أشبع الجمع بخمس
خبزات ،تنفق عليه بعض من النساء .والبشارة بالملكوت معناها البشارة بأن هناك مملكة يسودها الفرح والسالم والحرية .هي مملكة حررها اهلل من سلطان الشياطين كما فعل مع مريم المجدلية والنساء الالتي كن يتبعنه .وهذا
هو اإلنجيل ،فمريم المجدلية هذه صارت كارزة بالقيامة ولمن؟ للتالميذ! هذا هو الملكوت وهذا هو اإلنجيل أي
البشارة.
اآليات (لو )10-11+ 2-7:2في كتاب إنجيل متى (مت)16-12+3-1:16 38
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن)
اآليات (لو) 15-3:2
في كتاب إنجيل متى (مت)17-15:16
اآليات (لو) 12-13:2
في كتابنا هذا (مر)10-11:7
اآليات (لو) 11-13:2
في كتاب إنجيل متى (مت)05-73:11
اآليات (لو) 10-11:2
في كتاب إنجيل متى (مت)17-16:2
اآليات (لو) 63-13:2
في كتاب إنجيل متى (مت)67-12:2
اآليات (لو) 03-75:2
في كتاب إنجيل متى (مت)13-12:3
39
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح التاسع)
عودة للجدول
اإلصحاح التاسع اآليات (لو)3-1:3
في كتاب إنجيل متى (مت)10-3:15
اآليات (لو)3-7:3
في كتاب إنجيل متى (مت)11-1:17
اآليات (لو)17-15:3
في كتاب إنجيل متى (مت)16-16:17
اآليات (لو)11-12:3
في كتاب إنجيل متى (مت)15-16:13
اآليات (لو)17-11:3
في كتاب إنجيل متى (مت)12-11:13
آية (لو)17:3
في كتاب إنجيل متى (مت)12:13
اآليات (لو)63-12:3
في كتاب إنجيل متى (مت)2-1:17
اآليات (لو)76-67:3
في كتاب إنجيل متى (مت)11-17:17
اآليات (لو)70-76:3
في كتاب إنجيل متى (مت)16-11:17
اآليات (لو)72-73:3
في كتاب إنجيل متى (مت)0-1:12
في كتاب إنجيل متى (مت 7-3:12وما بعده) اآليات (لو)05-73:3 01 01 ق إِلَى أُور َ ِ ين تَ َّم ِت األَيَّام الرِتفَ ِ ام َو ْج ِه ِه َّت َو ْج َه ُه لِ َي ْن َ طلِ َ اع ِه ثَب َ اآليات (لوَ " -:)03-01:3و ِح َ يمَ ،وأ َْر َ ُ ْ ُ س َل أ َ َم َ شل َ ان متَّ ِجها َن ْحو أُور َ ِ لس ِ يمَ 07 .فلَ َّما ين َحتَّى ُي ِع ُّدوا لَ ُهَ 06 .فلَ ْم َي ْق َبلُوهُ أل َّ سالً ،فَ َذ َه ُبوا َوَد َخلُوا قَ ْرَي ًة لِ َّ ام ِرِّي َ ُر ُ َن َو ْج َه ُه َك َ ُ ً َ ُ شل َ السم ِ ِ ِ ِِ اء فَتُ ْف ِن َي ُه ْمَ ،ك َما فَ َع َل إِيلِيَّا وح َّنا ،قَاالََ «:ي َار ُّ َن َنقُ َ ول أ ْ يد أ ْ ب ،أَتُ ِر ُ وب َوُي َ َأرَى ذل َك ت ْلمي َذاهُ َي ْعقُ ُ َن تَ ْن ِز َل َن ٌار م َن َّ َ 40
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع) 00 ِ ِ ِ َن ْاب َن ِ سِ ستُ َما تَ ْعلَ َم ِ س وح أَ ْنتُ َما! 03أل َّ َي ُر ٍ ان ِم ْن أ ِّ ت َوا ْنتَ َه َرُه َما َوقَ َ ضا؟» فَا ْلتَفَ َ أ َْي ً ال«:لَ ْ ان لَ ْم َيأْت ل ُي ْهل َك أَ ْنفُ َ اإل ْن َ ِ َّ الن ِ ُخ َرى" . ض ْوا إِلَى قَ ْرَي ٍة أ ْ ص» .فَ َم َ اسَ ،ب ْل ل ُي َخلِّ َ
حين تمت األيام إلرتفاعه= إنتهى زمن التعليم وصنع المعجزات وأتى وقت الصليب .وكلمة تمت تشير أن كل
شئ يسير وفق خطة إلهية أزلية ،فال مجال للصدفة في األحداث .فكم مرة حاولوا قتله ولم يمكنهم .إرتفاعه=
تشير إلرتفاعه على الصليب ،وتشير أيضاً لصعوده إلى السماء .فهذا التعبير إرتفاع إستخدم مع إيليا عند
إرتفاعه إلى السماء.
ثبت وجهه= تعبير عبري يعني العزيمة القوية أمام صعوبات قائمة (حز +11:أر +::11:خر.):1177 فالمسيح قصد أن يت وجه إلى أورشليم وهو عالم بأن أعدائه يتآمرون عليه وأنه هناك سيحاكم ويصلب ويموت،
ولكنه قد جاء لهذه الساعة ليخلص البشر .وكان كأنه مشتاق لهذه الساعة حباً فينا ،وبنفس المعنى قال "قوموا
ننطلق من ههنا" (يو .)7:1:1والسيد إذ كان متوجهاً ألورشليم كان البد له أن يمر بالسامرة فإنتهزها فرصة ليكرز ويبشر أهلها ،فأرسل تالميذه يعدون له ليستريح من عناء السفر وليكرز لهم ،لكن أهل السامرة لعدائهم
لليهود رفضوه إذ كان متجهاً ألورشليم أي ألنه يهودي ومعروف العداوة بين السامريين واليهود .وقطعاً هذه البلدة غير بلدة المرأة السامرية ( .السامريون هم خليط من اليهود الذين تبقوا في أرض العشر أسباط أي مملكة إسرائيل الشمالية بعد أن أخذ ملك أشور معظم اليهود إلى أشور ..مع النازحين من بالد بابل وأشور في ذلك الوقت..
لذلك كانت عبادة السامريين هي خليط من اليهودية والوثنية .كانوا ال يعترفون سوى بأسفار موسى الخمسة ،وال يعترفون بأورشليم كمدينة مقدسة وال بالهيكل فيها ،إنما يعتبرون أن جبل جرزيم الذي في أرضهم هو الجبل
المقدس ..لذلك إحتقر اليهود السامريين ،وكره السامريون اليهود) وكان من العسير أن يمر يهودي في أرض السامرة خصوصاً لو كان متجهاً ألورشليم ،والسبب أن السامريون كانوا يعتدون عليه ويضربونه.
وأمام هذا الرفض يطلب يعقوب ويوحنا نا اًر تنزل وتحرق وتفني ،لذلك أسماهم المسيح بوانرجس أي إبني الرعد
(مر .):317وربما لغيرتهما الشديدة وحماسهما .ولكن هذه الغيرة التي تطلب اإلنتقام إذ تقدست في المسيح صارت غيرة مقدسة لمجد اهلل ،ولخدمة إسمه.
لستما تعلمان من أي روح أنتما= أي أنتم قد تغافلتم عن ماهية الروح الذي فيكم ،والذي أريده لكم ،والذي يقود للسالم والوداعة والمحبة وعدم مقاومة الشر بالشر ،والرغبة في خالص األشرار وليس روح النقمة واإلفناء .أما
روح اإلنتقام واإلفناء فهي من عدو الخير وليس من روح اهلل القدوس الذي يسكب المحبة في قلوبنا. اآليات (لو)31-07:3
في كتاب إنجيل متى (مت)11-12:2
41
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح العاشر)
عودة للجدول
اإلصحاح العاشر راجع تفسير إنجيل متى (مت)13:15-67:3 اآليات (لو)11-1:15 1 ام َو ْج ِه ِه إِلَى الر ُّ َّن َّ ين َ آخ ِر َ س ْب ِع َ اآليات (لوَ "-:)11-1:15وَب ْع َد ذلِ َك َعي َ ين أ َْي ً ضاَ ،وأ َْر َ ب َ سلَ ُه ُم اثْ َن ْي ِن اثْ َن ْي ِن أ َ َم َ 1 اد َك ِثير ،و ِ ُك ِّل م ِدي َن ٍة ومو ِ ون .فَا ْطلُ ُبوا ض ٍع َح ْي ُ َن َيأ ِْت َي .فَقَ َ ان ُه َو ُم ْزِم ًعا أ ْ لك َّن ا ْلفَ َعلَ َة َقلِيلُ َ ث َك َ َ َْ صَ ٌ َ ال لَ ُه ْم«:إِ َّن ا ْل َح َ َ 7 6 ِ ِ ب ا ْلحص ِاد أ ْ ِ ِ ْه ُبوا! َها أََنا أ ُْر ِسلُ ُكم ِم ْث َل ُح ْمالَ ٍن َب ْي َن ِذ َئ ٍ يسا ص ِاد ِهِ .اذ َ اب .الَ تَ ْحملُوا ك ً َن ُي ْرس َل فَ َعلَ ًة إِلَى َح َ م ْن َر ِّ َ َ ْ ق0 .وأ ُّ ٍ َح ِذي ًة ،والَ تُسلِّموا علَى أ ٍ ِ ِ َّ سالَ ٌم لِه َذا ا ْل َب ْي ِت3 .فَِإ ْن َ َوالَ م ْزَوًدا َوالَ أ ْ َ َ َ ُ َ َي َب ْيت َد َخ ْلتُ ُموهُ فَقُولُوا أ ََّوالًَ : َحد في الط ِري ِ َ السالَِم يح ُّل سالَم ُكم علَ ْي ِه ،واِّالَّ فَيرجع إِلَ ْي ُكم7 .وأ َِقيموا ِفي ذلِ َك ا ْلب ْي ِت ِ شِ ين ِم َّما ين َو َ ان ُه َن َ ارِب َ آكلِ َ َك َ َ اك ْاب ُن َّ َ ُ َ ُ ْ َ َْ ُ َ ْ َ ُ 2 ِ وها َوقَ ِبلُو ُك ْم ،فَ ُكلُوا ِم َّما ِع ْن َد ُه ْم ،أل َّ ُج َرتَ ُه .الَ تَ ْنتَ ِقلُوا ِم ْن َب ْي ٍت إِلَى َب ْي ٍتَ .وأ ََّي َة َم ِدي َن ٍة َد َخ ْلتُ ُم َ ستَ ِحق أ ْ َن ا ْلفَاع َل ُم ْ ِ 15 3 ِ ضى الَِّذ َ ِ وها َولَ ْم وت َّم لَ ُك ْمَ ،وا ْ اهللَ .وأ ََّي ُة َم ِدي َن ٍة َد َخ ْلتُ ُم َ ب ِم ْن ُك ْم َملَ ُك ُ شفُوا ا ْل َم ْر َ يهاَ ،وقُولُوا لَ ُه ْم :قَد اقْتََر َ ين ف َ ُيقَد ُ ض ُه لَ ُكم .و ِ ارِعها وقُولُوا11 :حتَّى ا ْل ُغبار الَِّذي لَ ِ اعلَ ُموا ه َذا َي ْق َبلُو ُك ْم ،فَ ْ اخ ُر ُجوا إِلَى َ صَ لك ِن ْ ق ِب َنا ِم ْن َم ِدي َن ِت ُك ْم َن ْنفُ ُ َ ْ َ ش َو ِ َ َ ََ اهلل11 .وأَقُو ُل لَ ُكم :إِ َّن ُه ي ُك ُ ِ وت ِ ِ اح ِت َماالً ِم َّما لِ ِت ْل َك ب ِم ْن ُك ْم َملَ ُك ُ وم ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َحالَ ٌة أَ ْكثَُر ْ َ َّإن ُه قَد اقْتََر َ ون ل َ َ ْ س ُد َ ا ْل َم ِدي َن ِة " .
في إنجيل متى نجد تعليمات السيد لإلثني عشر قبل إرساليتهم وفي إنجيل لوقا هنا في هذه اآليات نجد تعليماته للسبعين رسوالً وهي متشابهة .والسيد المسيح أرسل اإلثني عشر ليكرزوا في الجليل ثم أرسل السبعين ليكرزوا في اليهودية ،وكان إرسال السبعين قبل صلب السيد بستة أشهر والحظ قوله أرسلهم ..إلى كل مدينة= في هذا رمز
ألنه سيرسلهم بعد ذلك للعالم أجمع أي لألمم .والسيد إختار اإلثني عشر بحسب عدد أسباط إسرائيل واختار السبعين بحسب عدد شعوب العالم والتي ورد ذكرها في (تك )::وبحسب عدد أسباط إسرائيل الذين نزلوا ألرض
مصر فإستعبدوهم هناك إلى أن أرسل لهم اللهموسى النبى لينقذهم .فاألمم كانوا فى عبودية إبليس قبل المسيح .
وبهذا تشير اإلرساليتين للك ارزة وسط اليهود ووسط األمم .إرسالية اإلثني عشر تشير للك ارزة وسط اليهود وارسالية السبعين تشير للك ارزة وسط األمم.
والحظ قول الكتاب أرسلهم إلى ..حيث هو كان مزمعاً أن يأتي= وذلك ليعدوا الناس لسماع السيد وقبوله .والسيد
كان بعد أن ترك الجليل نهائياً متجهاً ألورشليم ،كان سيمر في بيرية ،وسكانها أمميون وهذا يؤكد أن إرسالية السبعين تشير للك ارزة وسط األمم .ولذلك قال لهم السيد أقيموا في ذلك البيت آكلين وشاربين مما عندهم=
فاليهودي يشعر أنه يتنجس من طعام األمم ولكن السيد هنا يفتح أذهانهم أنه جاء للكل.
ويقال أن لوقا كان أحد السبعين رسوالً.
42
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)
والحظ أن متى إذ يكتب لليهود لم يشر إلرسالية السبعين .أما لوقا الذي يكتب لألمم فأشار لهم. 1 ام َو ْج ِه ِه إِلَى ُك ِّل َم ِدي َن ٍة الر ُّ َّن َّ ين َ آخ ِر َ س ْب ِع َ آية (لوَ " -:)1:15وَب ْع َد ذلِ َك َعي َ ين أ َْي ً ضاَ ،وأ َْر َ ب َ سلَ ُه ُم اثْ َن ْي ِن اثْ َن ْي ِن أ َ َم َ ومو ِ َن َيأ ِْت َي" . ض ٍع َح ْي ُ ان ُه َو ُم ْزِم ًعا أ ْ ث َك َ َ َْ
وبعد ذلك= بعد تركه الجليل نهائياً وبعد األحداث في إصحاح ( .):سبعين رسوالً آخرين= غير اإلثني عشر
السابق إرسالهم (لو ):1:وهؤالء كانوا كأساقفة .اثنين اثنين= ليشددا بعضهم البعض (جا +::-:11مر)31: وهؤالء أقيم منهم كهنة وشمامسة لكن لم يكن لهم درجة األسقفية .وتذكرنا هذه األرقام باإلثنتا عشرة عين ماء
وسبعون نخلة التي وجدها موسى في إيليم (خر)131:7
عين الرب= الرب هو الذي يدعو للخدمة (عب.)117
1 اد َك ِثير ،و ِ َن ُي ْر ِس َل فَ َعلَ ًة ون .فَا ْطلُ ُبوا ِم ْن َر ِّ آية (لو " -:)1:15فَقَ َ ص ِاد أ ْ لك َّن ا ْلفَ َعلَ َة َقلِيلُ َ ب ا ْل َح َ صَ ٌ َ ال لَ ُه ْم«:إِ َّن ا ْل َح َ ص ِاد ِه" . إِلَى َح َ
فأطلبوا من رب الحصاد= فإختيار الخدام يأتي بالصالة أوالً.
6 ْه ُبوا! َها أََنا أ ُْر ِسلُ ُكم ِم ْث َل ُح ْمالَ ٍن َب ْي َن ِذ َئ ٍ اب" . آية (لوِ " -:)6:15اذ َ ْ حمالن بين ذئاب= هي نبوة مسبقة باإلضطهادات التي ستواجههم ولكن قوله ها أنا أرسلكم يجعله هو المسئول
عنهم وهو الذي سيحميهم ،ويحول لهم الذئاب لحمالن .واهلل هو الذي ُيرسل ،والكنيسة هي التي يرشدها اهلل لمن ُيريد اهلل أن ُيرسله (رو .):71::وان لم تكن الكنيسة هي التي ترسل بإرشاد الروح القدس لكثرت الذئاب وسط الحمالن .والكنيسة إنتشرت بواسطة حمالن .فمرقس الرسول جاء مصر كحمل وديع ذبحوه لكن قوة اهلل التي
كانت تعمل معه نشرت المسيحية في مصر. آية (لو7" -:)7:15الَ تَ ْح ِملُوا ِكيسا والَ ِم ْزوًدا والَ أ ْ ِ َح ٍد ِفي الطَّ ِري ِ ق" . سلِّ ُموا َعلَى أ َ َحذ َي ًةَ ،والَ تُ َ َ َ ً َ وال تسلموا على أحد في الطريق= حتى ال يرتبك الكارز بالمجامالت الكثيرة بال هدف روحي ،ويحفظ قلبه وفكره منحصرين في اهلل ،كثير من أوالد اهلل يسيرون في الشارع مرددين مزاميرهم أو صالة يسوع "يا ربي يسوع المسيح
ارحمني أنا الخاطئ" .وقطعاً ال يمكننا أن نفهم هذا حرفياً واالّ تخاصمنا مع الناس ،وانعدم الود بيننا وبين الناس. ولكن المقصود هو عدم تضييع الوقت في المجامالت واألحاديث التافهة غير البناءة .الكيس= لحمل النقود.
المزود= لحمل الطعام .المقصود أن اهلل هو الذي سيدبر كل إحتياجاتهم ،فيعتمدوا عليه وليس على الماديات.
3 اآليات (لو0" -:)3-0:15وأ ُّ ٍ السالَِم َي ُح ُّل اك ْاب ُن َّ ان ُه َن َ سالَ ٌم لِه َذا ا ْل َب ْي ِت .فَِإ ْن َك َ َي َب ْيت َد َخ ْلتُ ُموهُ فَقُولُوا أ ََّوالًَ : َ سالَ ُم ُك ْم َعلَ ْي ِهَ ،واِّالَّ فَ َي ْرجعُ إِلَ ْي ُك ْم" . َ
43
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)
فإن كان هناك ابن السالم= فالرسول حين يلقي السالم فهو يعطي من عند اهلل سالماً يمأل القلب فعالً ،ولكن
اإلنسان الشرير والمقاوم ال يقبل هذا السالم .واذا لم يكن هناك من يقبل يعود هذا السالم وهذه البركة للرسول
الذي قالها ،ويمتلئ هو سالماً .ولن يفقد سالمه بسبب رفضه.
ِ اآليات (لو7" -:)2-7:15وأ َِقيموا ِفي ذلِ َك ا ْلب ْي ِت ِ شِ ين ِم َّما ِع ْن َد ُه ْم ،أل َّ ُج َرتَ ُه .الَ ين َو َ ارِب َ آكلِ َ ستَ ِحق أ ْ َ َن ا ْلفَاع َل ُم ْ َ ُ ِ تَ ْنتَ ِقلُوا ِم ْن َب ْي ٍت إِلَى َب ْي ٍتَ 2 .وأ ََّي َة َم ِدي َن ٍة َد َخ ْلتُ ُم َ ِ َّم لَ ُك ْم"، وها َوقَبلُو ُك ْم ،فَ ُكلُوا م َّما ُيقَد ُ في المسيحية لن نعود لنقول هناك طعام نجس وطعام طاهر أو طعام سامري أو أممي .هنا المسيح يوسع أذهانهم ويشفيها من اليهودية الضيقة= كلوا مما يقدم لكم .واكتفوا بما يقدم لكم .ال تنتقلوا من بيت إلى بيت=
سعياً وراء طعام أفضل .والتركيز في الخدمة. 3 وت ِ ِ ضى الَِّذ َ ِ اهلل. آية (لوَ -:)3:15وا ْ ب ِم ْن ُك ْم َملَ ُك ُ شفُوا ا ْل َم ْر َ يهاَ ،وقُولُوا لَ ُه ْم :قَد اقْتََر َ ين ف َ اشفوا المرضى= المسيح عضد تالميذه بالمعجزات لتأكيد بشارتهم. 15 ش َو ِ ارِع َها َوقُولُواَ 11 :حتَّى ا ْل ُغ َب َار وها َولَ ْم َي ْق َبلُو ُك ْم ،فَ ْ اخ ُر ُجوا إِلَى َ اآليات (لوَ " -:)11-15:15وأ ََّي ُة َم ِدي َن ٍة َد َخ ْلتُ ُم َ وت ِ ِ ض ُه لَ ُكم .و ِ الَِّذي لَ ِ اهلل" . ب ِم ْن ُك ْم َملَ ُك ُ صَ لك ِن ْ ق ِب َنا ِم ْن َم ِدي َن ِت ُك ْم َن ْنفُ ُ اعلَ ُموا ه َذا َّإن ُه قَد اقْتََر َ ْ َ
اخرجوا إلى شوارعها= إعلنوا لكل الناس .الغبار= لم نأخذ منكم شيئاً حتى الغبار نتركه لكم .لكن إعلموا أن ملكوت السموات إقترب منكم ورفضتموه.
اآليات (لو)13-11:15
في إنجيل متى ()17-15:11
17 الشي ِ اس ِم َك!». ينَ «:ي َار ُّ اآليات (لو " -:)15-17:15فَ َر َج َع َّ اط ُ ون ِبفَ َر ٍح قَ ِائلِ َ الس ْب ُع َ ين تَ ْخ َ بَ ،حتَّى َّ َ ضعُ لَ َنا ِب ْ ِ 13 12 ُع ِطي ُكم س ْلطَا ًنا لِتَ ُدوسوا ا ْلحي ِ ان س ِ ت َّ اقطًا ِم ْث َل ا ْل َب ْر ِ َّات ق ِم َن َّ فَقَ َ ال لَ ُه ْمَ « :أر َْي ُ َ ُ الس َماءَ .ها أََنا أ ْ ْ ُ الش ْيطَ َ َ شيء15 .و ِ َوا ْل َعقَ ِ ي لك ْن الَ تَ ْف َر ُحوا ِبه َذا :أ َّ ضعُ لَ ُك ْمَ ،ب ِل اف َْر ُحوا ِبا ْل َح ِر ِّ اح تَ ْخ َ ب َو ُك َّل قَُّوِة ا ْل َع ُد ِّوَ ،والَ َي ُ َن األ َْرَو َ ار َ ض ُّرُك ْم َ ْ ٌ َ السماو ِ ِ ِ ات»". أ َّ َن أ ْ اء ُك ْم ُكت َب ْت في َّ َ َ َس َم َ هنا نرى ليس فقط خضوع الذئاب أمام الحمالن ،بل خضوع الشيطان نفسه لهم.
فرح الرسل إذ أروا الشيطان ينهار أمام اإلنسان خالل ك ارزتهم بالملكوت ،والسيد هنا يؤكد أن إنهيار الشيطان
بال صليب .لكن ما يفرحنا ليس إنهيار الشيطان أو صنع المعجزات بل في أن نتمتع بالملكوت السماوي خالل
الحياة الفاضلة التي ننالها بنعمة اهلل .بهذا تكتب أسماؤنا في ملكوت السموات ،أما إخراج الشياطين فهي موهبة
قد يعطيها اهلل لشخص أو ال يعطيها .بل أن هناك أشرار حصلوا على هذه الموهبة ،ألم يتمتع يهوذا اإلسخريوطي بهذه المواهب ثم هلك .ونالحظ هنا أن السيد المسيح أشفق على تالميذه ورسله أن فرحة النجاح
44
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)
بالخدمة تنسيهم اإلهتمام بخالص نفوسهم .فالفرح بالنجاح فيه شئ من عبادة النفس ،لكن الفرح بالخالص فيه
عبادة هلل والشكر له.
الدرس المس تفاد هنا أن ال نفرح بالمواهب ،بل بأن نتمتع بثمار الروح القدس فالموهبة ال تبرر صاحبها إن لم
يتب ويحيا مع اهلل .رأيت الشيطان ساقطاً= لقد نال الشيطان سلطاناً على اإلنسان خالل اإلرتداد ،هذا السلطان
فقده بالصليب ،ولكن يكون للشيطان سلطان على كل من يترك المسيح ويرتد للخطية ،ثم يعود الشيطان ويفقد قد ُ سلطانه على هذا الشخص إن رجع هذا الشخص بالتوبة إلى اهلل .وقول السيد رأيت= جاءت بصيغة الماضي
ألن هذا سيتم حتماً .فسقوط الشيطان يعني سقوطه من مركز السيادة والقوة على اإلنسان وهي رؤية تشمل ما
بعد الصليب .البرق= فإبليس كان مخلوقاً نورانياً ،أضاء لحظة من الزمان ،وبخطيته فقد نوره واستحال ظالماً،
فهو كان نو اًر لفترة وجيزة ثم صار ظالماً .والبرق ال ثبات له فهو ينير للحظة ثم يأتي ظالم وهكذا إبليس . وعطايا ابليس ايضا من ملذات الخطايا هي كالبرق تخدع االنسان بمتع لحظية سريعا ما تختفى كما يختفى
البرق .أما المسيح فيقال عنه أنه في نوره كالشمس (رؤ )::1:أي نوره ثابت وهكذا عطاياه .والفرح الذى
يعطيه ال ينزعه احد ( يو ،) 11 1 ::وهكذا المالئكة وهكذا نحن حين نكون في السماء (:يو+ 117 في.)1:17
والكنيسة المقدسة أخذت هذه اآلية ووضعتها في صالة الشكر التي نصليها دائماً ،فنحن نشكر اهلل الذي أعطانا السلطان أن ندوس كل قوة العدو .ولكن لألسف فهناك بعض المؤمنين ذوي اإليمان المهتز والضعيف ،مازالوا
يصدقون أن هناك حسد وأعمال ..الخ كيف والمسيح أعطى المؤمنين سلطان أن ندوس كل هذا؟!
الحيات= مكر وخداع وانقضاض وسم مميت . والعقارب= شر مستتر مع سرعة إختفاء.
اآليات (لو)17-11:15 اآليات (لو)17-16:15
في كتاب إنجيل متى (مت)65-10:11 في كتاب إنجيل متى (مت 65-13:11وما بعده)
تهلل= سمعنا عدة مرات أن يسوع بكى .وهنا نسمع للمرة الوحيدة أنه تهلل .فهو لهذا أتى ليخضع الشيطان تحت
أقدام عبيده وهذا قد حدث .وقال أحمدك أيها اآلب= إرادة اآلب هي نفسها إرادة االبن أيضا وهنا المسيح يعلن عن فرحته بخالص البشر وأيضا هذا اعالن لفرح اآلب أيضا ،فالمسيح يستعلن اآلب لنا (يو . ) :11 :هذا
حديث داخل الذات اإللهية مثلما يتحاور اإلنسان مع نفسه داخل عقله .تهلل بالروح= فهو ليس تهليل جسدي كما نتهلل بالملذات العالمية .بل هو تهليل روحي لخالص البشر ،والمسيح سمح بأن يلمس تالميذه هذه الفرحة
ليدركوا وندرك نحن معهم كم يحبنا اهلل .
وتهلل بالروح= تعطينا فكرة عن أن هناك فرح روحى وهناك أيضا مصادر أخرى للفرح لكنها مصادر مخادعة .
مثالً هناك أفراح جسدانية (كملذات الطعام والجنس )..وهناك أفراح نفسانية ( هذه كفرح اإلنسان بأى نجاح فى
45
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)
هذا العالم ) .وكان فرح السبعون هنا (آية ):3من نوع األفراح النفسانية ،فهم فرحوا بالمواهب ،ولذلك نبههم
السيد إلى أن ما يفرح حقيقة هو ضمان الخالص ( اسماءنا كتبت فى السماء ) .بينما كان فرح المسيح بالروح
بمعنى أنه فرح روحى .وهذا يعنى نجاح عمل الخالص الذى أتى من أجله ليخلص اإلنسان من عبوديته
للشيطان ورجوعه ألحضان اآلب السماوى .ونالحظ تحذير رب المجد بأن علينا أال نفرح بالمواهب ،فكثيرين ممن كانت لهم مواهب لم يخلصوا (مت.)17 – 1: 1 3 (سؤال الناموسي) اآليات (لو)13-10:15 اآليات (لو10" -:)13-10:15وِا َذا َن ِ ث ا ْل َح َياةَ األ ََب ِد َّي َة؟» َع َم ُل أل َِر َ ام ُي َجِّرُب ُه قَ ِائالًَ «:يا ُم َعلِّ ُمَ ،ما َذا أ ْ َ ُ اموس ٌّي قَ َ 17 13 ال لَ ُه«:ما ُه َو م ْكتُ ٌ ِ َّ ام ِ له َك ِم ْن ُك ِّل َق ْل ِب َكَ ،و ِم ْن ُك ِّل الر َّ ال«:تُ ِح ُّ ب َّ اب َوقَ َ فَقَ َ وسَ .ك ْي َ َج َ ف تَ ْق َأرُ؟» فَأ َ ب إِ َ وب في الن ُ َ َ 12 ِ ِ الص َو ِ تِ .اف َْع ْل ه َذا فَتَ ْح َيا». ال لَ ُهِ «:ب َّ يب َك ِمثْ َل َن ْف ِس َك» .فَقَ َ َج ْب َ اب أ َ َن ْفس َكَ ،و ِم ْن ُك ِّل قُ ْد َرِت َكَ ،و ِم ْن ُك ِّل ف ْك ِر َكَ ،وقَ ِر َ 13 ِ عَ « :و َم ْن ُه َو قَ ِري ِبي؟»". َوأ َّ اد أ ْ سو َ َما ُه َو فَِإ ْذ أ ََر َ س ُه ،قَاَ َل ل َي ُ َن ُي َبِّرَر َن ْف َ أما الكتبة فيهتمون بالكتاب كله .وهذا الناموسيون يتخصصون في ناموس موسى أي كتب موسى الخمسةّ ، تصور أن المسيح سيهاجم الناموس الناموسي في أدب مصطنع= قام ليس إحتراماً إنما بخبث لكي يجربه= فهو ًّ وبهذا يوقعه .والحظ أن هذا عمل الشياطين ،فهم يجربون اإلنسان ليوقعوه في فخ.
كيف تق أر= لو كان هذا الناموسي يق أر بروح الصالة لطلب فهم كلمات اهلل ،لكان الروح القدس قد أرشده إلحتياجه للمسيح الذي تنبأت عنه النبوات .لكن هذا الناموسي كان يق أر ليزداد معرفة فينتفخ على الناس .ونحن كيف نقرأ؟
هل للمعلومات فقط ،أم لمعرفة المسيح الذي يشفي طبيعتنا .إفعل هذا فتحيا= في سؤال مماثل ،حينما سألوا المسيح "ماذا نفعل حتى نعمل أعمال اهلل ..أجاب يسوع ..أن تؤمنوا بالذي أرسله (يو )1:-111:وبهذا نفهم أن
المسيح لن يعلن وصايا جديدة ،هو لم يأتي ليعلن وصايا جديدة ،بل إذ رأى اإلنسان عاج اًز عن تنفيذ وصايا
الناموس أتى المسيح ليعطينا طبيعة جديدة بها نحفظ الناموس ،ولكن هذا لمن يؤمن أوالً .وبدونه ال نقدر أن نفعل شئ (يو +71:7رو .)1-711وكأن قول المسيح للناموسي يعني ..إن كنت تستطيع بدوني أن تنفذ الناموس فنفذه ،ولكنك لن تقدر أن تنفذه وحدك ،وها أنت تحيا كناموسي ولكنك بسؤالك تكشف فشلك في أن تعرف طريق الحياة األبدية الذي هو أنا .ولقد عبر التالميذ صراحة عن صعوبة حفظ وصايا الناموس
(أع .)::1:7والناموسي سأل سؤال آخر ليبرر نفسه= إذ أن إجابة المسيح أحرجته أمام الناس ،إذ أظهرته أمامهم غير عارف بالناموس ،فكيف وهو ناموسي معلم للناموس يسأل سؤاالً بسيطاً واضحاً كهذا ،وهل هو ال يحفظ الوصايا .والحظ رقة المسيح في إجابته إذ يعرف أن هذا الناموسي يجربه ،لكنه يشجعه قائالً بالصواب
أجبت لعله يجذبه لإليمان .تحب الرب إلهك من قلبك= القلب هو مركز الشعور والقرار والعواطف والكيان .لذلك
حينما يطلب اهلل "يا ابني إعطنى قلبك" المقصود أن تكون هلل بالكلية ،ال ينقسم قلبك بين اهلل والعالم .ومن كل
نفسك= النفس هي مركز العواطف (كالحزن والقلق والفرح )..والغرائز كالشهوات .واإلنسان الجسداني يشتهي أما الروحاني فهو يشتهي الحياة مع اهلل "إلى إسمك والى ذكرك شهوة النفس .بنفسي إشتهيتك في الجسدانيات ّ 46
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)
الليل" (إش .):-111:وبولس الرسول يقول "لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح" .فالقلب الذي إتخذ ق ار اًر بإختيار اهلل يفرح باهلل ويتذوق اهلل ،وهنا تبدأ النفس تشتهي لذة العشرة مع اهلل.
ومن كل قدرتك= القدرة هي اإلرادة للعمل ،فنحن نجد شهوات في النفس لتتلذذ باهلل ،ولكن قد يكون الجسد بال
همة ،ومتكاسالً عن الصالة وعن حياة التسبيح .هنا المطلوب التغصب أي الجهاد لنتلذذ باهلل ومن كل فكرك= يا ترى ماذا يشغل الفكر؟ هل نهتم بالماديات والغنى أو بهموم هذا العالم ،أم نلهج في كلمات اهلل ومن يفعل يفرح
باهلل (مز .)::7+:3+:11+:::1:::وكانت هذه وصية اهلل لشعبه (تث.):-:1:
والسؤال هل كان شعب العهد القديم قاد اًر على هذا؟ بالشك كان هناك إستثناءات مثل داود المملوء من الروح
القدس .ولكن الشعب العادي ما كان قاد اًر على هذا الحب هلل .فالمحبة هي ثمرة من ثمار الروح القدس
(غل )1117وهذه هي عطية العهد الجديد لكل ُم َع َّم ْد ممسوح بالميرون .والروح هو الذي يسكب محبة اهلل في قلوبنا (رو .)717من هو قريبي= هو السؤال الذي يبرر به هذا الناموسي جهله بالناموس ولكن السيد إستغل السؤال بمثل السامري الصالح.
والحظ فإن اهلل طلب أن نحبه بكل قدراتنا فهذا هو الطريق الوحيد لنعيش في فرح .وهذا ما عمله الروح القدس
أنه يسكب محبة اهلل في قلوبنا فتكون ثمار الروح محبة /فرح .. اآليات (لو)67-65:15
(مثل السامري الصالح)
65 ازالً ِم ْن أُور َ ِ ان َن ِ يحا ،فَ َوقَ َع َب ْي َن سوعُ َوقَ َ ان َك َ سٌ يم إِلَى أ َِر َ َج َ اآليات (لو -:)67-65:15فَأ َ ال« :إِ ْن َ اب َي ُ ُ شل َ 61 ص ٍ َن َكا ِه ًنا َن َز َل ِفي ِت ْل َك الطَّ ِري ِ ق ،فَ َرآهُ َو َج َاز ض أ َّ ض ْوا َوتََرُكوهُ َب ْي َن َح ٍّي َو َم ْي ٍت .فَ َع َر َ وص ،فَ َع َّر ْوهُ َو َج َّر ُحوهَُ ،و َم َ لُ ُ 61 ام ِريًّا م ِ لك َّن س ِ ان جاء وَنظَر وج َاز مقَا ِبلَ ُه66 .و ِ ِ اء إِلَ ْي ِه، ُمقَا ِبلَ ُهَ .و َكذلِ َك الَ ِو ٌّ ي أ َْي ً ساف ًار َج َ ُ َ َ َ ضا ،إِ ْذ َ ص َار ع ْن َد ا ْل َم َك ِ َ َ َ َ َ َ ُ 67 ضم َد ِجر ِ ِ َّ ب َعلَ ْي َها َزْيتًا َو َخ ْم ًراَ ،وأ َْرَك َب ُه َعلَى َداب َِّت ِهَ ،وأَتَى ِب ِه إِلَى فُ ْن ُدق ص َّ َّم َو َ َ َ َ احاتهَ ،و َ َولَ َّما َرآهُ تَ َحن َن ،فَتَقَد َ 60 اهما لِص ِ اح ِب ا ْلفُ ْن ُد ِ ت ضى أ ْ قَ ،وقَ َ اعتَ ِن ِب ِهَ ،و َم ْه َما أَ ْنفَ ْق َ ال لَ ُهْ : َخ َر َج ِدي َن َارْي ِن َوأ ْ اعتََنى ِب ِهَ .وِفي ا ْل َغ ِد لَ َّما َم َ َو ْ َعطَ ُ َ َ 67 63 هؤالَ ِء الثَّالَ ثَ ِة تَرى صار قَ ِر ِ ِ أَ ْكثَر فَ ِع ْن َد ر ُج ِ ص ِ ال« :الَِّذي يك .فَأ َّ وص؟» فَقَ َ وعي أُوِف َ َي ُ ً يبا للَّذي َوقَ َع َب ْي َن اللُّ ُ ََ َ ُ َ اص َن ْع ه َك َذا». ص َن َع َم َع ُه َّ الر ْح َم َة» .فَقَ َ سوعُ« :اذ َ ْه ْب أَ ْن َ ت أ َْي ً ضا َو ْ ال لَ ُه َي ُ َ
المعنى األساسي للمثل هو أن قريبي هو كل إنسان يحتاج لمعونة ،حتى لو كانت هناك عداوة بيني وبينه. والحظ أن كل خدمة نقدمها هي محسوبة لنا ،فاهلل ال ينسى من يقدم كأس ماء .والحظ أن ليس هناك ما يسمى
الصدفة في أن يجد الكاهن والالوي والسامري هذا اإلنسان الجريح .فالصدف في حياتنا األرضية إنما هي توفيقات السماء .وقد خسر الكاهن والالوي هذه الفرصة التي من السماء ليقوما بهذه الخدمة ،وكسبها هذا
السامري الصالح .ولكن القصة لها معنى رمزي1
إنسان= هو رمز آلدم وللبشرية كلها.
نازالً من أورشليم= بسبب الخطية نزل آدم من أورشليم أي الجنة أو الفردوس الذي أعده له اهلل ،وأورشليم تعني سالم اهلل ورؤيته .هي مكان السالم مع اهلل والحياة مع اهلل.
47
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)
إلى أريحا= ترمز ألرض الشقاء الذي نزل إليها آدم .فأريحا مدينة اللعنة (يش )1:1:وترمز لألرض الملعونة بسبب الخطية (تك .):317هي مكان يمثل العالم وشهواته.
لصوص= هم القوى العدوانية ضد اإلنسان أي إبليس وجنوده واغراءاته .وابليس دائماً يترقب أي نفس تخرج خارجاً عن أسوار أورشليم (أي الكنيسة فيهاجمها إذ هي بال حماية ،إبليس لص يريد أن يسرق أوالد اهلل.
فعروه= نزع الفضائل عن اإلنسان وفضحه .وجعله بال طهارة وال كرامة وال حكمة .أي فقد صورته اإللهية ،وهذا ما حدث مع آدم .
جرحوه= هي أثار الخطايا المدمرة لإلنسان روحياً ونفسياً وجسدياً.
الطريق من أورشليم إلى أريحا هو طريق مملوء بالصخور ويختبئ اللصوص فيه (:1ميالً) ويمر بصحراء ،حتى أنه لقب بالطريق الدموي .وأريحا تقع في و ٍاد لذلك فهي منخفضة عن أورشليم (بحوالي ::::متر) .وكان يقيم
فيها :1:::كاهن والوي من خدام الهيكل.
بين حي وميت= هو حي جسدياً ولكن لفترة قصيرة سيموت بعدها حتماً .وحتى في خالل هذه الفترة فهو ميت
روحياً بسبب الخطية إلنفصاله عن اهلل .فكل من ينفصل عن اهلل يموت.
الكاهن والالوي= الكاهن رمز للناموس والالوي رمز للنبوات وكالهما عج اًز أن يعطيا شفاء وحياة للبشرية ،هما َّ شخصا الداء فقط ،لكن ال يمكنهما أن يضمدا جراحات البشرية ،وال يمكنهما أن يعطونا طبيعة جديدة ،أو يعيدوننا للطبيعة األصلية التي على صورة اهلل.
جا از مقابله= هما وقفا أمام اإلنسان الجريح ولكنهما كانا عاجزين عن شفائه ،والمعنى أنهما كانا مرحلة من المراحل التي جاز فيها اإلنسان في إنتظار أن يأتي المسيح ..السامري الصالح.
سامرياً مساف ارً= المسيح كان في األرض لمدة مؤقتة ،ولكنه من السماء وسيعود للسماء ،فكأنه كان مساف اًر وج ِرَح كان أيضاً مساف اًر من أورشليم .فأوالد اهلل أيضاً هم غرباء عن هذا العالم، غريباً .واإلنسان الذي سقط ُ وسيعودون ألورشليم السماوية .وكلمة سامري تعني حارس فهي رمز للمسيح الذي أشفق على البشرية.
الخمر والزيت= الخمر بما فيها من كحول تستخدم لقتل الميكروبات والزيت يعزل الجرح عن الجو الملوث ،يعمل كفاصل ويلين الجروح .والخمر رمز للدم والزيت رمز للروح القدس .وعمل المعمودية هو قتل الخطية كما يقتل
الخمر الميكروبات .والروح القدس في سر الميرون يعطي نعمة وقوة لنا حتى ننعزل عن هذا العالم فال نهلك،
ويكون هذا بأن يعطينا طبيعة جديدة ارفضة للخطية ،وتمنعنا من أن نخطئ بعد ذلك .إذاً هناك قتل للخطية وهذا إشارة لغفرانها ،وهناك قوة تحفظنا من السقوط (رو .):11:والخمر مؤلم للجرح والزيت ملطف له .وهكذا الروح
القدس يعالجنا ببعض من إحسانات اهلل وأيضاً ببعض التجارب.
أركبه على دابته= الدابة هي جسدنا ،فالدابة تشير للشهوة الجسدية وحقيقة فإن المسيح بدمه = خمره وبروحه = زيته شفى طبيعتنا ولكننا مازلنا في الجسد نعاني من شهواته (غل .):317لكن لنا سلطان عليها بنعمة المسيح.
فندق= هو الكنيسة التي تستقبل الناس وتشفيهم بالمسيح الذي فيها لذلك قال= واعتني به.
48
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)
ترك دينارين= رقم 1يشير للتجسد فهو الذي جعل االثنين واحداً ََ والمسيح أعطانا جسده نتحد به ،وهذا سر حياة الكنيسة .وترك لنا المسيح الكتاب المقدس بعهديه ( )1نتغذى بهما ،وبهما نتعرف عليه.
صاحب الفندق= هو إشارة للكهنوت وللخدام في كل كنيسة ووظيفتهم إستقبال المؤمنين فيها وأن يطعمونهم بكلمة اهلل ليشفوا.
فعند رجوعي= فالمسيح سيأتي ثانية في مجيئه الثاني.
أوفيك= على الخادم أن يعمل في خدمة أوالد اهلل والمسيح سيجازيه.
إذهب أنت أيضاً وافعل هكذا= أي تشبه أيها الناموسي بهذا السامري في العمل بمقتضى شريعة الحب .ولكن
الحظ إجابة الناموسي فهو تحاشى أن يقول السامري بل قال الذي صنع معه الرحمة .فاليهود ال يحتملون التعايش مع السامريين وهم لم يحتملوا المسيح ورفضوه وقالوا عنه أنه سامري وهذه عند اليهود هي نوع من
السباب (يو .)1111ولكن مثل السامري الصالح يشير لمحبة الناس جميعاً بدون تمييز ،لكن هذا الناموسي لم يفهمه.
(مريم ومرثا) اآليات (لو)71-62:15 ِ 62 اس ُم َها َم ْرثَا ِفي َب ْي ِت َهاَ 63 .و َكا َن ْت س ِائ ُر َ ام َأرَةٌ ْ يما ُه ْم َ ون َد َخ َل قَ ْرَي ًة ،فَقَ ِبلَتْ ُه ْ اآليات (لوَ " -1)71-62:15وف َ 75 ِ ِ لِ ِ َما َم ْرثَا فَ َكا َن ْت ُم ْرتَِب َك ًة ِفي س َمعُ َكالَ َم ُهَ .وأ َّ هذ ِه أ ْ ُخ ٌ سوعَ َو َكا َن ْت تَ ْ س ْت ع ْن َد قَ َد َم ْي َي ُ ت تُ ْد َعى َم ْرَي َم ،الَّتي َجلَ َ ِ ٍ ِ َن تُِعي َن ِني!» َما تَُبالِي ِبأ َّ يرٍة .فَ َوقَفَ ْت َوقَالَ ْتَ « :ي َار ُّ ُخ ِتي قَ ْد تََرَكتِْني أ ْ َن أ ْ َخ ُد ُم َو ْح ِدي؟ فَقُ ْل لَ َها أ ْ خ ْد َمة َكث َ ب ،أ َ 71 لك َّن ا ْلحاج َة إِلَى و ِ ور َك ِثيرٍة71 ،و ِ ين أل ْ ِ اح ٍد. سوعُ َوقَ َ ين َوتَ ْ ضطَ ِرِب َ ال لَهاَ «:م ْرثَاَ ،م ْرثَا ،أَ ْن ِت تَ ْهتَ ِّم َ َ َ َج َ فَأ َ َ َ اب َي ُ ُم ٍ َ َجل أ ُ اختَار ْت مريم َّ ِ ع ِم ْن َها»". يب َّ الصالِ َح الَِّذي لَ ْن ُي ْن َز َ النص َ فَ ْ َ َ ْ َ ُ في اآليات السابقة شبَّه المسيح نفسه بالسامري المرفوض .وهنا صورة عكسية= فقبلته امرأة فمريم جلست عند قدميه ،ومرثا خدمته .فهناك من يرفضونه .لكن هناك من يحبونه.
مثل السامري الصالح يشير للخدمة والعطاء في محبة ،وقصة مريم التي جلست عند قدمي المسيح تكمل
الصورة ،فنحن لن نستطيع أن نخدم في محبة متشبهين بالسامري الصالح ما لم تكن لنا هذه الجلسة الهادئة والخلوة اليومية مع المسيح ،نشبع به ونتشبه به فنستطيع أن نقوم بخدمتنا كسامريين صالحين نشبه مسيحنا
السامري الصالح.
المسيح في إجابته على مرثا المرتبكة لم يقل لها "إمتنعي عن العمل" واالّ لمات الناس جوعاً ،وهلك المخدومين
من عد م الخدمة ،لكن المسيح يشرح لها أننا نحتاج بالدرجة األولى إلى الجلوس عند قدميه نشبع به ونعرفه
أما باقي األشياء فهي فانية وسوف تنتهي بإنتهاء فنمتلئ سالم ويزول إرتباكنا فالواحد الذي نحتاجه هو المسيحّ ، ً الجسد (األكل والشرب )..فعلينا أن ال نرتبك بسببها كما إرتبكت مرثا ،ونسيت أن تجلس عند قدمي المسيح. لألسف هذا حال الكثيرين في هذه األيام ،فهم مرتبكين بأمور هذه الحياة ،ال يذهبون لكنيسة إالّ فيما ندر ،ال
49
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)
وقت لديهم للصالة وال للكتاب المقدس .بل هذا حال كثير من الخدام ،كل وقتهم في الخدمة ،دون خلوة فردية
يشبعون بها من المسيح ،ولكن بهذا تتحول الخدمة إلى اجتماعيات.
والمسيح لم َيلُ ْم مرثا على خدمتها بل إلرتباكها في أمور كثيرة تاركة كلمة الحياة األبدية ،إذاً هو ينبه على أهمية الشعور بالحاجة لكلمة الحياة األبدية= الحاجة إلى واحد أي إلى شخص المسيح ومعرفته ،وليس االهتمام الزائد بالجسديات وفي نفس الوقت فعلي الخادم أن يعرف أنه ال يكفي أن يجلس يتأمل ويدرس ويصلي ،ويهمل خدمته .ما يريده المسيح هو التعقل .ال نترك هذا وال نهمل ذاك .المسيح يريدنا أن تكون لنا خلوتنا ولكن ليس
على حساب الخدمة ،ويكون لنا خدمتنا ولكن ليس على حساب خلوتنا .أي المطلوب التوازن.
في آية ( 1)71سائرون= ذاهبون إلى أورشليم .قرية= هي بيت عنيا وهي بالقرب من أورشليم .في بيتها= هو بيت لعازر ومريم ومرثا.
وفي آية ( 1)11لن ينزع منها= فمحبة المسيح تدوم وتثبت في قلب اإلنسان ،هنا على األرض وهناك في السماء .أما األطعمة أو الجسدانيات أو الماديات عموماً فهي إلى زوال ،إما نتركها ونمضي بالموت أو تزول هي عنا.
50
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الحادى عشر)
عودة للجدول
اإلصحاح الحادي عشر اآليات (لو)7-1:11
في كتاب إنجيل متى (مت)10-3:3
في آية ( 1):إذ كان يصلي= المسيح كإنسان كامل كان يحتاج للصالة .وكنائب عن البشرية يرفع صالة عنا. وليقدم لنا نموذجاً .والتالميذ حينما رأوه يصلي بح اررة إشتهوا أن يصلوا مثله ،فسألوه أن يعلمهم الصالة.
0 ِ ِ ِ ف اللَّْي ِلَ ،وَيقُو ُل لَ ُه اآليات (لو " -:)2-0:11ثُ َّم قَ َ صَ ص ِد ٌ ال لَ ُه ْمَ «:م ْن ِم ْن ُك ْم َي ُك ُ يقَ ،وَي ْمضي إِلَ ْيه ن ْ ون لَ ُه َ 7 ٍ 3 َن ص ِديقًا لِي جاء ِني ِم ْن سفَ ٍر ،ولَ ْي ِ يق ،أَق ِْر ْ ِ يب ذلِ َك ِم ْن اص ِد ُ ِّم لَ ُه .فَ ُي ِج َ َ َ َ َ َ ضني ثَالَ ثَ َة أ َْرِغفَة ،أل َّ َ َي َ س لي َما أُقَد ُ ِ َد ِ اآلنَ ،وأ َْوالَِدي َم ِعي ِفي ا ْل ِف َر ِ ُع ِط َي َك2 .أَقُو ُل لَ ُك ْم: اخل َوَيقُ َ اش .الَ أَق ِْد ُر أ ْ اب ُم ْغلَ ٌ ق َ وم َوأ ْ ول :الَ تُْزِع ْجني! اَْل َب ُ َن أَقُ َ ِ ِ َج ِل لَج ِ ِ ِ يه لِ َكوِن ِه ِ ان الَ يقُوم ويع ِط ِ اج" . وم َوُي ْعطيه قَ ْد َر َما َي ْحتَ ُ صديقَ ُه ،فَِإ َّن ُه م ْن أ ْ َ َ ْ َوِا ْن َك َ َ ُ َ ُ ْ َ اجته َيقُ ُ في اآليات السابقة قدم السيد نفسه نموذجاً حياً للصالة مما دفع تالميذه أن يسألوه علمنا أن نصلي .فعلمهم
الصالة الربانية ثم ها هو هنا يعلمهم اللجاجة .ليس ألنه يستجيب لكثرة الكالم وانما حين نطيل صلواتنا ،فنحن نطيل فترة صلتنا باهلل ،وندخل معه في صلة حقيقية ،ومع الوقت تتحول الصالة إلى عبادة ملتهبة بالروح ،فيها ال نكف عن الصالة ،بل نظل في صلة مع اهلل حتى ونحن في أعمالنا ،وفي الشارع وفي كل مكان .صلوا بال
أما ترك الصالة بيأس إنقطاع (:تس .):317والصالة بلجاجة تحمل معنى اإليمان والثقة في إستجابة اهللّ ، مما يحزن اهلل .ونالحظ في مثل السيد المسيح أن هذا اإلنسان حقق غرضه فيحمل معنى عدم الثقة في اهلل وهذا ّ
من إنسان مثله تتنازعه عوامل األثرة والكسل ،أفال نستطيع أن نحقق أغراضنا من اهلل كلي المحبة والقدرة
بلجاجتنا مثل هذا اإلنسان ،بصالتنا نحن أيضاً بلجاجة .ولكننا يجب أن نعلم أن اهلل كثي اًر ما يؤجل اإلستجابة
بسبب عدم إستعدادنا لقبول البركة .ولنعلم أن الصالة بلجاجة وايمان تعطينا هذا اإلستعداد ،بل تغير طبيعتنا تماماً .ولنالحظ أن اإلنسان تتنازعه نوعان من المشاعر كالهما خطأ [ ]:الشعور بقوته [ ]1الشعور بأن اهلل ال
يستجيب .وتأخر إستجابة اهلل مع إستمرار الصالة يعطي إصالح لكال النوعين ،فنشعر بضعفنا واحتياجنا هلل
وأيضاً بقدرة اهلل .ولنالحظ أيضاً أن الصالة ليست وسيلة لتغيير مشيئة اهلل بل هي وسيلة لتغيير مشيئتي فأقبل
ما يسمح به اهلل والقلب يمتلئ سالماً وتسليم لمشيئة اهلل.
مثال :رسام يقوم برسم صورة ألحد األشخاص على لوحة .فإذا جلس الشخص أمام الرسام لحظات ثم قام ،ليأتي بعد أيام ويجلس لحظات ويقوم ،لن يستطيع هذا الرسام رسم اللوحة .ولكن على الشخص أن يطيل وقفته أمام الرسام حتى ترسم الصورة .والرسام هو الروح القدس ،وهو يرسم فينا صورة المسيح ،ولكنه يحتاج لوقت نقف فيه
أمام اهلل ،ليتمكن من رسم هذه الصورة فينا (غل )::11إذاً لنقف أمام اهلل في مثابرة حتى تتغير طبيعتنا .وأضف
لذلك أن اهلل يفرح بوقوفنا أمامه في صلة معه.
51
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)
والمسيح هنا يقدم نفسه كصديق= من منكم يكون له صديق= وهذا يشرح لنا أن طلبتنا منه يجب أن تكون بدالة فهو صديق .بل اهلل هو أب نصرخ له قائلين يا أبانا ..فما مقدار الدالة والثقة التي يجب أن نصلي بها .وهناك شرط آخر هو اإلحساس بالعوز ،وهذا ما تعبر عنه اللجاجة .ونالحظ في المثل أن الطالب يطلب ألجل آخر
جاء ليزوره ،وهذا يعلمنا أن نصلي ألجل اآلخرين ..هذه هي المحبة في المسيحية.
والحظ أن المسيح يصعب األمر (نصف الليل والصديق نائم /ال تزعجني /الباب مغلق اآلن /أوالدي في الفراش/ ال أقدر) ليشرح أنه في بعض األحيان تتأخر اإلستجابة ،وحتى نزيد من لجاجتنا في الصالة ،ويرتفع مستوى
الصالة وح اررة اللجاجة إلى المستوى الذي يساوي إستجابة الصالة.
نصف الليل= نصف الليل إعال ن عن وقت الضيقة ،ولمن نذهب في ضيقتنا؟ لو ذهبنا لصديق بشري في منتصف الليل لكان هذا إزعاجاً ولكن أبونا السماوي ال ينعس وال ينام ،ويقول "إدعني وقت الضيق" وداود كان يسبحه في نصف الليل (مز .):11:::ونصف الليل أيضاً تعبير عن حالة كسل وفتور أو خطية وابتعاد،
فالليل يشير لكل هذا .ولكن من يدرك وضعه هذا ،عليه أن يلجأ هلل صارخاً شاع اًر بالعوز واإلحتياج ،ولكن
مصلياً برجاء ودالة ،بثقة واصرار ومن المؤكد فاهلل سيستجيب .قد يتأخر اهلل ،حتى نشعر بعظم العطية التي سنأخذها لكنه سيستجيب .ثالث خبزات= [ ]:فاهلل يشبعنا نفساً وجسداً وروحاً ]1[ .رقم 7إشارة للثالوث فنحن نشبع بمعرفتنا وعالقتنا بالثالوث .فالروح يثبتنا في االبن ،واإلبن يحملنا ألحضان اآلب ]7[ .الخبز يشير لجسد
المسيح ،ورقم 7يشير للقيامة ،فنحن نشبع بجسد المسيح القائم من األموات .ولكن لن نشبع إن لم نقم نحن من موت الخطية.
يأتي بعد هذا المثل إسألوا تعطوا والمقصود إسألوا بلجاجة وثقة.
اآليات (لو)16-3:11
في كتاب إنجيل متى (مت)11-7:7
اآليات (لو)16-17:11
في كتاب إنجيل متى (مت)67-11:11
اآليات (لو)13-17:11
في كتاب إنجيل متى (مت)70-76:11
اآليات (لو)12-17:11
في كتاب إنجيل متى (مت70-76:11وما بعده)
اآليات (لو)61-13:11
في كتاب إنجيل متى (مت)71-62:11
اآليات (لو)63-66:11
راجع هذا الكتاب (مر)10-11:7
وراجع كتاب إنجيل متى ()16-11:3
52
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر) 66 ِ ت ا ْل ِم ْك َي ِ الَ ،ب ْل َعلَى ا ْل َم َن َارِة، ض ُع ُه ِفي ِخ ْف َي ٍةَ ،والَ تَ ْح َ اجا َوَي َ َح ٌد ُيوِق ُد س َر ً س أَ اآليات (لو« " -:)63-66:11لَ ْي َ ِ 67 لِ َكي ي ْنظُر الد ِ َّاخلُ َ ُّ ون َن ِّي ًراَ ،و َمتَى س ِد ُه َو ا ْل َع ْي ُن ،فَ َمتَى َكا َن ْت َع ْي ُن َك َب ِسي َ س ُد َك ُكلُّ ُه َي ُك ُ ور .س َر ُ ط ًة فَ َج َ اج ا ْل َج َ ون الن َ ْ َ َ 63 60 ِ ون م ْظلِما .اُْنظُ ْر إِ ًذا لِ َئالَّ َي ُك َ ُّ س ُد َك ُكلُّ ُه َن ِّي ًار ور الَِّذي ِف َ يك ظُ ْل َم ًة .فَِإ ْن َك َ ان َج َ يرةً فَ َج َ ون الن ُ َكا َن ْت شِّر َ س ُد َك َي ُك ُ ُ ً ِ ِ لَ ْيس ِف ِ اج ِبلَ َم َع ِان ِه»". يء لَ َك ِّ يه ُج ْزٌء ُم ْظلِ ٌمَ ،ي ُك ُ الس َر ُ ون َن ِّي ًار ُكلُّ ُهَ ،ك َما حي َن َما ُيض ُ َ مثل السراج جاء من قبل في (لو )::11في حديث السيد المسيح عن أمثال ملكوت اهلل ،فلماذا يكرره هنا ثانية؟
الحظ أنه يأتي مباشرة بعد طلب اليهود (الجيل الشرير) آية .والسيد وصفهم بالجيل الشرير بسبب مقاومتهم .وما
سر مقاومتهم والمسيح نو اًر ظاه اًر أمامهم؟ أن عينهم ليست بسيطة .فالعين البسيطة هي التي لها هدف واحد هو
أ ن تعرف الرب وتعاين الرب ،وتطلب مجد الرب .فملكة التيمن كان لها هدف واحد ،هو أن ترى مجد سليمان
أما هؤالء وحكمته فرأت ،بل هذا ما حدث مع المجوس .وأهل نينوى كان هدفهم إرضاء اهلل فقبلت توبتهمّ . اليهود فال يطلبون معرفة المسيح وال يطلبون مجد اهلل ،بل هم يطلبون مجد أنفسهم (يو .)1117فعيونهم ليست
بسيطة ومن عينه بسيطة يستريح المسيح فيه ويظهر له ذاته فيكون جسده ني اًر .من يفتح أعين قلبه للنور السماوي يخلص كما فعل أهل نينوى وملكة التيمن ،وعين القلب تظلم بعدم اإليمان والخطية .أي لو إمتأل قلب
اإلنسان بالبغضة وحب الذات والكبرياء والحقد والحسد فإنه ُيحرم من سكنى المسيح ،النور الحقيقي في داخله، فيصير النور الذي فيه ظالماً ،ومع هذا ُيمسى اإلنسان حكيماً في عيني نفسه وهو ال يدري أنه في ظلمة .ليس أحد يوقد سراجاً ويضعه في خفية= هذا إشارة ألن تعاليم المسيح وأعماله وآياته كانت أمام الجميع ،فلماذا يطلبون آية؟ المسيح يقصد أنا أتيت لكي أنير للعالم فلماذا أخبئ نوري ،ال داعي أن أمتنع عن األعمال ألنني
أتيت لهذا .لكنكم أنتم ال ترون النور .السبب أنهم صاروا ظلمة وال يفهمون بينما هم َّ يدعون الفهم والحكمة. يقصد المسيح أن الجهالة بالنور ال تكون بسبب المصباح بل بسبب العين العمياء .فملكة التيمن جاءت تتلمس
حكمة سليمان وهؤالء العميان ال يدركون أن أمامهم أقنوم الحكمة .من يريد بإخالص أن يعرف سيعطيه المسيح
أن يعرف .فالمجوس وجدوا المسيح ،أما هيرودس والكهنة فلم يجدوه لسبب حسدهم له .وحسدهم أعمى عيونهم فلم يروا النور.
بل على المنارة= المنارة عالية واذا وضع فوقها النور سيراه كل أحد والمسيح السماوي نوره يشع في كل مكان ولكل أحد لكنهم هم عميان .والمسيح سيعطي تالميذه أيضاً أن يكونوا نو اًر للعالم.
(آية 1)7:فإن كان جسدك كله ني ارً ليس فيه جزء مظلم= هذه تعني إن كان داخلك ني اًر ،مستني اًر بنور المسيح،
وأنت ال تترك مجاالً لنفسك للسقوط في الخطية .يكون ني ارً كله= حينئذ يشع نورك للخارج ،سيكون نورك ظاه اًر
للجميع كما من مصباح= كما حينما يضئ لك السراج بلمعانه.
سراج الجسد هو العين= أي ما يجعل جسدك مني اًر كسراج أو مظلماً هو عينك أي ..ماذا تريد ،ما هو هدفك؟
هل هو المسيح أم العالم .أنظر لئال يكون النور الذي فيك ظلمة= أي حاذر من أن تكون إرادتك التي جعلها
اهلل في سلطانك ،إذ خلقك ح اًر ،مظلمة حين تختار العالم ،أو كما حدث مع الكهنة وهيرودس.
53
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)
راجع تفسير (مت )16في كتاب اآلالم والقيامة اآليات (لو)07-67:11 62 َما ا ْلفَِّر ِ اآليات (لو67" -:)07-67:11وِفيما ُهو يتَ َكلَّم سأَلَ ُه فَِّر ِ يس ُّي َن َيتَ َغدَّى ِع ْن َدهُ ،فَ َد َخ َل َواتَّ َكأََ .وأ َّ يس ٌّي أ ْ َ َ َ َ ُ َ 63 اآلن أَيُّها ا ْلفَِّر ِ َفلَ َّما أرَى ذلِ َك تَعجَّب أ ََّن ُه لَم ي ْغتَ ِس ْل أ ََّوالً قَ ْب َل ا ْل َغ َد ِ ون َخ ِ ار َج الر ُّ ال لَ ُه َّ اء .فَقَ َ ُّون تَُنقُّ َ يسي َ ْ َ َ َ ب«:أَ ْنتُ ُم َ َ َ 75 ارج ص َنع الد ِ ِ اط ُن ُكم فَمملُوء ْ ِ ْس وا ْلقَصع ِة ،وأ َّ ِ َّاخ َل ص َن َع ا ْل َخ ِ َ َ َ س الَّذي َ اء ،أَلَ ْي َ اختطَافًا َو ُخ ْبثًاَ .يا أَ ْغ ِب َي ُ َما َب ْ َ ْ ٌ ا ْل َكأ ِ َ ْ َ َ 71 لك ْن وْي ٌل لَ ُكم أَيُّها ا ْلفَِّر ِ ِ 71 شي ٍء ي ُك ُ ِ ِ ُّون! أل ََّن ُك ْم يسي َ ضا؟ َب ْل أ ْ أ َْي ً ص َدقَ ًة ،فَ ُه َوَذا ُك ُّل َ ْ َ ْ َ ون َنقيًّا لَ ُك ْمَ .و َ َعطُوا َما ع ْن َد ُك ْم َ َن تَعملُوا ِ اهللَ .ك َ ِ َّة ِ ق ومحب ِ ون َّ تُ َع ِّ هذ ِه َوالَ تَتُْرُكوا الن ْع َن َع َو َّ اب َو ُك َّل َب ْقلَ ،وتَتَ َج َاوُز َ ش ُر َ ون َع ِن ا ْل َح ِّ َ َ َ الس َذ َ ان َي ْن َبغي أ ْ ْ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِت ْل َك76 .وْي ٌل لَ ُكم أَيُّها ا ْلفَِّر ِ َس َوا ِ قَ 77 .وْي ٌل لَ ُك ْم ُّون! أل ََّن ُك ْم تُ ِحب َ يسي َ س األ ََّو َل في ا ْل َم َجام ِعَ ،والتَّحيَّات في األ ْ ْ َ ُّون ا ْل َم ْجل َ َ 70 ِ ِ ِ ِ ِ ون! ألَ َّن ُك ْم م ْث ُل ا ْلقُ ُب ِ اب ين َي ْم ُ ُّون ا ْل ُم َر ُ ون َعلَ ْي َها الَ َي ْعلَ ُم َ ش َ ور ا ْل ُم ْختَف َيةَ ،والَّذ َ اؤ َ ُّها ا ْل َكتََب ُة َوا ْلفَِّريسي َ أج َ ون!» .فَ َ أَي َ 73 النام ِ وِ اح ٌد ِم َن َّ ُّها ين تَقُو ُل ه َذا تَ ْ ضا!» .فَقَ َ ام َعلِّ ُمِ ،ح َ وس ِّي َ شتُ ُم َنا َن ْح ُن أ َْي ً الَ «:و َوْي ٌل لَ ُك ْم أَ ْنتُ ْم أَي َ َ ين َوقا َل لَ ُهَ « :ي ُ ُ 77 النام ِ ون َّ َّ َصا ِب ِع ُك ْمَ .وْي ٌل لَ ُك ْم! َح َماالً َع ِس َرةَ ا ْل َح ْم ِل َوأَ ْنتُ ْم الَ تَ َم ُّ َح َم َ س َ ُّون! أل ََّن ُك ْم تُ َح ِّملُ َ وسي َ ون األ ْ اس أ ْ ال ِبِإ ْح َدى أ َ الن َ ُ 72 ِ َعم ِ وه ْم َوأَ ْنتُ ْم وه ْم .إِ ًذا تَ ْ آب ُ آب ِائ ُك ْم ،أل ََّن ُه ْم ُه ْم قَتَلُ ُ اؤ ُك ْم قَتَلُ ُ ش َه ُد َ أل ََّن ُك ْم تَْب ُن َ ون َوتَْر َ ال َ ور األَ ْن ِب َياءَ ،و َ ون قُ ُب َ ض ْو َن ِبأ ْ َ ِ ِ ِ ون قُبورُهمِ 73 .ل ِ ون ِ 05ل َك ْي ون ِم ْن ُه ْم َوَي ْط ُرُد َ سالً ،فَ َي ْقتُلُ َ ذل َك أ َْي ً اء َوُر ُ ضا قَالَ ْت ح ْك َم ُة اهلل :إِ ِّني أ ُْرس ُل إِلَ ْي ِه ْم أَ ْن ِب َي َ تَ ْب ُن َ ُ َ ْ 01 ش ِ يل َدم ج ِمي ِع األَ ْن ِبي ِ ي ْطلَ ِ ُهلِ َك اء ا ْل َعالَِمِ ،م ْن َدِم َها ِب َ ق ُم ْن ُذ إِ ْن َ يل إِلَى َدِم َزَك ِريَّا الَِّذي أ ْ اء ا ْل ُم ْه َر ُ َ ب م ْن ه َذا ا ْل ِج ِ ُ َ ُ َ 01 ِ يل! وْي ٌل لَ ُكم أَيُّها ال َّنام ِ ِ ب ِم ْن ه َذا ا ْل ِج ِ اح ُّون! أل ََّن ُك ْم أ َ وسي َ َخذْتُ ْم م ْفتَ َ َب ْي َن ا ْل َمذ َْب ِح َوا ْل َب ْيتَ .ن َع ْم ،أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُه ُي ْطلَ ُ ْ َ َ ُ وهم»06.وِفيما ُهو ي َكلِّمهم ِبه َذاْ ،ابتَ َدأَ ا ْل َكتَب ُة وا ْلفَِّر ِ ا ْلمع ِرفَ ِة .ما َد َخ ْلتُم أَ ْنتُم ،والد ِ ون ُّون َي ْح َنقُ َ يسي َ َّاخلُ َ َْ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ُ ُ ُْ ون َم َن ْعتُ ُم ُ ْ َ 07 ِجدًّا ،ويص ِادروَن ُه علَى أُم ٍ ِ شتَ ُكوا َعلَ ْي ِه" . ش ْي ًئا ِم ْن فَ ِم ِه لِ َك ْي َي ْ ادوا َ ين أ ْ صطَ ُ يرٍةَ ،و ُه ْم ُي َر ِاق ُبوَن ُه طَالِ ِب َ َ َن َي ْ ور َكث َ َُ َ ُ ُ دعا هذا الفريسي السيد المسيح ،غالباً ليس عن محبة ،بل ألنه أراد أن يوقع به ويتصيد أي خطأ عليه .والسيد
لم يغتسل عمداً ال ألن اإلغتسال خطأ ولكنه أراد أن يعطي درساً لهذا الفريسي ومن معه بأن المهم هو الطهارة الباطنية وليس الخارجية ،بينما أن تطهير الخارج دون الداخل لهو حماقة .لقد ظن هذا الفريسي أن عدم اإلغتسال خطية كبرى ودليل على عدم الطهارة الباطنية ،لكن في حقيقة األمر كان داخله عداء وحقد ورياء
وعدم محبة لهذا الضيف الذي أتى به إلى منزله،بل هو يريد أن يوقع به .والحظ أن ناموس موسى ال توجد به
وصية واحدة عن اإلغتسال قبل األكل ،فالمسيح لم يكسر الناموس .الذي صنع الخارج صنع الداخل أيضاً= إن
اهلل حقاً يهتم بنظافة الخارج ألنه خلقه ،فهو قطعاً يهتم بطهارة القلب الذي خلقه أيضاً ،ويهتم بأن يكون خالياً من الشر والرياء والحقد حتى تجاه الضيف الذي تستضيفه.
والحظ أن اليهود كانوا يغسلون اآلنية من الخارج وليس الداخل ،فالغسيل ليس للتنظيف بل للطهارة الطقسية
(كانوا يخافون أن تكون قد تالمست مع نجس مثل شخص أممي مثالً) .وهذا فيه نوع من الغباء ،فكيف يطهرون خارج اآلنية ويتركون داخلها الذي سيأكلون فيه أو يشربون منه .المهم أنهم يمارسون نفس الشئ مع أنفسهم إذ
هم يغتسلون من الخارج وقلوبهم مملوءة ش اًر .هم بهذا قد إهتموا برأي الناس فيهم (فالناس يرون الظاهر) ولم يهتموا برأي اهلل فيهم (فاهلل وحده يرى الداخل) .وهذا هو الرياء .القصعة= الطبق .أعطوا صدقة= هم محبين
لألموال ،ولكن من يعطي يصبح قلبه نقياً من الطمع والجشع وحب الظهور (إن أعطى خفية) .فمن يعمل خي اًر 54
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)
ينقيه اهلل .وقول المسيح هذا كان حالً لمشكلة الفريسيين الذين يهتمون بأنفسهم في كبرياء .والسيد يطلب منهم
هنا اإلهتمام باآلخرين فتمتلئ قلوبهم محبة .تعشرون النعنع والسذاب ..وتتجاوزون عن الحق ومحبة اهلل= النباتات التي يشير إليها السيد هي التي تزرع في البيوت ،وهم يعشرونها ليظهروا أمام الناس أنهم مدققين في
أما باطن القلب والذي من المفروض أن يمتلئ حقاً ومحبة هلل فال يهتمون به .والحظ أن إهتمامهم الناموسّ ، بالعشور كان ليشجعوا الشعب على دفع العشور وهم يستفيدون من ذلك. (آية 1)17أما في المسيحية فمن أراد أن يكون عظيماً يكون هو األصغر (لو )111:وعبداً (مت.)1311:
المسيح أخلى ذاته فهل نقبل أن نتواضع ،ولنالحظ أن الكبرياء هو سقطة الشيطان (إش.):1-:71:1
والفريسيون كانوا قد إفتتنوا بمحبة المجد من الناس واحتقروا الفقراء والمساكين والضعفاء.
(آية 1)11القبور المختفية= كان من يلمس قب اًر يتنجس سبعة أيام لذلك وضعوا عالمات على القبور حتى ال
يلمسها المارة .وهؤالء الفريسيون المملوئين ش اًر ورياء هم مثل قبور بال عالمات ،ألن داخلهم نجاسة ولكنهم
يتظاهرون بالطهارة.
(آية 1)17في آية ( )11قال ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون .والناموسيون هم كتبة مشتغلين بالناموس .فطبعاً الكالم كان موجه لهم أيضاً .وهذا الناموسي ثار لكرامته عوضاً عن أن يفكر فيما قيل ويفكر في كيف يتوب.
(آية 1)1:كانوا يعطون أنفسهم حالً من ممارسة ما يطلبونه من الناس .ولنفس السبب هاجمهم بولس الرسول
(رو.)17-:311
اآليات ( 1)1:-13المسيح يوبخهم على أنهم يبنون ويزينون قبور األنبياء الذين قتلهم أبائهم ورفضوا تعاليمهم. وهم بسيرتهم وأعما لهم وشرورهم يثبتون أنهم متفقون مع آبائهم قتلة األنبياء أكثر من إتفاقهم مع األنبياء في أعمالهم الصالحة .وهذا ظهر في إتفاقهم اآلن ضد المسيح (آيات .)71-77ثم ظهر في مؤامرة الصليب ،ثم
رجم إسطفانوس ،فهم مستمرين في نفس أعمال أبائهم .لذلك أيضاً قالت حكمة اهلل إنى أرسل= اهلل أرسل لهم األنبياء والرسل لكي إذا سمعوهم يخلصوا لكنهم قاموا عليهم وقتلوهم ،فدم هؤالء األنبياء سيشهد عليهم .لكن اهلل
سيتبرر إذا حاكمه أحد هؤالء ،فاهلل سبق وأنذر ،ولم يتركهم دون شاهد.
آية ( 1)7:يطلب من هذا الجيل دم جميع= ما كان يطلب منهم إن كانوا قد تابوا أو آمنوا بالمسيح ،ولكن هذا الجيل أكمل خطية اآلباء بصلبهم للمسيح.
(آية 1)7:زكريا هو إبن برخيا (مت1 +77117أي )11-1:111حيث يذكر أنه زكريا إبن يهوياداع .وغالباً فزكريا كان أبوه هو برخيا الذي مات مبك اًر فنسب إلى جده يهوياداع ،وهذا منطقي فعمر يهوياداع كان :7:سنة. راجع باقي التفسير في كتاب آالم وقيامة السيد المسيح .ويقال أن زكريا هو أبو يوحنا المعمدان ،الذي قتله الجند
بعدما وضع الطفل يوحنا على المذبح قائالً ،من حيث أخذته (المذبح) أعيده ،فخطفه مالك الرب وذهب به
للبرية وكان ذلك إبان قتل أطفال بيت لحم.
(آية 1)71جرت العادة أن يعطَي كل ناموسي مفتاحاً عند تعيينه وفرزه للخدمة وذلك عند الثالثين من عمره داللة أنه ملزم بفتح كنوز المعرفة والحكمة اإللهية للشعب .وكان هؤالء الدارسين للناموس يعرفون النبوات التي تشهد
55
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)
للمسيح وأخفوها عن الشعب .وضللوا الشعب (بينما كان هناك من فهم موعد مجيء المسيح مثل حنة وانتظرت
المسيح في الهيكل) فهؤالء الناموسيون لم يدخلوا إلى اإليمان ومنعوا الشعب بينما أن معهم مفتاح معرفة وفهم
النبوات.
(آية )77يصادرونه= هي كلمة قضائية بمعنى أن السلطات تصادر الشخص معنوياً السيما عند إستخدام األحكام العرفية .والمفهوم مقاطعته ومنعه من إبداء رأيه واإلعتراض عليه( .آية 1)71يشتكوا عليه= لرؤساء اليهود على أنه مجدف ،أو مقاوم للرومان وهذا بدالً من أن يتوبوا.
56
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثاني عشر)
عودة للجدول
اإلصحاح الثاني عشر اآليات (لو)11-1:11 آية (لو)15:11
في كتاب إنجيل متى (مت 71-13:15وما بعده) في كتاب إنجيل متى (مت 67-11:11وما بعده)
ِ ِ ِ اح ٌد ِم َن ا ْلجم ِع«:يا معلِّمُ ،ق ْل أل ِ اآليات (لو16" -:)11-16:11وقَا َل لَ ُه و ِ اث»17 .فَقَا َل ير َ َخي أ ْ َ َ َ َ َ ْ َن ُيقَاس َمني ا ْلم َ ُ ُ 10 ان ،م ْن أَقَام ِني علَ ْي ُكما قَ ِ ان اض ًيا أ َْو ُمقَ ِّ س ًما؟» َوقَ َ ال لَ ُه ُم«:ا ْنظُُروا َوتَ َحفَّظُوا ِم َن الطَّ َم ِع ،فَِإ َّن ُه َمتَى َك َ لَ ُهَ « :ياإِ ْن َ َ َ َ س ُ َ 13 ِ أل ٍ ِ ورتُ ُه17 ،فَفَ َّك َر ِفي ان َغ ِن ٌّي أ ْ سٌ س ْت َح َياتُ ُه ِم ْن أ َْم َوالِ ِه»َ .و َ ض َر َ َ َخ َ ب لَ ُه ْم َمثَالً قَائالً«:إِ ْن َ ير َفلَ ْي َ ص َب ْت ُك َ َحد َكث ٌ 12 َجمع ِف ِ ِ َن لَ ْي ِ َه ِد ُم َم َخ ِ يه أَثْ َم ِ ازِني َوأ َْب ِني اري؟ َوقَ َ َع َم ُل ه َذا :أ ْ ال :أ ْ َن ْف ِس ِه قَ ِائالًَ :ما َذا أ ْ س لي َم ْوضعٌ أ ْ َ ُ َع َم ُل ،أل ْ َ ضوع ٌة ِل ِس ِن َ ِ اك ج ِميع َّغالَ ِتي و َخ ْيرِاتي13 ،وأَقُو ُل لِ َن ْف ِسي :يا َن ْفس لَ ِك َخ ْير ٌ ِ يرٍة. َع َ ظ َمَ ،وأ ْ أْ يرةٌَ ،م ْو ُ َ َ َج َمعُ ُه َن َ َ َ ُ َ ين َكث َ ات َكث َ َ َ َ 15 هذ ِه اللَّْيلَ َة تُ ْطلَب َن ْفس َك ِم ْن َك ،فَ ِ ال لَ ُه اهلل :يا َغ ِب ُّي! ِ ِاستَ ِر ِ َع َد ْدتَ َها يحي َو ُكلِي َوا ْ ش َرِبي َواف َْر ِحي! فَقَ َ هذ ِه الَِّتي أ ْ ُ َ ْ ُ ُ 11 ون؟ ه َك َذا الَِّذي ي ْك ِن ُز لِ َن ْف ِس ِه ولَ ْيس ُهو َغ ِنيًّاِ ِ هلل»". لِ َم ْن تَ ُك ُ َ َ َ َ في اآليات السابقة كان المسيح يكلمهم عن الك ارزة بال خوف والضيقات التي ستأتي .فإرتفع صوت شخص يشتكي أخيه الذي ظلمه في الميراث .ويظهر هنا التناقض ،فلو فهم هذا الشخص كالم المسيح الذي يعني أنه
في هذا العال م سيكون ضيق مستمر ،ولكن الروح القدس يساندنا وفي النهاية من يثبت يعترف به المسيح، إلحتقر هذا الشخص الماديات كلها فماذا ستنفعه أمواله وقت اإلضطهاد واالستشهاد ،وماذا سيخسر هذا حينما
يقف ُم ْعتََرفَاً به أمام اهلل .المسيح واضح هنا أنه يريد رفع مستوى تفكيرنا إلى السماويات ،وايماننا بأننا غرباء في هذه األرض .لذلك ينبه أن الطمع هو أخطر عدو يقابل المسيحي ،لذلك أسماه بولس الرسول عبادة أوثان (كو .) 717ألن الطماع ينسى إنتمائه للسماء ويظن أنه سيعيش لألبد على األرض (هذا هو معنى المثل الذي
قاله هنا السيد المسيح) .لنثق أن المال ال يعطي سالماً ،اهلل هو الذي يعطيه .والسيد المسيح رفض أن يأخذ دور
السلطة الزمنية أي القضاة وصمم على أن يكون دوره روحياً .هو تحاشى أن يضع قوانين أرضية للميراث وخالفه بل هو السماوي ،أتى من السماء ليرفعنا للسماويات ،المسيح يريدنا أن نشعر بأننا غرباء على األرض.
هو يريد أن يحل المشاكل بإصالح الداخل ،ومنع الطمع المفسد للحياة السماوية .والحظ فإن المسيح ال يدين ِ الغ ني بل الطمع .والطمع هو الشعور الدائم بعدم اإلكتفاء والنهم لألرضيات والماديات ،واإلنشغال بالماديات عن
57
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)
الروحيات ،وعدم اإلهتمام بأن يكون للشخص كنز سماوي .من أقامني قاضياً= المسيحية لم تضع أي قانون
للميراث .فالمسيح أتى لنرث السماء.
يا معلم قل ألخي= كان وظيفة معلمي اليهود أن يتدخلوا لحل هذه المشاكل.
مثل الغني الغبي :هل خطأ أن يفكر إنسان أن يقيم مخازن؟ قطعاً هذا ليس خطأ ،فما هو إذاً خطأ هذا الغني
الذي جعله غبياً؟
.:هو كان يفكر في الحاضر فقط والمستقبل على أنه سيعيش دائماً وربما لألبد .ولم يفكر أنه في هذه الليلة ستؤخذ نفسه .فعلينا أن نعمل بجد ولكن ال ننسى أننا هنا غرباء ،قد نترك العالم في أي لحظة.
.1إذا فهمنا أنه يمكن لنا أن نترك العالم في أي لحظة ،فما الذي أعددناه للسماء .هذا الغني كل ما فكر فيه كان يخص حياته على األرض ،فأين هي كنوزه التي في السماء (أي أين صالته وأصوامه وصدقاته.)..
.7عطايا اهلل له حسبها تخصه وحده= أثماري غالتي خيراتي فهو نسب الخير لنفسه ولم يذكر أن اهلل أعطاه الكثير فيشكر اهلل وليعطي هو من ليس لهم ،فنحن وكالء على ما عندنا.
.1أنظر ما يفكر فيه يا نفسي كلي واشربي وافرحي= فكل ما يفكر فيه هو ما يشبع الحيوانات أيضاً ،ولكن أين نصيب الروح .هدف السيد من المثل أننا مخلوقات تنتمي للسماء وغرباء على األرض فلنهتم
بالسمائيات. ِ .7 لك خيرات يا نفسي= هو إعتبر أن الخيرات هي الماديات فقط وتناسي أن الخيرات الحقيقية هي الفضائل فهذه توصلنا للسماء أما األموال فهذه يمكن توجيهها لتكون خي اًر ويمكن توجيهها لتكون ش اًر.
.:هو إفترض أن غناه سيكون سبباً في راحته ،مع أنه أصبح هماً ثقيالً عليه وشاغالً يشغل باله ويمأله قلقاً. أما الراحة الحقيقية هي في المسيح .غنياً هلل= أي يكون لقد ظن أنه يملك المال لكن المال هو الذي إمتلكهّ . غناه هذا لمجد اهلل وليس لراحته هو شخصياً. .3يقول يا نفسي ِ لك خيرات كثيرة ،موضوعة لسنين كثيرة= ولم يخطر على باله أي اعتبار ألن كل شئ هو
ملك هلل ،وأننا وكالء على ما بين أيدينا .وأن اهلل سيحاسب ك ٌل منا حسب ما سوف يتصرف في أمواله. والحظ قوله سنين كثيرة ،هو ال يفكر أنه يمكن أن ينتقل في أي لحظة .هذا اإلنسان ربط نفسه باألرضيات
وبالتالي فهو ال يصلح للسماويات .فمن يصلح للسماويات هو من عاش في األرض سماوياً غريباً عن
األرض.
.1حينما زادت خيراته فكر في زيادة مخازنه بدالً من أن يفكر في إحتياج الفقراء لهذه الزيادات.
ملحوظة 1ما يحكم نظرتنا للمال هو أنه مال اهلل وأنا أمين عليه +لو ضاع المال ال أهتم فاهلل قادر أن يعوض
+ال تعارض بين عدم الطمع والطموح .فالطموح مطلوب لكن على أال يتعارض مع واجباتي نحو اهلل +ال
يكون بظلم اآلخرين +شعوري بأن ضمان المستقبل ليس في أموالي بل أن لي إله غني قدير يحبني. اآليات (لو)61-11:11
في كتاب إنجيل متى (مت 67-10:3وما بعده)
58
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)
66 61 ف ،أَيُّها ا ْلقَ ِطيع َّ ِ يعوا ير ،أل َّ اآليات (لو« " -1)72-61:11الَ تَ َخ ْ س َّر أ ْ َن ُي ْع ِط َي ُك ُم ا ْل َملَ ُك َ ُ َ وتِ .ب ُ َن أ ََبا ُك ْم قَ ْد ُ الصغ ُ ِ السماو ِ ِ سِ ق َوالَ ُي ْبلِي اتَ ،ح ْي ُ ار ٌ َما لَ ُك ْم َوأ ْ ث الَ َي ْق َر ُ ب َ اسا الَ تَ ْف َنى َو َك ْن ًاز الَ َي ْنفَ ُد في َّ َ َ ص َدقَ ًة .ا ْع َملُوا لَ ُك ْم أَ ْك َي ً َعطُوا َ 60 67 س ُر ُج ُك ْم ُموقَ َدةًَ 63 ،وأَ ْنتُ ْم وس ،أل ََّن ُه َح ْي ُ ون َك ْن ُزُك ْم ُه َن َ َحقَ ُ اك َي ُك ُ ث َي ُك ُ ضا« .لِتَ ُك ْن أ ْ ون َق ْل ُب ُك ْم أ َْي ً اؤ ُك ْم ُم َم ْنطَقَ ًة َو ُ س ٌ ُ 67 ِ ِ س ِّي َد ُه ْم َمتَى َي ْرجعُ ِم َن ا ْل ُع ْر ِ ِم ْث ُل أَُن ٍ وبى ألُولَ ِئ َك اء َوقَ َر َ ع َي ْفتَ ُح َ اس َي ْنتَ ِظ ُر َ ون لَ ُه ل ْل َوقْت .طُ َ سَ ،حتَّى إِ َذا َج َ ون َ ق أَقُو ُل لَ ُكم :إِ َّن ُه يتَم ْنطَ ُ ِ ين إِ َذا جاء س ِّي ُد ُهم ي ِج ُد ُهم س ِ ا ْلع ِب ِ ين .اَْل َح َّ َّم َوَي ْخ ُد ُم ُه ْمَ 62 .وِا ْن اه ِر َ يد الَِّذ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ق َوُيتْكئُ ُه ْم َوَيتَقَد ُ ِ 63 يع الثَّ ِاني أَو أَتَى ِفي ا ْله ِز ِ ِ ِ اعلَ ُموا ه َذا :أ ََّن ُه أَتَى ِفي ا ْل َه ِز ِ وبى ألُولَ ِئ َك ا ْل َع ِبيدَ .وِا َّن َما ْ يع الثَّالث َو َو َج َد ُه ْم ه َك َذا ،فَطُ َ ْ َ 75 ِ ِ ِ الس ِ ِّين ،أل ََّن ُه ف َر ُّ اع ٍة َيأ ِْتي َّ لَ ْو َع َر َ س ِه َرَ ،ولَ ْم َي َد ْ ار ُ ستَِعد َ ع َب ْيتَ ُه ُي ْنقَ ُ س َ ب .فَ ُكوُنوا أَ ْنتُ ْم إِ ًذا ُم ْ ق لَ َ ب ا ْل َب ْيت في أَيَّة َ 71 ِ ون َيأ ِْتي ْاب ُن ِ سِ ضا؟» سَ «:ي َار ُّ ان» .فَقَ َ اع ٍة الَ تَظُ ُّن َ ب ،أَلَ َنا تَقُو ُل ه َذا ا ْل َمثَ َل أ َْم لِ ْل َج ِمي ِع أ َْي ً س َ ال لَ ُه ُب ْط ُر ُ اإل ْن َ في َ 71 ين ا ْلح ِكيم الَِّذي ي ِقيم ُه س ِّي ُده علَى َخ َد ِم ِه لِيع ِطيهم ا ْلعلُوفَ َة ِفي ِح ِ ِ ِ ين َها؟ الر ُّ ال َّ فَقَ َ ُ ُ َ ُ َ ُْ َ ُُ ُ ب« :فَ َم ْن ُه َو ا ْل َوكي ُل األَم ُ َ ُ 76 ِ َّ ِ ِ ِ ِِ يع أ َْم َوالِ ِه. س ِّي ُدهُ َي ِج ُدهُ َي ْف َع ُل ه َك َذا! ِ 77با ْل َح ِّ يم ُه َعلَى َج ِم ِ طُ َ اء َ وبى لذل َك ا ْل َع ْبد الَّذي إِ َذا َج َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إن ُه ُيق ُ ِ ال ذلِ َك ا ْلع ْب ُد ِفي َق ْل ِب ِهِ : 70و ِ ان َوا ْل َج َو ِ ب يَ ،وَيأْ ُك ُل َوَي ْ لك ْن إِ ْن قَ َ وم ُه ،فَ َي ْبتَِدئُ َي ْ ب ا ْل ِغ ْل َم َ ش َر ُ ض ِر ُ ار َ َ َ َ س ِّيدي ُي ْبطئُ قُ ُد َ 73 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ين. اع ٍة الَ َي ْع ِرفُ َها ،فَ َي ْق َ يب ُه َم َع ا ْل َخ ِائ ِن َ ط ُع ُه َوَي ْج َع ُل َنص َ س َ َوَي ْ س ِّي ُد ذل َك ا ْل َع ْبد في َي ْوٍم الَ َي ْنتَظ ُرهُ َوِفي َ س َك ُرَ .يأْتي َ ضرب َك ِثيرا72 .و ِ ادةَ س ِّي ِد ِه والَ يستَِع ُّد والَ ي ْفع ُل بحس ِب إِر َ ِ ِ َِّ 77وأ َّ ِ ِ لك َّن الَِّذي الَ َي ْعلَ ُم، َ َ ادته ،فَ ُي ْ َ ُ ً َما ذل َك ا ْل َع ْب ُد الذي َي ْعلَ ُم إ َر َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ضرب ٍ ب ِم ْن ُه َك ِثيرَ ،وم ْن ُي ِ ستَ ِح ُّ ير ُيطَالِ ُبوَن ُه ود ُعوَن ُه َك ِث ًا ُع ِط َي َك ِث ًا اتُ ،ي ْ ب َقلِيالً .فَ ُك ُّل َم ْن أ ْ ير ُي ْطلَ ُ ض َر ُ ق َََ َوَي ْف َع ُل َما َي ْ ٌ َ ِبأَ ْكثََر" .
في اآليات السابقة دعوة السيد ألوالده أال يقلقوا فاهلل يعول أوالده ويهتم بهم.
ال تخف= من الغد أو من قلة الغذاء والكساء ،فإن كان اهلل قد ُس َّر أن يعطيكم الملكوت فهل يبخل عليكم بالجسديات.
القطيع الصغير= فالمدعوون كثيرون والمنتخبون قليلون ،الذين يخلصون هم قليلون .وفي أول لقاء مع تالميذه أعطاهم الرب صيداً وفي اًر بال عدد (لو )7وفي آخر لقاء أعطاهم :77سمكة هم القطيع الصغير .وفي مثل
عرس إبن الملك كان المدعوون كثيرين ،ولكن عاد وأخرج من ليس عليهم ثياب العرس .وهم قطيع صغير لقلة
عددهم وسط عالم كبير وأعداء كثيرين أشداء .وهم قطيع صغير لقلة إمكانياتهم البشرية.
ألن أباكم= ربما هم بال حول وال قوة في العالم ،لكن أنظر ألبيهم الذي سر بهم ومدى محبته لهم ،وماذا أعد لهم؟ الملكوت .والحظ أن عدد المؤمنين في القطيع الصغير معروف عدده ال يهلك منه أحد /بل هو معدود
واحداً فواحداً (رمزياً هم + :77وهم :::خروف لو ضل أحدهم يذهب الراعي ليفتش عليه حتى يجده) .فهو َّ وصدق أن اهلل أعد له الملكوت سيبيع بسهولة األرضيات ،ويعطي راعي وهو أب .بيعوا ما لكم= من آمن صدقة فيكنز له كن اًز سماوياً حيث يثق أنه ذاهب ،هو ينقل بهذا أمواله إلى بنك السماء حيث هو ذاهب .ومن
هذه اآلية نفهم إستحالة الجمع بين كنزين إذ ال يمكن أن يتوزع القلب بين إثنين اهلل والمال .بهذا يتوقف المسيح
عن الكالم في الماديات وينتقل للروحيات .وقوله بيعوا ال تعني أن نبيع كل شئ ونفتقر بل أن نتوقف عن التعلق 59
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)
بها أو اإلعتماد عليها .أن نفهم بقلوبنا تفاهتها ،فلنا أب سماوي هو يعولنا .أكياساً ال تفني= اإلتكال على اهلل هو كمن له كيس ال يفنى ما فيه من نقود مثل كوز زيت األرملة في قصة إيليا .فاهلل مصدر ال نهائي لكل ما
يحتاجه أوالده .ولكن هذا لمن إهتم أن يكون له كنز في السموات= أي تكون حياته سماوية وتكون أمواله لخدمة المحتاجين.
لتكن أحقاءكم ممنطقة= ثياب الشرقيين طويلة ،واذا لم يتمنطقوا تعوقهم ثيابهم عن العمل والرحيل ألنها تشتبك بأقدامهم .إذاً المعنى الروحي أن ال يرتبك المؤمن بالمعوقات العالمية التي تعوقه عن الخدمة وعن إنتظار الرب
بفرح ،ويكون هذا بضبط النفس عن اإلسترسال في الشهوات واإلنغماس في ملذات الدنيا ،واإلهتمام بحياة
الفضيلة واألعمال الصالحة .إذاً هي إعتبار الجسد ميت عن ملذات العالم والخطية (كو( )717جهاد سلبي) وعمل أعمال بر وخدمة (جهاد إيجابي) .فمن باع العالم أي لم يعد يهتم به يسهل عليه تركه.
قصة 1حينما أتت ساعة الموت من شخص مريض طريح الفراش ،كان ينام على وسادة ،وجدوه يحتضن وسادته بعنف ،وحاولوا أخذ الوسادة منه ليجعلوه ينام عليها ويستريح ،فكان يرفض بشدة محتضناً وسادته حتى مات، ولما مات فتحوا الوسادة ،فوجدوه قد أخفى ثروته فيها .هذا كان رافضاً للموت متعلقاً بثروته .فكل من تعلق
بالعالم ال يريد أن يتركه = .حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضاً.
ط حزام الوسط فوقه فيشد قامة اإلنسان ويرفع مالبسه فوق أحقاؤكم= مفردها ُحق وهو ُحق الفخذ الذي ُي ْرَب ْ األرض ويجعله بهذا مستعداً للمشي والرحيل. سرجكم موقدة= يحتاج اإلنسان في الليل لسراج موقد يسير به في الظالم .لئال يصيب اإلنسان ما أصاب العذارى الجاهالت .وهذا إشارة لضرورة اإلمتالء من الروح القدس وسط ليل هذا العالم .وهذا يكون بطلب الروح
القدس بلجاجة في الصالة .فيمتلئ اإلنسان ويحل المسيح (النور) في قلبه .فينير هو أيضاً.
ينتظرون سيدهم متى يرجع= إشارة للمجيء الثاني ،أو ساعة اإلنتقال .ساهرين= ساهر على أن يكون
مصباحه مملوءاً بالزيت كالعذارى الحكيمات وساهر على أوالده وبيته ،والخادم ساهر على كنيسته حتى ال
يخطف عدو الخير أحد أوالده ،ساه اًر أن يؤدي خدمته بأمانة .وكل إنسان يكون ساه اًر على أن تكون عبادته بأمانة ،والساهر يأخذه رب المجد للمجد .وقد يكون العبيد إشارة لطاقات اإلنسان (الجسدية والروحية) التي ينبغي
أن تكون في خدمة السيد المسيح.
يتمنطق ..ويخدمهم= ال والئم في السماء ولكن المعنى هو ال شئ من البركات والمجد في السماء لن ينعم به المسيح علينا .هو يتمنطق ليخدم الذين سبقوا وتمنطقوا في العالم .وهو يمنطق حقويه إستعداداً للدينونة وفيها يكرم الساهرين ،ويحكم على األشرار .وعربون هذا هو الفرح والسالم اللذان يحيا فيهما أوالد اهلل اآلن على
األرض.
ولكن قوله يتمنطق ويخدمهم هو إعالن عن محبة المسيح واشتياقه الشديد أن يرى أوالده معه في السماء وفي
المجد ،فمن أكرمه على األرض سيكرمه المسيح في السماء "أنا أكرم الذين يكرمونني" (:صم)7:11
60
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)
الهزيع الثاني أو =..اليهود يقسمون الليل إلى أربعة ُهزع .ويقسمون ْعمر اإلنسان ألربعة أقسام (الطفولة/ ع الشباب /الرجولة /الشيخوخة) وأشار هنا إلى الليل الذي يشير لفترة وجودنا على األرض .ولكنه أشار لثالثة ُه ُز ْ فقط .وقد يكون الهزيع الرابع هو1
الطفولة= فالطفل غير مسئول عن تصرفاته وال يعاقب على خطاياه فيها.
الشيخوخة= حتى ال نؤخر توبتنا لسن الشيخوخة "أذكر خالقك أيام شبابك" (جا):1:1 والمعنى هو االهتمام بالسهر وسط ليل هذا العالم .وهو يشبه أن الموت يأتي كلص فجأة دون إنتظار .لذلك
على اإلنسان أن يسهر أي يكون مستعداً في كل وقت بتوبة مستمرة.
اع يقيمه وكان رد السيد على سؤال بطرس ألنا تقول هذا ..أم للجميع .أن ما قيل كان يخص كل خادم وكل ر ٍ
السيد ليخدم شعبه .بل أن هذا المثل يمتد لكل من أعطاه السيد وزنة يخدمه بها .فالغني الغبي أعطاه اهلل وزنة
هي المال الوفير ،وكان هناك حوله جوعي ،فهو كوكيل على هذه األموال لم يكن أميناً على هذه الوكالة وهكذا.
والسيد يطوب كل من كان أميناً في وزنته (آية.)17
الوكيل = كل انسان هو وكيل على شئ فى هذه األرض التى هى ملك هلل " للرب األرض وملؤها "مز. ):1 11 فأرمياء النبى َّ وكله اهلل على الشعوب ليقلع ويهدم ..ويبنى ويغرس (..أر ):3 ، :: 1 :أى بكلمة يضعها اهلل
فى فمه يحدث هذا ،واإلكليروس وكالء سرائر اهلل (:كو ، ): 1 1وكل انسان أخذ موهبة من اهلل (:بط1 1
، )::واهلل سيحاسب كل انسان على أمانته وكم تاجر بما أعطاه له اهلل وكم ربح .
العلوفة= هي كمية األكل المخصصة لكل واحد والمعنى الغذاء الروحي الالزم والمناسب لكل واحد .وسؤال بطرس غالباً ألنه فهم من أقوال المسيح الكرامة التي ستنال الخادم الساهر ،فسأل ليتأكد باألكثر .وبمقارنة النص هنا بما ورد في نظيره في إنجيل (مت )17-11111نجد فرقين1 متى (يكتب لليهود)
لوقا (يكتب لألمم)
.:أقامه
يقيمه
.1طعام
علوفة
فيقول لليهود أقامه فلطالما أرسل اهلل لليهود أنبياء ،أما لألمم فهو مزمع أن يقيم لهم رعاة .ولليهود أرسل اهلل لهم
أما لألمم فيشير لطعامهم بقوله علوفة ،فهم كانوا بال إله غارقين طعاماً فهم أبناء وقد أرسل لهم ناموس ونبواتّ . في شهواتهم كالبهائم. يضرب الغلمان ويأكل ويشرب= هو إهتم بملذاته ،وأعثر أوالد اهلل ومنعهم أو صدهم عن الشبع بكلمة اهلل ،في قسوته عليهم لم يكن صورة للمسيح فصدهم عن معرفة المسيح والشبع به.
يقيمه على جميع أمواله= يوحده فيه كعروس مع عريسها ويعطيه مجداً ،ال مجداً أرضياً بل سماوياً .أي يعطيه
الملك األبدي.
61
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)
منا أن يكون أميناً في وزناته أميناً على جسده وصحته وأعضائه تطبيق عام على كلمات الرب= على كل واحد ّ وعواطفه وغرائزه وعمله وخدمته التي أستأمنه اهلل عليها ،ليكن كل ما سلمنا اهلل إياه هو أمانة بين أيدينا ،نشبع حياتنا بطعام الروح حتى ال تهلك.
ونرى في كالم السيد أن مسئولية كل إنسان ستكون بحسب معرفته ،ولكن هذا ليس مبر اًر أن نهمل المعرفة ،فقلة
المعرفة قد تسبب الهالك بل هي من المؤكد ستسبب الهالك "هلك شعبي من عدم المعرفة" (هو):11
وهنا نرى أن من ال يعلم يعاقب أيضاً ،فهو أهمل في أن يعرف .فمن يعرف ويهمل يضرب كثي ارً ،ومن ال يعرف
ألنه لم يطلب المعرفة يضرب قليالً .كالهما يضرب أي يهلك.
سيدي يبطئ قدومه= من يتصور أن ساعة موته بعيدة فيجري وراء شهوات العالم .يقطعه= ينهي حياته. اآليات (لو)06-73:11
في كتاب إنجيل متى (مت 63-67:15وما بعده)
اآليات (لو)03-07:11
راجع كتاب إنجيل متى ()6-1:13
راجع كتاب إنجيل متى ()10:0،13
07 ار ِب َفلِ ْلوق ِ اب تَ ْطلُ ُع ِم َن ا ْل َم َغ ِ ون :إِ َّن ُه ضا لِ ْل ُج ُموِع«:إِ َذا َأر َْيتُ ُم َّ اآليات (لو " -:)03-07:11ثُ َّم قَ َ ْت تَقُولُ َ ال أ َْي ً الس َح َ َ 03 00 يح ا ْل َج ُن ِ ون! وب تَ ُه ُّ َيأ ِْتي َم َ ام َر ُ اؤ َ ون َحٌّر ،فَ َي ُك ُ س َي ُك ُ ب تَقُولُ َ طٌر ،فَ َي ُك ُ ون ه َك َذاَ .وِا َذا َأر َْيتُ ْم ِر َ ون :إِنَّ ُه َ ونَ .ي ُ 07 السم ِ َما ه َذا َّ َن تُ َم ِّي ُزوا َو ْج َه األ َْر ِ ق ِم ْن ون ِبا ْل َح ِّ اءَ ،وأ َّ ان فَ َك ْي َ ون أ ْ ف الَ تُ َم ِّي ُزوَن ُه؟ َولِ َما َذا الَ تَ ْح ُك ُم َ الزَم ُ تَ ْع ِرفُ َ ض َو َّ َ ت ِفي الطَّ ِري ِ ِ ْهب مع َخص ِم َك إِلَى ا ْلح ِ ِ 02 ِ ِ ص ِم ْن ُه ،لِ َئالَّ َي ُج َّر َك اكِمْ ،اب ُذ ِل ا ْل َج ْه َد َوأَ ْن َ َ ق َب ِل ُنفُوس ُك ْم؟ حي َن َما تَذ َ ُ َ َ ْ ق لتَتَ َخلَّ َ 03 اكِم ،فَي ْل ِقي َك ا ْلح ِ اضي إِلَى ا ْلح ِ اضي ،ويسلِّم َك ا ْلقَ ِ إِلَى ا ْلقَ ِ اك َحتَّى اك ُم ِفي ِّ الس ْج ِن .أَقُو ُل لَ َك :الَ تَ ْخ ُر ُج ِم ْن ُه َن َ َ ُ َ َ َُ َ َ
ِ ير»". تُوِف َي ا ْل َف ْل َ س األَخ َ
هنا يؤنب السيد من له حكمة زمنية بها يعرف عالمات الجو ،ومتى ستمطر السماء ،ومتى يكون الجو صحواً. وفي نفس الوقت ال يميز الوقت المقبول للتوبة واإليمان والتصالح مع اهلل .وبنفس المفهوم يؤنب السيد الذين
يسعون لمعرفة زمان مجيئه الثاني الذي سيكون للدينونة ويتركون معرفة قيمة الزمان الحاضر ،وهو زمان
المصالحة وامكانية التوبة والخالص .والرب واقف على الباب يقرع ،هو زمان ترحيب اهلل بكل تائب .أما في مجيئه الثاني سيغلق باب التوبة والمراحم.
للحررة الروحية التي يعطيها الروح القدس للتائب. ا واألمطار= ترمز للنعم السمائية .وريح الجنوب حارة ترمز وهذا ما تم بالمسيح وفدائه .وكم من إنسان أتت عليه نعم اهلل وأدرك أنها من اهلل فسبح اهلل.
أما هذا الزمان فكيف ال تميزونه= هذا القول للفريسيين هو عتاب أنهم لم يميزوا أن الذي أمامهم هو المسيح بعد كل ما سمعوه من أقواله ورأوه من أعماله ومقارنة هذا بالنبوات ،وهذا راجع لكبريائهم وريائهم .وهذا القول لنا لننتهز الفرصة ،فرصة هذه الحياة للتوبة والتصالح مع اهلل ،وخطورة إهمال ذلك.
62
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)
والحظ أن هذا الكالم يأتي بعد نبوة المسيح عن اإلضطهاد القادم حتماً فهو جاء ليلقي نا اًر وانقساماً (آيات-1:
.) 77وهذه اإلضطهادات لن يحتملها سوى التائبين والمتصالحين مع اهلل ،فهؤالء سيتمتعون بالتعزية التي بها
أما الفاترين ،أو المنغمسين في الخطية ورافضي التوبة ،حينما تأتي اآلالم سيتركون المسيح يحتملون اآلالمّ . ألنهم لم ولن يستطيعوا أن يميزوه= لماذا ال تحكمون بالحق من قبل نفوسكم= إمتداداً لعدم التمييز ال ُيحاسب
اإلنسان نفسه فيقدم توبة ،ويرفض الخضوع للحق اإللهي ويتمادى في الخطية مبر اًر نفسه أما من يحيا حياة التوبة سيقتني المسيح داخله فيميز الحق ،وهؤالء الفريسيين مملوئين رياء وحسد لذلك ال يستطيعون أن يميزوا
الحق ،والمنغمسين في خطاياهم أيضاً لن يستطيعوا تمييز المسيح ،لذلك سيتركونه إذا جاءت آالم واضطهادات. وبالنسبة لنا حتى يمكننا أن نحكم بالحق علينا أن نقتني الحق في داخلنا أي المسيح وهذا ال يكون سوى بتقديم
توبة حقيقية.
وبعد أن وبخ المخلص السامعين على عدم تمييزهم لألزمنة وعدم إنتهازهم فرصة عهد النعمة إلتمام التوبة ،أخذ يبين لهم الخطر العظيم الذي ينجم عن ذلك ،فشبه الخاطئ برجل أخذه خصمه للقاضي ليحاكمه .هذا الخصم هو ناموس اهلل ووصاياه العادلة وقد يكون الخصم هو صوت تبكيت الروح القدس ،وهو يطلب إستيفاء حقوقه
كاملة والقاضي هو الديان العادل الذي يجلس للقضاء يوم الدين ،والطريق هو فرصة هذا العمر .والحاكم هو من يلقي في السجن أي المالئكة التي تضع النفس في مكان العذاب األبدي .والتخلص من الخصم هو التصالح
معه قبل الوصول إلى كرسي القضاء .أي نطلب العفو والمغفرة ونقدم توبة هلل قبل إنتقالنا للعالم اآلخر .واال
سنوضع في السجن حتى نوفي آخر َفْلس (أصغر عملة إشارة ألصغر خطية) .وكيف نوفي ما علينا ونحن في العذاب األبدي ،فإن لم يبررنا دم المسيح فسنظل هناك لألبد ،فال شئ يفوق دم المسيح قادر أن يبرر.
63
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثالث عشر)
عودة للجدول
اإلصحاح الثالث عشر 1 ْت قَوم ي ْخ ِبروَن ُه ع ِن ا ْلجلِ ِ ِ ِ ِ ِ س ين َخلَ َ ين الَِّذ َ يل ِّي َ اآليات (لوَ " -:)0-1:16و َك َ َ َ ط ِبيالَطُ ُ ان َحاض ًار في ذل َك ا ْل َوق ْ ٌ ُ ُ 1 ِِ ين ون أ َّ ين َكا ُنوا ُخ َ سوعُ َوقَ َ َن ُ طاةً أَ ْكثََر ِم ْن ُك ِّل ا ْل َجلِيلِ ِّي َ هؤالَ ِء ا ْل َجلِيلِ ِّي َ ال لَ ُه ْم«:أَتَظُنُّ َ أج َ ِب َذ َبائح ِه ْم .فَ َ اب َي ُ 6 ون7 .أَو أ ِ ِ ِ ِ ِ سقَطَ ُولئ َك الثَّ َم ِان َي َة َع َ ش َر الَِّذ َ َك َاب ُدوا م ْث َل ه َذا؟ َكالَّ! أَقُو ُل لَ ُك ْمَ :ب ْل إِ ْن لَ ْم تَتُ ُ يع ُك ْم َكذل َك تَ ْهل ُك َ ْ ين َ وبوا فَ َجم ُ ين ِفي أُور َ ِ الس ِ ِ ِ يع َّ النا ِ يم؟ ون أ َّ ين أَ ْكثََر ِم ْن َج ِم ِ س َّ َن ُ اك ِن َ هؤالَ ِء َكا ُنوا ُمذ ِْن ِب َ ام َوقَتَلَ ُه ْم ،أَتَظُ ُّن َ ُ شل َ َعلَ ْي ِه ُم ا ْل ُب ْر ُج في س ْل َو َ 0 ِ ون»". يع ُك ْم َكذلِ َك تَ ْهلِ ُك َ َكالَّ! أَقُو ُل لَ ُك ْمَ :ب ْل إِ ْن لَ ْم تَتُ ُ وبوا فَ َجم ُ
َد َم ُه ْم ألَنَّ ُه ْم
سمع اليهود تأنيب السيد لهم في اآليات السابقة على عدم تمييزهم فبادروه بهذا السؤال .وربما يكون هدف
السؤال1
.:ربما كانوا يصرفون نظره إلى مصيبة قتل الجليليين ليكف عن هجومه عليهم.
.1إذ أشار المسيح للحاكم والقاضي في مثله األخير إشتكوا له من ظلم بيالطس.
.7ربما أرادوا أن يوقعوا بالمسيح ،فإن هو هاجم بيالطس إشتكوه له وان هو وافق بيالطس لصار معادياً للشعب.
.1مشكلة األلم هي مشكلة واجهت البشر في كل مكان وزمان ،والسؤال هنا ،لماذا يتألم هؤالء ويموتوا وهم يعملون خي اًر أي يقدمون ذبائح.
.7ربما تصوروا أن المسيح هو الملك اآلتي ،فهم يشتكون له ظلم بيالطس.
واليهود كان لهم رأي أن من يكابد ألماً فهو بالضرورة شرير ،وهذا قد إتضح في حديث أيوب مع أصدقائه. والمسيح هنا ينكر هذا الفكر بل يزيد على الحادثة التي ذكروها أي قتل بيالطس للجليليين ،حادثة أخرى تمت
بوقوع برج على :1شخصاً فقتلهم .فالحادثة التي أشاروا هم إليها تمت بيد بشرية هي يد بيالطس ،والحادثة الثانية تمت بيد إلهية مثل الكوارث الطبيعية كالزالزل .ورد السيد نالحظ فيه1
أ .أنه لم يقدم تفسير لهذه الحادثة أو تلك ،فاهلل غير مطالب بأن يقدم لنا تفسير عن كل حادثة. فالطبيب الماهر ال يشرح لمريضه تفاصيل العملية الجراحية التي سيقوم بها ،يكفي المريض ثقته في
طبيبه ،ويكفينا كأوالد اهلل أن نعلم أننا في يد اهلل ،واذا سمح بأي حدث سيكون للخير ،فاهلل صانع
خيرات ،وليس هناك عند أوالد اهلل ما يسمونه كوارث ،فما نسميه كوارث سيكون علة دخولنا للسماء،
منا في أنه صانع خيرات. المهم أننا ال نطالب اهلل بتقديم تفسير عن كل ما يسمح به ،ثقة ّ
64
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)
ب .أن النوازل والكوارث التي تصيب البشر سواء يهود أو جليليين أو أي من الشعوب في كل زمان
ومكان على السواء ،سواء هي بفعل إنسان أو كارثة طبيعية ليست بدليل على أن من نزلت بهم
كانوا أشر من غيرهم ،وأن الموت الزمني رمز للموت الروحي ،وأن كل نازلة ما هي إالّ إنذار
بالهالك المعد للباقين إن لم يتفادوه بالتوبة .إذاً هذه الحادثة يجب إعتبارها كإنذار ،بل وكل حادثة
مماثلة عوضاً عن أن نحكم على المصاب بأنه خاطئ.
ج .علينا أن ال نحكم على أن اآلخرين مخطئين بالضرورة إن وقعوا تحت اآلالم ،وأن نقول أن وصلِب وهو البار ..واالّ لما ذهب األصحاء واألغنياء هم أبرار بالضرورة واالّ لما تألم المسيح نفسه ُ لعازر للسماء ،والغني إلى الجحيم .ولكن الخطية هي علة الهالك األبدي وليس الزمني.
د .علينا أن ال نحكم على أحد ،وعلينا أن ال نهتم بخطايا اآلخرين ،بل بخطايانا نحن ،ونقدم عنها توبة ولذلك يكرر المسيح مرتين في هذه اآليات إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون .إذاً علينا أن ال
نتساءل عن الحكمة في كل تجربة ،بل علينا أن نقدم توبة قائلين "إلهنا إله خير وال يخطئ".
ه .المسيح إعتبر أن هذه اآلالم هي مجرد إنذار ،وان لم يقدم السامعين توبة سيهلكون .وهذا ما حدث، ففي سنة 3:م أهلك تيطس أورشليم.
أ.
هؤالء الجليليين كانوا ثوا اًر رافضين لملك قيصر ،رافضين أن يقدموا ذبائح لسالمة قيصر وسالمة الدولة الرومانية ،وكانوا أتباع ثائر إسمه يهوذا الجليلي ،فقتلهم بيالطس وهم يقدمون ذبائحهم في
الهيكل (أع )317ويرى بعض الدارسين أن ما عمله بيالطس هنا كان سبب العداء بينه وبين هيرودس، فهؤالء الجليليين كانوا من رعاياه( .وربما ظن بيالطس أن هؤالء الجليليين من هؤالء الثوار وهم أبرياء)
و .قد يسمح اهلل ببعض الضيقات ويكون ذلك ليدفعنا للتوبة ،فإن لم نفهم ونتب ،تكون هذه الضيقات رم اًز لضيقتنا وهالكنا األبدي.
ز .كما نقول في القداس الغريغوري "أنا إختطفت لي قضية الموت" فالموت واأللم والمكابدة (المعاناة) دخلت للعالم بسبب خطية البشر .لكن اهلل الحنون "يحول لي العقوبة خالصاً" (القداس الغريغوري)
فتكون لمن يحبون اهلل كل األمور تعمل معاً للخير (رو.)1111
ح .في اآلية السابقة يقول بولس الرسول "نحن نعلم" وهذا من دراستنا للكتاب نرى اهلل أب حنون "في كل ضيقهم تضايق" وبهذا ال يسمح اهلل بأي حدث إالّ لو كان لخالص نفسي .لكن ال داعي للتساؤالت
فلن نفهم اآلن.
(التينة غير المثمرة) اآليات (لو)3-3:16 3 ين م ْغروس ٌة ِفي َكرِم ِه ،فَأَتَى ي ْطلُ ِ ِ ال ه َذا ا ْلمثَ َلَ «:كا َن ْت لِو ِ يها ثَ َم ًار اآليات (لوَ " -:)3-3:16وقَ َ اح ٍد َ َ ُ بف َ ش َج َرةُ ت ٍ َ ُ َ َ ْ َ 7 آتي أَ ْطلُب ثَم ار ِفي ِ ين ِ هذ ِه التِّي َن ِة َولَم أ ِ ض ال لِ ْل َك َّرِامُ :ه َوَذا ثَالَ ُ َولَ ْم َي ِج ْد .فَقَ َ َج ْدِ .ا ْقطَ ْع َها! لِ َما َذا تَُبطِّ ُل األ َْر َ ث ِس ِن َ ْ ُ ًَ
65
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر) 3 2 ال لَ ُه :يا س ِّي ُد ،اتْرْكها ِ ص َن َع ْت ثَ َم ًرا، هذ ِه َّ اب َوقَ َ ب َح ْولَ َها َوأ َ الس َن َة أ َْي ً أ َْي ً ضاَ ،حتَّى أَ ْنقُ َ َج َ ضا؟ فَأ َ ُ َ َض َع ِزْبالً .فَِإ ْن َ َ َ َّ ِ ط ُع َها»". يما َب ْع ُد تَ ْق َ َوِاال فَف َ
في الكالم السابق رأينا أهمية التوبة واالّ نهلك ،وهنا السيد يشير ألن اهلل يبطئ في الدينونة على الخطاة ليعطيهم
علي أال أبطئ .واحد= هو اهلل .ما فرصة للتوبة ولكن هناك زمن ،وان تأخرت توبتنا تكون هناك ضربات .إذاً ّ هي هذه التينة وما هي الكرمة؟ وما هي الثالث سنين؟ أ .ترمز التينة لشعب اليهود .والثالث سنين هي ثالث حقب زمنية أ) من إبراهيم لداود ب) من داود
إلى السبي ج) من السبي للمسيح .وهذا بحسب تقسيم (مت إصحاح .):واهلل أعطى لليهود شريعته
وأرسل لهم األنبياء وأقام لهم كهنوتاً لعلهم يثمرون ولكن بال جدوى .الثمر= أعمال الخير .والكرمة
هي الكنيسة ،وكان البد من قطع التينة غير المثمرة فوجودها بطقوسها الناموسية سيعطل الكرمة (اإلعتماد على الختان وطهارة الجسد يعطل عمل النعمة (غل . ) ):-:17وقد رأينا في األسبوع األخير للمسيح في أورشليم أنه يلعن التينة غير المثمرة فتجف رم اًز لما سيحدث لألمة اليهودية.
ولكن اهلل بمراحمه سيظل يتعهد هذه التينة ويضع زبالً فهناك بقية ستؤمن ،ومن يؤمن سيثمر ،ومن
لن يؤمن سيهلك.
ب .ترمز التينة ألي كنيسة وسط الكرمة أي الكنيسة في كل العالم ،واهلل يطلب الثمر من كل كنيسة، والكنيسة التي بال ثمر سيقطعها اهلل (رؤ)711
ج .ترمز التينة لكل نفس بشرية لمؤمن وسط الكرمة أي الكنيسة واهلل يتعهد كل نفس وكل كنيسة بمواهبه ونعمته وطول أناته ولكنه يطالب بالثمر .وال ثمر بدون توبة.
د .لماذا سميت تينة؟ بينما الكنيسة تسمى كرمة .التينة تشير لما عمله آدم بأن ستر نفسه بأوراق تين (تك ،)317وهذه محاولة خادعة .فالخطية في الداخل ،بينما محاولة النفس هي محاولة خارجية
محكوم عليها بالفشل ،هذا ما نسميه الرياء ،فالنفس َّ تدعي الطهارة لكنها ليست ملتحفة والبسة الرب يسوع برها وسترها ،بل هي ترتدي أعمال بر مظهرية تدعى بها القداسة ،أما كنيسة اهلل فهي الكرمة
التي تلبس الرب يسوع برها ودمه يسري فيها ويغطيها ،وهذا هو ما يفرحه ،خمر كنيسته أي كرمته
(نش .)11: +111 +:17فالخمر رمز للفرح .فاهلل يفرح بكنيسته التي بررها .والحظ أن كل قديسي العهد القديم (إبراهيم واسحق ..وايليا )..كانوا تابعين للكرمة فهم تغطوا بدم المسيح.
الكرام= هو المسيح الذي يشفع في كنيسته شفاعة كفارية أو هم رعاة الكنيسة الذين يشفعون بصلواتهم في الكنيسة وعن كل نفس.
الزبل= هو السماد المعطَي للشجرة ويرمز للطعام الروحي الذي يعطيه اهلل ألوالده ليساعدهم على اإلثمار.
أنقب حولها= ينقب تعني حفر األرض لقلع الحشائش الضارة وهذه إشارة للتجارب التي يسمح بها اهلل لتنقية أوالده (مجاعة اإلبن الضال) .وبعد المسيح وبالذات بعد خراب أورشليم ترك الرب أمة اليهود في نجاسة وفي
عار حتى اآلن= والزبل يشير للحالة المتردية المزرية التي عاش فيها اليهود ألفي سنة ربما يتوبون .فالزبل هو
66
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)
روث الحيوانات ويؤخذ إشارة لنجاسة اليهود إذ صلبوا المسيح .وبالنسبة للنفس البشرية التي يعطيها اهلل فرصة
ثانية للتوبة عليها أن تجلس على الرماد حاسبة كل األشياء نفاية كما قال بولس الرسول (أي + 111في)117
فكلمة أنقب حولها تشير لخراب أورشليم ،وتشير للتجارب التي يسمح بها اهلل لتحيط بأوالده لعلهم يتوبون .إذاً اهلل حين يترك نفس ويعطيها فرصة أخرى يساعدها [ ]:بسماد أي يقويها بطعام روحي على أن تنسحق [ ]1بعض
التجارب لتساعدها على اإلنسحاق (انقب حولها) .أتركها هذه السنة أيضاً= هي الفرصة التي يعطيها اهلل للخطاة ليتوبوا قبل أن ينفذ حكمه العادل فيهم "أعطيتها زماناً لكي تتوب" (رؤ )1:11واهلل ترك األمة اليهودية
1:سنة تقريباً بعد صلبه قبل أن يخربها ومازال يترك اليهود حتى يؤمن البقية .وبهذا تصبح الثالث سنوات هي فترة عمرنا المتبقية ،والسنة هي الفرصة التي يعطيها اهلل لنا ويساعدنا خاللها ببعض التجارب وبطعام روحي
يسندنا.
لماذا تبطل األرض أيضاً= هي بال ثمر ولكنه تمتص فوائد األرض فتعطلها ،أو هي تأخذ مكاناً كان يمكن أن تزرع فيه شجرة مثمرة ،لقد قطعت األمة اليهودية لتخرج مكانها الكنيسة.
(شفاء امرأة منحنية) اآليات (لو)17-15:16 11 15 ضع ٍ ام ِع ِفي َّ ِ ان يعلِّم ِفي أَح ِد ا ْلمج ِ ف ك و اآليات (لو" -:)17-15:16 َ ام َأرَةٌ َك َ َ ان ِب َها ُر ُ ََ َ ُ وح َ ْ َ َ الس ْبتَ ،وِا َذا ْ ُ 11 ِ ام َأرَةُ، ثَ َم ِان َي َع ْ اها َوقَ َ سوعُ َد َع َ ب ا ْل َبتَّ َةَ .فلَ َّما َر َ س َن ًةَ ،و َكا َن ْت ُم ْن َح ِن َي ًة َولَ ْم تَ ْق ِد ْر أ ْ َن تَ ْنتَص َ آها َي ُ ش َرةَ َ ال لَ َهاَ «:يا ْ 17 16 ال استَقَام ْت ومج َ ِ ض َع َعلَ ْي َها َي َد ْي ِه ،فَ ِفي ا ْل َح ِ يس ا ْل َم ْج َم ِع، ض ْع ِف ِك!»َ .و َو َ إِ َّن ِك َم ْحلُولَ ٌة ِم ْن َ َّدت اهللَ .فَأ َ َجاب َرِئ ُ ْ َ ََ َّام ي ْنب ِغي ِفيها ا ْلعم ُل ،فَ ِفي ِ ِ ِ الس ْب ِت ،وقَ َ ِ ٍ هذ ِه ا ْئتُوا َو ُه َو ُم ْغتَاظٌ أل َّ سوعَ أ َْب َأرَ ِفي َّ ال ل ْل َج ْم ِع«:ه َي ستَّ ُة أَي َ َ َ َن َي ُ َ ََ 10 ال«:يا مرِائي! أَالَ يح ُّل ُك ُّل و ِ شفُوا ،ولَ ْيس ِفي يوِم َّ ِ الس ْب ِت ثَْو َرهُ أ َْو الر ُّ اح ٍد ِم ْن ُك ْم ِفي َّ َج َاب ُه َّ استَ ْ َُ الس ْبت!» فَأ َ َْ َو ْ َ َ َ ب َوقَ َ َ ُ َ ِ ِ ِحماره ِم َن ا ْل ِمذْوِد ويم ِ ضي ِب ِه َوَي ْ ِ ِ ِ ِ ِ 13 ط َها َّ َما الش ْي َ يم ،قَ ْد َرَب َ ان ثَ َم ِان َي َع ْ ط ُ َ َُ ش َرةَ َ َ ََْ س َن ًة ،أ َ سقيه؟ َوهذهَ ،وه َي ْاب َن ُة إ ْبراه َ 17 الرب ِ ِ ين َكا ُنوا ُي َع ِان ُدوَن ُهَ ،وفَ ِر َح اط ِفي َي ْوِم َّ ال ه َذا أ ْ الس ْب ِت؟» َوِا ْذ قَ َ ان َي ْن َب ِغي أ ْ ُخ ِج َل َج ِميعُ الَِّذ َ َك َ َن تُ َح َّل م ْن ه َذا ِّ َ َعم ِ يد ِة ا ْل َك ِائ َن ِة ِم ْن ُه" . ُك ُّل ا ْل َج ْم ِع ِب َج ِم ِ ال ا ْل َم ِج َ يع األ ْ َ هذه القصة جاءت بعد أهمية التوبة وأهمية أالّ نبطئ لتشرح أن من يقدم التوبة له راحة من الضعف واإلنحناء،
فالخطية تحني الظهر والمسيح أتى ليحرر من إبليس وعبوديته.
في موضوع الشفاء في السبت راجع (مت ):7-:1:1كتاب متى (مت( + )1-:1:1مت):1-:1:1 لقد كان الرب يسوع يقصد أن يقوم بمعجزات الشفاء في السبت ألنه يريد أن يعطي راحة للمتألمين والمرضى في
السبت ،والسبت هو راحة ،هو أراد أن يظهر معنى راحة السبت .فالسبت هو إشارة للراحة األبدية حيث الشفاء النهائي لكل أمراض النفس والجسد والروح .وأيضاً لتصحيح مفاهيم اليهود الخاطئة.
يا مرائي= الرب يسوع هنا يفضح رياء الرجل ،فالحقيقة أنه حسد يسوع على محبة الناس له وشهرته ،وأن الناس تلتف حوله ،ويستتر وراء حفظ شريعة السبت .وأصدر رئيس المجمع هذا أم اًر للشعب أن ال يأتوا لإلستشفاء يوم
السبت ،وهو بهذا يوبخ يسوع بطريقة غير مباشرة .ولو أنصف هذا المسكين لفهم أنه ال يمكن لناقض الناموس
67
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)
أن يعمل هذه المعجزة .وكان التلمود اليهودي يسمح للرجل أن يستقي الماء من البئر للحيوان العطشان يوم
السبت على أن ال يحمل الماء للحيوان بل يجر الحيوان للماء .فإن كانت الوصية أن يريحوا البهائم يوم السبت فاألولى أن يريح الرب يسوع المرضى يوم السبت.
إستقامت ومجدت اهلل= هذه هي عالمة الشفاء أن يمجد اإلنسان اهلل. اآليات (لو)13-12:16
اآليات (لو)11-15:16
في كتاب إنجيل متى (مت)61-61:16 في كتاب إنجيل متى (مت)66:16
اآليات (لو( )11-12:16هذه أمثال عن إنتشار ملكوت اهلل .فالمسيح أتى يشفي كل منحني ليمجد اهلل وينتشر الملكوت).
اآليات (لو )65-11:16في كتاب إنجيل متى(مت،16+11+17+16:7مت)65:13 16 11 ِ افر َن ْحو أُور َ ِ اجتَ َاز ِفي م ُد ٍن وقُرى يعلِّم وي ِ س ِّي ُد، يم ،فَقَ َ اآليات (لوَ " -:)65-11:16و ْ ال لَ ُه َواح ٌدَ «:يا َ ُ َ ً َُ ُ َ ُ َ س ُ َ ُ شل َ 17 َن تَ ْد ُخلُوا ِم َن ا ْل َب ِ ق ،فَِإ ِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن َك ِث ِ َّي ِ ين اب الض ِّ ون؟» فَقَ َ اجتَ ِه ُدوا أ ْ ير َ ص َ أَ َقلِي ٌل ُه ُم الَِّذ َ ال لَ ُه ُمْ « : ين َي ْخلُ ُ 10 ِ ون َخ ِ ار ًجا ون َر ُّ ام َوأ ْ ون أ ْ َغلَ َ ابَ ،و ْابتَ َدأْتُ ْم تَ ِقفُ َ ون ِم ْن َب ْع ِد َما َي ُك ُ َن َي ْد ُخلُوا َوالَ َي ْق ِد ُر َ س َي ْطلُ ُب َ ق ا ْل َب َ َ ب ا ْل َب ْيت قَ ْد قَ َ 13 ون بَ ،ي َار ُّ ينَ :ي َار ُّ َع ِرفُ ُك ْم ِم ْن أ َْي َن أَ ْنتُ ْم! ِحي َن ِئ ٍذ تَ ْبتَِد ُئ َ اب قَ ِائلِ َ َوتَ ْق َر ُع َ يبَ ،وَيقُو ُل لَ ُك ْم :الَ أ ْ ب! افْتَ ْح لَ َناُ .ي ِج ُ ون ا ْل َب َ 17 ِ ش َو ِ اع ُدوا َع ِّني ت ِفي َ َّام َك َو َ ش ِرْب َناَ ،و َعلَّ ْم َ تَقُولُ َ ارِع َنا! فَ َيقُو ُل :أَقُو ُل لَ ُك ْم :الَأ ْ َع ِرفُ ُك ْم م ْن أ َْي َن أَ ْنتُ ْم ،تََب َ ون :أَ َك ْل َنا قُد َ 12 ِ ِ ِ يا ج ِميع فَ ِ َس َن ِ اعلِي الظُّ ْلِم! ُه َن َ س َح َ اك َي ُك ُ اق َوَي ْعقُ َ وب َو َجميعَ َ َ َ يم َوِا ْ ير األ ْ اء َو َ ون ا ْل ُب َك ُ ص ِر ُ انَ ،متَى َأر َْيتُ ْم إ ْب َراه َ 13 وت ِ اء ِفي ملَ ُك ِ األَ ْن ِبي ِ الشم ِ ق َو ِم َن ا ْلم َغ ِ ِ ِ ال َوا ْل َج ُن ِ شِ ون َخ ِ ار ِ وب، اهللَ ،وأَ ْنتُ ْم َم ْ ون ِم َن ا ْل َم َ ار ًجاَ .وَيأْتُ َ وح َ ط ُر ُ َ ارب َوم َن ِّ َ َ َ 65 ون ِ اهلل .و ُهوَذا ِ وت ِ ون ِفي ملَ ُك ِ ين»". آخ ِر َ ون َي ُكوُن َ ينَ ،وأ ََّولُ َ ون أ ََّولِ َ ون َي ُكوُن َ آخ ُر َ َوَيتَّ ِك ُئ َ َ َ َ ما قاله السيد هنا هو شرح لمثل العشر عذارى. الباب الضيق= قول مستعار من العرف الذي كان متبعاً في األعراس في ذلك الوقت ،فقد كانت األعراس تقام
ليالً ،وكانت البيوت تزين بالمصابيح ،ويدخلها المدعوون من باب صغير يغلق عقب دخولهم جميعاً .ثم يتمتعون باألفراح واألنوار ،أما الذين ُيرفضون فكان ال يفتح لهم الباب مهما قرعوا ويستمروا في الظلمة الخارجية .والسيد هنا يعلن هالك المتهاونين الذين ال يدخلون من الباب الضيق أي ال يحتملوا الضيقات المتعلقة بالحياة المقدسة
ويبين خ الص المجاهدين الذين يحتملونها .والباب الضيق معناه أن نتخلى عن الشهوات الجسدية ،ونقبل اإلضطهاد ألجل إسم المسيح .والباب الضيق ضيق في بدايته على األرض ،ولكنه في الداخل مملوء تعزيات
والنهاية مجد أبدي .واجابة رب المجد ال تهتم بعدد الذين يخلصون بل بكيفية الخالص .فهو لم يجيب على
سؤال "أقليل هم الذين يخلصون" .بل أجابه كيف يخلص الناس ..أي بالدخول من الباب الضيق وهذا يعني الجهاد والتخلي عن الملذات الزمنية .والباب الضيق هو حفظ أوامر اإلنجيل والثبات على اإليمان مهما كانت
68
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)
الشدائد .الباب الضيق هو طريق الصليب وبهذا أتحد بالمسيح فتكون لي حياة وأكون في نور .والحظ في آية
( )11قوله واجتاز ..ويسافر نحو أورشليم= وهذا هو السفر األخير حيث سيصلب هناك وبهذا نفهم أنه إختار الطريق الضيق ،طريق الصليب .وأغلق الباب= بعد أن أدخل القديسين بعد الدينونة ،أو بنهاية الحياة اآلن.
تقفون خارجاً وتقرعون= بعد أن أروا المجد المعد يشتاقون للدخول لكنهم يبقون في الظلمة الخارجية ،خارج أورشليم السماوية .ال أعرفكم= ليس بمعنى أنه يجهلهم بل هم غير مستحقين أن يكونوا في معرفته .أكلنا قدامك
وشربنا= هناك من يظن أن مجرد التناول من الجسد والدم يخلصه .من أين أنتم= هؤالء ليسوا من اهلل ،وهم لم يحبوا اهلل ،بل أحبوا العالم .علمت في شوارعنا= لكن تعاليمه ذهبت صرخة في و ٍاد فهم لم يقبلوا أن ينفذوها.
ويأتون من المشارق ومن المغارب= إشارة لقبول األمم في الكنيسةِ . آخرون يكونون أولين= األمم الوثنيين صاروا أولين في ملكوت اهلل .أولون يكونون ِ آخرين= اليهود أبناء اهلل أوالً صاروا مرفوضين لرفضهم المسيح. وكم من أشخاص نظن نحن أننا أفضل منهم اآلن وسنجدهم يسبقوننا في الملكوت.
اخر ْج واذ َ ِ ض ا ْلفَِّر ِ ِ ِ 61 ِ َن هه َنا ،أل َّ َّم َب ْع ُ ين قَ ِائلِ َ يس ِّي َ ْه ْب م ْن ُ ين لَ ُهَ ُ ْ «: اآليات (لو " -:)60-61:16في ذل َك ا ْل َي ْوم تَقَد َ 61 شي ِ ِ ش ِفي ا ْل َي ْوَم َو َغ ًدا، ضوا َوقُولُوا لِه َذا الثَّ ْعلَ ِبَ :ها أََنا أ ْ ينَ ،وأَ ْ َن َي ْقتُلَ َك» .فَقَ َ يد أ ْ س ُي ِر ُ ير ُ اط َ ام ُ ُخ ِر ُج َ َ ود َ ال لَ ُه ُمْ « : هُ َسير ا ْليوم و َغ ًدا وما يلِ ِ وِفي ا ْليوِم الثَّالِ ِث أُ َك َّم ُل66 .ب ْل ي ْنب ِغي أ ْ ِ َن َي ْهلِ َك َن ِب ٌّي َخ ِ ار ًجا َع ْن يه ،ألَنَّ ُه الَ ُي ْم ِك ُن أ ْ ََ َ َ ََ َْ َن أ َ َ ْ َ َ َ 67 شلِيم! يا قَ ِاتلَ َة األَ ْن ِبي ِ شلِيم! يا أُور َ ِ اء َور ِ َج َمعَ أ َْوالَ َد ِك ين إِلَ ْي َهاَ ،ك ْم َم َّرٍة أ ََرْد ُ سلِ َ ت أَ ْن أ ْ َ ُور َ ُ َ اج َم َة ا ْل ُم ْر َ َ يمَ ،ياأ ُ َ ُ أ ُ شل ُ ُور َ َ يدوا! ُ 60ه َوَذا َب ْيتُ ُك ْم ُيتْ َر ُك لَ ُك ْم َخ َر ًابا! َوا ْل َح َّ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُك ْم الَ اج ُة ِف َر َ اح ْي َهاَ ،ولَ ْم تُ ِر ُ اخ َها تَ ْح َ ت َج َن َ َّج َ َك َما تَ ْج َمعُ الد َ ِ ْت تَقُولُ َ ِ ِ ب!»" . الر ِّ اسِم َّ تََر ْوَن ِني َحتَّى َيأ ِْت َي َوق ٌ ون فيهُ :م َب َارٌكاآلتي ِب ْ إذ تحدث ا لسيد عن الباب الضيق ،يأتي لوقا بهذه القصة ليشير أن المسيح بإرادته يدخل من الباب الضيق ويذهب للصليب في أورشليم تقدم بعض الفريسيين= هؤالء لم يأتوا ليحذروا الرب حباً فيه ،بل هم خافوا على مكاسبهم المادية إذ أروا الجموع قد إلتفت حوله ،هم أرادوا أن يخيفوه ليترك المكان .ولقد صوروا له هيرودس
أما السيد فرآه ال يزيد عن كونه ثعلباً ماك اًر لكنه غير قادر أن يؤذي ،فال كأسد سيفتك به= يريد أن يقتلك ّ سلطان ألحد أن يؤذي سوى بسماح من اهلل (يو.)::-::1::
الثعلب = هو هيرودس أنتيباس (راجع المقدمات) الذي قتل يوحنا المعمدان وحاكم المسيح .والثعلب اليفترس بل
يأكل بقايا الفريسة التى التهمها األسد .ومعركة المسيح الحقيقية ليست مع الثعالب من أمثال هيرودس وقيافا بل
مع األسد الزائر = إبليس (:بط . )1 1 7وما هذه الثعالب سوى أذناب يحركها هذا العدو الحقيقى إبليس .
ها أنا أخرج شياطين وأشفي ..اليوم وغداً= اليوم وغداً هو إصطالح يهودي دارج بمعنى فترة قصيرة محدودة. والمعنى أن هناك يوم محدد للصلب ،وأيامي صارت محدودة على األرض ولن يستطيع هيرودس أن يزيدها أو
ينقصها .ولكن أنا لي عمل جئت ألعمله أخرج شياطين وأشفي= فالسيد هنا يعلن إص ارره على مواصلة خدمته وعمله غير عابئ بأي آالم تقع عليه من هيرودس أو غيره .هو ملك سماوي يعمل لبنيان النفوس فيطرد
عالم بساعته وبمكان صلبه أنه في أورشليم .وقوله ينبغي= الشياطين ويشفي ،مقدماً للموت نفسه برضاه ،وهم ٌ 69
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)
أنني سأتمم عملي بكامل حريتي ،وسأذهب للصلب بكامل حريتي .في اليوم الثالث أُ َك َّم ْل= المسيح سيكمل
باآلالم (عب )::11أي هو سيشابهنا ،ويصير مشابهاً لنا في كل شئ بإحتماله اآلالم .فاآلالم قد صارت من
نصيب البشر ،والموت أيضاً بسبب الخطية ،وحقاً فالمسيح بال خطية ،ولكنه صار حامالً لخطايانا ،وبالتالي
معرضاً لآلالم التي نتحملها ،وبهذا شابهنا في كل شئ حتى تحمل اآلالم والموت.
أما بالنسبة لنا فاهلل يسمح ببعض اآلالم َلن ْك ُمل ونكف عن الخطية (:بط ):11فإن كان المسيح قد تَ َك َّم َل باآلالم، ّ أفال نحتمل اآلالم لكي َن ْك ُم ْل .وقوله في اليوم الثالث قد يكون تابعاً لقوله اليوم وغداً كتعبير دارج عن أن المدة التي يقضيها على األرض محددة وستنتهي بصلبه وآالمه ،ولكنها أيضا هى نبوة بقيامته في اليوم الثالث حيث ُي َّك ِمل كل شئ ،ونقوم معه.
ال يمكن أن يهلك نبي خارجاً عن أورشليم= هذه ال يمكن تفسيرها حرفياً فإرمياء قتلوه في مصر مثالً ودانيال مات في بابل .ولكن بمقارنة هذه اآلية بما بعدها نفهم1
أ .أن المسيح يحدد مكان صلبه بأنه في أورشليم.
ب .أورشليم وصلت لدرجة خطيرة من القسوة والفساد أكثر من أى مكان حتى أصبحت ال تطيق رجال
اهلل .فإن ُو ِج َد نبى اآلن فى أورشليم ال بد وأنهم سيقتلونه .ولو وجد هذا النبى فى أى مكان آخر لن يقتله أحد ،لذلك لن يهلك نبى خارج أورشليم .والمسيح أعلى من األنبياء .ولكنه يقول نبي إشارة لكل رجال اهلل .وبالتالى سيقتلونه.
ج .لقد قتلت أورشليم الكثير من األنبياء ،واضطهدت الباقين عبر الزمن ،وقد وصلت اآلن ألسوأ حاالتها عبر التاريخ.
د .مع كل قسوة أورشليم ،فالمسيح في محبته أتى ليموت عن أورشليم.
إذاً المعنى أن أغلب األنبياء قتلهم أهل أورشليم القساة القلوب وهذا ما سيعملونه بي اآلن خصوصا فى حالة الفساد والوحشية التى وصلوا لها .
(آيات 1)77-71هنا المسيح يصور نفسه في محبته التي ظهرت عبر العصور من نحو أورشليم ،وارساله األنبياء والرسل ليجمع أوالدها ويظللهم بمحبته اإللهية .ولكنهم رفضوا كل هذه المحاوالت وقتلوا هؤالء األنبياء.
