تفسير الاناجيل اناجيل مرقس لوقا يوحنا القس انطونيوس فكري كنيسة العذراء الفجالة

Page 1

‫ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻻﻧﺎﺟﻴﻞ‬ ‫ﻣﺮﻗﺲ وﻟﻮﻗـﺎ وﻳﻮﺣﻨﺎ‬ ‫اﻟﻘﺲ اﻧﻄﻮﻧﻴﻮس ﻓﻜﺮي‬ ‫ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻌﺬراء ﺑﺎﻟﻔﺠﺎﻟﺔ‬ ‫اﻻﺻﺪار اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪2012‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫األناجيل (‪ - )3‬جدول األناجيل (‪)3‬‬ ‫رقم اإلصحاح‬ ‫مرقس ‪1‬‬ ‫مرقس ‪2‬‬ ‫مرقس ‪3‬‬ ‫مرقس ‪4‬‬ ‫مرقس ‪5‬‬ ‫مرقس ‪6‬‬ ‫مرقس ‪1‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫مرقس ‪8‬‬ ‫مرقس ‪9‬‬ ‫مرقس ‪11‬‬ ‫التسلسل في‬ ‫مرقس‬ ‫لوقا ‪1‬‬ ‫لوقا ‪2‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫لوقا ‪3‬‬ ‫لوقا ‪4‬‬ ‫لوقا ‪5‬‬ ‫لوقا ‪6‬‬ ‫لوقا ‪1‬‬ ‫لوقا ‪8‬‬ ‫لوقا ‪9‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫لوقا ‪11‬‬ ‫لوقا ‪11‬‬ ‫لوقا ‪12‬‬ ‫لوقا ‪13‬‬ ‫لوقا ‪14‬‬ ‫لوقا ‪15‬‬ ‫لوقا ‪16‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫لوقا ‪11‬‬ ‫لوقا ‪18‬‬ ‫لوقا ‪19‬‬ ‫التسلسل في لوقا‬ ‫يوحنا ‪1‬‬ ‫يوحنا ‪2‬‬ ‫يوحنا ‪3‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫يوحنا ‪4‬‬ ‫يوحنا ‪5‬‬ ‫يوحنا ‪6‬‬ ‫يوحنا ‪1‬‬ ‫يوحنا ‪8‬‬ ‫يوحنا ‪9‬‬ ‫يوحنا ‪11‬‬

‫رقم اإلصحاح‬ ‫التسلسل في‬ ‫يوحنا‬

‫تواجد آيات األناجيل األربعة في الكتاب الثالث ‪ -‬األناجيل (‪)3‬‬

‫الكتــاب الــثالث‬

‫المكان‬

‫مرقس‬

‫تابع لوقا‬

‫تابع لوقا‬

‫تابع لوقا‬

‫تابع يوحنا‬

‫‪12 - 11 :1‬‬

‫‪05 - 63 :7‬‬

‫‪0 – 1 :16‬‬

‫‪15 - 7 :17‬‬

‫‪65-1 :0‬‬

‫‪63 – 60 :1‬‬

‫‪6 – 1 :2‬‬

‫‪3 - 3 :16‬‬

‫‪13 - 11 :17‬‬

‫‪77-61 :0‬‬

‫‪11 – 7 :6‬‬

‫‪12 – 13 :2‬‬

‫‪17 - 15 :16‬‬

‫‪67 - 15 :17‬‬

‫‪10-1 :3‬‬

‫‪11 – 15 :6‬‬

‫‪03 - 01 :3‬‬

‫‪65 - 11 :16‬‬

‫‪2-1 :12‬‬

‫‪11-13 :3‬‬

‫‪10 – 11 :7‬‬

‫‪11 – 1 :15‬‬

‫‪60 - 61 :16‬‬

‫‪17-3 :12‬‬

‫‪17-11 :3‬‬

‫‪13 -13 :7‬‬

‫‪15 – 17 :15‬‬

‫‪3-1 :17‬‬

‫‪15 - 1 :13‬‬

‫‪75-12 :3‬‬

‫‪67 - 61 :7‬‬

‫‪13 – 10 :15‬‬

‫‪17-7 :17‬‬

‫‪17 - 11 :13‬‬

‫‪71-71 :3‬‬

‫‪13 - 11 :2‬‬

‫‪67 – 65 :15‬‬

‫‪60-10 :17‬‬

‫يوحنا‬

‫‪06-1 :7‬‬

‫لوقا‬

‫‪71 – 62 :15‬‬

‫‪7-1 :10‬‬

‫‪01-62 :1‬‬

‫‪11-1 :2‬‬

‫‪11 - 17 :7‬‬

‫‪2 – 0 :11‬‬

‫‪15-2 :10‬‬

‫‪11-1 :1‬‬

‫‪15-11 :2‬‬

‫‪65-16 :7‬‬

‫‪63-66 :11‬‬

‫‪61-11 :10‬‬

‫‪11 :1‬‬

‫‪13-11 :2‬‬

‫‪67 -61 :7‬‬

‫‪07-67 :11‬‬

‫‪16-1 :13‬‬

‫‪10-16 :1‬‬

‫‪75-65 :2‬‬

‫‪77 -71 :7‬‬

‫‪11 – 16 :11‬‬

‫‪12-17 :13‬‬

‫‪11-1 :6‬‬

‫‪03-71 :2‬‬

‫‪13 - 17 :3‬‬

‫‪72 – 61 :11‬‬

‫‪61-13 :13‬‬

‫‪63-11 :6‬‬

‫‪71-1 :3‬‬

‫‪17 – 11 :7‬‬

‫‪03 - 07 :11‬‬

‫‪3 - 1 :17‬‬

‫‪07-1 :7‬‬

‫‪71-1 :15‬‬

‫‪1‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح األول)‬

‫(إنجيل مرقس)(اإلصحاح األول)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح األول‬ ‫اآليات (مر‪)16-1:1‬‬

‫اآليات (مر‪-:)15-17:1‬‬

‫في كتاب الميالد‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)10-16:7‬‬

‫اآليات (مر‪( + )12-11:1‬لو‪)67-61:7‬‬

‫ْت َد َخ َل ا ْلم ْجمع ِفي َّ ِ‬ ‫اآليات (مر‪11" -:)12-11:1‬ثُ َّم َد َخلُوا َك ْفرَناحوم‪ ،‬ولِ ْلوق ِ‬ ‫ص َار ُي َعلِّ ُم‪11 .‬فَ ُب ِهتُوا ِم ْن‬ ‫َ َ​َ‬ ‫الس ْبت َو َ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ولَ ْيس َكا ْل َكتَب ِة‪ .‬و َك َ ِ‬ ‫تَعلِ ِ‬ ‫ص َر َخ‬ ‫يم ِه ألَنَّ ُه َك َ‬ ‫ان في َم ْج َمع ِه ْم َر ُج ٌل ِبه ُر ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫س‪ ،‬فَ َ‬ ‫وح َن ِج ٌ‬ ‫َ‬ ‫س ْلطَ ٌ َ َ‬ ‫ان ُي َعلِّ ُم ُه ْم َك َم ْن لَ ُه ُ‬ ‫‪10‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ َّ‬ ‫اص ِر ُّ‬ ‫سوعُ‬ ‫َع ِرفُ َك َم ْن أَ ْن َ‬ ‫ي؟ أَتَ ْي َ‬ ‫ت لِتُ ْهلِ َك َنا! أَ​َنا أ ْ‬ ‫ُّوس اهلل!» فَا ْنتَ َه َرهُ َي ُ‬ ‫ت‪ :‬قُد ُ‬ ‫قَائالً‪« :‬آه! َما لَ َنا َولَ َك َيا َي ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫اخرس! و ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح َّ‬ ‫ص ْو ٍت َع ِظ ٍيم َو َخ َر َج ِم ْن ُه‪17 .‬فَتَ َحي َُّروا ُكلُّ ُه ْم‪َ ،‬حتَّى‬ ‫ص َر َع ُه ُّ‬ ‫ص َ‬ ‫الر ُ‬ ‫اح ِب َ‬ ‫س َو َ‬ ‫الن ِج ُ‬ ‫اخ ُر ْج م ْن ُه!» فَ َ‬ ‫قَائالً‪َ ْ َ ْ « :‬‬ ‫ِ‬ ‫اح َّ‬ ‫طٍ‬ ‫س َة‬ ‫س ْل َ‬ ‫سأ َ‬ ‫يم ا ْل َج ِد ُ‬ ‫ضا قَ ِائلِ َ‬ ‫ض ُه ْم َب ْع ً‬ ‫َل َب ْع ُ‬ ‫ْم ُر َحتَّى األ َْرَو َ‬ ‫الن ِج َ‬ ‫يد؟ أل ََّن ُه ِب ُ‬ ‫َ‬ ‫ان َيأ ُ‬ ‫ين‪َ «:‬ما ه َذا؟ َما ُه َو ه َذا التَّ ْعل ُ‬ ‫فَتُ ِطيع ُه!» ‪12‬فَ َخرج َخبره لِ ْلوق ِ‬ ‫ْت ِفي ُك ِّل ا ْل ُكورِة ا ْلم ِحيطَ ِة ِبا ْل َجلِ ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫َ َ َُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬

‫‪61‬‬ ‫السب ِ‬ ‫ِ‬ ‫احوم‪ ،‬م ِدي َن ٍة ِم َن ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت‪61 .‬فَ ُب ِهتُوا‬ ‫يل‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ان ُي َعلِّ ُم ُه ْم في ُّ ُ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)67-61:7‬وا ْن َح َد َر إلَى َك ْف ِرَن ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪66 .‬و َك َ ِ‬ ‫ِم ْن تَعلِ ِ‬ ‫ان َن ِج ٍ‬ ‫ط ٍ‬ ‫طٍ‬ ‫ص ْو ٍت َع ِظ ٍيم‬ ‫يم ِه‪ ،‬أل َّ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫وح َ‬ ‫َن َكالَ َم ُه َك َ‬ ‫ان في ا ْل َم ْج َم ِع َر ُج ٌل ِبه ُر ُ‬ ‫ْ‬ ‫ص َر َخ ِب َ‬ ‫س‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ان ِب ُ‬ ‫‪60‬‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 67‬‬ ‫سوعُ َّ‬ ‫اص ِر ُّ‬ ‫سوعُ‬ ‫َع ِرفُ َك َم ْن أَ ْن َ‬ ‫ي؟ أَتَ ْي َ‬ ‫ت لِتُ ْهلِ َك َنا! أَ​َنا أ ْ‬ ‫ُّوس اهلل!»‪ .‬فَا ْنتَ َه َرهُ َي ُ‬ ‫ت‪ :‬قُد ُ‬ ‫قائالً‪«:‬آه! َما لَ َنا َولَ َك َيا َي ُ‬ ‫‪63‬‬ ‫ِ‬ ‫اخرس! و ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َر َع ُه َّ‬ ‫ش ٌة َعلَى‬ ‫ش ْي ًئا‪ .‬فَ َوقَ َع ْت َد ْه َ‬ ‫ض َّرهُ َ‬ ‫س ِط َو َخ َر َج ِم ْن ُه َولَ ْم َي ُ‬ ‫الش ْيطَا ُن في ا ْل َو ْ‬ ‫اخ ُر ْج م ْن ُه!»‪ .‬فَ َ‬ ‫قَائالً‪َ ْ َ ْ «:‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫يع‪ ،‬و َكا ُنوا ي َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اح َّ‬ ‫س ْلطَ ٍ‬ ‫س َة‬ ‫ضا قَ ِائلِ َ‬ ‫اط ُب َ‬ ‫ض ُه ْم َب ْع ً‬ ‫ون َب ْع ُ‬ ‫ْم ُر األ َْرَو َ‬ ‫ُ‬ ‫الن ِج َ‬ ‫ين‪َ «:‬ما هذه ا ْل َكل َم ُة؟ ألَنَّ ُه ِب ُ‬ ‫ا ْل َجم ِ َ‬ ‫ان َوقَُّوة َيأ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فَتَ ْخرج!»‪67 .‬و َخرج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِة‪" .‬‬ ‫ورِة ا ْل ُم ِحي َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫يت َع ْن ُه إلَى ُك ِّل َم ْوض ٍع في ا ْل ُك َ‬

‫كفرناحوم= كفر النياح أو الراحة وجغرافياً فهي أوطى من الناصرة لذلك يقول إنحدر‪ .‬في السبت= يوم الراحة‬

‫فالقديس مرقس بدأ معجزات السيد المسيح بهذه المعجزة‪ ،‬وهو يكتب لألمم ليعلن لهم أن السيد المسيح أتى‬

‫ليعطي الراحة للمتعبين إذ يحررهم من األرواح النجسة التي سيطرت عليهم زماناً وأتعبتهم بل استعبدتهم‪ .‬الرومان‬

‫كانوا أقوياء عسكريا ولكن ال حول لهم وال قوة امام األرواح والقوى الخفية ‪ .‬ومرقس هنا يبرز سلطان المسيح‬ ‫عليها‪ .‬وكأن مرقس يقول أيهما أجدر بالخضوع المسيح أم ملككم بقوته العسكرية‪ .‬كمن له سلطان وليس‬

‫كالكتبة= كان الكتبة يقولون‪ ،‬الناموس يقول‪ ..‬أو المعلم فالن يقول‪ ،‬أما السيد المسيح فكان يقول‪ ..‬أما أنا فأقول‬

‫أما المسيح فكلماته كلها قوة وجذابة للنفس‪.‬‬ ‫كذا وكذا‪ ..‬والكتبة كانت كلماتهم جوفاء بال قوة‪ّ ،‬‬ ‫آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري‪ ..‬أنا أعرفك= الشياطين عرفت المسيح ولكن ليس كمعرفة المالئكة والقديسين‬ ‫أما الشياطين فتعرفه دياناً لها يأتي ليهلكها‪،‬‬ ‫الذين يجدون في معرفته فرحاً وحياة وشركة أبدية (يو‪ّ .)71:3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح األول)‬

‫أما هؤالء الشياطين فمملوئين كراهية وحقد‪ .‬هم يعرفون‬ ‫وترتعب منه‪ .‬من يفرح بالمسيح هو من إمتأل قلبه محبة‪ّ ،‬‬ ‫اهلل لكنها معرفة بال حب وال رجاء‪ ،‬يؤمنون ويقشعرون (يع‪ )::11‬وهم يحاولون إبعاد البشر عن اهلل‪ .‬واهلل ال‬ ‫يقبل شهادة هؤالء‪ ،‬فهم إذا شهدوا يكون هذا بنية خبيثة‪ ،‬فمثالً هم أقنعوا الفريسيين أن السيد يخرج الشياطين‬

‫بواسطة بعلزبول‪ ،‬وربما يريدون بشهادتهم إثبات هذه العالقة‪ .‬المهم أن المسيح في غنى عن شهادة األشرار عنه‪.‬‬ ‫والسيد المسيح كان ال يريد في البداية اإلعالن عن أنه المسيا المنتظر حتى ال تحدث ثورة سياسية إذ يظن‬

‫الشعب أنه جاء ليحررهم من الرومان‪ .‬والمسيح رفض شهادة الشياطين‪ .‬فشهادتهم له هي نوع من الخداع‪ .‬فهم‬

‫يريدون إثبات أن لهم عالقة بالمسيح‪ ،‬واليوم يشهدون له وغداً يهاجمونه فيضللون السامعين‪.‬‬

‫والحظ أن الشيطان لم يحتمل وجود المسيح الذي كان يعلم بسلطان فبدأ يهتاج‪ .‬ولكن الشيطان مهما كانت قوته‬

‫فهو بال حول وال قوة أمام سلطان رب المجد‪ .‬والحظ أنهم عرفوا كثي اًر عن المسيح‪ ،‬لكن الشياطين لم يدركوا أنه‬ ‫اهلل المتجسد‪ ،‬ولكن الشيطان فزع منه كما تفزع الظلمة من النور‪ .‬والحظ أن السيد المسيح قبل أن يخرج‬

‫الشياطين من الناس سبق وهزم الشياطين في البرية‪ .‬فهو إن لم يكن قد هزمه‪ ،‬ما كان يقدر أن يكون له هذا‬

‫السلطان‪ .‬فهو هزمه لحسابنا ليحررنا من سلطانه‪.‬‬

‫اآليات (مر‪ )67-13:1‬في كتاب إنجيل متى (مت‪)17-17:2‬‬ ‫اآليات (مر‪( + )63-60:1‬لو‪)77-71:7‬‬

‫‪60‬‬ ‫ضى إِلَى مو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك‪،‬‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)63-60:1‬وِفي ُّ‬ ‫صلِّي ُه َن َ‬ ‫ض ٍع َخالَ ٍء‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ام َو َخ َر َج َو َم َ‬ ‫َْ‬ ‫ان ُي َ‬ ‫الص ْب ِح َباك ًار جدًّا قَ َ‬ ‫‪62‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪63‬‬ ‫ِ‬ ‫ْه ْب إِلَى ا ْلقَُرى‬ ‫يع َي ْطلُ ُبوَن َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬لِ َنذ َ‬ ‫ان َوالَِّذ َ‬ ‫فَتَِب َع ُه ِس ْم َع ُ‬ ‫ين َم َع ُه‪َ .‬ولَ َّما َو َج ُدوهُ قَالُوا لَ ُه‪« :‬إِ َّن ا ْل َجم َ‬ ‫‪63‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫ان ي ْك ِرُز ِفي مج ِ‬ ‫ام ِع ِهم ِفي ُك ِّل ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ا ْل ُم َج ِ‬ ‫ين‪".‬‬ ‫او َرِة ألَ ْك ِرَز ُه َن َ‬ ‫ضا‪ ،‬أل َِّني لِه َذا َخ َر ْج ُ‬ ‫اط َ‬ ‫اك أ َْي ً‬ ‫يل َوُي ْخ ِر ُج َّ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ت»‪ .‬فَ َك َ َ‬ ‫ْ‬

‫‪71‬‬ ‫النهار َخرج وَذ َهب إِلَى مو ِ‬ ‫ون َعلَ ْي ِه‪.‬‬ ‫ان ا ْل ُج ُموعُ ُيفَتِّ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ض ٍع َخالَ ٍء‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ص َار َّ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)77-71:7‬ولَ َّما َ‬ ‫وت ِ‬ ‫ضا ِبملَ ُك ِ‬ ‫ْهب ع ْنهم‪76 .‬فَقَا َل لَهم‪«:‬إِ َّن ُه ي ْنب ِغي لِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫َي‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ُخ‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ُب‬ ‫أ‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اءوا إِلَ ْيه َوأ َْم َ‬ ‫فَ َج ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫س ُكوهُ ل َئال َيذ َ َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪77‬‬ ‫ان ي ْك ِرُز ِفي مج ِ‬ ‫ام ِع ا ْل َجلِ ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫أل َِّني لِه َذا قَ ْد أ ُْر ِس ْل ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ت»‪ .‬فَ َك َ َ‬

‫وكان يصلي= هي عالقة النور بالشمس‪ ،‬هي صلة اإلبن بأبيه‪ ،‬هي المحبة المتبادلة‪ ،‬وان كان المسيح يصلي‬

‫فكم وكم إحتياجنا نحن للصالة‪ .‬فبدون الصالة أي الصلة باهلل فال سلطان لنا على إبليس‪ .‬وال حماية من اهلل لنا‬ ‫بدون عالقتنا باهلل‪ .‬والحظ أنه إذ َعِل َم بأن الجموع تطلبه ذهب ليكرز ويخرج شياطين‪ ،‬فهو لم يأتي لراحته بل‬ ‫ليريح الناس= ألني لهذا خرجت‪ .‬والمسيح لم يكتفي بمدينة واحدة بل هو يريد أن يذهب للجميع= ينبغي لي أن‬

‫أبشر المدن األخر‪ .‬فهو يريد أن الجميع يخلصون‪ .‬فنحن نرى أن سكان كفر ناحوم حاولوا أن يمسكوه ويحتفظوا‬ ‫به لكنه في محبة شرح لهم أنه أتى للكل‪ .‬يريد أن يحرر الكل من سلطان إبليس‪.‬‬

‫اآليات (مر‪ )70-75:1‬في كتاب إنجيل متى (مت‪.)7-1:2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫(إنجيل مرقس)(اإلصحاح الثاني)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثاني‬ ‫اآليات (مر‪)11-1:1‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)2-1:3‬‬

‫اآليات (مر‪)17-16:1‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)16-3:3‬‬

‫اآليات (مر‪)12-16:1‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)2-1:11‬‬

‫اآليات (مر‪)11-12:1‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)17-17:3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫(إنجيل مرقس)(اإلصحاح الثالث)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثالث‬ ‫اآليات (مر‪)3-1:6‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)17-3:11‬‬

‫اآليات (مر‪( + )11-7:6‬لو‪)13-17:3‬‬

‫‪7‬‬ ‫ودي ِ‬ ‫ف يسوعُ مع تَالَ ِم ِ‬ ‫يذ ِه إِلَى ا ْل َب ْح ِر‪َ ،‬وتَِب َع ُه َجمعٌ َك ِثير ِم َن ا ْل َجلِ ِ‬ ‫يل َو ِم َن ا ْل َي ُه ِ‬ ‫َّة‬ ‫ص َر َ َ ُ َ َ‬ ‫اآليات (مر‪ " -:)11-7:6‬فَا ْن َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ين حو َل صور وص ْي َداء‪ ،‬جمع َك ِثير‪ ،‬إِ ْذ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شلِ ِ‬ ‫‪ِ 2‬‬ ‫ص َن َع أَتَ ْوا‬ ‫سم ُعوا َك ْم َ‬ ‫َ‬ ‫يم َوم ْن أ َُدوميَّ َة َوم ْن َع ْب ِر األ ُْرُد ِّن‪َ .‬والذ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ْ ٌ ٌ‬ ‫َوم ْن أ ُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫َن تُالَ ِزم ُه س ِفي َن ٌة ص ِغ ِ‬ ‫ال لِتَالَ ِم ِ‬ ‫شفَى َك ِث ِ‬ ‫ين‪َ ،‬حتَّى‬ ‫إِلَ ْي ِه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ان قَ ْد َ‬ ‫يذ ِه أ ْ‬ ‫ير َ‬ ‫س َب ِب ا ْل َج ْم ِع‪َ ،‬ك ْي الَ َي ْز َح ُموهُ‪ ،‬ألَنَّ ُه َك َ‬ ‫يرةٌ ل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اح َّ‬ ‫ت ْاب ُن‬ ‫ص َر َخ ْت قَ ِائلَ ًة‪«:‬إِ َّن َك أَ ْن َ‬ ‫اء‪َ .‬واأل َْرَو ُ‬ ‫س ُة حي َن َما َنظَ َرتْ ُه َخ َّر ْت لَ ُه َو َ‬ ‫الن ِج َ‬ ‫س ُه ُك ُّل َم ْن فيه َد ٌ‬ ‫َوقَ َع َعلَ ْيه ل َي ْلم َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫َن الَ ُي ْظ ِه ُروهُ‪" .‬‬ ‫اه ْم َك ِث ًا‬ ‫ير أ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫اهلل!»‪َ .‬وأ َْو َ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (لو‪17" -:)13-17:3‬وَن َز َل معهم ووقَ َ ِ‬ ‫ير ِم َن‬ ‫ف في َم ْوض ٍع َ‬ ‫َ َ ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ور َكث ٌ‬ ‫س ْهل‪ُ ،‬ه َو َو َج ْمعٌ م ْن تَالَميذه‪َ ،‬و ُج ْم ُه ٌ‬ ‫شفَوا ِم ْن أَمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫شلِيم و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫اض ِه ْم‪،‬‬ ‫الش ْع ِب‪ِ ،‬م ْن َج ِم ِ‬ ‫اء‪ ،‬الَِّذ َ‬ ‫س َم ُعوهُ َوُي ْ ْ‬ ‫اءوا ل َي ْ‬ ‫ين َج ُ‬ ‫ص ْي َد َ‬ ‫ور َو َ‬ ‫ساح ِل ُ‬ ‫ُور َ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ص َ‬ ‫يع ا ْل َي ُهوديَّة َوأ ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫َن قَُّوةً َكا َن ْت تَ ْخ ُر ُج ِم ْن ُه‬ ‫سوهُ‪ ،‬أل َّ‬ ‫ون ِم ْن أ َْرَو ٍ‬ ‫ُون‪َ .‬و ُك ُّل ا ْل َج ْم ِع َ‬ ‫س ٍة‪َ .‬و َكا ُنوا َي ْب َأر َ‬ ‫َوا ْل ُم َع َّذ ُب َ‬ ‫طلَ ُبوا أَ ْن َي ْلم ُ‬ ‫اح َن ِج َ‬ ‫ِ‬ ‫وتَ ْ ِ‬ ‫يع‪" .‬‬ ‫شفي ا ْل َجم َ‬ ‫َ‬

‫في اآليات السابقة رأينا أن اليهود تشاوروا على السيد ليهلكوه‪ ،‬أما هو كعادته ال يقاوم الشر بالشر‪ ،‬بل استمر‬

‫يعلم ويكرز ويشفي‪ .‬هو تركهم ال عن خوف‪ ،‬بل ألن ساعته لم تكن قد جاءت بعد‪ ،‬وهو يريد قبل أن يصلب أن‬

‫يكمل تعليمه وك ارزته‪ .‬وهنا تعليم أن نهرب من الشر بقدر اإلمكان فإنصرف يسوع مع تالميذه إلى البحر= هذه‬ ‫مقدمة لما سيأتي في (‪ ):11‬أن السيد قال تعاليمه عند البحر‪ ،‬أي على شاطئ البحيرة‪ .‬وكلمة إنصرف تفيد‬ ‫معنى إنسحب في حالة الخطر‪ ،‬في أصلها اليوناني‪.‬‬

‫وبسبب المعجزات الكثيرة التي كان يصنعها تزاحم الكثير حوله فإضطروا أن تالزمه سفينة‪ ،‬يكون السيد فيها‬

‫ويعلم الجموع دون أن يزحموه‪ .‬طلبوا أن يلمسوه= كان للمسيح أن يشفي المرضى باألمر‪ ،‬لكنه لمس المرضى‪،‬‬ ‫فنحن بشر ماديون نحتاج أن نرى شيئاً ملموساً (الماء في المعمودية والخبز والخمر في اإلفخارستيا‪ )..‬التالمس‬

‫مع المسيح يشفي الروح والجسد إن كان بإيمان‪ .‬وطبعاً الشفاء الروحي أهم من الجسدي‪ ،‬بل أن المرض قد‬ ‫يكون وسيلة للشفاء الروحي (بولس وأيوب) والحظ هنا‪:-‬‬

‫[‪ ]:‬أن الذين تبعوا يسوع كانوا من كل مكان‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫[‪ ]1‬األسلوب القوي الذي يقدم به مرقس المسيح للرومان‪.‬‬ ‫اآليات (مر‪ )13-16:6‬في كتاب إنجيل متى (مت‪)7-1:15‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫س ِم َع أَق ِْرَب ُ‬ ‫اجتَ َمعَ أ َْي ً‬ ‫اآليات (مر‪ " -:)11-15:6‬فَ ْ‬ ‫اؤهُ‬ ‫ضا َج ْمعٌ َحتَّى لَ ْم َي ْقد ُروا َوالَ َعلَى أَ ْك ِل ُخ ْب ٍز‪َ .‬ولَ َّما َ‬ ‫َخ َر ُجوا لِ ُي ْم ِس ُكوهُ‪ ،‬أل ََّن ُه ْم قَالُوا‪«:‬إِ َّن ُه ُم ْختَل!»‪" .‬‬

‫الحظ الجمع الذي إكتشف محبته وقدرته على الشفاء وتلذذوا بتعليمه‪ ،‬يجتمعون حوله‪ .‬ولكن نجد أقاربه يتهمونه‬

‫بأنه مختل= هي تعني الهوس الديني‪ ،‬وبعد هذا يقول عنه الكتبة أن معه بعلزبول (آية‪ )11‬هؤالء ألغراضهم‬

‫الخاصة (الكبرياء والحسد) لم تنفتح عيونهم لمعرفته مثل الشعب الذي لبساطة إيمانه إكتشفوه وأحبوه‪ .‬وكثي اًر ما‬ ‫تنغلق أعيننا عن رؤية يسوع ألن في القلب أغراض أخرى‪ .‬والحظ أن العالقة الجسدية ال تعطي معرفة بالمسيح‪،‬‬

‫فأقرباؤه رفضوه (يو‪1 +713‬كو‪ +::17‬مت‪ .)1:1:1‬فاإليمان وعمل مشيئته يعطي اإلنسان أن تنفتح عيناه‬

‫ويعرفه‪ .‬وبالمعمودية والتوبة والتناول نثبت في هذه المعرفة وهذه الرؤية‪ .‬في هذه اآليات نرى اهلل فاتحاً أحضانه‬ ‫ليقبل الجميع في حب‪ .‬وهناك من يتهم اهلل بأنه أخطأ ألن عين هذا اإلنسان هي المغلقة‪ ،‬فأنقياء القلب فقط هم‬

‫الذين يعاينون اهلل ويعرفونه‪.‬‬

‫اآليات (مر‪ )65-11:6‬في كتاب إنجيل متى (مت‪)67-11:11‬‬ ‫اآليات (مر‪ )60-61:6‬في كتاب إنجيل متى (مت‪)05-73:11‬‬

‫‪6‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫(إنجيل مرقس)(اإلصحاح الرابع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الرابع‬ ‫اآليات (مر‪ )15 -16 ، 3-1:7‬في كتاب إنجيل متى (مت‪)16-3،2-1:16‬‬ ‫اآليات (مر‪ )11-15:7‬في كتاب إنجيل متى (مت‪)17-15:16‬‬

‫اآليات (مر‪( + )10-11:7‬لو‪( )12-13:2‬مثل السراج)‬ ‫‪11‬‬ ‫ت ا ْل ِم ْك َي ِ‬ ‫الس ِر ِ‬ ‫س‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬ه ْل ُي ْؤتَى ِب ِس َر ٍ‬ ‫ت َّ‬ ‫اآليات (مر‪ " -:)10-11:7‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ال أ َْو تَ ْح َ‬ ‫وض َع تَ ْح َ‬ ‫اج لِ ُي َ‬ ‫ير؟ أَلَ ْي َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫َح ٍد أُ ُذ َن ِ‬ ‫ان‬ ‫س َ‬ ‫وما إِالَّ لِ ُي ْعلَ َن‪ .‬إِ ْن َك َ‬ ‫لِ ُي َ‬ ‫ان أل َ‬ ‫ش ْي ٌء َخف ٌّي الَ ُي ْظ َه ُر‪َ ،‬والَ َ‬ ‫وض َع َعلَى ا ْل َم َن َارِة؟ ألَنَّ ُه لَ ْي َ‬ ‫ص َار َم ْكتُ ً‬ ‫‪17‬‬ ‫ُّها‬ ‫لِ َّ‬ ‫ون ُي َكا ُل لَ ُك ْم َوُي َز ُ‬ ‫ون! ِبا ْل َك ْي ِل الَِّذي ِب ِه تَ ِكيلُ َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫لس ْم ِع‪َ ،‬ف ْل َي ْ‬ ‫س َم ْع» َوقَا َل لَ ُه ُم‪«:‬ا ْنظُ​ُروا َما تَ ْ‬ ‫اد لَ ُك ْم أَي َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫س ُي ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُه»‪".‬‬ ‫ون‪10 .‬أل َّ‬ ‫َّ‬ ‫س ُي ْع َ‬ ‫طى‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ام ُع َ‬ ‫س لَ ُه فَالَّذي ع ْن َدهُ َ‬ ‫َما َم ْن لَ ْي َ‬ ‫َن َم ْن لَ ُه َ‬ ‫يه ِبِإ َن ٍ‬ ‫اآليات (لو‪«13" -:)12-13:2‬ولَ ْيس أَح ٌد يوِق ُد ِسراجا وي َغطِّ ِ‬ ‫س ِر ٍ‬ ‫ض ُع ُه َعلَى‬ ‫ض ُع ُه تَ ْح َ‬ ‫ير‪َ ،‬ب ْل َي َ‬ ‫اء أ َْو َي َ‬ ‫َ ً َُ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫م َنارٍة‪ ،‬لِي ْنظُر الد ِ‬ ‫َّاخلُ َ ُّ‬ ‫ون‪،‬‬ ‫س َخ ِف ٌّي الَ ُي ْ‬ ‫وم الَ ُي ْعلَ ُم َوُي ْعلَ ُن‪ .‬فَا ْنظُ​ُروا َك ْي َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ف تَ ْ‬ ‫ور‪ .‬أل ََّن ُه لَ ْي َ‬ ‫ون الن َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ظ َه ُر‪َ ،‬والَ َم ْكتُ ٌ‬ ‫س لَ ُه فَالَِّذي َيظُ ُّن ُه لَ ُه ُي ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُه»‪".‬‬ ‫أل َّ‬ ‫س ُي ْعطَى‪َ ،‬و َم ْن لَ ْي َ‬ ‫َن َم ْن لَ ُه َ‬ ‫سيعرف في كل العالم‪ ،‬وتعاليمه سيعرفها‬ ‫هل يؤتى بسراج ليوضع تحت مكيال= مجد المسيح لن ُيخفى‪ ،‬بل ُ‬ ‫الجميع وستعلن للعالم عن طريق تالميذه وعن طريقنا نحن إذ نطبق تعاليمه ووصاياه فنكون نو اًر للعالم‪ ،‬نكون‬ ‫نو اًر إذ يحيا المسيح فينا‪ ،‬والمسيح هو الذي سيظهر فينا‪ ،‬نو اًر في أعمالنا وأحاديثنا‪ .‬حقاً المسيح يطلب أن تكون‬ ‫حياتنا في الخفاء‪ ،‬أي كل صلواتنا وأصوامنا في الخفاء‪ ،‬ولكن معنى هذا أن ال نبحث عن مجد شخصي لنا‪ ،‬بل‬

‫نبحث عن مجد المسيح في أي عمل نقوم به‪ ،‬ومن يبحث عن مجد المسيح سيجعله المسيح نو اًر للعالم ال يمكن‬

‫أن يختفي‪ .‬فالسراج هو كلمة اهلل (المسيح هو كلمة اهلل) وهو تعاليم السيد المسيح التي علينا أن ننشرها وال‬ ‫نخفيها‪.‬‬

‫المكيال= يستخدم للبيع والشراء (لكيل البذار ويسع كيلة قمح)‪ .‬فما يخفي نور المؤمن هموم المكسب والخسارة‬ ‫وهموم لقمة العيش‪ ،‬والمقاييس البشرية التي تفقد اإلنسان إيمانه باهلل العامل فوق كل الحدود البشرية (يو‪.)31:‬‬ ‫والمكيال هو حب المال ونسيان حقوق اهلل (نش‪ .)117‬المكيال هو اإلنشغال بالعالم وهو المقاييس المادية للعالم‬

‫التي تخفي كلمة اهلل‪.‬‬

‫السرير= هو إشارة للكسل والنوم والتراخي‪ ،‬وهذا ال يليق بتالميذ المسيح (نش‪" ):17‬في الليل على فراشي طلبت‬ ‫من تحبه نفسي طلبته فما وجدته"‬

‫‪7‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫والحظ أن هذا المثل يأتي وراء مثل الزارع‪ ،‬فمن يتقبل كلمة اهلل في قلبه ويكون أرضاً جيدة سيكون نو اًر للعالم‪.‬‬ ‫ويكون سراجاً متقداً بزيت النعمة‪ ،‬أي مملوءاً من الروح القدس الذي يلهب قلوب أوالد اهلل حباً وغيرة على مجد‬

‫اهلل‪ .‬وما يطفئ هذه النار هو التراخي والكسل أو اإلنشغال عن اهلل بسبب ماديات هذا العالم‪ .‬والمنارة هي إشارة‬

‫للشهادة للحق والخدمة‪ ،‬هي الكنيسة‪ .‬والنور الذي هو المسيح‪ ،‬الذي كان مكتوماً فينا حينئذ سيظهر للعالم كله‬ ‫منا بل من‬ ‫من خالل الشهادة للحق واألعمال الصالحة التي يراها الناس فيمجدوا أبونا السماوي‪ .‬كل هذا ليس ّ‬ ‫المسيح الذي يحيا فينا‪ ،‬مجده هو الذي سيظهر‪ .‬والمنارة مرتفعة إشارة لحياة المؤمنين السماوية المرتفعة عن‬

‫ملذات وشهوات هذا العالم‪ .‬فيكونوا نو اًر للعالم‪ .‬ليس شئ خفي ال ُيظهر= إذ أخفينا كلمة اهلل بحياتنا األرضية‬

‫وخطايانا ستظهر في حياة آخرين‪ ،‬لكن نكون قد خسرنا فرصة العمل في خدمة المسيح وهي أيضاً ملكوت‬ ‫المسيح الذي بدأ وسط اإلثنى عشر ثم إنتشر في العالم كله‪ .‬وال صار مكتوماً= بدأ الملكوت وتعاليم المسيح‬

‫مكتومة بل وشخص المسيح غير معروف من هو (حتى التالميذ ما كانوا يعرفون حقيقة المسيح)‪ ،‬كان مخفياً‬ ‫في البداية‪ ،‬ثم ُع ِرف كل شئ بعد ذلك‪ .‬إن كان ألحد أذنان‪ =..‬الملكوت سيعلن وسيعرفه من له أذنان وليس كل‬ ‫العالم‪ .‬وفي لوقا يقول أنظروا كيف تسمعون= فمن يسمع ويريد أن يفهم‪ ،‬وليس له نية أن يعاند ويقاوم‪ ،‬بل له‬

‫أما من يسمع وهو يريد أن يعاند ويقاوم‪ ،‬أو‬ ‫نية أن ينفذ مثل هذا يكون له أذنان للسمع وسيسمع ويفهم ويؤمن‪ّ ،‬‬ ‫يسمع دون نية على التنفيذ فهو لن يسمع ولن يفهم‪ ،‬بل أن الذي يظنه أنه له من معرفة وحكمة عالمية سوف‬

‫ويزاد= بحسب طريقتكم في السماع‪ ،‬لو‬ ‫يؤخذ منه‪ .‬وهنا يضيف معلمنا مرقس= بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ُ‬ ‫بإستهتار أو بعناد ومقاومة‪ ،‬حينئذ ستكونون كمن بال أذان‪ ،‬ولن تفهموا شيئاً وستكونون بال بصيرة‪ .‬أو لو كان‬

‫سماعكم بقلوب بسيطة تريد أن تفهم سأعطيكم فهماً واستنارة‪ .‬المنارة هي الكنيسة والسرج هي الخدام وهم كل‬

‫مؤمن ينفذ وصايا المسيح‪ .‬من له سيعطى= من كان أميناً سيزداد دائماً‪ ،‬هذا للخدام في خدمتهم وللشعب في‬

‫طريقة حياتهم‪ .‬أنظروا ما تسمعون= أي تأملوا هذه التعاليم أوالً وتشبعوا بها في نفوسكم قبل أن تعلموها‬ ‫لآلخرين‪ .‬نفذوا أنتم أوالً هذه التعاليم ثم علموها‪ .‬أما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه= من يهمل في حياته‬

‫الروحية يزداد فق اًر‪ ،‬من هو ليس أميناً ويجحد الرب مثل اليهود فالذي كان عندهم أخذ منهم فراحت منهم أورشليم‬ ‫وهيكلهم‪ ،‬وفقدوا حكمتهم وفهمهم للناموس فبعد أن كانوا يفهمون النبوات وينتظرون المسيح‪ ،‬صاروا يجهلون كل‬

‫شئ‪ .‬وفي حياتنا الروحية إن رفضنا عمل اهلل فحتى ما نلناه بالطبيعة من مواهب سيؤخذ منا‪ .‬لذلك نجد أن‬

‫بعض البشر يسلكون كحيوانات‪ ،‬بل أقل من الحيوانات (فالشذوذ الجنسي غير معروف وسط معظم الحيوانات)‬

‫إما أن يصير المؤمن نو اًر ال ُيخفى أو يصير ظلمة‪ .‬فاهلل أعطى لكل منا مواهب‬ ‫حقاً‪ ..‬نرى في هذا المثل‪ّ ..‬‬ ‫ووزنات ال ليستمتع بها في ملذاته بل ليشهد بها هلل ويمجد إسمه (‪:‬بط‪ .)::11‬فإن لم يصنع ويمجد إسم اهلل فمن‬

‫العدل أن ُيحرم من هذه المواهب‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫اآليات (مر‪ )13-13:7‬نمو البذار‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم‬ ‫اهلل‪َ :‬كأ َّ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)13-13:7‬وقَ َ‬ ‫ال‪«:‬ه َك َذا َملَ ُك ُ‬ ‫َن إِ ْن َ‬ ‫ام َوَيقُ ُ‬ ‫سا ًنا ُي ْلقي ا ْلب َذ َار َعلَى األ َْرض‪َ ،‬وَي َن ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن األَر َ ِ‬ ‫س ْن ُبالً‪،‬‬ ‫لَ ْيالً َوَن َه ًارا‪َ ،‬وا ْل ِب َذ ُار َي ْطلُعُ َوَي ْن ُمو‪َ ،‬و ُه َو الَ َي ْعلَ ُم َك ْي َ‬ ‫ض م ْن َذات َها تَأْتي ِبثَ َم ٍر‪ .‬أ ََّوالً َن َباتًا‪ ،‬ثُ َّم ُ‬ ‫ف‪ ،‬أل َّ ْ‬ ‫‪13‬‬ ‫َما متَى أ َْدر َك الثَّمر‪َ ،‬فلِ ْلوق ِ‬ ‫آلن ِفي ُّ ِ‬ ‫ض َر»‪".‬‬ ‫ْت ُي ْر ِس ُل ا ْل ِم ْن َج َل أل َّ‬ ‫صَ‬ ‫ثُ َّم قَ ْم ًحا َم َ‬ ‫اد قَ ْد َح َ‬ ‫َن ا ْل َح َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫الس ْنُبل‪َ .‬وأ َّ َ‬ ‫القديس مرقس هو الوحيد الذي يذكر هذا المثل "البذور التي تنمو في السر" وهو مقابل لمثل الخميرة‪.‬‬

‫ربما إستصعب التالميذ العمل‪ ،‬وكيف يقدمون نو اًر للعالم‪ ،‬لذلك يؤكد لهم السيد هنا أن العمل الكرازي‪ ،‬وعمل‬

‫الخدمة هو عمل إلهي مستمر‪ ،‬له فاعليته في حياة اآلخرين‪ .‬الكارز أو الخادم يلقي الكلمة في القلوب واهلل‬ ‫ينميها كيف؟ ال نعرف‪ .‬هنا اإلنسان الذي يلقي البذار على األرض هو الكارز أو الخادم‪( .‬هناك من قال أنه‬

‫المسيح‪ ..‬ولكن ال يصح أن تقال باقي الكلمات عن المسيح ينام ويقوم ليالً ونها ارً‪ ..‬وهو ال يعلم)‪ .‬فالخادم يلقي‬ ‫البذار أي كلمة اهلل‪ ،‬واهلل في سرية له عمله الخفي في القلوب التي يقيمها معه بطريقة ال يمكن لنا إدراكها‪.‬‬ ‫ويفاجأ الخادم بنمو الملكوت‪ .‬نحن نجهل طريقة نمو البذار‪ ،‬ولكننا نرى نتائجها وربما بعد مدة‪ .‬النمو هو عمل‬

‫الروح القدس في النفس وليس عمل الخادم‪ .‬فالخادم يجهل كيف تنمو الكلمة‪ .‬والنمو قد يكون داخل قلب كل‬ ‫انسان ولنرى كيف نمت محبة اهلل داخل قاتل مثل القديس موسى األسود ‪ ،‬وقد يكون النمو هو إلنتشار الكنيسة‬

‫التى بدأت بعدد قليل فى أورشليم حول المسيح وسرعان ما مألت العالم كله (‪:‬كو‪)3 – 7 1 7‬‬

‫ولكن هناك ملحوظة مهمة لقداسة البابا شنودة " أنه من الخطورةعليك أن تشعر أنك تنمو " فهذا سيقودك للسقوط‬

‫فى الكبرياء ‪ ،‬ولنقل دائما كما علمنا رب المجد أننا عبيد بطالون ‪.‬‬

‫سمعت هذا االعتراف من أحد خدام الكنيسة الموقرين خارج مصر‪ -1‬قال في حفل أقيم له في مصر حضره‬

‫خادم مدارس األحد الذي كان يخدمه منذ ثالثين عاماً‪ ،‬قال لخادمه هذا في الحفل‪ ..‬لطالما زرتني وافتقدتني‪،‬‬

‫وكنت آخذ كالمك بسخرية‪ ،‬ولطالما إحتملتني لمدة سنوات‪ ،‬واذا حضرت فصل مدارس األحد كنت أسخر من‬ ‫كل ما أسمعه‪ ،‬ولطالما أتعبتك في مناقشات حول صحة الفلسفات اإللحادية‪ .‬وسافرت للخارج‪ ..‬وهناك وأنا‬

‫وحدي كانت كلماتك ترن بشدة في أعماقي‪ ،‬وحولتني تدريجياً إلى الكنيسة وهناك وصلت ألعلى درجات‬

‫الخدمة‪ ..‬لقد نمت الكلمات بطريقة سرية‪ ،‬مع أن الخادم نفسه كان يائساً من إصالح هذا الشاب الذي كان يظنه‬

‫في طريقه لإللحاد‪ .‬حقاً ليس الغارس شيئاً وال الساقي بل اهلل الذي ُينمي (‪:‬كو‪ .)317‬ولكن على الخادم أن‬ ‫يصبر‪ .‬وفي النهاية سيأتي المالئكة كحاصدين قادمين بالمنجل السماوي يحصدون لحساب ملكوت اهلل ثما اًر‬ ‫مفرحة‪ .‬وقد يشير المنجل للحصاد اآلن على األرض‪ ،‬فكل من نمت داخله البذار يخطفه منجل اهلل ليترك خدمة‬

‫العالم ويبدأ في خدمة اهلل وكنيسته‪ ،‬مثل هذا الخادم الذي ذكرنا قصته‪.‬‬

‫األرض من ذاتها تأتي بثمر= األرض إشارة إلى طبيعة البشر بعد أن صارت خليقة جديدة (‪:‬كو‪):317‬‬

‫اآليات (مر‪)61-65:7‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)61-61:16‬‬

‫اآليات (مر‪)71-60:7‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)17-16:2‬‬

‫اآليات (مر‪)67-66:7‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)67:16،60‬‬

‫‪9‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫(إنجيل مرقس)(اإلصحاح الخامس)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الخامس‬ ‫اآليات (مر‪)15-1:0‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)67-12:2‬‬

‫اآليات (مر‪)76-11:0‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)13-12:3‬‬

‫‪10‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس)‬

‫(إنجيل مرقس)(اإلصحاح السادس)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السادس‬ ‫اآليات (مر‪)3-1:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)02-07:16‬‬

‫اآليات (مر‪)16-7:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)10-3:15‬‬

‫اآليات (مر‪)13-17:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)11-1:17‬‬

‫اآليات (مر‪)77-65:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)16-16:17‬‬

‫اآليات (مر‪)01-70:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)66-11:17‬‬

‫اآليات (مر‪)03-06:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)63-67:17‬‬

‫‪11‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)‬

‫(إنجيل مرقس)(اإلصحاح السابع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السابع‬ ‫اآليات (مر‪)16-1:7‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)15-1:10‬‬

‫اآليات (مر‪)65-17:7‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)12-11:10‬‬

‫اآليات (مر‪( )67-61:7‬شفاء أصم أعقد)‬

‫وم صور وص ْي َداء‪ ،‬وجاء إِلَى ب ْح ِر ا ْلجلِ ِ ِ‬ ‫اآليات (مر‪61" -:)67-61:7‬ثُ َّم َخرج أ َْي ً ِ‬ ‫س ِط ُح ُدوِد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫يل في َو ْ‬ ‫ضا م ْن تُ ُخ ِ ُ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫‪66‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذهُ ِم ْن َب ْي ِن ا ْل َج ْم ِع َعلَى‬ ‫ض َع َي َدهُ َعلَ ْي ِه‪ .‬فَأ َ‬ ‫ا ْل ُم ُد ِن ا ْل َع ْ‬ ‫َعقَ َد‪َ ،‬وطَلَ ُبوا إِلَ ْي ِه أ ْ‬ ‫َن َي َ‬ ‫َص َّم أ ْ‬ ‫اءوا إِلَ ْيه ِبأ َ‬ ‫ش ِر‪َ .‬و َج ُ‬ ‫‪67‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ضع أَصا ِبع ُه ِفي أُ ُذ َن ْي ِه وتَ َف َل ولَم ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َي‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬إِفَّثَا»‪ .‬أ ِ‬ ‫اء‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َن َوقَ َ‬ ‫س لَ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َناح َية‪َ ،‬و َو َ َ َ َ‬ ‫سا َن ُه‪َ ،‬و َرفَعَ َنظَ َرهُ َن ْح َو َّ َ‬ ‫‪63‬‬ ‫َن الَ يقُولُوا ألَح ٍد‪ .‬و ِ‬ ‫ْت ا ْنفَتَح ْت أُ ْذ َناه‪ ،‬وا ْنح َّل ِرباطُ لِس ِان ِه‪ ،‬وتَ َكلَّم م ِ‬ ‫ا ْنفَ ِت ْح‪60 .‬ولِ ْلوق ِ‬ ‫لك ْن َع َلى‬ ‫ص ُ‬ ‫اه ْم أ ْ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫يما‪ .‬فَأ َْو َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ستَق ً‬ ‫‪67‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص َّم‬ ‫س ًنا! َج َع َل ُّ‬ ‫ين‪«:‬إِ َّن ُه َعم َل ُك َّل َ‬ ‫ص ُ‬ ‫اه ْم َكا ُنوا ُي َن ُ‬ ‫يرا‪َ .‬وُب ِهتُوا إِلَى ا ْل َغ َاية قَائل َ‬ ‫اد َ‬ ‫ش ْيء َح َ‬ ‫قَ ْد ِر َما أ َْو َ‬ ‫ون أَ ْكثَ​َر َكث ً‬ ‫ون»‪".‬‬ ‫س َيتَ َكلَّ ُم َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫َي ْ‬ ‫ون َوا ْل ُخ ْر َ‬ ‫في اآليات السابقة رأينا السيد المسيح يذهب إلى تخوم صور وصيدا حتى يخلص نفس المرأة الكنعانية وابنتها‪،‬‬ ‫فهو كما ذهب للسامرة ألجل خالص نفس السامرية‪ ،‬هكذا صنع هنا خالصاً لهذه الكنعانية‪ .‬ولكنه لم ُيرد أن‬ ‫يستمر في أراضي األمم كثي اًر حتى ال ُيعثر اليهود (= ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيداء=) إذ يرونه في‬ ‫شركة مع األمم الدنسين‪ .‬والسيد هنا يشفي أصم أعقد‪ .‬وأعقد أي ثقيل اللسان‪ ،‬يتكلم بصعوبة وذلك ألنه أصم‪،‬‬

‫وبسبب صممه إلتوى لسانه‪ .‬وروحياً فهذا يمثل العاجز عن تسبيح اهلل ألنه سد أذانه عن سماع كلمة اهلل‪ ،‬ويمثل‬

‫العاجز عن الشهادة للحق‪ .‬والمسيح استخدم معه طرقاً ملموسة‪ ،‬حتى توقظ فيه هذه الحركات الخارجية روح‬

‫اإليمان الالزم لنوال الشفاء‪ ،‬ألنه وهو أصم ال يستطيع أن يسمع كالم الرب‪ .‬فالسيد وضع إصبعه في أذنيه‬

‫ليشعر المريض بإصبعه أي قوته الشافية ويتالمس أيضاً مع حب المسيح وحنانه‪ .‬وتفل ولمس لسانه ليؤمن أن‬ ‫هناك قوة ستخرج منه لتفك لسانه‪ .‬ورفع نظره ليعلم المريض أن يرفع نظره هلل‪ ،‬وليؤكد له أن القوة التي ستشفيه‬ ‫هي من اهلل وأنه متحد مع اآلب‪ .‬وأن قوة الشفاء هي من اهلل وليست من بعلزبول‪ .‬واإلصبع هو إشارة للروح‬

‫القدس (لو‪ +1:1::‬مت‪ .)111:1‬وعمل الروح القدس هو فتح حواسنا الروحية لندرك السماويات‪ .‬وتفل المسيح‬ ‫كان ليرى هذا األصم شئ معبر عن الحياة يخرج من المسيح‪ ،‬فجسد المسيح حي ومحيي ومن يأكله يحيا به‬

‫(يو‪ )731:‬وكان التفل (جزء من جسد المسيح) ليعطي حياة ألعضائه الميتة‪ ،‬هذه كنقل دم لمريض ليعطيه حياة‬

‫‪12‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)‬

‫أن‪ ..‬وقال إفثأ= أنين المسيح هنا هو مثل بكائه على قبر لعازر فهو متعاطف معنا‪ ،‬شاعر بأالمنا "في كل‬ ‫و َّ‬ ‫ضيقهم تضايق" وقوله إفثأ (آرامية وتعني بالعربية إنفتح)‪ ،‬فهذا يعبر عن إرادة اهلل أن تكون حواسنا مفتوحة على‬

‫السماويات‪ .‬وللوقت= إعالناً عن قدرة السيد نجد الشفاء فورياً‪ ،‬وهذا ما يريد مرقس إظهاره للرومان‪.‬‬

‫جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون= [‪ ]:‬إذاً هناك معجزات كثيرة أخرى لم تذكر [‪ ]1‬الحظ كيف يقدم‬ ‫مرقس المسيح للرومان الذين يعشقون القوة‪ ،‬فهو ينتصر ال على جنود بل على أرواح شريرة وعلى أمراض‬

‫مستعصية‪.‬‬

‫وهذه المعجزة هي معجزة متعددة‪1‬‬ ‫‪ .:‬شفاء الصمم‪.‬‬

‫‪ .1‬شفاء الخرس‪.‬‬

‫‪ .7‬تدريب على الكالم = تكلم مستقيماً‪.‬‬ ‫‪ .1‬تخزين كلمات في عقل المريض‪.‬‬ ‫أوصاهم أال يقولوا ألحد=‬ ‫‪ ):‬حتى ال يثير اليهود بأنه المسيا المنتظر بحسب مفاهيمهم فيثوروا على الرومان‪.‬‬ ‫‪ )1‬هو ال يبحث عن الشهرة بل إليمان الناس ليخلصوا‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫عودة للجدول‬

‫(إنجيل مرقس)(اإلصحاح الثامن)‬ ‫اإلصحاح الثامن‬ ‫اآليات (مر‪)3-1:2‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)62-61:10‬‬

‫اآليات (مر‪)11-15:2‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)11-1:13‬‬

‫اآليات (مر‪)13-11:2‬‬

‫(شفاء أعمى)‬

‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫َعمى وطَلَبوا إِلَ ْي ِه أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ ِب َي ِد‬ ‫س ُه‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َّموا إِلَ ْيه أ ْ َ َ ُ‬ ‫َن َي ْلم َ‬ ‫اء إِلَى َب ْيت َ‬ ‫اآليات (مر‪َ " -:)13-11:2‬و َج َ‬ ‫ص ْي َدا‪ ،‬فَقَد ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َر َج ُه إِلَى َخ ِ‬ ‫طلَّ َع‬ ‫ش ْي ًئا؟ فَتَ َ‬ ‫َع َمى َوأ ْ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ار ِج ا ْلقَ ْرَي ِة‪َ ،‬وتَ َف َل ِفي َع ْي َن ْي ِه‪َ ،‬و َو َ‬ ‫األ ْ‬ ‫سأَلَ ُه‪َ :‬ه ْل أ َْب َ‬ ‫ض َع َي َد ْيه َعلَ ْيه َو َ‬ ‫‪10‬‬ ‫اد ِ‬ ‫ِ‬ ‫صر َّ‬ ‫ش َج ٍ‬ ‫ص َر‬ ‫ضا َعلَى َع ْي َن ْي ِه‪َ ،‬و َج َعلَ ُه َيتَ َ‬ ‫اس َكأَ ْ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ار َي ْم ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ضعَ َي َد ْي ِه أ َْي ً‬ ‫ون»‪ .‬ثُ َّم َو َ‬ ‫صح ً‬ ‫يحا َوأ َْب َ‬ ‫طلَّعُ‪ .‬فَ َع َ َ‬ ‫الن َ‬ ‫ال‪«:‬أ ُْب ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ُك َّل إِ ْنس ٍ ِ‬ ‫َح ٍد ِفي ا ْلقَ ْرَي ِة»‪".‬‬ ‫سلَ ُه إِلَى َب ْيته قَائالً‪«:‬الَ تَ ْد ُخ ِل ا ْلقَ ْرَي َة‪َ ،‬والَ تَ ُق ْل أل َ‬ ‫ان َجليًّا‪ .‬فَأ َْر َ‬ ‫َ‬

‫تمت في هذه المعجزة معجزتين [‪ ]:‬فتح أعين األعمى ‪.‬‬

‫[‪ ]1‬مأل ذاكرته‪.‬‬

‫ولشرح هذا علينا أن ن فهم كيفية الرؤية‪ 1‬فنحن عند والدتنا‪ ،‬تنفتح عيوننا وتسجل كل الصور التي نراها في ذاكرة‬ ‫المخ‪ ،‬وحين نرى شخص أو أي صورة ترسل العين هذه الصورة إلى المخ ليبحث في ذاكرته عن ماذا تعني هذه‬

‫الصورة؟ ولمن هذه الصورة‪ .‬وهذا يفسر لنا قول األعمى حين إنفتحت عيناه أنه يرى الناس كأشجار يمشون‪ .‬هو‬

‫في الواقع بدأ يرى أشياء‪ ،‬ولكن ذاكرته ليس بها شئ‪ ،‬فهو ال يعرف الفرق بين شكل الرجل وشكل الشجرة إذ لم‬

‫يراهما من قبل ولم تسجل ذاكرته أي صورة من قبل‪ .‬ولما وضع السيد يديه عليه ثانية مأل ذاكرته فأبصر جلياً‬

‫أي إستطاع أن يميز بين الناس وبين األشجار‪.‬‬

‫وأيضاً في المعجزة السابقة‪ ،‬وهي شفاء أصم أعقد‪ ،‬يمكن إعتبارها معجزتين‪ ]:[ 1‬شفاء الصمم واللسان‪.‬‬

‫[‪]1‬التدريب على النطق في لحظة ومن المعروف أن التدريب على النطق يستغرق سنوات‪.‬‬

‫ويمكن أن يقال أن الشفاء هنا كان تدريجياً‪ ،‬على مراحل‪ .‬وذلك ألن السيد أراد إظهار هذا‪ ،‬فهو شفى عميان‬

‫مولودين هكذا عدة مرات ولم نسمع عن هذا الشفاء التدريجي (يو‪ .):‬إذاً فإظهار هذا التدريج له حكمة روحية‪.‬‬

‫فمثالً في قصة شفاء بارتيماوس األعمى كان بارتيماوس يصرخ بإيمان "يا ابن داود ارحمني" (مر‪)71-1:1::‬‬ ‫ولكن هنا نجد أن الجموع هم الذين قدموا األعمى للسيد المسيح‪ ،‬وهذا يدل على أنه لم يسمع به من قبل‪ ،‬أو‬

‫سمع به ولكن إيمانه كان ضعيفاً‪ ،‬ومن كان إيمانه ضعيفاً يصير شفاؤه أصعب‪ ..‬وبالتدريج‪ ..‬أي مع كل خطوة‬

‫شفاء ينمو اإليمان فيستحق درجة أعلى من الشفاء‪ .‬وبالنسبة لنا فنحن نكون في حال الخطية عميان روحياً‪،‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫ويبدأ اهلل العمل معنا عن طريق خدامه‪ ،‬كما قدم الناس هذا األعمى للمسيح‪ ،‬ومع أول إستجابة لعمل المسيح‬

‫تبدأ عيوننا تنفتح ولكننا ال نبصر جيداً‪ ،‬ولكن ما نراه يكون كافياً‪ ..‬إن أردنا واستمر التجاوب مع عمل اهلل‪..‬‬ ‫لزيادة إيماننا ومع زيادة اإليمان تأتي اللمسة التالية من السيد المسيح ويفتح أعيننا باألكثر‪ ،‬فنرى الروحيات‬

‫أوضح‪ ،‬ويزداد فرحنا ويزداد إيماننا‪ ..‬وعلينا أن نصرخ دائماً "إفتح عيني حتى أراك يا رب"‬

‫وأخرجه إلى خارج القرية= هي بالتأكيد قرية ال تستحق أن تحدث المعجزة فيها بسبب قلة إيمانهم‪ .‬وهكذا يدعونا‬

‫المسيح لترك أماكن الشر حتى يستطيع أن يفتح أعيننا‪ .‬وبيت صيدا= هذه هي التي قال عنها السيد ويالته‬

‫بسبب عدم إيمانهم "وي ٌل لك يا كورزين‪ ،‬وي ٌل لك يا بيت صيدا" (مت‪ .)11-1:1::‬فلو كانوا قد آمنوا لكانوا قد‬ ‫تابوا‪ .‬فأرسله إلى بيته= هو سبق وقال له ال تدخل القرية= فهو إذاً من قرية أخرى‪.‬‬

‫والحظ أ ن السيد يأخذ بيد األعمى ليخرجه خارج القرية‪ ،‬فالمسيح يعيننا على ترك أماكن الشر‪ ،‬فهل نطيع مثلما‬ ‫أطاع هذا األعمى السيد المسيح‪.‬‬

‫اآليات (مر‪)65-17:2‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)15-16:13‬‬

‫اآليات (مر‪)1:3+66-61:2‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)12-11:13‬‬

‫اآليات (مر‪)62-67:2‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 63-67:15‬وما بعده)‬

‫‪15‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع)‬

‫(إنجيل مرقس)(اإلصحاح التاسع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح التاسع‬ ‫اآلية (مر‪)1:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)12:13‬‬

‫اآليات (مر‪)2-1:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)2-1:17‬‬

‫اآليات (مر‪)16-3:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)16-3:17‬‬

‫اآليات (مر‪)13-17:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)11-17:17‬‬

‫اآليات (مر‪)61-65:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)11:17،16‬‬

‫اآليات (مر‪)67-66:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)0-1:12‬‬

‫اآليات (مر‪)71-62:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)12‬‬

‫اآلية (‪)71:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)7-3:12‬‬

‫اآليات (مر‪)72-76:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)15-2:12‬‬

‫اآليات (مر‪ )05-73:3‬فى كتاب إنجيل متى بعد تفسير آيات (مت‪)17 – 11 : 12‬‬

‫‪16‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫(إنجيل مرقس)(اإلصحاح العاشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫األصحاح العاشر‬ ‫اآليات (مر‪)11-1:15‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)11-1:13‬‬

‫اآليات (مر‪)13-16:15‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)10-16:13‬‬

‫اآليات (مر‪)17-17:15‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)13-13:13‬‬

‫اآليات (مر‪)61-12:15‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)65-17:13‬‬

‫اآليات (مر‪)67-61:15‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)13-17:15‬‬

‫اآليات (مر‪)70-60:15‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)12-15:15‬‬

‫‪17‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)‬

‫(إنجيل مرقس)( تسلسل األحداث فى إنجيل القديس مرقس)‬

‫عودة للجدول‬

‫تسلسل األحداث فى إنجيل القديس مرقس‬ ‫تبدو االحداث واحدة فى االناجيل الثالثة‪ ،‬متى ومرقص ولوقا‪ ،‬فهى نفس القصص والمعجزات والتعاليم‪.‬‬

‫ولكن االنجيليين ليسوا مؤرخين يكتبون كتبا تاريخية‪ .‬بل كل منهم له رؤيته والزاوية التى ينظر منها‬

‫للمسيح فيرتب االحداث بتسلسل يشرح به هذه الرؤية‪.‬‬

‫وسبق ورأينا هذه الفكرة مع انجيل متى‪ .‬فما هى نظرة القديس مرقس وما هو الشكل الذى يريد ان يرسمه‬

‫ليصور به المسيح ؟‬

‫رؤية القديس مرقس الرسول للمسيح‬ ‫يكتب القديس مرقس للرومان الذين يتباهون بقوة ملوكهم ويعبدون القوة واالنتصارات ويؤلهون ملوكهم‬

‫وقادتهم المنتصرين ويفتخرون بهم‪ .‬لذلك يقدم مرقس لهم المسيح الملك القوى بل األقوى بما ال يقاس من‬

‫مل وكهم‪ .‬هو ملك ليس من االرض بل هو ابن اهلل‪ ،‬أتى الى االرض ليؤسس مملكة ويحارب عدوا هو‬ ‫الشيطان ويحرر من كان قد استعبدهم ويشفيهم‪.‬‬

‫أقوى ملوك الرومان أو العالم كله ال يقدر ان ينتصر سوى على جنود بشر ويقتل منهم الكثيرين‪ ،‬لكن‬

‫المسيح ملك يهزم القوى الخفية التى يرتعب منها كل البشر بما فيهم ملوك الرومان‪ ،‬وهذه القوى الخفية‬ ‫يسمونها الميتافيزيقية‪ .‬لكن مرقس يقدم المسيح الملك الذى يهزم هذه القوى ويخطف من يده النفوس التى‬

‫سبق وأ سرها وقادها للموت‪ ،‬وجاء المسيح الملك ليحرر هذه النفوس من يده ويحييها فنجده هو اإلله‬ ‫الحي المحيي‪ .‬وم ن هذه النفوس المحررة يكون مملكته‪ ،‬بل نجد أفراد هذه المملكة لهم نفس السلطان‬ ‫على الشيطان وعلى عمل المعجزات مثل المسيح (مر ‪.):1 ، :3 1 ::‬‬

‫ولذلك تجد مرقس يقدم المسيح الملك القوى الذى له السلطان على كل الخليقة‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬االنسان‪،‬‬

‫الموت‪ ،‬الشيطان واألمراض ‪...‬الخ فمن من ملوك االرض له هذا السطان بل من يستطيع أن يهب هذا‬

‫السلطان لرعيته او تابعيه‪.‬‬ ‫االصحاح االول‬

‫‪ - 1 : 1‬إنجيل = مرقس يكرز ببشارة مفرحة إذن فما هى ؟ ابن اهلل أتى لتكوين مملكة الحياة والشفاء‬ ‫‪ .‬هو ليس ملك بشرى توارث الملك من ابيه الملك االنسان بل هو ابن اهلل ‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)‬

‫‪ - ) 2 – 1( : 1‬هو له من يعد الطريق أمامه كالملوك ‪ ،‬وهذا الذى يعد الطريق له غير مستحق لحل‬ ‫سيور حذائه ‪ .‬هذا لندرك عظمة هذا الملك ‪ .‬وطريق اإلعداد هو الدعوة للتوبة ‪ ،‬فمن يتوب ستنفتح‬

‫عينيه ويعرف المسيح الملك ويتبعه ‪ .‬عمدتكم بالماء = هو قرار يأخذه من يقرر التوبة بنفسه ويعتمد‬

‫عالمة على ذلك ‪ .‬يعمدكم بالروح القدس = هو له هذا السلطان أن يهب الروح الذى يعين على اتخاذ‬ ‫قرار التوبة ‪.‬‬

‫‪ – ) 11 – 3( : 1‬هو ملك متواضع يقف فى صفوف البشر ‪ ،‬ولكن تأتى لمن سمع ولنا شهادة من‬ ‫اهلل ‪ ،‬من السماء ‪ ،‬انه ابن اهلل ‪ .‬هناك ملوك من قبل ادعوا هذا مثل االسكندر االكبر وقال انه ابن اإلله‬ ‫زيوس ‪ ،‬وكان الناس والتاريخ يعرفون الحقيقة ‪ .‬اما المسيح فله شهادة من اهلل ‪.‬‬

‫‪ – ) 16 – 11( : 1‬هو ملك أتى ليقيم مملكة ‪ ،‬وها هو يعلن بدء الحرب ضد الملك القديم الشيطان‬ ‫وجنوده الوحوش ‪ .‬أما جيش الملك المسيح حتى االن وجنوده هم المالئكة السماويين ‪ .‬وهذا يعطى فكرة‬ ‫عن عظمة هذا الملك اآلتى من السماء ‪ .‬هو سيقيم مملكته على انقاض مملكة عدوه الملك السابق ‪،‬‬

‫أى الشيطان ‪.‬‬

‫‪ – ) 10 ، 17( : 1‬الملك يبدأ تكوين مملكته ‪ ،‬ويبشر بأن هذه المملكة قد اقتربت ‪ ،‬وسمات هذه‬

‫المملكة الطهارة لذلك يطلب التوبة ‪ ،‬فالنجاسة والخطية هى سمات مملكة إبليس عدوه ‪ ،‬هو يطلب ان‬ ‫نترك مملكة عدوه مملكة النجاسة ونهايتها الموت لننتمى لمملكته مملكة الطهارة والحياة االبدية ‪.‬‬

‫‪ – ) 15 - 13( : 1‬هنا يبدأ الملك يكون جيشه االرضى ويدعو جنوده وسفراءه ‪ .‬هو ملك السماء‬ ‫واألرض ‪.‬‬

‫‪ – )11 ، 11( :1‬هو يدعو لمملكته بالتعليم واليفرض على أحد شيئا إال بعد أن يقنعه(ار ‪)31 1:‬‬

‫‪ – ) 12 – 16( : 1‬نرى هنا عدوه مهزوما ‪ .‬بدأ مرقس بهذه المعجزة فهى تبهر الرومان ألنها تظهر‬ ‫قوة وجبروت الملك المسيح على القوات الخفية التى ترعبهم وترعب ملوكهم وأبطالهم ‪.‬‬

‫‪ – ) 67 – 13( :1‬هو ملك يعطى الشفاء لمن ينتمى الى مملكته ‪ .‬وللمرة الثانية نرى سلطانه على‬ ‫الشيطان ‪ .‬فهو يحرر من يتبعه من سلطان إبليس ويشفيه مما لحقه من أثار عبوديته له ‪.‬‬

‫‪ – ) 63 – 60( :1‬يصلى = هو له صلته وجلسته مع أبيه السماوى ‪ .‬الكرازة = لتأسيس مملكته ‪.‬‬ ‫وهنا نرى للمرة الثالثة سلطانه على عدوه الملك المهزوم ‪ .‬هو أتى ليحاربه ونراه منتص ار دائما عليه‪.‬‬

‫‪ – )70 – 75( :1‬سلطانه على شفاء األمراض التى ال يشفيها سوى اهلل فهو ابن اهلل ‪ .‬والبرص مرض‬ ‫يشير للخطية ( راجع تفسير سفر الالويين ) وهو من عمل الملك السابق الشيطان ‪ .‬وهنا نفهم أن‬

‫الشفاء متاح لمن يريد ويأتى للملك يسوع المسيح منضماً لمملكته ‪ .‬ونرى هنا انتشار المملكة ‪.‬‬ ‫االصحاح الثانى‬

‫‪19‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)‬

‫‪ – ) 11 – 1( :1‬الخطية هى سالح العدو المهزوم ‪ ،‬وهى سبب أالم البشر وامراضهم ‪ .‬واهلل له‬ ‫السلطان على غفران الخطية ‪ .‬وهذا السلطان البنه الملك المسيح الذى أتى ليؤسس مملكة الطهارة‬

‫وغفران الخطية لكل من يأتى إلي مملكته تائباً قابال ان ينتمى لهذه المملكة ‪.‬‬

‫‪ – )11 – 16( :1‬الكل مدعو لهذه للمملكة حتى أشر الخطاة‪ .‬فالخطاة مرضى وهو الطبيب المعالج ‪،‬‬ ‫بل هو أتى ليجدد الخليقة ‪ ،‬ويخلق من االنسان خلقة جديدة ‪ .‬أليس هو الخالق لألولى ‪ .‬وها هو يجد‬

‫الوى العشار ويجدده ليصير تلميذه االنجيلى البشير القديس متى ( مت ‪. ) : 1 : + 7 1 ::‬‬

‫‪ – )12 – 16( :1‬رب السبت = هو الملك المشرع ابن اهلل واضع وصية السبت قديما ‪ .‬وهو ال‬ ‫يناقض نفسه ‪ .‬لكنه هنا يفسر روح الوصية فالتمسك بالحرف يقتل‪.‬‬ ‫االصحاح الثالث‬ ‫‪ – ) 3 – 1 ( :6‬غالظة قلوبهم = من الذى يرفض هذه المملكة الجيدة مملكة الشفاء والحياة والخليقة‬ ‫الجديدة ؟ هو من كان قلبه متحج ار ‪ ،‬مستعبدا لشهواته القديمة هذا يرفض الطهارة الداخلية متمسكا‬

‫بالحرف ‪ ،‬مختفيا وراءه ‪ُ ،‬م َسكناً قلبه بأن هذا التمسك الحرفى يحميه من اللوم ان ظل فى نجاسات قلبه‬ ‫‪ .‬مثل هؤالء تكشفهم تصرفاتهم القاسية ‪ ،‬فاإلبتعاد عن اهلل يجعل القلب متحج ار بال رحمة ‪ .‬أما تعليم‬

‫المسيح " فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم " ( لو‪.) 7: 1 :‬وهذا يقدر عليه من كان ملتصقا‬

‫باهلل ‪ .‬وهذا يفسر موقف هؤالء اليهود قساة القلوب الذين رفضوا الشفاء النسان ‪ .‬وهنا نرى المسيح الملك‬

‫المشرع يشرح حكمة الشريعة اال وهو الرحمة ‪ .‬أليس هو واضع قانون " أريد‬ ‫‪) :7 1 :‬‬

‫رحمة ال ذبيحة " ( مت‬

‫‪ - ) 11 – 7 ( :6‬نرى هنا انتشار المملكة والملك القديم الشيطان يعلن هزيمته امام المسيح الملك ‪.‬‬ ‫‪ – ) 15 – 16 ( :6‬الملك يحدد ويعلن أسماء سفرائه وقادة جيوشه ‪.‬‬

‫‪ – ) 60 – 11 ( :6‬كل ملك خرج ليحارب فمن المؤكد انه سيكون له أعداء هم بقلبهم ال زالوا تابعين‬ ‫للملك السابق الذى يحاربه الملك المسيح ‪ .‬والعجيب أن نرى أعداء الملك المسيح هم إخوته بالجسد ‪،‬‬ ‫لذلك يشرح مرقس هنا ان الخليقة الجديدة التى يكونها المسيح ال عالقة بينها وبين الخليقة القديمة ‪،‬‬

‫فالمملكة التى يكونها المسيح ستصير جسده ‪ .‬فالمسيح ليس الملك المستبد بل هو جعل أفراد مملكته‬ ‫أقرباء له بالجسد وأحباء له ‪ .‬وعجيب ايضا ان نرى اعداءه هم من الكتبة دارسى وشارحى الناموس‬

‫الذى وضعه المسيح الذى امامهم ‪ ،‬ولم يكتشفوا ذلك لحسدهم الذى أعماهم كما فهمهم ايضا بيالطس‬

‫( مر ‪ . ):: 1:7‬والحسد والغيرة أيضا سبب عداء إخوته له ‪.‬وهنا يشرح الملك خطته وأنه يهزم ابليس‬ ‫لينهب شعبه من بين يديه ويحررهم ويكون مملكته‪.‬‬ ‫االصحاح ال اربع‬ ‫‪20‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)‬

‫القديس مرقس تكلم عن ان المسيح الملك سيقيم مملكة ‪ ،‬وحتى ال يفهم احد انها مملكة أرضية فها هو‬

‫يشرح سمات وأوصاف هذه المملكة ‪ .‬ثم نرى أن هذه المملكة هى كسفينة تضربها األمواج ‪ ،‬لكنها لن‬ ‫تغرق أبدا فالمسيح الملك داخلها ‪ ،‬ومسيطر على كل االمور ‪.‬‬

‫‪ – ) 67 – 1( :7‬القديس مرقس يأتى بأمثال هنا ذكرها السيد المسيح عن ملكوت السموات ليشرح‬

‫القديس مرقس أن المملكة ليست أرضية‪ ،‬وهى مختلفة عن ممالك العالم فهى مملكة طهارة ونقاء داخلى‬ ‫‪ ،‬وهى مملكة تنمو والعالم كله مدعو لها ‪ .‬يعلم = المسيح يشرح للناس مفهوم مملكته وأنها مختلفة عن‬

‫مملكة من قبله أي الشيطان ‪ ،‬فهو يقنع قبل ان يدعو ( ار ‪. ) 3 1 1:‬‬

‫‪ – ) 71 – 60 ( :7‬هو ملك له سلطان على البحر بل وعلى كل الطبيعة ‪ .‬وهو ملك هادئ يبدو أنه‬ ‫نائم ولكنه يتدخل فى الوقت المناسب ويهدئ أمواج بحر هذا العالم ( إش ‪ . ) 1 1 :1‬وهذا ما يضع‬

‫السالم فى قلوب شعبه أنه ملك قوى ‪ ،‬وانه وسط كنيسته يحفظها ‪ .‬لذلك هو ملك السالم ‪.‬‬ ‫االصحاح الخامس‬

‫هنا نرى المسيح الملك له سلطان عجيب على جيش من الشياطين يسكن انسانا ويستعبده ويذله‪ .‬الملك‬ ‫هنا يحارب بسلطانه جيشا لوحده‪ .‬وهذه القصة تشرح عمل هذا الملك الملعون المستبد ‪ ،‬فهذا االنسان‬

‫البائس كان يحيا فى القبور (أى فى الموت) ‪ ،‬وكان مقيدا (أى مستعبدا اشارة لرباطات الخطية) التى‬

‫كبل الشيطان بها بنى البشر ‪ ،‬مجنوناً ( إشارة لكل من يحيا رافضا التوبة فهو يختار الطريق الذى هو‬

‫ضد مصلحته )‪ .‬اما الملك المسيح فلقد أتى ليحررنا من هذا الوضع وهذا المصير ‪.‬أاما من يصر على‬ ‫أن يبقى فى النجاسة ‪ ،‬نجاسة الخطية التى هى سالح الشيطان الملك المهزوم ( لذلك أسماه المسيح‬

‫رئيس هذا العالم ) فهو يظل مستعبدا لهذا الملك المذل ‪ ،‬ويكون كالخنزير الذى يحيا فى النجاسة ‪ .‬مثل‬ ‫هذا االنسان البائس ستستعبده الشياطين وتخنقه فى بحر هذا العالم حتى يموت ‪ ،‬ولهذا ترك المسيح‬

‫الشياطين تدخل فى الخنازير لنفهم مصير من يصر على ان يحيا فى نجاسته ‪ .‬والمسيح بعد أن شفى‬

‫هذا االنسان أرسله ليكرز بما صنعه المسيح به ‪ ،‬إذ حوله إلى خليقة جديدة ‪ .‬فيصير نموذجا لمن يقبل‬ ‫أن يدخل الى مملكة المسيح ‪.‬‬

‫ثم فى صورة مناقضة للصورة السابقة نرى المسيح يشفى ويقيم من األموات ‪...‬هذه هى مملكته ‪.‬‬

‫االصحاح السادس‬ ‫‪ – ) 3 – 1( : 3‬سلطان المسيح على الشفاء والحياة هما فقط لمن يؤمن به وينضم لمملكته ‪ .‬ولهذا‬

‫تعجب المسيح ممن يرفض الشفاء والحياة منتميا للمملكة مص اًر على رفض االيمان ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)‬

‫‪ – ) 16 – 7( : 3‬هنا نرى أن حتى تالميذه لهم نفس سلطان المسيح ‪ .‬وهنا المسيح يرسلهم لينشروا‬ ‫مملكته ويشفوا األمراض ولهم سلطان على الشياطين ولن يعوزهم شيئا ‪ .‬والويل لمن يرفض دعوتهم ‪ ،‬إذ‬

‫أنه يرفض الشفاء والحياة األبدية ويظل مقيدا مع الشيطان ‪.‬‬

‫‪ – ) 13 - 17 ( : 3‬تطبيقا على ما فات نرى هنا رعب هيرودس الذى صور له قيامة المعمدان‬

‫الذي كان قد قتله ‪ ،‬وهذا مرض نفسى ‪.‬‬

‫‪ – ) 13 – 17 ( :3‬أسباب الرعب معروفة وهى الخطايا التى يرتكبها االنسان ‪ .‬فسبب رعب هيرودس‬ ‫خطاياه ‪ .‬اما من يحيا فى التوبة فى طهارة فهو يحيا فى سالم فى مملكة السالم ‪.‬‬

‫‪ – ) 77 – 65( : 3‬مملكة المسيح هى مملكة الشبع أى عدم اإلحتياج (معجزة الخمسة الخبزات ) ‪.‬‬ ‫‪ – ) 06 – 70 ( : 3‬حتى ال يفهم التالميذ ان المسيح سيقيم مملكته على االرض صعد الى الجبل‬

‫اعالنا منه انه سيصعد الى السماء ولن يقيم مملكة ارضية ‪ .‬ولن تكون مملكته مملكة شبع مادى وسالم‬ ‫عالمى بل هناك أالم تنتظرها ولكنه هو ملك قوى وسيكون مسيط ار على كل األحداث ‪ .‬لكل ذلك ألزم‬

‫تالميذه أن ينزلوا للبحر رم از للعالم ‪ ،‬فالكتاب يستعمل البحر رم از للعالم الهائج الذى سيخدم فيه تالميذه‬

‫‪ ،‬والمسيح االله الضابط الكل دبر وسمح بهياج الريح رم از لهياج الشيطان رئيس سلطان الهواء ( اف‬ ‫‪ .)1 1 1‬والهواء هو الذى ُيهَيج البحر = الشيطان هو الذى يهيج الناس ضد المسيح وكنيسته ‪.‬‬ ‫ماشيا على البحر أي مسيط ار على كل األحداث فهو ضابط الكل ‪.‬‬

‫‪ – ) 03 – 07 ( :7‬مملكة المسيح تمتد وتنتشر بالرغم من أال مها ‪.‬‬ ‫االصحاح السابع‬

‫‪ – ) 16 – 1( :7‬طهارة المملكة هى طهارة داخلية فى القلب ‪ .‬وهذا طريق الشفاء والسالم لمن ينضم‬ ‫للمملكة ‪.‬‬

‫‪ – ) 65 – 17 ( : 7‬سبب عدم الطهارة هو إبليس الملك السابق ‪ .‬والمسيح الملك له سلطان عليه‬ ‫ولكن لن يستفيد من هذا السلطان إال من يأتى للمسيح طالبا الشفاء ‪ ،‬وسيشفَى مهما كان نجسا ويتحرر‬ ‫من الملك السابق الظالم ابليس‪.‬‬

‫‪ – ) 67 – 61( :7‬عمل كل شئ حسنا = هذا عن الخليقة الجديدة بعد أن فسدت الخليقة القديمة‬

‫والتى كانت حسنة جدا ( تك ‪ . ) 7: 1 :‬وهنا نرى أن كل من يقبل إليه يشفى ‪ .‬ونرى هنا الطريقة‬

‫التى يتم بها شفائنا وكيف يتحول الموت الذى فينا الى حياة‪ ،‬تفل ولمس لسانه = تالمسنا مع جسده‬ ‫يعطينا حياة‪ ،‬فجسده متحد بالهوته الحى المحيى‬ ‫االصحاح الثامن‬

‫‪22‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)‬

‫‪ – ) 15 -1 ( : 2‬المسيح هنا يسأل كم عندكم من الخبز = ليشبع االالف وليشرح ان طريق الشبع‬ ‫الحقيقى هو شخصه فهو خبز الحياة ‪ ،‬هو مشبع لكل من فى مملكته بشخصه = لن نحتاج لغيره ‪.‬‬

‫‪ – ) 11 ، 11 ( : 2‬من قلبه غليظ لن يفهم بل هو يصر على عدم الفهم مهما رأى ‪ ،‬لذلك فالمسيح‬ ‫يرفض أن يتعامل مع أمثال هؤالء ‪.‬‬

‫‪ – ) 11 – 16 ( : 2‬هنا نرى عدم فهم التالميذ أنفسهم بعد كل ما رأوه ‪ ،‬والمسيح يعاتبهم ‪.‬‬

‫‪ – ) 13 – 11 ( : 2‬القديس مرقس يضع قصة شفاء هذا األعمى على مراحل ‪ ،‬ليشرح ويبرر عدم‬ ‫فهم التالميذ السابق ذكره وانهم سيفهمون كل شئ على مراحل كما حدث مع هذا األعمى ‪.‬‬

‫‪ – ) 65 – 17 ( : 2‬المسيح يشرح كيف نعرف ان عيوننا قد إنفتحت ؟ هذا لو عرفنا من هو ‪ .‬بل‬ ‫هذا هو طريق الشبع به ‪ ،‬إذ سنرى فيه كل إحتياجنا ‪.‬‬

‫‪ – ) 62 – 61 ( :2‬هى مملكة المسيح الذى يبذل نفسه عن العالم وعلى تالميذه ان يسيروا على نفس‬ ‫الطريق الذى هو البذل‬ ‫االصحاح التاسع‬ ‫‪ - 1 :3‬هناك من سيدرك هذا الملكوت من السامعين وبهذا يحيا ‪ ،‬فهي مملكة الحياة ‪.‬‬ ‫‪ – ) 16 – 1( : 3‬المسيح يعلن أنه ابن اهلل ويظهر الهوته ‪.‬‬

‫‪ – ) 13 – 17( : 3‬تالميذ المسيح ال بد أن يكون لهم نفس سلطان المسيح على الشيطان ‪.‬إلى متى‬

‫أحتملكم = سر غضب المسيح أن تالميذه لم يكن لهم نفس السلطان ‪ .‬وهو هنا يشرح لهم كيف يغلبوا‬ ‫إبليس ‪ .‬بالصوم والصالة ‪ .‬الصوم = هو أن نحرم إبليس من سالحه الذى هو ملذات الجسد ‪.‬‬ ‫والصالة = هى صلتنا باهلل وبهذه الصلة نغلبه ‪.‬‬

‫‪ – ) 61 – 65 ( :3‬المسيح يصل فى رفضه لملذات العالم إلى القمة وهى الصليب نفسه ‪.‬‬

‫‪ – ) 67 – 66 ( :3‬هنا مرقس يشرح سبب فشل التالميذ فى اخراج الشيطان وهو شهوتهم للمراكز‬ ‫العالمية ‪ ،‬وهذا تناقض لما قاله المسيح فى انه سيصلب‪ ،‬وأنهم حتى يغلبوا إبليس عليهم بترك كل‬ ‫شهوة للعالم أى ما عبر عنه المسيح بالصوم ليحرموا ابليس من أسلحته ‪ .‬فحوارهم هذا عبر عن عدم‬

‫فهمهم لما قاله المسيح ‪.‬‬

‫‪ – ) 05 – 62 ( : 3‬هنا نرى قوانين المملكة وأهمية الموت عن شهوات العالم لنغلب نحن ايضا‪.‬‬

‫االصحاح العاشر‬ ‫‪ – ) 17 – 1 ( : 15‬قوانين مملكة المسيح فى الزواج ‪ .‬وفى ان نعود كاألطفال الذين يعتمدون على‬ ‫أبيهم ‪ .‬وكتطبيق نرى قصة الشاب الغنى الذى شرح المسيح فيها طريق الكمال وهواالتكال عليه وليس‬ ‫على المال أو غيره ‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل مرقس واألحداث الموازية في إنجيل لوقا) (التسلسل في إنجيل مرقس)‬

‫‪ – ) 61 – 12 ( : 15‬فى مملكة المسيح من يترك شئ ألجله يعوضه أكثر كثي ار ‪ ،‬روحيا وماديا ‪.‬‬ ‫‪ – ) 67 – 61 ( : 15‬نرى التطبيق فى المسيح الذى يبذل ذاته ويترك كل شئ حتى الصليب ‪.‬‬ ‫‪ – ) 77 – 60 ( : 15‬مرة ثانية نرى عدم فهم التالميذ فعيونهم مغلقة ‪.‬‬

‫‪ – ) 01 – 73 ( : 15‬القديس مرقس يورد قصة تفتيح عين األعمي ليقول أن المبصر يعرف المسيح‬ ‫‪ .‬فالتالميذ لم يفهموا والعكس بعد ذلك مباشرة نسمع عن دخول المسيح ألورشليم واألطفال يعرفونه‬ ‫ويقولون أوصنا يا ابن داود ‪.‬‬

‫ثم تأتى بعد ذلك قصة دخول السيد المسيح إلى أورشليم كملك ‪ ،‬ثم يتوج ملكا على القلوب بصليبه ويموت‬

‫ليقوم ويصعد للسماء ليجلس عن يمين أبيه السماوى‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح األول)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح األول)‬

‫عودة للجدول‬

‫في كتاب الميالد‬

‫‪25‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثاني)‬

‫عودة للجدول‬

‫في كتاب الميالد‬

‫‪26‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثالث)‬

‫عودة للجدول‬

‫في كتاب الميالد‬

‫‪27‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الرابع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الرابع‬ ‫اآليات (لو‪)16-1:7‬‬

‫في كتاب الميالد فصل التجربة‬

‫‪17‬‬ ‫وح إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ط ِة‪.‬‬ ‫يل‪َ ،‬و َخ َر َج َخ َبٌر َع ْن ُه ِفي َج ِم ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ورِة ا ْل ُم ِحي َ‬ ‫سوعُ ِبقَُّوِة ُّ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)11-17:7‬و َر َجعَ َي ُ‬ ‫يع ا ْل ُك َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الن ِ‬ ‫ان يعلِّم ِفي مج ِ‬ ‫اء إِلَى َّ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫َّدا ِم َن ا ْل َج ِم ِ‬ ‫اص َرِة َح ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫ام ِع ِه ْم ُم َمج ً‬ ‫ث َك َ‬ ‫َ‬ ‫سَ‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ‬ ‫ان قَ ْد تَ​َربَّى‪َ .‬وَد َخ َل ا ْل َم ْج َم َع َح َ‬ ‫يع‪َ .‬و َج َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اء َّ‬ ‫وبا‬ ‫اد ِت ِه َي ْوَم َّ‬ ‫الن ِب ِّي‪َ .‬ولَ َّما فَتَ َح ِّ‬ ‫ام ل َي ْق َأرَ‪ ،‬فَ ُدف َع إِلَ ْيه س ْف ُر إِ َ‬ ‫َع َ‬ ‫الس ْف َر َو َج َد ا ْل َم ْوض َع الذي َك َ‬ ‫ان َم ْكتُ ً‬ ‫ش ْع َي َ‬ ‫الس ْبت َوقَ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ين‪ ،‬أَر ِ‬ ‫شر ا ْلم ِ‬ ‫ب علَ َّي‪ ،‬أل ََّن ُه م ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش ِفي ا ْلم ْن َك ِس ِري ا ْل ُقلُ ِ‬ ‫ي‬ ‫وح َّ‬ ‫الر ِّ َ‬ ‫فيه‪ُ « :‬ر ُ‬ ‫وب‪ ،‬ألُ َناد َ‬ ‫ساك َ ْ َ‬ ‫س َحني أل َُب ِّ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫سلَني ألَ ْ َ ُ‬ ‫ِ ‪13‬‬ ‫ق ولِ ْلعم ِي ِبا ْلبص ِر‪ ،‬وأُر ِس َل ا ْلم ْنس ِح ِق َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِب ِ‬ ‫ْس ِ‬ ‫ب ا ْل َم ْق ُبولَ ِة»‪15 .‬ثُ َّم‬ ‫الر ِّ‬ ‫س َن ِة َّ‬ ‫ور َ‬ ‫ين في ا ْل ُحِّريَّة‪َ ،‬وأَ ْك ِرَز ِب َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ل ْل َمأ ُ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫اإل ْطالَ ِ ُ ْ‬ ‫ين ِفي ا ْلم ْجم ِع َكا َن ْت عيوُنهم َ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ص ًة إِلَ ْي ِه‪11 .‬فَ ْابتَ َدأَ َيقُو ُل‬ ‫ط َوى ِّ‬ ‫َ‬ ‫س‪َ .‬و َج ِميعُ الَِّذ َ‬ ‫شاخ َ‬ ‫سلَّ َم ُه إِلَى ا ْل َخادم‪َ ،‬و َجلَ َ‬ ‫الس ْف َر َو َ‬ ‫ُ​ُ ُْ‬ ‫َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ون ِم ْن َكلِم ِ‬ ‫لَهم‪«:‬إِ َّن ُه ا ْليوم قَ ْد تَ َّم ه َذا ا ْلم ْكتُوب ِفي مس ِ‬ ‫ات ِّ‬ ‫الن ْع َم ِة‬ ‫ان ا ْل َج ِميعُ َي ْ‬ ‫َّب َ‬ ‫ش َه ُد َ‬ ‫ام ِع ُك ْم»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ون لَ ُه َوَيتَ َعج ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ا ْل َخ ِ‬ ‫ف؟»‪".‬‬ ‫وس َ‬ ‫ار َج ِة ِم ْن فَ ِم ِه‪َ ،‬وَيقُولُ َ‬ ‫س ه َذا ْاب َن ُي ُ‬ ‫ون‪« :‬أَلَ ْي َ‬ ‫رجع يسوع بقوة الروح= الجسد كان ضعيفاً‪ ،‬ولكن الروح كان قوياً لكن اإلنسانية التي في المسيح يسوع إمتألت‬

‫بقوة الروح‪ .‬ومن منهج المسيح نفهم كيف نصبح أقوياء بالروح أو كيف نمتلئ بالروح [‪ ]:‬صوم وصالة كما‬

‫صام المسيح هذه األربعين يوماً [‪ ]1‬رفض إقتراحات إبليس [‪ ]7‬قطعاً يسبق كل هذا المعمودية والميرون‪ .‬ومن‬ ‫المؤكد سننتصر ألن غلبة المسيح على الشيطان كانت لحسابنا‪.‬‬

‫خبر عنه في جميع الكورة المحيطة= بدأ السيد معجزاته وتعاليمه في كفرناحوم‪ ،‬وخرجت أخباره لكل‬ ‫خرج ٌ‬ ‫منطقة الجليل‪ ،‬مما أثار غيرة أهل الناصرة‪ ،‬فالناصرة هي وطنه‪ ،‬وآخذوه على ذلك (‪ .)1711‬حيث كان قد‬ ‫تربى= هذه تشير لدقة لوقا‪ ،‬فالمسيح ُولِ َد في بيت لحم لكنه تربى في الناصرة‪.‬‬ ‫ممجداً من الجميع= لقد إنبهروا بتعاليمه ومعجزاته‪ ،‬ولكن وياللعجب فبعد قليل نجدهم يثورون ضده ويحاولون‬

‫قتله (‪ ،)1:11‬فهم ال يريدون أن يسمعوا كلمات تأنيب‪ ،‬هم يريدون المعجزات ولكن ال يريدون التعاليم التي تقود‬ ‫للحياة‪ ،‬يريدون شفاء األجساد ولكن ال يريدون شفاء األرواح‪ .‬والحظ كبريائهم فما أعثرهم فيه أنه من أصل بسيط‬

‫أليس هذا إبن يوسف فهم في كبريائهم يريدون أن من يعلمهم يكون إبن ملوك‪ .‬وسنرى سبباً آخر بعد ذلك‬

‫أما األمم فكانوا‬ ‫لثورتهم أن السيد أشار إلستحقاق األمم للشفاء (‪ )13-1:11‬وهم كانوا يشعرون أنهم أبناء اهلل ّ‬ ‫يسمونهم كالباً‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫إن إنتقالهم هكذا من اإلعجاب بالمسيح إلى محاولة قتله ليشير أنهم فقدوا الحس والبصيرة (تث‪.)77-11171‬‬

‫(آية‪ 1)::‬وقام ليق أر= كان الشعب يجتمع في المجامع للصالة ولسماع الكتاب المقدس والوعظ والتعليم‪ .‬وكان‬ ‫من الممكن أن ُيدعى للقراءة والوعظ أي شخص يمكنه أن يتكلم‪ ،‬وهذا إستغله ُر ُسل المسيحية فعلموا من خالل‬ ‫المجامع اليهودية ال منتشرة في العالم كله عن المسيح‪ .‬والمجامع بدأ إنشاؤها بعد السبي‪ .‬وكانوا يجتمعون أيام‬

‫السبت واإلثنين والخميس‪ .‬وكانت هناك قراءات محددة لكل يوم‪( .‬بنظام القطمارس القبطي حالياً)‪ .‬فكان يق أر‬ ‫جزء من ناموس موسى أي التوراة وجزء من األنبياء (أع‪ .)::-:11:7‬حسب عادته= إذاً فالمسيح كان قد تعود‬

‫حضور المجامع في المكان الذي يوجد به‪ .‬وهكذا عمل بولس الرسول ‪.‬‬

‫وبالرجوع لآلية (‪ -1):7‬نجد أن المسيح قد ظهر في مجامع اليهود كواعظ مشهور‪ .‬وقام ليق أر= كانت العادة‬ ‫أن يق أروا الكتاب وهم وقوف‪ ،‬ويجلسون عند الوعظ والتعليم (نح‪ .)711‬ومن كان يريد أن يتكلم ويعظ يقف‪ ،‬لذلك‬

‫وقف السيد‪.‬‬

‫(آية‪ 1):3‬كانت القراءة من أسفار النبوات في هذا اليوم مأخوذة من سفر إشعياء (أش‪ .)1-:1::‬وكان هذا‬ ‫بتدبير إلهي فليس هناك مكان للصدف في تدبيرات اهلل‪ ،‬وكان النص يتحدث عن المسيح‪.‬‬

‫(آيات ‪ 1)1:-:1‬وطوى السفر= بعد أن ق أر وأكرز بسنة الرب المقبولة ولم ُي ِكمل باقي اآلية من سفر إشعياء‪،‬‬ ‫والتكملة هي "وبيوم إنتقام إللهنا" لكن المسيح في مجيئه األول أتى ليخلص ال لينتقم‪ ،‬لذلك طوى السفر تعني أن‬

‫الوقت ليس هو وقت اإلنتقام‪ .‬هو جاء ُلي ْم َس ْح من الروح القدس يوم األردن ويخصص كرئيس كهنة يقدم ذبيحة‬ ‫نفسه ليخلص المساكين‪ ،‬المطحونين في عبودية إلبليس‪ ،‬جاء كطبيب سماوي ليشفي المنكسري القلوب‪ .‬وليكرز‬ ‫بسنة الرب المقبولة= هي سنة اليوبيل التي تأتي كل ‪7:‬سنة وكان يتم فيها تحرير العبيد وتحرير األرض‪ ،‬وهذا‬

‫رمز لما سيقدمه المسيح بصليبه للبشرية‪ ،‬فهو أتى ليهب المؤمنين الحرية الروحية‪ ،‬ويعيد للبشر ما فقدوه من‬ ‫ميراث البر وملكوت السموات‪ .‬وليعيد لنا البصيرة الروحية‪ .‬إذاً سنة اليوبيل‪ ،‬السنة المقبولة‪ ،‬هي مجيئه األول‪،‬‬ ‫أما "يوم إنتقام إلهنا" فهذه إشارة لمجيئه الثاني كديان لألرض كلها‪ .‬والمسيح في كالمه أشار صراحة أنه هو‬

‫المقصود بهذه ال نبوة‪ .‬وكان يتكلم بقوة وسلطان جذبا السامعين إليه‪ ،‬ولكن يالألسف فكبريائهم قد أعمى عيونهم‬ ‫فلم يعرفوه ولم يؤمنوا‪ ..‬لماذا؟ ألنه إبن يوسف النجار البسيط‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ون لِي ه َذا ا ْلمثَ َل‪ :‬أَيُّها الطَّ ِبيب ا ْ ِ‬ ‫س َك! َك ْم‬ ‫اآليات (لو‪ " -:)65-16:7‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬علَى ُك ِّل َحال تَقُولُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫شف َن ْف َ‬ ‫َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪« :‬ا ْل َح َّ‬ ‫س َن ِب ٌّي‬ ‫ضا ِفي َو َ‬ ‫ط ِن َك» َوقَ َ‬ ‫وم‪ ،‬فَاف َْع ْل ذلِ َك ُه َنا أ َْي ً‬ ‫سم ْع َنا أ ََّن ُه َج َرى في َك ْف ِرَن ُ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه لَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫اح َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يل ِفي أَي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِن ِه‪َ .‬وِبا ْل َح ِّ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ُغلِقَ ِت َّ‬ ‫َم ْق ُبوالً ِفي َو َ‬ ‫اء ُم َّدةَ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َّام إِيلِيَّا ِح َ‬ ‫يرةً ُك َّن في إِ ْ‬ ‫الس َم ُ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إ َّن أ َ​َرام َل َكث َ‬ ‫ض ُكلِّها‪13 ،‬ولَم يرس ْل إِيلِيَّا إِلَى و ِ‬ ‫ان جوعٌ ع ِظ ِ‬ ‫اح َد ٍة ِم ْن َها‪ ،‬إِالَّ إِ َلى‬ ‫ين َو ِستَّ ِة أَ ْ‬ ‫ثَالَ ِث ِس ِن َ‬ ‫ش ُه ٍر‪ ،‬لَ َّما َك َ ُ‬ ‫يم في األ َْر ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُْ َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫‪17‬‬ ‫الن ِب ِّي‪ ،‬ولَم يطَ َّهر و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ش َع َّ‬ ‫يل ِفي َزَم ِ‬ ‫اح ٌد‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ان أَلِي َ‬ ‫ير َ‬ ‫ون َكا ُنوا في إِ ْ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ‬ ‫اء‪َ .‬وُب ْر ٌ‬ ‫ص ْي َد َ‬ ‫ص ْرفَة َ‬ ‫ام َأرَة أ َْرَملَة‪ ،‬إِلَى َ‬ ‫ْ‬ ‫ص َكث ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضبا ج ِميع الَِّذ َ ِ‬ ‫ان ُّ ِ‬ ‫َخ َر ُجوهُ َخ ِ‬ ‫ار َج‬ ‫اموا َوأ ْ‬ ‫ِم ْن ُه ْم إِالَّ ُن ْع َم ُ‬ ‫امتَألَ َغ َ ً َ ُ‬ ‫ين في ا ْل َم ْج َم ِع ح َ َ‬ ‫الس ْرَيان ُّي»‪ .‬فَ ْ‬ ‫سم ُعوا ه َذا‪ ،‬فَقَ ُ‬

‫‪29‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع)‬ ‫‪65‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َما ُه َو فَ َج َاز‬ ‫َس َف ٍل‪ .‬أ َّ‬ ‫اءوا ِبه إِلَى َحاف َة ا ْل َج َب ِل الَّذي َكا َن ْت َمدي َنتُ ُه ْم َم ْبن َّي ًة َعلَ ْيه َحتَّى َي ْط َر ُحوهُ إِلَى أ ْ‬ ‫ا ْل َمدي َنة‪َ ،‬و َج ُ‬ ‫ِ‬ ‫ضى‪" .‬‬ ‫س ِط ِه ْم َو َم َ‬ ‫في َو ْ‬

‫هم تساءلوا لماذا لم يبدأ المسيح معجزاته في بلده الناصرة ولماذا بدأ في كفرناحوم‪ .‬والمسيح عرف ما يجول في‬

‫ذهنهم فهو اهلل فاحص القلوب والكلى‪ ،‬فقال لهم تقولون لي هذا المثل‪ ،‬أيها الطبيب إشف نفسك= أي إذا كنت‬

‫طبيباً وقادر أن تشفي أهل كفرناحوم‪ ،‬كان األولى بك أن تشفي أهلك في الناصرة (= نفسك)‪ .‬وبهذا تثبت نفسك‬

‫كطبيب شافي ولست إبن يوسف النجار فقط (طبعاً المثل يقال أصالً إذا أصاب الطبيب أي مرض)‪ .‬وكان رد‬ ‫المسيح عليهم وعلى تساؤالتهم أنه لم يصنع آيات في وسطهم ألنهم ال يستحقون‪ ..‬الحق أقول لكم ليس نبي‬

‫مقبوالً في وطنه= (هذا مثل شائع عندهم)‪ .‬فالمشكلة أنكم ال تقبلونني وال تؤمنون بي‪ ،‬بل كل ما تفكرون فيه‬

‫بساطة عائلتي وأن أبي نجار‪ .‬وأيضاً فالمثل يشير ألنهم رافضين للمسيح كما رفض أباؤهم األنبياء وقتلوهم‪،‬‬ ‫وذلك بسب الحسد‪ ،‬فأهل النبي إذ يعرفون أهله وبيته وسيرته يستكثرون عليه أن يصير نبياً‪ ،‬إذ يحسبونه كواحد‬

‫منهم أو أقل‪ .‬فرؤية إنسان كثي اًر يفرغ المهابة من حول شخصه‪ .‬وهذا حقيقي دائماً فالحسد يجعل كل واحد‪ ،‬ال‬ ‫يحتمل تفوق جاره الذي يعرفه ويظن أنه األجدر بهذه الكرامة‪.‬‬

‫بل أن السيد أشار أن موقفه هذا تكرر من قبل مع إيليا واليشع إذ تمتع بمعجزاتهم األمم وليس أبناء وطنهم الذين‬ ‫ال يستحقون‪ ،‬بل كا ن اهلل يؤدبهم لعبادتهم الوثنية‪ .‬وهنا نفهم أسلوب اهلل‪ ،‬أن اهلل يمنع نعمه وبركاته عمن ال‬

‫يستحقها‪ .‬وهل كان في إسرائيل إيمان مثل إيمان المرأة‪ .‬وطبعاً فقصتي إيليا واليشع‪ ،‬إشارة واضحة لقبول األمم‬ ‫ورفض اليهود فيما بعد لصلبهم المسيح‪ .‬ولكن المعنى القريب هو إستحقاق كفرناحوم للمعجزات إليمانهم وعدم‬

‫إستحقاق أهل الناصرة لعدم إيمانهم‪ .‬ولكن إشارة المسيح إلستحقاق األمم أكثر من اليهود لمعجزات إيليا واليشع‪،‬‬

‫أثارت اليهود الحاضرين لكبريائهم وقاموا بمحاولة لقتل المسيح‪ .‬عموماً ال أحد يريد أن يسمع حقيقة نفسه ويكره‬ ‫من يظهر له حقيقة خطاياه (رؤ‪ .)::1::‬إالّ أن المسيح لم تكن ساعته قد جاءت بعد فجاز في وسطهم‬ ‫وتركهم‪ ،‬فال سلطان ألحد عليه (يو‪ ،)::1::‬بل هو يضع ذاته من نفسه حين يريد (يو‪ ):1-:31::‬إذاً هو‬ ‫جاز وسطهم بسلطان الهوته‪ .‬وهنا السيد إستغل مقاومة أهل بلده له ليعلن قبوله لكل البشرية‪.‬‬

‫اآليات (لو‪)67-61:7‬‬

‫في كتابنا هذا (مر‪)12-11:1‬‬

‫اآليات (لو‪)71-62:7‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)17-17:2‬‬

‫اآليات (لو‪)77-71:7‬‬

‫كتابنا هذا (مر‪(63-60:1‬‬

‫‪30‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الخامس)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الخامس‬ ‫اآليات (لو‪)11-1:0‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 11-12:7‬وما بعده)‬

‫اآليات (لو‪)13-11:0‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 7-1:2‬وما بعده)‬

‫اآليات (لو‪)13-17:0‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)2-1:3‬‬

‫اآليات (لو‪)61-17:0‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)16-3:3‬‬

‫اآليات (لو‪)63-66:0‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪(17-17:3‬‬

‫‪31‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح السادس)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السادس‬ ‫اآليات (لو‪)0-1:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)2-1:11‬‬ ‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)17-3:11‬‬

‫اآليات (لو‪)11-3:3‬‬ ‫اآليات (لو‪)13-11:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)7-1:15‬‬

‫اآليات (لو‪)13-17:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 11-1:0‬وما بعده)‬

‫اآليات (لو‪)63-17:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 72-76:0‬وما بعده)‬

‫اآليات (لو‪)71-67:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 0-1:7‬وما بعده)‬

‫اآليات (لو‪)73-76:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 15-10:7‬وما بعده)‬

‫اآليات (لو‪)73-77:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪(17-17:7‬‬

‫‪32‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح السابع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السابع‬ ‫اآليات (لو‪)15-1:7‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)16-0:2‬‬

‫(إقامة إبن أرملة نايين)‬ ‫اآليات (لو‪)17-11:7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ون ِم ْن تَالَ ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يذ ِه‬ ‫ير َ‬ ‫ب إِلَى َم ِدي َن ٍة تُ ْد َعى َنا ِي َ‬ ‫ين‪َ ،‬وَذ َه َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)17-11:7‬وِفي ا ْل َي ْوِم التَّالي َذ َه َ‬ ‫ب َم َع ُه َكث ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد أل ِّ ِ ِ‬ ‫ب إِلَى َب ِ‬ ‫ير‬ ‫ت َم ْح ُمو ٌل‪ْ ،‬اب ٌن َو ِح ٌ‬ ‫اب ا ْل َم ِدي َن ِة‪ ،‬إِ َذا َم ْي ٌ‬ ‫ير‪َ .‬فلَ َّما اقْتَ​َر َ‬ ‫ُمه‪َ ،‬وه َي أ َْرَملَ ٌة َو َم َع َها َج ْمعٌ َكث ٌ‬ ‫َو َج ْمعٌ َكث ٌ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ف ا ْلح ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َّ‬ ‫ون‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫آها َّ‬ ‫ب تَ َح َّن َن َعلَ ْي َها‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫الن ْع َ‬ ‫ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ .‬فلَ َّما َر َ‬ ‫املُ َ‬ ‫ش‪ ،‬فَ َوقَ َ َ‬ ‫َّم َولَ َم َ‬ ‫ال لَ َها‪«:‬الَ تَ ْبكي»‪ .‬ثُ َّم تَقَد َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّها َّ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫الش ُّ‬ ‫ت َو ْابتَ َدأَ َيتَ َكلَّ ُم‪ ،‬فَ َدفَ َع ُه إِلَى أ ِّ‬ ‫ُم ِه‪ .‬فَأ َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫يع َخ ْو ٌ‬ ‫س ا ْل َم ْي ُ‬ ‫َخ َذ ا ْل َجم َ‬ ‫ال‪« :‬أَي َ‬ ‫اب‪ ،‬لَ َك أَقُو ُل‪ :‬قُ ْم!»‪ .‬فَ َجلَ َ‬ ‫ودي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْع َب ُه»‪َ 17 .‬و َخر َج ه َذا ا ْل َخ َبر َع ْن ُه ِفي ُك ِّل ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ين‪«:‬قَ ْد قَ ِ ِ‬ ‫َّة َوِفي‬ ‫يم‪َ ،‬وافْتَقَ َد اهللُ َ‬ ‫َو َمج ُ‬ ‫َّدوا اهللَ قَ ِائلِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ام في َنا َنب ٌّي َعظ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ورِة ا ْل ُم ِحيطَ ِة‪" .‬‬ ‫َج ِم ِ‬ ‫يع ا ْل ُك َ‬ ‫‪ ):‬ال تبكي= قبل أن يلمس الرب النعش لمس قلب األم قائالً لها ال تبكي‪ .‬وال تبكي هذه لو قالها أي إنسان ألم‬ ‫أما لو سمعتها من المسيح نفسه لدخل العزاء إلى قلبها‪ .‬فاهلل يعطى مع كالمه‬ ‫فقدت وحيدها فهي لن تعزيها‪ّ ،‬‬ ‫قوة ومع وصاياه قدرة على التنفيذ ‪ .‬والناس معزون متعبون غير قادرين على تعزية أحد‪ .‬لكن اهلل وحده هو‬

‫الذي يحول النار التي في القلب إلى برودة‪.‬‬

‫‪ )1‬هذه المعجزة تختلف عن إقامة إبنة يايرس واقامة لعازر‪ ،‬فهنا نجد أن المسيح هو الذي يبادر بصنع المعجزة‬ ‫دون أن يسأله أحد ليعلن أنه أتى ليعطي حياة للبشر‪ ،‬فهو ليس قادر على أن يقيم من الموت الجسدي فقط‪،‬‬

‫بل هو قادر أن يقيمنا من موت الخطية (يو‪ .)1717‬ومن يقوم من موت الخطية تكون له حياة أبدية‪ .‬هذه‬

‫المعجزة تشير تماماً لما عمله المسيح‪ ،‬فهو أتى ليعطي للبشرية حياة دون أن يسأله أحد‪ .‬فمن كان يتصور‬

‫من البشر أن هناك حل لمشكلة الموت‪.‬‬

‫‪ )7‬إيليا واليشع وغيرهم ممن أقاموا أموات‪ ،‬أقاموهم بالصالة هلل أما المسيح فكان يعطي أم اًر دون أن يصلي‪.‬‬

‫‪ )1‬األرملة تشير للبشرية التي صارت كأرملة بفقدها نعمة اهلل ولذة العشرة مع اهلل‪ .‬أما الشاب الميت فيشير لكل‬ ‫نفس وقد أفقدتها الخطية حياتها فصارت ميتة‪.‬‬

‫‪ )7‬هناك أموات كثيرين ماتوا أيام السيد المس يح ولم يقمهم‪ ،‬فالسيد ال يهتم بأن يقيم األجساد لتموت ثانية‪ ،‬بل‬ ‫هو يريد أن يعلن أنه يريد قيامتنا من موت الخطية لحياة أبدية‪ ،‬واقامته لهذا الشاب خير دليل على إمكانية‬

‫حدوث هذه القيامة األبدية‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)‬

‫‪ ):‬الثالث معجزات التي أقام فيها السيد أموات‪ ،‬تشير لثالث درجات الخطية (راجع معجزة إقامة إبنة يايرس في‬ ‫كتاب إنجيل متى)‬

‫‪ )3‬لمس السيد للنعش يظهر أن جسد المسيح المتحد بالهوته قادر أن يعطي حياة لمن يتالمس معه‪ ،‬فهو له‬ ‫سلطان على محو الموت والفساد "من يأكلني يحيا بي" (يو‪ .)731:‬وبنفس المفهوم حين تفل المسيح ولمس‬

‫لسان األصم فهو كان ينقل له حياة‪ ،‬وحين تفل ليلمس عين األعمى (مر‪ +7713‬مر‪ +1711‬يو‪ .):1:‬من‬

‫هنا نفهم أن جسد المسيح كان له تأثير في خالص اإلنسان‪ ،‬وهذا إلتحاده بالالهوت‪ .‬ونرى تطبيقاً لهذا قول‬

‫السيد المسيح عن سر اإلفخارستيا "من يأكلني يحيا بي" ففي جسده حياة وشفاء ‪.‬‬

‫‪ )1‬كان مع السيد المسيح كثيرون أروا هذه المعجزة‪ .‬والسيد قصد هذا لتثبيت إيمانهم‪.‬‬ ‫اآليات (لو‪ )16-12:7‬في كتاب إنجيل متى (مت‪)3-1:11‬‬ ‫اآليات (لو‪ )12-17:7‬في كتاب إنجيل متى (مت‪)11-7:11‬‬ ‫اآليات (لو‪ )60-13:7‬في كتاب إنجيل متى (مت‪)13-13:11‬‬ ‫اآليات (لو‪( )05-63:7‬المرأة الخاطئة)‬ ‫‪67‬‬ ‫ِ‬ ‫اح ٌد ِم َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫اآليات (لو‪63" -:)05-63:7‬وسأَلَ ُه و ِ‬ ‫ام َأرَةٌ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫َن َيأْ ُك َل َم َع ُه‪ ،‬فَ َد َخ َل َب ْي َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ت ا ْلفَِّريس ِّي َواتَّ َكأَ‪َ .‬وِا َذا ْ‬ ‫‪62‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ْت ِبقَارورِة ِط ٍ‬ ‫يب َو َوقَفَ ْت ِع ْن َد قَ َد َم ْي ِه ِم ْن‬ ‫في ا ْل َمدي َنة َكا َن ْت َخاط َئ ًة‪ ،‬إِ ْذ َعل َم ْت أَنَّ ُه ُمتَّكئٌ في َب ْيت ا ْلفَِّريس ِّي‪َ ،‬ج َ‬ ‫ُ َ‬ ‫شع ِر أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورِائ ِه ب ِ‬ ‫ْس َها‪َ ،‬وتُقَِّب ُل قَ َدم ْي ِه َوتَ ْد َه ُن ُهما ِبالطِّ ِ‬ ‫يب‪.‬‬ ‫اك َي ًة‪َ ،‬و ْابتَ َدأ ْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ُّموِع‪َ ،‬و َكا َن ْت تَ ْم َ‬ ‫س ُح ُه َما ِب َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َت تَُب ُّل قَ َد َم ْيه ِبالد ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ 63‬فلَ َّما أرَى ا ْلفَِّر ِ‬ ‫س ُه‬ ‫يس ُّي الَِّذي َد َعاهُ ذلِ َك‪ ،‬تَ َكلَّ َم ِفي َن ْف ِس ِه ِق ِائالً‪«:‬لَ ْو َك َ‬ ‫االم ْأرَةُ الَّتي تَ ْلم ُ‬ ‫َ‬ ‫ان ه َذا َن ِبيًّا‪ ،‬لَ َعل َم َم ْن هذه َ‬ ‫‪75‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام َعلِّ ُم»‪.‬‬ ‫ش ْي ٌء أَقُولُ ُه لَ َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ان‪ ،‬ع ْندي َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬ياس ْم َع ُ‬ ‫َج َ‬ ‫َو َما ه َي! إِ َّن َها َخاط َئ ٌة»‪ .‬فَأ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ال‪ُ «:‬ق ْل‪َ ،‬ي ُ‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ون‪َ 71 .‬وِا ْذ لَ ْم َي ُك ْن لَ ُه َما َما ُيوِف َي ِ‬ ‫س ِم َئ ِة ِدي َن ٍ‬ ‫ان لِ ُم َدا ِي ٍن َم ْد ُيوَن ِ‬ ‫ان‬ ‫ار َو َعلَى َ‬ ‫س َ‬ ‫« َك َ‬ ‫اآلخ ِر َخ ْم ُ‬ ‫ان‪َ .‬علَى ا ْل َواحد َخ ْم ُ‬ ‫‪76‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ام َح ُه ِباألَ ْكثَ ِر»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ان َوقَ َ‬ ‫اب ِس ْم َع ُ‬ ‫ُّه َما َي ُك ُ‬ ‫َج َ‬ ‫ون أَ ْكثَ​َر ُحبًّا لَ ُه؟» فَأ َ‬ ‫يعا‪ .‬فَ ُق ْل‪ :‬أَي ُ‬ ‫ال‪«:‬أَظُ ُّن الَّذي َ‬ ‫ام َح ُه َما َجم ً‬ ‫َ‬ ‫سَ‬ ‫سَ‬ ‫‪77‬‬ ‫ان‪«:‬أَتَ ْنظُر ِ‬ ‫الص َو ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫لَ ُه‪ِ «:‬ب َّ‬ ‫ت إِلَى ا ْل َم ْأر َِة َوقَ َ‬ ‫هذ ِه ا ْل َم ْأرَةَ؟ إِ ِّني َد َخ ْل ُ‬ ‫ت»‪ .‬ثَُّم ا ْلتَفَ َ‬ ‫اب َح َك ْم َ‬ ‫ال لِ ِس ْم َع َ‬ ‫اء أل ْ‬ ‫ت َب ْيتَ َك‪َ ،‬و َم ً‬ ‫ُ‬ ‫‪70‬‬ ‫شع ِر أر ِ‬ ‫ِر ْجلَ َّي لَم تُع ِط‪ .‬وأ َّ ِ‬ ‫َما ِه َي فَ ُم ْن ُذ‬ ‫ْس َها‪ .‬قُْبلَ ًة لَ ْم تُقَِّب ْل ِني‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ُّموِع َو َم َ‬ ‫َما ه َي فَقَ ْد َغ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫س َحتْ ُه َما ِب َ ْ َ‬ ‫سلَ ْت ِر ْجلَ َّي ِبالد ُ‬ ‫‪77‬‬ ‫‪73‬‬ ‫َج ِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َما ِهي فَقَ ْد َد َه َن ْت ِب ِّ‬ ‫الط ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ذل َك‬ ‫َد َخ ْل ُ‬ ‫يب ِر ْجلَ َّي‪ِ .‬م ْن أ ْ‬ ‫ت لَ ْم تَ ُكف َع ْن تَ ْقبيل ر ْجلَ َّي‪ .‬ب َزْيت لَ ْم تَ ْد ُه ْن َأرْسي‪َ ،‬وأ َّ َ‬ ‫اها ا ْل َك ِثيرةُ‪ ،‬أل ََّنها أَحب ْ ِ‬ ‫ب َقلِيالً»‪72 .‬ثُ َّم قَا َل‬ ‫يرا‪َ .‬والَِّذي ُي ْغفَُر لَ ُه َقلِي ٌل ُي ِح ُّ‬ ‫أَقُو ُل لَ َك‪ :‬قَ ْد ُغ ِف َر ْت َخطَ َاي َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّت َكث ً‬ ‫َ‬ ‫‪73‬‬ ‫لَها‪«:‬م ْغفُورةٌ لَ ِك َخطَاي ِ‬ ‫ضا؟»‪.‬‬ ‫ون َم َع ُه َيقُولُ َ‬ ‫اك»‪ .‬فَ ْابتَ َدأَ ا ْل ُمتَّ ِك ُئ َ‬ ‫ون ِفي أَ ْنفُ ِس ِه ْم‪َ «:‬م ْن ه َذا الَِّذي َي ْغ ِف ُر َخطَ َايا أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪05‬‬ ‫ال لِ ْلم أر َِة‪«:‬إِ ِ‬ ‫سالٍَم»‪".‬‬ ‫ص ِك‪ِ ،‬اذ َ‬ ‫ْه ِبي ِب َ‬ ‫يما ُنك قَ ْد َخلَّ َ‬ ‫فَقَ َ َ ْ‬ ‫َ‬

‫‪34‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)‬

‫‪ .:‬اآلية السابقة مباشرة الحكمة تبررت من جميع بنيها‪ ،‬نجد تطبيقها المباشر في هذه القصة‪ ،‬فها هي‬ ‫المرأة الخاطئة ولكنها كانت حكيمة‪ ،‬فهي أتت للمسيح معترفة بخطاياها في إنكسار نفس‪ ،‬دون إعتراض‬

‫أو كبرياء أو عجرفة‪ ،‬فحصلت على الخالص‪.‬‬

‫‪ .1‬هناك من يخلط بين هذه القصة وبين ساكبة الطيب في (مت‪ .):7-:11:‬ولكن هناك فروق‪.‬‬ ‫مـــت‪13‬‬

‫لـــو‪7‬‬

‫المضيف‪:‬‬

‫سمعان األبرص‬

‫سمعان الفريسي‬

‫المرأة‪:‬‬

‫مريم القديسة‬

‫امرأة خاطئة‬

‫اعتراض الحاضرون‪ :‬ثمن الطيب أولى به الفقراء اقتراب الخاطئة من المسيح‬ ‫الزمن‪:‬‬

‫في نهاية حياة المسيح‬

‫في بداية خدمة المسيح‬

‫المكان‪:‬‬

‫بيت عنيا قرب أورشليم‬

‫في الجليل‬

‫وبالتالي نستنتج أنهما قصتان مختلفتان تماماً والحظ أن إسم سمعان كان منتش اًر وفي متى‪ 1:‬سكبت مريم‬

‫القديسة أخت لعازر التي إختارت النصيب الصالح الطيب حباً في يسوع‪ .‬وفي (لو‪ )3‬تسكب هذه المرأة‬ ‫الطيب طلباً للغفران واعترافاً بخطاياها‪ .‬وهي إمرأة سيرتها سيئة في المدينة‪.‬‬

‫‪ .7‬كانت أبواب اليهود مفتوحة بداعي الكرم‪ ،‬وخصوصاً في مناسبة كهذه‪ .‬لذلك دخلت هذه المرأة‪ .‬هي‬ ‫كانت قد سمعت أن المسيح يقبل الخطاة ويغفر لهم فأتت وكلها أمل في الغفران وبدء حياة جديدة بال‬ ‫إثم‪ .‬ووقفت هذه المرأة وراء السيد وسكبت الطيب على رجليه ولما لم يمنعها أو يرفض ما عملته‪ ،‬وربما‬

‫نظر لها نظرة قبول‪ ،‬وهي تعرف عدم استحقاقها بكت عند قدميه فبلت قدميه وهو متكئ‪ ،‬ولما سقطت‬

‫دموعها على قدميه خجلت فمسحتهما بشعرها (والحظ أن شعر المرأة مجدها ‪:‬كو‪ ):71::‬فهي بهذا‬

‫تضع كل مجدها وكرامتها تحت قدمي المسيح‪( .‬ملحوظة‪ 1‬هم كانوا يخلعون النعال إذا إتكأوا للطعام)‪.‬‬

‫‪ .1‬وماء لرجلي لم تعطي= كان من عادة اليهود أن المضيف ليظهر إحترامه لضيفه‪ ،‬وتقديره له‪ ،‬أن يغسل‬ ‫قدميه ويمسح رأسه بالدهن الطيب الرائحة (زيت مضاف له روائح طيبة)‪ .‬فسمعان تكلف ماالً كثي اًر في‬

‫الوليمة ولكنه لم يعط لضيفه من مشاعره‪ ،‬ربما خوفاً من بقية الفريسيين لئال ينتقدوه وربما شعر أنه يكفي‬ ‫أن يقيم وليمة للمسيح المرفوض من الجميع‪ .‬هو بهذا شعر أنه صاحب فضل على المسيح‪ ،‬والمسيح‬

‫يكفيه هذا‪ .‬ومن يشعر بهذا سريعاً ما ُيدين المسيح‪ ،‬وهذا ما حدث "لو كان هذا نبياً‪ ،‬لعلم من هذه‪..)..‬‬ ‫(من يداين المسيح سريعاً ما يدينه)‪ .‬وهذا ما يحدث معنا فنحن إذا شعرنا أننا أصحاب فضل على اهلل‬ ‫حينما نصلي ونصوم‪ ،‬فسريعاً ما ندينه إذا حدثت لنا أي تجربة قائلين‪ ..‬لماذا يا رب تفعل ذلك‪ ..‬كأن‬

‫‪35‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)‬

‫اهلل قد أخطأ‪ .‬لذلك ينبه المسيح "ال تعرف شمالك ما تعمله يمينك" فاليمين هو عمل البر من صالة‬

‫وصوم‪..‬الخ‪ .‬والشمال هو االفتخار بهذا والشعور بأننا أصحاب فضل‪ .‬وتعليم رب المجد "إن فعلتم كل‬

‫البر فقولوا إننا عبيد بطالون‪ ،‬فمن يشعر أنه عبد بطال غير مستحق لشئ‪ ،‬إذا جاءته تجربة يقول‪ .‬هذا‬ ‫بسبب خطيتي‪ ،‬لكنه ال يدين اهلل‪.‬‬

‫‪ .7‬لقد إقتحمت هذه المرأة مجلس السيد المسيح ولكنه قبلها‪ ،‬إذ قد أتت بتوبة صادقة‪ .‬وهو يقبل كل من‬ ‫يأتي بتوبة صادقة غاف اًر له‪ .‬لقد صارت هذه المرأة نموذجاً لكثيرين‪ ،‬تعلموا منها وأتوا للسيد المسيح فغفر‬

‫لهم‪.‬‬

‫‪ .:‬هذه المرأة تعطي درساً لكل َّ‬ ‫منا وهو‪ ..‬أن الطريق الشرعي المقبول لكي نقترب من المسيح ونكون‬ ‫مقبولين‪ ..‬هو أن نأتي معترفين بخطايانا معترفين بعدم إستحقاقنا (راجع قصة الفريسي والعشار)‪ .‬بل أن‬

‫المسيح في إشتياق لمثل هذه النفوس التائبة المعترفة الباكية‪ ،‬التي تشعر بإحتياجها إليه كرب غافر‪.‬‬ ‫ومهما كانت خطايانا فرحمة اهلل أعظم‪ .‬فهذه المرأة بحسب الناموس تستحق الرجم لكن مراحم اهلل‬

‫خلصتها‪.‬‬

‫‪ .3‬هذا الفريسي دعا المسيح إلى بيته‪ ،‬ال إلى قلبه‪ ،‬ولكن المرأة الخاطئة إقتحمت البيت بدالة المحبة‪.‬‬ ‫الفريسي يمثل النفس التي تتخفى وراء المظاهر الخارجية دون األعماق‪ ،‬أما المرأة فتمثل النفس الجادة‬

‫في خالصها فتهتم باللقاء الخفي مع العريس السماوي‪ .‬وربما كان هذا الفريسي يريد أن يرى آية من‬

‫آيات الرب التي سمع عنها أو هو رأي أن مستقبل هذا المعلم مشرق وأراد أن يستفيد منه‪ ،‬عموماً‬

‫أما لو أتينا له كخطاة مثل هذه‬ ‫فإرتباطنا بالمسيح بسبب أغراض ومطامع مادية يضيع ّ‬ ‫منا الخالص‪ّ .‬‬ ‫المرأة سننال الخالص‪.‬‬

‫‪ .1‬طريقة الجلوس أثناء الطعام‪ 1‬كانوا يجلسون حول موائد ذات أرجل قصيرة‪ ،‬وكانوا يجلسون على أرائك‬

‫أي مقاعد أرضية مستندين على المائدة‪ ،‬وأرجلهم إلى خلف‪ ،‬وخالعين نعالهم‪ ،‬لذلك أتت تلك المرأة من‬ ‫خلف السيد وسكبت الطيب عند قدميه‪ ،‬وطالما مسحت قدميه بشعرها‪ ،‬فمن المقصود أنها كانت في‬

‫وضع أقرب للسجود‪.‬‬

‫‪ .:‬قول الكتاب "واذا امرأة في المدينة كانت خاطئة" هذا القول يشير ألن سمعتها كانت سيئة ومنتشرة في‬ ‫كل الم دينة‪ .‬ولكن واضح أنها تابت‪ ،‬ودموعها خير شاهد لذلك‪ ،‬ودموعها‪ ،‬دموع التوبة عند المسيح هي‬ ‫أثمن من أي قارورة طيب‪.‬‬

‫‪ .::‬شك الفريسي في أن المسيح ليس بنبي ألن من يلمس زانية يتنجس‪ ،‬ولكن من يلمس المسيح يتقدس‬ ‫والسيد أظهر له أنه أعظم من نبي‪ ،‬فالنبي ال يعلم ما في القلوب‪ ،‬لكن السيد المسيح أجاب علناً على‬

‫تساؤالت سمعان التي في قلبه‪ .‬والسيد المسيح أظهر للفريسي أن هذه المرأة أعظم منه حباً‪ .‬فالفريسي [‪]:‬‬ ‫لم يقم بواجبات المضيف من غسل األرجل فكانوا يلبسون صنادل فتتسخ أرجلهم من التراب‪ ]1[ .‬الدهن‬

‫‪36‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع)‬

‫بالزيت إلنعاش الضيف‪ ]7[ .‬التقبيل (أي إبداء مشاعر المحبة)‪( .‬ملحوظة‪ 1‬الزيت يحتوي على عطور‬

‫لإلنعاش)‪.‬‬

‫والمرأة [‪ ]:‬غسلت قدمي السيد ومسحتهما بشعرها [‪ ]1‬دهنت قدميه بالطيب [‪ ]7‬قبلت قدميه‪ .‬وما سبب هذا‬ ‫العطاء؟ الحب الذي مأل قلبها‪ .‬وما سبب هذا الحب؟ شعورها بغفران السيد لها‪ ،‬والحظ أنها ما كانت‬

‫ستشعر بحب السيد وغفرانه إالّ لو كانت قد إنفتحت عيناها على خطاياها‪ ،‬بل وعلى محبته وغفرانه لها‪.‬‬ ‫والسؤال كيف أدركت هذا الحب؟ ال نعرف‪ .‬فاهلل له طرقه الخاصة التي تختلف من إنسان إلنسان‪ .‬وهو‬

‫أعطى لها من محبته (ربما في هذا اليوم أو قبل هذا اليوم فصارت تسير وراءه) ما جعلها تفهم أنه غفر لها‬ ‫فأحبته‪ .‬أما الفريسي المعجب بنفسه‪ ،‬فهو يرى أنه كامل بال خطية وبالتالي فهو ال يحتاج لغفران‪ ،‬ولذلك‬

‫فمحبته محدودة‪ .‬والحظ أن محبة المرأة كانت أيضاً إليمانها بأن المسيح غفر‪ ،‬وله سلطان أن يغفر=‬

‫إيمانك قد خلصك‪.‬‬

‫‪ .::‬إننا نحتاج لقضاء أوقات طويلة في الصالة ودراسة الكتاب المقدس فهذا يفتح أعيننا [‪ ]:‬لنعرف شخص‬ ‫المسيح [‪ ]1‬لنعرف نجاسة قلوبنا وكم غفر المسيح لنا‪ ،‬وكيف قبلنا ونحن هكذا‪ .‬واذا إنفتحت أعيننا ورأيناه‬ ‫وعرفنا ما فعله ألجلنا سيمتلئ القلب حباً له‪ .‬ولكن هذا الفريسي كانت عينه مغلقة‪ ،‬فهو شعر أنه أعطى‬

‫المسيح ولم يأخذ شيئاً من المسيح‪ ،‬فلم يحب المسيح‪.‬‬

‫‪ .:1‬لم يكن لهما ما يوفيان= هذا يعني عجز البشر عن إيفاء اهلل ما عليهم من دين الخطية‪ ،‬زادت خطاياه أم‬ ‫قلت‪.‬‬

‫‪ .:7‬إذهبي بسالم= هذه ليست مثل "مع السالمة" ولكن المسيح يهبها سالماً عجيباً‪.‬‬

‫ألهمية هذا الجزء تصليه الكنيسة يومياً في صالة نصف الليل‪ ،‬ألننا نرى فيه الطريق الصحيح لإلقتراب من‬ ‫المسيح لننال الغفران والسالم وننعم بمحبته‪ ،‬أال وهو اإلنسحاق أمام اهلل طالبين الرحمة والغفران‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثامن)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثامن‬ ‫‪1‬‬ ‫وت ِ‬ ‫شر ِبملَ ُك ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ان ي ِس ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل‪َ ،‬و َم َع ُه اال ثْ َنا‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)6-1:2‬و َعلَى أَثَ ِر ذل َك َك َ َ ُ‬ ‫ير في َمدي َنة َوقَ ْرَية َي ْك ِرُز َوُي َب ِّ ُ َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ين ِم ْن أَرو ٍ ِ‬ ‫النس ِ‬ ‫يرٍة َوأ َْم َر ٍ‬ ‫اض‪َ :‬م ْرَي ُم الَِّتي تُ ْد َعى ا ْل َم ْج َدلِ َّي َة الَِّتي َخ َر َج ِم ْن َها‬ ‫اء ُك َّن قَ ْد ُ‬ ‫َع َ‬ ‫ش َر‪َ .‬وَب ْع ُ‬ ‫ش ِف َ‬ ‫َْ‬ ‫ض ِّ َ‬ ‫اح شِّر َ‬ ‫ودس‪ ،‬وسوسنَّ ُة‪ ،‬وأ َ ِ‬ ‫ين‪6 ،‬ويوَّنا ام أرَةُ ُخ ِ ِ ِ ِ‬ ‫س ْبع ُة َ ِ‬ ‫ات ُك َّن َي ْخ ِد ْم َن ُه ِم ْن أ َْم َوالِ ِه َّن‪" .‬‬ ‫ير ٌ‬ ‫ير ُ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُخ ُر َكث َ‬ ‫وزي َوكيل ه ُ‬ ‫ش َياط َ َ ُ َ ْ َ‬

‫وعلى أثر ذلك= ذلك هو قبول السيد للمرأة الخاطئة (نهاية إصحاح ‪ .)3‬وهنا نرى السيد يوسع نشاطه ويقبل‬ ‫الخطاة في كل مكان‪ ،‬بل يكون للنساء دور في العمل خصوصاً مع رفض اليهود له‪.‬‬ ‫هنا نرى المسيح يوسع خدمته لكل مكان ممكن أن يصل إليه‪ ،‬وقد إتخذ مدينة كفرناحوم مرك اًز له يبدأ منها‬ ‫رحالته للك ارزة‪ .‬يكرز ويبشر بملكوت اهلل= السيد بوجوده وسط الناس‪ ،‬كان هذا هو ملكوت اهلل‪ ،‬وبوجوده في‬ ‫قلوبنا‪ ،‬يكون ملكوت اهلل في داخلنا (لو‪ )1:1:3‬أما يوحنا المعمدان فكان يكرز أنه قد إقترب ملكوت السموات‬

‫(مت‪ ):17‬والحظ أن المسيح كان يتبعه بعض النساء‪ ،‬وبهذا فالمسيح بدأ مفهوماً جديداً على اليهود‪ ،‬إذ كان‬ ‫اليهود يصلون يومياً "أشكرك يا رب ألنك لم تخلقني عبداً وال امرأة‪ ،"..‬فكانوا يحتقرون النساء واألطفال‪ .‬وهكذا‬ ‫كان األمم يحتقرون النساء‪ .‬ولكننا هنا نجد المسيح ُي ِكرم النساء‪ ،‬بل صرن مسئوالت عن الصرف‪ ،‬أي‬ ‫المصروفات المادية التي تحتاجها الك ارزة‪ .‬وكون المسيح يعلي من شأن النساء فهذا تعليم للكنيسة بأن الرجل‬ ‫وا لمرأة متساويان‪ .‬والحظ أن المسيح وتالميذه كانوا فقراء‪ ،‬بل لم يكن معه ما يدفعه للجزية (مت‪ ،)111:3‬ولكننا‬

‫نرى أن اهلل يدبر األموال التي تحتاجها الخدمة‪ .‬وعموماً فخادم الكلمة يجب أن من يسمعونه يشتركون في سد‬ ‫إحتياجاته‪ .‬المسيح َّ‬ ‫قدم لهن الشفاء‪ ،‬أي هو قدم لهن الروحيات فليس بكثير أن يقدمن الماديات وماذا تساوي‬ ‫أموالهن بجانب شفائهن من األرواح الشريرة (‪:‬كو‪ )::1:‬العطاء المادي للخدمة يظهر المحبة‪ ،‬هو فرصة‬

‫إلظهار الحب هلل‪ .‬يكرز= تشير للتعليم‪ .‬يبشر= تشير إلذاعة األخبار السارة بأن هناك أفراح سماوية بعد أحزان‬ ‫هذا العالم‪ ..‬بينم ا الك ارزة قد تشمل اللوم والتوبيخ على الخطية‪ .‬هنا نرى إتضاع المسيح فمن أشبع الجمع بخمس‬

‫خبزات‪ ،‬تنفق عليه بعض من النساء‪ .‬والبشارة بالملكوت معناها البشارة بأن هناك مملكة يسودها الفرح والسالم‬ ‫والحرية‪ .‬هي مملكة حررها اهلل من سلطان الشياطين كما فعل مع مريم المجدلية والنساء الالتي كن يتبعنه‪ .‬وهذا‬

‫هو اإلنجيل‪ ،‬فمريم المجدلية هذه صارت كارزة بالقيامة ولمن؟ للتالميذ! هذا هو الملكوت وهذا هو اإلنجيل أي‬

‫البشارة‪.‬‬

‫اآليات (لو‪ )10-11+ 2-7:2‬في كتاب إنجيل متى (مت‪)16-12+3-1:16‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫اآليات (لو‪) 15-3:2‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)17-15:16‬‬

‫اآليات (لو‪) 12-13:2‬‬

‫في كتابنا هذا (مر‪)10-11:7‬‬

‫اآليات (لو‪) 11-13:2‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)05-73:11‬‬

‫اآليات (لو‪) 10-11:2‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)17-16:2‬‬

‫اآليات (لو‪) 63-13:2‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)67-12:2‬‬

‫اآليات (لو‪) 03-75:2‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)13-12:3‬‬

‫‪39‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح التاسع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح التاسع‬ ‫اآليات (لو‪)3-1:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)10-3:15‬‬

‫اآليات (لو‪)3-7:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)11-1:17‬‬

‫اآليات (لو‪)17-15:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)16-16:17‬‬

‫اآليات (لو‪)11-12:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)15-16:13‬‬

‫اآليات (لو‪)17-11:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)12-11:13‬‬

‫آية (لو‪)17:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)12:13‬‬

‫اآليات (لو‪)63-12:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)2-1:17‬‬

‫اآليات (لو‪)76-67:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)11-17:17‬‬

‫اآليات (لو‪)70-76:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)16-11:17‬‬

‫اآليات (لو‪)72-73:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)0-1:12‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 7-3:12‬وما بعده)‬ ‫اآليات (لو‪)05-73:3‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫ق إِلَى أُور َ ِ‬ ‫ين تَ َّم ِت األَيَّام الرِتفَ ِ‬ ‫ام َو ْج ِه ِه‬ ‫َّت َو ْج َه ُه لِ َي ْن َ‬ ‫طلِ َ‬ ‫اع ِه ثَب َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)03-01:3‬و ِح َ‬ ‫يم‪َ ،‬وأ َْر َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫س َل أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫شل َ‬ ‫ان متَّ ِجها َن ْحو أُور َ ِ‬ ‫لس ِ‬ ‫يم‪َ 07 .‬فلَ َّما‬ ‫ين َحتَّى ُي ِع ُّدوا لَ ُه‪َ 06 .‬فلَ ْم َي ْق َبلُوهُ أل َّ‬ ‫سالً‪ ،‬فَ َذ َه ُبوا َوَد َخلُوا قَ ْرَي ًة لِ َّ‬ ‫ام ِرِّي َ‬ ‫ُر ُ‬ ‫َن َو ْج َه ُه َك َ ُ ً َ ُ‬ ‫شل َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫اء فَتُ ْف ِن َي ُه ْم‪َ ،‬ك َما فَ َع َل إِيلِيَّا‬ ‫وح َّنا‪ ،‬قَاالَ‪َ «:‬ي َار ُّ‬ ‫َن َنقُ َ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫ب‪ ،‬أَتُ ِر ُ‬ ‫وب َوُي َ‬ ‫َأرَى ذل َك ت ْلمي َذاهُ َي ْعقُ ُ‬ ‫َن تَ ْن ِز َل َن ٌار م َن َّ َ‬ ‫‪40‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع)‬ ‫‪00‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َن ْاب َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ستُ َما تَ ْعلَ َم ِ‬ ‫س‬ ‫وح أَ ْنتُ َما! ‪03‬أل َّ‬ ‫َي ُر ٍ‬ ‫ان ِم ْن أ ِّ‬ ‫ت َوا ْنتَ َه َرُه َما َوقَ َ‬ ‫ضا؟» فَا ْلتَفَ َ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ال‪«:‬لَ ْ‬ ‫ان لَ ْم َيأْت ل ُي ْهل َك أَ ْنفُ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ُخ َرى‪" .‬‬ ‫ض ْوا إِلَى قَ ْرَي ٍة أ ْ‬ ‫ص»‪ .‬فَ َم َ‬ ‫اس‪َ ،‬ب ْل ل ُي َخلِّ َ‬

‫حين تمت األيام إلرتفاعه= إنتهى زمن التعليم وصنع المعجزات وأتى وقت الصليب‪ .‬وكلمة تمت تشير أن كل‬

‫شئ يسير وفق خطة إلهية أزلية‪ ،‬فال مجال للصدفة في األحداث‪ .‬فكم مرة حاولوا قتله ولم يمكنهم‪ .‬إرتفاعه=‬

‫تشير إلرتفاعه على الصليب‪ ،‬وتشير أيضاً لصعوده إلى السماء‪ .‬فهذا التعبير إرتفاع إستخدم مع إيليا عند‬

‫إرتفاعه إلى السماء‪.‬‬

‫ثبت وجهه= تعبير عبري يعني العزيمة القوية أمام صعوبات قائمة (حز‪ +11:‬أر‪ +::11:‬خر‪.):1177‬‬ ‫فالمسيح قصد أن يت وجه إلى أورشليم وهو عالم بأن أعدائه يتآمرون عليه وأنه هناك سيحاكم ويصلب ويموت‪،‬‬

‫ولكنه قد جاء لهذه الساعة ليخلص البشر‪ .‬وكان كأنه مشتاق لهذه الساعة حباً فينا‪ ،‬وبنفس المعنى قال "قوموا‬

‫ننطلق من ههنا" (يو‪ .)7:1:1‬والسيد إذ كان متوجهاً ألورشليم كان البد له أن يمر بالسامرة فإنتهزها فرصة‬ ‫ليكرز ويبشر أهلها‪ ،‬فأرسل تالميذه يعدون له ليستريح من عناء السفر وليكرز لهم‪ ،‬لكن أهل السامرة لعدائهم‬

‫لليهود رفضوه إذ كان متجهاً ألورشليم أي ألنه يهودي ومعروف العداوة بين السامريين واليهود‪ .‬وقطعاً هذه البلدة‬ ‫غير بلدة المرأة السامرية‪ ( .‬السامريون هم خليط من اليهود الذين تبقوا في أرض العشر أسباط أي مملكة إسرائيل‬ ‫الشمالية بعد أن أخذ ملك أشور معظم اليهود إلى أشور‪ ..‬مع النازحين من بالد بابل وأشور في ذلك الوقت‪..‬‬

‫لذلك كانت عبادة السامريين هي خليط من اليهودية والوثنية‪ .‬كانوا ال يعترفون سوى بأسفار موسى الخمسة‪ ،‬وال‬ ‫يعترفون بأورشليم كمدينة مقدسة وال بالهيكل فيها‪ ،‬إنما يعتبرون أن جبل جرزيم الذي في أرضهم هو الجبل‬

‫المقدس‪ ..‬لذلك إحتقر اليهود السامريين‪ ،‬وكره السامريون اليهود) وكان من العسير أن يمر يهودي في أرض‬ ‫السامرة خصوصاً لو كان متجهاً ألورشليم‪ ،‬والسبب أن السامريون كانوا يعتدون عليه ويضربونه‪.‬‬

‫وأمام هذا الرفض يطلب يعقوب ويوحنا نا اًر تنزل وتحرق وتفني‪ ،‬لذلك أسماهم المسيح بوانرجس أي إبني الرعد‬

‫(مر‪ .):317‬وربما لغيرتهما الشديدة وحماسهما‪ .‬ولكن هذه الغيرة التي تطلب اإلنتقام إذ تقدست في المسيح‬ ‫صارت غيرة مقدسة لمجد اهلل‪ ،‬ولخدمة إسمه‪.‬‬

‫لستما تعلمان من أي روح أنتما= أي أنتم قد تغافلتم عن ماهية الروح الذي فيكم‪ ،‬والذي أريده لكم‪ ،‬والذي يقود‬ ‫للسالم والوداعة والمحبة وعدم مقاومة الشر بالشر‪ ،‬والرغبة في خالص األشرار وليس روح النقمة واإلفناء‪ .‬أما‬

‫روح اإلنتقام واإلفناء فهي من عدو الخير وليس من روح اهلل القدوس الذي يسكب المحبة في قلوبنا‪.‬‬ ‫اآليات (لو‪)31-07:3‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)11-12:2‬‬

‫‪41‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح العاشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح العاشر‬ ‫راجع تفسير إنجيل متى (مت‪)13:15-67:3‬‬ ‫اآليات (لو‪)11-1:15‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ام َو ْج ِه ِه إِلَى‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّن َّ‬ ‫ين َ‬ ‫آخ ِر َ‬ ‫س ْب ِع َ‬ ‫اآليات (لو‪َ "-:)11-1:15‬وَب ْع َد ذلِ َك َعي َ‬ ‫ين أ َْي ً‬ ‫ضا‪َ ،‬وأ َْر َ‬ ‫ب َ‬ ‫سلَ ُه ُم اثْ َن ْي ِن اثْ َن ْي ِن أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪1‬‬ ‫اد َك ِثير‪ ،‬و ِ‬ ‫ُك ِّل م ِدي َن ٍة ومو ِ‬ ‫ون‪ .‬فَا ْطلُ ُبوا‬ ‫ض ٍع َح ْي ُ‬ ‫َن َيأ ِْت َي‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ان ُه َو ُم ْزِم ًعا أ ْ‬ ‫لك َّن ا ْلفَ َعلَ َة َقلِيلُ َ‬ ‫ث َك َ‬ ‫َ َْ‬ ‫صَ ٌ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬إِ َّن ا ْل َح َ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ا ْلحص ِاد أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْه ُبوا! َها أَ​َنا أ ُْر ِسلُ ُكم ِم ْث َل ُح ْمالَ ٍن َب ْي َن ِذ َئ ٍ‬ ‫يسا‬ ‫ص ِاد ِه‪ِ .‬اذ َ‬ ‫اب‪ .‬الَ تَ ْحملُوا ك ً‬ ‫َن ُي ْرس َل فَ َعلَ ًة إِلَى َح َ‬ ‫م ْن َر ِّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ق‪0 .‬وأ ُّ ٍ‬ ‫َح ِذي ًة‪ ،‬والَ تُسلِّموا علَى أ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫سالَ ٌم لِه َذا ا ْل َب ْي ِت‪3 .‬فَِإ ْن‬ ‫َ‬ ‫َوالَ م ْزَوًدا َوالَ أ ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫َي َب ْيت َد َخ ْلتُ ُموهُ فَقُولُوا أ ََّوالً‪َ :‬‬ ‫َحد في الط ِري ِ َ‬ ‫السالَِم يح ُّل سالَم ُكم علَ ْي ِه‪ ،‬واِّالَّ فَيرجع إِلَ ْي ُكم‪7 .‬وأ َِقيموا ِفي ذلِ َك ا ْلب ْي ِت ِ‬ ‫شِ‬ ‫ين ِم َّما‬ ‫ين َو َ‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫ارِب َ‬ ‫آكلِ َ‬ ‫َك َ‬ ‫َ‬ ‫اك ْاب ُن َّ َ ُ َ ُ ْ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫وها َوقَ ِبلُو ُك ْم‪ ،‬فَ ُكلُوا ِم َّما‬ ‫ِع ْن َد ُه ْم‪ ،‬أل َّ‬ ‫ُج َرتَ ُه‪ .‬الَ تَ ْنتَ ِقلُوا ِم ْن َب ْي ٍت إِلَى َب ْي ٍت‪َ .‬وأ ََّي َة َم ِدي َن ٍة َد َخ ْلتُ ُم َ‬ ‫ستَ ِحق أ ْ‬ ‫َن ا ْلفَاع َل ُم ْ‬ ‫ِ ‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ضى الَِّذ َ ِ‬ ‫وها َولَ ْم‬ ‫وت‬ ‫َّم لَ ُك ْم‪َ ،‬وا ْ‬ ‫اهلل‪َ .‬وأ ََّي ُة َم ِدي َن ٍة َد َخ ْلتُ ُم َ‬ ‫ب ِم ْن ُك ْم َملَ ُك ُ‬ ‫شفُوا ا ْل َم ْر َ‬ ‫يها‪َ ،‬وقُولُوا لَ ُه ْم‪ :‬قَد اقْتَ​َر َ‬ ‫ين ف َ‬ ‫ُيقَد ُ‬ ‫ض ُه لَ ُكم‪ .‬و ِ‬ ‫ارِعها وقُولُوا‪11 :‬حتَّى ا ْل ُغبار الَِّذي لَ ِ‬ ‫اعلَ ُموا ه َذا‬ ‫َي ْق َبلُو ُك ْم‪ ،‬فَ ْ‬ ‫اخ ُر ُجوا إِلَى َ‬ ‫صَ‬ ‫لك ِن ْ‬ ‫ق ِب َنا ِم ْن َم ِدي َن ِت ُك ْم َن ْنفُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ش َو ِ َ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫اهلل‪11 .‬وأَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬إِ َّن ُه ي ُك ُ ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ِت َماالً ِم َّما لِ ِت ْل َك‬ ‫ب ِم ْن ُك ْم َملَ ُك ُ‬ ‫وم ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َحالَ ٌة أَ ْكثَُر ْ‬ ‫َ‬ ‫َّإن ُه قَد اقْتَ​َر َ‬ ‫ون ل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫س ُد َ‬ ‫ا ْل َم ِدي َن ِة ‪" .‬‬

‫في إنجيل متى نجد تعليمات السيد لإلثني عشر قبل إرساليتهم وفي إنجيل لوقا هنا في هذه اآليات نجد تعليماته‬ ‫للسبعين رسوالً وهي متشابهة‪ .‬والسيد المسيح أرسل اإلثني عشر ليكرزوا في الجليل ثم أرسل السبعين ليكرزوا في‬ ‫اليهودية‪ ،‬وكان إرسال السبعين قبل صلب السيد بستة أشهر والحظ قوله أرسلهم‪ ..‬إلى كل مدينة= في هذا رمز‬

‫ألنه سيرسلهم بعد ذلك للعالم أجمع أي لألمم‪ .‬والسيد إختار اإلثني عشر بحسب عدد أسباط إسرائيل واختار‬ ‫السبعين بحسب عدد شعوب العالم والتي ورد ذكرها في (تك‪ )::‬وبحسب عدد أسباط إسرائيل الذين نزلوا ألرض‬

‫مصر فإستعبدوهم هناك إلى أن أرسل لهم اللهموسى النبى لينقذهم‪ .‬فاألمم كانوا فى عبودية إبليس قبل المسيح ‪.‬‬

‫وبهذا تشير اإلرساليتين للك ارزة وسط اليهود ووسط األمم‪ .‬إرسالية اإلثني عشر تشير للك ارزة وسط اليهود وارسالية‬ ‫السبعين تشير للك ارزة وسط األمم‪.‬‬

‫والحظ قول الكتاب أرسلهم إلى‪ ..‬حيث هو كان مزمعاً أن يأتي= وذلك ليعدوا الناس لسماع السيد وقبوله‪ .‬والسيد‬

‫كان بعد أن ترك الجليل نهائياً متجهاً ألورشليم‪ ،‬كان سيمر في بيرية‪ ،‬وسكانها أمميون وهذا يؤكد أن إرسالية‬ ‫السبعين تشير للك ارزة وسط األمم‪ .‬ولذلك قال لهم السيد أقيموا في ذلك البيت آكلين وشاربين مما عندهم=‬

‫فاليهودي يشعر أنه يتنجس من طعام األمم ولكن السيد هنا يفتح أذهانهم أنه جاء للكل‪.‬‬

‫ويقال أن لوقا كان أحد السبعين رسوالً‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫والحظ أن متى إذ يكتب لليهود لم يشر إلرسالية السبعين‪ .‬أما لوقا الذي يكتب لألمم فأشار لهم‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ام َو ْج ِه ِه إِلَى ُك ِّل َم ِدي َن ٍة‬ ‫الر ُّ‬ ‫َّن َّ‬ ‫ين َ‬ ‫آخ ِر َ‬ ‫س ْب ِع َ‬ ‫آية (لو‪َ " -:)1:15‬وَب ْع َد ذلِ َك َعي َ‬ ‫ين أ َْي ً‬ ‫ضا‪َ ،‬وأ َْر َ‬ ‫ب َ‬ ‫سلَ ُه ُم اثْ َن ْي ِن اثْ َن ْي ِن أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ومو ِ‬ ‫َن َيأ ِْت َي‪" .‬‬ ‫ض ٍع َح ْي ُ‬ ‫ان ُه َو ُم ْزِم ًعا أ ْ‬ ‫ث َك َ‬ ‫َ َْ‬

‫وبعد ذلك= بعد تركه الجليل نهائياً وبعد األحداث في إصحاح (‪ .):‬سبعين رسوالً آخرين= غير اإلثني عشر‬

‫السابق إرسالهم (لو‪ ):1:‬وهؤالء كانوا كأساقفة‪ .‬اثنين اثنين= ليشددا بعضهم البعض (جا‪ +::-:11‬مر‪)31:‬‬ ‫وهؤالء أقيم منهم كهنة وشمامسة لكن لم يكن لهم درجة األسقفية‪ .‬وتذكرنا هذه األرقام باإلثنتا عشرة عين ماء‬

‫وسبعون نخلة التي وجدها موسى في إيليم (خر‪)131:7‬‬

‫عين الرب= الرب هو الذي يدعو للخدمة (عب‪.)117‬‬

‫‪1‬‬ ‫اد َك ِثير‪ ،‬و ِ‬ ‫َن ُي ْر ِس َل فَ َعلَ ًة‬ ‫ون‪ .‬فَا ْطلُ ُبوا ِم ْن َر ِّ‬ ‫آية (لو‪ " -:)1:15‬فَقَ َ‬ ‫ص ِاد أ ْ‬ ‫لك َّن ا ْلفَ َعلَ َة َقلِيلُ َ‬ ‫ب ا ْل َح َ‬ ‫صَ ٌ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬إِ َّن ا ْل َح َ‬ ‫ص ِاد ِه‪" .‬‬ ‫إِلَى َح َ‬

‫فأطلبوا من رب الحصاد= فإختيار الخدام يأتي بالصالة أوالً‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫ْه ُبوا! َها أَ​َنا أ ُْر ِسلُ ُكم ِم ْث َل ُح ْمالَ ٍن َب ْي َن ِذ َئ ٍ‬ ‫اب‪" .‬‬ ‫آية (لو‪ِ " -:)6:15‬اذ َ‬ ‫ْ‬ ‫حمالن بين ذئاب= هي نبوة مسبقة باإلضطهادات التي ستواجههم ولكن قوله ها أنا أرسلكم يجعله هو المسئول‬

‫عنهم وهو الذي سيحميهم‪ ،‬ويحول لهم الذئاب لحمالن‪ .‬واهلل هو الذي ُيرسل‪ ،‬والكنيسة هي التي يرشدها اهلل لمن‬ ‫ُيريد اهلل أن ُيرسله (رو‪ .):71::‬وان لم تكن الكنيسة هي التي ترسل بإرشاد الروح القدس لكثرت الذئاب وسط‬ ‫الحمالن‪ .‬والكنيسة إنتشرت بواسطة حمالن‪ .‬فمرقس الرسول جاء مصر كحمل وديع ذبحوه لكن قوة اهلل التي‬

‫كانت تعمل معه نشرت المسيحية في مصر‪.‬‬ ‫آية (لو‪7" -:)7:15‬الَ تَ ْح ِملُوا ِكيسا والَ ِم ْزوًدا والَ أ ْ ِ‬ ‫َح ٍد ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫سلِّ ُموا َعلَى أ َ‬ ‫َحذ َي ًة‪َ ،‬والَ تُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً َ‬ ‫وال تسلموا على أحد في الطريق= حتى ال يرتبك الكارز بالمجامالت الكثيرة بال هدف روحي‪ ،‬ويحفظ قلبه وفكره‬ ‫منحصرين في اهلل‪ ،‬كثير من أوالد اهلل يسيرون في الشارع مرددين مزاميرهم أو صالة يسوع "يا ربي يسوع المسيح‬

‫ارحمني أنا الخاطئ"‪ .‬وقطعاً ال يمكننا أن نفهم هذا حرفياً واالّ تخاصمنا مع الناس‪ ،‬وانعدم الود بيننا وبين الناس‪.‬‬ ‫ولكن المقصود هو عدم تضييع الوقت في المجامالت واألحاديث التافهة غير البناءة‪ .‬الكيس= لحمل النقود‪.‬‬

‫المزود= لحمل الطعام‪ .‬المقصود أن اهلل هو الذي سيدبر كل إحتياجاتهم‪ ،‬فيعتمدوا عليه وليس على الماديات‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫اآليات (لو‪0" -:)3-0:15‬وأ ُّ ٍ‬ ‫السالَِم َي ُح ُّل‬ ‫اك ْاب ُن َّ‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫سالَ ٌم لِه َذا ا ْل َب ْي ِت‪ .‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫َي َب ْيت َد َخ ْلتُ ُموهُ فَقُولُوا أ ََّوالً‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫سالَ ُم ُك ْم َعلَ ْي ِه‪َ ،‬واِّالَّ فَ َي ْرجعُ إِلَ ْي ُك ْم‪" .‬‬ ‫َ‬

‫‪43‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫فإن كان هناك ابن السالم= فالرسول حين يلقي السالم فهو يعطي من عند اهلل سالماً يمأل القلب فعالً‪ ،‬ولكن‬

‫اإلنسان الشرير والمقاوم ال يقبل هذا السالم‪ .‬واذا لم يكن هناك من يقبل يعود هذا السالم وهذه البركة للرسول‬

‫الذي قالها‪ ،‬ويمتلئ هو سالماً‪ .‬ولن يفقد سالمه بسبب رفضه‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اآليات (لو‪7" -:)2-7:15‬وأ َِقيموا ِفي ذلِ َك ا ْلب ْي ِت ِ‬ ‫شِ‬ ‫ين ِم َّما ِع ْن َد ُه ْم‪ ،‬أل َّ‬ ‫ُج َرتَ ُه‪ .‬الَ‬ ‫ين َو َ‬ ‫ارِب َ‬ ‫آكلِ َ‬ ‫ستَ ِحق أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َن ا ْلفَاع َل ُم ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫تَ ْنتَ ِقلُوا ِم ْن َب ْي ٍت إِلَى َب ْي ٍت‪َ 2 .‬وأ ََّي َة َم ِدي َن ٍة َد َخ ْلتُ ُم َ ِ‬ ‫َّم لَ ُك ْم‪"،‬‬ ‫وها َوقَبلُو ُك ْم‪ ،‬فَ ُكلُوا م َّما ُيقَد ُ‬ ‫في المسيحية لن نعود لنقول هناك طعام نجس وطعام طاهر أو طعام سامري أو أممي‪ .‬هنا المسيح يوسع‬ ‫أذهانهم ويشفيها من اليهودية الضيقة= كلوا مما يقدم لكم‪ .‬واكتفوا بما يقدم لكم‪ .‬ال تنتقلوا من بيت إلى بيت=‬

‫سعياً وراء طعام أفضل‪ .‬والتركيز في الخدمة‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫وت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضى الَِّذ َ ِ‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫آية (لو‪َ -:)3:15‬وا ْ‬ ‫ب ِم ْن ُك ْم َملَ ُك ُ‬ ‫شفُوا ا ْل َم ْر َ‬ ‫يها‪َ ،‬وقُولُوا لَ ُه ْم‪ :‬قَد اقْتَ​َر َ‬ ‫ين ف َ‬ ‫اشفوا المرضى= المسيح عضد تالميذه بالمعجزات لتأكيد بشارتهم‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ش َو ِ‬ ‫ارِع َها َوقُولُوا‪َ 11 :‬حتَّى ا ْل ُغ َب َار‬ ‫وها َولَ ْم َي ْق َبلُو ُك ْم‪ ،‬فَ ْ‬ ‫اخ ُر ُجوا إِلَى َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)11-15:15‬وأ ََّي ُة َم ِدي َن ٍة َد َخ ْلتُ ُم َ‬ ‫وت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُه لَ ُكم‪ .‬و ِ‬ ‫الَِّذي لَ ِ‬ ‫اهلل‪" .‬‬ ‫ب ِم ْن ُك ْم َملَ ُك ُ‬ ‫صَ‬ ‫لك ِن ْ‬ ‫ق ِب َنا ِم ْن َم ِدي َن ِت ُك ْم َن ْنفُ ُ‬ ‫اعلَ ُموا ه َذا َّإن ُه قَد اقْتَ​َر َ‬ ‫ْ َ‬

‫اخرجوا إلى شوارعها= إعلنوا لكل الناس‪ .‬الغبار= لم نأخذ منكم شيئاً حتى الغبار نتركه لكم‪ .‬لكن إعلموا أن‬ ‫ملكوت السموات إقترب منكم ورفضتموه‪.‬‬

‫اآليات (لو‪)13-11:15‬‬

‫في إنجيل متى (‪)17-15:11‬‬

‫‪17‬‬ ‫الشي ِ‬ ‫اس ِم َك!»‪.‬‬ ‫ين‪َ «:‬ي َار ُّ‬ ‫اآليات (لو‪ " -:)15-17:15‬فَ َر َج َع َّ‬ ‫اط ُ‬ ‫ون ِبفَ َر ٍح قَ ِائلِ َ‬ ‫الس ْب ُع َ‬ ‫ين تَ ْخ َ‬ ‫ب‪َ ،‬حتَّى َّ َ‬ ‫ضعُ لَ َنا ِب ْ‬ ‫ِ ‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ُع ِطي ُكم س ْلطَا ًنا لِتَ ُدوسوا ا ْلحي ِ‬ ‫ان س ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫اقطًا ِم ْث َل ا ْل َب ْر ِ‬ ‫َّات‬ ‫ق ِم َن َّ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ « :‬أر َْي ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الس َماء‪َ .‬ها أَ​َنا أ ْ ْ ُ‬ ‫الش ْيطَ َ َ‬ ‫شيء‪15 .‬و ِ‬ ‫َوا ْل َعقَ ِ‬ ‫ي‬ ‫لك ْن الَ تَ ْف َر ُحوا ِبه َذا‪ :‬أ َّ‬ ‫ضعُ لَ ُك ْم‪َ ،‬ب ِل اف َْر ُحوا ِبا ْل َح ِر ِّ‬ ‫اح تَ ْخ َ‬ ‫ب َو ُك َّل قَُّوِة ا ْل َع ُد ِّو‪َ ،‬والَ َي ُ‬ ‫َن األ َْرَو َ‬ ‫ار َ‬ ‫ض ُّرُك ْم َ ْ ٌ َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات»‪".‬‬ ‫أ َّ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫اء ُك ْم ُكت َب ْت في َّ َ َ‬ ‫َس َم َ‬ ‫هنا نرى ليس فقط خضوع الذئاب أمام الحمالن‪ ،‬بل خضوع الشيطان نفسه لهم‪.‬‬

‫فرح الرسل إذ أروا الشيطان ينهار أمام اإلنسان خالل ك ارزتهم بالملكوت‪ ،‬والسيد هنا يؤكد أن إنهيار الشيطان‬

‫بال صليب‪ .‬لكن ما يفرحنا ليس إنهيار الشيطان أو صنع المعجزات بل في أن نتمتع بالملكوت السماوي خالل‬

‫الحياة الفاضلة التي ننالها بنعمة اهلل‪ .‬بهذا تكتب أسماؤنا في ملكوت السموات‪ ،‬أما إخراج الشياطين فهي موهبة‬

‫قد يعطيها اهلل لشخص أو ال يعطيها‪ .‬بل أن هناك أشرار حصلوا على هذه الموهبة‪ ،‬ألم يتمتع يهوذا‬ ‫اإلسخريوطي بهذه المواهب ثم هلك‪ .‬ونالحظ هنا أن السيد المسيح أشفق على تالميذه ورسله أن فرحة النجاح‬

‫‪44‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫بالخدمة تنسيهم اإلهتمام بخالص نفوسهم‪ .‬فالفرح بالنجاح فيه شئ من عبادة النفس‪ ،‬لكن الفرح بالخالص فيه‬

‫عبادة هلل والشكر له‪.‬‬

‫الدرس المس تفاد هنا أن ال نفرح بالمواهب‪ ،‬بل بأن نتمتع بثمار الروح القدس فالموهبة ال تبرر صاحبها إن لم‬

‫يتب ويحيا مع اهلل‪ .‬رأيت الشيطان ساقطاً= لقد نال الشيطان سلطاناً على اإلنسان خالل اإلرتداد‪ ،‬هذا السلطان‬

‫فقده بالصليب‪ ،‬ولكن يكون للشيطان سلطان على كل من يترك المسيح ويرتد للخطية‪ ،‬ثم يعود الشيطان ويفقد‬ ‫قد ُ‬ ‫سلطانه على هذا الشخص إن رجع هذا الشخص بالتوبة إلى اهلل‪ .‬وقول السيد رأيت= جاءت بصيغة الماضي‬

‫ألن هذا سيتم حتماً‪ .‬فسقوط الشيطان يعني سقوطه من مركز السيادة والقوة على اإلنسان وهي رؤية تشمل ما‬

‫بعد الصليب‪ .‬البرق= فإبليس كان مخلوقاً نورانياً‪ ،‬أضاء لحظة من الزمان‪ ،‬وبخطيته فقد نوره واستحال ظالماً‪،‬‬

‫فهو كان نو اًر لفترة وجيزة ثم صار ظالماً‪ .‬والبرق ال ثبات له فهو ينير للحظة ثم يأتي ظالم وهكذا إبليس ‪.‬‬ ‫وعطايا ابليس ايضا من ملذات الخطايا هي كالبرق تخدع االنسان بمتع لحظية سريعا ما تختفى كما يختفى‬

‫البرق ‪ .‬أما المسيح فيقال عنه أنه في نوره كالشمس (رؤ‪ )::1:‬أي نوره ثابت وهكذا عطاياه ‪ .‬والفرح الذى‬

‫يعطيه ال ينزعه احد ( يو‪ ،) 11 1 ::‬وهكذا المالئكة وهكذا نحن حين نكون في السماء (‪:‬يو‪+ 117‬‬ ‫في‪.)1:17‬‬

‫والكنيسة المقدسة أخذت هذه اآلية ووضعتها في صالة الشكر التي نصليها دائماً‪ ،‬فنحن نشكر اهلل الذي أعطانا‬ ‫السلطان أن ندوس كل قوة العدو‪ .‬ولكن لألسف فهناك بعض المؤمنين ذوي اإليمان المهتز والضعيف‪ ،‬مازالوا‬

‫يصدقون أن هناك حسد وأعمال‪ ..‬الخ كيف والمسيح أعطى المؤمنين سلطان أن ندوس كل هذا؟!‬

‫الحيات= مكر وخداع وانقضاض وسم مميت ‪.‬‬ ‫والعقارب= شر مستتر مع سرعة إختفاء‪.‬‬

‫اآليات (لو‪)17-11:15‬‬ ‫اآليات (لو‪)17-16:15‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)65-10:11‬‬ ‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 65-13:11‬وما بعده)‬

‫تهلل= سمعنا عدة مرات أن يسوع بكى‪ .‬وهنا نسمع للمرة الوحيدة أنه تهلل‪ .‬فهو لهذا أتى ليخضع الشيطان تحت‬

‫أقدام عبيده وهذا قد حدث‪ .‬وقال أحمدك أيها اآلب= إرادة اآلب هي نفسها إرادة االبن أيضا وهنا المسيح يعلن‬ ‫عن فرحته بخالص البشر وأيضا هذا اعالن لفرح اآلب أيضا ‪ ،‬فالمسيح يستعلن اآلب لنا (يو‪ . ) :11 :‬هذا‬

‫حديث داخل الذات اإللهية مثلما يتحاور اإلنسان مع نفسه داخل عقله‪ .‬تهلل بالروح= فهو ليس تهليل جسدي‬ ‫كما نتهلل بالملذات العالمية‪ .‬بل هو تهليل روحي لخالص البشر‪ ،‬والمسيح سمح بأن يلمس تالميذه هذه الفرحة‬

‫ليدركوا وندرك نحن معهم كم يحبنا اهلل ‪.‬‬

‫وتهلل بالروح= تعطينا فكرة عن أن هناك فرح روحى وهناك أيضا مصادر أخرى للفرح لكنها مصادر مخادعة ‪.‬‬

‫مثالً هناك أفراح جسدانية (كملذات الطعام والجنس‪ )..‬وهناك أفراح نفسانية ( هذه كفرح اإلنسان بأى نجاح فى‬

‫‪45‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫هذا العالم ) ‪ .‬وكان فرح السبعون هنا (آية ‪ ):3‬من نوع األفراح النفسانية ‪ ،‬فهم فرحوا بالمواهب ‪ ،‬ولذلك نبههم‬

‫السيد إلى أن ما يفرح حقيقة هو ضمان الخالص ( اسماءنا كتبت فى السماء )‪ .‬بينما كان فرح المسيح بالروح‬

‫بمعنى أنه فرح روحى ‪ .‬وهذا يعنى نجاح عمل الخالص الذى أتى من أجله ليخلص اإلنسان من عبوديته‬

‫للشيطان ورجوعه ألحضان اآلب السماوى ‪ .‬ونالحظ تحذير رب المجد بأن علينا أال نفرح بالمواهب ‪ ،‬فكثيرين‬ ‫ممن كانت لهم مواهب لم يخلصوا (مت‪.)17 – 1: 1 3‬‬ ‫(سؤال الناموسي)‬ ‫اآليات (لو‪)13-10:15‬‬ ‫اآليات (لو‪10" -:)13-10:15‬وِا َذا َن ِ‬ ‫ث ا ْل َح َياةَ األ َ​َب ِد َّي َة؟»‬ ‫َع َم ُل أل َِر َ‬ ‫ام ُي َجِّرُب ُه قَ ِائالً‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪َ ،‬ما َذا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اموس ٌّي قَ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬ما ُه َو م ْكتُ ٌ ِ َّ‬ ‫ام ِ‬ ‫له َك ِم ْن ُك ِّل َق ْل ِب َك‪َ ،‬و ِم ْن ُك ِّل‬ ‫الر َّ‬ ‫ال‪«:‬تُ ِح ُّ‬ ‫ب َّ‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫وس‪َ .‬ك ْي َ‬ ‫َج َ‬ ‫ف تَ ْق َأرُ؟» فَأ َ‬ ‫ب إِ َ‬ ‫وب في الن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص َو ِ‬ ‫ت‪ِ .‬اف َْع ْل ه َذا فَتَ ْح َيا»‪.‬‬ ‫ال لَ ُه‪ِ «:‬ب َّ‬ ‫يب َك ِمثْ َل َن ْف ِس َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َج ْب َ‬ ‫اب أ َ‬ ‫َن ْفس َك‪َ ،‬و ِم ْن ُك ِّل قُ ْد َرِت َك‪َ ،‬و ِم ْن ُك ِّل ف ْك ِر َك‪َ ،‬وقَ ِر َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ع‪َ « :‬و َم ْن ُه َو قَ ِري ِبي؟»‪".‬‬ ‫َوأ َّ‬ ‫اد أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َما ُه َو فَِإ ْذ أ َ​َر َ‬ ‫س ُه‪ ،‬قَاَ َل ل َي ُ‬ ‫َن ُي َبِّرَر َن ْف َ‬ ‫أما الكتبة فيهتمون بالكتاب كله‪ .‬وهذا‬ ‫الناموسيون يتخصصون في ناموس موسى أي كتب موسى الخمسة‪ّ ،‬‬ ‫تصور أن المسيح سيهاجم الناموس‬ ‫الناموسي في أدب مصطنع= قام ليس إحتراماً إنما بخبث لكي يجربه= فهو ًّ‬ ‫وبهذا يوقعه‪ .‬والحظ أن هذا عمل الشياطين‪ ،‬فهم يجربون اإلنسان ليوقعوه في فخ‪.‬‬

‫كيف تق أر= لو كان هذا الناموسي يق أر بروح الصالة لطلب فهم كلمات اهلل‪ ،‬لكان الروح القدس قد أرشده إلحتياجه‬ ‫للمسيح الذي تنبأت عنه النبوات‪ .‬لكن هذا الناموسي كان يق أر ليزداد معرفة فينتفخ على الناس‪ .‬ونحن كيف نقرأ؟‬

‫هل للمعلومات فقط‪ ،‬أم لمعرفة المسيح الذي يشفي طبيعتنا‪ .‬إفعل هذا فتحيا= في سؤال مماثل‪ ،‬حينما سألوا‬ ‫المسيح "ماذا نفعل حتى نعمل أعمال اهلل‪ ..‬أجاب يسوع‪ ..‬أن تؤمنوا بالذي أرسله (يو‪ )1:-111:‬وبهذا نفهم أن‬

‫المسيح لن يعلن وصايا جديدة‪ ،‬هو لم يأتي ليعلن وصايا جديدة‪ ،‬بل إذ رأى اإلنسان عاج اًز عن تنفيذ وصايا‬

‫الناموس أتى المسيح ليعطينا طبيعة جديدة بها نحفظ الناموس‪ ،‬ولكن هذا لمن يؤمن أوالً‪ .‬وبدونه ال نقدر أن‬ ‫نفعل شئ (يو‪ +71:7‬رو‪ .)1-711‬وكأن قول المسيح للناموسي يعني‪ ..‬إن كنت تستطيع بدوني أن تنفذ‬ ‫الناموس فنفذه‪ ،‬ولكنك لن تقدر أن تنفذه وحدك‪ ،‬وها أنت تحيا كناموسي ولكنك بسؤالك تكشف فشلك في أن‬ ‫تعرف طريق الحياة األبدية الذي هو أنا‪ .‬ولقد عبر التالميذ صراحة عن صعوبة حفظ وصايا الناموس‬

‫(أع‪ .)::1:7‬والناموسي سأل سؤال آخر ليبرر نفسه= إذ أن إجابة المسيح أحرجته أمام الناس‪ ،‬إذ أظهرته‬ ‫أمامهم غير عارف بالناموس‪ ،‬فكيف وهو ناموسي معلم للناموس يسأل سؤاالً بسيطاً واضحاً كهذا‪ ،‬وهل هو ال‬ ‫يحفظ الوصايا‪ .‬والحظ رقة المسيح في إجابته إذ يعرف أن هذا الناموسي يجربه‪ ،‬لكنه يشجعه قائالً بالصواب‬

‫أجبت لعله يجذبه لإليمان‪ .‬تحب الرب إلهك من قلبك= القلب هو مركز الشعور والقرار والعواطف والكيان‪ .‬لذلك‬

‫حينما يطلب اهلل "يا ابني إعطنى قلبك" المقصود أن تكون هلل بالكلية‪ ،‬ال ينقسم قلبك بين اهلل والعالم‪ .‬ومن كل‬

‫نفسك= النفس هي مركز العواطف (كالحزن والقلق والفرح‪ )..‬والغرائز كالشهوات‪ .‬واإلنسان الجسداني يشتهي‬ ‫أما الروحاني فهو يشتهي الحياة مع اهلل "إلى إسمك والى ذكرك شهوة النفس‪ .‬بنفسي إشتهيتك في‬ ‫الجسدانيات ّ‬ ‫‪46‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫الليل" (إش‪ .):-111:‬وبولس الرسول يقول "لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح"‪ .‬فالقلب الذي إتخذ ق ار اًر‬ ‫بإختيار اهلل يفرح باهلل ويتذوق اهلل‪ ،‬وهنا تبدأ النفس تشتهي لذة العشرة مع اهلل‪.‬‬

‫ومن كل قدرتك= القدرة هي اإلرادة للعمل‪ ،‬فنحن نجد شهوات في النفس لتتلذذ باهلل‪ ،‬ولكن قد يكون الجسد بال‬

‫همة‪ ،‬ومتكاسالً عن الصالة وعن حياة التسبيح‪ .‬هنا المطلوب التغصب أي الجهاد لنتلذذ باهلل ومن كل فكرك= يا‬ ‫ترى ماذا يشغل الفكر؟ هل نهتم بالماديات والغنى أو بهموم هذا العالم‪ ،‬أم نلهج في كلمات اهلل ومن يفعل يفرح‬

‫باهلل (مز‪ .)::7+:3+:11+:::1:::‬وكانت هذه وصية اهلل لشعبه (تث‪.):-:1:‬‬

‫والسؤال هل كان شعب العهد القديم قاد اًر على هذا؟ بالشك كان هناك إستثناءات مثل داود المملوء من الروح‬

‫القدس‪ .‬ولكن الشعب العادي ما كان قاد اًر على هذا الحب هلل‪ .‬فالمحبة هي ثمرة من ثمار الروح القدس‬

‫(غل‪ )1117‬وهذه هي عطية العهد الجديد لكل ُم َع َّم ْد ممسوح بالميرون‪ .‬والروح هو الذي يسكب محبة اهلل في‬ ‫قلوبنا (رو‪ .)717‬من هو قريبي= هو السؤال الذي يبرر به هذا الناموسي جهله بالناموس ولكن السيد إستغل‬ ‫السؤال بمثل السامري الصالح‪.‬‬

‫والحظ فإن اهلل طلب أن نحبه بكل قدراتنا فهذا هو الطريق الوحيد لنعيش في فرح‪ .‬وهذا ما عمله الروح القدس‬

‫أنه يسكب محبة اهلل في قلوبنا فتكون ثمار الروح محبة ‪ /‬فرح ‪..‬‬ ‫اآليات (لو‪)67-65:15‬‬

‫(مثل السامري الصالح)‬

‫‪65‬‬ ‫ازالً ِم ْن أُور َ ِ‬ ‫ان َن ِ‬ ‫يحا‪ ،‬فَ َوقَ َع َب ْي َن‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ان َك َ‬ ‫سٌ‬ ‫يم إِلَى أ َِر َ‬ ‫َج َ‬ ‫اآليات (لو‪ -:)67-65:15‬فَأ َ‬ ‫ال‪« :‬إِ ْن َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪61‬‬ ‫ص ٍ‬ ‫َن َكا ِه ًنا َن َز َل ِفي ِت ْل َك الطَّ ِري ِ‬ ‫ق‪ ،‬فَ َرآهُ َو َج َاز‬ ‫ض أ َّ‬ ‫ض ْوا َوتَ​َرُكوهُ َب ْي َن َح ٍّي َو َم ْي ٍت‪ .‬فَ َع َر َ‬ ‫وص‪ ،‬فَ َع َّر ْوهُ َو َج َّر ُحوهُ‪َ ،‬و َم َ‬ ‫لُ ُ‬ ‫‪61‬‬ ‫ام ِريًّا م ِ‬ ‫لك َّن س ِ‬ ‫ان جاء وَنظَر وج َاز مقَا ِبلَ ُه‪66 .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء إِلَ ْي ِه‪،‬‬ ‫ُمقَا ِبلَ ُه‪َ .‬و َكذلِ َك الَ ِو ٌّ‬ ‫ي أ َْي ً‬ ‫ساف ًار َج َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضا‪ ،‬إِ ْذ َ‬ ‫ص َار ع ْن َد ا ْل َم َك ِ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫‪67‬‬ ‫ضم َد ِجر ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ب َعلَ ْي َها َزْيتًا َو َخ ْم ًرا‪َ ،‬وأ َْرَك َب ُه َعلَى َداب َِّت ِه‪َ ،‬وأَتَى ِب ِه إِلَى فُ ْن ُدق‬ ‫ص َّ‬ ‫َّم َو َ َ َ َ‬ ‫احاته‪َ ،‬و َ‬ ‫َولَ َّما َرآهُ تَ َحن َن‪ ،‬فَتَقَد َ‬ ‫‪60‬‬ ‫اهما لِص ِ‬ ‫اح ِب ا ْلفُ ْن ُد ِ‬ ‫ت‬ ‫ضى أ ْ‬ ‫ق‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫اعتَ ِن ِب ِه‪َ ،‬و َم ْه َما أَ ْنفَ ْق َ‬ ‫ال لَ ُه‪ْ :‬‬ ‫َخ َر َج ِدي َن َارْي ِن َوأ ْ‬ ‫اعتَ​َنى ِب ِه‪َ .‬وِفي ا ْل َغ ِد لَ َّما َم َ‬ ‫َو ْ‬ ‫َعطَ ُ َ َ‬ ‫‪67‬‬ ‫‪63‬‬ ‫هؤالَ ِء الثَّالَ ثَ ِة تَرى صار قَ ِر ِ ِ‬ ‫أَ ْكثَر فَ ِع ْن َد ر ُج ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ال‪« :‬الَِّذي‬ ‫يك‪ .‬فَأ َّ‬ ‫وص؟» فَقَ َ‬ ‫وعي أُوِف َ‬ ‫َي ُ‬ ‫ً‬ ‫يبا للَّذي َوقَ َع َب ْي َن اللُّ ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اص َن ْع ه َك َذا»‪.‬‬ ‫ص َن َع َم َع ُه َّ‬ ‫الر ْح َم َة»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‪« :‬اذ َ‬ ‫ْه ْب أَ ْن َ‬ ‫ت أ َْي ً‬ ‫ضا َو ْ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫َ‬

‫المعنى األساسي للمثل هو أن قريبي هو كل إنسان يحتاج لمعونة‪ ،‬حتى لو كانت هناك عداوة بيني وبينه‪.‬‬ ‫والحظ أن كل خدمة نقدمها هي محسوبة لنا‪ ،‬فاهلل ال ينسى من يقدم كأس ماء‪ .‬والحظ أن ليس هناك ما يسمى‬

‫الصدفة في أن يجد الكاهن والالوي والسامري هذا اإلنسان الجريح‪ .‬فالصدف في حياتنا األرضية إنما هي‬ ‫توفيقات السماء‪ .‬وقد خسر الكاهن والالوي هذه الفرصة التي من السماء ليقوما بهذه الخدمة‪ ،‬وكسبها هذا‬

‫السامري الصالح‪ .‬ولكن القصة لها معنى رمزي‪1‬‬

‫إنسان= هو رمز آلدم وللبشرية كلها‪.‬‬

‫نازالً من أورشليم= بسبب الخطية نزل آدم من أورشليم أي الجنة أو الفردوس الذي أعده له اهلل‪ ،‬وأورشليم تعني‬ ‫سالم اهلل ورؤيته‪ .‬هي مكان السالم مع اهلل والحياة مع اهلل‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫إلى أريحا= ترمز ألرض الشقاء الذي نزل إليها آدم‪ .‬فأريحا مدينة اللعنة (يش‪ )1:1:‬وترمز لألرض الملعونة‬ ‫بسبب الخطية (تك‪ .):317‬هي مكان يمثل العالم وشهواته‪.‬‬

‫لصوص= هم القوى العدوانية ضد اإلنسان أي إبليس وجنوده واغراءاته‪ .‬وابليس دائماً يترقب أي نفس تخرج‬ ‫خارجاً عن أسوار أورشليم (أي الكنيسة فيهاجمها إذ هي بال حماية‪ ،‬إبليس لص يريد أن يسرق أوالد اهلل‪.‬‬

‫فعروه= نزع الفضائل عن اإلنسان وفضحه‪ .‬وجعله بال طهارة وال كرامة وال حكمة‪ .‬أي فقد صورته اإللهية ‪ ،‬وهذا‬ ‫ما حدث مع آدم ‪.‬‬

‫جرحوه= هي أثار الخطايا المدمرة لإلنسان روحياً ونفسياً وجسدياً‪.‬‬

‫الطريق من أورشليم إلى أريحا هو طريق مملوء بالصخور ويختبئ اللصوص فيه (‪:1‬ميالً) ويمر بصحراء‪ ،‬حتى‬ ‫أنه لقب بالطريق الدموي‪ .‬وأريحا تقع في و ٍاد لذلك فهي منخفضة عن أورشليم (بحوالي ‪::::‬متر)‪ .‬وكان يقيم‬

‫فيها ‪:1:::‬كاهن والوي من خدام الهيكل‪.‬‬

‫بين حي وميت= هو حي جسدياً ولكن لفترة قصيرة سيموت بعدها حتماً‪ .‬وحتى في خالل هذه الفترة فهو ميت‬

‫روحياً بسبب الخطية إلنفصاله عن اهلل‪ .‬فكل من ينفصل عن اهلل يموت‪.‬‬

‫الكاهن والالوي= الكاهن رمز للناموس والالوي رمز للنبوات وكالهما عج اًز أن يعطيا شفاء وحياة للبشرية‪ ،‬هما‬ ‫َّ‬ ‫شخصا الداء فقط‪ ،‬لكن ال يمكنهما أن يضمدا جراحات البشرية‪ ،‬وال يمكنهما أن يعطونا طبيعة جديدة‪ ،‬أو‬ ‫يعيدوننا للطبيعة األصلية التي على صورة اهلل‪.‬‬

‫جا از مقابله= هما وقفا أمام اإلنسان الجريح ولكنهما كانا عاجزين عن شفائه‪ ،‬والمعنى أنهما كانا مرحلة من‬ ‫المراحل التي جاز فيها اإلنسان في إنتظار أن يأتي المسيح‪ ..‬السامري الصالح‪.‬‬

‫سامرياً مساف ارً= المسيح كان في األرض لمدة مؤقتة‪ ،‬ولكنه من السماء وسيعود للسماء‪ ،‬فكأنه كان مساف اًر‬ ‫وج ِرَح كان أيضاً مساف اًر من أورشليم‪ .‬فأوالد اهلل أيضاً هم غرباء عن هذا العالم‪،‬‬ ‫غريباً‪ .‬واإلنسان الذي سقط ُ‬ ‫وسيعودون ألورشليم السماوية‪ .‬وكلمة سامري تعني حارس فهي رمز للمسيح الذي أشفق على البشرية‪.‬‬

‫الخمر والزيت= الخمر بما فيها من كحول تستخدم لقتل الميكروبات والزيت يعزل الجرح عن الجو الملوث‪ ،‬يعمل‬ ‫كفاصل ويلين الجروح‪ .‬والخمر رمز للدم والزيت رمز للروح القدس‪ .‬وعمل المعمودية هو قتل الخطية كما يقتل‬

‫الخمر الميكروبات‪ .‬والروح القدس في سر الميرون يعطي نعمة وقوة لنا حتى ننعزل عن هذا العالم فال نهلك‪،‬‬

‫ويكون هذا بأن يعطينا طبيعة جديدة ارفضة للخطية‪ ،‬وتمنعنا من أن نخطئ بعد ذلك‪ .‬إذاً هناك قتل للخطية وهذا‬ ‫إشارة لغفرانها‪ ،‬وهناك قوة تحفظنا من السقوط (رو‪ .):11:‬والخمر مؤلم للجرح والزيت ملطف له‪ .‬وهكذا الروح‬

‫القدس يعالجنا ببعض من إحسانات اهلل وأيضاً ببعض التجارب‪.‬‬

‫أركبه على دابته= الدابة هي جسدنا‪ ،‬فالدابة تشير للشهوة الجسدية وحقيقة فإن المسيح بدمه = خمره وبروحه =‬ ‫زيته شفى طبيعتنا ولكننا مازلنا في الجسد نعاني من شهواته (غل‪ .):317‬لكن لنا سلطان عليها بنعمة المسيح‪.‬‬

‫فندق= هو الكنيسة التي تستقبل الناس وتشفيهم بالمسيح الذي فيها لذلك قال= واعتني به‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫ترك دينارين= رقم ‪ 1‬يشير للتجسد فهو الذي جعل االثنين واحداً َ​َ والمسيح أعطانا جسده نتحد به‪ ،‬وهذا سر‬ ‫حياة الكنيسة‪ .‬وترك لنا المسيح الكتاب المقدس بعهديه (‪ )1‬نتغذى بهما‪ ،‬وبهما نتعرف عليه‪.‬‬

‫صاحب الفندق= هو إشارة للكهنوت وللخدام في كل كنيسة ووظيفتهم إستقبال المؤمنين فيها وأن يطعمونهم بكلمة‬ ‫اهلل ليشفوا‪.‬‬

‫فعند رجوعي= فالمسيح سيأتي ثانية في مجيئه الثاني‪.‬‬

‫أوفيك= على الخادم أن يعمل في خدمة أوالد اهلل والمسيح سيجازيه‪.‬‬

‫إذهب أنت أيضاً وافعل هكذا= أي تشبه أيها الناموسي بهذا السامري في العمل بمقتضى شريعة الحب‪ .‬ولكن‬

‫الحظ إجابة الناموسي فهو تحاشى أن يقول السامري بل قال الذي صنع معه الرحمة‪ .‬فاليهود ال يحتملون‬ ‫التعايش مع السامريين وهم لم يحتملوا المسيح ورفضوه وقالوا عنه أنه سامري وهذه عند اليهود هي نوع من‬

‫السباب (يو‪ .)1111‬ولكن مثل السامري الصالح يشير لمحبة الناس جميعاً بدون تمييز‪ ،‬لكن هذا الناموسي لم‬ ‫يفهمه‪.‬‬

‫(مريم ومرثا)‬ ‫اآليات (لو‪)71-62:15‬‬ ‫‪ِ 62‬‬ ‫اس ُم َها َم ْرثَا ِفي َب ْي ِت َها‪َ 63 .‬و َكا َن ْت‬ ‫س ِائ ُر َ‬ ‫ام َأرَةٌ ْ‬ ‫يما ُه ْم َ‬ ‫ون َد َخ َل قَ ْرَي ًة‪ ،‬فَقَ ِبلَتْ ُه ْ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -1)71-62:15‬وف َ‬ ‫‪75‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ ِ‬ ‫َما َم ْرثَا فَ َكا َن ْت ُم ْرتَِب َك ًة ِفي‬ ‫س َمعُ َكالَ َم ُه‪َ .‬وأ َّ‬ ‫هذ ِه أ ْ‬ ‫ُخ ٌ‬ ‫سوعَ َو َكا َن ْت تَ ْ‬ ‫س ْت ع ْن َد قَ َد َم ْي َي ُ‬ ‫ت تُ ْد َعى َم ْرَي َم‪ ،‬الَّتي َجلَ َ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫َن تُِعي َن ِني!»‬ ‫َما تَُبالِي ِبأ َّ‬ ‫يرٍة‪ .‬فَ َوقَفَ ْت َوقَالَ ْت‪َ « :‬ي َار ُّ‬ ‫ُخ ِتي قَ ْد تَ​َرَكتِْني أ ْ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫َخ ُد ُم َو ْح ِدي؟ فَقُ ْل لَ َها أ ْ‬ ‫خ ْد َمة َكث َ‬ ‫ب‪ ،‬أ َ‬ ‫‪71‬‬ ‫لك َّن ا ْلحاج َة إِلَى و ِ‬ ‫ور َك ِثيرٍة‪71 ،‬و ِ‬ ‫ين أل ْ ِ‬ ‫اح ٍد‪.‬‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ين َوتَ ْ‬ ‫ضطَ ِرِب َ‬ ‫ال لَها‪َ «:‬م ْرثَا‪َ ،‬م ْرثَا‪ ،‬أَ ْن ِت تَ ْهتَ ِّم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َج َ‬ ‫فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ُم ٍ َ‬ ‫َجل أ ُ‬ ‫اختَار ْت مريم َّ ِ‬ ‫ع ِم ْن َها»‪".‬‬ ‫يب َّ‬ ‫الصالِ َح الَِّذي لَ ْن ُي ْن َز َ‬ ‫النص َ‬ ‫فَ ْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫في اآليات السابقة شبَّه المسيح نفسه بالسامري المرفوض‪ .‬وهنا صورة عكسية= فقبلته امرأة فمريم جلست عند‬ ‫قدميه‪ ،‬ومرثا خدمته‪ .‬فهناك من يرفضونه‪ .‬لكن هناك من يحبونه‪.‬‬