كم مرة أردت ..ولم تريدوا= فعدم إرادتي يمكن أن يعطل إرادة اهلل من ناحية خالص نفسي ،فاهلل يريد أن الجميع يخلصون (:تي )111والعجيب أن بولس يقول اهلل هو العامل فيكم أن تريدوا (في ):711أي يحفز وينشط
إرادتنا .ولكنه ال يجبرنا على شئ رغماً عنا .لذلك قال القديس أغسطينوس (اهلل الذي خلقني بدوني ال يقدر أن
يخلصني بدوني) يا أورشليم يا أورشليم= التكرار فيه رنة حزن فهي حين ترفضه ستهلك .هوذا بيتكم ُيترك لكم خراباً= البيت يشير للهيكل ويشير ألورشليم نفسها وكالهما َخ ِرب تماماً سنة 3:م على يد تيطس .إنكم ال ترونني= بعد أن أصلب لن ترونني إالّ حينما آتي للدينونة .حتى تقولون مبارك اآلتي باسم الرب= هذه نبوة برجوع إسرائيل في آخر اآليام ،ويشير بولس الرسول لنفس المعنى (رو )7:+7:+1:+171::ويشير زكريا
لنفس الشئ (زك +::1:1هو.)717
70
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الرابع عشر)
عودة للجدول
اإلصحاح الرابع عشر (إبراء المستسق) اآليات (لو)3-1:17 اء ا ْلفَِّر ِ اآليات (لو1" -:)3-1:17وِا ْذ جاء إِلَى ب ْي ِت أَح ِد ر َؤس ِ الس ْب ِت لِ َيأْ ُك َل ُخ ْب ًزاَ ،كا ُنوا ُي َر ِاق ُبوَن ُه. ين ِفي َّ يس ِّي َ َ َ ُ َ َ َ َ 6 ين وا ْلفَِّر ِ الن ِ سوعُ َو َكلَّم َّ َ 1وِا َذا إِ ين ِق ِائالًَ «:ه ْل َي ِح ُّل ِ اء ِفي ي اب َج أ ف . ه َّام د ق ان ك ق س ت س م ان س ن َ ُ ْ َ َ ُ يس ِّي َ َ ٌ َ َ َ ْ ْ اإل ْب َر ُ اموس ِّي َ َ ُ َ ُ َ ُ َ 0 7 ِ ِ ِ َّ ِ أج َابهم َوقَ َ سقُطُ ح َم ُارهُ أ َْو ثَْوُرهُ في ِب ْئ ٍر َوالَ َي ْن ُ شلُهُ س َك ُه َوأ َْب َأرَهُ َوأَ ْطلَقَ ُه .ثُ َّم َ الَ «:م ْن م ْن ُك ْم َي ْ س َكتُوا .فَأ َْم َ الس ْبت؟» فَ َ 3 يبوهُ َع ْن ذلِ َك" . َحاالً ِفي َي ْوِم َّ الس ْب ِت؟» َفلَ ْم َي ْق ِد ُروا أ ْ َن ُي ِج ُ اآليات السابقة كانت عن رفض الفريسيين للمسيح ومحاولة طرده وعن آالم المسيح .وهنا نرى أن آالمه هي
لخالص هؤالء الذين يتآمرون عليه ،هو أتى لراحتهم أما هم فرفضوه.
دعا هذا الفريسي السيد المسيح لوليمة ،وكانوا يعدون أطعمة فاخرة يوم الجمعة ليأكلوها يوم السبت .كانوا
يراقبونه= إذاً الدعوة ليست عن محبة بل كانوا يتوقون أن يتصيدوا عليه أي خطأ ،ألن السيد كثي اًر ما وبخهم
باإلضافة لحسدهم ضده .وغالباً فهم أتوا بهذا المريض يوم سبت وهم يعرفون شفقة المسيح وحنانه على المرضى وأنه سيشفيه يوم سبت .مرض اإلستسقاء= هو تراكم الماء بين األمعاء وغشاء البطن فتنتفخ البطن فالجسم ال
يستفيد بالماء بل يختزنه بال فائدة.
الشفاء في السبت= راجع (لو + ):3-::1:7كتاب متى (مت +1-:1:1مت):1-:1:1
عدم إجابتهم على سؤال السيد المسيح= فسكتوا= يفضح خبث نيتهم ،فهم ينتظرون أن يقوم المسيح بعمل الشفاء
ليشتكوا عليه .فأمسكه= إشارة لعمل المسيح بتجسده ليمسك نسل إبراهيم الهاربين منه (عب .)::11وأبرأه= فدمه غفر خطايانا (:يو ]:[ .)31:هو يريد إبراء وشفاء البشر [ ]1ويريد تصحيح مفهوم هؤالء عن السبت. فالسبت للعبادة وعمل الخير وليس كما يفهمونه أن يجلسوا بال عمل .وأطلقه= المسيح حررنا من سلطان إبليس
(يو.)7:11
هذا المريض يرمز للبشرية التي إنتفخت من شرب مياه العالم واستعبدت للشياطين .فمريض اإلستسقاء كلما
شرب يشعر بالعطش (أر +:711يو ):711وخطوات الشفاء التي إتبعها المسيح مع هذا المريض هي نفس الخطوات التي إتبعها مع البشر في شفائهم وتحريرهم= أمسكه /أبرأه /أطلقه.
(لو)17-7:17
71
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر) 7 اختَاروا ا ْلمتَّ َك ِ آت األُولَى ِق ِائالً لَ ُه ْمَ «2 :متَى اآليات (لوَ " -:)11-7:17وقَ َ ين َمثَالًَ ،و ُه َو ُيالَ ِحظُ َك ْي َ ال لِ ْل َم ْد ُع ِّو َ ف ْ ُ ُ 3 ِ ُد ِع َ ِ َح ٍد إِلَى ُع ْر ٍ اك ون قَ ْد ُد ِع َي ِم ْن ُه .فَ َيأ ِْت َي الَِّذي َد َع َ ئ ِفي ا ْل ُمتَّ َكِإ األ ََّو ِل ،لَ َع َّل أَ ْك َرَم ِم ْن َك َي ُك ُ يت م ْن أ َ س فَالَ تَتَّك ْ 15 ِ ِ ِ ِ ٍِ ِ ِ ول لَ َك :أ ْ ِ ئ َوِايَّاهُ َوَيقُ َ يت فَاذ َ يرَ .ب ْل َمتَى ُد ِع َ ْه ْب َواتَّك ْ َعط َم َكا ًنا له َذا .فَحي َنئذ تَ ْبتَدئُ ِب َخ َجل تَأْ ُخ ُذ ا ْل َم ْوض َع األَخ َ ض ِع األ ِ ِفي ا ْلمو ِ َخ ِ ام اء الَِّذي َد َع َ يقْ ،ارتَ ِف ْع إِلَى فَ ْو ُ ص ِد ُ قِ .حي َن ِئ ٍذ َي ُك ُ َْ اك َيقُو ُل لَ َكَ :يا َ يرَ ،حتَّى إِ َذا َج َ ون لَ َك َم ْج ٌد أ َ َم َ 11 َن ُك َّل م ْن يرفَع َن ْفس ُه يتَّ ِ س ُه َي ْرتَ ِفعُ»". ين َم َع َك .أل َّ ا ْل ُمتَّ ِك ِئ َ ضعُ َو َم ْن َي َ َ َْ ُ َ َ ضعُ َن ْف َ ربما الحظ السيد المسيح في هذه الوليمة تسابق الفريسيين على الجلوس بكبرياء في أماكن الصدارة فالروح
اليهودية روح متعجرفة تجري وراء الكرامات بطريقة غير الئقة ،ومن يفعل هذا يصير مكروهاً وموضع سخرية.
والمسيح يعلمنا أن نصير مثله متضعين ،نختار المكان األخير ،ألم يتضع هو ويصير عبداً فلنتشبه به لنوجد
معه خالل روح اإلتضاع .ال بشعور النقص وال عن تغصب ،بل لنلتقي بالمسيح ونشترك معه في المكان أو المتكأ األخير .حين نأخذ المتكأ األخير سنجد المسيح هناك ،فتشعر بوجوده بجانبك ويفرحك.
ولكن إن تصارعنا للجلوس في مكان الكرامة ،أي المتكأ األول لن نجد المسيح في هذا المكان ،أي لن نشعر
بفرحة الشركة معه( .يع +::-:1:مز +:317:إش +:7173مت: +1:1::بط +717أم .)::1:3وعموماً فالنفس التي تثبتت عينيها على الملكوت ال تعود تطيق كرامات الدنيا .والعكس فالمتكبر يتصارع إلثبات نفسه
بجلوسه في المتكآت األولى ،غير شاعر أن الناس تسخر منه ،وهو ال يشعر لعماه وعماه سببه كبرياءه.
تطبيق روحي 1الرب يسوع هو صاحب العرس ،وهو يدعونا لكنيسته ،فمن يختار أن يحيا في إتضاع سيرفعه في مجده ،ويمأله هنا من روحه .المسيح يريدنا أن نعتبر أنفسنا غير كفؤ للمتكأ األول بل لألخير ،ويرفعنا هو .ألن
كل من يرفع نفسه يتضع= أحسن مثال لذلك الشيطان نفسه (إش ):7-::1:1ومن يضع نفسه يرتفع= هذا ما حدث مع المسيح نفسه (في.):-311
11 شاء فَالَ تَ ْدعُ أ ِ ال أ َْي ً ِ ِ اء َك َوالَ اآليات (لوَ " -:)17-11:17وقَ َ ص َن ْع َ ْ َصدقَ َ اء أ َْو َع َ ً ت َغ َد ً ضا للَّذي َد َعاهُ«:إِ َذا َ 16 ت ِ ِ ِ ض َيافَ ًة اء ،لِ َئالَّ َي ْد ُع َ ص َن ْع َ ضا ،فَتَ ُك َ ير َ وك ُه ْم أ َْي ً ون لَ َك ُم َكافَاةٌَ .ب ْل إِ َذا َ ان األَ ْغن َي َ إِ ْخ َوتَ َك َوالَ أَق ِْرَب َ اء َك َوالَ ا ْلج َ 17 ِ ِ فَ ْادعُ :ا ْلمس ِ س لَ ُهم َحتَّى ُي َكافُ َ َّ ون لَ َك الطُّ َ ِ ام ِة ين ،ا ْل ُج ْدعَ ،ا ْل ُع ْر َج ،ا ْل ُع ْم َي ،فَ َي ُك َ اك َ َ َ وبى إ ْذ لَ ْي َ ْ وك ،ألَن َك تُ َكافَى في ق َي َ األ َْب َر ِ ار»".
إكرام المساكين له مكافأته ألن المسيح يضع نفسه مكان المسكين والفقير والمريض والمحتاج (مت-7:117
.)1:ويا ليتنا ال نضطرب حينما ال ُيرد لنا اللطف باللطف ،ألننا إن تقبلنا من الناس ال ننال ما هو أكثر مما أعطيناه لهم من لطف وخدمات ،أما إذا لم ُيرد لنا من البشر فاهلل يرده لنا.
الج ْدع= هم الذين بال ذراع أو بال ذراعين. ُ علينا أن نفكر أن ال نعطي لنأخذ (وليمة بوليمة) ،بل مغبوط هو العطاء أكثر من األخذ .ولكن ليس معنى كالم المسيح أنه يمنع والئم المحبة بين الناس.
72
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)
ال لَ ُه«:طُوبى لِم ْن يأْ ُك ُل ُخ ْب ًاز ِفي ملَ ُك ِ اآليات (لوَ 10" -:)17-10:17فلَ َّما س ِمع ذلِ َك و ِ وت ين قَ َ اح ٌد ِم َن ا ْل ُمتَّ ِك ِئ َ َ َ َ َ َ َ َ 17 13 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يما َوَد َعا َكث ِ شاء ل َيقُو َل اهلل» .فَقَ َ اعة ا ْل َع َ ص َن َع َع َ ير َ سٌ س َ س َل َع ْب َدهُ في َ ينَ ،وأ َْر َ ش ً ان َ ال لَ ُه«:إِ ْن َ اء َعظ ً ُعدَّ12 .فَ ْابتَ َدأَ ا ْلج ِميع ِب أر ٍ ِ ٍ شي ٍء قَ ْد أ ِ ين :تَ َعالَ ْوا أل َّ َّ ت ال لَ ُه األ ََّو ُل :إِ ِّني ا ْ ون .قَ َ شتََرْي ُ ستَ ْعفُ َ لِ ْل َم ْد ُع ِّو َ ْي َواحد َي ْ َ ُ َ َن ُكل َ ْ 13 اج َبقَ ٍرَ ،وأََنا س َة أ َْزَو ِ َن أ ْ آخ ُر :إِ ِّني ا ْ ال َ َن تُ ْع ِف َي ِنيَ .وقَ َ َسأَلُ َك أ ْ ضطٌَّر أ ْ شتََرْي ُ َح ْقالًَ ،وأََنا ُم ْ َخ ُر َج َوأَ ْنظُ َرهُ .أ ْ ت َخ ْم َ
15 ِ َن أ ِ َم ٍ يء11 .فَأَتَى ذلِ َك ال َ َن تُ ْع ِف َي ِنيَ .وقَ َ ام َأر ٍَةَ ،فلِذلِ َك الَ أَق ِْد ُر أ ْ َسأَلُ َك أ ْ آخ ُر :إِ ِّني تََزَّو ْج ُ اض أل َْمتَح َن َها .أ ْ َج َ ت ِب ْ ِ ِِ ِ ِ ِ ٍِ ِ اخر ْج َع ِ ش َو ِ ار ِع ا ْل َم ِدي َن ِة َوأ َِزقَِّت َهاَ ،وأ َْد ِخ ْل ب َر ُّ ا ْل َع ْب ُد َوأ ْ اجالً إِلَى َ س ِّي َدهُ ِبذل َك .حي َنئذ َغض َ َخ َب َر َ ب ا ْل َب ْيتَ ،وقَا َل ل َع ْبدهُ ْ : 11 إِلَى ُه َنا ا ْلمس ِ ان. َم ْر َ ين َوا ْل ُج ْد َ ضا َم َك ٌ اك َ وج ُد أ َْي ً تَ ،وُي َ س ِّي ُد ،قَ ْد َ ع َوا ْل ُع ْر َج َوا ْل ُع ْم َي .فَقَا َل ا ْل َع ْب ُدَ :يا َ َ َ ص َار َك َما أ َ 17 16 ِ ِ ِ ِ ِ اجات َوأَْل ِزم ُهم ِب ُّ ِ اخ ُر ْج إِلَى الطُُّر ِ ال َّ ق َو ِّ الس ِّي ُد ل ْل َع ْبدْ : فَقَ َ ئ َب ْيتي ،أل َِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِنَّهُ الس َي َ الد ُخول َحتَّى َي ْمتَل َ ْ ْ اح ٌد ِم ْن أ ِ لَ ْيس و ِ الر َج ِ ش ِائي»". ُولئ َك ِّ وق َع َ ين َي ُذ ُ ال ا ْل َم ْد ُع ِّو َ َ َ كانت آخر كلمات السيد ألنك تكافئ في قيامة األب ارر (آية .):1والحظ هذا أحد المتكئين ،أن السيد يتكلم عن ما
بعد القيامة .وكان من الفريسيين بالتأكيد الذي يؤمنون بالقيامة وليس من الصدوقيين الذين ينكرونها .وكان فكر
خبز الفريسيين عن القيامة أن المسيح سيأتي ليملك على األرض وسيقيم لهم وليمة عظيمة يقدم فيها لضيوفه اً
أسموه خبز الملكوت ،وأنواعاً فاخرة من األطعمة المصنوعة من لحوم البهائم واألسماك والطيور وال سيما لحم الثور العظيم المسمى بهيموث المذكور في (أي .):711:ومن لحم طير عظيم يشبه الجمل في الجسم ويسقيهم
خم اًر معتقة منذ بدء الخليقة ويطعمهم فاكهة لذيذة من أثمار الفردوس .فقول الرجل خب ازً في ملكوت اهلل= هو إشارة لهذا المفهوم .وكان رد المسيح على هذا الشخص يعني أن حرمان بعض الناس من دخول الملكوت ليس
ناتجاً عن عدم دعوة اهلل لهم ،لكن هو ناتج عن عدم قبولهم دعوة اهلل .وأن الذين سيحظون بالدخول إلى ملكوت
اهلل هم أبعد الناس ع ن فكر الناس ،فالذين يدخلون هم المساكين والجدع والعرج والعمي .فإذا كان هؤالء هم بنو الملكوت أفال تدعونهم أنتم في والئمكم .أصحاب العهود رفضوا الدخول مثل الفريسيين والكهنة ،وسبقهم
المساكين ،شعب اهلل اليهودي أغلبه ُرِفض وسبقهم األمم للدخول. إنسان صنع عشاء= اإلنسان هو اهلل اآلب .دعا= اهلل يريد أن الجميع يخلصون .عشاء عظيماً= هو وليمة
سمائية ،ليست طعاماً وشراباً ،بل سعادة سماوية يذوق المدعوون بعض أطايبها الروحية كعربون هنا على األرض من مائدة اإلفخارستيا هو صنع هذا العشاء بموت إبنه على الصليب .ويسميها عشاء إذ تعطي في آخر
العمر ،فال سعادة تفوقها .ودعا كثيرين= الدعوة وجهت أوالً لليهود ولما رفضوها وجهت لألمم .وأرسل عبده= هو المسيح الذي أخذ صورة عبد .ألن كل شئ قد أعد= لقد تم الفداء والتصالح ،وانفتحت أبواب السماء لإلنسان بعد أن غفر المسيح خطايا البشر بدمه .وحصل البشر على التبني .إبتدأ الجميع= أغلب اليهود رفضوا المسيح،
ولكن قلة آمنت به مثل نيقوديموس .يستعفون= يختلقون األعذار ،إلنغماسهم في الزمنيات والشهوات ،وانحدار
الفكر نحو األمور المادية .وكم مرة دعانا اهلل للتوبة واعتذرنا .وكم مرة دعينا للكنيسة واعتذرنا .والحظ أن اهلل أرسل أنبيائه للشعب اليهودي يدعوهم وأخي اًر أرسل إبنه .والحظ األعذار التي قيلت ،فهي إنما تعبر عن أنهم
73
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)
منغمسين في الدنيا ،لقد ألهتهم الدنيا عن خالص أنفسهم ،أموالهم ومقتنياتهم صارت شغلهم الشاغل وابتعدوا عن
اهلل ،وانشغلوا باألسباب الدنيوية عن خالص نفوسهم.
األول 1نجده يصطنع الضرورة= أنا مضطر= هذا لم يشتري األرض بل باع نفسه لألرض ،هو صار أرضي ونسى أنه غريب على األرض ،وانهمك في األرضيات .هذا مثل من يشغله عمله العمر كله وال يعطي
وقتاً هلل.
ٍ ماض= هو تمسك بإرادته العنيدة ورأيه الخاص ،والحظ أن عذره غير منطقي ،فمن يشتري بقر الثاني 1يقول أنا يمتحنه قبل الشراء وليس بعده .وامتحان البقر يتم صباحاً وليس وقت العشاء.
الثالث 1المتزوج حديثاً يعفيه الناموس من الخروج للحرب وليس عن خالص نفسه وهل هذا عذر ،فلماذا ال يأتي هو وعروسه معه ليقدس اهلل هذه الرابطة الجديدة.
قد يشير هؤالء الثال ثة لرفض اليهود للمسيح بسبب إهتمامهم باألرضيات وجمع األموال وحسدهم للمسيح إللتفاف منا من الذين يهملون دعوة المسيح لهم للخالص .وأمام الناس حوله ،وعنادهم .لكنهم مازالوا يشيرون لكل واحد ّ رفض اليهود أصحاب الملكوت دعوة المسيح ،وجه المسيح دعوته للمساكين والجدع والعرج والعمي= وهؤالء يشيرون للخطاة والمنبوذين من إسرائيل كالعشارين ،ويشيرون لألمم الذين كانوا مرفوضين فقبلهم اهلل في ملكوته.
الطرق والسياجات= إشارة أيضاً لألمم في كل مكان (أع .):1:1حتى يمتلئ بيتي= إشارة لكثرة المؤمنين
(رؤ .):13المساكين= األمم إذ ليس لهم كنوز الكتاب المقدس التي كانت لليهود .الجدع والعرج= األمم إذ ليس
لهم القدرة على الحركة أو العمل الروحي .العمي= األمم إذ ليس لهم أي بصيرة روحية داخلية .الطرق
والسياجات= األمم إذ كانوا خارج بيت اهلل .خارج الحظيرة .الزمهم بالدخول= البعيدين عن اهلل كاألمم يحتاجون لقوة تدفعهم إذ هم غير فاهمين ،وهي ليست قوة قهر بل قوة إقناع (أر .)311:يذوقون عشائي= عشاء عرس
الخروف (رؤ ):-31::والحظ قوله في (آية )11يوجد أيضاً مكان= فالخالص مقدم للجميع ،لكل من يقبل.
والحظ في (رؤ )1:17قول الرب "أتعشى معه وهو معي" فأتعشى معه تشير للعربون الذي نحصل عليه هنا على األرض من شبع بشخص المسيح .وهو معي تشير لما ُذ ِك َر هنا عن عشاء ُعرس الخروف في السماء. ويسمى عشاء ألنه يشير للراحة في نهاية يوم متعب .ولكن لألسف فهناك عشاء آخر لطيور السماء (الشياطين) يلتهموا فيها أعداء اهلل (رؤ.):1-:31::
اآليات (لو)17-10:17
(لو)60-10:17
في كتاب إنجيل متى (مت)63-67:15
13 10 ِ َح ٌد َيأ ِْتي إِلَ َّي ت َوقَ َ ين َم َع ُه ،فَا ْلتَفَ َ ال لَ ُه ْم« :إِ ْن َك َ س ِائ ِر َ اآليات (لوَ " -:)17-10:17و َك َ ان أ َ يرةٌ َ ان ُج ُموعٌ َكث َ 17 ُم ُه وام أرَتَ ُه وأَوالَ َده وِا ْخوتَ ُه وأ َ ِ ِ ون لِي ِت ْل ِمي ًذاَ .و َم ْن الَ ضا ،فَالَ َي ْق ِد ُر أ ْ َوالَ ُي ْب ِغ ُ َن َي ُك َ س ُه أ َْي ً َخ َواتهَ ،حتَّى َن ْف َ ض أ ََباهُ َوأ َّ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ ي ْح ِم ُل ِ ون لِي ِت ْل ِمي ًذا" . يب ُه َوَيأ ِْتي َو َرِائي فَالَ َي ْق ِد ُر أ ْ َن َي ُك َ صل َ َ َ
74
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)
في اآليات السابقة كلمنا عن أن اهلل يدعو الجميع للملكوت وابتداء من هنا نسمع شروط الدخول للملكوت .وفي هذه اآليات نسمع أول شرط وهو محبة اهلل أكثر من أي أحد والشرط الثاني هو حمل الصليب فلن يقدر على
حمل الصليب إال من أحب اهلل حتى أكثر من نفسه .يبغض= تترجم أيضاً يحب أقل.
12 ِ ِ ِ ب َّ النفَقَ َةَ ،ه ْل ِع ْن َدهُ َما اآليات (لوَ " -:)60-12:17و َم ْن ِم ْن ُك ْم َو ُه َو ُي ِر ُ س أ ََّوالً َوَي ْحس ُ يد أَ ْن َي ْبن َي ُب ْر ًجا الَ َي ْجل ُ 65 13 الن ِ َن ُي َك ِّم َل ،فَ َي ْبتَِدئَ َج ِميعُ َّ ين :ه َذا اس َوالَ َي ْق ِد َر أ ْ ُون ِب ِه ،قَ ِائلِ َ ين َي ْه َأز َ اظ ِر َ َي ْل َزُم لِ َك َمالِ ِه؟ لِ َئالَّ َي َ َس َ ض َع األ َ 61 ِ ِ ِ ٍِ َي ملِ ٍك إِ ْن َذ َه ِ ِ س أ ََّوالً ان ْابتَ َدأَ َي ْب ِني َولَ ْم َي ْق ِد ْر أ ْ س ُ َ ب ل ُمقَاتَلَة َملك آ َخ َر في َح ْر ٍب ،الَ َي ْجل ُ اإل ْن َ َن ُي َك ِّم َلَ .وأ ُّ َ شرِة آالَ ٍ شاورَ :ه ْل يستَ ِطيع أ ْ ِ َّ 61 يداُ ،ي ْر ِس ُل ف الَِّذي َيأ ِْتي َعلَ ْي ِه ِب ِع ْ ام ذلِ َك َب ِع ً ش ِر َ َْ ُ َن ُيالَق َي ِب َع َ َ َوَيتَ َ َ ُ ين أَْلفًا؟ َوِاال فَ َما َد َ ِ ٍِ ِ ِ 66 ِ ون لِي ِت ْل ِمي ًذا. سأَ ُل َما ُه َو لِ ُّ يع أ َْم َوالِ ِه ،الَ َي ْق ِد ُر أ ْ َن َي ُك َ لص ْل ِح .فَ َكذل َك ُك ُّل َواحد م ْن ُك ْم الَ َيتُْر ُك َجم َ سفَ َارةً َوَي ْ 60 ِ ِ ِ 67 صلُ ُح أل َْر ٍ ط َر ُحوَن ُه َخ ِ ار ًجاَ .م ْن لَ ُه ض َوالَ لِ َم ْزَبلَ ٍة ،فَ َي ْ صلَ ُح؟ الَ َي ْ س َد ا ْلم ْل ُح ،فَ ِب َما َذا ُي ْ «اَْلم ْل ُح َج ِّي ٌدَ .ولك ْن إِ َذا فَ َ أُ ُذ َن ِ س َم ْع»". ان لِ َّ لس ْم ِعَ ،ف ْل َي ْ
هنا نرى شرطاً ثالثاً لدخول الملكوت أال وهو دفع النفقة .فمن أراد أن يتبع يسوع سيكون عليه نفقة وهي التضحية
بكل ما في العالم حتى العالقات األسرية العادية ،إن كانت ستعطلنا عن حب يسوع ،وقبول حمل الصليب حباً في يسوع (وهذا موضوع اآليات السابقة .)13-17ومن يتبع يسوع سيبني برجاً من الفضائل ،البرج يشير لحياته السمائية واإلرتفاع يشير للنمو في الفضائل ،واإلبتعاد عن الملذات الدنيوية .فالبرج هو حياة في السمائيات
(كو .) :17واإلبتعاد عن ملذات العالم هو النفقة وهو صليب إختياري "أقمع جسدي وأستعبده" (:كو.)131: المسيح بمثل البرج ال يريد تثبيط الهمم من ناحية الخالص ،فهو يريد أن جميع الناس يخلصون ،إنما يريد أن
يشرح أن من يتبعه عليه أن ال ينشغل أو يرتبك باألمور الدنيوية (فالحاجة إلى واحد لو )111::ألن مثل هذا
سريعاً ما يرتد "ديماس تركني إذ أحب العالم الحاضر" (1تي )::11ويكون بهذا عثرة وسخرية .ولكن المسيح هنا يواجهنا بالحقائق التي ستواجهنا لنستطيع أن نكمل برج الفضائل .ال مانع أن نشعر بضعفنا فقوته في الضعف
تكمل ..وان لم يبني الرب البيت فباطالً تعب البنائين ،ولكن علينا أن نثابر ونجاهد إلى النهاية حتى تعمل معنا النعمة ،أي نرضى بحمل صليبنا في تسليم( .الصليب اإلختياري مثل قمع الجسد كالصوم مثال .أما الصليب
الذى يختاره اهلل فهو تجربة يسمح بها اهلل) .والبرج في علوه يكون قاد اًر على إكتشاف األعداء من بعيد ،وهذا سهل لمن يحيا فى السماويات ان يكتشف خداعات الشيطان .ومن ال يقبل حمل الصليب ال تعمل فيه قوته ،بل
وته أز به الشياطين الذين يحاربونه بالتجربة لكى يترك طريق المسيح .فلن يقدر أن يكمل سوى من يقبل حمل الصليب ،ويرضى بحمل األ تعاب واآلالم والتخلي عن الملذات أي ترك ما هو محبوب ملتصقين باهلل .نرى في البرج الحياة السمائية ،فكلما إرتفعنا نرى السماويات وندرك لذة العشرة مع اهلل ،ونتعرف على أس ارره الفائقة،
ويصير برجاً حصيناً ضد العدو .ولكن كلما إرتفع البرج ،يهتاج الشيطان فيثير حرباً ضدنا .فكل من يبني برجاً عليه أن يتوقع أن يأتي عليه الملك اآلخر ويحاربه ،والملك اآلخر هو إبليس إله هذا الدهر ورئيس هذا العالم، وذلك لحسده فهو ال يتوقف عن محاربته لنا بكل طرق الخداع .وهو في حربه يريد أن يقتنص الكل لمملكته،
75
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)
مملكة الظلمة .واهلل يسمح البليس ان يحاربنا ،ويسندنا اهلل بل يحارب فينا ،ومن يصبر يغلب ،ومن يغلب
يرتفع برجه اكثر .لذلك فاهلل يسمح بان يجربنا ابليس .والحظ أن المسيح في مثله يقول عني وعنك أي ملك=
فإرتباطنا بملك الملوك يجعلنا ملوكاً (رؤ ):1:أي أصحاب سلطان روحي ،نغلب بالمسيح (رؤ .)11:ويكون لنا
إكليل وفي (أف ):11:نرى صورة هذا الصراع مع قوات الشر الروحية .وحربنا ستكون ضد شهواتنا التي
سيثيرها عدو الخير ،وستكون ضد محبة العالم ،وستكون ضد إرتباطنا مع األهل ،إذا كان سيفسد محبتنا للمسيح
(مثال 1من يتخاصم مع اهلل بسبب مرض أو موت قريب له ،هذا أحب قريبه أكثر من المسيح).
نخرج للحرب ولنا ( :: =:::::حفظ الوصايا)( :::: ،الفكر السماوي) أي حربنا ستكون بإلتزامنا بالوصايا
حباً في المسيح (يو )1:1:1وبأن نحيا نطلب ما هو فوق ألن مسيحنا هو فوق (كو +:17أف ):11أما عدو
الخير فيأتي بـ 1::::فهو يحارب بضربات يمينية (بر ذاتي) وضربات يسارية (شهوات) وهذه وتلك= .1: وهو يحاربنا في السماويات ( )::::التي نحيا فيها ،أي حتى يخرجنا منها (أف):11:
وقد يكون رقم ::×1 =1:ورقم 1يشير لإلنقسام واإلختالف .فاهلل خلق العالم في وحدة ،وبعد الخطية حدث
اإلنقسام ،فعدم طاعة الوصايا هو إختالف وانقسام وتضاد مع الوصايا ويشير له رقم .1:على أن المسيح بتجسده عاد ووحد الكنيسة فيه ،وصار رقم 1يشير للتجسد ألنه جعل اإلثنين واحداً (أف . ):111وقد يكون رقم
1والذى يشير لالنقسام هو اشارة النقسام القلب بين محبة اهلل ومحبة العالم .ونالحظ أن قوة العدو 1::::
أكبر من قوتنا :::::ولكن ال ننسى أن من إلتزم بالوصايا وعاش السماويات يحارب يسوع فيه فيغلب.
يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح= أي يعود ألهله ولشهواته .وفي آية ( )77نرى شرطاً آخر للملكوت أال وهو ترك األموال ،أي عدم اإلتكال عليها وأن ننفق منها على المحتاج.
(أيات )77-71راجع كتاب إنجيل متى (مت :1-::1:1وما بعده) .ومعنى كالم السيد ،أنه على المؤمن أن
يقبل بحمل صليبه ويبني برجاً ،وال يكتفي بالقشور بل يدخل للعمق ،مثل هذا سيكون ملحاً يصلح الفساد الذي
أما الذي يرتد ويتصالح مع إبليس فهذا سيكون ملحاً فاسداً ال يصلح سوى لمزبلة .من له أذنان= أي في العالمّ ، أن كالمي موجه لمن كانت نفسه تواقة لسماع تعليمي وله إستعداد أن يعمل بها. السيد المسيح بعد أن دعا الكل للملكوت ،قال أن هناك شروط وهناك نفقة .فمن يقبل بهذه النفقة سيكون ملحاً
في األرض ،وله مكانه في السماء .ومن ال يقبل بالنفقة سيصير ملحاً فاسداً في األرض ،يداس من الناس .وال نصيب له في الملكوت السماوي.
76
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الخامس عشر)
عودة للجدول
اإلصحاح الخامس عشر (الخروف الضال) اآليات (لو)7-1:10 1 ون ِم ْن ُه لِيسمعوه1 .فَتَ َذ َّمر ا ْلفَِّر ِ اري َن وا ْل ُخطَ ِ ان َج ِميعُ ا ْل َع َّ ُّون َوا ْل َكتََب ُة يسي َ اة َي ْد ُن َ اآليات (لوَ " -:)7-1:10و َك َ َ َُْ ُ شِ َ َ 7 6 ان ِم ْن ُكم لَ ُه ِم َئ ُة َخر ٍ سٍ اع ين«:ه َذا َي ْق َب ُل ُخطَاةً َوَيأْ ُك ُل َم َع ُه ْم!» .فَ َكلَّ َم ُه ْم ِبه َذا ا ْل َمثَ ِل ِق ِائالً« :أ ُّ َض َ قَ ِائلِ َ وفَ ،وأ َ َي إِ ْن َ ُ ْ 0 ين ِفي ا ْلبِّري ِ ِ ِ َج ِل الض ِّ ض ُع ُه َعلَى َّةَ ،وَيذ َ ِّس ِع َ َّال َحتَّى َي ِج َدهُ؟ َوِا َذا َو َج َدهُ َي َ ب أل ْ ْه َ َ ِّس َع َة َوالت ْ َواح ًدا م ْن َها ،أَالَ َيتُْر ُك الت ْ ِِ ِ 3 ِ ِ َص ِدقَ َ ِ ت َخ ُروِفي الض َّ َّال!. ان قَ ِائالً لَ ُه ُم :اف َْر ُحوا َم ِعي ،أل َِّني َو َج ْد ُ ير َ َم ْنك َب ْيه فَ ِر ًحاَ ،وَيأْتي إِلَى َب ْيته َوَي ْد ُعو األ ْ اء َوا ْلج َ 7 اح ٍد يتُوب أَ ْكثَر ِم ْن ِت ٍ ِ ِ ون فَرح ِفي َّ ِ ون إِلَى اج َ س ِع َ ين َبا ًّار الَ َي ْحتَ ُ أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُه ه َك َذا َي ُك ُ َ ٌ س َعة َوِت ْ ْ الس َماء ِب َخاط ٍئ َو َ ُ َ تَ ْوَب ٍة" . اإلصحاح السابق إنتهى بإما نبني برجاً أو نصبح ملح فاسد .ولكن هذا اإلصحاح يقول ال تيأس فأنا أتيت للخطاة ،حتى ال يهلك أحد راجع تفسير (مت ):7-:11:1في كتاب إنجيل متى.
في هذا اإلصحاح نرى ثالثة أمثلة تشير إللهنا العجيب في محبته وطلبه للخطاة ،وبحثه عن المفقودين،
وأحضانه المفتوحة لجميع التائبين الضال ين والذين يعودون إليه ،وشوقه نحو كل نفس والثالثة أمثال يمثلون حال الخطاة المختلفين .ويعطيها لنا المسيح لنشفق على الخطاة والبعيدين .ونرى إهتمام المسيح بكل نفس.
الخروف الضال= يمثل اإلنسان الخاطئ في غباوته .ونرى في المثل الراعي الصالح.
الدرهم المفقود= يمثل اإلنسان الخاطئ في عدم شعوره بحالة الضياع التي وصل إليها. وفي كلتا الحالتين نرى محبة اهلل التي تسعي في طلبنا .هو ال يعرف أن هناك حياة أفضل وهذه الحالة تشبه
حالة المرأة السامرية.
اإلين الضال= يمثل اإلنسان الخاطئ في شروده عن خالقه بكامل إرادته ومعرفته.
الخروف الضال = يشير للخاطئ الذى يضل عن جهل. الدرهم الفقود = يشير لمن اضاعه غيره . االبن الضال
= يشير لمن ابتعد عن معرفة ولكن رغبة منه فى الخطية .
والمسيح الراعى الصالح يسعي وراء الجميع .
في آية ( ):نرى أن الخطاة شعروا بحاجتهم لهذا المخلص السماوي الذي يغفر الخطايا ويقبل الخطاة= يدنون منه ليسمعوه .وهنا نرى محبة اهلل التي تفتح صدرها للخاطئ مهما عمل وتقبله .فتذمر الفريسيين= نقد الفريسيين هنا يأتي عن جهالة (فكبريائهم جعلهم يحتقرون الخطاة) وليس عن قصد المقاومة( .المطلوب هو 77
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)
تجنب الخطاة حتى ال نصير مثلهم وليس إحتقاره م) .لذلك يعلمهم المسيح بأمثلة ويشرح لهم بمحبة ودون تأنيب
كيف أنه يهتم بالخطاة والعشارين ،وأن النفس البشرية لها قيمة عظيمة عند اهلل ،واهلل يبتهج بهدايتها .هذا التذمر
هو نفس تذمر األخ األكبر لإلبن الضال .التسعة والتسعين با ارً= هم1 ):المالئكة الذين لم يسقطوا وهم ال يخطئون.
)1القديسين في المجد وهؤالء ال يعودوا يخطئوا. )7القديسين على األرض الذين لم يفقدوا نعمة المعمودية.
يضعه على منكبيه= تعني أن الخروف كان مجهداً من ضالله ونال منه اإلعياء لذلك يحمله الراعي الصالح
(المسيح) وتعني أن المسيح حمل طبيعتنا البشرية وحمل خطايانا .هنا نرى المسيح يحمل هذا الخروف ولم
يوبخه .بل يرفعه ليعينه على ترك طريقه الخاطئ القديم.
يدعو األصدقاء والجيران= هذا فرح السمائيين بعودة الخروف الضال (آية )::أفرحوا معي= ولم يقل إفرحوا مع الخروف الضال ،ألن خالصنا هو فرحه. (الدرهم المفقود) اآليات (لو)15-2:10 2 ِ ِ ِ شرةُ َدر ِ ٍ س اه َم ،إِ ْن أ َ اع ْت د ْرَه ًما َواح ًدا ،أَالَ تُوِق ُد س َر ً َض َ اجا َوتَ ْكنُ ُ اآليات (لو« " -:)15-2:10أ َْو أ ََّي ُة ْ ام َأرَة لَ َها َع ْ َ َ ات وا ْلجار ِ اج ِته ٍاد حتَّى تَ ِج َده؟ 3وِا َذا وج َدتْ ُه تَ ْدعو َّ ِ ِ ت ت َوتُفَت ُ ات قَ ِائلَ ًة :اف َْر ْح َن َم ِعي أل َِّني َو َج ْد ُ ا ْل َب ْي َ ُ ُ َ ََ ِّش ِب ْ َ َ الصديقَ َ َ َ 15 ٍِ ِ ِ ِ ِ وب" . َض ْعتُ ُه .ه َك َذا ،أَقُو ُل لَ ُك ْمَ :ي ُك ُ الد ِّْرَه َم الَِّذي أ َ َّام َمالَ ئ َكة اهلل ِب َخاط ٍئ َواحد َيتُ ُ ون فَ َر ٌح قُد َ مثل الراعي الصالح رأينا فيه المسيح الراعي الصالح يتجسد ليبحث عن كل ضال .ال ليعنف .بل بالحب يبحث عن كل نفس ليضمها إلى صدره ويحملها على كتفيه .وهنا فالمرأة تمثل الكنيسة عروس المسيح وواجبها أن تفتش عن كل مفقود .والدراهم هم الوديعة التي أودعها اهلل للكنيسة .وكل درهم يشير للطبيعة اإلنسانية التي طبع
عليه صورة الملك السمائي (كما يطبع على العملة صورة قيصر) .وضياع الدرهم يشير لضياع صورة الملك
السمائي من اإلنسان .والسراج= الذي توقده المرأة هو إشارة لتجسد المسيح فهو نور الالهوت في إناء الجسد،
تجسد ألن اإلنسان أخطأ فضاع .وهذا هو دور الكنيسة أن تظهر شخص المسيح ونوره لشعبها .وكنس البيت
هو إشارة لحث الناس على التوبة .والتفتيش بإجتهاد= هو إفتقاد الناس .والصديقات والجارات= هم المالئكة الذين ال يخطئون .وعمل الكنيسة وخدمتها مع كل نفس هو لكي تستعيد النفس صورة المسيح الملك
(غل.)::11
اآليات (لو)61-11:10
(االبن الضال)
11 11 يه :يا أَِبي أ ْ ِ ِ ِ ِ ان لَ ُه ْاب َن ِ س َم الَِّذي ان .فَقَ َ اآليات (لوَ " -:)61-11:10وقَ َ سا ٌن َك َ َص َغ ُرُه َما ألَِب َ َعطني ا ْلق ْ ال أ ْ ال«:إِ ْن َ 16 االب ُن األَص َغر ُك َّل َ ٍ ِ ِ ٍ يب ِني ِم َن ا ْلم ِ سافَ َر إِلَى س َم لَ ُه َما َم ِعي َ يرٍة َج َم َع ْ ُيص ُ ش ْيء َو َ شتَ ُهَ .وَب ْع َد أَيَّام لَ ْي َ ال .فَقَ َ ْ ُ س ْت ِب َكث َ َ ٍ 17 ش ِد ٌ ِ ِ اك َب َّذ َر َمالَ ُه ِب َع ْي ٍ ورِة ،فَ ْابتَ َدأَ س ِر ش ْي ٍءَ ،ح َد َ ث ُجوعٌ َ ق ُك َّل َ يد ٍةَ ،و ُه َن َ فَ .فلَ َّما أَ ْنفَ َ ورٍة َب ِع َ ش ُم ْ يد في ت ْل َك ا ْل ُك َ ُك َ
78
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر) 13 10 اح ٍد ِم ْن أ ْ ِ ِ ق ِبو ِ سلَ ُه إِلَى ُحقُولِ ِه ِل َي ْر َعى َخ َن ِ َن ان َي ْ شتَ ِهي أ ْ يرَ .و َك َ اج .فَ َم َ َي ْحتَ ُ ورِة ،فَأ َْر َ صَ َ ضى َوا ْلتَ َ از َ َهل ت ْل َك ا ْل ُك َ 17 ِِ ِِ الَ :كم ِم ْن أ ِ ِ َي ْمألَ َب ْط َن ُه ِم َن ا ْل ُخ ْرُن ِ َج ٍ وب الَِّذي َكا َن ِت ا ْل َخ َن ِ ير ألَِبي ير تَأْ ُكلُ ُهَ ،فلَ ْم ُي ْعطه أ َ َح ٌد .فَ َر َج َع إلَى َن ْفسه َوقَ َ ْ از ُ 12 ْت إِلَى َّ ِ ض ُل ع ْن ُه ا ْل ُخ ْب ُز وأََنا أ ْ ِ َّام َك، ق َ أ وعا! ُ ب إِلَى أَِبي َوأَقُو ُل لَ ُهَ :يا أَِبي ،أ ْ وم َوأَذ َ َخطَأ ُ ْه ُ َهل ُك ُج ً َي ْف ُ َ َ الس َماء َوقُد َ ُ 13 اك15 .فَقَام وجاء إِلَى أَِب ِ ِ ِ َج َر َ ستَ ِحقًّا َب ْع ُد أ ْ ان لَ ْم َي َز ْل َب ِع ً سُ يهَ .وِا ْذ َك َ َح ِد أ ْ يدا َرآهُ َن أ ُْد َعى لَ َك ْاب ًنا .ا ْج َع ْلني َكأ َ ت ُم ْ َولَ ْ َ ََ َ 11 ْت إِلَى َّ ِ ت :يا أَِبي ،أ ْ سُ َخطَأ ُ أ َُبوهُ ،فَتَ َح َّن َن َو َرَك َ ض َو َوقَعَ َعلَى ُع ُن ِق ِه َوقََّبلَ ُه .فَقَا َل لَ ُه ْ االب ُن َ َّام َكَ ،ولَ ْ الس َماء َوقُد َ 11 ال األَب ِلع ِب ِ اج َعلُوا َخاتَ ًما ِفي َي ِد ِه، يد ِه :أ ْ َن أ ُْد َعى لَ َك ْاب ًنا .فَقَ َ ستَ ِحقًّا َب ْع ُد أ ْ سوهَُ ،و ْ ُم ْ َخ ِر ُجوا ا ْل ُحلَّ َة األُولَى َوأَْل ِب ُ ُ َ ِ 16 ِ و ِح َذ ِ ان س َّم َن َواذ َْب ُحوهُ فَ َنأْ ُك َل َوَن ْف َر َح17 ،أل َّ ان َم ِّيتًا فَ َع َ اشَ ،و َك َ َن ْاب ِني ه َذا َك َ ِّموا ا ْلع ْج َل ا ْل ُم َ َ ً اء في ِر ْجلَ ْيهَ ،وقَد ُ 10 ت آالَتِ ِ ِ ِ ِ ص ْو َ ونَ .و َك َ ضاالًّ فَ ُو ِج َد .فَ ْابتَ َدأُوا َي ْف َر ُح َ َ اء َوقَُر َ سم َع َ ب م َن ا ْل َب ْيتَ ، ان ْاب ُن ُه األَ ْك َب ُر في ا ْل َح ْق ِلَ .فلَ َّما َج َ 17 13 طَر ٍب ورقْصا .فَ َدعا و ِ اح ًدا ِم َن ا ْل ِغ ْل َم ِ اء فَ َذ َب َح أ َُبو َك ون ه َذا؟ فَقَا َل لَ ُه :أَ ُخ َ سى أ ْ َن َي ُك َ وك َج َ سأَلَ ُهَ :ما َع َ ان َو َ َ َ َ ََ ً 13 12 ال ألَِب ِ ِ ِ ا ْل ِع ْج َل ا ْلمس َّم َن ،أل ََّن ُه قَ ِبلَ ُه ِ يهَ :ها اب َوقَ َ ب َولَ ْم ُي ِرْد أ ْ َج َ ب إِلَ ْيه .فَأ َ َن َي ْد ُخ َل .فَ َخ َر َج أ َُبوهُ َي ْطلُ ُ سال ًما .فَ َغض َ َ ُ َ 65 صيَّتَ َك ،وج ْديا لَم تُع ِط ِني قَطُّ ألَفْرح مع أَص ِدقَ ِائي .و ِ ين ه َذا ع َد ُد َها ،وقَطُّ لَم أَتَجاو ْز و ِ لك ْن لَ َّما أََنا أ ْ َخ ِد ُم َك ِس ِن َ َ ََ ََ ْ ََ ً ْ ْ َ ْ ََ َ َ 61 ِ شتَ َك َم َع َّ ت َم ِعي ِفي ُك ِّل س َّم َن! فَقَ َ اء ْاب ُن َك ه َذا الَِّذي أَ َك َل َم ِعي َ ال َل ُهَ :يا ُب َن َّي أَ ْن َ الزَو ِانيَ ،ذ َب ْح َ ت لَ ُه ا ْلع ْج َل ا ْل ُم َ َج َ ين ،و ُك ُّل ما لِي فَهو لَ َك61 .و ِ ِ ض ُاال س َّر ،أل َّ َن أ َ َخ َ ان َم ِّيتًا فَ َع َ ان َي ْن َب ِغي أ ْ اشَ ،و َك َ اك ه َذا َك َ لك ْن َك َ ان َ َن َن ْف َر َح َوُن َ َ َُ ح ٍ َ َ
فَ ُو ِج َد»".
هذا المثل من أروع األمثلة التي تشير لقبول اهلل للخاطئ ،وكم جذب هذا المثل الكثيرين من الخطاة ألحضان
اهلل .نرى في هذا المثل تردي حال الخاطئ الذي ترك بيت أبيه (الكنيسة) وترك أبيه (اهلل) فإنحدر إلى حد الهوان والنجاسة وخراب كل شئ حوله .ثم نرى توبته وفرحة أبيه المشتاق لعودته .في هذا المثل نكتشف موقف اهلل من
الخاطئ بإعتباره إبناً له ضل الطريق ،أما موقف الفريسيين بقلوبهم الخالية من المحبة ،والمتعجرفة فيعبر عنه
م وقف اإلبن األكبر .وكأن المثل يرد على الفريسيين بأنه ليس فقط يأكل مع العشارين والخطاة ،بل هو يريد أن يقيم لهم وليمة لو رجعوا وتابوا .هنا نرى محبة اآلب السماوي الشديدة للخاطئ التائب .مثل اإلبن الضال يقول
أن اهلل يريد أن يفرح أوالده ،لكن إذا أرادوا أن يفرحوا بطريقتهم يخسرون كثي اًر .وحين يقول المسيح "نيري هين" فمن ضمن المعاني التي تشير لها هذه اآلية أن مهما كانت الوصية متعبة لكن عدم تنفيذها خسائره كبيرة وقد ال تحتمل .في بداية طريق الخطية يفرح اإلنسان بلذتها ومع الوقت يذله إبليس بل سوف يحرمه حتى من ملذاتها.
فلذة الشيطان أنه يذل أوالد اهلل. بين السامرية واإلبن الضال-:
اهلل له طرقه المتعددة لجذب كل نفس .فالسامرية لم تعرف اهلل وال سمعت عنه هذه يذهب لها المسيح ويجلس
معها ويتحاور حتى يجذبها لإليمان به فتخلص .أما اإلبن الضال فهذا قد عاش في بيت أبيه مستمتعاً بمحبته
وأبوته وأطايبه ،والشبع في بيته ،وبعد كل هذا إختار أن يترك حضن أبيه وبيت أبيه ،هذا ال يذهب له المسيح ليحاوره (فما الجديد الذي سيقوله له فهو يعرف كل شئ عن بيت أبيه) بل يحاصره بالتجارب والضيقات
79
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)
(المجاعة واألكل مع الخنازير) حتى يقارن بين حاله بعيداً عن أبيه وبين حاله في بيت أبيه فيشتاق للرجوع .واذا رجع نراه يستقبله باألحضان والقبالت وال يعاتب وال يجرح مشاعره.
ال نحكم على إنسان في منتصف الطريق-:
فاإلبن الضال لم تكن نهايته المعيشة مع الخنازير ،لكنه عاد .بينما اإلبن األكبر تذمر بعد أن كان يظهر أنه في
طاعة كاملة ألبيه .لذلك يقول بولس الرسول أنظروا إلى نهاية سيرتهم (عب )31:7فالعبرة بالنهاية .لذلك علينا أن ال ندين أحد ،فاهلل وحده يعلم ما في القلوب ،ومدى إستعداد كل واحد ،ونهاية طريق كل واحد.
اإلبنان يشيران للبشرية-:
اإلبن األصغر يشير لألمم تركوا اهلل في البداية وعاشوا في نجاسة بل بددوا عطايا اهلل (كرامتهم وصورتهم السمائية ومواهبهم) في عبادة األوثان وفي شهواتهم .ولكنهم عادوا في نهاية األيام .ويشير للعشارين والزناة وكل
خاطئ .واإلبن األكبر يشير لليهود ،فهم كانوا بك اًر في معرفة اهلل ،قبلوا المواعيد اإللهية وكان لهم الناموس
والن بوات .لكنهم خالل حسدهم للمسيح ثم للكنيسة وقفوا خارج اإليمان (خارج البيت) جاحدين اهلل وناقدين محبته لألمم.
ويشير للفريسيين المتكبرين الرافضين لدخول المسيح بيوت الخطاة ولقبوله لهم .ويشير لكل من عاش مع اهلل في
بيته طالما كانت مادياته جيدة لكنه يغضب على اهلل إذا تأثرت مادياته بل يترك اهلل وبيته .مثل هذا مرتبط باهلل شكالً دون حب.
األب= يشير هلل اآلب .إعطني القسم الذي يصيبني من المال= هذا يشير لكل المواهب والوزنات التي أعطاها اهلل لنا .وسافر إلى كورة بعيدة= طلب الخطية هو بعد عن اهلل بالقلب والمشاعر .وانغماسه في ملذات الخطية،
يبحث عن كل ما يرضي شهواته ،وكلما إنغمس في الخطية إبتعد عن اهلل .بذر كل شئ= كل نعمة وموهبة سبق
وأخذها من اهلل تضيع منه ،هذا أضاع كل طاقاته في أمور العالم وشهواته .حدث جوع شديد= هو جوع النفس
التي إبتعدت عن اهلل ،فملذات العالم غير قادرة أن تشبع ،هي تشبع الجسد ،ولكن اإلنسان روح وجسد .والروح ال تشبع سوى بقربها من اهلل .واهلل له وسائله لجذب النفس للتوبة .فكما جذب يونان للرجوع إليه بواسطة هياج
البحر ،وحوت يبتلعه ،جذب هذا اإلبن الضال بهذه المجاعة .عموماً فأي نفس تبتعد عن اهلل البد وستشعر بهذه
المجاعة والفراغ الداخلي ألن اإلنسان مخلوق على صورة اهلل ،فلن تشبع النفس إال بقربها منه .فمضى والتصق
بواحد= هو الشيطان ،فمن يهرب من اهلل ويبتعد عنه يتلقفه الشيطان مباشرة .فأرسله إلى حقوله ليرعى خنازير= الخنازير عند اليهود تعني النجاسة .والمعنى أن الشيطان إستعبد هذا اإلنسان في خدمة شقاوة الخطية وم اررتها وانحطاطها .هو ترك خدمة أبيه الخفيفة ونيره الهين ليبيع نفسه إلبليس ،يشقى تحت نيره الثقيل والنجس ،وتاه في
العالم (حقول إبليس) بعيداً عن اهلل ،وعن بيت اهلل .يمأل بطنه من الخرنوب= هو إشارة لملذات العالم وشهواته
التي يمأل بها الخاطئ بطنه .فالخاطئ كل همه إشباع بطنه وشهواته "آلهتهم بطنهم" (في .)::17هذا الخرنوب يمأل البطن ولكنه بال فائدة غذائية ،أي هو ال يشبع= من يشرب من هذا الماء يعطش (يو .):711والخرنوب
هو طعام الخنازير .فلم يعطه أحد= ال يستطيع أحد أن يشبع النفس سوى اهلل .بل بعد أن يقع الخاطئ في براثن
80
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)
الشيطان يحرمه حتى من اللذات الجسدية التي كان يغريه بها سابقاً ،فهو يتلذذ بعذاب اإلنسان وآالمه .فرجع
إلى نفسه= هذه هي نقطة التحول حين يهدأ اإلنسان ويفكر في حاله أيام كان فيها مع اهلل ،وحاله وهو بعيد عن اهلل .هنا نرى أن خطة اهلل في سماحه بالمجاعة قد أتت بالفائدة المرجوة منها .وكلمة رجع إلى نفسه هي نفسها التوبة أو أول خطوة في التوبة ،فكلمة توبة تعني تغيير الفكر .هذه الخطوة هي الخطوة األولى لرجوعه إلى أبيه،
لقد أعمل عقله وضميره وليس شهواته ،كان في نوم واستيقظ .والحظ أن التائب يحتاج لظروف خارجية تجعله يسرع بتقديم التوبة مثل المجاعة وهذه يسمح بها اهلل ،ويحتاج إلقناع وتبكيت الروح القدس الذي يبكت مع إعطاء
رجاء بأن اهلل فاتح أحضانه مستعد لقبول التائب .وهذا العمل (الظروف الخارجية) أو إقناع الروح القدس داخلياً
هو عمل اهلل لذلك يصرخ إرمياء توبني فأتوب (إر + :117:يو + 11::إر )311:فكما أن هناك مخطط شيطاني إلذالل اإلنسان فهناك مخطط إلهي لخالص اإلنسان .األجير= إشارة لمن يحيا بروح العبودية ،يعمل
ليس عن حب بل طمعاً في أجر ولكن حتى من يحيا في بيت اهلل بروح العبودية وال يفارقه ،حتى هذا يشبعه اهلل.
يفضل عنه الخبز= إشارة لوفرة الشبع (روحياً ونفسياً وجسدياً) .أقوم وأذهب إلى أبي= هذه تُحسب لإلبن الضال (اإلبن الشاطر) إذ لم يؤجل توبته ،ورجوعه ،بل قام فو اًر .وكم من أناس أجلوا توبتهم للغد ولم يأتي الغد وهلكوا
(مثل فيلكس الوالي أع .)17-11111إجعلني كأحد أجراك= الحظ أنه شاعر بعدم اإلستحقاق إذ كان قد أخذ
نصيبه من قبل وبدده ،لكن اآلب في محبته لم يسمح له بأن يقول هذه العبارة (آية .)1:فقام وجاء إلي أبيه=
هو نفذ التوبة فو اًر والحظ محبة اآلب وقبوله .تحنن ..ركض ..وقع على عنقه وقبله بالرغم من قذارته ونجاسة
الخنازير التي كان يحيا معها .هذه القبالت األبوية كعالمة للمغفرة إشتهتها عروس النشيد ( )11:وتشتهيها كل نفس .والحظ كلمات اإلعتراف أخطأت ،لقد إنتهت الكبرياء .أخطأت إلى السماء= هو تعبير عبري .واهلل يعرف
إلى أرجع إليكم" (زك71: كل شئ ولكنه ينتظر هذا اإلعتراف .رجوع األب إلبنه هو تطبيق لقول الكتاب "إرجعوا ّ +يع .)111واذا كان لم يزل بعيداً= مع أول خطوة للخاطئ التائب يقترب اهلل عدة خطوات .فهذا الضال كان مازال في عريه ونجاسته وخزيه ،لكن إذا قرر العودة ،أشعره اهلل بقبوله ،وبقبالت الصفح والمحبة ليشجعه .الحلة
األولى= رداء البر الذي حصلنا عليه في المعمودية أوالً ،لذلك تسمى التوبة= معمودية ثانية .خاتماً في يديه= عالمة عودته للبنوة والسلطان على الحصول على المواهب اإللهية ثانية (فالخاتم يستخدم في ختم أوراق صرف
حذاء في رجليه= قارن مع حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السالم (أف ):71:فكلمة اإلنجيل تنقي النقود). ً وتحفظ "سراج لرجلي كالمك" فعبيد اآلب (كهنوت الكنيسة الذي قبل اإلعتراف وأعلن الغفران اإللهي بفم الكنيسة،
ويعطي التعليم لكل نفس بكلمات اهلل) عملهم هو التعليم ،تعليم كلمة اهلل التي [ ]:ترشد في أثناء السير []1
تحفظ القدم من وعورة الطريق .قدموا العجل المسمن= إشارة لتقديم المسيح نفسه ذبيحة على الصليب وذبيحة يومية في سر اإلفخارستيا .وهو مسمن فهو دسم الحياة الروحية .فنأكل= هذه عالمة إتحادنا مع المسيح في سر
اإلفخارستيا .ونفرح= فرح المسيح هو في عودة الخاطئ واتحاده به بعد إنفصال .وهنا الفرح سيكون في السماء
كلها (لو =)::1:7فإبتدأوا يفرحون .إبني هذا كان ميتاً فعاش= الخطية هي الموت (رؤ +:17يو+1717
أف +:11أف .):117وبهذا نفهم أن الموت الجسدي ما هو إالّ إنتقال لحياة أفضل ،طالما كان المنتقل يحيا
81
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)
حياة التوبة .اإلبن األكبر= هذا هو ما قيل عنه كم من أجير ألبي" (آية ):3فهو إبن له كل الميراث ،ولكنه
ي .ومازال هناك حتى اآلن في الكنيسة من لهم روح العبيد هذه ،ويتخاصمون مع اهلل يتخاصم مع أبيه بسبب ِج ْد ْ بسبب أنهم يشعرون بأن اهلل حرمهم من (مال /ترقية /صحة../الخ) .ويقولون نفس الشئ لم أتجاوز وصيتك وهذا شعور كثيرين إذ تصيبهم تجربة فيقولون لماذا ونحن ال نخطئ (بر ذاتي) ويقولون أيضاً ها أنا أخدمك= ويقول هؤالء نحن الذين صمنا وصلينا وكنا نذهب للكنيسة .قد حرمنا اهلل من كذا وكذا هؤالء يظنون أنهم أصحاب
فضل على اهلل ،هم يصومون ويصلون ال عن حب بل طلباً لمكافأة .ال كبنين بل كعبيد ،وهؤالء يمتنعون عن الذهاب للكنيسة (مثل هذا اإلبن األكبر) في تجاربهم= فغضب ولم ُي ِرد أن يدخل واإلبن األكبر يرمز للكتبة
والفريسيين الذين رفضوا قبول المسيح للعشارين والخطاة ،واليهود عموماً الذين رفضوا قبول األمم .والحظ قوله
إبنك هذا= عالمة على اإلحتقار (إحتقار الفريسيين للعشارين والخطاة) .خرج أبوه= محبة اهلل جعلته يطلب
خالص نفوس حتى هؤالء المتكبرين .كل ما لي فهو لك= اهلل أعد نصيباً ومجداً لنا في السماء ،فإن كنا نؤمن بهذا ونصدقه ،هل نتخاصم مع اهلل ،إذا ُح ِرمنا من أي نصيب أرضي ،هذا يعادل غباوة اإلبن االكبر الذي يقارن
بين جدي ،وكل أمالك األب ومجده! سمع صوت آالت طرب= هو صوت السمائيين بالخاطئ الذي تاب، وصوت فرحة الكنيسة األرضية بالغفران والفداء الذي حصلت عليه.
نالحظ أن اإلبن األصغر كان مرتداً ضاالً وهو خارج البيت مستسلماً لشهواته ولكن اإلبن األكبر كان مرتداً
ضاالً وهو داخل البي ت وظهر هذا في تركه البيت وغضبه وعدم إشتراكه في الوليمة ورفضه دخول البيت .وهو كان مرتداً مع أنه داخل البيت ألنه عاش بروح العبيد أخدمك .ينتظر األجر ،بل أنكر فضل أبيه= لم تعطني
جدياً .وهو عاش بروح البر الذاتي (خطية الفريسيين)= قط لم أتجاوز وصيتك .ومع هذا الحظ محبة أبيه له وكلماته الرقيقة له ،فهو يريد أن الجميع يخلصون.
اإلبنين ضال ،األصغر إذ إشتهى اللذات الحسية ترك بيت أبيه ،واألكبر إشتهى اللذات ولكنه ظل داخل البيت
غير شاعر بالبنوة التي تعطيه كل ما لآلب ،ولكن ما لآلب هو ما ال يرى أي المجد المعد في السماء .اإلبن
األكبر ليس له النظرة المستقبلية لألمور أي للسماء .وهذا ما سيشرحه السيد في مثل وكيل الظلم اآلتي مباشرة في اإلصحاح القادم ،وبصورة أوضح في مثل لعازر والغني الذي يرفع أنظارنا إلى لحظة اإلنتقال والمالئكة
تحمل النفس للسماء .ولكن رجوع اإلبن الضال األصغر وتوبته جعل الكنيسة تطلق عليه لقب اإلبن الشاطر . رؤية أخرى لمثل اإلبن الضال
اهلل خلق اإلنسان ليعمل [ ]:في األرض (تك + 711تك .):711وهذا يناظر عملنا اليوم في أعمالنا وأشغالنا [ ]1نعمل لمجد إسمه خصوصاً بعد أن صرنا في المسيح (أف .)::11واإلنسان ُيقَيَّم بقيمة عمله. م ا هو مقدار النجاح الذي ننجح به في أعمالنا؟ لكل واحد مواهبه (ذكاؤه /قوته /عمله /خبراته )..ولكن كل هذا يقع في حيز المحدود .ولكن إتصالنا باهلل ،إذا كنا على إتصال باهلل ،فهذا ينقلنا إلى حيز الال محدود.
82
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)
(مثل بطارية موصلة على مصدر شحن غير محدود ،إن فصلتها ستعمل لمدة محددة ثم تنتهي شحنتها
وتموت).
خلق اهلل آدم ،وكان آدم على إتصال باهلل فكان سيعيش لألبد ولكنه بسبب الخطية إنفصل عن اهلل ،فوقع في
حيز المحدود فمات.
اإلنسان المتصل باهلل ،يكون له شركة مع الروح القدس ،منها يستمد قدرات ال نهائية1( ،كو+:11:7
زك ):11لذلك تصلي الكنيسة في أوشية المسافرين وتقول "إشترك يا رب مع عبيدك في كل عمل صالح"
إحساس اإلنسان بذاته وقدراته يفصله عن المصدر الالنهائي لكل شئ ،فمهما كانت قدرات إنسان فهو ال يستطيع أن يقول "أستطيع كل شئ ..مع بولس الرسول ..ولكن يكمل في المسيح الذي يقويني" (في):711
لذلك فالطالب الذي يمتنع عن الكنيسة ،هو معتمد على ذاته منفصل عن اهلل. اإلبن الضال أخذ مو ِ اه َبهُ وسافر إلى كورة بعيدة فخسر المصدر الالنهائي بإتصاله بأبيه ،ومن المؤكد أن أمواله ومواهبه ستنفذ ويدخل في مجاعة. رجوعه إلى أبيه أعاده لحالة اإلتصال مع اهلل (الحلة األولى) اهلل برره حين رجع إليه.
الخاتم= عاد نتيجة إتصاله يستمد على شئ من المصدر الالنهائي ،ليحصل على مواهب ثانية إذ قد تبرر.
حذاء في رجليه= ليخرج للعمل المكلف به (أف( )::11المواهب التي حصل عليها هي للخدمة). ً العجل المسمن هو التناول واإلتحاد مع اهلل ليكون نجاح العمل ال نهائي .نجاح غير محدود فاهلل يعمل معه.
83
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح السادس عشر)
عودة للجدول
اإلصحاح السادس عشر (مثل وكيل الظلم) اآليات (لو)16-1:13 1 ضا لِتَالَ ِم ِ ان َغ ِن ٌّي لَ ُه َو ِكي ٌل ،فَ ُو ِش َي ِب ِه إِلَ ْي ِه ِبأَنَّ ُه ُي َب ِّذ ُر أ َْم َوالَ ُه. اآليات (لوَ " -:)16-1:13وقَ َ سٌ يذ ِهَ «:ك َ ال أ َْي ً ان إِ ْن َ 6 1 ال لَ ُه :ما ه َذا الَِّذي أَسمع ع ْن َك؟ أ ْ ِ ِ ال ا ْل َو ِكي ُل ون َو ِكيالً َب ْع ُد .فَقَ َ فَ َد َعاهُ َوقَ َ اب َو َكالَ ِت َك أل ََّن َك الَ تَ ْق ِد ُر أ ْ َن تَ ُك َ س َ َْ ُ َ َعط ح َ َ ِ َن ِ ِِ ِ َستَ ْع ِط َي7 .قَ ْد َستَ ِحي أ ْ َستَ ِطيعُ أ ْ سُ َن أَ ْنقُ َ َن أ ْ بَ ،وأ ْ ت أْ س ِّيدي َيأْ ُخ ُذ م ِّني ا ْل َو َكالَ َة .لَ ْ في َن ْفسهَ :ما َذا أَف َْع ُل؟ أل َّ َ 0 ٍِ ِ ِ ِ س ِّي ِد ِهَ ،وقَا َل ت َما َذا أَف َْع ُلَ ،حتَّى إِ َذا ُع ِزْل ُ َعلِ ْم ُ ت َع ِن ا ْل َو َكالَة َي ْق َبلُوِني في ُب ُيوِت ِه ْم .فَ َد َعا ُك َّل َواحد م ْن َم ْد ُيوِني َ 3 ال لَ ُهُ :خ ْذ ص َّك َك و ْ ِ ِ ِ س َع ِ الِ :م َئ ُة َب ِّ ين7 .ثُ َّم قَا َل ث َزْي ٍت .فَقَ َ س ِّي ِدي؟ فَقَ َ اجالً َوا ْكتُ ْب َخ ْم ِس َ اجل ْ َ َ لأل ََّو ِلَ :ك ْم َعلَ ْي َك ل َ 2 يل الظُّ ْلِم إِ ْذ ين .فَ َم َد َح َّ َ الس ِّي ُد َو ِك َ الِ :م َئ ُة ُكِّر قَ ْم ٍح .فَقَ َ ت َك ْم َعلَ ْي َك؟ فَقَ َ آلخ َرَ :وأَ ْن َ ص َّك َك َوا ْكتُ ْب ثَ َم ِان َ ال لَ ُهُ :خ ْذ َ ور ِفي ِجيلِ ِهم3 .وأََنا أَقُو ُل لَ ُكم :اص َنعوا لَ ُكم أ ِ َح َكم ِم ْن أ َْب َن ِ اء ِبم ِ اء ُّ الن ِ ال ِب ِح ْك َم ٍة فَ َع َل ،أل َّ اء ه َذا الد ْ ْ ْ ُ ْ ُ ْ َ َن أ َْب َن َ َصدقَ َ َ َّه ِر أ ْ ُ يل أ ِ َّة15 .اَأل ِ ال األَب ِدي ِ ِ ِ ِ ين ِفي ا ْل َقلِ ِ ضا ِفي ا ْل َك ِث ِ يرَ ،والظَّالِ ُم ِفي َم ٌ َم ُ ين أ َْي ً الظُّ ْلمَ ،حتَّى إِ َذا فَنيتُ ْم َي ْق َبلُوَن ُك ْم في ا ْل َمظَ ِّ َ اء ِفي م ِ ا ْل َقلِ ِ ضا ِفي ا ْل َك ِث ِ ِ 11 ال الظُّ ْلِم ،فَ َم ْن َيأْتَ ِم ُن ُك ْم َعلَى ا ْل َحقِّ؟ َ 11وِا ْن لَ ْم تَ ُكوُنوا يل ظَالِ ٌم أ َْي ً ُم َن َ َ ير .فَإ ْن لَ ْم تَ ُكونُوا أ َ ض ا ْلو ِ َن ي ْخ ِدم س ِّي َد ْي ِن ،أل ََّن ُه إِ َّما أ ْ ِ ِ ِ 16 ِ ِ أُم َن ِ اح َد َن ُي ْبغ َ َ اء في َما ُه َو ل ْل َغ ْي ِر ،فَ َم ْن ُي ْعطي ُك ْم َما ُه َو لَ ُك ْم؟ الَ َي ْقد ُر َخاد ٌم أ ْ َ َ َ َ َ اآلخر ،أَو يالَ ِزم ا ْلو ِ ال»". َوُي ِح َّ اح َد َوَي ْحتَ ِق َر َ َن تَ ْخ ِد ُموا اهللَ َوا ْل َم َ ون أ ْ اآلخ َر .الَ تَ ْق ِد ُر َ ب ََ ْ ُ َ َ رأينا في اإلصحاح السابق إشتياق اهلل لرجوع كل خاطئ ،هنا يشرح السيد أن كل خاطئ يلزمه أن يتصرف
بحكمة ليغتصب الملكوت .وأن الحياة العتيدة هي ثمرة ونتيجة للحياة الحاضرة .واهلل أعطانا وزنات كالمال مثالً
يمكننا أن نستخدمه بأنانية ،ويمكننا أن نستخدمه بحكمة فنغتصب الملكوت .ونفس المفهوم نجده في مثل لعازر
والغني في نفس اإلصحاح .هذا اإلصحاح هو تشجيع لكل خاطئ على أن يتوب فهناك سماء (مثل لعازر
والغني) وهناك نصيب سماوي لمن يتصرف بحكمة (وكيل الظلم).
وكيل الظلم= سماه السيد هكذا فهو كان يبذر أموال سيده وثانياً فهو حينما عرف أن سيده سيطرده َغَّير
لسيده .والسيد قطعاً ال يمدحه على هذا ،بل يمدحه ألنه فكر في مستقبله، الصكوك وبهذا تسبب في خسارة ثانية َ فهو قد إشتري أصدقاء (هم المديونين لسيده) ،وهؤالء يمكن أن يستفيد منهم بعد طرده من وكالة سيده .وهو إشتراهم بالمال الذي كان بين يديه ،الذي إستأمنه سيده عليه .هذا الوكيل يشير لمن بدد المواهب والوزنات التي
أعطاها اهلل له على شهواته.
مال الظلم= هو المال الذي بين أيدينا ،لكن لماذا أسماه السيد هكذا؟ ):هو مال من هذا العالم الظالم الشرير ،مهما حصلنا عليه بالحالل. 84
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)
)1توزيع األموال ظالم في هذا العالم ،فكم من إنسان ال يعمل ويملك الكثير ،وهناك من يكد ويجتهد وال يملك شيئاً.
)7هو مال ظلم ألنه يجعل الناس تعبده تاركة اهلل ،وهو إذا إبتغاه أحد ضل عن اإليمان، وهو سيد ٍ قاس يستعبد الناس.
)1هو خادع يوهم الناس بالسعادة ولكنه ال يعطيها.
)7األصل أن كل األموال هي هلل وأنا وكيل عليها ،فإذا أعتبرتها ملكاً لي ،أصرف منها على ملذاتي فقط ،فأنا بهذا أصبح مبذ اًر في أموال اهلل ،وأصير بهذا وكيل ظلم ،ولكن إن تصرفت فيها بطريقة ترضى اهلل فتتحول إلى أموال مقدسة .فهو مال ظلم ألننا
كيف نرضي اهلل بأموالنا؟
ننسب ما هلل لنا ،أي نغتصب حق اهلل.
هناك فقراء ومحتاجين ،هؤالء هم مديوني السيد .وكل هؤالء ليس لديهم ما يأكلونه وما يلبسونه ،فلنصرف على هؤالء فيشهدون لنا في السماء ،أليس هؤالء هم إخوة الرب .وبهذا صاروا أصدقاء لنا .وبهذا صارت أموالنا
منا أن يكون لنا سماوية ،وصار لنا كن اًز في السماويات ينفعنا حين نغادر هذا العالم .هذه هي الحكمة المطلوبة ّ أصدقاء سماويين نشتريهم باألموال التي بين أيدينا عوضاً عن أن نبددها على ملذاتنا وشهواتنا في عالم سنتركه
إن آجالً أو عاجالً .إنسان غني= هو اهلل صاحب كل المواهب ،يعطي لكل منا وزنات = مواهب (:بط.)::11
وكيل= اهلل يعطي كل منا مواهب وأموال وسيطلب حساباً عن كل ما أعطانا .يبذر أمواله= نفس ما قيل عن اإلبن الضال ( .):71:7إعط حساب وكالتك= هذا ما سنسمعه يوم الدينونة .ولكن هنا تعني أن الوكيل سيطرد
من مكانه ال تقدر أن تكون وكيالً بعد= أي ستترك هذه الحياة .قال الوكيل في نفسه= هذه مثل ما قيل عن
اإلبن الضال "فرجع إلى نفسه" .ماذا أفعل= لقد صحا الوكيل من غفلته ،وبدأ يفكر في إصالح حاله .أنقب= أسرق ،فكان اللصوص يسرقون البيوت بان ينقبوا جدران البيوت ويدخلوا ليسرقوا ،وقد تعني حفر األرض
للزراعة .أستعطي= أتسول .وهذا الوكيل لن يستطيع أن يعمل كعامل زراعة أو يتسول أو يسرق .ولنالحظ أنه
في يوم الدينونة لن يصلح أن نسرق أو نجاهد ونعمل فال عمل يصلح هناك أو نستعطي من القديسين ،فالعذارى
الحكيمات لم يعطين للجاهالت شيئاً من زيتهن .بث= 1:لتر .كر= 77:كجم تقريباً .كم عليك= هو يعلم ولكنه
يسأل المديون حتى يشعره بأنه يسدي له معروف .أبناء هذا الدهر= هم المتعلقون بأمور الدنيا وال نصيب لهم
في األبدية (أوالد العالم) .أبناء النور= هم أبناء اإليمان الذين يسيرون في نور الكتاب ولهم األبدية (أوالد اهلل).
المظال األبدية= عبارة مستعارة من األعياد اليهودية مقصود بها دار الخلود حيث االفراح الحقيقية ،وعيد المظال
هو عيد الفرح عند اليهود ،وكان رم از ألفراح السماء .إذًا المسيح في هذا المثل ال يقصد تطبيقه من كل
الجوانب ،فقطعاً هو ال يريدنا أن نسرق ،ولكن هو يريد أن نحول أموالنا لتصير لنا رصيد سماوي .أن تكون لنا النظرة المستقبلية وليس النظرة المحدودة بهذا العالم.
85
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)
أبناء هذا الدهر أحكم= هم دائماً يفكرون في الغد ،ويستثمرون أموالهم لتكون ضماناً لمستقبلهم ،فهل نفكر في مستقبلنا األبدي كأبناء نور وبهذا نصير حكماء ،وال تضيع فرصتنا في السماء .ونستطيع تطبيق المثل ليس فقط على األموال بل على الوقت والصحة والتعليم والذكاء ..وكل ما أعطاه اهلل لنا ،فهناك من لديه وقت فراغ ..فماذا يعمل به ،هل يتسكع في الطرقات والنوادي ،أم هو يضيع وقته في خدمة الكنيسة فيصير له شفيع الكنيسة
صديقاً سماوياً .وهناك من أعطاه اهلل صحة ،ففي ماذا يصرف صحته؟ هناك من يستغل صحته في إفتقاد المرضى والمساكين والبعيدين عن اهلل ..وهكذا.
(آية 1)::القليل هو مال الظلم هو الثروة الزمنية .واألمين في القليل= هو من ال يبدد ماله على ملذات الدنيا
وشهواته ،بل يعطيه للمحتاج .أمين أيضاً في الكثير= أي العطايا الروحية .فاألمين مع الناس سيكون أميناً مع اهلل .لذلك يعطيه اهلل بغنى من هباته اإللهية ما يزين نفسه وتعطيه جماالً ربانياً ،نكون متشبهين باهلل ،ومن كان
أميناً مع اهلل على األرض في مال الظلم يستأمنه اهلل على الكثير الذي هو المجد األبدي المعد لنا.
(آية 1)::هنا يتضح أن مال الظلم هو القليل في اآلية السابقة .والحظ أن السيد الرب يضع في مقابله كلمة الحق ،وذلك ألن المال باطل ،فهو غير حقيقي ،هو موجود اليوم ،وغير موجود غداً ،وال تستطيع أن تأخذه معك
إلى العالم اآلخر ،بينما العطايا السماوية والفضائل ،هذه تستمر معنا في السماء.
(آية 1):1ما هو للغير= الغير هم الفقراء ،فإن لم نكن أمناء معهم فيما بين أيدينا من مال الظلم ،فاهلل لن يعطينا ما هو لنا من البركة والسالم والفرح والرجاء ..أما لو أعطيت ما عندك للفقراء سكب اهلل عليك من غني مجده. (آية 1):7هنا يضع السيد حداً فاصالً بين قبول تبعيته واإلرتباط بمحبة المال .اهلل ليس ضد الغنى ،فإبراهيم
عب ْد ،أو واسحق ويعقوب كانوا أغنياء ،واهلل لم يكن ضدهم ،بل اهلل ضد عبادة المال ،أي يصير المال هدفاً والهاً ُي َ أداة للملذات والترف الزائد بينما الفقراء في جوع وحرمان .وعبادة المال تعني أن يظن اإلنسان أن المال فيه
ضماناً للمستقبل .فاهلل وحده القادر على ذلك.
(لو)12-17:13
17 ان ا ْلفَِّر ِ ون س َم ُع َ يسي َ اآليات (لوَ " -:)10-17:13و َك َ ُّون أ َْي ً ضا َي ْ 10 ِ ال لَهم«:أَ ْنتُم الَِّ س ُكم قُدَّام َّ الن ِ ف ن َ أ ون ر ر ب ت ين ذ ق ف َ ُ ْ َ ِّ َ ُ َ َ َ ُ َ اس! َولك َّن اهللَ ْ ُ ْ َ ُ ِر ْجس قُدَّام ِ اهلل". ٌ َ طبعاً من يحب المال لن يعجبه كالم السيد المسيح الذي قاله .اهلل يعرف قلوبكم= لن تستطيعوا أن تخدعوا اهلل
ه َذا ُكلَّ ُهَ ،و ُه ْم وب ُك ْم. َي ْع ِر ُ ف ُقلُ َ
ِ ُّون لِ ْلم ِ استَ ْه َأزُوا ِب ِه. ال ،فَ ْ ُمحب َ َ ستَ ْعلِي ِع ْن َد َّ ِ الن ِ اس ُه َو إ َّن ا ْل ُم ْ َ
كما تخدعون الناس إذ هم يتظاهرون بالبر والقداسة وهم عبيد المال.
86
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)
حسن كالمال هو رجس عند اهلل .والتقوى الظاهرية المستعلى عند الناس هو رجس عند اهلل= ما ترونه أنتم أنه ٌ التي هي صالحة في نظركم هي رجس عند اهلل (فهم يصومون ويصلون ليراهم الناس وهذا في نظر اهلل رياء ورجس) ومحبتهم للمال بالطبيعة ساقتهم للكبرياء فكلما إزدادت أموالهم تكبروا بزيادة ،فإذا أضيف إلى محبة
المال برهم الذاتي ،يزداد كبريائهم وكل مستعلى متكبر هو رجس عند اهلل.
المستعلى= المتكبر .والحظ أن اهلل يريد أن أوالده يكبرون ،لكن به هو ،وليس بالمال وال بالبر الذاتي والتقوى
الظاهرية .وكل هذا نجاسة فالعالم بما فيه ٍ فان .وقارن مع بولس الرسول حين يقول "لي الحياة هي المسيح" .إذاً في .فمن قيمته في أشياء العالم هو رجس ألن العالم باطل. السؤال ..ما هي قيمتي ..هل مالي أو حياة المسيح ّ
13 وت ِ شر ِبملَ ُك ِ ِ الناموس واألَ ْن ِبياء إِلَى ي َّ ِ ِ اهللَ ،و ُك ُّل اآليات (لوَ « " -:)12-13:13ك َ ُ َ ان َّ ُ ُ َ َ ُ وحناَ .وم ْن ذل َك ا ْل َوقْت ُي َب َّ ُ َ السم ِ صب َن ْفس ُه إِلَ ْي ِه17 .و ِ ِ ٍِ ِ ِ َّ ام ِ اء َواأل َْر ِ وسُ 12 .ك ُّل لك َّن َزَو َ س ُر ِم ْن أ ْ َن تَ ْ ض أ َْي َ َ َواحد َي ْغتَ ُ َ سقُطَ ُن ْقطَ ٌة َواح َدةٌ م َن الن ُ ال َّ َ ُخ َرى َي ْزِنيَ ،و ُك ُّل َم ْن َيتََزَّو ُج ِب ُمطَلَّقَ ٍة ِم ْن َر ُجل َي ْزِني" . ام َأرَتَ ُه َوَيتََزَّو ُج ِبأ ْ َم ْن ُيطَلِّ ُ ق ْ
آية (لو)13:13
راجع كتاب إنجيل متى (مت)11:11،16
آية (لو)12:13
راجع كتاب إنجيل متى (مت)11-1:13
آية (لو)17:13
راجع كتاب إنجيل متى (مت)12:0
هذه اآليات سبق شرحها ولكن ما مناسبة ذكرها هنا اآلن؟
كان الفريسيون يعظمون ناموس العهد القديم ،والمسيح هنا يشرح أن هذا الناموس كان لتهيئة الناس لنظام أكمل،
والمعمدان أيضاً جاء ليعد الطريق لهذا النظام الجديد .الناموس واألنبياء إلى يوحنا= تعاليم العهد القديم كانت
حتى يوحنا .من ذلك الوقت= أي بعد يوحنا المعمدان ويعني بشارة المسيح= يبشر بملكوت اهلل .إذاً الناموس
كان وقتياً ،ولكن الناموس ال يمكن أن يبطل فهو رمز للخيرات العتيدة وظلها ،وهو شاهد بنبواته ورموزه للمسيح،
وهدف الناموس والنبوات هو المسيح ،وهو يعلن إحتياجنا المستمر للمسيح .وكان ظهور المعمدان إيذاناً بظهور المسيح ،وها قد أتى المسيح وها ملكوت اهلل أمامكم ،الذي شهد عنه ناموسكم وشهد عنه المعمدان لكنكم عميان،
لقد أدرك العشارون والخطاة هذا الملكوت وها هم يتزاحمون للدخول لهذا الملكوت ،كل منهم يبذل جهده ويحتمل
الصعاب ويغصب نفسه في سبيل هذا الملكوت الذي صار واضحاً لهم ،والذي بدأ المسيح يبشر به ،ومن يبذل جهداً ويغصب نفسه (باإلمتناع عن خطاياه القديمة وتركها) وليفعل هذا عن طيب خاطر عالماً أنه سيفوز بأمجاد ال تقاس بجانب تلك المصاعب والمشقات .إذاً المسيح أمامكم الذي بشر به ناموسكم وما ينقصكم هو أن
تغصبوا أنفسكم فتجدوا لكم حياة.
زوال السماء ..أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس= أصغر تعليم في الناموس لن يتغير .والناموس
في .وعليهم الخضوع للناموس وليس كما فعل أبائهم .ففي كالم السيد شهد لي وطالما شهد لي فهو قد تحقق ّ عن الطالق كان يشرح لهم أنهم بحسب تعاليم شيوخهم أباحوا الطالق ألتفه األسباب جرياً وراء شهواتهم فبعض أبائهم سمحوا بالطالق لو الزوجة كان طعامها سيئاً ،وهم يدعون أنهم يكرمون الناموس ولكنهم بإباحتهم الطالق 87
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)
فهم قد حرضوا الناس على الزنا ،وخالفوا الناموس (راجع مال )::-::11فقوله هنا أن اهلل يكره الطالق فكيف
شرع الزواج "يترك الرجل أباه وأمه سمحوا ألنفسهم بإباحته .خصوصاً أن ما جمعه هو اهلل .فاهلل هو الذي َّ ويلتصق بامرأته" (تك)1111
معنى كالم السيد هنا أنه ،أنتم أيها الفريسيون تتهمونني بأنني ضد الناموس .والعكس هو الصحيح .فأنتم الذين
كسرتم الناموس .أما أنا فكصاحب وواضع الناموس ال أكسره.
ما يجمع كل ما مضى هو النظرة المستقبلية (في اآليات ):1-:1ألن المسيح يسألهم هل لكم نظرة للمستقبل.
ما الذي له قيمة عندكم ..هل األموال ..البر الذاتي ..الشهوات التي تجرون وراءها وتتركون زوجاتكم ..ولكن الملكوت أمامكم فلتغصبوا أنفسكم عليه تاركين شهواتكم .هذا ما يجمع هذه اآليات وهذه عالقة هذه اآليات بما
قبلها وما بعدها.
(مثل لعازر والغني) اآليات (لو)61-13:13 13 ان َوا ْل َب َّز َو ُه َو َيتََن َّع ُم ُك َّل َي ْوٍم ُمتََرفِّ ًها. س األ َْر ُجو َ ان َغ ِن ٌّي َو َك َ سٌ اآليات (لوَ « " -:)61-13:13ك َ ان َي ْل َب ُ ان إِ ْن َ 11 الس ِ شبع ِم َن ا ْلفُتَ ِ 15و َك َ ِ اق ِط وبا ِبا ْلقُُر ِ ات َّ وحَ ،وَي ْ شتَ ِهي أ ْ اس ُم ُه لِ َع َازُر ،الَِّذي طُ ِر َح ِع ْن َد َبا ِب ِه َم ْ س ِك ٌ ض ُر ً َن َي ْ َ َ ين ْ ان م ْ َ 11 ين وحملَتْ ُه ا ْلمالَ ِئ َك ُة إِلَى ِح ْ ِ ِ ات ا ْل ِم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يم. وح ُه .فَ َم َ س قُُر َ م ْن َمائ َدة ا ْل َغن ِّيَ ،ب ْل َكا َنت ا ْلكالَ ُ ْ ب تَأْتي َوتَ ْل َح ُ َ سك ُ َ َ َ ض ِن إ ْب َراه َ اهيم ِم ْن ب ِع ٍ ِ ِ ِ وم َ ِ ضا وُد ِف َن16 ،فَرفَع ع ْي َن ْي ِه ِفي ِ ِ ِ ض ِن ِه، يد َولِ َع َازَر ِفي ِح ْ َ َ َ َ َ ات ا ْل َغن ُّي أ َْي ً َ ََ الجحيم َو ُه َو في ا ْل َع َذابَ ،و َأرَى إ ْب َر َ 17 َّ اء ويبِّرَد ِل ِ ٍ ف إِ ِ ِ ِ ِ ِ ب ِفي يمْ ،ار َح ْم ِنيَ ،وأ َْر ِس ْل ِل َع َازَر ِل َيُب َّل َ ادى َوقَ َ فَ َن َ ساني ،أل َِّني ُم َعذ ٌ ص َبعه ِب َم َ ُ َ ط َر َ ْ َ الَ :يا أَبي إ ْب َراه َ 10 ِ ال إِ ْبر ِ ه َذا اللَّ ِه ِ اآلن ُه َو اه ق ف يب. َ َ َ استَ ْوفَ ْي َ ت َخ ْي َرِات َك ِفي َح َي ِات َكَ ،و َكذلِ َك لِ َع َازُر ا ْل َبالَ َياَ .و َ يمَ :يا ْابني ،ا ْذ ُك ْر أ ََّن َك ْ َ ُ 13 ِ ِّ ِ يتَع َّزى وأَ ْن َ َّ ور ِم ْن ين ُي ِر ُ بَ .وفَ ْو َ يد َ يم ٌة قَ ْد أُثِْبتَ ْتَ ،حتَّى إِ َّن الَِّذ َ ت تَتَ َعذ ُ َ َ َ ون ا ْل ُع ُب َ ق ه َذا ُكلهَ ،ب ْي َن َنا َوَب ْي َن ُك ْم ُه َّوةٌ َعظ َ
17 َن تُْر ِسلَ ُه إِلَى َب ْي ِت ون إِلَ ْي َنا .فَقَ َ ين ِم ْن ُه َن َ َسأَلُ َك إِ ًذاَ ،يا أ ََب ِت ،أ ْ اك َي ْجتَ ُاز َ ونَ ،والَ الَِّذ َ هه َنا إِلَ ْي ُك ْم الَ َي ْق ِد ُر َ ال :أ ْ ُ 13 12 اب ه َذا .قَ َ ِ ِ ضا إِلَى مو ِ أَِبي ،أل َّ ِ ض ِع ا ْل َع َذ ِ يم: س َة إِ ْخ َوٍةَ ،حتَّى َي ْ ش َه َد لَ ُه ْم لِ َك ْيالَ َيأْتُوا ُه ْم أ َْي ً َْ َن لي َخ ْم َ ال لَهُ إ ْب َراه ُ 65 اح ٌد ِم َن األَمو ِ ضى إِلَ ْي ِهم و ِ ِ ِ ِ ِع ْن َد ُهم موسى واألَ ْن ِبي ِ ات س َم ُعوا ِم ْن ُه ْم .فَقَ َ يمَ ،ب ْل إِ َذا َم َ اء ،ل َي ْ َْ ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ ال :الََ ،يا أَبي إ ْب َراه َ 61 ِ ِ ِ ِ ِ ال لَ ُه :إِ ْن َكا ُنوا الَ يسمع َ ِ ِ ون»". ون .فَقَ َ ص ِّدقُ َ وب َ َيتُ ُ ام َواح ٌد م َن األ َْم َوات ُي َ ون م ْن ُم َ َ َُْ وسى َواألَ ْنب َياءَ ،والَ إ ْن قَ َ
هنا صورة أخرى لنهاية إنسان أساء إستخدام أمواله .فهو أنفق أمواله فيما ال يفيد (األرجوان والبز والتنعم
مترفهاً) كل يوم= استم ارره في شهواته .ولعازر (اهلل يعين= هذا معنى إسمه ،فاهلل يعين من ليس له أحد يعينه)
المسكين ال يجد سوى الفتات الذي ُيلقي عند الباب ،وال أحد يعتني بقروحه بل تلحسها الكالب .والحظ النهاية فيقال عن الغني أنه مات ُ ِ أما لعازر فقد حملته المالئكة إلى حضن إبراهيم .في لحظة ودفن ،أي نهايته الترابّ ،
لم َي ُع ْد الغني يرى كل مشتهياته .وفي لحظة ترك لعازر المسكين كل آالمه وتمتع بحمل المالئكة له ،وتمتع أما إسم الغني فلم ُيذكر لعدم أهميته. بحضن إبراهيم في السماء ولألبدّ . وحملته المالئكة= فالمالئكة الذين يفرحون بتوبتنا (لو )::1:7يأتون إلستقبالنا ولكي يحملونا إلى السماء.
وبنفس المفهوم تصلي الكنيسة في صالة الغروب قائلة للعذراء "وعند مفارقة نفسي من جسدي إحضري عندي"
88
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)
فالقديسين يأتون ليستقبلوا نفوس األبرار ويصعدوا معهم إلى السماء .رفع عينيه= فهو في مكان سفلي أما لعازر ففي مكان مرتفع ٍ سام (معنوياً) .كان إنسان غني ..وكان مسكين إسمه لعازر= في الحياة يذكر إسم الغني أوالً.
لكن السيد ال يذكر إسمه فهو كان وكيل ظلم غير حكيم فمات المسكين ..ومات الغني= في الموت ُذ ِك َر إسم
لعازر أوالً فهو ذهب للسماء .لقد تغيرت أماكن الكرامة واإلحتقار في السماء. هناك رأيين في مثل الغني ولعازر-1
.:أنها قصة حقيقية بدليل ذكر السيد إلسم الفقير.
.1أنها قصة رمزية ،واسم لعازر هو رمزي بمعنى أن اهلل يعين المساكين ،ويعني أن المسيح يعرف الفقراء باإلسم فهم إخوته.
ونالحظ أن السيد المسيح لم يذكر أي خطايا للغني سوى أنه عاش لنفسه وأهمل الفقير الذي على بابه .فالغني
ما اغضب اهلل منه ليست خطيته ولكنها قسوته.
ونالحظ أن الفقر ليس سبباً كافياً لدخول السماء ،فالفقير الذي يجدف على اهلل ،أو الذي يتذمر العناً فقره والزمن
الذي جعله فقي اًر ،أو الفقير الذي يشتهي الغني ويحسد األغنياء ..هؤالء لن يدخلوا السماء .لكن لعازر يرمز لمن
يحتمل آالمه بشكر واهلل يعينه عليها.
آالم لعازر
-:فقي اًر جداً
-1ضعيف جسدياً ومن ضعفه هو غير قادر على طرد
الكالب (يقال أن ما عملته الكالب كان يخفف آالمه)
-7ال أحد يعوله -7مقارنة حاله بحال الغني
-1عدم إكتراث الغني به بالرغم من ترفه الشديد.
-:أكله من الفتات الملقي.
لكنه بالرغم من هذا لم يشتكي ولم يتذمر ولم يجدف على اهلل لذلك أستحق أن تحمله المالئكة للسماء.
حضن إبراهيم= كناية عن راحة المطوبين ،في نفس مكان إبراهيم ،مكان الشرف والبنوة .والحضن يرمز للمحبة، فالمحبة هي لغة السماء. .:كان مالكاً واحداً قاد اًر على حمله ،ولكن جاءت مالئكة تعبي اًر عن فرحتها به. إما للفردوس أو للجحيم ونالحظ1 .1بعد خروج النفس مباشرة تدخل ّ .:ذلك يحدث بعد الخروج مباشرة (وليس بعد صالة يوم الثالث).
.1هناك مكانين فقط (الفردوس والجحيم) وليس هناك ما يسمى المطهر.
.7ملحوظة - :قبل فداء رب المجد كانت كل النفوس تذهب للجحيم بعد الموت حتى نفوس األبرار . والجحيم هو مكان إنتظار وليس مكانا للعذاب فاهلل لن يعذب من أحبهم من أبرار العهد القديم ،واهلل
يكرم من يكرمه (:صم )7: 1 1ولما تم الفداء ذهب السيد وفتح الجحيم ليخرج نفوس األبرار الذين
ينتظرون على الرجاء (أف( + ):: – 1 1 1زك . ):1 – : 1 :وأخذ الرب هذه النفوس البارة وفتح
89
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)
لهم الفردوس ،وهو مكان الراحة (النياح) .والفردوس قطعا هو مكان فرح إفتقده هؤالء األبرار وهم فى
الجحيم .وبعد القيامة ترتقى ال نفس البارة لتدخل إلى المجد السماوى .وكان اليهود يطلقون على الجحيم أسماء مثل أقسام األرض السفلى والهاوية (إش . ):: 1 :1وبينما كانت نفوس األبرار فى الجحيم لها رجاء كانت نفوس األشرار فى الجحيم بال رجاء ،وكان هذا سر عذابها ،فالنفس تعرف مصيرها بعد
الخروج .إذ كان عدو الخير يأتى ليقبض على النفوس .أما المسيح البار الذى بال خطية فكان هو فى شئ " (يو )7: 1 :1واآلن فكل من هو ثابت الوحيد القادر أن يقول " رئيس هذا العالم آت وليس له َّ فى المسيح له أن يقول هذا.
.1ولكن المجد والعقاب في اليوم األخير إما فى المجد السماوى أو جهنم .
.6ليبل طرف إصبعه= هذا دليل على العذاب ،ولكن ال يمكننا فهم طبيعة العذاب تماماً ،فنحن ال ندرى ما هو الحال الذي ستكون أجسادنا عليه حينئذ والحظ أن من كان يأكل الفتات ،هو اآلن في نعيم ،ومن كان في
نعيم ال يجد قطرة ماء .وأخي اًر صار الغني شحاذاً.
.7هوة عظيمة= هذه تعني أن أحكام اهلل عادلة ونهائية لن تتغير ولألبد.
.0إستوفيت خيراتك في حياتك= إن كنت قد فعلت أي عمل صالح فلقد أخذت أجرك أثناء حياتك على األرض.
.3أسألك يا ِ أبت أن ترسله= هذه موجهة لمن ينكرون الشفاعة ،فإن كان الغني الشرير في الجحيم يتشفع في أهله في األرض ،وهو الذي كان بال محبة في حياته .فهل ينكرون هذا على المالئكة والقديسون المملوئين حباً والذين يفرحون بتوبتنا.
.7نستنتج من المثل أن النفوس تعرف بعضها فالغني عرف لعازر ،بل عرف إبراهيم الذي لم يراه على األرض .والنفس تتذكر ما كان على األرض .ونالحظ أن القديسين فى السماء يعرفون حالتنا نحن الذين على األرض ،فمعرفتهم أكثر من األرضيين وتنكشف لهم أسرار أكثر ،باإلضافة لما يكشفه لهم اهلل ،فها
هو إبراهيم يعرف أن الغنى إستوفى خيراته على األرض .والسمائيين يفرحون بتوبة الخطاة فكيف يفرحون
إن لم يعرفوا أنهم تابوا .واألربعة والعشرون قسيسا يرفعون صلواتنا فهل هم ال يعرفونها .ومالئكتنا الحارسين يعرفون أخبارنا ،ويشفعون فينا .بل نسمع فى ( 1أى )1:أن كتابة جاءت إلى الملك يهورام من
إيليا النبى بعد صعود إيليا للسماء بفترة طويلة تخبره بضربة عظيمة بسبب شروره ،فكيف عرف إيليا ماذا
يحدث وما سوف يحدث وكيف وصلت الرسالة ؟! أهلل من المؤكد يكشف لقديسيه { .عن تعاليم قداسة البابا
شنودة الثالث } .
إقامة ميت لن تكون سبباً في توبة أحد ،فالمسيح أقام لعازر واليهود فكروا في قتله .لكن الكتاب المقدس له قوة
تأثير على النفوس أكثر من إقامة ميت= موسى واأل نبياء .وفي الكتاب المقدس ما يكفي ليقودنا للخالص دون
معجزات.
90
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح السابع عشر)
عودة للجدول
اإلصحاح السابع عشر اآليات (لو)3-1:17
راجع كتاب إنجيل متى (مت)7-3:12
راجع كتاب إنجيل متى (مت)11-11+10:12
1 لك ْن وْي ٌل لِلَِّذي تَأ ِْتي ِبو ِ ات ،و ِ يذ ِه«:الَ يم ِك ُن إِالَّ أ ْ ِ ال لِتَالَ ِم ِ ط ِت ِه! اس َ اآليات (لوَ " -:)3-1:17وقَ َ َ َ َن تَأْت َي ا ْل َعثََر ُ َ ُْ 1 ق ع ُنقُ ُه ِبحج ِر رحى وطُ ِرح ِفي ا ْلب ْح ِرِ ،م ْن أ ْ ِ الص َغا ِرِ6 .ا ْحتَ ِرُزوا ألَ ْنفُ ِس ُك ْم. هؤالَ ِء ِّ َح َد ُ َن ُي ْعث َر أ َ َ ََ َ ً َ َ َخ ْيٌر لَ ُه لَ ْو طُ ِّو َ ُ 7 ات ِفي ا ْليوِم ،ورجع إِلَ ْي َك س ْبع م َّر ٍ َخطَأَ إِلَ ْي َك س ْبع م َّر ٍ ات اب فَا ْغ ِف ْر لَ ُهَ .وِا ْن أ ْ َوِا ْن أ ْ َخطَأَ إِلَ ْي َك أَ ُخ َ وك فَ َوِّب ْخ ُهَ ،وِا ْن تَ َ َْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ 3 0 ِ ِ ِ ِ ِ ان ِمثْ ُل الر ُّ س ُل لِ َّلر ِّ ال َّ ب ،فَا ْغ ِف ْر لَ ُه» .فَقَا َل ُّ يما َن َنا!» .فَقَ َ يم ٌ ب«:لَ ْو َك َ في ا ْل َي ْوِم قَائالً :أََنا تَائ ٌ الر ُ ان لَ ُك ْم إ َ بِ «:زْد إ َ ِ ِ ِ ِِ َّة َخرَدل ،لَ ُك ْنتُم تَقُولُ َ ِ ِ ِ ِ يع ُك ْم". ون لهذه ا ْل ُج َّم ْي َزِة :ا ْن َقلعي َوا ْن َغ ِرسي في ا ْل َب ْح ِر فَتُط ُ َحب ْ ْ
1 لك ْن وْي ٌل لِلَِّذي تَأ ِْتي ِبو ِ ِ ال لِتَالَ ِم ِ اسطَ ِت ِه! َ 1خ ْيٌر اآليات (لوَ " -:)1-1:17وقَ َ يذ ِه«:الَ ُي ْم ِك ُن إِالَّ أ ْ َن تَأ ِْت َي ا ْل َعثََر ُ َ اتَ ،و َ ق ع ُنقُ ُه ِبحج ِر رحى وطُ ِرح ِفي ا ْلب ْح ِرِ ،م ْن أ ْ ِ الص َغ ِ ار" . هؤالَ ِء ِّ َح َد ُ َن ُي ْعث َر أ َ َ ََ َ ً َ َ لَ ُه لَ ْو طُ ِّو َ ُ
ما سبق كان حديث عن السماء ولكننا مازلنا في األرض وبها عثرات.
العالم الذي نحيا فيه هو عالم شرير ،وقد وضع في الشرير .والبد سيأتي ضيق على المؤمنين وهرطقات ،وكتب
وأفالم وصور خليعة معثرة وأصدقاء أردياء ومسكرات ومخدرات ،وخصومات ومنازعات (1تي .)7-:17بل
هناك عثرات من الخدام والكهنة ،فأخطاء هؤالء معثرة جداً .واهلل ليس هو سبب هذه الضيقات والعثرات ،ولكنه
هو يعلم أنها البد وستأتي .وللناس الحرية أن يقبلوها أو يرفضوها .وقول السيد هنا وي ٌل= هو إنذار لكل من تسول له نفسه أن يفعل هذا .هؤالء الصغار= يقصد الرسل والتالميذ ،والمؤمنين البسطاء المتضعين ،أو قليلي
المعرفة .يطوق عنقه بحجر رحي= هي عقوبة يونانية رومانية .والمسيح ال يدعو لإلنتحار قطعاً ،بل يدعو للتوبة ،ولكن معنى اآلية ،أن عذاب الغرق لثواني أما عذاب الجحيم فأبدي .ومع أن العالم ملئ بالعثرات والسماء
كلها مجد .لكن ال داعي أن أنتظر حتى أصل للسماء ألفرح بالسماويات .لكن اآليات القادمة ترسم لي الطريق لكي أحيا في السماويات .ولكنها سماويات داخل القلب. 6 اب فَا ْغ ِف ْر لَ ُه. آية (لوِ -:)6:17ا ْحتَ ِرُزوا ألَ ْنفُ ِس ُك ْمَ .وِا ْن أ ْ َخطَأَ إِلَ ْي َك أ ُ َخ َ وك فَ َوِّب ْخ ُهَ ،وِا ْن تَ َ ماذا يساعدني أن أحيا في السماويات ونحن مازلنا على األرض؟ الغفران.
91
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)
إحترزوا ألنفسكم= من أن [ ]:تتعثروا [ ]1من أن تعثروا أحداً .وأشهر عثرة هي عدم
الغفران لذلك يقول= إن أخطأ إليك أخوك فوبخه= وفي (مت )11-1717يقول للمخطئ ال تقدم قربانك على
المذبح قبل أن تذهب وتصطلح مع أخيك ،وبجمع اآليتين نجد السيد يوجه الخصمين للصلح. 7 ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ ب، آية (لوَ " -:)7:17وِا ْن أ ْ س ْب َع َم َّرات في ا ْل َي ْوِم قَائالً :أََنا تَائ ٌ س ْب َع َم َّرات في ا ْل َي ْوِمَ ،و َر َج َع إِلَ ْي َك َ َخطَأَ إِلَ ْي َك َ فَا ْغ ِف ْر لَ ُه»". التلمود كان يعلم بالغفران 7مرات ،وهنا يطلب السيد 3مرات ،وفي (مت )11-1:1:1يطلب الغفران 3×3:
ورقم 3هو رقم كامل وبذلك يكون المعنى الغفران الكامل الدائم.
وان كان السيد يطالبنا بأن نفعل هذا فهو بالتأكيد سيغفر لنا بنفس الشروط .هذا يفتح باب الرجاء للتائبين.
3 0 ان ِم ْث ُل حب ِ ِ ِ َّة َخ ْرَدل، الر ُّ س ُل لِ َّلر ِّ ال َّ ال ُّ يما َن َنا!» .فَقَ َ اآليات (لو -:)3-0:17فَقَ َ يم ٌ ب«:لَ ْو َك َ َ الر ُ ان لَ ُك ْم إ َ بِ «:زْد إ َ ِ ِ ِ ِِ لَ ُك ْنتُم تَقُولُ َ ِ ِ ِ يع ُك ْم. ون لهذه ا ْل ُج َّم ْي َزِة :ا ْن َقلعي َوا ْن َغ ِرسي في ا ْل َب ْح ِر فَتُط ُ ْ
أدرك الرسل أن ما يطلبه السيد هو فوق حدود الطبيعة اإلنسانية فقالوا= زد إيماننا= أي طلبوا معونة إلهية
للتنفيذ ،أو طلبوا قلباً جديداً وطبيعة جديدة قادرة على الغفران ،والطبيعة الجديدة تأتي أوالً باإليمان ثم بعمل النعمة .واهلل هو الذي يزيد اإليمان .وبولس الرسول يمدح أهل تسالونيكي إذ أن إيمانهم ينمو (1تس.)71:
والتالميذ طلبوا زيادة اإليمان بنصيبنا في السماء ،فحينئذ نحتقر األرض وما فيها ونسامح على أي شئ إذ أن
أعيننا أصبحت مركزة على السماء ،خصوصاً أنني فهمت من الكتاب أن شرط غفران اهلل لي ألدخل السماء ،أن
أغفر أنا لآلخرين.
واهلل له وسائله الخاصة ليزيد إيماننا ،فتارة يعطينا من نعمه وبركاته الكثير ،وتارة يسمح ببعض التجارب والتأديبات ،وعلينا أن نشكر اهلل على عطاياه فال ننشغل بالعطية عن العاطي ،وعلينا أن نشكر في الضيقات وال
نتذمر( .كو ) 311فنحن نتفاضل في اإليمان بالشكر وكلما شكرنا ولم نتذمر تنفتح عيوننا الداخلية ونرى يد اهلل
فيزداد إيماننا فاهلل يعطي أوالً اإليمان ،فهو عطية من اهلل ،ويكون أوالً صغي اًر مثل حبة خردل ،ومع الشكر وعدم التذمر تنقلع شجرة الجميز= أي الشك الجاثم على قلوبنا أو الخطية المتعمقة في القلب .فاإليمان هو خبرة معاشة مع اهلل فيها نتالمس معه يومياً فينمو إيماننا .وقيل أن شجرة الجميز ترمز للشيطان الذي يلقي بذار الشك
ويرمي في البحر ،كما حدث مع قطيع الخنازير .حبة الخردل= في قلوبنا ،فكلما يزداد إيماننا نأمره بأن يبتعد ُ بذرة صغيرة تستخدم كتوابل ،وحينما تنمو تكون شجرة بطول 7,7متر .وجذورها ثابتة وقوية .واليهود يقولون حبة
خردل لإلشارة لألشياء الصغيرة جداً. اآليات (لوَ «7" -:)15-7:17و َم ْن 2 ِ َع ِد ْد َما ئَ .ب ْل أَالَ َيقُو ُل لَ ُه :أ ْ َواتَّك ْ
ِ ِ ِ يعا ِم ْن ُك ْم لَ ُه َع ْب ٌد َي ْح ُر ُ س ِر ً َّم َ ث أ َْو َي ْر َعىَ ،يقُو ُل لَ ُه إ َذا َد َخ َل م َن ا ْل َح ْقل :تَقَد ْ أَتَ َع َّ ب ق َو ْ بَ ،وَب ْع َد ذلِ َك تَأْ ُك ُل َوتَ ْ اخ ِد ْم ِني َحتَّى آ ُك َل َوأَ ْ شى ِب ِهَ ،وتَ َم ْنطَ ْ ش َر ُ ش َر َ
92
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر) 3 ضا ،متَى فَع ْلتُم ُك َّل ما أ ِ ِ 15 ِ ِ َّ ُم ْرتُ ْم ِب ِه ت؟ فَ َه ْل لِذلِ َك ا ْل َع ْب ِد فَ ْ أَ ْن َ َ ْ َ ض ٌل ألَن ُه فَ َع َل َما أُم َر ِبه؟ الَ أَظُ ُّنَ .كذل َك أَ ْنتُ ْم أ َْي ً َ ب َعلَ ْي َنا»". فَقُولُوا :إِ َّن َنا َع ِب ٌ ون ،أل ََّن َنا إِ َّن َما َع ِم ْل َنا َما َك َ يد َبطَّالُ َ ان َي ِج ُ
السيد يكمل كالمه عن ماذا يساعدنا أن نحيا في السماويات؟ التواضع واإلنسحاق.
لنالحظ ان اهلل هو الوحيد الذى يمكنه ان يتواضع وينزل ،فهو الوحيد العالى ،وهذا ما عمله المسيح بتجسده.
اما نحن فتراب خاطئ نجس ولكن قيمتنا هى فى المسيح الذى فينا والذى دفع دمه ثمنا ليشترينا .فلماذا أتعالى
في .لذلك فحقيقة ان التواضع بالنسبة لنا كبشر هو ان نفهم هذه الحقيقة ، على أخى والمسيح الذى فيه هوالذى َّ
فال تكون عيوننا عمياء غير مدركة للواقع ،وننتفخ فيسخر منا الشيطان الذى يعرف هذه الحقيقة .بل الشيطان
هو الذى يعمى عيوننا ويخدعنا بما فى ايدينا فننتفخ ،وبداية السقوط الكبرياء وتشامخ الروح .
السيد المسيح علمنا أن نصلي هلل قائلين يا أبانا الذي ..وهو يكلم التالميذ قائالً لهم يا أوالدي (يو.)771:7
ويقول ال أعود أسميكم عبيداً ..لكني قد سميتكم أحباء (يو .):71:7ويقول الكتاب "أما كل الذين قبلوه فأعطاهم
سلطاناً أن يصيروا أوالد اهلل (يو .):11:فلماذا يعود السيد المسيح هنا ويطالبنا أن نكون عبيداً؟ أوالً 1نحن عبيد فهو قد إشترانا بدمه لكن طبيعة اإلنسان تشتهي المجد الباطل وتميل إليه ،ألم يسقط آدم وحواء إذ أرادا أن
يصيروا مثل اهلل .والتالميذ بعد هذه الفترة الطويلة مع المسيح إشتهوا أن يكون أحدهما عن يمينه واآلخر عن أسلِ َم السيد يساره (مت .)1:11:وتشاجر التالميذ من منهم أعظم (مت + :1:1مر )711:بل حتى الليلة التي ْ فيها تشاجروا على من هو أعظم (لو .)11111ولو تصرف كل إنسان على أنه إبن اهلل وبهذا ينتفخ سنسقط في منا أن ال الكبرياء ونضيع ونبحث عن الكرامات التي نستحقها كأبناء هلل !!..ولكن السيد في هذا الدرس كان يريد ّ نبحث عن أي أمجاد أو كرامات في هذا الزمان الذي نتعرض فيه لخطورة السقوط في الكبرياء ،فليسمينا اهلل
أحباء وبنين ،ول كن علينا أن نصنع كل واجباتنا ،ونقوم بخدمتنا بأمانة ،ونعبد اهلل بأمانة ،ولكن نقول ،نحن عبيد قمنا بواجبنا ،وال نطلب أمجاد في المقابل وال كرامات وال عطايا في مقابل خدمتنا ،وال مكافآت زمنية سواء
ماديات أو مواهب روحية ،علينا أن نعيش بهذه الروح ،روح اإلتضاع واإلنسحاق والشعور بأننا ال نستحق شئ،
لنردد مع بطرس "أخرج يا رب من سفينتي فأنا رجل خاطئ" (لو( )117ليس المقصود أن يخرج الرب فعالً ،لكن هي عبارة تشير لعدم إستحقاق بطرس لوجود الرب في سفينته ،وذلك ألنه أدرك أنه خاطئ) فهل نحن بال
خطية؟ حاشا ..إذاً فنحن خطاة ال نستحق شئ .وربما أتت هذه اآليات بعد حديث الرب عن المغفرة واإليمان. فهل لو رأينا إيماننا قد إزداد ،أو أصبحنا بنعمته قادرين على الغفران فهل تأخذنا نشوة التفاخر والتعظم؟! هنا
نفهم نصيحة المسيح ،أنه "يجب علينا أن نكون كعبد رجع من عمله ،فعليه أالّ ينتظر الراحة بل يكمل خدمة
سيده" ونحن علينا أالّ نكف عن الخدمة ،وأالّ نطلب الراحة واللذة في هذا الزمان الحاضر .بل ال نطلب شك اًر من أحد بل ال ننسب ألنفسنا فعل الخير ،فكل خير فعلناه ،اهلل هو الذي أعطانا أن نفعله ،فلماذا ننسب ألنفسنا ما
صنعته نعمة اهلل (يع: +:3-::1:كو: +311كو )::1:7بل كوننا أبناء فهذا أصالً من نعمته وليس فضالً منا .ونحن خارج نعمته ما نحن سوى عبيد بطالون= أي لم نوفه حقه ،ولن نوفه مهما عملنا .فنحن مدينون له
بحياتنا أوالً ثم بكل ما بين أيدينا ،ثم بفدائه ،وبحصولنا على البنوة .عموماً فمن يضع نفسه تحت ال سبيل 93
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)
لوقوعه ،أما من يضع نفسه إلى خداعه ليسقطه.
فوق فهو معرض للسقوط .ومن يضع نفسه تحت يحرم إبليس من فرصة
ِ ِ منا؟! ب ّ .1وان كان من يفعل كل ما أُم َر به هو عبد بطال فماذا نكون نحن المقصرين فيما طُل َ .3هذا هو السبب الذي جعل بولس الرسول يعتبر نفسه مديوناً للكل (رو):11:
تمنطق واخدمني= إشارة للجهاد طوال العمر .بعد ذلك تأكل وتشرب= إشارة للحياة األبدية والشبع في الملكوت.
دخل من الحقل= العمل في العالم .أعدد ما أتعشى به= بعد العودة للمنزل علينا أن نفرح اهلل بعبادتنا .ولنالحظ أن الـ 11قسيس في السماء يسجدون أمام اهلل في إنسحاق (رؤ )::11فلماذا؟ ألنهم إكتشفوا أن هذا طريق
الفرح.
(شفاء العشرة برص) اآليات (لو)13-11:17 يل11 .وِفيما ُهو َد ِ اجتَ َاز ِفي وس ِط َّ ِ اآليات (لو11" -:)13-11:17وِفي َذ َها ِب ِه إِلَى أُور َ ِ امرِة َوا ْل َجلِ ِ اخ ٌل يم ْ َ ْ َ َ َ َ الس َ ُ شل َ 16 ِ ٍِ ٍ ش َرةُ ِر َجال ُب ْر ٍ سوعَُ ،يا ُم َعلِّ ُمْ ،ار َح ْم َنا!». استَ ْق َبلَ ُه َع َ ص ْوتًا قَ ِائلِ َ إِلَى قَ ْرَية ْ ينَ «:يا َي ُ عوا َ ص ،فَ َوقَفُوا م ْن َبعيد َو َرفَ ُ 17 طهروا10 .فَو ِ ِ ِ ِ ش ِف َي، يما ُه ْم ُم ْن َ فَ َن َ ظ َر َوقَ َ اح ٌد ِم ْن ُه ْم لَ َّما َأرَى أ ََّن ُه ُ ال لَ ُه ُم«:اذ َ طِلقُ َ َ ْه ُبوا َوأ َُروا أَ ْنفُ َ ون َ َ ُ س ُك ْم ل ْل َك َه َنة»َ .وف َ 17 ان ِ رجع يم ِّج ُد اهلل ِبصو ٍت ع ِظ ٍيم13 ،و َخ َّر علَى و ْج ِه ِه ِع ْن َد ِر ْجلَ ْي ِه َ ِ سوعُ أج َ سام ِريًّا .فَ َ َ َ َْ اب َي ُ شاك ًار لَ ُهَ ،و َك َ َ َ َ َ َ َ َ َُ 12 شرةُ قَ ْد طَهروا؟ فَأ َْي َن التِّسع ُة؟ أَلَم يوج ْد م ْن ير ِجع لِيع ِطي م ْج ًداِ ِ هلل َغ ْير ه َذا ا ْل َغ ِر ِ يب َوقَ َ َْ ال«:أَلَ ْي َ ُ َُ س ا ْل َع َ َ ْ ُ َ َ َْ ُ ُ ْ َ َ 13 ام ِ ِ ا ْل ِج ْن ِ ص َك»". س؟» ثُ َّم قَ َ يما ُن َك َخلَّ َ ال لَ ُه«:قُ ْم َو ْ ض ،إ َ هنا نرى شرط آخر لنحيا به في السماويات وهو .. ..الشكر.
نرى هنا الرب يسوع هو الذي يطهر نفوسنا من برص الخطية ،وأنه بينما هو يشفي ويخلص يفرح بمن يعود له
شاك اًر .ولكن هل يحتاج المسيح ألن نشكره؟! المسيح ال يحتاج منى أي شئ .العطاء والمحبة من طبعه .ولكن أن أشكر اهلل فهذا يعطي لي فرصة أن أستمتع بمحبة اهلل ،القلب الشاكر ُي َمك ْن اهلل من أن يتعامل معه ويعزيه ويفرحه بل يعطي المسيح لمن يعود الشفاء الروحي ،وهذا عكس القلب المتذمر الذي يغلق الباب أمام اهلل ،فال يستطيع اهلل أن يتعامل معه .لذلك تعلمنا الكنيسة المقدسة أن نبدأ كل صلواتنا بالشكر ،حتى في األحزان ،فاهلل
صانع خيرات ،وحتى ما نعتبره ضيقة أو تجربة أو شدة فهو للخير (رو: + 1111كو )1117لذلك علينا أن نشكر دائماً وفي كل حال .فمن يشكر في الضيقة ،كما قلنا ثقة منه في اهلل ،وايمان بأن اهلل ال يستطيع أن يصنع سوى الخير حتى لو لم نفهم اآلن ما يصنعه ولكننا سنفهم فيما بعد (يو ،)31:7مثل هذا القلب يستطيع
أن يتعامل اهلل معه ويمأله تعزية وسط الضيقة .لذلك يطلب المسيح أن نتعلم الشكر في العطايا الحلوة والصحة،
واذا تعلمنا هذا سنستطيع أن نشكره في الضيقات وبهذا تكون صلتنا مستمرة معه .الجحود تجاه اهلل ،وتجاه الناس
ناشئ عن خطايانا التي تسببت في قسوة قلوبنا .فهناك من يشتكي حاله بم اررة إستد ار اًر لعطف الناس ولكنه ال يشكر أبداً .وهناك من هو غير ر ٍ اض عن نصيبه في الحياة ،ويقارن بين حاله وحال غيره ويتذمر إذ يرى نفسه
أقل من ناحية الخيرات المادية فيتذمر وال يشكر أبداً.
94
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)
لذلك علمتنا الكنيسة أن نبدأ كل صلواتنا بالشكر وهذا يجعل القلب أداة طيعة في يد اهلل يسهل على اهلل التعامل
معها.
تشبيه= يشبه القلب بقطعة من الشمع ،إذا تعرضت للح اررة تسيل وتلين ويسهل تشكيلها ،ولو بردت تتكسر لو حاولت أن تعيد تشكيلها .وهكذا قلب اإلنسان .فالقلب الشاكر الذي تعود على الشكر يلين في يد اهلل ،ويستطيع
اهلل أن يعطيه الكثير من نعمته ،مثل هذا األبرص الذي عاد شاك اًر ،فهو قد حصل باإلضافة إلى شفائه الجسدي ،على الخالص= إيمانك خلصك أما الجاحد والمتذمر فهذا يحزن اهلل ،ال ألن اهلل كان يحتاج لشكره بل
ألنه كان يود لو أعطاه المزيد من نعمته .فالعبادة الحقة هي أن نشكر اهلل دائماً .وسؤال السيد فأين التسعة= هو إبداء األسف والحزن على الجحود ،وكما قلنا فالسيد كان يود أن يعطيهم كلهم المزيد ،وهم قد حرموا أنفسهم
(كل عطية بال شكر هي بال زيادة) (ما ارسحق).
نقطة أخرى خطيرة :فاهلل يعطينا كثي اًر من الخيرات الزمنية (أموال /صحة )..وكثي اًر ما ننشغل بالعطية ونترك العاطي ،وهذا يحرمنا من الحصول على البركات الروحية .ولكن ال يكفى أن ينشغل القلب بشكر وتسبيح اهلل على الخيرات الزمنية التي يعطيها له ،بل عليه أن تكون العطية هي لمجد إسمه ومثل هذا يحصل على المزيد
من الخيرات الروحية ،والخالص والحياة األبدية .فوقفوا من بعيد= حسب الشريعة فهم ال يخالطوا الناس، فالبرص نجاسة ومن يتالمس معهم يتنجس .فكانوا يعزلونهم ،إشارة لضرورة عزل الخطية ،فمن يتالمس معها يتنجس (البرص رمز للخطية).
يا معلم إرحمنا= صراخهم يدل على إيمانهم بالمسيح .بل أن إيمانهم إتضح أيضاً في أن المعلم أمرهم بالذهاب
للكهنة وهم مازالوا ُبرصاً ولقد طهروا في الطريق .فهم آمنوا بقوته ولم يعترضوا على الذهاب للكهنة قبل أن يشفوا .هذا دليل ثقتهم في كلمة السيد .ولكن عاب التسعة عدم الشكر فحرموا من المزيد .هم انشغلوا بالعطايا
المادية فلم يتمتعوا بالحصول على العطايا الروحية .
ولقد طلب منهم السيد الذهاب للكهنة ]:[ 1فالسيد ما جاء لينقض الناموس بل ليكمله [ ]1هو يعطي للكهنة دليالً
مادياً على قدرته على اإلبراء والتطهير ،األمر الذي يعجز عنه الناموس لعلهم يؤمنون به [ ]7في هذا التصرف
يعطي السيد الدرس لألجيال أن تخضع للكنيسة [ ]1كانوا يعلمون أن البرص شفاءه من عند اهلل فقط ،فكون أن
المسيح قد شفاهم فهذا إعالن عن الهوته. .::
الذي عاد للمسيح هو [ ]:أبرص ]1[ +سامري (محتقر) .وهذا تطبيق للمثل الذي قاله السيد "من
يسامحه باألكثر يحبه أكثر"
والحظ الترتيب 1كيف نحيا السمائيات؟ .:الغفران 1ومن يغفر ،يغفر له اآلب السماوي والعالمة يقع على عنقه ويقبله وهذه هي السماويات. .1اإلنسحاق 1ما الذي يساعدني على الغفران هو اإلنسحاق .فالمتكبر ال يسامح
أبداً .فالدنيا كلها تخطئ أما هو فال يخطئ .أما المنسحق فهو يشعر أنه أول الخطاة.
95
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)
.7الشكر 1ما الذي يساعدني على التواضع؟ هو الشكر فلماذا؟ المنسحق يشعر أنه غير مستحق لشئ فالقليل ال ذى يحصل عليه هو ال يستحقه فيظل يشكر ،وقطعا من يشكر لن يتصادم ويعترض على اهلل ويتذمر فيخسر ،ألن القلب المتذمر ال يستطيع اهلل أن يتعامل معه .أما الشاكر فهو شاعر بأن اهلل
صانع خيرات وهذا قد إكتشف محبة اهلل وصارت له حياة التسليم ،فما عاد يتذمر على اهلل ،فكل ما
يحدث هو طريقه للسماء .ومثل هذا اإلنسان تنفتح عينيه فيرى نقاوة اهلل ونجاسة قلبه .وحينما أدرك مدى
نجاستي سأسامح كل إنسان ..فأنا األسوأ .سأقول الخطاة الذين أولهم أنا .وهذا فيه إنسحاق وبالتالي
غفران وبالتالي قبول اهلل لي ،وحينئذ أشعر باألحضان اإللهية وهذه هي السماويات. اآليات (لو)67-15:17
(متى يأتي ملكوت اهلل)
15 ُّون«:متَى يأ ِْتي ملَ ُك ُ ِ ِ وت َج َاب ُه ْم َوقَ َ ال«:الَ َيأ ِْتي َملَ ُك ُ وت اهلل؟» أ َ سأَلَ ُه ا ْلفَِّريسي َ َ َ اآليات (لوَ " -:)67-15:17ولَ َّما َ َ 11 اخلَ ُكم»11.وقَ َ ِ ِ ِ َن َها ملَ ُك ُ ِ ِ ِ ستَأ ِْتي هه َنا ،أ َْوُ :ه َوَذا ُه َن َ اك! أل ْ اهلل ِب ُم َارقَ َب ٍةَ ،والَ َيقُولُ َ ونُ :ه َوَذا ُ ال للتَّالَميذَ «: َ وت اهلل َد ْ َ 16 َن تَروا يوما و ِ أَي ِ اح ًدا ِم ْن أَي ِ َّام ْاب ِن ِ سِ هه َنا! أ َْوُ :ه َوَذا يها تَ ْ ون لَ ُك ْم ُ ان َوالَ تََر ْو َنَ .وَيقُولُ َ شتَ ُه َ :ه َوَذا ُ َّام ف َ اإل ْن َ ون أ ْ َ ْ َ ْ ً َ ٌ 17 ٍ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ت ْه ُبوا َوالَ تَتْ َب ُعوا ،أل ََّن ُه َك َما أ َّ ت َّ ُه َن َ اك! الَ تَذ َ يء إِلَى َناح َية تَ ْح َ ق م ْن َناح َية تَ ْح َ ق الَّذي َي ْب ُر ُ َن ا ْل َب ْر َ الس َماء ُيض ُ ان ِفي يو ِم ِه10 .و ِ السم ِ ض ِم ْن ه َذا ا ْل ِج ِ ضا ْاب ُن ِ سِ يل. َن َيتَأَلَّ َم َك ِث ًا لك ْن َي ْن َب ِغي أ ََّوالً أ ْ ير َوُي ْرفَ َ اءَ ،كذلِ َك َي ُك ُ ون أ َْي ً َْ َ اإل ْن َ َّ َ 17 13 ضا ِفي أَي ِ ان ِفي أَي ِ َّام ْاب ِن ِ سِ ون ون َوَي ْ ونَ ،وُي َزِّو ُج َ ش َرُب َ انَ :كا ُنوا َيأْ ُكلُ َ َّام ُنو ٍح َكذلِ َك َي ُك ُ َو َك َما َك َ ون أ َْي ً اإل ْن َ 12 ِ ِ ِ ِ ان ِفي أَي ِ َّام ان َوأ ْ ضا َك َما َك َ اء الطُّوفَ ُ َوَيتََزَّو ُج َ يعَ .كذلِ َك أ َْي ً ون ،إِلَى ا ْل َي ْوِم الَّذي فيه َد َخ َل نُ ٌ َهلَ َك ا ْل َجم َ وح ا ْل ُف ْل َكَ ،و َج َ لك َّن ا ْليوم الَِّذي ِف ِ ون13 .و ِ لُ ٍ يه َخ َر َج لُوطٌ ِم ْن ونَ ،وَي ْ ون َوَي ْ ون َوَي ْب ُن َ س َ يع َ شتَُر َ ش َرُب َ وطَ :كا ُنوا َيأْ ُكلُ َ َ ونَ ،وَي ْغ ِر ُ ون َوَي ِب ُ َْ َ 65 ون ِفي ا ْليوِم الَِّذي ِف ِ ِ السم ِ ِ طر َن ا ِ يه ُي ْظ َه ُر ْاب ُن ِ سِ ان. اء فَأ ْ يع .ه َك َذا َي ُك ُ َهلَ َك ا ْل َجم َ َْ اإل ْن َ َ وم ،أَ ْم َ َ ً ار َوك ْب ِريتًا م َن َّ َ س ُد َ
61 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ جع إِلَى ان َع َلى َّ ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َم ْن َك َ الس ْط ِح َوأ َْمت َعتُ ُه في ا ْل َب ْيت فَالَ َي ْن ِز ْل ل َيأْ ُخ َذ َهاَ ،والَّذي في ا ْل َح ْق ِل َكذل َك الَ َي ْر ْ ٍ 66 ِ 61 يها67 .أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُه ِفي ِت ْل َك س ُه ُي ْهلِ ُك َهاَ ،و َم ْن أ ْ ب أْ ام َأرَةَ لُوط! َم ْن طَلَ َ َهلَ َك َها ُي ْح ِي َ ص َن ْف َ َن ُي َخلِّ َ ا ْل َو َراء .اُ ْذ ُك ُروا ْ 60 ان معا ،فَتُ ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ اح ٍد ،فَي ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ اش و ِ ِ ون اثْ َنتَ ِ ون اثْ َن ِ اح َدةُ اح ُد َوُيتَْر ُك َ اآلخ ُر .تَ ُك ُ اللَّْيلَ ِة َي ُك ُ ُ َ ان تَ ْط َح َن ِ َ ً َ ان َعلَى ف َر ٍ َ 67 63 ان ِفي ا ْلح ْق ِل ،فَي ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ ون اثْ َن ِ ب؟» فَقَا َل َجابوا َوقَالُوا لَ ُه«:أ َْي َن َي َار ُّ َوتُتَْر ُك األ ْ اح ُد َوُيتْ َر ُك َ ُخ َرىَ .ي ُك ُ اآلخ ُر» .فَأ َ ُ َ َ اك تَ ْجتَ ِمعُ ُّ ور»" . لَ ُه ْمَ « :ح ْي ُ ون ا ْل ُجثَّ ُة ُه َن َ ث تَ ُك ُ الن ُ س ُ
15 ُّون«:متَى يأ ِْتي ملَ ُك ُ ِ ِ وت َج َاب ُه ْم َوقَ َ ال«:الَ َيأ ِْتي َملَ ُك ُ وت اهلل؟» أ َ سأَلَ ُه ا ْلفَِّريسي َ َ َ اآليات (لوَ " -:)11-15:17ولَ َّما َ َ 11 اهلل َد ِ وت ِ ِ اخلَ ُك ْم»". هه َنا ،أ َْوُ :ه َوَذا ُه َن َ اك! أل ْ َن َها َملَ ُك ُ اهلل ِب ُم َارقَ َب ٍةَ ،والَ َيقُولُ َ ونُ :ه َوَذا ُ
عالمات المجيء الثاني راجع كتاب اآلالم والقيامة (مت)1:-73+11+13+17+:1+:3111
96
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)
وهذه يذكرها لوقا ألن التفكير في المجئ الثاني يساعدنا على أن نحيا في السماويات .وتاريخياً قيلت هذه
اآليات في يوم الثالثاء صباحاً بعد دخول السيد المسيح ألورشليم يوم أحد الشعانين لكن اإلنجيليين غير مقيدين بالتأريخ لكنهم يعرضون فكر.
ولما سأله الفريسيون :متى يأتي ملكوت اهلل= الفريسيون ظنوا أن الملكوت هو ملكوت أرضي وليس سماوي. وربما كان سؤالهم بسخرية بمعنى "أين هذا الملكوت الذي تحدثنا عنه ،فهم كانوا ينتظرون حكم العالم بفارغ الصبر ولكنهم ها هم يراقبون الموقف ولم يجدوا المسيح يعبئ جيوشاً وال توجد مظاهر أبهة ومواكب ملوكية ،هم ال يرون أي عالمات خارجية لعيونهم .ال يأتي ملكوت اهلل بمراقبة= هو ال يأتي مقترناً بعالمات خارجية ،بل في
هدوء وبغير جلبة ،وال ُيرى سوى نتائجه ،وال يراه سوى من كان مستعداً لمجيئه كسمعان الشيخ .عالمته غير ظاهرة للعيان فال يستطيع أحد أن يقول هوذا هنا أو هوذا هناك= أي هنا في السامرة أو هناك في أورشليم فهو
ملكوت روحي يقوم في قلوب الناس= ها ملكوت اهلل داخلكم= حدثنا من قبل عن السمائيات ولعازر تأخذه المالئكة للسماء .ومعنى ملكوت اهلل الذي في داخلنا أنه ال يجب أن ننتظر حتى نموت لنحيا الملكوت بل يمكننا من اآلن أن نحيا السماويات داخل قلوبنا .هذا الملكوت يملك فيه اهلل على القلب ،ويسيطر على الفكر والميول
والمقاصد وا لعواطف فنحيا كأننا في السماء .وهذا الملكوت ال يأتي بمراقبة بل يكون ظهوره فجأة .ومن عالماته داخل القلب الفرح وحب اهلل بشدة ونسيان الدنيا وما فيها .إذاً هو يظهر في الداخل وليس في الخارج .ولكن قول
السيد للفريسيين في داخلكم ال يعني أنهم وصلوا لهذه الدرجات ولكنه يعني ال تفتشوا عن الملكوت في الخارج،
ولكن إبحثوا عن هذه العالمات في الداخل ،وهذا ال يأتي إالّ لو قبلتم هذا الملكوت .ولكنه ال يأتي إالّ []:
باإليمان بي أوالً [ ]1التوبة عن أعمالكم الشريرة [ ]7المعمودية حتى تولدوا من فوق .إذاً معنى كالم السيد لهم
"إن ملكوت اهلل في متناول أيديكم لكنكم لغباوتكم وعنادكم ال ترونه" وسؤال الفريسيين هنا لألسف ،مازال هو السؤال الذي يشغل بال كثير من الطوائف والكثير من الناس وهو ..متى يأتي المسيح ..والمسيح يقول ال تنشغلوا بهذا بل إنشغلوا بأن تبحثوا هل ملكوت اهلل بدأ في داخلكم .فمن يجد الملكوت داخله وعالمته حب هلل وفرح
بطاعة الوصية ،فمن المؤكد له نصيب في الحياة األبدية.
َن تَروا يوما و ِ يذ«:ستَأ ِْتي أَي ِ آية (لو11" -:)11:17وقَا َل لِلتَّالَ ِم ِ اح ًدا ِم ْن أَي ِ َّام ْاب ِن ِ سِ ان َوالَ يها تَ ْ شتَ ُه َ َّام ف َ اإل ْن َ ون أ ْ َ ْ َ ْ ً َ َ َ ٌ تََر ْو َن" . هذه ن بوة عن الضيقات التي ستواجه التالميذ ،والتي ستكون الضيقات التي يرونها اآلن من الفريسيين بجانبها هي كال شئ .السيد هنا ال يريد أن يرعبهم بل يهيئهم إلحتمال نفقات اإليمان ،ويظهر لهم أنه عالم بكل شئ
فيزداد إيمانهم به إذا حدثت هذه اآلالم فعالً (يو .)1:1:1وهذا موجه لنا ولكل جيل أالّ نضطرب إذ نعلم أن هناك ضيقات ستسبق مجيئه .تشتهون أن تروا يوماً= تشتهون وجودي معكم ألعزيكم وأشددكم.
97
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)
َن تَتْ َب ُعوا17 ،أل ََّن ُه َك َما أ َّ ضا ْاب ُن ِ سِ ان ِفي أ َْي ً اإل ْن َ
16 ْه ُبوا َوالَ هه َنا! أ َْوُ :ه َوَذا ُه َن َ اك! الَ تَذ َ ون لَ ُك ْم ُ اآليات (لوَ " -:)17-16:17وَيقُولُ َ :ه َوَذا ُ السم ِ ضيء إِلَى َن ِ اء ي ِ ت َّ ِ ق ِم ْن َن ِ ون اح َي ٍة تَ ْح َ اح َي ٍة تَ ْح َ ق الَِّذي َي ْب ُر ُ ا ْل َب ْر َ اءَ ،كذلِ َك َي ُك ُ الس َم ُ ُ ت َّ َ َي ْو ِم ِه" . عالمة أخرى ظهور مضلين وخداعات كثيرة ،والتضليل أكثر خطورة من اإلضطهادات ،ولكن السيد يحذر من
أ ن نستجيب ألي بدعة يصاحبها معجزات شفاء أو غيره ،فضد المسيح سيصنع آيات عجيبة (رؤ.):7-:11:7
ولكن مجيء المسيح سيكون بغتة وكالبرق ،وليس عن إنتظار ويراه كل العالم ،وليس كمجيئه األول ال ُيرى سوى في مكان واحد ،وسيكون في عظمة ونور كنور البرق ،وليس في مظهر متواضع وسيعرفه الجميع ،ولن يكون هناك حاجة لمن يبشر به .ولكن الحظ أنه يقول كبرق بينما أن يوحنا الرائي شاهده مثل الشمس التي تضئ في
قوتها ،وسيكون هو نور وشمس أورشليم السمائية (رؤ +::1:رؤ .)7111فلماذا يقول هنا برق؟ ألن مجده
سيظهر للقديسين بصورة دائمة ،ولكنه يظهر فجأة وبطريقة مرعبة لألشرار ،ال يرون بعدها مجده بل ظلمة
(مت.)7:117 آية (لو10" -:)10:17و ِ ض ِم ْن ه َذا ا ْل ِج ِ يل" . َن َيتَأَلَّ َم َك ِث ًا لك ْن َي ْن َب ِغي أ ََّوالً أ ْ ير َوُي ْرفَ َ َ قبل أن نتكلم عن المجد وهذا لن يكون في أيامكم دعنا نتكلم عما سوف ترونه بعد أيام قليلة أي آالم وصلب إبن
اإلنسان ،فصليب إبن اإلنسان هو الطريق لمجده .وهكذا عليكم أنتم أن تقبلوا الصليب حتى يكون لكم مجداً
معي.
17 13 ضا ِفي أَي ِ ان ِفي أَي ِ َّام ْاب ِن ِ سِ ون َّام ُن ٍ انَ :كا ُنوا َيأْ ُكلُ َ وح َكذلِ َك َي ُك ُ اآليات (لوَ " -:)65-13:17و َك َما َك َ ون أ َْي ً اإل ْن َ َهلَ َك ا ْلج ِميعَ 12 .ك ِ ِ ِ ِ ذل َك َوَي ْ ان َوأ ْ اء الطُّوفَ ُ ون َوَيتََزَّو ُج َ ونَ ،وُي َزِّو ُج َ ش َرُب َ ون ،إِلَى ا ْل َي ْوِم الَّذي فيه َد َخ َل ُن ٌ َ َ وح ا ْل ُف ْل َكَ ،و َج َ ون13 .و ِ َّام لُ ٍ ان ِفي أَي ِ لك َّن ا ْل َي ْوَم ونَ ،وَي ْ ون َوَي ْ ون َوَي ْب ُن َ س َ يع َ شتَُر َ ش َرُب َ وطَ :كا ُنوا َيأْ ُكلُ َ ضا َك َما َك َ أ َْي ً َ ونَ ،وَي ْغ ِر ُ ون َوَي ِب ُ 65 ون ِفي ا ْليوِم الَِّذي ِف ِ ِ السم ِ ِ يه َخرج لُوطٌ ِم ْن س ُدوم ،أَمطَر َن ا ِ الَِّذي ِف ِ يه اء فَأ ْ يع .ه َك َذا َي ُك ُ ََ َهلَ َك ا ْل َجم َ َْ َ َ ْ َ ً ار َوك ْب ِريتًا م َن َّ َ ُي ْظ َه ُر ْاب ُن ِ سِ ان" . اإل ْن َ
هذه تشير ألن يوم الدينونة يأتي فجأة ،فال ينبغي أن نهمل العالمات كما أهمل قوم نوح عالمة بناء الفلك ،الذي كان نوح يبنيه .وال نتعلق بشرور وملذات العالم ،كما تعلقت امرأة لوط فهلكت .ولنالحظ أن األكل والشرب
والزواج ليس خطية ،لكن اإلنغماس في ملذات العالم هو الذي يؤدي للهالك .إنشغال الشخص حتى بعمله عن
خالصه هو الذي يؤدي للهالك.
61 الس ْط ِح َوأ َْم ِت َعتُ ُه ِفي ا ْل َب ْي ِت فَالَ َي ْن ِز ْل لِ َيأْ ُخ َذ َهاَ ،والَِّذي ان َعلَى َّ اآليات (لوِ " -:)61-61:17في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َم ْن َك َ اء61 .اُ ْذ ُكروا ام أرَةَ لُ ٍ ِفي ا ْلح ْق ِل َكذلِ َك الَ يرجع إِلَى ا ْلور ِ وط! " َْ ْ َ ُ َْ ََ
المعنى1
98
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)
.:من إرتفع وسما روحياً= السطح ال ينزل باحثاً عن ملذات الدنيا ،بل يبقى مرتفعاً منتظ اًر العريس في مجيئه الثاني.
.1من إنطلق إلى حقل الخدمة ليعمل لحساب مملكة اهلل ال يرتد تاركاً خدمته باحثاً عن الزمنيات.
.7من يخرج من سدوم ال ينظر إلى الوراء كامرأة لوط ،التي رجع قلبها للوراء فصارت عمود ملح .أي ال تستخفوا بإنذاراتي هذه .أي في أيام النهاية علينا أن ال ننشغل بمقتنيات هذا العالم فالكل مصيره الفناء،
بل نوجه أنظارنا للسماء من حيث يأتي المسيح. 66 س ُه ُي ْهلِ ُك َهاَ ،و َم ْن آية (لوَ " -:)66:17م ْن َ ب أْ طلَ َ ص َن ْف َ َن ُي َخلِّ َ من طلب أن يخلص نفسه= سيزداد الضيق في األيام األخيرة
يها" . أْ َهلَ َك َها ُي ْح ِي َ وستأتي عصور إستشهاد ،فمن ينكر المسيح
ليخلص نفسه فهو سيهلكها ومن أهلكها=اي يقبل الموت رافضاً أن يترك إيمانه يحييها وهذه اآلية تفهم أيضاً بأن من يحيا منغمساً في ملذات العالم ورفاهيته ويظن بذلك أنه يخلص نفسه فهو يهلكها .ومن أهلكها= بأن
يقدم جسده ذبيحة حية (رو ):1:1وصلب أهواءه مع شهواته (غل + 1:11غل )1117فمثل هذا يحييها+
(كو.)717 اآليات (لو67" -:)63-67:17أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُه ِفي ِت ْل َك اللَّْيلَ ِة 60 ان معا ،فَتُ ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ ون اثْ َنتَ ِ اح َدةُ َوتُتَْر ُك َ اآلخ ُر .تَ ُك ُ َ ان تَ ْط َح َن ِ َ ً اآلخ ُر»". َوُيتَْر ُك َ يؤخذ ..في تلك الليلة
اح ٍد ،فَي ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ اش و ِ ِ ون اثْ َن ِ اح ُد َوُيتْ َر ُك َي ُك ُ ُ َ ان َعلَى ف َر ٍ َ 63 ان ِفي ا ْلح ْق ِل ،فَي ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ ون اثْ َن ِ اح ُد األ ْ ُخ َرىَ .ي ُك ُ ُ َ َ
يسمى السيد يوم مجيئه أنه ليلة ،فهي مظلمة عالمة إنتشار الخطية والفساد ،وانتشار مملكة ضد المسيح وانجذاب كثيرين وراءه في ضالل وتسمى ليلة لكثرة الضيق الذي سيعاني منه أوالد اهلل (مت.):1+1:+1:111
ويترك اآلخرين في الليل وفي اآلية األخيرة نسمع عن كثرة اإلثم .ويأتي هذا اليوم فجأة ويؤخذ البعض للمجد ُ والظالم الذي إختاروه ألنفسهم. هو يوم ينفصل الزوج عن زوجته= على فراش واحد= يؤخذ أحدهما للمجد ويترك اآلخر في الظلمة الخارجية=
الليل .ألم يظهر المسيح مثل البرق .فهناك يختطف البعض ليتمتعوا بنوره لألبد وال يكون لهم ليل ثانية (رؤ )7111وهناك من يبقي في الظلمة لألبد. وهو يوم ينضم فيه القديس المختطف مع القديسين السماويين ،حيث يفرحون ويسبحون لألبد .فهو يوم إنفصال=
يؤخذ الواحد ويترك اآلخر .وهو يوم إتصال ،كما حملت المالئكة نفس لعازر إلى حضن إبراهيم. على فراش واحد ،أو على حجر رحي أو الحقل. ِ العمر ع ْشرة ُ
عشرة العمل
عشرة الخدمة
99
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)
فعشرة القديسين في زواج أو عمل أو خدمة ليست كافية لكي نختطف معهم إلى المجد.
إن لم يبدأ الملكوت في داخلنا اآلن .فالدينونة شخصية ،ك ٌل على حدة .واإلختطاف للمجد (:تس ):311يعتمد على عالقة كل مؤمن باهلل على حدة .فهي عالقة سرية ال عالقة لها بحياتنا اليومية .والذين يذهبون للمجد أو الدينونة ،ال عالقة لدينونتهم وأين يذهبون بحياتهم على األرض .فالفراش يشير للذين في رفاهية (فبعضهم يذهب
للمجد وبعضهم يهلك) والذين على حجر رحى يشيرون لمن هم في عبودية أو فقر أو يعملون أعمال شاقة،
فبعضهم يذهب للمجد وبعضهم يهلك .والذين في الحقل أي يخدمون اهلل ،فخدمتهم هلل ليست شرطاً ليذهبوا للمجد
فاهلل وحده هو الذي يعلم حقيقة القلب.
67 اك تَ ْجتَ ِمعُ ُّ ور»". َجابوا َوقَالُوا لَ ُه«:أ َْي َن َي َار ُّ ال لَ ُه ْمَ « :ح ْي ُ ب؟» فَقَ َ ون ا ْل ُجثَّ ُة ُه َن َ ث تَ ُك ُ آية (لو " -:)67:17فَأ َ الن ُ س ُ إجتماع النسور حول الجثة= حين يصبح اليهود بسبب خطاياهم أمواتاً (فالخطية= موت)" ..إبني هذا كان ميتاً
فعاش" ويكونون بال أمل في توبة أو إصالح= يكونون كجثة .حينئذ يهجم عليهم الرومان (ورمز الرومان النسر
على أعالمهم) ،فالرومان هنا هم منفذو الدينونة ،وهذا حدث سنة 3:م بيد تيطس وجنوده.
وهو سيتكرر ثانية في النهاية حين يأتي ضد المسيح ويجتمع حوله األشرار ،ويكونون كجثة بسبب خطاياهم
سيأتي عليهم منفذو الدينونة وقتها ويهجمون عليهم كالنسور .وهذه الطيور (النسور) هي المذكورة في (رؤ)::
التي سيكون األشرار عشاءها.
الخالصة 1اهلل ال يسمح بهذا الخراب وهذه الضربات الرهيبة إالّ إذا وصلت الحالة لموت كامل بال أمل في توبة= جثة.
ومعنى هذه اآلية أن السيد المسيح يعطي عالمة النهاية بأنه تجتمع جيوش حول أورشليم الخاطئة .وهذه اآلية
تنطبق مرتين.
.:
سنة 3:م حين إجتمعت الجيوش الرومانية حول أورشليم ودمرتها.
.1
في نهاية األزمة حين تجتمع جيوش حول أورشليم الموجود بها ضد المسيح.
أين يا رب= أين يا رب تحدث إدانة الخطاة.
100
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن عشر)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثامن عشر)
عودة للجدول
اإلصحاح الثامن عشر (مثل األرملة وقاضي الظلم) اآليات (لو)2-1:12 1 1 صلَّى ُك َّل ِح ٍ ان ِفي اآليات (لوَ " -:)2-1:12وقَ َ ضا َمثَالً ِفي أَنَّ ُه َي ْن َب ِغي أ ْ ين َوالَ ُي َم َّلِ ،ق ِائالًَ «:ك َ ال لَ ُه ْم أ َْي ً َن ُي َ 6 ان ِفي ِت ْل َك ا ْلم ِدي َن ِة أَرملَ ٌة .و َكا َن ْت تَأ ِْتي إِلَ ْي ِه قَ ِائلَ ًة :أَ ْن ِ َم ِدي َن ٍة قَ ٍ ص ْف ِني ِم ْن اض الَ َي َخ ُ سا ًناَ .و َك َ اف اهللَ َوالَ َي َه ُ َْ َ اب إِ ْن َ َ 7 ان .و ِ سا ًنا، ت الَ أ َ لك ْن َب ْع َد ذلِ َك قَ َ ان الَ َي َ َخ ُ اف اهللَ َوالَ أ َ ال ِفي َن ْف ِس ِهَ :وِا ْن ُك ْن ُ ص ِمي!َ .و َك َ َه ُ َخ ْ اب إِ ْن َ اء إِلَى َزَم ٍ َ ش ُ 3 0 هذ ِه األَرملَ َة تُْزِعج ِني ،أُْن ِ َن ِ اس َم ُعوا َما َيقُو ُل َج ِل أ َّ الر ُّ ال َّ صفُ َها ،لِ َئالَّ تَأ ِْت َي َد ِائ ًما فَتَ ْق َم َع ِني!»َ .وقَ َ فَِإ ِّني أل ْ ُ بْ «: َْ 2 ار ِ اضي الظُّ ْلِم7 .أَفَالَ ي ْن ِ قَ ِ الص ِ ف اهللُ ُم ْختَ ِ ين إِلَ ْي ِه َن َه ًا يهَّ ، صُ ار َولَ ْيالًَ ،و ُه َو ُمتَ َم ِّه ٌل َعلَ ْي ِه ْم؟ أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِنَّهُ ار ِخ َ ُ ِ ِ ان َعلَى األ َْر ِ ان ،أَلَ َعلَّ ُه َي ِج ُد ِ اء ْاب ُن ِ سِ ض؟»". يم َ اإل ْن َ يعا! َولك ْن َمتَى َج َ س ِر ً ُي ْنصفُ ُه ْم َ اإل َ بعد أن أعطى السيد عالمات مجيئه الثاني ،وأن هناك ضيق شديد سيصاحب هذه األيام .نجده هنا يشرح
الطريق الذي ينبغي أن نسلكه ح تى نحيا السمائيات على األرض .وهذا الطريق هو الصالة بال ملل ليكون لنا
صلة باهلل = ينبغي أن ُيصلَّى في كل حين وال ُي َم َّل= هذا هو السهر المطلوب .ما معنى الصالة كل حين؟ وما معنى صلوا بال إنقطاع (:تس ):317؟ الحظ فهناك 3صلوات أجبية ،وعند الشروع في عمل يجب أن نصلي، في أوقات الفرح أو في أوقات الحزن يجب أن نصلي ،في الضيق أو التجارب ،في الشكوك أو اإلضطهادات
يجب أن نلجأ هلل .هناك من يردد صالة يسوع بقلبه بعد أن بدأ بلسانه ،وهناك من يردد مزاميره متأمالً فيها .هذه
الصلة وهذا اإلتصال باهلل يحمينا من كل محاوالت إبليس ضدنا .إبليس إن َو َج َد إنساناً في حالة صالة ال يستطيع معه شئ .والصالة هي التي تعطينا تعزية وقت الضيق ،وتعطينا ثباتاً وقت الفرح ،حتى ال ننجرف وراء
أهوائنا وننسى اهلل.
أرملة= أي في حالة ضعف فقد فقدت سندها وأضحت عرضة للجور والمعنى أن نصلي ونحن شاعرين بضعف حالنا وأنه ال قوة لنا وال سند سوى اهلل .وان كان القاضي الظالم قد إستجاب لها فكم باألولى اهلل القاضي العادل أبي األنوار ،ولكن لنتعلم من هذه األرملة إصرارها في الطلب ولجاجتها.
إنصفني من خصمي= خصمها هو إبليس وشهوات جسدنا والعالم (رو .)1713واهلل سينصفنا ويجعلنا ندوسه لو
كنا في حالة صلة مع اهلل مستمرة بالصالة .فتقمعني= هي نفس كلمة أقمع جسدي وأستعبده (:كو.)131: والقمع هو الضرب بقبضة اليد تحت العين .والصورة إستعارية تشبيهية بطبيعة الحال ،وكأنما القاضي يقول لئالَّ
على بتوسالتها مرة بعد مرة ،وهذا بالنسبة له كأنه قمع. تأتي ًّ
101
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن عشر)
وهو متمهل عليهم ..ينصفهم سريعاً= متمهل عكس سريعاً .ولكن هذا بالمفهوم البشري الزمني .فاإلنسان إذ يريد حل مشكلته اآلن ،يريد حلها اآلن وليس بعد ساعة .واهلل يتمنى ان يستجيب فو ار ليفرح اوالده باستجابته،
لكن هناك وقت مناسب لكل شئ ،لذلك فاهلل يستجيب في الوقت الذى يراه انه الوقت المناسب .لذلك يتصور اإلنسان أن اهلل متمهل إذ يطيل أناته ،ولكن اهلل إستجاب الصالة منذ بدايتها .اهلل ال زمني ،وهو أصدر أحكامه
أزلياً وحكمه ثابت .فلنصلي واإلستجابة ستأتي ولكنها ستأتي في الوقت المناسب ،وحتى تأتي اإلستجابة يمألنا
اهلل عزاء وسالماً وراحة حتى وان لم تحل المشكلة زمنياً .اهلل يستجيب في الوقت الذي يراه مناسباً (1بط+:17 1بط .) :717وقد يتركنا فترة نتنقى فيها كالذهب في البوتقة وحوله النيران ،وهو يستجيب حين نتنقي وليس قبل
ذلك .والمسيح هنا يكشف عن أهمية اإللحاح في الصالة ،ليس ألن اهلل قاضي ظالم ال يسمع من أول مرة،
ولكن [ ]:حتى نتعزى فنصبر [ ]1لكي نتنقى من حب الخطية الذي كان مغروساً فينا [ ]7اهلل يستجيب في الوقت المناسب ،ونحن محتاجين للصالة لنشعر بوجود اهلل جانبنا [ ]1مسرة اهلل أن يسمع إلحاح شعبه وهذا يعلن
عن إيمانهم .فهم يصلون بثقة ودليل ذلك إلحاحهم وهذا دليل على إيمانهم .ولكن اإليمان معرض ألن ينطفئ. وكثرة الصالة تقوي اإليمان .فلكي ال يضعف اإليمان وقت التجربة علينا أن نصلي بال ملل "إسهروا وصلوا لئال
تدخلوا في تجربة" (لو )1:111والتجربة هنا هي ترك اإليمان ( +لو ]7[ )71-7:111في الوقت المناسب مما نظن أو نفتكر أو نطلب (أف .)1:17ولكن ضعف المحبة هلل تجعلنا يعطينا اهلل أكثر مما طلبنا وأكثر ّ نتشكك في إستجابة اهلل لنا ]:[ .اهلل يطيل أناته علينا ،ألنه كلما نطيل صلواتنا ،فنحن نقف أمام اهلل وقتاً أطول
فيه يتم إصالح الداخل والشفاء الداخلي ونشعر بضعفنا واحتياجنا هلل ،وأن اهلل إله قدير يعطيني ما هو خير
لنفسي فيمتلئ القلب سالماً حتى في وسط التجربة .وتتحول الصالة من الشكوى إلى التسبيح ومن الصالة بإحساس باأللم إلى صالة فيها دالة.
.::
الحظ أن السيد قال هذا بعد أن أعلن عن عالمات مجيئه ،وأن الخطايا ستزداد على األرض "لكثرة اإلثم
تبرد محبة الكثيرين" (مت):1111
وهنا يقول متى جاء إبن اإلنسان ألعله يجد اإليمان على األرض لذلك يوصي السيد بأن نصلي دائماً بال ملل فاألعداء كثيرين فهناك أعداء خارجيين وشياطين ،وأضداد للمسيح كثيرين ،وهناك في داخلنا شهواتنا وخطايانا.
والسيد يعلن أن من يسقط هم كثيرين وهؤالء ستبرد محبتهم ،حتى يكاد اإليمان أن يختفي ..إذاً فلنصلي ولنذكر
أن اهلل يستجيب دائماً لصلوات أوالده ولكن هناك ثالث طرق لإلستجابة ]:[ 1يستجيب فو اًر [ ]1يستجيب بعد وقت وفي الوقت المناسب [ ]7ال يستجيب لطلبتنا فهي ليست في صالحنا (كما رفض طلبة بولس حينما طلب
الشفاء).
حينما تواجهنا مشكلة إماّ أن [ ]:نصلي فتنفتح األعين ونعرف اهلل فيزداد اإليمان ]1[ .نلجأ للملذات العالمية الحسية لنفس المشكلة (وهذه هي اللغة الحالية) وألن إجتماعات الصالة إختفت ولجأ اإلنسان للملذات الحسية
ينسي بها مشاكله قال السيد المسيح أنه لن يجد اإليمان على األرض.
102
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن عشر)
(الفريسي والعشار) اآليات (لو)17-3:12 15 3 سا َن ِ ان ون َ اآليات (لوَ " -:)17-3:12وقَ َ اآلخ ِر َ ين ِبأَ ْنفُ ِس ِه ْم أ ََّن ُه ْم أ َْب َرٌارَ ،وَي ْحتَ ِق ُر َ ال لِقَ ْوٍم َو ِاث ِق َ ين ه َذا ا ْل َمثَ َل« :إِ ْن َ 11 َما ا ْلفَِّر ِ اح ٌد فَِّر ِ ص ِع َدا إِ َلى ا ْله ْي َك ِل لِيصلِّيا ،و ِ اآلخ ُر َع َّ صلِّي ِفي َن ْف ِس ِه ه َك َذا :اَللّ ُه َّم أََنا ش ٌار .أ َّ يس ٌّي َو َ يس ُّي فَ َوقَ َ َ ف ُي َ ُ ََ َ َ 11 الزَن ِ اس ا ْل َخ ِ ت ِم ْث َل ب ِ اقي َّ ين ُّ الن ِ اةَ ،والَ ِمثْ َل ه َذا ا ْل َع َّ شِ وم َم َّرتَ ْي ِن ِفي أَ ْ سُ ين الظَّالِ ِم َ اط ِف َ َ ش ُك ُر َك أ َِّني لَ ْ ار .أ ُ َص ُ ِ ِ 16 السم ِ ِ ف ِم ْن ب ِع ٍ َما ا ْل َع َّ ُع ِّ ش ُر ُك َّل َما أَقْتَن يهَ .وأ َّ يد ،الَ َي َ ش ُار فَ َوقَ َ اء أ ْ اءَ ،ب ْل قَ َرعَ َ ُس ُبوِعَ ،وأ َ األ ْ ش ُ َن َي ْرفَ َع َع ْي َن ْيه َن ْح َو َّ َ 17 ِ ِ ِ َن ُك َّل َم ْن اك ،أل َّ ون َذ َ ئ .أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ه َذا َن َز َل إِلَى َب ْي ِت ِه ُم َب َّرًار ُد َ َعلَى َ ص ْد ِرِه قَائالً :اللّ ُه َّم ْار َح ْمني ،أََنا ا ْل َخاط َ يرفَع َن ْفس ُه يتَّ ِ س ُه َي ْرتَ ِفعُ»". ضعَُ ،و َم ْن َي َ َْ ُ َ َ ضعُ َن ْف َ فيما سبق رأينا الصالة بال إنقطاع لنحيا في السماء ،وهنا نرى كيف نتحول إلى السماء .وذلك بأن يسكن اهلل في
داخلي كيف؟ وذلك باإلنسحاق فاهلل يسكن عند المنسحق (إش):7173
في اآليات السابقة رأينا أهمية الصالة بال ملل وبلجاجة ،وهنا نرى شرطاً آخر لتكون صلواتنا مقبولة ،وهو أن نصلي ونحن شاعرين أننا ال نستحق شيئاً ،نشعر بخطايانا أنها السبب في أننا ال نستحق شيئاً .الشعور بأننا
خطاة ال نستحق شيئاً ،ونقف ال نطلب شئ سوى مراحم اهلل "اللهم إرحمني أنا الخاطئ" هو الطريق المقبول للحصول على مراحم اهلل .وهذا هو نفس الدرس الذي أخذناه من قصة المرأة الخاطئة التي بللت قدمي السيد
بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها فهي قد حصلت على الخالص وعلى غفران خطاياها بينما لم يحصل الفريسي
الذي إستضاف الرب في بيته عليهما ،فمن يقترب من المسيح شاع اًر بإحتياجه للمسيح ليغفر ويرحم ،شاع اًر بخطاياه التي تجعله غير مستحق لشئ ،صارخاً طالباً الرحمة ،فهذا يخلص (لو )7:-7:13ومن صالة هذا العشار تعلمت الكنيسة صالة يسوع التي نرددها "يا ربي يسوع المسيح إرحمني أنا الخاطئ" وأيضاً في كل صلوات الكنيسة نردد صالة "يا رب إرحم" .نرى في هذا المثل أن كل من يتكل على بره يسقط ومن يتكل على
بر المسيح شاع اًر بخطاياه يتبرر.
من يتكل على بره يرى في نفسه كل الحسنات وال يرى في غيره سوى السيئات (رؤ.)::-:317 علينا أن نحمل روح اإلتضاع فينا ،أي [ ]:نشعر بأننا ال شئ بسبب خطايانا [ ]1نشعر بأننا بالمسيح فقط تغفر خطايانا فنشكره ونسبحه العمر كله .والحظ قبول العشار مع أنه خاطئ ولكنه متضع شاعر بخطيته ،وعدم قبول
الفريسي مع أنه يدفع عشوره ويصوم مرتين ،فقد كان الفريسيون يصومون يومي اإلثنين والخميس .لقد إنتزعت من العشار شروره ،إذ إنتزعت عنه أم كل الشرور ،أي المجد الباطل والكبرياء .فالمتكبر يسهل وقوعه في إدانة اآلخرين بل في أي خطية .ونالحظ أن صالة الفريسي كانت تدور حول محور واحد وهو الذات .فكانت صالته
عن نفسه وعنها واليها فكلمة أنا هي محور صالته ،حتى شكره هلل كان تهنئة لنفسه على بره وأنه أفضل من
اآلخرين .فلننظر ألنفسنا أننا آخر الكل ولو كنا قد بلغنا قمة الفضيلة .فالكبرياء قادر أن يسقط حتى السمائيين، بينما أن اإلتضاع يرفع من هاوية الخطايا .والحظ أنه ربما كان الفريسي حين صلَّى كان محقاً فيما قاله وأنه لم يكذب ،ولكن اهلل ال يريد أن نذكره بفضائلنا فهو يعرفها بل لنذكر له خطايانا لكي يرحمنا .الحظ قول الرب
لمالك كنيسة أفسس "أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك( "..رؤ )7-111أي ال داعي أن تذكرني بأعمالك فأنا
103
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن عشر)
أعرفها .ال داعي أن نقف أمام اهلل ونضع األكاليل على رؤوسنا ،بل ننتظر الحكم من اهلل ،بل نردد مع داود "خطيتي أمامي في كل حين" ومن يذكر خطاياه ويتضع ينساها له اهلل.
عموماً ما يجعل اإلنسان ينساق وراء فكر الكبرياء ،هو أن تكون له مواهب كثيرة ولكن فلنفكر هكذا [ ]:كل عطية صالحة هي من عند اهلل (يع ):31:إذاً فلنشكر على ما عندنا فهو ليس من عندياتنا [ ]1كل المواهب
التي لي هي وزنات ،وبقدر ما عندي من مواهب ووزنات كثيرة ،فأنا مطالب بأكثر من غيرى من أصحاب
المواهب القليلة .فلنطلب الرحمة إذا إكتشفنا أن لنا مواهب كثيرة. اآليات (لو)17-10:12
في كتاب إنجيل متى (مت)10-16:13
اآليات (لو)17-12:12
في كتاب إنجيل متى (مت)13-13:13
اآليات (لو)65-12:12
في كتاب إنجيل متى (مت)65-17:13
اآليات (لو)67-61:12
في كتاب إنجيل متى (مت)13-17:15
اآليات (لو)76-60:12
في كتاب إنجيل متى (مت)67-13:15
104
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)
(إنجيل لوقا)(اإلصحاح التاسع عشر)
عودة للجدول
اإلصحاح التاسع عشر (زكا رئيس العشارين) اآليات (لو)15-1:13 1 اآليات (لو1" -:)15-1:13ثُ َّم َد َخ َل و ْ ِ يس لِ ْل َع َّ شِ ان َغ ِنيًّا، ين َو َك َ ار َ اجتَ َاز في أ َِر َ يحاَ .وِا َذا َر ُج ٌل ْ اس ُم ُه َزَّكاَ ،و ُه َو َرِئ ٌ َ 7 6 ع م ْن ُهو ،ولَم ي ْق ِدر ِم َن ا ْلجم ِع ،ألَنَّ ُه َك َ ِ ص ِع َد إِلَى ُج َّم ْي َزٍة ب أْ ام ِة .فَ َرَك َ َوطَلَ َ ِّما َو َ َن َي َرى َي ُ سو َ َ َ َ ْ َ ْ َْ ان قَص َ ض ُمتَقَد ً ير ا ْلقَ َ 0 سوعُ إِلَى ا ْل َم َك ِ ال لَ ُهَ «:يا ق فَ َرآهَُ ،وقَ َ َن َي ُم َّر ِم ْن ُه َن َ ان ُم ْزِم ًعا أ ْ انَ ،نظَ َر إِلَى فَ ْو ُ لِ َك ْي َي َراهُ ،ألَنَّ ُه َك َ اء َي ُ اكَ .فلَ َّما َج َ 3 ِ ِ َس َرعَ َوَن َز َل َوقَِبلَ ُه فَ ِر ًحاَ 7 .فلَ َّما َأرَى ا ْل َج ِميعُ ذلِ َك َن أ َْم ُك َ َس ِر ْ ع َوا ْن ِز ْل ،ألَنَّ ُه َي ْن َب ِغي أ ْ َزَّكا ،أ ْ ث ا ْل َي ْوَم في َب ْيت َك» .فَأ ْ 2 بأِْ ِ يت ِع ْن َد رجل َخ ِ ف أ َْم َوالِي بَ «:ها أََنا َي َار ُّ ال لِ َّلر ِّ ف َزَّكا َوقَ َ صَ اط ٍئ» .فَ َوقَ َ ين« :إِنَّ ُه َد َخ َل لِ َي ِب َ تَ َذ َّم ُروا قَ ِائلِ َ َُ ُعطي ن ْ 3 َضع ٍ ت ِبأ ٍ لِ ْلمس ِ اك ِ ص لِه َذا ا ْل َب ْي ِت ،إِ ْذ اف» .فَقَ َ ت قَ ْد َو َ ينَ ،وِا ْن ُك ْن ُ ش ْي ُ َ ص َل َخالَ ٌ سوعُ«:ا ْل َي ْوَم َح َ ال لَ ُه َي ُ َحد أ َُرُّد أ َْرَب َع َة أ ْ َ َ َ 15 ان قَ ْد ج ِ ِ ِ َن ْاب َن ِ سِ ص َما قَ ْد َهلَ َك»". يم ،أل َّ ُه َو أ َْي ً اء ل َك ْي َي ْطلُ َ ب َوُي َخلِّ َ َ َ اإل ْن َ ضا ْاب ُن إ ْب َراه َ العشارون هم طائفة الجباة وكانوا يستوفون أكثر من الجزية المقررة ويأخذونها ألنفسهم (لو .):717ولذلك كرههم اليهود وأسموهم لصوصاً .ولذلك تبرم اليهود إذ قبل السيد دخول بيت زكا .والرب دخل بيت زكا دون أن يسأله فهو عارف بما في القلوب.
في اآليات السابقة ترك الرب األعمى يصرخ فترة ،بعدها إستجاب وشفاه ،وهنا نجده يطلب هو بنفسه أن يدخل
بيت زكا .فالرب يدخل بيتي ،أو يدخل قلبي ويتمم الشفاء حين يرى القلب مستعداً .فهذا األعمى لم يكن مستعداً
أما زكا ففي إنسحاقه وفي إشتياقه لرؤية بعد للشفاء ،والصراخ جعله مستعداً ،ولما رآه السيد مستعد تدخل وشفاهّ . السيد كان مستعداً .فدخل يسوع بيته .هنا نرى جزاء قبول يسوع في حياتنا ،وجزاء إشتياقنا له ،بينما نحن
شاعرين بعدم اإلستحقاق ،هنا يدخل يسوع قلوبنا فتصير سماء ،ويغفر لنا خطايانا ونفوز بالخالص ،فهل نشتاق
إلى ويشرب ..وتجري من بطنه أنهار ماء حي" لخالص يسوع مثل زكا .يقول الرب "إن عطش أحد فليقبل ّ (يو.)7:-7313 ربما قصر قامة زكا تشير ألن إيمانه كان ضعيفاً ،ولكنه بإشتياقه صار مضيفاً للرب ،وبتوبته صار مسكنه قص اًر سمائياً يدخله الرب ،لقد ُمنِ َح زكا مجداً عظيماً. تأمل 1كثيرون ُولِدوا بعاهات َخْلقية ،مثل زكا الذي كان قصير القامة ،وهم يشتكون بسببها ،ولكن أال ترى أن
عاهة زكا كانت سبباً في خالصه .إذاً علينا أن نفهم أن اهلل ال يخطئ واذا كان شيئاً ينقصنا ،كان هذا سبباً لخالصنا ،وهذا ما حدث لألعمى .فلنسمي هذه العاهات "بركات خلقية" فعمل اهلل دائماً كامل.
105
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)
قصة زكا العشار فتحت باب الرجاء واألمل لكل خاطئ ،حين يعود بالتوبة مشتاقاً للمسيح ،يدخل المسيح إلى قلبه ،ويقبله ويغفر خطاياه .صار زكا هنا تطبيقاً حياً لمثل الفريسي والعشار ،فهو صار مقبوالً ونال الخالص
مثل ذلك العشار الذي قال عنه السيد المسيح "نزل إلى بيته مبر اًر"
.:1
والحظ أن زكا تكلف الكثير ،فهو في مركزه كرئيس للعشارين كان من غير الالئق أن يتسلق جميزة كما
يفعل األطفال (هذا ما نسميه الجهاد ،وفي المقابل فلنرى النعمة التي حصل عليها).
.:7
دخول الرب بيت زكا الخاطئ يمثل دخول المسيح إلى جسد بشريتنا وحمله لطبيعتنا نحن الخطاة ليقدس
.:1
كانت هناك معوقات كثيرة تحول بين زكا والمسيح1
طبيعتنا أبدياً.
.:خطيته 1إذ ُيحسب العشارين في نفس صفوف الزواني (مت)7:11: .1كراهية المجتمع له. .7مركزه كرئيس قد يتأثر بما فعله ،من تسلقه لجميزة.
.1قصر قامته ،ومثل هذه العاهة تجعل اإلنسان يتقوقع حول نفسه ،مفضالً اإلبتعاد عن المجتمع.
ولكن إيمان زكا إنتصر على كل ذلك ،واشتياقه ،وقلبه التائب أعطوه الخالص .فباإليمان الحي العملي نغلب كل
ضعف فينا ونرتفع فوق الظروف لنلتقي بربنا يسوع فنخلص.
يا زكا أسرع= زكا تعني النقي المتبرر فالمسيح سامحه عن خطاياه .عبارة يا زكا أسرع هذه مثل "أنت بطرس وعلى هذه الصخرة" .فالمسيح في كليهما إستخدم األسماء ليشير لمعاني خاصة.
.:7
شجرة الجميز ثمارها رخيصة وتشير لألمور الزمنية التافهة ،وال يمكن أن نعاين المسيح ما لم نسمو فوق
األمور الزمنية .وهي تشير أن كل ما جمعه زكا في حياته من أموال ظن أنه متكل عليها ،ما هي إالّ تفاهات.
أسرع وانزل= كم مرة صعد في غناه وكبريائه ،واآلن عليه أن يتعلم أن ينزل ويتضع ويتخلى عن أمواله .والحظ تجاوب زكا فهو أسرع ونزل ،فالتأجيل قد يضيع فرصة الخالص ،فالمسيح لم يذهب ألريحا ثانية التي يعيش فيها زكا (.):1::
[أما دفع أربعة أضعاف فكان هذا إجراء من أقصى العقوبات التي كان يفرضها .::أعطي نصف أموالي= ّ القانون على لص (خر1 +:111صم ،):1:1وزكا فرض على نفسه هذه العقوبة (راجع أيضاً عد+317 ال ])7-:1:صار له القلب الرحيم غير المستعبد للمادة بمجرد أن دخل يسوع بيته .والحظ أنه مستعد لدفع نصف أمواله ،مع أن الشريعة الموسوية ال تطلب من المختلس سوى الخمس زيادة على ما إختلسه .اليوم
حصل خالص لهذا البيت= حينما يتقدس أحد أفراد األسرة يصير سبب بركة لكل البيت .وهذا ال يمنع أنه في حالة إيمان شخص قد يقف في وجهه كل بيته "أعداء اإلنسان أهل بيته" لكن أيضا المؤمن قد يكون
بركة ألهل بيته إن كان عندهم إستعداد (:كو .):113هو أيضاً إبن إلبراهيم= السيد الرب بهذا يعزو
106
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)
خالص زكا لتشبهه بإبراهيم في إيمانه وقداسته وبره .وكما ترك إبراهيم كل ممتلكاته في أور ترك زكا هنا نصف ممتلكاته .وفيها تذكير للفريسيين الرافضين أنه أخ لهم.
.:3 .:1
نور المسيح وبره أضاءا بيت زكا وقلبه ولم يحتاج المسيح أن يوجه له كلمة عتاب أو توبيخ.
المسيح لم يمر من هذا الطريق صدفة ،ولم ينظر للشجرة صدفة ،إنما هو كان يعرف أن في هذا المكان
خروف ضال يريد أن يرده فذهب إليه .فزكا بحث عن المسيح والمسيح بحث عن زكا.
.::
ما فعله زكا هنا هو نفس ما قاله بولس الرسول (في .)117فما إستمر يجمعه العمر كله من أموال صار
كنفاية يريد اإلستغناء عنها إذ تمتع بمعرفة الرب يسوع .فحينما وجد زكا اللؤلؤة كثيرة الثمن (المسيح) باع
بقية الآللئ (أمواله) التي ظل عمره يجمعها (مت .)1:1:7وباع أمواله أو آللئه يظهر هنا معناها ،أن كل ما ظنه له قيمة من قبل ،فقد قيمته اآلن بعد أن عرف المسيح ودخل المسيح بيته (وقلبه).
اآليات (لو)17-11:13
(مثل األمناء)
11 ان قَ ِريبا ِم ْن أُور َ ِ يمَ ،و َكا ُنوا اد فَقَ َ ون ه َذا َع َ ال َمثَالً ،أل ََّن ُه َك َ س َم ُع َ ً اآليات (لوَ " -:)17-11:13وِا ْذ َكا ُنوا َي ْ ُ شل َ 11 وت ِ َن َي ْظ َهر ِفي ا ْل َح ِ يف ا ْل ِج ْن ِ يد ٍة لِ َيأْ ُخ َذ ون أ َّ ال .فَقَ َ ان َ ش ِر ُ يد أ ْ ب إِلَى ُكو َرٍة َب ِع َ اهلل َع ِت ٌ َن َملَ ُك َ سٌ َيظُ ُّن َ س َذ َه َ ال«:إِ ْن َ َ 17 16 اجروا حتَّى ِ شرةَ أَم َن ٍ شرةَ ع ِب ٍ ِ ِِ َه ُل آت َيَ .وأ َّ اءَ ،وقَ َ َما أ ْ َعطَ ُ يد لَ ُه َوأ ْ ال لَ ُه ْم :تَ ِ ُ َ جع .فَ َد َعا َع َ َ َ ل َن ْفسه ُم ْل ًكا َوَي ْر َ اه ْم َع َ َ ْ 10 َخ َذ يد أ َّ َن ه َذا َي ْملِ ُك َعلَ ْي َناَ .ولَ َّما َر َج َع َب ْع َد َما أ َ ين :الَ نُ ِر ُ سفَ َارةً قَ ِائلِ َ َم ِدي َن ِت ِه فَ َكا ُنوا ُي ْب ِغ ُ اءهُ َ سلُوا َو َر َ ضوَن ُه ،فَأ َْر َ ِ ٍ 13 َن ي ْدعى إِلَ ْي ِه أ ِ اء األ ََّو ُل قَ ِائالً: اه ُم ا ْل ِف َّ ض َة ،لِ َي ْع ِر َ َعطَ ُ ُولئ َك ا ْل َع ِب ُ يد الَِّذ َ ين أ ْ ف ِب َما تَ َ َم َر أ ْ ُ َ اج َر ُك ُّل َواحد .فَ َج َ ا ْل ُم ْل َك ،أ َ ٍ 17 ت أِ ِِ َمي ًنا ِفي ا ْل َقِل ِ يلَ ،ف ْل َي ُك ْن لَ َك ش َرةَ أ َْم َن ُّها ا ْل َع ْب ُد َّ اء .فَقَ َ بح َع َ س ِّي ُدَ ،م َن َ الص ِال ُح! أل ََّن َك ُك ْن َ اك َر َ ال لَ ُه :نع َّما أَي َ َيا َ ٍ 13 ش ِر م ْد ٍن12 .ثُ َّم جاء الثَّ ِاني قَ ِائالً :يا س ِّي ُد ،م َن َ ِ ضاَ :و ُك ْن س َة أَ ْم َن س ْل َ اء .فَقَ َ طٌ ال لِه َذا أ َْي ً اك َعم َل َخ ْم َ َ َ َ َ ُ َ ان َعلَى َع ْ ُ 11 15 س م ْد ٍن .ثُ َّم جاء َ ِ وعا ِفي ِم ْن ِديل ،أل َِّني س ِّي ُدُ ،ه َوَذا َم َن َ أَ ْن َ اك الَِّذي َك َ ان ِع ْن ِدي َم ْو ُ ض ً آخ ُر قَائالًَ :يا َ َ َ ت َعلَى َخ ْم ِ ُ
11 ِ ِ ِ صِ ُّها ت أَ ع .فَقَ َ َخ ُ ص ُد َما لَ ْم تَْزَر ْ اف ِم ْن َك ،إِ ْذ أَ ْن َ ُك ْن ُ سٌ ارٌم ،تَأْ ُخ ُذ َما لَ ْم تَ َ ال لَ ُه :م ْن فَم َك أَدي ُن َك أَي َ ض ْع َوتَ ْح ُ ان َ ت إِ ْن َ ضع ِفض ِ َحص ُد ما لَم أ َْزر ْ ِ 16 صِ ا ْل َع ْب ُد ِّ َّتي َعلَى يرَ .ع َرف َ سٌ ارٌم ،آ ُخ ُذ َما لَ ْم أ َ عَ ،فل َما َذا لَ ْم تَ َ ْ ان َ ْت أ َِّني إِ ْن َ َض ْعَ ،وأ ْ ُ َ ْ َ الشِّر ُ 17 ِِ ِ ال لِ ْلح ِ الص َي ِ َم ِائ َد ِة َّ ت َمتَى ِج ْئ ُ ارفَ ِة ،فَ ُك ْن ُ اض ِر َ ينُ :خ ُذوا ِم ْن ُه ا ْل َم َنا َوأ ْ َعطُوهُ للَّذي ع ْن َدهُ يها َم َع ِرًبا؟ ثُ َّم قَ َ َ تأْ َستَ ْوِف َ ٍ 13 10 س لَ ُه ش َرةُ أ َْم َن اء! أل َِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُك َّل َم ْن لَ ُه ُي ْع َ س ِّي ُدِ ،ع ْن َدهُ َع َ ا ْل َع َ طىَ ،و َم ْن لَ ْي َ اء .فَقَالُوا لَ ُهَ :يا َ ش َرةُ األ َْم َن ُ 17 َع َد ِائي ،أ ِ وه ْم فَالَِّذي ِع ْن َدهُ ُي ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُه .أ َّ َن أ َْملِ َك َعلَ ْي ِه ْم ،فَأْتُوا ِب ِه ْم إِلَى ُه َنا َواذ َْب ُح ُ يدوا أ ْ ين لَ ْم ُي ِر ُ ُولئ َك الَِّذ َ َما أ ْ
قُد ِ َّامي»".
هنا السيد المسيح قد إقترب من أورشليم وبالتالي بقيت بضعة أيام قبل الصليب وبالتالي قبل أن يغادر األرض بالجسد ويذهب ليجلس عن يمين اآلب .واآليات اآلتية مباشرة هي عن دخوله أورشليم يوم أحد الشعانين .وكأن
هذه األقوال هي نبواته األخيرة وتعاليمه األخيرة فما معنى المثل1
.:هم ظنوا أنه متوجه ألورشليم ليبدأ الملكوت حاالً ،ولكنه يشير إلى أنه ذاهب إلى كورة بعيدة (السماء). وبعد مدة سيأتي ليحكم ويدين .وبالتالي فالملكوت ليس وشيكاً.
107
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)
منا وزنات ومواهب يتاجر بها، .1المسيح سيذهب ويترك تالميذه والمؤمنين به ،وهو يترك لكل واحد ّ منا حصل على نصيبه من المواهب (:بط .)::11وعلينا أن نستمر في لحساب مجد إسمه .وكل ّ الخدمة حتى يأتي.
.7اليهود سيرفضونه= ال نريد أن هذا يملك علينا .وبالتالي فال يجب أن يتصوروا أن هناك ملكوت أرضي "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" .1بعد مدة لم يحددها السيد (فال داعي أن نحاول تحديدها نحن) سيأتي في مجده ليدين [ ]:الذين
منا عما فعله بوزناته (أ َْمنائه). رفضوه= إذبحوهم قدامي ]1[ .ليحاسب كل ّ .7هذه التجارة التي نقوم بها اآلن في األ َْمناء (المواهب) هي بعينها تأسيس الملكوت على األرض .وفي هذا تأنيب لتالميذه إذ هم إنشغلوا بالملك األرضي واألمجاد ،والمسيح ينبههم أنه ال أمجاد هنا بل خدمة.
مثل األمناء (لو )17-11:13ومثل الوزنات (مت)13-17:10 هناك خالفات بين المثلين فهي ليسا مث ٌل واحد ،ولو أنهما متشابهان.
أما هنا فكل العبيد قد أخذوا َمناً واحداً. .:في مثل الوزنات نرى كل واحد قد أخذ نصيباً غير اآلخرّ ، .1مثل األ َْمناء قاله السيد وهو متجه ألورشليم ،ومثل الوزنات قاله السيد وهو في أورشليم .والتكرار لألهمية.
ولكن اإلختالف له معنى 1ففي مثل الوزنات يشير ألن كل واحد يأخذ مواهب غير اآلخر ،واهلل لن يطالبك بأكثر مما أعطاه لك ،المهم أن تكون أميناً ،فمن أخذ الخمسة ربح خمسة وزنات وهكذا من أخذ الوزنتين حينما أتي
أما في مثل بوزنتين سمع نفس المديح عينه .ألن كالهما كان أميناً .واهلل لن يطالب أحد بما هو فوق طاقتهّ . األمناء فيقول أن الكل أخذ مقدا اًر متساوياً (مناً) ،ولكن هناك من ربح أكثر فإستحق أكثر ،وهذا ألنه جاهد أكثر، فمن يتعب أكثر يأخذ أكثر .وما يجب أن نفهمه أنه علينا بأال نحزن ألن مواهبنا أقل ،المهم أن نكون أمناء ونجاهد بقدر طاقتنا ،ومن يستخدم مواهبه لمجد اهلل سيجازيه اهلل .كانوا يظنون أن ملكوت اهلل سيظهر في
الحال= كانوا يظنون أن السيد سيملك ويؤسس ملكوته بعد أن يدخل أورشليم مباشرة.
إنسان شريف الجنس= هو المسي ح نفسه فهو من السماء وذاهب للسماء وهو ليس فقط شريف الجنس ،بل هو الوحيد الجنس (اإلله المتجسد) إبن اهلل بالطبيعة.
ذهب إلى كورة بعيدة= سيصعد للسماء ولن يؤسس ملكاً أرضياً.
دعا عشرة عبيد= هم كل المؤمنين ،فكل له موهبته (:بط: +::11كو( )::-11:1مثلما كان هناك عشر عذارى)
.1:
هذا المثل مستوحى مما كان يحدث أيام المسيح ،فكان األمراء الوطنيون ملزمون بأن يذهبوا إلى روما
ليحصلوا على رتب الترقي من قيصر .وحدث هذا مع هيرودس وأرخيالوس .وفي حالة أرخيالوس أرسل
شعبه سفارة (أي مندوبين وسفراء عن الشعب) إلى قيصر شاكين لقيصر أعماله الوحشية ورافضين ملكه.
108
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)
وحينما رجع أرخيالوس من روما إنتقم منهم بالذبح (وهذا كان حكم المسيح على صالبيه ورافضي ملكه
بخراب أورشليم ،هذا هو الحكم المؤقت قبل الدينونة)
ليأخذ لنفسه ُملكاً= هذا إعالن نبوي عن جلوس الرب في السماء إستعداداً لتأسيس ملكوته ولتجثو له كل ركبة (في)::-:11 المنا= عملة يونانية تساوي أجر ثالثة شهور .وجمعها أ َْمناء . َ وأما أهل مدينته= هنا يتكلم عن اليهود خاصته الذين أتي منهم بالجسد وهم الذين كان لهم الوعد .إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله (يو)::1:
ال نريد أن هذا يملك علينا= كلمة هذا كلمة تحقير ،ولآلن فاليهود يشتمون المسيح ،وكأن هذه العبارة هي
إحتجاج ورفض لشخص المسيح المتواضع.
أرسلوا وراءه سفارة= تحمل معنى رفضهم المستمر للمسيح حتى بعد ما صعد ،ورفضهم واضطهادهم لتالميذه ورسله .سفارة= سفراء أي اليهود الذين إضطهدوا المسيحيين.
ولما رجع= حين يأتي في مجده ،في مجيئه الثاني .وفيما يلي يظهر محاسبة 7عبيد فقط كعينات فقط.
مناك ربح= هذا يشير لتواضع هذا اإلنسان فلم يقل أنا ربحت ،إذ هو يعلم أن النجاح والبركة كانت من عند اهلل وليست من عنده هو .والمنا هو إشارة للمواهب والوزنات التي أعطاها لنا اهلل.
ربح عشرة أمناء= هي النفوس التي ربحها لحساب الملكوت ،والفضائل التي ظهرت في حياته.
أميناً في القليل= المتاجرة بالموهبة.
ربح خمسة أمناء= هي نفوس أيضاً.
وهذا إشارة ألنه كلما زاد الجهاد زادت الثمار ،وزادت المكافأة ونقول الجهاد هو الذي زاد ،فنحن نالحظ أن النعمة
التي حصل عليها كليهما ،أي عطية اهلل كانت متساوية= المنا.
سلطان على عشر مدن ..على خمس مدن= هذا تعبير عن المجد ،فهو يتفاوت من شخص آلخر بحسب جهاده .ومن المستحيل فهم ما هو السلطان على مدن ،فنحن ال يمكننا أن نتصور ما سنأخذه ،ونحصل عليه
من مجد في السماء "فهو ما لم تره عين ولم تسمع به أذن وما لم يخطر على بال إنسان" (:كو .):11وفي مثل
الوزنات سمعنا القول "أدخل إلى فرح سيدك" (مت .)17+1:117وفي هذا الكفاية فهو سلطان على فرح ومجد
أبدي وك ٌل سيتمجد ويفرح بحسب جهاده على األرض ،فنجم يمتاز عن نجم في المجد (:كو .)1:1:7مناك
موضوع في منديل= إشارة لمن عطل موهبته وأخفاها ،هو كمن خاف على صحته فإمتنع عن الخدمة وعن الصوم .أو خاف على أمواله فلم يعطها إلى محتاج يربحه للمسيح .وواضح أن هذا العبد الكسالن عديم اإلكتراث بشأن مجد الملك وأرباحه وذلك لعدم أمانته ،أو عدم محبته ،أو عدم تصديقه أن السيد راجع .حقاً هو لم يضيع
المنا على نفسه ولكنه ظن أن في حبسه فيه الكفاية إذ لم يضيعه.
109
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)
وهناك من هو أسوأ من هذا العبد مثل من يضيع مواهبه في الشر .فمثالً من يضيع صحته في المخدرات أو
المسكرات أو السجائر ( هؤالء أحرقوا وزنتين المال وصحتهم ) وكذلك من يضيعها فى الخطايا المتعددة هو أسوأ من هذا العبد ،أو من أعطاه اهلل أمواالً فضيعها على شهواته وملذاته فهذا أسوأ من هذا العبد.
أخاف منك ألنك إنسان صارم= اإلنسان عندما تميل إرادته الشريرة لشئ شرير سيجد األفكار التي تبرر له هذا الشئ ،فهو فكر أن ما أعطاه له سيده هو فخ ال نعمة ،وخاف (أو هو يبرر موقفه بهذا) من قسوة سيده ،أو مما له= لماذا يتعب هو ويستفيد سيده .هو هنا إتهم سيده بالظلم ست اًر لذنبه ،بل إتهم سيده بأنه يطمع في أكثر ّ تحصد ما لم تزرع أي تأمرني بالعمل وتأخذ الربح. مثال 1خادم يشعر أنه مقصر في خدمته ،فبدالً من أن يهتم بأن يكون أميناً في خدمته نجده يترك الخدمة ،هذا يقول مع هذا العبد "خفت منك ألنك صارم" وذلك بأن يترك المسئولية ،ولكن ليذكر هذا الخادم أن اهلل أعطاه موهبة وطالبه بأن يربح بها ،فهروبه يدينه ولن يعفيه من المسئولية .فالرد على مثل هذا اإلدعاء ..طالما عرف
أن سيده إنسان صارم ،فلماذا لم تضع فضتي على مائدة الصيارفة .والمعنى لو كان سيدك ظالماً فعالً لكنت تخاف منه وتتاجر وتربح له .ومائدة الصيارفة هي أقل األعمال مجهوداً ،ولكنها تربح .والمقصود لماذا لم تقم
بأي عمل ألجل مجد إسمي ،فمثالً لماذا لم تصلي من أجل الناس ومن أجل المحتاجين ،لماذا لم تضع اموالك التى تضيعها في الكنيسة وهذا أقل شئ ،واألهم العشور وهذه اموال اهلل اصال .والحقيقة أن اهلل ال يطلب سوى
ما زرعه ،فإتهام هذا العبد ظالم (إش .)117ونجد أن اهلل يعطي ما لهذا العبد الشرير لألكثر أمانة فكل من له
ُيعطى= الذي عنده القدرة على المتاجرة والربح ُيعطى المزيد ،من كان أميناً وله الرغبة أن يخدم ويعمل يأخذ أما أكثر .وفي السماء له مجد أعظم .ومن ليس ُ له= الذي كان غير أميناً فتؤخذ منه مواهبه وتضاف لألمين و ّ
أعدائي ..واذبحوهم= المسيح هنا يصدر الحكم على أورشليم قبل أن يدخلها .ولقد ذبحهم تيطس فعالً سنة 3:م. إن الذين يساقون إلى الذبح هو الذين كتبوا بأيديهم مصيرهم .ولنرى كم الوزنات واألمناء التي أعطاها اهلل لليهود
(أنبياء /كهنوت /هيكل /معجزات /إنتصارات إعجازية على أعدائهم /ناموس /شريعة /أرض مقدسة /وصايا لو نفذوها لعاشوا في سعادة /مملكة آمنة /خيرات مادية أرض تفيض لبناً وعسالً )..فماذا فعلوا؟ هؤالء لم يضعوا
مناهم في منديل ،بل ضيعوا كل ما أخذوه وأخي اًر صلبوا المسيح .لقد صاروا في وحشية ،وكما ذبحوا المسيح في وحشية صارت في طبعهم ،قاموا في حماقتهم ،إذ قد فقدوا كل حكمة ،بقتل الضباط الرومان إنتظا اًر ألن اهلل
يرسل لهم المسيا ينقذهم ،إذاً فحماقتهم ووحشيتهم التي تعاملوا بها مع المسيح ،تعاملوا بها مع ضباط روما ،لكن المسيح طلب لهم الغفران على الصليب ،أما روما فذبحتهم بحسب ما يستحقوا .فالغفران يناله من آمن بالمسيح ،
حتى وان اشترك فى صلبه .
بهذا المثل ينهي السيد المسيح تعاليمه بخصوص الملكوت الذي أتى ليؤسسه1
.:هناك أجر ومكافأة لكل من يجتهد في هذا الملكوت األرضي ويربح نفوساً للمسيح. .1األجر والمكافأة بحسب الجهاد. .7من يهمل في تجارته يرفض.
110
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)
من يعادي المسيح وال يقبله يهلك (يذبح).
سلطان على عشر مدن ..على خمس مدن= هذا تعبير عن إختالف درجة المجد بالنسبة لجهاد كل إنسان. وهذا التشبيه مأخوذ مما كان يحدث أيام روما فكان قيصر يعطي الوالي أو الملك الذي يحبه ويثق فيه سلطان على عدد أكبر من المدن فتزداد قيمة هذا الملك.
فمثالً هيرودس الكبير (الذي ُولِ َد المسيح في أيامه) كان ملكاً على كل اليهودية والجليل والسامرة ..كانت مملكته كبيرة جداً فهو كان محل ثقة من قيصر. ولكن حينما مات لم يكن من أوالده من هو أهل لمثل هذه الثقة ،فقسم قيصر المملكة إلى أربعة أرباع ،ملك
عليها والة ،سمى كل منهم رئيس ربع .وبالطبع كانت سلطة كل منهم أقل ومجده أقل.
من يغلب يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي في عرشه .تعبير العرش هو تعبير عن
حالة المجد .وطبعاً ليس هناك عرشين .واحد منهم لآلب وواحد منهم لإلبن .لكن جلوسنا مع اإلبن في عرشه هو تعبير عن حالة المجد الذي سنكون فيه مع اإلبن ،كل بحسب درجته ،فنجم يمتاز عن نجم في المجد .أما اإلبن
بجسده فسيكون له نفس مجد اآلب .وهذا معنى جلس عن يمين اآلب .راجع تفسير اآليات
(يو ، 7 1 :3رؤ.)1: 1 7
111
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)
(إنجيل لوقا)( تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)
عودة للجدول
تسلسل األحداث في إنجيل لوقا كما رأينا من قبل في دراسة عن إنجيل متى أن كل حدث مرتبط بما قبله وبما بعده في ترابط ،ليقدم اإلنجيلي
فكرة معينة .وهذا ما سوف نراه في إنجيل لوقا أيضاً.
الهدف من إنجيل لوقا يبدو واضحاً من مقدمة اإلنجيل .فها نحن نرى مالكاً يظهر لزكريا الكاهن وهو يبخر أمام مذبح البخور بعد أن قدم المحرقة ليبشره بوالدة السابق للمسيح .وكأن المالك يقول له ..هل تفهم يا زكريا معنى ما تقوم به من طقوس؟ ها أنا جئت ألبشرك بالمرموز إليه حقيقة وهو الذي سيقدم نفسه ذبيحة محرقة على
الصليب (مذبح المحرقة ) ثم يشفع فيكم وفي كل البشر أبدياً ( مذبح البخور ) ،والذي سيكون إبنك ُم َمهداً للطريق أمامه. فهدف اإلنجيل واضح ..المسيح الشفيع في البشرية
ونرى زكريا يمتلئ بالروح وأليصابات تمتلئ بالروح والكل يسبح ،فالتسبيح عالمة فرح بالخالص ،وهو عالمة
اإلمتالء من الروح القدس ،الذي سيحل على الكنيسة بفداء المسيح.
ونرى بشارة المالك للعذراء بيسوع المخلص الذي ستلده فشفيعنا صار إنساناً مثلنا.
وفي اإلصحاح الثاني نرى اإلكتتاب ،لقد صار إبن اهلل ( )771:من البشر وسجل إسمه في التعداد البشري.
وفي بيت لحم فهو إبن داود بالجسد.
ولكن هل سيخلص الكل بشفاعة المسيح وفدائه
هذا موضوع اإلنجيل ..وسنرى لوقا منذ ال بداية يحدثنا عن أن هناك من سيقبل المسيح ومن ال يقبله /من
سيعرف المسيح ومن لن يعرفه /من يريد سوف يعرفه ومن ال يريد فلن يعرفه /من يستحق أن يجده سيجده ومن ال يستحق فهو لن يجده .ونجد أن إنجيل لوقا قد ذكر العديد جدا من أمثلة التوبة ( المرأة الخاطئة {ص }3وزكا
العشار {ص }:وتوبة اللص اليمين )...والمعنى مهما كانت حالتك فالتوبة تجعلك مستحقاً لشفاعة المسيح . هذا من الناحية السلبية ،لكن من ناحية أخرى يوضح المسيح أن عمل اإليجابيات أساس حتى يكون االنسان
مستحق .فالغنى هلك ألنه لم يعمل عمل رحمة مع لعازر ،وطوب المسيح السامرى الصالح. اإلصحاح الثاني:
اآليات ( )15-2الرعاة البسطاء هؤالء ظهر لهم مالئكة فهم يستحقون ،وذهبوا وعرفوا المسيح ورأوه .بينما الكهنة وهيرودس لم يعرفوه والعكس فالمجوس الذين سعوا ليعرفوه عرفوه بل قادهم نجم.
112
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)
اآليات ( )17-11المسيح ُولِ َد خاضعاً للناموس بكل وصاياه وطقوسه ليكون الرجل الكامل القادر أن يشفع في البشر.
اآليات ( )62-10سمعان الشيخ وحنة عرفوا المسيح إذ هما يستحقان. والحظ قول الكتاب عن سمعان "أنه ينتظر تعزية إسرائيل"..
والحظ قول الكتاب عن حنة وآخرون "جميع المنتظرين فداء من أورشليم ..فمن يطلبه وينتظره ويفتش عنه
يجده أما من ال يريد فهو لن يجده.
اآليات ( )01-63يسوع إنسان كامل يخضع ألمه وليوسف ،ولكن يتضح من أول الطريق أنه جاء لهدف إتفق عليه مع أبيه ينبغي أن أكون في ما ألبي".
اإلصحاح الثالث:
اآليات ( )15-1يوحنا يمهد الطريق للمسيح.
اآليات ( )11-11المسيح يعتمد ليؤسس المعمودية.
اآليات ( )62-16المسيح بمعموديته جعلنا أوالداً هلل "..بن آدم ،إبن اهلل". اإلصحاح الرابع:
اآليات ( )16-1التجربة على الجبل ..فالمسيح غلب لكي نغلب فيه إبليس.
اآليات ( )10-17رجع يسوع بقوة الروح= هو يمتلئ إنسانياً لكي نمتلئ نحن فيه.
اآليات ( )17-13هو أتي كشفيع " ..أرسلني ألشفى المنكسري القلوب" وطوى السفر ألنه لم يرد أن يق أر آيات الدينونة.
اآليات ( )65-10الحظ أن هناك من يقبله ومن يرفض ،حتى أن من رفضوه حاولوا قتله. * وابتداء من هنا نرى لوقا يقدم صو اًر متضادة لمن يقبل المسيح ومن يرفضه ،وتنتهي هذه اآليات بقول السيد
المسيح كم مرة أردت ..ولم تريدوا ()67:16
"فاهلل يريد أن الجميع يخلصون" (:تي )111لكن هل يريد الجميع أن يخلصوا!! لذلك قال القديس أغسطينوس "اهلل الذي خلقك بدونك ال يستطيع أن يخلصك بدونك".
اآليات ( )67-61يسوع يخرج شياطين ويخلص حتى دون أن يسأله أحد فهو يعلن عن إرادته في خالص البشرية من عبوديتها للشيطان.
اآليات ( )71-62يسوع قبل أن يختار سمعان ليكون تلميذاً له ،يحل له مشاكل بيته ويشفى حماته .وعالمة الشفاء أنها قامت لتخدم .وهذا هو موضوعنا .المسيح يريد شفاء البشرية ويختار خداماً له هم التالميذ ليعايشوه ويصيروا تالميذاً له يعملون على جذب الناس.
اآليات ( )77-71هو يريد الشفاء للكل (= يمأل الشبكة لو.):17 113
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)
اإلصحاح الخامس:
اآليات ( )11-1سفينتين (= يهود وأمم) ..أمسكوا سمكاً كثي ارً= (= يريد الجميع) لكن ليس الكل يقبل ،بل
البعض بعد أن يدخل لإليمان يعود ويهرب= صارت شبكتهم تتخرق .فهو يدعو الكل ،ولكن هناك من ال يريد
"ديماس تركني إذ أحب العالم الحاضر" (1تي.)::11 اآليات ( )13-11شفاء أبرص (والبرص رمز للخطية) والحظ قول الرجل "يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني" والمسيح يريد ،وهذا الشخص يريد والدليل أنه أتى يسأل المسيح ،والمسيح ال يرد من يسأله "إسألوا تعطوا".
اآليات ( )13-17هنا المسيح يشفي من أراد أصدقاءه له الشفاء ،وهذه صورة محببة للمسيح ،البد وأن يستجيب لها .صورة المحبة .ولكننا نرى هنا أن المسيح شفى الرجل بأن غفر له خطاياه .فهو شفى األبرص في اآليات السابقة وكان هذا رم اًز للخطية وأن الخطية هي سبب كل داء.
اآليات ( )61-17هنا نرى دعوة الوي (وهو متى اإلنجيلي) .ونراه يقبل الخطاة ليشفيهم ،فلهذا أتى ..ليحول الوي العشار إلى متى اإلنجيلي هو أتى ليجعل كل شئ جديداً.
اآليات ( )63-66نرى السيد يريد أن يجعل كل شئ جديد .فهو يحول الخطاة إلى قديسين ،ويجعل الصوم له معنى جديد.
اإلصحاح السادس:
اآليات ( )11-1السيد يجعل أيضاً السبت له معنى جديد .والسبت هو راحة .وراحة اهلل حقيقة في خالص البشر وتجديدهم كما رأينا.
اآليات ( )13-11السيد يختار تالميذه الذين سيمألون الشبكة (الكنيسة). اآليات ( )13-17السيد يدرب تالميذه على الخدمة ويعلم ويشفي.
اآليات ( )13-15نسمع البركات وهذا لمن يريد ونسمع عن ويالت وهذا لمن ال يريد.
اآليات ( )73-17الطريق لمن يريد أن يعرف يسوع (القوانين أو الوصايا التي يجب أن يتبعها من يريد). اإلصحاح السابع:
اآليات ( )15-1هذا قائد مئة وثني لكنه عرف يسوع ،والسبب أن المحبة دخلت إلى قلبه "ألنه يحب أمتنا" ..وظهر هذا في أعماله "وهو بنى لنا المجمع" وهذا تطبيق مباشر
على اآليات السابقة (.)1:-131: 114
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)
اآليات ( )17-11يسوع يتقدم من نفسه دون أن يسأله أحد ليقيم إبن أرملة نايين ،فهو لهذا أتى .ليعطي حياة. وهذا يعتبر نتيجة لما سبق ،فمن دخلت المحبة قلبه ،أي تم شفاءه ،يقيمه يسوع في الحياة األبدية.
اآليات ( )65-12هذه عن يوحنا المعمدان الذي كانت دعوته التوبة ،ومن يتوب يعرف يسوع .ومازالت التوبة هي الطريق الوحيد لنعرف يسوع ونرى يوحنا يحول تالميذه للمسيح ،وهذا هو ما أتى يوحنا ألجله.
اآليات ( )60-61اليهود يرفضون المعمدان والمسيح ..هؤالء ال يريدون.
اآليات ( )05-63هنا نرى الطريق لمن يريد ،أن نتقدم بتوبة (كما نادي المعمدان) وبإنسحاق للمسيح وسنعرفه ..هذه المرأة أرادت فأخذت .وهكذا كل من يريد. اإلصحاح الثامن:
اآليات ( )6-1النساء يخدمن يسوع .هذه تطبيق على ما سبق .فهؤالء النساء شفاهن المسيح من أرواح شريرة. ومن يشفيه المسيح يخدم المسيح .والحظ أن النساء مرفوضات من المجتمع اليهودي ،كان حالهم ردئ ،لكن
المسيح أتى ليجعلهم شيئاً جديداً.
اآليات ( )10-7مثل الزارع :هنا نرى عينات لمن يريد (األرض الجيدة) ومن ال يريد (األراضي الفاسدة). اآليات ( )12-13مثل السراج :هذا تطبيق على األرض الجيدة.
اآليات ( )11-13من يريد يصبح ليس فقط سراجاً بل قريب للمسيح بالجسد.
اآليات ( )10-11هنا صورة يشجع بها المسيح من يريد (يهدئ له العاصفة).
اآليات ( )63-13هنا صورة عكسية يخيف بها لوقا من يرفض المسيح ،فمثل هؤالء يسيطر عليهم الشياطين. اآليات ( )03-75هنا تتداخل قصتان [ ]:شفاء إمرأة من نجاسة [ ]1إقامة إبنة يايرس. هنا نرى هدف اإلنجيلي بوضوح .فمن يأتي للمسيح مثل هذه المرأة بإيمان طالباً الشفاء
من نجاسته يشفيه المسيح ويعطيه حياة أبدية. اإلصحاح التاسع:
اآليات ( )3-1السيد المسيح يرسل تالميذه الـ :1ليؤسسوا كنيسته ،وهو يعول من يرسله .ولكن أيضاً هم يدعون من يريد "كل من ال يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة"..
اآليات ( )3-7حيرة هيرودس تمثل تطبيقاً لمن لم يقبل المسيح.
اآليات ( )17-15صورة عكسية فمن يقبل المسيح يحيا حياة الشبع (معجزة الخمس خبزات).
اآليات ( )15-12المسيح مهتم بأن تالميذه يعرفون من هو .فمن يعرفه له حياة أبدية (يو )71:3وهذا هو الشبع (اآليات السابقة) .فمن يعرف المسيح سيصير له المسيح كل شئ ولن يحتاج ألحد( .سيشبع جسدياً
ونفسياً وروحياً) .
115
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)
اآليات ( )17-11المسيح إبن اهلل ،ولكن معرفتنا بالمسيح الملك ال تعني ملكاً أرضياً ،بل على األرض الطريق
هو الصليب واأللم.
اآليات ( )63-12التجلي .الصليب بداية والمجد في السماء.
اآليات ( )76-67المسيح له كل المجد تخضع له الشياطين.
اآليات ( )05-77الطريق لهذا المجد مرة ثانية هو الصليب واإلتضاع. آية ( :)01هو أتى بثبات لهذا الصليب.
اآليات ( )03-01ليس الكل يقبلونه ..هنا قرية سامرية ترفضه.
اآليات ( )31-07هناك ثمن للتبعية .نعم هناك مجد في السماء ،وشبع على األرض .لكن هناك ثمن ندفعه. اإلصحاح العاشر:
اآليات ( )15-1إرسالية السبعين رسوالً ليؤسسوا مع الـ :1تلميذاً ملكوت اهلل .لقد رأينا فيما سبق أن هناك ثمن للتبعية ،وهنا نرى بركات وسلطان [ ]:أسماءنا تكتب في السماويات [ ]1سلطان على الشياطين.
رعاية كاملة من المسيح لخدامه ]1[ .ملكوت السموات يقترب (فرح).
[]7
اآليات ( )17-11البسطاء يدركون ما حصل عليه من عرف المسيح.
اآليات ( )67-10مثل السامري الصالح 1المسيح المرفوض (فالسامريين مرفوضون). اآليات ( )71-62صورة مضادة .المسيح في بيت أحبائه مريم ومرثا. اإلصحاح الحادي عشر:
اآليات ( )16-1الصالة طريق لنعرف يسوع .ومن يعرف يسوع يريد الخالص.
اآليات ( )13-17الذي تسيطر عليه الخطية أو الشياطين ال يصلي وال يسبح .هذه صورة عكسية لآليات السابقة.
اآليات ( )12-17إمرأة تسبح يسوع ..صورة لمن عرف يسوع فسبحه. اآليات ( )61-13صورة عكسية لليهود رافضي المسيح إذ لم يعرفوه.
اآليات ( )63-66هنا يكشف اإلنجيلي السبب الحقيقي لعدم معرفة يسوع ،أي العين غير البسيطة ،التي لها أهداف عالمية وشهوات عالمية ،مادية فاسدة غير طلب معرفة المسيح بأمانة ..من يريد يسوع يجد يسوع.
اآليات ( )07-67صورة عكسية لمن له العين البسيطة .هذه صورة للفريسيين الذين يحبون المال ،ويحبون أنفسهم ويفتخرون ببرهم الذاتي تاركين طهارة الداخل ،هؤالء يسمعون هنا الويالت. اإلصحاح الثاني عشر:
116
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)
اآليات ( )6-1في اآليات األخيرة من اإلصحاح السابق ( )71-77نرى رياء وخبث الفريسيين ،إذ لم يقبلوا توبيخ السيد المسيح لهم ،وهنا نرى تحذير السيد لتالميذه أن يكونوا مثل الفريسيين.
اآليات ( )11-7ما الذي يدفع اإلنسان للرياء والخبث؟ غالباً هو الخوف .لذلك نجد السيد المسيح يطمئن تالميذه قائالً أنه مع أن هناك آالم ستواجههم إالّ أن اهلل لن يتركهم.
اآليات ( )10-16في اآليات السابقة رأينا أنه سيكون هناك آالم ،وهنا نجد التناقض ،إنسان كل تفكيره في الميراث ،مع أن هناك آالم بل إستشهاد.
اآليات ( )11-13رداً على من تكلم عن الميراث ضرب السيد لهم مثل الغني الغبي ،وهذا كان غباءه راجع في أنه إهتم بحياته على األرض ولم يفكر في أبديته .وتنتهي اآليات بقول السيد أن هناك من هو غنياً هلل.
اآليات ( )67-11هنا نفهم معنى غنى هلل السابقة ،أي أن اهلل يعوله فال يعوزه شئ.
اآليات ( )72-60اهلل يعول أوالده ..لكن كل ما لنا هو وزنات ،ونحن وكالء عليها .إذاً بهذا يكمل معنى "غنياً هلل" أن ما عندي هو لمجد اهلل.
اآليات ( )06-73عالم كله نار وعدم سالم فلماذا ننشغل به أو نتمسك به.
اآليات ( )03-07من له توقع سليم ،فعليه أن يتوقع سرعة زوال هذا العالم ،ويتصرف على هذا األساس. اإلصحاح الثالث عشر:
اآليات ( )0-1هناك آالم كثيرة في العالم ،وال داعي لفلسفة األمور والبحث عن سبب لكل ألم ،بل المهم تقديم توبة.
اآليات ( )3-3اآلالم التي يسمح بها اهلل تساعدنا على التوبة واإلثمار .أنقب حولها وأضع زبالً= هذه إشارة للتجارب التي تؤهل للسماء.
اآليات ( )17-15من يقدم توبة سريعاً يتخلص من حمل خطاياه ،ويشفى من اإلنحناء ،فلماذا نؤخر التوبة .هذا معنى شفاء المرأة المنحنية هنا.
اآليات ( )11-12هذه أمثال عن الملكوت فلماذا وضعها القديس لوقا هنا؟ ببساطة ،فالسيد المسيح بشفائه للمنحنين تحت حمل خطاياهم يؤسس الملكوت .فالملكوت هو للذين حررهم
اإلبن .فصاروا بالحقيقة أح ار اًر.
اآليات ( )65-11الدخول للملكوت يكون من الباب الضيق ،وهو إختياري.
اآليات ( )60-61هنا نرى المسيح بإرادته يدخل من الباب الضيق ويذهب للصليب .وتنتهي هذه اإلصحاحات، بأن المسيح الذي أتى ليؤسس الملكوت وليشفع في البشرية ،ال يجبر أحد على طريقه بل
ولم تريدوا
كم مرة أردت ..
في اإلصحاحات التالية نجد ): 1موانع الوصول لهذا الملكوت. )1عدة صور تشجيعية.
117
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)
)7ما يساعدنا للوصول لهذا الملكوت.
اإلصحاح الرابع عشر:
اآليات ( )7-1اآليات السابقة إنتهت بأن المسيح سيصلب= في اليوم الثالث أكمل .وهنا نرى أن من سيصلب ألجلهم يريدون أن يقتلوه.
اآليات ( )17-2دعوة للتواضع ،فالكبرياء هو سبب عمي هؤالء الفريسيين الذين يرفضون من جاء لخالصهم. وبالتالي فالكبرياء سيكون سبباً لفقدانهم للملكوت.
اآليات ( )17-10إنتهت اآليات السابقة بأن هناك مكافأة في قيامة األبرار .وهنا نرى المكافأة وأنها وليمة عشاء (رؤ + :1::رؤ.)1:17
اآليات ( )66-10هذه الوليمة لها ثمن [ ]:أن نحب المسيح أكثر من أي أحد ]1[ .قبول حمل الصليب
[ ]7سندخل في حرب مع إبليس.
اآليات ( )60-67من يقبل أن يدفع النفقة سيكون ملحاً جيداً. اإلصحاح الخامس عشر:
اآليات ( )61-1هناك ثمن سيدفع ولكن هنا دعوة لعدم اليأس فالسيد المسيح أتى يبحث ويفتش عن كل ضال خاطئ كالخروف الضال أو الدرهم المفقود أو اإلبن الضال .هذا هو شفيعنا. اإلصحاح السادس عشر:
اآليات ( )16-1مثل وكيل الظلم= رأينا في اإلصحاح السابق أن اهلل يبحث عن كل خاطئ .وهنا لوقا يأتي بهذا المثل ليشجع كل واحد أن يتوب .وماذا يشجع على التوبة؟ أن تكون لنا النظرة المستقبلية ،فالموت ٍ آت بالشك إذاً علينا أن نتصرف بحكمة ُلنقبل في السماء= إذا فنيتم يقبلونكم في المظال األبدية واذا فكر اإلنسان بعقل أن هناك نصيب سماوي ،فمن المؤكد أنه سيترك خطيته.
اآليات ( )12-17هي مجموعة آيات متناثرة لها نفس المعنى ،أنه علينا أن تكون لنا نظرة مستقبلية .فالسيد المسيح كأنه يقول هنا للفريسيين ..هل أنتم لكم هذه النظرة المستقبلية أم أنتم مهتمون ببركم الذاتي أن يظهر
أمام الناس ،ومهتمون بالمال ،ومهتمون بشهواتكم فتتركون زوجاتكم لتتزوجوا بأخريات تشتهونهن.
اآليات ( )61-13قصة الغني ولعازر= هذه فيها تشجيع وترهيب للخاطئ ،وعليه أن يختار ما بين أن تحمله المالئكة إلى حضن إبراهيم ،وما بين عذاب أبدي .وهذه الصورة تدفع الخاطئ لترك خطيته ويعود ألحضان أبيه
كما عاد اإلبن الضال.
118
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)
اإلصحاح السابع عشر:
اآليات ( )3-1بعد أن رفع لوقا نظرنا إلى السماء ،ها هو يعود ويقول لكن نحن مازلنا على األرض ولذلك فالبد أن تكون هناك عثرات .إذًا لنحذر منها ،وأحد العثرات هو عدم الغفران فيمتلئ القلب كراهية ويضيع منه
الملكوت .فالغفران شرط للملكوت.
اآليات ( )15-7ما يساعد أيضاً على الوصول للملكوت ..اإلتضاع واإلنسحاق أمام اهلل. اآليات ( )13-15هنا نرى أن الشكر هو شرط آخر لدخول الملكوت.
اآليات ( )67-15هذه عن عالمات المجئ الثاني ،والتفكير في المجئ الثاني يدفعنا للخوف وبالتالي للتوبة.
اإلصحاح الثامن عشر:
اآليات ( )2-1مثل األرملة وقاضي الظلم :طريق الملكوت هو الصالة وبلجاجة ،وبها نحيا في السماء.
اآليات ( )17-3مثل الفريسي والعشار :رأينا فيما سبق أن الصالة بها نحيا في السماء ،وهنا نرى أن اإلنسحاق يجعلنا سماء ،فالمنسحق والمتواضع يسكن اهلل عنده (إش.):7173
اآليات ( )17-10البساطة كاألطفال هي طريق للملكوت.
اآليات ( )65-12الشاب الغني :األطفال يعتمدون على األباء إعتماداً كامالً ،وهذا ما طلبه السيد المسيح من الشاب الغني ،أن يعتمد على اهلل إعتماداً كامالً وليس على أمواله ،وهذا معنى بع كل أموالك وهذا هو طريق
الكمال.
اآليات ( )67-61يسوع طلب من الشاب الغني أن يبيع كل ماله ،وهنا يسوع يترك ليس ماله فقط بل حياته ويذهب للصليب .لقد إقترب الصليب ،والسيد يخبر تالميذه بذلك.
اآليات ( )76-60السيد يشفي أعمى" لقد إقترب دخول أورشليم ومعنى ذكر هذه القصة هنا ،أن من إنفتحت عيناه سيستقبل المسيح كملك .وهذه القصة أوردها لوقا بعد اآلية السابقة كان هذا األمر مخفي عنهم= فمن
إنفتحت عينيه يدرك سر الصليب. اإلصحاح التاسع عشر:
اآليات ( )11-1قصة زكا رئيس العشارين أ.
تطبيق لقبول العشار ():1-:1:1 119
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)
ب .تطبيق على قول المسيح للشاب "بع كل مالك" .فزكا فعل هذا .وقارن ( )111:1مع ()11::
ج .بينما ترك الرب ..أعمى أريحا يصرخ ،ذهب هو لزكا .فالصراخ يجعل الشخص مستعداً (هذه فائدة الصالة) .فاألعمى لم يكن مستعداً بعد للمعجزة ،أما زكا فكان مستعداً.
اآليات ( )17-11قبل دخول المسيح ألورشليم مباشرة يقول هذا المثل والمعنى.
.:هو اإلنسان شريف الجنس (اإلبن الوحيد الجنس) الذاهب إلى كورة بعيدة (المسيح ذاهب للسماء). .1أهل مدينته كانوا يبغضونه (اليهود أبغضوا المسيح).
.7ال نريد أن هذا يملك علينا (وهذا ما كان اليهود يرددونه)
.1إذبحوهم قدامي (المسيح في مجيئه الثاني سيكون دياناً للكل).
.7في نهاية تعاليم السيد للناس قبل دخوله أورشليم النهائي يحذر ..كل ما بين أيديكم هو وزنات وسأحاسب كل واحد على ما بين يديه.
حتماً هو الشفيع ولكن هذا لمن يريد ولكنه الديان لمن ال يريد
ولكننا نجده هنا في محبته يبكي على من يهلك كما بكى على أورشليم ()11-1:
يبكى فهو يريد خالص كل الناس ولكنه هو ايضا الديان العادل (اذبحوهم قدامي ) هو اراد ولكنهم لم يريدوا اإلصحاحات الباقية هي قصة اآلالم والصليب والقيامة. هى قصة كيف صار ابن اهلل شفيعا لكل البشرية.
120
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)
(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح األول)
عودة للجدول
اإلصحاح األول 62 ال لَ ُه َماَ «:ما َذا تَ ْطلُ َب ِ سوعُ َوَنظَ َرُه َما َيتْ َب َع ِ ان؟» فَقَاالََ «:رِّبي ،الَِّذي ان ،فَقَ َ اآليات (يو " -:)01 – 62 :1فَا ْلتَفَ َ ت َي ُ 63 ِ ثَ ،و َم َكثَا ِع ْن َدهُ ذلِ َك ال لَ ُه َما«:تَ َعالَ َيا َوا ْنظُ َار» .فَأَتََيا َوَن َ ان َي ْم ُك ُ يرهَُ :يا ُم َعلِّ ُم ،أ َْي َن تَ ْم ُك ُ ث؟» فَقَ َ ظ َار أ َْي َن َك َ تَ ْفس ُ 75 اح ًدا ِم َن اال ثْ َن ْي ِن اللَّ َذ ْي ِن ِ ان ب ْطرس و ِ ِ الساع ِة ا ْلع ِ وح َّنا اش َرِةَ .ك َ ا ْل َي ْوَمَ .و َك َ سم َعا ُي َ َ س أَ ُخو س ْم َع َ ُ ُ َ َ ان أَ ْن َد َر ُاو ُ ان َن ْح َو َّ َ َ 71 ال لَ ُه«:قَ ْد وج ْد َنا م ِسيَّا» الَِّذي تَ ْف ِسيره:ا ْلم ِسيح71 .فَج ِ ع. َوتَِب َعاهُ .ه َذا َو َج َد أ ََّوالً أ َ ان ،فَقَ َ سو َ َخاهُ ِس ْم َع َ ُُ َ ُ اء ِبه إِلَى َي ُ َ َ ََ َ 76 ِ َِّ ِ سوعُ َوقَ َ سوعُ سِ .في ا ْل َغ ِد أ ََر َ ان ْب ُن ُيوَنا .أَ ْن َ ال« :أَ ْن َ ت ِس ْم َع ُ اد َي ُ يرهُُ :ب ْط ُر ُ ت تُ ْد َعى َ فَ َنظَ َر إِلَ ْيه َي ُ صفَا» الذي تَ ْفس ُ 77 ِ ِ ِ ِ ان ِفيلُب ِ ِ َن َي ْخر َج إِلَى ا ْل َجلِ ِ س ُّس فَقَ َ ال لَ ُه«:اتْ َب ْع ِني»َ .و َك َ ص ْي َدا ،م ْن َمدي َنة أَ ْن َد َر ُاو َ ُّس م ْن َب ْيت َ ُ يل ،فَ َو َج َد فيلُب َ أْ ُ ِ ِ ِ 70 َّ ام ِ ع ْاب َن يل َوقَ َ ُّس َو َج َد َنثََن ِائ َ سو َ ال لَ ُهَ «:و َج ْد َنا الَّذي َكتَ َ اء َي ُ وس َواألَ ْن ِب َي ُ ب َع ْن ُه ُم َ س .فيلُب ُ َوُب ْط ُر َ وسى في الن ُ 73 الن ِ ال لَ ُه َنثََن ِائي ُل«:أ ِ الن ِ َم َن َّ ف الَِّذي ِم َن َّ ال َل ُه صالِ ٌح؟» قَ َ اص َرِة» .فَقَ َ ون َ وس َ اص َرِة ُي ْم ِك ُن أ ْ َن َي ُك َ ش ْي ٌء َ ُي ُ 77 ش ِف ِ ِ س َرِائيلِ ٌّي َحقًّا الَ ِغ َّ يه»72 .قَا َل يل ُم ْق ِبالً إِلَ ْي ِه ،فَقَ َ سوعُ َنثََن ِائ َ ُّس«:تَ َع َ ال َع ْن ُهُ «:ه َوَذا إِ ْ ال َوا ْنظُ ْر»َ .و َأرَى َي ُ فيلُب ُ 73 ِ َن َدع َ ِ ِ ِ ِ اب سوعُ َوقَ َ ت تَ ْح َ ُّس َوأَ ْن َ َج َ ت التِّي َنةَ ،أر َْيتُ َك» .أ َ ال لَ ُه«:قَْب َل أ ْ َ َج َ لَ ُه َنثََنائي ُل«:م ْن أ َْي َن تَ ْع ِرفُني؟» أ َ اك فيلُب ُ اب َي ُ 05 اهلل! أَ ْن َ ِ ت ْاب ُن ِ ت لَ َك سوعُ َوقَ َ س َارِئ َ َنثََن ِائي ُل َوقَ َ ت أل َِّني ُق ْل ُ آم ْن َ ال لَ ُهَ «:يا ُم َعلِّ ُم ،أَ ْن َ َج َ يل!» أ َ ت َمل ُك إِ ْ اب َي ُ ال لَ ُهَ «:ه ْل َ 01 ِ ق ا ْل َح َّ ال لَ ُه«:ا ْل َح َّ اء اآلن تََر ْو َن َّ َع َ ظ َم ِم ْن ه َذا!» َوقَ َ س ْو َ إِ ِّني َأر َْيتُ َك تَ ْح َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْمِ :م َن َ ف تََرى أ ْ الس َم َ ت التِّي َنة؟ َ ِ ِ ون َعلَى ْاب ِن ِ سِ ان»" . ون َوَي ْن ِزلُ َ ص َع ُد َ َم ْفتُ َ وح ًةَ ،و َمالَ ئ َك َة اهلل َي ْ اإل ْن َ
62 ِ َِّ ال لَ ُه َماَ «:ما َذا تَ ْطلُ َب ِ ظ َرُه َما َيتْ َب َع ِ يرهُ: سوعُ َوَن َ ان ،فَقَ َ آية ( يو " -:)62 :1فَا ْلتَفَ َ ت َي ُ ان؟» فَقَاالََ «:رِّبي ،الذي تَ ْفس ُ ث؟»". َيا ُم َعلِّ ُم ،أ َْي َن تَ ْم ُك ُ
فيما سبق رأينا المعمدان كسابق للمسيح وشاهد له بأنه إبن اهلل .ورأيناه يحول تلميذين له وهما يوحنا اإلنجيلي
نفسه وأندراوس للمسيح قائالً هذا هو حمل اهلل ورأينا التلميذين يسيران وراء المسيح في خجل دون أن يسأاله
شيئاً ،ولكنهما في أعماقهما كانا قد إتخذا ق ار اًر بأن يتبعاه .والمسيح الذي يختار تالميذه بدأ هو وبادرهما بالسؤال
ماذا تطلبان= هذه تشبه بالعامية "عاوزين إيه" حتى ُي َسهل مهمتهما فيتكلمان ويعلنا أنهما يريدان أن يكونا تالميذاً له .هو يشجعهما ليتكلما .واآلن السيد يطلب من كل منا أن يحدد موقفه ،ماذا نريد منه؟ هل نريد ماديات أو
نريد ه هو لشخصه .هنا نجد أن المسيح هو الذي يبدأ ويسعى وراء كل نفس .بل نجده يبحث عن آدم بل وعن قايين حينما أخطأ كالهما.
رابي أو ربي= لقب يطلق على أعظم علماء اليهود ومعلميهم .والمعلم هي درجات (راب /رابي /رابوني). 121
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)
63 ان ال لَ ُه َما«:تَ َعالَ َيا َوا ْنظُ َار» .فَأَتََيا َوَن َ ان َي ْم ُك ُ آية ( يو " -:)63 :1فَقَ َ ثَ ،و َم َكثَا ِع ْن َدهُ ذلِ َك ا ْل َي ْوَمَ .و َك َ ظ َار أ َْي َن َك َ الساع ِة ا ْلع ِ اش َرِة" . َن ْح َو َّ َ َ
تعاليا وأنظ ار= فالمسيح أراد أن يعرف كالهما أنه إنسان متواضع يقيم في مكان متواضع حتى ال يظنا أنه يقيم
في قصر ،يعرفاه على حقيقته .إنساناً فقي اًر ال يملك شيئاً ،وحتى ال يتوهما أنهما سيملكان معه ويكون لهما جاه
أرضي .ولكن ..تعاليا وأنظ ار= هي دعوة للخبرة الشخصية مع يسوع هذه تشبه قول داود "ذوقوا وانظروا ما أطيب
الرب" فمن يريد أن يعرف المسيح يأتي لينظر ويتذوق فيفرح ويقرر اإللتصاق به فكالم الحياة األبدية هو عنده. حقاً هو لم َي ِع ْد بالجاه األرضي بل بالحياة األبدية والفرح السماوي الذي يمأل القلب هنا على األرض وفي السماء. وهذه دعوة الروح القدس والكنيسة لكل واحد "تعال" (رؤ .):3111وقد قضى يوحنا وأندراوس اليوم مع المسيح (ما أحلى أن نقضي يوماً مع يسوع) حتى الساعة العاشرة بالتوقيت اليهودي أي الرابعة بعد الظهر ،وكانوا مساء والتي منبهرين بتعليمه وكالمه وأقواله ،ويوحنا بعد ::سنة مازال يذكر الساعة التي ترك فيها بيت يسوع ً قرر فيها أن ال يتركه العمر كله إذ عنده الحياة .الساعة التي أدرك فيها أنه يحب المسيح ألن المسيح أحبه أوالً.
عموماً في بداية معرفة اإلنسان بالمسيح ،يعطيه المسيح كثي اًر من الفرح الروحي ،يظل يذكره اإلنسان العمر
كله ويشجعه على اإلستمرار وسط التجارب.
75 اح ًدا ِم َن اال ثْ َن ْي ِن اللَّ َذ ْي ِن ِ ان ب ْطرس و ِ ِ وحنَّا اآليات (يوَ " -:)71 – 75 :1ك َ سم َعا ُي َ َ س أَ ُخو س ْم َع َ ُ ُ َ َ ان أَ ْن َد َر ُاو ُ 71 ال لَ ُه«:قَ ْد وج ْد َنا م ِسيَّا» الَِّذي تَ ْف ِسيره:ا ْلم ِسيح71 .فَج ِ ع. َوتَِب َعاهُ .ه َذا َو َج َد أ ََّوالً أ َ ان ،فَقَ َ سو َ َخاهُ ِس ْم َع َ ُُ َ ُ اء ِبه إِلَى َي ُ َ َ ََ َ ِ َِّ ِ س" . فَ َن َ سوعُ َوقَ َ ان ْب ُن ُيوَنا .أَ ْن َ ال« :أَ ْن َ ت ِس ْم َع ُ يرهُُ :ب ْط ُر ُ ت تُ ْد َعى َ ظ َر إِلَ ْيه َي ُ صفَا» الذي تَ ْفس ُ أندراوس بعد زيارته للمسيح عرف وآمن أنه المسيح فدعا أخوه سمعان قد وجدنا= أي أنا ويوحنا ،وقد يعني أن
األمة اليهودية وجدت المسيا ،فهم كانوا يفتشون الكتب وينتظرون المسيا .وهذه البد أن تكون ك ارزة كل خادم،
علينا أن نتذوق حالوة المسيح ،ونقول قد وجدنا مسيا .ولكن من لم يجد المسيح أوالً لن يستطيع أن يأتي بأحد
للمسيح .أندراوس أخو سمعان= فسمعان بطرس صار األشهر .هذا وجد أوالً= هذه تعني واحدة من إثنين-1
أ .إن كل من أندراوس ويوحنا ذهب ليدعو أخاه فأندراوس ذهب ليدعو سمعان ويوحنا ذهب ليدعو يعقوب ليتتلمذا على المسيح ،وأندراوس َو َج َد سمعان أوالً وأتى به للمسيح قبل أن يأتي يوحنا بيعقوب للمسيح.
ب .ربما ذهب أندراوس ويوحنا ليبحثا عن سمعان أخو أندراوس ووجده أندراوس أوالً قبل أن يجده يوحنا. والحظ أن أندراوس لم يحسد أخوه بطرس إذ صار أحد األعمدة ،وأندراوس هو الذي دعاه .والحظ
أن من يعرف يسوع يسعى ألن يعرفه اآلخرون (مز +:7-:1117نش)11:
صفا= كيفا باآلرامية وتعني حجر .وباليونانية بتروس petrosأي بطرس ونالحظ أن في (مت ):11::المسيح يعيد التأكيد على هذا اإلسم بعد أن إعترف بطرس أن المسيح هو إبن اهلل .ونالحظ أن المسيح هنا عرف إسم
122
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)
سمعان بن يونا من نفسه ولم يخبره أحد .وأن المسيح َغ َّير إسم سمعان إلى بطرس كما َغ َّير إسم إبرام إلى إبراهيم وساراي إلى سارة ..إشارة لبدء حياة جديدة .وغير المسيح إسم يوحنا ويعقوب أخيه فصا ار بوانرجس أي
إبني الرعد .وهكذا تغير الكنيسة إسم الكاهن بعد سيامته أو الراهب أو األسقف أو البطريرك إشارة لحياته وخدمته الجديدة تاركاً حياته القديمة.
ونالحظ أن بعد هذا التعارف عاد التالميذ إلى حياتهم القديمة ومهنتهم السابقة في صيد السمك ،إلى أن دعاهم
المسيح ليتركوا مهنتهم القديمة ويتبعوه (مت .)11-:111وما جاء هنا في هذه اآليات من إنجيل يوحنا من التعارف الذي حدث بين المسيح وبين بطرس وأنداروس ويوحنا ويعقوب يفسر ما جاء في (مت )11-:111من حيث اإلستجابة الفورية لدعوة المسيح وتركهم الشباك ،إذ هم كانوا قد سبق وأعجبوا بالمسيح وقرروا أن يتتلمذوا
له( .وبعد هذا ثبت المسيح إيمانهم بمعجزة صيد السمك الكثير (لو .)::-717فالمسيح ال يجبر أحداً أن يتبعه، وال هو عنده عصا سحرية يشير بها ألحد أن يتبعه فيتبعه .بل أقنع هؤالء التالميذ فتبعوه (أر .)311:أنت
سمعان= إذاً هذا إعالن بأنه يعرف إسمه .تدعى صفا= إعالن بأن المسيح كشف مستقبله ومجاهرته باإليمان. مسيا الذي تفسيره المسيح= مسيا هي الصيغة اليونانية للكلمة اآلرامية مشيحا والعبرية مشيح والعربية مسيح، وألن يوحنا كان يكتب لألمم فسر كلمة مسيا .والمسيح أي الممسوح بالروح القدس ليقوم بعمل الفداء.
والحظ أن يوحنا ال يذكر أنهما وجدا يعقوب فهو ال يذكر أخوه.
76 ِ َن َي ْخر َج إِلَى ا ْل َجلِ ِ ال لَ ُه«:اتْ َب ْع ِني». ُّس فَقَ َ سو ُ اآليات (يوِ " -:)77 – 76 :1في ا ْل َغ ِد أ ََر َ يل ،فَ َو َج َد فيلُب َ اد َي ُ ع أْ ُ 77 ِ ِ ِ ِ ان ِفيلُب ِ س" . س َوُب ْ َو َك َ ط ُر َ ص ْي َدا ،م ْن َمدي َنة أَ ْن َد َر ُاو َ ُّس م ْن َب ْيت َ ُ في الغد= هذه ثالث مرة يقال فيها في الغد .فهنا يوحنا اإلنجيلي يتابع أحداث األسبوع األول لخدمة المسيح يوماً
بيوم .ومن هذه اآلية إنتقل المسيح من خدمة اليهودية إلى خدمة الجليل .وفي خالل هذه المدة للمسيح في
اليهودية لم يصنع شئ سوى إختيار تالميذه والتعرف عليهم.
وفيلبس كان قد سمع من بطرس وأندراوس عن يسوع فهو من مدينتهما فتبع يسوع إذ دعاه .ويسوع دعاه هو أيضاً قبل ذهابه إلى الجليل .وكان فيلبس أول من دعاه يسوع. من بيت صيدا
من 1هنا تفيد مدينة المعيشة واإلقامة
من مدينة أندراوس وبطرس.
من 1هنا في اللغة اليونانية تفيد مدينة الميالد وهي
كفرناحوم. إذن فيلبس كان من بيت صيدا (في الجليل وتعني بيت الصيد فأغلب سكانها صيادي سمك وهؤالء تحولوا
صيادين للناس) .وهي مدينة أندراوس وبطرس وكان أول صيد (إلنسان بدال من السمك) ألندراوس هو بطرس
وأول صيد لفيلبس هو نثنائيل ،وهو من مواليد كفرناحوم مثل بطرس وأندراوس فكان صديقاً لهما منذ فترة
الطفولة .ويقول التقليد أن فيلبس هو الذي إذ دعاه المسيح إعتذر قائالً أنه يطلب أن يدفن أباه أوالً فقال له
المسيح دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني (مت.)1111
123
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)
ِ ِ 70 ب َع ْن ُه م َ ِ َّ ام ِ اء ُّس َو َج َد َنثََن ِائ َ يل َوقَا َل لَ ُهَ «:و َج ْد َنا الَّذي َكتَ َ وس َواألَ ْن ِب َي ُ آية ( يو " -:)70 :1فيلُب ُ وسى في الن ُ ُ الن ِ ف الَِّذي ِم َن َّ اص َرِة»". وس َ سو َ ع ْاب َن ُي ُ َي ُ
وجدنا= إذاً كان هناك نفوس كثيرة تدرس وتفتش وتنتظر المسيح بأمانة .وهؤالء وجدوه .ويبدو أن كل من أتته
الدعوة واستقبلها بفرح تحول إلى كارز .كل من تذوق لذة اللقاء مع يسوع يدعو اآلخرين .ونثنائيل من قانا الجليل
(يو .)111:وغالباً وجد فيلبس نثنائيل في قانا نفسها .ونثنائيل هو برثولماس وندرك هذا من مقارنة (مت71:: مع مر )::-::17فكالهما ألصق إسم برثولماس بفيلبس فمن يذكر نثنائيل ال يذكر برثولماس .وبمقارنة
(يو 111:مع أع ) :71:نجد أن يوحنا يضع إسم نثنائيل بعد توما ويضعه لوقا في سفر أعمال الرسل على أنه
برثولماس بعد توما أيضاً .كتب عنه موسى= (تث +:71:1يو )1:17إذاً فيلبس كان دارساً للكتاب المقدس. يسوع إبن يوسف= هذا هو اإلسم الذي عرف به المسيح في الناصرة التي قضى فيها أغلب فترات حياته على
األرض. 73 ِ الن ِ ال لَ ُه َنثََن ِائي ُل«:أ ِ َم َن َّ ُّس«:تَ َعا َل صالِ ٌح؟» قَ َ آية ( يو " -:)73 :1فَقَ َ ون َ اص َرِة ُي ْم ِك ُن أ ْ َن َي ُك َ ال لَ ُه فيلُب ُ ش ْي ٌء َ َوا ْنظُ ْر»".
هم كيهود كانوا يتصورون أن المسيح يكون عظيماً ويخرج من مدينة عظيمة (يو( )7113أو بحسب النبوات يخرج من بيت لحم) .وكان اليهود حتى الجليليين يحتقرون سكان الناصرة ربما ألنها صغيرة وربما إلختالط أهلها بالوثنيين وتجارتهم معهم .فهل يخرج المسيح من مدينة صغيرة كالناصرة؟! وكان رد فيلبس العملي تعال وأنظر،
ليختبر المسيح كما إختبره فيلبس وآمن به" ..ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب" هذه طريق كل من تذوق الرب. 77 ش ِف ِ س َرِائيلِ ٌّي َحقًّا الَ ِغ َّ يه»". يل ُم ْق ِبالً إِلَ ْي ِه ،فَقَ َ سوعُ َنثََن ِائ َ ال َع ْن ُهُ «:ه َوَذا إِ ْ آية ( يوَ " -:)77 :1و َأرَى َي ُ ال غش فيه= أي مستقيماً ال يلتوي وال يكذب وال يعرف الغش والرياء .يطلب بصدق أن يعرف اهلل ،ويطلب وجه
اهلل كما ينبغي أن يكون اإلسرائيلي (رو .)1:-1111واسرائيل هو اإلسم الذي أخذه يعقوب ألنه جاهد مع اهلل
والناس وغلب (تك .)11171وال يقصد جنسيته أو قوميته.
72 َن َدع َ ِ ِ ِ ِ ت سوعُ َوقَ َ آية ( يو " -:)72 :1قَ َ ُّس َوأَ ْن َ ال لَ ُه«:قَ ْب َل أ ْ َ َج َ ال لَ ُه َنثََنائي ُل«:م ْن أ َْي َن تَ ْع ِرفُني؟» أ َ اك فيلُب ُ اب َي ُ ت التِّي َن ِةَ ،أر َْيتُ َك»". تَ ْح َ
من أين تعرفني= يبدو أن وصف السيد المسيح عن نثنائيل كان له معنى عند نثنائيل جعله يشعر أن يسوع يعرفه وتفسير وأنت تحت التينة رأيتك= حسب ما جاء في تقليد قديم ..أن جنود هيرودس إذ جاءوا ليقتلوا أطفال بيت لحم ،أخفت أم نثنائيل إبنها في سفط وضعته تحت التينة وخبأته فيها فلم يجده جنود هيرودس ،وهذه القصة ال يعرفها سوى نثنائيل وأمه فقط ،لذلك ُذ ِه َل نثنائيل إذ أخبره بها المسيح ،إذ شعر أن ال شئ مخفي عن عينيه.
تحت= لغوياً تشير إلختفاء شئ تحت شئ .وقد يشير المعنى عموماً ألن التينة لها معنى في حياة نثنائيل كأن 124
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)
يكون له ذكريات روحية وهو يصلي تحتها إذاً بهذا فهم نثنائيل أن المسيح مطلع على المشاعر الروحية أيضاً.
إذاً هو فاحص القلوب.
73 اهلل! أَ ْن َ ِ ت ْاب ُن ِ يل!»" . س َرِائ َ اب َنثََن ِائي ُل َوقَ َ ال لَ ُهَ «:يا ُم َعلِّ ُم ،أَ ْن َ َج َ آية ( يو " -:)73 :1أ َ ت َمل ُك إِ ْ آمن به إذ رآه قاد اًر مقتد اًر يعرف كل شئ فآمن أنه المسيا المنتظر .واليهود يفهمون أن اهلل هو ملك إسرائيل
الحقيقي .وكان إختيارهم لشاول ملكاً رفضاً هلل كملك لهم .وكان نثنائيل هو أول من اعترف من التالميذ بأن
المسيح هو إبن اهلل (المعمدان قالها قبله) .المسيح لم يقل له طوباك ..لحماً ودماً لم يعلنا لك ..بل أبي .ألن بطرس كان يعنيها كما أعلنها له اهلل كحقيقة الهوتية .أما نثنائيل فهو يقصد أن المسيح هو ملك سيعيد الملك
إلسرائيل .نثنائيل قصدها بمعنى يهودي بحت.
05 ِ ف تََرى سوعُ َوقَ َ س ْو َ ت لَ َك إِ ِّني َأر َْيتُ َك تَ ْح َ ت أل َِّني ُق ْل ُ آم ْن َ َج َ آية ( يو " -:)05 :1أ َ ت التِّي َنة؟ َ اب َي ُ ال لَ ُهَ «:ه ْل َ َعظَ َم ِم ْن ه َذا!»" . أْ
المسيح يقصد أنه سوف يرى أعمال ومعجزات عجيبة يفعلها المسيح بسلطان بل هو في المستقبل سيدرك أن
المسيح بالهوته مختفي وراء هذا الجسد المتواضع.
01 السماء م ْفتُوح ًة ،ومالَ ِئ َك َة ِ ق ا ْل َح َّ ال لَ ُه«:ا ْل َح َّ اهلل آية ( يوَ " -:)01 :1وقَ َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْمِ :م َن َ اآلن تََر ْو َن َّ َ َ َ َ َ َ ون َعلَى ْاب ِن ِ سِ ان»". ون َوَي ْن ِزلُ َ ص َع ُد َ َي ْ اإل ْن َ
من بدء تجسد المسيح صار هو الصلة بين السماء واألرض ،فالصلح قد تم وصار اإلبن هو طريقنا للسماء [لقد
صار جسد المسيح طريقاً حياً حديثاً ندخل به لألقداس (عب ])1:-::1::وهذه اآلية فيها إشارة لرؤيا يعقوب
إذ رأى سلم منصوبة على األرض ورأسها يمس السماء وهوذا مالئكة اهلل صاعدة ونازلة عليها (تك.):1111 والسلم هو رمز للمسيح فبه نصعد للسماء وهو الذي نزل ليصعدنا .وبه صار الصلح فصعدت المالئكة ونزلت على البشر ،والمسيح بالهوته يسمو إلى أعلى السموات وبناسوته نزل لألرض ليصعد به وبنا للسماء لنكون في
المجد .ولقد رأى إسطفانوس فعالً السماء مفتوحة ،ثم رآها بولس الرسول في الرؤيا في طريقه إلى دمشق ،ورآها بعد ذلك يوحنا في رؤياه .ولكن المقصود أن السماء إنفتحت لتنسكب مراحم اهلل على البشر .وانفتحت السماء عالمة على الصلح بين السماء واألرض ،فالمالئكة صارت تأتي وتعود ،وتأتي لتأخذ أرواح البشر للسماء.
والمالئكة فعالً ظهرت في ميالد المسيح وجاءت مالئكة تخدمه بعد تجربته (مت )::11وجاء مالك يقويه في يوم خميس العهد وهو يصلي ،وظهرت المالئكة بعد قيامته وكل هذا أعظم من ذكر قصة التينة ،فالمالئكة هم
خدام له .وكما حدث مع المسيح سيحدث مع الكنيسة جسده والمالئكة تصعد وتنزل لتخدم العتيدين أن يرثوا
الخالص (عب ):11:والكنيسة تؤمن أن المالئكة موجودة معنا دائماً وفي شركة معنا وهذا معنى ما نقوله في القداس الغريغوري "الذي ثبت قيام صفوف غير المتجسدين في البشر" .وفي نهاية كل قداس يصرف الكاهن
125
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)
َّد المسيح بصليبه السمائيين واألرضيين وجعلهما واحداً .وهم يفرحون بكل خاطئ يتوب. مالك الذبيحة .لقد وح َ ونحن وهم نقف أمام عرش اهلل مسبحين .والمسيح قال يصعدون قبل أن يقول ينزلون .فهو أتى بهم عند تجسده أوالً ثم صاروا يصعدون وينزلون.
والحظ أن نثنائيل قال إبن اهلل ،والمسيح يقول عن نفسه أنه إبن اإلنسان .فهو إبن اهلل الذي صار إبن إنسان ليحملنا فيه إلى السماء ،فصار السلم الذي به نصعد للسماء .فحلم يعقوب تحقق في تجسد المسيح وصارت السماء مفتوحة لإلنسان .هناك كثيرين شهدوا بأن المسيح هو إبن اهلل ،لكن المسيح أطلق على نفسه إبن
اإلنسان.
هذه الصورة التي رسمها الرب يسوع هنا في هذه اآلية هي نفسها التي قيلت في المزمور "طأطأ السموات ونزل"
(مز .):1:1المسيح بوجوده وسطنا دائماً أتى بالسماء على األرض ،وكان هذا بتجسده الذي يرمز له سلم يعقوب .هو سلم نصعد به نحن للسماء بعد أن نغادر هذا الجسد ،بل نصعد محمولين بالمالئكة (قصة لعازر
والغني) .وهو سلم تنزل به المالئكة لتوجد وسطنا وتؤدي لنا خدمات (عب ):11:ثم تصعد للسماء .صارت السماء مفتوحة .والسماء تفرح بخاطئ واحد يتوب .وحين يصعد التائب للسماء يدخل ألحضان القديسين إبراهيم
واسحق ويعقوب (مت + ::11لو.)171:: نرى هنا في هذه اآليات شهادات مختلفة عن المسيح 1
-:شهادة يوحنا المعمدان .....هوذا حمل اهلل
(آية)1:،7:
-1شهادة يوحنا المعمدان .....هذا هو إبن اهلل (آية)71 -7شهادة إندراوس .........قد وجدنا مسيا
(آية)1:
-1شهادة فيلبس ..........من كتب عنه موسى (آية)17
-7شهادة نثنائيل ..........أنت إبن اهلل أنت ملك(آية)1: والشهادة تقوم على فم إثنان بحسب الناموس.
ونالحظ أن هناك تدرج في شهادات التالميذ.
ونرى طرق مختلفة يجذب بها المسيح تالميذه والمؤمنين. للمسيح طرق مختلفة يجذب بها تالميذه ويجذب بها المؤمنين لكي يؤمنوا ،كل بحسب حاجته ،فهو يعرف
الطريقة التي يجذب بها خاصته.
.:يوحنا وأندراوس أتيا نتيجة شهادة معلمهما المعمدان ،ثم توطد إيمانهما بعد محادثة مع المسيح في البيت، وحوار في الطريق دعاهما المسيح إليه.
.1سمعان جاء نتيجة شهادة أخيه أندراوس ،وتوطد إيمانه بعد أن كلمه المسيح وغيَّر إسمه كاشفاً له مستقبله، ومعجزة صيد السمك (لو.)7
126
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)
َس َرتْه فيها شخصية المسيح القوية فلم يتردد .لقد ذهب المسيح إلى .7فيلبس أتى بدعوة مباشرة من المسيح ،أ َ فيلبس ليدعوه .فهناك من أتى للمسيح وهناك من ذهب إليه المسيح. .1نثنائيل جذبه المسيح بكشف أسرار ال يعرفها سواه.
وحت ى اآلن فهناك من ينجذب بعظة ،أو بدعوة من أب إعترافه ،أو بمعجزة شفاء ،أو بضربة تأديب ،اهلل له
وسائله المتنوعة. يمكن تلخيص اإلصحاح األول فيما يلي: -:
إبن اهلل هو الكلمة خالق كل شئ "به كان كل شئ"
- 1هو الحياة وهو النور
- 7جاء حتى كل من يقبله يصير إبناً هلل
آيات ()7+:
آيات ()7+1 (آية ):1
هذه هي الخليقة الجديدة ،وابن اهلل كمسئول عن الخلقة فبه كان كل شئ ها هو يأتي ليخلقنا من جديد .وفيه نصير خليقة جديدة (1كو):317
-:والكلمة صار جسداً.
آية ():1
-1من ملئه نأخذ نعمة فوق نعمة
آية ()::
-7هو ُي َعرفنا اآلب = يستعلنه لنا -1المعمدان يشهد له أنه حمل اهلل الذي يحمل خطية العالم
آية ():1 آية ()1:
-7المعمدان يحول تالميذه له.
آية ()73
والعجيب أن المعمدان هنا يلخص موضوع الفداء
-:الصلح بين السماء واألرض بواسطة إبن اإلنسان
آية ()7:
بهذا يتم تلخيص اإلصحاح في هذا (الكلمة صار جسداً ليحول لنا األرض إلى سماء) والسماء هي مكان
الفرح ،وهذا موضوع اإلصحاح القادم.
127
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)
(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح الثاني)
عودة للجدول
مقدمة لإلصحاحات 7-1 في اإلصحاح األول رأينا كلمة اهلل اللوغوس (آية ):وهو إبن اهلل (آية .)7:+71+:1صار جسداً أي تجسد
وصار إبن اإلنسان (آية .)7:فلماذا فعل ذلك؟ اإلجابة نجدها في اإلصحاحات 1-1وتسمى إنجيل التجديد.
إصحاح ( 1)1السيد يحول الماء إلى خمر .ثم يطهر الهيكل .ونفهم أن الهيكل هو جسده أي الكنيسة.
إصحاح ( 1)7نرى هنا الوالدة الجد يدة من الماء والروح ،ونسمع عن أن الحية النحاسية هي رمز للصليب. فالمعمودية تكتسب قوتها من الصليب .وشهادة يوحنا المعمدان عن المسيح ،وأن اإليمان به شرط
للحياة األبدية .فالمسيح مات ألجل كل العالم .لكن من يولد من الماء والروح (معمودية) ويؤمن، فهذا يخلص" .من آمن واعتمد خلص" (مر.)::1::
إصحاح ( 1)1نرى نموذج لعمل المسيح .فها هي السامرية الخاطئة تتحول إلى مؤمنة بل كارزة وهذا هو التجديد .ومن يتجدد ويمتلئ سيقدم عبادة هلل بالروح والحق (رو .):1:والعبادة تكون في كل مكان
وأي مكان .ثم نرى معجزة للمسيح هي شفاء إبن خادم الملك ،هذا في الظاهر .لكن المهم في هذه
المعجزة أنها شفاء اإليمان .فاإليمان شرط للحياة األبدية .والمسيح مستعد لشفاء اإليمان ،ولكن
هذا لمن يأتي إليه كما أتى خادم الملك هذا .فآمن هو وبيته كله (يو .)7711وهذا هو التجديد،
شفاء ألرواحنا ،لنصبح في المسيح خليقة جديدة (1كو.):317
ومن إصحاح ( )1نرى عرس ،فالمسيح هو عريس نفوسنا ،وهو أتى ليحول حياتنا إلى فرح ،اهلل خلق اإلنسان في جنة عدن (أي فرح) ،وهو يعيدنا للحالة الفردوسية األولى أي لحالة الفرح ،بعد أن فقدنا هذا الفرح بسبب
الخطية .ولكن كيف؟ هو حول ماء التطهير الذي كان اليهود يستخدمونه في تطهير أجسامهم وكل ما يأتي من خارج البيت إلى داخل البيت .والمعنى أن كل من يحاول أن يطهر نفسه يحول له المسيح حياته إلى فرح .ومن
يهمل ،فالمسيح الذي يحب شعبه سيطهره ببعض التجارب ،وهذا هو مفهوم تطهير الهيكل بسوط من الحبال،
فمن يحبه الرب يؤدبه (عب .):-71:1ولكن التجارب والتطهير ال فائدة منهم بدون الصليب والمعمودية
واإليمان وهذا ما سمعنا عنه في إصحاح ( .)7ثم نرى نموذج لمن يتم تجديده وشفاءه في إصحاح ( )1وبهذا
ففي إصحاحات ( )1-7-1نرى إجابة السؤال ..لماذا تجسد إبن اهلل ،الكلمة اإللهي .ولكن الحظ في إصحاح ( )1أن المسيح يسعى وراء السامرية لتعرفه ،تتعرف عليه كشخص ،وتكتشفه واذ تعرفه تحبه ،والحب يتحول إلى فرح (تحويل الماء لخمر) .وهذا ما نجده في ثمار الروح القدس ..محبة /فرح ..فالمحبة التي يسكبها الروح
128
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)
القدس فينا تتحول إلى فرح داخلنا ونستعيد الحالة الفردوسية األولى ،بعد أن حولتنا محبة العالم للهم والغم
واإلضطراب
اإلصحاح الثاني موقف المسيحية من الخمر: ليس في المسيحية طعام أو شراب يقال عليه أنه نجس .فليس ما يدخل الفم ينجس اإلنسان بل ما يخرج من
الفم .ولكن أن يكون اإلنسان في حالة سكر فهذا هو المحرم ،بل يمنع من دخول الملكوت .وكان الكتاب المقدس يمنع السكر عند اليهود .ولكن كان اليهود يعتبرون الخمر غير محرمة بل عطية من اهلل .والحظ أنه لم يكن
لليهود إمكانية الفرح الروحى ،فالروح القدس لم يكن يسكن فيهم ،والروح القدس كان يحل فقط على الملوك
واألنبياء ورؤساء الكهنة .لذلك كانوا يفهمون أن طريق الفرح هو فى األكل والشرب .لكنهم أيضاً يعتبرون أن
الس ْكر محرم .ونحن نستعمل في األسرار المقدسة خمر غير مسكرة .وما يحكم اإلنسان المسيحي اآلن ُ بخصوص قضية الخمر هو أن كل األشياء تحل لي لكن ليس كل األشياء توافق أو تبني ،وعلى أن يكون غير مستعبد لشئ .والعهد الجديد يشير لقضية هامة وهي إن كان أكل طعام يعثر أخي فلن آكل لحماً إلى األبد ..أي الس ْك ْر ستكون سبب عثرة آلخرين فال داعي لشرب إن كانت قضية شرب الخمر حتى وان كانت ليست بدافع ُ الخمر مطلقاً .وراجع الشواهد التالية (تك +)73+11+17113تك +:11:1إش+11:7+:-11:1 +:317:
مز+:71::1يؤ +1111أر +7:117 +:1:أم+:11:أش +:117:هو( +::11أش+)11+:1-::17
(إش +)3-:111رو +:71:7غل +1:-::17لو: +7111:كو: +::17كو: +::1:تي + )1717تث (.) 1: 1:1
اآليات (يو( )11 – 1 :1عرس قانا الجليل) 1 س ِفي قَا َنا ا ْل َجلِ ِ اكَ 1 .وُد ِع َي ع ُه َن َ سو َ اآليات (يوَ " -:)11 – 1 :1وِفي ا ْل َي ْوِم الثَّالِ ِث َك َ يلَ ،و َكا َن ْت أ ُُّم َي ُ ان ُع ْر ٌ 6 ِ سوعُ َوتَالَ ِمي ُذهُ إِلَى ا ْل ُع ْر ِ س لَ ُه ْم َخ ْمٌر»7 .قَا َل لَ َها سو َ أ َْي ً ع لَ ُه«:لَ ْي َ سَ .ولَ َّما فََر َغت ا ْل َخ ْم ُر ،قَالَ ْت أ ُُّم َي ُ ضا َي ُ 0 ِ ِ ِ ُم ُه لِ ْل ُخد ِ َّامَ «:م ْه َما قَا َل لَ ُك ْم فَاف َْعلُوهُ»َ 3 .و َكا َن ْت ِستَّ ُة اع ِتي َب ْع ُد» .قَالَ ْت أ ُّ س َ سوعَُ «:ما لي َولَك َيا ا ْم َأرَةُ؟ لَ ْم تَأْت َ َي ُ 7 ود ،يسع ُك ُّل و ِ ب تَ ْط ِه ِ َج َر ٍ ال لَ ُه ْم اح ٍد ِم ْ ط َرْي ِن أ َْو ثَالَ ثَ ًة .قَ َ وع ًة ُه َن َ ان ِم ْن ِح َج َارٍة َم ْو ُ أْ سَ ض َ ير ا ْل َي ُه ِ َ َ ُ َ اكَ ،ح َ 2 ِ ِّموا إِلَى َرِئ ِ َّموا. ق .ثُ َّم قَ َ اء» .فَ َمأل َ ُوها إِلَى فَ ْو ُ استَقُوا َ َج َر َ امألُوا األ ْ ال لَ ُه ُمْ «: ان َم ً َي ُ سوعُْ «: يس ا ْل ُمتَّ َكإ» .فَقَد ُ اآلن َوقَد ُ 3 ِ ِ ِ ِ استَقَ ُوا َفلَ َّما َذ َ َّام الَِّذ َ ين َكا ُنوا قَد ْ يس ا ْل ُمتَّ َكِإ ا ْل َم َ اق َرِئ ُ اء ا ْل ُمتَ َح ِّو َل َخ ْم ًراَ ،ولَ ْم َي ُك ْن َي ْعلَ ُم م ْن أ َْي َن ه َي ،لك َّن ا ْل ُخد َ 15 ِ سٍ س ِك ُروا يس َوقَ َ ان إِ َّن َما َي َ ضعُ ا ْل َخ ْم َر ا ْل َج ِّي َدةَ أ ََّوالًَ ،و َمتَى َ ال لَ ُهُ «:ك ُّل إِ ْن َ يس ا ْل ُمتَّ َكِإ ا ْل َع ِر َ اء َعل ُمواَ ،د َعا َرِئ ُ ا ْل َم َ ِ ِ ِ 11 سوعُ ِفي قَا َنا ا ْل َجلِ ِ يل، ُّون .أ َّ ت فَقَ ْد أ َْبقَ ْي َ َما أَ ْن َ ت ا ْل َخ ْم َر ا ْل َج ِّي َدةَ إِلَى َ فَ ِحي َن ِئ ٍذ الد َ اآلن!» .هذه ِب َد َاي ُة َ اآليات فَ َعلَ َها َي ُ آم َن ِب ِه تَالَ ِمي ُذهُ" . َوأَ ْظ َه َر َم ْج َدهُ ،فَ َ
129
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)
يق أر هذا الفصل يوم (:7طوبة) وهو اليوم الثالث لعيد الظهور اإللهي (عيد الغطاس) .كما يقول اإلنجيل "وفي اليوم الثالث "..ويعتبر هذا العيد اليوم األخير من أعياد الظهور اإللهي (الثيئوفانيا) إذ قيل هنا وأظهر مجده
فآمن به تالميذه .وهو أظهر أنه إبن اهلل الذي حول ماء التطهير إلى خمر العهد الجديد الذي يحمل سر
الخالص .أعياد الظهور اإللهي [ ]:الميالد (المالئكة تبشر ،والمجوس يعتبرونه ملكاً) ]1[ .الختان= المسيح
متمم الناموس [ ]7الغطاس (هو إبن اهلل) [ ]1عرس قانا الجليل (بداية اآليات التي أظهر فيها مجده) .وهو عيد سيدي صغير. ونالحظ هنا أن بدء خدمة المسيح كان في عرس فملكوت السموات يشبه عرس (مت +:1-1111مت-:117
+ :7مر )1:-:111وفي نهاية العالم سنجد عشاء عرس الخروف (رؤ .):-31::فالمسيح هو عريسنا .هو عريس الخليقة الجديدة التي أتى ليؤسسها .وألن يوحنا لم يستطع تصوير المسيح كعريس لجأ لهذه البداية أن
ُيصور المسيح في عرس .وفي هذا العرس يحول المسيح الماء إلى خمر فالخمر يشير للفرح .والشعب اليهودي
حول الماء إلى بسبب خطاياه ما عاد لهم فرح (يؤ .)71:وهذا ما نراه هنا في أن الخمر نفذت والمسيح حين ّ خمر فهذا يشير إلى أنه أتى ليعيد بهجة الخالص والفرح لمن فقدها .ونالحظ أن الماء كان للتطهير .والمسيح
قال إمألوا األجران إلى نها يتها وهذا يشير أنه لكي نفرح ببهجة الخالص التي يعطيها المسيح علينا أن نبذل كل الجهد في جهادنا لنتطهر فيسكب المسيح نعمته فينا ونفرح .ونرى أن العذراء هي التي شعرت بأنه ليس لديهم
خمر ..وهي مازالت تشعر بكل من هو ليس فرحاً وتتشفع له حتى يدخل المسيح حياته فيفرح .والخمر تعبير عن
سر الشركة مع المسيح .فالمسيح َح َّول الخمر إلى دمه وبدون شركة مع المسيح أو بغياب المسيح عن حياتنا فال فرح .وقول العذراء ليس لديهم خمر كأنها تقول للمسيح إعلن عن وجودك .وهذه المعجزة تشير لالهوت المسيح
فهو َح َّول مادة إلى مادة أخرى .ورأى تالميذه ما فعل فآمنوا به إذ أروا مجده .وكما عرف تلميذي عمواس المسيح وقت كسر الخبز ،عرفه التالميذ هنا حينما َح َّول الماء إلى خمر.
ويحول الماء إلى خمر ليفرح الناس .وفي هذا ونالحظ أن المسيح في إنجيل يوحنا ُيحول 7خبزات ليشبع الجموع ُ إشارة إلى الخبز والخمر اللذان كانا سبب بركة لكل العالم حين َح َّولهما إلى جسده ودمه ليكونا للعالم كله سبب حياة .فالخبز والخمر هما مادتا سر اإلفخارستيا .ونالحظ أنه كما يفرح المؤمنين بالمسيح يفرح المسيح بهم.
وفرح الكنيسة بالعريس َعب ََّر عنه النبي (يؤ .)1111وفرح المسيح بكنيسته (إش .)71:1وبنو الملكوت حين يشربون من خمر بهجة الخالص سيدركون أنه خمر جيد وأنه غير خمر أفراح العالم التي شربوها من قبل ،فهم سيدركون سر الحياة التى اخذوها فى التناول من خمر سر االفخارستيا .وسيدركون أن أفراح العالم كم هي خمر
رديئة ودون (أف.):1 1 7
هذه المعجزة تشير ألن إرادة اهلل أن نفرح "أراكم فتفرح قلوبكم" (يو .)111::واهلل خلقنا ووضعنا فى جنة عدن ( َع ْد ْن كلمة عبرية = فرح ) وهذا ما قاله بولس الرسول "إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً إفرحوا" (في.)111 والمسيح أتى ألجل هذا ،ليعيد لنا الفرح الذي فقدناه .
130
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)
اآليات ( )1-:المسيح ترك اليهودية ومعه :تالميذ أتى بهم إلى هذا العرس وهم أندراوس /يوحنا /بطرس/
يعقوب /فيلبس /نثنائيل .منهم 1أسماء يهودية واسمان باليونانية ،فالمسيح جعل اإلثنين واحداً ،وهو أتى ليعطي
الفرح للجميع .وقانا الجليل واضح أنها في الجليل (هناك قانا أخرى في لبنان جنوب شرق صور).
والمسيح قَ َّدس الزواج بحضوره عرس قانا الجليل ،وصنع المعجزة حتى ال يحدث حرج للعريس وعائلته .فالمسيح يعيش وسط أفراحنا وحياتنا وآالمنا ،يقدس حياتنا ويعزينا في آالمنا .ولكن لنرى وننظر من يحضر أفراحنا ،فهذا
الفرح كان يحضره يسوع وأمه وتالميذه .والمس يح يشاركنا أفراحنا على أن تكون أفراح مقدسة .والمسيحية هي إنفتاح على العالم ،نشارك الناس أفراحهم وضيقاتهم بقلب محب رقيق .والمسيح بالرغم من زهده َح َّول الماء إلى خمر حتى ال ُيحرج العريس .لذلك علينا أن نثق أنه يدبر كل أمورنا .وقارن مع فرح آخر ،هو يوم سكر
هيرودس فتحول الفرح إلى مأتم إذ قتل المعمدان ،وهذا إسكات لصوت الحق .إذاً علينا أن نسأل أنفسنا هل المسيح في أفراحنا أم ال ،وكيف نفرح .بل نحن حينما نحاول أن نفرح بطريقة العالم دون أن يكون المسيح
وسطنا تتحول أفراحنا إلى غم.
اليوم الثالث= غالباً محسوب من ( )171:فهو اليوم الذي بعد الغد ،فهو اليوم السادس لأليام التي حوت
الحوادث األولى ،ونالحظ أن رقم ( )7هو رقم القيامة ،فالمسيح إستعلن ذاته كعريس ُيفرح عروسه الكنيسة بقيامته .القيامة هي سر فرحنا .والقيامة اآلن لنا هي قيامة من موت الخطية بقوة المسيح.
مالحظة :العرس يستمر عند اليهود 3أيام (تك +13-1111:قض):1-::1:1
أم يسوع= يوحنا ال يذكر إسمه وال إسم أمه وال العذراء فهي خالته .ويبدو أنه كانت هناك قرابة بين العذراء وأهل العريس ،فذهبت وذهب معها يسوع ،والمسيح أخذ تالميذه فهو كان يعرف أنه سيظهر مجده هناك فيؤمنوا به. (آية 1)7ليس لهم خمر= هي مشكلة كبيرة ألصحاب الفرح قطعاً (والخمر رمز للفرح وكأن العذراء تشكو للمسيح حال البشرية الحزين) هنا لم تحدد العذراء للمسيح كيف يتصرف ،هي وضعت أمامه المشكلة وتركته يتصرف
كما يريد فهي تؤمن بأن عنده حل لكل مشكلة ،وهكذا صنعت أختا لعازر ،إذ أرسلتا ليسوع قائلتين هوذا لعازر الذي تحبه مريض ،ولم يطلبا شيئاً وهكذا ينبغي أن نصلي .وهنا نرى دور العذراء الشفاعي ،فهي تطلب المستحيل من إبنها فيعطيها .وكان البد للخمر أن تنفذ ،ففي وجود المسيح ال يجب أن توجد خمر رديئة،
والعذراء تدعو إبنها ليصحح الوضع ويعلن عن حضوره .فرغت الخمر= ال فرح= اهلل غير موجود في حياة الناس ..لذلك أتى المسيح. (آية 1)1يا امرأة= أي يا سيدة ( )LADYوهي كلمة تدل على االحترام والوقار في ذلك الوقت .والسيد قالها ثانية وهو على الصليب .ولنالحظ-1 .:ما لي ِ ولك= لقد بدأ عملي الخالصي وانتهى زمن خضوعي للمشو ارت البشرية .وبدأ تنفيذ إرادة اآلب فقط.
131
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)
.1ليس فيها إحتقار للعذراء فمن أوصى بإكرام الوالدين لن يحتقر أمه .بل قال الكتاب أنه " كان خاضعا لهما " (لو. )7: 1 1
.7آدم أطلق لقب امرأة على حواء وهي مازالت عذراء .وكما صارت حواء أماً لكل حي صارت العذراء أماً للكنيسة جسد المسيح.
.1العذراء كأم الكنيسة تبدأ مع إبنها طريق الصليب ويجوز في نفسها سيف وتنتهي معه وهي بجانبه على الصليب ،فهي شريكة أحزانه.
لم تأت ساعتي بعد= هناك تفسيران ]:[ 1المسيح يريد أن يبدأ بالتعليم ثم يصنع معجزات ،والسيد بهذا الرد كان ظ ِهر أن التعليم أهم من المعجزات . ُي ْ [ ] 1إذا بدأ المسيح معجزاته وظهر مجده سيهيج إبليس ،وكأن هذه المعجزة إشارة لبدء الهجوم الذي سينتهي بالصليب ،أو بها يبدأ العد التنازلي للصليب .ومع هذا ،وأن ساعته لم ِ تأت بعد إالّ أنه لم يرفض ألمه طلبها وصنع المعجزة.
(آية 1)7بالرغم من صورة الرد الجافة إالّ أن العذراء تعرف دالتها عند إبنها ،وهنا تظهر قوة شفاعتها ،فهي تعرف إرادة إبنها أكثر منا .وصلواتنا تكون مقبولة بشفاعتها.
للخدام= يوحنا اإلنجيلي إستخدم باليونانية لفظ دياكونيين .وفي هذا إشارة للخدام الكنسيين (كهنة وشمامسة) الذين يخدمون األسرار .فهنا سر عظيم يحدث( .كلمة خدام بمعنى خدام عاديين تختلف عن دياكونيين في
اليونانية).
مهما قال لكم فإفعلوه= هذه وصية العذراء لنا دائماً .وهذه هي العظة الوحيدة التي قالتها العذراء .فتنفيذ وصية المسيح هو سر الفرح مهما كانت الوصية صعبة .وهذه هى وصية اآلب لنا من السماء يم التجلى " له إسمعوا
" والعذراء نفذت هذا (حبلت وفي هذا خطورة /هربت لمصر /شهدت الهجوم على إبنها بل صلبه).
(آية 1):كان اليهود يطهرون كل شئ (مر )1-713وال يأكلون إن لم يغسلوا أياديهم وهم دائماً يغسلون أيديهم وأرجلهمِ . الم ْطر= البث= اإليفة= 119:::لت اًر .سعة الجرن تتراوح بين :: - 1:لتر .إذاً فحجم األجران كبير، وكان على الخدام أن يحملوا األواني التي يمألونها بالماء من أقرب بركة إلى المنزل ،وهذا ما يشير لجهاد
اإلنسان في تطهير نفسه ،وألنهم :أجران ماء ،ورقم :يشير لإلنسان الناقص الذي خلق في اليوم السادس.
فمهما صنع اإلنسان لن يتطهر وبالتالي لن يفرح .ولكن على اإلنسان أن يفعل كل ما بوسعه ،حينئذ تتدخل النعمة اإللهية وتطهر اإلنسان وتمأله فرح .ولذلك فاألجران الفارغة تشير لعدم إمكانية الناموس أن يطهر أو
يعطي فرحاً حقيقياً .وحينما يجاهد اإلنسان حتى الدم في العهد الجديد تنسكب النعمة داخله .ولنالحظ أن المسيح
ال يتدخل بمعجزة إالّ إذا إنتهت الوسائل الطبيعية.
132
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)
من حجارة= األجران تشير لقلوبنا ،ومألها بماء التطهير يشير لجهادنا لتطهيرها ،ومن يفعل يمأل الرب قلبه
فرحا (الخمر) وقوله من حجارة يشير لقساوة القلب بالخطية وهذه حين يحولها اهلل بالتطهير لقلب لحم ستمتلئ حباً فتفرح (حز.)::1::
تطهير اليهود= كان بالماء ،أما المسيحيين فتطهيرهم بدم المسيح في المعمودية واإلفخارستيا.
(آية 1)3الجهد المطلوب لملء األجران ماء ،ليس جهد قليل فهم سيمألون ما يقرب من 1:صفيحة ماء ،هذا إشارة للجهاد .واهلل يريدنا ان نجاهد لنطهر انفسنا ،واال لماذا لم يحول الهواء الى خمر ويريح الخدام .وهذه
المعجزة تشبه تماماً معجزة الخمس خبزات والسمكتين ،فالخمس خبزات هم الجهاد اإلنساني والنعمة أشبعت بهم 7:::شخص .وتشبه معجزة صيد السمك الوفير .واذا فهمنا أن الخدام هم خدام طقوس األسرار ،فالكاهن والشمامسة يخدمون ويمألون المعمودية ماء ،والروح القدس يعطي للماء قوته .والكاهن يصلي على الخبز
والخمر واهلل يحوله إلى جسده ودمه .ونالحظ هنا طاعة الخدام في مأل األجران ثم تقديم خمر كان أصله ماء منذ ثوان لرئيس المتكأ .وهذه هي عطية المسيح بوفرة وبفيض وهي عطايا جيدة ،أما أفراح العالم فسريعاً ما
تزول .إمأل وا األجران= علينا أن نبذل كل ما بوسعنا حتى نتطهر ،ونجاهد حتى الدم حينئذ يمأل الرب حياتنا فرحاً. (آية 1)1رئيس المتكأ= هي عادة شرقية أن يدير اإلحتفال رجل مرموق الكرامة من أهل العريس ،يتشرفون به
ويقدمون له األكل والشراب أوالً ،وهو يتبرع بتنظيم وضبط حفل العرس ولذلك فهو يظل بدون أن يسكر حتى يضبط الحفل ،فشهادته لها قيمتها .وقد يكون رجل الدين الذي يجري مراسم اإلحتفال .وكان بحسب طقس
العشاء يتذوق هو أوالً الطعام والشراب .وكون المسيح هو الذي يطلب أن يشرب رئيس المتكأ فهذا يشير ألن
المسيح هو العريس الحقيقي والكل مدعويه .والمسيح أيضاً أراد أن يعترف رئيس المتكأ بنوعية الخمر التي تحمل
قوة إلهية قادرة أن تعطي فرحاً حقيقياً لوجود اهلل.
(اآليات 1)::-:إستقوا اآلن= الماء تحول فورياً .من أين هي= هو يعلم أن المنزل ليس به هذه النوعية .لكن هذه تشير لجهل الناس كيف يتغير أوالد اهلل ويتجددون.
توجد األجران خارج المنزل ،لذلك لم يعرف رئيس المتكأ ما حدث ،لكن الخدام َع ِرفوا فهم الذين مألوا األجران وهم الذين أروا ما حدث .وتفسير هذا روحياً 1لم يعلم= رئيس المتكأ يشير لشعب العهد القديم الذين هم تحت الناموس ،هؤالء ال يدركون عمل المسيح الخفي .فأسرار نعمة اهلل خفية ال يعرفها إالّ من يقترب من اهلل .والخدام
علموا= يشير الخدام هنا لخدام العهد الجديد الذين عرفوا شخص المسيح وهم يعلمون عمله في تجديد الطبيعة.
ولنالحظ أن الخمر التي صنعها المسيح ليست خم اًر مسك اًر ،بل هي إعالن عن حبه ،كانت مادة حلوة المذاق ولكنها بالتأكيد غير مسكرة مع أن لها طعم الخمر ،فواضع الشريعة لن يناقض نفسه .وال نستغرب أن تكون
133
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)
الخمر لها طعم الخمر وهي غير مسكرة فنحن نتناول دم المسيح ونتذوقه كخمر وهو دم ،وننزل لماء المعمودية
ونخرج دون تغيير ظاهر وبالميرون يحل فينا الروح القدس دون أن نراه.
هنا المسيح يحول القديم إلى جديد ،ماء التطهير إلى خمر حقيقي فيه فرح حقيقي .ومتى سكروا= هذا ال يشير
إلى أن الحاضرين كانوا سكارى ،بل رئيس المتكأ يقول عن مثل مشهور .ولكن هذا القول المشهور كان ُم َعب اًر أما المسيح فأتى عن حال اليهود (إش .):-3111فواقع حال اليهود رديء وهو الموصوف بالخمر الدونّ ، ليعطي الفرح الحقيقي أي الخمر الجيدة .ونالحظ أن هذا هو حال العالم وحال الخطية فهي تقدم للناس لذة
مؤقتة ،خم اًر رديئة ،هي لذيذة في بدايتها ولكن يعقبها م اًر وافسنتيناً.
جيدة= هي نفس الكلمة المترجمة صالح في "أنا هو الراعي الصالح" فالخمر الجيدة لها عالقة بالمسيح الذي هو الكرمة الحقيقية .وعموماً فهناك صنفان من الناس األول= ال يعلم ،والثاني= يعلم.
األول يشير لمن شربوا الخمر وأعجبتهم وتوقفوا عند هذا ،وهؤالء هم من أروا معجزات المسيح وأعجبهم كالمه ولكنهم لم يتغيروا ولم يؤمنوا ،مثل من أكل مما صنعه المسيح في معجزة الخمس خبزات فتبعوه إذ هم يطلبوا
المزيد من الطعام البائد (يو .)1:1:وهؤالء أيضاً هم من إنخدع بملذات العالم الشهية للنظر ولم يعلم النهاية
المرة للشهوات العالمية.
الثاني هم من عرفوا المسيح لشخصه وعرفوا قوته ونعمته ،وعلموا أن المسيح هو إبن اهلل فدخلوا في شركة معه (مت .)1:11:هؤالء إختبروا قوة التجديد ولذة الفرح.
وعطايا المسيح عكس عطايا العالم فقد تبدأ بم اررة الجهاد والتوبة ولكنها تنتهي بالفرح ..حزنكم يتحول إلى فرح
(يو)1:1:: (آية 1)::تسمى آيات ألنها برهان على صدق رسالة المسيح .وأظهر مجده= (قال يوحنا في ص( ):رأينا مجده .وهنا نرى كيف رأي يوحنا مجده) لذلك تعيد الكنيسة بعيد عرس قانا الجليل مع أعياد الظهور اإللهي الذي
فيه إستعلن الثالوث .هنا التالميذ إكتشفوا يسوع ،فهذه المعجزة هي معجزة خلق ،واكتشفوا حنانه فهو لم يقبل أن يحرج العريس ،لكن يسوع يريد من يطلب منه بثقة وألن إيماننا ضعيف فنحن نتشفع بأم النور وهي تطلب منه
بثقة .كلمة آية في اليونانية تشير لطبيعة صانع العمل ،أي هي عمل يكشف عن طبيعة من عمله.
ونالحظ أن أول معجزة صنعها المسيح تحويل الماء إلى خمر وآخر آية صنعها هي تحويل الخمر إلى دمه
ماء
خمر
دم.
والمعنى أن الحياة الطاهرة بجهادنا (ماء) تتالمس مع المسيح في (الخمر) حبه وفرحه.
فيؤهل اإلنسان إلى شركة جسده و(دمه) األقدسين .ولنالحظ أن المسيح حول الماء إلى خمر حتى ال يحرج
العريس ولكنه رفض تحويل الحجارة إلى خبز بالرغم من جوعه ،بهذا نفهم إهتمامه بتدبير كل حاجاتنا.
فآمن به تالميذه= هم قبالً أعجبوا به وتبعوه ،لكنهم هنا عرفوا مجده فآمنوا به.
134
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني) 11 ِ س ْت ومُ ،ه َو َوأ ُّ اموا ُه َن َ يوَ " -:)11 :1وَب ْع َد ه َذا ا ْن َح َد َر إِلَى َك ْف ِرَن ُ َّاما لَ ْي َ اك أَي ً ُم ُه َوِا ْخ َوتُ ُه َوتَالَمي ُذهَُ ،وأَقَ ُ اح َ "
آية ( ِ يرةً. َكث َ هذه اآلية ال تذكر يوسف فغالباً كان قد مات .وال تذكر أخوات المسيح ربما ألنهن قد تزوجن .وأخواته كانوا من
زواج سابق ليوسف النجار .والمسيح بعد عودته مع يوسف والعذراء من مصر عاشوا في الناصرة (مت-1111
)17وعاش فيها كنجار (مر )71:حتى سن الثالثين ،إلى أن نزل ليعتمد من المعمدان (مر ):1:ثم ذهب مع
تالميذه إلى الجليل وحضر عرس قانا الجليل مع تالميذه الستة .ثم إنحدر مع أمه واخوته وتالميذه إلى كفرناحوم
(مت .):711وكان هذا أليام قليلة عادوا بعدها إلى الناصرة .والمسيح جعل من كفرناحوم مرك اًز لدعوته حتى أن كفرناحوم دعيت مدينته (مت .):1:ولماذا ترك الناصرة؟ فهذا ألنها رفضته (مر ):-:1:ولم تكن كفرناحوم
افضل حاالً من الناصرة (مت .)11-1:1::واألناجيل الثالثة (متى ومرقس ولوقا) ركزت على خدمة المسيح
أما يوحنا فركز على خدمة المسيح في اليهودية ،وتحدث قليالً عن خدمته في الجليل (+11-:11 في الناصرةّ ، )17-:11: +:13-:1: +71-1711بينما كان في :3إصحاح تقريباً يتكلم عن خدمة المسيح في اليهودية، حيث ركز معظم تعاليمه الالهوتية الخطيرة ،فأورشليم يوجد بها دارسو الناموس والالهوتيين ،أما الجليليين فهم
بسطاء ومنهم تالميذه البسطاء .أيضاً "الشريعة تخرج من صهيون ومن أورشليم كلمة الرب" (إش )711وأورشليم
تتكون من جبلين ،جبل صهيون وجبل الزيتون وبينهما وادي إبن هنوم وبستان جثسيماني +الرب يدخل في
المحاكمة مع رؤساء وشيوخ إسرائيل شعبه (إش.):117 اآليات (يو( )10 – 16 :1تطهير الهيكل اليهودي واإلشارة إلى هيكل جسده) ود قَ ِريبا ،فَص ِع َد يسوعُ إِلَى أُور َ ِ اآليات (يو16" -:)10 – 16 :1و َك َ ِ ص ُح ا ْل َي ُه ِ يمَ 17 ،و َو َج َد ِفي ا ْل َه ْي َك ِل ً ان ف ْ َ َُ َ ُ شل َ 10 ِ ِ ِ الص َي ِ يع ِم َن ا ْل َه ْي َك ِل، اماَ ،و َّ ار َ يع َ الَِّذ َ س ْوطًا م ْن ح َبال َوطَ َرَد ا ْل َجم َ ص َن َع َ وسا .فَ َ ف ُجلُ ً ين َكا ُنوا َي ِب ُ ون َبقًَار َو َغ َن ًما َو َح َم ً 13 ِِ ِ ال لِب ِ ِ الصي ِ ِ اَْل َغ َنم وا ْلبقَر ،و َك َّ ِ ِ ت هه َنا! الَ تَ ْج َعلُوا َب ْي َ ب َم َوائ َد ُه ْمَ .وقَ َ َ َ ارف َوَقلَّ َ ب َد َراه َم َّ َ اعة ا ْل َح َمامْ «:ارفَ ُعوا هذه م ْن ُ َ َ ََ َ 12 17 ِ ِ ِ أَِبي ب ْي َ ِ آي ٍة تُ ِري َنا اب ا ْل َي ُه ُ الوا لَ ُه«:أ ََّي َة َ َج َ وبَ «:غ ْي َرةُ َب ْيت َك أَ َكلَتْني» .فَأ َ ت ت َج َارٍة!» .فَتَ َذ َّك َر تَالَمي ُذهُ أ ََّن ُه َم ْكتُ ٌ َ ود َوقَ ُ 15 13 ِ ٍ ِ ِ ودِ «:في يم ُه» .فَقَ َ سوعُ َوقَ َ ال ا ْل َي ُه ُ ال لَ ُه ْم«:ا ْنقُ ُ َج َ َحتَّى تَ ْف َع َل ه َذا؟» أ َ اب َي ُ ضوا ه َذا ا ْل َه ْي َك َلَ ،وفي ثَالَ ثَة أَيَّام أُق ُ 11 ِ ٍ ِ ين س َن ًة ب ِني ه َذا ا ْله ْي َك ُل ،أَفَأَ ْن َ ِ ِ س ِد ِه. ِس ٍّ يم ُه؟» َوأ َّ َما ُه َو فَ َك َ َ ان َيقُو ُل َع ْن َه ْي َك ِل َج َ ت في ثَالَ ثَة أَيَّام تُق ُ ت َوأ َْرَبع َ َ ُ َ 16 ِ ِ َ 11فلَ َّما قَام ِم َن األَمو ِ ال ه َذا ،فَآم ُنوا ِبا ْل ِكتَ ِ ان ِفي ات ،تَ َذ َّك َر تَالَ ِمي ُذهُ أَنَّ ُه قَ َ سوعَُ .ولَ َّما َك َ اب َوا ْل َكالَم الَّذي قَالَ ُه َي ُ َْ َ َ 17 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ شلِ ِ ع لَ ْم َيأْتَم ْن ُه ْم َعلَى َن ْفسه، سو َ ير َ اسمه ،إِ ْذ َأر َْوا َ ون ِب ْ يم في عيد ا ْلف ْ ص َن َع .لك َّن َي ُ اآليات الَّتي َ آم َن َكث ُ أ ُ ص ِحَ ، ُور َ َ 10 ِ ان ِفي ِ َح ٌد َع ِن ِ سِ سِ ان" . َن َي ْ ان َي ْع ِر ُ اجا أ ْ ان ،أل ََّن ُه َعلِ َم َما َك َ أل ََّن ُه َك َ ش َه َد أ َ يعَ .وألَنَّ ُه لَ ْم َي ُك ْن ُم ْحتَ ً ف ا ْل َجم َ اإل ْن َ اإل ْن َ المسيح طهر الهيكل مرتين ،األولى هنا في بداية خدمته ،والثانية يوم اإلثنين من أسبوع اآلالم قبل الفصح األخير [وذلك إظها اًر لسلطته واعالناً عن عمله ،إذ هو أتى ليطهر ما قد فسد (جسدنا= هيكلنا)] .وهنا نجد مقارنة بين هيكل أورشليم القديم الذي سيهدم لتقوم الكنيسة هيكل جسد المسيح الجديد.
135
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)
حل اآلن السيد بغتة (اآليات 1):1-:7في (مال )1-:17يتنبأ مالخي عن مجيء المسيح للهيكل ليطهره،لقد ّ في هيكله ليطهره .وزكريا يتنبأ عن بناء الهيكل الجديد ():7-:11: فصح اليهود= لماذا يقول فصح اليهود وهل هناك فصح ألحد غير اليهود؟ هذا إشارة ألن المسيح هو الفصح الجديد .ويوحنا يكتب إنجيله سنة :::م بعد أن إستقر الفصح المسيحي الجديد .وبعد المسيح إنتهى الفصح
اليهودي ولم يصبح له معنى وما عاد فصحاً للرب .والمسيح أتى ألورشليم يفتقدها ويصنع فيها آيات (آية)17
وبدأ خدمته بتطهير هيكلها فرسالته تطهير البشر واصالحهم( .المسيح أتي في الفصح ألورشليم تنفيذاً
للناموس).
فصعد إلى أورشليم= ألن أورشليم على جبل. ووجد في الهيكل= أي الرواق الخارجي.