‫مثل السامري الصالح يشير للخدمة والعطاء في محبة‪ ،‬وقصة مريم التي جلست عند قدمي المسيح تكمل‬

‫الصورة‪ ،‬فنحن لن نستطيع أن نخدم في محبة متشبهين بالسامري الصالح ما لم تكن لنا هذه الجلسة الهادئة‬ ‫والخلوة اليومية مع المسيح‪ ،‬نشبع به ونتشبه به فنستطيع أن نقوم بخدمتنا كسامريين صالحين نشبه مسيحنا‬

‫السامري الصالح‪.‬‬

‫المسيح في إجابته على مرثا المرتبكة لم يقل لها "إمتنعي عن العمل" واالّ لمات الناس جوعاً‪ ،‬وهلك المخدومين‬

‫من عد م الخدمة‪ ،‬لكن المسيح يشرح لها أننا نحتاج بالدرجة األولى إلى الجلوس عند قدميه نشبع به ونعرفه‬

‫أما باقي األشياء فهي فانية وسوف تنتهي بإنتهاء‬ ‫فنمتلئ‬ ‫سالم ويزول إرتباكنا فالواحد الذي نحتاجه هو المسيح‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫الجسد (األكل والشرب‪ )..‬فعلينا أن ال نرتبك بسببها كما إرتبكت مرثا‪ ،‬ونسيت أن تجلس عند قدمي المسيح‪.‬‬ ‫لألسف هذا حال الكثيرين في هذه األيام‪ ،‬فهم مرتبكين بأمور هذه الحياة‪ ،‬ال يذهبون لكنيسة إالّ فيما ندر‪ ،‬ال‬

‫‪49‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫وقت لديهم للصالة وال للكتاب المقدس‪ .‬بل هذا حال كثير من الخدام‪ ،‬كل وقتهم في الخدمة‪ ،‬دون خلوة فردية‬

‫يشبعون بها من المسيح‪ ،‬ولكن بهذا تتحول الخدمة إلى اجتماعيات‪.‬‬

‫والمسيح لم َيلُ ْم مرثا على خدمتها بل إلرتباكها في أمور كثيرة تاركة كلمة الحياة األبدية‪ ،‬إذاً هو ينبه على أهمية‬ ‫الشعور بالحاجة لكلمة الحياة األبدية= الحاجة إلى واحد أي إلى شخص المسيح ومعرفته‪ ،‬وليس االهتمام الزائد‬ ‫بالجسديات وفي نفس الوقت فعلي الخادم أن يعرف أنه ال يكفي أن يجلس يتأمل ويدرس ويصلي‪ ،‬ويهمل‬ ‫خدمته‪ .‬ما يريده المسيح هو التعقل‪ .‬ال نترك هذا وال نهمل ذاك‪ .‬المسيح يريدنا أن تكون لنا خلوتنا ولكن ليس‬

‫على حساب الخدمة‪ ،‬ويكون لنا خدمتنا ولكن ليس على حساب خلوتنا‪ .‬أي المطلوب التوازن‪.‬‬

‫في آية (‪ 1)71‬سائرون= ذاهبون إلى أورشليم‪ .‬قرية= هي بيت عنيا وهي بالقرب من أورشليم‪ .‬في بيتها= هو‬ ‫بيت لعازر ومريم ومرثا‪.‬‬

‫وفي آية (‪ 1)11‬لن ينزع منها= فمحبة المسيح تدوم وتثبت في قلب اإلنسان‪ ،‬هنا على األرض وهناك في‬ ‫السماء‪ .‬أما األطعمة أو الجسدانيات أو الماديات عموماً فهي إلى زوال‪ ،‬إما نتركها ونمضي بالموت أو تزول‬ ‫هي عنا‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الحادي عشر‬ ‫اآليات (لو‪)7-1:11‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)10-3:3‬‬

‫في آية (‪ 1):‬إذ كان يصلي= المسيح كإنسان كامل كان يحتاج للصالة‪ .‬وكنائب عن البشرية يرفع صالة عنا‪.‬‬ ‫وليقدم لنا نموذجاً‪ .‬والتالميذ حينما رأوه يصلي بح اررة إشتهوا أن يصلوا مثله‪ ،‬فسألوه أن يعلمهم الصالة‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف اللَّْي ِل‪َ ،‬وَيقُو ُل لَ ُه‬ ‫اآليات (لو‪ " -:)2-0:11‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫صَ‬ ‫ص ِد ٌ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬م ْن ِم ْن ُك ْم َي ُك ُ‬ ‫يق‪َ ،‬وَي ْمضي إِلَ ْيه ن ْ‬ ‫ون لَ ُه َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ٍ ‪3‬‬ ‫َن ص ِديقًا لِي جاء ِني ِم ْن سفَ ٍر‪ ،‬ولَ ْي ِ‬ ‫يق‪ ،‬أَق ِْر ْ ِ‬ ‫يب ذلِ َك ِم ْن‬ ‫اص ِد ُ‬ ‫ِّم لَ ُه‪ .‬فَ ُي ِج َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ضني ثَالَ ثَ َة أ َْرِغفَة‪ ،‬أل َّ َ‬ ‫َي َ‬ ‫س لي َما أُقَد ُ‬ ‫ِ‬ ‫َد ِ‬ ‫اآلن‪َ ،‬وأ َْوالَِدي َم ِعي ِفي ا ْل ِف َر ِ‬ ‫ُع ِط َي َك‪2 .‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪:‬‬ ‫اخل َوَيقُ َ‬ ‫اش‪ .‬الَ أَق ِْد ُر أ ْ‬ ‫اب ُم ْغلَ ٌ‬ ‫ق َ‬ ‫وم َوأ ْ‬ ‫ول‪ :‬الَ تُْزِع ْجني! اَْل َب ُ‬ ‫َن أَقُ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َج ِل لَج ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه لِ َكوِن ِه ِ‬ ‫ان الَ يقُوم ويع ِط ِ‬ ‫اج‪" .‬‬ ‫وم َوُي ْعطيه قَ ْد َر َما َي ْحتَ ُ‬ ‫صديقَ ُه‪ ،‬فَِإ َّن ُه م ْن أ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َوِا ْن َك َ َ ُ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫اجته َيقُ ُ‬ ‫في اآليات السابقة قدم السيد نفسه نموذجاً حياً للصالة مما دفع تالميذه أن يسألوه علمنا أن نصلي‪ .‬فعلمهم‬

‫الصالة الربانية ثم ها هو هنا يعلمهم اللجاجة‪ .‬ليس ألنه يستجيب لكثرة الكالم وانما حين نطيل صلواتنا‪ ،‬فنحن‬ ‫نطيل فترة صلتنا باهلل‪ ،‬وندخل معه في صلة حقيقية‪ ،‬ومع الوقت تتحول الصالة إلى عبادة ملتهبة بالروح‪ ،‬فيها‬ ‫ال نكف عن الصالة‪ ،‬بل نظل في صلة مع اهلل حتى ونحن في أعمالنا‪ ،‬وفي الشارع وفي كل مكان‪ .‬صلوا بال‬

‫أما ترك الصالة بيأس‬ ‫إنقطاع (‪:‬تس‪ .):317‬والصالة بلجاجة تحمل معنى اإليمان والثقة في إستجابة اهلل‪ّ ،‬‬ ‫مما يحزن اهلل‪ .‬ونالحظ في مثل السيد المسيح أن هذا اإلنسان حقق غرضه‬ ‫فيحمل معنى عدم الثقة في اهلل وهذا ّ‬

‫من إنسان مثله تتنازعه عوامل األثرة والكسل‪ ،‬أفال نستطيع أن نحقق أغراضنا من اهلل كلي المحبة والقدرة‬

‫بلجاجتنا مثل هذا اإلنسان‪ ،‬بصالتنا نحن أيضاً بلجاجة‪ .‬ولكننا يجب أن نعلم أن اهلل كثي اًر ما يؤجل اإلستجابة‬

‫بسبب عدم إستعدادنا لقبول البركة‪ .‬ولنعلم أن الصالة بلجاجة وايمان تعطينا هذا اإلستعداد‪ ،‬بل تغير طبيعتنا‬ ‫تماماً‪ .‬ولنالحظ أن اإلنسان تتنازعه نوعان من المشاعر كالهما خطأ [‪ ]:‬الشعور بقوته [‪ ]1‬الشعور بأن اهلل ال‬

‫يستجيب‪ .‬وتأخر إستجابة اهلل مع إستمرار الصالة يعطي إصالح لكال النوعين‪ ،‬فنشعر بضعفنا واحتياجنا هلل‬

‫وأيضاً بقدرة اهلل‪ .‬ولنالحظ أيضاً أن الصالة ليست وسيلة لتغيير مشيئة اهلل بل هي وسيلة لتغيير مشيئتي فأقبل‬

‫ما يسمح به اهلل والقلب يمتلئ سالماً وتسليم لمشيئة اهلل‪.‬‬

‫مثال‪ :‬رسام يقوم برسم صورة ألحد األشخاص على لوحة‪ .‬فإذا جلس الشخص أمام الرسام لحظات ثم قام‪ ،‬ليأتي‬ ‫بعد أيام ويجلس لحظات ويقوم‪ ،‬لن يستطيع هذا الرسام رسم اللوحة‪ .‬ولكن على الشخص أن يطيل وقفته أمام‬ ‫الرسام حتى ترسم الصورة‪ .‬والرسام هو الروح القدس‪ ،‬وهو يرسم فينا صورة المسيح‪ ،‬ولكنه يحتاج لوقت نقف فيه‬

‫أمام اهلل‪ ،‬ليتمكن من رسم هذه الصورة فينا (غل‪ )::11‬إذاً لنقف أمام اهلل في مثابرة حتى تتغير طبيعتنا‪ .‬وأضف‬

‫لذلك أن اهلل يفرح بوقوفنا أمامه في صلة معه‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫والمسيح هنا يقدم نفسه كصديق= من منكم يكون له صديق= وهذا يشرح لنا أن طلبتنا منه يجب أن تكون بدالة‬ ‫فهو صديق‪ .‬بل اهلل هو أب نصرخ له قائلين يا أبانا‪ ..‬فما مقدار الدالة والثقة التي يجب أن نصلي بها‪ .‬وهناك‬ ‫شرط آخر هو اإلحساس بالعوز‪ ،‬وهذا ما تعبر عنه اللجاجة‪ .‬ونالحظ في المثل أن الطالب يطلب ألجل آخر‬

‫جاء ليزوره‪ ،‬وهذا يعلمنا أن نصلي ألجل اآلخرين‪ ..‬هذه هي المحبة في المسيحية‪.‬‬

‫والحظ أن المسيح يصعب األمر (نصف الليل والصديق نائم‪ /‬ال تزعجني‪ /‬الباب مغلق اآلن‪ /‬أوالدي في الفراش‪/‬‬ ‫ال أقدر) ليشرح أنه في بعض األحيان تتأخر اإلستجابة‪ ،‬وحتى نزيد من لجاجتنا في الصالة‪ ،‬ويرتفع مستوى‬

‫الصالة وح اررة اللجاجة إلى المستوى الذي يساوي إستجابة الصالة‪.‬‬

‫نصف الليل= نصف الليل إعال ن عن وقت الضيقة‪ ،‬ولمن نذهب في ضيقتنا؟ لو ذهبنا لصديق بشري في‬ ‫منتصف الليل لكان هذا إزعاجاً ولكن أبونا السماوي ال ينعس وال ينام‪ ،‬ويقول "إدعني وقت الضيق" وداود كان‬ ‫يسبحه في نصف الليل (مز‪ .):11:::‬ونصف الليل أيضاً تعبير عن حالة كسل وفتور أو خطية وابتعاد‪،‬‬

‫فالليل يشير لكل هذا‪ .‬ولكن من يدرك وضعه هذا‪ ،‬عليه أن يلجأ هلل صارخاً شاع اًر بالعوز واإلحتياج‪ ،‬ولكن‬

‫مصلياً برجاء ودالة‪ ،‬بثقة واصرار ومن المؤكد فاهلل سيستجيب‪ .‬قد يتأخر اهلل‪ ،‬حتى نشعر بعظم العطية التي‬ ‫سنأخذها لكنه سيستجيب‪ .‬ثالث خبزات= [‪ ]:‬فاهلل يشبعنا نفساً وجسداً وروحاً‪ ]1[ .‬رقم ‪ 7‬إشارة للثالوث فنحن‬ ‫نشبع بمعرفتنا وعالقتنا بالثالوث‪ .‬فالروح يثبتنا في االبن‪ ،‬واإلبن يحملنا ألحضان اآلب‪ ]7[ .‬الخبز يشير لجسد‬

‫المسيح‪ ،‬ورقم ‪ 7‬يشير للقيامة‪ ،‬فنحن نشبع بجسد المسيح القائم من األموات‪ .‬ولكن لن نشبع إن لم نقم نحن من‬ ‫موت الخطية‪.‬‬

‫يأتي بعد هذا المثل إسألوا تعطوا والمقصود إسألوا بلجاجة وثقة‪.‬‬

‫اآليات (لو‪)16-3:11‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)11-7:7‬‬

‫اآليات (لو‪)16-17:11‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)67-11:11‬‬

‫اآليات (لو‪)13-17:11‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)70-76:11‬‬

‫اآليات (لو‪)12-17:11‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪70-76:11‬وما بعده)‬

‫اآليات (لو‪)61-13:11‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)71-62:11‬‬

‫اآليات (لو‪)63-66:11‬‬

‫راجع هذا الكتاب (مر‪)10-11:7‬‬

‫وراجع كتاب إنجيل متى (‪)16-11:3‬‬

‫‪52‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)‬ ‫‪66‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ا ْل ِم ْك َي ِ‬ ‫ال‪َ ،‬ب ْل َعلَى ا ْل َم َن َارِة‪،‬‬ ‫ض ُع ُه ِفي ِخ ْف َي ٍة‪َ ،‬والَ تَ ْح َ‬ ‫اجا َوَي َ‬ ‫َح ٌد ُيوِق ُد س َر ً‬ ‫س أَ‬ ‫اآليات (لو‪« " -:)63-66:11‬لَ ْي َ‬ ‫‪ِ 67‬‬ ‫لِ َكي ي ْنظُر الد ِ‬ ‫َّاخلُ َ ُّ‬ ‫ون َن ِّي ًرا‪َ ،‬و َمتَى‬ ‫س ِد ُه َو ا ْل َع ْي ُن‪ ،‬فَ َمتَى َكا َن ْت َع ْي ُن َك َب ِسي َ‬ ‫س ُد َك ُكلُّ ُه َي ُك ُ‬ ‫ور‪ .‬س َر ُ‬ ‫ط ًة فَ َج َ‬ ‫اج ا ْل َج َ‬ ‫ون الن َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫‪63‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ِ‬ ‫ون م ْظلِما‪ .‬اُْنظُ ْر إِ ًذا لِ َئالَّ َي ُك َ ُّ‬ ‫س ُد َك ُكلُّ ُه َن ِّي ًار‬ ‫ور الَِّذي ِف َ‬ ‫يك ظُ ْل َم ًة‪ .‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫ان َج َ‬ ‫يرةً فَ َج َ‬ ‫ون الن ُ‬ ‫َكا َن ْت شِّر َ‬ ‫س ُد َك َي ُك ُ ُ ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لَ ْيس ِف ِ‬ ‫اج ِبلَ َم َع ِان ِه»‪".‬‬ ‫يء لَ َك ِّ‬ ‫يه ُج ْزٌء ُم ْظلِ ٌم‪َ ،‬ي ُك ُ‬ ‫الس َر ُ‬ ‫ون َن ِّي ًار ُكلُّ ُه‪َ ،‬ك َما حي َن َما ُيض ُ‬ ‫َ‬ ‫مثل السراج جاء من قبل في (لو‪ )::11‬في حديث السيد المسيح عن أمثال ملكوت اهلل‪ ،‬فلماذا يكرره هنا ثانية؟‬

‫الحظ أنه يأتي مباشرة بعد طلب اليهود (الجيل الشرير) آية‪ .‬والسيد وصفهم بالجيل الشرير بسبب مقاومتهم‪ .‬وما‬

‫سر مقاومتهم والمسيح نو اًر ظاه اًر أمامهم؟ أن عينهم ليست بسيطة‪ .‬فالعين البسيطة هي التي لها هدف واحد هو‬

‫أ ن تعرف الرب وتعاين الرب‪ ،‬وتطلب مجد الرب‪ .‬فملكة التيمن كان لها هدف واحد‪ ،‬هو أن ترى مجد سليمان‬

‫أما هؤالء‬ ‫وحكمته فرأت‪ ،‬بل هذا ما حدث مع المجوس ‪ .‬وأهل نينوى كان هدفهم إرضاء اهلل فقبلت توبتهم‪ّ .‬‬ ‫اليهود فال يطلبون معرفة المسيح وال يطلبون مجد اهلل‪ ،‬بل هم يطلبون مجد أنفسهم (يو‪ .)1117‬فعيونهم ليست‬

‫بسيطة ومن عينه بسيطة يستريح المسيح فيه ويظهر له ذاته فيكون جسده ني اًر‪ .‬من يفتح أعين قلبه للنور‬ ‫السماوي يخلص كما فعل أهل نينوى وملكة التيمن ‪ ،‬وعين القلب تظلم بعدم اإليمان والخطية‪ .‬أي لو إمتأل قلب‬

‫اإلنسان بالبغضة وحب الذات والكبرياء والحقد والحسد فإنه ُيحرم من سكنى المسيح‪ ،‬النور الحقيقي في داخله‪،‬‬ ‫فيصير النور الذي فيه ظالماً‪ ،‬ومع هذا ُيمسى اإلنسان حكيماً في عيني نفسه وهو ال يدري أنه في ظلمة‪ .‬ليس‬ ‫أحد يوقد سراجاً ويضعه في خفية= هذا إشارة ألن تعاليم المسيح وأعماله وآياته كانت أمام الجميع‪ ،‬فلماذا‬ ‫يطلبون آية؟ المسيح يقصد أنا أتيت لكي أنير للعالم فلماذا أخبئ نوري‪ ،‬ال داعي أن أمتنع عن األعمال ألنني‬

‫أتيت لهذا‪ .‬لكنكم أنتم ال ترون النور‪ .‬السبب أنهم صاروا ظلمة وال يفهمون بينما هم َّ‬ ‫يدعون الفهم والحكمة‪.‬‬ ‫يقصد المسيح أن الجهالة بالنور ال تكون بسبب المصباح بل بسبب العين العمياء‪ .‬فملكة التيمن جاءت تتلمس‬

‫حكمة سليمان وهؤالء العميان ال يدركون أن أمامهم أقنوم الحكمة‪ .‬من يريد بإخالص أن يعرف سيعطيه المسيح‬

‫أن يعرف‪ .‬فالمجوس وجدوا المسيح‪ ،‬أما هيرودس والكهنة فلم يجدوه لسبب حسدهم له‪ .‬وحسدهم أعمى عيونهم‬ ‫فلم يروا النور‪.‬‬

‫بل على المنارة= المنارة عالية واذا وضع فوقها النور سيراه كل أحد والمسيح السماوي نوره يشع في كل مكان‬ ‫ولكل أحد لكنهم هم عميان‪ .‬والمسيح سيعطي تالميذه أيضاً أن يكونوا نو اًر للعالم‪.‬‬

‫(آية‪ 1)7:‬فإن كان جسدك كله ني ارً ليس فيه جزء مظلم= هذه تعني إن كان داخلك ني اًر‪ ،‬مستني اًر بنور المسيح‪،‬‬

‫وأنت ال تترك مجاالً لنفسك للسقوط في الخطية‪ .‬يكون ني ارً كله= حينئذ يشع نورك للخارج‪ ،‬سيكون نورك ظاه اًر‬

‫للجميع كما من مصباح= كما حينما يضئ لك السراج بلمعانه‪.‬‬

‫سراج الجسد هو العين= أي ما يجعل جسدك مني اًر كسراج أو مظلماً هو عينك أي‪ ..‬ماذا تريد‪ ،‬ما هو هدفك؟‬

‫هل هو المسيح أم العالم‪ .‬أنظر لئال يكون النور الذي فيك ظلمة= أي حاذر من أن تكون إرادتك التي جعلها‬

‫اهلل في سلطانك‪ ،‬إذ خلقك ح اًر‪ ،‬مظلمة حين تختار العالم‪ ،‬أو كما حدث مع الكهنة وهيرودس‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫راجع تفسير (مت‪ )16‬في كتاب اآلالم والقيامة‬ ‫اآليات (لو‪)07-67:11‬‬ ‫‪62‬‬ ‫َما ا ْلفَِّر ِ‬ ‫اآليات (لو‪67" -:)07-67:11‬وِفيما ُهو يتَ َكلَّم سأَلَ ُه فَِّر ِ‬ ‫يس ُّي‬ ‫َن َيتَ َغدَّى ِع ْن َدهُ‪ ،‬فَ َد َخ َل َواتَّ َكأَ‪َ .‬وأ َّ‬ ‫يس ٌّي أ ْ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ‬ ‫‪63‬‬ ‫اآلن أَيُّها ا ْلفَِّر ِ‬ ‫َفلَ َّما أرَى ذلِ َك تَعجَّب أ ََّن ُه لَم ي ْغتَ ِس ْل أ ََّوالً قَ ْب َل ا ْل َغ َد ِ‬ ‫ون َخ ِ‬ ‫ار َج‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال لَ ُه َّ‬ ‫اء‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ُّون تَُنقُّ َ‬ ‫يسي َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب‪«:‬أَ ْنتُ ُم َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪75‬‬ ‫ارج ص َنع الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫اط ُن ُكم فَمملُوء ْ ِ‬ ‫ْس وا ْلقَصع ِة‪ ،‬وأ َّ ِ‬ ‫َّاخ َل‬ ‫ص َن َع ا ْل َخ ِ َ َ َ‬ ‫س الَّذي َ‬ ‫اء‪ ،‬أَلَ ْي َ‬ ‫اختطَافًا َو ُخ ْبثًا‪َ .‬يا أَ ْغ ِب َي ُ‬ ‫َما َب ْ َ ْ ٌ‬ ‫ا ْل َكأ ِ َ ْ َ َ‬ ‫‪71‬‬ ‫لك ْن وْي ٌل لَ ُكم أَيُّها ا ْلفَِّر ِ‬ ‫‪ِ 71‬‬ ‫شي ٍء ي ُك ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّون! أل ََّن ُك ْم‬ ‫يسي َ‬ ‫ضا؟ َب ْل أ ْ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ص َدقَ ًة‪ ،‬فَ ُه َوَذا ُك ُّل َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ون َنقيًّا لَ ُك ْم‪َ .‬و َ‬ ‫َعطُوا َما ع ْن َد ُك ْم َ‬ ‫َن تَعملُوا ِ‬ ‫اهلل‪َ .‬ك َ ِ‬ ‫َّة ِ‬ ‫ق ومحب ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫تُ َع ِّ‬ ‫هذ ِه َوالَ تَتُْرُكوا‬ ‫الن ْع َن َع َو َّ‬ ‫اب َو ُك َّل َب ْقل‪َ ،‬وتَتَ َج َاوُز َ‬ ‫ش ُر َ‬ ‫ون َع ِن ا ْل َح ِّ َ َ َ‬ ‫الس َذ َ‬ ‫ان َي ْن َبغي أ ْ ْ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِت ْل َك‪76 .‬وْي ٌل لَ ُكم أَيُّها ا ْلفَِّر ِ‬ ‫َس َوا ِ‬ ‫ق‪َ 77 .‬وْي ٌل لَ ُك ْم‬ ‫ُّون! أل ََّن ُك ْم تُ ِحب َ‬ ‫يسي َ‬ ‫س األ ََّو َل في ا ْل َم َجام ِع‪َ ،‬والتَّحيَّات في األ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُّون ا ْل َم ْجل َ‬ ‫َ‬ ‫‪70‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون! ألَ َّن ُك ْم م ْث ُل ا ْلقُ ُب ِ‬ ‫اب‬ ‫ين َي ْم ُ‬ ‫ُّون ا ْل ُم َر ُ‬ ‫ون َعلَ ْي َها الَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ش َ‬ ‫ور ا ْل ُم ْختَف َية‪َ ،‬والَّذ َ‬ ‫اؤ َ‬ ‫ُّها ا ْل َكتَ​َب ُة َوا ْلفَِّريسي َ‬ ‫أج َ‬ ‫ون!»‪ .‬فَ َ‬ ‫أَي َ‬ ‫‪73‬‬ ‫النام ِ‬ ‫وِ‬ ‫اح ٌد ِم َن َّ‬ ‫ُّها‬ ‫ين تَقُو ُل ه َذا تَ ْ‬ ‫ضا!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ام َعلِّ ُم‪ِ ،‬ح َ‬ ‫وس ِّي َ‬ ‫شتُ ُم َنا َن ْح ُن أ َْي ً‬ ‫ال‪َ «:‬و َوْي ٌل لَ ُك ْم أَ ْنتُ ْم أَي َ‬ ‫َ‬ ‫ين َوقا َل لَ ُه‪َ « :‬ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪77‬‬ ‫النام ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫َّ‬ ‫َصا ِب ِع ُك ْم‪َ .‬وْي ٌل لَ ُك ْم!‬ ‫َح َماالً َع ِس َرةَ ا ْل َح ْم ِل َوأَ ْنتُ ْم الَ تَ َم ُّ‬ ‫َح َم َ‬ ‫س َ‬ ‫ُّون! أل ََّن ُك ْم تُ َح ِّملُ َ‬ ‫وسي َ‬ ‫ون األ ْ‬ ‫اس أ ْ‬ ‫ال ِبِإ ْح َدى أ َ‬ ‫الن َ‬ ‫ُ‬ ‫‪72‬‬ ‫ِ‬ ‫َعم ِ‬ ‫وه ْم َوأَ ْنتُ ْم‬ ‫وه ْم‪ .‬إِ ًذا تَ ْ‬ ‫آب ُ‬ ‫آب ِائ ُك ْم‪ ،‬أل ََّن ُه ْم ُه ْم قَتَلُ ُ‬ ‫اؤ ُك ْم قَتَلُ ُ‬ ‫ش َه ُد َ‬ ‫أل ََّن ُك ْم تَْب ُن َ‬ ‫ون َوتَْر َ‬ ‫ال َ‬ ‫ور األَ ْن ِب َياء‪َ ،‬و َ‬ ‫ون قُ ُب َ‬ ‫ض ْو َن ِبأ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون قُبورُهم‪ِ 73 .‬ل ِ‬ ‫ون ‪ِ 05‬ل َك ْي‬ ‫ون ِم ْن ُه ْم َوَي ْط ُرُد َ‬ ‫سالً‪ ،‬فَ َي ْقتُلُ َ‬ ‫ذل َك أ َْي ً‬ ‫اء َوُر ُ‬ ‫ضا قَالَ ْت ح ْك َم ُة اهلل‪ :‬إِ ِّني أ ُْرس ُل إِلَ ْي ِه ْم أَ ْن ِب َي َ‬ ‫تَ ْب ُن َ ُ َ ْ‬ ‫‪01‬‬ ‫ش ِ‬ ‫يل َدم ج ِمي ِع األَ ْن ِبي ِ‬ ‫ي ْطلَ ِ‬ ‫ُهلِ َك‬ ‫اء ا ْل َعالَِم‪ِ ،‬م ْن َدِم َها ِب َ‬ ‫ق ُم ْن ُذ إِ ْن َ‬ ‫يل إِلَى َدِم َزَك ِريَّا الَِّذي أ ْ‬ ‫اء ا ْل ُم ْه َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ب م ْن ه َذا ا ْل ِج ِ ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪01‬‬ ‫ِ‬ ‫يل! وْي ٌل لَ ُكم أَيُّها ال َّنام ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِم ْن ه َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫اح‬ ‫ُّون! أل ََّن ُك ْم أ َ‬ ‫وسي َ‬ ‫َخذْتُ ْم م ْفتَ َ‬ ‫َب ْي َن ا ْل َمذ َْب ِح َوا ْل َب ْيت‪َ .‬ن َع ْم‪ ،‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه ُي ْطلَ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وهم»‪06.‬وِفيما ُهو ي َكلِّمهم ِبه َذا‪ْ ،‬ابتَ َدأَ ا ْل َكتَب ُة وا ْلفَِّر ِ‬ ‫ا ْلمع ِرفَ ِة‪ .‬ما َد َخ ْلتُم أَ ْنتُم‪ ،‬والد ِ‬ ‫ون‬ ‫ُّون َي ْح َنقُ َ‬ ‫يسي َ‬ ‫َّاخلُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ ُْ‬ ‫ون َم َن ْعتُ ُم ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪07‬‬ ‫ِجدًّا‪ ،‬ويص ِادروَن ُه علَى أُم ٍ ِ‬ ‫شتَ ُكوا َعلَ ْي ِه‪" .‬‬ ‫ش ْي ًئا ِم ْن فَ ِم ِه لِ َك ْي َي ْ‬ ‫ادوا َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫صطَ ُ‬ ‫يرٍة‪َ ،‬و ُه ْم ُي َر ِاق ُبوَن ُه طَالِ ِب َ‬ ‫َ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫ور َكث َ‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫دعا هذا الفريسي السيد المسيح‪ ،‬غالباً ليس عن محبة‪ ،‬بل ألنه أراد أن يوقع به ويتصيد أي خطأ عليه‪ .‬والسيد‬

‫لم يغتسل عمداً ال ألن اإلغتسال خطأ ولكنه أراد أن يعطي درساً لهذا الفريسي ومن معه بأن المهم هو الطهارة‬ ‫الباطنية وليس الخارجية‪ ،‬بينما أن تطهير الخارج دون الداخل لهو حماقة‪ .‬لقد ظن هذا الفريسي أن عدم‬ ‫اإلغتسال خطية كبرى ودليل على عدم الطهارة الباطنية‪ ،‬لكن في حقيقة األمر كان داخله عداء وحقد ورياء‬

‫وعدم محبة لهذا الضيف الذي أتى به إلى منزله‪،‬بل هو يريد أن يوقع به‪ .‬والحظ أن ناموس موسى ال توجد به‬

‫وصية واحدة عن اإلغتسال قبل األكل‪ ،‬فالمسيح لم يكسر الناموس‪ .‬الذي صنع الخارج صنع الداخل أيضاً= إن‬

‫اهلل حقاً يهتم بنظافة الخارج ألنه خلقه‪ ،‬فهو قطعاً يهتم بطهارة القلب الذي خلقه أيضاً‪ ،‬ويهتم بأن يكون خالياً من‬ ‫الشر والرياء والحقد حتى تجاه الضيف الذي تستضيفه‪.‬‬

‫والحظ أن اليهود كانوا يغسلون اآلنية من الخارج وليس الداخل‪ ،‬فالغسيل ليس للتنظيف بل للطهارة الطقسية‬

‫(كانوا يخافون أن تكون قد تالمست مع نجس مثل شخص أممي مثالً)‪ .‬وهذا فيه نوع من الغباء‪ ،‬فكيف يطهرون‬ ‫خارج اآلنية ويتركون داخلها الذي سيأكلون فيه أو يشربون منه‪ .‬المهم أنهم يمارسون نفس الشئ مع أنفسهم إذ‬

‫هم يغتسلون من الخارج وقلوبهم مملوءة ش اًر‪ .‬هم بهذا قد إهتموا برأي الناس فيهم (فالناس يرون الظاهر) ولم‬ ‫يهتموا برأي اهلل فيهم (فاهلل وحده يرى الداخل)‪ .‬وهذا هو الرياء‪ .‬القصعة= الطبق‪ .‬أعطوا صدقة= هم محبين‬

‫لألموال‪ ،‬ولكن من يعطي يصبح قلبه نقياً من الطمع والجشع وحب الظهور (إن أعطى خفية)‪ .‬فمن يعمل خي اًر‬ ‫‪54‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫ينقيه اهلل‪ .‬وقول المسيح هذا كان حالً لمشكلة الفريسيين الذين يهتمون بأنفسهم في كبرياء‪ .‬والسيد يطلب منهم‬

‫هنا اإلهتمام باآلخرين فتمتلئ قلوبهم محبة‪ .‬تعشرون النعنع والسذاب‪ ..‬وتتجاوزون عن الحق ومحبة اهلل=‬ ‫النباتات التي يشير إليها السيد هي التي تزرع في البيوت‪ ،‬وهم يعشرونها ليظهروا أمام الناس أنهم مدققين في‬

‫أما باطن القلب والذي من المفروض أن يمتلئ حقاً ومحبة هلل فال يهتمون به‪ .‬والحظ أن إهتمامهم‬ ‫الناموس‪ّ ،‬‬ ‫بالعشور كان ليشجعوا الشعب على دفع العشور وهم يستفيدون من ذلك‪.‬‬ ‫(آية‪ 1)17‬أما في المسيحية فمن أراد أن يكون عظيماً يكون هو األصغر (لو‪ )111:‬وعبداً (مت‪.)1311:‬‬

‫المسيح أخلى ذاته فهل نقبل أن نتواضع‪ ،‬ولنالحظ أن الكبرياء هو سقطة الشيطان (إش‪.):1-:71:1‬‬

‫والفريسيون كانوا قد إفتتنوا بمحبة المجد من الناس واحتقروا الفقراء والمساكين والضعفاء‪.‬‬

‫(آية‪ 1)11‬القبور المختفية= كان من يلمس قب اًر يتنجس سبعة أيام لذلك وضعوا عالمات على القبور حتى ال‬

‫يلمسها المارة‪ .‬وهؤالء الفريسيون المملوئين ش اًر ورياء هم مثل قبور بال عالمات‪ ،‬ألن داخلهم نجاسة ولكنهم‬

‫يتظاهرون بالطهارة‪.‬‬

‫(آية‪ 1)17‬في آية (‪ )11‬قال ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون‪ .‬والناموسيون هم كتبة مشتغلين بالناموس‪ .‬فطبعاً‬ ‫الكالم كان موجه لهم أيضاً‪ .‬وهذا الناموسي ثار لكرامته عوضاً عن أن يفكر فيما قيل ويفكر في كيف يتوب‪.‬‬

‫(آية‪ 1)1:‬كانوا يعطون أنفسهم حالً من ممارسة ما يطلبونه من الناس‪ .‬ولنفس السبب هاجمهم بولس الرسول‬

‫(رو‪.)17-:311‬‬

‫اآليات (‪ 1)1:-13‬المسيح يوبخهم على أنهم يبنون ويزينون قبور األنبياء الذين قتلهم أبائهم ورفضوا تعاليمهم‪.‬‬ ‫وهم بسيرتهم وأعما لهم وشرورهم يثبتون أنهم متفقون مع آبائهم قتلة األنبياء أكثر من إتفاقهم مع األنبياء في‬ ‫أعمالهم الصالحة‪ .‬وهذا ظهر في إتفاقهم اآلن ضد المسيح (آيات ‪ .)71-77‬ثم ظهر في مؤامرة الصليب‪ ،‬ثم‬

‫رجم إسطفانوس‪ ،‬فهم مستمرين في نفس أعمال أبائهم‪ .‬لذلك أيضاً قالت حكمة اهلل إنى أرسل= اهلل أرسل لهم‬ ‫األنبياء والرسل لكي إذا سمعوهم يخلصوا لكنهم قاموا عليهم وقتلوهم‪ ،‬فدم هؤالء األنبياء سيشهد عليهم‪ .‬لكن اهلل‬

‫سيتبرر إذا حاكمه أحد هؤالء‪ ،‬فاهلل سبق وأنذر‪ ،‬ولم يتركهم دون شاهد‪.‬‬

‫آية (‪ 1)7:‬يطلب من هذا الجيل دم جميع= ما كان يطلب منهم إن كانوا قد تابوا أو آمنوا بالمسيح‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫الجيل أكمل خطية اآلباء بصلبهم للمسيح‪.‬‬

‫(آية‪ 1)7:‬زكريا هو إبن برخيا (مت‪1 +77117‬أي‪ )11-1:111‬حيث يذكر أنه زكريا إبن يهوياداع‪ .‬وغالباً‬ ‫فزكريا كان أبوه هو برخيا الذي مات مبك اًر فنسب إلى جده يهوياداع‪ ،‬وهذا منطقي فعمر يهوياداع كان ‪:7:‬سنة‪.‬‬ ‫راجع باقي التفسير في كتاب آالم وقيامة السيد المسيح‪ .‬ويقال أن زكريا هو أبو يوحنا المعمدان‪ ،‬الذي قتله الجند‬

‫بعدما وضع الطفل يوحنا على المذبح قائالً‪ ،‬من حيث أخذته (المذبح) أعيده‪ ،‬فخطفه مالك الرب وذهب به‬

‫للبرية وكان ذلك إبان قتل أطفال بيت لحم‪.‬‬

‫(آية‪ 1)71‬جرت العادة أن يعطَي كل ناموسي مفتاحاً عند تعيينه وفرزه للخدمة وذلك عند الثالثين من عمره داللة‬ ‫أنه ملزم بفتح كنوز المعرفة والحكمة اإللهية للشعب‪ .‬وكان هؤالء الدارسين للناموس يعرفون النبوات التي تشهد‬

‫‪55‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الحادى عشر)‬

‫للمسيح وأخفوها عن الشعب‪ .‬وضللوا الشعب (بينما كان هناك من فهم موعد مجيء المسيح مثل حنة وانتظرت‬

‫المسيح في الهيكل) فهؤالء الناموسيون لم يدخلوا إلى اإليمان ومنعوا الشعب بينما أن معهم مفتاح معرفة وفهم‬

‫النبوات‪.‬‬

‫(آية‪ )77‬يصادرونه= هي كلمة قضائية بمعنى أن السلطات تصادر الشخص معنوياً السيما عند إستخدام‬ ‫األحكام العرفية‪ .‬والمفهوم مقاطعته ومنعه من إبداء رأيه واإلعتراض عليه‪( .‬آية‪ 1)71‬يشتكوا عليه= لرؤساء‬ ‫اليهود على أنه مجدف‪ ،‬أو مقاوم للرومان وهذا بدالً من أن يتوبوا‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثاني عشر‬ ‫اآليات (لو‪)11-1:11‬‬ ‫آية (لو‪)15:11‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 71-13:15‬وما بعده)‬ ‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 67-11:11‬وما بعده)‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اح ٌد ِم َن ا ْلجم ِع‪«:‬يا معلِّم‪ُ ،‬ق ْل أل ِ‬ ‫اآليات (لو‪16" -:)11-16:11‬وقَا َل لَ ُه و ِ‬ ‫اث»‪17 .‬فَقَا َل‬ ‫ير َ‬ ‫َخي أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َن ُيقَاس َمني ا ْلم َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪10‬‬ ‫ان‪ ،‬م ْن أَقَام ِني علَ ْي ُكما قَ ِ‬ ‫ان‬ ‫اض ًيا أ َْو ُمقَ ِّ‬ ‫س ًما؟» َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪«:‬ا ْنظُ​ُروا َوتَ َحفَّظُوا ِم َن الطَّ َم ِع‪ ،‬فَِإ َّن ُه َمتَى َك َ‬ ‫لَ ُه‪َ « :‬ياإِ ْن َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫س ُ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫أل ٍ ِ‬ ‫ورتُ ُه‪17 ،‬فَفَ َّك َر ِفي‬ ‫ان َغ ِن ٌّي أ ْ‬ ‫سٌ‬ ‫س ْت َح َياتُ ُه ِم ْن أ َْم َوالِ ِه»‪َ .‬و َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ب لَ ُه ْم َمثَالً قَائالً‪«:‬إِ ْن َ‬ ‫ير َفلَ ْي َ‬ ‫ص َب ْت ُك َ‬ ‫َحد َكث ٌ‬ ‫‪12‬‬ ‫َجمع ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن لَ ْي ِ‬ ‫َه ِد ُم َم َخ ِ‬ ‫يه أَثْ َم ِ‬ ‫ازِني َوأ َْب ِني‬ ‫اري؟ َوقَ َ‬ ‫َع َم ُل ه َذا‪ :‬أ ْ‬ ‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫َن ْف ِس ِه قَ ِائالً‪َ :‬ما َذا أ ْ‬ ‫س لي َم ْوضعٌ أ ْ َ ُ‬ ‫َع َم ُل‪ ،‬أل ْ َ‬ ‫ضوع ٌة ِل ِس ِن َ ِ‬ ‫اك ج ِميع َّغالَ ِتي و َخ ْيرِاتي‪13 ،‬وأَقُو ُل لِ َن ْف ِسي‪ :‬يا َن ْفس لَ ِك َخ ْير ٌ ِ‬ ‫يرٍة‪.‬‬ ‫َع َ‬ ‫ظ َم‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫أْ‬ ‫يرةٌ‪َ ،‬م ْو ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َج َمعُ ُه َن َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ين َكث َ‬ ‫ات َكث َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫هذ ِه اللَّْيلَ َة تُ ْطلَب َن ْفس َك ِم ْن َك‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ال لَ ُه اهلل‪ :‬يا َغ ِب ُّي! ِ‬ ‫ِاستَ ِر ِ‬ ‫َع َد ْدتَ َها‬ ‫يحي َو ُكلِي َوا ْ‬ ‫ش َرِبي َواف َْر ِحي! فَقَ َ‬ ‫هذ ِه الَِّتي أ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ون؟ ه َك َذا الَِّذي ي ْك ِن ُز لِ َن ْف ِس ِه ولَ ْيس ُهو َغ ِنيًّاِ ِ‬ ‫هلل»‪".‬‬ ‫لِ َم ْن تَ ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫في اآليات السابقة كان المسيح يكلمهم عن الك ارزة بال خوف والضيقات التي ستأتي‪ .‬فإرتفع صوت شخص‬ ‫يشتكي أخيه الذي ظلمه في الميراث‪ .‬ويظهر هنا التناقض‪ ،‬فلو فهم هذا الشخص كالم المسيح الذي يعني أنه‬

‫في هذا العال م سيكون ضيق مستمر‪ ،‬ولكن الروح القدس يساندنا وفي النهاية من يثبت يعترف به المسيح‪،‬‬ ‫إلحتقر هذا الشخص الماديات كلها فماذا ستنفعه أمواله وقت اإلضطهاد واالستشهاد‪ ،‬وماذا سيخسر هذا حينما‬

‫يقف ُم ْعتَ​َرفَاً به أمام اهلل‪ .‬المسيح واضح هنا أنه يريد رفع مستوى تفكيرنا إلى السماويات‪ ،‬وايماننا بأننا غرباء في‬ ‫هذه األرض‪ .‬لذلك ينبه أن الطمع هو أخطر عدو يقابل المسيحي‪ ،‬لذلك أسماه بولس الرسول عبادة أوثان‬ ‫(كو‪ .) 717‬ألن الطماع ينسى إنتمائه للسماء ويظن أنه سيعيش لألبد على األرض (هذا هو معنى المثل الذي‬

‫قاله هنا السيد المسيح)‪ .‬لنثق أن المال ال يعطي سالماً‪ ،‬اهلل هو الذي يعطيه‪ .‬والسيد المسيح رفض أن يأخذ دور‬

‫السلطة الزمنية أي القضاة وصمم على أن يكون دوره روحياً‪ .‬هو تحاشى أن يضع قوانين أرضية للميراث‬ ‫وخالفه بل هو السماوي‪ ،‬أتى من السماء ليرفعنا للسماويات‪ ،‬المسيح يريدنا أن نشعر بأننا غرباء على األرض‪.‬‬

‫هو يريد أن يحل المشاكل بإصالح الداخل‪ ،‬ومنع الطمع المفسد للحياة السماوية‪ .‬والحظ فإن المسيح ال يدين‬ ‫ِ‬ ‫الغ ني بل الطمع‪ .‬والطمع هو الشعور الدائم بعدم اإلكتفاء والنهم لألرضيات والماديات‪ ،‬واإلنشغال بالماديات عن‬

‫‪57‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫الروحيات‪ ،‬وعدم اإلهتمام بأن يكون للشخص كنز سماوي‪ .‬من أقامني قاضياً= المسيحية لم تضع أي قانون‬

‫للميراث‪ .‬فالمسيح أتى لنرث السماء‪.‬‬

‫يا معلم قل ألخي= كان وظيفة معلمي اليهود أن يتدخلوا لحل هذه المشاكل‪.‬‬

‫مثل الغني الغبي‪ :‬هل خطأ أن يفكر إنسان أن يقيم مخازن؟ قطعاً هذا ليس خطأ‪ ،‬فما هو إذاً خطأ هذا الغني‬

‫الذي جعله غبياً؟‬

‫‪ .:‬هو كان يفكر في الحاضر فقط والمستقبل على أنه سيعيش دائماً وربما لألبد‪ .‬ولم يفكر أنه في هذه الليلة‬ ‫ستؤخذ نفسه‪ .‬فعلينا أن نعمل بجد ولكن ال ننسى أننا هنا غرباء‪ ،‬قد نترك العالم في أي لحظة‪.‬‬

‫‪ .1‬إذا فهمنا أنه يمكن لنا أن نترك العالم في أي لحظة‪ ،‬فما الذي أعددناه للسماء‪ .‬هذا الغني كل ما فكر فيه‬ ‫كان يخص حياته على األرض‪ ،‬فأين هي كنوزه التي في السماء (أي أين صالته وأصوامه وصدقاته‪.)..‬‬

‫‪ .7‬عطايا اهلل له حسبها تخصه وحده= أثماري غالتي خيراتي فهو نسب الخير لنفسه ولم يذكر أن اهلل أعطاه‬ ‫الكثير فيشكر اهلل وليعطي هو من ليس لهم‪ ،‬فنحن وكالء على ما عندنا‪.‬‬

‫‪ .1‬أنظر ما يفكر فيه يا نفسي كلي واشربي وافرحي= فكل ما يفكر فيه هو ما يشبع الحيوانات أيضاً‪ ،‬ولكن‬ ‫أين نصيب الروح‪ .‬هدف السيد من المثل أننا مخلوقات تنتمي للسماء وغرباء على األرض فلنهتم‬

‫بالسمائيات‪.‬‬ ‫‪ِ .7‬‬ ‫لك خيرات يا نفسي= هو إعتبر أن الخيرات هي الماديات فقط وتناسي أن الخيرات الحقيقية هي الفضائل‬ ‫فهذه توصلنا للسماء أما األموال فهذه يمكن توجيهها لتكون خي اًر ويمكن توجيهها لتكون ش اًر‪.‬‬

‫‪ .:‬هو إفترض أن غناه سيكون سبباً في راحته‪ ،‬مع أنه أصبح هماً ثقيالً عليه وشاغالً يشغل باله ويمأله قلقاً‪.‬‬ ‫أما الراحة الحقيقية هي في المسيح‪ .‬غنياً هلل= أي يكون‬ ‫لقد ظن أنه يملك المال لكن المال هو الذي إمتلكه‪ّ .‬‬ ‫غناه هذا لمجد اهلل وليس لراحته هو شخصياً‪.‬‬ ‫‪ .3‬يقول يا نفسي ِ‬ ‫لك خيرات كثيرة‪ ،‬موضوعة لسنين كثيرة= ولم يخطر على باله أي اعتبار ألن كل شئ هو‬

‫ملك هلل‪ ،‬وأننا وكالء على ما بين أيدينا‪ .‬وأن اهلل سيحاسب ك ٌل منا حسب ما سوف يتصرف في أمواله‪.‬‬ ‫والحظ قوله سنين كثيرة‪ ،‬هو ال يفكر أنه يمكن أن ينتقل في أي لحظة‪ .‬هذا اإلنسان ربط نفسه باألرضيات‬

‫وبالتالي فهو ال يصلح للسماويات‪ .‬فمن يصلح للسماويات هو من عاش في األرض سماوياً غريباً عن‬

‫األرض‪.‬‬

‫‪ .1‬حينما زادت خيراته فكر في زيادة مخازنه بدالً من أن يفكر في إحتياج الفقراء لهذه الزيادات‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ 1‬ما يحكم نظرتنا للمال هو أنه مال اهلل وأنا أمين عليه ‪ +‬لو ضاع المال ال أهتم فاهلل قادر أن يعوض‬

‫‪ +‬ال تعارض بين عدم الطمع والطموح‪ .‬فالطموح مطلوب لكن على أال يتعارض مع واجباتي نحو اهلل ‪ +‬ال‬

‫يكون بظلم اآلخرين ‪ +‬شعوري بأن ضمان المستقبل ليس في أموالي بل أن لي إله غني قدير يحبني‪.‬‬ ‫اآليات (لو‪)61-11:11‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 67-10:3‬وما بعده)‬

‫‪58‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫‪66‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ف‪ ،‬أَيُّها ا ْلقَ ِطيع َّ ِ‬ ‫يعوا‬ ‫ير‪ ،‬أل َّ‬ ‫اآليات (لو‪« " -1)72-61:11‬الَ تَ َخ ْ‬ ‫س َّر أ ْ‬ ‫َن ُي ْع ِط َي ُك ُم ا ْل َملَ ُك َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وت‪ِ .‬ب ُ‬ ‫َن أ َ​َبا ُك ْم قَ ْد ُ‬ ‫الصغ ُ‬ ‫ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫ق َوالَ ُي ْبلِي‬ ‫ات‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫ار ٌ‬ ‫َما لَ ُك ْم َوأ ْ‬ ‫ث الَ َي ْق َر ُ‬ ‫ب َ‬ ‫اسا الَ تَ ْف َنى َو َك ْن ًاز الَ َي ْنفَ ُد في َّ َ َ‬ ‫ص َدقَ ًة‪ .‬ا ْع َملُوا لَ ُك ْم أَ ْك َي ً‬ ‫َعطُوا َ‬ ‫‪60‬‬ ‫‪67‬‬ ‫س ُر ُج ُك ْم ُموقَ َدةً‪َ 63 ،‬وأَ ْنتُ ْم‬ ‫وس‪ ،‬أل ََّن ُه َح ْي ُ‬ ‫ون َك ْن ُزُك ْم ُه َن َ‬ ‫َحقَ ُ‬ ‫اك َي ُك ُ‬ ‫ث َي ُك ُ‬ ‫ضا‪« .‬لِتَ ُك ْن أ ْ‬ ‫ون َق ْل ُب ُك ْم أ َْي ً‬ ‫اؤ ُك ْم ُم َم ْنطَقَ ًة َو ُ‬ ‫س ٌ‬ ‫ُ‬ ‫‪67‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ِّي َد ُه ْم َمتَى َي ْرجعُ ِم َن ا ْل ُع ْر ِ‬ ‫ِم ْث ُل أَُن ٍ‬ ‫وبى ألُولَ ِئ َك‬ ‫اء َوقَ َر َ‬ ‫ع َي ْفتَ ُح َ‬ ‫اس َي ْنتَ ِظ ُر َ‬ ‫ون لَ ُه ل ْل َوقْت‪ .‬طُ َ‬ ‫س‪َ ،‬حتَّى إِ َذا َج َ‬ ‫ون َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬إِ َّن ُه يتَم ْنطَ ُ ِ‬ ‫ين إِ َذا جاء س ِّي ُد ُهم ي ِج ُد ُهم س ِ‬ ‫ا ْلع ِب ِ‬ ‫ين‪ .‬اَْل َح َّ‬ ‫َّم َوَي ْخ ُد ُم ُه ْم‪َ 62 .‬وِا ْن‬ ‫اه ِر َ‬ ‫يد الَِّذ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ق َوُيتْكئُ ُه ْم َوَيتَقَد ُ‬ ‫ِ ‪63‬‬ ‫يع الثَّ ِاني أَو أَتَى ِفي ا ْله ِز ِ ِ ِ‬ ‫اعلَ ُموا ه َذا‪ :‬أ ََّن ُه‬ ‫أَتَى ِفي ا ْل َه ِز ِ‬ ‫وبى ألُولَ ِئ َك ا ْل َع ِبيد‪َ .‬وِا َّن َما ْ‬ ‫يع الثَّالث َو َو َج َد ُه ْم ه َك َذا‪ ،‬فَطُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪75‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِّين‪ ،‬أل ََّن ُه‬ ‫ف َر ُّ‬ ‫اع ٍة َيأ ِْتي َّ‬ ‫لَ ْو َع َر َ‬ ‫س ِه َر‪َ ،‬ولَ ْم َي َد ْ‬ ‫ار ُ‬ ‫ستَِعد َ‬ ‫ع َب ْيتَ ُه ُي ْنقَ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ب‪ .‬فَ ُكوُنوا أَ ْنتُ ْم إِ ًذا ُم ْ‬ ‫ق لَ َ‬ ‫ب ا ْل َب ْيت في أَيَّة َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ‬ ‫ون َيأ ِْتي ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ضا؟»‬ ‫س‪َ «:‬ي َار ُّ‬ ‫ان»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اع ٍة الَ تَظُ ُّن َ‬ ‫ب‪ ،‬أَلَ َنا تَقُو ُل ه َذا ا ْل َمثَ َل أ َْم لِ ْل َج ِمي ِع أ َْي ً‬ ‫س َ‬ ‫ال لَ ُه ُب ْط ُر ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫في َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ين ا ْلح ِكيم الَِّذي ي ِقيم ُه س ِّي ُده علَى َخ َد ِم ِه لِيع ِطيهم ا ْلعلُوفَ َة ِفي ِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َها؟‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ُ ُ َ ُ َ‬ ‫ُْ َ ُ​ُ ُ‬ ‫ب‪« :‬فَ َم ْن ُه َو ا ْل َوكي ُل األَم ُ َ ُ‬ ‫‪76‬‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫يع أ َْم َوالِ ِه‪.‬‬ ‫س ِّي ُدهُ َي ِج ُدهُ َي ْف َع ُل ه َك َذا! ‪ِ 77‬با ْل َح ِّ‬ ‫يم ُه َعلَى َج ِم ِ‬ ‫طُ َ‬ ‫اء َ‬ ‫وبى لذل َك ا ْل َع ْبد الَّذي إِ َذا َج َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إن ُه ُيق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال ذلِ َك ا ْلع ْب ُد ِفي َق ْل ِب ِه‪ِ :‬‬ ‫‪70‬و ِ‬ ‫ان َوا ْل َج َو ِ‬ ‫ب‬ ‫ي‪َ ،‬وَيأْ ُك ُل َوَي ْ‬ ‫لك ْن إِ ْن قَ َ‬ ‫وم ُه‪ ،‬فَ َي ْبتَِدئُ َي ْ‬ ‫ب ا ْل ِغ ْل َم َ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫ض ِر ُ‬ ‫ار َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ِّيدي ُي ْبطئُ قُ ُد َ‬ ‫‪73‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫اع ٍة الَ َي ْع ِرفُ َها‪ ،‬فَ َي ْق َ‬ ‫يب ُه َم َع ا ْل َخ ِائ ِن َ‬ ‫ط ُع ُه َوَي ْج َع ُل َنص َ‬ ‫س َ‬ ‫َوَي ْ‬ ‫س ِّي ُد ذل َك ا ْل َع ْبد في َي ْوٍم الَ َي ْنتَظ ُرهُ َوِفي َ‬ ‫س َك ُر‪َ .‬يأْتي َ‬ ‫ضرب َك ِثيرا‪72 .‬و ِ‬ ‫ادةَ س ِّي ِد ِه والَ يستَِع ُّد والَ ي ْفع ُل بحس ِب إِر َ ِ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫‪77‬وأ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لك َّن الَِّذي الَ َي ْعلَ ُم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ادته‪ ،‬فَ ُي ْ َ ُ ً‬ ‫َما ذل َك ا ْل َع ْب ُد الذي َي ْعلَ ُم إ َر َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ضرب ٍ‬ ‫ب ِم ْن ُه َك ِثير‪َ ،‬وم ْن ُي ِ‬ ‫ستَ ِح ُّ‬ ‫ير ُيطَالِ ُبوَن ُه‬ ‫ود ُعوَن ُه َك ِث ًا‬ ‫ُع ِط َي َك ِث ًا‬ ‫ات‪ُ ،‬ي ْ‬ ‫ب َقلِيالً‪ .‬فَ ُك ُّل َم ْن أ ْ‬ ‫ير ُي ْطلَ ُ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫ق َ​َ​َ‬ ‫َوَي ْف َع ُل َما َي ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ِبأَ ْكثَ​َر‪" .‬‬

‫في اآليات السابقة دعوة السيد ألوالده أال يقلقوا فاهلل يعول أوالده ويهتم بهم‪.‬‬

‫ال تخف= من الغد أو من قلة الغذاء والكساء‪ ،‬فإن كان اهلل قد ُس َّر أن يعطيكم الملكوت فهل يبخل عليكم‬ ‫بالجسديات‪.‬‬

‫القطيع الصغير= فالمدعوون كثيرون والمنتخبون قليلون‪ ،‬الذين يخلصون هم قليلون‪ .‬وفي أول لقاء مع تالميذه‬ ‫أعطاهم الرب صيداً وفي اًر بال عدد (لو‪ )7‬وفي آخر لقاء أعطاهم ‪:77‬سمكة هم القطيع الصغير‪ .‬وفي مثل‬

‫عرس إبن الملك كان المدعوون كثيرين‪ ،‬ولكن عاد وأخرج من ليس عليهم ثياب العرس‪ .‬وهم قطيع صغير لقلة‬

‫عددهم وسط عالم كبير وأعداء كثيرين أشداء‪ .‬وهم قطيع صغير لقلة إمكانياتهم البشرية‪.‬‬

‫ألن أباكم= ربما هم بال حول وال قوة في العالم‪ ،‬لكن أنظر ألبيهم الذي سر بهم ومدى محبته لهم‪ ،‬وماذا أعد‬ ‫لهم؟ الملكوت‪ .‬والحظ أن عدد المؤمنين في القطيع الصغير معروف عدده ال يهلك منه أحد‪ /‬بل هو معدود‬

‫واحداً فواحداً (رمزياً هم ‪ + :77‬وهم ‪:::‬خروف لو ضل أحدهم يذهب الراعي ليفتش عليه حتى يجده)‪ .‬فهو‬ ‫َّ‬ ‫وصدق أن اهلل أعد له الملكوت سيبيع بسهولة األرضيات‪ ،‬ويعطي‬ ‫راعي وهو أب‪ .‬بيعوا ما لكم= من آمن‬ ‫صدقة فيكنز له كن اًز سماوياً حيث يثق أنه ذاهب ‪ ،‬هو ينقل بهذا أمواله إلى بنك السماء حيث هو ذاهب‪ .‬ومن‬

‫هذه اآلية نفهم إستحالة الجمع بين كنزين إذ ال يمكن أن يتوزع القلب بين إثنين اهلل والمال‪ .‬بهذا يتوقف المسيح‬

‫عن الكالم في الماديات وينتقل للروحيات‪ .‬وقوله بيعوا ال تعني أن نبيع كل شئ ونفتقر بل أن نتوقف عن التعلق‬ ‫‪59‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫بها أو اإلعتماد عليها‪ .‬أن نفهم بقلوبنا تفاهتها‪ ،‬فلنا أب سماوي هو يعولنا‪ .‬أكياساً ال تفني= اإلتكال على اهلل‬ ‫هو كمن له كيس ال يفنى ما فيه من نقود مثل كوز زيت األرملة في قصة إيليا‪ .‬فاهلل مصدر ال نهائي لكل ما‬

‫يحتاجه أوالده‪ .‬ولكن هذا لمن إهتم أن يكون له كنز في السموات= أي تكون حياته سماوية وتكون أمواله لخدمة‬ ‫المحتاجين‪.‬‬

‫لتكن أحقاءكم ممنطقة= ثياب الشرقيين طويلة‪ ،‬واذا لم يتمنطقوا تعوقهم ثيابهم عن العمل والرحيل ألنها تشتبك‬ ‫بأقدامهم‪ .‬إذاً المعنى الروحي أن ال يرتبك المؤمن بالمعوقات العالمية التي تعوقه عن الخدمة وعن إنتظار الرب‬

‫بفرح‪ ،‬ويكون هذا بضبط النفس عن اإلسترسال في الشهوات واإلنغماس في ملذات الدنيا‪ ،‬واإلهتمام بحياة‬

‫الفضيلة واألعمال الصالحة‪ .‬إذاً هي إعتبار الجسد ميت عن ملذات العالم والخطية (كو‪( )717‬جهاد سلبي)‬ ‫وعمل أعمال بر وخدمة (جهاد إيجابي)‪ .‬فمن باع العالم أي لم يعد يهتم به يسهل عليه تركه‪.‬‬

‫قصة ‪ 1‬حينما أتت ساعة الموت من شخص مريض طريح الفراش‪ ،‬كان ينام على وسادة‪ ،‬وجدوه يحتضن وسادته‬ ‫بعنف‪ ،‬وحاولوا أخذ الوسادة منه ليجعلوه ينام عليها ويستريح‪ ،‬فكان يرفض بشدة محتضناً وسادته حتى مات‪،‬‬ ‫ولما مات فتحوا الوسادة‪ ،‬فوجدوه قد أخفى ثروته فيها‪ .‬هذا كان رافضاً للموت متعلقاً بثروته‪ .‬فكل من تعلق‬

‫بالعالم ال يريد أن يتركه‪ = .‬حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضاً‪.‬‬

‫ط حزام الوسط فوقه فيشد قامة اإلنسان ويرفع مالبسه فوق‬ ‫أحقاؤكم= مفردها ُحق وهو ُحق الفخذ الذي ُي ْرَب ْ‬ ‫األرض ويجعله بهذا مستعداً للمشي والرحيل‪.‬‬ ‫سرجكم موقدة= يحتاج اإلنسان في الليل لسراج موقد يسير به في الظالم‪ .‬لئال يصيب اإلنسان ما أصاب‬ ‫العذارى الجاهالت‪ .‬وهذا إشارة لضرورة اإلمتالء من الروح القدس وسط ليل هذا العالم‪ .‬وهذا يكون بطلب الروح‬

‫القدس بلجاجة في الصالة‪ .‬فيمتلئ اإلنسان ويحل المسيح (النور) في قلبه‪ .‬فينير هو أيضاً‪.‬‬

‫ينتظرون سيدهم متى يرجع= إشارة للمجيء الثاني‪ ،‬أو ساعة اإلنتقال‪ .‬ساهرين= ساهر على أن يكون‬

‫مصباحه مملوءاً بالزيت كالعذارى الحكيمات وساهر على أوالده وبيته‪ ،‬والخادم ساهر على كنيسته حتى ال‬

‫يخطف عدو الخير أحد أوالده‪ ،‬ساه اًر أن يؤدي خدمته بأمانة‪ .‬وكل إنسان يكون ساه اًر على أن تكون عبادته‬ ‫بأمانة‪ ،‬والساهر يأخذه رب المجد للمجد‪ .‬وقد يكون العبيد إشارة لطاقات اإلنسان (الجسدية والروحية) التي ينبغي‬

‫أن تكون في خدمة السيد المسيح‪.‬‬

‫يتمنطق‪ ..‬ويخدمهم= ال والئم في السماء ولكن المعنى هو ال شئ من البركات والمجد في السماء لن ينعم به‬ ‫المسيح علينا‪ .‬هو يتمنطق ليخدم الذين سبقوا وتمنطقوا في العالم‪ .‬وهو يمنطق حقويه إستعداداً للدينونة وفيها‬ ‫يكرم الساهرين‪ ،‬ويحكم على األشرار‪ .‬وعربون هذا هو الفرح والسالم اللذان يحيا فيهما أوالد اهلل اآلن على‬

‫األرض‪.‬‬

‫ولكن قوله يتمنطق ويخدمهم هو إعالن عن محبة المسيح واشتياقه الشديد أن يرى أوالده معه في السماء وفي‬

‫المجد‪ ،‬فمن أكرمه على األرض سيكرمه المسيح في السماء "أنا أكرم الذين يكرمونني" (‪:‬صم‪)7:11‬‬

‫‪60‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫الهزيع الثاني أو‪ =..‬اليهود يقسمون الليل إلى أربعة ُهزع‪ .‬ويقسمون ْعمر اإلنسان ألربعة أقسام (الطفولة‪/‬‬ ‫ع‬ ‫الشباب‪ /‬الرجولة‪ /‬الشيخوخة) وأشار هنا إلى الليل الذي يشير لفترة وجودنا على األرض‪ .‬ولكنه أشار لثالثة ُه ُز ْ‬ ‫فقط‪ .‬وقد يكون الهزيع الرابع هو‪1‬‬

‫‪ ‬الطفولة= فالطفل غير مسئول عن تصرفاته وال يعاقب على خطاياه فيها‪.‬‬

‫‪ ‬الشيخوخة= حتى ال نؤخر توبتنا لسن الشيخوخة "أذكر خالقك أيام شبابك" (جا‪):1:1‬‬ ‫والمعنى هو االهتمام بالسهر وسط ليل هذا العالم‪ .‬وهو يشبه أن الموت يأتي كلص فجأة دون إنتظار‪ .‬لذلك‬

‫على اإلنسان أن يسهر أي يكون مستعداً في كل وقت بتوبة مستمرة‪.‬‬

‫اع يقيمه‬ ‫وكان رد السيد على سؤال بطرس ألنا تقول هذا‪ ..‬أم للجميع‪ .‬أن ما قيل كان يخص كل خادم وكل ر ٍ‬

‫السيد ليخدم شعبه‪ .‬بل أن هذا المثل يمتد لكل من أعطاه السيد وزنة يخدمه بها‪ .‬فالغني الغبي أعطاه اهلل وزنة‬

‫هي المال الوفير‪ ،‬وكان هناك حوله جوعي‪ ،‬فهو كوكيل على هذه األموال لم يكن أميناً على هذه الوكالة وهكذا‪.‬‬

‫والسيد يطوب كل من كان أميناً في وزنته (آية‪.)17‬‬

‫الوكيل = كل انسان هو وكيل على شئ فى هذه األرض التى هى ملك هلل " للرب األرض وملؤها "مز‪. ):1 11‬‬ ‫فأرمياء النبى َّ‬ ‫وكله اهلل على الشعوب ليقلع ويهدم ‪ ..‬ويبنى ويغرس ‪(..‬أر‪ ):3 ، :: 1 :‬أى بكلمة يضعها اهلل‬

‫فى فمه يحدث هذا ‪ ،‬واإلكليروس وكالء سرائر اهلل (‪:‬كو‪ ، ): 1 1‬وكل انسان أخذ موهبة من اهلل (‪:‬بط‪1 1‬‬

‫‪ ، )::‬واهلل سيحاسب كل انسان على أمانته وكم تاجر بما أعطاه له اهلل وكم ربح ‪.‬‬

‫العلوفة= هي كمية األكل المخصصة لكل واحد والمعنى الغذاء الروحي الالزم والمناسب لكل واحد‪ .‬وسؤال‬ ‫بطرس غالباً ألنه فهم من أقوال المسيح الكرامة التي ستنال الخادم الساهر‪ ،‬فسأل ليتأكد باألكثر‪ .‬وبمقارنة النص‬ ‫هنا بما ورد في نظيره في إنجيل (مت‪ )17-11111‬نجد فرقين‪1‬‬ ‫متى (يكتب لليهود)‬

‫لوقا (يكتب لألمم)‬

‫‪ .:‬أقامه‬

‫يقيمه‬

‫‪ .1‬طعام‬

‫علوفة‬

‫فيقول لليهود أقامه فلطالما أرسل اهلل لليهود أنبياء‪ ،‬أما لألمم فهو مزمع أن يقيم لهم رعاة‪ .‬ولليهود أرسل اهلل لهم‬

‫أما لألمم فيشير لطعامهم بقوله علوفة‪ ،‬فهم كانوا بال إله غارقين‬ ‫طعاماً فهم أبناء وقد أرسل لهم ناموس ونبوات‪ّ .‬‬ ‫في شهواتهم كالبهائم‪.‬‬ ‫يضرب الغلمان ويأكل ويشرب= هو إهتم بملذاته‪ ،‬وأعثر أوالد اهلل ومنعهم أو صدهم عن الشبع بكلمة اهلل‪ ،‬في‬ ‫قسوته عليهم لم يكن صورة للمسيح فصدهم عن معرفة المسيح والشبع به‪.‬‬

‫يقيمه على جميع أمواله= يوحده فيه كعروس مع عريسها ويعطيه مجداً‪ ،‬ال مجداً أرضياً بل سماوياً‪ .‬أي يعطيه‬

‫الملك األبدي‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫منا أن يكون أميناً في وزناته أميناً على جسده وصحته وأعضائه‬ ‫تطبيق عام على كلمات الرب= على كل واحد ّ‬ ‫وعواطفه وغرائزه وعمله وخدمته التي أستأمنه اهلل عليها‪ ،‬ليكن كل ما سلمنا اهلل إياه هو أمانة بين أيدينا‪ ،‬نشبع‬ ‫حياتنا بطعام الروح حتى ال تهلك‪.‬‬

‫ونرى في كالم السيد أن مسئولية كل إنسان ستكون بحسب معرفته‪ ،‬ولكن هذا ليس مبر اًر أن نهمل المعرفة‪ ،‬فقلة‬

‫المعرفة قد تسبب الهالك بل هي من المؤكد ستسبب الهالك "هلك شعبي من عدم المعرفة" (هو‪):11‬‬

‫وهنا نرى أن من ال يعلم يعاقب أيضاً‪ ،‬فهو أهمل في أن يعرف‪ .‬فمن يعرف ويهمل يضرب كثي ارً‪ ،‬ومن ال يعرف‬

‫ألنه لم يطلب المعرفة يضرب قليالً‪ .‬كالهما يضرب أي يهلك‪.‬‬

‫سيدي يبطئ قدومه= من يتصور أن ساعة موته بعيدة فيجري وراء شهوات العالم‪ .‬يقطعه= ينهي حياته‪.‬‬ ‫اآليات (لو‪)06-73:11‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪ 63-67:15‬وما بعده)‬

‫اآليات (لو‪)03-07:11‬‬

‫راجع كتاب إنجيل متى (‪)6-1:13‬‬

‫راجع كتاب إنجيل متى (‪)10:0،13‬‬

‫‪07‬‬ ‫ار ِب َفلِ ْلوق ِ‬ ‫اب تَ ْطلُ ُع ِم َن ا ْل َم َغ ِ‬ ‫ون‪ :‬إِ َّن ُه‬ ‫ضا لِ ْل ُج ُموِع‪«:‬إِ َذا َأر َْيتُ ُم َّ‬ ‫اآليات (لو‪ " -:)03-07:11‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫ْت تَقُولُ َ‬ ‫ال أ َْي ً‬ ‫الس َح َ‬ ‫َ‬ ‫‪03‬‬ ‫‪00‬‬ ‫يح ا ْل َج ُن ِ‬ ‫ون!‬ ‫وب تَ ُه ُّ‬ ‫َيأ ِْتي َم َ‬ ‫ام َر ُ‬ ‫اؤ َ‬ ‫ون َحٌّر‪ ،‬فَ َي ُك ُ‬ ‫س َي ُك ُ‬ ‫ب تَقُولُ َ‬ ‫طٌر‪ ،‬فَ َي ُك ُ‬ ‫ون ه َك َذا‪َ .‬وِا َذا َأر َْيتُ ْم ِر َ‬ ‫ون‪ :‬إِنَّ ُه َ‬ ‫ون‪َ .‬ي ُ‬ ‫‪07‬‬ ‫السم ِ‬ ‫َما ه َذا َّ‬ ‫َن تُ َم ِّي ُزوا َو ْج َه األ َْر ِ‬ ‫ق ِم ْن‬ ‫ون ِبا ْل َح ِّ‬ ‫اء‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ان فَ َك ْي َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ف الَ تُ َم ِّي ُزوَن ُه؟ َولِ َما َذا الَ تَ ْح ُك ُم َ‬ ‫الزَم ُ‬ ‫تَ ْع ِرفُ َ‬ ‫ض َو َّ َ‬ ‫ت ِفي الطَّ ِري ِ ِ‬ ‫ْهب مع َخص ِم َك إِلَى ا ْلح ِ‬ ‫‪ِ 02‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِم ْن ُه‪ ،‬لِ َئالَّ َي ُج َّر َك‬ ‫اكِم‪ْ ،‬اب ُذ ِل ا ْل َج ْه َد َوأَ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ق َب ِل ُنفُوس ُك ْم؟ حي َن َما تَذ َ ُ َ َ ْ‬ ‫ق لتَتَ َخلَّ َ‬ ‫‪03‬‬ ‫اكِم‪ ،‬فَي ْل ِقي َك ا ْلح ِ‬ ‫اضي إِلَى ا ْلح ِ‬ ‫اضي‪ ،‬ويسلِّم َك ا ْلقَ ِ‬ ‫إِلَى ا ْلقَ ِ‬ ‫اك َحتَّى‬ ‫اك ُم ِفي ِّ‬ ‫الس ْج ِن‪ .‬أَقُو ُل لَ َك‪ :‬الَ تَ ْخ ُر ُج ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ‬

‫ِ‬ ‫ير»‪".‬‬ ‫تُوِف َي ا ْل َف ْل َ‬ ‫س األَخ َ‬

‫هنا يؤنب السيد من له حكمة زمنية بها يعرف عالمات الجو‪ ،‬ومتى ستمطر السماء‪ ،‬ومتى يكون الجو صحواً‪.‬‬ ‫وفي نفس الوقت ال يميز الوقت المقبول للتوبة واإليمان والتصالح مع اهلل‪ .‬وبنفس المفهوم يؤنب السيد الذين‬

‫يسعون لمعرفة زمان مجيئه الثاني الذي سيكون للدينونة ويتركون معرفة قيمة الزمان الحاضر‪ ،‬وهو زمان‬

‫المصالحة وامكانية التوبة والخالص‪ .‬والرب واقف على الباب يقرع‪ ،‬هو زمان ترحيب اهلل بكل تائب‪ .‬أما في‬ ‫مجيئه الثاني سيغلق باب التوبة والمراحم‪.‬‬

‫للحررة الروحية التي يعطيها الروح القدس للتائب‪.‬‬ ‫ا‬ ‫واألمطار= ترمز للنعم السمائية‪ .‬وريح الجنوب حارة ترمز‬ ‫وهذا ما تم بالمسيح وفدائه‪ .‬وكم من إنسان أتت عليه نعم اهلل وأدرك أنها من اهلل فسبح اهلل‪.‬‬

‫أما هذا الزمان فكيف ال تميزونه= هذا القول للفريسيين هو عتاب أنهم لم يميزوا أن الذي أمامهم هو المسيح‬ ‫بعد كل ما سمعوه من أقواله ورأوه من أعماله ومقارنة هذا بالنبوات‪ ،‬وهذا راجع لكبريائهم وريائهم‪ .‬وهذا القول لنا‬ ‫لننتهز الفرصة‪ ،‬فرصة هذه الحياة للتوبة والتصالح مع اهلل‪ ،‬وخطورة إهمال ذلك‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثاني عشر)‬

‫والحظ أن هذا الكالم يأتي بعد نبوة المسيح عن اإلضطهاد القادم حتماً فهو جاء ليلقي نا اًر وانقساماً (آيات‪-1:‬‬

‫‪ .) 77‬وهذه اإلضطهادات لن يحتملها سوى التائبين والمتصالحين مع اهلل‪ ،‬فهؤالء سيتمتعون بالتعزية التي بها‬

‫أما الفاترين‪ ،‬أو المنغمسين في الخطية ورافضي التوبة‪ ،‬حينما تأتي اآلالم سيتركون المسيح‬ ‫يحتملون اآلالم‪ّ .‬‬ ‫ألنهم لم ولن يستطيعوا أن يميزوه= لماذا ال تحكمون بالحق من قبل نفوسكم= إمتداداً لعدم التمييز ال ُيحاسب‬

‫اإلنسان نفسه فيقدم توبة‪ ،‬ويرفض الخضوع للحق اإللهي ويتمادى في الخطية مبر اًر نفسه أما من يحيا حياة‬ ‫التوبة سيقتني المسيح داخله فيميز الحق‪ ،‬وهؤالء الفريسيين مملوئين رياء وحسد لذلك ال يستطيعون أن يميزوا‬

‫الحق‪ ،‬والمنغمسين في خطاياهم أيضاً لن يستطيعوا تمييز المسيح‪ ،‬لذلك سيتركونه إذا جاءت آالم واضطهادات‪.‬‬ ‫وبالنسبة لنا حتى يمكننا أن نحكم بالحق علينا أن نقتني الحق في داخلنا أي المسيح وهذا ال يكون سوى بتقديم‬

‫توبة حقيقية‪.‬‬

‫وبعد أن وبخ المخلص السامعين على عدم تمييزهم لألزمنة وعدم إنتهازهم فرصة عهد النعمة إلتمام التوبة‪ ،‬أخذ‬ ‫يبين لهم الخطر العظيم الذي ينجم عن ذلك‪ ،‬فشبه الخاطئ برجل أخذه خصمه للقاضي ليحاكمه‪ .‬هذا الخصم‬ ‫هو ناموس اهلل ووصاياه العادلة وقد يكون الخصم هو صوت تبكيت الروح القدس‪ ،‬وهو يطلب إستيفاء حقوقه‬

‫كاملة والقاضي هو الديان العادل الذي يجلس للقضاء يوم الدين‪ ،‬والطريق هو فرصة هذا العمر‪ .‬والحاكم هو من‬ ‫يلقي في السجن أي المالئكة التي تضع النفس في مكان العذاب األبدي‪ .‬والتخلص من الخصم هو التصالح‬

‫معه قبل الوصول إلى كرسي القضاء‪ .‬أي نطلب العفو والمغفرة ونقدم توبة هلل قبل إنتقالنا للعالم اآلخر‪ .‬واال‬

‫سنوضع في السجن حتى نوفي آخر َفْلس (أصغر عملة إشارة ألصغر خطية)‪ .‬وكيف نوفي ما علينا ونحن في‬ ‫العذاب األبدي‪ ،‬فإن لم يبررنا دم المسيح فسنظل هناك لألبد‪ ،‬فال شئ يفوق دم المسيح قادر أن يبرر‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثالث عشر‬ ‫‪1‬‬ ‫ْت قَوم ي ْخ ِبروَن ُه ع ِن ا ْلجلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫س‬ ‫ين َخلَ َ‬ ‫ين الَِّذ َ‬ ‫يل ِّي َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)0-1:16‬و َك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ط ِبيالَطُ ُ‬ ‫ان َحاض ًار في ذل َك ا ْل َوق ْ ٌ ُ ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ين‬ ‫ون أ َّ‬ ‫ين َكا ُنوا ُخ َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫َن ُ‬ ‫طاةً أَ ْكثَ​َر ِم ْن ُك ِّل ا ْل َجلِيلِ ِّي َ‬ ‫هؤالَ ِء ا ْل َجلِيلِ ِّي َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أَتَظُنُّ َ‬ ‫أج َ‬ ‫ِب َذ َبائح ِه ْم‪ .‬فَ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫ون‪7 .‬أَو أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سقَطَ‬ ‫ُولئ َك الثَّ َم ِان َي َة َع َ‬ ‫ش َر الَِّذ َ‬ ‫َك َاب ُدوا م ْث َل ه َذا؟ َكالَّ! أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ :‬ب ْل إِ ْن لَ ْم تَتُ ُ‬ ‫يع ُك ْم َكذل َك تَ ْهل ُك َ ْ‬ ‫ين َ‬ ‫وبوا فَ َجم ُ‬ ‫ين ِفي أُور َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يع َّ‬ ‫النا ِ‬ ‫يم؟‬ ‫ون أ َّ‬ ‫ين أَ ْكثَ​َر ِم ْن َج ِم ِ‬ ‫س َّ‬ ‫َن ُ‬ ‫اك ِن َ‬ ‫هؤالَ ِء َكا ُنوا ُمذ ِْن ِب َ‬ ‫ام َوقَتَلَ ُه ْم‪ ،‬أَتَظُ ُّن َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫َعلَ ْي ِه ُم ا ْل ُب ْر ُج في س ْل َو َ‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫ون»‪".‬‬ ‫يع ُك ْم َكذلِ َك تَ ْهلِ ُك َ‬ ‫َكالَّ! أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ :‬ب ْل إِ ْن لَ ْم تَتُ ُ‬ ‫وبوا فَ َجم ُ‬

‫َد َم ُه ْم‬ ‫ألَنَّ ُه ْم‬

‫سمع اليهود تأنيب السيد لهم في اآليات السابقة على عدم تمييزهم فبادروه بهذا السؤال‪ .‬وربما يكون هدف‬

‫السؤال‪1‬‬

‫‪ .:‬ربما كانوا يصرفون نظره إلى مصيبة قتل الجليليين ليكف عن هجومه عليهم‪.‬‬

‫‪ .1‬إذ أشار المسيح للحاكم والقاضي في مثله األخير إشتكوا له من ظلم بيالطس‪.‬‬

‫‪ .7‬ربما أرادوا أن يوقعوا بالمسيح‪ ،‬فإن هو هاجم بيالطس إشتكوه له وان هو وافق بيالطس لصار معادياً‬ ‫للشعب‪.‬‬

‫‪ .1‬مشكلة األلم هي مشكلة واجهت البشر في كل مكان وزمان‪ ،‬والسؤال هنا‪ ،‬لماذا يتألم هؤالء ويموتوا وهم‬ ‫يعملون خي اًر أي يقدمون ذبائح‪.‬‬

‫‪ .7‬ربما تصوروا أن المسيح هو الملك اآلتي‪ ،‬فهم يشتكون له ظلم بيالطس‪.‬‬

‫واليهود كان لهم رأي أن من يكابد ألماً فهو بالضرورة شرير‪ ،‬وهذا قد إتضح في حديث أيوب مع أصدقائه‪.‬‬ ‫والمسيح هنا ينكر هذا الفكر بل يزيد على الحادثة التي ذكروها أي قتل بيالطس للجليليين‪ ،‬حادثة أخرى تمت‬

‫بوقوع برج على ‪:1‬شخصاً فقتلهم‪ .‬فالحادثة التي أشاروا هم إليها تمت بيد بشرية هي يد بيالطس‪ ،‬والحادثة‬ ‫الثانية تمت بيد إلهية مثل الكوارث الطبيعية كالزالزل‪ .‬ورد السيد نالحظ فيه‪1‬‬

‫أ‪ .‬أنه لم يقدم تفسير لهذه الحادثة أو تلك‪ ،‬فاهلل غير مطالب بأن يقدم لنا تفسير عن كل حادثة‪.‬‬ ‫فالطبيب الماهر ال يشرح لمريضه تفاصيل العملية الجراحية التي سيقوم بها‪ ،‬يكفي المريض ثقته في‬

‫طبيبه‪ ،‬ويكفينا كأوالد اهلل أن نعلم أننا في يد اهلل‪ ،‬واذا سمح بأي حدث سيكون للخير‪ ،‬فاهلل صانع‬

‫خيرات‪ ،‬وليس هناك عند أوالد اهلل ما يسمونه كوارث‪ ،‬فما نسميه كوارث سيكون علة دخولنا للسماء‪،‬‬

‫منا في أنه صانع خيرات‪.‬‬ ‫المهم أننا ال نطالب اهلل بتقديم تفسير عن كل ما يسمح به‪ ،‬ثقة ّ‬

‫‪64‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫ب‪ .‬أن النوازل والكوارث التي تصيب البشر سواء يهود أو جليليين أو أي من الشعوب في كل زمان‬

‫ومكان على السواء‪ ،‬سواء هي بفعل إنسان أو كارثة طبيعية ليست بدليل على أن من نزلت بهم‬

‫كانوا أشر من غيرهم‪ ،‬وأن الموت الزمني رمز للموت الروحي‪ ،‬وأن كل نازلة ما هي إالّ إنذار‬

‫بالهالك المعد للباقين إن لم يتفادوه بالتوبة‪ .‬إذاً هذه الحادثة يجب إعتبارها كإنذار‪ ،‬بل وكل حادثة‬

‫مماثلة عوضاً عن أن نحكم على المصاب بأنه خاطئ‪.‬‬

‫ج‪ .‬علينا أن ال نحكم على أن اآلخرين مخطئين بالضرورة إن وقعوا تحت اآلالم‪ ،‬وأن نقول أن‬ ‫وصلِب وهو البار‪ ..‬واالّ لما ذهب‬ ‫األصحاء واألغنياء هم أبرار بالضرورة واالّ لما تألم المسيح نفسه ُ‬ ‫لعازر للسماء‪ ،‬والغني إلى الجحيم‪ .‬ولكن الخطية هي علة الهالك األبدي وليس الزمني‪.‬‬

‫د‪ .‬علينا أن ال نحكم على أحد‪ ،‬وعلينا أن ال نهتم بخطايا اآلخرين‪ ،‬بل بخطايانا نحن‪ ،‬ونقدم عنها توبة‬ ‫ولذلك يكرر المسيح مرتين في هذه اآليات إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون‪ .‬إذاً علينا أن ال‬

‫نتساءل عن الحكمة في كل تجربة‪ ،‬بل علينا أن نقدم توبة قائلين "إلهنا إله خير وال يخطئ"‪.‬‬

‫ه‪ .‬المسيح إعتبر أن هذه اآلالم هي مجرد إنذار‪ ،‬وان لم يقدم السامعين توبة سيهلكون‪ .‬وهذا ما حدث‪،‬‬ ‫ففي سنة ‪3:‬م أهلك تيطس أورشليم‪.‬‬

‫أ‪.‬‬

‫هؤالء الجليليين كانوا ثوا اًر رافضين لملك قيصر‪ ،‬رافضين أن يقدموا ذبائح لسالمة قيصر وسالمة‬ ‫الدولة الرومانية‪ ،‬وكانوا أتباع ثائر إسمه يهوذا الجليلي‪ ،‬فقتلهم بيالطس وهم يقدمون ذبائحهم في‬

‫الهيكل (أع‪ )317‬ويرى بعض الدارسين أن ما عمله بيالطس هنا كان سبب العداء بينه وبين هيرودس‪،‬‬ ‫فهؤالء الجليليين كانوا من رعاياه‪( .‬وربما ظن بيالطس أن هؤالء الجليليين من هؤالء الثوار وهم أبرياء)‬

‫و‪ .‬قد يسمح اهلل ببعض الضيقات ويكون ذلك ليدفعنا للتوبة‪ ،‬فإن لم نفهم ونتب‪ ،‬تكون هذه الضيقات‬ ‫رم اًز لضيقتنا وهالكنا األبدي‪.‬‬

‫ز‪ .‬كما نقول في القداس الغريغوري "أنا إختطفت لي قضية الموت" فالموت واأللم والمكابدة (المعاناة)‬ ‫دخلت للعالم بسبب خطية البشر‪ .‬لكن اهلل الحنون "يحول لي العقوبة خالصاً" (القداس الغريغوري)‬

‫فتكون لمن يحبون اهلل كل األمور تعمل معاً للخير (رو‪.)1111‬‬

‫ح‪ .‬في اآلية السابقة يقول بولس الرسول "نحن نعلم" وهذا من دراستنا للكتاب نرى اهلل أب حنون "في كل‬ ‫ضيقهم تضايق" وبهذا ال يسمح اهلل بأي حدث إالّ لو كان لخالص نفسي‪ .‬لكن ال داعي للتساؤالت‬

‫فلن نفهم اآلن‪.‬‬

‫(التينة غير المثمرة)‬ ‫اآليات (لو‪)3-3:16‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ين م ْغروس ٌة ِفي َكرِم ِه‪ ،‬فَأَتَى ي ْطلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ه َذا ا ْلمثَ َل‪َ «:‬كا َن ْت لِو ِ‬ ‫يها ثَ َم ًار‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)3-3:16‬وقَ َ‬ ‫اح ٍد َ‬ ‫َ ُ‬ ‫بف َ‬ ‫ش َج َرةُ ت ٍ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫آتي أَ ْطلُب ثَم ار ِفي ِ‬ ‫ين ِ‬ ‫هذ ِه التِّي َن ِة َولَم أ ِ‬ ‫ض‬ ‫ال لِ ْل َك َّرِام‪ُ :‬ه َوَذا ثَالَ ُ‬ ‫َولَ ْم َي ِج ْد‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َج ْد‪ِ .‬ا ْقطَ ْع َها! لِ َما َذا تَُبطِّ ُل األ َْر َ‬ ‫ث ِس ِن َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ًَ‬

‫‪65‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ال لَ ُه‪ :‬يا س ِّي ُد‪ ،‬اتْرْكها ِ‬ ‫ص َن َع ْت ثَ َم ًرا‪،‬‬ ‫هذ ِه َّ‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫ب َح ْولَ َها َوأ َ‬ ‫الس َن َة أ َْي ً‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ضا‪َ ،‬حتَّى أَ ْنقُ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ضا؟ فَأ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َض َع ِزْبالً‪ .‬فَِإ ْن َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ط ُع َها»‪".‬‬ ‫يما َب ْع ُد تَ ْق َ‬ ‫َوِاال فَف َ‬

‫في الكالم السابق رأينا أهمية التوبة واالّ نهلك‪ ،‬وهنا السيد يشير ألن اهلل يبطئ في الدينونة على الخطاة ليعطيهم‬

‫علي أال أبطئ‪ .‬واحد= هو اهلل‪ .‬ما‬ ‫فرصة للتوبة ولكن هناك زمن‪ ،‬وان تأخرت توبتنا تكون هناك ضربات‪ .‬إذاً ّ‬ ‫هي هذه التينة وما هي الكرمة؟ وما هي الثالث سنين؟‬ ‫أ‪ .‬ترمز التينة لشعب اليهود‪ .‬والثالث سنين هي ثالث حقب زمنية أ) من إبراهيم لداود ب) من داود‬

‫إلى السبي ج) من السبي للمسيح‪ .‬وهذا بحسب تقسيم (مت إصحاح ‪ .):‬واهلل أعطى لليهود شريعته‬

‫وأرسل لهم األنبياء وأقام لهم كهنوتاً لعلهم يثمرون ولكن بال جدوى‪ .‬الثمر= أعمال الخير‪ .‬والكرمة‬

‫هي الكنيسة‪ ،‬وكان البد من قطع التينة غير المثمرة فوجودها بطقوسها الناموسية سيعطل الكرمة‬ ‫(اإلعتماد على الختان وطهارة الجسد يعطل عمل النعمة (غل‪ . ) ):-:17‬وقد رأينا في األسبوع‬ ‫األخير للمسيح في أورشليم أنه يلعن التينة غير المثمرة فتجف رم اًز لما سيحدث لألمة اليهودية‪.‬‬

‫ولكن اهلل بمراحمه سيظل يتعهد هذه التينة ويضع زبالً فهناك بقية ستؤمن‪ ،‬ومن يؤمن سيثمر‪ ،‬ومن‬

‫لن يؤمن سيهلك‪.‬‬

‫ب‪ .‬ترمز التينة ألي كنيسة وسط الكرمة أي الكنيسة في كل العالم‪ ،‬واهلل يطلب الثمر من كل كنيسة‪،‬‬ ‫والكنيسة التي بال ثمر سيقطعها اهلل (رؤ‪)711‬‬

‫ج‪ .‬ترمز التينة لكل نفس بشرية لمؤمن وسط الكرمة أي الكنيسة واهلل يتعهد كل نفس وكل كنيسة‬ ‫بمواهبه ونعمته وطول أناته ولكنه يطالب بالثمر‪ .‬وال ثمر بدون توبة‪.‬‬

‫د‪ .‬لماذا سميت تينة؟ بينما الكنيسة تسمى كرمة‪ .‬التينة تشير لما عمله آدم بأن ستر نفسه بأوراق تين‬ ‫(تك‪ ،)317‬وهذه محاولة خادعة‪ .‬فالخطية في الداخل‪ ،‬بينما محاولة النفس هي محاولة خارجية‬

‫محكوم عليها بالفشل‪ ،‬هذا ما نسميه الرياء‪ ،‬فالنفس َّ‬ ‫تدعي الطهارة لكنها ليست ملتحفة والبسة الرب‬ ‫يسوع برها وسترها‪ ،‬بل هي ترتدي أعمال بر مظهرية تدعى بها القداسة‪ ،‬أما كنيسة اهلل فهي الكرمة‬

‫التي تلبس الرب يسوع برها ودمه يسري فيها ويغطيها‪ ،‬وهذا هو ما يفرحه‪ ،‬خمر كنيسته أي كرمته‬

‫(نش‪ .)11: +111 +:17‬فالخمر رمز للفرح‪ .‬فاهلل يفرح بكنيسته التي بررها‪ .‬والحظ أن كل قديسي‬ ‫العهد القديم (إبراهيم واسحق ‪ ..‬وايليا‪ )..‬كانوا تابعين للكرمة فهم تغطوا بدم المسيح‪.‬‬

‫الكرام= هو المسيح الذي يشفع في كنيسته شفاعة كفارية أو هم رعاة الكنيسة الذين يشفعون بصلواتهم في‬ ‫الكنيسة وعن كل نفس‪.‬‬

‫الزبل= هو السماد المعطَي للشجرة ويرمز للطعام الروحي الذي يعطيه اهلل ألوالده ليساعدهم على اإلثمار‪.‬‬

‫أنقب حولها= ينقب تعني حفر األرض لقلع الحشائش الضارة وهذه إشارة للتجارب التي يسمح بها اهلل لتنقية‬ ‫أوالده (مجاعة اإلبن الضال)‪ .‬وبعد المسيح وبالذات بعد خراب أورشليم ترك الرب أمة اليهود في نجاسة وفي‬

‫عار حتى اآلن= والزبل يشير للحالة المتردية المزرية التي عاش فيها اليهود ألفي سنة ربما يتوبون‪ .‬فالزبل هو‬

‫‪66‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫روث الحيوانات ويؤخذ إشارة لنجاسة اليهود إذ صلبوا المسيح‪ .‬وبالنسبة للنفس البشرية التي يعطيها اهلل فرصة‬

‫ثانية للتوبة عليها أن تجلس على الرماد حاسبة كل األشياء نفاية كما قال بولس الرسول (أي‪ + 111‬في‪)117‬‬

‫فكلمة أنقب حولها تشير لخراب أورشليم‪ ،‬وتشير للتجارب التي يسمح بها اهلل لتحيط بأوالده لعلهم يتوبون‪ .‬إذاً اهلل‬ ‫حين يترك نفس ويعطيها فرصة أخرى يساعدها [‪ ]:‬بسماد أي يقويها بطعام روحي على أن تنسحق [‪ ]1‬بعض‬

‫التجارب لتساعدها على اإلنسحاق (انقب حولها)‪ .‬أتركها هذه السنة أيضاً= هي الفرصة التي يعطيها اهلل‬ ‫للخطاة ليتوبوا قبل أن ينفذ حكمه العادل فيهم "أعطيتها زماناً لكي تتوب" (رؤ‪ )1:11‬واهلل ترك األمة اليهودية‬

‫‪1:‬سنة تقريباً بعد صلبه قبل أن يخربها ومازال يترك اليهود حتى يؤمن البقية‪ .‬وبهذا تصبح الثالث سنوات هي‬ ‫فترة عمرنا المتبقية‪ ،‬والسنة هي الفرصة التي يعطيها اهلل لنا ويساعدنا خاللها ببعض التجارب وبطعام روحي‬

‫يسندنا‪.‬‬

‫لماذا تبطل األرض أيضاً= هي بال ثمر ولكنه تمتص فوائد األرض فتعطلها‪ ،‬أو هي تأخذ مكاناً كان يمكن أن‬ ‫تزرع فيه شجرة مثمرة‪ ،‬لقد قطعت األمة اليهودية لتخرج مكانها الكنيسة‪.‬‬

‫(شفاء امرأة منحنية)‬ ‫اآليات (لو‪)17-15:16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ام ِع ِفي َّ ِ‬ ‫ان يعلِّم ِفي أَح ِد ا ْلمج ِ‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫اآليات (لو‪" -:)17-15:16‬‬ ‫َ‬ ‫ام َأرَةٌ َك َ‬ ‫َ‬ ‫ان ِب َها ُر ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وح َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس ْبت‪َ ،‬وِا َذا ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ام َأرَةُ‪،‬‬ ‫ثَ َم ِان َي َع ْ‬ ‫اها َوقَ َ‬ ‫سوعُ َد َع َ‬ ‫ب ا ْل َبتَّ َة‪َ .‬فلَ َّما َر َ‬ ‫س َن ًة‪َ ،‬و َكا َن ْت ُم ْن َح ِن َي ًة َولَ ْم تَ ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫َن تَ ْنتَص َ‬ ‫آها َي ُ‬ ‫ش َرةَ َ‬ ‫ال لَ َها‪َ «:‬يا ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ال استَقَام ْت ومج َ ِ‬ ‫ض َع َعلَ ْي َها َي َد ْي ِه‪ ،‬فَ ِفي ا ْل َح ِ‬ ‫يس ا ْل َم ْج َم ِع‪،‬‬ ‫ض ْع ِف ِك!»‪َ .‬و َو َ‬ ‫إِ َّن ِك َم ْحلُولَ ٌة ِم ْن َ‬ ‫َّدت اهللَ‪ .‬فَأ َ‬ ‫َجاب َرِئ ُ‬ ‫ْ َ َ​َ‬ ‫َّام ي ْنب ِغي ِفيها ا ْلعم ُل‪ ،‬فَ ِفي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الس ْب ِت‪ ،‬وقَ َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫هذ ِه ا ْئتُوا‬ ‫َو ُه َو ُم ْغتَاظٌ أل َّ‬ ‫سوعَ أ َْب َأرَ ِفي َّ‬ ‫ال ل ْل َج ْم ِع‪«:‬ه َي ستَّ ُة أَي َ َ‬ ‫َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ال‪«:‬يا مرِائي! أَالَ يح ُّل ُك ُّل و ِ‬ ‫شفُوا‪ ،‬ولَ ْيس ِفي يوِم َّ ِ‬ ‫الس ْب ِت ثَْو َرهُ أ َْو‬ ‫الر ُّ‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُك ْم ِفي َّ‬ ‫َج َاب ُه َّ‬ ‫استَ ْ‬ ‫َُ‬ ‫الس ْبت!» فَأ َ‬ ‫َْ‬ ‫َو ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب َوقَ َ َ ُ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِحماره ِم َن ا ْل ِمذْوِد ويم ِ‬ ‫ضي ِب ِه َوَي ْ ِ ِ ‪ِ ِ ِ 13‬‬ ‫ط َها َّ‬ ‫َما‬ ‫الش ْي َ‬ ‫يم‪ ،‬قَ ْد َرَب َ‬ ‫ان ثَ َم ِان َي َع ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ش َرةَ َ‬ ‫َ َ​َْ‬ ‫س َن ًة‪ ،‬أ َ‬ ‫سقيه؟ َوهذه‪َ ،‬وه َي ْاب َن ُة إ ْبراه َ‬ ‫‪17‬‬ ‫الرب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َكا ُنوا ُي َع ِان ُدوَن ُه‪َ ،‬وفَ ِر َح‬ ‫اط ِفي َي ْوِم َّ‬ ‫ال ه َذا أ ْ‬ ‫الس ْب ِت؟» َوِا ْذ قَ َ‬ ‫ان َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫ُخ ِج َل َج ِميعُ الَِّذ َ‬ ‫َك َ‬ ‫َن تُ َح َّل م ْن ه َذا ِّ َ‬ ‫َعم ِ‬ ‫يد ِة ا ْل َك ِائ َن ِة ِم ْن ُه‪" .‬‬ ‫ُك ُّل ا ْل َج ْم ِع ِب َج ِم ِ‬ ‫ال ا ْل َم ِج َ‬ ‫يع األ ْ َ‬ ‫هذه القصة جاءت بعد أهمية التوبة وأهمية أالّ نبطئ لتشرح أن من يقدم التوبة له راحة من الضعف واإلنحناء‪،‬‬

‫فالخطية تحني الظهر والمسيح أتى ليحرر من إبليس وعبوديته‪.‬‬

‫في موضوع الشفاء في السبت راجع (مت‪ ):7-:1:1‬كتاب متى (مت‪( + )1-:1:1‬مت‪):1-:1:1‬‬ ‫لقد كان الرب يسوع يقصد أن يقوم بمعجزات الشفاء في السبت ألنه يريد أن يعطي راحة للمتألمين والمرضى في‬

‫السبت‪ ،‬والسبت هو راحة‪ ،‬هو أراد أن يظهر معنى راحة السبت‪ .‬فالسبت هو إشارة للراحة األبدية حيث الشفاء‬ ‫النهائي لكل أمراض النفس والجسد والروح‪ .‬وأيضاً لتصحيح مفاهيم اليهود الخاطئة‪.‬‬

‫يا مرائي= الرب يسوع هنا يفضح رياء الرجل‪ ،‬فالحقيقة أنه حسد يسوع على محبة الناس له وشهرته‪ ،‬وأن الناس‬ ‫تلتف حوله‪ ،‬ويستتر وراء حفظ شريعة السبت‪ .‬وأصدر رئيس المجمع هذا أم اًر للشعب أن ال يأتوا لإلستشفاء يوم‬

‫السبت‪ ،‬وهو بهذا يوبخ يسوع بطريقة غير مباشرة‪ .‬ولو أنصف هذا المسكين لفهم أنه ال يمكن لناقض الناموس‬

‫‪67‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫أن يعمل هذه المعجزة‪ .‬وكان التلمود اليهودي يسمح للرجل أن يستقي الماء من البئر للحيوان العطشان يوم‬

‫السبت على أن ال يحمل الماء للحيوان بل يجر الحيوان للماء‪ .‬فإن كانت الوصية أن يريحوا البهائم يوم السبت‬ ‫فاألولى أن يريح الرب يسوع المرضى يوم السبت‪.‬‬

‫إستقامت ومجدت اهلل= هذه هي عالمة الشفاء أن يمجد اإلنسان اهلل‪.‬‬ ‫اآليات (لو‪)13-12:16‬‬

‫اآليات (لو‪)11-15:16‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)61-61:16‬‬ ‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)66:16‬‬

‫اآليات (لو‪( )11-12:16‬هذه أمثال عن إنتشار ملكوت اهلل‪ .‬فالمسيح أتى يشفي كل منحني ليمجد اهلل‬ ‫وينتشر الملكوت‪).‬‬

‫اآليات (لو‪ )65-11:16‬في كتاب إنجيل متى(مت‪،16+11+17+16:7‬مت‪)65:13‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫افر َن ْحو أُور َ ِ‬ ‫اجتَ َاز ِفي م ُد ٍن وقُرى يعلِّم وي ِ‬ ‫س ِّي ُد‪،‬‬ ‫يم‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)65-11:16‬و ْ‬ ‫ال لَ ُه َواح ٌد‪َ «:‬يا َ‬ ‫ُ َ ً َُ ُ َ ُ َ‬ ‫س ُ َ ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪17‬‬ ‫َن تَ ْد ُخلُوا ِم َن ا ْل َب ِ‬ ‫ق‪ ،‬فَِإ ِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن َك ِث ِ‬ ‫َّي ِ‬ ‫ين‬ ‫اب الض ِّ‬ ‫ون؟» فَقَ َ‬ ‫اجتَ ِه ُدوا أ ْ‬ ‫ير َ‬ ‫ص َ‬ ‫أَ َقلِي ٌل ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪ْ « :‬‬ ‫ين َي ْخلُ ُ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ون َخ ِ‬ ‫ار ًجا‬ ‫ون َر ُّ‬ ‫ام َوأ ْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َغلَ َ‬ ‫اب‪َ ،‬و ْابتَ َدأْتُ ْم تَ ِقفُ َ‬ ‫ون ِم ْن َب ْع ِد َما َي ُك ُ‬ ‫َن َي ْد ُخلُوا َوالَ َي ْق ِد ُر َ‬ ‫س َي ْطلُ ُب َ‬ ‫ق ا ْل َب َ‬ ‫َ‬ ‫ب ا ْل َب ْيت قَ ْد قَ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ون‬ ‫ب‪َ ،‬ي َار ُّ‬ ‫ين‪َ :‬ي َار ُّ‬ ‫َع ِرفُ ُك ْم ِم ْن أ َْي َن أَ ْنتُ ْم! ِحي َن ِئ ٍذ تَ ْبتَِد ُئ َ‬ ‫اب قَ ِائلِ َ‬ ‫َوتَ ْق َر ُع َ‬ ‫يب‪َ ،‬وَيقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ أ ْ‬ ‫ب! افْتَ ْح لَ َنا‪ُ .‬ي ِج ُ‬ ‫ون ا ْل َب َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ش َو ِ‬ ‫اع ُدوا َع ِّني‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫َّام َك َو َ‬ ‫ش ِرْب َنا‪َ ،‬و َعلَّ ْم َ‬ ‫تَقُولُ َ‬ ‫ارِع َنا! فَ َيقُو ُل‪ :‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَأ ْ‬ ‫َع ِرفُ ُك ْم م ْن أ َْي َن أَ ْنتُ ْم‪ ،‬تَ​َب َ‬ ‫ون‪ :‬أَ َك ْل َنا قُد َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يا ج ِميع فَ ِ‬ ‫َس َن ِ‬ ‫اعلِي الظُّ ْلِم! ُه َن َ‬ ‫س َح َ‬ ‫اك َي ُك ُ‬ ‫اق َوَي ْعقُ َ‬ ‫وب َو َجميعَ‬ ‫َ َ َ‬ ‫يم َوِا ْ‬ ‫ير األ ْ‬ ‫اء َو َ‬ ‫ون ا ْل ُب َك ُ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫ان‪َ ،‬متَى َأر َْيتُ ْم إ ْب َراه َ‬ ‫‪13‬‬ ‫وت ِ‬ ‫اء ِفي ملَ ُك ِ‬ ‫األَ ْن ِبي ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ق َو ِم َن ا ْلم َغ ِ ِ ِ‬ ‫ال َوا ْل َج ُن ِ‬ ‫شِ‬ ‫ون َخ ِ‬ ‫ار ِ‬ ‫وب‪،‬‬ ‫اهلل‪َ ،‬وأَ ْنتُ ْم َم ْ‬ ‫ون ِم َن ا ْل َم َ‬ ‫ار ًجا‪َ .‬وَيأْتُ َ‬ ‫وح َ‬ ‫ط ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫ارب َوم َن ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪65‬‬ ‫ون ِ‬ ‫اهلل‪ .‬و ُهوَذا ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫ون ِفي ملَ ُك ِ‬ ‫ين»‪".‬‬ ‫آخ ِر َ‬ ‫ون َي ُكوُن َ‬ ‫ين‪َ ،‬وأ ََّولُ َ‬ ‫ون أ ََّولِ َ‬ ‫ون َي ُكوُن َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫َوَيتَّ ِك ُئ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ما قاله السيد هنا هو شرح لمثل العشر عذارى‪.‬‬ ‫الباب الضيق= قول مستعار من العرف الذي كان متبعاً في األعراس في ذلك الوقت‪ ،‬فقد كانت األعراس تقام‬

‫ليالً‪ ،‬وكانت البيوت تزين بالمصابيح‪ ،‬ويدخلها المدعوون من باب صغير يغلق عقب دخولهم جميعاً‪ .‬ثم يتمتعون‬ ‫باألفراح واألنوار‪ ،‬أما الذين ُيرفضون فكان ال يفتح لهم الباب مهما قرعوا ويستمروا في الظلمة الخارجية‪ .‬والسيد‬ ‫هنا يعلن هالك المتهاونين الذين ال يدخلون من الباب الضيق أي ال يحتملوا الضيقات المتعلقة بالحياة المقدسة‬

‫ويبين خ الص المجاهدين الذين يحتملونها‪ .‬والباب الضيق معناه أن نتخلى عن الشهوات الجسدية‪ ،‬ونقبل‬ ‫اإلضطهاد ألجل إسم المسيح‪ .‬والباب الضيق ضيق في بدايته على األرض‪ ،‬ولكنه في الداخل مملوء تعزيات‬

‫والنهاية مجد أبدي‪ .‬واجابة رب المجد ال تهتم بعدد الذين يخلصون بل بكيفية الخالص‪ .‬فهو لم يجيب على‬

‫سؤال "أقليل هم الذين يخلصون"‪ .‬بل أجابه كيف يخلص الناس‪ ..‬أي بالدخول من الباب الضيق وهذا يعني‬ ‫الجهاد والتخلي عن الملذات الزمنية‪ .‬والباب الضيق هو حفظ أوامر اإلنجيل والثبات على اإليمان مهما كانت‬

‫‪68‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫الشدائد‪ .‬الباب الضيق هو طريق الصليب وبهذا أتحد بالمسيح فتكون لي حياة وأكون في نور‪ .‬والحظ في آية‬

‫(‪ )11‬قوله واجتاز‪ ..‬ويسافر نحو أورشليم= وهذا هو السفر األخير حيث سيصلب هناك وبهذا نفهم أنه إختار‬ ‫الطريق الضيق‪ ،‬طريق الصليب‪ .‬وأغلق الباب= بعد أن أدخل القديسين بعد الدينونة‪ ،‬أو بنهاية الحياة اآلن‪.‬‬

‫تقفون خارجاً وتقرعون= بعد أن أروا المجد المعد يشتاقون للدخول لكنهم يبقون في الظلمة الخارجية‪ ،‬خارج‬ ‫أورشليم السماوية‪ .‬ال أعرفكم= ليس بمعنى أنه يجهلهم بل هم غير مستحقين أن يكونوا في معرفته‪ .‬أكلنا قدامك‬

‫وشربنا= هناك من يظن أن مجرد التناول من الجسد والدم يخلصه‪ .‬من أين أنتم= هؤالء ليسوا من اهلل‪ ،‬وهم لم‬ ‫يحبوا اهلل‪ ،‬بل أحبوا العالم‪ .‬علمت في شوارعنا= لكن تعاليمه ذهبت صرخة في و ٍاد فهم لم يقبلوا أن ينفذوها‪.‬‬

‫ويأتون من المشارق ومن المغارب= إشارة لقبول األمم في الكنيسة‪ِ .‬‬ ‫آخرون يكونون أولين= األمم الوثنيين‬ ‫صاروا أولين في ملكوت اهلل‪ .‬أولون يكونون ِ‬ ‫آخرين= اليهود أبناء اهلل أوالً صاروا مرفوضين لرفضهم المسيح‪.‬‬ ‫وكم من أشخاص نظن نحن أننا أفضل منهم اآلن وسنجدهم يسبقوننا في الملكوت‪.‬‬

‫اخر ْج واذ َ ِ‬ ‫ض ا ْلفَِّر ِ‬ ‫‪ِ ِ 61‬‬ ‫ِ‬ ‫َن‬ ‫هه َنا‪ ،‬أل َّ‬ ‫َّم َب ْع ُ‬ ‫ين قَ ِائلِ َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫ْه ْب م ْن ُ‬ ‫ين لَ ُه‪َ ُ ْ «:‬‬ ‫اآليات (لو‪ " -:)60-61:16‬في ذل َك ا ْل َي ْوم تَقَد َ‬ ‫‪61‬‬ ‫شي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِفي ا ْل َي ْوَم َو َغ ًدا‪،‬‬ ‫ضوا َوقُولُوا لِه َذا الثَّ ْعلَ ِب‪َ :‬ها أَ​َنا أ ْ‬ ‫ين‪َ ،‬وأَ ْ‬ ‫َن َي ْقتُلَ َك»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫س ُي ِر ُ‬ ‫ير ُ‬ ‫اط َ‬ ‫ام ُ‬ ‫ُخ ِر ُج َ َ‬ ‫ود َ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪ْ « :‬‬ ‫هُ‬ ‫َسير ا ْليوم و َغ ًدا وما يلِ ِ‬ ‫وِفي ا ْليوِم الثَّالِ ِث أُ َك َّم ُل‪66 .‬ب ْل ي ْنب ِغي أ ْ ِ‬ ‫َن َي ْهلِ َك َن ِب ٌّي َخ ِ‬ ‫ار ًجا َع ْن‬ ‫يه‪ ،‬ألَنَّ ُه الَ ُي ْم ِك ُن أ ْ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫َْ‬ ‫َن أ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪67‬‬ ‫شلِيم! يا قَ ِاتلَ َة األَ ْن ِبي ِ‬ ‫شلِيم! يا أُور َ ِ‬ ‫اء َور ِ‬ ‫َج َمعَ أ َْوالَ َد ِك‬ ‫ين إِلَ ْي َها‪َ ،‬ك ْم َم َّرٍة أ َ​َرْد ُ‬ ‫سلِ َ‬ ‫ت أَ ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُور َ ُ َ‬ ‫اج َم َة ا ْل ُم ْر َ‬ ‫َ‬ ‫يم‪َ ،‬ياأ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫أ ُ‬ ‫شل ُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫يدوا! ‪ُ 60‬ه َوَذا َب ْيتُ ُك ْم ُيتْ َر ُك لَ ُك ْم َخ َر ًابا! َوا ْل َح َّ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك ْم الَ‬ ‫اج ُة ِف َر َ‬ ‫اح ْي َها‪َ ،‬ولَ ْم تُ ِر ُ‬ ‫اخ َها تَ ْح َ‬ ‫ت َج َن َ‬ ‫َّج َ‬ ‫َك َما تَ ْج َمعُ الد َ‬ ‫ِ‬ ‫ْت تَقُولُ َ ِ ِ‬ ‫ب!»‪" .‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫تَ​َر ْوَن ِني َحتَّى َيأ ِْت َي َوق ٌ‬ ‫ون فيه‪ُ :‬م َب َارٌكاآلتي ِب ْ‬ ‫إذ تحدث ا لسيد عن الباب الضيق‪ ،‬يأتي لوقا بهذه القصة ليشير أن المسيح بإرادته يدخل من الباب الضيق‬ ‫ويذهب للصليب في أورشليم تقدم بعض الفريسيين= هؤالء لم يأتوا ليحذروا الرب حباً فيه‪ ،‬بل هم خافوا على‬ ‫مكاسبهم المادية إذ أروا الجموع قد إلتفت حوله‪ ،‬هم أرادوا أن يخيفوه ليترك المكان‪ .‬ولقد صوروا له هيرودس‬

‫أما السيد فرآه ال يزيد عن كونه ثعلباً ماك اًر لكنه غير قادر أن يؤذي‪ ،‬فال‬ ‫كأسد سيفتك به= يريد أن يقتلك ّ‬ ‫سلطان ألحد أن يؤذي سوى بسماح من اهلل (يو‪.)::-::1::‬‬

‫الثعلب = هو هيرودس أنتيباس (راجع المقدمات) الذي قتل يوحنا المعمدان وحاكم المسيح‪ .‬والثعلب اليفترس بل‬

‫يأكل بقايا الفريسة التى التهمها األسد ‪ .‬ومعركة المسيح الحقيقية ليست مع الثعالب من أمثال هيرودس وقيافا بل‬

‫مع األسد الزائر = إبليس (‪:‬بط‪ . )1 1 7‬وما هذه الثعالب سوى أذناب يحركها هذا العدو الحقيقى إبليس ‪.‬‬

‫ها أنا أخرج شياطين وأشفي‪ ..‬اليوم وغداً= اليوم وغداً هو إصطالح يهودي دارج بمعنى فترة قصيرة محدودة‪.‬‬ ‫والمعنى أن هناك يوم محدد للصلب‪ ،‬وأيامي صارت محدودة على األرض ولن يستطيع هيرودس أن يزيدها أو‬

‫ينقصها‪ .‬ولكن أنا لي عمل جئت ألعمله أخرج شياطين وأشفي= فالسيد هنا يعلن إص ارره على مواصلة خدمته‬ ‫وعمله غير عابئ بأي آالم تقع عليه من هيرودس أو غيره‪ .‬هو ملك سماوي يعمل لبنيان النفوس فيطرد‬

‫عالم بساعته وبمكان صلبه أنه في أورشليم‪ .‬وقوله ينبغي=‬ ‫الشياطين ويشفي‪ ،‬مقدماً للموت نفسه برضاه‪ ،‬وهم ٌ‬ ‫‪69‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثالث عشر)‬

‫أنني سأتمم عملي بكامل حريتي‪ ،‬وسأذهب للصلب بكامل حريتي‪ .‬في اليوم الثالث أُ َك َّم ْل= المسيح سيكمل‬

‫باآلالم (عب‪ )::11‬أي هو سيشابهنا‪ ،‬ويصير مشابهاً لنا في كل شئ بإحتماله اآلالم‪ .‬فاآلالم قد صارت من‬

‫نصيب البشر‪ ،‬والموت أيضاً بسبب الخطية‪ ،‬وحقاً فالمسيح بال خطية‪ ،‬ولكنه صار حامالً لخطايانا‪ ،‬وبالتالي‬

‫معرضاً لآلالم التي نتحملها‪ ،‬وبهذا شابهنا في كل شئ حتى تحمل اآلالم والموت‪.‬‬

‫أما بالنسبة لنا فاهلل يسمح ببعض اآلالم َلن ْك ُمل ونكف عن الخطية (‪:‬بط‪ ):11‬فإن كان المسيح قد تَ َك َّم َل باآلالم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أفال نحتمل اآلالم لكي َن ْك ُم ْل‪ .‬وقوله في اليوم الثالث قد يكون تابعاً لقوله اليوم وغداً كتعبير دارج عن أن المدة‬ ‫التي يقضيها على األرض محددة وستنتهي بصلبه وآالمه‪ ،‬ولكنها أيضا هى نبوة بقيامته في اليوم الثالث حيث‬ ‫ُي َّك ِمل كل شئ‪ ،‬ونقوم معه‪.‬‬

‫ال يمكن أن يهلك نبي خارجاً عن أورشليم= هذه ال يمكن تفسيرها حرفياً فإرمياء قتلوه في مصر مثالً ودانيال‬ ‫مات في بابل‪ .‬ولكن بمقارنة هذه اآلية بما بعدها نفهم‪1‬‬

‫أ‪ .‬أن المسيح يحدد مكان صلبه بأنه في أورشليم‪.‬‬

‫ب‪ .‬أورشليم وصلت لدرجة خطيرة من القسوة والفساد أكثر من أى مكان حتى أصبحت ال تطيق رجال‬

‫اهلل‪ .‬فإن ُو ِج َد نبى اآلن فى أورشليم ال بد وأنهم سيقتلونه‪ .‬ولو وجد هذا النبى فى أى مكان آخر لن‬ ‫يقتله أحد ‪ ،‬لذلك لن يهلك نبى خارج أورشليم ‪ .‬والمسيح أعلى من األنبياء‪ .‬ولكنه يقول نبي إشارة‬ ‫لكل رجال اهلل‪ .‬وبالتالى سيقتلونه‪.‬‬

‫ج‪ .‬لقد قتلت أورشليم الكثير من األنبياء‪ ،‬واضطهدت الباقين عبر الزمن ‪ ،‬وقد وصلت اآلن ألسوأ‬ ‫حاالتها عبر التاريخ‪.‬‬

‫د‪ .‬مع كل قسوة أورشليم‪ ،‬فالمسيح في محبته أتى ليموت عن أورشليم‪.‬‬

‫إذاً المعنى أن أغلب األنبياء قتلهم أهل أورشليم القساة القلوب وهذا ما سيعملونه بي اآلن خصوصا فى حالة‬ ‫الفساد والوحشية التى وصلوا لها ‪.‬‬

‫(آيات‪ 1)77-71‬هنا المسيح يصور نفسه في محبته التي ظهرت عبر العصور من نحو أورشليم‪ ،‬وارساله‬ ‫األنبياء والرسل ليجمع أوالدها ويظللهم بمحبته اإللهية‪ .‬ولكنهم رفضوا كل هذه المحاوالت وقتلوا هؤالء األنبياء‪.‬‬

‫كم مرة أردت‪ ..‬ولم تريدوا= فعدم إرادتي يمكن أن يعطل إرادة اهلل من ناحية خالص نفسي‪ ،‬فاهلل يريد أن الجميع‬ ‫يخلصون (‪:‬تي‪ )111‬والعجيب أن بولس يقول اهلل هو العامل فيكم أن تريدوا (في‪ ):711‬أي يحفز وينشط‬

‫إرادتنا‪ .‬ولكنه ال يجبرنا على شئ رغماً عنا‪ .‬لذلك قال القديس أغسطينوس (اهلل الذي خلقني بدوني ال يقدر أن‬

‫يخلصني بدوني) يا أورشليم يا أورشليم= التكرار فيه رنة حزن فهي حين ترفضه ستهلك‪ .‬هوذا بيتكم ُيترك لكم‬ ‫خراباً= البيت يشير للهيكل ويشير ألورشليم نفسها وكالهما َخ ِرب تماماً سنة ‪3:‬م على يد تيطس‪ .‬إنكم ال‬ ‫ترونني= بعد أن أصلب لن ترونني إالّ حينما آتي للدينونة‪ .‬حتى تقولون مبارك اآلتي باسم الرب= هذه نبوة‬ ‫برجوع إسرائيل في آخر اآليام‪ ،‬ويشير بولس الرسول لنفس المعنى (رو‪ )7:+7:+1:+171::‬ويشير زكريا‬

‫لنفس الشئ (زك‪ +::1:1‬هو‪.)717‬‬

‫‪70‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الرابع عشر‬ ‫(إبراء المستسق)‬ ‫اآليات (لو‪)3-1:17‬‬ ‫اء ا ْلفَِّر ِ‬ ‫اآليات (لو‪1" -:)3-1:17‬وِا ْذ جاء إِلَى ب ْي ِت أَح ِد ر َؤس ِ‬ ‫الس ْب ِت لِ َيأْ ُك َل ُخ ْب ًزا‪َ ،‬كا ُنوا ُي َر ِاق ُبوَن ُه‪.‬‬ ‫ين ِفي َّ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ين وا ْلفَِّر ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫سوعُ َو َكلَّم َّ‬ ‫‪َ 1‬وِا َذا إِ‬ ‫ين ِق ِائالً‪َ «:‬ه ْل َي ِح ُّل ِ‬ ‫اء ِفي‬ ‫ي‬ ‫اب‬ ‫َج‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫َّام‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ان‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اإل ْب َر ُ‬ ‫اموس ِّي َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫أج َابهم َوقَ َ‬ ‫سقُطُ ح َم ُارهُ أ َْو ثَْوُرهُ في ِب ْئ ٍر َوالَ َي ْن ُ‬ ‫شلُهُ‬ ‫س َك ُه َوأ َْب َأرَهُ َوأَ ْطلَقَ ُه‪ .‬ثُ َّم َ‬ ‫ال‪َ «:‬م ْن م ْن ُك ْم َي ْ‬ ‫س َكتُوا‪ .‬فَأ َْم َ‬ ‫الس ْبت؟» فَ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫يبوهُ َع ْن ذلِ َك‪" .‬‬ ‫َحاالً ِفي َي ْوِم َّ‬ ‫الس ْب ِت؟» َفلَ ْم َي ْق ِد ُروا أ ْ‬ ‫َن ُي ِج ُ‬ ‫اآليات السابقة كانت عن رفض الفريسيين للمسيح ومحاولة طرده وعن آالم المسيح‪ .‬وهنا نرى أن آالمه هي‬

‫لخالص هؤالء الذين يتآمرون عليه‪ ،‬هو أتى لراحتهم أما هم فرفضوه‪.‬‬

‫دعا هذا الفريسي السيد المسيح لوليمة‪ ،‬وكانوا يعدون أطعمة فاخرة يوم الجمعة ليأكلوها يوم السبت‪ .‬كانوا‬

‫يراقبونه= إذاً الدعوة ليست عن محبة بل كانوا يتوقون أن يتصيدوا عليه أي خطأ‪ ،‬ألن السيد كثي اًر ما وبخهم‬

‫باإلضافة لحسدهم ضده‪ .‬وغالباً فهم أتوا بهذا المريض يوم سبت وهم يعرفون شفقة المسيح وحنانه على المرضى‬ ‫وأنه سيشفيه يوم سبت‪ .‬مرض اإلستسقاء= هو تراكم الماء بين األمعاء وغشاء البطن فتنتفخ البطن فالجسم ال‬

‫يستفيد بالماء بل يختزنه بال فائدة‪.‬‬

‫الشفاء في السبت= راجع (لو‪ + ):3-::1:7‬كتاب متى (مت‪ +1-:1:1‬مت‪):1-:1:1‬‬

‫عدم إجابتهم على سؤال السيد المسيح= فسكتوا= يفضح خبث نيتهم‪ ،‬فهم ينتظرون أن يقوم المسيح بعمل الشفاء‬

‫ليشتكوا عليه‪ .‬فأمسكه= إشارة لعمل المسيح بتجسده ليمسك نسل إبراهيم الهاربين منه (عب‪ .)::11‬وأبرأه=‬ ‫فدمه غفر خطايانا (‪:‬يو‪ ]:[ .)31:‬هو يريد إبراء وشفاء البشر [‪ ]1‬ويريد تصحيح مفهوم هؤالء عن السبت‪.‬‬ ‫فالسبت للعبادة وعمل الخير وليس كما يفهمونه أن يجلسوا بال عمل‪ .‬وأطلقه= المسيح حررنا من سلطان إبليس‬

‫(يو‪.)7:11‬‬

‫هذا المريض يرمز للبشرية التي إنتفخت من شرب مياه العالم واستعبدت للشياطين‪ .‬فمريض اإلستسقاء كلما‬

‫شرب يشعر بالعطش (أر‪ +:711‬يو‪ ):711‬وخطوات الشفاء التي إتبعها المسيح مع هذا المريض هي نفس‬ ‫الخطوات التي إتبعها مع البشر في شفائهم وتحريرهم= أمسكه‪ /‬أبرأه‪ /‬أطلقه‪.‬‬

‫(لو‪)17-7:17‬‬

‫‪71‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)‬ ‫‪7‬‬ ‫اختَاروا ا ْلمتَّ َك ِ‬ ‫آت األُولَى ِق ِائالً لَ ُه ْم‪َ «2 :‬متَى‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)11-7:17‬وقَ َ‬ ‫ين َمثَالً‪َ ،‬و ُه َو ُيالَ ِحظُ َك ْي َ‬ ‫ال لِ ْل َم ْد ُع ِّو َ‬ ‫ف ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ُد ِع َ ِ‬ ‫َح ٍد إِلَى ُع ْر ٍ‬ ‫اك‬ ‫ون قَ ْد ُد ِع َي ِم ْن ُه‪ .‬فَ َيأ ِْت َي الَِّذي َد َع َ‬ ‫ئ ِفي ا ْل ُمتَّ َكِإ األ ََّو ِل‪ ،‬لَ َع َّل أَ ْك َرَم ِم ْن َك َي ُك ُ‬ ‫يت م ْن أ َ‬ ‫س فَالَ تَتَّك ْ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول لَ َك‪ :‬أ ْ ِ‬ ‫ئ‬ ‫َوِايَّاهُ َوَيقُ َ‬ ‫يت فَاذ َ‬ ‫ير‪َ .‬ب ْل َمتَى ُد ِع َ‬ ‫ْه ْب َواتَّك ْ‬ ‫َعط َم َكا ًنا له َذا‪ .‬فَحي َنئذ تَ ْبتَدئُ ِب َخ َجل تَأْ ُخ ُذ ا ْل َم ْوض َع األَخ َ‬ ‫ض ِع األ ِ‬ ‫ِفي ا ْلمو ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ام‬ ‫اء الَِّذي َد َع َ‬ ‫يق‪ْ ،‬ارتَ ِف ْع إِلَى فَ ْو ُ‬ ‫ص ِد ُ‬ ‫ق‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ َي ُك ُ‬ ‫َْ‬ ‫اك َيقُو ُل لَ َك‪َ :‬يا َ‬ ‫ير‪َ ،‬حتَّى إِ َذا َج َ‬ ‫ون لَ َك َم ْج ٌد أ َ‬ ‫َم َ‬ ‫‪11‬‬ ‫َن ُك َّل م ْن يرفَع َن ْفس ُه يتَّ ِ‬ ‫س ُه َي ْرتَ ِفعُ»‪".‬‬ ‫ين َم َع َك‪ .‬أل َّ‬ ‫ا ْل ُمتَّ ِك ِئ َ‬ ‫ضعُ َو َم ْن َي َ‬ ‫َ َْ ُ َ َ‬ ‫ضعُ َن ْف َ‬ ‫ربما الحظ السيد المسيح في هذه الوليمة تسابق الفريسيين على الجلوس بكبرياء في أماكن الصدارة فالروح‬

‫اليهودية روح متعجرفة تجري وراء الكرامات بطريقة غير الئقة‪ ،‬ومن يفعل هذا يصير مكروهاً وموضع سخرية‪.‬‬

‫والمسيح يعلمنا أن نصير مثله متضعين‪ ،‬نختار المكان األخير‪ ،‬ألم يتضع هو ويصير عبداً فلنتشبه به لنوجد‬

‫معه خالل روح اإلتضاع‪ .‬ال بشعور النقص وال عن تغصب‪ ،‬بل لنلتقي بالمسيح ونشترك معه في المكان أو‬ ‫المتكأ األخير‪ .‬حين نأخذ المتكأ األخير سنجد المسيح هناك‪ ،‬فتشعر بوجوده بجانبك ويفرحك‪.‬‬

‫ولكن إن تصارعنا للجلوس في مكان الكرامة‪ ،‬أي المتكأ األول لن نجد المسيح في هذا المكان‪ ،‬أي لن نشعر‬

‫بفرحة الشركة معه‪( .‬يع‪ +::-:1:‬مز‪ +:317:‬إش‪ +:7173‬مت‪: +1:1::‬بط‪ +717‬أم‪ .)::1:3‬وعموماً‬ ‫فالنفس التي تثبتت عينيها على الملكوت ال تعود تطيق كرامات الدنيا‪ .‬والعكس فالمتكبر يتصارع إلثبات نفسه‬

‫بجلوسه في المتكآت األولى‪ ،‬غير شاعر أن الناس تسخر منه‪ ،‬وهو ال يشعر لعماه وعماه سببه كبرياءه‪.‬‬

‫تطبيق روحي‪ 1‬الرب يسوع هو صاحب العرس‪ ،‬وهو يدعونا لكنيسته‪ ،‬فمن يختار أن يحيا في إتضاع سيرفعه في‬ ‫مجده‪ ،‬ويمأله هنا من روحه‪ .‬المسيح يريدنا أن نعتبر أنفسنا غير كفؤ للمتكأ األول بل لألخير‪ ،‬ويرفعنا هو‪ .‬ألن‬

‫كل من يرفع نفسه يتضع= أحسن مثال لذلك الشيطان نفسه (إش‪ ):7-::1:1‬ومن يضع نفسه يرتفع= هذا‬ ‫ما حدث مع المسيح نفسه (في‪.):-311‬‬

‫‪11‬‬ ‫شاء فَالَ تَ ْدعُ أ ِ‬ ‫ال أ َْي ً ِ ِ‬ ‫اء َك َوالَ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)17-11:17‬وقَ َ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫ْ‬ ‫َصدقَ َ‬ ‫اء أ َْو َع َ ً‬ ‫ت َغ َد ً‬ ‫ضا للَّذي َد َعاهُ‪«:‬إِ َذا َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َيافَ ًة‬ ‫اء‪ ،‬لِ َئالَّ َي ْد ُع َ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫ضا‪ ،‬فَتَ ُك َ‬ ‫ير َ‬ ‫وك ُه ْم أ َْي ً‬ ‫ون لَ َك ُم َكافَاةٌ‪َ .‬ب ْل إِ َذا َ‬ ‫ان األَ ْغن َي َ‬ ‫إِ ْخ َوتَ َك َوالَ أَق ِْرَب َ‬ ‫اء َك َوالَ ا ْلج َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫فَ ْادعُ‪ :‬ا ْلمس ِ‬ ‫س لَ ُهم َحتَّى ُي َكافُ َ َّ‬ ‫ون لَ َك الطُّ َ ِ‬ ‫ام ِة‬ ‫ين‪ ،‬ا ْل ُج ْدعَ‪ ،‬ا ْل ُع ْر َج‪ ،‬ا ْل ُع ْم َي‪ ،‬فَ َي ُك َ‬ ‫اك َ‬ ‫َ َ‬ ‫وبى إ ْذ لَ ْي َ ْ‬ ‫وك‪ ،‬ألَن َك تُ َكافَى في ق َي َ‬ ‫األ َْب َر ِ‬ ‫ار»‪".‬‬

‫إكرام المساكين له مكافأته ألن المسيح يضع نفسه مكان المسكين والفقير والمريض والمحتاج (مت‪-7:117‬‬

‫‪ .)1:‬ويا ليتنا ال نضطرب حينما ال ُيرد لنا اللطف باللطف‪ ،‬ألننا إن تقبلنا من الناس ال ننال ما هو أكثر مما‬ ‫أعطيناه لهم من لطف وخدمات‪ ،‬أما إذا لم ُيرد لنا من البشر فاهلل يرده لنا‪.‬‬

‫الج ْدع= هم الذين بال ذراع أو بال ذراعين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫علينا أن نفكر أن ال نعطي لنأخذ (وليمة بوليمة)‪ ،‬بل مغبوط هو العطاء أكثر من األخذ‪ .‬ولكن ليس معنى كالم‬ ‫المسيح أنه يمنع والئم المحبة بين الناس‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫ال لَ ُه‪«:‬طُوبى لِم ْن يأْ ُك ُل ُخ ْب ًاز ِفي ملَ ُك ِ‬ ‫اآليات (لو‪َ 10" -:)17-10:17‬فلَ َّما س ِمع ذلِ َك و ِ‬ ‫وت‬ ‫ين قَ َ‬ ‫اح ٌد ِم َن ا ْل ُمتَّ ِك ِئ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يما َوَد َعا َكث ِ‬ ‫شاء ل َيقُو َل‬ ‫اهلل»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اعة ا ْل َع َ‬ ‫ص َن َع َع َ‬ ‫ير َ‬ ‫سٌ‬ ‫س َ‬ ‫س َل َع ْب َدهُ في َ‬ ‫ين‪َ ،‬وأ َْر َ‬ ‫ش ً‬ ‫ان َ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬إِ ْن َ‬ ‫اء َعظ ً‬ ‫ُعدَّ‪12 .‬فَ ْابتَ َدأَ ا ْلج ِميع ِب أر ٍ ِ ٍ‬ ‫شي ٍء قَ ْد أ ِ‬ ‫ين‪ :‬تَ َعالَ ْوا أل َّ َّ‬ ‫ت‬ ‫ال لَ ُه األ ََّو ُل‪ :‬إِ ِّني ا ْ‬ ‫ون‪ .‬قَ َ‬ ‫شتَ​َرْي ُ‬ ‫ستَ ْعفُ َ‬ ‫لِ ْل َم ْد ُع ِّو َ‬ ‫ْي َواحد َي ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َن ُكل َ ْ‬ ‫‪13‬‬ ‫اج َبقَ ٍر‪َ ،‬وأَ​َنا‬ ‫س َة أ َْزَو ِ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫آخ ُر‪ :‬إِ ِّني ا ْ‬ ‫ال َ‬ ‫َن تُ ْع ِف َي ِني‪َ .‬وقَ َ‬ ‫َسأَلُ َك أ ْ‬ ‫ضطٌَّر أ ْ‬ ‫شتَ​َرْي ُ‬ ‫َح ْقالً‪َ ،‬وأَ​َنا ُم ْ‬ ‫َخ ُر َج َوأَ ْنظُ َرهُ‪ .‬أ ْ‬ ‫ت َخ ْم َ‬

‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫َن أ ِ‬ ‫َم ٍ‬ ‫يء‪11 .‬فَأَتَى ذلِ َك‬ ‫ال َ‬ ‫َن تُ ْع ِف َي ِني‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ام َأر ٍَة‪َ ،‬فلِذلِ َك الَ أَق ِْد ُر أ ْ‬ ‫َسأَلُ َك أ ْ‬ ‫آخ ُر‪ :‬إِ ِّني تَ​َزَّو ْج ُ‬ ‫اض أل َْمتَح َن َها‪ .‬أ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫ت ِب ْ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍِ ِ‬ ‫اخر ْج َع ِ‬ ‫ش َو ِ‬ ‫ار ِع ا ْل َم ِدي َن ِة َوأ َِزقَِّت َها‪َ ،‬وأ َْد ِخ ْل‬ ‫ب َر ُّ‬ ‫ا ْل َع ْب ُد َوأ ْ‬ ‫اجالً إِلَى َ‬ ‫س ِّي َدهُ ِبذل َك‪ .‬حي َنئذ َغض َ‬ ‫َخ َب َر َ‬ ‫ب ا ْل َب ْيت‪َ ،‬وقَا َل ل َع ْبده‪ُ ْ :‬‬ ‫‪11‬‬ ‫إِلَى ُه َنا ا ْلمس ِ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫َم ْر َ‬ ‫ين َوا ْل ُج ْد َ‬ ‫ضا َم َك ٌ‬ ‫اك َ‬ ‫وج ُد أ َْي ً‬ ‫ت‪َ ،‬وُي َ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬قَ ْد َ‬ ‫ع َوا ْل ُع ْر َج َوا ْل ُع ْم َي‪ .‬فَقَا َل ا ْل َع ْب ُد‪َ :‬يا َ‬ ‫َ َ‬ ‫ص َار َك َما أ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجات َوأَْل ِزم ُهم ِب ُّ ِ‬ ‫اخ ُر ْج إِلَى الطُُّر ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫ق َو ِّ‬ ‫الس ِّي ُد ل ْل َع ْبد‪ْ :‬‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ئ َب ْيتي‪ ،‬أل َِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِنَّهُ‬ ‫الس َي َ‬ ‫الد ُخول َحتَّى َي ْمتَل َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫اح ٌد ِم ْن أ ِ‬ ‫لَ ْيس و ِ‬ ‫الر َج ِ‬ ‫ش ِائي»‪".‬‬ ‫ُولئ َك ِّ‬ ‫وق َع َ‬ ‫ين َي ُذ ُ‬ ‫ال ا ْل َم ْد ُع ِّو َ‬ ‫َ َ‬ ‫كانت آخر كلمات السيد ألنك تكافئ في قيامة األب ارر (آية‪ .):1‬والحظ هذا أحد المتكئين‪ ،‬أن السيد يتكلم عن ما‬

‫بعد القيامة‪ .‬وكان من الفريسيين بالتأكيد الذي يؤمنون بالقيامة وليس من الصدوقيين الذين ينكرونها‪ .‬وكان فكر‬

‫خبز‬ ‫الفريسيين عن القيامة أن المسيح سيأتي ليملك على األرض وسيقيم لهم وليمة عظيمة يقدم فيها لضيوفه اً‬

‫أسموه خبز الملكوت‪ ،‬وأنواعاً فاخرة من األطعمة المصنوعة من لحوم البهائم واألسماك والطيور وال سيما لحم‬ ‫الثور العظيم المسمى بهيموث المذكور في (أي‪ .):711:‬ومن لحم طير عظيم يشبه الجمل في الجسم ويسقيهم‬

‫خم اًر معتقة منذ بدء الخليقة ويطعمهم فاكهة لذيذة من أثمار الفردوس‪ .‬فقول الرجل خب ازً في ملكوت اهلل= هو‬ ‫إشارة لهذا المفهوم‪ .‬وكان رد المسيح على هذا الشخص يعني أن حرمان بعض الناس من دخول الملكوت ليس‬

‫ناتجاً عن عدم دعوة اهلل لهم‪ ،‬لكن هو ناتج عن عدم قبولهم دعوة اهلل‪ .‬وأن الذين سيحظون بالدخول إلى ملكوت‬

‫اهلل هم أبعد الناس ع ن فكر الناس‪ ،‬فالذين يدخلون هم المساكين والجدع والعرج والعمي‪ .‬فإذا كان هؤالء هم بنو‬ ‫الملكوت أفال تدعونهم أنتم في والئمكم‪ .‬أصحاب العهود رفضوا الدخول مثل الفريسيين والكهنة‪ ،‬وسبقهم‬

‫المساكين‪ ،‬شعب اهلل اليهودي أغلبه ُرِفض وسبقهم األمم للدخول‪.‬‬ ‫إنسان صنع عشاء= اإلنسان هو اهلل اآلب‪ .‬دعا= اهلل يريد أن الجميع يخلصون‪ .‬عشاء عظيماً= هو وليمة‬

‫سمائية‪ ،‬ليست طعاماً وشراباً‪ ،‬بل سعادة سماوية يذوق المدعوون بعض أطايبها الروحية كعربون هنا على‬ ‫األرض من مائدة اإلفخارستيا هو صنع هذا العشاء بموت إبنه على الصليب‪ .‬ويسميها عشاء إذ تعطي في آخر‬

‫العمر‪ ،‬فال سعادة تفوقها‪ .‬ودعا كثيرين= الدعوة وجهت أوالً لليهود ولما رفضوها وجهت لألمم‪ .‬وأرسل عبده=‬ ‫هو المسيح الذي أخذ صورة عبد‪ .‬ألن كل شئ قد أعد= لقد تم الفداء والتصالح‪ ،‬وانفتحت أبواب السماء لإلنسان‬ ‫بعد أن غفر المسيح خطايا البشر بدمه‪ .‬وحصل البشر على التبني‪ .‬إبتدأ الجميع= أغلب اليهود رفضوا المسيح‪،‬‬

‫ولكن قلة آمنت به مثل نيقوديموس‪ .‬يستعفون= يختلقون األعذار‪ ،‬إلنغماسهم في الزمنيات والشهوات‪ ،‬وانحدار‬

‫الفكر نحو األمور المادية‪ .‬وكم مرة دعانا اهلل للتوبة واعتذرنا‪ .‬وكم مرة دعينا للكنيسة واعتذرنا‪ .‬والحظ أن اهلل‬ ‫أرسل أنبيائه للشعب اليهودي يدعوهم وأخي اًر أرسل إبنه‪ .‬والحظ األعذار التي قيلت‪ ،‬فهي إنما تعبر عن أنهم‬

‫‪73‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫منغمسين في الدنيا‪ ،‬لقد ألهتهم الدنيا عن خالص أنفسهم‪ ،‬أموالهم ومقتنياتهم صارت شغلهم الشاغل وابتعدوا عن‬

‫اهلل‪ ،‬وانشغلوا باألسباب الدنيوية عن خالص نفوسهم‪.‬‬

‫األول‪ 1‬نجده يصطنع الضرورة= أنا مضطر= هذا لم يشتري األرض بل باع نفسه لألرض‪ ،‬هو صار أرضي‬ ‫ونسى أنه غريب على األرض‪ ،‬وانهمك في األرضيات‪ .‬هذا مثل من يشغله عمله العمر كله وال يعطي‬

‫وقتاً هلل‪.‬‬

‫ٍ‬ ‫ماض= هو تمسك بإرادته العنيدة ورأيه الخاص‪ ،‬والحظ أن عذره غير منطقي‪ ،‬فمن يشتري بقر‬ ‫الثاني‪ 1‬يقول أنا‬ ‫يمتحنه قبل الشراء وليس بعده‪ .‬وامتحان البقر يتم صباحاً وليس وقت العشاء‪.‬‬

‫الثالث‪ 1‬المتزوج حديثاً يعفيه الناموس من الخروج للحرب وليس عن خالص نفسه وهل هذا عذر‪ ،‬فلماذا ال يأتي‬ ‫هو وعروسه معه ليقدس اهلل هذه الرابطة الجديدة‪.‬‬

‫قد يشير هؤالء الثال ثة لرفض اليهود للمسيح بسبب إهتمامهم باألرضيات وجمع األموال وحسدهم للمسيح إللتفاف‬ ‫منا من الذين يهملون دعوة المسيح لهم للخالص‪ .‬وأمام‬ ‫الناس حوله‪ ،‬وعنادهم‪ .‬لكنهم مازالوا يشيرون لكل واحد ّ‬ ‫رفض اليهود أصحاب الملكوت دعوة المسيح‪ ،‬وجه المسيح دعوته للمساكين والجدع والعرج والعمي= وهؤالء‬ ‫يشيرون للخطاة والمنبوذين من إسرائيل كالعشارين‪ ،‬ويشيرون لألمم الذين كانوا مرفوضين فقبلهم اهلل في ملكوته‪.‬‬

‫الطرق والسياجات= إشارة أيضاً لألمم في كل مكان (أع‪ .):1:1‬حتى يمتلئ بيتي= إشارة لكثرة المؤمنين‬

‫(رؤ‪ .):13‬المساكين= األمم إذ ليس لهم كنوز الكتاب المقدس التي كانت لليهود‪ .‬الجدع والعرج= األمم إذ ليس‬

‫لهم القدرة على الحركة أو العمل الروحي‪ .‬العمي= األمم إذ ليس لهم أي بصيرة روحية داخلية‪ .‬الطرق‬

‫والسياجات= األمم إذ كانوا خارج بيت اهلل‪ .‬خارج الحظيرة‪ .‬الزمهم بالدخول= البعيدين عن اهلل كاألمم يحتاجون‬ ‫لقوة تدفعهم إذ هم غير فاهمين‪ ،‬وهي ليست قوة قهر بل قوة إقناع (أر‪ .)311:‬يذوقون عشائي= عشاء عرس‬

‫الخروف (رؤ‪ ):-31::‬والحظ قوله في (آية‪ )11‬يوجد أيضاً مكان= فالخالص مقدم للجميع‪ ،‬لكل من يقبل‪.‬‬

‫والحظ في (رؤ‪ )1:17‬قول الرب "أتعشى معه وهو معي" فأتعشى معه تشير للعربون الذي نحصل عليه هنا‬ ‫على األرض من شبع بشخص المسيح‪ .‬وهو معي تشير لما ُذ ِك َر هنا عن عشاء ُعرس الخروف في السماء‪.‬‬ ‫ويسمى عشاء ألنه يشير للراحة في نهاية يوم متعب‪ .‬ولكن لألسف فهناك عشاء آخر لطيور السماء (الشياطين)‬ ‫يلتهموا فيها أعداء اهلل (رؤ‪.):1-:31::‬‬

‫اآليات (لو‪)17-10:17‬‬

‫(لو‪)60-10:17‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)63-67:15‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫َح ٌد َيأ ِْتي إِلَ َّي‬ ‫ت َوقَ َ‬ ‫ين َم َع ُه‪ ،‬فَا ْلتَفَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪« :‬إِ ْن َك َ‬ ‫س ِائ ِر َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)17-10:17‬و َك َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫يرةٌ َ‬ ‫ان ُج ُموعٌ َكث َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ُم ُه وام أرَتَ ُه وأَوالَ َده وِا ْخوتَ ُه وأ َ ِ ِ‬ ‫ون لِي ِت ْل ِمي ًذا‪َ .‬و َم ْن الَ‬ ‫ضا‪ ،‬فَالَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َوالَ ُي ْب ِغ ُ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫س ُه أ َْي ً‬ ‫َخ َواته‪َ ،‬حتَّى َن ْف َ‬ ‫ض أ َ​َباهُ َوأ َّ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ‬ ‫ي ْح ِم ُل ِ‬ ‫ون لِي ِت ْل ِمي ًذا‪" .‬‬ ‫يب ُه َوَيأ ِْتي َو َرِائي فَالَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫صل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪74‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫في اآليات السابقة كلمنا عن أن اهلل يدعو الجميع للملكوت وابتداء من هنا نسمع شروط الدخول للملكوت‪ .‬وفي‬ ‫هذه اآليات نسمع أول شرط وهو محبة اهلل أكثر من أي أحد والشرط الثاني هو حمل الصليب فلن يقدر على‬

‫حمل الصليب إال من أحب اهلل حتى أكثر من نفسه‪ .‬يبغض= تترجم أيضاً يحب أقل‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫النفَقَ َة‪َ ،‬ه ْل ِع ْن َدهُ َما‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)60-12:17‬و َم ْن ِم ْن ُك ْم َو ُه َو ُي ِر ُ‬ ‫س أ ََّوالً َوَي ْحس ُ‬ ‫يد أَ ْن َي ْبن َي ُب ْر ًجا الَ َي ْجل ُ‬ ‫‪65‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الن ِ‬ ‫َن ُي َك ِّم َل‪ ،‬فَ َي ْبتَِدئَ َج ِميعُ َّ‬ ‫ين‪ :‬ه َذا‬ ‫اس َوالَ َي ْق ِد َر أ ْ‬ ‫ُون ِب ِه‪ ،‬قَ ِائلِ َ‬ ‫ين َي ْه َأز َ‬ ‫اظ ِر َ‬ ‫َي ْل َزُم لِ َك َمالِ ِه؟ لِ َئالَّ َي َ‬ ‫َس َ‬ ‫ض َع األ َ‬ ‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫َي ملِ ٍك إِ ْن َذ َه ِ‬ ‫ِ‬ ‫س أ ََّوالً‬ ‫ان ْابتَ َدأَ َي ْب ِني َولَ ْم َي ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬ ‫ب ل ُمقَاتَلَة َملك آ َخ َر في َح ْر ٍب‪ ،‬الَ َي ْجل ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َن ُي َك ِّم َل‪َ .‬وأ ُّ َ‬ ‫شرِة آالَ ٍ‬ ‫شاور‪َ :‬ه ْل يستَ ِطيع أ ْ ِ‬ ‫‪َّ 61‬‬ ‫يدا‪ُ ،‬ي ْر ِس ُل‬ ‫ف الَِّذي َيأ ِْتي َعلَ ْي ِه ِب ِع ْ‬ ‫ام ذلِ َك َب ِع ً‬ ‫ش ِر َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َن ُيالَق َي ِب َع َ َ‬ ‫َوَيتَ َ َ ُ‬ ‫ين أَْلفًا؟ َوِاال فَ َما َد َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫‪ِ 66‬‬ ‫ِ‬ ‫ون لِي ِت ْل ِمي ًذا‪.‬‬ ‫سأَ ُل َما ُه َو لِ ُّ‬ ‫يع أ َْم َوالِ ِه‪ ،‬الَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫لص ْل ِح‪ .‬فَ َكذل َك ُك ُّل َواحد م ْن ُك ْم الَ َيتُْر ُك َجم َ‬ ‫سفَ َارةً َوَي ْ‬ ‫‪60‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 67‬‬ ‫صلُ ُح أل َْر ٍ‬ ‫ط َر ُحوَن ُه َخ ِ‬ ‫ار ًجا‪َ .‬م ْن لَ ُه‬ ‫ض َوالَ لِ َم ْزَبلَ ٍة‪ ،‬فَ َي ْ‬ ‫صلَ ُح؟ الَ َي ْ‬ ‫س َد ا ْلم ْل ُح‪ ،‬فَ ِب َما َذا ُي ْ‬ ‫«اَْلم ْل ُح َج ِّي ٌد‪َ .‬ولك ْن إِ َذا فَ َ‬ ‫أُ ُذ َن ِ‬ ‫س َم ْع»‪".‬‬ ‫ان لِ َّ‬ ‫لس ْم ِع‪َ ،‬ف ْل َي ْ‬

‫هنا نرى شرطاً ثالثاً لدخول الملكوت أال وهو دفع النفقة‪ .‬فمن أراد أن يتبع يسوع سيكون عليه نفقة وهي التضحية‬

‫بكل ما في العالم حتى العالقات األسرية العادية‪ ،‬إن كانت ستعطلنا عن حب يسوع‪ ،‬وقبول حمل الصليب حباً‬ ‫في يسوع (وهذا موضوع اآليات السابقة ‪ .)13-17‬ومن يتبع يسوع سيبني برجاً من الفضائل‪ ،‬البرج يشير لحياته‬ ‫السمائية واإلرتفاع يشير للنمو في الفضائل‪ ،‬واإلبتعاد عن الملذات الدنيوية‪ .‬فالبرج هو حياة في السمائيات‬

‫(كو‪ .) :17‬واإلبتعاد عن ملذات العالم هو النفقة وهو صليب إختياري "أقمع جسدي وأستعبده" (‪:‬كو‪.)131:‬‬ ‫المسيح بمثل البرج ال يريد تثبيط الهمم من ناحية الخالص‪ ،‬فهو يريد أن جميع الناس يخلصون‪ ،‬إنما يريد أن‬

‫يشرح أن من يتبعه عليه أن ال ينشغل أو يرتبك باألمور الدنيوية (فالحاجة إلى واحد لو‪ )111::‬ألن مثل هذا‬

‫سريعاً ما يرتد "ديماس تركني إذ أحب العالم الحاضر" (‪1‬تي‪ )::11‬ويكون بهذا عثرة وسخرية‪ .‬ولكن المسيح هنا‬ ‫يواجهنا بالحقائق التي ستواجهنا لنستطيع أن نكمل برج الفضائل‪ .‬ال مانع أن نشعر بضعفنا فقوته في الضعف‬

‫تكمل‪ ..‬وان لم يبني الرب البيت فباطالً تعب البنائين‪ ،‬ولكن علينا أن نثابر ونجاهد إلى النهاية حتى تعمل معنا‬ ‫النعمة‪ ،‬أي نرضى بحمل صليبنا في تسليم‪( .‬الصليب اإلختياري مثل قمع الجسد كالصوم مثال ‪ .‬أما الصليب‬

‫الذى يختاره اهلل فهو تجربة يسمح بها اهلل)‪ .‬والبرج في علوه يكون قاد اًر على إكتشاف األعداء من بعيد ‪ ،‬وهذا‬ ‫سهل لمن يحيا فى السماويات ان يكتشف خداعات الشيطان‪ .‬ومن ال يقبل حمل الصليب ال تعمل فيه قوته‪ ،‬بل‬

‫وته أز به الشياطين الذين يحاربونه بالتجربة لكى يترك طريق المسيح‪ .‬فلن يقدر أن يكمل سوى من يقبل حمل‬ ‫الصليب‪ ،‬ويرضى بحمل األ تعاب واآلالم والتخلي عن الملذات أي ترك ما هو محبوب ملتصقين باهلل‪ .‬نرى في‬ ‫البرج الحياة السمائية‪ ،‬فكلما إرتفعنا نرى السماويات وندرك لذة العشرة مع اهلل‪ ،‬ونتعرف على أس ارره الفائقة‪،‬‬

‫ويصير برجاً حصيناً ضد العدو‪ .‬ولكن كلما إرتفع البرج‪ ،‬يهتاج الشيطان فيثير حرباً ضدنا‪ .‬فكل من يبني برجاً‬ ‫عليه أن يتوقع أن يأتي عليه الملك اآلخر ويحاربه‪ ،‬والملك اآلخر هو إبليس إله هذا الدهر ورئيس هذا العالم‪،‬‬ ‫وذلك لحسده فهو ال يتوقف عن محاربته لنا بكل طرق الخداع‪ .‬وهو في حربه يريد أن يقتنص الكل لمملكته‪،‬‬

‫‪75‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الرابع عشر)‬

‫مملكة الظلمة‪ .‬واهلل يسمح البليس ان يحاربنا ‪ ،‬ويسندنا اهلل بل يحارب فينا ‪ ،‬ومن يصبر يغلب ‪ ،‬ومن يغلب‬

‫يرتفع برجه اكثر ‪ .‬لذلك فاهلل يسمح بان يجربنا ابليس‪ .‬والحظ أن المسيح في مثله يقول عني وعنك أي ملك=‬

‫فإرتباطنا بملك الملوك يجعلنا ملوكاً (رؤ‪ ):1:‬أي أصحاب سلطان روحي‪ ،‬نغلب بالمسيح (رؤ‪ .)11:‬ويكون لنا‬

‫إكليل وفي (أف‪ ):11:‬نرى صورة هذا الصراع مع قوات الشر الروحية‪ .‬وحربنا ستكون ضد شهواتنا التي‬

‫سيثيرها عدو الخير‪ ،‬وستكون ضد محبة العالم‪ ،‬وستكون ضد إرتباطنا مع األهل‪ ،‬إذا كان سيفسد محبتنا للمسيح‬

‫(مثال‪ 1‬من يتخاصم مع اهلل بسبب مرض أو موت قريب له‪ ،‬هذا أحب قريبه أكثر من المسيح)‪.‬‬

‫نخرج للحرب ولنا ‪( :: =:::::‬حفظ الوصايا)‪( :::: ،‬الفكر السماوي) أي حربنا ستكون بإلتزامنا بالوصايا‬

‫حباً في المسيح (يو‪ )1:1:1‬وبأن نحيا نطلب ما هو فوق ألن مسيحنا هو فوق (كو‪ +:17‬أف‪ ):11‬أما عدو‬

‫الخير فيأتي بـ ‪ 1::::‬فهو يحارب بضربات يمينية (بر ذاتي) وضربات يسارية (شهوات) وهذه وتلك= ‪.1:‬‬ ‫وهو يحاربنا في السماويات (‪ )::::‬التي نحيا فيها‪ ،‬أي حتى يخرجنا منها (أف‪):11:‬‬

‫وقد يكون رقم ‪ ::×1 =1:‬ورقم ‪ 1‬يشير لإلنقسام واإلختالف‪ .‬فاهلل خلق العالم في وحدة‪ ،‬وبعد الخطية حدث‬

‫اإلنقسام ‪ ،‬فعدم طاعة الوصايا هو إختالف وانقسام وتضاد مع الوصايا ويشير له رقم ‪ .1:‬على أن المسيح‬ ‫بتجسده عاد ووحد الكنيسة فيه‪ ،‬وصار رقم ‪ 1‬يشير للتجسد ألنه جعل اإلثنين واحداً (أف‪ . ):111‬وقد يكون رقم‬

‫‪ 1‬والذى يشير لالنقسام هو اشارة النقسام القلب بين محبة اهلل ومحبة العالم ‪ .‬ونالحظ أن قوة العدو ‪1::::‬‬

‫أكبر من قوتنا ‪ :::::‬ولكن ال ننسى أن من إلتزم بالوصايا وعاش السماويات يحارب يسوع فيه فيغلب‪.‬‬

‫يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح= أي يعود ألهله ولشهواته‪ .‬وفي آية (‪ )77‬نرى شرطاً آخر للملكوت أال وهو‬ ‫ترك األموال‪ ،‬أي عدم اإلتكال عليها وأن ننفق منها على المحتاج‪.‬‬

‫(أيات ‪ )77-71‬راجع كتاب إنجيل متى (مت‪ :1-::1:1‬وما بعده)‪ .‬ومعنى كالم السيد‪ ،‬أنه على المؤمن أن‬

‫يقبل بحمل صليبه ويبني برجاً‪ ،‬وال يكتفي بالقشور بل يدخل للعمق‪ ،‬مثل هذا سيكون ملحاً يصلح الفساد الذي‬

‫أما الذي يرتد ويتصالح مع إبليس فهذا سيكون ملحاً فاسداً ال يصلح سوى لمزبلة‪ .‬من له أذنان= أي‬ ‫في العالم‪ّ ،‬‬ ‫أن كالمي موجه لمن كانت نفسه تواقة لسماع تعليمي وله إستعداد أن يعمل بها‪.‬‬ ‫السيد المسيح بعد أن دعا الكل للملكوت‪ ،‬قال أن هناك شروط وهناك نفقة‪ .‬فمن يقبل بهذه النفقة سيكون ملحاً‬

‫في األرض‪ ،‬وله مكانه في السماء‪ .‬ومن ال يقبل بالنفقة سيصير ملحاً فاسداً في األرض‪ ،‬يداس من الناس‪ .‬وال‬ ‫نصيب له في الملكوت السماوي‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الخامس عشر‬ ‫(الخروف الضال)‬ ‫اآليات (لو‪)7-1:10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ون ِم ْن ُه لِيسمعوه‪1 .‬فَتَ َذ َّمر ا ْلفَِّر ِ‬ ‫اري َن وا ْل ُخطَ ِ‬ ‫ان َج ِميعُ ا ْل َع َّ‬ ‫ُّون َوا ْل َكتَ​َب ُة‬ ‫يسي َ‬ ‫اة َي ْد ُن َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)7-1:10‬و َك َ‬ ‫َ َُْ ُ‬ ‫شِ َ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ان ِم ْن ُكم لَ ُه ِم َئ ُة َخر ٍ‬ ‫سٍ‬ ‫اع‬ ‫ين‪«:‬ه َذا َي ْق َب ُل ُخطَاةً َوَيأْ ُك ُل َم َع ُه ْم!»‪ .‬فَ َكلَّ َم ُه ْم ِبه َذا ا ْل َمثَ ِل ِق ِائالً‪« :‬أ ُّ‬ ‫َض َ‬ ‫قَ ِائلِ َ‬ ‫وف‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َي إِ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪0‬‬ ‫ين ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َج ِل الض ِّ‬ ‫ض ُع ُه َعلَى‬ ‫َّة‪َ ،‬وَيذ َ‬ ‫ِّس ِع َ‬ ‫َّال َحتَّى َي ِج َدهُ؟ َوِا َذا َو َج َدهُ َي َ‬ ‫ب أل ْ‬ ‫ْه َ‬ ‫َ‬ ‫ِّس َع َة َوالت ْ‬ ‫َواح ًدا م ْن َها‪ ،‬أَالَ َيتُْر ُك الت ْ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫‪ِ 3‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َص ِدقَ َ ِ‬ ‫ت َخ ُروِفي الض َّ‬ ‫َّال!‪.‬‬ ‫ان قَ ِائالً لَ ُه ُم‪ :‬اف َْر ُحوا َم ِعي‪ ،‬أل َِّني َو َج ْد ُ‬ ‫ير َ‬ ‫َم ْنك َب ْيه فَ ِر ًحا‪َ ،‬وَيأْتي إِلَى َب ْيته َوَي ْد ُعو األ ْ‬ ‫اء َوا ْلج َ‬ ‫‪7‬‬ ‫اح ٍد يتُوب أَ ْكثَر ِم ْن ِت ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون فَرح ِفي َّ ِ‬ ‫ون إِلَى‬ ‫اج َ‬ ‫س ِع َ‬ ‫ين َبا ًّار الَ َي ْحتَ ُ‬ ‫أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه ه َك َذا َي ُك ُ َ ٌ‬ ‫س َعة َوِت ْ‬ ‫ْ‬ ‫الس َماء ِب َخاط ٍئ َو َ ُ َ‬ ‫تَ ْوَب ٍة‪" .‬‬ ‫اإلصحاح السابق إنتهى بإما نبني برجاً أو نصبح ملح فاسد‪ .‬ولكن هذا اإلصحاح يقول ال تيأس فأنا أتيت‬ ‫للخطاة‪ ،‬حتى ال يهلك أحد راجع تفسير (مت‪ ):7-:11:1‬في كتاب إنجيل متى‪.‬‬

‫في هذا اإلصحاح نرى ثالثة أمثلة تشير إللهنا العجيب في محبته وطلبه للخطاة‪ ،‬وبحثه عن المفقودين‪،‬‬

‫وأحضانه المفتوحة لجميع التائبين الضال ين والذين يعودون إليه‪ ،‬وشوقه نحو كل نفس والثالثة أمثال يمثلون حال‬ ‫الخطاة المختلفين‪ .‬ويعطيها لنا المسيح لنشفق على الخطاة والبعيدين‪ .‬ونرى إهتمام المسيح بكل نفس‪.‬‬

‫الخروف الضال= يمثل اإلنسان الخاطئ في غباوته‪ .‬ونرى في المثل الراعي الصالح‪.‬‬

‫الدرهم المفقود= يمثل اإلنسان الخاطئ في عدم شعوره بحالة الضياع التي وصل إليها‪.‬‬ ‫وفي كلتا الحالتين نرى محبة اهلل التي تسعي في طلبنا‪ .‬هو ال يعرف أن هناك حياة أفضل وهذه الحالة تشبه‬

‫حالة المرأة السامرية‪.‬‬

‫اإلين الضال= يمثل اإلنسان الخاطئ في شروده عن خالقه بكامل إرادته ومعرفته‪.‬‬

‫الخروف الضال = يشير للخاطئ الذى يضل عن جهل‪.‬‬ ‫الدرهم الفقود = يشير لمن اضاعه غيره ‪.‬‬ ‫االبن الضال‬

‫= يشير لمن ابتعد عن معرفة ولكن رغبة منه فى الخطية ‪.‬‬

‫والمسيح الراعى الصالح يسعي وراء الجميع ‪.‬‬

‫في آية (‪ ):‬نرى أن الخطاة شعروا بحاجتهم لهذا المخلص السماوي الذي يغفر الخطايا ويقبل الخطاة= يدنون‬ ‫منه ليسمعوه‪ .‬وهنا نرى محبة اهلل التي تفتح صدرها للخاطئ مهما عمل وتقبله‪ .‬فتذمر الفريسيين= نقد‬ ‫الفريسيين هنا يأتي عن جهالة (فكبريائهم جعلهم يحتقرون الخطاة) وليس عن قصد المقاومة‪( .‬المطلوب هو‬ ‫‪77‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫تجنب الخطاة حتى ال نصير مثلهم وليس إحتقاره م)‪ .‬لذلك يعلمهم المسيح بأمثلة ويشرح لهم بمحبة ودون تأنيب‬

‫كيف أنه يهتم بالخطاة والعشارين‪ ،‬وأن النفس البشرية لها قيمة عظيمة عند اهلل ‪ ،‬واهلل يبتهج بهدايتها‪ .‬هذا التذمر‬

‫هو نفس تذمر األخ األكبر لإلبن الضال‪ .‬التسعة والتسعين با ارً= هم‪1‬‬ ‫‪ ):‬المالئكة الذين لم يسقطوا وهم ال يخطئون‪.‬‬

‫‪ )1‬القديسين في المجد وهؤالء ال يعودوا يخطئوا‪.‬‬ ‫‪ )7‬القديسين على األرض الذين لم يفقدوا نعمة المعمودية‪.‬‬

‫يضعه على منكبيه= تعني أن الخروف كان مجهداً من ضالله ونال منه اإلعياء لذلك يحمله الراعي الصالح‬

‫(المسيح) وتعني أن المسيح حمل طبيعتنا البشرية وحمل خطايانا‪ .‬هنا نرى المسيح يحمل هذا الخروف ولم‬

‫يوبخه‪ .‬بل يرفعه ليعينه على ترك طريقه الخاطئ القديم‪.‬‬

‫يدعو األصدقاء والجيران= هذا فرح السمائيين بعودة الخروف الضال (آية‪ )::‬أفرحوا معي= ولم يقل إفرحوا مع‬ ‫الخروف الضال‪ ،‬ألن خالصنا هو فرحه‪.‬‬ ‫(الدرهم المفقود)‬ ‫اآليات (لو‪)15-2:10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شرةُ َدر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫س‬ ‫اه َم‪ ،‬إِ ْن أ َ‬ ‫اع ْت د ْرَه ًما َواح ًدا‪ ،‬أَالَ تُوِق ُد س َر ً‬ ‫َض َ‬ ‫اجا َوتَ ْكنُ ُ‬ ‫اآليات (لو‪« " -:)15-2:10‬أ َْو أ ََّي ُة ْ‬ ‫ام َأرَة لَ َها َع ْ َ َ‬ ‫ات وا ْلجار ِ‬ ‫اج ِته ٍاد حتَّى تَ ِج َده؟ ‪3‬وِا َذا وج َدتْ ُه تَ ْدعو َّ ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ت َوتُفَت ُ‬ ‫ات قَ ِائلَ ًة‪ :‬اف َْر ْح َن َم ِعي أل َِّني َو َج ْد ُ‬ ‫ا ْل َب ْي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ​َ‬ ‫ِّش ِب ْ َ َ‬ ‫الصديقَ َ َ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫وب‪" .‬‬ ‫َض ْعتُ ُه‪ .‬ه َك َذا‪ ،‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ :‬ي ُك ُ‬ ‫الد ِّْرَه َم الَِّذي أ َ‬ ‫َّام َمالَ ئ َكة اهلل ِب َخاط ٍئ َواحد َيتُ ُ‬ ‫ون فَ َر ٌح قُد َ‬ ‫مثل الراعي الصالح رأينا فيه المسيح الراعي الصالح يتجسد ليبحث عن كل ضال‪ .‬ال ليعنف‪ .‬بل بالحب يبحث‬ ‫عن كل نفس ليضمها إلى صدره ويحملها على كتفيه‪ .‬وهنا فالمرأة تمثل الكنيسة عروس المسيح وواجبها أن‬ ‫تفتش عن كل مفقود‪ .‬والدراهم هم الوديعة التي أودعها اهلل للكنيسة‪ .‬وكل درهم يشير للطبيعة اإلنسانية التي طبع‬

‫عليه صورة الملك السمائي (كما يطبع على العملة صورة قيصر)‪ .‬وضياع الدرهم يشير لضياع صورة الملك‬

‫السمائي من اإلنسان‪ .‬والسراج= الذي توقده المرأة هو إشارة لتجسد المسيح فهو نور الالهوت في إناء الجسد‪،‬‬

‫تجسد ألن اإلنسان أخطأ فضاع‪ .‬وهذا هو دور الكنيسة أن تظهر شخص المسيح ونوره لشعبها‪ .‬وكنس البيت‬

‫هو إشارة لحث الناس على التوبة‪ .‬والتفتيش بإجتهاد= هو إفتقاد الناس‪ .‬والصديقات والجارات= هم المالئكة‬ ‫الذين ال يخطئون‪ .‬وعمل الكنيسة وخدمتها مع كل نفس هو لكي تستعيد النفس صورة المسيح الملك‬

‫(غل‪.)::11‬‬

‫اآليات (لو‪)61-11:10‬‬

‫(االبن الضال)‬

‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫يه‪ :‬يا أَِبي أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان لَ ُه ْاب َن ِ‬ ‫س َم الَِّذي‬ ‫ان‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)61-11:10‬وقَ َ‬ ‫سا ٌن َك َ‬ ‫َص َغ ُرُه َما ألَِب َ‬ ‫َعطني ا ْلق ْ‬ ‫ال أ ْ‬ ‫ال‪«:‬إِ ْن َ‬ ‫‪16‬‬ ‫االب ُن األَص َغر ُك َّل َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يب ِني ِم َن ا ْلم ِ‬ ‫سافَ َر إِلَى‬ ‫س َم لَ ُه َما َم ِعي َ‬ ‫يرٍة َج َم َع ْ‬ ‫ُيص ُ‬ ‫ش ْيء َو َ‬ ‫شتَ ُه‪َ .‬وَب ْع َد أَيَّام لَ ْي َ‬ ‫ال‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫س ْت ِب َكث َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ‪17‬‬ ‫ش ِد ٌ ِ ِ‬ ‫اك َب َّذ َر َمالَ ُه ِب َع ْي ٍ‬ ‫ورِة‪ ،‬فَ ْابتَ َدأَ‬ ‫س ِر‬ ‫ش ْي ٍء‪َ ،‬ح َد َ‬ ‫ث ُجوعٌ َ‬ ‫ق ُك َّل َ‬ ‫يد ٍة‪َ ،‬و ُه َن َ‬ ‫ف‪َ .‬فلَ َّما أَ ْنفَ َ‬ ‫ورٍة َب ِع َ‬ ‫ش ُم ْ‬ ‫يد في ت ْل َك ا ْل ُك َ‬ ‫ُك َ‬

‫‪78‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اح ٍد ِم ْن أ ْ ِ ِ‬ ‫ق ِبو ِ‬ ‫سلَ ُه إِلَى ُحقُولِ ِه ِل َي ْر َعى َخ َن ِ‬ ‫َن‬ ‫ان َي ْ‬ ‫شتَ ِهي أ ْ‬ ‫ير‪َ .‬و َك َ‬ ‫اج‪ .‬فَ َم َ‬ ‫َي ْحتَ ُ‬ ‫ورِة‪ ،‬فَأ َْر َ‬ ‫صَ َ‬ ‫ضى َوا ْلتَ َ‬ ‫از َ‬ ‫َهل ت ْل َك ا ْل ُك َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ال‪َ :‬كم ِم ْن أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َي ْمألَ َب ْط َن ُه ِم َن ا ْل ُخ ْرُن ِ‬ ‫َج ٍ‬ ‫وب الَِّذي َكا َن ِت ا ْل َخ َن ِ‬ ‫ير ألَِبي‬ ‫ير تَأْ ُكلُ ُه‪َ ،‬فلَ ْم ُي ْعطه أ َ‬ ‫َح ٌد‪ .‬فَ َر َج َع إلَى َن ْفسه َوقَ َ ْ‬ ‫از ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ْت إِلَى َّ ِ‬ ‫ض ُل ع ْن ُه ا ْل ُخ ْب ُز وأَ​َنا أ ْ ِ‬ ‫َّام َك‪،‬‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫وعا!‬ ‫ُ‬ ‫ب إِلَى أَِبي َوأَقُو ُل لَ ُه‪َ :‬يا أَِبي‪ ،‬أ ْ‬ ‫وم َوأَذ َ‬ ‫َخطَأ ُ‬ ‫ْه ُ‬ ‫َهل ُك ُج ً‬ ‫َي ْف ُ َ‬ ‫َ‬ ‫الس َماء َوقُد َ‬ ‫ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫اك‪15 .‬فَقَام وجاء إِلَى أَِب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َج َر َ‬ ‫ستَ ِحقًّا َب ْع ُد أ ْ‬ ‫ان لَ ْم َي َز ْل َب ِع ً‬ ‫سُ‬ ‫يه‪َ .‬وِا ْذ َك َ‬ ‫َح ِد أ ْ‬ ‫يدا َرآهُ‬ ‫َن أ ُْد َعى لَ َك ْاب ًنا‪ .‬ا ْج َع ْلني َكأ َ‬ ‫ت ُم ْ‬ ‫َولَ ْ‬ ‫َ َ​َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ْت إِلَى َّ ِ‬ ‫ت‬ ‫‪:‬يا أَِبي‪ ،‬أ ْ‬ ‫سُ‬ ‫َخطَأ ُ‬ ‫أ َُبوهُ‪ ،‬فَتَ َح َّن َن َو َرَك َ‬ ‫ض َو َوقَعَ َعلَى ُع ُن ِق ِه َوقَ​َّبلَ ُه‪ .‬فَقَا َل لَ ُه ْ‬ ‫االب ُن َ‬ ‫َّام َك‪َ ،‬ولَ ْ‬ ‫الس َماء َوقُد َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ال األَب ِلع ِب ِ‬ ‫اج َعلُوا َخاتَ ًما ِفي َي ِد ِه‪،‬‬ ‫يد ِه‪ :‬أ ْ‬ ‫َن أ ُْد َعى لَ َك ْاب ًنا‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ستَ ِحقًّا َب ْع ُد أ ْ‬ ‫سوهُ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ُم ْ‬ ‫َخ ِر ُجوا ا ْل ُحلَّ َة األُولَى َوأَْل ِب ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ ‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫و ِح َذ ِ‬ ‫ان‬ ‫س َّم َن َواذ َْب ُحوهُ فَ َنأْ ُك َل َوَن ْف َر َح‪17 ،‬أل َّ‬ ‫ان َم ِّيتًا فَ َع َ‬ ‫اش‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َن ْاب ِني ه َذا َك َ‬ ‫ِّموا ا ْلع ْج َل ا ْل ُم َ‬ ‫َ ً‬ ‫اء في ِر ْجلَ ْيه‪َ ،‬وقَد ُ‬ ‫‪10‬‬ ‫ت آالَتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ون‪َ .‬و َك َ‬ ‫ضاالًّ فَ ُو ِج َد‪ .‬فَ ْابتَ َدأُوا َي ْف َر ُح َ‬ ‫َ‬ ‫اء َوقَُر َ‬ ‫سم َع َ‬ ‫ب م َن ا ْل َب ْيت‪َ ،‬‬ ‫ان ْاب ُن ُه األَ ْك َب ُر في ا ْل َح ْق ِل‪َ .‬فلَ َّما َج َ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫طَر ٍب ورقْصا‪ .‬فَ َدعا و ِ‬ ‫اح ًدا ِم َن ا ْل ِغ ْل َم ِ‬ ‫اء فَ َذ َب َح أ َُبو َك‬ ‫ون ه َذا؟ فَقَا َل لَ ُه‪ :‬أَ ُخ َ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫وك َج َ‬ ‫سأَلَ ُه‪َ :‬ما َع َ‬ ‫ان َو َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ​َ ً‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ال ألَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ِع ْج َل ا ْلمس َّم َن‪ ،‬أل ََّن ُه قَ ِبلَ ُه ِ‬ ‫يه‪َ :‬ها‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫ب َولَ ْم ُي ِرْد أ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫ب إِلَ ْيه‪ .‬فَأ َ‬ ‫َن َي ْد ُخ َل‪ .‬فَ َخ َر َج أ َُبوهُ َي ْطلُ ُ‬ ‫سال ًما‪ .‬فَ َغض َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪65‬‬ ‫صيَّتَ َك‪ ،‬وج ْديا لَم تُع ِط ِني قَطُّ ألَفْرح مع أَص ِدقَ ِائي‪ .‬و ِ‬ ‫ين ه َذا ع َد ُد َها‪ ،‬وقَطُّ لَم أَتَجاو ْز و ِ‬ ‫لك ْن لَ َّما‬ ‫أَ​َنا أ ْ‬ ‫َخ ِد ُم َك ِس ِن َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ​َ ْ‬ ‫َ​َ ً ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫شتَ َك َم َع َّ‬ ‫ت َم ِعي ِفي ُك ِّل‬ ‫س َّم َن! فَقَ َ‬ ‫اء ْاب ُن َك ه َذا الَِّذي أَ َك َل َم ِعي َ‬ ‫ال َل ُه‪َ :‬يا ُب َن َّي أَ ْن َ‬ ‫الزَو ِاني‪َ ،‬ذ َب ْح َ‬ ‫ت لَ ُه ا ْلع ْج َل ا ْل ُم َ‬ ‫َج َ‬ ‫ين‪ ،‬و ُك ُّل ما لِي فَهو لَ َك‪61 .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُاال‬ ‫س َّر‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن أ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ان َم ِّيتًا فَ َع َ‬ ‫ان َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫اش‪َ ،‬و َك َ‬ ‫اك ه َذا َك َ‬ ‫لك ْن َك َ‬ ‫ان َ‬ ‫َن َن ْف َر َح َوُن َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ح ٍ َ َ‬

‫فَ ُو ِج َد»‪".‬‬

‫هذا المثل من أروع األمثلة التي تشير لقبول اهلل للخاطئ‪ ،‬وكم جذب هذا المثل الكثيرين من الخطاة ألحضان‬

‫اهلل‪ .‬نرى في هذا المثل تردي حال الخاطئ الذي ترك بيت أبيه (الكنيسة) وترك أبيه (اهلل) فإنحدر إلى حد الهوان‬ ‫والنجاسة وخراب كل شئ حوله‪ .‬ثم نرى توبته وفرحة أبيه المشتاق لعودته‪ .‬في هذا المثل نكتشف موقف اهلل من‬

‫الخاطئ بإعتباره إبناً له ضل الطريق‪ ،‬أما موقف الفريسيين بقلوبهم الخالية من المحبة‪ ،‬والمتعجرفة فيعبر عنه‬

‫م وقف اإلبن األكبر‪ .‬وكأن المثل يرد على الفريسيين بأنه ليس فقط يأكل مع العشارين والخطاة‪ ،‬بل هو يريد أن‬ ‫يقيم لهم وليمة لو رجعوا وتابوا‪ .‬هنا نرى محبة اآلب السماوي الشديدة للخاطئ التائب‪ .‬مثل اإلبن الضال يقول‬

‫أن اهلل يريد أن يفرح أوالده‪ ،‬لكن إذا أرادوا أن يفرحوا بطريقتهم يخسرون كثي اًر‪ .‬وحين يقول المسيح "نيري هين"‬ ‫فمن ضمن المعاني التي تشير لها هذه اآلية أن مهما كانت الوصية متعبة لكن عدم تنفيذها خسائره كبيرة وقد ال‬ ‫تحتمل‪ .‬في بداية طريق الخطية يفرح اإلنسان بلذتها ومع الوقت يذله إبليس بل سوف يحرمه حتى من ملذاتها‪.‬‬

‫فلذة الشيطان أنه يذل أوالد اهلل‪.‬‬ ‫بين السامرية واإلبن الضال‪-:‬‬

‫اهلل له طرقه المتعددة لجذب كل نفس‪ .‬فالسامرية لم تعرف اهلل وال سمعت عنه هذه يذهب لها المسيح ويجلس‬

‫معها ويتحاور حتى يجذبها لإليمان به فتخلص‪ .‬أما اإلبن الضال فهذا قد عاش في بيت أبيه مستمتعاً بمحبته‬

‫وأبوته وأطايبه‪ ،‬والشبع في بيته‪ ،‬وبعد كل هذا إختار أن يترك حضن أبيه وبيت أبيه‪ ،‬هذا ال يذهب له المسيح‬ ‫ليحاوره (فما الجديد الذي سيقوله له فهو يعرف كل شئ عن بيت أبيه) بل يحاصره بالتجارب والضيقات‬

‫‪79‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫(المجاعة واألكل مع الخنازير) حتى يقارن بين حاله بعيداً عن أبيه وبين حاله في بيت أبيه فيشتاق للرجوع‪ .‬واذا‬ ‫رجع نراه يستقبله باألحضان والقبالت وال يعاتب وال يجرح مشاعره‪.‬‬

‫ال نحكم على إنسان في منتصف الطريق‪-:‬‬

‫فاإلبن الضال لم تكن نهايته المعيشة مع الخنازير‪ ،‬لكنه عاد‪ .‬بينما اإلبن األكبر تذمر بعد أن كان يظهر أنه في‬

‫طاعة كاملة ألبيه‪ .‬لذلك يقول بولس الرسول أنظروا إلى نهاية سيرتهم (عب‪ )31:7‬فالعبرة بالنهاية‪ .‬لذلك علينا‬ ‫أن ال ندين أحد‪ ،‬فاهلل وحده يعلم ما في القلوب‪ ،‬ومدى إستعداد كل واحد‪ ،‬ونهاية طريق كل واحد‪.‬‬

‫اإلبنان يشيران للبشرية‪-:‬‬

‫اإلبن األصغر يشير لألمم تركوا اهلل في البداية وعاشوا في نجاسة بل بددوا عطايا اهلل (كرامتهم وصورتهم‬ ‫السمائية ومواهبهم) في عبادة األوثان وفي شهواتهم‪ .‬ولكنهم عادوا في نهاية األيام‪ .‬ويشير للعشارين والزناة وكل‬

‫خاطئ‪ .‬واإلبن األكبر يشير لليهود‪ ،‬فهم كانوا بك اًر في معرفة اهلل‪ ،‬قبلوا المواعيد اإللهية وكان لهم الناموس‬

‫والن بوات‪ .‬لكنهم خالل حسدهم للمسيح ثم للكنيسة وقفوا خارج اإليمان (خارج البيت) جاحدين اهلل وناقدين محبته‬ ‫لألمم‪.‬‬

‫ويشير للفريسيين المتكبرين الرافضين لدخول المسيح بيوت الخطاة ولقبوله لهم‪ .‬ويشير لكل من عاش مع اهلل في‬

‫بيته طالما كانت مادياته جيدة لكنه يغضب على اهلل إذا تأثرت مادياته بل يترك اهلل وبيته‪ .‬مثل هذا مرتبط باهلل‬ ‫شكالً دون حب‪.‬‬

‫األب= يشير هلل اآلب‪ .‬إعطني القسم الذي يصيبني من المال= هذا يشير لكل المواهب والوزنات التي أعطاها‬ ‫اهلل لنا‪ .‬وسافر إلى كورة بعيدة= طلب الخطية هو بعد عن اهلل بالقلب والمشاعر‪ .‬وانغماسه في ملذات الخطية‪،‬‬

‫يبحث عن كل ما يرضي شهواته‪ ،‬وكلما إنغمس في الخطية إبتعد عن اهلل‪ .‬بذر كل شئ= كل نعمة وموهبة سبق‬

‫وأخذها من اهلل تضيع منه‪ ،‬هذا أضاع كل طاقاته في أمور العالم وشهواته‪ .‬حدث جوع شديد= هو جوع النفس‬

‫التي إبتعدت عن اهلل‪ ،‬فملذات العالم غير قادرة أن تشبع‪ ،‬هي تشبع الجسد‪ ،‬ولكن اإلنسان روح وجسد‪ .‬والروح ال‬ ‫تشبع سوى بقربها من اهلل‪ .‬واهلل له وسائله لجذب النفس للتوبة‪ .‬فكما جذب يونان للرجوع إليه بواسطة هياج‬

‫البحر‪ ،‬وحوت يبتلعه‪ ،‬جذب هذا اإلبن الضال بهذه المجاعة‪ .‬عموماً فأي نفس تبتعد عن اهلل البد وستشعر بهذه‬

‫المجاعة والفراغ الداخلي ألن اإلنسان مخلوق على صورة اهلل‪ ،‬فلن تشبع النفس إال بقربها منه‪ .‬فمضى والتصق‬

‫بواحد= هو الشيطان‪ ،‬فمن يهرب من اهلل ويبتعد عنه يتلقفه الشيطان مباشرة‪ .‬فأرسله إلى حقوله ليرعى خنازير=‬ ‫الخنازير عند اليهود تعني النجاسة‪ .‬والمعنى أن الشيطان إستعبد هذا اإلنسان في خدمة شقاوة الخطية وم اررتها‬ ‫وانحطاطها‪ .‬هو ترك خدمة أبيه الخفيفة ونيره الهين ليبيع نفسه إلبليس‪ ،‬يشقى تحت نيره الثقيل والنجس‪ ،‬وتاه في‬

‫العالم (حقول إبليس) بعيداً عن اهلل‪ ،‬وعن بيت اهلل‪ .‬يمأل بطنه من الخرنوب= هو إشارة لملذات العالم وشهواته‬

‫التي يمأل بها الخاطئ بطنه‪ .‬فالخاطئ كل همه إشباع بطنه وشهواته "آلهتهم بطنهم" (في‪ .)::17‬هذا الخرنوب‬ ‫يمأل البطن ولكنه بال فائدة غذائية‪ ،‬أي هو ال يشبع= من يشرب من هذا الماء يعطش (يو‪ .):711‬والخرنوب‬

‫هو طعام الخنازير‪ .‬فلم يعطه أحد= ال يستطيع أحد أن يشبع النفس سوى اهلل‪ .‬بل بعد أن يقع الخاطئ في براثن‬

‫‪80‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫الشيطان يحرمه حتى من اللذات الجسدية التي كان يغريه بها سابقاً‪ ،‬فهو يتلذذ بعذاب اإلنسان وآالمه‪ .‬فرجع‬

‫إلى نفسه= هذه هي نقطة التحول حين يهدأ اإلنسان ويفكر في حاله أيام كان فيها مع اهلل‪ ،‬وحاله وهو بعيد عن‬ ‫اهلل‪ .‬هنا نرى أن خطة اهلل في سماحه بالمجاعة قد أتت بالفائدة المرجوة منها‪ .‬وكلمة رجع إلى نفسه هي نفسها‬ ‫التوبة أو أول خطوة في التوبة‪ ،‬فكلمة توبة تعني تغيير الفكر‪ .‬هذه الخطوة هي الخطوة األولى لرجوعه إلى أبيه‪،‬‬

‫لقد أعمل عقله وضميره وليس شهواته‪ ،‬كان في نوم واستيقظ‪ .‬والحظ أن التائب يحتاج لظروف خارجية تجعله‬ ‫يسرع بتقديم التوبة مثل المجاعة وهذه يسمح بها اهلل‪ ،‬ويحتاج إلقناع وتبكيت الروح القدس الذي يبكت مع إعطاء‬

‫رجاء بأن اهلل فاتح أحضانه مستعد لقبول التائب‪ .‬وهذا العمل (الظروف الخارجية) أو إقناع الروح القدس داخلياً‬

‫هو عمل اهلل لذلك يصرخ إرمياء توبني فأتوب (إر‪ + :117:‬يو‪ + 11::‬إر‪ )311:‬فكما أن هناك مخطط‬ ‫شيطاني إلذالل اإلنسان فهناك مخطط إلهي لخالص اإلنسان‪ .‬األجير= إشارة لمن يحيا بروح العبودية‪ ،‬يعمل‬

‫ليس عن حب بل طمعاً في أجر ولكن حتى من يحيا في بيت اهلل بروح العبودية وال يفارقه‪ ،‬حتى هذا يشبعه اهلل‪.‬‬

‫يفضل عنه الخبز= إشارة لوفرة الشبع (روحياً ونفسياً وجسدياً)‪ .‬أقوم وأذهب إلى أبي= هذه تُحسب لإلبن الضال‬ ‫(اإلبن الشاطر) إذ لم يؤجل توبته‪ ،‬ورجوعه‪ ،‬بل قام فو اًر‪ .‬وكم من أناس أجلوا توبتهم للغد ولم يأتي الغد وهلكوا‬

‫(مثل فيلكس الوالي أع‪ .)17-11111‬إجعلني كأحد أجراك= الحظ أنه شاعر بعدم اإلستحقاق إذ كان قد أخذ‬

‫نصيبه من قبل وبدده‪ ،‬لكن اآلب في محبته لم يسمح له بأن يقول هذه العبارة (آية‪ .)1:‬فقام وجاء إلي أبيه=‬

‫هو نفذ التوبة فو اًر والحظ محبة اآلب وقبوله‪ .‬تحنن‪ ..‬ركض‪ ..‬وقع على عنقه وقبله بالرغم من قذارته ونجاسة‬

‫الخنازير التي كان يحيا معها‪ .‬هذه القبالت األبوية كعالمة للمغفرة إشتهتها عروس النشيد (‪ )11:‬وتشتهيها كل‬ ‫نفس‪ .‬والحظ كلمات اإلعتراف أخطأت‪ ،‬لقد إنتهت الكبرياء‪ .‬أخطأت إلى السماء= هو تعبير عبري‪ .‬واهلل يعرف‬

‫إلى أرجع إليكم" (زك‪71:‬‬ ‫كل شئ ولكنه ينتظر هذا اإلعتراف‪ .‬رجوع األب إلبنه هو تطبيق لقول الكتاب "إرجعوا ّ‬ ‫‪ +‬يع‪ .)111‬واذا كان لم يزل بعيداً= مع أول خطوة للخاطئ التائب يقترب اهلل عدة خطوات‪ .‬فهذا الضال كان‬ ‫مازال في عريه ونجاسته وخزيه‪ ،‬لكن إذا قرر العودة‪ ،‬أشعره اهلل بقبوله‪ ،‬وبقبالت الصفح والمحبة ليشجعه‪ .‬الحلة‬

‫األولى= رداء البر الذي حصلنا عليه في المعمودية أوالً‪ ،‬لذلك تسمى التوبة= معمودية ثانية‪ .‬خاتماً في يديه=‬ ‫عالمة عودته للبنوة والسلطان على الحصول على المواهب اإللهية ثانية (فالخاتم يستخدم في ختم أوراق صرف‬

‫حذاء في رجليه= قارن مع حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السالم (أف‪ ):71:‬فكلمة اإلنجيل تنقي‬ ‫النقود)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتحفظ "سراج لرجلي كالمك" فعبيد اآلب (كهنوت الكنيسة الذي قبل اإلعتراف وأعلن الغفران اإللهي بفم الكنيسة‪،‬‬

‫ويعطي التعليم لكل نفس بكلمات اهلل) عملهم هو التعليم‪ ،‬تعليم كلمة اهلل التي [‪ ]:‬ترشد في أثناء السير [‪]1‬‬

‫تحفظ القدم من وعورة الطريق‪ .‬قدموا العجل المسمن= إشارة لتقديم المسيح نفسه ذبيحة على الصليب وذبيحة‬ ‫يومية في سر اإلفخارستيا‪ .‬وهو مسمن فهو دسم الحياة الروحية‪ .‬فنأكل= هذه عالمة إتحادنا مع المسيح في سر‬

‫اإلفخارستيا‪ .‬ونفرح= فرح المسيح هو في عودة الخاطئ واتحاده به بعد إنفصال‪ .‬وهنا الفرح سيكون في السماء‬

‫كلها (لو‪ =)::1:7‬فإبتدأوا يفرحون‪ .‬إبني هذا كان ميتاً فعاش= الخطية هي الموت (رؤ‪ +:17‬يو‪+1717‬‬

‫أف‪ +:11‬أف‪ .):117‬وبهذا نفهم أن الموت الجسدي ما هو إالّ إنتقال لحياة أفضل‪ ،‬طالما كان المنتقل يحيا‬

‫‪81‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫حياة التوبة‪ .‬اإلبن األكبر= هذا هو ما قيل عنه كم من أجير ألبي" (آية‪ ):3‬فهو إبن له كل الميراث‪ ،‬ولكنه‬

‫ي‪ .‬ومازال هناك حتى اآلن في الكنيسة من لهم روح العبيد هذه‪ ،‬ويتخاصمون مع اهلل‬ ‫يتخاصم مع أبيه بسبب ِج ْد ْ‬ ‫بسبب أنهم يشعرون بأن اهلل حرمهم من (مال‪ /‬ترقية‪ /‬صحة‪../‬الخ)‪ .‬ويقولون نفس الشئ لم أتجاوز وصيتك وهذا‬ ‫شعور كثيرين إذ تصيبهم تجربة فيقولون لماذا ونحن ال نخطئ (بر ذاتي) ويقولون أيضاً ها أنا أخدمك= ويقول‬ ‫هؤالء نحن الذين صمنا وصلينا وكنا نذهب للكنيسة‪ .‬قد حرمنا اهلل من كذا وكذا هؤالء يظنون أنهم أصحاب‬

‫فضل على اهلل‪ ،‬هم يصومون ويصلون ال عن حب بل طلباً لمكافأة‪ .‬ال كبنين بل كعبيد‪ ،‬وهؤالء يمتنعون عن‬ ‫الذهاب للكنيسة (مثل هذا اإلبن األكبر) في تجاربهم= فغضب ولم ُي ِرد أن يدخل واإلبن األكبر يرمز للكتبة‬

‫والفريسيين الذين رفضوا قبول المسيح للعشارين والخطاة‪ ،‬واليهود عموماً الذين رفضوا قبول األمم‪ .‬والحظ قوله‬

‫إبنك هذا= عالمة على اإلحتقار (إحتقار الفريسيين للعشارين والخطاة)‪ .‬خرج أبوه= محبة اهلل جعلته يطلب‬

‫خالص نفوس حتى هؤالء المتكبرين‪ .‬كل ما لي فهو لك= اهلل أعد نصيباً ومجداً لنا في السماء‪ ،‬فإن كنا نؤمن‬ ‫بهذا ونصدقه‪ ،‬هل نتخاصم مع اهلل‪ ،‬إذا ُح ِرمنا من أي نصيب أرضي‪ ،‬هذا يعادل غباوة اإلبن االكبر الذي يقارن‬