ال تجعلوا بيت أبى بيت تجارة = وكان الذين يبيعون ويشترون األغنام واألبقار ،والصيارف الذين يغيرون العملة األجنبية وعليها صورة قيصر بالشاقل اليهودي الذي بدون أي رسومات ليدفع اليهودي النصف الشاقل الجزية
أما األغنام واألبقار فكانت ليقدموا منها ذبائح في الهيكل ،ولقد سمح قيافا وحنان بهذه التجارة المفروضة عليهّ . في الهيكل فكانت أرباحهم منها أرباح ضخمة إذ كانوا يتالعبون ويغشون الناس ،فمن يريد أن يقدم ذبيحة يشترى الخروف الذى سبق وفحصه الكهنة وختموه دليل أنهم وجدوه بال عيب وصالح لتقديمه ذبيحة .وحين يأتى الرجل بهذا الخروف للكهنة فى الهيكل يفحصونه ويقولون به عيب ،فيقول الرجل وماذا أفعل بهذا الخروف اآلن ،يقولون له نشتريه منك ونبيع لك آخر ،ثم يشترونه بثمن بخس ويبيعون له آخر بثمن كبير .فحققوا من
هذا الغش أرباحا ضخمة .بل كان التجار من الكنعانيين وكانوا مشهورين بالغش (هو )31:1وهؤالء طردهم
المسيح (زك( )1:1:1راجع أش +317:أر .)::13وكان يجب أن تكون هناك حيوانات لتقديم ذبائح .ويجب أن يكون هناك صيارف .لكن الموضوع تحول لتجارة ونهب وغش وخداع للشعب فى البيع والشراء لحساب رؤساء
الكهنة ،وكان هذا عثرة للشعب .ولذلك قال لهم الرب أنهم جعلوا بيت اهلل مغارة لصوص (لو+ 1: 1 :: مر. ):3 1 :: (اآليات 1)::-:7راجع (إش: +:3-::1:بط .):311والمسيح يبدأ حركة التطهير .ونالحظ أن الفصح كان قريباً والفطير كان قد إقترب والمعنى واضح فالمسيح يريد تطهير شعبه من خمير الخطية .والمسيح إستخدم
سوطاً من حبال= والحبال كانت في يد تجار الماشية مع ماشيتهم والحبال لها شكل وليس لها فعل ،هو رمز للسلطان وليس للتأديب ،طرد بها السيد تجار الماشية ،الصيغة المستخدمة في اإلنجيل تشير أن المسيح لم
يضرب أحداً بالسوط .أما الحمام الوديع الهادئ قال عنه المسيح إرفعوا هذه ..ومن المؤكد فلقد ظهر على
المسيح هيبة عجيبة جعلتهم يسرعون هاربين منه دون إعتراض وطرد الذبائح إشارة إلنتهاء عهد الذبائح الدموية، واآلن سيقرب الذبيحة الحقيقية .والمسيح إستعاض عن الذبائح اإلجبارية على اليهود بالصالة حين قال "بيتي
بيت الصالة ُيدعى"، .وهذا قاله داود " لتستقم صالتى كالبخور قدامك ،ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية" (مز 136
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)
. ) 11 :1:وكان عمل المسيح هذا سبباً في أن يتربص به اليهود ليقتلوه فرؤساء الكهنة شعروا أن تجارتهم في
خطر .إرفعوا هذه من ههنا= نحن هيكل اهلل وينبغي أن نرفع كل فكر رديء أو شهوة رديئة أو نظرة رديئة، داخل الكنيسة أو خارجها.
ملحوظة :يوحنا هو الوحيد بين األربعة اإلنجيليين الذي أشار للسوط في يد المسيح .وذلك ألنه يهدف ألن يقول أن السوط يرمز للتجارب والتأديبات التي يسمح بها لشعبه ليؤدبه ،فيتطهر ،ويفرح.
(آية 1):3كان التالميذ يفرحون بما يعمله المسيح إذ يقابلوه (= يقارنوه) بالنبوات فيزداد إيمانهم (مز ):1::وهو مزمور ملئ بالنبوات عن آالم المسيح.
والحظ أن ما فعله السيد المسيح كان عمالً صعباً جداً ففي عيد الفصح يوجد ماليين في أورشليم وتصور الزحام
في الهيكل ،وفي وسط كل هذا الزحام يعمل المسيح ما عمله.
والحظ أن المسيح أتي ليطهر الهيكل ولما رفضوا التطهير تركه لهم خراباً (مت )71117وهكذا فاهلل يعمل على
تطهير أجسادنا وحياتنا واذا رفضنا َن ْف َسد ،فمن يفسد هيكل اهلل يفسده اهلل (:كو ):317إذاً لنصرخ هلل ليطهرنا ونقبل عمله المطهر والسوط الذي يؤدبنا به. (آية 1):1هو سؤال للسيد أن يثبت أنه مرسل من اهلل بأن يصنع معجزة كما حدث مع موسى فالذي له سلطان على الهيكل هو المسيا (مال ):17وهذه محاولة من اليهود يظهروا بها أنفسهم أنهم أصحاب السلطة ،وهي دفاع
عن عدم إيمانهم.
يمه= هما كلمتان تصلحان أن يقاال عن المباني المبنية بالحجارة وعن اإلنسان. (آية 1)::إنقضوا ..أُق ُ (1كو +:17رو .)1711فإنقضوا تعني في اليونانية هدم ،قتل /حل /فك .وأقيم يمكن أن تقال عن قيامة الجسد وعن قيام أو إقامة مبنى والمسيح هنا يخبرهم عما سيفعلونه به كنبوءة .وأنه سيقوم بعد أن يقتلوه .ولكن كالم
المسيح ينطوي على تهديد لهم .فساعة أن يقتلوه سيحكمون علي هيكلهم وأمتهم بالخراب ،أما هو فسيقوم وهذا ما
حدث .ثالثة أيام= مثل يونان النبي (مت .)11::وهم فهموا كالم المسيح هنا أنه سيقوم بعد أن يقتلوه بثالثة أيام (مت .):1-:1113والحظ أن المسيح قال أقيمه وليس أبنيه .هم طلبوا دليل على أنه المسيا الذي أتى ليطهر هيكل أبيه ،فقال لهم هذا الدليل أنكم ستصلبونني وتقتلونني وسأقوم بعد 7أيام ألنني إبن اهلل الحي الذي
ال أموت .أقيمه= سلطانه أن يقيم نفسه فهو إبن اهلل .وقوله أنقضوا ..أقيمه فيه إشارة ألن الجسد الذي يقوم له عالقة بالجسد الذي نقضوه أي حلوا أجزاءه ،فهو سيعيد تجميعه.
أما نحن فال نطلب معجزات ،بل باإليمان نثق أن اهلل موجود ويعمل. تأمل :هم طلبوا آية ّ (آية 1)1:ست وأربعين سنة = بدأ البناء في الهيكل سنة 1:ق.م .على يد هيرودس الكبير (لم يكن هذا بناء لهيكل جديد ،فالهيكل تم بناؤه على يد زربابل سنة 7:7ق.م .وهذا ألن نبوخذ نصر الملك البابلى هدم الهيكل 137
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)
الذى بناه سليمان سنة 71:ق.م .وجدده يهوذا المكابى حوالى سنة :3:ق.م .واآلن يقوم هيرودس بتجديده
وتوسيعه) واآلن نحن في سنة 1:م أو سنة 13م .فالمسيح ولد سنة 1ق.م .والهيكل إنتهى العمل فيه سنة :7م على يد هيرودس أغريباس الثاني. (آية 1)1:هذه الشهادة فهمها التالميذ بعد قيامة المسيح (آية .)1:وهيكل جسده هو الحجارة الحية التي هي نحن (أي كنيسته) (:بط )711وهو حياتنا (في )1:1:
(آية 1)11القيامة شددت إيمان التالميذ إذ إستعلنت حقيقة إبن اهلل .فآمنوا بالكتاب= نبوات العهد القديم عن موت المسيح وقيامته. (آية 1)17كان هذا أول عيد للفصح يحضره المسيح في أورشليم .ولكن إيمان الكثيرين هنا كان كالزارع الذي
رمى بذرته فجاءت على أرض محجرة (مت .)1:-1:1:7هو إيمان غير صحيح وغير ثابت بدليل أن يسوع لم يأتمنهم على نفسه (آية)11
(آية 1)11من آمنوا أرادوا أن يجعلوا المسيح ملكاً ،فهم ال يبحثون عن المسيح لشخصه بل ألنفسهم على حسابه، لذلك إختفى عنهم ولآلن فهناك من ال يريد أن يعرف المسيح إالّ لمنافع مادية ،فإذا خسر مادياً ينقلب على
المسيح .يأتمنهم على نفسه= أي يثق فيهم ،فهم يمكن أن ينقلبوا عليه في أي لحظة ،وهذا ما حدث فقالوا بعد ذلك "إصلبه".
(آية 1)17هو عرف تقلبهم ،وما في نفوسهم ،فهم معه اليوم إلنبهارهم بمعجزاته ولكنهم سينقلبون عليه إذا إكتشفوا أن إرادتهم ال تتوافق مع إرادته ،وأفكارهم ليست كأفكاره وهو فاحص القلوب والكلى .والحظ أن المسيح مستعد أن
يعطي نفسه لمن يطلبه لشخصه وليس لهدف مادي .والحظ كم الخسارة الرهيبة إذ نترك المسيح بسبب خسارة مادية ،فنحن نخسر اهلل الالمحدود في شخصه وفي بركاته وغناه ومجده.
ملخص اإلصحاح :المسيح يريد أن يمأل حياة أوالده فرحاً ويجعل حياتهم عرساً دائماً ،ولكن هذا لمن يجاهد في تطهير نفسه .ومن محبة المسيح لنا أن من يهمل في تطهير نفسه ،يؤدبه ببعض التجارب (السوط) ليتطهر
فيفرح" .لذلك ال نفشل ،بل وان كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوماً فيوم" (1كو.):3-::11
138
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
عودة للجدول
(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح الثالث) مقدمة اإلصحاح الثالث
رأينا فيما سبق أن المسيح كلمة اهلل تجسد ليعطينا الفرح ،بشرط أن نجاهد لنطهر أنفسنا ،ولكن هل جهادنا يكفي؟
هنا نرى معلم يهودي من الفريسيين وهؤالء مشهور عنهم جهادهم وتدقيقهم والتزامهم بالناموس .نجده يأتي للمسيح ،ومن المؤكد أنه يبحث عن أعمال أخرى يرضي بها اهلل .وبدأ حديثه مع المسيح بالتحيات التي إعتاد
اليهود إستعمالها مع بعضهم البعض "كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض والمجد الذي من اإلله الواحد لستم تطلبونه" (يو )1117كما نادى الشاب السيد قائالً "أيها المعلم الصالح".
ونجد المسيح وهو فاحص القلوب والكلي ،لم يرد على تحية نيقوديموس بالتحيات ،وال أجابه عن إرشاده لمزيد
من األعمال ليعملها ،بل فتح معه موضوعاً لم يفهمه نيقوديموس .وجدنا المسيح يتكلم عن لزوم الوالدة الجديدة
من الماء والروح ،حتى يتجدد اإلنسان تجديداً شامالً ويصبح خليقة جديدة .فالمسيح ال يبحث عن وضع رقعة جديدة في ثوب عتيق ،بل هو يريد أن يكون الكل جديداً (1كو .):317فألن الخليقة االولى افسدتها الخطية ، فالحل هو الخليقة الجديدة وهذا معنى (أر . ) ::، :1والمعمودية هي المدخل للحياة الجديدة بعد أن سمعنا
عن خمر جديدة وهيكل جديد نسمع هنا عن والدة جديدة .ومن أين تكتسب المعمودية قوتها؟ نجد المسيح يشرح
هذا بفكرة أنه كما رفع موسى الحية النحاسية هكذا سيرفع إبن اإلنسان على الصليب ويموت .والمعمودية هي
موت مع المسيح وقيامة مع المسيح متحدين به (رو .)7-71:المعمودية هي نعمة من اهلل ،ولكن كل نعمة
نحصل عليها هي شئ قابل ألن يزداد بجهادنا أو يضمحل وينقص بتكاسلنا.
مثال 1سر الميرون نحصل به على نعمة حلول الروح القدس فينا .ولكن نجد الرسول بولس يقول "إمتلئوا بالروح"
(أف .):117ويقول "إضرم موهبة اهلل التي فيك بوضع يدي" (1تي .):1:ولكنه يقول أيضاً "ال تطفئوا الروح"
(:تي.)::17
ما حصلنا عليه بالميرون
بجهادنا
مقدار من النعمة
نمتلئ
بإستهتارنا ينطفئ الروح
139
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
وهكذا في المعمودية :نحن نحصل على المقدرة على التغيير .ومن يجاهد تموت طبيعته القديمة تماماً ويحصل على طبيعة جديدة ،إنسان داخلي جديد يشبه المسيح (غل.)::11
والمعمودية وجهادنا ال ينفعان شيئاً بدون إيمان ،لذلك يضيف القديس يوحنا اآليات األخيرة في اإلصحاح ليشير ألهمية اإليمان .فاإليمان هو المدخل ثم المعمودية ثم جهادنا وتوبتنا لنثبت على ما حصلنا عليه ويستمر التغيير
والتجديد .ومن يجاهد يعمل فيه الروح ليجدده (رو" ):711بالروح تميتون أعمال الجسد"
والمسيح لم يكلم السامرية وال الزانية عن المعمودية ،فالخطية ظاهرة في حياتهم .إنما يكلم نيقوديموس ويدعوه
للمعمودية والتجديد ،فهو مملوء من البر الذاتي .لذلك على كل من يشعر فينا بأنه بار ،عليه أن يقدم توبة
سريعة ليتجدد ويتغير فهو مخدوع ،فليس بار ليس وال واحد .فلنقل أننا عبيد بطالون محتاجون للتغيير .والحظ أن المعمدان علم بأن المسيح سيأتي بمعمودية بالروح القدس ونار .ومن يولد من الروح سيكون له طبيعة جديدة
(في محبته ووداعته )..تظهر فيه ،إذ أن نتائج عمل الروح تكون واضحة دون أن يرى أحد الروح.
اإلصحاح الثالث (مع نيقوديموس ليالً)
.:يق أر هذا الجزء يوم الجمعة السادسة من الصوم الكبير التي تسبق أحد التناصير مباشرة لما جاء فيه عن الميالد من الماء والروح ،وأهمية التجديد في حياتنا والتغيير لنصل إلى صورة المسيح (غل.)::11
.1رأينا في اإلصحاح السابق الهدم والبناء للهيكل القديم أي موت اإلنسان وقيامته ،وهنا نرى سر التجديد والبناء للكنيسة كأفراد ،فالهدم هو هدم اإلنسان العتيق ثم قيامة اإلنسان الجديد بالمعمودية من الماء والروح.
فبالمعمودية نولد من جديد لندخل هيكل اهلل الجديد أي ملكوت اهلل .فلإلنسان المسيحي ميالدين ،أولهما جسدي به يكون إبناً آلدم وثانيهما من الماء والروح يصير به إبناً هلل وللكنيسة .الميالد األول أرضي من رجل وامرأة والميالد الثاني سماوي من اهلل والكنيسة ( .ونرى الخلقتين فى اف . ) ::11والخليقة الجديدة
بها نكون فى المسيح (1كو ) :31 7والتوبة هي صون للنعمة التي أخذناها بالمعمودية ،التوبة تجدد عمل المعمودية في حياتنا لذلك يسمونها معمودية ثانية .المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح .والتوبة هي قرار
بالموت عن الخطية فتكون لي قيامة ثانية مع المسيح لذلك هي معمودية ثانية.
.7ونيقوديموس هو من رجال إسرائيل الكبار ،عضو في السنهدريم ودارس كبير للناموس وهو آمن بالمسيح إذ رأى اآليات التي صنعها يسوع في أورشليم ( .)117وبحسب العقلية اليهودية ،فهذا الفريسي الكبير الذي يؤمن بالبر الذاتي ،كان ينتظر أن يسمع من المسيح عن ممارسات جديدة يزداد بها بره الشخصي
(مر .):31::ولكن المسيح لم يكلمه عن تعديل في سلوك بل عن تغيير الطبيعة البشرية كلها .فما فائدة
األعمال والخليقة قد فسدت وصارت غير مقبولة[ .المسيح كان يتكلم عن عمل الروح ونيقوديموس مصر
140
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
على عمل الجسد (الوالدة من بطن)] وبعد هذا الحديث نجد نيقوديموس يدافع عن المسيح أمام المجمع
( )7:-7:13ثم جاهر بإيمانه بعد موت المسيح (.)7:1::
1 1 ان ِم َن ا ْلفَِّر ِ يس لِ ْل َي ُه ِ ين ْ ِ ِ سوعَ يس ِّي َ سٌ اآليات (يوَ " -:)11 –1 :6ك َ اء إِلَى َي ُ ود .ه َذا َج َ وسَ ،رِئ ٌ يم ُ ان إِ ْن َ اس ُم ُه نيقُود ُ هذ ِه اآلي ِ َن يعم َل ِ ِ ت ِم َن ِ ت لَ ْيالً َوقَ َ اهلل ُم َعلِّ ًما ،أل ْ ات الَِّتي أَ ْن َ ال لَ ُهَ «:يا ُم َعلِّ ُمَ ،ن ْعلَ ُم أ ََّن َك قَ ْد أَتَ ْي َ َ س أَ َن لَ ْي َ َح ٌد َي ْقد ُر أ ْ َ ْ َ 6 ق ا ْل َح َّ ال لَ ُه«:ا ْل َح َّ ق الَ سوعُ َوقَ َ َح ٌد الَ ُيولَ ُد ِم ْن فَ ْو ُ ق أَقُو ُل لَ َك :إِ ْن َك َ ان أ َ َج َ تَ ْع َم ُل إِ ْن لَ ْم َي ُك ِن اهللُ َم َع ُه» .أ َ اب َي ُ وت ِ اهلل»7 .قَ َ ِ ِ ف ُي ْم ِك ُن ِ َن َي ْد ُخ َل َن ُيولَ َد َو ُه َو َ وسَ «:ك ْي َ ش ْي ٌخ؟ أَلَ َعلَّ ُه َي ْق ِد ُر أ ْ ان أ ْ َي ْق ِد ُر أ ْ َن َي َرى َملَ ُك َ س َ اإل ْن َ يم ُ ال لَ ُه نيقُود ُ 0 ان أَح ٌد الَ يولَ ُد ِم َن ا ْلم ِ ق أَقُو ُل لَ َك :إِ َّ َّ َن ك ن ح ل ا ق ح ل ا « : ع و س ي اب َج أ ُم ِه ثَ ِان َي ًة َوُيولَ َد؟» الر ِ ْ ْ اء َو ُّ َب ْط َن أ ِّ َ وح الَ َي ْق ِد ُر أ ْ ْ ُ َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ 7 ِ 3 ود ِم َن ا ْلج ِ ت لَ َك: وت الر ِ ود ِم َن ُّ َّب أ َِّني ُق ْل ُ س ٌد ُه َوَ ،وا ْل َم ْولُ ُ اهلل .اَْل َم ْولُ ُ َي ْد ُخ َل َملَ ُك َ وح .الَ تَتَ َعج ْ وح ُه َو ُر ٌ سد َج َ َ َ 2 شاء ،وتَسمع صوتَهاِ ، لك َّن َك الَ تَ ْعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن تَأ ِْتي َوالَ إِلَى أ َْي َن يح تَ ُه ُّ ب َح ْي ُ َي ْن َب ِغي أ ْ َن تُولَ ُدوا ِم ْن فَ ْو ُ ق .اَ ِّلر ُ ث تَ َ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ 15 3 َج َ ِ ِ الر ِ ب .ه َك َذا ُك ُّل َم ْن ُولِ َد ِم َن ُّ وس َوقَ َ ال لَ ُهَ «:ك ْي َ ف ُي ْم ِك ُن أ ْ تَذ َ سوعُ َن َي ُك َ َج َ ون ه َذا؟» أ َ وح» .أ َ ْه ُ اب َي ُ يم ُ اب نيقُود ُ ت معلِّم إِ ِ ق ا ْل َح َّ ت تَ ْعلَ ُم ه َذا! 11اَْل َح َّ ش َه ُد ِب َما َأر َْي َنا، ق أَقُو ُل لَ َك :إِ َّن َنا إِ َّن َما َنتَ َكلَّ ُم ِب َما َن ْعلَ ُم َوَن ْ َوقَ َ سَ س َارئي َل َولَ ْ ال لَ ُه«:أَ ْن َ ُ َ ُ ْ 11 اوي ِ ِ ِ الس َم ِ َّات؟ ت لَ ُك ُم َّ ون َ ون ،فَ َك ْي َ ون إِ ْن ُق ْل ُ ت ُق ْل ُ ادتََنا .إِ ْن ُك ْن ُ ش َه َ ف تُ ْؤ ِم ُن َ ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ ستُ ْم تَ ْق َبلُ َ ت لَ ُك ُم األ َْرضيَّات َولَ ْ َولَ ْ 16 السم ِ ِ اإل ْنس ِ َِّ اء إِالَّ الَِّذي َن َز َل ِم َن َّ ِ السم ِ َح ٌد َ ِ ِ اءَ «17 .و َك َما َرفَ َع س أَ الس َماءْ ،اب ُن ِ َ َولَ ْي َ ان الذي ُه َو في َّ َ صع َد إلَى َّ َ 10 موسى ا ْلح َّي َة ِفي ا ْلبِّري ِ َن ُي ْرفَ َع ْاب ُن ِ سِ ون لَ ُه ا ْل َح َياةُ َّة ه َك َذا َي ْن َب ِغي أ ْ ان ،لِ َك ْي الَ َي ْهلِ َك ُك ُّل َم ْن ُي ْؤ ِم ُن ِب ِه َب ْل تَ ُك ُ َ َ اإل ْن َ ُ َ 13 ِ َح َّ ون لَ ُه ا ْل َح َياةُ ب اهللُ ا ْل َعالَ َم َحتَّى َب َذ َل ْاب َن ُه ا ْل َو ِح َ يد ،لِ َك ْي الَ َي ْهلِ َك ُك ُّل َم ْن ُي ْؤ ِم ُن ِب ِهَ ،ب ْل تَ ُك ُ األ ََبد َّي ُة .ألَنَّ ُه ه َك َذا أ َ 12 17 ِ ان، ص ِب ِه ا ْل َعالَ ُم .اَلَِّذي ُي ْؤ ِم ُن ِب ِه الَ ُي َد ُ األ ََب ِد َّي ُة .أل ََّن ُه لَ ْم ُي ْر ِس ِل اهللُ ْاب َن ُه إِلَى ا ْل َعالَِم لِ َي ِد َ ين ا ْل َعالَ َمَ ،ب ْل ل َي ْخلُ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ 13 ين ،أل ََّن ُه لَم ي ْؤ ِم ْن ِب ِ ِ ُّ اء إِلَى َوالَِّذي الَ ُي ْؤ ِم ُن قَ ْد ِد َ ْ ُ ْ ور قَ ْد َج َ اسم ْاب ِن اهلل ا ْل َوحيدَ .وهذه ه َي الد َّْي ُنوَن ُة :إ َّن الن َ الس ِّي ِ ِ ِ اس الظُّ ْلم َة أَ ْكثَر ِم َن ُّ ب َّ الن ِ ض يرةً15 .أل َّ ور ،أل َّ َح َّ َن ُك َّل َم ْن َي ْع َم ُل َّ آت ُي ْب ِغ ُ َن أ ْ ا ْل َعالَمَ ،وأ َ الن ُ َع َمالَ ُه ْم َكا َن ْت شِّر َ َ َ 11 ق فَ ُي ْق ِب ُل إِلَى ُّ النورَ ،والَ َيأ ِْتي إِلَى ُّ ُّ الن ِ الن ِ َما َم ْن َي ْف َع ُل ا ْل َح َّ َع َمالُ ُه أ ََّن َها َع َمالُ ُهَ .وأ َّ ور لِ َئالَّ تَُوب َ ور ،لِ َك ْي تَ ْظ َه َر أ ْ َّخ أ ْ َ ِب ِ اهلل َم ْع ُمولَ ٌة» " 1 ان ِم َن ا ْلفَِّر ِ يس لِ ْل َي ُه ِ ين ْ ِ ِ ود" . يس ِّي َ سٌ آية ( يوَ " -:)1 :6ك َ وسَ ،رِئ ٌ يم ُ ان إِ ْن َ اس ُم ُه نيقُود ُ رئيساً لليهود= أي عضو من السنهدريم .وفي ( )::معلم إسرائيل= دكتوراه في الناموس اليهودي .وقد جاء في
التلمود أن شخصاً إسمه نيقوديموس أحد أربعة من األغنياء وأنه من أتباع المسيح. ع لَ ْيالً سو َ إِلَى َي ُ ت تَ ْع َم ُل الَِّتي أَ ْن َ
ت ِم َن ِ س َوقَ َ اهلل ُم َعلِّ ًما ،أل ْ ال لَ ُهَ «:يا ُم َعلِّ ُمَ ،ن ْعلَ ُم أ ََّن َك قَ ْد أَتَ ْي َ َن لَ ْي َ إِ ْن لَ ْم َي ُك ِن اهللُ َم َع ُه»".
1 اء آية ( يو " -:)1 :6ه َذا َج َ هذ ِه اآلي ِ َن يعم َل ِ ِ ات َ أَ َح ٌد َي ْقد ُر أ ْ َ ْ َ جاء ليالً= ويوحنا اإلنجيلي يذكر هذه العبارة 7مرات ( .)7:1::+7:13فمجيئه ليالً يكشف عن حذره وخوفه
وأنه ال يريد أن يعرض مركزه للخطر ،ويكشف عن كبريائه ،فكيف يأتي هذا المعلم الكبير لنجار ليتعلم منه .ماذا 141
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
يقال عنه لو عرف الفريسيون ما عمله .وهذا يعني أن اإليمان لم ينمو ليصبح إيمان حي بإبن اهلل كمخلص
حقيقي ،ودواء الخوف هو المسيح ،واإليمان به .ومجيئه ليالً يشير إلى أنه لم يعثر بعد على اإليمان والنور
اإللهي (قارن مع يو )7:1:7في مفهوم القديس يوحنا كلمة ليالً تشير للخطية والكبرياء والظالم في القلب .نعلم أنك أتيت من اهلل معلِّماً= هذه قد جاءت من معلم عظيم كنيقوديموس ،لذلك ففي نظره أن المسيح له قيمة عظيمة.
نعلم= ليس المهم أن تعلم فقط بل أن تتغير .وقوله نعلم يشير إلى أن غيره من الفريسيين أعجبوا بأعمال المسيح وتعاليمه .رابي= هي إحدى درجات ثالث وترتيبها راب /رابي /رابون .وتأتي من كلمة جذرها في العبرية يعني كبير أو عظيم .ومع كل هذا كانت معرفة نيقوديموس بالمسيح ناقصة ،كان ينقصه إيمانه بأن المسيح هو إبن
اهلل .إن لم يكن اهلل معه= (تك +1111:قض .):11:فنفهم من هذا أن رأي نيقوديموس أن اهلل يعين المسيح، وبهذه المعونة يعمل أعماله اإلعجازية. 6 ق ا ْل َح َّ ال لَ ُه«:ا ْل َح َّ َن َي َرى سوعُ َوقَ َ ق الَ َي ْق ِد ُر أ ْ َح ٌد الَ ُيولَ ُد ِم ْن فَ ْو ُ ق أَقُو ُل لَ َك :إِ ْن َك َ ان أ َ َج َ آية ( يو -:)6 :6أ َ اب َي ُ وت ِ اهلل». َملَ ُك َ
هنا المسيح ال يرد على كالم نيقوديموس بل على أفكاره (يو )1111فنيقوديموس كان يسعى وراء معرفة يزدادها من المسيح .والمسيح كلمه عن إيمان يحتاجه ،نيقوديموس يريد أن يبني على معلوماته القديمة معلومات جديدة
يتباهى بها ،أو ممارسات يعملها فيتبرر أكثر .والمسيح يقول بل هناك شئ جديد ينبغي أن يولد ،هناك والدة جديدة وليس مجرد إضافة .حتى وال يكفي إعجابك بالمعجزات التي رأيتها.
الحق الحق= تفيد التوكيد ،وأن ما سيقال هو شئ جديد أو غريب على أسماعهم ،وهو شئ هام .وتفيد أن المتكلم هو اهلل ،فاألنبياء يقولون هكذا ..يقول الرب.
يولد من فوق= أي من السماء (وتترجم يولد ثانية) .وهذا حادث يتم لإلنسان بقوة إلهية تفوق فهم اإلنسان ،لذلك تسمى المعمودية سر .وهي تعني أننا صرنا أوالداً هلل ،وذلك بإتحادنا بالمسيح اإلبن .فنصلي "أبانا الذي في
السموات" .يرى ملكوت اهلل= بهذه الوالدة يتصل اإلنسان بالوجود الفوقاني أي ملكوت اهلل ،ألننا بخطية آدم فقدناها.
ال يقدر= حتى على التأمل في السماويات بسبب العجز الروحي الراجع للخطية .ملكوت اهلل= قالها يوحنا هنا وفي آية ( )7ثم أصبح يطلق عليها الحياة األبدية وهو يعني أن اهلل يملك على كنيسته بقوة منذ اآلن ويتمم إرادته ومشيئته في أوالده الذين يملكونه على قلوبهم .ولكن ملكوته هذا سيستعلن بشكل جديد في الزمن اآلتي حين
يتالشى الشر تماماً ونحيا في ميراث المجد العتيد( .هذا الفهم لملكوت اهلل لن يفهمه سوى المولود من فوق ،أما
اليهود فيطلبون ملكاً أرضياً).
142
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
آية ُم ِه أ ِّ
7 ِ ِ ف ُي ْم ِك ُن ِ َن َي ْد ُخ َل َب ْط َن ( يو " -:)7 :6قَ َ َن ُيولَ َد َو ُه َو َ وسَ «:ك ْي َ ش ْي ٌخ؟ أَلَ َعلَّ ُه َي ْق ِد ُر أ ْ ان أ ْ س َ اإل ْن َ يم ُ ال لَ ُه نيقُود ُ ثَ ِان َي ًة َوُيولَ َد؟»".
لم يفهم نيقوديموس ما قاله المسيح وأعلن عن عجزه على الفهم .وكما أنه من الصعب أن يدخل الشيخ العجوز
لبطن أمه ،كان صعباً على نيقوديموس أن يتقبل فكرة الميالد الثاني بعد أن قضي عمره ال يفهم سوى البر الذاتي[ .المسيح يتكلم عن ملكوت اهلل كخليقة جديدة ونيقوديموس يصر على تكرار القديم (الوالدة الجسدية)]
المسيح ال يغير الظروف الخارجية بل هو يعيد تغيير الداخل ويخلقه جديداً.
0 ان أَح ٌد الَ يولَ ُد ِم َن ا ْلم ِ ق ا ْل َح َّ سوعُ«:ا ْل َح َّ َن الر ِ اء َو ُّ وح الَ َي ْق ِد ُر أ ْ ُ ق أَقُو ُل لَ َك :إِ ْن َك َ َ َج َ آية ( يو " -:)0 :6أ َ اب َي ُ َ وت ِ اهلل" . َي ْد ُخ َل َملَ ُك َ
المسيح يشرح له أن الميالد المقصود هو من الروح ،ميالد روحاني للنفس هو ميالد غير منظور .يولد من=
وترجمتها من داخل ،أي يدخل اإلنسان للماء ليخرج مولوداً جديداً من الروح( .والمقصود بالوالدة من فوق هو
الروح) .والروح يقدس الماء في المعمودية ليكون لها قوة على الميالد الثاني الروحاني .كما يقول القديس كيرلس الكبير ..الميالد من الماء والروح هو موت عن حياة جسدية سالفة وتقديس ثم قبول حياة جديدة مخلوقة بالروح
القدس لتؤهل النفس للحياة مع اهلل في ملكوته .لذلك يسبق المعمودية توبة واعتراف فهي بداية جديدة .والمعمودية هي موت مع المسيح عن حياتنا السالفة لقبول حياة جديدة من عمل الروح القدس هي من حياة المسيح .والميالد
من الروح ومن الماء كان في ذلك الوقت ليس غريباً عن نيقوديموس ،فكان المعمدان يقول هذا عن المسيح الذي
سيعمد بالروح القدس ونار.
يدخل ملكوت اهلل= كما كان الخ تان شرط أن يكون الشخص من شعب اهلل في العهد القديم ،هكذا في العهد الجديد فالمعمودية شرط لدخول ملكوت اهلل. 3 ود ِم َن ا ْلج ِ وح" . الر ِ ود ِم َن ُّ س ٌد ُه َوَ ،وا ْل َم ْولُ ُ آية ( يو " -:)3 :6اَْل َم ْولُ ُ وح ُه َو ُر ٌ سد َج َ َ َ بالمعمودية يتحول اإلنسان من حياة قديمة حسب الجسد إلى حياة حسب الروح .وما ال يستطيعه الجسد تستطيعه
الروح .فأنت اآلن يا نيقوديموس تتصور أنك ال يمكنك ترك شهواتك ،هذا ألنك مولود من جسد .وبهذه اآلية يشرح السيد لنيقوديموس أن الوالدة الثانية ليست والدة جسدية أي ال داعي ألن يدخل بطن أمه ثانية .ومن يولد
من الجس د يموت ،أما من يولد من الروح ويقوده الروح فله حياة أبدية فالمولود من الروح يقوده الروح حتى يصل به للسماء .من يولد من الجسد يشتهي العالم ومن يولد من الروح يشتهي اإللتصاق باهلل ،ويتخلى عن شهواته
الجسدية. 7 ق" . ت لَ َكَ :ي ْن َب ِغي أ ْ َن تُولَ ُدوا ِم ْن فَ ْو ُ َّب أ َِّني ُق ْل ُ آية ( يو " -:)7 :6الَ تَتَ َعج ْ
143
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
فإذا كنت تريد أن تكون رجالً روحياً ينبغي أن تولد من فوق .فإذا كنت قد جئت لي لتتعلم كيف ينبغي أن تحيا
في ملكوت اهلل فلن ينفعك األعمال الجسدية كلها فهي من الجسد .أوالً تولد من فوق ثم تعمل أعماالً يعينك فيها
الروح بعد ذلك لتستمر كميت امام الخطية ،وحياً للبر فى المسيح (رو ، ) :لتتجدد يوماً فيوماً. 2 شاء ،وتَسمع صوتَهاِ ، ب. يح تَ ُه ُّ ب َح ْي ُ لك َّن َك الَ تَ ْعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن تَأ ِْتي َوالَ إِلَى أ َْي َن تَذ َ ْه ُ آية ( يو " -:)2 :6اَ ِّلر ُ ث تَ َ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ الرو ِح»". ه َك َذا ُك ُّل َم ْن ُولِ َد ِم َن ُّ
السيد يشرح له أن الوالدة من الروح لها قوة غير منظورة للتغيير ،ويتغير اإلنسان ويصير إنساناً جديداً .كمن ولد من جديد .في العبرية واليونانية كلمتي روح وريح هي كلمة واحدة ،وكلمة تهب من نفس أصل كلمة ريح والمعنى
أنه كما تتحرك أوراق الشجرة فنعرف أنها تعرضت لريح ،هكذا المولود من الروح تظهر عليه عالمات عمل الروح القدس بغاية الوضوح والقوة في كالمه وتصرفاته وفهمه ومحبته وحكمته..الخ .هذا هو التغيير بالروح
(رو ):711ولكن ذلك لكل من يجاهد فيعين الروح ضعفاته (رو .)1:11وهذا أيضاً ما أسماه بولس الرسول
ختان القلب بالروح (رو )1:11أي إزالة الشهوات الخاطئة من داخل القلب كمن يقطعها بمشرط الختان .إذاً يولد اإلنسان من الروح فيوجد داخله إنسان جديد روحي يقوده الروح ،فالروح يقود الروح ،ويقودنا الروح القدس (الذي
نحصل عليه في سر الميرون بعد المعمودية) لتتجدد طبيعتنا ونصير خليقة جديدة. 3 َج َ ِ ِ ون ه َذا؟»". وس َوقَ َ ال لَ ُهَ «:ك ْي َ ف ُي ْم ِك ُن أ ْ َن َي ُك َ آية ( يو " -:)3 :6أ َ يم ُ اب نيقُود ُ يقصد نيقوديموس أنه كيف يتم هذا؟! وكان ال معنى لسؤاله فالمسيح أوضح له أنه ليس من عمل إنسان بل هو
عمل فائق من الروح القدس. 15 ت تَ ْعلَ ُم ه َذا! " س َرِائ َ سوعُ َوقَ َ سَ ال لَ ُه«:أَ ْن َ َج َ آية ( يو " -:)15 :6أ َ يل َولَ ْ ت ُم َعلِّ ُم إِ ْ اب َي ُ هذا عتاب لكل معلمي اليهود في شخص نيقوديموس ،الذين سمعوا بالتأكيد عن عمل الروح القدس وكيف أنه
يجعل الشخص جديداً .وهذا حدث حتى مع شاول الملك .وكذلك نجد هذا في عدة أماكن (راجع
:صم: +::-:+:+:1::صم ..:71:وهذا أال يعتبر كميالد ثان لإلنسان .وراجع (مز ..)::17:وأال يعتبر هذا خلقاً جديداً .وراجع (حز )7:1:1 +::1::بل أن حزقيال جمع عمل الماء والروح في الخلق الجديد
(حز ):1-:173 +11-1:+1717:وراجع أيضاً (أش .):-11:: +::-:11:7وعن عمل الروح القدس راجع (يؤ. )1:-1111
)1والدة شعب بأكمله " -:من سمع مثل هذا .من رأى مثل هذا هل تمخض بالد فى يوم واحد .أو تولد أمة دفعة واحدة .فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها " (إش... " + )1 1 ::بل إفرحوا وابتهجوا إلى األبد فى ما أنا خالق ألنى هأنذا خالق أورشليم بهجة وشعبها فرحا " (إش. ):1 1 :7
144
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
)2الوالدة من الروح " -:فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على رأسه (هذا عن شاول الملك)....وكان عندما أدار كتفه لكى يذهب من عند صموئيل أن اهلل أعطاه قلبا آخر " (:صم):: ، : ، : 1 :: :( +صم( + ):7 1 ::مز( + ):: 1 7:حز " + ):: 1 ::فقال لى تنبأ للروح (أى صلى) ..وقل...هب على هؤالء القتلى ليحيوا ...فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم(....حز1 73 ( + ):1 – :يؤ. )11 1 1
)3الوالدة من الماء والروح " -:وأرش عليكم ماء طاه ار فتطهرون من كل نجاستكم ومن كل أصنامكم أطهركم ....وأعطيكم قلبا جديدا وأجعل روحا جديدا فى داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم .وأجعل روحى فى داخلكم(...حز . )11 – 171 7:وأال يعتبر هذا التغيير الجوهرى فى قلوب الشعب أنه والدة جديدة من الماء والروح. )4وألم تبدأ الحياة فى الخليقة األولى عندما كان روح اهلل يرف على وجه المياه (تك . )1 ، : 1 :وألم تخرج األرض وتبدأ الحياة عليها من الماء (تك ):7 – : 1 :فى اليوم الثالث للخليقة .
ق ا ْل َح َّ آية ( يو11" -:)11 :6اَْل َح َّ ادتََنا. ق أَقُو ُل لَ َك :إِ َّن َنا إِ َّن َما َنتَ َكلَّ ُم ِب َما َن ْعلَ ُم َوَن ْ ون َ ش َه َ ستُ ْم تَ ْق َبلُ َ ش َه ُد ِب َما َأر َْي َناَ ،ولَ ْ " أما المسيح فيعلم .والمسيح يتكلم هنا بصيغة الجمع وقد يقصد الثالوث المسيح يوبخ نيقوديموس أنه ال يفهمّ ، فاآلب يريد اإلعالن واإلبن والروح ينفذان واإلبن ال يعمل شيئاً بدون اآلب ،أو هو وتالميذه ،أو هو واألنبياء الذين تنبأوا عن هذه األيام( .والحظ أن التالميذ سمعوا عن هذا من المعمدان) .وبحسب الناموس فالشهادة تكون على فم اثنين .الرب يقول له إن هذا موضوع ليس للنقاش بل ستالحظون وتدركون عمل الروح ،ولكني أنا
أخبرك به من اآلن.
11 ِ ِ ستُ ْم ت ُق ْل ُ آية ( يو " -:)11 :6إِ ْن ُك ْن ُ ت لَ ُك ُم األ َْرضيَّات َولَ ْ األرضيات= أي األمور السماوية مشروحة بطريقة أرضية
اوي ِ الس َم ِ َّات؟" ت لَ ُك ُم َّ ون ،فَ َك ْي َ ون إِ ْن ُق ْل ُ ف تُ ْؤ ِم ُن َ تُ ْؤ ِم ُن َ ليفهمها الناس .السمويات= أي لو استعلنها المسيح
على مستوى جوهرها السمائي واإللهي .والقول يشير إلى أنه إذا لم تفهم يا نيقوديموس الوالدة من الماء والروح فه ل ستفهم األكل من جسد المسيح ودمه ،أو قول المسيح أنه واآلب واحد أو سر الثالوث القدوس( .وقد تكون األرضيات هي مفاعيل المعمودية في المؤمن على األرض أو أي أمور روحية تخص الحياة على األرض والسمائيات هي الحياة في العالم اآلخر والنصيب المعد لنا هناك.
145
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
السم ِ ِ آية ( يو16" -:)16 :6ولَ ْيس أَح ٌد ص ِع َد إِلَى َّ ِ ِ َّ َِّ اءْ ،اب ُن ِ سِ ان الَِّذي ُه َو ِفي اإل ْن َ َ َ َ َ الس َماء إال الذي َن َز َل م َن َّ َ السم ِ اء" . َّ َ سبق في آية ( )1أن قال نيقوديموس "أنك أتيت من اهلل معلماً" والمسيح هنا يقول ال بل أنا أتيت من السماء، ولست معلماً كمعلمي اليهود .هنا المسيح بدأ يشرح السمويات لنيقوديموس بحسب ما يمكنه فهمه .وهو جاء ليعطي حياة أفضل لإلنسان فيها يولد من فوق .ومع أن المسيح نزل من فوق إال أنه سيصعد إلى فوق ومع هذا
فهو بالهوته لم يغادر السماء .هو السماوي نزل ليحملنا فيه للسماء ،ولذلك قال "إثبتوا ف َّي " وهذه اآلية تثبت الهوته .صعد إلى السماء= أي يرى أسرار السماء وحده فال أحد من البشر صعد للسماء ليعرف أسرارها .وألنه من السماء فهو وحده الذي يعلم السمائيات وهو نزل من السماء ليعلن األسرار لنا .ولذلك ينبغي أن تقبل
شهادته .نزل من السماء= هذه تساوي "الكلمة صار جسداً" واآلية تبدأ بحرف الواو .إذاً هي راجعة لما سبقها، أي ال أحد يعلم السماويات إال من هو قادر أن يصعد ليرى وينزل ليخبر ،أنا السماوي .وأيضاً موضوع الوالدة
من فوق التى كلمتك عنها يا نيقوديموس من الماء والروح ،لم يتم إالّ بنزولي من السماء .آية ( ):1أشار فيها السيد للسماويات .وهنا في هذه اآلية يبدأ بقوله صعد إلى السماء قبل قوله نزل من السماء (ويبدو أن هذا
عكس ما حدث فهو نزل وتجسد ثم صعد) لكنه بدأ بقوله صعد ألن صعود المسيح للسماء هو الذي جذبنا
للسماء وبهذا يجذب فكر نيقوديموس لإلرتقاء للسماويات ،ولهذه الحياة الجديدة التى يعرضها ويشرحها له ،بل
هو الوحيد القادر أن يصعد للسماء فهو الذى فى السماء ،إذاً هو القادر وحده أن يخبرنا عما فى السماويات بل يعطينا أن نحياها إذ هو قد طأطأ السموات ونزل لنحيا السماويات على األرض .لذلك بدأ اآلية بحرف العطف
(و) ألنها عائدة على آية (.):1
اآليات (يو«17" -:)10 –17 :6و َكما رفَع موسى ا ْلح َّي َة ِفي ا ْلبِّري ِ َن ُي ْرفَ َع ْاب ُن ِ سِ ان10 ،لِ َك ْي َّة ه َك َذا َي ْن َب ِغي أ ْ َ َ اإل ْن َ َ َ َ َ ُ َ ون لَ ُه ا ْل َح َياةُ األ ََب ِد َّي ُة" . الَ َي ْهلِ َك ُك ُّل َم ْن ُي ْؤ ِم ُن ِب ِه َب ْل تَ ُك ُ هنا نرى لماذا نزل إبن اإلنسان من السماء وكيف يصعدنا إلى السماء.
رأينا في آية ( ) :7التجسد وهنا نرى الفداء (وهنا المسيح يشرح السمويات برموز من العهد القديم) .فاإلنسان
ب الخطية القاتلة لإلنسان .فالخطية مرتبطة بالحية .وجاءت الحيات سقط بواسطة الحية التي إستطاعت أن تُ َسر ْ صور عمل الخطية التي تفتك باإلنسان الخاطئ .أما الحية النحاسية فهي المحرقة تفتك بالشعب (عد )311:لتْ ّ حية ميتة سمها مقتول وهي رمز للمسيح الذي تجسد في شبه جسد الخطية بل صار خطية ألجلنا لكنه بال
خطية .وحمل خطايانا في جسده ومات وهو حامل لها فقتل الخطية بالجسد .لهذا يقال أن المسيح أمات الموت
ودان الخطية بالجسد أي حكم عليها حكماً مؤبداً بالعدم حينما مات بها ثم قام .والنظر للحية النحاسية هو رمز لمن يؤمن بالمسيح المصلوب الذي قام من األموات ليقيم من يؤمن به من موت الخطية (:بط .)1111يرفع إبن
اإلنسان= أوالً على خشبة ثم صعوده .حياة أبدية= فهي حياة اهلل نفسه الذي ال يموت ،األبدي ،أعطاها لنا في
146
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
المعمودية" .لي الحياة هي المسيح" (في )1:1:أعطاها لنا بصليبه وقيامته .المسيح يشرح هنا أن الصليب هو األساس الذى تبنى عليه المعمودية التى هى ميالد من الماء والروح .
13 يد ،لِ َك ْي الَ َي ْهلِ َك ُك ُّل َم ْن ُي ْؤ ِم ُن ِب ِهَ ،ب ْل َح َّ ب اهللُ ا ْل َعالَ َم َحتَّى َب َذ َل ْاب َن ُه ا ْل َو ِح َ آية ( يو " -:)13 :6أل ََّن ُه ه َك َذا أ َ ون لَ ُه ا ْل َح َياةُ األ ََب ِد َّي ُة" . تَ ُك ُ
هنا المسيح يكرر لكي ال يهلك كل من يؤمن به= لكي يشرح لنيقوديموس أن الذي يعطي الحياة األبدية ليس هو
العمل بالناموس بل اإليمان .وما الذي دفع المسيح أن يتجسد ويصلب ..اإلجابة هنا هي الحب .كل العالم=
يهوداً وأمم .إبنه الوحيد= هذه تذكرنا بتقديم إبراهيم إبنه الوحيد محرقة .فإسحق كان رم اًز للمسيح .في آية ():1
المسيح يقول عن نفسه "إبن اإلنسان" وفي هذه اآلية يقول "إبن اهلل" فهو إبن اهلل الذي صار إبناً لإلنسان ليفدينا. أحب اهلل العالم= كانت آالم إبراهيم حين َّ قدم إسحق ذبيحة تساوي تماماً آالم إسحق .فاهلل بهذه القصة شرح كيف أن آالم اآلب كانت مساوية آلالم االبن ،وأن درجة بذل اآلب هي نفس درجة بذل اإلبن .ولم يكن اهلل ليبذل إبنه
الوحيد إالّ لو كان الثمن الذي سيحصل عليه مساوياً لهذا .وكان ما حصل عليه اهلل اآلب هو بنوة اإلنسان هلل بفداء المسيح ،وهذه هي محبة اآلب ،الذي فرح بعودة أبنائه إليه .المسيح هنا يعلن محبة اآلب لنا .أحب حتى
بذل= محبة اهلل قوية إلى هذه الدرجة (رو )7111أحب= (أغابي) وهي المحبة التي تعطي دون أن تطلب شيئاً. بذل= أعطى نفسه عطاء كامالً لكي ال يهلك بسم الحية كل من يؤمن به .الحياة األبدية= هي حياة المسيح
وهي أبدية.
17 ِ ص ِب ِه ا ْل َعالَ ُم" . آية ( يو " -:)17 :6أل ََّنهُ لَ ْم ُي ْر ِس ِل اهللُ ْاب َن ُه إِلَى ا ْل َعا َلِم لِ َي ِد َ ين ا ْل َعالَ َمَ ،ب ْل ل َي ْخلُ َ يا نيقوديموس الخالص الذي جئت ألقدمه يختلف عن الناموس ،فالناموس الذي أنت متمسك به يدينك ،بل
يحكم عليك بالموت .وكانت تعاليم الربيين اليهود أن المسيا حين يأتي سيبيد األمم ويسحقها .لكن المسيح هنا
يقول أن هدفه هو خالص األمم بل العالم كله وليس دينونة العالم (إش .)::171فالمسيح في مجيئه األول أتى ليخلص ولكنه في مجيئه الثاني سيأتي ليدين .فالشمس التي تضئ للناس هي نفسها تميت البعض من ضربة
الشمس والماء الذي يحيي الناس ،هناك من يغرق فيه ويموت.
12 اهلل ا ْلو ِح ِ ين ،ألَنَّ ُه لَم ي ْؤ ِم ْن ِباسِم ْاب ِن ِ يد" . انَ ،والَِّذي الَ ُي ْؤ ِم ُن قَ ْد ِد َ آية ( يو " -:)12 :6اَلَِّذي ُي ْؤ ِم ُن ِب ِه الَ ُي َد ُ ْ ُ ْ َ من يؤمن يخرج من دائرة الدينونة أما من يدان فهو يدان ألنه خرج من دائرة الحب .وهذا تفسير التناقض
الظاهري بين " لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم" (يو" ،)7:1:اهلل لم يرسل إبنه إلى العالم ليدين العالم"
(يو .):317فالمسيح أتى حقاً ليخلص ويجمع كل شعبه في جسد واحد بالمحبة ،فمن يؤمن يدخل لهذا الجسد ويتمتع بالحب والنور والفرح وغفران الخطايا ،التي حملها في جسده .ومن يرفض فهو الذي حكم على نفسه
بالدينون ة وأن يبقى في الظلمة الخارجية وأن نحيا بضمير معذب من الخطايا فال غفران سوى بالمسيح .وهذا تم
147
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
التعبير عنه في قول سمعان الشيخ "ها إن هذا قد ُوضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل" (لو .)7111يؤمن= يؤمن +يعتمد +يحيا كما يحق إلنجيل المسيح .ومن رفض المسيح تبدأ دينونته على األرض ليس بسبب خطاياه القديمة بل لرفضه المسيح الذي يغفر خطاياه.
(والحظ أن يوحنا يكتب سنة :::م بعد خراب الهيكل بثالثين سنة وبهذا نفهم أن سبب خراب األمة اليهودية
جاء لكل إنسان أنه حين يؤمن إيمان حي عامل بالمحبة يقبله اهلل عدم إيمانها) .ولكن يوحنا يضع أمالً ور ً (يو .)7:1:1ويحذر من عدم اإليمان ( .)1111اإليمان هنا هو يناظر النظر إلى الحية النحاسية ليشفَي الملدوغ .وأيضاً تركيز النظر على المسيح ي ِ شفي .كما ركز بطرس نظره على المسيح فسار فوق األمواج. ُ بإسم إبن هلل= أي بقوة الفداء فكلمة اإلسم تعني القدرة .فالذي يؤمن بأن الدم له قوة الغفران يستريح ضميره. ِ ِ ِ 13 ِ اس الظُّ ْلم َة أَ ْكثَر ِم َن ُّ ب َّ ِ ُّ الن ِ ور، َح َّ اء إِلَى ا ْل َعالَمَ ،وأ َ الن ُ ور قَ ْد َج َ َ آية ( يوَ " -:)13 :6وهذه ه َي الد َّْي ُنوَن ُة :إ َّن الن َ َ ِ يرةً" . أل َّ َن أ ْ َع َمالَ ُه ْم َكا َن ْت شِّر َ
الدينونة هي القضاء .وال يمكن أن ينعقد إالّ بوجود أداة التمييز بين الخطأ والصواب للحكم بالعقاب أو البراءة.
والقضاء أداته الوحيدة هي النور اإللهي الذي يفرق بين أعمال الظلمة وأعمال النور .فالمسيح جاء للعالم نو اًر للعالم وهو الحق اإللهي .حياة المسيح وأقواله في الكتاب المقدس هي نور ومن يقبله فقد أحب النور .وكل ما ينحاز للنور فهذا يوضح أنه أحب النور ومن يرفضه يعلن أنه إختار الظلمة .فهل ما هو في اإلنجيل من حياة
المسيح وأقواله يمكن أن يسخر منه أحد إالّ الذي أحب الظلمة (المادية والشهوانية) .والنور بهذا يصير هو أداة
التفريق والتمييز وهو القاضي .ألن الذين يرفضون النور ينحازون إلى رئيس هذا العالم فيقعون تحت الدينونة
والرفض (يو .)7:1:1ربما كان لنا عذر في خطايانا لو لم يأت المسيح ،لكنه أتى وظهر النور ،وعرفنا الحق.
فكل من ينحاز للشر ُيدان .والدينونة تبدأ من هنا على األرض في الضمير المتألم ،أما من يؤمن بالمسيح يكون له سالم مع اهلل (رو .):17أما غير المؤمن فهو لم يحصل على الحياة األبدية وال الشفاء الروحي وال الخالص وال السالم ،هو سبب لنفسه هذه الدينونة برفضه المسيح .أحب الناس الظلمة= أي تمسكوا بها (شهوات
وضالالت فكرية .)..هؤالء فضلوا الخطية والشيطان على المسيح.فماذا يفعل هؤالء سوى السخرية من المسيح ليسكنوا ضمائرهم .يوحنا هنا يتكلم عن الغارقين في الشر ،وليس عمن يخطئ عن ضعف .فاإلستغراق في الشر
يؤثر على قابلية اإلنسان للتوبة وقبول النور .ألن أعمالهم كانت شريرة= أعماق نفوسهم صارت مصبوغة بالشر ،الشيطان أصبح يسود على ضمائرهم .االستمرار في األعمال الشريرة ُي َول ْد عادات وارتباطات تؤثر على حرية اإلنسان فال يستطيع أن يقترب من النور .ولكننا نرى نيقوديموس الذي أتى للمسيح ليالً .وقد نما إيمانه وأتى للمسيح في النور ساعة الصلب( .يو .)7:1::ونسمع عن فيلسوف فرنسي ظل في حالة عداء للمسيح
حتى لحظة موته فقال (أخي اًر إنتصرت أيها الناصري المصلوب). الس ِّي ِ النورَ ،والَ َيأ ِْتي إِلَى ُّ ض ُّ الن ِ َع َمالُ ُه" . آية ( يو15" -:)15 :6أل َّ َن ُك َّل َم ْن َي ْع َم ُل َّ ور لِ َئالَّ تَُوب َ آت ُي ْب ِغ ُ َّخ أ ْ َ
148
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
السيئات= هنا هي األعمال البطالة الحقيرة (العادات الخاطئة واألفعال الخاطئة أي السلوك األخالقي) هذه تؤثر على الضمير فيبغض النور .وهذه خطورتها في أنها تجعل اإلنسان يهرب من النور ويبغض الدعوة إليه خشية
أن توبخ أعماله من أحبائه أو أصدقائه المخلصين إليه (رؤ +::17أف .):1-:117هذا مثل العين المريضة تبغض النور وتهرب منه. 11 َعمالُ ُه أَنَّها ِب ِ ق فَ ُي ْق ِب ُل إِلَى ُّ الن ِ َما َم ْن َي ْف َع ُل ا ْل َح َّ اهلل َم ْع ُمولَ ٌة»". ور ،لِ َك ْي تَ ْ آية ( يوَ " -:) 11 :6وأ َّ َ ظ َه َر أ ْ َ يفعل الحق= أي يمارسه ،فالحق فعل وليس مجرد كالم ،بل هو حياة ومن يحيا في الحق يحيا في النور .ومن
له فكر روحي وبصيرة مفتوحة يرى الحق فينفذه .وعرض أعمال البر خطر أو الكالم عنها أمام الناس فهذا يؤدي للوقوع في خطية البر الذاتي واإلعتداد بالنفس .ونالحظ أن المسيح يقول هنا عن األعمال الصالحة أنها
باهلل معمولة= فاهلل هو صاحب العمل الصالح حقيقة .هو الذي يعطي قوة لهذا العمل والهدف تمجيد إسم اهلل. ومن يفهم هذا لن يقع في البر الذاتي ،بل لن يتكلم عن نفسه (:كو +311يع .):31:بل "أستطيع كل شئ في
المسيح الذي يقويني" (في .):711يفعل الحق= أي غير منغمس في الشهوات .مثل هذا حين ظهر المسيح آمن
به= يقبل إلى النور .هذا مثل أن من تابوا على يد المعمدان إكتشفوا المسيح .وقيل عن غاندي رجل المبادئ أنه قال (كيف ينام المسيحيين ولهم إله صنع لهم كل هذا) وقيل عن طاغور شاعر الهند أنه قال (أحب المسيح)
فمن يعمل الحق ويحبه يكتشف المسيح بسهولة .فغاندي وطاغور رجلي المبادئ سهل عليهم إكتشاف شخص
المسيح فأحبوه .مثال آخر 1نيقوديموس أحب النور فإقترب من المسيح ليالً ثم بدأ يحبه ويكتشف شخص المسيح وينمو إيمانه يوماً فيوماً إلى أن أعلن صراحة عالقته بالمسيح بعد صلبه.
اآليات (:)63-11
(المعمدان يكمل شهادته)
11 ودي ِ ض ا ْل َي ُه ِ سوعُ َوتَالَ ِمي ُذهُ إِلَى أ َْر ِ ان َّةَ ،و َم َك َ ث َم َع ُه ْم ُه َن َ اكَ ،و َك َ اء َي ُ اآليات (يوَ " -:)63 – 11 :6وَب ْع َد ه َذا َج َ 16 ِ ان ُه َن َ ِ ون ِبقُر ِب ِ ِ ون يرةٌَ ،و َكا ُنوا َيأْتُ َ يم ،أل ََّن ُه َك َ ُي َع ِّم ُدَ .و َك َ وح َّنا أ َْي ً ان ُي َ َ ضا ُي َع ِّم ُد في َع ْي ِن ُن ٍ ْ اك م َياهٌ َكث َ سال َ 10 17 ِِ ِ وح َّنا م َع َي ُه ٍ ود ِم ْن وح َّنا قَ ْد أُْل ِق َي َب ْع ُد ِفي ِّ َوَي ْعتَ ِم ُد َ الس ْج ِنَ .و َح َدثَ ْت ُم َب َ ون .ألَنَّ ُه لَ ْم َي ُك ْن ُي َ احثَ ٌة م ْن تَالَميذ ُي َ َ 13 ِج َه ِة التَّ ْط ِه ِ ت قَ ْد ان َم َع َك ِفي َع ْب ِر األ ُْرُد ِّن ،الَِّذي أَ ْن َ وح َّنا َوقَالُوا لَ ُهَ «:يا ُم َعلِّ ُمُ ،ه َوَذا الَِّذي َك َ اءوا إِلَى ُي َ ير .فَ َج ُ ِ 17 ِ ش ْي ًئا إِ ْن لَ ْم َي ُك ْن قَ ْد ون إِلَ ْيه» وح َّنا َوقَ َ َن َيأْ ُخ َذ َ َ ان أ ْ ش ِه ْد َ سٌ ت لَ ُهُ ،ه َو ُي َع ِّم ُدَ ،وا ْل َج ِميعُ َيأْتُ َ اب ُي َ أج َ َ ال«:الَ َي ْقد ُر إِ ْن َ ِ 12 ِ ام ُهَ 13 .م ْن لَ ُه ُع ِط َي ِم َن َّ س ُك ْم تَ ْ سُ ون لِي أ َِّني قُ ْل ُ ش َه ُد َ أْ ت أََنا ا ْل َمس َ ت :لَ ْ يح َب ْل إِ ِّني ُم ْر َ الس َماء .أَ ْنتُ ْم أَ ْنفُ ُ َم َ س ٌل أ َ ص ْو ِت ا ْل َع ِر ِ يق ا ْل َع ِر ِ يس .إِ ًذا فََر ِحي يسَ ،وأ َّ يس الَِّذي َي ِق ُ ص ِد ُ س َم ُع ُه فَ َي ْف َر ُح فََر ًحا ِم ْن أ ْ ف َوَي ْ َج ِل َ َما َ وس فَ ُه َو ا ْل َع ِر ُ ا ْل َع ُر ُ 61 يعَ ،والَِّذي ِم َن ه َذا قَ ْد َك َم َلَ 65 .ي ْن َب ِغي أ َّ ق ا ْل َج ِم ِ ق ُه َو فَ ْو َ ص .اَلَِّذي َيأ ِْتي ِم ْن فَ ْو ُ َن ذلِ َك َي ِز ُ يد َوأ َِّني أََنا أَ ْنقُ ُ 61 السم ِ ِ ِ ض ٌّي ،و ِم َن األَر ِ َّ َِّ ض ُهو أَر ِ ش َه ُد، ق ا ْل َج ِم ِ س ِم َع ُه ِب ِه َي ْ اء ُه َو فَ ْو َ يعَ ،و َما َرآهُ َو َ َ ْ األ َْر ِ َ ْ ض َيتَ َكل ُم .اَلذي َيأْتي م َن َّ َ 66 ق67 ،أل َّ ِ سلَ ُه اهللُ َيتَ َكلَّ ُم ِب َكالَِم ادتَ ُه فَقَ ْد َختَ َم أ َّ َح ٌد َي ْق َبلُ َهاَ .و َم ْن قَِب َل َ َو َ ص ِاد ٌ ش َه َ ش َه َ س أَ َن الَّذي أ َْر َ َن اهللَ َ ادتُ ُه لَ ْي َ
149
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث) 63 60 ِ آلب ُي ِح ُّ س ِب َك ْيل ُي ْع ِطي اهللُ ُّ االب َن َوقَ ْد َدفَ َع ُك َّل َ االب ِن لَهُ ش ْي ٍء ِفي َي ِد ِه .الَِّذي ُي ْؤ ِم ُن ِب ْ ب ْ وح .اَ ُ الر َ اهلل .أل ََّن ُه لَ ْي َ ضب ِ ِ اهلل»". االب ِن لَ ْن َي َرى َح َياةً َب ْل َي ْم ُك ُ َح َياةٌ أ ََب ِد َّي ٌةَ ،والَِّذي الَ ُي ْؤ ِم ُن ِب ْ ث َعلَ ْيه َغ َ ُ
(آية 1)11كان حديث المسيح مع نيقوديموس في أورشليم .وأتى المسيح مع تالميذه إلى أرض اليهودية= أي
ريف وأرض خالء باليهودية شرق جبال أورشليم على ضفاف نهر األردن حيث مكث المسيح َّ مدة مع تالميذه. وكان ُي َع ِّم ْد= وفي (مر +:71:يو )7-:11أن المسيح لم يكن يعمد بل تالميذه!! وأن المسيح كان يكرز بالتوبة. عمد تالميذه أوالً ثم كلفهم بأن يعمدوا الناس واكتفى هو بالتعليم والقديس أغسطينوس يقول إن المسيح ّ
(مر .) :71:ويكمل أغسطينوس وذهبي الفم أن معمودية التالميذ في ذلك الحين لم تكن معمودية سرائرية حسب ما يصنع اآلن فالروح القدس لم يكن قد ح ّل عليهم بعد. وهناك ثالث معموديات قد مورست1
على ):أ -معمودية يوحنا 1كانت إغتساالً للجسد كله بالماء .وكان هذا عند اليهود يعني التطهير "إنضح ّ بزوفاك فأطهر .إغسلني فأبيض( + "..حز +1717:ال .)11::+::1:7وكان هناك في خيمة االجتماع مرحضة لإلغتسال .وكان يوحنا يعمدهم إعالناً وعالمة على توبتهم ورم اًز لنعمة الخالص
اآلتي (مت.)::17
ب -معمودية التالميذ للجموع قبل حلول الروح القدس على التالميذ .هذه في شكلها شبيهة بمعمودية يوحنا وكانت للتطهير وينقصها حلول الروح القدس.
وكال المعموديتين (أ،ب) هدفهما التوبة ،والمعمودية رمز واعالن لذلك .وهدف ذلك أن التائب تنفتح عيناه )1
فيعرف المسيح.
أما ال مسيح نفسه فقد عمد تالميذه معمودية حقيقية ولذلك عند غسله لقدمي بطرس قال له الذي إغتسل ليس له حاجة إال لغسل رجليه بل هو طاهر كله .إذاً معمودية المسيح لهم كانت حقيقية ولكن فعلها مؤجالً لحين حلول الروح القدس عليهم .هذا يشبه شيك حصلت عليه ولكن مكتوب على ظهره يصرف يوم كذا ،فأنا حصلت على حقي لكن لن أحصل على المال إالّ في اليوم المحدد .والتالميذ حين عمدهم
)7
المسيح حصلوا على حقهم في مفاعيل المعمودية ،لكن هذا تم يوم حلول الروح القدس.
المعمودية الثالثة هي ما يصنع اآلن في الكنيسة ومارسه التالميذ بعد حلول الروح القدس عليهم .وهي
معمودية للتطهير وكاملة الفعل وتتم بالروح القدس (راجع أع)71::
وإليضاح الفارق بين المعموديات الثالث نسوق المثل التالي( 1وهو للمتنيح األنبا أثناسيوس مطران بني
سويف)-1
دخل إنسان إلى بيت فوجد 7آالت تليفونية.
.:اآللة األولى لها شكل التليفون ولكنها لعبة أطفال (المعمودية األولى ليوحنا). .1اآللة الثانية هي تليفون حقيقي ولكن لم تصل له ح اررة (معمودية المسيح للتالميذ قبل حلول الروح القدس).
150
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
.7اآللة الثالثة هي تليفون حقيقي به ح اررة (هي المعمودية الحالية).
عمد -:أنه هو عمد تالميذه ،وتالميذه عمدوا الجموع ،مثلما صنع هو معجزة الخمس خبزات إذاً قوله وكان ُي ِّ وأعطى لتالميذه ليوزعوا.
وهذه اآلية هنا هي مقدمة للحديث عن حديث المعمدان األخير لتكميل شهادته عن المسيح .وبعد هذا= في
الزمان أو بعد أن إنتقلوا إلى مكان آخر.
(آية 1)17مياه كثيرة= فالمعمودية تتم بالتغطيس ولذلك تحتاج لمياه كثيرة .ونرى هنا المعمدان مازال يمارس وظيفته في اإلعداد بالتوبة لملكوت اهلل كسابق للمسيح .وربما ترك المعمدان مكانه الذي كان يعمد فيه أوالً ليبعد
عن هيرودس أنتيباس بسبب العداوة التي نشأت بسبب هجومه عليه وتوبيخه علناً .عين نون= غرب نهر
األردن في البراري الواقعة على ضفافه على الحدود بين اليهودية والسامرة .ولكن بدأ العدد الذي يذهب للمعمدان
يتناقص ،إذ بدأ كثيرون يذهبون للمسيح (آية )1:لذلك قال المعمدان ينبغي أن هذا يزيد وأنا أنقص (.)7:17 ُسلِ ْم يوحنا .ومن هذه اآلية نرى أن (آية 1)11في (مر ):7-:11:نرى أن المسيح بدأ خدمته في الجليل بعد أن أ ْ المسيح بدأ خدمته قبل أن ُي َسلَّ ْم المعمدان ليد هيرودس .وقد بدأ المسيح خدمته أوالً في اليهودية.
(اآليات 1)1:-17وجود المسيح يعمد مع وجود يوحنا أنشأ نوعاً من المنافسة والمباحثات بين تالميذ المعمدان واليهود المعمدين أو بين تالميذ المسيح .فالمسيح يعلم أن الخالص يكون بالميالد من فوق بواسطة الروح القدس
لنكون خليقة جديدة .والمعمدان يعلم أن المعمودية هي توبة فقط ،وحين إحتدمت المناقشة أتى تالميذ المعمدان
له ليسألوه ،فهم تصوروا أن المعمدان هو المسيا ومعموديته هي الخالص ،وهكذا كانوا يشرحون لليهود .وفي هذا نرى أن تالميذ المعمدان لم يفهموا شهادة معلمهم بأن الذي يأتي بعده هو أقوى منه .هوذا الذي كان معك= هذه
تشير ألنهم يفهمون أن هناك تساوي بين المسيح ويوحنا .بل هم يقولون للمعمدان يامعلم .وفي إستخفاف ال
يذكرون اسم المسيح .فهم وضعوا المسيح فى مركز أقل من المعمدان .الذي أنت قد شهدت له= بهذا كان
تالميذ يوحنا يريدون أن يثيروه ضد المسيح ولكنه لم يستجب لهم .فهم يذكرونه بأنه صنع معه إحساناً إذ شهد له
وربما تصوروا أنه كأحد تالميذه أي مساو لهم في تلمذته للمعمدان .ومعنى كالمهم أن المسيح بدأ يظهر ٍ كمتعد على وظيفة معلمهم .وتالميذ يوحنا المعمدان الذين لم يتبعوا المسيح كونوا جماعة كمنافس للمعمدان ،أو تشيعت له وظنت أنه المسيح وظلوا لقرون طويلة يقاومون المسيحية .ولآلن يظن بعض الخدام أن خادماً آخر
صار منافساً له .هذا يطلب مجده هو ال مجد المسيح .الجميع يأتون إليه= بالعامية هذه تساوي "إنت راحت
عليك" .هو يعمد= أخذ عملك.
(آية 1)13يضع المعمدان هنا مبادئ هامة .فيقرر أن كل معلم ال يأخذ إالّ ما أعطته له السماء .وعلى كل واحد أن يؤدي رسالته في حدودها المعينة له من السماء .وهذا الرد ينهي روح المنافسة بينه وبين المسيح في نظر
تالميذه ،بل أنه هو فرح إذ أن الناس بدأت تتبع المسيح .ال يأخذ أحد شيئاً =..هذا مبدأ عام (سواء لي أو
للمسيح).
151
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
(آية 1)11المعمدان يذكرهم بأقواله السابقة وشهادته السابقة عن المسيح للفريسيين (يو .)11-::1:ومن المؤكد هو قال هذا لتالميذه.
(آية 1)1:تصوير المسيح أنه العريس ،هذا جاء في األنبياء (هو +1:-::11حز +11::إش.)::-:171 والمعمدان كنبي تنبأ عن المسيح بفرح إذ أن نبوته قد تحققت ورأى تحقيقها بعينيه .وعند اليهود كان صديق
العريس يعد كل شئ للعريس وللفرح ،وحينما ينتهي الفرح بنجاح وبدون مشاكل يفرح الصديق إذ أن مهمته قد نجحت .وكان هذا عمل المعمدان ،إعداد الناس كعروس للمسيح العريس الحقيقي .أما لو أخذ صديق العريس
العروس لصار مغتصباً.
(آية 1)7:إنتهى دور األنبياء بظهور الذين تنبأوا عنه ،فإذا ظهرت الشمس (المسيح) ينتهي عمل المصابيح وعلى أن أقول ينبغي أن يتمجد المسيح (المعمدان) .لقد برهن المعمدان أنه بروحانيته هو أعظم من اإلثارة. ّ في وأنقص أنا وأتضع. ويزداد وأن ذاتي تنقص .ويزداد المسيح ًّ
(آية 1)7:المعمدان هو قائل هذا الكالم وحتى نهاية اإلصحاح .حسب رأي اآلباء ومنهم ذهبي الفم وأغسطينوس .الذي من فوق= فهو رأى الروح نازالً ومستق اًر عليه ،وهو شهد أنه إبن اهلل ،فهو يعلم من أين أتى
المسيح ،وبالتالي فهو فوق الجميع علماً وتأثي اًر وكرامة ومجداً .الذي من األرض= هنا المعمدان يقارن نفسه بالمسيح.
(آية 1)71هنا المعمدان يتكلم بالروح عن المسيح وشهادة المسيح لنفسه ولرسالته .وألن رسالة المسيح سماوية لم يفهمه ا كثير من الناس ولم يقبلوها .هذه نبوة عن رفض اليهود للمسيح .ورسالة المسيح سماوية فهو يشهد بما رآه وسمعه (قارن مع آية .)::17رآه وسمعه= تعبير بشري عن تطابق فكر اآلب واإلبن فهو غير منفصل عن
اآلب ،اإلبن هو الحق ذاته. (آية 1)77جرت العادة عند اليهود أن الشاهد يضع ختمه تصديقاً على الشهادة التي نطق بها .والمسيح هو الشاهد هلل ،الذي يتكلم بكالم اهلل ويختم بصدق اهلل .وكل من يقبل المسيح يكون كمن قبل كل الحق من اهلل .ففيه
تكمل كل مواعيد اهلل الصادقة غير الكاذبة ( .)1:11وقد تعني اآلية أن الذي يقبل المسيح يجد فيه ختماً لكل
النبوات والمواعيد التي قالها اهلل على فم أنبيائه .عموماً من يقبل شهادة المسيح وتعاليمه فقد صدق اهلل فالمسيح
هو اهلل ،هو كلمة اهلل الذي يعلن للناس كالم أبيه.
(آية 1)71اهلل أرسل المسيح الذي تعترضون أنتم عليه ،محمالً بآيات وكالم الحياة ،كالم اهلل نفسه .واهلل كان يعطي األنبياء الروح بمقياس ومكيال أي بقدر معين .وعلى قدر ما
يحتمل كل نبي وبقدر ما يحتمل السامعين ،أما للمسيح فبال كيل وبال مقياس فهو له ملء الروح ،ونحن نأخذ من
ملئه (يو .)::1:والناس تذهب إلى المسيح ألن كالمه هو كالم اهلل .وال أحد يستطيع أن يتكلم في اإللهيات إالّ بالروح القدس.
(آية 1)77المعمدان كان هو أول من أعلن حقيقة أن المسيح هو إبن اهلل (يو )711:بعد ما رآه يوم المعمودية. دفع كل شئ في يده= إذاً سلطان اآلب= سلطان اإلبن.
152
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)
اآلب يحب اإلبن= "هذا هو إبني الحبيب" هذا ما سمعه يوحنا المعمدان .والحب هو لغة الثالوث فاهلل محبة واإلبن هو المحبوب (:يو +::11أف .):1:وهذا سر آخر كشف للمعمدان.
(آية 1)7:هذه تتطابق مع شهادة موسى عن المسيا النبي المنتظر (تث +::1:1أع .)17-1117ونالحظ أن شهادة المعمدان هنا تتطابق مع ما قاله المسيح لنيقوديموس .فالروح هو الذي أوحى للمعمدان بما قاله ،والمسيح
أشاد بشهادة المعمدان عنه (يو .)7:-7717لن يرى حياة= حياة أبدية طبعاً .يمكث عليه غضب اهلل= يخيم
عليه غضب اهلل ،أي يقاسي من غضب اهلل .وهذه اآلية تشير ألن من يحجب اهلل وجهه عنه بسبب عدم إيمانه
بالمسيح يصير بال بركة .هذه اآلية في هذا اإلصحاح تشير لطريق الخالص [ ]:الصليب [ ]1اإليمان []7
المعمودية.
وفي آية ( ) 711نجد المسيح يذهب للجليل ليبعد تالميذه عن هذه المباحثات مع تالميذ المعمدان وليبعدهم عن روح المنافسة .والحظ فهناك مجاالت كثيرة للخدمة .ويوحنا المعمدان استمر يعمد حتى ال يثار تالميذه من
المسيح لكنه ظل يشهد لعظمة المسيح ليحول تالميذه للمسيح.
بهذه الكلمات والتعاليم كان يوحنا المعمدان يحول تالميذه للمسيح لتكون لهم حياة أبدية.
فاإليمان بالمسيح هو فقط طريق الحياة األبدية.
153
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح الرابع)
عودة للجدول
اإلصحاح الرابع (الســــامرية) كان اليهود يتعالون على السامريين .وكان السامريون يكرهون اليهود .ولذلك صارت السامرة ملجأ أميناً للمسيحيين الذين هربوا من اليهود (أع .):11وقد ذهب فيلبس الشماس للك ارزة في السامرة (أع-1،:1-711
.):3والمسيح بعد أن حضر عرس قانا الجليل (يو )1ذهب ليفتقد شعبه في اليهودية ويطهر هيكله .ثم تقابل
ناموسي (يو ) 7ثم ها هو يفتقد امرأة نصف أممية .هي قصة تطبيق لما رأيناه من قبل عن التجديد .فها هو مع ٌ السيد المسيح يسعى وراء هذه السامرية الساقطة ليحولها إلى كارزة .وهكذا يسعى اهلل وراء كل نفس خاطئة ليجددها. معامالت المسيح مع الخطاة:
المسيح هو الطبيب الذي أتى ليشفي مرضى الخطية ،وكطبيب حكيم يعرف ما الذي تحتاجه كل نفس ،فهو له
طريقة مع كل نفس تختلف عن األخرى ،لكنه يسعى وراء كل نفس طالباً عودتها لألحضان اإللهية. أ .فها هو مع آدم 1يقول له أين أنت ،ليحثه على اإلعتراف بخطيته.
ب .وها هو مع قايين :يسعى وراءه ليمنعه من السقوط ،بل حتى بعد أن سقط وقتل أخيه .وربما هناك من يقول ولماذا يسعى اهلل وراء شخص مثل قايين وهو يعلم أنه لن يستجيب. .1هو يسعى وراء كل نفس في حب أبوي مشتاقاً لرجوع كل نفس.
.1في الدينونة لن يجرؤ إنسان أن يقول أن اهلل لم يعطني فرصة = لكى تتبرر فى أقوالك وتغلب إذا حوكمت (مزمور . )7:
ج .مع المرأة السامرية :إذ هي ال تعرف شيئاً عنه ،يذهب إليها ويعرفها بنفسه ويتحاور معها.
د .مع اإلبن الضال :ال يذهب إليه ،فهو ترك بيت أبيه بإرادته ،بعد أن تذوق حب أبيه .فهذا لن يجدي معه الحوار .لكن اهلل في محبته يحاصره بالضيقات والمجاعة ليقارن مع الحال في بيت أبيه ويندم
ويعود ،وهذا عمله مع يونان.
ه .المرأة الخاطئة (لو :)7يشجعها ربما بنظراته الحانية ويعلن لها أنه غفر لها خطاياها الكثيرة فتحبه كثي اًر وتبكي عند قدميه وتنال الغفران والخالص .والكتاب لم يذكر كيف عرفت المرأة أن المسيح
154
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
غفر لها الكثير فأحبته كثي اًر .والكتاب حين يصمت عن شئ فهو يقول شئ .وما نتعلمه من هذا أن
المسيح له طريقة تختلف من واحد آلخر.
و .المرأة الكنعانية :يصدمها بقوله أنها كالكالب في نجاستها .فهي تعيش مثل الكنعانيين تشرب اإلثم كالماء وقبل أن يشفي أمراضها الجسدية (إبنتها) كان البد من شفائها من خطيتها .السيد هنا
يضعها أمام مرآة لتدرك مدى نجاستها ،فتتوب وتشفي (مت.)11-111:7
ز .ضعف إيمان فيلبس :يعالجه بسؤال عن شراء خبز لآلالف فيحسب فيلبس المبلغ ويعلن إستحالة ويشفَى فيلبس من عدم إيمانه. تدبير مبلغ .ثم يصنع السيد المعجزة ُ ح .مريض بيت حسدا (يو 1)7هنا مريض ال يشغله سوى مرضه ومن يلقيه في البركة ،هذا لن يصلح معه حوار أو تبكيت بل هو لن يحتمل تجربة جديدة فيكفيه ما هو فيه .فالسيد يشفيه ثم يطلب منه
أن ال يخطئ ثانية.
ولكن نرى الخطاة في معاملت هم مع المسيح يختلقون المعاذير حتى ال يتوبوا ويرجعوا وحتى ال تتواجه النفس مع نور المسيح ولتبقى في ظلمة الخطية ،وكمثال ألعذار الخطاة نرى هذه السامرية-1
.:أنت يهودي وأنا سامرية :فال معامالت بينهما .واآلن يظن كثير من الناس أنهم طالما أخطأوا فاهلل لن يتعامل معهم (مثل يهوذا) .بل كثيرون يمتنعون عن الذهاب للكنائس إذا سقطوا ظناً أن اهلل لن يقبلهم. ولكن ألم يأتي السيد المسيح للخطاة ليشفيهم من خطيتهم.
.1ال دلو لك والبئر عميقة :لن تستطيع أن تأتي بالماء فال توجد وسيلة لديك .واآلن كم من الناس لديهم مشاكل وال يتصورون أن اهلل لديه حلول لها .وهذا ما حدث مع شعب إسرائيل إذ وجدوا الماء م اًر ،ففكروا
أن اهلل غير قادر على حل هذه المشكلة.
.7إعطنى هذا الماء :ظناً أن الماء ماء مادي .وكثيرون ال يعرفون المسيح سوى للماديات ،بغير تفكير في عطاياه الروحية.
.1أباؤنا سجدوا في هذا الجبل :مناقشة غير مجدية .كثيرون إذا كلمتهم عن الذهاب للكنيسة يبدأون في الحوار عن الفروق بين األديان والفروق بين الطوائف وتتوه المناقشة .والمطلوب التوبة والذهاب للكنيسة. السامرة :محددة باليهودية جنوباً وبالجليل شماالً .ويقال أن طولها كان 13ميالً وعرضها 1:ميالً .وأنها ورثت أ رض منسى وأفرايم بعد العودة من السبي .ولكنها تقلصت أيام المسيح لبعض مدن تحيط بالسامرة .وكانت
السامرة قد ذهبت للسبي على يد أشور وخربت البالد .والسامريون هم بقايا هذا السبي بعد أن تزاوجوا مع الوثنيين
الذين أتى بهم ملك أشور ليسكنوا إسرائيل محل أهل البالد الذين ذهبوا إلى السبي .وكان الدم اليهودي هو الغالب .وأصل العداوة هي عملية اإلصالح التي قام بها عز ار ونحميا لتنقية الدم اليهودي .فطردوا كل من تزوج
155
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
من السامرة ،ورفض اليهود أن يشترك معهم السامريين في بناء الهيكل .وكان السامريون ال يعرفون سوى أسفار
موسى الخمسة فقط ،ولكن اليهود عاملوهم كهراطقة.
وكانت عبادتهم تقام في هيكلهم على جبل جرزيم الذي أقيم سنة 1::ق.م( .وضع السامريون في توراتهم إسم
جبل جرزيم عوضاً عن جبل عيبال [تث )]1-1113وحدث في هذه األيام أن رئيس كهنة اليهود الكبير "يادوا"
إمتنع أن يسمح ألخيه منسى أن يظل متزوجاً من بنت سنبلط السامري وطلب منه أن يطلقها فرفض منسى 156
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
فأرغمه يادوا على الفرار من اليهودية .فذهب منسى وأقام نفسه رئيس كهنة لهيكل جرزيم عند السامريين سنة
771ق.م بمساعدة سنبلط حميه ،الذي وعده بهذا إن لم يطلق إبنته .وصارت العبادة في جرزيم صورة طبق األصل من هيكل أورشليم .وقد هدم يوحنا هركانوس هيكلهم في جرزيم سنة :7:ق.م .ولم يبنى ثانية .وقد أعاد هيرودس بناء السامرة وأسماها سباسطية على إسم إغسطس قيصر "(سبستوس باليونانية هي أغسطس
بالالتينية) وأعاد بناء شكيم وأسماها نيابوليس وهي نابلس حالياً.
ولقد إحتقر اليهود السامريين وأسموهم نجسين ،بل كانوا يرفضون أن يقولوا إسم سامري على ألسنتهم .وكان
السامريون لذلك يكرهون اليهود ويهاجمونهم إذا مروا في السامرة ،لذلك كان مرور المسافرين اليهود في السامرة
من الخطورة بمكان .وكان اليهود يقولون إن من يقبل سامرياً في بيته ويستضيفه وجب أن يذهب هذا اليهودي
إلى السبي هو وبنيه .ومما زاد العداوة مع السامريين أن بعض السامرين دخلوا خلسة سنة :ق.م .وألقوا عظاماً بشرية (وهي تعتبر نجاسة) داخل الهيكل ليغيظوا اليهود .ولكل هذا كان اليهود يعتبرون أن أكل السامريين كلحم
الخنزير .فال يأكلون أكلهم وال يشترون منهم .وكانوا إذا أرادوا أن يشتموا أحداً قالوا عنه أنه سامري (يو.)1111
ومن هنا نتصور وقع تعاليم المسيح عن السامري الصالح ،وشفاء عشرة برص ليعود منهم واحد وهو سامري .بل طلب المسيح من تالميذه أن يبشروا في السامرة بعد أن يبشروا في اليهودية .ومن محبته لكل الناس َعلَّم تالميذه أن ال يتقيدوا بتعاليم اليهود وأن يذهبوا ليبتاعوا طعاماً من السامرة ،فهو أتى ألجل الجميع وألجل هذه السامرية الخاطئة ،فهو الذي يرحم المنبوذين.
وكان اليهود والسامريين متفقين في أشياء كثيرة.
.:هؤالء يسمون أنفسهم إسرائيليين (اليهود) .والسامريين يسمون أنفسهم يعقوبيين وكالهما شخص واحد. .1يقدس كالهما السبت واألعياد.
.7يمارس كالهما الختان كعقيدة أساسية. .1يقدس كالهما توراة موسى.
ونالحظ أن المسيح في حواره مع هذه السامرية كان يجادلها ليرفع إيمانها ،وهذا ما نالحظه درجة درجة في
كلماتها-1
.:أنت يهودي وأنا امرأة سامرية( .هنا هو في نظرها مجرد رجل يهودي). .1يا سيد (هنا رفعت درجته)
.7ألعلك أعظم من أبينا يعقوب (بدأت تشك أنه أعظم من يعقوب). .1أعطني هذا الماء لكي ال أعطش (بدأت هي تطلب منه). .7يا سيد أرى أنك نبي (هنا صار في نظرها أنه نبي). .:أنا أعلم أن مسيا يأتي ..أنا هو (هنا عرفت حقيقته)
على فغلبت" (أر)311: فطريقة اهلل الحوار واإلقناع "أقنعتني يا رب فإقتنعت وألححت ّ
157
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
بين نيقوديموس والسامرية نيقوديموس
السامرية
.:رجل فريسي طاهر في سيرته.
.:امرأة سامرية ساقطة.
.1حديث كان في الليل.
.1الحديث في وضح النهار.
.7شخص معروف أعلنه الكتاب.
.7أخفى الكتاب شخصها.
.1ظل إيمانه مخفياً حتى وقت الصليب.
.1ظهر إيمانها في الحال.
.7ضعف الرجل كان في قوته ،فما عطّله كان .7كانت قوة المرأة في ضعفها فهي تقابلت مع التصاقه بالسنهدريم وخوفه على مركزه.
المسيح الذي شفاها من خطيتها.
.:كانت الصعوبة أمامه عقلية .لذلك وجه .:كانت الصعوبة أمامها خطيتها .لذلك وجه المسيح كالمه له ليفتح بصيرته
المسيح كالمه إلى ضميرها لتتوب فيطهرها.
العجب أن كالم المسيح لكليهما كان عن الماء1 َن ا ْلفَِّر ِ ص ِّي ُر َوُي َع ِّم ُد تَالَ ِمي َذ أَ ْكثََر ِم ْن س ِم ُعوا أ َّ ب أ َّ الر ُّ اآليات (يوَ " -:)07 – 1 :7فلَ َّما َعلِ َم َّ يس ِّي َ سوعَ ُي َ َن َي ُ ين َ 7 ضا إِلَى ا ْل َجلِ ِ س ُه لَم َي ُك ْن ُي َع ِّم ُد َب ْل تَالَ ِمي ُذهُ6 ،تَر َك ا ْل َي ُه ِ ان الَ ُب َّد لَ ُه وح َّناَ 1 ،م َع أ َّ سو َ يلَ .و َك َ ضى أ َْي ً وديَّ َة َو َم َ ُي َ َن َي ُ َ ع َن ْف َ ْ َّيع ِة الَِّتي و َهبها يعقُ ِ امرةَ0 .فَأَتَى إِ َلى م ِدي َن ٍة ِم َن َّ ِ َن ي ْجتَ َاز َّ ِ ف س َ وس َ َ َ َ َْ ُ أْ َ وب ل ُي ُ وخ ُارِ ،بقُ ْر ِب الض ْ َ السام َرِة ُيقَا ُل لَ َها ُ الس َ َ 3 ِ اع ِة ان َن ْح َو َّ ب ِم َن َّ ْاب ِن ِهَ .و َكا َن ْت ُه َن َ س ه َك َذا َعلَى ا ْل ِب ْئ ِرَ ،و َك َ وب .فَِإ ْذ َك َ الس َ سوعُ قَ ْد تَع َ اك ِب ْئ ُر َي ْعقُ َ السفَ ِرَ ،جلَ َ ان َي ُ َع ِط ِ امرِة لِتَ ِ الس ِادس ِة7 .فَجاء ِت ام أرَةٌ ِم َن َّ ِ َن تَالَ ِمي َذهُ َكانُوا قَ ْد ب» 2أل َّ يني ألَ ْ اء ،فَقَ َ سوعُ«:أ ْ ش َر َ ْ ال لَ َها َي ُ ستَق َي َم ً َّ َ الس َ َ َ َْ 3 الس ِ ِ ِ ِ ت َي ُه ِ ي َوأََنا ود ٌّ اما .فَقَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ َّ ب ِم ِّني لِتَ ْ ام ِرَّي ُةَ «:ك ْي َ بَ ،وأَ ْن َ َم َ ش َر َ ف تَ ْطلُ ُ ض ْوا إِلَى ا ْل َمدي َنة ل َي ْبتَ ُ اعوا طَ َع ً 15 ين ع ِط َّي َة ِ ِ ِ الس ِ ود الَ يع ِ ام أرَةٌ س ِ اهللَ ،و َم ْن ام ِرَّي ٌة؟» أل َّ ون َّ سوعُ َوقَ َ ام ِرِّي َ املُ َ ال لَهاَ«:لَ ْو ُك ْنت تَ ْعلَم َ َ َج َ ين .أ َ اب َي ُ َن ا ْل َي ُه َ ُ َ َْ َ 11 َع َ ِ َع ِط ِ س ِّي ُد ،الَ َد ْل َو لَ َك ب ،لَ َ يني ألَ ْ طلَ ْب ِت أَ ْن ِت ِم ْن ُه فَأ ْ ُه َو الَِّذي َيقُو ُل لَ ِك أ ْ ش َر َ اء َحيًّا» .قَالَ ْت َل ُه ا ْل َم ْأرَةَُ «:يا َ طاك َم ً 11 َع َ ِ ِ ِ ب ِم ْن َها ُه َو َعطَا َنا ا ْل ِب ْئ َرَ ،و َ وب ،الَِّذي أ ْ اء ا ْل َح ُّي؟ أَلَ َعلَّ َك أ ْ ش ِر َ ظ ُم م ْن أَِبي َنا َي ْعقُ َ َوا ْل ِب ْئ ُر َعميقَ ٌة .فَم ْن أ َْي َن لَ َك ا ْل َم ُ 16 ضا17 .و ِ شرب ِم ْن ه َذا ا ْلم ِ ِ ِ ب ِم َن لك ْن َم ْن َي ْ سوعُ َوقَ َ اء َي ْعطَ ُ ش أ َْي ً ش َر ُ ال لَهاَُ «:ك ُّل َم ْن َي ْ َ ُ َج َ َوَبنُوهُ َو َم َواشيه؟» أ َ َ اب َي ُ َ اء ي ْنبع إِلَى حي ٍ يه ي ْنبو َ ٍ ص ِ ِ ِ ِ ِ ش إِلَى األَب ِد ،ب ِل ا ْلم َِّ ُع ِط ِ ا ْلم ِ اة يه أََنا َفلَ ْن َي ْعطَ َ اء الَِّذي أ ْ ََ ير ف َ ُ َ َ ع َم َ َ ُ َ ُ اء الذي أُ ْعطيه َي ُ َ 13 10 ِ َّة» .قَالَ ْت لَ ُه ا ْلم أرَةُ«:يا س ِّي ُد أ ْ ِ ِ أَب ِدي ٍ ال لَ َها َستَ ِق َي» .قَ َ َعطَ َ اء ،لِ َك ْي الَ أ ْ َ ش َوالَ آت َي إِلَى ُه َنا أل ْ َعطني ه َذا ا ْل َم َ َْ َ َ 17 ِ ِ س ًنا س ِلي َز ْو ٌج» .قَ َ َج َاب ِت ا ْل َم ْأرَةُ َوقَ ْ سوعُ«:اذ َ هه َنا» أ َ ْه ِبي َو ْادعي َز ْو َجك َوتَ َعالَ ْي إِلَى ُ سوعَُ «:ح َ ال لَ َها َي ُ الت«:لَ ْي َ َي ُ ُق ْل ِت :لَ ْيس لِي َزوج12 ،ألَنَّ ُه َك َ ِ الص ْد ِ ق». س ُة أ َْزَو ٍ س ُه َو َز ْو َج ِك .ه َذا ُق ْل ِت ِب ِّ اجَ ،والَِّذي لَ ِك َ ٌْ اآلن لَ ْي َ ان لَك َخ ْم َ َ 15 13 ون إِ َّن ِفي أُور َ ِ يم س ِّي ُد ،أ ََرى أ ََّن َك َن ِب ٌّي! آب ُ س َج ُدوا ِفي ه َذا ا ْل َج َب ِلَ ،وأَ ْنتُ ْم تَقُولُ َ َ اؤَنا َ قَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةَُ «:يا َ ُ شل َ 11 ِ ِِ َن يسج َد ِف ِ ِ ِ ِ اع ٌة ،الَ ِفي ه َذا ا ْل َج َب ِل، يه» .قَ َ س َ ا ْل َم ْوض َع الَّذي َي ْن َبغي أ ْ ُ ْ َ صدِّقيني أ ََّن ُه تَأْتي َ ام َأرَةَُ ، ال لَ َها َي ُ سوعَُ «:يا ْ آلب11 .أَ ْنتُم تَسج ُد َ ِ والَ ِفي أُور َ ِ ون لِ ِ ص س ُج ُد لِ َما َن ْعلَ ُم .أل َّ ون ،أ َّ ستُ ْم تَ ْعلَ ُم َ س ُج ُد َ ْ ُْ َما َن ْح ُن فَ َن ْ ون ل َما لَ ْ يم تَ ْ َن ا ْل َخالَ َ َ ُ شل َ 16 ون ا ْلح ِق ِ ِ ِ الس ِ ُه َو ِم َن ا ْل َي ُه ِ ون ِل ِ وح َوا ْل َحقِّ، الر ِ ين َّ آلب ِب ُّ س ُج ُد َ يقي َ اآلنِ ،ح َ اع ٌةَ ،و ِه َي َ اج ُد َ َ س َ ُّون َي ْ ودَ .ولك ْن تَأْتي َ
158
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع) 17 َن اآلب َ ِ الس ِ س ُج ُدوا». أل َّ الرو ِح َوا ْل َح ِّ هؤالَ ِء َّ ون لَ ُه فَ ِب ُّ ب ِم ْث َل ُ ق َي ْن َب ِغي أ ْ س ُج ُد َ وحَ .والَِّذ َ اج ِد َ ين لَ ُه .اَهللُ ُر ٌ طال ٌ َ َن َي ْ ين َي ْ 10 ِ ِ ِ َع َلم أ َّ ِ ش ْي ٍء»13 .قَا َل اك ُي ْخ ِب ُرَنا ِب ُك ِّل َ اء َذ َ َن َمسيَّا ،الَّذي ُيقَا ُل لَ ُه ا ْل َمس ُ يحَ ،يأْتي .فَ َمتَى َج َ قَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ«:أََنا أ ْ ُ 17 ون أ ََّن ُه يتَ َكلَّم مع ام أر ٍَة .و ِ ِ ِ ِ ِ لك ْن لَ ْم َي ُق ْل َّب َ اء تَالَمي ُذهَُ ،و َكا ُنوا َيتَ َعج ُ َ ُ َ َ َْ َ سوعُ«:أََنا الَّذي أُ َكلِّ ُمك ُه َو»َ .و ِع ْن َد ذل َك َج َ لَ َها َي ُ 12 ض ْت إِلَى ا ْل َم ِدي َن ِة َوقَالَ ْت لِ َّلن ِ اس: ب؟» أ َْو «لِ َما َذا تَتَ َكلَّ ُم َم َع َها؟» فَتََرَك ِت ا ْل َم ْأرَةُ َج َّرتَ َها َو َم َ َح ٌدَ « :ما َذا تَ ْطلُ ُ أَ 13 ِ يح؟»65 .فَ َخ َر ُجوا ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة َوأَتَْوا إِلَ ْي ِه. سا ًنا قَ َ ال لِي ُك َّل َما فَ َع ْل ُ ت .أَلَ َع َّل ه َذا ُه َو ا ْل َمس ُ « َهلُ ُّموا ا ْنظُُروا إِ ْن َ 61 61 ِ ِ ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه أَ ْنتُ ْم». ال لَ ُه ْم«:أََنا لِي َ ام َعلِّ ُمُ ،ك ْل» فَقَ َ سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ ام آل ُك َل لَ ْ َوِفي أَثْ َناء ذل َك َ ينَ « :ي ُ ط َع ٌ 67 66 طع ِ ض ُه ْم لِ َب ْع ٍ يئ َة ش ْي ٍء لِ َيأْ ُك َل؟» قَ َ فَقَ َ َح ًدا أَتَاهُ ِب َ َع َم َل َم ِش َ امي أ ْ َن أ ْ ال التَّالَ ِمي ُذ َب ْع ُ ض«:أَلَ َع َّل أ َ سوعَُ َ «: ال لَ ُه ْم َي ُ 60 ِ الَِّذي أَر ِ اد؟ َها أََنا أَقُو ُل لَ ُك ُمْ :ارفَ ُعوا ون أ َْرَب َع ُة أَ ْ صُ ون :إِ َّن ُه َي ُك ُ َما تَقُولُ َ ش ُه ٍر ثُ َّم َيأْتي ا ْل َح َ ْ َ سلَني َوأُتَ ِّم َم َع َملَ ُه .أ َ 63 اة األَب ِدي ِ ُجرةً وي ْجمع ثَم ار لِ ْلحي ِ ِ َّت لِ ْلح ِ ِ َّة ،لِ َك ْي َي ْف َر َح َع ُي َن ُك ْم َوا ْنظُُروا ا ْل ُحقُ َ أْ َ صادَ .وا ْل َحاص ُد َيأْ ُخ ُذ أ ْ َ َ َ َ ُ َ ً َ َ ول إِنَّ َها قَد ْاب َيض ْ َ َ 62 67 ِ ِ ِ ِ َّ الز ِ ص ُدوا َما لَ ْم ص ُد ُ ارعُ َوا ْل َحاص ُد َم ًعا .أل ََّن ُه في ه َذا َي ْ س ْلتُ ُك ْم لتَ ْح ُ ص ُد .أََنا أ َْر َ ق ا ْلقَ ْو ُل :إِ َّن َواح ًدا َي ْزَرعُ َوآ َخ َر َي ْح ُ 63 الس ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ آخر َ ِ ِ ِ ين ون ِم َن َّ ام ِرِّي َ ير َ آم َن ِبه م ْن ت ْل َك ا ْل َمدي َنة َكث ُ تَتْ َع ُبوا فيهُ َ . ون تَع ُبوا َوأَ ْنتُ ْم قَ ْد َد َخ ْلتُ ْم َعلَى تَ َع ِب ِه ْم» .فَ َ 75 الس ِ ث اء إِلَ ْي ِه َّ َن َي ْم ُك َ س َب ِب َكالَِم ا ْل َم ْأر َِة الَِّتي َكا َن ْت تَ ْ ش َه ُد أ ََّن ُه«:قَ َ سأَلُوهُ أ ْ ال لِي ُك َّل َما فَ َع ْل ُ ام ِري َ ُّون َ ت»َ .فلَ َّما َج َ ِب َ ِ ِ 71 71 ِ ِ ِ س َب ِب َكالَ ِم ِك ِع ْن َد ُه ْم ،فَ َم َك َ ث ُه َن َ س َب ِب َكالَمهَ .وقَالُوا ل ْل َم ْأرَة«:إِ َّن َنا لَ ْ س َنا َب ْع ُد ِب َ آم َن ِبه أَ ْكثَُر ِجدًّا ِب َ اك َي ْو َم ْي ِن .فَ َ ِ ِ ِ ص ا ْل َعالَِم»َ 76.وَب ْع َد ا ْل َي ْو َم ْي ِن َخ َر َج ِم ْن ُه َنا َك س ِم ْع َنا َوَن ْعلَ ُم أ َّ َن ه َذا ُه َو ِبا ْل َحقيقَة ا ْل َمس ُ يح ُم َخلِّ ُ ُن ْؤ ِم ُن ،أل ََّن َنا َن ْح ُن قَ ْد َ 70 77 ِِ َن«:لَ ْيس لِ َن ِب ٍّي َكر ِ اء إِلَى ا ْل َجلِ ِ ضى إِلَى ا ْل َجلِ ِ يل قَِبلَ ُه س ُه َ ش ِه َد أ ْ سو َ َو َم َ ام ٌة في َوطَنه»َ .فلَ َّما َج َ َ ع َن ْف َ يل ،ألَ َّن َي ُ ََ ِ ِ 73 شلِيم ِفي ا ْل ِع ِ ِ ا ْل َجلِيلِي َ ِ اء يد ،أل ََّن ُه ْم ُه ْم أ َْي ً اءوا إِلَى ا ْلعيد .فَ َج َ ضا َج ُ ُّون ،إ ْذ َكا ُنوا قَ ْد َع َاي ُنوا ُك َّل َما فَ َع َل في أ ُ ُور َ َ ان َخ ِادم ِل ْلملِ ِك ْاب ُن ُه م ِر ٌ ِ ضا إِلَى قَا َنا ا ْل َجلِ ِ وم77 .ه َذا إِ ْذ يلَ ،ح ْي ُ اء َخ ْم ًراَ .و َك َ سوعُ أ َْي ً يض في َك ْف ِرَن ُ ص َن َع ا ْل َم َ ث َ َي ُ َ ٌ َ اح َ ط َل َ ِ ودي ِ َّة إِلَى ا ْل َجلِ ِ اء ِم َن ا ْل َي ُه ِ ش ِرفًا س ِم َع أ َّ يل ،ا ْن َ ان ُم ْ َن َي ْن ِز َل َوَي ْ سأَلَ ُه أ ْ سو َ ش ِف َي ْاب َن ُه أل ََّن ُه َك َ ق إِلَ ْيه َو َ ع قَ ْد َج َ َن َي ُ َ 73 72 ِ ِ ِ ِ ٍ ِ س ِّي ُد ،ا ْن ِز ْل ب» قَ َ َعلَى ا ْل َم ْوت .فَقَ َ سوعُ«:الَ تُ ْؤ ِم ُن َ آيات َو َع َجائ َ ون إِ ْن لَ ْم تََر ْوا َ ال لَ ُه َخاد ُم ا ْل َملكَ «:يا َ ال لَ ُه َي ُ 05 ال لَ ُه يسوعُ«:اذ َ ِ ِ ِ ِ ب. آم َن َّ وت ْاب ِني» .قَ َ قَ ْب َل أ ْ َن َي ُم َ سوعَُ ،وَذ َه َ الر ُج ُل ِبا ْل َكل َمة الَّتي قَالَ َها لَ ُه َي ُ َُ ْه ْب .ا ْب ُن َك َح ٌّي» .فَ َ 01 الس ِ ِ ِ ِ 01 يما ُه َو َن ِ َخ َذ يدهُ َوأ ْ يها أ َ استَ ْق َبلَ ُه َع ِب ُ َخ َب ُروهُ قَ ِائلِ َ استَ ْخ َب َرُه ْم َع ِن َّ َ ين«:إِ َّن ْاب َن َك َح ٌّي» .فَ ْ از ٌل ْ اعة الَّتي ف َ َوف َ 06 الساع ِة َّ ِ يتَعافَى ،فَقَالُوا لَ ُه«:أَم ِ ِ ال لَ ُه َب أَنَّ ُه ِفي ِت ْل َك َّ اع ِة الَِّتي قَ َ الس َ السا ِب َعة تََرَكتْ ُه ا ْل ُح َّمى» .فَفَ ِه َم األ ُ س في َّ َ َ َ ْ 07 ودي ِ ِ ِ ِ اء ِم َن ا ْل َي ُه ِ ِ َّة آم َن ُه َو َوَب ْيتُ ُه ُكلُّ ُه. هذ ِه أ َْي ً ضا َ ف َ سوعُ لَ َّما َج َ ص َن َع َها َي ُ آي ٌة ثَان َي ٌة َ يها َي ُ سوعُ«:إ َّن ْاب َن َك َح ٌّي» .فَ َ إِلَى ا ْل َجلِ ِ يل" . 1 ِ ِ َن ا ْلفَِّر ِ وح َّنا، س ِم ُعوا أ َّ ب أ َّ الر ُّ اآلات (يوَ " -:)6 – 1 :7فلَ َّما َعلِ َم َّ يس ِّي َ ص ِّي ُر َوُي َع ِّم ُد تَالَمي َذ أَ ْكثََر م ْن ُي َ سوعَ ُي َ َن َي ُ ين َ ضا إِلَى ا ْل َجلِ ِ س ُه لَم َي ُك ْن ُي َع ِّم ُد َب ْل تَالَ ِمي ُذهُ6 ،تَر َك ا ْل َي ُه ِ يل". َ 1م َع أ َّ سو َ ضى أ َْي ً ود َّي َة َو َم َ َن َي ُ َ ع َن ْف َ ْ فلما علم الرب ..أن يسوع .قوله الرب هذا يشير للمسيح في الهوته كما يراه يوحنا .وقوله يسوع فهذا يشير له
كإنسان كما يراه الفريسيين .يصير= يجذب إليه الناس ويتلمذهم ويعمدهم بعد أن يتلمذهم.
فبعد اإلثارة التي فعلها تالميذ يوحنا ،والمشاكل التي توقع المسيح حدوثها من الفريسيين ،إنسحب من اليهودية إلى الجليل منعاً للمصادمات معهم قبل الوقت (وكانت عودة المسيح للجليل هذه هي بداية الخدمة في األناجيل 159
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
الثالثة األخرى) .وتال ميذ يوحنا أشاعوا أن المسيح يعمد ،لذلك يركز يوحنا على أن المسيح لم يكن يعمد فهؤالء كاذبين يريدون إثارة الجماهير ضد المسيح .ونالحظ أن المعمودية المسيحية كما نعرفها لم تبدأ إال بعد حلول
الروح القدس ،والروح القدس لم يحل على التالميذ إال بعد موت المسيح وقيامته .فالمعمودية هي موت مع
المسيح وقيامة معه .والمعمودية ال تكتسب فاعليتها إال بالروح القدس. ترتيب األحداث: في (يو )171:توجه الرب إلى الجليل. في (يو ):711عاد إلى أورشليم.
في (يو )711توجه إلى الجليل فوصلها في (آية.)17 وفي (يو ):17توجه إلى أورشليم.
وفي ( ):1:عاد إلى الجليل.
وفي (يو )::13عاد إلى اليهودية وظل هناك إلى ما بعد القيامة. 7 الس ِ ام َرةَ" . َن َي ْجتَ َاز َّ ان الَ ُب َّد لَ ُه أ ْ آية ( يوَ " -:)7 :7و َك َ الطريق عبر السامرة شاق وحار ومحفوف بالمخاطر بسبب عداء السامريين لليهود وتعديهم على المارة منهم.
وكان هناك طريق آخر من شرق األردن شماالً للناصرة .البد له أن يجتاز= ليؤمن أهلها .فالمسيح أتى وتجسد
لهذا السبب( .وكان اليهود يتحاشون المرور بالسامرة أيضاً حتى ال يتنجسوا).
َّيع ِة الَِّتي و َهبها يعقُ ِ آية ( يو0" -:)0 :7فَأَتَى إِلَى م ِدي َن ٍة ِم َن َّ ِ ف س َ وس َ َ َ َ َْ ُ وب ل ُي ُ وخ ُارِ ،بقُ ْر ِب الض ْ َ السام َرِة ُيقَا ُل لَ َها ُ َ ْاب ِن ِه" . سوخار= تحت جبل اللعنات (جبل عيبال) وهو في مقابل جبل جرزيم .وبين سفحي الجبلين مدينة شكيم (نابلس
حالياً) .وسوخار (خربة عسكر حالياً) هي بجانب شكيم .والمرأة أتت إلى بئر جافة تقريباً ووقت الظهر ،بينما من
يستقي يأتي ليستقي صباحاً ،فهي خجالنة من نظرات الناس إليها وهي امرأة فقيرة واالّ ألرسلت خدامها ليستقوا
لها.
وهبها يوسف= (راجع تك +11-1:111يش.)71111
3 ِ ان ب ِم َن َّ آية ( يوَ " -:)3 :7و َكا َن ْت ُه َن َ س ه َك َذا َعلَى ا ْل ِب ْئ ِرَ ،و َك َ وب .فَِإ ْذ َك َ سوعُ قَ ْد تَع َ اك ِب ْئ ُر َي ْعقُ َ السفَ ِرَ ،جلَ َ ان َي ُ الساع ِة َّ ِ س ِة" . َن ْح َو َّ َ الساد َ ِ لمتْ َعب إنهارت تَع َ ب= فهو إنسان كامل يتعب ،وهو يتعب لتؤمن السامرية .جلس هكذا= هذا تعبير يوناني يشير ُ
قواه فإرتمى في جلوسه متعباً وفي عطش من ح اررة الجو ،ودون تنظيف للمكان .البئر= هناك لفظان في
160
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
اليونانية للبئر .األول يشير لينبوع طبيعي ماؤه ٍ أما حين تقولها جار ويستخدمه لها يوحنا إذا قالها المسيحّ . السامرية فيستخدم لها يوحنا تعبير آخر يشير للبئر الذي ماؤه راكد وشحيح (أر ):711مقارنة بين ينبوع يعطيه
اهلل وبئر شحيح يحفره إنسان) .وفي هذا إشارة للمسيح ينبوع الحياة (رؤ .):3111+:11:الساعة السادسة= هي الساعة التي ِ ب فيها الرب ليموت فيعطي حياة .ونالحظ أن المسيح قال في الساعة السادسة أنا عطشان صل َ ُ ويقول التقليد أن المرأة السامرية إسمها فوتينا .ويقال أن طول الحبل المستخدم في بئر يعقوب هذا :::قدم. َع ِط ِ امرِة لِتَ ِ ام أرَةٌ ِم َن َّ ِ َن ب» 2أل َّ يني ألَ ْ اء ،فَقَ َ سوعُ«:أ ْ ش َر َ ْ ال لَ َها َي ُ ستَق َي َم ً الس َ َْ ِ اما". ل َي ْبتَ ُ اعوا طَ َع ً
7 اء ِت اآليات (يو "-:)2–7 :7فَ َج َ ض ْوا إِلَى ا ْل َم ِدي َن ِة تَالَ ِمي َذهُ َكا ُنوا قَ ْد َم َ أعطيني ألشرب= قد يطلب منا المسيح خدمة بسيطة ليمنحنا هو بركة كبيرة .واهب الحياة يتحول لشحاذ محتاج
ولكن ذلك ليعطي لهذه المرأة حياة.
وهناك من يستثقل خدمة المسيح غير عالم أن عطايا المسيح ال حصر لها .هناك من ال يزال يظن أن المسيح
محتاج لخدماته غير عالم أن من يقدم خدمة للمسيح يأخذ في مقابلها مئة ضعف .هذه مثل إعطني قلبك..
ولكنه حين يأخذه يمأله فرحاً .ماذا كانت أتعاب المرأة ،هي ستنزل الدلو لتحصل على بعض الماء ليشرب
ماء حياً .وكل منا يظن أنه يتعب في الصالة والصوم ..ولكنه ماذا سيحصل عليه المسيح .وماذا كانت ستأخذ؟ ً من نعم .المسيح ال يبقى مديوناً .هي تصورت أنها ستتعب ألجل المسيح وال تعلم مقدار تعبه ألجلها .بل هو حينما يعطي ،يعطي ذاته .لكن عموماً هناك نقطة إيجابية لدى هذه السامرية وهي قابليتها للنقاش مع المسيح، فهناك من يرفض .وعجيب أن المسيح عطش وطلب أن يشرب ثم لم يشرب ،فهو فرح بخالص نفس السامرية.
(فطعام المسيح وشرابه هو إجتذاب النفوس ليخلصها( اش )::177لقد طغت حاجة المرأة على حاجته هو. والمسيح في محبته قادر أن يهب ماء الحياة ويحول الماء إلى خمر وفي نفس الوقت يرسل تالميذه ليشتروا
طعاماً وال يعمل معجزة ألجل نفسه .يشبع اآلالف حتى ال ينصرفوا جائعين وال يحول الحجارة إلى خبز لنفسه. والمسيح بسؤاله للسامرية أراد أن يعطيها ال أن يأخذ منها .هو هنا يبحث عن خالص نفس امرأة فقيرة (تستقي لنفسها وليس لديها من يستقي لها) ،وسامرية أي نصف أممية بل زانية ،وهناك عداء بينها وبين اليهود.
والسامرية فرغ ماؤها وسط النهار كما فرغت خمر عرس قانا الجليل ،وهذا معناه أن الفرح أعوز الجميع .ونالحظ أن كلمات المسيح للسامرية 3كلمات ( 3رقم الكمال) .والتالميذ كانوا قد مضوا إذ أرسلهم الرب كلهم حتى ال
يجرح مشاعر المرأة وهو يكلمها أمامهم ويستدرجها لتعترف فتتنقى فتراه فتؤمن.
3 ي وأََنا ام أرَةٌ س ِ الس ِ ت َي ُه ِ ام ِريَّ ٌة؟» آية ( يو " -:)3 :7فَقَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ َّ ب ِم ِّني لِتَ ْ ام ِرَّي ُةَ «:ك ْي َ بَ ،وأَ ْن َ ش َر َ ف تَ ْطلُ ُ َْ َ ود ٌّ َ الس ِ ود الَ يع ِ ين" . أل َّ ون َّ ام ِرِّي َ املُ َ َن ا ْل َي ُه َ ُ َ
أمر غريب أن يتكلم رجل مع امرأة ويهودي مع سامرية .ويشرب من إناء سامري نجس (أنظر مت+71::
لو +77-711:يو +1111أع .)111::وهي كخاطئة في محضر المسيح الذي تلوح عليه مالمح القداسة بدأت
161
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
في بجاحة تتكلم كأنها تدافع عن جنسها كسامرية منبوذة من اليهود .لكنها سريعاً ما تغيرت في أسلوبها .هي
ظنت أنها ال تعرفه وهو ال يعرفها ،ثم إكتشفت أنه يعرف عنها كل شئ .وأنها هي أيضاً تعرف أنه المسيا .إذاً
كل من يقترب من المسيح سيجد أنه يعرفه وأن المسيح يعرفه شخصياً.
15 َع ِط ِ ين ع ِط َّي َة ِ ِ ِ يني سوعُ َوقَ َ اهللَ ،و َم ْن ُه َو الَِّذي َيقُو ُل لَ ِك أ ْ ال لَهاَ«:لَ ْو ُك ْنت تَ ْعلَم َ َ َج َ آية ( يو " -:)15 :7أ َ اب َي ُ َع َ ِ اء َحيًّا»". ب ،لَ َ ألَ ْ طلَ ْب ِت أَ ْن ِت ِم ْن ُه فَأ ْ ش َر َ طاك َم ً
ماء حياً= (رؤ +::111 +:313إش .)7111 +71:1وكان اليهود يسمون مياه اآلبار مياه ميتة ،والمياه ً الجارية مياه حية .لو كنت تعلمين= المسيح يتمنى لو أنها إكتشفت شخصه الذي يعطي بسخاء وال يعير فتطلب
هي منه ،ال تراه مساف اًر في عطش بل إلهاً يعطي حياة .لكن غرور الخطية يعمي العيون فال يدرك الخاطئ
إحتياجه للمسيح .لكن المسيح يعرض ذاته دائماً لكي نتعرف عليه فنطلبه فيعطينا حياة .الماء الحي أي الماء الجاري ينظف بإستمرار مجرى المياه من أي قاذورات موجودة .أما الماء الراكد فتجده مملوءاً بالقاذورات. واإلنسان المملوء من الروح القدس ،يطهره الروح القدس (بالتبكيت والمعونة) من خطاياه لذلك نصلي "روحك
القدس جدده في أحشائنا" حتى يعمل عمله وينقينا .وهذا جهاد كل منا أن نصرخ في الصالة طالبين أن نمتلئ ويتجدد الروح في داخلنا فنتنقى من خطايانا ،فهو يعطي الروح للذين يطلبونه بلجاجة (لو ):71::وراجع أيضاً
(أف1( + )1:-:117تي ):1:إذاً اإلمتالء (جعل الماء حي جاري) هو نتيجة جهادنا. قصة الماء في إنجيل يوحنا: (ص )1نجد أول معجزة ،وهي تحويل الماء إلى خمر.
(ص )7اإلنسان يولد من الماء والروح .والروح ينقص معمودية يوحنا. (ص )1المسيح ينبوع حي ،يعطي ماء حياة. (ص )7تحريك الماء يشفي.
(ص ):المسيح يمشي على البحر الهائج (هذا يشير لسلطان المسيح على العالم المضطرب). لكن ماء البحر ماء مالح يشير للعالم ،ومن يشرب من هذا الماء يعطش.
(ص )3من آمن بي تجري من بطنه أنهار ماء حي (.)7113 (ص ):شفاء المولود األعمى بإغتساله في بركة سلوام.
بهذا نرى أن الماء عنصر أساسي في التحول من الحياة القديمة إلى الحياة الجديدة .والمسيح يتوق أن نولد كلنا
جديداً من الماء والروح ويفيض علينا من الماء الحي الذي هو روحه القدوس .الماء هو سر الحياة .والمعنى أن
المسي ح أتى ليعطينا نحن الموتى الحياة" ،فيه كانت الحياة" وكما تقابل إسحق مع رفقة عند بئر .فالتقابل مع عريسنا السماوي يكون عند جرن المعمودية حين نموت معه ونقوم متحدين معه .ويرسل لنا روحه القدوس
(الماء) ليحيي نفوسنا.
162
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
11 ِ ِ اء ا ْل َح ُّي؟" س ِّي ُد ،الَ َد ْل َو لَ َك َوا ْل ِب ْئ ُر َعميقَ ٌة .فَم ْن أ َْي َن لَ َك ا ْل َم ُ آية ( يو " -:)11 :7قَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةَُ «:يا َ يا سيد= (= LORDكيريي) .هنا المرأة العاصية تقبل أن تدخل في حوار مع المسيح .ونرى عطايا اهلل أنها
أكثر مما نظن أو نفتكر ،ولكن العقل البشري ال يتخيل أن هذه عطايا اهلل ،بل يضع العراقيل في وجه من يحاول
خالصه ،بل يضع الخاطئ قيوداً على نفسه ويتصور أنه ال حل لها= ال دلو لك= بل نتصور أن اهلل ليس عنده حل لمشاكلنا .هي رأت شكله البسيط المتعب من السفر ولم تدري إمكانياته .البئر عميقة= هكذا أتصور عمق
مشكلتي التي ال حل لها ،أو خطيتي. اش ِ ش ِرب ِم ْنها ُهو وب ُنوه ومو ِ آية ( يو11" -:)11 :7أَلَعلَّ َك أ ْ ِ يه؟»" وب ،الَِّذي أ ْ َعظَ ُم م ْن أَِبي َنا َي ْعقُ َ َعطَا َنا ا ْل ِب ْئ َرَ ،و َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ السامرية هنا تتحصن بالماضي فتراه أفضل من القفز إلى المجهول .وهكذا فعل نيقوديموس إذ تمسك بشيخوخته
ورأى الحل أن يدخل لبطن أمه ،وتمسك رؤساء الكهنة بهيكلهم بالرغم من فساده إذ جعله مغارة لصوص . وتمسك تالميذ يوحنا بمعموديته.
وتقليد السامريين يقول أن يعقوب عندما وقف على هذه البئر وهو في عطش هو ومن معه وصلّى هلل فاضت البئر بالماء .ونفس القصة نجدها في تلمود اليهود .فسؤال السامرية هل أنت أعظم من يعقوب أي ستجعل البئر تفيض .فالمشكلة في نظرها أنه ال دلو له وال حبل طويل فهل تقدر أن تعمل ما عمله أبينا يعقوب وتفيض البئر. 16 ضا17 .و ِ شرب ِم ْن ه َذا ا ْلم ِ لك ْن َم ْن اء َي ْع َ سوعُ َوقَ َ طُ ش أ َْي ً ال لَهاَُ «:ك ُّل َم ْن َي ْ َ ُ َج َ اآليات (يو " -:)17–16 :7أ َ َ اب َي ُ َ عم ٍ ص ِ ِ ش إِ َلى األَب ِد ،ب ِل ا ْلماء الَِّذي أ ْ ِ ِ ِ ُع ِط ِ شرب ِم َن ا ْلم ِ اء َي ْن َبعُ إِلَى يه أََنا َفلَ ْن َي ْع َ طَ اء الَِّذي أ ْ َي ْ َ ُ َ َ َ ُ ُعطيه َي ُ ير فيه َي ْن ُبو َ َ َ اة أَب ِدي ٍ ٍ َّة»". َح َي َ (راجع إش +:177 +::11:رؤ +:11: +::13يو .)771:الجسد يشرب ثم يعطش وهكذا ،أما الروح فهي
تشرب وترتوي وال تعود تشعر بالعطش بل تطلب المزيد .ومن يشرب من الماء الذي يعطيه اهلل ينتمي للسماويات
أما من يشرب من فال تعود الدنيا تشغله بملذاتها .لذلك من عاش للخطية يأتى يوم عليه يتمنى الموت وال يجدهّ ، الماء الذي يعطيه اهلل يولد كل يوم جديداً .والماء الذي يعطيه اهلل هو ماء فياض= أي يروي اآلخرين .ومن
يشرب ويجري وراء شهوات العالم يعطش الماء الذي أعطيه= عطايا المسيح تفوق كل تصورنا ،ماء يروي الروح وليس الجسد فقط .الروح القدس هو الماء .والروح القدس هو الذي يستعلن لنا المسيح فنشتاق أن نعرف أكثر ونراه أوضح ،ويصير في داخلنا فرح وتهليل يظل ينبع بفيضان فنعيش بإطمئنان في بهجة الخالص نشرب منها
كل يوم .فالمياه الحية التي أسماها المسيح عطية اهلل حينما تستقر في نفس اإلنسان تصبح قوة حية فاعلة تسكن هيكل اإلنسان ،تحييه وتجدده مثلها مثل عطية الحياة التي ينالها اإلنسان من أكل الجسد (يو .)711:وفي سفر
النشيد نسمع "أختى العروس جنة مغلقة ينبوع مختوم" أي أن مواردها من الداخل وليس لها حاجة لشئ من
الخارج .وماء الحياة من الداخل فعلينا أن ال نسعى إليه خارجاً عن دائرة قلوبنا .وهو أبدي يبدأ في الزمان ولكنه 163
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
يدخل ا ألبدية ،يروي فال نحتاج لشئ آخر .ويوقف تياره أن نتركه ونذهب نبحث عن أبار مشققة ال تضبط ماء. "ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية" (رؤ.):313من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً .ولكن من يشرب من الماء
الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى األبد.
العالم بما فيه يعطي ماء هو الماديات من مال /مراكز /قوة /ملذات حسية .ويظن كل من يحصل على هذه األشياء أنه يرتوي ولكن هذا خداع ..فلماذا؟
.:يظن اإلنسان أن المال فيه ضمان للمستقبل ،فيظل يحلم بزيادة رصيده ليضمن أمان المستقبل ،ولكن لم نرى إنسان يشبع ويكتفي ،بل دائماً يسعى للمزيد مهما إمتلك ،بل كلما زاد ما يمتلكه زاد إضطرابه خوفاً من ضياع ما يملكه .هو سيظل في حالة عطش دائم ،إما يريد المزيد أو شاعر بعدم اإلطمئنان .والعكس فإبن
اهلل مهما كان فقي اًر فهو في سالم حقيقي ،يقول مع عروس النشيد "أنا لحبيبي وحبيبي لي" (نش )71:ويقول
مع بطرس "لكن الذي لي فإياه أعطيك" (أع .):17مثل هذا اإلنسان مصدر سالمه أنه يملك اهلل نفسه ،اهلل
الغني واهلل القوي ..واهلل الذي يحبه وعينه عليه من أول السنة إلى آخرها ،بل إلى األبد ..إذاً لن يعطش إلى
األبد .له سالم اهلل الذي يفوق كل عقل (في)311
.1العالم يعطي ملذات حسية (أكل /شرب /جنس )..ولكن هل هذا يشبع؟ هل أشبع سليمان :::امرأة ؟ ابدا
لذلك أضاف أخرى فصرن ، ::::ومثالً لو قيل لشخص يتلذذ بالجنس ،أنه قد أصابه مرض خطير وأنه سيموت بعد أشهر ،هل سيجد تعزيته في مثل هذه الشهوات؟! والعكس فمن يعرف اهلل حقيقة واختبر الفرح الحقيقي الذي يعطيه اهلل سيجد أن الفرح الذي يعطيه اهلل ينتصر على أي ضيقة ،وسيجتاز فترة المرض وهو في فرح حقيقي أبدي ..ولن يعطش إلى األبد .ولكن علينا أن نميز بين كلمتين [ ]:اللذة (وهذه يعطيها العالم) وهي مؤقتة وتختفي في الضيقات.
[ ]1الفرح (وهذا عطية الروح القدس) وينتصر على أي ضيقة.
.7ولكن من أين هذا الفرح الحقيقي والسالم الحقيقي؟ من المحبة عطية الروح القدس (الماء الذي نشرب منه فال نعطش) لذلك فثمار الروح القدس محبة /فرح /سالم (غل .)1117وهناك فرق بين المحبة والشهوة.
فالمحبة باذلة أما الشهوة فأنانية .ولألسف فالعالم بخداع الشياطين أصبح يطلق على الشهوة األنانية القاتلة
حب .لكن من له المحبة الباذلة فله الفرح الحقيقي والسالم الحقيقي.
ِ آية ( يو10" -:)10 :7قَالَ ْت لَ ُه ا ْلم أرَةُ«:يا س ِّي ُد أ ْ ِ ِ َستَ ِق َي»". َعطَ َ اء ،لِ َك ْي الَ أ ْ ش َوالَ آت َي إِلَى ُه َنا أل ْ َعطني ه َذا ا ْل َم َ َْ َ َ هنا نرى أول عالمات العودة ،لقد نجح المسيح أن يجتذبها أي أنها شعرت باإلحتياج إليه ،ولكنها كطفل على
قدر تفكيره يطلب ،فهي تسأل لكي تستريح من عناء جلب الماء يومياً فتستريح وتريح من تخدمهم أي زوجها. والمسيح التقط الخيط فسألها عن زوجها هذا الذي تتعب ألجله ،أن تأتي به إليه .والحظ أن المسيح لم يعطها
الماء الذي طلبته ،هو حرك إشتياقاتها لتطلب ،ولكن لتحصل على هذا الماء عليها بالتوبة أوالً.
164
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع) 13 ِ ِ هه َنا»". آية ( يو " -:)13 :7قَ َ سوعُ«:اذ َ ْه ِبي َو ْادعي َز ْو َجك َوتَ َعالَ ْي إِلَى ُ ال لَ َها َي ُ الخطية هي العقبة الوحيدة في طريق نوالها للعطية ،لذا يتحتم كشفها واالعتراف بها ،واذا حدث سترتوي وتصير
نبعاً تشرب منه المدينة وأهلها وزوجها .لكنه يفعل هذا بمنتهى الرقة ودون أن يجرحها بل هو يساعدها( .الجديد
في المسيح ال يلبس على عتيق والروح ال يستقر في القلب إالّ بعد تطهير القلب بالتوبة). 17 ِ س ِلي س لِي َز ْو ٌج» .قَ َ َج َاب ِت ا ْل َم ْأرَةُ َوقَ ْ اآليات (يو -:)12–17 :7أ َ س ًنا ُق ْلت :لَ ْي َ سوعَُ «:ح َ ال لَ َها َي ُ الت«:لَ ْي َ َزوج12 ،ألَنَّ ُه َك َ ِ الص ْد ِ ق»". س ُة أ َْزَو ٍ س ُه َو َز ْو َج ِك .ه َذا ُق ْل ِت ِب ِّ اجَ ،والَِّذي لَ ِك َ ٌْ اآلن لَ ْي َ ان لَك َخ ْم َ حسناً قلت= المسيح بهذا قبل إعترافها ،وها هو يشجعها ويرى فيها حسنة هي الصدق .بل يكمل ما لم تستطع البوح به من سلسلة خيانات وزنا .ولكن متى إستيقظ ضميره ال يهمه إفتضاح أمره وال بما يقال عنه .وبما فعله
المسيح من كشف الغيب بدأ يظهر لها شخصيته كفاحص للقلوب والكلى .ونالحظ أن إستجابة الشخص لصوت
اهلل يحدد طريقة خالصه ،فهذه المرأة كان يمكن لها [ ]:أن تقول له مالك ومالي ومال زوجي [ ]1أنا حرة []7 تكذب وتقول زوجي مسافر .والحظ أن المسيح يعرف كل شئ لكنه يريد اإلعتراف .والخمسة أزواج ربما طلقوها
أو ماتوا. 13 س ِّي ُد ،أ ََرى أ ََّن َك َن ِب ٌّي! " آية ( يو " -:)13 :7قَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةَُ «:يا َ هنا نرى المرأة قد أحسنت الرؤيا ،وقد شعرت بهيبة الجالس أمامها ،وحتى هذه اللحظة هي شعرت أنه على
إتصال باهلل ولكنه إنسان ،عندما أفرغت المرأة خطاياها إستضاءت عينها ورأت المسيح على قدر ما استطاعت
أن تبصر= أرى أنك نبي .باإلعتراف ينفتح القلب هلل فتتدفق نعمة اهلل داخل القلب .والمرأة شعرت بهذه النعمة أن
المسيح قادر أن يرى ما ال يراه اآلخرون ،ويعلم الغيب فهو نبي .وبنفس المنطق حينما إعترف اللص اليمين
على الصليب بخطيته إنفتحت عينيه وعرف من هو المسيح فقال له "إذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك" آية (
15 شلِيم ا ْلمو ِ اؤَنا سج ُدوا ِفي ه َذا ا ْلجب ِل ،وأَ ْنتُم تَقُولُ َ ِ ِ َن ض َع الَِّذي َي ْن َب ِغي أ ْ آب ُ َ َ يوَ " -:)15 :7 ُور َ َ َ ْ ون إ َّن في أ ُ ََ َ ْ ِف ِ يه»".
س َج َد ُي ْ ربما هذا السؤال لتغطي على خطيتها ،لكن فيه نقطة إيجابية أن العبادة هلل كانت نقطة تشغلها .هي حاولت الهروب من ماضيها ،ولكن كان المهم أنها إنكشفت لنفسها واعترفت بخطيتها .واألكثر واقعية أنها إكتشفت أن
الذي أمامها قادر أن يقودها كنبي في الطريق الصحيح ولكن إلى أين سيأخذها ،هل إلى أورشليم حيث يقول اليهود أم إلى جرزيم حيث يقول السا مريين .لقد إنقلبت الزانية إلى مصلية تبحث أين تصلي ،وهي تبحث بصدق
ممن آمنت به أنه نبي .والمسيح لم يدخل في شكليات التدين والمظهريات بل دخل إلى العمق ،إلى السجود هلل بالروح والحق .إن شكليات العبادة وترك العبادة بالروح يبعدنا عن اهلل .فنحن لو قدمنا عبادة حقيقية سنعرف أين
الحق ولن نعود نسأل أين الحق .يجب ان يكون هدف عبادتنا أن نعرف المسيح.
165
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع) 11 يني أ ََّن ُه تَأ ِْتي ساع ٌة ،الَ ِفي ه َذا ا ْلجب ِل ،والَ ِفي أُور َ ِ ِّق ِ ال لَها يسوعُ«:يا ام أرَةُ ،صد ِ يم َ َ ََ َ َ آية ( يو " -:)11 :7قَ َ َ َ ُ ُ َ َْ شل َ ون لِ ِ آلب" . س ُج ُد َ تَ ْ
تأتي ساعة= هذه هي البشارة بالعهد الجديد ،فبصلب المسيح لم يعد هناك ٍ داع للذبائح .وبالتالي أصبح واجباً إلغاء الهيكل اليهودي .وصارت العبادة والسجود ألب الجميع= اآلب أب الجميع .وعوض التنافر بين اليهود
والسامريين ستصبح هناك عبادة واحدة ،لواحد فقط هو اآلب .صدقيني= هو يستعطفها لتصدقه فتجد راحتها. وكون أن اهلل يعبد في كل مكان فهذا ليس بغريب فلقد تنبأ عنه األنبياء (مال + ::1:صف. )::11 آية ( يو11" -:)11 :7أَ ْنتُم تَسج ُد َ ِ ص ُه َو ِم َن س ُج ُد لِ َما َن ْعلَ ُم .أل َّ ون ،أ َّ ستُ ْم تَ ْعلَ ُم َ ْ ُْ َما َن ْح ُن فَ َن ْ ون ل َما لَ ْ َن ا ْل َخالَ َ ا ْل َي ُه ِ ود". لما لستم تعلمون= قال لما وليس لمن .أي المقصود العقائد والشرائع والنواميس .فالمسيح ال يتكلم عن شخص اهلل بل عن أصول العبادة .حتى ال تفهم السامرية أن أورشليم تتساوى مع جرزيم ،قال المسيح هذا حتى تفهم أن
عبادة اليهود هي الحق ،والسامريين ولو أنهم يعبدون اهلل إالّ أن اهلل عندهم غير معروف فهم ال يؤمنون باألنبياء
أما اليهود فكانوا يعرفون اهلل معرفة صحيحة .والمسيح هنا ال يدافع عن اليهود بل عن الحق الذين أعلنوا اهللّ ، المعلن لليهود .فاهلل استأمنهم على أسرار الخالص .وهو يدافع عن مصدر الخالص اآلتي الذي هو نفسه، ويشفق على السامريين إذ أن عبادتهم تذهب سدى بسبب عدم معرفتهم وغياب الحقيقة .والحقيقة أن المسيح
(الخالص) سيتجسد ويأتي من اليهود ،وهذه الحقيقة أعلنها األنبياء .أما نحن فنسجد= المسيح كلمها بلغتها أنتم
ونحن .المسيح كإبن إنسان ضم نفسه في تواضع لجمهور العابدين .الخالص هو عند اليهود= نرى هنا عدم المجاملة في العقائد .فالمسيح لم يقل "الكل واحد" بل هناك حق وهناك خطأ .وهم إنحرفوا عن أصول العبادة أي
عن العقائد السليمة .أما نحن فنسجد لما نعلم= المعرفة التي أعطاها اهلل لموسى ولألنبياء.
ون ا ْلح ِق ِ ِ ِ 16 الس ِ ون لِ ِ الرو ِح ين َّ آلب ِب ُّ س ُج ُد َ يقي َ اآلنِ ،ح َ اع ٌةَ ،و ِه َي َ اج ُد َ َ س َ ُّون َي ْ آية ( يوَ " -:)16 :7ولك ْن تَأْتي َ َن اآلب َ ِ الس ِ ين لَ ُه" . َوا ْل َحقِّ ،أل َّ هؤالَ ِء َّ ب ِم ْث َل ُ اج ِد َ طال ٌ َ هنا المسيح إنتقل من السجود لما إلى السجود "لمن" اآلن= لنترك الخالفات ألن اآلن أصبح مفهوم السجود
الحقيقي مختلف .السجود الحقيقي= أي سجود بإنتماء حقيقي هلل ،من أناس يعيشون هلل وتقدسوا وانفرزوا عن
العالم ويكون سجودهم لآلب بالروح والحق .وقوله اآلن= فبالمسيح الموجود اآلن عرفنا اآلب .وبالمسيح الحق عرفنا الحق .وبالمسيح صار لنا الروح فهو أرسل لنا الروح يقودنا في العبادة.
بالروح= هو بهذا يهاجم اليهود الذين يتمسكون بالحرف.
وبالحق= هو بهذا يهاجم السامريين الذين عبادتهم مزيفة أخذت الشكل دون الجوهر ،ودخلت فيها الوثنية.
والروح= معناها ضد كل ما هو جسدي ومادي وحرفي والحق= معناها ضد كل ما هو باطل ووهمي (هو سجود
إنسان إختار حياة اإلستقامة وعرف الحق أي المسيح فتحرر) .والروح تشير لشعور العابد وانسحاقه والحق تشير
166
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
لفكر الساجد عن الخالق الذي يسجد له .وقوله اآلن= ألن المسيح أوجد اإلتصال مع اآلب الذي نسجد له. فنحن في المسيح نسجد لآلب بالروح .والمسيح هو اإلستعالن الكامل لآلب ،فنحن صرنا نسجد لمن نعرفه.
فالعبادة الحقيقية ال تكون إالّ باإلبن .ويكون بهذه العبادة الحقيقية الخالص.
واهلل روح ووضع في اإلنسان عنص اًر روحياً يقيم كيانه ،ليكون مخلوقاً روحياً يتسنى له اإلتصال باهلل .والروح هي إداة اإلتصال باهلل ،وفي وضع اإلنسان السليم يكون الروح خاضعاً هلل (رو .):-11:والعبادة بالروح ليست
مستعصية .فاآلب طالب مثل هؤالء الساجدين له= فهو يجذبهم إليه .فالساجد بالروح والحق يطلب اهلل واهلل يطلب هذا الساجد فيحدث التالقي .وألن اهلل روح يطلب الساجدين بالروح وألنه حق يطلب الساجدين بالحق.
الساجدين= ال عابدين .واهلل يبحث عن هؤالء العابدين ويفرح بنضوجهم الروحي ويتمجد فيهم فهو يرى صورته تتحقق فيهم. 17 س ُج ُدوا»". وح َوا ْل َح ِّ الر ِ ون لَ ُه فَ ِب ُّ ق َي ْن َب ِغي أ ْ س ُج ُد َ وحَ .والَِّذ َ آية ( يو " -:)17 :7اَهللُ ُر ٌ َن َي ْ ين َي ْ معنى الكالم أن اهلل ال يدخل في كيانه أي شئ من قياسات العالم المنظور ،ال الزمان وال المكان وال المحدودية
فهو روح .ولكي نعبد اهلل علينا أن نسجد له بالروح وهنا ال يهم من الذي يسجد هلل هل يهود أم سامريين ،وأين يسجدون هل في أورشليم أم جرزيم ،وهكذا العبادة في المسيحية ال ترتبط بمكان وال زمان وال أجناس ،بل الكل
يسجدون لآلب ،إذ آمنوا بإبنه المسيح .وحل فيهم الروح القدس ليقودهم في العبادة بالروح .السجود بالروح= (رو ) :1:هو عبادة نقدمها هلل منقادين بالروح ،طالبين مجد اهلل ال أشياء تافهة ألنفسنا .ليس هو اإلنحناء بل هو الشعور بوجود اهلل واإلنسحاق أمامه .شاع اًر اإلنسان بخطاياه ونجاسته في مقابل قداسة اهلل وعطاياه ومحبته.
مثل هذا السجود يعطي لإلنسان أن يقبل توبيخ وتبكيت الروح القدس وأيضاً تشجيعه ويخرج اإلنسان من صالته
وهو مملوء سالماً وقد إزداد إنسحاقاً .وكلما إزداد إنسحاقاً يمتلئ من الروح فيمتلئ فرحاً .ولذلك ينبغي أن ندخل للصالة ونحن تاركين أحزاننا وضيقاتنا ،أو نبدأ صالتنا بعرضها على اهلل وطلبنا منه أن يتصرف فيها(أي في
ضيقاتنا) .ثم نبدأ صالتنا التي نطلب فيها اهلل لنعرفه ونمتلئ من الروح فيسهل على الروح أن يقودنا للعبادة التي
تفرح قلب اهلل وتفرحنا.والروح القدس فينا يتصل بالروح االنسانية التى لنا وهذه هى اداة االتصال مع اهلل . واإلتصال باهلل هو طعام الروح ،إن لم يتم فالروح تجف وتتجه للموت ،فال يعود اإلنسان يشعر بوجود اهلل ،بل
فإما أن يشك في اهلل وفي الحياة األبدية وذلك ألن أداة اإلتصال معطلة .فاهلل وضع الروح كأداة إتصال باهللّ ، منا .وروح اإلنسان النشطة تصير مكاناً لسكنى الروح القدس ومرافقته .فإذا أهمل نستخدمها أو تنزع مواهبها ّ اإلنسان السجود بالروح ال يعود يحظى بزيارة الروح القدس والنعمة وتترصده الخطية فتتعتم الرؤيا .السجود
بالحق= السجود بالروح فيه يملك الروح على القلب فينير فيعرف الحق .فتكون لنا فكرة صحيحة عن اهلل الذي نقدم له العبادة .ونعرف إرادته وفكره فمن يقدم عبادة هلل وقلبه مملوء من الشهوات العالمية واألحقاد وطلب الماديات أو طلب اإلنتقام من أحد فهذا ليس سجود بالحق .من يطلب اهلل ألجل الماديات فقط ،لم يفهم أن اهلل
أبدي وأعد لنا مجداً في األبدية هو الذي يجب أن نتعلق به .السجود بالحق هو أن اهلل الحق يقودنا لنعبده بالحق 167
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
فنعرف الحق فنتحرر .ومن يصلي وهو شاعر أن اهلل ال يمكنه حل مشكلته ،هو ال يعبد بالحق ،فهو لم يعرف
أن اهلل قدير وال يعسر عليه أمر .لكن من يصلي طالباً معرفة شخص المسيح القدير بل والتلذذ باهلل (واهلل هو
الحق) يكون ساجداً بالحق .وكما أعطى اهلل لإلنسان الشهية لألكل أعطى الروح الشهية للعبادة والسجود والصالة .ومن ال يأكل معرض للموت الجسدي .ومن ال يصلي معرض للموت الروحي ولكن الموت الروحي ال
يشعر به الجسد ،والنفس المستهترة ال تعيره إهتماماً .والمرأة حين سمعت هذا وجدت ملكوتاً آخر غير ما تسمعه
في السامرة.
السجود هلل بالروح والحق
السجود= يعني العبادة .العبادة= تعني وضعي الصحيح بالنسبة هلل وهو اإلنسحاق. والعبادة ليست بمعنى الواجب فقط (مع أن الواجب هو تقديم عبادة تسبيح وشكر هلل) .لكن هي أيضاً حملنا إلى
حضن اآلب لنتلذذ بمحبته .فهي ليست عبادة عن رعب بل عن حب .وكلما دخلنا إلى العمق نكتشف أعماق
حب اآلب فنحبه.
السجود بالروح= الروح يعطينا مشاعر اإلنسحاق أمام اهلل .وكلما إنسحقنا وتواضعنا نزداد ثباتاً في المسيح .فاهلل يسكن عند المنسحق والمتواضع القلب (إش.):7173
السجود بالحق= كلما إزداد ثباتنا في المسيح نكون أبناء يحملنا اإلبن الوحيد الجنس فيه إلى حضن اآلب. السجود بالحق
السجود بالروح .:يعطيني أن أرى خطيتي وحقيقة نفسي ،بل يريني قداسة اهلل ..فأنسحق.
.1هو ضد عبادة اليهود (عبادة الحرف) .7ضد كبرياء الشيطان.
.:فكر صادق صحيح أن اهلل هو الحق والعالم باطل.
.1ضد عبادة السامريين الذين يعبدون بالباطل وعبادتهم شكل دون جوهر.
.7ضد شهوات العالم.
.1إنسحاق بسبب الخطية.
.1رفض للعالم الباطل ،بل حرية من عبوديته.
.7يعطيني ثبات في المسيح الحق.
.7يحملني اإلبن الحق إلى حضن اآلب.
ويبدو في آيات ( )11+ 17أنهما مكررتين ولكن فلنالحظ1
آية ( )17هي دور المسيح تأتي ساعة وهي اآلن = وتعني أنا أتيت لهذا.
آية ( )11هي دور الروح القدس "اهلل روح" = وتعني أنتم أيها البشر عاجزون بأجسادكم أن تصلوا لآلب بدون خير لكم أن أنطلق ( ..يو)31:: عمل الروح القدس .لذلك ٌ
168
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
واصحاح ( )7هو تطبيق على ما فات ،فالمسيح أتي ليحرك الماء ،أي ليرسل الروح الشافي الذي يشفينا من
عجزنا فيحملنا اإلبن إلى حضن اآلب.الروح القدس يدعونا لإلنسحاق فنثبت فى االبن الذى يحملنا الى حضن
اآلب .وبهذا تكون العبادة الصحيحة = انسحاق(بالروح) +تسبيح الجل البنوة التى حصلنا عليها( باالبن
الحق)= السجود بالروح والحق . الشفاء الذي يقدمه لنا اهلل
هو شفاء كامل أي للروح والنفس والجسد
أ.
ب.
الروح :فروح اإلنسان معرض للكبرياء .والروح القدس يقود للتواضع بأن يفتح البصيرة فندرك نجاسة
قلبنا (إر ):1:3وندرك قداسة اهلل فننسحق .وبنفس المنطق يسجد الـ 11قسيساً أمام اهلل. النفس :وهذه معرضة للكراهية إذاً ال فرح .والروح القدس يعطي أن1 [ ]:تنسكب محبة اهلل في قلوبنا (رو)717
ج.
[ ]1من ثمار الروح محبة وفرح (غل)1117
الجسد 1وهو معرض لإلنقياد وراء الشهوات والملذات الحسية وعمل الروح أن تنفتح عيوننا ،فنعرف الحق ،والحق يحررنا من العبودية للشهوات الباطلة( .يو)7111
10 ِ ِ ِ َعلَم أ َّ ِ اك ُي ْخ ِب ُرَنا اء َذ َ َن َمسيَّا ،الَّذي ُيقَا ُل لَ ُه ا ْل َمس ُ يحَ ،يأْتي .فَ َمتَى َج َ آية ( يو " -:)10 :7قَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ«:أََنا أ ْ ُ ش ْي ٍء»". ِب ُك ِّل َ
كلما بدأت تقترب من المسيح يزداد إنفتاح بصيرتها وتدخل في المجال الروحي للمسيح .وهنا تتذكر وعد اهلل
لموسى (تث .):1وهي الحظت أن الذي أمامها هو أكثر من نبي فهو يتكلم بسلطان وقوة شعرت بها ،فهل يا
ترى هو هذا المسيا المنتظر .مسيا= كما ينطقها السامريون الذي يقال له المسيح= هذا تعليق يوحنا البشير.
والمسيح هو النطق اليهودي .يخبرنا بكل شئ= عن ملكوت اهلل الذي كله خيرات .وها المسيح يكلمها عن
ملكوت عجيب .فهل هو يا ترى المسيح المنتظر. 13 سوعُ«:أََنا الَِّذي أُ َكلِّ ُم ِك ُه َو»". آية ( يو " -:)13 :7قَ َ ال لَ َها َي ُ توقع المرأة لهذه الحقيقة هو الذي دفع المسيح إلعالنها أنا هو الذي أكلمك و(أنا هو) هم إسم يهوه الشخصي.
هذا قمة إستعالن المسيح لنفسه أنه يهوه .ويهوه هو الذي يصنع كل شئ جديداً .والمسيح أعلن نفسه بوضوح
لهذه المرأة لبساطتها ولم يعلن نفسه بوضوح لليهود لخبثهم .وهو أعلن نفسه لها ألنها سألته" .أطلبوا تجدوا"
17 ون أ ََّن ُه يتَ َكلَّم مع ٍ ِ ِ ِ َح ٌدَ « :ما َذا َّب َ ام َأرَةَ .ولك ْن لَ ْم َي ُق ْل أ َ اء تَالَمي ُذهَُ ،و َكا ُنوا َيتَ َعج ُ آية ( يوَ " -:)17 :7و ِع ْن َد ذل َك َج َ َ ُ ََ ْ ب؟» أ َْو «لِ َما َذا تَتَ َكلَّ ُم َم َع َها؟»". تَ ْطلُ ُ
169
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
نظرة اليهود للمرأة= كان اليهود يحتقرون المرأة .ومن أقوالهم "أشكرك أنت الرب الذي لم تخلقني امرأة وال أممياً وال عبداً" (الخدمة اليومية في المجامع)" .الرجل ال يتكلم مع امرأة في مكان عام حتى لو كانت زوجته أو أمه"
خير لكلمات التوراة أن تحرق من أن تلقي على مسامع امرأة" (قول الربانيين اليهود) (إنذار الحكماء لليهود) "إنه ٌ "أي رجل يعطي إبنته أي معرفة عن التوراة يكون كمن يعلمها الدعارة" (رابي اليعازر). نظرة المسيحية "ليس رجل أو أنثى ألنكم جميعاً واحداً في المسيح يسوع" (غل )1117لذلك تعجب التالميذ أن وجدوا المسيح يكلم امرأة بل وسامرية ولكنهم تأدباً لم يسألوا المسيح لماذا فعل ذلك فهم كانوا يوقرونه ويخشونه.
12 ض ْت إِلَى ا ْل َم ِدي َن ِة َوقَالَ ْت لِ َّلن ِ اس" : آية ( يو " -:)12 :7فَتََرَك ِت ا ْل َم ْأرَةُ َج َّرتَ َها َو َم َ المرأة تركت جرتها كما ترك إبراهيم أور وكما ترك التالميذ شباكهم ،هم تركوا ألنهم حصلوا على األعظم ،فمن
وجد اللؤلؤة كثيرة الثمن يترك باقي الآللئ ،من يجد األعظم يترك األقل .وهي ذهبت بحياتها النقية الجديدة إلى
المدينة لتكرز ألهلها .لقد بادت كل خطاياها السابقة ،وأضاءت حياتها المعتمة من حوار لم يستغرق أكثر من دقائق معدودة مع المسيح .ترك الجرة هو إنقالب كامل في حياتها ،هو إعالن عن ترك كل حياتها القديمة. 13 ِ يح؟»". سا ًنا قَ َ ال لِي ُك َّل َما فَ َع ْل ُ ت .أَلَ َع َّل ه َذا ُه َو ا ْل َمس ُ آية ( يوَ « " -:)13 :7هلُ ُّموا ا ْنظُُروا إِ ْن َ لم تدع زوجها بل دعت كل الناس ،تركت جرتها ونسيت كل شئ ،ومأل المسيح فكرها وقلبها وكأنها تقول مع
إشعياء ( .)7-:177هي فعلت ما لم يفعله التالميذ .فهي كرزت بالمسيح دون أن يحل الروح عليها .فإن من
يجد المسيح ينسى نفسه وكل شئ من إهتماماته .قال لي كل ما فعلت= هذا أكثر ما أثر في نفسيتها أن المسيح فاحص القلوب .ولكل إنسان إكتشافه الخاص في المسيح الذي يؤثر فيه ويجذبه .هذا التالمس مع المسيح يغير
حياة من يتالمس معه .شهادتها هذه واعترافها ال يأتوا إال ممن إستنار قلبه .فالتائب الحقيقي يسهل عليه أن يعترف علناً .وهذا يطهره دم المسيح .أما السالك في الظلمة فال يرى خطاياه. آية ( يو65" -:)65 :7فَ َخ َر ُجوا ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة َوأَتَْوا إِلَ ْي ِه" . (إش )7177إستجاب السامريون لنداء المرأة الحار وصدق مشاعرها ..من عرف المسيح يود لو أخبر كل الناس عنه .أين هذه المرأة من التي كانت تتلصص حتى ال يراها أحد .هذا ما عمله المسيح مع موسى األسود
وأغسطينوس .صارت غير خجلة من خطاياها ،فالذي يخجل هو من ال يزال متمسكاً بخطيته. 61 ِ ِ ين: سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ اآليات (يوَ " -:)66–61 :7وِفي أَثْ َناء ذل َك َ 66 ض ُه ْم لِ َب ْع ٍ َح ًدا ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه أَ ْنتُ ْم» .فَقَ َ ال التَّالَ ِمي ُذ َب ْع ُ ض«:أَلَ َع َّل أ َ آل ُك َل لَ ْ
61 ِ ام ام َعلِّ ُمُ ،ك ْل» فَقَ َ « َي ُ ال لَ ُه ْم«:أََنا لي طَ َع ٌ ش ْي ٍء لِ َيأْ ُك َل؟»". أَتَاهُ ِب َ
كان السيد عطشاناً لخالص السامرية .وجوعاناً لخالص أهل السامرة (إش .)::177والجوع لخالص النفوس
أخفى جوع الجسد .فالشبع الروحي يخفي جوع الجسد والعكس ليس صحيحاً .وكما لم تفهم السامرية الماء الذي من يشربه ال يعطش لم يفهم التالميذ األكل الذي ُي ْشبِ ْع المسيح. 170
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
67 َعم َل م ِش َ ِ طع ِ سلَ ِني َوأُتَ ِّم َم َع َملَ ُه. آية ( يو " -:)67 :7قَ َ امي أ ْ يئ َة الَّذي أ َْر َ سوعَُ َ «: ال لَ ُه ْم َي ُ َن أ ْ َ َ كل ما يفكر فيه المسيح هو خالص النفوس ،وهذه هي إرادة اآلب التي أرسله ألجلها فجسد المسيح تعيَّن أصالً
كم ْل باآلمه (عب.):17 +::11 ليكون ذبيحة وليس لمجاراة أعوازه ،بل العكس كان ُي َّ
60 ِ َع ُي َن ُك ْم ون أ َْرَب َع ُة أَ ْ صُ ون :إِ َّن ُه َي ُك ُ َما تَقُولُ َ اد؟ َها أََنا أَقُو ُل لَ ُك ُمْ :ارفَ ُعوا أ ْ ش ُه ٍر ثُ َّم َيأْتي ا ْل َح َ آية ( يو " -:)60 :7أ َ ول إِ َّنها قَِد ْابيض ْ ِ ص ِاد" . َ َوا ْنظُُروا ا ْل ُحقُ َ َ َّت ل ْل َح َ
إذا قارنا الروحيات بالروحيات فنحن نجد ظالل قصة الصليب في قصة السامرية مع المسيح. .:التالميذ تركوه
....تالميذه تركوه وقت الصليب وهربوا.
.1هو متعب ومجهد جداً من مسيرته.
....مسيرته حامالً صليبه.
.7أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله.
....قول المسيح قد أكمل
.:الماء الذي أعطيه.
.3أنا هو الذي أكلمك.
دم وماء. ....خرج من جنبه ٌ ....أنت تقول إني ملك لذا ولدت أنا.
.1إيمان السامرية.
....إيمان الجندي الروماني "حقاً كان هذا إبن اهلل".
.7هو حبة الحنطة التي تسقط ليبدأ الحصادُ .... .يصلب ليؤمن العالم كله( .إبيضت الحقول). .1قوله أنه يريد أن يشرب الساعة السادسة .... .قول المسيح في الساعة السادسة أنا عطشان.
3 .:كلمات للسامرية.
3 ....كلمات على الصليب (كالم المسيح كامل).
الحقول إبيضت= هذا عن السامريين الذين بدأوا يتقاطرون عليه بعد ك ارزة السامرية لهم (ربما بمالبسهم البيضاء فهذه مالبس السامريين ،هؤالء آمنوا أسرع من اليهود فهم أقل كبرياء ورياء ).والمسيح رأى فيهم حصاد المؤمنين
الذي سيبدأ بعد صلبه (فهو حبة الحنطة) .المسيح رأى في نضج الحقول أن نضج إيمان شعوب العالم به
(يو ) 111:1وكان المسيح يتكلم مع التالميذ وأمامهم حقول القمح خضراء والقمح يستمر في األرض من منتصف أكتوبر حتى منتصف إبريل أي ستة شهور .يكون أربعة شهور= (وهناك ساعة بين البذرة التي ألقاها
المسيح للمرأة السامرية وحصاد السامريين الذين آمنوا ويراهم التالميذ اآلن بمالبسهم البيضاء فحصاد األرض يأخذ شهور منذ أن تُلقى البذرة في األرض أما عمل المسيح فأخذ دقائق) وبهذا تكون القصة حدثت في منتصف شهر ديسمبر .وكان حصاد القمح في منتصف إبريل وهو نفس وقت الصليب .وابيضت الحقول= المسيح هنا ال يتكلم عن حقول القمح بل عن حصاد المؤمنين الذي بدأت ثماره تظهر في إيمان السامريين .المعنى :كما تتوقعون أنتم من منظر الحقول أمامكم أن الحصاد إقترب ،هكذا أنا أتوقع حصاد المؤمنين الكثيرون والذي بدأ
بهؤالء السامريين بمالبسهم البيضاء.
171
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
ملحوظة :المسيح خدم حوالي 7,7سنة أي حضر أربعة أعياد فصح. ويذكر في إنجيل يوحنا أن المسيح حضر الفصح (7مرات) ( ):11:: +11: +:711ولذلك يتبقى هناك فصح
غير مذكور وتختلف اآلراء بخصوصه.
.:الرأي األول أن الفصح الرابع هو المذكور في (يو.):17
.1الرأي الثاني أن الفصح الرابع غير مذكور صراحة ولكننا يمكننا إستنتاجه من هذه اآلية .فهذه اآلية تثبت أن وقت حدوث قصة السامرية كان قبل عيد الفصح الناقص بأربعة شهور.
اآليات
67أل ََّن ُه
ارعُ وا ْلح ِ اة األَب ِدي ِ ُجرةً وي ْجمع ثَم ار لِ ْلحي ِ (يو63" -:)67–63 :7وا ْلح ِ َّة ،لِ َكي َي ْف َر َح َّ ْ اص ُد َم ًعا. أ ذ خ أ ي د اص ُ ُ ُ ْ الز ِ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ً َ َ َ ْ ِ ِ ص ُد" . ص ُد ُ في ه َذا َي ْ ق ا ْلقَ ْو ُل :إِ َّن َواح ًدا َي ْزَرعُ َوآ َخ َر َي ْح ُ
الثمر الذي يحصده الخدام أن يتوب الناس ويعرفوا المسيح ويحبونه ويحيون معه في قداسة ويتعبون ألجله
ويتمسكوا بإيمانه ويشتاقون لمجيئه .الحاصد لم يتعب فهو يحصد نفوساً آمنت وهي جاهزة للحياة األبدية فاألنبياء
تعبوا في العهد القديم .والمسيح يتعب اآلن ،ويجذب النفوس ويخلصها بدمه .والتالميذ يحصدون ما عمله المسيح وما َع ِمله األنبياء ،ومع هذا فالمسيح يعطي أجرة للحاصدين (الخدام) ألنهم يجمعون مع المسيح وألنهم تعبوا في خدمة كلمة اهلل .كل من يتعب لحساب الملكوت له أجره السماوي .أما من يتعب لألرض فأجره سيذهب للتراب. آية ( يو62" -:)62 :7أََنا أَرس ْلتُ ُكم لِتَ ْحص ُدوا ما لَم تَتْعبوا ِف ِ ون تَِع ُبوا َوأَ ْنتُ ْم قَ ْد َد َخ ْلتُ ْم َعلَى تَ َع ِب ِه ْم»". يه .آ َخ ُر َ ُ َ ْ َُ ْ َ ْ آخرون تعبوا= هم األنبياء (عب .)1:-771::وهم تعبوا دون أن يروا المسيح بل من بعيد نظروا المواعيد (عب .):71::لذلك فتعبهم يعتبر أكثر درجة من التالميذ الذين عاشوا مع المسيح وتذوقوا حبه وامتألوا من الروح القدس .ما لم تتعبوا فيه= فالمسيح هو الذي تعب ومات على الصليب وعمل على جذب النفوس ومع هذا يكافئ من يعمل معه .المسيح هنا يشجعهم أنه هو الذي يعمل العمل األصعب ومع هذا يكافئهم. 63 الس ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ س َب ِب َكالَِم ا ْل َم ْأر َِة الَِّتي َكا َن ْت ون ِم َن َّ ام ِرِّي َ ير َ ين ِب َ آم َن ِبه م ْن ت ْل َك ا ْل َمدي َنة َكث ُ اآليات (يو " -:)71–63 :7فَ َ 75 الس ِ اك َي ْو َم ْي ِن. اء إِلَ ْي ِه َّ ث ِع ْن َد ُه ْم ،فَ َم َك َ َن َي ْم ُك َ تَ ْ ش َه ُد أ ََّن ُه«:قَ َ ث ُه َن َ سأَلُوهُ أ ْ ال لِي ُك َّل َما فَ َع ْل ُ ام ِري َ ُّون َ ت»َ .فلَ َّما َج َ 71 ِ س َب ِب َكالَ ِم ِه" . آم َن ِبه أَ ْكثَُر ِجدًّا ِب َ فَ َ هناك من آمن بسبب شهادة المرأة ،ثم بعد أن استمعوا له آمنوا به أكثر جداً بسبب كالمه .والعجيب أن أهل
السامرة لم يطلبوا آيات وال معجزات بل إقتنعوا بالتعليم .وواضح سرعة إيمان السامريين بالنسبة لليهود .بل أن
اليهود قاوموه في كل مكان وحاولوا قتله بالرغم من كل المعجزات التي صنعها وسطهم.
سألوه أن يمكث عندهم= هل نطلب أن تطول مدة عشرتنا مع المسيح يومياً.
172
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع) 71 ِِ ِ ِ َن ه َذا ُه َو س ِم ْع َنا َوَن ْعلَ ُم أ َّ آية ( يوَ " -:)71 :7وقَالُوا ل ْل َم ْأرَة«:إِ َّن َنا لَ ْ س َب ِب َكالَمك ُن ْؤ ِم ُن ،أل ََّن َنا َن ْح ُن قَ ْد َ س َنا َب ْع ُد ِب َ ِ ِ ِ ص ا ْل َعالَِم»". ِبا ْل َحقيقَة ا ْل َمس ُ يح ُم َخلِّ ُ
قارن مع (نش )1-717فالنفس تستمع للخدام يكلمونها عن المسيح ،كما إستمع السامريون للسامرية .لكن البد من الخبرة الشخصية .وهم قبلوه إذ لم يتعالى عليهم كما يتعالى اليهود عليهم .ثم سمعوا كالمه عن السجود لآلب
بالروح والحق فآمنوا به .والسامريين هم أول من توصل إلى أن المسيح هو مخلص العالم وروعة إيمان السامريين [ ]:في وقت قصير [ ]1لم يطلبوا معجزات [ ]7لم يكن لهم نبوات كاليهود. إنجيل السامرية يق أر 7مرات1
.:في الصوم الكبير ..كنموذج للتوبة ،وعمل اهلل في حياة اإلنسان وسعيه وراء توبة كل إنسان ليجدده.
.1في الخمسين المقدسة ..رمز للحياة األبدية (المياه التي ال يعطش من يشربها) فبنهاية الخمسين حلول الروح القدس والخمسين كلها فرح بالقيامة (الحياة األبدية التي حصلنا عليها) .والمسيح هو الذي يروي النفوس حقيقة وليس ملذات العالم .وهو ما نحتاجه خالل رحلتنا إلى السماء ،فهو خبز الحياة وماء الحياة ونور
الطريق بل هو الطريق إلى السماء
( هذه اناجيل االحاد ما بين القيامة والصعود فى القطمارس).
.7ليلة السجدة ..ففي هذا اإلنجيل سمعنا عن السجود هلل بالروح والحق.
والحظ أن هنا سامريين قبلوا المسيح .لكن في (لو )771:نجد سامريين رفضوا أن يعبر يسوع بمدينتهم ،ففي كل شعب هناك من يقبل المسيح وهناك من يرفضه. 76 ضى إِلَى ا ْل َجلِ ِ ش ِه َد يل77 ،أل َّ س ُه َ اآليات (يوَ " -:)77–76 :7وَب ْع َد ا ْل َي ْو َم ْي ِن َخ َر َج ِم ْن ُه َن َ سو َ اك َو َم َ ع َن ْف َ َن َي ُ َن«:لَ ْي ِ ط ِن ِه»". ام ٌة ِفي َو َ أْ َ س ل َن ِب ٍّي َك َر َ
بعد اليومين= أداة التعريف "الـ" تشير ألهمية هذين اليومين ،إذ آمن فيهما شعب مدينة .خرج من هناك= خرج
من السامرة .ومضى إلى الجليل ألن شعب اليهودية لن يقبله ،وأيضاً شعب الناصرة رفضوه ،لذلك ذهب إلى
إما كفرناحوم أو الناصرة. الجليل .إذ ليس لنبي كرامة في وطنه (مثل يهودي معروف)= والمقصود بوطنه ّ أما لماذا يكون والمسيح ال يبحث عن كرامة في هذا العالم ،بل هو يبحث عن أرض تثمر فيها كلمة ك ارزتهّ . النبي بال كرامة في وطنه فهذا بسبب أن أهله تتملكهم الغيرة من شهرته.
الجليل هنا هو الجليل األعلى فالجليل يبدأ بعد السامرة مباشرة .لكن المسيح لم يشأ أن يبقى في وطنه الناصرة بسبب مقاومتهم له. 70 ُّون ،إِ ْذ َكا ُنوا قَ ْد عاي ُنوا ُك َّل ما فَع َل ِفي أُور َ ِ اء إِلَى ا ْل َجلِ ِ يم ِفي يل قَ ِبلَ ُه ا ْل َجلِيلِي َ ََ َ َ آية ( يوَ " -:)70 :7فلَ َّما َج َ ُ شل َ ضا جاءوا إِلَى ا ْل ِع ِ ِ ِ يد" . ا ْلعيد ،أل ََّن ُه ْم ُه ْم أ َْي ً َ ُ
173
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
الجليليون= هم غير مقبولين من يهود اليهودية إلختالطهم باألمم .هنا نرى الفرق بين الجليليين الذي آمنوا بسبب المعجزات التي صنعها في أورشليم ،والسامريين الذين لم يروا آية واحدة وبهذا يصير السامريون أفضل
من الجليليين .على أننا سنرى في ( )::1:أن الجليليين سوف يرفضون المسيح ،فهم قبلوه أوالً لمعجزاته ال
لشخصه .وقبلوه أي رحبوا به .عموماً فيوحنا يشير إلى أن من قبل المسيح ليسوا اليهود بل السامريين والجليليين الذين يحتقرهم اليهود.
73 ضا إِلَى قَا َنا ا ْل َجلِ ِ ان َخ ِاد ٌم ِل ْل َمِل ِك ْاب ُن ُه يلَ ،ح ْي ُ اء َخ ْم ًراَ .و َك َ سوعُ أ َْي ً ص َن َع ا ْل َم َ ث َ اء َي ُ آية ( يو -:)73 :7فَ َج َ م ِر ٌ ِ وم. يض في َك ْف ِرَن ُ َ اح َ
أيضاً= ثانية .فالمسيح يسعى ثانية لمن يقبله أوالً .خادم للملك= أي ضابط في الجيش برتبة عظيمة فهو كرئيس
ديوان الملك .والملك هو هيرودس أنتيباس الذي كان معروفاً بإسم الملك وكثير من العلماء يقولون أن هذا يونا المرأة ال تي كانت تتبع المسيح مع النساء اللواتي كن يخدمنه من أموالهن الضابط هو خوزي (لو )711زوج ّ
الخاصة .وقال آخرون أنه مناين (أع .):1:7صنع الماء خم ارً= ولم يقل حول الماء إلى خمر .فهو أوجد شيئاً
من العدم = خلقه .فالخمر عناصره أكثر من عناصر الماء.
77 يل ،ا ْنطَلَ َ ِ ع قَ ْد جاء ِم َن ا ْليهوِدي ِ َّة إِلَى ا ْل َجلِ ِ َن َي ْن ِز َل س ِم َع أ َّ سأَلَ ُه أ ْ سو َ َُ ق إِلَ ْيه َو َ َ َ َن َي ُ آية ( يو " -:)77 :7ه َذا إِ ْذ َ ش ِرفًا َعلَى ا ْل َم ْو ِت" . ان ُم ْ َوَي ْ ش ِف َي ْاب َن ُه ألَنَّ ُه َك َ كفرناحوم على شاطئ بحر الجليل .وقانا هي على هضبة أعلى من البحر .والمسافة بينهما ::كم لذلك سأله أن
ينزل من قانا إلى كفرناحوم (والمسيح قادر أن يشفيه دون أن ينزل ،هذا يعبر عن ضعف إيمان السائل) هذا
إيمانه أقل من إيمان قائد المئة الذي قال للسيد "قل كلمة فقط فيب أر غالمي" (مت.)111 72 ِ ون إِ ْن لَم تَروا ٍ ب»". آية ( يو " -:)72 :7فَقَ َ سوعُ«:الَ تُ ْؤ ِمنُ َ آيات َو َع َجائ َ ْ َْ َ ال لَ ُه َي ُ المسيح يعطيه درساً في أنه يجب أن يؤمن دون أن يرى (فهو كان يريد أن يرى معجزة حتى يؤمن) .فاإليمان
أما اإليمان بالمعجزة فيستقر في العقل حيث يكون معرضاً للشك والنسيان[ ..هذا بالكلمة يستقر في القلبّ ، الضابط غير قائد المئة في (مر .])111:والمسيح هنا يريد أن يقول له آمن أوالً فتحدث المعجزة. 73 ِِ ِ وت ْاب ِني»". آية ( يو " -:)73 :7قَ َ س ِّي ُد ،ا ْن ِز ْل قَْب َل أ ْ َن َي ُم َ ال لَ ُه َخاد ُم ا ْل َملكَ «:يا َ األب في جزع نسى آداب الحديث مع من جاء يطلب منه الحياة .فهو في تعجله ليس مستعداً للدخول في حوار
حول اإل يمان بل يلح في طلب المعجزة .هو نظر إلى المسيح كصانع معجزات فحسب .مثلما يفعل الناس اآلن
فهم ينظرون للقديسين ال ليتعلموا من حياتهم بل يرونهم كصانعي معجزات فقط .لكن هذه العبارة يا سيد إنزل=
نرى فيها [ ]:إيمان الرجل [ ]1لجاجة الرجل ..مع [ ]7قصور في المعرفة .فهو لم يتصور أن المسيح هو قادر أن يشفيه بكلمة. 174
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
05 ال لَ ُه يسوعُ«:اذ َ ِ ِ ِ ِ ب" . آم َن َّ سوعَُ ،وَذ َه َ الر ُج ُل ِبا ْل َكل َمة الَّتي قَالَ َها لَ ُه َي ُ آية ( يو " -:)05 :7قَ َ َ ُ ْه ْب .ا ْب ُن َك َح ٌّي» .فَ َ الرب نظر بشفقة لهذا الرجل الذي سافر مسافة طويلة ليلتقي به وثقته أنه سيشفي إبنه .ولم يرد أن يخيب ظنه.
والرب يطوب اإللحاح واللجاجة كما حدث من هذا الرجل .إذهب إبنك حي= قول ال يقوله سوى اهلل .من له
سلطان أن يحيي .والضابط أخذها كأنه وعد من الملك أو أمر واجب التنفيذ .المسيح أبرأهُ من ضعف إيمانه كما أب أر الغالم .فآمن الرجل= فهو لم يناقش أو يسأل بل أخذ الكلمة كما هي ومشى. ِ 01 يما ُه َو َن ِ استَ ْق َبلَ ُه از ٌل ْ اآليات (يوَ " -:)01–01 :7وف َ الس ِ ِ ِ َخ َذ َيتَ َعافَى ،فَقَالُوا لَ ُه«:أ َْم ِ س ِفي يها أ َ َع ِن َّ َ اعة الَّتي ف َ السا ِب َع ِة تََرَكتْ ُه ا ْل ُح َّمى»". َّ
01 استَ ْخ َب َرُه ْم يدهُ َوأ ْ َع ِب ُ َخ َب ُروهُ قَ ِائلِ َ ين«:إِ َّن ْاب َن َك َح ٌّي» .فَ ْ اع ِة َّ الس َ
سؤال القائد عن الساعة كان حتى يتأكد أن الشفاء لم يكن َع َرضاً بل حينما نطق المسيح .هنا نرى سؤال القائد فإما يؤمن به أو ال يؤمن .ومن هنا نرى لماذا كلمه الرب عن اإليمان( .آية)11 الذي سيحكم به على المسيحّ ،
فهو كان ضعيف اإليمان .إستقبله عبيده= هذه تظهر مركز الرجل الهام.
06 ِ ِ آم َن ُه َو َب أ ََّن ُه ِفي ِت ْل َك َّ اع ِة الَِّتي قَ َ الس َ آية ( يو " -:)06 :7فَفَ ِه َم األ ُ ال لَ ُه ف َ يها َي ُ سوعُ«:إ َّن ْاب َن َك َح ٌّي» .فَ َ َوَب ْيتُ ُه ُكلُّ ُه" .
لقد خبأ كلمة المسيح في قلبه واآلن أفرخت هذه الكلمة في قلبه .وهنا نسمع ألول مرة عن إيمان عائلة بأكملها.
ونالحظ أن المسيح يعرف إحتياج كل شخص .فأهل السامرة آمنوا بالكالم .والقائد آمن بمعجزة ،فإن كانت
المعجزة هي السبيل لإليمان فاهلل ال يمانع .والسامرة وبيت القائد آمنوا وهذا ما يريده المسيح .ولكن نستنتج من
القصة أن المسيح يريد أن ُيعل ْم أن اإليمان يقيم من الموت لذلك كان يلح على القائد أن يؤمن (يو.)11-1:17 هنا نرى فائدة التجارب ،فالمرض الذي لحق بالولد كان سبب إيمان عائلته كلها .إبنك حي= تعبير الخدام هو نفسه تعبير الرب (آية )7:ثم يكررها يوحنا (آية .)77-7:قيل هنا فآمن هو وبيته وقيل في (آية )7:فآمن
الرجل .وآمن في (آية )7:تعني أن الرجل صدق كلمة المسيح .ولكن آمن في هذه اآلية تشير إليمانه بشخص المسيح .وحتى اآلن فهناك من يؤمن بالعقيدة ويدافع عنها لكن تنقصه الخبرة الشخصية بالمسيح. ودي ِ ِ آية ( يوِ 07" -:)07 :7 َّة إِلَى ا ْل َجلِ ِ اء ِم َن ا ْل َي ُه ِ يل. هذ ِه أ َْي ً ضا َ سوعُ لَ َّما َج َ ص َن َع َها َي ُ آي ٌة ثَان َي ٌة َ آية= الكلمة آية تشير لعمل فيه إشارة لشخص صانع العمل .هذه ثانية المعجزات التي صنعها المسيح في قانا الجليل ليظهر مجده .في األولى أمام الحاضرين في العرس والثانية أمام كل الموجودين في بيت القائد .لكن رأينا من قبل أن شروط الخالص هي [ ]:الصليب [ ]1اإليمان [ ]7المعمودية .وهنا نرى كيف شفى المسيح ضعف
175
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)
إيمان هذا الرجل.إذاً علينا أن نأتي للمسيح معترفين بضعف إيماننا وهو قادر أن يشفي إيماننا .بل رأينا هنا قوة
الكلمة ،فبكلمة عن بعد شفى المريض. ملحوظات:
قدم المسيح نفسه. .:حتى اآلن ّ .1في أورشليم للفريسيين والرؤساء.
.7في اليهودية للشعب المتعصب اليهودي. .:في السامرة للشعب المنبوذ.
.3في الجليل للشعب البسيط فالحين وصيادين.
.1وتبدأ بعد ذلك فترات الصدام بين المسيح واليهود التي تنتهي بآالمه. .1السيد صنع هذه المعجزة ،وكانت نتيجتها إيمان أسرة بأكملها ،وهذا هو هدف أي معجزة ،أن يتمجد إسم اهلل حين يؤمن به الناس .واذا كانت المعجزة هي الوسيلة التي ستجعل شخصاً ما يؤمن باهلل ،فاهلل يسمح بالمعجزة .لكن اهلل يفضل أن نؤمن به إذ نتعرف على شخصه ونحبه لشخصه دون طلب معجزات.
.7نالحظ هنا أن المسيح تباطأ في عمل المعجزة ،وتكلم مع الرجل عن اإليمان .لكن حين يتباطأ اهلل في اإلستجابة فإن هذا يكون لزيادة اإليمان.
في آية ( )71حين يقول ثانية فهذا إلظهار عظمة السامريين الذين آمنوا دون أي معجزة .و"طوبى لمن آمن ولم يرى".
176
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح الخامس)
عودة للجدول
اإلصحاح الخامس رأينا في إصحاح ( ):أن الكلمة صار جسداً ،ويوحنا المعمدان يشهد له بأنه حمل اهلل الذي يرفع خطية العالم. ورأينا تالميذ يوحنا المعمدان يتحولون إلى المسيح .ويوحنا المعمدان كان آخر أنبياء العهد القديم .والمعنى أن تالميذ العهد القديم يتحولون للمسيح .وأنهم بدأوا يكتشفون المسيح ،حتى لمن كان يشك فيه كنثنائيل .ورأينا في
إصحاح ( ) 1المسيح يحول الماء إلى خمر ،فهو أتى ليعيد الفرح لإلنسان ،لكن على اإلنسان أن يحاول أن يطهر نفسه ،وان لم يفعل فالمسيح بسوط تجاربه يطهره كما طهر هيكله .وفي إصحاح ( )7نرى لزوم المعمودية لنولد من جديد .وفي إصحاح ( )1نرى نموذج للتجديد ،فالسامرية الخاطئة تحولت لكارزة ..ورأينا أهمية العبادة بالروح والحق .ثم رأينا قصة شفاء إبن خادم الملك بكلمة .وفي بداية إصحاح ( )7نرى شفاء مريض بركة بيت
حسدا بكلمة من السيد المسيح " قم .إحمل سريرك وأمشى" .وفي المعجزتين األخيرتين نرى قوة الكلمة التي تشفي
فو اًر .والفرق بين المعجزتين أنه في شفاء إبن خادم الملك نرى أنه يجب أن نأتي للمسيح فيشفينا ويشفي إيماننا.
وفي معجزة مريض بركة بيت حسدا نرى المسيح يذهب للمريض إذ هو يائس تماماً .وبعد هذا نتعرف على من
هو المسيح ،فهو خبز الحياة المشبع إصحاح ( ):وهو ماء الحياة إصحاح( )3وهو النور إصحاح ( )1وكتطبيق على النور نجد في إصحاح ( ):شفاء األعمى وفي ( )::هو الراعي الصالح.
اإلصحاحات األربعة األولى تسمى إنج يل التجديد ،وفيها رأينا كيف أن المسيح إبن اهلل أتى ليجدد طبيعتنا وهذا ما رأيناه مع السامرية التي حولها من خاطئة إلى كارزة .هنا نرى صورة لعمل الخطية الذي دمر اإلنسانية
فمريض بيت حسدا هذا كان مريضاً مدم اًر جسدياً ونفسياً وروحياً .والسيد المسيح أتى له من نفسه ليشفيه فهو
لهذا أتى للعالم.
معجزة تحريك الماء: الماء المتحرك يرمز للروح القدس .وتحريك الماء والشفاء كان نبوة وتحريك ألذهان اليهود أن شيئاً ما سيحدث
قريباً .كان هذا إشارة للروح القدس (الماء الحي واليهود يسمون الماء المتحرك ماء حي) الذي سيحل على كنيسة
المسيح ليشفي طبيعتنا .وكان من ينزل أوالً يشفى .ومن الطبيعي أن من يستطيع النزول أوالً هم األقوياء ،وفي هذا إشارة إلى أن األقوياء روحياً في العهد القديم كان الروح القدس يتعامل معهم كاألنبياء مثالً ويشفيهم .أما مريض بركة بيت حسدا فهو يشير لمن ليس له أحد وهو في حالة ضعف ،غير فاهم وال يدري شئ ،وهذا حال كل البشر قبل المسيح ما عدا قلة .والمسيح أتى لهؤالء الضعاف ليشفيهم .هذه المعجزة هي إشارة ألن هناك
177
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
تدخل سماوي سيحدث ليشفي األمراض .وكان المالك الذي يحرك الماء رم اًز للمسيح الذي سيرسل الروح القدس.
فمالك يعني مرسل ،والمسيح أرسله اآلب. وكيف يشفى المسيح موتى الخطية؟
اإلبن له حياة في ذاته ،وهو يحيي من يشاء (آيات )1:+1:ومن يسمع له يقوم من موت الخطية اآلن (آية)17 ويقوم إلى قيامة الحياة في األبدية (آية .)1:فالمسيح الذي ظهر أمامنا كإنسان هو له قوة حياة ،فيه حياة يريد
أن يعطيها لك ل واحد فيحيا .ولكن الذي يحصل على هذه الحياة هو من يسمع للمسيح ،أي يسمع كالمه وينفذه.
والشفاء الذي سنحصل عليه هنا على األرض سيكون جزئياً ،لكن في السماء سيكون لنا أجساد ممجدة .هذا هو
الشفاء الكامل والحقيقي.
لماذا صنع المسيح المعجزة في يوم السبت؟ ليس هذه المعجزة فقط ،بل المسيح غالباً ما كان يشفي يوم السبت .واهلل منع شعبه من العمل يوم السبت حتى يتفرغوا للعبادة ويذكروا إنتمائهم هلل .وقال لهم اهلل أنه إرتاح يوم السبت .فما معنى راحة اهلل؟ وهل اهلل يتعب؟! اهلل
ال يتعب حتى يستريح .ولكن راحة اهلل هي في خالص اإلنسان .فحين يقول إستراح اهلل في اليوم السابع فهذا معناه أن اهلل إستراح حينما تمم خالص البشر في اليوم السابع فراحة اهلل في كمال عمله .فالراحة هي راحة اهلل في اإلنسان وراحة اإلنسان في اهلل .فما كان يفصل بين اهلل واإلنسان هو الخطية التي مات المسيح ليرفعها عنا
ويصالحنا على اهلل .واهلل في (حز ) 1:نجده يقول ليدلل على محبته لشعبه أنه أعطاهم الوصية والسبت .فاهلل لم يذكر خروجهم من مصر وال شق البحر ..الخ .اهلل رأى أن أعظم ما قدمه لشعبه هو الوصية (ليحيوا سعداء
على األرض) والسبت (ليذكروا إنتمائهم للسماء فيكون لهم نصيب في السماء) .لكن اليهود خرجوا من المعنى الروحي ،وفهموا الوصية أو طبقوها بمعنى حرفي فقط فمنعوا أن يحمل إنسان حتى إبرة خياطة يوم السبت.
والمسيح أتى ليصحح هذه المفاهيم ،ليعيد المعنى الروحي ،ففي المسيحية العبادة ستكون بالروح والحق.
وهنا المسيح يشرح اآلتي:
.:اآلب يعمل حت ى اآلن فلماذا تعتبرون الشفاء خطأ يوم السبت .ولو توقف اآلب عن العمل لحظة لهلك
العالم.
.1اإلبن يعمل في حفظ العالم فلماذا تعتبرون الشفاء خطأ يوم السبت .والحظ أن اإلبن ال يعمل باإلنفصال عن أبيه فهما واحد ،بل هو عامل مع أبيه.
.7حينما يشفي المسيح فهو يشفي اإلنسان كله (يو )1713والمعنى أن المسيح شفاه نفساً وجسداً وروحاً .وطالما شفي روحه بأن غفر خطاياه ،إستراح هذا اإلنسان في اهلل ،واهلل إستراح فيه ،فتحقق مفهوم السبت ،فما الخطأ في
ذلك؟
178
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
.1إذا تصادف اليوم الثامن لطفل ان كان يوم سبت ،كان يختنون الطفل ،فالختان في نظرهم عمل مقدس
(يو )17-1113وذلك ألن الختان يجعل الطفل من شعب اهلل أي إبناً هلل .فالختان هو قطع كل رباط للشر ومريض بيت حسدا كان مختوناً ولكنه أخطأ ،والمسيح شفاه وغفر خطاياه ،فأعاده للعهد مع اهلل ،أعاده كإبن هلل. فما الخطأ الذي صنعه المسيح إذ أراح اهلل بأن غفر خطية المريض وشفى له روحه وأراح اإلنسان إذ شفى
إنسان يوم السبت.
.7المسيح في كل عمل يعمله يحقق إرادة اآلب (آية ،)::فهو ال يقدر أن يعمل شيئاً إالّ ويكون اآلب موافقاً عليه (وهذا لتطابق إرادتهما ومشيئتهما).
ببساطة المسيح يشفي في السبت ليشفي اليهود من المفهوم الحرفي وينقلهم إلى العبادة بالروح والحق .هم فهموا
السبت راحة ونوم للجسد .بينما أن إشعياء يشير ألن السبت تلذذ بالرب ( .):1-:7171إذاً هو فرح بالرب. .:والحظ أن هذا المريض يعبر عن حال البشر المنحط الذي وصلوا إليه قبل المسيح.
.:محطم جسدياً بسبب مرضه الذي طال (71سنة) مدة توهان الشعب في البرية وهي ترمز لمدة غربتنا في
العالم.
.1محطم نفسياً فهو شاعر بأن ال أحد يهتم به ليلقيه في البركة ،وال المالئكة التي تحرك الماء تهتم به .هو فاقد الثقة في السماء واألرض.
.7محطم روحياً بسبب خطيته .والخطية فيها إنفصال عن اهلل.
والمسيح شفاه من هذا كله ( .)1713هو أتى لشفاء البشرية المعذبة.
في هذا تطبيق لما قاله إشعياء "فرأى أنه ليس إنسان وتَحيَّر من أنه ليس شفيع .فخلصت ذراعه (المسيح المتجسد) لنفسه" (أش.)::17: 1 ان ِع ٌ ِ شلِ ِ 1 شلِيم ِع ْن َد َب ِ ص ِع َد َي ُ ِ اب اآليات (يوَ " -:)65 –1 :0وَب ْع َد ه َذا َك َ يد ل ْل َي ُهوِد ،فَ َ يمَ .وفي أ ُ سوعُ إلَى أ ُ ُور َ َ ُور َ َ ِ ت ِحس َدا» لَها َخمس ُة أَر ِوقَ ٍةِ 6 .في ِ ِ ِ ِ ض َِ الضأ ِ ير ِم ْن َّ ان ُم ْ هذ ِه َك َ ْن ِب ْرَك ٌة ُيقَا ُل لَ َها ِبا ْلع ْب َرانيَّة « َب ْي ُ ْ َ ْ َ ْ ور َكث ٌ طج ًعا ُج ْم ُه ٌ ِ 7 ِ ِ اء .فَ َم ْن يك ا ْل َم ون تَ ْح ِر َ اء .ألَ َّن َمالَ ًكا َك َ سٍمَ ،يتََوقَّ ُع َ ان َي ْن ِز ُل أ ْ َم ْر َ ضى َو ُع ْم ٍي َو ُع ْر ٍج َو ُع ْ َح َيا ًنا في ا ْل ِب ْرَكة َوُي َحِّر ُك ا ْل َم َ 0 يك ا ْلم ِ َن َز َل أ ََّوالً بع َد تَ ْح ِر ِ َي َم َر ٍ ض ُم ْن ُذ ثَ َم ٍ ين ان َي ْب َأرُ ِم ْن أ ِّ ان ُه َن َ ان ِب ِه َم َر ٌ ان َوثَالَ ِث َ سٌ اعتََراهَُ .و َك َ اء َك َ ض ْ َْ اك إِ ْن َ َ 7 3 ِ س ِّي ُد، ضطَ ِج ًعاَ ،و َعلِ َم أ َّ يرا ،فَقَ َ يد أ ْ َج َاب ُه ا ْل َم ِر ُ ال لَ ُه« :أَتُ ِر ُ سوعُ ُم ْ َن تَْب َأرَ؟» أ َ يضَ «:يا َ س َن ًة .ه َذا َرآهُ َي ُ َ َن لَ ُه َزَما ًنا َكث ً 2 آت ،ي ْن ِز ُل قُد ِ يني ِفي ا ْل ِبرَك ِة متَى تَح َّر َك ا ْلماء .ب ْل ب ْي َنما أََنا ٍ ان ي ْل ِق ِ لَ ْي ِ سوعُ«:قُِم. َّامي َ آخ ُر» .قَ َ َ َ سٌ ُ ال لَ ُه َي ُ س لي إِ ْن َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ 15 3 شى .و َك َ ِ ِ ِْ ش» .فَ َحاالً َب ِرئَ ِ ام ِ ود ت .فَقَ َ ال ا ْل َي ُه ُ س ْب ٌ س ُ ان في ذل َك ا ْل َي ْوِم َ يرهُ َو َم َ َ ان َو َح َم َل َ اإل ْن َ احم ْل َ ير َك َو ْ س ِر َ س ِر َ 11 ال لِيِ ْ : ت! الَ ي ِح ُّل لَ َك أ ْ ِ لِلَِّذي ُ ِ ير َك َج َاب ُه ْم«:إِ َّن الَِّذي أ َْب َأرَِني ُه َو قَ َ س ْب ٌ ير َك» .أ َ َ احم ْل َ َن تَ ْحم َل َ شف َي«:إِ َّن ُه َ س ِر َ س ِر َ 16 11 ال لَ َكِ ْ : ام ِ سأَلُوهَُ «:م ْن ُه َو ِ ام ِ ش ِف َي َفلَ ْم َي ُك ْن َي ْع َل ُم ش؟» .أ َّ ان الَِّذي قَ َ َما الَِّذي ُ س ُ احم ْل َ اإل ْن َ ش» .فَ َ ير َك َو ْ َو ْ س ِر َ 17 ِ ِ اعتََز َل ،إِ ْذ َك َ ِ ت قَ ْد َم ْن ُه َو ،أل َّ سوعُ ِفي ا ْل َه ْي َك ِل َوقَ َ ال لَ ُهَ «:ها أَ ْن َ سو َ ع ْ ان في ا ْل َم ْوض ِع َج ْمعٌَ .ب ْع َد ذل َك َو َج َدهُ َي ُ َن َي ُ 10 ِ ضى ِ ع ُه َو الَِّذي أ َْب َأرَهُ. ود أ َّ ان َوأ ْ ون لَ َك أَ َ سو َ َخ َب َر ا ْل َي ُه َ َب ِرْئ َ س ُ ضا ،لِ َئالَّ َي ُك َ ش ُّر» .فَ َم َ ئ أ َْي ً ت ،فَالَ تُ ْخط ْ َن َي ُ اإل ْن َ
179
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس) 17 13 َن ي ْقتُلُوه ،أل ََّن ُه ع ِم َل ه َذا ِفي ٍ سوعُ«:أَِبي سو َ ان ا ْل َي ُه ُ عَ ،وَي ْطلُ ُب َ ود َي ْط ُرُد َ َولِه َذا َك َ ون أ ْ َ ُ س ْبت .فَأ َ َ َج َاب ُه ْم َي ُ َ ون َي ُ 12 َن َي ْقتُلُوهُ ،أل ََّن ُه لَ ْم َي ْنقُ ِ ط، ض َّ ت فَقَ ْ ون أَ ْكثََر أ ْ الس ْب َ ان ا ْل َي ُه ُ ود َي ْطلُ ُب َ َج ِل ه َذا َك َ َي ْع َم ُل َحتَّى َ َع َم ُل» .فَ ِم ْن أ ْ اآلن َوأََنا أ ْ ِ 13 ِ ق ا ْل َح َّ ال لَ ُه ُم«:ا ْل َح َّ االب ُن سوعُ َوقَ َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :الَ َي ْق ِد ُر ْ َب ْل قَا َل أ َْي ً َج َ س ُه ِباهلل .فَأ َ اب َي ُ ضا إِ َّن اهللَ أ َُبوهُُ ،م َعادالً َن ْف َ اآلب االب ُن َكذلِ َك15 .أل َّ َن َم ْه َما َع ِم َل َذ َ َن َي ْع َم َل ِم ْن َن ْف ِس ِه َ اآلب َي ْع َم ُل .أل ْ أْ اك فَه َذا َي ْع َملُ ُه ْ َن َ ش ْي ًئا إِالَّ َما َي ْنظُُر َ َن اآل ِ َعماالً أ ْ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يم َّبوا أَ ْنتُ ْم11 .أل ََّن ُه َك َما أ َّ ُي ِح ُّ ب ْ َ َعظَ َم م ْن هذه لتَتَ َعج ُ االب َن َوُي ِريه َجميعَ َما ُه َو َي ْع َملُ ُهَ ،و َ س ُي ِريه أ ْ َ ب ُيق ُ الب ِن، اء11 .أل َّ َع َ ضا ُي ْح ِيي َم ْن َي َ األ َْم َو َ اآلب الَ َي ِد ُ طى ُك َّل الد َّْي ُنوَن ِة لِ ْ َح ًداَ ،ب ْل قَ ْد أ ْ االب ُن أ َْي ً ات َوُي ْح ِييَ ،كذلِ َك ْ ين أ َ َن َ ش ُ 16 ِ ق ا ْل َح َّ سلَ ُه«17 .اَْل َح َّ ق أَقُو ُل االب َن َك َما ُي ْك ِرُم َ اآلبَ .م ْن الَ ُي ْك ِرُم ْ لِ َك ْي ُي ْك ِرَم ا ْل َج ِميعُ ْ االب َن الَ ُي ْك ِرُم َ ون َ اآلب الَّذي أ َْر َ ِ ِ سلَ ِني َفلَ ُه َح َياةٌ أ ََب ِد َّي ٌةَ ،والَ َيأ ِْتي إِلَى َد ْي ُنوَن ٍةَ ،ب ْل قَِد ا ْنتَ َق َل ِم َن ا ْل َم ْو ِت لَ ُك ْم :إِ َّن َم ْن َي ْ س َمعُ َكالَمي َوُي ْؤ ِم ُن ِبالَّذي أ َْر َ ت ْاب ِن ِ ِ إِلَى ا ْلحي ِ ق ا ْل َح َّ اة10 .اَْل َح َّ اهلل، ص ْو َ س َمعُ األ َْم َو ُ اآلنِ ،ح َ اع ٌة َو ِه َي َ س َ ََ ين َي ْ ات َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُه تَأْتي َ 13 الس ِ ون لَ ُه َح َياةٌ ِفي ون َي ْح َي ْو َن .أل ََّن ُه َك َما أ َّ َو َّ ضا أ ْ َن تَ ُك َ ام ُع َ االب َن أ َْي ً َعطَى ْ اآلب لَ ُه َح َياةٌ ِفي َذ ِات ِهَ ،كذلِ َك أ ْ َن َ 17 ِ ِ ان12 .الَ تَتَعج ِ ضا ،أل ََّن ُه ْاب ُن ِ سِ س ْل َ طا ًنا أ ْ َن َي ِد َ ين أ َْي ً َذ ِات ِهَ ،وأ ْ س َ َ ُ س َمعُ يها َي ْ اع ٌة ف َ َّبوا م ْن ه َذا ،فَِإ َّن ُه تَأْتي َ اإل ْن َ َعطَاهُ ُ 13 الس ِّي َئ ِ ات إِ َلى ِقيام ِة ا ْلحي ِ الص ِالح ِ ين ِفي ا ْلقُ ُب ِ ات إِلَى ين َع ِملُوا َّ اةَ ،والَِّذ َ ص ْوتَ ُه ،فَ َي ْخ ُر ُج الَِّذ َ َج ِميعُ الَِّذ َ ََ ين فَ َعلُوا َّ َ ور َ ََ 65 ِ ِ ِ ب َن أَف َْع َل ِم ْن َن ْف ِسي َ ام ِة الد َّْي ُنوَن ِة .أََنا الَ أَق ِْد ُر أ ْ َس َمعُ أ َِد ُ ينَ ،وَد ْي ُنوَنتي َعادلَ ٌة ،أل َِّني الَ أَ ْطلُ ُ ش ْي ًئاَ .ك َما أ ْ ق َي َ يئ َة ِ ِ سلَ ِني" . يئ ِتي َب ْل َم ِش َ َم ِش َ اآلب الَّذي أ َْر َ 1 ود ،فَص ِع َد يسوعُ إِلَى أُور َ ِ يد ِل ْل َي ُه ِ يم" . ان ِع ٌ آية ( يوَ " -:)1 :0وَب ْع َد ه َذا َك َ َ َُ ُ شل َ كان عيد= هناك رأيان أولهما أن هذا العيد هو الفصح الرابع للمسيح أثناء مدة خدمته وثانيهما أنه عيد الخمسين
وأصحاب هذا الرأي يقولون أنه لو كان الفصح لقال العيد وليس عيد غير معرفة فالفصح أشهر األعياد. والمسيح يتخذ فرصة تجمع مئات األلوف في أورشليم ليقدم نفسه للجموع .فصعد يسوع إلى أورشليم= كما ذهب
الرب إلى السامرة ليقابل السامرية صعد إلى أورشليم ليشفي المريض المقعد ،فهو الذي يأخذ المبادرة ليشفي
أمراضنا ويالقينا ،فقط نحن نحتاج أن نكتشفه ،وهو سيشفى ضعفنا الروحي .ولكن قوله عيد اليهود بدون تحديد وعمل المعجزة في سبت وهو رمز لليهود أن المسيح جاء ليشفي كل من كان تحت الناموس .وقوله أبي يعمل
وأنا أعمل فألن المسيح يخلقنا اآلن خلقة جديدة ويكون العيد والسبت هما رمز للراحة الحقيقية والشفاء الحقيقي الذي جاء المسيح ليعمله. َّة «ب ْي ُ ِ ِ ِ ِ ِ 1 شلِيم ِع ْن َد َب ِ الضأ ِ س ُة أ َْر ِوقَ ٍة" . اب َّ ْن ِب ْرَك ٌة ُيقَا ُل لَ َها ِبا ْلع ْب َراني َ تحْ س َدا» لَ َها َخ ْم َ آية ( يوَ " -:)1 :0وفي أ ُ ُور َ َ باب الضأن= هو باب في سور أورشليم بجانبه الحظيرة التي يأتون منها بالخراف لتقديمها ذبائح .وحينما فشلت
ذبائح الناموس في شفائنا أتى المسيح ليشفينا .بركة بيت حسدا= أي بركة بيت الرحمة .واسمها هذا راجع لألشفية التي كانت تجري فيها .ولقد طالما هاجم نقاد الكتاب المقدس هذا النص إذ لم يستدلوا على بركة بهذا
اإلسم إلى أن تم إكتشاف البركة فعالً ووجدوا لها 7أروقة ووجدوا أنها إنطمست أثناء غزو الرومان .واألروقة
هي دهاليز مسقوفة تستعمل كأماكن إنتظار للمرضى .والبركة طولها :::متر .وعرضها يتراوح بين -7: 180
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
3:متر .وحولها أعمدة قسمت المساحة لخمس صاالت لإلنتظار .وكان اليهود يستخدمون هذه البركة للتطهير الناموسي ويتركون مالبسهم في األروقة ليغتسلوا فيها .إلى أن حدثت ظاهرة تحريك الماء فتحولت البركة إلى
مكان إستشفاء .وكان المرضى يضطجعون في هذه األروقة .وكانت هذه الظاهرة عالمة على قرب مجيء
المسيح الشافي الذي كان اليهود ينتظرونه.
معاني األرقام 7 1أروقة +المقعد له 71سنة .ورقم 7يشير للنعمة وللمسئولية ورقم 71يشير لسنوات تيه
الشعب في البرية (تث .):111والمعنى أن العالم قبل المسيح كان في تيه بال أمل في الشفاء إلى أن أدركته نعمة المسيح.
ِ ِِ ِ6 ان م ْ ِ ون تَ ْح ِري َك سٍمَ ،يتََوقَّ ُع َ ير ِم ْن َم ْر َ ضى َو ُع ْم ٍي َو ُع ْر ٍج َو ُع ْ ور َكث ٌ ضطَج ًعا ُج ْم ُه ٌ آية ( يو " -:)6 :0في هذه َك َ ُ ا ْلم ِ اء" . َ
ُعسم= مرضى بأنواع من الشلل .تتيبس فيه المفاصل .عمي وعرج= إذاً هي أمراض عسيرة وقوله ُعسم وعمي وعرج فهذا إشارة لحال الناس قبل مجيء المسيح .تحريك الماء= الماء المتحرك هو ماء حي إشارة للماء الحي الذي يعطيه المسيح كما قال للسامرية ،وللماء الذي َيلِ ْد كما قال لنيقوديموس والماء الذي يتحول إلى خمر كما حدث في عرس قانا الجليل .وهو إشارة للروح القدس الذي يرسله المسيح .والماء المتجدد هو ماء جاري يزيل األوساخ من مجري النهر ،أما الماء الراكد فتتراكم فيه القاذورات .وحين نشير للروح القدس بماء جاري متحرك
فهذا ألن عمله إزالة الخطايا من قلوبنا ،لذلك نصلي "روحك القدوس جدده في أحشائنا" وراء داود الذي قال "قلباً
في يا اهلل وروحاً مستقيماً جدده في أحشائي" ومن له القلب النقي فهو الخليقة الجديدة (1كو):317 نقياً إخلق ّ
يك ا ْلم ِ َحيا ًنا ِفي ا ْل ِبرَك ِة ويحِّر ُك ا ْلماء .فَم ْن َن َز َل أ ََّوالً بع َد تَ ْح ِر ِ ان آية ( يو7" -:)7 :0أل َّ اء َك َ َن َمالَ ًكا َك َ ْ ََُ ان َي ْن ِز ُل أ ْ َ َْ َ َ َ َ َي َم َر ٍ اعتََراهُ" . َي ْب َأرُ ِم ْن أ ِّ ض ْ يقول يوحنا ذهبي الفم أن هذا سبق تصوير للمعمودية .وتحريك الماء إشارة إلى ما سيعمله الروح القدس .وهنا
نرى تدخل سماوي إعجازي في العهد القديم لشفاء أمراض ميئوس من شفائها بنوع من الرحمة اإللهية (هذا معنى بيت حسدا) .وفكرة الماء الذي فيه قوة للشفاء والحياة موجودة في العهد القديم (نعمان السرياني +الذين شربوا من
المياه النابعة من الصخرة لم يمرضوا :كو +11::تث )111والمسيح شفى األعمى بأن صنع له مقلة من طين ثم أمره أن يغتسل في بركة سلوام إشارة لما يعمله الروح القدس .فالمالك الذي يحرك الماء هو إشارة للمسيح
السماوي الذي أتى ليرسل الروح القدس. 3 0 ض ُم ْن ُذ ثَ َم ٍ ط ِج ًعا، ضَ ان ُه َن َ سوعُ ُم ْ ان ِب ِه َم َر ٌ ان َوثَالَ ِث َ سٌ اآليات (يوَ " -:)3–0 :0و َك َ س َن ًة .ه َذا َرآهُ َي ُ ين َ اك إِ ْن َ ِ َن تَ ْب َأرَ؟»". َو َعلِ َم أ َّ يرا ،فَقَ َ يد أ ْ ال لَ ُه« :أَتُ ِر ُ َن لَ ُه َزَما ًنا َكث ً
181
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
يوحنا ينتقي المعجزات التي تثبت الهوت المسيح(أش +::-:111: ،:-1177أر +1-317:مز)1-31:1:
فهذا ليس شلالً عادياً بل هو مشلول منذ 71سنة ..كما شفى األعمى منذ والدته وأقام لعازر بعد أربعة أيام. ولنثق أنه مهما طالت مدتنا تحت الخطية فالمسيح قادر أن يشفينا ويجددنا .هذا الفصل يق أر قبل أحد التناصير
للموعوظين الذين سيتم تعميدهم في أحد التناصير .فالمفلوج يمثل الحياة القديمة وبالمعمودية يصير اإلنسان جديداً ويولد من جديد من الماء ،له قوة على الحركة في إتجاه السماء والشفاء من الشلل الروحي.
أتريد أن تب أر= هناك من ال يريد أن يب أر فمرضه صار مصدر رزق يتكسب منه .والمسيح يحترم اإلرادة اإلنسانية وهو ال يقتحم اإلنسان ،فنحن مخلوقين على صورته في حرية اإلرادة .والمسيح يريد أن يظهر أن مناط أمر
اإلنسان هو بيد اإلنسان ،واألهم هو شفاء اإلنسان من الخطية .ويكون سؤال المسيح معناه هل عندك إرادة أن تترك خطيتك ،فنحن فهمنا من أن المسيح قال لهُ ال تعود تخطئ أيضاً (آية ):1أن سبب مرضه هو الخطية. والخطية لها نتائج وخيمة على اإلنسان ولذلك فبعد توهان 71سنة دخل الشعب ألرض كنعان ،وكانوا حينما يخطئون يسلمون أليدي األمم فيذلونهم .والخطية في حياة هذا المقعد هي التي حطمته بعد أن إستعبدته ،ولكن
المسيح رأي فيه بقايا من إرادة فأتى إليه ليشجع الرجاء الذي فيه ،وهذا يعطي رجاء لكل خاطئ فال ييأس .ولكن لنالحظ أن الخطية مع االستمرار فيها فترات طويلة تطمس اإلرادة في اإلنسان فال يعود يشعر بأنه يفعل خطأ وال يريد التغيير .وهذه الحالة غير التي وصفها بولس الرسول حين قال "حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر
حاضر عندي" (رو .) 1:13هنا هو يجد قوة تقاومه لكن إرادته تنتصر .والمسيح بسؤاله كان يشفيه ويخلق له
إرادة ،واإلرادة يصحبها همة للتغيير والعمل .ولذلك قال المسيح لليهود كم مرة أردت ..ولم تريدوا (مت)73117
والمسيح لم يسأل المقعد هل تؤمن فهو لم يسمع به من قبل ( ،):7-:117بل أتى ليقدم له شفاء مجاني.والحظ
المسيح -1أتى أل ورشليم= أتى الى العالم .أتى للبركة وكل من فيها مرضي = الخليقة كلها مريضة ،فاقدة لبهائها والرب أتى ليشفيها .أتريد = الشفاء لمن يريد .
البركة = ماء للشفاء هو الوالدة من الماء والروح
7 ِ يض«:يا س ِّي ُد ،لَ ْيس لِي إِ ْنس ٌ ِ ِ ِ اءَ .ب ْل َب ْي َن َما أََنا آية ( يو " -:)7 :0أ َ ان ُي ْلقيني في ا ْل ِب ْرَكة َمتَى تَ َح َّر َك ا ْل َم ُ َ َ َج َاب ُه ا ْل َم ِر ُ َ َ آت ،ي ْن ِز ُل قُد ِ ٍ َّامي آ َخ ُر»". َ
ليس لي إنسان= المسيح يسأله عن اإلرادة فأجاب بأن ليس له إنسان .هو أسقط الموضوع على اآلخرين .كأنه في بل في اآلخرين فالخاطئ دائماً يبرر نفسه .لكن عموماً علينا أن نستفيد من هذا بأن يقول المشكلة ليست ّ نقدم خدمات لكل محتاج حتى ال يشتكي علينا أحد .كم مرة ألقينا همنا على الناس وفشلنا ،لكن إذا ألقينا همنا على اهلل فلن نفشل (:بط .)317ويبدو من قول المفلوج أنه كان معروفاً بفظاظته وقسوته حتى في مرضه ،حتى
لم يبق له إنسان يلقيه في البركة ،فقد إنفض عنه كل الناس وكرهوه وهذا عكس اإلنسان المفلوج الذي دالّه
أصدقاءه من السقف (مر .)::-:11ولكن المقعد عوضاً عن أن يلقي باللوم على نفسه يلقي باللوم على اآلخرين= بينما أنا ٍ قدامي آخر هذه مثل اآلخرون يأخذون فرصتي. آت ينزل ّ
182
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس) 2 ال لَ ُه يسوعُ«:قُِمِ ْ . ش»3 .فَ َحاالً َب ِرئَ ِ ام ِ شى. يرهُ َو َم َ س ُ ان َو َح َم َل َ اإل ْن َ احم ْل َ اآليات (يو " -:)3–2 :0قَ َ َ ُ ير َك َو ْ س ِر َ س ِر َ و َك َ ِ ِ ت" . س ْب ٌ ان في ذل َك ا ْل َي ْوِم َ َ
هذا حال كل من يصدق المسيح ،فكلمة منه تحيي العاجز وتنتهر الخطية فتالشيها (يو )1717 +:71:فالمقعد نموذج لموتى الخطية ولكن لو لم ينفذ هذا المفلوج أمر المسيح ما كان قد ُش ِف َى .وكان لو أعمل عقله لقال كيف أقوم .لكن هو نفذ .والمسيح الفادي َّ قدم شفاؤه للمقعد دون أن يطلب منه شيئاً .وهكذا فدانا دون ثمن؟ واهلل يعطي
القوة وله سلطان عجيب قم /إحمل /إمش .بل إن نقطة الضعف تصبح مصدر قوة ونهضة بعد أن كانت يأساً. أوامر المسيح هي وعود في صورة أوامر وهكذا كل وصايا المسيح (:تس .)1117فكل وصية تحمل في داخلها
قوة على التنفيذ.
فحاالً= عجيب أن يقوم دون أن يسنده أحد وبدون عالج طبيعي بعد كل هذه المدة من الشلل .والمسيح أعطى
المقعد حياة جديدة1
قم= ترمز إلى جدة الحياة التي أعطاها له.
إحمل= ترمز إلى قوة الحياة التي أعطاها له.
إمش= ترمز إلى السلوك في هذه الحياة الجديدة.
سريرك= في اصلها اللغوي هي فرشة الفقير وهي من الحصير .وسريره يمثل ذكرياته المؤلمة عن المرض. وحمل السرير إشارة لطرد الذكريات والخبرات المؤلمة فما عادت تعيق حركته ونموه .هو إشارة لوضع ذكرياتنا
المؤلمة وراء ظهورنا لنتقدم.
15 ِ ود لِلَِّذي ُ ِ ير َك». ت! الَ َي ِح ُّل لَ َك أ ْ س ْب ٌ اآليات (يو " -:)11–15 :0فَقَا َل ا ْل َي ُه ُ َن تَ ْحم َل َ شف َي«:إِنَّ ُه َ س ِر َ 11 ال لِيِ ْ : ام ِ ش»". َج َاب ُه ْم«:إِ َّن الَِّذي أ َْب َأرَِني ُه َو قَ َ أَ احم ْل َ ير َك َو ْ س ِر َ المسيح هو رب السبت (مر +1111لو )71:وهو جاء ليعطي سبتاً أي راحة من نوع جديد عوض الراحة
الجسدية القديمة (عب )::11واجابة المقعد تدل على تقدير لشخص المسيح أكثر من تقديره للسبت ،أيسمع
للناموس الذي لم يشفه أم يسمع للمسيح الذي شفاه .ومشكلة اليهود مع المسيح هي [ ]:الشفاء في السبت []1 أنه قال للمفلوج أن يحمل سريره .وكان اليهود قد غالوا في موضوع السبت حتى أنهم قالوا إن من حمل إبرة في
ثيابه فقد كسر السبت .والسيد المسيح شرح لهم أن األعمال الصالحة جائزة يوم السبت مثل الختان ورفع خروف
من حفرة ليفهموا أن ال يتقيدوا بالحرف (ال +71:1يو +11-1113مت +:1-::+1-11:1يو .)::1:ولكن
كراهية اليهود للمسيح كانت ليس بسبب كسره السبت ،بل لحسدهم لهُ لشهرته بسبب معجزاته.
فقال اليهود= اليهود هم الرؤساء الدينيون.
11 ال لَ َكِ ْ : ام ِ سأَلُوهَُ «:م ْن ُه َو ِ ش؟»". ان الَِّذي قَ َ س ُ احم ْل َ اإل ْن َ آية ( يو " -:)11 :0فَ َ ير َك َو ْ س ِر َ
183
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
هذا السؤال هو سخرية من المسيح ،فهم يضعونه على أنه إنسان في مقابل الناموس .واهلل واضع الناموس ،أي
هل ت طيع مجرد إنسان قال لك وال تطيع اهلل وناموسه .ومن عمى اليهود أنهم لم يروا قوة المعجزة التي حدثت بل
طلبوا رجم المسيح .ولآلن وسط كل مراحم اهلل ال نرى سوى آالم تجربة سمح بها ولفائدتنا .والمسيح حاول جاهداً أن يشرح لهم أن فعل الخير يحل في السبت (الختان /حمل خروف) وما دام يحل فعل الخير في السبت فيحل
شفاء إنسان في السبت (مر +117لو.):-71:1 16 ان ِفي ا ْلمو ِ ض ِع َج ْمعٌ" . ش ِف َي َفلَ ْم َي ُك ْن َي ْعلَ ُم َم ْن ُه َو ،أل َّ آية ( يو " -:)16 :0أ َّ َما الَِّذي ُ سو َ اعتََز َل ،إِ ْذ َك َ ع ْ َْ َن َي ُ لم يكن من طبع المسيح أن يلفت األنظار إليه بل يأتي للمحتاج س اًر .لم يكن يعلم من هو= هذه مشكلة المفلوج
ومشكلتنا أننا نهتم بالعطية وال نهتم بشخص العاطي أي بالمسيح لنتعرف عليه .بينما أن هدف العطايا أن
نتعرف عليه. 17 ِ ِ ضا ،لِ َئالَّ سوعُ ِفي ا ْل َه ْي َك ِل َوقَ َ ت قَ ْد َب ِرْئ َ ال لَ ُهَ «:ها أَ ْن َ ئ أ َْي ً ت ،فَالَ تُ ْخط ْ آية ( يوَ " -:)17 :0ب ْع َد ذل َك َو َج َدهُ َي ُ ش ُّر»". ون لَ َك أَ َ َي ُك َ
المسيح الذي حمل خطايانا على الصليب هو حمل خطايا هذا المقعد وغفرها له ليشفيه .حمل خطاياه في جسده
الذي سيعلق على الصليب ،والمسيح يعطي المقعد نصيحة أن ال يخطئ ثانية حتى ال يعود لنفس الحال.
والمسيح أتى للمقعد حتى ال يظل جاهالً من هو المسيح ليعطيه إمكانية اإليمان به .والحظ أن المقعد ذهب
للهيكل غالباً ليقدم الشكر هلل .ونالحظ أنه كلما نعود لخطية تركناها يكون لنا أشر ،فالضربات تتصاعد حتى نتوب .فهذا جزاء اإلستهتار بغني لطف اهلل وامهاله .وقوله أشر يشير ألن يحدث مرض أصعب له أو للدينونة
على الخطية. 13 10 ضى ِ ود ود أ َّ ان َوأ ْ ان ا ْل َي ُه ُ سو َ َخ َب َر ا ْل َي ُه َ ع ُه َو الَِّذي أ َْب َأرَهَُ .ولِه َذا َك َ س ُ اآليات (يو " -:)13–10 :0فَ َم َ َن َي ُ اإل ْن َ ِ ِ س ْب ٍت" . ون أ ْ سو َ عَ ،وَي ْطلُ ُب َ َي ْط ُرُد َ َن َي ْقتُلُوهُ ،ألَنَّ ُه َعم َل ه َذا في َ ون َي ُ المقعد ذهب ليبشر بالمسيح الذي صنع المعجزة أو ليبرر تهمة حمل السرير ويلقيها على المسيح .ومن هنا
حدث التصادم بين المسيح واليهود .والمسيح رد عليهم في اآليات (..11-17-1:-:3الخ) .طلبوا أن يقتلوه=
من أول هنا ستتكرر محاوالت اليهود لقتل يسوع .لكنهم لن يقدروا حتى تأتي ساعته .وهذا يثبت أنه سلم نفسه بإرادته .هو كان قاد اًر أن ال يصلب .لكن هو أتى لهذا بإرادته.
وصل جنون اليهود في موضوع السبت أنهم قالوا أن اهلل نفسه ملتزم بالوصية فال يعمل يوم السبت خارج حدود
مسكنه الذي هو السماء واألرض ،وال يسير مسافة أطول من قامته لذلك فعمل اهلل هو في الحدود المسموحة.
وابتداء من (آية ):3نجد رد المسيح على أعضاء أو رسل أرسلهم السنهدريم للتحقق منهُ.
184
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس) 17 َع َم ُل»". سوعُ«:أَِبي َي ْع َم ُل َحتَّى َ اآلن َوأََنا أ ْ آية ( يو " -:)17 :0فَأ َ َج َاب ُه ْم َي ُ
إبتداء من هذه اآلية يبدأ المسيح في الرد على إتهامات الفريسيين ألنهم إتهموه بكسر الناموس إذ عمل المعجزة يوم سبت .فأخذ يوضح لهم نوعية العمل ويوضح لهم شخصه وعالقته باآلب .وألن اهلل يستريح في خالص
اإلنسان فال يمكن أن يكف عن العمل ،فهو يعمل على حفظ الخليقة ولعالج األخطاء الموجودة حتى ال يهلك اإلنسان .اهلل خلق الخليقة بكلمته (اللوغوس) وهو أي اللوغوس مازال يحفظها ويدبرها ،فهو حامل كل األشياء
بكلمة قدرته (عب .)71:وراحة اهلل ليست في التوقف عن العمل ،فلو توقف اهلل عن عمله لتوقفت الحياة. ويتضح من كالم المسيح هنا أنه يضع نفسه مع اآلب في موضوع الخلقة ومسئوليته عنها من جهة قيامها
ودوامها وحفظها فهو ضابط الكون .وهذه اآلية تشير أن المسيح يتساوى مع اهلل وفي وحدة كاملة معه فإذا كان
له هذا السلطان فله سلطان على السبت وله أن يقول ماذا ينبغي أن ُيعمل فيه أو ال ُيعمل فيه .أبي يعمل وأنا أعمل= هذه مساواة في المقام فهو لم يقل أنا أعمل من تحت اآلب .والمسيح في (مر )11-1311شرح لهم أن السبت ُج ِع َل ألجل اإلنسان وليس العكس وكون المسيح يشفي يوم السبت فبهذا هو يكمل عمل الخلق ،المسيح أراد أن يظهر بمعجزات الشفاء التي يصنعها في يوم السبت أنه يكمل نقص خليقته ،نقصها الذي حدث بسبب الخطية ،يكمله بفدائه الذي أتى ألجله ،لذلك فعمل الفداء هو من صميم عمل الخالق .المسيح بهذا يشير أنه مسئول عن الخليقة كما أن اآلب مسئول عنها .ويكون سبت المسيح الحقيقي هو بعد أن يكمل عمل الفداء
وخالص اإلنسان .فراحة اهلل وراحتنا هي في خالص نفوسنا .وصار سبتنا الحقيقي هو حياتنا األبدية .وقارن هذه اآلية مع (عب )::-::11نجد أن العمل والراحة لدى اآلب واالبن متوازيان.
حتى اآلن= أي بدون توقف ومنذ األزل .هذه تشير لوجوده مع اآلب قبل التجسد .وان كان اهلل يعمل فشرف لإلنسان أن يعمل (تك1 +:711تس: +::-317تس +::11أف.)1111 12 َن َي ْقتُلُوهُ ،ألَنَّ ُه لَ ْم َي ْنقُ ِ ت فَقَ ْطَ ،ب ْل قَا َل ض َّ ون أَ ْكثََر أ ْ الس ْب َ ان ا ْل َي ُه ُ ود َي ْطلُ ُب َ َج ِل ه َذا َك َ آية ( يو " -:)12 :0فَ ِم ْن أ ْ ضا إِ َّن اهلل أَبوه ،مع ِادالً َن ْفس ُه ِب ِ اهلل" . أ َْي ً َ َ ُ ُ َُ
فهم اليهود من رد المسيح المختصر أنه ألغى وصية السبت علناً واص ار اًر ،بل ألغى بالتالي سلطة الناموس .وأنه
يفعل هذا إعتماداً على عالقته باآلب ،وأنه ساوى نفسه باهلل اآلب (يو )7:1::وأنه إبنه وله عالقة بنوة متميزة هلل (كلمة أبوه أتت في اليونانية بمعنى أنه ال يوجد بشر يشاركه في هذه األبوة بمعنى أنه (أبي أنا) .لذلك فهم أروا في كالمه هذا تجديف .والمسيح لم يتراجع فيما قاله ولم يناقض ما فهموه ،بل أخذ يشرح فيما يلي عالقة
اآلب باإلبن وامتياز اإلبن بكونه مساوياً هلل اآلب ولذلك فمن يكرم اآلب عليه أن يكرم اإلبن أيضاً .يطلبون أكثر
أن يقتلوه= فهو [ ]:كاسر للسبت [ ]1جعل المفلوج يحمل سريره في السبت [ ]7ساوى نفسه باآلب.
13 ق ا ْل َح َّ سوعُ َوقَا َل لَ ُه ُم«:ا ْل َح َّ ش ْي ًئا َن َي ْع َم َل ِم ْن َن ْف ِس ِه َ االب ُن أ ْ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :الَ َي ْق ِد ُر ْ َج َ آية ( يو " -:)13 :0فَأ َ اب َي ُ االب ُن َكذلِ َك" . َن َم ْه َما َع ِم َل َذ َ اآلب َي ْع َم ُل .أل ْ اك فَه َذا َي ْع َملُ ُه ْ إِالَّ َما َي ْنظُُر َ
185
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
حينما تذمروا على قوله أن اآلب أبيه بدأ يشرح باألكثر عالقته باآلب وأن اآلب أرسله ليعطي حياة للبشر والحظ
أن المسيح لم يقل لهم أنتم فهمتم خطأ ،فأنا لست مساوياً هلل ،بل تدرج بهم ليثبت لهم أنه اهلل .ال يقدر= ال يفهم
من ها العجز بل كما نقول أن اهلل ال يقدر أن يكذب ،أو ال يقدر أن ينكر نفسه (1تي .):711فمن مستلزمات طبيعة اهلل االبن المطابقة التامة لطبيعة اهلل اآلب وارادته ،وال يقدر أن يفعل ما يخالف اآلب فهذا يصبح ضد
طبيعته .فاالبن يستطيع كل شئ إالّ شيئاً واحداً وهو أن تكون له إرادة مخالفة لآلب .بل مهما عمل اإلبن فهو
متمشي مع عمل اآلب .واآلب واالبن يعمالن معاً في وحدة .هما متفقان تماماً بال خالف فهم في وحدة .فاآلب
هو اهلل غير المنظور واالبن هو اهلل المنظور ،ويعمل األعمال المنظورة .واالبن ال يعمل شيئاً ما لم يكن اآلب
يريده فإ اردتهما واحدة .كما يكون في قلبي مشاعر تترجمها يدي إلى خطاب مكتوب .فالقلب واليد يعمالن معاً. المسيح هنا يشرح عالقته باآلب إذ حنقوا عليه عندما قال "أبي" في (آية ):3عسى أن تنفتح قلوبهم .والمسيح يتدرج مع الفريسيين في موضوع عالقته باآلب حتى يعلن نفسه بوضوح (آية .)7:-11ولنالحظ أن وحدة العمل تتمشى مع وحدة اإلرادة ،وهذا يشير لجوهر الوحدة المطلق .وبالتالي فالمسيح لن يكسر السبت ما لم يكن اآلب
موافقاً على عمله= االبن ال يقدر أن يعمل من نفسه شيئاً إالّ ما ينظر اآلب يعمل= أي أعمال االبن غير
منفصلة عن أعمال اآلب .هذا القول ال يلغي سلطان االبن بل يعلن وحدة اإلرادة التي ال تنفصم .ينظر= يرى فكر اآلب فهو فكره وعقله ،فهو يرى أي يعرف ما يريده اآلب فيعمله .تعني المعرفة المستمرة والرؤية الواضحة
أما حينما يقول وأنا ما سمعته منه لآلب فهما واحد .وجاءت في المضارع .فالمسيح يتكلم هنا وهو في الجسدّ . ( )7111أو أتكلم بما رأيت ( )1:11فهذه تشير الن ما يعمله المسيح هو قرار وتخطيط أزلى .وقوله رآه وسمعه
إشارة إلتحادهما الفريد فال أحد يعرف اآلب أو يراه أو يسمعه سوى االبن الذي هو في حضن اآلب (يو):11:
وهو واحد معه (يو .)7:1::وقارن مع ( )7:17،1111لتعرف أن المسيح له وجود سابق على تجسده .والمسيح
يقول هذا لنصدق بال ريبة كل ما يقوله واإليمان بال فحص ،فاآلب واالبن واحد وكل ما يعمل اآلب يراه االبن
وحده أي يعرفه معرفة التطابق ،وبإعتباره اهلل المتجسد يعمل بمقتضاه ألن إرادتهما واحدة ،بل االبن يستعلن إرادة
اآلب .مهما عمل ذاك (اآلب) يعمله اإلبن كذلك= هنا تظهر قوة االبن المطلقة والالنهائية .هو يعمل مع اآلب في شركة عمل بال إنفصال .يعمل معه في إنسجام واتفاق .يمكن القول أن أقنوم اآلب يريد وأقنومى اإلبن والرح القدس ينفذان .كما نقول أنا أريد ويدى تنفذ ولكن أنا ويدى واحد .
وبنفس األسلوب فلكي يقول السيد المسيح لليهود أنهم في توافق مع فكر الشيطان ويعملون ما يريده الشيطان قال
لهم "أنتم تعملون ما رأيتم عند أبيكم" (يو .)7111وكان المسيح يقصد أن أبيهم هو إبليس القتال (يو )1111ألنهم
يريدون أن يقتلوا المسيح (يو )1:11إذاً عبارة يعملون ما ترون أو أعمل ما رأيت تشير للتطابق التام في الفكر
والعمل .وبنفس المفهوم "أعمل ما أسمع أو أقول ما أسمع"
َعظَم ِم ْن ِ يه ج ِميع ما ُهو يعملُ ُه ،وسي ِر ِ ِ هذ ِه َن آية ( يو15" -:)15 :0أل َّ اآلب ُي ِح ُّ يه أ ْ ب ْ َ َُ َ االب َن َوُي ِر َ َ َ َ َ ْ َ َع َماالً أ ْ َ ِ َّبوا أَ ْنتُ ْم" . لتَتَ َعج ُ 186
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
مطابقة أعمال االبن ألعمال اآلب راجعة للصلة المكينة بين اآلب واالبن والمبنية على المحبة .فاهلل محبة والوحدة بين اآلب واإلبن تم التعبير عنها بأن اآلب يحب اإلبن .فاهلل محبة ،هذه هي طبيعته ،ينبع محبة تنسكب
في اإلبن فيصبح اآلب في اإلبن واإلبن في اآلب .واألعمال التي يعملها المسيح هي إعالن دائم عن محبة اآلب لإلبن والتي صارت لنا ،واالبن يعلن محبته في خضوعه التام إلرادة اآلب (يو .)7111واالبن المتجسد
وسيريه من واقع الزمن البشري الذى تعمل فيه االعمال .فمعجزة تفتيح عيني األعمى التي يقول إن اآلب ُيريه ُ حد ثت بعد ذلك هي أعجب ثم إقامة لعازر أعجب وأعجب .والمسيح يسمى هذه المعجزات أعمال .فهي بالنسبة لنا خوارق ومعجزات أما بالنسبة له فهي مجرد أعمال .لتتعجبوا= فهو يعلم أنهم لن يؤمنوا وسيكتفوا بالتعجب،
أما المؤمن فهو يؤمن حتى دون أن يرى .فالتعجب إن لم يتحول إلى إعجاب واإلعجاب إلى إيمان يتبخر ّ التعجب .والفعالن يحب ويريه جاءا بصيغة الحاضر المستمر فهما عمالن مستمران ال ينقطعان .واآلب يحب
اإلبن= أي إرتباط ووحدة في المحبة فطبيعة اهلل المحبة .هذه تعبير عن الوحدة بلغة المحبة التي هي طبيعة اهلل. من هنا نرى أن الوحدة بين اآلب واإلبن تم التعبير عنها بعدة طرق1 اآلب يحب اإلبن (هذه اآلية).
ال أحد يعرف اآلب إالّ اإلبن وال اإلبن إالّ اآلب (لو.)111:: في (يو.)::1:1 أنا في اآلب واآلب ّ أنا واآلب واحد (يو.)7:1:: من رآني فقد رأى اآلب (يو.):1:1
راجع تفسير يوحنا 3:10
ِ اء" . آية ( يو11" -:)11 :0ألَ َّن ُه َك َما أ َّ ضا ُي ْح ِيي َم ْن َي َ يم األ َْم َو َ االب ُن أ َْي ً ات َوُي ْح ِييَ ،كذلِ َك ْ َن َ ش ُ اآلب ُيق ُ المسيح أراهم سلطانه في شفاء المقعد ،وهنا يشرح أن سلطانه يصل ألن يحيي .إذاً األعمال األعظم التي تكلم عنها سابقاً هي اإلقامة من األموات.
الب ِن"، آية ( يو11" -:)11 :0أل َّ َع َ اآلب الَ َي ِد ُ طى ُك َّل الد َّْي ُنوَن ِة لِ ْ َح ًداَ ،ب ْل قَ ْد أ ْ ين أ َ َن َ المسيح هو الديان .اآلب ال يدين أحد فقد ترك الدينونة لإلبن الذي تجسد وشعر بضعف البشر وهو أتى ليعطينا
حياة( ،مت +1:-7:117أع +11-1:1::رو1 +::1:1كو1 +::17تي ):11فالذي يعطي الحياة يكون له
أيضاً سلطان أن يحكم عليها ،ومن يقيم الموتى له أن يحاسبهم ،ومن يحيي قادر أن يميت أيضاً .وكما خلق اآلب العالم فهو يدين العالم باإلبن .كل الدينونة= يدين كل مخلوق ،فهو خالق الجميع ،وألنه نور فمن يرفضه
ُيدان .وهو له أن يدين على األرض وفي السماء .والدينونة هي من األعمال األعظم. هذه تشبه أنه في أيام نوح ،من رفض دخول الفلك لم يبق أمامه سوى الهالك .والفلك يرمز لجسد المسيح الذي هو الكنيسة.
187
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس) 16 اآلب الَِّذي االب َن الَ ُي ْك ِرُم ون االب َن َك َما ُي ْك ِرُم َ اآلبَ .م ْن الَ ُي ْك ِرُم ْ آية ( يو " -:)16 :0لِ َك ْي ُي ْك ِرَم ا ْل َج ِميعُ ْ َ َ سلَ ُه". أ َْر َ
الذي أرسله= ليؤكد لهم صلته باهلل اآلب .وأرسلهُ هذه كما ترسل الشمس أشعتها بدون إنفصال عنها .وهنا المسيح يعلن مساواته لآلب في الهوته بغير مواربة .وهذا راجع للوحدة بينهما .لكي= أي ألن االبن يحيي ويدين تحتم أن يكرم الناس بل كل الخليقة ،االبن ،كما يكرمون اآلب .اإليمان بأحد األقنومين يستلزم اإليمان باآلخر
فهما واحد وكذلك إكرام أحدهما .في اآليات ( )17-11-1:يعلن المسيح الهوته عالنية.
المسيح هنا يريد من الكل أن يعرفه ،ألن من عرفه سيعرف اآلب ،فهو صورة اآلب ،وهو واحد مع اآلب.
وبالتالي من يكرم المسيح يكرم اآلب أي عرف اآلب ،ومن يرفض المسيح فهو يرفض اآلب .ومن يدعى أنه يعبد اآلب وال يكرم المسيح فهو يعبد صورة لآلب رسمها هو لنفسه .فمن رآني فقد رأي اآلب (يو ):1:1المسيح
هنا ال يطلب أو يسعى ألن يكرمه الناس ،بل هو يطلب خالص الناس.
ِ ِ ق ا ْل َح َّ آية ( يو«17" -:)17 :0اَْل َح َّ سلَ ِني َفلَ ُه َح َياةٌ أ ََب ِديَّ ٌةَ ،والَ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن َم ْن َي ْ س َمعُ َكالَمي َوُي ْؤ ِم ُن ِبالَّذي أ َْر َ يأ ِْتي إِلَى َد ْي ُنوَن ٍة ،ب ْل قَِد ا ْنتَ َق َل ِم َن ا ْلمو ِت إِلَى ا ْلحي ِ اة" . ََ َ َ َْ الحياة األبدية= هي حياة اهلل ذاته يعطيها اهلل لإلنسان ونأخذها من اآلن بإيماننا بالمسيح .فهي ليست حياة بشرية .هذا هو الخلود الحقيقي .ابتداء من هذه اآلية يتكلم المسيح بصيغة المتكلم بعد أن كان يتكلم بصيغة
على فأنا اإلبن الوحيد .الحق الغائب وكأن المعنى أن ما قلته لكم من قبل عن العالقة بين اآلب وابنه ينطبق َّ
الحق أقول لكم= هذه تشبه القسم في العهد القديم ،فهو إعالن رسمي إلهي .وهنا نرى الوحدة بين اآلب واإلبن، فشرط الحياة أن نسمع كالم اإلبن ونؤمن باآلب ،فالخالص هو باآلب واالبن.
يسمع كالمي= أي يدخل ألعماقه ويحرك قلبه ويصدق وينفذ ويستمد قوة من الوصية على تنفيذها .ويسمع
كالمي= كالمي جاءت هنا لوغوس ويكون المعنى أن يقبلني أنا الكلمة المتجسد .يؤمن بالذي أرسلني= اإليمان بأحد األقنومين يستلزم اإليمان باآلخر فهما واحد وكذلك إكرام أحدهما= أي يؤمن بكل ما قلته عن اآلب كما
إستعلنته أنا ،وبالذات أنه أرسل المسيح .فاإليمان باآلب يستلزم اإليمان بالمسيح واإليمان بالمسيح يستلزم اإليمان
باآلب .يؤمن بالذي أرسلني= حتى ال يشعروا أنه يفضل نفسه عن اهلل .عموماً هو واآلب واحد وهو ال يريدهم
أن يتشككوا فيه .ال يأتي إلى دينونة= أي الهالك فالمسيح سيحمل الدينونة عن اإلنسان الذي يؤمن به (التائب
طبعاً) .إنتقل من الموت= الموت هنا هو موت الخطية ألن الذي يؤمن ويسمع تغفر خطاياه .لقد إنتهت خطورة
الموت الجسدي ،ولكن الموت األخطر هو موت الخطية وعدم اإليمان ،لذلك يقول يوحنا في (:يو )1+11:أن
الحياة أظهرت .واإلنتقال من الموت إلى الحياة يعني بداية الحياة األبدية .وهذه تبدأ بالمعمودية وتستمر بالتوبة
"إبني هذا كان ميتاً فعاش" والحياة األبدية هي حياة المسيح األبدي ،نحصل عليها باإلتحاد معه في المعمودية
(رو )7-71:ونستمر نحياها بحياة التوبة.
188
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
يسمع كالمي ويؤمن بالذي أرسلني= يسمع كالمي ال تعني فقط أن ننفذ وصايا المسيح ،بل أن نعرفه ونؤمن به ونتذوق حالوة عشرته .ومن يفعل يسهل عليه أن يصل لمعرفة اآلب الذي أرسله .وهذا يشبه كالم عروس النشيد
التي بعد أن فرحت بعريسها (المسيح) طلبت قبالت اآلب" ..ليقبلني بقبالت فمه" (هذه عن اآلب) "ألن حبك أطيب من الخمر" (هذه عن اإلبن) (نش.)11: ت ْاب ِن ِ ِ ق ا ْل َح َّ آية ( يو10" -:)10 :0اَْل َح َّ اهلل، ص ْو َ س َمعُ األ َْم َو ُ اآلنِ ،ح َ اع ٌة َو ِه َي َ س َ ين َي ْ ات َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُه تَأْتي َ الس ِ ون َي ْح َي ْو َن" . َو َّ ام ُع َ هنا نرى أن التوبة هي شرط للحياة األبدية .فمن يسمع صوت إبن اهلل أي يؤمن به ويتوب وهؤالء يحيون .في هذه اآلية يتحدث المسيح عن قيامة النفس من موت الخطية .ولكن هناك قيامة ثانية للجسد يشير لها في آية
( .)11اآلن= هذه اآلية تشير للواقع الحاضر .يسمع األموات= أي موتى الخطية االبن الضال كان ميتاً فعاش( +أف +711أف ):117فالميت فقد اإلحساس ببشاعة الخطية وصار يشرب اإلثم كالماء .هذا فقد تبكيت
الروح القدس .وكانت إقامة المقعد رم اًز إلقامة موتى الخطية وأيضاً تشير لمقدرة الرب على قيامة الجسد .واآلن= هو وقت التوبة (إش .)11:: +111:فالقوة القادرة أن تقيم من الموت مستعدة اآلن أن تقيم كل من يريد .ومن
يسمع تكون له حياة ومن ال يسمع ويسلك وراء شهواته يكون له دينونة.
ون لَ ُه َح َياةٌ ِفي آية ( يو13" -:)13 :0ألَنَّ ُه َك َما أ َّ ضا أ ْ َن تَ ُك َ االب َن أ َْي ً َعطَى ْ اآلب لَ ُه َح َياةٌ ِفي َذ ِات ِهَ ،كذلِ َك أ ْ َن َ َذ ِات ِه"، الطبيعة اإللهية لآلب هي نفسها الطبيعة اإللهية لإلبن .والحياة هي من صميم خواص الطبيعة اإللهية .فاهلل حي
بذاته أي الحياة ليست ممنوحة له .لذلك نصلي "قدوس الحي الذي ال يموت"
أعطى اإلبن أيضاً= أغسطينوس يقول أن أعطى تساوي ولد ،فاإلبن مولود وله حياة في ذاته من آب له حياة في
ذاته .ليس أنه أعطاه شيئاً من خارجه فهو ألنه مولود منه بالطبيعة له نفس ما لآلب كوالدة النور من الشمس. هو لم يعطه حياة في ذاته ،بل أعطى اإلبن أن تكون له الحياة في ذاته .هو لم يقل (اآلب أعطى لإلبن حياة
في ذاته) فهذا يعني أن اإلبن لم يكن له حياة في ذاته ،واآلب أعطى له حياة .ولكن قال (أعطى اإلبن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته) فاإلبن فيه الحياة التي في اآلب .الحياة الذاتية التي ال تموت .وألن له الحياة في ذاته
يستطيع أن يحيي من يسمع صوته .واآلية تشير للتساوي التام والتطابق التام بين اآلب واالبن خصوصاً أن لفظ
أيضاً يشير لهذا فكل ما هو لآلب هو لإلبن (يو .)::1:3ويقصد باآلية أن هناك تقسيم للعمل داخل الثالوث القدوس .وهو يذكر هذه اآلية هنا بعد آية ( )17لكي يشير أن لإلبن سلطان أن يعطي حياة لمن يسمع صوته
ويتوب ويؤمن .ويقولها قبل آية ( 1)1:فلإلبن سلطان أن يعطي حياة لألموات .وقد رأينا توزيع األعمال أيضاً
في آية ( ) 11فالدينونة هي لإلبن .فاآلب له حياة في ذاته واإلبن له حياة في ذاته .ولكن كلمة أعطى تفيد التمايز بين اآلب واإلبن .وكما أن اآلب ال يستمد وجوده من آخر كذلك اإلبن ال يستمد وجوده من آخر .واإلبن
189
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
بإتحاده باآلب هو أيضاً واهب حياة بسلطانه المطلق الناتج عن هذا اإلتحاد .ولكن بحكم أن المسيح كان تجسده
في فكر اهلل منذ األزل فإن اآلب أعطى أن تكون لإلبن الحياة في ذاته ليعطيها بكونه فادياً ،ولكن بكونه إلهاً ذا جوهر واحد مع اآلب فهو له الحياة في ذاته ،هو نبعها ومعطيها .ويمكن بتشبيه بسيط أن نقول أن اآلب أعطى
اإلبن كذا= أنني مثالً خصصت ذراعي اليمنى لكذا ..واإلبن مشبه فعالً بذراع اهلل (إش .):17:بإختصار
فالمعنى أن اآلب له حياة في ذاته ،ومولود منه إبن له نفس طبيعته ،أي له حياة في ذاته .وألن اآلب يريد أن
يعطي حياة للبشر يكون هذا عمل اإلبن .فاإلبن ينفذ إرادة اآلب .وارادة اآلب واإلبن واحدة ألنهما واحد .لكن
اآلب يريد واإلبن ينفذ.
ولكن لماذا قالها المسيح هكذا ولم يقل "أنا لي الحياة في ذاتي أهبها لمن أشاء" [ ]:المسيح يستعلن اآلب فهو
اإلبن الذي في حضن أبيه الذي يخبرنا عن اآلب ومحبته (يو( + ):11:يو )131::فاالبن أتى ليعطى حياة لنا ،وهذه إرادة اآلب ،اآلب يريد واالبن أتى لينفذ [ ]1هو يربط بينه وبين اآلب حتى ال يشكوا فيه.
17 ضا ،أل ََّن ُه ْاب ُن ِ سِ ان" . س ْل َ َع َ طا ًنا أ ْ َن َي ِد َ ين أ َْي ً آية ( يوَ " -:)17 :0وأ ْ اإل ْن َ طاهُ ُ كما أن اآلب يخلق العالم باإلبن هكذا هو يدين العالم باإلبن .سبق المسيح وأعلن الهوته وهو هنا يعلن ناسوته
وانه إبن اإلنسان وأنه هو يدين كإنسان .فالديان صار من جنسنا وهذا منتهى العدل اإللهي (عب+:1-:311
ٍ كقاض للبشرية أنه شفيع للبشرية أيضاً (عب .)17-1113وبولس جمع بين الصفتين .)::-:711وما يميزه
في (رو )7111ومن يرفض المسيح كشفيع ال يتبقى له سوى المسيح الديان .إبن اإلنسان (دا +:1-:713 :كو )1:1:7والمسيح بقوله إبن اإلنسان كان ينبه الحاضرين ليتذكروا نبوة دانيال فيعرفوا شخصه.
ِ ِ اآليات (يو12" -:)13–12 :0الَ تَتَعج ِ ين ِفي ا ْلقُ ُب ِ ص ْوتَ ُه، س َمعُ َج ِميعُ الَِّذ َ س َ َ ُ يها َي ْ اع ٌة ف َ ور َ َّبوا م ْن ه َذا ،فَِإنَّ ُه تَأْتي َ 13 ين ع ِملُوا َّ ِ ِ ِ ِ ِ ات إِلَى ِقي ِ الص ِالح ِ ام ِة الد َّْي ُنوَن ِة" . فَ َي ْخ ُر ُج الَِّذ َ امة ا ْل َح َياةَ ،والَّذ َ َ ين فَ َعلُوا َّ َ الس ِّي َئات إلَى ق َي َ ََ المسيح هنا يتكلم عن الموتى بالجسد حين يقومون في نهاية الزمان للدينونة .ال تتعجبوا= من إقامة مخلع فستروا
أعظم وأنني إبن اهلل وأنني إبن اإلنسان .ولي هذا السلطان وسترونني دياناً للكل يوماً ما ومعطي حياة جديدة وأعيد خلقة البشر .فعلوا الصالحات= تشمل اإليمان بالمسيح .وعملوا السيئات= تشمل رفض اإليمان بالمسيح.
هنا المسيح إستخدم فعلين مختلفين فعلوا وعملوا .واستخدام فعلوا للصالحات وعملوا للسيئات .فعلوا= تشير ألن
اإلنسان الصالح فعل ما سمعه من صوت الروح القدس أفعاالً كانت ثما اًر للروح الذي في داخله .عملوا= أعماالً سيئة ناشئة عن طبيعة سيئة عاصية متمردة .فعلوا هي ثمار الروح القدس وعملوا هي ناتج الجسد الطبيعي. ومن يؤمن بالمسيح تكون أعماله صالحة ،فهو صار يعيش للمسيح والمسيح يحيا فيه .ومن ال يؤمن سيدان (يو: +:117يو .):1-:17ومن أعماله غير صالحة سيدان (رو1 +::-111كو .)::17وهناك يوم محدد
للدينونة (أع .)7:-7:1:3وهذا اليوم هو يوم ظهور المسيح (1تي .):11وأن المسيح هو الديان (أع-1:1:: .)11والمسيح طالما له سلطان أن يحيي فهو سيعطي الحياة األبدية لمن ليس عليهم دينونة (يو.)1:-7:1:
190
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
وهو أعطانا جسده ودمه لتكون لنا حياة (يو .)711:والحظ أنه هنا قال جميع .فالبشر كلهم لهم قيام .ولكن يوجد طريقان (الحياة والدينونة) بينما في آية ( )17لم يقل جميع ،فالبشر أحرار اآلن أن يستجيبوا أو يرفضوا. 65 ِ ِ ب َن أَف َْع َل ِم ْن َن ْف ِسي َ آية ( يو " -:)65 :0أََنا الَ أَق ِْد ُر أ ْ َس َمعُ أ َِد ُ ينَ ،وَد ْينُوَنتي َعادلَ ٌة ،أل َِّني الَ أَ ْطلُ ُ ش ْي ًئاَ .ك َما أ ْ يئ َة ِ ِ سلَ ِني" . يئ ِتي َب ْل َم ِش َ َم ِش َ اآلب الَّذي أ َْر َ
هذه اآلية وصلة بين ما سبق الذي تحدث فيه يسوع عن مساواته مع اآلب وبين بقية اإلصحاح الذي يتكلم فيه
عن الشهادة له .المسيح هنا ألول مرة يقول أنا .فظهر بوضوح أنه يقصد نفسه بكل ما سبق كما أسمع أدين= تعنى إستحالة اإلنفصال بين األقنومين في الرأي أو العمل وتشير لإلتفاق التام .هي إشارة لمعرفة تامة لفكر
اآلب لذلك يقول دينونتي عادلة= فهو ال يطلب شيئاً لنفسه .ما دام هناك تساوي مطلق فهذه تشير أن لهما إرادة
واحدة فاآلب يريد واإلبن ينفذ ويعلن لنا أي يستعلن إرادة اآلب ،فهو وحدهُ الذي يعرف مشيئة اآلب .وال توجد خليقة ما مهما كانت تستطيع أن ترى اهلل وتسمعه وتعرفه وتعرف إرادته إالّ اإلبن الذي هو من طبيعة اآلب، لذلك فهذه اآلية تشير لطبيعة المسيح اإللهية (يو .):11:ال أطلب مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني= مشيئة اإلبن أن يعمل مشيئة الذي أرسله (يو )7111ومشيئة اآلب نجدها في (يو )1:-7:1:وبهذا نرى أن مشيئة اآلب واإلبن في إنسجام تام ووحدة ،فمشيئة اهلل أن الجميع يخلصون .هذه اآلية تكرار لآلية ( )::ولكن هنا
يوضح أن اإلبن في آية ( )::هو يسوع نفسه ،لذلك يقول هنا "أنا" وهو ال يعمل شيئاً بدون شركة مع اآلب.
فالبنوة فيها إتصال اآلب باإلبن.
اآليات ( )17-::نرى فيها تسلسل لطيف جداً .ففي آية ( )::نرى اإلبن يعمل ما يعمله اآلب .وفي آية ()1: يشرح لماذا فيقول ألن اآلب يحب اإلبن .ثم يقول وسيريه أعماالً أعظم .وفي آية ( )1:يقول ألن االبن يحيي.
إذاً إقامة األموات هي األعمال األعظم .واإلبن سيحيي من يشاء ألنه له الدينونة آية ( )11ولكن ما معنى يريه جميع ما هو يعمله ..وسيريه ..وكما أسمع أدين (آية.)7:
نرى في آية ( )::التساوي المطلق بين اآلب واإلبن= مهما عمل ذاك فهذا يعمله اإلبن كذلك .والسبب في آية
( )1:هو المحبة .فاهلل محبة ،ينبع محبة .واإلبن هو المحبوب (أف .):1:والروح القدس هو روح المحبة .هي
وحدة أساسها المحبة .وبسبب هذه الوحدة والمحبة ،فاإلبن يعمل كل ما يعمله اآلب ،وله كل ما لآلب ويريه
جميع ما هو يعمله= يريه تعني المعرفة الكاملة بما يريد اآلب .فال يعرف اآلب إال اإلبن وال أحد يعرف اإلبن إالّ اآلب (لو .)111::هي معرفة التطابق الناشئ عن الوحدة .ولكن داخل المشورة الثالوثية لكل أقنوم عمله. فاآلب يريد .واإلبن ينفذ .فاآلب يريد أن الجميع يخلصون ،واإلبن يقدم التجسد والفداء .اآلب يريد أن يعطي حياة
للبشر ،وهذا ما يعمله اإلبن .واآلب خلق العالم باإلبن ،ويفعل كل األشياء باإلبن ،فاإلبن به كان كل شئ .بل اإلبن سيقوم بتجميع البشر في جسده ليقدم الخضوع لآلب ،ويعطي البشر حياة فهو له حياة في ذاته .بل هو الوحيد الذي بجسده أطاع كل الوصايا .والمسيح له أعمال ،هذه قال عنها أن اآلب أراه إياها أو يريه إياها .وله
أقوال وتعاليم ودينونة قال عنها أنه سمعها من اآلب .وبنفس المفهوم يقال هذا عن الروح القدس "كل ما يسمع 191
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" (يو .):71::فهي معرفة التطابق الناشئ عن المعرفة نتيجة الوحدة ،الوحدة التي
وي َعل ْم .والروح القدس ُي ْخبِ ْر. في طبيعة اهلل بالمحبة .واآلب يريد واإلبن َي ْع َم ْل ُ وبهذا المفهوم فالمسيح يقول لهم ..وان شفيت في السبت فأنا لم أخالف وصايا اآلب .وكيف أخالفها إن كان هناك هذه الوحدة وهذا الحب.
واذا قال المسيح يريها فهو يقصد األعمال التي يعملها اآلن .واذا قال سيريه فهو يقصد األعمال التي سيعملها
في المستقبل كإقامة أموات ،بل قيامته هو شخصياً .واذا قال رأيت فهذا إشارة لسابق وجوده قبل التجسد.
وقول السيد المسيح هنا أنه يحيي من يشاء فهذا إشارة ألنه هو يهوه ،فهذه مقدرة اهلل فقط (تث+1:171
1مل: +317صم .):11وهذا ما يفهمه اليهود الذين يكلمهم المسيح .ويعلن المسيح أيضاً بوضوح أنه يهوه إذ
هو الديان ،وكان يغفر الخطايا .هو ينقلهم بالتدريج ليفهموا من هو.
واذا فهموا من هو فيكرموه كما يكرموا اآلب آية ( .)17ومن يرفضه وال يؤمن به أو ال يكرمه فمصيره الدينونة
آية (.)11
في هذه اآليات نرى العالقة بين اآلب واإلبن :
فهما مشيئة واحدة :فاإلبن ال يقدر أن تكون له إرادة منفصلة في العمل عن إرادة أبيه.
غير منفصلين :فاإلبن ينظر كل ما لآلب ويسمع كل ما عند اآلب (وهكذا الروح القدس). نفس القدرة :كل ما يفعله اآلب يفعله اإلبن.
الحب يربط بينهما :فاإلبن يعرف كل أسرار اآلب.
كل ما لآلب هو لإلبن :فاإلبن يحيي من يشاء وهذا عمل اآلب .وهذه عبارة لم تقال عن إيليا أو غيره حين أقاموا أموات.
اإلبن هو الديان :وهذا عمل اآلب "أديان األرض كلها( "..تك.)171:1 لهما نفس الكرامة :فكما يكرمون اآلب عليهم أن يكرموا اإلبن أيضاً. إذاً اآلب واإلبن متساويـــــان
ملخص لآليات السابقة ()65-17 قام ال سيد المسيح بعمل معجزة إبراء المقعد يوم سبت فثار اليهود عليه ،بل طلبوا أن يقتلوه .وأجابهم يسوع بهذه اآليات التي يمكن تلخيصها في اآلتي1
المسيح أتى للشفاء وليظهر اآلب ومحبة اآلب للبشر ،هو يستعلن اآلب.
لماذا تتعجبون أنني أعمل يوم السبت وأبي (اهلل) ال يكف عن العمل ،وأنا أيضاً (.):3 هناك تطابق تام في الفكر واإلرادة بيني وبين اآلب (.)::
192
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
العمل الذي يريد اآلب أن يعمله أن ال يترك البشر في حالة موت ومرض بل هو يريد أن يحيي البشر ،لذلك
أرسلني ألعمل هذا العمل وأعطي حياة للموتي (.)1:
اإلبن يعطي الحياة لمن يقبله ويؤمن به ويتحد به ،فاإلبن ُي َّ ك َِن الكنيسة التي هي جسده لكل من يقبل. ومن يرفض فقد حكم على نفسه بالهالك .وهذا معنى دينونة اإلبن للبشر (.)11
الفرصة أمامكم فإقبلوني فأنا صورة اآلب .ومن يكرمني يكرم اآلب (.)17
من يقبلني فقد آمن باآلب بالطريقة الصحيحة وتكون له حياة أبدية (.)11
دعوتي األساسية هي التوبة ،وكل من يفعل يتحد بي فتكون له حياة (.)17 أنا لي الحياة في ذاتي ،لذلك أنا قادر أن أحيي (.)1:
لذلك من ال يقبلني لن تكون له حياة = هذا معنى أن لإلبن سلطان أن يدين ()13
الحياة تبدأ هنا لمن يتوب ،لكن الحياة ستستمر لألبد (.)1:
اآلن ليس وقت الدينونة ،هذا ال يريده اآلب اآلن ،لذلك لن أدين أحد ،فإرادتي ومشيئتي هما تماماً كإرادة ومشيئة اآلب .أنا اآلن أجمع الكنيسة ،فإنتهزوا الفرصة (.)7:
اآلن ما معنى إعتراضكم على ما قمت به من شفاء للمريض فهذه إرادة اآلب وراحة اآلب ،ولهذا أرسلني اآلب ألشفي وأحيي وألن الكالم الذي قيل كان صعباً تكلم الرب فيما يلي عن الشهود الذين يشهدون له.
61 61 شه َ ِ ت أَ ْ ِ ِ آخ ُر، ش َه ُد لِي ُه َو َ س ْت َحقًّا .الَِّذي َي ْ اآليات (يو« " -:)77 –61 :0إِ ْن ُك ْن ُ ش َه ُد ل َن ْفسي فَ َ َ ادتي لَ ْي َ 67 66 ِ ِ َعلَ ُم أ َّ ادةً ادتَ ُه الَِّتي َي ْ ش ِه َد لِ ْل َحقَِّ .وأََنا الَ أَق َْب ُل َ وح َّنا فَ َ َن َ ش َه َ ش َه َ َوأََنا أ ْ س ْلتُ ْم إِلَى ُي َ ش َه ُد َها لي ه َي َحق÷ .أَ ْنتُ ْم أ َْر َ 60 ِ ِ ِ ِ َن تَ ْبتَ ِه ُجوا ِب ُن ِ سٍ ورِه ان ُه َو ِّ يرَ ،وأَ ْنتُ ْم أ ََرْدتُ ْم أ ْ صوا أَ ْنتُ ْمَ .ك َ الس َر َ انَ ،ولك ِّني أَقُو ُل ه َذا لتَ ْخلُ ُ م ْن إِ ْن َ اج ا ْل ُموقَ َد ا ْل ُمن َ 63 َعطَ ِاني اآلب ألُ َك ِّملَهاِ ، ادةٌ أ ْ ِ هذ ِه األَ ْع َما ُل ِب َع ْي ِن َها وح َّنا ،أل َّ اع ًةَ .وأ َّ َع َم َ َما أََنا َفلِي َ ش َه َ ال الَِّتي أ ْ َن األ ْ ُ َعظَ ُم م ْن ُي َ س َ َ َ 67 َن اآلب قَ ْد أَرسلَ ِني .واآلب َن ْفس ُه الَِّذي أَرسلَ ِني ي ْ ِ ش َه ُد لِي أ َّ َع َملُ َها ِه َي تَ ْ ص ْوتَهُ الَِّتي أََنا أ ْ َ َ ش َه ُد لي .لَ ْم تَ ْ س َم ُعوا َ ْ َ َ ُ ُ ْ َ 63 قَطُّ ،والَ أ َْبصرتُم َه ْي َئتَ ُه62 ،ولَ ْيس ْت لَ ُكم َكلِمتُ ُه ثَا ِبتَ ًة ِفي ُكم ،أل َّ ِ شوا ون ِب ِه .فَتِّ ُ ستُ ْم أَ ْنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ سلَ ُه ُه َو لَ ْ َن الَّذي أ َْر َ َ َ َ ْ َْ ْ ْ َ 75 ِ ون لَ ُك ْم َح َياةٌ. ون أ َّ يها َح َياةً أ ََب ِد َّي ًةَ .و ِه َي الَِّتي تَ ْ ون أ ْ ش َه ُد لِيَ .والَ تُ ِر ُ َن تَأْتُوا إِلَ َّي لِتَ ُك َ يد َ ب أل ََّن ُك ْم تَظُ ُّن َ ا ْل ُكتُ َ َن لَ ُك ْم ف َ 76 َن لَ ْيس ْت لَ ُكم مح َّب ُة ِ ِ 71 «71م ْج ًدا ِم َن َّ الن ِ اسِم اهلل ِفي أَ ْنفُ ِس ُك ْم .أََنا قَ ْد أَتَ ْي ُ سُ ْ ََ ت ِب ْ اس لَ ْ ت أَق َْب ُلَ ،ولك ِّني قَ ْد َع َرفْتُ ُك ْم أ ْ َ َ 77 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ون َم ْج ًدا ستُ ْم تَ ْق َبلُوَنني .إِ ْن أَتَى َ اسم َن ْفسه فَذل َك تَ ْق َبلُوَن ُهَ .ك ْي َ ون أ ْ َن تُ ْؤ ِم ُنوا َوأَ ْنتُ ْم تَ ْق َبلُ َ ف تَ ْقد ُر َ آخ ُر ِب ْ أَِبي َولَ ْ 70 ِِ ض ،وا ْلم ْج ُد الَِّذي ِم َن ِ ِ بع ُ ِ ش ُكو ُكم إِلَى ِ ُّ وج ُد الَِّذي اآلبُ .ي َ اإل له ا ْل َواحد لَ ْ َْ ستُ ْم تَ ْطلُ ُبوَن ُه؟ «الَ تَظُنوا أ َِّني أَ ْ ْ ض ُك ْم م ْن َب ْع ٍ َ َ 73 ِ ب َي ْ وسى ،الَِّذي َعلَ ْي ِه َر َج ُ ص ِّدقُ َ ص ِّدقُوَنني ،ألَنَّ ُه ُه َو َكتَ َ وسى لَ ُك ْنتُ ْم تُ َ ون ُم َ اؤ ُك ْم .أل ََّن ُك ْم لَ ْو ُك ْنتُ ْم تُ َ ش ُكو ُك ْم َو ُه َو ُم َ 77 ون َكالَ ِمي؟»" . ب َذ َ اك ،فَ َك ْي َ ص ِّدقُ َ ص ِّدقُ َ ون ُكتُ َ َع ِّني .فَِإ ْن ُك ْنتُ ْم لَ ْ ف تُ َ ستُ ْم تُ َ 61 شه َ ِ ت أَ ْ ِ ِ س ْت َحقًّا" . آية ( يو« " -:)61 :0إِ ْن ُك ْن ُ ش َه ُد ل َن ْفسي فَ َ َ ادتي لَ ْي َ
193
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
المسيح هنا يلجأ لثالثة شهود فاليهود شكوا فيه إذ قال عن نفسه أنه إبن اهلل وهو ق أر فكرهم وهنا المسيح يلجأ
للشهود اآلخرين [ ]:هو نفسه (آية + 7:يو ]1[ ):111اآلب (آية ]7[ )71يوحنا المعمدان (آية .)77فالمسيح يؤكد شهادته لنفسه بشهادة إثنين آخرين .وبحسب الناموس اليهودي فالشهادة تقبل على فم شاهدين (تث+:1:3
+:71::عد .)7:177قطعاً شهادة المسيح عن نفسه كافية فهو الحق .وهو قال هذا (يو ):111ولكن اليهود بحسب تفكيرهم وبحسب ناموسهم يحتاجون لشهود (يو ):711هنا يقول إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست
حقاً= هذا بحسب المنطق البشري .وفي ( ):711قال "شهادتي حق" = فهذا منطق اهلل فاهلل غير خاضع
للمعايير البشرية.
61 ش َه ُد َها لِي ِه َي َحق" . َعلَ ُم أ َّ ادتَ ُه الَِّتي َي ْ ش َه ُد لِي ُه َو َ آية ( يو " -:)61 :0الَِّذي َي ْ َن َ ش َه َ آخ ُرَ ،وأََنا أ ْ آخر= هو اآلب ألن الفعل يشهد أتى في زمان المضارع الدائم ،وهذا ال يستقيم في حالة أي إنسان ،ألن أي
إنسان تكون شهادته مؤقتة أما شهادة اآلب فدائمة وصادقة .واآلب شهد للمسيح أنه إبنه يوم العماد ويوم التجلي
وشهد له بالنبوات (آيات )7:-71وشهد له باألعمال التي يعملها المسيح والتي تظهر أن اآلب فيه (.)7: والمسيح يعرف شهادة اآلب عنه بسبب عالقته األقنومية به .واليهود ال يعرفون بسبب خطاياهم وكبريائهم (.)71
67 ان ،و ِ شه َ ِ اآليات (يو66" -:)67–66 :0أَ ْنتُم أَرس ْلتُم إِلَى يوح َّنا فَ َ ِ لك ِّني ُ َ ش ِه َد ل ْل َحقَِّ .وأََنا الَ أَق َْب ُل َ َ سٍ َ ادةً م ْن إِ ْن َ ْ ْ َ ْ ِ صوا أَ ْنتُ ْم" . أَقُو ُل ه َذا لتَ ْخلُ ُ
هنا المسيح يقول لهم أنا أشهد لنفسي ويشهد لي اآلب وأنتم ال تصدقون ،وأرسلتم وسألتم يوحنا فشهد لي، والمسيح يقول هذا ال ليطلب شهادة المعمدان ألنه محتاج إليها فهو ال يحتاج لشهادة إنسان ،فمن يحتاج لشهادة
إنسان فهو يعتمد على هذا اإلنسان ويحتاج لهذا اإلنسان واهلل ال يحتاج ألحد .بل إذ كانوا فرحين بالمعمدان
وواثقين فيه ويكرمونه (على أن كثيرين رفضوه أيضاً لو )7:-1:13لجأ المسيح لشهادته ليجعلهم يؤمنون به فيخلصون .المسيح يلجأ لشهادة المعمدان ليرضيهم بحسب منطقهم فيجذبهم للخالص .ولكن من غير المقبول
أن يتوقف صدق اهلل على شهادة إنسان.
سؤال -:إذا كان المسيح ال يحتاج لشهادة المعمدان فما معنى أنه السابق الذى يعد الطريق للمسيح ؟ المعمدان لم يأتى ليشهد للمسيح بل ليدعو للتوبة ومن يتنقى ستنفتح عيناه ويعرف المسيح .فالنور ال يحتاج لمن يشهد له أنه نور ،بل يحتاج لعين مفتوحة تراه .والتوبة تنقى القلب فتنفتح األعين فنعرف الرب ونعاينه . 60 ِ َن تَ ْبتَ ِه ُجوا ِب ُن ِ اع ًة" . ان ُه َو ِّ يرَ ،وأَ ْنتُ ْم أ ََرْدتُ ْم أ ْ آية ( يوَ " -:)60 :0ك َ س َ الس َر َ ورِه َ اج ا ْل ُموقَ َد ا ْل ُمن َ يوحنا المعمدان كان سراج= ربما كان المعمدان قد إستشهد وقتها أو كان في السجن وبهذا توقفت خدمته أي نوره قد توقف ،ومهما كان المعمدان فهو كمصباح البد وأن وقوده سينفد في ٍ وقت ما .ولكنه كان سراج موقد من
الداخل بالمحبة والغيرة ومنير من الخارج في قداسته .أنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره= هللوا له وقت ظهوره إذ ظنوه
194
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
هو المسيا ،ولكن المعمدان ظهر لفترة وجيزة= ساعة= وقت قصير أي عدة شهور ،بينما أن بهجة خالص أما اليهود الذين فرحوا بيوحنا المعمدان وتركوا المسيح ،فهم إختاروا البركة المؤقتة وتركوا نعمة المسيح فأبديةّ . الملكوت الدائمة .ويوحنا كان سراجاً ينيره آخر أي اهلل (يو .)11:لكن المسيح هو النور الحقيقي فالنور طبيعته
(يو .):1:وقوله السراج عن المعمدان فألن المعمدان كان يشهد للمسيح وينير الطريق لليهود حتى يروا المسيح فيؤمنوا به .وهذا معنى يعد الطريق أمام المسيح.
63 ط ِاني اآلب ألُ َك ِّملَهاِ ، َع َ ِ هذ ِه وح َّنا ،أل َّ َع َ آية ( يوَ " -:)63 :0وأ َّ َع َم َ َما أََنا َفلِي َ ش َه َ ال الَِّتي أ ْ َن األ ْ ادةٌ أ ْ ُ ظ ُم م ْن ُي َ َ سلَ ِني" . ش َه ُد لِي أ َّ َع َملُ َها ِه َي تَ ْ َع َما ُل ِب َع ْي ِن َها الَِّتي أََنا أ ْ األ ْ َن َ اآلب قَ ْد أ َْر َ
األعمال= المعجزات +تعاليمه وأقواله التي كانت بسلطان .كل هذا يشير للقوة اإللهية التي تعمل فيه .أعمال
المسيح هي برهان صدق إرساليته ( .)111:7(+)::-::1:1(+)71-73+71+171::أعمال المسيح
تستعلن اهلل اآلب في شخص المسيح .ولنالحظ أن من يقبل إبن اهلل في قلبه يكون له شهادة في داخله له وال
يحتاج معها شهادة من خارج ،فاإليمان بالمسيح يحمل تأكيده فيه ألنه هو شهادة صدق اهلل.
أعطاني= المسيح يركز على أن اآلب يعطي اإلبن (+)7:1:(+)13-1:+1117(+)71:7(+)7717 ( )1:1:1(+)11+:1+:+1+11:3ومعنى أن اآلب يعطي اإلبن فهذا ألن كل شئ وكل عمل وكل مشيئة عند اآلب هي غير منظورة واآلب يعطيها لإلبن ليظهرها ،أو يعطي اإلبن أن يظهرها ويعلنها على مستوى الفعل
والواقع المنظور .فاألعمال عند اآلب واإلبن هي واحدة ،غير منظورة عند اآلب ،ومنظورة باإلبن ،فاآلب يعمل
باإلبن ،اآلب يريد واإلبن ينفذ فهو قوة اآلب (:كو .)111:وبنفس المفهوم نفهم لماذا قال المسيح انه ال يعرف الساعة ؟ فاآلب ال يريد إعالنها .ودور االبن إظهار هذه اإلرادة التى هى أيضا إرادته فهما واحد .وأيضا هكذا نفهم ( رؤ ) : 1:إذاً العطاء من اآلب لإلبن يفيد أن اإلبن يكمل عمل اآلب أى ينفذه أو يظهره .ألكملها= يكملها هنا تفيد التكميل حتى النهاية أو حتى الكمال "العمل الذي أعطيتني قد أكملته" " +قد أكمل".
يوحنا كان مجرد سراج يظهرني لكم .هو يدعو للتوبة ،ومن فعل عرف المسيح .لكن المسيح جاء ليعمل أعمال
هي شفاء واعطاء حياة وتجديد الخليقة .وهذه هي الراحة .هذا هو السبت الحقيقي راحة اهلل هي في راحة البشر. 67 ِ ش َه ُد لِي .لَ ْم سلَ ِني َي ْ اآليات (يوَ " -:)62–67 :0و ُ س ُه الَّذي أ َْر َ اآلب َن ْف ُ 62ولَ ْيس ْت لَ ُكم َكلِمتُ ُه ثَا ِبتَ ًة ِفي ُكم ،أل َّ ِ ون ستُ ْم أَ ْنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ سلَ ُه ُه َو لَ ْ َن الَّذي أ َْر َ َ َ ْ ْ َ
ُّ ص ْرتُ ْم َه ْي َئتَ ُه، تَ ْ ص ْوتَ ُه قَطَ ،والَ أ َْب َ س َم ُعوا َ ِب ِه" .
المسيح هنا ينتقل من شهادة األعمال له وهي نفس أعمال اآلب إلى شهادة اآلب نفسه (.)1:+:1+::11
فاآلب شهد لإلبن يوم العماد ويوم التجلي وباألنبياء وبروحه الذي يخاطب القلوب ولكنهم ال يريدون أن يسمعوا، وبأعماله التي يعملها .فاآلب واإلبن يعملوا األعمال .وبأقواله وتعاليمه ،فاآلب كلمنا في إبنه .والحظ أن أعمال
اإلبن ]:[ 1كثيرة جداً (ال يسعها كل كتب العالم) [ ]1عظيمة ومبهرة (ما رأينا مثل هذا قط) [ ]7جه ارً أمام الكل
[ ]1كلها للخير (هو لم يميت أحد) أما أقواله فبهرت الكل .وكان كل هذا ليستعلن اآلب .فاآلب يشهد لإلبن
195
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
شهادة كامنة في اإلبن ،ألن اإلبن هو كلمة اآلب وصوت اآلب وصورة اآلب ،وهذا ندركه باإليمان ،بالعين
الروحية التي ترى اهلل في المسيح واألذ ن الروحية التي تسمع اهلل في المسيح "من رآنى فقد رأى اآلب" .لذلك فاليهود الذين رفضوا المسيح رفضوا صوت اهلل.
لم تسمعوا صوته= فالمسيح يقول عن نفسه أنه صوت اآلب .وال أبصرتم هيئته= فالمسيح هو هيئة اآلب.. فأذانهم الروحية وعيونهم الروحية مغلقة .ومعنى كالم الرب أنتم لم تعرفوني فأنا صورة اآلب .ولو عرفوا اآلب لعرفوا المسيح والعكس .واآلب يشهد للمسيح بفم أنبيائه واخرهم المعمدان ،كلهم تنبأوا عن المسيح ،ولو أخلص
اليهود فهم ناموسهم لعرفوا المسيح= ليس لكم كلمته ثابتة فيكم= أي النبوات .بل أن أبائهم الذين سمعوا صوت اهلل على الجبل أيام موسى و أروا البروق ،فهم أطاعوا اهلل أياماً قليلة لكنهم عادوا وارتدوا ،كالم اهلل علق بذاكرتهم دون قلوبهم.لكن ايضا القول ينطبق على اليهود السامعين الرب االن .فمن سمع كالم اهلل فى ناموسه وقرر ان
يلتزم بها وفعل لكانت الكلمة قد ثبتت فيه وعرف اآلب ،وبالتالى سيعرف ابنه المسيح. 63 ِ ش َه ُد ِلي" . ون أ َّ يها َح َياةً أ ََب ِد َّي ًةَ .و ِه َي الَِّتي تَ ْ آية ( يو " -:)63 :0فَتِّ ُ ب أل ََّن ُك ْم تَظُنُّ َ شوا ا ْل ُكتُ َ َن لَ ُك ْم ف َ هنا المسيح يلومهم فهو َي َّدعون الخبرة في الكتب المقدسة ولكنهم بعد كل هذه السنين لم ينفتح ذهنهم على سر
الحياة األبدية الكائن في األسفار ،ليدركوا منها األمور المختصة بالمسيح (لو )13111فاألسفار المقدسة هي
إستعالن للمسيح ،مملوءة نبوات عنه ،في كل خطوة من خطوات حياته (1بط: +1:-:31:بط )::-::1:هم
كانوا يظنون أن فهمهم الحرفي لألسفار المقدسة سيعطيهم حياة أبدية ،وكانوا يظنون أن مجرد حفظها أو تالوتها سيعطيهم حياة أبدية .ولكنهم لو فهموها بعمق إلكتشفوا المسيح واهب الحياة األبدية .لكنهم درسوها لمجرد المعرفة والتفاخر بما يعرفونه .ولماذا لم يفهموها ؟ االجابة فى االية السابقة ...ان كلمة اهلل ليست ثابتة فيهم .
ولماذا ؟ النهم لم يضعوا فى قلوبهم ان ينفذوها .ولو فعلوا لكانوا قد عرفوا اهلل ولكانوا قد تعرفوا على ابنه المسيح
بسهولة اذ هو صورة اآلب { وهذا معنى مثل السيد المسيح ( مت .} )13-11 13فتشوا= تدل على الفحص الشديد المثابر لألسفار .ومن يفعل سيكتشف المسيح وسيعرفه ويؤمن به .أنتم تظنون أن لكم فيها حياة
أبدية= وهذا حق ولكن كيف نقرأ؟ هل لمجرد المعرفة مثل اليهود أو لنرى ونبحث عن شخص المسيح ونعرفه، فنحبه ونؤمن به ونثق فيه فتكون لنا حياة .من يريد ان يجد المسيح سوف يجده( المجوس).
ملحوظة - 1اهلل
اعطي سليمان الحكمة فانشغل بالعطية دون العاطي .مثل اليهود كان الكتاب في أيديهم فإنشغلوا بالمعرفة ،
وانشغلوا بتساؤالت ال جدوى منها مثل أية وصية هي األعظم .لذلك قال لهم المسيح "فتشوا الكتب ألنكم تظنون
ان لكم فيها حياة" (يو . ) 7: 1 7اما داود فانشغل بشخص اهلل فأحبه فقال " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب " (
مز ) 1 1 71وهذه هي الحياة .سليمان حزن واكتئب ،اذ جعل العقل فقط يقوده .اما داود الذي كان الروح القدس يقوده ففرح بالرب .وقال" لساني قلم كاتب ماهر " (مز )17والكاتب الماهر الذي يقود عقله ولسانه هو
الروح القدس المحيي والذي من ثماره الفرح .
196
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس) 75 ون لَ ُك ْم َح َياةٌ" . ون أ ْ آية ( يوَ " -:)75 :0والَ تُ ِر ُ َن تَأْتُوا إِلَ َّي لِتَ ُك َ يد َ إلى أعطيه حياة، إلى فيكون لكم حياة ،فمن يأتي ّ مازالت أمامكم األسفار المقدسة ،فتشوا فيها فتؤمنوا بي وتأتوا ّ في ،وهي أنا (:يو )11:وال تريدون= الحياة األبدية التي تفتشون عليها في األسفار المقدسة هي معي ،وهي َّ
هي مسئولية كل شخص أن يقبل المسيح أو يرفضه ومن يفتش الكتاب المقدس بأمانة سيجد أنه محتاج لشخص
المسيح فيذهب إليه فتكون له حياة. آية ( يو«71" -:)71 :0م ْج ًدا ِم َن َّ الن ِ ت أَق َْب ُل"، سُ اس لَ ْ َ عندما تكلم عن شهادة المعمدان فهو ال يشتهي مجداً من الناس كما يفعلون هم ،فمجده راجع إلتحاده باآلب.
المسيح ال يقبل شهادة من الناس وال مجداً من الناس .قال هذا حتى ال يتصوروا أنه يقول ما يقوله ليمجدوه ،واالّ
لوافق طلبهم أن يصير ملكاً زمنياً .فمن يقبل شهادة أو مجد من إنسان يلزمه أن يستند على هذا اإلنسان
فيخضع لمعايير البشر .إذاً فالمسيح يطلب منهم أن يعرفوه ال ألنه يريدهم أن يمجدوه بل ليعطيهم حياة (راجع
آية.)71
َن لَ ْيس ْت لَ ُكم مح َّب ُة ِ ِ 71 اهلل ِفي أَ ْنفُ ِس ُك ْم" . ْ ََ آية ( يوَ " -:)71 :0ولك ِّني قَ ْد َع َرفْتُ ُك ْم أ ْ َ قد عرفتكم= أنا أعرف حالتكم ،هم ال يحبون اهلل وال شركة لهم مع اهلل .فرفضهم للمسيح عالمة على الحالة السيئة التي هم فيها .رفضهم للمسيح عالمة أنهم في عداوة مع اهلل ،هم ال يحبون اهلل لذلك لم يجتذبهم اآلب.
المسيح هنا يكشف ما في قلوبهم .في أنفسكم= فهم يقولون بأفواههم أنهم يحبون اهلل ويتباهون بهذا ،لكن المحبة غير موجودة في قلوبهم ( )17-111:7وان غابت المحبة سكنت البغضة في القلب .هم لو كانوا يحبون اهلل، كانت المحبة قد فتحت أعينهم وعرفوا المسيح .ولكن "هذا الشعب يكرمني بشفتيه وقلبه مبتعد عني بعيداً".
اضطهادهم للمسيح صادر ليس عن غيرة هلل بل حسداً للمسيح وبغضة له ،لو أحبوا اهلل آلمنوا بالمسيح.
76 ت ِب ِ اسِم َن ْف ِس ِه فَذلِ َك تَ ْق َبلُوَن ُه" . ستُ ْم تَ ْق َبلُوَن ِني .إِ ْن أَتَى َ آخ ُر ِب ْ اسم أَِبي َولَ ْ آية ( يو " -:)76 :0أََنا قَ ْد أَتَ ْي ُ ْ عدم وجود محبة اآلب في قلب اليهود أفقدهم القدرة على معرفة المسيح لما جاء إليهم باسم اآلب .والمحبة تأتي
بالعشرة مع اهلل ودرس الكتاب المقدس بعمق .بإسم أبي= هو واحد ومستقر في اآلب وثابت فيه ومتحد به .هو أتى ليعلن اآلب .هو يبحث عن مجد اآلب ال مجد نفسه فهو أخلى نفسه .هم بسبب كبريائهم وضعوا للمسيح
المنتظر صورة خاطئة فى اذهانهم ،تتناسب مع كبريائهم .فلما وجدوا المسيح المتواضع لم يعرفوه .ولو أتى لهم
يدعى أنه المسيح ،ألنهم سيرون أنفسهم فيه .فالنبي من يتكلم بإسم نفسه لقبلوه ،أي نبي كاذب أو أي شخص ّ الكاذب سيستغل نقطة ضعفهم ويظهر أمامهم بمظهر العظمة العالمية التي يعيشون فيها ويشتهونها
197
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)
وسوف َي ِع ْد ُه ْم أن يعطيهم هذه العظمة العالمية فيقبلونه ،كما سيحدث مع ضد المسيح في األيام األخيرة .أتى بإسم نفسه= يعلن رغباته وأفكاره هو الذاتية التي تتوافق مع أفكارهم .بهذا يظهر أن اليهود واقفين في موضع مضاد للمسيح وهلل ،فهم يقبلون مجد الناس وال يطلبون مجد اهلل .وهذا ما عطل إيمانهم. آية ( يو:0 ِِ ستُ ْم ا ْل َواحد لَ ْ هنا المسيح
77 اإل ِ ضَ ،وا ْل َم ْج ُد الَِّذي ِم َن ِ ض ُك ْم ِم ْن َب ْع ٍ له َ " -:)77ك ْي َ ون أ ْ َن تُ ْؤ ِمنُوا َوأَ ْنتُ ْم تَ ْق َبلُ َ ف تَ ْق ِد ُر َ ون َم ْج ًدا َب ْع ُ تَ ْطلُ ُبوَن ُه؟" يكشف لهم بوضوح سبب عماهم أال وهو كبريائهم .وهم يريدون من له نفس هذه الصورة .لكن
اإليمان في أبسط صوره هو تمجيد اهلل بالقول والعمل .وثمر اإليمان هو تسبيح اهلل على الدوام .واذا إنشغل إنسان بتمجيد نفسه وتمجيد اآلخرين له ليعطوه نفس المجد ضعفت قوة تسبيح اهلل في قلبه فهو لن يرى عظمة
اهلل فيسبحه ألنه إنشغل بتملق اآلخرين .واليهود كانوا منشغلين بتمجيد أنفسهم ،وحتى الناموس كان سبباً في أن يعظموا أنفسهم ،فهم فهموا أن اهلل أعطاهم الناموس لعظمتهم هم كشعب مختار مميز عن باقي الشعوب .وكانوا
يقبلون مجداً من بعضهم البعض ولم يقبلوا المجد األصلي الذي هو اهلل ظاهر في الجسد .الحظ المسيح في آية
( )17يخلى ذاته قائالً "أنا أتيت بإسم أبي" فال يبحث عن مجد شخصي بل كأنه مجرد مرسل من اآلب .واليهود يبحثون عن مجد أنفسهم.
70 ش ُكو ُكم إِلَى ِ ُّ وسى ،الَِّذي َعلَ ْي ِه وج ُد الَِّذي َي ْ اآلبُ .ي َ ش ُكو ُك ْم َو ُه َو ُم َ آية ( يو« " -:)70 :0الَ تَظُنوا أ َِّني أَ ْ ْ اؤ ُك ْم". َر َج ُ اإلبن يحتفظ بوظيفته كشفيع ويترك الحكم للناموس بقيادة موسى .النهم لم يكونوا أمناء أمام الناموس ولم يلتزموا
بتنفيذ وصاياه ،وا ال لكانوا قد عرفوا المسيح .وايضا ألن موسى كتب عن المسيح فموسى سيشهد ضدهم .ألنهم
لم يؤمنوا بال مسيح .وكما صرخ موسى هلل بسبب عنادهم ورفضهم له سيشكوهم موسى هلل ألنهم رفضوا من تنبأ عنه .فالمسيح في مجيئه األول لم يأت للدينونة بل ليخلص العالم .وأحال بمنتهى اإلتضاع القضية إلى الناموس
الذين هم متمسكين به فهم يتهمونه بأنه كسر السبت والمسيح قال لهم بل أنتم ضد ناموس موسى .موسى سيتحول لديان لهم. 73 ِ ب َع ِّني77 .فَِإ ْن ص ِّدقُ َ ص ِّدقُوَنني ،أل ََّن ُه ُه َو َكتَ َ وسى لَ ُك ْنتُ ْم تُ َ ون ُم َ اآليات (يو " -:)77–73 :0أل ََّن ُك ْم لَ ْو ُك ْنتُ ْم تُ َ ون َكالَ ِمي؟»". ب َذ َ اك ،فَ َك ْي َ ص ِّدقُ َ ص ِّدقُ َ ون ُكتُ َ ُك ْنتُ ْم لَ ْ ف تُ َ ستُ ْم تُ َ ها أنا قد أتيت كما قال موسى (تث )::-:71:1فلماذا ال تؤمنوا بي .وهناك كثير من الرموز للمسيح في
كتابات موسى (الذبائح والتطهيرات )..فالمسيح كان الهدف والمحور والغاية " .وشهادة يسوع هي روح النبوة"
( رؤ . ) :: 1 ::والمسيح هو كلمة اهلل بمعنى انهم كان من المفترض ان يعرفوا المسيح لو كانوا امناء لناموس موسى .وامامهم مثال حى ،فتالميذ المسيح البسطاء غير المتكبرين عرفوا المسيح وآمنوا به.
198
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح السادس)
عودة للجدول
اإلصحاح السادس مقدمة لإلصحاح السادس: حينما إنفصل اإلنس ان عن اهلل بسبب الخطية ،شعر اإلنسان باإلحتياج المستمر (إحتياج مادي ونفسي وروحي) وكان المريض الذي شفاه المسيح نموذج لهذا ،فهو كان مريضاً جسدياً ونفسياً وروحياً .وعبَّر عن
هذا بقوله "ليس لي إنسان" (يو .)317فلألسف لم يعد اإلنسان قاد اًر أن يرى اهلل أو يعرفه وما عاد له سوى أن ينظر لإلنسان الذي حوله كمصدر إلحتياجاته ،ولكن هيهات ،فاإلنسان مهما كان فهو عاجز ٍ وفان وال
شئ وهذا مما سبب كآبة للجنس البشري.
ورأينا في اإلصحاح السابق أن المسيح أتى ليشفي ويعطي حياة .ومن عرف المسيح هو من تم شفاؤه ،عرف
المسيح كمصدر نحصل منه على كل احتياجاتنا .وفي هذا اإلصحاح نرى المسيح هو المشبع لمن يعرفه..
صار لنا كل شئ.
يشبع جسدياً :معجزة الخمس خبزات والسمكتين واشباع الجموع بهم.
يشبع نفسياً :وسط إضطراب البحر والعواصف أتى لتالميذه فهدأ إضطرابهم فالبحر المضطرب
رمز للعالم المضطرب وهذا يسبب إضطراب النفس.
يشبع روحياً :هنا نسمع عن الجسد والدم كسر حياة وثبات في المسيح.
ولذلك فبينما قال المريض "ليس لي إنسان" قال بطرس "الذي لي فإيـاه أعطيـك ،بإسـم يسـوع المسـيح الناصـري قـم وامشي" (أع ):17فالمسيح أتى ليكون لنا كل شئ ،معه ال نشعر باإلحتياج .وهذا أحد معاني يهوه ..أنا أكون.. لكم كل شئ .وما أحلى ما قاله يهوشافاط الملك "نحن ال نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا" (1أي.):111:
وفي إصحاح ( ):نرى يسوع المشبع لكل إحتياجاتنا (نفسـاً وجسـداً وروحـاً) وفـي إصـحاح ( )3نـرى يسـوع مصـدر
المــاء الحــي .وفــي إصــحاح ( )1نــرى يســوع نــور العــالم .وفــي إصــحاح ( ):يفــتح عيوننــا لن ـراه ونعرفــه .فع ـالً هــو صــار لنــا كــل شــئ .وفــي إصــحاح ( )::نجــده ال ارعــي الصــالح لنــا .وفــي إصــحاح ( )::هــو القيامــة والحيــاة.
فمريض بيت حسدا يقول ليس لـى إنسـان فهـو ينظـر للبشـر لـذلك فهـو دائـم الشـعور باإلحتيـاج أمـا بطـرس فنجـده يشعر بأن المسيح له ،وهذا تطبيق لقول عروس النشيد "أنا لحبيبي وحبيبي لي" (نش)71:
وهنا في إصحاح ( ) :نجد يسوع يقدم نفسه على أنه خبز الحياة ،ألنه كما أن اإلنسان حين يأكل الخبز العادي
يتحول ألنسجة ودم وتكون له حياة .هكذا من يتناول من جسد المسيح يتحد به وتكون له حياة هى المسيح.
199
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
والمسيح يسمى نفسه خبز فال حياة بدون الخبز .فيعقوب أرسل إلبنه يوسف هدايا من أرض فلسطين بندق
ولوز ..وطلب خب اًز ليحيا هو وأوالده .فالبندق واللوز ال يعطيان حياة ،فقط الخبز ،أما البندق واللوز فهما إشارة
لملذات العالم.
إتحادنا به هو حياة فهو بذلك إنتصار على أعتى أعداء اإلنسان أي الموت. وهذه الذبيحة هي نفسها ذبيحة الصليب ،لذلك فهي غفران للخطايا.
وطالما غفرت الخطايا فال سلطان إلبليس علينا.
وهذه الثالثة هي أعداء اإلنسان (الموت /الخطية /إبليس) فهو هزم أعداءنا وأعطانا الشبع الكامل وبالتالي
الشفاء الكامل .وعالمة الشفاء الكامل األعين المفتوحة التي ترى في المسيح المشبع لكل إحتياجاتها فتلقي كل همها عليه" .الرب يرعاني فال يعوزني شئ" (مز )17وعكس هذا "ملعون الرجل الذي يتكل على اإلنسان ويجعل
البشر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه" (إر)71:3
اهلل وحده هو المشبع لإلنسان
اهلل خلقنا على صورته وشبهه " وقال اهلل نعمل اإلنسان على صورتنا كشبهنا " (تك. )1: 1 :
على صورتنا = فنحن ثالوث فى واحد (انا كائن عاقل حى)....كشبهنا = (واهلل كائن عاقل حى) ...لكن لنالحظ الفرق بين اهلل غير المحدود واإلنسان المحدود .فاهلل كائن بذاته ،أزلى بال بداية وال يعتمد فى كينونته على أحد ،بينما نحن مخلوقين لنا بداية ونعتمد فى وجودنا عليه .واهلل عاقل ،بأقنومه الثانى خلق العالم
ويحفظه أما أنا فبالكاد عقلى قادر على الفهم فى أضيق الحدود .واهلل حى ويحيى كل الخليقة بروحه ،أما أنا فال أحيا بذاتى وسأموت وقت أن يريد اهلل ،وغير قادر أن أحيى أحد .
وهذا يقال أيضا على أننا مخلوقين على صورة اهلل فى الكمال ،والقداسة ،والحرية ،والسلطان...الخ لكن مع
مالحظة أن قوله كشبهنا تعنى الفارق بين غير المحدود والمحدود.