‫بين جدي‪ ،‬وكل أمالك األب ومجده! سمع صوت آالت طرب= هو صوت السمائيين بالخاطئ الذي تاب‪،‬‬ ‫وصوت فرحة الكنيسة األرضية بالغفران والفداء الذي حصلت عليه‪.‬‬

‫نالحظ أن اإلبن األصغر كان مرتداً ضاالً وهو خارج البيت مستسلماً لشهواته ولكن اإلبن األكبر كان مرتداً‬

‫ضاالً وهو داخل البي ت وظهر هذا في تركه البيت وغضبه وعدم إشتراكه في الوليمة ورفضه دخول البيت‪ .‬وهو‬ ‫كان مرتداً مع أنه داخل البيت ألنه عاش بروح العبيد أخدمك‪ .‬ينتظر األجر‪ ،‬بل أنكر فضل أبيه= لم تعطني‬

‫جدياً‪ .‬وهو عاش بروح البر الذاتي (خطية الفريسيين)= قط لم أتجاوز وصيتك‪ .‬ومع هذا الحظ محبة أبيه له‬ ‫وكلماته الرقيقة له‪ ،‬فهو يريد أن الجميع يخلصون‪.‬‬

‫اإلبنين ضال‪ ،‬األصغر إذ إشتهى اللذات الحسية ترك بيت أبيه‪ ،‬واألكبر إشتهى اللذات ولكنه ظل داخل البيت‬

‫غير شاعر بالبنوة التي تعطيه كل ما لآلب‪ ،‬ولكن ما لآلب هو ما ال يرى أي المجد المعد في السماء‪ .‬اإلبن‬

‫األكبر ليس له النظرة المستقبلية لألمور أي للسماء‪ .‬وهذا ما سيشرحه السيد في مثل وكيل الظلم اآلتي مباشرة‬ ‫في اإلصحاح القادم‪ ،‬وبصورة أوضح في مثل لعازر والغني الذي يرفع أنظارنا إلى لحظة اإلنتقال والمالئكة‬

‫تحمل النفس للسماء‪ .‬ولكن رجوع اإلبن الضال األصغر وتوبته جعل الكنيسة تطلق عليه لقب اإلبن الشاطر ‪.‬‬ ‫رؤية أخرى لمثل اإلبن الضال‬

‫اهلل خلق اإلنسان ليعمل [‪ ]:‬في األرض (تك‪ + 711‬تك‪ .):711‬وهذا يناظر عملنا اليوم في أعمالنا وأشغالنا‬ ‫[‪ ]1‬نعمل لمجد إسمه خصوصاً بعد أن صرنا في المسيح (أف‪ .)::11‬واإلنسان ُيقَيَّم بقيمة عمله‪.‬‬ ‫م ا هو مقدار النجاح الذي ننجح به في أعمالنا؟ لكل واحد مواهبه (ذكاؤه‪ /‬قوته‪ /‬عمله‪ /‬خبراته‪ )..‬ولكن كل‬ ‫هذا يقع في حيز المحدود‪ .‬ولكن إتصالنا باهلل‪ ،‬إذا كنا على إتصال باهلل‪ ،‬فهذا ينقلنا إلى حيز الال محدود‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الخامس عشر)‬

‫(مثل بطارية موصلة على مصدر شحن غير محدود‪ ،‬إن فصلتها ستعمل لمدة محددة ثم تنتهي شحنتها‬

‫وتموت)‪.‬‬

‫خلق اهلل آدم‪ ،‬وكان آدم على إتصال باهلل فكان سيعيش لألبد ولكنه بسبب الخطية إنفصل عن اهلل‪ ،‬فوقع في‬

‫حيز المحدود فمات‪.‬‬

‫اإلنسان المتصل باهلل‪ ،‬يكون له شركة مع الروح القدس‪ ،‬منها يستمد قدرات ال نهائية‪1( ،‬كو‪+:11:7‬‬

‫زك‪ ):11‬لذلك تصلي الكنيسة في أوشية المسافرين وتقول "إشترك يا رب مع عبيدك في كل عمل صالح"‬

‫إحساس اإلنسان بذاته وقدراته يفصله عن المصدر الالنهائي لكل شئ‪ ،‬فمهما كانت قدرات إنسان فهو ال‬ ‫يستطيع أن يقول "أستطيع كل شئ‪ ..‬مع بولس الرسول‪ ..‬ولكن يكمل في المسيح الذي يقويني" (في‪):711‬‬

‫لذلك فالطالب الذي يمتنع عن الكنيسة‪ ،‬هو معتمد على ذاته منفصل عن اهلل‪.‬‬ ‫اإلبن الضال أخذ مو ِ‬ ‫اه َبهُ وسافر إلى كورة بعيدة فخسر المصدر الالنهائي بإتصاله بأبيه‪ ،‬ومن المؤكد أن‬ ‫أمواله ومواهبه ستنفذ ويدخل في مجاعة‪.‬‬ ‫رجوعه إلى أبيه أعاده لحالة اإلتصال مع اهلل (الحلة األولى) اهلل برره حين رجع إليه‪.‬‬

‫الخاتم= عاد نتيجة إتصاله يستمد على شئ من المصدر الالنهائي‪ ،‬ليحصل على مواهب ثانية إذ قد تبرر‪.‬‬

‫حذاء في رجليه= ليخرج للعمل المكلف به (أف‪( )::11‬المواهب التي حصل عليها هي للخدمة)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫العجل المسمن هو التناول واإلتحاد مع اهلل ليكون نجاح العمل ال نهائي‪ .‬نجاح غير محدود فاهلل يعمل معه‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح السادس عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السادس عشر‬ ‫(مثل وكيل الظلم)‬ ‫اآليات (لو‪)16-1:13‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ضا لِتَالَ ِم ِ‬ ‫ان َغ ِن ٌّي لَ ُه َو ِكي ٌل‪ ،‬فَ ُو ِش َي ِب ِه إِلَ ْي ِه ِبأَنَّ ُه ُي َب ِّذ ُر أ َْم َوالَ ُه‪.‬‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)16-1:13‬وقَ َ‬ ‫سٌ‬ ‫يذ ِه‪َ «:‬ك َ‬ ‫ال أ َْي ً‬ ‫ان إِ ْن َ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ال لَ ُه‪ :‬ما ه َذا الَِّذي أَسمع ع ْن َك؟ أ ْ ِ ِ‬ ‫ال ا ْل َو ِكي ُل‬ ‫ون َو ِكيالً َب ْع ُد‪ .‬فَقَ َ‬ ‫فَ َد َعاهُ َوقَ َ‬ ‫اب َو َكالَ ِت َك أل ََّن َك الَ تَ ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن تَ ُك َ‬ ‫س َ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َعط ح َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َن ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َستَ ْع ِط َي‪7 .‬قَ ْد‬ ‫َستَ ِحي أ ْ‬ ‫َستَ ِطيعُ أ ْ‬ ‫سُ‬ ‫َن أَ ْنقُ َ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ب‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ت أْ‬ ‫س ِّيدي َيأْ ُخ ُذ م ِّني ا ْل َو َكالَ َة‪ .‬لَ ْ‬ ‫في َن ْفسه‪َ :‬ما َذا أَف َْع ُل؟ أل َّ َ‬ ‫‪0‬‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِّي ِد ِه‪َ ،‬وقَا َل‬ ‫ت َما َذا أَف َْع ُل‪َ ،‬حتَّى إِ َذا ُع ِزْل ُ‬ ‫َعلِ ْم ُ‬ ‫ت َع ِن ا ْل َو َكالَة َي ْق َبلُوِني في ُب ُيوِت ِه ْم‪ .‬فَ َد َعا ُك َّل َواحد م ْن َم ْد ُيوِني َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ال لَ ُه‪ُ :‬خ ْذ ص َّك َك و ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َع ِ‬ ‫ال‪ِ :‬م َئ ُة َب ِّ‬ ‫ين‪7 .‬ثُ َّم قَا َل‬ ‫ث َزْي ٍت‪ .‬فَقَ َ‬ ‫س ِّي ِدي؟ فَقَ َ‬ ‫اجالً َوا ْكتُ ْب َخ ْم ِس َ‬ ‫اجل ْ‬ ‫َ َ‬ ‫لأل ََّو ِل‪َ :‬ك ْم َعلَ ْي َك ل َ‬ ‫‪2‬‬ ‫يل الظُّ ْلِم إِ ْذ‬ ‫ين‪ .‬فَ َم َد َح َّ‬ ‫َ‬ ‫الس ِّي ُد َو ِك َ‬ ‫ال‪ِ :‬م َئ ُة ُكِّر قَ ْم ٍح‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ت َك ْم َعلَ ْي َك؟ فَقَ َ‬ ‫آلخ َر‪َ :‬وأَ ْن َ‬ ‫ص َّك َك َوا ْكتُ ْب ثَ َم ِان َ‬ ‫ال لَ ُه‪ُ :‬خ ْذ َ‬ ‫ور ِفي ِجيلِ ِهم‪3 .‬وأَ​َنا أَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬اص َنعوا لَ ُكم أ ِ‬ ‫َح َكم ِم ْن أ َْب َن ِ‬ ‫اء ِبم ِ‬ ‫اء ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ال‬ ‫ِب ِح ْك َم ٍة فَ َع َل‪ ،‬أل َّ‬ ‫اء ه َذا الد ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َن أ َْب َن َ‬ ‫َصدقَ َ َ‬ ‫َّه ِر أ ْ ُ‬ ‫يل أ ِ‬ ‫َّة‪15 .‬اَأل ِ‬ ‫ال األَب ِدي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِفي ا ْل َقلِ ِ‬ ‫ضا ِفي ا ْل َك ِث ِ‬ ‫ير‪َ ،‬والظَّالِ ُم ِفي‬ ‫َم ٌ‬ ‫َم ُ‬ ‫ين أ َْي ً‬ ‫الظُّ ْلم‪َ ،‬حتَّى إِ َذا فَنيتُ ْم َي ْق َبلُوَن ُك ْم في ا ْل َمظَ ِّ َ‬ ‫اء ِفي م ِ‬ ‫ا ْل َقلِ ِ‬ ‫ضا ِفي ا ْل َك ِث ِ ‪ِ 11‬‬ ‫ال الظُّ ْلِم‪ ،‬فَ َم ْن َيأْتَ ِم ُن ُك ْم َعلَى ا ْل َحقِّ؟ ‪َ 11‬وِا ْن لَ ْم تَ ُكوُنوا‬ ‫يل ظَالِ ٌم أ َْي ً‬ ‫ُم َن َ‬ ‫َ‬ ‫ير‪ .‬فَإ ْن لَ ْم تَ ُكونُوا أ َ‬ ‫ض ا ْلو ِ‬ ‫َن ي ْخ ِدم س ِّي َد ْي ِن‪ ،‬أل ََّن ُه إِ َّما أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أُم َن ِ‬ ‫اح َد‬ ‫َن ُي ْبغ َ َ‬ ‫اء في َما ُه َو ل ْل َغ ْي ِر‪ ،‬فَ َم ْن ُي ْعطي ُك ْم َما ُه َو لَ ُك ْم؟ الَ َي ْقد ُر َخاد ٌم أ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اآلخر‪ ،‬أَو يالَ ِزم ا ْلو ِ‬ ‫ال»‪".‬‬ ‫َوُي ِح َّ‬ ‫اح َد َوَي ْحتَ ِق َر َ‬ ‫َن تَ ْخ ِد ُموا اهللَ َوا ْل َم َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫اآلخ َر‪ .‬الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ب َ​َ ْ ُ َ َ‬ ‫رأينا في اإلصحاح السابق إشتياق اهلل لرجوع كل خاطئ‪ ،‬هنا يشرح السيد أن كل خاطئ يلزمه أن يتصرف‬

‫بحكمة ليغتصب الملكوت‪ .‬وأن الحياة العتيدة هي ثمرة ونتيجة للحياة الحاضرة‪ .‬واهلل أعطانا وزنات كالمال مثالً‬

‫يمكننا أن نستخدمه بأنانية‪ ،‬ويمكننا أن نستخدمه بحكمة فنغتصب الملكوت‪ .‬ونفس المفهوم نجده في مثل لعازر‬

‫والغني في نفس اإلصحاح‪ .‬هذا اإلصحاح هو تشجيع لكل خاطئ على أن يتوب فهناك سماء (مثل لعازر‬

‫والغني) وهناك نصيب سماوي لمن يتصرف بحكمة (وكيل الظلم)‪.‬‬

‫وكيل الظلم= سماه السيد هكذا فهو كان يبذر أموال سيده وثانياً فهو حينما عرف أن سيده سيطرده َغَّير‬

‫لسيده‪ .‬والسيد قطعاً ال يمدحه على هذا‪ ،‬بل يمدحه ألنه فكر في مستقبله‪،‬‬ ‫الصكوك وبهذا تسبب في خسارة ثانية َ‬ ‫فهو قد إشتري أصدقاء (هم المديونين لسيده)‪ ،‬وهؤالء يمكن أن يستفيد منهم بعد طرده من وكالة سيده‪ .‬وهو‬ ‫إشتراهم بالمال الذي كان بين يديه‪ ،‬الذي إستأمنه سيده عليه‪ .‬هذا الوكيل يشير لمن بدد المواهب والوزنات التي‬

‫أعطاها اهلل له على شهواته‪.‬‬

‫مال الظلم= هو المال الذي بين أيدينا‪ ،‬لكن لماذا أسماه السيد هكذا؟‬ ‫‪ ):‬هو مال من هذا العالم الظالم الشرير‪ ،‬مهما حصلنا عليه بالحالل‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫‪ )1‬توزيع األموال ظالم في هذا العالم‪ ،‬فكم من إنسان ال يعمل ويملك الكثير‪ ،‬وهناك من‬ ‫يكد ويجتهد وال يملك شيئاً‪.‬‬

‫‪ )7‬هو مال ظلم ألنه يجعل الناس تعبده تاركة اهلل‪ ،‬وهو إذا إبتغاه أحد ضل عن اإليمان‪،‬‬ ‫وهو سيد ٍ‬ ‫قاس يستعبد الناس‪.‬‬

‫‪ )1‬هو خادع يوهم الناس بالسعادة ولكنه ال يعطيها‪.‬‬

‫‪ )7‬األصل أن كل األموال هي هلل وأنا وكيل عليها‪ ،‬فإذا أعتبرتها ملكاً لي‪ ،‬أصرف منها‬ ‫على ملذاتي فقط‪ ،‬فأنا بهذا أصبح مبذ اًر في أموال اهلل‪ ،‬وأصير بهذا وكيل ظلم‪ ،‬ولكن‬ ‫إن تصرفت فيها بطريقة ترضى اهلل فتتحول إلى أموال مقدسة‪ .‬فهو مال ظلم ألننا‬

‫كيف نرضي اهلل بأموالنا؟‬

‫ننسب ما هلل لنا‪ ،‬أي نغتصب حق اهلل‪.‬‬

‫هناك فقراء ومحتاجين‪ ،‬هؤالء هم مديوني السيد‪ .‬وكل هؤالء ليس لديهم ما يأكلونه وما يلبسونه‪ ،‬فلنصرف على‬ ‫هؤالء فيشهدون لنا في السماء‪ ،‬أليس هؤالء هم إخوة الرب‪ .‬وبهذا صاروا أصدقاء لنا‪ .‬وبهذا صارت أموالنا‬

‫منا أن يكون لنا‬ ‫سماوية‪ ،‬وصار لنا كن اًز في السماويات ينفعنا حين نغادر هذا العالم‪ .‬هذه هي الحكمة المطلوبة ّ‬ ‫أصدقاء سماويين نشتريهم باألموال التي بين أيدينا عوضاً عن أن نبددها على ملذاتنا وشهواتنا في عالم سنتركه‬

‫إن آجالً أو عاجالً‪ .‬إنسان غني= هو اهلل صاحب كل المواهب‪ ،‬يعطي لكل منا وزنات = مواهب (‪:‬بط‪.)::11‬‬

‫وكيل= اهلل يعطي كل منا مواهب وأموال وسيطلب حساباً عن كل ما أعطانا‪ .‬يبذر أمواله= نفس ما قيل عن‬ ‫اإلبن الضال (‪ .):71:7‬إعط حساب وكالتك= هذا ما سنسمعه يوم الدينونة‪ .‬ولكن هنا تعني أن الوكيل سيطرد‬

‫من مكانه ال تقدر أن تكون وكيالً بعد= أي ستترك هذه الحياة‪ .‬قال الوكيل في نفسه= هذه مثل ما قيل عن‬

‫اإلبن الضال "فرجع إلى نفسه"‪ .‬ماذا أفعل= لقد صحا الوكيل من غفلته‪ ،‬وبدأ يفكر في إصالح حاله‪ .‬أنقب=‬ ‫أسرق ‪ ،‬فكان اللصوص يسرقون البيوت بان ينقبوا جدران البيوت ويدخلوا ليسرقوا‪ ،‬وقد تعني حفر األرض‬

‫للزراعة‪ .‬أستعطي= أتسول‪ .‬وهذا الوكيل لن يستطيع أن يعمل كعامل زراعة أو يتسول أو يسرق‪ .‬ولنالحظ أنه‬

‫في يوم الدينونة لن يصلح أن نسرق أو نجاهد ونعمل فال عمل يصلح هناك أو نستعطي من القديسين‪ ،‬فالعذارى‬

‫الحكيمات لم يعطين للجاهالت شيئاً من زيتهن‪ .‬بث= ‪1:‬لتر‪ .‬كر= ‪77:‬كجم تقريباً‪ .‬كم عليك= هو يعلم ولكنه‬

‫يسأل المديون حتى يشعره بأنه يسدي له معروف‪ .‬أبناء هذا الدهر= هم المتعلقون بأمور الدنيا وال نصيب لهم‬

‫في األبدية (أوالد العالم)‪ .‬أبناء النور= هم أبناء اإليمان الذين يسيرون في نور الكتاب ولهم األبدية (أوالد اهلل)‪.‬‬

‫المظال األبدية= عبارة مستعارة من األعياد اليهودية مقصود بها دار الخلود حيث االفراح الحقيقية‪ ،‬وعيد المظال‬

‫هو عيد الفرح عند اليهود‪ ،‬وكان رم از ألفراح السماء‪ .‬إذًا المسيح في هذا المثل ال يقصد تطبيقه من كل‬

‫الجوانب‪ ،‬فقطعاً هو ال يريدنا أن نسرق‪ ،‬ولكن هو يريد أن نحول أموالنا لتصير لنا رصيد سماوي‪ .‬أن تكون لنا‬ ‫النظرة المستقبلية وليس النظرة المحدودة بهذا العالم‪.‬‬

‫‪85‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫أبناء هذا الدهر أحكم= هم دائماً يفكرون في الغد‪ ،‬ويستثمرون أموالهم لتكون ضماناً لمستقبلهم‪ ،‬فهل نفكر في‬ ‫مستقبلنا األبدي كأبناء نور وبهذا نصير حكماء‪ ،‬وال تضيع فرصتنا في السماء‪ .‬ونستطيع تطبيق المثل ليس فقط‬ ‫على األموال بل على الوقت والصحة والتعليم والذكاء‪ ..‬وكل ما أعطاه اهلل لنا‪ ،‬فهناك من لديه وقت فراغ‪ ..‬فماذا‬ ‫يعمل به‪ ،‬هل يتسكع في الطرقات والنوادي‪ ،‬أم هو يضيع وقته في خدمة الكنيسة فيصير له شفيع الكنيسة‬

‫صديقاً سماوياً‪ .‬وهناك من أعطاه اهلل صحة‪ ،‬ففي ماذا يصرف صحته؟ هناك من يستغل صحته في إفتقاد‬ ‫المرضى والمساكين والبعيدين عن اهلل‪ ..‬وهكذا‪.‬‬

‫(آية‪ 1)::‬القليل هو مال الظلم هو الثروة الزمنية‪ .‬واألمين في القليل= هو من ال يبدد ماله على ملذات الدنيا‬

‫وشهواته‪ ،‬بل يعطيه للمحتاج‪ .‬أمين أيضاً في الكثير= أي العطايا الروحية‪ .‬فاألمين مع الناس سيكون أميناً مع‬ ‫اهلل‪ .‬لذلك يعطيه اهلل بغنى من هباته اإللهية ما يزين نفسه وتعطيه جماالً ربانياً‪ ،‬نكون متشبهين باهلل‪ ،‬ومن كان‬

‫أميناً مع اهلل على األرض في مال الظلم يستأمنه اهلل على الكثير الذي هو المجد األبدي المعد لنا‪.‬‬

‫(آية‪ 1)::‬هنا يتضح أن مال الظلم هو القليل في اآلية السابقة‪ .‬والحظ أن السيد الرب يضع في مقابله كلمة‬ ‫الحق‪ ،‬وذلك ألن المال باطل‪ ،‬فهو غير حقيقي‪ ،‬هو موجود اليوم‪ ،‬وغير موجود غداً‪ ،‬وال تستطيع أن تأخذه معك‬

‫إلى العالم اآلخر‪ ،‬بينما العطايا السماوية والفضائل‪ ،‬هذه تستمر معنا في السماء‪.‬‬

‫(آية‪ 1):1‬ما هو للغير= الغير هم الفقراء‪ ،‬فإن لم نكن أمناء معهم فيما بين أيدينا من مال الظلم‪ ،‬فاهلل لن‬ ‫يعطينا ما هو لنا من البركة والسالم والفرح والرجاء‪ ..‬أما لو أعطيت ما عندك للفقراء سكب اهلل عليك من غني‬ ‫مجده‪.‬‬ ‫(آية‪ 1):7‬هنا يضع السيد حداً فاصالً بين قبول تبعيته واإلرتباط بمحبة المال‪ .‬اهلل ليس ضد الغنى‪ ،‬فإبراهيم‬

‫عب ْد‪ ،‬أو‬ ‫واسحق ويعقوب كانوا أغنياء‪ ،‬واهلل لم يكن ضدهم‪ ،‬بل اهلل ضد عبادة المال‪ ،‬أي يصير المال هدفاً والهاً ُي َ‬ ‫أداة للملذات والترف الزائد بينما الفقراء في جوع وحرمان‪ .‬وعبادة المال تعني أن يظن اإلنسان أن المال فيه‬

‫ضماناً للمستقبل‪ .‬فاهلل وحده القادر على ذلك‪.‬‬

‫(لو‪)12-17:13‬‬

‫‪17‬‬ ‫ان ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ون‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫يسي َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)10-17:13‬و َك َ‬ ‫ُّون أ َْي ً‬ ‫ضا َي ْ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ال لَهم‪«:‬أَ ْنتُم الَِّ‬ ‫س ُكم قُدَّام َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ون‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اس! َولك َّن اهللَ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِر ْجس قُدَّام ِ‬ ‫اهلل‪".‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫طبعاً من يحب المال لن يعجبه كالم السيد المسيح الذي قاله‪ .‬اهلل يعرف قلوبكم= لن تستطيعوا أن تخدعوا اهلل‬

‫ه َذا ُكلَّ ُه‪َ ،‬و ُه ْم‬ ‫وب ُك ْم‪.‬‬ ‫َي ْع ِر ُ‬ ‫ف ُقلُ َ‬

‫ِ‬ ‫ُّون لِ ْلم ِ‬ ‫استَ ْه َأزُوا ِب ِه‪.‬‬ ‫ال‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ُمحب َ َ‬ ‫ستَ ْعلِي ِع ْن َد َّ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫اس ُه َو‬ ‫إ َّن ا ْل ُم ْ َ‬

‫كما تخدعون الناس إذ هم يتظاهرون بالبر والقداسة وهم عبيد المال‪.‬‬

‫‪86‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫حسن كالمال هو رجس عند اهلل‪ .‬والتقوى الظاهرية‬ ‫المستعلى عند الناس هو رجس عند اهلل= ما ترونه أنتم أنه‬ ‫ٌ‬ ‫التي هي صالحة في نظركم هي رجس عند اهلل (فهم يصومون ويصلون ليراهم الناس وهذا في نظر اهلل رياء‬ ‫ورجس) ومحبتهم للمال بالطبيعة ساقتهم للكبرياء فكلما إزدادت أموالهم تكبروا بزيادة‪ ،‬فإذا أضيف إلى محبة‬

‫المال برهم الذاتي‪ ،‬يزداد كبريائهم وكل مستعلى متكبر هو رجس عند اهلل‪.‬‬

‫المستعلى= المتكبر‪ .‬والحظ أن اهلل يريد أن أوالده يكبرون ‪ ،‬لكن به هو ‪ ،‬وليس بالمال وال بالبر الذاتي والتقوى‬

‫الظاهرية‪ .‬وكل هذا نجاسة فالعالم بما فيه ٍ‬ ‫فان‪ .‬وقارن مع بولس الرسول حين يقول "لي الحياة هي المسيح"‪ .‬إذاً‬ ‫في‪ .‬فمن قيمته في أشياء العالم هو رجس ألن العالم باطل‪.‬‬ ‫السؤال ‪ ..‬ما هي قيمتي‪ ..‬هل مالي أو حياة المسيح ّ‬

‫‪13‬‬ ‫وت ِ‬ ‫شر ِبملَ ُك ِ‬ ‫ِ‬ ‫الناموس واألَ ْن ِبياء إِلَى ي َّ ِ ِ‬ ‫اهلل‪َ ،‬و ُك ُّل‬ ‫اآليات (لو‪َ « " -:)12-13:13‬ك َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ان َّ ُ ُ َ َ ُ‬ ‫وحنا‪َ .‬وم ْن ذل َك ا ْل َوقْت ُي َب َّ ُ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫صب َن ْفس ُه إِلَ ْي ِه‪17 .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ام ِ‬ ‫اء َواأل َْر ِ‬ ‫وس‪ُ 12 .‬ك ُّل‬ ‫لك َّن َزَو َ‬ ‫س ُر ِم ْن أ ْ‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫ض أ َْي َ‬ ‫َ‬ ‫َواحد َي ْغتَ ُ َ‬ ‫سقُطَ ُن ْقطَ ٌة َواح َدةٌ م َن الن ُ‬ ‫ال َّ َ‬ ‫ُخ َرى َي ْزِني‪َ ،‬و ُك ُّل َم ْن َيتَ​َزَّو ُج ِب ُمطَلَّقَ ٍة ِم ْن َر ُجل َي ْزِني‪" .‬‬ ‫ام َأرَتَ ُه َوَيتَ​َزَّو ُج ِبأ ْ‬ ‫َم ْن ُيطَلِّ ُ‬ ‫ق ْ‬

‫آية (لو‪)13:13‬‬

‫راجع كتاب إنجيل متى (مت‪)11:11،16‬‬

‫آية (لو‪)12:13‬‬

‫راجع كتاب إنجيل متى (مت‪)11-1:13‬‬

‫آية (لو‪)17:13‬‬

‫راجع كتاب إنجيل متى (مت‪)12:0‬‬

‫هذه اآليات سبق شرحها ولكن ما مناسبة ذكرها هنا اآلن؟‬

‫كان الفريسيون يعظمون ناموس العهد القديم‪ ،‬والمسيح هنا يشرح أن هذا الناموس كان لتهيئة الناس لنظام أكمل‪،‬‬

‫والمعمدان أيضاً جاء ليعد الطريق لهذا النظام الجديد‪ .‬الناموس واألنبياء إلى يوحنا= تعاليم العهد القديم كانت‬

‫حتى يوحنا‪ .‬من ذلك الوقت= أي بعد يوحنا المعمدان ويعني بشارة المسيح= يبشر بملكوت اهلل‪ .‬إذاً الناموس‬

‫كان وقتياً‪ ،‬ولكن الناموس ال يمكن أن يبطل فهو رمز للخيرات العتيدة وظلها‪ ،‬وهو شاهد بنبواته ورموزه للمسيح‪،‬‬

‫وهدف الناموس والنبوات هو المسيح‪ ،‬وهو يعلن إحتياجنا المستمر للمسيح‪ .‬وكان ظهور المعمدان إيذاناً بظهور‬ ‫المسيح‪ ،‬وها قد أتى المسيح وها ملكوت اهلل أمامكم‪ ،‬الذي شهد عنه ناموسكم وشهد عنه المعمدان لكنكم عميان‪،‬‬

‫لقد أدرك العشارون والخطاة هذا الملكوت وها هم يتزاحمون للدخول لهذا الملكوت‪ ،‬كل منهم يبذل جهده ويحتمل‬

‫الصعاب ويغصب نفسه في سبيل هذا الملكوت الذي صار واضحاً لهم‪ ،‬والذي بدأ المسيح يبشر به‪ ،‬ومن يبذل‬ ‫جهداً ويغصب نفسه (باإلمتناع عن خطاياه القديمة وتركها) وليفعل هذا عن طيب خاطر عالماً أنه سيفوز‬ ‫بأمجاد ال تقاس بجانب تلك المصاعب والمشقات‪ .‬إذاً المسيح أمامكم الذي بشر به ناموسكم وما ينقصكم هو أن‬

‫تغصبوا أنفسكم فتجدوا لكم حياة‪.‬‬

‫زوال السماء‪ ..‬أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس= أصغر تعليم في الناموس لن يتغير‪ .‬والناموس‬

‫في‪ .‬وعليهم الخضوع للناموس وليس كما فعل أبائهم‪ .‬ففي كالم السيد‬ ‫شهد لي وطالما شهد لي فهو قد تحقق ّ‬ ‫عن الطالق كان يشرح لهم أنهم بحسب تعاليم شيوخهم أباحوا الطالق ألتفه األسباب جرياً وراء شهواتهم فبعض‬ ‫أبائهم سمحوا بالطالق لو الزوجة كان طعامها سيئاً‪ ،‬وهم يدعون أنهم يكرمون الناموس ولكنهم بإباحتهم الطالق‬ ‫‪87‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫فهم قد حرضوا الناس على الزنا‪ ،‬وخالفوا الناموس (راجع مال‪ )::-::11‬فقوله هنا أن اهلل يكره الطالق فكيف‬

‫شرع الزواج "يترك الرجل أباه وأمه‬ ‫سمحوا ألنفسهم بإباحته‪ .‬خصوصاً أن ما جمعه هو اهلل‪ .‬فاهلل هو الذي َّ‬ ‫ويلتصق بامرأته" (تك‪)1111‬‬

‫معنى كالم السيد هنا أنه‪ ،‬أنتم أيها الفريسيون تتهمونني بأنني ضد الناموس‪ .‬والعكس هو الصحيح‪ .‬فأنتم الذين‬

‫كسرتم الناموس‪ .‬أما أنا فكصاحب وواضع الناموس ال أكسره‪.‬‬

‫ما يجمع كل ما مضى هو النظرة المستقبلية (في اآليات‪ ):1-:1‬ألن المسيح يسألهم هل لكم نظرة للمستقبل‪.‬‬

‫ما الذي له قيمة عندكم‪ ..‬هل األموال‪ ..‬البر الذاتي‪ ..‬الشهوات التي تجرون وراءها وتتركون زوجاتكم‪ ..‬ولكن‬ ‫الملكوت أمامكم فلتغصبوا أنفسكم عليه تاركين شهواتكم‪ .‬هذا ما يجمع هذه اآليات وهذه عالقة هذه اآليات بما‬

‫قبلها وما بعدها‪.‬‬

‫(مثل لعازر والغني)‬ ‫اآليات (لو‪)61-13:13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ان َوا ْل َب َّز َو ُه َو َيتَ​َن َّع ُم ُك َّل َي ْوٍم ُمتَ​َرفِّ ًها‪.‬‬ ‫س األ َْر ُجو َ‬ ‫ان َغ ِن ٌّي َو َك َ‬ ‫سٌ‬ ‫اآليات (لو‪َ « " -:)61-13:13‬ك َ‬ ‫ان َي ْل َب ُ‬ ‫ان إِ ْن َ‬ ‫‪11‬‬ ‫الس ِ‬ ‫شبع ِم َن ا ْلفُتَ ِ‬ ‫‪15‬و َك َ ِ‬ ‫اق ِط‬ ‫وبا ِبا ْلقُ​ُر ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫وح‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫شتَ ِهي أ ْ‬ ‫اس ُم ُه لِ َع َازُر‪ ،‬الَِّذي طُ ِر َح ِع ْن َد َبا ِب ِه َم ْ‬ ‫س ِك ٌ‬ ‫ض ُر ً‬ ‫َن َي ْ َ َ‬ ‫ين ْ‬ ‫ان م ْ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ين وحملَتْ ُه ا ْلمالَ ِئ َك ُة إِلَى ِح ْ ِ ِ‬ ‫ات ا ْل ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم‪.‬‬ ‫وح ُه‪ .‬فَ َم َ‬ ‫س قُ​ُر َ‬ ‫م ْن َمائ َدة ا ْل َغن ِّي‪َ ،‬ب ْل َكا َنت ا ْلكالَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ب تَأْتي َوتَ ْل َح ُ‬ ‫َ‬ ‫سك ُ َ َ َ‬ ‫ض ِن إ ْب َراه َ‬ ‫اهيم ِم ْن ب ِع ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم َ ِ‬ ‫ضا وُد ِف َن‪16 ،‬فَرفَع ع ْي َن ْي ِه ِفي ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِن ِه‪،‬‬ ‫يد َولِ َع َازَر ِفي ِح ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ات ا ْل َغن ُّي أ َْي ً َ‬ ‫َ​َ‬ ‫الجحيم َو ُه َو في ا ْل َع َذاب‪َ ،‬و َأرَى إ ْب َر َ‬ ‫‪17‬‬ ‫َّ‬ ‫اء ويبِّرَد ِل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ف إِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ب ِفي‬ ‫يم‪ْ ،‬ار َح ْم ِني‪َ ،‬وأ َْر ِس ْل ِل َع َازَر ِل َيُب َّل َ‬ ‫ادى َوقَ َ‬ ‫فَ َن َ‬ ‫ساني‪ ،‬أل َِّني ُم َعذ ٌ‬ ‫ص َبعه ِب َم َ ُ َ‬ ‫ط َر َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ال‪َ :‬يا أَبي إ ْب َراه َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ال إِ ْبر ِ‬ ‫ه َذا اللَّ ِه ِ‬ ‫اآلن ُه َو‬ ‫اه‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫يب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫استَ ْوفَ ْي َ‬ ‫ت َخ ْي َرِات َك ِفي َح َي ِات َك‪َ ،‬و َكذلِ َك لِ َع َازُر ا ْل َبالَ َيا‪َ .‬و َ‬ ‫يم‪َ :‬يا ْابني‪ ،‬ا ْذ ُك ْر أ ََّن َك ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫يتَع َّزى وأَ ْن َ َّ‬ ‫ور ِم ْن‬ ‫ين ُي ِر ُ‬ ‫ب‪َ .‬وفَ ْو َ‬ ‫يد َ‬ ‫يم ٌة قَ ْد أُثِْبتَ ْت‪َ ،‬حتَّى إِ َّن الَِّذ َ‬ ‫ت تَتَ َعذ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ون ا ْل ُع ُب َ‬ ‫ق ه َذا ُكله‪َ ،‬ب ْي َن َنا َوَب ْي َن ُك ْم ُه َّوةٌ َعظ َ‬

‫‪17‬‬ ‫َن تُْر ِسلَ ُه إِلَى َب ْي ِت‬ ‫ون إِلَ ْي َنا‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ين ِم ْن ُه َن َ‬ ‫َسأَلُ َك إِ ًذا‪َ ،‬يا أ َ​َب ِت‪ ،‬أ ْ‬ ‫اك َي ْجتَ ُاز َ‬ ‫ون‪َ ،‬والَ الَِّذ َ‬ ‫هه َنا إِلَ ْي ُك ْم الَ َي ْق ِد ُر َ‬ ‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اب ه َذا‪ .‬قَ َ ِ ِ‬ ‫ضا إِلَى مو ِ‬ ‫أَِبي‪ ،‬أل َّ ِ‬ ‫ض ِع ا ْل َع َذ ِ‬ ‫يم‪:‬‬ ‫س َة إِ ْخ َوٍة‪َ ،‬حتَّى َي ْ‬ ‫ش َه َد لَ ُه ْم لِ َك ْيالَ َيأْتُوا ُه ْم أ َْي ً‬ ‫َْ‬ ‫َن لي َخ ْم َ‬ ‫ال لَهُ إ ْب َراه ُ‬ ‫‪65‬‬ ‫اح ٌد ِم َن األَمو ِ‬ ‫ضى إِلَ ْي ِهم و ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِع ْن َد ُهم موسى واألَ ْن ِبي ِ‬ ‫ات‬ ‫س َم ُعوا ِم ْن ُه ْم‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يم‪َ ،‬ب ْل إِ َذا َم َ‬ ‫اء‪ ،‬ل َي ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ال‪ :‬الَ‪َ ،‬يا أَبي إ ْب َراه َ‬ ‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال لَ ُه‪ :‬إِ ْن َكا ُنوا الَ يسمع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون»‪".‬‬ ‫ون‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ص ِّدقُ َ‬ ‫وب َ‬ ‫َيتُ ُ‬ ‫ام َواح ٌد م َن األ َْم َوات ُي َ‬ ‫ون م ْن ُم َ‬ ‫َ َُْ‬ ‫وسى َواألَ ْنب َياء‪َ ،‬والَ إ ْن قَ َ‬

‫هنا صورة أخرى لنهاية إنسان أساء إستخدام أمواله‪ .‬فهو أنفق أمواله فيما ال يفيد (األرجوان والبز والتنعم‬

‫مترفهاً) كل يوم= استم ارره في شهواته‪ .‬ولعازر (اهلل يعين= هذا معنى إسمه‪ ،‬فاهلل يعين من ليس له أحد يعينه)‬

‫المسكين ال يجد سوى الفتات الذي ُيلقي عند الباب‪ ،‬وال أحد يعتني بقروحه بل تلحسها الكالب‪ .‬والحظ النهاية‬ ‫فيقال عن الغني أنه مات ُ ِ‬ ‫أما لعازر فقد حملته المالئكة إلى حضن إبراهيم‪ .‬في لحظة‬ ‫ودفن‪ ،‬أي نهايته التراب‪ّ ،‬‬

‫لم َي ُع ْد الغني يرى كل مشتهياته‪ .‬وفي لحظة ترك لعازر المسكين كل آالمه وتمتع بحمل المالئكة له‪ ،‬وتمتع‬ ‫أما إسم الغني فلم ُيذكر لعدم أهميته‪.‬‬ ‫بحضن إبراهيم في السماء ولألبد‪ّ .‬‬ ‫وحملته المالئكة= فالمالئكة الذين يفرحون بتوبتنا (لو‪ )::1:7‬يأتون إلستقبالنا ولكي يحملونا إلى السماء‪.‬‬

‫وبنفس المفهوم تصلي الكنيسة في صالة الغروب قائلة للعذراء "وعند مفارقة نفسي من جسدي إحضري عندي"‬

‫‪88‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫فالقديسين يأتون ليستقبلوا نفوس األبرار ويصعدوا معهم إلى السماء‪ .‬رفع عينيه= فهو في مكان سفلي أما لعازر‬ ‫ففي مكان مرتفع ٍ‬ ‫سام (معنوياً)‪ .‬كان إنسان غني‪ ..‬وكان مسكين إسمه لعازر= في الحياة يذكر إسم الغني أوالً‪.‬‬

‫لكن السيد ال يذكر إسمه فهو كان وكيل ظلم غير حكيم فمات المسكين‪ ..‬ومات الغني= في الموت ُذ ِك َر إسم‬

‫لعازر أوالً فهو ذهب للسماء‪ .‬لقد تغيرت أماكن الكرامة واإلحتقار في السماء‪.‬‬ ‫هناك رأيين في مثل الغني ولعازر‪-1‬‬

‫‪ .:‬أنها قصة حقيقية بدليل ذكر السيد إلسم الفقير‪.‬‬

‫‪ .1‬أنها قصة رمزية‪ ،‬واسم لعازر هو رمزي بمعنى أن اهلل يعين المساكين‪ ،‬ويعني أن المسيح يعرف الفقراء‬ ‫باإلسم فهم إخوته‪.‬‬

‫ونالحظ أن السيد المسيح لم يذكر أي خطايا للغني سوى أنه عاش لنفسه وأهمل الفقير الذي على بابه‪ .‬فالغني‬

‫ما اغضب اهلل منه ليست خطيته ولكنها قسوته‪.‬‬

‫ونالحظ أن الفقر ليس سبباً كافياً لدخول السماء‪ ،‬فالفقير الذي يجدف على اهلل‪ ،‬أو الذي يتذمر العناً فقره والزمن‬

‫الذي جعله فقي اًر‪ ،‬أو الفقير الذي يشتهي الغني ويحسد األغنياء‪ ..‬هؤالء لن يدخلوا السماء‪ .‬لكن لعازر يرمز لمن‬

‫يحتمل آالمه بشكر واهلل يعينه عليها‪.‬‬

‫آالم لعازر‬

‫‪ -:‬فقي اًر جداً‬

‫‪ -1‬ضعيف جسدياً ومن ضعفه هو غير قادر على طرد‬

‫الكالب (يقال أن ما عملته الكالب كان يخفف آالمه)‬

‫‪ -7‬ال أحد يعوله‬ ‫‪ -7‬مقارنة حاله بحال الغني‬

‫‪ -1‬عدم إكتراث الغني به بالرغم من ترفه‬ ‫الشديد‪.‬‬

‫‪ -:‬أكله من الفتات الملقي‪.‬‬

‫لكنه بالرغم من هذا لم يشتكي ولم يتذمر ولم يجدف على اهلل لذلك أستحق أن تحمله المالئكة للسماء‪.‬‬

‫حضن إبراهيم= كناية عن راحة المطوبين‪ ،‬في نفس مكان إبراهيم‪ ،‬مكان الشرف والبنوة‪ .‬والحضن يرمز للمحبة‪،‬‬ ‫فالمحبة هي لغة السماء‪.‬‬ ‫‪ .:‬كان مالكاً واحداً قاد اًر على حمله‪ ،‬ولكن جاءت مالئكة تعبي اًر عن فرحتها به‪.‬‬ ‫إما للفردوس أو للجحيم ونالحظ‪1‬‬ ‫‪ .1‬بعد خروج النفس مباشرة تدخل ّ‬ ‫‪ .:‬ذلك يحدث بعد الخروج مباشرة (وليس بعد صالة يوم الثالث)‪.‬‬

‫‪ .1‬هناك مكانين فقط (الفردوس والجحيم) وليس هناك ما يسمى المطهر‪.‬‬

‫‪ .7‬ملحوظة ‪ - :‬قبل فداء رب المجد كانت كل النفوس تذهب للجحيم بعد الموت حتى نفوس األبرار ‪.‬‬ ‫والجحيم هو مكان إنتظار وليس مكانا للعذاب فاهلل لن يعذب من أحبهم من أبرار العهد القديم ‪ ،‬واهلل‬

‫يكرم من يكرمه (‪:‬صم‪ )7: 1 1‬ولما تم الفداء ذهب السيد وفتح الجحيم ليخرج نفوس األبرار الذين‬

‫ينتظرون على الرجاء (أف‪( + ):: – 1 1 1‬زك‪ . ):1 – : 1 :‬وأخذ الرب هذه النفوس البارة وفتح‬

‫‪89‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السادس عشر)‬

‫لهم الفردوس ‪ ،‬وهو مكان الراحة (النياح) ‪ .‬والفردوس قطعا هو مكان فرح إفتقده هؤالء األبرار وهم فى‬

‫الجحيم ‪ .‬وبعد القيامة ترتقى ال نفس البارة لتدخل إلى المجد السماوى ‪ .‬وكان اليهود يطلقون على الجحيم‬ ‫أسماء مثل أقسام األرض السفلى والهاوية (إش‪ . ):: 1 :1‬وبينما كانت نفوس األبرار فى الجحيم لها‬ ‫رجاء كانت نفوس األشرار فى الجحيم بال رجاء‪ ،‬وكان هذا سر عذابها ‪ ،‬فالنفس تعرف مصيرها بعد‬

‫الخروج ‪ .‬إذ كان عدو الخير يأتى ليقبض على النفوس ‪ .‬أما المسيح البار الذى بال خطية فكان هو‬ ‫فى شئ " (يو‪ )7: 1 :1‬واآلن فكل من هو ثابت‬ ‫الوحيد القادر أن يقول " رئيس هذا العالم آت وليس له َّ‬ ‫فى المسيح له أن يقول هذا‪.‬‬

‫‪ .1‬ولكن المجد والعقاب في اليوم األخير إما فى المجد السماوى أو جهنم ‪.‬‬

‫‪ .6‬ليبل طرف إصبعه= هذا دليل على العذاب‪ ،‬ولكن ال يمكننا فهم طبيعة العذاب تماماً‪ ،‬فنحن ال ندرى ما هو‬ ‫الحال الذي ستكون أجسادنا عليه حينئذ والحظ أن من كان يأكل الفتات‪ ،‬هو اآلن في نعيم‪ ،‬ومن كان في‬

‫نعيم ال يجد قطرة ماء‪ .‬وأخي اًر صار الغني شحاذاً‪.‬‬

‫‪ .7‬هوة عظيمة= هذه تعني أن أحكام اهلل عادلة ونهائية لن تتغير ولألبد‪.‬‬

‫‪ .0‬إستوفيت خيراتك في حياتك= إن كنت قد فعلت أي عمل صالح فلقد أخذت أجرك أثناء حياتك على‬ ‫األرض‪.‬‬

‫‪ .3‬أسألك يا ِ‬ ‫أبت أن ترسله= هذه موجهة لمن ينكرون الشفاعة‪ ،‬فإن كان الغني الشرير في الجحيم يتشفع في‬ ‫أهله في األرض‪ ،‬وهو الذي كان بال محبة في حياته‪ .‬فهل ينكرون هذا على المالئكة والقديسون المملوئين‬ ‫حباً والذين يفرحون بتوبتنا‪.‬‬

‫‪ .7‬نستنتج من المثل أن النفوس تعرف بعضها فالغني عرف لعازر‪ ،‬بل عرف إبراهيم الذي لم يراه على‬ ‫األرض‪ .‬والنفس تتذكر ما كان على األرض‪ .‬ونالحظ أن القديسين فى السماء يعرفون حالتنا نحن الذين‬ ‫على األرض ‪ ،‬فمعرفتهم أكثر من األرضيين وتنكشف لهم أسرار أكثر ‪ ،‬باإلضافة لما يكشفه لهم اهلل ‪ ،‬فها‬

‫هو إبراهيم يعرف أن الغنى إستوفى خيراته على األرض ‪ .‬والسمائيين يفرحون بتوبة الخطاة فكيف يفرحون‬

‫إن لم يعرفوا أنهم تابوا ‪ .‬واألربعة والعشرون قسيسا يرفعون صلواتنا فهل هم ال يعرفونها ‪ .‬ومالئكتنا‬ ‫الحارسين يعرفون أخبارنا ‪ ،‬ويشفعون فينا ‪ .‬بل نسمع فى (‪ 1‬أى‪ )1:‬أن كتابة جاءت إلى الملك يهورام من‬

‫إيليا النبى بعد صعود إيليا للسماء بفترة طويلة تخبره بضربة عظيمة بسبب شروره ‪ ،‬فكيف عرف إيليا ماذا‬

‫يحدث وما سوف يحدث وكيف وصلت الرسالة ؟! أهلل من المؤكد يكشف لقديسيه ‪ { .‬عن تعاليم قداسة البابا‬

‫شنودة الثالث } ‪.‬‬

‫إقامة ميت لن تكون سبباً في توبة أحد‪ ،‬فالمسيح أقام لعازر واليهود فكروا في قتله‪ .‬لكن الكتاب المقدس له قوة‬

‫تأثير على النفوس أكثر من إقامة ميت= موسى واأل نبياء‪ .‬وفي الكتاب المقدس ما يكفي ليقودنا للخالص دون‬

‫معجزات‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح السابع عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السابع عشر‬ ‫اآليات (لو‪)3-1:17‬‬

‫راجع كتاب إنجيل متى (مت‪)7-3:12‬‬

‫راجع كتاب إنجيل متى (مت‪)11-11+10:12‬‬

‫‪1‬‬ ‫لك ْن وْي ٌل لِلَِّذي تَأ ِْتي ِبو ِ‬ ‫ات‪ ،‬و ِ‬ ‫يذ ِه‪«:‬الَ يم ِك ُن إِالَّ أ ْ ِ‬ ‫ال لِتَالَ ِم ِ‬ ‫ط ِت ِه!‬ ‫اس َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)3-1:17‬وقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َن تَأْت َي ا ْل َعثَ​َر ُ َ‬ ‫ُْ‬ ‫‪1‬‬ ‫ق ع ُنقُ ُه ِبحج ِر رحى وطُ ِرح ِفي ا ْلب ْح ِر‪ِ ،‬م ْن أ ْ ِ‬ ‫الص َغا ِر‪ِ6 .‬ا ْحتَ ِرُزوا ألَ ْنفُ ِس ُك ْم‪.‬‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫َح َد ُ‬ ‫َن ُي ْعث َر أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ ً َ َ‬ ‫َخ ْيٌر لَ ُه لَ ْو طُ ِّو َ ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫ات ِفي ا ْليوِم‪ ،‬ورجع إِلَ ْي َك س ْبع م َّر ٍ‬ ‫َخطَأَ إِلَ ْي َك س ْبع م َّر ٍ‬ ‫ات‬ ‫اب فَا ْغ ِف ْر لَ ُه‪َ .‬وِا ْن أ ْ‬ ‫َوِا ْن أ ْ‬ ‫َخطَأَ إِلَ ْي َك أَ ُخ َ‬ ‫وك فَ َوِّب ْخ ُه‪َ ،‬وِا ْن تَ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِمثْ ُل‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ُل لِ َّلر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ب‪ ،‬فَا ْغ ِف ْر لَ ُه»‪ .‬فَقَا َل ُّ‬ ‫يما َن َنا!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يم ٌ‬ ‫ب‪«:‬لَ ْو َك َ‬ ‫في ا ْل َي ْوِم قَائالً‪ :‬أَ​َنا تَائ ٌ‬ ‫الر ُ‬ ‫ان لَ ُك ْم إ َ‬ ‫ب‪ِ «:‬زْد إ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َّة َخرَدل‪ ،‬لَ ُك ْنتُم تَقُولُ َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع ُك ْم‪".‬‬ ‫ون لهذه ا ْل ُج َّم ْي َزِة‪ :‬ا ْن َقلعي َوا ْن َغ ِرسي في ا ْل َب ْح ِر فَتُط ُ‬ ‫َحب ْ‬ ‫ْ‬

‫‪1‬‬ ‫لك ْن وْي ٌل لِلَِّذي تَأ ِْتي ِبو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لِتَالَ ِم ِ‬ ‫اسطَ ِت ِه! ‪َ 1‬خ ْيٌر‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)1-1:17‬وقَ َ‬ ‫يذ ِه‪«:‬الَ ُي ْم ِك ُن إِالَّ أ ْ‬ ‫َن تَأ ِْت َي ا ْل َعثَ​َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ات‪َ ،‬و َ‬ ‫ق ع ُنقُ ُه ِبحج ِر رحى وطُ ِرح ِفي ا ْلب ْح ِر‪ِ ،‬م ْن أ ْ ِ‬ ‫الص َغ ِ‬ ‫ار‪" .‬‬ ‫هؤالَ ِء ِّ‬ ‫َح َد ُ‬ ‫َن ُي ْعث َر أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ ً َ َ‬ ‫لَ ُه لَ ْو طُ ِّو َ ُ‬

‫ما سبق كان حديث عن السماء ولكننا مازلنا في األرض وبها عثرات‪.‬‬

‫العالم الذي نحيا فيه هو عالم شرير‪ ،‬وقد وضع في الشرير‪ .‬والبد سيأتي ضيق على المؤمنين وهرطقات‪ ،‬وكتب‬

‫وأفالم وصور خليعة معثرة وأصدقاء أردياء ومسكرات ومخدرات‪ ،‬وخصومات ومنازعات (‪1‬تي‪ .)7-:17‬بل‬

‫هناك عثرات من الخدام والكهنة‪ ،‬فأخطاء هؤالء معثرة جداً‪ .‬واهلل ليس هو سبب هذه الضيقات والعثرات‪ ،‬ولكنه‬

‫هو يعلم أنها البد وستأتي‪ .‬وللناس الحرية أن يقبلوها أو يرفضوها‪ .‬وقول السيد هنا وي ٌل= هو إنذار لكل من‬ ‫تسول له نفسه أن يفعل هذا‪ .‬هؤالء الصغار= يقصد الرسل والتالميذ‪ ،‬والمؤمنين البسطاء المتضعين‪ ،‬أو قليلي‬

‫المعرفة‪ .‬يطوق عنقه بحجر رحي= هي عقوبة يونانية رومانية‪ .‬والمسيح ال يدعو لإلنتحار قطعاً‪ ،‬بل يدعو‬ ‫للتوبة‪ ،‬ولكن معنى اآلية‪ ،‬أن عذاب الغرق لثواني أما عذاب الجحيم فأبدي‪ .‬ومع أن العالم ملئ بالعثرات والسماء‬

‫كلها مجد‪ .‬لكن ال داعي أن أنتظر حتى أصل للسماء ألفرح بالسماويات‪ .‬لكن اآليات القادمة ترسم لي الطريق‬ ‫لكي أحيا في السماويات‪ .‬ولكنها سماويات داخل القلب‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫اب فَا ْغ ِف ْر لَ ُه‪.‬‬ ‫آية (لو‪ِ -:)6:17‬ا ْحتَ ِرُزوا ألَ ْنفُ ِس ُك ْم‪َ .‬وِا ْن أ ْ‬ ‫َخطَأَ إِلَ ْي َك أ ُ‬ ‫َخ َ‬ ‫وك فَ َوِّب ْخ ُه‪َ ،‬وِا ْن تَ َ‬ ‫ماذا يساعدني أن أحيا في السماويات ونحن مازلنا على األرض؟ الغفران‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫إحترزوا ألنفسكم= من أن [‪ ]:‬تتعثروا [‪ ]1‬من أن تعثروا أحداً‪ .‬وأشهر عثرة هي عدم‬

‫الغفران لذلك يقول= إن أخطأ إليك أخوك فوبخه= وفي (مت‪ )11-1717‬يقول للمخطئ ال تقدم قربانك على‬

‫المذبح قبل أن تذهب وتصطلح مع أخيك‪ ،‬وبجمع اآليتين نجد السيد يوجه الخصمين للصلح‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫آية (لو‪َ " -:)7:17‬وِا ْن أ ْ‬ ‫س ْب َع َم َّرات في ا ْل َي ْوِم قَائالً‪ :‬أَ​َنا تَائ ٌ‬ ‫س ْب َع َم َّرات في ا ْل َي ْوِم‪َ ،‬و َر َج َع إِلَ ْي َك َ‬ ‫َخطَأَ إِلَ ْي َك َ‬ ‫فَا ْغ ِف ْر لَ ُه»‪".‬‬ ‫التلمود كان يعلم بالغفران ‪ 7‬مرات‪ ،‬وهنا يطلب السيد ‪3‬مرات‪ ،‬وفي (مت‪ )11-1:1:1‬يطلب الغفران ‪3×3:‬‬

‫ورقم ‪ 3‬هو رقم كامل وبذلك يكون المعنى الغفران الكامل الدائم‪.‬‬

‫وان كان السيد يطالبنا بأن نفعل هذا فهو بالتأكيد سيغفر لنا بنفس الشروط‪ .‬هذا يفتح باب الرجاء للتائبين‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ان ِم ْث ُل حب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّة َخ ْرَدل‪،‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫س ُل لِ َّلر ِّ‬ ‫ال َّ‬ ‫ال ُّ‬ ‫يما َن َنا!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اآليات (لو‪ -:)3-0:17‬فَقَ َ‬ ‫يم ٌ‬ ‫ب‪«:‬لَ ْو َك َ‬ ‫َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ان لَ ُك ْم إ َ‬ ‫ب‪ِ «:‬زْد إ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫لَ ُك ْنتُم تَقُولُ َ ِ ِ ِ‬ ‫يع ُك ْم‪.‬‬ ‫ون لهذه ا ْل ُج َّم ْي َزِة‪ :‬ا ْن َقلعي َوا ْن َغ ِرسي في ا ْل َب ْح ِر فَتُط ُ‬ ‫ْ‬

‫أدرك الرسل أن ما يطلبه السيد هو فوق حدود الطبيعة اإلنسانية فقالوا= زد إيماننا= أي طلبوا معونة إلهية‬

‫للتنفيذ‪ ،‬أو طلبوا قلباً جديداً وطبيعة جديدة قادرة على الغفران‪ ،‬والطبيعة الجديدة تأتي أوالً باإليمان ثم بعمل‬ ‫النعمة‪ .‬واهلل هو الذي يزيد اإليمان‪ .‬وبولس الرسول يمدح أهل تسالونيكي إذ أن إيمانهم ينمو (‪1‬تس‪.)71:‬‬

‫والتالميذ طلبوا زيادة اإليمان بنصيبنا في السماء‪ ،‬فحينئذ نحتقر األرض وما فيها ونسامح على أي شئ إذ أن‬

‫أعيننا أصبحت مركزة على السماء‪ ،‬خصوصاً أنني فهمت من الكتاب أن شرط غفران اهلل لي ألدخل السماء‪ ،‬أن‬

‫أغفر أنا لآلخرين‪.‬‬

‫واهلل له وسائله الخاصة ليزيد إيماننا‪ ،‬فتارة يعطينا من نعمه وبركاته الكثير‪ ،‬وتارة يسمح ببعض التجارب‬ ‫والتأديبات‪ ،‬وعلينا أن نشكر اهلل على عطاياه فال ننشغل بالعطية عن العاطي‪ ،‬وعلينا أن نشكر في الضيقات وال‬

‫نتذمر‪( .‬كو‪ ) 311‬فنحن نتفاضل في اإليمان بالشكر وكلما شكرنا ولم نتذمر تنفتح عيوننا الداخلية ونرى يد اهلل‬

‫فيزداد إيماننا فاهلل يعطي أوالً اإليمان‪ ،‬فهو عطية من اهلل‪ ،‬ويكون أوالً صغي اًر مثل حبة خردل‪ ،‬ومع الشكر وعدم‬ ‫التذمر تنقلع شجرة الجميز= أي الشك الجاثم على قلوبنا أو الخطية المتعمقة في القلب‪ .‬فاإليمان هو خبرة‬ ‫معاشة مع اهلل فيها نتالمس معه يومياً فينمو إيماننا‪ .‬وقيل أن شجرة الجميز ترمز للشيطان الذي يلقي بذار الشك‬

‫ويرمي في البحر‪ ،‬كما حدث مع قطيع الخنازير‪ .‬حبة الخردل=‬ ‫في قلوبنا‪ ،‬فكلما يزداد إيماننا نأمره بأن يبتعد ُ‬ ‫بذرة صغيرة تستخدم كتوابل‪ ،‬وحينما تنمو تكون شجرة بطول ‪7,7‬متر‪ .‬وجذورها ثابتة وقوية‪ .‬واليهود يقولون حبة‬

‫خردل لإلشارة لألشياء الصغيرة جداً‪.‬‬ ‫اآليات (لو‪َ «7" -:)15-7:17‬و َم ْن‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫َع ِد ْد َما‬ ‫ئ‪َ .‬ب ْل أَالَ َيقُو ُل لَ ُه‪ :‬أ ْ‬ ‫َواتَّك ْ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يعا‬ ‫ِم ْن ُك ْم لَ ُه َع ْب ٌد َي ْح ُر ُ‬ ‫س ِر ً‬ ‫َّم َ‬ ‫ث أ َْو َي ْر َعى‪َ ،‬يقُو ُل لَ ُه إ َذا َد َخ َل م َن ا ْل َح ْقل‪ :‬تَقَد ْ‬ ‫أَتَ َع َّ‬ ‫ب‬ ‫ق َو ْ‬ ‫ب‪َ ،‬وَب ْع َد ذلِ َك تَأْ ُك ُل َوتَ ْ‬ ‫اخ ِد ْم ِني َحتَّى آ ُك َل َوأَ ْ‬ ‫شى ِب ِه‪َ ،‬وتَ َم ْنطَ ْ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫ش َر َ‬

‫‪92‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)‬ ‫‪3‬‬ ‫ضا‪ ،‬متَى فَع ْلتُم ُك َّل ما أ ِ‬ ‫‪ِ 15‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُم ْرتُ ْم ِب ِه‬ ‫ت؟ فَ َه ْل لِذلِ َك ا ْل َع ْب ِد فَ ْ‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ض ٌل ألَن ُه فَ َع َل َما أُم َر ِبه؟ الَ أَظُ ُّن‪َ .‬كذل َك أَ ْنتُ ْم أ َْي ً َ‬ ‫ب َعلَ ْي َنا»‪".‬‬ ‫فَقُولُوا‪ :‬إِ َّن َنا َع ِب ٌ‬ ‫ون‪ ،‬أل ََّن َنا إِ َّن َما َع ِم ْل َنا َما َك َ‬ ‫يد َبطَّالُ َ‬ ‫ان َي ِج ُ‬

‫السيد يكمل كالمه عن ماذا يساعدنا أن نحيا في السماويات؟ التواضع واإلنسحاق‪.‬‬

‫لنالحظ ان اهلل هو الوحيد الذى يمكنه ان يتواضع وينزل ‪ ،‬فهو الوحيد العالى ‪ ،‬وهذا ما عمله المسيح بتجسده‪.‬‬

‫اما نحن فتراب خاطئ نجس ولكن قيمتنا هى فى المسيح الذى فينا والذى دفع دمه ثمنا ليشترينا ‪ .‬فلماذا أتعالى‬

‫في ‪ .‬لذلك فحقيقة ان التواضع بالنسبة لنا كبشر هو ان نفهم هذه الحقيقة ‪،‬‬ ‫على أخى والمسيح الذى فيه هوالذى َّ‬

‫فال تكون عيوننا عمياء غير مدركة للواقع ‪ ،‬وننتفخ فيسخر منا الشيطان الذى يعرف هذه الحقيقة ‪ .‬بل الشيطان‬

‫هو الذى يعمى عيوننا ويخدعنا بما فى ايدينا فننتفخ ‪ ،‬وبداية السقوط الكبرياء وتشامخ الروح ‪.‬‬

‫السيد المسيح علمنا أن نصلي هلل قائلين يا أبانا الذي‪ ..‬وهو يكلم التالميذ قائالً لهم يا أوالدي (يو‪.)771:7‬‬

‫ويقول ال أعود أسميكم عبيداً‪ ..‬لكني قد سميتكم أحباء (يو‪ .):71:7‬ويقول الكتاب "أما كل الذين قبلوه فأعطاهم‬

‫سلطاناً أن يصيروا أوالد اهلل (يو‪ .):11:‬فلماذا يعود السيد المسيح هنا ويطالبنا أن نكون عبيداً؟ أوالً‪ 1‬نحن عبيد‬ ‫فهو قد إشترانا بدمه لكن طبيعة اإلنسان تشتهي المجد الباطل وتميل إليه‪ ،‬ألم يسقط آدم وحواء إذ أرادا أن‬

‫يصيروا مثل اهلل‪ .‬والتالميذ بعد هذه الفترة الطويلة مع المسيح إشتهوا أن يكون أحدهما عن يمينه واآلخر عن‬ ‫أسلِ َم السيد‬ ‫يساره (مت‪ .)1:11:‬وتشاجر التالميذ من منهم أعظم (مت‪ + :1:1‬مر‪ )711:‬بل حتى الليلة التي ْ‬ ‫فيها تشاجروا على من هو أعظم (لو‪ .)11111‬ولو تصرف كل إنسان على أنه إبن اهلل وبهذا ينتفخ سنسقط في‬ ‫منا أن ال‬ ‫الكبرياء ونضيع ونبحث عن الكرامات التي نستحقها كأبناء هلل‪ !!..‬ولكن السيد في هذا الدرس كان يريد ّ‬ ‫نبحث عن أي أمجاد أو كرامات في هذا الزمان الذي نتعرض فيه لخطورة السقوط في الكبرياء‪ ،‬فليسمينا اهلل‬

‫أحباء وبنين‪ ،‬ول كن علينا أن نصنع كل واجباتنا‪ ،‬ونقوم بخدمتنا بأمانة‪ ،‬ونعبد اهلل بأمانة‪ ،‬ولكن نقول‪ ،‬نحن عبيد‬ ‫قمنا بواجبنا‪ ،‬وال نطلب أمجاد في المقابل وال كرامات وال عطايا في مقابل خدمتنا‪ ،‬وال مكافآت زمنية سواء‬

‫ماديات أو مواهب روحية‪ ،‬علينا أن نعيش بهذه الروح‪ ،‬روح اإلتضاع واإلنسحاق والشعور بأننا ال نستحق شئ‪،‬‬

‫لنردد مع بطرس "أخرج يا رب من سفينتي فأنا رجل خاطئ" (لو‪( )117‬ليس المقصود أن يخرج الرب فعالً‪ ،‬لكن‬ ‫هي عبارة تشير لعدم إستحقاق بطرس لوجود الرب في سفينته‪ ،‬وذلك ألنه أدرك أنه خاطئ) فهل نحن بال‬

‫خطية؟ حاشا‪ ..‬إذاً فنحن خطاة ال نستحق شئ‪ .‬وربما أتت هذه اآليات بعد حديث الرب عن المغفرة واإليمان‪.‬‬ ‫فهل لو رأينا إيماننا قد إزداد‪ ،‬أو أصبحنا بنعمته قادرين على الغفران فهل تأخذنا نشوة التفاخر والتعظم؟! هنا‬

‫نفهم نصيحة المسيح‪ ،‬أنه "يجب علينا أن نكون كعبد رجع من عمله‪ ،‬فعليه أالّ ينتظر الراحة بل يكمل خدمة‬

‫سيده" ونحن علينا أالّ نكف عن الخدمة‪ ،‬وأالّ نطلب الراحة واللذة في هذا الزمان الحاضر‪ .‬بل ال نطلب شك اًر من‬ ‫أحد بل ال ننسب ألنفسنا فعل الخير‪ ،‬فكل خير فعلناه‪ ،‬اهلل هو الذي أعطانا أن نفعله‪ ،‬فلماذا ننسب ألنفسنا ما‬

‫صنعته نعمة اهلل (يع‪: +:3-::1:‬كو‪: +311‬كو‪ )::1:7‬بل كوننا أبناء فهذا أصالً من نعمته وليس فضالً‬ ‫منا‪ .‬ونحن خارج نعمته ما نحن سوى عبيد بطالون= أي لم نوفه حقه‪ ،‬ولن نوفه مهما عملنا‪ .‬فنحن مدينون له‬

‫بحياتنا أوالً ثم بكل ما بين أيدينا‪ ،‬ثم بفدائه‪ ،‬وبحصولنا على البنوة‪ .‬عموماً فمن يضع نفسه تحت ال سبيل‬ ‫‪93‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫لوقوعه‪ ،‬أما من يضع نفسه إلى‬ ‫خداعه ليسقطه‪.‬‬

‫فوق فهو معرض للسقوط‪ .‬ومن يضع نفسه تحت يحرم إبليس من فرصة‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫منا؟!‬ ‫ب ّ‬ ‫‪ .1‬وان كان من يفعل كل ما أُم َر به هو عبد بطال فماذا نكون نحن المقصرين فيما طُل َ‬ ‫‪ .3‬هذا هو السبب الذي جعل بولس الرسول يعتبر نفسه مديوناً للكل (رو‪):11:‬‬

‫تمنطق واخدمني= إشارة للجهاد طوال العمر‪ .‬بعد ذلك تأكل وتشرب= إشارة للحياة األبدية والشبع في الملكوت‪.‬‬

‫دخل من الحقل= العمل في العالم‪ .‬أعدد ما أتعشى به= بعد العودة للمنزل علينا أن نفرح اهلل بعبادتنا‪ .‬ولنالحظ‬ ‫أن الـ‪ 11‬قسيس في السماء يسجدون أمام اهلل في إنسحاق (رؤ‪ )::11‬فلماذا؟ ألنهم إكتشفوا أن هذا طريق‬

‫الفرح‪.‬‬

‫(شفاء العشرة برص)‬ ‫اآليات (لو‪)13-11:17‬‬ ‫يل‪11 .‬وِفيما ُهو َد ِ‬ ‫اجتَ َاز ِفي وس ِط َّ ِ‬ ‫اآليات (لو‪11" -:)13-11:17‬وِفي َذ َها ِب ِه إِلَى أُور َ ِ‬ ‫امرِة َوا ْل َجلِ ِ‬ ‫اخ ٌل‬ ‫يم ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫الس َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ٍ‬ ‫ش َرةُ ِر َجال ُب ْر ٍ‬ ‫سوعُ‪َ ،‬يا ُم َعلِّ ُم‪ْ ،‬ار َح ْم َنا!»‪.‬‬ ‫استَ ْق َبلَ ُه َع َ‬ ‫ص ْوتًا قَ ِائلِ َ‬ ‫إِلَى قَ ْرَية ْ‬ ‫ين‪َ «:‬يا َي ُ‬ ‫عوا َ‬ ‫ص‪ ،‬فَ َوقَفُوا م ْن َبعيد َو َرفَ ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫طهروا‪10 .‬فَو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِف َي‪،‬‬ ‫يما ُه ْم ُم ْن َ‬ ‫فَ َن َ‬ ‫ظ َر َوقَ َ‬ ‫اح ٌد ِم ْن ُه ْم لَ َّما َأرَى أ ََّن ُه ُ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪«:‬اذ َ‬ ‫طِلقُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْه ُبوا َوأ َُروا أَ ْنفُ َ‬ ‫ون َ َ ُ‬ ‫س ُك ْم ل ْل َك َه َنة»‪َ .‬وف َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ان ِ‬ ‫رجع يم ِّج ُد اهلل ِبصو ٍت ع ِظ ٍيم‪13 ،‬و َخ َّر علَى و ْج ِه ِه ِع ْن َد ِر ْجلَ ْي ِه َ ِ‬ ‫سوعُ‬ ‫أج َ‬ ‫سام ِريًّا‪ .‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫شاك ًار لَ ُه‪َ ،‬و َك َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َُ‬ ‫‪12‬‬ ‫شرةُ قَ ْد طَهروا؟ فَأ َْي َن التِّسع ُة؟ أَلَم يوج ْد م ْن ير ِجع لِيع ِطي م ْج ًداِ ِ‬ ‫هلل َغ ْير ه َذا ا ْل َغ ِر ِ‬ ‫يب‬ ‫َوقَ َ‬ ‫َْ‬ ‫ال‪«:‬أَلَ ْي َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫س ا ْل َع َ َ‬ ‫ْ ُ َ َ َْ ُ ُ ْ َ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ام ِ ِ‬ ‫ا ْل ِج ْن ِ‬ ‫ص َك»‪".‬‬ ‫س؟» ثُ َّم قَ َ‬ ‫يما ُن َك َخلَّ َ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬قُ ْم َو ْ‬ ‫ض‪ ،‬إ َ‬ ‫هنا نرى شرط آخر لنحيا به في السماويات وهو ‪ .. ..‬الشكر‪.‬‬

‫نرى هنا الرب يسوع هو الذي يطهر نفوسنا من برص الخطية‪ ،‬وأنه بينما هو يشفي ويخلص يفرح بمن يعود له‬

‫شاك اًر‪ .‬ولكن هل يحتاج المسيح ألن نشكره؟! المسيح ال يحتاج منى أي شئ‪ .‬العطاء والمحبة من طبعه‪ .‬ولكن‬ ‫أن أشكر اهلل فهذا يعطي لي فرصة أن أستمتع بمحبة اهلل‪ ،‬القلب الشاكر ُي َمك ْن اهلل من أن يتعامل معه ويعزيه‬ ‫ويفرحه بل يعطي المسيح لمن يعود الشفاء الروحي‪ ،‬وهذا عكس القلب المتذمر الذي يغلق الباب أمام اهلل‪ ،‬فال‬ ‫يستطيع اهلل أن يتعامل معه‪ .‬لذلك تعلمنا الكنيسة المقدسة أن نبدأ كل صلواتنا بالشكر‪ ،‬حتى في األحزان‪ ،‬فاهلل‬

‫صانع خيرات‪ ،‬وحتى ما نعتبره ضيقة أو تجربة أو شدة فهو للخير (رو‪: + 1111‬كو‪ )1117‬لذلك علينا أن‬ ‫نشكر دائماً وفي كل حال‪ .‬فمن يشكر في الضيقة‪ ،‬كما قلنا ثقة منه في اهلل‪ ،‬وايمان بأن اهلل ال يستطيع أن‬ ‫يصنع سوى الخير حتى لو لم نفهم اآلن ما يصنعه ولكننا سنفهم فيما بعد (يو‪ ،)31:7‬مثل هذا القلب يستطيع‬

‫أن يتعامل اهلل معه ويمأله تعزية وسط الضيقة‪ .‬لذلك يطلب المسيح أن نتعلم الشكر في العطايا الحلوة والصحة‪،‬‬

‫واذا تعلمنا هذا سنستطيع أن نشكره في الضيقات وبهذا تكون صلتنا مستمرة معه‪ .‬الجحود تجاه اهلل‪ ،‬وتجاه الناس‬

‫ناشئ عن خطايانا التي تسببت في قسوة قلوبنا‪ .‬فهناك من يشتكي حاله بم اررة إستد ار اًر لعطف الناس ولكنه ال‬ ‫يشكر أبداً‪ .‬وهناك من هو غير ر ٍ‬ ‫اض عن نصيبه في الحياة‪ ،‬ويقارن بين حاله وحال غيره ويتذمر إذ يرى نفسه‬

‫أقل من ناحية الخيرات المادية فيتذمر وال يشكر أبداً‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫لذلك علمتنا الكنيسة أن نبدأ كل صلواتنا بالشكر وهذا يجعل القلب أداة طيعة في يد اهلل يسهل على اهلل التعامل‬

‫معها‪.‬‬

‫تشبيه= يشبه القلب بقطعة من الشمع‪ ،‬إذا تعرضت للح اررة تسيل وتلين ويسهل تشكيلها‪ ،‬ولو بردت تتكسر لو‬ ‫حاولت أن تعيد تشكيلها‪ .‬وهكذا قلب اإلنسان‪ .‬فالقلب الشاكر الذي تعود على الشكر يلين في يد اهلل‪ ،‬ويستطيع‬

‫اهلل أن يعطيه الكثير من نعمته‪ ،‬مثل هذا األبرص الذي عاد شاك اًر‪ ،‬فهو قد حصل باإلضافة إلى شفائه‬ ‫الجسدي‪ ،‬على الخالص= إيمانك خلصك أما الجاحد والمتذمر فهذا يحزن اهلل‪ ،‬ال ألن اهلل كان يحتاج لشكره بل‬

‫ألنه كان يود لو أعطاه المزيد من نعمته‪ .‬فالعبادة الحقة هي أن نشكر اهلل دائماً‪ .‬وسؤال السيد فأين التسعة=‬ ‫هو إبداء األسف والحزن على الجحود‪ ،‬وكما قلنا فالسيد كان يود أن يعطيهم كلهم المزيد‪ ،‬وهم قد حرموا أنفسهم‬

‫(كل عطية بال شكر هي بال زيادة) (ما ارسحق)‪.‬‬

‫نقطة أخرى خطيرة‪ :‬فاهلل يعطينا كثي اًر من الخيرات الزمنية (أموال‪ /‬صحة‪ )..‬وكثي اًر ما ننشغل بالعطية ونترك‬ ‫العاطي‪ ،‬وهذا يحرمنا من الحصول على البركات الروحية‪ .‬ولكن ال يكفى أن ينشغل القلب بشكر وتسبيح اهلل‬ ‫على الخيرات الزمنية التي يعطيها له‪ ،‬بل عليه أن تكون العطية هي لمجد إسمه ومثل هذا يحصل على المزيد‬

‫من الخيرات الروحية‪ ،‬والخالص والحياة األبدية‪ .‬فوقفوا من بعيد= حسب الشريعة فهم ال يخالطوا الناس‪،‬‬ ‫فالبرص نجاسة ومن يتالمس معهم يتنجس‪ .‬فكانوا يعزلونهم‪ ،‬إشارة لضرورة عزل الخطية‪ ،‬فمن يتالمس معها‬ ‫يتنجس (البرص رمز للخطية)‪.‬‬

‫يا معلم إرحمنا= صراخهم يدل على إيمانهم بالمسيح‪ .‬بل أن إيمانهم إتضح أيضاً في أن المعلم أمرهم بالذهاب‬

‫للكهنة وهم مازالوا ُبرصاً ولقد طهروا في الطريق‪ .‬فهم آمنوا بقوته ولم يعترضوا على الذهاب للكهنة قبل أن‬ ‫يشفوا‪ .‬هذا دليل ثقتهم في كلمة السيد‪ .‬ولكن عاب التسعة عدم الشكر فحرموا من المزيد‪ .‬هم انشغلوا بالعطايا‬

‫المادية فلم يتمتعوا بالحصول على العطايا الروحية ‪.‬‬

‫ولقد طلب منهم السيد الذهاب للكهنة‪ ]:[ 1‬فالسيد ما جاء لينقض الناموس بل ليكمله [‪ ]1‬هو يعطي للكهنة دليالً‬

‫مادياً على قدرته على اإلبراء والتطهير‪ ،‬األمر الذي يعجز عنه الناموس لعلهم يؤمنون به [‪ ]7‬في هذا التصرف‬

‫يعطي السيد الدرس لألجيال أن تخضع للكنيسة [‪ ]1‬كانوا يعلمون أن البرص شفاءه من عند اهلل فقط‪ ،‬فكون أن‬

‫المسيح قد شفاهم فهذا إعالن عن الهوته‪.‬‬ ‫‪.::‬‬

‫الذي عاد للمسيح هو [‪ ]:‬أبرص ‪ ]1[ +‬سامري (محتقر)‪ .‬وهذا تطبيق للمثل الذي قاله السيد "من‬

‫يسامحه باألكثر يحبه أكثر"‬

‫والحظ الترتيب‪ 1‬كيف نحيا السمائيات؟‬ ‫‪ .:‬الغفران‪ 1‬ومن يغفر‪ ،‬يغفر له اآلب السماوي والعالمة يقع على عنقه ويقبله وهذه هي السماويات‪.‬‬ ‫‪ .1‬اإلنسحاق‪ 1‬ما الذي يساعدني على الغفران هو اإلنسحاق‪ .‬فالمتكبر ال يسامح‬

‫أبداً‪ .‬فالدنيا كلها تخطئ أما هو فال يخطئ‪ .‬أما المنسحق فهو يشعر أنه أول الخطاة‪.‬‬

‫‪95‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫‪ .7‬الشكر‪ 1‬ما الذي يساعدني على التواضع؟ هو الشكر فلماذا؟ المنسحق يشعر أنه غير مستحق لشئ‬ ‫فالقليل ال ذى يحصل عليه هو ال يستحقه فيظل يشكر ‪ ،‬وقطعا من يشكر لن يتصادم ويعترض على اهلل‬ ‫ويتذمر فيخسر ‪ ،‬ألن القلب المتذمر ال يستطيع اهلل أن يتعامل معه‪ .‬أما الشاكر فهو شاعر بأن اهلل‬

‫صانع خيرات وهذا قد إكتشف محبة اهلل وصارت له حياة التسليم‪ ،‬فما عاد يتذمر على اهلل‪ ،‬فكل ما‬

‫يحدث هو طريقه للسماء‪ .‬ومثل هذا اإلنسان تنفتح عينيه فيرى نقاوة اهلل ونجاسة قلبه‪ .‬وحينما أدرك مدى‬

‫نجاستي سأسامح كل إنسان‪ ..‬فأنا األسوأ‪ .‬سأقول الخطاة الذين أولهم أنا‪ .‬وهذا فيه إنسحاق وبالتالي‬

‫غفران وبالتالي قبول اهلل لي‪ ،‬وحينئذ أشعر باألحضان اإللهية وهذه هي السماويات‪.‬‬ ‫اآليات (لو‪)67-15:17‬‬

‫(متى يأتي ملكوت اهلل)‬

‫‪15‬‬ ‫ُّون‪«:‬متَى يأ ِْتي ملَ ُك ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت‬ ‫َج َاب ُه ْم َوقَ َ‬ ‫ال‪«:‬الَ َيأ ِْتي َملَ ُك ُ‬ ‫وت اهلل؟» أ َ‬ ‫سأَلَ ُه ا ْلفَِّريسي َ َ َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)67-15:17‬ولَ َّما َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫اخلَ ُكم»‪11.‬وقَ َ ِ ِ ِ‬ ‫َن َها ملَ ُك ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ستَأ ِْتي‬ ‫هه َنا‪ ،‬أ َْو‪ُ :‬ه َوَذا ُه َن َ‬ ‫اك! أل ْ‬ ‫اهلل ِب ُم َارقَ َب ٍة‪َ ،‬والَ َيقُولُ َ‬ ‫ون‪ُ :‬ه َوَذا ُ‬ ‫ال للتَّالَميذ‪َ «:‬‬ ‫َ‬ ‫وت اهلل َد ْ‬ ‫َ‬ ‫‪16‬‬ ‫َن تَروا يوما و ِ‬ ‫أَي ِ‬ ‫اح ًدا ِم ْن أَي ِ‬ ‫َّام ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫هه َنا! أ َْو‪ُ :‬ه َوَذا‬ ‫يها تَ ْ‬ ‫ون لَ ُك ْم ُ‬ ‫ان َوالَ تَ​َر ْو َن‪َ .‬وَيقُولُ َ‬ ‫شتَ ُه َ‬ ‫‪:‬ه َوَذا ُ‬ ‫َّام ف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ون أ ْ َ ْ َ ْ ً َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪17‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ْه ُبوا َوالَ تَتْ َب ُعوا‪ ،‬أل ََّن ُه َك َما أ َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ُه َن َ‬ ‫اك! الَ تَذ َ‬ ‫يء إِلَى َناح َية تَ ْح َ‬ ‫ق م ْن َناح َية تَ ْح َ‬ ‫ق الَّذي َي ْب ُر ُ‬ ‫َن ا ْل َب ْر َ‬ ‫الس َماء ُيض ُ‬ ‫ان ِفي يو ِم ِه‪10 .‬و ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ض ِم ْن ه َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫ضا ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫يل‪.‬‬ ‫َن َيتَأَلَّ َم َك ِث ًا‬ ‫لك ْن َي ْن َب ِغي أ ََّوالً أ ْ‬ ‫ير َوُي ْرفَ َ‬ ‫اء‪َ ،‬كذلِ َك َي ُك ُ‬ ‫ون أ َْي ً‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َّ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ضا ِفي أَي ِ‬ ‫ان ِفي أَي ِ‬ ‫َّام ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ون‬ ‫ون َوَي ْ‬ ‫ون‪َ ،‬وُي َزِّو ُج َ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫ان‪َ :‬كا ُنوا َيأْ ُكلُ َ‬ ‫َّام ُنو ٍح َكذلِ َك َي ُك ُ‬ ‫َو َك َما َك َ‬ ‫ون أ َْي ً‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ان ِفي أَي ِ‬ ‫َّام‬ ‫ان َوأ ْ‬ ‫ضا َك َما َك َ‬ ‫اء الطُّوفَ ُ‬ ‫َوَيتَ​َزَّو ُج َ‬ ‫يع‪َ .‬كذلِ َك أ َْي ً‬ ‫ون‪ ،‬إِلَى ا ْل َي ْوِم الَّذي فيه َد َخ َل نُ ٌ‬ ‫َهلَ َك ا ْل َجم َ‬ ‫وح ا ْل ُف ْل َك‪َ ،‬و َج َ‬ ‫لك َّن ا ْليوم الَِّذي ِف ِ‬ ‫ون‪13 .‬و ِ‬ ‫لُ ٍ‬ ‫يه َخ َر َج لُوطٌ ِم ْن‬ ‫ون‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫ون َوَي ْ‬ ‫ون َوَي ْب ُن َ‬ ‫س َ‬ ‫يع َ‬ ‫شتَُر َ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫وط‪َ :‬كا ُنوا َيأْ ُكلُ َ‬ ‫َ‬ ‫ون‪َ ،‬وَي ْغ ِر ُ‬ ‫ون َوَي ِب ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫‪65‬‬ ‫ون ِفي ا ْليوِم الَِّذي ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫طر َن ا ِ‬ ‫يه ُي ْظ َه ُر ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫اء فَأ ْ‬ ‫يع‪ .‬ه َك َذا َي ُك ُ‬ ‫َهلَ َك ا ْل َجم َ‬ ‫َْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫وم‪ ،‬أَ ْم َ َ ً‬ ‫ار َوك ْب ِريتًا م َن َّ َ‬ ‫س ُد َ‬

‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫جع إِلَى‬ ‫ان َع َلى َّ‬ ‫ِفي ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َم ْن َك َ‬ ‫الس ْط ِح َوأ َْمت َعتُ ُه في ا ْل َب ْيت فَالَ َي ْن ِز ْل ل َيأْ ُخ َذ َها‪َ ،‬والَّذي في ا ْل َح ْق ِل َكذل َك الَ َي ْر ْ‬ ‫ٍ ‪66‬‬ ‫ِ ‪61‬‬ ‫يها‪67 .‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه ِفي ِت ْل َك‬ ‫س ُه ُي ْهلِ ُك َها‪َ ،‬و َم ْن أ ْ‬ ‫ب أْ‬ ‫ام َأرَةَ لُوط! َم ْن طَلَ َ‬ ‫َهلَ َك َها ُي ْح ِي َ‬ ‫ص َن ْف َ‬ ‫َن ُي َخلِّ َ‬ ‫ا ْل َو َراء‪ .‬اُ ْذ ُك ُروا ْ‬ ‫‪60‬‬ ‫ان معا‪ ،‬فَتُ ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ‬ ‫اح ٍد‪ ،‬فَي ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ‬ ‫اش و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون اثْ َنتَ ِ‬ ‫ون اثْ َن ِ‬ ‫اح َدةُ‬ ‫اح ُد َوُيتَْر ُك َ‬ ‫اآلخ ُر‪ .‬تَ ُك ُ‬ ‫اللَّْيلَ ِة َي ُك ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ان تَ ْط َح َن ِ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ان َعلَى ف َر ٍ َ‬ ‫‪67‬‬ ‫‪63‬‬ ‫ان ِفي ا ْلح ْق ِل‪ ،‬فَي ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ‬ ‫ون اثْ َن ِ‬ ‫ب؟» فَقَا َل‬ ‫َجابوا َوقَالُوا لَ ُه‪«:‬أ َْي َن َي َار ُّ‬ ‫َوتُتَْر ُك األ ْ‬ ‫اح ُد َوُيتْ َر ُك َ‬ ‫ُخ َرى‪َ .‬ي ُك ُ‬ ‫اآلخ ُر»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اك تَ ْجتَ ِمعُ ُّ‬ ‫ور»‪" .‬‬ ‫لَ ُه ْم‪َ « :‬ح ْي ُ‬ ‫ون ا ْل ُجثَّ ُة ُه َن َ‬ ‫ث تَ ُك ُ‬ ‫الن ُ‬ ‫س ُ‬

‫‪15‬‬ ‫ُّون‪«:‬متَى يأ ِْتي ملَ ُك ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت‬ ‫َج َاب ُه ْم َوقَ َ‬ ‫ال‪«:‬الَ َيأ ِْتي َملَ ُك ُ‬ ‫وت اهلل؟» أ َ‬ ‫سأَلَ ُه ا ْلفَِّريسي َ َ َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)11-15:17‬ولَ َّما َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫اهلل َد ِ‬ ‫وت ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلَ ُك ْم»‪".‬‬ ‫هه َنا‪ ،‬أ َْو‪ُ :‬ه َوَذا ُه َن َ‬ ‫اك! أل ْ‬ ‫َن َها َملَ ُك ُ‬ ‫اهلل ِب ُم َارقَ َب ٍة‪َ ،‬والَ َيقُولُ َ‬ ‫ون‪ُ :‬ه َوَذا ُ‬

‫عالمات المجيء الثاني‬ ‫راجع كتاب اآلالم والقيامة (مت‪)1:-73+11+13+17+:1+:3111‬‬

‫‪96‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫وهذه يذكرها لوقا ألن التفكير في المجئ الثاني يساعدنا على أن نحيا في السماويات‪ .‬وتاريخياً قيلت هذه‬

‫اآليات في يوم الثالثاء صباحاً بعد دخول السيد المسيح ألورشليم يوم أحد الشعانين لكن اإلنجيليين غير‬ ‫مقيدين بالتأريخ لكنهم يعرضون فكر‪.‬‬

‫ولما سأله الفريسيون‪ :‬متى يأتي ملكوت اهلل= الفريسيون ظنوا أن الملكوت هو ملكوت أرضي وليس سماوي‪.‬‬ ‫وربما كان سؤالهم بسخرية بمعنى "أين هذا الملكوت الذي تحدثنا عنه‪ ،‬فهم كانوا ينتظرون حكم العالم بفارغ‬ ‫الصبر ولكنهم ها هم يراقبون الموقف ولم يجدوا المسيح يعبئ جيوشاً وال توجد مظاهر أبهة ومواكب ملوكية‪ ،‬هم‬ ‫ال يرون أي عالمات خارجية لعيونهم‪ .‬ال يأتي ملكوت اهلل بمراقبة= هو ال يأتي مقترناً بعالمات خارجية‪ ،‬بل في‬

‫هدوء وبغير جلبة‪ ،‬وال ُيرى سوى نتائجه‪ ،‬وال يراه سوى من كان مستعداً لمجيئه كسمعان الشيخ‪ .‬عالمته غير‬ ‫ظاهرة للعيان فال يستطيع أحد أن يقول هوذا هنا أو هوذا هناك= أي هنا في السامرة أو هناك في أورشليم فهو‬

‫ملكوت روحي يقوم في قلوب الناس= ها ملكوت اهلل داخلكم= حدثنا من قبل عن السمائيات ولعازر تأخذه‬ ‫المالئكة للسماء‪ .‬ومعنى ملكوت اهلل الذي في داخلنا أنه ال يجب أن ننتظر حتى نموت لنحيا الملكوت بل يمكننا‬ ‫من اآلن أن نحيا السماويات داخل قلوبنا‪ .‬هذا الملكوت يملك فيه اهلل على القلب‪ ،‬ويسيطر على الفكر والميول‬

‫والمقاصد وا لعواطف فنحيا كأننا في السماء‪ .‬وهذا الملكوت ال يأتي بمراقبة بل يكون ظهوره فجأة‪ .‬ومن عالماته‬ ‫داخل القلب الفرح وحب اهلل بشدة ونسيان الدنيا وما فيها‪ .‬إذاً هو يظهر في الداخل وليس في الخارج‪ .‬ولكن قول‬

‫السيد للفريسيين في داخلكم ال يعني أنهم وصلوا لهذه الدرجات ولكنه يعني ال تفتشوا عن الملكوت في الخارج‪،‬‬

‫ولكن إبحثوا عن هذه العالمات في الداخل‪ ،‬وهذا ال يأتي إالّ لو قبلتم هذا الملكوت‪ .‬ولكنه ال يأتي إالّ [‪]:‬‬

‫باإليمان بي أوالً [‪ ]1‬التوبة عن أعمالكم الشريرة [‪ ]7‬المعمودية حتى تولدوا من فوق‪ .‬إذاً معنى كالم السيد لهم‬

‫"إن ملكوت اهلل في متناول أيديكم لكنكم لغباوتكم وعنادكم ال ترونه" وسؤال الفريسيين هنا لألسف‪ ،‬مازال هو‬ ‫السؤال الذي يشغل بال كثير من الطوائف والكثير من الناس وهو‪ ..‬متى يأتي المسيح‪ ..‬والمسيح يقول ال تنشغلوا‬ ‫بهذا بل إنشغلوا بأن تبحثوا هل ملكوت اهلل بدأ في داخلكم‪ .‬فمن يجد الملكوت داخله وعالمته حب هلل وفرح‬

‫بطاعة الوصية‪ ،‬فمن المؤكد له نصيب في الحياة األبدية‪.‬‬

‫َن تَروا يوما و ِ‬ ‫يذ‪«:‬ستَأ ِْتي أَي ِ‬ ‫آية (لو‪11" -:)11:17‬وقَا َل لِلتَّالَ ِم ِ‬ ‫اح ًدا ِم ْن أَي ِ‬ ‫َّام ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان َوالَ‬ ‫يها تَ ْ‬ ‫شتَ ُه َ‬ ‫َّام ف َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ون أ ْ َ ْ َ ْ ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫تَ​َر ْو َن‪" .‬‬ ‫هذه ن بوة عن الضيقات التي ستواجه التالميذ‪ ،‬والتي ستكون الضيقات التي يرونها اآلن من الفريسيين بجانبها‬ ‫هي كال شئ‪ .‬السيد هنا ال يريد أن يرعبهم بل يهيئهم إلحتمال نفقات اإليمان‪ ،‬ويظهر لهم أنه عالم بكل شئ‬

‫فيزداد إيمانهم به إذا حدثت هذه اآلالم فعالً (يو‪ .)1:1:1‬وهذا موجه لنا ولكل جيل أالّ نضطرب إذ نعلم أن‬ ‫هناك ضيقات ستسبق مجيئه‪ .‬تشتهون أن تروا يوماً= تشتهون وجودي معكم ألعزيكم وأشددكم‪.‬‬

‫‪97‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫َن‬ ‫تَتْ َب ُعوا‪17 ،‬أل ََّن ُه َك َما أ َّ‬ ‫ضا ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان ِفي‬ ‫أ َْي ً‬ ‫اإل ْن َ‬

‫‪16‬‬ ‫ْه ُبوا َوالَ‬ ‫هه َنا! أ َْو‪ُ :‬ه َوَذا ُه َن َ‬ ‫اك! الَ تَذ َ‬ ‫ون لَ ُك ْم ُ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)17-16:17‬وَيقُولُ َ‬ ‫‪:‬ه َوَذا ُ‬ ‫السم ِ‬ ‫ضيء إِلَى َن ِ‬ ‫اء ي ِ‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫ق ِم ْن َن ِ‬ ‫ون‬ ‫اح َي ٍة تَ ْح َ‬ ‫اح َي ٍة تَ ْح َ‬ ‫ق الَِّذي َي ْب ُر ُ‬ ‫ا ْل َب ْر َ‬ ‫اء‪َ ،‬كذلِ َك َي ُك ُ‬ ‫الس َم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت َّ َ‬ ‫َي ْو ِم ِه‪" .‬‬ ‫عالمة أخرى ظهور مضلين وخداعات كثيرة‪ ،‬والتضليل أكثر خطورة من اإلضطهادات‪ ،‬ولكن السيد يحذر من‬

‫أ ن نستجيب ألي بدعة يصاحبها معجزات شفاء أو غيره‪ ،‬فضد المسيح سيصنع آيات عجيبة (رؤ‪.):7-:11:7‬‬

‫ولكن مجيء المسيح سيكون بغتة وكالبرق‪ ،‬وليس عن إنتظار ويراه كل العالم‪ ،‬وليس كمجيئه األول ال ُيرى سوى‬ ‫في مكان واحد‪ ،‬وسيكون في عظمة ونور كنور البرق‪ ،‬وليس في مظهر متواضع وسيعرفه الجميع‪ ،‬ولن يكون‬ ‫هناك حاجة لمن يبشر به‪ .‬ولكن الحظ أنه يقول كبرق بينما أن يوحنا الرائي شاهده مثل الشمس التي تضئ في‬

‫قوتها‪ ،‬وسيكون هو نور وشمس أورشليم السمائية (رؤ‪ +::1:‬رؤ‪ .)7111‬فلماذا يقول هنا برق؟ ألن مجده‬

‫سيظهر للقديسين بصورة دائمة‪ ،‬ولكنه يظهر فجأة وبطريقة مرعبة لألشرار‪ ،‬ال يرون بعدها مجده بل ظلمة‬

‫(مت‪.)7:117‬‬ ‫آية (لو‪10" -:)10:17‬و ِ‬ ‫ض ِم ْن ه َذا ا ْل ِج ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫َن َيتَأَلَّ َم َك ِث ًا‬ ‫لك ْن َي ْن َب ِغي أ ََّوالً أ ْ‬ ‫ير َوُي ْرفَ َ‬ ‫َ‬ ‫قبل أن نتكلم عن المجد وهذا لن يكون في أيامكم دعنا نتكلم عما سوف ترونه بعد أيام قليلة أي آالم وصلب إبن‬

‫اإلنسان‪ ،‬فصليب إبن اإلنسان هو الطريق لمجده‪ .‬وهكذا عليكم أنتم أن تقبلوا الصليب حتى يكون لكم مجداً‬

‫معي‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ضا ِفي أَي ِ‬ ‫ان ِفي أَي ِ‬ ‫َّام ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ون‬ ‫َّام ُن ٍ‬ ‫ان‪َ :‬كا ُنوا َيأْ ُكلُ َ‬ ‫وح َكذلِ َك َي ُك ُ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)65-13:17‬و َك َما َك َ‬ ‫ون أ َْي ً‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َهلَ َك ا ْلج ِميع‪َ 12 .‬ك ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ذل َك‬ ‫َوَي ْ‬ ‫ان َوأ ْ‬ ‫اء الطُّوفَ ُ‬ ‫ون َوَيتَ​َزَّو ُج َ‬ ‫ون‪َ ،‬وُي َزِّو ُج َ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫ون‪ ،‬إِلَى ا ْل َي ْوِم الَّذي فيه َد َخ َل ُن ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫وح ا ْل ُف ْل َك‪َ ،‬و َج َ‬ ‫ون‪13 .‬و ِ‬ ‫َّام لُ ٍ‬ ‫ان ِفي أَي ِ‬ ‫لك َّن ا ْل َي ْوَم‬ ‫ون‪َ ،‬وَي ْ‬ ‫ون َوَي ْ‬ ‫ون َوَي ْب ُن َ‬ ‫س َ‬ ‫يع َ‬ ‫شتَُر َ‬ ‫ش َرُب َ‬ ‫وط‪َ :‬كا ُنوا َيأْ ُكلُ َ‬ ‫ضا َك َما َك َ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫ون‪َ ،‬وَي ْغ ِر ُ‬ ‫ون َوَي ِب ُ‬ ‫‪65‬‬ ‫ون ِفي ا ْليوِم الَِّذي ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه َخرج لُوطٌ ِم ْن س ُدوم‪ ،‬أَمطَر َن ا ِ‬ ‫الَِّذي ِف ِ‬ ‫يه‬ ‫اء فَأ ْ‬ ‫يع‪ .‬ه َك َذا َي ُك ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫َهلَ َك ا ْل َجم َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ْ َ ً‬ ‫ار َوك ْب ِريتًا م َن َّ َ‬ ‫ُي ْظ َه ُر ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫اإل ْن َ‬

‫هذه تشير ألن يوم الدينونة يأتي فجأة‪ ،‬فال ينبغي أن نهمل العالمات كما أهمل قوم نوح عالمة بناء الفلك‪ ،‬الذي‬ ‫كان نوح يبنيه‪ .‬وال نتعلق بشرور وملذات العالم‪ ،‬كما تعلقت امرأة لوط فهلكت‪ .‬ولنالحظ أن األكل والشرب‬

‫والزواج ليس خطية‪ ،‬لكن اإلنغماس في ملذات العالم هو الذي يؤدي للهالك‪ .‬إنشغال الشخص حتى بعمله عن‬

‫خالصه هو الذي يؤدي للهالك‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫الس ْط ِح َوأ َْم ِت َعتُ ُه ِفي ا ْل َب ْي ِت فَالَ َي ْن ِز ْل لِ َيأْ ُخ َذ َها‪َ ،‬والَِّذي‬ ‫ان َعلَى َّ‬ ‫اآليات (لو‪ِ " -:)61-61:17‬في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َم ْن َك َ‬ ‫اء‪61 .‬اُ ْذ ُكروا ام أرَةَ لُ ٍ‬ ‫ِفي ا ْلح ْق ِل َكذلِ َك الَ يرجع إِلَى ا ْلور ِ‬ ‫وط! "‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ​َ‬

‫المعنى‪1‬‬

‫‪98‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫‪ .:‬من إرتفع وسما روحياً= السطح ال ينزل باحثاً عن ملذات الدنيا‪ ،‬بل يبقى مرتفعاً منتظ اًر العريس في‬ ‫مجيئه الثاني‪.‬‬

‫‪ .1‬من إنطلق إلى حقل الخدمة ليعمل لحساب مملكة اهلل ال يرتد تاركاً خدمته باحثاً عن الزمنيات‪.‬‬

‫‪ .7‬من يخرج من سدوم ال ينظر إلى الوراء كامرأة لوط‪ ،‬التي رجع قلبها للوراء فصارت عمود ملح‪ .‬أي ال‬ ‫تستخفوا بإنذاراتي هذه‪ .‬أي في أيام النهاية علينا أن ال ننشغل بمقتنيات هذا العالم فالكل مصيره الفناء‪،‬‬

‫بل نوجه أنظارنا للسماء من حيث يأتي المسيح‪.‬‬ ‫‪66‬‬ ‫س ُه ُي ْهلِ ُك َها‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫آية (لو‪َ " -:)66:17‬م ْن َ‬ ‫ب أْ‬ ‫طلَ َ‬ ‫ص َن ْف َ‬ ‫َن ُي َخلِّ َ‬ ‫من طلب أن يخلص نفسه= سيزداد الضيق في األيام األخيرة‬

‫يها‪" .‬‬ ‫أْ‬ ‫َهلَ َك َها ُي ْح ِي َ‬ ‫وستأتي عصور إستشهاد‪ ،‬فمن ينكر المسيح‬

‫ليخلص نفسه فهو سيهلكها ومن أهلكها=اي يقبل الموت رافضاً أن يترك إيمانه يحييها وهذه اآلية تفهم أيضاً‬ ‫بأن من يحيا منغمساً في ملذات العالم ورفاهيته ويظن بذلك أنه يخلص نفسه فهو يهلكها‪ .‬ومن أهلكها= بأن‬

‫يقدم جسده ذبيحة حية (رو‪ ):1:1‬وصلب أهواءه مع شهواته (غل‪ + 1:11‬غل‪ )1117‬فمثل هذا يحييها‪+‬‬

‫(كو‪.)717‬‬ ‫اآليات (لو‪67" -:)63-67:17‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه ِفي ِت ْل َك اللَّْيلَ ِة‬ ‫‪60‬‬ ‫ان معا‪ ،‬فَتُ ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ‬ ‫ون اثْ َنتَ ِ‬ ‫اح َدةُ َوتُتَْر ُك‬ ‫َ‬ ‫اآلخ ُر‪ .‬تَ ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫ان تَ ْط َح َن ِ َ ً‬ ‫اآلخ ُر»‪".‬‬ ‫َوُيتَْر ُك َ‬ ‫يؤخذ‪ ..‬في تلك الليلة‬

‫اح ٍد‪ ،‬فَي ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ‬ ‫اش و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون اثْ َن ِ‬ ‫اح ُد َوُيتْ َر ُك‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ان َعلَى ف َر ٍ َ‬ ‫‪63‬‬ ‫ان ِفي ا ْلح ْق ِل‪ ،‬فَي ْؤ َخ ُذ ا ْلو ِ‬ ‫ون اثْ َن ِ‬ ‫اح ُد‬ ‫األ ْ‬ ‫ُخ َرى‪َ .‬ي ُك ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫يسمى السيد يوم مجيئه أنه ليلة‪ ،‬فهي مظلمة عالمة إنتشار الخطية والفساد‪ ،‬وانتشار مملكة ضد المسيح‬ ‫وانجذاب كثيرين وراءه في ضالل وتسمى ليلة لكثرة الضيق الذي سيعاني منه أوالد اهلل (مت‪.):1+1:+1:111‬‬

‫ويترك اآلخرين في الليل‬ ‫وفي اآلية األخيرة نسمع عن كثرة اإلثم‪ .‬ويأتي هذا اليوم فجأة ويؤخذ البعض للمجد ُ‬ ‫والظالم الذي إختاروه ألنفسهم‪.‬‬ ‫هو يوم ينفصل الزوج عن زوجته= على فراش واحد= يؤخذ أحدهما للمجد ويترك اآلخر في الظلمة الخارجية=‬

‫الليل ‪ .‬ألم يظهر المسيح مثل البرق‪ .‬فهناك يختطف البعض ليتمتعوا بنوره لألبد وال يكون لهم ليل ثانية‬ ‫(رؤ‪ )7111‬وهناك من يبقي في الظلمة لألبد‪.‬‬ ‫وهو يوم ينضم فيه القديس المختطف مع القديسين السماويين‪ ،‬حيث يفرحون ويسبحون لألبد‪ .‬فهو يوم إنفصال=‬

‫يؤخذ الواحد ويترك اآلخر‪ .‬وهو يوم إتصال‪ ،‬كما حملت المالئكة نفس لعازر إلى حضن إبراهيم‪.‬‬ ‫على فراش واحد‪ ،‬أو على حجر رحي أو الحقل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫العمر‬ ‫ع ْشرة ُ‬

‫عشرة العمل‬

‫عشرة الخدمة‬

‫‪99‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح السابع عشر)‬

‫فعشرة القديسين في زواج أو عمل أو خدمة ليست كافية لكي نختطف معهم إلى المجد‪.‬‬

‫إن لم يبدأ الملكوت في داخلنا اآلن‪ .‬فالدينونة شخصية‪ ،‬ك ٌل على حدة‪ .‬واإلختطاف للمجد (‪:‬تس‪ ):311‬يعتمد‬ ‫على عالقة كل مؤمن باهلل على حدة‪ .‬فهي عالقة سرية ال عالقة لها بحياتنا اليومية‪ .‬والذين يذهبون للمجد أو‬ ‫الدينونة‪ ،‬ال عالقة لدينونتهم وأين يذهبون بحياتهم على األرض‪ .‬فالفراش يشير للذين في رفاهية (فبعضهم يذهب‬

‫للمجد وبعضهم يهلك) والذين على حجر رحى يشيرون لمن هم في عبودية أو فقر أو يعملون أعمال شاقة‪،‬‬

‫فبعضهم يذهب للمجد وبعضهم يهلك‪ .‬والذين في الحقل أي يخدمون اهلل‪ ،‬فخدمتهم هلل ليست شرطاً ليذهبوا للمجد‬

‫فاهلل وحده هو الذي يعلم حقيقة القلب‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫اك تَ ْجتَ ِمعُ ُّ‬ ‫ور»‪".‬‬ ‫َجابوا َوقَالُوا لَ ُه‪«:‬أ َْي َن َي َار ُّ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ « :‬ح ْي ُ‬ ‫ب؟» فَقَ َ‬ ‫ون ا ْل ُجثَّ ُة ُه َن َ‬ ‫ث تَ ُك ُ‬ ‫آية (لو‪ " -:)67:17‬فَأ َ‬ ‫الن ُ‬ ‫س ُ‬ ‫إجتماع النسور حول الجثة= حين يصبح اليهود بسبب خطاياهم أمواتاً (فالخطية= موت)‪" ..‬إبني هذا كان ميتاً‬

‫فعاش" ويكونون بال أمل في توبة أو إصالح= يكونون كجثة‪ .‬حينئذ يهجم عليهم الرومان (ورمز الرومان النسر‬

‫على أعالمهم)‪ ،‬فالرومان هنا هم منفذو الدينونة‪ ،‬وهذا حدث سنة ‪3:‬م بيد تيطس وجنوده‪.‬‬

‫وهو سيتكرر ثانية في النهاية حين يأتي ضد المسيح ويجتمع حوله األشرار‪ ،‬ويكونون كجثة بسبب خطاياهم‬

‫سيأتي عليهم منفذو الدينونة وقتها ويهجمون عليهم كالنسور‪ .‬وهذه الطيور (النسور) هي المذكورة في (رؤ‪)::‬‬

‫التي سيكون األشرار عشاءها‪.‬‬

‫الخالصة‪ 1‬اهلل ال يسمح بهذا الخراب وهذه الضربات الرهيبة إالّ إذا وصلت الحالة لموت كامل بال أمل في توبة=‬ ‫جثة‪.‬‬

‫ومعنى هذه اآلية أن السيد المسيح يعطي عالمة النهاية بأنه تجتمع جيوش حول أورشليم الخاطئة‪ .‬وهذه اآلية‬

‫تنطبق مرتين‪.‬‬

‫‪.:‬‬

‫سنة ‪3:‬م حين إجتمعت الجيوش الرومانية حول أورشليم ودمرتها‪.‬‬

‫‪.1‬‬

‫في نهاية األزمة حين تجتمع جيوش حول أورشليم الموجود بها ضد المسيح‪.‬‬

‫أين يا رب= أين يا رب تحدث إدانة الخطاة‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الثامن عشر‬ ‫(مثل األرملة وقاضي الظلم)‬ ‫اآليات (لو‪)2-1:12‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫صلَّى ُك َّل ِح ٍ‬ ‫ان ِفي‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)2-1:12‬وقَ َ‬ ‫ضا َمثَالً ِفي أَنَّ ُه َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫ين َوالَ ُي َم َّل‪ِ ،‬ق ِائالً‪َ «:‬ك َ‬ ‫ال لَ ُه ْم أ َْي ً‬ ‫َن ُي َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ان ِفي ِت ْل َك ا ْلم ِدي َن ِة أَرملَ ٌة‪ .‬و َكا َن ْت تَأ ِْتي إِلَ ْي ِه قَ ِائلَ ًة‪ :‬أَ ْن ِ‬ ‫َم ِدي َن ٍة قَ ٍ‬ ‫ص ْف ِني ِم ْن‬ ‫اض الَ َي َخ ُ‬ ‫سا ًنا‪َ .‬و َك َ‬ ‫اف اهللَ َوالَ َي َه ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫اب إِ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ان‪ .‬و ِ‬ ‫سا ًنا‪،‬‬ ‫ت الَ أ َ‬ ‫لك ْن َب ْع َد ذلِ َك قَ َ‬ ‫ان الَ َي َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫اف اهللَ َوالَ أ َ‬ ‫ال ِفي َن ْف ِس ِه‪َ :‬وِا ْن ُك ْن ُ‬ ‫ص ِمي!‪َ .‬و َك َ‬ ‫َه ُ‬ ‫َخ ْ‬ ‫اب إِ ْن َ‬ ‫اء إِلَى َزَم ٍ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هذ ِه األَرملَ َة تُْزِعج ِني‪ ،‬أُْن ِ‬ ‫َن ِ‬ ‫اس َم ُعوا َما َيقُو ُل‬ ‫َج ِل أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫صفُ َها‪ ،‬لِ َئالَّ تَأ ِْت َي َد ِائ ًما فَتَ ْق َم َع ِني!»‪َ .‬وقَ َ‬ ‫فَِإ ِّني أل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ب‪ْ «:‬‬ ‫َْ‬ ‫‪2‬‬ ‫ار ِ‬ ‫اضي الظُّ ْلِم‪7 .‬أَفَالَ ي ْن ِ‬ ‫قَ ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫ف اهللُ ُم ْختَ ِ‬ ‫ين إِلَ ْي ِه َن َه ًا‬ ‫يه‪َّ ،‬‬ ‫صُ‬ ‫ار َولَ ْيالً‪َ ،‬و ُه َو ُمتَ َم ِّه ٌل َعلَ ْي ِه ْم؟ أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِنَّهُ‬ ‫ار ِخ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ان‪ ،‬أَلَ َعلَّ ُه َي ِج ُد ِ‬ ‫اء ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ض؟»‪".‬‬ ‫يم َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫يعا! َولك ْن َمتَى َج َ‬ ‫س ِر ً‬ ‫ُي ْنصفُ ُه ْم َ‬ ‫اإل َ‬ ‫بعد أن أعطى السيد عالمات مجيئه الثاني‪ ،‬وأن هناك ضيق شديد سيصاحب هذه األيام‪ .‬نجده هنا يشرح‬

‫الطريق الذي ينبغي أن نسلكه ح تى نحيا السمائيات على األرض‪ .‬وهذا الطريق هو الصالة بال ملل ليكون لنا‬

‫صلة باهلل = ينبغي أن ُيصلَّى في كل حين وال ُي َم َّل= هذا هو السهر المطلوب‪ .‬ما معنى الصالة كل حين؟ وما‬ ‫معنى صلوا بال إنقطاع (‪:‬تس‪ ):317‬؟ الحظ فهناك ‪3‬صلوات أجبية‪ ،‬وعند الشروع في عمل يجب أن نصلي‪،‬‬ ‫في أوقات الفرح أو في أوقات الحزن يجب أن نصلي‪ ،‬في الضيق أو التجارب‪ ،‬في الشكوك أو اإلضطهادات‬

‫يجب أن نلجأ هلل‪ .‬هناك من يردد صالة يسوع بقلبه بعد أن بدأ بلسانه‪ ،‬وهناك من يردد مزاميره متأمالً فيها‪ .‬هذه‬

‫الصلة وهذا اإلتصال باهلل يحمينا من كل محاوالت إبليس ضدنا‪ .‬إبليس إن َو َج َد إنساناً في حالة صالة ال‬ ‫يستطيع معه شئ‪ .‬والصالة هي التي تعطينا تعزية وقت الضيق‪ ،‬وتعطينا ثباتاً وقت الفرح‪ ،‬حتى ال ننجرف وراء‬

‫أهوائنا وننسى اهلل‪.‬‬

‫أرملة= أي في حالة ضعف فقد فقدت سندها وأضحت عرضة للجور والمعنى أن نصلي ونحن شاعرين بضعف‬ ‫حالنا وأنه ال قوة لنا وال سند سوى اهلل‪ .‬وان كان القاضي الظالم قد إستجاب لها فكم باألولى اهلل القاضي العادل‬ ‫أبي األنوار‪ ،‬ولكن لنتعلم من هذه األرملة إصرارها في الطلب ولجاجتها‪.‬‬

‫إنصفني من خصمي= خصمها هو إبليس وشهوات جسدنا والعالم (رو‪ .)1713‬واهلل سينصفنا ويجعلنا ندوسه لو‬

‫كنا في حالة صلة مع اهلل مستمرة بالصالة‪ .‬فتقمعني= هي نفس كلمة أقمع جسدي وأستعبده (‪:‬كو‪.)131:‬‬ ‫والقمع هو الضرب بقبضة اليد تحت العين‪ .‬والصورة إستعارية تشبيهية بطبيعة الحال‪ ،‬وكأنما القاضي يقول لئالَّ‬

‫على بتوسالتها مرة بعد مرة‪ ،‬وهذا بالنسبة له كأنه قمع‪.‬‬ ‫تأتي ًّ‬

‫‪101‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫وهو متمهل عليهم‪ ..‬ينصفهم سريعاً= متمهل عكس سريعاً‪ .‬ولكن هذا بالمفهوم البشري الزمني‪ .‬فاإلنسان إذ‬ ‫يريد حل مشكلته اآلن‪ ،‬يريد حلها اآلن وليس بعد ساعة‪ .‬واهلل يتمنى ان يستجيب فو ار ليفرح اوالده باستجابته‪،‬‬

‫لكن هناك وقت مناسب لكل شئ‪ ،‬لذلك فاهلل يستجيب في الوقت الذى يراه انه الوقت المناسب‪ .‬لذلك يتصور‬ ‫اإلنسان أن اهلل متمهل إذ يطيل أناته‪ ،‬ولكن اهلل إستجاب الصالة منذ بدايتها‪ .‬اهلل ال زمني‪ ،‬وهو أصدر أحكامه‬

‫أزلياً وحكمه ثابت‪ .‬فلنصلي واإلستجابة ستأتي ولكنها ستأتي في الوقت المناسب‪ ،‬وحتى تأتي اإلستجابة يمألنا‬

‫اهلل عزاء وسالماً وراحة حتى وان لم تحل المشكلة زمنياً‪ .‬اهلل يستجيب في الوقت الذي يراه مناسباً (‪1‬بط‪+:17‬‬ ‫‪1‬بط‪ .) :717‬وقد يتركنا فترة نتنقى فيها كالذهب في البوتقة وحوله النيران‪ ،‬وهو يستجيب حين نتنقي وليس قبل‬

‫ذلك‪ .‬والمسيح هنا يكشف عن أهمية اإللحاح في الصالة‪ ،‬ليس ألن اهلل قاضي ظالم ال يسمع من أول مرة‪،‬‬

‫ولكن [‪ ]:‬حتى نتعزى فنصبر [‪ ]1‬لكي نتنقى من حب الخطية الذي كان مغروساً فينا [‪ ]7‬اهلل يستجيب في‬ ‫الوقت المناسب‪ ،‬ونحن محتاجين للصالة لنشعر بوجود اهلل جانبنا [‪ ]1‬مسرة اهلل أن يسمع إلحاح شعبه وهذا يعلن‬

‫عن إيمانهم‪ .‬فهم يصلون بثقة ودليل ذلك إلحاحهم وهذا دليل على إيمانهم‪ .‬ولكن اإليمان معرض ألن ينطفئ‪.‬‬ ‫وكثرة الصالة تقوي اإليمان‪ .‬فلكي ال يضعف اإليمان وقت التجربة علينا أن نصلي بال ملل "إسهروا وصلوا لئال‬

‫تدخلوا في تجربة" (لو‪ )1:111‬والتجربة هنا هي ترك اإليمان ‪( +‬لو‪ ]7[ )71-7:111‬في الوقت المناسب‬ ‫مما نظن أو نفتكر أو نطلب (أف‪ .)1:17‬ولكن ضعف المحبة هلل تجعلنا‬ ‫يعطينا اهلل أكثر مما طلبنا وأكثر ّ‬ ‫نتشكك في إستجابة اهلل لنا‪ ]:[ .‬اهلل يطيل أناته علينا‪ ،‬ألنه كلما نطيل صلواتنا‪ ،‬فنحن نقف أمام اهلل وقتاً أطول‬

‫فيه يتم إصالح الداخل والشفاء الداخلي ونشعر بضعفنا واحتياجنا هلل‪ ،‬وأن اهلل إله قدير يعطيني ما هو خير‬

‫لنفسي فيمتلئ القلب سالماً حتى في وسط التجربة‪ .‬وتتحول الصالة من الشكوى إلى التسبيح ومن الصالة‬ ‫بإحساس باأللم إلى صالة فيها دالة‪.‬‬

‫‪.::‬‬

‫الحظ أن السيد قال هذا بعد أن أعلن عن عالمات مجيئه‪ ،‬وأن الخطايا ستزداد على األرض "لكثرة اإلثم‬

‫تبرد محبة الكثيرين" (مت‪):1111‬‬

‫وهنا يقول متى جاء إبن اإلنسان ألعله يجد اإليمان على األرض لذلك يوصي السيد بأن نصلي دائماً بال ملل‬ ‫فاألعداء كثيرين فهناك أعداء خارجيين وشياطين‪ ،‬وأضداد للمسيح كثيرين‪ ،‬وهناك في داخلنا شهواتنا وخطايانا‪.‬‬

‫والسيد يعلن أن من يسقط هم كثيرين وهؤالء ستبرد محبتهم‪ ،‬حتى يكاد اإليمان أن يختفي‪ ..‬إذاً فلنصلي ولنذكر‬

‫أن اهلل يستجيب دائماً لصلوات أوالده ولكن هناك ثالث طرق لإلستجابة‪ ]:[ 1‬يستجيب فو اًر [‪ ]1‬يستجيب بعد‬ ‫وقت وفي الوقت المناسب [‪ ]7‬ال يستجيب لطلبتنا فهي ليست في صالحنا (كما رفض طلبة بولس حينما طلب‬

‫الشفاء)‪.‬‬

‫حينما تواجهنا مشكلة إماّ أن [‪ ]:‬نصلي فتنفتح األعين ونعرف اهلل فيزداد اإليمان‪ ]1[ .‬نلجأ للملذات العالمية‬ ‫الحسية لنفس المشكلة (وهذه هي اللغة الحالية) وألن إجتماعات الصالة إختفت ولجأ اإلنسان للملذات الحسية‬

‫ينسي بها مشاكله قال السيد المسيح أنه لن يجد اإليمان على األرض‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫(الفريسي والعشار)‬ ‫اآليات (لو‪)17-3:12‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫سا َن ِ‬ ‫ان‬ ‫ون َ‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)17-3:12‬وقَ َ‬ ‫اآلخ ِر َ‬ ‫ين ِبأَ ْنفُ ِس ِه ْم أ ََّن ُه ْم أ َْب َرٌار‪َ ،‬وَي ْحتَ ِق ُر َ‬ ‫ال لِقَ ْوٍم َو ِاث ِق َ‬ ‫ين ه َذا ا ْل َمثَ َل‪« :‬إِ ْن َ‬ ‫‪11‬‬ ‫َما ا ْلفَِّر ِ‬ ‫اح ٌد فَِّر ِ‬ ‫ص ِع َدا إِ َلى ا ْله ْي َك ِل لِيصلِّيا‪ ،‬و ِ‬ ‫اآلخ ُر َع َّ‬ ‫صلِّي ِفي َن ْف ِس ِه ه َك َذا‪ :‬اَللّ ُه َّم أَ​َنا‬ ‫ش ٌار‪ .‬أ َّ‬ ‫يس ٌّي َو َ‬ ‫يس ُّي فَ َوقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ف ُي َ‬ ‫ُ َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫الزَن ِ‬ ‫اس ا ْل َخ ِ‬ ‫ت ِم ْث َل ب ِ‬ ‫اقي َّ‬ ‫ين ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اة‪َ ،‬والَ ِمثْ َل ه َذا ا ْل َع َّ‬ ‫شِ‬ ‫وم َم َّرتَ ْي ِن ِفي‬ ‫أَ ْ‬ ‫سُ‬ ‫ين الظَّالِ ِم َ‬ ‫اط ِف َ‬ ‫َ‬ ‫ش ُك ُر َك أ َِّني لَ ْ‬ ‫ار‪ .‬أ ُ‬ ‫َص ُ‬ ‫ِ ِ ‪16‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِم ْن ب ِع ٍ‬ ‫َما ا ْل َع َّ‬ ‫ُع ِّ‬ ‫ش ُر ُك َّل َما أَقْتَن‬ ‫يه‪َ .‬وأ َّ‬ ‫يد‪ ،‬الَ َي َ‬ ‫ش ُار فَ َوقَ َ‬ ‫اء أ ْ‬ ‫اء‪َ ،‬ب ْل قَ َرعَ‬ ‫َ‬ ‫ُس ُبوِع‪َ ،‬وأ َ‬ ‫األ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫َن َي ْرفَ َع َع ْي َن ْيه َن ْح َو َّ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ُك َّل َم ْن‬ ‫اك‪ ،‬أل َّ‬ ‫ون َذ َ‬ ‫ئ‪ .‬أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ه َذا َن َز َل إِلَى َب ْي ِت ِه ُم َب َّرًار ُد َ‬ ‫َعلَى َ‬ ‫ص ْد ِرِه قَائالً‪ :‬اللّ ُه َّم ْار َح ْمني‪ ،‬أَ​َنا ا ْل َخاط َ‬ ‫يرفَع َن ْفس ُه يتَّ ِ‬ ‫س ُه َي ْرتَ ِفعُ»‪".‬‬ ‫ضعُ‪َ ،‬و َم ْن َي َ‬ ‫َْ ُ َ َ‬ ‫ضعُ َن ْف َ‬ ‫فيما سبق رأينا الصالة بال إنقطاع لنحيا في السماء‪ ،‬وهنا نرى كيف نتحول إلى السماء‪ .‬وذلك بأن يسكن اهلل في‬

‫داخلي كيف؟ وذلك باإلنسحاق فاهلل يسكن عند المنسحق (إش‪):7173‬‬

‫في اآليات السابقة رأينا أهمية الصالة بال ملل وبلجاجة‪ ،‬وهنا نرى شرطاً آخر لتكون صلواتنا مقبولة‪ ،‬وهو أن‬ ‫نصلي ونحن شاعرين أننا ال نستحق شيئاً‪ ،‬نشعر بخطايانا أنها السبب في أننا ال نستحق شيئاً‪ .‬الشعور بأننا‬

‫خطاة ال نستحق شيئاً‪ ،‬ونقف ال نطلب شئ سوى مراحم اهلل "اللهم إرحمني أنا الخاطئ" هو الطريق المقبول‬ ‫للحصول على مراحم اهلل‪ .‬وهذا هو نفس الدرس الذي أخذناه من قصة المرأة الخاطئة التي بللت قدمي السيد‬

‫بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها فهي قد حصلت على الخالص وعلى غفران خطاياها بينما لم يحصل الفريسي‬

‫الذي إستضاف الرب في بيته عليهما‪ ،‬فمن يقترب من المسيح شاع اًر بإحتياجه للمسيح ليغفر ويرحم‪ ،‬شاع اًر‬ ‫بخطاياه التي تجعله غير مستحق لشئ‪ ،‬صارخاً طالباً الرحمة‪ ،‬فهذا يخلص (لو‪ )7:-7:13‬ومن صالة هذا‬ ‫العشار تعلمت الكنيسة صالة يسوع التي نرددها "يا ربي يسوع المسيح إرحمني أنا الخاطئ" وأيضاً في كل‬ ‫صلوات الكنيسة نردد صالة "يا رب إرحم"‪ .‬نرى في هذا المثل أن كل من يتكل على بره يسقط ومن يتكل على‬

‫بر المسيح شاع اًر بخطاياه يتبرر‪.‬‬

‫من يتكل على بره يرى في نفسه كل الحسنات وال يرى في غيره سوى السيئات (رؤ‪.)::-:317‬‬ ‫علينا أن نحمل روح اإلتضاع فينا‪ ،‬أي [‪ ]:‬نشعر بأننا ال شئ بسبب خطايانا [‪ ]1‬نشعر بأننا بالمسيح فقط تغفر‬ ‫خطايانا فنشكره ونسبحه العمر كله‪ .‬والحظ قبول العشار مع أنه خاطئ ولكنه متضع شاعر بخطيته‪ ،‬وعدم قبول‬

‫الفريسي مع أنه يدفع عشوره ويصوم مرتين‪ ،‬فقد كان الفريسيون يصومون يومي اإلثنين والخميس‪ .‬لقد إنتزعت‬ ‫من العشار شروره‪ ،‬إذ إنتزعت عنه أم كل الشرور‪ ،‬أي المجد الباطل والكبرياء‪ .‬فالمتكبر يسهل وقوعه في إدانة‬ ‫اآلخرين بل في أي خطية‪ .‬ونالحظ أن صالة الفريسي كانت تدور حول محور واحد وهو الذات‪ .‬فكانت صالته‬

‫عن نفسه وعنها واليها فكلمة أنا هي محور صالته‪ ،‬حتى شكره هلل كان تهنئة لنفسه على بره وأنه أفضل من‬

‫اآلخرين‪ .‬فلننظر ألنفسنا أننا آخر الكل ولو كنا قد بلغنا قمة الفضيلة‪ .‬فالكبرياء قادر أن يسقط حتى السمائيين‪،‬‬ ‫بينما أن اإلتضاع يرفع من هاوية الخطايا‪ .‬والحظ أنه ربما كان الفريسي حين صلَّى كان محقاً فيما قاله وأنه لم‬ ‫يكذب‪ ،‬ولكن اهلل ال يريد أن نذكره بفضائلنا فهو يعرفها بل لنذكر له خطايانا لكي يرحمنا‪ .‬الحظ قول الرب‬

‫لمالك كنيسة أفسس "أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك‪( "..‬رؤ‪ )7-111‬أي ال داعي أن تذكرني بأعمالك فأنا‬

‫‪103‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح الثامن عشر)‬

‫أعرفها‪ .‬ال داعي أن نقف أمام اهلل ونضع األكاليل على رؤوسنا‪ ،‬بل ننتظر الحكم من اهلل‪ ،‬بل نردد مع داود‬ ‫"خطيتي أمامي في كل حين" ومن يذكر خطاياه ويتضع ينساها له اهلل‪.‬‬

‫عموماً ما يجعل اإلنسان ينساق وراء فكر الكبرياء‪ ،‬هو أن تكون له مواهب كثيرة ولكن فلنفكر هكذا [‪ ]:‬كل‬ ‫عطية صالحة هي من عند اهلل (يع‪ ):31:‬إذاً فلنشكر على ما عندنا فهو ليس من عندياتنا [‪ ]1‬كل المواهب‬

‫التي لي هي وزنات‪ ،‬وبقدر ما عندي من مواهب ووزنات كثيرة‪ ،‬فأنا مطالب بأكثر من غيرى من أصحاب‬

‫المواهب القليلة‪ .‬فلنطلب الرحمة إذا إكتشفنا أن لنا مواهب كثيرة‪.‬‬ ‫اآليات (لو‪)17-10:12‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)10-16:13‬‬

‫اآليات (لو‪)17-12:12‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)13-13:13‬‬

‫اآليات (لو‪)65-12:12‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)65-17:13‬‬

‫اآليات (لو‪)67-61:12‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)13-17:15‬‬

‫اآليات (لو‪)76-60:12‬‬

‫في كتاب إنجيل متى (مت‪)67-13:15‬‬

‫‪104‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫(إنجيل لوقا)(اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح التاسع عشر‬ ‫(زكا رئيس العشارين)‬ ‫اآليات (لو‪)15-1:13‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اآليات (لو‪1" -:)15-1:13‬ثُ َّم َد َخ َل و ْ ِ‬ ‫يس لِ ْل َع َّ‬ ‫شِ‬ ‫ان َغ ِنيًّا‪،‬‬ ‫ين َو َك َ‬ ‫ار َ‬ ‫اجتَ َاز في أ َِر َ‬ ‫يحا‪َ .‬وِا َذا َر ُج ٌل ْ‬ ‫اس ُم ُه َزَّكا‪َ ،‬و ُه َو َرِئ ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ع م ْن ُهو‪ ،‬ولَم ي ْق ِدر ِم َن ا ْلجم ِع‪ ،‬ألَنَّ ُه َك َ ِ‬ ‫ص ِع َد إِلَى ُج َّم ْي َزٍة‬ ‫ب أْ‬ ‫ام ِة‪ .‬فَ َرَك َ‬ ‫َوطَلَ َ‬ ‫ِّما َو َ‬ ‫َن َي َرى َي ُ‬ ‫سو َ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ان قَص َ‬ ‫ض ُمتَقَد ً‬ ‫ير ا ْلقَ َ‬ ‫‪0‬‬ ‫سوعُ إِلَى ا ْل َم َك ِ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬يا‬ ‫ق فَ َرآهُ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َن َي ُم َّر ِم ْن ُه َن َ‬ ‫ان ُم ْزِم ًعا أ ْ‬ ‫ان‪َ ،‬نظَ َر إِلَى فَ ْو ُ‬ ‫لِ َك ْي َي َراهُ‪ ،‬ألَنَّ ُه َك َ‬ ‫اء َي ُ‬ ‫اك‪َ .‬فلَ َّما َج َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َس َرعَ َوَن َز َل َوقَِبلَ ُه فَ ِر ًحا‪َ 7 .‬فلَ َّما َأرَى ا ْل َج ِميعُ ذلِ َك‬ ‫َن أ َْم ُك َ‬ ‫َس ِر ْ‬ ‫ع َوا ْن ِز ْل‪ ،‬ألَنَّ ُه َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫َزَّكا‪ ،‬أ ْ‬ ‫ث ا ْل َي ْوَم في َب ْيت َك»‪ .‬فَأ ْ‬ ‫‪2‬‬ ‫بأِْ ِ‬ ‫يت ِع ْن َد رجل َخ ِ‬ ‫ف أ َْم َوالِي‬ ‫ب‪َ «:‬ها أَ​َنا َي َار ُّ‬ ‫ال لِ َّلر ِّ‬ ‫ف َزَّكا َوقَ َ‬ ‫صَ‬ ‫اط ٍئ»‪ .‬فَ َوقَ َ‬ ‫ين‪« :‬إِنَّ ُه َد َخ َل لِ َي ِب َ‬ ‫تَ َذ َّم ُروا قَ ِائلِ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُعطي ن ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫َضع ٍ‬ ‫ت ِبأ ٍ‬ ‫لِ ْلمس ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫ص لِه َذا ا ْل َب ْي ِت‪ ،‬إِ ْذ‬ ‫اف»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ت قَ ْد َو َ‬ ‫ين‪َ ،‬وِا ْن ُك ْن ُ‬ ‫ش ْي ُ َ‬ ‫ص َل َخالَ ٌ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َي ْوَم َح َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫َحد أ َُرُّد أ َْرَب َع َة أ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ان قَ ْد ج ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن ْاب َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ص َما قَ ْد َهلَ َك»‪".‬‬ ‫يم‪ ،‬أل َّ‬ ‫ُه َو أ َْي ً‬ ‫اء ل َك ْي َي ْطلُ َ‬ ‫ب َوُي َخلِّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ضا ْاب ُن إ ْب َراه َ‬ ‫العشارون هم طائفة الجباة وكانوا يستوفون أكثر من الجزية المقررة ويأخذونها ألنفسهم (لو‪ .):717‬ولذلك كرههم‬ ‫اليهود وأسموهم لصوصاً‪ .‬ولذلك تبرم اليهود إذ قبل السيد دخول بيت زكا‪ .‬والرب دخل بيت زكا دون أن يسأله‬ ‫فهو عارف بما في القلوب‪.‬‬

‫في اآليات السابقة ترك الرب األعمى يصرخ فترة‪ ،‬بعدها إستجاب وشفاه‪ ،‬وهنا نجده يطلب هو بنفسه أن يدخل‬

‫بيت زكا‪ .‬فالرب يدخل بيتي‪ ،‬أو يدخل قلبي ويتمم الشفاء حين يرى القلب مستعداً‪ .‬فهذا األعمى لم يكن مستعداً‬

‫أما زكا ففي إنسحاقه وفي إشتياقه لرؤية‬ ‫بعد للشفاء‪ ،‬والصراخ جعله مستعداً‪ ،‬ولما رآه السيد مستعد تدخل وشفاه‪ّ .‬‬ ‫السيد كان مستعداً‪ .‬فدخل يسوع بيته‪ .‬هنا نرى جزاء قبول يسوع في حياتنا‪ ،‬وجزاء إشتياقنا له‪ ،‬بينما نحن‬

‫شاعرين بعدم اإلستحقاق‪ ،‬هنا يدخل يسوع قلوبنا فتصير سماء‪ ،‬ويغفر لنا خطايانا ونفوز بالخالص‪ ،‬فهل نشتاق‬

‫إلى ويشرب‪ ..‬وتجري من بطنه أنهار ماء حي"‬ ‫لخالص يسوع مثل زكا‪ .‬يقول الرب "إن عطش أحد فليقبل ّ‬ ‫(يو‪.)7:-7313‬‬ ‫ربما قصر قامة زكا تشير ألن إيمانه كان ضعيفاً‪ ،‬ولكنه بإشتياقه صار مضيفاً للرب‪ ،‬وبتوبته صار مسكنه‬ ‫قص اًر سمائياً يدخله الرب‪ ،‬لقد ُمنِ َح زكا مجداً عظيماً‪.‬‬ ‫تأمل‪ 1‬كثيرون ُولِدوا بعاهات َخْلقية‪ ،‬مثل زكا الذي كان قصير القامة‪ ،‬وهم يشتكون بسببها‪ ،‬ولكن أال ترى أن‬

‫عاهة زكا كانت سبباً في خالصه‪ .‬إذاً علينا أن نفهم أن اهلل ال يخطئ واذا كان شيئاً ينقصنا‪ ،‬كان هذا سبباً‬ ‫لخالصنا‪ ،‬وهذا ما حدث لألعمى‪ .‬فلنسمي هذه العاهات "بركات خلقية" فعمل اهلل دائماً كامل‪.‬‬

‫‪105‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫قصة زكا العشار فتحت باب الرجاء واألمل لكل خاطئ‪ ،‬حين يعود بالتوبة مشتاقاً للمسيح‪ ،‬يدخل المسيح إلى‬ ‫قلبه‪ ،‬ويقبله ويغفر خطاياه‪ .‬صار زكا هنا تطبيقاً حياً لمثل الفريسي والعشار‪ ،‬فهو صار مقبوالً ونال الخالص‬

‫مثل ذلك العشار الذي قال عنه السيد المسيح "نزل إلى بيته مبر اًر"‬

‫‪.:1‬‬

‫والحظ أن زكا تكلف الكثير‪ ،‬فهو في مركزه كرئيس للعشارين كان من غير الالئق أن يتسلق جميزة كما‬

‫يفعل األطفال (هذا ما نسميه الجهاد‪ ،‬وفي المقابل فلنرى النعمة التي حصل عليها)‪.‬‬

‫‪.:7‬‬

‫دخول الرب بيت زكا الخاطئ يمثل دخول المسيح إلى جسد بشريتنا وحمله لطبيعتنا نحن الخطاة ليقدس‬

‫‪.:1‬‬

‫كانت هناك معوقات كثيرة تحول بين زكا والمسيح‪1‬‬

‫طبيعتنا أبدياً‪.‬‬

‫‪ .:‬خطيته‪ 1‬إذ ُيحسب العشارين في نفس صفوف الزواني (مت‪)7:11:‬‬ ‫‪ .1‬كراهية المجتمع له‪.‬‬ ‫‪ .7‬مركزه كرئيس قد يتأثر بما فعله‪ ،‬من تسلقه لجميزة‪.‬‬

‫‪ .1‬قصر قامته‪ ،‬ومثل هذه العاهة تجعل اإلنسان يتقوقع حول نفسه‪ ،‬مفضالً اإلبتعاد عن المجتمع‪.‬‬

‫ولكن إيمان زكا إنتصر على كل ذلك‪ ،‬واشتياقه‪ ،‬وقلبه التائب أعطوه الخالص‪ .‬فباإليمان الحي العملي نغلب كل‬

‫ضعف فينا ونرتفع فوق الظروف لنلتقي بربنا يسوع فنخلص‪.‬‬

‫يا زكا أسرع= زكا تعني النقي المتبرر فالمسيح سامحه عن خطاياه‪ .‬عبارة يا زكا أسرع هذه مثل "أنت بطرس‬ ‫وعلى هذه الصخرة"‪ .‬فالمسيح في كليهما إستخدم األسماء ليشير لمعاني خاصة‪.‬‬

‫‪.:7‬‬

‫شجرة الجميز ثمارها رخيصة وتشير لألمور الزمنية التافهة‪ ،‬وال يمكن أن نعاين المسيح ما لم نسمو فوق‬

‫األمور الزمنية‪ .‬وهي تشير أن كل ما جمعه زكا في حياته من أموال ظن أنه متكل عليها‪ ،‬ما هي إالّ‬ ‫تفاهات‪.‬‬

‫أسرع وانزل= كم مرة صعد في غناه وكبريائه‪ ،‬واآلن عليه أن يتعلم أن ينزل ويتضع ويتخلى عن أمواله‪ .‬والحظ‬ ‫تجاوب زكا فهو أسرع ونزل‪ ،‬فالتأجيل قد يضيع فرصة الخالص‪ ،‬فالمسيح لم يذهب ألريحا ثانية التي يعيش فيها‬ ‫زكا (‪.):1::‬‬

‫[أما دفع أربعة أضعاف فكان هذا إجراء من أقصى العقوبات التي كان يفرضها‬ ‫‪ .::‬أعطي نصف أموالي= ّ‬ ‫القانون على لص (خر‪1 +:111‬صم‪ ،):1:1‬وزكا فرض على نفسه هذه العقوبة (راجع أيضاً عد‪+317‬‬ ‫ال‪ ])7-:1:‬صار له القلب الرحيم غير المستعبد للمادة بمجرد أن دخل يسوع بيته‪ .‬والحظ أنه مستعد لدفع‬ ‫نصف أمواله‪ ،‬مع أن الشريعة الموسوية ال تطلب من المختلس سوى الخمس زيادة على ما إختلسه‪ .‬اليوم‬

‫حصل خالص لهذا البيت= حينما يتقدس أحد أفراد األسرة يصير سبب بركة لكل البيت‪ .‬وهذا ال يمنع أنه‬ ‫في حالة إيمان شخص قد يقف في وجهه كل بيته "أعداء اإلنسان أهل بيته" لكن أيضا المؤمن قد يكون‬

‫بركة ألهل بيته إن كان عندهم إستعداد (‪:‬كو‪ .):113‬هو أيضاً إبن إلبراهيم= السيد الرب بهذا يعزو‬

‫‪106‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫خالص زكا لتشبهه بإبراهيم في إيمانه وقداسته وبره‪ .‬وكما ترك إبراهيم كل ممتلكاته في أور ترك زكا هنا‬ ‫نصف ممتلكاته‪ .‬وفيها تذكير للفريسيين الرافضين أنه أخ لهم‪.‬‬

‫‪.:3‬‬ ‫‪.:1‬‬

‫نور المسيح وبره أضاءا بيت زكا وقلبه ولم يحتاج المسيح أن يوجه له كلمة عتاب أو توبيخ‪.‬‬

‫المسيح لم يمر من هذا الطريق صدفة‪ ،‬ولم ينظر للشجرة صدفة‪ ،‬إنما هو كان يعرف أن في هذا المكان‬

‫خروف ضال يريد أن يرده فذهب إليه‪ .‬فزكا بحث عن المسيح والمسيح بحث عن زكا‪.‬‬

‫‪.::‬‬

‫ما فعله زكا هنا هو نفس ما قاله بولس الرسول (في‪ .)117‬فما إستمر يجمعه العمر كله من أموال صار‬

‫كنفاية يريد اإلستغناء عنها إذ تمتع بمعرفة الرب يسوع‪ .‬فحينما وجد زكا اللؤلؤة كثيرة الثمن (المسيح) باع‬

‫بقية الآللئ (أمواله) التي ظل عمره يجمعها (مت‪ .)1:1:7‬وباع أمواله أو آللئه يظهر هنا معناها‪ ،‬أن كل‬ ‫ما ظنه له قيمة من قبل‪ ،‬فقد قيمته اآلن بعد أن عرف المسيح ودخل المسيح بيته (وقلبه)‪.‬‬

‫اآليات (لو‪)17-11:13‬‬

‫(مثل األمناء)‬

‫‪11‬‬ ‫ان قَ ِريبا ِم ْن أُور َ ِ‬ ‫يم‪َ ،‬و َكا ُنوا‬ ‫اد فَقَ َ‬ ‫ون ه َذا َع َ‬ ‫ال َمثَالً‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ً‬ ‫اآليات (لو‪َ " -:)17-11:13‬وِا ْذ َكا ُنوا َي ْ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪11‬‬ ‫وت ِ‬ ‫َن َي ْظ َهر ِفي ا ْل َح ِ‬ ‫يف ا ْل ِج ْن ِ‬ ‫يد ٍة لِ َيأْ ُخ َذ‬ ‫ون أ َّ‬ ‫ال‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ان َ‬ ‫ش ِر ُ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫ب إِلَى ُكو َرٍة َب ِع َ‬ ‫اهلل َع ِت ٌ‬ ‫َن َملَ ُك َ‬ ‫سٌ‬ ‫َيظُ ُّن َ‬ ‫س َذ َه َ‬ ‫ال‪«:‬إِ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫اجروا حتَّى ِ‬ ‫شرةَ أَم َن ٍ‬ ‫شرةَ ع ِب ٍ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫َه ُل‬ ‫آت َي‪َ .‬وأ َّ‬ ‫اء‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َما أ ْ‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫يد لَ ُه َوأ ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪ :‬تَ ِ ُ َ‬ ‫جع‪ .‬فَ َد َعا َع َ َ َ‬ ‫ل َن ْفسه ُم ْل ًكا َوَي ْر َ‬ ‫اه ْم َع َ َ ْ‬ ‫‪10‬‬ ‫َخ َذ‬ ‫يد أ َّ‬ ‫َن ه َذا َي ْملِ ُك َعلَ ْي َنا‪َ .‬ولَ َّما َر َج َع َب ْع َد َما أ َ‬ ‫ين‪ :‬الَ نُ ِر ُ‬ ‫سفَ َارةً قَ ِائلِ َ‬ ‫َم ِدي َن ِت ِه فَ َكا ُنوا ُي ْب ِغ ُ‬ ‫اءهُ َ‬ ‫سلُوا َو َر َ‬ ‫ضوَن ُه‪ ،‬فَأ َْر َ‬ ‫ِ ٍ ‪13‬‬ ‫َن ي ْدعى إِلَ ْي ِه أ ِ‬ ‫اء األ ََّو ُل قَ ِائالً‪:‬‬ ‫اه ُم ا ْل ِف َّ‬ ‫ض َة‪ ،‬لِ َي ْع ِر َ‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫ُولئ َك ا ْل َع ِب ُ‬ ‫يد الَِّذ َ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ف ِب َما تَ َ‬ ‫َم َر أ ْ ُ َ‬ ‫اج َر ُك ُّل َواحد‪ .‬فَ َج َ‬ ‫ا ْل ُم ْل َك‪ ،‬أ َ‬ ‫ٍ ‪17‬‬ ‫ت أِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َمي ًنا ِفي ا ْل َقِل ِ‬ ‫يل‪َ ،‬ف ْل َي ُك ْن لَ َك‬ ‫ش َرةَ أ َْم َن‬ ‫ُّها ا ْل َع ْب ُد َّ‬ ‫اء‪ .‬فَقَ َ‬ ‫بح َع َ‬ ‫س ِّي ُد‪َ ،‬م َن َ‬ ‫الص ِال ُح! أل ََّن َك ُك ْن َ‬ ‫اك َر َ‬ ‫ال لَ ُه‪ :‬نع َّما أَي َ‬ ‫َيا َ‬ ‫ٍ ‪13‬‬ ‫ش ِر م ْد ٍن‪12 .‬ثُ َّم جاء الثَّ ِاني قَ ِائالً‪ :‬يا س ِّي ُد‪ ،‬م َن َ ِ‬ ‫ضا‪َ :‬و ُك ْن‬ ‫س َة أَ ْم َن‬ ‫س ْل َ‬ ‫اء‪ .‬فَقَ َ‬ ‫طٌ‬ ‫ال لِه َذا أ َْي ً‬ ‫اك َعم َل َخ ْم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ان َعلَى َع ْ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫س م ْد ٍن‪ .‬ثُ َّم جاء َ ِ‬ ‫وعا ِفي ِم ْن ِديل‪ ،‬أل َِّني‬ ‫س ِّي ُد‪ُ ،‬ه َوَذا َم َن َ‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫اك الَِّذي َك َ‬ ‫ان ِع ْن ِدي َم ْو ُ‬ ‫ض ً‬ ‫آخ ُر قَائالً‪َ :‬يا َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت َعلَى َخ ْم ِ ُ‬

‫‪11‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫صِ‬ ‫ُّها‬ ‫ت أَ‬ ‫ع‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫ص ُد َما لَ ْم تَْزَر ْ‬ ‫اف ِم ْن َك‪ ،‬إِ ْذ أَ ْن َ‬ ‫ُك ْن ُ‬ ‫سٌ‬ ‫ارٌم‪ ،‬تَأْ ُخ ُذ َما لَ ْم تَ َ‬ ‫ال لَ ُه‪ :‬م ْن فَم َك أَدي ُن َك أَي َ‬ ‫ض ْع َوتَ ْح ُ‬ ‫ان َ‬ ‫ت إِ ْن َ‬ ‫ضع ِفض ِ‬ ‫َحص ُد ما لَم أ َْزر ْ ‪ِ 16‬‬ ‫صِ‬ ‫ا ْل َع ْب ُد ِّ‬ ‫َّتي َعلَى‬ ‫ير‪َ .‬ع َرف َ‬ ‫سٌ‬ ‫ارٌم‪ ،‬آ ُخ ُذ َما لَ ْم أ َ‬ ‫ع‪َ ،‬فل َما َذا لَ ْم تَ َ ْ‬ ‫ان َ‬ ‫ْت أ َِّني إِ ْن َ‬ ‫َض ْع‪َ ،‬وأ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫الشِّر ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ال لِ ْلح ِ‬ ‫الص َي ِ‬ ‫َم ِائ َد ِة َّ‬ ‫ت َمتَى ِج ْئ ُ‬ ‫ارفَ ِة‪ ،‬فَ ُك ْن ُ‬ ‫اض ِر َ‬ ‫ين‪ُ :‬خ ُذوا ِم ْن ُه ا ْل َم َنا َوأ ْ‬ ‫َعطُوهُ للَّذي ع ْن َدهُ‬ ‫يها َم َع ِرًبا؟ ثُ َّم قَ َ َ‬ ‫تأْ‬ ‫َستَ ْوِف َ‬ ‫ٍ ‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫س لَ ُه‬ ‫ش َرةُ أ َْم َن‬ ‫اء! أل َِّني أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك َّل َم ْن لَ ُه ُي ْع َ‬ ‫س ِّي ُد‪ِ ،‬ع ْن َدهُ َع َ‬ ‫ا ْل َع َ‬ ‫طى‪َ ،‬و َم ْن لَ ْي َ‬ ‫اء‪ .‬فَقَالُوا لَ ُه‪َ :‬يا َ‬ ‫ش َرةُ األ َْم َن ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫َع َد ِائي‪ ،‬أ ِ‬ ‫وه ْم‬ ‫فَالَِّذي ِع ْن َدهُ ُي ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُه‪ .‬أ َّ‬ ‫َن أ َْملِ َك َعلَ ْي ِه ْم‪ ،‬فَأْتُوا ِب ِه ْم إِلَى ُه َنا َواذ َْب ُح ُ‬ ‫يدوا أ ْ‬ ‫ين لَ ْم ُي ِر ُ‬ ‫ُولئ َك الَِّذ َ‬ ‫َما أ ْ‬

‫قُد ِ‬ ‫َّامي»‪".‬‬

‫هنا السيد المسيح قد إقترب من أورشليم وبالتالي بقيت بضعة أيام قبل الصليب وبالتالي قبل أن يغادر األرض‬ ‫بالجسد ويذهب ليجلس عن يمين اآلب‪ .‬واآليات اآلتية مباشرة هي عن دخوله أورشليم يوم أحد الشعانين‪ .‬وكأن‬

‫هذه األقوال هي نبواته األخيرة وتعاليمه األخيرة فما معنى المثل‪1‬‬

‫‪ .:‬هم ظنوا أنه متوجه ألورشليم ليبدأ الملكوت حاالً‪ ،‬ولكنه يشير إلى أنه ذاهب إلى كورة بعيدة (السماء)‪.‬‬ ‫وبعد مدة سيأتي ليحكم ويدين‪ .‬وبالتالي فالملكوت ليس وشيكاً‪.‬‬

‫‪107‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫منا وزنات ومواهب يتاجر بها‪،‬‬ ‫‪ .1‬المسيح سيذهب ويترك تالميذه والمؤمنين به‪ ،‬وهو يترك لكل واحد ّ‬ ‫منا حصل على نصيبه من المواهب (‪:‬بط‪ .)::11‬وعلينا أن نستمر في‬ ‫لحساب مجد إسمه‪ .‬وكل ّ‬ ‫الخدمة حتى يأتي‪.‬‬

‫‪ .7‬اليهود سيرفضونه= ال نريد أن هذا يملك علينا‪ .‬وبالتالي فال يجب أن يتصوروا أن هناك ملكوت أرضي‬ ‫"إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله"‬ ‫‪ .1‬بعد مدة لم يحددها السيد (فال داعي أن نحاول تحديدها نحن) سيأتي في مجده ليدين [‪ ]:‬الذين‬

‫منا عما فعله بوزناته (أ َْمنائه)‪.‬‬ ‫رفضوه= إذبحوهم قدامي‪ ]1[ .‬ليحاسب كل ّ‬ ‫‪ .7‬هذه التجارة التي نقوم بها اآلن في األ َْمناء (المواهب) هي بعينها تأسيس الملكوت على األرض‪ .‬وفي‬ ‫هذا تأنيب لتالميذه إذ هم إنشغلوا بالملك األرضي واألمجاد‪ ،‬والمسيح ينبههم أنه ال أمجاد هنا بل خدمة‪.‬‬

‫مثل األمناء (لو‪ )17-11:13‬ومثل الوزنات (مت‪)13-17:10‬‬ ‫هناك خالفات بين المثلين فهي ليسا مث ٌل واحد‪ ،‬ولو أنهما متشابهان‪.‬‬

‫أما هنا فكل العبيد قد أخذوا َمناً واحداً‪.‬‬ ‫‪ .:‬في مثل الوزنات نرى كل واحد قد أخذ نصيباً غير اآلخر‪ّ ،‬‬ ‫‪ .1‬مثل األ َْمناء قاله السيد وهو متجه ألورشليم‪ ،‬ومثل الوزنات قاله السيد وهو في أورشليم‪ .‬والتكرار‬ ‫لألهمية‪.‬‬

‫ولكن اإلختالف له معنى‪ 1‬ففي مثل الوزنات يشير ألن كل واحد يأخذ مواهب غير اآلخر‪ ،‬واهلل لن يطالبك بأكثر‬ ‫مما أعطاه لك‪ ،‬المهم أن تكون أميناً‪ ،‬فمن أخذ الخمسة ربح خمسة وزنات وهكذا من أخذ الوزنتين حينما أتي‬

‫أما في مثل‬ ‫بوزنتين سمع نفس المديح عينه‪ .‬ألن كالهما كان أميناً‪ .‬واهلل لن يطالب أحد بما هو فوق طاقته‪ّ .‬‬ ‫األمناء فيقول أن الكل أخذ مقدا اًر متساوياً (مناً)‪ ،‬ولكن هناك من ربح أكثر فإستحق أكثر‪ ،‬وهذا ألنه جاهد أكثر‪،‬‬ ‫فمن يتعب أكثر يأخذ أكثر‪ .‬وما يجب أن نفهمه أنه علينا بأال نحزن ألن مواهبنا أقل‪ ،‬المهم أن نكون أمناء‬ ‫ونجاهد بقدر طاقتنا‪ ،‬ومن يستخدم مواهبه لمجد اهلل سيجازيه اهلل‪ .‬كانوا يظنون أن ملكوت اهلل سيظهر في‬

‫الحال= كانوا يظنون أن السيد سيملك ويؤسس ملكوته بعد أن يدخل أورشليم مباشرة‪.‬‬

‫إنسان شريف الجنس= هو المسي ح نفسه فهو من السماء وذاهب للسماء وهو ليس فقط شريف الجنس‪ ،‬بل هو‬ ‫الوحيد الجنس (اإلله المتجسد) إبن اهلل بالطبيعة‪.‬‬

‫ذهب إلى كورة بعيدة= سيصعد للسماء ولن يؤسس ملكاً أرضياً‪.‬‬

‫دعا عشرة عبيد= هم كل المؤمنين‪ ،‬فكل له موهبته (‪:‬بط‪: +::11‬كو‪( )::-11:1‬مثلما كان هناك عشر‬ ‫عذارى)‬

‫‪.1:‬‬

‫هذا المثل مستوحى مما كان يحدث أيام المسيح‪ ،‬فكان األمراء الوطنيون ملزمون بأن يذهبوا إلى روما‬

‫ليحصلوا على رتب الترقي من قيصر‪ .‬وحدث هذا مع هيرودس وأرخيالوس‪ .‬وفي حالة أرخيالوس أرسل‬

‫شعبه سفارة (أي مندوبين وسفراء عن الشعب) إلى قيصر شاكين لقيصر أعماله الوحشية ورافضين ملكه‪.‬‬

‫‪108‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫وحينما رجع أرخيالوس من روما إنتقم منهم بالذبح (وهذا كان حكم المسيح على صالبيه ورافضي ملكه‬

‫بخراب أورشليم‪ ،‬هذا هو الحكم المؤقت قبل الدينونة)‬

‫ليأخذ لنفسه ُملكاً= هذا إعالن نبوي عن جلوس الرب في السماء إستعداداً لتأسيس ملكوته ولتجثو له كل ركبة‬ ‫(في‪)::-:11‬‬ ‫المنا= عملة يونانية تساوي أجر ثالثة شهور‪ .‬وجمعها أ َْمناء ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وأما أهل مدينته= هنا يتكلم عن اليهود خاصته الذين أتي منهم بالجسد وهم الذين كان لهم الوعد‪ .‬إلى خاصته‬ ‫جاء وخاصته لم تقبله (يو‪)::1:‬‬

‫ال نريد أن هذا يملك علينا= كلمة هذا كلمة تحقير‪ ،‬ولآلن فاليهود يشتمون المسيح‪ ،‬وكأن هذه العبارة هي‬

‫إحتجاج ورفض لشخص المسيح المتواضع‪.‬‬

‫أرسلوا وراءه سفارة= تحمل معنى رفضهم المستمر للمسيح حتى بعد ما صعد‪ ،‬ورفضهم واضطهادهم لتالميذه‬ ‫ورسله‪ .‬سفارة= سفراء أي اليهود الذين إضطهدوا المسيحيين‪.‬‬

‫ولما رجع= حين يأتي في مجده‪ ،‬في مجيئه الثاني‪ .‬وفيما يلي يظهر محاسبة ‪7‬عبيد فقط كعينات فقط‪.‬‬

‫مناك ربح= هذا يشير لتواضع هذا اإلنسان فلم يقل أنا ربحت‪ ،‬إذ هو يعلم أن النجاح والبركة كانت من عند اهلل‬ ‫وليست من عنده هو‪ .‬والمنا هو إشارة للمواهب والوزنات التي أعطاها لنا اهلل‪.‬‬

‫ربح عشرة أمناء= هي النفوس التي ربحها لحساب الملكوت‪ ،‬والفضائل التي ظهرت في حياته‪.‬‬

‫أميناً في القليل= المتاجرة بالموهبة‪.‬‬

‫ربح خمسة أمناء= هي نفوس أيضاً‪.‬‬

‫وهذا إشارة ألنه كلما زاد الجهاد زادت الثمار‪ ،‬وزادت المكافأة ونقول الجهاد هو الذي زاد‪ ،‬فنحن نالحظ أن النعمة‬

‫التي حصل عليها كليهما‪ ،‬أي عطية اهلل كانت متساوية= المنا‪.‬‬

‫سلطان على عشر مدن‪ ..‬على خمس مدن= هذا تعبير عن المجد‪ ،‬فهو يتفاوت من شخص آلخر بحسب‬ ‫جهاده‪ .‬ومن المستحيل فهم ما هو السلطان على مدن‪ ،‬فنحن ال يمكننا أن نتصور ما سنأخذه‪ ،‬ونحصل عليه‬

‫من مجد في السماء "فهو ما لم تره عين ولم تسمع به أذن وما لم يخطر على بال إنسان" (‪:‬كو‪ .):11‬وفي مثل‬

‫الوزنات سمعنا القول "أدخل إلى فرح سيدك" (مت‪ .)17+1:117‬وفي هذا الكفاية فهو سلطان على فرح ومجد‬

‫أبدي وك ٌل سيتمجد ويفرح بحسب جهاده على األرض‪ ،‬فنجم يمتاز عن نجم في المجد (‪:‬كو‪ .)1:1:7‬مناك‬

‫موضوع في منديل= إشارة لمن عطل موهبته وأخفاها‪ ،‬هو كمن خاف على صحته فإمتنع عن الخدمة وعن‬ ‫الصوم‪ .‬أو خاف على أمواله فلم يعطها إلى محتاج يربحه للمسيح‪ .‬وواضح أن هذا العبد الكسالن عديم اإلكتراث‬ ‫بشأن مجد الملك وأرباحه وذلك لعدم أمانته‪ ،‬أو عدم محبته‪ ،‬أو عدم تصديقه أن السيد راجع‪ .‬حقاً هو لم يضيع‬

‫المنا على نفسه ولكنه ظن أن في حبسه فيه الكفاية إذ لم يضيعه‪.‬‬

‫‪109‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫وهناك من هو أسوأ من هذا العبد مثل من يضيع مواهبه في الشر‪ .‬فمثالً من يضيع صحته في المخدرات أو‬

‫المسكرات أو السجائر ( هؤالء أحرقوا وزنتين المال وصحتهم ) وكذلك من يضيعها فى الخطايا المتعددة هو أسوأ‬ ‫من هذا العبد‪ ،‬أو من أعطاه اهلل أمواالً فضيعها على شهواته وملذاته فهذا أسوأ من هذا العبد‪.‬‬

‫أخاف منك ألنك إنسان صارم= اإلنسان عندما تميل إرادته الشريرة لشئ شرير سيجد األفكار التي تبرر له هذا‬ ‫الشئ‪ ،‬فهو فكر أن ما أعطاه له سيده هو فخ ال نعمة‪ ،‬وخاف (أو هو يبرر موقفه بهذا) من قسوة سيده‪ ،‬أو‬ ‫مما له=‬ ‫لماذا يتعب هو ويستفيد سيده‪ .‬هو هنا إتهم سيده بالظلم ست اًر لذنبه‪ ،‬بل إتهم سيده بأنه يطمع في أكثر ّ‬ ‫تحصد ما لم تزرع أي تأمرني بالعمل وتأخذ الربح‪.‬‬ ‫مثال‪ 1‬خادم يشعر أنه مقصر في خدمته‪ ،‬فبدالً من أن يهتم بأن يكون أميناً في خدمته نجده يترك الخدمة‪ ،‬هذا‬ ‫يقول مع هذا العبد "خفت منك ألنك صارم" وذلك بأن يترك المسئولية‪ ،‬ولكن ليذكر هذا الخادم أن اهلل أعطاه‬ ‫موهبة وطالبه بأن يربح بها‪ ،‬فهروبه يدينه ولن يعفيه من المسئولية‪ .‬فالرد على مثل هذا اإلدعاء‪ ..‬طالما عرف‬

‫أن سيده إنسان صارم‪ ،‬فلماذا لم تضع فضتي على مائدة الصيارفة‪ .‬والمعنى لو كان سيدك ظالماً فعالً لكنت‬ ‫تخاف منه وتتاجر وتربح له‪ .‬ومائدة الصيارفة هي أقل األعمال مجهوداً‪ ،‬ولكنها تربح‪ .‬والمقصود لماذا لم تقم‬

‫بأي عمل ألجل مجد إسمي‪ ،‬فمثالً لماذا لم تصلي من أجل الناس ومن أجل المحتاجين‪ ،‬لماذا لم تضع اموالك‬ ‫التى تضيعها في الكنيسة وهذا أقل شئ ‪ ،‬واألهم العشور وهذه اموال اهلل اصال ‪ .‬والحقيقة أن اهلل ال يطلب سوى‬

‫ما زرعه‪ ،‬فإتهام هذا العبد ظالم (إش‪ .)117‬ونجد أن اهلل يعطي ما لهذا العبد الشرير لألكثر أمانة فكل من له‬

‫ُيعطى= الذي عنده القدرة على المتاجرة والربح ُيعطى المزيد‪ ،‬من كان أميناً وله الرغبة أن يخدم ويعمل يأخذ‬ ‫أما‬ ‫أكثر‪ .‬وفي السماء له مجد أعظم‪ .‬ومن ليس ُ‬ ‫له= الذي كان غير أميناً فتؤخذ منه مواهبه وتضاف لألمين و ّ‬

‫أعدائي‪ ..‬واذبحوهم= المسيح هنا يصدر الحكم على أورشليم قبل أن يدخلها‪ .‬ولقد ذبحهم تيطس فعالً سنة ‪3:‬م‪.‬‬ ‫إن الذين يساقون إلى الذبح هو الذين كتبوا بأيديهم مصيرهم‪ .‬ولنرى كم الوزنات واألمناء التي أعطاها اهلل لليهود‬

‫(أنبياء‪ /‬كهنوت‪ /‬هيكل‪ /‬معجزات‪ /‬إنتصارات إعجازية على أعدائهم‪ /‬ناموس‪ /‬شريعة‪ /‬أرض مقدسة‪ /‬وصايا لو‬ ‫نفذوها لعاشوا في سعادة‪ /‬مملكة آمنة‪ /‬خيرات مادية أرض تفيض لبناً وعسالً‪ )..‬فماذا فعلوا؟ هؤالء لم يضعوا‬

‫مناهم في منديل‪ ،‬بل ضيعوا كل ما أخذوه وأخي اًر صلبوا المسيح‪ .‬لقد صاروا في وحشية‪ ،‬وكما ذبحوا المسيح في‬ ‫وحشية صارت في طبعهم‪ ،‬قاموا في حماقتهم‪ ،‬إذ قد فقدوا كل حكمة‪ ،‬بقتل الضباط الرومان إنتظا اًر ألن اهلل‬

‫يرسل لهم المسيا ينقذهم‪ ،‬إذاً فحماقتهم ووحشيتهم التي تعاملوا بها مع المسيح‪ ،‬تعاملوا بها مع ضباط روما‪ ،‬لكن‬ ‫المسيح طلب لهم الغفران على الصليب‪ ،‬أما روما فذبحتهم بحسب ما يستحقوا‪ .‬فالغفران يناله من آمن بالمسيح ‪،‬‬

‫حتى وان اشترك فى صلبه ‪.‬‬

‫بهذا المثل ينهي السيد المسيح تعاليمه بخصوص الملكوت الذي أتى ليؤسسه‪1‬‬

‫‪ .:‬هناك أجر ومكافأة لكل من يجتهد في هذا الملكوت األرضي ويربح نفوساً للمسيح‪.‬‬ ‫‪ .1‬األجر والمكافأة بحسب الجهاد‪.‬‬ ‫‪ .7‬من يهمل في تجارته يرفض‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (اإلصحاح التاسع عشر)‬

‫من يعادي المسيح وال يقبله يهلك (يذبح)‪.‬‬

‫سلطان على عشر مدن‪ ..‬على خمس مدن= هذا تعبير عن إختالف درجة المجد بالنسبة لجهاد كل إنسان‪.‬‬ ‫وهذا التشبيه مأخوذ مما كان يحدث أيام روما فكان قيصر يعطي الوالي أو الملك الذي يحبه ويثق فيه سلطان‬ ‫على عدد أكبر من المدن فتزداد قيمة هذا الملك‪.‬‬

‫فمثالً هيرودس الكبير (الذي ُولِ َد المسيح في أيامه) كان ملكاً على كل اليهودية والجليل والسامرة‪ ..‬كانت مملكته‬ ‫كبيرة جداً فهو كان محل ثقة من قيصر‪.‬‬ ‫ولكن حينما مات لم يكن من أوالده من هو أهل لمثل هذه الثقة‪ ،‬فقسم قيصر المملكة إلى أربعة أرباع‪ ،‬ملك‬

‫عليها والة‪ ،‬سمى كل منهم رئيس ربع‪ .‬وبالطبع كانت سلطة كل منهم أقل ومجده أقل‪.‬‬

‫من يغلب يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي في عرشه‪ .‬تعبير العرش هو تعبير عن‬

‫حالة المجد‪ .‬وطبعاً ليس هناك عرشين‪ .‬واحد منهم لآلب وواحد منهم لإلبن‪ .‬لكن جلوسنا مع اإلبن في عرشه هو‬ ‫تعبير عن حالة المجد الذي سنكون فيه مع اإلبن‪ ،‬كل بحسب درجته‪ ،‬فنجم يمتاز عن نجم في المجد‪ .‬أما اإلبن‬

‫بجسده فسيكون له نفس مجد اآلب‪ .‬وهذا معنى جلس عن يمين اآلب‪ .‬راجع تفسير اآليات‬

‫(يو‪ ، 7 1 :3‬رؤ‪.)1: 1 7‬‬

‫‪111‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)‬

‫(إنجيل لوقا)( تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)‬

‫عودة للجدول‬

‫تسلسل األحداث في إنجيل لوقا‬ ‫كما رأينا من قبل في دراسة عن إنجيل متى أن كل حدث مرتبط بما قبله وبما بعده في ترابط‪ ،‬ليقدم اإلنجيلي‬

‫فكرة معينة‪ .‬وهذا ما سوف نراه في إنجيل لوقا أيضاً‪.‬‬

‫الهدف من إنجيل لوقا يبدو واضحاً من مقدمة اإلنجيل‪ .‬فها نحن نرى مالكاً يظهر لزكريا الكاهن وهو يبخر أمام‬ ‫مذبح البخور بعد أن قدم المحرقة ليبشره بوالدة السابق للمسيح‪ .‬وكأن المالك يقول له‪ ..‬هل تفهم يا زكريا معنى‬ ‫ما تقوم به من طقوس؟ ها أنا جئت ألبشرك بالمرموز إليه حقيقة وهو الذي سيقدم نفسه ذبيحة محرقة على‬

‫الصليب (مذبح المحرقة ) ثم يشفع فيكم وفي كل البشر أبدياً ( مذبح البخور )‪ ،‬والذي سيكون إبنك ُم َمهداً‬ ‫للطريق أمامه‪.‬‬ ‫فهدف اإلنجيل واضح‪ ..‬المسيح الشفيع في البشرية‬

‫ونرى زكريا يمتلئ بالروح وأليصابات تمتلئ بالروح والكل يسبح‪ ،‬فالتسبيح عالمة فرح بالخالص‪ ،‬وهو عالمة‬

‫اإلمتالء من الروح القدس‪ ،‬الذي سيحل على الكنيسة بفداء المسيح‪.‬‬

‫ونرى بشارة المالك للعذراء بيسوع المخلص الذي ستلده فشفيعنا صار إنساناً مثلنا‪.‬‬

‫وفي اإلصحاح الثاني نرى اإلكتتاب‪ ،‬لقد صار إبن اهلل (‪ )771:‬من البشر وسجل إسمه في التعداد البشري‪.‬‬

‫وفي بيت لحم فهو إبن داود بالجسد‪.‬‬

‫ولكن هل سيخلص الكل بشفاعة المسيح وفدائه‬

‫هذا موضوع اإلنجيل‪ ..‬وسنرى لوقا منذ ال بداية يحدثنا عن أن هناك من سيقبل المسيح ومن ال يقبله‪ /‬من‬

‫سيعرف المسيح ومن لن يعرفه‪ /‬من يريد سوف يعرفه ومن ال يريد فلن يعرفه‪ /‬من يستحق أن يجده سيجده ومن‬ ‫ال يستحق فهو لن يجده‪ .‬ونجد أن إنجيل لوقا قد ذكر العديد جدا من أمثلة التوبة ( المرأة الخاطئة {ص ‪ }3‬وزكا‬

‫العشار {ص ‪ }:‬وتوبة اللص اليمين ‪ )...‬والمعنى مهما كانت حالتك فالتوبة تجعلك مستحقاً لشفاعة المسيح ‪.‬‬ ‫هذا من الناحية السلبية ‪ ،‬لكن من ناحية أخرى يوضح المسيح أن عمل اإليجابيات أساس حتى يكون االنسان‬

‫مستحق ‪ .‬فالغنى هلك ألنه لم يعمل عمل رحمة مع لعازر ‪ ،‬وطوب المسيح السامرى الصالح‪.‬‬ ‫اإلصحاح الثاني‪:‬‬

‫اآليات (‪ )15-2‬الرعاة البسطاء هؤالء ظهر لهم مالئكة فهم يستحقون‪ ،‬وذهبوا وعرفوا المسيح ورأوه‪ .‬بينما‬ ‫الكهنة وهيرودس لم يعرفوه والعكس فالمجوس الذين سعوا ليعرفوه عرفوه بل قادهم نجم‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)‬

‫اآليات (‪ )17-11‬المسيح ُولِ َد خاضعاً للناموس بكل وصاياه وطقوسه ليكون الرجل الكامل القادر أن يشفع في‬ ‫البشر‪.‬‬

‫اآليات (‪ )62-10‬سمعان الشيخ وحنة عرفوا المسيح إذ هما يستحقان‪.‬‬ ‫والحظ قول الكتاب عن سمعان "أنه ينتظر تعزية إسرائيل‪"..‬‬

‫والحظ قول الكتاب عن حنة وآخرون "جميع المنتظرين فداء من أورشليم‪ ..‬فمن يطلبه وينتظره ويفتش عنه‬

‫يجده أما من ال يريد فهو لن يجده‪.‬‬

‫اآليات (‪ )01-63‬يسوع إنسان كامل يخضع ألمه وليوسف‪ ،‬ولكن يتضح من أول الطريق أنه جاء لهدف إتفق‬ ‫عليه مع أبيه ينبغي أن أكون في ما ألبي"‪.‬‬

‫اإلصحاح الثالث‪:‬‬

‫اآليات (‪ )15-1‬يوحنا يمهد الطريق للمسيح‪.‬‬

‫اآليات (‪ )11-11‬المسيح يعتمد ليؤسس المعمودية‪.‬‬

‫اآليات (‪ )62-16‬المسيح بمعموديته جعلنا أوالداً هلل "‪..‬بن آدم‪ ،‬إبن اهلل"‪.‬‬ ‫اإلصحاح الرابع‪:‬‬

‫اآليات (‪ )16-1‬التجربة على الجبل ‪ ..‬فالمسيح غلب لكي نغلب فيه إبليس‪.‬‬

‫اآليات (‪ )10-17‬رجع يسوع بقوة الروح= هو يمتلئ إنسانياً لكي نمتلئ نحن فيه‪.‬‬

‫اآليات (‪ )17-13‬هو أتي كشفيع ‪" ..‬أرسلني ألشفى المنكسري القلوب" وطوى السفر ألنه لم يرد أن يق أر آيات‬ ‫الدينونة‪.‬‬

‫اآليات (‪ )65-10‬الحظ أن هناك من يقبله ومن يرفض‪ ،‬حتى أن من رفضوه حاولوا قتله‪.‬‬ ‫* وابتداء من هنا نرى لوقا يقدم صو اًر متضادة لمن يقبل المسيح ومن يرفضه‪ ،‬وتنتهي هذه اآليات بقول السيد‬

‫المسيح كم مرة أردت ‪ ..‬ولم تريدوا (‪)67:16‬‬

‫"فاهلل يريد أن الجميع يخلصون" (‪:‬تي‪ )111‬لكن هل يريد الجميع أن يخلصوا!! لذلك قال القديس أغسطينوس‬ ‫"اهلل الذي خلقك بدونك ال يستطيع أن يخلصك بدونك"‪.‬‬

‫اآليات (‪ )67-61‬يسوع يخرج شياطين ويخلص حتى دون أن يسأله أحد فهو يعلن عن إرادته في خالص‬ ‫البشرية من عبوديتها للشيطان‪.‬‬

‫اآليات (‪ )71-62‬يسوع قبل أن يختار سمعان ليكون تلميذاً له‪ ،‬يحل له مشاكل بيته ويشفى حماته‪ .‬وعالمة‬ ‫الشفاء أنها قامت لتخدم‪ .‬وهذا هو موضوعنا‪ .‬المسيح يريد شفاء البشرية ويختار خداماً له هم التالميذ ليعايشوه‬ ‫ويصيروا تالميذاً له يعملون على جذب الناس‪.‬‬

‫اآليات (‪ )77-71‬هو يريد الشفاء للكل (= يمأل الشبكة لو‪.):17‬‬ ‫‪113‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)‬

‫اإلصحاح الخامس‪:‬‬

‫اآليات (‪ )11-1‬سفينتين (= يهود وأمم) ‪ ..‬أمسكوا سمكاً كثي ارً= (= يريد الجميع) لكن ليس الكل يقبل‪ ،‬بل‬

‫البعض بعد أن يدخل لإليمان يعود ويهرب= صارت شبكتهم تتخرق‪ .‬فهو يدعو الكل‪ ،‬ولكن هناك من ال يريد‬

‫"ديماس تركني إذ أحب العالم الحاضر" (‪1‬تي‪.)::11‬‬ ‫اآليات (‪ )13-11‬شفاء أبرص (والبرص رمز للخطية) والحظ قول الرجل "يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني"‬ ‫والمسيح يريد‪ ،‬وهذا الشخص يريد والدليل أنه أتى يسأل المسيح‪ ،‬والمسيح ال يرد من يسأله "إسألوا تعطوا"‪.‬‬

‫اآليات (‪ )13-17‬هنا المسيح يشفي من أراد أصدقاءه له الشفاء‪ ،‬وهذه صورة محببة للمسيح‪ ،‬البد وأن يستجيب‬ ‫لها‪ .‬صورة المحبة‪ .‬ولكننا نرى هنا أن المسيح شفى الرجل بأن غفر له خطاياه‪ .‬فهو شفى األبرص في اآليات‬ ‫السابقة وكان هذا رم اًز للخطية وأن الخطية هي سبب كل داء‪.‬‬

‫اآليات (‪ )61-17‬هنا نرى دعوة الوي (وهو متى اإلنجيلي)‪ .‬ونراه يقبل الخطاة ليشفيهم‪ ،‬فلهذا أتى ‪ ..‬ليحول‬ ‫الوي العشار إلى متى اإلنجيلي هو أتى ليجعل كل شئ جديداً‪.‬‬

‫اآليات (‪ )63-66‬نرى السيد يريد أن يجعل كل شئ جديد‪ .‬فهو يحول الخطاة إلى قديسين‪ ،‬ويجعل الصوم له‬ ‫معنى جديد‪.‬‬

‫اإلصحاح السادس‪:‬‬

‫اآليات (‪ )11-1‬السيد يجعل أيضاً السبت له معنى جديد‪ .‬والسبت هو راحة‪ .‬وراحة اهلل حقيقة في خالص‬ ‫البشر وتجديدهم كما رأينا‪.‬‬

‫اآليات (‪ )13-11‬السيد يختار تالميذه الذين سيمألون الشبكة (الكنيسة)‪.‬‬ ‫اآليات (‪ )13-17‬السيد يدرب تالميذه على الخدمة ويعلم ويشفي‪.‬‬

‫اآليات (‪ )13-15‬نسمع البركات وهذا لمن يريد ونسمع عن ويالت وهذا لمن ال يريد‪.‬‬

‫اآليات (‪ )73-17‬الطريق لمن يريد أن يعرف يسوع (القوانين أو الوصايا التي يجب أن يتبعها من يريد)‪.‬‬ ‫اإلصحاح السابع‪:‬‬

‫اآليات (‪ )15-1‬هذا قائد مئة وثني لكنه عرف يسوع‪ ،‬والسبب أن المحبة دخلت إلى قلبه‬ ‫"ألنه يحب أمتنا"‪ ..‬وظهر هذا في أعماله "وهو بنى لنا المجمع" وهذا تطبيق مباشر‬

‫على اآليات السابقة (‪.)1:-131:‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)‬

‫اآليات (‪ )17-11‬يسوع يتقدم من نفسه دون أن يسأله أحد ليقيم إبن أرملة نايين‪ ،‬فهو لهذا أتى‪ .‬ليعطي حياة‪.‬‬ ‫وهذا يعتبر نتيجة لما سبق‪ ،‬فمن دخلت المحبة قلبه‪ ،‬أي تم شفاءه‪ ،‬يقيمه يسوع في الحياة األبدية‪.‬‬

‫اآليات (‪ )65-12‬هذه عن يوحنا المعمدان الذي كانت دعوته التوبة‪ ،‬ومن يتوب يعرف يسوع‪ .‬ومازالت التوبة‬ ‫هي الطريق الوحيد لنعرف يسوع ونرى يوحنا يحول تالميذه للمسيح‪ ،‬وهذا هو ما أتى يوحنا ألجله‪.‬‬

‫اآليات (‪ )60-61‬اليهود يرفضون المعمدان والمسيح‪ ..‬هؤالء ال يريدون‪.‬‬

‫اآليات (‪ )05-63‬هنا نرى الطريق لمن يريد‪ ،‬أن نتقدم بتوبة (كما نادي المعمدان) وبإنسحاق للمسيح‬ ‫وسنعرفه‪ ..‬هذه المرأة أرادت فأخذت‪ .‬وهكذا كل من يريد‪.‬‬ ‫اإلصحاح الثامن‪:‬‬

‫اآليات (‪ )6-1‬النساء يخدمن يسوع‪ .‬هذه تطبيق على ما سبق‪ .‬فهؤالء النساء شفاهن المسيح من أرواح شريرة‪.‬‬ ‫ومن يشفيه المسيح يخدم المسيح‪ .‬والحظ أن النساء مرفوضات من المجتمع اليهودي‪ ،‬كان حالهم ردئ‪ ،‬لكن‬

‫المسيح أتى ليجعلهم شيئاً جديداً‪.‬‬

‫اآليات (‪ )10-7‬مثل الزارع‪ :‬هنا نرى عينات لمن يريد (األرض الجيدة) ومن ال يريد (األراضي الفاسدة)‪.‬‬ ‫اآليات (‪ )12-13‬مثل السراج‪ :‬هذا تطبيق على األرض الجيدة‪.‬‬

‫اآليات (‪ )11-13‬من يريد يصبح ليس فقط سراجاً بل قريب للمسيح بالجسد‪.‬‬

‫اآليات (‪ )10-11‬هنا صورة يشجع بها المسيح من يريد (يهدئ له العاصفة)‪.‬‬

‫اآليات (‪ )63-13‬هنا صورة عكسية يخيف بها لوقا من يرفض المسيح‪ ،‬فمثل هؤالء يسيطر عليهم الشياطين‪.‬‬ ‫اآليات (‪ )03-75‬هنا تتداخل قصتان [‪ ]:‬شفاء إمرأة من نجاسة [‪ ]1‬إقامة إبنة يايرس‪.‬‬ ‫هنا نرى هدف اإلنجيلي بوضوح‪ .‬فمن يأتي للمسيح مثل هذه المرأة بإيمان طالباً الشفاء‬

‫من نجاسته يشفيه المسيح ويعطيه حياة أبدية‪.‬‬ ‫اإلصحاح التاسع‪:‬‬

‫اآليات (‪ )3-1‬السيد المسيح يرسل تالميذه الـ‪ :1‬ليؤسسوا كنيسته‪ ،‬وهو يعول من يرسله‪ .‬ولكن أيضاً هم يدعون‬ ‫من يريد "كل من ال يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة‪"..‬‬

‫اآليات (‪ )3-7‬حيرة هيرودس تمثل تطبيقاً لمن لم يقبل المسيح‪.‬‬

‫اآليات (‪ )17-15‬صورة عكسية فمن يقبل المسيح يحيا حياة الشبع (معجزة الخمس خبزات)‪.‬‬

‫اآليات (‪ )15-12‬المسيح مهتم بأن تالميذه يعرفون من هو‪ .‬فمن يعرفه له حياة أبدية (يو‪ )71:3‬وهذا هو‬ ‫الشبع (اآليات السابقة)‪ .‬فمن يعرف المسيح سيصير له المسيح كل شئ ولن يحتاج ألحد‪( .‬سيشبع جسدياً‬

‫ونفسياً وروحياً) ‪.‬‬

‫‪115‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)‬

‫اآليات (‪ )17-11‬المسيح إبن اهلل‪ ،‬ولكن معرفتنا بالمسيح الملك ال تعني ملكاً أرضياً‪ ،‬بل على األرض الطريق‬

‫هو الصليب واأللم‪.‬‬

‫اآليات (‪ )63-12‬التجلي‪ .‬الصليب بداية والمجد في السماء‪.‬‬

‫اآليات (‪ )76-67‬المسيح له كل المجد تخضع له الشياطين‪.‬‬

‫اآليات (‪ )05-77‬الطريق لهذا المجد مرة ثانية هو الصليب واإلتضاع‪.‬‬ ‫آية (‪ :)01‬هو أتى بثبات لهذا الصليب‪.‬‬

‫اآليات (‪ )03-01‬ليس الكل يقبلونه‪ ..‬هنا قرية سامرية ترفضه‪.‬‬

‫اآليات (‪ )31-07‬هناك ثمن للتبعية‪ .‬نعم هناك مجد في السماء‪ ،‬وشبع على األرض‪ .‬لكن هناك ثمن ندفعه‪.‬‬ ‫اإلصحاح العاشر‪:‬‬

‫اآليات (‪ )15-1‬إرسالية السبعين رسوالً ليؤسسوا مع الـ‪ :1‬تلميذاً ملكوت اهلل‪ .‬لقد رأينا فيما سبق أن هناك ثمن‬ ‫للتبعية‪ ،‬وهنا نرى بركات وسلطان [‪ ]:‬أسماءنا تكتب في السماويات [‪ ]1‬سلطان على الشياطين‪.‬‬

‫رعاية كاملة من المسيح لخدامه‪ ]1[ .‬ملكوت السموات يقترب (فرح)‪.‬‬

‫[‪]7‬‬

‫اآليات (‪ )17-11‬البسطاء يدركون ما حصل عليه من عرف المسيح‪.‬‬

‫اآليات (‪ )67-10‬مثل السامري الصالح‪ 1‬المسيح المرفوض (فالسامريين مرفوضون)‪.‬‬ ‫اآليات (‪ )71-62‬صورة مضادة‪ .‬المسيح في بيت أحبائه مريم ومرثا‪.‬‬ ‫اإلصحاح الحادي عشر‪:‬‬

‫اآليات (‪ )16-1‬الصالة طريق لنعرف يسوع‪ .‬ومن يعرف يسوع يريد الخالص‪.‬‬

‫اآليات (‪ )13-17‬الذي تسيطر عليه الخطية أو الشياطين ال يصلي وال يسبح‪ .‬هذه صورة عكسية لآليات‬ ‫السابقة‪.‬‬

‫اآليات (‪ )12-17‬إمرأة تسبح يسوع‪ ..‬صورة لمن عرف يسوع فسبحه‪.‬‬ ‫اآليات (‪ )61-13‬صورة عكسية لليهود رافضي المسيح إذ لم يعرفوه‪.‬‬

‫اآليات (‪ )63-66‬هنا يكشف اإلنجيلي السبب الحقيقي لعدم معرفة يسوع‪ ،‬أي العين غير البسيطة‪ ،‬التي لها‬ ‫أهداف عالمية وشهوات عالمية‪ ،‬مادية فاسدة غير طلب معرفة المسيح بأمانة‪ ..‬من يريد يسوع يجد يسوع‪.‬‬

‫اآليات (‪ )07-67‬صورة عكسية لمن له العين البسيطة‪ .‬هذه صورة للفريسيين الذين يحبون المال‪ ،‬ويحبون‬ ‫أنفسهم ويفتخرون ببرهم الذاتي تاركين طهارة الداخل‪ ،‬هؤالء يسمعون هنا الويالت‪.‬‬ ‫اإلصحاح الثاني عشر‪:‬‬

‫‪116‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)‬

‫اآليات (‪ )6-1‬في اآليات األخيرة من اإلصحاح السابق (‪ )71-77‬نرى رياء وخبث الفريسيين‪ ،‬إذ لم يقبلوا‬ ‫توبيخ السيد المسيح لهم‪ ،‬وهنا نرى تحذير السيد لتالميذه أن يكونوا مثل الفريسيين‪.‬‬

‫اآليات (‪ )11-7‬ما الذي يدفع اإلنسان للرياء والخبث؟ غالباً هو الخوف‪ .‬لذلك نجد السيد المسيح يطمئن‬ ‫تالميذه قائالً أنه مع أن هناك آالم ستواجههم إالّ أن اهلل لن يتركهم‪.‬‬

‫اآليات (‪ )10-16‬في اآليات السابقة رأينا أنه سيكون هناك آالم‪ ،‬وهنا نجد التناقض‪ ،‬إنسان كل تفكيره في‬ ‫الميراث‪ ،‬مع أن هناك آالم بل إستشهاد‪.‬‬

‫اآليات (‪ )11-13‬رداً على من تكلم عن الميراث ضرب السيد لهم مثل الغني الغبي‪ ،‬وهذا كان غباءه راجع في‬ ‫أنه إهتم بحياته على األرض ولم يفكر في أبديته‪ .‬وتنتهي اآليات بقول السيد أن هناك من هو غنياً هلل‪.‬‬

‫اآليات (‪ )67-11‬هنا نفهم معنى غنى هلل السابقة‪ ،‬أي أن اهلل يعوله فال يعوزه شئ‪.‬‬

‫اآليات (‪ )72-60‬اهلل يعول أوالده‪ ..‬لكن كل ما لنا هو وزنات‪ ،‬ونحن وكالء عليها‪ .‬إذاً بهذا يكمل معنى "غنياً‬ ‫هلل" أن ما عندي هو لمجد اهلل‪.‬‬

‫اآليات (‪ )06-73‬عالم كله نار وعدم سالم فلماذا ننشغل به أو نتمسك به‪.‬‬

‫اآليات (‪ )03-07‬من له توقع سليم‪ ،‬فعليه أن يتوقع سرعة زوال هذا العالم‪ ،‬ويتصرف على هذا األساس‪.‬‬ ‫اإلصحاح الثالث عشر‪:‬‬

‫اآليات (‪ )0-1‬هناك آالم كثيرة في العالم‪ ،‬وال داعي لفلسفة األمور والبحث عن سبب لكل ألم‪ ،‬بل المهم تقديم‬ ‫توبة‪.‬‬

‫اآليات (‪ )3-3‬اآلالم التي يسمح بها اهلل تساعدنا على التوبة واإلثمار‪ .‬أنقب حولها وأضع زبالً= هذه إشارة‬ ‫للتجارب التي تؤهل للسماء‪.‬‬

‫اآليات (‪ )17-15‬من يقدم توبة سريعاً يتخلص من حمل خطاياه‪ ،‬ويشفى من اإلنحناء‪ ،‬فلماذا نؤخر التوبة‪ .‬هذا‬ ‫معنى شفاء المرأة المنحنية هنا‪.‬‬

‫اآليات (‪ )11-12‬هذه أمثال عن الملكوت فلماذا وضعها القديس لوقا هنا؟‬ ‫ببساطة‪ ،‬فالسيد المسيح بشفائه للمنحنين تحت حمل خطاياهم يؤسس الملكوت‪ .‬فالملكوت هو للذين حررهم‬

‫اإلبن‪ .‬فصاروا بالحقيقة أح ار اًر‪.‬‬

‫اآليات (‪ )65-11‬الدخول للملكوت يكون من الباب الضيق‪ ،‬وهو إختياري‪.‬‬

‫اآليات (‪ )60-61‬هنا نرى المسيح بإرادته يدخل من الباب الضيق ويذهب للصليب‪ .‬وتنتهي هذه اإلصحاحات‪،‬‬ ‫بأن المسيح الذي أتى ليؤسس الملكوت وليشفع في البشرية‪ ،‬ال يجبر أحد على طريقه بل‬

‫ولم تريدوا‬

‫كم مرة أردت ‪..‬‬

‫في اإلصحاحات التالية نجد‪ ): 1‬موانع الوصول لهذا الملكوت‪.‬‬ ‫‪ )1‬عدة صور تشجيعية‪.‬‬

‫‪117‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)‬

‫‪ )7‬ما يساعدنا للوصول لهذا الملكوت‪.‬‬

‫اإلصحاح الرابع عشر‪:‬‬

‫اآليات (‪ )7-1‬اآليات السابقة إنتهت بأن المسيح سيصلب= في اليوم الثالث أكمل‪ .‬وهنا نرى أن من سيصلب‬ ‫ألجلهم يريدون أن يقتلوه‪.‬‬

‫اآليات (‪ )17-2‬دعوة للتواضع‪ ،‬فالكبرياء هو سبب عمي هؤالء الفريسيين الذين يرفضون من جاء لخالصهم‪.‬‬ ‫وبالتالي فالكبرياء سيكون سبباً لفقدانهم للملكوت‪.‬‬

‫اآليات (‪ )17-10‬إنتهت اآليات السابقة بأن هناك مكافأة في قيامة األبرار‪ .‬وهنا نرى المكافأة وأنها وليمة‬ ‫عشاء (رؤ‪ + :1::‬رؤ‪.)1:17‬‬

‫اآليات (‪ )66-10‬هذه الوليمة لها ثمن [‪ ]:‬أن نحب المسيح أكثر من أي أحد‪ ]1[ .‬قبول حمل الصليب‬

‫[‪ ]7‬سندخل في حرب مع إبليس‪.‬‬

‫اآليات (‪ )60-67‬من يقبل أن يدفع النفقة سيكون ملحاً جيداً‪.‬‬ ‫اإلصحاح الخامس عشر‪:‬‬

‫اآليات (‪ )61-1‬هناك ثمن سيدفع ولكن هنا دعوة لعدم اليأس فالسيد المسيح أتى يبحث ويفتش عن كل ضال‬ ‫خاطئ كالخروف الضال أو الدرهم المفقود أو اإلبن الضال‪ .‬هذا هو شفيعنا‪.‬‬ ‫اإلصحاح السادس عشر‪:‬‬

‫اآليات (‪ )16-1‬مثل وكيل الظلم= رأينا في اإلصحاح السابق أن اهلل يبحث عن كل خاطئ‪ .‬وهنا لوقا يأتي‬ ‫بهذا المثل ليشجع كل واحد أن يتوب‪ .‬وماذا يشجع على التوبة؟ أن تكون لنا النظرة المستقبلية‪ ،‬فالموت ٍ‬ ‫آت‬ ‫بالشك إذاً علينا أن نتصرف بحكمة ُلنقبل في السماء= إذا فنيتم يقبلونكم في المظال األبدية واذا فكر اإلنسان‬ ‫بعقل أن هناك نصيب سماوي‪ ،‬فمن المؤكد أنه سيترك خطيته‪.‬‬

‫اآليات (‪ )12-17‬هي مجموعة آيات متناثرة لها نفس المعنى‪ ،‬أنه علينا أن تكون لنا نظرة مستقبلية‪ .‬فالسيد‬ ‫المسيح كأنه يقول هنا للفريسيين ‪ ..‬هل أنتم لكم هذه النظرة المستقبلية أم أنتم مهتمون ببركم الذاتي أن يظهر‬

‫أمام الناس‪ ،‬ومهتمون بالمال‪ ،‬ومهتمون بشهواتكم فتتركون زوجاتكم لتتزوجوا بأخريات تشتهونهن‪.‬‬

‫اآليات (‪ )61-13‬قصة الغني ولعازر= هذه فيها تشجيع وترهيب للخاطئ‪ ،‬وعليه أن يختار ما بين أن تحمله‬ ‫المالئكة إلى حضن إبراهيم‪ ،‬وما بين عذاب أبدي‪ .‬وهذه الصورة تدفع الخاطئ لترك خطيته ويعود ألحضان أبيه‬

‫كما عاد اإلبن الضال‪.‬‬

‫‪118‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)‬

‫اإلصحاح السابع عشر‪:‬‬

‫اآليات (‪ )3-1‬بعد أن رفع لوقا نظرنا إلى السماء‪ ،‬ها هو يعود ويقول لكن نحن مازلنا على األرض ولذلك‬ ‫فالبد أن تكون هناك عثرات‪ .‬إذًا لنحذر منها‪ ،‬وأحد العثرات هو عدم الغفران فيمتلئ القلب كراهية ويضيع منه‬

‫الملكوت‪ .‬فالغفران شرط للملكوت‪.‬‬

‫اآليات (‪ )15-7‬ما يساعد أيضاً على الوصول للملكوت‪ ..‬اإلتضاع واإلنسحاق أمام اهلل‪.‬‬ ‫اآليات (‪ )13-15‬هنا نرى أن الشكر هو شرط آخر لدخول الملكوت‪.‬‬

‫اآليات (‪ )67-15‬هذه عن عالمات المجئ الثاني‪ ،‬والتفكير في المجئ الثاني يدفعنا للخوف وبالتالي للتوبة‪.‬‬

‫اإلصحاح الثامن عشر‪:‬‬

‫اآليات (‪ )2-1‬مثل األرملة وقاضي الظلم‪ :‬طريق الملكوت هو الصالة وبلجاجة‪ ،‬وبها نحيا في السماء‪.‬‬

‫اآليات (‪ )17-3‬مثل الفريسي والعشار‪ :‬رأينا فيما سبق أن الصالة بها نحيا في السماء‪ ،‬وهنا نرى أن اإلنسحاق‬ ‫يجعلنا سماء‪ ،‬فالمنسحق والمتواضع يسكن اهلل عنده (إش‪.):7173‬‬

‫اآليات (‪ )17-10‬البساطة كاألطفال هي طريق للملكوت‪.‬‬

‫اآليات (‪ )65-12‬الشاب الغني‪ :‬األطفال يعتمدون على األباء إعتماداً كامالً‪ ،‬وهذا ما طلبه السيد المسيح من‬ ‫الشاب الغني‪ ،‬أن يعتمد على اهلل إعتماداً كامالً وليس على أمواله‪ ،‬وهذا معنى بع كل أموالك وهذا هو طريق‬

‫الكمال‪.‬‬

‫اآليات (‪ )67-61‬يسوع طلب من الشاب الغني أن يبيع كل ماله‪ ،‬وهنا يسوع يترك ليس ماله فقط بل حياته‬ ‫ويذهب للصليب‪ .‬لقد إقترب الصليب‪ ،‬والسيد يخبر تالميذه بذلك‪.‬‬

‫اآليات (‪ )76-60‬السيد يشفي أعمى" لقد إقترب دخول أورشليم ومعنى ذكر هذه القصة هنا‪ ،‬أن من إنفتحت‬ ‫عيناه سيستقبل المسيح كملك‪ .‬وهذه القصة أوردها لوقا بعد اآلية السابقة كان هذا األمر مخفي عنهم= فمن‬

‫إنفتحت عينيه يدرك سر الصليب‪.‬‬ ‫اإلصحاح التاسع عشر‪:‬‬

‫اآليات (‪ )11-1‬قصة زكا رئيس العشارين‬ ‫أ‪.‬‬

‫تطبيق لقبول العشار (‪):1-:1:1‬‬ ‫‪119‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل لوقا) (تسلسل األحداث في إنجيل لوقا)‬

‫ب‪ .‬تطبيق على قول المسيح للشاب "بع كل مالك"‪ .‬فزكا فعل هذا‪ .‬وقارن (‪ )111:1‬مع (‪)11::‬‬

‫ج‪ .‬بينما ترك الرب‪ ..‬أعمى أريحا يصرخ‪ ،‬ذهب هو لزكا‪ .‬فالصراخ يجعل الشخص مستعداً (هذه فائدة‬ ‫الصالة)‪ .‬فاألعمى لم يكن مستعداً بعد للمعجزة‪ ،‬أما زكا فكان مستعداً‪.‬‬

‫اآليات (‪ )17-11‬قبل دخول المسيح ألورشليم مباشرة يقول هذا المثل والمعنى‪.‬‬

‫‪ .:‬هو اإلنسان شريف الجنس (اإلبن الوحيد الجنس) الذاهب إلى كورة بعيدة (المسيح ذاهب للسماء)‪.‬‬ ‫‪ .1‬أهل مدينته كانوا يبغضونه (اليهود أبغضوا المسيح)‪.‬‬

‫‪ .7‬ال نريد أن هذا يملك علينا (وهذا ما كان اليهود يرددونه)‬

‫‪ .1‬إذبحوهم قدامي (المسيح في مجيئه الثاني سيكون دياناً للكل)‪.‬‬

‫‪ .7‬في نهاية تعاليم السيد للناس قبل دخوله أورشليم النهائي يحذر‪ ..‬كل ما بين أيديكم هو وزنات وسأحاسب كل‬ ‫واحد على ما بين يديه‪.‬‬

‫حتماً هو الشفيع ولكن هذا لمن يريد‬ ‫ولكنه الديان لمن ال يريد‬

‫ولكننا نجده هنا في محبته يبكي على من يهلك كما بكى على أورشليم (‪)11-1:‬‬

‫يبكى فهو يريد خالص كل الناس ولكنه هو ايضا الديان العادل (اذبحوهم قدامي ) هو اراد ولكنهم لم يريدوا‬ ‫اإلصحاحات الباقية هي قصة اآلالم والصليب والقيامة‪.‬‬ ‫هى قصة كيف صار ابن اهلل شفيعا لكل البشرية‪.‬‬

‫‪120‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)‬

‫(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح األول)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح األول‬ ‫‪62‬‬ ‫ال لَ ُه َما‪َ «:‬ما َذا تَ ْطلُ َب ِ‬ ‫سوعُ َوَنظَ َرُه َما َيتْ َب َع ِ‬ ‫ان؟» فَقَاالَ‪َ «:‬رِّبي‪ ،‬الَِّذي‬ ‫ان‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)01 – 62 :1‬فَا ْلتَفَ َ‬ ‫ت َي ُ‬ ‫‪63‬‬ ‫ِ‬ ‫ث‪َ ،‬و َم َكثَا ِع ْن َدهُ ذلِ َك‬ ‫ال لَ ُه َما‪«:‬تَ َعالَ َيا َوا ْنظُ َار»‪ .‬فَأَتَ​َيا َوَن َ‬ ‫ان َي ْم ُك ُ‬ ‫يرهُ‪َ :‬يا ُم َعلِّ ُم‪ ،‬أ َْي َن تَ ْم ُك ُ‬ ‫ث؟» فَقَ َ‬ ‫ظ َار أ َْي َن َك َ‬ ‫تَ ْفس ُ‬ ‫‪75‬‬ ‫اح ًدا ِم َن اال ثْ َن ْي ِن اللَّ َذ ْي ِن ِ‬ ‫ان ب ْطرس و ِ‬ ‫ِ‬ ‫الساع ِة ا ْلع ِ‬ ‫وح َّنا‬ ‫اش َرِة‪َ .‬ك َ‬ ‫ا ْل َي ْوَم‪َ .‬و َك َ‬ ‫سم َعا ُي َ‬ ‫َ‬ ‫س أَ ُخو س ْم َع َ ُ ُ َ َ‬ ‫ان أَ ْن َد َر ُاو ُ‬ ‫ان َن ْح َو َّ َ َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬قَ ْد وج ْد َنا م ِسيَّا» الَِّذي تَ ْف ِسيره‪:‬ا ْلم ِسيح‪71 .‬فَج ِ‬ ‫ع‪.‬‬ ‫َوتَِب َعاهُ‪ .‬ه َذا َو َج َد أ ََّوالً أ َ‬ ‫ان‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َخاهُ ِس ْم َع َ‬ ‫ُ​ُ َ ُ‬ ‫اء ِبه إِلَى َي ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫‪76‬‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫سوعُ‬ ‫س‪ِ .‬في ا ْل َغ ِد أ َ​َر َ‬ ‫ان ْب ُن ُيوَنا‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ال‪« :‬أَ ْن َ‬ ‫ت ِس ْم َع ُ‬ ‫اد َي ُ‬ ‫يرهُ‪ُ :‬ب ْط ُر ُ‬ ‫ت تُ ْد َعى َ‬ ‫فَ َنظَ َر إِلَ ْيه َي ُ‬ ‫صفَا» الذي تَ ْفس ُ‬ ‫‪77‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِفيلُب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن َي ْخر َج إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫س‬ ‫ُّس فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬اتْ َب ْع ِني»‪َ .‬و َك َ‬ ‫ص ْي َدا‪ ،‬م ْن َمدي َنة أَ ْن َد َر ُاو َ‬ ‫ُّس م ْن َب ْيت َ‬ ‫ُ‬ ‫يل‪ ،‬فَ َو َج َد فيلُب َ‬ ‫أْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 70‬‬ ‫َّ‬ ‫ام ِ‬ ‫ع ْاب َن‬ ‫يل َوقَ َ‬ ‫ُّس َو َج َد َنثَ​َن ِائ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬و َج ْد َنا الَّذي َكتَ َ‬ ‫اء َي ُ‬ ‫وس َواألَ ْن ِب َي ُ‬ ‫ب َع ْن ُه ُم َ‬ ‫س‪ .‬فيلُب ُ‬ ‫َوُب ْط ُر َ‬ ‫وسى في الن ُ‬ ‫‪73‬‬ ‫الن ِ‬ ‫ال لَ ُه َنثَ​َن ِائي ُل‪«:‬أ ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫َم َن َّ‬ ‫ف الَِّذي ِم َن َّ‬ ‫ال َل ُه‬ ‫صالِ ٌح؟» قَ َ‬ ‫اص َرِة»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ون َ‬ ‫وس َ‬ ‫اص َرِة ُي ْم ِك ُن أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫ش ْي ٌء َ‬ ‫ُي ُ‬ ‫‪77‬‬ ‫ش ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َرِائيلِ ٌّي َحقًّا الَ ِغ َّ‬ ‫يه»‪72 .‬قَا َل‬ ‫يل ُم ْق ِبالً إِلَ ْي ِه‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ َنثَ​َن ِائ َ‬ ‫ُّس‪«:‬تَ َع َ‬ ‫ال َع ْن ُه‪ُ «:‬ه َوَذا إِ ْ‬ ‫ال َوا ْنظُ ْر»‪َ .‬و َأرَى َي ُ‬ ‫فيلُب ُ‬ ‫‪73‬‬ ‫ِ‬ ‫َن َدع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ت تَ ْح َ‬ ‫ُّس َوأَ ْن َ‬ ‫َج َ‬ ‫ت التِّي َنة‪َ ،‬أر َْيتُ َك»‪ .‬أ َ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬قَْب َل أ ْ َ‬ ‫َج َ‬ ‫لَ ُه َنثَ​َنائي ُل‪«:‬م ْن أ َْي َن تَ ْع ِرفُني؟» أ َ‬ ‫اك فيلُب ُ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫‪05‬‬ ‫اهلل! أَ ْن َ ِ‬ ‫ت ْاب ُن ِ‬ ‫ت لَ َك‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫س َارِئ َ‬ ‫َنثَ​َن ِائي ُل َوقَ َ‬ ‫ت أل َِّني ُق ْل ُ‬ ‫آم ْن َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪ ،‬أَ ْن َ‬ ‫َج َ‬ ‫يل!» أ َ‬ ‫ت َمل ُك إِ ْ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬ه ْل َ‬ ‫‪01‬‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫اء‬ ‫اآلن تَ​َر ْو َن َّ‬ ‫َع َ‬ ‫ظ َم ِم ْن ه َذا!» َوقَ َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫إِ ِّني َأر َْيتُ َك تَ ْح َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ِ :‬م َن َ‬ ‫ف تَ​َرى أ ْ‬ ‫الس َم َ‬ ‫ت التِّي َنة؟ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َعلَى ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان»‪" .‬‬ ‫ون َوَي ْن ِزلُ َ‬ ‫ص َع ُد َ‬ ‫َم ْفتُ َ‬ ‫وح ًة‪َ ،‬و َمالَ ئ َك َة اهلل َي ْ‬ ‫اإل ْن َ‬

‫‪62‬‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ال لَ ُه َما‪َ «:‬ما َذا تَ ْطلُ َب ِ‬ ‫ظ َرُه َما َيتْ َب َع ِ‬ ‫يرهُ‪:‬‬ ‫سوعُ َوَن َ‬ ‫ان‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)62 :1‬فَا ْلتَفَ َ‬ ‫ت َي ُ‬ ‫ان؟» فَقَاالَ‪َ «:‬رِّبي‪ ،‬الذي تَ ْفس ُ‬ ‫ث؟»‪".‬‬ ‫َيا ُم َعلِّ ُم‪ ،‬أ َْي َن تَ ْم ُك ُ‬

‫فيما سبق رأينا المعمدان كسابق للمسيح وشاهد له بأنه إبن اهلل‪ .‬ورأيناه يحول تلميذين له وهما يوحنا اإلنجيلي‬

‫نفسه وأندراوس للمسيح قائالً هذا هو حمل اهلل ورأينا التلميذين يسيران وراء المسيح في خجل دون أن يسأاله‬

‫شيئاً‪ ،‬ولكنهما في أعماقهما كانا قد إتخذا ق ار اًر بأن يتبعاه‪ .‬والمسيح الذي يختار تالميذه بدأ هو وبادرهما بالسؤال‬

‫ماذا تطلبان= هذه تشبه بالعامية "عاوزين إيه" حتى ُي َسهل مهمتهما فيتكلمان ويعلنا أنهما يريدان أن يكونا تالميذاً‬ ‫له‪ .‬هو يشجعهما ليتكلما‪ .‬واآلن السيد يطلب من كل منا أن يحدد موقفه‪ ،‬ماذا نريد منه؟ هل نريد ماديات أو‬

‫نريد ه هو لشخصه‪ .‬هنا نجد أن المسيح هو الذي يبدأ ويسعى وراء كل نفس‪ .‬بل نجده يبحث عن آدم بل وعن‬ ‫قايين حينما أخطأ كالهما‪.‬‬

‫رابي أو ربي= لقب يطلق على أعظم علماء اليهود ومعلميهم‪ .‬والمعلم هي درجات (راب‪ /‬رابي‪ /‬رابوني)‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)‬

‫‪63‬‬ ‫ان‬ ‫ال لَ ُه َما‪«:‬تَ َعالَ َيا َوا ْنظُ َار»‪ .‬فَأَتَ​َيا َوَن َ‬ ‫ان َي ْم ُك ُ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)63 :1‬فَقَ َ‬ ‫ث‪َ ،‬و َم َكثَا ِع ْن َدهُ ذلِ َك ا ْل َي ْوَم‪َ .‬و َك َ‬ ‫ظ َار أ َْي َن َك َ‬ ‫الساع ِة ا ْلع ِ‬ ‫اش َرِة‪" .‬‬ ‫َن ْح َو َّ َ َ‬

‫تعاليا وأنظ ار= فالمسيح أراد أن يعرف كالهما أنه إنسان متواضع يقيم في مكان متواضع حتى ال يظنا أنه يقيم‬

‫في قصر‪ ،‬يعرفاه على حقيقته‪ .‬إنساناً فقي اًر ال يملك شيئاً‪ ،‬وحتى ال يتوهما أنهما سيملكان معه ويكون لهما جاه‬

‫أرضي‪ .‬ولكن‪ ..‬تعاليا وأنظ ار= هي دعوة للخبرة الشخصية مع يسوع هذه تشبه قول داود "ذوقوا وانظروا ما أطيب‬

‫الرب" فمن يريد أن يعرف المسيح يأتي لينظر ويتذوق فيفرح ويقرر اإللتصاق به فكالم الحياة األبدية هو عنده‪.‬‬ ‫حقاً هو لم َي ِع ْد بالجاه األرضي بل بالحياة األبدية والفرح السماوي الذي يمأل القلب هنا على األرض وفي السماء‪.‬‬ ‫وهذه دعوة الروح القدس والكنيسة لكل واحد "تعال" (رؤ‪ .):3111‬وقد قضى يوحنا وأندراوس اليوم مع المسيح‬ ‫(ما أحلى أن نقضي يوماً مع يسوع) حتى الساعة العاشرة بالتوقيت اليهودي أي الرابعة بعد الظهر‪ ،‬وكانوا‬ ‫مساء والتي‬ ‫منبهرين بتعليمه وكالمه وأقواله‪ ،‬ويوحنا بعد ‪::‬سنة مازال يذكر الساعة التي ترك فيها بيت يسوع‬ ‫ً‬ ‫قرر فيها أن ال يتركه العمر كله إذ عنده الحياة‪ .‬الساعة التي أدرك فيها أنه يحب المسيح ألن المسيح أحبه أوالً‪.‬‬

‫عموماً في بداية معرفة اإلنسان بالمسيح ‪ ،‬يعطيه المسيح كثي اًر من الفرح الروحي ‪ ،‬يظل يذكره اإلنسان العمر‬

‫كله ويشجعه على اإلستمرار وسط التجارب‪.‬‬

‫‪75‬‬ ‫اح ًدا ِم َن اال ثْ َن ْي ِن اللَّ َذ ْي ِن ِ‬ ‫ان ب ْطرس و ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحنَّا‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)71 – 75 :1‬ك َ‬ ‫سم َعا ُي َ‬ ‫َ‬ ‫س أَ ُخو س ْم َع َ ُ ُ َ َ‬ ‫ان أَ ْن َد َر ُاو ُ‬ ‫‪71‬‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬قَ ْد وج ْد َنا م ِسيَّا» الَِّذي تَ ْف ِسيره‪:‬ا ْلم ِسيح‪71 .‬فَج ِ‬ ‫ع‪.‬‬ ‫َوتَِب َعاهُ‪ .‬ه َذا َو َج َد أ ََّوالً أ َ‬ ‫ان‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َخاهُ ِس ْم َع َ‬ ‫ُ​ُ َ ُ‬ ‫اء ِبه إِلَى َي ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫س‪" .‬‬ ‫فَ َن َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ان ْب ُن ُيوَنا‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ال‪« :‬أَ ْن َ‬ ‫ت ِس ْم َع ُ‬ ‫يرهُ‪ُ :‬ب ْط ُر ُ‬ ‫ت تُ ْد َعى َ‬ ‫ظ َر إِلَ ْيه َي ُ‬ ‫صفَا» الذي تَ ْفس ُ‬ ‫أندراوس بعد زيارته للمسيح عرف وآمن أنه المسيح فدعا أخوه سمعان قد وجدنا= أي أنا ويوحنا‪ ،‬وقد يعني أن‬

‫األمة اليهودية وجدت المسيا‪ ،‬فهم كانوا يفتشون الكتب وينتظرون المسيا‪ .‬وهذه البد أن تكون ك ارزة كل خادم‪،‬‬

‫علينا أن نتذوق حالوة المسيح‪ ،‬ونقول قد وجدنا مسيا‪ .‬ولكن من لم يجد المسيح أوالً لن يستطيع أن يأتي بأحد‬

‫للمسيح‪ .‬أندراوس أخو سمعان= فسمعان بطرس صار األشهر‪ .‬هذا وجد أوالً= هذه تعني واحدة من إثنين‪-1‬‬

‫أ‪ .‬إن كل من أندراوس ويوحنا ذهب ليدعو أخاه فأندراوس ذهب ليدعو سمعان ويوحنا ذهب ليدعو‬ ‫يعقوب ليتتلمذا على المسيح‪ ،‬وأندراوس َو َج َد سمعان أوالً وأتى به للمسيح قبل أن يأتي يوحنا بيعقوب‬ ‫للمسيح‪.‬‬

‫ب‪ .‬ربما ذهب أندراوس ويوحنا ليبحثا عن سمعان أخو أندراوس ووجده أندراوس أوالً قبل أن يجده يوحنا‪.‬‬ ‫والحظ أن أندراوس لم يحسد أخوه بطرس إذ صار أحد األعمدة‪ ،‬وأندراوس هو الذي دعاه‪ .‬والحظ‬

‫أن من يعرف يسوع يسعى ألن يعرفه اآلخرون (مز‪ +:7-:1117‬نش‪)11:‬‬

‫صفا= كيفا باآلرامية وتعني حجر‪ .‬وباليونانية بتروس ‪ petros‬أي بطرس ونالحظ أن في (مت‪ ):11::‬المسيح‬ ‫يعيد التأكيد على هذا اإلسم بعد أن إعترف بطرس أن المسيح هو إبن اهلل‪ .‬ونالحظ أن المسيح هنا عرف إسم‬

‫‪122‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)‬

‫سمعان بن يونا من نفسه ولم يخبره أحد‪ .‬وأن المسيح َغ َّير إسم سمعان إلى بطرس كما َغ َّير إسم إبرام إلى‬ ‫إبراهيم وساراي إلى سارة‪ ..‬إشارة لبدء حياة جديدة‪ .‬وغير المسيح إسم يوحنا ويعقوب أخيه فصا ار بوانرجس أي‬

‫إبني الرعد‪ .‬وهكذا تغير الكنيسة إسم الكاهن بعد سيامته أو الراهب أو األسقف أو البطريرك إشارة لحياته وخدمته‬ ‫الجديدة تاركاً حياته القديمة‪.‬‬

‫ونالحظ أن بعد هذا التعارف عاد التالميذ إلى حياتهم القديمة ومهنتهم السابقة في صيد السمك‪ ،‬إلى أن دعاهم‬

‫المسيح ليتركوا مهنتهم القديمة ويتبعوه (مت‪ .)11-:111‬وما جاء هنا في هذه اآليات من إنجيل يوحنا من‬ ‫التعارف الذي حدث بين المسيح وبين بطرس وأنداروس ويوحنا ويعقوب يفسر ما جاء في (مت‪ )11-:111‬من‬ ‫حيث اإلستجابة الفورية لدعوة المسيح وتركهم الشباك‪ ،‬إذ هم كانوا قد سبق وأعجبوا بالمسيح وقرروا أن يتتلمذوا‬

‫له‪( .‬وبعد هذا ثبت المسيح إيمانهم بمعجزة صيد السمك الكثير (لو‪ .)::-717‬فالمسيح ال يجبر أحداً أن يتبعه‪،‬‬ ‫وال هو عنده عصا سحرية يشير بها ألحد أن يتبعه فيتبعه‪ .‬بل أقنع هؤالء التالميذ فتبعوه (أر‪ .)311:‬أنت‬

‫سمعان= إذاً هذا إعالن بأنه يعرف إسمه‪ .‬تدعى صفا= إعالن بأن المسيح كشف مستقبله ومجاهرته باإليمان‪.‬‬ ‫مسيا الذي تفسيره المسيح= مسيا هي الصيغة اليونانية للكلمة اآلرامية مشيحا والعبرية مشيح والعربية مسيح‪،‬‬ ‫وألن يوحنا كان يكتب لألمم فسر كلمة مسيا‪ .‬والمسيح أي الممسوح بالروح القدس ليقوم بعمل الفداء‪.‬‬

‫والحظ أن يوحنا ال يذكر أنهما وجدا يعقوب فهو ال يذكر أخوه‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫ِ‬ ‫َن َي ْخر َج إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬اتْ َب ْع ِني»‪.‬‬ ‫ُّس فَقَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫اآليات (يو‪ِ " -:)77 – 76 :1‬في ا ْل َغ ِد أ َ​َر َ‬ ‫يل‪ ،‬فَ َو َج َد فيلُب َ‬ ‫اد َي ُ‬ ‫ع أْ ُ‬ ‫‪77‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِفيلُب ِ‬ ‫س‪" .‬‬ ‫س َوُب ْ‬ ‫َو َك َ‬ ‫ط ُر َ‬ ‫ص ْي َدا‪ ،‬م ْن َمدي َنة أَ ْن َد َر ُاو َ‬ ‫ُّس م ْن َب ْيت َ‬ ‫ُ‬ ‫في الغد= هذه ثالث مرة يقال فيها في الغد‪ .‬فهنا يوحنا اإلنجيلي يتابع أحداث األسبوع األول لخدمة المسيح يوماً‬

‫بيوم‪ .‬ومن هذه اآلية إنتقل المسيح من خدمة اليهودية إلى خدمة الجليل‪ .‬وفي خالل هذه المدة للمسيح في‬

‫اليهودية لم يصنع شئ سوى إختيار تالميذه والتعرف عليهم‪.‬‬

‫وفيلبس كان قد سمع من بطرس وأندراوس عن يسوع فهو من مدينتهما فتبع يسوع إذ دعاه‪ .‬ويسوع دعاه هو‬ ‫أيضاً قبل ذهابه إلى الجليل‪ .‬وكان فيلبس أول من دعاه يسوع‪.‬‬ ‫من بيت صيدا‬

‫من‪ 1‬هنا تفيد مدينة المعيشة واإلقامة‬

‫من مدينة أندراوس وبطرس‪.‬‬

‫من‪ 1‬هنا في اللغة اليونانية تفيد مدينة الميالد وهي‬

‫كفرناحوم‪.‬‬ ‫إذن فيلبس كان من بيت صيدا (في الجليل وتعني بيت الصيد فأغلب سكانها صيادي سمك وهؤالء تحولوا‬

‫صيادين للناس)‪ .‬وهي مدينة أندراوس وبطرس وكان أول صيد (إلنسان بدال من السمك) ألندراوس هو بطرس‬

‫وأول صيد لفيلبس هو نثنائيل‪ ،‬وهو من مواليد كفرناحوم مثل بطرس وأندراوس فكان صديقاً لهما منذ فترة‬

‫الطفولة‪ .‬ويقول التقليد أن فيلبس هو الذي إذ دعاه المسيح إعتذر قائالً أنه يطلب أن يدفن أباه أوالً فقال له‬

‫المسيح دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني (مت‪.)1111‬‬

‫‪123‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)‬

‫ِ‬ ‫‪ِ 70‬‬ ‫ب َع ْن ُه م َ ِ َّ‬ ‫ام ِ‬ ‫اء‬ ‫ُّس َو َج َد َنثَ​َن ِائ َ‬ ‫يل َوقَا َل لَ ُه‪َ «:‬و َج ْد َنا الَّذي َكتَ َ‬ ‫وس َواألَ ْن ِب َي ُ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)70 :1‬فيلُب ُ‬ ‫وسى في الن ُ‬ ‫ُ‬ ‫الن ِ‬ ‫ف الَِّذي ِم َن َّ‬ ‫اص َرِة»‪".‬‬ ‫وس َ‬ ‫سو َ‬ ‫ع ْاب َن ُي ُ‬ ‫َي ُ‬

‫وجدنا= إذاً كان هناك نفوس كثيرة تدرس وتفتش وتنتظر المسيح بأمانة‪ .‬وهؤالء وجدوه‪ .‬ويبدو أن كل من أتته‬

‫الدعوة واستقبلها بفرح تحول إلى كارز‪ .‬كل من تذوق لذة اللقاء مع يسوع يدعو اآلخرين‪ .‬ونثنائيل من قانا الجليل‬

‫(يو‪ .)111:‬وغالباً وجد فيلبس نثنائيل في قانا نفسها‪ .‬ونثنائيل هو برثولماس وندرك هذا من مقارنة (مت‪71::‬‬ ‫مع مر‪ )::-::17‬فكالهما ألصق إسم برثولماس بفيلبس فمن يذكر نثنائيل ال يذكر برثولماس‪ .‬وبمقارنة‬

‫(يو‪ 111:‬مع أع‪ ) :71:‬نجد أن يوحنا يضع إسم نثنائيل بعد توما ويضعه لوقا في سفر أعمال الرسل على أنه‬

‫برثولماس بعد توما أيضاً‪ .‬كتب عنه موسى= (تث‪ +:71:1‬يو‪ )1:17‬إذاً فيلبس كان دارساً للكتاب المقدس‪.‬‬ ‫يسوع إبن يوسف= هذا هو اإلسم الذي عرف به المسيح في الناصرة التي قضى فيها أغلب فترات حياته على‬

‫األرض‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ال لَ ُه َنثَ​َن ِائي ُل‪«:‬أ ِ‬ ‫َم َن َّ‬ ‫ُّس‪«:‬تَ َعا َل‬ ‫صالِ ٌح؟» قَ َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)73 :1‬فَقَ َ‬ ‫ون َ‬ ‫اص َرِة ُي ْم ِك ُن أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫ال لَ ُه فيلُب ُ‬ ‫ش ْي ٌء َ‬ ‫َوا ْنظُ ْر»‪".‬‬

‫هم كيهود كانوا يتصورون أن المسيح يكون عظيماً ويخرج من مدينة عظيمة (يو‪( )7113‬أو بحسب النبوات‬ ‫يخرج من بيت لحم)‪ .‬وكان اليهود حتى الجليليين يحتقرون سكان الناصرة ربما ألنها صغيرة وربما إلختالط أهلها‬ ‫بالوثنيين وتجارتهم معهم‪ .‬فهل يخرج المسيح من مدينة صغيرة كالناصرة؟! وكان رد فيلبس العملي تعال وأنظر‪،‬‬

‫ليختبر المسيح كما إختبره فيلبس وآمن به‪" ..‬ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب" هذه طريق كل من تذوق الرب‪.‬‬ ‫‪77‬‬ ‫ش ِف ِ‬ ‫س َرِائيلِ ٌّي َحقًّا الَ ِغ َّ‬ ‫يه»‪".‬‬ ‫يل ُم ْق ِبالً إِلَ ْي ِه‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ َنثَ​َن ِائ َ‬ ‫ال َع ْن ُه‪ُ «:‬ه َوَذا إِ ْ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)77 :1‬و َأرَى َي ُ‬ ‫ال غش فيه= أي مستقيماً ال يلتوي وال يكذب وال يعرف الغش والرياء‪ .‬يطلب بصدق أن يعرف اهلل‪ ،‬ويطلب وجه‬

‫اهلل كما ينبغي أن يكون اإلسرائيلي (رو‪ .)1:-1111‬واسرائيل هو اإلسم الذي أخذه يعقوب ألنه جاهد مع اهلل‬

‫والناس وغلب (تك‪ .)11171‬وال يقصد جنسيته أو قوميته‪.‬‬

‫‪72‬‬ ‫َن َدع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)72 :1‬قَ َ‬ ‫ُّس َوأَ ْن َ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬قَ ْب َل أ ْ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ال لَ ُه َنثَ​َنائي ُل‪«:‬م ْن أ َْي َن تَ ْع ِرفُني؟» أ َ‬ ‫اك فيلُب ُ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ت التِّي َن ِة‪َ ،‬أر َْيتُ َك»‪".‬‬ ‫تَ ْح َ‬

‫من أين تعرفني= يبدو أن وصف السيد المسيح عن نثنائيل كان له معنى عند نثنائيل جعله يشعر أن يسوع‬ ‫يعرفه وتفسير وأنت تحت التينة رأيتك= حسب ما جاء في تقليد قديم‪ ..‬أن جنود هيرودس إذ جاءوا ليقتلوا أطفال‬ ‫بيت لحم‪ ،‬أخفت أم نثنائيل إبنها في سفط وضعته تحت التينة وخبأته فيها فلم يجده جنود هيرودس‪ ،‬وهذه القصة‬ ‫ال يعرفها سوى نثنائيل وأمه فقط‪ ،‬لذلك ُذ ِه َل نثنائيل إذ أخبره بها المسيح‪ ،‬إذ شعر أن ال شئ مخفي عن عينيه‪.‬‬

‫تحت= لغوياً تشير إلختفاء شئ تحت شئ‪ .‬وقد يشير المعنى عموماً ألن التينة لها معنى في حياة نثنائيل كأن‬ ‫‪124‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)‬

‫يكون له ذكريات روحية وهو يصلي تحتها إذاً بهذا فهم نثنائيل أن المسيح مطلع على المشاعر الروحية أيضاً‪.‬‬

‫إذاً هو فاحص القلوب‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫اهلل! أَ ْن َ ِ‬ ‫ت ْاب ُن ِ‬ ‫يل!»‪" .‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫اب َنثَ​َن ِائي ُل َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪ ،‬أَ ْن َ‬ ‫َج َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)73 :1‬أ َ‬ ‫ت َمل ُك إِ ْ‬ ‫آمن به إذ رآه قاد اًر مقتد اًر يعرف كل شئ فآمن أنه المسيا المنتظر‪ .‬واليهود يفهمون أن اهلل هو ملك إسرائيل‬

‫الحقيقي‪ .‬وكان إختيارهم لشاول ملكاً رفضاً هلل كملك لهم‪ .‬وكان نثنائيل هو أول من اعترف من التالميذ بأن‬

‫المسيح هو إبن اهلل (المعمدان قالها قبله)‪ .‬المسيح لم يقل له طوباك‪ ..‬لحماً ودماً لم يعلنا لك‪ ..‬بل أبي‪ .‬ألن‬ ‫بطرس كان يعنيها كما أعلنها له اهلل كحقيقة الهوتية‪ .‬أما نثنائيل فهو يقصد أن المسيح هو ملك سيعيد الملك‬

‫إلسرائيل‪ .‬نثنائيل قصدها بمعنى يهودي بحت‪.‬‬

‫‪05‬‬ ‫ِ‬ ‫ف تَ​َرى‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫ت لَ َك إِ ِّني َأر َْيتُ َك تَ ْح َ‬ ‫ت أل َِّني ُق ْل ُ‬ ‫آم ْن َ‬ ‫َج َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)05 :1‬أ َ‬ ‫ت التِّي َنة؟ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬ه ْل َ‬ ‫َعظَ َم ِم ْن ه َذا!»‪" .‬‬ ‫أْ‬

‫المسيح يقصد أنه سوف يرى أعمال ومعجزات عجيبة يفعلها المسيح بسلطان بل هو في المستقبل سيدرك أن‬

‫المسيح بالهوته مختفي وراء هذا الجسد المتواضع‪.‬‬

‫‪01‬‬ ‫السماء م ْفتُوح ًة‪ ،‬ومالَ ِئ َك َة ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫اهلل‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)01 :1‬وقَ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ِ :‬م َن َ‬ ‫اآلن تَ​َر ْو َن َّ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ون َعلَى ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان»‪".‬‬ ‫ون َوَي ْن ِزلُ َ‬ ‫ص َع ُد َ‬ ‫َي ْ‬ ‫اإل ْن َ‬

‫من بدء تجسد المسيح صار هو الصلة بين السماء واألرض‪ ،‬فالصلح قد تم وصار اإلبن هو طريقنا للسماء [لقد‬

‫صار جسد المسيح طريقاً حياً حديثاً ندخل به لألقداس (عب‪ ])1:-::1::‬وهذه اآلية فيها إشارة لرؤيا يعقوب‬

‫إذ رأى سلم منصوبة على األرض ورأسها يمس السماء وهوذا مالئكة اهلل صاعدة ونازلة عليها (تك‪.):1111‬‬ ‫والسلم هو رمز للمسيح فبه نصعد للسماء وهو الذي نزل ليصعدنا‪ .‬وبه صار الصلح فصعدت المالئكة ونزلت‬ ‫على البشر‪ ،‬والمسيح بالهوته يسمو إلى أعلى السموات وبناسوته نزل لألرض ليصعد به وبنا للسماء لنكون في‬

‫المجد‪ .‬ولقد رأى إسطفانوس فعالً السماء مفتوحة‪ ،‬ثم رآها بولس الرسول في الرؤيا في طريقه إلى دمشق‪ ،‬ورآها‬ ‫بعد ذلك يوحنا في رؤياه‪ .‬ولكن المقصود أن السماء إنفتحت لتنسكب مراحم اهلل على البشر‪ .‬وانفتحت السماء‬ ‫عالمة على الصلح بين السماء واألرض‪ ،‬فالمالئكة صارت تأتي وتعود‪ ،‬وتأتي لتأخذ أرواح البشر للسماء‪.‬‬

‫والمالئكة فعالً ظهرت في ميالد المسيح وجاءت مالئكة تخدمه بعد تجربته (مت‪ )::11‬وجاء مالك يقويه في‬ ‫يوم خميس العهد وهو يصلي‪ ،‬وظهرت المالئكة بعد قيامته وكل هذا أعظم من ذكر قصة التينة‪ ،‬فالمالئكة هم‬

‫خدام له‪ .‬وكما حدث مع المسيح سيحدث مع الكنيسة جسده والمالئكة تصعد وتنزل لتخدم العتيدين أن يرثوا‬

‫الخالص (عب‪ ):11:‬والكنيسة تؤمن أن المالئكة موجودة معنا دائماً وفي شركة معنا وهذا معنى ما نقوله في‬ ‫القداس الغريغوري "الذي ثبت قيام صفوف غير المتجسدين في البشر"‪ .‬وفي نهاية كل قداس يصرف الكاهن‬

‫‪125‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)‬

‫َّد المسيح بصليبه السمائيين واألرضيين وجعلهما واحداً‪ .‬وهم يفرحون بكل خاطئ يتوب‪.‬‬ ‫مالك الذبيحة‪ .‬لقد وح َ‬ ‫ونحن وهم نقف أمام عرش اهلل مسبحين‪ .‬والمسيح قال يصعدون قبل أن يقول ينزلون‪ .‬فهو أتى بهم عند تجسده‬ ‫أوالً ثم صاروا يصعدون وينزلون‪.‬‬

‫والحظ أن نثنائيل قال إبن اهلل‪ ،‬والمسيح يقول عن نفسه أنه إبن اإلنسان‪ .‬فهو إبن اهلل الذي صار إبن إنسان‬ ‫ليحملنا فيه إلى السماء‪ ،‬فصار السلم الذي به نصعد للسماء‪ .‬فحلم يعقوب تحقق في تجسد المسيح وصارت‬ ‫السماء مفتوحة لإلنسان‪ .‬هناك كثيرين شهدوا بأن المسيح هو إبن اهلل‪ ،‬لكن المسيح أطلق على نفسه إبن‬

‫اإلنسان‪.‬‬

‫هذه الصورة التي رسمها الرب يسوع هنا في هذه اآلية هي نفسها التي قيلت في المزمور "طأطأ السموات ونزل"‬

‫(مز‪ .):1:1‬المسيح بوجوده وسطنا دائماً أتى بالسماء على األرض‪ ،‬وكان هذا بتجسده الذي يرمز له سلم‬ ‫يعقوب‪ .‬هو سلم نصعد به نحن للسماء بعد أن نغادر هذا الجسد‪ ،‬بل نصعد محمولين بالمالئكة (قصة لعازر‬

‫والغني)‪ .‬وهو سلم تنزل به المالئكة لتوجد وسطنا وتؤدي لنا خدمات (عب‪ ):11:‬ثم تصعد للسماء‪ .‬صارت‬ ‫السماء مفتوحة‪ .‬والسماء تفرح بخاطئ واحد يتوب‪ .‬وحين يصعد التائب للسماء يدخل ألحضان القديسين إبراهيم‬

‫واسحق ويعقوب (مت‪ + ::11‬لو‪.)171::‬‬ ‫نرى هنا في هذه اآليات شهادات مختلفة عن المسيح ‪1‬‬

‫‪ -:‬شهادة يوحنا المعمدان‪ .....‬هوذا حمل اهلل‬

‫(آية‪)1:،7:‬‬

‫‪ -1‬شهادة يوحنا المعمدان‪ .....‬هذا هو إبن اهلل (آية‪)71‬‬ ‫‪ -7‬شهادة إندراوس‪ .........‬قد وجدنا مسيا‬

‫(آية‪)1:‬‬

‫‪ -1‬شهادة فيلبس‪ ..........‬من كتب عنه موسى (آية‪)17‬‬

‫‪ -7‬شهادة نثنائيل‪ ..........‬أنت إبن اهلل أنت ملك(آية‪)1:‬‬ ‫والشهادة تقوم على فم إثنان بحسب الناموس‪.‬‬

‫ونالحظ أن هناك تدرج في شهادات التالميذ‪.‬‬

‫ونرى طرق مختلفة يجذب بها المسيح تالميذه والمؤمنين‪.‬‬ ‫للمسيح طرق مختلفة يجذب بها تالميذه ويجذب بها المؤمنين لكي يؤمنوا‪ ،‬كل بحسب حاجته‪ ،‬فهو يعرف‬

‫الطريقة التي يجذب بها خاصته‪.‬‬

‫‪ .:‬يوحنا وأندراوس أتيا نتيجة شهادة معلمهما المعمدان‪ ،‬ثم توطد إيمانهما بعد محادثة مع المسيح في البيت‪،‬‬ ‫وحوار في الطريق دعاهما المسيح إليه‪.‬‬

‫‪ .1‬سمعان جاء نتيجة شهادة أخيه أندراوس‪ ،‬وتوطد إيمانه بعد أن كلمه المسيح وغيَّر إسمه كاشفاً له مستقبله‪،‬‬ ‫ومعجزة صيد السمك (لو‪.)7‬‬

‫‪126‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح األول)‬

‫َس َرتْه فيها شخصية المسيح القوية فلم يتردد‪ .‬لقد ذهب المسيح إلى‬ ‫‪ .7‬فيلبس أتى بدعوة مباشرة من المسيح‪ ،‬أ َ‬ ‫فيلبس ليدعوه‪ .‬فهناك من أتى للمسيح وهناك من ذهب إليه المسيح‪.‬‬ ‫‪ .1‬نثنائيل جذبه المسيح بكشف أسرار ال يعرفها سواه‪.‬‬

‫وحت ى اآلن فهناك من ينجذب بعظة‪ ،‬أو بدعوة من أب إعترافه‪ ،‬أو بمعجزة شفاء‪ ،‬أو بضربة تأديب‪ ،‬اهلل له‬

‫وسائله المتنوعة‪.‬‬ ‫يمكن تلخيص اإلصحاح األول فيما يلي‪:‬‬ ‫‪-:‬‬

‫إبن اهلل هو الكلمة خالق كل شئ "به كان كل شئ"‬

‫‪ - 1‬هو الحياة وهو النور‬

‫‪ - 7‬جاء حتى كل من يقبله يصير إبناً هلل‬

‫آيات (‪)7+:‬‬

‫آيات (‪)7+1‬‬ ‫(آية ‪):1‬‬

‫هذه هي الخليقة الجديدة‪ ،‬وابن اهلل كمسئول عن الخلقة فبه كان كل شئ ها هو‬ ‫يأتي ليخلقنا من جديد‪ .‬وفيه نصير خليقة جديدة (‪1‬كو‪):317‬‬

‫‪ -:‬والكلمة صار جسداً‪.‬‬

‫آية (‪):1‬‬

‫‪ -1‬من ملئه نأخذ نعمة فوق نعمة‬

‫آية (‪)::‬‬

‫‪ -7‬هو ُي َعرفنا اآلب = يستعلنه لنا‬ ‫‪ -1‬المعمدان يشهد له أنه حمل اهلل الذي يحمل خطية العالم‬

‫آية (‪):1‬‬ ‫آية (‪)1:‬‬

‫‪ -7‬المعمدان يحول تالميذه له‪.‬‬

‫آية (‪)73‬‬

‫والعجيب أن المعمدان هنا يلخص موضوع الفداء‬

‫‪ -:‬الصلح بين السماء واألرض بواسطة إبن اإلنسان‬

‫آية (‪)7:‬‬

‫بهذا يتم تلخيص اإلصحاح في هذا (الكلمة صار جسداً ليحول لنا األرض إلى سماء) والسماء هي مكان‬

‫الفرح‪ ،‬وهذا موضوع اإلصحاح القادم‪.‬‬

‫‪127‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح الثاني)‬

‫عودة للجدول‬

‫مقدمة لإلصحاحات ‪7-1‬‬ ‫في اإلصحاح األول رأينا كلمة اهلل اللوغوس (آية‪ ):‬وهو إبن اهلل (آية‪ .)7:+71+:1‬صار جسداً أي تجسد‬

‫وصار إبن اإلنسان (آية‪ .)7:‬فلماذا فعل ذلك؟ اإلجابة نجدها في اإلصحاحات‪ 1-1‬وتسمى إنجيل التجديد‪.‬‬

‫إصحاح (‪ 1)1‬السيد يحول الماء إلى خمر‪ .‬ثم يطهر الهيكل‪ .‬ونفهم أن الهيكل هو جسده أي الكنيسة‪.‬‬

‫إصحاح (‪ 1)7‬نرى هنا الوالدة الجد يدة من الماء والروح‪ ،‬ونسمع عن أن الحية النحاسية هي رمز للصليب‪.‬‬ ‫فالمعمودية تكتسب قوتها من الصليب‪ .‬وشهادة يوحنا المعمدان عن المسيح‪ ،‬وأن اإليمان به شرط‬

‫للحياة األبدية‪ .‬فالمسيح مات ألجل كل العالم‪ .‬لكن من يولد من الماء والروح (معمودية) ويؤمن‪،‬‬ ‫فهذا يخلص‪" .‬من آمن واعتمد خلص" (مر‪.)::1::‬‬

‫إصحاح (‪ 1)1‬نرى نموذج لعمل المسيح‪ .‬فها هي السامرية الخاطئة تتحول إلى مؤمنة بل كارزة وهذا هو‬ ‫التجديد‪ .‬ومن يتجدد ويمتلئ سيقدم عبادة هلل بالروح والحق (رو‪ .):1:‬والعبادة تكون في كل مكان‬

‫وأي مكان‪ .‬ثم نرى معجزة للمسيح هي شفاء إبن خادم الملك‪ ،‬هذا في الظاهر‪ .‬لكن المهم في هذه‬

‫المعجزة أنها شفاء اإليمان‪ .‬فاإليمان شرط للحياة األبدية‪ .‬والمسيح مستعد لشفاء اإليمان‪ ،‬ولكن‬

‫هذا لمن يأتي إليه كما أتى خادم الملك هذا‪ .‬فآمن هو وبيته كله (يو‪ .)7711‬وهذا هو التجديد‪،‬‬

‫شفاء ألرواحنا‪ ،‬لنصبح في المسيح خليقة جديدة (‪1‬كو‪.):317‬‬

‫ومن إصحاح (‪ )1‬نرى عرس‪ ،‬فالمسيح هو عريس نفوسنا‪ ،‬وهو أتى ليحول حياتنا إلى فرح‪ ،‬اهلل خلق اإلنسان‬ ‫في جنة عدن (أي فرح)‪ ،‬وهو يعيدنا للحالة الفردوسية األولى أي لحالة الفرح‪ ،‬بعد أن فقدنا هذا الفرح بسبب‬

‫الخطية‪ .‬ولكن كيف؟ هو حول ماء التطهير الذي كان اليهود يستخدمونه في تطهير أجسامهم وكل ما يأتي من‬ ‫خارج البيت إلى داخل البيت‪ .‬والمعنى أن كل من يحاول أن يطهر نفسه يحول له المسيح حياته إلى فرح‪ .‬ومن‬

‫يهمل‪ ،‬فالمسيح الذي يحب شعبه سيطهره ببعض التجارب‪ ،‬وهذا هو مفهوم تطهير الهيكل بسوط من الحبال‪،‬‬

‫فمن يحبه الرب يؤدبه (عب‪ .):-71:1‬ولكن التجارب والتطهير ال فائدة منهم بدون الصليب والمعمودية‬

‫واإليمان وهذا ما سمعنا عنه في إصحاح (‪ .)7‬ثم نرى نموذج لمن يتم تجديده وشفاءه في إصحاح (‪ )1‬وبهذا‬

‫ففي إصحاحات (‪ )1-7-1‬نرى إجابة السؤال‪ ..‬لماذا تجسد إبن اهلل‪ ،‬الكلمة اإللهي‪ .‬ولكن الحظ في إصحاح‬ ‫(‪ )1‬أن المسيح يسعى وراء السامرية لتعرفه‪ ،‬تتعرف عليه كشخص‪ ،‬وتكتشفه واذ تعرفه تحبه‪ ،‬والحب يتحول إلى‬ ‫فرح (تحويل الماء لخمر)‪ .‬وهذا ما نجده في ثمار الروح القدس‪ ..‬محبة‪ /‬فرح‪ ..‬فالمحبة التي يسكبها الروح‬

‫‪128‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫القدس فينا تتحول إلى فرح داخلنا ونستعيد الحالة الفردوسية األولى‪ ،‬بعد أن حولتنا محبة العالم للهم والغم‬

‫واإلضطراب‬

‫اإلصحاح الثاني‬ ‫موقف المسيحية من الخمر‪:‬‬ ‫ليس في المسيحية طعام أو شراب يقال عليه أنه نجس‪ .‬فليس ما يدخل الفم ينجس اإلنسان بل ما يخرج من‬

‫الفم‪ .‬ولكن أن يكون اإلنسان في حالة سكر فهذا هو المحرم‪ ،‬بل يمنع من دخول الملكوت‪ .‬وكان الكتاب المقدس‬ ‫يمنع السكر عند اليهود‪ .‬ولكن كان اليهود يعتبرون الخمر غير محرمة بل عطية من اهلل‪ .‬والحظ أنه لم يكن‬

‫لليهود إمكانية الفرح الروحى ‪ ،‬فالروح القدس لم يكن يسكن فيهم ‪ ،‬والروح القدس كان يحل فقط على الملوك‬

‫واألنبياء ورؤساء الكهنة ‪ .‬لذلك كانوا يفهمون أن طريق الفرح هو فى األكل والشرب ‪ .‬لكنهم أيضاً يعتبرون أن‬

‫الس ْكر محرم‪ .‬ونحن نستعمل في األسرار المقدسة خمر غير مسكرة‪ .‬وما يحكم اإلنسان المسيحي اآلن‬ ‫ُ‬ ‫بخصوص قضية الخمر هو أن كل األشياء تحل لي لكن ليس كل األشياء توافق أو تبني‪ ،‬وعلى أن يكون غير‬ ‫مستعبد لشئ‪ .‬والعهد الجديد يشير لقضية هامة وهي إن كان أكل طعام يعثر أخي فلن آكل لحماً إلى األبد‪ ..‬أي‬ ‫الس ْك ْر ستكون سبب عثرة آلخرين فال داعي لشرب‬ ‫إن كانت قضية شرب الخمر حتى وان كانت ليست بدافع ُ‬ ‫الخمر مطلقاً‪ .‬وراجع الشواهد التالية (تك‪ +)73+11+17113‬تك‪ +:11:1‬إش‪+11:7+:-11:1 +:317:‬‬

‫مز‪+:71::1‬يؤ‪ +1111‬أر‪ +7:117 +:1:‬أم‪+:11:‬أش‪ +:117:‬هو‪( +::11‬أش‪+)11+:1-::17‬‬

‫(إش‪ +)3-:111‬رو‪ +:71:7‬غل‪ +1:-::17‬لو‪: +7111:‬كو‪: +::17‬كو‪: +::1:‬تي‪ + )1717‬تث‬ ‫(‪.) 1: 1:1‬‬

‫اآليات (يو‪( )11 – 1 :1‬عرس قانا الجليل)‬ ‫‪1‬‬ ‫س ِفي قَا َنا ا ْل َجلِ ِ‬ ‫اك‪َ 1 .‬وُد ِع َي‬ ‫ع ُه َن َ‬ ‫سو َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)11 – 1 :1‬وِفي ا ْل َي ْوِم الثَّالِ ِث َك َ‬ ‫يل‪َ ،‬و َكا َن ْت أ ُُّم َي ُ‬ ‫ان ُع ْر ٌ‬ ‫‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ َوتَالَ ِمي ُذهُ إِلَى ا ْل ُع ْر ِ‬ ‫س لَ ُه ْم َخ ْمٌر»‪7 .‬قَا َل لَ َها‬ ‫سو َ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ع لَ ُه‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫س‪َ .‬ولَ َّما فَ​َر َغت ا ْل َخ ْم ُر‪ ،‬قَالَ ْت أ ُُّم َي ُ‬ ‫ضا َي ُ‬ ‫‪0‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم ُه لِ ْل ُخد ِ‬ ‫َّام‪َ «:‬م ْه َما قَا َل لَ ُك ْم فَاف َْعلُوهُ»‪َ 3 .‬و َكا َن ْت ِستَّ ُة‬ ‫اع ِتي َب ْع ُد»‪ .‬قَالَ ْت أ ُّ‬ ‫س َ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬ما لي َولَك َيا ا ْم َأرَةُ؟ لَ ْم تَأْت َ‬ ‫َي ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫ود‪ ،‬يسع ُك ُّل و ِ‬ ‫ب تَ ْط ِه ِ‬ ‫َج َر ٍ‬ ‫ال لَ ُه ْم‬ ‫اح ٍد ِم ْ‬ ‫ط َرْي ِن أ َْو ثَالَ ثَ ًة‪ .‬قَ َ‬ ‫وع ًة ُه َن َ‬ ‫ان ِم ْن ِح َج َارٍة َم ْو ُ‬ ‫أْ‬ ‫سَ‬ ‫ض َ‬ ‫ير ا ْل َي ُه ِ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫اك‪َ ،‬ح َ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِّموا إِلَى َرِئ ِ‬ ‫َّموا‪.‬‬ ‫ق‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫اء»‪ .‬فَ َمأل َ‬ ‫ُوها إِلَى فَ ْو ُ‬ ‫استَقُوا َ‬ ‫َج َر َ‬ ‫امألُوا األ ْ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪ْ «:‬‬ ‫ان َم ً‬ ‫َي ُ‬ ‫سوعُ‪ْ «:‬‬ ‫يس ا ْل ُمتَّ َكإ»‪ .‬فَقَد ُ‬ ‫اآلن َوقَد ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫استَقَ ُوا‬ ‫َفلَ َّما َذ َ‬ ‫َّام الَِّذ َ‬ ‫ين َكا ُنوا قَد ْ‬ ‫يس ا ْل ُمتَّ َكِإ ا ْل َم َ‬ ‫اق َرِئ ُ‬ ‫اء ا ْل ُمتَ َح ِّو َل َخ ْم ًرا‪َ ،‬ولَ ْم َي ُك ْن َي ْعلَ ُم م ْن أ َْي َن ه َي‪ ،‬لك َّن ا ْل ُخد َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫سٍ‬ ‫س ِك ُروا‬ ‫يس َوقَ َ‬ ‫ان إِ َّن َما َي َ‬ ‫ضعُ ا ْل َخ ْم َر ا ْل َج ِّي َدةَ أ ََّوالً‪َ ،‬و َمتَى َ‬ ‫ال لَ ُه‪ُ «:‬ك ُّل إِ ْن َ‬ ‫يس ا ْل ُمتَّ َكِإ ا ْل َع ِر َ‬ ‫اء َعل ُموا‪َ ،‬د َعا َرِئ ُ‬ ‫ا ْل َم َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 11‬‬ ‫سوعُ ِفي قَا َنا ا ْل َجلِ ِ‬ ‫يل‪،‬‬ ‫ُّون‪ .‬أ َّ‬ ‫ت فَقَ ْد أ َْبقَ ْي َ‬ ‫َما أَ ْن َ‬ ‫ت ا ْل َخ ْم َر ا ْل َج ِّي َدةَ إِلَى َ‬ ‫فَ ِحي َن ِئ ٍذ الد َ‬ ‫اآلن!»‪ .‬هذه ِب َد َاي ُة َ‬ ‫اآليات فَ َعلَ َها َي ُ‬ ‫آم َن ِب ِه تَالَ ِمي ُذهُ‪" .‬‬ ‫َوأَ ْظ َه َر َم ْج َدهُ‪ ،‬فَ َ‬

‫‪129‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫يق أر هذا الفصل يوم (‪:7‬طوبة) وهو اليوم الثالث لعيد الظهور اإللهي (عيد الغطاس)‪ .‬كما يقول اإلنجيل "وفي‬ ‫اليوم الثالث‪ "..‬ويعتبر هذا العيد اليوم األخير من أعياد الظهور اإللهي (الثيئوفانيا) إذ قيل هنا وأظهر مجده‬

‫فآمن به تالميذه ‪ .‬وهو أظهر أنه إبن اهلل الذي حول ماء التطهير إلى خمر العهد الجديد الذي يحمل سر‬

‫الخالص‪ .‬أعياد الظهور اإللهي [‪ ]:‬الميالد (المالئكة تبشر‪ ،‬والمجوس يعتبرونه ملكاً)‪ ]1[ .‬الختان= المسيح‬

‫متمم الناموس [‪ ]7‬الغطاس (هو إبن اهلل) [‪ ]1‬عرس قانا الجليل (بداية اآليات التي أظهر فيها مجده)‪ .‬وهو عيد‬ ‫سيدي صغير‪.‬‬ ‫ونالحظ هنا أن بدء خدمة المسيح كان في عرس فملكوت السموات يشبه عرس (مت‪ +:1-1111‬مت‪-:117‬‬

‫‪ + :7‬مر‪ )1:-:111‬وفي نهاية العالم سنجد عشاء عرس الخروف (رؤ‪ .):-31::‬فالمسيح هو عريسنا‪ .‬هو‬ ‫عريس الخليقة الجديدة التي أتى ليؤسسها‪ .‬وألن يوحنا لم يستطع تصوير المسيح كعريس لجأ لهذه البداية أن‬

‫ُيصور المسيح في عرس‪ .‬وفي هذا العرس يحول المسيح الماء إلى خمر فالخمر يشير للفرح‪ .‬والشعب اليهودي‬

‫حول الماء إلى‬ ‫بسبب خطاياه ما عاد لهم فرح (يؤ‪ .)71:‬وهذا ما نراه هنا في أن الخمر نفذت والمسيح حين ّ‬ ‫خمر فهذا يشير إلى أنه أتى ليعيد بهجة الخالص والفرح لمن فقدها‪ .‬ونالحظ أن الماء كان للتطهير‪ .‬والمسيح‬

‫قال إمألوا األجران إلى نها يتها وهذا يشير أنه لكي نفرح ببهجة الخالص التي يعطيها المسيح علينا أن نبذل كل‬ ‫الجهد في جهادنا لنتطهر فيسكب المسيح نعمته فينا ونفرح‪ .‬ونرى أن العذراء هي التي شعرت بأنه ليس لديهم‬

‫خمر‪ ..‬وهي مازالت تشعر بكل من هو ليس فرحاً وتتشفع له حتى يدخل المسيح حياته فيفرح‪ .‬والخمر تعبير عن‬

‫سر الشركة مع المسيح‪ .‬فالمسيح َح َّول الخمر إلى دمه وبدون شركة مع المسيح أو بغياب المسيح عن حياتنا فال‬ ‫فرح‪ .‬وقول العذراء ليس لديهم خمر كأنها تقول للمسيح إعلن عن وجودك‪ .‬وهذه المعجزة تشير لالهوت المسيح‬

‫فهو َح َّول مادة إلى مادة أخرى‪ .‬ورأى تالميذه ما فعل فآمنوا به إذ أروا مجده‪ .‬وكما عرف تلميذي عمواس المسيح‬ ‫وقت كسر الخبز‪ ،‬عرفه التالميذ هنا حينما َح َّول الماء إلى خمر‪.‬‬

‫ويحول الماء إلى خمر ليفرح الناس‪ .‬وفي هذا‬ ‫ونالحظ أن المسيح في إنجيل يوحنا ُيحول ‪7‬خبزات ليشبع الجموع ُ‬ ‫إشارة إلى الخبز والخمر اللذان كانا سبب بركة لكل العالم حين َح َّولهما إلى جسده ودمه ليكونا للعالم كله سبب‬ ‫حياة‪ .‬فالخبز والخمر هما مادتا سر اإلفخارستيا‪ .‬ونالحظ أنه كما يفرح المؤمنين بالمسيح يفرح المسيح بهم‪.‬‬

‫وفرح الكنيسة بالعريس َعب َ​َّر عنه النبي (يؤ‪ .)1111‬وفرح المسيح بكنيسته (إش‪ .)71:1‬وبنو الملكوت حين‬ ‫يشربون من خمر بهجة الخالص سيدركون أنه خمر جيد وأنه غير خمر أفراح العالم التي شربوها من قبل‪ ،‬فهم‬ ‫سيدركون سر الحياة التى اخذوها فى التناول من خمر سر االفخارستيا‪ .‬وسيدركون أن أفراح العالم كم هي خمر‬

‫رديئة ودون (أف‪.):1 1 7‬‬

‫هذه المعجزة تشير ألن إرادة اهلل أن نفرح "أراكم فتفرح قلوبكم" (يو‪ .)111::‬واهلل خلقنا ووضعنا فى جنة عدن (‬ ‫َع ْد ْن كلمة عبرية = فرح ) وهذا ما قاله بولس الرسول "إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً إفرحوا" (في‪.)111‬‬ ‫والمسيح أتى ألجل هذا‪ ،‬ليعيد لنا الفرح الذي فقدناه ‪.‬‬

‫‪130‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫اآليات (‪ )1-:‬المسيح ترك اليهودية ومعه ‪ :‬تالميذ أتى بهم إلى هذا العرس وهم أندراوس‪ /‬يوحنا‪ /‬بطرس‪/‬‬

‫يعقوب‪ /‬فيلبس‪ /‬نثنائيل‪ .‬منهم ‪ 1‬أسماء يهودية واسمان باليونانية‪ ،‬فالمسيح جعل اإلثنين واحداً‪ ،‬وهو أتى ليعطي‬

‫الفرح للجميع‪ .‬وقانا الجليل واضح أنها في الجليل (هناك قانا أخرى في لبنان جنوب شرق صور)‪.‬‬

‫والمسيح قَ َّدس الزواج بحضوره عرس قانا الجليل‪ ،‬وصنع المعجزة حتى ال يحدث حرج للعريس وعائلته‪ .‬فالمسيح‬ ‫يعيش وسط أفراحنا وحياتنا وآالمنا‪ ،‬يقدس حياتنا ويعزينا في آالمنا‪ .‬ولكن لنرى وننظر من يحضر أفراحنا‪ ،‬فهذا‬

‫الفرح كان يحضره يسوع وأمه وتالميذه‪ .‬والمس يح يشاركنا أفراحنا على أن تكون أفراح مقدسة‪ .‬والمسيحية هي‬ ‫إنفتاح على العالم‪ ،‬نشارك الناس أفراحهم وضيقاتهم بقلب محب رقيق‪ .‬والمسيح بالرغم من زهده َح َّول الماء إلى‬ ‫خمر حتى ال ُيحرج العريس‪ .‬لذلك علينا أن نثق أنه يدبر كل أمورنا‪ .‬وقارن مع فرح آخر‪ ،‬هو يوم سكر‬

‫هيرودس فتحول الفرح إلى مأتم إذ قتل المعمدان‪ ،‬وهذا إسكات لصوت الحق‪ .‬إذاً علينا أن نسأل أنفسنا هل‬ ‫المسيح في أفراحنا أم ال‪ ،‬وكيف نفرح‪ .‬بل نحن حينما نحاول أن نفرح بطريقة العالم دون أن يكون المسيح‬

‫وسطنا تتحول أفراحنا إلى غم‪.‬‬

‫اليوم الثالث= غالباً محسوب من (‪ )171:‬فهو اليوم الذي بعد الغد‪ ،‬فهو اليوم السادس لأليام التي حوت‬

‫الحوادث األولى‪ ،‬ونالحظ أن رقم (‪ )7‬هو رقم القيامة‪ ،‬فالمسيح إستعلن ذاته كعريس ُيفرح عروسه الكنيسة‬ ‫بقيامته‪ .‬القيامة هي سر فرحنا‪ .‬والقيامة اآلن لنا هي قيامة من موت الخطية بقوة المسيح‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬العرس يستمر عند اليهود ‪ 3‬أيام (تك‪ +13-1111:‬قض‪):1-::1:1‬‬

‫أم يسوع= يوحنا ال يذكر إسمه وال إسم أمه وال العذراء فهي خالته‪ .‬ويبدو أنه كانت هناك قرابة بين العذراء وأهل‬ ‫العريس‪ ،‬فذهبت وذهب معها يسوع‪ ،‬والمسيح أخذ تالميذه فهو كان يعرف أنه سيظهر مجده هناك فيؤمنوا به‪.‬‬ ‫(آية‪ 1)7‬ليس لهم خمر= هي مشكلة كبيرة ألصحاب الفرح قطعاً (والخمر رمز للفرح وكأن العذراء تشكو للمسيح‬ ‫حال البشرية الحزين) هنا لم تحدد العذراء للمسيح كيف يتصرف‪ ،‬هي وضعت أمامه المشكلة وتركته يتصرف‬

‫كما يريد فهي تؤمن بأن عنده حل لكل مشكلة‪ ،‬وهكذا صنعت أختا لعازر‪ ،‬إذ أرسلتا ليسوع قائلتين هوذا لعازر‬ ‫الذي تحبه مريض‪ ،‬ولم يطلبا شيئاً وهكذا ينبغي أن نصلي‪ .‬وهنا نرى دور العذراء الشفاعي‪ ،‬فهي تطلب‬ ‫المستحيل من إبنها فيعطيها‪ .‬وكان البد للخمر أن تنفذ‪ ،‬ففي وجود المسيح ال يجب أن توجد خمر رديئة‪،‬‬

‫والعذراء تدعو إبنها ليصحح الوضع ويعلن عن حضوره‪ .‬فرغت الخمر= ال فرح= اهلل غير موجود في حياة‬ ‫الناس‪ ..‬لذلك أتى المسيح‪.‬‬ ‫(آية‪ 1)1‬يا امرأة= أي يا سيدة (‪ )LADY‬وهي كلمة تدل على االحترام والوقار في ذلك الوقت‪ .‬والسيد قالها ثانية‬ ‫وهو على الصليب‪ .‬ولنالحظ‪-1‬‬ ‫‪ .:‬ما لي ِ‬ ‫ولك= لقد بدأ عملي الخالصي وانتهى زمن خضوعي للمشو ارت البشرية‪ .‬وبدأ تنفيذ إرادة اآلب فقط‪.‬‬

‫‪131‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫‪ .1‬ليس فيها إحتقار للعذراء فمن أوصى بإكرام الوالدين لن يحتقر أمه‪ .‬بل قال الكتاب أنه " كان خاضعا لهما‬ ‫" (لو‪. )7: 1 1‬‬

‫‪ .7‬آدم أطلق لقب امرأة على حواء وهي مازالت عذراء‪ .‬وكما صارت حواء أماً لكل حي صارت العذراء أماً‬ ‫للكنيسة جسد المسيح‪.‬‬

‫‪ .1‬العذراء كأم الكنيسة تبدأ مع إبنها طريق الصليب ويجوز في نفسها سيف وتنتهي معه وهي بجانبه على‬ ‫الصليب‪ ،‬فهي شريكة أحزانه‪.‬‬

‫لم تأت ساعتي بعد= هناك تفسيران‪ ]:[ 1‬المسيح يريد أن يبدأ بالتعليم ثم يصنع معجزات ‪ ،‬والسيد بهذا الرد كان‬ ‫ظ ِهر أن التعليم أهم من المعجزات ‪.‬‬ ‫ُي ْ‬ ‫[‪ ] 1‬إذا بدأ المسيح معجزاته وظهر مجده سيهيج إبليس‪ ،‬وكأن هذه المعجزة إشارة لبدء الهجوم الذي سينتهي‬ ‫بالصليب‪ ،‬أو بها يبدأ العد التنازلي للصليب‪ .‬ومع هذا‪ ،‬وأن ساعته لم ِ‬ ‫تأت بعد إالّ أنه لم يرفض ألمه طلبها‬ ‫وصنع المعجزة‪.‬‬

‫(آية‪ 1)7‬بالرغم من صورة الرد الجافة إالّ أن العذراء تعرف دالتها عند إبنها‪ ،‬وهنا تظهر قوة شفاعتها‪ ،‬فهي‬ ‫تعرف إرادة إبنها أكثر منا‪ .‬وصلواتنا تكون مقبولة بشفاعتها‪.‬‬

‫للخدام= يوحنا اإلنجيلي إستخدم باليونانية لفظ دياكونيين‪ .‬وفي هذا إشارة للخدام الكنسيين (كهنة وشمامسة)‬ ‫الذين يخدمون األسرار‪ .‬فهنا سر عظيم يحدث‪( .‬كلمة خدام بمعنى خدام عاديين تختلف عن دياكونيين في‬

‫اليونانية)‪.‬‬

‫مهما قال لكم فإفعلوه= هذه وصية العذراء لنا دائماً‪ .‬وهذه هي العظة الوحيدة التي قالتها العذراء‪ .‬فتنفيذ وصية‬ ‫المسيح هو سر الفرح مهما كانت الوصية صعبة ‪ .‬وهذه هى وصية اآلب لنا من السماء يم التجلى " له إسمعوا‬

‫" والعذراء نفذت هذا (حبلت وفي هذا خطورة‪ /‬هربت لمصر‪ /‬شهدت الهجوم على إبنها بل صلبه)‪.‬‬

‫(آية‪ 1):‬كان اليهود يطهرون كل شئ (مر‪ )1-713‬وال يأكلون إن لم يغسلوا أياديهم وهم دائماً يغسلون أيديهم‬ ‫وأرجلهم‪ِ .‬‬ ‫الم ْطر= البث= اإليفة= ‪119:::‬لت اًر‪ .‬سعة الجرن تتراوح بين ‪:: - 1:‬لتر‪ .‬إذاً فحجم األجران كبير‪،‬‬ ‫وكان على الخدام أن يحملوا األواني التي يمألونها بالماء من أقرب بركة إلى المنزل‪ ،‬وهذا ما يشير لجهاد‬

‫اإلنسان في تطهير نفسه‪ ،‬وألنهم ‪ :‬أجران ماء‪ ،‬ورقم ‪ :‬يشير لإلنسان الناقص الذي خلق في اليوم السادس‪.‬‬

‫فمهما صنع اإلنسان لن يتطهر وبالتالي لن يفرح‪ .‬ولكن على اإلنسان أن يفعل كل ما بوسعه‪ ،‬حينئذ تتدخل‬ ‫النعمة اإللهية وتطهر اإلنسان وتمأله فرح‪ .‬ولذلك فاألجران الفارغة تشير لعدم إمكانية الناموس أن يطهر أو‬

‫يعطي فرحاً حقيقياً‪ .‬وحينما يجاهد اإلنسان حتى الدم في العهد الجديد تنسكب النعمة داخله‪ .‬ولنالحظ أن المسيح‬

‫ال يتدخل بمعجزة إالّ إذا إنتهت الوسائل الطبيعية‪.‬‬

‫‪132‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫من حجارة= األجران تشير لقلوبنا ‪ ،‬ومألها بماء التطهير يشير لجهادنا لتطهيرها‪ ،‬ومن يفعل يمأل الرب قلبه‬

‫فرحا (الخمر) وقوله من حجارة يشير لقساوة القلب بالخطية وهذه حين يحولها اهلل بالتطهير لقلب لحم ستمتلئ‬ ‫حباً فتفرح (حز‪.)::1::‬‬

‫تطهير اليهود= كان بالماء‪ ،‬أما المسيحيين فتطهيرهم بدم المسيح في المعمودية واإلفخارستيا‪.‬‬

‫(آية‪ 1)3‬الجهد المطلوب لملء األجران ماء‪ ،‬ليس جهد قليل فهم سيمألون ما يقرب من ‪1:‬صفيحة ماء‪ ،‬هذا‬ ‫إشارة للجهاد‪ .‬واهلل يريدنا ان نجاهد لنطهر انفسنا ‪ ،‬واال لماذا لم يحول الهواء الى خمر ويريح الخدام ‪ .‬وهذه‬

‫المعجزة تشبه تماماً معجزة الخمس خبزات والسمكتين‪ ،‬فالخمس خبزات هم الجهاد اإلنساني والنعمة أشبعت بهم‬ ‫‪7:::‬شخص‪ .‬وتشبه معجزة صيد السمك الوفير‪ .‬واذا فهمنا أن الخدام هم خدام طقوس األسرار‪ ،‬فالكاهن‬ ‫والشمامسة يخدمون ويمألون المعمودية ماء‪ ،‬والروح القدس يعطي للماء قوته ‪ .‬والكاهن يصلي على الخبز‬

‫والخمر واهلل يحوله إلى جسده ودمه‪ .‬ونالحظ هنا طاعة الخدام في مأل األجران ثم تقديم خمر كان أصله ماء‬ ‫منذ ثوان لرئيس المتكأ‪ .‬وهذه هي عطية المسيح بوفرة وبفيض وهي عطايا جيدة‪ ،‬أما أفراح العالم فسريعاً ما‬

‫تزول‪ .‬إمأل وا األجران= علينا أن نبذل كل ما بوسعنا حتى نتطهر‪ ،‬ونجاهد حتى الدم حينئذ يمأل الرب حياتنا‬ ‫فرحاً‪.‬‬ ‫(آية‪ 1)1‬رئيس المتكأ= هي عادة شرقية أن يدير اإلحتفال رجل مرموق الكرامة من أهل العريس‪ ،‬يتشرفون به‬

‫ويقدمون له األكل والشراب أوالً‪ ،‬وهو يتبرع بتنظيم وضبط حفل العرس ولذلك فهو يظل بدون أن يسكر حتى‬ ‫يضبط الحفل‪ ،‬فشهادته لها قيمتها‪ .‬وقد يكون رجل الدين الذي يجري مراسم اإلحتفال‪ .‬وكان بحسب طقس‬

‫العشاء يتذوق هو أوالً الطعام والشراب‪ .‬وكون المسيح هو الذي يطلب أن يشرب رئيس المتكأ فهذا يشير ألن‬

‫المسيح هو العريس الحقيقي والكل مدعويه‪ .‬والمسيح أيضاً أراد أن يعترف رئيس المتكأ بنوعية الخمر التي تحمل‬

‫قوة إلهية قادرة أن تعطي فرحاً حقيقياً لوجود اهلل‪.‬‬

‫(اآليات‪ 1)::-:‬إستقوا اآلن= الماء تحول فورياً‪ .‬من أين هي= هو يعلم أن المنزل ليس به هذه النوعية‪ .‬لكن‬ ‫هذه تشير لجهل الناس كيف يتغير أوالد اهلل ويتجددون‪.‬‬

‫توجد األجران خارج المنزل‪ ،‬لذلك لم يعرف رئيس المتكأ ما حدث‪ ،‬لكن الخدام َع ِرفوا فهم الذين مألوا األجران‬ ‫وهم الذين أروا ما حدث‪ .‬وتفسير هذا روحياً‪ 1‬لم يعلم= رئيس المتكأ يشير لشعب العهد القديم الذين هم تحت‬ ‫الناموس‪ ،‬هؤالء ال يدركون عمل المسيح الخفي‪ .‬فأسرار نعمة اهلل خفية ال يعرفها إالّ من يقترب من اهلل‪ .‬والخدام‬

‫علموا= يشير الخدام هنا لخدام العهد الجديد الذين عرفوا شخص المسيح وهم يعلمون عمله في تجديد الطبيعة‪.‬‬

‫ولنالحظ أن الخمر التي صنعها المسيح ليست خم اًر مسك اًر‪ ،‬بل هي إعالن عن حبه‪ ،‬كانت مادة حلوة المذاق‬ ‫ولكنها بالتأكيد غير مسكرة مع أن لها طعم الخمر‪ ،‬فواضع الشريعة لن يناقض نفسه‪ .‬وال نستغرب أن تكون‬

‫‪133‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫الخمر لها طعم الخمر وهي غير مسكرة فنحن نتناول دم المسيح ونتذوقه كخمر وهو دم‪ ،‬وننزل لماء المعمودية‬

‫ونخرج دون تغيير ظاهر وبالميرون يحل فينا الروح القدس دون أن نراه‪.‬‬

‫هنا المسيح يحول القديم إلى جديد‪ ،‬ماء التطهير إلى خمر حقيقي فيه فرح حقيقي‪ .‬ومتى سكروا= هذا ال يشير‬

‫إلى أن الحاضرين كانوا سكارى‪ ،‬بل رئيس المتكأ يقول عن مثل مشهور‪ .‬ولكن هذا القول المشهور كان ُم َعب اًر‬ ‫أما المسيح فأتى‬ ‫عن حال اليهود (إش‪ .):-3111‬فواقع حال اليهود رديء وهو الموصوف بالخمر الدون‪ّ ،‬‬ ‫ليعطي الفرح الحقيقي أي الخمر الجيدة‪ .‬ونالحظ أن هذا هو حال العالم وحال الخطية فهي تقدم للناس لذة‬

‫مؤقتة‪ ،‬خم اًر رديئة‪ ،‬هي لذيذة في بدايتها ولكن يعقبها م اًر وافسنتيناً‪.‬‬

‫جيدة= هي نفس الكلمة المترجمة صالح في "أنا هو الراعي الصالح" فالخمر الجيدة لها عالقة بالمسيح الذي هو‬ ‫الكرمة الحقيقية‪ .‬وعموماً فهناك صنفان من الناس األول= ال يعلم ‪ ،‬والثاني= يعلم‪.‬‬

‫األول يشير لمن شربوا الخمر وأعجبتهم وتوقفوا عند هذا‪ ،‬وهؤالء هم من أروا معجزات المسيح وأعجبهم كالمه‬ ‫ولكنهم لم يتغيروا ولم يؤمنوا‪ ،‬مثل من أكل مما صنعه المسيح في معجزة الخمس خبزات فتبعوه إذ هم يطلبوا‬

‫المزيد من الطعام البائد (يو‪ .)1:1:‬وهؤالء أيضاً هم من إنخدع بملذات العالم الشهية للنظر ولم يعلم النهاية‬

‫المرة للشهوات العالمية‪.‬‬

‫الثاني هم من عرفوا المسيح لشخصه وعرفوا قوته ونعمته‪ ،‬وعلموا أن المسيح هو إبن اهلل فدخلوا في شركة معه‬ ‫(مت‪ .)1:11:‬هؤالء إختبروا قوة التجديد ولذة الفرح‪.‬‬

‫وعطايا المسيح عكس عطايا العالم فقد تبدأ بم اررة الجهاد والتوبة ولكنها تنتهي بالفرح‪ ..‬حزنكم يتحول إلى فرح‬

‫(يو‪)1:1::‬‬ ‫(آية‪ 1)::‬تسمى آيات ألنها برهان على صدق رسالة المسيح‪ .‬وأظهر مجده= (قال يوحنا في ص(‪ ):‬رأينا‬ ‫مجده‪ .‬وهنا نرى كيف رأي يوحنا مجده) لذلك تعيد الكنيسة بعيد عرس قانا الجليل مع أعياد الظهور اإللهي الذي‬

‫فيه إستعلن الثالوث‪ .‬هنا التالميذ إكتشفوا يسوع‪ ،‬فهذه المعجزة هي معجزة خلق‪ ،‬واكتشفوا حنانه فهو لم يقبل أن‬ ‫يحرج العريس‪ ،‬لكن يسوع يريد من يطلب منه بثقة وألن إيماننا ضعيف فنحن نتشفع بأم النور وهي تطلب منه‬

‫بثقة‪ .‬كلمة آية في اليونانية تشير لطبيعة صانع العمل‪ ،‬أي هي عمل يكشف عن طبيعة من عمله‪.‬‬

‫ونالحظ أن أول معجزة صنعها المسيح تحويل الماء إلى خمر وآخر آية صنعها هي تحويل الخمر إلى دمه‬

‫ماء‬

‫خمر‬

‫دم‪.‬‬

‫والمعنى أن الحياة الطاهرة بجهادنا (ماء) تتالمس مع المسيح في (الخمر) حبه وفرحه‪.‬‬

‫فيؤهل اإلنسان إلى شركة جسده و(دمه) األقدسين‪ .‬ولنالحظ أن المسيح حول الماء إلى خمر حتى ال يحرج‬

‫العريس ولكنه رفض تحويل الحجارة إلى خبز بالرغم من جوعه‪ ،‬بهذا نفهم إهتمامه بتدبير كل حاجاتنا‪.‬‬

‫فآمن به تالميذه= هم قبالً أعجبوا به وتبعوه‪ ،‬لكنهم هنا عرفوا مجده فآمنوا به‪.‬‬

‫‪134‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫س ْت‬ ‫وم‪ُ ،‬ه َو َوأ ُّ‬ ‫اموا ُه َن َ‬ ‫يو‪َ " -:)11 :1‬وَب ْع َد ه َذا ا ْن َح َد َر إِلَى َك ْف ِرَن ُ‬ ‫َّاما لَ ْي َ‬ ‫اك أَي ً‬ ‫ُم ُه َوِا ْخ َوتُ ُه َوتَالَمي ُذهُ‪َ ،‬وأَقَ ُ‬ ‫اح َ‬ ‫"‬

‫آية (‬ ‫ِ‬ ‫يرةً‪.‬‬ ‫َكث َ‬ ‫هذه اآلية ال تذكر يوسف فغالباً كان قد مات‪ .‬وال تذكر أخوات المسيح ربما ألنهن قد تزوجن‪ .‬وأخواته كانوا من‬

‫زواج سابق ليوسف النجار‪ .‬والمسيح بعد عودته مع يوسف والعذراء من مصر عاشوا في الناصرة (مت‪-1111‬‬

‫‪ )17‬وعاش فيها كنجار (مر‪ )71:‬حتى سن الثالثين‪ ،‬إلى أن نزل ليعتمد من المعمدان (مر‪ ):1:‬ثم ذهب مع‬

‫تالميذه إلى الجليل وحضر عرس قانا الجليل مع تالميذه الستة‪ .‬ثم إنحدر مع أمه واخوته وتالميذه إلى كفرناحوم‬

‫(مت‪ .):711‬وكان هذا أليام قليلة عادوا بعدها إلى الناصرة‪ .‬والمسيح جعل من كفرناحوم مرك اًز لدعوته حتى أن‬ ‫كفرناحوم دعيت مدينته (مت‪ .):1:‬ولماذا ترك الناصرة؟ فهذا ألنها رفضته (مر‪ ):-:1:‬ولم تكن كفرناحوم‬

‫افضل حاالً من الناصرة (مت‪ .)11-1:1::‬واألناجيل الثالثة (متى ومرقس ولوقا) ركزت على خدمة المسيح‬

‫أما يوحنا فركز على خدمة المسيح في اليهودية‪ ،‬وتحدث قليالً عن خدمته في الجليل (‪+11-:11‬‬ ‫في الناصرة‪ّ ،‬‬ ‫‪ )17-:11: +:13-:1: +71-1711‬بينما كان في ‪ :3‬إصحاح تقريباً يتكلم عن خدمة المسيح في اليهودية‪،‬‬ ‫حيث ركز معظم تعاليمه الالهوتية الخطيرة‪ ،‬فأورشليم يوجد بها دارسو الناموس والالهوتيين‪ ،‬أما الجليليين فهم‬

‫بسطاء ومنهم تالميذه البسطاء‪ .‬أيضاً "الشريعة تخرج من صهيون ومن أورشليم كلمة الرب" (إش‪ )711‬وأورشليم‬

‫تتكون من جبلين‪ ،‬جبل صهيون وجبل الزيتون وبينهما وادي إبن هنوم وبستان جثسيماني‪ +‬الرب يدخل في‬

‫المحاكمة مع رؤساء وشيوخ إسرائيل شعبه (إش‪.):117‬‬ ‫اآليات (يو‪( )10 – 16 :1‬تطهير الهيكل اليهودي واإلشارة إلى هيكل جسده)‬ ‫ود قَ ِريبا‪ ،‬فَص ِع َد يسوعُ إِلَى أُور َ ِ‬ ‫اآليات (يو‪16" -:)10 – 16 :1‬و َك َ ِ‬ ‫ص ُح ا ْل َي ُه ِ‬ ‫يم‪َ 17 ،‬و َو َج َد ِفي ا ْل َه ْي َك ِل‬ ‫ً‬ ‫ان ف ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الص َي ِ‬ ‫يع ِم َن ا ْل َه ْي َك ِل‪،‬‬ ‫اما‪َ ،‬و َّ‬ ‫ار َ‬ ‫يع َ‬ ‫الَِّذ َ‬ ‫س ْوطًا م ْن ح َبال َوطَ َرَد ا ْل َجم َ‬ ‫ص َن َع َ‬ ‫وسا‪ .‬فَ َ‬ ‫ف ُجلُ ً‬ ‫ين َكا ُنوا َي ِب ُ‬ ‫ون َبقًَار َو َغ َن ًما َو َح َم ً‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ال لِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصي ِ ِ‬ ‫اَْل َغ َنم وا ْلبقَر‪ ،‬و َك َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫هه َنا! الَ تَ ْج َعلُوا َب ْي َ‬ ‫ب َم َوائ َد ُه ْم‪َ .‬وقَ َ َ َ‬ ‫ارف َوَقلَّ َ‬ ‫ب َد َراه َم َّ َ‬ ‫اعة ا ْل َح َمام‪ْ «:‬ارفَ ُعوا هذه م ْن ُ‬ ‫َ َ َ​َ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَِبي ب ْي َ ِ‬ ‫آي ٍة تُ ِري َنا‬ ‫اب ا ْل َي ُه ُ‬ ‫الوا لَ ُه‪«:‬أ ََّي َة َ‬ ‫َج َ‬ ‫وب‪َ «:‬غ ْي َرةُ َب ْيت َك أَ َكلَتْني»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ت ت َج َارٍة!»‪ .‬فَتَ َذ َّك َر تَالَمي ُذهُ أ ََّن ُه َم ْكتُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ود َوقَ ُ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود‪ِ «:‬في‬ ‫يم ُه»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ال ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬ا ْنقُ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫َحتَّى تَ ْف َع َل ه َذا؟» أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ضوا ه َذا ا ْل َه ْي َك َل‪َ ،‬وفي ثَالَ ثَة أَيَّام أُق ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ين س َن ًة ب ِني ه َذا ا ْله ْي َك ُل‪ ،‬أَفَأَ ْن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِد ِه‪.‬‬ ‫ِس ٍّ‬ ‫يم ُه؟» َوأ َّ‬ ‫َما ُه َو فَ َك َ‬ ‫َ‬ ‫ان َيقُو ُل َع ْن َه ْي َك ِل َج َ‬ ‫ت في ثَالَ ثَة أَيَّام تُق ُ‬ ‫ت َوأ َْرَبع َ َ ُ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪َ 11‬فلَ َّما قَام ِم َن األَمو ِ‬ ‫ال ه َذا‪ ،‬فَآم ُنوا ِبا ْل ِكتَ ِ‬ ‫ان ِفي‬ ‫ات‪ ،‬تَ َذ َّك َر تَالَ ِمي ُذهُ أَنَّ ُه قَ َ‬ ‫سوعُ‪َ .‬ولَ َّما َك َ‬ ‫اب َوا ْل َكالَم الَّذي قَالَ ُه َي ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شلِ ِ‬ ‫ع لَ ْم َيأْتَم ْن ُه ْم َعلَى َن ْفسه‪،‬‬ ‫سو َ‬ ‫ير َ‬ ‫اسمه‪ ،‬إِ ْذ َأر َْوا َ‬ ‫ون ِب ْ‬ ‫يم في عيد ا ْلف ْ‬ ‫ص َن َع‪ .‬لك َّن َي ُ‬ ‫اآليات الَّتي َ‬ ‫آم َن َكث ُ‬ ‫أ ُ‬ ‫ص ِح‪َ ،‬‬ ‫ُور َ َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ان ِفي ِ‬ ‫َح ٌد َع ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫َن َي ْ‬ ‫ان َي ْع ِر ُ‬ ‫اجا أ ْ‬ ‫ان‪ ،‬أل ََّن ُه َعلِ َم َما َك َ‬ ‫أل ََّن ُه َك َ‬ ‫ش َه َد أ َ‬ ‫يع‪َ .‬وألَنَّ ُه لَ ْم َي ُك ْن ُم ْحتَ ً‬ ‫ف ا ْل َجم َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫المسيح طهر الهيكل مرتين‪ ،‬األولى هنا في بداية خدمته‪ ،‬والثانية يوم اإلثنين من أسبوع اآلالم قبل الفصح‬ ‫األخير [وذلك إظها اًر لسلطته واعالناً عن عمله‪ ،‬إذ هو أتى ليطهر ما قد فسد (جسدنا= هيكلنا)]‪ .‬وهنا نجد‬ ‫مقارنة بين هيكل أورشليم القديم الذي سيهدم لتقوم الكنيسة هيكل جسد المسيح الجديد‪.‬‬

‫‪135‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫حل اآلن السيد بغتة‬ ‫(اآليات ‪ 1):1-:7‬في (مال‪ )1-:17‬يتنبأ مالخي عن مجيء المسيح للهيكل ليطهره‪،‬لقد ّ‬ ‫في هيكله ليطهره‪ .‬وزكريا يتنبأ عن بناء الهيكل الجديد (‪):7-:11:‬‬ ‫فصح اليهود= لماذا يقول فصح اليهود وهل هناك فصح ألحد غير اليهود؟ هذا إشارة ألن المسيح هو الفصح‬ ‫الجديد‪ .‬ويوحنا يكتب إنجيله سنة ‪:::‬م بعد أن إستقر الفصح المسيحي الجديد‪ .‬وبعد المسيح إنتهى الفصح‬

‫اليهودي ولم يصبح له معنى وما عاد فصحاً للرب‪ .‬والمسيح أتى ألورشليم يفتقدها ويصنع فيها آيات (آية‪)17‬‬

‫وبدأ خدمته بتطهير هيكلها فرسالته تطهير البشر واصالحهم‪( .‬المسيح أتي في الفصح ألورشليم تنفيذاً‬

‫للناموس‪).‬‬

‫فصعد إلى أورشليم= ألن أورشليم على جبل‪.‬‬ ‫ووجد في الهيكل= أي الرواق الخارجي‪.‬‬

‫ال تجعلوا بيت أبى بيت تجارة = وكان الذين يبيعون ويشترون األغنام واألبقار‪ ،‬والصيارف الذين يغيرون العملة‬ ‫األجنبية وعليها صورة قيصر بالشاقل اليهودي الذي بدون أي رسومات ليدفع اليهودي النصف الشاقل الجزية‬

‫أما األغنام واألبقار فكانت ليقدموا منها ذبائح في الهيكل‪ ،‬ولقد سمح قيافا وحنان بهذه التجارة‬ ‫المفروضة عليه‪ّ .‬‬ ‫في الهيكل فكانت أرباحهم منها أرباح ضخمة إذ كانوا يتالعبون ويغشون الناس ‪ ،‬فمن يريد أن يقدم ذبيحة‬ ‫يشترى الخروف الذى سبق وفحصه الكهنة وختموه دليل أنهم وجدوه بال عيب وصالح لتقديمه ذبيحة ‪ .‬وحين‬ ‫يأتى الرجل بهذا الخروف للكهنة فى الهيكل يفحصونه ويقولون به عيب ‪ ،‬فيقول الرجل وماذا أفعل بهذا الخروف‬ ‫اآلن ‪ ،‬يقولون له نشتريه منك ونبيع لك آخر ‪ ،‬ثم يشترونه بثمن بخس ويبيعون له آخر بثمن كبير‪ .‬فحققوا من‬

‫هذا الغش أرباحا ضخمة‪ .‬بل كان التجار من الكنعانيين وكانوا مشهورين بالغش (هو‪ )31:1‬وهؤالء طردهم‬

‫المسيح (زك‪( )1:1:1‬راجع أش‪ +317:‬أر‪ .)::13‬وكان يجب أن تكون هناك حيوانات لتقديم ذبائح‪ .‬ويجب أن‬ ‫يكون هناك صيارف‪ .‬لكن الموضوع تحول لتجارة ونهب وغش وخداع للشعب فى البيع والشراء لحساب رؤساء‬

‫الكهنة ‪ ،‬وكان هذا عثرة للشعب‪ .‬ولذلك قال لهم الرب أنهم جعلوا بيت اهلل مغارة لصوص (لو‪+ 1: 1 ::‬‬ ‫مر‪. ):3 1 ::‬‬ ‫(اآليات ‪ 1)::-:7‬راجع (إش‪: +:3-::1:‬بط‪ .):311‬والمسيح يبدأ حركة التطهير‪ .‬ونالحظ أن الفصح كان‬ ‫قريباً والفطير كان قد إقترب والمعنى واضح فالمسيح يريد تطهير شعبه من خمير الخطية‪ .‬والمسيح إستخدم‬

‫سوطاً من حبال= والحبال كانت في يد تجار الماشية مع ماشيتهم والحبال لها شكل وليس لها فعل‪ ،‬هو رمز‬ ‫للسلطان وليس للتأديب‪ ،‬طرد بها السيد تجار الماشية‪ ،‬الصيغة المستخدمة في اإلنجيل تشير أن المسيح لم‬

‫يضرب أحداً بالسوط‪ .‬أما الحمام الوديع الهادئ قال عنه المسيح إرفعوا هذه‪ ..‬ومن المؤكد فلقد ظهر على‬

‫المسيح هيبة عجيبة جعلتهم يسرعون هاربين منه دون إعتراض وطرد الذبائح إشارة إلنتهاء عهد الذبائح الدموية‪،‬‬ ‫واآلن سيقرب الذبيحة الحقيقية‪ .‬والمسيح إستعاض عن الذبائح اإلجبارية على اليهود بالصالة حين قال "بيتي‬

‫بيت الصالة ُيدعى"‪، .‬وهذا قاله داود " لتستقم صالتى كالبخور قدامك ‪ ،‬ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية" (مز‬ ‫‪136‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫‪ . ) 11 :1:‬وكان عمل المسيح هذا سبباً في أن يتربص به اليهود ليقتلوه فرؤساء الكهنة شعروا أن تجارتهم في‬

‫خطر‪ .‬إرفعوا هذه من ههنا= نحن هيكل اهلل وينبغي أن نرفع كل فكر رديء أو شهوة رديئة أو نظرة رديئة‪،‬‬ ‫داخل الكنيسة أو خارجها‪.‬‬

‫ملحوظة‪ :‬يوحنا هو الوحيد بين األربعة اإلنجيليين الذي أشار للسوط في يد المسيح‪ .‬وذلك ألنه يهدف ألن يقول‬ ‫أن السوط يرمز للتجارب والتأديبات التي يسمح بها لشعبه ليؤدبه‪ ،‬فيتطهر‪ ،‬ويفرح‪.‬‬

‫(آية‪ 1):3‬كان التالميذ يفرحون بما يعمله المسيح إذ يقابلوه (= يقارنوه) بالنبوات فيزداد إيمانهم (مز‪ ):1::‬وهو‬ ‫مزمور ملئ بالنبوات عن آالم المسيح‪.‬‬

‫والحظ أن ما فعله السيد المسيح كان عمالً صعباً جداً ففي عيد الفصح يوجد ماليين في أورشليم وتصور الزحام‬

‫في الهيكل‪ ،‬وفي وسط كل هذا الزحام يعمل المسيح ما عمله‪.‬‬

‫والحظ أن المسيح أتي ليطهر الهيكل ولما رفضوا التطهير تركه لهم خراباً (مت‪ )71117‬وهكذا فاهلل يعمل على‬

‫تطهير أجسادنا وحياتنا واذا رفضنا َن ْف َسد‪ ،‬فمن يفسد هيكل اهلل يفسده اهلل (‪:‬كو‪ ):317‬إذاً لنصرخ هلل ليطهرنا‬ ‫ونقبل عمله المطهر والسوط الذي يؤدبنا به‪.‬‬ ‫(آية‪ 1):1‬هو سؤال للسيد أن يثبت أنه مرسل من اهلل بأن يصنع معجزة كما حدث مع موسى فالذي له سلطان‬ ‫على الهيكل هو المسيا (مال‪ ):17‬وهذه محاولة من اليهود يظهروا بها أنفسهم أنهم أصحاب السلطة‪ ،‬وهي دفاع‬

‫عن عدم إيمانهم‪.‬‬

‫يمه= هما كلمتان تصلحان أن يقاال عن المباني المبنية بالحجارة وعن اإلنسان‪.‬‬ ‫(آية‪ 1)::‬إنقضوا‪ ..‬أُق ُ‬ ‫(‪1‬كو‪ +:17‬رو‪ .)1711‬فإنقضوا تعني في اليونانية هدم‪ ،‬قتل‪ /‬حل‪ /‬فك‪ .‬وأقيم يمكن أن تقال عن قيامة الجسد‬ ‫وعن قيام أو إقامة مبنى والمسيح هنا يخبرهم عما سيفعلونه به كنبوءة‪ .‬وأنه سيقوم بعد أن يقتلوه‪ .‬ولكن كالم‬

‫المسيح ينطوي على تهديد لهم‪ .‬فساعة أن يقتلوه سيحكمون علي هيكلهم وأمتهم بالخراب‪ ،‬أما هو فسيقوم وهذا ما‬

‫حدث‪ .‬ثالثة أيام= مثل يونان النبي (مت‪ .)11::‬وهم فهموا كالم المسيح هنا أنه سيقوم بعد أن يقتلوه بثالثة‬ ‫أيام (مت‪ .):1-:1113‬والحظ أن المسيح قال أقيمه وليس أبنيه‪ .‬هم طلبوا دليل على أنه المسيا الذي أتى‬ ‫ليطهر هيكل أبيه‪ ،‬فقال لهم هذا الدليل أنكم ستصلبونني وتقتلونني وسأقوم بعد ‪ 7‬أيام ألنني إبن اهلل الحي الذي‬

‫ال أموت‪ .‬أقيمه= سلطانه أن يقيم نفسه فهو إبن اهلل‪ .‬وقوله أنقضوا‪ ..‬أقيمه فيه إشارة ألن الجسد الذي يقوم له‬ ‫عالقة بالجسد الذي نقضوه أي حلوا أجزاءه‪ ،‬فهو سيعيد تجميعه‪.‬‬

‫أما نحن فال نطلب معجزات‪ ،‬بل باإليمان نثق أن اهلل موجود ويعمل‪.‬‬ ‫تأمل‪ :‬هم طلبوا آية ّ‬ ‫(آية‪ 1)1:‬ست وأربعين سنة = بدأ البناء في الهيكل سنة ‪1:‬ق‪.‬م‪ .‬على يد هيرودس الكبير (لم يكن هذا بناء‬ ‫لهيكل جديد ‪ ،‬فالهيكل تم بناؤه على يد زربابل سنة ‪ 7:7‬ق‪.‬م‪ .‬وهذا ألن نبوخذ نصر الملك البابلى هدم الهيكل‬ ‫‪137‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثاني)‬

‫الذى بناه سليمان سنة ‪ 71:‬ق‪.‬م‪ .‬وجدده يهوذا المكابى حوالى سنة ‪ :3:‬ق‪.‬م‪ .‬واآلن يقوم هيرودس بتجديده‬

‫وتوسيعه) واآلن نحن في سنة ‪1:‬م أو سنة ‪13‬م‪ .‬فالمسيح ولد سنة ‪ 1‬ق‪.‬م‪ .‬والهيكل إنتهى العمل فيه سنة ‪:7‬م‬ ‫على يد هيرودس أغريباس الثاني‪.‬‬ ‫(آية‪ 1)1:‬هذه الشهادة فهمها التالميذ بعد قيامة المسيح (آية‪ .)1:‬وهيكل جسده هو الحجارة الحية التي هي نحن‬ ‫(أي كنيسته) (‪:‬بط‪ )711‬وهو حياتنا (في ‪)1:1:‬‬

‫(آية‪ 1)11‬القيامة شددت إيمان التالميذ إذ إستعلنت حقيقة إبن اهلل‪ .‬فآمنوا بالكتاب= نبوات العهد القديم عن‬ ‫موت المسيح وقيامته‪.‬‬ ‫(آية‪ 1)17‬كان هذا أول عيد للفصح يحضره المسيح في أورشليم‪ .‬ولكن إيمان الكثيرين هنا كان كالزارع الذي‬

‫رمى بذرته فجاءت على أرض محجرة (مت‪ .)1:-1:1:7‬هو إيمان غير صحيح وغير ثابت بدليل أن يسوع لم‬ ‫يأتمنهم على نفسه (آية‪)11‬‬

‫(آية‪ 1)11‬من آمنوا أرادوا أن يجعلوا المسيح ملكاً‪ ،‬فهم ال يبحثون عن المسيح لشخصه بل ألنفسهم على حسابه‪،‬‬ ‫لذلك إختفى عنهم ولآلن فهناك من ال يريد أن يعرف المسيح إالّ لمنافع مادية‪ ،‬فإذا خسر مادياً ينقلب على‬

‫المسيح‪ .‬يأتمنهم على نفسه= أي يثق فيهم‪ ،‬فهم يمكن أن ينقلبوا عليه في أي لحظة‪ ،‬وهذا ما حدث فقالوا بعد‬ ‫ذلك "إصلبه"‪.‬‬

‫(آية‪ 1)17‬هو عرف تقلبهم‪ ،‬وما في نفوسهم‪ ،‬فهم معه اليوم إلنبهارهم بمعجزاته ولكنهم سينقلبون عليه إذا إكتشفوا‬ ‫أن إرادتهم ال تتوافق مع إرادته‪ ،‬وأفكارهم ليست كأفكاره وهو فاحص القلوب والكلى‪ .‬والحظ أن المسيح مستعد أن‬

‫يعطي نفسه لمن يطلبه لشخصه وليس لهدف مادي‪ .‬والحظ كم الخسارة الرهيبة إذ نترك المسيح بسبب خسارة‬ ‫مادية‪ ،‬فنحن نخسر اهلل الالمحدود في شخصه وفي بركاته وغناه ومجده‪.‬‬

‫ملخص اإلصحاح‪ :‬المسيح يريد أن يمأل حياة أوالده فرحاً ويجعل حياتهم عرساً دائماً‪ ،‬ولكن هذا لمن يجاهد في‬ ‫تطهير نفسه‪ .‬ومن محبة المسيح لنا أن من يهمل في تطهير نفسه‪ ،‬يؤدبه ببعض التجارب (السوط) ليتطهر‬

‫فيفرح‪" .‬لذلك ال نفشل‪ ،‬بل وان كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوماً فيوم" (‪1‬كو‪.):3-::11‬‬

‫‪138‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫عودة للجدول‬

‫(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح الثالث)‬ ‫مقدمة اإلصحاح الثالث‬

‫رأينا فيما سبق أن المسيح كلمة اهلل تجسد ليعطينا الفرح‪ ،‬بشرط أن نجاهد لنطهر أنفسنا‪ ،‬ولكن هل جهادنا يكفي؟‬

‫هنا نرى معلم يهودي من الفريسيين وهؤالء مشهور عنهم جهادهم وتدقيقهم والتزامهم بالناموس‪ .‬نجده يأتي‬ ‫للمسيح‪ ،‬ومن المؤكد أنه يبحث عن أعمال أخرى يرضي بها اهلل‪ .‬وبدأ حديثه مع المسيح بالتحيات التي إعتاد‬

‫اليهود إستعمالها مع بعضهم البعض "كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض والمجد الذي‬ ‫من اإلله الواحد لستم تطلبونه" (يو‪ )1117‬كما نادى الشاب السيد قائالً "أيها المعلم الصالح"‪.‬‬

‫ونجد المسيح وهو فاحص القلوب والكلي‪ ،‬لم يرد على تحية نيقوديموس بالتحيات‪ ،‬وال أجابه عن إرشاده لمزيد‬

‫من األعمال ليعملها‪ ،‬بل فتح معه موضوعاً لم يفهمه نيقوديموس‪ .‬وجدنا المسيح يتكلم عن لزوم الوالدة الجديدة‬

‫من الماء والروح‪ ،‬حتى يتجدد اإلنسان تجديداً شامالً ويصبح خليقة جديدة‪ .‬فالمسيح ال يبحث عن وضع رقعة‬ ‫جديدة في ثوب عتيق‪ ،‬بل هو يريد أن يكون الكل جديداً (‪1‬كو‪ .):317‬فألن الخليقة االولى افسدتها الخطية ‪،‬‬ ‫فالحل هو الخليقة الجديدة وهذا معنى (أر ‪ . ) ::، :1‬والمعمودية هي المدخل للحياة الجديدة بعد أن سمعنا‬

‫عن خمر جديدة وهيكل جديد نسمع هنا عن والدة جديدة‪ .‬ومن أين تكتسب المعمودية قوتها؟ نجد المسيح يشرح‬

‫هذا بفكرة أنه كما رفع موسى الحية النحاسية هكذا سيرفع إبن اإلنسان على الصليب ويموت‪ .‬والمعمودية هي‬

‫موت مع المسيح وقيامة مع المسيح متحدين به (رو‪ .)7-71:‬المعمودية هي نعمة من اهلل‪ ،‬ولكن كل نعمة‬

‫نحصل عليها هي شئ قابل ألن يزداد بجهادنا أو يضمحل وينقص بتكاسلنا‪.‬‬

‫مثال ‪ 1‬سر الميرون نحصل به على نعمة حلول الروح القدس فينا‪ .‬ولكن نجد الرسول بولس يقول "إمتلئوا بالروح"‬

‫(أف‪ .):117‬ويقول "إضرم موهبة اهلل التي فيك بوضع يدي" (‪1‬تي‪ .):1:‬ولكنه يقول أيضاً "ال تطفئوا الروح"‬

‫(‪:‬تي‪.)::17‬‬

‫ما حصلنا عليه بالميرون‬

‫بجهادنا‬

‫مقدار من النعمة‬

‫نمتلئ‬

‫بإستهتارنا ينطفئ الروح‬

‫‪139‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫وهكذا في المعمودية‪ :‬نحن نحصل على المقدرة على التغيير‪ .‬ومن يجاهد تموت طبيعته القديمة تماماً ويحصل‬ ‫على طبيعة جديدة‪ ،‬إنسان داخلي جديد يشبه المسيح (غل‪.)::11‬‬

‫والمعمودية وجهادنا ال ينفعان شيئاً بدون إيمان‪ ،‬لذلك يضيف القديس يوحنا اآليات األخيرة في اإلصحاح ليشير‬ ‫ألهمية اإليمان‪ .‬فاإليمان هو المدخل ثم المعمودية ثم جهادنا وتوبتنا لنثبت على ما حصلنا عليه ويستمر التغيير‬

‫والتجديد‪ .‬ومن يجاهد يعمل فيه الروح ليجدده (رو‪" ):711‬بالروح تميتون أعمال الجسد"‬

‫والمسيح لم يكلم السامرية وال الزانية عن المعمودية‪ ،‬فالخطية ظاهرة في حياتهم‪ .‬إنما يكلم نيقوديموس ويدعوه‬

‫للمعمودية والتجديد‪ ،‬فهو مملوء من البر الذاتي‪ .‬لذلك على كل من يشعر فينا بأنه بار‪ ،‬عليه أن يقدم توبة‬

‫سريعة ليتجدد ويتغير فهو مخدوع‪ ،‬فليس بار ليس وال واحد‪ .‬فلنقل أننا عبيد بطالون محتاجون للتغيير‪ .‬والحظ أن‬ ‫المعمدان علم بأن المسيح سيأتي بمعمودية بالروح القدس ونار‪ .‬ومن يولد من الروح سيكون له طبيعة جديدة‬

‫(في محبته ووداعته‪ )..‬تظهر فيه‪ ،‬إذ أن نتائج عمل الروح تكون واضحة دون أن يرى أحد الروح‪.‬‬

‫اإلصحاح الثالث‬ ‫(مع نيقوديموس ليالً)‬

‫‪ .:‬يق أر هذا الجزء يوم الجمعة السادسة من الصوم الكبير التي تسبق أحد التناصير مباشرة لما جاء فيه عن‬ ‫الميالد من الماء والروح‪ ،‬وأهمية التجديد في حياتنا والتغيير لنصل إلى صورة المسيح (غل‪.)::11‬‬

‫‪ .1‬رأينا في اإلصحاح السابق الهدم والبناء للهيكل القديم أي موت اإلنسان وقيامته‪ ،‬وهنا نرى سر التجديد‬ ‫والبناء للكنيسة كأفراد‪ ،‬فالهدم هو هدم اإلنسان العتيق ثم قيامة اإلنسان الجديد بالمعمودية من الماء والروح‪.‬‬

‫فبالمعمودية نولد من جديد لندخل هيكل اهلل الجديد أي ملكوت اهلل‪ .‬فلإلنسان المسيحي ميالدين‪ ،‬أولهما‬ ‫جسدي به يكون إبناً آلدم وثانيهما من الماء والروح يصير به إبناً هلل وللكنيسة‪ .‬الميالد األول أرضي من‬ ‫رجل وامرأة والميالد الثاني سماوي من اهلل والكنيسة‪ ( .‬ونرى الخلقتين فى اف ‪ . ) ::11‬والخليقة الجديدة‬

‫بها نكون فى المسيح (‪1‬كو‪ ) :31 7‬والتوبة هي صون للنعمة التي أخذناها بالمعمودية‪ ،‬التوبة تجدد عمل‬ ‫المعمودية في حياتنا لذلك يسمونها معمودية ثانية‪ .‬المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح‪ .‬والتوبة هي قرار‬

‫بالموت عن الخطية فتكون لي قيامة ثانية مع المسيح لذلك هي معمودية ثانية‪.‬‬

‫‪ .7‬ونيقوديموس هو من رجال إسرائيل الكبار‪ ،‬عضو في السنهدريم ودارس كبير للناموس وهو آمن بالمسيح إذ‬ ‫رأى اآليات التي صنعها يسوع في أورشليم (‪ .)117‬وبحسب العقلية اليهودية‪ ،‬فهذا الفريسي الكبير الذي‬ ‫يؤمن بالبر الذاتي‪ ،‬كان ينتظر أن يسمع من المسيح عن ممارسات جديدة يزداد بها بره الشخصي‬

‫(مر‪ .):31::‬ولكن المسيح لم يكلمه عن تعديل في سلوك بل عن تغيير الطبيعة البشرية كلها‪ .‬فما فائدة‬

‫األعمال والخليقة قد فسدت وصارت غير مقبولة‪[ .‬المسيح كان يتكلم عن عمل الروح ونيقوديموس مصر‬

‫‪140‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫على عمل الجسد (الوالدة من بطن)] وبعد هذا الحديث نجد نيقوديموس يدافع عن المسيح أمام المجمع‬

‫(‪ )7:-7:13‬ثم جاهر بإيمانه بعد موت المسيح (‪.)7:1::‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ان ِم َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫يس لِ ْل َي ُه ِ‬ ‫ين ْ ِ ِ‬ ‫سوعَ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫سٌ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)11 –1 :6‬ك َ‬ ‫اء إِلَى َي ُ‬ ‫ود‪ .‬ه َذا َج َ‬ ‫وس‪َ ،‬رِئ ٌ‬ ‫يم ُ‬ ‫ان إِ ْن َ‬ ‫اس ُم ُه نيقُود ُ‬ ‫هذ ِه اآلي ِ‬ ‫َن يعم َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِم َن ِ‬ ‫ت‬ ‫لَ ْيالً َوقَ َ‬ ‫اهلل ُم َعلِّ ًما‪ ،‬أل ْ‬ ‫ات الَِّتي أَ ْن َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪َ ،‬ن ْعلَ ُم أ ََّن َك قَ ْد أَتَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫س أَ‬ ‫َن لَ ْي َ‬ ‫َح ٌد َي ْقد ُر أ ْ َ ْ َ‬ ‫‪6‬‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫ق الَ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫َح ٌد الَ ُيولَ ُد ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ َك‪ :‬إِ ْن َك َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫َج َ‬ ‫تَ ْع َم ُل إِ ْن لَ ْم َي ُك ِن اهللُ َم َع ُه»‪ .‬أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫وت ِ‬ ‫اهلل»‪7 .‬قَ َ ِ ِ‬ ‫ف ُي ْم ِك ُن ِ‬ ‫َن َي ْد ُخ َل‬ ‫َن ُيولَ َد َو ُه َو َ‬ ‫وس‪َ «:‬ك ْي َ‬ ‫ش ْي ٌخ؟ أَلَ َعلَّ ُه َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن َي َرى َملَ ُك َ‬ ‫س َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫يم ُ‬ ‫ال لَ ُه نيقُود ُ‬ ‫‪0‬‬ ‫ان أَح ٌد الَ يولَ ُد ِم َن ا ْلم ِ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ َك‪ :‬إِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َن‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫اب‬ ‫َج‬ ‫أ‬ ‫ُم ِه ثَ ِان َي ًة َوُيولَ َد؟»‬ ‫الر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اء َو ُّ‬ ‫َب ْط َن أ ِّ‬ ‫َ‬ ‫وح الَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ ‪3‬‬ ‫ود ِم َن ا ْلج ِ‬ ‫ت لَ َك‪:‬‬ ‫وت‬ ‫الر ِ‬ ‫ود ِم َن ُّ‬ ‫َّب أ َِّني ُق ْل ُ‬ ‫س ٌد ُه َو‪َ ،‬وا ْل َم ْولُ ُ‬ ‫اهلل‪ .‬اَْل َم ْولُ ُ‬ ‫َي ْد ُخ َل َملَ ُك َ‬ ‫وح‪ .‬الَ تَتَ َعج ْ‬ ‫وح ُه َو ُر ٌ‬ ‫سد َج َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫شاء‪ ،‬وتَسمع صوتَها‪ِ ،‬‬ ‫لك َّن َك الَ تَ ْعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن تَأ ِْتي َوالَ إِلَى أ َْي َن‬ ‫يح تَ ُه ُّ‬ ‫ب َح ْي ُ‬ ‫َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫َن تُولَ ُدوا ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫ق‪ .‬اَ ِّلر ُ‬ ‫ث تَ َ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫َج َ ِ ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ب‪ .‬ه َك َذا ُك ُّل َم ْن ُولِ َد ِم َن ُّ‬ ‫وس َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬ك ْي َ‬ ‫ف ُي ْم ِك ُن أ ْ‬ ‫تَذ َ‬ ‫سوعُ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫َج َ‬ ‫ون ه َذا؟» أ َ‬ ‫وح»‪ .‬أ َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫يم ُ‬ ‫اب نيقُود ُ‬ ‫ت معلِّم إِ ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫ت تَ ْعلَ ُم ه َذا! ‪11‬اَْل َح َّ‬ ‫ش َه ُد ِب َما َأر َْي َنا‪،‬‬ ‫ق أَقُو ُل لَ َك‪ :‬إِ َّن َنا إِ َّن َما َنتَ َكلَّ ُم ِب َما َن ْعلَ ُم َوَن ْ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫سَ‬ ‫س َارئي َل َولَ ْ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬أَ ْن َ ُ َ ُ ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫اوي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الس َم ِ‬ ‫َّات؟‬ ‫ت لَ ُك ُم َّ‬ ‫ون َ‬ ‫ون‪ ،‬فَ َك ْي َ‬ ‫ون إِ ْن ُق ْل ُ‬ ‫ت ُق ْل ُ‬ ‫ادتَ​َنا‪ .‬إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ش َه َ‬ ‫ف تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ستُ ْم تَ ْق َبلُ َ‬ ‫ت لَ ُك ُم األ َْرضيَّات َولَ ْ‬ ‫َولَ ْ‬ ‫‪16‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْنس ِ َِّ‬ ‫اء إِالَّ الَِّذي َن َز َل ِم َن َّ ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫َح ٌد َ ِ ِ‬ ‫اء‪َ «17 .‬و َك َما َرفَ َع‬ ‫س أَ‬ ‫الس َماء‪ْ ،‬اب ُن ِ َ‬ ‫َولَ ْي َ‬ ‫ان الذي ُه َو في َّ َ‬ ‫صع َد إلَى َّ َ‬ ‫‪10‬‬ ‫موسى ا ْلح َّي َة ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫َن ُي ْرفَ َع ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ون لَ ُه ا ْل َح َياةُ‬ ‫َّة ه َك َذا َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫ان‪ ،‬لِ َك ْي الَ َي ْهلِ َك ُك ُّل َم ْن ُي ْؤ ِم ُن ِب ِه َب ْل تَ ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫َح َّ‬ ‫ون لَ ُه ا ْل َح َياةُ‬ ‫ب اهللُ ا ْل َعالَ َم َحتَّى َب َذ َل ْاب َن ُه ا ْل َو ِح َ‬ ‫يد‪ ،‬لِ َك ْي الَ َي ْهلِ َك ُك ُّل َم ْن ُي ْؤ ِم ُن ِب ِه‪َ ،‬ب ْل تَ ُك ُ‬ ‫األ َ​َبد َّي ُة‪ .‬ألَنَّ ُه ه َك َذا أ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ان‪،‬‬ ‫ص ِب ِه ا ْل َعالَ ُم‪ .‬اَلَِّذي ُي ْؤ ِم ُن ِب ِه الَ ُي َد ُ‬ ‫األ َ​َب ِد َّي ُة‪ .‬أل ََّن ُه لَ ْم ُي ْر ِس ِل اهللُ ْاب َن ُه إِلَى ا ْل َعالَِم لِ َي ِد َ‬ ‫ين ا ْل َعالَ َم‪َ ،‬ب ْل ل َي ْخلُ َ‬ ‫ِ ِ ِ ‪ِ ِ ِ 13‬‬ ‫ين‪ ،‬أل ََّن ُه لَم ي ْؤ ِم ْن ِب ِ‬ ‫ِ ُّ‬ ‫اء إِلَى‬ ‫َوالَِّذي الَ ُي ْؤ ِم ُن قَ ْد ِد َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ور قَ ْد َج َ‬ ‫اسم ْاب ِن اهلل ا ْل َوحيد‪َ .‬وهذه ه َي الد َّْي ُنوَن ُة‪ :‬إ َّن الن َ‬ ‫الس ِّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس الظُّ ْلم َة أَ ْكثَر ِم َن ُّ‬ ‫ب َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ض‬ ‫يرةً‪15 .‬أل َّ‬ ‫ور‪ ،‬أل َّ‬ ‫َح َّ‬ ‫َن ُك َّل َم ْن َي ْع َم ُل َّ‬ ‫آت ُي ْب ِغ ُ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ا ْل َعالَم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫الن ُ‬ ‫َع َمالَ ُه ْم َكا َن ْت شِّر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ق فَ ُي ْق ِب ُل إِلَى ُّ‬ ‫النور‪َ ،‬والَ َيأ ِْتي إِلَى ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫َما َم ْن َي ْف َع ُل ا ْل َح َّ‬ ‫َع َمالُ ُه أ ََّن َها‬ ‫َع َمالُ ُه‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ور لِ َئالَّ تَُوب َ‬ ‫ور‪ ،‬لِ َك ْي تَ ْظ َه َر أ ْ‬ ‫َّخ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِب ِ‬ ‫اهلل َم ْع ُمولَ ٌة» "‬ ‫‪1‬‬ ‫ان ِم َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫يس لِ ْل َي ُه ِ‬ ‫ين ْ ِ ِ‬ ‫ود‪" .‬‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫سٌ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)1 :6‬ك َ‬ ‫وس‪َ ،‬رِئ ٌ‬ ‫يم ُ‬ ‫ان إِ ْن َ‬ ‫اس ُم ُه نيقُود ُ‬ ‫رئيساً لليهود= أي عضو من السنهدريم‪ .‬وفي (‪ )::‬معلم إسرائيل= دكتوراه في الناموس اليهودي‪ .‬وقد جاء في‬

‫التلمود أن شخصاً إسمه نيقوديموس أحد أربعة من األغنياء وأنه من أتباع المسيح‪.‬‬ ‫ع لَ ْيالً‬ ‫سو َ‬ ‫إِلَى َي ُ‬ ‫ت تَ ْع َم ُل‬ ‫الَِّتي أَ ْن َ‬

‫ت ِم َن ِ‬ ‫س‬ ‫َوقَ َ‬ ‫اهلل ُم َعلِّ ًما‪ ،‬أل ْ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪َ ،‬ن ْعلَ ُم أ ََّن َك قَ ْد أَتَ ْي َ‬ ‫َن لَ ْي َ‬ ‫إِ ْن لَ ْم َي ُك ِن اهللُ َم َع ُه»‪".‬‬

‫‪1‬‬ ‫اء‬ ‫آية ( يو‪ " -:)1 :6‬ه َذا َج َ‬ ‫هذ ِه اآلي ِ‬ ‫َن يعم َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‬ ‫َ‬ ‫أَ‬ ‫َح ٌد َي ْقد ُر أ ْ َ ْ َ‬ ‫جاء ليالً= ويوحنا اإلنجيلي يذكر هذه العبارة ‪ 7‬مرات (‪ .)7:1::+7:13‬فمجيئه ليالً يكشف عن حذره وخوفه‬

‫وأنه ال يريد أن يعرض مركزه للخطر‪ ،‬ويكشف عن كبريائه‪ ،‬فكيف يأتي هذا المعلم الكبير لنجار ليتعلم منه‪ .‬ماذا‬ ‫‪141‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫يقال عنه لو عرف الفريسيون ما عمله‪ .‬وهذا يعني أن اإليمان لم ينمو ليصبح إيمان حي بإبن اهلل كمخلص‬

‫حقيقي‪ ،‬ودواء الخوف هو المسيح‪ ،‬واإليمان به‪ .‬ومجيئه ليالً يشير إلى أنه لم يعثر بعد على اإليمان والنور‬

‫اإللهي (قارن مع يو‪ )7:1:7‬في مفهوم القديس يوحنا كلمة ليالً تشير للخطية والكبرياء والظالم في القلب‪ .‬نعلم‬ ‫أنك أتيت من اهلل معلِّماً= هذه قد جاءت من معلم عظيم كنيقوديموس‪ ،‬لذلك ففي نظره أن المسيح له قيمة‬ ‫عظيمة‪.‬‬

‫نعلم= ليس المهم أن تعلم فقط بل أن تتغير‪ .‬وقوله نعلم يشير إلى أن غيره من الفريسيين أعجبوا بأعمال المسيح‬ ‫وتعاليمه‪ .‬رابي= هي إحدى درجات ثالث وترتيبها راب‪ /‬رابي‪ /‬رابون‪ .‬وتأتي من كلمة جذرها في العبرية يعني‬ ‫كبير أو عظيم‪ .‬ومع كل هذا كانت معرفة نيقوديموس بالمسيح ناقصة‪ ،‬كان ينقصه إيمانه بأن المسيح هو إبن‬

‫اهلل‪ .‬إن لم يكن اهلل معه= (تك‪ +1111:‬قض‪ .):11:‬فنفهم من هذا أن رأي نيقوديموس أن اهلل يعين المسيح‪،‬‬ ‫وبهذه المعونة يعمل أعماله اإلعجازية‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫َن َي َرى‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ق الَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َح ٌد الَ ُيولَ ُد ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ َك‪ :‬إِ ْن َك َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫َج َ‬ ‫آية ( يو‪ -:)6 :6‬أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫وت ِ‬ ‫اهلل»‪.‬‬ ‫َملَ ُك َ‬

‫هنا المسيح ال يرد على كالم نيقوديموس بل على أفكاره (يو‪ )1111‬فنيقوديموس كان يسعى وراء معرفة يزدادها‬ ‫من المسيح‪ .‬والمسيح كلمه عن إيمان يحتاجه‪ ،‬نيقوديموس يريد أن يبني على معلوماته القديمة معلومات جديدة‬

‫يتباهى بها‪ ،‬أو ممارسات يعملها فيتبرر أكثر ‪ .‬والمسيح يقول بل هناك شئ جديد ينبغي أن يولد‪ ،‬هناك والدة‬ ‫جديدة وليس مجرد إضافة‪ .‬حتى وال يكفي إعجابك بالمعجزات التي رأيتها‪.‬‬

‫الحق الحق= تفيد التوكيد‪ ،‬وأن ما سيقال هو شئ جديد أو غريب على أسماعهم‪ ،‬وهو شئ هام‪ .‬وتفيد أن‬ ‫المتكلم هو اهلل‪ ،‬فاألنبياء يقولون هكذا‪ ..‬يقول الرب‪.‬‬

‫يولد من فوق= أي من السماء (وتترجم يولد ثانية)‪ .‬وهذا حادث يتم لإلنسان بقوة إلهية تفوق فهم اإلنسان‪ ،‬لذلك‬ ‫تسمى المعمودية سر ‪ .‬وهي تعني أننا صرنا أوالداً هلل‪ ،‬وذلك بإتحادنا بالمسيح اإلبن‪ .‬فنصلي "أبانا الذي في‬

‫السموات"‪ .‬يرى ملكوت اهلل= بهذه الوالدة يتصل اإلنسان بالوجود الفوقاني أي ملكوت اهلل‪ ،‬ألننا بخطية آدم‬ ‫فقدناها‪.‬‬

‫ال يقدر= حتى على التأمل في السماويات بسبب العجز الروحي الراجع للخطية‪ .‬ملكوت اهلل= قالها يوحنا هنا‬ ‫وفي آية (‪ )7‬ثم أصبح يطلق عليها الحياة األبدية وهو يعني أن اهلل يملك على كنيسته بقوة منذ اآلن ويتمم إرادته‬ ‫ومشيئته في أوالده الذين يملكونه على قلوبهم‪ .‬ولكن ملكوته هذا سيستعلن بشكل جديد في الزمن اآلتي حين‬

‫يتالشى الشر تماماً ونحيا في ميراث المجد العتيد‪( .‬هذا الفهم لملكوت اهلل لن يفهمه سوى المولود من فوق‪ ،‬أما‬

‫اليهود فيطلبون ملكاً أرضياً)‪.‬‬

‫‪142‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫آية‬ ‫ُم ِه‬ ‫أ ِّ‬

‫‪7‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف ُي ْم ِك ُن ِ‬ ‫َن َي ْد ُخ َل َب ْط َن‬ ‫( يو‪ " -:)7 :6‬قَ َ‬ ‫َن ُيولَ َد َو ُه َو َ‬ ‫وس‪َ «:‬ك ْي َ‬ ‫ش ْي ٌخ؟ أَلَ َعلَّ ُه َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫يم ُ‬ ‫ال لَ ُه نيقُود ُ‬ ‫ثَ ِان َي ًة َوُيولَ َد؟»‪".‬‬

‫لم يفهم نيقوديموس ما قاله المسيح وأعلن عن عجزه على الفهم‪ .‬وكما أنه من الصعب أن يدخل الشيخ العجوز‬

‫لبطن أمه‪ ،‬كان صعباً على نيقوديموس أن يتقبل فكرة الميالد الثاني بعد أن قضي عمره ال يفهم سوى البر‬ ‫الذاتي‪[ .‬المسيح يتكلم عن ملكوت اهلل كخليقة جديدة ونيقوديموس يصر على تكرار القديم (الوالدة الجسدية)]‬

‫المسيح ال يغير الظروف الخارجية بل هو يعيد تغيير الداخل ويخلقه جديداً‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫ان أَح ٌد الَ يولَ ُد ِم َن ا ْلم ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫َن‬ ‫الر ِ‬ ‫اء َو ُّ‬ ‫وح الَ َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ َك‪ :‬إِ ْن َك َ َ‬ ‫َج َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)0 :6‬أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫َ‬ ‫وت ِ‬ ‫اهلل‪" .‬‬ ‫َي ْد ُخ َل َملَ ُك َ‬

‫المسيح يشرح له أن الميالد المقصود هو من الروح‪ ،‬ميالد روحاني للنفس هو ميالد غير منظور‪ .‬يولد من=‬

‫وترجمتها من داخل‪ ،‬أي يدخل اإلنسان للماء ليخرج مولوداً جديداً من الروح‪( .‬والمقصود بالوالدة من فوق هو‬

‫الروح)‪ .‬والروح يقدس الماء في المعمودية ليكون لها قوة على الميالد الثاني الروحاني‪ .‬كما يقول القديس كيرلس‬ ‫الكبير‪ ..‬الميالد من الماء والروح هو موت عن حياة جسدية سالفة وتقديس ثم قبول حياة جديدة مخلوقة بالروح‬

‫القدس لتؤهل النفس للحياة مع اهلل في ملكوته‪ .‬لذلك يسبق المعمودية توبة واعتراف فهي بداية جديدة‪ .‬والمعمودية‬ ‫هي موت مع المسيح عن حياتنا السالفة لقبول حياة جديدة من عمل الروح القدس هي من حياة المسيح‪ .‬والميالد‬

‫من الروح ومن الماء كان في ذلك الوقت ليس غريباً عن نيقوديموس‪ ،‬فكان المعمدان يقول هذا عن المسيح الذي‬

‫سيعمد بالروح القدس ونار‪.‬‬

‫يدخل ملكوت اهلل= كما كان الخ تان شرط أن يكون الشخص من شعب اهلل في العهد القديم‪ ،‬هكذا في العهد‬ ‫الجديد فالمعمودية شرط لدخول ملكوت اهلل‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ود ِم َن ا ْلج ِ‬ ‫وح‪" .‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ود ِم َن ُّ‬ ‫س ٌد ُه َو‪َ ،‬وا ْل َم ْولُ ُ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)3 :6‬اَْل َم ْولُ ُ‬ ‫وح ُه َو ُر ٌ‬ ‫سد َج َ‬ ‫َ َ‬ ‫بالمعمودية يتحول اإلنسان من حياة قديمة حسب الجسد إلى حياة حسب الروح‪ .‬وما ال يستطيعه الجسد تستطيعه‬

‫الروح‪ .‬فأنت اآلن يا نيقوديموس تتصور أنك ال يمكنك ترك شهواتك‪ ،‬هذا ألنك مولود من جسد‪ .‬وبهذه اآلية‬ ‫يشرح السيد لنيقوديموس أن الوالدة الثانية ليست والدة جسدية أي ال داعي ألن يدخل بطن أمه ثانية‪ .‬ومن يولد‬

‫من الجس د يموت‪ ،‬أما من يولد من الروح ويقوده الروح فله حياة أبدية فالمولود من الروح يقوده الروح حتى يصل‬ ‫به للسماء‪ .‬من يولد من الجسد يشتهي العالم ومن يولد من الروح يشتهي اإللتصاق باهلل‪ ،‬ويتخلى عن شهواته‬

‫الجسدية‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ق‪" .‬‬ ‫ت لَ َك‪َ :‬ي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫َن تُولَ ُدوا ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫َّب أ َِّني ُق ْل ُ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)7 :6‬الَ تَتَ َعج ْ‬

‫‪143‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫فإذا كنت تريد أن تكون رجالً روحياً ينبغي أن تولد من فوق‪ .‬فإذا كنت قد جئت لي لتتعلم كيف ينبغي أن تحيا‬

‫في ملكوت اهلل فلن ينفعك األعمال الجسدية كلها فهي من الجسد‪ .‬أوالً تولد من فوق ثم تعمل أعماالً يعينك فيها‬

‫الروح بعد ذلك لتستمر كميت امام الخطية ‪ ،‬وحياً للبر فى المسيح (رو‪ ، ) :‬لتتجدد يوماً فيوماً‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫شاء‪ ،‬وتَسمع صوتَها‪ِ ،‬‬ ‫ب‪.‬‬ ‫يح تَ ُه ُّ‬ ‫ب َح ْي ُ‬ ‫لك َّن َك الَ تَ ْعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن تَأ ِْتي َوالَ إِلَى أ َْي َن تَذ َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)2 :6‬اَ ِّلر ُ‬ ‫ث تَ َ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ‬ ‫الرو ِح»‪".‬‬ ‫ه َك َذا ُك ُّل َم ْن ُولِ َد ِم َن ُّ‬

‫السيد يشرح له أن الوالدة من الروح لها قوة غير منظورة للتغيير‪ ،‬ويتغير اإلنسان ويصير إنساناً جديداً‪ .‬كمن ولد‬ ‫من جديد‪ .‬في العبرية واليونانية كلمتي روح وريح هي كلمة واحدة‪ ،‬وكلمة تهب من نفس أصل كلمة ريح والمعنى‬

‫أنه كما تتحرك أوراق الشجرة فنعرف أنها تعرضت لريح‪ ،‬هكذا المولود من الروح تظهر عليه عالمات عمل‬ ‫الروح القدس بغاية الوضوح والقوة في كالمه وتصرفاته وفهمه ومحبته وحكمته‪..‬الخ‪ .‬هذا هو التغيير بالروح‬

‫(رو‪ ):711‬ولكن ذلك لكل من يجاهد فيعين الروح ضعفاته (رو‪ .)1:11‬وهذا أيضاً ما أسماه بولس الرسول‬

‫ختان القلب بالروح (رو‪ )1:11‬أي إزالة الشهوات الخاطئة من داخل القلب كمن يقطعها بمشرط الختان‪ .‬إذاً يولد‬ ‫اإلنسان من الروح فيوجد داخله إنسان جديد روحي يقوده الروح‪ ،‬فالروح يقود الروح‪ ،‬ويقودنا الروح القدس (الذي‬

‫نحصل عليه في سر الميرون بعد المعمودية) لتتجدد طبيعتنا ونصير خليقة جديدة‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫َج َ ِ ِ‬ ‫ون ه َذا؟»‪".‬‬ ‫وس َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬ك ْي َ‬ ‫ف ُي ْم ِك ُن أ ْ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)3 :6‬أ َ‬ ‫يم ُ‬ ‫اب نيقُود ُ‬ ‫يقصد نيقوديموس أنه كيف يتم هذا؟! وكان ال معنى لسؤاله فالمسيح أوضح له أنه ليس من عمل إنسان بل هو‬

‫عمل فائق من الروح القدس‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ت تَ ْعلَ ُم ه َذا! "‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫سَ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬أَ ْن َ‬ ‫َج َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)15 :6‬أ َ‬ ‫يل َولَ ْ‬ ‫ت ُم َعلِّ ُم إِ ْ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫هذا عتاب لكل معلمي اليهود في شخص نيقوديموس‪ ،‬الذين سمعوا بالتأكيد عن عمل الروح القدس وكيف أنه‬

‫يجعل الشخص جديداً‪ .‬وهذا حدث حتى مع شاول الملك‪ .‬وكذلك نجد هذا في عدة أماكن (راجع‬

‫‪:‬صم‪: +::-:+:+:1::‬صم‪ ..:71:‬وهذا أال يعتبر كميالد ثان لإلنسان‪ .‬وراجع (مز‪ ..)::17:‬وأال يعتبر‬ ‫هذا خلقاً جديداً‪ .‬وراجع (حز‪ )7:1:1 +::1::‬بل أن حزقيال جمع عمل الماء والروح في الخلق الجديد‬

‫(حز‪ ):1-:173 +11-1:+1717:‬وراجع أيضاً (أش‪ .):-11:: +::-:11:7‬وعن عمل الروح القدس‬ ‫راجع (يؤ‪. )1:-1111‬‬

‫‪ )1‬والدة شعب بأكمله ‪ " -:‬من سمع مثل هذا ‪ .‬من رأى مثل هذا هل تمخض بالد فى يوم واحد ‪ .‬أو‬ ‫تولد أمة دفعة واحدة ‪ .‬فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها " (إش‪... " + )1 1 ::‬بل إفرحوا‬ ‫وابتهجوا إلى األبد فى ما أنا خالق ألنى هأنذا خالق أورشليم بهجة وشعبها فرحا " (إش‪. ):1 1 :7‬‬

‫‪144‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫‪ )2‬الوالدة من الروح ‪ " -:‬فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على رأسه (هذا عن شاول الملك)‪....‬وكان‬ ‫عندما أدار كتفه لكى يذهب من عند صموئيل أن اهلل أعطاه قلبا آخر " (‪:‬صم‪):: ، : ، : 1 ::‬‬ ‫‪:( +‬صم‪( + ):7 1 ::‬مز‪( + ):: 1 7:‬حز‪ " + ):: 1 ::‬فقال لى تنبأ للروح (أى صلى)‬ ‫‪..‬وقل‪...‬هب على هؤالء القتلى ليحيوا‪ ...‬فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم‪(....‬حز‪1 73‬‬ ‫‪( + ):1 – :‬يؤ‪. )11 1 1‬‬

‫‪ )3‬الوالدة من الماء والروح ‪ " -:‬وأرش عليكم ماء طاه ار فتطهرون من كل نجاستكم ومن كل أصنامكم‬ ‫أطهركم‪ ....‬وأعطيكم قلبا جديدا وأجعل روحا جديدا فى داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم‬ ‫قلب لحم‪ .‬وأجعل روحى فى داخلكم‪(...‬حز‪ . )11 – 171 7:‬وأال يعتبر هذا التغيير الجوهرى فى‬ ‫قلوب الشعب أنه والدة جديدة من الماء والروح‪.‬‬ ‫‪ )4‬وألم تبدأ الحياة فى الخليقة األولى عندما كان روح اهلل يرف على وجه المياه (تك‪ . )1 ، : 1 :‬وألم‬ ‫تخرج األرض وتبدأ الحياة عليها من الماء (تك‪ ):7 – : 1 :‬فى اليوم الثالث للخليقة ‪.‬‬

‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫آية ( يو‪11" -:)11 :6‬اَْل َح َّ‬ ‫ادتَ​َنا‪.‬‬ ‫ق أَقُو ُل لَ َك‪ :‬إِ َّن َنا إِ َّن َما َنتَ َكلَّ ُم ِب َما َن ْعلَ ُم َوَن ْ‬ ‫ون َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫ستُ ْم تَ ْق َبلُ َ‬ ‫ش َه ُد ِب َما َأر َْي َنا‪َ ،‬ولَ ْ‬ ‫"‬ ‫أما المسيح فيعلم‪ .‬والمسيح يتكلم هنا بصيغة الجمع وقد يقصد الثالوث‬ ‫المسيح يوبخ نيقوديموس أنه ال يفهم‪ّ ،‬‬ ‫فاآلب يريد اإلعالن واإلبن والروح ينفذان واإلبن ال يعمل شيئاً بدون اآلب‪ ،‬أو هو وتالميذه‪ ،‬أو هو واألنبياء‬ ‫الذين تنبأوا عن هذه األيام‪( .‬والحظ أن التالميذ سمعوا عن هذا من المعمدان)‪ .‬وبحسب الناموس فالشهادة تكون‬ ‫على فم اثنين‪ .‬الرب يقول له إن هذا موضوع ليس للنقاش بل ستالحظون وتدركون عمل الروح‪ ،‬ولكني أنا‬

‫أخبرك به من اآلن‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ستُ ْم‬ ‫ت ُق ْل ُ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)11 :6‬إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ت لَ ُك ُم األ َْرضيَّات َولَ ْ‬ ‫األرضيات= أي األمور السماوية مشروحة بطريقة أرضية‬

‫اوي ِ‬ ‫الس َم ِ‬ ‫َّات؟"‬ ‫ت لَ ُك ُم َّ‬ ‫ون‪ ،‬فَ َك ْي َ‬ ‫ون إِ ْن ُق ْل ُ‬ ‫ف تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ليفهمها الناس‪ .‬السمويات= أي لو استعلنها المسيح‬

‫على مستوى جوهرها السمائي واإللهي‪ .‬والقول يشير إلى أنه إذا لم تفهم يا نيقوديموس الوالدة من الماء والروح‬ ‫فه ل ستفهم األكل من جسد المسيح ودمه‪ ،‬أو قول المسيح أنه واآلب واحد أو سر الثالوث القدوس‪( .‬وقد تكون‬ ‫األرضيات هي مفاعيل المعمودية في المؤمن على األرض أو أي أمور روحية تخص الحياة على األرض‬ ‫والسمائيات هي الحياة في العالم اآلخر والنصيب المعد لنا هناك‪.‬‬

‫‪145‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية ( يو‪16" -:)16 :6‬ولَ ْيس أَح ٌد ص ِع َد إِلَى َّ ِ ِ َّ َِّ‬ ‫اء‪ْ ،‬اب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان الَِّذي ُه َو ِفي‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫الس َماء إال الذي َن َز َل م َن َّ َ‬ ‫السم ِ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫َّ َ‬ ‫سبق في آية (‪ )1‬أن قال نيقوديموس "أنك أتيت من اهلل معلماً" والمسيح هنا يقول ال بل أنا أتيت من السماء‪،‬‬ ‫ولست معلماً كمعلمي اليهود‪ .‬هنا المسيح بدأ يشرح السمويات لنيقوديموس بحسب ما يمكنه فهمه‪ .‬وهو جاء‬ ‫ليعطي حياة أفضل لإلنسان فيها يولد من فوق‪ .‬ومع أن المسيح نزل من فوق إال أنه سيصعد إلى فوق ومع هذا‬

‫فهو بالهوته لم يغادر السماء‪ .‬هو السماوي نزل ليحملنا فيه للسماء‪ ،‬ولذلك قال "إثبتوا ف َّي " وهذه اآلية تثبت‬ ‫الهوته‪ .‬صعد إلى السماء= أي يرى أسرار السماء وحده فال أحد من البشر صعد للسماء ليعرف أسرارها‪ .‬وألنه‬ ‫من السماء فهو وحده الذي يعلم السمائيات وهو نزل من السماء ليعلن األسرار لنا‪ .‬ولذلك ينبغي أن تقبل‬

‫شهادته‪ .‬نزل من السماء= هذه تساوي "الكلمة صار جسداً" واآلية تبدأ بحرف الواو‪ .‬إذاً هي راجعة لما سبقها‪،‬‬ ‫أي ال أحد يعلم السماويات إال من هو قادر أن يصعد ليرى وينزل ليخبر‪ ،‬أنا السماوي‪ .‬وأيضاً موضوع الوالدة‬

‫من فوق التى كلمتك عنها يا نيقوديموس من الماء والروح ‪ ،‬لم يتم إالّ بنزولي من السماء‪ .‬آية (‪ ):1‬أشار فيها‬ ‫السيد للسماويات‪ .‬وهنا في هذه اآلية يبدأ بقوله صعد إلى السماء قبل قوله نزل من السماء (ويبدو أن هذا‬

‫عكس ما حدث فهو نزل وتجسد ثم صعد) لكنه بدأ بقوله صعد ألن صعود المسيح للسماء هو الذي جذبنا‬

‫للسماء وبهذا يجذب فكر نيقوديموس لإلرتقاء للسماويات ‪ ،‬ولهذه الحياة الجديدة التى يعرضها ويشرحها له ‪ ،‬بل‬

‫هو الوحيد القادر أن يصعد للسماء فهو الذى فى السماء ‪ ،‬إذاً هو القادر وحده أن يخبرنا عما فى السماويات بل‬ ‫يعطينا أن نحياها إذ هو قد طأطأ السموات ونزل لنحيا السماويات على األرض ‪ .‬لذلك بدأ اآلية بحرف العطف‬

‫(و) ألنها عائدة على آية (‪.):1‬‬

‫اآليات (يو‪«17" -:)10 –17 :6‬و َكما رفَع موسى ا ْلح َّي َة ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫َن ُي ْرفَ َع ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‪10 ،‬لِ َك ْي‬ ‫َّة ه َك َذا َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ون لَ ُه ا ْل َح َياةُ األ َ​َب ِد َّي ُة‪" .‬‬ ‫الَ َي ْهلِ َك ُك ُّل َم ْن ُي ْؤ ِم ُن ِب ِه َب ْل تَ ُك ُ‬ ‫هنا نرى لماذا نزل إبن اإلنسان من السماء وكيف يصعدنا إلى السماء‪.‬‬

‫رأينا في آية (‪ ) :7‬التجسد وهنا نرى الفداء (وهنا المسيح يشرح السمويات برموز من العهد القديم)‪ .‬فاإلنسان‬

‫ب الخطية القاتلة لإلنسان‪ .‬فالخطية مرتبطة بالحية‪ .‬وجاءت الحيات‬ ‫سقط بواسطة الحية التي إستطاعت أن تُ َسر ْ‬ ‫صور عمل الخطية التي تفتك باإلنسان الخاطئ‪ .‬أما الحية النحاسية فهي‬ ‫المحرقة تفتك بالشعب (عد‪ )311:‬لتْ ّ‬ ‫حية ميتة سمها مقتول وهي رمز للمسيح الذي تجسد في شبه جسد الخطية بل صار خطية ألجلنا لكنه بال‬

‫خطية‪ .‬وحمل خطايانا في جسده ومات وهو حامل لها فقتل الخطية بالجسد‪ .‬لهذا يقال أن المسيح أمات الموت‬

‫ودان الخطية بالجسد أي حكم عليها حكماً مؤبداً بالعدم حينما مات بها ثم قام‪ .‬والنظر للحية النحاسية هو رمز‬ ‫لمن يؤمن بالمسيح المصلوب الذي قام من األموات ليقيم من يؤمن به من موت الخطية (‪:‬بط‪ .)1111‬يرفع إبن‬

‫اإلنسان= أوالً على خشبة ثم صعوده‪ .‬حياة أبدية= فهي حياة اهلل نفسه الذي ال يموت‪ ،‬األبدي‪ ،‬أعطاها لنا في‬

‫‪146‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫المعمودية‪" .‬لي الحياة هي المسيح" (في‪ )1:1:‬أعطاها لنا بصليبه وقيامته‪ .‬المسيح يشرح هنا أن الصليب هو‬ ‫األساس الذى تبنى عليه المعمودية التى هى ميالد من الماء والروح ‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫يد‪ ،‬لِ َك ْي الَ َي ْهلِ َك ُك ُّل َم ْن ُي ْؤ ِم ُن ِب ِه‪َ ،‬ب ْل‬ ‫َح َّ‬ ‫ب اهللُ ا ْل َعالَ َم َحتَّى َب َذ َل ْاب َن ُه ا ْل َو ِح َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :6‬أل ََّن ُه ه َك َذا أ َ‬ ‫ون لَ ُه ا ْل َح َياةُ األ َ​َب ِد َّي ُة‪" .‬‬ ‫تَ ُك ُ‬

‫هنا المسيح يكرر لكي ال يهلك كل من يؤمن به= لكي يشرح لنيقوديموس أن الذي يعطي الحياة األبدية ليس هو‬

‫العمل بالناموس بل اإليمان‪ .‬وما الذي دفع المسيح أن يتجسد ويصلب‪ ..‬اإلجابة هنا هي الحب‪ .‬كل العالم=‬

‫يهوداً وأمم‪ .‬إبنه الوحيد= هذه تذكرنا بتقديم إبراهيم إبنه الوحيد محرقة‪ .‬فإسحق كان رم اًز للمسيح‪ .‬في آية (‪):1‬‬

‫المسيح يقول عن نفسه "إبن اإلنسان" وفي هذه اآلية يقول "إبن اهلل" فهو إبن اهلل الذي صار إبناً لإلنسان ليفدينا‪.‬‬ ‫أحب اهلل العالم= كانت آالم إبراهيم حين َّ‬ ‫قدم إسحق ذبيحة تساوي تماماً آالم إسحق‪ .‬فاهلل بهذه القصة شرح كيف‬ ‫أن آالم اآلب كانت مساوية آلالم االبن‪ ،‬وأن درجة بذل اآلب هي نفس درجة بذل اإلبن‪ .‬ولم يكن اهلل ليبذل إبنه‬

‫الوحيد إالّ لو كان الثمن الذي سيحصل عليه مساوياً لهذا‪ .‬وكان ما حصل عليه اهلل اآلب هو بنوة اإلنسان هلل‬ ‫بفداء المسيح‪ ،‬وهذه هي محبة اآلب‪ ،‬الذي فرح بعودة أبنائه إليه‪ .‬المسيح هنا يعلن محبة اآلب لنا‪ .‬أحب حتى‬

‫بذل= محبة اهلل قوية إلى هذه الدرجة (رو‪ )7111‬أحب= (أغابي) وهي المحبة التي تعطي دون أن تطلب شيئاً‪.‬‬ ‫بذل= أعطى نفسه عطاء كامالً لكي ال يهلك بسم الحية كل من يؤمن به‪ .‬الحياة األبدية= هي حياة المسيح‬

‫وهي أبدية‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ص ِب ِه ا ْل َعالَ ُم‪" .‬‬ ‫آية ( يو‪ " -:)17 :6‬أل ََّنهُ لَ ْم ُي ْر ِس ِل اهللُ ْاب َن ُه إِلَى ا ْل َعا َلِم لِ َي ِد َ‬ ‫ين ا ْل َعالَ َم‪َ ،‬ب ْل ل َي ْخلُ َ‬ ‫يا نيقوديموس الخالص الذي جئت ألقدمه يختلف عن الناموس‪ ،‬فالناموس الذي أنت متمسك به يدينك‪ ،‬بل‬

‫يحكم عليك بالموت‪ .‬وكانت تعاليم الربيين اليهود أن المسيا حين يأتي سيبيد األمم ويسحقها‪ .‬لكن المسيح هنا‬

‫يقول أن هدفه هو خالص األمم بل العالم كله وليس دينونة العالم (إش‪ .)::171‬فالمسيح في مجيئه األول أتى‬ ‫ليخلص ولكنه في مجيئه الثاني سيأتي ليدين‪ .‬فالشمس التي تضئ للناس هي نفسها تميت البعض من ضربة‬

‫الشمس والماء الذي يحيي الناس‪ ،‬هناك من يغرق فيه ويموت‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫اهلل ا ْلو ِح ِ‬ ‫ين‪ ،‬ألَنَّ ُه لَم ي ْؤ ِم ْن ِباسِم ْاب ِن ِ‬ ‫يد‪" .‬‬ ‫ان‪َ ،‬والَِّذي الَ ُي ْؤ ِم ُن قَ ْد ِد َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)12 :6‬اَلَِّذي ُي ْؤ ِم ُن ِب ِه الَ ُي َد ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫من يؤمن يخرج من دائرة الدينونة أما من يدان فهو يدان ألنه خرج من دائرة الحب‪ .‬وهذا تفسير التناقض‬

‫الظاهري بين " لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم" (يو‪" ،)7:1:‬اهلل لم يرسل إبنه إلى العالم ليدين العالم"‬

‫(يو‪ .):317‬فالمسيح أتى حقاً ليخلص ويجمع كل شعبه في جسد واحد بالمحبة‪ ،‬فمن يؤمن يدخل لهذا الجسد‬ ‫ويتمتع بالحب والنور والفرح وغفران الخطايا‪ ،‬التي حملها في جسده‪ .‬ومن يرفض فهو الذي حكم على نفسه‬

‫بالدينون ة وأن يبقى في الظلمة الخارجية وأن نحيا بضمير معذب من الخطايا فال غفران سوى بالمسيح‪ .‬وهذا تم‬

‫‪147‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫التعبير عنه في قول سمعان الشيخ "ها إن هذا قد ُوضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل" (لو‪ .)7111‬يؤمن=‬ ‫يؤمن ‪ +‬يعتمد ‪ +‬يحيا كما يحق إلنجيل المسيح‪ .‬ومن رفض المسيح تبدأ دينونته على األرض ليس بسبب‬ ‫خطاياه القديمة بل لرفضه المسيح الذي يغفر خطاياه‪.‬‬

‫(والحظ أن يوحنا يكتب سنة ‪ :::‬م بعد خراب الهيكل بثالثين سنة وبهذا نفهم أن سبب خراب األمة اليهودية‬

‫جاء لكل إنسان أنه حين يؤمن إيمان حي عامل بالمحبة يقبله اهلل‬ ‫عدم إيمانها)‪ .‬ولكن يوحنا يضع أمالً ور ً‬ ‫(يو‪ .)7:1:1‬ويحذر من عدم اإليمان (‪ .)1111‬اإليمان هنا هو يناظر النظر إلى الحية النحاسية ليشفَي‬ ‫الملدوغ‪ .‬وأيضاً تركيز النظر على المسيح ي ِ‬ ‫شفي‪ .‬كما ركز بطرس نظره على المسيح فسار فوق األمواج‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بإسم إبن هلل= أي بقوة الفداء فكلمة اإلسم تعني القدرة‪ .‬فالذي يؤمن بأن الدم له قوة الغفران يستريح ضميره‪.‬‬ ‫‪ِ ِ ِ 13‬‬ ‫ِ‬ ‫اس الظُّ ْلم َة أَ ْكثَر ِم َن ُّ‬ ‫ب َّ‬ ‫ِ ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ور‪،‬‬ ‫َح َّ‬ ‫اء إِلَى ا ْل َعالَم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫الن ُ‬ ‫ور قَ ْد َج َ‬ ‫َ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)13 :6‬وهذه ه َي الد َّْي ُنوَن ُة‪ :‬إ َّن الن َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يرةً‪" .‬‬ ‫أل َّ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫َع َمالَ ُه ْم َكا َن ْت شِّر َ‬

‫الدينونة هي القضاء‪ .‬وال يمكن أن ينعقد إالّ بوجود أداة التمييز بين الخطأ والصواب للحكم بالعقاب أو البراءة‪.‬‬

‫والقضاء أداته الوحيدة هي النور اإللهي الذي يفرق بين أعمال الظلمة وأعمال النور‪ .‬فالمسيح جاء للعالم نو اًر‬ ‫للعالم وهو الحق اإللهي‪ .‬حياة المسيح وأقواله في الكتاب المقدس هي نور ومن يقبله فقد أحب النور‪ .‬وكل ما‬ ‫ينحاز للنور فهذا يوضح أنه أحب النور ومن يرفضه يعلن أنه إختار الظلمة‪ .‬فهل ما هو في اإلنجيل من حياة‬

‫المسيح وأقواله يمكن أن يسخر منه أحد إالّ الذي أحب الظلمة (المادية والشهوانية)‪ .‬والنور بهذا يصير هو أداة‬

‫التفريق والتمييز وهو القاضي‪ .‬ألن الذين يرفضون النور ينحازون إلى رئيس هذا العالم فيقعون تحت الدينونة‬

‫والرفض (يو‪ .)7:1:1‬ربما كان لنا عذر في خطايانا لو لم يأت المسيح‪ ،‬لكنه أتى وظهر النور‪ ،‬وعرفنا الحق‪.‬‬

‫فكل من ينحاز للشر ُيدان‪ .‬والدينونة تبدأ من هنا على األرض في الضمير المتألم‪ ،‬أما من يؤمن بالمسيح يكون‬ ‫له سالم مع اهلل (رو‪ .):17‬أما غير المؤمن فهو لم يحصل على الحياة األبدية وال الشفاء الروحي وال الخالص‬ ‫وال السالم‪ ،‬هو سبب لنفسه هذه الدينونة برفضه المسيح‪ .‬أحب الناس الظلمة= أي تمسكوا بها (شهوات‬

‫وضالالت فكرية‪ .)..‬هؤالء فضلوا الخطية والشيطان على المسيح‪.‬فماذا يفعل هؤالء سوى السخرية من المسيح‬ ‫ليسكنوا ضمائرهم‪ .‬يوحنا هنا يتكلم عن الغارقين في الشر‪ ،‬وليس عمن يخطئ عن ضعف‪ .‬فاإلستغراق في الشر‬

‫يؤثر على قابلية اإلنسان للتوبة وقبول النور‪ .‬ألن أعمالهم كانت شريرة= أعماق نفوسهم صارت مصبوغة‬ ‫بالشر‪ ،‬الشيطان أصبح يسود على ضمائرهم‪ .‬االستمرار في األعمال الشريرة ُي َول ْد عادات وارتباطات تؤثر على‬ ‫حرية اإلنسان فال يستطيع أن يقترب من النور‪ .‬ولكننا نرى نيقوديموس الذي أتى للمسيح ليالً‪ .‬وقد نما إيمانه‬ ‫وأتى للمسيح في النور ساعة الصلب‪( .‬يو‪ .)7:1::‬ونسمع عن فيلسوف فرنسي ظل في حالة عداء للمسيح‬

‫حتى لحظة موته فقال (أخي اًر إنتصرت أيها الناصري المصلوب)‪.‬‬ ‫الس ِّي ِ‬ ‫النور‪َ ،‬والَ َيأ ِْتي إِلَى ُّ‬ ‫ض ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫َع َمالُ ُه‪" .‬‬ ‫آية ( يو‪15" -:)15 :6‬أل َّ‬ ‫َن ُك َّل َم ْن َي ْع َم ُل َّ‬ ‫ور لِ َئالَّ تَُوب َ‬ ‫آت ُي ْب ِغ ُ‬ ‫َّخ أ ْ‬ ‫َ‬

‫‪148‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫السيئات= هنا هي األعمال البطالة الحقيرة (العادات الخاطئة واألفعال الخاطئة أي السلوك األخالقي) هذه تؤثر‬ ‫على الضمير فيبغض النور‪ .‬وهذه خطورتها في أنها تجعل اإلنسان يهرب من النور ويبغض الدعوة إليه خشية‬

‫أن توبخ أعماله من أحبائه أو أصدقائه المخلصين إليه (رؤ‪ +::17‬أف‪ .):1-:117‬هذا مثل العين المريضة‬ ‫تبغض النور وتهرب منه‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫َعمالُ ُه أَنَّها ِب ِ‬ ‫ق فَ ُي ْق ِب ُل إِلَى ُّ‬ ‫الن ِ‬ ‫َما َم ْن َي ْف َع ُل ا ْل َح َّ‬ ‫اهلل َم ْع ُمولَ ٌة»‪".‬‬ ‫ور‪ ،‬لِ َك ْي تَ ْ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:) 11 :6‬وأ َّ‬ ‫َ‬ ‫ظ َه َر أ ْ َ‬ ‫يفعل الحق= أي يمارسه‪ ،‬فالحق فعل وليس مجرد كالم‪ ،‬بل هو حياة ومن يحيا في الحق يحيا في النور‪ .‬ومن‬

‫له فكر روحي وبصيرة مفتوحة يرى الحق فينفذه‪ .‬وعرض أعمال البر خطر أو الكالم عنها أمام الناس فهذا‬ ‫يؤدي للوقوع في خطية البر الذاتي واإلعتداد بالنفس‪ .‬ونالحظ أن المسيح يقول هنا عن األعمال الصالحة أنها‬

‫باهلل معمولة= فاهلل هو صاحب العمل الصالح حقيقة‪ .‬هو الذي يعطي قوة لهذا العمل والهدف تمجيد إسم اهلل‪.‬‬ ‫ومن يفهم هذا لن يقع في البر الذاتي‪ ،‬بل لن يتكلم عن نفسه (‪:‬كو‪ +311‬يع‪ .):31:‬بل "أستطيع كل شئ في‬

‫المسيح الذي يقويني" (في‪ .):711‬يفعل الحق= أي غير منغمس في الشهوات‪ .‬مثل هذا حين ظهر المسيح آمن‬

‫به= يقبل إلى النور‪ .‬هذا مثل أن من تابوا على يد المعمدان إكتشفوا المسيح‪ .‬وقيل عن غاندي رجل المبادئ أنه‬ ‫قال (كيف ينام المسيحيين ولهم إله صنع لهم كل هذا) وقيل عن طاغور شاعر الهند أنه قال (أحب المسيح)‬

‫فمن يعمل الحق ويحبه يكتشف المسيح بسهولة‪ .‬فغاندي وطاغور رجلي المبادئ سهل عليهم إكتشاف شخص‬

‫المسيح فأحبوه‪ .‬مثال آخر‪ 1‬نيقوديموس أحب النور فإقترب من المسيح ليالً ثم بدأ يحبه ويكتشف شخص المسيح‬ ‫وينمو إيمانه يوماً فيوماً إلى أن أعلن صراحة عالقته بالمسيح بعد صلبه‪.‬‬

‫اآليات (‪:)63-11‬‬

‫(المعمدان يكمل شهادته)‬

‫‪11‬‬ ‫ودي ِ‬ ‫ض ا ْل َي ُه ِ‬ ‫سوعُ َوتَالَ ِمي ُذهُ إِلَى أ َْر ِ‬ ‫ان‬ ‫َّة‪َ ،‬و َم َك َ‬ ‫ث َم َع ُه ْم ُه َن َ‬ ‫اك‪َ ،‬و َك َ‬ ‫اء َي ُ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)63 – 11 :6‬وَب ْع َد ه َذا َج َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ان ُه َن َ ِ‬ ‫ون ِبقُر ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫يرةٌ‪َ ،‬و َكا ُنوا َيأْتُ َ‬ ‫يم‪ ،‬أل ََّن ُه َك َ‬ ‫ُي َع ِّم ُد‪َ .‬و َك َ‬ ‫وح َّنا أ َْي ً‬ ‫ان ُي َ‬ ‫َ‬ ‫ضا ُي َع ِّم ُد في َع ْي ِن ُن ٍ ْ‬ ‫اك م َياهٌ َكث َ‬ ‫سال َ‬ ‫‪10‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح َّنا م َع َي ُه ٍ‬ ‫ود ِم ْن‬ ‫وح َّنا قَ ْد أُْل ِق َي َب ْع ُد ِفي ِّ‬ ‫َوَي ْعتَ ِم ُد َ‬ ‫الس ْج ِن‪َ .‬و َح َدثَ ْت ُم َب َ‬ ‫ون ‪ .‬ألَنَّ ُه لَ ْم َي ُك ْن ُي َ‬ ‫احثَ ٌة م ْن تَالَميذ ُي َ َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِج َه ِة التَّ ْط ِه ِ‬ ‫ت قَ ْد‬ ‫ان َم َع َك ِفي َع ْب ِر األ ُْرُد ِّن‪ ،‬الَِّذي أَ ْن َ‬ ‫وح َّنا َوقَالُوا لَ ُه‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪ُ ،‬ه َوَذا الَِّذي َك َ‬ ‫اءوا إِلَى ُي َ‬ ‫ير‪ .‬فَ َج ُ‬ ‫ِ ‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ْي ًئا إِ ْن لَ ْم َي ُك ْن قَ ْد‬ ‫ون إِلَ ْيه»‬ ‫وح َّنا َوقَ َ‬ ‫َن َيأْ ُخ َذ َ‬ ‫َ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ش ِه ْد َ‬ ‫سٌ‬ ‫ت لَ ُه‪ُ ،‬ه َو ُي َع ِّم ُد‪َ ،‬وا ْل َج ِميعُ َيأْتُ َ‬ ‫اب ُي َ‬ ‫أج َ‬ ‫َ‬ ‫ال‪«:‬الَ َي ْقد ُر إِ ْن َ‬ ‫ِ ‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ام ُه‪َ 13 .‬م ْن لَ ُه‬ ‫ُع ِط َي ِم َن َّ‬ ‫س ُك ْم تَ ْ‬ ‫سُ‬ ‫ون لِي أ َِّني قُ ْل ُ‬ ‫ش َه ُد َ‬ ‫أْ‬ ‫ت أَ​َنا ا ْل َمس َ‬ ‫ت‪ :‬لَ ْ‬ ‫يح َب ْل إِ ِّني ُم ْر َ‬ ‫الس َماء‪ .‬أَ ْنتُ ْم أَ ْنفُ ُ‬ ‫َم َ‬ ‫س ٌل أ َ‬ ‫ص ْو ِت ا ْل َع ِر ِ‬ ‫يق ا ْل َع ِر ِ‬ ‫يس‪ .‬إِ ًذا فَ​َر ِحي‬ ‫يس‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫يس الَِّذي َي ِق ُ‬ ‫ص ِد ُ‬ ‫س َم ُع ُه فَ َي ْف َر ُح فَ​َر ًحا ِم ْن أ ْ‬ ‫ف َوَي ْ‬ ‫َج ِل َ‬ ‫َما َ‬ ‫وس فَ ُه َو ا ْل َع ِر ُ‬ ‫ا ْل َع ُر ُ‬ ‫‪61‬‬ ‫يع‪َ ،‬والَِّذي ِم َن‬ ‫ه َذا قَ ْد َك َم َل‪َ 65 .‬ي ْن َب ِغي أ َّ‬ ‫ق ا ْل َج ِم ِ‬ ‫ق ُه َو فَ ْو َ‬ ‫ص‪ .‬اَلَِّذي َيأ ِْتي ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫َن ذلِ َك َي ِز ُ‬ ‫يد َوأ َِّني أَ​َنا أَ ْنقُ ُ‬ ‫‪61‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ٌّي‪ ،‬و ِم َن األَر ِ َّ َِّ‬ ‫ض ُهو أَر ِ‬ ‫ش َه ُد‪،‬‬ ‫ق ا ْل َج ِم ِ‬ ‫س ِم َع ُه ِب ِه َي ْ‬ ‫اء ُه َو فَ ْو َ‬ ‫يع‪َ ،‬و َما َرآهُ َو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫األ َْر ِ َ ْ‬ ‫ض َيتَ َكل ُم‪ .‬اَلذي َيأْتي م َن َّ َ‬ ‫‪66‬‬ ‫ق‪67 ،‬أل َّ ِ‬ ‫سلَ ُه اهللُ َيتَ َكلَّ ُم ِب َكالَِم‬ ‫ادتَ ُه فَقَ ْد َختَ َم أ َّ‬ ‫َح ٌد َي ْق َبلُ َها‪َ .‬و َم ْن قَِب َل َ‬ ‫َو َ‬ ‫ص ِاد ٌ‬ ‫ش َه َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫س أَ‬ ‫َن الَّذي أ َْر َ‬ ‫َن اهللَ َ‬ ‫ادتُ ُه لَ ْي َ‬

‫‪149‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬ ‫‪63‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ِ‬ ‫آلب ُي ِح ُّ‬ ‫س ِب َك ْيل ُي ْع ِطي اهللُ ُّ‬ ‫االب َن َوقَ ْد َدفَ َع ُك َّل َ‬ ‫االب ِن لَهُ‬ ‫ش ْي ٍء ِفي َي ِد ِه‪ .‬الَِّذي ُي ْؤ ِم ُن ِب ْ‬ ‫ب ْ‬ ‫وح‪ .‬اَ ُ‬ ‫الر َ‬ ‫اهلل‪ .‬أل ََّن ُه لَ ْي َ‬ ‫ضب ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل»‪".‬‬ ‫االب ِن لَ ْن َي َرى َح َياةً َب ْل َي ْم ُك ُ‬ ‫َح َياةٌ أ َ​َب ِد َّي ٌة‪َ ،‬والَِّذي الَ ُي ْؤ ِم ُن ِب ْ‬ ‫ث َعلَ ْيه َغ َ ُ‬

‫(آية‪ 1)11‬كان حديث المسيح مع نيقوديموس في أورشليم‪ .‬وأتى المسيح مع تالميذه إلى أرض اليهودية= أي‬

‫ريف وأرض خالء باليهودية شرق جبال أورشليم على ضفاف نهر األردن حيث مكث المسيح َّ‬ ‫مدة مع تالميذه‪.‬‬ ‫وكان ُي َع ِّم ْد= وفي (مر‪ +:71:‬يو‪ )7-:11‬أن المسيح لم يكن يعمد بل تالميذه!! وأن المسيح كان يكرز بالتوبة‪.‬‬ ‫عمد تالميذه أوالً ثم كلفهم بأن يعمدوا الناس واكتفى هو بالتعليم‬ ‫والقديس أغسطينوس يقول إن المسيح ّ‬

‫(مر‪ .) :71:‬ويكمل أغسطينوس وذهبي الفم أن معمودية التالميذ في ذلك الحين لم تكن معمودية سرائرية حسب‬ ‫ما يصنع اآلن فالروح القدس لم يكن قد ح ّل عليهم بعد‪.‬‬ ‫وهناك ثالث معموديات قد مورست‪1‬‬

‫على‬ ‫‪ ):‬أ‪ -‬معمودية يوحنا‪ 1‬كانت إغتساالً للجسد كله بالماء‪ .‬وكان هذا عند اليهود يعني التطهير "إنضح ّ‬ ‫بزوفاك فأطهر‪ .‬إغسلني فأبيض‪( + "..‬حز‪ +1717:‬ال‪ .)11::+::1:7‬وكان هناك في خيمة‬ ‫االجتماع مرحضة لإلغتسال‪ .‬وكان يوحنا يعمدهم إعالناً وعالمة على توبتهم ورم اًز لنعمة الخالص‬

‫اآلتي (مت‪.)::17‬‬

‫ب‪ -‬معمودية التالميذ للجموع قبل حلول الروح القدس على التالميذ‪ .‬هذه في شكلها شبيهة بمعمودية يوحنا‬ ‫وكانت للتطهير وينقصها حلول الروح القدس‪.‬‬

‫وكال المعموديتين (أ‪،‬ب) هدفهما التوبة‪ ،‬والمعمودية رمز واعالن لذلك‪ .‬وهدف ذلك أن التائب تنفتح عيناه‬ ‫‪)1‬‬

‫فيعرف المسيح‪.‬‬

‫أما ال مسيح نفسه فقد عمد تالميذه معمودية حقيقية ولذلك عند غسله لقدمي بطرس قال له الذي إغتسل‬ ‫ليس له حاجة إال لغسل رجليه بل هو طاهر كله‪ .‬إذاً معمودية المسيح لهم كانت حقيقية ولكن فعلها‬ ‫مؤجالً لحين حلول الروح القدس عليهم‪ .‬هذا يشبه شيك حصلت عليه ولكن مكتوب على ظهره يصرف‬ ‫يوم كذا‪ ،‬فأنا حصلت على حقي لكن لن أحصل على المال إالّ في اليوم المحدد‪ .‬والتالميذ حين عمدهم‬

‫‪)7‬‬

‫المسيح حصلوا على حقهم في مفاعيل المعمودية‪ ،‬لكن هذا تم يوم حلول الروح القدس‪.‬‬

‫المعمودية الثالثة هي ما يصنع اآلن في الكنيسة ومارسه التالميذ بعد حلول الروح القدس عليهم‪ .‬وهي‬

‫معمودية للتطهير وكاملة الفعل وتتم بالروح القدس (راجع أع‪)71::‬‬

‫وإليضاح الفارق بين المعموديات الثالث نسوق المثل التالي‪( 1‬وهو للمتنيح األنبا أثناسيوس مطران بني‬

‫سويف)‪-1‬‬

‫دخل إنسان إلى بيت فوجد ‪ 7‬آالت تليفونية‪.‬‬

‫‪ .:‬اآللة األولى لها شكل التليفون ولكنها لعبة أطفال (المعمودية األولى ليوحنا)‪.‬‬ ‫‪ .1‬اآللة الثانية هي تليفون حقيقي ولكن لم تصل له ح اررة (معمودية المسيح للتالميذ قبل حلول الروح‬ ‫القدس)‪.‬‬

‫‪150‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫‪ .7‬اآللة الثالثة هي تليفون حقيقي به ح اررة (هي المعمودية الحالية)‪.‬‬

‫عمد‪ -:‬أنه هو عمد تالميذه‪ ،‬وتالميذه عمدوا الجموع‪ ،‬مثلما صنع هو معجزة الخمس خبزات‬ ‫إذاً قوله وكان ُي ِّ‬ ‫وأعطى لتالميذه ليوزعوا‪.‬‬

‫وهذه اآلية هنا هي مقدمة للحديث عن حديث المعمدان األخير لتكميل شهادته عن المسيح‪ .‬وبعد هذا= في‬

‫الزمان أو بعد أن إنتقلوا إلى مكان آخر‪.‬‬

‫(آية‪ 1)17‬مياه كثيرة= فالمعمودية تتم بالتغطيس ولذلك تحتاج لمياه كثيرة‪ .‬ونرى هنا المعمدان مازال يمارس‬ ‫وظيفته في اإلعداد بالتوبة لملكوت اهلل كسابق للمسيح‪ .‬وربما ترك المعمدان مكانه الذي كان يعمد فيه أوالً ليبعد‬

‫عن هيرودس أنتيباس بسبب العداوة التي نشأت بسبب هجومه عليه وتوبيخه علناً‪ .‬عين نون= غرب نهر‬

‫األردن في البراري الواقعة على ضفافه على الحدود بين اليهودية والسامرة‪ .‬ولكن بدأ العدد الذي يذهب للمعمدان‬

‫يتناقص‪ ،‬إذ بدأ كثيرون يذهبون للمسيح (آية‪ )1:‬لذلك قال المعمدان ينبغي أن هذا يزيد وأنا أنقص (‪.)7:17‬‬ ‫ُسلِ ْم يوحنا‪ .‬ومن هذه اآلية نرى أن‬ ‫(آية‪ 1)11‬في (مر‪ ):7-:11:‬نرى أن المسيح بدأ خدمته في الجليل بعد أن أ ْ‬ ‫المسيح بدأ خدمته قبل أن ُي َسلَّ ْم المعمدان ليد هيرودس‪ .‬وقد بدأ المسيح خدمته أوالً في اليهودية‪.‬‬

‫(اآليات ‪ 1)1:-17‬وجود المسيح يعمد مع وجود يوحنا أنشأ نوعاً من المنافسة والمباحثات بين تالميذ المعمدان‬ ‫واليهود المعمدين أو بين تالميذ المسيح‪ .‬فالمسيح يعلم أن الخالص يكون بالميالد من فوق بواسطة الروح القدس‬

‫لنكون خليقة جديدة‪ .‬والمعمدان يعلم أن المعمودية هي توبة فقط‪ ،‬وحين إحتدمت المناقشة أتى تالميذ المعمدان‬

‫له ليسألوه‪ ،‬فهم تصوروا أن المعمدان هو المسيا ومعموديته هي الخالص‪ ،‬وهكذا كانوا يشرحون لليهود‪ .‬وفي هذا‬ ‫نرى أن تالميذ المعمدان لم يفهموا شهادة معلمهم بأن الذي يأتي بعده هو أقوى منه‪ .‬هوذا الذي كان معك= هذه‬

‫تشير ألنهم يفهمون أن هناك تساوي بين المسيح ويوحنا‪ .‬بل هم يقولون للمعمدان يامعلم‪ .‬وفي إستخفاف ال‬

‫يذكرون اسم المسيح‪ .‬فهم وضعوا المسيح فى مركز أقل من المعمدان‪ .‬الذي أنت قد شهدت له= بهذا كان‬

‫تالميذ يوحنا يريدون أن يثيروه ضد المسيح ولكنه لم يستجب لهم‪ .‬فهم يذكرونه بأنه صنع معه إحساناً إذ شهد له‬

‫وربما تصوروا أنه كأحد تالميذه أي مساو لهم في تلمذته للمعمدان‪ .‬ومعنى كالمهم أن المسيح بدأ يظهر‬ ‫ٍ‬ ‫كمتعد على وظيفة معلمهم‪ .‬وتالميذ يوحنا المعمدان الذين لم يتبعوا المسيح كونوا جماعة‬ ‫كمنافس للمعمدان‪ ،‬أو‬ ‫تشيعت له وظنت أنه المسيح وظلوا لقرون طويلة يقاومون المسيحية‪ .‬ولآلن يظن بعض الخدام أن خادماً آخر‬

‫صار منافساً له‪ .‬هذا يطلب مجده هو ال مجد المسيح‪ .‬الجميع يأتون إليه= بالعامية هذه تساوي "إنت راحت‬

‫عليك"‪ .‬هو يعمد= أخذ عملك‪.‬‬

‫(آية‪ 1)13‬يضع المعمدان هنا مبادئ هامة‪ .‬فيقرر أن كل معلم ال يأخذ إالّ ما أعطته له السماء‪ .‬وعلى كل واحد‬ ‫أن يؤدي رسالته في حدودها المعينة له من السماء‪ .‬وهذا الرد ينهي روح المنافسة بينه وبين المسيح في نظر‬

‫تالميذه‪ ،‬بل أنه هو فرح إذ أن الناس بدأت تتبع المسيح‪ .‬ال يأخذ أحد شيئاً‪ =..‬هذا مبدأ عام (سواء لي أو‬

‫للمسيح)‪.‬‬

‫‪151‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫(آية‪ 1)11‬المعمدان يذكرهم بأقواله السابقة وشهادته السابقة عن المسيح للفريسيين (يو‪ .)11-::1:‬ومن المؤكد‬ ‫هو قال هذا لتالميذه‪.‬‬

‫(آية‪ 1)1:‬تصوير المسيح أنه العريس‪ ،‬هذا جاء في األنبياء (هو‪ +1:-::11‬حز‪ +11::‬إش‪.)::-:171‬‬ ‫والمعمدان كنبي تنبأ عن المسيح بفرح إذ أن نبوته قد تحققت ورأى تحقيقها بعينيه‪ .‬وعند اليهود كان صديق‬

‫العريس يعد كل شئ للعريس وللفرح‪ ،‬وحينما ينتهي الفرح بنجاح وبدون مشاكل يفرح الصديق إذ أن مهمته قد‬ ‫نجحت‪ .‬وكان هذا عمل المعمدان‪ ،‬إعداد الناس كعروس للمسيح العريس الحقيقي‪ .‬أما لو أخذ صديق العريس‬

‫العروس لصار مغتصباً‪.‬‬

‫(آية‪ 1)7:‬إنتهى دور األنبياء بظهور الذين تنبأوا عنه‪ ،‬فإذا ظهرت الشمس (المسيح) ينتهي عمل المصابيح‬ ‫وعلى أن أقول ينبغي أن يتمجد المسيح‬ ‫(المعمدان)‪ .‬لقد برهن المعمدان أنه بروحانيته هو أعظم من اإلثارة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في وأنقص أنا وأتضع‪.‬‬ ‫ويزداد وأن ذاتي تنقص‪ .‬ويزداد المسيح ًّ‬

‫(آية‪ 1)7:‬المعمدان هو قائل هذا الكالم وحتى نهاية اإلصحاح‪ .‬حسب رأي اآلباء ومنهم ذهبي الفم‬ ‫وأغسطينوس‪ .‬الذي من فوق= فهو رأى الروح نازالً ومستق اًر عليه‪ ،‬وهو شهد أنه إبن اهلل‪ ،‬فهو يعلم من أين أتى‬

‫المسيح‪ ،‬وبالتالي فهو فوق الجميع علماً وتأثي اًر وكرامة ومجداً‪ .‬الذي من األرض= هنا المعمدان يقارن نفسه‬ ‫بالمسيح‪.‬‬

‫(آية‪ 1)71‬هنا المعمدان يتكلم بالروح عن المسيح وشهادة المسيح لنفسه ولرسالته‪ .‬وألن رسالة المسيح سماوية لم‬ ‫يفهمه ا كثير من الناس ولم يقبلوها‪ .‬هذه نبوة عن رفض اليهود للمسيح‪ .‬ورسالة المسيح سماوية فهو يشهد بما رآه‬ ‫وسمعه (قارن مع آية‪ .)::17‬رآه وسمعه= تعبير بشري عن تطابق فكر اآلب واإلبن فهو غير منفصل عن‬

‫اآلب‪ ،‬اإلبن هو الحق ذاته‪.‬‬ ‫(آية‪ 1)77‬جرت العادة عند اليهود أن الشاهد يضع ختمه تصديقاً على الشهادة التي نطق بها‪ .‬والمسيح هو‬ ‫الشاهد هلل‪ ،‬الذي يتكلم بكالم اهلل ويختم بصدق اهلل‪ .‬وكل من يقبل المسيح يكون كمن قبل كل الحق من اهلل‪ .‬ففيه‬

‫تكمل كل مواعيد اهلل الصادقة غير الكاذبة (‪ .)1:11‬وقد تعني اآلية أن الذي يقبل المسيح يجد فيه ختماً لكل‬

‫النبوات والمواعيد التي قالها اهلل على فم أنبيائه‪ .‬عموماً من يقبل شهادة المسيح وتعاليمه فقد صدق اهلل فالمسيح‬

‫هو اهلل‪ ،‬هو كلمة اهلل الذي يعلن للناس كالم أبيه‪.‬‬

‫(آية‪ 1)71‬اهلل أرسل المسيح الذي تعترضون أنتم عليه‪ ،‬محمالً بآيات وكالم الحياة‪ ،‬كالم‬ ‫اهلل نفسه‪ .‬واهلل كان يعطي األنبياء الروح بمقياس ومكيال أي بقدر معين‪ .‬وعلى قدر ما‬

‫يحتمل كل نبي وبقدر ما يحتمل السامعين‪ ،‬أما للمسيح فبال كيل وبال مقياس فهو له ملء الروح‪ ،‬ونحن نأخذ من‬

‫ملئه (يو‪ .)::1:‬والناس تذهب إلى المسيح ألن كالمه هو كالم اهلل‪ .‬وال أحد يستطيع أن يتكلم في اإللهيات إالّ‬ ‫بالروح القدس‪.‬‬

‫(آية‪ 1)77‬المعمدان كان هو أول من أعلن حقيقة أن المسيح هو إبن اهلل (يو‪ )711:‬بعد ما رآه يوم المعمودية‪.‬‬ ‫دفع كل شئ في يده= إذاً سلطان اآلب= سلطان اإلبن‪.‬‬

‫‪152‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثالث)‬

‫اآلب يحب اإلبن= "هذا هو إبني الحبيب" هذا ما سمعه يوحنا المعمدان‪ .‬والحب هو لغة الثالوث فاهلل محبة‬ ‫واإلبن هو المحبوب (‪:‬يو‪ +::11‬أف‪ .):1:‬وهذا سر آخر كشف للمعمدان‪.‬‬

‫(آية‪ 1)7:‬هذه تتطابق مع شهادة موسى عن المسيا النبي المنتظر (تث‪ +::1:1‬أع‪ .)17-1117‬ونالحظ أن‬ ‫شهادة المعمدان هنا تتطابق مع ما قاله المسيح لنيقوديموس‪ .‬فالروح هو الذي أوحى للمعمدان بما قاله‪ ،‬والمسيح‬

‫أشاد بشهادة المعمدان عنه (يو‪ .)7:-7717‬لن يرى حياة= حياة أبدية طبعاً‪ .‬يمكث عليه غضب اهلل= يخيم‬

‫عليه غضب اهلل‪ ،‬أي يقاسي من غضب اهلل‪ .‬وهذه اآلية تشير ألن من يحجب اهلل وجهه عنه بسبب عدم إيمانه‬

‫بالمسيح يصير بال بركة‪ .‬هذه اآلية في هذا اإلصحاح تشير لطريق الخالص [‪ ]:‬الصليب [‪ ]1‬اإليمان [‪]7‬‬

‫المعمودية‪.‬‬

‫وفي آية (‪ ) 711‬نجد المسيح يذهب للجليل ليبعد تالميذه عن هذه المباحثات مع تالميذ المعمدان وليبعدهم عن‬ ‫روح المنافسة‪ .‬والحظ فهناك مجاالت كثيرة للخدمة‪ .‬ويوحنا المعمدان استمر يعمد حتى ال يثار تالميذه من‬

‫المسيح لكنه ظل يشهد لعظمة المسيح ليحول تالميذه للمسيح‪.‬‬

‫بهذه الكلمات والتعاليم كان يوحنا المعمدان يحول تالميذه للمسيح لتكون لهم حياة أبدية‪.‬‬

‫فاإليمان بالمسيح هو فقط طريق الحياة األبدية‪.‬‬

‫‪153‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح الرابع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الرابع‬ ‫(الســــامرية)‬ ‫كان اليهود يتعالون على السامريين‪ .‬وكان السامريون يكرهون اليهود‪ .‬ولذلك صارت السامرة ملجأ أميناً‬ ‫للمسيحيين الذين هربوا من اليهود (أع‪ .):11‬وقد ذهب فيلبس الشماس للك ارزة في السامرة (أع‪-1،:1-711‬‬

‫‪ .):3‬والمسيح بعد أن حضر عرس قانا الجليل (يو‪ )1‬ذهب ليفتقد شعبه في اليهودية ويطهر هيكله‪ .‬ثم تقابل‬

‫ناموسي (يو‪ ) 7‬ثم ها هو يفتقد امرأة نصف أممية‪ .‬هي قصة تطبيق لما رأيناه من قبل عن التجديد‪ .‬فها هو‬ ‫مع‬ ‫ٌ‬ ‫السيد المسيح يسعى وراء هذه السامرية الساقطة ليحولها إلى كارزة‪ .‬وهكذا يسعى اهلل وراء كل نفس خاطئة‬ ‫ليجددها‪.‬‬ ‫معامالت المسيح مع الخطاة‪:‬‬

‫المسيح هو الطبيب الذي أتى ليشفي مرضى الخطية‪ ،‬وكطبيب حكيم يعرف ما الذي تحتاجه كل نفس‪ ،‬فهو له‬

‫طريقة مع كل نفس تختلف عن األخرى‪ ،‬لكنه يسعى وراء كل نفس طالباً عودتها لألحضان اإللهية‪.‬‬ ‫أ‪ .‬فها هو مع آدم‪ 1‬يقول له أين أنت‪ ،‬ليحثه على اإلعتراف بخطيته‪.‬‬

‫ب‪ .‬وها هو مع قايين‪ :‬يسعى وراءه ليمنعه من السقوط‪ ،‬بل حتى بعد أن سقط وقتل أخيه‪ .‬وربما هناك‬ ‫من يقول ولماذا يسعى اهلل وراء شخص مثل قايين وهو يعلم أنه لن يستجيب‪.‬‬ ‫‪ .1‬هو يسعى وراء كل نفس في حب أبوي مشتاقاً لرجوع كل نفس‪.‬‬

‫‪ .1‬في الدينونة لن يجرؤ إنسان أن يقول أن اهلل لم يعطني فرصة = لكى تتبرر فى أقوالك وتغلب‬ ‫إذا حوكمت (مزمور ‪. )7:‬‬

‫ج‪ .‬مع المرأة السامرية‪ :‬إذ هي ال تعرف شيئاً عنه‪ ،‬يذهب إليها ويعرفها بنفسه ويتحاور معها‪.‬‬

‫د‪ .‬مع اإلبن الضال‪ :‬ال يذهب إليه‪ ،‬فهو ترك بيت أبيه بإرادته‪ ،‬بعد أن تذوق حب أبيه‪ .‬فهذا لن يجدي‬ ‫معه الحوار‪ .‬لكن اهلل في محبته يحاصره بالضيقات والمجاعة ليقارن مع الحال في بيت أبيه ويندم‬

‫ويعود ‪ ،‬وهذا عمله مع يونان‪.‬‬

‫ه‪ .‬المرأة الخاطئة (لو‪ :)7‬يشجعها ربما بنظراته الحانية ويعلن لها أنه غفر لها خطاياها الكثيرة فتحبه‬ ‫كثي اًر وتبكي عند قدميه وتنال الغفران والخالص‪ .‬والكتاب لم يذكر كيف عرفت المرأة أن المسيح‬

‫‪154‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫غفر لها الكثير فأحبته كثي اًر‪ .‬والكتاب حين يصمت عن شئ فهو يقول شئ‪ .‬وما نتعلمه من هذا أن‬

‫المسيح له طريقة تختلف من واحد آلخر‪.‬‬

‫و‪ .‬المرأة الكنعانية‪ :‬يصدمها بقوله أنها كالكالب في نجاستها‪ .‬فهي تعيش مثل الكنعانيين تشرب اإلثم‬ ‫كالماء وقبل أن يشفي أمراضها الجسدية (إبنتها) كان البد من شفائها من خطيتها‪ .‬السيد هنا‬

‫يضعها أمام مرآة لتدرك مدى نجاستها‪ ،‬فتتوب وتشفي (مت‪.)11-111:7‬‬

‫ز‪ .‬ضعف إيمان فيلبس‪ :‬يعالجه بسؤال عن شراء خبز لآلالف فيحسب فيلبس المبلغ ويعلن إستحالة‬ ‫ويشفَى فيلبس من عدم إيمانه‪.‬‬ ‫تدبير مبلغ‪ .‬ثم يصنع السيد المعجزة ُ‬ ‫ح‪ .‬مريض بيت حسدا (يو‪ 1)7‬هنا مريض ال يشغله سوى مرضه ومن يلقيه في البركة‪ ،‬هذا لن يصلح‬ ‫معه حوار أو تبكيت بل هو لن يحتمل تجربة جديدة فيكفيه ما هو فيه‪ .‬فالسيد يشفيه ثم يطلب منه‬

‫أن ال يخطئ ثانية‪.‬‬

‫ولكن نرى الخطاة في معاملت هم مع المسيح يختلقون المعاذير حتى ال يتوبوا ويرجعوا وحتى ال تتواجه النفس مع‬ ‫نور المسيح ولتبقى في ظلمة الخطية‪ ،‬وكمثال ألعذار الخطاة نرى هذه السامرية‪-1‬‬

‫‪ .:‬أنت يهودي وأنا سامرية‪ :‬فال معامالت بينهما‪ .‬واآلن يظن كثير من الناس أنهم طالما أخطأوا فاهلل لن‬ ‫يتعامل معهم (مثل يهوذا)‪ .‬بل كثيرون يمتنعون عن الذهاب للكنائس إذا سقطوا ظناً أن اهلل لن يقبلهم‪.‬‬ ‫ولكن ألم يأتي السيد المسيح للخطاة ليشفيهم من خطيتهم‪.‬‬

‫‪ .1‬ال دلو لك والبئر عميقة‪ :‬لن تستطيع أن تأتي بالماء فال توجد وسيلة لديك‪ .‬واآلن كم من الناس لديهم‬ ‫مشاكل وال يتصورون أن اهلل لديه حلول لها‪ .‬وهذا ما حدث مع شعب إسرائيل إذ وجدوا الماء م اًر‪ ،‬ففكروا‬

‫أن اهلل غير قادر على حل هذه المشكلة‪.‬‬

‫‪ .7‬إعطنى هذا الماء‪ :‬ظناً أن الماء ماء مادي‪ .‬وكثيرون ال يعرفون المسيح سوى للماديات‪ ،‬بغير تفكير في‬ ‫عطاياه الروحية‪.‬‬

‫‪ .1‬أباؤنا سجدوا في هذا الجبل‪ :‬مناقشة غير مجدية‪ .‬كثيرون إذا كلمتهم عن الذهاب للكنيسة يبدأون في‬ ‫الحوار عن الفروق بين األديان والفروق بين الطوائف وتتوه المناقشة‪ .‬والمطلوب التوبة والذهاب للكنيسة‪.‬‬ ‫السامرة‪ :‬محددة باليهودية جنوباً وبالجليل شماالً‪ .‬ويقال أن طولها كان ‪13‬ميالً وعرضها ‪1:‬ميالً‪ .‬وأنها ورثت‬ ‫أ رض منسى وأفرايم بعد العودة من السبي‪ .‬ولكنها تقلصت أيام المسيح لبعض مدن تحيط بالسامرة‪ .‬وكانت‬

‫السامرة قد ذهبت للسبي على يد أشور وخربت البالد‪ .‬والسامريون هم بقايا هذا السبي بعد أن تزاوجوا مع الوثنيين‬

‫الذين أتى بهم ملك أشور ليسكنوا إسرائيل محل أهل البالد الذين ذهبوا إلى السبي‪ .‬وكان الدم اليهودي هو‬ ‫الغالب‪ .‬وأصل العداوة هي عملية اإلصالح التي قام بها عز ار ونحميا لتنقية الدم اليهودي‪ .‬فطردوا كل من تزوج‬

‫‪155‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫من السامرة‪ ،‬ورفض اليهود أن يشترك معهم السامريين في بناء الهيكل‪ .‬وكان السامريون ال يعرفون سوى أسفار‬

‫موسى الخمسة فقط‪ ،‬ولكن اليهود عاملوهم كهراطقة‪.‬‬

‫وكانت عبادتهم تقام في هيكلهم على جبل جرزيم الذي أقيم سنة ‪1::‬ق‪.‬م‪( .‬وضع السامريون في توراتهم إسم‬

‫جبل جرزيم عوضاً عن جبل عيبال [تث‪ )]1-1113‬وحدث في هذه األيام أن رئيس كهنة اليهود الكبير "يادوا"‬

‫إمتنع أن يسمح ألخيه منسى أن يظل متزوجاً من بنت سنبلط السامري وطلب منه أن يطلقها فرفض منسى‬ ‫‪156‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫فأرغمه يادوا على الفرار من اليهودية‪ .‬فذهب منسى وأقام نفسه رئيس كهنة لهيكل جرزيم عند السامريين سنة‬

‫‪771‬ق‪.‬م بمساعدة سنبلط حميه‪ ،‬الذي وعده بهذا إن لم يطلق إبنته‪ .‬وصارت العبادة في جرزيم صورة طبق‬ ‫األصل من هيكل أورشليم‪ .‬وقد هدم يوحنا هركانوس هيكلهم في جرزيم سنة ‪:7:‬ق‪.‬م‪ .‬ولم يبنى ثانية‪ .‬وقد أعاد‬ ‫هيرودس بناء السامرة وأسماها سباسطية على إسم إغسطس قيصر "(سبستوس باليونانية هي أغسطس‬

‫بالالتينية) وأعاد بناء شكيم وأسماها نيابوليس وهي نابلس حالياً‪.‬‬

‫ولقد إحتقر اليهود السامريين وأسموهم نجسين‪ ،‬بل كانوا يرفضون أن يقولوا إسم سامري على ألسنتهم‪ .‬وكان‬

‫السامريون لذلك يكرهون اليهود ويهاجمونهم إذا مروا في السامرة‪ ،‬لذلك كان مرور المسافرين اليهود في السامرة‬

‫من الخطورة بمكان‪ .‬وكان اليهود يقولون إن من يقبل سامرياً في بيته ويستضيفه وجب أن يذهب هذا اليهودي‬

‫إلى السبي هو وبنيه‪ .‬ومما زاد العداوة مع السامريين أن بعض السامرين دخلوا خلسة سنة ‪:‬ق‪.‬م‪ .‬وألقوا عظاماً‬ ‫بشرية (وهي تعتبر نجاسة) داخل الهيكل ليغيظوا اليهود‪ .‬ولكل هذا كان اليهود يعتبرون أن أكل السامريين كلحم‬

‫الخنزير‪ .‬فال يأكلون أكلهم وال يشترون منهم‪ .‬وكانوا إذا أرادوا أن يشتموا أحداً قالوا عنه أنه سامري (يو‪.)1111‬‬

‫ومن هنا نتصور وقع تعاليم المسيح عن السامري الصالح‪ ،‬وشفاء عشرة برص ليعود منهم واحد وهو سامري‪ .‬بل‬ ‫طلب المسيح من تالميذه أن يبشروا في السامرة بعد أن يبشروا في اليهودية‪ .‬ومن محبته لكل الناس َعلَّم تالميذه‬ ‫أن ال يتقيدوا بتعاليم اليهود وأن يذهبوا ليبتاعوا طعاماً من السامرة‪ ،‬فهو أتى ألجل الجميع وألجل هذه السامرية‬ ‫الخاطئة‪ ،‬فهو الذي يرحم المنبوذين‪.‬‬

‫وكان اليهود والسامريين متفقين في أشياء كثيرة‪.‬‬

‫‪ .:‬هؤالء يسمون أنفسهم إسرائيليين (اليهود)‪ .‬والسامريين يسمون أنفسهم يعقوبيين وكالهما شخص واحد‪.‬‬ ‫‪ .1‬يقدس كالهما السبت واألعياد‪.‬‬

‫‪ .7‬يمارس كالهما الختان كعقيدة أساسية‪.‬‬ ‫‪ .1‬يقدس كالهما توراة موسى‪.‬‬

‫ونالحظ أن المسيح في حواره مع هذه السامرية كان يجادلها ليرفع إيمانها‪ ،‬وهذا ما نالحظه درجة درجة في‬

‫كلماتها‪-1‬‬

‫‪ .:‬أنت يهودي وأنا امرأة سامرية‪( .‬هنا هو في نظرها مجرد رجل يهودي)‪.‬‬ ‫‪ .1‬يا سيد (هنا رفعت درجته)‬