وألننا مخلوقين على صورة اهلل الالنهائى بينما نحن محدودين فى طبيعتنا ،نجد فى داخلنا حنيناً الى الالنهائى، ولن يشبعنا العالم المحدود ،لن يشبعنا سوى اهلل الغير المحدود .وشبه هذا بأن الدائرة ال يمألها أى شكل سوى
دائرة مثلها ( الدائرة ترمز لالنهائية فهى بال بداية وال نهاية ) .وهذا هو موضوع هذا اإلصحاح .وألجل هذا
السبب جاءت وصية ال تشته (خر ):3 1 1:من الوصايا العشر .فالعالم مخادع وهكذا ملذاته تخدع اإلنسان بأنها سوف تشبعه أماناً بأمواله ومراكزه وسلطانه ،وتشبعه ملذات وأفراح بشهواته ..وهكذا .وكل هذا كذب من
شبع اإلنسان من هذا العالم بكل ما فيه فهو باطل وقبض الكذاب وأبو الكذاب (يو)11 1 1أى إبليس .ولن َي َ الريح (مثل السراب) .لن ُيشبِع اإلنسان سوى اهلل غير المحدود. اآليات (يو)10 –1 :3
(معجزة إشباع الجموع)
1 1 ِ ِِ ضى َي ُ ِ ير اآليات (يوَ " -:)10 –1 :3ب ْع َد ه َذا َم َ سوعُ إلَى َع ْب ِر َب ْح ِر ا ْل َجليلَ ،و ُه َو َب ْح ُر طَ َب ِريَّ َةَ .وتَِب َع ُه َج ْمعٌ َكث ٌ 7 اك مع تَالَ ِم ِ ضى6 .فَ ِ ان يذ ِهَ .و َك َ آي ِات ِه الَِّتي َك َ ص َن ُع َها ِفي ا ْل َم ْر َ ص ُروا َ س ُه َن َ َ َ ان َي ْ سوعُ إِلَى َج َبل َو َجلَ َ صع َد َي ُ َ ألَ َّن ُه ْم أ َْب َ
200
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس) 0 ير م ْق ِب ٌل إِلَ ْي ِه ،فَقَ َ ِ ِ ِ ِ يد ا ْل َي ُه ِ ظ َر أ َّ سوعُ َع ْي َن ْي ِه َوَن َ ُّسِ «:م ْن أ َْي َن َن ْبتَاعُ ص ُحِ ،ع ُ ود ،قَ ِر ً ا ْلف ْ ال لفيلُب َ يبا .فَ َرفَ َع َي ُ َن َج ْم ًعا َكث ًا ُ 7 3 ِ ُّس«:الَ َي ْك ِفي ِه ْم هؤالَ ِء؟» َوِا َّن َما قَ َ ُخ ْب ًاز لِ َيأْ ُك َل ُ ال ه َذا لِ َي ْمتَ ِح َن ُه ،ألَنَّ ُه ُه َو َعلِ َم َما ُه َو ُم ْزِمعٌ أ ْ َن َي ْف َع َل .أ َ َج َاب ُه فيلُب ُ 2 ِ ِِ ِ ِ ار لِيأْ ُخ َذ ُك ُّل و ِ ِ ِ ان ش ْي ًئا َي ِس ًا ير» .قَ َ اح ٍد ِم ْن ُه ْم َ س أَ ُخو ِس ْم َع َ ُخ ْبٌز ِبم َئتَ ْي دي َن ٍ َ ال لَ ُه َواح ٌد م ْن تَالَميذهَ ،و ُه َو أَ ْن َد َرُاو ُ َ 15 3 ان ،و ِ ش ِع ٍ اج َعلُوا هؤالَ ِء؟» فَقَ َ س ُة أ َْرِغفَ ِة َ لك ْن َما ه َذا لِ ِم ْث ِل ُ سوعُْ «: ال َي ُ س َم َكتَ ِ َ ير َو َ سُ « :ه َنا ُغالَ ٌم َم َع ُه َخ ْم َ ُب ْط ُر َ ٍ 11 ش ِ َّ ان ِفي ا ْل َم َك ِ سوعُ األ َْرِغفَ َة س ِة آالَ ير ،فَاتَّ َكأَ ِّ فَ .وأ َ ون»َ .و َك َ اس َيتَّ ِك ُئ َ ان ُع ْ ٌ َخ َذ َي ُ الر َجا ُل َو َع َد ُد ُه ْم َن ْح ُو َخ ْم َ الن َ ب َكث ٌ 11 ين .و َك ِ ِِ ع علَى التَّالَ ِم ِ ش ِب ُعوا، ذل َك ِم َن َّ َع َ اءواَ .فلَ َّما َ الس َم َكتَ ْي ِن ِبقَ ْد ِر َما َ َو َ يذَ ،والتَّالَ ِمي ُذ أ ْ ش َك َرَ ،و َوَّز َ َ ش ُ ط ُوا ا ْل ُمتَّكئ َ َ شيء»16 .فَجمعوا ومألُوا اثْ َنتَي ع ْ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ال لِتَالَ ِم ِ س ِرِ ،م ْن قَ َ يذ ِهْ «: ْ َ ش َرةَ قُف ًة م َن ا ْلك َ س َر ا ْلفَاضلَ َة ل َك ْي الَ َيضيعَ َ ْ ٌ اج َم ُعوا ا ْلك َ ََُ َ َ ِ ضلَ ْت ع ِن ِ ينَ 17 .فلَ َّما أرَى َّ س ِة أ َْرِغفَ ِة َّ الش ِع ِ سوعُ قَالُوا«:إِ َّن ه َذا ُه َو اآلكلِ َ ير ،الَِّتي فَ َ اس َ َ ص َن َع َها َي ُ اآلي َة الَّتي َ الن ُ َخ ْم َ َ 10 الن ِب ُّي ِ ِبا ْل َح ِقيقَ ِة َّ َن َيأْتُوا َوَي ْختَ ِطفُوهُ لِ َي ْج َعلُوهُ َملِ ًكا، اآلتي إِلَى ا ْل َعالَِم!» َوأ َّ ون أ ْ سوعُ فَِإ ْذ َعلِ َم أ ََّن ُه ْم ُم ْزِم ُع َ َما َي ُ ضا إِلَى ا ْل َج َب ِل َو ْح َدهُ" . ص َر َ ف أ َْي ً ا ْن َ
المسيح هنا إنتقل من اليهودية وأورشليم إلى الجليل حيث أجرى المعجزة .وهذه المعجزة هي الوحيدة المذكورة في
األربعة أناجيل (مت +1:-:71:1مر +11-7:1:لو ):3-::1:وهذا ألهميتها فهي معجزة خلق حقيقي تثبت الهوت المسيح .فالناس أكلوا أكل حقيقي وتبقى :1قفة .ولكن يوحنا ال يكرر ما جاء في البشائر األربعة ولكنه ذكر هذه المعجزة إلرتباطها بما سيذكره فيما بعد عن يسوع خبز الحياة .والمسيح في كل قداس يحضر في
الوسط ويكسر ويعطي شبعاً لنا ويحول الحياة الحاضرة لحياة أبدية .ففي كل قداس يكرر المسيح معجزة إشباع
الجموع ولكن على مستوى الحياة األبدية .لذلك ينبه يوحنا أن الفصح كان قريباً .فالمسيح أعطانا جسده مأكالً ودمه مشرباً في الفصح الذي يلي هذا الفصح ،فصار هو فصحنا الجديد ،جسد المسيح المكسور إلشباع العالم.
فالفصح القديم كان رم اًز للعشاء الرباني والمن األرضي كان رم اًز للمن السماوي فالمن األرضي يسند في برية سيناء والمن السماوي يسندنا في جهادنا في برية هذا العالم .وكما أمر اهلل موسى بحفظ جزء من المن تبقى هنا
:1قفة.
إبتداء من إصحاح ( ):وحتى إصحاح ( ):1يسمى إنجيل اإلستعالن .فالمسيح يستعلن ذاته .ويتكلم المسيح
عن نفسه بأنا هو = (يهوه) .وفي إصحاح ( ):نسمع عن المسيح خبز الحياة "من يأكلني يحيا بي" وهو الخبز الحي النازل من السماء ،وبدونه ال حياة لإلنسان .وهذه اآليات ( ):7-:تتكرر كثي اًر في القداسات ونسميها
إنجيل البركة.
هنا نرى المسيح سر الشبع الذي ال ينتهي .وهو قادر أن يمألنا من شخصه ونشبع به (نفساً وجسداً وروحاً).
موسى أنزل مناً من السماء أشبع بطونهم ولكن المسيح هنا يقدم نفسه كخبز للحياة فيه شبع بال حدود .وقارن مع اإلصحاح السابق الذي فيه بعض اليهود قد رفضوا المسيح لترى مدى خسارتهم .وعن الشبع بالمسيح تنبأ إشعياء
( .)::-111:وألن الناس لن تفهم في سطحيتها معنى الشبع بشخص المسيح ،عمل السيد هذه المعجزة، فالناس ال تفهم سوى شبع البطن ،والمعنى أنه كما أشبعت بطونكم أنا قادر أن أشبع نفوسكم وأرواحكم.
201
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
وفي آية ( )1يقول "وكان الفصح عيد اليهود قريباً" فهو يريد أن يربط بين المعجزة والفصح "فالمسيح فصحنا ذبح
ألجلنا" (:كو ) 317فهذا اإلشباع رمز لإلفخارستيا .ولذلك يقول عن الفصح عيد اليهود ،فهو لم يعد عيد هلل بعد أن جاء المرموز إليه .فالفصح الحقيقي هو ذبيحة الصليب وهو بعينه اإلفخارستيا على المذبح.
والسمكة كانت الرمز الذي يتعامل به المسيحيين األوائل ،فسمكة باليونانية "إخثيس" وهي من خمس حروف ،هي نفسها الحروف األولى من الجملة "يسوع المسيح إبن اهلل مخلص" .والسمكة كانت رمز سرى أيام اإلضطهاد
الروماني ،فكان المسيحيون يتعرفون على بعضهم بعالمة السمكة .وكان السمك رمز للمؤمنين في معجزتي صيد
السمك (لو+ 7يو .)1:والسمكة لها زعانف لذلك تسير عكس التيار في الماء إشارة للمؤمن الذي بواسطة النعمة يسير عكس تيار الخطية الذي في العالم .ولذلك ننتقل لمعنى آخر أن السمكة تعيش في البحر (العالم) وال
تموت رمز للمسيحي الذي يعيش في العالم وال يتأثر بخطاياه فيحيا وال يموت.
والمسيح طبيب النفوس أراد أن يشفي إيمان فيلبس الضعيف فسأله "من أين نبتاع خبز" وكانت إجابة فيلبس "ال
يكفيهم خبز بمئتي دينار" أي حتى لو وجد المكان الذي نبتاع منه فأين النقود .والحظ في آية( ):أنه قال هذا
ليمتحنه ألنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل .والمعنى ان المسيح كان يسأل ليشفى إيمان فيلبس ،الحظ أن
الطعام أشبع الكل ،والكل أخذوا بقدر ما شاءوا ،وتبقى :1قفة .فالمسيح يعطي بفيض وليس فقط للملء .ولكن
حتى اآلن نيأس إذ نجد مشاكل ال حل لها ونظن أنه لو ُو ِج َد المال تحل المشاكل ،وننسى أن المسيح معنا. سؤال 1لو تمسك الطفل بخبزاته القليلة ماذا كان سيحدث؟ وماذا سيحدث لو قلت لنفسي المال مالي والوقت هو لي استمتع به ،لما بارك فيه المسيح .والحظ أن المسيح يعطي بفيض أمام القليل الذي تقدمه.
والمسيح بعد المعجزة ذهب للجبل وحده آية ( ):7وذلك إشارة ألنه السماوي فالجبل رمز للسماويات وخوفاً من
أن الجموع تقوم بثورة لتُ َمل َكه فيثيروا عساكر الرومان ضدهم .واليهود ظنوا أن المسيح كملك سيدمر لهم الرومان. لكن المسيح أتى لليهود وللرومان.
1 1 ِ سوعُ إِلَى َع ْب ِر َب ْح ِر ا ْل َجلِ ِ ير يلَ ،و ُه َو َب ْح ُر َ اآليات (يوَ " -:)1–1 :3ب ْع َد ه َذا َم َ ضى َي ُ ط َب ِرَّي َةَ .وتَِب َع ُه َج ْمعٌ َكث ٌ ضى" . آي ِات ِه الَِّتي َك َ ص َن ُع َها ِفي ا ْل َم ْر َ ص ُروا َ ان َي ْ أل ََّن ُه ْم أ َْب َ
ذهب يسوع للجليل وصنع فيها معجزات فبدأ الشعب يتبعه .بعد هذا= ركب يسوع مركباً هو وتالميذه من
كفرناحوم وعبروا بحيرة طبرية (بحر الجليل أو بحيرة جنيسارات) .وكانت كفرناحوم مركز إقامته .وفي (لو)::1:
نجد السيد عبر من كفرناحوم ليذهب إلى بيت صيدا شرقاً .والجموع الذين تبعوه سي اًر على األقدام ساروا :7,7
كم .
يذ ِه7 .و َك َ ِ اك مع تَالَ ِم ِ اآليات (يو6" -:)7–6 :3فَ ِ يد ا ْل َي ُه ِ يبا". ص ُحِ ،ع ُ ود ،قَ ِر ً س ُه َن َ َ َ ان ا ْلف ْ َ سوعُ إِلَى َج َبل َو َجلَ َ صع َد َي ُ َ في (مر )711:يصور الجموع كخراف وها هو الراعي الصالح المهتم بإشباع خرافه.
202
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس) 0 ير م ْق ِب ٌل إِلَ ْي ِه ،فَقَ َ ِ ِ ِ ظ َر أ َّ سوعُ َع ْي َن ْي ِه َوَن َ ُّسِ «:م ْن أ َْي َن َن ْبتَاعُ ال لفيلُب َ اآليات (يو " -:)7–0 :3فَ َرفَ َع َي ُ َن َج ْم ًعا َكث ًا ُ 7 3 ِ ُّس«:الَ َي ْك ِفي ِه ْم هؤالَ ِء؟» َوِانَّ َما قَ َ لِ َيأْ ُك َل ُ ال ه َذا لِ َي ْمتَ ِح َن ُه ،أل ََّن ُه ُه َو َعلِ َم َما ُه َو ُم ْزِمعٌ أ ْ َن َي ْف َع َل .أ َ َج َاب ُه فيلُب ُ ار لِيأْ ُخ َذ ُك ُّل و ِ ِ ِ ير»". ش ْي ًئا َي ِس ًا اح ٍد ِم ْن ُه ْم َ ِبم َئتَ ْي دي َن ٍ َ َ يتضح هنا شخصية فيلبس وأنه يقوم بحساب كل خطوة حساباً دقيقاً ،والمسيح يسأله ليعطيه درساً أن البركة ال
ُخ ْب ًاز ُخ ْبٌز
تعترف بالحسابات وال الحكمة اإلنسانية ،والمسيح يسأل فيلبس ليعلمه ويعلمنا فهو المعلم .ومازالت هذه طريقتنا
مع اهلل ،نريد أن نفرض عليه حلولنا العاجزة بحسب عدم إيماننا .ومازالت هذه هي طريقة المسيح معنا ،فهو يسمح بتجربة لنرى يده حينما يتدخل ليحل المشكلة ،كما سأل فيلبس .والسبب ليزداد إيماننا كما عالج المسيح
ضعف إيمان فيلبس إذ رأي المعجزة .يمتحنه= فالمسيح هو المعلم .يسأله إلظهار ضعف إيمانه والهدف شفاء
ضعف إيمانه .والمسيح سأل فيلبس من أين وفيلبس أجاب على شئ آخر وقال بمئتي دينار= فاإلنسان يجيب بما يشغل باله. 2 ِ ِِ ِ ِ سُ «3 :ه َنا ُغالَ ٌم َم َع ُه اآليات (يو " -:)3–2 :3قَ َ س أَ ُخو ِس ْم َع َ ان ُب ْط ُر َ ال لَ ُه َواح ٌد م ْن تَالَميذهَ ،و ُه َو أَ ْن َد َر ُاو ُ ان ،و ِ ش ِع ٍ هؤالَ ِء؟»". س ُة أ َْرِغفَ ِة َ لك ْن َما ه َذا لِ ِم ْث ِل ُ س َم َكتَ ِ َ ير َو َ َخ ْم َ أندراوس أيضاً كان له نفس الخطأ الذي وقع فيه فيلبس فهو يحكم على عمل اهلل بحسب اإلمكانيات البشرية
وليس بحسب إمكانيات اهلل غير المحدودة .وهنا درس آخر في إحترام المواهب الصغيرة ،فهنا غالم معه
إمكانيات ضعيفة ولكنها ببركة الرب أشبعت الجموع .وخبز الشعير هو خبز الفقراء والسمكتان يقول دارسو الكتاب أنهما كانتا مملحتين كعادة أهل السواحل في اإلحتفاظ بفائض األسماك (ومازال األقباط يحتفلون في يوم شم النسيم التالي لعيد القيامة (الفصح) بخروجهم للحدائق (كما كان المسيح هنا في مراعي خضراء) وأكلهم
األسماك المملحة .وكانت األسماك التي مع الغالم أسماكاً صغيرة (بساريا وباليونانية إبساريون) وغالبا كانت
مملحة كعادة أهالى الصيادين أن يبيعوا ما يبيعونه والمتبقى يملحونه إلستعمالهم الشخصى .القليل في يد
المسيح يزداد بال حدود 1طفل صغير معه 7خبزات شعير (أرخص خبز +سمكتين صغار). 15 ِ اج َعلُوا َّ ان ِفي ا ْل َم َك ِ الر َجا ُل ير ،فَاتَّ َكأَ ِّ ان ُع ْ آية ( يو " -:)15 :3فَقَ َ ون»َ .و َك َ اس َيتَّ ِك ُئ َ سوعُْ «: شٌ الن َ ال َي ُ ب َكث ٌ وع َد ُد ُهم َن ْحو َخمس ِة آالَ ٍ ف" . ََ ْ ُ ْ َ النساء واألطفال ال يدخلون في حسابات اليهود .ونالحظ بحسب األناجيل األخرى أنهم جلسوا في ترتيب خمسين
خمسين فإلهنا إله ترتيب ونظام وليس إله تشويش .وكان في المكان عشب كثير= أي مرعى فالمسيح هو الراعي
الصالح (مز )17وهذه الصورة تذكرنا بصورة سفر الخروج ( )::-:111حين أكلوا وشربوا في حضرة اهلل. ونالحظ أن يسوع يعطي لمن يقدم كل ما عنده .فهؤالء ما كانوا يملكون سوى الخمس خبزات .وفي معجزة تحويل
الماء إلى خمر قال إمألوا األجران فهذا أقصى ما يستطيعونه .وما نقدمه يسمى الجهاد .والحظ فنعمة المسيح تعطي لمن يجاهد بأقصى ما عنده. 203
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
11 ع علَى التَّالَ ِم ِ ينَ .و َكذلِ َك ِم َن َع َ آية ( يوَ -:)11 :3وأ َ سوعُ األ َْرِغفَ َة َو َ ط ُوا ا ْل ُمتَّ ِك ِئ َ يذَ ،والتَّالَ ِمي ُذ أ ْ ش َك َرَ ،و َوَّز َ َ َخ َذ َي ُ اءوا. َّ الس َم َكتَ ْي ِن ِبقَ ْد ِر َما َ ش ُ
شكر ووزع= هنا حدثت البركة وتم التحول السري العجيب .والمادة الميتة أخصبت بروح الحياة فتحول المحدود
إلى الالمحدود .وشكر= أي أنه يشرك اآلب في هذه البركة فهو خبز بحسب مشيئة اآلب .ومشيئة اآلب هي مشيئة االبن فهما واحد .وما يفرح اآلب واالبن هو اشباع الناس ليحيوا ،وهذه هي إرادة اهلل إعطاء البشر حياة والحفاظ على حياتهم .والمسيح الذى يستعلن اآلب ،بهذا الشكر يعلن ارادة اآلب .والنها إ اردة وحدة فهو يشرك
اآلب هنا .ولذلك ال يتم التحول في سر اإلفخارستيا إالّ بالدعاء بإسم اآلب واإلبن والروح القدس .فإعطاء الحياة هو عمل الثالوث .واأللفاظ المستخدمة هنا شكر ووزع وأعطى هي نفسها المستخدمة في سر اإلفخارستيا
فما حدث هنا رمز للسر ولشرح معنى الشبع بالسر .وشكر باليونانية هي إفخارستيا .وهي المقابل لكلمة بارك
اليهودية ( )BEREKAHالتي استخدمت في األناجيل األخرى .وبينما تستعمل األناجيل األخرى كلمة وكسر
إستخدم يوحنا كلمة وزع فيوحنا ملتزم بأن المسيح ال ُيكسر منه عظم (يو )7:-771::فيوحنا يكتب هذه المعجزة ويطا بق بينها وبين ما حدث على الصليب ،وكأن يوحنا يريد أن يقول أن الخبز الحي النازل من السماء
ال يتج أز وال ُيكسر بل يعطي ككل .لذلك ونحن نتناول ال نتناول كسرة خبز بل المسيح كله .ونالحظ أن يوحنا ال ُيصور هنا ما حدث على الصليب فقط بل يصور ما حدث ليلة العشاء السري فالمسيح أيضاً شكر ووزع.
11 ِ ِ ِ ِ ش ِبعوا ،قَا َل لِتَالَ ِم ِ ش ْي ٌء». يع َ يذ ِهْ «: س َر ا ْلفَاضلَ َة ل َك ْي الَ َيض َ اج َم ُعوا ا ْلك َ اآليات (يوَ " -:)16–11 :3فلَ َّما َ ُ ضلَ ْت ع ِن ِ ِ 16فَجمعوا ومألُوا اثْ َنتَي ع ْ َّ ِ ِ س ِة أ َْرِغفَ ِة َّ الش ِع ِ ين" . اآلكلِ َ ير ،الَِّتي فَ َ َ ْ َ س ِر ،م ْن َخ ْم َ ش َرةَ قُف ًة م َن ا ْلك َ ََُ َ َ شبعوا= في أصلها اليوناني إمتألوا .فمازال يوحنا يتحدث عن المعجزة وفي ذهنه سر اإلفخارستيا الذي يمألنا
نفسياً وروحياً راحة وسرور ففي هذه المعجزة صار الخبز العادي في يد المسيح خب اًز سماوياً فائقاً للطبيعة أعلى
من األرقام والكميات فأصبح من يشبعهم ليس هو الخبز بل المسيح نفسه الذي يشبع أبدياً .لذلك فهذه المعجزة هي [ ]:رمز لسر اإلفخارستيا [ ]1إعالن أن المسيح يسد كل إحتياج لإلنسان (روح ونفس وجسد) ويشبعه
ويمأله ويبارك في القليل الذي عنده .وفي ( )1:1:حينما يتكلم عن الذين لم يدركوا السر يستخدم كلمة أخرى تشير للشبع الجسدي ،فهؤالء لم يدركوا المسيح بعد أن أعطاهم أن يتذوقوا نعمته فجروا وراء الشبع الجسدي ،بل
طلبوا معجزة مثل أن ينزل لهم المسيح مناً من السماء كما فعل موسى ليشبعوا بطونهم .وماذا عنا هل نطلب المسيح ألجل شبع بطوننا فقط وللماديات فقط ،أو نطلبه لنمتلئ به نفساً وروحاً .القفة= كانت ألكلهم هم أنفسهم
فاليهودى يخاف من أن يأكل أكل خارجى يمكن أن يكون قد تالمس مع وثنى أو سامرى .والمسيح طلب "إجمعوا
الكسر"= ويقصد الخبز فكلنا جسد واحد ،خبز واحد ،فالمسيح يهتم بكل نفس ( )7:1:بكل المؤمنين الذي ي أكلون جسده ،أن ال يتلفوا وينحلوا بل تكون لهم قيامة .وكلمة ال يضيع هنا وال يتلف في آية( )7:تشيران في
اليونانية للفظ ال ينحل .فمن يأكل من الخبز اإلفخارستي ال تضيع حياته وال تتلف بل تبقى وتحيا (فهذه المعجزة 204
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
رمز لما حدث ليلة العشاء السري)11 .قفة = هي رمز لكنيسة المسيح ،كنيسة اإلثنى عشر تلميذا ،التي إجتمعت حول المسيح لتصير واحداً في المسيح يسوع .وبنفس المفهوم يهتم الكاهن بأن ال يترك في الصينية أي جزء متبقي .وتفهم الكسر أيضاً على أنها أي بركة يعطيها لنا المسيح (وقت ،فلوس )..علينا أن ال نهملها فهي
من الممكن أن تشبع آخرين.
ِ سوعُ قَالُوا«:إِ َّن ه َذا ُه َو ِبا ْل َح ِقيقَ ِة َّ اآليات (يوَ 17" -:)10–17 :3فلَ َّما أرَى َّ الن ِب ُّي اس َ ص َن َع َها َي ُ اآلي َة الَّتي َ الن ُ َ 10 ِ ِ ِ ِ ضا إِلَى اآلتي إِلَى ا ْل َعالَِم!» َوأ َّ ص َر َ ون أ ْ سوعُ فَِإ ْذ َعلِ َم أ ََّن ُه ْم ُم ْزِم ُع َ ف أ َْي ً َن َيأْتُوا َوَي ْختَطفُوهُ ل َي ْج َعلُوهُ َمل ًكا ،ا ْن َ َما َي ُ ا ْل َج َب ِل َو ْح َدهُ" . فهم الجموع المعجزة بطريقة خطأ ،فهموها بطريقة بشرية ،وأرادوا أن يملكوا المسيح فهو سيشبعهم دون مجهود
ويحررهم من الرومان .بل في جهالتهم قرروا أنه لو رفض المسيح يختطفونه ويجعلونه ملكاً حسب إ اردتهم. وحماس الجماهير كان بسبب معجزات الشفاء وهذه المعجزة العجيبة .وهم فهموا المسيح بطريقة خاطئة كما
نفهمه حتى اآلن ،فكل ما نريده هو الشبع والخيرات المادية وحل مشاكلنا مع اآلخرين ،فكأننا نريد أن نملكه على
العالم ،ولكننا ال نهتم كما لم تهتم هذه الجماهير بالشبع الروحي .هم إهتموا بالخالص من مشاكلهم وعبوديتهم للرومان وفكروا في أن المسيح هو المخلص من هذه العبودية ولم يفهموا هدف المسيح من الشبع الروحي
واإليمان وتمجيد اهلل .حقاً كان هناك في فكر المسيح عمل رحمة في هذه المعجزة حتى ال يصرفهم جائعين ولكن
الهدف األسمى هو مجد اهلل .وألنهم لم يفهموا إختفى المسيح من وسطهم .فهو ال يريد ملكاً في العالم ،بل أن يملك على الصليب .إختفاء المسيح كان إعالناً أنه لن يبقي في األرض بل هو السماوي سيصعد للسماء (ويرمز
لها هنا بصعوده إلى الجبل).
هذه المعجزة نرى فيها بوضوح المنهج األرثوذكسي في الخالص وهو الجهاد والنعمة فنعمة اهلل إنسكبت بفيض
وغ ازرة في هذه المعجزة ولكن كان مهماً وجود الجهاد الذي يمثله الخمس خبزات والسمكتين .والذي مثله مأل
األجران في قانا الجليل والذي مثله إزاحة الحجر عن قبر لعازر. اآليات (يو)11–13 :3
(السير على الماء)
17 13 ون إِلَى اء َن َز َل تَالَ ِمي ُذهُ إِلَى ا ْل َب ْح ِر ،فَ َد َخلُوا َّ الس ِفي َن َة َو َكا ُنوا َيذ َ ْه ُب َ اآليات (يوَ " -:)11–13 :3ولَ َّما َك َ س ُ ان ا ْل َم َ ان الظَّالَم قَ ْد أَقْب َل ،ولَم ي ُك ْن يسوعُ قَ ْد أَتَى إِلَ ْي ِهم12 .و َهاج ا ْلب ْحر ِم ْن ِر ٍ ِ يم ٍة ومَ .و َك َ َع ْب ِر ا ْل َب ْح ِر إِلَى َك ْف ِرَن ُ َ َ ْ َ َُ َ َ َ ُ ْ يح َعظ َ ُ اح َ عم ِ بَ 13 .فلَ َّما َكا ُنوا قَ ْد َج َّذفُوا َن ْح َو َخ ْم ٍ اش ًيا َعلَى ا ْل َب ْح ِر ُم ْقتَ ِرًبا ِم َن تَ ُه ُّ س َو ِع ْ ين أ َْو ثَالَ ِث َ ش ِر َ ين َغ ْل َوةًَ ،نظَُروا َي ُ سو َ َ 11 15 ِ َن ي ْقبلُوه ِفي َّ ِ ِ الس ِفي َن ُة ص َار ِت َّ َّ الس ِفي َن ِة ،فَ َخافُوا .فَقَ َ ال لَ ُه ْم«:أََنا ُه َو ،الَ تَ َخافُوا!» .فَ َر ُ ضوا أ ْ َ َ ُ السفي َنةَ .ولِ ْل َوقْت َ ض الَِّتي َكا ُنوا َذ ِ إِلَى األ َْر ِ ين إِلَ ْي َها" . اه ِب َ
هذه المعجزة المالزمة إلشباع الجموع أوردها متى ومرقس أيضاً ونفهم من (مر )1:-171:أن السيد ألزم
أما هو فمضى إلى الجبل ليصلي والرب وعدهم أنه سيلحق بهم تالميذه أن يركبوا السفينة ويسبقوا إلى العبرّ ، 205
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
عالم بما سوف يالقونه من رياح؟! غالباً ولكنه لم يوضح كيف فلماذا ألزمهم السيد أن يركبوا السفينة وهو ٌ فالتالميذ حزنوا إذ رفض المسيح الملك ،فك ٌل منهم تصور لهُ دو اًر عظيماً إذا صار المسيح ملكاً .والرب أرادهم أن يعرفوا أن العالم كالبحر مضطرب ،هائج ال يصح أن نشتهيه ونشتهي مجده ،بل نشتهي السماويات ،لذلك
أما هم فألن فكرهم مازال قيل أن المسيح إنصرف إلى الجبل .فالجبال في الكتاب المقدس تشير للسماوياتّ . أرضي فلينزلوا إلى البحر الهائج ليأخذوا درساً .وبعد أن أخذوا الدرس أتاهم المسيح ماشياً على البحر المضطرب ليفهموا أنهم سيواجهون متاعب شتى في خدمتهم وحياتهم ولكن المسيح له سلطان على كل شئ .ففي المعجزة
السابقة رأيناه وله سلطان على المادة ونراه هنا وله سلطان على البحر والهواء ،بل له سلطان على كل العالم فهو قد غلب العالم .بل حينما دخل المركب وصلت في الحال للبر .المسيح هنا يقول للتالميذ ال تخافوا حين يهيج العالم إذا كان المسيح وسطكم ففي اللحظة التي يراها مناسبة يتدخل .ولما كان المساء= المساء تشمل
معنى غياب اإليمان ،أو الخالف مع المسيح بسبب موضوع الملك .وأن المسيح ليس معهم .فإذا إختفى المسيح من حياتي فهو المساء ( )::وهو الظالم ( ):3وهياج البحر( .):1واذا حدث هذا نتعرض لتجربة خطيرة كهياج البحر .فمع ضعف اإليمان ينشط إبليس .وهنا بصفته رئيس سلطان الهواء أهاج رياحاً عظيمة (اف )111فغياب المسيح أدى لظهور المجرب (مر .)11-131:ونفهم أن الريح كانت ضدهم وكانوا هم معذبين من الجذف
(عرض البحيرة 1كم في زمان المسيح واآلن هي :1كم وطولها 1:كم .والغلوة= 1::م .أي أن عرض البحيرة=
1:غلوة .وكان التالميذ قد جدفوا مسافة 7:-17غلوة أي :-7كم بعيداً عن الشاطئ وبحسب مرقس فلقد
إستغرق منهم هذا وقتاً طويالً فهم صاروا في الهزيع الرابع حين أتاهم الرب ماشياً أي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ،أي كانوا يجدفون حوالي ::ساعات متواصلة .والرب أتاهم كما يأتي لكل متألم ينتظره وكأن داود النبي
رأي ما حدث حين قال (مز .)7:-171::3ونرى هنا سلطان المسيح على الريح وعلى البحر (مر-7311 .)1:المسيح كان موجوداً لكنهم لم يروه بسبب ظلمة قلوبهم .ربما إلختالفهم معه .وكثي اًر نحن في ضيقاتنا نظن اهلل غير موجود بسبب ظلمة قلة إيماننا.
فرضوا أن يقبلوه= المعنى في اليونانية أنهم كانوا متلهفين على أن يدخل السفينة .ومن مرقس نفهم أن الرب سار بمحاذاة السفينة ولم يدخلها ،وكان يبدو أنه يريد أن يعطي طمأنينة لتالميذه ،لكنهم صرخوا وخافوا إذ ظنوه
في وال تخافوا ال من العالم وال من الشيطان .فرضوا= أي خياالً .فطمأنهم بقوله أنا هو ال تخافوا= أنا يهوه ثقوا َّ تحول خوفهم إلى إيمان وفرحوا بوجوده معهم .ونفهم من (مت )11-171:1أن بطرس طلب أن يسير على َّ
الماء مثله ليتأكد أنه المسيح .فأراد أن يتجاوزهم= فالرب يتراءى وقت الضيقة لنصرخ له .واذا صرخنا يدخل فتهدأ سفينتنا .وهذا ما حدث مع تلميذي عمواس إذ تظاهر أنه منطلق بعد عمواس وحينما دعوه ذهب معهما
فإنفتحت أعينهما وتحول عدم إيمانهما إلى إيمان .فالمسيح يظهر لنا دائماً أنه فوق الضيقات وفوق األمواج
الهائجة .هو ضابط الكل .هو المتحكم في كل شئ والمسيطر على كل شئ فلماذا الخوف .واذا دعوناه ليدخل حياتنا يعطينا هدوء وسالم وايمان .ويوحنا البشير يضيف معجزة أخرى أن السفينة صارت للوقت إلى األرض
(مز .) 7:+1:1::3وهكذا كل من يقبل المسيح في حياته وال يرفضه يبلغ شاطئ األمان ويحيا في سالم ونحن
206
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
يكون حالنا أفضل والبحر هائج ولكن يسوع وسط السفينة من أن نكون في سالم زائف بعيداً عن يسوع .والحظ
أن عينا المسيح كانت عليهم في ضيقهم وأنه أتى في الوقت المناسب.
ويوحنا لم يذكر سير بطرس على الماء ،فموضوع يوحنا هو أن المسيح هو إبن اهلل المشبع فلم يهتم بذكر قصة
بطرس.
11 ين ِفي َع ْب ِر ا ْل َب ْح ِر ين َكا ُنوا َو ِاق ِف َ اآليات (يوَ " -:)17–11 :3وِفي ا ْل َغ ِد لَ َّما َأرَى ا ْل َج ْمعُ الَِّذ َ ُخرى ِسوى و ِ ِ الس ِفي َن َة َم َع اح َد ٍةَ ،و ِه َي ِت ْل َك الَِّتي َد َخلَ َها تَالَ ِمي ُذهَُ ،وأ َّ ع لَ ْم َي ْد ُخ ِل َّ سو َ َن َي ُ َ َ َ سفي َن ٌة أ ْ َ 16 ض ِع الَِّذي أَ َكلُوا ِف ِ تَالَ ِمي ُذه و ْح َد ُهمَ .غ ْير أ ََّن ُه جاء ْت سفُ ٌن ِم ْن طَب ِرَّي َة إِلَى قُر ِب ا ْلمو ِ ب. الر ُّ ش َك َر َّ يه ا ْل ُخ ْب َز ،إِ ْذ َ َ َْ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ ون َ 17فلَ َّما َأرَى ا ْل َج ْمعُ أ َّ ضا ُّ س ُه َو ُه َن َ سو َ وم َي ْطلُ ُب َ اك َوالَ تَالَ ِمي ُذهَُ ،د َخلُوا ُه ْم أ َْي ً اءوا إِلَى َك ْف ِرَن ُ السفُ َن َو َج ُ ع لَ ْي َ َن َي ُ اح َ 13 ع10 .ولَ َّما وج ُدوه ِفي ع ْب ِر ا ْلب ْح ِر ،قَالُوا لَ ُه«:يا معلِّم ،متَى ِ ق ا ْل َح َّ ال«:ا ْل َح َّ ق سوعُ َوقَ َ ص ْر َ سو َ َ َ َ ُ ت ُه َنا؟» أ َ َ َ َج َاب ُه ْم َي ُ َي ُ َ َُ ُ َ أَقُو ُل لَ ُكم :أَ ْنتُم تَ ْطلُبوَن ِني لَ ْيس أل ََّن ُكم أر َْيتُم آي ٍ ش ِب ْعتُ ْمِ17 .ا ْع َملُوا الَ لِلطَّ َع ِام ا ْل َب ِائ ِد، اتَ ،ب ْل أل ََّن ُك ْم أَ َك ْلتُ ْم ِم َن ا ْل ُخ ْب ِز فَ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ ْ اة األَب ِدي ِ اقي لِ ْلحي ِ ب ْل لِلطَّع ِام ا ْلب ِ َّة الَِّذي ُي ْع ِطي ُكم ْاب ُن ِ سِ اآلب قَ ْد َختَ َم ُه»". ان ،أل َّ َن ه َذا اهللُ ُ َ ََ َ َ َ اإل ْن َ ُ
أ ََّن ُه لَ ْم تَ ُك ْن ُه َنا َك تَالَ ِم ِ ضى يذ ِه َب ْل َم َ
الجموع مازالت تحاصر يسوع لعلها تنجح أن تجعله ملكاً .غير أنه جاءت سفن= بعض السفن جنحت نتيجة
فلما عاصفة األمس ،أو أن الريح التي عاكست سفينة التالميذ في إتجاهها غرباً ساعدت السفن المتجهة شرقاًّ . لم تجد الجموع الذين شبعوا باألمس ،يسوع ،ركبوا هذه السفن التي تصادف أنهم وجدوها على البر الشرقي ربما
لجنوحها ،ورجعوا إلى كفرناحوم ليبحثوا عن المسيح ،فلما وجدوه إزدادت حيرتهم كيف وصل؟ فليس هناك سوى
مساء ألنه طويل ومحفوف بالمخاطر ومهجور ومملوء صخو اًر طريقين [ ]:الطريق البري ويستحيل أن يسير فيه ً [ ]1أن يركب سفينة وهم لم يروه يركب سفينة .وغالباً فهم سألوا تالميذه وعرفوا قصة سيره على الماء فإزداد إعجابهم .متى صرت هنا= هم يريدون بهذا السؤال أن يكشف لهم سر قوته ،والمسيح لم يخبرهم أنه سار على الماء هرباً من المجد الذاتي .ولكن كل حماسهم لم يخرج عن المحيط السياسي والمادي لذلك بدأ المسيح يصحح
لهم مفاهيمهم حتى يعملوا ال للطعام البائد ..فبكتهم على أفكارهم المادية= ألنكم أكلتم من الخبز فشبعتم .هدف المعجزة أن يعرفوا من هو فيأتوا إليه لشخصه المشبع ،لكن لم تفهموا من أنا بل طلبتم المزيد من الماديات.
تطلبونني ال لآليات= أي تطلبونني بسبب ما رأيتموه في المعجزة فكلمة آية يشير لعمل يعلن عن الشخص .إذاً المعنى تطلبونني ال لشخصي بل لعطاياي .وهذه مازالت مشكلتنا أننا ننشغل بعطايا المسيح عن شخص
المسيح .والحظ أن اهلل يعطينا الطعام الجسدي حتى لو لم نطلبه .لكن الطعام الباقي علينا أن نجاهد ألجله. علينا أن ال ننشغل بالماديات فاألهم أن اهلل يعطينا ذاته .هناك خطأ شائع أن يتحول المسيح في فهمنا ليصبح وسيلة وليس غاية .ولكن المسيح يصنع المعجزات ليثير فينا اإليمان به وبشخصه المشبع وباإليمان ستكون لنا
حياة أفضل .واذا فهمنا هذا فكل طلب نطلبه يعطيه اهلل لنا إن كان له نفع في زيادة إيماننا ،ولكن إن لم يكن كذلك فسيشابه ملء بطون الجليليين بالطعام البائد وقوله شبعتم هنا تعني ملء البطون .أما ما يريده المسيح لنا
أن نمتلئ منه كما جاءت كلمة شبع في آية ( .):1فهو يشبع األرواح والنفوس ويمألنا فرحاً فضالً عن أنه يشبع 207
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
البطون .فلنطلب من اهلل فإذا لم يعطنا يكون رفضه اإلستجابة ألن إستجابة هذا الطلب لن تفيد في زيادة إيماننا
حتى لو كان طلب شفاء مريض .وقوله بائد= فهو يتحلل وألن العالم كله سيبيد .على أن اهلل مسئول أيضاً عن
هذا البائد ويعطيه لنا .المهم أال ننشغل به عنه .أما الباقي= فهو ما سيعطي أجسادنا قيامة في األبدية وديمومة.
وهو ال يفنى وال يتغير إذاً هو اهلل خبز الحياة .ليس ألنكم رأيتم آيات= رأيتم هنا تعني أدركتم من أنا ،واستفدتم من المعجزة بطريقة صحيحة أي فهمتم القصد من اآلية .فالمعجزة هدفها أن نعرف شخص المسيح وشخصه
يشبعنا فرحاً .ألن هذا اآلب قد ختمه= ختمه أي كمن ختم على وثيقة أن المسيح إبنه ،وختمه أي شهد له اآلب
بقداسته وم ًّيزه عن أي أحد آخر (رؤ .)7-113وختمه أيضاً يشير ألن اآلب عينه للذبح وبالتالي عينه ليكون
طعاماً وخب اًز للحياة األبدية ،فالخراف التي كانت تقدم كذبائح كانت تفحص أوالً من الكهنة ثم يختمها الكهنة أنها بال عيب وصالحة لتقدم كذبيحة .وهنا نسمع ألول مرة قوله اهلل اآلب ،فبذبيحة اإلبن سيصير اهلل أباً لجميع
المؤمنين.
13 12 َعم َ ِ ال لَ ُه ْم«:ه َذا سوعُ َوقَ َ َج َ ال اهلل؟» أ َ اب َي ُ اآليات (يو " -:)75 –12 :3فَقَالُوا لَ ُهَ «:ما َذا َن ْف َع ُل َحتَّى َن ْع َم َل أ ْ َ َن تُ ْؤ ِم ُنوا ِبالَِّذي ُهو أَرسلَ ُه»65 .فَقَالُوا لَ ُه«:فَأ ََّي َة ٍ ُهو عم ُل ِ ص َنعُ لِ َن َرى َوُن ْؤ ِم َن ِب َك؟ َما َذا تَ ْع َم ُل؟ اهلل :أ ْ َ آية تَ ْ َ ْ َ َ ََ 61 السم ِ ِ ِ ِ اء لِ َيأْ ُكلُوا». آب ُ َعطَ ُ وب :أ ََّن ُه أ ْ اؤَنا أَ َكلُوا ا ْل َم َّن في ا ْل َبِّريَّةَ ،ك َما ُه َو َم ْكتُ ٌ َ اه ْم ُخ ْب ًاز م َن َّ َ
السم ِ ِ اءَ ،ب ْل أَِبي ُي ْع ِطي ُك ُم ا ْل ُخ ْب َز ا ْل ُخ ْب َز م َن َّ َ 67 ِ ِ َع ِط َنا س ِّي ُد ،أ ْ َح َياةً ل ْل َعالَم» .فَقَالُوا لَ ُهَ «:يا َ
61 ق ا ْل َح َّ سوعُ«:ا ْل َح َّ طا ُك ُم َع َ فَقَ َ وسى أ ْ س ُم َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :لَ ْي َ ال لَ ُه ْم َي ُ ِ از ُل ِم َن َّ ِ َن ُخ ْب َز ِ السم ِ ِِ ِ اهلل ُه َو َّ الن ِ ب اء66 ،أل َّ الس َماء ا ْل َواه ُ ا ْل َحقيق َّي م َن َّ َ 60 ال لَهم يسوعُ«:أََنا ُهو ُخ ْب ُز ا ْلحي ِ ِفي ُك ِّل ِح ٍ اةَ .م ْن ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي فَالَ َي ُجوعَُ ،و َم ْن ُي ْؤ ِم ْن ِبي فَالَ ََ َ ين ه َذا ا ْل ُخ ْب َز» .فَقَ َ ُ ْ َ ُ 67 ِ ِ ش أَب ًدا63 .و ِ اآلب فَِإلَ َّي ُي ْق ِب ُلَ ،و َم ْن لك ِّني ُق ْل ُ ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ ونُ .ك ُّل َما ُي ْعطيني ُ َي ْعطَ ُ َ ت لَ ُك ْم :إِ َّن ُك ْم قَ ْد َأر َْيتُ ُموِنيَ ،ولَ ْ َ 62 يئ ِتي ،ب ْل م ِش َ ِ ت ِم َن َّ ِ ُخ ِر ْج ُه َخ ِ سلَ ِني. ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي الَ أ ْ َع َم َل َم ِش َ ار ًجا .أل َِّني قَ ْد َن َزْل ُ س أل ْ يئ َة الَّذي أ َْر َ الس َماء ،لَ ْي َ َ َ ش ْي ًئا ،ب ْل أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ يئ ُة ِ ِ 63و ِ َخ ِ َن ير75 .أل َّ سلَ ِني :أ َّ َع َ ف ِم ْن ُه َ ط ِاني الَ أُ ْتلِ ُ هذ ِه َم ِش َ َن ُك َّل َما أ ْ َ َْ اآلب الَّذي أ َْر َ َ ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يم ُه في ا ْل َي ْوِم سلَني :أ َّ هذه ه َي َمش َ االب َن َوُي ْؤ ِم ُن ِبه تَ ُك ُ َن ُك َّل َم ْن َي َرى ْ يئ ُة الَّذي أ َْر َ ون لَ ُه َح َياةٌ أ ََبد َّي ٌةَ ،وأََنا أُق ُ األ ِ َخ ِ ير»".
12 ال ِ اهلل؟»". َع َم َ آية ( يو " -:)12 :3فَقَالُوا لَ ُهَ «:ما َذا َن ْف َع ُل َحتَّى َن ْع َم َل أ ْ في اآلية السابقة قال السيد إعملوا وهنا يسألون ماذا نفعل .وسؤالهم يبدو أنه في محله ولكن في نيتهم ماذا نفعل
لنتحرر من الرومان ونسود العالم ،أو ماذا نفعل من األعمال الطقسية حتى يتم لنا هذا ،هل الناموس ناقص؟!
سؤال إستنكاري .أو هم يريدون عمالً يؤدونه ليدخلوا الحياة األبدية .لكن دخول الحياة األبدية هو عمل يعمله اهلل بأن يرسل إبنه لذلك أجابهم المسيح أن المطلوب ليس أعمال بل إيمان ،وأن العمل هو عمل اهلل وليس عملهم
هم .العمل بدون إيمان بالمسيح ال يرضي اهلل .اإليمان المقرون باألعمال الصالحة شرط أساسي للحياة األبدية. فاإليمان مدخل وبدونه ال حياة مع اهلل وال حياة أبدية .وبعد ذلك البد من األعمال والجهاد ،ومن يؤمن ويجاهد 208
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
يعطيه المسيح حياته ويعمل فيه .ومن يعمل وحده بدون المسيح يجد األعمال ثقيلة .بل ان االعمال بدون ايمان
الفائدة منها للخالص .وللمؤمنين بالمسيح نجد نيره هين وحمل الوصية خفيف.
13 ِ ال لَهم«:ه َذا ُهو عم ُل ِ سلَ ُه»". اهلل :أ ْ َج َ آية ( يو " -:)13 :3أ َ َن تُ ْؤ ِم ُنوا ِبالَّذي ُه َو أ َْر َ اب َي ُ سوعُ َوقَ َ ُ ْ َ ََ المسيح يكشف لهم أن هدف معجزاته هو اإليمان البسيط وليس إثارة شهوتهم في الملك .وعمل اهلل= أنه أرسل
لهم المسيح المخلص وما عليهم سوى اإليمان به فاإليمان به هو عمل في حد ذاته ،فالناموس أرشدهم للمسيح.
والخالص يتضمن الشبع والحرية والحياة الروحية والخالص من الموت .وهم سألوا عن أعمال والمسيح أجاب بقوله عمل واحد هو اإليمان به .فالمسيح يصحح إتجاه أفكارهم وال يستبدل عمل بعمل آخر .والمسيح بهذا يشير
ألنهم لم يؤمنوا به بعد المعجزة .ولنالحظ أهمية األعمال بعد اإليمان بالمسيح .لكن بدون اإليمان بالمسيح فأي
عمل نعمله هو بال قيمة.
61 ِ اآليات (يو65" -:)61–65 :3فَقَالُوا لَ ُه«:فَأ ََّي َة ٍ اؤَنا أَ َكلُوا ا ْل َم َّن ِفي آب ُ ص َنعُ ل َن َرى َوُن ْؤ ِم َن ِب َك؟ َما َذا تَ ْع َم ُل؟ َ َ آية تَ ْ السم ِ ِ ِ اء ِل َيأْ ُكلُوا»". َع َ ط ُ وب :أَنَّ ُه أ ْ ا ْل َبِّريَّةَ ،ك َما ُه َو َم ْكتُ ٌ اه ْم ُخ ْب ًاز م َن َّ َ
لقد أروا معجزة إشباع الجموع وسمعوا عن سيره على الماء وهم أرادوا أن ينصبوه ملكاً ،ومع هذا يطلبون آيات
أخرى ،وكان هذا غالباً بسبب تشكيك الفريسيين فيه .وغالباً كان هذا الحوار في المجمع في كفرناحوم ،وسؤالهم عن المن راجع ألن اليهود كانوا يعتقدون أن المسيا سينزل لهم مناً من السماء ليشبعهم كما عمل موسى،
وسيكون هذا عالمة أنه المسيا .ولم يفهموا أن المسيح سيكون لهم خب اًز سماوياً (كان نزول المن أعظم معجزة عند اليهود) هم أرادوا خب اًز من السماء كل األيام لتصير حياتهم سهلة فيؤمنوا به .ولآلن نتصور أنه إن كان اهلل
يحبني فالبد أن يعطيني ما أريد.
61 ق ا ْل َح َّ سوعُ«:ا ْل َح َّ َعطَا ُك ُم ا ْل ُخ ْب َز ِم َن اآليات (يو " -:)66–61 :3فَقَ َ وسى أ ْ س ُم َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :لَ ْي َ ال لَ ُه ْم َي ُ ِ از ُل ِم َن َّ ِ َن ُخ ْب َز ِ السم ِ ِِ ِ ِ َّ ِ اهلل ُه َو َّ الن ِ اء66 ،أل َّ ب َح َياةً الس َماء ا ْل َواه ُ الس َماءَ ،ب ْل أَِبي ُي ْعطي ُك ُم ا ْل ُخ ْب َز ا ْل َحقيق َّي م َن َّ َ لِ ْل َعالَِم»". ليس موسى= فموسى كان واسطة .لكن المصدر هو اهلل .أبي يعطيكم= يعطي هنا مضارع مستمر .أي اآلب
أرسلني وأنا الخبز الحقيقي وليس أي معجزة .المسيح هنا يشرح أن المن لم يكن إال رم اًز له ،وهو الخبز الحقيقي الذي نزل من السماء .وكما أرسل اهلل المن لموسي ،هكذا أرسل المسيح لهم اآلن خب اًز حقيقياً .إذاً المن كان
رم اًز .وكلمة حقيقي أي يعطى حياة أبدية وليس كالخبز العادى من يأكله يموت بعد حين .خبز اهلل= هم يطلبون خب اًز ينزله لهم اهلل من السماء بواسطة المسيح والمسيح يكلمهم عن خبز حقيقي من اهلل ومقدم إلى اهلل وال ينتن
ويدود كالمن وال يتحول وال ينتهي وهو المشبع حقيقة .أما خبز العالم فمن يأكله يجوع ،ويموت ولكن المسيح من
يأكله يحيا لألبد( .هذا معنى كلمة حقيقي) .النازل= في األصل اليوناني دائم النزول ،فهو موجود في السماء
209
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
ق فيها قبل تجسده .والمن مهما كان معجزة فهو مجرد طعام للجوف ،والمسيح يريد أن يبعد عن أذهانهم ما َعلَ َ من أفكار مادية جسدانية .ومازال هذا الفكر اليهودي أي الشبع الجسدي كعالمة للمسيح ،موجود عند أصحاب
أما المسيح فيشرح أن عطاياه األهم هي على مستوى الروح ،ولهذا أتى وتجسد .الواهب حياة مذهب األلف سنةّ ، للعالم= بينما أن المن كان لليهود فقط .وهو يعطي حياة بينما أن من أكلوا المن ماتوا. 67 َع ِط َنا ِفي ُك ِّل ِح ٍ ين ه َذا ا ْل ُخ ْب َز»". س ِّي ُد ،أ ْ آية ( يو " -:)67 :3فَقَالُوا لَ ُهَ «:يا َ نفس سؤال السامرية ،فهم يريدون خب اًز بال مشقة ،هم ظنوه خب اًز ينزل من السماء بال جهد كل يوم كالمن .وبينما
فهمت السامرية أن الشرب من ماء الحياة يستلزم الطهارة فتطهرت باعترافها ،رفض هؤالء الخبز السماوي إذ
عرفوا أن هذا الخبز هو جسد المسيح الذي سيبذله عن العالم. 60 ال لَهم يسوعُ«:أََنا ُهو ُخ ْب ُز ا ْلحي ِ اةَ .م ْن ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي فَالَ َي ُجوعَُ ،و َم ْن ُي ْؤ ِم ْن ِبي فَالَ ََ َ آية ( يو " -:)60 :3فَقَ َ ُ ْ َ ُ ش أ ََب ًدا" . َي ْع َ طُ
قبل ذلك كان يقول خبز اهلل لكنه هنا أوضح أنه هو خبز الحياة= أنا هو خبز الحياة .المسيح يكلم دارسين للعهد
القديم سمعوا عن شجرة الحياة (تك )1117 +:11وسمعوا عنها أيضاً في (أم+):1+:717أم+7:1::
مز ):-117:وتفسير هذا نجده في (رؤ .):+:111 +311والمسيح هنا يقدم نفسه مأكالً ومشرباً .نأكله ونشربه هنا بالسر ،وهناك في األبدية نشبع ونرتوي فيه بالحق إلى األبد .فالمسيح هو شجرة الحياة من يأكله يحيا لألبد
فجسده فيه حياة أبدية .ونرى السامرية وقد إرتوت فعالً بعد أن آمنت بالمسيح فهو ال يخيب رجاء من يقبل إليه. ولكن المسيح عرف أن الجليليين لن يقبلوه ولن يؤمنوا به ألنهم ال يريدون عطايا روحية .من يؤمن بي ال يجوع
(فهو خبز الحياة) وال يعطش (فهو ماء الحياة كما قال للسامرية) والشرط أن نقبل إليه أي نؤمن ونصدق، ونتحرك ونأخذ خطوة ناحية المسيح بإشتياق .يؤمن بي= موقف القلب الداخلي والضمير .والتحرك نحو المسيح مرتبط باإليمان .المسيح هنا يحول نظرهم من أشياء يأخذوها منه إلى شخصه والشبع به هو. آية ( يو63" -:)63 :3و ِ ون" . لك ِّني ُق ْل ُ ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ ت لَ ُك ْم :إِ َّن ُك ْم قَ ْد َأر َْيتُ ُموِنيَ ،ولَ ْ َ فكل ما يريدونه مطالب دنيوية ،خبز نازل من السماء بدون جهد .قد رأيتموني= وهذا يدينهم أنهم أروا المسيح و أروا وجهه المقدس وهيئته اإللهية و أروا معجزاته وسمعوا أقواله ومع هذا لم يؤمنوا .وذلك ألن شهوة الجسد وتعظم
المعيشة يتلف حواس اإلنسان الروحية فال يتعرف على المسيح.
67 ِ ِ ُخ ِر ْج ُه َخ ِ ار ًجا. اآلب فَِإلَ َّي ُي ْق ِب ُلَ ،و َم ْن ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي الَ أ ْ آية ( يوُ " -:)67 :3ك ُّل َما ُي ْعطيني ُ كل ما يعطيني اآلب= هنا نرى دور اهلل في إيمان اإلنسان فاهلل يجذب اإلنسان ليؤمن .ولكن لإلنسان حريته في
أن يقبلُّ . لى يقبل بالمفرد .فعالقتنا مع المسيح عالقة فردية كعريس بعروسه. كلَّ .. فإلى يقبل= كل بالجمع وا ّ 210
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
ولكن المسيح يجمعنا كلنا في وحدة واحدة متكاملة .ال أخرجه خارجاً= في أصلها اليوناني يستحيل بأي حال أن
أخرجه .وبالتالي فهؤالء اليهود لم يأتوا للمسيح ولم يؤمنوا به فرفضهم اآلب وطردهم ألنهم لم يؤمنوا بالمسيح وال
قبلوه( .أف =)7-71:كل ما يعطيني اآلب .ومن الذي يخرجه خارجاً ،الشيطان ومن ليس عليهم ثوب العرس (عرس إبن الملك) إذاً حتى ال أكون خارجاً ،فالمطلوب منى [ ]:اإليمان [ ]1التوبة.
62 يئ ِتي ،ب ْل م ِش َ ِ ت ِم َن َّ ِ سلَ ِني. َع َم َل َم ِش َ اآليات (يو " -:)63–62 :3أل َِّني قَ ْد َن َزْل ُ س أل ْ يئ َة الَّذي أ َْر َ الس َماء ،لَ ْي َ َ َ ش ْي ًئا ،ب ْل أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ ط ِاني الَ أُ ْتلِ ُ ِ يئ ُة ِ ِ 63و ِ َخ ِ ير" . سلَ ِني :أ َّ َع َ هذ ِه َم ِش َ َن ُك َّل َما أ ْ ف م ْن ُه َ َ َْ اآلب الَّذي أ َْر َ َ ُ مشيئة اآلب الذ ي أرسل المسيح أن يهب الحياة األبدية لكل من يؤمن ،وهذا يكمل قوله في آية ( )73أن من
يقبل إليه ال يخرجه خارجاً ،ويضيف هنا أنه لن يتلف فهو سيحفظه أمام هجمات العدو الشرير .كان سؤالهم في
آية ( )7:ماذا تعمل .وهنا نسمع أنه يعمل مشيئة اآلب أن ال يتلف أحد بل يقيمه (يقيمه تكررت 1مرات) .فهذه مشيئة اآلب أن الجميع يخلصون وتكون لهم حياة أبدية .لذلك فالمسيح ال يرفض من يأتي إليه. هذ ِه ِهي م ِش َ ِ َن ِ سلَ ِني :أ َّ آية ( يو75" -:)75 :3أل َّ ون لَ ُه َح َياةٌ االب َن َوُي ْؤ ِم ُن ِب ِه تَ ُك ُ َن ُك َّل َم ْن َي َرى ْ يئ ُة الَّذي أ َْر َ َ َ أَب ِد َّي ٌة ،وأََنا أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ َخ ِ ير»". َ َْ َ ُ كل ما مضى كان رد المسيح على الجليليين "ماذا نعمل" والمسيح يشرح أن العمل هو عمل اهلل وليس عملهم هم .وكل ما هو مطلوب منهم أن يصدقوا ويؤمنوا بالمسيح .وكل من ال يؤمن يكون قد رفض مشيئة اهلل اآلب.
فالخالص متوقف إذاً على إرادتي .كل من يرى اإلبن= ليس بالعين البشرية ولكنها رؤية بالقلب والفكر الروحي
فاليهود رأوه ولم يؤمنوا ونحن لم نراه بالجسد لكن نؤمن به .والبد أن نرى اإلبن هكذا أوالً حتى نؤمن به فنحن لن
نؤمن إالّ بمن نعرفه ونثق فيه .وهذا يأتي بالتأمل في كلمة اهلل المكتوبة في الكتاب المقدس فنرى اإلبن كلمة اهلل برؤية عقلية فنؤمن به ثم نشبع به ونرتوي .والكلمة يرى باليونانية تشير لرؤية الحقائق اإللهية حيث يستنير الفكر
بالنور اإللهي الداخلي .ومن يرى المسيح هكذا تكون له حياة وقيامة .وهذا ليس عمل صعب فمجرد قبول
المسيح واإليمان به يصل بهذه العملية إلى أقصاها بدون حساب زمني .حياة أبدية= تبدأ من هنا على األرض.
في وأنا فيكم" (يو )11:7وهذا قطعاً بالتوبة والتناول من جسد الرب بالمعمودية ثم بالثبات في المسيح "إثبتوا ّ ودمه. 71 السم ِ ِ َِّ اء». ون َعلَ ْي ِه أل ََّن ُه قَ َ ان ا ْل َي ُه ُ ود َيتَ َذ َّم ُر َ اآليات (يو " -:)71 –71 :3فَ َك َ ال«:أََنا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز الذي َن َز َل م َن َّ َ 71 ون ِبأَِب ِ ف ،الَِّذي َن ْح ُن َع ِ ت ِم َن يه َوأ ِّ ُم ِه؟ فَ َك ْي َ وس َ ف َيقُو ُل ه َذا :إِ ِّني َن َزْل ُ سو َ ارفُ َ ع ْب َن ُي ُ س ه َذا ُه َو َي ُ َوقَالُوا« :أَلَ ْي َ 77 76 ِ ِ ِ َّ ِ اآلب َح ٌد أ ْ َن ُي ْق ِب َل إِلَ َّي إِ ْن لَ ْم َي ْجتَذ ْب ُه ُ يما َب ْي َن ُك ْم .الَ َي ْقد ُر أ َ َج َ الس َماء؟» فَأ َ اب َي ُ سوعُ َوقَا َل لَ ُه ْم«:الَ تَتَ َذ َّم ُروا ف َ ين ِم َن ِ ير70 .إِ َّن ُه م ْكتُوب ِفي األَ ْن ِبي ِ الَِّذي أَرسلَ ِني ،وأََنا أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ َخ ِ اهلل .فَ ُك ُّل ون ا ْل َج ِميعُ ُمتَ َعلِّ ِم َ اءَ :وَي ُك ُ َ َ ٌ َْ َ ْ َ ُ 77 73 ِ ِ ِ س ِم َع ِم َن ِ اآلب .اَْل َح َّ ق س أ َّ اآلب إِالَّ الَّذي م َن اهلل .ه َذا قَ ْد َأرَى َ َح ًدا َأرَى َ َن أ َ اآلب َوتَ َعلَّ َم ُي ْق ِب ُل إِلَ َّي .لَ ْي َ َم ْن َ
211
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس) ِ 73 72 اؤ ُكم أَ َكلُوا ا ْلم َّن ِفي ا ْلبِّري ِ ِ ا ْل َح َّ َّة َو َماتُوا. َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْمَ :م ْن ُي ْؤ ِم ُن ِبي َفلَ ُه َح َياةٌ أ ََبد َّي ٌة .أََنا ُه َو ُخ ْب ُز ا ْل َح َياةَ . آب ُ ْ َ السم ِ الن ِ ِ 05ه َذا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز َّ اء ،لِ َكي َيأْ ُك َل ِم ْن ُه ِ وت01 .أََنا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز ا ْل َح ُّي الَِّذي َن َز َل ِم َن ان َوالَ َي ُم َ س ُ اإل ْن َ از ُل م َن َّ َ ْ اء .إِ ْن أَ َك َل أَح ٌد ِم ْن ه َذا ا ْل ُخ ْب ِز ي ْحيا إِلَى األَب ِد .وا ْل ُخ ْب ُز الَِّذي أََنا أ ْ ِ السم ِ َج ِل س ِدي الَِّذي أ َْب ِذلُ ُه ِم ْن أ ْ َ َ َ ُعطي ُه َو َج َ َ َ َّ َ 06 ِ 01 ف ي ْق ِدر ه َذا أ ْ ِ ِ ال لَ ُه ْم س َدهُ لِ َنأْ ُك َل؟» فَقَ َ اص َم ا ْل َي ُه ُ ضا قَ ِائلِ َ ض ُه ْم َب ْع ً ود َب ْع ُ َن ُي ْعط َي َنا َج َ َح َياة ا ْل َعالَم» .فَ َخ َ ينَ «:ك ْي َ َ ُ س َد ْاب ِن ِ سِ ق ا ْل َح َّ سوعُ«:ا ْل َح َّ س لَ ُك ْم َح َياةٌ ِفي ُك ْمَ 07 .م ْن َيأْ ُك ُل ان َوتَ ْ ش َرُبوا َد َم ُهَ ،فلَ ْي َ اإل ْن َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ ْن لَ ْم تَأْ ُكلُوا َج َ َي ُ شرب َد ِمي َفلَ ُه حياةٌ أَب ِد َّي ٌة ،وأََنا أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ ج ِ َخ ِ ب ير00 ،أل َّ س ِدي َمأْ َك ٌل َحق÷ َوَد ِمي َم ْ ش َر ٌ ََ َ سدي َوَي ْ َ ُ َْ َن َج َ َ َ َ ُ 07 03 يهَ .كما أَر ِ شر ْب َد ِمي يثْب ْت ِف َّي وأََنا ِف ِ حق .م ْن يأْ ُك ْل ج ِ اآلب ا ْل َح ُّيَ ،وأََنا َح ٌّي ِب ِ اآلب ،فَ َم ْن سلَني ُ َُ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ سدي َوَي ْ َ يأْ ُك ْل ِني فَهو ي ْحيا ِبي02 .ه َذا ُهو ا ْل ُخ ْب ُز الَِّذي َن َز َل ِم َن َّ ِ اؤ ُك ُم ا ْل َم َّن َو َماتُواَ .م ْن َيأْ ُك ْل ه َذا آب ُ س َك َما أَ َك َل َ َُ َ َ َ الس َماء .لَ ْي َ َ 35 03 ون ِم ْن تَالَ ِم ِ ال ه َذا ِفي ا ْلم ْجم ِع و ُهو يعلِّم ِفي َك ْف ِرَناحوم .فَقَ َ ِ يذ ِه ،إِ ْذ ا ْل ُخ ْب َز فَِإ َّن ُه َي ْح َيا إِلَى األ ََب ِد» .قَ َ ير َ ال َكث ُ ُ َ َ َ َ َ َُ ُ ِ 31 ِ ون َعلَى ه َذا، سوعُ ِفي َن ْف ِس ِه أ َّ ب! َم ْن َي ْق ِد ُر أ ْ َن تَالَ ِمي َذهُ َيتَ َذ َّم ُر َ ص ْع ٌ َن َي ْ س َم َع ُه؟» فَ َعل َم َي ُ سم ُعوا«:إِ َّن ه َذا ا ْل َكالَ َم َ َ 36 31 ان ص ِ ال لَ ُه ْم«:أَه َذا ُي ْع ِث ُرُك ْم؟ فَِإ ْن َأر َْيتُم ْاب َن ِ َما وح ُه َو الَِّذي ُي ْح ِيي .أ َّ اع ًدا إِلَى َح ْي ُ فَقَ َ ث َك َ ان أ ََّوالً! اَ ُّلر ُ سِ َ اإل ْن َ ُ ش ْي ًئا .اَْل َكالَم الَِّذي أُ َكلِّم ُكم ِب ِه ُهو روح وحياةٌ37 ،و ِ ع ِم َن ون» .أل َّ يد َ سو َ س ُد فَالَ ُي ِف ُ لك ْن ِم ْن ُك ْم قَ ْوٌم الَ ُي ْؤ ِم ُن َ َ ُ ٌ َ ََ َن َي ُ َ ا ْل َج َ ُ ْ ُ 30 ِ ِ َن َيأ ِْت َي سلِّ ُم ُه .فَقَ َ َح ٌد أ ْ ال«:لِه َذا ُق ْل ُ ين الَ ُي ْؤ ِم ُن َ ا ْل َب ْد ِء َعلِ َم َم ْن ُه ُم الَِّذ َ ت لَ ُك ْم :إِ َّن ُه الَ َي ْقد ُر أ َ ونَ ،و َم ْن ُه َو الَّذي ُي َ يذ ِه إِلَى ا ْلور ِ ون ِم ْن تَالَ ِم ِ ِ ِ ِ 33 ِ ِ ِ ون َم َع ُه. ودوا َي ْم ُ اءَ ،ولَ ْم َي ُع ُ ش َ ير َ ََ إلَ َّي إ ْن لَ ْم ُي ْعطَ م ْن أَِبي» .م ْن ه َذا ا ْل َوقْت َر َج َع َكث ُ 32 37 ب ،إِلَى َم ْن سَ «:ي َار ُّ فَقَ َ سوعُ لِال ثْ َن ْي َع َ ون أ ْ ضا تُ ِر ُ َج َاب ُه ِس ْم َع ُ يد َ َن تَ ْم ُ ش َر«:أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم أ َْي ً ضوا؟» فَأ َ ان ُب ْط ُر ُ ال َي ُ 75 33 ِ ِ ِ ِ ِ ِ َج َاب ُه ْم َنذ َ آم َّنا َو َع َرْف َنا أ ََّن َك أَ ْن َ يح ْاب ُن اهلل ا ْل َح ِّي» .أ َ ت ا ْل َمس ُ ْه ُ ب؟ َكالَ ُم ا ْل َح َياة األ ََبديَّة ع ْن َد َكَ ،وَن ْح ُن قَ ْد َ 71 اإلس َخري ِ شر؟ وو ِ وط ِّي، س أ َِّني أََنا ْ ان!» قَ َ اح ٌد ِم ْن ُك ْم َ ال َع ْن َي ُهوَذا ِس ْم َع َ ش ْيطَ ٌ ان ِ ْ ْ ُ اختَْرتُ ُك ْم ،اال ثْ َن ْي َع َ َ َ َ سوعُ«:أَلَ ْي َ َي ُ َن يسلِّم ُه ،و ُهو و ِ أل َّ ش َر". اح ٌد ِم َن اال ثْ َن ْي َع َ َن ه َذا َك َ ان ُم ْزِم ًعا أ ْ ُ َ َ َ َ َ
71 ان اآليات (يو " -:)71–71 :3فَ َك َ 71 ع ْب َن سو َ س ه َذا ُه َو َي ُ َوقَالُوا« :أَلَ ْي َ السم ِ اء؟»". َّ َ
السم ِ ِ َِّ اء». ون َعلَ ْي ِه أل ََّن ُه قَ َ ا ْل َي ُه ُ ود َيتَ َذ َّم ُر َ ال«:أََنا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز الذي َن َز َل م َن َّ َ ون ِبأَِب ِ ف ،الَِّذي َن ْح ُن َع ِ ت ِم َن يه َوأ ِّ ُم ِه؟ فَ َك ْي َ وس َ ف َيقُو ُل ه َذا :إِ ِّني َن َزْل ُ ارفُ َ ُي ُ
النازل من السماء= يقصد أن طبيعته سماوية لكنهم هم فهموا أنه نزل من السماء بجسده الذي يرونه أمامهم وهم يعرفون أباه وأمه .يتذمرون= هذه طبيعة بنى إسرائيل منذ خرجوا من أرض مصر .وواضح أن صورة
المسيح البشرية ،إذ رأوه إنساناً وقفت كعثرة في قبول الهوته .رأوه بعيونهم البشرية ولم يروه بالعيون الداخلية كما
في آية ( .)1:لذلك فيوحنا تحاشى الكالم عن نسب المسيح ووالدته وتكلم عن الهوته .ولقد صنع المسيح معجزة
إشباع الجموع ليساعدهم عل ى أن يؤمنوا بكالمه لكنهم كانوا مذبذبين ،تارة يؤمنوا به وتارة يتذمرون عليه .فهم لم يروا إنسان يأتي من السماء ويهب حياة أبدية .وفهموا من كالمه أنه أعظم من موسى.
212
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس) 76 ِ 77 ِ َن ُي ْق ِب َل إِلَ َّي إِ ْن سوعُ َوقَ َ َح ٌد أ ْ يما َب ْي َن ُك ْم .الَ َي ْقد ُر أ َ َج َ اآليات (يو " -:)77–76 :3فَأ َ اب َي ُ ال لَ ُه ْم«:الَ تَتَ َذ َّم ُروا ف َ ير70 .إِ َّن ُه م ْكتُوب ِفي األَ ْن ِبي ِ لَم ي ْجتَِذ ْب ُه اآلب الَِّذي أَرسلَ ِني ،وأََنا أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ َخ ِ ين ون ا ْل َج ِميعُ ُمتَ َعلِّ ِم َ اءَ :وَي ُك ُ َ َ ٌ ُ ْ َ َْ َ ْ َ ُ 73 َن أَح ًدا أرَى اآلب إِالَّ الَِّذي ِم َن ِ ِ ِ س ِم َع ِم َن ِ اهلل .ه َذا قَ ْد َأرَى َ اآلب َوتَ َعلَّ َم ُي ْق ِب ُل إِلَ َّي .لَ ْي َ م َن اهلل .فَ ُك ُّل َم ْن َ س أ َّ َ َ ق ا ْل َح َّ اآلب77 .اَْل َح َّ ق أَقُو ُل لَ ُك ْمَ :م ْن ُي ْؤ ِم ُن ِبي َفلَ ُه َح َياةٌ أ ََب ِد َّي ٌة" . َ
إن لم يجتذبه اآلب= هذا عمل داخلي لآلب بالروح القدس الذي ينخس القلب ويوقظ الضمائر بنور إلهي يشرق في القلب ويقنع فيأتي الشخص للمسيح ويؤمن به ولكن اآلب يجتذب كل من يعطي قلبه هلل ويفتح أعين قلبه
لقبول مشيئته .ومشيئة اهلل هي عمل المسيح ورسالته .اآلب يقنع اإلنسان ويمأله نعمة حتى يؤمن بالمسيح رباً.
لكن مع إحترام حرية ا إلنسان .فاهلل يستخدم قوته النابعة من شدة محبته ليجذب النفوس المترددة ،واآلب يجذب في مقابل مقاومة اإلنسان ،بقوة إقناع (أر )311:لكن دون إجبار .وبدون هذا النور اإللهي ال يمكن ألحد أن
يؤمن بالمسيح (:كو .)71:1وكل أقنوم يقود لألقنوم اآلخر بال أنانية .فاألقانيم مرتبطة في وحدة بالحب .فاآلب
يجذب ويقود لإلبن ،واإلبن يقود لآلب "من أراد اإلبن أن يعلن له" (لو .)111::والروح القدس يقود لإلبن
(يو .) :11::ولزوم أن اآلب يجذبنا هذا راجع لقصور العقل البشري وحده عن أن يدرك اهلل فيؤمن .ولكن كيف يجتذب اآلب المؤمن؟ اإلجابة .ويكون الجميع متعلمين من اهلل .أي أن اهلل يعلمهم فالمعرفة البشرية ال يمكن أن تؤدي وحدها لمعرفة المسيح ..وكيف يعلمهم اهلل؟ بأن الروح القدس يكتب على قلوبهم (أر)71-7717:
ويكون هذا بالحب الذي رأيناه على الصليب .اآلب يرسل الروح القدس فيسكب محبة اهلل في قلوبنا (رو)717 وبهذا الحب ننجذب .ومن ينجذب ويأتي يعلمه اهلل .اآلن الروح القدس فينا يعلمنا .وهم اليهود كان المسيح
أمامهم يعلمهم .فالتعليم لن يصبح حك اًر على الفريسيين بل هو للجميع ،لكل من يريد .ولكن من أعطى قلبه
إلبليس يصير إبليس أباه وقطعاً سيرفض تعليم اهلل (يو .)11-1711وهذا هو سر رفضهم للمسيح .فهم لم يستجيبوا لجذب اآلب لهم بل أعطوا قلوبهم لكبريائهم اي إلبليس .وكان تالميذ المسيح برهان صادق على أن
الروح القدس بدأ يكتب ويعلم من يقبل .والمسيح يعلم عن اهلل ليس كأي معلم ق أر كتباً ويعلمها بل ألنه رأى اهلل ويعرفه= ليس أحداً رأي اآلب إالّ الذي من اهلل .لذلك فمن يسمع من المسيح فهو يسمع من اهلل رأساً .أما حتى أما المسيح فهو من طبيعة اهلل وجوهره فهو قد رآه في ذاته .فالرؤيا هنا موسى فهو رأى شبه اهلل (عدّ .)1-71:1 هي رؤية الذات للذات فاآلب واإلبن ذات واحدة لذلك فعلى البشر أن يتعلموا فهم لم يروا اهلل .واهلل أرسل المسيح
ليعلن اآلب( .راجع مت +131::يو .)::1:3 +:1:1 +7:1::وألنه الوحيد الذي رأى اآلب ويعرفه صار
اإليمان به هو الطريق الوحيد لنوال الحياة األبدية = .من يؤمن بي فله حياة أبدية= فرسالته هي الحياة األبدية التي أرسله اهلل اآلب ليكملها .وم ختصر الكالم أن المسيح هو الوحيد الذي رأى اآلب ألنه اإلبن الوحيد الجنس،
لذلك إن سمعوا له وآمنوا به يكونون قد سمعوا اآلب وبالتالي ينالون القصد من رسالته .ورسالته هي أن ينالوا
الحياة األبدية= أقيمه في اليوم األخير .كل من سمع من اآلب وتعلم= أي إستجاب لدعوة اآلب في قلبه وتعليم الروح القدس .الدور البشري هو اإلستجابة وعدم المقاومة.
213
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس) ِ 73 72 اؤ ُكم أَ َكلُوا ا ْلم َّن ِفي ا ْلبِّري ِ َّة َو َماتُوا05 .ه َذا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز َ اآليات (يو " -:)01–72 :3أََنا ُه َو ُخ ْب ُز ا ْل َح َياةَ . آب ُ ْ َ 01 السم ِ ِ َِّ السم ِ الن ِ ِ َّ اء ،لِ َكي َيأْ ُك َل ِم ْن ُه ِ اء .إِ ْن أَ َك َل ان َوالَ َي ُم َ س ُ اإل ْن َ وت .أََنا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز ا ْل َح ُّي الذي َن َز َل م َن َّ َ از ُل م َن َّ َ ْ َج ِل حي ِ ِ ِ ِ ُع ِطي ُهو ج ِ اة ا ْل َعالَِم»". َح ٌد ِم ْن ه َذا ا ْل ُخ ْب ِز َي ْح َيا إِلَى األ ََب ِدَ .وا ْل ُخ ْب ُز الَِّذي أََنا أ ْ سدي الَّذي أ َْبذلُ ُه م ْن أ ْ َ َ أَ َ َ َ أنا هو خبز الحياة= المسيح إعتبر نفسه خب اًز لنوال الحياة األبدية فهو حي ومحيي والحياة موجودة في شخصه
(يو .)::1:1وذلك ألن "أنا هو" المحيي أي الكيان اإللهي إتحد بالخبز الذي هو جسده البشري فصار خب اًز حياً ،من يأكله تكون هناك حياة لروحه ،وحتى إن مات جسده يكمل حياته التي بدأها على األرض .وبدون هذا
الخبز تموت الروح حتى وان كان الجسد حياً لكن من يريد هذه الحياة عليه أن يؤمن بالمسيح أوالً .وكما أن الجسد يموت إن لم يأكل الخبز المادي هكذا تموت الروح إن لم تأكل هذا الخبز الحي الذي هو جسد المسيح.
الخطية مفعولها في اإلنسان هو الموت والتناول من جسد المسيح ودمه هو عملية نقل حياة لهذا الميت روحياً بسبب الخطية .هذا مثل من عنده مرض في الدم فيحتاج بصفة مستمرة لعملية نقل دم .أما في السماء فلن
نحتاج للتناول فال خطية وال موت .لكن سيكون اإلتحاد الكامل بالمسيح هو حياتنا وفرحنا وشبعنا وأبدياً بال
إنفصال .والحياة التي في الجسد والدم سببها إتحاد الهوت المسيح بناسوته .والمسيح تجسد ليعطي جسده الحي
ليكون بذرة الخليقة الجديدة ،نأكل جسده لنتحد به وما نحصل عليه بسبب إتحاد ناسوته الذى نأكله بالهوته هو ما نحتاجه فقط أى حياة أبدية وقداسة ومجد وفرح أبدى ال ينطق به ومجيد .ثم يرد المسيح على سؤال اليهود
عن المن بأن أباؤهم أكلوا المن ولكنهم ماتوا روحياً ولم يدخلوا إلى الراحة بل هم ماتوا جسدياً أيضاً ولم ينفعهم
المن .ولكن من يأكل جسد المسيح لن يموت روحياً .حقاً سيموت جسدياً ولكن يظل غير منفصل عن اهلل .يشبع من اهلل هنا على األرض وتسرى فيه حياة بعد موت أي أن الموت الجسدي ال يؤذيه لذلك يكرر السيد هنا وأنا
أقيمه في اليوم األخير ( .)71-11-1:-7:أبذله= المسيح يكشف هنا عن نيته في الصليب .وبالصليب
سيبذل جسده وهذه هي الطريقة التي نأكل بها الجسد فنحيا فاالفخارستيا هي نفسها ذبيحة المسيح .الخبز الحي=
أي الذي يعطي حياة أبدية لإلنسان .إن أكل= تشمل اإليمان به وقبوله .الخبز الذي أنا أعطى هو جسدي= من هنا دخل المسيح في مرحلة أخرى فيها يتكلم صراحة عن جسده كمأكل حق .هو يعطي جسده للموت ليكون
للناس حياة أبدية .والحظ في ( )71يقول أبي يعطيكم وفي ( )7:يقول أنا أعطيكم.
01 ف ي ْق ِدر ه َذا أ ْ ِ س َدهُ لِ َنأْ ُك َل؟»". اص َم ا ْل َي ُه ُ ضا قَ ِائلِ َ ض ُه ْم َب ْع ً ود َب ْع ُ َن ُي ْعط َي َنا َج َ آية ( يو " -:)01 :3فَ َخ َ ينَ «:ك ْي َ َ ُ إن لم يأتي اإلنسان باإليمان إلى المسيح لن يتقبل هذه الحقائق .فخاصم= البعض فهم الكالم على المستوى الروحي .والبعض رفضه ألنه فَ َّك َر بأسلوب جسدي .ولألسف فهذه الخصومة مازالت حتى اليوم بين الكنائس التقليدية والكنائس البروتستانتية .بين اإلرتفاع للمستوى الروحي السرائري والمستوى المادي الطبيعي العقالني.
فيقولون نفس الكالم!! (وهل يمكن أن يتحول الخبز لجسد والخمر لدم ،إنما هما رمز فقط).
214
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس) 06 س َد ْاب ِن ِ سِ ق ا ْل َح َّ سوعُ«:ا ْل َح َّ ش َرُبوا َد َم ُه، ان َوتَ ْ آية ( يو " -:)06 :3فَقَ َ اإل ْن َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ ْن لَ ْم تَأْ ُكلُوا َج َ ال لَ ُه ْم َي ُ س لَ ُك ْم َح َياةٌ ِفي ُك ْم" . َفلَ ْي َ
يوحنا إكتفى بما أورده هنا عن جسد المسيح ودمه والتناول منهما فلم يورد ما حدث ليلة تأسيس العشاء السري
يوم خميس العهد .خصوصاً أنه كتب سنة :::م بعد أن كان هذا السر منتش اًر ويمارس في كل الكنائس باإلضافة إلى أن اإلنجيليين الثالثة اآلخرين كتبوا عنه .كان سؤالهم كيف يقدر وكان رد المسيح بأن تأكلوا
جسده وتشربوا دمه وهذا إشارة للصلب الذي فيه ينفصل دمه عن جسده ،أي بتقديم المسيح نفسه كذبيحة .وسر اإلفخارستيا الذي نأكل فيه الجسد ونشرب الدم هو إمتداد لذبيحة الصليب .كل قداس هو نفس الذبيحة .هو نفس
المسيح في كل مكان وكل زمان .كما تشرق الشمس كل يوم ،هي نفسها .ولو وضعت ماليين األواني التي بها ماء لظهرت صورة الشمس فيها كلها .لذلك فأي جوهرة هي المسيح كله .والسر معناه نوال نعمة غير منظورة
تحت أعراض شئ منظور ،فما نتناوله هو خبز وخمر وفي الحقيقة هو جسد ودم .وكان شرب الدم محرماً عند
اليهود (تك +11:تث )171:1ألن الروح في الدم ،وذبيحة المسيح تختلف عن باقي الذبائح إذ أنه يعطينا حياته التي في دمه لتقديسنا (عب ،):1-:71:فحياة المسيح األبدية التي في دمه تنتقل إلى من يشربه .وكلمة هذا التي وجهها اليهود للمسيح في إحتقار رد عليها بقوله أنه إبن اإلنسان ليذكرهم برؤيا دانيال (.):1-:713
شرب َد ِمي َفلَ ُه حياةٌ أَب ِد َّي ٌة ،وأََنا أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ آية ( يو07" -:)07 :3م ْن يأْ ُك ُل ج ِ َخ ِ ير"، ََ َ سدي َوَي ْ َ ُ َ َ َْ َ َ َ ُ أي أن تكون له حياة ال تزول من اآلن وتستعلن في اليوم األخير عند القيامة .ولذلك ففي كل مرة نتناول جسد
المسيح ودمه نب شر بموته ونعترف بقيامته إلى أن يجئ .ويأكل ويشرب هنا في اليونانية تشير لألكل الدائم المسرور والشرب بمعنى الشركة الدائمة .والحظ أن اآليتين ( )71،1:فيهما تشابه ،لكن آية ( )1:تتكلم عن
اإليمان بينما أن آية ( )71تتكلم عن سر اإلفخارستيا بوضوح ،ولكن ال تناول من سر اإلفخارستيا سوى باإليمان
أوالً .ولكن اإليمان وحده فقط ال يكفي فالبد من التناول من الجسد والدم أي سر اإلفخارستيا .الذي فيه نأخذ حياة اهلل ألن الجسد متحد بالالهوت .واألكل يتضمن الموت مع المسيح والقيامة معه.
ب َحق" . آية ( يو00" -:)00 :3أل َّ س ِدي َمأْ َك ٌل َحق َوَد ِمي َم ْ ش َر ٌ َن َج َ جسد المسيح هو المأكل الحق .وهذا الكالم رد على طلب اليهود أن يعطيهم مناً من السماء كعالمة على أنه
المسيا .حق= أي غير مزيف بل حقيقي يختص بحاجة اإلنسان الحقيقية وليس لسد حاجة الجوع ،والحاجة الحقيقية تختص بالروح والحياة األبدية وليس لمجرد عمل إعجازي دنيوي مظهري كما يطلب اليهود .ولكن في
حوار المسيح اآلن لم يفصح أن السر سيتم بالخبز والخمر ،هذا تركه ليصنعه أمام التالميذ ليلة الخميس
المقدسة .وقوله مأكل حق ومشرب حق= فهو يشير ألكل حقيقي وليس لإليمان. شر ْب َد ِمي يثْب ْت ِف َّي وأََنا ِف ِ آية ( يو03" -:)03 :3م ْن يأْ ُك ْل ج ِ يه" . َُ َ َ َ َ َ سدي َوَي ْ َ
215
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
أكل المن لم يغير شيئاً من طبيعة من أكله ،بل من أكله مات ،ولكن من يأكل جسد المسيح يبقي فيه ويصير
وفداء لنا ،وحياته تصير لنا حياة أبدية والثبوت فيه المسيح بصفاته ،موت المسيح يصير موتاً لنا عن العالم ً هنا هو ثبوت جسد المسيح باإلنسان أف 7:17وهذا ما ينشئ فينا القيامة ،إنه إلتحام حي ،شخص بشخص
في فقط نكون معرضين في وأنا فيه .فهو لو قال يثبت ّ ينشئ إتحاداً ووحدة .ونالحظ أن الثبات متبادل= يثبت ّ لإلنفصال فإمكانياتنا ضعيفة وايماننا ضعيف ولكنه أضاف وأثبت فيه لتأمين اإلتحاد خوفاً من ضعف اإلنسان
في= فهو يعطيني حياته "لي هذا فعل محبة من المسيح .ثباته فينا كما يثبت ويتحد الغذاء بالجسد .ويثبت ّ الحياة هي المسيح" (في )1:1:وأثبت فيه= فأنا صرت من جسده ومن عظامه (أف.)7:17
آية ( يوَ 07 -:)07 :3كما أَر ِ اآلب ا ْل َح ُّيَ ،وأََنا َح ٌّي ِب ِ اآلب ،فَ َم ْن َيأْ ُك ْل ِني فَ ُه َو َي ْح َيا ِبي. سلَني ُ َ ْ َ حي باآلب= اإلبن ال يحيا وحده بدون اآلب ولكن حياة اآلب صفة اآلب أنه حي (تث +1:17مز .):17:أنا ٌ هي حياة اإلبن .فاآلب واإلبن هما واحد واآلب في اإلبن واإلبن في اآلب (يو .)71-7:1::ويفهم من األصل
حي باآلب تفيد إتحاد األبوة اليوناني أن اآلب ليس سبب حياة اإلبن لكن المعنى "أنا حي بنفس حياة اآلب" أنا ٌ بالبنوة في حياة واحدة غير منفصلة بل اإلبن قال عن نفسه "أنا هو القيامة والحياة" هو له نفس حياة اهلل بسبب الالهوت المتحد به .وحياته ليست في سلطان آخر (يو ):11::لكن نفهم من العبارة أن المسيح ابن االنسان بسلطانه في حالة خضوع إلرادة اآلب فيسلم حياته ،ليكون لنا نحن حياة في إتحاد مع اهلل .فإذا أكلنا الجسد
وشربنا الدم فنحن ال نعود نحيا وحدنا بل نحيا حياة المسيح النابعة من نفس ينبوع اآلب .وهكذا يتم الرباط
اإللهي بين اإلنسان واهلل اآلب بحياة المسيح التي ننالها من اإلفخارستيا ونحيا بها .والمسيح يضع عالقته باآلب
مثالً يحتذي (قارن مع يو .):7-:11:: +1:1:3 +:1:7 +:11:3وهنا نفس الشئ فنحن نحيا بالمسيح كما حي باآلب يفهم منه أيضاً أنه من اآلب وليس اآلب منه .ويقال هذا دون مساس هو حي باآلب .وقوله أنا ٌ بالمساواة بينهم .أرسلني= أي صرت في الجسد .من يأكلني= يأخذ ويأكل حياة ويحيا بي= يأخذ الحياة التي
في وهي حياة أبدية. َّ آية ( يو02" -:)02 :3ه َذا ُهو ا ْل ُخ ْب ُز الَِّذي َن َز َل ِم َن َّ ِ اؤ ُك ُم ا ْل َم َّن َو َماتُواَ .م ْن َيأْ ُك ْل ه َذا آب ُ س َك َما أَ َك َل َ الس َماء .لَ ْي َ َ ا ْل ُخ ْب َز فَِإ َّن ُه َي ْح َيا إِلَى األ ََب ِد»". المسيح يكرر حتى ال يطلبوا المن القديم ولكن لألسف لم يفهموا .هذا هو الخبز= كما يظهر لنا لكنه فيه حياة أبدية. 03 ِ ِ وم" . آية ( يو " -:)03 :3قَ َ ال ه َذا في ا ْل َم ْج َم ِع َو ُه َو ُي َعلِّ ُم في َك ْف ِرَن ُ اح َ المتكلم هنا هو يوحنا البشير ويحدد مكان أقوال المسيح هذه .فهو لم يعلمها في السر أو في زاوية من الزوايا.
216
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
يذ ِه ،إِ ْذ ِ ون ِم ْن تَالَ ِم ِ اآليات (يو35" -:)36–35 :3فَقَ َ ِ َن ب! َم ْن َي ْق ِد ُر أ ْ ير َ ص ْع ٌ سم ُعوا«:إِ َّن ه َذا ا ْل َكالَ َم َ َ ال َكث ُ ِ 31 ال لَ ُه ْم«:أَه َذا ُي ْع ِث ُرُك ْم؟ 31فَِإ ْن َأر َْيتُ ُم ْاب َن سوعُ ِفي َن ْف ِس ِه أ َّ ون َعلَى ه َذا ،فَقَ َ َن تَالَ ِمي َذهُ َيتَ َذ َّم ُر َ َي ْ س َم َع ُه؟» فَ َعل َم َي ُ 36 ان ص ِ ِ ش ْي ًئا .اَْل َكالَ ُم الَِّذي أُ َكلِّ ُم ُك ْم ِب ِه وح ُه َو الَِّذي ُي ْح ِيي .أ َّ اع ًدا إِلَى َح ْي ُ يد َ س ُد فَالَ ُي ِف ُ ث َك َ ان أ ََّوالً! اَ ُّلر ُ َما ا ْل َج َ سِ َ اإل ْن َ وح َو َح َياةٌ"، ُه َو ُر ٌ فقال كثيرون= قالوا في قلبهم .تالميذه= ليس الـ :1وال الـ 3:رسول وال الـ 7::أخ الذين رأوه بعد قيامته. فالمسيح كان له تالميذه ولكن له أتباع كثيرون .الروح هو الذي يحيي أما الجسد فال يفيد شيئاً= المسيح يلح على العقل البشري أن ال يهبط باإللهيات إلى مستوى التراب .فمع نيقوديموس إذ عجز عن فهم سر الميالد الثاني قال له المسيح المولود من الجسد هو جسد والمولود من الروح هو روح ،أما كيف يتم ذلك فمن المستحيل
على العقل البشري متابعته ،كما لو أردت أن تتبع ريحاً تهب ،فأنت ترى اإلنسان يتغير من حال إلى حال وال
تعرف كيف .ومع المرأة السامرية أراد أن يسقيها الماء الحي الذي هو الروح القدس ،ولما تابت شربت منه وال
نعرف كيف ولكننا رأيناها وقد تحولت إلى كارزة وهم نظروا للمسيح إبن يوسف النجار فإستصعبوا كالمه ألنهم
إنما نظروا إليه جسدياً .وهنا يكلمهم عن التناول من الجسد والدم فعجزوا عن الفهم فطلب منهم أن يؤمنوا أوالً حتى يدركوا سر جسده المذبوح فلما عثروا في الفهم أ ّكد أن كالمه على مستوى الروح أي ال يمكن مالحقته عقلياً
تماماً بالمنطق البشرى .كما أنه ال يمكننا أن نالحق كيف صار الكلمة جسداً .وهكذا وبنفس السرية يصير أما من اإلنسان باألكل والشرب من الجسد والدم إنساناً روحياً يتغذى بالروح وبالمسيح كلمة اهلل كسر خالصّ . يؤمن بأن التناول هو مجرد رمز أو عمل إيماني وأن الخالص هو بالكلمة المنطوقة التي تؤخذ بالفهم يجب أن يفهم أن اهلل ل م يخلص العالم بالكلمة المنطوقة بل بالكلمة المتجسد المذبوح .الجسد هنا في كالم المسيح يشير للفهم الجسداني والروح يشير لإلستنارة التي يعطيها الروح القدس فندرك الحق.
الكالم الذي أكلمكم به هو روح وحياة= كالم اهلل يعطينا أن نمتلئ بالروح ويعطينا حياة والكالم الذي أكلمكم به هو كالم روحي ويجب أن نفكر فيه روحياً ويعني أن تعليمي ليس بحسب الجسد فيفهم بالفكر الجسداني ،بل يفهم بالروح وهو تعليم يعطي حياة ،فالكالم عن تناول الجسد هو كالم حقيقي ولكن ال يفهم بالفكر بل يفهم
روحياً باإليمان .ومن يفهمه روحياً تكون له حياة لروحه ،أما إذا فهموه جسدياً فلن ينتفعوا ال ألرواحهم وال ألجسادهم .فالجسد ال يفيد شيئاً ولكن الروح والحياة اللذان في الجسد والدم يفيدان في كل شئ .والروح والحياة لم يستعلنا لنا ولن يستعلنا فينا إال بشركة فعلية في الموت وفي القيامة .وهذا يتم فينا بأكل الجسد الذي فيه سر
الموت وشرب الدم الذي فيه سر الحياة .والحظ أنه حينما نقبل كالم اهلل يكون خضوعنا لكالم اهلل وسيلة لإلمتالء
من الروح القدس فيكون ذلك لنا حياة.
(في آية )36الجسد أي الفهم الجسدي أننا نأكل المسيح كلحم ودم والروح أي نتحد بالمسيح تحت أعراض الخبز
والخمر .هذا الكالم صعب= سبق سمعان الشيخ وقال ها إن هذا ُوضع لسقوط وقيام كثيرين (لو .)7111وها نحن نرى أن كثيرين سقطوا على المستوى الروحي .من تالميذه= ليس اإلثنى عشر (قارن مع آية .):3فكان الـ :1من الذين قاموا بحسب كالم سمعان الشيخ .فمن آمن وسلَّم فرح ومن َّ حكم العقل والمنطق سقط .من يقدر 217
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
أن يسمعه= لهم أذان روحية مغلقة لم تنفتح بكل ما قاله المسيح من كالم روحي .وهم تعثروا في أنهم يعرفون
أن المسيح هو إبن يوسف لذلك قال لهم المسيح ..فإن رأيتم إبن اإلنسان صاعداً إلى السماء حيث كان أوالً وهذا يعني يا ليتكم يرتفع فكركم إلى المستوى السمائي الذي أنا منه وذاهب إليه فال تعثروا أيضاً في كيف نأكل
جسده ونشرب دمه ألنكم لن تأكلوا جسداً ودماً ماديين جسديين بل روحيين تحت أعراض الخبز والخمر ،هما جسد ودم إلهيين ولكن بصورة سيعطيها هو أي خبز وخمر .فاألكل الجسدي أي بمفهوم الشبع الجسدي لن يفيد
شيئاً ولكن األكل الروحي للجسد بالروح ُيحيي .المسيح هنا بهذه العبارة يتمنى لو إرتفع فكرهم أو صعد فكرهم للسماويات بدالً من أن يفكروا في الجسديات فالموضوع ليس أكل خبز وشرب خمر بل هو حياة سماوية أبدية يعطيها لنا المسيح.
ين الَ الَِّذ َ ط ِم ْن ُي ْع َ
اآليات (يو37" -:)33–37 :3و ِ سوعَ ِم َن ا ْل َب ْد ِء َعلِ َم َم ْن ُه ُم ون» .أل َّ لك ْن ِم ْن ُك ْم قَ ْوٌم الَ ُي ْؤ ِم ُن َ َن َي ُ َ 30 ِ ِ َن َيأ ِْت َي إِلَ َّي إِ ْن لَ ْم سلِّ ُم ُه .فَقَ َ َح ٌد أ ْ ال«:لِه َذا ُق ْل ُ ُي ْؤ ِم ُن َ ت لَ ُك ْم :إِ َّن ُه الَ َي ْقد ُر أ َ ونَ ،و َم ْن ُه َو الَّذي ُي َ يذ ِه إِلَى ا ْلور ِ ون ِم ْن تَالَ ِم ِ ِ ِ ِ 33 ون َم َع ُه" . ودوا َي ْم ُ اءَ ،ولَ ْم َي ُع ُ ش َ ير َ ََ أَِبي» .م ْن ه َذا ا ْل َوقْت َر َجعَ َكث ُ منكم قوم ال يؤمنون= هنا نرى قوة إحتمال عجيبة للرب يسوع فهو كان يعلم قلب كل واحد ومن منهم لن يؤمن لكنه إحتمل الجميع .من البدء= بلغة القديس يوحنا هي عبارة تشير ألزلية السيد المسيح والهوته .المسيح هنا
يوجه كالمه إلى مجموعة كبيرة من تالميذه ،ربما كان من بينهم السبعين رسوالً ،وهو هنا يعلن الهوته من خالل درايته بالقلوب .وأمام عين المسيح الفاحصة تركه كل من وضعه المسيح أمام ضميره وكشف عدم إيمانه ،فمن
العسير أن يخادع أحداً اهلل .والمسيح يعلن أن من يأتي إليه فهو قد أعطاه له اآلب ،لذلك فهو غير آسف على
المفقود وغير خائف على الموجود .فالمفقود ليس من نصيبه أصالً والموجود ال يستطيع أحد أن يخطفه من يده ألنه أخذه من يد اآلب .لذلك لم يكن المسيح يمالئ أحداً أو يهادن أحداً ،ولكن من يطلب يجد ،ومن يستجيب
لجذب اآلب يجد المسيح .ومن يبقى هو من قبل دعوة اآلب كما هي ال كما يريد هو .فهم يريدون مسيحاً يملك
إلى= ليس من الخارج لكن يقبلني ويثق في كالمي ويحبني وهذا عمل داخلي في القلب بالروح زمنياً .يأتي ّ القدس .رجع كثيرون من تالميذه= أي تركوا طريق المسيح .ولم يعودوا يمشون معه= فتالميذ المسيح كانوا يعيشون معه ويعاشرونه .ولآلن فهناك كثيرون يرجعون بسبب مصالحهم الشخصية أو لذاتهم الدنيوية أو ألنهم
يجدون أن وصايا المسيح صعبة .والسيد لم يقل لهؤالء شيئاً فهو ال يرغم أحد على البقاء معه .هؤالء تركوه إذ لم
يكن لهم إيمان حقيقي .فمن له اإليمان الحقيقي يظل تابعاً للمسيح حتى لو لم يفهم تماماً ما يقوله .ثقتي في المسيح تجعلني أتبعه حتى لو لم أفهم اآلن ما يقول أو ما يصنع.
37 اآليات (يو " -:)32–37 :3فَقَ َ سوعُ ال َي ُ ب؟ َكالَ ُم سَ «:ي َار ُّ ب ،إِلَى َم ْن َنذ َ ِس ْم َع ُ ْه ُ ان ُب ْط ُر ُ
32 َج َاب ُه لِال ثْ َن ْي َع َ ون أ ْ ضا تُ ِر ُ يد َ َن تَ ْم ُ ش َر«:أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم أ َْي ً ضوا؟» فَأ َ اة األَب ِدي ِ ا ْلحي ِ َّة ِع ْن َد َك"، َ ََ
218
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)
كالم الحياة األبدية عندك= كل كلمة تقولها وقلتها تعطي حياة .فالرب يعطي حياة أبدية .المسيح يضع اإلثنى عشر أمام حريتهم ليخ تاروا .وكان رد بطرس هو الرد على موقف التالميذ الذين إنسحبوا ورد بطرس متفق مع قول المسيح "الكالم الذي أكلمكم به هو روح وحياة .ولكن لنالحظ أن اآلية ( ):3موجهة لكل من ال يؤمن بسر الجسد والدم .فالمسيح بإصرار أصر على أننا نتناول جسده ودمه وليس على شكل رموز كما تقول بعض الطوائف اآلن .فالمسيح حين رأي أن تالميذه يتركونه لم يقل أنتم لم تفهموا ،فما يؤكل هو مجرد رمز ،بل نظر
إلى اإلثني عشر وقال لهم إن لم تقبلوا إنصرفوا أنتم أيضاً .وما كان أسهل على المسيح أن يشرح لهم قصة الرمز واألكل باإليمان وال يخسر تالميذه .اإلثني عشر= إستمر هذا إسماً للتالميذ حتى بعد غياب يهوذا.
33 ت ا ْلم ِسيح ْاب ُن ِ اهلل ا ْل َح ِّي»". آم َّنا َو َع َرْف َنا أ ََّن َك أَ ْن َ َ ُ آية ( يوَ " -:)33 :3وَن ْح ُن قَ ْد َ بطرس إختار المسيح بعد أن عقد مقارنة بين المسيح وبين كل من سواه فوجد المسيح هو إبن اهلل الحي مؤكداً
تبعيته للمسيح .آمنا= تصديق كالم المسيح وعرفنا= نتيجة اإلختبار والعشرة .واإليمان يأتي أوالً ثم المعرفة. وبطرس هنا يجيب بالنيابة عن اإلثني عشر.
75 شر؟ وو ِ ان!» س أ َِّني أََنا ْ اح ٌد ِم ْن ُك ْم َ ش ْيطَ ٌ اآليات (يو " -:)71–75 :3أ َ اختَْرتُ ُك ْم ،اال ثْ َن ْي َع َ َ َ َ سوعُ«:أَلَ ْي َ َج َاب ُه ْم َي ُ 71 َن يسلِّم ُه ،و ُهو و ِ اإلس َخري ِ ش َر" . وط ِّي ،أل َّ قَ َ اح ٌد ِم َن اال ثْ َن ْي َع َ َن ه َذا َك َ ال َع ْن َي ُهوَذا ِس ْم َع َ ان ِ ْ ْ ُ ان ُم ْزِم ًعا أ ْ ُ َ َ َ َ َ
التالميذ إكتشفوا أن يهوذا سارق وأبلغوا المسيح .ومن المؤكد أن المسيح كان يعلم حتى دون أن يخبروه ولكنه
برحابة قلب تركه للنهاية ليعطيه فرصة أخرى ،ولم يشأ أن يفضحه ويعلن إسمه لكنه أعلن أن أحد اإلثنى عشر شيطان أي واقع تحت تأثير الشيطان كما قال المسيح هذا عن بطرس إذ رفض الصليب (مت )::أليس إني
أخترتكم= تعليق من الرب يسوع على كالم بطرس ،والمعنى أنه يعلم كل شئ ويعلم ما في القلوب .وأيضاً تشير لحب المسيح للجميع حتى وهو يعلم بخيانة أحدهم .لما رفضه كثيرون والتالميذ رفضوا أن يتركوه .قال لهذا
إخترتكم .اإلسخريوطي= أي الذي من قيريوط وهي في اليهودية وبالتالي فيهوذا هو التلميذ الوحيد الذي من
خارج الجليل .المسيح هنا يصحح قول بطرس ،إذ قال نحن قد آمنا فيشير أنه يعلم أن منهم وفي وسطهم يهوذا غير المؤمن الذي يفعل إرادة الشيطان .واليهود كانوا يحتقرون الجليليين ولكن الحظ أن الخيانة جاءت من الذي
من اليهودية.
219
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)
(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح السابع)
عودة للجدول
اإلصحاح السابع 1 َّد ِفي ا ْليهوِدي ِ َّد َب ْع َد ه َذا ِفي ا ْل َجِل ِ َن َّة أل َّ يل ،أل ََّن ُه لَ ْم ُي ِرْد أ ْ َن َيتََرد َ سوعُ َيتََرد ُ اآليات (يوَ " -:)06 –1 :7و َك َ َُ ان َي ُ 6 1 يد ا ْل َي ُه ِ ظ ِّ ْه ْب يد ا ْل َم َ يبا .فَقَ َ ال لَ ُه إِ ْخ َوتُ ُه«:ا ْنتَ ِق ْل ِم ْن ُه َنا َواذ َ ون أ ْ ودِ ،ع ُ ان ِع ُ ا ْل َي ُه َ َن َي ْقتُلُوهَُ .و َك َ ود َكا ُنوا َي ْطلُ ُب َ ال ،قَ ِر ً 7 ش ْي ًئا ِفي ا ْل َخفَ ِ ِ ودي ِ إِلَى ا ْل َي ُه ِ َن َح ٌد َي ْع َم ُل َ يد أ ْ اء َو ُه َو ُي ِر ُ ضا أ ْ َّة ،لِ َك ْي َي َرى تَالَ ِمي ُذ َك أ َْي ً س أَ َع َمالَ َك الَّتي تَ ْع َم ُل ،ألَنَّ ُه لَ ْي َ ت تَعم ُل ِ ِ ِ ون ِب ِه. س َك لِ ْل َعالَِم»0 .أل َّ هذ ِه األَ ْ ضا لَ ْم َي ُكونُوا ُي ْؤ ِمنُ َ َي ُك َ َن إِ ْخ َوتَ ُه أ َْي ً اء فَأَ ْظ ِه ْر َن ْف َ ش َي َ ون َعالَ ن َي ًة .إ ْن ُك ْن َ ْ َ 7 3 ين ح ِ ِ ِ ض ُك ْم، ض ْر َب ْع ُدَ ،وأ َّ فَقَ َ اضٌر .الَ َي ْق ِد ُر ا ْل َعالَ ُم أ ْ َن ُي ْب ِغ َ سوعُ«:إِ َّن َوق ِْتي لَ ْم َي ْح ُ َما َوقْتُ ُك ْم فَفي ُك ِّل ح ٍ َ ال لَ ُه ْم َي ُ َن أَعمالَ ُه ِشِّر ِ2 ِ ِ ِ وِ َص َع ُد َب ْع ُد إِلَى ض ِني أََنا ،أل َِّني أَ ْ سُ لك َّن ُه ُي ْب ِغ ُ تأ ْ ص َع ُدوا أَ ْنتُ ْم إِلَى ه َذا ا ْلعيد .أََنا لَ ْ يرةٌ .ا ْ َ َ ش َه ُد َعلَ ْيه أ َّ ْ َ 15 3 ان إِ ْخوتُ ُه قَ ْد ص ِع ُدواِ ،حي َن ِئذٍ ِ ِ ِ ِ ِ ث في ا ْل َجل ِ ه َذا ا ْلعيد ،أل َّ ال لَ ُه ْم ه َذا َو َم َك َ َن َوقْتي لَ ْم ُي ْك َم ْل َب ْع ُد» .قَ َ َ يلَ .ولَ َّما َك َ َ ِ 11 ود ي ْطلُبوَن ُه ِفي ا ْل ِع ِ يد ،الَ ظَ ِ ضا إِلَى ا ْل ِع ِ ون«:أ َْي َن اه ًار َب ْل َكأ ََّن ُه ِفي ا ْل َخفَ يدَ ،وَيقُولُ َ اء .فَ َك َ ص ِع َد ُه َو أ َْي ً ان ا ْل َي ُه ُ َ ُ َ 11 ِ اك؟» و َك َ ِ ون«:الََ ،ب ْل َذ َ ون َيقُولُ َ صالِ ٌح»َ .وآ َخ ُر َ ض ُه ْم َيقُولُ َ يرةٌ ِم ْن َن ْح ِوِهَ .ب ْع ُ ان في ا ْل ُج ُموِع ُم َن َ ون«:إِ َّن ُه َ َ اجاةٌ َكث َ 17 ان ا ْل ِع ُ ِ ار ِلسب ِب ا ْل َخو ِ ِ 16 يِ ف ِم َن ا ْل َي ُه ِ ض ُّل َّ ف، صَ ودَ .ولَ َّما َك َ َح ٌد َيتَ َكلَّ ُم َع ْن ُه ِج َه ًا َ َ ب»َ .ولك ْن لَ ْم َي ُك ْن أ َ الش ْع َ ُ ْ يد قَد ا ْنتَ َ 10 ِ بَ ،و ُه َو لَ ْم َيتَ َعلَّ ْم؟» ف ه َذا َي ْع ِر ُ ينَ « :ك ْي َ َّب ا ْل َي ُه ُ ود قَ ِائِل َ سوعُ إِلَى ا ْل َه ْي َك ِلَ ،و َك َ ف ا ْل ُكتُ َ ان ُي َعلِّ ُم .فَتَ َعج َ صع َد َي ُ َ 17 13 ِ ِِ يمي لَ ْي ِ ال«:تَعلِ ِ يمَ ،ه ْل سلَ ِني .إِ ْن َ يئتَ ُه َي ْع ِر ُ َن َي ْع َم َل َم ِش َ َح ٌد أ ْ شا َء أ َ أَ سوعُ َوقَ َ ْ س لي َب ْل للَّذي أ َْر َ َ َج َاب ُه ْم َي ُ ف التَّ ْعل َ 12 ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ سلَ ُه ب َم ْج َد َن ْف ِس ِهَ ،وأ َّ َما َم ْن َي ْطلُ ُ ُه َو م َن اهلل ،أ َْم أَتَ َكلَّ ُم أََنا م ْن َن ْفسيَ .م ْن َيتَ َكلَّ ُم م ْن َن ْفسه َي ْطلُ ُ ب َم ْج َد الَّذي أ َْر َ 13 الناموس؟ ولَ ْيس أ ِ ق ولَ ْي ِ ِ فَهو ِ َّ وس! لِ َما َذا وسى قَ ْد أ ْ َعطَا ُك ُم َّ ُ َ َ َ َ ام َ س ُم َ س فيه ظُ ْل ٌم .أَلَ ْي َ صاد ٌ َ َ َُ َ َح ٌد م ْن ُك ْم َي ْع َم ُل الن ُ 11 15 ال لَ ُه ْم: سوعُ َوقَ َ الواِ «:ب َك َ ب أْ ون أ ْ ش ْيطَ ٌ تَ ْطلُ ُب َ َج َ َن َي ْقتُلَ َك؟» أ َ انَ .م ْن َي ْطلُ ُ َج َ َن تَ ْقتُلُوِني؟» أ َ اب َي ُ اب ا ْل َج ْمعُ َوقَ ُ 11 ان ،لَ ْيس أ ََّنهُ ِم ْن موسى ،ب ْل ِم َن اآلب ِ ت فَتَتَعجَّب َ ِ «عمالً و ِ اء. اح ًدا َع ِم ْل ُ وسى ا ْل ِختَ َ يعا .لِه َذا أ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َعطَا ُك ْم ُم َ ََ َ ون َجم ً 16 ان ِ ون ِ وسى، ان ِفي َّ فَ ِفي َّ الس ْب ِت ،لِ َئالَّ ُي ْنقَ َ ان َي ْق َب ُل ا ْل ِختَ َ س ُ ان .فَِإ ْن َك َ س َ الس ْب ِت تَ ْخ ِت ُن َ وس ُم َ ام ُ اإل ْن َ اإل ْن َ ض َن ُ الس ْب ِت؟ 17الَ تَ ْح ُكموا حسب الظَّ ِ اح ُك ُموا ُح ْك ًما سا ًنا ُكلَّ ُه ِفي َّ ون َعلَ َّي أل َِّني َ شفَ ْي ُ س َخطُ َ اه ِر َب ِل ْ ُ َ ََ أَفَتَ ْ ت إِ ْن َ 10 شلِ ال قَوم ِ َه ِ َن َي ْقتُلُوهُ؟ َ 13و َها ُه َو َيتَ َكلَّ ُم ِج َه ًا ُور أ ل أ ن م ق ف َع ِادالً». َ ار َوالَ َ َ َ ْ ون أ ْ ْ س ه َذا ُه َو الَِّذي َي ْطلُ ُب َ ْ يم«:أَلَ ْي َ ُ َ ٌ َن ه َذا ُهو ا ْلم ِسيح حقًّا؟ 17و ِ َما اء َع َرفُوا َي ِقي ًنا أ َّ ش ْي ًئا! أَلَ َع َّل ُّ لك َّن ه َذا َن ْعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن ُه َوَ ،وأ َّ ون لَ ُه َ َيقُولُ َ َ َ ُ َ َ س َ الر َؤ َ 12 ِ ون اء الَ َي ْع ِر ُ َح ٌد ِم ْن أَ ْي َن ُه َو» .فَ َن َ سوعُ َو ُه َو ُي َعلِّ ُم ِفي ا ْل َه ْي َك ِل ِق ِائالً« :تَ ْع ِرفُوَن ِني َوتَ ْع ِرفُ َ ف أَ ا ْل َمس ُ ادى َي ُ يح فَ َمتَى َج َ 13 ِ آت ،ب ِل الَِّذي أَر ِ ِم ْن أ َْي َن أََنا ،و ِم ْن َن ْف ِسي لَم ِ َع ِرفُ ُه أل َِّني ِم ْن ُه، ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه .أََنا أ ْ َ سلَني ُه َو َحق ،الَّذي أَ ْنتُ ْم لَ ْ ْ َ َ ْ 61 65 َن ُي ْم ِس ُكوهَُ ،ولَ ْم ُي ْل ِ آم َن ِب ِه َح ٌد َي ًدا َعلَ ْي ِه ،أل َّ سلَ ِني» .فَ َ طلَ ُبوا أ ْ س َ ق أَ اعتَ ُه لَ ْم تَ ُك ْن قَ ْد َج َ َن َ َو ُه َو أ َْر َ اء ْت َب ْع ُد .فَ َ هذ ِه الَِّتي ع ِملَها ه َذا؟»ِ 61. ات أَ ْكثَر ِم ْن ِ ون ِم َن ا ْلجم ِع ،وقَالُوا«:أَلَع َّل ا ْلم ِسيح متَى جاء يعم ُل آي ٍ ِ ير َ َ َ ََْ َ سمعَ َ َ َ َ َْ َ َ َكث ُ َ َ َ
220
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع) 66 ِ ُّون ا ْلجمع يتََناجو َن ِبه َذا ِم ْن َن ْح ِوِه ،فَأَرس َل ا ْلفَِّر ِ ِ ال لَ ُه ْم َّاما لِ ُي ْم ِس ُكوهُ .فَقَ َ يسي َ ا ْلفَِّريسي َ َ ْ َ َ َ ْ س ُ ُّون َوُر َؤ َ ْ َ اء ا ْل َك َه َنة ُخد ً 67 ضي إِلَى الَِّذي أَر ِ ير بع ُد ،ثُ َّم أَم ِ ِ ون أََنا الَ ستَ ْطلُ ُبوَن ِني َوالَ تَ ِج ُدوَن ِنيَ ،و َح ْي ُ ث أَ ُك ُ سوعُ«:أََنا َم َع ُك ْم َزَما ًنا َيس ًا َ ْ سلَنيَ . ْ َ َي ُ ْ 60 ال ا ْليه ُ ِ َن َيذ َ يما َب ْي َن ُه ْم«:إِلَى أ َْي َن ه َذا ُم ْزِمعٌ أ ْ ون أَ ْنتُ ْم أ ْ ب َحتَّى الَ َن ِج َدهُ َن ْح ُن؟ أَلَ َعلَّهُ تَ ْق ِد ُر َ ْه َ َن تَأْتُوا» .فَقَ َ َ ُ ود ف َ 63 شتَ ِ ستَ ْطلُ ُبوَن ِني َوالَ تَ ِج ُدوَن ِني، ين؟ َما ه َذا ا ْلقَ ْو ُل الَِّذي قَ َ ب إِلَى َ َن َيذ َ ُم ْزِمعٌ أ ْ ين َوُي َعلِّ َم ا ْل ُيوَن ِان ِّي َ ات ا ْل ُيوَن ِان ِّي َ ْه َ الَ : 67 ير ا ْلع ِظ ِيم ِم َن ا ْل ِع ِ ِ ادى ِق ِائالً«:إِ ْن َو َح ْي ُ يد َوقَ َ ون أَ ْنتُ ْم أ ْ سوعُ َوَن َ ون أََنا الَ تَ ْق ِد ُر َ ث أَ ُك ُ ف َي ُ َن تَأْتُوا؟»َ .وِفي ا ْل َي ْوِم األَخ ِ َ 63 62 ال ا ْل ِكتَاب ،تَ ْج ِري ِم ْن ب ْط ِن ِه أَْنهار م ٍ ال ه َذا َح ٌد َف ْل ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي َوَي ْ اء َح ٍّي» .قَ َ آم َن ِبيَ ،ك َما قَ َ َع ِط َ َ ُ ش أَ َُ َ ش َر ْبَ .م ْن َ ع لَ ْم ُع ِط َي َب ْع ُد ،أل َّ َن َي ْق َبلُوهُ ،أل َّ الر ِ َن ُّ َع ِن ُّ ين أ ْ سو َ ون ِب ِه ُم ْزِم ِع َ ان ا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ وح الَِّذي َك َ س لَ ْم َي ُك ْن قَ ْد أ ْ الر َ َن َي ُ وح ا ْلقُ ُد َ 71 ي ُك ْن قَ ْد م ِّج َد بع ُد75 .فَ َك ِثير َ ِ س ِم ُعوا ه َذا ا ْل َكالَم قَالُوا«:ه َذا ِبا ْل َح ِقيقَ ِة ُه َو َّ ون الن ِب ُّي» .آ َخ ُر َ َ ُ َْ ون م َن ا ْل َج ْم ِع لَ َّما َ ُ َ 71 ِ ِ ون قَالُوا«:أَلَع َّل ا ْلم ِسيح ِم َن ا ْلجلِ ِ ِ ِ س ِل َد ُاوَد، يح!»َ .و َ آخ ُر َ يل َيأْتي؟ أَلَ ْم َي ُق ِل ا ْلكتَ ُ َ َ َ َ قَالُوا«:ه َذا ُه َو ا ْل َمس ُ اب إِ َّن ُه م ْن َن ْ 77 76 ِ ث ا ْن ِشقَ ٌ ِ ِ ِ ِ ان قَ ْوٌم يح؟» فَ َح َد َ س َب ِب ِهَ .و َك َ َو ِم ْن َب ْي ِت لَ ْحٍم ،ا ْلقَ ْرَي ِة الَِّتي َك َ يهاَ ،يأْتي ا ْل َمس ُ ان َد ُاوُد ف َ اق في ا ْل َج ْم ِع ل َ اء ا ْل َكه َن ِة وا ْلفَِّر ِ ق أَح ٌد علَ ْي ِه األَي ِادي70 .فَجاء ا ْل ُخدَّام إِلَى ر َؤس ِ ِ ِ ين. ون أ ْ ِم ْن ُه ْم ُي ِر ُ يس ِّي َ يد َ َن ُي ْمس ُكوهَُ ،ولك ْن لَ ْم ُي ْل ِ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ 73 ِ ِ ال ُ ِ ُّ ان ه َك َذا ِم ْث َل ه َذا ِ سِ ان!». فَقَ َ سٌ َج َ هؤالَء لَ ُه ْم«:ل َما َذا لَ ْم تَأْتُوا ِبه؟» أ َ اإل ْن َ َّام«:لَ ْم َيتَ َكلَّ ْم قَط إِ ْن َ اب ا ْل ُخد ُ 72 اء أَو ِم َن ا ْلفَِّر ِ الر َؤ ِ ِ 77فَأَجابهم ا ْلفَِّر ِ آم َن ِب ِه؟ يس ِّي َ يسي َ ضا قَ ْد َ ُّون«:أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم أ َْي ً ضلَ ْلتُ ْم؟ أَلَ َع َّل أ َ س ْ َح ًدا م َن ُّ َ ين َ َ َ ُُ 05 ِ الشع َِّ ِ 73 ِ ِ َّ اء إِلَ ْي ِه لَ ْيالًَ ،و ُه َو ون» .قَ َ وس ُه َو َم ْل ُع ٌ َولك َّن ه َذا َّ ْ َ وس ،الَّذي َج َ يم ُ ام َ ال لَ ُه ْم نيقُود ُ ب الذي الَ َي ْف َه ُم الن ُ 01 01 ِ ِ ت س َم ْع ِم ْن ُه أ ََّوالً َوَي ْع ِر ْ الوا لَ ُه«:أَلَ َعلَّ َك أَ ْن َ وس َنا َي ِد ُ ف َما َذا فَ َع َل؟» أ َ سا ًنا لَ ْم َي ْ َج ُابوا َوقَ ُ ين إِ ْن َ ام َ َواح ٌد م ْن ُه ْم« :أَلَ َع َّل َن ُ 06 ضى ُك ُّل و ِ ِّش َوا ْنظُر! إِ َّن ُه لَم َيقُم َن ِب ٌّي ِم َن ا ْل َجلِ ِ ضا ِم َن ا ْل َجلِ ِ اح ٍد إِلَى َب ْي ِت ِه" . يل؟ فَت ْ يل» .فَ َم َ أ َْي ً َ ْ ْ ْ 1 ودي ِ َّد َب ْع َد ه َذا ِفي ا ْل َجلِ ِ َّد ِفي ا ْل َي ُه ِ ود َكانُوا َّة أل َّ يل ،ألَنَّ ُه لَ ْم ُي ِرْد أ ْ َن ا ْل َي ُه َ َن َيتََرد َ سوعُ َيتََرد ُ آية ( يوَ " -:)1 :7و َك َ ان َي ُ َن َي ْقتُلُوهُ" . ون أ ْ َي ْطلُ ُب َ
في اإلصحاح السابق رأينا المسيح خبز الحياة وهنا نراه ماء الحياة .فال حياة بدون ماء ،وهو صار حياتنا "لي
الحياة هو المسيح" .والماء رمز للروح القدس (يو )7:-7313والسيد المسيح يرسل لنا الروح ليثبتنا فيه فيكون لنا
حياة ،فهو الروح المحيي.
ض أيضاً في اليهودية إالّ أن رافضيه في ورِف َ لقد ُرِف َ ض الرب يسوع في الجليل وهذا رأيناه في اإلصحاح السابقُ . اليهودية كانت مقاومتهم أعنف ،بل بتهديد بالقتل ( .)7:+1:+7311+11+71+7:+17+::+:713وبين
(ص،:ص )3حدثت أحداث يوردها باقي اإلنجيليين في (مت( +)1:+:1-:1مر(+):-3لو.)7:-:11: وهذا كله لخصه يوحنا في هذه اآلية .وأحداث الجليل هذه إستغرقت ( )3-:شهور من الفصح للمظال.
هنا نرى أن المسيح أتى ليعطيهم حياة (ص ): ، 1وهم يريدون قتله .وفي اإلصحاح السابق رأينا اآلب هو الذي
يجذب ،والناس أحرار في أن تؤمن أو ترفض .لكن من يؤمن فقد حصل على الحياة .وهذا هو الوضع حتى
اآلن.
221
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع) 1 يد ا ْل َي ُه ِ ظ ِّ يبا" . يد ا ْل َم َ ودِ ،ع ُ ان ِع ُ آية ( يوَ " -:)1 :7و َك َ ال ،قَ ِر ً عيد اليهود= يقول هذا ألن العيد لم يعد هلل وما عادوا هم شعب اهلل بعد صلبهم ورفضهم للمسيح .فكيف يفرح
معهم اهلل وهم يريدون قتل إبنه .عيد المظال هو أكبر األعياد اليهودية وأكثرها مسرة ويوافق شهر (سبتمبر/
أكتوبر) وهو أحد 7أعياد يذهبون فيها ليعيدوا في أورشليم .وهو آخر األعياد اليهودية في السنة اليهودية .وهو 1أيام واليوم الثامن يسمى اليوم العظيم من العيد .وهم يسكنون فيه في مظال كذكرى لتغربهم في سيناء واليوم
الثامن ذكرى دخولهم أرض الميعاد .وفيه فرح بالحصاد (حصاد العنب) لذلك يدعى عيد الحصاد فكان عيد فرح
فالمال كثير والجو حلو مناسب .وكانوا يقيمون له المظال في ساحات المنازل والشوارع وعلى أسطح المنازل
ليذكروا غربتهم في سيناء +دخولهم ألرض الموعد +شكر هلل على الحصاد وكان هذا رم اًز لدخولنا السماء (بالذات اليوم الثامن بعد األيام السبعة التي تشير للغربة على األرض) .وكان رئيس الكهنة يومياً خالل أيام العيد
(في رأي أنه خالل السبعة األيام وفي رأي آخر خالل األيام الثمانية كلها) يخرج بمالبسه الرسمية ومعه قدر من ذهب يمأله من بركة سلوام ثم يتجه للمذبح ويصبه في فوهة فضية يخرج منها أنبوب فضي ،ليصرف الماء إلى
وادي قدرون .وكان هذا تذكا اًر للصخرة التي أخرجت لهم ماء ويردد الشعب (أش ):+7-11:1وكانوا يقرأون في
هذا العيد (زك + :-11:حز + 13أش ):1والرب يسوع إتخذ هذا المشهد أساساً لتعليمه الذي قال فيه "إن
إلى ويشرب (يو )71-7313وكأنه يرد على هتاف الالويين بنشيد الصخرة بأنهم يتحدثون عنه عطش أحد فليقبل ّ هو (أش .):+7-11:1فعيد المظال كان مرتبط بالماء .والمسيح قال في العيد أنا مصدر الماء (الصخرة).
وكان في العيد أيضاً يضاء منارات ذهبية (منارة كبرى لها 1شعب تضاء واحدة كل يوم من أيام العيد +
1منارات أخرى) والمنارات موضوعة في دار النساء في الهيكل .وكان ضوء هذه المنارات شديداً جدًا حتى أنه
يضئ أفنية بيوت أورشليم .وكان هذا النور تذكا اًر لعمود النور الذي رافقهم في البرية .والرب يسوع إستخدم هذا
المنظر في تعليمه "أنا هو نور العالم" (.):111
وكانوا يقدمون ذبائح كثيرة في هذا العيد ولذلك أضاف المسيح لماذا تريدون أن تقتلوني فهو يعرف أنه الذبيحة
الحقيقية الذي سيقتلونه ( .)::13وفي هذا العيد أتوا بامرأة أمسكت في زنا ونسوا أن أباءهم زنوا في البرية وبسبب زناهم ماتوا.)711( . 6 ودي ِ ْه ْب إِلَى ا ْل َي ُه ِ َع َمالَ َك اآليات (يو " -:)7–6 :7فَقَ َ ال لَ ُه إِ ْخ َوتُ ُه«:ا ْنتَ ِق ْل ِم ْن ُه َنا َواذ َ ضا أ ْ َّة ،لِ َك ْي َي َرى تَالَ ِمي ُذ َك أ َْي ً 7 ت تَعم ُل ِ ش ْي ًئا ِفي ا ْل َخفَ ِ ِ ِ ِ اء هذ ِه األَ ْ َح ٌد َي ْع َم ُل َ يد أ ْ اء َو ُه َو ُي ِر ُ َن َي ُك َ س أَ ش َي َ الَّتي تَ ْع َم ُل ،ألَنَّ ُه لَ ْي َ ون َعالَ ن َي ًة .إ ْن ُك ْن َ ْ َ 3 ض ْر َب ْع ُد، س َك لِ ْل َعالَِم»0 .أل َّ ون ِب ِه .فَقَ َ ضا لَ ْم َي ُكوُنوا ُي ْؤ ِم ُن َ سوعُ«:إِ َّن َوق ِْتي لَ ْم َي ْح ُ َن إِ ْخ َوتَ ُه أ َْي ً ال لَ ُه ْم َي ُ فَأَ ْظ ِه ْر َن ْف َ ض ُكم ،و ِ اضر7 .الَ ي ْق ِدر ا ْلعالَم أ ْ ِ ِ َما َوقْتُ ُك ْم فَ ِفي ُك ِّل ِح ٍ َع َمالَ ُه ش َه ُد َعلَ ْي ِه أ َّ َوأ َّ ض ِني أََنا ،أل َِّني أَ ْ َن أ ْ لك َّن ُه ُي ْب ِغ ُ َن ُي ْبغ َ ْ َ ين َح ٌ َ ُ َ ُ ِ يرةٌ" . شِّر َ هؤالء اإلخوة ربما هم من أوالد يوسف خطيب مريم من زواج سابق أو أوالد خالته أو أوالد أعمامه
(مت +771:7مر )7:+1:17أو غيرهم من أقاربه .ولم يكن كل أقاربه مؤمنون به بل كان كثيرون منهم ربما
222
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)
بسبب غيرتهم من شهرته ،كانوا يكرهونه بل يقولون أنه مختل .وهم ألنهم أكبر منه سناً أتوا ليقدموا إليه نصيحة
في صورة نقد ..أي لماذا أنت مختبئ في الجليل ،ها أنت خائف من اليهود بسبب تهديدهم لك في أورشليم. وكانت نصيحتهم أن يذهب ألورشليم وهناك أحد إحتمالين1
أن يقتله اليهود وكان مقصدهم أن يتخلصوا منه .أو أن الرؤساء الدينيين يكتشفوا زيف مقاصده.
أن يملك فعالً فيتعظمون معه ولذلك يدفعونه للشهرة في اليهودية (وحجاج أورشليم سيشهرونه في كل العالم بعد عودتهم لبالدهم) لكن هو طريقه الصليب .ولكن كالمهم كان يحمل معاني التعيير والشماتة.
أما رد المسيح فإنه كان 1أن ساعة الصليب لم تأتي بعد .فساعة ظهوره العلني ستأتي سريعاً بالصليب .ومازال أمامه وقت يكمل فيه تعليمه ،أما هم فهم يستطيعون الذهاب إلى أورشليم كل وقت بال خوف فليذهبوا إن أرادوا،
أما المسيح فال يذهب هذه المرة إالّ ليصلب .والوقت عند المسيح محدد بالدقائق ولكل شئ وقته حسب حكمته. ّ إذاً هو ليس خائفاً من الصليب لكن لديه عمل يكمله قبل الصليب.
ال يقدر أن يبغضكم= فأفكاركم كأفكار العالم .العالم عند المسيح يعني العالم بدون اهلل ،وألنه رأى الشر في قلوب إخوته وجدهم يشبهون العالم لذلك قال لن يبغضهم العالم فأعمالهم متوافقة مع العالم .لذلك سلَّم المسيح أمه ليوحنا ولم يسلمها أل حد هؤالء اإلخوة .ويذكر أن يعقوب ويهوذا ليس اإلسخريوطي وهما إخوة الرب صا ار من
الملك لكنهم آمنوا به بعد ذلك ولكنه يبغضني تالميذه ولهما رسالتين بإسميهما .وربما تعث ار في المسيح لرفضه ُ ألني أشهد عليه= فالمسيح يتكلم بالحق والعالم ال يحتمل من يكلمه بالحق .وأهل العالم ال يحتملون التبكيت ويواجهونه بالهجوم (راجع رؤ .)::1::أما وقتكم فى كل حين حاضر= فهم بسلوكهم المادي وبغضتهم له ،هم جزء من العالم ،يتصرفوا مثل العالم ،يطلبوا الشهرة فوقتهم حاضر في كل حين فهم جزء من العالم .وقته الذي
حدده هو أن يذهب للصليب ووقتهم أنه يذهب للشهرة وهذا ما لم يرده .أي زمان تريدون الذهاب فيه إذهبوا=
وقتكم لتحتفلوا بطريقتكم .أما أنا فوقتي هو الصليب .وقتكم دائماً حاضر في هذا العالم لتفرحوا فالعالم ال يهددكم بخطر فأنتم من العالم .وقتي لم يحضر بعد= هو له خطة إلهية يسير بمقتضاها للصليب وذلك باإلتفاق
مع اآلب. ِ2 ت أَصع ُد بع ُد إِلَى ه َذا ا ْل ِع ِ ِ ِ َن َوق ِْتي يد ،أل َّ س ُ ْ َ َْ ص َع ُدوا أَ ْنتُ ْم إِلَى ه َذا ا ْلعيد .أََنا لَ ْ اآليات (يو " -:)15–2 :7ا ْ 15 3 ضا إِلَى ا ْل ِع ِ ِ ٍِ ان إِ ْخوتُ ُه قَ ْد ِ ث ِفي ا ْل َجلِ ِ يد، ال لَ ُه ْم ه َذا َو َم َك َ َب ْع ُد» .قَ َ ص ِع َد ُه َو أ َْي ً صع ُدوا ،حي َنئذ َ َ يلَ .ولَ َّما َك َ َ ب ْل َكأ ََّن ُه ِفي ا ْل َخفَ ِ اء" . َ
لَ ْم ُي ْك َم ْل الَ ظَ ِ اه ًار
لم يرد المسيح أن يصعد معهم ألن هدفهم أن يظهر المسيح في مجده ويعلن عن ملكه .والمسيح يقول إلخوته
إصعدوا أنتم لتحتفلوا بالعيد كما تريدوا أنا ال أصعد بعد= أي أنا ال أصعد اآلن معكم فهو صعد بعدهم لكن ال
ُلي َعي ْد مثلهم أو ليظهر نفسه كما يريدوا بل صعد في الخفاء فهو ال يستعرض قوته وال يريد إثارة اليهود فوقت الصليب لم يأتي بعد والحظ دقة المسيح فهو لم يقل أنا لن أصعد بل أنا ال أصعد بعد= أي لن أصعد اآلن .وهو ال يريد اإلثارة وسط الرؤساء خصوصاً أن الصعود ألورشليم كان يصاحبه غناء وتهليل في مواكب وهم مع 223
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)
الجليليين الذين يذكرون معجزة الخمس خبزات سيصنعوا ثورة في دخوله ألورشليم وهذا ما ال يريده .وهو أراد أن
يصعد ليكمل رسالته أوالً ثم يقدم نفسه ذبيحة .والمسيح لم يصعد مباشرة إلى أورشليم بل جاء أوالً إلى تخوم
مر على إقليم بيرية .وهذا يوضح قصد الرب أنه لن يصعد إلى أورشليم اليهودية (مت +:1::مر ):1::أي ّ مباشرة .وبعد بيرية ذهب إلى تخوم اليهودية ثم ذهب ألورشليم .ولما أرادوا أن يمسكوه ذهب ثانية إلى عبر األردن (يو .)1:-7:1::ثم في نهاية رحلته حطّ الرحال في بيت عنيا لزيارة لعازر ومريم ومرثا (لو-711:: ) 7:ومن قرية بيت عنيا دخل إلى أورشليم في منتصف العيد .السيد بإنفصاله عن إخوته في صعودهم للعيد
أراد أن ُيظهر أن مفاهيمه غير مفاهيمهم وطرقه غير طرقهم .وكان إنفصاله في الزمن وخط سير الرحلة .وقتي لم يكمل بعد= أي وقت الصليب لم يأتي .فال أريد إثارة اآلن. 11 11 ود ي ْطلُبوَن ُه ِفي ا ْل ِع ِ ان ِفي ا ْل ُج ُموِع ون«:أ َْي َن َذ َ اك؟» َو َك َ يدَ ،وَيقُولُ َ اآليات (يو " -:)17–11 :7فَ َك َ ان ا ْل َي ُه ُ َ ُ الشعب»16 .و ِ ِ ِ لك ْن لَ ْم صالِ ٌح»َ .و َ ون َيقُولُ َ آخ ُر َ ض ُه ْم َيقُولُ َ يرةٌ ِم ْن َن ْح ِوِهَ .ب ْع ُ ون«:الََ ،ب ْل ُيض ُّل َّ ْ َ ُم َن َ َ ون«:إِ َّن ُه َ اجاةٌ َكث َ 17 فِ ، ان ا ْل ِع ُ ِ ار لِسب ِب ا ْل َخو ِ ف ِم َن ا ْل َي ُه ِ سوعُ إِلَى ا ْل َه ْي َك ِل، ودَ .ولَ َّما َك َ َح ٌد َيتَ َكلَّ ُم َع ْن ُه ِج َه ًا َ َ َي ُك ْن أ َ ْ صع َد َي ُ صَ َ يد قَد ا ْنتَ َ ان ُي َعلِّ ُم" . َو َك َ واضح أن المسيح كان غائباً في األيام األولى للعيد .فكان اليهود= أي الكل أصدقاء وأعداء .وربما لم يفصح
المسيح إلخوته أنه سيصعد حتى ال يعطي فرصة ألعدائه أن يدبروا مكائدهم ضده .أين ذاك= تأتي بمعنى
اإلحتقار ،لكنهم يريدون رؤيته لمعجزاته .مناجاة= في أصلها تعني لغط ،دليل على تعارض أراء الناس ولآلن
فأراء الناس في المسيح متضاربة .من نحوه= أصلها بخصوصه .لم يكن أحد يتكلم عنه= بمديح أو إعجاب
لسبب الخوف من اليهود= أي الرؤساء من فريسيين وكهنة وكتبة فكان من يساندون المسيح خائفين أن يظهروا
ذلك أمام الرؤساء .ولما إنتصف العيد= أي بعد أربعة أيام .وظهور المسيح فجأة في عيد المظال تنبأ عنه زكريا
( .)::1:1البعض يقولون أنه صالح= أي طاهر ونقي لكن بدون إيمان أنه المسيا .وكان يعلم= بسلطان شارحاً ومفس اًر العهد القديم.
10 بَ ،و ُه َو لَ ْم َيتَ َعلَّ ْم؟»". ف ه َذا َي ْع ِر ُ ينَ « :ك ْي َ َّب ا ْل َي ُه ُ ود قَ ِائلِ َ ف ا ْل ُكتُ َ آية ( يو " -:)10 :7فَتَ َعج َ هذه أول نقطة تعثروا فيها في المسيح ..ما هو مصدر تعليمه .الكتب= األسفار المقدسة .وهو لم يتعلم= ال
تعني أن المسيح كان جاهالً فهو كتب على األرض ( )1-:11وناقش الشيوخ في الهيكل وعمره :1سنة (لو)7 ولكن المقصود أنه لم يتتلمذ على يد أحد الربيين .وقوة تعاليم المسيح التي سببت دهشة الجموع راجعة للمصدر
اإللهي الذي فيه فهو واضع الناموس.
13 ِِ يمي لَ ْي ِ ال«:تَعلِ ِ سلَ ِني" . آية ( يو " -:)13 :7أ َ سوعُ َوقَ َ ْ س لي َب ْل للَّذي أ َْر َ َ َج َاب ُه ْم َي ُ
224
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)
معروف عند اليهود أن أي ناموسي ال تقبل شهادته إالّ إذا أعلن عن الشخص الذي تلقى عنه المعلومة ويجب
أن يكون رابي أي معلم رسمي معترف به لذلك يقول يسوع هنا 1تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني أي اآلب .إذاً
أيها اليهود إبحثوا عن الحق في تعليمي ،فتعليمي يعلن أن اهلل مصدره إذاً فاهلل هو الذي أرسلني .وال تبحثوا عن
مصدر لتعليمي من مصادركم (يو .)::1:1 +1:1:1 +::17ومع أن المسيح واآلب واحد إالّ أن السيد المسيح قال إن التعليم هو لآلب " اهلل كلمنا فى ابنه" ( عب ) :1:فلو قال أنه هو مصدر التعليم لرفضوه ،فهم
قطعاً يجهلوا عالقة المسيح باآلب. 17 ف التَّعلِيمَ ،ه ْل ُهو ِم َن ِ اهلل ،أ َْم أَتَ َكلَّ ُم أََنا ِم ْن َن ْف ِسي" . آية ( يو " -:)17 :7إِ ْن َ َن َي ْع َم َل َم ِش َ َح ٌد أ ْ اء أ َ َ ش َ يئتَ ُه َي ْع ِر ُ ْ َ الرب يطرح أمام سامعيه الوسيلة للتحقق من المصدر اإللهي لتعليمه وهذه الوسيلة هي أن من يريد أن يصنع
مشيئة اهلل سيجد نفسه في توافق مع كالم المسيح .وبالتالي نستنتج أن اإلنسان الذي يؤمن بالمسيح وأنه أتى من اآلب يكون هو اإلنسان الذي شاء ويشاء أن يعمل ويعرف مشيئة اآلب .الذي يتعلم عند الربيين عنده مجموعة
من المعلومات ،ولكن السيد هنا يتكلم عن المعرفة اإلختبارية لمن ينفذ مشيئة اآلب (مت . ) 13 – 11 1 3إن
شاء أحد= من يريد أن يطيع اهلل يأخذ نو اًر من اهلل ليعرف نوع التعليم وأنه من اهلل ،وليس من يبحث بالطرق العلمية .إذاً المعرفة متوقفة على خضوع القلب هلل.
12 ِ ِِ ِ ق ب َم ْج َد َن ْف ِس ِهَ ،وأ َّ ص ِاد ٌ َما َم ْن َي ْطلُ ُ آية ( يوَ " -:)12 :7م ْن َيتَ َكلَّ ُم م ْن َن ْفسه َي ْطلُ ُ سلَ ُه فَ ُه َو َ ب َم ْج َد الَّذي أ َْر َ ولَ ْيس ِف ِ يه ظُ ْل ٌم" . َ َ
من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه= هذا مبدأ عام يطبقه المسيح على نفسه .ومثل هذا يدعي ما ليس فيه.
أما أنا فأطلب مجد اآلب .المسيح هنا يثبت إرتباطه باآلب ،بأنه ال يطلب شيئاً لنفسه بل مجد اهلل اآلب وألنه
أخرج نفسه من طلب الثمن فتعليمه يكون إلهياً تماماً .وبالنسبة ألي خادم يبحث عن مجده الشخصي وثمناً لخدمته يكون كمن يبتز مجد اهلل لحساب نفسه وكالم المسيح هنا هكذا ألنه أخلى ذاته آخذاً صورة عبد (في311
مجده اآلب (يو .)111:1ليس فيه ظلم= ليس فيه بطالن أو +يو )1:17بل هو غسل أرجل تالميذه .لذلك ّ كذب.