‫‪ .7‬ألعلك أعظم من أبينا يعقوب (بدأت تشك أنه أعظم من يعقوب)‪.‬‬ ‫‪ .1‬أعطني هذا الماء لكي ال أعطش (بدأت هي تطلب منه)‪.‬‬ ‫‪ .7‬يا سيد أرى أنك نبي (هنا صار في نظرها أنه نبي)‪.‬‬ ‫‪ .:‬أنا أعلم أن مسيا يأتي‪ ..‬أنا هو (هنا عرفت حقيقته)‬

‫على فغلبت" (أر‪)311:‬‬ ‫فطريقة اهلل الحوار واإلقناع "أقنعتني يا رب فإقتنعت وألححت ّ‬

‫‪157‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫بين نيقوديموس والسامرية‬ ‫نيقوديموس‬

‫السامرية‬

‫‪ .:‬رجل فريسي طاهر في سيرته‪.‬‬

‫‪ .:‬امرأة سامرية ساقطة‪.‬‬

‫‪ .1‬حديث كان في الليل‪.‬‬

‫‪ .1‬الحديث في وضح النهار‪.‬‬

‫‪ .7‬شخص معروف أعلنه الكتاب‪.‬‬

‫‪ .7‬أخفى الكتاب شخصها‪.‬‬

‫‪ .1‬ظل إيمانه مخفياً حتى وقت الصليب‪.‬‬

‫‪ .1‬ظهر إيمانها في الحال‪.‬‬

‫‪ .7‬ضعف الرجل كان في قوته‪ ،‬فما عطّله كان ‪ .7‬كانت قوة المرأة في ضعفها فهي تقابلت مع‬ ‫التصاقه بالسنهدريم وخوفه على مركزه‪.‬‬

‫المسيح الذي شفاها من خطيتها‪.‬‬

‫‪ .:‬كانت الصعوبة أمامه عقلية‪ .‬لذلك وجه ‪ .:‬كانت الصعوبة أمامها خطيتها‪ .‬لذلك وجه‬ ‫المسيح كالمه له ليفتح بصيرته‬

‫المسيح كالمه إلى ضميرها لتتوب فيطهرها‪.‬‬

‫ العجب أن كالم المسيح لكليهما كان عن الماء‬‫‪1‬‬ ‫َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ص ِّي ُر َوُي َع ِّم ُد تَالَ ِمي َذ أَ ْكثَ​َر ِم ْن‬ ‫س ِم ُعوا أ َّ‬ ‫ب أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)07 – 1 :7‬فلَ َّما َعلِ َم َّ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫سوعَ ُي َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫ين َ‬ ‫‪7‬‬ ‫ضا إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫س ُه لَم َي ُك ْن ُي َع ِّم ُد َب ْل تَالَ ِمي ُذهُ‪6 ،‬تَر َك ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ان الَ ُب َّد لَ ُه‬ ‫وح َّنا‪َ 1 ،‬م َع أ َّ‬ ‫سو َ‬ ‫يل‪َ .‬و َك َ‬ ‫ضى أ َْي ً‬ ‫وديَّ َة َو َم َ‬ ‫ُي َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ع َن ْف َ ْ‬ ‫َّيع ِة الَِّتي و َهبها يعقُ ِ‬ ‫امرةَ‪0 .‬فَأَتَى إِ َلى م ِدي َن ٍة ِم َن َّ ِ‬ ‫َن ي ْجتَ َاز َّ ِ‬ ‫ف‬ ‫س َ‬ ‫وس َ‬ ‫َ َ َ َْ ُ‬ ‫أْ َ‬ ‫وب ل ُي ُ‬ ‫وخ ُار‪ِ ،‬بقُ ْر ِب الض ْ َ‬ ‫السام َرِة ُيقَا ُل لَ َها ُ‬ ‫الس َ‬ ‫َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫اع ِة‬ ‫ان َن ْح َو َّ‬ ‫ب ِم َن َّ‬ ‫ْاب ِن ِه‪َ .‬و َكا َن ْت ُه َن َ‬ ‫س ه َك َذا َعلَى ا ْل ِب ْئ ِر‪َ ،‬و َك َ‬ ‫وب‪ .‬فَِإ ْذ َك َ‬ ‫الس َ‬ ‫سوعُ قَ ْد تَع َ‬ ‫اك ِب ْئ ُر َي ْعقُ َ‬ ‫السفَ ِر‪َ ،‬جلَ َ‬ ‫ان َي ُ‬ ‫َع ِط ِ‬ ‫امرِة لِتَ ِ‬ ‫الس ِادس ِة‪7 .‬فَجاء ِت ام أرَةٌ ِم َن َّ ِ‬ ‫َن تَالَ ِمي َذهُ َكانُوا قَ ْد‬ ‫ب» ‪2‬أل َّ‬ ‫يني ألَ ْ‬ ‫اء‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬أ ْ‬ ‫ش َر َ‬ ‫ْ‬ ‫ال لَ َها َي ُ‬ ‫ستَق َي َم ً‬ ‫َّ َ‬ ‫الس َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫‪3‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ت َي ُه ِ‬ ‫ي َوأَ​َنا‬ ‫ود ٌّ‬ ‫اما‪ .‬فَقَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ َّ‬ ‫ب ِم ِّني لِتَ ْ‬ ‫ام ِرَّي ُة‪َ «:‬ك ْي َ‬ ‫ب‪َ ،‬وأَ ْن َ‬ ‫َم َ‬ ‫ش َر َ‬ ‫ف تَ ْطلُ ُ‬ ‫ض ْوا إِلَى ا ْل َمدي َنة ل َي ْبتَ ُ‬ ‫اعوا طَ َع ً‬ ‫‪15‬‬ ‫ين ع ِط َّي َة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ود الَ يع ِ‬ ‫ام أرَةٌ س ِ‬ ‫اهلل‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫ام ِرَّي ٌة؟» أل َّ‬ ‫ون َّ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ام ِرِّي َ‬ ‫املُ َ‬ ‫ال لَهاَ‪«:‬لَ ْو ُك ْنت تَ ْعلَم َ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ين‪ .‬أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫َن ا ْل َي ُه َ ُ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫َع َ ِ‬ ‫َع ِط ِ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬الَ َد ْل َو لَ َك‬ ‫ب‪ ،‬لَ َ‬ ‫يني ألَ ْ‬ ‫طلَ ْب ِت أَ ْن ِت ِم ْن ُه فَأ ْ‬ ‫ُه َو الَِّذي َيقُو ُل لَ ِك أ ْ‬ ‫ش َر َ‬ ‫اء َحيًّا»‪ .‬قَالَ ْت َل ُه ا ْل َم ْأرَةُ‪َ «:‬يا َ‬ ‫طاك َم ً‬ ‫‪11‬‬ ‫َع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِم ْن َها ُه َو‬ ‫َعطَا َنا ا ْل ِب ْئ َر‪َ ،‬و َ‬ ‫وب‪ ،‬الَِّذي أ ْ‬ ‫اء ا ْل َح ُّي؟ أَلَ َعلَّ َك أ ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ظ ُم م ْن أَِبي َنا َي ْعقُ َ‬ ‫َوا ْل ِب ْئ ُر َعميقَ ٌة‪ .‬فَم ْن أ َْي َن لَ َك ا ْل َم ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ضا‪17 .‬و ِ‬ ‫شرب ِم ْن ه َذا ا ْلم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ِم َن‬ ‫لك ْن َم ْن َي ْ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫اء َي ْعطَ ُ‬ ‫ش أ َْي ً‬ ‫ش َر ُ‬ ‫ال لَهاَ‪ُ «:‬ك ُّل َم ْن َي ْ َ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫َوَبنُوهُ َو َم َواشيه؟» أ َ‬ ‫َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫َ‬ ‫اء ي ْنبع إِلَى حي ٍ‬ ‫يه ي ْنبو َ ٍ‬ ‫ص ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ش إِلَى األَب ِد‪ ،‬ب ِل ا ْلم َِّ‬ ‫ُع ِط ِ‬ ‫ا ْلم ِ‬ ‫اة‬ ‫يه أَ​َنا َفلَ ْن َي ْعطَ َ‬ ‫اء الَِّذي أ ْ‬ ‫َ​َ‬ ‫ير ف َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ع َم َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫اء الذي أُ ْعطيه َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫َّة»‪ .‬قَالَ ْت لَ ُه ا ْلم أرَةُ‪«:‬يا س ِّي ُد أ ْ ِ ِ‬ ‫أَب ِدي ٍ‬ ‫ال لَ َها‬ ‫َستَ ِق َي»‪ .‬قَ َ‬ ‫َعطَ َ‬ ‫اء‪ ،‬لِ َك ْي الَ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ش َوالَ آت َي إِلَى ُه َنا أل ْ‬ ‫َعطني ه َذا ا ْل َم َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ًنا‬ ‫س ِلي َز ْو ٌج»‪ .‬قَ َ‬ ‫َج َاب ِت ا ْل َم ْأرَةُ َوقَ ْ‬ ‫سوعُ‪«:‬اذ َ‬ ‫هه َنا» أ َ‬ ‫ْه ِبي َو ْادعي َز ْو َجك َوتَ َعالَ ْي إِلَى ُ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬ح َ‬ ‫ال لَ َها َي ُ‬ ‫الت‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫َي ُ‬ ‫ُق ْل ِت‪ :‬لَ ْيس لِي َزوج‪12 ،‬ألَنَّ ُه َك َ ِ‬ ‫الص ْد ِ‬ ‫ق»‪.‬‬ ‫س ُة أ َْزَو ٍ‬ ‫س ُه َو َز ْو َج ِك‪ .‬ه َذا ُق ْل ِت ِب ِّ‬ ‫اج‪َ ،‬والَِّذي لَ ِك َ‬ ‫ٌْ‬ ‫اآلن لَ ْي َ‬ ‫ان لَك َخ ْم َ‬ ‫َ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ون إِ َّن ِفي أُور َ ِ‬ ‫يم‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬أ َ​َرى أ ََّن َك َن ِب ٌّي!‬ ‫آب ُ‬ ‫س َج ُدوا ِفي ه َذا ا ْل َج َب ِل‪َ ،‬وأَ ْنتُ ْم تَقُولُ َ‬ ‫َ‬ ‫اؤَنا َ‬ ‫قَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ‪َ «:‬يا َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َن يسج َد ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اع ٌة‪ ،‬الَ ِفي ه َذا ا ْل َج َب ِل‪،‬‬ ‫يه»‪ .‬قَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ا ْل َم ْوض َع الَّذي َي ْن َبغي أ ْ ُ ْ َ‬ ‫صدِّقيني أ ََّن ُه تَأْتي َ‬ ‫ام َأرَةُ‪َ ،‬‬ ‫ال لَ َها َي ُ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬يا ْ‬ ‫آلب‪11 .‬أَ ْنتُم تَسج ُد َ ِ‬ ‫والَ ِفي أُور َ ِ‬ ‫ون لِ ِ‬ ‫ص‬ ‫س ُج ُد لِ َما َن ْعلَ ُم ‪ .‬أل َّ‬ ‫ون‪ ،‬أ َّ‬ ‫ستُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫س ُج ُد َ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫َما َن ْح ُن فَ َن ْ‬ ‫ون ل َما لَ ْ‬ ‫يم تَ ْ‬ ‫َن ا ْل َخالَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ون ا ْلح ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ُه َو ِم َن ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ون ِل ِ‬ ‫وح َوا ْل َحقِّ‪،‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ين َّ‬ ‫آلب ِب ُّ‬ ‫س ُج ُد َ‬ ‫يقي َ‬ ‫اآلن‪ِ ،‬ح َ‬ ‫اع ٌة‪َ ،‬و ِه َي َ‬ ‫اج ُد َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ُّون َي ْ‬ ‫ود‪َ .‬ولك ْن تَأْتي َ‬

‫‪158‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬ ‫‪17‬‬ ‫َن اآلب َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫س ُج ُدوا»‪.‬‬ ‫أل َّ‬ ‫الرو ِح َوا ْل َح ِّ‬ ‫هؤالَ ِء َّ‬ ‫ون لَ ُه فَ ِب ُّ‬ ‫ب ِم ْث َل ُ‬ ‫ق َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫س ُج ُد َ‬ ‫وح‪َ .‬والَِّذ َ‬ ‫اج ِد َ‬ ‫ين لَ ُه‪ .‬اَهللُ ُر ٌ‬ ‫طال ٌ‬ ‫َ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫ين َي ْ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َلم أ َّ ِ‬ ‫ش ْي ٍء»‪13 .‬قَا َل‬ ‫اك ُي ْخ ِب ُرَنا ِب ُك ِّل َ‬ ‫اء َذ َ‬ ‫َن َمسيَّا‪ ،‬الَّذي ُيقَا ُل لَ ُه ا ْل َمس ُ‬ ‫يح‪َ ،‬يأْتي‪ .‬فَ َمتَى َج َ‬ ‫قَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ‪«:‬أَ​َنا أ ْ ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ون أ ََّن ُه يتَ َكلَّم مع ام أر ٍَة‪ .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لك ْن لَ ْم َي ُق ْل‬ ‫َّب َ‬ ‫اء تَالَمي ُذهُ‪َ ،‬و َكا ُنوا َيتَ َعج ُ‬ ‫َ ُ َ َ َْ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬أَ​َنا الَّذي أُ َكلِّ ُمك ُه َو»‪َ .‬و ِع ْن َد ذل َك َج َ‬ ‫لَ َها َي ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫ض ْت إِلَى ا ْل َم ِدي َن ِة َوقَالَ ْت لِ َّلن ِ‬ ‫اس‪:‬‬ ‫ب؟» أ َْو «لِ َما َذا تَتَ َكلَّ ُم َم َع َها؟» فَتَ​َرَك ِت ا ْل َم ْأرَةُ َج َّرتَ َها َو َم َ‬ ‫َح ٌد‪َ « :‬ما َذا تَ ْطلُ ُ‬ ‫أَ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫يح؟»‪65 .‬فَ َخ َر ُجوا ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة َوأَتَْوا إِلَ ْي ِه‪.‬‬ ‫سا ًنا قَ َ‬ ‫ال لِي ُك َّل َما فَ َع ْل ُ‬ ‫ت‪ .‬أَلَ َع َّل ه َذا ُه َو ا ْل َمس ُ‬ ‫« َهلُ ُّموا ا ْنظُ​ُروا إِ ْن َ‬ ‫‪61‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه أَ ْنتُ ْم»‪.‬‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أَ​َنا لِي َ‬ ‫ام َعلِّ ُم‪ُ ،‬ك ْل» فَقَ َ‬ ‫سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫ام آل ُك َل لَ ْ‬ ‫َوِفي أَثْ َناء ذل َك َ‬ ‫ين‪َ « :‬ي ُ‬ ‫ط َع ٌ‬ ‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬ ‫طع ِ‬ ‫ض ُه ْم لِ َب ْع ٍ‬ ‫يئ َة‬ ‫ش ْي ٍء لِ َيأْ ُك َل؟» قَ َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫َح ًدا أَتَاهُ ِب َ‬ ‫َع َم َل َم ِش َ‬ ‫امي أ ْ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ال التَّالَ ِمي ُذ َب ْع ُ‬ ‫ض‪«:‬أَلَ َع َّل أ َ‬ ‫سوعُ‪َ َ «:‬‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫‪60‬‬ ‫ِ‬ ‫الَِّذي أَر ِ‬ ‫اد؟ َها أَ​َنا أَقُو ُل لَ ُك ُم‪ْ :‬ارفَ ُعوا‬ ‫ون أ َْرَب َع ُة أَ ْ‬ ‫صُ‬ ‫ون‪ :‬إِ َّن ُه َي ُك ُ‬ ‫َما تَقُولُ َ‬ ‫ش ُه ٍر ثُ َّم َيأْتي ا ْل َح َ‬ ‫ْ َ‬ ‫سلَني َوأُتَ ِّم َم َع َملَ ُه‪ .‬أ َ‬ ‫‪63‬‬ ‫اة األَب ِدي ِ‬ ‫ُجرةً وي ْجمع ثَم ار لِ ْلحي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّت لِ ْلح ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّة‪ ،‬لِ َك ْي َي ْف َر َح‬ ‫َع ُي َن ُك ْم َوا ْنظُ​ُروا ا ْل ُحقُ َ‬ ‫أْ‬ ‫َ‬ ‫صاد‪َ .‬وا ْل َحاص ُد َيأْ ُخ ُذ أ ْ َ َ َ َ ُ َ ً َ َ‬ ‫ول إِنَّ َها قَد ْاب َيض ْ َ َ‬ ‫‪62‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الز ِ‬ ‫ص ُدوا َما لَ ْم‬ ‫ص ُد ُ‬ ‫ارعُ َوا ْل َحاص ُد َم ًعا‪ .‬أل ََّن ُه في ه َذا َي ْ‬ ‫س ْلتُ ُك ْم لتَ ْح ُ‬ ‫ص ُد‪ .‬أَ​َنا أ َْر َ‬ ‫ق ا ْلقَ ْو ُل‪ :‬إِ َّن َواح ًدا َي ْزَرعُ َوآ َخ َر َي ْح ُ‬ ‫‪63‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫آخر َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين‬ ‫ون ِم َن َّ‬ ‫ام ِرِّي َ‬ ‫ير َ‬ ‫آم َن ِبه م ْن ت ْل َك ا ْل َمدي َنة َكث ُ‬ ‫تَتْ َع ُبوا فيه‪ُ َ .‬‬ ‫ون تَع ُبوا َوأَ ْنتُ ْم قَ ْد َد َخ ْلتُ ْم َعلَى تَ َع ِب ِه ْم»‪ .‬فَ َ‬ ‫‪75‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ث‬ ‫اء إِلَ ْي ِه َّ‬ ‫َن َي ْم ُك َ‬ ‫س َب ِب َكالَِم ا ْل َم ْأر َِة الَِّتي َكا َن ْت تَ ْ‬ ‫ش َه ُد أ ََّن ُه‪«:‬قَ َ‬ ‫سأَلُوهُ أ ْ‬ ‫ال لِي ُك َّل َما فَ َع ْل ُ‬ ‫ام ِري َ‬ ‫ُّون َ‬ ‫ت»‪َ .‬فلَ َّما َج َ‬ ‫ِب َ‬ ‫ِ ِ ‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َب ِب َكالَ ِم ِك‬ ‫ِع ْن َد ُه ْم‪ ،‬فَ َم َك َ‬ ‫ث ُه َن َ‬ ‫س َب ِب َكالَمه‪َ .‬وقَالُوا ل ْل َم ْأرَة‪«:‬إِ َّن َنا لَ ْ‬ ‫س َنا َب ْع ُد ِب َ‬ ‫آم َن ِبه أَ ْكثَُر ِجدًّا ِب َ‬ ‫اك َي ْو َم ْي ِن‪ .‬فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ا ْل َعالَِم»‪َ 76.‬وَب ْع َد ا ْل َي ْو َم ْي ِن َخ َر َج ِم ْن ُه َنا َك‬ ‫س ِم ْع َنا َوَن ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫َن ه َذا ُه َو ِبا ْل َحقيقَة ا ْل َمس ُ‬ ‫يح ُم َخلِّ ُ‬ ‫ُن ْؤ ِم ُن‪ ،‬أل ََّن َنا َن ْح ُن قَ ْد َ‬ ‫‪70‬‬ ‫‪77‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َن‪«:‬لَ ْيس لِ َن ِب ٍّي َكر ِ‬ ‫اء إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ضى إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫يل قَِبلَ ُه‬ ‫س ُه َ‬ ‫ش ِه َد أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َو َم َ‬ ‫ام ٌة في َوطَنه»‪َ .‬فلَ َّما َج َ‬ ‫َ‬ ‫ع َن ْف َ‬ ‫يل‪ ،‬ألَ َّن َي ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ِ ِ ‪73‬‬ ‫شلِيم ِفي ا ْل ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َجلِيلِي َ ِ‬ ‫اء‬ ‫يد‪ ،‬أل ََّن ُه ْم ُه ْم أ َْي ً‬ ‫اءوا إِلَى ا ْلعيد‪ .‬فَ َج َ‬ ‫ضا َج ُ‬ ‫ُّون‪ ،‬إ ْذ َكا ُنوا قَ ْد َع َاي ُنوا ُك َّل َما فَ َع َل في أ ُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫ان َخ ِادم ِل ْلملِ ِك ْاب ُن ُه م ِر ٌ ِ‬ ‫ضا إِلَى قَا َنا ا ْل َجلِ ِ‬ ‫وم‪77 .‬ه َذا إِ ْذ‬ ‫يل‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫اء َخ ْم ًرا‪َ .‬و َك َ‬ ‫سوعُ أ َْي ً‬ ‫يض في َك ْف ِرَن ُ‬ ‫ص َن َع ا ْل َم َ‬ ‫ث َ‬ ‫َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫اح َ‬ ‫ط َل َ ِ‬ ‫ودي ِ‬ ‫َّة إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫اء ِم َن ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ش ِرفًا‬ ‫س ِم َع أ َّ‬ ‫يل‪ ،‬ا ْن َ‬ ‫ان ُم ْ‬ ‫َن َي ْن ِز َل َوَي ْ‬ ‫سأَلَ ُه أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ش ِف َي ْاب َن ُه أل ََّن ُه َك َ‬ ‫ق إِلَ ْيه َو َ‬ ‫ع قَ ْد َج َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪73‬‬ ‫‪72‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬ا ْن ِز ْل‬ ‫ب» قَ َ‬ ‫َعلَى ا ْل َم ْوت‪ .‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬الَ تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫آيات َو َع َجائ َ‬ ‫ون إِ ْن لَ ْم تَ​َر ْوا َ‬ ‫ال لَ ُه َخاد ُم ا ْل َملك‪َ «:‬يا َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫‪05‬‬ ‫ال لَ ُه يسوعُ‪«:‬اذ َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫آم َن َّ‬ ‫وت ْاب ِني»‪ .‬قَ َ‬ ‫قَ ْب َل أ ْ‬ ‫َن َي ُم َ‬ ‫سوعُ‪َ ،‬وَذ َه َ‬ ‫الر ُج ُل ِبا ْل َكل َمة الَّتي قَالَ َها لَ ُه َي ُ‬ ‫َُ‬ ‫ْه ْب‪ .‬ا ْب ُن َك َح ٌّي»‪ .‬فَ َ‬ ‫‪01‬‬ ‫الس ِ ِ ِ‬ ‫‪ِ 01‬‬ ‫يما ُه َو َن ِ‬ ‫َخ َذ‬ ‫يدهُ َوأ ْ‬ ‫يها أ َ‬ ‫استَ ْق َبلَ ُه َع ِب ُ‬ ‫َخ َب ُروهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫استَ ْخ َب َرُه ْم َع ِن َّ َ‬ ‫ين‪«:‬إِ َّن ْاب َن َك َح ٌّي»‪ .‬فَ ْ‬ ‫از ٌل ْ‬ ‫اعة الَّتي ف َ‬ ‫َوف َ‬ ‫‪06‬‬ ‫الساع ِة َّ ِ‬ ‫يتَعافَى‪ ،‬فَقَالُوا لَ ُه‪«:‬أَم ِ ِ‬ ‫ال لَ ُه‬ ‫َب أَنَّ ُه ِفي ِت ْل َك َّ‬ ‫اع ِة الَِّتي قَ َ‬ ‫الس َ‬ ‫السا ِب َعة تَ​َرَكتْ ُه ا ْل ُح َّمى»‪ .‬فَفَ ِه َم األ ُ‬ ‫س في َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪07‬‬ ‫ودي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ِم َن ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّة‬ ‫آم َن ُه َو َوَب ْيتُ ُه ُكلُّ ُه‪.‬‬ ‫هذ ِه أ َْي ً‬ ‫ضا َ‬ ‫ف َ‬ ‫سوعُ لَ َّما َج َ‬ ‫ص َن َع َها َي ُ‬ ‫آي ٌة ثَان َي ٌة َ‬ ‫يها َي ُ‬ ‫سوعُ‪«:‬إ َّن ْاب َن َك َح ٌّي»‪ .‬فَ َ‬ ‫إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫يل‪" .‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫وح َّنا‪،‬‬ ‫س ِم ُعوا أ َّ‬ ‫ب أ َّ‬ ‫الر ُّ‬ ‫اآلات (يو‪َ " -:)6 – 1 :7‬فلَ َّما َعلِ َم َّ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫ص ِّي ُر َوُي َع ِّم ُد تَالَمي َذ أَ ْكثَ​َر م ْن ُي َ‬ ‫سوعَ ُي َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫ين َ‬ ‫ضا إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫س ُه لَم َي ُك ْن ُي َع ِّم ُد َب ْل تَالَ ِمي ُذهُ‪6 ،‬تَر َك ا ْل َي ُه ِ‬ ‫يل‪".‬‬ ‫‪َ 1‬م َع أ َّ‬ ‫سو َ‬ ‫ضى أ َْي ً‬ ‫ود َّي َة َو َم َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ع َن ْف َ ْ‬ ‫فلما علم الرب‪ ..‬أن يسوع‪ .‬قوله الرب هذا يشير للمسيح في الهوته كما يراه يوحنا‪ .‬وقوله يسوع فهذا يشير له‬

‫كإنسان كما يراه الفريسيين‪ .‬يصير= يجذب إليه الناس ويتلمذهم ويعمدهم بعد أن يتلمذهم‪.‬‬

‫فبعد اإلثارة التي فعلها تالميذ يوحنا‪ ،‬والمشاكل التي توقع المسيح حدوثها من الفريسيين‪ ،‬إنسحب من اليهودية‬ ‫إلى الجليل منعاً للمصادمات معهم قبل الوقت (وكانت عودة المسيح للجليل هذه هي بداية الخدمة في األناجيل‬ ‫‪159‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫الثالثة األخرى)‪ .‬وتال ميذ يوحنا أشاعوا أن المسيح يعمد‪ ،‬لذلك يركز يوحنا على أن المسيح لم يكن يعمد فهؤالء‬ ‫كاذبين يريدون إثارة الجماهير ضد المسيح‪ .‬ونالحظ أن المعمودية المسيحية كما نعرفها لم تبدأ إال بعد حلول‬

‫الروح القدس‪ ،‬والروح القدس لم يحل على التالميذ إال بعد موت المسيح وقيامته‪ .‬فالمعمودية هي موت مع‬

‫المسيح وقيامة معه‪ .‬والمعمودية ال تكتسب فاعليتها إال بالروح القدس‪.‬‬ ‫ترتيب األحداث‪:‬‬ ‫في (يو‪ )171:‬توجه الرب إلى الجليل‪.‬‬ ‫في (يو‪ ):711‬عاد إلى أورشليم‪.‬‬

‫في (يو‪ )711‬توجه إلى الجليل فوصلها في (آية‪.)17‬‬ ‫وفي (يو‪ ):17‬توجه إلى أورشليم‪.‬‬

‫وفي (‪ ):1:‬عاد إلى الجليل‪.‬‬

‫وفي (يو‪ )::13‬عاد إلى اليهودية وظل هناك إلى ما بعد القيامة‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ام َرةَ‪" .‬‬ ‫َن َي ْجتَ َاز َّ‬ ‫ان الَ ُب َّد لَ ُه أ ْ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)7 :7‬و َك َ‬ ‫الطريق عبر السامرة شاق وحار ومحفوف بالمخاطر بسبب عداء السامريين لليهود وتعديهم على المارة منهم‪.‬‬

‫وكان هناك طريق آخر من شرق األردن شماالً للناصرة‪ .‬البد له أن يجتاز= ليؤمن أهلها‪ .‬فالمسيح أتى وتجسد‬

‫لهذا السبب‪( .‬وكان اليهود يتحاشون المرور بالسامرة أيضاً حتى ال يتنجسوا)‪.‬‬

‫َّيع ِة الَِّتي و َهبها يعقُ ِ‬ ‫آية ( يو‪0" -:)0 :7‬فَأَتَى إِلَى م ِدي َن ٍة ِم َن َّ ِ‬ ‫ف‬ ‫س َ‬ ‫وس َ‬ ‫َ َ َ َْ ُ‬ ‫وب ل ُي ُ‬ ‫وخ ُار‪ِ ،‬بقُ ْر ِب الض ْ َ‬ ‫السام َرِة ُيقَا ُل لَ َها ُ‬ ‫َ‬ ‫ْاب ِن ِه‪" .‬‬ ‫سوخار= تحت جبل اللعنات (جبل عيبال) وهو في مقابل جبل جرزيم‪ .‬وبين سفحي الجبلين مدينة شكيم (نابلس‬

‫حالياً)‪ .‬وسوخار (خربة عسكر حالياً) هي بجانب شكيم‪ .‬والمرأة أتت إلى بئر جافة تقريباً ووقت الظهر‪ ،‬بينما من‬

‫يستقي يأتي ليستقي صباحاً‪ ،‬فهي خجالنة من نظرات الناس إليها وهي امرأة فقيرة واالّ ألرسلت خدامها ليستقوا‬

‫لها‪.‬‬

‫وهبها يوسف= (راجع تك‪ +11-1:111‬يش‪.)71111‬‬

‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫ب ِم َن َّ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)3 :7‬و َكا َن ْت ُه َن َ‬ ‫س ه َك َذا َعلَى ا ْل ِب ْئ ِر‪َ ،‬و َك َ‬ ‫وب‪ .‬فَِإ ْذ َك َ‬ ‫سوعُ قَ ْد تَع َ‬ ‫اك ِب ْئ ُر َي ْعقُ َ‬ ‫السفَ ِر‪َ ،‬جلَ َ‬ ‫ان َي ُ‬ ‫الساع ِة َّ ِ‬ ‫س ِة‪" .‬‬ ‫َن ْح َو َّ َ‬ ‫الساد َ‬ ‫ِ‬ ‫لمتْ َعب إنهارت‬ ‫تَع َ‬ ‫ب= فهو إنسان كامل يتعب‪ ،‬وهو يتعب لتؤمن السامرية‪ .‬جلس هكذا= هذا تعبير يوناني يشير ُ‬

‫قواه فإرتمى في جلوسه متعباً وفي عطش من ح اررة الجو‪ ،‬ودون تنظيف للمكان‪ .‬البئر= هناك لفظان في‬

‫‪160‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫اليونانية للبئر‪ .‬األول يشير لينبوع طبيعي ماؤه ٍ‬ ‫أما حين تقولها‬ ‫جار ويستخدمه لها يوحنا إذا قالها المسيح‪ّ .‬‬ ‫السامرية فيستخدم لها يوحنا تعبير آخر يشير للبئر الذي ماؤه راكد وشحيح (أر‪ ):711‬مقارنة بين ينبوع يعطيه‬

‫اهلل وبئر شحيح يحفره إنسان)‪ .‬وفي هذا إشارة للمسيح ينبوع الحياة (رؤ‪ .):3111+:11:‬الساعة السادسة=‬ ‫هي الساعة التي ِ‬ ‫ب فيها الرب ليموت فيعطي حياة‪ .‬ونالحظ أن المسيح قال في الساعة السادسة أنا عطشان‬ ‫صل َ‬ ‫ُ‬ ‫ويقول التقليد أن المرأة السامرية إسمها فوتينا‪ .‬ويقال أن طول الحبل المستخدم في بئر يعقوب هذا ‪:::‬قدم‪.‬‬ ‫َع ِط ِ‬ ‫امرِة لِتَ ِ‬ ‫ام أرَةٌ ِم َن َّ ِ‬ ‫َن‬ ‫ب» ‪2‬أل َّ‬ ‫يني ألَ ْ‬ ‫اء‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬أ ْ‬ ‫ش َر َ‬ ‫ْ‬ ‫ال لَ َها َي ُ‬ ‫ستَق َي َم ً‬ ‫الس َ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫اما‪".‬‬ ‫ل َي ْبتَ ُ‬ ‫اعوا طَ َع ً‬

‫‪7‬‬ ‫اء ِت‬ ‫اآليات (يو‪ "-:)2–7 :7‬فَ َج َ‬ ‫ض ْوا إِلَى ا ْل َم ِدي َن ِة‬ ‫تَالَ ِمي َذهُ َكا ُنوا قَ ْد َم َ‬ ‫أعطيني ألشرب= قد يطلب منا المسيح خدمة بسيطة ليمنحنا هو بركة كبيرة‪ .‬واهب الحياة يتحول لشحاذ محتاج‬

‫ولكن ذلك ليعطي لهذه المرأة حياة‪.‬‬

‫وهناك من يستثقل خدمة المسيح غير عالم أن عطايا المسيح ال حصر لها‪ .‬هناك من ال يزال يظن أن المسيح‬

‫محتاج لخدماته غير عالم أن من يقدم خدمة للمسيح يأخذ في مقابلها مئة ضعف‪ .‬هذه مثل إعطني قلبك‪..‬‬

‫ولكنه حين يأخذه يمأله فرحاً‪ .‬ماذا كانت أتعاب المرأة‪ ،‬هي ستنزل الدلو لتحصل على بعض الماء ليشرب‬

‫ماء حياً‪ .‬وكل منا يظن أنه يتعب في الصالة والصوم‪ ..‬ولكنه ماذا سيحصل عليه‬ ‫المسيح‪ .‬وماذا كانت ستأخذ؟ ً‬ ‫من نعم‪ .‬المسيح ال يبقى مديوناً‪ .‬هي تصورت أنها ستتعب ألجل المسيح وال تعلم مقدار تعبه ألجلها‪ .‬بل هو‬ ‫حينما يعطي‪ ،‬يعطي ذاته‪ .‬لكن عموماً هناك نقطة إيجابية لدى هذه السامرية وهي قابليتها للنقاش مع المسيح‪،‬‬ ‫فهناك من يرفض‪ .‬وعجيب أن المسيح عطش وطلب أن يشرب ثم لم يشرب‪ ،‬فهو فرح بخالص نفس السامرية‪.‬‬

‫(فطعام المسيح وشرابه هو إجتذاب النفوس ليخلصها( اش ‪ )::177‬لقد طغت حاجة المرأة على حاجته هو‪.‬‬ ‫والمسيح في محبته قادر أن يهب ماء الحياة ويحول الماء إلى خمر وفي نفس الوقت يرسل تالميذه ليشتروا‬

‫طعاماً وال يعمل معجزة ألجل نفسه‪ .‬يشبع اآلالف حتى ال ينصرفوا جائعين وال يحول الحجارة إلى خبز لنفسه‪.‬‬ ‫والمسيح بسؤاله للسامرية أراد أن يعطيها ال أن يأخذ منها‪ .‬هو هنا يبحث عن خالص نفس امرأة فقيرة (تستقي‬ ‫لنفسها وليس لديها من يستقي لها)‪ ،‬وسامرية أي نصف أممية بل زانية‪ ،‬وهناك عداء بينها وبين اليهود‪.‬‬

‫والسامرية فرغ ماؤها وسط النهار كما فرغت خمر عرس قانا الجليل‪ ،‬وهذا معناه أن الفرح أعوز الجميع‪ .‬ونالحظ‬ ‫أن كلمات المسيح للسامرية ‪ 3‬كلمات (‪ 3‬رقم الكمال) ‪ .‬والتالميذ كانوا قد مضوا إذ أرسلهم الرب كلهم حتى ال‬

‫يجرح مشاعر المرأة وهو يكلمها أمامهم ويستدرجها لتعترف فتتنقى فتراه فتؤمن‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ي وأَ​َنا ام أرَةٌ س ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ت َي ُه ِ‬ ‫ام ِريَّ ٌة؟»‬ ‫آية ( يو‪ " -:)3 :7‬فَقَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ َّ‬ ‫ب ِم ِّني لِتَ ْ‬ ‫ام ِرَّي ُة‪َ «:‬ك ْي َ‬ ‫ب‪َ ،‬وأَ ْن َ‬ ‫ش َر َ‬ ‫ف تَ ْطلُ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ود ٌّ َ‬ ‫الس ِ‬ ‫ود الَ يع ِ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫أل َّ‬ ‫ون َّ‬ ‫ام ِرِّي َ‬ ‫املُ َ‬ ‫َن ا ْل َي ُه َ ُ َ‬

‫أمر غريب أن يتكلم رجل مع امرأة ويهودي مع سامرية‪ .‬ويشرب من إناء سامري نجس (أنظر مت‪+71::‬‬

‫لو‪ +77-711:‬يو‪ +1111‬أع‪ .)111::‬وهي كخاطئة في محضر المسيح الذي تلوح عليه مالمح القداسة بدأت‬

‫‪161‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫في بجاحة تتكلم كأنها تدافع عن جنسها كسامرية منبوذة من اليهود ‪ .‬لكنها سريعاً ما تغيرت في أسلوبها‪ .‬هي‬

‫ظنت أنها ال تعرفه وهو ال يعرفها‪ ،‬ثم إكتشفت أنه يعرف عنها كل شئ‪ .‬وأنها هي أيضاً تعرف أنه المسيا‪ .‬إذاً‬

‫كل من يقترب من المسيح سيجد أنه يعرفه وأن المسيح يعرفه شخصياً‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫َع ِط ِ‬ ‫ين ع ِط َّي َة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يني‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫اهلل‪َ ،‬و َم ْن ُه َو الَِّذي َيقُو ُل لَ ِك أ ْ‬ ‫ال لَهاَ‪«:‬لَ ْو ُك ْنت تَ ْعلَم َ َ‬ ‫َج َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)15 :7‬أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫َع َ ِ‬ ‫اء َحيًّا»‪".‬‬ ‫ب‪ ،‬لَ َ‬ ‫ألَ ْ‬ ‫طلَ ْب ِت أَ ْن ِت ِم ْن ُه فَأ ْ‬ ‫ش َر َ‬ ‫طاك َم ً‬

‫ماء حياً= (رؤ‪ +::111 +:313‬إش‪ .)7111 +71:1‬وكان اليهود يسمون مياه اآلبار مياه ميتة‪ ،‬والمياه‬ ‫ً‬ ‫الجارية مياه حية‪ .‬لو كنت تعلمين= المسيح يتمنى لو أنها إكتشفت شخصه الذي يعطي بسخاء وال يعير فتطلب‬

‫هي منه‪ ،‬ال تراه مساف اًر في عطش بل إلهاً يعطي حياة‪ .‬لكن غرور الخطية يعمي العيون فال يدرك الخاطئ‬

‫إحتياجه للمسيح‪ .‬لكن المسيح يعرض ذاته دائماً لكي نتعرف عليه فنطلبه فيعطينا حياة‪ .‬الماء الحي أي الماء‬ ‫الجاري ينظف بإستمرار مجرى المياه من أي قاذورات موجودة‪ .‬أما الماء الراكد فتجده مملوءاً بالقاذورات‪.‬‬ ‫واإلنسان المملوء من الروح القدس‪ ،‬يطهره الروح القدس (بالتبكيت والمعونة) من خطاياه لذلك نصلي "روحك‬

‫القدس جدده في أحشائنا" حتى يعمل عمله وينقينا‪ .‬وهذا جهاد كل منا أن نصرخ في الصالة طالبين أن نمتلئ‬ ‫ويتجدد الروح في داخلنا فنتنقى من خطايانا‪ ،‬فهو يعطي الروح للذين يطلبونه بلجاجة (لو‪ ):71::‬وراجع أيضاً‬

‫(أف‪1( + )1:-:117‬تي‪ ):1:‬إذاً اإلمتالء (جعل الماء حي جاري) هو نتيجة جهادنا‪.‬‬ ‫قصة الماء في إنجيل يوحنا‪:‬‬ ‫(ص‪ )1‬نجد أول معجزة‪ ،‬وهي تحويل الماء إلى خمر‪.‬‬

‫(ص‪ )7‬اإلنسان يولد من الماء والروح‪ .‬والروح ينقص معمودية يوحنا‪.‬‬ ‫(ص‪ )1‬المسيح ينبوع حي‪ ،‬يعطي ماء حياة‪.‬‬ ‫(ص‪ )7‬تحريك الماء يشفي‪.‬‬

‫(ص‪ ):‬المسيح يمشي على البحر الهائج (هذا يشير لسلطان المسيح على العالم المضطرب)‪.‬‬ ‫لكن ماء البحر ماء مالح يشير للعالم‪ ،‬ومن يشرب من هذا الماء يعطش‪.‬‬

‫(ص‪ )3‬من آمن بي تجري من بطنه أنهار ماء حي (‪.)7113‬‬ ‫(ص‪ ):‬شفاء المولود األعمى بإغتساله في بركة سلوام‪.‬‬

‫بهذا نرى أن الماء عنصر أساسي في التحول من الحياة القديمة إلى الحياة الجديدة‪ .‬والمسيح يتوق أن نولد كلنا‬

‫جديداً من الماء والروح ويفيض علينا من الماء الحي الذي هو روحه القدوس‪ .‬الماء هو سر الحياة‪ .‬والمعنى أن‬

‫المسي ح أتى ليعطينا نحن الموتى الحياة‪" ،‬فيه كانت الحياة" وكما تقابل إسحق مع رفقة عند بئر‪ .‬فالتقابل مع‬ ‫عريسنا السماوي يكون عند جرن المعمودية حين نموت معه ونقوم متحدين معه‪ .‬ويرسل لنا روحه القدوس‬

‫(الماء) ليحيي نفوسنا‪.‬‬

‫‪162‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ا ْل َح ُّي؟"‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬الَ َد ْل َو لَ َك َوا ْل ِب ْئ ُر َعميقَ ٌة‪ .‬فَم ْن أ َْي َن لَ َك ا ْل َم ُ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)11 :7‬قَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ‪َ «:‬يا َ‬ ‫يا سيد= (= ‪ LORD‬كيريي)‪ .‬هنا المرأة العاصية تقبل أن تدخل في حوار مع المسيح‪ .‬ونرى عطايا اهلل أنها‬

‫أكثر مما نظن أو نفتكر‪ ،‬ولكن العقل البشري ال يتخيل أن هذه عطايا اهلل‪ ،‬بل يضع العراقيل في وجه من يحاول‬

‫خالصه‪ ،‬بل يضع الخاطئ قيوداً على نفسه ويتصور أنه ال حل لها= ال دلو لك= بل نتصور أن اهلل ليس عنده‬ ‫حل لمشاكلنا‪ .‬هي رأت شكله البسيط المتعب من السفر ولم تدري إمكانياته‪ .‬البئر عميقة= هكذا أتصور عمق‬

‫مشكلتي التي ال حل لها‪ ،‬أو خطيتي‪.‬‬ ‫اش ِ‬ ‫ش ِرب ِم ْنها ُهو وب ُنوه ومو ِ‬ ‫آية ( يو‪11" -:)11 :7‬أَلَعلَّ َك أ ْ ِ‬ ‫يه؟»"‬ ‫وب‪ ،‬الَِّذي أ ْ‬ ‫َعظَ ُم م ْن أَِبي َنا َي ْعقُ َ‬ ‫َعطَا َنا ا ْل ِب ْئ َر‪َ ،‬و َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫السامرية هنا تتحصن بالماضي فتراه أفضل من القفز إلى المجهول‪ .‬وهكذا فعل نيقوديموس إذ تمسك بشيخوخته‬

‫ورأى الحل أن يدخل لبطن أمه‪ ،‬وتمسك رؤساء الكهنة بهيكلهم بالرغم من فساده إذ جعله مغارة لصوص ‪.‬‬ ‫وتمسك تالميذ يوحنا بمعموديته‪.‬‬

‫وتقليد السامريين يقول أن يعقوب عندما وقف على هذه البئر وهو في عطش هو ومن معه وصلّى هلل فاضت‬ ‫البئر بالماء‪ .‬ونفس القصة نجدها في تلمود اليهود‪ .‬فسؤال السامرية هل أنت أعظم من يعقوب أي ستجعل البئر‬ ‫تفيض‪ .‬فالمشكلة في نظرها أنه ال دلو له وال حبل طويل فهل تقدر أن تعمل ما عمله أبينا يعقوب وتفيض البئر‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ضا‪17 .‬و ِ‬ ‫شرب ِم ْن ه َذا ا ْلم ِ‬ ‫لك ْن َم ْن‬ ‫اء َي ْع َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫طُ‬ ‫ش أ َْي ً‬ ‫ال لَهاَ‪ُ «:‬ك ُّل َم ْن َي ْ َ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)17–16 :7‬أ َ‬ ‫َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫َ‬ ‫عم ٍ‬ ‫ص ِ ِ‬ ‫ش إِ َلى األَب ِد‪ ،‬ب ِل ا ْلماء الَِّذي أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ُع ِط ِ‬ ‫شرب ِم َن ا ْلم ِ‬ ‫اء َي ْن َبعُ إِلَى‬ ‫يه أَ​َنا َفلَ ْن َي ْع َ‬ ‫طَ‬ ‫اء الَِّذي أ ْ‬ ‫َي ْ َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ُعطيه َي ُ‬ ‫ير فيه َي ْن ُبو َ َ‬ ‫َ‬ ‫اة أَب ِدي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َّة»‪".‬‬ ‫َح َي َ‬ ‫(راجع إش‪ +:177 +::11:‬رؤ‪ +:11: +::13‬يو‪ .)771:‬الجسد يشرب ثم يعطش وهكذا‪ ،‬أما الروح فهي‬

‫تشرب وترتوي وال تعود تشعر بالعطش بل تطلب المزيد‪ .‬ومن يشرب من الماء الذي يعطيه اهلل ينتمي للسماويات‬

‫أما من يشرب من‬ ‫فال تعود الدنيا تشغله بملذاتها‪ .‬لذلك من عاش للخطية يأتى يوم عليه يتمنى الموت وال يجده‪ّ ،‬‬ ‫الماء الذي يعطيه اهلل يولد كل يوم جديداً‪ .‬والماء الذي يعطيه اهلل هو ماء فياض= أي يروي اآلخرين‪ .‬ومن‬

‫يشرب ويجري وراء شهوات العالم يعطش الماء الذي أعطيه= عطايا المسيح تفوق كل تصورنا‪ ،‬ماء يروي الروح‬ ‫وليس الجسد فقط‪ .‬الروح القدس هو الماء‪ .‬والروح القدس هو الذي يستعلن لنا المسيح فنشتاق أن نعرف أكثر‬ ‫ونراه أوضح‪ ،‬ويصير في داخلنا فرح وتهليل يظل ينبع بفيضان فنعيش بإطمئنان في بهجة الخالص نشرب منها‬

‫كل يوم‪ .‬فالمياه الحية التي أسماها المسيح عطية اهلل حينما تستقر في نفس اإلنسان تصبح قوة حية فاعلة تسكن‬ ‫هيكل اإلنسان‪ ،‬تحييه وتجدده مثلها مثل عطية الحياة التي ينالها اإلنسان من أكل الجسد (يو‪ .)711:‬وفي سفر‬

‫النشيد نسمع "أختى العروس جنة مغلقة ينبوع مختوم" أي أن مواردها من الداخل وليس لها حاجة لشئ من‬

‫الخارج‪ .‬وماء الحياة من الداخل فعلينا أن ال نسعى إليه خارجاً عن دائرة قلوبنا‪ .‬وهو أبدي يبدأ في الزمان ولكنه‬ ‫‪163‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫يدخل ا ألبدية‪ ،‬يروي فال نحتاج لشئ آخر‪ .‬ويوقف تياره أن نتركه ونذهب نبحث عن أبار مشققة ال تضبط ماء‪.‬‬ ‫"ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية" (رؤ‪.):313‬من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً‪ .‬ولكن من يشرب من الماء‬

‫الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى األبد‪.‬‬

‫العالم بما فيه يعطي ماء هو الماديات من مال‪ /‬مراكز‪ /‬قوة‪ /‬ملذات حسية‪ .‬ويظن كل من يحصل على هذه‬ ‫األشياء أنه يرتوي ولكن هذا خداع ‪ ..‬فلماذا؟‬

‫‪ .:‬يظن اإلنسان أن المال فيه ضمان للمستقبل‪ ،‬فيظل يحلم بزيادة رصيده ليضمن أمان المستقبل‪ ،‬ولكن لم نرى‬ ‫إنسان يشبع ويكتفي‪ ،‬بل دائماً يسعى للمزيد مهما إمتلك‪ ،‬بل كلما زاد ما يمتلكه زاد إضطرابه خوفاً من‬ ‫ضياع ما يملكه‪ .‬هو سيظل في حالة عطش دائم‪ ،‬إما يريد المزيد أو شاعر بعدم اإلطمئنان‪ .‬والعكس فإبن‬

‫اهلل مهما كان فقي اًر فهو في سالم حقيقي‪ ،‬يقول مع عروس النشيد "أنا لحبيبي وحبيبي لي" (نش‪ )71:‬ويقول‬

‫مع بطرس "لكن الذي لي فإياه أعطيك" (أع‪ .):17‬مثل هذا اإلنسان مصدر سالمه أنه يملك اهلل نفسه‪ ،‬اهلل‬

‫الغني واهلل القوي‪ ..‬واهلل الذي يحبه وعينه عليه من أول السنة إلى آخرها‪ ،‬بل إلى األبد‪ ..‬إذاً لن يعطش إلى‬

‫األبد‪ .‬له سالم اهلل الذي يفوق كل عقل (في‪)311‬‬

‫‪ .1‬العالم يعطي ملذات حسية (أكل‪ /‬شرب‪ /‬جنس‪ )..‬ولكن هل هذا يشبع؟ هل أشبع سليمان ‪ :::‬امرأة ؟ ابدا‬

‫لذلك أضاف أخرى فصرن‪ ، ::::‬ومثالً لو قيل لشخص يتلذذ بالجنس‪ ،‬أنه قد أصابه مرض خطير وأنه‬ ‫سيموت بعد أشهر‪ ،‬هل سيجد تعزيته في مثل هذه الشهوات؟! والعكس فمن يعرف اهلل حقيقة واختبر الفرح‬ ‫الحقيقي الذي يعطيه اهلل سيجد أن الفرح الذي يعطيه اهلل ينتصر على أي ضيقة‪ ،‬وسيجتاز فترة المرض وهو‬ ‫في فرح حقيقي أبدي‪ ..‬ولن يعطش إلى األبد‪ .‬ولكن علينا أن نميز بين كلمتين‬ ‫[‪ ]:‬اللذة (وهذه يعطيها العالم) وهي مؤقتة وتختفي في الضيقات‪.‬‬

‫[‪ ]1‬الفرح (وهذا عطية الروح القدس) وينتصر على أي ضيقة‪.‬‬

‫‪ .7‬ولكن من أين هذا الفرح الحقيقي والسالم الحقيقي؟ من المحبة عطية الروح القدس (الماء الذي نشرب منه‬ ‫فال نعطش) لذلك فثمار الروح القدس محبة‪ /‬فرح‪ /‬سالم (غل‪ .)1117‬وهناك فرق بين المحبة والشهوة‪.‬‬

‫فالمحبة باذلة أما الشهوة فأنانية‪ .‬ولألسف فالعالم بخداع الشياطين أصبح يطلق على الشهوة األنانية القاتلة‬

‫حب‪ .‬لكن من له المحبة الباذلة فله الفرح الحقيقي والسالم الحقيقي‪.‬‬

‫ِ‬ ‫آية ( يو‪10" -:)10 :7‬قَالَ ْت لَ ُه ا ْلم أرَةُ‪«:‬يا س ِّي ُد أ ْ ِ ِ‬ ‫َستَ ِق َي»‪".‬‬ ‫َعطَ َ‬ ‫اء‪ ،‬لِ َك ْي الَ أ ْ‬ ‫ش َوالَ آت َي إِلَى ُه َنا أل ْ‬ ‫َعطني ه َذا ا ْل َم َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫هنا نرى أول عالمات العودة‪ ،‬لقد نجح المسيح أن يجتذبها أي أنها شعرت باإلحتياج إليه‪ ،‬ولكنها كطفل على‬

‫قدر تفكيره يطلب‪ ،‬فهي تسأل لكي تستريح من عناء جلب الماء يومياً فتستريح وتريح من تخدمهم أي زوجها‪.‬‬ ‫والمسيح التقط الخيط فسألها عن زوجها هذا الذي تتعب ألجله‪ ،‬أن تأتي به إليه‪ .‬والحظ أن المسيح لم يعطها‬

‫الماء الذي طلبته‪ ،‬هو حرك إشتياقاتها لتطلب‪ ،‬ولكن لتحصل على هذا الماء عليها بالتوبة أوالً‪.‬‬

‫‪164‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هه َنا»‪".‬‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :7‬قَ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬اذ َ‬ ‫ْه ِبي َو ْادعي َز ْو َجك َوتَ َعالَ ْي إِلَى ُ‬ ‫ال لَ َها َي ُ‬ ‫الخطية هي العقبة الوحيدة في طريق نوالها للعطية‪ ،‬لذا يتحتم كشفها واالعتراف بها‪ ،‬واذا حدث سترتوي وتصير‬

‫نبعاً تشرب منه المدينة وأهلها وزوجها‪ .‬لكنه يفعل هذا بمنتهى الرقة ودون أن يجرحها بل هو يساعدها‪( .‬الجديد‬

‫في المسيح ال يلبس على عتيق والروح ال يستقر في القلب إالّ بعد تطهير القلب بالتوبة)‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫س ِلي‬ ‫س لِي َز ْو ٌج»‪ .‬قَ َ‬ ‫َج َاب ِت ا ْل َم ْأرَةُ َوقَ ْ‬ ‫اآليات (يو‪ -:)12–17 :7‬أ َ‬ ‫س ًنا ُق ْلت‪ :‬لَ ْي َ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬ح َ‬ ‫ال لَ َها َي ُ‬ ‫الت‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫َزوج‪12 ،‬ألَنَّ ُه َك َ ِ‬ ‫الص ْد ِ‬ ‫ق»‪".‬‬ ‫س ُة أ َْزَو ٍ‬ ‫س ُه َو َز ْو َج ِك‪ .‬ه َذا ُق ْل ِت ِب ِّ‬ ‫اج‪َ ،‬والَِّذي لَ ِك َ‬ ‫ٌْ‬ ‫اآلن لَ ْي َ‬ ‫ان لَك َخ ْم َ‬ ‫حسناً قلت= المسيح بهذا قبل إعترافها‪ ،‬وها هو يشجعها ويرى فيها حسنة هي الصدق‪ .‬بل يكمل ما لم تستطع‬ ‫البوح به من سلسلة خيانات وزنا‪ .‬ولكن متى إستيقظ ضميره ال يهمه إفتضاح أمره وال بما يقال عنه‪ .‬وبما فعله‬

‫المسيح من كشف الغيب بدأ يظهر لها شخصيته كفاحص للقلوب والكلى‪ .‬ونالحظ أن إستجابة الشخص لصوت‬

‫اهلل يحدد طريقة خالصه‪ ،‬فهذه المرأة كان يمكن لها [‪ ]:‬أن تقول له مالك ومالي ومال زوجي [‪ ]1‬أنا حرة [‪]7‬‬ ‫تكذب وتقول زوجي مسافر‪ .‬والحظ أن المسيح يعرف كل شئ لكنه يريد اإلعتراف‪ .‬والخمسة أزواج ربما طلقوها‬

‫أو ماتوا‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬أ َ​َرى أ ََّن َك َن ِب ٌّي! "‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :7‬قَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ‪َ «:‬يا َ‬ ‫هنا نرى المرأة قد أحسنت الرؤيا‪ ،‬وقد شعرت بهيبة الجالس أمامها‪ ،‬وحتى هذه اللحظة هي شعرت أنه على‬

‫إتصال باهلل ولكنه إنسان‪ ،‬عندما أفرغت المرأة خطاياها إستضاءت عينها ورأت المسيح على قدر ما استطاعت‬

‫أن تبصر= أرى أنك نبي‪ .‬باإلعتراف ينفتح القلب هلل فتتدفق نعمة اهلل داخل القلب‪ .‬والمرأة شعرت بهذه النعمة أن‬

‫المسيح قادر أن يرى ما ال يراه اآلخرون‪ ،‬ويعلم الغيب فهو نبي‪ .‬وبنفس المنطق حينما إعترف اللص اليمين‬

‫على الصليب بخطيته إنفتحت عينيه وعرف من هو المسيح فقال له "إذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك"‬ ‫آية (‬

‫‪15‬‬ ‫شلِيم ا ْلمو ِ‬ ‫اؤَنا سج ُدوا ِفي ه َذا ا ْلجب ِل‪ ،‬وأَ ْنتُم تَقُولُ َ ِ ِ‬ ‫َن‬ ‫ض َع الَِّذي َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫آب ُ َ َ‬ ‫يو‪َ " -:)15 :7‬‬ ‫ُور َ َ َ ْ‬ ‫ون إ َّن في أ ُ‬ ‫َ​َ َ ْ‬ ‫ِف ِ‬ ‫يه»‪".‬‬

‫س َج َد‬ ‫ُي ْ‬ ‫ربما هذا السؤال لتغطي على خطيتها‪ ،‬لكن فيه نقطة إيجابية أن العبادة هلل كانت نقطة تشغلها‪ .‬هي حاولت‬ ‫الهروب من ماضيها‪ ،‬ولكن كان المهم أنها إنكشفت لنفسها واعترفت بخطيتها‪ .‬واألكثر واقعية أنها إكتشفت أن‬

‫الذي أمامها قادر أن يقودها كنبي في الطريق الصحيح ولكن إلى أين سيأخذها‪ ،‬هل إلى أورشليم حيث يقول‬ ‫اليهود أم إلى جرزيم حيث يقول السا مريين‪ .‬لقد إنقلبت الزانية إلى مصلية تبحث أين تصلي‪ ،‬وهي تبحث بصدق‬

‫ممن آمنت به أنه نبي‪ .‬والمسيح لم يدخل في شكليات التدين والمظهريات بل دخل إلى العمق‪ ،‬إلى السجود هلل‬ ‫بالروح والحق‪ .‬إن شكليات العبادة وترك العبادة بالروح يبعدنا عن اهلل‪ .‬فنحن لو قدمنا عبادة حقيقية سنعرف أين‬

‫الحق ولن نعود نسأل أين الحق‪ .‬يجب ان يكون هدف عبادتنا أن نعرف المسيح‪.‬‬

‫‪165‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬ ‫‪11‬‬ ‫يني أ ََّن ُه تَأ ِْتي ساع ٌة‪ ،‬الَ ِفي ه َذا ا ْلجب ِل‪ ،‬والَ ِفي أُور َ ِ‬ ‫ِّق ِ‬ ‫ال لَها يسوعُ‪«:‬يا ام أرَةُ‪ ،‬صد ِ‬ ‫يم‬ ‫َ َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)11 :7‬قَ َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫شل َ‬ ‫ون لِ ِ‬ ‫آلب‪" .‬‬ ‫س ُج ُد َ‬ ‫تَ ْ‬

‫تأتي ساعة= هذه هي البشارة بالعهد الجديد‪ ،‬فبصلب المسيح لم يعد هناك ٍ‬ ‫داع للذبائح‪ .‬وبالتالي أصبح واجباً‬ ‫إلغاء الهيكل اليهودي‪ .‬وصارت العبادة والسجود ألب الجميع= اآلب أب الجميع‪ .‬وعوض التنافر بين اليهود‬

‫والسامريين ستصبح هناك عبادة واحدة‪ ،‬لواحد فقط هو اآلب‪ .‬صدقيني= هو يستعطفها لتصدقه فتجد راحتها‪.‬‬ ‫وكون أن اهلل يعبد في كل مكان فهذا ليس بغريب فلقد تنبأ عنه األنبياء (مال‪ + ::1:‬صف‪. )::11‬‬ ‫آية ( يو‪11" -:)11 :7‬أَ ْنتُم تَسج ُد َ ِ‬ ‫ص ُه َو ِم َن‬ ‫س ُج ُد لِ َما َن ْعلَ ُم ‪ .‬أل َّ‬ ‫ون‪ ،‬أ َّ‬ ‫ستُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫َما َن ْح ُن فَ َن ْ‬ ‫ون ل َما لَ ْ‬ ‫َن ا ْل َخالَ َ‬ ‫ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ود‪".‬‬ ‫لما لستم تعلمون= قال لما وليس لمن‪ .‬أي المقصود العقائد والشرائع والنواميس‪ .‬فالمسيح ال يتكلم عن شخص‬ ‫اهلل بل عن أصول العبادة‪ .‬حتى ال تفهم السامرية أن أورشليم تتساوى مع جرزيم‪ ،‬قال المسيح هذا حتى تفهم أن‬

‫عبادة اليهود هي الحق‪ ،‬والسامريين ولو أنهم يعبدون اهلل إالّ أن اهلل عندهم غير معروف فهم ال يؤمنون باألنبياء‬

‫أما اليهود فكانوا يعرفون اهلل معرفة صحيحة‪ .‬والمسيح هنا ال يدافع عن اليهود بل عن الحق‬ ‫الذين أعلنوا اهلل‪ّ ،‬‬ ‫المعلن لليهود‪ .‬فاهلل استأمنهم على أسرار الخالص‪ .‬وهو يدافع عن مصدر الخالص اآلتي الذي هو نفسه‪،‬‬ ‫ويشفق على السامريين إذ أن عبادتهم تذهب سدى بسبب عدم معرفتهم وغياب الحقيقة‪ .‬والحقيقة أن المسيح‬

‫(الخالص) سيتجسد ويأتي من اليهود‪ ،‬وهذه الحقيقة أعلنها األنبياء‪ .‬أما نحن فنسجد= المسيح كلمها بلغتها أنتم‬

‫ونحن‪ .‬المسيح كإبن إنسان ضم نفسه في تواضع لجمهور العابدين‪ .‬الخالص هو عند اليهود= نرى هنا عدم‬ ‫المجاملة في العقائد‪ .‬فالمسيح لم يقل "الكل واحد" بل هناك حق وهناك خطأ‪ .‬وهم إنحرفوا عن أصول العبادة أي‬

‫عن العقائد السليمة‪ .‬أما نحن فنسجد لما نعلم= المعرفة التي أعطاها اهلل لموسى ولألنبياء‪.‬‬

‫ون ا ْلح ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 16‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ون لِ ِ‬ ‫الرو ِح‬ ‫ين َّ‬ ‫آلب ِب ُّ‬ ‫س ُج ُد َ‬ ‫يقي َ‬ ‫اآلن‪ِ ،‬ح َ‬ ‫اع ٌة‪َ ،‬و ِه َي َ‬ ‫اج ُد َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ُّون َي ْ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)16 :7‬ولك ْن تَأْتي َ‬ ‫َن اآلب َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ين لَ ُه‪" .‬‬ ‫َوا ْل َحقِّ‪ ،‬أل َّ‬ ‫هؤالَ ِء َّ‬ ‫ب ِم ْث َل ُ‬ ‫اج ِد َ‬ ‫طال ٌ‬ ‫َ‬ ‫هنا المسيح إنتقل من السجود لما إلى السجود "لمن" اآلن= لنترك الخالفات ألن اآلن أصبح مفهوم السجود‬

‫الحقيقي مختلف‪ .‬السجود الحقيقي= أي سجود بإنتماء حقيقي هلل‪ ،‬من أناس يعيشون هلل وتقدسوا وانفرزوا عن‬

‫العالم ويكون سجودهم لآلب بالروح والحق‪ .‬وقوله اآلن= فبالمسيح الموجود اآلن عرفنا اآلب‪ .‬وبالمسيح الحق‬ ‫عرفنا الحق‪ .‬وبالمسيح صار لنا الروح فهو أرسل لنا الروح يقودنا في العبادة‪.‬‬

‫بالروح= هو بهذا يهاجم اليهود الذين يتمسكون بالحرف‪.‬‬

‫وبالحق= هو بهذا يهاجم السامريين الذين عبادتهم مزيفة أخذت الشكل دون الجوهر‪ ،‬ودخلت فيها الوثنية‪.‬‬

‫والروح= معناها ضد كل ما هو جسدي ومادي وحرفي والحق= معناها ضد كل ما هو باطل ووهمي (هو سجود‬

‫إنسان إختار حياة اإلستقامة وعرف الحق أي المسيح فتحرر)‪ .‬والروح تشير لشعور العابد وانسحاقه والحق تشير‬

‫‪166‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫لفكر الساجد عن الخالق الذي يسجد له‪ .‬وقوله اآلن= ألن المسيح أوجد اإلتصال مع اآلب الذي نسجد له‪.‬‬ ‫فنحن في المسيح نسجد لآلب بالروح‪ .‬والمسيح هو اإلستعالن الكامل لآلب‪ ،‬فنحن صرنا نسجد لمن نعرفه‪.‬‬

‫فالعبادة الحقيقية ال تكون إالّ باإلبن‪ .‬ويكون بهذه العبادة الحقيقية الخالص‪.‬‬

‫واهلل روح ووضع في اإلنسان عنص اًر روحياً يقيم كيانه‪ ،‬ليكون مخلوقاً روحياً يتسنى له اإلتصال باهلل‪ .‬والروح هي‬ ‫إداة اإلتصال باهلل‪ ،‬وفي وضع اإلنسان السليم يكون الروح خاضعاً هلل (رو‪ .):-11:‬والعبادة بالروح ليست‬

‫مستعصية‪ .‬فاآلب طالب مثل هؤالء الساجدين له= فهو يجذبهم إليه‪ .‬فالساجد بالروح والحق يطلب اهلل واهلل‬ ‫يطلب هذا الساجد فيحدث التالقي‪ .‬وألن اهلل روح يطلب الساجدين بالروح وألنه حق يطلب الساجدين بالحق‪.‬‬

‫الساجدين= ال عابدين‪ .‬واهلل يبحث عن هؤالء العابدين ويفرح بنضوجهم الروحي ويتمجد فيهم فهو يرى صورته‬ ‫تتحقق فيهم‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫س ُج ُدوا»‪".‬‬ ‫وح َوا ْل َح ِّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ون لَ ُه فَ ِب ُّ‬ ‫ق َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫س ُج ُد َ‬ ‫وح‪َ .‬والَِّذ َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)17 :7‬اَهللُ ُر ٌ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫ين َي ْ‬ ‫معنى الكالم أن اهلل ال يدخل في كيانه أي شئ من قياسات العالم المنظور‪ ،‬ال الزمان وال المكان وال المحدودية‬

‫فهو روح‪ .‬ولكي نعبد اهلل علينا أن نسجد له بالروح وهنا ال يهم من الذي يسجد هلل هل يهود أم سامريين‪ ،‬وأين‬ ‫يسجدون هل في أورشليم أم جرزيم‪ ،‬وهكذا العبادة في المسيحية ال ترتبط بمكان وال زمان وال أجناس‪ ،‬بل الكل‬

‫يسجدون لآلب‪ ،‬إذ آمنوا بإبنه المسيح‪ .‬وحل فيهم الروح القدس ليقودهم في العبادة بالروح‪ .‬السجود بالروح=‬ ‫(رو‪ ) :1:‬هو عبادة نقدمها هلل منقادين بالروح‪ ،‬طالبين مجد اهلل ال أشياء تافهة ألنفسنا‪ .‬ليس هو اإلنحناء بل هو‬ ‫الشعور بوجود اهلل واإلنسحاق أمامه‪ .‬شاع اًر اإلنسان بخطاياه ونجاسته في مقابل قداسة اهلل وعطاياه ومحبته‪.‬‬

‫مثل هذا السجود يعطي لإلنسان أن يقبل توبيخ وتبكيت الروح القدس وأيضاً تشجيعه ويخرج اإلنسان من صالته‬

‫وهو مملوء سالماً وقد إزداد إنسحاقاً‪ .‬وكلما إزداد إنسحاقاً يمتلئ من الروح فيمتلئ فرحاً‪ .‬ولذلك ينبغي أن ندخل‬ ‫للصالة ونحن تاركين أحزاننا وضيقاتنا‪ ،‬أو نبدأ صالتنا بعرضها على اهلل وطلبنا منه أن يتصرف فيها(أي في‬

‫ضيقاتنا)‪ .‬ثم نبدأ صالتنا التي نطلب فيها اهلل لنعرفه ونمتلئ من الروح فيسهل على الروح أن يقودنا للعبادة التي‬

‫تفرح قلب اهلل وتفرحنا‪.‬والروح القدس فينا يتصل بالروح االنسانية التى لنا وهذه هى اداة االتصال مع اهلل ‪.‬‬ ‫واإلتصال باهلل هو طعام الروح‪ ،‬إن لم يتم فالروح تجف وتتجه للموت ‪ ،‬فال يعود اإلنسان يشعر بوجود اهلل‪ ،‬بل‬

‫فإما أن‬ ‫يشك في اهلل وفي الحياة األبدية وذلك ألن أداة اإلتصال معطلة‪ .‬فاهلل وضع الروح كأداة إتصال باهلل‪ّ ،‬‬ ‫منا‪ .‬وروح اإلنسان النشطة تصير مكاناً لسكنى الروح القدس ومرافقته‪ .‬فإذا أهمل‬ ‫نستخدمها أو تنزع مواهبها ّ‬ ‫اإلنسان السجود بالروح ال يعود يحظى بزيارة الروح القدس والنعمة وتترصده الخطية فتتعتم الرؤيا‪ .‬السجود‬

‫بالحق= السجود بالروح فيه يملك الروح على القلب فينير فيعرف الحق‪ .‬فتكون لنا فكرة صحيحة عن اهلل الذي‬ ‫نقدم له العبادة‪ .‬ونعرف إرادته وفكره فمن يقدم عبادة هلل وقلبه مملوء من الشهوات العالمية واألحقاد وطلب‬ ‫الماديات أو طلب اإلنتقام من أحد فهذا ليس سجود بالحق‪ .‬من يطلب اهلل ألجل الماديات فقط‪ ،‬لم يفهم أن اهلل‬

‫أبدي وأعد لنا مجداً في األبدية هو الذي يجب أن نتعلق به‪ .‬السجود بالحق هو أن اهلل الحق يقودنا لنعبده بالحق‬ ‫‪167‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫فنعرف الحق فنتحرر‪ .‬ومن يصلي وهو شاعر أن اهلل ال يمكنه حل مشكلته‪ ،‬هو ال يعبد بالحق‪ ،‬فهو لم يعرف‬

‫أن اهلل قدير وال يعسر عليه أمر‪ .‬لكن من يصلي طالباً معرفة شخص المسيح القدير بل والتلذذ باهلل (واهلل هو‬

‫الحق) يكون ساجداً بالحق‪ .‬وكما أعطى اهلل لإلنسان الشهية لألكل أعطى الروح الشهية للعبادة والسجود‬ ‫والصالة‪ .‬ومن ال يأكل معرض للموت الجسدي‪ .‬ومن ال يصلي معرض للموت الروحي ولكن الموت الروحي ال‬

‫يشعر به الجسد‪ ،‬والنفس المستهترة ال تعيره إهتماماً‪ .‬والمرأة حين سمعت هذا وجدت ملكوتاً آخر غير ما تسمعه‬

‫في السامرة‪.‬‬

‫السجود هلل بالروح والحق‬

‫السجود= يعني العبادة‪ .‬العبادة= تعني وضعي الصحيح بالنسبة هلل وهو اإلنسحاق‪.‬‬ ‫والعبادة ليست بمعنى الواجب فقط (مع أن الواجب هو تقديم عبادة تسبيح وشكر هلل)‪ .‬لكن هي أيضاً حملنا إلى‬

‫حضن اآلب لنتلذذ بمحبته‪ .‬فهي ليست عبادة عن رعب بل عن حب‪ .‬وكلما دخلنا إلى العمق نكتشف أعماق‬

‫حب اآلب فنحبه‪.‬‬

‫السجود بالروح= الروح يعطينا مشاعر اإلنسحاق أمام اهلل‪ .‬وكلما إنسحقنا وتواضعنا نزداد ثباتاً في المسيح‪ .‬فاهلل‬ ‫يسكن عند المنسحق والمتواضع القلب (إش‪.):7173‬‬

‫السجود بالحق= كلما إزداد ثباتنا في المسيح نكون أبناء يحملنا اإلبن الوحيد الجنس فيه إلى حضن اآلب‪.‬‬ ‫السجود بالحق‬

‫السجود بالروح‬ ‫‪ .:‬يعطيني أن أرى خطيتي وحقيقة نفسي‪ ،‬بل‬ ‫يريني قداسة اهلل‪ ..‬فأنسحق‪.‬‬

‫‪ .1‬هو ضد عبادة اليهود (عبادة الحرف)‬ ‫‪ .7‬ضد كبرياء الشيطان‪.‬‬

‫‪ .:‬فكر صادق صحيح أن اهلل هو الحق‬ ‫والعالم باطل‪.‬‬

‫‪ .1‬ضد عبادة السامريين الذين يعبدون بالباطل‬ ‫وعبادتهم شكل دون جوهر‪.‬‬

‫‪ .7‬ضد شهوات العالم‪.‬‬

‫‪ .1‬إنسحاق بسبب الخطية‪.‬‬

‫‪ .1‬رفض للعالم الباطل‪ ،‬بل حرية من عبوديته‪.‬‬

‫‪ .7‬يعطيني ثبات في المسيح الحق‪.‬‬

‫‪ .7‬يحملني اإلبن الحق إلى حضن اآلب‪.‬‬

‫ويبدو في آيات (‪ )11+ 17‬أنهما مكررتين ولكن فلنالحظ‪1‬‬

‫آية (‪ )17‬هي دور المسيح تأتي ساعة وهي اآلن = وتعني أنا أتيت لهذا‪.‬‬

‫آية (‪ )11‬هي دور الروح القدس "اهلل روح" = وتعني أنتم أيها البشر عاجزون بأجسادكم أن تصلوا لآلب بدون‬ ‫خير لكم أن أنطلق ‪( ..‬يو‪)31::‬‬ ‫عمل الروح القدس‪ .‬لذلك ٌ‬

‫‪168‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫واصحاح (‪ )7‬هو تطبيق على ما فات‪ ،‬فالمسيح أتي ليحرك الماء‪ ،‬أي ليرسل الروح الشافي الذي يشفينا من‬

‫عجزنا فيحملنا اإلبن إلى حضن اآلب‪.‬الروح القدس يدعونا لإلنسحاق فنثبت فى االبن الذى يحملنا الى حضن‬

‫اآلب ‪ .‬وبهذا تكون العبادة الصحيحة = انسحاق(بالروح) ‪ +‬تسبيح الجل البنوة التى حصلنا عليها( باالبن‬

‫الحق)= السجود بالروح والحق ‪.‬‬ ‫الشفاء الذي يقدمه لنا اهلل‬

‫هو شفاء كامل أي للروح والنفس والجسد‬

‫أ‪.‬‬

‫ب‪.‬‬

‫الروح‪ :‬فروح اإلنسان معرض للكبرياء‪ .‬والروح القدس يقود للتواضع بأن يفتح البصيرة فندرك نجاسة‬

‫قلبنا (إر‪ ):1:3‬وندرك قداسة اهلل فننسحق‪ .‬وبنفس المنطق يسجد الـ‪ 11‬قسيساً أمام اهلل‪.‬‬ ‫النفس‪ :‬وهذه معرضة للكراهية إذاً ال فرح‪ .‬والروح القدس يعطي أن‪1‬‬ ‫[‪ ]:‬تنسكب محبة اهلل في قلوبنا (رو‪)717‬‬

‫ج‪.‬‬

‫[‪ ]1‬من ثمار الروح محبة وفرح (غل‪)1117‬‬

‫الجسد ‪ 1‬وهو معرض لإلنقياد وراء الشهوات والملذات الحسية وعمل الروح أن تنفتح عيوننا‪ ،‬فنعرف‬ ‫الحق‪ ،‬والحق يحررنا من العبودية للشهوات الباطلة‪( .‬يو‪)7111‬‬

‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعلَم أ َّ ِ‬ ‫اك ُي ْخ ِب ُرَنا‬ ‫اء َذ َ‬ ‫َن َمسيَّا‪ ،‬الَّذي ُيقَا ُل لَ ُه ا ْل َمس ُ‬ ‫يح‪َ ،‬يأْتي‪ .‬فَ َمتَى َج َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)10 :7‬قَالَ ْت لَ ُه ا ْل َم ْأرَةُ‪«:‬أَ​َنا أ ْ ُ‬ ‫ش ْي ٍء»‪".‬‬ ‫ِب ُك ِّل َ‬

‫كلما بدأت تقترب من المسيح يزداد إنفتاح بصيرتها وتدخل في المجال الروحي للمسيح‪ .‬وهنا تتذكر وعد اهلل‬

‫لموسى (تث‪ .):1‬وهي الحظت أن الذي أمامها هو أكثر من نبي فهو يتكلم بسلطان وقوة شعرت بها‪ ،‬فهل يا‬

‫ترى هو هذا المسيا المنتظر‪ .‬مسيا= كما ينطقها السامريون الذي يقال له المسيح= هذا تعليق يوحنا البشير‪.‬‬

‫والمسيح هو النطق اليهودي‪ .‬يخبرنا بكل شئ= عن ملكوت اهلل الذي كله خيرات‪ .‬وها المسيح يكلمها عن‬

‫ملكوت عجيب‪ .‬فهل هو يا ترى المسيح المنتظر‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫سوعُ‪«:‬أَ​َنا الَِّذي أُ َكلِّ ُم ِك ُه َو»‪".‬‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :7‬قَ َ‬ ‫ال لَ َها َي ُ‬ ‫توقع المرأة لهذه الحقيقة هو الذي دفع المسيح إلعالنها أنا هو الذي أكلمك و(أنا هو) هم إسم يهوه الشخصي‪.‬‬

‫هذا قمة إستعالن المسيح لنفسه أنه يهوه‪ .‬ويهوه هو الذي يصنع كل شئ جديداً‪ .‬والمسيح أعلن نفسه بوضوح‬

‫لهذه المرأة لبساطتها ولم يعلن نفسه بوضوح لليهود لخبثهم‪ .‬وهو أعلن نفسه لها ألنها سألته‪" .‬أطلبوا تجدوا"‬

‫‪17‬‬ ‫ون أ ََّن ُه يتَ َكلَّم مع ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ٌد‪َ « :‬ما َذا‬ ‫َّب َ‬ ‫ام َأرَة‪َ .‬ولك ْن لَ ْم َي ُق ْل أ َ‬ ‫اء تَالَمي ُذهُ‪َ ،‬و َكا ُنوا َيتَ َعج ُ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)17 :7‬و ِع ْن َد ذل َك َج َ‬ ‫َ ُ َ​َ ْ‬ ‫ب؟» أ َْو «لِ َما َذا تَتَ َكلَّ ُم َم َع َها؟»‪".‬‬ ‫تَ ْطلُ ُ‬

‫‪169‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫نظرة اليهود للمرأة= كان اليهود يحتقرون المرأة‪ .‬ومن أقوالهم "أشكرك أنت الرب الذي لم تخلقني امرأة وال أممياً‬ ‫وال عبداً" (الخدمة اليومية في المجامع)‪" .‬الرجل ال يتكلم مع امرأة في مكان عام حتى لو كانت زوجته أو أمه"‬

‫خير لكلمات التوراة أن تحرق من أن تلقي على مسامع امرأة" (قول الربانيين اليهود)‬ ‫(إنذار الحكماء لليهود) "إنه ٌ‬ ‫"أي رجل يعطي إبنته أي معرفة عن التوراة يكون كمن يعلمها الدعارة" (رابي اليعازر)‪.‬‬ ‫نظرة المسيحية "ليس رجل أو أنثى ألنكم جميعاً واحداً في المسيح يسوع" (غل‪ )1117‬لذلك تعجب التالميذ أن‬ ‫وجدوا المسيح يكلم امرأة بل وسامرية ولكنهم تأدباً لم يسألوا المسيح لماذا فعل ذلك فهم كانوا يوقرونه ويخشونه‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ض ْت إِلَى ا ْل َم ِدي َن ِة َوقَالَ ْت لِ َّلن ِ‬ ‫اس‪" :‬‬ ‫آية ( يو‪ " -:)12 :7‬فَتَ​َرَك ِت ا ْل َم ْأرَةُ َج َّرتَ َها َو َم َ‬ ‫المرأة تركت جرتها كما ترك إبراهيم أور وكما ترك التالميذ شباكهم‪ ،‬هم تركوا ألنهم حصلوا على األعظم‪ ،‬فمن‬

‫وجد اللؤلؤة كثيرة الثمن يترك باقي الآللئ‪ ،‬من يجد األعظم يترك األقل‪ .‬وهي ذهبت بحياتها النقية الجديدة إلى‬

‫المدينة لتكرز ألهلها‪ .‬لقد بادت كل خطاياها السابقة‪ ،‬وأضاءت حياتها المعتمة من حوار لم يستغرق أكثر من‬ ‫دقائق معدودة مع المسيح‪ .‬ترك الجرة هو إنقالب كامل في حياتها‪ ،‬هو إعالن عن ترك كل حياتها القديمة‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫يح؟»‪".‬‬ ‫سا ًنا قَ َ‬ ‫ال لِي ُك َّل َما فَ َع ْل ُ‬ ‫ت‪ .‬أَلَ َع َّل ه َذا ُه َو ا ْل َمس ُ‬ ‫آية ( يو‪َ « " -:)13 :7‬هلُ ُّموا ا ْنظُ​ُروا إِ ْن َ‬ ‫لم تدع زوجها بل دعت كل الناس‪ ،‬تركت جرتها ونسيت كل شئ‪ ،‬ومأل المسيح فكرها وقلبها وكأنها تقول مع‬

‫إشعياء (‪ .)7-:177‬هي فعلت ما لم يفعله التالميذ‪ .‬فهي كرزت بالمسيح دون أن يحل الروح عليها‪ .‬فإن من‬

‫يجد المسيح ينسى نفسه وكل شئ من إهتماماته‪ .‬قال لي كل ما فعلت= هذا أكثر ما أثر في نفسيتها أن المسيح‬ ‫فاحص القلوب‪ .‬ولكل إنسان إكتشافه الخاص في المسيح الذي يؤثر فيه ويجذبه‪ .‬هذا التالمس مع المسيح يغير‬

‫حياة من يتالمس معه‪ .‬شهادتها هذه واعترافها ال يأتوا إال ممن إستنار قلبه‪ .‬فالتائب الحقيقي يسهل عليه أن‬ ‫يعترف علناً‪ .‬وهذا يطهره دم المسيح‪ .‬أما السالك في الظلمة فال يرى خطاياه‪.‬‬ ‫آية ( يو‪65" -:)65 :7‬فَ َخ َر ُجوا ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة َوأَتَْوا إِلَ ْي ِه‪" .‬‬ ‫(إش‪ )7177‬إستجاب السامريون لنداء المرأة الحار وصدق مشاعرها‪ ..‬من عرف المسيح يود لو أخبر كل الناس‬ ‫عنه‪ .‬أين هذه المرأة من التي كانت تتلصص حتى ال يراها أحد‪ .‬هذا ما عمله المسيح مع موسى األسود‬

‫وأغسطينوس‪ .‬صارت غير خجلة من خطاياها‪ ،‬فالذي يخجل هو من ال يزال متمسكاً بخطيته‪.‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين‪:‬‬ ‫سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)66–61 :7‬وِفي أَثْ َناء ذل َك َ‬ ‫‪66‬‬ ‫ض ُه ْم لِ َب ْع ٍ‬ ‫َح ًدا‬ ‫ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه أَ ْنتُ ْم»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ال التَّالَ ِمي ُذ َب ْع ُ‬ ‫ض‪«:‬أَلَ َع َّل أ َ‬ ‫آل ُك َل لَ ْ‬

‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫ام‬ ‫ام َعلِّ ُم‪ُ ،‬ك ْل» فَقَ َ‬ ‫« َي ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أَ​َنا لي طَ َع ٌ‬ ‫ش ْي ٍء لِ َيأْ ُك َل؟»‪".‬‬ ‫أَتَاهُ ِب َ‬

‫كان السيد عطشاناً لخالص السامرية‪ .‬وجوعاناً لخالص أهل السامرة (إش‪ .)::177‬والجوع لخالص النفوس‬

‫أخفى جوع الجسد‪ .‬فالشبع الروحي يخفي جوع الجسد والعكس ليس صحيحاً‪ .‬وكما لم تفهم السامرية الماء الذي‬ ‫من يشربه ال يعطش لم يفهم التالميذ األكل الذي ُي ْشبِ ْع المسيح‪.‬‬ ‫‪170‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫‪67‬‬ ‫َعم َل م ِش َ ِ‬ ‫طع ِ‬ ‫سلَ ِني َوأُتَ ِّم َم َع َملَ ُه‪.‬‬ ‫آية ( يو‪ " -:)67 :7‬قَ َ‬ ‫امي أ ْ‬ ‫يئ َة الَّذي أ َْر َ‬ ‫سوعُ‪َ َ «:‬‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫َن أ ْ َ َ‬ ‫كل ما يفكر فيه المسيح هو خالص النفوس‪ ،‬وهذه هي إرادة اآلب التي أرسله ألجلها فجسد المسيح تعيَّن أصالً‬

‫كم ْل باآلمه (عب‪.):17 +::11‬‬ ‫ليكون ذبيحة وليس لمجاراة أعوازه‪ ،‬بل العكس كان ُي َّ‬

‫‪60‬‬ ‫ِ‬ ‫َع ُي َن ُك ْم‬ ‫ون أ َْرَب َع ُة أَ ْ‬ ‫صُ‬ ‫ون‪ :‬إِ َّن ُه َي ُك ُ‬ ‫َما تَقُولُ َ‬ ‫اد؟ َها أَ​َنا أَقُو ُل لَ ُك ُم‪ْ :‬ارفَ ُعوا أ ْ‬ ‫ش ُه ٍر ثُ َّم َيأْتي ا ْل َح َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)60 :7‬أ َ‬ ‫ول إِ َّنها قَِد ْابيض ْ ِ‬ ‫ص ِاد‪" .‬‬ ‫َ‬ ‫َوا ْنظُ​ُروا ا ْل ُحقُ َ َ‬ ‫َّت ل ْل َح َ‬

‫إذا قارنا الروحيات بالروحيات فنحن نجد ظالل قصة الصليب في قصة السامرية مع المسيح‪.‬‬ ‫‪ .:‬التالميذ تركوه‬

‫‪ ....‬تالميذه تركوه وقت الصليب وهربوا‪.‬‬

‫‪ .1‬هو متعب ومجهد جداً من مسيرته‪.‬‬

‫‪ ....‬مسيرته حامالً صليبه‪.‬‬

‫‪ .7‬أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله‪.‬‬

‫‪ ....‬قول المسيح قد أكمل‬

‫‪ .:‬الماء الذي أعطيه‪.‬‬

‫‪ .3‬أنا هو الذي أكلمك‪.‬‬

‫دم وماء‪.‬‬ ‫‪ ....‬خرج من جنبه ٌ‬ ‫‪ ....‬أنت تقول إني ملك لذا ولدت أنا‪.‬‬

‫‪ .1‬إيمان السامرية‪.‬‬

‫‪ ....‬إيمان الجندي الروماني "حقاً كان هذا إبن اهلل"‪.‬‬

‫‪ .7‬هو حبة الحنطة التي تسقط ليبدأ الحصاد‪ُ .... .‬يصلب ليؤمن العالم كله‪( .‬إبيضت الحقول)‪.‬‬ ‫‪ .1‬قوله أنه يريد أن يشرب الساعة السادسة‪ .... .‬قول المسيح في الساعة السادسة أنا عطشان‪.‬‬

‫‪ 3 .:‬كلمات للسامرية‪.‬‬

‫‪ 3 ....‬كلمات على الصليب (كالم المسيح كامل)‪.‬‬

‫الحقول إبيضت= هذا عن السامريين الذين بدأوا يتقاطرون عليه بعد ك ارزة السامرية لهم (ربما بمالبسهم البيضاء‬ ‫فهذه مالبس السامريين‪ ،‬هؤالء آمنوا أسرع من اليهود فهم أقل كبرياء ورياء‪ ).‬والمسيح رأى فيهم حصاد المؤمنين‬

‫الذي سيبدأ بعد صلبه (فهو حبة الحنطة)‪ .‬المسيح رأى في نضج الحقول أن نضج إيمان شعوب العالم به‬

‫(يو‪ ) 111:1‬وكان المسيح يتكلم مع التالميذ وأمامهم حقول القمح خضراء والقمح يستمر في األرض من‬ ‫منتصف أكتوبر حتى منتصف إبريل أي ستة شهور‪ .‬يكون أربعة شهور= (وهناك ساعة بين البذرة التي ألقاها‬

‫المسيح للمرأة السامرية وحصاد السامريين الذين آمنوا ويراهم التالميذ اآلن بمالبسهم البيضاء فحصاد األرض‬ ‫يأخذ شهور منذ أن تُلقى البذرة في األرض أما عمل المسيح فأخذ دقائق) وبهذا تكون القصة حدثت في منتصف‬ ‫شهر ديسمبر‪ .‬وكان حصاد القمح في منتصف إبريل وهو نفس وقت الصليب‪ .‬وابيضت الحقول= المسيح هنا ال‬ ‫يتكلم عن حقول القمح بل عن حصاد المؤمنين الذي بدأت ثماره تظهر في إيمان السامريين‪ .‬المعنى‪ :‬كما‬ ‫تتوقعون أنتم من منظر الحقول أمامكم أن الحصاد إقترب‪ ،‬هكذا أنا أتوقع حصاد المؤمنين الكثيرون والذي بدأ‬

‫بهؤالء السامريين بمالبسهم البيضاء‪.‬‬

‫‪171‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫ملحوظة‪ :‬المسيح خدم حوالي ‪ 7,7‬سنة أي حضر أربعة أعياد فصح‪.‬‬ ‫ويذكر في إنجيل يوحنا أن المسيح حضر الفصح (‪7‬مرات) (‪ ):11:: +11: +:711‬ولذلك يتبقى هناك فصح‬

‫غير مذكور وتختلف اآلراء بخصوصه‪.‬‬

‫‪ .:‬الرأي األول أن الفصح الرابع هو المذكور في (يو‪.):17‬‬

‫‪ .1‬الرأي الثاني أن الفصح الرابع غير مذكور صراحة ولكننا يمكننا إستنتاجه من هذه اآلية‪ .‬فهذه اآلية تثبت‬ ‫أن وقت حدوث قصة السامرية كان قبل عيد الفصح الناقص بأربعة شهور‪.‬‬

‫اآليات‬

‫‪67‬أل ََّن ُه‬

‫ارعُ وا ْلح ِ‬ ‫اة األَب ِدي ِ‬ ‫ُجرةً وي ْجمع ثَم ار لِ ْلحي ِ‬ ‫(يو‪63" -:)67–63 :7‬وا ْلح ِ‬ ‫َّة‪ ،‬لِ َكي َي ْف َر َح َّ‬ ‫ْ‬ ‫اص ُد َم ًعا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫اص‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الز ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُد‪" .‬‬ ‫ص ُد ُ‬ ‫في ه َذا َي ْ‬ ‫ق ا ْلقَ ْو ُل‪ :‬إِ َّن َواح ًدا َي ْزَرعُ َوآ َخ َر َي ْح ُ‬

‫الثمر الذي يحصده الخدام أن يتوب الناس ويعرفوا المسيح ويحبونه ويحيون معه في قداسة ويتعبون ألجله‬

‫ويتمسكوا بإيمانه ويشتاقون لمجيئه‪ .‬الحاصد لم يتعب فهو يحصد نفوساً آمنت وهي جاهزة للحياة األبدية فاألنبياء‬

‫تعبوا في العهد القديم‪ .‬والمسيح يتعب اآلن‪ ،‬ويجذب النفوس ويخلصها بدمه‪ .‬والتالميذ يحصدون ما عمله المسيح‬ ‫وما َع ِمله األنبياء‪ ،‬ومع هذا فالمسيح يعطي أجرة للحاصدين (الخدام) ألنهم يجمعون مع المسيح وألنهم تعبوا في‬ ‫خدمة كلمة اهلل‪ .‬كل من يتعب لحساب الملكوت له أجره السماوي‪ .‬أما من يتعب لألرض فأجره سيذهب للتراب‪.‬‬ ‫آية ( يو‪62" -:)62 :7‬أَ​َنا أَرس ْلتُ ُكم لِتَ ْحص ُدوا ما لَم تَتْعبوا ِف ِ‬ ‫ون تَِع ُبوا َوأَ ْنتُ ْم قَ ْد َد َخ ْلتُ ْم َعلَى تَ َع ِب ِه ْم»‪".‬‬ ‫يه‪ .‬آ َخ ُر َ‬ ‫ُ َ ْ َُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫آخرون تعبوا= هم األنبياء (عب‪ .)1:-771::‬وهم تعبوا دون أن يروا المسيح بل من بعيد نظروا المواعيد‬ ‫(عب‪ .):71::‬لذلك فتعبهم يعتبر أكثر درجة من التالميذ الذين عاشوا مع المسيح وتذوقوا حبه وامتألوا من‬ ‫الروح القدس‪ .‬ما لم تتعبوا فيه= فالمسيح هو الذي تعب ومات على الصليب وعمل على جذب النفوس ومع هذا‬ ‫يكافئ من يعمل معه‪ .‬المسيح هنا يشجعهم أنه هو الذي يعمل العمل األصعب ومع هذا يكافئهم‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫س َب ِب َكالَِم ا ْل َم ْأر َِة الَِّتي َكا َن ْت‬ ‫ون ِم َن َّ‬ ‫ام ِرِّي َ‬ ‫ير َ‬ ‫ين ِب َ‬ ‫آم َن ِبه م ْن ت ْل َك ا ْل َمدي َنة َكث ُ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)71–63 :7‬فَ َ‬ ‫‪75‬‬ ‫الس ِ‬ ‫اك َي ْو َم ْي ِن‪.‬‬ ‫اء إِلَ ْي ِه َّ‬ ‫ث ِع ْن َد ُه ْم‪ ،‬فَ َم َك َ‬ ‫َن َي ْم ُك َ‬ ‫تَ ْ‬ ‫ش َه ُد أ ََّن ُه‪«:‬قَ َ‬ ‫ث ُه َن َ‬ ‫سأَلُوهُ أ ْ‬ ‫ال لِي ُك َّل َما فَ َع ْل ُ‬ ‫ام ِري َ‬ ‫ُّون َ‬ ‫ت»‪َ .‬فلَ َّما َج َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ‬ ‫س َب ِب َكالَ ِم ِه‪" .‬‬ ‫آم َن ِبه أَ ْكثَُر ِجدًّا ِب َ‬ ‫فَ َ‬ ‫هناك من آمن بسبب شهادة المرأة‪ ،‬ثم بعد أن استمعوا له آمنوا به أكثر جداً بسبب كالمه‪ .‬والعجيب أن أهل‬

‫السامرة لم يطلبوا آيات وال معجزات بل إقتنعوا بالتعليم‪ .‬وواضح سرعة إيمان السامريين بالنسبة لليهود‪ .‬بل أن‬

‫اليهود قاوموه في كل مكان وحاولوا قتله بالرغم من كل المعجزات التي صنعها وسطهم‪.‬‬

‫سألوه أن يمكث عندهم= هل نطلب أن تطول مدة عشرتنا مع المسيح يومياً‪.‬‬

‫‪172‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن ه َذا ُه َو‬ ‫س ِم ْع َنا َوَن ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)71 :7‬وقَالُوا ل ْل َم ْأرَة‪«:‬إِ َّن َنا لَ ْ‬ ‫س َب ِب َكالَمك ُن ْؤ ِم ُن‪ ،‬أل ََّن َنا َن ْح ُن قَ ْد َ‬ ‫س َنا َب ْع ُد ِب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ا ْل َعالَِم»‪".‬‬ ‫ِبا ْل َحقيقَة ا ْل َمس ُ‬ ‫يح ُم َخلِّ ُ‬

‫قارن مع (نش‪ )1-717‬فالنفس تستمع للخدام يكلمونها عن المسيح‪ ،‬كما إستمع السامريون للسامرية‪ .‬لكن البد‬ ‫من الخبرة الشخصية‪ .‬وهم قبلوه إذ لم يتعالى عليهم كما يتعالى اليهود عليهم‪ .‬ثم سمعوا كالمه عن السجود لآلب‬

‫بالروح والحق فآمنوا به‪ .‬والسامريين هم أول من توصل إلى أن المسيح هو مخلص العالم وروعة إيمان‬ ‫السامريين [‪ ]:‬في وقت قصير [‪ ]1‬لم يطلبوا معجزات [‪ ]7‬لم يكن لهم نبوات كاليهود‪.‬‬ ‫إنجيل السامرية يق أر ‪ 7‬مرات‪1‬‬

‫‪ .:‬في الصوم الكبير‪ ..‬كنموذج للتوبة‪ ،‬وعمل اهلل في حياة اإلنسان وسعيه وراء توبة كل إنسان ليجدده‪.‬‬

‫‪ .1‬في الخمسين المقدسة‪ ..‬رمز للحياة األبدية (المياه التي ال يعطش من يشربها) فبنهاية الخمسين حلول الروح‬ ‫القدس والخمسين كلها فرح بالقيامة (الحياة األبدية التي حصلنا عليها)‪ .‬والمسيح هو الذي يروي النفوس‬ ‫حقيقة وليس ملذات العالم‪ .‬وهو ما نحتاجه خالل رحلتنا إلى السماء‪ ،‬فهو خبز الحياة وماء الحياة ونور‬

‫الطريق بل هو الطريق إلى السماء‬

‫( هذه اناجيل االحاد ما بين القيامة والصعود فى القطمارس)‪.‬‬

‫‪ .7‬ليلة السجدة‪ ..‬ففي هذا اإلنجيل سمعنا عن السجود هلل بالروح والحق‪.‬‬

‫والحظ أن هنا سامريين قبلوا المسيح‪ .‬لكن في (لو‪ )771:‬نجد سامريين رفضوا أن يعبر يسوع بمدينتهم‪ ،‬ففي كل‬ ‫شعب هناك من يقبل المسيح وهناك من يرفضه‪.‬‬ ‫‪76‬‬ ‫ضى إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ش ِه َد‬ ‫يل‪77 ،‬أل َّ‬ ‫س ُه َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)77–76 :7‬وَب ْع َد ا ْل َي ْو َم ْي ِن َخ َر َج ِم ْن ُه َن َ‬ ‫سو َ‬ ‫اك َو َم َ‬ ‫ع َن ْف َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫َن‪«:‬لَ ْي ِ‬ ‫ط ِن ِه»‪".‬‬ ‫ام ٌة ِفي َو َ‬ ‫أْ‬ ‫َ‬ ‫س ل َن ِب ٍّي َك َر َ‬

‫بعد اليومين= أداة التعريف "الـ" تشير ألهمية هذين اليومين‪ ،‬إذ آمن فيهما شعب مدينة‪ .‬خرج من هناك= خرج‬

‫من السامرة‪ .‬ومضى إلى الجليل ألن شعب اليهودية لن يقبله‪ ،‬وأيضاً شعب الناصرة رفضوه‪ ،‬لذلك ذهب إلى‬

‫إما كفرناحوم أو الناصرة‪.‬‬ ‫الجليل‪ .‬إذ ليس لنبي كرامة في وطنه (مثل يهودي معروف)= والمقصود بوطنه ّ‬ ‫أما لماذا يكون‬ ‫والمسيح ال يبحث عن كرامة في هذا العالم‪ ،‬بل هو يبحث عن أرض تثمر فيها كلمة ك ارزته‪ّ .‬‬ ‫النبي بال كرامة في وطنه فهذا بسبب أن أهله تتملكهم الغيرة من شهرته‪.‬‬

‫الجليل هنا هو الجليل األعلى فالجليل يبدأ بعد السامرة مباشرة‪ .‬لكن المسيح لم يشأ أن يبقى في وطنه الناصرة‬ ‫بسبب مقاومتهم له‪.‬‬ ‫‪70‬‬ ‫ُّون‪ ،‬إِ ْذ َكا ُنوا قَ ْد عاي ُنوا ُك َّل ما فَع َل ِفي أُور َ ِ‬ ‫اء إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫يم ِفي‬ ‫يل قَ ِبلَ ُه ا ْل َجلِيلِي َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)70 :7‬فلَ َّما َج َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫ضا جاءوا إِلَى ا ْل ِع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يد‪" .‬‬ ‫ا ْلعيد‪ ،‬أل ََّن ُه ْم ُه ْم أ َْي ً َ ُ‬

‫‪173‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫الجليليون= هم غير مقبولين من يهود اليهودية إلختالطهم باألمم‪ .‬هنا نرى الفرق بين الجليليين الذي آمنوا‬ ‫بسبب المعجزات التي صنعها في أورشليم‪ ،‬والسامريين الذين لم يروا آية واحدة وبهذا يصير السامريون أفضل‬

‫من الجليليين‪ .‬على أننا سنرى في (‪ )::1:‬أن الجليليين سوف يرفضون المسيح‪ ،‬فهم قبلوه أوالً لمعجزاته ال‬

‫لشخصه‪ .‬وقبلوه أي رحبوا به‪ .‬عموماً فيوحنا يشير إلى أن من قبل المسيح ليسوا اليهود بل السامريين والجليليين‬ ‫الذين يحتقرهم اليهود‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫ضا إِلَى قَا َنا ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ان َخ ِاد ٌم ِل ْل َمِل ِك ْاب ُن ُه‬ ‫يل‪َ ،‬ح ْي ُ‬ ‫اء َخ ْم ًرا‪َ .‬و َك َ‬ ‫سوعُ أ َْي ً‬ ‫ص َن َع ا ْل َم َ‬ ‫ث َ‬ ‫اء َي ُ‬ ‫آية ( يو‪ -:)73 :7‬فَ َج َ‬ ‫م ِر ٌ ِ‬ ‫وم‪.‬‬ ‫يض في َك ْف ِرَن ُ‬ ‫َ‬ ‫اح َ‬

‫أيضاً= ثانية‪ .‬فالمسيح يسعى ثانية لمن يقبله أوالً‪ .‬خادم للملك= أي ضابط في الجيش برتبة عظيمة فهو كرئيس‬

‫ديوان الملك‪ .‬والملك هو هيرودس أنتيباس الذي كان معروفاً بإسم الملك وكثير من العلماء يقولون أن هذا‬ ‫يونا المرأة ال تي كانت تتبع المسيح مع النساء اللواتي كن يخدمنه من أموالهن‬ ‫الضابط هو خوزي (لو‪ )711‬زوج ّ‬

‫الخاصة‪ .‬وقال آخرون أنه مناين (أع‪ .):1:7‬صنع الماء خم ارً= ولم يقل حول الماء إلى خمر‪ .‬فهو أوجد شيئاً‬

‫من العدم = خلقه‪ .‬فالخمر عناصره أكثر من عناصر الماء‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫يل‪ ،‬ا ْنطَلَ َ ِ‬ ‫ع قَ ْد جاء ِم َن ا ْليهوِدي ِ‬ ‫َّة إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫َن َي ْن ِز َل‬ ‫س ِم َع أ َّ‬ ‫سأَلَ ُه أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫َُ‬ ‫ق إِلَ ْيه َو َ‬ ‫َ َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)77 :7‬ه َذا إِ ْذ َ‬ ‫ش ِرفًا َعلَى ا ْل َم ْو ِت‪" .‬‬ ‫ان ُم ْ‬ ‫َوَي ْ‬ ‫ش ِف َي ْاب َن ُه ألَنَّ ُه َك َ‬ ‫كفرناحوم على شاطئ بحر الجليل‪ .‬وقانا هي على هضبة أعلى من البحر‪ .‬والمسافة بينهما ‪::‬كم لذلك سأله أن‬

‫ينزل من قانا إلى كفرناحوم (والمسيح قادر أن يشفيه دون أن ينزل‪ ،‬هذا يعبر عن ضعف إيمان السائل) هذا‬

‫إيمانه أقل من إيمان قائد المئة الذي قال للسيد "قل كلمة فقط فيب أر غالمي" (مت‪.)111‬‬ ‫‪72‬‬ ‫ِ‬ ‫ون إِ ْن لَم تَروا ٍ‬ ‫ب»‪".‬‬ ‫آية ( يو‪ " -:)72 :7‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬الَ تُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫آيات َو َع َجائ َ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫المسيح يعطيه درساً في أنه يجب أن يؤمن دون أن يرى (فهو كان يريد أن يرى معجزة حتى يؤمن)‪ .‬فاإليمان‬

‫أما اإليمان بالمعجزة فيستقر في العقل حيث يكون معرضاً للشك والنسيان‪[ ..‬هذا‬ ‫بالكلمة يستقر في القلب‪ّ ،‬‬ ‫الضابط غير قائد المئة في (مر‪ .])111:‬والمسيح هنا يريد أن يقول له آمن أوالً فتحدث المعجزة‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت ْاب ِني»‪".‬‬ ‫آية ( يو‪ " -:)73 :7‬قَ َ‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬ا ْن ِز ْل قَْب َل أ ْ‬ ‫َن َي ُم َ‬ ‫ال لَ ُه َخاد ُم ا ْل َملك‪َ «:‬يا َ‬ ‫األب في جزع نسى آداب الحديث مع من جاء يطلب منه الحياة‪ .‬فهو في تعجله ليس مستعداً للدخول في حوار‬

‫حول اإل يمان بل يلح في طلب المعجزة‪ .‬هو نظر إلى المسيح كصانع معجزات فحسب‪ .‬مثلما يفعل الناس اآلن‬

‫فهم ينظرون للقديسين ال ليتعلموا من حياتهم بل يرونهم كصانعي معجزات فقط‪ .‬لكن هذه العبارة يا سيد إنزل=‬

‫نرى فيها [‪ ]:‬إيمان الرجل [‪ ]1‬لجاجة الرجل‪ ..‬مع [‪ ]7‬قصور في المعرفة‪ .‬فهو لم يتصور أن المسيح هو قادر‬ ‫أن يشفيه بكلمة‪.‬‬ ‫‪174‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫‪05‬‬ ‫ال لَ ُه يسوعُ‪«:‬اذ َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫آم َن َّ‬ ‫سوعُ‪َ ،‬وَذ َه َ‬ ‫الر ُج ُل ِبا ْل َكل َمة الَّتي قَالَ َها لَ ُه َي ُ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)05 :7‬قَ َ َ ُ‬ ‫ْه ْب‪ .‬ا ْب ُن َك َح ٌّي»‪ .‬فَ َ‬ ‫الرب نظر بشفقة لهذا الرجل الذي سافر مسافة طويلة ليلتقي به وثقته أنه سيشفي إبنه‪ .‬ولم يرد أن يخيب ظنه‪.‬‬

‫والرب يطوب اإللحاح واللجاجة كما حدث من هذا الرجل‪ .‬إذهب إبنك حي= قول ال يقوله سوى اهلل‪ .‬من له‬

‫سلطان أن يحيي‪ .‬والضابط أخذها كأنه وعد من الملك أو أمر واجب التنفيذ‪ .‬المسيح أبرأهُ من ضعف إيمانه كما‬ ‫أب أر الغالم‪ .‬فآمن الرجل= فهو لم يناقش أو يسأل بل أخذ الكلمة كما هي ومشى‪.‬‬ ‫‪ِ 01‬‬ ‫يما ُه َو َن ِ‬ ‫استَ ْق َبلَ ُه‬ ‫از ٌل ْ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)01–01 :7‬وف َ‬ ‫الس ِ ِ ِ‬ ‫َخ َذ َيتَ َعافَى‪ ،‬فَقَالُوا لَ ُه‪«:‬أ َْم ِ‬ ‫س ِفي‬ ‫يها أ َ‬ ‫َع ِن َّ َ‬ ‫اعة الَّتي ف َ‬ ‫السا ِب َع ِة تَ​َرَكتْ ُه ا ْل ُح َّمى»‪".‬‬ ‫َّ‬

‫‪01‬‬ ‫استَ ْخ َب َرُه ْم‬ ‫يدهُ َوأ ْ‬ ‫َع ِب ُ‬ ‫َخ َب ُروهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫ين‪«:‬إِ َّن ْاب َن َك َح ٌّي»‪ .‬فَ ْ‬ ‫اع ِة‬ ‫َّ‬ ‫الس َ‬

‫سؤال القائد عن الساعة كان حتى يتأكد أن الشفاء لم يكن َع َرضاً بل حينما نطق المسيح‪ .‬هنا نرى سؤال القائد‬ ‫فإما يؤمن به أو ال يؤمن‪ .‬ومن هنا نرى لماذا كلمه الرب عن اإليمان‪( .‬آية‪)11‬‬ ‫الذي سيحكم به على المسيح‪ّ ،‬‬

‫فهو كان ضعيف اإليمان‪ .‬إستقبله عبيده= هذه تظهر مركز الرجل الهام‪.‬‬

‫‪06‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آم َن ُه َو‬ ‫َب أ ََّن ُه ِفي ِت ْل َك َّ‬ ‫اع ِة الَِّتي قَ َ‬ ‫الس َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)06 :7‬فَفَ ِه َم األ ُ‬ ‫ال لَ ُه ف َ‬ ‫يها َي ُ‬ ‫سوعُ‪«:‬إ َّن ْاب َن َك َح ٌّي»‪ .‬فَ َ‬ ‫َوَب ْيتُ ُه ُكلُّ ُه‪" .‬‬

‫لقد خبأ كلمة المسيح في قلبه واآلن أفرخت هذه الكلمة في قلبه‪ .‬وهنا نسمع ألول مرة عن إيمان عائلة بأكملها‪.‬‬

‫ونالحظ أن المسيح يعرف إحتياج كل شخص‪ .‬فأهل السامرة آمنوا بالكالم‪ .‬والقائد آمن بمعجزة‪ ،‬فإن كانت‬

‫المعجزة هي السبيل لإليمان فاهلل ال يمانع‪ .‬والسامرة وبيت القائد آمنوا وهذا ما يريده المسيح‪ .‬ولكن نستنتج من‬

‫القصة أن المسيح يريد أن ُيعل ْم أن اإليمان يقيم من الموت لذلك كان يلح على القائد أن يؤمن (يو‪.)11-1:17‬‬ ‫هنا نرى فائدة التجارب‪ ،‬فالمرض الذي لحق بالولد كان سبب إيمان عائلته كلها‪ .‬إبنك حي= تعبير الخدام هو‬ ‫نفسه تعبير الرب (آية‪ )7:‬ثم يكررها يوحنا (آية‪ .)77-7:‬قيل هنا فآمن هو وبيته وقيل في (آية‪ )7:‬فآمن‬

‫الرجل‪ .‬وآمن في (آية‪ )7:‬تعني أن الرجل صدق كلمة المسيح‪ .‬ولكن آمن في هذه اآلية تشير إليمانه بشخص‬ ‫المسيح‪ .‬وحتى اآلن فهناك من يؤمن بالعقيدة ويدافع عنها لكن تنقصه الخبرة الشخصية بالمسيح‪.‬‬ ‫ودي ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية ( يو‪ِ 07" -:)07 :7‬‬ ‫َّة إِلَى ا ْل َجلِ ِ‬ ‫اء ِم َن ا ْل َي ُه ِ‬ ‫يل‪.‬‬ ‫هذ ِه أ َْي ً‬ ‫ضا َ‬ ‫سوعُ لَ َّما َج َ‬ ‫ص َن َع َها َي ُ‬ ‫آي ٌة ثَان َي ٌة َ‬ ‫آية= الكلمة آية تشير لعمل فيه إشارة لشخص صانع العمل‪ .‬هذه ثانية المعجزات التي صنعها المسيح في قانا‬ ‫الجليل ليظهر مجده‪ .‬في األولى أمام الحاضرين في العرس والثانية أمام كل الموجودين في بيت القائد‪ .‬لكن رأينا‬ ‫من قبل أن شروط الخالص هي [‪ ]:‬الصليب [‪ ]1‬اإليمان [‪ ]7‬المعمودية‪ .‬وهنا نرى كيف شفى المسيح ضعف‬

‫‪175‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الرابع)‬

‫إيمان هذا الرجل‪.‬إذاً علينا أن نأتي للمسيح معترفين بضعف إيماننا وهو قادر أن يشفي إيماننا‪ .‬بل رأينا هنا قوة‬

‫الكلمة‪ ،‬فبكلمة عن بعد شفى المريض‪.‬‬ ‫ملحوظات‪:‬‬

‫قدم المسيح نفسه‪.‬‬ ‫‪ .:‬حتى اآلن ّ‬ ‫‪ .1‬في أورشليم للفريسيين والرؤساء‪.‬‬

‫‪ .7‬في اليهودية للشعب المتعصب اليهودي‪.‬‬ ‫‪ .:‬في السامرة للشعب المنبوذ‪.‬‬

‫‪ .3‬في الجليل للشعب البسيط فالحين وصيادين‪.‬‬

‫‪ .1‬وتبدأ بعد ذلك فترات الصدام بين المسيح واليهود التي تنتهي بآالمه‪.‬‬ ‫‪ .1‬السيد صنع هذه المعجزة‪ ،‬وكانت نتيجتها إيمان أسرة بأكملها‪ ،‬وهذا هو هدف أي معجزة‪ ،‬أن يتمجد إسم‬ ‫اهلل حين يؤمن به الناس‪ .‬واذا كانت المعجزة هي الوسيلة التي ستجعل شخصاً ما يؤمن باهلل‪ ،‬فاهلل يسمح‬ ‫بالمعجزة‪ .‬لكن اهلل يفضل أن نؤمن به إذ نتعرف على شخصه ونحبه لشخصه دون طلب معجزات‪.‬‬

‫‪ .7‬نالحظ هنا أن المسيح تباطأ في عمل المعجزة‪ ،‬وتكلم مع الرجل عن اإليمان‪ .‬لكن حين يتباطأ اهلل في‬ ‫اإلستجابة فإن هذا يكون لزيادة اإليمان‪.‬‬

‫في آية (‪ )71‬حين يقول ثانية فهذا إلظهار عظمة السامريين الذين آمنوا دون أي معجزة‪ .‬و"طوبى لمن آمن ولم‬ ‫يرى"‪.‬‬

‫‪176‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح الخامس)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح الخامس‬ ‫رأينا في إصحاح (‪ ):‬أن الكلمة صار جسداً‪ ،‬ويوحنا المعمدان يشهد له بأنه حمل اهلل الذي يرفع خطية العالم‪.‬‬ ‫ورأينا تالميذ يوحنا المعمدان يتحولون إلى المسيح‪ .‬ويوحنا المعمدان كان آخر أنبياء العهد القديم‪ .‬والمعنى أن‬ ‫تالميذ العهد القديم يتحولون للمسيح‪ .‬وأنهم بدأوا يكتشفون المسيح‪ ،‬حتى لمن كان يشك فيه كنثنائيل‪ .‬ورأينا في‬

‫إصحاح (‪ ) 1‬المسيح يحول الماء إلى خمر‪ ،‬فهو أتى ليعيد الفرح لإلنسان‪ ،‬لكن على اإلنسان أن يحاول أن‬ ‫يطهر نفسه‪ ،‬وان لم يفعل فالمسيح بسوط تجاربه يطهره كما طهر هيكله‪ .‬وفي إصحاح (‪ )7‬نرى لزوم المعمودية‬ ‫لنولد من جديد‪ .‬وفي إصحاح (‪ )1‬نرى نموذج للتجديد‪ ،‬فالسامرية الخاطئة تحولت لكارزة‪ ..‬ورأينا أهمية العبادة‬ ‫بالروح والحق‪ .‬ثم رأينا قصة شفاء إبن خادم الملك بكلمة‪ .‬وفي بداية إصحاح (‪ )7‬نرى شفاء مريض بركة بيت‬

‫حسدا بكلمة من السيد المسيح " قم‪ .‬إحمل سريرك وأمشى"‪ .‬وفي المعجزتين األخيرتين نرى قوة الكلمة التي تشفي‬

‫فو اًر‪ .‬والفرق بين المعجزتين أنه في شفاء إبن خادم الملك نرى أنه يجب أن نأتي للمسيح فيشفينا ويشفي إيماننا‪.‬‬

‫وفي معجزة مريض بركة بيت حسدا نرى المسيح يذهب للمريض إذ هو يائس تماماً‪ .‬وبعد هذا نتعرف على من‬

‫هو المسيح‪ ،‬فهو خبز الحياة المشبع إصحاح (‪ ):‬وهو ماء الحياة إصحاح(‪ )3‬وهو النور إصحاح (‪ )1‬وكتطبيق‬ ‫على النور نجد في إصحاح (‪ ):‬شفاء األعمى وفي (‪ )::‬هو الراعي الصالح‪.‬‬

‫اإلصحاحات األربعة األولى تسمى إنج يل التجديد‪ ،‬وفيها رأينا كيف أن المسيح إبن اهلل أتى ليجدد طبيعتنا وهذا‬ ‫ما رأيناه مع السامرية التي حولها من خاطئة إلى كارزة‪ .‬هنا نرى صورة لعمل الخطية الذي دمر اإلنسانية‬

‫فمريض بيت حسدا هذا كان مريضاً مدم اًر جسدياً ونفسياً وروحياً‪ .‬والسيد المسيح أتى له من نفسه ليشفيه فهو‬

‫لهذا أتى للعالم‪.‬‬

‫معجزة تحريك الماء‪:‬‬ ‫الماء المتحرك يرمز للروح القدس‪ .‬وتحريك الماء والشفاء كان نبوة وتحريك ألذهان اليهود أن شيئاً ما سيحدث‬

‫قريباً‪ .‬كان هذا إشارة للروح القدس (الماء الحي واليهود يسمون الماء المتحرك ماء حي) الذي سيحل على كنيسة‬

‫المسيح ليشفي طبيعتنا‪ .‬وكان من ينزل أوالً يشفى‪ .‬ومن الطبيعي أن من يستطيع النزول أوالً هم األقوياء‪ ،‬وفي‬ ‫هذا إشارة إلى أن األقوياء روحياً في العهد القديم كان الروح القدس يتعامل معهم كاألنبياء مثالً ويشفيهم‪ .‬أما‬ ‫مريض بركة بيت حسدا فهو يشير لمن ليس له أحد وهو في حالة ضعف‪ ،‬غير فاهم وال يدري شئ‪ ،‬وهذا حال‬ ‫كل البشر قبل المسيح ما عدا قلة‪ .‬والمسيح أتى لهؤالء الضعاف ليشفيهم‪ .‬هذه المعجزة هي إشارة ألن هناك‬

‫‪177‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫تدخل سماوي سيحدث ليشفي األمراض‪ .‬وكان المالك الذي يحرك الماء رم اًز للمسيح الذي سيرسل الروح القدس‪.‬‬

‫فمالك يعني مرسل‪ ،‬والمسيح أرسله اآلب‪.‬‬ ‫وكيف يشفى المسيح موتى الخطية؟‬

‫اإلبن له حياة في ذاته‪ ،‬وهو يحيي من يشاء (آيات‪ )1:+1:‬ومن يسمع له يقوم من موت الخطية اآلن (آية‪)17‬‬ ‫ويقوم إلى قيامة الحياة في األبدية (آية‪ .)1:‬فالمسيح الذي ظهر أمامنا كإنسان هو له قوة حياة‪ ،‬فيه حياة يريد‬

‫أن يعطيها لك ل واحد فيحيا‪ .‬ولكن الذي يحصل على هذه الحياة هو من يسمع للمسيح‪ ،‬أي يسمع كالمه وينفذه‪.‬‬

‫والشفاء الذي سنحصل عليه هنا على األرض سيكون جزئياً‪ ،‬لكن في السماء سيكون لنا أجساد ممجدة‪ .‬هذا هو‬

‫الشفاء الكامل والحقيقي‪.‬‬

‫لماذا صنع المسيح المعجزة في يوم السبت؟‬ ‫ليس هذه المعجزة فقط‪ ،‬بل المسيح غالباً ما كان يشفي يوم السبت‪ .‬واهلل منع شعبه من العمل يوم السبت حتى‬ ‫يتفرغوا للعبادة ويذكروا إنتمائهم هلل‪ .‬وقال لهم اهلل أنه إرتاح يوم السبت‪ .‬فما معنى راحة اهلل؟ وهل اهلل يتعب؟! اهلل‬

‫ال يتعب حتى يستريح‪ .‬ولكن راحة اهلل هي في خالص اإلنسان‪ .‬فحين يقول إستراح اهلل في اليوم السابع فهذا‬ ‫معناه أن اهلل إستراح حينما تمم خالص البشر في اليوم السابع فراحة اهلل في كمال عمله‪ .‬فالراحة هي راحة اهلل‬ ‫في اإلنسان وراحة اإلنسان في اهلل‪ .‬فما كان يفصل بين اهلل واإلنسان هو الخطية التي مات المسيح ليرفعها عنا‬

‫ويصالحنا على اهلل‪ .‬واهلل في (حز‪ ) 1:‬نجده يقول ليدلل على محبته لشعبه أنه أعطاهم الوصية والسبت‪ .‬فاهلل لم‬ ‫يذكر خروجهم من مصر وال شق البحر‪ ..‬الخ‪ .‬اهلل رأى أن أعظم ما قدمه لشعبه هو الوصية (ليحيوا سعداء‬

‫على األرض) والسبت (ليذكروا إنتمائهم للسماء فيكون لهم نصيب في السماء)‪ .‬لكن اليهود خرجوا من المعنى‬ ‫الروحي‪ ،‬وفهموا الوصية أو طبقوها بمعنى حرفي فقط فمنعوا أن يحمل إنسان حتى إبرة خياطة يوم السبت‪.‬‬

‫والمسيح أتى ليصحح هذه المفاهيم‪ ،‬ليعيد المعنى الروحي‪ ،‬ففي المسيحية العبادة ستكون بالروح والحق‪.‬‬

‫وهنا المسيح يشرح اآلتي‪:‬‬

‫‪ .:‬اآلب يعمل حت ى اآلن فلماذا تعتبرون الشفاء خطأ يوم السبت‪ .‬ولو توقف اآلب عن العمل لحظة لهلك‬

‫العالم‪.‬‬

‫‪ .1‬اإلبن يعمل في حفظ العالم فلماذا تعتبرون الشفاء خطأ يوم السبت‪ .‬والحظ أن اإلبن ال يعمل باإلنفصال عن‬ ‫أبيه فهما واحد‪ ،‬بل هو عامل مع أبيه‪.‬‬

‫‪ .7‬حينما يشفي المسيح فهو يشفي اإلنسان كله (يو‪ )1713‬والمعنى أن المسيح شفاه نفساً وجسداً وروحاً‪ .‬وطالما‬ ‫شفي روحه بأن غفر خطاياه‪ ،‬إستراح هذا اإلنسان في اهلل‪ ،‬واهلل إستراح فيه‪ ،‬فتحقق مفهوم السبت‪ ،‬فما الخطأ في‬

‫ذلك؟‬

‫‪178‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫‪ .1‬إذا تصادف اليوم الثامن لطفل ان كان يوم سبت‪ ،‬كان يختنون الطفل‪ ،‬فالختان في نظرهم عمل مقدس‬

‫(يو‪ )17-1113‬وذلك ألن الختان يجعل الطفل من شعب اهلل أي إبناً هلل‪ .‬فالختان هو قطع كل رباط للشر‬ ‫ومريض بيت حسدا كان مختوناً ولكنه أخطأ‪ ،‬والمسيح شفاه وغفر خطاياه‪ ،‬فأعاده للعهد مع اهلل‪ ،‬أعاده كإبن هلل‪.‬‬ ‫فما الخطأ الذي صنعه المسيح إذ أراح اهلل بأن غفر خطية المريض وشفى له روحه وأراح اإلنسان إذ شفى‬

‫إنسان يوم السبت‪.‬‬

‫‪ .7‬المسيح في كل عمل يعمله يحقق إرادة اآلب (آية‪ ،)::‬فهو ال يقدر أن يعمل شيئاً إالّ ويكون اآلب موافقاً‬ ‫عليه (وهذا لتطابق إرادتهما ومشيئتهما)‪.‬‬

‫ببساطة المسيح يشفي في السبت ليشفي اليهود من المفهوم الحرفي وينقلهم إلى العبادة بالروح والحق‪ .‬هم فهموا‬

‫السبت راحة ونوم للجسد‪ .‬بينما أن إشعياء يشير ألن السبت تلذذ بالرب (‪ .):1-:7171‬إذاً هو فرح بالرب‪.‬‬ ‫‪ .:‬والحظ أن هذا المريض يعبر عن حال البشر المنحط الذي وصلوا إليه قبل المسيح‪.‬‬

‫‪ .:‬محطم جسدياً بسبب مرضه الذي طال (‪71‬سنة) مدة توهان الشعب في البرية وهي ترمز لمدة غربتنا في‬

‫العالم‪.‬‬

‫‪ .1‬محطم نفسياً فهو شاعر بأن ال أحد يهتم به ليلقيه في البركة‪ ،‬وال المالئكة التي تحرك الماء تهتم به‪ .‬هو‬ ‫فاقد الثقة في السماء واألرض‪.‬‬

‫‪ .7‬محطم روحياً بسبب خطيته‪ .‬والخطية فيها إنفصال عن اهلل‪.‬‬

‫والمسيح شفاه من هذا كله (‪ .)1713‬هو أتى لشفاء البشرية المعذبة‪.‬‬

‫في هذا تطبيق لما قاله إشعياء "فرأى أنه ليس إنسان وتَحيَّر من أنه ليس شفيع‪ .‬فخلصت ذراعه (المسيح‬ ‫المتجسد) لنفسه" (أش‪.)::17:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ان ِع ٌ ِ‬ ‫شلِ ‪ِ 1‬‬ ‫شلِيم ِع ْن َد َب ِ‬ ‫ص ِع َد َي ُ ِ‬ ‫اب‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)65 –1 :0‬وَب ْع َد ه َذا َك َ‬ ‫يد ل ْل َي ُهوِد‪ ،‬فَ َ‬ ‫يم‪َ .‬وفي أ ُ‬ ‫سوعُ إلَى أ ُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِحس َدا» لَها َخمس ُة أَر ِوقَ ٍة‪ِ 6 .‬في ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ض َِ‬ ‫الضأ ِ‬ ‫ير ِم ْن‬ ‫َّ‬ ‫ان ُم ْ‬ ‫هذ ِه َك َ‬ ‫ْن ِب ْرَك ٌة ُيقَا ُل لَ َها ِبا ْلع ْب َرانيَّة « َب ْي ُ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫ور َكث ٌ‬ ‫طج ًعا ُج ْم ُه ٌ‬ ‫ِ ‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪ .‬فَ َم ْن‬ ‫يك ا ْل َم‬ ‫ون تَ ْح ِر َ‬ ‫اء‪ .‬ألَ َّن َمالَ ًكا َك َ‬ ‫سٍم‪َ ،‬يتَ​َوقَّ ُع َ‬ ‫ان َي ْن ِز ُل أ ْ‬ ‫َم ْر َ‬ ‫ضى َو ُع ْم ٍي َو ُع ْر ٍج َو ُع ْ‬ ‫َح َيا ًنا في ا ْل ِب ْرَكة َوُي َحِّر ُك ا ْل َم َ‬ ‫‪0‬‬ ‫يك ا ْلم ِ‬ ‫َن َز َل أ ََّوالً بع َد تَ ْح ِر ِ‬ ‫َي َم َر ٍ‬ ‫ض ُم ْن ُذ ثَ َم ٍ‬ ‫ين‬ ‫ان َي ْب َأرُ ِم ْن أ ِّ‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫ان ِب ِه َم َر ٌ‬ ‫ان َوثَالَ ِث َ‬ ‫سٌ‬ ‫اعتَ​َراهُ‪َ .‬و َك َ‬ ‫اء َك َ‬ ‫ض ْ‬ ‫َْ‬ ‫اك إِ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫س ِّي ُد‪،‬‬ ‫ضطَ ِج ًعا‪َ ،‬و َعلِ َم أ َّ‬ ‫يرا‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫َج َاب ُه ا ْل َم ِر ُ‬ ‫ال لَ ُه‪« :‬أَتُ ِر ُ‬ ‫سوعُ ُم ْ‬ ‫َن تَْب َأرَ؟» أ َ‬ ‫يض‪َ «:‬يا َ‬ ‫س َن ًة‪ .‬ه َذا َرآهُ َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َن لَ ُه َزَما ًنا َكث ً‬ ‫‪2‬‬ ‫آت‪ ،‬ي ْن ِز ُل قُد ِ‬ ‫يني ِفي ا ْل ِبرَك ِة متَى تَح َّر َك ا ْلماء‪ .‬ب ْل ب ْي َنما أَ​َنا ٍ‬ ‫ان ي ْل ِق ِ‬ ‫لَ ْي ِ‬ ‫سوعُ‪«:‬قُِم‪.‬‬ ‫َّامي َ‬ ‫آخ ُر»‪ .‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سٌ ُ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫س لي إِ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫شى‪ .‬و َك َ ِ ِ‬ ‫ِْ‬ ‫ش»‪ .‬فَ َحاالً َب ِرئَ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫ود‬ ‫ت‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ال ا ْل َي ُه ُ‬ ‫س ْب ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫ان في ذل َك ا ْل َي ْوِم َ‬ ‫يرهُ َو َم َ َ‬ ‫ان َو َح َم َل َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫احم ْل َ‬ ‫ير َك َو ْ‬ ‫س ِر َ‬ ‫س ِر َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ال لِي‪ِ ْ :‬‬ ‫ت! الَ ي ِح ُّل لَ َك أ ْ ِ‬ ‫لِلَِّذي ُ ِ‬ ‫ير َك‬ ‫َج َاب ُه ْم‪«:‬إِ َّن الَِّذي أ َْب َأرَِني ُه َو قَ َ‬ ‫س ْب ٌ‬ ‫ير َك»‪ .‬أ َ‬ ‫َ‬ ‫احم ْل َ‬ ‫َن تَ ْحم َل َ‬ ‫شف َي‪«:‬إِ َّن ُه َ‬ ‫س ِر َ‬ ‫س ِر َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ال لَ َك‪ِ ْ :‬‬ ‫ام ِ‬ ‫سأَلُوهُ‪َ «:‬م ْن ُه َو ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫ش ِف َي َفلَ ْم َي ُك ْن َي ْع َل ُم‬ ‫ش؟»‪ .‬أ َّ‬ ‫ان الَِّذي قَ َ‬ ‫َما الَِّذي ُ‬ ‫س ُ‬ ‫احم ْل َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ش»‪ .‬فَ َ‬ ‫ير َك َو ْ‬ ‫َو ْ‬ ‫س ِر َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعتَ​َز َل‪ ،‬إِ ْذ َك َ ِ‬ ‫ت قَ ْد‬ ‫َم ْن ُه َو‪ ،‬أل َّ‬ ‫سوعُ ِفي ا ْل َه ْي َك ِل َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬ها أَ ْن َ‬ ‫سو َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ان في ا ْل َم ْوض ِع َج ْمعٌ‪َ .‬ب ْع َد ذل َك َو َج َدهُ َي ُ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ضى ِ‬ ‫ع ُه َو الَِّذي أ َْب َأرَهُ‪.‬‬ ‫ود أ َّ‬ ‫ان َوأ ْ‬ ‫ون لَ َك أَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َخ َب َر ا ْل َي ُه َ‬ ‫َب ِرْئ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ضا‪ ،‬لِ َئالَّ َي ُك َ‬ ‫ش ُّر»‪ .‬فَ َم َ‬ ‫ئ أ َْي ً‬ ‫ت‪ ،‬فَالَ تُ ْخط ْ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫اإل ْن َ‬

‫‪179‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫َن ي ْقتُلُوه‪ ،‬أل ََّن ُه ع ِم َل ه َذا ِفي ٍ‬ ‫سوعُ‪«:‬أَِبي‬ ‫سو َ‬ ‫ان ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ع‪َ ،‬وَي ْطلُ ُب َ‬ ‫ود َي ْط ُرُد َ‬ ‫َولِه َذا َك َ‬ ‫ون أ ْ َ ُ‬ ‫س ْبت‪ .‬فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫َج َاب ُه ْم َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ون َي ُ‬ ‫‪12‬‬ ‫َن َي ْقتُلُوهُ‪ ،‬أل ََّن ُه لَ ْم َي ْنقُ ِ‬ ‫ط‪،‬‬ ‫ض َّ‬ ‫ت فَقَ ْ‬ ‫ون أَ ْكثَ​َر أ ْ‬ ‫الس ْب َ‬ ‫ان ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ود َي ْطلُ ُب َ‬ ‫َج ِل ه َذا َك َ‬ ‫َي ْع َم ُل َحتَّى َ‬ ‫َع َم ُل»‪ .‬فَ ِم ْن أ ْ‬ ‫اآلن َوأَ​َنا أ ْ‬ ‫ِ ‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫ال لَ ُه ُم‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫االب ُن‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ َي ْق ِد ُر ْ‬ ‫َب ْل قَا َل أ َْي ً‬ ‫َج َ‬ ‫س ُه ِباهلل‪ .‬فَأ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ضا إِ َّن اهللَ أ َُبوهُ‪ُ ،‬م َعادالً َن ْف َ‬ ‫اآلب‬ ‫االب ُن َكذلِ َك‪15 .‬أل َّ‬ ‫َن َم ْه َما َع ِم َل َذ َ‬ ‫َن َي ْع َم َل ِم ْن َن ْف ِس ِه َ‬ ‫اآلب َي ْع َم ُل‪ .‬أل ْ‬ ‫أْ‬ ‫اك فَه َذا َي ْع َملُ ُه ْ‬ ‫َن َ‬ ‫ش ْي ًئا إِالَّ َما َي ْنظُ​ُر َ‬ ‫َن اآل ِ‬ ‫َعماالً أ ْ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم‬ ‫َّبوا أَ ْنتُ ْم‪11 .‬أل ََّن ُه َك َما أ َّ‬ ‫ُي ِح ُّ‬ ‫ب ْ‬ ‫َ‬ ‫َعظَ َم م ْن هذه لتَتَ َعج ُ‬ ‫االب َن َوُي ِريه َجميعَ َما ُه َو َي ْع َملُ ُه‪َ ،‬و َ‬ ‫س ُي ِريه أ ْ َ‬ ‫ب ُيق ُ‬ ‫الب ِن‪،‬‬ ‫اء‪11 .‬أل َّ‬ ‫َع َ‬ ‫ضا ُي ْح ِيي َم ْن َي َ‬ ‫األ َْم َو َ‬ ‫اآلب الَ َي ِد ُ‬ ‫طى ُك َّل الد َّْي ُنوَن ِة لِ ْ‬ ‫َح ًدا‪َ ،‬ب ْل قَ ْد أ ْ‬ ‫االب ُن أ َْي ً‬ ‫ات َوُي ْح ِيي‪َ ،‬كذلِ َك ْ‬ ‫ين أ َ‬ ‫َن َ‬ ‫ش ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سلَ ُه‪«17 .‬اَْل َح َّ‬ ‫ق أَقُو ُل‬ ‫االب َن َك َما ُي ْك ِرُم َ‬ ‫اآلب‪َ .‬م ْن الَ ُي ْك ِرُم ْ‬ ‫لِ َك ْي ُي ْك ِرَم ا ْل َج ِميعُ ْ‬ ‫االب َن الَ ُي ْك ِرُم َ‬ ‫ون َ‬ ‫اآلب الَّذي أ َْر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سلَ ِني َفلَ ُه َح َياةٌ أ َ​َب ِد َّي ٌة‪َ ،‬والَ َيأ ِْتي إِلَى َد ْي ُنوَن ٍة‪َ ،‬ب ْل قَِد ا ْنتَ َق َل ِم َن ا ْل َم ْو ِت‬ ‫لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن َم ْن َي ْ‬ ‫س َمعُ َكالَمي َوُي ْؤ ِم ُن ِبالَّذي أ َْر َ‬ ‫ت ْاب ِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِلَى ا ْلحي ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫اة‪10 .‬اَْل َح َّ‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ص ْو َ‬ ‫س َمعُ األ َْم َو ُ‬ ‫اآلن‪ِ ،‬ح َ‬ ‫اع ٌة َو ِه َي َ‬ ‫س َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ين َي ْ‬ ‫ات َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه تَأْتي َ‬ ‫‪13‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ون لَ ُه َح َياةٌ ِفي‬ ‫ون َي ْح َي ْو َن‪ .‬أل ََّن ُه َك َما أ َّ‬ ‫َو َّ‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫َن تَ ُك َ‬ ‫ام ُع َ‬ ‫االب َن أ َْي ً‬ ‫َعطَى ْ‬ ‫اآلب لَ ُه َح َياةٌ ِفي َذ ِات ِه‪َ ،‬كذلِ َك أ ْ‬ ‫َن َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪12 .‬الَ تَتَعج ِ‬ ‫ضا‪ ،‬أل ََّن ُه ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫س ْل َ‬ ‫طا ًنا أ ْ‬ ‫َن َي ِد َ‬ ‫ين أ َْي ً‬ ‫َذ ِات ِه‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫س َ‬ ‫َ ُ‬ ‫س َمعُ‬ ‫يها َي ْ‬ ‫اع ٌة ف َ‬ ‫َّبوا م ْن ه َذا‪ ،‬فَِإ َّن ُه تَأْتي َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َعطَاهُ ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫الس ِّي َئ ِ‬ ‫ات إِ َلى ِقيام ِة ا ْلحي ِ‬ ‫الص ِالح ِ‬ ‫ين ِفي ا ْلقُ ُب ِ‬ ‫ات إِلَى‬ ‫ين َع ِملُوا َّ‬ ‫اة‪َ ،‬والَِّذ َ‬ ‫ص ْوتَ ُه‪ ،‬فَ َي ْخ ُر ُج الَِّذ َ‬ ‫َج ِميعُ الَِّذ َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ين فَ َعلُوا َّ َ‬ ‫ور َ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪65‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َن أَف َْع َل ِم ْن َن ْف ِسي َ‬ ‫ام ِة الد َّْي ُنوَن ِة‪ .‬أَ​َنا الَ أَق ِْد ُر أ ْ‬ ‫َس َمعُ أ َِد ُ‬ ‫ين‪َ ،‬وَد ْي ُنوَنتي َعادلَ ٌة‪ ،‬أل َِّني الَ أَ ْطلُ ُ‬ ‫ش ْي ًئا‪َ .‬ك َما أ ْ‬ ‫ق َي َ‬ ‫يئ َة ِ ِ‬ ‫سلَ ِني‪" .‬‬ ‫يئ ِتي َب ْل َم ِش َ‬ ‫َم ِش َ‬ ‫اآلب الَّذي أ َْر َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ود‪ ،‬فَص ِع َد يسوعُ إِلَى أُور َ ِ‬ ‫يد ِل ْل َي ُه ِ‬ ‫يم‪" .‬‬ ‫ان ِع ٌ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)1 :0‬وَب ْع َد ه َذا َك َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫كان عيد= هناك رأيان أولهما أن هذا العيد هو الفصح الرابع للمسيح أثناء مدة خدمته وثانيهما أنه عيد الخمسين‬

‫وأصحاب هذا الرأي يقولون أنه لو كان الفصح لقال العيد وليس عيد غير معرفة فالفصح أشهر األعياد‪.‬‬ ‫والمسيح يتخذ فرصة تجمع مئات األلوف في أورشليم ليقدم نفسه للجموع‪ .‬فصعد يسوع إلى أورشليم= كما ذهب‬

‫الرب إلى السامرة ليقابل السامرية صعد إلى أورشليم ليشفي المريض المقعد‪ ،‬فهو الذي يأخذ المبادرة ليشفي‬

‫أمراضنا ويالقينا‪ ،‬فقط نحن نحتاج أن نكتشفه‪ ،‬وهو سيشفى ضعفنا الروحي‪ .‬ولكن قوله عيد اليهود بدون تحديد‬ ‫وعمل المعجزة في سبت وهو رمز لليهود أن المسيح جاء ليشفي كل من كان تحت الناموس‪ .‬وقوله أبي يعمل‬

‫وأنا أعمل فألن المسيح يخلقنا اآلن خلقة جديدة ويكون العيد والسبت هما رمز للراحة الحقيقية والشفاء الحقيقي‬ ‫الذي جاء المسيح ليعمله‪.‬‬ ‫َّة «ب ْي ُ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫شلِيم ِع ْن َد َب ِ‬ ‫الضأ ِ‬ ‫س ُة أ َْر ِوقَ ٍة‪" .‬‬ ‫اب َّ‬ ‫ْن ِب ْرَك ٌة ُيقَا ُل لَ َها ِبا ْلع ْب َراني َ‬ ‫تحْ‬ ‫س َدا» لَ َها َخ ْم َ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)1 :0‬وفي أ ُ‬ ‫ُور َ َ‬ ‫باب الضأن= هو باب في سور أورشليم بجانبه الحظيرة التي يأتون منها بالخراف لتقديمها ذبائح‪ .‬وحينما فشلت‬

‫ذبائح الناموس في شفائنا أتى المسيح ليشفينا‪ .‬بركة بيت حسدا= أي بركة بيت الرحمة‪ .‬واسمها هذا راجع‬ ‫لألشفية التي كانت تجري فيها‪ .‬ولقد طالما هاجم نقاد الكتاب المقدس هذا النص إذ لم يستدلوا على بركة بهذا‬

‫اإلسم إلى أن تم إكتشاف البركة فعالً ووجدوا لها ‪ 7‬أروقة ووجدوا أنها إنطمست أثناء غزو الرومان‪ .‬واألروقة‬

‫هي دهاليز مسقوفة تستعمل كأماكن إنتظار للمرضى‪ .‬والبركة طولها ‪:::‬متر‪ .‬وعرضها يتراوح بين ‪-7:‬‬ ‫‪180‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫‪3:‬متر‪ .‬وحولها أعمدة قسمت المساحة لخمس صاالت لإلنتظار‪ .‬وكان اليهود يستخدمون هذه البركة للتطهير‬ ‫الناموسي ويتركون مالبسهم في األروقة ليغتسلوا فيها‪ .‬إلى أن حدثت ظاهرة تحريك الماء فتحولت البركة إلى‬

‫مكان إستشفاء‪ .‬وكان المرضى يضطجعون في هذه األروقة‪ .‬وكانت هذه الظاهرة عالمة على قرب مجيء‬

‫المسيح الشافي الذي كان اليهود ينتظرونه‪.‬‬

‫معاني األرقام‪ 7 1‬أروقة ‪ +‬المقعد له ‪71‬سنة‪ .‬ورقم ‪ 7‬يشير للنعمة وللمسئولية ورقم ‪ 71‬يشير لسنوات تيه‬

‫الشعب في البرية (تث‪ .):111‬والمعنى أن العالم قبل المسيح كان في تيه بال أمل في الشفاء إلى أن أدركته‬ ‫نعمة المسيح‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫‪ِ6‬‬ ‫ان م ْ ِ‬ ‫ون تَ ْح ِري َك‬ ‫سٍم‪َ ،‬يتَ​َوقَّ ُع َ‬ ‫ير ِم ْن َم ْر َ‬ ‫ضى َو ُع ْم ٍي َو ُع ْر ٍج َو ُع ْ‬ ‫ور َكث ٌ‬ ‫ضطَج ًعا ُج ْم ُه ٌ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)6 :0‬في هذه َك َ ُ‬ ‫ا ْلم ِ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫َ‬

‫ُعسم= مرضى بأنواع من الشلل‪ .‬تتيبس فيه المفاصل‪ .‬عمي وعرج= إذاً هي أمراض عسيرة وقوله ُعسم وعمي‬ ‫وعرج فهذا إشارة لحال الناس قبل مجيء المسيح‪ .‬تحريك الماء= الماء المتحرك هو ماء حي إشارة للماء الحي‬ ‫الذي يعطيه المسيح كما قال للسامرية‪ ،‬وللماء الذي َيلِ ْد كما قال لنيقوديموس والماء الذي يتحول إلى خمر كما‬ ‫حدث في عرس قانا الجليل‪ .‬وهو إشارة للروح القدس الذي يرسله المسيح‪ .‬والماء المتجدد هو ماء جاري يزيل‬ ‫األوساخ من مجري النهر‪ ،‬أما الماء الراكد فتتراكم فيه القاذورات‪ .‬وحين نشير للروح القدس بماء جاري متحرك‬

‫فهذا ألن عمله إزالة الخطايا من قلوبنا‪ ،‬لذلك نصلي "روحك القدوس جدده في أحشائنا" وراء داود الذي قال "قلباً‬

‫في يا اهلل وروحاً مستقيماً جدده في أحشائي" ومن له القلب النقي فهو الخليقة الجديدة (‪1‬كو‪):317‬‬ ‫نقياً إخلق ّ‬

‫يك ا ْلم ِ‬ ‫َحيا ًنا ِفي ا ْل ِبرَك ِة ويحِّر ُك ا ْلماء‪ .‬فَم ْن َن َز َل أ ََّوالً بع َد تَ ْح ِر ِ‬ ‫ان‬ ‫آية ( يو‪7" -:)7 :0‬أل َّ‬ ‫اء َك َ‬ ‫َن َمالَ ًكا َك َ‬ ‫ْ ََُ‬ ‫ان َي ْن ِز ُل أ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َي َم َر ٍ‬ ‫اعتَ​َراهُ‪" .‬‬ ‫َي ْب َأرُ ِم ْن أ ِّ‬ ‫ض ْ‬ ‫يقول يوحنا ذهبي الفم أن هذا سبق تصوير للمعمودية‪ .‬وتحريك الماء إشارة إلى ما سيعمله الروح القدس‪ .‬وهنا‬

‫نرى تدخل سماوي إعجازي في العهد القديم لشفاء أمراض ميئوس من شفائها بنوع من الرحمة اإللهية (هذا معنى‬ ‫بيت حسدا)‪ .‬وفكرة الماء الذي فيه قوة للشفاء والحياة موجودة في العهد القديم (نعمان السرياني‪ +‬الذين شربوا من‬

‫المياه النابعة من الصخرة لم يمرضوا ‪:‬كو‪ +11::‬تث‪ )111‬والمسيح شفى األعمى بأن صنع له مقلة من طين‬ ‫ثم أمره أن يغتسل في بركة سلوام إشارة لما يعمله الروح القدس‪ .‬فالمالك الذي يحرك الماء هو إشارة للمسيح‬

‫السماوي الذي أتى ليرسل الروح القدس‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ض ُم ْن ُذ ثَ َم ٍ‬ ‫ط ِج ًعا‪،‬‬ ‫ضَ‬ ‫ان ُه َن َ‬ ‫سوعُ ُم ْ‬ ‫ان ِب ِه َم َر ٌ‬ ‫ان َوثَالَ ِث َ‬ ‫سٌ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)3–0 :0‬و َك َ‬ ‫س َن ًة‪ .‬ه َذا َرآهُ َي ُ‬ ‫ين َ‬ ‫اك إِ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫َن تَ ْب َأرَ؟»‪".‬‬ ‫َو َعلِ َم أ َّ‬ ‫يرا‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫ال لَ ُه‪« :‬أَتُ ِر ُ‬ ‫َن لَ ُه َزَما ًنا َكث ً‬

‫‪181‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫يوحنا ينتقي المعجزات التي تثبت الهوت المسيح(أش‪ +::-:111: ،:-1177‬أر‪ +1-317:‬مز‪)1-31:1:‬‬

‫فهذا ليس شلالً عادياً بل هو مشلول منذ ‪71‬سنة‪ ..‬كما شفى األعمى منذ والدته وأقام لعازر بعد أربعة أيام‪.‬‬ ‫ولنثق أنه مهما طالت مدتنا تحت الخطية فالمسيح قادر أن يشفينا ويجددنا‪ .‬هذا الفصل يق أر قبل أحد التناصير‬

‫للموعوظين الذين سيتم تعميدهم في أحد التناصير‪ .‬فالمفلوج يمثل الحياة القديمة وبالمعمودية يصير اإلنسان‬ ‫جديداً ويولد من جديد من الماء‪ ،‬له قوة على الحركة في إتجاه السماء والشفاء من الشلل الروحي‪.‬‬

‫أتريد أن تب أر= هناك من ال يريد أن يب أر فمرضه صار مصدر رزق يتكسب منه‪ .‬والمسيح يحترم اإلرادة اإلنسانية‬ ‫وهو ال يقتحم اإلنسان‪ ،‬فنحن مخلوقين على صورته في حرية اإلرادة‪ .‬والمسيح يريد أن يظهر أن مناط أمر‬

‫اإلنسان هو بيد اإلنسان‪ ،‬واألهم هو شفاء اإلنسان من الخطية‪ .‬ويكون سؤال المسيح معناه هل عندك إرادة أن‬ ‫تترك خطيتك‪ ،‬فنحن فهمنا من أن المسيح قال لهُ ال تعود تخطئ أيضاً (آية‪ ):1‬أن سبب مرضه هو الخطية‪.‬‬ ‫والخطية لها نتائج وخيمة على اإلنسان ولذلك فبعد توهان ‪71‬سنة دخل الشعب ألرض كنعان‪ ،‬وكانوا حينما‬ ‫يخطئون يسلمون أليدي األمم فيذلونهم‪ .‬والخطية في حياة هذا المقعد هي التي حطمته بعد أن إستعبدته‪ ،‬ولكن‬

‫المسيح رأي فيه بقايا من إرادة فأتى إليه ليشجع الرجاء الذي فيه‪ ،‬وهذا يعطي رجاء لكل خاطئ فال ييأس‪ .‬ولكن‬ ‫لنالحظ أن الخطية مع االستمرار فيها فترات طويلة تطمس اإلرادة في اإلنسان فال يعود يشعر بأنه يفعل خطأ‬ ‫وال يريد التغيير‪ .‬وهذه الحالة غير التي وصفها بولس الرسول حين قال "حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر‬

‫حاضر عندي" (رو‪ .) 1:13‬هنا هو يجد قوة تقاومه لكن إرادته تنتصر‪ .‬والمسيح بسؤاله كان يشفيه ويخلق له‬

‫إرادة‪ ،‬واإلرادة يصحبها همة للتغيير والعمل‪ .‬ولذلك قال المسيح لليهود كم مرة أردت‪ ..‬ولم تريدوا (مت‪)73117‬‬

‫والمسيح لم يسأل المقعد هل تؤمن فهو لم يسمع به من قبل (‪ ،):7-:117‬بل أتى ليقدم له شفاء مجاني‪.‬والحظ‬

‫المسيح ‪ -1‬أتى أل ورشليم= أتى الى العالم ‪ .‬أتى للبركة وكل من فيها مرضي = الخليقة كلها مريضة ‪ ،‬فاقدة‬ ‫لبهائها والرب أتى ليشفيها ‪ .‬أتريد = الشفاء لمن يريد ‪.‬‬

‫البركة = ماء للشفاء هو الوالدة من الماء والروح‬

‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫يض‪«:‬يا س ِّي ُد‪ ،‬لَ ْيس لِي إِ ْنس ٌ ِ ِ ِ‬ ‫اء‪َ .‬ب ْل َب ْي َن َما أَ​َنا‬ ‫آية ( يو‪ " -:)7 :0‬أ َ‬ ‫ان ُي ْلقيني في ا ْل ِب ْرَكة َمتَى تَ َح َّر َك ا ْل َم ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َج َاب ُه ا ْل َم ِر ُ َ َ‬ ‫آت‪ ،‬ي ْن ِز ُل قُد ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّامي آ َخ ُر»‪".‬‬ ‫َ‬

‫ليس لي إنسان= المسيح يسأله عن اإلرادة فأجاب بأن ليس له إنسان‪ .‬هو أسقط الموضوع على اآلخرين‪ .‬كأنه‬ ‫في بل في اآلخرين فالخاطئ دائماً يبرر نفسه‪ .‬لكن عموماً علينا أن نستفيد من هذا بأن‬ ‫يقول المشكلة ليست ّ‬ ‫نقدم خدمات لكل محتاج حتى ال يشتكي علينا أحد‪ .‬كم مرة ألقينا همنا على الناس وفشلنا‪ ،‬لكن إذا ألقينا همنا‬ ‫على اهلل فلن نفشل (‪:‬بط‪ .)317‬ويبدو من قول المفلوج أنه كان معروفاً بفظاظته وقسوته حتى في مرضه‪ ،‬حتى‬

‫لم يبق له إنسان يلقيه في البركة‪ ،‬فقد إنفض عنه كل الناس وكرهوه وهذا عكس اإلنسان المفلوج الذي دالّه‬

‫أصدقاءه من السقف (مر‪ .)::-:11‬ولكن المقعد عوضاً عن أن يلقي باللوم على نفسه يلقي باللوم على‬ ‫اآلخرين= بينما أنا ٍ‬ ‫قدامي آخر هذه مثل اآلخرون يأخذون فرصتي‪.‬‬ ‫آت ينزل ّ‬

‫‪182‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪2‬‬ ‫ال لَ ُه يسوعُ‪«:‬قُِم‪ِ ْ .‬‬ ‫ش»‪3 .‬فَ َحاالً َب ِرئَ ِ‬ ‫ام ِ‬ ‫شى‪.‬‬ ‫يرهُ َو َم َ‬ ‫س ُ‬ ‫ان َو َح َم َل َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫احم ْل َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)3–2 :0‬قَ َ َ ُ‬ ‫ير َك َو ْ‬ ‫س ِر َ‬ ‫س ِر َ‬ ‫و َك َ ِ ِ‬ ‫ت‪" .‬‬ ‫س ْب ٌ‬ ‫ان في ذل َك ا ْل َي ْوِم َ‬ ‫َ‬

‫هذا حال كل من يصدق المسيح‪ ،‬فكلمة منه تحيي العاجز وتنتهر الخطية فتالشيها (يو‪ )1717 +:71:‬فالمقعد‬ ‫نموذج لموتى الخطية ولكن لو لم ينفذ هذا المفلوج أمر المسيح ما كان قد ُش ِف َى‪ .‬وكان لو أعمل عقله لقال كيف‬ ‫أقوم‪ .‬لكن هو نفذ‪ .‬والمسيح الفادي َّ‬ ‫قدم شفاؤه للمقعد دون أن يطلب منه شيئاً‪ .‬وهكذا فدانا دون ثمن؟ واهلل يعطي‬

‫القوة وله سلطان عجيب قم‪ /‬إحمل‪ /‬إمش‪ .‬بل إن نقطة الضعف تصبح مصدر قوة ونهضة بعد أن كانت يأساً‪.‬‬ ‫أوامر المسيح هي وعود في صورة أوامر وهكذا كل وصايا المسيح (‪:‬تس‪ .)1117‬فكل وصية تحمل في داخلها‬

‫قوة على التنفيذ‪.‬‬

‫فحاالً= عجيب أن يقوم دون أن يسنده أحد وبدون عالج طبيعي بعد كل هذه المدة من الشلل‪ .‬والمسيح أعطى‬

‫المقعد حياة جديدة‪1‬‬

‫قم= ترمز إلى جدة الحياة التي أعطاها له‪.‬‬

‫إحمل= ترمز إلى قوة الحياة التي أعطاها له‪.‬‬

‫إمش= ترمز إلى السلوك في هذه الحياة الجديدة‪.‬‬

‫سريرك= في اصلها اللغوي هي فرشة الفقير وهي من الحصير‪ .‬وسريره يمثل ذكرياته المؤلمة عن المرض‪.‬‬ ‫وحمل السرير إشارة لطرد الذكريات والخبرات المؤلمة فما عادت تعيق حركته ونموه‪ .‬هو إشارة لوضع ذكرياتنا‬

‫المؤلمة وراء ظهورنا لنتقدم‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ود لِلَِّذي ُ ِ‬ ‫ير َك»‪.‬‬ ‫ت! الَ َي ِح ُّل لَ َك أ ْ‬ ‫س ْب ٌ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)11–15 :0‬فَقَا َل ا ْل َي ُه ُ‬ ‫َن تَ ْحم َل َ‬ ‫شف َي‪«:‬إِنَّ ُه َ‬ ‫س ِر َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ال لِي‪ِ ْ :‬‬ ‫ام ِ‬ ‫ش»‪".‬‬ ‫َج َاب ُه ْم‪«:‬إِ َّن الَِّذي أ َْب َأرَِني ُه َو قَ َ‬ ‫أَ‬ ‫احم ْل َ‬ ‫ير َك َو ْ‬ ‫س ِر َ‬ ‫المسيح هو رب السبت (مر‪ +1111‬لو‪ )71:‬وهو جاء ليعطي سبتاً أي راحة من نوع جديد عوض الراحة‬

‫الجسدية القديمة (عب‪ )::11‬واجابة المقعد تدل على تقدير لشخص المسيح أكثر من تقديره للسبت‪ ،‬أيسمع‬

‫للناموس الذي لم يشفه أم يسمع للمسيح الذي شفاه‪ .‬ومشكلة اليهود مع المسيح هي [‪ ]:‬الشفاء في السبت [‪]1‬‬ ‫أنه قال للمفلوج أن يحمل سريره‪ .‬وكان اليهود قد غالوا في موضوع السبت حتى أنهم قالوا إن من حمل إبرة في‬

‫ثيابه فقد كسر السبت‪ .‬والسيد المسيح شرح لهم أن األعمال الصالحة جائزة يوم السبت مثل الختان ورفع خروف‬

‫من حفرة ليفهموا أن ال يتقيدوا بالحرف (ال‪ +71:1‬يو‪ +11-1113‬مت‪ +:1-::+1-11:1‬يو‪ .)::1:‬ولكن‬

‫كراهية اليهود للمسيح كانت ليس بسبب كسره السبت‪ ،‬بل لحسدهم لهُ لشهرته بسبب معجزاته‪.‬‬

‫فقال اليهود= اليهود هم الرؤساء الدينيون‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ال لَ َك‪ِ ْ :‬‬ ‫ام ِ‬ ‫سأَلُوهُ‪َ «:‬م ْن ُه َو ِ‬ ‫ش؟»‪".‬‬ ‫ان الَِّذي قَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫احم ْل َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)11 :0‬فَ َ‬ ‫ير َك َو ْ‬ ‫س ِر َ‬

‫‪183‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫هذا السؤال هو سخرية من المسيح‪ ،‬فهم يضعونه على أنه إنسان في مقابل الناموس‪ .‬واهلل واضع الناموس‪ ،‬أي‬

‫هل ت طيع مجرد إنسان قال لك وال تطيع اهلل وناموسه‪ .‬ومن عمى اليهود أنهم لم يروا قوة المعجزة التي حدثت بل‬

‫طلبوا رجم المسيح‪ .‬ولآلن وسط كل مراحم اهلل ال نرى سوى آالم تجربة سمح بها ولفائدتنا‪ .‬والمسيح حاول جاهداً‬ ‫أن يشرح لهم أن فعل الخير يحل في السبت (الختان‪ /‬حمل خروف) وما دام يحل فعل الخير في السبت فيحل‬

‫شفاء إنسان في السبت (مر‪ +117‬لو‪.):-71:1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ان ِفي ا ْلمو ِ‬ ‫ض ِع َج ْمعٌ‪" .‬‬ ‫ش ِف َي َفلَ ْم َي ُك ْن َي ْعلَ ُم َم ْن ُه َو‪ ،‬أل َّ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)16 :0‬أ َّ‬ ‫َما الَِّذي ُ‬ ‫سو َ‬ ‫اعتَ​َز َل‪ ،‬إِ ْذ َك َ‬ ‫ع ْ‬ ‫َْ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫لم يكن من طبع المسيح أن يلفت األنظار إليه بل يأتي للمحتاج س اًر‪ .‬لم يكن يعلم من هو= هذه مشكلة المفلوج‬

‫ومشكلتنا أننا نهتم بالعطية وال نهتم بشخص العاطي أي بالمسيح لنتعرف عليه‪ .‬بينما أن هدف العطايا أن‬

‫نتعرف عليه‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا‪ ،‬لِ َئالَّ‬ ‫سوعُ ِفي ا ْل َه ْي َك ِل َوقَ َ‬ ‫ت قَ ْد َب ِرْئ َ‬ ‫ال لَ ُه‪َ «:‬ها أَ ْن َ‬ ‫ئ أ َْي ً‬ ‫ت‪ ،‬فَالَ تُ ْخط ْ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)17 :0‬ب ْع َد ذل َك َو َج َدهُ َي ُ‬ ‫ش ُّر»‪".‬‬ ‫ون لَ َك أَ َ‬ ‫َي ُك َ‬

‫المسيح الذي حمل خطايانا على الصليب هو حمل خطايا هذا المقعد وغفرها له ليشفيه‪ .‬حمل خطاياه في جسده‬

‫الذي سيعلق على الصليب‪ ،‬والمسيح يعطي المقعد نصيحة أن ال يخطئ ثانية حتى ال يعود لنفس الحال‪.‬‬

‫والمسيح أتى للمقعد حتى ال يظل جاهالً من هو المسيح ليعطيه إمكانية اإليمان به‪ .‬والحظ أن المقعد ذهب‬

‫للهيكل غالباً ليقدم الشكر هلل‪ .‬ونالحظ أنه كلما نعود لخطية تركناها يكون لنا أشر‪ ،‬فالضربات تتصاعد حتى‬ ‫نتوب‪ .‬فهذا جزاء اإلستهتار بغني لطف اهلل وامهاله‪ .‬وقوله أشر يشير ألن يحدث مرض أصعب له أو للدينونة‬

‫على الخطية‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ضى ِ‬ ‫ود‬ ‫ود أ َّ‬ ‫ان َوأ ْ‬ ‫ان ا ْل َي ُه ُ‬ ‫سو َ‬ ‫َخ َب َر ا ْل َي ُه َ‬ ‫ع ُه َو الَِّذي أ َْب َأرَهُ‪َ .‬ولِه َذا َك َ‬ ‫س ُ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)13–10 :0‬فَ َم َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْب ٍت‪" .‬‬ ‫ون أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ع‪َ ،‬وَي ْطلُ ُب َ‬ ‫َي ْط ُرُد َ‬ ‫َن َي ْقتُلُوهُ‪ ،‬ألَنَّ ُه َعم َل ه َذا في َ‬ ‫ون َي ُ‬ ‫المقعد ذهب ليبشر بالمسيح الذي صنع المعجزة أو ليبرر تهمة حمل السرير ويلقيها على المسيح‪ .‬ومن هنا‬

‫حدث التصادم بين المسيح واليهود‪ .‬والمسيح رد عليهم في اآليات (‪..11-17-1:-:3‬الخ)‪ .‬طلبوا أن يقتلوه=‬

‫من أول هنا ستتكرر محاوالت اليهود لقتل يسوع‪ .‬لكنهم لن يقدروا حتى تأتي ساعته‪ .‬وهذا يثبت أنه سلم نفسه‬ ‫بإرادته‪ .‬هو كان قاد اًر أن ال يصلب‪ .‬لكن هو أتى لهذا بإرادته‪.‬‬

‫وصل جنون اليهود في موضوع السبت أنهم قالوا أن اهلل نفسه ملتزم بالوصية فال يعمل يوم السبت خارج حدود‬

‫مسكنه الذي هو السماء واألرض‪ ،‬وال يسير مسافة أطول من قامته لذلك فعمل اهلل هو في الحدود المسموحة‪.‬‬

‫وابتداء من (آية‪ ):3‬نجد رد المسيح على أعضاء أو رسل أرسلهم السنهدريم للتحقق منهُ‪.‬‬

‫‪184‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪17‬‬ ‫َع َم ُل»‪".‬‬ ‫سوعُ‪«:‬أَِبي َي ْع َم ُل َحتَّى َ‬ ‫اآلن َوأَ​َنا أ ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)17 :0‬فَأ َ‬ ‫َج َاب ُه ْم َي ُ‬

‫إبتداء من هذه اآلية يبدأ المسيح في الرد على إتهامات الفريسيين ألنهم إتهموه بكسر الناموس إذ عمل المعجزة‬ ‫يوم سبت‪ .‬فأخذ يوضح لهم نوعية العمل ويوضح لهم شخصه وعالقته باآلب‪ .‬وألن اهلل يستريح في خالص‬

‫اإلنسان فال يمكن أن يكف عن العمل‪ ،‬فهو يعمل على حفظ الخليقة ولعالج األخطاء الموجودة حتى ال يهلك‬ ‫اإلنسان‪ .‬اهلل خلق الخليقة بكلمته (اللوغوس) وهو أي اللوغوس مازال يحفظها ويدبرها‪ ،‬فهو حامل كل األشياء‬

‫بكلمة قدرته (عب‪ .)71:‬وراحة اهلل ليست في التوقف عن العمل‪ ،‬فلو توقف اهلل عن عمله لتوقفت الحياة‪.‬‬ ‫ويتضح من كالم المسيح هنا أنه يضع نفسه مع اآلب في موضوع الخلقة ومسئوليته عنها من جهة قيامها‬

‫ودوامها وحفظها فهو ضابط الكون‪ .‬وهذه اآلية تشير أن المسيح يتساوى مع اهلل وفي وحدة كاملة معه فإذا كان‬

‫له هذا السلطان فله سلطان على السبت وله أن يقول ماذا ينبغي أن ُيعمل فيه أو ال ُيعمل فيه‪ .‬أبي يعمل وأنا‬ ‫أعمل= هذه مساواة في المقام فهو لم يقل أنا أعمل من تحت اآلب‪ .‬والمسيح في (مر‪ )11-1311‬شرح لهم أن‬ ‫السبت ُج ِع َل ألجل اإلنسان وليس العكس وكون المسيح يشفي يوم السبت فبهذا هو يكمل عمل الخلق‪ ،‬المسيح‬ ‫أراد أن يظهر بمعجزات الشفاء التي يصنعها في يوم السبت أنه يكمل نقص خليقته‪ ،‬نقصها الذي حدث بسبب‬ ‫الخطية‪ ،‬يكمله بفدائه الذي أتى ألجله‪ ،‬لذلك فعمل الفداء هو من صميم عمل الخالق‪ .‬المسيح بهذا يشير أنه‬ ‫مسئول عن الخليقة كما أن اآلب مسئول عنها‪ .‬ويكون سبت المسيح الحقيقي هو بعد أن يكمل عمل الفداء‬

‫وخالص اإلنسان‪ .‬فراحة اهلل وراحتنا هي في خالص نفوسنا‪ .‬وصار سبتنا الحقيقي هو حياتنا األبدية‪ .‬وقارن هذه‬ ‫اآلية مع (عب‪ )::-::11‬نجد أن العمل والراحة لدى اآلب واالبن متوازيان‪.‬‬

‫حتى اآلن= أي بدون توقف ومنذ األزل‪ .‬هذه تشير لوجوده مع اآلب قبل التجسد‪ .‬وان كان اهلل يعمل فشرف‬ ‫لإلنسان أن يعمل (تك‪1 +:711‬تس‪: +::-317‬تس‪ +::11‬أف‪.)1111‬‬ ‫‪12‬‬ ‫َن َي ْقتُلُوهُ‪ ،‬ألَنَّ ُه لَ ْم َي ْنقُ ِ‬ ‫ت فَقَ ْط‪َ ،‬ب ْل قَا َل‬ ‫ض َّ‬ ‫ون أَ ْكثَ​َر أ ْ‬ ‫الس ْب َ‬ ‫ان ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ود َي ْطلُ ُب َ‬ ‫َج ِل ه َذا َك َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)12 :0‬فَ ِم ْن أ ْ‬ ‫ضا إِ َّن اهلل أَبوه‪ ،‬مع ِادالً َن ْفس ُه ِب ِ‬ ‫اهلل‪" .‬‬ ‫أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َُ‬

‫فهم اليهود من رد المسيح المختصر أنه ألغى وصية السبت علناً واص ار اًر‪ ،‬بل ألغى بالتالي سلطة الناموس‪ .‬وأنه‬

‫يفعل هذا إعتماداً على عالقته باآلب‪ ،‬وأنه ساوى نفسه باهلل اآلب (يو‪ )7:1::‬وأنه إبنه وله عالقة بنوة متميزة‬ ‫هلل (كلمة أبوه أتت في اليونانية بمعنى أنه ال يوجد بشر يشاركه في هذه األبوة بمعنى أنه (أبي أنا)‪ .‬لذلك فهم‬ ‫أروا في كالمه هذا تجديف‪ .‬والمسيح لم يتراجع فيما قاله ولم يناقض ما فهموه‪ ،‬بل أخذ يشرح فيما يلي عالقة‬

‫اآلب باإلبن وامتياز اإلبن بكونه مساوياً هلل اآلب ولذلك فمن يكرم اآلب عليه أن يكرم اإلبن أيضاً‪ .‬يطلبون أكثر‬

‫أن يقتلوه= فهو [‪ ]:‬كاسر للسبت [‪ ]1‬جعل المفلوج يحمل سريره في السبت [‪ ]7‬ساوى نفسه باآلب‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سوعُ َوقَا َل لَ ُه ُم‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫ش ْي ًئا‬ ‫َن َي ْع َم َل ِم ْن َن ْف ِس ِه َ‬ ‫االب ُن أ ْ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬الَ َي ْق ِد ُر ْ‬ ‫َج َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :0‬فَأ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫االب ُن َكذلِ َك‪" .‬‬ ‫َن َم ْه َما َع ِم َل َذ َ‬ ‫اآلب َي ْع َم ُل‪ .‬أل ْ‬ ‫اك فَه َذا َي ْع َملُ ُه ْ‬ ‫إِالَّ َما َي ْنظُ​ُر َ‬

‫‪185‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫حينما تذمروا على قوله أن اآلب أبيه بدأ يشرح باألكثر عالقته باآلب وأن اآلب أرسله ليعطي حياة للبشر والحظ‬

‫أن المسيح لم يقل لهم أنتم فهمتم خطأ‪ ،‬فأنا لست مساوياً هلل‪ ،‬بل تدرج بهم ليثبت لهم أنه اهلل‪ .‬ال يقدر= ال يفهم‬

‫من ها العجز بل كما نقول أن اهلل ال يقدر أن يكذب‪ ،‬أو ال يقدر أن ينكر نفسه (‪1‬تي‪ .):711‬فمن مستلزمات‬ ‫طبيعة اهلل االبن المطابقة التامة لطبيعة اهلل اآلب وارادته‪ ،‬وال يقدر أن يفعل ما يخالف اآلب فهذا يصبح ضد‬

‫طبيعته‪ .‬فاالبن يستطيع كل شئ إالّ شيئاً واحداً وهو أن تكون له إرادة مخالفة لآلب‪ .‬بل مهما عمل اإلبن فهو‬

‫متمشي مع عمل اآلب‪ .‬واآلب واالبن يعمالن معاً في وحدة‪ .‬هما متفقان تماماً بال خالف فهم في وحدة‪ .‬فاآلب‬

‫هو اهلل غير المنظور واالبن هو اهلل المنظور‪ ،‬ويعمل األعمال المنظورة‪ .‬واالبن ال يعمل شيئاً ما لم يكن اآلب‬

‫يريده فإ اردتهما واحدة‪ .‬كما يكون في قلبي مشاعر تترجمها يدي إلى خطاب مكتوب‪ .‬فالقلب واليد يعمالن معاً‪.‬‬ ‫المسيح هنا يشرح عالقته باآلب إذ حنقوا عليه عندما قال "أبي" في (آية‪ ):3‬عسى أن تنفتح قلوبهم‪ .‬والمسيح‬ ‫يتدرج مع الفريسيين في موضوع عالقته باآلب حتى يعلن نفسه بوضوح (آية‪ .)7:-11‬ولنالحظ أن وحدة العمل‬ ‫تتمشى مع وحدة اإلرادة‪ ،‬وهذا يشير لجوهر الوحدة المطلق‪ .‬وبالتالي فالمسيح لن يكسر السبت ما لم يكن اآلب‬

‫موافقاً على عمله= االبن ال يقدر أن يعمل من نفسه شيئاً إالّ ما ينظر اآلب يعمل= أي أعمال االبن غير‬

‫منفصلة عن أعمال اآلب‪ .‬هذا القول ال يلغي سلطان االبن بل يعلن وحدة اإلرادة التي ال تنفصم‪ .‬ينظر= يرى‬ ‫فكر اآلب فهو فكره وعقله‪ ،‬فهو يرى أي يعرف ما يريده اآلب فيعمله‪ .‬تعني المعرفة المستمرة والرؤية الواضحة‬

‫أما حينما يقول وأنا ما سمعته منه‬ ‫لآلب فهما واحد‪ .‬وجاءت في المضارع‪ .‬فالمسيح يتكلم هنا وهو في الجسد‪ّ .‬‬ ‫(‪ )7111‬أو أتكلم بما رأيت (‪ )1:11‬فهذه تشير الن ما يعمله المسيح هو قرار وتخطيط أزلى‪ .‬وقوله رآه وسمعه‬

‫إشارة إلتحادهما الفريد فال أحد يعرف اآلب أو يراه أو يسمعه سوى االبن الذي هو في حضن اآلب (يو‪):11:‬‬

‫وهو واحد معه (يو‪ .)7:1::‬وقارن مع (‪ )7:17،1111‬لتعرف أن المسيح له وجود سابق على تجسده‪ .‬والمسيح‬

‫يقول هذا لنصدق بال ريبة كل ما يقوله واإليمان بال فحص‪ ،‬فاآلب واالبن واحد وكل ما يعمل اآلب يراه االبن‬

‫وحده أي يعرفه معرفة التطابق‪ ،‬وبإعتباره اهلل المتجسد يعمل بمقتضاه ألن إرادتهما واحدة‪ ،‬بل االبن يستعلن إرادة‬

‫اآلب‪ .‬مهما عمل ذاك (اآلب) يعمله اإلبن كذلك= هنا تظهر قوة االبن المطلقة والالنهائية‪ .‬هو يعمل مع اآلب‬ ‫في شركة عمل بال إنفصال‪ .‬يعمل معه في إنسجام واتفاق‪ .‬يمكن القول أن أقنوم اآلب يريد وأقنومى اإلبن والرح‬ ‫القدس ينفذان ‪ .‬كما نقول أنا أريد ويدى تنفذ ولكن أنا ويدى واحد ‪.‬‬

‫وبنفس األسلوب فلكي يقول السيد المسيح لليهود أنهم في توافق مع فكر الشيطان ويعملون ما يريده الشيطان قال‬

‫لهم "أنتم تعملون ما رأيتم عند أبيكم" (يو‪ .)7111‬وكان المسيح يقصد أن أبيهم هو إبليس القتال (يو‪ )1111‬ألنهم‬

‫يريدون أن يقتلوا المسيح (يو‪ )1:11‬إذاً عبارة يعملون ما ترون أو أعمل ما رأيت تشير للتطابق التام في الفكر‬

‫والعمل‪ .‬وبنفس المفهوم "أعمل ما أسمع أو أقول ما أسمع"‬

‫َعظَم ِم ْن ِ‬ ‫يه ج ِميع ما ُهو يعملُ ُه‪ ،‬وسي ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه‬ ‫َن‬ ‫آية ( يو‪15" -:)15 :0‬أل َّ‬ ‫اآلب ُي ِح ُّ‬ ‫يه أ ْ‬ ‫ب ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫االب َن َوُي ِر َ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫َع َماالً أ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّبوا أَ ْنتُ ْم‪" .‬‬ ‫لتَتَ َعج ُ‬ ‫‪186‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫مطابقة أعمال االبن ألعمال اآلب راجعة للصلة المكينة بين اآلب واالبن والمبنية على المحبة‪ .‬فاهلل محبة‬ ‫والوحدة بين اآلب واإلبن تم التعبير عنها بأن اآلب يحب اإلبن‪ .‬فاهلل محبة‪ ،‬هذه هي طبيعته‪ ،‬ينبع محبة تنسكب‬

‫في اإلبن فيصبح اآلب في اإلبن واإلبن في اآلب‪ .‬واألعمال التي يعملها المسيح هي إعالن دائم عن محبة‬ ‫اآلب لإلبن والتي صارت لنا‪ ،‬واالبن يعلن محبته في خضوعه التام إلرادة اآلب (يو‪ .)7111‬واالبن المتجسد‬

‫وسيريه من واقع الزمن البشري الذى تعمل فيه االعمال‪ .‬فمعجزة تفتيح عيني األعمى التي‬ ‫يقول إن اآلب ُيريه ُ‬ ‫حد ثت بعد ذلك هي أعجب ثم إقامة لعازر أعجب وأعجب‪ .‬والمسيح يسمى هذه المعجزات أعمال‪ .‬فهي بالنسبة‬ ‫لنا خوارق ومعجزات أما بالنسبة له فهي مجرد أعمال‪ .‬لتتعجبوا= فهو يعلم أنهم لن يؤمنوا وسيكتفوا بالتعجب‪،‬‬

‫أما المؤمن فهو يؤمن حتى دون أن يرى‪ .‬فالتعجب إن لم يتحول إلى إعجاب واإلعجاب إلى إيمان يتبخر‬ ‫ّ‬ ‫التعجب‪ .‬والفعالن يحب ويريه جاءا بصيغة الحاضر المستمر فهما عمالن مستمران ال ينقطعان‪ .‬واآلب يحب‬

‫اإلبن= أي إرتباط ووحدة في المحبة فطبيعة اهلل المحبة‪ .‬هذه تعبير عن الوحدة بلغة المحبة التي هي طبيعة اهلل‪.‬‬ ‫من هنا نرى أن الوحدة بين اآلب واإلبن تم التعبير عنها بعدة طرق‪1‬‬ ‫‪ ‬اآلب يحب اإلبن (هذه اآلية)‪.‬‬

‫‪ ‬ال أحد يعرف اآلب إالّ اإلبن وال اإلبن إالّ اآلب (لو‪.)111::‬‬ ‫في (يو‪.)::1:1‬‬ ‫‪ ‬أنا في اآلب واآلب ّ‬ ‫‪ ‬أنا واآلب واحد (يو‪.)7:1::‬‬ ‫‪ ‬من رآني فقد رأى اآلب (يو‪.):1:1‬‬

‫راجع تفسير يوحنا ‪3:10‬‬

‫ِ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫آية ( يو‪11" -:)11 :0‬ألَ َّن ُه َك َما أ َّ‬ ‫ضا ُي ْح ِيي َم ْن َي َ‬ ‫يم األ َْم َو َ‬ ‫االب ُن أ َْي ً‬ ‫ات َوُي ْح ِيي‪َ ،‬كذلِ َك ْ‬ ‫َن َ‬ ‫ش ُ‬ ‫اآلب ُيق ُ‬ ‫المسيح أراهم سلطانه في شفاء المقعد‪ ،‬وهنا يشرح أن سلطانه يصل ألن يحيي‪ .‬إذاً األعمال األعظم التي تكلم‬ ‫عنها سابقاً هي اإلقامة من األموات‪.‬‬

‫الب ِن‪"،‬‬ ‫آية ( يو‪11" -:)11 :0‬أل َّ‬ ‫َع َ‬ ‫اآلب الَ َي ِد ُ‬ ‫طى ُك َّل الد َّْي ُنوَن ِة لِ ْ‬ ‫َح ًدا‪َ ،‬ب ْل قَ ْد أ ْ‬ ‫ين أ َ‬ ‫َن َ‬ ‫المسيح هو الديان‪ .‬اآلب ال يدين أحد فقد ترك الدينونة لإلبن الذي تجسد وشعر بضعف البشر وهو أتى ليعطينا‬

‫حياة‪( ،‬مت‪ +1:-7:117‬أع‪ +11-1:1::‬رو‪1 +::1:1‬كو‪1 +::17‬تي‪ ):11‬فالذي يعطي الحياة يكون له‬

‫أيضاً سلطان أن يحكم عليها‪ ،‬ومن يقيم الموتى له أن يحاسبهم‪ ،‬ومن يحيي قادر أن يميت أيضاً‪ .‬وكما خلق‬ ‫اآلب العالم فهو يدين العالم باإلبن‪ .‬كل الدينونة= يدين كل مخلوق‪ ،‬فهو خالق الجميع‪ ،‬وألنه نور فمن يرفضه‬

‫ُيدان‪ .‬وهو له أن يدين على األرض وفي السماء‪ .‬والدينونة هي من األعمال األعظم‪.‬‬ ‫هذه تشبه أنه في أيام نوح‪ ،‬من رفض دخول الفلك لم يبق أمامه سوى الهالك‪ .‬والفلك يرمز لجسد المسيح الذي‬ ‫هو الكنيسة‪.‬‬

‫‪187‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪16‬‬ ‫اآلب الَِّذي‬ ‫االب َن الَ ُي ْك ِرُم‬ ‫ون‬ ‫االب َن َك َما ُي ْك ِرُم َ‬ ‫اآلب‪َ .‬م ْن الَ ُي ْك ِرُم ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)16 :0‬لِ َك ْي ُي ْك ِرَم ا ْل َج ِميعُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سلَ ُه‪".‬‬ ‫أ َْر َ‬

‫الذي أرسله= ليؤكد لهم صلته باهلل اآلب‪ .‬وأرسلهُ هذه كما ترسل الشمس أشعتها بدون إنفصال عنها‪ .‬وهنا‬ ‫المسيح يعلن مساواته لآلب في الهوته بغير مواربة‪ .‬وهذا راجع للوحدة بينهما‪ .‬لكي= أي ألن االبن يحيي ويدين‬ ‫تحتم أن يكرم الناس بل كل الخليقة‪ ،‬االبن‪ ،‬كما يكرمون اآلب‪ .‬اإليمان بأحد األقنومين يستلزم اإليمان باآلخر‬

‫فهما واحد وكذلك إكرام أحدهما‪ .‬في اآليات (‪ )17-11-1:‬يعلن المسيح الهوته عالنية‪.‬‬

‫المسيح هنا يريد من الكل أن يعرفه‪ ،‬ألن من عرفه سيعرف اآلب‪ ،‬فهو صورة اآلب‪ ،‬وهو واحد مع اآلب‪.‬‬

‫وبالتالي من يكرم المسيح يكرم اآلب أي عرف اآلب‪ ،‬ومن يرفض المسيح فهو يرفض اآلب‪ .‬ومن يدعى أنه‬ ‫يعبد اآلب وال يكرم المسيح فهو يعبد صورة لآلب رسمها هو لنفسه‪ .‬فمن رآني فقد رأي اآلب (يو‪ ):1:1‬المسيح‬

‫هنا ال يطلب أو يسعى ألن يكرمه الناس‪ ،‬بل هو يطلب خالص الناس‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫آية ( يو‪«17" -:)17 :0‬اَْل َح َّ‬ ‫سلَ ِني َفلَ ُه َح َياةٌ أ َ​َب ِديَّ ٌة‪َ ،‬والَ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن َم ْن َي ْ‬ ‫س َمعُ َكالَمي َوُي ْؤ ِم ُن ِبالَّذي أ َْر َ‬ ‫يأ ِْتي إِلَى َد ْي ُنوَن ٍة‪ ،‬ب ْل قَِد ا ْنتَ َق َل ِم َن ا ْلمو ِت إِلَى ا ْلحي ِ‬ ‫اة‪" .‬‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫الحياة األبدية= هي حياة اهلل ذاته يعطيها اهلل لإلنسان ونأخذها من اآلن بإيماننا بالمسيح‪ .‬فهي ليست حياة‬ ‫بشرية‪ .‬هذا هو الخلود الحقيقي‪ .‬ابتداء من هذه اآلية يتكلم المسيح بصيغة المتكلم بعد أن كان يتكلم بصيغة‬

‫على فأنا اإلبن الوحيد‪ .‬الحق‬ ‫الغائب وكأن المعنى أن ما قلته لكم من قبل عن العالقة بين اآلب وابنه ينطبق َّ‬

‫الحق أقول لكم= هذه تشبه القسم في العهد القديم‪ ،‬فهو إعالن رسمي إلهي‪ .‬وهنا نرى الوحدة بين اآلب واإلبن‪،‬‬ ‫فشرط الحياة أن نسمع كالم اإلبن ونؤمن باآلب‪ ،‬فالخالص هو باآلب واالبن‪.‬‬

‫يسمع كالمي= أي يدخل ألعماقه ويحرك قلبه ويصدق وينفذ ويستمد قوة من الوصية على تنفيذها‪ .‬ويسمع‬

‫كالمي= كالمي جاءت هنا لوغوس ويكون المعنى أن يقبلني أنا الكلمة المتجسد‪ .‬يؤمن بالذي أرسلني= اإليمان‬ ‫بأحد األقنومين يستلزم اإليمان باآلخر فهما واحد وكذلك إكرام أحدهما= أي يؤمن بكل ما قلته عن اآلب كما‬

‫إستعلنته أنا‪ ،‬وبالذات أنه أرسل المسيح‪ .‬فاإليمان باآلب يستلزم اإليمان بالمسيح واإليمان بالمسيح يستلزم اإليمان‬

‫باآلب‪ .‬يؤمن بالذي أرسلني= حتى ال يشعروا أنه يفضل نفسه عن اهلل‪ .‬عموماً هو واآلب واحد وهو ال يريدهم‬

‫أن يتشككوا فيه‪ .‬ال يأتي إلى دينونة= أي الهالك فالمسيح سيحمل الدينونة عن اإلنسان الذي يؤمن به (التائب‬

‫طبعاً)‪ .‬إنتقل من الموت= الموت هنا هو موت الخطية ألن الذي يؤمن ويسمع تغفر خطاياه‪ .‬لقد إنتهت خطورة‬

‫الموت الجسدي‪ ،‬ولكن الموت األخطر هو موت الخطية وعدم اإليمان‪ ،‬لذلك يقول يوحنا في (‪:‬يو‪ )1+11:‬أن‬

‫الحياة أظهرت‪ .‬واإلنتقال من الموت إلى الحياة يعني بداية الحياة األبدية‪ .‬وهذه تبدأ بالمعمودية وتستمر بالتوبة‬

‫"إبني هذا كان ميتاً فعاش" والحياة األبدية هي حياة المسيح األبدي‪ ،‬نحصل عليها باإلتحاد معه في المعمودية‬

‫(رو‪ )7-71:‬ونستمر نحياها بحياة التوبة‪.‬‬

‫‪188‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫يسمع كالمي ويؤمن بالذي أرسلني= يسمع كالمي ال تعني فقط أن ننفذ وصايا المسيح‪ ،‬بل أن نعرفه ونؤمن به‬ ‫ونتذوق حالوة عشرته‪ .‬ومن يفعل يسهل عليه أن يصل لمعرفة اآلب الذي أرسله‪ .‬وهذا يشبه كالم عروس النشيد‬

‫التي بعد أن فرحت بعريسها (المسيح) طلبت قبالت اآلب‪" ..‬ليقبلني بقبالت فمه" (هذه عن اآلب) "ألن حبك‬ ‫أطيب من الخمر" (هذه عن اإلبن) (نش‪.)11:‬‬ ‫ت ْاب ِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫آية ( يو‪10" -:)10 :0‬اَْل َح َّ‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ص ْو َ‬ ‫س َمعُ األ َْم َو ُ‬ ‫اآلن‪ِ ،‬ح َ‬ ‫اع ٌة َو ِه َي َ‬ ‫س َ‬ ‫ين َي ْ‬ ‫ات َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه تَأْتي َ‬ ‫الس ِ‬ ‫ون َي ْح َي ْو َن‪" .‬‬ ‫َو َّ‬ ‫ام ُع َ‬ ‫هنا نرى أن التوبة هي شرط للحياة األبدية‪ .‬فمن يسمع صوت إبن اهلل أي يؤمن به ويتوب وهؤالء يحيون‪ .‬في‬ ‫هذه اآلية يتحدث المسيح عن قيامة النفس من موت الخطية‪ .‬ولكن هناك قيامة ثانية للجسد يشير لها في آية‬

‫(‪ .)11‬اآلن= هذه اآلية تشير للواقع الحاضر‪ .‬يسمع األموات= أي موتى الخطية االبن الضال كان ميتاً‬ ‫فعاش‪( +‬أف‪ +711‬أف‪ ):117‬فالميت فقد اإلحساس ببشاعة الخطية وصار يشرب اإلثم كالماء‪ .‬هذا فقد تبكيت‬

‫الروح القدس‪ .‬وكانت إقامة المقعد رم اًز إلقامة موتى الخطية وأيضاً تشير لمقدرة الرب على قيامة الجسد‪ .‬واآلن=‬ ‫هو وقت التوبة (إش‪ .)11:: +111:‬فالقوة القادرة أن تقيم من الموت مستعدة اآلن أن تقيم كل من يريد‪ .‬ومن‬

‫يسمع تكون له حياة ومن ال يسمع ويسلك وراء شهواته يكون له دينونة‪.‬‬

‫ون لَ ُه َح َياةٌ ِفي‬ ‫آية ( يو‪13" -:)13 :0‬ألَنَّ ُه َك َما أ َّ‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫َن تَ ُك َ‬ ‫االب َن أ َْي ً‬ ‫َعطَى ْ‬ ‫اآلب لَ ُه َح َياةٌ ِفي َذ ِات ِه‪َ ،‬كذلِ َك أ ْ‬ ‫َن َ‬ ‫َذ ِات ِه‪"،‬‬ ‫الطبيعة اإللهية لآلب هي نفسها الطبيعة اإللهية لإلبن‪ .‬والحياة هي من صميم خواص الطبيعة اإللهية‪ .‬فاهلل حي‬

‫بذاته أي الحياة ليست ممنوحة له‪ .‬لذلك نصلي "قدوس الحي الذي ال يموت"‬

‫أعطى اإلبن أيضاً= أغسطينوس يقول أن أعطى تساوي ولد‪ ،‬فاإلبن مولود وله حياة في ذاته من آب له حياة في‬

‫ذاته‪ .‬ليس أنه أعطاه شيئاً من خارجه فهو ألنه مولود منه بالطبيعة له نفس ما لآلب كوالدة النور من الشمس‪.‬‬ ‫هو لم يعطه حياة في ذاته‪ ،‬بل أعطى اإلبن أن تكون له الحياة في ذاته‪ .‬هو لم يقل (اآلب أعطى لإلبن حياة‬

‫في ذاته) فهذا يعني أن اإلبن لم يكن له حياة في ذاته‪ ،‬واآلب أعطى له حياة‪ .‬ولكن قال (أعطى اإلبن أيضاً أن‬ ‫تكون له حياة في ذاته) فاإلبن فيه الحياة التي في اآلب‪ .‬الحياة الذاتية التي ال تموت‪ .‬وألن له الحياة في ذاته‬

‫يستطيع أن يحيي من يسمع صوته‪ .‬واآلية تشير للتساوي التام والتطابق التام بين اآلب واالبن خصوصاً أن لفظ‬

‫أيضاً يشير لهذا فكل ما هو لآلب هو لإلبن (يو‪ .)::1:3‬ويقصد باآلية أن هناك تقسيم للعمل داخل الثالوث‬ ‫القدوس‪ .‬وهو يذكر هذه اآلية هنا بعد آية (‪ )17‬لكي يشير أن لإلبن سلطان أن يعطي حياة لمن يسمع صوته‬

‫ويتوب ويؤمن‪ .‬ويقولها قبل آية (‪ 1)1:‬فلإلبن سلطان أن يعطي حياة لألموات‪ .‬وقد رأينا توزيع األعمال أيضاً‬

‫في آية (‪ ) 11‬فالدينونة هي لإلبن‪ .‬فاآلب له حياة في ذاته واإلبن له حياة في ذاته‪ .‬ولكن كلمة أعطى تفيد‬ ‫التمايز بين اآلب واإلبن‪ .‬وكما أن اآلب ال يستمد وجوده من آخر كذلك اإلبن ال يستمد وجوده من آخر‪ .‬واإلبن‬

‫‪189‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫بإتحاده باآلب هو أيضاً واهب حياة بسلطانه المطلق الناتج عن هذا اإلتحاد‪ .‬ولكن بحكم أن المسيح كان تجسده‬

‫في فكر اهلل منذ األزل فإن اآلب أعطى أن تكون لإلبن الحياة في ذاته ليعطيها بكونه فادياً‪ ،‬ولكن بكونه إلهاً ذا‬ ‫جوهر واحد مع اآلب فهو له الحياة في ذاته‪ ،‬هو نبعها ومعطيها‪ .‬ويمكن بتشبيه بسيط أن نقول أن اآلب أعطى‬

‫اإلبن كذا= أنني مثالً خصصت ذراعي اليمنى لكذا‪ ..‬واإلبن مشبه فعالً بذراع اهلل (إش‪ .):17:‬بإختصار‬

‫فالمعنى أن اآلب له حياة في ذاته‪ ،‬ومولود منه إبن له نفس طبيعته‪ ،‬أي له حياة في ذاته‪ .‬وألن اآلب يريد أن‬

‫يعطي حياة للبشر يكون هذا عمل اإلبن‪ .‬فاإلبن ينفذ إرادة اآلب‪ .‬وارادة اآلب واإلبن واحدة ألنهما واحد‪ .‬لكن‬

‫اآلب يريد واإلبن ينفذ‪.‬‬

‫ولكن لماذا قالها المسيح هكذا ولم يقل "أنا لي الحياة في ذاتي أهبها لمن أشاء" [‪ ]:‬المسيح يستعلن اآلب فهو‬

‫اإلبن الذي في حضن أبيه الذي يخبرنا عن اآلب ومحبته (يو‪( + ):11:‬يو‪ )131::‬فاالبن أتى ليعطى حياة لنا‬ ‫‪ ،‬وهذه إرادة اآلب ‪ ،‬اآلب يريد واالبن أتى لينفذ [‪ ]1‬هو يربط بينه وبين اآلب حتى ال يشكوا فيه‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫ضا‪ ،‬أل ََّن ُه ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان‪" .‬‬ ‫س ْل َ‬ ‫َع َ‬ ‫طا ًنا أ ْ‬ ‫َن َي ِد َ‬ ‫ين أ َْي ً‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)17 :0‬وأ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫طاهُ ُ‬ ‫كما أن اآلب يخلق العالم باإلبن هكذا هو يدين العالم باإلبن‪ .‬سبق المسيح وأعلن الهوته وهو هنا يعلن ناسوته‬

‫وانه إبن اإلنسان وأنه هو يدين كإنسان‪ .‬فالديان صار من جنسنا وهذا منتهى العدل اإللهي (عب‪+:1-:311‬‬

‫ٍ‬ ‫كقاض للبشرية أنه شفيع للبشرية أيضاً (عب‪ .)17-1113‬وبولس جمع بين الصفتين‬ ‫‪ .)::-:711‬وما يميزه‬

‫في (رو‪ )7111‬ومن يرفض المسيح كشفيع ال يتبقى له سوى المسيح الديان‪ .‬إبن اإلنسان (دا ‪+:1-:713‬‬ ‫‪:‬كو‪ )1:1:7‬والمسيح بقوله إبن اإلنسان كان ينبه الحاضرين ليتذكروا نبوة دانيال فيعرفوا شخصه‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (يو‪12" -:)13–12 :0‬الَ تَتَعج ِ‬ ‫ين ِفي ا ْلقُ ُب ِ‬ ‫ص ْوتَ ُه‪،‬‬ ‫س َمعُ َج ِميعُ الَِّذ َ‬ ‫س َ‬ ‫َ ُ‬ ‫يها َي ْ‬ ‫اع ٌة ف َ‬ ‫ور َ‬ ‫َّبوا م ْن ه َذا‪ ،‬فَِإنَّ ُه تَأْتي َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ين ع ِملُوا َّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات إِلَى ِقي ِ‬ ‫الص ِالح ِ‬ ‫ام ِة الد َّْي ُنوَن ِة‪" .‬‬ ‫فَ َي ْخ ُر ُج الَِّذ َ‬ ‫امة ا ْل َح َياة‪َ ،‬والَّذ َ َ‬ ‫ين فَ َعلُوا َّ َ‬ ‫الس ِّي َئات إلَى ق َي َ‬ ‫َ​َ‬ ‫المسيح هنا يتكلم عن الموتى بالجسد حين يقومون في نهاية الزمان للدينونة‪ .‬ال تتعجبوا= من إقامة مخلع فستروا‬

‫أعظم وأنني إبن اهلل وأنني إبن اإلنسان‪ .‬ولي هذا السلطان وسترونني دياناً للكل يوماً ما ومعطي حياة جديدة‬ ‫وأعيد خلقة البشر‪ .‬فعلوا الصالحات= تشمل اإليمان بالمسيح‪ .‬وعملوا السيئات= تشمل رفض اإليمان بالمسيح‪.‬‬

‫هنا المسيح إستخدم فعلين مختلفين فعلوا وعملوا‪ .‬واستخدام فعلوا للصالحات وعملوا للسيئات‪ .‬فعلوا= تشير ألن‬

‫اإلنسان الصالح فعل ما سمعه من صوت الروح القدس أفعاالً كانت ثما اًر للروح الذي في داخله‪ .‬عملوا= أعماالً‬ ‫سيئة ناشئة عن طبيعة سيئة عاصية متمردة‪ .‬فعلوا هي ثمار الروح القدس وعملوا هي ناتج الجسد الطبيعي‪.‬‬ ‫ومن يؤمن بالمسيح تكون أعماله صالحة‪ ،‬فهو صار يعيش للمسيح والمسيح يحيا فيه‪ .‬ومن ال يؤمن سيدان‬ ‫(يو‪: +:117‬يو‪ .):1-:17‬ومن أعماله غير صالحة سيدان (رو‪1 +::-111‬كو‪ .)::17‬وهناك يوم محدد‬

‫للدينونة (أع‪ .)7:-7:1:3‬وهذا اليوم هو يوم ظهور المسيح (‪1‬تي‪ .):11‬وأن المسيح هو الديان (أع‪-1:1::‬‬ ‫‪ .)11‬والمسيح طالما له سلطان أن يحيي فهو سيعطي الحياة األبدية لمن ليس عليهم دينونة (يو‪.)1:-7:1:‬‬

‫‪190‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫وهو أعطانا جسده ودمه لتكون لنا حياة (يو‪ .)711:‬والحظ أنه هنا قال جميع‪ .‬فالبشر كلهم لهم قيام‪ .‬ولكن يوجد‬ ‫طريقان (الحياة والدينونة) بينما في آية (‪ )17‬لم يقل جميع‪ ،‬فالبشر أحرار اآلن أن يستجيبوا أو يرفضوا‪.‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َن أَف َْع َل ِم ْن َن ْف ِسي َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)65 :0‬أَ​َنا الَ أَق ِْد ُر أ ْ‬ ‫َس َمعُ أ َِد ُ‬ ‫ين‪َ ،‬وَد ْينُوَنتي َعادلَ ٌة‪ ،‬أل َِّني الَ أَ ْطلُ ُ‬ ‫ش ْي ًئا‪َ .‬ك َما أ ْ‬ ‫يئ َة ِ ِ‬ ‫سلَ ِني‪" .‬‬ ‫يئ ِتي َب ْل َم ِش َ‬ ‫َم ِش َ‬ ‫اآلب الَّذي أ َْر َ‬

‫هذه اآلية وصلة بين ما سبق الذي تحدث فيه يسوع عن مساواته مع اآلب وبين بقية اإلصحاح الذي يتكلم فيه‬

‫عن الشهادة له‪ .‬المسيح هنا ألول مرة يقول أنا‪ .‬فظهر بوضوح أنه يقصد نفسه بكل ما سبق كما أسمع أدين=‬ ‫تعنى إستحالة اإلنفصال بين األقنومين في الرأي أو العمل وتشير لإلتفاق التام‪ .‬هي إشارة لمعرفة تامة لفكر‬

‫اآلب لذلك يقول دينونتي عادلة= فهو ال يطلب شيئاً لنفسه‪ .‬ما دام هناك تساوي مطلق فهذه تشير أن لهما إرادة‬

‫واحدة فاآلب يريد واإلبن ينفذ ويعلن لنا أي يستعلن إرادة اآلب‪ ،‬فهو وحدهُ الذي يعرف مشيئة اآلب‪ .‬وال توجد‬ ‫خليقة ما مهما كانت تستطيع أن ترى اهلل وتسمعه وتعرفه وتعرف إرادته إالّ اإلبن الذي هو من طبيعة اآلب‪،‬‬ ‫لذلك فهذه اآلية تشير لطبيعة المسيح اإللهية (يو‪ .):11:‬ال أطلب مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني= مشيئة‬ ‫اإلبن أن يعمل مشيئة الذي أرسله (يو‪ )7111‬ومشيئة اآلب نجدها في (يو‪ )1:-7:1:‬وبهذا نرى أن مشيئة‬ ‫اآلب واإلبن في إنسجام تام ووحدة‪ ،‬فمشيئة اهلل أن الجميع يخلصون‪ .‬هذه اآلية تكرار لآلية (‪ )::‬ولكن هنا‬

‫يوضح أن اإلبن في آية (‪ )::‬هو يسوع نفسه‪ ،‬لذلك يقول هنا "أنا" وهو ال يعمل شيئاً بدون شركة مع اآلب‪.‬‬

‫فالبنوة فيها إتصال اآلب باإلبن‪.‬‬

‫اآليات (‪ )17-::‬نرى فيها تسلسل لطيف جداً‪ .‬ففي آية (‪ )::‬نرى اإلبن يعمل ما يعمله اآلب‪ .‬وفي آية (‪)1:‬‬ ‫يشرح لماذا فيقول ألن اآلب يحب اإلبن‪ .‬ثم يقول وسيريه أعماالً أعظم‪ .‬وفي آية (‪ )1:‬يقول ألن االبن يحيي‪.‬‬

‫إذاً إقامة األموات هي األعمال األعظم‪ .‬واإلبن سيحيي من يشاء ألنه له الدينونة آية (‪ )11‬ولكن ما معنى يريه‬ ‫جميع ما هو يعمله‪ ..‬وسيريه‪ ..‬وكما أسمع أدين (آية‪.)7:‬‬

‫نرى في آية (‪ )::‬التساوي المطلق بين اآلب واإلبن= مهما عمل ذاك فهذا يعمله اإلبن كذلك‪ .‬والسبب في آية‬

‫(‪ )1:‬هو المحبة‪ .‬فاهلل محبة‪ ،‬ينبع محبة‪ .‬واإلبن هو المحبوب (أف‪ .):1:‬والروح القدس هو روح المحبة‪ .‬هي‬

‫وحدة أساسها المحبة‪ .‬وبسبب هذه الوحدة والمحبة‪ ،‬فاإلبن يعمل كل ما يعمله اآلب‪ ،‬وله كل ما لآلب ويريه‬

‫جميع ما هو يعمله= يريه تعني المعرفة الكاملة بما يريد اآلب‪ .‬فال يعرف اآلب إال اإلبن وال أحد يعرف اإلبن‬ ‫إالّ اآلب (لو‪ .)111::‬هي معرفة التطابق الناشئ عن الوحدة‪ .‬ولكن داخل المشورة الثالوثية لكل أقنوم عمله‪.‬‬ ‫فاآلب يريد‪ .‬واإلبن ينفذ‪ .‬فاآلب يريد أن الجميع يخلصون‪ ،‬واإلبن يقدم التجسد والفداء‪ .‬اآلب يريد أن يعطي حياة‬

‫للبشر‪ ،‬وهذا ما يعمله اإلبن‪ .‬واآلب خلق العالم باإلبن‪ ،‬ويفعل كل األشياء باإلبن‪ ،‬فاإلبن به كان كل شئ‪ .‬بل‬ ‫اإلبن سيقوم بتجميع البشر في جسده ليقدم الخضوع لآلب‪ ،‬ويعطي البشر حياة فهو له حياة في ذاته‪ .‬بل هو‬ ‫الوحيد الذي بجسده أطاع كل الوصايا‪ .‬والمسيح له أعمال ‪ ،‬هذه قال عنها أن اآلب أراه إياها أو يريه إياها‪ .‬وله‬

‫أقوال وتعاليم ودينونة قال عنها أنه سمعها من اآلب‪ .‬وبنفس المفهوم يقال هذا عن الروح القدس "كل ما يسمع‬ ‫‪191‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" (يو‪ .):71::‬فهي معرفة التطابق الناشئ عن المعرفة نتيجة الوحدة‪ ،‬الوحدة التي‬

‫وي َعل ْم‪ .‬والروح القدس ُي ْخبِ ْر‪.‬‬ ‫في طبيعة اهلل بالمحبة‪ .‬واآلب يريد واإلبن َي ْع َم ْل ُ‬ ‫وبهذا المفهوم فالمسيح يقول لهم‪ ..‬وان شفيت في السبت فأنا لم أخالف وصايا اآلب‪ .‬وكيف أخالفها إن كان‬ ‫هناك هذه الوحدة وهذا الحب‪.‬‬

‫واذا قال المسيح يريها فهو يقصد األعمال التي يعملها اآلن‪ .‬واذا قال سيريه فهو يقصد األعمال التي سيعملها‬

‫في المستقبل كإقامة أموات‪ ،‬بل قيامته هو شخصياً‪ .‬واذا قال رأيت فهذا إشارة لسابق وجوده قبل التجسد‪.‬‬

‫وقول السيد المسيح هنا أنه يحيي من يشاء فهذا إشارة ألنه هو يهوه‪ ،‬فهذه مقدرة اهلل فقط (تث‪+1:171‬‬

‫‪1‬مل‪: +317‬صم‪ .):11‬وهذا ما يفهمه اليهود الذين يكلمهم المسيح‪ .‬ويعلن المسيح أيضاً بوضوح أنه يهوه إذ‬

‫هو الديان‪ ،‬وكان يغفر الخطايا‪ .‬هو ينقلهم بالتدريج ليفهموا من هو‪.‬‬

‫واذا فهموا من هو فيكرموه كما يكرموا اآلب آية (‪ .)17‬ومن يرفضه وال يؤمن به أو ال يكرمه فمصيره الدينونة‬

‫آية (‪.)11‬‬

‫في هذه اآليات نرى العالقة بين اآلب واإلبن ‪:‬‬

‫فهما مشيئة واحدة‪ :‬فاإلبن ال يقدر أن تكون له إرادة منفصلة في العمل عن إرادة أبيه‪.‬‬

‫غير منفصلين‪ :‬فاإلبن ينظر كل ما لآلب ويسمع كل ما عند اآلب (وهكذا الروح القدس)‪.‬‬ ‫نفس القدرة‪ :‬كل ما يفعله اآلب يفعله اإلبن‪.‬‬

‫الحب يربط بينهما‪ :‬فاإلبن يعرف كل أسرار اآلب‪.‬‬

‫كل ما لآلب هو لإلبن‪ :‬فاإلبن يحيي من يشاء وهذا عمل اآلب‪ .‬وهذه عبارة لم تقال عن إيليا أو غيره حين أقاموا‬ ‫أموات‪.‬‬

‫اإلبن هو الديان‪ :‬وهذا عمل اآلب "أديان األرض كلها‪( "..‬تك‪.)171:1‬‬ ‫لهما نفس الكرامة‪ :‬فكما يكرمون اآلب عليهم أن يكرموا اإلبن أيضاً‪.‬‬ ‫إذاً اآلب واإلبن متساويـــــان‬

‫ملخص لآليات السابقة (‪)65-17‬‬ ‫قام ال سيد المسيح بعمل معجزة إبراء المقعد يوم سبت فثار اليهود عليه‪ ،‬بل طلبوا أن يقتلوه‪ .‬وأجابهم يسوع بهذه‬ ‫اآليات التي يمكن تلخيصها في اآلتي‪1‬‬

‫المسيح أتى للشفاء وليظهر اآلب ومحبة اآلب للبشر‪ ،‬هو يستعلن اآلب‪.‬‬

‫لماذا تتعجبون أنني أعمل يوم السبت وأبي (اهلل) ال يكف عن العمل‪ ،‬وأنا أيضاً (‪.):3‬‬ ‫هناك تطابق تام في الفكر واإلرادة بيني وبين اآلب (‪.)::‬‬

‫‪192‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫العمل الذي يريد اآلب أن يعمله أن ال يترك البشر في حالة موت ومرض بل هو يريد أن يحيي البشر‪ ،‬لذلك‬

‫أرسلني ألعمل هذا العمل وأعطي حياة للموتي (‪.)1:‬‬

‫اإلبن يعطي الحياة لمن يقبله ويؤمن به ويتحد به‪ ،‬فاإلبن ُي َّ‬ ‫ك َِن الكنيسة التي هي جسده لكل من يقبل‪.‬‬ ‫ومن يرفض فقد حكم على نفسه بالهالك‪ .‬وهذا معنى دينونة اإلبن للبشر (‪.)11‬‬

‫الفرصة أمامكم فإقبلوني فأنا صورة اآلب‪ .‬ومن يكرمني يكرم اآلب (‪.)17‬‬

‫من يقبلني فقد آمن باآلب بالطريقة الصحيحة وتكون له حياة أبدية (‪.)11‬‬

‫دعوتي األساسية هي التوبة‪ ،‬وكل من يفعل يتحد بي فتكون له حياة (‪.)17‬‬ ‫أنا لي الحياة في ذاتي‪ ،‬لذلك أنا قادر أن أحيي (‪.)1:‬‬

‫لذلك من ال يقبلني لن تكون له حياة = هذا معنى أن لإلبن سلطان أن يدين (‪)13‬‬

‫الحياة تبدأ هنا لمن يتوب‪ ،‬لكن الحياة ستستمر لألبد (‪.)1:‬‬

‫اآلن ليس وقت الدينونة‪ ،‬هذا ال يريده اآلب اآلن‪ ،‬لذلك لن أدين أحد‪ ،‬فإرادتي ومشيئتي هما تماماً كإرادة ومشيئة‬ ‫اآلب‪ .‬أنا اآلن أجمع الكنيسة‪ ،‬فإنتهزوا الفرصة (‪.)7:‬‬

‫اآلن ما معنى إعتراضكم على ما قمت به من شفاء للمريض فهذه إرادة اآلب وراحة اآلب‪ ،‬ولهذا أرسلني اآلب‬ ‫ألشفي وأحيي وألن الكالم الذي قيل كان صعباً تكلم الرب فيما يلي عن الشهود الذين يشهدون له‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪61‬‬ ‫شه َ ِ‬ ‫ت أَ ْ ِ ِ‬ ‫آخ ُر‪،‬‬ ‫ش َه ُد لِي ُه َو َ‬ ‫س ْت َحقًّا‪ .‬الَِّذي َي ْ‬ ‫اآليات (يو‪« " -:)77 –61 :0‬إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ش َه ُد ل َن ْفسي فَ َ َ‬ ‫ادتي لَ ْي َ‬ ‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َعلَ ُم أ َّ‬ ‫ادةً‬ ‫ادتَ ُه الَِّتي َي ْ‬ ‫ش ِه َد لِ ْل َحقِّ‪َ .‬وأَ​َنا الَ أَق َْب ُل َ‬ ‫وح َّنا فَ َ‬ ‫َن َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫َوأَ​َنا أ ْ‬ ‫س ْلتُ ْم إِلَى ُي َ‬ ‫ش َه ُد َها لي ه َي َحق÷‪ .‬أَ ْنتُ ْم أ َْر َ‬ ‫‪60‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن تَ ْبتَ ِه ُجوا ِب ُن ِ‬ ‫سٍ‬ ‫ورِه‬ ‫ان ُه َو ِّ‬ ‫ير‪َ ،‬وأَ ْنتُ ْم أ َ​َرْدتُ ْم أ ْ‬ ‫صوا أَ ْنتُ ْم‪َ .‬ك َ‬ ‫الس َر َ‬ ‫ان‪َ ،‬ولك ِّني أَقُو ُل ه َذا لتَ ْخلُ ُ‬ ‫م ْن إِ ْن َ‬ ‫اج ا ْل ُموقَ َد ا ْل ُمن َ‬ ‫‪63‬‬ ‫َعطَ ِاني اآلب ألُ َك ِّملَها‪ِ ،‬‬ ‫ادةٌ أ ْ ِ‬ ‫هذ ِه األَ ْع َما ُل ِب َع ْي ِن َها‬ ‫وح َّنا‪ ،‬أل َّ‬ ‫اع ًة‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َع َم َ‬ ‫َما أَ​َنا َفلِي َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫ال الَِّتي أ ْ‬ ‫َن األ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َعظَ ُم م ْن ُي َ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪67‬‬ ‫َن اآلب قَ ْد أَرسلَ ِني‪ .‬واآلب َن ْفس ُه الَِّذي أَرسلَ ِني ي ْ ِ‬ ‫ش َه ُد لِي أ َّ‬ ‫َع َملُ َها ِه َي تَ ْ‬ ‫ص ْوتَهُ‬ ‫الَِّتي أَ​َنا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش َه ُد لي‪ .‬لَ ْم تَ ْ‬ ‫س َم ُعوا َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪63‬‬ ‫قَطُّ‪ ،‬والَ أ َْبصرتُم َه ْي َئتَ ُه‪62 ،‬ولَ ْيس ْت لَ ُكم َكلِمتُ ُه ثَا ِبتَ ًة ِفي ُكم‪ ،‬أل َّ ِ‬ ‫شوا‬ ‫ون ِب ِه‪ .‬فَتِّ ُ‬ ‫ستُ ْم أَ ْنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫سلَ ُه ُه َو لَ ْ‬ ‫َن الَّذي أ َْر َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪75‬‬ ‫ِ‬ ‫ون لَ ُك ْم َح َياةٌ‪.‬‬ ‫ون أ َّ‬ ‫يها َح َياةً أ َ​َب ِد َّي ًة‪َ .‬و ِه َي الَِّتي تَ ْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ش َه ُد لِي‪َ .‬والَ تُ ِر ُ‬ ‫َن تَأْتُوا إِلَ َّي لِتَ ُك َ‬ ‫يد َ‬ ‫ب أل ََّن ُك ْم تَظُ ُّن َ‬ ‫ا ْل ُكتُ َ‬ ‫َن لَ ُك ْم ف َ‬ ‫‪76‬‬ ‫َن لَ ْيس ْت لَ ُكم مح َّب ُة ِ‬ ‫‪ِ 71‬‬ ‫‪«71‬م ْج ًدا ِم َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اسِم‬ ‫اهلل ِفي أَ ْنفُ ِس ُك ْم‪ .‬أَ​َنا قَ ْد أَتَ ْي ُ‬ ‫سُ‬ ‫ْ َ​َ‬ ‫ت ِب ْ‬ ‫اس لَ ْ‬ ‫ت أَق َْب ُل‪َ ،‬ولك ِّني قَ ْد َع َرفْتُ ُك ْم أ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪77‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َم ْج ًدا‬ ‫ستُ ْم تَ ْق َبلُوَنني‪ .‬إِ ْن أَتَى َ‬ ‫اسم َن ْفسه فَذل َك تَ ْق َبلُوَن ُه‪َ .‬ك ْي َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َن تُ ْؤ ِم ُنوا َوأَ ْنتُ ْم تَ ْق َبلُ َ‬ ‫ف تَ ْقد ُر َ‬ ‫آخ ُر ِب ْ‬ ‫أَِبي َولَ ْ‬ ‫‪70‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ض‪ ،‬وا ْلم ْج ُد الَِّذي ِم َن ِ ِ‬ ‫بع ُ ِ‬ ‫ش ُكو ُكم إِلَى ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وج ُد الَِّذي‬ ‫اآلب‪ُ .‬ي َ‬ ‫اإل له ا ْل َواحد لَ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ستُ ْم تَ ْطلُ ُبوَن ُه؟ «الَ تَظُنوا أ َِّني أَ ْ ْ‬ ‫ض ُك ْم م ْن َب ْع ٍ َ َ‬ ‫‪73‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َي ْ‬ ‫وسى‪ ،‬الَِّذي َعلَ ْي ِه َر َج ُ‬ ‫ص ِّدقُ َ‬ ‫ص ِّدقُوَنني‪ ،‬ألَنَّ ُه ُه َو َكتَ َ‬ ‫وسى لَ ُك ْنتُ ْم تُ َ‬ ‫ون ُم َ‬ ‫اؤ ُك ْم‪ .‬أل ََّن ُك ْم لَ ْو ُك ْنتُ ْم تُ َ‬ ‫ش ُكو ُك ْم َو ُه َو ُم َ‬ ‫‪77‬‬ ‫ون َكالَ ِمي؟»‪" .‬‬ ‫ب َذ َ‬ ‫اك‪ ،‬فَ َك ْي َ‬ ‫ص ِّدقُ َ‬ ‫ص ِّدقُ َ‬ ‫ون ُكتُ َ‬ ‫َع ِّني‪ .‬فَِإ ْن ُك ْنتُ ْم لَ ْ‬ ‫ف تُ َ‬ ‫ستُ ْم تُ َ‬ ‫‪61‬‬ ‫شه َ ِ‬ ‫ت أَ ْ ِ ِ‬ ‫س ْت َحقًّا‪" .‬‬ ‫آية ( يو‪« " -:)61 :0‬إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ش َه ُد ل َن ْفسي فَ َ َ‬ ‫ادتي لَ ْي َ‬

‫‪193‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫المسيح هنا يلجأ لثالثة شهود فاليهود شكوا فيه إذ قال عن نفسه أنه إبن اهلل وهو ق أر فكرهم وهنا المسيح يلجأ‬

‫للشهود اآلخرين [‪ ]:‬هو نفسه (آية‪ + 7:‬يو‪ ]1[ ):111‬اآلب (آية‪ ]7[ )71‬يوحنا المعمدان (آية‪ .)77‬فالمسيح‬ ‫يؤكد شهادته لنفسه بشهادة إثنين آخرين‪ .‬وبحسب الناموس اليهودي فالشهادة تقبل على فم شاهدين (تث‪+:1:3‬‬

‫‪ +:71::‬عد‪ .)7:177‬قطعاً شهادة المسيح عن نفسه كافية فهو الحق‪ .‬وهو قال هذا (يو‪ ):111‬ولكن اليهود‬ ‫بحسب تفكيرهم وبحسب ناموسهم يحتاجون لشهود (يو‪ ):711‬هنا يقول إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست‬

‫حقاً= هذا بحسب المنطق البشري‪ .‬وفي (‪ ):711‬قال "شهادتي حق" = فهذا منطق اهلل فاهلل غير خاضع‬

‫للمعايير البشرية‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫ش َه ُد َها لِي ِه َي َحق‪" .‬‬ ‫َعلَ ُم أ َّ‬ ‫ادتَ ُه الَِّتي َي ْ‬ ‫ش َه ُد لِي ُه َو َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)61 :0‬الَِّذي َي ْ‬ ‫َن َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫آخ ُر‪َ ،‬وأَ​َنا أ ْ‬ ‫آخر= هو اآلب ألن الفعل يشهد أتى في زمان المضارع الدائم‪ ،‬وهذا ال يستقيم في حالة أي إنسان‪ ،‬ألن أي‬

‫إنسان تكون شهادته مؤقتة أما شهادة اآلب فدائمة وصادقة‪ .‬واآلب شهد للمسيح أنه إبنه يوم العماد ويوم التجلي‬

‫وشهد له بالنبوات (آيات ‪ )7:-71‬وشهد له باألعمال التي يعملها المسيح والتي تظهر أن اآلب فيه (‪.)7:‬‬ ‫والمسيح يعرف شهادة اآلب عنه بسبب عالقته األقنومية به‪ .‬واليهود ال يعرفون بسبب خطاياهم وكبريائهم (‪.)71‬‬

‫‪67‬‬ ‫ان‪ ،‬و ِ‬ ‫شه َ ِ‬ ‫اآليات (يو‪66" -:)67–66 :0‬أَ ْنتُم أَرس ْلتُم إِلَى يوح َّنا فَ َ ِ‬ ‫لك ِّني‬ ‫ُ َ‬ ‫ش ِه َد ل ْل َحقِّ‪َ .‬وأَ​َنا الَ أَق َْب ُل َ َ‬ ‫سٍ َ‬ ‫ادةً م ْن إِ ْن َ‬ ‫ْ ْ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫صوا أَ ْنتُ ْم‪" .‬‬ ‫أَقُو ُل ه َذا لتَ ْخلُ ُ‬

‫هنا المسيح يقول لهم أنا أشهد لنفسي ويشهد لي اآلب وأنتم ال تصدقون‪ ،‬وأرسلتم وسألتم يوحنا فشهد لي‪،‬‬ ‫والمسيح يقول هذا ال ليطلب شهادة المعمدان ألنه محتاج إليها فهو ال يحتاج لشهادة إنسان‪ ،‬فمن يحتاج لشهادة‬

‫إنسان فهو يعتمد على هذا اإلنسان ويحتاج لهذا اإلنسان واهلل ال يحتاج ألحد‪ .‬بل إذ كانوا فرحين بالمعمدان‬

‫وواثقين فيه ويكرمونه (على أن كثيرين رفضوه أيضاً لو‪ )7:-1:13‬لجأ المسيح لشهادته ليجعلهم يؤمنون به‬ ‫فيخلصون‪ .‬المسيح يلجأ لشهادة المعمدان ليرضيهم بحسب منطقهم فيجذبهم للخالص‪ .‬ولكن من غير المقبول‬

‫أن يتوقف صدق اهلل على شهادة إنسان‪.‬‬

‫سؤال ‪ -:‬إذا كان المسيح ال يحتاج لشهادة المعمدان فما معنى أنه السابق الذى يعد الطريق للمسيح ؟‬ ‫المعمدان لم يأتى ليشهد للمسيح بل ليدعو للتوبة ومن يتنقى ستنفتح عيناه ويعرف المسيح ‪ .‬فالنور ال يحتاج لمن‬ ‫يشهد له أنه نور ‪ ،‬بل يحتاج لعين مفتوحة تراه ‪ .‬والتوبة تنقى القلب فتنفتح األعين فنعرف الرب ونعاينه ‪.‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ِ‬ ‫َن تَ ْبتَ ِه ُجوا ِب ُن ِ‬ ‫اع ًة‪" .‬‬ ‫ان ُه َو ِّ‬ ‫ير‪َ ،‬وأَ ْنتُ ْم أ َ​َرْدتُ ْم أ ْ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)60 :0‬ك َ‬ ‫س َ‬ ‫الس َر َ‬ ‫ورِه َ‬ ‫اج ا ْل ُموقَ َد ا ْل ُمن َ‬ ‫يوحنا المعمدان كان سراج= ربما كان المعمدان قد إستشهد وقتها أو كان في السجن وبهذا توقفت خدمته أي‬ ‫نوره قد توقف‪ ،‬ومهما كان المعمدان فهو كمصباح البد وأن وقوده سينفد في ٍ‬ ‫وقت ما‪ .‬ولكنه كان سراج موقد من‬

‫الداخل بالمحبة والغيرة ومنير من الخارج في قداسته‪ .‬أنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره= هللوا له وقت ظهوره إذ ظنوه‬

‫‪194‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫هو المسيا‪ ،‬ولكن المعمدان ظهر لفترة وجيزة= ساعة= وقت قصير أي عدة شهور‪ ،‬بينما أن بهجة خالص‬ ‫أما اليهود الذين فرحوا بيوحنا المعمدان وتركوا المسيح‪ ،‬فهم إختاروا البركة المؤقتة وتركوا نعمة‬ ‫المسيح فأبدية‪ّ .‬‬ ‫الملكوت الدائمة‪ .‬ويوحنا كان سراجاً ينيره آخر أي اهلل (يو‪ .)11:‬لكن المسيح هو النور الحقيقي فالنور طبيعته‬

‫(يو‪ .):1:‬وقوله السراج عن المعمدان فألن المعمدان كان يشهد للمسيح وينير الطريق لليهود حتى يروا المسيح‬ ‫فيؤمنوا به‪ .‬وهذا معنى يعد الطريق أمام المسيح‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫ط ِاني اآلب ألُ َك ِّملَها‪ِ ،‬‬ ‫َع َ ِ‬ ‫هذ ِه‬ ‫وح َّنا‪ ،‬أل َّ‬ ‫َع َ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)63 :0‬وأ َّ‬ ‫َع َم َ‬ ‫َما أَ​َنا َفلِي َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫ال الَِّتي أ ْ‬ ‫َن األ ْ‬ ‫ادةٌ أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ظ ُم م ْن ُي َ‬ ‫َ‬ ‫سلَ ِني‪" .‬‬ ‫ش َه ُد لِي أ َّ‬ ‫َع َملُ َها ِه َي تَ ْ‬ ‫َع َما ُل ِب َع ْي ِن َها الَِّتي أَ​َنا أ ْ‬ ‫األ ْ‬ ‫َن َ‬ ‫اآلب قَ ْد أ َْر َ‬

‫األعمال= المعجزات‪ +‬تعاليمه وأقواله التي كانت بسلطان‪ .‬كل هذا يشير للقوة اإللهية التي تعمل فيه‪ .‬أعمال‬

‫المسيح هي برهان صدق إرساليته (‪ .)111:7(+)::-::1:1(+)71-73+71+171::‬أعمال المسيح‬

‫تستعلن اهلل اآلب في شخص المسيح‪ .‬ولنالحظ أن من يقبل إبن اهلل في قلبه يكون له شهادة في داخله له وال‬

‫يحتاج معها شهادة من خارج‪ ،‬فاإليمان بالمسيح يحمل تأكيده فيه ألنه هو شهادة صدق اهلل‪.‬‬

‫أعطاني= المسيح يركز على أن اآلب يعطي اإلبن (‪+)7:1:(+)13-1:+1117(+)71:7(+)7717‬‬ ‫(‪ )1:1:1(+)11+:1+:+1+11:3‬ومعنى أن اآلب يعطي اإلبن فهذا ألن كل شئ وكل عمل وكل مشيئة‬ ‫عند اآلب هي غير منظورة واآلب يعطيها لإلبن ليظهرها‪ ،‬أو يعطي اإلبن أن يظهرها ويعلنها على مستوى الفعل‬

‫والواقع المنظور‪ .‬فاألعمال عند اآلب واإلبن هي واحدة‪ ،‬غير منظورة عند اآلب‪ ،‬ومنظورة باإلبن‪ ،‬فاآلب يعمل‬

‫باإلبن‪ ،‬اآلب يريد واإلبن ينفذ فهو قوة اآلب (‪:‬كو‪ .)111:‬وبنفس المفهوم نفهم لماذا قال المسيح انه ال يعرف‬ ‫الساعة ؟ فاآلب ال يريد إعالنها‪ .‬ودور االبن إظهار هذه اإلرادة التى هى أيضا إرادته فهما واحد ‪ .‬وأيضا هكذا‬ ‫نفهم ( رؤ ‪ ) : 1:‬إذاً العطاء من اآلب لإلبن يفيد أن اإلبن يكمل عمل اآلب أى ينفذه أو يظهره‪ .‬ألكملها=‬ ‫يكملها هنا تفيد التكميل حتى النهاية أو حتى الكمال "العمل الذي أعطيتني قد أكملته" ‪" +‬قد أكمل"‪.‬‬

‫يوحنا كان مجرد سراج يظهرني لكم‪ .‬هو يدعو للتوبة‪ ،‬ومن فعل عرف المسيح‪ .‬لكن المسيح جاء ليعمل أعمال‬

‫هي شفاء واعطاء حياة وتجديد الخليقة‪ .‬وهذه هي الراحة‪ .‬هذا هو السبت الحقيقي راحة اهلل هي في راحة البشر‪.‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ِ‬ ‫ش َه ُد لِي‪ .‬لَ ْم‬ ‫سلَ ِني َي ْ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)62–67 :0‬و ُ‬ ‫س ُه الَّذي أ َْر َ‬ ‫اآلب َن ْف ُ‬ ‫‪62‬ولَ ْيس ْت لَ ُكم َكلِمتُ ُه ثَا ِبتَ ًة ِفي ُكم‪ ،‬أل َّ ِ‬ ‫ون‬ ‫ستُ ْم أَ ْنتُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫سلَ ُه ُه َو لَ ْ‬ ‫َن الَّذي أ َْر َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬

‫ُّ‬ ‫ص ْرتُ ْم َه ْي َئتَ ُه‪،‬‬ ‫تَ ْ‬ ‫ص ْوتَ ُه قَط‪َ ،‬والَ أ َْب َ‬ ‫س َم ُعوا َ‬ ‫ِب ِه‪" .‬‬

‫المسيح هنا ينتقل من شهادة األعمال له وهي نفس أعمال اآلب إلى شهادة اآلب نفسه (‪.)1:+:1+::11‬‬

‫فاآلب شهد لإلبن يوم العماد ويوم التجلي وباألنبياء وبروحه الذي يخاطب القلوب ولكنهم ال يريدون أن يسمعوا‪،‬‬ ‫وبأعماله التي يعملها‪ .‬فاآلب واإلبن يعملوا األعمال‪ .‬وبأقواله وتعاليمه‪ ،‬فاآلب كلمنا في إبنه‪ .‬والحظ أن أعمال‬

‫اإلبن‪ ]:[ 1‬كثيرة جداً (ال يسعها كل كتب العالم) [‪ ]1‬عظيمة ومبهرة (ما رأينا مثل هذا قط) [‪ ]7‬جه ارً أمام الكل‬

‫[‪ ]1‬كلها للخير (هو لم يميت أحد) أما أقواله فبهرت الكل‪ .‬وكان كل هذا ليستعلن اآلب‪ .‬فاآلب يشهد لإلبن‬

‫‪195‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫شهادة كامنة في اإلبن‪ ،‬ألن اإلبن هو كلمة اآلب وصوت اآلب وصورة اآلب‪ ،‬وهذا ندركه باإليمان‪ ،‬بالعين‬

‫الروحية التي ترى اهلل في المسيح واألذ ن الروحية التي تسمع اهلل في المسيح "من رآنى فقد رأى اآلب"‪ .‬لذلك‬ ‫فاليهود الذين رفضوا المسيح رفضوا صوت اهلل‪.‬‬

‫لم تسمعوا صوته= فالمسيح يقول عن نفسه أنه صوت اآلب‪ .‬وال أبصرتم هيئته= فالمسيح هو هيئة اآلب‪..‬‬ ‫فأذانهم الروحية وعيونهم الروحية مغلقة‪ .‬ومعنى كالم الرب أنتم لم تعرفوني فأنا صورة اآلب‪ .‬ولو عرفوا اآلب‬ ‫لعرفوا المسيح والعكس‪ .‬واآلب يشهد للمسيح بفم أنبيائه واخرهم المعمدان‪ ،‬كلهم تنبأوا عن المسيح‪ ،‬ولو أخلص‬

‫اليهود فهم ناموسهم لعرفوا المسيح= ليس لكم كلمته ثابتة فيكم= أي النبوات‪ .‬بل أن أبائهم الذين سمعوا صوت‬ ‫اهلل على الجبل أيام موسى و أروا البروق‪ ،‬فهم أطاعوا اهلل أياماً قليلة لكنهم عادوا وارتدوا‪ ،‬كالم اهلل علق بذاكرتهم‬ ‫دون قلوبهم‪.‬لكن ايضا القول ينطبق على اليهود السامعين الرب االن ‪ .‬فمن سمع كالم اهلل فى ناموسه وقرر ان‬

‫يلتزم بها وفعل لكانت الكلمة قد ثبتت فيه وعرف اآلب ‪ ،‬وبالتالى سيعرف ابنه المسيح‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫ِ‬ ‫ش َه ُد ِلي‪" .‬‬ ‫ون أ َّ‬ ‫يها َح َياةً أ َ​َب ِد َّي ًة‪َ .‬و ِه َي الَِّتي تَ ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)63 :0‬فَتِّ ُ‬ ‫ب أل ََّن ُك ْم تَظُنُّ َ‬ ‫شوا ا ْل ُكتُ َ‬ ‫َن لَ ُك ْم ف َ‬ ‫هنا المسيح يلومهم فهو َي َّدعون الخبرة في الكتب المقدسة ولكنهم بعد كل هذه السنين لم ينفتح ذهنهم على سر‬

‫الحياة األبدية الكائن في األسفار‪ ،‬ليدركوا منها األمور المختصة بالمسيح (لو‪ )13111‬فاألسفار المقدسة هي‬

‫إستعالن للمسيح‪ ،‬مملوءة نبوات عنه‪ ،‬في كل خطوة من خطوات حياته (‪1‬بط‪: +1:-:31:‬بط‪ )::-::1:‬هم‬

‫كانوا يظنون أن فهمهم الحرفي لألسفار المقدسة سيعطيهم حياة أبدية‪ ،‬وكانوا يظنون أن مجرد حفظها أو تالوتها‬ ‫سيعطيهم حياة أبدية‪ .‬ولكنهم لو فهموها بعمق إلكتشفوا المسيح واهب الحياة األبدية‪ .‬لكنهم درسوها لمجرد‬ ‫المعرفة والتفاخر بما يعرفونه‪ .‬ولماذا لم يفهموها ؟ االجابة فى االية السابقة ‪...‬ان كلمة اهلل ليست ثابتة فيهم ‪.‬‬

‫ولماذا ؟ النهم لم يضعوا فى قلوبهم ان ينفذوها‪ .‬ولو فعلوا لكانوا قد عرفوا اهلل ولكانوا قد تعرفوا على ابنه المسيح‬

‫بسهولة اذ هو صورة اآلب { وهذا معنى مثل السيد المسيح ( مت ‪ .} )13-11 13‬فتشوا= تدل على الفحص‬ ‫الشديد المثابر لألسفار‪ .‬ومن يفعل سيكتشف المسيح وسيعرفه ويؤمن به‪ .‬أنتم تظنون أن لكم فيها حياة‬

‫أبدية= وهذا حق ولكن كيف نقرأ؟ هل لمجرد المعرفة مثل اليهود أو لنرى ونبحث عن شخص المسيح ونعرفه‪،‬‬ ‫فنحبه ونؤمن به ونثق فيه فتكون لنا حياة‪ .‬من يريد ان يجد المسيح سوف يجده( المجوس)‪.‬‬

‫ملحوظة ‪- 1‬اهلل‬

‫اعطي سليمان الحكمة فانشغل بالعطية دون العاطي ‪ .‬مثل اليهود كان الكتاب في أيديهم فإنشغلوا بالمعرفة ‪،‬‬

‫وانشغلوا بتساؤالت ال جدوى منها مثل أية وصية هي األعظم ‪ .‬لذلك قال لهم المسيح "فتشوا الكتب ألنكم تظنون‬

‫ان لكم فيها حياة" (يو‪ . ) 7: 1 7‬اما داود فانشغل بشخص اهلل فأحبه فقال " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب " (‬

‫مز ‪ ) 1 1 71‬وهذه هي الحياة ‪ .‬سليمان حزن واكتئب ‪ ،‬اذ جعل العقل فقط يقوده ‪ .‬اما داود الذي كان الروح‬ ‫القدس يقوده ففرح بالرب ‪ .‬وقال" لساني قلم كاتب ماهر " (مز‪ )17‬والكاتب الماهر الذي يقود عقله ولسانه هو‬

‫الروح القدس المحيي والذي من ثماره الفرح ‪.‬‬

‫‪196‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬ ‫‪75‬‬ ‫ون لَ ُك ْم َح َياةٌ‪" .‬‬ ‫ون أ ْ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)75 :0‬والَ تُ ِر ُ‬ ‫َن تَأْتُوا إِلَ َّي لِتَ ُك َ‬ ‫يد َ‬ ‫إلى أعطيه حياة‪،‬‬ ‫إلى فيكون لكم حياة‪ ،‬فمن يأتي ّ‬ ‫مازالت أمامكم األسفار المقدسة‪ ،‬فتشوا فيها فتؤمنوا بي وتأتوا ّ‬ ‫في‪ ،‬وهي أنا (‪:‬يو‪ )11:‬وال تريدون=‬ ‫الحياة األبدية التي تفتشون عليها في األسفار المقدسة هي معي‪ ،‬وهي َّ‬

‫هي مسئولية كل شخص أن يقبل المسيح أو يرفضه ومن يفتش الكتاب المقدس بأمانة سيجد أنه محتاج لشخص‬

‫المسيح فيذهب إليه فتكون له حياة‪.‬‬ ‫آية ( يو‪«71" -:)71 :0‬م ْج ًدا ِم َن َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ت أَق َْب ُل‪"،‬‬ ‫سُ‬ ‫اس لَ ْ‬ ‫َ‬ ‫عندما تكلم عن شهادة المعمدان فهو ال يشتهي مجداً من الناس كما يفعلون هم‪ ،‬فمجده راجع إلتحاده باآلب‪.‬‬

‫المسيح ال يقبل شهادة من الناس وال مجداً من الناس‪ .‬قال هذا حتى ال يتصوروا أنه يقول ما يقوله ليمجدوه‪ ،‬واالّ‬

‫لوافق طلبهم أن يصير ملكاً زمنياً‪ .‬فمن يقبل شهادة أو مجد من إنسان يلزمه أن يستند على هذا اإلنسان‬

‫فيخضع لمعايير البشر‪ .‬إذاً فالمسيح يطلب منهم أن يعرفوه ال ألنه يريدهم أن يمجدوه بل ليعطيهم حياة (راجع‬

‫آية‪.)71‬‬

‫َن لَ ْيس ْت لَ ُكم مح َّب ُة ِ‬ ‫‪ِ 71‬‬ ‫اهلل ِفي أَ ْنفُ ِس ُك ْم‪" .‬‬ ‫ْ َ​َ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)71 :0‬ولك ِّني قَ ْد َع َرفْتُ ُك ْم أ ْ َ‬ ‫قد عرفتكم= أنا أعرف حالتكم‪ ،‬هم ال يحبون اهلل وال شركة لهم مع اهلل‪ .‬فرفضهم للمسيح عالمة على الحالة‬ ‫السيئة التي هم فيها‪ .‬رفضهم للمسيح عالمة أنهم في عداوة مع اهلل‪ ،‬هم ال يحبون اهلل لذلك لم يجتذبهم اآلب‪.‬‬

‫المسيح هنا يكشف ما في قلوبهم‪ .‬في أنفسكم= فهم يقولون بأفواههم أنهم يحبون اهلل ويتباهون بهذا‪ ،‬لكن المحبة‬ ‫غير موجودة في قلوبهم (‪ )17-111:7‬وان غابت المحبة سكنت البغضة في القلب‪ .‬هم لو كانوا يحبون اهلل‪،‬‬ ‫كانت المحبة قد فتحت أعينهم وعرفوا المسيح‪ .‬ولكن "هذا الشعب يكرمني بشفتيه وقلبه مبتعد عني بعيداً"‪.‬‬

‫اضطهادهم للمسيح صادر ليس عن غيرة هلل بل حسداً للمسيح وبغضة له‪ ،‬لو أحبوا اهلل آلمنوا بالمسيح‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫ت ِب ِ‬ ‫اسِم َن ْف ِس ِه فَذلِ َك تَ ْق َبلُوَن ُه‪" .‬‬ ‫ستُ ْم تَ ْق َبلُوَن ِني‪ .‬إِ ْن أَتَى َ‬ ‫آخ ُر ِب ْ‬ ‫اسم أَِبي َولَ ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)76 :0‬أَ​َنا قَ ْد أَتَ ْي ُ ْ‬ ‫عدم وجود محبة اآلب في قلب اليهود أفقدهم القدرة على معرفة المسيح لما جاء إليهم باسم اآلب‪ .‬والمحبة تأتي‬

‫بالعشرة مع اهلل ودرس الكتاب المقدس بعمق‪ .‬بإسم أبي= هو واحد ومستقر في اآلب وثابت فيه ومتحد به‪ .‬هو‬ ‫أتى ليعلن اآلب‪ .‬هو يبحث عن مجد اآلب ال مجد نفسه فهو أخلى نفسه‪ .‬هم بسبب كبريائهم وضعوا للمسيح‬

‫المنتظر صورة خاطئة فى اذهانهم ‪ ،‬تتناسب مع كبريائهم ‪ .‬فلما وجدوا المسيح المتواضع لم يعرفوه‪ .‬ولو أتى لهم‬

‫يدعى أنه المسيح‪ ،‬ألنهم سيرون أنفسهم فيه‪ .‬فالنبي‬ ‫من يتكلم بإسم نفسه لقبلوه‪ ،‬أي نبي كاذب أو أي شخص ّ‬ ‫الكاذب سيستغل نقطة ضعفهم ويظهر أمامهم بمظهر العظمة العالمية التي يعيشون فيها ويشتهونها‬

‫‪197‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الخامس)‬

‫وسوف َي ِع ْد ُه ْم أن يعطيهم هذه العظمة العالمية فيقبلونه‪ ،‬كما سيحدث مع ضد المسيح في األيام األخيرة‪ .‬أتى‬ ‫بإسم نفسه= يعلن رغباته وأفكاره هو الذاتية التي تتوافق مع أفكارهم‪ .‬بهذا يظهر أن اليهود واقفين في موضع‬ ‫مضاد للمسيح وهلل‪ ،‬فهم يقبلون مجد الناس وال يطلبون مجد اهلل‪ .‬وهذا ما عطل إيمانهم‪.‬‬ ‫آية ( يو‪:0‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ستُ ْم‬ ‫ا ْل َواحد لَ ْ‬ ‫هنا المسيح‬

‫‪77‬‬ ‫اإل ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وا ْل َم ْج ُد الَِّذي ِم َن ِ‬ ‫ض ُك ْم ِم ْن َب ْع ٍ‬ ‫له‬ ‫‪َ " -:)77‬ك ْي َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َن تُ ْؤ ِمنُوا َوأَ ْنتُ ْم تَ ْق َبلُ َ‬ ‫ف تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ون َم ْج ًدا َب ْع ُ‬ ‫تَ ْطلُ ُبوَن ُه؟"‬ ‫يكشف لهم بوضوح سبب عماهم أال وهو كبريائهم ‪.‬وهم يريدون من له نفس هذه الصورة ‪.‬لكن‬

‫اإليمان في أبسط صوره هو تمجيد اهلل بالقول والعمل‪ .‬وثمر اإليمان هو تسبيح اهلل على الدوام‪ .‬واذا إنشغل‬ ‫إنسان بتمجيد نفسه وتمجيد اآلخرين له ليعطوه نفس المجد ضعفت قوة تسبيح اهلل في قلبه فهو لن يرى عظمة‬

‫اهلل فيسبحه ألنه إنشغل بتملق اآلخرين‪ .‬واليهود كانوا منشغلين بتمجيد أنفسهم‪ ،‬وحتى الناموس كان سبباً في أن‬ ‫يعظموا أنفسهم‪ ،‬فهم فهموا أن اهلل أعطاهم الناموس لعظمتهم هم كشعب مختار مميز عن باقي الشعوب‪ .‬وكانوا‬

‫يقبلون مجداً من بعضهم البعض ولم يقبلوا المجد األصلي الذي هو اهلل ظاهر في الجسد‪ .‬الحظ المسيح في آية‬

‫(‪ )17‬يخلى ذاته قائالً "أنا أتيت بإسم أبي" فال يبحث عن مجد شخصي بل كأنه مجرد مرسل من اآلب‪ .‬واليهود‬ ‫يبحثون عن مجد أنفسهم‪.‬‬

‫‪70‬‬ ‫ش ُكو ُكم إِلَى ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وسى‪ ،‬الَِّذي َعلَ ْي ِه‬ ‫وج ُد الَِّذي َي ْ‬ ‫اآلب‪ُ .‬ي َ‬ ‫ش ُكو ُك ْم َو ُه َو ُم َ‬ ‫آية ( يو‪« " -:)70 :0‬الَ تَظُنوا أ َِّني أَ ْ ْ‬ ‫اؤ ُك ْم‪".‬‬ ‫َر َج ُ‬ ‫اإلبن يحتفظ بوظيفته كشفيع ويترك الحكم للناموس بقيادة موسى‪ .‬النهم لم يكونوا أمناء أمام الناموس ولم يلتزموا‬

‫بتنفيذ وصاياه ‪ ،‬وا ال لكانوا قد عرفوا المسيح ‪ .‬وايضا ألن موسى كتب عن المسيح فموسى سيشهد ضدهم‪ .‬ألنهم‬

‫لم يؤمنوا بال مسيح‪ .‬وكما صرخ موسى هلل بسبب عنادهم ورفضهم له سيشكوهم موسى هلل ألنهم رفضوا من تنبأ‬ ‫عنه‪ .‬فالمسيح في مجيئه األول لم يأت للدينونة بل ليخلص العالم‪ .‬وأحال بمنتهى اإلتضاع القضية إلى الناموس‬

‫الذين هم متمسكين به فهم يتهمونه بأنه كسر السبت والمسيح قال لهم بل أنتم ضد ناموس موسى‪ .‬موسى‬ ‫سيتحول لديان لهم‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ِ‬ ‫ب َع ِّني‪77 .‬فَِإ ْن‬ ‫ص ِّدقُ َ‬ ‫ص ِّدقُوَنني‪ ،‬أل ََّن ُه ُه َو َكتَ َ‬ ‫وسى لَ ُك ْنتُ ْم تُ َ‬ ‫ون ُم َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)77–73 :0‬أل ََّن ُك ْم لَ ْو ُك ْنتُ ْم تُ َ‬ ‫ون َكالَ ِمي؟»‪".‬‬ ‫ب َذ َ‬ ‫اك‪ ،‬فَ َك ْي َ‬ ‫ص ِّدقُ َ‬ ‫ص ِّدقُ َ‬ ‫ون ُكتُ َ‬ ‫ُك ْنتُ ْم لَ ْ‬ ‫ف تُ َ‬ ‫ستُ ْم تُ َ‬ ‫ها أنا قد أتيت كما قال موسى (تث‪ )::-:71:1‬فلماذا ال تؤمنوا بي‪ .‬وهناك كثير من الرموز للمسيح في‬

‫كتابات موسى (الذبائح والتطهيرات‪ )..‬فالمسيح كان الهدف والمحور والغاية‪ " .‬وشهادة يسوع هي روح النبوة"‬

‫( رؤ ‪ . ) :: 1 ::‬والمسيح هو كلمة اهلل بمعنى انهم كان من المفترض ان يعرفوا المسيح لو كانوا امناء‬ ‫لناموس موسى ‪ .‬وامامهم مثال حى ‪ ،‬فتالميذ المسيح البسطاء غير المتكبرين عرفوا المسيح وآمنوا به‪.‬‬

‫‪198‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح السادس)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السادس‬ ‫مقدمة لإلصحاح السادس‪:‬‬ ‫حينما إنفصل اإلنس ان عن اهلل بسبب الخطية‪ ،‬شعر اإلنسان باإلحتياج المستمر (إحتياج مادي ونفسي‬ ‫وروحي) وكان المريض الذي شفاه المسيح نموذج لهذا‪ ،‬فهو كان مريضاً جسدياً ونفسياً وروحياً‪ .‬وعبَّر عن‬

‫هذا بقوله "ليس لي إنسان" (يو‪ .)317‬فلألسف لم يعد اإلنسان قاد اًر أن يرى اهلل أو يعرفه وما عاد له سوى‬ ‫أن ينظر لإلنسان الذي حوله كمصدر إلحتياجاته‪ ،‬ولكن هيهات‪ ،‬فاإلنسان مهما كان فهو عاجز ٍ‬ ‫وفان وال‬

‫شئ وهذا مما سبب كآبة للجنس البشري‪.‬‬

‫ورأينا في اإلصحاح السابق أن المسيح أتى ليشفي ويعطي حياة‪ .‬ومن عرف المسيح هو من تم شفاؤه‪ ،‬عرف‬

‫المسيح كمصدر نحصل منه على كل احتياجاتنا‪ .‬وفي هذا اإلصحاح نرى المسيح هو المشبع لمن يعرفه‪..‬‬

‫صار لنا كل شئ‪.‬‬

‫يشبع جسدياً‪ :‬معجزة الخمس خبزات والسمكتين واشباع الجموع بهم‪.‬‬

‫يشبع نفسياً‪ :‬وسط إضطراب البحر والعواصف أتى لتالميذه فهدأ إضطرابهم فالبحر المضطرب‬

‫رمز للعالم المضطرب وهذا يسبب إضطراب النفس‪.‬‬

‫يشبع روحياً‪ :‬هنا نسمع عن الجسد والدم كسر حياة وثبات في المسيح‪.‬‬

‫ولذلك فبينما قال المريض "ليس لي إنسان" قال بطرس "الذي لي فإيـاه أعطيـك‪ ،‬بإسـم يسـوع المسـيح الناصـري قـم‬ ‫وامشي" (أع‪ ):17‬فالمسيح أتى ليكون لنا كل شئ‪ ،‬معه ال نشعر باإلحتياج‪ .‬وهذا أحد معاني يهوه ‪ ..‬أنا أكون‪..‬‬ ‫لكم كل شئ‪ .‬وما أحلى ما قاله يهوشافاط الملك "نحن ال نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا" (‪1‬أي‪.):111:‬‬

‫وفي إصحاح (‪ ):‬نرى يسوع المشبع لكل إحتياجاتنا (نفسـاً وجسـداً وروحـاً) وفـي إصـحاح (‪ )3‬نـرى يسـوع مصـدر‬

‫المــاء الحــي‪ .‬وفــي إصــحاح (‪ )1‬نــرى يســوع نــور العــالم‪ .‬وفــي إصــحاح (‪ ):‬يفــتح عيوننــا لن ـراه ونعرفــه‪ .‬فع ـالً هــو‬ ‫صــار لنــا كــل شــئ‪ .‬وفــي إصــحاح (‪ )::‬نجــده ال ارعــي الصــالح لنــا‪ .‬وفــي إصــحاح (‪ )::‬هــو القيامــة والحيــاة‪.‬‬

‫فمريض بيت حسدا يقول ليس لـى إنسـان فهـو ينظـر للبشـر لـذلك فهـو دائـم الشـعور باإلحتيـاج أمـا بطـرس فنجـده‬ ‫يشعر بأن المسيح له‪ ،‬وهذا تطبيق لقول عروس النشيد "أنا لحبيبي وحبيبي لي" (نش‪)71:‬‬

‫وهنا في إصحاح (‪ ) :‬نجد يسوع يقدم نفسه على أنه خبز الحياة‪ ،‬ألنه كما أن اإلنسان حين يأكل الخبز العادي‬

‫يتحول ألنسجة ودم وتكون له حياة‪ .‬هكذا من يتناول من جسد المسيح يتحد به وتكون له حياة هى المسيح‪.‬‬

‫‪199‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫والمسيح يسمى نفسه خبز فال حياة بدون الخبز‪ .‬فيعقوب أرسل إلبنه يوسف هدايا من أرض فلسطين بندق‬

‫ولوز‪ ..‬وطلب خب اًز ليحيا هو وأوالده‪ .‬فالبندق واللوز ال يعطيان حياة‪ ،‬فقط الخبز‪ ،‬أما البندق واللوز فهما إشارة‬

‫لملذات العالم‪.‬‬

‫إتحادنا به هو حياة فهو بذلك إنتصار على أعتى أعداء اإلنسان أي الموت‪.‬‬ ‫وهذه الذبيحة هي نفسها ذبيحة الصليب‪ ،‬لذلك فهي غفران للخطايا‪.‬‬

‫وطالما غفرت الخطايا فال سلطان إلبليس علينا‪.‬‬

‫وهذه الثالثة هي أعداء اإلنسان (الموت‪ /‬الخطية‪ /‬إبليس) فهو هزم أعداءنا وأعطانا الشبع الكامل وبالتالي‬

‫الشفاء الكامل‪ .‬وعالمة الشفاء الكامل األعين المفتوحة التي ترى في المسيح المشبع لكل إحتياجاتها فتلقي كل‬ ‫همها عليه‪" .‬الرب يرعاني فال يعوزني شئ" (مز‪ )17‬وعكس هذا "ملعون الرجل الذي يتكل على اإلنسان ويجعل‬

‫البشر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه" (إر‪)71:3‬‬

‫اهلل وحده هو المشبع لإلنسان‬

‫اهلل خلقنا على صورته وشبهه " وقال اهلل نعمل اإلنسان على صورتنا كشبهنا " (تك‪. )1: 1 :‬‬

‫على صورتنا = فنحن ثالوث فى واحد (انا كائن عاقل حى)‪....‬كشبهنا = (واهلل كائن عاقل حى) ‪...‬لكن‬ ‫لنالحظ الفرق بين اهلل غير المحدود واإلنسان المحدود ‪ .‬فاهلل كائن بذاته ‪ ،‬أزلى بال بداية وال يعتمد فى كينونته‬ ‫على أحد ‪ ،‬بينما نحن مخلوقين لنا بداية ونعتمد فى وجودنا عليه ‪ .‬واهلل عاقل‪ ،‬بأقنومه الثانى خلق العالم‬

‫ويحفظه أما أنا فبالكاد عقلى قادر على الفهم فى أضيق الحدود ‪ .‬واهلل حى ويحيى كل الخليقة بروحه ‪ ،‬أما أنا‬ ‫فال أحيا بذاتى وسأموت وقت أن يريد اهلل‪ ،‬وغير قادر أن أحيى أحد ‪.‬‬

‫وهذا يقال أيضا على أننا مخلوقين على صورة اهلل فى الكمال‪ ،‬والقداسة‪ ،‬والحرية‪ ،‬والسلطان‪...‬الخ لكن مع‬

‫مالحظة أن قوله كشبهنا تعنى الفارق بين غير المحدود والمحدود‪.‬‬

‫وألننا مخلوقين على صورة اهلل الالنهائى بينما نحن محدودين فى طبيعتنا ‪ ،‬نجد فى داخلنا حنيناً الى الالنهائى‪،‬‬ ‫ولن يشبعنا العالم المحدود ‪ ،‬لن يشبعنا سوى اهلل الغير المحدود ‪ .‬وشبه هذا بأن الدائرة ال يمألها أى شكل سوى‬

‫دائرة مثلها ( الدائرة ترمز لالنهائية فهى بال بداية وال نهاية ) ‪ .‬وهذا هو موضوع هذا اإلصحاح ‪ .‬وألجل هذا‬

‫السبب جاءت وصية ال تشته (خر‪ ):3 1 1:‬من الوصايا العشر‪ .‬فالعالم مخادع وهكذا ملذاته تخدع اإلنسان‬ ‫بأنها سوف تشبعه أماناً بأمواله ومراكزه وسلطانه ‪ ،‬وتشبعه ملذات وأفراح بشهواته ‪..‬وهكذا ‪ .‬وكل هذا كذب من‬

‫شبع اإلنسان من هذا العالم بكل ما فيه فهو باطل وقبض‬ ‫الكذاب وأبو الكذاب (يو‪)11 1 1‬أى إبليس‪ .‬ولن َي َ‬ ‫الريح (مثل السراب) ‪ .‬لن ُيشبِع اإلنسان سوى اهلل غير المحدود‪.‬‬ ‫اآليات (يو‪)10 –1 :3‬‬

‫(معجزة إشباع الجموع)‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ضى َي ُ ِ‬ ‫ير‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)10 –1 :3‬ب ْع َد ه َذا َم َ‬ ‫سوعُ إلَى َع ْب ِر َب ْح ِر ا ْل َجليل‪َ ،‬و ُه َو َب ْح ُر طَ َب ِريَّ َة‪َ .‬وتَِب َع ُه َج ْمعٌ َكث ٌ‬ ‫‪7‬‬ ‫اك مع تَالَ ِم ِ‬ ‫ضى‪6 .‬فَ ِ‬ ‫ان‬ ‫يذ ِه‪َ .‬و َك َ‬ ‫آي ِات ِه الَِّتي َك َ‬ ‫ص َن ُع َها ِفي ا ْل َم ْر َ‬ ‫ص ُروا َ‬ ‫س ُه َن َ َ َ‬ ‫ان َي ْ‬ ‫سوعُ إِلَى َج َبل َو َجلَ َ‬ ‫صع َد َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ألَ َّن ُه ْم أ َْب َ‬

‫‪200‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬ ‫‪0‬‬ ‫ير م ْق ِب ٌل إِلَ ْي ِه‪ ،‬فَقَ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ظ َر أ َّ‬ ‫سوعُ َع ْي َن ْي ِه َوَن َ‬ ‫ُّس‪ِ «:‬م ْن أ َْي َن َن ْبتَاعُ‬ ‫ص ُح‪ِ ،‬ع ُ‬ ‫ود‪ ،‬قَ ِر ً‬ ‫ا ْلف ْ‬ ‫ال لفيلُب َ‬ ‫يبا‪ .‬فَ َرفَ َع َي ُ‬ ‫َن َج ْم ًعا َكث ًا ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّس‪«:‬الَ َي ْك ِفي ِه ْم‬ ‫هؤالَ ِء؟» َوِا َّن َما قَ َ‬ ‫ُخ ْب ًاز لِ َيأْ ُك َل ُ‬ ‫ال ه َذا لِ َي ْمتَ ِح َن ُه‪ ،‬ألَنَّ ُه ُه َو َعلِ َم َما ُه َو ُم ْزِمعٌ أ ْ‬ ‫َن َي ْف َع َل‪ .‬أ َ‬ ‫َج َاب ُه فيلُب ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ار لِيأْ ُخ َذ ُك ُّل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫ش ْي ًئا َي ِس ًا‬ ‫ير»‪ .‬قَ َ‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫س أَ ُخو ِس ْم َع َ‬ ‫ُخ ْبٌز ِبم َئتَ ْي دي َن ٍ َ‬ ‫ال لَ ُه َواح ٌد م ْن تَالَميذه‪َ ،‬و ُه َو أَ ْن َد َرُاو ُ‬ ‫َ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ان‪ ،‬و ِ‬ ‫ش ِع ٍ‬ ‫اج َعلُوا‬ ‫هؤالَ ِء؟» فَقَ َ‬ ‫س ُة أ َْرِغفَ ِة َ‬ ‫لك ْن َما ه َذا لِ ِم ْث ِل ُ‬ ‫سوعُ‪ْ «:‬‬ ‫ال َي ُ‬ ‫س َم َكتَ ِ َ‬ ‫ير َو َ‬ ‫س‪ُ « :‬ه َنا ُغالَ ٌم َم َع ُه َخ ْم َ‬ ‫ُب ْط ُر َ‬ ‫ٍ ‪11‬‬ ‫ش ِ‬ ‫َّ‬ ‫ان ِفي ا ْل َم َك ِ‬ ‫سوعُ األ َْرِغفَ َة‬ ‫س ِة آالَ‬ ‫ير‪ ،‬فَاتَّ َكأَ ِّ‬ ‫ف‪َ .‬وأ َ‬ ‫ون»‪َ .‬و َك َ‬ ‫اس َيتَّ ِك ُئ َ‬ ‫ان ُع ْ ٌ‬ ‫َخ َذ َي ُ‬ ‫الر َجا ُل َو َع َد ُد ُه ْم َن ْح ُو َخ ْم َ‬ ‫الن َ‬ ‫ب َكث ٌ‬ ‫‪11‬‬ ‫ين‪ .‬و َك ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ع علَى التَّالَ ِم ِ‬ ‫ش ِب ُعوا‪،‬‬ ‫ذل َك ِم َن َّ‬ ‫َع َ‬ ‫اءوا‪َ .‬فلَ َّما َ‬ ‫الس َم َكتَ ْي ِن ِبقَ ْد ِر َما َ‬ ‫َو َ‬ ‫يذ‪َ ،‬والتَّالَ ِمي ُذ أ ْ‬ ‫ش َك َر‪َ ،‬و َوَّز َ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ط ُوا ا ْل ُمتَّكئ َ َ‬ ‫شيء»‪16 .‬فَجمعوا ومألُوا اثْ َنتَي ع ْ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لِتَالَ ِم ِ‬ ‫س ِر‪ِ ،‬م ْن‬ ‫قَ َ‬ ‫يذ ِه‪ْ «:‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ش َرةَ قُف ًة م َن ا ْلك َ‬ ‫س َر ا ْلفَاضلَ َة ل َك ْي الَ َيضيعَ َ ْ ٌ‬ ‫اج َم ُعوا ا ْلك َ‬ ‫َ​َُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ضلَ ْت ع ِن ِ‬ ‫ين‪َ 17 .‬فلَ َّما أرَى َّ‬ ‫س ِة أ َْرِغفَ ِة َّ‬ ‫الش ِع ِ‬ ‫سوعُ قَالُوا‪«:‬إِ َّن ه َذا ُه َو‬ ‫اآلكلِ َ‬ ‫ير‪ ،‬الَِّتي فَ َ‬ ‫اس َ‬ ‫َ‬ ‫ص َن َع َها َي ُ‬ ‫اآلي َة الَّتي َ‬ ‫الن ُ‬ ‫َخ ْم َ‬ ‫َ‬ ‫‪10‬‬ ‫الن ِب ُّي ِ‬ ‫ِبا ْل َح ِقيقَ ِة َّ‬ ‫َن َيأْتُوا َوَي ْختَ ِطفُوهُ لِ َي ْج َعلُوهُ َملِ ًكا‪،‬‬ ‫اآلتي إِلَى ا ْل َعالَِم!» َوأ َّ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫سوعُ فَِإ ْذ َعلِ َم أ ََّن ُه ْم ُم ْزِم ُع َ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫ضا إِلَى ا ْل َج َب ِل َو ْح َدهُ‪" .‬‬ ‫ص َر َ‬ ‫ف أ َْي ً‬ ‫ا ْن َ‬

‫المسيح هنا إنتقل من اليهودية وأورشليم إلى الجليل حيث أجرى المعجزة‪ .‬وهذه المعجزة هي الوحيدة المذكورة في‬

‫األربعة أناجيل (مت‪ +1:-:71:1‬مر‪ +11-7:1:‬لو‪ ):3-::1:‬وهذا ألهميتها فهي معجزة خلق حقيقي تثبت‬ ‫الهوت المسيح‪ .‬فالناس أكلوا أكل حقيقي وتبقى ‪ :1‬قفة‪ .‬ولكن يوحنا ال يكرر ما جاء في البشائر األربعة ولكنه‬ ‫ذكر هذه المعجزة إلرتباطها بما سيذكره فيما بعد عن يسوع خبز الحياة‪ .‬والمسيح في كل قداس يحضر في‬

‫الوسط ويكسر ويعطي شبعاً لنا ويحول الحياة الحاضرة لحياة أبدية‪ .‬ففي كل قداس يكرر المسيح معجزة إشباع‬

‫الجموع ولكن على مستوى الحياة األبدية‪ .‬لذلك ينبه يوحنا أن الفصح كان قريباً‪ .‬فالمسيح أعطانا جسده مأكالً‬ ‫ودمه مشرباً في الفصح الذي يلي هذا الفصح ‪ ،‬فصار هو فصحنا الجديد‪ ،‬جسد المسيح المكسور إلشباع العالم‪.‬‬

‫فالفصح القديم كان رم اًز للعشاء الرباني والمن األرضي كان رم اًز للمن السماوي فالمن األرضي يسند في برية‬ ‫سيناء والمن السماوي يسندنا في جهادنا في برية هذا العالم‪ .‬وكما أمر اهلل موسى بحفظ جزء من المن تبقى هنا‬

‫‪:1‬قفة‪.‬‬

‫إبتداء من إصحاح (‪ ):‬وحتى إصحاح (‪ ):1‬يسمى إنجيل اإلستعالن‪ .‬فالمسيح يستعلن ذاته‪ .‬ويتكلم المسيح‬

‫عن نفسه بأنا هو = (يهوه)‪ .‬وفي إصحاح (‪ ):‬نسمع عن المسيح خبز الحياة "من يأكلني يحيا بي" وهو الخبز‬ ‫الحي النازل من السماء‪ ،‬وبدونه ال حياة لإلنسان‪ .‬وهذه اآليات (‪ ):7-:‬تتكرر كثي اًر في القداسات ونسميها‬

‫إنجيل البركة‪.‬‬

‫هنا نرى المسيح سر الشبع الذي ال ينتهي‪ .‬وهو قادر أن يمألنا من شخصه ونشبع به (نفساً وجسداً وروحاً)‪.‬‬

‫موسى أنزل مناً من السماء أشبع بطونهم ولكن المسيح هنا يقدم نفسه كخبز للحياة فيه شبع بال حدود‪ .‬وقارن مع‬ ‫اإلصحاح السابق الذي فيه بعض اليهود قد رفضوا المسيح لترى مدى خسارتهم‪ .‬وعن الشبع بالمسيح تنبأ إشعياء‬

‫(‪ .)::-111:‬وألن الناس لن تفهم في سطحيتها معنى الشبع بشخص المسيح‪ ،‬عمل السيد هذه المعجزة‪،‬‬ ‫فالناس ال تفهم سوى شبع البطن‪ ،‬والمعنى أنه كما أشبعت بطونكم أنا قادر أن أشبع نفوسكم وأرواحكم‪.‬‬

‫‪201‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫وفي آية (‪ )1‬يقول "وكان الفصح عيد اليهود قريباً" فهو يريد أن يربط بين المعجزة والفصح "فالمسيح فصحنا ذبح‬

‫ألجلنا" (‪:‬كو‪ ) 317‬فهذا اإلشباع رمز لإلفخارستيا‪ .‬ولذلك يقول عن الفصح عيد اليهود‪ ،‬فهو لم يعد عيد هلل بعد‬ ‫أن جاء المرموز إليه‪ .‬فالفصح الحقيقي هو ذبيحة الصليب وهو بعينه اإلفخارستيا على المذبح‪.‬‬

‫والسمكة كانت الرمز الذي يتعامل به المسيحيين األوائل‪ ،‬فسمكة باليونانية "إخثيس" وهي من خمس حروف‪ ،‬هي‬ ‫نفسها الحروف األولى من الجملة "يسوع المسيح إبن اهلل مخلص"‪ .‬والسمكة كانت رمز سرى أيام اإلضطهاد‬

‫الروماني‪ ،‬فكان المسيحيون يتعرفون على بعضهم بعالمة السمكة‪ .‬وكان السمك رمز للمؤمنين في معجزتي صيد‬

‫السمك (لو‪+ 7‬يو‪ .)1:‬والسمكة لها زعانف لذلك تسير عكس التيار في الماء إشارة للمؤمن الذي بواسطة النعمة‬ ‫يسير عكس تيار الخطية الذي في العالم‪ .‬ولذلك ننتقل لمعنى آخر أن السمكة تعيش في البحر (العالم) وال‬

‫تموت رمز للمسيحي الذي يعيش في العالم وال يتأثر بخطاياه فيحيا وال يموت‪.‬‬

‫والمسيح طبيب النفوس أراد أن يشفي إيمان فيلبس الضعيف فسأله "من أين نبتاع خبز" وكانت إجابة فيلبس "ال‬

‫يكفيهم خبز بمئتي دينار" أي حتى لو وجد المكان الذي نبتاع منه فأين النقود‪ .‬والحظ في آية(‪ ):‬أنه قال هذا‬

‫ليمتحنه ألنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل‪ .‬والمعنى ان المسيح كان يسأل ليشفى إيمان فيلبس‪ ،‬الحظ أن‬

‫الطعام أشبع الكل‪ ،‬والكل أخذوا بقدر ما شاءوا‪ ،‬وتبقى ‪:1‬قفة‪ .‬فالمسيح يعطي بفيض وليس فقط للملء‪ .‬ولكن‬

‫حتى اآلن نيأس إذ نجد مشاكل ال حل لها ونظن أنه لو ُو ِج َد المال تحل المشاكل‪ ،‬وننسى أن المسيح معنا‪.‬‬ ‫سؤال‪ 1‬لو تمسك الطفل بخبزاته القليلة ماذا كان سيحدث؟ وماذا سيحدث لو قلت لنفسي المال مالي والوقت هو‬ ‫لي استمتع به‪ ،‬لما بارك فيه المسيح‪ .‬والحظ أن المسيح يعطي بفيض أمام القليل الذي تقدمه‪.‬‬

‫والمسيح بعد المعجزة ذهب للجبل وحده آية (‪ ):7‬وذلك إشارة ألنه السماوي فالجبل رمز للسماويات وخوفاً من‬

‫أن الجموع تقوم بثورة لتُ َمل َكه فيثيروا عساكر الرومان ضدهم‪ .‬واليهود ظنوا أن المسيح كملك سيدمر لهم الرومان‪.‬‬ ‫لكن المسيح أتى لليهود وللرومان‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ إِلَى َع ْب ِر َب ْح ِر ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ير‬ ‫يل‪َ ،‬و ُه َو َب ْح ُر َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)1–1 :3‬ب ْع َد ه َذا َم َ‬ ‫ضى َي ُ‬ ‫ط َب ِرَّي َة‪َ .‬وتَِب َع ُه َج ْمعٌ َكث ٌ‬ ‫ضى‪" .‬‬ ‫آي ِات ِه الَِّتي َك َ‬ ‫ص َن ُع َها ِفي ا ْل َم ْر َ‬ ‫ص ُروا َ‬ ‫ان َي ْ‬ ‫أل ََّن ُه ْم أ َْب َ‬

‫ذهب يسوع للجليل وصنع فيها معجزات فبدأ الشعب يتبعه‪ .‬بعد هذا= ركب يسوع مركباً هو وتالميذه من‬

‫كفرناحوم وعبروا بحيرة طبرية (بحر الجليل أو بحيرة جنيسارات)‪ .‬وكانت كفرناحوم مركز إقامته‪ .‬وفي (لو‪)::1:‬‬

‫نجد السيد عبر من كفرناحوم ليذهب إلى بيت صيدا شرقاً‪ .‬والجموع الذين تبعوه سي اًر على األقدام ساروا ‪:7,7‬‬

‫كم ‪.‬‬

‫يذ ِه‪7 .‬و َك َ ِ‬ ‫اك مع تَالَ ِم ِ‬ ‫اآليات (يو‪6" -:)7–6 :3‬فَ ِ‬ ‫يد ا ْل َي ُه ِ‬ ‫يبا‪".‬‬ ‫ص ُح‪ِ ،‬ع ُ‬ ‫ود‪ ،‬قَ ِر ً‬ ‫س ُه َن َ َ َ‬ ‫ان ا ْلف ْ‬ ‫َ‬ ‫سوعُ إِلَى َج َبل َو َجلَ َ‬ ‫صع َد َي ُ‬ ‫َ‬ ‫في (مر‪ )711:‬يصور الجموع كخراف وها هو الراعي الصالح المهتم بإشباع خرافه‪.‬‬

‫‪202‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬ ‫‪0‬‬ ‫ير م ْق ِب ٌل إِلَ ْي ِه‪ ،‬فَقَ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َر أ َّ‬ ‫سوعُ َع ْي َن ْي ِه َوَن َ‬ ‫ُّس‪ِ «:‬م ْن أ َْي َن َن ْبتَاعُ‬ ‫ال لفيلُب َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)7–0 :3‬فَ َرفَ َع َي ُ‬ ‫َن َج ْم ًعا َكث ًا ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّس‪«:‬الَ َي ْك ِفي ِه ْم‬ ‫هؤالَ ِء؟» َوِانَّ َما قَ َ‬ ‫لِ َيأْ ُك َل ُ‬ ‫ال ه َذا لِ َي ْمتَ ِح َن ُه‪ ،‬أل ََّن ُه ُه َو َعلِ َم َما ُه َو ُم ْزِمعٌ أ ْ‬ ‫َن َي ْف َع َل‪ .‬أ َ‬ ‫َج َاب ُه فيلُب ُ‬ ‫ار لِيأْ ُخ َذ ُك ُّل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير»‪".‬‬ ‫ش ْي ًئا َي ِس ًا‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫ِبم َئتَ ْي دي َن ٍ َ‬ ‫َ‬ ‫يتضح هنا شخصية فيلبس وأنه يقوم بحساب كل خطوة حساباً دقيقاً‪ ،‬والمسيح يسأله ليعطيه درساً أن البركة ال‬

‫ُخ ْب ًاز‬ ‫ُخ ْبٌز‬

‫تعترف بالحسابات وال الحكمة اإلنسانية‪ ،‬والمسيح يسأل فيلبس ليعلمه ويعلمنا فهو المعلم‪ .‬ومازالت هذه طريقتنا‬

‫مع اهلل‪ ،‬نريد أن نفرض عليه حلولنا العاجزة بحسب عدم إيماننا‪ .‬ومازالت هذه هي طريقة المسيح معنا‪ ،‬فهو‬ ‫يسمح بتجربة لنرى يده حينما يتدخل ليحل المشكلة‪ ،‬كما سأل فيلبس‪ .‬والسبب ليزداد إيماننا كما عالج المسيح‬

‫ضعف إيمان فيلبس إذ رأي المعجزة‪ .‬يمتحنه= فالمسيح هو المعلم‪ .‬يسأله إلظهار ضعف إيمانه والهدف شفاء‬

‫ضعف إيمانه‪ .‬والمسيح سأل فيلبس من أين وفيلبس أجاب على شئ آخر وقال بمئتي دينار= فاإلنسان يجيب‬ ‫بما يشغل باله‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س‪ُ «3 :‬ه َنا ُغالَ ٌم َم َع ُه‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)3–2 :3‬قَ َ‬ ‫س أَ ُخو ِس ْم َع َ‬ ‫ان ُب ْط ُر َ‬ ‫ال لَ ُه َواح ٌد م ْن تَالَميذه‪َ ،‬و ُه َو أَ ْن َد َر ُاو ُ‬ ‫ان‪ ،‬و ِ‬ ‫ش ِع ٍ‬ ‫هؤالَ ِء؟»‪".‬‬ ‫س ُة أ َْرِغفَ ِة َ‬ ‫لك ْن َما ه َذا لِ ِم ْث ِل ُ‬ ‫س َم َكتَ ِ َ‬ ‫ير َو َ‬ ‫َخ ْم َ‬ ‫أندراوس أيضاً كان له نفس الخطأ الذي وقع فيه فيلبس فهو يحكم على عمل اهلل بحسب اإلمكانيات البشرية‬

‫وليس بحسب إمكانيات اهلل غير المحدودة‪ .‬وهنا درس آخر في إحترام المواهب الصغيرة‪ ،‬فهنا غالم معه‬

‫إمكانيات ضعيفة ولكنها ببركة الرب أشبعت الجموع‪ .‬وخبز الشعير هو خبز الفقراء والسمكتان يقول دارسو‬ ‫الكتاب أنهما كانتا مملحتين كعادة أهل السواحل في اإلحتفاظ بفائض األسماك (ومازال األقباط يحتفلون في يوم‬ ‫شم النسيم التالي لعيد القيامة (الفصح) بخروجهم للحدائق (كما كان المسيح هنا في مراعي خضراء) وأكلهم‬

‫األسماك المملحة‪ .‬وكانت األسماك التي مع الغالم أسماكاً صغيرة (بساريا وباليونانية إبساريون) وغالبا كانت‬

‫مملحة كعادة أهالى الصيادين أن يبيعوا ما يبيعونه والمتبقى يملحونه إلستعمالهم الشخصى ‪ .‬القليل في يد‬

‫المسيح يزداد بال حدود‪ 1‬طفل صغير معه ‪ 7‬خبزات شعير (أرخص خبز‪ +‬سمكتين صغار)‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫اج َعلُوا َّ‬ ‫ان ِفي ا ْل َم َك ِ‬ ‫الر َجا ُل‬ ‫ير‪ ،‬فَاتَّ َكأَ ِّ‬ ‫ان ُع ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)15 :3‬فَقَ َ‬ ‫ون»‪َ .‬و َك َ‬ ‫اس َيتَّ ِك ُئ َ‬ ‫سوعُ‪ْ «:‬‬ ‫شٌ‬ ‫الن َ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫ب َكث ٌ‬ ‫وع َد ُد ُهم َن ْحو َخمس ِة آالَ ٍ‬ ‫ف‪" .‬‬ ‫َ​َ ْ ُ ْ َ‬ ‫النساء واألطفال ال يدخلون في حسابات اليهود‪ .‬ونالحظ بحسب األناجيل األخرى أنهم جلسوا في ترتيب خمسين‬

‫خمسين فإلهنا إله ترتيب ونظام وليس إله تشويش‪ .‬وكان في المكان عشب كثير= أي مرعى فالمسيح هو الراعي‬

‫الصالح (مز‪ )17‬وهذه الصورة تذكرنا بصورة سفر الخروج (‪ )::-:111‬حين أكلوا وشربوا في حضرة اهلل‪.‬‬ ‫ونالحظ أن يسوع يعطي لمن يقدم كل ما عنده‪ .‬فهؤالء ما كانوا يملكون سوى الخمس خبزات‪ .‬وفي معجزة تحويل‬

‫الماء إلى خمر قال إمألوا األجران فهذا أقصى ما يستطيعونه‪ .‬وما نقدمه يسمى الجهاد‪ .‬والحظ فنعمة المسيح‬ ‫تعطي لمن يجاهد بأقصى ما عنده‪.‬‬ ‫‪203‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫‪11‬‬ ‫ع علَى التَّالَ ِم ِ‬ ‫ين‪َ .‬و َكذلِ َك ِم َن‬ ‫َع َ‬ ‫آية ( يو‪َ -:)11 :3‬وأ َ‬ ‫سوعُ األ َْرِغفَ َة َو َ‬ ‫ط ُوا ا ْل ُمتَّ ِك ِئ َ‬ ‫يذ‪َ ،‬والتَّالَ ِمي ُذ أ ْ‬ ‫ش َك َر‪َ ،‬و َوَّز َ َ‬ ‫َخ َذ َي ُ‬ ‫اءوا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الس َم َكتَ ْي ِن ِبقَ ْد ِر َما َ‬ ‫ش ُ‬

‫شكر ووزع= هنا حدثت البركة وتم التحول السري العجيب‪ .‬والمادة الميتة أخصبت بروح الحياة فتحول المحدود‬

‫إلى الالمحدود‪ .‬وشكر= أي أنه يشرك اآلب في هذه البركة فهو خبز بحسب مشيئة اآلب‪ .‬ومشيئة اآلب هي‬ ‫مشيئة االبن فهما واحد ‪ .‬وما يفرح اآلب واالبن هو اشباع الناس ليحيوا ‪ ،‬وهذه هي إرادة اهلل إعطاء البشر حياة‬ ‫والحفاظ على حياتهم ‪ .‬والمسيح الذى يستعلن اآلب ‪ ،‬بهذا الشكر يعلن ارادة اآلب ‪ .‬والنها إ اردة وحدة فهو يشرك‬

‫اآلب هنا ‪ .‬ولذلك ال يتم التحول في سر اإلفخارستيا إالّ بالدعاء بإسم اآلب واإلبن والروح القدس ‪ .‬فإعطاء‬ ‫الحياة هو عمل الثالوث ‪ .‬واأللفاظ المستخدمة هنا شكر ووزع وأعطى هي نفسها المستخدمة في سر اإلفخارستيا‬

‫فما حدث هنا رمز للسر ولشرح معنى الشبع بالسر‪ .‬وشكر باليونانية هي إفخارستيا‪ .‬وهي المقابل لكلمة بارك‬

‫اليهودية (‪ )BEREKAH‬التي استخدمت في األناجيل األخرى‪ .‬وبينما تستعمل األناجيل األخرى كلمة وكسر‬

‫إستخدم يوحنا كلمة وزع فيوحنا ملتزم بأن المسيح ال ُيكسر منه عظم (يو‪ )7:-771::‬فيوحنا يكتب هذه‬ ‫المعجزة ويطا بق بينها وبين ما حدث على الصليب‪ ،‬وكأن يوحنا يريد أن يقول أن الخبز الحي النازل من السماء‬

‫ال يتج أز وال ُيكسر بل يعطي ككل‪ .‬لذلك ونحن نتناول ال نتناول كسرة خبز بل المسيح كله‪ .‬ونالحظ أن يوحنا ال‬ ‫ُيصور هنا ما حدث على الصليب فقط بل يصور ما حدث ليلة العشاء السري فالمسيح أيضاً شكر ووزع‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِبعوا‪ ،‬قَا َل لِتَالَ ِم ِ‬ ‫ش ْي ٌء»‪.‬‬ ‫يع َ‬ ‫يذ ِه‪ْ «:‬‬ ‫س َر ا ْلفَاضلَ َة ل َك ْي الَ َيض َ‬ ‫اج َم ُعوا ا ْلك َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)16–11 :3‬فلَ َّما َ ُ‬ ‫ضلَ ْت ع ِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪16‬فَجمعوا ومألُوا اثْ َنتَي ع ْ َّ ِ ِ‬ ‫س ِة أ َْرِغفَ ِة َّ‬ ‫الش ِع ِ‬ ‫ين‪" .‬‬ ‫اآلكلِ َ‬ ‫ير‪ ،‬الَِّتي فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫س ِر‪ ،‬م ْن َخ ْم َ‬ ‫ش َرةَ قُف ًة م َن ا ْلك َ‬ ‫َ​َُ َ َ‬ ‫شبعوا= في أصلها اليوناني إمتألوا‪ .‬فمازال يوحنا يتحدث عن المعجزة وفي ذهنه سر اإلفخارستيا الذي يمألنا‬

‫نفسياً وروحياً راحة وسرور ففي هذه المعجزة صار الخبز العادي في يد المسيح خب اًز سماوياً فائقاً للطبيعة أعلى‬

‫من األرقام والكميات فأصبح من يشبعهم ليس هو الخبز بل المسيح نفسه الذي يشبع أبدياً‪ .‬لذلك فهذه المعجزة‬ ‫هي [‪ ]:‬رمز لسر اإلفخارستيا [‪ ]1‬إعالن أن المسيح يسد كل إحتياج لإلنسان (روح ونفس وجسد) ويشبعه‬

‫ويمأله ويبارك في القليل الذي عنده‪ .‬وفي (‪ )1:1:‬حينما يتكلم عن الذين لم يدركوا السر يستخدم كلمة أخرى‬ ‫تشير للشبع الجسدي‪ ،‬فهؤالء لم يدركوا المسيح بعد أن أعطاهم أن يتذوقوا نعمته فجروا وراء الشبع الجسدي‪ ،‬بل‬

‫طلبوا معجزة مثل أن ينزل لهم المسيح مناً من السماء كما فعل موسى ليشبعوا بطونهم‪ .‬وماذا عنا هل نطلب‬ ‫المسيح ألجل شبع بطوننا فقط وللماديات فقط‪ ،‬أو نطلبه لنمتلئ به نفساً وروحاً‪ .‬القفة= كانت ألكلهم هم أنفسهم‬

‫فاليهودى يخاف من أن يأكل أكل خارجى يمكن أن يكون قد تالمس مع وثنى أو سامرى‪ .‬والمسيح طلب "إجمعوا‬

‫الكسر"= ويقصد الخبز فكلنا جسد واحد‪ ،‬خبز واحد‪ ،‬فالمسيح يهتم بكل نفس (‪ )7:1:‬بكل المؤمنين الذي‬ ‫ي أكلون جسده‪ ،‬أن ال يتلفوا وينحلوا بل تكون لهم قيامة‪ .‬وكلمة ال يضيع هنا وال يتلف في آية(‪ )7:‬تشيران في‬

‫اليونانية للفظ ال ينحل‪ .‬فمن يأكل من الخبز اإلفخارستي ال تضيع حياته وال تتلف بل تبقى وتحيا (فهذه المعجزة‬ ‫‪204‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫رمز لما حدث ليلة العشاء السري)‪11 .‬قفة = هي رمز لكنيسة المسيح‪ ،‬كنيسة اإلثنى عشر تلميذا‪ ،‬التي‬ ‫إجتمعت حول المسيح لتصير واحداً في المسيح يسوع‪ .‬وبنفس المفهوم يهتم الكاهن بأن ال يترك في الصينية أي‬ ‫جزء متبقي‪ .‬وتفهم الكسر أيضاً على أنها أي بركة يعطيها لنا المسيح (وقت‪ ،‬فلوس‪ )..‬علينا أن ال نهملها فهي‬

‫من الممكن أن تشبع آخرين‪.‬‬

‫ِ‬ ‫سوعُ قَالُوا‪«:‬إِ َّن ه َذا ُه َو ِبا ْل َح ِقيقَ ِة َّ‬ ‫اآليات (يو‪َ 17" -:)10–17 :3‬فلَ َّما أرَى َّ‬ ‫الن ِب ُّي‬ ‫اس َ‬ ‫ص َن َع َها َي ُ‬ ‫اآلي َة الَّتي َ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا إِلَى‬ ‫اآلتي إِلَى ا ْل َعالَِم!» َوأ َّ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫سوعُ فَِإ ْذ َعلِ َم أ ََّن ُه ْم ُم ْزِم ُع َ‬ ‫ف أ َْي ً‬ ‫َن َيأْتُوا َوَي ْختَطفُوهُ ل َي ْج َعلُوهُ َمل ًكا‪ ،‬ا ْن َ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫ا ْل َج َب ِل َو ْح َدهُ‪" .‬‬ ‫فهم الجموع المعجزة بطريقة خطأ‪ ،‬فهموها بطريقة بشرية‪ ،‬وأرادوا أن يملكوا المسيح فهو سيشبعهم دون مجهود‬

‫ويحررهم من الرومان‪ .‬بل في جهالتهم قرروا أنه لو رفض المسيح يختطفونه ويجعلونه ملكاً حسب إ اردتهم‪.‬‬ ‫وحماس الجماهير كان بسبب معجزات الشفاء وهذه المعجزة العجيبة‪ .‬وهم فهموا المسيح بطريقة خاطئة كما‬

‫نفهمه حتى اآلن‪ ،‬فكل ما نريده هو الشبع والخيرات المادية وحل مشاكلنا مع اآلخرين‪ ،‬فكأننا نريد أن نملكه على‬

‫العالم‪ ،‬ولكننا ال نهتم كما لم تهتم هذه الجماهير بالشبع الروحي‪ .‬هم إهتموا بالخالص من مشاكلهم وعبوديتهم‬ ‫للرومان وفكروا في أن المسيح هو المخلص من هذه العبودية ولم يفهموا هدف المسيح من الشبع الروحي‬

‫واإليمان وتمجيد اهلل‪ .‬حقاً كان هناك في فكر المسيح عمل رحمة في هذه المعجزة حتى ال يصرفهم جائعين ولكن‬

‫الهدف األسمى هو مجد اهلل‪ .‬وألنهم لم يفهموا إختفى المسيح من وسطهم‪ .‬فهو ال يريد ملكاً في العالم‪ ،‬بل أن‬ ‫يملك على الصليب‪ .‬إختفاء المسيح كان إعالناً أنه لن يبقي في األرض بل هو السماوي سيصعد للسماء (ويرمز‬

‫لها هنا بصعوده إلى الجبل)‪.‬‬

‫هذه المعجزة نرى فيها بوضوح المنهج األرثوذكسي في الخالص وهو الجهاد والنعمة فنعمة اهلل إنسكبت بفيض‬

‫وغ ازرة في هذه المعجزة ولكن كان مهماً وجود الجهاد الذي يمثله الخمس خبزات والسمكتين‪ .‬والذي مثله مأل‬

‫األجران في قانا الجليل والذي مثله إزاحة الحجر عن قبر لعازر‪.‬‬ ‫اآليات (يو‪)11–13 :3‬‬

‫(السير على الماء)‬

‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ون إِلَى‬ ‫اء َن َز َل تَالَ ِمي ُذهُ إِلَى ا ْل َب ْح ِر‪ ،‬فَ َد َخلُوا َّ‬ ‫الس ِفي َن َة َو َكا ُنوا َيذ َ‬ ‫ْه ُب َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)11–13 :3‬ولَ َّما َك َ‬ ‫س ُ‬ ‫ان ا ْل َم َ‬ ‫ان الظَّالَم قَ ْد أَقْب َل‪ ،‬ولَم ي ُك ْن يسوعُ قَ ْد أَتَى إِلَ ْي ِهم‪12 .‬و َهاج ا ْلب ْحر ِم ْن ِر ٍ ِ‬ ‫يم ٍة‬ ‫وم‪َ .‬و َك َ‬ ‫َع ْب ِر ا ْل َب ْح ِر إِلَى َك ْف ِرَن ُ‬ ‫َ َ ْ َ َُ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫يح َعظ َ‬ ‫ُ‬ ‫اح َ‬ ‫عم ِ‬ ‫ب‪َ 13 .‬فلَ َّما َكا ُنوا قَ ْد َج َّذفُوا َن ْح َو َخ ْم ٍ‬ ‫اش ًيا َعلَى ا ْل َب ْح ِر ُم ْقتَ ِرًبا ِم َن‬ ‫تَ ُه ُّ‬ ‫س َو ِع ْ‬ ‫ين أ َْو ثَالَ ِث َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ين َغ ْل َوةً‪َ ،‬نظَُروا َي ُ‬ ‫سو َ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫َن ي ْقبلُوه ِفي َّ ِ ِ‬ ‫الس ِفي َن ُة‬ ‫ص َار ِت َّ‬ ‫َّ‬ ‫الس ِفي َن ِة‪ ،‬فَ َخافُوا‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أَ​َنا ُه َو‪ ،‬الَ تَ َخافُوا!»‪ .‬فَ َر ُ‬ ‫ضوا أ ْ َ َ ُ‬ ‫السفي َنة‪َ .‬ولِ ْل َوقْت َ‬ ‫ض الَِّتي َكا ُنوا َذ ِ‬ ‫إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ين إِلَ ْي َها‪" .‬‬ ‫اه ِب َ‬

‫هذه المعجزة المالزمة إلشباع الجموع أوردها متى ومرقس أيضاً ونفهم من (مر‪ )1:-171:‬أن السيد ألزم‬

‫أما هو فمضى إلى الجبل ليصلي والرب وعدهم أنه سيلحق بهم‬ ‫تالميذه أن يركبوا السفينة ويسبقوا إلى العبر‪ّ ،‬‬ ‫‪205‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫عالم بما سوف يالقونه من رياح؟! غالباً‬ ‫ولكنه لم يوضح كيف فلماذا ألزمهم السيد أن يركبوا السفينة وهو ٌ‬ ‫فالتالميذ حزنوا إذ رفض المسيح الملك‪ ،‬فك ٌل منهم تصور لهُ دو اًر عظيماً إذا صار المسيح ملكاً‪ .‬والرب أرادهم‬ ‫أن يعرفوا أن العالم كالبحر مضطرب‪ ،‬هائج ال يصح أن نشتهيه ونشتهي مجده‪ ،‬بل نشتهي السماويات‪ ،‬لذلك‬

‫أما هم فألن فكرهم مازال‬ ‫قيل أن المسيح إنصرف إلى الجبل‪ .‬فالجبال في الكتاب المقدس تشير للسماويات‪ّ .‬‬ ‫أرضي فلينزلوا إلى البحر الهائج ليأخذوا درساً‪ .‬وبعد أن أخذوا الدرس أتاهم المسيح ماشياً على البحر المضطرب‬ ‫ليفهموا أنهم سيواجهون متاعب شتى في خدمتهم وحياتهم ولكن المسيح له سلطان على كل شئ‪ .‬ففي المعجزة‬

‫السابقة رأيناه وله سلطان على المادة ونراه هنا وله سلطان على البحر والهواء‪ ،‬بل له سلطان على كل العالم‬ ‫فهو قد غلب العالم‪ .‬بل حينما دخل المركب وصلت في الحال للبر‪ .‬المسيح هنا يقول للتالميذ ال تخافوا حين‬ ‫يهيج العالم إذا كان المسيح وسطكم ففي اللحظة التي يراها مناسبة يتدخل‪ .‬ولما كان المساء= المساء تشمل‬

‫معنى غياب اإليمان‪ ،‬أو الخالف مع المسيح بسبب موضوع الملك‪ .‬وأن المسيح ليس معهم‪ .‬فإذا إختفى المسيح‬ ‫من حياتي فهو المساء (‪ )::‬وهو الظالم (‪ ):3‬وهياج البحر(‪ .):1‬واذا حدث هذا نتعرض لتجربة خطيرة كهياج‬ ‫البحر‪ .‬فمع ضعف اإليمان ينشط إبليس‪ .‬وهنا بصفته رئيس سلطان الهواء أهاج رياحاً عظيمة (اف‪ )111‬فغياب‬ ‫المسيح أدى لظهور المجرب (مر‪ .)11-131:‬ونفهم أن الريح كانت ضدهم وكانوا هم معذبين من الجذف‬

‫(عرض البحيرة ‪1‬كم في زمان المسيح واآلن هي ‪:1‬كم وطولها ‪1:‬كم‪ .‬والغلوة= ‪1::‬م‪ .‬أي أن عرض البحيرة=‬

‫‪ 1:‬غلوة‪ .‬وكان التالميذ قد جدفوا مسافة ‪7:-17‬غلوة أي ‪:-7‬كم بعيداً عن الشاطئ وبحسب مرقس فلقد‬

‫إستغرق منهم هذا وقتاً طويالً فهم صاروا في الهزيع الرابع حين أتاهم الرب ماشياً أي الساعة الثالثة بعد منتصف‬ ‫الليل‪ ،‬أي كانوا يجدفون حوالي ‪::‬ساعات متواصلة‪ .‬والرب أتاهم كما يأتي لكل متألم ينتظره وكأن داود النبي‬

‫رأي ما حدث حين قال (مز‪ .)7:-171::3‬ونرى هنا سلطان المسيح على الريح وعلى البحر (مر‪-7311‬‬ ‫‪ .)1:‬المسيح كان موجوداً لكنهم لم يروه بسبب ظلمة قلوبهم‪ .‬ربما إلختالفهم معه‪ .‬وكثي اًر نحن في ضيقاتنا نظن‬ ‫اهلل غير موجود بسبب ظلمة قلة إيماننا‪.‬‬

‫فرضوا أن يقبلوه= المعنى في اليونانية أنهم كانوا متلهفين على أن يدخل السفينة‪ .‬ومن مرقس نفهم أن الرب‬ ‫سار بمحاذاة السفينة ولم يدخلها‪ ،‬وكان يبدو أنه يريد أن يعطي طمأنينة لتالميذه‪ ،‬لكنهم صرخوا وخافوا إذ ظنوه‬

‫في وال تخافوا ال من العالم وال من الشيطان‪ .‬فرضوا= أي‬ ‫خياالً‪ .‬فطمأنهم بقوله أنا هو ال تخافوا= أنا يهوه ثقوا َّ‬ ‫تحول خوفهم إلى إيمان وفرحوا بوجوده معهم‪ .‬ونفهم من (مت‪ )11-171:1‬أن بطرس طلب أن يسير على‬ ‫َّ‬

‫الماء مثله ليتأكد أنه المسيح‪ .‬فأراد أن يتجاوزهم= فالرب يتراءى وقت الضيقة لنصرخ له‪ .‬واذا صرخنا يدخل‬ ‫فتهدأ سفينتنا‪ .‬وهذا ما حدث مع تلميذي عمواس إذ تظاهر أنه منطلق بعد عمواس وحينما دعوه ذهب معهما‬

‫فإنفتحت أعينهما وتحول عدم إيمانهما إلى إيمان‪ .‬فالمسيح يظهر لنا دائماً أنه فوق الضيقات وفوق األمواج‬

‫الهائجة‪ .‬هو ضابط الكل‪ .‬هو المتحكم في كل شئ والمسيطر على كل شئ فلماذا الخوف‪ .‬واذا دعوناه ليدخل‬ ‫حياتنا يعطينا هدوء وسالم وايمان‪ .‬ويوحنا البشير يضيف معجزة أخرى أن السفينة صارت للوقت إلى األرض‬

‫(مز‪ .) 7:+1:1::3‬وهكذا كل من يقبل المسيح في حياته وال يرفضه يبلغ شاطئ األمان ويحيا في سالم ونحن‬

‫‪206‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫يكون حالنا أفضل والبحر هائج ولكن يسوع وسط السفينة من أن نكون في سالم زائف بعيداً عن يسوع‪ .‬والحظ‬

‫أن عينا المسيح كانت عليهم في ضيقهم وأنه أتى في الوقت المناسب‪.‬‬

‫ويوحنا لم يذكر سير بطرس على الماء‪ ،‬فموضوع يوحنا هو أن المسيح هو إبن اهلل المشبع فلم يهتم بذكر قصة‬

‫بطرس‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ين ِفي َع ْب ِر ا ْل َب ْح ِر‬ ‫ين َكا ُنوا َو ِاق ِف َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)17–11 :3‬وِفي ا ْل َغ ِد لَ َّما َأرَى ا ْل َج ْمعُ الَِّذ َ‬ ‫ُخرى ِسوى و ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِفي َن َة َم َع‬ ‫اح َد ٍة‪َ ،‬و ِه َي ِت ْل َك الَِّتي َد َخلَ َها تَالَ ِمي ُذهُ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ع لَ ْم َي ْد ُخ ِل َّ‬ ‫سو َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫سفي َن ٌة أ ْ َ‬ ‫‪16‬‬ ‫ض ِع الَِّذي أَ َكلُوا ِف ِ‬ ‫تَالَ ِمي ُذه و ْح َد ُهم‪َ .‬غ ْير أ ََّن ُه جاء ْت سفُ ٌن ِم ْن طَب ِرَّي َة إِلَى قُر ِب ا ْلمو ِ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫ش َك َر َّ‬ ‫يه ا ْل ُخ ْب َز‪ ،‬إِ ْذ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ون‬ ‫‪َ 17‬فلَ َّما َأرَى ا ْل َج ْمعُ أ َّ‬ ‫ضا ُّ‬ ‫س ُه َو ُه َن َ‬ ‫سو َ‬ ‫وم َي ْطلُ ُب َ‬ ‫اك َوالَ تَالَ ِمي ُذهُ‪َ ،‬د َخلُوا ُه ْم أ َْي ً‬ ‫اءوا إِلَى َك ْف ِرَن ُ‬ ‫السفُ َن َو َج ُ‬ ‫ع لَ ْي َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫اح َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ع‪10 .‬ولَ َّما وج ُدوه ِفي ع ْب ِر ا ْلب ْح ِر‪ ،‬قَالُوا لَ ُه‪«:‬يا معلِّم‪ ،‬متَى ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫ال‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫ق‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫سو َ َ َ َ ُ‬ ‫ت ُه َنا؟» أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َج َاب ُه ْم َي ُ‬ ‫َي ُ‬ ‫َ َُ ُ َ‬ ‫أَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬أَ ْنتُم تَ ْطلُبوَن ِني لَ ْيس أل ََّن ُكم أر َْيتُم آي ٍ‬ ‫ش ِب ْعتُ ْم‪ِ17 .‬ا ْع َملُوا الَ لِلطَّ َع ِام ا ْل َب ِائ ِد‪،‬‬ ‫ات‪َ ،‬ب ْل أل ََّن ُك ْم أَ َك ْلتُ ْم ِم َن ا ْل ُخ ْب ِز فَ َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اة األَب ِدي ِ‬ ‫اقي لِ ْلحي ِ‬ ‫ب ْل لِلطَّع ِام ا ْلب ِ‬ ‫َّة الَِّذي ُي ْع ِطي ُكم ْاب ُن ِ‬ ‫سِ‬ ‫اآلب قَ ْد َختَ َم ُه»‪".‬‬ ‫ان‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن ه َذا اهللُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ُ‬

‫أ ََّن ُه لَ ْم تَ ُك ْن ُه َنا َك‬ ‫تَالَ ِم ِ‬ ‫ضى‬ ‫يذ ِه َب ْل َم َ‬

‫الجموع مازالت تحاصر يسوع لعلها تنجح أن تجعله ملكاً‪ .‬غير أنه جاءت سفن= بعض السفن جنحت نتيجة‬

‫فلما‬ ‫عاصفة األمس‪ ،‬أو أن الريح التي عاكست سفينة التالميذ في إتجاهها غرباً ساعدت السفن المتجهة شرقاً‪ّ .‬‬ ‫لم تجد الجموع الذين شبعوا باألمس‪ ،‬يسوع‪ ،‬ركبوا هذه السفن التي تصادف أنهم وجدوها على البر الشرقي ربما‬

‫لجنوحها‪ ،‬ورجعوا إلى كفرناحوم ليبحثوا عن المسيح‪ ،‬فلما وجدوه إزدادت حيرتهم كيف وصل؟ فليس هناك سوى‬

‫مساء ألنه طويل ومحفوف بالمخاطر ومهجور ومملوء صخو اًر‬ ‫طريقين [‪ ]:‬الطريق البري ويستحيل أن يسير فيه‬ ‫ً‬ ‫[‪ ]1‬أن يركب سفينة وهم لم يروه يركب سفينة‪ .‬وغالباً فهم سألوا تالميذه وعرفوا قصة سيره على الماء فإزداد‬ ‫إعجابهم‪ .‬متى صرت هنا= هم يريدون بهذا السؤال أن يكشف لهم سر قوته‪ ،‬والمسيح لم يخبرهم أنه سار على‬ ‫الماء هرباً من المجد الذاتي‪ .‬ولكن كل حماسهم لم يخرج عن المحيط السياسي والمادي لذلك بدأ المسيح يصحح‬

‫لهم مفاهيمهم حتى يعملوا ال للطعام البائد‪ ..‬فبكتهم على أفكارهم المادية= ألنكم أكلتم من الخبز فشبعتم‪ .‬هدف‬ ‫المعجزة أن يعرفوا من هو فيأتوا إليه لشخصه المشبع‪ ،‬لكن لم تفهموا من أنا بل طلبتم المزيد من الماديات‪.‬‬

‫تطلبونني ال لآليات= أي تطلبونني بسبب ما رأيتموه في المعجزة فكلمة آية يشير لعمل يعلن عن الشخص‪ .‬إذاً‬ ‫المعنى تطلبونني ال لشخصي بل لعطاياي‪ .‬وهذه مازالت مشكلتنا أننا ننشغل بعطايا المسيح عن شخص‬

‫المسيح‪ .‬والحظ أن اهلل يعطينا الطعام الجسدي حتى لو لم نطلبه‪ .‬لكن الطعام الباقي علينا أن نجاهد ألجله‪.‬‬ ‫علينا أن ال ننشغل بالماديات فاألهم أن اهلل يعطينا ذاته‪ .‬هناك خطأ شائع أن يتحول المسيح في فهمنا ليصبح‬ ‫وسيلة وليس غاية‪ .‬ولكن المسيح يصنع المعجزات ليثير فينا اإليمان به وبشخصه المشبع وباإليمان ستكون لنا‬

‫حياة أفضل‪ .‬واذا فهمنا هذا فكل طلب نطلبه يعطيه اهلل لنا إن كان له نفع في زيادة إيماننا‪ ،‬ولكن إن لم يكن‬ ‫كذلك فسيشابه ملء بطون الجليليين بالطعام البائد وقوله شبعتم هنا تعني ملء البطون‪ .‬أما ما يريده المسيح لنا‬

‫أن نمتلئ منه كما جاءت كلمة شبع في آية (‪ .):1‬فهو يشبع األرواح والنفوس ويمألنا فرحاً فضالً عن أنه يشبع‬ ‫‪207‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫البطون‪ .‬فلنطلب من اهلل فإذا لم يعطنا يكون رفضه اإلستجابة ألن إستجابة هذا الطلب لن تفيد في زيادة إيماننا‬

‫حتى لو كان طلب شفاء مريض‪ .‬وقوله بائد= فهو يتحلل وألن العالم كله سيبيد‪ .‬على أن اهلل مسئول أيضاً عن‬

‫هذا البائد ويعطيه لنا‪ .‬المهم أال ننشغل به عنه‪ .‬أما الباقي= فهو ما سيعطي أجسادنا قيامة في األبدية وديمومة‪.‬‬

‫وهو ال يفنى وال يتغير إذاً هو اهلل خبز الحياة‪ .‬ليس ألنكم رأيتم آيات= رأيتم هنا تعني أدركتم من أنا‪ ،‬واستفدتم‬ ‫من المعجزة بطريقة صحيحة أي فهمتم القصد من اآلية‪ .‬فالمعجزة هدفها أن نعرف شخص المسيح وشخصه‬

‫يشبعنا فرحاً‪ .‬ألن هذا اآلب قد ختمه= ختمه أي كمن ختم على وثيقة أن المسيح إبنه‪ ،‬وختمه أي شهد له اآلب‬

‫بقداسته وم ًّيزه عن أي أحد آخر (رؤ‪ .)7-113‬وختمه أيضاً يشير ألن اآلب عينه للذبح وبالتالي عينه ليكون‬

‫طعاماً وخب اًز للحياة األبدية‪ ،‬فالخراف التي كانت تقدم كذبائح كانت تفحص أوالً من الكهنة ثم يختمها الكهنة أنها‬ ‫بال عيب وصالحة لتقدم كذبيحة‪ .‬وهنا نسمع ألول مرة قوله اهلل اآلب‪ ،‬فبذبيحة اإلبن سيصير اهلل أباً لجميع‬

‫المؤمنين‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫َعم َ ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬ه َذا‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ال اهلل؟» أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)75 –12 :3‬فَقَالُوا لَ ُه‪َ «:‬ما َذا َن ْف َع ُل َحتَّى َن ْع َم َل أ ْ َ‬ ‫َن تُ ْؤ ِم ُنوا ِبالَِّذي ُهو أَرسلَ ُه»‪65 .‬فَقَالُوا لَ ُه‪«:‬فَأ ََّي َة ٍ‬ ‫ُهو عم ُل ِ‬ ‫ص َنعُ لِ َن َرى َوُن ْؤ ِم َن ِب َك؟ َما َذا تَ ْع َم ُل؟‬ ‫اهلل‪ :‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫آية تَ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫‪61‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء لِ َيأْ ُكلُوا»‪.‬‬ ‫آب ُ‬ ‫َعطَ ُ‬ ‫وب‪ :‬أ ََّن ُه أ ْ‬ ‫اؤَنا أَ َكلُوا ا ْل َم َّن في ا ْل َبِّريَّة‪َ ،‬ك َما ُه َو َم ْكتُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫اه ْم ُخ ْب ًاز م َن َّ َ‬

‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪َ ،‬ب ْل أَِبي ُي ْع ِطي ُك ُم ا ْل ُخ ْب َز‬ ‫ا ْل ُخ ْب َز م َن َّ َ‬ ‫‪67‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َع ِط َنا‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬أ ْ‬ ‫َح َياةً ل ْل َعالَم»‪ .‬فَقَالُوا لَ ُه‪َ «:‬يا َ‬

‫‪61‬‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫طا ُك ُم‬ ‫َع َ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫وسى أ ْ‬ ‫س ُم َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬لَ ْي َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫از ُل ِم َن َّ ِ‬ ‫َن ُخ ْب َز ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫اهلل ُه َو َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ب‬ ‫اء‪66 ،‬أل َّ‬ ‫الس َماء ا ْل َواه ُ‬ ‫ا ْل َحقيق َّي م َن َّ َ‬ ‫‪60‬‬ ‫ال لَهم يسوعُ‪«:‬أَ​َنا ُهو ُخ ْب ُز ا ْلحي ِ‬ ‫ِفي ُك ِّل ِح ٍ‬ ‫اة‪َ .‬م ْن ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي فَالَ َي ُجوعُ‪َ ،‬و َم ْن ُي ْؤ ِم ْن ِبي فَالَ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫ين ه َذا ا ْل ُخ ْب َز»‪ .‬فَقَ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫‪67‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش أَب ًدا‪63 .‬و ِ‬ ‫اآلب فَِإلَ َّي ُي ْق ِب ُل‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫لك ِّني ُق ْل ُ‬ ‫ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ون‪ُ .‬ك ُّل َما ُي ْعطيني ُ‬ ‫َي ْعطَ ُ َ‬ ‫ت لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك ْم قَ ْد َأر َْيتُ ُموِني‪َ ،‬ولَ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪62‬‬ ‫يئ ِتي‪ ،‬ب ْل م ِش َ ِ‬ ‫ت ِم َن َّ ِ‬ ‫ُخ ِر ْج ُه َخ ِ‬ ‫سلَ ِني‪.‬‬ ‫ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي الَ أ ْ‬ ‫َع َم َل َم ِش َ‬ ‫ار ًجا‪ .‬أل َِّني قَ ْد َن َزْل ُ‬ ‫س أل ْ‬ ‫يئ َة الَّذي أ َْر َ‬ ‫الس َماء‪ ،‬لَ ْي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ش ْي ًئا‪ ،‬ب ْل أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ‬ ‫يئ ُة ِ ِ‬ ‫‪63‬و ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫َن‬ ‫ير‪75 .‬أل َّ‬ ‫سلَ ِني‪ :‬أ َّ‬ ‫َع َ‬ ‫ف ِم ْن ُه َ‬ ‫ط ِاني الَ أُ ْتلِ ُ‬ ‫هذ ِه َم ِش َ‬ ‫َن ُك َّل َما أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫اآلب الَّذي أ َْر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ُه في ا ْل َي ْوِم‬ ‫سلَني‪ :‬أ َّ‬ ‫هذه ه َي َمش َ‬ ‫االب َن َوُي ْؤ ِم ُن ِبه تَ ُك ُ‬ ‫َن ُك َّل َم ْن َي َرى ْ‬ ‫يئ ُة الَّذي أ َْر َ‬ ‫ون لَ ُه َح َياةٌ أ َ​َبد َّي ٌة‪َ ،‬وأَ​َنا أُق ُ‬ ‫األ ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ير»‪".‬‬

‫‪12‬‬ ‫ال ِ‬ ‫اهلل؟»‪".‬‬ ‫َع َم َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)12 :3‬فَقَالُوا لَ ُه‪َ «:‬ما َذا َن ْف َع ُل َحتَّى َن ْع َم َل أ ْ‬ ‫في اآلية السابقة قال السيد إعملوا وهنا يسألون ماذا نفعل‪ .‬وسؤالهم يبدو أنه في محله ولكن في نيتهم ماذا نفعل‬

‫لنتحرر من الرومان ونسود العالم‪ ،‬أو ماذا نفعل من األعمال الطقسية حتى يتم لنا هذا‪ ،‬هل الناموس ناقص؟!‬

‫سؤال إستنكاري‪ .‬أو هم يريدون عمالً يؤدونه ليدخلوا الحياة األبدية‪ .‬لكن دخول الحياة األبدية هو عمل يعمله اهلل‬ ‫بأن يرسل إبنه لذلك أجابهم المسيح أن المطلوب ليس أعمال بل إيمان‪ ،‬وأن العمل هو عمل اهلل وليس عملهم‬

‫هم‪ .‬العمل بدون إيمان بالمسيح ال يرضي اهلل‪ .‬اإليمان المقرون باألعمال الصالحة شرط أساسي للحياة األبدية‪.‬‬ ‫فاإليمان مدخل وبدونه ال حياة مع اهلل وال حياة أبدية‪ .‬وبعد ذلك البد من األعمال والجهاد ‪ ،‬ومن يؤمن ويجاهد‬ ‫‪208‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫يعطيه المسيح حياته ويعمل فيه‪ .‬ومن يعمل وحده بدون المسيح يجد األعمال ثقيلة‪ .‬بل ان االعمال بدون ايمان‬

‫الفائدة منها للخالص ‪ .‬وللمؤمنين بالمسيح نجد نيره هين وحمل الوصية خفيف‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ال لَهم‪«:‬ه َذا ُهو عم ُل ِ‬ ‫سلَ ُه»‪".‬‬ ‫اهلل‪ :‬أ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :3‬أ َ‬ ‫َن تُ ْؤ ِم ُنوا ِبالَّذي ُه َو أ َْر َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫سوعُ َوقَ َ ُ ْ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫المسيح يكشف لهم أن هدف معجزاته هو اإليمان البسيط وليس إثارة شهوتهم في الملك‪ .‬وعمل اهلل= أنه أرسل‬

‫لهم المسيح المخلص وما عليهم سوى اإليمان به فاإليمان به هو عمل في حد ذاته‪ ،‬فالناموس أرشدهم للمسيح‪.‬‬

‫والخالص يتضمن الشبع والحرية والحياة الروحية والخالص من الموت‪ .‬وهم سألوا عن أعمال والمسيح أجاب‬ ‫بقوله عمل واحد هو اإليمان به‪ .‬فالمسيح يصحح إتجاه أفكارهم وال يستبدل عمل بعمل آخر‪ .‬والمسيح بهذا يشير‬

‫ألنهم لم يؤمنوا به بعد المعجزة‪ .‬ولنالحظ أهمية األعمال بعد اإليمان بالمسيح‪ .‬لكن بدون اإليمان بالمسيح فأي‬

‫عمل نعمله هو بال قيمة‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (يو‪65" -:)61–65 :3‬فَقَالُوا لَ ُه‪«:‬فَأ ََّي َة ٍ‬ ‫اؤَنا أَ َكلُوا ا ْل َم َّن ِفي‬ ‫آب ُ‬ ‫ص َنعُ ل َن َرى َوُن ْؤ ِم َن ِب َك؟ َما َذا تَ ْع َم ُل؟ َ‬ ‫َ‬ ‫آية تَ ْ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ِل َيأْ ُكلُوا»‪".‬‬ ‫َع َ‬ ‫ط ُ‬ ‫وب‪ :‬أَنَّ ُه أ ْ‬ ‫ا ْل َبِّريَّة‪َ ،‬ك َما ُه َو َم ْكتُ ٌ‬ ‫اه ْم ُخ ْب ًاز م َن َّ َ‬

‫لقد أروا معجزة إشباع الجموع وسمعوا عن سيره على الماء وهم أرادوا أن ينصبوه ملكاً‪ ،‬ومع هذا يطلبون آيات‬

‫أخرى‪ ،‬وكان هذا غالباً بسبب تشكيك الفريسيين فيه‪ .‬وغالباً كان هذا الحوار في المجمع في كفرناحوم ‪ ،‬وسؤالهم‬ ‫عن المن راجع ألن اليهود كانوا يعتقدون أن المسيا سينزل لهم مناً من السماء ليشبعهم كما عمل موسى‪،‬‬

‫وسيكون هذا عالمة أنه المسيا‪ .‬ولم يفهموا أن المسيح سيكون لهم خب اًز سماوياً (كان نزول المن أعظم معجزة‬ ‫عند اليهود) هم أرادوا خب اًز من السماء كل األيام لتصير حياتهم سهلة فيؤمنوا به‪ .‬ولآلن نتصور أنه إن كان اهلل‬

‫يحبني فالبد أن يعطيني ما أريد‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫َعطَا ُك ُم ا ْل ُخ ْب َز ِم َن‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)66–61 :3‬فَقَ َ‬ ‫وسى أ ْ‬ ‫س ُم َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬لَ ْي َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫از ُل ِم َن َّ ِ‬ ‫َن ُخ ْب َز ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اهلل ُه َو َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫اء‪66 ،‬أل َّ‬ ‫ب َح َياةً‬ ‫الس َماء ا ْل َواه ُ‬ ‫الس َماء‪َ ،‬ب ْل أَِبي ُي ْعطي ُك ُم ا ْل ُخ ْب َز ا ْل َحقيق َّي م َن َّ َ‬ ‫لِ ْل َعالَِم»‪".‬‬ ‫ليس موسى= فموسى كان واسطة‪ .‬لكن المصدر هو اهلل‪ .‬أبي يعطيكم= يعطي هنا مضارع مستمر‪ .‬أي اآلب‬

‫أرسلني وأنا الخبز الحقيقي وليس أي معجزة‪ .‬المسيح هنا يشرح أن المن لم يكن إال رم اًز له‪ ،‬وهو الخبز الحقيقي‬ ‫الذي نزل من السماء‪ .‬وكما أرسل اهلل المن لموسي‪ ،‬هكذا أرسل المسيح لهم اآلن خب اًز حقيقياً‪ .‬إذاً المن كان‬

‫رم اًز‪ .‬وكلمة حقيقي أي يعطى حياة أبدية وليس كالخبز العادى من يأكله يموت بعد حين‪ .‬خبز اهلل= هم يطلبون‬ ‫خب اًز ينزله لهم اهلل من السماء بواسطة المسيح والمسيح يكلمهم عن خبز حقيقي من اهلل ومقدم إلى اهلل وال ينتن‬

‫ويدود كالمن وال يتحول وال ينتهي وهو المشبع حقيقة‪ .‬أما خبز العالم فمن يأكله يجوع‪ ،‬ويموت ولكن المسيح من‬

‫يأكله يحيا لألبد‪( .‬هذا معنى كلمة حقيقي)‪ .‬النازل= في األصل اليوناني دائم النزول‪ ،‬فهو موجود في السماء‬

‫‪209‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫ق فيها‬ ‫قبل تجسده‪ .‬والمن مهما كان معجزة فهو مجرد طعام للجوف‪ ،‬والمسيح يريد أن يبعد عن أذهانهم ما َعلَ َ‬ ‫من أفكار مادية جسدانية‪ .‬ومازال هذا الفكر اليهودي أي الشبع الجسدي كعالمة للمسيح ‪ ،‬موجود عند أصحاب‬

‫أما المسيح فيشرح أن عطاياه األهم هي على مستوى الروح‪ ،‬ولهذا أتى وتجسد‪ .‬الواهب حياة‬ ‫مذهب األلف سنة‪ّ ،‬‬ ‫للعالم= بينما أن المن كان لليهود فقط‪ .‬وهو يعطي حياة بينما أن من أكلوا المن ماتوا‪.‬‬ ‫‪67‬‬ ‫َع ِط َنا ِفي ُك ِّل ِح ٍ‬ ‫ين ه َذا ا ْل ُخ ْب َز»‪".‬‬ ‫س ِّي ُد‪ ،‬أ ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)67 :3‬فَقَالُوا لَ ُه‪َ «:‬يا َ‬ ‫نفس سؤال السامرية‪ ،‬فهم يريدون خب اًز بال مشقة‪ ،‬هم ظنوه خب اًز ينزل من السماء بال جهد كل يوم كالمن‪ .‬وبينما‬

‫فهمت السامرية أن الشرب من ماء الحياة يستلزم الطهارة فتطهرت باعترافها‪ ،‬رفض هؤالء الخبز السماوي إذ‬

‫عرفوا أن هذا الخبز هو جسد المسيح الذي سيبذله عن العالم‪.‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ال لَهم يسوعُ‪«:‬أَ​َنا ُهو ُخ ْب ُز ا ْلحي ِ‬ ‫اة‪َ .‬م ْن ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي فَالَ َي ُجوعُ‪َ ،‬و َم ْن ُي ْؤ ِم ْن ِبي فَالَ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)60 :3‬فَقَ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫ش أ َ​َب ًدا‪" .‬‬ ‫َي ْع َ‬ ‫طُ‬

‫قبل ذلك كان يقول خبز اهلل لكنه هنا أوضح أنه هو خبز الحياة= أنا هو خبز الحياة‪ .‬المسيح يكلم دارسين للعهد‬

‫القديم سمعوا عن شجرة الحياة (تك‪ )1117 +:11‬وسمعوا عنها أيضاً في (أم‪+):1+:717‬أم‪+7:1::‬‬

‫مز‪ ):-117:‬وتفسير هذا نجده في (رؤ‪ .):+:111 +311‬والمسيح هنا يقدم نفسه مأكالً ومشرباً‪ .‬نأكله ونشربه‬ ‫هنا بالسر‪ ،‬وهناك في األبدية نشبع ونرتوي فيه بالحق إلى األبد‪ .‬فالمسيح هو شجرة الحياة من يأكله يحيا لألبد‬

‫فجسده فيه حياة أبدية‪ .‬ونرى السامرية وقد إرتوت فعالً بعد أن آمنت بالمسيح فهو ال يخيب رجاء من يقبل إليه‪.‬‬ ‫ولكن المسيح عرف أن الجليليين لن يقبلوه ولن يؤمنوا به ألنهم ال يريدون عطايا روحية‪ .‬من يؤمن بي ال يجوع‬

‫(فهو خبز الحياة) وال يعطش (فهو ماء الحياة كما قال للسامرية) والشرط أن نقبل إليه أي نؤمن ونصدق‪،‬‬ ‫ونتحرك ونأخذ خطوة ناحية المسيح بإشتياق‪ .‬يؤمن بي= موقف القلب الداخلي والضمير‪ .‬والتحرك نحو المسيح‬ ‫مرتبط باإليمان‪ .‬المسيح هنا يحول نظرهم من أشياء يأخذوها منه إلى شخصه والشبع به هو‪.‬‬ ‫آية ( يو‪63" -:)63 :3‬و ِ‬ ‫ون‪" .‬‬ ‫لك ِّني ُق ْل ُ‬ ‫ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ت لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك ْم قَ ْد َأر َْيتُ ُموِني‪َ ،‬ولَ ْ‬ ‫َ‬ ‫فكل ما يريدونه مطالب دنيوية‪ ،‬خبز نازل من السماء بدون جهد‪ .‬قد رأيتموني= وهذا يدينهم أنهم أروا المسيح‬ ‫و أروا وجهه المقدس وهيئته اإللهية و أروا معجزاته وسمعوا أقواله ومع هذا لم يؤمنوا‪ .‬وذلك ألن شهوة الجسد وتعظم‬

‫المعيشة يتلف حواس اإلنسان الروحية فال يتعرف على المسيح‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُخ ِر ْج ُه َخ ِ‬ ‫ار ًجا‪.‬‬ ‫اآلب فَِإلَ َّي ُي ْق ِب ُل‪َ ،‬و َم ْن ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي الَ أ ْ‬ ‫آية ( يو‪ُ " -:)67 :3‬ك ُّل َما ُي ْعطيني ُ‬ ‫كل ما يعطيني اآلب= هنا نرى دور اهلل في إيمان اإلنسان فاهلل يجذب اإلنسان ليؤمن‪ .‬ولكن لإلنسان حريته في‬

‫أن يقبل‪ُّ .‬‬ ‫لى يقبل بالمفرد‪ .‬فعالقتنا مع المسيح عالقة فردية كعريس بعروسه‪.‬‬ ‫كل‪َّ ..‬‬ ‫فإلى يقبل= كل بالجمع وا ّ‬ ‫‪210‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫ولكن المسيح يجمعنا كلنا في وحدة واحدة متكاملة‪ .‬ال أخرجه خارجاً= في أصلها اليوناني يستحيل بأي حال أن‬

‫أخرجه‪ .‬وبالتالي فهؤالء اليهود لم يأتوا للمسيح ولم يؤمنوا به فرفضهم اآلب وطردهم ألنهم لم يؤمنوا بالمسيح وال‬

‫قبلوه‪( .‬أف‪ =)7-71:‬كل ما يعطيني اآلب‪ .‬ومن الذي يخرجه خارجاً‪ ،‬الشيطان ومن ليس عليهم ثوب العرس‬ ‫(عرس إبن الملك) إذاً حتى ال أكون خارجاً ‪ ،‬فالمطلوب منى [‪ ]:‬اإليمان [‪ ]1‬التوبة‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫يئ ِتي‪ ،‬ب ْل م ِش َ ِ‬ ‫ت ِم َن َّ ِ‬ ‫سلَ ِني‪.‬‬ ‫َع َم َل َم ِش َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)63–62 :3‬أل َِّني قَ ْد َن َزْل ُ‬ ‫س أل ْ‬ ‫يئ َة الَّذي أ َْر َ‬ ‫الس َماء‪ ،‬لَ ْي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ش ْي ًئا‪ ،‬ب ْل أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ‬ ‫ط ِاني الَ أُ ْتلِ ُ ِ‬ ‫يئ ُة ِ ِ‬ ‫‪63‬و ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ير‪" .‬‬ ‫سلَ ِني‪ :‬أ َّ‬ ‫َع َ‬ ‫هذ ِه َم ِش َ‬ ‫َن ُك َّل َما أ ْ‬ ‫ف م ْن ُه َ َ‬ ‫َْ‬ ‫اآلب الَّذي أ َْر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مشيئة اآلب الذ ي أرسل المسيح أن يهب الحياة األبدية لكل من يؤمن‪ ،‬وهذا يكمل قوله في آية (‪ )73‬أن من‬

‫يقبل إليه ال يخرجه خارجاً‪ ،‬ويضيف هنا أنه لن يتلف فهو سيحفظه أمام هجمات العدو الشرير‪ .‬كان سؤالهم في‬

‫آية (‪ )7:‬ماذا تعمل‪ .‬وهنا نسمع أنه يعمل مشيئة اآلب أن ال يتلف أحد بل يقيمه (يقيمه تكررت ‪1‬مرات)‪ .‬فهذه‬ ‫مشيئة اآلب أن الجميع يخلصون وتكون لهم حياة أبدية‪ .‬لذلك فالمسيح ال يرفض من يأتي إليه‪.‬‬ ‫هذ ِه ِهي م ِش َ ِ‬ ‫َن ِ‬ ‫سلَ ِني‪ :‬أ َّ‬ ‫آية ( يو‪75" -:)75 :3‬أل َّ‬ ‫ون لَ ُه َح َياةٌ‬ ‫االب َن َوُي ْؤ ِم ُن ِب ِه تَ ُك ُ‬ ‫َن ُك َّل َم ْن َي َرى ْ‬ ‫يئ ُة الَّذي أ َْر َ‬ ‫َ َ‬ ‫أَب ِد َّي ٌة‪ ،‬وأَ​َنا أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ير»‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كل ما مضى كان رد المسيح على الجليليين "ماذا نعمل" والمسيح يشرح أن العمل هو عمل اهلل وليس عملهم‬ ‫هم‪ .‬وكل ما هو مطلوب منهم أن يصدقوا ويؤمنوا بالمسيح‪ .‬وكل من ال يؤمن يكون قد رفض مشيئة اهلل اآلب‪.‬‬

‫فالخالص متوقف إذاً على إرادتي‪ .‬كل من يرى اإلبن= ليس بالعين البشرية ولكنها رؤية بالقلب والفكر الروحي‬

‫فاليهود رأوه ولم يؤمنوا ونحن لم نراه بالجسد لكن نؤمن به‪ .‬والبد أن نرى اإلبن هكذا أوالً حتى نؤمن به فنحن لن‬

‫نؤمن إالّ بمن نعرفه ونثق فيه‪ .‬وهذا يأتي بالتأمل في كلمة اهلل المكتوبة في الكتاب المقدس فنرى اإلبن كلمة اهلل‬ ‫برؤية عقلية فنؤمن به ثم نشبع به ونرتوي‪ .‬والكلمة يرى باليونانية تشير لرؤية الحقائق اإللهية حيث يستنير الفكر‬

‫بالنور اإللهي الداخلي‪ .‬ومن يرى المسيح هكذا تكون له حياة وقيامة‪ .‬وهذا ليس عمل صعب فمجرد قبول‬

‫المسيح واإليمان به يصل بهذه العملية إلى أقصاها بدون حساب زمني‪ .‬حياة أبدية= تبدأ من هنا على األرض‪.‬‬

‫في وأنا فيكم" (يو‪ )11:7‬وهذا قطعاً بالتوبة والتناول من جسد الرب‬ ‫بالمعمودية ثم بالثبات في المسيح "إثبتوا ّ‬ ‫ودمه‪.‬‬ ‫‪71‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫اء»‪.‬‬ ‫ون َعلَ ْي ِه أل ََّن ُه قَ َ‬ ‫ان ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ود َيتَ َذ َّم ُر َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)71 –71 :3‬فَ َك َ‬ ‫ال‪«:‬أَ​َنا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز الذي َن َز َل م َن َّ َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ون ِبأَِب ِ‬ ‫ف‪ ،‬الَِّذي َن ْح ُن َع ِ‬ ‫ت ِم َن‬ ‫يه َوأ ِّ‬ ‫ُم ِه؟ فَ َك ْي َ‬ ‫وس َ‬ ‫ف َيقُو ُل ه َذا‪ :‬إِ ِّني َن َزْل ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ارفُ َ‬ ‫ع ْب َن ُي ُ‬ ‫س ه َذا ُه َو َي ُ‬ ‫َوقَالُوا‪« :‬أَلَ ْي َ‬ ‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اآلب‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫َن ُي ْق ِب َل إِلَ َّي إِ ْن لَ ْم َي ْجتَذ ْب ُه ُ‬ ‫يما َب ْي َن ُك ْم‪ .‬الَ َي ْقد ُر أ َ‬ ‫َج َ‬ ‫الس َماء؟» فَأ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫سوعُ َوقَا َل لَ ُه ْم‪«:‬الَ تَتَ َذ َّم ُروا ف َ‬ ‫ين ِم َن ِ‬ ‫ير‪70 .‬إِ َّن ُه م ْكتُوب ِفي األَ ْن ِبي ِ‬ ‫الَِّذي أَرسلَ ِني‪ ،‬وأَ​َنا أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫اهلل‪ .‬فَ ُك ُّل‬ ‫ون ا ْل َج ِميعُ ُمتَ َعلِّ ِم َ‬ ‫اء‪َ :‬وَي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪77‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ِم َع ِم َن ِ‬ ‫اآلب‪ .‬اَْل َح َّ‬ ‫ق‬ ‫س أ َّ‬ ‫اآلب إِالَّ الَّذي م َن اهلل‪ .‬ه َذا قَ ْد َأرَى َ‬ ‫َح ًدا َأرَى َ‬ ‫َن أ َ‬ ‫اآلب َوتَ َعلَّ َم ُي ْق ِب ُل إِلَ َّي‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫َم ْن َ‬

‫‪211‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬ ‫ِ ‪73‬‬ ‫‪72‬‬ ‫اؤ ُكم أَ َكلُوا ا ْلم َّن ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َح َّ‬ ‫َّة َو َماتُوا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ :‬م ْن ُي ْؤ ِم ُن ِبي َفلَ ُه َح َياةٌ أ َ​َبد َّي ٌة‪ .‬أَ​َنا ُه َو ُخ ْب ُز ا ْل َح َياة‪َ .‬‬ ‫آب ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫السم ِ‬ ‫الن ِ ِ‬ ‫‪05‬ه َذا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز َّ‬ ‫اء‪ ،‬لِ َكي َيأْ ُك َل ِم ْن ُه ِ‬ ‫وت‪01 .‬أَ​َنا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز ا ْل َح ُّي الَِّذي َن َز َل ِم َن‬ ‫ان َوالَ َي ُم َ‬ ‫س ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫از ُل م َن َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫اء‪ .‬إِ ْن أَ َك َل أَح ٌد ِم ْن ه َذا ا ْل ُخ ْب ِز ي ْحيا إِلَى األَب ِد‪ .‬وا ْل ُخ ْب ُز الَِّذي أَ​َنا أ ْ ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫َج ِل‬ ‫س ِدي الَِّذي أ َْب ِذلُ ُه ِم ْن أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُعطي ُه َو َج َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫‪06‬‬ ‫ِ ‪01‬‬ ‫ف ي ْق ِدر ه َذا أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‬ ‫س َدهُ لِ َنأْ ُك َل؟» فَقَ َ‬ ‫اص َم ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ضا قَ ِائلِ َ‬ ‫ض ُه ْم َب ْع ً‬ ‫ود َب ْع ُ‬ ‫َن ُي ْعط َي َنا َج َ‬ ‫َح َياة ا ْل َعالَم»‪ .‬فَ َخ َ‬ ‫ين‪َ «:‬ك ْي َ َ ُ‬ ‫س َد ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫س لَ ُك ْم َح َياةٌ ِفي ُك ْم‪َ 07 .‬م ْن َيأْ ُك ُل‬ ‫ان َوتَ ْ‬ ‫ش َرُبوا َد َم ُه‪َ ،‬فلَ ْي َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ ْن لَ ْم تَأْ ُكلُوا َج َ‬ ‫َي ُ‬ ‫شرب َد ِمي َفلَ ُه حياةٌ أَب ِد َّي ٌة‪ ،‬وأَ​َنا أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ب‬ ‫ير‪00 ،‬أل َّ‬ ‫س ِدي َمأْ َك ٌل َحق÷ َوَد ِمي َم ْ‬ ‫ش َر ٌ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫سدي َوَي ْ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َن َج َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪07‬‬ ‫‪03‬‬ ‫يه‪َ .‬كما أَر ِ‬ ‫شر ْب َد ِمي يثْب ْت ِف َّي وأَ​َنا ِف ِ‬ ‫حق‪ .‬م ْن يأْ ُك ْل ج ِ‬ ‫اآلب ا ْل َح ُّي‪َ ،‬وأَ​َنا َح ٌّي ِب ِ‬ ‫اآلب‪ ،‬فَ َم ْن‬ ‫سلَني ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫سدي َوَي ْ َ‬ ‫يأْ ُك ْل ِني فَهو ي ْحيا ِبي‪02 .‬ه َذا ُهو ا ْل ُخ ْب ُز الَِّذي َن َز َل ِم َن َّ ِ‬ ‫اؤ ُك ُم ا ْل َم َّن َو َماتُوا‪َ .‬م ْن َيأْ ُك ْل ه َذا‬ ‫آب ُ‬ ‫س َك َما أَ َك َل َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫الس َماء‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫‪35‬‬ ‫‪03‬‬ ‫ون ِم ْن تَالَ ِم ِ‬ ‫ال ه َذا ِفي ا ْلم ْجم ِع و ُهو يعلِّم ِفي َك ْف ِرَناحوم‪ .‬فَقَ َ ِ‬ ‫يذ ِه‪ ،‬إِ ْذ‬ ‫ا ْل ُخ ْب َز فَِإ َّن ُه َي ْح َيا إِلَى األ َ​َب ِد»‪ .‬قَ َ‬ ‫ير َ‬ ‫ال َكث ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ َ َُ ُ‬ ‫‪ِ 31‬‬ ‫ِ‬ ‫ون َعلَى ه َذا‪،‬‬ ‫سوعُ ِفي َن ْف ِس ِه أ َّ‬ ‫ب! َم ْن َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫َن تَالَ ِمي َذهُ َيتَ َذ َّم ُر َ‬ ‫ص ْع ٌ‬ ‫َن َي ْ‬ ‫س َم َع ُه؟» فَ َعل َم َي ُ‬ ‫سم ُعوا‪«:‬إِ َّن ه َذا ا ْل َكالَ َم َ‬ ‫َ‬ ‫‪36‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ان ص ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أَه َذا ُي ْع ِث ُرُك ْم؟ فَِإ ْن َأر َْيتُم ْاب َن ِ‬ ‫َما‬ ‫وح ُه َو الَِّذي ُي ْح ِيي‪ .‬أ َّ‬ ‫اع ًدا إِلَى َح ْي ُ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫ث َك َ‬ ‫ان أ ََّوالً! اَ ُّلر ُ‬ ‫سِ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫ش ْي ًئا‪ .‬اَْل َكالَم الَِّذي أُ َكلِّم ُكم ِب ِه ُهو روح وحياةٌ‪37 ،‬و ِ‬ ‫ع ِم َن‬ ‫ون»‪ .‬أل َّ‬ ‫يد َ‬ ‫سو َ‬ ‫س ُد فَالَ ُي ِف ُ‬ ‫لك ْن ِم ْن ُك ْم قَ ْوٌم الَ ُي ْؤ ِم ُن َ‬ ‫َ ُ ٌ َ َ​َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل َج َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪30‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن َيأ ِْت َي‬ ‫سلِّ ُم ُه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫ال‪«:‬لِه َذا ُق ْل ُ‬ ‫ين الَ ُي ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ا ْل َب ْد ِء َعلِ َم َم ْن ُه ُم الَِّذ َ‬ ‫ت لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه الَ َي ْقد ُر أ َ‬ ‫ون‪َ ،‬و َم ْن ُه َو الَّذي ُي َ‬ ‫يذ ِه إِلَى ا ْلور ِ‬ ‫ون ِم ْن تَالَ ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 33‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون َم َع ُه‪.‬‬ ‫ودوا َي ْم ُ‬ ‫اء‪َ ،‬ولَ ْم َي ُع ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ير َ‬ ‫َ​َ‬ ‫إلَ َّي إ ْن لَ ْم ُي ْعطَ م ْن أَِبي»‪ .‬م ْن ه َذا ا ْل َوقْت َر َج َع َكث ُ‬ ‫‪32‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ب‪ ،‬إِلَى َم ْن‬ ‫س‪َ «:‬ي َار ُّ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫سوعُ لِال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ضا تُ ِر ُ‬ ‫َج َاب ُه ِس ْم َع ُ‬ ‫يد َ‬ ‫َن تَ ْم ُ‬ ‫ش َر‪«:‬أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫ضوا؟» فَأ َ‬ ‫ان ُب ْط ُر ُ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫‪75‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج َاب ُه ْم‬ ‫َنذ َ‬ ‫آم َّنا َو َع َرْف َنا أ ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫يح ْاب ُن اهلل ا ْل َح ِّي»‪ .‬أ َ‬ ‫ت ا ْل َمس ُ‬ ‫ْه ُ‬ ‫ب؟ َكالَ ُم ا ْل َح َياة األ َ​َبديَّة ع ْن َد َك‪َ ،‬وَن ْح ُن قَ ْد َ‬ ‫‪71‬‬ ‫اإلس َخري ِ‬ ‫شر؟ وو ِ‬ ‫وط ِّي‪،‬‬ ‫س أ َِّني أَ​َنا ْ‬ ‫ان!» قَ َ‬ ‫اح ٌد ِم ْن ُك ْم َ‬ ‫ال َع ْن َي ُهوَذا ِس ْم َع َ‬ ‫ش ْيطَ ٌ‬ ‫ان ِ ْ ْ ُ‬ ‫اختَْرتُ ُك ْم‪ ،‬اال ثْ َن ْي َع َ َ َ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬أَلَ ْي َ‬ ‫َي ُ‬ ‫َن يسلِّم ُه‪ ،‬و ُهو و ِ‬ ‫أل َّ‬ ‫ش َر‪".‬‬ ‫اح ٌد ِم َن اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫َن ه َذا َك َ‬ ‫ان ُم ْزِم ًعا أ ْ ُ َ َ َ َ َ‬

‫‪71‬‬ ‫ان‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)71–71 :3‬فَ َك َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ع ْب َن‬ ‫سو َ‬ ‫س ه َذا ُه َو َي ُ‬ ‫َوقَالُوا‪« :‬أَلَ ْي َ‬ ‫السم ِ‬ ‫اء؟»‪".‬‬ ‫َّ َ‬

‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫اء»‪.‬‬ ‫ون َعلَ ْي ِه أل ََّن ُه قَ َ‬ ‫ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ود َيتَ َذ َّم ُر َ‬ ‫ال‪«:‬أَ​َنا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز الذي َن َز َل م َن َّ َ‬ ‫ون ِبأَِب ِ‬ ‫ف‪ ،‬الَِّذي َن ْح ُن َع ِ‬ ‫ت ِم َن‬ ‫يه َوأ ِّ‬ ‫ُم ِه؟ فَ َك ْي َ‬ ‫وس َ‬ ‫ف َيقُو ُل ه َذا‪ :‬إِ ِّني َن َزْل ُ‬ ‫ارفُ َ‬ ‫ُي ُ‬

‫النازل من السماء= يقصد أن طبيعته سماوية لكنهم هم فهموا أنه نزل من السماء بجسده الذي يرونه أمامهم‬ ‫وهم يعرفون أباه وأمه‪ .‬يتذمرون= هذه طبيعة بنى إسرائيل منذ خرجوا من أرض مصر‪ .‬وواضح أن صورة‬

‫المسيح البشرية‪ ،‬إذ رأوه إنساناً وقفت كعثرة في قبول الهوته‪ .‬رأوه بعيونهم البشرية ولم يروه بالعيون الداخلية كما‬

‫في آية (‪ .)1:‬لذلك فيوحنا تحاشى الكالم عن نسب المسيح ووالدته وتكلم عن الهوته‪ .‬ولقد صنع المسيح معجزة‬

‫إشباع الجموع ليساعدهم عل ى أن يؤمنوا بكالمه لكنهم كانوا مذبذبين‪ ،‬تارة يؤمنوا به وتارة يتذمرون عليه‪ .‬فهم لم‬ ‫يروا إنسان يأتي من السماء ويهب حياة أبدية‪ .‬وفهموا من كالمه أنه أعظم من موسى‪.‬‬

‫‪212‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬ ‫‪76‬‬ ‫‪ِ 77‬‬ ‫ِ‬ ‫َن ُي ْق ِب َل إِلَ َّي إِ ْن‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫يما َب ْي َن ُك ْم‪ .‬الَ َي ْقد ُر أ َ‬ ‫َج َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)77–76 :3‬فَأ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬الَ تَتَ َذ َّم ُروا ف َ‬ ‫ير‪70 .‬إِ َّن ُه م ْكتُوب ِفي األَ ْن ِبي ِ‬ ‫لَم ي ْجتَِذ ْب ُه اآلب الَِّذي أَرسلَ ِني‪ ،‬وأَ​َنا أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ين‬ ‫ون ا ْل َج ِميعُ ُمتَ َعلِّ ِم َ‬ ‫اء‪َ :‬وَي ُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪73‬‬ ‫َن أَح ًدا أرَى اآلب إِالَّ الَِّذي ِم َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِم َع ِم َن ِ‬ ‫اهلل‪ .‬ه َذا قَ ْد َأرَى‬ ‫َ‬ ‫اآلب َوتَ َعلَّ َم ُي ْق ِب ُل إِلَ َّي‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫م َن اهلل‪ .‬فَ ُك ُّل َم ْن َ‬ ‫س أ َّ َ َ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫اآلب‪77 .‬اَْل َح َّ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪َ :‬م ْن ُي ْؤ ِم ُن ِبي َفلَ ُه َح َياةٌ أ َ​َب ِد َّي ٌة‪" .‬‬ ‫َ‬

‫إن لم يجتذبه اآلب= هذا عمل داخلي لآلب بالروح القدس الذي ينخس القلب ويوقظ الضمائر بنور إلهي يشرق‬ ‫في القلب ويقنع فيأتي الشخص للمسيح ويؤمن به ولكن اآلب يجتذب كل من يعطي قلبه هلل ويفتح أعين قلبه‬

‫لقبول مشيئته‪ .‬ومشيئة اهلل هي عمل المسيح ورسالته‪ .‬اآلب يقنع اإلنسان ويمأله نعمة حتى يؤمن بالمسيح رباً‪.‬‬

‫لكن مع إحترام حرية ا إلنسان‪ .‬فاهلل يستخدم قوته النابعة من شدة محبته ليجذب النفوس المترددة‪ ،‬واآلب يجذب‬ ‫في مقابل مقاومة اإلنسان‪ ،‬بقوة إقناع (أر‪ )311:‬لكن دون إجبار‪ .‬وبدون هذا النور اإللهي ال يمكن ألحد أن‬

‫يؤمن بالمسيح (‪:‬كو‪ .)71:1‬وكل أقنوم يقود لألقنوم اآلخر بال أنانية‪ .‬فاألقانيم مرتبطة في وحدة بالحب‪ .‬فاآلب‬

‫يجذب ويقود لإلبن‪ ،‬واإلبن يقود لآلب "من أراد اإلبن أن يعلن له" (لو‪ .)111::‬والروح القدس يقود لإلبن‬

‫(يو‪ .) :11::‬ولزوم أن اآلب يجذبنا هذا راجع لقصور العقل البشري وحده عن أن يدرك اهلل فيؤمن‪ .‬ولكن كيف‬ ‫يجتذب اآلب المؤمن؟ اإلجابة‪ .‬ويكون الجميع متعلمين من اهلل‪ .‬أي أن اهلل يعلمهم فالمعرفة البشرية ال يمكن‬ ‫أن تؤدي وحدها لمعرفة المسيح‪ ..‬وكيف يعلمهم اهلل؟ بأن الروح القدس يكتب على قلوبهم (أر‪)71-7717:‬‬

‫ويكون هذا بالحب الذي رأيناه على الصليب‪ .‬اآلب يرسل الروح القدس فيسكب محبة اهلل في قلوبنا (رو‪)717‬‬ ‫وبهذا الحب ننجذب‪ .‬ومن ينجذب ويأتي يعلمه اهلل‪ .‬اآلن الروح القدس فينا يعلمنا‪ .‬وهم اليهود كان المسيح‬

‫أمامهم يعلمهم‪ .‬فالتعليم لن يصبح حك اًر على الفريسيين بل هو للجميع‪ ،‬لكل من يريد‪ .‬ولكن من أعطى قلبه‬

‫إلبليس يصير إبليس أباه وقطعاً سيرفض تعليم اهلل (يو‪ .)11-1711‬وهذا هو سر رفضهم للمسيح‪ .‬فهم لم‬ ‫يستجيبوا لجذب اآلب لهم بل أعطوا قلوبهم لكبريائهم اي إلبليس‪ .‬وكان تالميذ المسيح برهان صادق على أن‬

‫الروح القدس بدأ يكتب ويعلم من يقبل‪ .‬والمسيح يعلم عن اهلل ليس كأي معلم ق أر كتباً ويعلمها بل ألنه رأى اهلل‬ ‫ويعرفه= ليس أحداً رأي اآلب إالّ الذي من اهلل‪ .‬لذلك فمن يسمع من المسيح فهو يسمع من اهلل رأساً‪ .‬أما حتى‬ ‫أما المسيح فهو من طبيعة اهلل وجوهره فهو قد رآه في ذاته‪ .‬فالرؤيا هنا‬ ‫موسى فهو رأى شبه اهلل (عد‪ّ .)1-71:1‬‬ ‫هي رؤية الذات للذات فاآلب واإلبن ذات واحدة لذلك فعلى البشر أن يتعلموا فهم لم يروا اهلل‪ .‬واهلل أرسل المسيح‬

‫ليعلن اآلب‪( .‬راجع مت‪ +131::‬يو‪ .)::1:3 +:1:1 +7:1::‬وألنه الوحيد الذي رأى اآلب ويعرفه صار‬

‫اإليمان به هو الطريق الوحيد لنوال الحياة األبدية‪ = .‬من يؤمن بي فله حياة أبدية= فرسالته هي الحياة األبدية‬ ‫التي أرسله اهلل اآلب ليكملها‪ .‬وم ختصر الكالم أن المسيح هو الوحيد الذي رأى اآلب ألنه اإلبن الوحيد الجنس‪،‬‬

‫لذلك إن سمعوا له وآمنوا به يكونون قد سمعوا اآلب وبالتالي ينالون القصد من رسالته‪ .‬ورسالته هي أن ينالوا‬

‫الحياة األبدية= أقيمه في اليوم األخير‪ .‬كل من سمع من اآلب وتعلم= أي إستجاب لدعوة اآلب في قلبه وتعليم‬ ‫الروح القدس‪ .‬الدور البشري هو اإلستجابة وعدم المقاومة‪.‬‬

‫‪213‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬ ‫ِ ‪73‬‬ ‫‪72‬‬ ‫اؤ ُكم أَ َكلُوا ا ْلم َّن ِفي ا ْلبِّري ِ‬ ‫َّة َو َماتُوا‪05 .‬ه َذا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز‬ ‫َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)01–72 :3‬أَ​َنا ُه َو ُخ ْب ُز ا ْل َح َياة‪َ .‬‬ ‫آب ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪01‬‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫السم ِ‬ ‫الن ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫اء‪ ،‬لِ َكي َيأْ ُك َل ِم ْن ُه ِ‬ ‫اء‪ .‬إِ ْن أَ َك َل‬ ‫ان َوالَ َي ُم َ‬ ‫س ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫وت‪ .‬أَ​َنا ُه َو ا ْل ُخ ْب ُز ا ْل َح ُّي الذي َن َز َل م َن َّ َ‬ ‫از ُل م َن َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َج ِل حي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُع ِطي ُهو ج ِ‬ ‫اة ا ْل َعالَِم»‪".‬‬ ‫َح ٌد ِم ْن ه َذا ا ْل ُخ ْب ِز َي ْح َيا إِلَى األ َ​َب ِد‪َ .‬وا ْل ُخ ْب ُز الَِّذي أَ​َنا أ ْ‬ ‫سدي الَّذي أ َْبذلُ ُه م ْن أ ْ َ َ‬ ‫أَ‬ ‫َ َ َ‬ ‫أنا هو خبز الحياة= المسيح إعتبر نفسه خب اًز لنوال الحياة األبدية فهو حي ومحيي والحياة موجودة في شخصه‬

‫(يو‪ .)::1:1‬وذلك ألن "أنا هو" المحيي أي الكيان اإللهي إتحد بالخبز الذي هو جسده البشري فصار خب اًز‬ ‫حياً‪ ،‬من يأكله تكون هناك حياة لروحه‪ ،‬وحتى إن مات جسده يكمل حياته التي بدأها على األرض‪ .‬وبدون هذا‬

‫الخبز تموت الروح حتى وان كان الجسد حياً لكن من يريد هذه الحياة عليه أن يؤمن بالمسيح أوالً‪ .‬وكما أن‬ ‫الجسد يموت إن لم يأكل الخبز المادي هكذا تموت الروح إن لم تأكل هذا الخبز الحي الذي هو جسد المسيح‪.‬‬

‫الخطية مفعولها في اإلنسان هو الموت والتناول من جسد المسيح ودمه هو عملية نقل حياة لهذا الميت روحياً‬ ‫بسبب الخطية‪ .‬هذا مثل من عنده مرض في الدم فيحتاج بصفة مستمرة لعملية نقل دم‪ .‬أما في السماء فلن‬

‫نحتاج للتناول فال خطية وال موت‪ .‬لكن سيكون اإلتحاد الكامل بالمسيح هو حياتنا وفرحنا وشبعنا وأبدياً بال‬

‫إنفصال‪ .‬والحياة التي في الجسد والدم سببها إتحاد الهوت المسيح بناسوته‪ .‬والمسيح تجسد ليعطي جسده الحي‬

‫ليكون بذرة الخليقة الجديدة‪ ،‬نأكل جسده لنتحد به وما نحصل عليه بسبب إتحاد ناسوته الذى نأكله بالهوته هو‬ ‫ما نحتاجه فقط أى حياة أبدية وقداسة ومجد وفرح أبدى ال ينطق به ومجيد ‪ .‬ثم يرد المسيح على سؤال اليهود‬

‫عن المن بأن أباؤهم أكلوا المن ولكنهم ماتوا روحياً ولم يدخلوا إلى الراحة بل هم ماتوا جسدياً أيضاً ولم ينفعهم‬

‫المن‪ .‬ولكن من يأكل جسد المسيح لن يموت روحياً‪ .‬حقاً سيموت جسدياً ولكن يظل غير منفصل عن اهلل‪ .‬يشبع‬ ‫من اهلل هنا على األرض وتسرى فيه حياة بعد موت أي أن الموت الجسدي ال يؤذيه لذلك يكرر السيد هنا وأنا‬

‫أقيمه في اليوم األخير (‪ .)71-11-1:-7:‬أبذله= المسيح يكشف هنا عن نيته في الصليب‪ .‬وبالصليب‬

‫سيبذل جسده وهذه هي الطريقة التي نأكل بها الجسد فنحيا فاالفخارستيا هي نفسها ذبيحة المسيح‪ .‬الخبز الحي=‬

‫أي الذي يعطي حياة أبدية لإلنسان‪ .‬إن أكل= تشمل اإليمان به وقبوله‪ .‬الخبز الذي أنا أعطى هو جسدي= من‬ ‫هنا دخل المسيح في مرحلة أخرى فيها يتكلم صراحة عن جسده كمأكل حق‪ .‬هو يعطي جسده للموت ليكون‬

‫للناس حياة أبدية‪ .‬والحظ في (‪ )71‬يقول أبي يعطيكم وفي (‪ )7:‬يقول أنا أعطيكم‪.‬‬

‫‪01‬‬ ‫ف ي ْق ِدر ه َذا أ ْ ِ‬ ‫س َدهُ لِ َنأْ ُك َل؟»‪".‬‬ ‫اص َم ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ضا قَ ِائلِ َ‬ ‫ض ُه ْم َب ْع ً‬ ‫ود َب ْع ُ‬ ‫َن ُي ْعط َي َنا َج َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)01 :3‬فَ َخ َ‬ ‫ين‪َ «:‬ك ْي َ َ ُ‬ ‫إن لم يأتي اإلنسان باإليمان إلى المسيح لن يتقبل هذه الحقائق‪ .‬فخاصم= البعض فهم الكالم على المستوى‬ ‫الروحي‪ .‬والبعض رفضه ألنه فَ َّك َر بأسلوب جسدي‪ .‬ولألسف فهذه الخصومة مازالت حتى اليوم بين الكنائس‬ ‫التقليدية والكنائس البروتستانتية‪ .‬بين اإلرتفاع للمستوى الروحي السرائري والمستوى المادي الطبيعي العقالني‪.‬‬

‫فيقولون نفس الكالم!! (وهل يمكن أن يتحول الخبز لجسد والخمر لدم‪ ،‬إنما هما رمز فقط)‪.‬‬

‫‪214‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬ ‫‪06‬‬ ‫س َد ْاب ِن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫ش َرُبوا َد َم ُه‪،‬‬ ‫ان َوتَ ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)06 :3‬فَقَ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ ْن لَ ْم تَأْ ُكلُوا َج َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫س لَ ُك ْم َح َياةٌ ِفي ُك ْم‪" .‬‬ ‫َفلَ ْي َ‬

‫يوحنا إكتفى بما أورده هنا عن جسد المسيح ودمه والتناول منهما فلم يورد ما حدث ليلة تأسيس العشاء السري‬

‫يوم خميس العهد‪ .‬خصوصاً أنه كتب سنة ‪:::‬م بعد أن كان هذا السر منتش اًر ويمارس في كل الكنائس‬ ‫باإلضافة إلى أن اإلنجيليين الثالثة اآلخرين كتبوا عنه‪ .‬كان سؤالهم كيف يقدر وكان رد المسيح بأن تأكلوا‬

‫جسده وتشربوا دمه وهذا إشارة للصلب الذي فيه ينفصل دمه عن جسده‪ ،‬أي بتقديم المسيح نفسه كذبيحة‪ .‬وسر‬ ‫اإلفخارستيا الذي نأكل فيه الجسد ونشرب الدم هو إمتداد لذبيحة الصليب‪ .‬كل قداس هو نفس الذبيحة‪ .‬هو نفس‬

‫المسيح في كل مكان وكل زمان‪ .‬كما تشرق الشمس كل يوم‪ ،‬هي نفسها‪ .‬ولو وضعت ماليين األواني التي بها‬ ‫ماء لظهرت صورة الشمس فيها كلها‪ .‬لذلك فأي جوهرة هي المسيح كله‪ .‬والسر معناه نوال نعمة غير منظورة‬

‫تحت أعراض شئ منظور‪ ،‬فما نتناوله هو خبز وخمر وفي الحقيقة هو جسد ودم‪ .‬وكان شرب الدم محرماً عند‬

‫اليهود (تك‪ +11:‬تث‪ )171:1‬ألن الروح في الدم‪ ،‬وذبيحة المسيح تختلف عن باقي الذبائح إذ أنه يعطينا حياته‬ ‫التي في دمه لتقديسنا (عب‪ ،):1-:71:‬فحياة المسيح األبدية التي في دمه تنتقل إلى من يشربه‪ .‬وكلمة هذا‬ ‫التي وجهها اليهود للمسيح في إحتقار رد عليها بقوله أنه إبن اإلنسان ليذكرهم برؤيا دانيال (‪.):1-:713‬‬

‫شرب َد ِمي َفلَ ُه حياةٌ أَب ِد َّي ٌة‪ ،‬وأَ​َنا أ ُِقيم ُه ِفي ا ْليوِم األ ِ‬ ‫آية ( يو‪07" -:)07 :3‬م ْن يأْ ُك ُل ج ِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ير‪"،‬‬ ‫َ​َ َ‬ ‫سدي َوَي ْ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫أي أن تكون له حياة ال تزول من اآلن وتستعلن في اليوم األخير عند القيامة‪ .‬ولذلك ففي كل مرة نتناول جسد‬

‫المسيح ودمه نب شر بموته ونعترف بقيامته إلى أن يجئ‪ .‬ويأكل ويشرب هنا في اليونانية تشير لألكل الدائم‬ ‫المسرور والشرب بمعنى الشركة الدائمة‪ .‬والحظ أن اآليتين (‪ )71،1:‬فيهما تشابه‪ ،‬لكن آية (‪ )1:‬تتكلم عن‬

‫اإليمان بينما أن آية (‪ )71‬تتكلم عن سر اإلفخارستيا بوضوح‪ ،‬ولكن ال تناول من سر اإلفخارستيا سوى باإليمان‬

‫أوالً‪ .‬ولكن اإليمان وحده فقط ال يكفي فالبد من التناول من الجسد والدم أي سر اإلفخارستيا‪ .‬الذي فيه نأخذ‬ ‫حياة اهلل ألن الجسد متحد بالالهوت‪ .‬واألكل يتضمن الموت مع المسيح والقيامة معه‪.‬‬

‫ب َحق‪" .‬‬ ‫آية ( يو‪00" -:)00 :3‬أل َّ‬ ‫س ِدي َمأْ َك ٌل َحق َوَد ِمي َم ْ‬ ‫ش َر ٌ‬ ‫َن َج َ‬ ‫جسد المسيح هو المأكل الحق‪ .‬وهذا الكالم رد على طلب اليهود أن يعطيهم مناً من السماء كعالمة على أنه‬

‫المسيا‪ .‬حق= أي غير مزيف بل حقيقي يختص بحاجة اإلنسان الحقيقية وليس لسد حاجة الجوع‪ ،‬والحاجة‬ ‫الحقيقية تختص بالروح والحياة األبدية وليس لمجرد عمل إعجازي دنيوي مظهري كما يطلب اليهود‪ .‬ولكن في‬

‫حوار المسيح اآلن لم يفصح أن السر سيتم بالخبز والخمر‪ ،‬هذا تركه ليصنعه أمام التالميذ ليلة الخميس‬

‫المقدسة‪ .‬وقوله مأكل حق ومشرب حق= فهو يشير ألكل حقيقي وليس لإليمان‪.‬‬ ‫شر ْب َد ِمي يثْب ْت ِف َّي وأَ​َنا ِف ِ‬ ‫آية ( يو‪03" -:)03 :3‬م ْن يأْ ُك ْل ج ِ‬ ‫يه‪" .‬‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫سدي َوَي ْ َ‬

‫‪215‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫أكل المن لم يغير شيئاً من طبيعة من أكله‪ ،‬بل من أكله مات‪ ،‬ولكن من يأكل جسد المسيح يبقي فيه ويصير‬

‫وفداء لنا ‪ ،‬وحياته تصير لنا حياة أبدية والثبوت‬ ‫فيه المسيح بصفاته‪ ،‬موت المسيح يصير موتاً لنا عن العالم‬ ‫ً‬ ‫هنا هو ثبوت جسد المسيح باإلنسان أف‪ 7:17‬وهذا ما ينشئ فينا القيامة‪ ،‬إنه إلتحام حي‪ ،‬شخص بشخص‬

‫في فقط نكون معرضين‬ ‫في وأنا فيه‪ .‬فهو لو قال يثبت ّ‬ ‫ينشئ إتحاداً ووحدة‪ .‬ونالحظ أن الثبات متبادل= يثبت ّ‬ ‫لإلنفصال فإمكانياتنا ضعيفة وايماننا ضعيف ولكنه أضاف وأثبت فيه لتأمين اإلتحاد خوفاً من ضعف اإلنسان‬

‫في= فهو يعطيني حياته "لي‬ ‫هذا فعل محبة من المسيح‪ .‬ثباته فينا كما يثبت ويتحد الغذاء بالجسد‪ .‬ويثبت ّ‬ ‫الحياة هي المسيح" (في‪ )1:1:‬وأثبت فيه= فأنا صرت من جسده ومن عظامه (أف‪.)7:17‬‬

‫آية ( يو‪َ 07 -:)07 :3‬كما أَر ِ‬ ‫اآلب ا ْل َح ُّي‪َ ،‬وأَ​َنا َح ٌّي ِب ِ‬ ‫اآلب‪ ،‬فَ َم ْن َيأْ ُك ْل ِني فَ ُه َو َي ْح َيا ِبي‪.‬‬ ‫سلَني ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫حي باآلب= اإلبن ال يحيا وحده بدون اآلب ولكن حياة اآلب‬ ‫صفة اآلب أنه حي (تث‪ +1:17‬مز‪ .):17:‬أنا ٌ‬ ‫هي حياة اإلبن‪ .‬فاآلب واإلبن هما واحد واآلب في اإلبن واإلبن في اآلب (يو‪ .)71-7:1::‬ويفهم من األصل‬

‫حي باآلب تفيد إتحاد األبوة‬ ‫اليوناني أن اآلب ليس سبب حياة اإلبن لكن المعنى "أنا حي بنفس حياة اآلب" أنا ٌ‬ ‫بالبنوة في حياة واحدة غير منفصلة بل اإلبن قال عن نفسه "أنا هو القيامة والحياة" هو له نفس حياة اهلل بسبب‬ ‫الالهوت المتحد به‪ .‬وحياته ليست في سلطان آخر (يو‪ ):11::‬لكن نفهم من العبارة أن المسيح ابن االنسان‬ ‫بسلطانه في حالة خضوع إلرادة اآلب فيسلم حياته‪ ،‬ليكون لنا نحن حياة في إتحاد مع اهلل‪ .‬فإذا أكلنا الجسد‬

‫وشربنا الدم فنحن ال نعود نحيا وحدنا بل نحيا حياة المسيح النابعة من نفس ينبوع اآلب‪ .‬وهكذا يتم الرباط‬

‫اإللهي بين اإلنسان واهلل اآلب بحياة المسيح التي ننالها من اإلفخارستيا ونحيا بها‪ .‬والمسيح يضع عالقته باآلب‬

‫مثالً يحتذي (قارن مع يو‪ .):7-:11:: +1:1:3 +:1:7 +:11:3‬وهنا نفس الشئ فنحن نحيا بالمسيح كما‬ ‫حي باآلب يفهم منه أيضاً أنه من اآلب وليس اآلب منه‪ .‬ويقال هذا دون مساس‬ ‫هو حي باآلب‪ .‬وقوله أنا ٌ‬ ‫بالمساواة بينهم‪ .‬أرسلني= أي صرت في الجسد‪ .‬من يأكلني= يأخذ ويأكل حياة ويحيا بي= يأخذ الحياة التي‬

‫في وهي حياة أبدية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫آية ( يو‪02" -:)02 :3‬ه َذا ُهو ا ْل ُخ ْب ُز الَِّذي َن َز َل ِم َن َّ ِ‬ ‫اؤ ُك ُم ا ْل َم َّن َو َماتُوا‪َ .‬م ْن َيأْ ُك ْل ه َذا‬ ‫آب ُ‬ ‫س َك َما أَ َك َل َ‬ ‫الس َماء‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل ُخ ْب َز فَِإ َّن ُه َي ْح َيا إِلَى األ َ​َب ِد»‪".‬‬ ‫المسيح يكرر حتى ال يطلبوا المن القديم ولكن لألسف لم يفهموا‪ .‬هذا هو الخبز= كما يظهر لنا لكنه فيه حياة‬ ‫أبدية‪.‬‬ ‫‪03‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم‪" .‬‬ ‫آية ( يو‪ " -:)03 :3‬قَ َ‬ ‫ال ه َذا في ا ْل َم ْج َم ِع َو ُه َو ُي َعلِّ ُم في َك ْف ِرَن ُ‬ ‫اح َ‬ ‫المتكلم هنا هو يوحنا البشير ويحدد مكان أقوال المسيح هذه‪ .‬فهو لم يعلمها في السر أو في زاوية من الزوايا‪.‬‬

‫‪216‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫يذ ِه‪ ،‬إِ ْذ ِ‬ ‫ون ِم ْن تَالَ ِم ِ‬ ‫اآليات (يو‪35" -:)36–35 :3‬فَقَ َ ِ‬ ‫َن‬ ‫ب! َم ْن َي ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫ير َ‬ ‫ص ْع ٌ‬ ‫سم ُعوا‪«:‬إِ َّن ه َذا ا ْل َكالَ َم َ‬ ‫َ‬ ‫ال َكث ُ‬ ‫‪ِ 31‬‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬أَه َذا ُي ْع ِث ُرُك ْم؟ ‪31‬فَِإ ْن َأر َْيتُ ُم ْاب َن‬ ‫سوعُ ِفي َن ْف ِس ِه أ َّ‬ ‫ون َعلَى ه َذا‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫َن تَالَ ِمي َذهُ َيتَ َذ َّم ُر َ‬ ‫َي ْ‬ ‫س َم َع ُه؟» فَ َعل َم َي ُ‬ ‫‪36‬‬ ‫ان ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْي ًئا‪ .‬اَْل َكالَ ُم الَِّذي أُ َكلِّ ُم ُك ْم ِب ِه‬ ‫وح ُه َو الَِّذي ُي ْح ِيي‪ .‬أ َّ‬ ‫اع ًدا إِلَى َح ْي ُ‬ ‫يد َ‬ ‫س ُد فَالَ ُي ِف ُ‬ ‫ث َك َ‬ ‫ان أ ََّوالً! اَ ُّلر ُ‬ ‫َما ا ْل َج َ‬ ‫سِ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫وح َو َح َياةٌ‪"،‬‬ ‫ُه َو ُر ٌ‬ ‫فقال كثيرون= قالوا في قلبهم‪ .‬تالميذه= ليس الـ‪ :1‬وال الـ‪ 3:‬رسول وال الـ‪ 7::‬أخ الذين رأوه بعد قيامته‪.‬‬ ‫فالمسيح كان له تالميذه ولكن له أتباع كثيرون‪ .‬الروح هو الذي يحيي أما الجسد فال يفيد شيئاً= المسيح يلح‬ ‫على العقل البشري أن ال يهبط باإللهيات إلى مستوى التراب‪ .‬فمع نيقوديموس إذ عجز عن فهم سر الميالد‬ ‫الثاني قال له المسيح المولود من الجسد هو جسد والمولود من الروح هو روح‪ ،‬أما كيف يتم ذلك فمن المستحيل‬

‫على العقل البشري متابعته‪ ،‬كما لو أردت أن تتبع ريحاً تهب‪ ،‬فأنت ترى اإلنسان يتغير من حال إلى حال وال‬

‫تعرف كيف‪ .‬ومع المرأة السامرية أراد أن يسقيها الماء الحي الذي هو الروح القدس‪ ،‬ولما تابت شربت منه وال‬

‫نعرف كيف ولكننا رأيناها وقد تحولت إلى كارزة وهم نظروا للمسيح إبن يوسف النجار فإستصعبوا كالمه ألنهم‬

‫إنما نظروا إليه جسدياً‪ .‬وهنا يكلمهم عن التناول من الجسد والدم فعجزوا عن الفهم فطلب منهم أن يؤمنوا أوالً‬ ‫حتى يدركوا سر جسده المذبوح فلما عثروا في الفهم أ ّكد أن كالمه على مستوى الروح أي ال يمكن مالحقته عقلياً‬

‫تماماً بالمنطق البشرى ‪ .‬كما أنه ال يمكننا أن نالحق كيف صار الكلمة جسداً‪ .‬وهكذا وبنفس السرية يصير‬ ‫أما من‬ ‫اإلنسان باألكل والشرب من الجسد والدم إنساناً روحياً يتغذى بالروح وبالمسيح كلمة اهلل كسر خالص‪ّ .‬‬ ‫يؤمن بأن التناول هو مجرد رمز أو عمل إيماني وأن الخالص هو بالكلمة المنطوقة التي تؤخذ بالفهم يجب أن‬ ‫يفهم أن اهلل ل م يخلص العالم بالكلمة المنطوقة بل بالكلمة المتجسد المذبوح‪ .‬الجسد هنا في كالم المسيح يشير‬ ‫للفهم الجسداني والروح يشير لإلستنارة التي يعطيها الروح القدس فندرك الحق‪.‬‬

‫الكالم الذي أكلمكم به هو روح وحياة= كالم اهلل يعطينا أن نمتلئ بالروح ويعطينا حياة والكالم الذي أكلمكم به‬ ‫هو كالم روحي ويجب أن نفكر فيه روحياً ويعني أن تعليمي ليس بحسب الجسد فيفهم بالفكر الجسداني‪ ،‬بل‬ ‫يفهم بالروح وهو تعليم يعطي حياة‪ ،‬فالكالم عن تناول الجسد هو كالم حقيقي ولكن ال يفهم بالفكر بل يفهم‬

‫روحياً باإليمان‪ .‬ومن يفهمه روحياً تكون له حياة لروحه‪ ،‬أما إذا فهموه جسدياً فلن ينتفعوا ال ألرواحهم وال‬ ‫ألجسادهم‪ .‬فالجسد ال يفيد شيئاً ولكن الروح والحياة اللذان في الجسد والدم يفيدان في كل شئ‪ .‬والروح والحياة لم‬ ‫يستعلنا لنا ولن يستعلنا فينا إال بشركة فعلية في الموت وفي القيامة‪ .‬وهذا يتم فينا بأكل الجسد الذي فيه سر‬

‫الموت وشرب الدم الذي فيه سر الحياة‪ .‬والحظ أنه حينما نقبل كالم اهلل يكون خضوعنا لكالم اهلل وسيلة لإلمتالء‬

‫من الروح القدس فيكون ذلك لنا حياة‪.‬‬

‫(في آية‪ )36‬الجسد أي الفهم الجسدي أننا نأكل المسيح كلحم ودم والروح أي نتحد بالمسيح تحت أعراض الخبز‬

‫والخمر‪ .‬هذا الكالم صعب= سبق سمعان الشيخ وقال ها إن هذا ُوضع لسقوط وقيام كثيرين (لو‪ .)7111‬وها‬ ‫نحن نرى أن كثيرين سقطوا على المستوى الروحي‪ .‬من تالميذه= ليس اإلثنى عشر (قارن مع آية‪ .):3‬فكان‬ ‫الـ‪ :1‬من الذين قاموا بحسب كالم سمعان الشيخ‪ .‬فمن آمن وسلَّم فرح ومن َّ‬ ‫حكم العقل والمنطق سقط‪ .‬من يقدر‬ ‫‪217‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫أن يسمعه= لهم أذان روحية مغلقة لم تنفتح بكل ما قاله المسيح من كالم روحي‪ .‬وهم تعثروا في أنهم يعرفون‬

‫أن المسيح هو إبن يوسف لذلك قال لهم المسيح‪ ..‬فإن رأيتم إبن اإلنسان صاعداً إلى السماء حيث كان أوالً‬ ‫وهذا يعني يا ليتكم يرتفع فكركم إلى المستوى السمائي الذي أنا منه وذاهب إليه فال تعثروا أيضاً في كيف نأكل‬

‫جسده ونشرب دمه ألنكم لن تأكلوا جسداً ودماً ماديين جسديين بل روحيين تحت أعراض الخبز والخمر‪ ،‬هما‬ ‫جسد ودم إلهيين ولكن بصورة سيعطيها هو أي خبز وخمر‪ .‬فاألكل الجسدي أي بمفهوم الشبع الجسدي لن يفيد‬

‫شيئاً ولكن األكل الروحي للجسد بالروح ُيحيي‪ .‬المسيح هنا بهذه العبارة يتمنى لو إرتفع فكرهم أو صعد فكرهم‬ ‫للسماويات بدالً من أن يفكروا في الجسديات فالموضوع ليس أكل خبز وشرب خمر بل هو حياة سماوية أبدية‬ ‫يعطيها لنا المسيح‪.‬‬

‫ين الَ‬ ‫الَِّذ َ‬ ‫ط ِم ْن‬ ‫ُي ْع َ‬

‫اآليات (يو‪37" -:)33–37 :3‬و ِ‬ ‫سوعَ ِم َن ا ْل َب ْد ِء َعلِ َم َم ْن ُه ُم‬ ‫ون»‪ .‬أل َّ‬ ‫لك ْن ِم ْن ُك ْم قَ ْوٌم الَ ُي ْؤ ِم ُن َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪30‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن َيأ ِْت َي إِلَ َّي إِ ْن لَ ْم‬ ‫سلِّ ُم ُه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫ال‪«:‬لِه َذا ُق ْل ُ‬ ‫ُي ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ت لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُه الَ َي ْقد ُر أ َ‬ ‫ون‪َ ،‬و َم ْن ُه َو الَّذي ُي َ‬ ‫يذ ِه إِلَى ا ْلور ِ‬ ‫ون ِم ْن تَالَ ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 33‬‬ ‫ون َم َع ُه‪" .‬‬ ‫ودوا َي ْم ُ‬ ‫اء‪َ ،‬ولَ ْم َي ُع ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ير َ‬ ‫َ​َ‬ ‫أَِبي»‪ .‬م ْن ه َذا ا ْل َوقْت َر َجعَ َكث ُ‬ ‫منكم قوم ال يؤمنون= هنا نرى قوة إحتمال عجيبة للرب يسوع فهو كان يعلم قلب كل واحد ومن منهم لن يؤمن‬ ‫لكنه إحتمل الجميع‪ .‬من البدء= بلغة القديس يوحنا هي عبارة تشير ألزلية السيد المسيح والهوته‪ .‬المسيح هنا‬

‫يوجه كالمه إلى مجموعة كبيرة من تالميذه‪ ،‬ربما كان من بينهم السبعين رسوالً‪ ،‬وهو هنا يعلن الهوته من خالل‬ ‫درايته بالقلوب‪ .‬وأمام عين المسيح الفاحصة تركه كل من وضعه المسيح أمام ضميره وكشف عدم إيمانه‪ ،‬فمن‬

‫العسير أن يخادع أحداً اهلل‪ .‬والمسيح يعلن أن من يأتي إليه فهو قد أعطاه له اآلب‪ ،‬لذلك فهو غير آسف على‬

‫المفقود وغير خائف على الموجود‪ .‬فالمفقود ليس من نصيبه أصالً والموجود ال يستطيع أحد أن يخطفه من يده‬ ‫ألنه أخذه من يد اآلب‪ .‬لذلك لم يكن المسيح يمالئ أحداً أو يهادن أحداً‪ ،‬ولكن من يطلب يجد‪ ،‬ومن يستجيب‬

‫لجذب اآلب يجد المسيح‪ .‬ومن يبقى هو من قبل دعوة اآلب كما هي ال كما يريد هو‪ .‬فهم يريدون مسيحاً يملك‬

‫إلى= ليس من الخارج لكن يقبلني ويثق في كالمي ويحبني وهذا عمل داخلي في القلب بالروح‬ ‫زمنياً‪ .‬يأتي ّ‬ ‫القدس‪ .‬رجع كثيرون من تالميذه= أي تركوا طريق المسيح‪ .‬ولم يعودوا يمشون معه= فتالميذ المسيح كانوا‬ ‫يعيشون معه ويعاشرونه‪ .‬ولآلن فهناك كثيرون يرجعون بسبب مصالحهم الشخصية أو لذاتهم الدنيوية أو ألنهم‬

‫يجدون أن وصايا المسيح صعبة‪ .‬والسيد لم يقل لهؤالء شيئاً فهو ال يرغم أحد على البقاء معه‪ .‬هؤالء تركوه إذ لم‬

‫يكن لهم إيمان حقيقي‪ .‬فمن له اإليمان الحقيقي يظل تابعاً للمسيح حتى لو لم يفهم تماماً ما يقوله‪ .‬ثقتي في‬ ‫المسيح تجعلني أتبعه حتى لو لم أفهم اآلن ما يقول أو ما يصنع‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)32–37 :3‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫ب؟ َكالَ ُم‬ ‫س‪َ «:‬ي َار ُّ‬ ‫ب‪ ،‬إِلَى َم ْن َنذ َ‬ ‫ِس ْم َع ُ‬ ‫ْه ُ‬ ‫ان ُب ْط ُر ُ‬

‫‪32‬‬ ‫َج َاب ُه‬ ‫لِال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ضا تُ ِر ُ‬ ‫يد َ‬ ‫َن تَ ْم ُ‬ ‫ش َر‪«:‬أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫ضوا؟» فَأ َ‬ ‫اة األَب ِدي ِ‬ ‫ا ْلحي ِ‬ ‫َّة ِع ْن َد َك‪"،‬‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬

‫‪218‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السادس)‬

‫كالم الحياة األبدية عندك= كل كلمة تقولها وقلتها تعطي حياة‪ .‬فالرب يعطي حياة أبدية‪ .‬المسيح يضع اإلثنى‬ ‫عشر أمام حريتهم ليخ تاروا‪ .‬وكان رد بطرس هو الرد على موقف التالميذ الذين إنسحبوا ورد بطرس متفق مع‬ ‫قول المسيح "الكالم الذي أكلمكم به هو روح وحياة‪ .‬ولكن لنالحظ أن اآلية (‪ ):3‬موجهة لكل من ال يؤمن بسر‬ ‫الجسد والدم‪ .‬فالمسيح بإصرار أصر على أننا نتناول جسده ودمه وليس على شكل رموز كما تقول بعض‬ ‫الطوائف اآلن‪ .‬فالمسيح حين رأي أن تالميذه يتركونه لم يقل أنتم لم تفهموا‪ ،‬فما يؤكل هو مجرد رمز‪ ،‬بل نظر‬

‫إلى اإلثني عشر وقال لهم إن لم تقبلوا إنصرفوا أنتم أيضاً‪ .‬وما كان أسهل على المسيح أن يشرح لهم قصة‬ ‫الرمز واألكل باإليمان وال يخسر تالميذه‪ .‬اإلثني عشر= إستمر هذا إسماً للتالميذ حتى بعد غياب يهوذا‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫ت ا ْلم ِسيح ْاب ُن ِ‬ ‫اهلل ا ْل َح ِّي»‪".‬‬ ‫آم َّنا َو َع َرْف َنا أ ََّن َك أَ ْن َ َ ُ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)33 :3‬وَن ْح ُن قَ ْد َ‬ ‫بطرس إختار المسيح بعد أن عقد مقارنة بين المسيح وبين كل من سواه فوجد المسيح هو إبن اهلل الحي مؤكداً‬

‫تبعيته للمسيح‪ .‬آمنا= تصديق كالم المسيح وعرفنا= نتيجة اإلختبار والعشرة‪ .‬واإليمان يأتي أوالً ثم المعرفة‪.‬‬ ‫وبطرس هنا يجيب بالنيابة عن اإلثني عشر‪.‬‬

‫‪75‬‬ ‫شر؟ وو ِ‬ ‫ان!»‬ ‫س أ َِّني أَ​َنا ْ‬ ‫اح ٌد ِم ْن ُك ْم َ‬ ‫ش ْيطَ ٌ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)71–75 :3‬أ َ‬ ‫اختَْرتُ ُك ْم‪ ،‬اال ثْ َن ْي َع َ َ َ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬أَلَ ْي َ‬ ‫َج َاب ُه ْم َي ُ‬ ‫‪71‬‬ ‫َن يسلِّم ُه‪ ،‬و ُهو و ِ‬ ‫اإلس َخري ِ‬ ‫ش َر‪" .‬‬ ‫وط ِّي‪ ،‬أل َّ‬ ‫قَ َ‬ ‫اح ٌد ِم َن اال ثْ َن ْي َع َ‬ ‫َن ه َذا َك َ‬ ‫ال َع ْن َي ُهوَذا ِس ْم َع َ‬ ‫ان ِ ْ ْ ُ‬ ‫ان ُم ْزِم ًعا أ ْ ُ َ َ َ َ َ‬

‫التالميذ إكتشفوا أن يهوذا سارق وأبلغوا المسيح‪ .‬ومن المؤكد أن المسيح كان يعلم حتى دون أن يخبروه ولكنه‬

‫برحابة قلب تركه للنهاية ليعطيه فرصة أخرى‪ ،‬ولم يشأ أن يفضحه ويعلن إسمه لكنه أعلن أن أحد اإلثنى عشر‬ ‫شيطان أي واقع تحت تأثير الشيطان كما قال المسيح هذا عن بطرس إذ رفض الصليب (مت‪ )::‬أليس إني‬

‫أخترتكم= تعليق من الرب يسوع على كالم بطرس‪ ،‬والمعنى أنه يعلم كل شئ ويعلم ما في القلوب‪ .‬وأيضاً تشير‬ ‫لحب المسيح للجميع حتى وهو يعلم بخيانة أحدهم‪ .‬لما رفضه كثيرون والتالميذ رفضوا أن يتركوه‪ .‬قال لهذا‬

‫إخترتكم‪ .‬اإلسخريوطي= أي الذي من قيريوط وهي في اليهودية وبالتالي فيهوذا هو التلميذ الوحيد الذي من‬

‫خارج الجليل‪ .‬المسيح هنا يصحح قول بطرس‪ ،‬إذ قال نحن قد آمنا فيشير أنه يعلم أن منهم وفي وسطهم يهوذا‬ ‫غير المؤمن الذي يفعل إرادة الشيطان‪ .‬واليهود كانوا يحتقرون الجليليين ولكن الحظ أن الخيانة جاءت من الذي‬

‫من اليهودية‪.‬‬

‫‪219‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬

‫(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح السابع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح السابع‬ ‫‪1‬‬ ‫َّد ِفي ا ْليهوِدي ِ‬ ‫َّد َب ْع َد ه َذا ِفي ا ْل َجِل ِ‬ ‫َن‬ ‫َّة أل َّ‬ ‫يل‪ ،‬أل ََّن ُه لَ ْم ُي ِرْد أ ْ‬ ‫َن َيتَ​َرد َ‬ ‫سوعُ َيتَ​َرد ُ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)06 –1 :7‬و َك َ‬ ‫َُ‬ ‫ان َي ُ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫يد ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ظ ِّ‬ ‫ْه ْب‬ ‫يد ا ْل َم َ‬ ‫يبا‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه إِ ْخ َوتُ ُه‪«:‬ا ْنتَ ِق ْل ِم ْن ُه َنا َواذ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ود‪ِ ،‬ع ُ‬ ‫ان ِع ُ‬ ‫ا ْل َي ُه َ‬ ‫َن َي ْقتُلُوهُ‪َ .‬و َك َ‬ ‫ود َكا ُنوا َي ْطلُ ُب َ‬ ‫ال‪ ،‬قَ ِر ً‬ ‫‪7‬‬ ‫ش ْي ًئا ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ودي ِ‬ ‫إِلَى ا ْل َي ُه ِ‬ ‫َن‬ ‫َح ٌد َي ْع َم ُل َ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫اء َو ُه َو ُي ِر ُ‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫َّة‪ ،‬لِ َك ْي َي َرى تَالَ ِمي ُذ َك أ َْي ً‬ ‫س أَ‬ ‫َع َمالَ َك الَّتي تَ ْع َم ُل‪ ،‬ألَنَّ ُه لَ ْي َ‬ ‫ت تَعم ُل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون ِب ِه‪.‬‬ ‫س َك لِ ْل َعالَِم»‪0 .‬أل َّ‬ ‫هذ ِه األَ ْ‬ ‫ضا لَ ْم َي ُكونُوا ُي ْؤ ِمنُ َ‬ ‫َي ُك َ‬ ‫َن إِ ْخ َوتَ ُه أ َْي ً‬ ‫اء فَأَ ْظ ِه ْر َن ْف َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫ون َعالَ ن َي ًة‪ .‬إ ْن ُك ْن َ ْ َ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ين ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُك ْم‪،‬‬ ‫ض ْر َب ْع ُد‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫فَقَ َ‬ ‫اضٌر‪ .‬الَ َي ْق ِد ُر ا ْل َعالَ ُم أ ْ‬ ‫َن ُي ْب ِغ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬إِ َّن َوق ِْتي لَ ْم َي ْح ُ‬ ‫َما َوقْتُ ُك ْم فَفي ُك ِّل ح ٍ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫َن أَعمالَ ُه ِشِّر ‪ِ2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬ ‫َص َع ُد َب ْع ُد إِلَى‬ ‫ض ِني أَ​َنا‪ ،‬أل َِّني أَ ْ‬ ‫سُ‬ ‫لك َّن ُه ُي ْب ِغ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ص َع ُدوا أَ ْنتُ ْم إِلَى ه َذا ا ْلعيد‪ .‬أَ​َنا لَ ْ‬ ‫يرةٌ‪ .‬ا ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش َه ُد َعلَ ْيه أ َّ ْ َ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ان إِ ْخوتُ ُه قَ ْد ص ِع ُدوا‪ِ ،‬حي َن ِئذٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث في ا ْل َجل ِ‬ ‫ه َذا ا ْلعيد‪ ،‬أل َّ‬ ‫ال لَ ُه ْم ه َذا َو َم َك َ‬ ‫َن َوقْتي لَ ْم ُي ْك َم ْل َب ْع ُد»‪ .‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫يل‪َ .‬ولَ َّما َك َ َ‬ ‫ِ ‪11‬‬ ‫ود ي ْطلُبوَن ُه ِفي ا ْل ِع ِ‬ ‫يد‪ ،‬الَ ظَ ِ‬ ‫ضا إِلَى ا ْل ِع ِ‬ ‫ون‪«:‬أ َْي َن‬ ‫اه ًار َب ْل َكأ ََّن ُه ِفي ا ْل َخفَ‬ ‫يد‪َ ،‬وَيقُولُ َ‬ ‫اء‪ .‬فَ َك َ‬ ‫ص ِع َد ُه َو أ َْي ً‬ ‫ان ا ْل َي ُه ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫اك؟» و َك َ ِ‬ ‫ون‪«:‬الَ‪َ ،‬ب ْل‬ ‫َذ َ‬ ‫ون َيقُولُ َ‬ ‫صالِ ٌح»‪َ .‬وآ َخ ُر َ‬ ‫ض ُه ْم َيقُولُ َ‬ ‫يرةٌ ِم ْن َن ْح ِوِه‪َ .‬ب ْع ُ‬ ‫ان في ا ْل ُج ُموِع ُم َن َ‬ ‫ون‪«:‬إِ َّن ُه َ‬ ‫َ‬ ‫اجاةٌ َكث َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ان ا ْل ِع ُ ِ‬ ‫ار ِلسب ِب ا ْل َخو ِ‬ ‫‪ِ 16‬‬ ‫يِ‬ ‫ف ِم َن ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ض ُّل َّ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫صَ‬ ‫ود‪َ .‬ولَ َّما َك َ‬ ‫َح ٌد َيتَ َكلَّ ُم َع ْن ُه ِج َه ًا َ َ‬ ‫ب»‪َ .‬ولك ْن لَ ْم َي ُك ْن أ َ‬ ‫الش ْع َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يد قَد ا ْنتَ َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ ،‬و ُه َو لَ ْم َيتَ َعلَّ ْم؟»‬ ‫ف ه َذا َي ْع ِر ُ‬ ‫ين‪َ « :‬ك ْي َ‬ ‫َّب ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ود قَ ِائِل َ‬ ‫سوعُ إِلَى ا ْل َه ْي َك ِل‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ف ا ْل ُكتُ َ‬ ‫ان ُي َعلِّ ُم‪ .‬فَتَ َعج َ‬ ‫صع َد َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫يمي لَ ْي ِ‬ ‫ال‪«:‬تَعلِ ِ‬ ‫يم‪َ ،‬ه ْل‬ ‫سلَ ِني‪ .‬إِ ْن َ‬ ‫يئتَ ُه َي ْع ِر ُ‬ ‫َن َي ْع َم َل َم ِش َ‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫شا َء أ َ‬ ‫أَ‬ ‫سوعُ َوقَ َ ْ‬ ‫س لي َب ْل للَّذي أ َْر َ‬ ‫َ‬ ‫َج َاب ُه ْم َي ُ‬ ‫ف التَّ ْعل َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سلَ ُه‬ ‫ب َم ْج َد َن ْف ِس ِه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما َم ْن َي ْطلُ ُ‬ ‫ُه َو م َن اهلل‪ ،‬أ َْم أَتَ َكلَّ ُم أَ​َنا م ْن َن ْفسي‪َ .‬م ْن َيتَ َكلَّ ُم م ْن َن ْفسه َي ْطلُ ُ‬ ‫ب َم ْج َد الَّذي أ َْر َ‬ ‫‪13‬‬ ‫الناموس؟ ولَ ْيس أ ِ‬ ‫ق ولَ ْي ِ ِ‬ ‫فَهو ِ‬ ‫َّ‬ ‫وس! لِ َما َذا‬ ‫وسى قَ ْد أ ْ‬ ‫َعطَا ُك ُم َّ ُ َ َ َ َ‬ ‫ام َ‬ ‫س ُم َ‬ ‫س فيه ظُ ْل ٌم‪ .‬أَلَ ْي َ‬ ‫صاد ٌ َ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َح ٌد م ْن ُك ْم َي ْع َم ُل الن ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ال لَ ُه ْم‪:‬‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫الوا‪ِ «:‬ب َك َ‬ ‫ب أْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ش ْيطَ ٌ‬ ‫تَ ْطلُ ُب َ‬ ‫َج َ‬ ‫َن َي ْقتُلَ َك؟» أ َ‬ ‫ان‪َ .‬م ْن َي ْطلُ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫َن تَ ْقتُلُوِني؟» أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫اب ا ْل َج ْمعُ َوقَ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ان‪ ،‬لَ ْيس أ ََّنهُ ِم ْن موسى‪ ،‬ب ْل ِم َن اآلب ِ‬ ‫ت فَتَتَعجَّب َ ِ‬ ‫«عمالً و ِ‬ ‫اء‪.‬‬ ‫اح ًدا َع ِم ْل ُ‬ ‫وسى ا ْل ِختَ َ‬ ‫يعا‪ .‬لِه َذا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َعطَا ُك ْم ُم َ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ون َجم ً‬ ‫‪16‬‬ ‫ان ِ‬ ‫ون ِ‬ ‫وسى‪،‬‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫فَ ِفي َّ‬ ‫الس ْب ِت‪ ،‬لِ َئالَّ ُي ْنقَ َ‬ ‫ان َي ْق َب ُل ا ْل ِختَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ان‪ .‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫س َ‬ ‫الس ْب ِت تَ ْخ ِت ُن َ‬ ‫وس ُم َ‬ ‫ام ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ض َن ُ‬ ‫الس ْب ِت؟ ‪17‬الَ تَ ْح ُكموا حسب الظَّ ِ‬ ‫اح ُك ُموا ُح ْك ًما‬ ‫سا ًنا ُكلَّ ُه ِفي َّ‬ ‫ون َعلَ َّي أل َِّني َ‬ ‫شفَ ْي ُ‬ ‫س َخطُ َ‬ ‫اه ِر َب ِل ْ‬ ‫ُ َ َ​َ‬ ‫أَفَتَ ْ‬ ‫ت إِ ْن َ‬ ‫‪10‬‬ ‫شلِ‬ ‫ال قَوم ِ‬ ‫َه ِ‬ ‫َن َي ْقتُلُوهُ؟ ‪َ 13‬و َها ُه َو َيتَ َكلَّ ُم ِج َه ًا‬ ‫ُور‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫َع ِادالً»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ار َوالَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫س ه َذا ُه َو الَِّذي َي ْطلُ ُب َ‬ ‫ْ‬ ‫يم‪«:‬أَلَ ْي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َن ه َذا ُهو ا ْلم ِسيح حقًّا؟ ‪17‬و ِ‬ ‫َما‬ ‫اء َع َرفُوا َي ِقي ًنا أ َّ‬ ‫ش ْي ًئا! أَلَ َع َّل ُّ‬ ‫لك َّن ه َذا َن ْعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن ُه َو‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ون لَ ُه َ‬ ‫َيقُولُ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫س َ‬ ‫الر َؤ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫اء الَ َي ْع ِر ُ‬ ‫َح ٌد ِم ْن أَ ْي َن ُه َو»‪ .‬فَ َن َ‬ ‫سوعُ َو ُه َو ُي َعلِّ ُم ِفي ا ْل َه ْي َك ِل ِق ِائالً‪« :‬تَ ْع ِرفُوَن ِني َوتَ ْع ِرفُ َ‬ ‫ف أَ‬ ‫ا ْل َمس ُ‬ ‫ادى َي ُ‬ ‫يح فَ َمتَى َج َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫آت‪ ،‬ب ِل الَِّذي أَر ِ‬ ‫ِم ْن أ َْي َن أَ​َنا‪ ،‬و ِم ْن َن ْف ِسي لَم ِ‬ ‫َع ِرفُ ُه أل َِّني ِم ْن ُه‪،‬‬ ‫ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه‪ .‬أَ​َنا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫سلَني ُه َو َحق‪ ،‬الَّذي أَ ْنتُ ْم لَ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪61‬‬ ‫‪65‬‬ ‫َن ُي ْم ِس ُكوهُ‪َ ،‬ولَ ْم ُي ْل ِ‬ ‫آم َن ِب ِه‬ ‫َح ٌد َي ًدا َعلَ ْي ِه‪ ،‬أل َّ‬ ‫سلَ ِني»‪ .‬فَ َ‬ ‫طلَ ُبوا أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ق أَ‬ ‫اعتَ ُه لَ ْم تَ ُك ْن قَ ْد َج َ‬ ‫َن َ‬ ‫َو ُه َو أ َْر َ‬ ‫اء ْت َب ْع ُد‪ .‬فَ َ‬ ‫هذ ِه الَِّتي ع ِملَها ه َذا؟»‪ِ 61.‬‬ ‫ات أَ ْكثَر ِم ْن ِ‬ ‫ون ِم َن ا ْلجم ِع‪ ،‬وقَالُوا‪«:‬أَلَع َّل ا ْلم ِسيح متَى جاء يعم ُل آي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ير َ‬ ‫َ َ ََْ َ‬ ‫سمعَ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َكث ُ‬ ‫َ َ َ‬