13 الناموس؟ ولَ ْيس أ ِ َّ َن ون أ ْ وس! لِ َما َذا تَ ْطلُ ُب َ وسى قَ ْد أ ْ َعطَا ُك ُم َّ ُ َ َ َ َ ام َ س ُم َ آية ( يو " -:)13 :7أَلَ ْي َ َح ٌد م ْن ُك ْم َي ْع َم ُل الن ُ تَ ْقتُلُوِني؟»".
المسيح هنا يهاجم اليهود ويتهمهم بأنهم يخالفون الناموس فهم يريدون قتله ،وهذا ضد الناموس فلماذا يقتلونه وهو
برئ ،وهم شهدوا في آية ( ):7أن تعليمه على مستوى فائق .والمسيح يهاجمهم ألنهم لم يكتشفوا مصدر تعليمه اإللهي وشهادته لآلب وبالتالي فحسب آية ( ):3فهم ال يريدوا أن يصنعوا مشيئة اآلب ،فلو أرادوا لعرفوه وعرفوا
مصدره اإللهي.
225
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)
11 15 سوعُ َوقَا َل ش ْي َ الواِ «:ب َك َ ب أْ طٌ َج َ َن َي ْقتُلَ َك؟» أ َ انَ .م ْن َي ْطلُ ُ َج َ اآليات (يو " -:)17–15 :7أ َ اب َي ُ اب ا ْل َج ْمعُ َوقَ ُ 11 ِ ت فَتَتَعجَّب َ ِ لَهم« :عمالً و ِ وسىَ ،ب ْل ِم َن اح ًدا َع ِم ْل ُ وسى ا ْل ِختَ َ يعا .لِه َذا أ ْ َ ُ س أ ََّن ُه م ْن ُم َ ان ،لَ ْي َ َعطَا ُك ْم ُم َ ون َجم ً ََ َ ُْ 16 اآلب ِ ان ِ ون ِ وسى، ان ِفي َّ اء .فَ ِفي َّ الس ْب ِت ،لِ َئالَّ ُي ْنقَ َ ان َي ْق َب ُل ا ْل ِختَ َ س ُ ان .فَِإ ْن َك َ س َ الس ْب ِت تَ ْخ ِت ُن َ َ وس ُم َ ام ُ اإل ْن َ اإل ْن َ ض َن ُ 17 الس ْب ِت؟ الَ تَ ْح ُكموا حسب الظَّ ِ اح ُك ُموا ُح ْك ًما َع ِادالً»". سا ًنا ُكلَّ ُه ِفي َّ ون َعلَ َّي أل َِّني َ شفَ ْي ُ س َخطُ َ اه ِر َب ِل ْ ُ َ ََ أَفَتَ ْ ت إِ ْن َ أجاب الجمع= أي ليس الرؤساء .وهؤالء ال يعرفوا نوايا الرؤساء .هؤالء إنعمت بصيرتهم فظنوا أن المسيح به
شيطان .هم غالباً لم يدروا أن الفريسيين يخططون لقتله ،فقالوا به شيطان إذ قال أنهم يريدون قتله .وقولهم به شيطان يشير أل نه مجنون .ولكن كيف يقولون هذا ،فهم رأوه قد شفى مريض بيت حسدا .وثاني نقطة تعثروا فيها
في المسيح أنه يشفى في السبت= عمالً واحداً عملت= شفاء المريض يوم السبت (إصحاح .)7ليس أنه من
موسى= ألنهم يقولون له أنت كاسر لناموس موسى والسيد يقول بل الناموس أسبق من موسى فهو من أيام
إبراهيم= اآلباء= اهلل طلب الختان من إبراهيم ثم قننه موسى .فكيف لم يفهموا أنها بركة من بركات اهلل ويسيئوا
ويعوجوا الفهم .والمسيح ضرب لهم مثالً فالختان هو عمل وهم يكسرون السبت ليعملوا هذا العمل ،يكسرون
حرفية الناموس ألنهم يطبقون ناموساً يرونه األفضل وهو الختان الذي به يصيرون من شعب اهلل ،فلماذا ال يكسر المسيح حرفية ناموس السبت ألجل ناموس أفضل وهو اإلبراء التام .وهذا الناموس األفضل هو ناموس
الرحمة .لو كانوا يحكمون حكماً عادالً لفهموا أن المسيح قد أكرم السبت .راجع مقدمة اإلصحاح الخامس. 10 َه ِل أُور َ ِ َن َي ْقتُلُوهُ؟ َ 13و َها ُه َو اآليات (يو " -:)17–10 :7فَقَ َ ال قَ ْوٌم ِم ْن أ ْ ون أ ْ س ه َذا ُه َو الَِّذي َي ْطلُ ُب َ يم«:أَلَ ْي َ ُ شل َ َن ه َذا ُهو ا ْلم ِسيح حقًّا؟ 17و ِ لك َّن ه َذا َن ْعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن اء َع َرفُوا َي ِقي ًنا أ َّ َيتَ َكلَّ ُم ِج َه ًا ش ْي ًئا! أَلَ َع َّل ُّ ون لَ ُه َ ار َوالَ َيقُولُ َ َ َ ُ َ َ س َ الر َؤ َ ِ َح ٌد ِم ْن أ َْي َن ُه َو»". ُه َوَ ،وأ َّ اء الَ َي ْع ِر ُ ف أَ َما ا ْل َمس ُ يح فَ َمتَى َج َ من أهل أورشليم= أي ساكنين في أورشليم وليسوا حجاجاً .يطلبون أن يقتلوه= هؤالء يعلمون مؤامرات الفريسيين
ضده أما أهل الجليل فال يعرفون (آية .)1:الذي يتكلم هنا هو الشعب العادي وهؤالء واضح أنهم سمعوا حديث المسيح السابق مع الفريسيين فإنحازوا للمسيح ولكن بقيت لهم مشكلة أنهم توارثوا عن أبائهم أن المسيح إذا أتى
ال يكون معروفاً من أين يأتي .ولكنهم هم يعرفون أباه وأخوته .هذه هي النقطة الثالثة التي أعثرتهم في المسيح، فهو من الجليل وهم يحتقرون الجليليون .وكتب اليهود تقول أنه حين يأتي ال يعرف أحد من أين أتى ونحن
نعرف أباه وأمه (راجع مال .):17والمسيح عرف ما في قلوبهم ورد عليهم باآلتي. 12 ون ِم ْن أ َْي َن أََناَ ،و ِم ْن اآليات (يو " -:)61–12 :7فَ َن َ سوعُ َو ُه َو ُي َعلِّ ُم ِفي ا ْل َه ْي َك ِل ِق ِائالً« :تَ ْع ِرفُوَن ِني َوتَ ْع ِرفُ َ ادى َي ُ 13 ِ ِ آت ،ب ِل الَِّذي أَر ِ َن ْف ِسي لَم ِ سلَ ِني». ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه .أََنا أ ْ َ سلَني ُه َو َحق ،الَّذي أَ ْنتُ ْم لَ ْ َع ِرفُ ُه أل َِّني م ْن ُهَ ،و ُه َو أ َْر َ ْ َ ْ 61 65 ِ ِ َن ُي ْم ِس ُكوهَُ ،ولَ ْم ُي ْل ِ ون ِم َن َح ٌد َي ًدا َعلَ ْي ِه ،أل َّ فَ َ طلَ ُبوا أ ْ ير َ س َ ق أَ اعتَ ُه لَ ْم تَ ُك ْن قَ ْد َج َ َن َ آم َن ِبه َكث ُ اء ْت َب ْع ُد .فَ َ ات أَ ْكثَر ِم ْن ِ ا ْلجم ِع ،وقَالُوا«:أَلَع َّل ا ْلم ِسيح متَى جاء يعم ُل آي ٍ هذ ِه الَِّتي َع ِملَ َها ه َذا؟»". َ َ َ َ َ َ ََْ َ َْ َ َ
226
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)
فنادى= أي مناداة بصوت ٍ عال .والمسيح قال أنتم تعرفون أبي واخوتي حسب الظاهر ولكن حتى الظاهر أنتم ال تعرفونه كله ،فأنتم ال تعرفون أنني ولدت من عذراء ويوسف ليس أبي ،وأنا مولود في بيت لحم وليس الناصرة
وكنت ناصرياً حسب النبوات ،كل هذا هو الظاهر ولستم تعرفونه .وبالتالي أنتم بالتأكيد لن تعرفوا أصلي
السماوي ،وأن اآلب هو الذي أرسلني وهو قال عن اهلل حق وأنه هو من الحق .ألني منه= ومن سمعوه فهموا
أنه يتكلم عن اهلل وأنه هو من اهلل .والمسيح بهذا الكالم أثبت أن ما يتوارثونه كان حقيقياً وأن أحداً لن يعلم من أين أتى فهو أتى من اهلل من حيث ال يعرفون .ولذلك طلب الرؤساء أن يقتلوه [ ]:إذ قال أنه من اهلل [ ]1إذ قال
عنهم أنهم ال يعرفون اهلل الذي أرسله .ولكن بعض الشعب كان لهم نو اًر يميزون به الحق من الباطل وهؤالء صدقوا كالمه بسبب اآليات التي صنعها .من نفسي لم ِ آت= لم آت ألعمل لحساب نفسي بل أنا مرسل من اآلب أعمل لحساب مجده وخالص البشرية كلها .كإنسان لم ِ يأت من نفسه وكإبن هلل لم يأخذ بدايته من إنسان. ساعته لم تكن قد جاءت بعد= اهلل أفسد خططهم.
ُّون ا ْلجمع يتََناجو َن ِبه َذا ِم ْن َن ْح ِوِه ،فَأَرس َل ا ْلفَِّر ِ ِ اآليات (يوِ 61" -:)63–61 :7 اء يسي َ سم َع ا ْلفَِّريسي َ َ ْ َ َ َ ْ س ُ ُّون َو ُر َؤ َ ْ َ َ 66 ِ ِ ِ ِ ِ سلَني. سوعُ«:أََنا َم َع ُك ْم َزَما ًنا َيس ًا َّاما لِ ُي ْم ِس ُكوهُ .فَقَ َ ير َب ْع ُد ،ثُ َّم أ َْمضي إِلَى الَّذي أ َْر َ ال لَ ُه ْم َي ُ ا ْل َك َه َنة ُخد ً 60 67 ال ا ْليه ُ ِ يما َب ْي َن ُه ْم«:إِلَى أ َْي َن ستَ ْطلُ ُبوَن ِني َوالَ تَ ِج ُدوَن ِنيَ ،و َح ْي ُ ون أَ ْنتُ ْم أ ْ ون أََنا الَ تَ ْق ِد ُر َ ث أَ ُك ُ َن تَأْتُوا» .فَقَ َ َ ُ َ ود ف َ شتَ ِ ين؟ َ 63ما ب إِلَى َ َن َيذ َ ب َحتَّى الَ َن ِج َدهُ َن ْح ُن؟ أَلَ َعلَّ ُه ُم ْزِمعٌ أ ْ َن َيذ َ ه َذا ُم ْزِمعٌ أ ْ ين َوُي َعلِّ َم ا ْل ُيوَن ِان ِّي َ ات ا ْل ُيوَن ِان ِّي َ ْه َ ْه َ َن تَأْتُوا؟»". ستَ ْطلُ ُبوَن ِني َوالَ تَ ِج ُدوَن ِنيَ ،و َح ْي ُ ه َذا ا ْلقَ ْو ُل الَِّذي قَ َ ون أَ ْنتُ ْم أ ْ ون أََنا الَ تَ ْق ِد ُر َ ث أَ ُك ُ الَ : بلغ رؤساء الكهنة (وعملهم سياسي أكثر من ديني) أن بعض الشعب بدأ يؤمن به فأرسلوا له بعض الخدام= هم ضباط تابعين للكهنة ،ضباط لهم سلطة إلقاء القبض .والرؤساء يشملون أيضاً السنهدريم وله سلطة المحاكمات وتصريف األمور دون أن يصدر حكم بالموت وكان ذلك أثناء حكم الرومان .والسنهدريم كان يتكون من رؤساء
الكهنة الحاليين والسابقين والصدوقيين وكانوا يسمونهم الكهنة أو الشيوخ ولهم مركز قضائي وليس ديني ويتكون
أيضاً من الفريسيين والكتبة أوالناموسيون ولهم دراية واسعة بالناموس وعملهم الحفاظ على التقاليد.
أنا معكم زماناً يسي ارً= المسيح يقول هذا ليعلن أنه عالم بخططهم لقتله .فهو يعلم أنه سيصلب بعد ستة شهور
وبعد هذا يصعد للسماء .فالفصح يأتي بعد المظال بستة شهور .ولكن هؤالء الضباط فوجئوا بهيبته وكالمه المؤثر فشلَّت أيديهم .كان كالمه فيه روح وحياة أنعش نفوسهم المجدبة ،فلم يمسكوا يسوع وفضلوا أن يفقدوا
على بعنف وأنا مرسل برسالة محبة ..هذا ما وظائفهم .أمضى إلى الذي أرسلني= أنتم مرسلون إللقاء القبض ًّ
بكت ضمير الضباط .ال تقدرون أنتم أن تأتوا= فال أحد يأتي لآلب إالّ بي وأنتم ال تؤمنون بي. ملحوظة لغوية: أمضى هنا تعني مجرد أنسحب. أما حين قال أنا أمضي ألعد لكم مكاناً .فالفعل يمضي يشير ألنه ذاهب ليكمل عمل. ّ
227
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)
خير لكم أن أنطلق ..فالفعل أنطلق يشير لذهاب فُرقة (أي سيفترق عنهم) وحين قال إنه ٌ وال تجدونني= ألنه في مجد أبيه حيث ال ُيرى بالعين بل باإليمان .تطلبونني وال تجدونني= إن أصر اإلنسان
على خطاياه يطلب اهلل وال يجده .وأيضاً لو كانت كل طلباته مادية وال يهتم بأن يعرف اهلل .يذهب لليونانيين= هذه سخرية من المسيح فاليهود يعتقدون أن المسيح سيأتي لهم أي لليهود فقط ،وذهابه لليونانيين في نظرهم يعني أنه ليس هو المسيح أو هو مسيح لألمم وهذه سخرية منه .أو يعني هذا أنه سيذهب للشتات اليهودي في
اليونان حيث ال يستطيعوا أن يمسكوه.
67 ير ا ْلع ِظ ِيم ِم َن ا ْل ِع ِ ِ َح ٌد يد َوقَ َ ادى ِق ِائالً«:إِ ْن َع ِط َ سوعُ َوَن َ ش أَ ف َي ُ اآليات (يوَ " -:)63–67 :7وِفي ا ْل َي ْوِم األَخ ِ َ 63 62 ال ا ْل ِكتَاب ،تَ ْج ِري ِم ْن ب ْط ِن ِه أَ ْنهار م ٍ الرو ِح ال ه َذا َع ِن ُّ َف ْل ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي َوَي ْ اء َح ٍّي» .قَ َ آم َن ِبيَ ،ك َما قَ َ َ ُ َُ َ ش َر ْبَ .م ْن َ ع لَ ْم َي ُك ْن قَ ْد ُم ِّج َد ُع ِط َي َب ْع ُد ،أل َّ َن َي ْق َبلُوهُ ،أل َّ َن ُّ ين أ ْ سو َ ون ِب ِه ُم ْزِم ِع َ ان ا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ الَِّذي َك َ س لَ ْم َي ُك ْن قَ ْد أ ْ الر َ َن َي ُ وح ا ْلقُ ُد َ َب ْع ُد" .
إلى ويشرب= هذه رد اليوم األخير من العيد= له تكريم خاص عند اليهود كيوم سبت .إن عطش أحد فليقبل ّ على تطلبونني وال تجدونني .فمن يطلبه بأمانة يجده .والمسيح هنا يشرح الطقس الذي يمارسونه وأنه هو المقصود بالصخرة التي تفيض ماء .وبسبب النور (المنارات) قال أنا هو النور (إصحاح )1وبسبب الذبائح قال لماذا تطلبون أن تقتلوني فهو الذبيحة الحقيقية .من هنا فهم بولس أن المسيح هو الصخرة التي تفيض ماء
(:كو )::والصخرة تابعتهم أي ظلوا يرتووا من صخرة كل رحلتهم في سيناء .والمسيح أخذ على عاتقه أن يشبعنا (فهو المن) ويروينا خالل رحلتنا في هذا العالم حتى نصل للسماء حيث الخبز السري والماء السري .بل
ال نشرب فقط بل نتحول في داخلنا لصخر يفيض منه الماء على اآلخرين= تجري من بطنه أنهار .بطنه=
أي داخل النفس واإلرادة= اإلنسان الداخلي حيث يقام ملكوت اهلل .أنهار= وفرة مواهب الروح وبركاته ،بل يصير
المؤمن بركة لغيره .إن عطش= فالذي ال يعطش لن يبحث عن الماء .المسيح يتكلم عن العطش الروحي ،أما غير المهتم لن يبحث عن المسيح .العطش هنا هو إشارة للشعور باإلحتياج للمسيح.أما من ال يشعر بهذا
اإلحتياج فهو من قال عنه الرب انه فاتر (رؤ .) :3 ، :: 1 7من آمن= يثق في المسيح ويحبه ويسلم له حياته ويقبله كملك بالمحبة ويؤمن بألوهيته ويجرى اليه طالبا االمتالء من الروح القدس .تجري= وذلك ألننا إذ
نؤمن بالمسيح نتحد به .وهو مصدر اإلرتواء .فإذا فتحنا فمنا يتكلم الروح .والكنيسة بأسرارها تفيض بغني الروح القدس على أوالدها .ولكن المسيح يعطي هذا الماء لمن يشعر أنه محتاج ،أي يشعر بالعطش لهذا الماء..
طوبى للجياع والعطاش إلى البر ..وهذا ما قاله داود "كما تشتاق األيل إلى جداول المياه كذلك تشتاق نفسي
إليك يا اهلل" (أم +11:1عا +::11رؤ ):3111والعكس فمن ال يشعر باإلحتياج يصير فات اًر يتقيأه المسيح
(رؤ .):317ونالحظ التطور فمن يشعر بالعطش يأتي للمسيح واذا أقبل سيعرفه ويؤمن به وان آمن تفيض من بطنه أنهار ماء حي( .راجع أش +:177 +7111 +3177حز +1717:زك )::-::1:1ولكن هناك من
أما المسيح فهو وحده الذي يشبع النفس والروح .والنفس ال يعطش فيذهب لآلبار المشققة أي إلى العالم ولذاتهّ . 228
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)
تشبع حقاً سوى من اهلل وال يكفيها كل ما في العالم .ولن يحل مشكلة اإلحساس بالفراغ والعزلة سوى اهلل ومحبة
اهلل ..بل أننا في المسيح لن نشتهي شيئاً في األرض (مز )17137والروح يفيض من المؤمنين قداسة وفضائل
ومواهب وأعمال صالحة.
يفيض= فهناك إمتالء .وهناك فيض .الروح القدس يسكن فينا ولكن له درجات بحسب جهاد كل فرد .والروح له
ثمار (غل .)17-1117مثال 1من ثمار الروح القدس السالم .فمن له درجة الملء إذا ُو ِج َد في ظروف صعبة يكون مملوءاً سالماً بالرغم من إضطراب كل من حوله .ومن له درجة الفيض فهو يفيض عليهم سالماً ،وطالما هو موجود فهم يشعرون بالسالم .من يفيض يروي اآلخرين كما عمل الرسل .ومن ضمن الفيض التعليم .بل أن
المسيح أعطى الرسل وخلفائهم أن يعطوا الروح القدس لآلخرين وبهذا تستمر الكنيسة،.
قال هذا عن الروح= يوحنا يفسر كالم المسيح بأن الماء يشير للروح القدس (أش +7111يؤ .)1:-1111ولكن
حلول الروح القدس على المؤمنين كان متوقفاً على صعود المسيح (يو )31::ألن يسوع لم يكن قد ُم ِّجد بعد= قد ُم ِّج َد= المجد هو الصليب ،أو بدأ بالصليب .فالصليب هو قمة رفض هذا العالم ،الذي بدأه المسيح برفضه
أما من ُيقبل على ملذات هذا العالم فهو كل ما في العالم (في التجربة على الجبل) وانتهى برفضه للحياة ذاتهاّ . بال مجد ،فالعالم باطل .ومحبة العالم عداوة هلل (يع .)111وراجع قول بولس الرسول "الذين خوفاً من الموت كانوا
جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عب .):711فالمسيح في صليبه نراه لم يخف من الموت .وهذا قمة المجد. وهذا المجد يبدأ بالصليب .ورفض كل ملذات العالم ينتهي بالجلوس عن يمين اآلب .فكلمة مجد تشمل الصليب
والقيامة أي النصرة على الموت والعالم وتكميل الخالص الذي إنتهى بالمجد (يو +7:1:7يو+7:1:1
ويم َّجد حتى يحل الروح القدس على يو +111:1يو .)11+7-11:3وكان البد للمسيح أن يصعد للسماء َ فداء البشر ،كانت البشرية غير مهيأة بعد أن تتقبل الروح القدس إالّ بعد أن دخل المسيح لألقداس العليا فوجد لنا ً
أبدياً ،وليتبرر اإلنسان .لذلك فالتالميذ الذين آمنوا بالمسيح لم يمتلئوا من الروح القدس إال يوم الخمسين بعد
"خير لكم أن أنطلق "..ألنه حين ينطلق للسماء ويتمجد يكمل الفداء .فقبل صعود المسيح .لذلك قال المسيح ٌ الفداء كان اإلنسان في حالة عداوة مع اهلل ،واهلل نزع الروح القدس من اإلنسان بسبب الخطية .وكان البد أن تتم
المصالحة وهذا تم بالموت والقيامة والصعود "صالحنا لنفسه بيسوع المسيح" .والمجد هو للجسد فالالهوت دائماً في مجد .وحين نكون مصالحين يرتاح فينا الروح القدس.
تأمل روحي 1ال يمأل الروح القدس قلب اإلنسان إن لم يكن يمجد المسيح بحياته. اآليات (يو75" -:)77–75 :7فَ َك ِثير َ ِ س ِم ُعوا ه َذا ا ْل َكالَم قَالُوا«:ه َذا ِبا ْل َح ِقيقَ ِة ُه َو َّ الن ِب ُّي». ون م َن ا ْل َج ْم ِع لَ َّما َ ُ َ 71 71 ِ ون قَالُوا«:أَلَع َّل ا ْلم ِسيح ِم َن ا ْلجلِ ِ ِ ِ اب إِنَّ ُه ِم ْن يح!»َ .و َ َ آخ ُر َ آخ ُر َ يل َيأْتي؟ أَلَ ْم َي ُق ِل ا ْلكتَ ُ َ َ َ َ ون قَالُوا«:ه َذا ُه َو ا ْل َمس ُ 76 ِ ث ا ْن ِشقَ ٌ ِ ِ ِ ِ س َب ِب ِه. يح؟» فَ َح َد َ س ِل َد ُاوَدَ ،و ِم ْن َب ْي ِت لَ ْحٍم ،ا ْلقَ ْرَي ِة الَِّتي َك َ يهاَ ،يأْتي ا ْل َمس ُ َن ْ ان َد ُاوُد ف َ اق في ا ْل َج ْم ِع ل َ 77 ِ ِ َن يم ِس ُكوه ،و ِ لك ْن لَ ْم ُي ْل ِ ي" . ان قَ ْوٌم ِم ْن ُه ْم ُي ِر ُ يد َ َو َك َ ق أَ َح ٌد َعلَ ْيه األ ََياد َ ُ َ ون أ ْ ُ ْ
229
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)
نرى أن البعض آمن ألن المسيح يصنع معجزات فظنوه سيخلصهم من الرومان .ولكنه أتى ليخلصهم من أثار الخطية ،فهو خالص شخصي فردي وليس سياسي .والبعض تَ َعطَّ َل بسبب تعاليم الربيين .والمسيح لم يؤكد لهم أنه ُولِ َد في بيت لحم ألنه حتى لو تأكدوا من هذه فهم سيشككون في أنه من السماء .وهل ينسى اليهود ما فعله هيرودس من دموية في قتل أطفال بيت لحم .الحظ أن البعض قالوا هو النبي والبعض قالوا عنه أنه المسيح،
فهم كانوا غير فاهمين أن النبي (تث ):1هو المسيح نفسه .بل حتى التالميذ كانوا غير فاهمين بالضبط حتى يوم الخمسين ،حينما بدأ الروح القدس يعلمهم كل شئ.
اء ا ْل َكه َن ِة وا ْلفَِّر ِ اآليات (يو70" -:)06–70 :7فَجاء ا ْل ُخدَّام إِلَى ر َؤس ِ هؤالَ ِء لَ ُه ْم«:لِ َما َذا لَ ْم تَأْتُوا ين .فَقَا َل ُ يس ِّي َ َ َ ُ َ َ َ ُ 77 73 ان!» .فَأَجابهم ا ْلفَِّر ِ ِ ُّ ان ه َك َذا ِم ْث َل ه َذا ِ سِ ضا يسي َ سٌ ُّون«:أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم أ َْي ً َج َ ِبه؟» أ َ اإل ْن َ َّام«:لَ ْم َيتَ َكلَّ ْم قَط إِ ْن َ َ َ ُُ اب ا ْل ُخد ُ 72 الشع َِّ ِ ِ 73 اء أَو ِم َن ا ْلفَِّر ِ الر َؤ ِ ِ َّ وس يس ِّي َ قَ ْد َ آم َن ِبه؟ َولك َّن ه َذا َّ ْ َ ضلَ ْلتُ ْم؟ أَلَ َع َّل أ َ س ْ ام َ َح ًدا م َن ُّ َ ب الذي الَ َي ْف َه ُم الن ُ ين َ 01 05 ِ ِ وديموس ،الَِّذي ج ِ ِ ِ سا ًنا لَ ْم ون» .قَ َ وس َنا َي ِد ُ ُه َو َم ْل ُع ٌ ين إِ ْن َ ام َ َ َ ال لَ ُه ْم نيقُ ِ ُ ُ اء إلَ ْيه لَ ْيالًَ ،و ُه َو َواح ٌد م ْن ُه ْم« :أَلَ َع َّل َن ُ 01 ضا ِم َن ا ْل َجلِ ِ ِّش َوا ْنظُ ْر! إِ َّن ُه لَ ْم َيقُ ْم س َم ْع ِم ْن ُه أ ََّوالً َوَي ْع ِر ْ يل؟ فَت ْ الوا لَ ُه«:أَلَ َعلَّ َك أَ ْن َ ت أ َْي ً ف َما َذا فَ َع َل؟» أ َ َي ْ َج ُابوا َوقَ ُ 06 ضى ُك ُّل و ِ َن ِب ٌّي ِم َن ا ْل َجلِ ِ اح ٍد إِلَى َب ْي ِت ِه" . يل» .فَ َم َ َ غالباً لم يقبض الخدام على المسيح لتأثرهم به ولجمهرة الجماهير حولهُ واعجابهم به .وكان العذر الذي تقدموا به
معب اًر عن شجاعتهم أمام السنهدريم فلم يتعللوا بالجماهير بل قالوا حقيقة ما في قلوبهم .وكان رد الفريسيين واهياً على الجنود ..أن أحداً من الرؤساء لم يؤمن به أو هم ظنوا أن أحداً من الرؤساء آمن به س اًر وأوعز للخدام أن ال يقبضوا عليه ،أي ظنوا أن هناك مؤامرة .وبدأ الفريسيين يلعنون الشعب الذي آمن بالمسيح .وكان هؤالء الفريسيين بعلمهم الغزير يحتقرون الشعب إذ كانوا يعتبرونهم جهالء لذلك قال المسيح "من جاء قبلي هم سراق
ولصوص فكان كل ما يهمهم أموال الشعب .ولكن موقف الفريسيين هذا لم َي ُر ْق لنيقوديموس ولكنه دافع بحرص عن المسيح خوفاً منهم ،فهو مؤمن بالمسيح ولكن خفية .ولكن دفاع نيقوديموس أحرج الفريسيين إذ أظهر خطأهم أنهم أدانوه دون أن يسمعوا منه وهذا ضد الناموس فإنقلبوا على نيقوديموس وأسندوا إليه جهالة أنه ال
يعلم أنه لم يقم نبي من الجليل بل أرادوا توجيه إزدراء واحتقار لنيقوديموس فقالوا له ألعلك أنت أيضاً من الجليل
فاليه ود يحتقرون الجليليين إلختالطهم بالوثنيين .فوصف أحدهم بأنه جليلي هو إهانة عند اليهود والمعنى أنت جليلي مثله لذلك تدافع عنه .ولقد أفسد نيقوديموس مؤامراتهم فذهب كل واحد إلى بيته .ونالحظ أن الفريسيين
تعمدوا إهانة نيقوديموس إذ لم يستطيعوا الرد عليه .وظل إيمان نيقوديموس ينمو حتى رأيناه مزده اًر يوم الصليب. وحتى ما قاله الفريسيين هنا من أنه لم يقم نبي من الجليل هو خطأ فدبورة كانت من الجليل من سبط نفتالي
وايليا النبي كان من تشبه وهي في نفتالي (:مل ):1:3واليشع من آبل محولة في الجليل (:مل.)::1::
وناحوم من الجليل وحنة النبية التي كانت موجودة أيام المسيح هي من سبط أشير(لو ):717ويونان النبي كان
من الجليل .والمسيح تنبأ عنه إشعياء أنه من الجليل ( .):1:هذا الشعب الذي ال يفهم الناموس هو ملعون= فهم لعنوا الشعب الذين أعجبوا بالمسيح ،ففي نظرهم أن من يقبل المسيح هو ضد الناموس .إذاً هو ملعون. 230
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)
نرى في إنجيل يوحنا المسيح محقق الرموز : ص1
المسيح هو الهيكل الحقيقي.
ص:
المسيح هو الخبز والمن الحقيقي.
ص1
المسيح هو النور الحقيقي الذي أرشد الشعب في البرية.
ص7 ص3 ص::
المسيح هو الحية النحاسية.
المسيح هو الصخرة الحقيقية التي تفيض ماء.
المسيح هو الفصح الحقيقي الذي ذبح ألجلنا.
231
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح الثامن) اآليات (يو)11 – 1 :2
عودة للجدول
(المرأة الخاطئة)
1 1 ضى إِلَى َج َب ِل َّ الزْيتُ ِ الص ْب ِح، ضا إِ َلى ا ْل َه ْي َك ِل ِفي ُّ اآليات (يو " -:)11 –1 :2أ َّ سو ُ ض َر أ َْي ً ون .ثُ َّم َح َ ع فَ َم َ َما َي ُ ِ ِ الشع ِب فَجلَس يعلِّمهم6 .وقَدَّمِإلَ ْي ِه ا ْل َكتَب ُة وا ْلفَِّر ِ ِ ِ وها ِفي ام َ يسي َ اء إِلَ ْيه َجميعُ َّ ْ َ َ َو َج َ ُّون ْ ام َأرَةً أ ُْمس َك ْت في ِزًناَ .ولَ َّما أَقَ ُ َ َ َُ ُ ُْ َ َ هذ ِه ا ْلم أرَةُ أُم ِس َك ْت و ِهي تَْزِني ِفي َذ ِ ا ْلوس ِط 7قَالُوا لَ ُه«:يا معلِّمِ ، ات ا ْل ِف ْع ِلَ 0 ،وم َ ِ َّ ام ِ َن صا َنا أ َّ َ ْ وس أ َْو َ َ ْ ْ وسى في الن ُ ُ َ َ َُ ُ َ 3 ِ شتَ ُك َ ِ ِم ْث َل ِ ون لَ ُه ْم َما َي ْ سوعُ هذ ِه تُْر َج ُم .فَ َما َذا تَقُو ُل أَ ْن َ ت؟» قَالُوا ه َذا لِ ُي َجِّرُبوهُ ،لِ َك ْي َي ُك َ ون ِبه َعلَ ْيهَ .وأَ َّما َي ُ 7 ص ِب ِع ِه َعلَى األ َْر ِ ان ِم ْن ُك ْم ب َوقَ َ ال لَ ُه ْمَ «:م ْن َك َ َس َف ُل َو َك َ صَ ان َي ْكتُ ُ استَ َم ُّروا َي ْ ضَ .ولَ َّما ْ ب ِبِإ ْ فَا ْن َح َنى إِلَى أ ْ سأَلُوَن ُه ،ا ْنتَ َ 3 2 ِبالَ َخ ِطي ٍ ب َعلَى األ َْر ِ س ِم ُعوا ضَ .وأ َّ َس َف ُل َو َك َ َّة َف ْل َي ْرِم َها أ ََّوالً ِب َح َج ٍر!» ثُ َّم ا ْن َح َنى أ َْي ً ان َي ْكتُ ُ ضا إِلَى أ ْ َما ُه ْم َفلَ َّما َ
وخ إِلَى ِ اح ًدا فَو ِ ضم ِائرُهم تُب ِّكتُهمَ ،خرجوا و ِ ِ ين ِم َن ُّ الش ُي ِ سوعُ َو ْح َدهُ َوا ْل َم ْأرَةُ اح ًداُ ،م ْبتَِد ِئ َ اآلخ ِر َ َ َو َكا َن ْت َ َ ُ ْ َ ُ ْ َ ُ َ ينَ .وَبق َي َي ُ و ِاقفَ ٌة ِفي ا ْلوس ِطَ 15 .فلَ َّما ا ْنتَصب يسوعُ ولَم ي ْنظُر أَح ًدا ِسوى ا ْلم أر َِة ،قَا َل لَها«:ياام أرَةُ ،أ َْي َن ُهم أ ِ ون ُولئ َك ا ْل ُم ْ شتَ ُك َ َ َ َُ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َْ ْ َ َ َْ 11 ِ ِ ْه ِبي َوالَ تُ ْخ ِط ِئي س ِّي ُد!» .فَقَ َ سوعَُ «:والَ أََنا أ َِدي ُن ِك .اذ َ َح ٌد؟» فَقَالَ ْت« :الَ أ َ َما َدا َنك أ َ ال لَ َها َي ُ َح َدَ ،يا َ َعلَ ْيك؟ أ َ ضا»" . أ َْي ً حدث في القرون األولى أن بعض النساخ لم يكتبوا هذه اآليات ألنهم ظنوها تشجع على الخطية .ولكن هذه
القصة موجودة في معظم النسخ وبالذات في النسخ القديمة جداً .وقد وردت حرفياً في كتاب تعليم الرسل في موضوع قبول المسيح للخطاة .ووردت في الدسقولية .والمسيح هنا لم يتساهل مع الشر بل هو صفح مع وصية
للمرأة أن ال تخطئ ثانية .فالمسيح ال يقبل الخطية لكنه يقبل الخاطئ حين يعود بالتوبة.
1 1 ضى إِلَى َج َب ِل َّ الزْيتُ ِ اء ضا إِلَى ا ْل َه ْي َك ِل ِفي ُّ اآليات (يو " -:)3–1 :2أ َّ ض َر أ َْي ً ون .ثُ َّم َح َ سوعُ فَ َم َ الص ْب ِحَ ،و َج َ َما َي ُ ُّون ام أرَةً أُم ِس َك ْت ِفي ِزًنا .ولَ َّما أَقَام َ ِ ِ الشع ِب فَجلَس يعلِّمهم6 .وقَد ِ ِ ِ س ِط وها في ا ْل َو ْ إِلَ ْيه َجميعُ َّ ْ َ َّمِإلَ ْيه ا ْل َكتََب ُة َوا ْلفَِّريسي َ ْ َ ْ ُ َ َ َُ ُ ُْ َ َ َن ِمثْ َل ِ هذ ِه ا ْلم أرَةُ أُم ِس َك ْت و ِهي تَْزِني ِفي َذ ِ 7قَالُوا لَ ُه«:يا معلِّمِ ، ات ا ْل ِف ْع ِلَ 0 ،وم َ ِ َّ ام ِ هذ ِه صا َنا أ َّ وس أ َْو َ َْ ْ وسى في الن ُ ُ َ َُ ُ َ َ 3 سوعُ فَا ْن َح َنى إِلَى ون ِب ِه َعلَ ْي ِهَ .وأ َّ ون لَ ُه ْم َما َي ْ تُْر َج ُم .فَ َما َذا تَقُو ُل أَ ْن َ شتَ ُك َ ت؟» قَالُوا ه َذا لِ ُي َجِّرُبوهُ ،لِ َك ْي َي ُك َ َما َي ُ ص ِب ِع ِه َعلَى األ َْر ِ ض" . َس َف ُل َو َك َ ان َي ْكتُ ُ ب ِبِإ ْ أْ
في آية ( ):المسيح يذهب إلى جبل الزيتون ،فيظهر التناقض واضحاً فالفريسيين ذهبوا إلى بيوتهم أي ألماكنهم
أما المسيح فذهب إلى جبل الزيتون حيث كان يصلي أي إلى حيث عالقته مع اآلب .وألن يسوع كان الشريرة ّ معتاداً على الذهاب إلى جبل الزيتون عرف يهوذا مسلمه هذا المكان وسلًّمه فيه (لو .)71-7311:المسيح تكلم فيما سبق عن الروح القدس ثم ها هو يذهب لجبل الزيتون ،وزيت الزيتون هو زيت المسحة الذي به يحل الروح
القدس على الممسوح كاهناً أو ملكاً ومنه زيت الميرون .الذي به يحل الروح القدس على كل معمد ويمسح بزيت
الميرون.
232
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
جلس يعلمهم= كانت هذه عادة المعلمين أن يجلسوا ألنهم يستمروا في التعليم لساعات طويلة (لو+1:11
مت +:17مت .)7711:حضر أيضاً إلى الهيكل= قوله أيضاً يشير ألن يسوع صار معلماً معروفاً والشعب يلتف حوله وهذا أغاظ الفريسيين والكهنة .وقد أتوا للمسيح بهذه الزانية وكان هدفهم إحراجه فالمفروض أن يذهبوا
بها للقاضي فهل المسيح قاضي لهم ولنالحظ1
* عقوبة الزانية الرجم بحسب الناموس (ال )::11:فإن َح َك َم المسيح بغير الرجم يكون مخالفاً للناموس ويلقون القبض عليه ويكون مستحقاً القتل. لوح َك َم بالرجم يكون خالف نفسه ألنه يدعو للرحمة والحب. * َ * هم كانوا يحرجونه فمن استه أزوا به كيف يجعلونه قاضياً فجأة؟!
* يتضح من هذا ظلمهم ،فلماذا لم يأتوا بالرجل الذي أمسكت معه في ذات الفعل ،هل يحكمون بمكيالين؟! فالحكم يجب أن يكون على الزاني والزانية.
* إن َح َك َم المسيح بالرجم فيكون هذا ضد قوانين روما التي تمنع اليهود من أن يصدروا أحكاماً بالقتل. * قالوا له يا معلم ..موسى أوصى .فكيف وهم يقولون له يا معلم يذكروه بناموس موسى ..هذا لإلحراج قطعاً.
والمسيح أتي ال لينقض الناموس بل ليكمله .ولم يأتي في مجيئه األول ليدين العالم بل ليخلص العالم
(يو .)1117 +131:1 +:317هو جاء ليبرئ الخاطئ ال ليقتله ولكن هذا سيكون على حساب نفسه ،إذ سيموت هو عوضاً عن الخاطئ .فالمسيح حين حكم ببراءتها دفع هو حياته ثمناً لهذه البراءة .وكان هذا هو ٍ قاض التشريع الجديد أو الناموس الجديد في مقابل ناموس موسى الذي يقضي برجم الزانية .ناموس موسى هو ٍ ٍ ومحام في آن واحد .ليجربوه= هو نفس إسم إبليس= المجرب (مت)7+:11 قاض ضد المتهم أما المسيح فهو
ملحوظة :ناموس موسى كأي قانون يحكم بحسب الظاهر وليس بحسب القلب.
إنحنى الرب ليكتب على األرض= ماذا كان يكتب المسيح؟ ربما كتب لهم خطاياهم ليرى كل واحد صورة نفسه
دون أن يفضحهم أمام اآلخرين .وغالباً هو كتب الخطايا أو الوصايا التي كسروها كما كتب في القديم على لوحي الحجر ،وربما كان يضع كل واحد أمام ضميره ،وكانت فرصة للهدوء في هذا اإلندفاع األهوج ضد المرأة.
المسيح وضع رأسه ألسفل فهو القدوس لم يشأ أن ينظر لهؤالء الخبثاء ولهذه الزانية ،هو حزين لما إنحدر إليه البشر من خبث وشر وزنا .وكثي اًر ما يفعل المسيح هذا معنا ،إذ حينما نتكلم على أحد ونشهر به تبكتنا قلوبنا إذ تكون لنا نفس الخطية أو خالفها.
7 ان ِم ْن ُكم ِبالَ َخ ِطي ٍ َّة َف ْل َي ْرِم َها أ ََّوالً ب َوقَ َ ال لَ ُه ْمَ «:م ْن َك َ صَ استَ َم ُّروا َي ْ اآليات (يوَ " -:)3–7 :2ولَ َّما ْ سأَلُوَن ُه ،ا ْنتَ َ ْ 3 2 ب َعلَى األ َْر ِ ض َم ِائ ُرُه ْم تَُب ِّكتُ ُه ْم، ضَ .وأ َّ َس َف ُل َو َك َ س ِم ُعوا َو َكا َن ْت َ ِب َح َج ٍر!» ثُ َّم ا ْن َح َنى أ َْي ً ان َي ْكتُ ُ ضا إِلَى أ ْ َما ُه ْم َفلَ َّما َ ِ ِ ِ وخ إِلَى ِ اح ًدا فَو ِ َخرجوا و ِ ين ِم َن ُّ س ِط" . الش ُي ِ اآلخ ِر َ اح ًداُ ،م ْبتَِد ِئ َ سوعُ َو ْح َدهُ َوا ْل َم ْأرَةُ َواقفَ ٌة في ا ْل َو ْ ينَ .وَبق َي َي ُ َ َُ َ لكنهم استمروا يطالبونه بالجواب فكتب ثانية بعد أن وضع مبدءاً جديداً فليرمها بحجر من كان بال خطية .لذلك
ربما في كتابته أوالً وضعهم أمام ضمائرهم ولما لم تستيقظ ضمائرهم وضع هذا المبدأ أن ال يجوز لشرير أن
يحاكم شري اًر آخر وجلس في المرة الثانية ليكتب خطاياهم صراحة فخجلوا واختشوا إذ وجدوه يعرف كل شئ 233
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
وفاحصاً للقلوب والكلى .هنا كتب خطاياهم على الرمل فيمكن أن تمحى بالتوبة ،ولكن هناك تسجل وال تمحى فيدانوا .وأظهر الرب أن المسيح الذي بال خطية هو الديان الواحد الوحيد .هنا المسيح لم يخالف ناموس موسى بل وافق عليه ولكنه وضعهم أمام مشكلة من الذي ينفذه ،من الذي يستحق؟! بهذا هو يكمل ناموس موسى
ويكمل ما نقص فيه وفيهم .وهنا كان قضاة هذه المرأة مثل قضاة سوسنة .فإنسحب الجميع إذ إنكشفوا أمام الرب .والشيوخ إنسحبوا أوالً إذ لطول مدة حياتهم على األرض كانت خطاياهم أكثر ،والشيوخ المفروض هم رمز للحكمة والطهارة .لقد ستر الرب عليهم ولم يفضحهم فكان عليهم أن يستروا على المرأة ،ولنستر نحن إخوتنا.
وبإنسحاب المدعي ن والشهود سقطت القضية وبقيت المرأة ولم تنسحب وهذا دليل على بداية مشاعر التوبة واإلنسحاق عند المرأة .هي وجدت في المسيح سلطان وقداسة وغفران ومحبة تحتاج لهم .واهلل كما كتب الوصية
في العهد القديم ،يكتب اآلن بروحه القدوس (إصبعه) على قلوبنا .فنطيع وصاياه بالحب .المسيح أتى بالحنان والرحمة ،وهذا ظهر في هذا الموقف .وظهر أن اهلل يدين الخطية لكنه يريد خالص الخطاة. 15 ال لَها«:ياام أرَةُ ،أ َْي َن ُهم أ ِ ِ ِ ُولئ َك سوعُ َولَ ْم َي ْنظُ ْر أ َ صَ ب َي ُ اآليات (يوَ " -:)11–15 :2فلَ َّما ا ْنتَ َ ْ َح ًدا س َوى ا ْل َم ْأرَة ،قَ َ َ َ ْ َ 11 ِ ِ ْه ِبي َوالَ ا ْل ُم ْ س ِّي ُد!» .فَقَ َ عَ «:والَ أََنا أ َِدي ُن ِك .اذ َ سو ُ َح ٌد؟» فَقَالَ ْت« :الَ أ َ َما َدا َنك أ َ ال لَ َها َي ُ َح َدَ ،يا َ شتَ ُكو َن َعلَ ْيك؟ أ َ ضا»". تُ ْخ ِط ِئي أ َْي ً
ما حدث هنا هو بالضبط ما جاء المسيح ليعمله .فقبل المسيح ما كان يمكن غفران أي خطية .أي خطية كانت
تتسبب في هالك الخاطئ (فبسبب خطأ من موسى ُح ِرم من دخول أرض الميعاد) .ولكن بدم المسيح تغفر الخطية والدينونة = وال أنا أدينك .ويكون لنا فرصة أخرى= إذهبي وال تخطئ أيضاً .خسر المشتكون قضيتهم وانسحبوا كقضاة واتضح أن الناموس عاجز إذ ال يوجد القاضي الذي هو نفسه بال خطية والمؤهل للحكم على
أما حكم المسيح فهو بحسب الداخل .لذلك إذ إنسحب الخطاة ويضاف لعجز الناموس أنه يدين بحسب الظاهرّ ، الديان وحده .ولكنه في مجيئه األول لم يأت ليدين بل ليكفر عن خطايا القضاة الناموسيون لم يبق سوى المسيح ّ البشر بدمه .وبرأها المسيح فهو أتى ليبرئها بدمه ولكن بشرط إذهبي وال تخطئ أيضاً وهذه دعوة للتوبة بل منحها قوة لكي ال تعود تخطئ وقوله إذهبي فيه منحها بركة وسالم ،مع غفران= وال أنا أدينك .ويوحنا وضع هذه القصة هنا ليشرح الفارق بين ناموس موسى وشريعة المسيح .الناموس ليس به عيب ولكن العيب في البشر
(فساد الشهود كما حدث في قصة سوسنة ونابوت اليزرعيلي) كما أن الناموس يحكم بالموت على الخاطئ وال يعطي فرصة للتوبة كما عمل المسيح .وانتصار النعمة على الناموس في هذا الموقف يعطينا ثقة في القدوم
للمسيح فيغفر خطايانا والحظ المسيح يقبل الخاطئ ولكنه ال يقبل أن يستمر الخاطئ في خطيته .فلنتقدم اآلن
ألن المسيح مازال يكتب خطايانا على الرمال فإذا إعترفنا بخطايانا غفرت لنا ونسمع صوت الرب على فم الكاهن مغفورة لك خطاياك ..ال تعود تخطئ ..إذهب بسالم الرب معك .والقديس أبو مقار تعلَّم هذا الدرس من
المسيح وستر على األخ الزاني وقال له ال تفعل ذلك ثانية .ولكن اآلن بعد أن برأنا المسيح فمن يستهين بدم المسيح فدينونته أعظم (عب +7-:11عب.)7:-1:1::
234
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
ملحوظات على قصة الزانية: المسيح القدوس أتي ليحمل خطايانا ويحرقها في جسده .ويمثل هذا مذبح المحرقة الذي كانت تقدم عليه
الذبائح التي تحترق بالنار التي نزلت من السماء ،نار العدالة اإللهية .فهو لم يتسامح مع الزنا بل هو حمل الخطية وأدانها بجسده (رو.)711
* المسيح وضع قانون أن من هو بال خطية فهو الذي يدين ،وهو وحده الذي بال خطية لذلك فهو وحده الذي يدين ،وحين أدان فهو أدان الخطية في جسده.
لو أهملنا اآلن خالص المسيح فدينونتنا أعظم (عب )7:-1:1::وهذا ظهر في دينونة حنانيا وسفيرة.
فالعهد الجديد ليس عهد تساهل مع الخطية.
إنحني المسيح= بسبب حزنه على هذه التي تسيدت شهواتها عليها ،أو هي كانت تتاجر بجسدها ،وهؤالء الشيوخ المملوئين خطية وخبث .بعد أن كان هؤالء كلهم حين خلقوا "رأى اهلل كل شئ حسن جداً" .المسيح
إنحنى من حزنه على ما وصل إليه حال اإلنسان .ما أحزن المسيح أن اإلنسان الذي خلقه ح اًر صار
مستعبداً .لقد إختزل اإلنسان الذي خلق على صورة اهلل إلى مجرد جسد مستعبد بال كرامة وبال آدمية. إختفت إنسانيتها ،صارت شئ وليس إنسانة .وبنفس المنطق بكى المسيح على قبر لعاز (إنسان مات وأنتن
والباقين يصرخون من الحزن على الميت).
حينما نخطئ نختبر هذه الحالة ،نشعر أن الحزن مأل قلوبنا ،المسيح ينحني داخلنا وهذا عكس "مختبرين
إرادة اهلل الصالحة( ..رو .)11:1هذا الحزن ناشئ عن أن المسيح يكون يكتب بداخلنا خطايانا وهو حزين. هنا نختبر مشاعر المسيح الحزينة علينا.
اإلنحناءة األولى التي لم يفهموها كتب فيها المسيح الوصايا التي كسرت دون تحديد ،فكل منهم قال "لست
أنا" لكن اإلنحناءة الثانية كانت فيها توجيه إتهام محدد لكل منهم بالوصايا التي كسرها هو شخصياً ،لذلك بدأ كل منهم في اإلنصراف.
لماذا لم تهرب المرأة مع من هرب ماذا أخذنا من المسيح؟ قداسة /حياة /نور /فرح /شركة في العمل /مجد /سلطان على إبليس.
ونحن مملؤون كوز صغير
فيه
(كو)15:1
المسيح حل فيه كل ملء الالهوت جسديا ً (كو)9:2
هو كل منا الكوز لن يأخذ أكثر من إمتالئه
خزان ضخم جداً هو جسد المسيح 235
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
ولنطبق هذا على المرأة1 قداسة المسيح حركت قلبها .فكرهت خطاياها فإشتاقت لهذه الحياة المقدسة وأيضاً ستر المسيح عليها. تحولت في لحظة العبودية واإلنكسار في المرأة إلى فرح.
والمسيح صرفها مصحوبة ومدعمة بقوة ترفض بها الخطية.
وحين رفضت الخطية داخلها بدأت تختبر معنى جديد للفرح.
وربما أرادت أن تستمر بجانب المسيح ،لكن المسيح قال ال ..إذهبي وعيشي في العالم وقوتي ستصاحبك وفرحي سيصاحبك "أراكم فتفرح قلوبكم".
هي أول مرة شعرت بكيانها اإلنساني وانصرفت بحياة جديدة. لذلك أتت اآلية "أنا هو نور العالم" في اآلية التالية مباشرة للقصة. اآليات (يو)15–11 :2
(المسيح نور العالم)
ور ا ْل َعالَِمَ .م ْن َيتْ َب ْع ِني فَالَ َي ْم ِشي ِفي ُن ُ 17 اب لِ َن ْف ِس َكَ . ش َه َ َج َ س ْت َحقًّا» .أ َ ادتُ َك لَ ْي َ
11 ضا قَ ِائالً«:أََنا ُه َو سوعُ أ َْي ً اآليات (يو " -:)15 –11 :2ثُ َّم َكلَّ َم ُه ْم َي ُ 16 ال لَ ُه ا ْلفَِّر ِ ون لَ ُه نُور ا ْلحي ِ ش َه ُد ت تَ ْ اة» .فَقَ َ ُّون« :أَ ْن َ يسي َ الظُّ ْل َم ِة َب ْل َي ُك ُ ُ ََ َما أَ ْنتُ ْم فَالَ بَ .وأ َّ ت أَ ْ سوعُ َوقَ َ ش َه ُد لِ َن ْف ِسي فَ َ ت َواِلَى أ َْي َن أَذ َ َعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن أَتَ ْي ُ ش َه َ ال لَ ُه ْمَ «:وِا ْن ُك ْن ُ اد ِتي َحق ،أل َِّني أ ْ ْه ُ َي ُ 13 10 ون ِم ْن أ َْي َن ِ ت أََنا ون ،أ َّ آتي َوالَ إِلَى أ َْي َن أَذ َ َح ًداَ .وِا ْن ُك ْن ُ سُ ت أَِد ُ س ِد تَِدي ُن َ تَ ْعلَ ُم َ ين أ َ سَ ْه ُ َما أََنا َفلَ ْ ب ا ْل َج َ ب .أَ ْنتُ ْم َح َ 17 ضا ِفي َن ِ ِ ين فَ َد ْي ُنوَن ِتي حق ،أل َِّني لَس ُ ِ وب أ َّ ادةَ َن َ ش َه َ أ َِد ُ سلَ ِنيَ .وأ َْي ً اموس ُك ْم َم ْكتُ ٌ ت َو ْحديَ ،ب ْل أََنا َو ُ َ ْ اآلب الَّذي أ َْر َ ُ 13 ِ اه ُد لِ َن ْف ِسي ،وي ْ ِ الش ِ َر ُجلَ ْي ِن َحق12 :أََنا ُه َو َّ اب سلَ ِني» .فَقَالُوا لَ ُه«:أ َْي َن ُه َو أ َُب َ َج َ وك؟» أ َ ش َه ُد لي ُ ََ اآلب الَّذي أ َْر َ 15 سوعُ ِفي ا ْل ِخ َاز َن ِة َو ُه َو ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ِني أََنا َوالَ أَِبي .لَ ْو َع َرفْتُ ُموِني لَ َع َرفْتُ ْم أَِبي أ َْي ً سوعُ« :لَ ْ ضا» .ه َذا ا ْل َكالَ ُم قَالَ ُه َي ُ َي ُ
ِ ِ اء ْت َب ْع ُد" . َح ٌد ،أل َّ س َ ُي َعلِّ ُم في ا ْل َه ْي َك ِلَ .ولَ ْم ُي ْمس ْك ُه أ َ اعتَ ُه لَ ْم تَ ُك ْن قَ ْد َج َ َن َ
آية ( يو11" -:)11 :2ثُ َّم َكلَّمهم يسوعُ أ َْي ً ِ ور ا ْل َعالَِمَ .م ْن َيتْ َب ْع ِني فَالَ َي ْم ِشي ِفي الظُّ ْل َم ِة َب ْل َ ُْ َ ُ ضا قَائالً«:أََنا ُه َو ُن ُ ون لَ ُه نُور ا ْلحي ِ اة»". َي ُك ُ ُ ََ هنا نجد بقية الحديث الذي جاء في ( .)71-7313فكان المسيح قد قال هناك "من آمن بي تجري من بطنه أنهار ماء حي "..ووجدنا نتيجة لهذا هجوم الفريسيين عليه ثم محاولة إحراجه في موضوع المرأة الزانية .وهنا
ينقل المسيح تعليمه بعد أن خرج الفريسيين وانتقل من الماء إلى النور.
أنا هو نور العالم= وكان ذلك بمناسبة المنارات المضاءة في هذا العيد تذكا اًر لعمود النور الذي قادهم في البرية أثناء الليل .المسيح ينتهز فرصة إستخدام الطقس (النور والماء) ليستعلن الحقائق اإليمانية من وراء الطقس ،فهو
الماء والنور الحقيقيين (هذا يشير ألهمي ة الطقوس في الكنيسة فوراءها عقائد) .والمسيح هو النور الذي يبدد ظلمة القلب وبه نعرف اآلب ونرى السماويات وهو الذي يقودنا في برية هذا العالم لألبدية .ونالحظ أن اليهود 236
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
كانوا يقولون أن الناموس هو النور والمسيح بهذا يعلن أنه كمال الناموس .وهو قال نور العالم أي ليس لليهود
فقط .والنور يشير للمعرفة والقداسة ،والظلمة ترمز للجهل والخطية .فالمسيح هو الذي يكشف ويعلن اهلل لنا في محبته وهو النور الذي يقودنا للحياة مع اهلل وهو يبدد طبيعة الظلمة الشريرة وهو نور لمن هو في حيرة وهو
يعطي اإلدراك والمعرفة واإلستعالن وادراك حقيقة األشياء .قال فيلسوف ملحد (نحن نخرج من ظلمة الرحم إلى ظلمة القبر مرو اًر بظلمة الحياة) لكن المسيح هو الذي يعطي معنى للحياة وتفسي اًر ألحداثها ،ويلقي نو اًر على نهاية حياتنا في مجد .هو يستعلن لنا أمجاد األبدية .فمن يتبع المسيح يكون في نور وينجو من الظلمة ومن
يرفضه يبقى في الظلمة وبدون إرشاد وبدون تمييز للحق .فال يمشى في الظلمة= الظلمة هي اإلبتعاد عن اهلل،
وعدم اإليمان والخطية هي التخبط في طريق الشر بعيداً عن اهلل .إذاً من يؤمن بالمسيح يصير له المسيح خبز للحياة (من يأكله يحيا به لألبد) ومصدر للماء الحي (فيفيض من المؤمن أنهار ماء حي) أي يكرز بالمسيح
الذي يحيا فيه (غل .)1:11ويكون له المسيح نور (يصير له المسيح نور الحياة أي يحيا فيه) النور مرتبط بالحياة ،فإذا وجد النور يكون هناك حياة والعكس فالظلمة معها موت .ونور المسيح ينير الطريق فأحيا بسلوك
ناتج عن حياة المسيح ف ّي .فالمسيح ليس نور خارجي بل ينير من الداخل .والمسيح هو نور األبدية أيضاً (رؤ .)7111ويكون له المسيح نور الحياة أي يتحول المسيح فيه إلى عمل وسلوك وحياة يشهد بمدى الحق في هذا النور .ويكون له المسيح نور الخالص والرجاء والثقة والفرح والتهليل .ويصير المؤمن هو أيضاً نو اًر للعالم
(مت ) :117ونور المؤمن هو إنعكاس لنور المسيح .لذلك يقام للكنيسة منارة فهي جسد المسيح نور العالم حاملة النور .من يتبعني= كما تبع الشعب عمود النور في البرية فقادهم إلى أرض الميعاد .هكذا من يتبع المسيح
يصل إلى أورشليم السماوية وهناك يكون المسيح هو نور األبدية (رؤ )17-17+711:وقارن مع (إش-:1::
+1:-:1 +7إش +3-:111إش +1-:1:إش +3-:11:مال .)111وتثبيتاً ألن المسيح هو نور للعالم نجده في اإلصحاح التالي مباشرة يفتح عيني األعمى .وفي (مال )111نجد المسيح شمس البر ،فكما أن الشمس
تعطي الصحة والشفاء والضوء هكذا المسيح هو شمس الروح وبرها ونورها وطهارتها .المسيح ينير لي كنور في
العالم .واذا ما تبعته تكون لي حياة أبدية= يكون له نور الحياة.
المسيح نور العالم= فلنسأل أنفسنا في كل تصرف ..لو كان المسيح مكاني ..كيف سيكون تصرفه وهذا معنى أنه نور للعالم.
16 ال لَ ُه ا ْلفَِّر ِ ت اآليات (يو " -:)17–16 :2فَقَ َ ُّون« :أَ ْن َ يسي َ اد ِتي َحق ،أل َِّني ت أَ ْ َوقَ َ ش َه ُد لِ َن ْف ِسي فَ َ ش َه َ ال لَ ُه ْمَ «:وِا ْن ُك ْن ُ ون ِم ْن أ َْي َن ِ ب" . آتي َوالَ إِلَى أ َْي َن أَذ َ تَ ْعلَ ُم َ ْه ُ
17 ع تَ ْ ش َه ُد لِ َن ْف ِس َكَ . سو ُ ش َه َ َج َ س ْت َحقًّا» .أ َ اب َي ُ ادتُ َك لَ ْي َ َما أَ ْنتُ ْم فَالَ بَ .وأ َّ ت َوِالَى أ َْي َن أَذ َ َعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن أَتَ ْي ُ أْ ْه ُ
أنت تشهد لنفسك= هذا ُعرف بين الناس وهذا منطق سليم بالنسبة للبشر العاديين ،لكن أهذا يقال بعد كل ما عمله المسيح وكل ما قاله .ففيه تحققت كل نبوات العهد القديم (فتح عيون العمي /أقام موتى /ما تكلم أحد بمثل هذا قط )..سبق المسيح وقال في (يو )7:17بنوع من التنازل إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً .وهو
237
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
قال هذا بمعنى أن حسب الناموس يلزم شهادة إثنين ومن يشهد لي هو اآلب .ولكن اآلن ال داعي للتنازل فهو
يكشف كل الحقيقة (فقد إقتربت أيامه على األرض أن تنتهي) ،فهو وحده الذي يدرك من هو وأما هم فال يعلمون .وشهادته هو هي شهادة اهلل فهو واآلب واحد.
بضم هذا الكالم هنا مع (يو )7:17نفهم أن قوله "إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق فهو النور ،والنور يراه كل أحد إالّ العميان ،يكفي أن يرى الناس النور ويكون لهم هذا شهادة .عموماً النور ال يحتاج لمن يشهد له بل لمن
يراه .ولكنهم حولوا الموضوع لشهادة .وهو هنا يشير للوحدة مع اآلب .فاآلب هو مصدر هذا النور فهو َيلدهُ ويشهد له .وألن المسيح نور فمن له العين الروحية كان البد وسيكتشفه ومن ليست له عين روحية لن يتعرف
عليه وهذا ما حدث لهؤالء الفريسيين= أما أنتم فال تعلمون= إذاً العيب ليس في النور لكن في غياب العين الروحية .وغياب العين الروحية سببه إتجاهات وميول رديئة وشهوة حسد وطلب ماديات العالم .لذلك لم يميزوا
أن أعمال المسيح تقطع بأنه من اهلل .ربما لم يفهم أحد ما قاله المسيح هنا ،وعن عالقته باآلب ولكن تالميذه حفظوا ما قيل وفهموه بعد صعوده. 13 10 ين ون ،أ َّ َح ًداَ .وِا ْن ُك ْن ُ سُ ت أََنا أ َِد ُ ت أ َِد ُ س ِد تَِدي ُن َ ين أ َ سَ َما أََنا َفلَ ْ ب ا ْل َج َ اآليات (يو " -:)13–10 :2أَ ْنتُ ْم َح َ ِ فَ َد ْينُوَن ِتي حق ،أل َِّني لَس ُ ِ سلَ ِني" . ت َو ْحديَ ،ب ْل أََنا َو ُ َ ْ اآلب الَّذي أ َْر َ
هم قالوا له شهادتك ليست حق فهم أدانوه وحكموا عليه أنه كاذب وهم تناسوا أن موسى أيضاً شهد لنفسه إذ قال أنه مرسل من اهلل وهكذا فعل كل األنبياء .وهم سألوا المعمدان أن يشهد لنفسه (يو .)111:والمسيح يرد عليهم
أنتم حسب الجسد تدينون= فهم ليست لهم معرفة روحية .هم بمعرفتهم القاصرة لم يدركوا طبيعته .واعتمادهم على المقاييس البشرية التي هي بحسب إمكانيات الجسد المحددة جعلهم لم يروا فيه سوى أنه إبن يوسف النجار وأنه ناصري ،فهم يحكمون على الروحيات بالجسديات وهذا خطأ .فالطبيعة الجسدية تملى عليهم أحكامهم وهي طبيعة ناقصة المعرفة ،والدينونة مرتبطة بالمعرفة فكيف ندين ونحن ال نعرف .بل هم لهم ميول منحرفة
ويحسدون المسيح .وهذا يشوه حتى المعرفة الناقصة للجسد فتختل األحكام .أما أنا فلست أدين أحداً= فهو جاء
في مجيئه األول ليخلص لذلك لم يدين الزانية .ولكن المسيح يعلن أن دينونته للعالم ستكون في مجيئه الثاني وأنها لن تكون حسب الجسد مثلهم بل حسب الحق فهو فاحص القلوب والكلى .وبهذه الدينونة سيدان العالم
والخطية والشيطان .والمسيح اآلن أمامهم ال يدينهم [ ]:مع أنه قادر أن يدين بسبب عالقته باآلب ]1[ .الدينونة ستكون عند المجئ الثاني .إذ كان كالمهم عن جهل (لو )71117ولكن إذا إستمرت مقاومتهم له عن حسد
(مر )::1:7حفاظاً على مراكزهم ومجدهم الكاذب فسيكونون قد إنحازوا للشيطان وهو سوف يدينهم بالحق في المجيء الثاني (يو =)::1::دينونتي حق فدينونة الحق تفصل بين الحق والباطل وهو حق لذلك دينونته حق. ألني لست وحدي بل أنا واآلب=إذاً فشهادته لنفسه مستمدة من عالقته باآلب ،واآلب يشهد له.
238
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
17 الش ِ ضا ِفي َن ِ ادةَ َر ُجلَ ْي ِن َحق12 :أََنا ُه َو َّ اه ُد لِ َن ْف ِسي، وب أ َّ َن َ ش َه َ اآليات (يوَ " -:)12–17 :2وأ َْي ً اموس ُك ْم َم ْكتُ ٌ ُ ِ وي ْ ِ سلَ ِني»". ش َه ُد لي ُ ََ اآلب الَّذي أَْر َ
أنا الشاهد لنفسي= (أنا هو) الشاهد لنفسي فبهذا يؤكد المسيح شخصيته اإللهية ومساواته لآلب .ناموسكم= لو حاكمهم بحسب الناموس ألدانهم (تث )::1:1فهم لم يسمعوا له .شهادة رجلين= (تث .):1:3هنا المسيح
يضع نفسه على مستوى اآلب تماماً .هنا نرى الوحدة الذاتية القائمة بينه وبين اآلب .فهو سبق في اآلية السابقة
وقال ألني لست وحدي ،بل أنا واآلب الذي أرسلني .والمسيح أجابهم ألن منطقهم البشري كان سليماً حين قالوا
"أنت تشهد لنفسك" (آية .):7وشهادة اآلب كانت [ ]:يوم المعمودية .وهذه سمعها المعمدان [ ]1أعماله وأقواله.
13 ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ِني أََنا َوالَ أَِبي .لَ ْو َع َرفْتُ ُموِني آية ( يو " -:)13 :2فَقَالُوا لَ ُه«:أ َْي َن ُه َو أ َُب َ َج َ وك؟» أ َ سوعُ« :لَ ْ اب َي ُ ضا»". لَ َع َرفْتُ ْم أَِبي أ َْي ً
هم لم يفهموا أنه يتكلم عن شخص اآلب ،فهم لم يعرفوا المسيح وال اآلب .لكن غالباً هم فهموا أنه يتكلم عن اهلل لذلك لم يسألوا من هو أبوك بل سألوه أين هو أبوك في إستهانة بكالمه وبهذه العالقة بينه وبين اآلب .وأنه يتعذر على المسيح أن يأتي بشهادة من اآلب .هم بسؤالهم أين أبوك األرضي هم ينكرون أبوة اآلب له .والمسيح
برده عليهم قال لهم أنتم لستم تعرفون أبي أتهمهم بالجهل فهم ال يعرفون اهلل ،إذ ظنوا أنهم يعرفون اهلل ،فهم النهم لم يعرفوا المسيح المنظور ،كان هذا النهم ال يعرفون اآلب غير المنظور ،فالمسيح هو الصورة المنظورة لآلب
سدوا عيونهم غير المنظور .وأعمال المسيح هي أعمال اآلب ولكنهم لم يروا في المسيح سوى بشريته .فهم ّ وأذانهم بأعمالهم وحسدهم وشرورهم َّ فسد اهلل لهم عيونهم وأذانهم إذ لم يستحسنوا أن يبقوا اهلل في معرفتهم .سبق المسيح وقال تعرفونني من أين أنا (يو )1113فهذه عنه كإنسان .ولكن هنا يشير لالهوته وعالقته باآلب وهذه ال
يعرفونها .لو عرفتموني لعرفتم أبي= فالمسيح هو النور الذي به نعرف اآلب" .ال أحد يأتي إلى اآلب إالّ بي"
(يو .):1:1لو كان اليهود داخلهم طهارة لعرفوا اآلب وبالتالي لعرفوا المسيح ،ولكن خطاياهم صارت عائقاً عن معرفة المسيح وكذلك عن معرفة اآلب أيضاً.
15 ِ ِ ِ ِ ِ اعتَ ُه َح ٌد ،أل َّ س َ سوعُ في ا ْلخ َاز َنة َو ُه َو ُي َعلِّ ُم في ا ْل َه ْي َك ِلَ .ولَ ْم ُي ْمس ْك ُه أ َ َن َ آية ( يو " -:)15 :2ه َذا ا ْل َكالَ ُم قَالَ ُه َي ُ اء ْت َب ْع ُد" . لَ ْم تَ ُك ْن قَ ْد َج َ الخزانة= مكان خزائن جمع األموال من التبرعات في دار النساء أي حيث يسمح للنساء بالدخول وال تعني أنه
مكان مخصص للنساء فقط .حيث كانت تُنار المنارات في عيد المظال .وهذا المكان مواجه لمكان إنعقاد السنهدريم .وهنا عند الخزانة كان يجتمع عادة رؤساء الكهنة والفريسيين وهذا المكان مزدحم جداً ،إذاً فالمسيح واجههم في عقر دارهم لذلك قال في (يو )1:-::1:1أنا كلمت العالم عالنية .وبهذا نطق المسيح بالحكم ضد
اليهود داخل هيكلهم .ومع قوة الكلمات التي قالها المخلص أمام الفريسيين وأنها في نظرهم تستوجب الموت لم 239
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
يستطيع أحد أن يمد يده عليه ألن ساعته لم تكن قد جاءت فهو الذي سلَّم نفسه بإرادته وسلطانه في ساعة يعرفها .هو قيد أياديهم حتى تأتي ساعته.
اآليات (يو)13–11 :2
(أنــا هــو)
11 ِ ث ون ِفي َخ ِطي َِّت ُك ْمَ .ح ْي ُ اآليات (يو " -:)13–11 :2قَ َ ستَ ْطلُ ُبوَن ِنيَ ،وتَ ُموتُ َ سوعُ أ َْي ً ضا«:أََنا أ َْمضي َو َ ال لَ ُه ْم َي ُ 11 ث أَم ِ أَم ِ ون َن تَأْتُوا» فَقَ َ ون أَ ْنتُ ْم أ ْ ال ا ْل َي ُه ُ ضي أََنا الَ تَ ْق ِد ُر َ ضي أََنا الَ تَ ْق ِد ُر َ ود«:أَلَ َعلَّ ُه َي ْقتُ ُل َن ْف َ س ُه َحتَّى َيقُو ُلَ :ح ْي ُ ْ ْ 16 ِ ت ِم ْن ه َذا ق .أَ ْنتُ ْم ِم ْن ه َذا ا ْل َعالَِم ،أ َّ َس َف ُل ،أ َّ أَ ْنتُ ْم أ ْ سُ َما أََنا فَ ِم ْن فَ ْو ُ َما أََنا َفلَ ْ َن تَأْتُوا؟» .فَقَا َل لَ ُه ْم«:أَ ْنتُ ْم م ْن أ ْ 17 ون ِفي َخطَ َايا ُك ْم»10 .فَقَالُوا ا ْل َعالَِم .فَ ُق ْل ُ ون ِفي َخطَ َايا ُك ْم ،أل ََّن ُك ْم إِ ْن لَ ْم تُ ْؤ ِم ُنوا أ َِّني أََنا ُه َو تَ ُموتُ َ ت لَ ُك ْم :إِ َّن ُك ْم تَ ُموتُ َ شي ِ ت؟» فَقَا َل لَهم يسوعُ«:أََنا ِم َن ا ْلب ْد ِء ما أُ َكلِّم ُكم أ َْي ً ِ ِ 13 َح ُك ُم ِب َها ِم ْن لَ ُهَ « :م ْن أَ ْن َ يرةً أَتَ َكلَّ ُم َوأ ْ ضا ِبه .إِ َّن لي أَ ْ َ َ ُْ َ ُ اء َكث َ ُ ْ َ َ 17 لك َّن الَِّذي أَر ِ َن ْح ِو ُكمِ ، ان َيقُو ُل لَ ُه ْم س ِم ْعتُ ُه ِم ْن ُه ،فَه َذا أَقُولُ ُه لِ ْل َعالَِم»َ .ولَ ْم َي ْف َه ُموا أ ََّن ُه َك َ سلَني ُه َو َحقَ .وأََنا َما َ ْ َ ْ 12 َع ِن ِ سوعَُ «:متَى َرفَ ْعتُم ْاب َن ِ س ِ ش ْي ًئا ِم ْن اآلب .فَقَ َ ت أَف َْع ُل َ سُ ان ،فَ ِحي َن ِئ ٍذ تَ ْف َه ُم َ ون أ َِّني أََنا ُه َوَ ،ولَ ْ اإل ْن َ ال لَ ُه ْم َي ُ ُ ِ ِ َن ْف ِسي ،ب ْل أَتَ َكلَّم ِبه َذا َكما علَّم ِني أَِبي13 .والَِّذي أَر ِ اآلب َو ْح ِدي ،أل َِّني ِفي ُك ِّل ِح ٍ ين سلَني ُه َو َمعيَ ،ولَ ْم َيتُْرْكني ُ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ض ِ أَفْع ُل ما ير ِ يه»" . َ َ ُْ
11 ِ ث ون ِفي َخ ِطي َِّت ُك ْمَ .ح ْي ُ اآليات (يو " -:)17–11 :2قَ َ ستَ ْطلُ ُبوَن ِنيَ ،وتَ ُموتُ َ سوعُ أ َْي ً ضا«:أََنا أ َْمضي َو َ ال لَ ُه ْم َي ُ 11 ث أَم ِ أَم ِ ون َن تَأْتُوا» فَقَ َ ون أَ ْنتُ ْم أ ْ ال ا ْل َي ُه ُ ضي أََنا الَ تَ ْق ِد ُر َ ضي أََنا الَ تَ ْق ِد ُر َ ود«:أَلَ َعلَّ ُه َي ْقتُ ُل َن ْف َ س ُه َحتَّى َيقُو ُلَ :ح ْي ُ ْ ْ 16 ِ ت ِم ْن ه َذا ق .أَ ْنتُ ْم ِم ْن ه َذا ا ْل َعالَِم ،أ َّ َس َف ُل ،أ َّ أَ ْنتُ ْم أ ْ سُ َما أََنا فَ ِم ْن فَ ْو ُ َما أََنا َفلَ ْ َن تَأْتُوا؟» .فَقَا َل لَ ُه ْم«:أَ ْنتُ ْم م ْن أ ْ 17 ون ِفي َخطَ َايا ُك ْم»". ا ْل َعالَِم .فَ ُق ْل ُ ون ِفي َخطَ َايا ُك ْم ،أل ََّن ُك ْم إِ ْن لَ ْم تُ ْؤ ِمنُوا أ َِّني أََنا ُه َو تَ ُموتُ َ ت لَ ُك ْم :إِ َّن ُك ْم تَ ُموتُ َ
أنا أمضي= أنا ذاهب ألبي في السماء .ستطلبونني= ولكن كالعذارى الجاهالت ،بعد أن يكون قد مر الوقت.
قال لهم يسوع أيضاً= أيضاً تعني ومن أجل ذلك .وهي عائدة على اآلية السابقة ..ولم يمسكه أحد ،أي نيتهم في قتله ،وهذه خطية سيموتون بسببها وهم الخاسرون .تموتون في خطيتكم= يسوع هنا يوجه الوعيد بالهالك
لمن يصر على رفض اإليمان بأن يرفضه وقالها بالمفرد ،فالخطية هنا هي رفض المسيح (يو )7:17ألن المسيح أتى ليرفع الخطايا فمن يرفض اإليمان يموت في خطيته .بل تدبير مؤامرة وراء مؤامرة لقتله.
ستطلبونني= وسأكون في السماوات( .هي نبوة على اليهود أنهم سيظلوا يتوقعون مجيء المسيح حتى نهاية األيام) وهم حينما قال لهم هذا القول أنه يمضي وال يقدرون أن يأتوا إليه قالوا لعله يذهب إلى اليونانيين وهم هنا
نجدهم في حقدهم يزدادون سخرية ويقولون ألعله يقتل نفسه= وكان هذا رداً منهم على قول المسيح تموتون في خطيتكم فهم شعروا بأن المسيح وجه لهم إهانة ويحاولون ردها فعند اليهود عقوبة المنتحر الهاوية أي نار جهنم.
وكانوا يدفنون الموتى فو اًر لكنهم يتركون المنتحرين بال دفن حتى الغروب عقوبة لهم ويقطعون أياديهم اليمنى التي فعلت ذلك .وهم بهذا يشوهون صورة المسيح أمام الجموع .والمسيح رد لن أذهب إلى الهاوية كما تعتقدون
بل ألنني من السماء من فوق فأنا ذاهب إلى حيث أتيت ،وأنا من فوق فال أرتكب مثل هذا الفعل .والمعنى أن 240
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
عجزهم اللحاق به ليس ألنه ذاهب إلى الهاوية بل أنه ذاهب إلى السماء .أنتم من أسفل= طبيعتكم ترابية .أنتم
من العالم= المتغير والزائل والذي يسوده الشر .والذي إنحرف عن اهلل وانفصل عنه أما العالم كخليقة فقيل عنه "هكذا أحب اهلل العالم" وقيل عن العالم عند خلقته أنه حسن (تك ):وكان نزول المسيح إلينا ليجذبنا إلى فوق إلى
السماء حيث ذهب ليعد لنا مكاناً .ومن يتحد بالمسيح سيذهب معه إلى فوق .ومن يريد أن يذهب معه للسماء يلزمه اإليمان والتوبة عن خطاياه ولكن هؤالء اليهود رافضين تماماً ،لذلك فلن يرتفعوا إلى فوق بل سيموتون في خطاياهم ألنهم لم يقبلوا فداءه فبقيت خطاياهم في أعناقهم .إن لم تؤمنوا أني أنا هو= هنا المسيح يبلغ قمة
إستعالنه الشخصي اإللهي .أنا هو = باليونانية إيجو إيمي وبالعبرية يهوه ونفس التعبير قاله يهوه عن نفسه
(أش )::117فإسم يهوه حين يترجم لليونانية يكون إيجو إيمي وحين يترجم للعربية يكون "أنا هو" فإذا أتت أنا هو بدون صفة ورائها (مثل أنا هو النور) ،فهي قطعاً تعني يهوه .إذاً أنا هو هو إسم اهلل .وشرط الخالص أن نؤمن أن المسيح هو يهوه نفسه أنا أمضي وستطلبونني= المسيح يتكلم اآلن في اليوم األخير من عيد المظال.
وفي هذا اليوم يحتشد كل اليهود ثم يمضي كل واحد إلى موطنه على أن يأتي في عيد المظال القادم .والمسيح
يعلم أنه لن يكون موجوداً بالجسد وقت عيد المظال القادم فهو سيكون في السماء ألنه سيصلب في الفصح أي
بعد ستة شهور من كالمه هذا .وكأن المسيح يقول لهم لو أتيتم في عيد المظال القادم لتطلبونني لن تجدونني.
ومازال اليهود حتى اآلن يطلبون مسيحاً أرضياً يعطيهم الملك لذلك لن يجدوه .وكل من يطلب المسيح وله رجاء
فيه في هذا العالم فقط يصير أشقى جميع الناس.
10 ضا ِب ِه" . ت؟» فَقَ َ آية ( يو " -:)10 :2فَقَالُوا لَ ُهَ « :م ْن أَ ْن َ سوعُ«:أََنا ِم َن ا ْل َب ْد ِء َما أُ َكلِّ ُم ُك ْم أ َْي ً ال لَ ُه ْم َي ُ اليهود حينما سمعوه يقول أنا هو إرتبكوا وقالوا له من أنت .وكأنهم لم يسمعوا شيئاً مما قاله عن نفسه من قبل،
أو يقصدون اإلستخفاف بكالمه أو تكذيبه .قال لهم يسوع أنا من البدء ما أكلمكم به= أي أنا منذ األزل يهوه
(أنا هو) الذي أكلمكم اآلن ،وا آلن صرت يهوه المتجسد الذي يكلمكم اآلن .وقد تعني أنا لي اآلن وقت طويل أخبركم عن نفسي ولن تسمعوا المزيد ولكن عبارة من البدء تحيرهم فهي تعني األزل .ومنذ بدء كالمي معكم
أخبرتكم عن نفسي أني "أنا هو" وأنا هو كائن منذ البدء أي منذ األزل .وشخص المسيح اآلتي لخالص العالم ظهر في كالمه وأعماله .كأن المسيح يقول بين الكلمات إن حاجتكم اآلن ليس إلعالنات جديدة بل لقلوب جديدة تفهم اإلعالنات.
ِ ِ ِ شي ِ ِ 13 سلَ ِني ُه َو َحقَ .وأََنا يرةً أَتَ َكلَّ ُم َوأ ْ َح ُك ُم ِب َها م ْن َن ْح ِو ُك ْم ،لك َّن الَّذي أ َْر َ اآليات (يو " -:)17–13 :2إِ َّن لي أَ ْ َ َ اء َكث َ 17 ان َيقُو ُل لَ ُهم َع ِن ِ اآلب" . س ِم ْعتُ ُه ِم ْن ُه ،فَه َذا أَقُولُ ُه لِ ْل َعالَِم»َ .ولَ ْم َي ْف َه ُموا أَنَّ ُه َك َ َما َ ْ مهما أشاع الفريسيون من إشاعات ضده فهو يخبرهم بالحق ويعلن الحق .والمسيح هنا يقول أن له كالم وحكم عليهم ،كالم كثير يدينهم على ما في قلوبهم وأفكارهم ونياتهم إلهانتهم له وإلنحراف قلوبهم .ولكن هذا ليس وقته
في وأنا فيه ،هو كلمة اهلل الذي أعلن إرادة بل هناك يوم للدينونة .ما سمعته منه= منذ األزل ومازلت أسمع فهو ّ 241
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
اهلل للعالم .والمسيح ال يتكلم إالّ ما يسمعه من اآلب .واآلب ال يريد أن تكون الدينونة اآلن .لذلك المسيح لن يتكلم اآلن.
12 سوعَُ «:متَى َرفَ ْعتُم ْاب َن ِ سِ ت اآليات (يو " -:)13–12 :2فَقَ َ سُ ان ،فَ ِحي َن ِئ ٍذ تَ ْف َه ُم َ ون أ َِّني أََنا ُه َوَ ،ولَ ْ اإل ْن َ ال لَ ُه ْم َي ُ ُ ِ ِ ش ْي ًئا ِم ْن َن ْف ِسي ،ب ْل أَتَ َكلَّم ِبه َذا َكما علَّم ِني أَِبي13 .والَِّذي أَر ِ اآلب َو ْح ِدي، أَف َْع ُل َ سلَني ُه َو َمعيَ ،ولَ ْم َيتُْرْكني ُ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ض ِ ين أَفْع ُل ما ير ِ ِ ِ يه»". أل َِّني في ُك ِّل ح ٍ َ َ ُ ْ يخبرهم المسيح هنا بأنهم لن يؤمنوا وسيصلبوه= متى رفعتم إبن ..تفهمون= فهو لن يترك العالم بدون فهم .فمن
رأي الظلمة وشق الحجاب والزلزلة وقيام األموات ..الخ وانفتح قلبه آمن .وربما آمن البعض والبعض اآلخر لم يؤمنوا .ولكن ما فعله اليهود بالمسيح ظل عبر العصور تهمة ملصقة بهم أنهم صلبوا رب المجد .وكلمة رفع في
رفعتم إبن اإلنسان تعني في المفهوم اليهودي الهوان والمجد ،الصليب والصعود (تك .)::+:711:وبالصليب
إرتفعنا .وفي تقديم الحمل نقول رفع الحمل (في القداس) والكاهن يرفعه فوق رأسه فمن ُيقَ َّدم ذبيحة هو له كل المجد .لست أفعل شيئاً من نفسي= كما تظنون أنني إنسان عادي .ال بل أنا كلمة اآلب .أفعل ما يرضيه= طعامي أن أصنع مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله فإرادته هي إرادة اآلب .وارادة اآلب خالص النفوس .كل
حين = بعض البشر يفعل إرادة اهلل بعض الوقت ،لكن المسيح كان يفعل إرادة اهلل كل حين .والثابت في المسيح يحسب با اًر بسبب هذا .أبي لم يتركني وحدي= منذ اللحظة التي أتيت فيها إلى العالم ،هناك إتحاد دائم بينهما.
كما علمني أبي= كل تعاليم المسيح هي نطق اآلب فيه .فهو كلمة اآلب ويتكلم بكالمه .وستفهمون بعد ذلك في (عب .)11:فاإلبن قبل التجسد الوحدة بيني وبين اآلب ،وأنا ال أنطق بشئ إالّ بما في ذهن اآلب فهو يتكلم ّ كان كائناً عند اهلل ،كائناً معه ،إبناً في حضن أبيه .وبعد التجسد صار اآلب عند المسيح كائناً معه متكلماً فيه. والمسيح اإلبن ينفذ إرادة اآلب فما يريد اآلب إعالنه يعلنه اإلبن= هذا معنى علمني .وبنفس المفهوم نفهم أن
الساعة ال يعلمها إالّ اآلب ،واإلبن ال يعلمها= فاآلب ال يريد إعالنها .إذاً اإلبن لن يعلنها .وبعد كالمه هذا آمن به كثيرون (آية )7:فهناك أقلية نقية.
61 65 ِ ِ َّ سوعُ لِ ْل َي ُه ِ آم ُنوا ود الَِّذ َ ير َ ون .فَقَا َل َي ُ آم َن ِبه َكث ُ ين َ اآليات (يوَ " -:)75–65 :2وَب ْي َن َما ُه َو َيتَ َكل ُم ِبه َذا َ 66 ون تَالَ ِم ِ يذيَ 61 ،وتَ ْع ِرفُو َن ا ْل َحقََّ ،وا ْل َح ُّ َج ُابوهُ«:إِ َّن َنا ِب ِه«:إِ َّن ُك ْم إِ ْن ثََبتُّ ْم ِفي َكالَ ِمي فَ ِبا ْل َح ِقيقَ ِة تَ ُكوُن َ ق ُي َحِّرُرُك ْم» .أ َ 67 ِ ِ ِ ف تَقُو ُل أَ ْن َ ِ َّ ق ا ْل َح َّ سوعُ«:ا ْل َح َّ ق َح ٍد قَطُّ! َك ْي َ ير َ ون أ ْ َح َرًارا؟» أ َ ستَ ْع َب ْد أل َ يمَ ،ولَ ْم ُن ْ َج َاب ُه ْم َي ُ ت :إن ُك ْم تَص ُ ُذِّريَّ ُة إ ْب َراه َ ِ ِ ِ 60 االب ُن فَ َي ْبقَى أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُك َّل َم ْن َي ْع َم ُل ا ْل َخ ِط َّي َة ُه َو َع ْب ٌد ل ْل َخطي َّةَ .وا ْل َع ْب ُد الَ َي ْبقَى ِفي ا ْل َب ْي ِت إِلَى األ ََب ِد ،أ َّ َما ْ 67 63 اهيمِ . ِ ِ ِ َّ َن ون أ ْ لك َّن ُك ْم تَ ْطلُ ُب َ االب ُن فَ ِبا ْل َح ِقيقَ ِة تَ ُكوُن َ ون أ ْ إِلَى األ ََب ِد .فَِإ ْن َح َّرَرُك ْم ْ َح َرًارا .أََنا َعال ٌم أَن ُك ْم ُذِّرَّي ُة إ ْب َر َ 62 َن َكالَ ِمي الَ مو ِ ون َما َأر َْيتُ ْم ِع ْن َد أَِبي ُك ْم». تَ ْقتُلُوِني أل َّ ض َع لَ ُه ِفي ُك ْم .أََنا أَتَ َكلَّ ُم ِب َما َأر َْي ُ ت ِع ْن َد أَِبيَ ،وأَ ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ َْ 63 َعم َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ يم! يم» .قَ َ يم ،لَ ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ أَ ال لَ ُه ْم َي ُ ون أ ْ َ ال إ ْب َراه َ سوعُ«:لَ ْو ُك ْنتُ ْم أ َْوالَ َد إ ْب َراه َ َج ُابوا َوقَالُوا لَ ُه«:أ َُبوَنا ُه َو إ ْب َراه ُ ِ ِ ِ ق الَِّذي ِ ِ 75و ِ يم" . ان قَ ْد َكلَّ َم ُك ْم ِبا ْل َح ِّ ون أ ْ سٌ اآلن تَ ْطلُ ُب َ لك َّن ُك ُم َ َ َن تَ ْقتُلُوِنيَ ،وأََنا إِ ْن َ َ سم َع ُه م َن اهلل .ه َذا لَ ْم َي ْع َم ْل ُه إ ْب َراه ُ
242
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن) 61 65 ِ ِ َّ سوعُ لِ ْل َي ُه ِ آم ُنوا ون .فَقَ َ ود الَِّذ َ ير َ ال َي ُ آم َن ِبه َكث ُ ين َ اآليات (يوَ " -:)61–65 :2وَب ْي َن َما ُه َو َيتَ َكل ُم ِبه َذا َ 61 ون تَالَ ِم ِ ون ا ْل َحقََّ ،وا ْل َح ُّ ق ُي َحِّرُرُك ْم»". يذيَ ،وتَ ْع ِرفُ َ ِب ِه«:إِ َّن ُك ْم إِ ْن ثََبتُّ ْم ِفي َكالَ ِمي فَ ِبا ْل َح ِقيقَ ِة تَ ُكوُن َ
إلي إن لم يجتذبه اآلب .وفي هذا اإلصحاح نجد تطبيقاً على هذا .هو قال السيد في (يو )111:ال أحد يأتي ّ إصحاح حواري لإلقناع .فنجد أن هناك من يؤمن وهناك من ال يؤمن مع كل محاوالت المسيح لجذبهم .آمن به
كثيرون ..قال يسوع لليهود الذين آمنوا به = آمن األولى تعني اإليمان بالمسيح فعالً believe in himأما آمن الثانية فتأتي بمعنى َّ صدق .believe himاألولى تشير لمن آمن بالمسيح فعالً والثانية تشير لمن آمن بالمسيح حسب رأيهم أن المسيح هو الذي سيحررهم من الرومان ،مسيا الدنيا والسياسة .والمسيح عرف ما في
ضمائرهم وأنهم أضمروا قتله لو لم يحررهم من الرومان ،لذلك بادرهم المسيح بأقوال هي تشجيع لمن آمن ليكون
إيمانه ثابت حقيقي أو لآلخرين تكون لهم فحص ضمير وكشف .كلمات المسيح هنا لمن آمن حقيقة تثبيت
اليمانه ،حتى ال يكون إيمانهم وقتي ضعيف زائف بل إيمان قوي .وكلماته هنا لمن آمن بطريقة خاطئة فيها كشف لحقيقة إيمانه .فالمسيح يريد اإليمان بشخصه والثبات في كالمه بدون أغراض أرضية .إيمان يؤدي
لمعرفة الحق الذي هو اهلل.
إن ثبتم في كالمي= فالمسألة ليست تصديق كالم بل إيمان به ،بل إتباع المسيح تماماً والثبوت في كالمه أي يتخذوه منهجاً وطريقاً ويتبعوه تماماً ويسلمون له اإلرادة والحياة وينفذوا كالمه .هؤالء بنوا بيوتهم على الصخر
(مت ،)17-1113هؤالء يكونون تالميذ للمسيح= بالحقيقة تكونون تالميذي= والتالميذ سيعرفون الحق ومن يعرف الحق يتحرر= والحق يحرركم .إذاً التلمذة هي تلمذة مبادئ وحق وحياة حسب كالمه هو وليس بحسب
أفكارهم هم .وهكذا يتحررون من المعرفة الخاطئة التي تعلموها .والمسيح هنا يكشف أنه ليس المهم أن يتحرروا من الرومان بل أن يتحرروا من جهلهم وكبريائهم وأفكارهم الخاصة وخرافاتهم .فالمسيح يهتم بحياتهم مع اهلل
وليس بالسياسة .فإذا صاروا تالميذ للمسيح فإنهم يتتلمذون للحق ،يعرفونه ويسيرون بمقتضاه= تعرفون الحق= تعرفون ليس معرفة معلومات .فالمعلومات ال تحرر .ولكن المعرفة هي عالقة محبة مع المسيح .وكلمة تعرفون تعني اإلتحاد "وعرف آدم امرأته فولدت "ألنهما صا ار جسداً واحداً" ونعرف الحق أي نتحد بالحق .فنعرف الحق (أي المسيح) ليس معرفة من الخارج ،بل معرفة اإلتحاد ،معرفة من واقع اإلتحاد .والحظ قول بولس " وأوجد
في وأنا فيكم" ومن يفعل سيعرفه وتكون له حياة ،فهو الحياة. فيه ..ألعرفه" (في )::-:17والسيد يقول "إثبتوا ّ فالمعرفة إذاً حياة (يو .)71:3ليس المعرفة السطحية بل معرفة الحب التي تقود للطاعة هي ليست معرفة جمع المعلومات بل العشرة واإلختبار مع اهلل ،وهذا يولد الحب ،هي معرفة إختبارية فيها نتذوق الحق في القلب .وهذا
يأتي بطاعة الوصية .وكلما أعرف المسيح وأعاشره باألكثر أحبه فمن يحبه يطيع وصاياه (يو .)171:1ولكي
نطيع شيئاً ما يجب أن تعرف هذا الشيء ،والمعرفة الحظ هي ثبات في المسيح .والثبات يأتي من اإلنفصال عن الخطية فال شركة للنور مع الظلمة .ومن يسير بمقتضاه يتحرر من سيرته الداخلية التي أبعدته عن اهلل
وزيفت له خصائص المسيا .فالمسيح هو الحق الذي يحرر فمن يعرف المسيح بهذا المفهوم ويتذوق الحب
والحرية والحياة سيتحرر من العبودية لملذات العالم الباطل (تعرفون الحق والحق يحرركم = من وجد لؤلؤة كثيرة
243
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
الثمن فمضى وباع بقية الاللئ) لكن هذا يستلزم طاعة وصايا المسيح .والتلمذة للمسيح هي تسليم مطلق للمسيح
وهذا يعطي المعرفة والحق والحرية والعالم ليس فيه حق مطلق وان وجد فهو نسبي ،لذلك قال بيالطس للمسيح وما هو الحق (يو )711:1حين قال المسيح "جئت للعالم ألشهد للحق" والمسيح سيعرف الناس باآلب ويعرف الناس الحق فهو الطريق والحق ،أي هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الحق ،وهو الذي أعطانا الحرية بموته .فالثبوت
في كالم المسيح يفتح البصيرة والذهن ويستعلن الحق الذي به نحيا مع اهلل وفي اهلل .والحق يحرر المشيئة من
التعلق بالباطل والخطية .وهو حق السلوك والعمل والحب والبذل .من يعرف الحق يتحرر من عبوديته لهذا العالم
الباطل .فالحق هنا هو في مقابل الباطل الذي هو العالم .وهناك فرق بين الحق والصدق .فالصدق هو ما يشعر به المتكلم بحسب رؤيته .لذلك هو نسبي .أما الحق فهو الواقع الحقيقي ،هو المطلق .والحق يلد الحرية ، والحرية تدعم الحق .والحق يحرر من عبودية الموت والخوف وعذاب الضمير والحرية الزائفة حرية الشهوات.
من يعرف المسيح (= الحق) حقيقة يعرف الفرح الحقيقي فيتحرر من لذات العالم الباطل. ولنرى اآلن المنهج الذي يريدنا الرب أن نتبعه.
البداية :طاعة في تغصب= ثبتم في كالمي .وبعد هذا يبدأ اإللتصاق والعشرة واإلكتشاف لشخص المسيح "الطريق والحق والحياة" فنحبه .ومن يحب يطيع (يو )17+1:1:1وهذه الطاعة عن حب .ولكن كلما إزدادت الطاعة يزداد الثبات والمعرفة ،معرفة الحق الذي يحرر .وكلما عرفنا الحق أى المسيح سنحبه فمن عرفه حقيقة وجده يستحق هذا الحب .ومن أحبه حفظ وصاياه ال عن تغصب بل عن حب .
66 ِ ِ ِ ف تَقُو ُل أَ ْن َ ِ َّ ِ َّ ون َح ٍد قَطُّ! َك ْي َ ير َ ستَ ْع َب ْد أل َ آية ( يو " -:)66 :2أ َ يمَ ،ولَ ْم ُن ْ ت :إن ُك ْم تَص ُ َج ُابوهُ«:إن َنا ُذِّريَّ ُة إ ْب َراه َ َح َرًارا؟»". أْ
المسيح بكالمه هذا استثار فيمن كان إيمانه غير صحيح ،أفكاره الخاطئة .هؤالء الذين أظهروا تصديقاً لكالمه
وايماناً من نوع believe himلكنهم يؤمنون ليس بالمسيح الذي يحرر من الخطية ،بل هم يطلبون مسيح
يخلصهم من الرومان ،هؤالء بدالً أن يفكروا في كلمة الحق يحرركم ظنوه يتهمهم بالعبودية السياسية فثارت
النزعات الوطنية فيهم وشعورهم المتكبر بأنهم أوالد إبراهيم الذي كان ح اًر لم يستعبد ألحد ،وهم الشعب المختار الذين هم فوق العالم ،مفروزين عن العالم .ومن هنا بدأوا سلسلة من اإلتهامات للمسيح .وهنا بينما هم يتشدقون
بالحرية نجدهم كاذبين ،فهم تحت الحكم الروماني اآلن( .هم كان لهم حرية دينية وظلوا متمسكين بميراثهم
وتقاليدهم ،وربما كانت هي المقصودة هنا) .لكن واضح الكبرياء والتزييف فهم سألوا أيجوز أن ندفع الجزية
لقيصر ،إذاً هم يدفعون الجزية لقيصر .بل كانوا تحت الحكم اليوناني والفارسي والبابلي ،بل تحت عبودية شعوب صغيرة ،وربما هم في غرورهم ظنوا أن هذه العبودية هي عبودية مؤقتة ،ولذلك يبحثوا عن مسيا يخلصهم
من الرومان .ولكن أت ى لهم مسيا يحدثهم عن الخالص من الخطية فرفضوه .بينما أن الخطية في الحقيقة هي
التي تسلب اإلرادة واإلختيار .والذي يخطئ يصير عبداً للخطية .فالعبودية حقيقة هي للخطية .إذاً الجنس البشري كله فقد حريته حين أخطأ .والمسيح ال يريدهم أن يخلطوا ما بين الحرية من الخطية والحرية السياسية.
244
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن) 67 ق ا ْل َح َّ سوعُ«:ا ْل َح َّ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ َّن ُك َّل َم ْن اآليات (يو " -:)63–67 :2أ َ َج َاب ُه ْم َي ُ ِ ِ ِ 60 االب ُن فَ َي ْبقَى إِلَى األ ََب ِد63 .فَِإ ْن ل ْل َخطي َّةَ .وا ْل َع ْب ُد الَ َي ْبقَى ِفي ا ْل َب ْي ِت إِلَى األ ََب ِد ،أ َّ َما ْ َح َرًارا" . تَ ُكوُن َ ون أ ْ
َي ْع َم ُل ا ْل َخ ِط َّي َة ُه َو َع ْب ٌد االب ُن فَ ِبا ْل َح ِقيقَ ِة َح َّرَرُك ْم ْ
اليهود ظنوا أن الحرية هي من الرومان .والسيد يقول هنا ..ال فالعبودية هي للخطية وليست للرومان .والحرية
الحقيقية هي من الخطية وليس من الرومان.
كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية= ليس إنسان بال خطية ولكن المقصود هنا هو من يفضل الخطية
ويختارها تاركاً طريق اهلل ويقيم عهداً مع الخطية ،وتقوده شهواته .تبدأ الخطية بسقطة ثم يتعود اإلنسان عليها فتصبح عادة فإستعباد .في البداية يظن اإلنسان أنه يستطيع تركها في أي وقت ،ومع الوقت يستعبد لها وال يقدر
أن يتركها ،ويفقد اإلنسان سيطرته على إرادته .والذي يفعل الخطية فهو يحيا حياة اإلثم والتعدي ،إذ ترتبط بالعالم
ويفقد حريته ثم نفسه ويكون قد فقد حرية البنين وصار عبداً للخطية وابليس يسيطر عليه ويتولى قيادته
(:يو .)117وبالتالي الحرية هي القداسة والعبودية هي الخطية .الحرية تقودنا إلى اهلل والخطية تقودنا إلى إبليس. والمسيح أتى ليحررنا من يد إبليس ويعيدنا إلى حق البنين وميراث بيت اهلل أي الشركة في ميراث اإلبن .وهدف
الحياة هو العالقة مع اهلل ،والخطية تجعلني أفقد هدف الحياة .وهناك حرية مخادعة حين يقول خاطئ "أنا حر أفعل ما أشاء" وهو في الحقيقة مستعبد للخطية كمن يدخن .ولكن الحرية الحقيقية هي عالقة مع اهلل تنشئ حرية من ربط الخطية .الحق الحق أقول= هذا ال يقوله سوى الرب أما األنبياء فكانوا يقولون "هكذا يقول الرب" أما
أما العبد فال يقيم المسيح فيتكلم بإسم نفسه .العبد ال يبقى في البيت إلى األبد= اإلبن له حق البنين في الميراث ّ إما يهرب من نفسه أو أن صاحب البيت يطرده .وهكذا من إستعبد في بيت سيده إقامة دائمة مثل اإلبن ،فهو ّ للخطية فإنه ال يقيم في ملكوت اهلل إلى األبد .ومن يحيا تحت ظل أكثر القوانين حرية فهو مستعبد لو عاش في
الخطية .أما لو حرره اإلبن فهو سيتمتع بحرية حقيقية ويتمتع بميراث البنين .إذاً الحرية التي يتكلم عنها المسيح والتي جاء من أجلها هي أسمى من الحرية من الرومان التي يطلبونها .فبالحقيقة= ليس كحرية اليهود الزائفة أو
حرية الخاطئ المزعومة الذي يزعم أنه بحريته يخطئ .ونالحظ أنهم قالوا أنهم أوالد إبراهيم أهل بيت اهلل والمسيح
قال لن تبقوا في البيت بسبب شروركم فاإلنسان ال يبقى إبناً هلل وللخطية ٍ بآن واحد .وهناك من يحيا في بيت اهلل بروح العبيد طالباً أجرة (كاألخ األكبر لإلبن الضال) .هذا يترك بيت اهلل بسبب تجربة أو طلبة مادية لم تتحقق.
إن حرركم اإلبن ..تكونون أح ار ارً= مهما قلتم أنكم أحرار (سياسياً أو وطنياً) .لكنكم محتاجين للحرية من الداخل. وهذه ال تأتي سوى بالمسيح المخلص ،فهو وحده يفك اإلنسان من أسر الخطية والشيطان .هو يربط القوى الذي
ربط اإلنسان .وهنا إختار رب المجد لقب اإلبن= إن حرركم اإلبن= فبه صرنا أبناء في بيت اآلب ووارثين. اآليات (يو67" -:)75–67 :2أََنا 62 ت ِع ْن َد ِفي ُك ْم .أََنا أَتَ َكلَّ ُم ِب َما َأر َْي ُ
اهيمِ . ِ ِ ِ َّ لك َّن ُك ْم َعال ٌم أَن ُك ْم ُذِّرَّي ُة إ ْب َر َ ون َما َأر َْيتُ ْم أَِبيَ ،وأَ ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ
َن َكالَ ِمي الَ مو ِ َن تَ ْقتُلُوِني أل َّ ون أ ْ ضعَ لَهُ تَ ْطلُ ُب َ َْ 63 ِ َج ُابوا َوقَالُوا لَ ُه«:أ َُبوَنا ُه َو ع ْن َد أَِبي ُك ْم» .أ َ
245
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
اهيم! 75و ِ َعم َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َن يم» .قَ َ ون أ ْ اآلن تَ ْطلُ ُب َ لك َّن ُك ُم َ يم ،لَ ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ َ ال لَ ُه ْم َي ُ ون أ ْ َ ال إ ْب َر َ سوعُ«:لَ ْو ُك ْنتُ ْم أ َْوالَ َد إ ْب َراه َ إ ْب َراه ُ ِ ِ ِ ق الَِّذي ِ ِ يم" . ان قَ ْد َكلَّ َم ُك ْم ِبا ْل َح ِّ سٌ َ تَ ْقتُلُوِنيَ ،وأََنا إِ ْن َ سم َع ُه م َن اهلل .ه َذا لَ ْم َي ْع َم ْل ُه إ ْب َراه ُ المسيح ينفي عن اليهود أنهم أوالد إبراهيم بالحقيقة (غل ،)1:+317فأوالد إبراهيم يعملون أعمال إبراهيم ولهم
إيمان إبراهيم ولكنه قال إنكم ذرية إبراهيم= أي نسله بالجسد ولكن هذا ال يحررهم من إبليس والخطية .أي لم يتبق لليهود سوى تاريخ يتمسحون به وهم غرباء عنه ،وهذا يتضح من أنهم صاروا عمي وصم لم يسمعوا ولم
يعرفوا المسيح الذي فرح به إبراهيم .بل يطلبون قتل المسيح ألنه يبكتهم ويريد أن يعرفهم طريق الحياة وذلك ألن
قلوبهم مملوءة حسداً وضعه إبليس ،ووضع في قلوبهم خطط قتل للمسيح وهم إنصاعوا وراءه فهم بهذا مستعبدين
إلبليس وليسوا أح ار اًر .فالمسيح جاء ومعه خطة اآلب للخالص الذي سيتممه بموته .وهم إستلموا خطة القتل من إبليس أبيهم كما رسمها لهم فهو قاتل وأبو كل كذاب .أما إبراهيم فتشفع من أجل خطاة سدوم وعمورة حتى ال
يموتوا .كالمي ال موضع له فيكم= لقد أغلقتم قلوبكم بسبب حقدكم وحسدكم لي وتعصبكم األعمى ضدي .كل هذا مأل قلوبكم فما عاد فيها موضع لكالمي .فكالمي نزل على أرض محجرة .أتكلم بما رأيت عند أبي= فهو
يعلن عن الحق والحياة األبدية التي يريدها اآلب للبشر .وهذه في مقابل أنتم تعملون ما رأيتم عند أبيكم أي إبليس فهم لم يروا الشيطان وال ما عند الشيطان ولكن المعنى توافق اآلراء بينهم وبين الشيطان في قتل المسيح. ونالحظ في ( )71أن المسيح نسب لنفسه الكالم ونسب لهم األعمال فهو يكلمهم عن اآلب وهم يخططون لقتله.
ونالحظ في ( )1:إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه من اهلل= فهو اإلنسان يسوع المسيح الوسيط بين اهلل
والناس .أبونا هو إبراهيم= السيد لم يوافق على هذه العبارة فالبنوة إلبراهيم كما قال السيد هنا (وكررها بولس الرسول بعد ذلك) ليست بحسب الجسد ،إنما بأن يعمل اإلنسان أعمال إبراهيم ويكون له نفس إيمانه .هي بنوة
روحية وليست جسدية.
71 ال أَِبي ُكم» .فَقَالُوا لَ ُه«:إِ َّن َنا لَم نُولَ ْد ِم ْن ِزًنا .لَ َنا أَب و ِ اح ٌد َو ُه َو َع َم َ اآليات (يو " -:)03–71 :2أَ ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ ون أ ْ ٌ َ ْ ْ 71 ت .أل َِّني لَم ِ ت ِم ْن ِقب ِل ِ آت ِم ْن اهللُ» .فَقَ َ اهلل َوأَتَ ْي ُ ان اهللُ أ ََبا ُك ْم لَ ُك ْنتُ ْم تُ ِحبُّوَن ِني ،أل َِّني َخ َر ْج ُ سوعُ«:لَ ْو َك َ َ ال لَ ُه ْم َي ُ ْ 76 سم ُعوا قَ ْولِي77 .أَ ْنتُم ِم ْن أ ٍ َب ُه َو َن ْف ِسيَ ،ب ْل َذ َ ون أ ْ ون َكالَ ِمي؟ أل ََّن ُك ْم الَ تَ ْق ِد ُر َ سلَ ِني .لِ َما َذا الَ تَ ْف َه ُم َ اك أ َْر َ ْ َن تَ ْ َ ق ألَنَّ ُه لَ ْيس ِف ِ شهو ِ ِ ان قَتَّاالً لِ َّلن ِ يه اس ِم َن ا ْل َب ْد ِءَ ،ولَ ْم َيثْ ُب ْت ِفي ا ْل َح ِّ َن تَ ْع َملُواَ .ذ َ ون أ ْ ات أَِبي ُك ْم تُ ِر ُ اك َك َ يد َ َ يسَ ،و َ َ َ إِ ْبل ُ 70 َّ ِ ِ اب َوأ َُبو ا ْل َك َّذ ِ َما أَ َنا فَأل َِّني أَقُو ُل ا ْل َح َّ ستُ ْم ابَ .وأ َّ َحق÷َ .متَى تَ َكلَّ َم ِبا ْل َكذ ِب فَِإ َّن َما َيتَ َكلَّ ُم م َّما لَ ُه ،أل ََّن ُه َكذ ٌ ق لَ ْ ون ِبي؟ 77اَلَِّذي ِم َن ِ ِ ون ِبي73 .م ْن ِم ْن ُكم يب ِّكتُِني علَى َخ ِطي ٍ اهلل َّة؟ فَِإ ْن ُك ْن ُ ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ تُ ْؤ ِم ُن َ َ ْ َُ ت أَقُو ُل ا ْل َحقََّ ،فل َما َذا لَ ْ َ ِ 72 ِ ِ ِِ س ًنا: َجاب ا ْل َي ُه ُ س َم ُع َ ستُ ْم م َن اهلل» .فَأ َ ود َوقَالُوا لَ ُه«:أَلَ ْ ون ،أل ََّن ُك ْم لَ ْ ستُ ْم تَ ْ س َمعُ َكالَ َم اهلل .لذل َك أَ ْنتُ ْم لَ ْ َي ْ س َنا َنقُو ُل َح َ 05 73 ِ ش ْيطَ ٌ ِ إِ َّن َك س ِ ت ام ِر ٌّ س ِبي َ ي َوِب َك َ سُ ش ْيطَ ٌ َج َ ان؟» أ َ ان ،لك ِّني أُ ْك ِرُم أَِبي َوأَ ْنتُ ْم تُ ِهينُوَنني .أََنا لَ ْ سوعُ«:أََنا لَ ْي َ اب َي ُ َ 01 ِ ق ا ْل َح َّ ين .اَْل َح َّ ت إِلَى َح ٌد َي ْحفَظُ َكالَ ِمي َفلَ ْن َي َرى ا ْل َم ْو َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ ْن َك َ ب َوَي ِد ُ ان أ َ وج ُد َم ْن َي ْطلُ ُ ب َم ْجديُ .ي َ أَ ْطلُ ُ 01 طا ًنا .قَ ْد م َ ِ ِ :اآلن َعلِ ْم َنا أ َّ َح ٌد َي ْحفَظُ ش ْي َ األ ََب ِد» .فَقَ َ َن ِب َك َ اءَ ،وأَ ْن َ ال لَ ُه ا ْل َي ُه ُ ت تَقُو ُل:إِ ْن َك َ ود َ ان أ َ يم َواألَ ْن ِب َي ُ َ ات إ ْب َراه ُ 06 ِ ِ ِ ِ اء َماتُواَ .م ْن تَ ْج َع ُل يم الَِّذي َم َ وق ا ْل َم ْو َ َكالَ ِمي َفلَ ْن َي ُذ َ ت إِلَى األ ََب ِد .أَلَ َعلَّ َك أ ْ ات؟ َواألَ ْن ِب َي ُ َعظَ ُم م ْن أَبي َنا إ ْب َراه َ
246
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن) 07 ِ ون أَ ْنتُ ْم س َم ْج ِدي َ سوعُ«:إِ ْن ُك ْن ُ ش ْي ًئا .أَِبي ُه َو الَِّذي ُي َم ِّج ُد ِني ،الَِّذي تَقُولُ َ َج َ س َك؟» أ َ ُم ِّج ُد َن ْفسي َفلَ ْي َ اب َي ُ َن ْف َ ت أَ 00 ون ِم ْثلَ ُكم َك ِاذباِ ، َحفَظُ ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُهَ .وأ َّ سُ َع ِرفُ ُهَ .وِا ْن ُق ْل ُ َع ِرفُ ُه أَ ُك ُ َع ِرفُ ُه َوأ ْ لك ِّني أ ْ تأْ َما أََنا فَأ ْ ْ ً ت إِ ِّني لَ ْ له ُك ْمَ ،ولَ ْ إِ َّن ُه إِ ُ 07 قَولَ ُه03 .أَبو ُكم إِ ْبر ِ س َن ًة َب ْع ُد، اه َن َي َرى َي ْو ِمي فَ َأرَى َوفَ ِر َح» .فَقَ َ يم تَ َهلَّ َل ِبأ ْ ال لَ ُه ا ْل َي ُه ُ س َ ْ ون َ س لَ َك َخ ْم ُ ود«:لَ ْي َ ُ ْ َ ُ 03 02 َن ي ُك َ ِ ِ أَفَ أر َْي َ ِ ِ ق ا ْل َح َّ سوعُ«:ا ْل َح َّ يم أََنا َك ِائ ٌن» .فَ َرفَ ُعوا ِح َج َارةً يم؟» قَ َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :قَ ْب َل أ ْ َ ال لَ ُه ْم َي ُ َ ون إ ْب َراه ُ ت إ ْب َراه َ اختَفَى و َخرج ِم َن ا ْله ْي َك ِل م ْجتَ ًا ِ ضى ه َك َذا" . لِ َي ْر ُج ُموهُ .أ َّ سوعُ فَ ْ س ِط ِه ْم َو َم َ َ ََ از في َو ْ َ َما َي ُ ُ
71 ال أَِبي ُكم» .فَقَالُوا لَ ُه«:إِ َّن َنا لَم ُنولَ ْد ِم ْن ِزًنا .لَ َنا أَب و ِ اح ٌد َو ُه َو اهللُ»". َع َم َ آية ( يو " -:)71 :2أَ ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ ون أ ْ ٌ َ ْ ْ
هم يدعون هنا أنهم أوالد اهلل ،ولو كانوا حقاً أوالد اهلل لعرفوا المسيح .ولكانت أعمالهم أعمال خير ومحبة .أبناء زنا= أي لم تختلط دمائنا بالوثنيين ،فاإلختالط بهم يسمونه زنا ،وعبادة األوثان زنا روحي .وهم َّ يدعون كذباً أنهم لم يعبدوا األوثان ،فاألنبياء أتهموهم بهذه التهمة.
71 ت ِم ْن ِقب ِل ِ اهلل اآليات (يو " -:)77–71 :2فَقَ َ ان اهللُ أ ََبا ُك ْم لَ ُك ْنتُ ْم تُ ِحبُّوَن ِني ،أل َِّني َخ َر ْج ُ سوعُ«:لَ ْو َك َ َ ال لَ ُه ْم َي ُ 76 ت .أل َِّني لَم ِ س َم ُعوا آت ِم ْن َن ْف ِسيَ ،ب ْل َذ َ ون أ ْ َوأَتَ ْي ُ ون َكالَ ِمي؟ أل ََّن ُك ْم الَ تَ ْق ِد ُر َ سلَ ِني .لِ َما َذا الَ تَ ْف َه ُم َ َن تَ ْ اك أ َْر َ ْ شهو ِ ِ قَ ْولِي77 .أَ ْنتُم ِم ْن أ ٍ ان قَتَّاالً لِ َّلن ِ اس ِم َن ا ْل َب ْد ِءَ ،ولَ ْم َيثُْب ْت َن تَ ْع َملُواَ .ذ َ ون أ ْ ات أَِبي ُك ْم تُ ِر ُ اك َك َ يد َ يسَ ،و َ َ َ َب ُه َو إِ ْبل ُ ْ َّ ِ ِ ق أل ََّن ُه لَ ْي ِ ِ اب َوأَُبو ا ْل َك َّذ ِ اب" . ِفي ا ْل َح ِّ س فيه َحقَ .متَى تَ َكلَّ َم ِبا ْل َكذ ِب فَِإنَّ َما َيتَ َكلَّ ُم م َّما لَ ُه ،أل ََّن ُه َكذ ٌ َ
هم قالوا أنهم أوالد اهلل والمسيح يرد عليهم بأنهم ليسوا أوالد اهلل ألنهم لو كانوا أوالد اهلل لعرفوه إذ هو إبن اهلل ،ولو
عرفوه ألحبوه لكنهم أرادوا قتله وبهذا أثبتوا أنهم يتبعون إبليس القتال الذي قتل آدم وبنيه .عموماً البنوة هلل هي بصنع مشيئته "من هو أخي وأختى وأمي "..خرجت من قبل اهلل وأتيت= (خرجت من اهلل بترجمة أدق) والخروج
يشير للبنوة اإللهية للمسيح وأتيت تفيد التجسد.
والخروج من ....له 7حاالت في اليونانية1
بمعنى الخروج واإلبتعاد وهذا التعبير إستخدمه التالميذ عن إيمانهم (يو )7:1::وهذا بقدر معرفتهم في ذلك
الوقت.
خروج مع بقاء بجانب ،كزمالة .وهذه إستخدمها المسيح ولكن ليعبر بها عن وجهة نظر التالميذ عن المسيح
(يو )131::فهو يعبر عن قدر فهمهم.
خروج من الداخل مع البقاء في الجوهر (يو )111::وهذا هو تعبير المسيح عن نفسه والمستخدم هنا في آية
( .)11ويشير المعنى أن اإلبن هو من اهلل في وجوده وكيانه ومجده قبل الميالد والتجسد وهو باقي مع اهلل بالرغم من تجسده وبالرغم من خروجه ،هو خروج دون إنفصال عن اآلب في الجوهر.
خرجت= خروج النور من الشمس ،هذا له صفة اإلستم اررية دون إنفصال .أتيت= تفيد إستعالنه كإبن اهلل المتجسد لنا على األرض .ألني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني= فهجومهم عليه هو هجوم على اهلل الذي
247
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
يدعون أنه أبوهم ،فالمسيح يمثله تمثيالً ذاتياً وكلياً كنائب له ،وهو أتى بمشيئة اآلب ليمجد اآلب وليس ليطلب ّ مجد نفسه .لماذا ال تفهمون كالمي ألنكم ال تقدرون أن تسمعوا قولي= كالمي هنا تأتي بمعنى حديثي معكم، وهم غير قادرين أن ي دركوا أقوال المسيح أي حديثه .أما قولي فهي في أصلها اللوغوس والسماع للوغوس يعني اإلدراك بالروح لشخص المسيح وأنه كلمة اهلل .ولماذا لم يدركوه ألنهم لم يحبوا اآلب (يو .)17-1117وكانوا في
كبريائهم يطلبون مجد أنفسهم (يو )1117أما المتواضع فيسكن اهلل عنده (أش ):7173فيكون له األذن الروحية التي تميز صوت اهلل( .يو +7-71:رؤ .)311فإن لم يكن لإلنسان أذن روحية تسمع كلمة اهلل فتكشف طبيعتها اإللهية فلن يفهم هذا اإلنسان حديث المسيح وال ما يقوله فكالمه روحي (رؤ )311ومن ليس له هذه األذن فسيرى
المسيح مجرد إنسان بل مجدف على اهلل إذ يساوي نفسه باهلل لذلك يستحيل أن يفهم أحد اإلنجيل إن لم تكن له األذن الروحية .لذلك فالفهم عند المسيح ال يتوقف على الذكاء العقلي بل على خضوع اإلنسان لمشيئة اهلل،
والطاعة لوصاياه ،وحينئذ تحدث إنارة اهلل في الداخل فيعرف اإلنسان ويفهم .لذلك فهناك بسطاء جداً من ناحية علمهم لكنهم كانوا يعرفون اهلل (التالميذ كانوا صيادين).
أنتم من أب هو إبليس= المسيح هنا يدافع عن اهلل الذي نسبوا أنفسهم له ،فهو ال يريد أن ينتسب هؤالء القتلة
إلى اهلل .والمسيح يعلن أيضاً عن األب المحرك لهم (راجع مت .)7:-731:7شهوات أبيكم تريدون أن تفعلوا= الشيطان له القدرة أن يجعل الناس الذين يخضعون له كأب ،تفعل ما يشتهيه من شر .وشهوة الشيطان تنبع من
عداوة شخصية هلل ولكل من يتبعه .وتريدون تأتي بمعنى اإلصرار وهكذا نرى أبناء إبليس مصرين في عناد وشراسة أن يرتكبوا الخطايا بينما أوالد اهلل نراهم ودعاء مسالمين.
ذاك كان قتاالً للناس منذ البدء= منذ تسبب في موت آدم وحواء ثم نسلهما ،وعلم قايين قتل هابيل ولذلك نقول
في القداس (والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس) .وقوله قتاالً وليس قاتالً تفيد إستم ارريته في قتل الناس. ولم يثبت في الحق= لم يرسخ في الحق الذي خلقه اهلل فيه وطمع في األكثر جداً.
ألنه ليس فيه حق= اهلل هو الوحيد الذي فيه الحق فهو الحق .ويكون معنى كالم المسيح أن اهلل خلق الشيطان في الحق ولكنه رفض أن يثبت في الحق .وطالما إختار اإلنفصال عن اهلل ،لم يعد يعرف الحق فالحق ليس من
طبعه لذلك صار كذاب وأبو الكذاب (تترجم أبو الكذب) فهو مخترعه .فالكذب هو فقدان الحق .ومن هو الكذاب
إالّ الذي ينكر الحق .وصار الشيطان يغرس الكذب في نفوس آدم وحواء (راجع حواره مع حواء "لن تموتا" ويغلف كالمه بمنطق ما هو األلذ وما هو األسهل ،وما هو األسرع واألكثر فائدة والمعقول ،ولآلن يكذب على
الناس قائالً أن اهلل لن يدين الناس وليسلكوا بحسب هواهم فحللوا الزنا بل والشذوذ ،بل يقال اآلن عالمياً أن الشذوذ حرية بل يجب إباحته في كل العالم كعالمة على الحضارة وعدم التخلف .بل يطالبوا الكنيسة في بعض
البالد المتقدمة بحذف اآليات التي تهاجم الشذوذ في الكتاب المقدس النهم يرون فى وجود هذه اآليات عالمة تخلف .وهو يجعل اإلنسان ينسى حقيقة الموت والدينونة .وحينما يرفض اإلنسان مشورة إبليس المزيفة يتالشى
من أمامه أما إذا قبلها يجد الشيطان مسكناً فيه ،وهذا منتهى أمل الشيطان أن يجد مجاالً في اإلنسان فهذا يوسع
إما يتبع الحق الذي هو المسيح .أو يتبع إبليس الذي هو الكذب .يتكلم مما له= من من دائرة تخريبه .واإلنسان ّ
248
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
فضلة القلب يتكلم اللسان .وماذا في داخل إبليس سوى الكذب والقتل .والمولود من إبليس الكذاب ينجذب للكذب
فليس فيه بذرة الحق .أما المولود من اهلل فينجذب للحق .فكل واحد ينجذب للمصدر المولود منه.
70 ون ِبي73 .م ْن ِم ْن ُكم يب ِّكتُِني علَى َخ ِطي ٍ َما أََنا فَأل َِّني أَقُو ُل ا ْل َح َّ َّة؟ اآليات (يوَ " -:)73–70 :2وأ َّ ستُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ َ ْ َُ ق لَ ْ َ ِ ون ِبي؟" فَِإ ْن ُك ْن ُ ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ ت أَقُو ُل ا ْل َحقََّ ،فل َما َذا لَ ْ
أما= المسيح يعط ي المقابل إلبليس ،فالمسيح هو النقيض ألبيهم .وهنا المسيح يشرح لهم لماذا لم يقبلوه بكل ّ الصراحة .هذا ألن طبيعتهم صارت متساوية مع إبليس وهو الذي يقودهم فال ينجذبون للحق .من منكم يبكتني على خطية= كلمة يبكتني هنا تعني إقامة دليل على المتهم .الخطية هنا تجمع كل أنواع الكذب ونفاق إبليس
ضد الحق .فقول المسيح من منكم يبكتني على خطية يتساوى مع إني أقول الحق وأعمل الحق .واذا لم يعثروا له على خطية صار لزاماً عليهم أن يعترفوا بأنهم يقاومون الحق ،وبأن المسيح فعالً من اهلل بل هو اهلل ،فهل يوجد إنسان بال خطية؟ بل الكل زاغوا وفسدوا (رو .):117يبكتني= أي يقيم دليل على خطأ صدر مني .وبهذا القول يثبت المسيح أنه فوق مستوى البشر .فمن هو الذي بال خطية ،هذا إستعالن لمستواه اإللهي .والسؤال
الذي يوجهه المسيح لضمائرهم ..إذا كنت بال خطية فلماذا تهاجمونني ،ولماذا ترفضونني .عليكم أن تراجعوا أنفسكم وتتساءلوا من الذي يحرككم. ون ،ألَنَّ ُكم لَستُم ِم َن ِ ِ ِِ ِ ِ ِ 77 اهلل»". س َم ُع َ ستُ ْم تَ ْ س َمعُ َكالَ َم اهلل .لذل َك أَ ْنتُ ْم لَ ْ آية ( يو " -:)77 :2اَلَّذي م َن اهلل َي ْ ْ ْ ْ الذي من اهلل يسمع= يقصد السماع الروحي أي السماع بالقلب ويالزمه التنفيذ .سماع وطاعة .وقارن مع (:يو .):11ومن هو من إبليس يقول الكذب الذي يسمعه منه ويضمر القتل لآلخرين. 72 ود وقَالُوا لَ ُه«:أَلَس َنا َنقُو ُل حس ًنا :إِ َّن َك س ِ ان؟» ام ِر ٌّ ي َوِب َك َ ش ْيطَ ٌ اآليات (يو " -:)05–72 :2فَأ َ ْ َ َ َ َجاب ا ْل َي ُه ُ َ انِ ، لك ِّني أُ ْك ِرُم أَِبي َوأَ ْنتُ ْم تُ ِهينُوَن ِني" . س ِبي َ ش ْيطَ ٌ سوعُ«:أََنا لَ ْي َ َي ُ
73 اب َج َ أَ
نجدهم بدال من أن يسمعوا ويفهموا يشتمون الرب يسوع .سامرى = هى اهانة وشتيمة للمسيح .فالسامرى فى
نظر اليهود كافر مصيره جهنم ،ويقصدون أيضاً بالسامري عدو الشعب واألمة اليهودية .فألنك تشتمنا فأنت
عدو لألمة اليهودية كالسامريين .وهم بهذا يردون على المسيح ألنه قال لهم أنكم لستم أوالداً إلبراهيم .وبك
شيطان= وهم طالما إتهموه أنه يصنع معجزاته بواسطة الشيطان (مت +111:1 ،711: ،171::مر+1117 لو )1:-:1+:71::وقالوا هذا عن المعمدان (مت .):1-::1::وهم أخذوا يشتمون ألنهم لم يجدوا حجة يردون بها على المسيح وال استطاعوا أن يمسكوا عليه خطية .والمسيح لم يرد على قولهم سامري له فهو أتى من
أجل السامريين أيضاً ،وللجميع موضع في المسيح ،فهم يعرفون أنه جليلي وابن ليوسف ،وهو لن يدخل في منافسة األنساب لكن لم يسكت عن قولهم بك شيطان وقال أنا ليس بي شيطان= ألن هذه اإلهانة تلحق باآلب
الذي فيه .فالمسيح ال يرد على الشتائم بل يظهر الحق .لكني أكرم أبي وأنتم تهينونني المسيح يشرح لليهود أنهم بقولهم أن فيه شيطان يهينون اآلب ،فالمسيح أتى ليعمل ما يريده اآلب ،فإن أهانوا المسيح يكونون قد أهانوا
249
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
اآلب الذي أرسله وهو يعمل ما يريده .وقوله أكرم أبي= حتى ال يظنوا أنه يطلب كرامة لنفسه فيقولون عنه أنه
متعجرف .الذي يطلب مجدي هو اآلب= فهو الذي يدين من يهينني .أنا أمجده وهو يمجدني وسيدين من يهينني.
ق ا ْل َح َّ آية ( يو01" -:)01 :2اَْل َح َّ ت إِلَى األ ََب ِد»". َح ٌد َي ْحفَظُ َكالَ ِمي َفلَ ْن َي َرى ا ْل َم ْو َ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ ْن َك َ ان أ َ في مقابل الدينونة الرهيبة لمن يهين اإلبن الذي جاء ليكرم اآلب ،فإن من يؤمن ويحفظ كالم المسيح له حياة
أبدية ولن يكون للموت سلطان عليه .يحفظ= أي يؤمن بكالمي ويثبت فيه ويستوعبه ويطيعه .يرى الموت= تشير كلمة يرى لرؤية طويلة بال نهاية ودائمة فيها يتأمل اإلنسان ويعاين رعب الموت .بل ويحيا في الجسد
خائفاً من الموت .والمسيح قال لن يرى الموت ولم يقل لن يذوق الموت فهو نفسه ذاق الموت (عب ):11أي
مات بالجسد ولكن يرى الموت تعني أنه لن يموت موتاً روحياً أي ينفصل عن اهلل .وكل من له رؤية للمسيح لن يرى الموت لكنه سيذوق الموت .لذلك ما عاد الموت يخيف أوالد اهلل .ورأينا هذا في مواكب الشهداء.
01 :اآلن اآليات (يو " -:)06–01 :2فَقَ َ ال لَ ُه ا ْل َي ُه ُ ود َ ت وق ا ْل َم ْو َ َح ٌد َي ْحفَظُ َكالَ ِمي َفلَ ْن َي ُذ َ تَقُو ُل:إِ ْن َك َ ان أ َ س َك؟»". اء َماتُواَ .م ْن تَ ْج َع ُل َن ْف َ َواألَ ْن ِب َي ُ
ش ْيطَا ًنا .قَ ْد م َ ِ ِ ت َعلِ ْم َنا أ َّ َن ِب َك َ اءَ ،وأَ ْن َ يم َواألَ ْن ِب َي ُ َ ات إ ْب َراه ُ 06 ِ ِ ِ ِ ات؟ يم الَِّذي َم َ إِلَى األ ََب ِد .أَلَ َعلَّ َك أ ْ َعظَ ُم م ْن أَبي َنا إ ْب َراه َ
اآلن علمنا= كم مرة نتصور أننا علمنا والحقيقة أننا ال نكون نعلم شيئاً .بك شيطان= يجعلك مجنوناً وتتصور أن من يسمعك لن يموت بينما أن اآلباء ماتوا كلهم .وقد مات إبراهيم= الذي كلمه اهلل ،بل مات كل اآلباء الذين كلمهم اهلل .والمسيح كما قلنا لم يقل أن من يؤمن لن يذوق الموت فهو نفسه قد ذاقه ولكنه لم يرى الموت ولن
يراه كل مؤمن .فالمسيح يتكلم عن الموت األبدي واليهود يتكلمون عن الموت الجسدي المحتم أن يراه كل إنسان.
من تجعل نفسك= بالنسبة إلبراهيم ولآلباء .ولو أجاب المسيح على هذا السؤال سيكون مضط اًر لشرح جوانب الهوتية هم غير أهل لها ،فأجاب بما ال يمس مجد اآلب .والحظ تفوق المرأة السامرية على هؤالء .فهي حين
تحيرت في شخصه قالت " ألعلك أعظم من أبينا يعقوب " وهذا لتتعرف على شخصه المبارك ،أما هؤالء فشتموه وأهانوه. ِ ش ْي ًئا .أَِبي ُه َو الَِّذي ُي َم ِّج ُد ِني، س َم ْج ِدي َ ُك ْن ُ ُم ِّج ُد َن ْفسي َفلَ ْي َ ت أَ ون ِم ْثلَ ُك ْم َك ِاذ ًبا، َوأ َّ سُ َع ِرفُ ُهَ .وِا ْن ُق ْل ُ َع ِرفُ ُه أَ ُك ُ تأْ َما أََنا فَأ ْ ت إِ ِّني لَ ْ
07 سوعُ«:إِ ْن َج َ اآليات (يو " -:)00–07 :2أ َ اب َي ُ 00 ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه. الَِّذي تَقُولُ َ له ُك ْمَ ،ولَ ْ ون أَ ْنتُ ْم إِ َّن ُه إِ ُ ِ َحفَظُ قَ ْولَ ُه" . َع ِرفُ ُه َوأ ْ لك ِّني أ ْ المسيح في تواضع واخالء ذات يقول من جهة بشريته أنا ال أمجد نفسي فأنا أخليت ذاتي .وكون أني قلت "إن
كان أحد يحفظ كالمي فلن يرى الموت" فهذا ليس معناه أنني أمجد نفسي بل أقول الحقيقة .واآلب هو الذي
سيعطيني مجدي الذي لي قبل أن أخلى ذاتي .أنا ال أطلب مجداً في منافسة مع اآلب ،بل هو أعطاني مجداً، 250
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)
اآلن ظاه اًر في أعمالي وسيمجدني أيضاً بعد ذلك حين أجلس عن يمينه= أبي هو الذي يمجدني .والمسيح حين
أخلى ذاته فهو أخلى ذاته من مجده ال من ألوهيته وهذا يعنى انه لم يظهر مجده للناس .الذي تقولون أنتم إنه
إلههكم= من يسميه اليهود إلههم هو أبو المسيح وهو والمسيح ذات واحدة لذلك يقول لستم تعرفونه أما أنا
فأعرفه (إشارة إلتحاده باآلب) معرفة المسيح هلل هي معرفة الذات للذات ومعرفة المثيل للمثيل .وهم ال يعرفونه فهم لو عرفوا اهلل لما رفضوا إبنه .ومن أقوى األدلة على معرفة اإلبن لآلب طاعته الكاملة له حتى الصليب.
فهو يعرف إرادته وينفذها والعكس فاليهود ال يعرفون اهلل وال عرفوا إبنه بل صلبوه بجهالة واصرار .أكون مثلكم
كاذباً= لو جاري المسيح اليهود في وطنيتهم الزائفة وتمسكهم بالسبت والثورة على الرومان لكان كاذباً إذ سيخالف إرادة اآلب التي يعرفها حق المعرفة .ومن الكذب أن ال يذكر اإلنسان كل الحقيقة .وكان أسهل على المسيح أن ال يهاجم اليهود ويكشف لهم ضعفهم ليتوبوا .وكان أسهل عليه أن ال يخبرهم بعالقته باآلب حتى ال يتشككوا
ولكنه ال يكذب بل يقول الحق .وحتى ال يصح أنه في إتضاع ينكر عالقته باآلب.هو أتى ليظهر الحق ،وهو
الحق ،واخفاء حقيقة عالقته باآلب يصير هذا ضد الحق اي كذب أحفظ قوله= هي معرفة كاملة ناشئة عن اإلتحاد،فهما واحد ولهما إرادة واحدة .وهذا ظهر فى الطاعة الكاملة حتى إلى الصليب .اآلب يريد واالبن يريد ولكن التنفيذ هو دور االبن .
تأمل :أبي الذي يمجدني= على كل إنسان أن ال يسعى أن يمجد نفسه في نظر الناس ،بل يخدم اهلل في أمانة، واذا أراد اهلل أن يمجده فليمجده. 03 ِ ِ َن َي َرى َي ْو ِمي فَ َأرَى َوفَ ِر َح»". يم تَ َهلَّ َل ِبأ ْ آية ( يو " -:)03 :2أ َُبو ُك ْم إ ْب َراه ُ أبوكم إبراهيم= هذه في مقابل أنه هو إبن اهلل .هنا المسيح يقول أنه بحسب الجسد فإبراهيم أبوكم ولكنه بالنسبة
لي فهو مجرد شاهد رأى خالصي وفرح ..ولكن ماذا رأى إبراهيم؟ في (تك ):1-::111بعد أن قدم إبراهيم إبنه
ذبيحة يقول أنه دعا إسم المكان يهوه يرأة (الرب ُيرى) ولكن الكتاب أمسك عن ذكر ما رآه إبراهيم .وغالباً فاهلل أظهر إلبراهيم تفسير ما صنعه معه وأن ما حدث هو رمز كامل للفداء الذي سيقوم به إبن اهلل الوحيد والذي به يخلص إبراهيم ،وكل من كان على إيمان إبراهيم أي أوالد إبراهيم بالروح ،وهذا ما جعل إبراهيم يتهلل فهو فهم
معنى أن قبائل األرض تتبارك في نسله أي المسيح الذي سيصلب ويقوم ليعطينا قيامة من الموت (وكانت قصة
ذبح إسحق رم اًز لذلك) .ولذلك أشارت العذراء في تسبحتها "كما كلّم أبائنا ،إلبراهيم ونسله إلى األبد"
قدم إبنه إذ آمن (لو +77-71+1:1:أع +1:-1717عب .)::-:31:: +:7-:71:ونالحظ هنا أن إبراهيم ّ أن اهلل قادر على أن يقيم من األموات ثم عاد به حياً ،فهو رأى القيامة مرتين ،مرة باإليمان ،ومرة بالعيان والحظ أن هذه القيامة حدثت بعد 7أيام من طلب اهلل تقديم إسحق ذبيحة .كما نفذ المسيح وصية اهلل ُمقَدماً نفسه على
الصليب وهو مؤمن بالقيامة من األموات.
251
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن) 07 س َن ًة اآليات (يو " -:)03–07 :2فَقَ َ ال لَ ُه ا ْل َي ُه ُ س َ ون َ س لَ َك َخ ْم ُ ود«:لَ ْي َ َن ي ُك َ ِ ِ ق ا ْل َح َّ سوعُ«:ا ْل َح َّ يم أََنا َك ِائ ٌن»03 .فَ َرفَ ُعوا ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :قَ ْب َل أ ْ َ َي ُ ون إ ْب َراه ُ و َخرج ِم َن ا ْله ْي َك ِل م ْجتَ ًا ِ ضى ه َك َذا" . س ِط ِه ْم َو َم َ َ ََ از في َو ْ َ ُ
02 بع ُد ،أَفَ أر َْي َ ِ ِ ال لَ ُه ْم يم؟» قَ َ َْ َ ت إ ْب َراه َ اختَفَى ِح َج َارةً لِ َي ْر ُج ُموهُ .أ َّ سوعُ فَ ْ َما َي ُ
كان عمر المسيح 77سنة في ذلك الوقت ولكن هيبته جعلتهم يعطونه سن 7:سنة .والمسيح قال إبراهيم رأي
يومي ..فقالوا أفرأيت إبراهيم= هم تصوروا أنه يقصد أن إبراهيم رآه بالجسد وبالتالي فهو رأى إبراهيم بالجسد. في ستكمل المواعيد .ولذلك فحينما أعلنوا عدم فهمهم أكمل ولكن ما كان يقصده المسيح أن إبراهيم رأى أنني َّ يسوع بوضوح وأعلن عن أزلية وجوده وأنه كائن قبل إبراهيم .ولم يقل "كنت أنا" فبهذا يصير زمنياً ولكنه قال "أنا كائن" وبهذا يشير إلسمه يهوه أي الكائن .فهنا في مقارنته مع إبراهيم يقرن الخالق (المسيح) بالمخلوق (إبراهيم)
،األبدي األزلي (المسيح) مع الزمني (إبراهيم) .وهم حاولوا قتله وأمسك اهلل أيديهم فالوقت لم يأتي بعد وهم كانوا سيرجمونه بالحجارة .والحظ أن الهيكل كان يبنى في ذلك الوقت وبالتالي كانت الحجارة موجودة بوفرة .ونالحظ
أن إختفاء المسيح من وسطهم لم يكن المرة األولى (لو( +)7:-1111يو)11+71+7:13
ثم تكرر في(
يو +7:1::يو )7:1:1واختفاء المسيح يشير لعماهم الروحي فهو وجد في وسطهم ولم يعرفوه ونجد العكس في اإلصحاح القادم فالمسيح يفتح عيني أعمى فهو أتى لهذا ليفتح عيني كل من يقبله .واختفاءه يشير ألنه لم تأتي
ساعته للموت .ولكن حين أتت الساعة أسلم ذاته بإرادته.
قبل أن يكون (معناها األصلي يصير) إبراهيم ،أنا كائن (أصلها كينونة وأنا كائن أي أهية= إسم اهلل) معنى ما قاله السيد المسيح عن إبراهيم هنا -1
اإلصحاح كله يدور في حوار الهوتي يثبت فيه المسيح أنه إبن اهلل .وبنفس المفهوم يقول لهم هنا ..أنتم تفتخرون بإنتسابكم إلبراهيم أباكم ،لكن بالنسبة لي فإبراهيم هو مجرد شاهد رأى فكرة عن الخالص الذي جئت
ألتممه وأنا أكلمكم عنه .الخالص الذي قلت لكم فيه أنه سيكون لكم حياة أبدية وحرية حقيقية .بل حينما ظهر
إبراهيم كنت أنا كائن فأنا أزلي ألنني إبن اهلل.
252
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)
(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح التاسع)
عودة للجدول
اإلصحاح التاسع في ( )111::يذكر يوحنا بعد حوادث ص (" )::-:وكان عيد التجديد" .وبهذا نفهم أن أحداث ص ،:ص:: جرت في وقت عيد التجديد .بينما أن أحداث ص 1-3جرت في عيد المظال .وعيد المظال يأتي في شهر
أما عيد التجديد فيأتي بعده بشهرين في شهر كسلو (شهر): تشرى (شهر )3العبري وهو يوافق سبتمبر /أكتوبرّ . العبري وهذا يأتي خالل شهر ديسمير أي في الشتاء .ومدة عيد التجديد 3أيام ونسمع عنه في (1مك ):1:وفيه إحتفل المكابيين بتجديد وتطهير الهيكل .ولم نسمع أن المسيح غادر أورشليم بعد أحداث ص 1أي بعد عيد
المظال .إذاً هو غالباً بقى فيها حتى عيد التجديد .ويوحنا وضع هذه المعجزة هنا ،ففي إصحاح ( )1سمعنا أن
المسيح نور العالم ،وهنا التطبيق العملي فهو يعطي إستنارة جسدية وروحية للمولود أعمى .وانتهى اإلصحاح
بقول السيد المسيح "إبراهيم رأي يومي وفرح" وهذا المولود أعمى رأي المسيح واستنارت عيناه وفرح ،وهكذا كل من يرى المسيح يفرح .لذلك وضع يوحنا هذه المعجزة هنا .وكان اليهود يسمون عيد التجديد بعيد األنوار
ويحتفلون فيه بعودة اهلل للحلول في وسطهم .وكان هذا رم اًز لحلول المسيح في وسطهم فهذا معنى إسم عمانوئيل .وعالقة تعاليم الرب في هذه المناسبة مرتبطة بالمناسبة وهي عيد التجديد فهو يربط المفهوم اليهودي
اع صالح ليدشن هيكله الذي تثيره إنتصارات المكابيين بمفهوم الخالص الحقيقي الذي أتى من أجله ،أتي لهم كر ٍ الجديد بدمه ومع أنوار عيد األنوار أو عيد التجديد قال المسيح أنا نور العالم ( .)71:وعندما فُتِ َح باب الخراف في الهيكل لتدخل خراف العيد للذبائح اليومية وقف المسيح وقال أنا هو باب الخراف للهيكل الجديد.
(رو .)7:11وفصل المولود أعمي يق أر في األحد السادس من الصوم الكبير يوم أحد التناصير إلرتباطه
بالمعمودية ويق أر األحد الرابع من شهر طوبة بعد عيد الغطاس إلرتباطه أيضاً بالمعمودية .والمعمودية تعطي إستنارة ألن بها مغفرة الخطايا فتزيل الغشاوة من العيون .لذلك في طقس المعمودية في الكنيسة يلبس المعمد
ثياب بيضاء (تبرير) وزنار أحمر (رمز لدم المسيح) ويمسك الشمامسة شموعاً مضاءة (رمز اإلستنارة).