‫‪220‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬ ‫‪66‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّون ا ْلجمع يتَ​َناجو َن ِبه َذا ِم ْن َن ْح ِوِه‪ ،‬فَأَرس َل ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‬ ‫َّاما لِ ُي ْم ِس ُكوهُ‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يسي َ‬ ‫ا ْلفَِّريسي َ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ُّون َوُر َؤ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اء ا ْل َك َه َنة ُخد ً‬ ‫‪67‬‬ ‫ضي إِلَى الَِّذي أَر ِ‬ ‫ير بع ُد‪ ،‬ثُ َّم أَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون أَ​َنا الَ‬ ‫ستَ ْطلُ ُبوَن ِني َوالَ تَ ِج ُدوَن ِني‪َ ،‬و َح ْي ُ‬ ‫ث أَ ُك ُ‬ ‫سوعُ‪«:‬أَ​َنا َم َع ُك ْم َزَما ًنا َيس ًا َ ْ‬ ‫سلَني‪َ .‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َي ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪60‬‬ ‫ال ا ْليه ُ ِ‬ ‫َن َيذ َ‬ ‫يما َب ْي َن ُه ْم‪«:‬إِلَى أ َْي َن ه َذا ُم ْزِمعٌ أ ْ‬ ‫ون أَ ْنتُ ْم أ ْ‬ ‫ب َحتَّى الَ َن ِج َدهُ َن ْح ُن؟ أَلَ َعلَّهُ‬ ‫تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ْه َ‬ ‫َن تَأْتُوا»‪ .‬فَقَ َ َ ُ‬ ‫ود ف َ‬ ‫‪63‬‬ ‫شتَ ِ‬ ‫ستَ ْطلُ ُبوَن ِني َوالَ تَ ِج ُدوَن ِني‪،‬‬ ‫ين؟ َما ه َذا ا ْلقَ ْو ُل الَِّذي قَ َ‬ ‫ب إِلَى َ‬ ‫َن َيذ َ‬ ‫ُم ْزِمعٌ أ ْ‬ ‫ين َوُي َعلِّ َم ا ْل ُيوَن ِان ِّي َ‬ ‫ات ا ْل ُيوَن ِان ِّي َ‬ ‫ْه َ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ير ا ْلع ِظ ِيم ِم َن ا ْل ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ادى ِق ِائالً‪«:‬إِ ْن‬ ‫َو َح ْي ُ‬ ‫يد َوقَ َ‬ ‫ون أَ ْنتُ ْم أ ْ‬ ‫سوعُ َوَن َ‬ ‫ون أَ​َنا الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ث أَ ُك ُ‬ ‫ف َي ُ‬ ‫َن تَأْتُوا؟»‪َ .‬وِفي ا ْل َي ْوِم األَخ ِ َ‬ ‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ال ا ْل ِكتَاب‪ ،‬تَ ْج ِري ِم ْن ب ْط ِن ِه أَْنهار م ٍ‬ ‫ال ه َذا‬ ‫َح ٌد َف ْل ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي َوَي ْ‬ ‫اء َح ٍّي»‪ .‬قَ َ‬ ‫آم َن ِبي‪َ ،‬ك َما قَ َ‬ ‫َع ِط َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ش أَ‬ ‫َُ َ‬ ‫ش َر ْب‪َ .‬م ْن َ‬ ‫ع لَ ْم‬ ‫ُع ِط َي َب ْع ُد‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن َي ْق َبلُوهُ‪ ،‬أل َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫َن ُّ‬ ‫َع ِن ُّ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ون ِب ِه ُم ْزِم ِع َ‬ ‫ان ا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ‬ ‫وح الَِّذي َك َ‬ ‫س لَ ْم َي ُك ْن قَ ْد أ ْ‬ ‫الر َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫وح ا ْلقُ ُد َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ي ُك ْن قَ ْد م ِّج َد بع ُد‪75 .‬فَ َك ِثير َ ِ‬ ‫س ِم ُعوا ه َذا ا ْل َكالَم قَالُوا‪«:‬ه َذا ِبا ْل َح ِقيقَ ِة ُه َو َّ‬ ‫ون‬ ‫الن ِب ُّي»‪ .‬آ َخ ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ون م َن ا ْل َج ْم ِع لَ َّما َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون قَالُوا‪«:‬أَلَع َّل ا ْلم ِسيح ِم َن ا ْلجلِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِل َد ُاوَد‪،‬‬ ‫يح!»‪َ .‬و َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫يل َيأْتي؟ أَلَ ْم َي ُق ِل ا ْلكتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫قَالُوا‪«:‬ه َذا ُه َو ا ْل َمس ُ‬ ‫اب إِ َّن ُه م ْن َن ْ‬ ‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬ ‫ِ‬ ‫ث ا ْن ِشقَ ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان قَ ْوٌم‬ ‫يح؟» فَ َح َد َ‬ ‫س َب ِب ِه‪َ .‬و َك َ‬ ‫َو ِم ْن َب ْي ِت لَ ْحٍم ‪،‬ا ْلقَ ْرَي ِة الَِّتي َك َ‬ ‫يها‪َ ،‬يأْتي ا ْل َمس ُ‬ ‫ان َد ُاوُد ف َ‬ ‫اق في ا ْل َج ْم ِع ل َ‬ ‫اء ا ْل َكه َن ِة وا ْلفَِّر ِ‬ ‫ق أَح ٌد علَ ْي ِه األَي ِادي‪70 .‬فَجاء ا ْل ُخدَّام إِلَى ر َؤس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪.‬‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ِم ْن ُه ْم ُي ِر ُ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫يد َ‬ ‫َن ُي ْمس ُكوهُ‪َ ،‬ولك ْن لَ ْم ُي ْل ِ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪73‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ان ه َك َذا ِم ْث َل ه َذا ِ‬ ‫سِ‬ ‫ان!»‪.‬‬ ‫فَقَ َ‬ ‫سٌ‬ ‫َج َ‬ ‫هؤالَء لَ ُه ْم‪«:‬ل َما َذا لَ ْم تَأْتُوا ِبه؟» أ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َّام‪«:‬لَ ْم َيتَ َكلَّ ْم قَط إِ ْن َ‬ ‫اب ا ْل ُخد ُ‬ ‫‪72‬‬ ‫اء أَو ِم َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫الر َؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪77‬فَأَجابهم ا ْلفَِّر ِ‬ ‫آم َن ِب ِه؟‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫يسي َ‬ ‫ضا قَ ْد َ‬ ‫ُّون‪«:‬أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫ضلَ ْلتُ ْم؟ أَلَ َع َّل أ َ‬ ‫س ْ‬ ‫َح ًدا م َن ُّ َ‬ ‫ين َ‬ ‫َ َ ُ​ُ‬ ‫‪05‬‬ ‫ِ‬ ‫الشع َِّ‬ ‫‪ِ 73‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫اء إِلَ ْي ِه لَ ْيالً‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫ون»‪ .‬قَ َ‬ ‫وس ُه َو َم ْل ُع ٌ‬ ‫َولك َّن ه َذا َّ ْ َ‬ ‫وس‪ ،‬الَّذي َج َ‬ ‫يم ُ‬ ‫ام َ‬ ‫ال لَ ُه ْم نيقُود ُ‬ ‫ب الذي الَ َي ْف َه ُم الن ُ‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫س َم ْع ِم ْن ُه أ ََّوالً َوَي ْع ِر ْ‬ ‫الوا لَ ُه‪«:‬أَلَ َعلَّ َك أَ ْن َ‬ ‫وس َنا َي ِد ُ‬ ‫ف َما َذا فَ َع َل؟» أ َ‬ ‫سا ًنا لَ ْم َي ْ‬ ‫َج ُابوا َوقَ ُ‬ ‫ين إِ ْن َ‬ ‫ام َ‬ ‫َواح ٌد م ْن ُه ْم‪« :‬أَلَ َع َّل َن ُ‬ ‫‪06‬‬ ‫ضى ُك ُّل و ِ‬ ‫ِّش َوا ْنظُر! إِ َّن ُه لَم َيقُم َن ِب ٌّي ِم َن ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ضا ِم َن ا ْل َجلِ ِ‬ ‫اح ٍد إِلَى َب ْي ِت ِه‪" .‬‬ ‫يل؟ فَت ْ‬ ‫يل»‪ .‬فَ َم َ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫‪1‬‬ ‫ودي ِ‬ ‫َّد َب ْع َد ه َذا ِفي ا ْل َجلِ ِ‬ ‫َّد ِفي ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ود َكانُوا‬ ‫َّة أل َّ‬ ‫يل‪ ،‬ألَنَّ ُه لَ ْم ُي ِرْد أ ْ‬ ‫َن ا ْل َي ُه َ‬ ‫َن َيتَ​َرد َ‬ ‫سوعُ َيتَ​َرد ُ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)1 :7‬و َك َ‬ ‫ان َي ُ‬ ‫َن َي ْقتُلُوهُ‪" .‬‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َي ْطلُ ُب َ‬

‫في اإلصحاح السابق رأينا المسيح خبز الحياة وهنا نراه ماء الحياة‪ .‬فال حياة بدون ماء‪ ،‬وهو صار حياتنا "لي‬

‫الحياة هو المسيح"‪ .‬والماء رمز للروح القدس (يو‪ )7:-7313‬والسيد المسيح يرسل لنا الروح ليثبتنا فيه فيكون لنا‬

‫حياة‪ ،‬فهو الروح المحيي‪.‬‬

‫ض أيضاً في اليهودية إالّ أن رافضيه في‬ ‫ورِف َ‬ ‫لقد ُرِف َ‬ ‫ض الرب يسوع في الجليل وهذا رأيناه في اإلصحاح السابق‪ُ .‬‬ ‫اليهودية كانت مقاومتهم أعنف‪ ،‬بل بتهديد بالقتل (‪ .)7:+1:+7311+11+71+7:+17+::+:713‬وبين‬

‫(ص‪،:‬ص‪ )3‬حدثت أحداث يوردها باقي اإلنجيليين في (مت‪( +)1:+:1-:1‬مر‪(+):-3‬لو‪.)7:-:11:‬‬ ‫وهذا كله لخصه يوحنا في هذه اآلية‪ .‬وأحداث الجليل هذه إستغرقت (‪ )3-:‬شهور من الفصح للمظال‪.‬‬

‫هنا نرى أن المسيح أتى ليعطيهم حياة (ص‪ ): ، 1‬وهم يريدون قتله‪ .‬وفي اإلصحاح السابق رأينا اآلب هو الذي‬

‫يجذب ‪ ،‬والناس أحرار في أن تؤمن أو ترفض‪ .‬لكن من يؤمن فقد حصل على الحياة‪ .‬وهذا هو الوضع حتى‬

‫اآلن‪.‬‬

‫‪221‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬ ‫‪1‬‬ ‫يد ا ْل َي ُه ِ‬ ‫ظ ِّ‬ ‫يبا‪" .‬‬ ‫يد ا ْل َم َ‬ ‫ود‪ِ ،‬ع ُ‬ ‫ان ِع ُ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)1 :7‬و َك َ‬ ‫ال‪ ،‬قَ ِر ً‬ ‫عيد اليهود= يقول هذا ألن العيد لم يعد هلل وما عادوا هم شعب اهلل بعد صلبهم ورفضهم للمسيح‪ .‬فكيف يفرح‬

‫معهم اهلل وهم يريدون قتل إبنه‪ .‬عيد المظال هو أكبر األعياد اليهودية وأكثرها مسرة ويوافق شهر (سبتمبر‪/‬‬

‫أكتوبر) وهو أحد ‪ 7‬أعياد يذهبون فيها ليعيدوا في أورشليم‪ .‬وهو آخر األعياد اليهودية في السنة اليهودية‪ .‬وهو‬ ‫‪ 1‬أيام واليوم الثامن يسمى اليوم العظيم من العيد‪ .‬وهم يسكنون فيه في مظال كذكرى لتغربهم في سيناء واليوم‬

‫الثامن ذكرى دخولهم أرض الميعاد‪ .‬وفيه فرح بالحصاد (حصاد العنب) لذلك يدعى عيد الحصاد فكان عيد فرح‬

‫فالمال كثير والجو حلو مناسب‪ .‬وكانوا يقيمون له المظال في ساحات المنازل والشوارع وعلى أسطح المنازل‬

‫ليذكروا غربتهم في سيناء‪ +‬دخولهم ألرض الموعد‪ +‬شكر هلل على الحصاد وكان هذا رم اًز لدخولنا السماء‬ ‫(بالذات اليوم الثامن بعد األيام السبعة التي تشير للغربة على األرض)‪ .‬وكان رئيس الكهنة يومياً خالل أيام العيد‬

‫(في رأي أنه خالل السبعة األيام وفي رأي آخر خالل األيام الثمانية كلها) يخرج بمالبسه الرسمية ومعه قدر من‬ ‫ذهب يمأله من بركة سلوام ثم يتجه للمذبح ويصبه في فوهة فضية يخرج منها أنبوب فضي‪ ،‬ليصرف الماء إلى‬

‫وادي قدرون‪ .‬وكان هذا تذكا اًر للصخرة التي أخرجت لهم ماء ويردد الشعب (أش‪ ):+7-11:1‬وكانوا يقرأون في‬

‫هذا العيد (زك‪ + :-11:‬حز‪ + 13‬أش‪ ):1‬والرب يسوع إتخذ هذا المشهد أساساً لتعليمه الذي قال فيه "إن‬

‫إلى ويشرب (يو‪ )71-7313‬وكأنه يرد على هتاف الالويين بنشيد الصخرة بأنهم يتحدثون عنه‬ ‫عطش أحد فليقبل ّ‬ ‫هو (أش‪ .):+7-11:1‬فعيد المظال كان مرتبط بالماء‪ .‬والمسيح قال في العيد أنا مصدر الماء (الصخرة)‪.‬‬

‫وكان في العيد أيضاً يضاء منارات ذهبية (منارة كبرى لها ‪ 1‬شعب تضاء واحدة كل يوم من أيام العيد ‪+‬‬

‫‪1‬منارات أخرى) والمنارات موضوعة في دار النساء في الهيكل‪ .‬وكان ضوء هذه المنارات شديداً جدًا حتى أنه‬

‫يضئ أفنية بيوت أورشليم‪ .‬وكان هذا النور تذكا اًر لعمود النور الذي رافقهم في البرية‪ .‬والرب يسوع إستخدم هذا‬

‫المنظر في تعليمه "أنا هو نور العالم" (‪.):111‬‬

‫وكانوا يقدمون ذبائح كثيرة في هذا العيد ولذلك أضاف المسيح لماذا تريدون أن تقتلوني فهو يعرف أنه الذبيحة‬

‫الحقيقية الذي سيقتلونه (‪ .)::13‬وفي هذا العيد أتوا بامرأة أمسكت في زنا ونسوا أن أباءهم زنوا في البرية‬ ‫وبسبب زناهم ماتوا‪.)711( .‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ودي ِ‬ ‫ْه ْب إِلَى ا ْل َي ُه ِ‬ ‫َع َمالَ َك‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)7–6 :7‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه إِ ْخ َوتُ ُه‪«:‬ا ْنتَ ِق ْل ِم ْن ُه َنا َواذ َ‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫َّة‪ ،‬لِ َك ْي َي َرى تَالَ ِمي ُذ َك أ َْي ً‬ ‫‪7‬‬ ‫ت تَعم ُل ِ‬ ‫ش ْي ًئا ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اء‬ ‫هذ ِه األَ ْ‬ ‫َح ٌد َي ْع َم ُل َ‬ ‫يد أ ْ‬ ‫اء َو ُه َو ُي ِر ُ‬ ‫َن َي ُك َ‬ ‫س أَ‬ ‫ش َي َ‬ ‫الَّتي تَ ْع َم ُل‪ ،‬ألَنَّ ُه لَ ْي َ‬ ‫ون َعالَ ن َي ًة‪ .‬إ ْن ُك ْن َ ْ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ض ْر َب ْع ُد‪،‬‬ ‫س َك لِ ْل َعالَِم»‪0 .‬أل َّ‬ ‫ون ِب ِه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ضا لَ ْم َي ُكوُنوا ُي ْؤ ِم ُن َ‬ ‫سوعُ‪«:‬إِ َّن َوق ِْتي لَ ْم َي ْح ُ‬ ‫َن إِ ْخ َوتَ ُه أ َْي ً‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫فَأَ ْظ ِه ْر َن ْف َ‬ ‫ض ُكم‪ ،‬و ِ‬ ‫اضر‪7 .‬الَ ي ْق ِدر ا ْلعالَم أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما َوقْتُ ُك ْم فَ ِفي ُك ِّل ِح ٍ‬ ‫َع َمالَ ُه‬ ‫ش َه ُد َعلَ ْي ِه أ َّ‬ ‫َوأ َّ‬ ‫ض ِني أَ​َنا‪ ،‬أل َِّني أَ ْ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫لك َّن ُه ُي ْب ِغ ُ‬ ‫َن ُي ْبغ َ ْ َ‬ ‫ين َح ٌ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫يرةٌ‪" .‬‬ ‫شِّر َ‬ ‫هؤالء اإلخوة ربما هم من أوالد يوسف خطيب مريم من زواج سابق أو أوالد خالته أو أوالد أعمامه‬

‫(مت‪ +771:7‬مر‪ )7:+1:17‬أو غيرهم من أقاربه‪ .‬ولم يكن كل أقاربه مؤمنون به بل كان كثيرون منهم ربما‬

‫‪222‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬

‫بسبب غيرتهم من شهرته‪ ،‬كانوا يكرهونه بل يقولون أنه مختل‪ .‬وهم ألنهم أكبر منه سناً أتوا ليقدموا إليه نصيحة‬

‫في صورة نقد‪ ..‬أي لماذا أنت مختبئ في الجليل ‪ ،‬ها أنت خائف من اليهود بسبب تهديدهم لك في أورشليم‪.‬‬ ‫وكانت نصيحتهم أن يذهب ألورشليم وهناك أحد إحتمالين‪1‬‬

‫أن يقتله اليهود وكان مقصدهم أن يتخلصوا منه‪ .‬أو أن الرؤساء الدينيين يكتشفوا زيف مقاصده‪.‬‬

‫أن يملك فعالً فيتعظمون معه ولذلك يدفعونه للشهرة في اليهودية (وحجاج أورشليم سيشهرونه في كل العالم بعد‬ ‫عودتهم لبالدهم) لكن هو طريقه الصليب‪ .‬ولكن كالمهم كان يحمل معاني التعيير والشماتة‪.‬‬

‫أما رد المسيح فإنه كان‪ 1‬أن ساعة الصليب لم تأتي بعد‪ .‬فساعة ظهوره العلني ستأتي سريعاً بالصليب‪ .‬ومازال‬ ‫أمامه وقت يكمل فيه تعليمه‪ ،‬أما هم فهم يستطيعون الذهاب إلى أورشليم كل وقت بال خوف فليذهبوا إن أرادوا‪،‬‬

‫أما المسيح فال يذهب هذه المرة إالّ ليصلب‪ .‬والوقت عند المسيح محدد بالدقائق ولكل شئ وقته حسب حكمته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إذاً هو ليس خائفاً من الصليب لكن لديه عمل يكمله قبل الصليب‪.‬‬

‫ال يقدر أن يبغضكم= فأفكاركم كأفكار العالم‪ .‬العالم عند المسيح يعني العالم بدون اهلل‪ ،‬وألنه رأى الشر في قلوب‬ ‫إخوته وجدهم يشبهون العالم لذلك قال لن يبغضهم العالم فأعمالهم متوافقة مع العالم‪ .‬لذلك سلَّم المسيح أمه‬ ‫ليوحنا ولم يسلمها أل حد هؤالء اإلخوة‪ .‬ويذكر أن يعقوب ويهوذا ليس اإلسخريوطي وهما إخوة الرب صا ار من‬

‫الملك لكنهم آمنوا به بعد ذلك ولكنه يبغضني‬ ‫تالميذه ولهما رسالتين بإسميهما‪ .‬وربما تعث ار في المسيح لرفضه ُ‬ ‫ألني أشهد عليه= فالمسيح يتكلم بالحق والعالم ال يحتمل من يكلمه بالحق‪ .‬وأهل العالم ال يحتملون التبكيت‬ ‫ويواجهونه بالهجوم (راجع رؤ‪ .)::1::‬أما وقتكم فى كل حين حاضر= فهم بسلوكهم المادي وبغضتهم له‪ ،‬هم‬ ‫جزء من العالم‪ ،‬يتصرفوا مثل العالم‪ ،‬يطلبوا الشهرة فوقتهم حاضر في كل حين فهم جزء من العالم‪ .‬وقته الذي‬

‫حدده هو أن يذهب للصليب ووقتهم أنه يذهب للشهرة وهذا ما لم يرده‪ .‬أي زمان تريدون الذهاب فيه إذهبوا=‬

‫وقتكم لتحتفلوا بطريقتكم‪ .‬أما أنا فوقتي هو الصليب‪ .‬وقتكم دائماً حاضر في هذا العالم لتفرحوا فالعالم ال‬ ‫يهددكم بخطر فأنتم من العالم‪ .‬وقتي لم يحضر بعد= هو له خطة إلهية يسير بمقتضاها للصليب وذلك باإلتفاق‬

‫مع اآلب‪.‬‬ ‫‪ِ2‬‬ ‫ت أَصع ُد بع ُد إِلَى ه َذا ا ْل ِع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن َوق ِْتي‬ ‫يد‪ ،‬أل َّ‬ ‫س ُ ْ َ َْ‬ ‫ص َع ُدوا أَ ْنتُ ْم إِلَى ه َذا ا ْلعيد‪ .‬أَ​َنا لَ ْ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)15–2 :7‬ا ْ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ضا إِلَى ا ْل ِع ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ان إِ ْخوتُ ُه قَ ْد ِ‬ ‫ث ِفي ا ْل َجلِ ِ‬ ‫يد‪،‬‬ ‫ال لَ ُه ْم ه َذا َو َم َك َ‬ ‫َب ْع ُد»‪ .‬قَ َ‬ ‫ص ِع َد ُه َو أ َْي ً‬ ‫صع ُدوا‪ ،‬حي َنئذ َ‬ ‫َ‬ ‫يل‪َ .‬ولَ َّما َك َ َ‬ ‫ب ْل َكأ ََّن ُه ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫اء‪" .‬‬ ‫َ‬

‫لَ ْم ُي ْك َم ْل‬ ‫الَ ظَ ِ‬ ‫اه ًار‬

‫لم يرد المسيح أن يصعد معهم ألن هدفهم أن يظهر المسيح في مجده ويعلن عن ملكه‪ .‬والمسيح يقول إلخوته‬

‫إصعدوا أنتم لتحتفلوا بالعيد كما تريدوا أنا ال أصعد بعد= أي أنا ال أصعد اآلن معكم فهو صعد بعدهم لكن ال‬

‫ُلي َعي ْد مثلهم أو ليظهر نفسه كما يريدوا بل صعد في الخفاء فهو ال يستعرض قوته وال يريد إثارة اليهود فوقت‬ ‫الصليب لم يأتي بعد والحظ دقة المسيح فهو لم يقل أنا لن أصعد بل أنا ال أصعد بعد= أي لن أصعد اآلن‪ .‬وهو‬ ‫ال يريد اإلثارة وسط الرؤساء خصوصاً أن الصعود ألورشليم كان يصاحبه غناء وتهليل في مواكب وهم مع‬ ‫‪223‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬

‫الجليليين الذين يذكرون معجزة الخمس خبزات سيصنعوا ثورة في دخوله ألورشليم وهذا ما ال يريده‪ .‬وهو أراد أن‬

‫يصعد ليكمل رسالته أوالً ثم يقدم نفسه ذبيحة‪ .‬والمسيح لم يصعد مباشرة إلى أورشليم بل جاء أوالً إلى تخوم‬

‫مر على إقليم بيرية‪ .‬وهذا يوضح قصد الرب أنه لن يصعد إلى أورشليم‬ ‫اليهودية (مت‪ +:1::‬مر‪ ):1::‬أي ّ‬ ‫مباشرة‪ .‬وبعد بيرية ذهب إلى تخوم اليهودية ثم ذهب ألورشليم‪ .‬ولما أرادوا أن يمسكوه ذهب ثانية إلى عبر‬ ‫األردن (يو‪ .)1:-7:1::‬ثم في نهاية رحلته حطّ الرحال في بيت عنيا لزيارة لعازر ومريم ومرثا (لو‪-711::‬‬ ‫‪ ) 7:‬ومن قرية بيت عنيا دخل إلى أورشليم في منتصف العيد‪ .‬السيد بإنفصاله عن إخوته في صعودهم للعيد‬

‫أراد أن ُيظهر أن مفاهيمه غير مفاهيمهم وطرقه غير طرقهم‪ .‬وكان إنفصاله في الزمن وخط سير الرحلة‪ .‬وقتي‬ ‫لم يكمل بعد= أي وقت الصليب لم يأتي‪ .‬فال أريد إثارة اآلن‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ود ي ْطلُبوَن ُه ِفي ا ْل ِع ِ‬ ‫ان ِفي ا ْل ُج ُموِع‬ ‫ون‪«:‬أ َْي َن َذ َ‬ ‫اك؟» َو َك َ‬ ‫يد‪َ ،‬وَيقُولُ َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)17–11 :7‬فَ َك َ‬ ‫ان ا ْل َي ُه ُ َ ُ‬ ‫الشعب»‪16 .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لك ْن لَ ْم‬ ‫صالِ ٌح»‪َ .‬و َ‬ ‫ون َيقُولُ َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫ض ُه ْم َيقُولُ َ‬ ‫يرةٌ ِم ْن َن ْح ِوِه‪َ .‬ب ْع ُ‬ ‫ون‪«:‬الَ‪َ ،‬ب ْل ُيض ُّل َّ ْ َ‬ ‫ُم َن َ‬ ‫َ‬ ‫ون‪«:‬إِ َّن ُه َ‬ ‫اجاةٌ َكث َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ف‪ِ ،‬‬ ‫ان ا ْل ِع ُ ِ‬ ‫ار لِسب ِب ا ْل َخو ِ‬ ‫ف ِم َن ا ْل َي ُه ِ‬ ‫سوعُ إِلَى ا ْل َه ْي َك ِل‪،‬‬ ‫ود‪َ .‬ولَ َّما َك َ‬ ‫َح ٌد َيتَ َكلَّ ُم َع ْن ُه ِج َه ًا َ َ‬ ‫َي ُك ْن أ َ‬ ‫ْ‬ ‫صع َد َي ُ‬ ‫صَ َ‬ ‫يد قَد ا ْنتَ َ‬ ‫ان ُي َعلِّ ُم‪" .‬‬ ‫َو َك َ‬ ‫واضح أن المسيح كان غائباً في األيام األولى للعيد‪ .‬فكان اليهود= أي الكل أصدقاء وأعداء‪ .‬وربما لم يفصح‬

‫المسيح إلخوته أنه سيصعد حتى ال يعطي فرصة ألعدائه أن يدبروا مكائدهم ضده‪ .‬أين ذاك= تأتي بمعنى‬

‫اإلحتقار‪ ،‬لكنهم يريدون رؤيته لمعجزاته‪ .‬مناجاة= في أصلها تعني لغط ‪ ،‬دليل على تعارض أراء الناس ولآلن‬

‫فأراء الناس في المسيح متضاربة‪ .‬من نحوه= أصلها بخصوصه‪ .‬لم يكن أحد يتكلم عنه= بمديح أو إعجاب‬

‫لسبب الخوف من اليهود= أي الرؤساء من فريسيين وكهنة وكتبة فكان من يساندون المسيح خائفين أن يظهروا‬

‫ذلك أمام الرؤساء‪ .‬ولما إنتصف العيد= أي بعد أربعة أيام‪ .‬وظهور المسيح فجأة في عيد المظال تنبأ عنه زكريا‬

‫(‪ .)::1:1‬البعض يقولون أنه صالح= أي طاهر ونقي لكن بدون إيمان أنه المسيا‪ .‬وكان يعلم= بسلطان‬ ‫شارحاً ومفس اًر العهد القديم‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫ب‪َ ،‬و ُه َو لَ ْم َيتَ َعلَّ ْم؟»‪".‬‬ ‫ف ه َذا َي ْع ِر ُ‬ ‫ين‪َ « :‬ك ْي َ‬ ‫َّب ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ود قَ ِائلِ َ‬ ‫ف ا ْل ُكتُ َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)10 :7‬فَتَ َعج َ‬ ‫هذه أول نقطة تعثروا فيها في المسيح‪ ..‬ما هو مصدر تعليمه‪ .‬الكتب= األسفار المقدسة‪ .‬وهو لم يتعلم= ال‬

‫تعني أن المسيح كان جاهالً فهو كتب على األرض (‪ )1-:11‬وناقش الشيوخ في الهيكل وعمره ‪:1‬سنة (لو‪)7‬‬ ‫ولكن المقصود أنه لم يتتلمذ على يد أحد الربيين‪ .‬وقوة تعاليم المسيح التي سببت دهشة الجموع راجعة للمصدر‬

‫اإللهي الذي فيه فهو واضع الناموس‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ِ​ِ‬ ‫يمي لَ ْي ِ‬ ‫ال‪«:‬تَعلِ ِ‬ ‫سلَ ِني‪" .‬‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :7‬أ َ‬ ‫سوعُ َوقَ َ ْ‬ ‫س لي َب ْل للَّذي أ َْر َ‬ ‫َ‬ ‫َج َاب ُه ْم َي ُ‬

‫‪224‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬

‫معروف عند اليهود أن أي ناموسي ال تقبل شهادته إالّ إذا أعلن عن الشخص الذي تلقى عنه المعلومة ويجب‬

‫أن يكون رابي أي معلم رسمي معترف به لذلك يقول يسوع هنا‪ 1‬تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني أي اآلب‪ .‬إذاً‬

‫أيها اليهود إبحثوا عن الحق في تعليمي‪ ،‬فتعليمي يعلن أن اهلل مصدره إذاً فاهلل هو الذي أرسلني‪ .‬وال تبحثوا عن‬

‫مصدر لتعليمي من مصادركم (يو‪ .)::1:1 +1:1:1 +::17‬ومع أن المسيح واآلب واحد إالّ أن السيد‬ ‫المسيح قال إن التعليم هو لآلب " اهلل كلمنا فى ابنه" ( عب‪ ) :1:‬فلو قال أنه هو مصدر التعليم لرفضوه‪ ،‬فهم‬

‫قطعاً يجهلوا عالقة المسيح باآلب‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ف التَّعلِيم‪َ ،‬ه ْل ُهو ِم َن ِ‬ ‫اهلل‪ ،‬أ َْم أَتَ َكلَّ ُم أَ​َنا ِم ْن َن ْف ِسي‪" .‬‬ ‫آية ( يو‪ " -:)17 :7‬إِ ْن َ‬ ‫َن َي ْع َم َل َم ِش َ‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫اء أ َ‬ ‫َ‬ ‫ش َ‬ ‫يئتَ ُه َي ْع ِر ُ ْ َ‬ ‫الرب يطرح أمام سامعيه الوسيلة للتحقق من المصدر اإللهي لتعليمه وهذه الوسيلة هي أن من يريد أن يصنع‬

‫مشيئة اهلل سيجد نفسه في توافق مع كالم المسيح‪ .‬وبالتالي نستنتج أن اإلنسان الذي يؤمن بالمسيح وأنه أتى من‬ ‫اآلب يكون هو اإلنسان الذي شاء ويشاء أن يعمل ويعرف مشيئة اآلب‪ .‬الذي يتعلم عند الربيين عنده مجموعة‬

‫من المعلومات‪ ،‬ولكن السيد هنا يتكلم عن المعرفة اإلختبارية لمن ينفذ مشيئة اآلب (مت‪ . ) 13 – 11 1 3‬إن‬

‫شاء أحد= من يريد أن يطيع اهلل يأخذ نو اًر من اهلل ليعرف نوع التعليم وأنه من اهلل‪ ،‬وليس من يبحث بالطرق‬ ‫العلمية‪ .‬إذاً المعرفة متوقفة على خضوع القلب هلل‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ب َم ْج َد َن ْف ِس ِه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ص ِاد ٌ‬ ‫َما َم ْن َي ْطلُ ُ‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)12 :7‬م ْن َيتَ َكلَّ ُم م ْن َن ْفسه َي ْطلُ ُ‬ ‫سلَ ُه فَ ُه َو َ‬ ‫ب َم ْج َد الَّذي أ َْر َ‬ ‫ولَ ْيس ِف ِ‬ ‫يه ظُ ْل ٌم‪" .‬‬ ‫َ َ‬

‫من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه= هذا مبدأ عام يطبقه المسيح على نفسه‪ .‬ومثل هذا يدعي ما ليس فيه‪.‬‬

‫أما أنا فأطلب مجد اآلب‪ .‬المسيح هنا يثبت إرتباطه باآلب‪ ،‬بأنه ال يطلب شيئاً لنفسه بل مجد اهلل اآلب وألنه‬

‫أخرج نفسه من طلب الثمن فتعليمه يكون إلهياً تماماً‪ .‬وبالنسبة ألي خادم يبحث عن مجده الشخصي وثمناً‬ ‫لخدمته يكون كمن يبتز مجد اهلل لحساب نفسه وكالم المسيح هنا هكذا ألنه أخلى ذاته آخذاً صورة عبد (في‪311‬‬

‫مجده اآلب (يو‪ .)111:1‬ليس فيه ظلم= ليس فيه بطالن أو‬ ‫‪ +‬يو‪ )1:17‬بل هو غسل أرجل تالميذه‪ .‬لذلك ّ‬ ‫كذب‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫الناموس؟ ولَ ْيس أ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َن‬ ‫ون أ ْ‬ ‫وس! لِ َما َذا تَ ْطلُ ُب َ‬ ‫وسى قَ ْد أ ْ‬ ‫َعطَا ُك ُم َّ ُ َ َ َ َ‬ ‫ام َ‬ ‫س ُم َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :7‬أَلَ ْي َ‬ ‫َح ٌد م ْن ُك ْم َي ْع َم ُل الن ُ‬ ‫تَ ْقتُلُوِني؟»‪".‬‬

‫المسيح هنا يهاجم اليهود ويتهمهم بأنهم يخالفون الناموس فهم يريدون قتله‪ ،‬وهذا ضد الناموس فلماذا يقتلونه وهو‬

‫برئ‪ ،‬وهم شهدوا في آية (‪ ):7‬أن تعليمه على مستوى فائق‪ .‬والمسيح يهاجمهم ألنهم لم يكتشفوا مصدر تعليمه‬ ‫اإللهي وشهادته لآلب وبالتالي فحسب آية (‪ ):3‬فهم ال يريدوا أن يصنعوا مشيئة اآلب‪ ،‬فلو أرادوا لعرفوه وعرفوا‬

‫مصدره اإللهي‪.‬‬

‫‪225‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬

‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫سوعُ َوقَا َل‬ ‫ش ْي َ‬ ‫الوا‪ِ «:‬ب َك َ‬ ‫ب أْ‬ ‫طٌ‬ ‫َج َ‬ ‫َن َي ْقتُلَ َك؟» أ َ‬ ‫ان‪َ .‬م ْن َي ْطلُ ُ‬ ‫َج َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)17–15 :7‬أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫اب ا ْل َج ْمعُ َوقَ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ت فَتَتَعجَّب َ ِ‬ ‫لَهم‪« :‬عمالً و ِ‬ ‫وسى‪َ ،‬ب ْل ِم َن‬ ‫اح ًدا َع ِم ْل ُ‬ ‫وسى ا ْل ِختَ َ‬ ‫يعا‪ .‬لِه َذا أ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫س أ ََّن ُه م ْن ُم َ‬ ‫ان‪ ،‬لَ ْي َ‬ ‫َعطَا ُك ْم ُم َ‬ ‫ون َجم ً‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫‪16‬‬ ‫اآلب ِ‬ ‫ان ِ‬ ‫ون ِ‬ ‫وسى‪،‬‬ ‫ان ِفي َّ‬ ‫اء‪ .‬فَ ِفي َّ‬ ‫الس ْب ِت‪ ،‬لِ َئالَّ ُي ْنقَ َ‬ ‫ان َي ْق َب ُل ا ْل ِختَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ان‪ .‬فَِإ ْن َك َ‬ ‫س َ‬ ‫الس ْب ِت تَ ْخ ِت ُن َ‬ ‫َ‬ ‫وس ُم َ‬ ‫ام ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ض َن ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫الس ْب ِت؟ الَ تَ ْح ُكموا حسب الظَّ ِ‬ ‫اح ُك ُموا ُح ْك ًما َع ِادالً»‪".‬‬ ‫سا ًنا ُكلَّ ُه ِفي َّ‬ ‫ون َعلَ َّي أل َِّني َ‬ ‫شفَ ْي ُ‬ ‫س َخطُ َ‬ ‫اه ِر َب ِل ْ‬ ‫ُ َ َ​َ‬ ‫أَفَتَ ْ‬ ‫ت إِ ْن َ‬ ‫أجاب الجمع= أي ليس الرؤساء‪ .‬وهؤالء ال يعرفوا نوايا الرؤساء‪ .‬هؤالء إنعمت بصيرتهم فظنوا أن المسيح به‬

‫شيطان‪ .‬هم غالباً لم يدروا أن الفريسيين يخططون لقتله‪ ،‬فقالوا به شيطان إذ قال أنهم يريدون قتله‪ .‬وقولهم به‬ ‫شيطان يشير أل نه مجنون‪ .‬ولكن كيف يقولون هذا‪ ،‬فهم رأوه قد شفى مريض بيت حسدا‪ .‬وثاني نقطة تعثروا فيها‬

‫في المسيح أنه يشفى في السبت= عمالً واحداً عملت= شفاء المريض يوم السبت (إصحاح‪ .)7‬ليس أنه من‬

‫موسى= ألنهم يقولون له أنت كاسر لناموس موسى والسيد يقول بل الناموس أسبق من موسى فهو من أيام‬

‫إبراهيم= اآلباء= اهلل طلب الختان من إبراهيم ثم قننه موسى‪ .‬فكيف لم يفهموا أنها بركة من بركات اهلل ويسيئوا‬

‫ويعوجوا الفهم‪ .‬والمسيح ضرب لهم مثالً فالختان هو عمل وهم يكسرون السبت ليعملوا هذا العمل‪ ،‬يكسرون‬

‫حرفية الناموس ألنهم يطبقون ناموساً يرونه األفضل وهو الختان الذي به يصيرون من شعب اهلل‪ ،‬فلماذا ال‬ ‫يكسر المسيح حرفية ناموس السبت ألجل ناموس أفضل وهو اإلبراء التام‪ .‬وهذا الناموس األفضل هو ناموس‬

‫الرحمة‪ .‬لو كانوا يحكمون حكماً عادالً لفهموا أن المسيح قد أكرم السبت‪ .‬راجع مقدمة اإلصحاح الخامس‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫َه ِل أُور َ ِ‬ ‫َن َي ْقتُلُوهُ؟ ‪َ 13‬و َها ُه َو‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)17–10 :7‬فَقَ َ‬ ‫ال قَ ْوٌم ِم ْن أ ْ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫س ه َذا ُه َو الَِّذي َي ْطلُ ُب َ‬ ‫يم‪«:‬أَلَ ْي َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫َن ه َذا ُهو ا ْلم ِسيح حقًّا؟ ‪17‬و ِ‬ ‫لك َّن ه َذا َن ْعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن‬ ‫اء َع َرفُوا َي ِقي ًنا أ َّ‬ ‫َيتَ َكلَّ ُم ِج َه ًا‬ ‫ش ْي ًئا! أَلَ َع َّل ُّ‬ ‫ون لَ ُه َ‬ ‫ار َوالَ َيقُولُ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫س َ‬ ‫الر َؤ َ‬ ‫ِ‬ ‫َح ٌد ِم ْن أ َْي َن ُه َو»‪".‬‬ ‫ُه َو‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫اء الَ َي ْع ِر ُ‬ ‫ف أَ‬ ‫َما ا ْل َمس ُ‬ ‫يح فَ َمتَى َج َ‬ ‫من أهل أورشليم= أي ساكنين في أورشليم وليسوا حجاجاً‪ .‬يطلبون أن يقتلوه= هؤالء يعلمون مؤامرات الفريسيين‬

‫ضده أما أهل الجليل فال يعرفون (آية‪ .)1:‬الذي يتكلم هنا هو الشعب العادي وهؤالء واضح أنهم سمعوا حديث‬ ‫المسيح السابق مع الفريسيين فإنحازوا للمسيح ولكن بقيت لهم مشكلة أنهم توارثوا عن أبائهم أن المسيح إذا أتى‬

‫ال يكون معروفاً من أين يأتي‪ .‬ولكنهم هم يعرفون أباه وأخوته‪ .‬هذه هي النقطة الثالثة التي أعثرتهم في المسيح‪،‬‬ ‫فهو من الجليل وهم يحتقرون الجليليون‪ .‬وكتب اليهود تقول أنه حين يأتي ال يعرف أحد من أين أتى ونحن‬

‫نعرف أباه وأمه (راجع مال‪ .):17‬والمسيح عرف ما في قلوبهم ورد عليهم باآلتي‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ون ِم ْن أ َْي َن أَ​َنا‪َ ،‬و ِم ْن‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)61–12 :7‬فَ َن َ‬ ‫سوعُ َو ُه َو ُي َعلِّ ُم ِفي ا ْل َه ْي َك ِل ِق ِائالً‪« :‬تَ ْع ِرفُوَن ِني َوتَ ْع ِرفُ َ‬ ‫ادى َي ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آت‪ ،‬ب ِل الَِّذي أَر ِ‬ ‫َن ْف ِسي لَم ِ‬ ‫سلَ ِني»‪.‬‬ ‫ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه‪ .‬أَ​َنا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫سلَني ُه َو َحق‪ ،‬الَّذي أَ ْنتُ ْم لَ ْ‬ ‫َع ِرفُ ُه أل َِّني م ْن ُه‪َ ،‬و ُه َو أ َْر َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪61‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن ُي ْم ِس ُكوهُ‪َ ،‬ولَ ْم ُي ْل ِ‬ ‫ون ِم َن‬ ‫َح ٌد َي ًدا َعلَ ْي ِه‪ ،‬أل َّ‬ ‫فَ َ‬ ‫طلَ ُبوا أ ْ‬ ‫ير َ‬ ‫س َ‬ ‫ق أَ‬ ‫اعتَ ُه لَ ْم تَ ُك ْن قَ ْد َج َ‬ ‫َن َ‬ ‫آم َن ِبه َكث ُ‬ ‫اء ْت َب ْع ُد‪ .‬فَ َ‬ ‫ات أَ ْكثَر ِم ْن ِ‬ ‫ا ْلجم ِع‪ ،‬وقَالُوا‪«:‬أَلَع َّل ا ْلم ِسيح متَى جاء يعم ُل آي ٍ‬ ‫هذ ِه الَِّتي َع ِملَ َها ه َذا؟»‪".‬‬ ‫َ َ َ َ َ َ ََْ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬

‫‪226‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬

‫فنادى= أي مناداة بصوت ٍ‬ ‫عال‪ .‬والمسيح قال أنتم تعرفون أبي واخوتي حسب الظاهر ولكن حتى الظاهر أنتم ال‬ ‫تعرفونه كله‪ ،‬فأنتم ال تعرفون أنني ولدت من عذراء ويوسف ليس أبي‪ ،‬وأنا مولود في بيت لحم وليس الناصرة‬

‫وكنت ناصرياً حسب النبوات‪ ،‬كل هذا هو الظاهر ولستم تعرفونه‪ .‬وبالتالي أنتم بالتأكيد لن تعرفوا أصلي‬

‫السماوي‪ ،‬وأن اآلب هو الذي أرسلني وهو قال عن اهلل حق وأنه هو من الحق‪ .‬ألني منه= ومن سمعوه فهموا‬

‫أنه يتكلم عن اهلل وأنه هو من اهلل‪ .‬والمسيح بهذا الكالم أثبت أن ما يتوارثونه كان حقيقياً وأن أحداً لن يعلم من‬ ‫أين أتى فهو أتى من اهلل من حيث ال يعرفون‪ .‬ولذلك طلب الرؤساء أن يقتلوه [‪ ]:‬إذ قال أنه من اهلل [‪ ]1‬إذ قال‬

‫عنهم أنهم ال يعرفون اهلل الذي أرسله‪ .‬ولكن بعض الشعب كان لهم نو اًر يميزون به الحق من الباطل وهؤالء‬ ‫صدقوا كالمه بسبب اآليات التي صنعها‪ .‬من نفسي لم ِ‬ ‫آت= لم آت ألعمل لحساب نفسي بل أنا مرسل من‬ ‫اآلب أعمل لحساب مجده وخالص البشرية كلها‪ .‬كإنسان لم ِ‬ ‫يأت من نفسه وكإبن هلل لم يأخذ بدايته من إنسان‪.‬‬ ‫ساعته لم تكن قد جاءت بعد= اهلل أفسد خططهم‪.‬‬

‫ُّون ا ْلجمع يتَ​َناجو َن ِبه َذا ِم ْن َن ْح ِوِه‪ ،‬فَأَرس َل ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (يو‪ِ 61" -:)63–61 :7‬‬ ‫اء‬ ‫يسي َ‬ ‫سم َع ا ْلفَِّريسي َ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ُّون َو ُر َؤ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪66‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سلَني‪.‬‬ ‫سوعُ‪«:‬أَ​َنا َم َع ُك ْم َزَما ًنا َيس ًا‬ ‫َّاما لِ ُي ْم ِس ُكوهُ‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ير َب ْع ُد‪ ،‬ثُ َّم أ َْمضي إِلَى الَّذي أ َْر َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ا ْل َك َه َنة ُخد ً‬ ‫‪60‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ال ا ْليه ُ ِ‬ ‫يما َب ْي َن ُه ْم‪«:‬إِلَى أ َْي َن‬ ‫ستَ ْطلُ ُبوَن ِني َوالَ تَ ِج ُدوَن ِني‪َ ،‬و َح ْي ُ‬ ‫ون أَ ْنتُ ْم أ ْ‬ ‫ون أَ​َنا الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ث أَ ُك ُ‬ ‫َن تَأْتُوا»‪ .‬فَقَ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ود ف َ‬ ‫شتَ ِ‬ ‫ين؟ ‪َ 63‬ما‬ ‫ب إِلَى َ‬ ‫َن َيذ َ‬ ‫ب َحتَّى الَ َن ِج َدهُ َن ْح ُن؟ أَلَ َعلَّ ُه ُم ْزِمعٌ أ ْ‬ ‫َن َيذ َ‬ ‫ه َذا ُم ْزِمعٌ أ ْ‬ ‫ين َوُي َعلِّ َم ا ْل ُيوَن ِان ِّي َ‬ ‫ات ا ْل ُيوَن ِان ِّي َ‬ ‫ْه َ‬ ‫ْه َ‬ ‫َن تَأْتُوا؟»‪".‬‬ ‫ستَ ْطلُ ُبوَن ِني َوالَ تَ ِج ُدوَن ِني‪َ ،‬و َح ْي ُ‬ ‫ه َذا ا ْلقَ ْو ُل الَِّذي قَ َ‬ ‫ون أَ ْنتُ ْم أ ْ‬ ‫ون أَ​َنا الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ث أَ ُك ُ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫بلغ رؤساء الكهنة (وعملهم سياسي أكثر من ديني) أن بعض الشعب بدأ يؤمن به فأرسلوا له بعض الخدام= هم‬ ‫ضباط تابعين للكهنة‪ ،‬ضباط لهم سلطة إلقاء القبض‪ .‬والرؤساء يشملون أيضاً السنهدريم وله سلطة المحاكمات‬ ‫وتصريف األمور دون أن يصدر حكم بالموت وكان ذلك أثناء حكم الرومان‪ .‬والسنهدريم كان يتكون من رؤساء‬

‫الكهنة الحاليين والسابقين والصدوقيين وكانوا يسمونهم الكهنة أو الشيوخ ولهم مركز قضائي وليس ديني ويتكون‬

‫أيضاً من الفريسيين والكتبة أوالناموسيون ولهم دراية واسعة بالناموس وعملهم الحفاظ على التقاليد‪.‬‬

‫أنا معكم زماناً يسي ارً= المسيح يقول هذا ليعلن أنه عالم بخططهم لقتله‪ .‬فهو يعلم أنه سيصلب بعد ستة شهور‬

‫وبعد هذا يصعد للسماء‪ .‬فالفصح يأتي بعد المظال بستة شهور‪ .‬ولكن هؤالء الضباط فوجئوا بهيبته وكالمه‬ ‫المؤثر فشلَّت أيديهم‪ .‬كان كالمه فيه روح وحياة أنعش نفوسهم المجدبة‪ ،‬فلم يمسكوا يسوع وفضلوا أن يفقدوا‬

‫على بعنف وأنا مرسل برسالة محبة‪ ..‬هذا ما‬ ‫وظائفهم‪ .‬أمضى إلى الذي أرسلني= أنتم مرسلون إللقاء القبض ًّ‬

‫بكت ضمير الضباط‪ .‬ال تقدرون أنتم أن تأتوا= فال أحد يأتي لآلب إالّ بي وأنتم ال تؤمنون بي‪.‬‬ ‫ملحوظة لغوية‪:‬‬ ‫أمضى هنا تعني مجرد أنسحب‪.‬‬ ‫أما حين قال أنا أمضي ألعد لكم مكاناً‪ .‬فالفعل يمضي يشير ألنه ذاهب ليكمل عمل‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪227‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬

‫خير لكم أن أنطلق‪ ..‬فالفعل أنطلق يشير لذهاب فُرقة (أي سيفترق عنهم)‬ ‫وحين قال إنه ٌ‬ ‫وال تجدونني= ألنه في مجد أبيه حيث ال ُيرى بالعين بل باإليمان‪ .‬تطلبونني وال تجدونني= إن أصر اإلنسان‬

‫على خطاياه يطلب اهلل وال يجده‪ .‬وأيضاً لو كانت كل طلباته مادية وال يهتم بأن يعرف اهلل‪ .‬يذهب لليونانيين=‬ ‫هذه سخرية من المسيح فاليهود يعتقدون أن المسيح سيأتي لهم أي لليهود فقط‪ ،‬وذهابه لليونانيين في نظرهم‬ ‫يعني أنه ليس هو المسيح أو هو مسيح لألمم وهذه سخرية منه‪ .‬أو يعني هذا أنه سيذهب للشتات اليهودي في‬

‫اليونان حيث ال يستطيعوا أن يمسكوه‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫ير ا ْلع ِظ ِيم ِم َن ا ْل ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ٌد‬ ‫يد َوقَ َ‬ ‫ادى ِق ِائالً‪«:‬إِ ْن َع ِط َ‬ ‫سوعُ َوَن َ‬ ‫ش أَ‬ ‫ف َي ُ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)63–67 :7‬وِفي ا ْل َي ْوِم األَخ ِ َ‬ ‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ال ا ْل ِكتَاب‪ ،‬تَ ْج ِري ِم ْن ب ْط ِن ِه أَ ْنهار م ٍ‬ ‫الرو ِح‬ ‫ال ه َذا َع ِن ُّ‬ ‫َف ْل ُي ْق ِب ْل إِلَ َّي َوَي ْ‬ ‫اء َح ٍّي»‪ .‬قَ َ‬ ‫آم َن ِبي‪َ ،‬ك َما قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫ش َر ْب‪َ .‬م ْن َ‬ ‫ع لَ ْم َي ُك ْن قَ ْد ُم ِّج َد‬ ‫ُع ِط َي َب ْع ُد‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن َي ْق َبلُوهُ‪ ،‬أل َّ‬ ‫َن ُّ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ون ِب ِه ُم ْزِم ِع َ‬ ‫ان ا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ‬ ‫الَِّذي َك َ‬ ‫س لَ ْم َي ُك ْن قَ ْد أ ْ‬ ‫الر َ‬ ‫َن َي ُ‬ ‫وح ا ْلقُ ُد َ‬ ‫َب ْع ُد‪" .‬‬

‫إلى ويشرب= هذه رد‬ ‫اليوم األخير من العيد= له تكريم خاص عند اليهود كيوم سبت‪ .‬إن عطش أحد فليقبل ّ‬ ‫على تطلبونني وال تجدونني‪ .‬فمن يطلبه بأمانة يجده‪ .‬والمسيح هنا يشرح الطقس الذي يمارسونه وأنه هو‬ ‫المقصود بالصخرة التي تفيض ماء‪ .‬وبسبب النور (المنارات) قال أنا هو النور (إصحاح‪ )1‬وبسبب الذبائح قال‬ ‫لماذا تطلبون أن تقتلوني فهو الذبيحة الحقيقية‪ .‬من هنا فهم بولس أن المسيح هو الصخرة التي تفيض ماء‬

‫(‪:‬كو‪ )::‬والصخرة تابعتهم أي ظلوا يرتووا من صخرة كل رحلتهم في سيناء‪ .‬والمسيح أخذ على عاتقه أن‬ ‫يشبعنا (فهو المن) ويروينا خالل رحلتنا في هذا العالم حتى نصل للسماء حيث الخبز السري والماء السري‪ .‬بل‬

‫ال نشرب فقط بل نتحول في داخلنا لصخر يفيض منه الماء على اآلخرين= تجري من بطنه أنهار ‪ .‬بطنه=‬

‫أي داخل النفس واإلرادة= اإلنسان الداخلي حيث يقام ملكوت اهلل‪ .‬أنهار= وفرة مواهب الروح وبركاته‪ ،‬بل يصير‬

‫المؤمن بركة لغيره‪ .‬إن عطش= فالذي ال يعطش لن يبحث عن الماء‪ .‬المسيح يتكلم عن العطش الروحي‪ ،‬أما‬ ‫غير المهتم لن يبحث عن المسيح‪ .‬العطش هنا هو إشارة للشعور باإلحتياج للمسيح‪.‬أما من ال يشعر بهذا‬

‫اإلحتياج فهو من قال عنه الرب انه فاتر (رؤ ‪ .) :3 ، :: 1 7‬من آمن= يثق في المسيح ويحبه ويسلم له‬ ‫حياته ويقبله كملك بالمحبة ويؤمن بألوهيته ويجرى اليه طالبا االمتالء من الروح القدس‪ .‬تجري= وذلك ألننا إذ‬

‫نؤمن بالمسيح نتحد به‪ .‬وهو مصدر اإلرتواء‪ .‬فإذا فتحنا فمنا يتكلم الروح‪ .‬والكنيسة بأسرارها تفيض بغني الروح‬ ‫القدس على أوالدها‪ .‬ولكن المسيح يعطي هذا الماء لمن يشعر أنه محتاج‪ ،‬أي يشعر بالعطش لهذا الماء‪..‬‬

‫طوبى للجياع والعطاش إلى البر‪ ..‬وهذا ما قاله داود "كما تشتاق األيل إلى جداول المياه كذلك تشتاق نفسي‬

‫إليك يا اهلل" (أم‪ +11:1‬عا‪ +::11‬رؤ‪ ):3111‬والعكس فمن ال يشعر باإلحتياج يصير فات اًر يتقيأه المسيح‬

‫(رؤ‪ .):317‬ونالحظ التطور فمن يشعر بالعطش يأتي للمسيح واذا أقبل سيعرفه ويؤمن به وان آمن تفيض من‬ ‫بطنه أنهار ماء حي‪( .‬راجع أش‪ +:177 +7111 +3177‬حز‪ +1717:‬زك‪ )::-::1:1‬ولكن هناك من‬

‫أما المسيح فهو وحده الذي يشبع النفس والروح‪ .‬والنفس ال‬ ‫يعطش فيذهب لآلبار المشققة أي إلى العالم ولذاته‪ّ .‬‬ ‫‪228‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬

‫تشبع حقاً سوى من اهلل وال يكفيها كل ما في العالم‪ .‬ولن يحل مشكلة اإلحساس بالفراغ والعزلة سوى اهلل ومحبة‬

‫اهلل‪ ..‬بل أننا في المسيح لن نشتهي شيئاً في األرض (مز‪ )17137‬والروح يفيض من المؤمنين قداسة وفضائل‬

‫ومواهب وأعمال صالحة‪.‬‬

‫يفيض= فهناك إمتالء‪ .‬وهناك فيض‪ .‬الروح القدس يسكن فينا ولكن له درجات بحسب جهاد كل فرد‪ .‬والروح له‬

‫ثمار (غل‪ .)17-1117‬مثال‪ 1‬من ثمار الروح القدس السالم‪ .‬فمن له درجة الملء إذا ُو ِج َد في ظروف صعبة‬ ‫يكون مملوءاً سالماً بالرغم من إضطراب كل من حوله‪ .‬ومن له درجة الفيض فهو يفيض عليهم سالماً‪ ،‬وطالما‬ ‫هو موجود فهم يشعرون بالسالم‪ .‬من يفيض يروي اآلخرين كما عمل الرسل‪ .‬ومن ضمن الفيض التعليم‪ .‬بل أن‬

‫المسيح أعطى الرسل وخلفائهم أن يعطوا الروح القدس لآلخرين وبهذا تستمر الكنيسة‪،.‬‬

‫قال هذا عن الروح= يوحنا يفسر كالم المسيح بأن الماء يشير للروح القدس (أش‪ +7111‬يؤ‪ .)1:-1111‬ولكن‬

‫حلول الروح القدس على المؤمنين كان متوقفاً على صعود المسيح (يو‪ )31::‬ألن يسوع لم يكن قد ُم ِّجد بعد=‬ ‫قد ُم ِّج َد= المجد هو الصليب‪ ،‬أو بدأ بالصليب‪ .‬فالصليب هو قمة رفض هذا العالم‪ ،‬الذي بدأه المسيح برفضه‬

‫أما من ُيقبل على ملذات هذا العالم فهو‬ ‫كل ما في العالم (في التجربة على الجبل) وانتهى برفضه للحياة ذاتها‪ّ .‬‬ ‫بال مجد‪ ،‬فالعالم باطل‪ .‬ومحبة العالم عداوة هلل (يع‪ .)111‬وراجع قول بولس الرسول "الذين خوفاً من الموت كانوا‬

‫جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عب‪ .):711‬فالمسيح في صليبه نراه لم يخف من الموت‪ .‬وهذا قمة المجد‪.‬‬ ‫وهذا المجد يبدأ بالصليب‪ .‬ورفض كل ملذات العالم ينتهي بالجلوس عن يمين اآلب‪ .‬فكلمة مجد تشمل الصليب‬

‫والقيامة أي النصرة على الموت والعالم وتكميل الخالص الذي إنتهى بالمجد (يو‪ +7:1:7‬يو‪+7:1:1‬‬

‫ويم َّجد حتى يحل الروح القدس على‬ ‫يو‪ +111:1‬يو‪ .)11+7-11:3‬وكان البد للمسيح أن يصعد للسماء َ‬ ‫فداء‬ ‫البشر‪ ،‬كانت البشرية غير مهيأة بعد أن تتقبل الروح القدس إالّ بعد أن دخل المسيح لألقداس العليا فوجد لنا ً‬

‫أبدياً‪ ،‬وليتبرر اإلنسان‪ .‬لذلك فالتالميذ الذين آمنوا بالمسيح لم يمتلئوا من الروح القدس إال يوم الخمسين بعد‬

‫"خير لكم أن أنطلق‪ "..‬ألنه حين ينطلق للسماء ويتمجد يكمل الفداء‪ .‬فقبل‬ ‫صعود المسيح‪ .‬لذلك قال المسيح ٌ‬ ‫الفداء كان اإلنسان في حالة عداوة مع اهلل‪ ،‬واهلل نزع الروح القدس من اإلنسان بسبب الخطية‪ .‬وكان البد أن تتم‬

‫المصالحة وهذا تم بالموت والقيامة والصعود "صالحنا لنفسه بيسوع المسيح"‪ .‬والمجد هو للجسد فالالهوت دائماً‬ ‫في مجد‪ .‬وحين نكون مصالحين يرتاح فينا الروح القدس‪.‬‬

‫تأمل روحي‪ 1‬ال يمأل الروح القدس قلب اإلنسان إن لم يكن يمجد المسيح بحياته‪.‬‬ ‫اآليات (يو‪75" -:)77–75 :7‬فَ َك ِثير َ ِ‬ ‫س ِم ُعوا ه َذا ا ْل َكالَم قَالُوا‪«:‬ه َذا ِبا ْل َح ِقيقَ ِة ُه َو َّ‬ ‫الن ِب ُّي»‪.‬‬ ‫ون م َن ا ْل َج ْم ِع لَ َّما َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ‬ ‫ون قَالُوا‪«:‬أَلَع َّل ا ْلم ِسيح ِم َن ا ْلجلِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب إِنَّ ُه ِم ْن‬ ‫يح!»‪َ .‬و َ‬ ‫َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫يل َيأْتي؟ أَلَ ْم َي ُق ِل ا ْلكتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ون قَالُوا‪«:‬ه َذا ُه َو ا ْل َمس ُ‬ ‫‪76‬‬ ‫ِ‬ ‫ث ا ْن ِشقَ ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َب ِب ِه‪.‬‬ ‫يح؟» فَ َح َد َ‬ ‫س ِل َد ُاوَد‪َ ،‬و ِم ْن َب ْي ِت لَ ْحٍم ‪،‬ا ْلقَ ْرَي ِة الَِّتي َك َ‬ ‫يها‪َ ،‬يأْتي ا ْل َمس ُ‬ ‫َن ْ‬ ‫ان َد ُاوُد ف َ‬ ‫اق في ا ْل َج ْم ِع ل َ‬ ‫‪77‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن يم ِس ُكوه‪ ،‬و ِ‬ ‫لك ْن لَ ْم ُي ْل ِ‬ ‫ي‪" .‬‬ ‫ان قَ ْوٌم ِم ْن ُه ْم ُي ِر ُ‬ ‫يد َ‬ ‫َو َك َ‬ ‫ق أَ‬ ‫َح ٌد َعلَ ْيه األ َ​َياد َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ون أ ْ ُ ْ‬

‫‪229‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬

‫نرى أن البعض آمن ألن المسيح يصنع معجزات فظنوه سيخلصهم من الرومان‪ .‬ولكنه أتى ليخلصهم من أثار‬ ‫الخطية‪ ،‬فهو خالص شخصي فردي وليس سياسي‪ .‬والبعض تَ َعطَّ َل بسبب تعاليم الربيين‪ .‬والمسيح لم يؤكد لهم‬ ‫أنه ُولِ َد في بيت لحم ألنه حتى لو تأكدوا من هذه فهم سيشككون في أنه من السماء‪ .‬وهل ينسى اليهود ما فعله‬ ‫هيرودس من دموية في قتل أطفال بيت لحم‪ .‬الحظ أن البعض قالوا هو النبي والبعض قالوا عنه أنه المسيح‪،‬‬

‫فهم كانوا غير فاهمين أن النبي (تث‪ ):1‬هو المسيح نفسه‪ .‬بل حتى التالميذ كانوا غير فاهمين بالضبط حتى‬ ‫يوم الخمسين‪ ،‬حينما بدأ الروح القدس يعلمهم كل شئ‪.‬‬

‫اء ا ْل َكه َن ِة وا ْلفَِّر ِ‬ ‫اآليات (يو‪70" -:)06–70 :7‬فَجاء ا ْل ُخدَّام إِلَى ر َؤس ِ‬ ‫هؤالَ ِء لَ ُه ْم‪«:‬لِ َما َذا لَ ْم تَأْتُوا‬ ‫ين‪ .‬فَقَا َل ُ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪77‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ان!»‪ .‬فَأَجابهم ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ان ه َك َذا ِم ْث َل ه َذا ِ‬ ‫سِ‬ ‫ضا‬ ‫يسي َ‬ ‫سٌ‬ ‫ُّون‪«:‬أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم أ َْي ً‬ ‫َج َ‬ ‫ِبه؟» أ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َّام‪«:‬لَ ْم َيتَ َكلَّ ْم قَط إِ ْن َ‬ ‫َ َ ُ​ُ‬ ‫اب ا ْل ُخد ُ‬ ‫‪72‬‬ ‫الشع َِّ‬ ‫ِ ‪ِ 73‬‬ ‫اء أَو ِم َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫الر َؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وس‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫قَ ْد َ‬ ‫آم َن ِبه؟ َولك َّن ه َذا َّ ْ َ‬ ‫ضلَ ْلتُ ْم؟ أَلَ َع َّل أ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ام َ‬ ‫َح ًدا م َن ُّ َ‬ ‫ب الذي الَ َي ْف َه ُم الن ُ‬ ‫ين َ‬ ‫‪01‬‬ ‫‪05‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫وديموس‪ ،‬الَِّذي ج ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سا ًنا لَ ْم‬ ‫ون»‪ .‬قَ َ‬ ‫وس َنا َي ِد ُ‬ ‫ُه َو َم ْل ُع ٌ‬ ‫ين إِ ْن َ‬ ‫ام َ‬ ‫َ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم نيقُ ِ ُ ُ‬ ‫اء إلَ ْيه لَ ْيالً‪َ ،‬و ُه َو َواح ٌد م ْن ُه ْم‪« :‬أَلَ َع َّل َن ُ‬ ‫‪01‬‬ ‫ضا ِم َن ا ْل َجلِ ِ‬ ‫ِّش َوا ْنظُ ْر! إِ َّن ُه لَ ْم َيقُ ْم‬ ‫س َم ْع ِم ْن ُه أ ََّوالً َوَي ْع ِر ْ‬ ‫يل؟ فَت ْ‬ ‫الوا لَ ُه‪«:‬أَلَ َعلَّ َك أَ ْن َ‬ ‫ت أ َْي ً‬ ‫ف َما َذا فَ َع َل؟» أ َ‬ ‫َي ْ‬ ‫َج ُابوا َوقَ ُ‬ ‫‪06‬‬ ‫ضى ُك ُّل و ِ‬ ‫َن ِب ٌّي ِم َن ا ْل َجلِ ِ‬ ‫اح ٍد إِلَى َب ْي ِت ِه‪" .‬‬ ‫يل»‪ .‬فَ َم َ‬ ‫َ‬ ‫غالباً لم يقبض الخدام على المسيح لتأثرهم به ولجمهرة الجماهير حولهُ واعجابهم به‪ .‬وكان العذر الذي تقدموا به‬

‫معب اًر عن شجاعتهم أمام السنهدريم فلم يتعللوا بالجماهير بل قالوا حقيقة ما في قلوبهم‪ .‬وكان رد الفريسيين واهياً‬ ‫على الجنود‪ ..‬أن أحداً من الرؤساء لم يؤمن به أو هم ظنوا أن أحداً من الرؤساء آمن به س اًر وأوعز للخدام أن‬ ‫ال يقبضوا عليه‪ ،‬أي ظنوا أن هناك مؤامرة‪ .‬وبدأ الفريسيين يلعنون الشعب الذي آمن بالمسيح‪ .‬وكان هؤالء‬ ‫الفريسيين بعلمهم الغزير يحتقرون الشعب إذ كانوا يعتبرونهم جهالء لذلك قال المسيح "من جاء قبلي هم سراق‬

‫ولصوص فكان كل ما يهمهم أموال الشعب‪ .‬ولكن موقف الفريسيين هذا لم َي ُر ْق لنيقوديموس ولكنه دافع بحرص‬ ‫عن المسيح خوفاً منهم‪ ،‬فهو مؤمن بالمسيح ولكن خفية‪ .‬ولكن دفاع نيقوديموس أحرج الفريسيين إذ أظهر‬ ‫خطأهم أنهم أدانوه دون أن يسمعوا منه وهذا ضد الناموس فإنقلبوا على نيقوديموس وأسندوا إليه جهالة أنه ال‬

‫يعلم أنه لم يقم نبي من الجليل بل أرادوا توجيه إزدراء واحتقار لنيقوديموس فقالوا له ألعلك أنت أيضاً من الجليل‬

‫فاليه ود يحتقرون الجليليين إلختالطهم بالوثنيين‪ .‬فوصف أحدهم بأنه جليلي هو إهانة عند اليهود والمعنى أنت‬ ‫جليلي مثله لذلك تدافع عنه‪ .‬ولقد أفسد نيقوديموس مؤامراتهم فذهب كل واحد إلى بيته‪ .‬ونالحظ أن الفريسيين‬

‫تعمدوا إهانة نيقوديموس إذ لم يستطيعوا الرد عليه‪ .‬وظل إيمان نيقوديموس ينمو حتى رأيناه مزده اًر يوم الصليب‪.‬‬ ‫وحتى ما قاله الفريسيين هنا من أنه لم يقم نبي من الجليل هو خطأ فدبورة كانت من الجليل من سبط نفتالي‬

‫وايليا النبي كان من تشبه وهي في نفتالي (‪:‬مل‪ ):1:3‬واليشع من آبل محولة في الجليل (‪:‬مل‪.)::1::‬‬

‫وناحوم من الجليل وحنة النبية التي كانت موجودة أيام المسيح هي من سبط أشير(لو‪ ):717‬ويونان النبي كان‬

‫من الجليل‪ .‬والمسيح تنبأ عنه إشعياء أنه من الجليل (‪ .):1:‬هذا الشعب الذي ال يفهم الناموس هو ملعون=‬ ‫فهم لعنوا الشعب الذين أعجبوا بالمسيح‪ ،‬ففي نظرهم أن من يقبل المسيح هو ضد الناموس‪ .‬إذاً هو ملعون‪.‬‬ ‫‪230‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح السابع)‬

‫نرى في إنجيل يوحنا المسيح محقق الرموز ‪:‬‬ ‫ص‪1‬‬

‫المسيح هو الهيكل الحقيقي‪.‬‬

‫ص‪:‬‬

‫المسيح هو الخبز والمن الحقيقي‪.‬‬

‫ص‪1‬‬

‫المسيح هو النور الحقيقي الذي أرشد الشعب في البرية‪.‬‬

‫ص‪7‬‬ ‫ص‪3‬‬ ‫ص‪::‬‬

‫المسيح هو الحية النحاسية‪.‬‬

‫المسيح هو الصخرة الحقيقية التي تفيض ماء‪.‬‬

‫المسيح هو الفصح الحقيقي الذي ذبح ألجلنا‪.‬‬

‫‪231‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح الثامن)‬ ‫اآليات (يو‪)11 – 1 :2‬‬

‫عودة للجدول‬

‫(المرأة الخاطئة)‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ضى إِلَى َج َب ِل َّ‬ ‫الزْيتُ ِ‬ ‫الص ْب ِح‪،‬‬ ‫ضا إِ َلى ا ْل َه ْي َك ِل ِفي ُّ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)11 –1 :2‬أ َّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ض َر أ َْي ً‬ ‫ون‪ .‬ثُ َّم َح َ‬ ‫ع فَ َم َ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشع ِب فَجلَس يعلِّمهم‪6 .‬وقَدَّمِإلَ ْي ِه ا ْل َكتَب ُة وا ْلفَِّر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وها ِفي‬ ‫ام َ‬ ‫يسي َ‬ ‫اء إِلَ ْيه َجميعُ َّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َو َج َ‬ ‫ُّون ْ‬ ‫ام َأرَةً أ ُْمس َك ْت في ِزًنا‪َ .‬ولَ َّما أَقَ ُ‬ ‫َ َ َُ ُ ُْ َ َ‬ ‫هذ ِه ا ْلم أرَةُ أُم ِس َك ْت و ِهي تَْزِني ِفي َذ ِ‬ ‫ا ْلوس ِط ‪7‬قَالُوا لَ ُه‪«:‬يا معلِّم‪ِ ،‬‬ ‫ات ا ْل ِف ْع ِل‪َ 0 ،‬وم َ ِ َّ‬ ‫ام ِ‬ ‫َن‬ ‫صا َنا أ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫وس أ َْو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وسى في الن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫شتَ ُك َ ِ‬ ‫ِم ْث َل ِ‬ ‫ون لَ ُه ْم َما َي ْ‬ ‫سوعُ‬ ‫هذ ِه تُْر َج ُم‪ .‬فَ َما َذا تَقُو ُل أَ ْن َ‬ ‫ت؟» قَالُوا ه َذا لِ ُي َجِّرُبوهُ‪ ،‬لِ َك ْي َي ُك َ‬ ‫ون ِبه َعلَ ْيه‪َ .‬وأَ َّما َي ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫ص ِب ِع ِه َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ان ِم ْن ُك ْم‬ ‫ب َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬م ْن َك َ‬ ‫َس َف ُل َو َك َ‬ ‫صَ‬ ‫ان َي ْكتُ ُ‬ ‫استَ َم ُّروا َي ْ‬ ‫ض‪َ .‬ولَ َّما ْ‬ ‫ب ِبِإ ْ‬ ‫فَا ْن َح َنى إِلَى أ ْ‬ ‫سأَلُوَن ُه‪ ،‬ا ْنتَ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ِبالَ َخ ِطي ٍ‬ ‫ب َعلَى األ َْر ِ‬ ‫س ِم ُعوا‬ ‫ض‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َس َف ُل َو َك َ‬ ‫َّة َف ْل َي ْرِم َها أ ََّوالً ِب َح َج ٍر!» ثُ َّم ا ْن َح َنى أ َْي ً‬ ‫ان َي ْكتُ ُ‬ ‫ضا إِلَى أ ْ‬ ‫َما ُه ْم َفلَ َّما َ‬

‫وخ إِلَى ِ‬ ‫اح ًدا فَو ِ‬ ‫ضم ِائرُهم تُب ِّكتُهم‪َ ،‬خرجوا و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين ِم َن ُّ‬ ‫الش ُي ِ‬ ‫سوعُ َو ْح َدهُ َوا ْل َم ْأرَةُ‬ ‫اح ًدا‪ُ ،‬م ْبتَِد ِئ َ‬ ‫اآلخ ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َو َكا َن ْت َ َ ُ ْ َ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫ين‪َ .‬وَبق َي َي ُ‬ ‫و ِاقفَ ٌة ِفي ا ْلوس ِط‪َ 15 .‬فلَ َّما ا ْنتَصب يسوعُ ولَم ي ْنظُر أَح ًدا ِسوى ا ْلم أر َِة‪ ،‬قَا َل لَها‪«:‬ياام أرَةُ‪ ،‬أ َْي َن ُهم أ ِ‬ ‫ون‬ ‫ُولئ َك ا ْل ُم ْ‬ ‫شتَ ُك َ‬ ‫َ َ َُ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْه ِبي َوالَ تُ ْخ ِط ِئي‬ ‫س ِّي ُد!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬والَ أَ​َنا أ َِدي ُن ِك‪ .‬اذ َ‬ ‫َح ٌد؟» فَقَالَ ْت‪« :‬الَ أ َ‬ ‫َما َدا َنك أ َ‬ ‫ال لَ َها َي ُ‬ ‫َح َد‪َ ،‬يا َ‬ ‫َعلَ ْيك؟ أ َ‬ ‫ضا»‪" .‬‬ ‫أ َْي ً‬ ‫حدث في القرون األولى أن بعض النساخ لم يكتبوا هذه اآليات ألنهم ظنوها تشجع على الخطية‪ .‬ولكن هذه‬

‫القصة موجودة في معظم النسخ وبالذات في النسخ القديمة جداً‪ .‬وقد وردت حرفياً في كتاب تعليم الرسل في‬ ‫موضوع قبول المسيح للخطاة‪ .‬ووردت في الدسقولية‪ .‬والمسيح هنا لم يتساهل مع الشر بل هو صفح مع وصية‬

‫للمرأة أن ال تخطئ ثانية‪ .‬فالمسيح ال يقبل الخطية لكنه يقبل الخاطئ حين يعود بالتوبة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ضى إِلَى َج َب ِل َّ‬ ‫الزْيتُ ِ‬ ‫اء‬ ‫ضا إِلَى ا ْل َه ْي َك ِل ِفي ُّ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)3–1 :2‬أ َّ‬ ‫ض َر أ َْي ً‬ ‫ون‪ .‬ثُ َّم َح َ‬ ‫سوعُ فَ َم َ‬ ‫الص ْب ِح‪َ ،‬و َج َ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫ُّون ام أرَةً أُم ِس َك ْت ِفي ِزًنا‪ .‬ولَ َّما أَقَام َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشع ِب فَجلَس يعلِّمهم‪6 .‬وقَد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ِط‬ ‫وها في ا ْل َو ْ‬ ‫إِلَ ْيه َجميعُ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّمِإلَ ْيه ا ْل َكتَ​َب ُة َوا ْلفَِّريسي َ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َُ ُ ُْ َ َ‬ ‫َن ِمثْ َل ِ‬ ‫هذ ِه ا ْلم أرَةُ أُم ِس َك ْت و ِهي تَْزِني ِفي َذ ِ‬ ‫‪7‬قَالُوا لَ ُه‪«:‬يا معلِّم‪ِ ،‬‬ ‫ات ا ْل ِف ْع ِل‪َ 0 ،‬وم َ ِ َّ‬ ‫ام ِ‬ ‫هذ ِه‬ ‫صا َنا أ َّ‬ ‫وس أ َْو َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫وسى في الن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪3‬‬ ‫سوعُ فَا ْن َح َنى إِلَى‬ ‫ون ِب ِه َعلَ ْي ِه‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ون لَ ُه ْم َما َي ْ‬ ‫تُْر َج ُم‪ .‬فَ َما َذا تَقُو ُل أَ ْن َ‬ ‫شتَ ُك َ‬ ‫ت؟» قَالُوا ه َذا لِ ُي َجِّرُبوهُ‪ ،‬لِ َك ْي َي ُك َ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫ص ِب ِع ِه َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض‪" .‬‬ ‫َس َف ُل َو َك َ‬ ‫ان َي ْكتُ ُ‬ ‫ب ِبِإ ْ‬ ‫أْ‬

‫في آية (‪ ):‬المسيح يذهب إلى جبل الزيتون‪ ،‬فيظهر التناقض واضحاً فالفريسيين ذهبوا إلى بيوتهم أي ألماكنهم‬

‫أما المسيح فذهب إلى جبل الزيتون حيث كان يصلي أي إلى حيث عالقته مع اآلب‪ .‬وألن يسوع كان‬ ‫الشريرة ّ‬ ‫معتاداً على الذهاب إلى جبل الزيتون عرف يهوذا مسلمه هذا المكان وسلًّمه فيه (لو‪ .)71-7311:‬المسيح تكلم‬ ‫فيما سبق عن الروح القدس ثم ها هو يذهب لجبل الزيتون‪ ،‬وزيت الزيتون هو زيت المسحة الذي به يحل الروح‬

‫القدس على الممسوح كاهناً أو ملكاً ومنه زيت الميرون‪ .‬الذي به يحل الروح القدس على كل معمد ويمسح بزيت‬

‫الميرون‪.‬‬

‫‪232‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫جلس يعلمهم= كانت هذه عادة المعلمين أن يجلسوا ألنهم يستمروا في التعليم لساعات طويلة (لو‪+1:11‬‬

‫مت‪ +:17‬مت‪ .)7711:‬حضر أيضاً إلى الهيكل= قوله أيضاً يشير ألن يسوع صار معلماً معروفاً والشعب‬ ‫يلتف حوله وهذا أغاظ الفريسيين والكهنة‪ .‬وقد أتوا للمسيح بهذه الزانية وكان هدفهم إحراجه فالمفروض أن يذهبوا‬

‫بها للقاضي فهل المسيح قاضي لهم ولنالحظ‪1‬‬

‫* عقوبة الزانية الرجم بحسب الناموس (ال‪ )::11:‬فإن َح َك َم المسيح بغير الرجم يكون مخالفاً للناموس ويلقون‬ ‫القبض عليه ويكون مستحقاً القتل‪.‬‬ ‫لوح َك َم بالرجم يكون خالف نفسه ألنه يدعو للرحمة والحب‪.‬‬ ‫* َ‬ ‫* هم كانوا يحرجونه فمن استه أزوا به كيف يجعلونه قاضياً فجأة؟!‬

‫* يتضح من هذا ظلمهم‪ ،‬فلماذا لم يأتوا بالرجل الذي أمسكت معه في ذات الفعل‪ ،‬هل يحكمون بمكيالين؟!‬ ‫فالحكم يجب أن يكون على الزاني والزانية‪.‬‬

‫* إن َح َك َم المسيح بالرجم فيكون هذا ضد قوانين روما التي تمنع اليهود من أن يصدروا أحكاماً بالقتل‪.‬‬ ‫* قالوا له يا معلم‪ ..‬موسى أوصى‪ .‬فكيف وهم يقولون له يا معلم يذكروه بناموس موسى‪ ..‬هذا لإلحراج قطعاً‪.‬‬

‫والمسيح أتي ال لينقض الناموس بل ليكمله‪ .‬ولم يأتي في مجيئه األول ليدين العالم بل ليخلص العالم‬

‫(يو‪ .)1117 +131:1 +:317‬هو جاء ليبرئ الخاطئ ال ليقتله ولكن هذا سيكون على حساب نفسه‪ ،‬إذ‬ ‫سيموت هو عوضاً عن الخاطئ‪ .‬فالمسيح حين حكم ببراءتها دفع هو حياته ثمناً لهذه البراءة‪ .‬وكان هذا هو‬ ‫ٍ‬ ‫قاض‬ ‫التشريع الجديد أو الناموس الجديد في مقابل ناموس موسى الذي يقضي برجم الزانية‪ .‬ناموس موسى هو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومحام في آن واحد‪ .‬ليجربوه= هو نفس إسم إبليس= المجرب (مت‪)7+:11‬‬ ‫قاض‬ ‫ضد المتهم أما المسيح فهو‬

‫ملحوظة‪ :‬ناموس موسى كأي قانون يحكم بحسب الظاهر وليس بحسب القلب‪.‬‬

‫إنحنى الرب ليكتب على األرض= ماذا كان يكتب المسيح؟ ربما كتب لهم خطاياهم ليرى كل واحد صورة نفسه‬

‫دون أن يفضحهم أمام اآلخرين‪ .‬وغالباً هو كتب الخطايا أو الوصايا التي كسروها كما كتب في القديم على‬ ‫لوحي الحجر‪ ،‬وربما كان يضع كل واحد أمام ضميره‪ ،‬وكانت فرصة للهدوء في هذا اإلندفاع األهوج ضد المرأة‪.‬‬

‫المسيح وضع رأسه ألسفل فهو القدوس لم يشأ أن ينظر لهؤالء الخبثاء ولهذه الزانية‪ ،‬هو حزين لما إنحدر إليه‬ ‫البشر من خبث وشر وزنا‪ .‬وكثي اًر ما يفعل المسيح هذا معنا‪ ،‬إذ حينما نتكلم على أحد ونشهر به تبكتنا قلوبنا إذ‬ ‫تكون لنا نفس الخطية أو خالفها‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫ان ِم ْن ُكم ِبالَ َخ ِطي ٍ‬ ‫َّة َف ْل َي ْرِم َها أ ََّوالً‬ ‫ب َوقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬م ْن َك َ‬ ‫صَ‬ ‫استَ َم ُّروا َي ْ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)3–7 :2‬ولَ َّما ْ‬ ‫سأَلُوَن ُه‪ ،‬ا ْنتَ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ض َم ِائ ُرُه ْم تَُب ِّكتُ ُه ْم‪،‬‬ ‫ض‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َس َف ُل َو َك َ‬ ‫س ِم ُعوا َو َكا َن ْت َ‬ ‫ِب َح َج ٍر!» ثُ َّم ا ْن َح َنى أ َْي ً‬ ‫ان َي ْكتُ ُ‬ ‫ضا إِلَى أ ْ‬ ‫َما ُه ْم َفلَ َّما َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخ إِلَى ِ‬ ‫اح ًدا فَو ِ‬ ‫َخرجوا و ِ‬ ‫ين ِم َن ُّ‬ ‫س ِط‪" .‬‬ ‫الش ُي ِ‬ ‫اآلخ ِر َ‬ ‫اح ًدا‪ُ ،‬م ْبتَِد ِئ َ‬ ‫سوعُ َو ْح َدهُ َوا ْل َم ْأرَةُ َواقفَ ٌة في ا ْل َو ْ‬ ‫ين‪َ .‬وَبق َي َي ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬ ‫لكنهم استمروا يطالبونه بالجواب فكتب ثانية بعد أن وضع مبدءاً جديداً فليرمها بحجر من كان بال خطية‪ .‬لذلك‬

‫ربما في كتابته أوالً وضعهم أمام ضمائرهم ولما لم تستيقظ ضمائرهم وضع هذا المبدأ أن ال يجوز لشرير أن‬

‫يحاكم شري اًر آخر وجلس في المرة الثانية ليكتب خطاياهم صراحة فخجلوا واختشوا إذ وجدوه يعرف كل شئ‬ ‫‪233‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫وفاحصاً للقلوب والكلى‪ .‬هنا كتب خطاياهم على الرمل فيمكن أن تمحى بالتوبة‪ ،‬ولكن هناك تسجل وال تمحى‬ ‫فيدانوا‪ .‬وأظهر الرب أن المسيح الذي بال خطية هو الديان الواحد الوحيد‪ .‬هنا المسيح لم يخالف ناموس موسى‬ ‫بل وافق عليه ولكنه وضعهم أمام مشكلة من الذي ينفذه‪ ،‬من الذي يستحق؟! بهذا هو يكمل ناموس موسى‬

‫ويكمل ما نقص فيه وفيهم‪ .‬وهنا كان قضاة هذه المرأة مثل قضاة سوسنة‪ .‬فإنسحب الجميع إذ إنكشفوا أمام‬ ‫الرب‪ .‬والشيوخ إنسحبوا أوالً إذ لطول مدة حياتهم على األرض كانت خطاياهم أكثر‪ ،‬والشيوخ المفروض هم رمز‬ ‫للحكمة والطهارة‪ .‬لقد ستر الرب عليهم ولم يفضحهم فكان عليهم أن يستروا على المرأة‪ ،‬ولنستر نحن إخوتنا‪.‬‬

‫وبإنسحاب المدعي ن والشهود سقطت القضية وبقيت المرأة ولم تنسحب وهذا دليل على بداية مشاعر التوبة‬ ‫واإلنسحاق عند المرأة‪ .‬هي وجدت في المسيح سلطان وقداسة وغفران ومحبة تحتاج لهم‪ .‬واهلل كما كتب الوصية‬

‫في العهد القديم‪ ،‬يكتب اآلن بروحه القدوس (إصبعه) على قلوبنا‪ .‬فنطيع وصاياه بالحب‪ .‬المسيح أتى بالحنان‬ ‫والرحمة‪ ،‬وهذا ظهر في هذا الموقف‪ .‬وظهر أن اهلل يدين الخطية لكنه يريد خالص الخطاة‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ال لَها‪«:‬ياام أرَةُ‪ ،‬أ َْي َن ُهم أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُولئ َك‬ ‫سوعُ َولَ ْم َي ْنظُ ْر أ َ‬ ‫صَ‬ ‫ب َي ُ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)11–15 :2‬فلَ َّما ا ْنتَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َح ًدا س َوى ا ْل َم ْأرَة‪ ،‬قَ َ َ َ ْ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْه ِبي َوالَ‬ ‫ا ْل ُم ْ‬ ‫س ِّي ُد!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ع‪َ «:‬والَ أَ​َنا أ َِدي ُن ِك‪ .‬اذ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َح ٌد؟» فَقَالَ ْت‪« :‬الَ أ َ‬ ‫َما َدا َنك أ َ‬ ‫ال لَ َها َي ُ‬ ‫َح َد‪َ ،‬يا َ‬ ‫شتَ ُكو َن َعلَ ْيك؟ أ َ‬ ‫ضا»‪".‬‬ ‫تُ ْخ ِط ِئي أ َْي ً‬

‫ما حدث هنا هو بالضبط ما جاء المسيح ليعمله‪ .‬فقبل المسيح ما كان يمكن غفران أي خطية‪ .‬أي خطية كانت‬

‫تتسبب في هالك الخاطئ (فبسبب خطأ من موسى ُح ِرم من دخول أرض الميعاد)‪ .‬ولكن بدم المسيح تغفر‬ ‫الخطية والدينونة = وال أنا أدينك‪ .‬ويكون لنا فرصة أخرى= إذهبي وال تخطئ أيضاً‪ .‬خسر المشتكون قضيتهم‬ ‫وانسحبوا كقضاة واتضح أن الناموس عاجز إذ ال يوجد القاضي الذي هو نفسه بال خطية والمؤهل للحكم على‬

‫أما حكم المسيح فهو بحسب الداخل‪ .‬لذلك إذ إنسحب‬ ‫الخطاة ويضاف لعجز الناموس أنه يدين بحسب الظاهر‪ّ ،‬‬ ‫الديان وحده‪ .‬ولكنه في مجيئه األول لم يأت ليدين بل ليكفر عن خطايا‬ ‫القضاة الناموسيون لم يبق سوى المسيح ّ‬ ‫البشر بدمه‪ .‬وبرأها المسيح فهو أتى ليبرئها بدمه ولكن بشرط إذهبي وال تخطئ أيضاً وهذه دعوة للتوبة بل‬ ‫منحها قوة لكي ال تعود تخطئ وقوله إذهبي فيه منحها بركة وسالم‪ ،‬مع غفران= وال أنا أدينك‪ .‬ويوحنا وضع‬ ‫هذه القصة هنا ليشرح الفارق بين ناموس موسى وشريعة المسيح‪ .‬الناموس ليس به عيب ولكن العيب في البشر‬

‫(فساد الشهود كما حدث في قصة سوسنة ونابوت اليزرعيلي) كما أن الناموس يحكم بالموت على الخاطئ وال‬ ‫يعطي فرصة للتوبة كما عمل المسيح‪ .‬وانتصار النعمة على الناموس في هذا الموقف يعطينا ثقة في القدوم‬

‫للمسيح فيغفر خطايانا والحظ المسيح يقبل الخاطئ ولكنه ال يقبل أن يستمر الخاطئ في خطيته‪ .‬فلنتقدم اآلن‬

‫ألن المسيح مازال يكتب خطايانا على الرمال فإذا إعترفنا بخطايانا غفرت لنا ونسمع صوت الرب على فم‬ ‫الكاهن مغفورة لك خطاياك‪ ..‬ال تعود تخطئ‪ ..‬إذهب بسالم الرب معك‪ .‬والقديس أبو مقار تعلَّم هذا الدرس من‬

‫المسيح وستر على األخ الزاني وقال له ال تفعل ذلك ثانية‪ .‬ولكن اآلن بعد أن برأنا المسيح فمن يستهين بدم‬ ‫المسيح فدينونته أعظم (عب‪ +7-:11‬عب‪.)7:-1:1::‬‬

‫‪234‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫ملحوظات على قصة الزانية‪:‬‬ ‫المسيح القدوس أتي ليحمل خطايانا ويحرقها في جسده‪ .‬ويمثل هذا مذبح المحرقة الذي كانت تقدم عليه‬

‫الذبائح التي تحترق بالنار التي نزلت من السماء‪ ،‬نار العدالة اإللهية‪ .‬فهو لم يتسامح مع الزنا بل هو حمل‬ ‫الخطية وأدانها بجسده (رو‪.)711‬‬

‫* المسيح وضع قانون أن من هو بال خطية فهو الذي يدين‪ ،‬وهو وحده الذي بال خطية لذلك فهو وحده‬ ‫الذي يدين‪ ،‬وحين أدان فهو أدان الخطية في جسده‪.‬‬

‫لو أهملنا اآلن خالص المسيح فدينونتنا أعظم (عب‪ )7:-1:1::‬وهذا ظهر في دينونة حنانيا وسفيرة‪.‬‬

‫فالعهد الجديد ليس عهد تساهل مع الخطية‪.‬‬

‫إنحني المسيح= بسبب حزنه على هذه التي تسيدت شهواتها عليها‪ ،‬أو هي كانت تتاجر بجسدها‪ ،‬وهؤالء‬ ‫الشيوخ المملوئين خطية وخبث‪ .‬بعد أن كان هؤالء كلهم حين خلقوا "رأى اهلل كل شئ حسن جداً"‪ .‬المسيح‬

‫إنحنى من حزنه على ما وصل إليه حال اإلنسان‪ .‬ما أحزن المسيح أن اإلنسان الذي خلقه ح اًر صار‬

‫مستعبداً‪ .‬لقد إختزل اإلنسان الذي خلق على صورة اهلل إلى مجرد جسد مستعبد بال كرامة وبال آدمية‪.‬‬ ‫إختفت إنسانيتها‪ ،‬صارت شئ وليس إنسانة‪ .‬وبنفس المنطق بكى المسيح على قبر لعاز (إنسان مات وأنتن‬

‫والباقين يصرخون من الحزن على الميت)‪.‬‬

‫حينما نخطئ نختبر هذه الحالة‪ ،‬نشعر أن الحزن مأل قلوبنا‪ ،‬المسيح ينحني داخلنا وهذا عكس "مختبرين‬

‫إرادة اهلل الصالحة‪( ..‬رو‪ .)11:1‬هذا الحزن ناشئ عن أن المسيح يكون يكتب بداخلنا خطايانا وهو حزين‪.‬‬ ‫هنا نختبر مشاعر المسيح الحزينة علينا‪.‬‬

‫اإلنحناءة األولى التي لم يفهموها كتب فيها المسيح الوصايا التي كسرت دون تحديد‪ ،‬فكل منهم قال "لست‬

‫أنا" لكن اإلنحناءة الثانية كانت فيها توجيه إتهام محدد لكل منهم بالوصايا التي كسرها هو شخصياً‪ ،‬لذلك‬ ‫بدأ كل منهم في اإلنصراف‪.‬‬

‫لماذا لم تهرب المرأة مع من هرب‬ ‫ماذا أخذنا من المسيح؟ قداسة‪ /‬حياة‪ /‬نور‪ /‬فرح‪ /‬شركة في العمل‪ /‬مجد‪ /‬سلطان على إبليس‪.‬‬

‫ونحن مملؤون‬ ‫كوز صغير‬

‫فيه‬

‫(كو‪)15:1‬‬

‫المسيح حل فيه كل ملء‬ ‫الالهوت جسديا ً (كو‪)9:2‬‬

‫هو كل منا‬ ‫الكوز لن يأخذ أكثر من إمتالئه‬

‫خزان ضخم جداً هو جسد المسيح‬ ‫‪235‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫ولنطبق هذا على المرأة‪1‬‬ ‫قداسة المسيح حركت قلبها‪ .‬فكرهت خطاياها فإشتاقت لهذه الحياة المقدسة وأيضاً ستر المسيح عليها‪.‬‬ ‫تحولت في لحظة العبودية واإلنكسار في المرأة إلى فرح‪.‬‬

‫والمسيح صرفها مصحوبة ومدعمة بقوة ترفض بها الخطية‪.‬‬

‫وحين رفضت الخطية داخلها بدأت تختبر معنى جديد للفرح‪.‬‬

‫وربما أرادت أن تستمر بجانب المسيح‪ ،‬لكن المسيح قال ال‪ ..‬إذهبي وعيشي في العالم وقوتي ستصاحبك‬ ‫وفرحي سيصاحبك "أراكم فتفرح قلوبكم"‪.‬‬

‫هي أول مرة شعرت بكيانها اإلنساني وانصرفت بحياة جديدة‪.‬‬ ‫لذلك أتت اآلية "أنا هو نور العالم" في اآلية التالية مباشرة للقصة‪.‬‬ ‫اآليات (يو‪)15–11 :2‬‬

‫(المسيح نور العالم)‬

‫ور ا ْل َعالَِم‪َ .‬م ْن َيتْ َب ْع ِني فَالَ َي ْم ِشي ِفي‬ ‫ُن ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫اب‬ ‫لِ َن ْف ِس َك‪َ .‬‬ ‫ش َه َ‬ ‫َج َ‬ ‫س ْت َحقًّا»‪ .‬أ َ‬ ‫ادتُ َك لَ ْي َ‬

‫‪11‬‬ ‫ضا قَ ِائالً‪«:‬أَ​َنا ُه َو‬ ‫سوعُ أ َْي ً‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)15 –11 :2‬ثُ َّم َكلَّ َم ُه ْم َي ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ال لَ ُه ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ون لَ ُه نُور ا ْلحي ِ‬ ‫ش َه ُد‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫اة»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ُّون‪« :‬أَ ْن َ‬ ‫يسي َ‬ ‫الظُّ ْل َم ِة َب ْل َي ُك ُ‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم فَالَ‬ ‫ب‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫سوعُ َوقَ َ‬ ‫ش َه ُد لِ َن ْف ِسي فَ َ‬ ‫ت َواِلَى أ َْي َن أَذ َ‬ ‫َعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن أَتَ ْي ُ‬ ‫ش َه َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬وِا ْن ُك ْن ُ‬ ‫اد ِتي َحق‪ ،‬أل َِّني أ ْ‬ ‫ْه ُ‬ ‫َي ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ون ِم ْن أ َْي َن ِ‬ ‫ت أَ​َنا‬ ‫ون‪ ،‬أ َّ‬ ‫آتي َوالَ إِلَى أ َْي َن أَذ َ‬ ‫َح ًدا‪َ .‬وِا ْن ُك ْن ُ‬ ‫سُ‬ ‫ت أَِد ُ‬ ‫س ِد تَِدي ُن َ‬ ‫تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ين أ َ‬ ‫سَ‬ ‫ْه ُ‬ ‫َما أَ​َنا َفلَ ْ‬ ‫ب ا ْل َج َ‬ ‫ب‪ .‬أَ ْنتُ ْم َح َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ضا ِفي َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين فَ َد ْي ُنوَن ِتي حق‪ ،‬أل َِّني لَس ُ ِ‬ ‫وب أ َّ‬ ‫ادةَ‬ ‫َن َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫أ َِد ُ‬ ‫سلَ ِني‪َ .‬وأ َْي ً‬ ‫اموس ُك ْم َم ْكتُ ٌ‬ ‫ت َو ْحدي‪َ ،‬ب ْل أَ​َنا َو ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اآلب الَّذي أ َْر َ‬ ‫ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫اه ُد لِ َن ْف ِسي‪ ،‬وي ْ ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫َر ُجلَ ْي ِن َحق‪12 :‬أَ​َنا ُه َو َّ‬ ‫اب‬ ‫سلَ ِني»‪ .‬فَقَالُوا لَ ُه‪«:‬أ َْي َن ُه َو أ َُب َ‬ ‫َج َ‬ ‫وك؟» أ َ‬ ‫ش َه ُد لي ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫اآلب الَّذي أ َْر َ‬ ‫‪15‬‬ ‫سوعُ ِفي ا ْل ِخ َاز َن ِة َو ُه َو‬ ‫ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ِني أَ​َنا َوالَ أَِبي‪ .‬لَ ْو َع َرفْتُ ُموِني لَ َع َرفْتُ ْم أَِبي أ َْي ً‬ ‫سوعُ‪« :‬لَ ْ‬ ‫ضا»‪ .‬ه َذا ا ْل َكالَ ُم قَالَ ُه َي ُ‬ ‫َي ُ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ْت َب ْع ُد‪" .‬‬ ‫َح ٌد‪ ،‬أل َّ‬ ‫س َ‬ ‫ُي َعلِّ ُم في ا ْل َه ْي َك ِل‪َ .‬ولَ ْم ُي ْمس ْك ُه أ َ‬ ‫اعتَ ُه لَ ْم تَ ُك ْن قَ ْد َج َ‬ ‫َن َ‬

‫آية ( يو‪11" -:)11 :2‬ثُ َّم َكلَّمهم يسوعُ أ َْي ً ِ‬ ‫ور ا ْل َعالَِم‪َ .‬م ْن َيتْ َب ْع ِني فَالَ َي ْم ِشي ِفي الظُّ ْل َم ِة َب ْل‬ ‫َ ُْ َ ُ‬ ‫ضا قَائالً‪«:‬أَ​َنا ُه َو ُن ُ‬ ‫ون لَ ُه نُور ا ْلحي ِ‬ ‫اة»‪".‬‬ ‫َي ُك ُ‬ ‫ُ َ​َ‬ ‫هنا نجد بقية الحديث الذي جاء في (‪ .)71-7313‬فكان المسيح قد قال هناك "من آمن بي تجري من بطنه‬ ‫أنهار ماء حي‪ "..‬ووجدنا نتيجة لهذا هجوم الفريسيين عليه ثم محاولة إحراجه في موضوع المرأة الزانية‪ .‬وهنا‬

‫ينقل المسيح تعليمه بعد أن خرج الفريسيين وانتقل من الماء إلى النور‪.‬‬

‫أنا هو نور العالم= وكان ذلك بمناسبة المنارات المضاءة في هذا العيد تذكا اًر لعمود النور الذي قادهم في البرية‬ ‫أثناء الليل‪ .‬المسيح ينتهز فرصة إستخدام الطقس (النور والماء) ليستعلن الحقائق اإليمانية من وراء الطقس‪ ،‬فهو‬

‫الماء والنور الحقيقيين (هذا يشير ألهمي ة الطقوس في الكنيسة فوراءها عقائد)‪ .‬والمسيح هو النور الذي يبدد‬ ‫ظلمة القلب وبه نعرف اآلب ونرى السماويات وهو الذي يقودنا في برية هذا العالم لألبدية‪ .‬ونالحظ أن اليهود‬ ‫‪236‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫كانوا يقولون أن الناموس هو النور والمسيح بهذا يعلن أنه كمال الناموس‪ .‬وهو قال نور العالم أي ليس لليهود‬

‫فقط‪ .‬والنور يشير للمعرفة والقداسة‪ ،‬والظلمة ترمز للجهل والخطية‪ .‬فالمسيح هو الذي يكشف ويعلن اهلل لنا في‬ ‫محبته وهو النور الذي يقودنا للحياة مع اهلل وهو يبدد طبيعة الظلمة الشريرة وهو نور لمن هو في حيرة وهو‬

‫يعطي اإلدراك والمعرفة واإلستعالن وادراك حقيقة األشياء‪ .‬قال فيلسوف ملحد (نحن نخرج من ظلمة الرحم إلى‬ ‫ظلمة القبر مرو اًر بظلمة الحياة) لكن المسيح هو الذي يعطي معنى للحياة وتفسي اًر ألحداثها‪ ،‬ويلقي نو اًر على‬ ‫نهاية حياتنا في مجد‪ .‬هو يستعلن لنا أمجاد األبدية‪ .‬فمن يتبع المسيح يكون في نور وينجو من الظلمة ومن‬

‫يرفضه يبقى في الظلمة وبدون إرشاد وبدون تمييز للحق‪ .‬فال يمشى في الظلمة= الظلمة هي اإلبتعاد عن اهلل‪،‬‬

‫وعدم اإليمان والخطية هي التخبط في طريق الشر بعيداً عن اهلل‪ .‬إذاً من يؤمن بالمسيح يصير له المسيح خبز‬ ‫للحياة (من يأكله يحيا به لألبد) ومصدر للماء الحي (فيفيض من المؤمن أنهار ماء حي) أي يكرز بالمسيح‬

‫الذي يحيا فيه (غل‪ .)1:11‬ويكون له المسيح نور (يصير له المسيح نور الحياة أي يحيا فيه) النور مرتبط‬ ‫بالحياة‪ ،‬فإذا وجد النور يكون هناك حياة والعكس فالظلمة معها موت‪ .‬ونور المسيح ينير الطريق فأحيا بسلوك‬

‫ناتج عن حياة المسيح ف ّي‪ .‬فالمسيح ليس نور خارجي بل ينير من الداخل‪ .‬والمسيح هو نور األبدية أيضاً‬ ‫(رؤ‪ .)7111‬ويكون له المسيح نور الحياة أي يتحول المسيح فيه إلى عمل وسلوك وحياة يشهد بمدى الحق في‬ ‫هذا النور‪ .‬ويكون له المسيح نور الخالص والرجاء والثقة والفرح والتهليل‪ .‬ويصير المؤمن هو أيضاً نو اًر للعالم‬

‫(مت‪ ) :117‬ونور المؤمن هو إنعكاس لنور المسيح‪ .‬لذلك يقام للكنيسة منارة فهي جسد المسيح نور العالم حاملة‬ ‫النور‪ .‬من يتبعني= كما تبع الشعب عمود النور في البرية فقادهم إلى أرض الميعاد‪ .‬هكذا من يتبع المسيح‬

‫يصل إلى أورشليم السماوية وهناك يكون المسيح هو نور األبدية (رؤ‪ )17-17+711:‬وقارن مع (إش‪-:1::‬‬

‫‪ +1:-:1 +7‬إش‪ +3-:111‬إش‪ +1-:1:‬إش‪ +3-:11:‬مال‪ .)111‬وتثبيتاً ألن المسيح هو نور للعالم نجده‬ ‫في اإلصحاح التالي مباشرة يفتح عيني األعمى‪ .‬وفي (مال‪ )111‬نجد المسيح شمس البر‪ ،‬فكما أن الشمس‬

‫تعطي الصحة والشفاء والضوء هكذا المسيح هو شمس الروح وبرها ونورها وطهارتها‪ .‬المسيح ينير لي كنور في‬

‫العالم‪ .‬واذا ما تبعته تكون لي حياة أبدية= يكون له نور الحياة‪.‬‬

‫المسيح نور العالم= فلنسأل أنفسنا في كل تصرف‪ ..‬لو كان المسيح مكاني‪ ..‬كيف سيكون تصرفه وهذا معنى‬ ‫أنه نور للعالم‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ال لَ ُه ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ت‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)17–16 :2‬فَقَ َ‬ ‫ُّون‪« :‬أَ ْن َ‬ ‫يسي َ‬ ‫اد ِتي َحق‪ ،‬أل َِّني‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ش َه ُد لِ َن ْف ِسي فَ َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬وِا ْن ُك ْن ُ‬ ‫ون ِم ْن أ َْي َن ِ‬ ‫ب‪" .‬‬ ‫آتي َوالَ إِلَى أ َْي َن أَذ َ‬ ‫تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ْه ُ‬

‫‪17‬‬ ‫ع‬ ‫تَ ْ‬ ‫ش َه ُد لِ َن ْف ِس َك‪َ .‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ش َه َ‬ ‫َج َ‬ ‫س ْت َحقًّا»‪ .‬أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ادتُ َك لَ ْي َ‬ ‫َما أَ ْنتُ ْم فَالَ‬ ‫ب‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ت َوِالَى أ َْي َن أَذ َ‬ ‫َعلَ ُم ِم ْن أ َْي َن أَتَ ْي ُ‬ ‫أْ‬ ‫ْه ُ‬

‫أنت تشهد لنفسك= هذا ُعرف بين الناس وهذا منطق سليم بالنسبة للبشر العاديين‪ ،‬لكن أهذا يقال بعد كل ما‬ ‫عمله المسيح وكل ما قاله‪ .‬ففيه تحققت كل نبوات العهد القديم (فتح عيون العمي‪ /‬أقام موتى‪ /‬ما تكلم أحد بمثل‬ ‫هذا قط‪ )..‬سبق المسيح وقال في (يو‪ )7:17‬بنوع من التنازل إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً‪ .‬وهو‬

‫‪237‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫قال هذا بمعنى أن حسب الناموس يلزم شهادة إثنين ومن يشهد لي هو اآلب‪ .‬ولكن اآلن ال داعي للتنازل فهو‬

‫يكشف كل الحقيقة (فقد إقتربت أيامه على األرض أن تنتهي)‪ ،‬فهو وحده الذي يدرك من هو وأما هم فال‬ ‫يعلمون‪ .‬وشهادته هو هي شهادة اهلل فهو واآلب واحد‪.‬‬

‫بضم هذا الكالم هنا مع (يو‪ )7:17‬نفهم أن قوله "إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق فهو النور‪ ،‬والنور يراه كل‬ ‫أحد إالّ العميان‪ ،‬يكفي أن يرى الناس النور ويكون لهم هذا شهادة‪ .‬عموماً النور ال يحتاج لمن يشهد له بل لمن‬

‫يراه‪ .‬ولكنهم حولوا الموضوع لشهادة‪ .‬وهو هنا يشير للوحدة مع اآلب‪ .‬فاآلب هو مصدر هذا النور فهو َيلدهُ‬ ‫ويشهد له‪ .‬وألن المسيح نور فمن له العين الروحية كان البد وسيكتشفه ومن ليست له عين روحية لن يتعرف‬

‫عليه وهذا ما حدث لهؤالء الفريسيين= أما أنتم فال تعلمون= إذاً العيب ليس في النور لكن في غياب العين‬ ‫الروحية‪ .‬وغياب العين الروحية سببه إتجاهات وميول رديئة وشهوة حسد وطلب ماديات العالم‪ .‬لذلك لم يميزوا‬

‫أن أعمال المسيح تقطع بأنه من اهلل‪ .‬ربما لم يفهم أحد ما قاله المسيح هنا‪ ،‬وعن عالقته باآلب ولكن تالميذه‬ ‫حفظوا ما قيل وفهموه بعد صعوده‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ين‬ ‫ون‪ ،‬أ َّ‬ ‫َح ًدا‪َ .‬وِا ْن ُك ْن ُ‬ ‫سُ‬ ‫ت أَ​َنا أ َِد ُ‬ ‫ت أ َِد ُ‬ ‫س ِد تَِدي ُن َ‬ ‫ين أ َ‬ ‫سَ‬ ‫َما أَ​َنا َفلَ ْ‬ ‫ب ا ْل َج َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)13–10 :2‬أَ ْنتُ ْم َح َ‬ ‫ِ‬ ‫فَ َد ْينُوَن ِتي حق‪ ،‬أل َِّني لَس ُ ِ‬ ‫سلَ ِني‪" .‬‬ ‫ت َو ْحدي‪َ ،‬ب ْل أَ​َنا َو ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اآلب الَّذي أ َْر َ‬

‫هم قالوا له شهادتك ليست حق فهم أدانوه وحكموا عليه أنه كاذب وهم تناسوا أن موسى أيضاً شهد لنفسه إذ قال‬ ‫أنه مرسل من اهلل وهكذا فعل كل األنبياء‪ .‬وهم سألوا المعمدان أن يشهد لنفسه (يو‪ .)111:‬والمسيح يرد عليهم‬

‫أنتم حسب الجسد تدينون= فهم ليست لهم معرفة روحية‪ .‬هم بمعرفتهم القاصرة لم يدركوا طبيعته‪ .‬واعتمادهم‬ ‫على المقاييس البشرية التي هي بحسب إمكانيات الجسد المحددة جعلهم لم يروا فيه سوى أنه إبن يوسف النجار‬ ‫وأنه ناصري‪ ،‬فهم يحكمون على الروحيات بالجسديات وهذا خطأ‪ .‬فالطبيعة الجسدية تملى عليهم أحكامهم وهي‬ ‫طبيعة ناقصة المعرفة‪ ،‬والدينونة مرتبطة بالمعرفة فكيف ندين ونحن ال نعرف‪ .‬بل هم لهم ميول منحرفة‬

‫ويحسدون المسيح‪ .‬وهذا يشوه حتى المعرفة الناقصة للجسد فتختل األحكام‪ .‬أما أنا فلست أدين أحداً= فهو جاء‬

‫في مجيئه األول ليخلص لذلك لم يدين الزانية‪ .‬ولكن المسيح يعلن أن دينونته للعالم ستكون في مجيئه الثاني‬ ‫وأنها لن تكون حسب الجسد مثلهم بل حسب الحق فهو فاحص القلوب والكلى‪ .‬وبهذه الدينونة سيدان العالم‬

‫والخطية والشيطان‪ .‬والمسيح اآلن أمامهم ال يدينهم [‪ ]:‬مع أنه قادر أن يدين بسبب عالقته باآلب‪ ]1[ .‬الدينونة‬ ‫ستكون عند المجئ الثاني‪ .‬إذ كان كالمهم عن جهل (لو‪ )71117‬ولكن إذا إستمرت مقاومتهم له عن حسد‬

‫(مر‪ )::1:7‬حفاظاً على مراكزهم ومجدهم الكاذب فسيكونون قد إنحازوا للشيطان وهو سوف يدينهم بالحق في‬ ‫المجيء الثاني (يو‪ =)::1::‬دينونتي حق فدينونة الحق تفصل بين الحق والباطل وهو حق لذلك دينونته حق‪.‬‬ ‫ألني لست وحدي بل أنا واآلب=إذاً فشهادته لنفسه مستمدة من عالقته باآلب‪ ،‬واآلب يشهد له‪.‬‬

‫‪238‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫‪17‬‬ ‫الش ِ‬ ‫ضا ِفي َن ِ‬ ‫ادةَ َر ُجلَ ْي ِن َحق‪12 :‬أَ​َنا ُه َو َّ‬ ‫اه ُد لِ َن ْف ِسي‪،‬‬ ‫وب أ َّ‬ ‫َن َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)12–17 :2‬وأ َْي ً‬ ‫اموس ُك ْم َم ْكتُ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وي ْ ِ‬ ‫سلَ ِني»‪".‬‬ ‫ش َه ُد لي ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫اآلب الَّذي أَْر َ‬

‫أنا الشاهد لنفسي= (أنا هو) الشاهد لنفسي فبهذا يؤكد المسيح شخصيته اإللهية ومساواته لآلب‪ .‬ناموسكم= لو‬ ‫حاكمهم بحسب الناموس ألدانهم (تث‪ )::1:1‬فهم لم يسمعوا له‪ .‬شهادة رجلين= (تث‪ .):1:3‬هنا المسيح‬

‫يضع نفسه على مستوى اآلب تماماً‪ .‬هنا نرى الوحدة الذاتية القائمة بينه وبين اآلب‪ .‬فهو سبق في اآلية السابقة‬

‫وقال ألني لست وحدي‪ ،‬بل أنا واآلب الذي أرسلني‪ .‬والمسيح أجابهم ألن منطقهم البشري كان سليماً حين قالوا‬

‫"أنت تشهد لنفسك" (آية‪ .):7‬وشهادة اآلب كانت [‪ ]:‬يوم المعمودية‪ .‬وهذه سمعها المعمدان [‪ ]1‬أعماله وأقواله‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ِني أَ​َنا َوالَ أَِبي‪ .‬لَ ْو َع َرفْتُ ُموِني‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :2‬فَقَالُوا لَ ُه‪«:‬أ َْي َن ُه َو أ َُب َ‬ ‫َج َ‬ ‫وك؟» أ َ‬ ‫سوعُ‪« :‬لَ ْ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫ضا»‪".‬‬ ‫لَ َع َرفْتُ ْم أَِبي أ َْي ً‬

‫هم لم يفهموا أنه يتكلم عن شخص اآلب‪ ،‬فهم لم يعرفوا المسيح وال اآلب‪ .‬لكن غالباً هم فهموا أنه يتكلم عن اهلل‬ ‫لذلك لم يسألوا من هو أبوك بل سألوه أين هو أبوك في إستهانة بكالمه وبهذه العالقة بينه وبين اآلب‪ .‬وأنه‬ ‫يتعذر على المسيح أن يأتي بشهادة من اآلب‪ .‬هم بسؤالهم أين أبوك األرضي هم ينكرون أبوة اآلب له‪ .‬والمسيح‬

‫برده عليهم قال لهم أنتم لستم تعرفون أبي أتهمهم بالجهل فهم ال يعرفون اهلل‪ ،‬إذ ظنوا أنهم يعرفون اهلل‪ ،‬فهم النهم‬ ‫لم يعرفوا المسيح المنظور‪ ،‬كان هذا النهم ال يعرفون اآلب غير المنظور ‪ ،‬فالمسيح هو الصورة المنظورة لآلب‬

‫سدوا عيونهم‬ ‫غير المنظور‪ .‬وأعمال المسيح هي أعمال اآلب ولكنهم لم يروا في المسيح سوى بشريته‪ .‬فهم ّ‬ ‫وأذانهم بأعمالهم وحسدهم وشرورهم َّ‬ ‫فسد اهلل لهم عيونهم وأذانهم إذ لم يستحسنوا أن يبقوا اهلل في معرفتهم‪ .‬سبق‬ ‫المسيح وقال تعرفونني من أين أنا (يو‪ )1113‬فهذه عنه كإنسان‪ .‬ولكن هنا يشير لالهوته وعالقته باآلب وهذه ال‬

‫يعرفونها‪ .‬لو عرفتموني لعرفتم أبي= فالمسيح هو النور الذي به نعرف اآلب‪" .‬ال أحد يأتي إلى اآلب إالّ بي"‬

‫(يو‪ .):1:1‬لو كان اليهود داخلهم طهارة لعرفوا اآلب وبالتالي لعرفوا المسيح‪ ،‬ولكن خطاياهم صارت عائقاً عن‬ ‫معرفة المسيح وكذلك عن معرفة اآلب أيضاً‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعتَ ُه‬ ‫َح ٌد‪ ،‬أل َّ‬ ‫س َ‬ ‫سوعُ في ا ْلخ َاز َنة َو ُه َو ُي َعلِّ ُم في ا ْل َه ْي َك ِل‪َ .‬ولَ ْم ُي ْمس ْك ُه أ َ‬ ‫َن َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)15 :2‬ه َذا ا ْل َكالَ ُم قَالَ ُه َي ُ‬ ‫اء ْت َب ْع ُد‪" .‬‬ ‫لَ ْم تَ ُك ْن قَ ْد َج َ‬ ‫الخزانة= مكان خزائن جمع األموال من التبرعات في دار النساء أي حيث يسمح للنساء بالدخول وال تعني أنه‬

‫مكان مخصص للنساء فقط‪ .‬حيث كانت تُنار المنارات في عيد المظال‪ .‬وهذا المكان مواجه لمكان إنعقاد‬ ‫السنهدريم‪ .‬وهنا عند الخزانة كان يجتمع عادة رؤساء الكهنة والفريسيين وهذا المكان مزدحم جداً‪ ،‬إذاً فالمسيح‬ ‫واجههم في عقر دارهم لذلك قال في (يو‪ )1:-::1:1‬أنا كلمت العالم عالنية‪ .‬وبهذا نطق المسيح بالحكم ضد‬

‫اليهود داخل هيكلهم‪ .‬ومع قوة الكلمات التي قالها المخلص أمام الفريسيين وأنها في نظرهم تستوجب الموت لم‬ ‫‪239‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫يستطيع أحد أن يمد يده عليه ألن ساعته لم تكن قد جاءت فهو الذي سلَّم نفسه بإرادته وسلطانه في ساعة‬ ‫يعرفها‪ .‬هو قيد أياديهم حتى تأتي ساعته‪.‬‬

‫اآليات (يو‪)13–11 :2‬‬

‫(أنــا هــو)‬

‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ث‬ ‫ون ِفي َخ ِطي َِّت ُك ْم‪َ .‬ح ْي ُ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)13–11 :2‬قَ َ‬ ‫ستَ ْطلُ ُبوَن ِني‪َ ،‬وتَ ُموتُ َ‬ ‫سوعُ أ َْي ً‬ ‫ضا‪«:‬أَ​َنا أ َْمضي َو َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ث أَم ِ‬ ‫أَم ِ‬ ‫ون‬ ‫َن تَأْتُوا» فَقَ َ‬ ‫ون أَ ْنتُ ْم أ ْ‬ ‫ال ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ضي أَ​َنا الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ضي أَ​َنا الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ود‪«:‬أَلَ َعلَّ ُه َي ْقتُ ُل َن ْف َ‬ ‫س ُه َحتَّى َيقُو ُل‪َ :‬ح ْي ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ِم ْن ه َذا‬ ‫ق‪ .‬أَ ْنتُ ْم ِم ْن ه َذا ا ْل َعالَِم‪ ،‬أ َّ‬ ‫َس َف ُل‪ ،‬أ َّ‬ ‫أَ ْنتُ ْم أ ْ‬ ‫سُ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫َما أَ​َنا َفلَ ْ‬ ‫َن تَأْتُوا؟»‪ .‬فَقَا َل لَ ُه ْم‪«:‬أَ ْنتُ ْم م ْن أ ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫ون ِفي َخطَ َايا ُك ْم»‪10 .‬فَقَالُوا‬ ‫ا ْل َعالَِم‪ .‬فَ ُق ْل ُ‬ ‫ون ِفي َخطَ َايا ُك ْم‪ ،‬أل ََّن ُك ْم إِ ْن لَ ْم تُ ْؤ ِم ُنوا أ َِّني أَ​َنا ُه َو تَ ُموتُ َ‬ ‫ت لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك ْم تَ ُموتُ َ‬ ‫شي ِ‬ ‫ت؟» فَقَا َل لَهم يسوعُ‪«:‬أَ​َنا ِم َن ا ْلب ْد ِء ما أُ َكلِّم ُكم أ َْي ً ِ ‪ِ 13‬‬ ‫َح ُك ُم ِب َها ِم ْن‬ ‫لَ ُه‪َ « :‬م ْن أَ ْن َ‬ ‫يرةً أَتَ َكلَّ ُم َوأ ْ‬ ‫ضا ِبه‪ .‬إِ َّن لي أَ ْ َ َ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫اء َكث َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫‪17‬‬ ‫لك َّن الَِّذي أَر ِ‬ ‫َن ْح ِو ُكم‪ِ ،‬‬ ‫ان َيقُو ُل لَ ُه ْم‬ ‫س ِم ْعتُ ُه ِم ْن ُه‪ ،‬فَه َذا أَقُولُ ُه لِ ْل َعالَِم»‪َ .‬ولَ ْم َي ْف َه ُموا أ ََّن ُه َك َ‬ ‫سلَني ُه َو َحق‪َ .‬وأَ​َنا َما َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪12‬‬ ‫َع ِن ِ‬ ‫سوعُ‪َ «:‬متَى َرفَ ْعتُم ْاب َن ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ش ْي ًئا ِم ْن‬ ‫اآلب‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ت أَف َْع ُل َ‬ ‫سُ‬ ‫ان‪ ،‬فَ ِحي َن ِئ ٍذ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا ُه َو‪َ ،‬ولَ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ْف ِسي‪ ،‬ب ْل أَتَ َكلَّم ِبه َذا َكما علَّم ِني أَِبي‪13 .‬والَِّذي أَر ِ‬ ‫اآلب َو ْح ِدي‪ ،‬أل َِّني ِفي ُك ِّل ِح ٍ‬ ‫ين‬ ‫سلَني ُه َو َمعي‪َ ،‬ولَ ْم َيتُْرْكني ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫أَفْع ُل ما ير ِ‬ ‫يه»‪" .‬‬ ‫َ َ ُْ‬

‫‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫ث‬ ‫ون ِفي َخ ِطي َِّت ُك ْم‪َ .‬ح ْي ُ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)17–11 :2‬قَ َ‬ ‫ستَ ْطلُ ُبوَن ِني‪َ ،‬وتَ ُموتُ َ‬ ‫سوعُ أ َْي ً‬ ‫ضا‪«:‬أَ​َنا أ َْمضي َو َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ث أَم ِ‬ ‫أَم ِ‬ ‫ون‬ ‫َن تَأْتُوا» فَقَ َ‬ ‫ون أَ ْنتُ ْم أ ْ‬ ‫ال ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ضي أَ​َنا الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ضي أَ​َنا الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫ود‪«:‬أَلَ َعلَّ ُه َي ْقتُ ُل َن ْف َ‬ ‫س ُه َحتَّى َيقُو ُل‪َ :‬ح ْي ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ِم ْن ه َذا‬ ‫ق‪ .‬أَ ْنتُ ْم ِم ْن ه َذا ا ْل َعالَِم‪ ،‬أ َّ‬ ‫َس َف ُل‪ ،‬أ َّ‬ ‫أَ ْنتُ ْم أ ْ‬ ‫سُ‬ ‫َما أَ​َنا فَ ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫َما أَ​َنا َفلَ ْ‬ ‫َن تَأْتُوا؟»‪ .‬فَقَا َل لَ ُه ْم‪«:‬أَ ْنتُ ْم م ْن أ ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫ون ِفي َخطَ َايا ُك ْم»‪".‬‬ ‫ا ْل َعالَِم‪ .‬فَ ُق ْل ُ‬ ‫ون ِفي َخطَ َايا ُك ْم‪ ،‬أل ََّن ُك ْم إِ ْن لَ ْم تُ ْؤ ِمنُوا أ َِّني أَ​َنا ُه َو تَ ُموتُ َ‬ ‫ت لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك ْم تَ ُموتُ َ‬

‫أنا أمضي= أنا ذاهب ألبي في السماء‪ .‬ستطلبونني= ولكن كالعذارى الجاهالت‪ ،‬بعد أن يكون قد مر الوقت‪.‬‬

‫قال لهم يسوع أيضاً= أيضاً تعني ومن أجل ذلك‪ .‬وهي عائدة على اآلية السابقة‪ ..‬ولم يمسكه أحد‪ ،‬أي نيتهم‬ ‫في قتله‪ ،‬وهذه خطية سيموتون بسببها وهم الخاسرون‪ .‬تموتون في خطيتكم= يسوع هنا يوجه الوعيد بالهالك‬

‫لمن يصر على رفض اإليمان بأن يرفضه وقالها بالمفرد‪ ،‬فالخطية هنا هي رفض المسيح (يو‪ )7:17‬ألن‬ ‫المسيح أتى ليرفع الخطايا فمن يرفض اإليمان يموت في خطيته‪ .‬بل تدبير مؤامرة وراء مؤامرة لقتله‪.‬‬

‫ستطلبونني= وسأكون في السماوات‪( .‬هي نبوة على اليهود أنهم سيظلوا يتوقعون مجيء المسيح حتى نهاية‬ ‫األيام) وهم حينما قال لهم هذا القول أنه يمضي وال يقدرون أن يأتوا إليه قالوا لعله يذهب إلى اليونانيين وهم هنا‬

‫نجدهم في حقدهم يزدادون سخرية ويقولون ألعله يقتل نفسه= وكان هذا رداً منهم على قول المسيح تموتون في‬ ‫خطيتكم فهم شعروا بأن المسيح وجه لهم إهانة ويحاولون ردها فعند اليهود عقوبة المنتحر الهاوية أي نار جهنم‪.‬‬

‫وكانوا يدفنون الموتى فو اًر لكنهم يتركون المنتحرين بال دفن حتى الغروب عقوبة لهم ويقطعون أياديهم اليمنى‬ ‫التي فعلت ذلك‪ .‬وهم بهذا يشوهون صورة المسيح أمام الجموع‪ .‬والمسيح رد لن أذهب إلى الهاوية كما تعتقدون‬

‫بل ألنني من السماء من فوق فأنا ذاهب إلى حيث أتيت‪ ،‬وأنا من فوق فال أرتكب مثل هذا الفعل‪ .‬والمعنى أن‬ ‫‪240‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫عجزهم اللحاق به ليس ألنه ذاهب إلى الهاوية بل أنه ذاهب إلى السماء‪ .‬أنتم من أسفل= طبيعتكم ترابية‪ .‬أنتم‬

‫من العالم= المتغير والزائل والذي يسوده الشر‪ .‬والذي إنحرف عن اهلل وانفصل عنه أما العالم كخليقة فقيل عنه‬ ‫"هكذا أحب اهلل العالم" وقيل عن العالم عند خلقته أنه حسن (تك‪ ):‬وكان نزول المسيح إلينا ليجذبنا إلى فوق إلى‬

‫السماء حيث ذهب ليعد لنا مكاناً‪ .‬ومن يتحد بالمسيح سيذهب معه إلى فوق‪ .‬ومن يريد أن يذهب معه للسماء‬ ‫يلزمه اإليمان والتوبة عن خطاياه ولكن هؤالء اليهود رافضين تماماً‪ ،‬لذلك فلن يرتفعوا إلى فوق بل سيموتون في‬ ‫خطاياهم ألنهم لم يقبلوا فداءه فبقيت خطاياهم في أعناقهم‪ .‬إن لم تؤمنوا أني أنا هو= هنا المسيح يبلغ قمة‬

‫إستعالنه الشخصي اإللهي‪ .‬أنا هو = باليونانية إيجو إيمي وبالعبرية يهوه ونفس التعبير قاله يهوه عن نفسه‬

‫(أش‪ )::117‬فإسم يهوه حين يترجم لليونانية يكون إيجو إيمي وحين يترجم للعربية يكون "أنا هو" فإذا أتت أنا‬ ‫هو بدون صفة ورائها (مثل أنا هو النور)‪ ،‬فهي قطعاً تعني يهوه‪ .‬إذاً أنا هو هو إسم اهلل‪ .‬وشرط الخالص أن‬ ‫نؤمن أن المسيح هو يهوه نفسه أنا أمضي وستطلبونني= المسيح يتكلم اآلن في اليوم األخير من عيد المظال‪.‬‬

‫وفي هذا اليوم يحتشد كل اليهود ثم يمضي كل واحد إلى موطنه على أن يأتي في عيد المظال القادم‪ .‬والمسيح‬

‫يعلم أنه لن يكون موجوداً بالجسد وقت عيد المظال القادم فهو سيكون في السماء ألنه سيصلب في الفصح أي‬

‫بعد ستة شهور من كالمه هذا‪ .‬وكأن المسيح يقول لهم لو أتيتم في عيد المظال القادم لتطلبونني لن تجدونني‪.‬‬

‫ومازال اليهود حتى اآلن يطلبون مسيحاً أرضياً يعطيهم الملك لذلك لن يجدوه‪ .‬وكل من يطلب المسيح وله رجاء‬

‫فيه في هذا العالم فقط يصير أشقى جميع الناس‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫ضا ِب ِه‪" .‬‬ ‫ت؟» فَقَ َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)10 :2‬فَقَالُوا لَ ُه‪َ « :‬م ْن أَ ْن َ‬ ‫سوعُ‪«:‬أَ​َنا ِم َن ا ْل َب ْد ِء َما أُ َكلِّ ُم ُك ْم أ َْي ً‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫اليهود حينما سمعوه يقول أنا هو إرتبكوا وقالوا له من أنت‪ .‬وكأنهم لم يسمعوا شيئاً مما قاله عن نفسه من قبل‪،‬‬

‫أو يقصدون اإلستخفاف بكالمه أو تكذيبه‪ .‬قال لهم يسوع أنا من البدء ما أكلمكم به= أي أنا منذ األزل يهوه‬

‫(أنا هو) الذي أكلمكم اآلن‪ ،‬وا آلن صرت يهوه المتجسد الذي يكلمكم اآلن‪ .‬وقد تعني أنا لي اآلن وقت طويل‬ ‫أخبركم عن نفسي ولن تسمعوا المزيد ولكن عبارة من البدء تحيرهم فهي تعني األزل‪ .‬ومنذ بدء كالمي معكم‬

‫أخبرتكم عن نفسي أني "أنا هو" وأنا هو كائن منذ البدء أي منذ األزل‪ .‬وشخص المسيح اآلتي لخالص العالم‬ ‫ظهر في كالمه وأعماله‪ .‬كأن المسيح يقول بين الكلمات إن حاجتكم اآلن ليس إلعالنات جديدة بل لقلوب جديدة‬ ‫تفهم اإلعالنات‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫‪ِ 13‬‬ ‫سلَ ِني ُه َو َحق‪َ .‬وأَ​َنا‬ ‫يرةً أَتَ َكلَّ ُم َوأ ْ‬ ‫َح ُك ُم ِب َها م ْن َن ْح ِو ُك ْم‪ ،‬لك َّن الَّذي أ َْر َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)17–13 :2‬إِ َّن لي أَ ْ َ َ‬ ‫اء َكث َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ان َيقُو ُل لَ ُهم َع ِن ِ‬ ‫اآلب‪" .‬‬ ‫س ِم ْعتُ ُه ِم ْن ُه‪ ،‬فَه َذا أَقُولُ ُه لِ ْل َعالَِم»‪َ .‬ولَ ْم َي ْف َه ُموا أَنَّ ُه َك َ‬ ‫َما َ‬ ‫ْ‬ ‫مهما أشاع الفريسيون من إشاعات ضده فهو يخبرهم بالحق ويعلن الحق‪ .‬والمسيح هنا يقول أن له كالم وحكم‬ ‫عليهم‪ ،‬كالم كثير يدينهم على ما في قلوبهم وأفكارهم ونياتهم إلهانتهم له وإلنحراف قلوبهم‪ .‬ولكن هذا ليس وقته‬

‫في وأنا فيه‪ ،‬هو كلمة اهلل الذي أعلن إرادة‬ ‫بل هناك يوم للدينونة‪ .‬ما سمعته منه= منذ األزل ومازلت أسمع فهو ّ‬ ‫‪241‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫اهلل للعالم‪ .‬والمسيح ال يتكلم إالّ ما يسمعه من اآلب‪ .‬واآلب ال يريد أن تكون الدينونة اآلن‪ .‬لذلك المسيح لن‬ ‫يتكلم اآلن‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫سوعُ‪َ «:‬متَى َرفَ ْعتُم ْاب َن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ت‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)13–12 :2‬فَقَ َ‬ ‫سُ‬ ‫ان‪ ،‬فَ ِحي َن ِئ ٍذ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫ون أ َِّني أَ​َنا ُه َو‪َ ،‬ولَ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْي ًئا ِم ْن َن ْف ِسي‪ ،‬ب ْل أَتَ َكلَّم ِبه َذا َكما علَّم ِني أَِبي‪13 .‬والَِّذي أَر ِ‬ ‫اآلب َو ْح ِدي‪،‬‬ ‫أَف َْع ُل َ‬ ‫سلَني ُه َو َمعي‪َ ،‬ولَ ْم َيتُْرْكني ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ين أَفْع ُل ما ير ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه»‪".‬‬ ‫أل َِّني في ُك ِّل ح ٍ َ َ ُ ْ‬ ‫يخبرهم المسيح هنا بأنهم لن يؤمنوا وسيصلبوه= متى رفعتم إبن‪ ..‬تفهمون= فهو لن يترك العالم بدون فهم‪ .‬فمن‬

‫رأي الظلمة وشق الحجاب والزلزلة وقيام األموات‪ ..‬الخ وانفتح قلبه آمن‪ .‬وربما آمن البعض والبعض اآلخر لم‬ ‫يؤمنوا‪ .‬ولكن ما فعله اليهود بالمسيح ظل عبر العصور تهمة ملصقة بهم أنهم صلبوا رب المجد‪ .‬وكلمة رفع في‬

‫رفعتم إبن اإلنسان تعني في المفهوم اليهودي الهوان والمجد‪ ،‬الصليب والصعود (تك‪ .)::+:711:‬وبالصليب‬

‫إرتفعنا‪ .‬وفي تقديم الحمل نقول رفع الحمل (في القداس) والكاهن يرفعه فوق رأسه فمن ُيقَ َّدم ذبيحة هو له كل‬ ‫المجد‪ .‬لست أفعل شيئاً من نفسي= كما تظنون أنني إنسان عادي‪ .‬ال بل أنا كلمة اآلب‪ .‬أفعل ما يرضيه=‬ ‫طعامي أن أصنع مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله فإرادته هي إرادة اآلب‪ .‬وارادة اآلب خالص النفوس‪ .‬كل‬

‫حين = بعض البشر يفعل إرادة اهلل بعض الوقت‪ ،‬لكن المسيح كان يفعل إرادة اهلل كل حين‪ .‬والثابت في المسيح‬ ‫يحسب با اًر بسبب هذا‪ .‬أبي لم يتركني وحدي= منذ اللحظة التي أتيت فيها إلى العالم‪ ،‬هناك إتحاد دائم بينهما‪.‬‬

‫كما علمني أبي= كل تعاليم المسيح هي نطق اآلب فيه‪ .‬فهو كلمة اآلب ويتكلم بكالمه‪ .‬وستفهمون بعد ذلك‬ ‫في (عب‪ .)11:‬فاإلبن قبل التجسد‬ ‫الوحدة بيني وبين اآلب‪ ،‬وأنا ال أنطق بشئ إالّ بما في ذهن اآلب فهو يتكلم ّ‬ ‫كان كائناً عند اهلل‪ ،‬كائناً معه‪ ،‬إبناً في حضن أبيه‪ .‬وبعد التجسد صار اآلب عند المسيح كائناً معه متكلماً فيه‪.‬‬ ‫والمسيح اإلبن ينفذ إرادة اآلب فما يريد اآلب إعالنه يعلنه اإلبن= هذا معنى علمني‪ .‬وبنفس المفهوم نفهم أن‬

‫الساعة ال يعلمها إالّ اآلب‪ ،‬واإلبن ال يعلمها= فاآلب ال يريد إعالنها‪ .‬إذاً اإلبن لن يعلنها‪ .‬وبعد كالمه هذا آمن‬ ‫به كثيرون (آية‪ )7:‬فهناك أقلية نقية‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫سوعُ لِ ْل َي ُه ِ‬ ‫آم ُنوا‬ ‫ود الَِّذ َ‬ ‫ير َ‬ ‫ون‪ .‬فَقَا َل َي ُ‬ ‫آم َن ِبه َكث ُ‬ ‫ين َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)75–65 :2‬وَب ْي َن َما ُه َو َيتَ َكل ُم ِبه َذا َ‬ ‫‪66‬‬ ‫ون تَالَ ِم ِ‬ ‫يذي‪َ 61 ،‬وتَ ْع ِرفُو َن ا ْل َحقَّ‪َ ،‬وا ْل َح ُّ‬ ‫َج ُابوهُ‪«:‬إِ َّن َنا‬ ‫ِب ِه‪«:‬إِ َّن ُك ْم إِ ْن ثَ​َبتُّ ْم ِفي َكالَ ِمي فَ ِبا ْل َح ِقيقَ ِة تَ ُكوُن َ‬ ‫ق ُي َحِّرُرُك ْم»‪ .‬أ َ‬ ‫‪67‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف تَقُو ُل أَ ْن َ ِ َّ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫ق‬ ‫َح ٍد قَطُّ! َك ْي َ‬ ‫ير َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َح َرًارا؟» أ َ‬ ‫ستَ ْع َب ْد أل َ‬ ‫يم‪َ ،‬ولَ ْم ُن ْ‬ ‫َج َاب ُه ْم َي ُ‬ ‫ت‪ :‬إن ُك ْم تَص ُ‬ ‫ُذِّريَّ ُة إ ْب َراه َ‬ ‫ِ ِ ِ ‪60‬‬ ‫االب ُن فَ َي ْبقَى‬ ‫أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك َّل َم ْن َي ْع َم ُل ا ْل َخ ِط َّي َة ُه َو َع ْب ٌد ل ْل َخطي‬ ‫َّة‪َ .‬وا ْل َع ْب ُد الَ َي ْبقَى ِفي ا ْل َب ْي ِت إِلَى األ َ​َب ِد‪ ،‬أ َّ‬ ‫َما ْ‬ ‫‪67‬‬ ‫‪63‬‬ ‫اهيم‪ِ .‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َن‬ ‫ون أ ْ‬ ‫لك َّن ُك ْم تَ ْطلُ ُب َ‬ ‫االب ُن فَ ِبا ْل َح ِقيقَ ِة تَ ُكوُن َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫إِلَى األ َ​َب ِد‪ .‬فَِإ ْن َح َّرَرُك ْم ْ‬ ‫َح َرًارا‪ .‬أَ​َنا َعال ٌم أَن ُك ْم ُذِّرَّي ُة إ ْب َر َ‬ ‫‪62‬‬ ‫َن َكالَ ِمي الَ مو ِ‬ ‫ون َما َأر َْيتُ ْم ِع ْن َد أَِبي ُك ْم»‪.‬‬ ‫تَ ْقتُلُوِني أل َّ‬ ‫ض َع لَ ُه ِفي ُك ْم‪ .‬أَ​َنا أَتَ َكلَّ ُم ِب َما َأر َْي ُ‬ ‫ت ِع ْن َد أَِبي‪َ ،‬وأَ ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬ ‫َْ‬ ‫‪63‬‬ ‫َعم َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم!‬ ‫يم»‪ .‬قَ َ‬ ‫يم‪ ،‬لَ ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬ ‫أَ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ون أ ْ َ‬ ‫ال إ ْب َراه َ‬ ‫سوعُ‪«:‬لَ ْو ُك ْنتُ ْم أ َْوالَ َد إ ْب َراه َ‬ ‫َج ُابوا َوقَالُوا لَ ُه‪«:‬أ َُبوَنا ُه َو إ ْب َراه ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق الَِّذي ِ ِ‬ ‫‪75‬و ِ‬ ‫يم‪" .‬‬ ‫ان قَ ْد َكلَّ َم ُك ْم ِبا ْل َح ِّ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫سٌ‬ ‫اآلن تَ ْطلُ ُب َ‬ ‫لك َّن ُك ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َن تَ ْقتُلُوِني‪َ ،‬وأَ​َنا إِ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫سم َع ُه م َن اهلل‪ .‬ه َذا لَ ْم َي ْع َم ْل ُه إ ْب َراه ُ‬

‫‪242‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬ ‫‪61‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫سوعُ لِ ْل َي ُه ِ‬ ‫آم ُنوا‬ ‫ون‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ود الَِّذ َ‬ ‫ير َ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫آم َن ِبه َكث ُ‬ ‫ين َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)61–65 :2‬وَب ْي َن َما ُه َو َيتَ َكل ُم ِبه َذا َ‬ ‫‪61‬‬ ‫ون تَالَ ِم ِ‬ ‫ون ا ْل َحقَّ‪َ ،‬وا ْل َح ُّ‬ ‫ق ُي َحِّرُرُك ْم»‪".‬‬ ‫يذي‪َ ،‬وتَ ْع ِرفُ َ‬ ‫ِب ِه‪«:‬إِ َّن ُك ْم إِ ْن ثَ​َبتُّ ْم ِفي َكالَ ِمي فَ ِبا ْل َح ِقيقَ ِة تَ ُكوُن َ‬

‫إلي إن لم يجتذبه اآلب‪ .‬وفي هذا اإلصحاح نجد تطبيقاً على هذا‪ .‬هو‬ ‫قال السيد في (يو‪ )111:‬ال أحد يأتي ّ‬ ‫إصحاح حواري لإلقناع‪ .‬فنجد أن هناك من يؤمن وهناك من ال يؤمن مع كل محاوالت المسيح لجذبهم‪ .‬آمن به‬

‫كثيرون‪ ..‬قال يسوع لليهود الذين آمنوا به = آمن األولى تعني اإليمان بالمسيح فعالً ‪ believe in him‬أما‬ ‫آمن الثانية فتأتي بمعنى َّ‬ ‫صدق ‪ .believe him‬األولى تشير لمن آمن بالمسيح فعالً والثانية تشير لمن آمن‬ ‫بالمسيح حسب رأيهم أن المسيح هو الذي سيحررهم من الرومان‪ ،‬مسيا الدنيا والسياسة‪ .‬والمسيح عرف ما في‬

‫ضمائرهم وأنهم أضمروا قتله لو لم يحررهم من الرومان ‪ ،‬لذلك بادرهم المسيح بأقوال هي تشجيع لمن آمن ليكون‬

‫إيمانه ثابت حقيقي أو لآلخرين تكون لهم فحص ضمير وكشف‪ .‬كلمات المسيح هنا لمن آمن حقيقة تثبيت‬

‫اليمانه‪ ،‬حتى ال يكون إيمانهم وقتي ضعيف زائف بل إيمان قوي‪ .‬وكلماته هنا لمن آمن بطريقة خاطئة فيها‬ ‫كشف لحقيقة إيمانه‪ .‬فالمسيح يريد اإليمان بشخصه والثبات في كالمه بدون أغراض أرضية‪ .‬إيمان يؤدي‬

‫لمعرفة الحق الذي هو اهلل‪.‬‬

‫إن ثبتم في كالمي= فالمسألة ليست تصديق كالم بل إيمان به‪ ،‬بل إتباع المسيح تماماً والثبوت في كالمه أي‬ ‫يتخذوه منهجاً وطريقاً ويتبعوه تماماً ويسلمون له اإلرادة والحياة وينفذوا كالمه ‪ .‬هؤالء بنوا بيوتهم على الصخر‬

‫(مت‪ ،)17-1113‬هؤالء يكونون تالميذ للمسيح= بالحقيقة تكونون تالميذي= والتالميذ سيعرفون الحق ومن‬ ‫يعرف الحق يتحرر= والحق يحرركم‪ .‬إذاً التلمذة هي تلمذة مبادئ وحق وحياة حسب كالمه هو وليس بحسب‬

‫أفكارهم هم‪ .‬وهكذا يتحررون من المعرفة الخاطئة التي تعلموها‪ .‬والمسيح هنا يكشف أنه ليس المهم أن يتحرروا‬ ‫من الرومان بل أن يتحرروا من جهلهم وكبريائهم وأفكارهم الخاصة وخرافاتهم‪ .‬فالمسيح يهتم بحياتهم مع اهلل‬

‫وليس بالسياسة‪ .‬فإذا صاروا تالميذ للمسيح فإنهم يتتلمذون للحق‪ ،‬يعرفونه ويسيرون بمقتضاه= تعرفون الحق=‬ ‫تعرفون ليس معرفة معلومات‪ .‬فالمعلومات ال تحرر‪ .‬ولكن المعرفة هي عالقة محبة مع المسيح‪ .‬وكلمة تعرفون‬ ‫تعني اإلتحاد "وعرف آدم امرأته فولدت "ألنهما صا ار جسداً واحداً" ونعرف الحق أي نتحد بالحق‪ .‬فنعرف الحق‬ ‫(أي المسيح) ليس معرفة من الخارج‪ ،‬بل معرفة اإلتحاد‪ ،‬معرفة من واقع اإلتحاد‪ .‬والحظ قول بولس " وأوجد‬

‫في وأنا فيكم" ومن يفعل سيعرفه وتكون له حياة‪ ،‬فهو الحياة‪.‬‬ ‫فيه‪ ..‬ألعرفه" (في‪ )::-:17‬والسيد يقول "إثبتوا ّ‬ ‫فالمعرفة إذاً حياة (يو‪ .)71:3‬ليس المعرفة السطحية بل معرفة الحب التي تقود للطاعة هي ليست معرفة جمع‬ ‫المعلومات بل العشرة واإلختبار مع اهلل‪ ،‬وهذا يولد الحب‪ ،‬هي معرفة إختبارية فيها نتذوق الحق في القلب‪ .‬وهذا‬

‫يأتي بطاعة الوصية‪ .‬وكلما أعرف المسيح وأعاشره باألكثر أحبه فمن يحبه يطيع وصاياه (يو‪ .)171:1‬ولكي‬

‫نطيع شيئاً ما يجب أن تعرف هذا الشيء‪ ،‬والمعرفة الحظ هي ثبات في المسيح‪ .‬والثبات يأتي من اإلنفصال‬ ‫عن الخطية فال شركة للنور مع الظلمة‪ .‬ومن يسير بمقتضاه يتحرر من سيرته الداخلية التي أبعدته عن اهلل‬

‫وزيفت له خصائص المسيا‪ .‬فالمسيح هو الحق الذي يحرر فمن يعرف المسيح بهذا المفهوم ويتذوق الحب‬

‫والحرية والحياة سيتحرر من العبودية لملذات العالم الباطل (تعرفون الحق والحق يحرركم = من وجد لؤلؤة كثيرة‬

‫‪243‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫الثمن فمضى وباع بقية الاللئ) لكن هذا يستلزم طاعة وصايا المسيح‪ .‬والتلمذة للمسيح هي تسليم مطلق للمسيح‬

‫وهذا يعطي المعرفة والحق والحرية والعالم ليس فيه حق مطلق وان وجد فهو نسبي‪ ،‬لذلك قال بيالطس للمسيح‬ ‫وما هو الحق (يو‪ )711:1‬حين قال المسيح "جئت للعالم ألشهد للحق" والمسيح سيعرف الناس باآلب ويعرف‬ ‫الناس الحق فهو الطريق والحق‪ ،‬أي هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الحق‪ ،‬وهو الذي أعطانا الحرية بموته‪ .‬فالثبوت‬

‫في كالم المسيح يفتح البصيرة والذهن ويستعلن الحق الذي به نحيا مع اهلل وفي اهلل‪ .‬والحق يحرر المشيئة من‬

‫التعلق بالباطل والخطية‪ .‬وهو حق السلوك والعمل والحب والبذل‪ .‬من يعرف الحق يتحرر من عبوديته لهذا العالم‬

‫الباطل‪ .‬فالحق هنا هو في مقابل الباطل الذي هو العالم‪ .‬وهناك فرق بين الحق والصدق‪ .‬فالصدق هو ما يشعر‬ ‫به المتكلم بحسب رؤيته‪ .‬لذلك هو نسبي‪ .‬أما الحق فهو الواقع الحقيقي‪ ،‬هو المطلق‪ .‬والحق يلد الحرية ‪،‬‬ ‫والحرية تدعم الحق‪ .‬والحق يحرر من عبودية الموت والخوف وعذاب الضمير والحرية الزائفة حرية الشهوات‪.‬‬

‫من يعرف المسيح (= الحق) حقيقة يعرف الفرح الحقيقي فيتحرر من لذات العالم الباطل‪.‬‬ ‫ولنرى اآلن المنهج الذي يريدنا الرب أن نتبعه‪.‬‬

‫البداية‪ :‬طاعة في تغصب= ثبتم في كالمي‪ .‬وبعد هذا يبدأ اإللتصاق والعشرة واإلكتشاف لشخص المسيح‬ ‫"الطريق والحق والحياة" فنحبه‪ .‬ومن يحب يطيع (يو‪ )17+1:1:1‬وهذه الطاعة عن حب‪ .‬ولكن كلما إزدادت‬ ‫الطاعة يزداد الثبات والمعرفة ‪ ،‬معرفة الحق الذي يحرر‪ .‬وكلما عرفنا الحق أى المسيح سنحبه فمن عرفه حقيقة‬ ‫وجده يستحق هذا الحب ‪ .‬ومن أحبه حفظ وصاياه ال عن تغصب بل عن حب ‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف تَقُو ُل أَ ْن َ ِ َّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ون‬ ‫َح ٍد قَطُّ! َك ْي َ‬ ‫ير َ‬ ‫ستَ ْع َب ْد أل َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)66 :2‬أ َ‬ ‫يم‪َ ،‬ولَ ْم ُن ْ‬ ‫ت‪ :‬إن ُك ْم تَص ُ‬ ‫َج ُابوهُ‪«:‬إن َنا ُذِّريَّ ُة إ ْب َراه َ‬ ‫َح َرًارا؟»‪".‬‬ ‫أْ‬

‫المسيح بكالمه هذا استثار فيمن كان إيمانه غير صحيح‪ ،‬أفكاره الخاطئة‪ .‬هؤالء الذين أظهروا تصديقاً لكالمه‬

‫وايماناً من نوع ‪ believe him‬لكنهم يؤمنون ليس بالمسيح الذي يحرر من الخطية‪ ،‬بل هم يطلبون مسيح‬

‫يخلصهم من الرومان‪ ،‬هؤالء بدالً أن يفكروا في كلمة الحق يحرركم ظنوه يتهمهم بالعبودية السياسية فثارت‬

‫النزعات الوطنية فيهم وشعورهم المتكبر بأنهم أوالد إبراهيم الذي كان ح اًر لم يستعبد ألحد‪ ،‬وهم الشعب المختار‬ ‫الذين هم فوق العالم‪ ،‬مفروزين عن العالم‪ .‬ومن هنا بدأوا سلسلة من اإلتهامات للمسيح‪ .‬وهنا بينما هم يتشدقون‬

‫بالحرية نجدهم كاذبين‪ ،‬فهم تحت الحكم الروماني اآلن‪( .‬هم كان لهم حرية دينية وظلوا متمسكين بميراثهم‬

‫وتقاليدهم‪ ،‬وربما كانت هي المقصودة هنا)‪ .‬لكن واضح الكبرياء والتزييف فهم سألوا أيجوز أن ندفع الجزية‬

‫لقيصر‪ ،‬إذاً هم يدفعون الجزية لقيصر‪ .‬بل كانوا تحت الحكم اليوناني والفارسي والبابلي‪ ،‬بل تحت عبودية‬ ‫شعوب صغيرة‪ ،‬وربما هم في غرورهم ظنوا أن هذه العبودية هي عبودية مؤقتة‪ ،‬ولذلك يبحثوا عن مسيا يخلصهم‬

‫من الرومان‪ .‬ولكن أت ى لهم مسيا يحدثهم عن الخالص من الخطية فرفضوه‪ .‬بينما أن الخطية في الحقيقة هي‬

‫التي تسلب اإلرادة واإلختيار‪ .‬والذي يخطئ يصير عبداً للخطية‪ .‬فالعبودية حقيقة هي للخطية‪ .‬إذاً الجنس‬ ‫البشري كله فقد حريته حين أخطأ‪ .‬والمسيح ال يريدهم أن يخلطوا ما بين الحرية من الخطية والحرية السياسية‪.‬‬

‫‪244‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬ ‫‪67‬‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ُك َّل َم ْن‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)63–67 :2‬أ َ‬ ‫َج َاب ُه ْم َي ُ‬ ‫ِ ِ ِ ‪60‬‬ ‫االب ُن فَ َي ْبقَى إِلَى األ َ​َب ِد‪63 .‬فَِإ ْن‬ ‫ل ْل َخطي‬ ‫َّة‪َ .‬وا ْل َع ْب ُد الَ َي ْبقَى ِفي ا ْل َب ْي ِت إِلَى األ َ​َب ِد‪ ،‬أ َّ‬ ‫َما ْ‬ ‫َح َرًارا‪" .‬‬ ‫تَ ُكوُن َ‬ ‫ون أ ْ‬

‫َي ْع َم ُل ا ْل َخ ِط َّي َة ُه َو َع ْب ٌد‬ ‫االب ُن فَ ِبا ْل َح ِقيقَ ِة‬ ‫َح َّرَرُك ْم ْ‬

‫اليهود ظنوا أن الحرية هي من الرومان‪ .‬والسيد يقول هنا‪ ..‬ال فالعبودية هي للخطية وليست للرومان‪ .‬والحرية‬

‫الحقيقية هي من الخطية وليس من الرومان‪.‬‬

‫كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية= ليس إنسان بال خطية ولكن المقصود هنا هو من يفضل الخطية‬

‫ويختارها تاركاً طريق اهلل ويقيم عهداً مع الخطية‪ ،‬وتقوده شهواته‪ .‬تبدأ الخطية بسقطة ثم يتعود اإلنسان عليها‬ ‫فتصبح عادة فإستعباد‪ .‬في البداية يظن اإلنسان أنه يستطيع تركها في أي وقت‪ ،‬ومع الوقت يستعبد لها وال يقدر‬

‫أن يتركها‪ ،‬ويفقد اإلنسان سيطرته على إرادته‪ .‬والذي يفعل الخطية فهو يحيا حياة اإلثم والتعدي‪ ،‬إذ ترتبط بالعالم‬

‫ويفقد حريته ثم نفسه ويكون قد فقد حرية البنين وصار عبداً للخطية وابليس يسيطر عليه ويتولى قيادته‬

‫(‪:‬يو‪ .)117‬وبالتالي الحرية هي القداسة والعبودية هي الخطية‪ .‬الحرية تقودنا إلى اهلل والخطية تقودنا إلى إبليس‪.‬‬ ‫والمسيح أتى ليحررنا من يد إبليس ويعيدنا إلى حق البنين وميراث بيت اهلل أي الشركة في ميراث اإلبن‪ .‬وهدف‬

‫الحياة هو العالقة مع اهلل‪ ،‬والخطية تجعلني أفقد هدف الحياة‪ .‬وهناك حرية مخادعة حين يقول خاطئ "أنا حر‬ ‫أفعل ما أشاء" وهو في الحقيقة مستعبد للخطية كمن يدخن‪ .‬ولكن الحرية الحقيقية هي عالقة مع اهلل تنشئ حرية‬ ‫من ربط الخطية‪ .‬الحق الحق أقول= هذا ال يقوله سوى الرب أما األنبياء فكانوا يقولون "هكذا يقول الرب" أما‬

‫أما العبد فال يقيم‬ ‫المسيح فيتكلم بإسم نفسه‪ .‬العبد ال يبقى في البيت إلى األبد= اإلبن له حق البنين في الميراث ّ‬ ‫إما يهرب من نفسه أو أن صاحب البيت يطرده‪ .‬وهكذا من إستعبد‬ ‫في بيت سيده إقامة دائمة مثل اإلبن‪ ،‬فهو ّ‬ ‫للخطية فإنه ال يقيم في ملكوت اهلل إلى األبد‪ .‬ومن يحيا تحت ظل أكثر القوانين حرية فهو مستعبد لو عاش في‬

‫الخطية‪ .‬أما لو حرره اإلبن فهو سيتمتع بحرية حقيقية ويتمتع بميراث البنين‪ .‬إذاً الحرية التي يتكلم عنها المسيح‬ ‫والتي جاء من أجلها هي أسمى من الحرية من الرومان التي يطلبونها‪ .‬فبالحقيقة= ليس كحرية اليهود الزائفة أو‬

‫حرية الخاطئ المزعومة الذي يزعم أنه بحريته يخطئ‪ .‬ونالحظ أنهم قالوا أنهم أوالد إبراهيم أهل بيت اهلل والمسيح‬

‫قال لن تبقوا في البيت بسبب شروركم فاإلنسان ال يبقى إبناً هلل وللخطية ٍ‬ ‫بآن واحد‪ .‬وهناك من يحيا في بيت اهلل‬ ‫بروح العبيد طالباً أجرة (كاألخ األكبر لإلبن الضال)‪ .‬هذا يترك بيت اهلل بسبب تجربة أو طلبة مادية لم تتحقق‪.‬‬

‫إن حرركم اإلبن‪ ..‬تكونون أح ار ارً= مهما قلتم أنكم أحرار (سياسياً أو وطنياً)‪ .‬لكنكم محتاجين للحرية من الداخل‪.‬‬ ‫وهذه ال تأتي سوى بالمسيح المخلص‪ ،‬فهو وحده يفك اإلنسان من أسر الخطية والشيطان‪ .‬هو يربط القوى الذي‬

‫ربط اإلنسان‪ .‬وهنا إختار رب المجد لقب اإلبن= إن حرركم اإلبن= فبه صرنا أبناء في بيت اآلب ووارثين‪.‬‬ ‫اآليات (يو‪67" -:)75–67 :2‬أَ​َنا‬ ‫‪62‬‬ ‫ت ِع ْن َد‬ ‫ِفي ُك ْم‪ .‬أَ​َنا أَتَ َكلَّ ُم ِب َما َأر َْي ُ‬

‫اهيم‪ِ .‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫لك َّن ُك ْم‬ ‫َعال ٌم أَن ُك ْم ُذِّرَّي ُة إ ْب َر َ‬ ‫ون َما َأر َْيتُ ْم‬ ‫أَِبي‪َ ،‬وأَ ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬

‫َن َكالَ ِمي الَ مو ِ‬ ‫َن تَ ْقتُلُوِني أل َّ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ضعَ لَهُ‬ ‫تَ ْطلُ ُب َ‬ ‫َْ‬ ‫‪63‬‬ ‫ِ‬ ‫َج ُابوا َوقَالُوا لَ ُه‪«:‬أ َُبوَنا ُه َو‬ ‫ع ْن َد أَِبي ُك ْم»‪ .‬أ َ‬

‫‪245‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫اهيم! ‪75‬و ِ‬ ‫َعم َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن‬ ‫يم»‪ .‬قَ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫اآلن تَ ْطلُ ُب َ‬ ‫لك َّن ُك ُم َ‬ ‫يم‪ ،‬لَ ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬ ‫َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ون أ ْ َ‬ ‫ال إ ْب َر َ‬ ‫سوعُ‪«:‬لَ ْو ُك ْنتُ ْم أ َْوالَ َد إ ْب َراه َ‬ ‫إ ْب َراه ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق الَِّذي ِ ِ‬ ‫يم‪" .‬‬ ‫ان قَ ْد َكلَّ َم ُك ْم ِبا ْل َح ِّ‬ ‫سٌ‬ ‫َ‬ ‫تَ ْقتُلُوِني‪َ ،‬وأَ​َنا إِ ْن َ‬ ‫سم َع ُه م َن اهلل‪ .‬ه َذا لَ ْم َي ْع َم ْل ُه إ ْب َراه ُ‬ ‫المسيح ينفي عن اليهود أنهم أوالد إبراهيم بالحقيقة (غل‪ ،)1:+317‬فأوالد إبراهيم يعملون أعمال إبراهيم ولهم‬

‫إيمان إبراهيم ولكنه قال إنكم ذرية إبراهيم= أي نسله بالجسد ولكن هذا ال يحررهم من إبليس والخطية‪ .‬أي لم‬ ‫يتبق لليهود سوى تاريخ يتمسحون به وهم غرباء عنه‪ ،‬وهذا يتضح من أنهم صاروا عمي وصم لم يسمعوا ولم‬

‫يعرفوا المسيح الذي فرح به إبراهيم‪ .‬بل يطلبون قتل المسيح ألنه يبكتهم ويريد أن يعرفهم طريق الحياة وذلك ألن‬

‫قلوبهم مملوءة حسداً وضعه إبليس‪ ،‬ووضع في قلوبهم خطط قتل للمسيح وهم إنصاعوا وراءه فهم بهذا مستعبدين‬

‫إلبليس وليسوا أح ار اًر‪ .‬فالمسيح جاء ومعه خطة اآلب للخالص الذي سيتممه بموته‪ .‬وهم إستلموا خطة القتل من‬ ‫إبليس أبيهم كما رسمها لهم فهو قاتل وأبو كل كذاب‪ .‬أما إبراهيم فتشفع من أجل خطاة سدوم وعمورة حتى ال‬

‫يموتوا‪ .‬كالمي ال موضع له فيكم= لقد أغلقتم قلوبكم بسبب حقدكم وحسدكم لي وتعصبكم األعمى ضدي‪ .‬كل‬ ‫هذا مأل قلوبكم فما عاد فيها موضع لكالمي‪ .‬فكالمي نزل على أرض محجرة‪ .‬أتكلم بما رأيت عند أبي= فهو‬

‫يعلن عن الحق والحياة األبدية التي يريدها اآلب للبشر‪ .‬وهذه في مقابل أنتم تعملون ما رأيتم عند أبيكم أي‬ ‫إبليس فهم لم يروا الشيطان وال ما عند الشيطان ولكن المعنى توافق اآلراء بينهم وبين الشيطان في قتل المسيح‪.‬‬ ‫ونالحظ في (‪ )71‬أن المسيح نسب لنفسه الكالم ونسب لهم األعمال فهو يكلمهم عن اآلب وهم يخططون لقتله‪.‬‬

‫ونالحظ في (‪ )1:‬إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه من اهلل= فهو اإلنسان يسوع المسيح الوسيط بين اهلل‬

‫والناس‪ .‬أبونا هو إبراهيم= السيد لم يوافق على هذه العبارة فالبنوة إلبراهيم كما قال السيد هنا (وكررها بولس‬ ‫الرسول بعد ذلك) ليست بحسب الجسد‪ ،‬إنما بأن يعمل اإلنسان أعمال إبراهيم ويكون له نفس إيمانه‪ .‬هي بنوة‬

‫روحية وليست جسدية‪.‬‬

‫‪71‬‬ ‫ال أَِبي ُكم»‪ .‬فَقَالُوا لَ ُه‪«:‬إِ َّن َنا لَم نُولَ ْد ِم ْن ِزًنا‪ .‬لَ َنا أَب و ِ‬ ‫اح ٌد َو ُه َو‬ ‫َع َم َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)03–71 :2‬أَ ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪71‬‬ ‫ت‪ .‬أل َِّني لَم ِ‬ ‫ت ِم ْن ِقب ِل ِ‬ ‫آت ِم ْن‬ ‫اهللُ»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫اهلل َوأَتَ ْي ُ‬ ‫ان اهللُ أ َ​َبا ُك ْم لَ ُك ْنتُ ْم تُ ِحبُّوَن ِني‪ ،‬أل َِّني َخ َر ْج ُ‬ ‫سوعُ‪«:‬لَ ْو َك َ‬ ‫َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪76‬‬ ‫سم ُعوا قَ ْولِي‪77 .‬أَ ْنتُم ِم ْن أ ٍ‬ ‫َب ُه َو‬ ‫َن ْف ِسي‪َ ،‬ب ْل َذ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ون َكالَ ِمي؟ أل ََّن ُك ْم الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫سلَ ِني‪ .‬لِ َما َذا الَ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫اك أ َْر َ‬ ‫ْ‬ ‫َن تَ ْ َ‬ ‫ق ألَنَّ ُه لَ ْيس ِف ِ‬ ‫شهو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان قَتَّاالً لِ َّلن ِ‬ ‫يه‬ ‫اس ِم َن ا ْل َب ْد ِء‪َ ،‬ولَ ْم َيثْ ُب ْت ِفي ا ْل َح ِّ‬ ‫َن تَ ْع َملُوا‪َ .‬ذ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ات أَِبي ُك ْم تُ ِر ُ‬ ‫اك َك َ‬ ‫يد َ‬ ‫َ‬ ‫يس‪َ ،‬و َ َ َ‬ ‫إِ ْبل ُ‬ ‫‪70‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب َوأ َُبو ا ْل َك َّذ ِ‬ ‫َما أَ َنا فَأل َِّني أَقُو ُل ا ْل َح َّ‬ ‫ستُ ْم‬ ‫اب‪َ .‬وأ َّ‬ ‫َحق÷‪َ .‬متَى تَ َكلَّ َم ِبا ْل َكذ ِب فَِإ َّن َما َيتَ َكلَّ ُم م َّما لَ ُه‪ ،‬أل ََّن ُه َكذ ٌ‬ ‫ق لَ ْ‬ ‫ون ِبي؟ ‪77‬اَلَِّذي ِم َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِبي‪73 .‬م ْن ِم ْن ُكم يب ِّكتُِني علَى َخ ِطي ٍ‬ ‫اهلل‬ ‫َّة؟ فَِإ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ت أَقُو ُل ا ْل َحقَّ‪َ ،‬فل َما َذا لَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪72‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫س ًنا‪:‬‬ ‫َجاب ا ْل َي ُه ُ‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ستُ ْم م َن اهلل»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ود َوقَالُوا لَ ُه‪«:‬أَلَ ْ‬ ‫ون‪ ،‬أل ََّن ُك ْم لَ ْ‬ ‫ستُ ْم تَ ْ‬ ‫س َمعُ َكالَ َم اهلل‪ .‬لذل َك أَ ْنتُ ْم لَ ْ‬ ‫َي ْ‬ ‫س َنا َنقُو ُل َح َ‬ ‫‪05‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ْيطَ ٌ ِ‬ ‫إِ َّن َك س ِ‬ ‫ت‬ ‫ام ِر ٌّ‬ ‫س ِبي َ‬ ‫ي َوِب َك َ‬ ‫سُ‬ ‫ش ْيطَ ٌ‬ ‫َج َ‬ ‫ان؟» أ َ‬ ‫ان‪ ،‬لك ِّني أُ ْك ِرُم أَِبي َوأَ ْنتُ ْم تُ ِهينُوَنني‪ .‬أَ​َنا لَ ْ‬ ‫سوعُ‪«:‬أَ​َنا لَ ْي َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪01‬‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫ين‪ .‬اَْل َح َّ‬ ‫ت إِلَى‬ ‫َح ٌد َي ْحفَظُ َكالَ ِمي َفلَ ْن َي َرى ا ْل َم ْو َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ ْن َك َ‬ ‫ب َوَي ِد ُ‬ ‫ان أ َ‬ ‫وج ُد َم ْن َي ْطلُ ُ‬ ‫ب َم ْجدي‪ُ .‬ي َ‬ ‫أَ ْطلُ ُ‬ ‫‪01‬‬ ‫طا ًنا‪ .‬قَ ْد م َ ِ ِ‬ ‫‪:‬اآلن َعلِ ْم َنا أ َّ‬ ‫َح ٌد َي ْحفَظُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫األ َ​َب ِد»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َن ِب َك َ‬ ‫اء‪َ ،‬وأَ ْن َ‬ ‫ال لَ ُه ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ت تَقُو ُل‪:‬إِ ْن َك َ‬ ‫ود َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫يم َواألَ ْن ِب َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ات إ ْب َراه ُ‬ ‫‪06‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫اء َماتُوا‪َ .‬م ْن تَ ْج َع ُل‬ ‫يم الَِّذي َم َ‬ ‫وق ا ْل َم ْو َ‬ ‫َكالَ ِمي َفلَ ْن َي ُذ َ‬ ‫ت إِلَى األ َ​َب ِد‪ .‬أَلَ َعلَّ َك أ ْ‬ ‫ات؟ َواألَ ْن ِب َي ُ‬ ‫َعظَ ُم م ْن أَبي َنا إ ْب َراه َ‬

‫‪246‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬ ‫‪07‬‬ ‫ِ‬ ‫ون أَ ْنتُ ْم‬ ‫س َم ْج ِدي َ‬ ‫سوعُ‪«:‬إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ش ْي ًئا‪ .‬أَِبي ُه َو الَِّذي ُي َم ِّج ُد ِني‪ ،‬الَِّذي تَقُولُ َ‬ ‫َج َ‬ ‫س َك؟» أ َ‬ ‫ُم ِّج ُد َن ْفسي َفلَ ْي َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫َن ْف َ‬ ‫ت أَ‬ ‫‪00‬‬ ‫ون ِم ْثلَ ُكم َك ِاذبا‪ِ ،‬‬ ‫َحفَظُ‬ ‫ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه‪َ .‬وأ َّ‬ ‫سُ‬ ‫َع ِرفُ ُه‪َ .‬وِا ْن ُق ْل ُ‬ ‫َع ِرفُ ُه أَ ُك ُ‬ ‫َع ِرفُ ُه َوأ ْ‬ ‫لك ِّني أ ْ‬ ‫تأْ‬ ‫َما أَ​َنا فَأ ْ‬ ‫ْ ً‬ ‫ت إِ ِّني لَ ْ‬ ‫له ُك ْم‪َ ،‬ولَ ْ‬ ‫إِ َّن ُه إِ ُ‬ ‫‪07‬‬ ‫قَولَ ُه‪03 .‬أَبو ُكم إِ ْبر ِ‬ ‫س َن ًة َب ْع ُد‪،‬‬ ‫اه‬ ‫َن َي َرى َي ْو ِمي فَ َأرَى َوفَ ِر َح»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫يم تَ َهلَّ َل ِبأ ْ‬ ‫ال لَ ُه ا ْل َي ُه ُ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬ ‫ون َ‬ ‫س لَ َك َخ ْم ُ‬ ‫ود‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫ُ ْ َ ُ‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫َن ي ُك َ ِ ِ‬ ‫أَفَ أر َْي َ ِ ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫يم أَ​َنا َك ِائ ٌن»‪ .‬فَ َرفَ ُعوا ِح َج َارةً‬ ‫يم؟» قَ َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬قَ ْب َل أ ْ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ون إ ْب َراه ُ‬ ‫ت إ ْب َراه َ‬ ‫اختَفَى و َخرج ِم َن ا ْله ْي َك ِل م ْجتَ ًا ِ‬ ‫ضى ه َك َذا‪" .‬‬ ‫لِ َي ْر ُج ُموهُ‪ .‬أ َّ‬ ‫سوعُ فَ ْ‬ ‫س ِط ِه ْم َو َم َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫از في َو ْ‬ ‫َ‬ ‫َما َي ُ‬ ‫ُ‬

‫‪71‬‬ ‫ال أَِبي ُكم»‪ .‬فَقَالُوا لَ ُه‪«:‬إِ َّن َنا لَم ُنولَ ْد ِم ْن ِزًنا‪ .‬لَ َنا أَب و ِ‬ ‫اح ٌد َو ُه َو اهللُ»‪".‬‬ ‫َع َم َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)71 :2‬أَ ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫هم يدعون هنا أنهم أوالد اهلل‪ ،‬ولو كانوا حقاً أوالد اهلل لعرفوا المسيح‪ .‬ولكانت أعمالهم أعمال خير ومحبة‪ .‬أبناء‬ ‫زنا= أي لم تختلط دمائنا بالوثنيين‪ ،‬فاإلختالط بهم يسمونه زنا‪ ،‬وعبادة األوثان زنا روحي‪ .‬وهم َّ‬ ‫يدعون كذباً أنهم‬ ‫لم يعبدوا األوثان‪ ،‬فاألنبياء أتهموهم بهذه التهمة‪.‬‬

‫‪71‬‬ ‫ت ِم ْن ِقب ِل ِ‬ ‫اهلل‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)77–71 :2‬فَقَ َ‬ ‫ان اهللُ أ َ​َبا ُك ْم لَ ُك ْنتُ ْم تُ ِحبُّوَن ِني‪ ،‬أل َِّني َخ َر ْج ُ‬ ‫سوعُ‪«:‬لَ ْو َك َ‬ ‫َ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫‪76‬‬ ‫ت‪ .‬أل َِّني لَم ِ‬ ‫س َم ُعوا‬ ‫آت ِم ْن َن ْف ِسي‪َ ،‬ب ْل َذ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫َوأَتَ ْي ُ‬ ‫ون َكالَ ِمي؟ أل ََّن ُك ْم الَ تَ ْق ِد ُر َ‬ ‫سلَ ِني‪ .‬لِ َما َذا الَ تَ ْف َه ُم َ‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫اك أ َْر َ‬ ‫ْ‬ ‫شهو ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَ ْولِي‪77 .‬أَ ْنتُم ِم ْن أ ٍ‬ ‫ان قَتَّاالً لِ َّلن ِ‬ ‫اس ِم َن ا ْل َب ْد ِء‪َ ،‬ولَ ْم َيثُْب ْت‬ ‫َن تَ ْع َملُوا‪َ .‬ذ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ات أَِبي ُك ْم تُ ِر ُ‬ ‫اك َك َ‬ ‫يد َ‬ ‫يس‪َ ،‬و َ َ َ‬ ‫َب ُه َو إِ ْبل ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق أل ََّن ُه لَ ْي ِ ِ‬ ‫اب َوأَُبو ا ْل َك َّذ ِ‬ ‫اب‪" .‬‬ ‫ِفي ا ْل َح ِّ‬ ‫س فيه َحق‪َ .‬متَى تَ َكلَّ َم ِبا ْل َكذ ِب فَِإنَّ َما َيتَ َكلَّ ُم م َّما لَ ُه‪ ،‬أل ََّن ُه َكذ ٌ‬ ‫َ‬

‫هم قالوا أنهم أوالد اهلل والمسيح يرد عليهم بأنهم ليسوا أوالد اهلل ألنهم لو كانوا أوالد اهلل لعرفوه إذ هو إبن اهلل‪ ،‬ولو‬

‫عرفوه ألحبوه لكنهم أرادوا قتله وبهذا أثبتوا أنهم يتبعون إبليس القتال الذي قتل آدم وبنيه‪ .‬عموماً البنوة هلل هي‬ ‫بصنع مشيئته "من هو أخي وأختى وأمي‪ "..‬خرجت من قبل اهلل وأتيت= (خرجت من اهلل بترجمة أدق) والخروج‬

‫يشير للبنوة اإللهية للمسيح وأتيت تفيد التجسد‪.‬‬

‫والخروج من‪ ....‬له ‪ 7‬حاالت في اليونانية‪1‬‬

‫بمعنى الخروج واإلبتعاد وهذا التعبير إستخدمه التالميذ عن إيمانهم (يو‪ )7:1::‬وهذا بقدر معرفتهم في ذلك‬

‫الوقت‪.‬‬

‫خروج مع بقاء بجانب ‪ ،‬كزمالة‪ .‬وهذه إستخدمها المسيح ولكن ليعبر بها عن وجهة نظر التالميذ عن المسيح‬

‫(يو‪ )131::‬فهو يعبر عن قدر فهمهم‪.‬‬

‫خروج من الداخل مع البقاء في الجوهر (يو‪ )111::‬وهذا هو تعبير المسيح عن نفسه والمستخدم هنا في آية‬

‫(‪ .)11‬ويشير المعنى أن اإلبن هو من اهلل في وجوده وكيانه ومجده قبل الميالد والتجسد وهو باقي مع اهلل‬ ‫بالرغم من تجسده وبالرغم من خروجه‪ ،‬هو خروج دون إنفصال عن اآلب في الجوهر‪.‬‬

‫خرجت= خروج النور من الشمس‪ ،‬هذا له صفة اإلستم اررية دون إنفصال‪ .‬أتيت= تفيد إستعالنه كإبن اهلل‬ ‫المتجسد لنا على األرض‪ .‬ألني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني= فهجومهم عليه هو هجوم على اهلل الذي‬

‫‪247‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫يدعون أنه أبوهم‪ ،‬فالمسيح يمثله تمثيالً ذاتياً وكلياً كنائب له‪ ،‬وهو أتى بمشيئة اآلب ليمجد اآلب وليس ليطلب‬ ‫ّ‬ ‫مجد نفسه‪ .‬لماذا ال تفهمون كالمي ألنكم ال تقدرون أن تسمعوا قولي= كالمي هنا تأتي بمعنى حديثي معكم‪،‬‬ ‫وهم غير قادرين أن ي دركوا أقوال المسيح أي حديثه‪ .‬أما قولي فهي في أصلها اللوغوس والسماع للوغوس يعني‬ ‫اإلدراك بالروح لشخص المسيح وأنه كلمة اهلل‪ .‬ولماذا لم يدركوه ألنهم لم يحبوا اآلب (يو‪ .)17-1117‬وكانوا في‬

‫كبريائهم يطلبون مجد أنفسهم (يو‪ )1117‬أما المتواضع فيسكن اهلل عنده (أش‪ ):7173‬فيكون له األذن الروحية‬ ‫التي تميز صوت اهلل‪( .‬يو‪ +7-71:‬رؤ‪ .)311‬فإن لم يكن لإلنسان أذن روحية تسمع كلمة اهلل فتكشف طبيعتها‬ ‫اإللهية فلن يفهم هذا اإلنسان حديث المسيح وال ما يقوله فكالمه روحي (رؤ‪ )311‬ومن ليس له هذه األذن فسيرى‬

‫المسيح مجرد إنسان بل مجدف على اهلل إذ يساوي نفسه باهلل لذلك يستحيل أن يفهم أحد اإلنجيل إن لم تكن له‬ ‫األذن الروحية‪ .‬لذلك فالفهم عند المسيح ال يتوقف على الذكاء العقلي بل على خضوع اإلنسان لمشيئة اهلل‪،‬‬

‫والطاعة لوصاياه‪ ،‬وحينئذ تحدث إنارة اهلل في الداخل فيعرف اإلنسان ويفهم‪ .‬لذلك فهناك بسطاء جداً من ناحية‬ ‫علمهم لكنهم كانوا يعرفون اهلل (التالميذ كانوا صيادين)‪.‬‬

‫أنتم من أب هو إبليس= المسيح هنا يدافع عن اهلل الذي نسبوا أنفسهم له‪ ،‬فهو ال يريد أن ينتسب هؤالء القتلة‬

‫إلى اهلل‪ .‬والمسيح يعلن أيضاً عن األب المحرك لهم (راجع مت‪ .)7:-731:7‬شهوات أبيكم تريدون أن تفعلوا=‬ ‫الشيطان له القدرة أن يجعل الناس الذين يخضعون له كأب‪ ،‬تفعل ما يشتهيه من شر‪ .‬وشهوة الشيطان تنبع من‬

‫عداوة شخصية هلل ولكل من يتبعه‪ .‬وتريدون تأتي بمعنى اإلصرار وهكذا نرى أبناء إبليس مصرين في عناد‬ ‫وشراسة أن يرتكبوا الخطايا بينما أوالد اهلل نراهم ودعاء مسالمين‪.‬‬

‫ذاك كان قتاالً للناس منذ البدء= منذ تسبب في موت آدم وحواء ثم نسلهما‪ ،‬وعلم قايين قتل هابيل ولذلك نقول‬

‫في القداس (والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس)‪ .‬وقوله قتاالً وليس قاتالً تفيد إستم ارريته في قتل الناس‪.‬‬ ‫ولم يثبت في الحق= لم يرسخ في الحق الذي خلقه اهلل فيه وطمع في األكثر جداً‪.‬‬

‫ألنه ليس فيه حق= اهلل هو الوحيد الذي فيه الحق فهو الحق‪ .‬ويكون معنى كالم المسيح أن اهلل خلق الشيطان‬ ‫في الحق ولكنه رفض أن يثبت في الحق‪ .‬وطالما إختار اإلنفصال عن اهلل‪ ،‬لم يعد يعرف الحق فالحق ليس من‬

‫طبعه لذلك صار كذاب وأبو الكذاب (تترجم أبو الكذب) فهو مخترعه‪ .‬فالكذب هو فقدان الحق‪ .‬ومن هو الكذاب‬

‫إالّ الذي ينكر الحق‪ .‬وصار الشيطان يغرس الكذب في نفوس آدم وحواء (راجع حواره مع حواء "لن تموتا"‬ ‫ويغلف كالمه بمنطق ما هو األلذ وما هو األسهل‪ ،‬وما هو األسرع واألكثر فائدة والمعقول‪ ،‬ولآلن يكذب على‬

‫الناس قائالً أن اهلل لن يدين الناس وليسلكوا بحسب هواهم فحللوا الزنا بل والشذوذ‪ ،‬بل يقال اآلن عالمياً أن‬ ‫الشذوذ حرية بل يجب إباحته في كل العالم كعالمة على الحضارة وعدم التخلف‪ .‬بل يطالبوا الكنيسة في بعض‬

‫البالد المتقدمة بحذف اآليات التي تهاجم الشذوذ في الكتاب المقدس النهم يرون فى وجود هذه اآليات عالمة‬ ‫تخلف‪ .‬وهو يجعل اإلنسان ينسى حقيقة الموت والدينونة‪ .‬وحينما يرفض اإلنسان مشورة إبليس المزيفة يتالشى‬

‫من أمامه أما إذا قبلها يجد الشيطان مسكناً فيه‪ ،‬وهذا منتهى أمل الشيطان أن يجد مجاالً في اإلنسان فهذا يوسع‬

‫إما يتبع الحق الذي هو المسيح‪ .‬أو يتبع إبليس الذي هو الكذب‪ .‬يتكلم مما له= من‬ ‫من دائرة تخريبه‪ .‬واإلنسان ّ‬

‫‪248‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫فضلة القلب يتكلم اللسان‪ .‬وماذا في داخل إبليس سوى الكذب والقتل‪ .‬والمولود من إبليس الكذاب ينجذب للكذب‬

‫فليس فيه بذرة الحق‪ .‬أما المولود من اهلل فينجذب للحق‪ .‬فكل واحد ينجذب للمصدر المولود منه‪.‬‬

‫‪70‬‬ ‫ون ِبي‪73 .‬م ْن ِم ْن ُكم يب ِّكتُِني علَى َخ ِطي ٍ‬ ‫َما أَ​َنا فَأل َِّني أَقُو ُل ا ْل َح َّ‬ ‫َّة؟‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)73–70 :2‬وأ َّ‬ ‫ستُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ق لَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِبي؟"‬ ‫فَِإ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ت أَقُو ُل ا ْل َحقَّ‪َ ،‬فل َما َذا لَ ْ‬

‫أما= المسيح يعط ي المقابل إلبليس‪ ،‬فالمسيح هو النقيض ألبيهم‪ .‬وهنا المسيح يشرح لهم لماذا لم يقبلوه بكل‬ ‫ّ‬ ‫الصراحة‪ .‬هذا ألن طبيعتهم صارت متساوية مع إبليس وهو الذي يقودهم فال ينجذبون للحق‪ .‬من منكم يبكتني‬ ‫على خطية= كلمة يبكتني هنا تعني إقامة دليل على المتهم‪ .‬الخطية هنا تجمع كل أنواع الكذب ونفاق إبليس‬

‫ضد الحق‪ .‬فقول المسيح من منكم يبكتني على خطية يتساوى مع إني أقول الحق وأعمل الحق‪ .‬واذا لم يعثروا‬ ‫له على خطية صار لزاماً عليهم أن يعترفوا بأنهم يقاومون الحق‪ ،‬وبأن المسيح فعالً من اهلل بل هو اهلل‪ ،‬فهل‬ ‫يوجد إنسان بال خطية؟ بل الكل زاغوا وفسدوا (رو‪ .):117‬يبكتني= أي يقيم دليل على خطأ صدر مني‪ .‬وبهذا‬ ‫القول يثبت المسيح أنه فوق مستوى البشر‪ .‬فمن هو الذي بال خطية‪ ،‬هذا إستعالن لمستواه اإللهي‪ .‬والسؤال‬

‫الذي يوجهه المسيح لضمائرهم ‪ ..‬إذا كنت بال خطية فلماذا تهاجمونني‪ ،‬ولماذا ترفضونني‪ .‬عليكم أن تراجعوا‬ ‫أنفسكم وتتساءلوا من الذي يحرككم‪.‬‬ ‫ون‪ ،‬ألَنَّ ُكم لَستُم ِم َن ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِ 77‬‬ ‫اهلل»‪".‬‬ ‫س َم ُع َ‬ ‫ستُ ْم تَ ْ‬ ‫س َمعُ َكالَ َم اهلل‪ .‬لذل َك أَ ْنتُ ْم لَ ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)77 :2‬اَلَّذي م َن اهلل َي ْ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫الذي من اهلل يسمع= يقصد السماع الروحي أي السماع بالقلب ويالزمه التنفيذ‪ .‬سماع وطاعة‪ .‬وقارن مع‬ ‫(‪:‬يو‪ .):11‬ومن هو من إبليس يقول الكذب الذي يسمعه منه ويضمر القتل لآلخرين‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫ود وقَالُوا لَ ُه‪«:‬أَلَس َنا َنقُو ُل حس ًنا‪ :‬إِ َّن َك س ِ‬ ‫ان؟»‬ ‫ام ِر ٌّ‬ ‫ي َوِب َك َ‬ ‫ش ْيطَ ٌ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)05–72 :2‬فَأ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َجاب ا ْل َي ُه ُ َ‬ ‫ان‪ِ ،‬‬ ‫لك ِّني أُ ْك ِرُم أَِبي َوأَ ْنتُ ْم تُ ِهينُوَن ِني‪" .‬‬ ‫س ِبي َ‬ ‫ش ْيطَ ٌ‬ ‫سوعُ‪«:‬أَ​َنا لَ ْي َ‬ ‫َي ُ‬

‫‪73‬‬ ‫اب‬ ‫َج َ‬ ‫أَ‬

‫نجدهم بدال من أن يسمعوا ويفهموا يشتمون الرب يسوع ‪ .‬سامرى = هى اهانة وشتيمة للمسيح ‪ .‬فالسامرى فى‬

‫نظر اليهود كافر مصيره جهنم ‪ ،‬ويقصدون أيضاً بالسامري عدو الشعب واألمة اليهودية‪ .‬فألنك تشتمنا فأنت‬

‫عدو لألمة اليهودية كالسامريين‪ .‬وهم بهذا يردون على المسيح ألنه قال لهم أنكم لستم أوالداً إلبراهيم‪ .‬وبك‬

‫شيطان= وهم طالما إتهموه أنه يصنع معجزاته بواسطة الشيطان (مت‪ +111:1 ،711: ،171::‬مر‪+1117‬‬ ‫لو‪ )1:-:1+:71::‬وقالوا هذا عن المعمدان (مت‪ .):1-::1::‬وهم أخذوا يشتمون ألنهم لم يجدوا حجة‬ ‫يردون بها على المسيح وال استطاعوا أن يمسكوا عليه خطية‪ .‬والمسيح لم يرد على قولهم سامري له فهو أتى من‬

‫أجل السامريين أيضاً‪ ،‬وللجميع موضع في المسيح‪ ،‬فهم يعرفون أنه جليلي وابن ليوسف‪ ،‬وهو لن يدخل في‬ ‫منافسة األنساب لكن لم يسكت عن قولهم بك شيطان وقال أنا ليس بي شيطان= ألن هذه اإلهانة تلحق باآلب‬

‫الذي فيه‪ .‬فالمسيح ال يرد على الشتائم بل يظهر الحق‪ .‬لكني أكرم أبي وأنتم تهينونني المسيح يشرح لليهود أنهم‬ ‫بقولهم أن فيه شيطان يهينون اآلب‪ ،‬فالمسيح أتى ليعمل ما يريده اآلب‪ ،‬فإن أهانوا المسيح يكونون قد أهانوا‬

‫‪249‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫اآلب الذي أرسله وهو يعمل ما يريده‪ .‬وقوله أكرم أبي= حتى ال يظنوا أنه يطلب كرامة لنفسه فيقولون عنه أنه‬

‫متعجرف‪ .‬الذي يطلب مجدي هو اآلب= فهو الذي يدين من يهينني‪ .‬أنا أمجده وهو يمجدني وسيدين من‬ ‫يهينني‪.‬‬

‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫آية ( يو‪01" -:)01 :2‬اَْل َح َّ‬ ‫ت إِلَى األ َ​َب ِد»‪".‬‬ ‫َح ٌد َي ْحفَظُ َكالَ ِمي َفلَ ْن َي َرى ا ْل َم ْو َ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ ْن َك َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫في مقابل الدينونة الرهيبة لمن يهين اإلبن الذي جاء ليكرم اآلب‪ ،‬فإن من يؤمن ويحفظ كالم المسيح له حياة‬

‫أبدية ولن يكون للموت سلطان عليه‪ .‬يحفظ= أي يؤمن بكالمي ويثبت فيه ويستوعبه ويطيعه‪ .‬يرى الموت=‬ ‫تشير كلمة يرى لرؤية طويلة بال نهاية ودائمة فيها يتأمل اإلنسان ويعاين رعب الموت‪ .‬بل ويحيا في الجسد‬

‫خائفاً من الموت‪ .‬والمسيح قال لن يرى الموت ولم يقل لن يذوق الموت فهو نفسه ذاق الموت (عب‪ ):11‬أي‬

‫مات بالجسد ولكن يرى الموت تعني أنه لن يموت موتاً روحياً أي ينفصل عن اهلل‪ .‬وكل من له رؤية للمسيح لن‬ ‫يرى الموت لكنه سيذوق الموت‪ .‬لذلك ما عاد الموت يخيف أوالد اهلل‪ .‬ورأينا هذا في مواكب الشهداء‪.‬‬

‫‪01‬‬ ‫‪:‬اآلن‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)06–01 :2‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ود َ‬ ‫ت‬ ‫وق ا ْل َم ْو َ‬ ‫َح ٌد َي ْحفَظُ َكالَ ِمي َفلَ ْن َي ُذ َ‬ ‫تَقُو ُل‪:‬إِ ْن َك َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫س َك؟»‪".‬‬ ‫اء َماتُوا‪َ .‬م ْن تَ ْج َع ُل َن ْف َ‬ ‫َواألَ ْن ِب َي ُ‬

‫ش ْيطَا ًنا‪ .‬قَ ْد م َ ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫َعلِ ْم َنا أ َّ‬ ‫َن ِب َك َ‬ ‫اء‪َ ،‬وأَ ْن َ‬ ‫يم َواألَ ْن ِب َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ات إ ْب َراه ُ‬ ‫‪06‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ات؟‬ ‫يم الَِّذي َم َ‬ ‫إِلَى األ َ​َب ِد‪ .‬أَلَ َعلَّ َك أ ْ‬ ‫َعظَ ُم م ْن أَبي َنا إ ْب َراه َ‬