لماذا ُيخلق إنساناً عاج اًز أو ناقصاً (أو لماذا يتألم اإلنسان) بسبب الخطية دخل الموت ودخل المرض واأللم إلى العالم بعد أن فقد وضعه الطبيعي مع اهلل ،فصارت أي جرثومة قادرة أ ن تهلك اإلنسان .وربما يكون هذا عن إهمال من اإلنسان أو لشئ خارج عن إرادته مثل هذا األعمى فهو قد ولد هكذا .ولكن نالحظ أن اهلل في محبته يعوض الذي ينقصه حاسة بقدرات زائدة في باقي
حواسه ،بل يحنو اهلل نفسه عليه .ويكون السؤال أيهما األفضل أن يولد اإلنسان بكامل قدرات جسمه أو بنقص معين في جسمه وحنو زائد من اهلل .ولقد قال األنبا أنطونيوس للقديس ديديموس الضرير (طوباك يا ديديموس إذ
253
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)
خسرت عينين ترى بهما التراب ولكن لك عينين ترى بهما السماء) فالمسيح ال يعطي عطاء ناقصاً ،بل كل ما يسمح به لي هو لخالص نفسي (:كو )1117عموماً فهذا األعمى ليس له ذنب فيما هو فيه لذلك أتى له
المسيح من نفسه دون أن يسأله ،ليشفيه ولتظهر أعمال اهلل فيه .ولكن ما معنى أن تظهر أعمال اهلل فيه؟! []: أن يتمجد المسيح وتظهر أعماله فيؤمن الناس .لكن هل ليتمجد المسيح وتظهر قدراته الفائقة كان البد أن
يتعذب هذا األ عمى طوال عمره؟! هنا البد أن نفهم ما معنى أن تظهر أعمال اهلل فيه ]1[ ..فما حدث أن شفاء هذا األعمى صار لخالص نفسه .فهو تعرف على المسيح وآمن به كإبن اهلل ،بينما فشل اليهود المبصرين في
هذا .هذه هي أعمال اهلل التي ظهرت ..ليست شفاءه من العمي الجسدي بل شفاءه من العمي الروحي (وهذه هي
الخليقة الجديدة) .فآمن وخلص .وكما كان عمي هذا األعمى سبباً في خالصه ،هكذا كان قصر زكا سبباً في خالصه هو وأهل بيته .إذاً نرى أن العاهات سبب بركة لصاحبها ،وهذا هو حنو اهلل الزائد على أصحاب
العاهات ،أضف لذلك أن اهلل ال يخلق شيئا به عيب .اهلل قادر أن يحول العيوب التي فينا إلى خير لنا ،لذلك علينا أن ال نقول عن العاهات عيب ِخلقى بل علينا ان نطلق عليها بركة خلقية ،فاهلل يخرج من الجافي حالوة "حقاً كما نقول في القداس الغريغوري (حولت لي العقوبة خالصاً) راجع (:كو .)1117وكانت هذه الحالة لشفاء
األعمى رم اًز لما عمله المسيح فاألعمى كان رم اًز لهذا العالم الذي يحيا في ظالم ال يعرف اهلل .فآدم أخطأ ولكننا كلنا حوكمنا بذنبه وصرنا نولد بالخطية مشوهين روحياً كما ولد هذا األعمى مشوها [ ]7ولذلك أتى المسيح إلينا ليظهر فينا أعماله ويفتح بصائرنا .هو صار نموذج إلرادة اهلل في فتح أبصار البشر ،بل تجديد الخليقة كلها.
وكما فتحت أعين هذا األعمى في مياه بركة سلوام تنفتح أعيننا في مياه المعمودية .وبعد هذا ال يصير آدم هو
المسئول عن خطيتي بل أنا المسئول عنها .فبعد أن تنفتح أعيننا في المعمودية ثم نترك المسيح نكون نحن المسئولين عن خطيتنا .لقد شفانا المسيح من أثار خطية آدم بفدائه وفتح أعيننا لنرى اهلل .إذاً لتظهر أعمال اهلل
فيه تعني-1
أن يتمجد اهلل حين تظهر هذه المعجزة.
أن يظهر المسيح أنه أتى ليصحح ما أفسدته الخطية وليظهر أن هذه هي رغبة اآلب.
أن يشفي هذا المولود أعمى جسدياً وروحياً فيخلص.
فعمل اهلل في كماله ال حدود له ،وهو يخرج من النقص كمال ومن الشر خير.
ِِ 1 ِ 1 ينَ «:يا ُم َعلِّ ُم، سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ سا ًنا أ ْ َع َمى ُم ْن ُذ ِوالَ َدته ،فَ َ يما ُه َو ُم ْجتَ ٌاز َأرَى إِ ْن َ اآليات (يوَ " -:)71 –1 :3وف َ 6 اهلل ِف ِ َعما ُل ِ ِ ِ يه. َخ َ َخ َ سوعُ«:الَ ه َذا أ ْ َم ْن أ ْ طأَ :ه َذا أ َْم أ ََب َواهُ َحتَّى ُولِ َد أ ْ َج َ َع َمى؟» .أ َ اب َي ُ طأَ َوالَأ ََب َواهُ ،لك ْن لتَ ْظ َه َر أ ْ َ 0 7 ين الَ ي ِ ِ ِ ال الَِّذي أَر ِ ت ِفي َع َم َ َح ٌد أ ْ َي ْن َب ِغي أ ْ َن َي ْع َم َلَ .ما ُد ْم ُ َع َم َل أ ْ َن أ ْ ستَطيعُ أ َ ام َن َه ٌارَ .يأْتي لَ ْي ٌل ح َ َ ْ ْ َ سلَني َما َد َ 3 ِ ال ه َذا َوتَ َف َل َعلَى األ َْر ِ طلَى ِبالطِّ ِ َع َمىَ 7 .وقَا َل ص َن َع ِم َن التُّ ْف ِل ِطي ًنا َو َ ور ا ْل َعالَِم» .قَ َ ين َع ْي َن ِي األ ْ ض َو َ ا ْل َعالَم فَأََنا ُن ُ ِ ِ ْه ِب ا ْغتَ ِس ْل ِفي ِبرَك ِة ِس ْلو َِّ ص ِ 2 ين َكا ُنوا لَ ُه« :اذ َ ان َوالَِّذ َ ير ُ س ٌل ،فَ َم َ ضى َوا ْغتَ َ يرهُُ :م ْر َ ْ يرا .فَا ْلج َ س َل َوأَتَى َب ً ام» الذي تَ ْفس ُ ََ 3 َعمى ،قَالُوا«:أَلَ ْيس ه َذا ُهو الَِّذي َك َ ِ ون قَالُوا«:ه َذا ُه َو». ستَ ْع ِطي؟» َ آخ ُر َ َي َر ْوَن ُه قَ ْبالً أَنَّ ُه َك َ س َوَي ْ ان َي ْجل ُ َ َ ان أ ْ َ
254
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع) 11 15 اك ش ِب ُه ُه»َ .وأ َّ ون« :إِ َّن ُه ُي ْ َو َ َما ُه َو فَقَ َ اب َذ َ ف ا ْنفَتَ َح ْت َع ْي َن َ ال«:إِ ِّني أََنا ُه َو» .فَقَالُوا لَ ُهَ «:ك ْي َ آخ ُر َ َج َ اك؟» أ َ ال لِي :اذ َ ِ ِ ِ ِ ت ص َن َع ِطي ًنا َو َ طلَى َع ْي َن َّيَ ،وقَ َ وقَ َ ض ْي ُ سٌ ام َوا ْغتَ ِس ْل .فَ َم َ سوعُ َ ان ُيقَا ُل لَ ُه َي ُ ال«:إِ ْن َ ْه ْب إلَى ب ْرَكة س ْل َو َ 11 َعلَم»16.فَأَتَوا إِ َلى ا ْلفَِّر ِ َع َمى. أ ال « : ال ق » ؟ اك ذ ن َي أ « : ه ل ا و ل ا ق ف ت». َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ ص ْر ُ س ْل ُ ين ِبالَِّذي َك َ يس ِّي َ َ ان قَ ْبالً أ ْ ْ ْ ْ ت فَأ َْب َ َوا ْغتَ َ ُ 17 ين وفَتَح ع ْي َن ْي ِه10 .فَسأَلَ ُه ا ْلفَِّر ِ ض َع ص َر ،فَقَ َ ضا َك ْي َ س ْب ٌ يسي َ ت ِح َ َو َك َ ال لَ ُه ْمَ «:و َ ُّون أ َْي ً سوعُ الطِّ َ َ َ َ ف أ َْب َ َ ص َن َع َي ُ ين َ ان َ 13 ان لَ ْيس ِم َن ِ ال قَوم ِم َن ا ْلفَِّر ِ ِ ِ ين«:ه َذا ِ اهلل ،أل ََّن ُه الَ َي ْحفَظُ س ْل ُ يس ِّي َ س ُ َ اإل ْن َ طي ًنا َعلَى َع ْي َن َّي َوا ْغتَ َ ت ،فَأََنا أ ُْبص ُر» .فَقَ َ ْ ٌ هذ ِه اآلي ِ َن يعم َل ِم ْث َل ِ ف ي ْق ِدر إِ ْنس ٌ ِ اق17 .قَالُوا َّ ت»َ . ان َب ْي َن ُه ُم ا ْن ِشقَ ٌ الس ْب َ ات؟» َو َك َ آخ ُر َ َ ون قَالُواَ «:ك ْي َ َ ُ َ ان َخاطئٌ أ ْ َ ْ َ 12 ص ِّد ِ ت َع ْن ُه ِم ْن َح ْي ُ ث إِ َّن ُه فَتَ َح َع ْي َن ْي َك؟» فَقَ َ ود َع ْنهُ ق ا ْل َي ُه ُ َع َمىَ «:ما َذا تَقُو ُل أَْن َ ضا لِأل ْ أ َْي ً ال«:إِنَّ ُه َن ِب ٌّي!»َ .فلَ ْم ُي َ 13 ِ ين«:أَه َذا ْاب ُن ُك َما الَِّذي تَقُوالَ ِن إِ َّن ُه ُوِل َد سأَلُ ُ وه َما قَ ِائلِ َ أ ََّن ُه َك َ ان أ ْ ص َر .فَ َ ص َر َحتَّى َد َع ْوا أ ََب َو ِي الَّذي أ َْب َ َع َمى فَأ َْب َ 11 15 ف ي ْب ِ ف ي ْب ِ اآلن َج َاب ُه ْم أ ََب َواهُ َوقَاالََ «:ن ْعلَ ُم أ َّ َع َمىَ .وأ َّ ص ُر َ ص ُر َ َن ه َذا ْاب ُن َناَ ،وأ ََّن ُه ُولِ َد أ ْ أْ َما َك ْي َ ُ اآلن؟» أ َ َع َمى؟ فَ َك ْي َ ُ 11 فَالَ َنعلَم .أَو م ْن فَتَح ع ْي َن ْي ِه فَالَ َنعلَمُ .هو َك ِ ال أ ََب َواهُ ه َذا أل ََّن ُه َما ام ُل ِّ اسأَلُوهُ فَ ُه َو َيتَ َكلَّ ُم َع ْن َن ْف ِس ِه» .قَ َ َ َ الس ِّنْ . ُْ َ ُْ ْ َ ِ ان ِم َن ا ْل َي ُه ِ َكا َنا َي َخافَ ِ يح ُي ْخ َر ُج ِم َن ا ْل َم ْج َم ِع. ود ،أل َّ اعتََر َ ود َكانُوا قَ ْد تَ َع َ َن ا ْل َي ُه َ اه ُدوا أ ََّن ُه إِ ِن ْ َح ٌد ِبأَنَّ ُه ا ْل َمس ُ ف أَ ال أَبواه«:إِ َّن ُه َك ِ ِ ِ16 اسأَلُوهُ»17.فَ َد َع ْوا ثَ ِان َي ًة ِ َع ِط ام ُل ِّ ان الَِّذي َك َ س َ َع َمىَ ،وقَالُوا لَ ُه«:أ ْ ان أ ْ لذل َك قَ َ َ َ ُ الس ِّنْ ، اإل ْن َ 10 ال«:أ َ ِ اإل ْنس َ ِ م ْج ًداِ ِ ش ْي ًئا هللَ .ن ْح ُن َن ْعلَ ُم أ َّ اك َوقَ َ َعلَ ُم َ اب َذ َ سُ َعلَ ُم .إِ َّن َما أ ْ ت أْ َج َ ان َخاطئٌ» .فَأ َ َخاطئٌ ُه َو؟ لَ ْ َن ه َذا ِ َ َ 17 13 ِ ِ َج َاب ُه ْم«:قَ ْد ص َن َع ِب َك؟ َك ْي َ َواح ًدا :أ َِّني ُك ْن ُ َع َمى َو َ اآلن أ ُْبص ُر» .فَقَالُوا لَ ُه أ َْي ً ت أْ ف فَتَ َح َع ْي َن ْي َك؟» أ َ ضاَ «:ما َذا َ 12 ون أ ْ ِ يروا لَ ُه تَالَ ِمي َذ؟» فَ َ ون أ ْ ضا؟ أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم تُ ِر ُ س َم ُعوا .لِ َما َذا تُ ِر ُ ُق ْل ُ يد َ يد َ س َم ُعوا أ َْي ً شتَ ُموهُ َن تَ ْ ت لَ ُك ْم َولَ ْم تَ ْ َن تَص ُ ِ َما ه َذا فَ َما َن ْعلَ ُم ِم ْن وسىَ 13 .ن ْح ُن َن ْعلَ ُم أ َّ وسى َكلَّ َم ُه اهللَُ ،وأ َّ اكَ ،وأ َّ ت ِت ْل ِمي ُذ َذ َ َوقَالُوا«:أَ ْن َ َن ُم َ َما َن ْح ُن فَِإ َّن َنا تَالَمي ُذ ُم َ 65 ِ ون ِم ْن أ َْي َن ُه َوَ ،وقَ ْد فَتَ َح َع ْي َن َّي. اب َّ الر ُج ُل َوقَ َ ستُ ْم تَ ْعلَ ُم َ َج َ أ َْي َن ُه َو» .أ َ ال لَ ُه ْم«:إِ َّن في ه َذا َع َج ًبا! إِ َّن ُك ْم لَ ْ 61 61 ِ اة .و ِ َن اهلل الَ يسمع ِل ْل ُخ َ ِ َّه ِر لَ ْم س َمعُُ .م ْن ُذ الد ْ َح ٌد َيتَّ ِقي اهللَ َوَي ْف َع ُل َم ِش َ لك ْن إِ ْن َك َ ان أ َ َوَن ْعلَ ُم أ َّ َ َ ْ َ ُ يئتَ ُهَ ،فله َذا َي ْ ط َ 67 َعمى66 .لَو لَم ي ُك ْن ه َذا ِم َن ِ ٍ أج ُابوا َوقَالُوا ش ْي ًئا». س َم ْع أ َّ َن َي ْف َع َل َ اهلل لَ ْم َي ْق ِد ْر أ ْ َ ْ ْ َ َن أ َ ُي ْ َح ًدا فَتَ َح َع ْي َن ْي َم ْولُود أ ْ َ ارجا60 .فَ ِ َخ َر ُجوهُ َخ ِ ار ًجا، سوعُ أ ََّن ُه ْم أ ْ ت تُ َعلِّ ُم َنا!» فَأ ْ ت ِب ُج ْملَ ِت َكَ ،وأَ ْن َ ت أَ ْن َ لَ ُهِ «:في ا ْل َخطَ َايا ُولِ ْد َ َخ َر ُجوهُ َخ ِ ً سمعَ َي ُ َ 67 63 ِ سوعُ« :قَ ْد س ِّي ُد ألُو ِم َن ِب ِه؟» فَقَ َ اب َذ َ َج َ فَ َو َج َدهُ َوقَا َل لَ ُه«:أَتُ ْؤ ِم ُن ِب ْاب ِن اهلل؟» أ َ ال لَ ُه َي ُ اك َوقَا َلَ « :م ْن ُه َو َيا َ 63 62 ت أََنا إِلَى س َج َد لَ ُه .فَقَ َ َأر َْيتَ ُهَ ،والَِّذي َيتَ َكلَّ ُم َم َع َك ُه َو ُه َو!» .فَقَ َ سوعُ«:لِ َد ْي ُنوَن ٍة أَتَ ْي ُ ال َي ُ س ِّي ُد!»َ .و َ ال« :أُو ِم ُن َيا َ 75 ين ي ْب ِ ِ ين الَ ي ْب ِ ه َذا ا ْلعالَِم ،حتَّى ي ْب ِ ين َكا ُنوا َم َع ُه ِم َن س ِمعَ ه َذا الَِّذ َ ص ُر َ ص ُر َ ص َر الَِّذ َ ون َوَي ْع َمى الَّذ َ ُ ُ َ ُ ون» .فَ َ َ 71 ِ ا ْلفَِّر ِ سوعُ«:لَ ْو ُك ْنتُ ْم ُع ْم َيا ًنا لَ َما َكا َن ْت لَ ُك ْم َخط َّي ٌة. ان؟» قَ َ ضا ُع ْم َي ٌ يس ِّي َ ينَ ،وقَالُوا لَ ُه«:أَلَ َعلَّ َنا َن ْح ُن أ َْي ً ال لَ ُه ْم َي ُ صر ،فَ َخ ِطيَّتُ ُكم ب ِ ِ وِ اآلن تَقُولُ َ ِ َّ اق َي ٌة" . لك ِن َ ْ َ َ ون إن َنا ُن ْب ُ ِِ 1 ِ 1 ينَ «:يا ُم َعلِّ ُم، سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ سا ًنا أ ْ َع َمى ُم ْن ُذ ِوالَ َدته ،فَ َ يما ُه َو ُم ْجتَ ٌاز َأرَى إِ ْن َ اآليات (يوَ " -:)0 –1 :3وف َ 6 اهلل ِف ِ َعما ُل ِ ِ ِ يه. سوعُ«:الَ ه َذا أ ْ َم ْن أ ْ َخطَأَ :ه َذا أ َْم أ ََب َواهُ َحتَّى ُولِ َد أ ْ َج َ َع َمى؟» .أ َ اب َي ُ َخطَأَ َوالَأ ََب َواهُ ،لك ْن لتَ ْظ َه َر أ ْ َ 0 7 ين الَ ي ِ ِ ِ ال الَِّذي أَر ِ ت ِفي َع َم َ َح ٌد أ ْ َي ْن َب ِغي أ ْ َن َي ْع َم َلَ .ما ُد ْم ُ َع َم َل أ ْ َن أ ْ ستَطيعُ أ َ ام َن َه ٌارَ .يأْتي لَ ْي ٌل ح َ َ ْ ْ َ سلَني َما َد َ ِ ور ا ْل َعالَِم»". ا ْل َعالَم فَأََنا ُن ُ
255
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)
من أخطأ هذا أم أبواه حتى ُوِل َد أعمى= فاليهود يرجعون كل مرض وكل عاهة تصيب اإلنسان إلى خطية قد إرتكبها وبسببها يعاقب ،أو خطية ألبواه وينال هو جزاؤها ،أو خطية إقترفها هو ذاته في حياة أخرى عاشها قبل
والدته في هذه الحياة بمقتضى عقيدة تناسخ األرواح أي عودة إلى جسد آخر لتحيا فيه من جديد ،التي كانت شائعة في ذلك الوقت في بلدان الشرق األوسط وال سيما في مصر وفلسطين والهند .ولذلك قال الفريسيين
لألعمى بعد أن شفي "في الخطيئة ولدت أنت بجملتك" ( .)711:فالفلسفات نشرت فكرة تناسخ األرواح وأيضاً فهم اليهود الخاطئ لآلية "يفتقد ذنوب اآلباء في األبناء حتى الجيل الثالث والرابع" جعلهم يتصورون أن اهلل قد
يعاقب مولود نتيجة أخطاء أبويه .ومع أن اهلل صحح هذا المفهوم (حز )11:1إالّ أن الفكرة ظلت مستمرة ومعنى
أن اهلل يفتقد ذنوب اآلباء في ا ألبناء ،أن اهلل يبحث في األبناء ..هل خطايا أبائهم مازالت موجودة ..حينئذ يعاقب .وهو قال الجيل الثالث والرابع حين تكون الخطية صارت شائعة فتكون العقوبة عامة .والحظ أنه لم يقل
أعاقب األبناء بل أفتقد أي أبحث هل الخطية مازالت موجودة .ولكن في بعض األحيان ينشأ طفل بمرض ناتج عن خطية أبواه وذلك مثالً من أمراض النجاسة ،أن أب ينهك صحته فيخرج إبنه ضعيفاً (حز+3171+711:
تث .) :17والمسيح لم يجب عن هذا السؤال ليتركنا نفكر ليس عن سبب األلم الذي نحن فيه ولكن كيف نحول
األلم لعمل إلهي .والمسيح لم يلغي أن هناك عالقة بين الخطية والمرض فمن المؤكد أن هناك عالقة ولكن من العسير أن ندركها نحن بعيوننا فال يصح أن نقول على كل متألم أنه متألم نتيجة خطيته .علينا أن ال نفكر فيمن
أخطأ بل نصلي للمتألم ولكن من السهل أن نؤمن أن كل شئ يؤول إلى مجد اهلل فكل األمور تعمل معاً للخير
للذين يحبون اهلل .وكون أن هناك عالقة بين المرض وبين الخطية يتضح من قول المسيح لمقعد بيت حسدا "ال تخطئ فيكون لك أشر" أنا نور العالم= المسيح هو المرسل (سلوام تعني المرسل) .فهذه البركة تشير لشخص المسيح اإللهي فهو المرسل من اآلب لخالص البشر .وهذه البركة كانت ترمز في النبوات إلى عرش ومملكة
بيت داود (أش +:11نح +:717لو )11:7فالنبوات كانت تقول عن المسيح أنه مرسل من اهلل .والمسيح هو نور العالم ومازال موجوداً في العالم ولن يفارقه ،ويعطي نو اًر وانفتاحاً لكل إنسان يؤمن .هو جاء ليكمل عمل الخليقة
بإعطائها عيون روحية بدالً مما فقدتها بالخطية ورافعاً حجاب الظلمة الذي كان يحجز رؤية اإلنسان هلل .هو يعطي نو اًر للعالم وبصيرة في قلب اإلنسان .وبين هذا عملياً بشفاء األعمى .أعمل أعمال الذي أرسلني= في كل
عمل أو معجزة يقوم به المسيح فهو يستعلن محبة اهلل لنا وارادته من نحونا فهو يفتح عيني األعمى ليعلن أن إرادة اهلل اآلب هي أن نبصر ويقيم لعازر ليعلن أنه يريد لنا القيامة والحياة .ما دام نهار= ما قبل المسيح كان
ليل يغطي اإلنسان ،إذ فقد رؤيته هلل ،وحين جاء المسيح نور العالم صار نهار .والمسيح صنع معجزات شفاء كثيرة وعلَّم تعاليم محيية طوال فترة وجوده بالجسد على األرض .والمعنى المباشر الذي يقصده السيد ،أنه طالما أنا في الجسد فألعمل أعمال شفاء لتؤمنوا .ونحن الزلنا نستمتع بنهار المسيح فهو مازال معنا "ها أنا معكم كل
األيام إلى إنقضاء الدهر" (مت )1:111وهو يعمل مع كل واحد ليفتح بصيرته قبل أن يأتي ليله ،وليل الشخص يعني يوم موته وهناك ليل عام وهو يوم الدينونة حين تنتهي فرصة كل إنسان خاطئ أعمى من أن يستنير بنور
المسيح( .فلننتهز الفرصة مادام نهار قبل أن نموت) .ما دمت في العالم فأنا نور العالم فالمسيح لنا هو نور
256
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)
الحياة ،هو يضئ في ظلمة حياتنا .ينبغي أن أعمل= المسيح مشتاق أن يعمل ،ويغير طبيعتنا إلى الخليقة الجديدة .فلنسلم له حياتنا طالما نحن أحياء (مادام هناك نهار) .ما دام نهار= المقصود به وقت العمل .أما
الليل فهو التوقف عن العمل إذاً النهار هو حياة المسيح على األرض بالجسد قبل صلبه .وبالنسبة لي فالنهار
هو مدة حياتي على األرض.
كان اليهود عمياناً روحياً فلم يعرفوا المسيح .كان ذلك بسبب خطاياهم .هم لم يحبوا اهلل فلم يعرفوا المسيح وكان هذا هو حال كل العالم .والمسيح أتى ليعلن اآلب للناس فيحب الناس اهلل وتنفتح عيونهم ،وهذه هي الخليقة
الجديدة ،وهي متاحة لكل العالم .وكان هذا األعمى نموذج لها .كان اليهود عمياناً بالقلب بسبب خطاياهم فلم
يعرفوا المسيح بل صلبوه بينما كانت عيونهم الخارجية سليمة ،بينما كان هذا المولود أعمى مفتوح البصيرة فعرف
المسيح وآمن وخلص .وهكذا كان إبراهيم الذي رأى يوم المسيح وفرح ،وهكذا نحن نحب المسيح دون أن نراه بالجسد.
3 ال ه َذا َوتَ َف َل َعلَى األ َْر ِ ص َن َع ِم َن التُّ ْف ِل ِطي ًنا َوطَلَى ِبالطِّ ِ َع َمىَ 7 .وقَا َل اآليات (يو " -:)7–3 :3قَ َ ين َع ْي َن ِي األ ْ ض َو َ ضى وا ْغتَس َل وأَتَى ب ِ ِ ْه ِب ا ْغتَ ِس ْل ِفي ِبرَك ِة ِس ْلو َِّ صي ًرا" . لَ ُه« :اذ َ س ٌل ،فَ َم َ َ َ َ َ يرهُُ :م ْر َ ْ ام» الذي تَ ْفس ُ ََ
هذه عملية خلق أو هي خلقة تصحيحية .فالمسيح هنا يخلق عينين (تك +311أش )11:1كأن عجنة الطين التي ق منها األعمى عادت ليد خالقها األول يشكل لها من ذات الطين عينين راجع (أر .):1ولعاب المسيح ُخلِ َ يصنع شفاء فهو ينقل من المسيح سر الحياة الجسدية والسليمة والكاملة فهو حي ومحيي وكل جزء من جسده
فيه حياة وشفاء فجسده متحد بالهوته المحيى .إذهب إغتسل في بركة سلوام= وكان على األعمى أن يؤمن ويطيع ويغتسل ولو فكر إلمتنع فلو إغتسل لسقط الطين .وبركة سلوام هي بركة تستمد مياهها من نبع ٍ عال رت البركة بقصد توصيل المياه داخل أسوار أورشليم خالل قناة تحت األرض إسمه حالياً "نبع مريم" وقد ُح ِف ْ ليكون هناك مياه في أورشليم أثناء حصارها .وربما حفرت من أيام سليمان .ومعنى كلمة سلوام= المرسل ألن مياهها مرسلة من مكان آخر ،وليست نابعة من مكانها ،بل منحدرة ومرسلة إليها من نبع آخر أعلى كأن المسيح يقول أن من يشفي األعمى أي المسيح نفسه هو مرسل من اهلل .واإلغتسال فيه معنى المعمودية والمعمودية هي
موت وقيامة مع المسيح المرسل من اهلل= سلوام (رو )7-71:وهذا هو الخلق الجديد .وسماها إشعياء "شيلوه" ( ):11بمعنى مرسلة .وقد ردمت مع الزمن وأعيد إكتشافها .وهي لها إتصال وثيق بخدمة الهيكل لذلك إعتبرت
مياهها مقدسة وكانت تستخدم مياهها في طقوس عيد المظال .والرب أرسل األعمى ليغتسل فيها ،واإلغتسال في مياه مقدسة هو المعمودية .فالماء له دور في الخلقة الجديدة لذلك أرسله المسيح إلى الماء .وكانت المياه مياه
جارية إلنحدار القناة من البركة العليا للبركة السفلى .والمعمودية تسمى اإلستنارة في العهد الجديد فمن ناحية هى غفران للخطية فيتنقى القلب فنبصر ،وهي اتحاد بالمسيح النور الحقيقى الذى يسكن فينا فيعطى استنارة .وهذه
البركة ترمز للمسيح (إش ):11وبالذات لخالص المسيح الهادئ ،وفي (إش ):11نجد مقارنة بين خالص المسيح الهادئ وبين المياه القوية والكثيرة التي كانت ترمز للقوى اإلنسانية التي يتصورها اليهود لخالصهم ،فهم 257
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)
يريدون مسيحاً يقود جيوش .وهذه النبوة تشير ألن اليهود رفضوا المسيح "رذلوا مياه شيلوه الجارية" والحظ أن
المسيح ذهب لألعمى دون أن يسأله أحد ،رم اًز ألنه أتى لتجديد خلقة البشر دون أن يسأله أحد (أش):1:7 نالحظ أن الطين يفسد العين السليمة ،أي الطين يزيد حجم المشكلة .وهكذا في بعض األحيان نتصور أن اهلل
يعقد المشكلة .كما حدث للشعب فالبحر أمامهم وفرعون وراءهم.
ِ 2 ان س ه َذا ُه َو الَِّذي َك َ ين َكا ُنوا َي َر ْوَن ُه قَ ْبالً أ ََّن ُه َك َ ان َوالَِّذ َ ير ُ ان أ ْ َع َمى ،قَالُوا«:أَلَ ْي َ اآليات (يو " -:)11–2 :3فَا ْلج َ 3 ِ ال«:إِ ِّني أََنا ُه َو»15 .فَقَالُوا ش ِب ُه ُه»َ .وأ َّ ون« :إِ َّن ُه ُي ْ َما ُه َو فَقَ َ ون قَالُوا«:ه َذا ُه َو»َ .وآ َخ ُر َ ستَ ْع ِطي؟» آ َخ ُر َ س َوَي ْ َي ْجل ُ 11 ْه ْب ص َن َع ِطي ًنا َوطَلَى َع ْي َن َّيَ ،وقَ َ اك وقَ َ اب َذ َ ف ا ْنفَتَ َح ْت َع ْي َن َ لَ ُهَ «:ك ْي َ ال لِي :اذ َ سٌ َج َ اك؟» أ َ سوعُ َ ان ُيقَا ُل لَ ُه َي ُ ال«:إِ ْن َ 11 ِ ِ ِ ِ َعلَ ُم»". اك؟» قَ َ ت» .فَقَالُوا لَ ُه«:أ َْي َن َذ َ ص ْر ُ س ْل ُ ض ْي ُ ال«:الَ أ ْ ام َوا ْغتَ ِس ْل .فَ َم َ ت فَأ َْب َ ت َوا ْغتَ َ إلَى ب ْرَكة س ْل َو َ إنسان يقال له يسوع= في أصلها اليوناني اإلنسان الذي يقال له يسوع .فاألعمى رأى المسيح أنه في وضع
يفوق كل الناس .أليس هذا هو= فشكله قد تغير .وهكذا كل من عرف المسيح واستنارت عيناه .والحظ أن
المولود أعمى لم يرى المسيح حتى ذلك الوقت. ا ْلفَِّر ِ ين يس ِّي َ ف ضا َك ْي َ أ َْي ً
17 سوعُ س ْب ٌ ت ِح َ َع َمىَ .و َك َ ِبالَِّذي َك َ ان قَ ْبالً أ ْ ص َنعَ َي ُ ين َ ان َ ال لَهم«:و َ ِ ت ،فَأََنا س ْل ُ ض َع طي ًنا َعلَى َع ْي َن َّي َوا ْغتَ َ ص َر ،فَقَ َ ُ ْ َ أ َْب َ
اآليات (يو16" -:)10–16 :3فَأَتَ ْوا إِلَى ين وفَتَح ع ْي َن ْي ِه10 .فَسأَلَ ُه ا ْلفَِّر ِ ُّون يسي َ الطِّ َ َ َ َ َ أ ُْب ِ ص ُر»". السنهدريم مكون من الفريسيين ورؤساء الكهنة .لذلك فالفريسيين هم فرع من السنهدريم .وهؤالء أروا أن المسيح
اح فهو تفل على األرض وصنع طيناً وهذا عمل ،وعالج األعمى وهذا عمل واألعمى كسر السبت في عدة نو ٍ
سار حتى بركة سلوام .والربيين قالوا من يضع دواء في العين يوم سبت فهو حرام ،ولكنهم لم يروا المعجزة في
روعتها فصاروا هم عمياناً وأبصر األعمى .هنا نرى أعمى بالجسد وقد صار مبص اًر ونرى عميان بالبصيرة يرون الماديات وال يرون الحقيقة.
13 ان لَ ْيس ِم َن ِ ال قَوم ِم َن ا ْلفَِّر ِ ين«:ه َذا ِ ون اهلل ،أل ََّن ُه الَ َي ْحفَظُ َّ ت»َ . الس ْب َ آخ ُر َ يس ِّي َ س ُ َ اإل ْن َ آية ( يو " -:)13 :3فَقَ َ ْ ٌ هذ ِه اآلي ِ َن يعم َل ِمثْ َل ِ ف ي ْق ِدر إِ ْنس ٌ ِ اق" . ان َب ْي َن ُه ُم ا ْن ِشقَ ٌ ات؟» َو َك َ َ قَالُواَ «:ك ْي َ َ ُ َ ان َخاطئٌ أ ْ َ ْ َ
هنا بدأ إنشقاق بين الفريسيين .وهذا طبيعي فهناك من هو أعمى القلب وهناك من هو مفتوح البصيرة.
17 ال«:إِ َّن ُه ت َع ْن ُه ِم ْن َح ْي ُ ث إِنَّ ُه فَتَ َح َع ْي َن ْي َك؟» فَقَ َ َع َمىَ «:ما َذا تَقُو ُل أَ ْن َ ضا ِلأل ْ اآليات (يو " -:)16–17 :3قَالُوا أ َْي ً 13 12 ِ ص ِّد ِ وه َما سأَلُ ُ ق ا ْل َي ُه ُ ود َع ْن ُه أَنَّ ُه َك َ ان أ ْ ص َر .فَ َ ص َر َحتَّى َد َع ْوا أ ََب َو ِي الَّذي أ َْب َ َع َمى فَأ َْب َ َن ِب ٌّي!»َ .فلَ ْم ُي َ 15 ف ي ْب ِ َن ه َذا ْاب ُن َنا، َج َاب ُه ْم أ ََب َواهُ َوقَاالََ «:ن ْعلَ ُم أ َّ ص ُر َ قَ ِائلِ َ ين«:أَه َذا ْاب ُن ُك َما الَِّذي تَقُوالَ ِن إِنَّ ُه ُولِ َد أ ْ اآلن؟» أ َ َع َمى؟ فَ َك ْي َ ُ 11 اآلن فَالَ َنعلَم .أَو م ْن فَتَح ع ْي َن ْي ِه فَالَ َنعلَمُ .هو َك ِ ف ي ْب ِ اسأَلُوهُ فَ ُه َو ام ُل ِّ ص ُر َ َوأ ََّن ُه ُولِ َد أ ْ َ َ َع َمىَ .وأَ َّما َك ْي َ ُ الس ِّنْ . ُْ َ ُْ ْ َ
258
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)
ان ِم َن ا ْل َي ُه ِ َيتَ َكلَّ ُم َع ْن َن ْف ِس ِه»11 .قَا َل أ ََب َواهُ ه َذا أل ََّن ُه َما َكا َنا َي َخافَ ِ ف ود ،أل َّ اعتََر َ ود َكا ُنوا قَ ْد تَ َع َ َن ا ْل َي ُه َ اه ُدوا أ ََّن ُه إِ ِن ْ ال أَبواه«:إِ َّن ُه َك ِ ِ ِ 16 ِ ِ اسأَلُوهُ»". ام ُل ِّ يح ُي ْخ َر ُج م َن ا ْل َم ْج َم ِع .لذل َك قَ َ َ َ ُ َح ٌد ِبأ ََّن ُه ا ْل َمس ُ أَ الس ِّنْ ،
نبي= بعد أن كان المسيح في نظره مجرد "إنسان إسمه يسوع" .فبعد أن إنفتحت عيناه صار يسوع نبي .كان إنه ٌ يخبئ الكلمة في قلبه ،ولم يستطع كتمانها أكثر من ذلك ،وشهادته هذه تأكيد للنور الذي دخل قلبه ،والحظ عدم خوفه من الفريسيين= السنهدريم= اليهود .لم يصدق اليهود= هم ظنوها مؤامرة بين المولود األعمى والمسيح
فطلبوا سؤال أبويه وهم خافا حتى ال يخرجوا من المجمع. اآليات (يو17" -:)10–17 :3فَ َد َع ْوا 10 اإل ْنس َ ِ اك اب َذ َ َج َ ان َخاطئٌ» .فَأ َ ه َذا ِ َ اآلن أ ُْب ِ ص ُر»". َو َ
ثَ ِان َي ًة ِ َع ِط ان الَِّذي َك َ س َ َع َمىَ ،وقَالُوا لَ ُه«:أ ْ ان أ ْ اإل ْن َ ال«:أ َ ِ ش ْي ًئا َوقَ َ َعلَ ُم َ سُ َعلَ ُم .إِ َّن َما أ ْ ت أْ َخاطئٌ ُه َو؟ لَ ْ
م ْج ًداِ ِ َن هللَ .ن ْح ُن َن ْعلَ ُم أ َّ َ وِ َع َمى اح ًدا :أ َِّني ُك ْن ُ ت أْ َ
إعط مجداً هلل= عبارة تشير إلى أن هناك إجراء خطير سيتخذ ضدك وهذا اإلجراء له شقين
[ ]:شق ديني= يحرم المتهم من اهلل والحياة األخرى ]1[ .شق مدني= ُي ْعزل عن المجتمع وال يتعامل معه أحد (بيع أو شراء) وهم يخيفونه بهذه العبارة (يش ):113والمعنى إعترف لعل اهلل يرحمك في الحياة األخرى ،فهم
يطالبون المتهم باإلعتراف بالحق خوفاً من اهلل .وأن ق ار اًر سيصدر بقطع المتهم أو إعدامه ،فعليه قبل هذا أن يعترف بخطيته ويعطي بهذا مجداً هلل ليحتفظ بحق الرحمة في الدهر اآلتي بعد أن يكون قد ُح ِرم من كل حقوق الحياة كواحد من شعب اهلل في الحاضر (قتل أو قطع) .وهم هنا يريدون أن يرعبوا هذا األعمى البصير حتى
يسحب إعترافه بأن المسيح نبي وهم يوصوا لألعمى بما يقوله إذ يقررون أمامه بأن المسيح خاطئ ،وأن هذا
حكمهم وهم السنهدريم أي الهيئة الرسمية ،حتى يلتزم بتغيير شهادته .أنا أعمى واآلن أبصر= إن أقوى رد على محاوالت التشكيك في المسيح هي إختباراتنا الشخصية. 17 13 ت لَ ُك ْم َولَ ْم ص َن َع ِب َك؟ َك ْي َ َج َاب ُه ْم«:قَ ْد ُق ْل ُ اآليات (يو " -:)12–13 :3فَقَالُوا لَ ُه أ َْي ً ف فَتَ َح َع ْي َن ْي َك؟» أ َ ضاَ «:ما َذا َ 12 ون أ ْ ِ ت يروا لَ ُه تَالَ ِمي َذ؟» فَ َ ون أ ْ شتَ ُموهُ َوقَالُوا«:أَ ْن َ ضا؟ أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم تُ ِر ُ س َم ُعوا .لِ َما َذا تُ ِر ُ يد َ يد َ س َم ُعوا أ َْي ً َن تَ ْ تَ ْ َن تَص ُ ِ وسى" . اكَ ،وأ َّ ِت ْل ِمي ُذ َذ َ َما َن ْح ُن فَِإ َّن َنا تَالَمي ُذ ُم َ هم يريدون أن يستنطقوه بأن المسيح صنع سح اًر إو إستخدم شياطين ليشفيه أو يقول كالماً مناقضاً لما قاله من
قبل فيمسكونه عليه .وبدأ األعمى البصير يهاجمهم ويسخر منهم فشتموه واتهموه بأنه تلميذ المسيح وليس تلميذاً لموسى( .هذا األعمى الشحات وبخهم= أعلنها لألطفال الصغار وأخفاها عن الحكماء) .تالميذ موسى= كانوا يقولون أنهم تالميذ موسى ويقولون هذا بصلف وكبرياء واستعالء .فإن كانوا يتباهون بأن اهلل كلَّم موسى فإنه من المؤكد أنهم سمعوا شهادة المعمدان بأن السماء إنفتحت للمسيح ،واآلب تكلم يوم عماده .تلميذ ذاك= بهذا هم
فصلوه من المجمع.
259
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع) 65 ِ الر ُج ُل اآليات (يوَ 13" -:)67–13 :3ن ْح ُن َن ْعلَ ُم أ َّ اب َّ وسى َكلَّ َم ُه اهللَُ ،وأ َّ َج َ َما ه َذا فَ َما َن ْعلَ ُم م ْن أ َْي َن ُه َو» .أ َ َن ُم َ ِ ون ِم ْن أ َْي َن ُه َوَ ،وقَ ْد فَتَ َح َع ْي َن َّيَ 61 .وَن ْعلَ ُم أ َّ َوقَ َ ستُ ْم تَ ْعلَ ُم َ س َمعُ َن اهللَ الَ َي ْ ال لَ ُه ْم«:إِ َّن في ه َذا َع َج ًبا! إِ َّن ُك ْم لَ ْ 61 ِ اة .و ِ ِ ِ َح ًدا فَتَ َح َع ْي َن ْي س َم ْع أ َّ س َمعُُ .م ْن ُذ الد ْ َح ٌد َيتَّ ِقي اهللَ َوَي ْف َع ُل َم ِش َ لك ْن إِ ْن َك َ َن أ َ ان أ َ َّه ِر لَ ْم ُي ْ يئتَ ُهَ ،فله َذا َي ْ ل ْل ُخطَ َ 67 َعمى66 .لَو لَم ي ُك ْن ه َذا ِم َن ِ ٍ ت ش ْي ًئا». َن َي ْف َع َل َ اهلل لَ ْم َي ْق ِد ْر أ ْ ت أَ ْن َ أج ُابوا َوقَالُوا لَ ُهِ «:في ا ْل َخطَ َايا ُولِ ْد َ َ ْ ْ َ َم ْولُود أ ْ َ َخ َر ُجوهُ َخ ِ ار ًجا" . ت تُ َعلِّ ُم َنا!» فَأ ْ ِب ُج ْملَ ِت َكَ ،وأَ ْن َ
اهلل ال يسمع للخطاة= (أي +:-1113مز +::-:7171أم +1:1:7 ،1:-131:أر )::1::نرى الفريسيين متشككين ويحاولون تشكيك ذلك األعمى المستنير وما يثير هؤالء الفريسيين أن المسيح لم يحصل منهم على تصريح بما يفعله ،ال منهم وال من مدارسهم .وهم سلطانهم من موسى ،وموسى من اهلل ،وهم يتكلمون بفم موسى
أي بفم اهلل ،ولكن المسيح بأعماله يهدم كل ذلك ،واألعمى رأى وفهم أما هم فتحجروا .وما منعهم من الفهم هو
إحساسهم بضياع سلطانهم .وكان منطق األعمى المستنير ،وان لم تعرفوا من أين هو فيكفي هذه المعجزة ألن تعلموا من هو ومن أين هو ،فهو البد من اهلل فال يمكن أن يسمع اهلل للخطاة (مز .):11::وكالعادة إذ لم يجدوا
رداً بدأوا يشتمونه .في الخطايا ولدت أنت= أي أنت ولدت أعمى بسبب خطاياك وخطايا أبوك وأمك وهذا هو
إما الرأي اليهودي ولكن ما قولهم إذ فتح المسيح عينيه اآلن .ثم طردوه من جماعة اليهود .وكان الحكم بالطرد ّ
لفترة 7:يوماً أو لمدة طويلة .والطرد كان يحرمه من مزاياه الدينية واالجتماعية .الحظ تخبط اليهود "أما هذا فما نعلم من أين هو (" )1:1:هذا نعلم من أين هو (" )1313المسيح متى جاء ال يعرف أحد من أين هو"
(.)1313
اآليات (يو60" -:)62–60 :3فَ ِ َخ َر ُجوهُ َخ ِ ال لَ ُه«:أَتُ ْؤ ِم ُن سوعُ أ ََّن ُه ْم أ ْ ار ًجا ،فَ َو َج َدهُ َوقَ َ سم َع َي ُ َ 67 سوعُ« :قَ ْد َأر َْيتَ ُهَ ،والَِّذي َيتَ َكلَّ ُم َم َع َك س ِّي ُد ألُو ِم َن ِب ِه؟» فَقَ َ اك َوقَ َ َذ َ ال لَ ُه َي ُ الَ « :م ْن ُه َو َيا َ س َج َد لَهُ" . س ِّي ُد!»َ .و َ «أُو ِم ُن َيا َ
63 ِ اب َج َ ِب ْاب ِن اهلل؟» أ َ 62 ال: ُه َو ُه َو!» .فَقَ َ
فوجده= أي فتش عليه حتى وجده ،فالمسيح يبحث عن كل من خسر شيئاً ألجله ليعطيه إختبا اًر أعمق لذلك هو أب األيتام وقاضي األرامل ومعين من ال معين له .والمسيح فتح له باب الحياة األبدية بأن دعاه لإليمان ،وهو إذ طردوه شابه المسيح المرفوض وحمل معه صليبه ،ولقد ظنه األعمى من قبل أنه نبي ،وها هو يؤمن أنه إبن
اهلل .الذي يتكلم معك هو هو= هو الثانية تعني الكينونة (أنا الكائن).
63 ين الَ ي ْب ِ ت أََنا إِلَى ه َذا ا ْلعالَِم ،حتَّى ي ْب ِ ون اآليات (يو " -:)71–63 :3فَقَ َ سوعُ«:لِ َد ْي ُنوَن ٍة أَتَْي ُ ص ُر َ ص َر الَِّذ َ ُ َ ُ َ ال َي ُ 75 ين َكا ُنوا مع ُه ِم َن ا ْلفَِّر ِ ين ي ْب ِ ِ ان؟» ضا ُع ْم َي ٌ يس ِّي َ س ِم َع ه َذا الَِّذ َ ص ُر َ ينَ ،وقَالُوا لَ ُه«:أَلَ َعلَّ َنا َن ْح ُن أ َْي ً َوَي ْع َمى الَّذ َ ُ ََ ون» .فَ َ 71 صر ،فَ َخ ِطيَّتُ ُكم ب ِ ِ ال لَهم يسوعُ«:لَو ُك ْنتُم عميا ًنا لَما َكا َن ْت لَ ُكم َخ ِط َّي ٌة .و ِ اآلن تَقُولُ َ ِ َّ اق َي ٌة" . ق َ َ لك ِن َ ْ َ َ ُ َ ْ ُ َ ُ ْ ون إن َنا ُن ْب ُ ْ ْ ْ َ
260
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)
أتى المسيح للعالم كنور ليفضح الظالم .حتى يبصر الذين ال يبصرون= مثل األعمى وكل الذين آمنوا وتابوا،
فاألعمى آمن وسجد .ويعمي الذين يبصرون= أي الذين َّ يدعون ألنفسهم البصر والبصيرة والعلم والمعرفة، العارفين للحق كالفريسيين ،هؤالء قاوموا ورفضوا اإليمان ألن غلظة قلوبهم أعمت بصائرهم .هؤالء هم من
أسماهم المسيح من قبل الحكماء (حكماء في أعين أنفسهم) والفهماء (لو +1:1::مت +171::رؤ.):317
وقولهم ألعلنا نحن أيضاً= فيها كبرياء وترفع على اآلخرين فهم يشعرون أنهم العلماء العارفين ،وهذا يزيد عماهم. ونرى هنا أن األعمى قَبِل نورين ،نور الجسد ونور اهلل فأبصر واستنار معاً .والفريسيين بإرادتهم ورفضهم إنحجب عنهم النور (يو +::17مت +:11:7لو .)77-7:1:فالنور هو بهجة العيون السليمة وأذى للعيون الكليلة
المريضة .والمسيح نور ومن يقبله وترحب به عينيه يتزايد نورها ،وكل عين ال تقبله يرفع عنها النور .لدينونة
أتيت= إلظهار ما في القلوب ،وتمييز األبرار من األشرار= وضع لسقوط وقيام كثيرين (لو )7111المسيح لم يأتي في مجيئه األول ليدين ،لكن من يرفض اإليمان به يدان= لدينونة أتيت ومن يؤمن به ينجو من الدينونة.
المسيح أتى لينير قلوب العميان لجهلهم فيبصرون ،ويفضح المتكبرون الرافضون .لو كنتم عمياناً لما كانت لكم
خطية= أي لو كان عماكم ناشئ عن جهل بالكتاب المقدس لما أدنتكم ،ولكنكم تعاندون( .قارن مع رو.)::11 والمسيح وصفهم من قبل بأنهم يبصرون ولكنهم في سبيلهم ألن يكونوا غير مبصرين .وما الذي يجعل المبصر ال يرى = سوى أعماله الشريرة وكبرياء ه وخطاياه ،ومع هذا فهم يقولون نحن نبصر ونحن نور للذين في الظلمة
كما فعل الفريسيين .فهم في الحقيقة عميان والخطية أعمت عيونهم .فخطيتكم باقية= طالما أنتم مصرين على خطيتكم وال تريدون أن تأتوا لتبصروا .ولكن لو شعرتم بأنكم عميان وأتيتم لتشفوا فسيضئ لكم النور وتغفر لكم
خطاياكم .ولكنهم ينكرون المسيح ليس جهالً ولكن تجاهالً للحقيقة .ألعلنا نحن أيضاً عميان= اإلنسان الذي
يشعر باإلكتفاء وعدم اإلحتياج للمسيح يتقيأه المسيح (رؤ .):3-::17تقولون أننا نبصر= تدعون المعرفة
وبعنادكم ستظلون كما أنتم.
ملحوظة :نرى األعمى وايمانه يتدرج فأوالً هو قص ما حدث بأمانة وقال عن يسوع أنه اإلنسان مفضالً إياه على باقي البشر ثم أعلن أنه نبي ثم أنه من اهلل فلو لم يكن هذا من اهلل لم يقدر أن يفعل شيئاً .ثم يؤمن به كإبن هلل ويسجد له وهذه هي اإلستنارة .هكذا فاهلل يقود النفس في طريق طاعته واإلعتراف به والشهادة له في إتزان وهدوء
ونمو روحي عجيب .والحظ القول "أليس هذا هو المولود أعمى" فهكذا في حالة توبة أي إنسان ،يستغرب الناس
التغيير الذي حدث فيه ،ويقولون أليس هذا هو فالن .ولكن ما َغي ََّرهُ أنه قابل الرب فشفاه. هؤالء الرعاة أهملوا األعمى حين كان منهم ولما شفاه المسيح طردوه فهم رعاة غير أمناء .والمسيح ال ارعي
الصالح أتى لهذه النفوس التي كسروها .لذلك فاإلصحاح التالي يكلمنا عن الراعي الصالح في مقابل هؤالء
السراق واللصوص ،الرعاة غير األمناء.
261
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح العاشر)
عودة للجدول
اإلصحاح العاشر فصل إنجيل الراعي الصالح يق أر كلما إحتفلت الكنيسة بتذكار أحد البطاركة أو األساقفة القديسين وفي يوم سيامة
أو تجليس البطريرك فالمسيح يرعى كنيسته عن طريقهم( .لذلك يق أر هذا اإلنجيل 71مرة في السنة) .والحظ أن
اآليات ( ):-:هي مثل يضربه السيد المسيح أما بعد ذلك فليس مثالً.
اب إِلَى ح ِظيرِة ا ْل ِخر ِ ق أَقُو ُل لَ ُكم :إِ َّن الَِّذي الَ َي ْد ُخ ُل ِم َن ا ْل َب ِ ق ا ْل َح َّ اآليات (يو«1 " -:)71 –1 :15اَْل َح َّ افَ ،ب ْل َ َ َ ْ 1 ِ ِ ِ6 ِ ِ ِ َما الَِّذي َي ْد ُخ ُل ِم َن ا ْل َب ِ سِ اب، ق َولِ ٌّ صَ .وأ َّ ار ٌ اب فَ ُه َو َراعي ا ْلخ َراف .له َذا َي ْفتَ ُح ا ْل َب َّو ُ َي ْطلَعُ م ْن َم ْوض ٍع آ َخ َر ،فَ َذا َك َ 7 اص َة ِبأَسم ٍ ام َها، َخ َر َج ِخ َارفَ ُه ا ْل َخ َّ ص ْوتَ ُه ،فَ َي ْد ُعو ِخ َارفَ ُه ا ْل َخ َّ اء َوُي ْخ ِر ُج َهاَ .و َمتَى أ ْ َوا ْل ِخ َر ُ اص َة َيذ َ ْه ُ اف تَ ْ س َمعُ َ َم َ ب أَ َْ 0 ت ا ْل ُغرب ِ اء». ص ْوتَ ُهَ .وأ َّ ب ِم ْن ُه ،أل ََّن َها الَ تَ ْع ِر ُ اف تَتْ َب ُع ُه ،ألَنَّ َها تَ ْع ِر ُ َوا ْل ِخ َر ُ ص ْو َ َ َ يب فَالَ تَتْ َب ُع ُه َب ْل تَ ْه ُر ُ َما ا ْل َغ ِر ُ ف َ ف َ 3 ان ُي َكلِّ ُم ُه ْم ِب ِه. سوعَُ ،وأ َّ َما ُه ْم َفلَ ْم َي ْف َه ُموا َما ُه َو الَِّذي َك َ ه َذا ا ْل َمثَ ُل قَالَ ُه لَ ُه ْم َي ُ
ِ اق س َّر ٌ أَتَ ْوا قَ ْبلي ُه ْم ُ َوَي ْخ ُر ُج َوَي ِج ُد َم ْر ًعى.
ِ ِ 2 7 ق ا ْل َح َّ ضا«:ا ْل َح َّ ين اب ا ْلخ َر فَقَ َ افَ .ج ِميعُ الَِّذ َ سوعُ أ َْي ً ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ ِّني أََنا َب ُ ال لَ ُه ْم َي ُ 3 ولُصوص ،و ِ ص َوَي ْد ُخ ُل لك َّن ا ْل ِخ َر َ اب .إِ ْن َد َخ َل ِبي أ َ س َم ْع لَ ُه ْم .أََنا ُه َو ا ْل َب ُ اف لَ ْم تَ ْ َح ٌد فَ َي ْخلُ ُ َ ُ ٌ َ 11 15 ِ ِ لس ِ ْض ُل .أََنا ُه َو اَ َّ ق َوَيذ َْب َح َوُي ْهلِ َكَ ،وأ َّ َما أََنا فَقَ ْد أَتَ ْي ُ س ِر َ ار ُ ون لَ ُه ْم َح َياةٌ َوِل َي ُك َ ت لِتَ ُك َ ون لَ ُه ْم أَف َ ق الَ َيأْتي إِالَّ ل َي ْ ِ ِ اف11 .وأ َّ َِّ الصالِح ي ْب ِذ ُل َن ْفس ُه ع ِن ا ْل ِخر ِ الصالِح ،و َّ ِ َّ ِ ِ س ِت َ َ الراعي َّ ُ َ س َراع ًيا ،الَّذي لَ ْي َ يرَ ،ولَ ْي َ َ الراعي َّ ُ َ َما الذي ُه َو أَج ٌ َ ف ِّ اف لَ ُه ،فَ َيرى ِّ اف َوُي َبد ُ ِ 16 ب ا ْل ِخ َر َ ب ،فَ َي ْخطَ ُ ب ُم ْق ِبالً َوَيتُْر ُك ا ْل ِخ َر َ ا ْل ِخ َر ُ ب ألَنَّهُ ير َي ْه ُر ُ الذ ْئ ُ اف َوَي ْه ُر ُ الذ ْئ َ ِّد َهاَ .واألَج ُ َ ِ ِ 17 الر ِ ِ اآلب اص ِتي تَ ْع ِرفُِنيَ 10 ،ك َما أ َّ يرَ ،والَ ُي َبالِي ِبا ْلخ َر اص ِتي َو َخ َّ ف َخ َّ اعي َّ َما أََنا فَِإ ِّني َّ اف .أ َّ َع ِر ُ الصالِ ُحَ ،وأ ْ َن َ أَج ٌ ِ ِ 13 ِ ِ ِِ َن َضعُ َن ْف ِسي َع ِن ا ْلخ َر اف أ َ افَ .وِلي ِخ َر ٌ َع ِر ُ يرِةَ ،ي ْن َب ِغي أ ْ اآلبَ .وأََنا أ َ َي ْع ِرفُِني َوأََنا أ ْ ف َ ُخ ُر لَ ْي َ س ْت م ْن هذه ا ْل َحظ َ
ِ ِ اح َدةٌ ور ٍ ِ ِ 17 ون رِعيَّ ٌة و ِ ِ سمعُ َ ِ َضعُ َن ْف ِسي آل ُخ َذ َها اآلب ،أل َِّني أ َ آت َي ِب ِت ْل َك أ َْي ً اع َواح ٌد .له َذا ُيحبُّني ُ َ ََ ص ْوتيَ ،وتَ ُك ُ َ ضا فَتَ ْ َ 12 ِ ِ ِ ضا. ان أ ْ ان أ ْ س ْلطَ ٌ س ْلطَ ٌ َن آ ُخ َذ َها أ َْي ً َن أ َ َح ٌد َيأْ ُخ ُذ َها ِم ِّنيَ ،ب ْل أ َ أ َْي ً س أَ َض َع َها َولِي ُ َض ُع َها أََنا م ْن َذاتي .لي ُ ضا .لَ ْي َ 13 ود ِبسب ِب ه َذا ا ْل َكالَِم15 .فَقَ َ ِ هذ ِه ا ْلو ِ ِ ون ِم ْن ُه ْمِ «:ب ِه ص َّي ُة قَ ِب ْلتُ َها ِم ْن أَِبي» .فَ َح َد َ ضا ا ْن ِشقَ ٌ ير َ ث أ َْي ً اق َب ْي َن ا ْل َي ُه ِ َ َ َ ال َكث ُ 11 ِ ِ طا ًنا َي ْق ِد ُر ش ْي َ ش ْي َ ش ْي َ ان .أَلَ َع َّل َ س ه َذا َكالَ َم َم ْن ِب ِه َ َ طٌ ون لَ ُه؟» آ َخ ُر َ ستَ ِم ُع َ طٌ ان َو ُه َو َي ْهذي .ل َما َذا تَ ْ ون قَالُوا«:لَ ْي َ 16 11 شِليم ،و َك َ ِ ِ ِ ِ سوعُ َيتَ َم َّ َع ُي َن ا ْل ُع ْم َي ِ شى ِفي ا ْل َه ْي َك ِل ِفي أْ ان ِع ُ اءَ .و َك َ ان؟»َ .و َك َ َن َي ْفتَ َح أ ْ ان َي ُ ان شتَ ٌ ُور َ َ َ يد التَّ ْجديد في أ ُ 17 ِ ِرَوا ِ يح فَ ُق ْل لَ َنا َج ْه ًار». ت أَ ْن َ س َنا؟ إِ ْن ُك ْن َ ود َوقَالُوا لَ ُه« :إِلَى َمتَى تُ َعلِّ ُ احتَاطَ ِب ِه ا ْل َي ُه ُ سلَ ْي َم َ ان ،فَ ْ ت ا ْل َمس َ ق أَ ْنفُ َ ق ُ 10 شه ُد لِي13 .و ِ ِ ِ َعملُها ِب ِ لك َّن ُك ْم سوعُ«:إِ ِّني ُق ْل ُ ستُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ ون .اَأل ْ أَ ْ ت لَ ُك ْم َولَ ْ اسم أَِبي ه َي تَ ْ َ َع َما ُل الَّتي أََنا أ ْ َ َ َ َج َاب ُه ْم َي ُ ِ ِ 17 َع ِرفُ َها فَتَتْ َب ُع ِنيَ 12 .وأََنا ستُ ْم ِم ْن ِخ َر ِافيَ ،ك َما ُق ْل ُ ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ ص ْوِتيَ ،وأََنا أ ْ ت لَ ُك ْم .خ َرافي تَ ْ ون أل ََّن ُك ْم لَ ْ لَ ْ س َمعُ َ 262
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر) 13 أِْ ظ ُم ِم َن َع َ َع َ يها َح َياةً أ ََب ِد َّي ًةَ ،ولَ ْن تَ ْهلِ َك إِلَى األ ََب ِدَ ،والَ َي ْخ َ ط ِاني إِي َ َّاها ُه َو أ ْ َح ٌد ِم ْن َي ِدي .أَِبي الَِّذي أ ْ طفُ َها أ َ ُعط َ 61 61 ِ ود أ َْي ً ِ ف ِم ْن ي ِد أَِبي65 .أََنا واآلب و ِ ِ َج َاب ُه ْم َن َي ْخ َ طَ َح ٌد أ ْ اح ٌد» .فَتََن َاو َل ا ْل َي ُه ُ ضا ح َج َارةً ل َي ْر ُج ُموهُ .أ َ َ ا ْل ُك ِّلَ ،والَ َي ْقد ُر أ َ َ ُ َ 66 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ود س َب ِب أ ِّ َج َاب ُه ا ْل َي ُه ُ سوعُ«:أ ْ َي َع َمل م ْن َها تَْر ُج ُموَنني؟» أ َ س َن ًة أ ََرْيتُ ُك ْم م ْن ع ْند أَِبيِ .ب َ يرةً َح َ َي ُ َع َماالً َكث َ 67 َج ِل تَ ْج ِد ٍ َج َاب ُه ْم يف ،فَِإ َّن َك َوأَ ْن َ سٌ قَ ِائلِ َ س ٍنَ ،ب ْل أل ْ س َنا َن ْر ُج ُم َك أل ْ لها» أ َ ين«:لَ ْ س َك إِ ً ان تَ ْج َع ُل َن ْف َ ت إِ ْن َ َج ِل َع َمل َح َ ين صار ْت إِلَ ْي ِهم َكلِم ُة ِ ِ َِّ ت إِ َّن ُكم آلِه ٌة؟ 60إِ ْن قَ َ ِ يسوعُ« :أَلَ ْيس م ْكتُوبا ِفي َن ِ اهلل، َ َ ً اموس ُك ْم :أََنا ُق ْل ُ ْ َ َُ ال آل َه ٌة ألُولئ َك الذ َ َ َ ْ َ ُ 63 ِ ت: ون لَ ُه :إِ َّن َك تُ َجد ُ َوالَ ُي ْم ِك ُن أ ْ ِّف ،أل َِّني ُق ْل ُ َن ُي ْنقَ َ سلَ ُه إِلَى ا ْل َعالَِم ،أَتَقُولُ َ َّس ُه ُ ض ا ْل َم ْكتُ ُ اآلب َوأ َْر َ وب ،فَالَّذي قَد َ ِ 67 َعما َل أَِبي فَالَ تُ ْؤ ِم ُنوا ِبي62 .و ِ َع َم ُل ،فَِإ ْن لَ ْم تُ ْؤ ِم ُنوا ِبي إِ ِّني ْاب ُن لك ْن إِ ْن ُك ْن ُ سُ اهلل؟ إِ ْن ُك ْن ُ ت أْ ت أْ ت لَ ْ َ َع َم ُل أ ْ َ ِ ِ 63 ِ َعم ِ َن ُي ْم ِس ُكوهُ فَ َخ َر َج ِم ْن أ َْي ِدي ِه ْم، اآلب ِف َّي َوأََنا ف َن ال ،لِ َك ْي تَ ْع ِرفُوا َوتُ ْؤ ِم ُنوا أ َّ يه» .فَ َ ضا أ ْ طلَ ُبوا أ َْي ً َ فَآم ُنوا ِباأل ْ َ 71 75 ِ ِ ِ ان يوح َّنا يع ِّم ُد ِف ِ ضا إِلَى ع ْب ِر األُرُد ِّن إِلَى ا ْلم َك ِ ِ ون يه أ ََّوالً َو َم َك َ ث ُه َن َ ير َ ضى أ َْي ً َو َم َ َ ان الَّذي َك َ ُ َ ُ َ ْ اك .فَأَتَى إلَ ْيه َكث ُ َ 71 ِ ِ ِ وح َّنا َع ْن ه َذا َك َ ًّ اك". ون ِب ِه ُه َن َ ير َ آي ًة َواح َدةًَ ،ولك ْن ُك ُّل َما قَالَ ُه ُي َ وح َّنا لَ ْم َي ْف َع ْل َ َوقَالُوا«:إِ َّن ُي َ آم َن َكث ُ ان َحقا» .فَ َ
ِ ِ ِ ِ ِ َِّ ِ ِ ق ا ْل َح َّ اآليات (يو«1" -:)3–1 :15اَْل َح َّ يرِة ا ْلخ َرافَ ،ب ْل َي ْطلَعُ ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إ َّن الذي الَ َي ْد ُخ ُل م َن ا ْل َباب إ َلى َحظ َ 1 ِ ِ ِ6 ِ ِم ْن مو ِ َما الَِّذي َي ْد ُخ ُل ِم َن ا ْل َب ِ سِ اب، ق َولِ ٌّ صَ .وأ َّ ض ٍع آ َخ َر ،فَ َذ َ ار ٌ اب فَ ُه َو َراعي ا ْلخ َراف .له َذا َي ْفتَ ُح ا ْل َب َّو ُ َْ اك َ 7 اص َة ِبأَسم ٍ ام َها، َخ َر َج ِخ َارفَ ُه ا ْل َخ َّ ص ْوتَ ُه ،فَ َي ْد ُعو ِخ َارفَ ُه ا ْل َخ َّ اء َوُي ْخ ِر ُج َهاَ .و َمتَى أ ْ َوا ْل ِخ َر ُ اص َة َيذ َ ْه ُ اف تَ ْ س َمعُ َ َم َ ب أَ َْ 0 ت ا ْل ُغرب ِ اء». ص ْوتَ ُهَ .وأ َّ ب ِم ْن ُه ،ألَنَّ َها الَ تَ ْع ِر ُ اف تَتْ َب ُع ُه ،ألَنَّ َها تَ ْع ِر ُ َوا ْل ِخ َر ُ ص ْو َ َ َ يب فَالَ تَتْ َب ُع ُه َب ْل تَ ْه ُر ُ َما ا ْل َغ ِر ُ ف َ ف َ 3 ان ُي َكلِّ ُم ُه ْم ِب ِه. سوعَُ ،وأ َّ َما ُه ْم َفلَ ْم َي ْف َه ُموا َما ُه َو الَِّذي َك َ ه َذا ا ْل َمثَ ُل قَالَ ُه لَ ُه ْم َي ُ الحديث هنا هو إمتداد لإلصحاح التاسع .فاألعمى الذي أبصر قد أخرجوه خارج الجماعة لكنه دخل بإيمانه لحظيرة الخراف التي راعيها هو الرب يسوع .واليهود طردوا هذا اإلنسان البسيط ألنه آمن بالمسيح فصاروا رعاة
فاسدين للحظيرة اليهودية (أر +:-:117حز +71زك +::أر .):17:هم طردوه ففتش عنه الراعي الصالح حتى وجده .والمسيح ألقى بتعاليمه عن الراعي الصالح لعلهم يتذكرون ما قاله األنبياء .والمسيح قدم نفسه بكونه
النور والخبز والكرمة ..وهنا يقدم نفسه بكونه الراعي الصالح .ولو تذكر من يسمع مثل الراعي هنا من اليهود النبوات التي قيلت عن أن اهلل يرسل راعي صالح لشعبه لفهموا أن المسيح هو من قصده األنبياء.
الراعي والرعية:
الراعي في فلسطين غير الرعاة في مصر وأوروبا .فهم في فلسطين يربون األغنام ال ليأكلوها ،بل من أجل صوفها ،ولذلك كانوا يربونها لفترات طويلة ،فيكون هناك عشرة طويلة بين الراعي وخرافه .فينشأ نوع من المودة
واأللفة والحب بين الراعي والرعية. واألرض في فلسطين أرض تالل ومناطق وعرة بها وحوش لذلك تحتاج ليقظة من الراعي في النهار والليل ،وهم دائماً في نوبات حراسة ،ولنسمع في (لو" )111رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم" .وألن الماء قليل في فلسطين فالرعاة يأخذون خرافهم للماء .ومن أجل هذه الرعاية صار يطلق على الملوك والبطاركة
واألساقفة لقب راعي ،بل أطلق اإلسم على اهلل ،فهو راعي إسرائيل .ومن أجمل المزامير عن ذلك (مز)17
263
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
اعي فال يعوزني شئ" فهو المسئول عن حياتي وحمايتي وكل أعوازي "على ماء الراحة يوردني" "الرب ر َّ فالخروف يخاف من المياه الجارية لئال يبتل ويثقل صوفه فيغرق .لذلك يشرب من المياه الراكدة .فيأتي الراعي ويضع حج اًر كبي اًر في طريق المياه الجارية فتهدأ سرعتها فتشرب الخراف ،وبهذا تسمى المياه ،مياه الراحة.
والراعي له عصا يطرد بها الوحوش والذئاب وله عكاز (عصا طويلة مثنية في نهايتها حتى ال يؤلم الخروف)
يرد بها الخروف لطريقه إذا ضل وهذا العكاز يستعمله الراعي في أن يمرر خرافه من تحتها لتدخل الحظيرة
مساء فيعرف عددها وبذلك ال يضيع خروف ،وان ضل خروف ،يذهب وراءه ليرد هذا الخروف الضال. ً ومناسبة تشبيه المسيح نفسه بالراعي ،طرد المولود أعمى من المجمع وقسوة الرعاة من اليهود الفريسيين عليه. فهو كان أمامهم يستعطي ،ماذا صنعوا له وماذا قدموا له من رحمة .واآلن إذ رحمه المسيح وشفاه طردوه ،فهم رعاة قساة القلوب .ولذلك أتى المسيح الراعي الصالح .والمسيح بتشبيه نفسه بالراعي الصالح يذكرهم بالنبوات
السابقة عن رفض الرعاة السابقين لعدم أمانتهم ،ومجيء راعي صالح هو المسيح .وراجع (أر" ):-:117وي ٌل
للرعاة الذين يهلكون ويبددون غنم رعيتي يقول الرب ..هأنذا أعاقبكم ..ها أيام تأتي يقول الرب وأقيم لداود غصن بر "..والمسيح هو غصن البر .ومعنى الكالم ..أنتم أيها الفريسيون يا من تدعون المعرفة والبر وتتهمونني بأنني
خاطئ ،قارنوا بين موقفكم وموقفي كرعاة ستجدوا أنني الراعي الصالح لهذا الخروف المسكين.
وأذكروا النبوات فأنتم دارسين للكتاب ،فستكتشفوا أنني من تنبأ عنه األنبياء بأنني الراعي الصالح .أنتم أيها ُخ َدم .راجعوا النبوات فستكتشفوا أن اهلل أوقفكم عن َخِدم ال أل ْ الفريسيون طلبتم أن تخدمكم الرعية ،أما أنا فأتيت أل ْ الرعاية .وسأكون أنا من تنبأ عنه األنبياء بأنني الراعي الجديد الصالح= "عبيد داود يرعاها" .
وطبيعة الحظائر في فلسطين (للغنم) تكون عبارة عن أرض مربعة يحيط بها سور منخفض من الخشب ال
تستطيع الخراف أن تقفز من فوقه ،ولها باب واحد .والراعي أو البواب ينام بجسمه ليسد مدخل الباب ليالً ليشعر بأي خروف يحاول الخروج أو أي وحش يريد الدخول .فيكون الراعي هو الباب وهو البواب .أي يكون هو راعي
الغنم وأحياناً يكون هناك بواب ينام في مدخل الباب غير الراعي .وهذا البواب ال ُي ْدخل للحظيرة سوى الراعي. والحظ أن السراق واللصوص يقفزون من على السور.
اللصوص= هم من يسرقون عالنية وبوضوح .وهؤالء هم األنبياء الكذبة
السراق= من يسرقون في الخفاء .وهؤالء الفريسيين الحاليين.
وحينما يقول السيد في مثله الذين أتوا قبلي فهو يقصد هؤالء .وقطعاً هو ال يقصد األنبياء الحقيقيين ،الذين دخلوا من الباب .فاألنبياء الحقيقيين كان المسيح هو رجاءهم وهم تنبأوا عن المسيح .والمسيح هو الذي أرسلهم وتكلموا
بإسمه.
وفي الصباح يترك الرعاة كل قطعانهم في مكان واحد فتختلط كل الخراف مع بعضها البعض ،وفي المساء يقف
كل راعي في مكان ويصدر صوتاً ممي اًز فتجتمع خرافه حوله ،ألن الخراف تعرف صوت راعيها وتميزه من طول
مدة العشرة مع ه ،هي ألفت صوته وتدربت على سماعه .ونحن لكي نميز صوت المسيح علينا أن نعاشره فترات طويلة .وأما من ال يعاشر اهلل لن يستطيع أن يميز صوته فسيقع في حيرة.
264
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
وكلمة صالح هنا تشير لمن يعطي بلطف واحسان وبطريقة لطيفة جميلة .وال تعني الصالح بمعنى البر والتقوى
والفضيلة .والحظ تفسير كلمة الراعى الصالح من قول المرنم فى (مزمور )7 1 17مسحت بالدهن رأسى .
ريا = والكأس هو إناء منحوت من الحجر يمأله الراعى ماء ليشرب منه الخراف .وعندما تشتد الح اررة كأسى َّ
فى الصيف تسخن حواف هذا الكأس فتتألم الخراف إذا أتت لتشرب فتمتنع عن الشرب ،فنجد الراعى الصالح
حين يمأل الكأس يجعل الماء يفيض ويبلل حافة الكأس لتبرد = تعزيات الروح القدس (الدهن) أثناء التجارب .
اع للخراف صار من نفس طبيعتنا أي خروف مثلنا ليشعر بكل ما نشعر به من ضعف والحظ أن المسيح كر ٍ
(رؤ +:313رؤ.):17
والمعاني التي في المثل الذي ضربه يسوع :
الحظيرة= هي إسرائيل قديماً والكنيسة حالياً .هي ملكوت اهلل.
الباب= باب الحظيرة هو المسيح الموصل لآلب (رؤ +:11تك ):3-:1111فالمسيح هو السلم ،هو على األرض ورأسه في السماء .نرى المسيح ونلمسه إذ صار منظو اًر لنا فنعرف اآلب وندخل الحظيرة .والباب هو
اإل يمان بالمسيح .والرعاة السارقين هم من يدخلون بتعاليم غير تعاليم الكنيسة .الباب هو التعليم الصحيح عن اهلل.
راعي الخراف= الذي هو ليس سارقاً أو لصاً وهو يدخل من الباب أي المسيح .وكل األنبياء والرسل هم رعاة صالحون .وكل خادم إن دخل من الباب يكون راعي صالح والمسيح هو راعي الرعاة ورئيس الرعاة (:بط)117
وراعي الخراف العظيم (عب .)1:1:7هو الوحيد الذي قَ َّدم نفسه عن خرافه لذلك هو صالح. البواب= هو حارس يحمل سالحاً ،فهو المسيح الديَّان الذي يغلق وال أحد يفتح (إش )11111أو هو الروح القدس
الذي يفتح قلوبنا لنقبل التعليم الصحيح فنقبل صوت الراعي وكلمته ويسكن فينا المسيح ،والروح يقود الكنيسة. ويشير البواب للخادم األمين الذي يقود النفوس للمسيح .وقد يشير البواب ألسقف إذا وجد خادم تعليمه صحيح
يسمح له بالدخول والتعليم .واذا وجد خادم منحرف في عقيدته يمنعه. الخراف= هم شعب اهلل .واهلل يدعو خرافه لإليمان ويخرجها لإلنطالق إلى ملكوته. يذهب أمامها = هذا عكس الرعاية الطبيعية ألن الراعي يسير خلف الغنم ليراها ويحميها ولكن المسيح كل شئ مكشوف أمامه .والمسيح سار أمامنا وافتتح الطريق إلى السماء ودخل كسابق ،بل هو الطريق .هو ذاق الموت
وعرف القيامة والصعود كسابق لنا.
الراعي الغريب = الذي لم يدخل من الباب ،هذا لم يرسله اهلل ،ليس له التعاليم الصحيحة أو هم من رفضوا المسيح كالفريسيين .ولنالحظ أن خدمة الرعاية هي دعوة من اهلل (عب .)117والغريب لو دخل لحظيرة الخراف
يحدث هياج للخراف .أما مع الراعي الحقيقي فهدوء واطمئنان.
يطلع من موضع آخر = ألن سور الحظيرة (حظيرة الخراف) منخفض اإلرتفاع فالسارق ال يدخل من الباب بل يقفز من على السور .إشارة للهراطقة. 265
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
تعرف صوته = كما عرفت المجدلية المسيح من صوته .وفي المجيء الثاني سيعرف المسيح من عرفوا صوته أي عرفوه من قبل .اآلخرين سينخدعوا بمعجزات كاذبة .أما الخراف الحقيقية فهي تعرف المعلم الذي عنده
الخرف صوت راعيها فتتجمع حوله وال ا التعليم الصحيح وتنفر من المعلم الذي عنده تعليم خاطئ ،كما تميز
تذهب وراء اخر كما قلنا .
يدعو خرافه بأسمائها= الرعاة يعطون خرافهم أسماء للتدليل ،والراعي يعرف كل واحد من خرافه بإسمه ويناديه به وفي أثناء السير إلى المرعي ،لو حدث ،وشرد خروف في طريق خطر يناديه الراعي بإسمه فيعود إلى طريقه مع القطيع .هو يدعوها بأسمائها وليس بصفاتها أو ألوانها أو إحتياجاتها .وهذا دليل على العالقة الشخصية
للمسيح بكل نفس " دعوتك بإسمك" (إش" .):117قبلما صورتك في البطن عرفتك" (أر)71:
في الشتاء يلبس الرعاة عباءات ثقيلة لها أحزمة من الجلد يضعون فيها الخراف الصغيرة لتدفئتها .والراعي يعطي
رعاية خاصة للخراف الضعيفة المرتعشة. والرعاة إعتادوا أن يسيروا في بعض األحيان أمام الخراف خاصة في األماكن الوعرة والقطيع يسير خلف الراعي منكس الرأس شاع اًر باألمان طالما الراعي أمامه ،واذا حدث وسمعوا صوتاً مخيفاً يرفعون رؤوسهم لينظروا ماذا
سيفعل الراعي ،فهم يتبعونه في السالم وفي المخاطر .وروحياً نفهم هذا أن القطيع يسير وراء الراعي منكس الرأس ،أننا نسير وراء المسيح دون أن نحمل هماً لشئ فالمسيح أمامنا يقودنا واذا حدث شئ مخيف لننظر إليه
للمعونة.
والخراف تتبع الراعي وفي بعض األحيان يعجبها نوع من الخضرة فتتعطل لكنها ترفع رأسها لتنظر أين الراعي وتعود ثانية للقطيع وأكثر ما يحزن الراعي أن تنكسر رجل خروف من قطيعه أثناء إبتعاده. والراعي يكون مسلحاً دائماً لرد أي خطر عن خرافه من أي عدو ،بل ويعرض حياته للخطر ألجلها (داود حارب
أسداً ودباً لينقذ خرافه) .وفي بعض األحيان إذ يشرد الخروف يرمي الراعي حج اًر عليه بمقالع فيخاف ويرجع للقطيع (هذه فائدة التجارب التي يسمح بها المسيح) .ونالحظ أن عادة ما يسير الراعي في فلسطين وراء قطيعه
وفي األماكن الخطرة يسير أمام قطيعه كدليل. والمؤمن يشبه بالخروف في : ):عدم األذى
)7الطاعة (هي منقادة بالكامل للراعي)
)7إحتياجه للراعي (هو يغذيها ويرويها)
)1الوداعة
)1الضعف (الراعي هو يحميها) ):قبول التعليم
)3النفع لآلخرين والخدمة (صوف ولبن)
266
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
لم يفهموا= أن المسيح هو الراعي الصالح وأن األجراء هم من يهتمون بمصالحهم الشخصية ونفعهم أو بالمديح والسراق هم الهراطقة المخادعون والرعاة القساة القلوب واألنبياء الكذبة ومثيري الفتن. ِ ِ 2 7 ق ا ْل َح َّ ضا«:ا ْل َح َّ ين اب ا ْلخ َر اآليات (يو " -:)15–7 :15فَقَ َ افَ .ج ِميعُ الَِّذ َ سوعُ أ َْي ً ق أَقُو ُل لَ ُك ْم :إِ ِّني أََنا َب ُ ال لَ ُه ْم َي ُ 3 اق ولُصوص ،و ِ ِ ص َوَي ْد ُخ ُل لك َّن ا ْل ِخ َر َ اب .إِ ْن َد َخ َل ِبي أ َ س َم ْع لَ ُه ْم .أََنا ُه َو ا ْل َب ُ اف لَ ْم تَ ْ َح ٌد فَ َي ْخلُ ُ س َّر ٌ َ ُ ٌ َ أَتَ ْوا قَ ْبلي ُه ْم ُ 15 ِ ِ لس ِ ون َوَي ْخ ُر ُج َوَي ِج ُد َم ْر ًعى .اَ َّ ق َوَيذ َْب َح َوُي ْهلِ َكَ ،وأ َّ َما أََنا فَقَ ْد أَتَ ْي ُ س ِر َ ار ُ ون لَ ُه ْم َح َياةٌ َولِ َي ُك َ ت لِتَ ُك َ ق الَ َيأْتي إِالَّ ل َي ْ ْض ُل" . لَ ُه ْم أَف َ
هنا المسيح يطبق ما قاله من قبل على نفسه .باب الخراف= ولم يقل باب الحظيرة ،فالمسيح يهتم بخروف واحد ليدخله ،لقد إنتقل من عهد مع شعب لعهد مع نفس ،فهو يبحث عن الخروف الواحد الضال ،ومن يؤمن يدخل
من الباب ،باب الحياة ليجد حياة سماوية مع اآلب في مرعى دسم ،وبهذا ألغى عمل الكاروبيم الماسك سيفاً
الواقف على باب الجنة .لن يدخل أحد للكنيسة أو للسماء إالّ بالمسيح (يو ):1:1المسيح حين يأتي بنا لآلب يسمى نفسه (باباً) وحين يرعانا يسمى نفسه (راعي) .أنا هو الباب= أي قبول المسيح شخصياً.
سراق ولصوص= (مثل الكرامين يفسر من هم السراق واللصوص) .الفريسيين الذين تجاهلوا المسيح بأعماله ّ وأقواله ليفرض وا عوائدهم وليستمروا في مكاسبهم فهم يريدون أن يسرقوا شعب المسيح ،وينطبق لفظ سراق
ولصوص على من َّإدعوا أنهم مرسلين من اهلل ليقودوا ثورات دموية ضد الرومان مثل يهوذا الجليلي وثيوداس. وهؤالء إدعى كل منهم أنه المسيا .جميع= هنا يقصد بها من قال عنهم سابقاً "من يطلع من موضع آخر"
(.):1::
لم تسمع لهم= ألن لهم أذان يميزوا بها صوت الراعي (يو: +71-7:17يو .):-711وهؤالء مثل سمعان الشيخ وحنة النبية وزكريا والتالميذ والرسل السبعين وبعض الشعب بل والجنود فرحوا بالمسيح بالرغم مما قاله
الفريسيين.
إن دخل أحد= يدخل كالعذارى الحكيمات وال يكون كالجاهالت ينتظرن حتى ينتهي الوقت .ومن يؤمن به يدخل ويجد الخالص.
ِ فالمروي ويخرج= لينطلق إلى المراعي الحقة السماوية .يدخل للعمق ويخرج ليخبر اآلخرين وفي الحالتين يتغذى
روى= يجد مرعى= غذاء روحي للحياة .ويدخل ويخرج تشير للحرية ،يخرج من الحظيرة للمرعى تابعاً هو أيضاً ُي َ الراعي أو داخالً للحظيرة آخر النهار .وكلمة يخرج قيلت عن األعمى إذ أخرجوه خارج المجمع ،والمسيح يدعونا لنخرج من العالم وندخل إلى حظيرته .والمسيح أدخل األعمى لحظيرة المؤمنين وهكذا يدخل كل من ترك العالم
وفي نهاية رحلة حياتنا على األرض نخرج من العالم فعالً لندخل للسماء .والدخول يكون من خالل الباب الذي
هو المسيح والخروج يكون في الطريق الذي هو المسيح إلى السماء .فال دخول لآلب السماوي إالّ بالمسيح
(أف .)::-:111وكل راعي ال يقدر أن يدخل الغنم إلى المرعى الدسم يكون سارقاً لوظيفة الراعي .والمسيح يكرر نبوة زكريا (زك .)7-11::السارق ال يأتي إالّ ليسرق ويذبح= يستغل رعيته .والشيطان ينطبق عليه أنه
267
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
سارق ولص (1كو .):7-:71::فهناك فارق شاسع بين راعي يعطي حياته لرعيته (كالمسيح) ورعاة هدفهم هو اإلستفادة من رعيتهم.
أما أنا فأتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل= هو أتى ال ليأخذ بل يبذل نفسه عن الخراف ويعطيها حياة
السراق واللصوص يقدم المسيح الحياة واألفضل ،أي ملكوت اهلل هي حياته هو .في مقابل الذبح والهالك عند ّ (رو )117يأخذون الحياة بفيض وغ ازرة (حسب الترجمة اليونانية) وهي صفة الملكوت .فالحياة التي يعطيها المسيح تن بع إلى حياة أبدية وليس حياة جسدية تموت بموت الجسد .هو يعطي حياة لها شبع السرور بالروح والنعمة وهي نفسها تبلغ إلى الملء هناك في األبدية .حياتهم حياة روحية على األرض ستكون لهم أفضل من
الحياة المادية .فالماء الذي يعطيه العالم من يشرب منه يعطش ،والماء الحي الذي يعطيه المسيح من يشرب منه ال يعطش .وحياتهم األبدية هناك ستكون أفضل من الهالك األبدي .والحظ ماذا يعطي الراعي الصالح
[]:حرية= يدخل ويخرج ]1[ .شبع= يجد مرعى ]7[ .خالص= فيخلص .لذلك قال المسيح للمولود أعمى "أتؤمن بإبن اهلل" ألن هذا هو طريق الخالص الوحيد.
صفات الرعي الصالح:
يبذل نفسه عن الخراف
آيات ()16-11
فهو الذي بذل حياته عن خرافه .الراعي صار َح َمالً يبذل نفسه عن خرافه ليعطيها حياة أبدية وفرح على األرض آية :1
يعرف خرافه الخاصة وخرافه تعرفه
وهو يعرف إحتياجها فهو خروفاً مثلها .وهي تعرفه فهو يتعايش معها وفي وسطها وينتمي لها (1تي. ):11:
يضع نفسه عن الخراف
آية :7
هو يضع نفسه مكاني في كل شئ(حياة /موت /ضعف /عبودية /ألم /جوع وعطش /فقر /استهزاء /لعنة/ دينونة)
ُخر لتكون له رعية واحدة. ال يلتزم بحظيرة معينة بل يجمع خرافاً أ َ
آية ::
هو أتي ليجعل اإلثنين واحداً .يجمع الكل فيه (يهوداً وأمما) .
ِ ِ 11 11 اعي َّ ِ ِ الر ِ الر ِ َما الَِّذي س ُه َع ِن ا ْلخ َر اعي َّ الصالِ ُحَ ،و َّ اآليات (يو " -:)16–11 :15أََنا ُه َو َّ افَ .وأ َّ الصال ُح َي ْبذ ُل َن ْف َ ِ ِ ف ِّ اف لَ ُه ،فَ َيرى ِّ ِ ب ب ،فَ َي ْخطَ ُ ب ُم ْق ِبالً َوَيتُْر ُك ا ْل ِخ َر َ س ِت ا ْل ِخ َر ُ الذ ْئ ُ اف َوَي ْه ُر ُ الذ ْئ َ س َراع ًيا ،الَّذي لَ ْي َ يرَ ،ولَ ْي َ َ ُه َو أَج ٌ َجير ،والَ يبالِي ِبا ْل ِخر ِ اف َوُي َبد ُ ِ 16 اف" . ا ْل ِخ َر َ ب ألَنَّ ُه أ ِ ٌ َ ُ َ ير َي ْه ُر ُ َ ِّد َهاَ .واألَج ُ
هنا نرى تحقيق نبوات إرمياء ( + )1-:117حز ( .)71فحينما فشل الرعاة الذين أقامهم اهلل في رعاية شعبه أتي هو الراعي الصالح ليرعى شعبه .والصالح هنا في أصلها اللغوي تعنى (جميل /طيب /حسن /جيد).
والمعنى أنه راعي له شخصية جميلة النفس .هو يحب خرافه محبة شديدة ويبذل نفسه عنها .وهو له شخصية
جميلة محببة عند خرافه ،واذ تعرفه خرافه تحبه تاركة الرعاة الغرباء.
268
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
أنا هو = إسم اهلل ،فالمسيح هو الراعي الصالح وهو الحامل إلسم اهلل .واهلل كان له رعاة كثيرون مثل داود ،ولكن اع إفترس نعجة من قطيعه (التي ألوريا) وموسى كان ر ٍ داود كر ٍ اع ولكنه تذمر من حمل المسئولية أوالً
(عد ):7-::1::وبالنسبة لهم يصير المسيح هو الراعي الصالح صالحاً مطلقاً عدا أن موسى وداود كانوا أيضاً خرافاً عند الراعي األعظم .وأفضل الرعاة لم يقدم نفسه للموت عن رعيته .والمسيح فعل ليعطي حياة
لخرافه (زك +31:7مت )71-7:11:وصاحب الخراف يرعاها ألنه يمتلكها ويحبها .وهو صالح ألنه يطلب لها أما األجير فهو يرعى الخراف ألجل نفسه ويأخذ أجرة وهو غير مستعد أن يموت ألجل الخراف .ولو الصالحّ . ظهر خطر مفاجئ كظهور ذئب (الذئب هنا هو أي ضيقة أو أي آلة يستخدمها الشيطان أو الشيطان نفسه أو أي إضطهاد في العالم) فهو يهرب بحياته فيفتك الذئب بالخراف ويبددها ،ألن الخراف إذ ترى الذئب يخطف
واحداً واحداً منها تجري وتهرب فتتبدد الرعية .والراعي الصالح يكلف رعاة أمناء لرعاية رعيته (أر+1117 : +:717بط .)1-:17ولنالحظ أن األجير ليس هو من يتقاضى أج اًر عن خدمته فالفاعل مستحق أجرته وخادم
اإلنجيل من اإلنجيل يعيش .ولكن األجير هو من يفضل األجرة على الخدمة وعلى محبته لرعيته .أو هو من ال
يريد أن يخدم إال لو أخذ أجرة .
17 الر ِ َن اص ِتي تَ ْع ِرفُِنيَ 10 ،ك َما أ َّ اص ِتي َو َخ َّ ف َخ َّ اعي َّ َما أََنا فَِإ ِّني َّ اآليات (يو " -:)10–17 :15أ َّ َع ِر ُ الصالِ ُحَ ،وأ ْ َضع َن ْف ِسي ع ِن ا ْل ِخر ِ اف" . َع ِر ُ اآلب َي ْع ِرفُِني َوأََنا أ ْ َ ف َ َ اآلبَ .وأََنا أ َ ُ َ
المسيح نزل من السماء ومعه ذخيرة من العالقة الفعالة التي تربطه وتجمعه بأبيه .يريد أن يجعلها هي نفسها فعالة في عالقته بالذين أحبوه وآمنوا به لنصير نحن مربوطين فيه وفي اآلب .هنا المسيح يرفع مستوى المعرفة
بينه وبين خرافه .والمعرفة وحدة .ومعنى كالمه كما إنى أنا منتمياً ألبي في األلوهية فأنا سأنتمي لخرافي بجسدي البشري .كما أنني من خاصة اآلب فيحبني هكذا هي العالقة بيني وبين خاصتي .ولكن لنفهم أن العالقة بينه
وبين اآلب هي عالقة جوهرية شخصية أقنومية بال حدود وال فواصل .ولكن العالقة بيننا وبينه يحدها إننا محدودين فهو يحبنا بال حدود لكننا نحبه على قدر إستطاعتنا كذلك في المعرفة فهو يعرف معرفة مطلقة.
ومعرفتنا نحن محدودة بحدود قدرتنا الهزيلة ،وحدتنا معه محدودة ،هي جزئية وتنمو "إنموا في معرفة ربنا يسوع
المسيح" (1بط +:117يو .)1:1:3هو يعطي ونحن نأخذ فإن كانت تعوزنا معرفة هلل فهذا راجع لنقص محبتنا
(أف .)::-:317األصل هو عالقة المسيح باآلب ونرى صورة لها فى عالقة المسيح بخاصته (راجع تفسير (
يو ) : 1 :7في الكتاب الرابع الخاص بأالم وقيامة المسيح ) .ولنالحظ أن محبة المسيح لآلب ظاهرة في
طاعته وبذله نفسه حتى الصليب = أنا أضع نفسي عن الخراف .أي هو يضع نفسه للموت عن خرافه .ومن أحبه كالشهداء وضعوا أنفسهم ألجله .والمسيح وضع نفسه لمحبته لخرافه ولطاعته لآلب .والطاعة ناشئة عن
المحبة .فال معرفة حقيقية هلل بدون محبة وبذل.
269
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر) 13 َن ِ ِ ِ ِِ ص ْوِتي، آية ( يوَ " -:)13 :15ولِي ِخ َر ٌ يرِةَ ،ي ْن َب ِغي أ ْ آت َي ِب ِت ْل َك أ َْي ً ضا فَتَ ْ س َمعُ َ اف أُ َخ ُر لَ ْي َ س ْت م ْن هذه ا ْل َحظ َ اع و ِ ِ اح ٌد" . َوتَ ُك ُ ون َرِع َّي ٌة َواح َدةٌ َو َر ٍ َ
المسيح بموته جذب إليه الجميع (يو .)711:1واتسعت دائرة الرعية .فلم تعد مقصورة على اليهود بل صارت
الحظيرة تضم العالم كله (يو .)71-7:1::الحظ أنه لم يقل من "حظائر أخرى" فاألمم كانوا مشتتين وسط األوثان وبال حظائر فال حظيرة سوى حظيرة واحدة هلل.
رعية واحدة= كل فرد من الرعية يتحد بالمسيح وبعد ذلك يتحد الكل معاً .والراعي الواحد= هو الرب يسوع.
تسمع صوتي= سماع صوت الرب هو خبرة روحية وهو اإليمان والقبول واإلنجذاب للمخلص .هو حب للمخلص كخاصة له .الخراف تصير خاصة له .وكان آدم يسمع صوت اهلل ويطيعه قبل السقوط .ثم بعد السقوط كلمه اهلل ض الخشية .بل نجد مريم لكنه كان يسمع ويخاف ويختبئ واآلن فالتائب يصير له صوت اهلل للفرح ِع َو ْ المجدلية قد عرفت المسيح من صوته .فهي تفرح بصوته وتعرفه .كانت خروف يميز صوت راعيه .ولكن لكل إنسان حاسة يسمع بها صوت اهلل .ولكن يتوقف سماع صوت اهلل على حالة كل إنسان وخضوعه هلل ،ويتغير
صوت اهلل في شدته وحنانه وقربه حسب حالة اإلنسان .والخاطئ يسمع صوت اهلل فإن قرر أن يستجيب يحيا. والموتي في اليوم األخير سيسمعون صوت اهلل فيقومون .وخراف المسيح تميز صوته عن صوت العالم
والخطية .فصوت الراعي يتميز بأنه هادئ ومفرح للنفس .وكان الرعاة في فلسطين يجمعون قطعانهم المختلفة
داخل حظيرة عامة عند الغروب حتى تسهل حراستها .وفي الصباح يأتي كل منهم وينادي على قطيعه بأصوات
معينة فتخرج أغنامه وحدها على صوته .وهكذا في المساء أيضاً فبعد أن تكون األغنام قد إختلطت في المرعى اع عند راعيه فيقودها للحظيرة. بغيرها يقف الراعي في ناحية وينادي عليها بصوته فيتجمع قطيع كل ر ٍ
12 ِ ِ ِ17 َح ٌد َيأْ ُخ ُذ َها ِم ِّني، َضعُ َن ْف ِسي آل ُخ َذ َها أ َْي ً اآلب ،أل َِّني أ َ س أَ اآليات (يو " -:)12–17 :15له َذا ُيحبُّني ُ ضا .لَ ْي َ هذ ِه ا ْلو ِ ضاِ . ِ ِ ِ ص َّي ُة قَ ِب ْلتُ َها ِم ْن أَِبي»". ان أ ْ ان أ ْ س ْلطَ ٌ س ْلطَ ٌ َن آ ُخ َذ َها أ َْي ً َن أ َ َب ْل أ َ َ َض َع َها َولِي ُ َض ُع َها أََنا م ْن َذاتي .لي ُ
المسيح ببذل نفسه ،فرح اآلب= لهذا يحبني اآلب= ألنه جعل محبة اآلب لإلنسان محسوسة.
لهذا يحبني اآلب= هنا ذبيحة المسيح هي موضع فرح اآلب ومحبته لإلبن كإنسان أطاع حتى الموت ليفدى البشر .اإلبن موضع حب اآلب أزلياً (= اآلب واحد مع االبن) لكنه هنا يعلن فرحة اآلب بعودة البشر ألحضانه
بعمل المسيح الفدائي .بهذه اآلية يعلن [ ]:حب اآلب لنا [ ]1عالقته باآلب فال يتشككوا فيه [ ]7سلطانه المطلق إذ هو في محبته أسلم نفسه ألجلنا= اضعها انا من ذاتى [ ]1الفداء موت وقيامة= أضع نفسي آلخذها= فهو
لن يرى فساداً .هنا الراعي ال يموت فقط ألجل الخراف بل يقوم ليقيمها معه .هنا نرى سلطان المسيح وأنه يبذل
ذاته بإرادته حباً لآلب ولرعيته .قيمة ذبيحة المسيح أنها طوعية .هو الراعي الذي أتى ليفتش على خروفه الضال ليرده ،أتى إليه حتى أعماق الموت ليقيمه حياً ،لقد صار الراعي هنا ذبيحة .الموت هو الذئب الذي كان يخافه
الرعاة السابقون .ولكن الراعي الصالح أتي ليفترس هذا الذئب أو ليميت الموت (عب .):7-:111وهنا يلتفت المسيح نحو اآلب ليقدم له ذبيحته التي هي ذبيحة حب وطاعة لآلب فهي إستجابة لوصية اآلب .ونرى هنا
270
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
سلطان المسيح على الموت والحياة معاً .والمسيح يضع هذا السلطان في توافق مع اآلب= هذه الوصية قبلتها
من أبي= الوصية هي الموت عن العالم في حب للعالم وبذل نفس عن العالم .وهنا نرى التساوي والوحدة بين اآلب واإلبن فألنهما واحد فما يريده اآلب يريده اإلبن= لي سلطان أن ..فاإلنسان العادي له سلطان أن يضع نفسه للموت ولكن ليس إلنسان أن يقيم نفسه .ولكن للمسيح هذا السلطان فكل ما هو لآلب هو لإلبن .في هذه
اآلية نرى موت المسيح وقيامته بسلطانه وارادته .فهو يريد أيضاً أن يموت عن العالم .لكن اآلب يريد واإلبن ينفذ .اآلب يريد واقنوم االبن هو الذى يضطلع بالتنفيذ = هذه الوصية قبلتها من ابى.
لى سلطان أن أضعها = لو ق ال هذا إنسان عادى فهذا يعتبر إنتحار ،ولكن المسيح لم يعنى هذا ،بل بعد أن تمم اليهود مع الرومان كل شئ ووضعوه على الصليب ،هنا أسلم السيد روحه فى يدى اآلب بسلطانه .فليس
ألى إنسان إمكانية أن يقتل المسيح.
13 اق ب ْي َن ا ْليهوِد ِبسب ِب ه َذا ا ْل َكالَِم15 .فَقَ َ ِ ث أ َْي ً ِ ون ِم ْن ُه ْمِ «:ب ِه اآليات (يو " -:)11–13 :15فَ َح َد َ ير َ ََ ضا ا ْنشقَ ٌ َ َُ ال َكث ُ 11 ِ ِ طا ًنا َي ْق ِد ُر ش ْي َ ش ْي َ ش ْي َ ان .أَلَ َع َّل َ س ه َذا َكالَ َم َم ْن ِب ِه َ َ طٌ ون لَ ُه؟» آ َخ ُر َ ستَ ِم ُع َ طٌ ان َو ُه َو َي ْهذي .ل َما َذا تَ ْ ون قَالُوا«:لَ ْي َ َع ُي َن ا ْل ُع ْم َي ِ ان؟»". أْ َن َي ْفتَ َح أ ْ
بعد كل تعليم للمسيح ينقسم السامعون إلى من يؤمن ومن يرفض .وذلك ألن خرافه تعرف صوته فتؤمن.
11 يد ِفي أُور َ ِ يد التَّ ْج ِد ِ يم، ان ِع ُ اآليات (يوَ " -:)17–11 :15و َك َ ُ شل َ 17 ِفي ِرَوا ِ ود َوقَالُوا لَ ُه« :إِلَى َمتَى احتَا َ ط ِب ِه ا ْل َي ُه ُ سلَ ْي َما َن ،فَ ْ ق ُ
َج ْه ًار»".
ان َو َك َ ق تُ َعلِّ ُ
16 ِ سوعُ َيتَ َم َّ شى ِفي ا ْل َه ْي َك ِل اءَ .و َك َ ان َي ُ شتَ ٌ ِ يح فَ ُق ْل لَ َنا ت أَ ْن َ س َنا؟ إِ ْن ُك ْن َ ت ا ْل َمس َ أَ ْنفُ َ
موسم عيد التجديد هو موسم أمطار في شهر ديسمبر لذلك كان المسيح يتمشى في الهيكل في رواق سليمان=
ورواق سليمان كان في دار األمم وهو مسقوف دخله السيد ليحتمي من المطر والبرد .وسمى هكذا فكان هو كل ما بقى بعد أن خرب هيكل سليمان على يد البابليين .هذه اآليات وما بعدها تق أر في عيدي الصليب .فبالصليب
تجددت أورشليمنا الداخلية أي حياتنا وصرنا هياكل هلل ،المسيح فينا حياتنا .بينما هناك شتاء خارجنا أي برودة روحية وعيد التجديد هو إحتفال وضعه يهوذا المكابي يوم جدد الهيكل الذي خربه أنطيوخس إبيفانيوس اليوناني
(رمز لتجديد اإلنسان بالمسيح بعد أن إستعبده إبليس وأفسد طبيعته) .وهذا العيد يأتي في ::ديسمبر ،وهو
إحتفال بتجديد الهيكل واإلنتصار على اليونانيين .ولذلك كانت خياالت اليهود في هذا اليوم أن يعيد المسيح هذه
اإلنتصارات ويهزم الرومان .هذا العيد يثير فيهم ذكريات سياسية فظنوا أن المسيح يفعل هذا .واليهود أمورهم الدينية كانت متداخلة مع األمور الوطنية .إلى متى تعلق أنفسنا= هم في عيد التجديد تلتهب خياالتهم بأن يعيد المسيح أمجاد المكابيين .ولذلك ألحوا عليه أن يكشف عن شخصه ويمسك راية القائد المحرر .فهم كانوا على إستعداد أن يثوروا ضد الرومان وراءه حتى إلى الموت ولكنهم لم يكونوا على إستعداد للتوبة وتجديد حياتهم .ولو
المسيح أجاب على سؤالهم بأنه هو المسيح لقالوا حررنا من الرومان ولو قال ال أنا لست المسيح لكان كاذب
271
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
لذلك فبينما أجاب بوضوح للسامرية وللمولود أعمى أنه إبن اهلل ،لم يجب هنا بوضوح واالّ حدثت ثورة ضد
الرومان.
تعليق على آية (1)11
الملك أنطيوخس إبيفانيوس اليوناني الذي حكم الشام سنة ::1-:31ق.م .إستولى على أورشليم وخربها وقتل
1::::يهودي وباع 1::::آخرين عبيداً ،وذبح خنزيرة على باب الهيكل لينجسه وكان يقتل من ال يأكل الخنزير أو يختن طفله .ولما قامت ثورة المكابيين تخلصت من حكم اليونان وطهرت الهيكل .وكان عيد التجديد
تذكا اًر لهذا التطهير.
10 اسِم أَِبي ِه َي سوعُ«:إِ ِّني ُق ْل ُ ستُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ َع َما ُل الَِّتي أََنا أ ْ ون .اَأل ْ آية ( يو " -:)10 :15أ َ َع َملُ َها ِب ْ ت لَ ُك ْم َولَ ْ َج َاب ُه ْم َي ُ ش َه ُد لِي" . تَ ْ كالم المسيح سيكون دينونة لمن يرفض ،فكالمه كان مسنوداً بأعماله ،وكلها تشهد بأنه من عند اآلب فال داعي
أن يتكلم اآلن جه اًر .ومن يرفضه سيدان ،لكنهم يريدون مسيحاً بحسب فكرهم (لو .)1:111السيد وضع يده على المشكلة فهم ال تنقصهم المعرفة بل اإلرادة أن يؤمنوا.
ِ ِ 17 ِ 13 ستُ ْم ِم ْن ِخ َر ِافيَ ،ك َما ُق ْل ُ ستُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ س َمعُ ت لَ ُك ْم .خ َرافي تَ ْ ون أل ََّن ُك ْم لَ ْ اآليات (يوَ " -:)12–13 :15ولك َّن ُك ْم لَ ْ ِ ِ ِ َع ِرفُها فَتَتْبع ِني12 .وأََنا أ ْ ِ َح ٌد ِم ْن َي ِدي" . يها َح َياةً أ ََبد َّي ًةَ ،ولَ ْن تَ ْهل َك إِلَى األ ََبدَ ،والَ َي ْخطَفُ َها أ َ ُعط َ َ ص ْوِتيَ ،وأََنا أ ْ َ َ ُ َ لكل إنسان أذن روحية يسمع بها صوت اهلل"من له أُ ُذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس" (رؤ )7، 1وهي إما تنشغل بصوت اهلل وتتمرن على تمييزه فتتعرف عليه بسهولة وتطيعه ،وا ّما تنشغل بمالهي الدنيا وال تعود ّ تسمع صوت اهلل وال تطيعه فاألذن الداخلية تسمع ما يتوافق مع ما في القلب .وهؤالء اليهود سلموا أنفسهم وأذانهم
لمجد الدنيا واعالء شأن الوطن ومحبة المال وحسدهم للمسيح وعنادهم لهذا ضعفت حاسة السمع عندهم للحق اإللهي .لذلك حين ظهر المسيح لم يتعرفوا عليه ولم يفهموه لذلك صاروا ليسوا من خرافه .أما الخراف فتعرف
اع خضر فهي قد إختبرته لذلك تتبعه فالخراف تميز صوت راعيها فتتبعه، راعيها الذي يرعاها ويقودها لمر ٍ والشرط لهذا أن تكون منشغلة باهلل وبخالص نفسها وليس بملذات وخطايا العالم ،أما الشهوات فتغلق األذان
الروحية ،وحتى لو سمع اإلنسان ذو األذن المغلقة فإنه لن يطيع .ولنرى ماذا يعطي الراعي الصالح لمن يسمع
[ ]1حياة أبدية [ ]1لن تهلك إلى األبد [ ]6ال يخطفها أحد ،فهو قادر أن يحفظها.
ونالحظ أن الخراف تسمع صوت المسيح راعيها ،وتسمع أي تؤمن وتقبل المسيح وتطيعه .وتسمع باألذن
الداخلية والحظ الترتيب [ ]:تسمع صوتي [ ]1أنا أعرفها= أعطيها من محبتي فتكتشف محبتي وتعرفها
[]7فتتبعني.
تسمع صوتي= هي لها عشرة مع اهلل ،تميز صوته ،تنفذ إرادته حتى لو عن تغصب .أنا أعرفها= هنا تأتي بمعنى أنه يتحد بها فتكتشف محبته وال تريد أن تتركه = فتتبعني= عن حب وثقة وخبرة فى محبته وبالتالى فهى
272
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
تأتى بإرادة حرة وليس بتغصب .وهنا يزداد الثبات في المسيح واإلتحاد= أعطيها حياة أبدية .وهذه النفس ال
تعود تخاف من الشيطان فهي في يد اهلل القوي= ال يخطفها أحد ولن تهلك إلى األبد.
لستم من خرافي= هو رأي أن ال نصيب لهم في الحياة األبدية إلصرارهم على عدم اإليمان وليس لهم عذر
لكبريائهم وشهواتهم .ولكن منهم من سمع وآمن .خرافي تسمع صوتي .فصاروا بنو اهلل الحي وأبناء للملكوت.
هؤالء هم البسطاء. 13 ِ َع َ ِ ف ِم ْن َي ِد أَِبي" . َن َي ْخ َ َع َ طَ َح ٌد أ ْ ط ِاني إِي َ َّاها ُه َو أ ْ آية ( يو " -:)13 :15أَِبي الَِّذي أ ْ ظ ُم م َن ا ْل ُك ِّلَ ،والَ َي ْقد ُر أ َ أبي الذي أعطاني إياها= كانوا لك وأعطيتهم لي (يو .):1:3فالفريسيون يدعون السيادة على الشعب ألنهم
تسلموها من أبائهم الذين تتلمذوا على موسى .ولكن المسيح ُيعلن هنا أن خرافه هو قد إستلمها ممن هو أعظم من موسى أي من اآلب أبيه .وهذه النفوس إنتقلت من يد المالك إلى يد الفادي ليخلصها .اإلبن خلقها ،فبه كان
كل شئ( .يو )71:واآلب إجتذبها (يو )111:وأعطاها لإلبن (هذه اآلية) ليجعلها اإلبن جسده وهو رأسها
(اف )7:17وبجسده يعيد الخضوع لآلب (:كو )111:7والروح يثبتنا في اإلبن.
قدسهم بالروح القدس وقدمهم لآلب (أف .)::-:111هؤالء ال يقدر أحد أن يخطف= الذين فداهم المسيح ّ صاروا محفوظين في يد اآلب ال يستطيع الشيطان أن يمسهم .واهلل اآلب يحفظ أوالده بوسائل نعمته الكثيرة. ولكن هناك من يسقط إلستهانته بخديعة الخطية ،فاهلل ال يحفظ اإلنسان ضد مشيئة اإلنسان ولكن من يتمسك
بإيمان في وسائل حماية اهلل ونعمته تحفظه نعمة اهلل .وكل من هو من رعية المسيح تحفظه نعمة اهلل اآلب.
ومن يتمسك بهذه الوعود بإ يمان سيشعر باإلطمئنان والسالم .المسيح هنا يربط بين عمله وعمل اآلب ليظهر
الوحدة بينهما .فالمسيح أمامهم إنسان عادي ،ولم يتصوروا أنه إبن هلل .لذلك يربط المسيح أمامهم بينه وبين
اآلب .فاآلب أعطاه النفوس ليحفظها ويخلصها .فاآلب يحفظ الخراف والمسيح يحفظها إذاً هم واحد( .قارن آيات
11مع )1:فكالهما ال يقدر أحد أن يخطف منهما.
61 61 ِ ود أ َْي ً ِ اآليات (يو65" -:)66–65 :15أََنا واآلب و ِ َج َاب ُه ْم اح ٌد» .فَتََن َاو َل ا ْل َي ُه ُ ضا ح َج َارةً ل َي ْر ُج ُموهُ .أ َ َ ُ َ 66 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ود س َب ِب أ ِّ َج َاب ُه ا ْل َي ُه ُ سوعُ«:أ ْ َي َع َمل م ْن َها تَْر ُج ُموَنني؟» أ َ س َن ًة أ ََرْيتُ ُك ْم م ْن ع ْند أَِبيِ .ب َ يرةً َح َ َي ُ َع َماالً َكث َ َج ِل تَ ْج ِد ٍ لها»". يف ،فَِإ َّن َك َوأَ ْن َ سٌ قَ ِائلِ َ س ٍنَ ،ب ْل أل ْ س َنا َن ْر ُج ُم َك أل ْ ين«:لَ ْ س َك إِ ً ان تَ ْج َع ُل َن ْف َ ت إِ ْن َ َج ِل َع َمل َح َ أنا واآلب واحد= آية تشهد بالهوت المسيح ،وأن اآلب واإلبن طبيعة واحدة ،وهكذا فهمها اليهود الذين سمعوا
فأرادوا رجم المسيح .والمسيح قال هذا في ختام كالمه السابق ،أي أن عمل الفداء والرعاية والحفظ واعطاء الحياة األبدية متكامل بينه وبين اآلب ،اآلب يريد واإلبن ينفذ ويأتي بالمفديين لآلب .هم رعية اإلبن واآلب يحفظهم،
هي قوة واحدة هلل مشيئة وعمالً .فاآلب يحفظ والمسيح يحفظ ،نحن في يد المسيح كما في يد اآلب قارن آية
( ) 1:-11نجد اآلب واإلبن يحفظاننا .وهذا تعبير عن وحدة القوة اإللهية .واليهود حين فهموا من كالمه أنه
جعل نفسه إلهاً لم يقل لهم أنتم فهمتم كالمي بطريقة خطأ .بل أكمل كالمه ،فهو فعالً واحد مع أبيه .وهنا نرى 273
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
أن اليهود فهموا ما لم يفهمه األريوسيون وأمثالهم من شهود يهوه وأدفنتست وغيرهم .من عند أبي= تأكيد أنه
واآلب يعمالن معاً .اآلب يريد واإلبن ينفذ .أعماالً كثيرة= هذه األعمال تشهد أنها من عند اآلب .ألجل تجديف=
إذاً اليهود فهموا الكالم كما أراده المسيح تماماً .تجعل نفسك= تدعي األلوهية.
اآليات (يو67" -:)63–67 :15أَجابهم يسوعُ« :أَلَ ْيس م ْكتُوبا ِفي َنام ِ ت إِ َّن ُك ْم آلِ َه ٌة؟ 60إِ ْن وس ُك ْم :أََنا ُق ْل ُ َ َ ً َ َ ُْ َ ُ ُ 63 ِ ين صار ْت إِلَ ْي ِهم َكلِم ُة ِ ِ َِّ ِ سلَ ُه اهللَ ،والَ ُي ْم ِك ُن أ ْ َن ُي ْنقَ َ َّس ُه ُ ض ا ْل َم ْكتُ ُ اآلب َوأ َْر َ وب ،فَالَّذي قَد َ آل َه ٌة ألُولئ َك الذ َ َ َ ْ َ ت :إِ ِّني ْاب ُن ِ اهلل؟" ون لَ ُه :إِ َّن َك تُ َجد ُ ِّف ،أل َِّني ُق ْل ُ ا ْل َعالَِم ،أَتَقُولُ َ ناموسكم= كلمة ناموس تطلق على العهد القديم كله .وقد تطلق على أي جزء .ولكن األساس هو سفر التثنية،
قَا َل إِلَى
ثم صارت عامة .المسيح هنا يستشهد بمزمور ( .)11والوحي اإللهي هنا يعطي صفة اآللهة للمجمع الذي
يجتمع على أساس الحكم بكلمة اهلل (القضاة) وموسى ُسمى إلهاً (خر .)::11آلهة= قضاة يحكمون بحسب ٍ قاض أو عن موسى تعني أنه له سلطان على اآلخرين وهم تحت كلمة اهلل التي أعطاها لهم .واله حين تقال عن ُع ِط َى كلمة اهلل ليعيش ويحكم بها كمدعو من اهلل (عب )117هو في الناموس أمره ،أي بمعنى سيد .فالذي أ ْ اليهودي محسوب بصفة إله من نحو الناس .وهذا يرفع شأن الناموس ،وأن له قيمة إلهية كعهد اهلل مع الناس حتى بالرغم من أن الناس أي القضاة نقضوا عهد اهلل (مز )1-:111لذلك قيل عنهم "مثل الناس تموتون" أي بسبب خطيتهم يفقدون ميراث الحياة األبدية .وسيكونون مثل الشيطان "كأحد الرؤساء تسقطون" ورد المسيح على
اليهود يعني إن كان القضاة األشرار الذين صارت إليهم كلمة اهلل قيل عنهم آلهة فلماذا ينكرون عليه اللقب
(بينما هو كلمة اهلل لكنهم ال يدرون) .والمسيح إستخدم أيضاً من المزمور قوله وبنو العلي كلكم فلماذا ينكرون عليه قوله إني إبن اهلل .والناموس بهذه اآليات "ألم أقل إنكم آلهة ..وبنو العلي تدعون" سبق ومهد لألذهان
إمكانية دعوة إنسان هو يسوع المسيح لحمل صفة الالهوت .وأعطت لإلنسان الذي هو أنا وأنت أن نكون أوالداً هلل .وقول الكتاب عن البشر أنهم بنو العلي كما قيل عن أوالد شيث أنهم أوالد اهلل= بنو اهلل (تك ،):1:هي بنوة
نسبية .وبمقارنة قول المسيح أنا واآلب واحد وأنه إبن اهلل قال اليهود للمسيح وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً .بهذا
نرى إبن اهلل المساوي له ،والواحد معه في جوهره ،وقد صار إنساناً ليعطينا التبني هلل عوضاً عن العبودية.
الذي قدسه= خصصه وكرسه وأرسله لفداء العالم.
67 ال أَِبي فَالَ تُ ْؤ ِمنُوا ِبي62 .و ِ َع َم ُل ،فَِإ ْن لَ ْم َع َم َ لك ْن إِ ْن ُك ْن ُ سُ اآليات (يو " -:)62–67 :15إِ ْن ُك ْن ُ تأْ َع َم ُل أ ْ تأْ ت لَ ْ َ َن اآلب ِف َّي وأََنا ِف ِ ِ َعم ِ ِ يه»". ال ،لِ َك ْي تَ ْع ِرفُوا َوتُ ْؤ ِم ُنوا أ َّ َ َ تُ ْؤم ُنوا ِبي فَآم ُنوا ِباأل ْ َ
الرب يسوع هنا ينتقل من اإلقناع الفكري حينما لجأ لتفسير (مز )11إلى اإلقناع العملي ،أي ليحكموا عليه من
أعماله .فأعماله واضح أنه يعملها باآلب (يو .)111:7ولكن المسيح ُيطوب من يؤمن بكالمه فقط دون رؤية المعجزات (يو" )1:11:طوبى لمن آمن ولم يرى" والتالميذ صاروا أنقياء بسبب الكالم (يو .)71:7وهم آمنوا
274
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
بسبب الكالم (يو )11:3والعجيب أن اليهود حين يصنع المسيح آية يطلبون منه كالماً (قل لنا إن كنت أنت
المسيح )11وان تكلم يطلبون آية ( )7:1:وهكذا دائماً يقفون الموقف المعاكس.
آمنوا باألعمال= أي صدقوا أنها من عند اآلب .ولو اإلنسان حسن النية سيؤدي إيمانه باألعمال إلى إيمانه بشخص المسيح وأن اآلب فيه وهو في اآلب .اإليمان باألعمال سيعطي إستنارة ووعي داخلي تؤدي لإليمان
بشخص المسيح= تعرفوا وتؤمنوا أي إيمان يقيني يصل إلى درجة أن الشخص يكون كمن يرى. فآمنوا باألعمال هذه موجهة لنا نحن أيضاً .والحظ أعمال اهلل فى الخليقة.
إن شككت فى قدرة اهلل وعظمته ،وكيف عمل العالم وضبطه كضابط للكل ،وكيف جعل لكل شئ حداً ال
يتعداه ،فهل ُيخطئ معك أنت .إذ نحن معرضون أن َن ُش ْك مع كل تجربة أو إضطهاد ان اهلل ال يستطيع ان يحمينا .وهذا خطأ فمن يحفظ الكون هل هو غير قادر أن يحفظك ويدافع عنك إن كان هذا فيه خالص نفسك.
بل يكفى ان تذكر اعمال اهلل معك فى الماضى ،ثم اسأل نفسك ..اذاً لماذا أشك فى استمرار رعايته؟! واذا شككت فى محبة اهلل وغفرانه لك ،أنظر لعمل المسيح على الصليب ألجلك.
واذا شككت فى أن اهلل يحرمك من شئ إشتهيته تأمل فى الذى بذل إبنه عنك ،كيف ال يهبك ما تطلبه إن كان
لصالح خالص نفسك (رو.)7111
واذا شككت فى أن اهلل فى مجده ال يشعر بك ويتعالى عليك (وهذا حقه) وال يهتم بك وبآالمك ،فأنظر لمن إتضع وتجسد وتألم ألجلك ...وهكذا .أنظر ألعمال اهلل فتؤمن وينتهى الشك فى داخلك.
63 َن ُي ْم ِس ُكوهُ فَ َخ َر َج ِم ْن أ َْي ِدي ِه ْم"، ضا أ ْ آية ( يو " -:)63 :15فَطَلَ ُبوا أ َْي ً إلحاحهم على قتل المسيح يظهر مدى الضيق الذي ألّم بهم بسبب الحق الظاهر في حياته وأعماله .وألن ساعته
لم تكن قد جاءت كانت يدهم تعجز عن اإلمساك به.
75 ان يوح َّنا يع ِّم ُد ِف ِ ضا إِلَى ع ْب ِر األُرُد ِّن إِلَى ا ْلم َك ِ ِ يه أ ََّوالً ضى أ َْي ً اآليات (يوَ " -:)71–75 :15و َم َ َ ان الَّذي َك َ ُ َ ُ َ ْ َ 71 ِ ِ ِ ِ ِ ان َو َم َك َ ث ُه َن َ وح َّنا َع ْن ه َذا َك َ ير َ آي ًة َواح َدةًَ ،ولك ْن ُك ُّل َما قَالَ ُه ُي َ وح َّنا لَ ْم َي ْف َع ْل َ ون َوقَالُوا«:إِ َّن ُي َ اك .فَأَتَى إلَ ْيه َكث ُ 71 ِ ًّ اك" . ون ِب ِه ُه َن َ ير َ آم َن َكث ُ َحقا» .فَ َ
هنا يعود يوحنا ويذكر شهادة المعمدان عن المسيح ،وأنها كانت مع أعماله سبباً في إيمان البعض .وبسبب شدة
مقاومة اليهود ذهب المسيح إلى عبر األردن ليخفف من غيظهم وهناك بعيداً عن مقاومة اليهود والفريسيين آمن
به كثيرون .وبالد عبر األردن هي بالد بيرية (هي مملكة األردن حالياً) (مت +:1::مر ):1::وهناك تقاطرت حوله الجموع تستمع إليه وذلك بسبب شهادة المعمدان له والتي كانت ال تزال تمأل أسماعهم وقلوبهم ،ومما زاد
من قوة أعمال المسيح أن يوحنا المعمدان لم يكن يعمل أعماالً إعجازية .فالجماهير قارنت المسيح بمعجزاته مع
المعمدان الذي لم يعمل معجزات فآمنت .وهذا الكالم يمهد ألعظم آية صنعها المسيح وهي إقامة لعازر والتي مهد بها الرب إلستعالن سلطانه على الموت والحياة بالقيامة من األموات .وهناك في بيرية تذكروا كل نبوات
275
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)
المعمدان التي تحققت والتي ستتحقق بالصليب "هوذا حمل اهلل الذي يحمل خطية العالم" .إذاً 1يوحنا لم يفعل آية
واحدة= هذه تعني [ ]:المسيح أفضل من يوحنا [ ]1يوحنا شهد للمسيح.
276
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)
عودة للجدول
(إنجيل يوحنا)( تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا) تسلسل األحداث فى انجيل القديس يوحنا
كل انجيلى يعرض حياة المسـيح لـيعلن لنـا رؤيـة خاصـة يريـد ان يظهرهـا فـى حيـاة المسـيح .ويوحنـا لخـص مـا يريـده فـى هذه االية ( ...... ) 7: 1 1:
"وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن اهلل ولكى تكون لكم إذا آمنتم حيوة بإسمه "
ويسوع = المخلص ...فماذا تعنى كلمة الخالص ؟ .والمسيح = تعنى الممسوح بالروح القدس ليكون رئيس كهنة أو ملك ... .وهذا الخالص له شروط هى االيمان = إذا آمنتم .وماذا سيحصل عليه المؤمن ؟ حياة. فما هى صفات هذه الحياة ......؟ هذه األسئلة هى محور اإلنجيل .
بإسمه = اإلسم هو تعبير عن قدرات الشخص وقوته .فقوة فداء المسيح أعطتنا هذه الحياة.
ولنرى تسلسل الفكر فى االحداث. االصحاح االول
المسيح هو ابن اهلل ،كلمة اهلل ،الذى تجسد ):ليتمم الفداء )1ليعلن لنا اآلب " اهلل لم يره أحد قط .االبن الوحيد
الذى هـو فـى حضـن أبيـه هـو َخَّبـر ( ايـة . ) :1ولقـد أرسـل اهلل يوحنـا ليعمـد المسـيح فيتأسـس سـر المعموديـة الـذى بـه نمـوت ونقــوم مـع المســيح خليقــة جديـدة = فبــه كــان كـل شــئ ،الخليقـة االولــى والخليقـة الجديــدة (ايـة ، ) 7يتممهــا فينــا الروح القدس الذى حل على المسيح ليسكن فينا بعد ذلك ويثبتنـا فـى المسـيح الـذى هـو الطريـق ( ، ) : 1 :1وهـذا هـو
ما قصده يوحنا المعمدان بقوله " هو الذى يعمد بالروح القدس " (. )77 االصحاح الثانى
المسيح يحضر عرس قانا الجليل ويحول ماء التطهير الى خمـر = والخمـر يشـير للفـرح فـى الكتـاب المقـدس .والمعنـى ان المسيح حاضر فى كنيسته ليعطى الفرح لكل من يجاهد ان يطهر نفسه .
المسيح يطهر الهيكل بالسوط = من يهمل تطهيـر نفسـه ( والكنيسـة هـى هيكـل جسـد المسـيح ) يسـاعده المسـيح بـبعض التجارب = السوط ليترك خطيته فيطهره دم المسيح فيفرح .
إذاً أول معنى للخالص = حياة جديدة كلها فرح حتى لو تألمنا يسي اًر .وهذه هى مواصفات الحياة الجديدة-1 ):نقيــة
)1كلهــا فــرح داخلــى حتــى مــع وجــود أالم خارجيــة ،فحيــاة بــدون فــرح ليس ـت حيــاة .ومفهــوم النص ـرة فــى
المسيحية ان الفرح الذى يعطيه المسيح لنا يغلب األالم ( . ) 11 1 ::
)7أبدية .
277
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)
االصحاح الثالث هـل محــاوالتى انــا وجهــادى واألالم وحــدها تطهــر ؟! لــو كــان هــذا صــحيحا مــا كــان هنــاك داع للتجســد .ولكــن يــأتى هــذا
االصحاح لنرى انه ال بد من الوالدة الثانية أى المعمودية المبنية على الصليب ( اية . ) :1
هنا نرى المعنى الثانى للخالص وهو الوالدة الثانية التى بها نصير خليقة جديدة . االصحاح الرابع
هنــا نــرى المعنــى الثالــث للخــالص = تتحــول الســامرية الزانيــة إلــى كــارزة = وهــذا تطبيــق ارئــع لمعنــى الخليقــة الجديــدة . ولكن للحصول على الحياة الجديدة يجب أن يؤمن الشخص
( ايات . ) 77 – 1:
االصحاح الخامس
المعنى الرابع للخالص هنا هو ..الشفاء ،ونرى المسيح هنا يتقدم من نفسه ليشـفى هـذا المـريض دون ان يسـأله أحـد .
ألم يتجسد المسـيح دون ان يسـأله أحـد .هـو يريـد ويشـتاق لخـالص االنسـان ولكـن هـذا الخـالص هـو لمـن يريـد ان يبـ أر
( . ):ونفهم من باقى االصحاح ان المسيح هنـا يحقـق إرادة اآلب ،وهـذا معنـى مـا قيـل سـابقا " االبـن الوحيـد الـذى هـو فى حضن أبيه هو َّ خبر " (. ):1 1 :
ونــرى أن الشــفاء لمــن يــؤمن فقــط ،ولكــن نــرى ان اليهــود الــذين ال يريــدون ان يؤمنـوا أخـذوا فــى مقاومــة المســيح .فهـؤالء
ليس لهم خالص .فمن يسمع للمسيح هو من يتوب عن أعماله وبالتالى سيحيا أبديا .
وهنا نرى الهوت المسيح بوضوح تام فهو ابن اهلل ): ......هو يعمل نفس أعمال اآلب (.):: )1اآلب يحب االبن وهذه عبارة تشير للوحدة بين اآلب واالبن ( ، )1:فهما واحد بالمحبـة فالمحبـة هـى طبيعـة اهلل ،
فاهلل محبة .
)7االبن ألنه ابن اهلل فله السلطان ان يحيى من يشاء(. )1:
)1االبن هو الديان (. )11
)7االبن له االكرام كاآلب (. )17
االصحاح السادس هنا نرى المسيح المشبع لمن يؤمن به ويريد ان يتغير ،وهـو يشـبع جسـديا ونفسـيا وروحيـا .ويعطـى الحيـاة األبديـة بـأن
يعطينا جسده مأكال حقيقيا .
ونــرى هنــا التنــاقض بــين إرادة اهلل وموقــف النــاس مــن اهلل .فــاهلل يريــد لالنســان الحيــاة ،والمســيح أتــى لتكــون لنــا حيــاة وليكون لنا أفضل ( . ) :: 1 ::أما من له مصالح دنيوية تتعارض مع إرادة المسيح فهو يرفض المسيح .فنـرى هنـا
رجوع النـاس عـن المسـيح ( ، )::ويهـوذا يسـلمه ( . )3:وهـذه الصـورة تتكـرر فـى االصـحاحات التاليـة ،صـور متعـددة لمن تنفتح عينيه فيؤمن ومن تظل عينه مغلقة فيعاند وال يؤمن . االصحاح السابع
278
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)
امتدادا لما سبق نـرى اليهـود يريـدون قتـل المسـيح .بـل إخوتـه يريـدون نفـس الشـئ ،فهـم يحثونـه ان يصـعد الـى أورشـليم فهم يعلمـون بنيـة اليهـود لقتلـه .والسـبب هـو الحسـد كمـا فهمهـم بـيالطس ( مـر ) :: 1 :7فالفريسـيون والكتبـة والكهنـة ورؤساء الكهنة ( هؤالء أسماهم يوحنا اليهود ) .أما اخوته فينطبق عليهم قول المسيح " ليس لنبى ك ارمـة فـى وطنـه " (
يو . ) 11 1 1فإخوته أخذتهم الغيرة من شهرته ،واليهود خافوا على مكاسبهم المادية ألن المسيح اجتذب الناس حوله .وهنا نرى التناقض مرة أخرى بين موقف هؤالء الذين يريدون قتل المسيح وبين مفهوم عيد المظـال الـذى يشـير لغربتنـا
فــى هــذا العــالم والــى الحيــاة األبديــة التــى فــى الســماء بعــد إنتهــاء أيــام غربتنــا فــى هــذا العــالم .فه ـؤالء الرافضــين للمســيح بسبب أهدافهم المادية ظنوا أنهم سيعيشون لألبد هنا على هذه االرض .ولنرى الحوار بين هؤالء اليهود وبين المسيح ،
ولــنفهم ان مــن لــه أهــداف أخــرى دنيويــة غيــر حيــاة الطهــارة والغربــة عــن العــالم وان تكــون عينــه مثبتــة علــى موطنــه فــى الســماء ،مثــل هــذا ي ـرفض المســيح ويــدخل فــى مجــادالت ال يريــد مــن ورائهــا ســوى أن يبــرر رفضــه للمســيح .مثــل هــذا تعمى عينيه فال يعرف المسيح وال يراه .أما الذين ليس لهم أهداف مادية = هؤالء مثـل الخـدام الـذين أرسـلهم الفريسـيون ورؤساء الكهنة ليمسكوا المسيح ( هؤالء هم جنود تابعين لرؤساء الكهنة ) ،هؤالء أعجبوا بالمسيح ورفضوا إلقاء القبض
عليــه ( . ) 1:- 17 ، 71بــل نيقوديمــوس نجــد أنــه وهــو مــن الرؤســاء ( الســنهدريم ) بــدأ إيمانــه بالمســيح ينمــو .أى أن عينه بدأت تنفتح ويعرف من هو المسيح .ورأينا أن ايمان نيقوديموس قد نضج أخي ار بعد صلب المسيح ( ) 7: 1 :: .ونرى المسيح المعلم ال ييأس مـن تعلـيم هـؤالء اليهـود فهـو" قصـبة مرضوضـة ال يقصـف" ( مـت . ) 1: 1 :1وهـذا
الحوار إمتد لالصحاح الثامن .لكن لنرى ان كالم المسيح هو سالح ذو حدين (عب ):1 1 1فهو إما للحياة ،فكالم المسيح روح وحياة ( ):7 1 :1وكالم المسيح ينقى ( )7 1 :7لمن يسمع ويطيع ،وهذا تكون له حياة أبدية
( ) :1 1 :أما من يعاند ويقاوم فكلمة المسيح تدين (.)111 :1 االصحاح الثامن
هنا نرى معنى جديد للخالص ،فنرى ان المسيح أتى ليغفر الخطايا مهما كانت الخطية ،هنـا يغفـر للزانيـة علـى شـرط
ان اليعــود اإلنســان للخطيــة ( )::فــدم المســيح يطهــر مــن كــل خطيــة ( :يــو . ) :: – 3 1 :والســيد لــه المجــد يضــع شرطا مهما للغفران ،هو ان نتبعه ونترك طريق الظلمة ( ، ):1بهـذا نسـتفيد مـن امكانيـات الـدم الغـافر المطهـر .ومـن
يصر على خطاياه فهو لن يتبع المسيح الى السماء ( . )1:والشرط االخـر هـو اإليمـان ( ، )11وحـين نضـع المقصـود بهذه الشروط نفهم ان االيمان ليس هو اإليمان النظرى بالفم ،بل هو أن نتبع المسيح ونسير فـى النـور رافضـين طريـق
الظلمــة .ومــن يحفــظ كــالم الســيد فلــه حيــاة ابديــة ( ، )7:وهـؤالء هــم أوالد اهلل الــذين عرفـوا المســيح وتبعــوه ( . )11أمــا الذين يسيرون فى الظلمة عاملين شهواتهم فهم أوالد ابليس.
ونرى هنا معنى جديد للخالص وهو الحرية فلقد حررنا المسيح من العبودية للشيطان وللخطية. االصحاح التاسع
279
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)
من رفضوا المسيح ورأيناهم فيما سبق ،هؤالء أعمت عيونهم خطايـاهم وشـهواتهم ،فصـاروا ال يعرفـون مـن هـو المسـيح فرفضوه بل أرادوا قتله .والقديس يوحنا يضـع فـى هـذا االصـحاح صـورة مضـادة ،المسـيح يـذهب مـن نفسـه ليفـتح أعـين
مولود أعمى .فهو لهذا أتى ،ليخبرنا عن اآلب وارادته من نحونا فى الخالص ،ويظهر لنا طريق النور والحياة لنتبعه .فنحن ولدنا بالطبيعة من أبوينا عميانـا ال نـرى طريـق السـماء ،وأتـى المسـيح ليفـتح عيوننـا بالمعموديـة (اإلغتسـال فـى
بركـة ســلوام ) .فهـذا المولــود أعمــى إسـتنار وآمــن بالمســيح إذ عرفـه فخلــص .هنــا نـرى معنــى جديــد للخــالص = العــين
المفتوحة التـى تعـرف المسـيح وتتبعـه فـى النـور .ويوحنـا هنـا يعـرض الموقـف المضـاد لليهـود العميـان بقلـوبهم ،فهـؤالء الذين أرادوا قتل المسيح ها هم يريدون قتل من تبعوا المسيح .وهـذا مـا قالـه المسـيح سـابقا ( . ) 3 1 3ثـم كـرره بـأكثر
تفصيل فى( .)1- :1 ::ولكن هل يترك المسيح من يتبعه ويتخلى عنه ؟! أبدا ،فحينما طرد اليهود الرجـل الـذى كـان
أعمى وجده المسيح فهو الراعى الصالح الذى ال يترك خرافه .وهذا هو موضوع االصحاح القادم . االصحاح العاشر
هنـا نرى معنـى الخـالص بوضـوح فالمسـيح هـو ال ارعـي الصـالح الـذى يبـذل نفسـه عـن خ ارفـه ( )::لكـى تكـون لهـا حيـاة وليكـون لهــا أفضــل ( )::ويضـع نفســه عــن الخـراف ( ):7وهــذا بإرادتــه وســلطانه أى لـيس مجبـ ار علــى هـذا بــل حبــا فــى
خرافه ( . ):1وسيكون هذا بأن يقدم نفسه ذبيحة عن خرافه ( = )7:وهذا معنى قدسه اآلب .وهو سيقدم نفسه ذبيحة
بسلطانه " لى سلطان ان أضعها " ( ):1وهذا معنى " ألجلهم اقدس انا ذاتى " (يو . ) :: 1 :3لكنـه سـيقوم ():1 = لى سلطان أن آخذها أيضـا = ويعطينـا بقيامتـه حيـاة أبديـة ( .)11والشـرط نـراه مكـر ار خـالل اإلنجيـل كلـه أال وهـو
اإليمان (. )71 االصحاح الحادى عشر هنا يورد القديس يوحنا معجزة إقامة لعازر كإعالن عن ألوهيته فهو له سلطان أن يقيم ميت له أربعة أيام فى القبـر وقـد
أنــتن .وأيضــا هــذه المعج ـزة هــى إعــالن عــن إرادة اهلل فــى أن نحيــا ،وأن الحيــاة األبديــة التــى نحصــل عليهــا هــى فــى المسيح فهو القيامة والحياة ( . )17ونرى هنا التناقض بين موقفين لمن أروا المعجزة ....
):فمن لهم العين المفتوحة ( ليس لهم إرادة خاطئة وشهوات مادية ) هؤالء آمنوا .
)1أمــا االخـرين فــإزداد حقــدهم علــى المســيح وبــدأوا فــى تــدبير مـؤامرة لقتلــه .بــل وصــل عمــى قلــوبهم أنهــم تشاوروا لقتل لعازر أيضا ،وهذا هو قمة عمى القلب ،إذ أن من أقام لعازر مرة أما هو قادر ان يقيمـه
مرة أخرى !! االصحاح الثانى عشر
هنـاك تضــاد واضــح بــين موقــف اليهـود الــذين أرادوا قتــل المســيح لعمــى قلــوبهم ،وبـين مــن عينــه مفتوحــة وعــرف المســيح فأحبه وبذل من أجله كل ما هو ٍ غال (مريم) .ونرى أيضا عيون مفتوحة تستقبل المسيح المتواضع إستقبال الملوك عن
280
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)
حــب ( . ):7والعكــس نــرى كراهيــة اليهــود العميــان ( . )::ثــم نــرى أن المســيح لــم يـ ِ ـأت لليهــود فقــط بــل هــو قــد فــرح
باليونانيين ( )1:الذين أتوا اليه فهو يريد ان الجميع يخلصون (:تى . )1 1 1ثم تأمل المسيح فى الثمن الذى سيدفعه ألجل ذلك وحزنه الشديد على مـن يـرفض ( ، )13ويتضـح حـزن المسـيح علـى هـالك الرافضـين ممـا قالـه يوحنـا (– 73
. ) 17ثم ينبه المسيح الكل بتحذير أخير (. ) 7: – 11 االصحاح الثالث عشر
هنا نرى معنى جديد للخالص ،فالمسيح يغسل أرجل تالميذه استعدادا ليؤسس مباشرة سر االفخارستيا .وهذا معنـاه أن
المسيح ينقيهم قبل ان يناولهم جسده ،ثم يترك هذا العمل لتالميذه وخلفـائهم ( ):1فـى سـري اإلعتـراف ( يـو 11 1 1:
) 17 ،واإلفخارستيا ( لو . ) :: 1 11ومن هذه الليلة التى أسس السيد فيهـا سـر اإلفخارسـتيا ( ليلـة خمـيس العهـد ) بدأت أحداث الصليب ،ونرى خيانة يهوذا (. )13 إصحاحات الباراقليط ( - 65 : 16نهاية االصحاح ) 17 الســيد المســيح وهــو هنــا يفصــله عــن الصــليب ســاعات قليلــة ،وقــد إقتــرب مــن إنتهــاء تنفيــذ مهمتــه بجســده علــى االرض والتى من أجلها قد تجسد ،يعلن لتالميذه وللكنيسة كلهـا ان الروح القدس سـيكمل العمـل وهـو سـيبقى معنـا فـى الكنيسـة وفي كل معمد مدهون بالميرون لنهاية الزمان .أما المسيح االبـن سـينطلق للسـماء لـيجلس عـن يمـين اآلب أى ليتمجـد
بناســوته ( ) 7 1 :3وليعــد لنــا مكــان أى ُيــدخل الجســد االنســانى الــى الســماء ،وفــى الزمــان المحــدد نتبعــه (، )7 1 :1 وهذا ما قالـه لتالميـذه ( )77 1 :7أنهـم سـوف يتبعونـه أمـا اليهـود فلـن يسـتطيعوا ذلـك لعـدم إيمـانهم بـل لصـلبهم للمسـيح ولعنادهم ( يو . )1: 1 1
وعمل الروح القدس معنا هو )1 -:المعزى ( ):: 1 :1وهذا معنى كلمة الباراقليط
)1ماكث معنا ويكـون فينـا (. ):3 1 :1
)6يعلمنـا كـل شـئ ويـذكرنا بكـل مـا قالـه المسـيح ( )7 . )1: 1 :1هـو
يثبتنــا فــى الكرمــة (المســيح) فنكــون أغصــانا فــى هــذه الكرمــة = (أعضــاء جســد المســيح) ( )0 . )7- : 1 :7هــو يشــهد
للمســيح ( ) 1: 1 :7ويعطينــا نحــن أيضــا ان نشــهد للمســيح ( . )13 1 :7فلــيس أحــد يقــدر ان يقــول المســيح رب إال بــالروح القــدس ( :كــو. )7 1 :1
إلى جميع الحق (. ):7 1 ::
)3هــو يبكــت علــى خطيــة وعلــى بــر وعلــى دينونــة (. )1 1 ::
)7يرشــدنا
)2هو يعطينا رؤية صحيحة عمن هو المسيح ،ويعطينا ان نعرفه ونمجده ونحبه
إذ نـدرك مــن هــو ومقــدار محبتــه لنــا وبذلــه ألجلنـا ،والــروح القــدس بهــذا يمجــد المســيح (.):: – :7 1 ::
)3بــل
الروح القدس يعطينا ان نعرف أمور آتية ( . ):7 1 ::
)15بهذا فالروح القدس يعلن لنا المسيح حتى نعرفـه ،وحينمـا نعرفـه نحبـه ( فهـو فـى محبتـه ولطفـه وحـالوة عشـرته ، ـب ) ،وهـذا معنـى ان الـروح القـدس يسـكب محبـة اهلل فـى قلوبنـا ( رو 1 7 هو شخص نقع فـى محبتـه ،هـو شـخص ُي َح ْ . )7فهــو ال يســكب محبــة اهلل عنــوة بــل بمعرفــة حقيقيــة لشــخص المســيح (فطريقــة الــروح القــدس هــى اإلقنــاع والتعلــيم وراجع إر . ) 3 1 1:وحينما نعرف المسيح و نحبه ،نحيا ابدياً فمحبة المسيح تعنى االتحاد به ( راجع تفسير يو :7
281
http://coptic-treasures.com
تفسير األناجيل (( )3تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)
) :1وهكذا معرفة المسيح تعنى االتحاد به ( راجع تفسير مت )13 1 ::والمسيح هو الحيـاة ( يـو . )17 1 ::فمـن
يتحد بالمسيح يتحد بالحياة فيحيا أبديا ،وهذا معنى قول السيد المسيح " وهذه هى الحيـوة األبديـة ان يعرفـوك انـت االلـه
الحقيقـى ويسـوع المسـيح الــذى أرسـلته " (يـو )7 1 :3وهـذا معنــى ان الـروح القـدس هــو الـروح المحيــى ألنـه هـو الــذى يثبتنا فى المسيح الذى هو الحياة .
ثم تأتى أحداث الصلب والقيامة فى بقية االصحاحات.
282
http://coptic-treasures.com