‫اآلن علمنا= كم مرة نتصور أننا علمنا والحقيقة أننا ال نكون نعلم شيئاً‪ .‬بك شيطان= يجعلك مجنوناً وتتصور‬ ‫أن من يسمعك لن يموت بينما أن اآلباء ماتوا كلهم‪ .‬وقد مات إبراهيم= الذي كلمه اهلل‪ ،‬بل مات كل اآلباء الذين‬ ‫كلمهم اهلل‪ .‬والمسيح كما قلنا لم يقل أن من يؤمن لن يذوق الموت فهو نفسه قد ذاقه ولكنه لم يرى الموت ولن‬

‫يراه كل مؤمن‪ .‬فالمسيح يتكلم عن الموت األبدي واليهود يتكلمون عن الموت الجسدي المحتم أن يراه كل إنسان‪.‬‬

‫من تجعل نفسك= بالنسبة إلبراهيم ولآلباء‪ .‬ولو أجاب المسيح على هذا السؤال سيكون مضط اًر لشرح جوانب‬ ‫الهوتية هم غير أهل لها‪ ،‬فأجاب بما ال يمس مجد اآلب‪ .‬والحظ تفوق المرأة السامرية على هؤالء‪ .‬فهي حين‬

‫تحيرت في شخصه قالت " ألعلك أعظم من أبينا يعقوب " وهذا لتتعرف على شخصه المبارك‪ ،‬أما هؤالء فشتموه‬ ‫وأهانوه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ْي ًئا‪ .‬أَِبي ُه َو الَِّذي ُي َم ِّج ُد ِني‪،‬‬ ‫س َم ْج ِدي َ‬ ‫ُك ْن ُ‬ ‫ُم ِّج ُد َن ْفسي َفلَ ْي َ‬ ‫ت أَ‬ ‫ون ِم ْثلَ ُك ْم َك ِاذ ًبا‪،‬‬ ‫َوأ َّ‬ ‫سُ‬ ‫َع ِرفُ ُه‪َ .‬وِا ْن ُق ْل ُ‬ ‫َع ِرفُ ُه أَ ُك ُ‬ ‫تأْ‬ ‫َما أَ​َنا فَأ ْ‬ ‫ت إِ ِّني لَ ْ‬

‫‪07‬‬ ‫سوعُ‪«:‬إِ ْن‬ ‫َج َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)00–07 :2‬أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫‪00‬‬ ‫ستُ ْم تَ ْع ِرفُوَن ُه‪.‬‬ ‫الَِّذي تَقُولُ َ‬ ‫له ُك ْم‪َ ،‬ولَ ْ‬ ‫ون أَ ْنتُ ْم إِ َّن ُه إِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َحفَظُ قَ ْولَ ُه‪" .‬‬ ‫َع ِرفُ ُه َوأ ْ‬ ‫لك ِّني أ ْ‬ ‫المسيح في تواضع واخالء ذات يقول من جهة بشريته أنا ال أمجد نفسي فأنا أخليت ذاتي‪ .‬وكون أني قلت "إن‬

‫كان أحد يحفظ كالمي فلن يرى الموت" فهذا ليس معناه أنني أمجد نفسي بل أقول الحقيقة‪ .‬واآلب هو الذي‬

‫سيعطيني مجدي الذي لي قبل أن أخلى ذاتي‪ .‬أنا ال أطلب مجداً في منافسة مع اآلب‪ ،‬بل هو أعطاني مجداً‪،‬‬ ‫‪250‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬

‫اآلن ظاه اًر في أعمالي وسيمجدني أيضاً بعد ذلك حين أجلس عن يمينه= أبي هو الذي يمجدني‪ .‬والمسيح حين‬

‫أخلى ذاته فهو أخلى ذاته من مجده ال من ألوهيته وهذا يعنى انه لم يظهر مجده للناس‪ .‬الذي تقولون أنتم إنه‬

‫إلههكم= من يسميه اليهود إلههم هو أبو المسيح وهو والمسيح ذات واحدة لذلك يقول لستم تعرفونه أما أنا‬

‫فأعرفه (إشارة إلتحاده باآلب) معرفة المسيح هلل هي معرفة الذات للذات ومعرفة المثيل للمثيل‪ .‬وهم ال يعرفونه‬ ‫فهم لو عرفوا اهلل لما رفضوا إبنه‪ .‬ومن أقوى األدلة على معرفة اإلبن لآلب طاعته الكاملة له حتى الصليب‪.‬‬

‫فهو يعرف إرادته وينفذها والعكس فاليهود ال يعرفون اهلل وال عرفوا إبنه بل صلبوه بجهالة واصرار‪ .‬أكون مثلكم‬

‫كاذباً= لو جاري المسيح اليهود في وطنيتهم الزائفة وتمسكهم بالسبت والثورة على الرومان لكان كاذباً إذ سيخالف‬ ‫إرادة اآلب التي يعرفها حق المعرفة‪ .‬ومن الكذب أن ال يذكر اإلنسان كل الحقيقة‪ .‬وكان أسهل على المسيح أن‬ ‫ال يهاجم اليهود ويكشف لهم ضعفهم ليتوبوا‪ .‬وكان أسهل عليه أن ال يخبرهم بعالقته باآلب حتى ال يتشككوا‬

‫ولكنه ال يكذب بل يقول الحق‪ .‬وحتى ال يصح أنه في إتضاع ينكر عالقته باآلب‪.‬هو أتى ليظهر الحق ‪ ،‬وهو‬

‫الحق ‪ ،‬واخفاء حقيقة عالقته باآلب يصير هذا ضد الحق اي كذب أحفظ قوله= هي معرفة كاملة ناشئة عن‬ ‫اإلتحاد‪،‬فهما واحد ولهما إرادة واحدة‪ .‬وهذا ظهر فى الطاعة الكاملة حتى إلى الصليب‪ .‬اآلب يريد واالبن يريد‬ ‫ولكن التنفيذ هو دور االبن ‪.‬‬

‫تأمل‪ :‬أبي الذي يمجدني= على كل إنسان أن ال يسعى أن يمجد نفسه في نظر الناس‪ ،‬بل يخدم اهلل في أمانة‪،‬‬ ‫واذا أراد اهلل أن يمجده فليمجده‪.‬‬ ‫‪03‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن َي َرى َي ْو ِمي فَ َأرَى َوفَ ِر َح»‪".‬‬ ‫يم تَ َهلَّ َل ِبأ ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)03 :2‬أ َُبو ُك ْم إ ْب َراه ُ‬ ‫أبوكم إبراهيم= هذه في مقابل أنه هو إبن اهلل‪ .‬هنا المسيح يقول أنه بحسب الجسد فإبراهيم أبوكم ولكنه بالنسبة‬

‫لي فهو مجرد شاهد رأى خالصي وفرح‪ ..‬ولكن ماذا رأى إبراهيم؟ في (تك‪ ):1-::111‬بعد أن قدم إبراهيم إبنه‬

‫ذبيحة يقول أنه دعا إسم المكان يهوه يرأة (الرب ُيرى) ولكن الكتاب أمسك عن ذكر ما رآه إبراهيم‪ .‬وغالباً فاهلل‬ ‫أظهر إلبراهيم تفسير ما صنعه معه وأن ما حدث هو رمز كامل للفداء الذي سيقوم به إبن اهلل الوحيد والذي به‬ ‫يخلص إبراهيم‪ ،‬وكل من كان على إيمان إبراهيم أي أوالد إبراهيم بالروح‪ ،‬وهذا ما جعل إبراهيم يتهلل فهو فهم‬

‫معنى أن قبائل األرض تتبارك في نسله أي المسيح الذي سيصلب ويقوم ليعطينا قيامة من الموت (وكانت قصة‬

‫ذبح إسحق رم اًز لذلك)‪ .‬ولذلك أشارت العذراء في تسبحتها "كما كلّم أبائنا‪ ،‬إلبراهيم ونسله إلى األبد"‬

‫قدم إبنه إذ آمن‬ ‫(لو‪ +77-71+1:1:‬أع‪ +1:-1717‬عب‪ .)::-:31:: +:7-:71:‬ونالحظ هنا أن إبراهيم ّ‬ ‫أن اهلل قادر على أن يقيم من األموات ثم عاد به حياً‪ ،‬فهو رأى القيامة مرتين‪ ،‬مرة باإليمان‪ ،‬ومرة بالعيان والحظ‬ ‫أن هذه القيامة حدثت بعد ‪ 7‬أيام من طلب اهلل تقديم إسحق ذبيحة‪ .‬كما نفذ المسيح وصية اهلل ُمقَدماً نفسه على‬

‫الصليب وهو مؤمن بالقيامة من األموات‪.‬‬

‫‪251‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح الثامن)‬ ‫‪07‬‬ ‫س َن ًة‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)03–07 :2‬فَقَ َ‬ ‫ال لَ ُه ا ْل َي ُه ُ‬ ‫س َ‬ ‫ون َ‬ ‫س لَ َك َخ ْم ُ‬ ‫ود‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫َن ي ُك َ ِ ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫سوعُ‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫يم أَ​َنا َك ِائ ٌن»‪03 .‬فَ َرفَ ُعوا‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬قَ ْب َل أ ْ َ‬ ‫َي ُ‬ ‫ون إ ْب َراه ُ‬ ‫و َخرج ِم َن ا ْله ْي َك ِل م ْجتَ ًا ِ‬ ‫ضى ه َك َذا‪" .‬‬ ‫س ِط ِه ْم َو َم َ‬ ‫َ َ​َ‬ ‫از في َو ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪02‬‬ ‫بع ُد‪ ،‬أَفَ أر َْي َ ِ ِ‬ ‫ال لَ ُه ْم‬ ‫يم؟» قَ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ت إ ْب َراه َ‬ ‫اختَفَى‬ ‫ِح َج َارةً لِ َي ْر ُج ُموهُ‪ .‬أ َّ‬ ‫سوعُ فَ ْ‬ ‫َما َي ُ‬

‫كان عمر المسيح ‪77‬سنة في ذلك الوقت ولكن هيبته جعلتهم يعطونه سن ‪7:‬سنة‪ .‬والمسيح قال إبراهيم رأي‬

‫يومي‪ ..‬فقالوا أفرأيت إبراهيم= هم تصوروا أنه يقصد أن إبراهيم رآه بالجسد وبالتالي فهو رأى إبراهيم بالجسد‪.‬‬ ‫في ستكمل المواعيد‪ .‬ولذلك فحينما أعلنوا عدم فهمهم أكمل‬ ‫ولكن ما كان يقصده المسيح أن إبراهيم رأى أنني َّ‬ ‫يسوع بوضوح وأعلن عن أزلية وجوده وأنه كائن قبل إبراهيم‪ .‬ولم يقل "كنت أنا" فبهذا يصير زمنياً ولكنه قال "أنا‬ ‫كائن" وبهذا يشير إلسمه يهوه أي الكائن‪ .‬فهنا في مقارنته مع إبراهيم يقرن الخالق (المسيح) بالمخلوق (إبراهيم)‬

‫‪ ،‬األبدي األزلي (المسيح) مع الزمني (إبراهيم)‪ .‬وهم حاولوا قتله وأمسك اهلل أيديهم فالوقت لم يأتي بعد وهم كانوا‬ ‫سيرجمونه بالحجارة‪ .‬والحظ أن الهيكل كان يبنى في ذلك الوقت وبالتالي كانت الحجارة موجودة بوفرة‪ .‬ونالحظ‬

‫أن إختفاء المسيح من وسطهم لم يكن المرة األولى (لو‪( +)7:-1111‬يو‪)11+71+7:13‬‬

‫ثم تكرر في(‬

‫يو‪ +7:1::‬يو‪ )7:1:1‬واختفاء المسيح يشير لعماهم الروحي فهو وجد في وسطهم ولم يعرفوه ونجد العكس في‬ ‫اإلصحاح القادم فالمسيح يفتح عيني أعمى فهو أتى لهذا ليفتح عيني كل من يقبله‪ .‬واختفاءه يشير ألنه لم تأتي‬

‫ساعته للموت‪ .‬ولكن حين أتت الساعة أسلم ذاته بإرادته‪.‬‬

‫قبل أن يكون (معناها األصلي يصير) إبراهيم‪ ،‬أنا كائن (أصلها كينونة وأنا كائن أي أهية= إسم اهلل)‬ ‫معنى ما قاله السيد المسيح عن إبراهيم هنا ‪-1‬‬

‫اإلصحاح كله يدور في حوار الهوتي يثبت فيه المسيح أنه إبن اهلل‪ .‬وبنفس المفهوم يقول لهم هنا‪ ..‬أنتم‬ ‫تفتخرون بإنتسابكم إلبراهيم أباكم‪ ،‬لكن بالنسبة لي فإبراهيم هو مجرد شاهد رأى فكرة عن الخالص الذي جئت‬

‫ألتممه وأنا أكلمكم عنه‪ .‬الخالص الذي قلت لكم فيه أنه سيكون لكم حياة أبدية وحرية حقيقية‪ .‬بل حينما ظهر‬

‫إبراهيم كنت أنا كائن فأنا أزلي ألنني إبن اهلل‪.‬‬

‫‪252‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)‬

‫(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح التاسع)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح التاسع‬ ‫في (‪ )111::‬يذكر يوحنا بعد حوادث ص (‪" )::-:‬وكان عيد التجديد"‪ .‬وبهذا نفهم أن أحداث ص‪ ،:‬ص‪::‬‬ ‫جرت في وقت عيد التجديد‪ .‬بينما أن أحداث ص‪ 1-3‬جرت في عيد المظال‪ .‬وعيد المظال يأتي في شهر‬

‫أما عيد التجديد فيأتي بعده بشهرين في شهر كسلو (شهر‪):‬‬ ‫تشرى (شهر‪ )3‬العبري وهو يوافق سبتمبر‪ /‬أكتوبر‪ّ .‬‬ ‫العبري وهذا يأتي خالل شهر ديسمير أي في الشتاء‪ .‬ومدة عيد التجديد ‪3‬أيام ونسمع عنه في (‪1‬مك‪ ):1:‬وفيه‬ ‫إحتفل المكابيين بتجديد وتطهير الهيكل‪ .‬ولم نسمع أن المسيح غادر أورشليم بعد أحداث ص‪ 1‬أي بعد عيد‬

‫المظال‪ .‬إذاً هو غالباً بقى فيها حتى عيد التجديد‪ .‬ويوحنا وضع هذه المعجزة هنا‪ ،‬ففي إصحاح (‪ )1‬سمعنا أن‬

‫المسيح نور العالم‪ ،‬وهنا التطبيق العملي فهو يعطي إستنارة جسدية وروحية للمولود أعمى‪ .‬وانتهى اإلصحاح‬

‫بقول السيد المسيح "إبراهيم رأي يومي وفرح" وهذا المولود أعمى رأي المسيح واستنارت عيناه وفرح‪ ،‬وهكذا كل‬ ‫من يرى المسيح يفرح‪ .‬لذلك وضع يوحنا هذه المعجزة هنا‪ .‬وكان اليهود يسمون عيد التجديد بعيد األنوار‬

‫ويحتفلون فيه بعودة اهلل للحلول في وسطهم‪ .‬وكان هذا رم اًز لحلول المسيح في وسطهم فهذا معنى إسم‬ ‫عمانوئيل‪ .‬وعالقة تعاليم الرب في هذه المناسبة مرتبطة بالمناسبة وهي عيد التجديد فهو يربط المفهوم اليهودي‬

‫اع صالح ليدشن هيكله‬ ‫الذي تثيره إنتصارات المكابيين بمفهوم الخالص الحقيقي الذي أتى من أجله‪ ،‬أتي لهم كر ٍ‬ ‫الجديد بدمه ومع أنوار عيد األنوار أو عيد التجديد قال المسيح أنا نور العالم (‪ .)71:‬وعندما فُتِ َح باب الخراف‬ ‫في الهيكل لتدخل خراف العيد للذبائح اليومية وقف المسيح وقال أنا هو باب الخراف للهيكل الجديد‪.‬‬

‫(رو‪ .)7:11‬وفصل المولود أعمي يق أر في األحد السادس من الصوم الكبير يوم أحد التناصير إلرتباطه‬

‫بالمعمودية ويق أر األحد الرابع من شهر طوبة بعد عيد الغطاس إلرتباطه أيضاً بالمعمودية‪ .‬والمعمودية تعطي‬ ‫إستنارة ألن بها مغفرة الخطايا فتزيل الغشاوة من العيون‪ .‬لذلك في طقس المعمودية في الكنيسة يلبس المعمد‬

‫ثياب بيضاء (تبرير) وزنار أحمر (رمز لدم المسيح) ويمسك الشمامسة شموعاً مضاءة (رمز اإلستنارة)‪.‬‬

‫لماذا ُيخلق إنساناً عاج اًز أو ناقصاً (أو لماذا يتألم اإلنسان)‬ ‫بسبب الخطية دخل الموت ودخل المرض واأللم إلى العالم بعد أن فقد وضعه الطبيعي مع اهلل‪ ،‬فصارت أي‬ ‫جرثومة قادرة أ ن تهلك اإلنسان ‪ .‬وربما يكون هذا عن إهمال من اإلنسان أو لشئ خارج عن إرادته مثل هذا‬ ‫األعمى فهو قد ولد هكذا‪ .‬ولكن نالحظ أن اهلل في محبته يعوض الذي ينقصه حاسة بقدرات زائدة في باقي‬

‫حواسه‪ ،‬بل يحنو اهلل نفسه عليه‪ .‬ويكون السؤال أيهما األفضل أن يولد اإلنسان بكامل قدرات جسمه أو بنقص‬ ‫معين في جسمه وحنو زائد من اهلل‪ .‬ولقد قال األنبا أنطونيوس للقديس ديديموس الضرير (طوباك يا ديديموس إذ‬

‫‪253‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)‬

‫خسرت عينين ترى بهما التراب ولكن لك عينين ترى بهما السماء) فالمسيح ال يعطي عطاء ناقصاً‪ ،‬بل كل ما‬ ‫يسمح به لي هو لخالص نفسي (‪:‬كو‪ )1117‬عموماً فهذا األعمى ليس له ذنب فيما هو فيه لذلك أتى له‬

‫المسيح من نفسه دون أن يسأله‪ ،‬ليشفيه ولتظهر أعمال اهلل فيه‪ .‬ولكن ما معنى أن تظهر أعمال اهلل فيه؟! [‪]:‬‬ ‫أن يتمجد المسيح وتظهر أعماله فيؤمن الناس‪ .‬لكن هل ليتمجد المسيح وتظهر قدراته الفائقة كان البد أن‬

‫يتعذب هذا األ عمى طوال عمره؟! هنا البد أن نفهم ما معنى أن تظهر أعمال اهلل فيه‪ ]1[ ..‬فما حدث أن شفاء‬ ‫هذا األعمى صار لخالص نفسه‪ .‬فهو تعرف على المسيح وآمن به كإبن اهلل‪ ،‬بينما فشل اليهود المبصرين في‬

‫هذا‪ .‬هذه هي أعمال اهلل التي ظهرت‪ ..‬ليست شفاءه من العمي الجسدي بل شفاءه من العمي الروحي (وهذه هي‬

‫الخليقة الجديدة)‪ .‬فآمن وخلص‪ .‬وكما كان عمي هذا األعمى سبباً في خالصه‪ ،‬هكذا كان قصر زكا سبباً في‬ ‫خالصه هو وأهل بيته‪ .‬إذاً نرى أن العاهات سبب بركة لصاحبها‪ ،‬وهذا هو حنو اهلل الزائد على أصحاب‬

‫العاهات‪ ،‬أضف لذلك أن اهلل ال يخلق شيئا به عيب‪ .‬اهلل قادر أن يحول العيوب التي فينا إلى خير لنا‪ ،‬لذلك‬ ‫علينا أن ال نقول عن العاهات عيب ِخلقى بل علينا ان نطلق عليها بركة خلقية ‪ ،‬فاهلل يخرج من الجافي حالوة‬ ‫"حقاً كما نقول في القداس الغريغوري (حولت لي العقوبة خالصاً) راجع (‪:‬كو‪ .)1117‬وكانت هذه الحالة لشفاء‬

‫األعمى رم اًز لما عمله المسيح فاألعمى كان رم اًز لهذا العالم الذي يحيا في ظالم ال يعرف اهلل‪ .‬فآدم أخطأ ولكننا‬ ‫كلنا حوكمنا بذنبه وصرنا نولد بالخطية مشوهين روحياً كما ولد هذا األعمى مشوها [‪ ]7‬ولذلك أتى المسيح إلينا‬ ‫ليظهر فينا أعماله ويفتح بصائرنا‪ .‬هو صار نموذج إلرادة اهلل في فتح أبصار البشر‪ ،‬بل تجديد الخليقة كلها‪.‬‬

‫وكما فتحت أعين هذا األعمى في مياه بركة سلوام تنفتح أعيننا في مياه المعمودية‪ .‬وبعد هذا ال يصير آدم هو‬

‫المسئول عن خطيتي بل أنا المسئول عنها‪ .‬فبعد أن تنفتح أعيننا في المعمودية ثم نترك المسيح نكون نحن‬ ‫المسئولين عن خطيتنا‪ .‬لقد شفانا المسيح من أثار خطية آدم بفدائه وفتح أعيننا لنرى اهلل‪ .‬إذاً لتظهر أعمال اهلل‬

‫فيه تعني‪-1‬‬

‫أن يتمجد اهلل حين تظهر هذه المعجزة‪.‬‬

‫أن يظهر المسيح أنه أتى ليصحح ما أفسدته الخطية وليظهر أن هذه هي رغبة اآلب‪.‬‬

‫أن يشفي هذا المولود أعمى جسدياً وروحياً فيخلص‪.‬‬

‫فعمل اهلل في كماله ال حدود له‪ ،‬وهو يخرج من النقص كمال ومن الشر خير‪.‬‬

‫ِ​ِ ‪1‬‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫ين‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪،‬‬ ‫سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫سا ًنا أ ْ‬ ‫َع َمى ُم ْن ُذ ِوالَ َدته‪ ،‬فَ َ‬ ‫يما ُه َو ُم ْجتَ ٌاز َأرَى إِ ْن َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)71 –1 :3‬وف َ‬ ‫‪6‬‬ ‫اهلل ِف ِ‬ ‫َعما ُل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يه‪.‬‬ ‫َخ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬الَ ه َذا أ ْ‬ ‫َم ْن أ ْ‬ ‫طأَ‪ :‬ه َذا أ َْم أ َ​َب َواهُ َحتَّى ُولِ َد أ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫َع َمى؟»‪ .‬أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫طأَ َوالَأ َ​َب َواهُ‪ ،‬لك ْن لتَ ْظ َه َر أ ْ َ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ين الَ ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال الَِّذي أَر ِ‬ ‫ت ِفي‬ ‫َع َم َ‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫َن َي ْع َم َل‪َ .‬ما ُد ْم ُ‬ ‫َع َم َل أ ْ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ستَطيعُ أ َ‬ ‫ام َن َه ٌار‪َ .‬يأْتي لَ ْي ٌل ح َ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫سلَني َما َد َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ال ه َذا َوتَ َف َل َعلَى األ َْر ِ‬ ‫طلَى ِبالطِّ ِ‬ ‫َع َمى‪َ 7 .‬وقَا َل‬ ‫ص َن َع ِم َن التُّ ْف ِل ِطي ًنا َو َ‬ ‫ور ا ْل َعالَِم»‪ .‬قَ َ‬ ‫ين َع ْي َن ِي األ ْ‬ ‫ض َو َ‬ ‫ا ْل َعالَم فَأَ​َنا ُن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْه ِب ا ْغتَ ِس ْل ِفي ِبرَك ِة ِس ْلو َِّ‬ ‫ص ‪ِ 2‬‬ ‫ين َكا ُنوا‬ ‫لَ ُه‪« :‬اذ َ‬ ‫ان َوالَِّذ َ‬ ‫ير ُ‬ ‫س ٌل‪ ،‬فَ َم َ‬ ‫ضى َوا ْغتَ َ‬ ‫يرهُ‪ُ :‬م ْر َ‬ ‫ْ‬ ‫يرا‪ .‬فَا ْلج َ‬ ‫س َل َوأَتَى َب ً‬ ‫ام» الذي تَ ْفس ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫‪3‬‬ ‫َعمى‪ ،‬قَالُوا‪«:‬أَلَ ْيس ه َذا ُهو الَِّذي َك َ ِ‬ ‫ون قَالُوا‪«:‬ه َذا ُه َو»‪.‬‬ ‫ستَ ْع ِطي؟» َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫َي َر ْوَن ُه قَ ْبالً أَنَّ ُه َك َ‬ ‫س َوَي ْ‬ ‫ان َي ْجل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان أ ْ َ‬

‫‪254‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫اك‬ ‫ش ِب ُه ُه»‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ون‪« :‬إِ َّن ُه ُي ْ‬ ‫َو َ‬ ‫َما ُه َو فَقَ َ‬ ‫اب َذ َ‬ ‫ف ا ْنفَتَ َح ْت َع ْي َن َ‬ ‫ال‪«:‬إِ ِّني أَ​َنا ُه َو»‪ .‬فَقَالُوا لَ ُه‪َ «:‬ك ْي َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫َج َ‬ ‫اك؟» أ َ‬ ‫ال لِي‪ :‬اذ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ص َن َع ِطي ًنا َو َ‬ ‫طلَى َع ْي َن َّي‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫وقَ َ‬ ‫ض ْي ُ‬ ‫سٌ‬ ‫ام َوا ْغتَ ِس ْل‪ .‬فَ َم َ‬ ‫سوعُ َ‬ ‫ان ُيقَا ُل لَ ُه َي ُ‬ ‫ال‪«:‬إِ ْن َ‬ ‫ْه ْب إلَى ب ْرَكة س ْل َو َ‬ ‫‪11‬‬ ‫َعلَم»‪16.‬فَأَتَوا إِ َلى ا ْلفَِّر ِ‬ ‫َع َمى‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫»‬ ‫؟‬ ‫اك‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫َي‬ ‫أ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ت»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫س ْل ُ‬ ‫ين ِبالَِّذي َك َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫ان قَ ْبالً أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت فَأ َْب َ‬ ‫َوا ْغتَ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ين وفَتَح ع ْي َن ْي ِه‪10 .‬فَسأَلَ ُه ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ض َع‬ ‫ص َر‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ضا َك ْي َ‬ ‫س ْب ٌ‬ ‫يسي َ‬ ‫ت ِح َ‬ ‫َو َك َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪َ «:‬و َ‬ ‫ُّون أ َْي ً‬ ‫سوعُ الطِّ َ َ َ َ‬ ‫ف أ َْب َ‬ ‫َ‬ ‫ص َن َع َي ُ‬ ‫ين َ‬ ‫ان َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ان لَ ْيس ِم َن ِ‬ ‫ال قَوم ِم َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪«:‬ه َذا ِ‬ ‫اهلل‪ ،‬أل ََّن ُه الَ َي ْحفَظُ‬ ‫س ْل ُ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫س ُ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫طي ًنا َعلَى َع ْي َن َّي َوا ْغتَ َ‬ ‫ت‪ ،‬فَأَ​َنا أ ُْبص ُر»‪ .‬فَقَ َ ْ ٌ‬ ‫هذ ِه اآلي ِ‬ ‫َن يعم َل ِم ْث َل ِ‬ ‫ف ي ْق ِدر إِ ْنس ٌ ِ‬ ‫اق‪17 .‬قَالُوا‬ ‫َّ‬ ‫ت»‪َ .‬‬ ‫ان َب ْي َن ُه ُم ا ْن ِشقَ ٌ‬ ‫الس ْب َ‬ ‫ات؟» َو َك َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ون قَالُوا‪َ «:‬ك ْي َ َ ُ َ‬ ‫ان َخاطئٌ أ ْ َ ْ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ص ِّد ِ‬ ‫ت َع ْن ُه ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫ث إِ َّن ُه فَتَ َح َع ْي َن ْي َك؟» فَقَ َ‬ ‫ود َع ْنهُ‬ ‫ق ا ْل َي ُه ُ‬ ‫َع َمى‪َ «:‬ما َذا تَقُو ُل أَْن َ‬ ‫ضا لِأل ْ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ال‪«:‬إِنَّ ُه َن ِب ٌّي!»‪َ .‬فلَ ْم ُي َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ين‪«:‬أَه َذا ْاب ُن ُك َما الَِّذي تَقُوالَ ِن إِ َّن ُه ُوِل َد‬ ‫سأَلُ ُ‬ ‫وه َما قَ ِائلِ َ‬ ‫أ ََّن ُه َك َ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ص َر‪ .‬فَ َ‬ ‫ص َر َحتَّى َد َع ْوا أ َ​َب َو ِي الَّذي أ َْب َ‬ ‫َع َمى فَأ َْب َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ف ي ْب ِ‬ ‫ف ي ْب ِ‬ ‫اآلن‬ ‫َج َاب ُه ْم أ َ​َب َواهُ َوقَاالَ‪َ «:‬ن ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫َع َمى‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫َن ه َذا ْاب ُن َنا‪َ ،‬وأ ََّن ُه ُولِ َد أ ْ‬ ‫أْ‬ ‫َما َك ْي َ ُ‬ ‫اآلن؟» أ َ‬ ‫َع َمى؟ فَ َك ْي َ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫فَالَ َنعلَم‪ .‬أَو م ْن فَتَح ع ْي َن ْي ِه فَالَ َنعلَم‪ُ .‬هو َك ِ‬ ‫ال أ َ​َب َواهُ ه َذا أل ََّن ُه َما‬ ‫ام ُل ِّ‬ ‫اسأَلُوهُ فَ ُه َو َيتَ َكلَّ ُم َع ْن َن ْف ِس ِه»‪ .‬قَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الس ِّن‪ْ .‬‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُْ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِم َن ا ْل َي ُه ِ‬ ‫َكا َنا َي َخافَ ِ‬ ‫يح ُي ْخ َر ُج ِم َن ا ْل َم ْج َم ِع‪.‬‬ ‫ود‪ ،‬أل َّ‬ ‫اعتَ​َر َ‬ ‫ود َكانُوا قَ ْد تَ َع َ‬ ‫َن ا ْل َي ُه َ‬ ‫اه ُدوا أ ََّن ُه إِ ِن ْ‬ ‫َح ٌد ِبأَنَّ ُه ا ْل َمس ُ‬ ‫ف أَ‬ ‫ال أَبواه‪«:‬إِ َّن ُه َك ِ‬ ‫‪ِ ِ16‬‬ ‫اسأَلُوهُ»‪17.‬فَ َد َع ْوا ثَ ِان َي ًة ِ‬ ‫َع ِط‬ ‫ام ُل ِّ‬ ‫ان الَِّذي َك َ‬ ‫س َ‬ ‫َع َمى‪َ ،‬وقَالُوا لَ ُه‪«:‬أ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫لذل َك قَ َ َ َ ُ‬ ‫الس ِّن‪ْ ،‬‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫‪10‬‬ ‫ال‪«:‬أ َ ِ‬ ‫اإل ْنس َ ِ‬ ‫م ْج ًداِ ِ‬ ‫ش ْي ًئا‬ ‫هلل‪َ .‬ن ْح ُن َن ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫اك َوقَ َ‬ ‫َعلَ ُم َ‬ ‫اب َذ َ‬ ‫سُ‬ ‫َعلَ ُم‪ .‬إِ َّن َما أ ْ‬ ‫ت أْ‬ ‫َج َ‬ ‫ان َخاطئٌ»‪ .‬فَأ َ‬ ‫َخاطئٌ ُه َو؟ لَ ْ‬ ‫َن ه َذا ِ َ‬ ‫َ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج َاب ُه ْم‪«:‬قَ ْد‬ ‫ص َن َع ِب َك؟ َك ْي َ‬ ‫َواح ًدا‪ :‬أ َِّني ُك ْن ُ‬ ‫َع َمى َو َ‬ ‫اآلن أ ُْبص ُر»‪ .‬فَقَالُوا لَ ُه أ َْي ً‬ ‫ت أْ‬ ‫ف فَتَ َح َع ْي َن ْي َك؟» أ َ‬ ‫ضا‪َ «:‬ما َذا َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ون أ ْ ِ‬ ‫يروا لَ ُه تَالَ ِمي َذ؟» فَ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫ضا؟ أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم تُ ِر ُ‬ ‫س َم ُعوا‪ .‬لِ َما َذا تُ ِر ُ‬ ‫ُق ْل ُ‬ ‫يد َ‬ ‫يد َ‬ ‫س َم ُعوا أ َْي ً‬ ‫شتَ ُموهُ‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫ت لَ ُك ْم َولَ ْم تَ ْ‬ ‫َن تَص ُ‬ ‫ِ‬ ‫َما ه َذا فَ َما َن ْعلَ ُم ِم ْن‬ ‫وسى‪َ 13 .‬ن ْح ُن َن ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫وسى َكلَّ َم ُه اهللُ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫اك‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ت ِت ْل ِمي ُذ َذ َ‬ ‫َوقَالُوا‪«:‬أَ ْن َ‬ ‫َن ُم َ‬ ‫َما َن ْح ُن فَِإ َّن َنا تَالَمي ُذ ُم َ‬ ‫‪65‬‬ ‫ِ‬ ‫ون ِم ْن أ َْي َن ُه َو‪َ ،‬وقَ ْد فَتَ َح َع ْي َن َّي‪.‬‬ ‫اب َّ‬ ‫الر ُج ُل َوقَ َ‬ ‫ستُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫َج َ‬ ‫أ َْي َن ُه َو»‪ .‬أ َ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬إِ َّن في ه َذا َع َج ًبا! إِ َّن ُك ْم لَ ْ‬ ‫‪61‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫اة‪ .‬و ِ‬ ‫َن اهلل الَ يسمع ِل ْل ُخ َ ِ‬ ‫َّه ِر لَ ْم‬ ‫س َمعُ‪ُ .‬م ْن ُذ الد ْ‬ ‫َح ٌد َيتَّ ِقي اهللَ َوَي ْف َع ُل َم ِش َ‬ ‫لك ْن إِ ْن َك َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫َوَن ْعلَ ُم أ َّ َ َ ْ َ ُ‬ ‫يئتَ ُه‪َ ،‬فله َذا َي ْ‬ ‫ط َ‬ ‫‪67‬‬ ‫َعمى‪66 .‬لَو لَم ي ُك ْن ه َذا ِم َن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أج ُابوا َوقَالُوا‬ ‫ش ْي ًئا»‪.‬‬ ‫س َم ْع أ َّ‬ ‫َن َي ْف َع َل َ‬ ‫اهلل لَ ْم َي ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َن أ َ‬ ‫ُي ْ‬ ‫َح ًدا فَتَ َح َع ْي َن ْي َم ْولُود أ ْ َ‬ ‫ارجا‪60 .‬فَ ِ‬ ‫َخ َر ُجوهُ َخ ِ‬ ‫ار ًجا‪،‬‬ ‫سوعُ أ ََّن ُه ْم أ ْ‬ ‫ت تُ َعلِّ ُم َنا!» فَأ ْ‬ ‫ت ِب ُج ْملَ ِت َك‪َ ،‬وأَ ْن َ‬ ‫ت أَ ْن َ‬ ‫لَ ُه‪ِ «:‬في ا ْل َخطَ َايا ُولِ ْد َ‬ ‫َخ َر ُجوهُ َخ ِ ً‬ ‫سمعَ َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪67‬‬ ‫‪63‬‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ‪« :‬قَ ْد‬ ‫س ِّي ُد ألُو ِم َن ِب ِه؟» فَقَ َ‬ ‫اب َذ َ‬ ‫َج َ‬ ‫فَ َو َج َدهُ َوقَا َل لَ ُه‪«:‬أَتُ ْؤ ِم ُن ِب ْاب ِن اهلل؟» أ َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫اك َوقَا َل‪َ « :‬م ْن ُه َو َيا َ‬ ‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ت أَ​َنا إِلَى‬ ‫س َج َد لَ ُه‪ .‬فَقَ َ‬ ‫َأر َْيتَ ُه‪َ ،‬والَِّذي َيتَ َكلَّ ُم َم َع َك ُه َو ُه َو!»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬لِ َد ْي ُنوَن ٍة أَتَ ْي ُ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫س ِّي ُد!»‪َ .‬و َ‬ ‫ال‪« :‬أُو ِم ُن َيا َ‬ ‫‪75‬‬ ‫ين ي ْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين الَ ي ْب ِ‬ ‫ه َذا ا ْلعالَِم‪ ،‬حتَّى ي ْب ِ‬ ‫ين َكا ُنوا َم َع ُه ِم َن‬ ‫س ِمعَ ه َذا الَِّذ َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ص َر الَِّذ َ‬ ‫ون َوَي ْع َمى الَّذ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ون»‪ .‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلفَِّر ِ‬ ‫سوعُ‪«:‬لَ ْو ُك ْنتُ ْم ُع ْم َيا ًنا لَ َما َكا َن ْت لَ ُك ْم َخط َّي ٌة‪.‬‬ ‫ان؟» قَ َ‬ ‫ضا ُع ْم َي ٌ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫ين‪َ ،‬وقَالُوا لَ ُه‪«:‬أَلَ َعلَّ َنا َن ْح ُن أ َْي ً‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫صر‪ ،‬فَ َخ ِطيَّتُ ُكم ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬ ‫اآلن تَقُولُ َ ِ َّ‬ ‫اق َي ٌة‪" .‬‬ ‫لك ِن َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ون إن َنا ُن ْب ُ‬ ‫ِ​ِ ‪1‬‬ ‫‪ِ 1‬‬ ‫ين‪َ «:‬يا ُم َعلِّ ُم‪،‬‬ ‫سأَلَ ُه تَالَ ِمي ُذهُ قَ ِائلِ َ‬ ‫سا ًنا أ ْ‬ ‫َع َمى ُم ْن ُذ ِوالَ َدته‪ ،‬فَ َ‬ ‫يما ُه َو ُم ْجتَ ٌاز َأرَى إِ ْن َ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)0 –1 :3‬وف َ‬ ‫‪6‬‬ ‫اهلل ِف ِ‬ ‫َعما ُل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يه‪.‬‬ ‫سوعُ‪«:‬الَ ه َذا أ ْ‬ ‫َم ْن أ ْ‬ ‫َخطَأَ‪ :‬ه َذا أ َْم أ َ​َب َواهُ َحتَّى ُولِ َد أ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫َع َمى؟»‪ .‬أ َ‬ ‫اب َي ُ‬ ‫َخطَأَ َوالَأ َ​َب َواهُ‪ ،‬لك ْن لتَ ْظ َه َر أ ْ َ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ين الَ ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال الَِّذي أَر ِ‬ ‫ت ِفي‬ ‫َع َم َ‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫َي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫َن َي ْع َم َل‪َ .‬ما ُد ْم ُ‬ ‫َع َم َل أ ْ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ستَطيعُ أ َ‬ ‫ام َن َه ٌار‪َ .‬يأْتي لَ ْي ٌل ح َ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫سلَني َما َد َ‬ ‫ِ‬ ‫ور ا ْل َعالَِم»‪".‬‬ ‫ا ْل َعالَم فَأَ​َنا ُن ُ‬

‫‪255‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)‬

‫من أخطأ هذا أم أبواه حتى ُوِل َد أعمى= فاليهود يرجعون كل مرض وكل عاهة تصيب اإلنسان إلى خطية قد‬ ‫إرتكبها وبسببها يعاقب‪ ،‬أو خطية ألبواه وينال هو جزاؤها‪ ،‬أو خطية إقترفها هو ذاته في حياة أخرى عاشها قبل‬

‫والدته في هذه الحياة بمقتضى عقيدة تناسخ األرواح أي عودة إلى جسد آخر لتحيا فيه من جديد‪ ،‬التي كانت‬ ‫شائعة في ذلك الوقت في بلدان الشرق األوسط وال سيما في مصر وفلسطين والهند‪ .‬ولذلك قال الفريسيين‬

‫لألعمى بعد أن شفي "في الخطيئة ولدت أنت بجملتك" (‪ .)711:‬فالفلسفات نشرت فكرة تناسخ األرواح وأيضاً‬ ‫فهم اليهود الخاطئ لآلية "يفتقد ذنوب اآلباء في األبناء حتى الجيل الثالث والرابع" جعلهم يتصورون أن اهلل قد‬

‫يعاقب مولود نتيجة أخطاء أبويه‪ .‬ومع أن اهلل صحح هذا المفهوم (حز‪ )11:1‬إالّ أن الفكرة ظلت مستمرة ومعنى‬

‫أن اهلل يفتقد ذنوب اآلباء في ا ألبناء‪ ،‬أن اهلل يبحث في األبناء‪ ..‬هل خطايا أبائهم مازالت موجودة‪ ..‬حينئذ‬ ‫يعاقب‪ .‬وهو قال الجيل الثالث والرابع حين تكون الخطية صارت شائعة فتكون العقوبة عامة‪ .‬والحظ أنه لم يقل‬

‫أعاقب األبناء بل أفتقد أي أبحث هل الخطية مازالت موجودة‪ .‬ولكن في بعض األحيان ينشأ طفل بمرض ناتج‬ ‫عن خطية أبواه وذلك مثالً من أمراض النجاسة‪ ،‬أن أب ينهك صحته فيخرج إبنه ضعيفاً (حز‪+3171+711:‬‬

‫تث‪ .) :17‬والمسيح لم يجب عن هذا السؤال ليتركنا نفكر ليس عن سبب األلم الذي نحن فيه ولكن كيف نحول‬

‫األلم لعمل إلهي‪ .‬والمسيح لم يلغي أن هناك عالقة بين الخطية والمرض فمن المؤكد أن هناك عالقة ولكن من‬ ‫العسير أن ندركها نحن بعيوننا فال يصح أن نقول على كل متألم أنه متألم نتيجة خطيته‪ .‬علينا أن ال نفكر فيمن‬

‫أخطأ بل نصلي للمتألم ولكن من السهل أن نؤمن أن كل شئ يؤول إلى مجد اهلل فكل األمور تعمل معاً للخير‬

‫للذين يحبون اهلل‪ .‬وكون أن هناك عالقة بين المرض وبين الخطية يتضح من قول المسيح لمقعد بيت حسدا "ال‬ ‫تخطئ فيكون لك أشر" أنا نور العالم= المسيح هو المرسل (سلوام تعني المرسل)‪ .‬فهذه البركة تشير لشخص‬ ‫المسيح اإللهي فهو المرسل من اآلب لخالص البشر‪ .‬وهذه البركة كانت ترمز في النبوات إلى عرش ومملكة‬

‫بيت داود (أش‪ +:11‬نح‪ +:717‬لو‪ )11:7‬فالنبوات كانت تقول عن المسيح أنه مرسل من اهلل‪ .‬والمسيح هو نور‬ ‫العالم ومازال موجوداً في العالم ولن يفارقه‪ ،‬ويعطي نو اًر وانفتاحاً لكل إنسان يؤمن‪ .‬هو جاء ليكمل عمل الخليقة‬

‫بإعطائها عيون روحية بدالً مما فقدتها بالخطية ورافعاً حجاب الظلمة الذي كان يحجز رؤية اإلنسان هلل‪ .‬هو‬ ‫يعطي نو اًر للعالم وبصيرة في قلب اإلنسان‪ .‬وبين هذا عملياً بشفاء األعمى‪ .‬أعمل أعمال الذي أرسلني= في كل‬

‫عمل أو معجزة يقوم به المسيح فهو يستعلن محبة اهلل لنا وارادته من نحونا فهو يفتح عيني األعمى ليعلن أن‬ ‫إرادة اهلل اآلب هي أن نبصر ويقيم لعازر ليعلن أنه يريد لنا القيامة والحياة‪ .‬ما دام نهار= ما قبل المسيح كان‬

‫ليل يغطي اإلنسان ‪ ،‬إذ فقد رؤيته هلل ‪ ،‬وحين جاء المسيح نور العالم صار نهار ‪ .‬والمسيح صنع معجزات شفاء‬ ‫كثيرة وعلَّم تعاليم محيية طوال فترة وجوده بالجسد على األرض ‪ .‬والمعنى المباشر الذي يقصده السيد‪ ،‬أنه طالما‬ ‫أنا في الجسد فألعمل أعمال شفاء لتؤمنوا‪ .‬ونحن الزلنا نستمتع بنهار المسيح فهو مازال معنا "ها أنا معكم كل‬

‫األيام إلى إنقضاء الدهر" (مت‪ )1:111‬وهو يعمل مع كل واحد ليفتح بصيرته قبل أن يأتي ليله‪ ،‬وليل الشخص‬ ‫يعني يوم موته وهناك ليل عام وهو يوم الدينونة حين تنتهي فرصة كل إنسان خاطئ أعمى من أن يستنير بنور‬

‫المسيح‪( .‬فلننتهز الفرصة مادام نهار قبل أن نموت)‪ .‬ما دمت في العالم فأنا نور العالم فالمسيح لنا هو نور‬

‫‪256‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)‬

‫الحياة‪ ،‬هو يضئ في ظلمة حياتنا‪ .‬ينبغي أن أعمل= المسيح مشتاق أن يعمل‪ ،‬ويغير طبيعتنا إلى الخليقة‬ ‫الجديدة‪ .‬فلنسلم له حياتنا طالما نحن أحياء (مادام هناك نهار)‪ .‬ما دام نهار= المقصود به وقت العمل‪ .‬أما‬

‫الليل فهو التوقف عن العمل إذاً النهار هو حياة المسيح على األرض بالجسد قبل صلبه‪ .‬وبالنسبة لي فالنهار‬

‫هو مدة حياتي على األرض‪.‬‬

‫كان اليهود عمياناً روحياً فلم يعرفوا المسيح‪ .‬كان ذلك بسبب خطاياهم‪ .‬هم لم يحبوا اهلل فلم يعرفوا المسيح وكان‬ ‫هذا هو حال كل العالم‪ .‬والمسيح أتى ليعلن اآلب للناس فيحب الناس اهلل وتنفتح عيونهم‪ ،‬وهذه هي الخليقة‬

‫الجديدة‪ ،‬وهي متاحة لكل العالم‪ .‬وكان هذا األعمى نموذج لها‪ .‬كان اليهود عمياناً بالقلب بسبب خطاياهم فلم‬

‫يعرفوا المسيح بل صلبوه بينما كانت عيونهم الخارجية سليمة‪ ،‬بينما كان هذا المولود أعمى مفتوح البصيرة فعرف‬

‫المسيح وآمن وخلص‪ .‬وهكذا كان إبراهيم الذي رأى يوم المسيح وفرح‪ ،‬وهكذا نحن نحب المسيح دون أن نراه‬ ‫بالجسد‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ال ه َذا َوتَ َف َل َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ص َن َع ِم َن التُّ ْف ِل ِطي ًنا َوطَلَى ِبالطِّ ِ‬ ‫َع َمى‪َ 7 .‬وقَا َل‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)7–3 :3‬قَ َ‬ ‫ين َع ْي َن ِي األ ْ‬ ‫ض َو َ‬ ‫ضى وا ْغتَس َل وأَتَى ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْه ِب ا ْغتَ ِس ْل ِفي ِبرَك ِة ِس ْلو َِّ‬ ‫صي ًرا‪" .‬‬ ‫لَ ُه‪« :‬اذ َ‬ ‫س ٌل‪ ،‬فَ َم َ َ َ َ َ‬ ‫يرهُ‪ُ :‬م ْر َ‬ ‫ْ‬ ‫ام» الذي تَ ْفس ُ‬ ‫َ​َ‬

‫هذه عملية خلق أو هي خلقة تصحيحية‪ .‬فالمسيح هنا يخلق عينين (تك‪ +311‬أش‪ )11:1‬كأن عجنة الطين التي‬ ‫ق منها األعمى عادت ليد خالقها األول يشكل لها من ذات الطين عينين راجع (أر‪ .):1‬ولعاب المسيح‬ ‫ُخلِ َ‬ ‫يصنع شفاء فهو ينقل من المسيح سر الحياة الجسدية والسليمة والكاملة فهو حي ومحيي وكل جزء من جسده‬

‫فيه حياة وشفاء فجسده متحد بالهوته المحيى‪ .‬إذهب إغتسل في بركة سلوام= وكان على األعمى أن يؤمن‬ ‫ويطيع ويغتسل ولو فكر إلمتنع فلو إغتسل لسقط الطين‪ .‬وبركة سلوام هي بركة تستمد مياهها من نبع ٍ‬ ‫عال‬ ‫رت البركة بقصد توصيل المياه داخل أسوار أورشليم خالل قناة تحت األرض‬ ‫إسمه حالياً "نبع مريم" وقد ُح ِف ْ‬ ‫ليكون هناك مياه في أورشليم أثناء حصارها‪ .‬وربما حفرت من أيام سليمان‪ .‬ومعنى كلمة سلوام= المرسل ألن‬ ‫مياهها مرسلة من مكان آخر‪ ،‬وليست نابعة من مكانها‪ ،‬بل منحدرة ومرسلة إليها من نبع آخر أعلى كأن المسيح‬ ‫يقول أن من يشفي األعمى أي المسيح نفسه هو مرسل من اهلل‪ .‬واإلغتسال فيه معنى المعمودية والمعمودية هي‬

‫موت وقيامة مع المسيح المرسل من اهلل= سلوام (رو‪ )7-71:‬وهذا هو الخلق الجديد‪ .‬وسماها إشعياء "شيلوه"‬ ‫(‪ ):11‬بمعنى مرسلة‪ .‬وقد ردمت مع الزمن وأعيد إكتشافها‪ .‬وهي لها إتصال وثيق بخدمة الهيكل لذلك إعتبرت‬

‫مياهها مقدسة وكانت تستخدم مياهها في طقوس عيد المظال‪ .‬والرب أرسل األعمى ليغتسل فيها‪ ،‬واإلغتسال في‬ ‫مياه مقدسة هو المعمودية‪ .‬فالماء له دور في الخلقة الجديدة لذلك أرسله المسيح إلى الماء‪ .‬وكانت المياه مياه‬

‫جارية إلنحدار القناة من البركة العليا للبركة السفلى‪ .‬والمعمودية تسمى اإلستنارة في العهد الجديد فمن ناحية هى‬ ‫غفران للخطية فيتنقى القلب فنبصر ‪ ،‬وهي اتحاد بالمسيح النور الحقيقى الذى يسكن فينا فيعطى استنارة‪ .‬وهذه‬

‫البركة ترمز للمسيح (إش‪ ):11‬وبالذات لخالص المسيح الهادئ‪ ،‬وفي (إش‪ ):11‬نجد مقارنة بين خالص‬ ‫المسيح الهادئ وبين المياه القوية والكثيرة التي كانت ترمز للقوى اإلنسانية التي يتصورها اليهود لخالصهم‪ ،‬فهم‬ ‫‪257‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)‬

‫يريدون مسيحاً يقود جيوش‪ .‬وهذه النبوة تشير ألن اليهود رفضوا المسيح "رذلوا مياه شيلوه الجارية" والحظ أن‬

‫المسيح ذهب لألعمى دون أن يسأله أحد‪ ،‬رم اًز ألنه أتى لتجديد خلقة البشر دون أن يسأله أحد (أش‪):1:7‬‬ ‫نالحظ أن الطين يفسد العين السليمة‪ ،‬أي الطين يزيد حجم المشكلة‪ .‬وهكذا في بعض األحيان نتصور أن اهلل‬

‫يعقد المشكلة‪ .‬كما حدث للشعب فالبحر أمامهم وفرعون وراءهم‪.‬‬

‫‪ِ 2‬‬ ‫ان‬ ‫س ه َذا ُه َو الَِّذي َك َ‬ ‫ين َكا ُنوا َي َر ْوَن ُه قَ ْبالً أ ََّن ُه َك َ‬ ‫ان َوالَِّذ َ‬ ‫ير ُ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫َع َمى‪ ،‬قَالُوا‪«:‬أَلَ ْي َ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)11–2 :3‬فَا ْلج َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬ ‫ال‪«:‬إِ ِّني أَ​َنا ُه َو»‪15 .‬فَقَالُوا‬ ‫ش ِب ُه ُه»‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ون‪« :‬إِ َّن ُه ُي ْ‬ ‫َما ُه َو فَقَ َ‬ ‫ون قَالُوا‪«:‬ه َذا ُه َو»‪َ .‬وآ َخ ُر َ‬ ‫ستَ ْع ِطي؟» آ َخ ُر َ‬ ‫س َوَي ْ‬ ‫َي ْجل ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ْه ْب‬ ‫ص َن َع ِطي ًنا َوطَلَى َع ْي َن َّي‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫اك وقَ َ‬ ‫اب َذ َ‬ ‫ف ا ْنفَتَ َح ْت َع ْي َن َ‬ ‫لَ ُه‪َ «:‬ك ْي َ‬ ‫ال لِي‪ :‬اذ َ‬ ‫سٌ‬ ‫َج َ‬ ‫اك؟» أ َ‬ ‫سوعُ َ‬ ‫ان ُيقَا ُل لَ ُه َي ُ‬ ‫ال‪«:‬إِ ْن َ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫َعلَ ُم»‪".‬‬ ‫اك؟» قَ َ‬ ‫ت»‪ .‬فَقَالُوا لَ ُه‪«:‬أ َْي َن َذ َ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫س ْل ُ‬ ‫ض ْي ُ‬ ‫ال‪«:‬الَ أ ْ‬ ‫ام َوا ْغتَ ِس ْل‪ .‬فَ َم َ‬ ‫ت فَأ َْب َ‬ ‫ت َوا ْغتَ َ‬ ‫إلَى ب ْرَكة س ْل َو َ‬ ‫إنسان يقال له يسوع= في أصلها اليوناني اإلنسان الذي يقال له يسوع‪ .‬فاألعمى رأى المسيح أنه في وضع‬

‫يفوق كل الناس‪ .‬أليس هذا هو= فشكله قد تغير‪ .‬وهكذا كل من عرف المسيح واستنارت عيناه‪ .‬والحظ أن‬

‫المولود أعمى لم يرى المسيح حتى ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ين‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫ف‬ ‫ضا َك ْي َ‬ ‫أ َْي ً‬

‫‪17‬‬ ‫سوعُ‬ ‫س ْب ٌ‬ ‫ت ِح َ‬ ‫َع َمى‪َ .‬و َك َ‬ ‫ِبالَِّذي َك َ‬ ‫ان قَ ْبالً أ ْ‬ ‫ص َنعَ َي ُ‬ ‫ين َ‬ ‫ان َ‬ ‫ال لَهم‪«:‬و َ ِ‬ ‫ت‪ ،‬فَأَ​َنا‬ ‫س ْل ُ‬ ‫ض َع طي ًنا َعلَى َع ْي َن َّي َوا ْغتَ َ‬ ‫ص َر‪ ،‬فَقَ َ ُ ْ َ‬ ‫أ َْب َ‬

‫اآليات (يو‪16" -:)10–16 :3‬فَأَتَ ْوا إِلَى‬ ‫ين وفَتَح ع ْي َن ْي ِه‪10 .‬فَسأَلَ ُه ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ُّون‬ ‫يسي َ‬ ‫الطِّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫أ ُْب ِ‬ ‫ص ُر»‪".‬‬ ‫السنهدريم مكون من الفريسيين ورؤساء الكهنة‪ .‬لذلك فالفريسيين هم فرع من السنهدريم‪ .‬وهؤالء أروا أن المسيح‬

‫اح فهو تفل على األرض وصنع طيناً وهذا عمل‪ ،‬وعالج األعمى وهذا عمل واألعمى‬ ‫كسر السبت في عدة نو ٍ‬

‫سار حتى بركة سلوام‪ .‬والربيين قالوا من يضع دواء في العين يوم سبت فهو حرام‪ ،‬ولكنهم لم يروا المعجزة في‬

‫روعتها فصاروا هم عمياناً وأبصر األعمى‪ .‬هنا نرى أعمى بالجسد وقد صار مبص اًر ونرى عميان بالبصيرة‬ ‫يرون الماديات وال يرون الحقيقة‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ان لَ ْيس ِم َن ِ‬ ‫ال قَوم ِم َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ين‪«:‬ه َذا ِ‬ ‫ون‬ ‫اهلل‪ ،‬أل ََّن ُه الَ َي ْحفَظُ َّ‬ ‫ت»‪َ .‬‬ ‫الس ْب َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫س ُ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :3‬فَقَ َ ْ ٌ‬ ‫هذ ِه اآلي ِ‬ ‫َن يعم َل ِمثْ َل ِ‬ ‫ف ي ْق ِدر إِ ْنس ٌ ِ‬ ‫اق‪" .‬‬ ‫ان َب ْي َن ُه ُم ا ْن ِشقَ ٌ‬ ‫ات؟» َو َك َ‬ ‫َ‬ ‫قَالُوا‪َ «:‬ك ْي َ َ ُ َ‬ ‫ان َخاطئٌ أ ْ َ ْ َ‬

‫هنا بدأ إنشقاق بين الفريسيين‪ .‬وهذا طبيعي فهناك من هو أعمى القلب وهناك من هو مفتوح البصيرة‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫ال‪«:‬إِ َّن ُه‬ ‫ت َع ْن ُه ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫ث إِنَّ ُه فَتَ َح َع ْي َن ْي َك؟» فَقَ َ‬ ‫َع َمى‪َ «:‬ما َذا تَقُو ُل أَ ْن َ‬ ‫ضا ِلأل ْ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)16–17 :3‬قَالُوا أ َْي ً‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ص ِّد ِ‬ ‫وه َما‬ ‫سأَلُ ُ‬ ‫ق ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ود َع ْن ُه أَنَّ ُه َك َ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ص َر‪ .‬فَ َ‬ ‫ص َر َحتَّى َد َع ْوا أ َ​َب َو ِي الَّذي أ َْب َ‬ ‫َع َمى فَأ َْب َ‬ ‫َن ِب ٌّي!»‪َ .‬فلَ ْم ُي َ‬ ‫‪15‬‬ ‫ف ي ْب ِ‬ ‫َن ه َذا ْاب ُن َنا‪،‬‬ ‫َج َاب ُه ْم أ َ​َب َواهُ َوقَاالَ‪َ «:‬ن ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫قَ ِائلِ َ‬ ‫ين‪«:‬أَه َذا ْاب ُن ُك َما الَِّذي تَقُوالَ ِن إِنَّ ُه ُولِ َد أ ْ‬ ‫اآلن؟» أ َ‬ ‫َع َمى؟ فَ َك ْي َ ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫اآلن فَالَ َنعلَم‪ .‬أَو م ْن فَتَح ع ْي َن ْي ِه فَالَ َنعلَم‪ُ .‬هو َك ِ‬ ‫ف ي ْب ِ‬ ‫اسأَلُوهُ فَ ُه َو‬ ‫ام ُل ِّ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫َوأ ََّن ُه ُولِ َد أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َع َمى‪َ .‬وأَ َّما َك ْي َ ُ‬ ‫الس ِّن‪ْ .‬‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُْ ْ َ‬

‫‪258‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)‬

‫ان ِم َن ا ْل َي ُه ِ‬ ‫َيتَ َكلَّ ُم َع ْن َن ْف ِس ِه»‪11 .‬قَا َل أ َ​َب َواهُ ه َذا أل ََّن ُه َما َكا َنا َي َخافَ ِ‬ ‫ف‬ ‫ود‪ ،‬أل َّ‬ ‫اعتَ​َر َ‬ ‫ود َكا ُنوا قَ ْد تَ َع َ‬ ‫َن ا ْل َي ُه َ‬ ‫اه ُدوا أ ََّن ُه إِ ِن ْ‬ ‫ال أَبواه‪«:‬إِ َّن ُه َك ِ‬ ‫‪ِ ِ 16‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسأَلُوهُ»‪".‬‬ ‫ام ُل ِّ‬ ‫يح ُي ْخ َر ُج م َن ا ْل َم ْج َم ِع‪ .‬لذل َك قَ َ َ َ ُ‬ ‫َح ٌد ِبأ ََّن ُه ا ْل َمس ُ‬ ‫أَ‬ ‫الس ِّن‪ْ ،‬‬

‫نبي= بعد أن كان المسيح في نظره مجرد "إنسان إسمه يسوع"‪ .‬فبعد أن إنفتحت عيناه صار يسوع نبي‪ .‬كان‬ ‫إنه ٌ‬ ‫يخبئ الكلمة في قلبه‪ ،‬ولم يستطع كتمانها أكثر من ذلك‪ ،‬وشهادته هذه تأكيد للنور الذي دخل قلبه‪ ،‬والحظ عدم‬ ‫خوفه من الفريسيين= السنهدريم= اليهود‪ .‬لم يصدق اليهود= هم ظنوها مؤامرة بين المولود األعمى والمسيح‬

‫فطلبوا سؤال أبويه وهم خافا حتى ال يخرجوا من المجمع‪.‬‬ ‫اآليات (يو‪17" -:)10–17 :3‬فَ َد َع ْوا‬ ‫‪10‬‬ ‫اإل ْنس َ ِ‬ ‫اك‬ ‫اب َذ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ان َخاطئٌ»‪ .‬فَأ َ‬ ‫ه َذا ِ َ‬ ‫اآلن أ ُْب ِ‬ ‫ص ُر»‪".‬‬ ‫َو َ‬

‫ثَ ِان َي ًة ِ‬ ‫َع ِط‬ ‫ان الَِّذي َك َ‬ ‫س َ‬ ‫َع َمى‪َ ،‬وقَالُوا لَ ُه‪«:‬أ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫ال‪«:‬أ َ ِ‬ ‫ش ْي ًئا‬ ‫َوقَ َ‬ ‫َعلَ ُم َ‬ ‫سُ‬ ‫َعلَ ُم‪ .‬إِ َّن َما أ ْ‬ ‫ت أْ‬ ‫َخاطئٌ ُه َو؟ لَ ْ‬

‫م ْج ًداِ ِ‬ ‫َن‬ ‫هلل‪َ .‬ن ْح ُن َن ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫َ‬ ‫وِ‬ ‫َع َمى‬ ‫اح ًدا‪ :‬أ َِّني ُك ْن ُ‬ ‫ت أْ‬ ‫َ‬

‫إعط مجداً هلل= عبارة تشير إلى أن هناك إجراء خطير سيتخذ ضدك وهذا اإلجراء له شقين‬

‫[‪ ]:‬شق ديني= يحرم المتهم من اهلل والحياة األخرى‪ ]1[ .‬شق مدني= ُي ْعزل عن المجتمع وال يتعامل معه أحد‬ ‫(بيع أو شراء) وهم يخيفونه بهذه العبارة (يش‪ ):113‬والمعنى إعترف لعل اهلل يرحمك في الحياة األخرى‪ ،‬فهم‬

‫يطالبون المتهم باإلعتراف بالحق خوفاً من اهلل‪ .‬وأن ق ار اًر سيصدر بقطع المتهم أو إعدامه‪ ،‬فعليه قبل هذا أن‬ ‫يعترف بخطيته ويعطي بهذا مجداً هلل ليحتفظ بحق الرحمة في الدهر اآلتي بعد أن يكون قد ُح ِرم من كل حقوق‬ ‫الحياة كواحد من شعب اهلل في الحاضر (قتل أو قطع)‪ .‬وهم هنا يريدون أن يرعبوا هذا األعمى البصير حتى‬

‫يسحب إعترافه بأن المسيح نبي وهم يوصوا لألعمى بما يقوله إذ يقررون أمامه بأن المسيح خاطئ‪ ،‬وأن هذا‬

‫حكمهم وهم السنهدريم أي الهيئة الرسمية‪ ،‬حتى يلتزم بتغيير شهادته‪ .‬أنا أعمى واآلن أبصر= إن أقوى رد على‬ ‫محاوالت التشكيك في المسيح هي إختباراتنا الشخصية‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ت لَ ُك ْم َولَ ْم‬ ‫ص َن َع ِب َك؟ َك ْي َ‬ ‫َج َاب ُه ْم‪«:‬قَ ْد ُق ْل ُ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)12–13 :3‬فَقَالُوا لَ ُه أ َْي ً‬ ‫ف فَتَ َح َع ْي َن ْي َك؟» أ َ‬ ‫ضا‪َ «:‬ما َذا َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ون أ ْ ِ‬ ‫ت‬ ‫يروا لَ ُه تَالَ ِمي َذ؟» فَ َ‬ ‫ون أ ْ‬ ‫شتَ ُموهُ َوقَالُوا‪«:‬أَ ْن َ‬ ‫ضا؟ أَلَ َعلَّ ُك ْم أَ ْنتُ ْم تُ ِر ُ‬ ‫س َم ُعوا‪ .‬لِ َما َذا تُ ِر ُ‬ ‫يد َ‬ ‫يد َ‬ ‫س َم ُعوا أ َْي ً‬ ‫َن تَ ْ‬ ‫تَ ْ‬ ‫َن تَص ُ‬ ‫ِ‬ ‫وسى‪" .‬‬ ‫اك‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ِت ْل ِمي ُذ َذ َ‬ ‫َما َن ْح ُن فَِإ َّن َنا تَالَمي ُذ ُم َ‬ ‫هم يريدون أن يستنطقوه بأن المسيح صنع سح اًر إو إستخدم شياطين ليشفيه أو يقول كالماً مناقضاً لما قاله من‬

‫قبل فيمسكونه عليه‪ .‬وبدأ األعمى البصير يهاجمهم ويسخر منهم فشتموه واتهموه بأنه تلميذ المسيح وليس تلميذاً‬ ‫لموسى‪( .‬هذا األعمى الشحات وبخهم= أعلنها لألطفال الصغار وأخفاها عن الحكماء)‪ .‬تالميذ موسى= كانوا‬ ‫يقولون أنهم تالميذ موسى ويقولون هذا بصلف وكبرياء واستعالء‪ .‬فإن كانوا يتباهون بأن اهلل كلَّم موسى فإنه من‬ ‫المؤكد أنهم سمعوا شهادة المعمدان بأن السماء إنفتحت للمسيح‪ ،‬واآلب تكلم يوم عماده‪ .‬تلميذ ذاك= بهذا هم‬

‫فصلوه من المجمع‪.‬‬

‫‪259‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)‬ ‫‪65‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ُج ُل‬ ‫اآليات (يو‪َ 13" -:)67–13 :3‬ن ْح ُن َن ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫اب َّ‬ ‫وسى َكلَّ َم ُه اهللُ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َج َ‬ ‫َما ه َذا فَ َما َن ْعلَ ُم م ْن أ َْي َن ُه َو»‪ .‬أ َ‬ ‫َن ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِم ْن أ َْي َن ُه َو‪َ ،‬وقَ ْد فَتَ َح َع ْي َن َّي‪َ 61 .‬وَن ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫ستُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫س َمعُ‬ ‫َن اهللَ الَ َي ْ‬ ‫ال لَ ُه ْم‪«:‬إِ َّن في ه َذا َع َج ًبا! إِ َّن ُك ْم لَ ْ‬ ‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫اة‪ .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ًدا فَتَ َح َع ْي َن ْي‬ ‫س َم ْع أ َّ‬ ‫س َمعُ‪ُ .‬م ْن ُذ الد ْ‬ ‫َح ٌد َيتَّ ِقي اهللَ َوَي ْف َع ُل َم ِش َ‬ ‫لك ْن إِ ْن َك َ‬ ‫َن أ َ‬ ‫ان أ َ‬ ‫َّه ِر لَ ْم ُي ْ‬ ‫يئتَ ُه‪َ ،‬فله َذا َي ْ‬ ‫ل ْل ُخطَ َ‬ ‫‪67‬‬ ‫َعمى‪66 .‬لَو لَم ي ُك ْن ه َذا ِم َن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫ش ْي ًئا»‪.‬‬ ‫َن َي ْف َع َل َ‬ ‫اهلل لَ ْم َي ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫ت أَ ْن َ‬ ‫أج ُابوا َوقَالُوا لَ ُه‪ِ «:‬في ا ْل َخطَ َايا ُولِ ْد َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َم ْولُود أ ْ َ‬ ‫َخ َر ُجوهُ َخ ِ‬ ‫ار ًجا‪" .‬‬ ‫ت تُ َعلِّ ُم َنا!» فَأ ْ‬ ‫ِب ُج ْملَ ِت َك‪َ ،‬وأَ ْن َ‬

‫اهلل ال يسمع للخطاة= (أي‪ +:-1113‬مز‪ +::-:7171‬أم‪ +1:1:7 ،1:-131:‬أر‪ )::1::‬نرى الفريسيين‬ ‫متشككين ويحاولون تشكيك ذلك األعمى المستنير وما يثير هؤالء الفريسيين أن المسيح لم يحصل منهم على‬ ‫تصريح بما يفعله‪ ،‬ال منهم وال من مدارسهم‪ .‬وهم سلطانهم من موسى‪ ،‬وموسى من اهلل‪ ،‬وهم يتكلمون بفم موسى‬

‫أي بفم اهلل‪ ،‬ولكن المسيح بأعماله يهدم كل ذلك‪ ،‬واألعمى رأى وفهم أما هم فتحجروا‪ .‬وما منعهم من الفهم هو‬

‫إحساسهم بضياع سلطانهم‪ .‬وكان منطق األعمى المستنير‪ ،‬وان لم تعرفوا من أين هو فيكفي هذه المعجزة ألن‬ ‫تعلموا من هو ومن أين هو‪ ،‬فهو البد من اهلل فال يمكن أن يسمع اهلل للخطاة (مز‪ .):11::‬وكالعادة إذ لم يجدوا‬

‫رداً بدأوا يشتمونه‪ .‬في الخطايا ولدت أنت= أي أنت ولدت أعمى بسبب خطاياك وخطايا أبوك وأمك وهذا هو‬

‫إما‬ ‫الرأي اليهودي ولكن ما قولهم إذ فتح المسيح عينيه اآلن‪ .‬ثم طردوه من جماعة اليهود‪ .‬وكان الحكم بالطرد ّ‬

‫لفترة ‪7:‬يوماً أو لمدة طويلة‪ .‬والطرد كان يحرمه من مزاياه الدينية واالجتماعية‪ .‬الحظ تخبط اليهود "أما هذا فما‬ ‫نعلم من أين هو (‪" )1:1:‬هذا نعلم من أين هو (‪" )1313‬المسيح متى جاء ال يعرف أحد من أين هو"‬

‫(‪.)1313‬‬

‫اآليات (يو‪60" -:)62–60 :3‬فَ ِ‬ ‫َخ َر ُجوهُ َخ ِ‬ ‫ال لَ ُه‪«:‬أَتُ ْؤ ِم ُن‬ ‫سوعُ أ ََّن ُه ْم أ ْ‬ ‫ار ًجا‪ ،‬فَ َو َج َدهُ َوقَ َ‬ ‫سم َع َي ُ‬ ‫َ‬ ‫‪67‬‬ ‫سوعُ‪« :‬قَ ْد َأر َْيتَ ُه‪َ ،‬والَِّذي َيتَ َكلَّ ُم َم َع َك‬ ‫س ِّي ُد ألُو ِم َن ِب ِه؟» فَقَ َ‬ ‫اك َوقَ َ‬ ‫َذ َ‬ ‫ال لَ ُه َي ُ‬ ‫ال‪َ « :‬م ْن ُه َو َيا َ‬ ‫س َج َد لَهُ‪" .‬‬ ‫س ِّي ُد!»‪َ .‬و َ‬ ‫«أُو ِم ُن َيا َ‬

‫‪63‬‬ ‫ِ‬ ‫اب‬ ‫َج َ‬ ‫ِب ْاب ِن اهلل؟» أ َ‬ ‫‪62‬‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ُه َو ُه َو!»‪ .‬فَقَ َ‬

‫فوجده= أي فتش عليه حتى وجده‪ ،‬فالمسيح يبحث عن كل من خسر شيئاً ألجله ليعطيه إختبا اًر أعمق لذلك هو‬ ‫أب األيتام وقاضي األرامل ومعين من ال معين له‪ .‬والمسيح فتح له باب الحياة األبدية بأن دعاه لإليمان‪ ،‬وهو‬ ‫إذ طردوه شابه المسيح المرفوض وحمل معه صليبه‪ ،‬ولقد ظنه األعمى من قبل أنه نبي‪ ،‬وها هو يؤمن أنه إبن‬

‫اهلل‪ .‬الذي يتكلم معك هو هو= هو الثانية تعني الكينونة (أنا الكائن)‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫ين الَ ي ْب ِ‬ ‫ت أَ​َنا إِلَى ه َذا ا ْلعالَِم‪ ،‬حتَّى ي ْب ِ‬ ‫ون‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)71–63 :3‬فَقَ َ‬ ‫سوعُ‪«:‬لِ َد ْي ُنوَن ٍة أَتَْي ُ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ص َر الَِّذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫‪75‬‬ ‫ين َكا ُنوا مع ُه ِم َن ا ْلفَِّر ِ‬ ‫ين ي ْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان؟»‬ ‫ضا ُع ْم َي ٌ‬ ‫يس ِّي َ‬ ‫س ِم َع ه َذا الَِّذ َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ين‪َ ،‬وقَالُوا لَ ُه‪«:‬أَلَ َعلَّ َنا َن ْح ُن أ َْي ً‬ ‫َوَي ْع َمى الَّذ َ ُ‬ ‫َ​َ‬ ‫ون»‪ .‬فَ َ‬ ‫‪71‬‬ ‫صر‪ ،‬فَ َخ ِطيَّتُ ُكم ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَهم يسوعُ‪«:‬لَو ُك ْنتُم عميا ًنا لَما َكا َن ْت لَ ُكم َخ ِط َّي ٌة‪ .‬و ِ‬ ‫اآلن تَقُولُ َ ِ َّ‬ ‫اق َي ٌة‪" .‬‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لك ِن َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ون إن َنا ُن ْب ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪260‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح التاسع)‬

‫أتى المسيح للعالم كنور ليفضح الظالم‪ .‬حتى يبصر الذين ال يبصرون= مثل األعمى وكل الذين آمنوا وتابوا‪،‬‬

‫فاألعمى آمن وسجد‪ .‬ويعمي الذين يبصرون= أي الذين َّ‬ ‫يدعون ألنفسهم البصر والبصيرة والعلم والمعرفة‪،‬‬ ‫العارفين للحق كالفريسيين‪ ،‬هؤالء قاوموا ورفضوا اإليمان ألن غلظة قلوبهم أعمت بصائرهم‪ .‬هؤالء هم من‬

‫أسماهم المسيح من قبل الحكماء (حكماء في أعين أنفسهم) والفهماء (لو‪ +1:1::‬مت‪ +171::‬رؤ‪.):317‬‬

‫وقولهم ألعلنا نحن أيضاً= فيها كبرياء وترفع على اآلخرين فهم يشعرون أنهم العلماء العارفين‪ ،‬وهذا يزيد عماهم‪.‬‬ ‫ونرى هنا أن األعمى قَبِل نورين‪ ،‬نور الجسد ونور اهلل فأبصر واستنار معاً‪ .‬والفريسيين بإرادتهم ورفضهم إنحجب‬ ‫عنهم النور (يو‪ +::17‬مت‪ +:11:7‬لو‪ .)77-7:1:‬فالنور هو بهجة العيون السليمة وأذى للعيون الكليلة‬

‫المريضة‪ .‬والمسيح نور ومن يقبله وترحب به عينيه يتزايد نورها‪ ،‬وكل عين ال تقبله يرفع عنها النور‪ .‬لدينونة‬

‫أتيت= إلظهار ما في القلوب‪ ،‬وتمييز األبرار من األشرار= وضع لسقوط وقيام كثيرين (لو‪ )7111‬المسيح لم‬ ‫يأتي في مجيئه األول ليدين‪ ،‬لكن من يرفض اإليمان به يدان= لدينونة أتيت ومن يؤمن به ينجو من الدينونة‪.‬‬

‫المسيح أتى لينير قلوب العميان لجهلهم فيبصرون‪ ،‬ويفضح المتكبرون الرافضون‪ .‬لو كنتم عمياناً لما كانت لكم‬

‫خطية= أي لو كان عماكم ناشئ عن جهل بالكتاب المقدس لما أدنتكم‪ ،‬ولكنكم تعاندون‪( .‬قارن مع رو‪.)::11‬‬ ‫والمسيح وصفهم من قبل بأنهم يبصرون ولكنهم في سبيلهم ألن يكونوا غير مبصرين‪ .‬وما الذي يجعل المبصر‬ ‫ال يرى = سوى أعماله الشريرة وكبرياء ه وخطاياه‪ ،‬ومع هذا فهم يقولون نحن نبصر ونحن نور للذين في الظلمة‬

‫كما فعل الفريسيين‪ .‬فهم في الحقيقة عميان والخطية أعمت عيونهم‪ .‬فخطيتكم باقية= طالما أنتم مصرين على‬ ‫خطيتكم وال تريدون أن تأتوا لتبصروا‪ .‬ولكن لو شعرتم بأنكم عميان وأتيتم لتشفوا فسيضئ لكم النور وتغفر لكم‬

‫خطاياكم‪ .‬ولكنهم ينكرون المسيح ليس جهالً ولكن تجاهالً للحقيقة‪ .‬ألعلنا نحن أيضاً عميان= اإلنسان الذي‬

‫يشعر باإلكتفاء وعدم اإلحتياج للمسيح يتقيأه المسيح (رؤ‪ .):3-::17‬تقولون أننا نبصر= تدعون المعرفة‬

‫وبعنادكم ستظلون كما أنتم‪.‬‬

‫ملحوظة‪ :‬نرى األعمى وايمانه يتدرج فأوالً هو قص ما حدث بأمانة وقال عن يسوع أنه اإلنسان مفضالً إياه على‬ ‫باقي البشر ثم أعلن أنه نبي ثم أنه من اهلل فلو لم يكن هذا من اهلل لم يقدر أن يفعل شيئاً‪ .‬ثم يؤمن به كإبن هلل‬ ‫ويسجد له وهذه هي اإلستنارة‪ .‬هكذا فاهلل يقود النفس في طريق طاعته واإلعتراف به والشهادة له في إتزان وهدوء‬

‫ونمو روحي عجيب‪ .‬والحظ القول "أليس هذا هو المولود أعمى" فهكذا في حالة توبة أي إنسان ‪ ،‬يستغرب الناس‬

‫التغيير الذي حدث فيه ‪ ،‬ويقولون أليس هذا هو فالن ‪ .‬ولكن ما َغي َ​َّرهُ أنه قابل الرب فشفاه‪.‬‬ ‫هؤالء الرعاة أهملوا األعمى حين كان منهم ولما شفاه المسيح طردوه فهم رعاة غير أمناء‪ .‬والمسيح ال ارعي‬

‫الصالح أتى لهذه النفوس التي كسروها ‪ .‬لذلك فاإلصحاح التالي يكلمنا عن الراعي الصالح في مقابل هؤالء‬

‫السراق واللصوص‪ ،‬الرعاة غير األمناء‪.‬‬

‫‪261‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫(إنجيل يوحنا)(اإلصحاح العاشر)‬

‫عودة للجدول‬

‫اإلصحاح العاشر‬ ‫فصل إنجيل الراعي الصالح يق أر كلما إحتفلت الكنيسة بتذكار أحد البطاركة أو األساقفة القديسين وفي يوم سيامة‬

‫أو تجليس البطريرك فالمسيح يرعى كنيسته عن طريقهم‪( .‬لذلك يق أر هذا اإلنجيل ‪71‬مرة في السنة)‪ .‬والحظ أن‬

‫اآليات (‪ ):-:‬هي مثل يضربه السيد المسيح أما بعد ذلك فليس مثالً‪.‬‬

‫اب إِلَى ح ِظيرِة ا ْل ِخر ِ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُكم‪ :‬إِ َّن الَِّذي الَ َي ْد ُخ ُل ِم َن ا ْل َب ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫اآليات (يو‪«1 " -:)71 –1 :15‬اَْل َح َّ‬ ‫اف‪َ ،‬ب ْل‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ ِ ‪ِ6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َما الَِّذي َي ْد ُخ ُل ِم َن ا ْل َب ِ‬ ‫سِ‬ ‫اب‪،‬‬ ‫ق َولِ ٌّ‬ ‫ص‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ار ٌ‬ ‫اب فَ ُه َو َراعي ا ْلخ َراف‪ .‬له َذا َي ْفتَ ُح ا ْل َب َّو ُ‬ ‫َي ْطلَعُ م ْن َم ْوض ٍع آ َخ َر‪ ،‬فَ َذا َك َ‬ ‫‪7‬‬ ‫اص َة ِبأَسم ٍ‬ ‫ام َها‪،‬‬ ‫َخ َر َج ِخ َارفَ ُه ا ْل َخ َّ‬ ‫ص ْوتَ ُه‪ ،‬فَ َي ْد ُعو ِخ َارفَ ُه ا ْل َخ َّ‬ ‫اء َوُي ْخ ِر ُج َها‪َ .‬و َمتَى أ ْ‬ ‫َوا ْل ِخ َر ُ‬ ‫اص َة َيذ َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫اف تَ ْ‬ ‫س َمعُ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ب أَ‬ ‫َْ‬ ‫‪0‬‬ ‫ت ا ْل ُغرب ِ‬ ‫اء»‪.‬‬ ‫ص ْوتَ ُه‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ب ِم ْن ُه‪ ،‬أل ََّن َها الَ تَ ْع ِر ُ‬ ‫اف تَتْ َب ُع ُه‪ ،‬ألَنَّ َها تَ ْع ِر ُ‬ ‫َوا ْل ِخ َر ُ‬ ‫ص ْو َ َ َ‬ ‫يب فَالَ تَتْ َب ُع ُه َب ْل تَ ْه ُر ُ‬ ‫َما ا ْل َغ ِر ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ان ُي َكلِّ ُم ُه ْم ِب ِه‪.‬‬ ‫سوعُ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما ُه ْم َفلَ ْم َي ْف َه ُموا َما ُه َو الَِّذي َك َ‬ ‫ه َذا ا ْل َمثَ ُل قَالَ ُه لَ ُه ْم َي ُ‬

‫ِ‬ ‫اق‬ ‫س َّر ٌ‬ ‫أَتَ ْوا قَ ْبلي ُه ْم ُ‬ ‫َوَي ْخ ُر ُج َوَي ِج ُد َم ْر ًعى‪.‬‬

‫ِ ِ ‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫ضا‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫ين‬ ‫اب ا ْلخ َر‬ ‫فَقَ َ‬ ‫اف‪َ .‬ج ِميعُ الَِّذ َ‬ ‫سوعُ أ َْي ً‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ ِّني أَ​َنا َب ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫ولُصوص‪ ،‬و ِ‬ ‫ص َوَي ْد ُخ ُل‬ ‫لك َّن ا ْل ِخ َر َ‬ ‫اب‪ .‬إِ ْن َد َخ َل ِبي أ َ‬ ‫س َم ْع لَ ُه ْم‪ .‬أَ​َنا ُه َو ا ْل َب ُ‬ ‫اف لَ ْم تَ ْ‬ ‫َح ٌد فَ َي ْخلُ ُ‬ ‫َ ُ ٌ َ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لس ِ‬ ‫ْض ُل‪ .‬أَ​َنا ُه َو‬ ‫اَ َّ‬ ‫ق َوَيذ َْب َح َوُي ْهلِ َك‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَقَ ْد أَتَ ْي ُ‬ ‫س ِر َ‬ ‫ار ُ‬ ‫ون لَ ُه ْم َح َياةٌ َوِل َي ُك َ‬ ‫ت لِتَ ُك َ‬ ‫ون لَ ُه ْم أَف َ‬ ‫ق الَ َيأْتي إِالَّ ل َي ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اف‪11 .‬وأ َّ َِّ‬ ‫الصالِح ي ْب ِذ ُل َن ْفس ُه ع ِن ا ْل ِخر ِ‬ ‫الصالِح‪ ،‬و َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِت‬ ‫َ َ‬ ‫الراعي َّ ُ َ‬ ‫س َراع ًيا‪ ،‬الَّذي لَ ْي َ‬ ‫ير‪َ ،‬ولَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫الراعي َّ ُ َ‬ ‫َما الذي ُه َو أَج ٌ‬ ‫َ‬ ‫ف ِّ‬ ‫اف لَ ُه‪ ،‬فَ َيرى ِّ‬ ‫اف َوُي َبد ُ ‪ِ 16‬‬ ‫ب ا ْل ِخ َر َ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َي ْخطَ ُ‬ ‫ب ُم ْق ِبالً َوَيتُْر ُك ا ْل ِخ َر َ‬ ‫ا ْل ِخ َر ُ‬ ‫ب ألَنَّهُ‬ ‫ير َي ْه ُر ُ‬ ‫الذ ْئ ُ‬ ‫اف َوَي ْه ُر ُ‬ ‫الذ ْئ َ‬ ‫ِّد َها‪َ .‬واألَج ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ‪17‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلب‬ ‫اص ِتي تَ ْع ِرفُِني‪َ 10 ،‬ك َما أ َّ‬ ‫ير‪َ ،‬والَ ُي َبالِي ِبا ْلخ َر‬ ‫اص ِتي َو َخ َّ‬ ‫ف َخ َّ‬ ‫اعي َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَِإ ِّني َّ‬ ‫اف‪ .‬أ َّ‬ ‫َع ِر ُ‬ ‫الصالِ ُح‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َن َ‬ ‫أَج ٌ‬ ‫ِ ِ ‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫َن‬ ‫َضعُ َن ْف ِسي َع ِن ا ْلخ َر‬ ‫اف أ َ‬ ‫اف‪َ .‬وِلي ِخ َر ٌ‬ ‫َع ِر ُ‬ ‫يرِة‪َ ،‬ي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫اآلب‪َ .‬وأَ​َنا أ َ‬ ‫َي ْع ِرفُِني َوأَ​َنا أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ُخ ُر لَ ْي َ‬ ‫س ْت م ْن هذه ا ْل َحظ َ‬

‫ِ ِ‬ ‫اح َدةٌ ور ٍ ِ ‪ِ 17‬‬ ‫ون رِعيَّ ٌة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫سمعُ َ ِ‬ ‫َضعُ َن ْف ِسي آل ُخ َذ َها‬ ‫اآلب‪ ،‬أل َِّني أ َ‬ ‫آت َي ِب ِت ْل َك أ َْي ً‬ ‫اع َواح ٌد‪ .‬له َذا ُيحبُّني ُ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ص ْوتي‪َ ،‬وتَ ُك ُ َ‬ ‫ضا فَتَ ْ َ‬ ‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫س ْلطَ ٌ‬ ‫س ْلطَ ٌ‬ ‫َن آ ُخ َذ َها أ َْي ً‬ ‫َن أ َ‬ ‫َح ٌد َيأْ ُخ ُذ َها ِم ِّني‪َ ،‬ب ْل أ َ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫س أَ‬ ‫َض َع َها َولِي ُ‬ ‫َض ُع َها أَ​َنا م ْن َذاتي‪ .‬لي ُ‬ ‫ضا‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫‪13‬‬ ‫ود ِبسب ِب ه َذا ا ْل َكالَِم‪15 .‬فَقَ َ ِ‬ ‫هذ ِه ا ْلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِم ْن ُه ْم‪ِ «:‬ب ِه‬ ‫ص َّي ُة قَ ِب ْلتُ َها ِم ْن أَِبي»‪ .‬فَ َح َد َ‬ ‫ضا ا ْن ِشقَ ٌ‬ ‫ير َ‬ ‫ث أ َْي ً‬ ‫اق َب ْي َن ا ْل َي ُه ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ال َكث ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫طا ًنا َي ْق ِد ُر‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ان‪ .‬أَلَ َع َّل َ‬ ‫س ه َذا َكالَ َم َم ْن ِب ِه َ‬ ‫َ‬ ‫طٌ‬ ‫ون لَ ُه؟» آ َخ ُر َ‬ ‫ستَ ِم ُع َ‬ ‫طٌ‬ ‫ان َو ُه َو َي ْهذي‪ .‬ل َما َذا تَ ْ‬ ‫ون قَالُوا‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫شِليم‪ ،‬و َك َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫سوعُ َيتَ َم َّ‬ ‫َع ُي َن ا ْل ُع ْم َي ِ‬ ‫شى ِفي ا ْل َه ْي َك ِل ِفي‬ ‫أْ‬ ‫ان ِع ُ‬ ‫اء‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان؟»‪َ .‬و َك َ‬ ‫َن َي ْفتَ َح أ ْ‬ ‫ان َي ُ‬ ‫ان شتَ ٌ‬ ‫ُور َ َ َ‬ ‫يد التَّ ْجديد في أ ُ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِ‬ ‫ِرَوا ِ‬ ‫يح فَ ُق ْل لَ َنا َج ْه ًار»‪.‬‬ ‫ت أَ ْن َ‬ ‫س َنا؟ إِ ْن ُك ْن َ‬ ‫ود َوقَالُوا لَ ُه‪« :‬إِلَى َمتَى تُ َعلِّ ُ‬ ‫احتَاطَ ِب ِه ا ْل َي ُه ُ‬ ‫سلَ ْي َم َ‬ ‫ان‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ت ا ْل َمس َ‬ ‫ق أَ ْنفُ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫‪10‬‬ ‫شه ُد لِي‪13 .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعملُها ِب ِ‬ ‫لك َّن ُك ْم‬ ‫سوعُ‪«:‬إِ ِّني ُق ْل ُ‬ ‫ستُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫ون‪ .‬اَأل ْ‬ ‫أَ‬ ‫ْ‬ ‫ت لَ ُك ْم َولَ ْ‬ ‫اسم أَِبي ه َي تَ ْ َ‬ ‫َع َما ُل الَّتي أَ​َنا أ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َج َاب ُه ْم َي ُ‬ ‫‪ِ ِ 17‬‬ ‫َع ِرفُ َها فَتَتْ َب ُع ِني‪َ 12 .‬وأَ​َنا‬ ‫ستُ ْم ِم ْن ِخ َر ِافي‪َ ،‬ك َما ُق ْل ُ‬ ‫ستُ ْم تُ ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ص ْوِتي‪َ ،‬وأَ​َنا أ ْ‬ ‫ت لَ ُك ْم‪ .‬خ َرافي تَ ْ‬ ‫ون أل ََّن ُك ْم لَ ْ‬ ‫لَ ْ‬ ‫س َمعُ َ‬ ‫‪262‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬ ‫‪13‬‬ ‫أِْ‬ ‫ظ ُم ِم َن‬ ‫َع َ‬ ‫َع َ‬ ‫يها َح َياةً أ َ​َب ِد َّي ًة‪َ ،‬ولَ ْن تَ ْهلِ َك إِلَى األ َ​َب ِد‪َ ،‬والَ َي ْخ َ‬ ‫ط ِاني إِي َ‬ ‫َّاها ُه َو أ ْ‬ ‫َح ٌد ِم ْن َي ِدي‪ .‬أَِبي الَِّذي أ ْ‬ ‫طفُ َها أ َ‬ ‫ُعط َ‬ ‫‪61‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫ود أ َْي ً ِ‬ ‫ف ِم ْن ي ِد أَِبي‪65 .‬أَ​َنا واآلب و ِ‬ ‫ِ‬ ‫َج َاب ُه ْم‬ ‫َن َي ْخ َ‬ ‫طَ‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫اح ٌد»‪ .‬فَتَ​َن َاو َل ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ضا ح َج َارةً ل َي ْر ُج ُموهُ‪ .‬أ َ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل ُك ِّل‪َ ،‬والَ َي ْقد ُر أ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫‪66‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود‬ ‫س َب ِب أ ِّ‬ ‫َج َاب ُه ا ْل َي ُه ُ‬ ‫سوعُ‪«:‬أ ْ‬ ‫َي َع َمل م ْن َها تَْر ُج ُموَنني؟» أ َ‬ ‫س َن ًة أ َ​َرْيتُ ُك ْم م ْن ع ْند أَِبي‪ِ .‬ب َ‬ ‫يرةً َح َ‬ ‫َي ُ‬ ‫َع َماالً َكث َ‬ ‫‪67‬‬ ‫َج ِل تَ ْج ِد ٍ‬ ‫َج َاب ُه ْم‬ ‫يف‪ ،‬فَِإ َّن َك َوأَ ْن َ‬ ‫سٌ‬ ‫قَ ِائلِ َ‬ ‫س ٍن‪َ ،‬ب ْل أل ْ‬ ‫س َنا َن ْر ُج ُم َك أل ْ‬ ‫لها» أ َ‬ ‫ين‪«:‬لَ ْ‬ ‫س َك إِ ً‬ ‫ان تَ ْج َع ُل َن ْف َ‬ ‫ت إِ ْن َ‬ ‫َج ِل َع َمل َح َ‬ ‫ين صار ْت إِلَ ْي ِهم َكلِم ُة ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ت إِ َّن ُكم آلِه ٌة؟ ‪60‬إِ ْن قَ َ ِ‬ ‫يسوعُ‪« :‬أَلَ ْيس م ْكتُوبا ِفي َن ِ‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫َ َ ً‬ ‫اموس ُك ْم‪ :‬أَ​َنا ُق ْل ُ ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫ال آل َه ٌة ألُولئ َك الذ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪63‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ون لَ ُه‪ :‬إِ َّن َك تُ َجد ُ‬ ‫َوالَ ُي ْم ِك ُن أ ْ‬ ‫ِّف‪ ،‬أل َِّني ُق ْل ُ‬ ‫َن ُي ْنقَ َ‬ ‫سلَ ُه إِلَى ا ْل َعالَِم‪ ،‬أَتَقُولُ َ‬ ‫َّس ُه ُ‬ ‫ض ا ْل َم ْكتُ ُ‬ ‫اآلب َوأ َْر َ‬ ‫وب‪ ،‬فَالَّذي قَد َ‬ ‫ِ ‪67‬‬ ‫َعما َل أَِبي فَالَ تُ ْؤ ِم ُنوا ِبي‪62 .‬و ِ‬ ‫َع َم ُل‪ ،‬فَِإ ْن لَ ْم تُ ْؤ ِم ُنوا ِبي‬ ‫إِ ِّني ْاب ُن‬ ‫لك ْن إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫سُ‬ ‫اهلل؟ إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫ت أْ‬ ‫ت أْ‬ ‫ت لَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َع َم ُل أ ْ َ‬ ‫ِ ِ ‪63‬‬ ‫ِ‬ ‫َعم ِ‬ ‫َن ُي ْم ِس ُكوهُ فَ َخ َر َج ِم ْن أ َْي ِدي ِه ْم‪،‬‬ ‫اآلب ِف َّي َوأَ​َنا ف‬ ‫َن‬ ‫ال‪ ،‬لِ َك ْي تَ ْع ِرفُوا َوتُ ْؤ ِم ُنوا أ َّ‬ ‫يه»‪ .‬فَ َ‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫طلَ ُبوا أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫فَآم ُنوا ِباأل ْ َ‬ ‫‪71‬‬ ‫‪75‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ان يوح َّنا يع ِّم ُد ِف ِ‬ ‫ضا إِلَى ع ْب ِر األُرُد ِّن إِلَى ا ْلم َك ِ ِ‬ ‫ون‬ ‫يه أ ََّوالً َو َم َك َ‬ ‫ث ُه َن َ‬ ‫ير َ‬ ‫ضى أ َْي ً‬ ‫َو َم َ‬ ‫َ‬ ‫ان الَّذي َك َ ُ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫اك‪ .‬فَأَتَى إلَ ْيه َكث ُ‬ ‫َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح َّنا َع ْن ه َذا َك َ ًّ‬ ‫اك‪".‬‬ ‫ون ِب ِه ُه َن َ‬ ‫ير َ‬ ‫آي ًة َواح َدةً‪َ ،‬ولك ْن ُك ُّل َما قَالَ ُه ُي َ‬ ‫وح َّنا لَ ْم َي ْف َع ْل َ‬ ‫َوقَالُوا‪«:‬إِ َّن ُي َ‬ ‫آم َن َكث ُ‬ ‫ان َحقا»‪ .‬فَ َ‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫اآليات (يو‪«1" -:)3–1 :15‬اَْل َح َّ‬ ‫يرِة ا ْلخ َراف‪َ ،‬ب ْل َي ْطلَعُ‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إ َّن الذي الَ َي ْد ُخ ُل م َن ا ْل َباب إ َلى َحظ َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ ِ ‪ِ6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن مو ِ‬ ‫َما الَِّذي َي ْد ُخ ُل ِم َن ا ْل َب ِ‬ ‫سِ‬ ‫اب‪،‬‬ ‫ق َولِ ٌّ‬ ‫ص‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ض ٍع آ َخ َر‪ ،‬فَ َذ َ‬ ‫ار ٌ‬ ‫اب فَ ُه َو َراعي ا ْلخ َراف‪ .‬له َذا َي ْفتَ ُح ا ْل َب َّو ُ‬ ‫َْ‬ ‫اك َ‬ ‫‪7‬‬ ‫اص َة ِبأَسم ٍ‬ ‫ام َها‪،‬‬ ‫َخ َر َج ِخ َارفَ ُه ا ْل َخ َّ‬ ‫ص ْوتَ ُه‪ ،‬فَ َي ْد ُعو ِخ َارفَ ُه ا ْل َخ َّ‬ ‫اء َوُي ْخ ِر ُج َها‪َ .‬و َمتَى أ ْ‬ ‫َوا ْل ِخ َر ُ‬ ‫اص َة َيذ َ‬ ‫ْه ُ‬ ‫اف تَ ْ‬ ‫س َمعُ َ‬ ‫َم َ‬ ‫ب أَ‬ ‫َْ‬ ‫‪0‬‬ ‫ت ا ْل ُغرب ِ‬ ‫اء»‪.‬‬ ‫ص ْوتَ ُه‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ب ِم ْن ُه‪ ،‬ألَنَّ َها الَ تَ ْع ِر ُ‬ ‫اف تَتْ َب ُع ُه‪ ،‬ألَنَّ َها تَ ْع ِر ُ‬ ‫َوا ْل ِخ َر ُ‬ ‫ص ْو َ َ َ‬ ‫يب فَالَ تَتْ َب ُع ُه َب ْل تَ ْه ُر ُ‬ ‫َما ا ْل َغ ِر ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫‪3‬‬ ‫ان ُي َكلِّ ُم ُه ْم ِب ِه‪.‬‬ ‫سوعُ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما ُه ْم َفلَ ْم َي ْف َه ُموا َما ُه َو الَِّذي َك َ‬ ‫ه َذا ا ْل َمثَ ُل قَالَ ُه لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫الحديث هنا هو إمتداد لإلصحاح التاسع‪ .‬فاألعمى الذي أبصر قد أخرجوه خارج الجماعة لكنه دخل بإيمانه‬ ‫لحظيرة الخراف التي راعيها هو الرب يسوع‪ .‬واليهود طردوا هذا اإلنسان البسيط ألنه آمن بالمسيح فصاروا رعاة‬

‫فاسدين للحظيرة اليهودية (أر‪ +:-:117‬حز‪ +71‬زك‪ +::‬أر‪ .):17:‬هم طردوه ففتش عنه الراعي الصالح‬ ‫حتى وجده‪ .‬والمسيح ألقى بتعاليمه عن الراعي الصالح لعلهم يتذكرون ما قاله األنبياء‪ .‬والمسيح قدم نفسه بكونه‬

‫النور والخبز والكرمة‪ ..‬وهنا يقدم نفسه بكونه الراعي الصالح‪ .‬ولو تذكر من يسمع مثل الراعي هنا من اليهود‬ ‫النبوات التي قيلت عن أن اهلل يرسل راعي صالح لشعبه لفهموا أن المسيح هو من قصده األنبياء‪.‬‬

‫الراعي والرعية‪:‬‬

‫الراعي في فلسطين غير الرعاة في مصر وأوروبا‪ .‬فهم في فلسطين يربون األغنام ال ليأكلوها‪ ،‬بل من أجل‬ ‫صوفها‪ ،‬ولذلك كانوا يربونها لفترات طويلة‪ ،‬فيكون هناك عشرة طويلة بين الراعي وخرافه‪ .‬فينشأ نوع من المودة‬

‫واأللفة والحب بين الراعي والرعية‪.‬‬ ‫واألرض في فلسطين أرض تالل ومناطق وعرة بها وحوش لذلك تحتاج ليقظة من الراعي في النهار والليل‪ ،‬وهم‬ ‫دائماً في نوبات حراسة‪ ،‬ولنسمع في (لو‪" )111‬رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم"‪ .‬وألن الماء‬ ‫قليل في فلسطين فالرعاة يأخذون خرافهم للماء‪ .‬ومن أجل هذه الرعاية صار يطلق على الملوك والبطاركة‬

‫واألساقفة لقب راعي‪ ،‬بل أطلق اإلسم على اهلل‪ ،‬فهو راعي إسرائيل‪ .‬ومن أجمل المزامير عن ذلك (مز‪)17‬‬

‫‪263‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫اعي فال يعوزني شئ" فهو المسئول عن حياتي وحمايتي وكل أعوازي "على ماء الراحة يوردني"‬ ‫"الرب ر َّ‬ ‫فالخروف يخاف من المياه الجارية لئال يبتل ويثقل صوفه فيغرق‪ .‬لذلك يشرب من المياه الراكدة‪ .‬فيأتي الراعي‬ ‫ويضع حج اًر كبي اًر في طريق المياه الجارية فتهدأ سرعتها فتشرب الخراف‪ ،‬وبهذا تسمى المياه‪ ،‬مياه الراحة‪.‬‬

‫والراعي له عصا يطرد بها الوحوش والذئاب وله عكاز (عصا طويلة مثنية في نهايتها حتى ال يؤلم الخروف)‬

‫يرد بها الخروف لطريقه إذا ضل وهذا العكاز يستعمله الراعي في أن يمرر خرافه من تحتها لتدخل الحظيرة‬

‫مساء فيعرف عددها وبذلك ال يضيع خروف‪ ،‬وان ضل خروف‪ ،‬يذهب وراءه ليرد هذا الخروف الضال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومناسبة تشبيه المسيح نفسه بالراعي‪ ،‬طرد المولود أعمى من المجمع وقسوة الرعاة من اليهود الفريسيين عليه‪.‬‬ ‫فهو كان أمامهم يستعطي‪ ،‬ماذا صنعوا له وماذا قدموا له من رحمة‪ .‬واآلن إذ رحمه المسيح وشفاه طردوه‪ ،‬فهم‬ ‫رعاة قساة القلوب‪ .‬ولذلك أتى المسيح الراعي الصالح‪ .‬والمسيح بتشبيه نفسه بالراعي الصالح يذكرهم بالنبوات‬

‫السابقة عن رفض الرعاة السابقين لعدم أمانتهم‪ ،‬ومجيء راعي صالح هو المسيح‪ .‬وراجع (أر‪" ):-:117‬وي ٌل‬

‫للرعاة الذين يهلكون ويبددون غنم رعيتي يقول الرب‪ ..‬هأنذا أعاقبكم‪ ..‬ها أيام تأتي يقول الرب وأقيم لداود غصن‬ ‫بر‪ "..‬والمسيح هو غصن البر‪ .‬ومعنى الكالم‪ ..‬أنتم أيها الفريسيون يا من تدعون المعرفة والبر وتتهمونني بأنني‬

‫خاطئ‪ ،‬قارنوا بين موقفكم وموقفي كرعاة ستجدوا أنني الراعي الصالح لهذا الخروف المسكين‪.‬‬

‫وأذكروا النبوات فأنتم دارسين للكتاب‪ ،‬فستكتشفوا أنني من تنبأ عنه األنبياء بأنني الراعي الصالح‪ .‬أنتم أيها‬ ‫ُخ َدم‪ .‬راجعوا النبوات فستكتشفوا أن اهلل أوقفكم عن‬ ‫َخِدم ال أل ْ‬ ‫الفريسيون طلبتم أن تخدمكم الرعية‪ ،‬أما أنا فأتيت أل ْ‬ ‫الرعاية‪ .‬وسأكون أنا من تنبأ عنه األنبياء بأنني الراعي الجديد الصالح= "عبيد داود يرعاها" ‪.‬‬

‫وطبيعة الحظائر في فلسطين (للغنم) تكون عبارة عن أرض مربعة يحيط بها سور منخفض من الخشب ال‬

‫تستطيع الخراف أن تقفز من فوقه‪ ،‬ولها باب واحد‪ .‬والراعي أو البواب ينام بجسمه ليسد مدخل الباب ليالً ليشعر‬ ‫بأي خروف يحاول الخروج أو أي وحش يريد الدخول‪ .‬فيكون الراعي هو الباب وهو البواب‪ .‬أي يكون هو راعي‬

‫الغنم وأحياناً يكون هناك بواب ينام في مدخل الباب غير الراعي‪ .‬وهذا البواب ال ُي ْدخل للحظيرة سوى الراعي‪.‬‬ ‫والحظ أن السراق واللصوص يقفزون من على السور‪.‬‬

‫اللصوص= هم من يسرقون عالنية وبوضوح‪ .‬وهؤالء هم األنبياء الكذبة‬

‫السراق= من يسرقون في الخفاء‪ .‬وهؤالء الفريسيين الحاليين‪.‬‬

‫وحينما يقول السيد في مثله الذين أتوا قبلي فهو يقصد هؤالء‪ .‬وقطعاً هو ال يقصد األنبياء الحقيقيين‪ ،‬الذين دخلوا‬ ‫من الباب‪ .‬فاألنبياء الحقيقيين كان المسيح هو رجاءهم وهم تنبأوا عن المسيح‪ .‬والمسيح هو الذي أرسلهم وتكلموا‬

‫بإسمه‪.‬‬

‫وفي الصباح يترك الرعاة كل قطعانهم في مكان واحد فتختلط كل الخراف مع بعضها البعض‪ ،‬وفي المساء يقف‬

‫كل راعي في مكان ويصدر صوتاً ممي اًز فتجتمع خرافه حوله‪ ،‬ألن الخراف تعرف صوت راعيها وتميزه من طول‬

‫مدة العشرة مع ه‪ ،‬هي ألفت صوته وتدربت على سماعه‪ .‬ونحن لكي نميز صوت المسيح علينا أن نعاشره فترات‬ ‫طويلة‪ .‬وأما من ال يعاشر اهلل لن يستطيع أن يميز صوته فسيقع في حيرة‪.‬‬

‫‪264‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫وكلمة صالح هنا تشير لمن يعطي بلطف واحسان وبطريقة لطيفة جميلة‪ .‬وال تعني الصالح بمعنى البر والتقوى‬

‫والفضيلة‪ .‬والحظ تفسير كلمة الراعى الصالح من قول المرنم فى (مزمور ‪ )7 1 17‬مسحت بالدهن رأسى ‪.‬‬

‫ريا = والكأس هو إناء منحوت من الحجر يمأله الراعى ماء ليشرب منه الخراف ‪ .‬وعندما تشتد الح اررة‬ ‫كأسى َّ‬

‫فى الصيف تسخن حواف هذا الكأس فتتألم الخراف إذا أتت لتشرب فتمتنع عن الشرب ‪ ،‬فنجد الراعى الصالح‬

‫حين يمأل الكأس يجعل الماء يفيض ويبلل حافة الكأس لتبرد = تعزيات الروح القدس (الدهن) أثناء التجارب ‪.‬‬

‫اع للخراف صار من نفس طبيعتنا أي خروف مثلنا ليشعر بكل ما نشعر به من ضعف‬ ‫والحظ أن المسيح كر ٍ‬

‫(رؤ‪ +:313‬رؤ‪.):17‬‬

‫والمعاني التي في المثل الذي ضربه يسوع ‪:‬‬

‫الحظيرة= هي إسرائيل قديماً والكنيسة حالياً‪ .‬هي ملكوت اهلل‪.‬‬

‫الباب= باب الحظيرة هو المسيح الموصل لآلب (رؤ‪ +:11‬تك‪ ):3-:1111‬فالمسيح هو السلم‪ ،‬هو على‬ ‫األرض ورأسه في السماء‪ .‬نرى المسيح ونلمسه إذ صار منظو اًر لنا فنعرف اآلب وندخل الحظيرة‪ .‬والباب هو‬

‫اإل يمان بالمسيح‪ .‬والرعاة السارقين هم من يدخلون بتعاليم غير تعاليم الكنيسة‪ .‬الباب هو التعليم الصحيح عن‬ ‫اهلل‪.‬‬

‫راعي الخراف= الذي هو ليس سارقاً أو لصاً وهو يدخل من الباب أي المسيح‪ .‬وكل األنبياء والرسل هم رعاة‬ ‫صالحون‪ .‬وكل خادم إن دخل من الباب يكون راعي صالح والمسيح هو راعي الرعاة ورئيس الرعاة (‪:‬بط‪)117‬‬

‫وراعي الخراف العظيم (عب‪ .)1:1:7‬هو الوحيد الذي قَ َّدم نفسه عن خرافه لذلك هو صالح‪.‬‬ ‫البواب= هو حارس يحمل سالحاً‪ ،‬فهو المسيح الديَّان الذي يغلق وال أحد يفتح (إش‪ )11111‬أو هو الروح القدس‬

‫الذي يفتح قلوبنا لنقبل التعليم الصحيح فنقبل صوت الراعي وكلمته ويسكن فينا المسيح‪ ،‬والروح يقود الكنيسة‪.‬‬ ‫ويشير البواب للخادم األمين الذي يقود النفوس للمسيح‪ .‬وقد يشير البواب ألسقف إذا وجد خادم تعليمه صحيح‬

‫يسمح له بالدخول والتعليم‪ .‬واذا وجد خادم منحرف في عقيدته يمنعه‪.‬‬ ‫الخراف= هم شعب اهلل‪ .‬واهلل يدعو خرافه لإليمان ويخرجها لإلنطالق إلى ملكوته‪.‬‬ ‫يذهب أمامها = هذا عكس الرعاية الطبيعية ألن الراعي يسير خلف الغنم ليراها ويحميها ولكن المسيح كل شئ‬ ‫مكشوف أمامه‪ .‬والمسيح سار أمامنا وافتتح الطريق إلى السماء ودخل كسابق‪ ،‬بل هو الطريق‪ .‬هو ذاق الموت‬

‫وعرف القيامة والصعود كسابق لنا‪.‬‬

‫الراعي الغريب = الذي لم يدخل من الباب‪ ،‬هذا لم يرسله اهلل‪ ،‬ليس له التعاليم الصحيحة أو هم من رفضوا‬ ‫المسيح كالفريسيين‪ .‬ولنالحظ أن خدمة الرعاية هي دعوة من اهلل (عب‪ .)117‬والغريب لو دخل لحظيرة الخراف‬

‫يحدث هياج للخراف‪ .‬أما مع الراعي الحقيقي فهدوء واطمئنان‪.‬‬

‫يطلع من موضع آخر = ألن سور الحظيرة (حظيرة الخراف) منخفض اإلرتفاع فالسارق ال يدخل من الباب بل‬ ‫يقفز من على السور‪ .‬إشارة للهراطقة‪.‬‬ ‫‪265‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫تعرف صوته = كما عرفت المجدلية المسيح من صوته‪ .‬وفي المجيء الثاني سيعرف المسيح من عرفوا صوته‬ ‫أي عرفوه من قبل‪ .‬اآلخرين سينخدعوا بمعجزات كاذبة‪ .‬أما الخراف الحقيقية فهي تعرف المعلم الذي عنده‬

‫الخرف صوت راعيها فتتجمع حوله وال‬ ‫ا‬ ‫التعليم الصحيح وتنفر من المعلم الذي عنده تعليم خاطئ‪ ،‬كما تميز‬

‫تذهب وراء اخر كما قلنا ‪.‬‬

‫يدعو خرافه بأسمائها= الرعاة يعطون خرافهم أسماء للتدليل‪ ،‬والراعي يعرف كل واحد من خرافه بإسمه ويناديه‬ ‫به وفي أثناء السير إلى المرعي‪ ،‬لو حدث‪ ،‬وشرد خروف في طريق خطر يناديه الراعي بإسمه فيعود إلى طريقه‬ ‫مع القطيع‪ .‬هو يدعوها بأسمائها وليس بصفاتها أو ألوانها أو إحتياجاتها‪ .‬وهذا دليل على العالقة الشخصية‬

‫للمسيح بكل نفس " دعوتك بإسمك" (إش‪" .):117‬قبلما صورتك في البطن عرفتك" (أر‪)71:‬‬

‫في الشتاء يلبس الرعاة عباءات ثقيلة لها أحزمة من الجلد يضعون فيها الخراف الصغيرة لتدفئتها‪ .‬والراعي يعطي‬

‫رعاية خاصة للخراف الضعيفة المرتعشة‪.‬‬ ‫والرعاة إعتادوا أن يسيروا في بعض األحيان أمام الخراف خاصة في األماكن الوعرة والقطيع يسير خلف الراعي‬ ‫منكس الرأس شاع اًر باألمان طالما الراعي أمامه‪ ،‬واذا حدث وسمعوا صوتاً مخيفاً يرفعون رؤوسهم لينظروا ماذا‬

‫سيفعل الراعي‪ ،‬فهم يتبعونه في السالم وفي المخاطر‪ .‬وروحياً نفهم هذا أن القطيع يسير وراء الراعي منكس‬ ‫الرأس‪ ،‬أننا نسير وراء المسيح دون أن نحمل هماً لشئ فالمسيح أمامنا يقودنا واذا حدث شئ مخيف لننظر إليه‬

‫للمعونة‪.‬‬

‫والخراف تتبع الراعي وفي بعض األحيان يعجبها نوع من الخضرة فتتعطل لكنها ترفع رأسها لتنظر أين الراعي‬ ‫وتعود ثانية للقطيع وأكثر ما يحزن الراعي أن تنكسر رجل خروف من قطيعه أثناء إبتعاده‪.‬‬ ‫والراعي يكون مسلحاً دائماً لرد أي خطر عن خرافه من أي عدو‪ ،‬بل ويعرض حياته للخطر ألجلها (داود حارب‬

‫أسداً ودباً لينقذ خرافه)‪ .‬وفي بعض األحيان إذ يشرد الخروف يرمي الراعي حج اًر عليه بمقالع فيخاف ويرجع‬ ‫للقطيع (هذه فائدة التجارب التي يسمح بها المسيح)‪ .‬ونالحظ أن عادة ما يسير الراعي في فلسطين وراء قطيعه‬

‫وفي األماكن الخطرة يسير أمام قطيعه كدليل‪.‬‬ ‫والمؤمن يشبه بالخروف في ‪:‬‬ ‫‪ ):‬عدم األذى‬

‫‪ )7‬الطاعة (هي منقادة بالكامل للراعي)‬

‫‪ )7‬إحتياجه للراعي (هو يغذيها ويرويها)‬

‫‪ )1‬الوداعة‬

‫‪ )1‬الضعف (الراعي هو يحميها)‬ ‫‪ ):‬قبول التعليم‬

‫‪ )3‬النفع لآلخرين والخدمة (صوف ولبن)‬

‫‪266‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫لم يفهموا= أن المسيح هو الراعي الصالح وأن األجراء هم من يهتمون بمصالحهم الشخصية ونفعهم أو بالمديح‬ ‫والسراق هم الهراطقة المخادعون والرعاة القساة القلوب واألنبياء الكذبة ومثيري الفتن‪.‬‬ ‫ِ ِ ‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ق ا ْل َح َّ‬ ‫ضا‪«:‬ا ْل َح َّ‬ ‫ين‬ ‫اب ا ْلخ َر‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)15–7 :15‬فَقَ َ‬ ‫اف‪َ .‬ج ِميعُ الَِّذ َ‬ ‫سوعُ أ َْي ً‬ ‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم‪ :‬إِ ِّني أَ​َنا َب ُ‬ ‫ال لَ ُه ْم َي ُ‬ ‫‪3‬‬ ‫اق ولُصوص‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َوَي ْد ُخ ُل‬ ‫لك َّن ا ْل ِخ َر َ‬ ‫اب‪ .‬إِ ْن َد َخ َل ِبي أ َ‬ ‫س َم ْع لَ ُه ْم‪ .‬أَ​َنا ُه َو ا ْل َب ُ‬ ‫اف لَ ْم تَ ْ‬ ‫َح ٌد فَ َي ْخلُ ُ‬ ‫س َّر ٌ َ ُ ٌ َ‬ ‫أَتَ ْوا قَ ْبلي ُه ْم ُ‬ ‫‪15‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لس ِ‬ ‫ون‬ ‫َوَي ْخ ُر ُج َوَي ِج ُد َم ْر ًعى‪ .‬اَ َّ‬ ‫ق َوَيذ َْب َح َوُي ْهلِ َك‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَقَ ْد أَتَ ْي ُ‬ ‫س ِر َ‬ ‫ار ُ‬ ‫ون لَ ُه ْم َح َياةٌ َولِ َي ُك َ‬ ‫ت لِتَ ُك َ‬ ‫ق الَ َيأْتي إِالَّ ل َي ْ‬ ‫ْض ُل‪" .‬‬ ‫لَ ُه ْم أَف َ‬

‫هنا المسيح يطبق ما قاله من قبل على نفسه‪ .‬باب الخراف= ولم يقل باب الحظيرة‪ ،‬فالمسيح يهتم بخروف واحد‬ ‫ليدخله‪ ،‬لقد إنتقل من عهد مع شعب لعهد مع نفس‪ ،‬فهو يبحث عن الخروف الواحد الضال‪ ،‬ومن يؤمن يدخل‬

‫من الباب‪ ،‬باب الحياة ليجد حياة سماوية مع اآلب في مرعى دسم‪ ،‬وبهذا ألغى عمل الكاروبيم الماسك سيفاً‬

‫الواقف على باب الجنة‪ .‬لن يدخل أحد للكنيسة أو للسماء إالّ بالمسيح (يو‪ ):1:1‬المسيح حين يأتي بنا لآلب‬ ‫يسمى نفسه (باباً) وحين يرعانا يسمى نفسه (راعي)‪ .‬أنا هو الباب= أي قبول المسيح شخصياً‪.‬‬

‫سراق ولصوص= (مثل الكرامين يفسر من هم السراق واللصوص)‪ .‬الفريسيين الذين تجاهلوا المسيح بأعماله‬ ‫ّ‬ ‫وأقواله ليفرض وا عوائدهم وليستمروا في مكاسبهم فهم يريدون أن يسرقوا شعب المسيح‪ ،‬وينطبق لفظ سراق‬

‫ولصوص على من َّإدعوا أنهم مرسلين من اهلل ليقودوا ثورات دموية ضد الرومان مثل يهوذا الجليلي وثيوداس‪.‬‬ ‫وهؤالء إدعى كل منهم أنه المسيا‪ .‬جميع= هنا يقصد بها من قال عنهم سابقاً "من يطلع من موضع آخر"‬

‫(‪.):1::‬‬

‫لم تسمع لهم= ألن لهم أذان يميزوا بها صوت الراعي (يو‪: +71-7:17‬يو‪ .):-711‬وهؤالء مثل سمعان‬ ‫الشيخ وحنة النبية وزكريا والتالميذ والرسل السبعين وبعض الشعب بل والجنود فرحوا بالمسيح بالرغم مما قاله‬

‫الفريسيين‪.‬‬

‫إن دخل أحد= يدخل كالعذارى الحكيمات وال يكون كالجاهالت ينتظرن حتى ينتهي الوقت‪ .‬ومن يؤمن به يدخل‬ ‫ويجد الخالص‪.‬‬

‫ِ‬ ‫فالمروي‬ ‫ويخرج= لينطلق إلى المراعي الحقة السماوية‪ .‬يدخل للعمق ويخرج ليخبر اآلخرين وفي الحالتين يتغذى‬

‫روى= يجد مرعى= غذاء روحي للحياة‪ .‬ويدخل ويخرج تشير للحرية‪ ،‬يخرج من الحظيرة للمرعى تابعاً‬ ‫هو أيضاً ُي َ‬ ‫الراعي أو داخالً للحظيرة آخر النهار‪ .‬وكلمة يخرج قيلت عن األعمى إذ أخرجوه خارج المجمع‪ ،‬والمسيح يدعونا‬ ‫لنخرج من العالم وندخل إلى حظيرته‪ .‬والمسيح أدخل األعمى لحظيرة المؤمنين وهكذا يدخل كل من ترك العالم‬

‫وفي نهاية رحلة حياتنا على األرض نخرج من العالم فعالً لندخل للسماء‪ .‬والدخول يكون من خالل الباب الذي‬

‫هو المسيح والخروج يكون في الطريق الذي هو المسيح إلى السماء‪ .‬فال دخول لآلب السماوي إالّ بالمسيح‬

‫(أف‪ .)::-:111‬وكل راعي ال يقدر أن يدخل الغنم إلى المرعى الدسم يكون سارقاً لوظيفة الراعي‪ .‬والمسيح‬ ‫يكرر نبوة زكريا (زك‪ .)7-11::‬السارق ال يأتي إالّ ليسرق ويذبح= يستغل رعيته‪ .‬والشيطان ينطبق عليه أنه‬

‫‪267‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫سارق ولص (‪1‬كو‪ .):7-:71::‬فهناك فارق شاسع بين راعي يعطي حياته لرعيته (كالمسيح) ورعاة هدفهم هو‬ ‫اإلستفادة من رعيتهم‪.‬‬

‫أما أنا فأتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل= هو أتى ال ليأخذ بل يبذل نفسه عن الخراف ويعطيها حياة‬

‫السراق واللصوص يقدم المسيح الحياة واألفضل‪ ،‬أي ملكوت اهلل‬ ‫هي حياته هو‪ .‬في مقابل الذبح والهالك عند ّ‬ ‫(رو‪ )117‬يأخذون الحياة بفيض وغ ازرة (حسب الترجمة اليونانية) وهي صفة الملكوت‪ .‬فالحياة التي يعطيها‬ ‫المسيح تن بع إلى حياة أبدية وليس حياة جسدية تموت بموت الجسد‪ .‬هو يعطي حياة لها شبع السرور بالروح‬ ‫والنعمة وهي نفسها تبلغ إلى الملء هناك في األبدية‪ .‬حياتهم حياة روحية على األرض ستكون لهم أفضل من‬

‫الحياة المادية‪ .‬فالماء الذي يعطيه العالم من يشرب منه يعطش‪ ،‬والماء الحي الذي يعطيه المسيح من يشرب منه‬ ‫ال يعطش‪ .‬وحياتهم األبدية هناك ستكون أفضل من الهالك األبدي‪ .‬والحظ ماذا يعطي الراعي الصالح‬

‫[‪]:‬حرية= يدخل ويخرج‪ ]1[ .‬شبع= يجد مرعى‪ ]7[ .‬خالص= فيخلص‪ .‬لذلك قال المسيح للمولود أعمى "أتؤمن‬ ‫بإبن اهلل" ألن هذا هو طريق الخالص الوحيد‪.‬‬

‫صفات الرعي الصالح‪:‬‬

‫يبذل نفسه عن الخراف‬

‫آيات (‪)16-11‬‬

‫فهو الذي بذل حياته عن خرافه‪ .‬الراعي صار َح َمالً يبذل نفسه عن خرافه ليعطيها حياة أبدية وفرح على‬ ‫األرض‬ ‫آية ‪:1‬‬

‫يعرف خرافه الخاصة وخرافه تعرفه‬

‫وهو يعرف إحتياجها فهو خروفاً مثلها‪ .‬وهي تعرفه فهو يتعايش معها وفي وسطها وينتمي لها (‪1‬تي‪. ):11:‬‬

‫يضع نفسه عن الخراف‬

‫آية ‪:7‬‬

‫هو يضع نفسه مكاني في كل شئ(حياة‪ /‬موت‪ /‬ضعف‪ /‬عبودية‪ /‬ألم‪ /‬جوع وعطش‪ /‬فقر‪ /‬استهزاء‪ /‬لعنة‪/‬‬ ‫دينونة)‬

‫ُخر لتكون له رعية واحدة‪.‬‬ ‫ال يلتزم بحظيرة معينة بل يجمع خرافاً أ َ‬

‫آية ‪::‬‬

‫هو أتي ليجعل اإلثنين واحداً‪ .‬يجمع الكل فيه (يهوداً وأمما) ‪.‬‬

‫ِ ِ ‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اعي َّ ِ ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫َما الَِّذي‬ ‫س ُه َع ِن ا ْلخ َر‬ ‫اعي َّ‬ ‫الصالِ ُح‪َ ،‬و َّ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)16–11 :15‬أَ​َنا ُه َو َّ‬ ‫اف‪َ .‬وأ َّ‬ ‫الصال ُح َي ْبذ ُل َن ْف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِّ‬ ‫اف لَ ُه‪ ،‬فَ َيرى ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ب‪ ،‬فَ َي ْخطَ ُ‬ ‫ب ُم ْق ِبالً َوَيتُْر ُك ا ْل ِخ َر َ‬ ‫س ِت ا ْل ِخ َر ُ‬ ‫الذ ْئ ُ‬ ‫اف َوَي ْه ُر ُ‬ ‫الذ ْئ َ‬ ‫س َراع ًيا‪ ،‬الَّذي لَ ْي َ‬ ‫ير‪َ ،‬ولَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫ُه َو أَج ٌ‬ ‫َجير‪ ،‬والَ يبالِي ِبا ْل ِخر ِ‬ ‫اف َوُي َبد ُ ‪ِ 16‬‬ ‫اف‪" .‬‬ ‫ا ْل ِخ َر َ‬ ‫ب ألَنَّ ُه أ ِ ٌ َ ُ َ‬ ‫ير َي ْه ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّد َها‪َ .‬واألَج ُ‬

‫هنا نرى تحقيق نبوات إرمياء (‪ + )1-:117‬حز (‪ .)71‬فحينما فشل الرعاة الذين أقامهم اهلل في رعاية شعبه‬ ‫أتي هو الراعي الصالح ليرعى شعبه‪ .‬والصالح هنا في أصلها اللغوي تعنى (جميل‪ /‬طيب‪ /‬حسن‪ /‬جيد)‪.‬‬

‫والمعنى أنه راعي له شخصية جميلة النفس‪ .‬هو يحب خرافه محبة شديدة ويبذل نفسه عنها‪ .‬وهو له شخصية‬

‫جميلة محببة عند خرافه‪ ،‬واذ تعرفه خرافه تحبه تاركة الرعاة الغرباء‪.‬‬

‫‪268‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫أنا هو = إسم اهلل‪ ،‬فالمسيح هو الراعي الصالح وهو الحامل إلسم اهلل‪ .‬واهلل كان له رعاة كثيرون مثل داود‪ ،‬ولكن‬ ‫اع إفترس نعجة من قطيعه (التي ألوريا) وموسى كان ر ٍ‬ ‫داود كر ٍ‬ ‫اع ولكنه تذمر من حمل المسئولية أوالً‬

‫(عد‪ ):7-::1::‬وبالنسبة لهم يصير المسيح هو الراعي الصالح صالحاً مطلقاً عدا أن موسى وداود كانوا‬ ‫أيضاً خرافاً عند الراعي األعظم‪ .‬وأفضل الرعاة لم يقدم نفسه للموت عن رعيته ‪ .‬والمسيح فعل ليعطي حياة‬

‫لخرافه (زك‪ +31:7‬مت‪ )71-7:11:‬وصاحب الخراف يرعاها ألنه يمتلكها ويحبها‪ .‬وهو صالح ألنه يطلب لها‬ ‫أما األجير فهو يرعى الخراف ألجل نفسه ويأخذ أجرة وهو غير مستعد أن يموت ألجل الخراف‪ .‬ولو‬ ‫الصالح‪ّ .‬‬ ‫ظهر خطر مفاجئ كظهور ذئب (الذئب هنا هو أي ضيقة أو أي آلة يستخدمها الشيطان أو الشيطان نفسه أو‬ ‫أي إضطهاد في العالم) فهو يهرب بحياته فيفتك الذئب بالخراف ويبددها‪ ،‬ألن الخراف إذ ترى الذئب يخطف‬

‫واحداً واحداً منها تجري وتهرب فتتبدد الرعية‪ .‬والراعي الصالح يكلف رعاة أمناء لرعاية رعيته (أر‪+1117‬‬ ‫‪: +:717‬بط‪ .)1-:17‬ولنالحظ أن األجير ليس هو من يتقاضى أج اًر عن خدمته فالفاعل مستحق أجرته وخادم‬

‫اإلنجيل من اإلنجيل يعيش‪ .‬ولكن األجير هو من يفضل األجرة على الخدمة وعلى محبته لرعيته‪ .‬أو هو من ال‬

‫يريد أن يخدم إال لو أخذ أجرة ‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫الر ِ‬ ‫َن‬ ‫اص ِتي تَ ْع ِرفُِني‪َ 10 ،‬ك َما أ َّ‬ ‫اص ِتي َو َخ َّ‬ ‫ف َخ َّ‬ ‫اعي َّ‬ ‫َما أَ​َنا فَِإ ِّني َّ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)10–17 :15‬أ َّ‬ ‫َع ِر ُ‬ ‫الصالِ ُح‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َضع َن ْف ِسي ع ِن ا ْل ِخر ِ‬ ‫اف‪" .‬‬ ‫َع ِر ُ‬ ‫اآلب َي ْع ِرفُِني َوأَ​َنا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫اآلب‪َ .‬وأَ​َنا أ َ ُ‬ ‫َ‬

‫المسيح نزل من السماء ومعه ذخيرة من العالقة الفعالة التي تربطه وتجمعه بأبيه‪ .‬يريد أن يجعلها هي نفسها‬ ‫فعالة في عالقته بالذين أحبوه وآمنوا به لنصير نحن مربوطين فيه وفي اآلب‪ .‬هنا المسيح يرفع مستوى المعرفة‬

‫بينه وبين خرافه‪ .‬والمعرفة وحدة‪ .‬ومعنى كالمه كما إنى أنا منتمياً ألبي في األلوهية فأنا سأنتمي لخرافي بجسدي‬ ‫البشري‪ .‬كما أنني من خاصة اآلب فيحبني هكذا هي العالقة بيني وبين خاصتي‪ .‬ولكن لنفهم أن العالقة بينه‬

‫وبين اآلب هي عالقة جوهرية شخصية أقنومية بال حدود وال فواصل‪ .‬ولكن العالقة بيننا وبينه يحدها إننا‬ ‫محدودين فهو يحبنا بال حدود لكننا نحبه على قدر إستطاعتنا كذلك في المعرفة فهو يعرف معرفة مطلقة‪.‬‬

‫ومعرفتنا نحن محدودة بحدود قدرتنا الهزيلة‪ ،‬وحدتنا معه محدودة‪ ،‬هي جزئية وتنمو "إنموا في معرفة ربنا يسوع‬

‫المسيح" (‪1‬بط‪ +:117‬يو‪ .)1:1:3‬هو يعطي ونحن نأخذ فإن كانت تعوزنا معرفة هلل فهذا راجع لنقص محبتنا‬

‫(أف‪ .)::-:317‬األصل هو عالقة المسيح باآلب ونرى صورة لها فى عالقة المسيح بخاصته (راجع تفسير (‬

‫يو ‪ ) : 1 :7‬في الكتاب الرابع الخاص بأالم وقيامة المسيح )‪ .‬ولنالحظ أن محبة المسيح لآلب ظاهرة في‬

‫طاعته وبذله نفسه حتى الصليب = أنا أضع نفسي عن الخراف‪ .‬أي هو يضع نفسه للموت عن خرافه‪ .‬ومن‬ ‫أحبه كالشهداء وضعوا أنفسهم ألجله‪ .‬والمسيح وضع نفسه لمحبته لخرافه ولطاعته لآلب‪ .‬والطاعة ناشئة عن‬

‫المحبة‪ .‬فال معرفة حقيقية هلل بدون محبة وبذل‪.‬‬

‫‪269‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬ ‫‪13‬‬ ‫َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫ص ْوِتي‪،‬‬ ‫آية ( يو‪َ " -:)13 :15‬ولِي ِخ َر ٌ‬ ‫يرِة‪َ ،‬ي ْن َب ِغي أ ْ‬ ‫آت َي ِب ِت ْل َك أ َْي ً‬ ‫ضا فَتَ ْ‬ ‫س َمعُ َ‬ ‫اف أُ َخ ُر لَ ْي َ‬ ‫س ْت م ْن هذه ا ْل َحظ َ‬ ‫اع و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ٌد‪" .‬‬ ‫َوتَ ُك ُ‬ ‫ون َرِع َّي ٌة َواح َدةٌ َو َر ٍ َ‬

‫المسيح بموته جذب إليه الجميع (يو‪ .)711:1‬واتسعت دائرة الرعية‪ .‬فلم تعد مقصورة على اليهود بل صارت‬

‫الحظيرة تضم العالم كله (يو‪ .)71-7:1::‬الحظ أنه لم يقل من "حظائر أخرى" فاألمم كانوا مشتتين وسط‬ ‫األوثان وبال حظائر فال حظيرة سوى حظيرة واحدة هلل‪.‬‬

‫رعية واحدة= كل فرد من الرعية يتحد بالمسيح وبعد ذلك يتحد الكل معاً‪ .‬والراعي الواحد= هو الرب يسوع‪.‬‬

‫تسمع صوتي= سماع صوت الرب هو خبرة روحية وهو اإليمان والقبول واإلنجذاب للمخلص‪ .‬هو حب للمخلص‬ ‫كخاصة له‪ .‬الخراف تصير خاصة له‪ .‬وكان آدم يسمع صوت اهلل ويطيعه قبل السقوط‪ .‬ثم بعد السقوط كلمه اهلل‬ ‫ض الخشية‪ .‬بل نجد مريم‬ ‫لكنه كان يسمع ويخاف ويختبئ واآلن فالتائب يصير له صوت اهلل للفرح ِع َو ْ‬ ‫المجدلية قد عرفت المسيح من صوته‪ .‬فهي تفرح بصوته وتعرفه‪ .‬كانت خروف يميز صوت راعيه‪ .‬ولكن لكل‬ ‫إنسان حاسة يسمع بها صوت اهلل ‪ .‬ولكن يتوقف سماع صوت اهلل على حالة كل إنسان وخضوعه هلل‪ ،‬ويتغير‬

‫صوت اهلل في شدته وحنانه وقربه حسب حالة اإلنسان‪ .‬والخاطئ يسمع صوت اهلل فإن قرر أن يستجيب يحيا‪.‬‬ ‫والموتي في اليوم األخير سيسمعون صوت اهلل فيقومون‪ .‬وخراف المسيح تميز صوته عن صوت العالم‬

‫والخطية‪ .‬فصوت الراعي يتميز بأنه هادئ ومفرح للنفس‪ .‬وكان الرعاة في فلسطين يجمعون قطعانهم المختلفة‬

‫داخل حظيرة عامة عند الغروب حتى تسهل حراستها‪ .‬وفي الصباح يأتي كل منهم وينادي على قطيعه بأصوات‬

‫معينة فتخرج أغنامه وحدها على صوته‪ .‬وهكذا في المساء أيضاً فبعد أن تكون األغنام قد إختلطت في المرعى‬ ‫اع عند راعيه فيقودها للحظيرة‪.‬‬ ‫بغيرها يقف الراعي في ناحية وينادي عليها بصوته فيتجمع قطيع كل ر ٍ‬

‫‪12‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ17‬‬ ‫َح ٌد َيأْ ُخ ُذ َها ِم ِّني‪،‬‬ ‫َضعُ َن ْف ِسي آل ُخ َذ َها أ َْي ً‬ ‫اآلب‪ ،‬أل َِّني أ َ‬ ‫س أَ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)12–17 :15‬له َذا ُيحبُّني ُ‬ ‫ضا‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫هذ ِه ا ْلو ِ‬ ‫ضا‪ِ .‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َّي ُة قَ ِب ْلتُ َها ِم ْن أَِبي»‪".‬‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ان أ ْ‬ ‫س ْلطَ ٌ‬ ‫س ْلطَ ٌ‬ ‫َن آ ُخ َذ َها أ َْي ً‬ ‫َن أ َ‬ ‫َب ْل أ َ‬ ‫َ‬ ‫َض َع َها َولِي ُ‬ ‫َض ُع َها أَ​َنا م ْن َذاتي‪ .‬لي ُ‬

‫المسيح ببذل نفسه‪ ،‬فرح اآلب= لهذا يحبني اآلب= ألنه جعل محبة اآلب لإلنسان محسوسة‪.‬‬

‫لهذا يحبني اآلب= هنا ذبيحة المسيح هي موضع فرح اآلب ومحبته لإلبن كإنسان أطاع حتى الموت ليفدى‬ ‫البشر‪ .‬اإلبن موضع حب اآلب أزلياً (= اآلب واحد مع االبن) لكنه هنا يعلن فرحة اآلب بعودة البشر ألحضانه‬

‫بعمل المسيح الفدائي‪ .‬بهذه اآلية يعلن [‪ ]:‬حب اآلب لنا [‪ ]1‬عالقته باآلب فال يتشككوا فيه [‪ ]7‬سلطانه المطلق‬ ‫إذ هو في محبته أسلم نفسه ألجلنا= اضعها انا من ذاتى [‪ ]1‬الفداء موت وقيامة= أضع نفسي آلخذها= فهو‬

‫لن يرى فساداً‪ .‬هنا الراعي ال يموت فقط ألجل الخراف بل يقوم ليقيمها معه‪ .‬هنا نرى سلطان المسيح وأنه يبذل‬

‫ذاته بإرادته حباً لآلب ولرعيته‪ .‬قيمة ذبيحة المسيح أنها طوعية‪ .‬هو الراعي الذي أتى ليفتش على خروفه الضال‬ ‫ليرده‪ ،‬أتى إليه حتى أعماق الموت ليقيمه حياً‪ ،‬لقد صار الراعي هنا ذبيحة‪ .‬الموت هو الذئب الذي كان يخافه‬

‫الرعاة السابقون‪ .‬ولكن الراعي الصالح أتي ليفترس هذا الذئب أو ليميت الموت (عب‪ .):7-:111‬وهنا يلتفت‬ ‫المسيح نحو اآلب ليقدم له ذبيحته التي هي ذبيحة حب وطاعة لآلب فهي إستجابة لوصية اآلب‪ .‬ونرى هنا‬

‫‪270‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫سلطان المسيح على الموت والحياة معاً‪ .‬والمسيح يضع هذا السلطان في توافق مع اآلب= هذه الوصية قبلتها‬

‫من أبي= الوصية هي الموت عن العالم في حب للعالم وبذل نفس عن العالم‪ .‬وهنا نرى التساوي والوحدة بين‬ ‫اآلب واإلبن فألنهما واحد فما يريده اآلب يريده اإلبن= لي سلطان أن‪ ..‬فاإلنسان العادي له سلطان أن يضع‬ ‫نفسه للموت ولكن ليس إلنسان أن يقيم نفسه‪ .‬ولكن للمسيح هذا السلطان فكل ما هو لآلب هو لإلبن‪ .‬في هذه‬

‫اآلية نرى موت المسيح وقيامته بسلطانه وارادته‪ .‬فهو يريد أيضاً أن يموت عن العالم‪ .‬لكن اآلب يريد واإلبن‬ ‫ينفذ‪ .‬اآلب يريد واقنوم االبن هو الذى يضطلع بالتنفيذ = هذه الوصية قبلتها من ابى‪.‬‬

‫لى سلطان أن أضعها = لو ق ال هذا إنسان عادى فهذا يعتبر إنتحار‪ ،‬ولكن المسيح لم يعنى هذا ‪ ،‬بل بعد أن‬ ‫تمم اليهود مع الرومان كل شئ ووضعوه على الصليب ‪ ،‬هنا أسلم السيد روحه فى يدى اآلب بسلطانه ‪ .‬فليس‬

‫ألى إنسان إمكانية أن يقتل المسيح‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫اق ب ْي َن ا ْليهوِد ِبسب ِب ه َذا ا ْل َكالَِم‪15 .‬فَقَ َ ِ‬ ‫ث أ َْي ً ِ‬ ‫ون ِم ْن ُه ْم‪ِ «:‬ب ِه‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)11–13 :15‬فَ َح َد َ‬ ‫ير َ‬ ‫َ​َ‬ ‫ضا ا ْنشقَ ٌ َ‬ ‫َُ‬ ‫ال َكث ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫طا ًنا َي ْق ِد ُر‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ان‪ .‬أَلَ َع َّل َ‬ ‫س ه َذا َكالَ َم َم ْن ِب ِه َ‬ ‫َ‬ ‫طٌ‬ ‫ون لَ ُه؟» آ َخ ُر َ‬ ‫ستَ ِم ُع َ‬ ‫طٌ‬ ‫ان َو ُه َو َي ْهذي‪ .‬ل َما َذا تَ ْ‬ ‫ون قَالُوا‪«:‬لَ ْي َ‬ ‫َع ُي َن ا ْل ُع ْم َي ِ‬ ‫ان؟»‪".‬‬ ‫أْ‬ ‫َن َي ْفتَ َح أ ْ‬

‫بعد كل تعليم للمسيح ينقسم السامعون إلى من يؤمن ومن يرفض‪ .‬وذلك ألن خرافه تعرف صوته فتؤمن‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫يد ِفي أُور َ ِ‬ ‫يد التَّ ْج ِد ِ‬ ‫يم‪،‬‬ ‫ان ِع ُ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)17–11 :15‬و َك َ‬ ‫ُ‬ ‫شل َ‬ ‫‪17‬‬ ‫ِفي ِرَوا ِ‬ ‫ود َوقَالُوا لَ ُه‪« :‬إِلَى َمتَى‬ ‫احتَا َ‬ ‫ط ِب ِه ا ْل َي ُه ُ‬ ‫سلَ ْي َما َن‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ق ُ‬

‫َج ْه ًار»‪".‬‬

‫ان‬ ‫َو َك َ‬ ‫ق‬ ‫تُ َعلِّ ُ‬

‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫سوعُ َيتَ َم َّ‬ ‫شى ِفي ا ْل َه ْي َك ِل‬ ‫اء‪َ .‬و َك َ‬ ‫ان َي ُ‬ ‫شتَ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫يح فَ ُق ْل لَ َنا‬ ‫ت أَ ْن َ‬ ‫س َنا؟ إِ ْن ُك ْن َ‬ ‫ت ا ْل َمس َ‬ ‫أَ ْنفُ َ‬

‫موسم عيد التجديد هو موسم أمطار في شهر ديسمبر لذلك كان المسيح يتمشى في الهيكل في رواق سليمان=‬

‫ورواق سليمان كان في دار األمم وهو مسقوف دخله السيد ليحتمي من المطر والبرد‪ .‬وسمى هكذا فكان هو كل‬ ‫ما بقى بعد أن خرب هيكل سليمان على يد البابليين‪ .‬هذه اآليات وما بعدها تق أر في عيدي الصليب‪ .‬فبالصليب‬

‫تجددت أورشليمنا الداخلية أي حياتنا وصرنا هياكل هلل‪ ،‬المسيح فينا حياتنا‪ .‬بينما هناك شتاء خارجنا أي برودة‬ ‫روحية وعيد التجديد هو إحتفال وضعه يهوذا المكابي يوم جدد الهيكل الذي خربه أنطيوخس إبيفانيوس اليوناني‬

‫(رمز لتجديد اإلنسان بالمسيح بعد أن إستعبده إبليس وأفسد طبيعته)‪ .‬وهذا العيد يأتي في ‪::‬ديسمبر‪ ،‬وهو‬

‫إحتفال بتجديد الهيكل واإلنتصار على اليونانيين‪ .‬ولذلك كانت خياالت اليهود في هذا اليوم أن يعيد المسيح هذه‬

‫اإلنتصارات ويهزم الرومان ‪ .‬هذا العيد يثير فيهم ذكريات سياسية فظنوا أن المسيح يفعل هذا‪ .‬واليهود أمورهم‬ ‫الدينية كانت متداخلة مع األمور الوطنية‪ .‬إلى متى تعلق أنفسنا= هم في عيد التجديد تلتهب خياالتهم بأن يعيد‬ ‫المسيح أمجاد المكابيين‪ .‬ولذلك ألحوا عليه أن يكشف عن شخصه ويمسك راية القائد المحرر‪ .‬فهم كانوا على‬ ‫إستعداد أن يثوروا ضد الرومان وراءه حتى إلى الموت ولكنهم لم يكونوا على إستعداد للتوبة وتجديد حياتهم‪ .‬ولو‬

‫المسيح أجاب على سؤالهم بأنه هو المسيح لقالوا حررنا من الرومان ولو قال ال أنا لست المسيح لكان كاذب‬

‫‪271‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫لذلك فبينما أجاب بوضوح للسامرية وللمولود أعمى أنه إبن اهلل‪ ،‬لم يجب هنا بوضوح واالّ حدثت ثورة ضد‬

‫الرومان‪.‬‬

‫تعليق على آية (‪1)11‬‬

‫الملك أنطيوخس إبيفانيوس اليوناني الذي حكم الشام سنة ‪::1-:31‬ق‪.‬م‪ .‬إستولى على أورشليم وخربها وقتل‬

‫‪ 1::::‬يهودي وباع ‪ 1::::‬آخرين عبيداً‪ ،‬وذبح خنزيرة على باب الهيكل لينجسه وكان يقتل من ال يأكل‬ ‫الخنزير أو يختن طفله‪ .‬ولما قامت ثورة المكابيين تخلصت من حكم اليونان وطهرت الهيكل‪ .‬وكان عيد التجديد‬

‫تذكا اًر لهذا التطهير‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫اسِم أَِبي ِه َي‬ ‫سوعُ‪«:‬إِ ِّني ُق ْل ُ‬ ‫ستُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫َع َما ُل الَِّتي أَ​َنا أ ْ‬ ‫ون‪ .‬اَأل ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)10 :15‬أ َ‬ ‫َع َملُ َها ِب ْ‬ ‫ت لَ ُك ْم َولَ ْ‬ ‫َج َاب ُه ْم َي ُ‬ ‫ش َه ُد لِي‪" .‬‬ ‫تَ ْ‬ ‫كالم المسيح سيكون دينونة لمن يرفض‪ ،‬فكالمه كان مسنوداً بأعماله‪ ،‬وكلها تشهد بأنه من عند اآلب فال داعي‬

‫أن يتكلم اآلن جه اًر‪ .‬ومن يرفضه سيدان‪ ،‬لكنهم يريدون مسيحاً بحسب فكرهم (لو‪ .)1:111‬السيد وضع يده على‬ ‫المشكلة فهم ال تنقصهم المعرفة بل اإلرادة أن يؤمنوا‪.‬‬

‫‪ِ ِ 17‬‬ ‫‪ِ 13‬‬ ‫ستُ ْم ِم ْن ِخ َر ِافي‪َ ،‬ك َما ُق ْل ُ‬ ‫ستُ ْم تُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫س َمعُ‬ ‫ت لَ ُك ْم‪ .‬خ َرافي تَ ْ‬ ‫ون أل ََّن ُك ْم لَ ْ‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)12–13 :15‬ولك َّن ُك ْم لَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع ِرفُها فَتَتْبع ِني‪12 .‬وأَ​َنا أ ْ ِ‬ ‫َح ٌد ِم ْن َي ِدي‪" .‬‬ ‫يها َح َياةً أ َ​َبد َّي ًة‪َ ،‬ولَ ْن تَ ْهل َك إِلَى األ َ​َبد‪َ ،‬والَ َي ْخطَفُ َها أ َ‬ ‫ُعط َ‬ ‫َ‬ ‫ص ْوِتي‪َ ،‬وأَ​َنا أ ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫لكل إنسان أذن روحية يسمع بها صوت اهلل"من له أُ ُذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس" (رؤ‪ )7، 1‬وهي‬ ‫إما تنشغل بصوت اهلل وتتمرن على تمييزه فتتعرف عليه بسهولة وتطيعه‪ ،‬وا ّما تنشغل بمالهي الدنيا وال تعود‬ ‫ّ‬ ‫تسمع صوت اهلل وال تطيعه فاألذن الداخلية تسمع ما يتوافق مع ما في القلب‪ .‬وهؤالء اليهود سلموا أنفسهم وأذانهم‬

‫لمجد الدنيا واعالء شأن الوطن ومحبة المال وحسدهم للمسيح وعنادهم لهذا ضعفت حاسة السمع عندهم للحق‬ ‫اإللهي‪ .‬لذلك حين ظهر المسيح لم يتعرفوا عليه ولم يفهموه لذلك صاروا ليسوا من خرافه‪ .‬أما الخراف فتعرف‬

‫اع خضر فهي قد إختبرته لذلك تتبعه فالخراف تميز صوت راعيها فتتبعه‪،‬‬ ‫راعيها الذي يرعاها ويقودها لمر ٍ‬ ‫والشرط لهذا أن تكون منشغلة باهلل وبخالص نفسها وليس بملذات وخطايا العالم‪ ،‬أما الشهوات فتغلق األذان‬

‫الروحية‪ ،‬وحتى لو سمع اإلنسان ذو األذن المغلقة فإنه لن يطيع‪ .‬ولنرى ماذا يعطي الراعي الصالح لمن يسمع‬

‫[‪ ]1‬حياة أبدية [‪ ]1‬لن تهلك إلى األبد [‪ ]6‬ال يخطفها أحد‪ ،‬فهو قادر أن يحفظها‪.‬‬

‫ونالحظ أن الخراف تسمع صوت المسيح راعيها‪ ،‬وتسمع أي تؤمن وتقبل المسيح وتطيعه‪ .‬وتسمع باألذن‬

‫الداخلية والحظ الترتيب [‪ ]:‬تسمع صوتي [‪ ]1‬أنا أعرفها= أعطيها من محبتي فتكتشف محبتي وتعرفها‬

‫[‪]7‬فتتبعني‪.‬‬

‫تسمع صوتي= هي لها عشرة مع اهلل‪ ،‬تميز صوته‪ ،‬تنفذ إرادته حتى لو عن تغصب‪ .‬أنا أعرفها= هنا تأتي‬ ‫بمعنى أنه يتحد بها فتكتشف محبته وال تريد أن تتركه = فتتبعني= عن حب وثقة وخبرة فى محبته وبالتالى فهى‬

‫‪272‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫تأتى بإرادة حرة وليس بتغصب‪ .‬وهنا يزداد الثبات في المسيح واإلتحاد= أعطيها حياة أبدية‪ .‬وهذه النفس ال‬

‫تعود تخاف من الشيطان فهي في يد اهلل القوي= ال يخطفها أحد ولن تهلك إلى األبد‪.‬‬

‫لستم من خرافي= هو رأي أن ال نصيب لهم في الحياة األبدية إلصرارهم على عدم اإليمان وليس لهم عذر‬

‫لكبريائهم وشهواتهم‪ .‬ولكن منهم من سمع وآمن‪ .‬خرافي تسمع صوتي‪ .‬فصاروا بنو اهلل الحي وأبناء للملكوت‪.‬‬

‫هؤالء هم البسطاء‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ِ‬ ‫َع َ ِ‬ ‫ف ِم ْن َي ِد أَِبي‪" .‬‬ ‫َن َي ْخ َ‬ ‫َع َ‬ ‫طَ‬ ‫َح ٌد أ ْ‬ ‫ط ِاني إِي َ‬ ‫َّاها ُه َو أ ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)13 :15‬أَِبي الَِّذي أ ْ‬ ‫ظ ُم م َن ا ْل ُك ِّل‪َ ،‬والَ َي ْقد ُر أ َ‬ ‫أبي الذي أعطاني إياها= كانوا لك وأعطيتهم لي (يو‪ .):1:3‬فالفريسيون يدعون السيادة على الشعب ألنهم‬

‫تسلموها من أبائهم الذين تتلمذوا على موسى‪ .‬ولكن المسيح ُيعلن هنا أن خرافه هو قد إستلمها ممن هو أعظم‬ ‫من موسى أي من اآلب أبيه‪ .‬وهذه النفوس إنتقلت من يد المالك إلى يد الفادي ليخلصها‪ .‬اإلبن خلقها‪ ،‬فبه كان‬

‫كل شئ‪( .‬يو‪ )71:‬واآلب إجتذبها (يو‪ )111:‬وأعطاها لإلبن (هذه اآلية) ليجعلها اإلبن جسده وهو رأسها‬

‫(اف‪ )7:17‬وبجسده يعيد الخضوع لآلب (‪:‬كو‪ )111:7‬والروح يثبتنا في اإلبن‪.‬‬

‫قدسهم بالروح القدس وقدمهم لآلب (أف‪ .)::-:111‬هؤالء‬ ‫ال يقدر أحد أن يخطف= الذين فداهم المسيح ّ‬ ‫صاروا محفوظين في يد اآلب ال يستطيع الشيطان أن يمسهم‪ .‬واهلل اآلب يحفظ أوالده بوسائل نعمته الكثيرة‪.‬‬ ‫ولكن هناك من يسقط إلستهانته بخديعة الخطية‪ ،‬فاهلل ال يحفظ اإلنسان ضد مشيئة اإلنسان ولكن من يتمسك‬

‫بإيمان في وسائل حماية اهلل ونعمته تحفظه نعمة اهلل‪ .‬وكل من هو من رعية المسيح تحفظه نعمة اهلل اآلب‪.‬‬

‫ومن يتمسك بهذه الوعود بإ يمان سيشعر باإلطمئنان والسالم‪ .‬المسيح هنا يربط بين عمله وعمل اآلب ليظهر‬

‫الوحدة بينهما‪ .‬فالمسيح أمامهم إنسان عادي‪ ،‬ولم يتصوروا أنه إبن هلل‪ .‬لذلك يربط المسيح أمامهم بينه وبين‬

‫اآلب‪ .‬فاآلب أعطاه النفوس ليحفظها ويخلصها‪ .‬فاآلب يحفظ الخراف والمسيح يحفظها إذاً هم واحد‪( .‬قارن آيات‬

‫‪11‬مع‪ )1:‬فكالهما ال يقدر أحد أن يخطف منهما‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ِ‬ ‫ود أ َْي ً ِ‬ ‫اآليات (يو‪65" -:)66–65 :15‬أَ​َنا واآلب و ِ‬ ‫َج َاب ُه ْم‬ ‫اح ٌد»‪ .‬فَتَ​َن َاو َل ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ضا ح َج َارةً ل َي ْر ُج ُموهُ‪ .‬أ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫‪66‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود‬ ‫س َب ِب أ ِّ‬ ‫َج َاب ُه ا ْل َي ُه ُ‬ ‫سوعُ‪«:‬أ ْ‬ ‫َي َع َمل م ْن َها تَْر ُج ُموَنني؟» أ َ‬ ‫س َن ًة أ َ​َرْيتُ ُك ْم م ْن ع ْند أَِبي‪ِ .‬ب َ‬ ‫يرةً َح َ‬ ‫َي ُ‬ ‫َع َماالً َكث َ‬ ‫َج ِل تَ ْج ِد ٍ‬ ‫لها»‪".‬‬ ‫يف‪ ،‬فَِإ َّن َك َوأَ ْن َ‬ ‫سٌ‬ ‫قَ ِائلِ َ‬ ‫س ٍن‪َ ،‬ب ْل أل ْ‬ ‫س َنا َن ْر ُج ُم َك أل ْ‬ ‫ين‪«:‬لَ ْ‬ ‫س َك إِ ً‬ ‫ان تَ ْج َع ُل َن ْف َ‬ ‫ت إِ ْن َ‬ ‫َج ِل َع َمل َح َ‬ ‫أنا واآلب واحد= آية تشهد بالهوت المسيح‪ ،‬وأن اآلب واإلبن طبيعة واحدة‪ ،‬وهكذا فهمها اليهود الذين سمعوا‬

‫فأرادوا رجم المسيح‪ .‬والمسيح قال هذا في ختام كالمه السابق‪ ،‬أي أن عمل الفداء والرعاية والحفظ واعطاء الحياة‬ ‫األبدية متكامل بينه وبين اآلب‪ ،‬اآلب يريد واإلبن ينفذ ويأتي بالمفديين لآلب‪ .‬هم رعية اإلبن واآلب يحفظهم‪،‬‬

‫هي قوة واحدة هلل مشيئة وعمالً‪ .‬فاآلب يحفظ والمسيح يحفظ‪ ،‬نحن في يد المسيح كما في يد اآلب قارن آية‬

‫(‪ ) 1:-11‬نجد اآلب واإلبن يحفظاننا‪ .‬وهذا تعبير عن وحدة القوة اإللهية‪ .‬واليهود حين فهموا من كالمه أنه‬

‫جعل نفسه إلهاً لم يقل لهم أنتم فهمتم كالمي بطريقة خطأ‪ .‬بل أكمل كالمه‪ ،‬فهو فعالً واحد مع أبيه‪ .‬وهنا نرى‬ ‫‪273‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫أن اليهود فهموا ما لم يفهمه األريوسيون وأمثالهم من شهود يهوه وأدفنتست وغيرهم‪ .‬من عند أبي= تأكيد أنه‬

‫واآلب يعمالن معاً‪ .‬اآلب يريد واإلبن ينفذ‪ .‬أعماالً كثيرة= هذه األعمال تشهد أنها من عند اآلب‪ .‬ألجل تجديف=‬

‫إذاً اليهود فهموا الكالم كما أراده المسيح تماماً‪ .‬تجعل نفسك= تدعي األلوهية‪.‬‬

‫اآليات (يو‪67" -:)63–67 :15‬أَجابهم يسوعُ‪« :‬أَلَ ْيس م ْكتُوبا ِفي َنام ِ‬ ‫ت إِ َّن ُك ْم آلِ َه ٌة؟ ‪60‬إِ ْن‬ ‫وس ُك ْم‪ :‬أَ​َنا ُق ْل ُ‬ ‫َ َ ً‬ ‫َ َ ُْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪63‬‬ ‫ِ‬ ‫ين صار ْت إِلَ ْي ِهم َكلِم ُة ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫سلَ ُه‬ ‫اهلل‪َ ،‬والَ ُي ْم ِك ُن أ ْ‬ ‫َن ُي ْنقَ َ‬ ‫َّس ُه ُ‬ ‫ض ا ْل َم ْكتُ ُ‬ ‫اآلب َوأ َْر َ‬ ‫وب‪ ،‬فَالَّذي قَد َ‬ ‫آل َه ٌة ألُولئ َك الذ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ت‪ :‬إِ ِّني ْاب ُن ِ‬ ‫اهلل؟"‬ ‫ون لَ ُه‪ :‬إِ َّن َك تُ َجد ُ‬ ‫ِّف‪ ،‬أل َِّني ُق ْل ُ‬ ‫ا ْل َعالَِم‪ ،‬أَتَقُولُ َ‬ ‫ناموسكم= كلمة ناموس تطلق على العهد القديم كله‪ .‬وقد تطلق على أي جزء‪ .‬ولكن األساس هو سفر التثنية‪،‬‬

‫قَا َل‬ ‫إِلَى‬

‫ثم صارت عامة‪ .‬المسيح هنا يستشهد بمزمور (‪ .)11‬والوحي اإللهي هنا يعطي صفة اآللهة للمجمع الذي‬

‫يجتمع على أساس الحكم بكلمة اهلل (القضاة) وموسى ُسمى إلهاً (خر‪ .)::11‬آلهة= قضاة يحكمون بحسب‬ ‫ٍ‬ ‫قاض أو عن موسى تعني أنه له سلطان على اآلخرين وهم تحت‬ ‫كلمة اهلل التي أعطاها لهم‪ .‬واله حين تقال عن‬ ‫ُع ِط َى كلمة اهلل ليعيش ويحكم بها كمدعو من اهلل (عب‪ )117‬هو في الناموس‬ ‫أمره‪ ،‬أي بمعنى سيد‪ .‬فالذي أ ْ‬ ‫اليهودي محسوب بصفة إله من نحو الناس‪ .‬وهذا يرفع شأن الناموس‪ ،‬وأن له قيمة إلهية كعهد اهلل مع الناس‬ ‫حتى بالرغم من أن الناس أي القضاة نقضوا عهد اهلل (مز‪ )1-:111‬لذلك قيل عنهم "مثل الناس تموتون" أي‬ ‫بسبب خطيتهم يفقدون ميراث الحياة األبدية‪ .‬وسيكونون مثل الشيطان "كأحد الرؤساء تسقطون" ورد المسيح على‬

‫اليهود يعني إن كان القضاة األشرار الذين صارت إليهم كلمة اهلل قيل عنهم آلهة فلماذا ينكرون عليه اللقب‬

‫(بينما هو كلمة اهلل لكنهم ال يدرون)‪ .‬والمسيح إستخدم أيضاً من المزمور قوله وبنو العلي كلكم فلماذا ينكرون‬ ‫عليه قوله إني إبن اهلل‪ .‬والناموس بهذه اآليات "ألم أقل إنكم آلهة‪ ..‬وبنو العلي تدعون" سبق ومهد لألذهان‬

‫إمكانية دعوة إنسان هو يسوع المسيح لحمل صفة الالهوت‪ .‬وأعطت لإلنسان الذي هو أنا وأنت أن نكون أوالداً‬ ‫هلل‪ .‬وقول الكتاب عن البشر أنهم بنو العلي كما قيل عن أوالد شيث أنهم أوالد اهلل= بنو اهلل (تك‪ ،):1:‬هي بنوة‬

‫نسبية‪ .‬وبمقارنة قول المسيح أنا واآلب واحد وأنه إبن اهلل قال اليهود للمسيح وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً‪ .‬بهذا‬

‫نرى إبن اهلل المساوي له ‪ ،‬والواحد معه في جوهره ‪ ،‬وقد صار إنساناً ليعطينا التبني هلل عوضاً عن العبودية‪.‬‬

‫الذي قدسه= خصصه وكرسه وأرسله لفداء العالم‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫ال أَِبي فَالَ تُ ْؤ ِمنُوا ِبي‪62 .‬و ِ‬ ‫َع َم ُل‪ ،‬فَِإ ْن لَ ْم‬ ‫َع َم َ‬ ‫لك ْن إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫سُ‬ ‫اآليات (يو‪ " -:)62–67 :15‬إِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫تأْ‬ ‫َع َم ُل أ ْ‬ ‫تأْ‬ ‫ت لَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َن اآلب ِف َّي وأَ​َنا ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه»‪".‬‬ ‫ال‪ ،‬لِ َك ْي تَ ْع ِرفُوا َوتُ ْؤ ِم ُنوا أ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تُ ْؤم ُنوا ِبي فَآم ُنوا ِباأل ْ َ‬

‫الرب يسوع هنا ينتقل من اإلقناع الفكري حينما لجأ لتفسير (مز‪ )11‬إلى اإلقناع العملي‪ ،‬أي ليحكموا عليه من‬

‫أعماله‪ .‬فأعماله واضح أنه يعملها باآلب (يو‪ .)111:7‬ولكن المسيح ُيطوب من يؤمن بكالمه فقط دون رؤية‬ ‫المعجزات (يو‪" )1:11:‬طوبى لمن آمن ولم يرى" والتالميذ صاروا أنقياء بسبب الكالم (يو‪ .)71:7‬وهم آمنوا‬

‫‪274‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫بسبب الكالم (يو‪ )11:3‬والعجيب أن اليهود حين يصنع المسيح آية يطلبون منه كالماً (قل لنا إن كنت أنت‬

‫المسيح ‪ )11‬وان تكلم يطلبون آية (‪ )7:1:‬وهكذا دائماً يقفون الموقف المعاكس‪.‬‬

‫آمنوا باألعمال= أي صدقوا أنها من عند اآلب‪ .‬ولو اإلنسان حسن النية سيؤدي إيمانه باألعمال إلى إيمانه‬ ‫بشخص المسيح وأن اآلب فيه وهو في اآلب‪ .‬اإليمان باألعمال سيعطي إستنارة ووعي داخلي تؤدي لإليمان‬

‫بشخص المسيح= تعرفوا وتؤمنوا أي إيمان يقيني يصل إلى درجة أن الشخص يكون كمن يرى‪.‬‬ ‫فآمنوا باألعمال هذه موجهة لنا نحن أيضاً‪ .‬والحظ أعمال اهلل فى الخليقة‪.‬‬

‫إن شككت فى قدرة اهلل وعظمته‪ ،‬وكيف عمل العالم وضبطه كضابط للكل‪ ،‬وكيف جعل لكل شئ حداً ال‬

‫يتعداه‪ ،‬فهل ُيخطئ معك أنت ‪ .‬إذ نحن معرضون أن َن ُش ْك مع كل تجربة أو إضطهاد ان اهلل ال يستطيع ان‬ ‫يحمينا‪ .‬وهذا خطأ فمن يحفظ الكون هل هو غير قادر أن يحفظك ويدافع عنك إن كان هذا فيه خالص نفسك‪.‬‬

‫بل يكفى ان تذكر اعمال اهلل معك فى الماضى ‪ ،‬ثم اسأل نفسك ‪ ..‬اذاً لماذا أشك فى استمرار رعايته؟!‬ ‫واذا شككت فى محبة اهلل وغفرانه لك‪ ،‬أنظر لعمل المسيح على الصليب ألجلك‪.‬‬

‫واذا شككت فى أن اهلل يحرمك من شئ إشتهيته تأمل فى الذى بذل إبنه عنك‪ ،‬كيف ال يهبك ما تطلبه إن كان‬

‫لصالح خالص نفسك (رو‪.)7111‬‬

‫واذا شككت فى أن اهلل فى مجده ال يشعر بك ويتعالى عليك (وهذا حقه) وال يهتم بك وبآالمك‪ ،‬فأنظر لمن إتضع‬ ‫وتجسد وتألم ألجلك ‪ ...‬وهكذا‪ .‬أنظر ألعمال اهلل فتؤمن وينتهى الشك فى داخلك‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫َن ُي ْم ِس ُكوهُ فَ َخ َر َج ِم ْن أ َْي ِدي ِه ْم‪"،‬‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫آية ( يو‪ " -:)63 :15‬فَطَلَ ُبوا أ َْي ً‬ ‫إلحاحهم على قتل المسيح يظهر مدى الضيق الذي ألّم بهم بسبب الحق الظاهر في حياته وأعماله‪ .‬وألن ساعته‬

‫لم تكن قد جاءت كانت يدهم تعجز عن اإلمساك به‪.‬‬

‫‪75‬‬ ‫ان يوح َّنا يع ِّم ُد ِف ِ‬ ‫ضا إِلَى ع ْب ِر األُرُد ِّن إِلَى ا ْلم َك ِ ِ‬ ‫يه أ ََّوالً‬ ‫ضى أ َْي ً‬ ‫اآليات (يو‪َ " -:)71–75 :15‬و َم َ‬ ‫َ‬ ‫ان الَّذي َك َ ُ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ان‬ ‫َو َم َك َ‬ ‫ث ُه َن َ‬ ‫وح َّنا َع ْن ه َذا َك َ‬ ‫ير َ‬ ‫آي ًة َواح َدةً‪َ ،‬ولك ْن ُك ُّل َما قَالَ ُه ُي َ‬ ‫وح َّنا لَ ْم َي ْف َع ْل َ‬ ‫ون َوقَالُوا‪«:‬إِ َّن ُي َ‬ ‫اك‪ .‬فَأَتَى إلَ ْيه َكث ُ‬ ‫‪71‬‬ ‫ِ‬ ‫ًّ‬ ‫اك‪" .‬‬ ‫ون ِب ِه ُه َن َ‬ ‫ير َ‬ ‫آم َن َكث ُ‬ ‫َحقا»‪ .‬فَ َ‬

‫هنا يعود يوحنا ويذكر شهادة المعمدان عن المسيح‪ ،‬وأنها كانت مع أعماله سبباً في إيمان البعض‪ .‬وبسبب شدة‬

‫مقاومة اليهود ذهب المسيح إلى عبر األردن ليخفف من غيظهم وهناك بعيداً عن مقاومة اليهود والفريسيين آمن‬

‫به كثيرون‪ .‬وبالد عبر األردن هي بالد بيرية (هي مملكة األردن حالياً) (مت‪ +:1::‬مر‪ ):1::‬وهناك تقاطرت‬ ‫حوله الجموع تستمع إليه وذلك بسبب شهادة المعمدان له والتي كانت ال تزال تمأل أسماعهم وقلوبهم‪ ،‬ومما زاد‬

‫من قوة أعمال المسيح أن يوحنا المعمدان لم يكن يعمل أعماالً إعجازية‪ .‬فالجماهير قارنت المسيح بمعجزاته مع‬

‫المعمدان الذي لم يعمل معجزات فآمنت‪ .‬وهذا الكالم يمهد ألعظم آية صنعها المسيح وهي إقامة لعازر والتي‬ ‫مهد بها الرب إلستعالن سلطانه على الموت والحياة بالقيامة من األموات‪ .‬وهناك في بيرية تذكروا كل نبوات‬

‫‪275‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (اإلصحاح العاشر)‬

‫المعمدان التي تحققت والتي ستتحقق بالصليب "هوذا حمل اهلل الذي يحمل خطية العالم"‪ .‬إذاً‪ 1‬يوحنا لم يفعل آية‬

‫واحدة= هذه تعني [‪ ]:‬المسيح أفضل من يوحنا [‪ ]1‬يوحنا شهد للمسيح‪.‬‬

‫‪276‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)‬

‫عودة للجدول‬

‫(إنجيل يوحنا)( تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)‬ ‫تسلسل األحداث فى انجيل القديس يوحنا‬

‫كل انجيلى يعرض حياة المسـيح لـيعلن لنـا رؤيـة خاصـة يريـد ان يظهرهـا فـى حيـاة المسـيح‪ .‬ويوحنـا لخـص مـا يريـده فـى‬ ‫هذه االية ( ‪...... ) 7: 1 1:‬‬

‫"وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن اهلل ولكى تكون لكم إذا آمنتم حيوة بإسمه "‬

‫ويسوع = المخلص ‪ ...‬فماذا تعنى كلمة الخالص ؟ ‪ .‬والمسيح = تعنى الممسوح بالروح القدس ليكون رئيس كهنة أو‬ ‫ملك ‪... .‬وهذا الخالص له شروط هى االيمان = إذا آمنتم ‪ .‬وماذا سيحصل عليه المؤمن ؟ حياة‪.‬‬ ‫فما هى صفات هذه الحياة ‪......‬؟ هذه األسئلة هى محور اإلنجيل ‪.‬‬

‫بإسمه = اإلسم هو تعبير عن قدرات الشخص وقوته ‪ .‬فقوة فداء المسيح أعطتنا هذه الحياة‪.‬‬

‫ولنرى تسلسل الفكر فى االحداث‪.‬‬ ‫االصحاح االول‬

‫المسيح هو ابن اهلل ‪ ،‬كلمة اهلل ‪ ،‬الذى تجسد ‪ ):‬ليتمم الفداء ‪ )1‬ليعلن لنا اآلب " اهلل لم يره أحد قط ‪ .‬االبن الوحيد‬

‫الذى هـو فـى حضـن أبيـه هـو َخَّبـر ( ايـة ‪ . ) :1‬ولقـد أرسـل اهلل يوحنـا ليعمـد المسـيح فيتأسـس سـر المعموديـة الـذى بـه‬ ‫نمـوت ونقــوم مـع المســيح خليقــة جديـدة = فبــه كــان كـل شــئ ‪ ،‬الخليقـة االولــى والخليقـة الجديــدة (ايـة ‪ ، ) 7‬يتممهــا فينــا‬ ‫الروح القدس الذى حل على المسيح ليسكن فينا بعد ذلك ويثبتنـا فـى المسـيح الـذى هـو الطريـق ( ‪ ، ) : 1 :1‬وهـذا هـو‬

‫ما قصده يوحنا المعمدان بقوله " هو الذى يعمد بالروح القدس " (‪. )77‬‬ ‫االصحاح الثانى‬

‫المسيح يحضر عرس قانا الجليل ويحول ماء التطهير الى خمـر = والخمـر يشـير للفـرح فـى الكتـاب المقـدس ‪ .‬والمعنـى‬ ‫ان المسيح حاضر فى كنيسته ليعطى الفرح لكل من يجاهد ان يطهر نفسه ‪.‬‬

‫المسيح يطهر الهيكل بالسوط = من يهمل تطهيـر نفسـه ( والكنيسـة هـى هيكـل جسـد المسـيح ) يسـاعده المسـيح بـبعض‬ ‫التجارب = السوط ليترك خطيته فيطهره دم المسيح فيفرح ‪.‬‬

‫إذاً أول معنى للخالص = حياة جديدة كلها فرح حتى لو تألمنا يسي اًر ‪ .‬وهذه هى مواصفات الحياة الجديدة‪-1‬‬ ‫‪ ):‬نقيــة‬

‫‪ )1‬كلهــا فــرح داخلــى حتــى مــع وجــود أالم خارجيــة ‪ ،‬فحيــاة بــدون فــرح ليس ـت حيــاة ‪ .‬ومفهــوم النص ـرة فــى‬

‫المسيحية ان الفرح الذى يعطيه المسيح لنا يغلب األالم ( ‪. ) 11 1 ::‬‬

‫‪ )7‬أبدية ‪.‬‬

‫‪277‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)‬

‫االصحاح الثالث‬ ‫هـل محــاوالتى انــا وجهــادى واألالم وحــدها تطهــر ؟! لــو كــان هــذا صــحيحا مــا كــان هنــاك داع للتجســد ‪ .‬ولكــن يــأتى هــذا‬

‫االصحاح لنرى انه ال بد من الوالدة الثانية أى المعمودية المبنية على الصليب ( اية ‪. ) :1‬‬

‫هنا نرى المعنى الثانى للخالص وهو الوالدة الثانية التى بها نصير خليقة جديدة ‪.‬‬ ‫االصحاح الرابع‬

‫هنــا نــرى المعنــى الثالــث للخــالص = تتحــول الســامرية الزانيــة إلــى كــارزة = وهــذا تطبيــق ارئــع لمعنــى الخليقــة الجديــدة ‪.‬‬ ‫ولكن للحصول على الحياة الجديدة يجب أن يؤمن الشخص‬

‫( ايات ‪. ) 77 – 1:‬‬

‫االصحاح الخامس‬

‫المعنى الرابع للخالص هنا هو‪ ..‬الشفاء ‪ ،‬ونرى المسيح هنا يتقدم من نفسه ليشـفى هـذا المـريض دون ان يسـأله أحـد ‪.‬‬

‫ألم يتجسد المسـيح دون ان يسـأله أحـد ‪ .‬هـو يريـد ويشـتاق لخـالص االنسـان ولكـن هـذا الخـالص هـو لمـن يريـد ان يبـ أر‬

‫(‪ . ):‬ونفهم من باقى االصحاح ان المسيح هنـا يحقـق إرادة اآلب ‪ ،‬وهـذا معنـى مـا قيـل سـابقا " االبـن الوحيـد الـذى هـو‬ ‫فى حضن أبيه هو َّ‬ ‫خبر " (‪. ):1 1 :‬‬

‫ونــرى أن الشــفاء لمــن يــؤمن فقــط ‪ ،‬ولكــن نــرى ان اليهــود الــذين ال يريــدون ان يؤمنـوا أخـذوا فــى مقاومــة المســيح‪ .‬فهـؤالء‬

‫ليس لهم خالص ‪ .‬فمن يسمع للمسيح هو من يتوب عن أعماله وبالتالى سيحيا أبديا ‪.‬‬

‫وهنا نرى الهوت المسيح بوضوح تام فهو ابن اهلل ‪ ): ......‬هو يعمل نفس أعمال اآلب (‪.)::‬‬ ‫‪ )1‬اآلب يحب االبن وهذه عبارة تشير للوحدة بين اآلب واالبن (‪ ، )1:‬فهما واحد بالمحبـة فالمحبـة هـى طبيعـة اهلل ‪،‬‬

‫فاهلل محبة ‪.‬‬

‫‪ )7‬االبن ألنه ابن اهلل فله السلطان ان يحيى من يشاء(‪. )1:‬‬

‫‪ )1‬االبن هو الديان (‪. )11‬‬

‫‪ )7‬االبن له االكرام كاآلب (‪. )17‬‬

‫االصحاح السادس‬ ‫هنا نرى المسيح المشبع لمن يؤمن به ويريد ان يتغير ‪ ،‬وهـو يشـبع جسـديا ونفسـيا وروحيـا ‪ .‬ويعطـى الحيـاة األبديـة بـأن‬

‫يعطينا جسده مأكال حقيقيا ‪.‬‬

‫ونــرى هنــا التنــاقض بــين إرادة اهلل وموقــف النــاس مــن اهلل ‪ .‬فــاهلل يريــد لالنســان الحيــاة ‪ ،‬والمســيح أتــى لتكــون لنــا حيــاة‬ ‫وليكون لنا أفضل ( ‪ . ) :: 1 ::‬أما من له مصالح دنيوية تتعارض مع إرادة المسيح فهو يرفض المسيح ‪ .‬فنـرى هنـا‬

‫رجوع النـاس عـن المسـيح (‪ ، )::‬ويهـوذا يسـلمه (‪ . )3:‬وهـذه الصـورة تتكـرر فـى االصـحاحات التاليـة ‪ ،‬صـور متعـددة‬ ‫لمن تنفتح عينيه فيؤمن ومن تظل عينه مغلقة فيعاند وال يؤمن ‪.‬‬ ‫االصحاح السابع‬

‫‪278‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)‬

‫امتدادا لما سبق نـرى اليهـود يريـدون قتـل المسـيح ‪ .‬بـل إخوتـه يريـدون نفـس الشـئ ‪ ،‬فهـم يحثونـه ان يصـعد الـى أورشـليم‬ ‫فهم يعلمـون بنيـة اليهـود لقتلـه ‪ .‬والسـبب هـو الحسـد كمـا فهمهـم بـيالطس ( مـر ‪ ) :: 1 :7‬فالفريسـيون والكتبـة والكهنـة‬ ‫ورؤساء الكهنة ( هؤالء أسماهم يوحنا اليهود ) ‪ .‬أما اخوته فينطبق عليهم قول المسيح " ليس لنبى ك ارمـة فـى وطنـه " (‬

‫يو ‪ . ) 11 1 1‬فإخوته أخذتهم الغيرة من شهرته ‪ ،‬واليهود خافوا على مكاسبهم المادية ألن المسيح اجتذب الناس حوله‬ ‫‪ .‬وهنا نرى التناقض مرة أخرى بين موقف هؤالء الذين يريدون قتل المسيح وبين مفهوم عيد المظـال الـذى يشـير لغربتنـا‬

‫فــى هــذا العــالم والــى الحيــاة األبديــة التــى فــى الســماء بعــد إنتهــاء أيــام غربتنــا فــى هــذا العــالم ‪ .‬فه ـؤالء الرافضــين للمســيح‬ ‫بسبب أهدافهم المادية ظنوا أنهم سيعيشون لألبد هنا على هذه االرض ‪ .‬ولنرى الحوار بين هؤالء اليهود وبين المسيح ‪،‬‬

‫ولــنفهم ان مــن لــه أهــداف أخــرى دنيويــة غيــر حيــاة الطهــارة والغربــة عــن العــالم وان تكــون عينــه مثبتــة علــى موطنــه فــى‬ ‫الســماء ‪ ،‬مثــل هــذا ي ـرفض المســيح ويــدخل فــى مجــادالت ال يريــد مــن ورائهــا ســوى أن يبــرر رفضــه للمســيح ‪ .‬مثــل هــذا‬ ‫تعمى عينيه فال يعرف المسيح وال يراه ‪ .‬أما الذين ليس لهم أهداف مادية = هؤالء مثـل الخـدام الـذين أرسـلهم الفريسـيون‬ ‫ورؤساء الكهنة ليمسكوا المسيح ( هؤالء هم جنود تابعين لرؤساء الكهنة ) ‪ ،‬هؤالء أعجبوا بالمسيح ورفضوا إلقاء القبض‬

‫عليــه (‪ . ) 1:- 17 ، 71‬بــل نيقوديمــوس نجــد أنــه وهــو مــن الرؤســاء ( الســنهدريم ) بــدأ إيمانــه بالمســيح ينمــو‪ .‬أى أن‬ ‫عينه بدأت تنفتح ويعرف من هو المسيح ‪ .‬ورأينا أن ايمان نيقوديموس قد نضج أخي ار بعد صلب المسيح ( ‪) 7: 1 ::‬‬ ‫‪ .‬ونرى المسيح المعلم ال ييأس مـن تعلـيم هـؤالء اليهـود فهـو" قصـبة مرضوضـة ال يقصـف" ( مـت ‪ . ) 1: 1 :1‬وهـذا‬

‫الحوار إمتد لالصحاح الثامن ‪ .‬لكن لنرى ان كالم المسيح هو سالح ذو حدين (عب ‪ ):1 1 1‬فهو إما للحياة ‪ ،‬فكالم‬ ‫المسيح روح وحياة (‪ ):7 1 :1‬وكالم المسيح ينقى (‪ )7 1 :7‬لمن يسمع ويطيع ‪ ،‬وهذا تكون له حياة أبدية‬

‫( ‪ ) :1 1 :‬أما من يعاند ويقاوم فكلمة المسيح تدين (‪.)111 :1‬‬ ‫االصحاح الثامن‬

‫هنا نرى معنى جديد للخالص ‪ ،‬فنرى ان المسيح أتى ليغفر الخطايا مهما كانت الخطية‪ ،‬هنـا يغفـر للزانيـة علـى شـرط‬

‫ان اليعــود اإلنســان للخطيــة (‪ )::‬فــدم المســيح يطهــر مــن كــل خطيــة ( ‪:‬يــو ‪ . ) :: – 3 1 :‬والســيد لــه المجــد يضــع‬ ‫شرطا مهما للغفران ‪ ،‬هو ان نتبعه ونترك طريق الظلمة (‪ ، ):1‬بهـذا نسـتفيد مـن امكانيـات الـدم الغـافر المطهـر ‪ .‬ومـن‬

‫يصر على خطاياه فهو لن يتبع المسيح الى السماء (‪ . )1:‬والشرط االخـر هـو اإليمـان (‪ ، )11‬وحـين نضـع المقصـود‬ ‫بهذه الشروط نفهم ان االيمان ليس هو اإليمان النظرى بالفم ‪ ،‬بل هو أن نتبع المسيح ونسير فـى النـور رافضـين طريـق‬

‫الظلمــة ‪ .‬ومــن يحفــظ كــالم الســيد فلــه حيــاة ابديــة (‪ ، )7:‬وهـؤالء هــم أوالد اهلل الــذين عرفـوا المســيح وتبعــوه (‪ . )11‬أمــا‬ ‫الذين يسيرون فى الظلمة عاملين شهواتهم فهم أوالد ابليس‪.‬‬

‫ونرى هنا معنى جديد للخالص وهو الحرية فلقد حررنا المسيح من العبودية للشيطان وللخطية‪.‬‬ ‫االصحاح التاسع‬

‫‪279‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)‬

‫من رفضوا المسيح ورأيناهم فيما سبق ‪ ،‬هؤالء أعمت عيونهم خطايـاهم وشـهواتهم ‪ ،‬فصـاروا ال يعرفـون مـن هـو المسـيح‬ ‫فرفضوه بل أرادوا قتله ‪ .‬والقديس يوحنا يضـع فـى هـذا االصـحاح صـورة مضـادة ‪ ،‬المسـيح يـذهب مـن نفسـه ليفـتح أعـين‬

‫مولود أعمى ‪ .‬فهو لهذا أتى ‪ ،‬ليخبرنا عن اآلب وارادته من نحونا فى الخالص ‪ ،‬ويظهر لنا طريق النور والحياة لنتبعه‬ ‫‪ .‬فنحن ولدنا بالطبيعة من أبوينا عميانـا ال نـرى طريـق السـماء ‪ ،‬وأتـى المسـيح ليفـتح عيوننـا بالمعموديـة (اإلغتسـال فـى‬

‫بركـة ســلوام ) ‪ .‬فهـذا المولــود أعمــى إسـتنار وآمــن بالمســيح إذ عرفـه فخلــص ‪ .‬هنــا نـرى معنــى جديــد للخــالص = العــين‬

‫المفتوحة التـى تعـرف المسـيح وتتبعـه فـى النـور ‪ .‬ويوحنـا هنـا يعـرض الموقـف المضـاد لليهـود العميـان بقلـوبهم ‪ ،‬فهـؤالء‬ ‫الذين أرادوا قتل المسيح ها هم يريدون قتل من تبعوا المسيح ‪ .‬وهـذا مـا قالـه المسـيح سـابقا ( ‪ . ) 3 1 3‬ثـم كـرره بـأكثر‬

‫تفصيل فى(‪ .)1- :1 ::‬ولكن هل يترك المسيح من يتبعه ويتخلى عنه ؟! أبدا ‪ ،‬فحينما طرد اليهود الرجـل الـذى كـان‬

‫أعمى وجده المسيح فهو الراعى الصالح الذى ال يترك خرافه ‪ .‬وهذا هو موضوع االصحاح القادم ‪.‬‬ ‫االصحاح العاشر‬

‫هنـا نرى معنـى الخـالص بوضـوح فالمسـيح هـو ال ارعـي الصـالح الـذى يبـذل نفسـه عـن خ ارفـه (‪ )::‬لكـى تكـون لهـا حيـاة‬ ‫وليكـون لهــا أفضــل (‪ )::‬ويضـع نفســه عــن الخـراف (‪ ):7‬وهــذا بإرادتــه وســلطانه أى لـيس مجبـ ار علــى هـذا بــل حبــا فــى‬

‫خرافه (‪ . ):1‬وسيكون هذا بأن يقدم نفسه ذبيحة عن خرافه (‪ = )7:‬وهذا معنى قدسه اآلب‪ .‬وهو سيقدم نفسه ذبيحة‬

‫بسلطانه " لى سلطان ان أضعها " (‪ ):1‬وهذا معنى " ألجلهم اقدس انا ذاتى " (يو ‪ . ) :: 1 :3‬لكنـه سـيقوم (‪):1‬‬ ‫= لى سلطان أن آخذها أيضـا = ويعطينـا بقيامتـه حيـاة أبديـة (‪ .)11‬والشـرط نـراه مكـر ار خـالل اإلنجيـل كلـه أال وهـو‬

‫اإليمان (‪. )71‬‬ ‫االصحاح الحادى عشر‬ ‫هنا يورد القديس يوحنا معجزة إقامة لعازر كإعالن عن ألوهيته فهو له سلطان أن يقيم ميت له أربعة أيام فى القبـر وقـد‬

‫أنــتن ‪ .‬وأيضــا هــذه المعج ـزة هــى إعــالن عــن إرادة اهلل فــى أن نحيــا ‪ ،‬وأن الحيــاة األبديــة التــى نحصــل عليهــا هــى فــى‬ ‫المسيح فهو القيامة والحياة (‪ . )17‬ونرى هنا التناقض بين موقفين لمن أروا المعجزة ‪....‬‬

‫‪ ):‬فمن لهم العين المفتوحة ( ليس لهم إرادة خاطئة وشهوات مادية ) هؤالء آمنوا ‪.‬‬

‫‪ )1‬أمــا االخـرين فــإزداد حقــدهم علــى المســيح وبــدأوا فــى تــدبير مـؤامرة لقتلــه ‪ .‬بــل وصــل عمــى قلــوبهم أنهــم‬ ‫تشاوروا لقتل لعازر أيضا‪ ،‬وهذا هو قمة عمى القلب ‪ ،‬إذ أن من أقام لعازر مرة أما هو قادر ان يقيمـه‬

‫مرة أخرى !!‬ ‫االصحاح الثانى عشر‬

‫هنـاك تضــاد واضــح بــين موقــف اليهـود الــذين أرادوا قتــل المســيح لعمــى قلــوبهم ‪ ،‬وبـين مــن عينــه مفتوحــة وعــرف المســيح‬ ‫فأحبه وبذل من أجله كل ما هو ٍ‬ ‫غال (مريم) ‪ .‬ونرى أيضا عيون مفتوحة تستقبل المسيح المتواضع إستقبال الملوك عن‬

‫‪280‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)‬

‫حــب (‪ . ):7‬والعكــس نــرى كراهيــة اليهــود العميــان (‪ . )::‬ثــم نــرى أن المســيح لــم يـ ِ‬ ‫ـأت لليهــود فقــط بــل هــو قــد فــرح‬

‫باليونانيين (‪ )1:‬الذين أتوا اليه فهو يريد ان الجميع يخلصون (‪:‬تى ‪ . )1 1 1‬ثم تأمل المسيح فى الثمن الذى سيدفعه‬ ‫ألجل ذلك وحزنه الشديد على مـن يـرفض (‪ ، )13‬ويتضـح حـزن المسـيح علـى هـالك الرافضـين ممـا قالـه يوحنـا (‪– 73‬‬

‫‪ . ) 17‬ثم ينبه المسيح الكل بتحذير أخير (‪. ) 7: – 11‬‬ ‫االصحاح الثالث عشر‬

‫هنا نرى معنى جديد للخالص ‪ ،‬فالمسيح يغسل أرجل تالميذه استعدادا ليؤسس مباشرة سر االفخارستيا ‪ .‬وهذا معنـاه أن‬

‫المسيح ينقيهم قبل ان يناولهم جسده ‪ ،‬ثم يترك هذا العمل لتالميذه وخلفـائهم (‪ ):1‬فـى سـري اإلعتـراف ( يـو ‪11 1 1:‬‬

‫‪ ) 17 ،‬واإلفخارستيا ( لو ‪ . ) :: 1 11‬ومن هذه الليلة التى أسس السيد فيهـا سـر اإلفخارسـتيا ( ليلـة خمـيس العهـد )‬ ‫بدأت أحداث الصليب ‪ ،‬ونرى خيانة يهوذا (‪. )13‬‬ ‫إصحاحات الباراقليط ( ‪ - 65 : 16‬نهاية االصحاح ‪) 17‬‬ ‫الســيد المســيح وهــو هنــا يفصــله عــن الصــليب ســاعات قليلــة ‪ ،‬وقــد إقتــرب مــن إنتهــاء تنفيــذ مهمتــه بجســده علــى االرض‬ ‫والتى من أجلها قد تجسد ‪ ،‬يعلن لتالميذه وللكنيسة كلهـا ان الروح القدس سـيكمل العمـل وهـو سـيبقى معنـا فـى الكنيسـة‬ ‫وفي كل معمد مدهون بالميرون لنهاية الزمان ‪ .‬أما المسيح االبـن سـينطلق للسـماء لـيجلس عـن يمـين اآلب أى ليتمجـد‬

‫بناســوته (‪ ) 7 1 :3‬وليعــد لنــا مكــان أى ُيــدخل الجســد االنســانى الــى الســماء ‪ ،‬وفــى الزمــان المحــدد نتبعــه (‪، )7 1 :1‬‬ ‫وهذا ما قالـه لتالميـذه (‪ )77 1 :7‬أنهـم سـوف يتبعونـه أمـا اليهـود فلـن يسـتطيعوا ذلـك لعـدم إيمـانهم بـل لصـلبهم للمسـيح‬ ‫ولعنادهم ( يو ‪. )1: 1 1‬‬

‫وعمل الروح القدس معنا هو ‪ )1 -:‬المعزى (‪ ):: 1 :1‬وهذا معنى كلمة الباراقليط‬

‫‪ )1‬ماكث معنا ويكـون فينـا (‪. ):3 1 :1‬‬

‫‪ )6‬يعلمنـا كـل شـئ ويـذكرنا بكـل مـا قالـه المسـيح (‪ )7 . )1: 1 :1‬هـو‬

‫يثبتنــا فــى الكرمــة (المســيح) فنكــون أغصــانا فــى هــذه الكرمــة = (أعضــاء جســد المســيح) (‪ )0 . )7- : 1 :7‬هــو يشــهد‬

‫للمســيح (‪ ) 1: 1 :7‬ويعطينــا نحــن أيضــا ان نشــهد للمســيح (‪ . )13 1 :7‬فلــيس أحــد يقــدر ان يقــول المســيح رب إال‬ ‫بــالروح القــدس ( ‪:‬كــو‪. )7 1 :1‬‬

‫إلى جميع الحق (‪. ):7 1 ::‬‬

‫‪ )3‬هــو يبكــت علــى خطيــة وعلــى بــر وعلــى دينونــة (‪. )1 1 ::‬‬

‫‪ )7‬يرشــدنا‬

‫‪ )2‬هو يعطينا رؤية صحيحة عمن هو المسيح ‪ ،‬ويعطينا ان نعرفه ونمجده ونحبه‬

‫إذ نـدرك مــن هــو ومقــدار محبتــه لنــا وبذلــه ألجلنـا ‪ ،‬والــروح القــدس بهــذا يمجــد المســيح (‪.):: – :7 1 ::‬‬

‫‪ )3‬بــل‬

‫الروح القدس يعطينا ان نعرف أمور آتية ( ‪. ):7 1 ::‬‬

‫‪ )15‬بهذا فالروح القدس يعلن لنا المسيح حتى نعرفـه ‪ ،‬وحينمـا نعرفـه نحبـه ( فهـو فـى محبتـه ولطفـه وحـالوة عشـرته ‪،‬‬ ‫ـب ) ‪ ،‬وهـذا معنـى ان الـروح القـدس يسـكب محبـة اهلل فـى قلوبنـا ( رو ‪1 7‬‬ ‫هو شخص نقع فـى محبتـه ‪ ،‬هـو شـخص ُي َح ْ‬ ‫‪ . )7‬فهــو ال يســكب محبــة اهلل عنــوة بــل بمعرفــة حقيقيــة لشــخص المســيح (فطريقــة الــروح القــدس هــى اإلقنــاع والتعلــيم‬ ‫وراجع إر ‪ . ) 3 1 1:‬وحينما نعرف المسيح و نحبه ‪ ،‬نحيا ابدياً فمحبة المسيح تعنى االتحاد به ( راجع تفسير يو ‪:7‬‬

‫‪281‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


‫تفسير األناجيل (‪( )3‬تفسير إنجيل يوحنا) (تسلسل األحداث في إنجيل يوحنا)‬

‫‪ ) :1‬وهكذا معرفة المسيح تعنى االتحاد به ( راجع تفسير مت ‪ )13 1 ::‬والمسيح هو الحيـاة ( يـو ‪ . )17 1 ::‬فمـن‬

‫يتحد بالمسيح يتحد بالحياة فيحيا أبديا ‪ ،‬وهذا معنى قول السيد المسيح " وهذه هى الحيـوة األبديـة ان يعرفـوك انـت االلـه‬

‫الحقيقـى ويسـوع المسـيح الــذى أرسـلته " (يـو ‪ )7 1 :3‬وهـذا معنــى ان الـروح القـدس هــو الـروح المحيــى ألنـه هـو الــذى‬ ‫يثبتنا فى المسيح الذى هو الحياة ‪.‬‬

‫ثم تأتى أحداث الصلب والقيامة فى بقية االصحاحات‪.‬‬

‫‪282‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.